لكلِّ فتى ً رامهُ يقدرُ
ولم يدرِ أنَّ الحجا متعبٌ
ولا أنَّ حبَّ العلا مفقرُ
حلتْ نومة ُ العجزِ في عينهِ
فلمْ يدرِ ما فضلُ منْ يسهرُ
لكَ الخيرُ فاسمع فإنَّ الحدي
ثَ يقتَّصُّ ثمَّ لهُ منشرُ
يهبُّ شراراً ويمشي على السُّ
روحِ فتلهبُ أوْ تسعرُ
ولا ترعني سمعَ خالي الضُّلو
عِ ممّا أجنُّ وما أظهرُ
فغيركَ منْ لا أبالي بما
شكوتُ أيسمعُ أو يوقرُ
وغيرُ حياضكَ مالاأحومُ
عليهِ ولو أنَّهُ الكوثرُ
إلامَ تحرِّمُ شعري بكمْ
يضيعُ وذمَّتهُ تخفرُ
ويمطلَ ديني ودينِ الوفا
ءِ تاركهُ عندكمْ يكفرُ
وللمطلِ والصَّبرِ وقتٌ يحدُّ
فكمْ تمطلونَ وكمْ أصبرُ
ألمْ تعلموا أنَّني ما بقي
تُ أنظركمْ ثمَّ لا أنظرُ
أذمُّ زماني وبي حاجة ٌ
إلى القولِ شاهدها يحضرُ
وأرسلُ منْ رسنَ الإقتضاءِ
أواناً أعرِّضْ أو أذكرُ
فلا بالشِّكاية ِ ممَّا أبو
حُ أحظى ولا بالّذي أسترُ
وقدْ كنتُ أشكو وأيَّامكمْ
جعادٌ وعامكمُ أغبرُ
وأعذرُ والخالُ فيما أرو
مُ عنْ قدرِ همَّتكمْ تقصرُ
فكيفَ وقدْ أمطرتْ أرضكمْ
وأفعمَ واديكمُ أعذرُ
وأمرُ البلادِ ورزقُ العباد
إليكمْ وعنْ مثلكمْ يصدرُ
قدرتمْ فمنُّوا فكمْ ليلة ٍ
سهرتُ إلى اللهِ أنْ تقدروا
فما في الحميّة ِ أنْ يمنعَ ال
ملىء ُ وذو حقّهِ معسرُ
دعوناكمْ منْ وراءِ التي
لسانُ البليغِ بها يحصرُ
وعنْ خلَّة ٍ باطنٍ داؤها
تجمَّلُ بالصَّمتِ أو تسترُ
مكحَّلة ٍ خشنٍ مسَّها
إلى أكلنا فمها يغفرُ
يعزُّ على المجدِ والمكرما
تِ أنَّا بأنيابها نعقرُ
ونحنُ منَ الدَّهرِ بلْ منكمُ
بما سدَّ خلَّتنا أجدرُ
شموسٌ ببغدادَ منكمْ تضيء
ونحنُ بأقسامنا نعثرُ
وبالجزعِ فالمنحنى من دجيلٍ
سحابٌ على غيرنا يهمرُ
ونحنُ نظنُّ بأيّامكم
كما ظنَّ بالثمرِ المؤبرُ
فهلْ فيكمُ وبلى فيكمُ
فتى ً يصرخُ الفضلَ أو ينصرُ
فيذكرُ منْ حقِّنا ما نسي
ومثلُ أواصرنا يذكرُ
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.(81/83)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> رقَّ لبغدادَ القضاءُ والقدرْ
رقَّ لبغدادَ القضاءُ والقدرْ
رقم القصيدة : 60077
-----------------------------------
رقَّ لبغدادَ القضاءُ والقدرْ
وعطفَ الدَّهرُ عليها وأمرْ
وامتعضَ المجدُ لها من طولِ ما
حاقَ بها الضَّيمُ فثارَ وانتصرْ
وضحكَ المزنُ إلى ربوعها
والعامُ قدْ قطَّبَ فيها وكشرْ
فهي ومنْ يحملهُ ترابها
عازبة ٌ راحتْ ومنهاضٌ جبرْ
عادَ الحيا إلى الثرى فربَّهُ
وفتقَ الصُّبحُ الظَّلامَ ففجرْ
ونطقتْ خرسُ العلا فأبصرتْ
عمياؤها وسمعتْ وهي وقرْ
فليهنها ما أثمرَ الصَّبرُ لها
والصّبرُ في إمرارهِ حلو الثَّمرْ
قصركِ يا خابطة َ اللَّيلِ بنا
لا بدَّ لليلِ الطَّويل منْ سحرْ
تنفَّسي مبصرة ً وانفرجي
فطالما غمَّ دجاكِ واعتكرْ
هذا الوزيرُ وأخوهُ فأسفري
قدْ ردَّتْ الشَّمسُ عليكِ والقمرْ
نجمانِ ما غابا لسعيٍ ماجدٍ
في الأفقِ إلاَّ طلعا مع الظَّفرْ
وجاريانِ سابقٌ بنفسهِ
إلى المدى ولاحقٌ على الأثرْ
تشابها والكفُّ مثلُ أختها
والزِّندُ مثلَ الزِّندِ مرخاً وعشرْ
متى تطلْ منْ شرفِ الدِّينِ يدٌ
تجدْ كمالَ الملكِ عنْ أخرى حسرْ
كلتا اليمنينِ قياسٌ للعلا
ذا ذرعَ الأفقَ بها وذا شبرْ
ومنْ يرَ ذا ورداً وذاكَ قرباً
لهُ يقلْ ذا العشبُ من ذاكَ المطرْ
دوحة ُ مجدٍ صعبتْ عيدانها
على العدا أنْ تختلى وتهتصرْ
سقى النَّدى عبدُ الرَّحيمِ ساقها
وحاطَ أيِّوبُ عليها وحظرْ
وحملتْ مثقلة ً فأثمرتْ
مذكرة ً فولدتْ كلَّ ذكرْ
قومٌ أقاموا الدَّهرَ وهو عاثرٌ
حتى مشى يختالُ عنهمْ وخطرْ
وأدركوا أيامهمْ بهيمة ً
مغفلة ً شياتها حصَّ الشَّعرْ
فاعتلقوا جباهها وسوقها
وطلعوا منَ الحجولِ والغررْ
كلُّ غلامٍ إن عفا وإنْ سطا
أمَّنَ بينَ الخافقينَ أو ذعرْ
أروعُ لا تجري الخطوبُ إن نهى
خوفاً ولا يقضي القضاءُ إن أمرْ
نالَ السَّماءَ مدرَّجاً في قمطهِ
وفاتَ كلَّ قارحٍ وما اثَّغرْ
لمْ يأخذْ السوددَ حظَّاً غلطاً(81/84)
ولا العلا مغتصباً أو مقتسرْ
ما سارَ في كتيبة ٍ إلاَّ حمى
وما متطى وسادة ً إلاَّ وزرْ
قدْ صدعَ اللهُ بكمْ معجزة ً
في الأرضِ ليستْ في محلاتِ البشرْ
فأرشدَ المستبصرينَ بكمُ
لو كانَ يغني القلبُ أو يغني البصرْ
وأعلمَ الملكَ المدارَ أنَّهُ
بغيرِ قطبٍ منكمُ لا يستقرْ
وأنَّهُ حبلٌ وليتمْ فتلهُ
فكيفما أبرمهُ النَّاسُ انتسرْ
أما كفاهُ إن كفاهُ واعظٌ
بيانُ ما جرَّبَ منكمْ واختبرْ
وكيفَ لمَّتْ وهي في أيديكمُ
طينتهُ وانحلَّ في أيدٍ أخرْ
كمْ غارَ من بعدِ الغرورِ مدة ً
بغيركمْ أما يغارُ من يغرْ
بلى على ذاكَ قدْ بانَ لهُ
فرقانُ ما بينَ الرِّجالِ فظهرْ
ونصحتهُ نفسهُ لنفسهِ
فشاورَ الحزمَ وأحسنَ النَّظرْ
فقابلوا هفوتهُ بحلمكمْ
فمثلكمْ إن كانَ ذنبٌ من غفرْ
واستدركوا بسعيكمْ حفيظة ً
من أمرهِ ما شعبَ العجزُ وجرّ
فهو الذي درَّ على إيمانكمْ
قدما لهُ خلفَ الصِّلاحِ وغزرْ
وإنْ غنيتمْ لغنى أنفسكمْ
عنْ رغبة ٍ فهو إليكمْ مفتقرْ
إنَّ العراقَ اليومَ أنتمْ قطبهُ
لولاكمُ مدبِّرينَ لمْ يدرْ
قدْ حبستْ عليكمُ سروجهُ
منْ غابَ في حماتكمْ ومنْ حضرْ
أنتمْ غذا ضيمَ سيوفُ نصرهِ
وأنتمْ ربيعهُ إذا اقشعرّ
إذا قربتمْ ضحكتْ عراصهُ
وابيضَّ وجهُ العدلِ فيها وسفرْ
وإنْ نأيتمْ كانَ في انتظاركمْ
كأنكمْ فيهِ الإمامُ المنتظرْ
فعالجوا أدواءهُ بطبِّكمْ
قدْ حفرَ الجرحُ الذي كانَ عقرْ
لمْ يبقَ إلاَّ رمقٌ فابتدروا
إمساكهُ والغوثَ إنْ لمْ يبتدرْ
يا قاتلَ الجدبِ انتصرْ وقدْ بغى
بعدكَ عامُ المحلِ فينا وفجرْ
كمْ تمطرُ الشَّهباءُ عنكَ بالحيا
قدْ صرَّحتْ كحلٌ وصابتْ بقرْ
أمددْ بيمناكَ على مجدٍ عفا
خصباً وجدِّدْ رسمَ جودٍ قدْ دثرْ
أقدمْ على السَّعدْ إلى الصَّدرِ الذي
أوحشتهُ فانهضْ بوردٍ وصدرْ
واضفُ على الدَّولة ِ ظلاًّ سابغاً
تسحبهُ سحبكَ هدَّابَ الأزرْ
دعْ كبدَ الغيظِ على أعدائها
ودعْ لأوليائها حزَّ الأشرْ
قدْ أكلتْ أكفَّها نواجدٌ(81/85)
يومَ لكَ الأمرُ استقامَ واستقرْ
ودويتْ بما أشرتْ وطوتْ
أفئدة ً بكَ بالسُّوءِ تأتمرْ
منَهمُ فربعوا منْ ظلعٍ
على رضاً بادٍ وسخطٍ مستترْ
فلا يزلْ وأنتَ حيٌّ خالدٌ
نأيهمْ حتى يسدُّونَ الحفرْ
ولا تنلْ ملككَ إلاَّ شللاً
يدُ الزَّمانِ وتصاريفُ الغيرْ
اذكرْ وصفْ كيفَ ترى بشائري
في مجدكمْ إنَّ الكريمَ من ذكرْ
حدِّثْ بآياتي وقلْ بمعجزي
وخبري عنْ كلِّ غيبٍ مستترْ
هذا الذي جرتْ بهِ عيافتي
لكمْ وطيري ذو اليمينِ إذ زجرْ
وكيفَ لا تصدقُ فيكمْ نذري
وأن في مديحكمْ أبو النُّذرْ
ومددُ العيشة ِ لي منْ فضلكمْ
وحظَّكمْ حظَّي منْ خيرٍ وشرّ
قدْ عرقَ الزَّمانُ لحمي بعدكمْ
ببعدكمْ وأحرقَ العظمُ وذرّ
ولمْ يدعْ لي غمزهُ جارحة ً
إلاَّ وفيها غمزُ نابٍ وظفرْ
تنبذني في حبِّكمْ نواظرٌ
وألسنٌ منبذة َ النَّضوِ المعرّ
أرجو نداهمْ ضلَّة ً وعطفهمْ
كما رجتْ قحطانُ ودَّاً في مضرْ
أرجعُ عنْ زيارتي في يسرهمْ
إلى محلٍّ عامرٍ من العسرْ
فافتقدوا شلواً لكمْ بقاؤهُ
ومنكمْ إن فاتَ أو مرَّ يمرّ
لسانكمْ وكلُّ منْ ينطقكمْ
سواهُ معقولُ اللِّسانِ أو مجرّ
قدْ بلغَ المفصلَ مني جازري
فاللهُ فيَّ أنْ يحزَّ ماجزرْ
لمْ تبقَ فيَّ بعدكمْ بقيَّة ٌ
يرجى لها رفدُ غدٍ وينتظرْ
فاقضوا ديونَ جودكمْ في خلَّتي
فقدْ قضى شعري فيكمْ ما نذرْ
Free counter
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> اللَّيلُ فالأرضُ للِّيثِ الشَّرى
اللَّيلُ فالأرضُ للِّيثِ الشَّرى
رقم القصيدة : 60078
-----------------------------------
اللَّيلُ فالأرضُ للِّيثِ الشَّرى
عرَّسَ يبغي راحة ً أو سرى
فتارة ً مفترشاً غابة ً
وتارة ً مفترساً مصحرا
والظَّفرُ الحلوُ لهُ إنْ عفا
عمداً وإنْ نيَّبَ أو ظفَّرا
مرَّ على هزَّة ِ ألبادهِ
يكبرُ أنْ يؤمرْ أو يزجرا
يرى منَ العزِّة ِ في نفسهِ
مالمْ يكنْ ما حضُ نصحٍ يرى
أغلبْ لم يخلقْ ركوبَ المطا
سهلا ولم يقصرْ لخزمِ البرى
فما تريدُ اليدُ منْ مقودٍ(81/86)
يرجعُ عنها باعها أبترا
للهِ رامٍ سهمهُ رأيهُ
إذا رأى شاكلة ً فكَّرا
يطيعُ منْ عزمتهِ مقدماً
ما غلَّسَ النَّهضة َ أو بكّرا
تنصرهُ الوثبة ُ منْ أنْ يرى
مستصرخَ الخلسة ِ مستنصرا
لا تجذبُ الأوطانُ منهُ ولا
يخدعهُ للضِّيمِ طيبُ الكرى
يأنسُ بالنِّعمة ِ ما ساندتْ
جنباً منسيعاً وحمى ٍ أعسرا
فإنْ مشتْ في جوِّها ذلِّة ٌ
رابكَ مذعورا ومستنفرا
ليمَ على غشمتهِ فاتكٌ
هلاَّ ارتأى فيها وهلاَّ امترى
وقيلَ لو علَّلَ مستأمناً
والدَّاءُ إنْ موطلَ يوماً سرى
وكمْ جنى الرَّيثُ على حازمٍ
فودَّ لو قدَّمَ ما أخَّرا
يا فارسَ الغرَّاءِ يرمي بها
سهلَ العنانِ الجانبَ الأوعرا
يردُّ منْ غرَّتها معتماً
على الدآدي غلساً مقمرا
ينصُّ منْ أرساغها والمطا
إما جناحاً طارَ أو منسرا
قلْ لعميدِ الدَّولة ِ أفلحْ بها
قدْ سلَّمَ الخصمُ وزالَ المرا
فانظرْ إلى الأعقابِ من صدرها
لا بدَّ للمعتمِ أنْ يفجرا
ركبتها بزلاءَ مخطومة ٍ
تحملُ منكَ الأسدَ القسورا
ترمي بدارِ الذُّلِّ من خلفها
ظهراً وتبغي في العلا مظهرا
ناجيَّة ً تأخذُ منْ حظِّها
مقبلة َ ما تركتْ مدبرا
حتى استقلَّتْ بكَ بحبوحة ٌ
تشرفُ بالبادية ِ الحضَّرا
محميَّة َ الأرجاءِ أنْ هيِّجتْ
زعزعتْ الأبيضَ والأسمرا
تذكركَ المجدَ بوفدِ الجدا
وسامرَ اللَّيلِ ونارَ القرى
وغلمة ً حولك منْ عامرٍ
شرطكَ مدعوَّاً ومستنصرا
تحسبها إنْ غضبتْ جنَّة ً
وجانبَ الزَّابَ بها عبقرا
تأمرُ في ذاكَ وتنهى بما
أنفتَ انْ ينهى وأنْ يؤمرا
عدوَّكَ الآملُ ما لا يرى
أصبحَ منْ بعدكَ مستوزرا
دعوة ُ داعٍ لم يجدْ حظَّهُ
أشقى لهُ منكَ ولا أخسرا
قدْ أنكرتْ بعدكَ خطَّابها
فلا ترى كفئاً ولا ممهرا
وابتذلتْ حتى غدا ظهرها
أجلبَ مما ركضتْ أدبرا
بينَ بني العاهاتِ منبوذة
يزاحمُ الأعمى بها الأعورا
واستامها المفلسُ لمَّا غدتْ
تباعُ بالفلسِ فلا تشترى
كانتْ بكمْ مغنى هوى ً آهلاً
فاليومَ أضحتْ طللاً مقفرا(81/87)
وساقها سالبها ظلَّكمْ
للذئبِ يرعى سرحها مصحرا
دامية ً منْ ندمٍ كفَّهُ
يأكلها الإبهامُ والخنصرا
ينشدُ منكمْ وطرافاتهُ
ويسألُ الرُّكبانَ مستخبرا
كعاشقٍ فارقَ أحبابهُ
طوعاً وسامَ اللَّيلَ طيفَ الكرى
أينَ لهُ أينَ بكمْ نادماً
معتذراً إلاَّ بأنْ يعذرا
ما أخلقَ العاثرَ يمشي بهِ
كسيرهُ أنْ يبتغي مجبرا
لا يعرفُ المعروفَ في أمرهِ
معمَّرٌ حتى يرى المنكرا
يا نعمة ً ما صاحبتْ صاحباً
وعقلة ُ النِّعمة ِ أنْ تشكرا
غداً يوافيكَ بأيمانه
جاحدكَ الغامطُ مستبصرا
بغدرة ٍ يرغبُ في بسطها
وزلَّة ٍ يسألُ أنْ تغفرا
فثمَّ فارددْ قادراً رأيكَ ال
شاردَ وابردْ صدركَ الموغرا
واجرِ منَ الصَّفحِ على عادة ٍ
مثلكَ مستولٍ عليها جرى
والتحمْ الجرحَ فقدْ طوَّحتْ
جنباهُ بالمسبار واستنهرا
بادرْ بها الفوتَ فما شلوها
أوَّلَ ميتٍ بكَ قدْ أنشرا
واركبْ مطاها فقدْ استخضعتْ
ذلاًّ لأنْ تلجمَ أو تثقرا
وروِّضْ البعدَ وتأديبهُ
لكَ الرِّقابَ الذُّلَّ والأظهرا
غرسٌ فتيٌّ أنتَ أنشأتهُ
فلا تدعْ غيركَ مستثمرا
ما أسَّسَ القادرَُ إلاَّ بنى
علواً ولا يخلقُ إلاَّ فرى
واسئلْ مواعيدي في مثلها
هلْ أخلفتْ أو كذَّبتْ مزجرا
لو نزلَ الوحيُ على شاعرٍ
قمتُ بشيراً فيكمْ منذرا
أو أدعى المعجزَ منْ ليسَ بال
نبيِّ كنتُ المعجزَ المبهرا
كمْ آية ٍ لي لو تحفظَّتمُ
بها وفألٍ بعلاكمْ جرى
يشكرُ مقروءاً ويشكو إذا
صحَّ الذي حدَّثَ أو خبَّرا
لا حقُّ منْ قدَّمَ حقَّاً بهِ
يعطى ولا فوزة ُ ما يشترى
وجلُّ حظِّي عندكمْ فيهِ ما
أجودَ ما قالَ وما أشعرا
تناسياً منْ حيثُ تقضي العلا
وتوجبُ القدرة ُ أنْ أذكرا
كنتمْ ربيعي وثرى أرضي
يلقى الحيا ظمآنَ مستبشرا
فما لربعي دارساً هامداً
مذ صرتمْ الأنواءَ والأبحرا
إليكمْ الصَّرخة ُ لا منكمُ
ما أخونَ الحظَّ وما أجورا
قدْ أكلتني بعدكمْ فترة ٌ
ما أكلتْ إلاَّ فتى ً مقترا
واستعذبتْ لحمي وإنْ لم تجدْ
إلاَّ ممرَّاً طعمهُ ممقرا(81/88)
كنتُ على البلِّة ِ منْ مائكمْ
منتفضاً في ورقي مصفرا
فكيفَ حالي ونوى داركمْ
قدْ منعَ القطرة َ أنْ تقطرا
منْ لي بصونِ العمرِ في ظلِّهِ
سنيَّ أحصيهنَّ والأشهرا
ومنْ لكمْ غيري طباقُ الملا
ما راضهُ فيكمْ وما سيِّرا
حتى لقدْ سمِّيَ بكمْ مسرفاً
حيثُ يسمَّى مادحاً مكثرا
أقسمتُ إنْ فاتكمْ الدَّهرُ بي
ليندمنْ بعدي منْ قصَّرا
يا عروتي الوثقى أعدْ نظرة ً
في خلِّة ٍ منبوذة ٍ بالعرا
تلافَ بالعاجلِ ميسورها
وصبْ لو مؤتشلاً منزرا
واضمنْ على جودكَ منْ أجلِ ما
قدْ أنعمَ الوادي وعمَّ الثَّرى
ولا تدعني ودعاءُ الصَّبا
في معشرٍ أشقى بهمْ معسرا
نبِّهْ على أنْ أختصاصي بكمْ
يخرجكمْ بالرَّغمِ مني يرا
واطلعْ طلوعَ البدر ما ضرَّهُ
سراراهُ ليلة ً ما أقمرا
واستخدمْ النيروزَ واسعدْ به
مستعملاً في العزِّ مستعمرا
يومٌ منَ الأيامِ لكنْ رأى
لهُ عليها الفضلَ والمفخرا
كأنَّهُ منْ نخوة ٍ قلَّدَ ال
تسويدَ عنْ أمركَ أو أمَّرا
ينسبُ كسرى فإنْ أختاركمْ
ديناً فقدْ وافقكمْ عنصرا
يقسمُ والصِّدقُ قمينٌ بهِ
بما حبا الأرضَ وما نوَّرا
أنَّكَ تبقى مالكاً خالداً
ما ردَّ منهُ الدَّهرُ أو كرَّرا
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لو كنتَ تبلو غداة السفحِ أخباري
لو كنتَ تبلو غداة السفحِ أخباري
رقم القصيدة : 60079
-----------------------------------
لو كنتَ تبلو غداة السفحِ أخباري
علمتَ أنَّ ليسَ ما عيَّرتَ بالعارِ
شوقٌ إلى الوطنِ المحبوبِ جاذبَ أض
لاعي ودمعٌ جرى منْ فرقة الجارِ
ووقفة ٌ لمْ أكنْ فيها بأوَّلَ منْ
بانَ الخليطَ فداوى الوجدَ بالدَّارِ
ولمتَ في البرقِ زفراتي فلو علمتْ
عيناكَ منْ أينَ ذاكَ البارقُ السَّاري
طارتْ شرارتهُ منْ جوِ كاظمة ٍ
تحتَ الدُّجى بلباناتي وأوطاري
من كلِّ مبتسمٍ عن مثلِ ومضتهِ
وذائبٍ ريقهُ في مزنهُ الجاري
وخافقٍ بفؤادي في حياً هطلٍ
خفوقَ شعشاعهِ منْ غير إضرارِ(81/89)
وطائشٍ من لحاظٍ يومَ ذي سلمٍ
ملكنَ وردي ولمْ يمكلنَ إصداري
رميتُ أحسبُ أنِّي في بني جشمٍ
فردَّ سهمي ورامي مهجتي قاري
هل بالدِّيارِ على لومي ومعذرتي
عدوى تقامُ على وجدِي وتذكاري
أم أنتَ تعذلُ فيما لا تزيدُ بهِ
إلاَّ مداواة َ حرِ النَّارِ بالنَّارِ
تنكَّرتْ أنْ رأتْ شيبي وقدْ حسبتْ
أيَّامَ عمري فصدَّتْ أمَّ عمَّارِ
أما تريني ذوى غصني وناحلني
ظلِّي ورابًَ الهوى صبري وإقصاري
وقوربتْ خطواتي منْ هنا وهنا
فبدِّلتْ أذرعٌ منها بأشبارِ
مطَّرداً تجتفيني العينُ راكدة ً
عندَ الملوكِ رياحي بعدَ إعصارِ
فما خضعتُ ولكنْ خاننيزمني
ولا ذللتُ ولكنْ غابَ أنصاري
وقدْ أكونُ وما تقضى بلهنية ٌ
إلاَّ بمتعة ِ آصالي وأسحاري
موسِّعاً لي رواقَ الأنسِ قالصة ً
عني ذلاذلُ أبوابٍ وأستارِ
معْ الوسائدِ أو فوقَ المضاجعِ إنْ
ملَّتْ مجالسُ ألاَّفٍ وسمَّارِ
أشري الموداتَ والأموالَ مقترحاً
منها الصَّفايا بأخلاقي وأشعاري
أيَّامَ لي منْ بني عبدِ الرَّحيمِ حمى
راعينَ حقَّ العلا دانينَ حضَّارِ
مرفرفينَ على حقَّي بحفظهمِ
رامينَ نحوي بأسماعٍِ وأبصارِ
فاليومَ تنبذني الأبوابَ مطَّرحاً
نبذَ المعرَّة ِ تحتَ الزِّفتِ والقارِ
يملُّ مدحي ولا يصغي لمعتبتي
ولا يراقبُ تخويفي وإنذاري
ينقَّصُ الفضلُ ميزاتي ويصغرني
ما كانَ فيهِ غذا أنصفتُ إكباري
هذا وهمُ بعدُ يرعوني وإنْ شحطوا
ويلحظوني على بعدٍ منَ الدَّارِ
علقتُ باسمهمُ فاستبقني ويفي
أنَّي علقتُ بحبلٍ غيرِ جوَّارِ
بالأطهرينَ ثرى ً والأطيبينَ ندى ً
والأسمحينَ على عسرٍ وإقتارِ
والنَّاصرينَ لما قالوا بما فعلوا
والفاتلينَ على شزرٍ وإمرارِ
لا يعدمُ الجارُ فيهمْ عزَّ أسرتهِ
ولا يكونَ قراهمْ خجلة َ الجارِ
ولا يردِّونَ في صدرِ الحقوقِ إذا
توجَّهتْ بتساويفٍ وأعذارِ
يأوي الطَّريدُ إليهمْ غيرَ مهتضمٍ
ويرحلُ الضَّيفَ عنهم غيرَ مختارِ
سريتُ منهمْ بشهبٍ في دجى أملي
تضيءُ لي واهتدى ليلي بأقمارِ(81/90)
صحبتهمْ والصِّبا ريعانُ في ورقي
فما نبوا بي حتى حانَ إصفاري
مقرَّباً يحسبوني ذيلَ أنعمهمْ
حتى ترى النَّاسَ يقتافونَ آثاري
حتى لو أنَّي أدعى باسمِ بعضهمِ
لمْ ينبُ جهري عنْ الدَّاعي وإسراري
حموا شبولاً حمى سرحى وعشتُ إلى
أنَّ ذبَّ عني منهمُ ضيغمٌ ضاري
قضيتُ في شرفِ الدِّينِ الذي ضمنتْ
لي المنى ووقى زجري وأطياري
وحرَّمتْ يدهُ لحمي على زمني
وكنتُ منهُ لأنيابٍ وأظفارِ
أغرُّ قامتْ بقولي فيه معجزتي
في الفضلِ وانكشفتْ بالصِّدقِ أخباري
وسارَ بأيمي ما أرسلتهُ مثلاً
في الأرضِ في كلِّ بيتٍ فيهِ سيِّارِ
مباركٌ تطردُ اللأواءَ رؤيتهُ
طردَ الظَّلامِ بزندِ البلجة ِ الواري
وزيرُ ملكٍ خلتْ في عدلِ سيرتهِ
صحيفة ُ الملكِ منْ إثمٍ وأوزارِ
يزيَّنَ الحقَّ في عينيهِ منبتهُ
على نوازعِ عرقٍ فيهِ نعَّارِ
شبَّتْ بهِ الدَّولة ُ الشَّمطاءُ وارتجعتْ
زمانها بينَ إعراسٍ وإعذارِ
وأقلعَ الدَّهرُ عمَّا كانَ يثلمهُ
منْ عرشها بعدَ تصميمٍ وإصرارِ
طوراً هشيماً تلظَّى ثمَّ يرفلُ منْ
تدبيرهِ بينَ جنَّاتٍ وأنهارِ
يذبُّ عنها وقدْ ريعتْ جوانبها
برأيهِ المكتسي أو سيفه العاري
تهفو مراراً بهِ غمطاً لنعمتهِ
ثمَّ تعودُ بحلوِ الصَّفحِ غفَّارِ
فكمْ تموتُ ويحييها برجعتهِ
وكمْ تعقُّ أباها الخالقَ الباري
شيمة ُ لؤمٍ لها تنسى إذا قرنتْ
منهُ بشيمة ِ حرٍّ وابنُ أحرارِ
من طينة ِ الملكِ ملموماً على كرمٍ
لم تنحتْ صخرة ٌ منهُ بمنقارِ
يهتزُّ فخراً بعرضٍ لا يلمُّ بهِ
وصمُ القنا وأديمٍ غيرَ عوَّارِ
بينَ وزيرٍ تغصَّ الصَّدرِ جلستهُ
يختالُ أو ملكٍ في الفرسِ جبَّارُ
تقسَّموا الأرضَ يفتضُّونَ عذرتها
بعدلهمْ بينَ عمَّالٍ وعمَّارِ
ورثتهمْ سوددا وازددت بينهمُ
زيادة َ السَّيفِ بينَ الماءِ والنَّارِ
إنْ تخلُ منْ وجهكَ الزوراءُ مكرهة ٌ
فإنَّ صدَّكَ عنها صدُّ مختارِ
أو ينضَ بعدكَ عنها حسنها فلها
بقربِ غيركَ أثوابٌ منَ العارِ(81/91)
أمَّا الدِّيارُ فقفرٌ والقطينُ بها
يودُّ منْ قلقٍ لو أنَّهُ ساري
قد خضخضَ السَّجلُ جاليها فما يجدْ ال
سَّاقي سوى حماة ٍ ما بينَ أحجارِ
وطارَ بالرزقِ عنها أجدلٌ علقتْ
منهُ المنى بحديدِ الظُّفرِ عقَّارِ
قامتْ بأذنابها أقدامهمْ وهوتْ
رءوسها في هوى مستهدمٍ هاري
فالأرضُ مردودة ٌ بالفلس لو عرضتْ
والملكُ يغلو لمبتاعٍ بدينارِ
وصاحبُ الأرضِ مملوكٌ يصرِّفهُ
مجعجعٌ بينَ نهَّاءٍ وأمَّارِ
حلسُ العرينة ِ خافٍ تحتَ لبدتهِ
ويكسبُ اللَّيثَ مع سعى وإصحارِ
مدَّبرٌ لعبتْ أيدٍ بدولتهِ
مشلولة ٌ بينَ إقبالٍ وإدبارِ
يدعوكَ معترفاً بالحقِّ فيكَ وما اس
تدناكَ مثلَ إعترافٍ بعدَ إنكارِ
يا جارهُ أمسِ قدْ لانتْ عريكته
فاعطفْ لهُ وأرعَ فيهِ حرمة َ الجارِ
وانهضْ لها نهضة َ الشَّاري ببطشتهِ ال
كبرى وحاشا لكَ التَّمثيلِ بالشَّاري
قدْ أعقمَ الرأي فاستدركَ بقيَّتها
منكَ برأيٍ ولوجِ البطنِ مذكارِ
فلمْ تزلْ وارياً في كلِّ مشكلة ٍ
بقدحها جارياً في كلِّ مضمارِ
وامللْ بجودكَ أهواءً موزَّعة ً
حتى تفيءَ لإذعانِ وإقرار
واسعَ لمنتظرٍ آياتِ عودكَ لمْ
يغنمْ سوى الصَّبر منْ غمٍّ وإنظارِ
لا يشتكيكَ وإنْ طالَ الجفاءُ بهِ
إلاَّ إليكَ بإخفاءٍ وإظهار
ِلمْ يبقَ إلاَّ الذّما منهُ وأحسبهُ
لليومِ أو لغدٍ ميتاً بلا ثارِ
لولا عوائدُ منْ نعماكَ تنشلني
وإنْ أتتْ منْ قبيلِ الطَّارقِ الطَّاري
تزورني والنَّوى بيني وبينكمْ
أهلاً بها منْ حفيٍّ بيوزوَّارِ
فجدِّدوها مراعاة ً فبي ظماٌ
لو كانَ في البحرِ لمْ يخلقْ بتيَّارِ
لمَّوا كسوري فما في الأرضِ منقبة ٌ
أعلى بصاحبها منْ جبرِ أكساري
اليدُ منكمْ فلا تلقوا أشاجعها
لفاصمٍ منْ يدِ العلياءِ بشَّارِ
وإن أغبْ عنكمُ فالشِّعرُ يذكرني
وحسبكمْ بالقوافي ربَّ إذكارِ
فاستجلها يا عميدَ الدَّولتينِ فقدْ
وافى بها الشَّوقُ منْ عونٍ وإبكارِ
عرائساً أنتَ مولى النَّاسِ خاطبها
وبعلها وأبوها عفوَ افكاري(81/92)
وانظرْ إليها ما قدْ أعطيتْ شرفاً
مردَّداً بينَ أحماءٍ وأصهارِ
والمهرجانُ وعيدُ الفطرِ قدْ وليا
زفافها بينَ صوَّاغٍ وعطَّارِ
يومانِ للفرسِ أو للعرب بينهما
حظُّ السَّعادة ِ مقسومٌ بمقدارِ
هذا بتاجِ أبيهِ عاصبٌ وعلى
هذا اختيالُ فتى ً بالسَّيفِ خطَّارُ
تصاحبا صحبة َ الخلَّينِ واتفقا
سلماً ولمْ يذكرانِ أضغانَ ذي قارِ
فالبسهما بينَ عيشٍ ناعمٍ وتقى ً
وبينَ صومٍ تزكيِّهِ وإفطارِ
ما طافَ بالبيتِ ماحي زلَّة ً وسعى
شعثٌ أمامَ الصَّفا أنضاءَ أسفارِ
تنصَّبوا لهجيرِ الشَّمسِ وافترشوا
ليلَ السَرى بينَ أقتابٍ وأكوارِ
نصُّوا الرِّكابَ بمصرٍ واحدٍ وهمُ
شتَّى أباديدُ آفاقٍ وأمصارِ
حتى أهلَّوا فلبَّوا حاسرينَ إلى ال
دَّاعي مباذلَ أشعارٍ وأبشارِ
وما جرى الدَّمُ في الوادي وقدْ نحروا
وسربلَ البيتُ منْ حجبٍ وأستارِ
مخلَّدَ الملكِ تفضي كلُّ شارقة ٍ
إلى وفاقٍ لما تهوى وإيثارِ
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لمنْ الظَّعنُ تهتدي وتجورُ
لمنْ الظَّعنُ تهتدي وتجورُ
رقم القصيدة : 60080
-----------------------------------
لمنْ الظَّعنُ تهتدي وتجورُ
سائقٌ منجدٌ وشوقٌ يغيرُ
تتبعُ الخطوَ قاهراً بينَ أيدي
ها ومنْ خلفها هوى ً مقهورُ
وهي في طاعة ِ التَّلفتِ حيَّا
تٌ وفي طاعة ِ الجبالِ سطورُ
ووراءَ الحدوجِ في البيدِ أروا
حُ المقيمينَ في الدِّيارِ تسيرُ
رفعوها وهي الخدور وراحوا
وهي مما تحوي القلوبَ صدورُ
يا عقيدي على الغرامِ بليلٍ
قمْ وفيَّا وغيركَ المأمورُ
وأعرني إن كانَ مما يعار ال
قلبُ أو كنتَ أنتَ ممنْ يعير
لي وترٌ بينَ الرِّكابِ وأولى
منْ توليَّتَ نصرهُ الموتورُ
حكمتْ في دمَّي فتاة ٌ من الح
يِّ مباحٌ لها الدَّمُ المحظورُ
غادة ٌ بينَ ظبية ِ البانِ والبا
نِ اهتزازٌ في خلقها وفتورُ
بهما تخلسُ العقولُ وترعى
في حمى كلِّ مهجة ٍ وتغيرُ
فمتى استعصمتْ فعاقلتاها
رشأٌ أحورٌ وغصنٌ نضيرُ(81/93)
منْ عذيري منها وأينَ منْ القا
تلِ يجني ولا يقادُ عذيرُ
قامرتني بطرفها يومَ ذي البا
نِ وراحتْ ولبَّي المقمورُ
دونها منْ إبائها شيمة ُ الغد
رِ ومن قومها القنا المشجورُ
قالَ عنها الواشونَ حقَّاً فعفنا
وقنعنا بالطَّيفِ والطَّيفُ زورُ
ومنَ النَّزحِ صادقٌ وهو مذمو
مُ لدينا وكاذبٌ مشكورُ
زارنا بالعراقِ زورة َ ذي الجن
بِ وماوانُ دونهُ فجفيرُ
يركبُ اللَّيلَ قعدة ً واللَّيالي
صهواتٌ فرسانهنَّ البدورُ
يقطعُ التيهَ والجمالَ دليلٌ
بينَ عينيهِ والظَّلامُ خفيرُ
فإذا مضجعي القضيضُ مهيدٌ
وإذا ليلي الطَّويلُ قصير
ما لظمياءَ تنطوي شرَّة َ العم
رِ فيبلى وحسنها منشورُ
وعظَ الشِّيبُ والحوادثُ فيها
وفؤادي ذاكَ المصرُّ الجسورُ
ومشيرٍ ولَّيتهُ صفحة َ الإع
راضِ عنها والحبُّ لا يستشيرُ
نكرَ البيضَ والصَّبابة َ بالبي
ضِ وأينَ الصَّبا وأينَ النَّكيرُ
إنْ تراني على يديكَ خفيفاً
سلسَ السَّهمِ مقودي والقتيرُ
ليناً تحتَ غمزة ِ الحائلِ الفا
طرِ تنماعُ طينتي وتخورُ
فبما أكرهُ الحفيظَ ولا يط
عمْ نوماً على انتباهي الغيورُ
غيرَ عودي الملوي وغيرَ عصايَال
ملتحى بالملامة ِ المقشورُ
حيثُ حكمي فصلُ القضاءِ على الدَّه
رِ وأمري على الحسانِ أميرُ
فخذْ الآنَ كيفَ شئتَ بحبلي
قدْ كفاكَ الجذابَ أنَّي أسيرُ
يا بني الدَّهرِ كمْ يصمُّ على الزَّج
رِ وكمْ يكمُّهُ السميعُ البصيرُ
سقمٌ ماطلٌ أما آنَ أنْ يف
رقَ شيئاً على الرَّقيِ المسحورُ
ملكَ الجورُ أمركمْ فالفتى المغ
رورُ بالعيشِ فيكمْ معذورُ
فتساقيتمْ الفراقَ بكأسٍ
هي فيكمْ على السَّماء تدورُ
كلَّ يومٍ حقٌّ مضاعٌ عليكمْ
ووفاءٌ لديكمْ مكفورُ
يفرحُ المنتشي بها اليومَ أو ين
سى غداً ما يكابدُ المغمورُ
وثناءٌ تشكو تجارة ُ أعرا
ضكمُ منهُ وهو فيكمُ يبورُ
وجناحٌ إذا المنى ريَّشتهُ
عادَ فيكمْ باليأسِ وهو كسيرُ
وأخٌ وجههُ الحيا الباردَ العذ
بُ ومكنونهُ الأجاجُ المريرُ(81/94)
عدَّتي منهُ رثَّة ٌ وعديدي
يومَ ألقى العدا بهِ مكثورُ
ومتى هزَّ للحقوقِ نبا من
هُ صديقٌ يكورُ ثمَّ يحورُ
وافترقنا وقدْ سلا الغادرُ الها
جرُ منَّا وما سلا المهجورُ
لو تأسَّى بكاملٍ كلُّ منْ يس
ألُ نصفاً لمْ تلقَ خلقاً يجورُ
تلكَ طرقٌ على المسالكِ عميا
ءٌ وظهرٌ على العراكِ عسيرُ
وعناءٌ على النَّواظرِ أنْ يط
لبَ للشَّمسِ في السَّماءِ نظيرُ
تركَ النَّاسَ خلفهُ سابقَ النا
سِ وقافتْ بهِ الصِّبا والدَّبورُ
وسما للعلا فأشرقَ منْ أش
رفِ أفلاكها الهلالُ المنيرُ
طالباً قدرَ نفسهِ يكفلُ السَّع
يَ لهُ النَّجاحُ والمقدورُ
همَّة ٌ قارنتْ قريناً منَ السَّع
دِ فسارتْ في الأفقِ حيثُ يسيرُ
وعطايا رأتْ معيناً منْ الشُّك
رِ فدامتْ ماكلُّ معطى ً شكورُ
ولدَ الدَّهرُ منكَ والدَّهرُ همٌّ
ما تمنَّتْ على الشَّبابِ الدُّهورُ
واستقلتْ بنعمة ِ اللهِ جنبا
كَ وكلٌّ بثقلها مبهورُ
ورأى النَّاسُ معجزاتكَ فاستي
قنَ منْ شكَّ واستجابَ الكفورُ
فسماحٌ أعمى مسحتْ بكفَّي
كَ عليهِ فارتدَّ وهو بصيرُ
ودفينٌ منَ الفضائلِ نادا
كَ منَ التُّربِ ميتهُ المقبورُ
مستجيراً منَ الرَّدى بكَ فانتا
شَ فاعجبْ بميتٍ يستجيرُ
جدتَ عذب النَّدى غزيراً وجودُ ال
غيثِ ملحٌ في سحبهِ منزورُ
وتعذَّرتَ عنْ كثيركَ والبح
رُ وقدْ قلَّ رفدهُ معذورُ
في زمانٍ غذا الرّجالُ سخوا في
هِ فما فرطُ نيلهمْ تبذيرُ
جودُ منْ لا غداً يخافُ ولا اليو
مَ عليهِ مسيطرٌ ومشيرُ
سائرٌ بالثَّناءِ وهو مقيمٌ
وغنيٌّ بالذِّكرِ وهو فقيرُ
زادهُ بالثَّنا ولوعاً ووجداً
قولُ قومٍ هذا هو التَّدبيرُ
لكَ يومانِ في النَّدى شائعٌ با
دٍ وملقى ً قرامهُ مستورُ
فعطاءٌ وربَّهُ مشكورُ
وعطاءٌ وربَّهُ مأجورُ
قدْ أريقتْ إلاَّ لديكَ المروءا
تُ وضاقتْ إلاَّ عليكَ الأمورُ
وتفردتَ بالمحاسنِ في ده
رٍ بأوصافهِ تشاهُ الدُّهورُ
ملكَ العجزُ فيهِ ناصية َ الفض
لِ فطالتْ ذرى الجبالِ الصُّخورُ(81/95)
وتواصى الرِّجالُ باللؤمِ حتى ال
مجدَ عارٌ والجودُ ذنبٌ كبيرُ
أقحطتْ أوجهُ البلادِ ومن حو
لكَ للخصبِ روضة ٌ وغديرُ
فإلى بابكَ الحوائجُ يجدو
ولكَ العيرُ في العلا والنَّفيرُ
عادة ٌ منْ ورائها شافعُ النَّف
سِ وأصلٌ بفرعهِ منصورُ
واكتسابٌ أعارهُ شرفُ المي
راثِ والمجدُ أوَّلٌ وأخيرُ
ويميناً بمنْ تمدُّ بأعرا
قكَ في الفخرِ أنْ يسودَ جديرُ
دوحة ٌ منْ ثمارها أنتِ والمغ
رسُ منها بهرامُ أو أردشيرُ
خيرُ ما تربة ٍ على الأرضِ لم يش
عبْ على اللؤمِ طينها المفطورُ
طابَ صلصالُ عيصها وبريِّا
ها ثرى ً ماجدٌ وماءٌ طهورُ
قومكَ الغالبونَ عزَّاً وهمْ قو
مي على الأرضِ وهي ماءٌ يمورُ
ركبوا الدَّهرَ وهو بعدُ فتيٌّ
جذعٌ وهو قارحٌ مقرورُ
ملكوا النَّاسَ آمرينَ وما في النَّ
اسِ إلاَّ مستعبدٌ مأمورُ
كلُّ خوفٍ بهمْ أمانٌ ومهجو
رِ خرابٍ بعدلهمْ معمورُ
أيُّ مجدٍ يضمُّنا وفخارٍ
يومَ أنسابنا إليهِ تصيرُ
إنْ يفتنا الخطيبُ والمنبر المن
صوبُ فالتَّاجُ حظُّنا والسَّريرُ
حسبنا أنْ تعلَّم الملكُ منّا
والسِّياساتُ فيهِ والتَّدبيرُ
وكفيناهُ أمرَ رستمَ في الحر
بِ إذا عدِّدَ الرِّجالُ الذُّكورُ
والَّذي سقى منَ الدَّمِ ذو الأكت
افِ حتّى روَّى الثُّرى سابورُ
ولدوا منكَ كوكبا ضوءهُ السَّا
ري دليلٌ عليهمْ ونذيرُ
واستسلُّوا لفخرهمْ منْ لساني
صارماً غربهُ الكلامُ الغزيرُ
تحطمُ الذُّبَّلُ الصِّعادَ ويسري
صدأ السَّيفِ وهو ماضٍ طريرُ
فلهذا إذا مدحتكَ في عزِّ
ي أسدِّي وفي علائي أنيرُ
منكَ وأنْ تحسنَ الصَّنيعَ وتر
عى ومنِّي التَّنميقُ والتَّجبيرُ
وكلانا بحظِّهِ منْ أخيهِ
جذلٌ يومَ كسبهِ مسرورُ
غيرَ أنَّي يبقى الَّذي أع
طي ويفنى عطاؤكَ الموفورُ
كلُّ كنزٍ في الأرضِ تأكلهُ الأر
ضُ وكنزي مؤبَّد مذخورُ
وسوى ما أقولُ جندلة ٌ تق
ذفُ في الماءِ أو سفاءٌ يطيرُ
كلمٌ أعورُ المعادنِ مطرو
قٌ ومعنى ً مردَّدٌ مطرورُ
سرقاتٌ خلسٌ كما يردِ المذ(81/96)
عورُ خوفاً أنْ يصطلى المقرورُ
ولعمري إنَّ القريضَ إذا ع
دَّ كثيرٌ وما يسيرُ يسيرُ
لي وحدي إعجازهُ والدَّعاوي
طبقُ الأرضِ فيهِ والتَّزويرُ
ويطيقًُ المغمَّرونَ الَّذي أب
دعَ فيهِ طريقة َ المسطورُ
غرقوا منهُ في بحورِ الأعاري
ضِ وكيفَ المنصوبُ والمجرورُ
واليتامى منْ درهِ في خليجٍ
ضيِّقٍ ليسَ منهُ هذي البحورُ
وإذا المهرجانُ جاءكَ يهدي
هِ فقدْ طابَ زائرٌ ومزورُ
ذاكَ يومٌ فردٌ ذا كلمٌ فص
لٌ وكلٌّ بفضلهِ مشهورُ
فاقتبلْ منهما السُّعودَ وباكر
صفوة َ العيشِ فالمعاشُ البكورُ
وتملَّ الزَّمانَ تجري على حك
مكَ قسراً أيَّامهُ والشُّهورُ
تقعُ الدَّائراتُ دونكَ حسرى
ورحاها على عداكَ تدورُ
غصَّة ُ الغيظِ حظُّ حاسدكَ البا
غي وحظَّاكَ غبطة ٌ وسرورُ
نامَ عنكَ المكلَّفونَ وليلي
ساهرٌ ما لنجمهِ تغويرُ
نفسٌ طالَ كانَ لولاكَ يغنى ال
عفوُ منهُ ويقنعُ الميسورُ
فوفاءً أبا الوفاءِ فلمْ تق
ضِ إذا ما لمْ تقضِ فيَّ النُّذورُ
كنْ غيوراً عليَّ منْ أنْ يلي غي
ركَ نصري إنَّ الكريمَ غيورُ
فكثيرُ الجزاءِ منكَ قليلٌ
وقليلٌ منْ آخرينَ كثيرُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> نفَّرها عنْ وردها بحاجرِ
نفَّرها عنْ وردها بحاجرِ
رقم القصيدة : 60081
-----------------------------------
نفَّرها عنْ وردها بحاجرِ
شوقٌ يعوقُ الماءَ في الحناجرِ
وردّها على الطَّوى سواغبا
ذلُّ الغريبِ وحنينُ الزَّاجرِ
فطفقتْ تقنعها جرَّاتها
منْ شبعِ دارٍ وريٍّ حاضرِ
يكسعها التُّرابُ في أعطافها
تساندِ الأعضادُ بالكراكرِ
ذاك على سكونِ منْ أقلقها
وأنَّها وافية ٌ لغادرِ
مغرورة ُ الأعينِ منْ أحبابها
بخالبِ الإيماضِ غيرِ ماطرِ
تقابلُ المذمومَ منْ عهودهمْ
بكلِّ قلبٍ ولسانٍ شاكرِ
وهي بأرماحِ الملالِ والقلى
مطرودة ٌ منخوسة ُ الدَّوابرِ
تشكو إليهمْ غدرهمْ كما اشتكتْ
عقيرة ٌ إلى شفارِ العاقرِ
قدْ وقروا عنها وكانتْ مدَّة ً
تسمعُ منهمْ كلَّ سمعٍ وافرِ(81/97)
وكلَّما ليموا على جفائها
تواكلوا فيها إلى المعاذرِ
فليتَ شعرَ جدبها إذْ صوّحوا
أينَ الخصيبُ الكثُّ في المشافرِ
وهبهمُ عنِ السِّيولِ عجزوا
فأينَ بالقاطرِ بعدَ القاطرِ
كانتْ لها واسعة ً ركابهمْ
وكيلهمْ في الحظِّ كيلُ الخاسرِ
ففيمَ ضاقوا فتناسوا حقَّها
والدَّهرُ يعطيهمْ بسهمٍ وافرِ
كانتْ وهمْ في طيِّ أغمادهمُ
لمْ تتبرَّزهمْ يمينُ شاهرِ
وافرة ً أقسامها فما لها
لمْ تقتضبْ منْ هذهِ المناشرِ
هلْ ذخرتهمْ دونَ من فوقِ الثَّرى
إلاَّ ليومِ النَّفعِ بالذَّخائرِ
لو شاوروا مجدٌ ابنَ أيُّوبَ لما
فاتتهمْ حزامة ُ المشاورِ
إذنْ لقدْ تعلَّموا ولُقِّنوا
رعيَ الحقوقِ منهُ والأواصرُ
للهِ راعٍ منهمُ مستيقظٌ
لمْ يتظلَّمْ طولَ ليلِ السَّاهرِ
يرى الصَّباحَ كلُّ منْ توقظهُ ال
عليا وما لليلهِ منْ آخرُ
جرى إلى غايتهِ فنالها
مخاطراً والسَّبقُ للمخاطرِ
ما برحتْ تبعثهُ همَّتهُ
في طلبِ الجسائمِ الكبائرُ
حتّى أنافَ آخذاً بحقهِ
منَ العلا أخذَ العزيزِ القادرِ
ردَّ عميدُ الرؤساءِ دارسَ ال
مجدِ وأحيا كلَّ فضلٍ داثرِ
حلَّقَ حتَّى اشتطَّ في سمائهِ
بحاكمٍ في نفسهِ وآمرِ
وبعدُ في الغيبِ لهُ بقيَّة ٌ
ناطقة ُ الأنباءِ والبشائرِ
ولمْ يقصِّرْ قومهُ عنْ سودَدٍ
يخبِّرُ عنْ أوَّلهمْ بالآخرِ
ولا استزلُّوا عنْ مقامِ شرفٍ
توارثوهُ كابراً عنْ كابرِ
لكنّهُ زادَ بنفسٍ فضلتْ
فضلَ يدِ الذّارعِ شبرَ الشّابرِ
والشَّمسُ معْ أنَّ النُّجومَ قومها
تنسخهنَّ بالضِّياءِ الباهرِ
وخيرُ منْ كاثركَ الفخرُ بهِ
شهادة َ الأنفسِ للعناصرِ
هوَّنَ في الجودِ عليهِ فقرهُ
أنَّ المعالي إخوة ُ المفاقرِ
فالمالُ منهُ بينَ مفنٍ واهبٍ
والنَّاسُ بينَ مقتنٍ وذاخرِ
ولنْ ترى الكفُّ القليلُ وفرها
في النَّاسِ إلاَّ لابنِ عرضٍ وافرِ
منْ راكبٌ تحملهُ وحاجة ٌ
أمُّ الطَّريقِ منْ بناتِ داعرِ
ضامرة ٌ تركَّبتْ نسبتها
شطرينَ منْ ضامرة ٍ وضامرِ(81/98)
يقطعُ عنِّي مطرح العينينِ لا
أسومهُ مشقَّة َ المسافرِ
منْ أسهلتْ أو أحزنتْ رحلتهُ
فحظُّهُ حظُّ المجيرِ العابرِ
بلِّغْ على قربِ المدى وعجبٌ
قولي بلِّغْ حاضراً عنْ حاضرِ
نادِ بها الأوحدَ يا أكرمَ منْ
تثنى عليهِ عقدُ الخناصرِ
لم تسدِ النَّاسَ بحظٍّ غالطٍ
متَّفقٍ ولا بحكمٍ جائرِ
ولا وزرتَ الخلفاءَ عرضا
بلْ عنْ يقينٍمنْ عليمٍ خابرِ
ما هزَّكَ القائمُ حتَّى اختبرتْ
بالجسِّ حدَّيكَ يمينُ القادرِ
خليفتانِ اصطفياكَ بعدَ ما
تنخَّلا سريرة َ الضَّمائرِ
وجرَّبا قبلكَ كلَّ ناكلٍ
فعرفا فضلَ الجرازِ الباترِ
لمْ تكُ كالقبائلِ في حبالهِ
والدِّينُ منهُ مسحلُ المرائرِ
يأكلُ مالَ اللهِ غيرَ حرجِ الصّ
درِ بما جرَّ منَ الجرائرِ
فانعمْ بما أعطيتَ منْ رأيِّهما
وكاثرِ المجدَ بهِ وفاخرِ
واكتسِ ما ألحفتَ في ظلَّيهما
منْ ردنٍ زاكٍ وذيلٍ طاهرِ
فحسبُ أعدائكَ كبتاً وكفى
كبَّاً على الجباهِ والمناخرِ
إنَّ الَّذي ماتَ ففاتَ منهما
بقَّاكَ ذخراً بعدهُ للغابرِ
فابقَ على ما رغموا مملَّكا
أزمَّة َ الدّسوتِ والمنابرِ
ما دامتِ المروة ُ أختاً للصفا
والبيتُ بينَ ماسحٍ ودائرِ
واجلس لأيَّامِ التَّهاني مالئا
صدورها بالمجدِ والمآثرِ
تطلعُ منها كلَّ يومٍ شارقٍ
بمهرجانَ وبعيدٍ زائرِ
لكَ الزكيُّ البرُّ منْ أيَّامها
وللأعادي كلُّ يومٍ فاجرِ
واسمعْ أناديكَ بكلِّ غادة ٍ
غربيَّة ٍ لمْ تجرِ في الخواطرِ
مؤيسة ِ الغرامِ في باطنها
مطعمة ٍ في نفسها بالظَّاهرِ
وهيَ على كثرة ِ منْ يحبها
وحسنها قليلة ُ الضَّرائرِ
تستولدُ الودادَ والأموالَ منْ
كلِّ عقيمٍ في الولادِ عاقرِ
فلستَ تدري فكرة ٌ منْ شاعرٍ
جاءتْ بها أو نفثة ٌ منْ ساحرِ
ملَّككَ الودُّ عزيزَ رقِّها
وهي منَ الكرائمِ الحرائرِ
تفضلُ في وصفكَ ما تفضلهُ
في الرَّوضِ أسآرُ الغمامِ الباكرِ
لاتشتكيكَ والملالُ حظُّها
منكَ وأنْ ريعتْ بهجرِ الهاجرِ
في سالفِ الوصفِ وفي مستأنفِ ال(81/99)
جفاءِ بينَ شاكرٍ وعاذرِ
واعرفْ لها اعترافها إذْ أنصقتْ
واعرفْ لها في الجورِ فضلَ الصَّابرِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لعمر الواشياتِ بأمِّ عمروِ
لعمر الواشياتِ بأمِّ عمروِ
رقم القصيدة : 60082
-----------------------------------
لعمر الواشياتِ بأمِّ عمروِ
لقدْ أغرينَ والتَّأنيبُ يغري
حسدنَ مودة ً فحملنَ إفكاً
وعبنَ وعائبُ الحسناءِ يفرى
يردنَ على الوفاءِ نزوعَ خلقي
وما ساومني شططا كغدري
وهلْ هيفاءُ إنْ غدرتْ وجارتْ
سوى غصنٍ منَ الأرواحِ يجري
وقلنَ تلوَّنتْ لكَ حينَ ملَّتْ
وليسَ على الملالة ِ كلُّ هجرِ
تقلِّبها أصابيغُ الغواني
على الطُّعمينِ في حلوٍّ ومرِّ
وأينَ منَ الحفاظُ لها فؤادي
إذا لمْ ألقَ زلَّتها بعذرِ
ومنْ يصبحْ هواكَ لهُ أميراً
عليكَ فدارهِ في كلِّ أمرِ
وأبعدُ ما ظفرتَ بهِ حبيبٌ
جراحتهُ تصحُّ بكلِّ سبرِ
وإنَّ أحبَّتي لبنو زماني
كلا العودينِ منْ سنخٍ ونجرِ
فهبني مبدلاً خلاًّ بخلٍّ
فهلْ أنا مبدلٌ دهراً بدهرِ
سألبسُ ما كسيتَ وربَّ كاسٍ
يزخرفكَ الملابسَ وهو معري
وأحملهمْ وإيَّاهمْ بقلبٍ
يفي بالثِّقلِ لي إنْ خانَ ظهري
ولستُ بواجدٍ قلباً صحيحاً
إذا نخلتْ دفينة ُ كلِّ صدرِ
فلا تتعنَّ لائمة ٌ بعذلي
ولا تغمز فما تسطيعُ كسري
ولا يخفِ الصَّديقُ شبا لساني
على عرضٍ ولا لسعاتِ فكري
فلا ألقى بغيرِ الصَّبرِ قرنا
لعلِّي أجتني ثمراتِ صبري
وإنْ ضعفتْ أواصرُ منْ رجال
شددتُ بأسرة ِ الكرماءِ أسري
وفاءَ منَ الوزيرِ عليَّ ظلٌّ
يقيني الضَّيمَ منْ حرٍّ وقرِّ
وأحجبُ نائباتِ الدَّهرَ منهُ
بخوصٍ لا تحصِّلني وشزرِ
تراني أعينِ الأيّامِ منهُ
بوافي الظلِّ أخضرَ مسبكرِّ
وكيفَ يريني وحماهُ بابي
وهيبتهُ عنِ الأبصارِ ستري
ودوني منْ حمايتهِ خميسٌ
أخو عرضينِ يبهمُ كلَّ ثغرِ
تزمجرُ في جوانبهِ أسودٌ
على ألبادها أسلاتُ نصرِ
تظفَّرُ باسمهِ الميمونِ أنِّي
سرتُ حتّى الحوادثُ ليسَ تسري(81/100)
نفذتُ برشدهِ فنفضتُ طرفي
وصلتُ بحدِّهِ فقضيتُ نذري
وكيفَ يضلُّ أو يخشى ابنُ ليلٍ
سطا بمهنَّدٍ وسرى ببدرِ
أقولُ لمنفضينّ ترحلُّوها
مطايا أزمة ٍ وركابَ ضرِّ
تعسَّفَ عيشهمْ فطوى عليهمْ
وأيديهمْ على سغبٍ وفقرِ
يمنُّونَ الطَّوى ليلا بليلٍ
وتعريسَ السُّرى فجراً بفجرِ
وراءَ الرِّزقِ مختبطينَ ترمي
بهمْ أصدارها قفراً بقفرِ
وراءكمْ ارجعوا فتضيَّفوها
بيوتاً لا مجاعة َ وهي تقري
تصرَّفَ باليفاعِ مطنِّبوها
معَ الكرمينِ منْ حلبٍ ونحرِ
إذا ما احتلَّها الطُّراقُ لاحتْ
لأيديهمْ عصامة ُ كلِّ عسرِ
بنو عبدِ الرَّحيمِ على حباها
بنو الأبوينَ منْ لسنٍ وفخرِ
وإنَّ ببابلٍ منهمْ لطودا
يضعضعُ كلَّ أرعنَ مشمخرِّ
وبحراً منْ بني سعدٍ عميقاً
بغير قرارة ٍ وبغيرِ قعرِ
حمى حرمِ الوزارة ِ منهُ عاصٍ
على الأقرانِ في كرٍّ وفرِّ
خضيبُ النَّارِ والأظفارِ ممّا
يقدُّ على فريستهِ ويفري
إذا ما هيجَ عنها ثارَ منهُ
إلى الهجاجِ عاصفة ٌ بقرِّ
إذا الغاراتُ طفنَ بهِ كفتهُ
زماجرُ بينَ همهمة ٍ وهمرِ
فما يمنعْ يبتْ ما بينَ نسرٍ
معَ العيُّوقِ مجنوبٍ ونسرِ
كفاها بالسِّياسة ِ بعدَ عجزٍ
وأمَّنها على حذرٍ وذعرِ
ربى في حجرها وتداولتها
مناكحَ منهُ شفعاً بعدَ وترِ
فما نفرتْ منَ الغرباءِ إلاَّ
أوتْ منهُ إلى ولدٍ وصهرِ
وإنْ تظفرْ بعذرتها رجالٌ
حظوا بطلاقة ِ الزَّمنْ الأغرِّ
وأعقبهمْ على الأيَّامِ ذكراً
فعصركَ بالكفاية ِ خيرُ عصرِ
براكَ اللهُ سهماً دقَّ عمَّا
تريسُ لهُ بنو ثعلٍ وتبري
إذا الرَّامي ثلاثاً أو رباعاً
أصاب أصبتَ منْ عشرٍ بعشرِ
فداؤكَ مغلقُ الجنبينِ يأوي
إلى صدرٍ يضيقُ بكلِّ سرِّ
إذا ثقلتْ وسوقُ الرأيِ أقعى
يحكُّ بظهرهِ منْ غيرِ عسرِ
ومعتلُّ البنانِ على العطايا
يظلُّ البخلَ في عرضِ التَّحرّي
يجودُ وما عليهِ فضولُ حقٍّ
على عدمٍ ويمنعُ وهو مثري
ومولى وهو حرٍّ عبَّدتهُ
هباتكَ في زمانٍ غيرَ حرِّ
رعيتَ لهُ أواصرَ محكماتٍ(81/101)
علقنكَ معلقَ المرسِ الممرِّ
تذكَّرها بعهدٍ منكَ حيٍّ
وشكرُ الملكِ يقتلُ كلَّ شكرِ
ولكنْ ما لشعري في هناتٍ
تطارحني الظُّلامة َ ليتَ شعري
وما عتبٌ اسمّيهِ التَّجني
وننبزهُ الأعادي باسمِ غدرِ
أشكَّاً في وفائي بعدَ علمٍ
وقدحاً في حفاظي بعدَ خبرِ
وإعراضاً عنِ الشِّيمِ اللواتي
عليها طينتي طبعتْ وفطري
أأعزفُ عنكمُ أبغي بصوني
لساني معَ معاسرة ٍ وفكرِ
وإنِّي لا أرى الدُّنيا كفاءً
لشيءٍ فيهِ منقصة ٌ لقدري
وأحملُ ملءَ أضلاعي جراحاً
ولمْ أحملْ لعيبٍ خدشَ ظفرِ
أبغضاً أمْ لأنِّي سنِّي مدَّتْ
فدامَ عليكمُ ردِّي وكرِّي
ولمْ يمللْ مديحكمُ لساني
فكيفَ مللتمُ منْ طولِ عمري
وكيفَ وزنتمُ بي منْ عساهُ
يودّ بباعهِ لو قاسَ فتري
فهلْ في الأرضِ أفسقُ في حديثٍ
منَ العازيْ إليَّ مقامَ شرِّ
وما أنَّا منْ وشايتهِ وإنِّي ال
ذي رقَّاهُ منْ خلِّي وخمري
مطارٌ لستُ منهُ وليسَ منِّي
بعيدُ الشَّوطِ في نفعي وضرّي
فإنْ أنصفْ فإنَّ يداً تولَّتْ
كسوري تهتدي لمكانِ جبري
وإنْ أحرمْ قضاءَ العدلِ أرجعْ
إلى كفئينِ منْ هجرٍ وصبرِ
وأعلمُ بعدُأنَّكَ أنتَ باقٍ
على العهدينِ منْ صلتي وبرِّي
وأنَّكَ لو رأيتَ التُّربَ فوقي
لقمتَ بقدرة ٍ فوليتَ نشري
تسمَّعها سمعتَ الخيرَ توعِ ال
فصاحة َ بينَ معتبة ٍ وشكرِ
أنلها الودَّ واجتلها هنيئاً
ولولا الودُّ لمْ تقنعْ بمهرِ
وغادِ صبيحة َ النيروزِ منها
بنشطة ِ ثيِّبٍ وحياءِ بكرِ
وطاولْ مدَّة َ الأيَّامِ واسحبْ
ذيولَ الملكِ منْ بيضٍ وخضرِ
إلى أنْ ترجعَ الغبراءُ ماءً
وتمشي الرَّاسياتُ بها وتجري
أناوبكَ المديحَ مدى حياتي
وأنشدهُ أمامكَ يومَ حشري
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> اللَّيلُ بعدَ اليأسِ أطمعَ ناظري
اللَّيلُ بعدَ اليأسِ أطمعَ ناظري
رقم القصيدة : 60083
-----------------------------------
اللَّيلُ بعدَ اليأسِ أطمعَ ناظري(81/102)
في عطفة ِ السَّالي ووصلِ الهاجرِ
غلطَ الكرى بزيارة ٍ لمْ أرضها
مخلوسة ً جاءتْ بكرهِ الزَائرِ
هاجَ الرُّقادُ بها غراماًَ كامناً
فذممتهُ وحمدتُ ليلَ السَّاهرِ
ما كانَ إلاَّ لمحة ً منْ بارقٍ
منهُ تقاربُ أوَّلٍ منْ آخرِ
ملَّتْ فكانَ الغادرُ النَّاسي بها
أحظى لديَّ منَ الوفيِّ الذاكرِ
والوصلُ ما بردَ الغليلَ وشرَّهُ
ما عادَ يوقدُ في الغليلِ الفاترِ
هلْ رفدُ ذاتِ الطَّوقِ يوماً عائدٌ
بسوى الخديعة ِ منْ سحابٍ عابرِ
أمْ عندَ ليلاتي الطِّوالٍ ببابلٍ
منْ ردِّ أيامي القصارِ بحاجرِ
راميتُ منْ خنساءَ من لا يتَّقى
بحشى ً تذوبُ ولا بجفنٍ قاطرِ
وصبرتُ لكنْ ما صبرتْ جلادة ً
عنها ولم أظفر بأجرِ الصَّابرِ
قدرتْ على قتلِ النُّفوسِ ضعيفة ً
يا للرجالِ منَ الضَّعيفِ القادرِ
منْ منصفي منْ ظالمٍ لمْ أنتصرْ
منهُ على أنَّي كثيرُ النَّاصرِ
عاصيتُ حكمَ العاذلينَ وسامني
فأطعتهُ حكمَ العسوفِ الجائرِ
ومنَ البليَّة ِ أنْ تنكَّرَ عهدهُ
إذا أنكرتُ قصبي بنانُ الضَّافرِ
لمْ أبكِ يوماً نضرة ً بوصالهِ
حتى بكيتُ على الشَّبابِ النَّاضرِ
أعدى إلى شعري حؤولُ وفائهِ
بالغدرِ حتى حالَ لونُ غدائري
فاليومَ أوراقي لأوَّلِ جاردٍ
خوراً وعيداني لأوَّلِ كاسرِ
قدْ كنتُ أشوسَ لا تهزُّ خصائلي
كفُّ المهجهجِ بالحسامِ الباترِ
آوى إلى حصنِ الشَّبابِ يجودُ لي
ما لا يحوطُ قبائلي وعشائري
فالآنَ قلبي في ضلوعِ حمامة ٍ
حصَّاءَ سرَّبها صفيرُ الصَّافرِ
لكنني ألقى الحوادثَ منْ بني
عبد الرَّحيمِ بباطشٍ وبقاهرِ
همْ خيرُ ماحملتْ فقامتْ حرَّة ٌ
حصناءُ عنْ كرمٍ وذيلٍ طاهرِ
ولدتهمْ أمُّ الفضائلِ أخوة ً
متشابهينَ أصاغراً كأكابرِ
كالرَّاحُ كلُّ بنانها منها وإنْ
بانَ اختلافُ أباهمٍ وخناصرِ
وتنجَّلتْ لتجيءَ بعدُ بمثلهمْ
فأبتْ على الميلادِ بطنُ العاقرِ
أبناءَ تيجانِ الأسرَّة ِ قوبلوا
في الفخرِ بينَ مزاربٍ وأكاسرِ
فإذا أنتضوها ألسناً عربيَّة ً(81/103)
فسيوفُ أندية ٍ وقضبُ منابرِ
وإذا الرِّواية ُ في السِّيادة ِ ضعِّفتْ
نقلوا الرِّياسة َ كابراً عنْ كابرِ
كانوا الرءوسَ قديمها وحديثها
في مؤمنٍ في دهرهِ أو كافرِ
وعلى كمالِ الملكِ منهمْ مسحة ٌ
فعليكَ صورة ُ غائبٍ في حاضرِ
قفْ في شمائلِ فخرهِ متفرِّساً
وخذْ الخفيَّ على قياسِ الظَّاهرِ
جمعَ الغرائبَ في السِّيادة ِ رأيهُ
حتى التأمنَ وهنَّ غيرَ نظائرِ
ورمى صدوراً لحادثاتٍ بعزمة ٍ
فأصابهنَّ بقاصدٍ وبعائرِ
ملأَ الوسائدَ منْ سطاهُ وبشرهُ
قمرٌ يناطُ بصدرِ ليثٍ خادرِ
وورى لهُ زندُ العواقبِ رأيهُ
فأراهُ واردها طريقَ الصَّادرِ
شدَّ الوزارة َ منهُ كفٌّ فاتلٌ
من بعدِ ما انتقضتْ بكفِّ النَّاسرِ
وسطتْ يمينُ أخيهِ منهُ بمثلها
فهما يمينا قوَّة ٍ وتآزرِ
كالنَّيرينِ متى تغيبُ شمسُ الضُّحى
تخلفُ بدرٍ في الدُّجنَّة ِ باهرِ
بأبي المعالي ريضَ كلُّ محارنٍ
ونمى الكسيرُ على عصابِ الجابرِ
منْ كانَ مقهورَ الرَّجاءِ مخيَّبَ ال
مسعي فراجيهِ شريكُ القاهرِ
يا منْ يسدُّ فريجَ كلِّ ثنيَّة ٍ
فتقتْ ويكعمُ كلَّ خطبٍ فاغرِ
ويتمُّ كلَّ نقيصة ٍ بكمالهِ
كالرمحِ متموعاً بباعٍ عاشرِ
لا تهتدي طرقُ الصَّلاحِ بغيركمْ
والنَّاسُ بينَ مضلِّلٍ أو حائرِ
والملكُ ما لمْ تقدحوهُ دجنَّة ٌ
يقتافُ سائرها بنجمٍ غائرِ
فإنْ اعترتكمْ هفوة ٌ أو صدَّكمْ
غضبُ المنيلِ على الغموطِ الكافرِ
ورأيتمُ نعماءكمْ وصنيعكمْ
لا في المقرِّ لكمْ ولا في الشَّاكرِ
فلكمْ غداً أيامَ وصلٍ طولها
موفٍ على اليومِ القصيرِ الهاجرِ
لا غرَّني هذا الصُّدودِ فإنَهُ
صدُّ المدلِّ وليسَ صدَّ الغادرِ
كانتْ لكمْ وغداً تصيرُ إليكمُ
طوعاً بخيرِ عواقبٍ ومصادرِ
ولربَّ معتزلٍ تعطَّلَ فاغتدى
سببَ البلاءِ على المولَّى النَّاظرِ
ومقلِّدٍ أمراً يكونُ بجيدهِ
حلى الذَّبيحة ِ سوِّمتْ للجازرِ
خلِّدتْ للحسناتِ تنثرها يداً
فيداً وينظمها لسانُ الشَّاعرِ
بكَ ذدتَ عنْ ظهري فلمْ أربعْ على(81/104)
ظلعٍ ولمْ أصفقْ بكفِّ الخاسرِ
إما حضرتَ فجنَّتي أو بنتَ عنْ
وطني فجودكَ خيرُ زادِ مسافرِ
ما غابَ وجهكَ لا يغبْ عنْ ناظري
إلاَّ ذكرتكَ بالهلالِ الزَّاهرِ
فإذا عدمتُ ندى يديكَ تعلَّلتْ
خلاَّتُ حالي بالغمامِ الماطرِ
عوضاً وهلْ شيءٌ يحلُ بعائضٍ
منْ بعدِ وجهكَ أو نداكَ الغامرِ
فاذهبْ على كرمٍ شرعتَ طريقهُ
والنَّاسُ فيهِ على مدقِّ الحافرِ
واذكرْ نسايا الشِّعرِ عندكَ إنَّها
لا تنفعُ الذِّكرى لغيرِ الذَّاكرِ
وتلقَّ يومَ المهرجانِ بأوَّلٍ
منْ عمرِ عزِّكَ لا يراعُ بآخرِ
يومٌ يمتُّ إليهِ طالعُ سعدهِ
بوشائجٍ منْ سعدهِ وأواصرِ
ويقومُ مفتخراً بأنَّكَ وهو منْ
بيتِ العلا فيبذُّ كلَّ مفاخرِ
ولعمرُ منْ نسكَ الحجيجُ لبيتهِ
دأباً وخاطرَ فيهِ كلَّ مخاطرِ
لأحقُّ يومٍ أنْ يكونَ معظَّماً
يومٌ يضمُّكَ وهو طينُ الفاطرِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> وأمٍّ يفوزُ بأعلانها
وأمٍّ يفوزُ بأعلانها
رقم القصيدة : 60084
-----------------------------------
وأمٍّ يفوزُ بأعلانها
بنوها ويدهونَ منْ سرِّها
عجوزٌ ولودٌ تعدُ البعولَ
كثيراً وكلٌّ أبو عذرها
إذا نتجتْ طامثاً كانَ ذا
كَ أشبهَ في الحزمِ منْ طهرها
يطاها بنوها وهمْ مسلمو
نَ حتى تعودَ إلى كفرها
تدبِّرها أختها في الرِّضاعِ
فتمضي الأمورُ على امرها
إذا ولدتْ بطنها للتَّمامِ
فتى ً شهرتهُ على ظهرها
لها الفخرُ بالذِّكرِ والإنتساب
إليها وتبعدُ عنْ ذكرها
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> بطرفِّكَ والمسحورُ يقسمُ بالسَّحرِ
بطرفِّكَ والمسحورُ يقسمُ بالسَّحرِ
رقم القصيدة : 60085
-----------------------------------
بطرفِّكَ والمسحورُ يقسمُ بالسَّحرِ
أعمداً رماني أم أصاب ولا يدري
تعرَّضَ لي في القانصينَ مسدِّدَ ال
إشارة ِ مدلولَ السِّهامِ على النَّحرِ
رمى اللَّحظة َ الأولى فقلتُ مجرِّبٌ
وكررها أخرى فأحسستُ بالشَّرِّ
فهلْ ظنَّ ما قدْ حرَّمَ اللهُ منْ دمي(81/105)
مباحاً لهُ أم نامَ قومٌ على الوترِ
بنجدٍ ونجدٌ دارُ جودٍ وذمَّة ٍ
مطالٌ بلا عسرٍ ومطلٌّ بلا عذرِ
وسمراءُ ودَّ البدرُ لو حالَ لونهُ
إلى لونها في صبغة ِ الأوجهِ السُّمرِ
خليليَّ هلْ منْ وقفة ٍ والتفاتة ٍ
إلى القبَّة ِ السَّوداءِ منْ جانبِ الحجرِ
وهلْ منْ أرانا الحجَّ بالخيفِ عائدٌ
إلى مثلها أو عدَّها حجَّة َ العمرِ
فللهِ ما أوفى اللاتِ على منى ً
لأهلُ الهوى لو لمْ تحنْ ليلة ُ النَّفرِ
لقدْ كنتُ لا أوتى منَ الصَّبرِ قبلها
فهلْ تعلمانِ اليومَ إلى أينَ مضى صبري
وكنتُ ألومُ العاشقينَ ولا أرى
مزيَّة ً ما بينَ الوصالِ إلى الهجرِ
فأعدي إلى الحبِّ صحبة ُ أهلهِ
ولمْ يدري قلبي أنَّ داءَ الهوى يسري
أيشردُ لبِّي يا غزالة َ حاجرٍ
وأنتِ بذاتِ البانِ مجموعة ُ الأمرِ
خذي لحظَ عيني في الغصوبِ إضافة ً
إلى القلبِ أو ردِّي فؤادي إلى صدري
وإلاَّ فظهرَ الهجرِ أوطاُ مركبا
إذا خنتِ واستوطأتِ لي مركبَ الغدرِ
وإنِّي لجلدُ العزمِ أملكُ شهوتي
وأعرفُ أيَّامي وأقوى على سرِّي
وأحملُ أثقالَ الحبيبِ خفيفة ً
ولكنَّ حملَ الضَّيمِ ثقلٌ على ظهري
ولا يملكُ المولى وفائي بنكثهِ
ولا يشتري معروف ودِّي بالنَّكرِ
ومنْ دونِ ضيمي بسطة ُ الأرضِ والسَّرى
وخوضُ الدَّياجي وامتعاضُ الفتى الحرِّ
وإنِّي منْ مولى الملوكَ ورأيهُ
وسلطانهُ بينَ المجرَّة ِ والنَّسرِ
فلا انا مغمودٌ ولا أنا مسلمٌ
وفي سيفهِ عزِّي وفي يدهِ نصري
تعالى بركنِ الدِّينِ صوتي وشيَّدتْ
محاسنهُ وصفي وسارَ بها ذكري
وكانَ إلى الدَّهرِ بالشَّرِّ ناظراً
فغمَّضَ عني جودهُ ناظرَ الدَّهرِ
وإنْ كانَ هذا القولُ قدماً يطيعني
فقدْ زادَ بسطاً في لساني وفي فكري
وكنتُ لهُ نجماً فلمَّا مدحتهُ
كساني سنا إقبالهِ بلجة َ الفجرِ
إليكَ مليكَ الأرضِ ألقتْ ملوكها اض
طراراً عنانَ النَّهيِ في الأرضِ والأمرِ
ودانَ لكَ الغرُّ الميامينُ منْ بني
بويهْ كما دانَ الكواكبُ للبدرِ(81/106)
رأوكَ فتاهمْ في الشَّجاعة ِ والنَّدى
وشيخهمْ المتبوعَ في الرأيِ والعمرِ
فأعطوكَ طوعاً ما تعذَّرَ منهمُ
على كلِّ باغٍ بالكراهة ِ والقسرِ
نظمتَ لهمْ عقدَ العلا وفضلتهمْ
فأصبحتَ وسطَ العقدِ في ذلكَ النَّحرِ
لكمْ أوَّلُ الدُّنيا القديمُ وعنكمُ
يكونُ قيامُ الأمرِ في ساعة ِ الحشرِ
وما الملكُ إلاَّ ما اختبى متمدِّحاً
بأيَّامكمْ فيهِ المحجَّلة َ الغرِّ
ولا الدَّهرُ إلاَّ ما تقلَّبَ صرفهُ
على ما قسمتمْ منْ يسارٍ ومنْ عسرِ
ولا تطعمُ الدُّنيا بنيها سوى الذي
تشيرونَ منْ حلوٍ إليهِ ومنْ مرِّ
بكمْ يصبحُ الدِّينَ الحنفيُّ آمناً
إذا باتَ مخلوعَ الفؤادِ منَ الذُّعرِ
ما برحتْ أبياتكمْ في ابتنائهِ
دعائمَ للخطِّيِّ والقضبِ البترِ
وأنتَ الذي كنتَ الذَّخيرة َ منهمُ
قديماً إذا الرحمنُ باركَ في الذُّخرِ
فلو بقى الماضونَ منهمْ تمثَّلوا
مملككَ في ملكٍ وعصركَ في عصرِ
إذا ما أرادَ اللهُ إحياءَ دولة ٍ
بغاكَ بنوها بالخديعة ِ والمكرِ
وإنْ شاءَ في دهمانِ قومٍ إبادة ً
رماهمْ بدهمٍ منْ جيادكَ أو شقرِ
ومنْ ملَّ طولَ العمرِ والعزِّ قادهُ
لكَ الحينُ في حبلِ الشَّناءة ِ والغمرِ
قسمتَ بكفَّيكَ المنيَّة َ والغنى
للهفانَ يستجدي وعضبانَ يستشري
فأنتَ غذا شمتَ الظبا قاتلُ العدا
وأنتَ إذا شمتَ النَّدى قاتلُ الفقرِ
فلا زالَ معقوداً عطاؤكَ بالغنى
ولا زالَ معقودا لواؤكَ بالنَّصرِ
وزاركَ بالنَّيروزِ أيمنُ قادم
سرى لكَ في وفدِ الرَّجاءِ الذي يسري
جديداً على العامِ الجديدِ مؤمِّراً
ِكما أمركَ الماضي على العبدِ والحرِّ
تزخرفُ منهُ الأرضُ في حلى روضها
بما كسيتْ منْ صبغِ أيَّامكَ الخضرِ
كأنَّ الربيعَ منْ صفاتكَ يمتري
وشائعهُ ومنْ سجاياكَ يستقري
فطاولْ بهِ عدَّ السَّنينِ مفاوتاً
بعمركَ مقدارَ الإحاطة ِ والحصرِ
متى تطوِ ملكاً تنتشرُ لكَ بعدهُ
ممالكُ لا تبلى على الطيِّ والنَّشرِ
وحيَّاكَ منِّي بالمديحِ مبشِّرٌ(81/107)
خمائلُ لمْ تنبتْ على سبلِ القطرِ
لها مددٌ منْ خاطرٍ غيرِ ناضبٍ
ملئٍ إذا كافا الصَّنيعة بالشُّكرِ
خدمتكَ منها بالمحصَّنة ِ التي
عليها أحامي والمخدَّرة ِ البكرِ
فكرَّمتني لما قبلتَ نكاحها
وزيَّدتَ من فضلي وضاعفتَ منْ قدري
وملَّكتني قلباً كريماً ولمْ أكنْ
أظنُّ قلوبَ الأسد تُملكُ بالشِّعرِ
فقمتُ على ظلٍّ منَ الأنسِ باردٍ
ومن هيبة ِ الملكِ العقيمِ على الجمرِ
ولكنَّها قدْ موطلتْ بمهورها
ولا بدَّ في عقدِ النِّكاحِ منَ المهرِ
وممَّا شجاها أنْ تضلَّ وسيرها
مع النَّجمِ أو تظما على ساحلِ البحرِ
وخيرُ العطايا ما يرادُ بهِ العلا
وما كلُّ جودٍ باللُّجينِ وبالتَّبرِ
وما بي إلاَّ أنْ نسيتَ فراعني
لتعلمَ أنِّي منْ رعاكَ على ذكرِ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> كمِ النّوى قدْ جزعَ الصَّابرُ
كمِ النّوى قدْ جزعَ الصَّابرُ
رقم القصيدة : 60086
-----------------------------------
كمِ النّوى قدْ جزعَ الصَّابرُ
وقنطَ المهجورُ يا هاجرُ
أأحمدَ البادونَ في عيشهمُ
ما ذمَّ منْ بعدهمُ الحاضرُ
أمْ كانَ يومُ البينِ حاشاكمُ
أوَّلُ شيءٍ ما لهُ آخرُ
ما لقلوبٍ جبلتْ لدنة ً
يعطفها العاجمُ والكاسرُ
قستْ على البعدِ وقدْ ظنَّ بال
وفيِّ منها أنَّهُ الغادرُ
قدْ آنَ للنّاسينَ أنْ يرعووا
شيئاً فما عذركَ يا ذاكرُ
أما يهزُّ الشَّوقُ عطفاً ولا
يجذبُ هذا الوطنُ السَّاحرُ
كمْ يمطلُ الملسوعُ في الوعدِ بالرَّ
اقي وكمْ ينتظرُ النَّاظرُ
قدْ صدعَ العظمُ وأخلقْ متى
شظيَّ أنْ لا ينفعُ الجابرُ
لا تتركوا المحصوصَ في أسركمْ
يخلفُ ريشاً إنَّهُ طائرُ
اللهُ يا فاتلَ أمراسها
أنْ يتولّى أمرها النَّاسرُ
اقبلْ منَ الباذلِ واقنعْ بما
يعطيكَ منْ باطنهِ الظَّاهرُ
ولا تكشِّفْ عنْ خفيَّاتِ ما
يخفيهِ عنكَ الهائبُ السَّائرُ
وشاورِ الإقبالَ منْ قبلِ ما
تشاورُ الرأي وتستامرُ(81/108)
وانهضْ بجدٍّ فلكمْ ناهض
بالحزمِ والحزمُ بهِ عاثرُ
سعدكَ في أمثالها ضامنٌ
أنَّكَ فيها الفائزُ الظَّافرُ
قدْ أهملَ النَّوامُ في سرحها
ما كانَ يرعى طرفكَ السَّاهرُ
وحملتْ بعدكَ جهلاتها
وفرَّ منها القامصُ النَّافرُ
وأدَّبتها لكَ غلطاتها
كمْ قاصدٍ بصَّرهُ جائرُ
فمنْ لها مجدبة ً أرضها
إنْ لمْ يعنها العارضُ الماطرُ
أنتَ لها أو رجلٌ منكمُ
والنّاسُ أكَّالٌ ومستاثرُ
لا تسلموها فهي خطيَّة ٌ
يدعى لها بسطّامَ أو عامرُ
إمّا هلالٌ منكمُ واضحٌ
يسري لها أو كوكبٌ زاهرُ
يا راكبَ الدّهماءِ تمطوبهِ
في زافرٍ تيَّارهُ زاخرُ
ملساءُ تجري منهُ في أملسٍ
يروي صداها نقعهُ الثائرُ
تطوي السُّرى لمْ يتشذّبْ لها
خفٌّ ولمْ يحفْ لها حافرُ
سابقة ٌ لا السُّوطُ هبهابهُ
فيهِ ولا الصَّوتُ لها زاجرُ
إذا سوافي الرّشيحِ شقَّتْ على الرَّ
كبِ سفتها العاصفُ العاصرُ
يزاحمُ القاطولَ منْ دجلة ٍ
رامٍ إلى البحرِ بها صائرُ
يرودُ روضَ الجودِ حيثُ استوى ال
ظِّلُّ ورفَّ الورقُ النَّاضرُ
وحيثُ قامَ الماءُ معْ أنَّهُ
جارٍ وحلَّ القمرُ السَّائرُ
قلْ لوزيرِ الوزراءِ التظى
بعدكَ ذاكَ الولهُ الفاترُ
وانتحتِ الأشواقُ قلبي فما
يفوتني القاصدُ والعائرُ
وأكلتني كلَُ جوفاءَ لا
يشبعها الحالبُ والجازرُ
تسرطني بلعاً وكانتْ وما
يسيغُ لحمى فمها الفاغرُ
في كلِّ يومٍ قتبٌ ضاغطٌ
يغمزُ نضوٌ تحتهُ ضامرُ
أدعو فلانا وفلاناً لهُ
دعاءَ منْ ليسَ لهُ ناصرُ
أقمتُ أرعى جدبَ دارٍ وفي
أخرى ربيعٌ مائحٌ مائرُ
فمنْ لظمآنَ بنجدٍ وفي
تهامة ٍ صوبُ الحيا القاطرُ
يا شرفَ الدِّينِ عسى ميِّتُ ال
فضلِ بأنْ تلحظهُ ناشرُ
يا خيرَ منْ دلَّتْ على بابهِ
حائرة ٌ يركبها حائرُ
أظلعها التُّطوافُ معْ فرطِ ما
ورَّثها منْ جلدٍ داعرُ
بقَّى السُّرى منها ومنهُ كما
بقَّى منَ المأطورة ِ الآطرُ
لمْ يريا قبلكَ بيتاً لهُ
نادٍ ولا ناراً لها سامرُ
حتّى قضى اللهُ لحظَّيهما(81/109)
عندكَ قسماً كلُّهُ وافرُ
فحوِّلا عنْ عطنٍ واسعٍ
يذرعُ فيهِ الأملُ الشَّابرُ
لمْ يبقَ منْ فوقِ الثُّرى للعلا
غيركَ لا سمعٌ ولا ناظرُ
قدْ كانتْ الأرضُ ولوداً فمذْ
ولدتَ فهي المقلتُ العاقرُ
وسلَّمَ الإجماعُ منْ أهلها
أنَّكَ فيها المعجزُ الباهرُ
إنْ نجمتْ ناجمة ٌ بالظُّبا
أبدعَ فيها سيفكَ الباترُ
أوْ كانتْ الشُّورى غطاءً على ال
بطئِ جلَّ رأيّكَ الحاضرُ
وإنْ أخذتَ الدَّستَ والصَّدرَ فال
قضاءُ ناهٍ فيهما آمرُ
أوْ وردَ النَّاسَ فلمْ يصدروا
عجزاً فأنتَ الواردُ الصَّادرُ
وكمْ أراكَ اليومُ ما في غدٍ
ما أنتَ منْ أمرِ غدٍ حائرُ
إنْ تنزع الدَّولة ُ ما ألبستْ
منكَ وأنتَ الملبسُ الفاخرُ
أو يكفرَ الحقُّ ولا بدَّ أنْ
يحرمَ طيبَ النِّعمة ِ الكافرُ
فاسئلْ منَ النَّاجي إذا بويعتْ
نفسٌ بنفسٍ ومنِ الخاسرُ
غداً يرى عندَ اختلافِ القنا
كيفَ غناءُ الدِّرعِ يا حاسرُ
ويعكفُ النَّادمُ مسترجعاً
عادة َ ما عوَّدهُ الغافرُ
اللهُ إنْ ترضوا وإنْ تسخطوا
قدَّرَ وهو العالمُ القادرُ
أنَّ العلا بحبوحة ٌ بيتها ال
مشرقُ هذا الحسبُ الطَّاهرُ
ناصي بها عبدُ الرَّحيمِ السها
وبعدهُ الكابرُ والكابرُ
حتَّى انتهى الفخرُ إلى هضبة ٍ
ليسَ لمنْ يصعدها حادرُ
ساهمَ في المجدِ فعلَّى بهِ
مقادحٌ ليسَ لهُ قامرُ
قدْ فرضَ اللهُ لتدبيرهِ ال
أمرَ وهذا الفلكُ الدَّائرُ
فكلَّما ندَّ إلى غيرهِ
فهو إليهِ صاغراً صائرُ
ياملبسَ النُّعمى التي لمْ يزلْ
عليَّ منها الشَّاملُ الغامرُ
ومنبعي العذبَ إذا قلَّصَ السَّ
جلُ وأكدي الرَّجلُ الحافرُ
مضتْ بطرحي أشهرٌ تسعة ٌ
حاشاكَ أنْ يعقبها العاشرُ
هذا وما قصَّرَ شعرٌ ولا اس
تحالَ عنْ عادتهِ شاكرُ
وما لخلاَّتي سوى جودكمْ
خبيئة ٌ يذخرها الذَّاخرُ
قدْأقحطَ الوادي فلا لابنٌ
لطارقِ الحيَّ ولا تامرُ
فلا ونتْ تطرقكمْ في النَّوى
فتائلٌ أبرمها الضَّافرُ
زوائرٌ تهدي لأعراضكمْ
ألطفَ ما يحملهُ الزَّائرُ(81/110)
يؤثرُ عنها خبرٌ صادقٌ
في مجدكمْ أو مثلٌ سائرُ
في كلِّ نادٍ نازحٍ غائبٍ
لها حديثٌ بكمُ حاضرُ
تعرضُ أيَّامَ التَّهاني بها
ما تعرضُ المعشوقة ُ العاطرُ
تميسُ منها بينَ أيَّامكمْ
خاطرة ً يتبعها الخاطرُ
لثَّمها التحصينُ عنْ غيركمْ
وهي على أبوابكمْ سافرُ
شاهدة ٌ أنَّي لكمْ حافظٌ
إذا نبا أو نكثَ الغادرُ
وكمَّلَ الفخرُ لها أنَّكَ ال
ممدوحُ فيها وأنا الشَّاعرُ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> بلوتُ هذا الدَّهرَ أطوارهُ
بلوتُ هذا الدَّهرَ أطوارهُ
رقم القصيدة : 60087
-----------------------------------
بلوتُ هذا الدَّهرَ أطوارهُ
على َّ طوراً ومعي تارهْ
وبصَّرتني كيفَ أخلاقهُ
تجاربٌ كشَّفنَ أخبارهْ
فصرتُ لا أنكرُ أحلاءهُ
يوماً ولا أنكرُ أمرارهْ
لا هو أنْ شدَّ رأى كاهلي
رخواً ولا نفسي خوَّاره
ولا تصِّباني منْ سلمهِ
زخارفٌ للعينِ غرَّارهْ
منْ عاذري منهُ على أنَّني
ضرورة ً أقبلُ أعذارهُ
دعهُ وبتْ منهُ على نجوة ٍ
خائفة ِ الرَّقبة ِ حذَّارهُ
واسلمْ فما تسلمُ منْ جورهِ
إلاَّ إذا ما لمْ تكنْ جاره
تنقُّلي يا ركبَ العيسِ بي
منجدة ً يوماً وغوَّاره
لا خطرَ الضِّيمُ ببالِ امرئٍ
وأنتِ بالبيداءِ خطَّارهُ
قدْ بنتِ البيداءُ بي جالساً
أرجو الأماني وهي غدَّاره
أظلمُ نفسي بينَ أبنائها
والنَّفسُ لا تظلمُ مختاره
ويطَّبيني وطنٌ تربهُ
مستعبدٌ يلفظُ أحراره
وكمْ ترى تسحرني بابلٌ
وبابلٌ بالطَّبعِ سحَّاره
إنْ كنتَ يا قلبي منِّي فلا
تخدعكَ منها هذه الشَّاره
أولى بمنْ تحملهُ قدرة ً
فراقُ منْ تجهلُ مقداره
لا شمتُ بروقَ الهونِ في دوركمْ
والعزِّ في الأبرقِ والدَّاره
اللهُ لي منتصفٌ منْ أخٍ
يكيلني بالعرفِ إنكاره
يحمي لساني أبداً عرضهُ
ويبتغي في عرضي الغاره
أعفُّ عنْ جمَّتهِ مفعماً
تناهزُ الورَّادَ تيَّاره
ولا يراني ناسياً عهدهُ
إن غاضَ أو كابدَ إعساره
فليتهُ صانَ مكاني كما(81/111)
صانَ على البذلة ِ ديناره
لولا بنو أيَّوبَ لولاهمُ
ما وجدَ المظلومُ أنصاره
قومٌ إذا استنجدتهمْ لم أخفْ
سهماً ولو ناضلني القاره
وبتُّ فيهمْ حيثُ لا يؤكلُ ال
جارُ ولا تنتهكُ الجاره
البيتُ لا ينكرُ طرَّاقه
واللَّيلُ لا يعدمُ سمَّاره
والجفناتُ الغرُّ يسنى لها
كلِّ غضوبِ الغلى غدَّاره
ترى الجذورَ العبلَ في قلبها
أعشارهُ تلعنُ جزَّاره
إن صمَّ عنكَ النَّاسُ أو غمَّضتْ
في الخطبِ عينٌ وهي نظَّاره
فتحتَ منهمْ في مغاليقه
أسماعَ ذا الدَّهر وأبصاره
نموا شهاباً منْ أبي طالبٍ
خيراً وبثَّ اللهُ أنواره
والأفقُ العلويُّ إنْ غوَّرتْ
شموسهُ أطلعَ أقماره
قصَّ حديثَ المجدِ عنهمْ فتى ً
يصدِّقُ السُّوددُ أخباره
وبرَّزوا سبقاً ولكنَّهمْ
لم يدركوا في المجدِ مضماره
ناصى عميدُ الرؤساءِ العلا
والنَّاسُ يقتصُّونَ آثاره
وطالتَ النَّجمَ بهِ همَّة ٌ
تقضي منَ الغاياتِ أوطاره
أبلجُ ودَّ البدر لو صيِّرتْ
لوجههِ عمَّتهُ داره
مولَّهُ المجدِ لم يكترثْ
إقلالهُ المالَ وإكثاره
كفتْ بهِ القدرة ُ لما سطتْ
أيدٍ مع القدرة ِ جبَّاره
سالمهُ واحذر صافيا ماءهُ
وهجهُ واحذر صاليا ناره
إنْ نامَ راعَ السَّرحَ في الأمنِ لم
يكحلْ بطعمِ النَّومِ أشفاره
ولمْ تكنْ سلَّتهُ نهزة ً
يطمعُ فيها الذئبُ أظفاره
أو شرعوا في الشَّرِّ عافتْ لهُ
نفسٌ بفعلِ الخيرِ أمَّاره
كفى الإمامينِ بتدبيرهِ
مخاوفَ الخطبِ وأخطاره
واستسبغا منْ رأيهِ نثلة ً
ضافية َ الأذيلِ جرَّاره
حلَّتْ عن الماضي فعادتْ يدُ ال
باقي بها تعقدُ أزراره
قامَ بأمرِ اللهِ مستخلفٌ
كنتَ لجرحِ الدِّينِ مسباره
أرهفَ منْ نصحكَ صمصمامة ً
بيضاءَ مثلَ البدرِ نيَّاره
أُخرستْ الفتنة ُ عنْ ملكهِ
بالأمسِ والفتنة ُ نعَّاره
وزارة ٌ حصَّنتَ أمواله
فيها كما حصَّنتَ أسراره
فابلغْ به أقصى المنى مثلما
بلَّغهُ سعيكَ إيثاره
واستخدمْ الأيَّامَ نفاعة ً
تجري بما شئتَ وضرَّاره
لا يرفعُ الإقبالُ مستقبلاً(81/112)
غطاءهُ عنكَ وأستاره
يزيركَ النَّيروزُ في روضة ٍ
من مدحي أحسنَ زوَّاره
غنَّاءَ شقَّ الشِّعرَ ثرثاره
لها وأجرى الفكرُ أخطاره
مقيمة ٌ عندكَ لكنَّها
بعرفها في الأرضِ سيَّاره
تحققتْ بالكلمِ الفصلِ فال
ملكُ لها والنَّاسُ نظَّاره
تشربُ من حوضِ المعاني وما
تفضلُ للواردِ أسآره
وهي مع الإفراطِ في حبِّكمْ
حاملة ٌ للهجرِ صبَّاره
تنسى وتقصى غيرَ منسيَّة ٍ
وهي مع الإعراضِ ذكَّاره
تحنُّ للجافي وتحنال لُل
مقصِّرِ المهملِ أعذاره
يقنعها الإنصافُ لو أنصفتْ
وتطلبُ المالَ وإكثاره
حظُّكَ منها صفوُ سلسالها
إنْ رنَّقَ المادحُ أشعاره
وإنَّ صدقي فيكَ أعتدُّهُ
من كذبي في النَّاسِ كفَّاره
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أولى لها أن يرعوي نفارها
أولى لها أن يرعوي نفارها
رقم القصيدة : 60088
-----------------------------------
أولى لها أن يرعوي نفارها
وأنْ يقرَّ بالهوى قراراها
وأن ترى ميسورة ٌ خبطاتها
منْ مرجٍ منشوطة ً أسيارها
ترعى وتروى ما ضفا وما صفا
وللرَّعاة ِ بعدها أسآرها
حتى تروحَ ضخمة ً جنوبها
بخصبها شاكرة ًأوبارها
وكيفَ لا وماءُ سلع ماؤها
مقلوَّة ً والعلمانِ دارها
ودونها منْ أسلاتِ عامرٍ
جمرة ُ حربٍ لا تبوخُ نارها
وذمّة ٌ مرعيَّة ٌ أسندها
إلى حفاظِ غالبٍ نزارها
لا شلها مما تطورُ همَّة ٌ
لطاردٍ فيهِ ولا عوَّارها
كأنَّها بينَ بيوتِ قومها
نواظرٌ تمنعها أشفارها
نعمْ سقى اللهُ بيوتاً بالحمى
مسدلة ً على الدُّمى أستارها
وأوجهاً يشفُّ منْ ألوانها
عنصرها الكريمُ أو نجارها
سواهماً ما ضرَّها شحوبها
ومنْ صفاتِ حسنها استمرارها
لمْ أرَ ليلاً في الحياة ِ أبيضاً
إلاَّ بأنَّ تطلعَ لي أقمارها
كمْ زورة ٍ على الغضا تأذنُ لي
فيها بيوتٌ لمْ تصلْ زوَّارها
وليلة ٍ سامحني رقيبها
عمداً وأخلى مجلسي سمَّارها
فبتُّ أجني ثمرَ الوصلِ بها
منْ شجراتٍ حلوة ٍ ثمارها
وخلوة ٍ كثيرة ٍ لذاتها
قليلة ٍ على الصِّبا أوزارها(81/113)
لم يتوصَّمني بريبٍ سرُّها
صوناً ولمْ يقدرْ عليَّ عارها
وأمُّ خشفٍ طيبٍ حديثها
بينَ الوشاة ِ طاهرٍ إزارها
باتتْ تعاطيني على شرطِ المنى
نخبة َ كأسٍ ريقها عقارها
سكرى وفي لثاتها جمَّارهاال
سَّاقي وعطرى نشرها عطَّارها
يعرفني بينَ البيوتِ ليلها
بمبسمٍ ينكرهُ نهارها
الحبُّ لا تملكني فحشاؤهُ ال
قصوى ولا يسمعني أمَّارها
وطرقُ العلياءِ لا تعجزني
سعياً ولا توحشني أخطارها
وقولة ٍ لا ترتقى هضبتها
ولا تخاضُ غزراً غمارها
عوصاءَ للألسنِ عنْ طريقها
تعتعة ُ الزَّالقِ أو عثارها
كنتُ إلى الفضلِ أبا عذرتها
وللرِّجالِ القالة ِ اعتذارها
قمتُ بها تمدَّني من خلفها
دافعة ٌ ما كسعتْ أعيارها
كأنَّني منْ فضلِ إيمانِ بني
عبد الرَّحيمِ واقفاً أمتارها
أرسلتها محكمة ً سيَّارة ً
لا لغوها منها ولا عوارها
وكيفَ لا وإنَّما آثارهمْ
قصَّتْ وعنهمْ رويتْ أخبارها
سقى الحيا ذكرَ ملوكٍ كلَّما
ماتَ النَّدى أنشرهُ تذكارها
وزادَ عزِّاً أنفساً تحلقتْ
فوقَ السُّها وما انتهتْ أقدارها
تزدادحرصاً كلَّما زادتْ ندى ً
ترى المعالي أنَّهُ قصَّارها
وإنْ قستْ أيدي الغمامِ والتوتْ
فقيلَ في يمينها يسارها
فعضدُ اللهُ أكفَّاً سبطة ً
تفدى ببوعِ غيرها أشبارها
ما ضرَّ أرضاً تستميحُ صوبها
أنَّ السَّماءَ لحزتْ أمطارها
دوحة ُ مجدٍ بسقتْ غصونها
منْ حيثُ طابَ وزكى قرارها
شقَّ لها في فارسٍ إماؤها
حرَّ التُّرابِ وهمْ أحرارها
مطعمة ٌ مورقة ٌ لا ظلَّها
يضوى ولا يغبُّكَ استثمارها
كلُّ زمانِ عامها ربيعها
لا جدبُ شهباءَ ولا إعصارها
وحسبها أنَّ الوزيرَ فلقٌ
أبلجٌ ممَّا قدحتْ أنوارها
شُجِّرَ منها وهو حكمُ العلا
قطبٌ على سعودهِ مدارها
ما برحتْ يبعثها استعلاؤها
على عضاهِ المجدِ واشتهارها
كأنَّها كانتْ ترى مذ بدأتْ
أنَّ إليهِ ينتهي فخارها
وللمعالي في القتى إمارة ٌ
واضحة ٌ منْ قبلها منارها
إلى عميدِ الدَّولة ِ اشتطَّتْ بنا
موائرٌ لا تقتفى آثارها(81/114)
تنشرُ منْ أخفافها أجنحة ٌ
وخيدها على الثَّرى مطارها
كلُّ طريقٍ نفضتْ إلى العلا
فهي وإنْ تطاولتْ مضمارها
لا تتوقَّى شوكة َ الأرضِ ولو
ذابَ على حرِّ الظِّرابِ رارها
تسفرُ في الحاجاتِ وهي عدَّة ٌ
على بلوغِ ما ابتغى سفَّارها
تدلهً في الشُّبهاتِ سرجٌ
هنَّ على جرحِ الفلا مسبارها
لا تعرفُ الغذرَ على غضِّ السُّرى
إذا المطايا عذرتْ أبصارها
تمضي حنايا ذبُّلاً شخوصها
سهامها تنفضُ أو أوتارها
حتى إذا شرعنَ في حياضهِ
خالفَ منْ غيرادها إصدارها
تلقاهُ خفَّاً فإذا تروَّحتْ
فكالهضابِ فوقها أوقارها
يصوِّتُ الجودُ بها إلا كذا
عنِ الملوكِ فليعدْ زوَّارها
على نداكَ شرفُ الدينِ ربتْ
فصالها وبزلتْ بكارها
وعندكَ الفاسحُ منْ أعطانها
والأمنُ إنْ أرهقها حذارها
موسمُ فضلٍ لا تبورُ سوقهُ
ودارُ عزٍّ لا يزلُّ جارها
وأعطياتٌ وحلومٌ عجبتْ
منها جبالُ الأرضِ أو بحارها
قدْ درتْ الدُّنيا على جهلاتها
أنَّكَ خيرُ منْ حوتْ أقطارها
الكوكبُ المفردُ منْ أبنائها
إنْ خيَّرتْ لمْ يعدكَ اختيارها
تكثَّرتْ بواحدٍ منكَ كما
قللَّها منَ الورى إكثارها
وأيقنتْ دولة ُ آلِ باسلٍ
أنَّكَ يومَ بطشها جبَّارها
وأنَّ ما تنظمُ من تدبيرها
مريرة ٌ لغيركَ انتسارها
إذا قربتَ خافها أعداؤها
وإنْ نأيتَ خافها أنصارها
غادرتها منذُ اعتزلتَ بينها
لها نبوُّ العينِ وازورارها
يلاثُ قبحاً لا عفافاً وتقى ً
على صفاحِ وجهها خمارها
مطروحة ً للضَّيمِ لا يمنعها
قنا المحامينَ ولا شفارها
تمدُّ للخطبِ يداً مقبوضة ً
لا سيفها فيها ولا سوارها
واجتمعتْ على تنافي بينها ال
أهواءُ فيكَ واستوتْ أقدارها
واعترفتْ لكَ العدا اعترافنا
بالحقِّ إذ لمْ يغنها إنكارها
وآمنتْ انَّكَ فينا آية ً
باقية ٌ وحسنُ استبصارها
ولو رأتْ وجهَ الجحودِ جحدتْ
وإنَّما ضرورة ٌ أقرارها
يا منْ بهِ استحليتُ طعمَ عيشتي
من بعدِ ما قضَّ فمي إمرارها
وردَّ أيَّامي على إصرارها
منيبة ً يخجلني أعتذارها(81/115)
ومنْ تحرَّمتُ بهِ فلمْ يضعْ
ذمامُ آمالي ولا ذمارها
في كلِّ يومٍ نعمة ٌ غريبة ٌ
أوهبها كأنَّني أعارها
تأتي وما أنصبني تطاولٌ
لها ولا عذَّبني انتظارها
محلَّياً منْ عطلي لبوسها
وراقعاً منْ خللي نضارها
أقربُ ما يكونُ مني وصلها
إذا نأتْ أو بعدتْ ديارها
فما يضرُّ حسنَ حظِّي منكمُ
تصاعدُ العيسِ ولا انحدارها
لكنَّ شوقاً حرَّهُ في أضلعي
جناية ٌ لا يملكُ اغتفارها
ولوعة ٌ إذا تنفستُ لها
عنْ كبدي حرَّقني أوارها
فهلْ لهذا الدَّاءِ منْ راقية ٍ
ينفثُ في عقدتهِ سحَّارها
أمْ هلْ يكونُ منْ لطيفِ برِّكمْ
زيارة ٌ تقضى بكمْ أوطارها
وإنَّها على النَّوى لآية ٌ
معجزة ٌ عندكمْ احتقارها
لا قلِّصتْ عنكمْ ظلالَ ملككمْ
نوائبُ الدَّهرِ ولا أقدارها
ولا أحالَ منْ قشيبِ عزِّكمْ
مرورُ أيَّامٍ ولا تكرارها
وحالفتكمْ نعمة ٌ صحيحة ٌ
عهودها طويلة ٌ أعمارها
وخمَّرتْ أوجهها عن غيركمْ
دولة ُ دنيا لكمْ أسفارها
عمنْ يعادي مجدكمْ زوالها
وعندكمْ برغمهِ استقرارها
وسائراتٌ بالثَّناءِ لا يرى
مستعفياً منْ دأبٍ سيَّارها
لا تخلقُ الظَّلماءُ في بسطتها
قبضاً كأنَّ ليلها نهارها
تطوى الفيافي لا خفاراتِ لها
إلاَّ الذي تضمنهُ أسطارها
تشتاقها الأرضُ وبعدُ لمْ تصلْ
لأنَّها تسبقها أخبارها
يخالها النَّادي إذا اجتازتْ بهِ
لطيمة ً مرَّ بها عطَّارها
تحملُ آثاماً بمدحِ غيركمْ
حتى تحطَّ بكمْ أوزارها
تهدي لكَ الأعيادُ منها طرفا
جواهراً تحتَ فمي بحارها
بما توحدتُ بهِ لمْ تفترعْ
لا عونها قبلُ ولا إبكارها
ودَّتْ تميمُ وفحولُ وائلٍ
منْ قبلها لو أنَّها أشعارها
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> هلْ لقتيلٍ على اللِّوى ثائرْ
هلْ لقتيلٍ على اللِّوى ثائرْ
رقم القصيدة : 60089
-----------------------------------
هلْ لقتيلٍ على اللِّوى ثائرْ
أمْ هلْ لليلِ المحبِ منْ آخرْ
أم الفتى جائدٌ بمهجتهِ
على بخيلٍ بقولهِ غادرْ
خاطرَ في حبِّ ظالمٍ لمْ تجزْ(81/116)
قطُّ لهُ رحمة ٌ على خاطرْ
يحسبُ كلَّ الأبدانِ يومَ منى ً
بدنَ الهدايا تحلُّ للعاقرْ
لهُ منَ القتلِ باعثٌ لا يقا
ويهِ منَ الحزمِ والتَّقى زاجرْ
إذا كريمٌ عفا لقدرتهِ
أغراهُ بالشَّرِّ أنَّهُ قادرْ
يحصبُ وادي الجمارِ يستغفرِ الله
ومنْ للدماءِ بالغافرْ
كلُّ حصاة َ بتراءَ تنبذُ بال
وادي حسامٌ منْ كفِّهِ باترْ
رامٍ بسبعٍ إذا رأى كبداً
قرطسَ منَ واحدٍ إلى العاشرِ
عزَّ قبيلي وخانني وأنا ال
مظلومُ في حبِّهِ بلا ناصرْ
لو كانَ في بابلٍ رضاباً وأل
حاظاً لقلتُ الخمَّارَ والسَّاحرْ
تاجرَ هواهُ وثقْ بذمتهِ
تكنْ شريكَ المقمورِ لا القامرْ
يلقاكَ منْ قدِّهِ وإمرتهِ
يومَ التَّقاضي بالعادلِ الجائرْ
يا قلبُ صبراً عساكَ حينَ حرم
تَ الوصلَ تعطى مثوبة َ الصَّابرْ
ولا تسمِّ الهجرَ الملالَ وعشْ
بالفرقِ بينَ الملولِ والهاجرْ
حجرٌ عليكَ الإطرابُ بعدَ ليا
ليكَ اللَّواتي انطوتْ على حاجرْ
ذلكَ عهدٌ ناسي بشاشتهِ
أسعدُ حظَّاً بهِ منَ الذّاكرْ
كمْ عثرة ٍ بينَ زمزمٍ لكَ وال
مشعرِ لا يستقيلها العاثرْ
أفسدتَ فيها فريضة َ الحجِ بالذُّ
لِّ لغيرِ المهيمنِ القاهرْ
قلبكَ فيها على التَّنسُّكِ مع
قودٌ وللفتكَ فعلكَ الظَّاهرْ
فأنتَ بينَ الإحرامِ والحبِّ لل
أصنامِ لا مؤمنٌ ولا كافرْ
تخضعُ منها لصورة ٍ فطرتْ
ويخضعُ المخبتونَ للفاطرْ
حسبكَ كانَ الشَّبابُ يسترُ منْ
نفسكَ ما الشَّيبُ ليسَ بالسَّاترْ
قدْ آنَ أنْ ينفعَ الملامُ وأنْ
تلزمَ في الأمرِ طاعة َالآمرْ
طارتْ بعزماتكَ المضلَّة ُ منْ
شيبكَ هذا عقابهُ الكاسرْ
غابَ الشَّبابُ المغري وقدْ حضرَ الشَّ
يبُ نذيراً والحكمُ للحاضرْ
قفْ قدْ مضتْ غفلة ُ الخليعِ بما
فيها وقوفُ المستبصرِ النَّاظرْ
شمِّرْ وخضها مادمتَ خائضها
فربمّا طمَّ ماؤها الغامرْ
والشّعرَ صنهُ فالشَّعرُ يحتسب اللهَ
إذا لمْ يصنْ على الشَّاعرْ
لا تمتهنهُ في كلِّ سوقٍ فقدْ
تربحَ حيناً وبيعكَ الخاسرْ(81/117)
انظرْ إلى منْ وفي مدائحِ منْ
أنتَ وقدْ باتَ نائماً ساهرْ
اخترْ ولوداً للفهمِ منجبة ً
فأكثرُ الفهمِ محمقٌ عاقرْ
غالِ بهِ واستمِ المهورَ الثقي
لاتِ وصاهرْ أكفاءها صاهرْ
واحنُ عليهِ فإنَّهُ ولدٌ
أبوهُ قلبٌ وأمُّهُ خاطرْ
صرِّفهُ فيما يرضى العلاءُ بهِ
ويعمرُ العرضَ بيتهُ العامرْ
إمّا لفخرٍ يصدِّقُ النَّسبَ الحرَّ
ويحي ذكرَ الأبِ الدّائرْ
أو لأخٍ يشفعُ الودادَ بما
يرضيهِ منهُ بالفذِّ والنَّادرْ
أوْ ملكَ رحتَ منهُ في نعيمٍ
أنتَ لهالا محالة َ شاكرْ
ترى منَ الوردِ في شريعتهِ ال
عذبة َ آثاراً غيظة ِ الصَّادرْ
منْ آلِ عبدِ الرَّحيمِ حيثُ عهد
تَ العشبَ الكهلَ والحيا القاطرْ
والبيتُ منْ أينما استضفتَ بهِ
فأنتَ في الجدبِ لابنٌ تامرْ
حيثُ القرى لا تكبُّ جفنتهُ
والنَّارُ لليلِ أوّلا آخرْ
والبزلُ لا تعقلُ الوديكة َ وال
كوماءُ إلاَّ بشفرة ِ الجازرْ
والنّضدُ الضَّخمُ والأرائكَ يؤ
ثرنَ لجنبِ النَّديمِ والسَّامرْ
كمْ قمرٍ منهمُ ولا ككما
لِ الملكِ ضواكَ نورهُ الباهرْ
تمَّ فأبصرتَ أوْ سمعتَ بهِ
ما لمْ تكنء سامعاً ولا ناظرْ
أربابكَ المالكونَ رقِّكَ منْ
ماضٍ سعيدٍ وسيّدٍ غابرْ
تورثُ فيهمْ فأنتَ ينقلكَ ال
ميراثُ منْ كابرٍ إلى كابرْ
تأنسَ إنْ قيلَ غرسٌ نعمتهمْ
وأنتَ منها في غيرهمْ نافرْ
فما الّذي ردَّ عنْ حميَّتهِ
أنفكَ فانقضتْ في يدِ القاسرْ
بلى تصبَّاكَ في خلائقهمْ
مرتبقٌ في حبالهمْ آسرْ
ورقية ٌ يخرجُ الأسودَ بها
أبو المعالي منْ غليها الغابرْ
تنفثُ أخلاقهُ العذابُ فيج
رينَ الصَّفا قبلَ صلِّهِ الخادرْ
دلَّ على مجدِ قومهِ وعلى الصُّ
بحِ دليلٌ منْ نورهِ الفاجرْ
وقدَّموهُ طليعة ً يصفُ ال
فخرَ ووافوا بالكوكبِ الزَّاهرْ
أبلجَ تمسي النُّجومُ راكدة ً
وكوكبُ السَّعدِ برجهُ السَّائرْ
في الأرضِ منهمْ لعزِّهمْ فلكٌ
بكلِّ ماشادَ ذكرهمْ دائرْ
أراكة َ حلوة َ الثِّمارِ بهِ
لمْ تشقَ في لقحها يدُ الآبرْ(81/118)
عدَّلَ ميلَ الدُّنيا وثقّفها
حتّى استقامتْ تدبيرهُ الآطرْ
وابتسمَ الدَّهرُ تحتَ سيرتهِ
وعدلهِ وهو عابسٌ باسرْ
كأنَّما رأيهُ على لهبِ ال
خطبِ جمادى صبَّتْ على ناجرْ
وجمرة ٌ دونَ سدة َ الملكِ لا
يثبتُ وجهٌ لوجهها الزافرْ
ينهالُ تحتَ الرِّجالَ لقويمة ِ جا
لاها بما عمَّقتْ يدُ الحافرْ
قامَ عليها فألقمَ الحجرَ ال
هاتمَ فيها فمَ الرَّدى الفاغرْ
تجمدُ إمّا بماءِ صارمهِ ال
باترِ أو ماءِ كفِّهِ المائرْ
طبٌّ بأدواءِ كلِّ معضلة ٍ
يغالطُ الجسَّ عرقها الفائرْ
قدْ جرّبوهُ وآخرينَ فما
أشكلَ بينَ الوفيَّ والغادرِ
واعترفَ المنكرونَ بالآية َ ال
كبرى اضطراراً وآمنَ الفاجرْ
جاراكمُ النَّاسُ يدأبونَ فما
شقَّ هجينٌ عجاجة َ الضَّامرْ
وقارعوكمْ على العلا سفهاً
فما وفّى بالمدجّجِ الحاسرْ
وقدْ رأى منْ نصحتهِ فأبى ال
نُّصحَ وكانَ الخلافُ للخابرْ
وكيفَ يبقى على زئيركمُ
قلبُ قطاة ٍ يراعُ بالصَّافرْ
وأسعدَ النَّاسَ ربُّ ملكٍ لهُ
منكمْ ظهيرٌ وعاضدٌ وازرْ
أنتْم لها تمسحونَ غاربها
بأذرعٍ لا يقيسها الشَّابرْ
وأمرها كيفَ غيَّرَ الدَّهرُ أوْ
بدَّلَ فيها إليكمُ صائرْ
منارها فيكمُ وقبلتها
والنَّاسُ منْ تائهٍ ومنْ حائرْ
فلا يزلْ منكمُ لها ناظمٌ
يجمعُ منها ما بدّدَ الناثرْ
ولاأتيحتْ عصيُّ عزَّكمُ
لملتحٍ منهمُ ولا قاشرْ
ولاتزلْ أنتَ كالقضاءِ بما
تطلبُ منْ كلِّ بغية ٍ ظافرْ
تلتثمُ الحادثاتُ منْ خجلٍ
عنكَ إذا راعَ وجهها السَّافرْ
وناوبتْ ربعكَ السَّحائبُ منْ
مدحي بهامٍ مروِّضٍ هامرْ
بكلاِّ وطفاءَ تطمئنُ فجا
جُ الأرضِ منها للرّائحِ الباكرْ
يكسو الثُّرى ماؤها وترتدعُ ال
حصباءُ طيباً منْ ريحها العاطرْ
تشهدُ في المنصبِ الكريمِ وتح
مي العرضَ والعرضُ مهملَ شاغرْ
يزفُّها الحبُّ والرَّجاءُ إلى
بابكَ منْ كاعبٍ ومنْ عاصرْ
تجارة ٌ لا تبورُ والمشتري
سمعكَ منها وقلبيَ التّاجرْ
أعظمها عنْ سواكَ أنّكَ لل
مأمولِ فيها مستصغرٌ حاقرْ(81/119)
وودُّ نفسي لو أنَّ باطنها
يحملُ في حبُّكمْ على الظَّاهرْ
وأنْ ترى عينكَ العليَّة ُ منْ
تحتَ شغافي نصيبكَ الوافرْ
فتصرفُ الشَّكَ باليقينِ إذا
بلوتَ سرِّي بالفاحصِ السَّابرْ
ذاكَ اعتقادي وإنَّني لدمِ ال
وفاءِ إنْ كنتُ مدهناً هادرْ
فاقبلْ ولا تنسَ منْ حفاظي ما
أنتَ بفضلِ الحجا لهُ ذاكرْ
واعلمْ بأنِّي ما اشتقتُ عهدَ الصِّبا ال
عافي ولا سكرة َ الغنيِّ الغامرْ
شوقي إلى أنْ أراكَ أوْ أشتري
ذاكَ بإنسانِ عينيَ النَّاظرْ
فلا تصبني فيكَ المقاديرُ بال
مقاصدِ منْ سهمها ولا العاثرْ
وزاركَ المهرجانُ يحملُ منْ
سعدكَ أوفى ما يحملُ الزَّائرْ
يومَ أماتوا بالغدرِ بهجتهُ
وأنتَ منهُ رعاية ً ناشرْ
أتاكَ في الوفدِ يعتفي روضكَ ال
غضَّ ويعتامُ بحركَ الزَّاخرْ
فاجتلِ منهُ المبرّزَ الحسنَ في ال
عينِ وفزْ بالمباركِ الطَّائرْ
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> وفى لي الحظُّ الَّذي كانَ يغدرُ
وفى لي الحظُّ الَّذي كانَ يغدرُ
رقم القصيدة : 60090
-----------------------------------
وفى لي الحظُّ الَّذي كانَ يغدرُ
وصحَّ ليَ الدَّهرُ الّذي كانَ يتغيرُ
وسالمي صرفُ القضاءِ وبيننا
فلولُ المواضي والقنا المتكسِّرُ
وحسَّنتُ ظنِّي في الزَّمانِ وأهلهِ
فأصبحتُ أرجو وصلَ منْ كنتُ أحذرُ
وعرَّفني فيمنْ رأى غاية َ العلا
فطالبها بالسَّعيِ كيفَ يشمِّرُ
وكيفَ يغارُ الحرُّ منْ ثلمِ مجدهِ
فيدعمهُ بالمكرماتِ ويعمرُ
حنُّواً وفي قلبِ الزَّمانِ قساوة ٌ
ورعياً لحقّي وابنُ أمّي يخفرُ
ورفداً هنيئاً تستقلُّ كثيرهُ
وودّاً وما تسني منَ الودِّ أكثرُ
عطاؤكَ كافٍ واعتذاركَ فضلة ٌ
وغيركَ لا يعطي ولا يتعذّرُ
وفيتَ لآباءٍ تكلَّفتَ عنهمُ
فضائلَ ما سنُّوا الفخارَ وسيَّروا
كرامٌ طواهمْ ما طوى النَّاسُ قبلهمْ
وأنتَ لهمْ منْ ذلكَ الطيِّ منشرُ
مضوا سلفاً واستخلفوكَ لذكرهمْ(81/120)
خلوداً فلمْ يخزِ القديمَ المؤخرُ
وأبقوا حديثاً طيِّبا منكَ بعدهمْ
وقدْ علموا أنَّ الأحاديثَ تؤثرُ
وزنَّاهمُ بالنَّاسِ بيتاً وأنفساً
فزلَّتْ موازينٌ وزادوا وثمّروا
وجئتَ بمعنى زائدٍ فكأنّهمْ
وما قصَّروا عنْ غاية ِ المجدِ قصَّروا
وإنْ أبا ابقاكَ مجداً لعقبهِ
وإنْ عبطتهُ ميتة ٌ لمعمِّرُ
أقولُ لركبٍ كالأجادلِ طوَّحتْ
بهمْ قامصاتٌ كالأهلَّة َ ضمّرُ
على قممِ البيداءِ منها ومنهمُ
إذا خفقَ الآلُ الملاءُ المنشَّرُ
رمتْ بهمْ الحاجاتُ كلَّ مخوفة ٍ
إذا سارَ فيها النَّجمُ فهوَ مغرِّرُ
إذا الليلة ُ العمياءُ منها تصرَّمتْ
تولاَّهمُ يومٌ منَ التِّيهِ أعورُ
رأوا رزقهمْ في جانبٍ متغذِّرا
تطاولهُ أعناقهمْ وهي تقصرُ
خذوا منَ زعيمِ الملكِ عهداً على الغنى
وردُّوا المطايا فاعقلوها وعقِّروا
دعوا جانبَ البرِّ العسوفِ وحوِّموا
عل البحرِ بالآمالِ فالبحرُ أغزرُ
ولا تحسبوا أفعالَ قومٍ ذللتمُ
عليها كما تروي الأسامي وتذكرُ
فما كلُّ خضراءَ منَ الأرضِ روضة ٌ
ترادِ ولا كلُّ السَّحائبِ تمطرُ
ببغدادَ في دارِ السلامَ محجبٌ
على عادة ِ الأقمارِ يخفى ويظهرُ
إذا كتمتهُ رقبة ٌ أو مكيدة ٌ
وشى بمعاليهِ العطاء المشهَّرُ
كريمٌ يرى أنَّ الغنيَّ تركهُ الغنى
وأنَّ اتقاءَ الفقرِ بالفقرِ مفقرُ
غلامٌ إذا ما عدَّ أعدادَ سنّهِ
ويومَ قضاءَ الحزمِ شيخٌ موقَّرُ
تمرَّنَ طفلاً بالسِّيادة ِ مرضعا
يدرُّ عليهِ خلفها ويوفِّرُ
لهُ من مقاماتِ الملوكِ صدورها
يقدِّمُ فيها إذنهُ ويؤخرُ
زعيماً على التَّدبيرِ لاهو حاجة ً
يعانُ على أمرٍ ولا هوَ يؤمرُ
لهُ منْ سرايا رأيهِ ولسانهِ
إذا نازلَ الأقرانَ جيشٌ مظفَّرُ
وأهيفُ يسري في العظائمِ حدُّهُ
ومنظرهُ في العينِ يضوي ويصغرُ
ترى الرزقَ والآجالَ طوعَ قضيَّة ٍ
تخطُّ على أمريهما وتسطِّرُ
ومرٌّ على الشُّحناءِ حلوٌ على الرِّضا
وللضيمِ يحلو لي فلا يتمرَّرُ
ضحوكٌ إذا حكمتهُ متطلقٌ(81/121)
وأشوسُ إنْ نازعتهُ متنمِّرُ
كفى الملكُ ما استكفتْ لحاظٌ جفونها
وأغناهُ ما أغنى عنِ الكفِّ منسرُ
وقامَ لهُ بالنُّصحِ يثبتُ رجلهُ
على زلقٍ فيهِ الفتى يتعثرُ
فإنْ شكرتَ كفٌّ بلاءَ مهنَّدٍ
قضى نذرها فالملكُ لا شكَّ يشكرُ
لكَ اللهُ مولى نعمة ٍ ومفيدها
وغارسها منْ حيثُ تزكو وتثمرُ
ومستعبداً حرَّ القلوب وفاؤهُ
وحرَّ الكلامِ مالهُ المتيسِّرُ
جرى الخلفُ إلاَّ في علاكَ فأبصرَ ال
مقلِّدَ فيها واستقالَ المقصِّرُ
وقالَ بقولي فيكَ كلُّ محدثٍ
يرى أنَّني ما قلتُ إلاَّ وأخبرُ
وعنَّفَ قومٌ حاسديكَ جهالة ً
وذمُّوا وهمْ بالحمدِ أولى وأجدرُ
إذا عرفوا الفضلَ الّذي حسدوا لهُ
فتلكَ لهمْ مجدٌ يعدُّ ومفخرُ
أعاذكَ منْ عينِ الكمالِ الّذي قضى
بهِ لكَ قسماً فهويقضي ويقدرُ
ولا غشيتَ ظلماءُ إلاّ وفجرها
برغمِ العدا عمّا تحبونَ يسفرُ
فما تصلحُ الدّنيا ومنْ غيركمْ لها
أميرٌ مطاعٌ أو وزيرٌ مدبِّرُ
ولا عدمَ المدحُ الموفّى أجورهُ
بكمْ وهو في قومٍ سواكمْ مسخَّرُ
مواسمُ في أبياتكمْ بعراصها
تحطُّ وعنها في الثَّناءِ تسيَّرُ
تناوبكمْ منهُ سحائبُ ثرَّة ٌ
تروحُ على أغراضكمْ وتبكِّرُ
تسوقُ مطاياها رياحٌ زكيَّة ٌ
بما حملتْ منْ وصفكمْ تتعطَّرُ
إذا عرضتها الصُّحفُ شكَّ رواتها
أوشيُ حريرٍ أمْ كلامٌ محبَّرُ
تفيدُ قلوبَ السَّامعينَ توقُّرا
لها واهتزازاً فهي تصحي وتسكرُ
إليكَ زعيمَ الملكِ لانتْ رقابها
وذلَّتْ وفيها عزَّة ٌ وتغشمرُ
رأتكَ لها أهلاً فلانَ عصيُّها
لديكَ وقالتْ في فنائكَ أُحشرُ
إذا زاركَ النيروزُ عطلاً فإنَّهُ
يطوِّقُ منْ أبياتها ويسوِّرُ
وغاليتَ في أثمانها فشريتها
ربيحاً فظنَّ الغمرُ أنَّكَ تخسرُ
إذا المرءُ أعطاني كرائمَ مالهُ
ليأخذَ شعري فهو منِّي أشعرُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ومؤمَّرٍ بينَ الرِّجالِ مقدَّمٍ
ومؤمَّرٍ بينَ الرِّجالِ مقدَّمٍ
رقم القصيدة : 60091
-----------------------------------(81/122)
ومؤمَّرٍ بينَ الرِّجالِ مقدَّمٍ
في الأرضِ وهو مدَّبرٌ مأمورُ
باقٍ يخافُ الحتفَ وهو متى يمتْ
فلهُ معادٌ عاجلُ ونشورُ
ويسيرُ ما سارَ الجيوشُ أمامهُ
ويقودها فيقيمُ وهو يسيرُ
كثرتْ منازلهُ وضاقتْ طرقهُ
فكأنّهُ بمكانهِ مأسورُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> هلْ في الشُّموسِ التي تحدى بها العيرُ
هلْ في الشُّموسِ التي تحدى بها العيرُ
رقم القصيدة : 60092
-----------------------------------
هلْ في الشُّموسِ التي تحدى بها العيرُ
قلبٌ إلى غيرِ هذا الدِّينِ مفطورُ
أمْ عندَ تلكَ العيونِ المتبلاتِ لنا
دمٌ على أسهمِ الرَّامينَ محظورُ
زمَّوا المطايا فدمعٌ مطلقٌ أمنَ ال
عدوى ودمعٌ وراءَ الخوفِ محصورُ
فكمْ نهيتُ بأولى الزَّجرِ سائقهمْ
حتى تشابهَ مهتوكٌ ومستورُ
وفي الخدورِ مواعيدٌ مسوَّفة ٌ
لمْ يقضَ منهنَّ منذورٌ ومنظورُ
وماطلاتٍ ديونَ الحبِّ تلزمها
ليَّاً وهنَّ مليَّاتٌ مياسيرُ
لا تقتضى بفتى ً يقتلنَ عاقلة ً
ولا يقومُ وراءَ الثأرِ موتورُ
يجحدنَ ما سفكتْ أجفانهنَّ دماً
وقدْ أقرَّ بهِ خدٌّ وأظفورُ
يا سائقِ البكراتِ استبق فضلتها
على الوريدِ فظهرُ العفرِ معقورُ
حبساً ولو ساعة ً تروى بها مقلٌ
هيمٌ وأنتَ عليها الدَّهرُ مشكورُ
فالعيسُ طائعة ٌ والأرضُ واسعة ٌ
وإنَّما هو تقديمٌ وتأخيرُ
تغلَّسوا منْ زرودٍ وجهَ يومهمُ
وحطَّهمْ لظلالِ البانِ تهجيرُ
وجاذبوا الجزعَ منْ وادي الأراكِ وقدْ
تعصَّبتْ بالغروبِ الأحمرِ القورُ
وضمنوا اللَّيلَ سلعاً أنْ رأوهُ وقدْ
غنَّتْ على قنَّتي سلعَ العصافيرُ
وكيفَ لا يستطيبُ العشبَ رائدهمْ
وكلُّ وادٍ لهمْ بالدَّمعِ ممطورُ
واستكثفوا البقلَ منْ نعمانَ فاقتحموا
لسَّاً وخضماً فمهلوسٌ ومهصورُ
ومنْ ورائهمُ عقدُ اليمينِ سدى ً
مضيَّعٌ وذمامُ الجارِ مخفورُ
أطبقتْ جفني على ضوءِ الصَّباحِ لهمْ
حفظاً فما لنهارٍ فيهما نورُ
وعاصتْ اليأسَ نفسي أن تُعابَ بهِ(81/123)
وكلُّ سالٍ بأمرِ النَّاسِ معذورُ
وقدْ عددتُ على سكرى بفرقتهمْ
شهورَ عامٍ وقلبي بعدُ مخمورُ
كذاكَ حظُّ فؤادي منْ أحبَّتهِ
مذ جرَّبَ الحبَّ مبخوسٌ ومنزورُ
فما يحافظْ إلاَّ وهو مطَّرحٌ
ولا يواصلُ إلاَّ وهو مهجورُ
حتى لقدْ خفتُ أنْ تنبوا على يدهِ
بالشَّرقِ منْ أسدٍ بيضٌ مشاهيرُ
منْ مرسلٌ تسعُ الأرسانُ همَّتهُ
جرحُ الفلاة ِ بهِ واللَّيلُ مسبورُ
لا يرهبَ الجانبَ المرهوبَ محتشماً
لعلمهِ أنَّ طرقَ المجدِ تغريرُ
ينضي الحيادَ إلى أدراكَ حاجتهِ
والعيسَ حتى يضجَّ السِّرجُ والكورُ
يذارعُ الأفقَ الشَّرقيَّ قبلتهُ
في القسطِ ما ضمَّ خوزستانُ فالكورُ
بلِّغْ حملتَ على الأخطارِ محتكماً
على السَّرى وأعانتكَ المقاديرُ
حيَّاً بميسانِ ربعُ المالِ بينهمُ
عافٍ خرابُ وربعُ العزِّ معمورُ
فثمَّ ما شئتَ فخرَ النَّاسِ كلِّهمِ
بلا مثيلٍ وثمَّ المجدُ والخيرُ
وأوجهٌ مقمراتٌ للقرى وإلى
معرِّجِ الصُّبحِ فرسانٌ مغاويرُ
واخصصْ غضارفَ من دودانَ يقدمها
ضارٍ تبادرهُ الأسدُ المساعيرُ
فقلْ لهمْ ما قضى عنَّي نصيحتهمْ
وأكثرُ النَّصحِ تخويفٌ وتحذيرُ
تخاذلوا لوليِّ الأمرِ واعتزلوا الصُّ
دورَ فالملكُ المنصورُ منصورُ
توضَّحوا في دياجيكمْ بطاعتهِ
فهي الصَّباحُ ولقياهُ التباشيرُ
وتابعوا الحقَّ تسليماُ لإمرتهِ
فتابعُ الحقِّ منهيٌّ ومأمورُ
سادَ العشيرة َ مرزوقٌ سيادتها
في الدَّرِّ منتخلٌ للملكِ مخبورُ
مردَّدُ منْ مطا عدنانَ في كرمِ ال
أصلابِ كنزٌ لهذا الأمرِ مذخورُ
ينميهِ منْ أسدٍ عرقٌ يوشجهُ
إلى عفيفٍ وعرقُ المجدِ مبتورُ
وعنْ دبيسٍ بعرفِ المجدِ مولدهُ
إلى الحسينِ وأمرُ المجدِ مقدورُ
لا تخصموا اللهَ في تمهيدِ إمرتهِ
عليكمُ إنَّ خصمَ اللهِ مقهورُ
كفاكمْ النَّاسَ فامشوا تحتَ رايتهِ
وكلُّ بيتٍ بكمْ في النَّاسِ مكثورُ
ولا تعرَّوا قدامَ مجدكمْ حسداً
لابنِ الحسينِ بما تجنى المآخير
أو فادَّعوا مثلَ أيَّامٍ لهُ بهرتْ(81/124)
والحقُّ أبلجُ والبهتانُ مدحورُ
لمنْ جفانٌ مع النّكباءِ متأقة ٌ
ليلُ الضِّيوفِ بها جذلانُ محبورُ
وراسياتٌ تدلُّ المعتمينَ إذا
ضجَّتْ زماجرُ منها أو قراقيرُ
يردَّها متأقاتٍ كلَّما انتقصتْ
مرحَّلٌ منْ صفاياهُ ومنحورُ
يعاجلُ الآكلينَ الجازرونَ بها
فلذاً وفلذاً فمشويٌّ ومقدورُ
ومنْ جنا النَّحلِ بيضاءَ يلملمها
ماءٌ منَ الأصفرِ السُّوسيِّ معصورُ
على القرى ويطيبُ المشبعونَ بها
في الجدبِ والزَّادُ ممنونٌ وممرورُ
وصافناتٍ تضاغى في مراسنها
كأنهنَّ على الصمِّ العفافيرُ
عتائقٌ أذعنتْ مثلَ الكلابَ لهُ
ويومَ طخفة َ مجهولٌ ومغرورُ
للموتِ يومَ يخوضُ النَّقعَ جائزهُ
والغوثِ يومَ تعاطاهَ المضاميرُ
يحملنَ نحوي الأعادي كلَّ ذي حنقٍ
لمْ يرقبَ الموتَ إلاَّ وهو مصدورُ
يستنشقُ الرَّدعَ منْ ثنييْ مفاضتهِ
كأنَّهُ بالدَّمِ المطلولِ معطورُ
فوارسٌ إنْ أحسَّوا فترة ً وجدوا
أبا الفوارسِ حيثُ اليومَ مسجورُ
لو لمْ يقيموا شهابَ الدَّولتينِ على
أسيافهمْ لمْ يكنْ للضَّربِ تأثيرُ
ومنْ فتى ً كلُّ قومٌ وسمُ شهرتهِ
على أسِّرة ِ وجهِ الدَّهر مسطورُ
كليلة ِ السِّوسِ أو ليل البذانِ وما
حمى بواسطَ تنبيكَ الأخابيرُ
وموقفٌ معلمٍ أيَّامَ منعكمُ
تنسى خطوبُ اللَّيالي وهو مذكورُ
ومنْ سواهُ إذا ما الجودُ هدَّدهُ
بالفقرِ فهو بذكرِ الفقرِ مسرورُ
لمْ ينبذْ المالَ منفوضاً حقائبهُ
حتى استوى عندهُ عسرٌ وميسورُ
إذا أضبَّتْ على شيءٍ أناملهُ
حفظاً فأضيعُ عانيهِ الدَّنانيرُ
تسري البدورُ مطاياها البدورُ إلى
عفاتهِ ثمَّ تتلوها المعاذيرُ
شرى المحامدَ منهُ بالتلائدِ فال
أموالُ منهوكة ٌ والعرضُ موفورُ
إذا حوى اليومَ لمْ يدعْ لغدٍ
حظَّاً وعندَ غدٍ شأنٌ وتغييرُ
ذلِّي لهُ ثمَّ عزِّي يا بني أسدٍ
فالغضُّ للحقِّ تعظيمٌ وتوقيرُ
النَّاسُ دونكَ طرَّاً وهو فوقكَ وال
آثارُ تنصرُ قولي والأساطيرُ
لكمْ مسامعُ عدنانٍ وأعينها(81/125)
والنَّاسُ صمٌّ إلى إحسانكمْ عور
وأنتمْ الشَّامة ُ البيضاءُ في مضرٍ
والمنبتُ الضَّخمُ منها والجماهيرُ
وهلْ تكابرُ في أيَّامِ عزِّكمُ
قبيلة ٌ وهي الغرِّ المشاهيرُ
فيومَ حجرٍ وحجرٌ كلَّ ممتنعٍ
في ملكهِ المجدُ مقبوضٌ ومحجورُ
جرَّ الكتائبَ منْ غسّانَ يقدمها
عنهُ مدلٌّ على الأقدارِ مغرورُ
عنا لهُ الدَّهرُ أحياناً وأقدرهُ
على الممالكِ تأجيلُ وتعميرُ
فساقها نحوكمْ يبغي إتاوتكمْ
وأنتمُ جانبٌ في العزِّ محذورُ
يحلفُ لا آبَ إلاَّ بعدَ قسركمُ
يا لكَ حلفاً لو أنَّ الشَّيخَ مبرورُ
لكنّهُ لمْ يكنْ في دينِ غيركمُ
لها سوى السَّيفِ تحليلٌ وتكفيرُ
وجندل ولغتْ فيه رماحكمُ
وذيلهُ مثلُ ظهرِ الأرضِ مجرورُ
شفى ربيعة ُ منهُ غلَّ مضطهدٍ
لمْ يركبَ السَّيفَ إلاَّ وهو مغمورُ
والنَّارُ أضرمها ابنُ النَّارِ نحوكمُ
بالدَّارعينَ لها وقدٌ وتسعيرُ
فردَّهُ بغيهُ شلواً وجاحمها
بماءٍ فوديهِ مطفيٌّ ومكفورُ
وسلْ بفارعة ٍ أبناءَ صعصعة ٍ
يخبركَ بالحقِّ مصفودٌ ومقبورُ
لمْ يقبلوا نصحَ أنفِ الكلبِ فانقلبوا
بيومِ شرٍّ ثناياهُ الأعاصيرُ
وبالنِّسارِ وأيَّامَ الجفارِ لكمْ
مواقفٌ صونها في الأرضِ منشورُ
شكا سيوفكمْ عليا تميمَ بها
إلى بني عامرٍ والسَّيفُ مأمورُ
ومؤرَّ حاجبُ يرجو نصرَ سابقة ٍ
لها على النَّصرِ ترديدُ وتكريرُ
وبالملَّعى غنتمْ طيِّباً فغدا
يومٌ لهُ غضبٌ فيهمْ وتدميرُ
والحارثُ بن أبي شمرٍ ينوحُ على اب
نِ أختهِ منكمْ والنَّوحُ تقصيرُ
تلكَ المكارمُ لا إبلٌ معزَّبة ٌ
لها معَ الحولِ تضعيفٌ وتثميرُ
ولا سروحَ يغصُّ الواديانِ بها
فيها مزكَّى إلى السَّاعي ومعشورُ
وما طوى الدَّهرُ منْ آثاركمْ فعفا
فإنَّهُ بالحسينييِّنِ منشورُ
يا خير منْ رحِّلتْ أو أسرجتْ طلباً
لبابهِ العيسُ أو الخيلُ المضاميرُ
وخيرَ منْ قامرَ العافونِ راحتهُ
فراحَ فرحانَ يزهو وهو مقمورُ
ومنْ يذمُّ عطاياهُ ويلعنها
إلاَّ الذي هو إسرافٌ وتبذيرُ(81/126)
زجرتُ باسمكَ دهري أو تمهَّدَ لي
والدَّهرُ باسمِ الكريمِ الحرِّ مزجورُ
وقامَ سعدكَ حتى قوَّمتْ يدهُ
قناة َ حظِّي ثقافاً وهو مأطورُ
سحرتُ جودكَ فاستخرجتُ كامنهُ
إنَّ الكريمَ ببيتِ الشِّعر مسحورُ
وابتعتني بجزيلِ الرَّفدِ مرتخصاً
حتى ربحتُ وبعض البيعِ تخسيرُ
أمنتُ في الشِّعرِ توحيداً بمعجزِ آ
ياتي وفي الشِّعرِ إيمانٌ وتكفيرُ
ولمْ تكنْ كرجالٍ سمعُ عرضهمُ
مصغٍ لمدحي وسمعُ الجودِ موقورُ
لهمْ منْ العربِ العرباءِ ما اقترحوا
إلاَّ النَّدى فهو تعليلٌ وتعذيرُ
وسابقاتٌ أناختْ في فنائكمُ
ثمَّ انثنتْ وهي بالنِّعمى مواقيرُ
لكنَّ محروبة ً منهنَّ واحدة ً
سهوتَ عنها وبعضُ السَّهوِ مغفورُ
تقدَّمتْ وهي مذحولٍ مؤخَّرة ٌ
وربما كانَ في التّأخيرِ توفيرُ
وهلْ يحلُّ بلا مهرٍ وقدْ نكحتْ
بضعُ الكريمة ِ والمنكوحُ ممهورُ
فاجمعْ لها ولهذي نصفُ حظِّهما
منَ النَّدى باتَ شفعاً وهو موتورُ
فالواهبُ العدلُ منْ كرَّتْ نوافلهُ
ودائمُ المدحِ ترديدٌ وتكريرُ
أكسُ وحرمتنا عندي جمالها
فالجودُ بالمالِ ما لمْ تكسُ مبتورُ
وارددْ رسولي يغاظُ الحاسدونَ بهِ
ضخمَ العيابِ عليهِ البشرُ والنُّورُ
فما رمتكَ الأماني الواسعاتِ بهِ
إلاَّ ومنها عيونٌ نحوهُ حورُ
ولا سمحتُ لملكٍ قطُّ قبلكَ باق
تضاءِ رفدٍ ولكنْ انتَ منصورُ
وباقياتٍ على الأحسابِ سائرة ً
تصولُ نحوكَ حتى ينفخُ الصُّورُ
للشِّعر منْ حولها مذ صرتَ قبلتهُ
طرفٌ بغنجٍ وتهليلٌ وتكبيرُ
كأنّها يومَ تسليمِ الكلامِ بها
حقٌّ وكلٌّ كلامٍ بعدها زورُ
يغدو بها الشَّادنُ الشَّادي بمدحكمْ
كأنَّ أبياتها كأسٌ وطنبورُ
ما ضرَّها وأبوها منْ فصاحتهِ
نزارُ أنَّ أبي في البيتِ سابورُ
فاسمعْ لها وتمتَّعْ ما اقترحتَ بها
تبقى ويفنى منَ المالِ القناطيرُ
مقيمة ٌ بينَ نادي ربِّها ولها
بالعرضِ ما انطلقتْ جدٌّ وتشميرُ
سكتُّ حيناً ومنْ عذرٍ نطقتُ بها
إنَّ السُّكوتَ على الأجوادِ تذكيرُ(81/127)
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سائلِ الدَّارَ غنْ سألتَ خبيرا
سائلِ الدَّارَ غنْ سألتَ خبيرا
رقم القصيدة : 60093
-----------------------------------
سائلِ الدَّارَ غنْ سألتَ خبيرا
واستجرْ بالدموعِ تدعو مجيرا
وتعوَّذْ بالذِّكرِ من سبَّة ِ الغد
رِ فلا حبَّ أنْ تكونَ ذكورا
المغاني أحفى بقلبي منْ العذ
لِ وإنْ هجنَ لوعة ً وزفيرا
أفهمتني على نحولِ رباها
فكأنِّي قرأتُ منها سطورا
يا معيري أجفانهُ أنا أغنى
بجفوني الغزارِ أنْ استعيرا
دمُ عيني بالسَّفحِ حلَّ لدارٍ
لا يرى أهلها دماً محظورا
ومثيرَ بالعذلِ كامنَ أشوا
في مشيرٍ ولمْ أكنْ مستشيرا
لا مني في الوفاءِ ماتَ ملوماً
فيه أو عاشَ عاشقاً مهجورا
يا حداة َ الرِّكابِ لا وألَ القا
صدُ منكمْ غيرَ الحمى أنْ يجورا
رامة ٌ بي وأينَ راموة ُ مني
أنجدَ الركبُ والهوى أنْ أغورا
هي دارَ العيشِ الغريرِ بما ضمَّ
تْ قضيباً لدناً وظبياً غريرا
ما تخيَّلتُ أنَّها جنَّة ُ الخل
دِ إلى أنْ رأيتُ فيها الحورا
يا لواة َ الدِّيونِ هلْ في قضايا الح
سنِ أنْ يمطلَ الغنيُّ الفقيرا
لي فيكمْ عهدٌ أغيرَ عليهِ
يومَ سلعٍ ولا أسمَّي المغيرا
احذروا العارَ فيهِ والعارُ أن يم
سي ذمامي في رعيهِ مخفورا
أو فردُّوا عليَّ حيرانَ أعشى
ناظراً قدْ أخذتموهُ بصيرا
أنا ذاكَ اعتبدتُ قلبي وأنفق
تُ دموعي عليكمُ تبذيرا
فاحفظوا في الإسارِ قلباً تمنَّى
شغفاً أنْ يموتَ فيكمْ أسيرا
وقتيلاً لكمْ ولا يشتكيكمْ
هلْ رأيتمْ قبلي قتيلاً شكورا
اعرفوا لي إذا الجوارحُ عوف
ينَ ندوباً في أضلعي وكسورا
باقياتٍ وقدْ جررنَ عليه
نَّ اللَّيالي معدودة ً والشُّهورا
نصلَ الحولُ بعدكمْ وأراني
بعدُ منْ سكرة ِ النَّوى مخمورا
ارجعوا لي أيَّامَ رامة َ إنْ كا
نَ كما كانَ وانقضى أنْ يحورا
وشباباً ما كنتُ قبلَ نشرِ المشي
يبِ أخشى غرابهُ أنْ يطيرا(81/128)
إنْ تكنْ أعينُ المها قدْ أنكرتني
فلعمي لقدْ أصبنَ نكيرا
زاورتْ خلَّتينِ منِّي إقتا
راً يقذي عيونها وقتيرا
كنتُ ما قدْ عرفنا ثمَّ انتحتني
غيرٌ لمْ أطقْ لها تغييرا
وخطوبٌ تحيلُ صبغتها الإب
شارَ فضلاً عنْ أنْ تحيلَ الشُّعورا
وافتقادي منَ الكرامِ رجالاً
كانَ عيبي في ظلِّهمْ مستورا
ينضحونَ الفتيقَ مني بأيدٍ
ناعشاتٍ ويجبرونَ الكسيرا
فارقوني فقلَّلوني وكم كا
ثرتُ دهري بهمْ فكنتُ كثيرا
ولعمري لربَّما عاثرَ الح
ظُّ على القودِ ثمَّ جاءَ يسيرا
ولقدْ أبقتْ اللَّيالي أبا الفض
لِ فأبقتْ في المجدِ فضلاً كبيرا
قسماًبالمقلِّداتِ إلى جم
عٍ عهوناً محبوكة ً وضفورا
يتلاحكنَ في المضايقِ أو يد
مينَ فيها صلائفاً ونحورا
كلَّ تلعاءَ كالبنيَّة ِ تعط
يكَ سناماً طوراً وعيناً حفيرا
سرُّها ما تزيَّنتْ ولأمرٍ
ساءها عجلوا عليها السُّرورا
بينما أنْ رأيتها وهي ملءُ ال
عينِ حسناً حتى تراها عقيرا
منحوها ذاتَ الإلهِ فلمْ يف
ترضوها إلاَّ الصفيَّ الأثيرا
والملبَّينَ حرَّموا اللُّبسَ والطِّي
بَ احتساباً والحلقَ والتَّقصيرا
هوَّنوا الانفسَ الكرامَ فباعو
ها على الرُّخصِ يشترونَ الأجورا
يجهدونَ الأرماق أو شهدوا بال
خيفِ ذاكَ المسعى وذاكَ النَّفيرا
حلفٌ لا تعيثُ بهِ يدُ الحن
ثِ بإفكٍ ولا يكونُ فجورا
أنَّ كافي الكفاة َ خيرهمْ بال
بيتِ والنَّفسُ أوَّلاً وأخيرا
منْ رجالٍ إذا انتموا نسبوا بي
تاً منَ المجدِ آهلاً معمورا
بالمساميحِ الطَّيبينَ بني الطَّيِّ
بِ أضحى سبطُ التُّرابِ عطيرا
يمترى ماؤهُ عقاراً ويستا
فُ ثراهُ ألوَّة ً وعبيرا
شرفٌ زاحمَ النُّجومَ على الأف
قِ فأربى عزِّاً عليها ونورا
درجوا فيهِ سيِّداً سيِّداً قد
ماً وزالوا عنهُ وزيرا وزيرا
يتواصونَ بالمعالي فيقتا
فُ الفتى الحيُّ منهمْ المقبورا
وإذا حوسبوا على الحسبِ الأب
عدِ عدَّوا بهرامَ أو سابورا
ومناجيبُ محصناتُ توَّحد
نَ بأنْ لا يلدنَ إلأاَّ الذُّكورا(81/129)
زعماءٌ على الملوكِ غذا ما اع
تورَ الملكُ ناصحاً ومشيرا
وكماة ٌ على الوسائدِ إما اق
تعدوها يقسِّمونَ الامورا
غوَّروا غورة َ النُّجومِ وبقُّوا
علماً ردَّ طيهمْ منشورا
وتصفَّوا منْ ناصرِ الدَّولة ِ ابنا
يشهدُ الفخرُ ظافراً منصورا
لحقَ الأصلَ ثمَّ سادَ بنفسٍ
ظفرتْ بالنَّدى وزادتْ كثيرا
فضحتْ بالنَّدى الغمامَ وردَّتْ
بالمساعي شوطَ الرِّياحِ حسيرا
أنفتْ أنْ ترى لها في بني الدَّه
رِ إذا نوظرَ الرِّجالُ نظيرا
فامتطتْ وحدها إلى غاية ِ المج
دِ ظهوراً خشناً وطرقاً وعورا
راكبُ العزِّ في مفاوزها اليه
ماءِ سارٍ لا يركبُ التَّغريرا
يبتغي حقَّهُ منَ الشَّرفِ الأب
عدِ خوضاً إليهِ أو تشميرا
وانتهى حيثُ لا يرى النَّجمُ في الأف
قِ صعوداً ولا الهلالُ مسيرا
تارة ً بالمضاءِ يستدمُ العز
مَ وطوراً يستخدمُ المقدورا
مدَّ باعاً في الفضلِ طالَ لأمرٍ
كانَ عنهُ باعُ الزَّمانِ قصيرا
لم يلامسْ خطباً وكانَ جسيماً
في المعالي إلاَّ رآهُ حقيرا
وأظنُّ استقلالهُ الدِّستَ أنْ ير
كبهُ يملكُ الزَّمانَ السَّريرا
قهرَ الدَّهر وهو يقهرهُ الجو
دُ فناهيكَ قاهراً مقهورا
واكتسى حلَّة َ الغنى وسلبنا
هُ فأكرمْ بهِ غنياً فقيرا
لاحَ فينا فأقمرتْ ليلة ُ البد
رِ وأعطى فكانَ يوماً مطيرا
وسلونا بجوده الحيِّ أيما
ناً دروساً من الكرامِ دثورا
وشهدنا نداهُ حقَّاً تقينا
وسمعنا عنهمْ ضجيجاً وزورا
وروينا بمالهِ الوشلِ العدِّ
وأعطى قومٌ وكانوا بحورا
وسرى ذكرهُ فلمْ يبقِ يوماً
لهمُ في سماحهمْ مذكورا
يا أبا الفضلِ والفضائلُ إنْ قا
ضينَ يحكمنَ فيَّ إنْ لا تجورا
أتناسيتَ أو نسيتَ حقوقاً
لي لم آلكمْ بها تذكيرا
ووعوداً يكنَّ عندَ الكريمِ ال
عهدِ حتى يفي بهنَّ نذورا
وغروساً لي في ثراكَ الزَّكيِّ
الرَّطبِ يرجو مثلي بها التثميرا
وصفاتي على لسانكَ يسمع
نَ الصَّفا الصَّلدَ والفتى الموقورا
فعلامَ استردَّكَ الدَّهرُ منِّي
مكرهاً بعدَ خبرتي مقسورا(81/130)
نعمة ٌ نفِّرتْ ما كنتُ يوماً
بالعطاءِ الهنيِّ منها كفورا
وعذاري من القوافي تعوَّضتُ
بهنّ التعليلَ والتَّعذيرا
لمْ يكنْ حجُّها وقدْ جهدتْ في
هِ إلى كعبة ِ العلا مبرورا
ألظنٍّ وربَّما كانَ إثماً
كنتَ لو قدْ عصيتهُ مأجورا
لمْ تدنِّسْ عرضاً ولمْ تؤتِ بالذَّن
بِ اعتماداً فيهِ ولا تقصيرا
لمْ تكنْ صدقتَ بأوَّلِ مدحٍ
ضاقَ ملكٌ عنْ وقتهِ فاستعيرا
لمتموني فيهِ وربَّ ملومٍ
كانَ في غيبِ أمرهِ معذورا
هو شعري وفيكَ قيلَ ابتداءً
جاءَ أو كانَ راجعاً مكرورا
ولعمرو الواشي لقدْ كانَ ذنباً
هيناً لو وهبتموهُ يسيرا
واعترافي بالهفوة ِ الآنَ يمحو
منْ خبايا الصُّدورِ تلكَ الوغورا
والقوافي عني عبيدٌ منيبا
تٌ فكنْ لي بالصَّفحِ ربَّاً غفورا
لكَ أبرزنَ بعدَ أنْ ردَّ عنه
نَّ بعولٌ أسنوا إليَّ المهورا
وأرى النّزر منْ ودادكَ أو رف
دكَ حظَّاً في مهرهنَّ خطيرا
باقياتٌ في الدَّهرِ ما بقى الدَّه
رِ وناصى رضمى أخاهُ ثبيرا
فاستمعها مختومة َ العذرِ أبكا
راً إلى اليومِ ما برحنَ الخدورا
تتلفُ المالَ لا تبالي إذا أح
رزتَ في الأرضِ كنزها المذخورا
وإذا ما وجدنَ عرضاً بهيماً
مدلهماً طلعنَ فيهِ بدورا
عوضاً منْ عتابكَ المرِّ حتى
تشربَ الشُّكرَ منكَ عذباً نميرا
نعمَ ما تقتني مقيماً وإنْ سا
فرتَ كانتْ إلى النَّجاحِ سفيرا
فاحتفظْ قاطناً بها اسرِ مغبو
طاً على ملكِ مثلها محبورا
وتزوَّدْ منها على صحبة ِ الل
هِ متاعاً إذا عزمتَ المسيرا
وكنْ القرمَ منْ ملوكَ بني مر
وانَ لي أنْ أكونَ فيكَ جريرا
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> طوى اللّيلَ راكبَ أخطارهِ
طوى اللّيلَ راكبَ أخطارهِ
رقم القصيدة : 60094
-----------------------------------
طوى اللّيلَ راكبَ أخطارهِ
على شحطِ داريَ منْ دارهِ
خيالٌ وفى بضمانِ الهوى
فجاءَ رسولاً لغدّارهِ
سرى منْ ضنينٍ لمعروفهِ
تعرَّضَ فيَّ لإنكارهِ(81/131)
حبيبٌ جبانٌ بغيرِ الوصالِ
شجاعٌ بإهداءِ آثارهِ
طرقتُ بما زارَ منْ طيفهِ
كأنّي طرقتُ بعطَّارهِ
تطَّلعَ يقصرُ ليلَ التَّمامِ
طلوعَ كواكبِ أسحارهِ
بأشنبَ يسمحُ للرَّاشفينِ
بنهبِ ودائعِ خمَّارهِ
إذا أسكرتْ دائراتُ الكئوسِ
صحا الشَّاربونَ بأدوارهِ
أقامَ فوافى وجلّى بهِ
منَ الصبحِ أخبثُ أطيارهِ
وبرقُ خشوعي منْ طيفهِ
وماءُ جفوني منْ نارهِ
تعرّضّ لي شفقُ الأتحم
يِّ تنزو الرِّياحُ بأشطارهِ
فطارحني منْ حديثِ العذيبِ
وفاكهني طيبَ أخبارهِ
أراني مواقدَ نيرانهِ
بعيداً ومجلسَ سمَّارهِ
وذكَّرني زمناً ما شربتُ
دموعيَ إلاَّ لتذكارهِ
وليلاً عدمتُ ضياءَ السُّرو
رِ منذُ فجعتُ بأقمارهِ
وهيفاً غذاهنّ وادي النَّعيمِ
بجنّاتهِ وبأنهارهِ
ملكن الهوى فأعرنِ القلو
بِ ما شئنَ منهُ سوى عارهِِ
فهنَّ ظواهرُ ما غابَ منهُ
وهنَّ بواطنُ أسرارهِ
وأبلهُ لا تجدْ العينُ في
هِ نهجاً يقصُّ بآثارهِ
يقلُّ عليهِ انتفاعُ الدَّليلِ
بتجريبهِ وبتكرارهِ
ندبتُ لهُ يدَ طبِّ الحسابِ
بأخماسهِ وبأعشارهِ
غنيٌّ عنْ النَّجمِ أنْ يستدلَّ
بواقعهِ وبطيارهِ
ونبّهتُ ذا رقدة ٍ حلوة ٍ
فقامَ لأمري وإمرارهِ
يخالُ بخبرتهِ بالفضا
ءِ أعطى َ قسمة َ أقطارهِ
يداري إلى السُّوطِ جفناً خيوطُ ال
كرى ممسكاتٌ لأشفارهِ
فملنا إلى جنحِ ليلٍ يضيعُ
بياضُ الكواكبِ في قارهِ
لعزٍّ تركنا غراماً بهِ
سروجَ الطَّريقَ لأكوارهِ
وأحرى بهِ أنْ يجلَّى دجاهُ
بوجهِ الوزيرِ وإسفارهِ
وأنْ يضعَ السَّيرُ أثقالهُ
إذا رفعتْ حجبُ أستارهِ
إذا شرفُ الدِّينِ حطَّتْ بهِ
قدرنا سراها بمقدارهِ
فطابَ المقامَ لقطَّانهِ
وقرَّ المطيَّ بسفَّارهِ
اليكُ افتضضنا عذارى ال
سُّهوبِ بعونِ الرَّجاءِ وأبكارهِ
إلى خير منْ حلّ شوقاً إليهِ
ركابُ المطيّ لأسيارهِ
فحَّرمها أنْ تشمَّ الهوانَ
فتى ً لا يجارُ على جارهِ
كريمٌ يعدُّك أغنيتهُ
إذا أنتَ جئتَ لإفقارهِ
كأنّكَ أوّلُ أحبابهِ
إذا كنتَ آخرَ زوّارهِ(81/132)
دعِ النَّاسَ واعكفْ على بيتهِ
فدرُّ الّندى تحتَ أحجارهِ
رواقٌ ترى المجدَ في صدرهِ
ورزقكَ ما بينَ أكسارهِ
وهبْ عشبَ الأرضِ للرَّائدين
إذا ما وليتَ بأقطارهِ
حمى اللهُ أبلجَ بدرُ التَّما
مِ يطلعُ ما بينَ أزرارهِ
وحيَّا على رغمِ زهرُ النُّجو
مِ وجهاً يعمُّ بأنوارهِ
وأعدى أعاديهِ منْ مالهِ
إذا جادَ قلّة َ أعمارهِ
همامٌ ظواهرَ أسدِ الشَّرى
تلاوذُ في الغابِ منْ زارهِ
يهيبُ بها بعدَ إصحارهِ
وترهبهُ قبلَ إصحارهِ
حليمُ السَّطا ينزلُ الذَّنبُ منهُ
بواهبهِ وبغفّارهِ
تنامُ على الفرطاتِ العظا
مِ عيناهُ إلاَّ على ثارهِ
نهيتُ عدوّكَ لو أنَّهُ
بوعظي تاركُ إصرارهِ
وقلتُ حذاركَ لا تغتررْ
بصلّ الحماطة َ في غارهِ
فبعدُ سكينة ِ مجموعهِ
تسوءكَ وثبة َ ثوَّارهِ
فلمْ ينتصحني ولمْ يعنني
وقدْ حانَ كثرة ُ إنذارهِ
ومرّ يجاري على الإغترا
رِ منْ ليسَ منْ خيلِ مضمارهِ
أرادَ ليغمزَ صمَّ القنا
بجوفِ اليراعِ وخوَّارهِ
وشاورَ في البغى شيطانهُ
فأطغتهُ طاعة ُ أمّارهِ
وعارضَ معجزَ آياتكمْ
بكذَّابهِ وبسحَّارهِ
توغَّلَ يدرسُ آثاركمْ
فأنغضَ منْ دونِ آثارهِ
ومدَّ ليحملَ ما تحملونَ
صليفا ضعيفا بأوقارهِ
وكانَ يلامُ فلمّا لجا
إلى العجزِ قامَ بأعذارهِ
ألمْ يكفهِ غدرُ كرَّاتهِ
بهِ وتقلّبُ أطوارهِ
وتجريبهُ معكمْ نفسهُ
فينهى اللّجاجَ بإقصارهِ
ولما انتصرتَ بكافي المهمِّ
أحسَّ بخذلانِ أنصارهِ
ظفرتَ وها هو تحتَ الإسا
رِ يأكلُ زائدَ أظفارهِ
تعفَّى الخطايا بإقلاعهِ
وتمحو الذُّنوبَ بإقرارهِ
رضيتَ بقلِّكِ حتّى تعزَّ
ويرضى الهوانُ بإكثارهِ
فقنطارُ مالكَ دونَ الأذى
ومهجتهُ قبلَ دينارهِ
تجلَّتْ بسعدكَ غمَّاؤها
فتوقَ الصَّباحَ بإسفارهِ
وغرمَ الّذي فاتَ في ذمّة ِال
قضاءِ وسابقَ أقدارهِ
وقدْ جنبَ الدَّهرُ منْ نفعهِ
منائحَ في حبلِ إصرارهِ
سيأتي تنصُّلهُ آنفا
فيسفرُ في حظٍّ أوزارهِ
ودونَ جنا النَّحلِ وخَّازة ٌ
تشقُّ على يدِ مشتارهِ(81/133)
بقيتَ لملكٍ إذا كنتُ فيهِ
فإثراؤهُ معِ إصفارهِ
ويا ربِّ بيتِ النّدى لا أصي
بَ منكَ بسّيدِ عمّارهِ
ودارَ بما شئتَ قطبَ النجو
مِ تعطى سعادة أدوارهِ
وزارَ جنابكَ هذا الرَّبيعُ
بمنخرقِ الخلفِ درَّارهِ
تجارى سماحكَ أنواؤهُ
وخلقكَ زهرة ُ أنوارهِ
يؤديكَ نيروزهُ سالما
إلى صومهِ ثمَّ إفطارهِ
وبقّيتَ لي وزرا لا تدرُّ
سحابي إلاّ بإعصارهِ
لمضطهدٍ يسرهُ ما اتسعتَ
وضيقكَ آية ُ إعسارهِ
رماني زماني بما نابكمْ
فأغرقَ في نزعِ أوتارهِ
وعمّقَ يجرحُ ما لا تنا
لُ كفُّ الطبيبِ بمسبارهِ
فمنْ كلمَ قلبي وإحراقهِ
إلى فقرِ ربعي وإقفارهِ
فلا يعدْ منكمْ شريبٌ لكمْ
على حلوِ دهرٍ وإمرارهِ
سليمُ الأديمِ على ودِّكمْ
إذا رابَ كثرة ُ عوّارهِ
يمدكمْ ما استطاعَ الثَّناءَ
بقاطنهِ وبسيَّارهِ
إذا لمْ يجدْ حبوة ً بالثَّراءِ
حباكمْ بصفوة ِ أفكارهِ
فإنْ فاتهُ بيدٍ نصركمْ
أظلَّكمُ نصرُ أشعارهِ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ما ناشرٌ ذو مخالي
ما ناشرٌ ذو مخالي
رقم القصيدة : 60095
-----------------------------------
ما ناشرٌ ذو مخالي
بَ لمْ ينطنَ بظفرهِ
يبغي فينشرُمكراً
يطويهِ منْ بعدِ نشرهِ
لهُ مكايدُ شرٍّ
وخيرهُ قبلَ شرِّهِ
ينالُ بسطََ يديهِ
بضمِّ ما تحتَ صدرهِ
يعدو برقٍّ خبيثٍ
لحلِّهِ ولطهرهِ
شطرينَ يمشي بشطرٍ
وشطرهُ فوقَ مهرهِ
على أقبَّ خفيفٍ
محمَّلٍ فوقَ وقرهِ
طوراً لهُ هو ظهرٌ
وتارة ً فوقَ ظهرهِ
فيا لرَّيانَ غضِّ ال
معاشِ معْ طولِ ضرِّهِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> وجارية ٍ بيضاءَ حمراءَ ربَّما
وجارية ٍ بيضاءَ حمراءَ ربَّما
رقم القصيدة : 60096
-----------------------------------
وجارية ٍ بيضاءَ حمراءَ ربَّما
تكونُ غداً سوداءَ إنْ شئتَ أو صفرا
تعيشُ بخفضٍ ما تمنَّتْ ونعمة ٍ
بحيثُ سواها لو يرى فارقَ العمرا
سرتَ تقطعُ الخرقَ الوسيعَ وما مشتْ(81/134)
ولا ركبتَ فيهِ سفيناً ولا ظهرا
مسربلة ً لمْ تدفعِ النَّبلَ درعها
وعريانة ً لمْ تشكُ قيظاً ولا قرَّا
تطفَّلَ حتّى زفَّها لكَ جاهراً
إذا صاعبتهُ عدَّ إعسارها يسرا
وأعجبهُ ممّا يميِّزُ أنَّها
إذا هي زادتْ كبرة ً زدتهُ مهرا
يحلُّ لهُ منها الحرامُ لمعشرٍ
يكونونَ في جنسٍ سوى جنسها بحرا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أفاقَ بها منْ طولِ سكرته الدَّهرُ
أفاقَ بها منْ طولِ سكرته الدَّهرُ
رقم القصيدة : 60097
-----------------------------------
أفاقَ بها منْ طولِ سكرته الدَّهرُ
وفكَّتْ أمانٍ فيكَ ماطلها الأسرُ
وأسمحتِ الأيَّامُ بعدَ حرانها
ونهنهها الوعظُ المكرَّرُ والزََّّجرُ
حملتْ تمادي غيِّها ولجاجها
على غالبٍ لمْ يدمهُ النَّدبُ والعقرُ
نهوضَ إذا خارَ الفقارَ نجتْ بهِ
جوارحُ صمٌ كلُّها في السَّرى ظهرُ
وأرعيتها الإهمالَ علماً بأنَّها
إليكَ وإنْ طالَ التَّنازعُ تضطرُّ
وما فاتَ مطلوبٌ سرى الجدِّ خلفهُ
وضامنهُ العمرُ المؤخرُ والصَّبرُ
وقدْ كنتُ أستبطي القضاءَ وسعيهُ
وأعذلهُ فيما ينوب وما يعرو
ويقنطني مايستقيمُ ويلتوي
ويقبلُ منَ أمرٍ عليكَ ويزوَّرُ
ولمْ أدرِ أنَّ اللهَ أخَّرَ آية ً
لهُ بكَ في إظهارِ معجزها سرُّ
وأنَّكَ مذخورٌ لإحياءِ دولة ٍ
إذا هي ماتتْ كانَ في يدكَ النَّشرُ
تعاورها شلُّ الغواة ِ وطردهمْ
تساقُ على حكمِ الغوارِ وتجترُّ
لها جانبٌ منْ خوفهمْ متسهِّلٌ
وآخرُ يرجو أنْ تداركهُ وعرُ
مزعزعة ُ أيدي سبا بينَ معشرٍ
همْ غمطوا النُّعمى وغمطهمْ كفرُ
ولمْ أرَ كالعبدِ الموسَّمَ آمنا
يروَّعُ منهُ ربُّهُ الملكُ الحرُّ
محافرُ أكّدتْ في أكفٍّ تخاذلتْ
فكانَ عليها حثو ما فحص الحفرُ
ولمّا نبتَ بالملكِ دارَ قرارهِ
ومالَ عليهِ منهمُ الفاجرُ الغرُّ
وسرِّحَ منْ مكنونهِ الخوفُ حائماً
عليهِ وأبدى منْ نواجذهِ الشَّرُّ
وكوشفَ حتّى لمْ تحصِّنهُ رقبة ٌ
ولمْ يبقَ بابٌ للحياءِ ولا سترُ(81/135)
أتتكَ بهِ الظَّلماءَ يركبُ ظهرها
على ثقة ٍ منْ غيِّهِ أنَّكَ الفجرُ
يناديكَ قمْ هذا أوانُ انتهازها
فشمِّرْ لها قدْ أمكنَ الخائضَ البحرُ
فما ضرّهُ خذلَ الّذينَ وراءهُ
وقدّامهُ منكَ الحميَّة ُ والنُّصرُ
تلافيتها بالرأي شنعاءَ لمْ تجزْ
بظنٍّ ولمْ ينفقْ على مثلها فكرُ
دعاكَ لها يا واحدَ وهوَ واحدُ
فأصرخهُ منْ نصحكَ الحجفلُ المجرُ
وفي النَّاسِ منْ تسري لهُ عزماتهُ
بعيداً ولمْ يشكمْ حصانٌ ولا مهرُ
وأعزلَ ما مدَّ السِّلاحَ بنانهُ
تلاوذُ منْ فتكاتهِ البيضُ والسُّمرُ
وما كانَ إلاَّ أنْ وفيتَ بعهدهِ
وأسميتَ حتّى ماتَ منْ خوفكَ الغدرُ
فكنتَ عصا موسى هوتْ فتلقّفتْ
بآيتها البيضاءِ ما أفكَ السِّحرُ
طلعتْ لنا بالملكِ شمساً جديدة ً
أعادتْ بياضَ الحقِّ والحقُّ مغبرُّ
ترحَّلُ في يومٍ منَ الشَّرِّ عابسٍ
وعادَ وقدْ أعداهُ منْ وجهكَ البشرُ
أضاءتْ لنا منْ بعدِ ظلمتها الدُّجى
فقلنا الوزيرُ القاسميُّ أو البدرُ
وكمْ مثلها منْ غمَّة ٍ قد فرجتمُ
ومنْ دولة ٍ هيضتْ وأنتمْ لها جبرُ
دجتْ ما دجتْ ثمَّ انجلتْ وسيوفكمْ
كواكبُ فيها أو وجوهكمْ الغرُّ
بكمْ رب هذا الملكُ طفلاً وناشئاً
فما ضمَّهُ حصنٌ سواكمْ ولا حجرُ
وفيكمْ نمتْ أعراقهُ وفروعهُ
ورفَّتْ على اغصانهِ الورقُ الخضرُ
لكمْ فيهِ أيَّامٌ يزيدُ بياضها
نصوعاً وأيَّامُ الأعادي بها حمرُ
يداولُ منكمْ واحداً بعدَ واحدٍ
فيرضيهِ ما تملي التَّجاربُ والخبرُ
وما تمَّ امرٌ لستمُ منْ ولاتهِ
وليسَ لكمْ نهيٌ عليهِ ولا أمرُ
لكمْ سورة َ المجدِ التَّليدِ وفيكمُ
طرائفُ منْ يفخرْ بها فهي الفخرُ
فيوماً أميراً سيفهُ ويمينهُ
حمى جانبيهِ أو حبا الدَّمُ والقطرُ
ويوماً وزيراً صدرهُ ولسانهُ
كما اشترطَ القرطاسُ واقترحَ الصَّدرُ
هو الشَّرفُ العجليُّ يصدعُ فجرهُ
وتغني عنْ الدُّنيا كواكبهُ الزُّهرُ
ويستوقفُ الأسماعَ منشورُ ذكرهِ
إذا وصمَ النَّاسَ الأحاديثُ والذِّكرُ(81/136)
فلا يعدمْ الدَّهرَ الفقيرَ إليكمُ
فتى ً منكمُ في جودهِ ينسخُ الفقرُ
ولا زالَ مغمورٌ منَ الفضلِ دارسٌ
يعودُ بهِ غضَّاً نوالكمْ الغمرُ
ومُليِّتَ أنتَ ثوبَ عزٍّ سحبتهُ
ولا يبلهِ سحبٌ عليكَ ولا جرُّ
يطولُ إلى أنْ لا يرى ما يطولهُ
ويمتدُّ فيهِ العمرُ ما حسنَ العمرُ
وعذراءَ بكراً منْ عوارفِ ربِّها
حبيتُ بها ما كلَّ عارفة ٍ بكرُ
رآكَ الإمامُ كفئها وقوامها
فسيقتْ وما إلاَّ علاكَ لها مهرُ
لبستْ بها تاجاً وحصناً حصينة ً
وإنْ لمْ يصغها لا الحديدُ ولا التِّبرُ
تمنَّى رجالٌ أنْ يكونوا مكانها
ففاتتْ ولمْ يقدرْ على مثلها قدرُ
مشيتَ على بسطِ الخلافة ِ واطئاً
مكاناً تمنَّاهُ منَ الفلكِ النِّسرُ
مكاناً زليقاً لو سواكَ يقومهُ
هوتْ رجلهُ أو ظنَّ أنَّ الثَّوى جمرُ
وقلبُ شجاعِ القلبِ والفمِ باسطاً
لسانكَ حيثُ القولُ محتشمٌ نزرُ
ولمَّا وعدتَ بالطَّروقِ تشوَّفَ ال
سريرُ إلى رؤياكَ واشتاقكَ القصرُ
وودَّ وليَّ الأمرِ كلَّ صبيحة ٍ
لعينيهِ عنْ إقبالِ وجهكَ تفترُّ
مزايا إذا خافَ الكفورُ سراحها
فعندكَ فيهاأنْ يقيدكَ الشِّكرُ
وقدْ كنتُ أرجوها وأزجرُ طيرها
بفألٍ قضى أنْ لا يخيبَ لهُ زجرُ
وأنذرُ إنْ أدركتها فيكَ منسكاً
أقومَ بهِ فاليومَ قدْ وجبَ النَّذرُ
وفاءً عصى أنْ يستحيلَ بهِ النَّوى
وعهداً تعالى أنْ يغيرهُ الهجرُ
وشفعاً لأسلافٍ لديكَ شفيعها
مطاعُ وقاضيها لهُ الحكمُ والأمرُ
وإنْ مسني لذعُ الجفاءِ وطالَ بي
فربَّ جفاءٍ في مدارجهِ عذرُ
وقدْ أمكنَ الإنصافَ والجودَ فرصة ٌ
إذا أعوزتْ في العسرِ قامَ بها اليسرُ
وهلْ ضائعٌ حقِّي ومجدكَ شاهدٌ
بفضلي وسلطاني على مالكَ الشِّعرُ
اعدْ نظرة ً تشجي الزَّمانَ بريقهِ
يراشُ بها المحصوصُ أو يجبر الكسرُ
ووفِّرْ لها أعراضَ ما فاتَ إنَّها
غنيمة ُ مجدٍ يستقلُّ بها الوفرُ
فما زلتُ ألقى العدمَ جذلانَ مهوناً
بما جرَّ علماً أنَّ رأيكَ لي ذخرُ
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع(81/137)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> دلَّ على الخيرِ وأنبائهِ
دلَّ على الخيرِ وأنبائهِ
رقم القصيدة : 60098
-----------------------------------
دلَّ على الخيرِ وأنبائهِ
ودلَّ أحياناً على الشَّرِّ
للطَّالبينَ الوترَ عوناً إذا
ثاروا ومأخوذٌ بلا وترِ
باحَ بما استودعتهُ صدرهُ
لا ضيَّقَ الباعِ ولا الصَّدرِ
تمَّ بقدٍّ لمْ يطلْ وانطوى
مجتمعَ الأعضاءِ بالنَّشرِ
غيرُ ضعيفٍ أبداً أسرهُ
وهو طوالَ الدَّهرِ في الأسرِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> وما سائرٌ بينَ الورى دائرٌ
وما سائرٌ بينَ الورى دائرٌ
رقم القصيدة : 60099
-----------------------------------
وما سائرٌ بينَ الورى دائرٌ
بآية ٍ سائرة ٍ دائره
يجولُ في مستبهمٍ ضيِّقٍ
منهُ حذاءَ الحلقِ الوافره
نتظرُ منهُ أبداً كلَّما
ليستْ لهُ عينكَ بالنَّاظره
يوجدُ منهُ ناحلُ مسمنٌ
يحملُ في واردة ٍ صادره
ووادعٌ يدئبُ أقرانه
وغائبٌ صورتهُ حاضره
قضتْ بهِ خرقاءُ مضعوفة ٌ
قضيِّة ِ القادرة القاهره
كأنَّما تعقدُ في نظمهِ
سحراً ولكنْ أختها السَّاحره
تعطيكَ إما ظفراً أو ردى ً
سماتهُ العادلة ُ الجائره
فساعة ً متجرها مربحٌ
وساعة ً خائبة ً خاسره
شواهدُ الإيمانِ في صمتهِ
ودينهُ في أمَّة ٍ كافره
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أبكي عليها وما شطَّ المزارُ بها
أبكي عليها وما شطَّ المزارُ بها
رقم القصيدة : 60100
-----------------------------------
أبكي عليها وما شطَّ المزارُ بها
ودمعة ُ البينِ تجري دمعة الحذرِ
وأقتضى وصلها صدَّاً يناوبهُ
خوفاً منَ العينِ أو منْ فطنة ِ الغيرِ
غارَ المحبونُ منْ أبصارِ غيرهمُ
ضدَّاً وغرتُ على لمياءَ منْ بصري
فكلُّ ذي شجنٍ يشكو صبابتهُ
يلقى منَ الشَّوقِ ما ألقى منَ النَّظرِ
في الغادياتِ يردنَ الصَّيدَ ناصبة ً
لأنفسِ الصَّيدِ أشراكاً منَ الحورِ
تهدي إلى حسنها في اليومِ ليلتها
وجهاً تولَّدَ بينَ الشَّمسِ والقمرِ(81/138)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ذكرتُ وما وفايَ بحيثُ أنسى
ذكرتُ وما وفايَ بحيثُ أنسى
رقم القصيدة : 60101
-----------------------------------
ذكرتُ وما وفايَ بحيثُ أنسى
بدجلة َ كمْ صباحٍ لي وممسى
بقلبي منْ مبانيها مغانٍ
بنى فيها السُّرورَ فصارَ حلسا
مغانٍ تجتني منها نعيماً
ولمْ نغرسْ بفعلِ الخيرِ غرسا
تركتُ خلالها ورحلتُ قلبي
فلو عذَّبتُ قلبي ما أحسّا
شريتُ عراصها نقداً بدينٍ
فلولا ما شريتُ شكوتُ وكسا
وبكرٍ منْ ذخائرِ رأسِ عينٍ
تعودُ بمجلسِ النَّدمانِ عرسا
يضنُّ بها يهودٌ أو نصارى
وقدْ كرمتْ وإنْ لؤماً وخسَّا
خطبناها فقامَ القسُّ عنها
يخاطبنا فخلتُ القسَّ قسَّا
يحدُّثُ معرباً ما شاءَ عنها
ويعهدُ معجماً لكناً وجنسا
وصارَ بمهرها ثمناً يغالي
بهِ في ظنِّهِ ونراهُ بخسا
أسلْ ذهباً تزنْ ذهباً فإنَّا
نرى في حبِّها الدِّينارَ فلسا
وخافقة ُ الفؤادِ مشينَ عجلى
بها الأترابُ وهي تدبُّ همسا
تعثرَ دهشة ً بالبينِ حتى
يقلنَ لعاً لها فتقولُ تعسا
تغوِّثُ منْ نواي بمخطفاتٍ
حلينَ عواطلاً ونطقنَ خرسا
إذا فجعَ الفراقُ قبضنَ عشرا
وإنْ فجأ اللِّقاءُ بسطنَ خمسا
تقولُ عدمتُ مدَّعياً هواكمْ
وأصبحَ يومَ بينكمُ فأمسى
أقيمي غيرَ جازعة ٍ فإنِّي
أراها وحشة ً ستجرُّ أنسا
ذريني والتَّطرحُ إنَّ بيتاً
إذا هو صارَ إلفاً صارَ حبسا
أجزُ جبلاً وراءَ الرزقِ قالت
وتتركنا فؤادكَ منهُ أقٌسى
ألا من مبلغُ الأيَّامَ عنِّي
وإنْ خجلتْ فما تستطيعُ نبسا
متابي بعدها منْ كلِّ ذنبٍ
أناخَ بساحتي ثقلاً وأرسى
وكانتْ سكرة ٌ أقلعتُ منها
على صحوٍ وذنبُ السُّكرِ ينسى
وما اجتمعت بروجردٌ وفقر
ولا أحدٌ رأى سعداً ونحسا
فتى أحيتْ بهِ الأيَّامُ ذكري
وكانَ موسَّداً منهنَّ رمسا
وقدْ ردَّت نيوبَ الدَّهرِ دردا
يداهُ وقدْ فغرنَ إليَّ نهسا
وذادَ سماحهُ الفيَّاضُ عنِّي
ذئاباً منْ صروفِ الدَّهرِ طلسا
وأعطى ظاهراً سرفَ العطايا(81/139)
فلما عوتبَ استخفى ودسَّا
أيا سعدُ بنُ أحمدَ ما تسمَّي
ويا رضوى إذا انتسبَ ابنُ قدسا
نمتْ أعراقهُ فنماكَ غصناً
فطبتَ الفرعَ لما طابَ أسَّاً
وأشرقَ فاستفدتْ النَّورَ منهُ
فكنتَ البدرَ لما كانَ شمسا
عظمتْ ندى فلو لويتْ خطوبٌ
بجودكَ لالتوينَ وكنَّ شُمسا
وطبتَ يداً فلو لُثمتْ شفاهٌ
تقبِّلُ راحتيكَ لثمنَ لعسا
بنائلُ آلِ إبراهيمَ عاشَ ال
سماحُ وقدْ محاهُ الدَّهرُ درسا
وهبَّ الرِّيحُ في روحِ المعالي
فطرنَ وطالما ردِّدنَ قعسا
عرانينُ مع الجوزاءِ شمٌّ
تشمُّ عداتها الإرغامَ فطسا
وأعراضٌ تصافحُ لامسيها
غداة َ تضرَّسُ الأعراضَ ملسا
يموتُ حسودها منها بداءٍ
إذا استشفاهُ عاودَ منهُ نكسا
دعاني الشَّوقُ يزأرُ بي إليكمُ
فسرتُ ملبياً والدَّهرُ يخسى
لأدركَ معجزاتكمُ بعيني
فيصبحَ منظراً ما كانَ حسَّا
وكمْ بمديحكمْ بددتْ درَّاً
على القرطاسِ ما استمددتُ نقسا
وقد كانَ البنانُ ينوبُ خطَّاً
فقدْ حضرَ اللِّسانُ يهدُّ درسا
رعيتُ هشيمَ طرقكمُ لماظاً
فردوني ألسُّ الحمضَ لسَّا
وروَّوا منْ نميركمْ غليلاً
وردتُ بهِ القذى خمساً فخمسا
فإنَّ اللهَ أوجبها فروضاً
عليكمْ لا تزالُ الدَّهرَ حبسا
صلاحُ بلادهِ شرقاً وغرباً
ورزقُ عبادهِ عرباً وفرسا
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> كالشَّمسِ منْ جمرة ِ عبدِ شمسٍ
كالشَّمسِ منْ جمرة ِ عبدِ شمسٍ
رقم القصيدة : 60102
-----------------------------------
كالشَّمسِ منْ جمرة ِ عبدِ شمسٍ
غضبى سخت نفسي لها بنفسي
ماطلة ٌ غريمها لا يقتضى
ديونهُ ودينها لا ينسي
في بلدٍ يحرمُ صيدُ وحشهِ
وهي بهِ تحلُّ صيدَ الأنسِ
ترى دمَ العشاقِ في بنانها
علامة ً قدْ موِّهتْ بالورسِ
تفسدُ خلقاً ليناً معتدلاً
لها بأخلاقٍ جعادٍ شمسِ
في طرفها تغزُّلٌ وقلبها
حماسة ٌ تنسبها للحمسِ
ذكرتها العهدَ على كاظمة ٍ
قالتْ نسيتُ والفراقُ ينسي(81/140)
أنكرُ منها حلية ً غريبة ً
تشوبُ لي معرفة ً بلبسِ
وشعراً مبدَّلاً بشعرٍ
بدَّلَ فيها بالنَّفارِ أنسي
هلْ هو إلاَّ الشَّيبَ أمَّ مالكٍ
لا بدَّ أنْ يصبحَ ليلُ الممسي
وما عليكَ والهوى مكانهُ
أنَّ الثِّغامَ في مكانِ النَّقسِ
غالِ بها عندَ الغواني لمَّة ً
ما لمْ تبعها حدداً بلبسِ
إنَّ الكرامَ درستْ آثارهمْ
فلمْ أطقْ ضبطاً لها بدرسِ
إلاَّ منَ البيتِ الذي خطَّتهُ
يرشحُ فيها مجدها فيرسي
شادَ بنو عبد الرَّحيمِ في العلا
خيرَ بناءٍ فوقَ خيرِ أسِّ
ادفعْ بهمْ غضبة َ كلِّ لزبة ٍ
عمياءَ تدفعْ ربوة ً بقدسِ
والقِ بنجمٍ منهمُ وسعدهِ
تخلصُ نجيَّاً كلَّ يومِ نحسِ
إنِّي عجمتُ بالحسينِ زمني
فلمْ يثلَّمْ وهو صلبٌ ضرسي
وذبَّ عنَّي فوفيتُ ناهضاً
منَ الخطوبِ بذئابٍ طلسِ
انشرَ آمالي وكنَّ رمما
يا منْ رأى حياة َ ما في الرَّمسِ
ومدَّ لي كفَّاً فكانتْ رقية ً
والدَّهرُ أفعى فاغرٌ لنهسي
صافحتها فصفحتْ بلينها
عنِّي ضروسَ السَّنواتِ اليبسِ
ما استصبحتْ عينٌ بمثلِ وجههِ
واليومَ عبَّاسُ العشيِّ ممسي
ولا ورى زندي إلا رأيهُ
أبيضُ منهُ في الخطوبِ الغبسِ
منْ دوحة ٍ مظلَّة ٍ مطعمة ٍ
طابَ جناها الحلو طيبَ الغرسِ
أدَّتهمُ يحذوكَ فرعُ أصلهِ
لمْ يكُ دينارهمْ ابن الفلسِ
إنْ بليتْ أعراضُ قومٍ أو خبتْ
يوماً فغطَّتْ صحَّة ً بلبسِ
باتوا بأعراضٍ عراضٍ في العلا
يومَ الفخارِ ووجوهِ ملسِ
مكارمٌ معمَّة ٌ مخولة ٌ
تركَّبتْ منْ عربٍ وفرسِ
لمْ يتهجَّنْ غرُّها وشمُّها
بالبهمِ منْ أمائها والفطسِ
واليومَ باقٍ منْ حليِّ ما بكمْ
بقاءَ سطرٍ ناحلٍ في طرسِ
غيَّرَ أخذُ الحقِّ منْ باطلهِ
طلاوة ً فيهِ وفرطُ أنسِ
فراعِ منْ حفظهمُ في رسمهِ
ناسجة َ العرقِ وحقَّ الجنسِ
واعمرْ بساعاتِ السُّرورِ ساعة ً
تتبعُ برءَ سكرة ٍ بنكسِ
ما بينَ جورِ قدحٍ وعدلهِ
وبينَ حثِّ مزهرٍ وجسِّ
هذا لحرِّ فارسٍ نسبتهُ
وتلكَ منْ علجِ النَّصارى الجبسِ(81/141)
عجبتُ منها خشباً منْ خشبٍ
جاءتْ ومنهُ ناطقاً عنْ خرسِ
فاشربْ على ابن الموبذانِ خرقتْ
عذرتهُ عذراءَ بنتَ القسِّ
وخذْ لأيَّامِ الشِّتاءِ أهبة ً
أخذَ العروسِ أهباتَ العرسِ
عندي منْ جودكَ فيهِ عادة ٌ
يحبسها النِّسيانُ بعض الحبسِ
تدركني وقدْ قضتْ رعيانهُ ال
أوطارَ منْ تحشُّشي ولسِّي
والمجدُ فيما أنتَ مهدٍ خالعٌ
والنَّفعُ أنْ تلبسَ وقتَ اللُّبسِ
وحاجتي إذا اقترحتُ حاجة ً
في لطفِ حسٍّ وبحسنِ مسِّ
في أنْ يكونَ اليومَ ما يأتي غداً
إذا كنتُ قدْ أجممتكمْ بالأمسِ
واعلمْ بنفسي وأنتَ خيرُ عالمٍ
أنَّ الشِّتاءَ منْ عدوِّ النَّفسِ
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> مالي كأنِّي مخبولٌ ولستُ بهِ
مالي كأنِّي مخبولٌ ولستُ بهِ
رقم القصيدة : 60103
-----------------------------------
مالي كأنِّي مخبولٌ ولستُ بهِ
أشكو إلى الناسِ معْ علمي منِ النَّاسُ
كنّا إذا اعتلّتِ الأذنابُ يجبرنا
رجاؤنا الرَّأسَ حتّى أودي الراسُ
لا بأسَ في كفِّ نفسي عنْ سؤالهمُ
وليسَ عندهمُ جودٌ ولا باسُ
نقِّلْ ركابكَ إلاّ في رحابهمُ
واستغنِ ما شئتَ عنهمُ فالغنى الياسُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> خنساءُ همّي وذكرها أنسي
خنساءُ همّي وذكرها أنسي
رقم القصيدة : 60104
-----------------------------------
خنساءُ همّي وذكرها أنسي
إذا أمانيَّ حدَّثتْ نفسي
وساوس بينَ خاطري وفمي
أصبحُ أهذي بها كما أمسي
حتّى لظنَّ الأقوامُ أنِّي مم
سوسٌ وما بيَ إلاَّكَ منْ مسِّ
كمْ دعوة ٍ يشدَ الحفيظُ على
خلوصِ سري بها منَ اللَّبسِ
يا ربِّ إمَّا أنْ ضمَّني وصلُ خن
ساءَ إليها أوْ ضمَّني رمسي
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يا وحشة َ المجدِ ثقي بالأنسِ
يا وحشة َ المجدِ ثقي بالأنسِ
رقم القصيدة : 60105
-----------------------------------
يا وحشة َ المجدِ ثقي بالأنسِ
قدْ عطّتْ الشّمسُ رداءَ الغلسِ(81/142)
ويا حمى الزوراءُ أمناً حرَّمتْ
رعيكَ كفُّ الأخدريّ الأشوسِ
منْ بعدِ ما كنتَ ببعدِ صوتهِ
مهبطَ كلّ خابطٍ ملسِّسِ
عادَ الحيا مرقرقاً على الثَّرى
بمائهِ قبّلَ كلَّ يبسِ
وانتشرتْ خضراءَ دوحة ُ العلا
فالسّاقُ وحفُ والقضيبُ مكتسي
وردَّ مجدُ الدِّينِ في أيَّامهِ
دينَ النَّدى كأنَّهُ لمْ يدرسِ
عزَّ بهِ الفضلُ كأنْ لمْ يهتضمْ
وقامتِ العليا كأنْ لمْ تجلسِ
ووضحتْ على ضلالاتِ السُّرى
طرقُ المنى للرّائدِ الملتمسِ
فيا مثيرَ العيسَ جعجعها ويا
مرسلَ أفراسِ الرَّجاءِ أحبسِ
كفيتما تهجيرها مظهرة ً
وخوضها في الليلِ بحرَ الحندسِ
جاءكما الحظُّ ولمْ تقامرا
بناقة ٍ فيهِ ولا بفرسِ
لمْ تضربا أعناقها وسوقها
حرصاً لإدلاجٍ ولا معرَّسِ
ردَّ الكرى إلى العيونِ قرَّة ً
وعادَ للأنفسِ روحُ الأنفسِ
بالحلوِ والمرِّ على أعدائهِ
والطَّائشِ السَّرجِ الوقورِ المجلسِ
ببابليٍّ مالهُ لمْ يمتنعْ
وسامريٍّ عرضهُ لمْ يمسسِ
أروعُ لا يعثرُ منْ آرائهِ
بمشكلِ هافٍ ولا ملتبسِ
إذا دجى الخطبُ سرى مستقدماً
منْ عزمهِ في قمرٍ أوْ قبسِ
لا هاشمٍ مغرِّرٍ لمْ يعتبرْ
ولا حريصٌ معجبٌ لمْ يقسِ
نجَّذتِ الأيَّامُ منهُ قارحاً
بفضلهِ والسُّنُّ لمْ تعنَّسِ
وطالَ أمَّاتِ العضاة ِ مشرفاً
وهو قريبٌ عندهُ بالمغرسِ
تختمرُ الزَّهرة ُ في لثامهِ
بصدغها حتَّى الدُّجى المعسعسِ
فإنْ غلتْ بصدرهِ حميَّة ٌ
راعكَ وجهُ الضَّيغمِ المعبِّسِ
رمتْ بهِ صحنَ السَّماءِ فسما
مدارجَ البيتِ الأشمِّ الأقعسِ
فأنتَ منْ أخلاقهِ في مغزلٍ
ومنْ حمى غيرتهِ في محمسِ
بيتٌ يقولُ اللهُ بيتٌ مثلهُ
عندي لمْ يبنى ولمْ يؤسَّسِ
سماحة ُ الغيثِ وفي أرجائهِ
مهابطُ الوحيِ وروحُ القدسِ
ومنهُ فرعاً مكَّة ٍ وطيبة ٍ
تشعَّبا ومنهُ بيُ المقدسِ
قومٌ بهمْ ثمَّ ونحنُ فترة ٌ
فرجُ المضيقِ وانكشافُ الَّلبسِ
همْ حملوا على الصِّراطِ أرجلاً
لولا هداهمْ عثرتْ بالأرؤسِ
وحطَّموا ودَّاً وخلُّوا هبلاً(81/143)
مبدِّلينَ بالعتيقِ الأملسِ
ديستْ منْ الشِّركِ بهم جماجمٌ
ترابها منْ عزة ٍ لمْ يدسِ
ساروا بتيجانِ الملوكِ عندنا
معقودة ً على الرِّماحِ الدُّعَّسِ
آلكَ آلُ الحجراتِ أيقظوا
للرشدِ أبصارَ القلوبِ النُّعَّسِ
وأخذوا إلى فسيحِ لاحبٍ
بالنَّاسِ منْ جهلِ المضيقِ الملبسِ
قالوا فجادوا فكأنَّ الرَّعدَ لمْ
يرزمْ وماءَ المزنِ لمْ ينبجسِ
وحدُّكَ النَّاطقُ بالصِّدقِ لهُ
طاعة ُ كلِّ ناطقٍ وأخرسِ
وبأبيكَ حبُّهُ وبغضهِ
غداً يرى لمحسنُ خسرانَ المسي
وأنتّ ما أنتَلحوقاً بهمْ
زرارة ٌ تجري وراءَ عدسِ
يقديكَ مملوكٌ عليهِ أمرهُ
رخوَ البدادينِ ضعيفُ المرسِ
يأكلهُ العيبُ فلا يميطهُ
بمالهِ عن عرضهِ المضرَّسِ
لو خنقتهُ ذلة ُ البخلِ لما
قالَ بدينارٍ لها تنفّسي
يغزو أباكِ ويظنُّ مقنعاً
عزَّ الأصولِ معَ ذلِّ الأنفسِ
ضمَّ إليكَ فعلوتَ ولطى
سومَ الأشمِّ قستهُ بالأفطسِ
عادَ بظلِّ بيتهِ وأصحرتْ
غرُّ مساعيكَ بقاعٍ مشمسِ
تأخذُ حقَّ العزِّ قسراً وسطاً
والأسدُ لا تعابُ بالتَّغطرسِ
فاصدعْ بها دامية ً نحورها
صدعَ فتى ً في نقعها منغمسِ
وقمْ بنا نطلبها عالية ً
أمّا لمرمى العزِّ أو للمرمسِ
فالسَّيفُ مالمْ يمضِ قدماً زبرة ٌ
واللّيثُ كلبُ البيتِ مالمْ يفرسِ
نادى البشيرُ وفؤادي جمرة ٌ
للشوقِ منْ يرفعْ لهُ يقتبسِ
والبينُ قدْ أوحدني فليسَ لي
بعدكَ غيرَ وحشتي منْ مؤنسِ
والبعدُ باستمرارهِ يطلعُ لي
كيفَ طمعتُ منْ ثنايا الموئسِ
دعا وقدْ ضعفتُ عنْ جوابهِ
كأنَّ نفسي خلقتْ منْ نفَسي
هذا الزكيُّ ابنُ التَّقيُّ فطغى
شيطانُ شوقي وهوى موسوسي
وقيلَ ممسوسٌ ولكنْ واجدٌ
قلباً لهُ ضلَّ ولمَّا يمسسِ
فيالها غنيمة ً سرِّي بها
لمْ يختلجْ وخاطري لمْ يهجسِ
أحلى على القربِ وقدْ تملأَّتْ
عيني بها منْ نظرة ِ المختلسِ
حبا غزيراً لا كما تسنيهِ لي
منْ نزرِ ماءٍ وقليبٍ يبسِ
وشكرُ ماتوسعُ منْ خلائقٍ
على البعادِ ثوبها لمْ يدنسِ
طاهرة ٌ إذا عركتَ جانبي(81/144)
منْ ودِّ قومٍ بالخبيثِ النَّجسِ
عرفتني والنَّاسُ ينكرونني
وجدكَ بالشُّفوفِ والتَّفرُّسِ
أودعتكَ الفضلَ فلا حقوقهُ
عندكَ ضاعتْ ولا العهدُ نسي
فقصرُ ما أوليتَ أنْ أجزيهُ
جزاءهُ في المطلقاتِ الحبسِ
شواردً باسمكَ كلَّ مطرحٍ
ولمْ ترحْ عنكَ ولمْ تعرَّسِ
كالحورِ في خيامها مقصورة ٌ
وفي الفلا معِ الظّباءِ الكنَّسِ
ممّا حويتَ برقايَ فسرى
سحريَ في حيَّاتهنَّ النُّهَّسِ
يتركَ كلّ ماسحَ غيرَ يدي
دماً على نيوبها والأضرسِ
تغشاكَ لا تحتشمُ الصُّبحَ ولا
ترهبُ في الليلِ دبيبَ العسسِ
فأنتَ منها أبداً غوادياً
ورائحاتٍ في ثيابِ العرسِ
فاسمعْ لها واسلمْ على اتصالها
واتَّقِ أنْ تعيرها واحترسِ
واستغنِ بي واغنني عنْ معشرٍ
سورة ُ فضلي بينهمْ لمْ تُدرسِ
أعوذُ منْ ليني لهمْ بجعدي
ومنْ ذحولي بينهمْ ببلسي
شفيتُ أعراضهمْ وعيشتي
فيهمْ متى تبرا اختلالاً تنكسِ
ودَّ القريضَ قبلَ ما قالَ لهمْ
على لساني أنْ نطقي خرسي
فإنْ تغرْ أو تكفني جانبهمْ
فلستُ منْ ذلكَ بالمبتئسِ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سلْ بالغويرِ السائقَ المغلِّسا
سلْ بالغويرِ السائقَ المغلِّسا
رقم القصيدة : 60106
-----------------------------------
سلْ بالغويرِ السائقَ المغلِّسا
هلْ يستطيعَ ساعة ً أنْ يحبسا
فإنَّ في الدَّارِ رذايا لوعة ٍ
نوقاً ضعافاً وعيوناً نعَّسا
وثملينَ ماأداروا بينهمْ
إلاَّ السُّهادَ والدُّموعَ أكؤسا
ما علمتْ نفوسهمْ أنَّ الرَّدى
ميقاتهُ الصُّبحُ إذا تنفسا
راخِ لهمْ فإنَّهم وفدُ هوى ً
يرضيهِ أنْ تروِدَ أوْ أنْ تسلسا
تركتَ من خلفكَ أجسامهمُ
وسقتَ ما بينَ يديكَ الأنفسا
اعطفْ لهمْ شيئاً فلو لمْ ينفسوا
على الشُّموسِ في الخدورِ منفسا
لأغرقوكَ دمعة ً فدمعة ً
وحرَّقوكَ نفسا فنفسا
أينَ تريدَ عنْ حياضِ حاجرٍ
أنْ تستجيزَ الخضمَ والتَّلسُّسا
وهلْ على ماءِ النَّخيلِ مطعنٌ(81/145)
إذا وردتَ مثلثاً أوْ محمسا
وفي الحمول سمحة ٌ ضنينة ٌ
تبذلُ وجهاً وتصانُ ملمسا
شنَّتْ على الكنَّاسِ حتّى لمْ تدعْ
للرِّيمِ إلاَّ حمشناً أوْ خنتسا
تبسمَ عنْ أشنبَ في ضمانهِ
نطفة ُ مزنٍ لقبها اللعسا
سلسالة ٌ إنْ لمْ أكنْ عرفتها
رشفاً فقدْ عرفتها تفرُّسا
يا هلْ إلى ذاكَ اللمي وسيلة ٌ
تبلُّ لي هذا الغليلَ اليبسا
أمْ هلْ إلى ذاكَ الهلالَ نظرة ٌ
إمَّا بملءِ العينِ أوْ مختلسا
بلْ كلَّ ما بعد المشيبِ مسمحٌ
ماكسَ أوْ منجذبٌ تشمُّسا
ومنْ عناءِ اليدِ أن تبغي الجنا
والسَّاقُ خاوٍ والقضيبُ قدْ عسا
لامتْ على تعزُّلي إذْ أبصرتْ
جحفلَ شيبٍ هاجما ومحمسا
تنَّكرتهُ مذْ رأتهُ بلجة ً
ضاحية ً أنْ عرفتهُ حندسا
بيضاءَ أعشتْ في السَّوادِ عينها
فاشتبه الصُّبحُ عليها والمسا
إذا تلفعتُ بها منصَّعاً
ماكنتُ منْ صبغتها مورَّسا
منتبذاً نبذَ الحصى يردُّني
نقدُ العيونَ أخزرا وأشوسا
فلمْ تكنْ أوَّلَ حالٍ غبطة ٍ
أحسنَ فيها زمني ثمَّ أسا
هو الّذي ما جادَ أوْ ضنَّ ولا
رقَّ على مرة ٍ إلاَّ قسا
وقدْ ألفتث خلقهُ تمرُّناً
بهِ على لونيهِ أو تمرُّسا
حلفتُ بالحلقِ الطَّلاحِ صعبتْ
على الوجى سوقاً ولانتْ أرؤسا
مثلَ القسيِّ كلُّ ظهرٍ فوقهُ
ظهرٌ بإدمانِ السُّرى قدْ قوِّسا
منْ كلِّ فتلاءِ تطيعُ المرسَ ال
مثنى عليها أو تعودَ مرسا
تقامرُ الأخطارُ في نفوسها
على لطُّلابِ غنْ زكاً وإنْ خسا
يخبطنَ يطرحنَ الرُّبى عجرفة ً
في الوفدِ يطلبنَ العتيقَ الأملسا
إذا فرقنَ الموتَ لمْ يفرقنَ ما
ديِّثَ منْ أرضٍ وما توعَّسا
حتّى يؤدينَ الشخوصَ بمنى
مكبراًً للهِ أوْ مقدِّسا
لاضاعَ منْ يعتمدُ الحظُّ بهِ
منْ قسمة ٍ على عميدِ الرؤسا
أروعُ لاترعى الخطوبُ ما رعى
ولا تشلُّ غارة ٌ ما حرسا
أبلجُ بسَّامُ العشيِّ ما غدا
وجهُ الجدوبِ في الثُّرى معبِّسا
مباركُ الصَّفقة ِ يهتزُ الغنى
في كلِّ ما صافحَ أو ما لمسا
يفرِّجُ التَّقبيلُ عنْ أناملٍ(81/146)
لو قارعَ الصَّخرَ بهنَّ انبجسا
جادّ على اليسرِ فلمّا أفلستْ
بهِ عطايا اليسرِ جادَ مفلسا
لا يحسبُ المالَ يغطي عورة ً
عارية ً ما غطَّتِ العرى الكسا
أرهفُ للأعراضِ منْ عزمتهِ
أصمعَ ما أنبلَ إلاَّ قرطسا
إذا رمى غايتهُ بظنِّهِ
كفى يقينَ غيرهِ ما حدسا
قالَ فأعدى الخرس بالنُّطقَكما
حسَّنَ عندَ النَّاطقينَ الخرسا
وقامَ يبغيْ حقّهُ منْ العلا
حتّى إذا جازَ النُّجومَ جلسا
موقّرُ المجلسِ إمَّا هوَ في ال
دستِ احتبى أو ركنُ ثهلانَ رسا
إذا سطاهُ أوحشتْ جليسهُ
فاضَ عليها بشرهُ فأنّسا
ذبَّ على الخليفتينِ رأيهُ ال
منصورُ ذؤبانَ الخلافِ الطُّلسا
أصحرَ في إثرِ العدوِ عنهما
أغلبُ ما وافى إلاَّ فرساَ
خلافة ُ اللهِ رقى مشيّداً
منها الّذي كانَ أبوهُ أسَّسا
طهَّرها تدبيرهُ فلمْ يدعْ
إزاءها منْ العبادِ نجسا
رقى منْ الأعداءِ كلَّ حيَّة ٍ
أصمَّ لو كانَ يحوهِ لنهسا
كمْ قدْ جلوتَ الحقَّ عنْ بصيرة ٍ
عمياءَ فيها وكشفتَ لبسا
أنفقتَ ميراثكَ في طاعتها
جناهُ أيُّوبُ الَّذي قدْ غرسا
تمنعَ منْ قناتها منْ رامها
بالعجمِ أو أدردتْ عنها الأضرسا
أنتَ الَّذي أحيا الزَّمانَ راعياً
منْ سننِ المجدِ بهِ مادرسا
قومكَ كنتَ في اقتفاءِ سعيهمْ
زرارة ٌ في الفخرِ تتلو عدسا
قدْ كبَّرتْ لكَ العلا وشكرتْ
نشركَ ذاكَ الكرمَ المرمَّسا
بكَ اعتلتْ ناري وهبَّتْ عاصفا
ريحيَ والتفَّ قضيبي واكتسى
وطمعتْ في زمني فضائلي
وكنتُ منْ إنصافهِ مستيئسا
إنْ أجدبتْ أرضي صبتُ مزنة ً
أوْ ادجنتْ حالي لحتَ قبسا
ساهمتني يسركَ والعسرَ ترى
بخسَ العلا وغبنها أنْ أبخسا
لا تذخرِ الأنزرَ تضطرَّ لهُ
ولا تضنُّ ما وجدتَ الأنفساَ
فلا تصبني فيكَ يدُ حادثٍ
أومضَ أو بارقُ خطبٍ أربسا
ولا تزلْ تلينَ لي منْ عنقِ ال
أيَّامِ فظَّاً في مقادي شرسا
وعاودتني بادئاتُ نعمٍ
منكَ إذا استوحشتُ كانتْ أنسا
ضافية ٌ تفضلُ عنْ ذلاذلي
لا أنزعُ الحلَّة َ حتّى ألبسا(81/147)
قدْ راعني العامَ افتقادُ رسمها
وأنْ إرى مطلقهُ محتبسا
حاشاكَ منْ تطيُّري على العدا
منْ سطرها الثابتِ لي أنْ يطمسا
ديني وفي الشِّتاءِ بعدُ فضلة ٌ
يوضحُ منها المشكلَ الملتبسا
فسمحْ بها واسمعْ لها قواطنا
شواردا ملايناتٍ شُمسا
تطوي الفجاج لمْ ترحِّلْ ناقة ً
لها ولمْ تسرجْ إليها فرسا
لا ترهبَ الجنَّة َ في غريفها
إنْ أعتمتْ لا تخافُ العسسا
عذائراً تكونُ ما شئتَ بها
كلّ ضحى ً تهنئهُ معرِّسا
قدْ أمنتْ بحصنها وصونها
عندَ الرِّجالِ كلَّ ما تخشى النِّسا
ما كتبتْ أوْ قرئتْ لمْ تترك
لغيرها مخطة ً أو مدرسا
تشفعُ للنيروزِ فيما جاءَ منْ
قبولكمْ مبتغياً ملتمسا
ثمَّ يعودُ مثلها عليكمُ
بألفِ عيدٍ عربا وفرسا
في نعمٍ يقينها وحقُّها
يغني الليالِ عنْ لعلَ وعسى
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> وجارٍ يجدُ بهش رائضا
وجارٍ يجدُ بهش رائضا
رقم القصيدة : 60107
-----------------------------------
وجارٍ يجدُ بهش رائضا
نِ منْ مطلقٍ منهُ أوْ حابسِ
إذا ما مضى في سواءِ الطَّري
قِ شقَّ بذاكَ على الفارسِ
تبوّعَ تهتزُ منهُ الضُّلو
عُ بينَ المرنَّحِ والجالسِ
لهُ نسبٌ في اغتراسِ الرَّجا
لِ وهوَ بلاءٌ على الغارسِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أرأيتَ أمْ حبستْ لحاظكَ عبرة ٌ
أرأيتَ أمْ حبستْ لحاظكَ عبرة ٌ
رقم القصيدة : 60108
-----------------------------------
أرأيتَ أمْ حبستْ لحاظكَ عبرة ٌ
طللاً لسعدا بالمحصَّبِ أو قصا
تبعَ الرِّياحَ وكان يسألُ مفصحاً
عنْ ساكنيهِ فصارَ ينطقُ معوصا
دمنٌ إذا شخصتْ لعينكَ أشرفتْ
نزواتُ قلبكَ يقتضيكَ مشخصا
بعدتْ بآثارِ الأنيسِ عهودها
فوحوشها في نجوة ٍ أنْ تقنصا
وكأنَّ جائمة َ الثِّغامِ بعقرها
أشياخُ حي جالسينَ القرفصا
ولقدْ تعدُّ فلا تعدُّ بطالة ً
لكَ في ثراها بدِّدتْ بددَ الحصا
أيَّامُ عيشكَ باردٌ متلوِّمٌ
وسواكَ ينهشُ عيشهُ مستفرصا(81/148)
وعليكَ منْ ظللِ الشَّبابِ وقاية ٌ
ظلٌّ لعمركَ حينَ أسبغَ قلِّصا
ندمانَ سافرة ِ الجمالِ إذا احتمتْ
عيناً تنقَّبتِ البنانَ الرُّخَّصا
ريَّاً إذا هزَّتْ لشغلٍ غصنها
أمرَ الكثيبُ وراءها أنْ تنكصا
سمجتْ فغودرَ كلُّ ذنبٍ عندها
إلاَّ الخيالُ تكذباً وتخرُّصاً
وعجبتُ منها والموانعُ جمَّة ٌ
منْ أنَّها وجدتْ إليَّ تخلُّصا
طرقتْ وشملتها الدَّجى فأسرَّها
سيئاً ونمَّ بها الحليُّ فأوبصا
مالي سمحتُ بحظِّ نفسي ذاهباً
في الغافلينَ وبعتُ حزمي مرخصا
والدُّهرُ يوسعني إذا عاصيتهُ
لحظاً يسارقني التَّوعُّدَ أخوصا
ولقدْ كفاني شيبُ رأسي عبرة ً
وعلى الفناءِ دلالة ً أنْ نقِّصا
فلأركبنَّ إلى السلامة ِ غاربي
عودَ إذا وخدِ المهاري أو قصا
أنسَ بأشباحِ الفيافي طرفهُ
لا يطبِّيهِ منفِّرُ أنْ يقمصا
يطسُ الثَّرى ورداً وينصلُ أورقا
ممَّا ارتدى بغبارهِ وتقمَّصا
متحرياً بهدايتي وأدائهِ
في حيثُ لاتجدَ القطاة ُ المفحصا
في فتية ٍ يتبادلونَ نفوسهمْ
في الحقِّ أينَ رأوهُ لاحَ محصحصا
ومسوِّمينَ ضوامرا أعرافها
تفلى بأطرافِ الرِّماحِ وتنتصى
تبعوا هوايَ مكلفاً أو مؤثراً
وتعلَّقوا بي مازحاً أو مخلصا
وإذا بلغتَ بناصحٍِ أو مدهنٍ
ما تبتغيهِ فقدْ أطاعكَ منْ عصى
يشكو ملالي نافرٌ خلقي بهِ
ولقدْ اكونُ على التَّواصلِ أحرصا
وتصبُّ نفسي غيرَ أنِّي لمْ أجدْ
خلاًّ سقاني الودَّ إلاَّ غصَّصا
قدْ كنتُ أطلبُ منْ عدوي غرّة ً
فالآنَ أطلبُ منْ صديقي مخلصا
كمْ صاحبٍ بالأمسِ صادفَ بطنة ً
فترتْ بهِ لمّا رآني مخمصا
لمْ يلفِ لي عيباً وطالعَ عرضهِ
فرنا إليَّ بعيبهِ وتخرّّصا
عدِّ بنِ أيّوبٍ ورضْ شيمي ترضْ
متراجعاتٍ عنْ سواهُ حيَّصا
أنفقتُ كلَّ مودَّة ٍ أحرزتها
سرفاً ورحتُ بودِّهِ متربِّصا
منْ معشرٍ شرعوا إلى حاجاتهم
أسلا كفتهُ مداهمُ أنْ يخرصا
منْ كلِّ أرقشَ إنْ تأوّدَ ثقَّفتْ
منهُ البلاغة ُ أو تسدَّدُ أقعصا
يتوارثونَ بهِ العلاءَ فسابقٌ(81/149)
يمضي وقافٍ إثرهُ متقصِّصا
ولدتْ حلومهمْ وهمْ لمْ يولدوا
منْ قبلِ أنْ قرعتْ لذي الحلمِ العصا
كرماءُ حبَّبهمْ إليَّ كريمهمْ
إنَّ الهوى ما عمَّ حتَّى خصَّصا
بمحمَّدٍ ردَّتْ على أعقابها
عنْ ساحتي غشمُ الحوادثِ نكَّصا
أعطى فأغنا مسرفاً متعدّياً
ميسورهُ كرماً وودَّ فأخلصا
وخبرتُ قوماً قبلهُ وخبرتهُ
فعرفتُ مولى السَّيفِ منْ عبدِ العصا
تفدي ثرى قدميك قمّة ُ ناقصٍ
حزتَ العلا ملكاً وطرَّ تلصُّصا
حرمَ السِّيادة ُ يافعاً فاستامها
شيخاً فكانَ كناكحٍ بعدَ الخصا
لمّا جلستَ وقامَ ينشرُ باعهُ
جهدَ التَّطاولِ لمْ يجدِ لكَ أخمصا
لو ذمَّ ما ألمِ المذمَّة ِ عرضهُ
ما ينقصُ العوراءُ منْ أنْ تبخصا
وأنا الّذي سرَّ القلوبَ وساءها
ما حكتهُ لكَ مسهباً وملخِّصا
وتناذرَ الشُّعراءُ مسَّ لواذعي
والجمرُ يحمي نفسهُ أنْ يقبصا
واستمتني رقِّي فبعتكَ مرخصا
عنْ رغبة ٍ وكواهبٍ منْ أرخصا
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> روَّحها مخمسة ٍ خمائصا
روَّحها مخمسة ٍ خمائصا
رقم القصيدة : 60109
-----------------------------------
روَّحها مخمسة ٍ خمائصا
جبّاً منَ الإعياءِ أو وقائصا
قرومها الجلَّة َ والقلائصا
موبرة ً تحسبها قصائصا
زادَ الرَّبيعُ وغدتْ نواقصا
إذا مشتْ على الحصى حوائصا
عادَ بها لذّاعهُ قوامصا
تسألُ بالماءِ القطا الفواحصا
إذا السّحابُ اغترّها مراقصا
ردّتْ عليهِ أعيناً أخاوصا
يغدو السّفا لموقهنَّ باخصا
حتَّى لحقنَ طيِّعاً وعائصا
يفلينَ منْ روضِ الحمى العقائصا
ويجتلبنَ الُّلمَّعَ النشائصا
يالكَ ربعا بالنَّخيلِ شاخصا
أينَ الظِّباءُ تقنصِ القوانصا
بأوجهٍ لمْ تعرفِ الوصاوصا
وأنملٍ يبسطنها رواخصا
إذا ضممنَ في الدُّجى القرابصا
نمَّ عليهنَّ الحليُّ آبصا
أيَّامُ أرعيكَ الهوى مخالصا
مناوئاً غيُّ الصِّبا مناوصا
ذلكَ حتّى عدتُ ظلاًّ قالصا
قلْ لامرئٍ نابلني القوارصا(81/150)
مستخفياً وذمَّ فضلي ناقصا
عمَّكَ جهلٌ أتعبِ الخصائصا
عشْ حاسداً ما شئتَ أو قلْ خارصا
تعلقُ منّي قلقلاً محارصا
مصابراً أقرانهُ مرابصا
حتّى يردَّ كلَّ مخزٍ ناكصا
حرَّمتُ شربا ما رزقتُ خابصا
يالكَ درَّاً لو تكونَ خالصا
إنْ تردِ الجمرَ تجدهُ قابصا
قبلكَ أقذيتُ عدَّاً أخاوصا
تنصُّ نحوي أعيناً شواخصا
تلفتَ العانة ِ راعتْ قانصا
ففتُّها بمهلي حرائصا
فوتَ الرؤسِ أعيتِ الأخامصا
فقلْ مطيلاً فيَّ أو ملاخصا
تشرِ المنايا منْ فمي رخائصا
وربما عفوتُ عنكَ ماحصا
جهدُ البعوضِ أنْ يكونَ قارصا
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> رضيتُ وما منْ طاعة ٍ كلّ منْ رضيَ
رضيتُ وما منْ طاعة ٍ كلّ منْ رضيَ
رقم القصيدة : 60110
-----------------------------------
رضيتُ وما منْ طاعة ٍ كلّ منْ رضيَ
وفاءً لغدَّارٍ وحبَّاً لمبغضِ
وراجعتُ قلبي أسترُ الصَّبرَ بعدهُ
فلمْ أرَ إلاَّ مقبلاً نحو معرضِ
حفاظٌ ولكنْ لو وجدتُ جزاؤهُ
وودٌّ ولكنْ منهُ لمْ أتعوَّضِ
أكنتَ بصحراءِ الأبيرقِ صارفي
بعذلكَ عنْ بثِّ الهوى أمْ محرِّضي
عشيَّة َ لا يخفى جوى متجلدٍ
ولا تسعُ الأجفانُ دمعَ مغيِّضِ
وأنتَ تمنيني بدمعٍ سمعتهُ
وما كانَ إلاَّ قولة ً منْ ممرِّضي
ألا في ضمانِ اللهِ لبٌّ أطارهُ
أصيلاً سنا برقٍ بدجلة َ مومضِ
لهُ منْ سحوقِ الغيمِ ردَّة َ غامدٍ
وفي خفقانِ الرِّيحِ سلَّة ُ منتصي
أضاءَ ويومي بالجزيرة ِ مظلمٌ
يذكِّرني منْ بابلٍ ليلها المضي
وحسناءُ لمْ ترجُ الإيابَ لغائبٍ
فترعى ولمْ تنوِ القضاءَ لمقرضِ
لها منزلٌ بالغورِ بينَ معدَّنٍ
مشيدٍ ومنشورِ البساطِ مروَّضِ
حبستُ بهِ أبغي الحياة َ لقاتلي
غراماّ وأدعو بالشفاءِ لممرضي
ولمَّا توافقنا وفي العيسِ فضلة ٌ
بقدرِ الوقوفِ ساعة ً ثمّ تنقضي
رأتْ شيبة ً ما لوّحتْ بعوارضي
فصرّحَ بالهجرانِ كلُّ معرَّضِ
وقالتْ أشيخٌ قلتُ كهلٌ فأطرقتْ(81/151)
وقالتْ أمامَ السَّهمِ إنذارُ منبضِ
يناغيكَ بعدَ الشَّيبِ قلبي وناظري
ومنْ أينَ يصفو أسودانِ لأبيضِ
قيالسنِّي أيَّامَ يعطلُ مسحلي
وصمتي في حلى الِّلجامِ المفضَّضِ
أنوَّامَ ليلٍ قصَّرَ النومُ عمرهُ
سلوا ببقاءِ الليلِ منْ لمْ يغمِّضِ
وكنتمْ جناحي ثمَّ هيض ببعدكمْ
فهل بعدكمْ عضوٌ إذا طرتُ منهضي
أأركضُ أبغي في البلادِ معوضة ً
بكمْ طالَ تطوافي إذن فتركُّضي
بلى قبصٌ منْ آلِ أيُّوبَ صاحَ بي
سناهُ وقدْ اعتمتْ دونكَ فاستضي
رعتْ نفسي الخلاَّتُ قبلَ ودادهِ
هشيماً فلمَّا عنَّ لي قلتُ أحمضي
أبا طالبٍ والظنُّ أنَّكَ شافعٌ
لها في غنى ً عنْ باعثٍ ومحضِّضِ
شكيَّة َ مملوءٍ منْ الوعدِ قلبهُ
تحدَّثَ عنْ داءٍ منْ المطل مريضِ
غنيٌّ بتسويفِ الأماني تقطَّعتْ
عرى صبرهُ بينَ المجيءِ إلى المضي
أحلّ بكمْ في الصَّومِ حاجة ً
وقدْ عبرَ الأضحى بهِ وهوَ يقتضي
أترضونَ أنْ تصفو لغيركمْ حياضكمْ
وأرضيَ تغذي جرعة َ المتبرّض
لعلكمْ ارتبتمْ بفضلِ تسهُّلي
عليكمْ وإلمامي بكمْئ وتعرُّضي
فلا تحسبوا ذلاًّ فما منْ ضراعة ٍ
بدا لكمْ نابُ الشُّجاعِ المنضنضِ
وغيرك منْ يرمي القضاءَ بذنبهِ
إذا قيلَ قدْ فرَّطتْ قالَ كذا قضي
تسمَّعْ لها لمْ توفِ شكركَ حقَّهُ
ولو قدْ وفتْ ما كنتُ بالشُّكرِ أرتضي
جميلة ُ وجهٍ عاطلٍ منْ كسى الغنى
وإنْ وسمتها منكَ حلَّة ُ معرضِ
وفي القلبِ مالا يبلغِ الفمُ ثبُهُ
وفي بقريضٍ دونهُ الهمُّ مجرضي
فعذراً وفوزاً بانبساطي فإنَّهُ
عزيزٌ على ما اعتادَ فرطُ تقبُّضي
وأخذا منَ الأيَّامِ أوفى حظوظها
بخيرٍ تجدِ ما شئتَ منهنَّ وأرفضِ
تساقُ لكَ الدُّنيا بظهرٍ مذلَّلٍ
إذا وزعتْ قرما بنفرة ِ ريِّضِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> مطلَ الدِّينَ ولو شاءَ قضى
مطلَ الدِّينَ ولو شاءَ قضى
رقم القصيدة : 60111
-----------------------------------
مطلَ الدِّينَ ولو شاءَ قضى
فاسقُ الذِّمة ِ ينسى ما مضى(81/152)
كيفَ يرجى النَّصحُ منْ محتكمٍ
يكثرُ السَّخطَ ولا يرضي الرِّضا
سرَّني يومَ منى ً معترضا
ملءَ عيني وشجاني معرضا
وجدّ الوجدَ كمّا خلَّفهُ
بعدَ حول مابرا ما أمرضا
أيُّها الرَّامي وما أجرى دماً
لا تحصِّبْ قدْ بلغتَ الغرضا
قسمَ الحبُّ فما أنصفني
جورَ ما نفّلَ لي وافترضا
ما على ساقيَّ دمعي مغدقاً
في رضابٍ لو سقاهُ مبرضا
قدْ سلبتمْ حسداً جوهرهُ
فاستحلُّوه وبقُّوا العرضا
شقيَ السَّائقِ في تبليغهِ
أدرى أيُّ طريقٍ نفضا
الغضا إنَّ الحشا منْ ذكرهِ
ربما استبردتُ منها بالغضا
اطلبوا للعينِ في أبياتهِ
نظرة ً تكحلها أو غُمُضا
وبنفسي هاجرٌ لمْ يعتمدْ
قبضوا منْ أنسهِ فانقبضا
لمُ فيهِ وقلتمْ رقبة ً
رمتمُ صعباً وقدتمْ ريِّضا
إنْ تفتكَ اليومَ شمسٌ حجبتْ
فغداً ما كلَّ يومٍ أبيضا
منْ أمرَّ الليلَ والصُّبحَ بهِ
أظلمَ الحظُّ عليهِ وأضا
خلِّ يا دهرُ ابنَ أيُّوبَ وخذْ
كلَّ شيءٍ إنَّ فيهِ عوضا
هبْ لي الواحدَ إنِّي اخترتهُ
وهنيئاً لكَ ما ضمَّ الفضا
بكَ أفدي وبهمْ منكَ أخاً
حينَ أمذقتمْ ودادي محضا
ناصلاً منْ صدإ العارِ كما
خلَّص القينُ الحسامَ المنتضى
لبسَ المجدَ فما أوحشهُ
أيُّ ثوبٍ في هوى المجدِ نضا
سوددُ حلُّ تراثٍ ونرى
كرمَ القومِ معاراً مقرضا
شرفٌ با آلَ أيُّوبَ مشى
معرقاً فيكمْ مطبلاً معرضا
نرتعي اودية ً مهشمة ً
وترودونَ ربيعاً محمضا
وقفَ الحبَّ على دوحتكم
غصنٌ منها لقلبي قبضا
نجتني منهُ خياراً لكمْ
حلوُ ما لاكَ فمٌّ أوْ قرضا
مدحاً تنشرُ اعراضكمُ
نشرَ حسناءٍ لعرسٍ معرضا
سائراتٍ تحتَ أوصافكمُ
شاهدات لا يذقنَ الغمضا
ماسعى للبيتِ يمشي حاسراً
راجلٌ وابنُ ركابٍ ركضا
وجرتْ أوداجها قائمة ً
يومَ جمعٍ وتلوَّتْ ربضا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سقى زمناً ببابلَ عقربيُّ
سقى زمناً ببابلَ عقربيُّ
رقم القصيدة : 60112
-----------------------------------
سقى زمناً ببابلَ عقربيُّ
مليٌّ بالّذي يروي ويرضي(81/153)
عنيفُ السَّيرِ أوطفُ مستمرٌ
على غلواءِ ما يقضي ويمضي
يزورُ الأرضَ بعدَ جفائهِ في
قضيضٍ منْ زماجرهِ وقضِّ
سقى فجرى فأسمنَ كلَّ ضاوٍ
يمرُّ بهِ ورفَّعَ كلَّ خفضِ
فمنْ ملانَ بعدَ الغيضِ ضاغنْ
ومنْ ريَّانَ بعدَ اليبسِ غضِّ
وكرَّمَ أسرة ً كانوا إذا ما ان
تجعتْ زلاليَ الصَّافي وحمضي
همْ حملوا وسوقُ الدَّهرِ عنِّي
وهمْ نشطوا عرى نسعي وغرضي
أضاءوا مذهبي فسرحتُ طرفي
وسيعاً بعدَ إطراقي وغضّي
وقاموا بينَ أيَّامي وبيني
فلمْ تقتلْ ولا راعتْ بنبضِ
حموا وجهي ولمْ أسالْ سواهمْ
وأعطوا كلَّ نافلة ٍ وفرضِ
فأصبحُ فيهمُ وأروحُ عنهمُ
إلى وفرينِ منْ مالي وعرضي
فهل منْ حاملٍ شوقي إليهمْ
على ما فيهِ منْ ألمٍ ومضِّ
فحاملهُ فموصلهُ إليهمْ
على بزلاءَ ينحلها وينضي
يؤمُّ الزابيينَ بها ويعلو
قويقاً بينَ تقريبٍ وركضِ
فيسمعَ ثمَّ سامعة ٍ كراما
أيامى العيشِ بعدهمُ ويفضي
وإنِّي مذ نأتْ دنيايَ عنهمُ
منْ الدُّنيا على هجرٍ ورفضِ
أقضِّي ما أغالطُ منْ زماني
بلوعاتٍ تكادُ عليَّ تقضي
فكمْ أحيا وفي بغدادَ بعضي
على مرضي وفي تكريتً بعضي
ومسبوقينَ في طرقِ المعالي
وإنْ زجروا بحثٍّ أوْ بحضِّ
أصاحبهمْ فيمسي الودُّ منهمْ
على زلقٍ منَ الشَّحناءِ دحضِ
وأبرمُ فيهمُ مدحاً متاناً
فتلقاها وعايبهمْ بنقضِ
ولو حامى كمالُ الملكُ عنِّي
رعيتُ الخصبَ في دعة ٍ وخفضِ
إذاً لأعادَ سلسالا نميراً
على عاداتهِ ثمدي وبرضي
فدتكَ أبا المعالي كلَّ كفٍّ
تقصِّرُ عنكَ في بسطٍ وقبضِ
وكلُّ مدنَّس الأبِ لا بحتٍّ
يميطُ العارَ عنهُ ولا برحضِ
دعيٌّ في الفضائلِ كلِّ يومٍ
لهُ نسبٌ يجيءُ بهِ ويمضي
نأى بكَ جمرة ً بالغيظِ تسري
إلى سوداءِ مهجتهِ وتفضي
كرمتَ ففي عطايا الغيثِ شوبٌ
وماءُ يديكَ منْ صافٍ ومحضِ
ويعطي النَّاسُ منْ جدة ٍ وتعطى
عطاءَ الحمدِ منْ دينٍ وقرضِ
وتخجلكَ المواهبُ وهي كثرٌ
كأنَّكَ مسخطٌ ونداكَ مرضي
قضى اللهُ الكمالَ فكنتَ شخصاً(81/154)
لصورتهِ وخلقُ النّاسِ يقضي
شريتكَ بالبريّة ِ بعدَ قطعي
طريقَ الإختيارِ بهمْ ونفضي
ورعتُ بكَ النَّوائبَ وهي فوقي
وتحتي بينَ حائمة ٍ وربضِ
فقدْ أسلمتني بنواكَ حتّى
نسلنَ قوادمي وبرينَ نحضي
فها أنا بينَ حاجاتي وشوقي
لفتٍّ منْ مخالبها ورضِّ
أزمُّ إليكمُ قلبي وعيني
بآية ٍ فيكمُ جذلي وغمضي
أسادتنا كمِ الإبطاءُ عنكمُ
وصبركمُ على الهجرِ الممضِّ
ألمَّا يأتكمْ وقتكمُِ المسمى
ألمَّا يأنِ زبدكمُ بمخضِ
فكمء سخطًٍ على الدُّنيا وصدٍّ
عنِ الدَّولاتِ وهي على التَّرضي
حديثكمُ يبرِّحُ بالمعالي
فنهضاً إنَّها أيَّامَ نهض
أراها أينعتْ ودنا جناها
وأذعنَ ختمها لكمُ بفضِّ
عسى أقذي بقربكمُ عيونا
حسدنّ عليَّ منْ حزنٍ وبرضِ
ويبردُ منْ أعاديكمْ وشيكاً
زفيرَ جوانحَ بالهمِّ رمضِ
وبعدُ فما لكمْ أغفلتموني
وأخلبَ بارقٌ منْ بعدِ ومضِ
أظنا انَّني عنكمُ غنيٌّ
بحليِّ أو بتطوافي وركضي
معاذَ اللهِ والعهدِ المراعى
ولو أنضيتُ تامكتي ونقضي
وتعويلي من النيروزِ وفدا
على متنجِّزٍ لي ومستنضِّ
فلا تتوهوا لي خصبَ مرعى
إذا قعدتْ سماؤكمُ بأرضي
Free counter
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> صفراءُ منْ غيرِ مرض
صفراءُ منْ غيرِ مرض
رقم القصيدة : 60113
-----------------------------------
صفراءُ منْ غيرِ مرض
بلهاءُ تفهيمُ الغرضْ
عمياءُ تبدي السِّننَ ال
قصدَ ركوبٌ لمْ ترضْ
يراكضُ الرِّيحُ بها
فارسها وما ركضْ
كأنَّهُ يبسطُ منْ
عنانها وما قبضْ
لها ابنُ سوءِ اسمهُ
في الأفقِ وهوَ منخفضْ
أخرسُ يبدي كلَّ ما
دقَّ خقيَّاً وغمضْ
ترى دماً ترضعهُ
ولمْ تلدْ ولمْ تحضْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> غالِ بها فيما تسامُ واشترطْ
غالِ بها فيما تسامُ واشترطْ
رقم القصيدة : 60114
-----------------------------------
غالِ بها فيما تسامُ واشترطْ
فلاءها على البيعِ الشَّططْ
واعلمْ بأنَّ الغبنَ حيثُ نشطتْ
ربطها والغنمَ حيثُ ترتبطْ(81/155)
منْ ضامناتِ الحاج لو دانيتها
بالنَّجمِ لمْ تلوَ بهِ ولمْ تلطْ
ليسَ على راكبها جناية ٌ
منْ علمٍ يعيي ولا أرضٍ تشطُّ
إنْ لمْ تكنْ أنتَ الّذي ينصبهُ
طولَ السُّرى فهي التي لمْ تعيَ قطّ
كأنَّها تحتَ الدُّجى جنيَّة ٌ
راكبها في ظهرها نجمٌ هبطْ
لا تطأُ الأرضَ وإنْ تسهَّلتْ
لوطأة ِ الدَّائسِ إلأ ما تخطْ
كأنَّما أربعها منْ خفّة ٍ
واحدة ٌ في السَّيرِ حينَ تختلطْ
تجري فتدمي أذنها بيدها
كأنَّها بسنبكيها تشترطْ
تنخَّلَ الغالونَ منْ آياتها
صفوة َ ما خلَّفَ فيهمُ وفرطْ
لمْ تتحرَّشْ بشميمِ أمِّها
هجائنُ الفرسِ ولاغبسُ النَّبطِ
لها منْ العُربِ ضمورٌ ناسبٌ
يغنى بهِ عنِ الوسومِ منْ علطْ
جرداءُ لولا سعفٌ منتشرٌ
منْ عرفها قلتُ عسيبٌ مخترطْ
بمحزمٍ كما طويتَ بردة ً
وملجمِ كما نشرتَ عنْ سفط
هي التي رحتَ بها مغتبطاً
وقدْ لحقتَ بعدَ خمسٍ بالغبطْ
وبتَّ جارَ الحيِّ ترعى معهمْ
على نوى المرعى ومصدوعُ الخططْ
وناظراتٍ منْ فروجِ الرَّقمِ مذْ
سنَّتْ عليهنَّ السُّجوفُ لمْ تمطْ
بيضاتِ كنٍّ ملسٍ لو خطِّيتْ
ما بينهنَّ وصمة ٌ لمْ تتخطْ
لمْ يبتذلنَ أوجهاً وأيدياً
في وهجِ النَّارِ ولامخضِ الأقطْ
وادي الغضا يرقدنَ حوليهِ الضُّحى
لطيمة ُ السَّفرِ اليمانينِ تحطّْ
كأنَّ روضاً تتهاداهُ الصِّبا
هباتهنَّ يتنازعنَ الشُّرطْ
طرقتهنَّ والدُّجى لمْ ينفتقْ
وسبحة ُ الجوزاءِ لمْ تنخرطْ
أنشدَ قلبي عندهنَّ ضلَّة ً
نشدكَ بالقاعِ بعيراً منتشطْ
وبينهنَّ طيبة ٌ شارفة ٌ
لمْ تتعرفْ عندها قبلي اللُّقطْ
ضاعفْ درعيها وقدْ تجرَّدتْ
مرجَّلٌ أسحمُ ذيَّالٌ قططْ
وحفٌ إذا ما غرّبتْ فيهِ يدا
فارقة ً أدردَ أسنانَ المشطْ
صدَّ بها معرضة ً أنْ قرأتْ
خطَّاً منْ الشَّيبِ فوديَّ وخطْ
منْ منصفي منْ عنتٍ في طرفها
يزحمُ هدَّابُ الرداءِ بالشَّمطْ
قالتْ كبرتَ والغنى معبَّسٌ
لا بدَّ ما لمْ تحتضرْ فتعتبطْ
دبتْ أفانينُ صروفِ الدَّهر لي
أساوداً فناهشتني ورقطْ(81/156)
ونجَّذتني حقبٌ علوقها
بالشَّيبِ وهي لمْ تجمِّلني فرطْ
وكمْ أصبتُ ثمَّ أرمي غلطا
فدلَّني على الإصاباتِ الغلطْ
وصاحبٍ كالجرحِ أعيا سبرهُ
وجلَّ عنْ ضبطِ العصابِ والقمطْ
حملتهُ لا أتشكّى ثقلهُ
كي لا تقولوا طرفٌ أو مشترطْ
وكالشَّجا قافية ٌ أسغتها
لو عارضتْ حنجرة ُ البازلِ أطّْ
أسمعها مستدعياً منهُ الرِّضى
أصمُّ لا يسمعُ إلاَّ ما سخطْ
يأكلُ مدحي وعتابي سحتاً
حلواً ومرَّاً ما ضغاً ومسترطْ
يأكلهِ بالذُّلِ ممنوناً بهِ
فلا يبالي ساقطٌ كيفَ لقطْ
ليتَ بني عبدِ الرَّحيمِ ليتهمْ
يبقونَ لي منْ عرضِ الدُّنيا فقطْ
الواهبينَ طعمة ً أرضهمُ
ما أخصبَ العامُ عليهمُ أو قحطْ
والمانعينَ انفاً جارهمُ
لمْ يلتصقْ بنسبٍ ولمْ ينطْ
يحاطُ فيهمْ وهوَ ممنوعُ الحمى
إذا تسمى باسمهمْ لو لمْ يحطْ
سادات مجدٍ وإذا قستَ بهمْ
سيِّدهمْ باعدْ فضلاً وشحطْ
جاءَ الحسينُ فاحتذى مثالهمْ
ثمَّتَ زادَ جائزاً تلكَ النُّقطْ
يشمخُ انْ ترفعهُ وراثة ً
علياءُ لمْ يرفعْ لها ولمْ يحطّْ
كالليثِ لا تحلو لهُ مضغة ُ ما
لمْ بفتلذْ بكفِّهِ ويعتبطْ
مدَّ إلى ناصية ِ المجدِ يدا
ينقبضُ المزنَ مكانَ تنبسطْْ
تفدى بيسري لكَ إنْ أعجلتها
بالجودِ يمنى كلِّ روَّاغٍ ملطّْ
يعطي مقلاًّ ويضنُّ مكثراً
وإنَّما أحسنتَ ظنَّاً وقنطْ
وما يدُ البخيلِ إلاَّ سوأة ٌ
متى بدتء بارزة ً فقلْ تغطّْ
ومنكرٍ حقّكَ لمْ تعلقْ بهِ
منَ الوفاءِ شيمة ٌ ولمء تلطّْ
أسفلتهُ لو شكر العبدُ يدا
غطَّى عليها بالجحودِ وغمطْ
لو شئتَ بعد غلطة ِ الأيَّامِ في ار
تقائهِ جازيتهُ لمَّا سقطْ
غرَّرَ إذْ خاطركَ الجهلُ بهِ
ما كلَّ منْ ابصرَ عشواءَ خبطْ
ما كنتَ إلاّ جبلاً ارسى ولا
كانَ سوى سهمً منَ الشَّرِّ مرطْ
اسمعْ فما تؤثرُ أخبارُ العلا
إلاَّ شذوذاً وهي عنكَ تنضبطْ
هلْ أنافي وصفكَ إلاّ ناقلٌ
تملي سجاياكَ عليّ وأخطّْ
أوانسا لولاكَ ما كنتُ بها
ما فارقتْ حشمتها بمغتبطْ(81/157)
كلُّ نوارٍ لمْ يفارقْ نزقة ً
أخمصها النَّعل وجنباها النَّمطْ
كمْ عنقٍ وهي لها طوقٌ وكمْ
منْ أذنٍ تصغي لها وهي قرطْ
أروضها لا نصبي ضاعَ ولا
أجريَ فيها عندَ نعماكَ حبطْ
في كلِّ يومٍ قاسمُ الحسنِ بهِ
أقسطَ ُ في غيري وفي شعري قسطْ
كنّ كسالى قبلكمْ لكنَّهُ
ما نشطَ الإحسانَ للشعرِ نشطْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> بكرتْ هيماً تحلُّ الرَّبطا
بكرتْ هيماً تحلُّ الرَّبطا
رقم القصيدة : 60115
-----------------------------------
بكرتْ هيماً تحلُّ الرَّبطا
تملكُ الماءَ على سربِ القطا
تحسبُ الأخفافَ في أجنحة ٍ
طرنَ والجرجارُ منها اللَّغطا
كلُّ هوجاءٍ ترى في حبلها
منْ أبانٍ منكباً منخرطا
تصفُ المعقولَ منها مارداً
غلَّ والنَّاشطَ سهماً مرطا
ما رأتْ جزعَ أشيٍّ خوصها
فرأتْ كفٌّ لعنقٍ مضبطا
ظمأ لا تبغَّينَ لهُ
مشتكى ً إلاَّ وسيعاتِ الخطا
فانهَ يا حابسها فضلَالعصا
إنَّما تأمرُ أمراً شططا
وعلى الماءِ الذي جئتَ لهُ
كلُّ جمِّ الأخذِ منزورُ العطا
يمنعُ الرشفة َ لا ترزأهُ
ويفرِّي باللِّحاظِ النبطا
باردُ الرِّيقِ إذا مرَّ سقى
مرهفَ الجفنِ إذا همَّ سطا
يا فروعَ البانِ منْ وادي الغضا
زادكنَّ اللهُ بي مختبطا
أجتني حيثُ اجتنى الظبيُ العرا
قيُّ أو اعطي المنى حيثُ عطا
وسقى الدَّمعُ وإلاَّ فالحيا
ذلكَ الملعبَ والمختلطا
آهِ كمْ فيكنَّ لي منْ نظرة ٍ
قتلتْ عمداً وكانتْ غلطا
وفؤادٍ أبداً أرمي بهِ
لعيونٍ تستقلُّ اللُّقطا
ومقيلٍ فرشَ اللَّهوُ بهِ
فوقكنَّ الأزرَ لي والرِّيطا
زمنٌ ليتَ المنى ترجعهُ
لو بليتٍ ردَّ عيشٌ فرطا
كلَّ يومٍ أتمنى وطراً
لمْ أكنْ أمسِ بهِ مغتبطا
أشتكي الآتي إلى الماضي ولا
يعدمُ الأقربُ لي ما شحطا
قلْ لبيضاءَ توسَّعتُ بها
قدْ تلثَّمنكِ صلاًّ أرقطا
إنَّما كنتِ حساماً حطَّ في
مفرقي واسمكِ شيبٌ وخطا
أنكرَ الطُّرَّاقُ منهُ قبساً
أعلقَ النَّارَ بهِ منْ سلطا
وتواصتْ رسلُ الألحاظِ منْ(81/158)
قبلِ أنْ تبلغهُ أنْ يسقطا
قمتُ منْ نادي الهوى أندبهُ
شعراً صارَ برغمي شمطا
ولئنْ هانَ ضعيفاً ذاوياً
قيما عزَّ دهيناً قططا
وأخٌ والنَّومُ في أجفانهِ
نحلة ٌ شنَّوا عليها المأقطا
ومنْ اللَّيلِ عليهِ فضلة ٌ
ميسمُ الصُّبحِ بها ما علطا
وسطورُ الأفقِ قدْ جلَّلها
أزرقُ الفجرِ فعادتْ نقطا
والثُّريا في وآخيرِ الدُّجى
هامة ٌ شمطاءُ غلَّتْ مشطا
قلتُ قمْ قدْ يئستْ منَّا العلا
فتمطَّى يوسدُ الكفُّ المطا
ينفضُ الونيَّة َ عنْ أعطافهِ
منفضَ المعقولِ لاقى منشطا
ثمَّ قال اطلبْ بنا غاياتها
وتقحَّمها مخيضاً مورطا
قدْ مللنا النَّاسَ فاصفحْ عنهمُ
عرضَ هذا الملإ المنبسطا
لا تقعْ إلاَّ رءوساً فيهمْ
دعْ ذنابها لهمْ والوسطا
فأثرناها رفيقيْ عزمة ٍ
شاكلتْ بينهما فاختلطا
نأخذُ الأرفعَ منْ طرقِ العلا
ونعدِّي المنحني والمهبطا
فوصلنا والعلا لمْ تختضعْ
باعتسافٍ والّذُرى لمْ تلتطا
نردُ الغدرَ زلالاً شبما
ونفيءُ المجدَ ظلاًّ سبطا
والثُّرى أخضرُ لا يلبسهُ
جلدة َ الشَّهباءِ عامٌ قحطا
وإذا العوراءُ غطَّتْ وجهها
عنكَ لمْ تلقِ على المالِ غطا
ليسَ إلاَّ جفنة ً فهَّاقة ً
للقرى أو بازلاً معتبطا
غررٌ تجلو الدَّياجي ولهى
يتفرَّجنَ الخطوبَ الضُّغَّطا
نعمَ باناتُ صباً مطلولة ٌ
تطردُالرِّيحَ شمالاً قطقطا
تسرحُ الأبصارُ حيثُ اقترحتْ
والرَّجاءُ الرَّحبُ كيفَ اشترطا
كلُّ فضلٍ عادلٍ ميزانهُ
فإذا جاءَ عطاءٌ فرَّطا
لاا تعبِّسْ نعمة ٌ ضاحكة ٌ
قاسمَ الحظَّ بها ماغلطا
رضيَ المقدارُ والحظُّ بها
إنْ رضيَ حاسدها أو سخطا
لبني عبدِ العزيزِ اجتهدتْ
بوجيفِ المنتقى والمرطى
لمساميحَ حووا سقفَ العلا
حصصاً واقتسموهُ خططا
كلُّ وضاحٍ قدامى دستهِ
قبلُ الآمالي تحفي البسطا
تبصرِ الغاشينَ حولي بابهُ
أبداً ركباً ورجلي سمطا
لو مشى حولاً على شوكِ القنا
ورأى الضَّيمَ قعوداً ما امتطى
فإذا استصرخَ في نازلة ٍ
سلَّطَ الآراءَ فيما سلَّطا(81/159)
قامَ تأويدَ الخلافاتِ بهمْ
حادثاتٍ وسلافاً فرطا
وإذا لمْ يصبحوا أربابها
وزروا فيها وكانوا الوسطا
وإذا ما ولدوا بدراً جلا
ظلمُ الأرضِ وبحراً غطمطا
مثلما أحيا النَّدى فخرُ العلا
واستراشَ الكرمَ المنجلطا
ساكنُ الصَّدرِ ليانٌ مسَّهُ
فرشَ البشرِ شعاراً ووطا
شائماً فيها ظباً مبروَّة ً
يفتللنَ الصَّارمَ المخترطا
مثلَ حيَّاتِ النَّقا ما عرمتْ
كانَ مأكولاً بها مسترطا
مبصراتٍ فقرَ القولِ إذا
ما ابنُ عشواءَ بليلٍ خبطا
تضبطُ الدُّنيا فإنْ سامَ يداً
ضمَّ دينارٍ أبتْ أنْ تضبطا
وسعى طفلاً فطالتْ يدهُ
سودداً كهلهمْ المختلطا
جئتهُ والدَّهرُ قدْ أرصدَ لي
منْ خفيِّ الكيدِ ذئباً أمعطا
وجروحُ اليأسِ في حالي سدى
تقذفُ القيدَ وتعيي القمطا
فوفى جذلانَ حتى ردَّني
وقصارى غايتي أنْ تغبطا
تأذخذُ الأبصارُ مني شارة ًُ
تدعْ الشَّيخَ فتى ً مستشرطا
نعمة ٌ لو قعدَ الشِّكرُ بها
بهرتْ وأشتهرتْ أنْ تغمطا
فاتتْ الأملاكَ حتى منعتْ
كلَّ راجي غاية ٍ أنْ يقنطا
فاستمعْ تخبركَ عنِّي شرَّد
تقطعُ الأرضَ الربى والغوطا
تدعْ الآمالُ إما روضة ً
سقيتْ أو عترة ً أو نمطا
معدنٌ كلُّ لسانٍ مفصحٍ
حولها يسقطُ حتى تلقطا
وإذا هجنُ القوافي نسبتْ
كانتْ العربُ وكنَّ النَّبطا
وإذا النيروزُ ضمَّتْ عطفهُ
فترة ٌ هزَّتهُ حتى يبسطا
فابتدا بينَ يديكمْ قائماً
لكمُ يفتحُ منها سفطا
فاهتبلها تحفة ٌ وأنعمَ بها
زائراً إمَّا دنا أو شحطا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أصبْ برأيي أصابًَ الحظُّ أو غلطا
أصبْ برأيي أصابًَ الحظُّ أو غلطا
رقم القصيدة : 60116
-----------------------------------
أصبْ برأيي أصابًَ الحظُّ أو غلطا
فانهض لهُ كسلَ المقدارُ أو نشطا
ولا تفرِّطْ جلوساً في انتظارِ غدٍ
فخيرُ عزميكَ امرٌ لمْ يكنْ فرطا
خاتلْ يدَ الدَّهرِ وانصلْ غيلة ً أبداً
منْ حبلهِ مارقَ الجنبينِ منخرطا
ولا تشاورهُ في أمرٍ هممتَ بهِ
فربما لهوجَ الآراءَ أو خبطا(81/160)
أنْ قلتَ خذْ بيدي في الخوفِ أرسلها
أو قلتَ في الأمرِ دعني مرسلاً ضبطا
أبو العجائبِ ادوى أو شفا وكسا
أو برَّ مرتجعاً أو حلَّ أو ربطا
جبْ هذهِ الأرضَ إمّا عشتَ محتشماً
مؤمِّلاً فوقها أو عشتَ معتبطا
إما ذنابى فلا تحفلْ بمنقصة ٍ
أو قمَّة َ الرأسِ فاحذرْ أنْ تقعْ وسطا
فما الحياة ُ وإنْ طالتْ بصالحة ٍ
لمنْ يعدّ متاعاً بائراً سقطا
ما خطَّة ُ العجزِ والأرزاقُ معرضة ٌ
إلاَّ لمنْ نامَ تحتَ الذُّلِّ أو قنطا
يا أهلَ بابلَ لا طارَ الوفاءُ لكمْ
بعدي إذا سرتُ في جوٍّ ولا هبطا
لأتركنَّ رحيليعنكمُ سمة ً
شنغاءَ يعلطُ فيها العارُ ما علطا
كمْ يمضغُ البينُ لحمي بينَ أظهركمْ
وربَّما ملَّ طولَ المضغِ فاسترطا
كأنَّني صعبة ٌ فيكمْ معبَّدة ٌ
بدتْ منْ السَّرحِ في وادٍ وقدْ قحطا
لا فرجة ُ الرائحاتِْ السَّائماتِ لها
ولا ترى ممسكاً في اللهِ مرتبطا
وإنْ رأى ربُّها نشدانها وقعتْ
في جانبٍ لمْ يعرفْ أهلهُ اللُّقطا
فهي لمثلي مقامٌ عندَ مثلكمُ
وعندَ سفنِ الفلا الإرقاصُ والملطى
والأرضُ حاملة ٌ ما شاءَ راكبها
بزلاءَ ذاتَ سنامٍ تامكٍ ومطا
فلتأتينَّكمْ بالغيبِ هاجرة ً
يضحي بها ورقُ الأعراضِ مختبطا
صوائباً كسهامِ النَّزعِ معتمداً
وافى لمقصدهِ أو عائراً مرطا
تمضي فلا يملكُ الإعتابُ رجعتها
ومنْ يردُّ عقيلاً بعدَ ما انتشطا
باتتْ تخوِّفني الأخطارَ مشفقة ً
ترى الإقامة َ حزماً والنَّوى غلطا
هلْ تعلمينَ أمرأً ردَّتْ محالتهُ
على الحفيظينِ ما خطَّا وما نقطا
وهلْ رأيتِ الذي نجَّاهُ مجثمهُ
بعقوة ِ الدَّارِ أو أرداهُ إنْ شحطا
ما نحنُ إلاَّ قطينُ الموتِ يعسفُ با
لواني ويلحقُ بالسلاَّفِ من فرطا
وطولُ أيَّامنا والدَّهرُ يطلبنا
مراحلٌ تنتهي أعدادها وخطا
وقدْ كانتْ الدَّارُ دراي والكرامُ بها
حماة ُ سرحي وجيراني معي خلطا
يحرِّموني فلا عودي بمهتصرٍ
فيهمْ ولا خضرُ أوراقي لمنْ خرطا
ويؤمنونَ بآياتي فيتبعهمْ(81/161)
مقلِّداً منْ بغى فيها ومن غمطا
صحبتهمْ وشبابي روضة ٌ أنفٌ
ألوثُ منهُ برأسي فاحمِ قططا
مرفرفينَ على برِّي وتكرمتي
حتى غدا شعري في لمَّتي شمطا
لا الظنُّ أكدي ولا أجدي بمدحهمُ
وحبُّهمْ حاسَ مثقالاً ولا حبطا
أجادلٌ منْ بني عبدِ الرَّحيمِ علتْ
محلِّقاتٌ وخلتني ومنْ سقطا
لما رأتْ قللُ الأطوادِ ساكنة ً
أولى بها عافتْ الأوطانَ والغوطا
لو لمْ تكنْ أنجماً للنَّاسِ ما طلبتْ
ذرى الشَّواهقِ فاختطتْ بها خططا
ناطوا منازلهمْ بالهضبِ نازحة ً
فقطَّعوا وحشة ً منْ قلبيَ النِّيطا
كأنَّهمْ يومَ ذمُّوها مخيَّسة ً
كانتْ على كبدي أيدي المطي تطا
بانوا بغبطة ِ أيَّامي وكانَ بهمْ
عيشي كما اقترحَ المحبوب واشترطا
فإنْ سألتُ زماني أنْ يعوضني
بهمْ بديلاً فقدْ كلَّفتهُ شططا
سعى إلينا كمالُ الملكِ غادية ً
وطفاءَ ترضي من الإعراضِ ما سخطا
إذا سرتْ روَّضتْ بالأرضِ أوجعلتْ
عرضَ البسيطة ِ فيما بيننا بسطا
كأنّها بمجاري ذيلها رقمتْ
وشيِّاً بنمنمة ٍ أو فوَّفتْ نمطا
لها منَ الفكرِ إمدادٌ بلا أمدٍ
كأنما ماؤها منْ كفة ِ انبسطا
تردُّ معرضة َ الأسماعِ مقبلة ً
والجعدُ منْ كلِّ فهمٍ ليَّنا سبطا
تميسُ فيها سجاياهُ فتحسبها
كواعبُ الحيِّ قامتْ تحملُ الرِّيطا
جزاءُ ما حاطَ لي منْ حرمة ٍ ورعى
عهداً وما مدَّ منْ نعمى وما بسطا
فتى ً يرى يديَ العليا على يده
إذا سألتُ نوالاً أو قبلتُ عطا
أفادني العزَّ في الجدوى فصيَّرني
على انقباضي إلى جدواهُ منبسطا
ردَّ الكمالَ حبيساً في حبائلهِ
عبداً فأطلقَ عنْ يدي النَّدى الرُّبطا
لو كانَ خلقُ النَّدى مما يجادُ بهِ
حباكَ أخلاقهُ جذلانَ مغتبطا
خلائقٌ تحبسُ الغادي لحاجتهِ
طيباً وتستنزلُ الأحداجَ والرُّبطا
كانَ خمَّارَ بصرى باتَ يسكبها
أو فضَّ عطَّارَ دارينِ بها سفطا
حلوٌ جناها إذا عاذَ الصَّديقُ بها
وحنظلٌ منْ أعاديها لمنْ خبطا
سهولة ٌ الماءُ فيها رقَّة ٌ وندى
وقسوة ُ النَّارِ فيها هيبة ٌ وسطا(81/162)
إذا حمى أقسطتْ أحكامَ صارمهِ
وإنْ همى قاسماً أموالهُ قسطا
إذا استجمُّوهُ لمْ تضغطهُ جلستهُ
توحشاً أو دعوهُ فرَّجَ الضَّغطا
كالسَّيفِ تلبسُ منهُ مغمداً شرفاً
وشارة ً ويقيك الشَّرَّ مخترطا
كفى القبيلَ وحيدٌ لا قرينَ لهُ
وسادَ أمردَ منْ بالشِّيبِ قدْ وخطا
قدْ ارهقوهُ فلا جبناً ولا جزعاً
واستخطبوهُ فلا عيَّاً ولا لغطا
إذا استغشَّوا فلولَ السَّيفِ واتهموا
منَ الذَّوابلَ محطوماً ومنتحطا
سلَّتْ يداهُ وعينُ الحربِ راقدة ٌ
لهمْ أساودَ يقسمنَ الرَّدى رقطا
ضمَّوا إلى تاردَ العلياءِ طارفها
تمازجَ الكسبُ والميراثُ واختلطا
بنتْ لهُ فارسٌ بيتاً دعامتهُ
في الأفقِ لا بينَ ذي طلحٍ وذي الأرطا
قومٌ قرى ضيفهمْ عقرُ البدورِ إذا
غدا قرى المعتمينَ السُّمنَ والأقطا
إذا احتبتْ حلقة ُ النَّادي بعزِّهمُ
نصُّوا الدُّسوتَ ومدَّوا دونها السُّمطا
كنتمْ رضايَ عنِ الدُّنيا فلو حفظتَ
منَ النَّوى شملكمْ لمْ أعرفْ السخطا
تركتمْ عيشتي بلهاءَ عاطشة ً
في مجهلٍ سبسبٍ ينسي القطاة َ قطا
قدْ عرقَ الدَّهرُ عظمي بعدَ فرقتكمْ
منْ بعدِ ماخرَّ منْ جلدي وما كشطا
فلاحظوني على بعدِ المزار بما
يكونُ ستراً على عوراتهِ وغطا
فليسَ بيني وبينَ الرِّزقِ غيركمُ
إنْ جلَّ أو دقَّ سفَّارٌ ولا وسطا
واسمعْ لها أنتَ خيرُ السَّامعينَ لها
عذراءَ ما طرَّ معناها ولا لقطا
مزفوفة ً لمْ يضيعها حواضنها
زوراً ولمْ تعرفْ المدري ولا المشطا
تغني بشافعها منْ حسنها أبداً
عنِ التَّحسُّنِ مستجلى ً ومشترطا
كأنَّها لعلوقِ السَّامعينَ بها
تهدي إلى كلِّ سمعٍ عاطلِ قرطا
للمهرجانِ بها والعيدِ سارية ٌ
ظهراً ينقِّلها رفعاً ومنهبطا
يومانِ إنْ خولفتْ جنساً هما فلقدْ
تناسبا في اجتماعِ السَّعدِ وارتبطا
للفرسِ والعربِ منْ شأنيهما شرفٌ
يردُّ خزيَّاً على اعقابها النَّبطا
فطاولْ الدَّهرَ مغبوطاً بحفظهما
في ظلِّ نعماءَ منْ دامتْ لهُ غبطا(81/163)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ما نازلٌ بمنْ علا
ما نازلٌ بمنْ علا
رقم القصيدة : 60117
-----------------------------------
ما نازلٌ بمنْ علا
وصاعدٌ بمنْ هبطْ
دانٍِ على رأيِ العيو
نِ وهو إنْ ريمَ شطط
فهو إذا درجتهُ
فوق وتحتَ ووسط
جسمٌ لهُ وجهانِ ما
شاءَ الجمالُ اشترط
وأعينٌ لمْ يحصه
نَّ بحسابٍ منْ ضبط
يقلُّ فيهنَّ المصي
بُ والكثيرُ منْ غلطْ
لا تسعُ الدُّنيا لهُ
بعضاً ولا سيرٌ يحطّ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> هبَّتْ ومنها الخلابُ والخدعُ
هبَّتْ ومنها الخلابُ والخدعُ
رقم القصيدة : 60118
-----------------------------------
هبَّتْ ومنها الخلابُ والخدعُ
تأخذُ منِّي باللَّومِ أو تدعُ
لأهبة ِ السَّيرِ لا تطيرُ مع الذ
كرِ بها لوعة ٌ ولا تقعُ
لمْ يختلبْ جنسها الوداعُ ولا أه
تزَّتْ لها خلفَ ظاعنٍ ضلعُ
قبلك أعيتْ عواذلي أذني
ايُّ صفاتٍ بالعذلِ تنصدعُ
في سلفِ الرَّائحينَ جائرة ٌ
تسمعُ أحكامها فتتَّبعُ
لها سوادا قلبي وطرفي فما
يغربُ فيها دمعي ولا الجزعُ
حوراءُ ودَّ الظَّبي المكانَ الذي
تنظرُ منهُ والظَّبيُ مرتبعُ
صحَّحَ رقيِ حبُّ الوفاءِ لها
ومهجتي في لحاظها قطعُ
بانتْ بحلو المنى وعيشي وآ
تي العيشَ ماضٍ ولو كانِ يرتجعُ
وعلَّمتْ طيفها الصُّدودَ وقدْ
كنتُ بأفكِ الأحلامِ أقتنعُ
وليلة َ النَّعفِ والسُّرى آمرٌ
بالنَّومِ والشَّوقُ زاجرٌ يزعُ
أكرهتُ عيني على الكرى رقبُ ال
طَّيفَ ونومي أولاهُ ممتنعُ
فما وفتْ شيمة ٌ ملوَّنة ٌ
تستنُّ في غدرها وتبتدعُ
حتى تمنيتُ لو سهرتُ مع الرَّ
كبِ وودَّ السَّارونَ لو هجعوا
شيَّبني قبلَ انْ كبرتُ لهُ
حبٌّ لظمياءَ ناشئٌ يفعُ
يأخذُ ما تأخذُ السُّنونَ منْ ال
جسمِ ولا يتركُ الذي تدعُ
آهِ لشمطاءَ لا هي الشِّعرُ
برأسي ولا هي الصَّدعُ
تؤذنني بالمدى وتخرقُ منْ
عمري ولا تسدُّهُ الرّقعُ
صحبتُ منها يبسَ الرَّفيقَ ويا
ليتَ افترقنا منْ فبلِ نجتمعُ(81/164)
كصاحبِ البلدة ِ القواءِ أخو
هُ الذئب فيها وجارهُ السَّبعُ
قالوا ارتدعْ إنَّهُ البياضُ وقدْ
كنتُ بحكمِ السَّوادِ أرتدعُ
لمْ ينقلْ الشَّيبُ لي طباعاً ولا
دنَّسني قبلَ صقلهِ طبعُ
نفسي أحجى منْ أنْ تحلِّمَ بال
وعظِ وقلبي بالمجدِ مضطلعُ
وإنْ هوى بي أو حطَّني حمقُ ال
حظِّ فهمِّي يسمو ويرتفعُ
صدقتُ دهري عنِّي ليعرفني
لو كنتُ فيهِ بالصِّدقِ أنتفعُ
وقلتْ ملْ بي عنْ طرقِ مسألة ِ النَّ
ناسِ وقدنى فإنّني تبعُ
جرَّبتُ قوماً وفاؤهمْ بارقُ ال
خلَّبِ لا يمطرونَ إنْ لمعوا
في العسرِ واليسرِ يمنعونَ فإنْ
أعطوا تنميتُ أنَّهمْ منعوا
طمعتُ فيهمْ حتى يئستُ ما ال
يائسُ سوى ما أفادكَ الطمعُ
فاقعدْ إذا السَّعيُ جرَّ مهضمة ً
وجعْ إذا ما أهانكَ الشَّبعُ
وصاحبٍ كاليدِ الشَّليلة ِ لا
يدفعُ شيءٌ بها فيندفعُ
مشى جواداً معي فحينَ علا
تجمّعتْ لي بودِّهِ ضبعُ
حملتُ نفسي عنهُ عزوفاً وقدْ
يحمي فيمشي بثقلهِ الظَّلعُ
وقلتُ بابُ الإلهِ إنْ ضقتَ مف
توحٌ وهذا الفضاءُ متَّسعُ
وفي وفاءِ الحلوِ الوفاءُ ابن أيَّ
وبَ مرادٌ كافٍ ومنتجعُ
مولى يدي والحسامُ يسلمها
وناصري يومَ تخذلُ الشِّيعُ
علقتُ منهُ شررَ القوى مرسَ ال
فتلِ وحبلُ الآمالِ منقطعُ
أبلجَ يعدي الدُّجى سناهُ فتب
يضُّ إذا خاضها وتنتصعُ
راضِ العلا قارحَ العزيمة ِ واس
تظهرَ حتى كأنَّهُ جذعُ
مسدِّد النَّطقِ مستريبٌ بما
قالَ منَ الحقِّ آمنٌ فزعُ
يطلعهُ نجدَ كلِّ مشكلة ٍ
رأيٌ وراءَ الغيوبِ مطَّلعُ
عنَّ على قدرة ِ وجادَ وجوُّ ال
جدي جعدُ الأرواحِ منقشعُ
وشدَّ منهُ ملكَ الإمامينِ جل
دَ المتنِ لا عاجزٌ ولا ضرعُ
ينصح ُللهِ والخلافة ِ لا
يرفعُ في شهوة ٍ ولا يضعُ
وزارة ٌ مذ اتيتها عاشتْ السُّ
نَّة ُ فيها وماتتْ البدعُ
تشهدُ لي أنّها اليقينَ قضا
يا اللهِ والمسلمونَ والجمعُ
وزرتهمْ وارثاً اباكَ فما ار
تابوا بما أصَّلوا وما افترعوا
واغترسوا عرقكَ الكريمَ فما(81/165)
أطيبَ ما أستثمروا الذي زرعوا
كانَ اصطناعاً على تمنُّعهِ
منهمْ بمنْ قدَّموا وما اصطنعوا
كنتَ لساناً يقضي إذا نطقوا
قضاءَ أرماحهمْ إذا شرعوا
وسنَّة ً تدفعُ المخالفَ عنْ
دعوتهمْ مذ همْ بكَ ادَّرعوا
فضلٌ طريفٌ منهُ ومتَّلدٌ
تنقلهُ حاكياً وتخترعُ
وحَّدكَ النَّاسُ في الدُّعاءِ ولو
ثنُّوا لضلُّوا إفكا ولو جمعوا
وأطنبَ المادحونَ فيكَ بما
صاغوا منَ السَّائراتِ أو رصعوا
ولمْ يقولوا إلاَّ بما علموا
ولا رووا فيكًَ غيرَ ما سمعوا
فليبقَ للنَّاسِ منكَ منْ أطبقَ النَّ
اسُ عليهِ في الفضلِ واجتمعوا
ولتجتنبْ ربعكَ الخطوبُ وفي
قومٍ مصيفٌ لها ومرتبعُ
وليغشَ منكَ النيروزُ أكرمَ منْ
حطَ إليهِ الوفودُ أو رفعوا
يومٌ جوادٌ حكاكَ حتى على ال
تُّربِ حلى منْ جداهُ أو خلعُ
يعطيكَ بشرى الخلودِ ما طفقتْ
تحتجبُ الشَّمسُ ثمَّ تطَّلعُ
وليفدْ كفَّيكَ مغلقُ اليدِ مخ
فورُ النَّواحي بالبخلِ ممتنعُ
ما عندهُ في المهمِّ يطرقهُ
جدٌّ ولا بالنَّدى لهُ ولعُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> صدقَ الوشاة ُ العهدُ عندكِ ضائعُ
صدقَ الوشاة ُ العهدُ عندكِ ضائعُ
رقم القصيدة : 60119
-----------------------------------
صدقَ الوشاة ُ العهدُ عندكِ ضائعُ
لو كانَ يوعظُ يكِ قلبٌ سامعُ
قلتُالتعاتبُ وهو هجرة ُليلة ٍ
ثمَّ استمرَّ وزادَ فهو تقاطعُ
تحَّتكِ نفسٌ تطمئنُّ إذا الهوى
تركَ النفّوسَ إليكِ وهي نوازعُ
ومدامعُ يبسُ النّواحي كلّما
بلَّتْ عليكَ منَ الحفاظِ مدامعُ
أهوى المليحة ُ كلَّ ما أحرزتهُ
بكَ ضائرٌ أفأنتَ يوماً نافعُ
قسماً لئنْ ردَّ الشبابَ وجاههُ
ما قدْ علمتَ فما إليها شافعُ
أعدوّة ً والحبُّ أنتِ وإنمّا
تعصينَ فيكِ إنْ أحبّكِ طائعُ
شهدَ الوّفاءُ بأنّني لو خنتهُ
ما كانَ يجمعني وعهدكَ جامعُ
عاداتُ أيامي اللّئيمة ِ غادرتْ
نعمي بمنْ أهوى وهنَّ فجائعُ
دميتْ قروحكَ يا جريحَ زمانهِ
تحتَ الحمولَ أمّا لخرقكَ راقعُ(81/166)
نظراً لنفسكَ ما حياؤكَ كاشفٌ
عنكَ الهوانُ وما احتشامكَ دافعُ
سالمتُ دهري قبلَ أعلمُ أنهُّ
فيمنْ يهادنهُ الّسلامة َ طامعُ
فالآنُ أصميهِ بسهمٍ ما لهُ
في قلبهِ إلاَّ المنيّة َ نازعُ
,,يزدانفادار وليسَ بمدّعٍ
منْ قالَ لابنِ الشمسِ نوركَ ساطعُ
لا قرنَ لي وعليَّ منهُ وفي يدي
درعٌ مضاعفة ٌ وسيفٌ قاطعُ
في ,,فارسٍ نسبٌ يجاذبُ فجرهُ
ما فيهِ لابنِ المزربانِ منازعُ
للهِ درّكَ واهباً متبرّعاً
وسواكَ مرغوبٌ إليهِ مانعُ
لمْ يؤتَ منْ حظِّ الشّجاعة ِ ساهرٌ
فيها الّذي تؤتى وطرفكَ هاجعُ
وكمْ انتضيتَ منْ الدّواة ِ مهنّداً
خطراتهُ بالدارعينَ وقائعُ
ميتٌ لهُ بالنّفسِ نفسٌ حيّة ٌ
ظامٍ وفي شفتيهِ ماءٌ مائعُ
يجرى غداة َ الَّنيلِ أسود كالحاً
وكأنّهُ للنّقعِ أصفرُ فاقعُ
يفديكَ قومٍ يستغيثكَ كلّما
خابتْ وسائلُ عندهمْ وذرائعُ
باعوا المحامدَ بالثّراءِ وحسبهمْ
خسرانُ صفقة َ ما اجتناهُ البائعُ
اليومَ عيدَ منَ الملوكُ جدودهُ ال
ماضونَ حقٌّ مستفيضٌ شائعُ
كمْ منْ نصيبٍ للّخلافة ِ عندنا
في مثلهِ ,,رمضانُ منهُ مانعُ
فالبسْ لهُ حللَ المعمِّرِ بعدهُ
في العزِّ ما نجمَ الهلالُ الطالعُ
واسمعْ كما انتظمَ الفريدُ ورقَّ ما
ءُ غمامة ٍ وصفا الفّرندُ اللاَّمعُ
بنتَ اللّيالي السودَ أسهرني لها
حفظُ الأيادي البيضُ وهي ودائعُ
لمّا رأيتُ الدّهرَ ضاقَ وأهلهُ
عنّي وعندكَ لي فناءٌ واسعُ
حصَّنتُ باسمكَ جانبيَّ تعوُّذا
فليصنعُ الحدثانُ ما هو صانعُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لأية ِ لبسة ٍ خلعَ الخلاعهْ
لأية ِ لبسة ٍ خلعَ الخلاعهْ
رقم القصيدة : 60120
-----------------------------------
لأية ِ لبسة ٍ خلعَ الخلاعهْ
وكانَ عصى العذولِ فلمْ أطاعهْ
تلثمَّ كالغمامة ِ أعجبتهْ
فشامَ خلالها برقاً فراعهْ
وغالى في ابتياعِ صباً شرتهُ ال
لّيالي منهُ مرتخصاً فباعهْ
قليلاً ما حملتَ عليهِ ودَّا
قليلاً مذْ أحبَّكَ ما أضاعهْ(81/167)
نزلنّا في ,, بنى ساسان دوراً
بها تسلى بيوتكَ في ,,قضاعهْ
وعوّضَ كلُّ يومٍ منكَ حولاً
يسرُّ فكانَ يومَ البينِ ساعهْ
ألا يا صاحبي إنْ نابَ خطبٌ
دفعتُ بهِ فأحسنْ بي دفاعهْ
نشدتّكَ والكرى بيدِ اللّيالي
إذا أهدتهُ أسرعتْ إرتجاعهْ
أكانَ سوى الوزيرُ بنا وقلّنا
لماءِ المزنِ جدْ إلاّ رباعهْ
إليهِ صرفتْ عنْ ذا النّاسِ نفسي
كما اعتزلتْ تألُّفها القناعهْ
أقولُ لهمة َ لو قيلَ مدّي
بباعِ النجمِ لمْ ترضَ ارتفاعهْ
إذا ما الضّيمُ رابكِ فاستجيري
ذرا ,,سابورَ وانتجعي بقاعهْ
ثقي ولوأنَّ حاجتكِ ,,الثّريّا
إذا ما اللّيثُ مدَّ لهُ ذراعهْ
فدى البخلاءُ والجنباءُ منهمْ
فتى ً وصلَ السّماحة َ بالشّجاعهْ
زكنتْ إليهِ ظنّاً صارَ حقّاً
وكمْ وقفتْ براكبها الطماعهْ
وزرتُ فقمتُ بينَ يديْ كريمٌ
تحولُ قوى ً بحضرتهِ الضّراعهْ
صفا ماءًوزدتُ على الهوينا
صفاًما رمتُ في أمرٍ خداعهْ
أقولُ لسائلي بك وهو ناءٍ
كأنَّ لمْ يرضَ منْ خبرٍ سماعهْ
أمامكَ ملكُ ,,آلِ ويهْ فاْسألْ
بذاكَ الشملُ منْ وليَ اجتماعهْ
ومنْ لو أبصرَ الأعداءَ وحشا
تعقّبهُ فصادَ لهمْ سباعهْ
ولو زحموا ,,ثبيراً في مضيقٍ
ألانَ على مناكبهمْ صراعهْ
لقدْ أعطيتُ عدلَ الحقِّ حتّى
لخلتكَ تقسمُ الدّتيا الّمشاعهْ
وما ملكٌ يمدُّ الرأى إلاَّ
فتى ً وصلتْ قناة ُ الخطِّ باعهْ
ولا أولادكِ الأوضاحُ إلاَّ
وفودالفجرِ أحرزتِ الصداعهْ
هو البيتُ اطمأنَّ المجدُ فيهِ
فألقى واستقرَّ بهِ متاعهْ
ومنْ حسناتهمْ ذا اليومِ عيدٌ
حووا سبقاً بفضلهمْ اختراعهْ
وشرَّفهمْ بفضلكَ ألفُ عامٍ
فأمَّنكَ الغذونَ انقطاعهْ
لعلّكَ ناظرٌ في حالِ عبدٍ
بعينِ الرأى كيفَ ترى اصطناعهْ
أعرْ لسنى سماعكَ كيفَ أشكو
وأظلمُ ذاكَ منْ حظى ضياعهْ
يؤخّرني القريضُ لدى أناسِ
ركبتُ إلى مدائحهمْ شراعهْ
قصائدُ لو سبقتْ بهنَّ حتّى
أصيِّرهنَّ في سفرٍ بضاعهْ
شريتُ جمالَ,,يوسفَ وهو راضٍ
بهنَّ وعدتُ فاستثنيتُ صاعهْ(81/168)
وكمْ أغمدتها وسللتُ أخرى
برعتُ بها فلمْ تجدِ البراعهْ
بخستُ كتابة ً وحرمتُ شعراً
فهلْ منْ ثالثٍ لي منْ صناعهْ
أميلُ على الكراهة ِ معْ أناسٍ
كما مالتْ معْ الريحِ اليراعهْ
وما إنْ كدَّني إلاَّ ارتكاضٌ
على رزقٍ يجيءُ بلا شفاعهْ
فإنْ يدركْ فأنتَ لهُ وإلاَّ
فليسَ عليَّ إلاَّ الاستطاعهْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> على أيّ لائمة ٍ أربعُ
على أيّ لائمة ٍ أربعُ
رقم القصيدة : 60121
-----------------------------------
على أيّ لائمة ٍ أربعُ
وفي أيمّا سلوة ٍ أطمعُ
وقدْ أخذَ العهدُ يومَ الرحيلِ
أمامي والعهدُ مستودعُ
فقصركَ يا خادعي منْ وفائي
لؤمتَ أعنْ كرمي أخدعُ
ويا صاحبي والنّوى بيننا
ضلالٌ فطرقُ الهّوى مهيعُ
لأمرٍ أخوكَ غدا صامتاً
على أنّهُ الخاطبُ المصقعُ
سقى الغيثُ بغدادَ إمّا سقى
لذكرتها جدَّ بي المدمعُ
وحيّا بها قمراً استق
رَّ بعدَ فراقي بهِ مطلعُ
رأى شهرَ بعدي محاقاً لهُ
فلمْ يغنهِ العشرُ والأربعُ
ونومٍ على الطّيفِ عاهدتهُ
وقدْ زارَ لو أننّي أهجعُ
ضحكتُ أهوّنُ بيني عليهِ
وعبّس يزرى بمنْ يفجعُ
أغرَّكَ بعدَ فراقِ الوزي
رِ أنّي لضربِ النّوى أخضعُ
أسيرُ وضلعُ الهّوى عند منْ
تفرُّ لفرقتهِ الأضلعُ
وأسكنُ منْ وطني بعدهُ
إلى حسرة ٍ فلمّا تقلعُ
وفي ضمن فرحة ِ عوذي جوى ً
يدلُّ على أنّني موجعُ
,,أكافينا كافي الحادثا
تِ سوداً لنا سمرها شرَّعُ
بكَ انتصر الأدبُ المستضامُ
وأنشرَ ميِّتهُ المضجعُ
سفرتَ بفضلكَ عنْ وجههِ
وظلَّ الخمولِ لهُ برقعُ
إذا المدحُ ناداهُ شوقاً إليكَ
فناداهُ بطئي إذا أسرعُ
فتحتُ بجودكَ عيناً ترى
وفودكَ أو أذناً تسمعُ
أرى مقصداً ثمَّ علي
هِ عينِ بعودِ المرجعُ
وقدْ هزنّي والّدجى مسبلٌ
وأسهرني والورّى هجَّعُ
حوادثُ تخشى صميمَ الفّؤادِ
لها في صميمِ الصّفا مصدعُ
فلا ربعة ٌ زادها مشبعٌ
يغّذي ولا نهلة ٌ تنفعُ
سأهجرُ داركَ لا عنْ قلى ً
كما يهجرُ المرتعُ المربعُ(81/169)
أودّعُ داركَ عنْ خبرة ٍ
بأيِ غرامٍ غداً أودعُ
فجودكَ بالعذرِ العرفُ لي
سماحانُ هذا وذا يوسعُ
سينسبُ حسنٌ وقبحٌ إلي
كَ حاشاكَ يقبحُ ما تصنعُ
ويسألُ عنْ ربحي المبضعونَ
وغيركَ يخسرُ ما أبضعُ
رحلتُ ولمْ أبقي خلقاً سواي
إذا اندفعَ القولُ لا يدفعُ
وسقتُ إليكَ لسانَ ,,العراقِ
وإنّكَ للشاهدُ المقنعُ
لسانٌ يصرفّهُ في الرجالِ
طريقٌ على غيرهِ مسبعُ
إذا هو أحمدَ فالشّهدُ من
هُ والسمُّ منْ ذمّهِ منقعُ
وما ينظرُ النّاسُ ماذا رحلتُ
ولكنْ يراعونَ ما أرجعُ
وودَّ أوامركَ العالياتِ
فتى ً حافظ كلَّ ما يودعُ
يسرَّكَ ما اصطنعتهُ يداكَ
إذا ضاعَ في غيرهِ المصنعُ
تهنأ بقابل شهرِ الصّيامِ
وأحصدهُ خيراً كما تزرعُ
تلابطهُ شرَّهُ الظالمينَ
وأنتَ لهُ خاشعاً تخشعُ
وسرّكَ منهُ الّذي ساءهمْ
لحفظكَ في اللهِ ما ضيعّوا
ولمّا برزتَ ترأى الهلالَ
مضى آيساً منهُ منْ يطمعُ
لأنّهمْ أنكروا أنْ يروا
هلالاً على قمرٍ يطلعُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> هلْ بعدَ مفترقِ الأظعانِ مجتمعُ
هلْ بعدَ مفترقِ الأظعانِ مجتمعُ
رقم القصيدة : 60122
-----------------------------------
هلْ بعدَ مفترقِ الأظعانِ مجتمعُ
أمْ هلْ زمانٌ بهمْ قدْ فاتَ يرتجعُ
تحمَّلوا تسعُ البيداءُ ركبهمُ
ويحملُ القلبُ فيهمْ فوقَ ما يسعُ
مغرِّبينَ همُ والشَّمسَ قدْ ألفوا
ألاَّ تغيبَ مغيباً حيثما طلعوا
شاكينَ للبينِ أجفاناً وأفئدة ً
مفجَّعينَ بهِ أمثالَ ما فجعوا
تخطو بهِ فاتراتٍ في أزمَّتها
أعناقها تحتَ إكراهِ النَّوى خضعُ
تشتاقُ نعمانُ لا ترضى بروضتهِ
داراً ولو طابَ مصطافٌ ومرتبعُ
فداءُ وافينَ تمشي الوافياتُ بهمْ
دمعٌ دمٌ وحشاً في إثرهمْ قطعُ
الليلُ بعدهمُ كالفجرِ متّصلٌ
ما شاءَ والنَّومُ مثلِ الوصلِ منقطعُ
ليتَ الّذينَ أصاخو يومَ صاحَ بهمْ
داعي النَّوى ثوِّروا صمُّوا كما سمعوا
أوليتَ ما أخذَ التَّوديعُ منْ جسدي
قضى عليَّ فللتعذيبِ ما يدعُ(81/170)
وعاذلٍ لجَّ أعصيهِ ويأمرني
فيهمْ وأهربُ منهمْ وهوَ يتَّبعُ
يقولُ نفسكَ فاحفظها فإنَّ لها
حقاً وإنْ علاقاتِ الهوى خدعُ
روحْ حشاكَ ببردِ اليأسِ تسلُ بهِ
ما قيلَ في الحبِّ إلاَّ أنَّهُ طمعُ
والدَّهرُ لونانِ والدُّنيا مقلَّبة ٌ
الآنَ يعلمُ قلبٌ كيفَ يرتدعُ
هذي قضايا رسولُ اللهِ مهملة ٌ
غدراٌ وشملُ رسولِ اللهِ منصدعُ
والنَّاسُ للعهدِ ما لاقوا وما قربوا
وللخيانة ِ ما غابوا وما شسعوا
وآلهُ وهمُ آلُ الإلهِ وهم
رعاة ُ ذا الدِّينِ ضيموا بعدهُ ورعوا
ميثاقهُ فيهمْ ملقى ً وأمَّتهِ
معْ منْ بغاهمْ وعادهمْ لهُ شيعُ
تضاعُ بيعتهُ يومَ الغديرِ لهمْ
بعدَ الرِّضا وتحاطُ الرُّومُ والبيعُ
مقسَّمينَ بأيمانٍ همُ جذبوا
ببوعها وبأسيافٍ همُ طبعوا
ما بينَ ناشرِ حبلٍ أمسِ أبرمه
تعدُّ مسنونة ً منْ بعدهِ البدعُ
وبينَ مقتنصٍ بالمكرِ يخدعهُ
عنْ آجلٍ عاجلٌ حلوٌ فينخدعُ
وقائلٌ لي عليٌّ كانَ وارثهُ
بالنَّصِ منهُن فهلْ أعطوهُ أمْ منعوا
فقلتُ كانتْ هناتٌ لستُ أذكرها
يجزي بها للهُ أقواماً بما صنعوا
أبلغْ رجالاً إذا سمَّيتهمْ عرفوا
لهمْ وجوهٌ منَ الشَّحناءِ تمتقعُ
توافقوا وقناة ُ الدِّينِ مائلة ٌ
فحينَ قامتْ تلاحوا فيهِ واقترعوا
أطاعَ أوَّلهمْ في الغدرِ ثانيهمْ
وجاءَ ثالثهمْ يقفو ويتَّبعُ
قفوا على نظرٍ في الحقِّ نفرضهُ
والعقلُ يفصلُ والمحجوجُ ينقطعُ
بأيِّ حكمٍ بنوهُ يتبعونكمْ
وفخركمْ أنَّكمْ صحبٌ لهُ تبعُ
وكيفَ ضاقتْ على الأهلينِ تربتهُ
وللأجانبِ منْ جنبيهِ مضطجعُ
وفيمَ صيَّرتمْ الإجماعَ حجّتكمْ
والنَّاسُ ما اتفقوا طوعاً ولا اجتمعوا
أمرُ عليٍّ بعيدٌ منْ مشورتهِ
مستكرة ٌ فيهِ والعباسُ يمتنعُ
وتدّعيهِ قريشٌ بالقرابة ِ وال
أنصارُ لا رفعٌ فيهِ ولا وضعُ
فأيُّ خلفٍ كخلفٍ كانَ بينكمُ
لولا تلفَّقُ أخبارٌ وتصطنعُ
واسألهمْ يومَ خمٍّ بعد ما عقدوا
لهُ الولاية َ لمْ خانوا ولِمْ خلعوا
قولٌ صحيحٌ ونيّاتٌ بها نغلٌ(81/171)
لا ينفعُ السّيفَ صقلٌ تحتهُ طبعُ
إنكارهمْ يا أميرَ المؤمنينِ لها
بعدَ اعترافهمُ عارٌ بهِ ادّرعوا
ونكثهمْ بكَ ميلاً عنْ وصيَّتهمْ
شرعٌ لعمركَ ثانٍ بعدهُ شرعوا
تركتَ أمراً ولو طالبتهُ لدرتْ
معاطسٌ راغمتهُ كيفَ تجتدع
صبرتَ تحفظ أمرُ اللهِ ومااطرحوا
ذبّاً عنِ الدِّينِ فاستيقظتَ إذْ هجعوا
ليشرقنَّ بحلوِ اليومِ مرُّ غدٍ
إذا حصدتَ لهمْ في الحشرِ ما زرعوا
جاهدتُ فيكَ بقولي يومَ تختصمُ ال
أبطالُ إذْ فاتَ سيفي يومَ تمتصعُ
إنَّ اللسانَ لوصَّالٌ إلى طرقٍ
في القلبِ لا تهتديها الذُّبَّلُ الشُّرعُ
آبايَ في فارسٍ والدِّينُ دينكمُ
حقّاً لقدْ طابَ لي أسٌّ ومرتبعُ
ما زلتُ مذْ يفعتْ سنِّي ألوذُ بكمْ
حتَّى محا حقُّكمْ شكيِّ وأنتجعُ
وقدْ مضتْ فرطاتٌ إنْ كفلتَ بها
فرَّقتُ عنْ صحفي البأسَ الّذي جمعوا
سلمانُ فيها شفيعي وهو منكَ إذا ال
آباءُ عندكَ في أبنائهمْ شفعوا
فكنْ بها منقذا منْ هولِ مطَّلعي
غداً وأنتَ منَ الأعرافِ مطَّلعُ
سوَّلتُ نفسي غروراً إنْ ضمنتُ لها
أنِّي بذخرٍ لكَ سوى حبِّيكَ أنتفعُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يقولونَ يومَ البينُ عينكَ تدمعُ
يقولونَ يومَ البينُ عينكَ تدمعُ
رقم القصيدة : 60123
-----------------------------------
يقولونَ يومَ البينُ عينكَ تدمعُ
دعوا مقلة ً تدري غداً منْ تودِّعُ
ترى بالنَّوى الأمرَ الّذي لا يرونهُ
هوى ً فيقولونَ الَّذي ليسَ تسمعُ
إذا كانَ للعذّالِ في السَّمعِ موضعٌ
مصونٌ فما للحبِّ في القلبِ موضعُ
يرى القومُ فيهمُ أنَّ مسراهم غذاً
صدقتكّ إنِّي منْ غدٍ لمروَّعُ
لكّ الله موضوعُ اليدينِ على الحشا
صباحاً وبيضاتُ الهوادجِ ترفعُ
ودونَ انصداعِ الشَّملِ لو يسمعونهُ
أنينٌ حصاة ِ القلبِ منهُ تصدَّعُ
أعدْ ذكر نعمانٍ أعدْ إنَّ ذكره
منَ الطِّيبِ ما كررتهُ يتضوَّعُ
فإنْ قرَّ قلبي فاتهمهُ وقلْ لهُ
بمنْ أنتَ بعد العامريّة ُ مولعُ
أمنقادَ أحلامِ الكرى أنْ تسرَّهُ(81/172)
سهرنا فسلْ حسناءَ إنْ كنتَ تهجعُ
أرميا على الهجرانِ والشَّيبِ واخطٌ
فهلاَّ وفي قوسِ الشّبية ِ منزعُ
رويدكَ لو كانتْ سوى الحبِّ خطّة ٌ
لأعياكِ أنِّي الخاشعُ المتضرِّعُ
سلي الدّهر عنْ حملي تفاوتَ ثقلهُ
وصبري على أحداثهِ وهوَ يجزعُ
وتوقيرَ نفسي عنْ حظوظٍ كثيرة ٍ
يخفّ إليها الحاملُ المتسرِّعُ
وما خشنتْ إلاَّ وقلتُ دعي غدا
لكلِّ غدٍ رزقٌ معَ الشّمسِ يطلعُ
رشادكِ خيرُ الكسبِ ما جرَّ سودداً
عليكِ وميسورٌ منَ العيشِ يقنعُ
وإلاَّ صديقاً كانَ أيُّوبّ حافظاً
بحيثُ السَّوادُ في الفؤادِ مضيَّعُ
حمى اللهُ والمجدُ الصّريحُ ابنَ حرَّة ٍ
حماني وأرماحُ الحوادثِ شرَّعُ
وناديتُ إخواني فأقبلَ وحدهُ
عليَّ فلباني وكلهمُ دعوا
منِ السّابقينَ نجداً إنْ تحمَّسوا
لحفظِ حمى ً أوْ عفَّة ٍ إنْ تورَّعوا
لهمْ قضبٌ فلُّوا بها قضبَ الوغى
مغامدها أيديهمُ حينَ تقطعُ
أراقمُ لا ترجو الرُّقاة ُ اختداعها
ولا يبلغُ الدِّرياقُ موضعَ تلسعُ
طلبنا فما جازتْ أبا طالبٍ بنا
منى ً شططٌ ولا رجاءٌ موسَّعُ
وطرنا بهماتٍ تحومُ على العلا
فلمّا تراءى صاحَ رائدنا قعوا
خلفتُ بهِ منْ كلّ رثِّ ودادهُ
كثوبِ العدا ينعطُّ وهو يرقَّعُ
فعشْ لي أقلدكَ الجزاءَ مراسلاً
على العرضِ لا مازين سوقٌ وأذرعُ
إذا زانتِ الدرَّ اليتيمة ُ أصبحتْ
بعيدة َ يتمٍ منْ معانٍ ترصَّعُ
لها أرجٌ في السّمعِ باقٍ وإنْ غدتْ
يخبُّ بها نقعُ الرُّواة ِ ويوضعُ
على أوجهِ الأعيادِ ميسمُ حسنها
من اسمكَ سطرٌ في الجباهِ موقَّعُ
أراغمُ دهري بالحفاظِ عليكمُ
وحافظُ قومٍ آخرينَ مضيّعُ
وقالَ غويٌّ إنَّ في النَّاسِ مثلكمْ
فقلتُ لهُ غيري بمثلكَ يخدعُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> إذا رضيتْ رباكَ عنِ الرَّبيعُ
إذا رضيتْ رباكَ عنِ الرَّبيعُ
رقم القصيدة : 60124
-----------------------------------
إذا رضيتْ رباكَ عنِ الرَّبيعُ
فأهونُ ما أدلُّ بهِ دموعي
أدارَ الحبِّ إذْ خنساءُ جارٌ(81/173)
ورامة ُ ملعبُ العيشِ الخليعُ
وأترابُ الهوى متزاوراتٌ
سريعاتُ الأفولِ منَ الطّلوعِ
لياليَ إذْ ليالي منْ شبابي
شواعبُ حينَ أدنتْ منْ صدوعي
إذا صدَّتْ لتهجرني شموسٌ
سفرتُ فكانَ منْ وجهي شفيعي
وقفنا نستعيدكِ ما ألفنا
وأينَ ذهابُ أمسك منْ رجوعِ
ويبكي نازلُ الطّرّاقِ منّا
فيصبغها دموعاً منْ نجيعِ
وما خمدتْ بذي العلمينِ نارٌ
يشيمُ ضيوفُ موقدها ضلوعي
ونابذة ٍ معِ الحصياتِ عهدي
وكانَ لها مكانُ يدِ الضّجيعِ
إذا قاضيتها أخذتْ بعدلٍ
لحسنِ الوجهِ منْ قبحِ الصّنيعِ
وليلِ قدْ سهرتُ وكمْ سهادٍ
أحبَّ إلى العيونِ منَ الهجوعِ
وخوَّانينَ منفردينَ عنّي
فما نقصَ الوحيدُ عنِ الجميعِ
وعاذلة ٍ تمدُّ حبالها لي
وطرتُ فأينَ حبلكَ منْ وقوعي
تلومُ على النّزاهة ِ وهي تدري
بأنَّ قناعتي حسمتْ قنوعي
وقافية ٍ جمعتُ لها شرودا
بها ووصلتُ حبلَ أخٍ قطوعِ
ترى البيتَ الجديدَ يهزُّ منها
معاودهُ على سمعٍ رجيعٍ
وسوقٍ للكسادِ شريتَ فيها
بديعُ البيعِ بالحمدِ البديعِ
فلو شهدَ ابنُ أيُّوبٍ مقامي
نجوتُ بمصرخٍ منهُ سميعِ
إذنْ لحمى يدي وحمى جناني
أخٌ لا بالخؤونِ ولا بالخدوعِ
فتى ً يدهُ على خللي ودائي
يدُ الرَّاقي على العضوِ اللسيعِ
أتاني رائدي بالصّدقِ عنهُ
فها أنا منهُ أرتعْ في ربيعِ
صفا لقبيلِ أيُّوبٍ غديري
ولانَ على مقادتهمْ منيعي
إذا ما النّاسُ كنتُ لهمْ ببعضي
مماذقة ً محضتْ لهمْ جميعي
فداؤكَ حاسدوكَ على اختياري
وقدْ جهلوا الأشمَّ منَ الجديعِ
وغاظهمُ انفرادكَ بي ونشري
محاسنكَ الغرائبَ في الجموعِ
وكلُّ غريبة ُ الأبوينِ بكرُ
رداحٍ شرطَ سمعكَ أو شموعِ
عريقة ُ مفخرٍ نشأتْ وقرَّتْ
معَ الأبكارِ في بيتٍ رفيعِ
يعدنكَ زائراتٍ كلّ عيدٍ
نواطقَ بالصّبابة ِ والنُّزوعِ
وغيركَ جاءَ يخطبهنَّ منّي
فما أغنى الوقوفُ على الرُّبوعِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> عاتبتُ دهري في الجناية ِ لو وعى
عاتبتُ دهري في الجناية ِ لو وعى(81/174)
رقم القصيدة : 60125
-----------------------------------
عاتبتُ دهري في الجناية ِ لو وعى
ونشدتهُ الحرمَ الوكيدة َ لو رعى
وطلبتُ منهُ بسلمهِ وبحربهِ
نصفاً فأعيا حاسراً ومقنَّعا
في كلِّ يومٍ عثرة ٌ منْ صرفهِ
لا تستقالُ بأنْ يقالُ لهالعا
جنِّبْ هواكَ ملوِّناً ساعاتهُ
بالعذرِ لا يعطيكَ حتَّى يمنعا
لولا التَّحاملُ بالمصائبِ لمْ يكنْ
بالمنفساتِ منَ الذّخائرِ مولعا
نزلتْ مثقِّلة ُ كفافكَ إنَّني
منْ قبلِ حملكَ موشكاً أنْ أظلعا
منْ ساءهُ صممُ المسامعُ إنَّني
يومَ العروبة ِ ساءني أنْ أسمعا
ونعى إليَّ أبو بكرٍ صباحها
لسفاههِ لو كانَ يعلمُ منْ نعى
يومٌ على الإسلامِ قبلكَ فرحة ٌ
ويكونُ بعدكَ حسرة ً وتفجُّعا
ومنَ الدّليلِ على مكانكَ في العلا
أنْ كانَ جمعُ صلاتهِ لكَ مجمعا
فكأنَّما داعي الأذانَ لفرضهِ
لكَ ساقهمْ وإليكَ تثويباً دعا
وشككتَ إذْ حملوكَ غيرَ مدافعٍ
بيدٍ فخطُّو في الثُّرى لكَ مضجعا
أعدوا على رجلٍ فواروا شخصهُ
أمْ طوَّحوا بيلملمٍ فتضعضعا
يا منْ عهدتُ العزَّ فوقَ جبينهِ
منْ رابَ عزّكَ فاقتضى أنْ يرجعا
منْ زمَّ مخطمكَ الأبيَّ فقادهُ
معْ طولِ ماجذبَ الحبالَ فقطَّعا
وحوى لرقيتهِ لجاجكَ فارعوى
ودعا نفاركَ فاستجابَ وأتبعا
وأرى معاشرَ كنتَ ضيقَ حلوقهمْ
يتسابقونَ تفسُّحاً وتوسُّعا
ما كنتَ مغلوبا فكيفَ أبحتهمْ
ذاكَ الحمى وأضعتَ ذاكَ الموضعا
ولجوا عرينكَ آمنينَ ورّبما
جرّوا بهِ صعبَ الولوجِ ممنّعا
جمعوا فما سدوُّا مكانكَ ثلمة ً
وسعوا فما كانوا لخرقكَ مرقعا
ما أغمدَ النُّعمانُ سيفَ لسانهُ
حتّى ثويتَ فكانَ يومكما معا
ومحدثٍ بالخلدِ بعدكَ جهلهُ
وجدَ الشَّماتة َ حلوة ً فتجرَّعا
لمْ تشفهِ منكَ الحياة ُ بجهدهِ
فشفاهُ موتكَ عاجزاً فتودَّعا
لا يشمتنَّ وإنْ أقامَ مؤخرّاً
لا بدَّ أنْ يقفوكَ ذاكَ المصرعا
كمْ فتَّهُ باعاً ولو ملك المنى
لكفاهُ فخراً أنْ يفوتكَ إصبعا
مالي وكنتث بربعِ داركَ آنسا(81/175)
أمسيتُ منهُ موحشاً متفزِّعا
وأراهُ جدباً بعدَ ما كنتُ زرتهُ
خصباً بودِّكَ لي ويسركَ مرتعا
أيَّامُ أملكَ منكَ غيرَ منازعٍ
في كلِّ ما أروى الوفاءُ وأشبعا
سمعاً بطيئاً فيَّ عمّنْ لامه
وفماً إلى ما سرَّني متسرِّعا
فلأبكينّكَ منْ فؤادٍ ناصحٍ
في الحزنِ إنْ جفنٌ بكا متصنِّعا
ولأحفظنّكَ باللّسانِ ولنْ ترى
حقّاً على الحرِّ الفصيحِ مضيَّعا
وصلتْ ثراكَ على البلى وكّافة ٌ
ترضي بروضتها المكانَ البلقعا
ملىء ُ الثُّدى على الثُّرى حنَّانة ٌ
تسقي إذا فطمَ الحيا ما أرضعا
أخذتْ منَ الرِّيحِ الشَّمالِ لها الصَّبا
عهدَ الأمانِ وذمة ً لنِ تقشعا
إنْ خانَ منكَ الدَّهرُ عهدي إنّما
في نقضهِ وعلى محاسنهِ سعى
رفقاً بقلبي يا زمانُ فإنَّهُ
صلبُ العصا ما أنَّ إلاَّ موجعا
راميتني فاتركْ لكفِّي ساعدا
يصمي الرَّمية ُ أو لكفِّي منزعا
لو كانَ منْ أخذِ الرَّدى منّي لهُ
عوضٌ أطالَ على الرَّدى أنْ أجزعا
أو كنتُ أبكيهِ وأكحلُ ناظرا
بنظيرهِ ما بلَّ منِّي مدمعا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> على كلِّ حالٍ جانبَ الحقِّ أمنعُ
على كلِّ حالٍ جانبَ الحقِّ أمنعُ
رقم القصيدة : 60126
-----------------------------------
على كلِّ حالٍ جانبَ الحقِّ أمنعُ
وكسبُ القتى بالعزِّ أولى وأمتعُ
ويصعبُ أحياناًُ وينتظرِ الغنى
فيأتي ولمْ يخضعْ لهُ وهو طيِّعُ
ولا تتركُ الحرَّ الأبيَّ طباعهُ
لتخطئهُ والذِلُّ ثمَّ التَّطبُّعُ
سقى اللهُ مرَّ الحزمِ يعرفُ نفسهُ
إلى أينَ ما يجري وإلى أينَ ينزعُ
إذا بذلََ الحرصُ الكرائمَ صانها
وغالى بها إنَّ الرَّخيصَ مضيَّعُ
يلومونَ نصلاً كيفَ يزهي بحدِّهِ
ولا يعلمونَ الهندَ منْ أينَ تطبعُ
دعوهُ مصونَ الماءِ يأكلُ غمدهُ
إذا كانَ في أيمانكمْ ليسَ يقطعُ
وجرُّوا القنا الخوَّارَ فاطردوا بهِ
مخادعة ً ما دامَ في الحربِ مخدعُ
أألآنَ لمَّا أن تفاقمَ داؤها
تبيَّنتمُ أيَّ العلاجينِ أنفعُ(81/176)
فقدْ علمًَ الصمصامُ أنَّ مصيركمْ
إليهِ إذا التفتْ رقابٌ وأذرعُ
أضعتمْ أموراً باعتزالِ محمَّدٍ
فلمَّا مضتْ قلتمْ لهُ كيفَ ترجعُ
إذا كانَ في الأولى التَّجاربُ قبلها
لمطَّلعٌ في آخرِ الأمرِ مقنعُ
بعثتمْ لها الحاوي المدرَّبَ فانظروا
وشيكاً إلى صمَّائها كيفَ تسمعُ
لقامَ بها منْ لمْ يكنْ طالباً لها
يدافعُ قومٌ دونها وهو يدفعُ
فتى ً لمْ تفدهِ رفعة ٌ منْ حطيطة ٍ
وبعضُ الرِّجالِ بالولاية ِ يرفعُ
لئنْ أخلفتْ فيها الولاة ُ وعودكمْ
لقدْ جازها منْ وعدهِ الصِّدقُ أجمعُ
وإنْ خانَ عاميها الرَّبيعُ فإنَّها
بماءِ يديهِ الآنَ في القيظِ تربعُ
رحيبُ نواحي الصَّدرِ يفضلُ باعهُ
ذراعاً إذا ضاقتْ صدورٌ وأضلعُ
وقورُ الاناة ِ ضاحكٌ كما بكى
على الأمرِ في إدبارهِ المتسرِّعُ
وجدتمْ بهِ الرأيَّ المبيَّتَ ناصحاً
لكمْ وبديهُ الرأيَ آلٌ مشعشعُ
وجربتمْ من قبلهِ ومحمَّدٌ
أحدُّ وهزاتُ الهمانيِّ أقطعُ
فذاكَ مغطِّي العجزَ بالحظِّ غالطٌ
بهِ الدَّهرُ مصنوعَ الرِّياسة ِ مبدعُ
نفورٌ زجاجيُّ الإباءِ شفيفهُ
يكادُ بأولى غمزة ٍ يتصدَّعُ
إذا ما أصابَ أرتابَ مما تعوَّدَ ال
خطاءَ فيرعى الامنَ وهو مروَّعُ
فأنْ ساءهُ في نفسهِ العجزُ سرَّهُ اغ
تيابكَ والنُّقصانِ بالفضلِ مولعُ
لئنْ قعدتْ منْ لؤمهِ أربعٌ بهِ
لقدْ نهضتْ أضدادها بكَ أربعُ
تفيضُ إذا أصفى وتعفو إذا هفا
وتصمى إذا أشوى وتعطي ويمنعُ
سقى الكوفة َ البيضاءَ ما سرَّ جدبها
بكفَّيكَ فيَّاضُ الجداولِ مترعُ
أبعدَ أزورارِ العيشِ بالأمسِ بعدها
غدتْ وهي مرعى ً للعفاة ِ ومنجعُ
وأسعدَ بغداداً على ما أظلَّها
منَ الشَّوقِ جفنٌ كلَّما جفَّ يدمعُ
أعدتَ لدارٍ موضعِ الأنسِ قاطناً
وأوحشتَ أخرى لا خلا منكَ موضعُ
وأخَّرني يومَ أنطلاقكَ أنْ أرى
على جمراتِ البينِ فيمنْ يشيّعُ
فؤادٌ إذا قيلَ الفراقُ تسابقتْ
حقوقاً أواخي صبرهُ تقطَّعُ
وجدتُ صليبَ العودِ في كلِّ حادثٍ(81/177)
ولكنَّني الخوَّارُ يومَ أودِّعُ
فمعذرة ً أنَّ المفارقَ حافظٌ
هواكَ ومثني الخيرِ بعدكَ مصقعُ
وسمعاً على بعدِ المزارِ وقربهِ
لسيَّارة ٍ فيكمْ تحطُّ وترفعُ
إذا أبتمُ سرَّتْ وإذا بنتمْ سرتْ
وراءكمُ تقفو علاكمْ وتتبعُ
وقدْ كانَ بخلُ النَّاسِ باليأسِ صانها
فعلَّمها تأميلكمْ كيفَ تطمعُ
لها سابقاتٌ كونها في زمامكمْ
ضمانٌ وعهدٌ عندكمْ لا يضيَّعُ
ولانَ لها دهرٌ فما كلَّفتكمُ
وقدْ ضيَّقَ الآنَ الزَّمانَ فوسِّعوا
لئنْ حلِّئتْ فاستحلبتكمْ صوادياً
لقدْ أنظرتكمْ برهة ً وهي نزَّعُ
دعوها تردْ أورادها منْ حياضكمْ
ولا تدفعوها والغرائبُ تكرعُ
إليكَ وقدْ عيَّا الخطيبُ أخو العصا
وخامَ عنِ النُّصحِ الكميُّ المقنعُ
رغبتُ بها عنْ ناصلِ الودِّ قلبهُ
خبيثٌ وإنْ طابَ اللِّسانُ المصنَّعُ
يريني بفرطِ البشرِ أنِّي قسيمهُ
وشافعهُ مما يضرُّ وينفعُ
وقدْ كذبَ الإنسانُ في أنَّهُ أخي
دعيٌّ يراني جائعاً وهو يشبعُ
إذا قمتُ أشكو عندَ الدَّهرِ ذمَّهُ
وإيِّاهُ أعني ما أقولُ وأسمعُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لكلِّ هوى منْ رائدِ الحزمِ رادعٌ
لكلِّ هوى منْ رائدِ الحزمِ رادعٌ
رقم القصيدة : 60127
-----------------------------------
لكلِّ هوى منْ رائدِ الحزمِ رادعٌ
وحبَّكمُ مالمْ يزع عنهُ وازعُ
تحلُّ عقودُ العينِ مبذولة ً لهُ
وتشرجُ منْ ضنٍّ عليهِ الأضالعُ
صفاة ٌ على العذالِ لا يصدعونها
ولو شقَّ شعباً منْ أبانينَ صادعُ
غرامُ الصِّبا كيفَ ألتفتُّ بصبوة ٍ
إلى غيركمْ فالقلبُ فيكمْ ينازعُ
يقولونُ حوليُّ اللِّقاءِ ونظرة ٌ
مسارقة ٌ حبٌّ لعمركَ قانعُ
أجيراننا أيَّامَ جمعٍ تعلَّة ً
سلوا النَّفرَ هلْ ماضٍ منَ النَّفرِ راجعُ
وهلْ لثلاثٍ صالحاتٍ على منى ً
ولو أنَّ منْ أثمانهِ النَّفسُ فاجعُ
أجنُّ بنجدٍ حاجة ً لو بلغتها
ونجدٌ على مرمى العراقيِّ شاسعُ
وحلَّ لظبيٍ حرَّمَ اللهُ صيدهُ
دمٌ ساءَ ما ضلَّتْ عليهْ المسامعُ(81/178)
يفالتُ أشراكي على ضعفِ ما بهِ
فطارَ بها قطعاً وقلبي واقعُ
وكمْ ريعَ بالبطحاءِ من متودِّعٍ
وقلقلَ ركبٌ للنَّوى وهو وادعُ
ومشرفة ٍ غيداءَ في ظهرِ مشرفٍ
لهُ عنقٌ في مقودِ البينِ خاضعُ
جرى بها الوادي ولو شئتَ مسبلاً
جفوني لقدْ سالتْ بهنَّ المدامعُ
وبيضاءَ لمْ تنفرْ لبيضاءَ لمَّتي
وقدْ راعَ منها ناصلُ الصَّبغِ ناصعُ
رأتْ نحرها في لونهِ فصبتْ لهُ
وما خلتُ أنَ الشَّيبَ في الحبِّ شافعُ
عفا الخيفُ إلاَّ انْ يعرِّجَ سائلٌ
تعلَّة َ شوقٍ أو يغرِّدَ ساجعُ
وإلاَّ شجيجٌ أعجلَ السَّيرُ نزعهُ
عسا فتعافتهُ الرِّياعَ الزعازعُ
وفي مثلِ بطنِ الرَّاحِ سحمٌ كأنَّها
ثلاثُ بناناتٍ قضاها مقارعُ
وقفتُ بها لا القلبُ يصدقُ وعدهُ
ولا الجفنُ يرضيني بما هو وادعُ
فيا عجبي حتى فؤادي بودِّهِ
مداجٍ وحتى ماءُ عيني مصانعُ
أبى طبعُ هذا الدَّهرِ إلاَّ لجاجة ً
وأتعبُ شيءٍ أنْ تحالَ الطَّبائعُ
يعزُّ حصا المعزاءِ والدرُّ هيِّنٌ
ويشبعْ عيرَ السَّرحِ واللَّيثُ جائعُ
وأودعتهُ عهداً فعدتُ أرومهُ
ومنْ دينهِ ألاَّ تردَّ الودائعُ
وأقسمَ لا استرجعتهُ ولو أنَّهُ
قضى في شبابي أنَّهُ لي راجعُ
هنا المانعينَ اليومَ أنَّ سؤالهمْ
منى ً ما أملَّتها عليَّ المطامعُ
وإنِّي بعنقي منْ يدِ المنِّ مفلتٌ
وما المنُّ في الأعناقِ إلاَّ جوامعُ
وفي الأرضِ أموالٌ ولكنْ عوائقٌ
منَ اللُّؤمِ قامتْ دونها وموانعُ
حماها رتاجٌ في صدورٍ شحيحة ٍ
وأيدٍ خبيثاتٍ عليها طوابعُ
بأيِّ جمامِ الماءِ أرجو عذوبة ً
إذا أملحتْ طعمَ الشِّفاهِ الوقائعُ
وما خلتني أمشي على البحر ظامئاً
وخمسُ فمي منهُ بما بلَّ قانعُ
لعلَّ لفخرِ الملكِ آنفَ نظرة ٍ
يعودُ بها الحقُّ البطيءُ يسارعُ
وكمْ مثلها مضمونة ٌ عندَ مجدهِ
وفى لي بها والدَّهرُ عنها يدافعُ
شفتْ يدهُ غيظَ البلادِ على الصَّدى
وردَّتْ جزارُ الأرضِ وهو مراتعُ
زكا تحتها التُّربُ اللَّئيمُ وأورقَ ال(81/179)
قتادُ الجفيفُ فهو ريَّانَ يانعُ
وجرَّدها بيضاءَ واحدة َ النَّدى
وخضرُ البحارِ السَّبعِ منها نوازعُ
وقدْ زعموا أنْ لا مردَّ لفائتٍ
وانَّ الرَّدى يومٌ متى حمَّ قاطعُ
وهذي العلا والمكرماتُ مواتها
بجودكَ منْ تحتِ التُّرابِ رواجعُ
برغمِ ملوكِ الأرضِ أنَّ ظهورهمْ
منَ العجزِ عمَّا تستحقُ ظوالعُ
تركتهمُ ميلاً إليكَ رقابهمُ
فلا تستقمْ منْ حاسيدكَ الأخادعُ
وقدْ سبروا غوريكَ عفواً ونقمة ً
فما عرفوا منْ أينَ ماؤكَ نابعُ
وكنتَ متى تقدحْ بزندكَ ثاقباً
سرى النَّجمْ لمْ تسددْ عليكَ المطالعُ
وكمْ قمتَ دونَ الملكَ كاشفَ كربة ٍ
تيقَّظَ منها الخطبُ الملكُ هاجعُ
وضيَّقة الأقطارَ عمياءَ ما لها
إذا انخرقتْ منْ جانبِ الرأيِ راقع
تجانبُ مثناة َ النَّصوحِ فتوقها
إذا وصلتْ أسبابها فتقاطعُ
تداركتها بالحزمِ لا السَّيفُ قاطعٌ
حديدتهِ فيها ولا الرُّمحُ شارعُ
وليتَ بصغرى عزمتيكَ كبيرها
كما دبَّرتْ نزعَ القناة ِ الأصابعُ
وأخرى أبتْ إلاَّ القراعَ رددتها
تذمُّ وترضى ما جنتهُ المقارعُ
ركبتَ إليها السَّيفَ جسمكَ حاسرٌ
وقلبكَ منْ لبسِ التَّصبرِ دارعُ
وفيتَ بعهدِ الصَّبرِ فيها حميَّة ً
وقدْ غدرتْ بالرَّاحتينِ الأصابعُ
ومخطوبة ٍ بالكتبِ والرُّسلِ مهرها
غرائبُ أبكارِ الكلامِ البدائعُ
يقومُ الخطابُ الفصلُ والجوُّ ساكنٌ
لديها مقامَ النَّصلِ والنَّقعُ ساطعُ
كتبتَ فأمليتَ الرِّياضَ وماءها
وكالنَّارِ وعظٌ تحتها وقوارعُ
لكَ النَّصرُ فاسمعْ كيفَ أظلمُ وانتصر
فما تضعْ الأيَّامُ منْ أنتَ رافعُ
حرمتُ عطاياكَ المقسَّمَ رزقها
وعاقتْ مديحي عنكَ منكَ موانعُ
وحلاَّني عنْ بحرِ جودكَ راكبٌ
هواهُ وقدْ لاحتْ لعيني الشَّرائعُ
ثلاثَ سنينٍ قدْ أكلتْ صبابتي
فغادرتني شلوا وذا العامُ رابعُ
أرى منْ قريبٍ شملَ عزِّي مبدِّداً
وقدْ كانَ ظنَّي أنَّهُ بكَ جامعُ
على كلِّ ماءٍ لامعٍ منْ نداكمُ
سنانٌ منَ الحظِّ المماكسِ لامعُ(81/180)
أيا جابرَ المنهاضَ لمْ يبقَ مفصلٌ
وإلاَّ ندوبٌ تحتهُ ولواذعُ
أعيذكَ بالمجدِ المحسَّبِ أنْ يرى
جنابكَ عنِّي ضيِّقاً وهو واسعُ
وأعجبُ ما حدِّثتهُ حفظكَ العلا
ومثلي في أيَّامِ ملككَ ضائعُ
أأنطقُ مني بالفصاحة ِ يجتبى
وأمدحُ إنْ لفَّتْ عليكَ المجامعُ
أبى اللهُ والفضلُ الذي أنتَ حاكمٌ
بهِ لي لو قاضى إليكَ منازعُ
وما الشِّعرُ إلاَّ النَّشرُ بعداً وصورة ً
فلو شاءَ لمْ يطمعْ يداً فيهِ رافعُ
وقدْ أفلَ النَّجمانُ منه فلا يضعْ
على غيرِ سيرٍ ثالثٌ فيهِ طالعُ
بقيتُ لكمْ وحدي وإنْ قال معشرٌ
ففي القولِ ما تنهاكَ عنهُ المسامعُ
ولو شئتَ بي أخفى زهيرٌ ثناءهُ
على هرمٍ أيَّامُ تجزى الصَّنائعُ
وما شاعَ عنْ حسَّانَ في آلِ جفنة ٍ
منَ السَّائراتِ اليومَ ما هوَ شائعُ
وكانَ غبيناً في أميَّة َ منْ شرى
مديحَ غياثٍ وهو مغلٍ فبائعُ
على كلِّ حالٍ أنتَ معطٍ وكلِّهمْ
على سعة ِ الأحوالِ معطٍ ومانعُ
وقدْ وهبوا مثلَ الذي أنتَ واهبٌ
فما سمعوا بعضَ الذي أنتَ سامعُ
ذرائعٌ منْ فضلٍ عليكَ اتكالها
فما بالها تدنى وتقصى ذرائعُ
وما لكمُ واللهُ يعطفُ خصبكمْ
على مجدبٍ دنياهُ منهُ بلاقعُ
تصانُ الأسامي عندكمْ باشتهارها
وغمضُ المعاني مهملاتٌ ضوائعُ
وموشيِّة ٍ حوكَ البرودُ صفلتكَ ال
حسانُ تساهيمُ لها ووشائعُ
تهبُّ رياحاً في عداكَ خبيثة ً
وطيباً عليكَ ردعها متسارعُ
كأنَّ اليماني حلَّ منها عيابهُ
تفاوحُ منْ دارينِ إليها البضائعُ
متى ضحكتْ لي منْ سمائكَ برقة ٌ
حكتْ لكَ أرضي كيفَ تزكو الصَّنائعُ
وإنْ كانَ يومٌ في الحوائجِ شافعاً
إلى النَّجحِ إنَّ المهرجانَ لشافعُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أمرتجعٌ لي فارطَ العيشِ بالحمى
أمرتجعٌ لي فارطَ العيشِ بالحمى
رقم القصيدة : 60128
-----------------------------------
أمرتجعٌ لي فارطَ العيشِ بالحمى
غرامي بتذكار الهوى وولوعي
وكرِّي المطايا أشتكي غير ضامنٍ
وأدعو منَ الأطلالِ غيرَ سميعِ(81/181)
نعم يقنعُ المشتاقُ ما ليسَ طائلاً
وإنْ لمْ يكنْ قبلَ النَّوى بقنوعِ
وقفنا بها أشباحَ وجدٍ ولوعة ٍ
وأشباهَ ذلٍّ للنّوى وخشوعِ
نحولُ ركابٍ ضامها السَّيرُ فوقهُ
نحولُ جسومٍ في نحولِ ربوعِ
لعمر البلى ما اقتادَ منْ ضوءِ ضارجٍ
سوى مسمحٌ للنَّائباتِ تبيعِ
وقدْ كسيتْ أطلالُ قومٍ وعرِّيتْ
فما منعتْ دارٌ كأمِّ منيعِ
رحيبة ُ باعِ الحسنِ طاولتِ الدَّمى
فزادتْ بمعنى ً في الجمالِ بديعِ
خطتْ في الثَّرى خطو البطيءِ وقاسمتْ
لحاظاً لها في القلبِ مشيُ سريعِ
كأنَّ مطيباً قال للعترة ِ افتقي
يقولُ لها جرِّي الذيولَ وضوعي
واعهدها والدَّمعُ يجري بلونه
فتصبغهُ منْ خدَّها بنجيعِ
كأنَّ شعاعَ النّضارِ في وجناتها
يطيرُ شرارَ النَّارِ بينَ ضلوعي
وعصرُ الحمى عصري وضلعُ ظبائهِ
معي وربيعُ العيشِ فيهِ ربيعي
لياليَ أغشى كلَّ جيّدٍ ومعصمٍ
يبيتُ وحيداً منْ فمي بضجيعِ
إذا رعتها من وصلِ أخرى بزلَّة ٍ
تلافيتها منْ لمَّتي بشفيعِ
وفحمة ُ ليلٍ كالشُّعورِ اهتديتها
بقدحة ِ برقٍ كالثُّغورِ لموعِ
إلى حاجة ٍ منْ جانبِ الرَّملِ سخَّرتْ
لها الشَّمسُ حتى ما اهتدتْ لطلوعِ
وجوهٌ تولَّتْ منْ زماني وما أرى
بأظهرها أمارة ً لرجوعِ
تعيبُ عليَّ الشَّيبَ خنساءُ أنْ رأتْ
تطلَّعَ ضوءِ الفجرِ تحتَ هزيعِ
وما شبتُ ولكنْ ضاعَ فيما بكيتكمْ
سوادُ عذارى في بياضِ دموعي
وقالتْ تفرقنا ونمتَ على الهوى
سلي طيفكِ الزُّوَّارَ كيفَ هجوعي
خلعتُ الهوى إلاَّ الحفاظَ ولمْ أكنْ
لأخدعَ فيهِ عنْ مقامِ خليعِ
وكنتُ جنيباً للبطالة ِ فانثنى
زمامُ نزاعي في يمينِ نزوعي
سأركبها خرقاءَ تذرعُ بوعها
فضا كلِّ خرقٍ في البلادِ وسيعِ
إذا قطعتْ أرضاً اعدَّتْ لأختها
ظنابيبَ لمْ تقرعْ بمرِّ قطيعِ
ضوامنٌ في الحاجاتِ كلَّ بعيدة ٍ
وصائلٌ في الآمالِ كلَّ قطوعِ
تزورُ بني عبدِ الرَّحيمِ فتعتلي
بأخفافها خضراءَ كلّ ربيعِ
تحطُّ بماءٍ للنَّدى مترقرقٍ
معينٍ ووادٍ للسَّماحِ مريعِ(81/182)
ترى المدحَ وسماً والثَّناءَ معلَّقاً
لهمْ بينَ اغراضٍ لها ونسوعِ
وكائنْ لديهمْ منْ قراعٍ لنكبة ٍ
وللمجدِ فيهمْ منْ إخٍ وقريعِ
وعندهمْ منْ نعمة ٍ صاحبيِّة ٍ
تربُّ أصولاً منْ علا لفروعِ
حموا بالنَّدى أعراضهمْ فوقاهمُ
منَ العارِ ما لا يتَّقى بدروعِ
ونالوا بأقلامٍ تجولُ بأنملٍ
مطارحَ أرماحٍ تطولُ ببوعِ
بنو كلِّ مفطومٍ منَ اللَّؤمَ والخنا
وليد وتربٍ للسَّماحِ رضيعُ
إذا حوملوا زادوا بأوفى موازنٍ
وإنْ فاخروا كالوا بأوفر صوعِ
وإنْ ريعَ جارٌ أو تنكَّرَمنزلٌ
فربَّ جنابٍ للحسينِ مربعُ
رعى اللهُ للآمالِ جامعَ شملها
مشتَّاً منَ الأموالِ كلَّ جميعِ
وحافظَ سربِ المكرماتِ ولمْ تكنْ
لتحفظَ إلاَّ في يمينِ مضيعِ
أخو الحربِ أنَّى ربُّها كانّ ربَّها
وأبطالها منْ سجَّدٍ وركوعِ
وكالرَّاحِ أخلاقاً إذا امتزجتْ بهِ
ولكنَّهُ للكأسِ غيرُ صريعِ
ومشفقة ٍ تنهاهُ منْ فرطِ جودهِ
ألا تعباً تنهينَ غيرَ مطيعِ
تسومينَ كفَّ المزنِ أنْ تضبطَ الحيا
ولا تسلمْ الأسرارُ عندَ مذيعِ
شددتْ بكمْ أيدي وسدِّدتْ خلَّتي
ورشتُ جناحي والتحمتُ صدوعي
وأقنعني تجريبُ دهري وأهلهِ
بكمْ فحسمتمْ بذلتي وقنوعي
فإنْ أنا لمْ أفصحْ بحسنِ بلائكمْ
بشكري فذموني بسوءِ صنيعي
بكلِّ مطاعٍ في البلاغة ِ امرها
مخلَّى ً لها استطراقُ كلِّ بديعِ
لها في القوافي ما لبيتكَ في العلا
سنامُ نصابٍ لا ينالُ رفيعِ
إذا عريَ الشِّعرُ ارتدتْ منْ برودهِ
بكلِّ وسيمِ الطُّرتينِ وشيعِ
أمدَّ بها كفَّاً صناعاً كأنَّني
أهيبُ بسيفٍ في الهياجِ صنيعِ
على كلِّ يومٍ طارفِ الحسنِ طارفٌ
لها غيرُ مكرورٍ ولا برجيعِ
هدايا لكمْ نفسي بها نفسُ باذلٍ
وصنِّي بها في النَّاسِ ضنُّ منوعِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لعلّكَ ,,بالشّعبِ تعلو اليفاعا
لعلّكَ ,,بالشّعبِ تعلو اليفاعا
رقم القصيدة : 60129
-----------------------------------
لعلّكَ ,,بالشّعبِ تعلو اليفاعا(81/183)
فتؤنس منْ نارِ هندٍ شعاعا
,,تميميَّة لمْ يكنْ خطمها
فؤادكَ بالوعدِ إلاّ خداعا
غدتْ نظراً لكَ تروى العّيونَ
وأمستْ أحاديثُ ترعى سماعا
حذتْ أمُّ,,ظبية َ ,,أمُّ النّجو
مِ ضياءً لطالبها وارتفاعا
ومنْ دونها البلدُ المقشعرُّ
يردُّ ظباءّ المهارى ضباعا
إذا رمتهُ شجرتهُ الرِّماحُ
فسدّتْ عليكَ الثنايا اطلاعا
,,زرودُ وما جرَّ حبلاً ,,زرو
دُ بيني وبينكِ إلاَّ إنقطاعا
أعيذُ هواكِ وأخذي بهِ ال
وثيقة َ منْ كاشحِ أنْ يطاعا
ووقفتنا وهي بكرُ اللّقاءَ
على ,,أجأٍ أنْ تكونَ الوداعا
أسامَ فأرخصُ بيعَ الصَّبا
وأغلى بحبُّكمُ أنْ يباعا
نزعتَ الشّبابَ فمنْ زادني
مشيبي نحوكِ إلاّ نزاعا
ظلتُ ,,بنجدٍ يفرُّ الغرا
مُ منْ أضلعي وأجدُّ اتباعا
وأنشدَ خرقاءَ بالعاشقينَ
تمدْ إلى القتلِ كفّاً صناعا
إذا استبطأتْ منْ دجى ليلة ٍ
صباحاً أماطتْ يداها القناعا
ألا بكرتْ تستطيبُ الملامَ
وتأملُ جاهلة ً أنْ تطاعا
تقولُ مراحكَ فافطنْ لهُ
متى فاتَ لمْ تستطعهُ ارتجاعا
تغنَّمْ منَ العيشِ إبَّانهِ
وخذْ منه حظَّكَ ساعاً فساعا
وتتعذلني في إطراحِ الرجالِ
سكوناً إلى وحدتي وانقطاعا
ولمْ تدرِ أنّي صبغتُ الزما
نَ لونبهِ ضرَّابهُ وانتفاعا
وكاثرتُ متعة َ لذّاتهِ
فلمْ أرَ ذلكَ إلاّ متاعا
ولو شئتُ ما ضاعُ فيَّ العتابُ
فإنّكِ لا تنقلينَ الطباعا
وكمْ منْ أخٍ قلتُ أحرزتهُ
فلمّا ملئتُ يديَّ منهُ ضاعا
أعالجُ منهُ على صحّتي
خروقاً أقرَّ عليها الرِّقاعا
أريدُ لأشعبَ أضغانهِ
وتأبى الزّجاجة ُ إلاَّ انصداعا
حمى اللهُ قوماً على نأيهمْ
إذا أبطأ النصرُ جاءوا سراعا
تضمُّ الحفيظة ُ إحسانهمْ
على المجدِ أنْ يتركوهُ مضاعا
بصائرهمْ جمَّعٌ بينهمْ
ولو أصبحوا بالتعادي شعاعا
إذا كشحوا بالصّدورِ احتموا
بألسنهمْ أنْ يخوضوا القذاعا
تلينُ الضّروراتُ شمسَ النّفوسِ
ويأبونَ في الضّرِ إلاّ امتناعا
إذا قيل عيشوا شباعَ البطونِ
وفي الشِّبعِ الذلُّ ماتوا جياعا(81/184)
بني كلِّ معترفٍ منكرٍ
إذا سلَّ راقَ وإنْ هزَّ راعا
تقولُ وليداً لهُ أمُّهُ
إذا ما أكبّتْ عليهِ رضاعا
ردِ الموتَ أو كنْ عقوقاً وعشْ
إذا أنتَ كنتَ جواداً شجاعا
بأبناءِ ,,أيوّبَ حطَّ السّماحُ
فحلَّ العيابَ وألقى البعاعا
وجاوزَ أيديهمْ شاكراً
بناناً رطابا وبوعاً وساعا
كرامٌ ترى سرَّ أعراضهمْ
مصوناً وسرَّ غناهمْ مذاعا
إذا أجدبوا خصَّهمْ جدبهمْ
وإنْ أخصبوا كانَ خصباً جماعا
إذا الخطبُ أعجزَ برى السيو
فِ جاءوهُ بارينَ فيهِ اليّراعا
قواطعُ يغمدنَ سرَّ الصّدورِ
ويشهرنَ حيّا موتٍ تساعى
إذا كذبتْ في اللّقاءِ الرما
حُ قاموا بها يصدقونَ المصاعا
ظباً في الأعادي تسيء الصنيعَ
فيحسنْ أربابها الاصّطناعا
إذا شهدوا قارعاتَ الخطوبِ
بها خلتهمْ يشهدونَ القراعا
معالٍ يزيدُ ,,أبوطالبٍ
سنا شمسها قوّة ً واتساعا
ولمّا رأى كيفَ طيبَ الأصولِ
وفي مكرما وأطابَ افتراعا
فتى ً ملءُ كفّكَ إنْ جئتهُ
وفاءًإذا العضدُ خانَ الذراعا
ربيعُ الجنابِ إذا ما الريا
حُ ألصقنَ بالوهداتِ التِّلاعا
إذا فضَّ نافلة َ الأعطياتِ
توّهمْ يقسمْ حقّاً مشاعا
فلو جئتَ تسألهُ نفسهُ
لخالكَ كلَّفتهُ ما استطاعا
إذا نفرتْ حسناتُ الرجالِ
شذوذا أنسَ عليهِ اجتماعا
فضائلُ قرَّحهنَّ الكمالُ
وإنْ عدَّ أعوامَ عمرٍ جذاعا
فداكَ قصيرُ المعالي أشلُّ
إذا قاسَ فترَ علاً طلتَ باعا
تعلّقَ في نسبٍ كنتُ منهُ
سراة َ الأديمِ وكانَ الكراعا
إذا ما عدلتَ بهِ لمْ يزن
كَ مثقالَ نجدٍ ولا كالَ صاعا
ومختلفَ الودِّ خاللتهُ
فكانَ هواهُ عدوّاً مطاعا
أراسلُ نابتة َ العرقِ منهُ
فضولاً ويقطعُ منّي النخاعا
بكَ اعتضتُّ منْ كلِّ مسلوبة ٍ
تغصبنيها الزّمانُ انتزاعا
ودافعتُ نجمة َ أحداثهِ
وما كانَ يملكُ صدّى دفاعا
فإنْ هو كافي البلاءُ الثناءُ
ضمنتُ نهوضاً بهِ واضّطلاعا
وسيرَّتهنَّ خماصَ البطو
نِ لا يبتغينَ سواكَ انتجاعا
يقعنَ بعيداً إذا ما قطعنَ
بأوعية ِ الشِّعرِ خرقاً وقاعا(81/185)
إذا ما خطرنَ على روضة ٍ
بعرضكَ زدنَ عليها رداعا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> وكنتُ وأيّامُ المزارِ رخيّة ٌ
وكنتُ وأيّامُ المزارِ رخيّة ٌ
رقم القصيدة : 60130
-----------------------------------
وكنتُ وأيّامُ المزارِ رخيّة ٌ
عليَّ ورخصُ الوصلُ لي فيكَ يطمعُ
أعزُّ فلا أعطى الهوّى فيكَ حقَّهُ
منَ الشكرِ والمعطى معْ الكفرِ يمنعُ
فلمّا استردَّ الدّهرُ منّي عطاءهُ
وعادتْ شعوبٌ في الهّوى تتصدعُ
قعدتُ معْ الهجرانِ أبكيهِ نادماً
وأسألُ عنهُ ماضياً كيفَ يرجعُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لي عند ظبي ,,الأجرعِ
لي عند ظبي ,,الأجرعِ
رقم القصيدة : 60131
-----------------------------------
لي عند ظبي ,,الأجرعِ
قصاصٌ جرحُ ما رعي
سهمٌ بعينيهِ دلي
لُ فوقهِ والمنزعِ
جناية ُ منكرها
بينّة ٌ للمدّعي
غارَوما احتسبتهُ
فغارَ بينَ أضلعي
ما خلتُ نقعَ القانصي
نَ ينجلي عنْ مصرعي
يا ليلتي ,,بحاجرٍ
إنْ عادَ ماضٍ فارجعي
بتنا على الأحقافِ ت
نهالُ بكلِّ مضجعِ
موسّدينَ اللّينَ منْ
كراكرٍ وأذرعِ
مقلة ُ ليلة ٍ بيِّضتْ
بفجرهِ المنصدعِ
قالوا الصباحُ فانتبهْ
فقالَ لي الطيفُ اسمعِ
فقمتُ مخلوطاً أظ
نُّ البازلَ ابنَ الرّبعِ
حيرانَ طرفي دائرٌ
يطلبْ منْ ليسَ معي
أرضى بأخبارِ ا
لرياحِ والبروقِ اللُّمّعِ
وأينَ منْ برقِ ,,الحمى
شائمة ٌ ,,بلعلعِ
سلا مجالي الشيبُ عنْ
غيمِ الشّبابِ المقلعِ
غمامة ٌ طخياءُ ري
عَ سربها بالفزعِ
فأجفلتْ لا تلتوي
أخلافها لمرضعِ
كما نجتْ خائفة ٌ
ورهاءُ لمْ تقنَّعِ
ملكتَ يا شيبَ فخذْ
ما شئتَ منّي أودعِ
طارقة ٌ بمثلها
فاجئة ٌ لمْ ترعِ
أفني الخطوبَ قبلها
صبري وأفنتْ جزعي
أعدى جبيني مفرقي
فاستويا في الصلعِ
طليعة ُ وجهي بها
قبلَ المماتِ قدْ نعي
كانَ الشّبابُ سدفة ً
منْ لكَ لمْ تقشّعُ
ستراً على أنْ لا يرا
ني الدهرُ لو لمْ يرفعِ
كمْ ليلة ٍ ظلماءَ طالتْ
بدرها لمْ يطلعِ
أنكرتِ استكانتي(81/186)
للدّهرِ وتخشُّعي
كريمة ٌ ما عهدتْ
تأوّهي لموجعِ
لمْ ألقى أطمارى ولي
فيها مكانٌ مرقعِ
كمْ حملُ الدنيا فلا
ترقُّ لي منْ ظلعِ
أعذلُ منها ضخرة ً
ليسَ لها منْ مصدعِ
قدْ فنيتَ مواعظي
والدّهرُ لمْ يرتدعِ
في كلِّ يومٍ صاحبٌ
يشرعُ غيرَ مشرعي
لهُ شهادى مكثراً
ولي مقلّاً سلعي
يسومني طباعهُ
معْ كلفة ِ التطبُّعِ
يريدُ منْ رفدِ اللّئا
مِ أنْ يكونَ شبعي
هيهاتَ ما أبعدها
هشيمة ً منْ نجعي
لو كنتُ ذئبَ قفرة ٍ
لما تبعتُ طمعي
إنَّ البطينَ مخمصٌ
فاشبعْ ذليلاً أو جعِ
أسففتَ لدنيّة ٍ
فقعْ لها أوطرْ معي
زعمتَ أنَّ الشعرَ منْ
رزقِ الفتى الموسَّعِ
ولمتَ في ضنّي بهِ
قلتُ تسمَّحْ وبعِ
أما ترى كسادهُ
على نفاقِ السِّلعِ
وحسبكَ الجهلُ بهِ
خسارة ً للمبضعِ
ربَّوحاشا الكرما
ء سامعٍ لمْ يسمعِ
صمَّ وأذنُ عرضهِ
تسمعُ عنّي وتعي
وخاطبٍ وليسَ كف
ئاً لكريمِِ البضعِ
يبني ولمْ يمهرْ وإنْ
طلّقَ لمْ يمتَّعِ
يمنعُ أو ينغّصُ ال
عطاءَ إنْ لمْ يمنعِ
وأبيضَ الثغرُ ابتسا
مً عنْ ضميرٍ أسفعِ
ألبسني صنيعة ً
تسلبُ بالتصنَّعِ
أفرشني الجمرَ وقا
لَإنْ أردتِ فاهجعِ
حملتهُ مغالطاً
بجذلي تفجُّعي
يا عطشي إنْ لمْ أردْ
إلاَّ الخليَّ المشرعِ
لو عفتُ كلَّ مالحِ
لما شربتُ أدمعي
ولو أقمتُ كلَّ عو
جاءَ أقمتُ أضلعي
يذادُ سرحُ الحيِّ منْ
حيثُ رجى أنْ يرتعي
ويجدبُ المرءُ على
أذيالِ عامٍِ ممرعِ
أخي الّذي آمنُ إنْ
عرّفنيهِ فزعي
وكانَ سيفاً كابنِ,,أيّوبَ
إذا قلتَ اقطعِ
أخطرُ معْ جبني بهِ
في لأمة ٍ المشيّعِ
إذا رأى ثنيّة ً
لسوددٍ قالَ اطلعِ
أمري في نعمتهِ
أمرُ الهوّى المتّبعِ
في كلِّ يومٍ جمّة ٌ
منْ سيبهِ الموزَّعِ
وعطفة ٌ ترأبُشع
بَ شمليَ المنصدعِ
سابقة ٌ عثرة َ حا
لي أبدا بدعدعِ
طالَ السحابَ كفُّ ص
بٍّ بالسماحِ مولعِ
وبذّ حلباتُ الجيا
دِ سابقٌ لمْ يقرعِ
يخرجُ عنها ناصلاً
منْ جلِّهِ والبرقعِ
خاضَ الحروبَ حاسراً
يهزاُ بالمدرّعِ
وحالمَ ابنُ الأربع(81/187)
ينَ في سموطِ الأربعِ
منْ غالبي شمسَ العلا
على مكانِ المطلعِ
أصولُ مجدٍ مابها
فقرْ إلى مفرَّعِ
همْ لبسوا الدنيا وبع
دُ حسنها لمْ ينزعِ
واحتلبوا درتِّها
قبلَ جفوفِ الأضرعِ
منْ كلِّ أخّاذٍ معْ ال
فتكِ بامرِ الورعِ
يوري الدجّى بموقدٍ
منْ جودهِ المشعشعِ
يصغي لصوتِ الضيفِ إص
غاءَ الحصانِ الأروعِ
يمسونَ غرسى وهمُ
مشبعة ٌ للجوَّع
وفحمة ٍ منَ الخطو
بِ ذاتُ وجهٍ مفزعِ
كانوا بدورَ تمِّها
على اللّيالي الدُّرعِ
لدٌّ إذا القولُ احتسى
ريقَ البليغِ المصقعِ
تعاوروا صعابهِ
بكلِّ رخوٍ أصمعِ
أعلقُ بالراحة ِ منْ
بنانة ٍ وأشجعِ
كأنذَ أقلامهمْ
في اللُّبثِ والتسَّرعِ
نابتة ٌ معَ الأك
فِّ في حبالِ الأذرعِ
مناسبٌ لو قذعتْ
شمس الضّحى لمْ تقذعِ
واقفة ٌ منَ العلا
على طريقٍ مهيعِ
لو دبَّ كلُّ عائبٍ
أفعى لها لمْ تلسعِ
تحملُ فيها ألمَ ال
ميسمَ جبهة ُ الدعي
صابوا رذاذا وتل
وّتْ بالسيولِ الدّفّعِ
اقتعدوا الردّفَ وأع
طوكِ مكانَ القمعِ
با غيكَ بنقيصة ٍ
قتيلُ داءِ الطمعِ
أو قصُ يبغي طلعة ً
على قصاصِ الأتلعِ
لو كانَ منْ نصيحتي
بمنظرٍ ومسمعِ
قلتُ تنحَّ يا فري
سُ عنْ مكانِ السَّبعِ
دعْ العلا واسرحْ على
حابسها المجعجعِ
أمرٌ يناطُ بسوا
كَ خرقهُ لمْ يرقعِ
كلُّ يمينٍ لمْ ترا
فدها يسارُ الاقطعِ
وقلَّما أغنى الفتى
شميمهُ بأجدعِ
بكَ اكتسى عودي وعا
دَ جلداً تضعضعي
وبانَ في الدّهرِ الغ
نيّ أثرى وموقعي
أفسدتَ قلبي وعقل
ي قارحي وجذعي
فعفتُ أحبابي واستض
عفتُ نصر شيعي
فاسمع أكاثركَ بها
أحسنَ ما قيلَ اسمعِ
مطاربا تخرجْ نس
كَ الحابسِ المنقطعِ
تحنو النّجومُ حسداً
لبردها الموشَّعِ
ما خطرتْ لمحتذٍ
قبلي ولا مبتدعِ
أعيتُ على الراقينَ ح
تّى استنزلتها خدعي
في كلِّ يومٍ ملكٌ
بتاجها المرصَّعِ
يهيجُ في اغتيابها
داءُ الحسود الموجعِ
يخرجها بجهلهِ
تروعُ إنْ لمْ تقطعِ
غضبانَ أنْ تكسرَ بال
نّبعِ فروعُ الخروعِ
يسرعُ فيَّ والعثا(81/188)
رُ مولعٌ بالمسرعِ
لمّا غدتْ عيونهُ
تصغرْ عنْ تتبُّعي
عاقبتهُ بضحكي
منْ ذكرهِ في المجمعِ
وآكلينَ معهُ
زادَ الذُّبابَ الوقَّعِ
تغمرُ كفَّ الذمِّ منْ
أعراضهمْ في شمعِ
تشابهوا فما عرف
تْ حالقاً منْ أنزعِ
قالوا وأصغيتمْ ومنْ
يسمعُ فيَّ مسمعي
مالي وأنتمْ وزري
منَ الأذى ومفزعي
يطمعُ فيَّ عندكمْ
بالغيبِ منْ لمْ يطمعِ
في كلِّ يومٍ وقعة ٌ
شنعاءُ إحدى البدعِ
يمضغُ لحمُ اللّيثٍ في
ها بنيوبِ الضَّبعِ
وفيكْ النصرُ وع
زَ الجانبِ الممتنعِ
وليسَ عنّي بلسا
نٍ ويدٍ منْ مدفعِ
رعاية ً للفضلِ إنْ
كانَ ذمامي مارعي
ولو غضبتُ غضبة ً
أعوزُ سدَّ موضعي
إذا لطالتْ غيبتي
وكدَّكمْ توقُّعي
ما في حياضُ النّاسِ ما
يزحمُ عنهُ مكرعي
ولا يضيقُ منزلٌ
عنّي معْ تقنُّعي
إذا سلوتُ داركمْ
فكلُّ دارٍ مربعي
لكنَّ نفسي عنْ هوا
كمْ قطَّ لمْ تخدعِ
لو رأتْ الخلدَ النزو
عَ عنكمُ لمْ تنزعِ
ملأتُ قلبي شغفاً
بكهلكمْ واليفعِ
فلو يسامُ حبُّ ش
يءٍ معكمْ لمْ يسعِ
خيَّمتُ فيكمْ فليضعَ
منْ شاءَ أو فليرفعِ
ولو وجدتُ مقنعاً
في غيركمْ لمْ أقنعِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> حبَّ إليها بالغضا نرتيعا
حبَّ إليها بالغضا نرتيعا
رقم القصيدة : 60132
-----------------------------------
حبَّ إليها بالغضا نرتيعا
وبالنَّخيلِ مورداً ومشرعا
وبأثيلاتِ النَّقا طلائلاً
يفرشها كراكرا وأذرعا
تقامصُ البزلاءُ فيها بكرها
منْ المراحِ والصَّنيِّ الجذعا
منى ً لها لو جعلَ الدَّهرُ لها
أنْ تأمنَ الطَاردَ والمدعدعا
عزَّتْ فما زالَ بها جورُ النَّوى
والبيدُ حتى آذنتْ أنْ تخنعا
أمكنتْ منْ الخشاشِ آنفاً
ما طمعتْ منْ قبلُ فيها مطمعا
اللهُ يا سائقها فإنَّها
جرعة ُ حتفٍ أنْ تجوزَ الأجرعا
أسلْ بها الوادي رفيقاً انَّها
تسيلُ منها أنفساً وأدمعا
قدْ كانَ نام البينُ عنْ ظهورها
وضمَّ شتَّى شملها الموزَّعا
فعادَ منها مضرماً ألهوبهُ
لا بدَّ في طائرهِ أنْ يقعا(81/189)
منْ بمنى ً وأينَ جيرانُ منى ً
كانتْ ثلاثاً لا تكونُ أربعا
راحوا فمنْ ضامنِ دينٍ ما وفى
وحالفٍ بالبيتِ ما تورَّعا
وفي الحدوجِ غاربونَ أقسموا
لا تركوا شمساً تضيءُ مطلعا
سعى بي الواشي إلى أميرهمْ
لا طافَ إلاَّ خائباً ولا سعى
لا وأبي ظبية َ لولا طيفها
ما استأذنتها مهجتي أنْ تهجعا
ولا رجوتُ بسؤالي عندها
جدوى سوى أنْ أشتكي فتسمعا
يا صاحبي سرُّ الهوى إذاعة ٌ
طرَّتْ خروقٌ سرَّثا أنْ ترقعا
إشرافة ً على قبا إشرافة ً
أو أجتهاداً دعوة ً أنْ تسمعا
يا طلقاءَ الغدرِ هلْ منْ عطفة ٍ
على أسيرٍ بالوفاءِ جمعا
سلبتموني كبداً صحيحة ً
أمسِ فردَّوها عليَّ قطعا
عدمتُ صبري فجزعتُ بعدكمْ
ثمَّ ذهلتُ فعدمتُ الجزعا
وأنتِ يا ذاتَ الهوى منْ بينهمْ
عهدكِ يومَ وجرة ٍ ما صنعا
لمَا ملكتِ بالخداعِ جسدي
نقلتِ قلبي وسكنتِ الأضلعا
وارتجعا إليَّ ليلة ً بحاجرٍ
أنْ تمَّ في الفائتِ أنْ يرتجعا
قالوا ألكنا فوعظنا صخرة ً
لا يجدُ الغامزُ فيها مصدعا
قلباً على العتبِ الرَّفيقِ مااعوى
لحاجة ٍ فيكَ وسمعاً ما وعى
قلتُ فما ظنُّكما قالوا نرى
أنْ ندعْ الدَّارَ لهمْ قلتُ دعا
فهو معَ اللَّوعة ِ قلبُ ماجدٍ
إذا أحسَّ بالهوانِ نزعا
قدْ باطنَ النَّاسَ وقدْ ظاهرهم
وضرَّهُ تغريرهُ ونفعا
وقلَّبَ الإخوانَ وافتلاهمُ
فلمْ يجدْ في خلِّة ٍ مستمتعا
بلى حمى اللهُ العميدَ ما حمى
عيناً بجفنٍ وسقاهُ ورعى
وصانَ منهُ للعلا منبتها الزَّ
اكي وشرعَ دينها المتَّعبا
والواحدَ الباقيَ في أبنائها
والثكلُّ قدْ أوجعها فيهمْ معا
ضمَّ فلولَ الفضلِ حتى أجتمعتْ
مفرَّقٌ منْ مالهِ ما اجتمعا
وانشرَ الجودَ الدَّفينَ مطلقُ ال
كفِّ إذا أعطى ابتداءً أتبعا
ودبَّرَ الأيَّامَ مرتاضاً بها
فلقَّبتهُ النَّاهضَ المضطلعا
وفى بما سنَّ الكرامُ في النَّدى
ثمَّ استقلَّ فعلهمْ فابتدعا
منْ طينة ٍ مصمتة ٍ طائيِّة ٍ
يطبعها المجدُ على ما طبعا
خلَّى الرِّجالُ حلبة َ الجودِ لها(81/190)
والبأسِ قداماً وجاءوا تبعا
ومرَّ منها واحدٌ معْ اسمهِ
يفضحُ كلَّ منْ سخا أو شجعا
ولا ومنْ أولدهمْ محمَّداً
واختارهُ منْ غصنهمْ وأفرعا
ما خلتُ أنْ يبصرَ ضوءُ كوكبٍ
منْ هالة ِ البدرِ ابيهِ اوسعا
وأنَّنا نغفلُ ذكرَ حاتمٍ
في طيِّءٍ ونذكرُ المزرَّعا
حتى علتْ منْ بيتهِ سحابة ٌ
جفَّ لها ما قبلها وأقشعا
وامطرتْ منَ العميدِ مزنة ٌ
عمَّتْ فما فاتَ حياها موضعا
صابتْ حساماً ولساناً ويداً
بأيِّها شاءَ مضى فقطعا
مدَّ إلى أفقِ العلا فنالهُ
يداً تردُّ كلَّ كفٍّ إصبعا
والتقطَ السوددَ منْ اغراضها
فلمْ يدعْ لسهمِ رامٍ منزعا
تختصمُ الأقلامُ فيهِ والظُّبا
كلٌّ يقولُ بي بدا ولي سعى
ويدَّعيهِ الجودُ ما بينهما
لنفسهِ فيعطيانِ ما ادَّعى
أيقظكَ التَّوفيقُ لي وما أرى
في النَّاسِ إلاَّ الهاجعَ المضطجعا
وأجفلتْ عنِّي صروفُ زمني
مذ قمتَ دوني بطلاً مقنَّعا
وغرتْ للمجدِ التَّليدِ أنْ ارى
تقلُّلاً عندي أو تقنُّعا
ملأتُ وطبي فمتى أقرى القرى
لا أسقِ إلاَّ مفعماً أو مترعا
وكنتُ في ظلِّكَ أبدي جانباً
منْ جادة ِ البحرِ وأزكى مرتعا
فما أبالي حالبات المزنِ أنْ
تفطمني بعدكَ أو أنْ ترضعا
أغنيتني عنْ كلِّ خلقٍ أنفقُ ال
نِّفاقَ في ابتياعهِ والخدعا
وملكٍ مستعبدٍ بمالهِ
أحطُّ منْ عرضي لهُ ما رتفعا
غذا دعا مستصرخٌ برهطهِ
يدفعُ ضيمَ الدَّهرِ عنهُ مدفعا
ناديتُ في تاديَّ آلِ جعفرٍ
على نوى الدَّارِ فكنتُ مسمعا
وبتُّ أرعى منْ جنى إسعادكمْ
روضاً أريضاً وجناباً ممرعا
لبستُ عيشي أخضراً أسحبهُ
بينكمُ وكانَ رثَّاً أسفعا
ليالياً يحسبنَ أيَّاماً بكمْ
حسناً وأيَّاماً يخلنَ جمعا
فإنْ شكوتُ أنَّ حظِّي عاثرٌ
بعدكمُ فقلْ لحظِّي لا لعا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> بعثتُ لقلبي الهمَّ يومَ هويتكمْ
بعثتُ لقلبي الهمَّ يومَ هويتكمْ
رقم القصيدة : 60133
-----------------------------------
بعثتُ لقلبي الهمَّ يومَ هويتكمْ(81/191)
وبايعتُ عيني بالرِّقادِ دموعا
وكنتُ عزيزاً لو عصيتُ خلاعتي
وبتُّ لنصحِ العاذلاتِ مطيعا
بحقكمْ لا تهجرونَ فإنَّني
أملتُ إليكمْ جانبيَّ جميعا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> آنسَ برقاً بالشَّريفِ لامعاً
آنسَ برقاً بالشَّريفِ لامعاً
رقم القصيدة : 60134
-----------------------------------
آنسَ برقاً بالشَّريفِ لامعاً
معتلياً طوراً وطوراً خاضعا
يخرقُ جنبَ اللَّيلِ عنْ شمسِ الضُّحى
ثمَّ يغورُ فيعودُ واقعا
كأنَّ هنداً فيهِ أو أترابها
ترفعُ ثمَّ تسدلُ البراقعا
يزجي السَّحابَ ينتضي صوارماً
على عروقِ مزنهِ قواطعا
بدا كهدَّابِ الرِّداءِ وسرى
فسدَّ منْ جوِّ الغضا المطالعا
فجادَ نجداً ملقياً أفلاذهُ
لا خامراً نصحاً ولا مصانعا
يكسرُ فيها بالحيا صمَّ الحصى
ويبسطُ الأكمْ فيها أجارعا
تخالُ بينَ مائهِ وتربها
مواقعُ القطرِ بها مواقعا
أطَّرَ للأرضِ سهاماً لمْ يدعْ
جسمَ فلاة ٍ بحصاها دارعا
هنيهة ٍ ما بينَ انْ أرذَّها
وبينَ انْ فجَّرها ينابعا
فأحسنتْ عندَ الثَّرى صنيعها
وإنْ أساءتْ عندنا الصَّنائعا
استعلنتْ سرَّ الهوى أيقظتْ
منْ عهدِ غمدانَ غراماً هاجعا
كأنَّما النَّافضُ عنْ قسيَّها
نبلَ الحيا يستنفضُ الأضالعا
يذكرنا منْ عيشنا على الحمى
ليالياً منْ بدرهِ نواصعا
مواضياً إنْ عادَ ريعانُ الصِّبا
أخضرَ عدنَ معهُ رواجعا
كمْ ليلة ٍ بتنا بغير جنحها
منْ ذهبِ الحلى وميضاً صادعا
تكتمُ منَّا ألسناً عوارماً
تحتَ الدُّجى وأزراًخواشعا
نفضُّ مكتومَ الحديثِ بيننا
عنْ أرجاتٍ تبردُ المضاجعا
كأنَّنا نرعى الخزامى واقعاً
بهِ النَّدى أو نردُ الوقائعا
نحفظُ ما كانَ حديثاً حسناً
منهُ وما أعجزَ كانَ ضائعا
مراكبٌ للَّهوِ كنتُ غافلاًأرتضعُ الدهرَ بها ضرورة ً ياسَرَعانَ ما فُطمتُ راضعا
لطرقِ عمري فوقهنَّ قاطعاسقط بيت ص
أستودعُ الأيَّامَ منْ مودَّتي
لافظة ً لا تضبطُ الودائعا
وراءها تعطيكَ أسنى خبَّها(81/192)
بنغضها رأساً مخشَّاً مانعا
معاطفاً ما لنَّ إلاَّ يبساً
ومنطقاً لمْ يحلُ إلا خادعا
لو حفظتْ عهدي في ذخيرة ٍ
لمْ ألفَ يوماً بالشَّبابِ فاجعا
يا منْ اطارَ عامداً وعابثاً
عنْ لمَّتي ذاكَ الغرابَ الواقعا
ما سرَّني في مدلهمٍّ ليلها
أنَّي أرى نجومهُ طوالعا
حمائلٌ لعاتقي كنَّ لما
أقنصهُ حبائلاً جوامعا
فاليومَ لا يعقلنَ إلاَّ شارداً
منِّي ولا يعقلنَ إلا قاطعا
رددنَ ما كان حبيباً رائقاً
منِّي في العينِ بغيضاً رائعا
ما خلتُ قبلَ الشَّيبِ أنَّ مفرقاً
رصِّعَ بالدُّرِّ يذمُّ الرَّاصعا
ما هي يا دهرُ وإنْ حملتها
منكَ بأولى ما حملتُ ظالعا
قدْ عرفتْ مطالبي غايتها
وجاذبتْ حظوظها الموانعا
وعلمت أنَّ الكمالَ ذنبها
وأنَّ في النَّقصِ إليكَ شافعا
يلومُ في قناعتي ذو نطفٍ
لو كانَ حرَّ العرضِ كانَ قانعا
عادِ على خبائثٍ منِ كسبهِ
عدوَ الذِّئابِ اقترتْ المطامعا
إنْ كنتَ تبغي بالهوانِ شبعاً
فلا شبعتَ الدَّهرَ إلاَّ جائعا
ملكتُ نفسي فمنعتُ رسني
ورحتُ منفوضَ اللِّجامِ خالعا
لا فارسُ الضِّيمِ لظهري راكباً
ولا قطيعُ الذُّلِّ جنبي قارعا
آليتُ لا أصحبُ ذلاًّ كارهاً
يوماً ولا آملُ رفداً طائعا
للهِ مذلولٌ على رشادهِ
يعلمُ أنَّ الحرصَ ليسَ نافعا
قامرْ بدنياكَ وبعها مرخصاًإن عشت متبوعا بها محسَّداً أولا فمت ولا تكون تابعا
بأبخسِ الأثمانِ تغبن بائعاسقط بيت ص
في النَاسِ منْ يعطيكَ منْ لسانهِ
شعشعة َ الآلِ أطباكَ لامعا
يشعبُ أذنيكَ ويرعى لكَ في
ضلوعهِ فلائقاً صوادعا
فإنْ ظفرتَ منهمْ بماجدٍ
فاضربْ بهِ شولكَ تنجبْ فارعا
واشددْ عليهِ يدَ مفتونٍ بهِ
فليسَ إنْ أفلتَ منكَ راجعا
حلفتُ بالمنقَّباتِ سوقها
خوارجاً منْ أهبها نزائعا
نواحلاً خضنَ الدُّجى صوامعاً
ثمَّ رجعنَ دقَّة ً أصابعا
تعطي السُّرى منْ غيرِ ذلٍّ أظهراً
حصَّاً وأعناقاً لهُ خواضعا
إذا رمتَ وراءها ببلدة ٍ
أمستْ لأخرى ظلَّعاً نوازعا
تحسبها على الفلا طافية ً(81/193)
مشرَّعاتٍ لجَّة ٍ قوالعا
تحملُ كلَّ زاحمٍ بنفسهِ
لذنبهِ المرمى المخوفَ الشَّاسعا
يعطي الهجيرَ حكمهُ منْ وجههِ
حتى يرى بعدَ البياضِ سافعا
يطلبُ أخراهُ بأخرى جهدهِ
حتى يقومُ قانتاً وراكعا
تحملُ اشباحهمُ هديَّة ً
إلى منى ً طوارحاً دوافعا
وراشَ حالي فتحلَّقتُ بهِ
منْ بعدِ ما كنتَ قصيصاً واقعا
وصرتُ لا أدفعُ عنْ بابِ العلا
وكنتُ لا أُعرفُ إلاَّ دافعا
أنصفني منَ الزَّمانِ حاكمٌ
لمْ يبقِ للفضلِ نصيباً ضائعا
أبلجُ أبقتْ خرزاتُ الملكِ في
جبينهِ خواتماً طوابعا
يورى شهابُ النَّجحِ منْ خلالها
لأعينِ العافينِ نوراً ساطعا
غيرانُ للسوددِ لا ترى لهُ
على المحاماة ِ عليهِ وازعا
إذا غمزتَ عاسرتكَ صخرة ٌ
منهُ وتستمريهِ ماءً مائعا
لا تستطيعُ نقلهُ عنْ خلقهِ
في الجودِ من ذا ينقلُ الطَّبائعا
ينجو بهِ أباؤهُ منْ أنْ يُرى
مضعضعاً للنَّائباتِ خاضعا
يلقى سرايا الدَّهرِ إنْ واقعها
بمهجة ٍ عوَّدها الوقائعا
ولا ترى نفسَ فتى ً عزيزة ٍ
حتى يهينَ عندها الفجائعا
إذا بنو عبدِ الرَّحيمِ شمخوا
بأصلهمْ طالَ عليهمْ فارعا
سادوا وجاءَ فاضلاً فسادهمْ
والبدرُ يخفي الأنجمَ الطَّوالعا
ثنى الرءوسَ المائلاتِ نحوهمْ
وصيَّرَ النَّاسَ لهمْ صنائعا
أعطاهمُ سورة َ مجدٍ لمْ أكنْ
في مثلها لمجدِ قومٍ طامعا
فلو ظفرتُ منهمْ بتابعٍ
رائدَ نصحي أو ذلتُ سامعا
لقلتُ شدُّوا الأزرَ عنْ نسائكمْ
وحرِّموا منْ بعدهِ المراضعا
كنتَ وأنتَ منهمْ أكرمهمْ
فضلَ السُّراة ِ فاتتْ الأكارعا
وضمَّ ميلادكَ شملَ فخرهمْ
كما تضمُّ الرَّاحة ُ الأشاجعا
وكلَّكمْ نالَ العلاءَ ناهضاً
بنفسهِ طفلاً وسادَ يافعا
منْ معشرٍ راضوا الزَّمانَ جذعاً
وزيَّنوا أيًّامهُ رواضعا
واقتسموا الدُّنيا بأسيافهمْ
فاقتطعوها بينهمْ قطائعا
إذا رضوا تمازحوا أو سخطوا
لمْ يحسنوا في الغضبِ التَّقاذعا
تلقى المعاذيرَ بهمْ ضيقة ً
إذا استميحوا والعطاءُ واسعا
سدُّوا خصاصاتِ الثُّغورِ بالقنا(81/194)
وملكوا على العدا الشَّرائعا
وبعثوا غرَّ زبرنٍ جمهة ٍ
تحلبُ للأضيافِ سمَّاً ناقعا
خرساءُ أو تسمعُ ما بينَ الظِّبا
فيها وما بينَ الطُّلا قعاقعا
يسترفدُ الطَّيرَ بها وحشُ الفلا
فترقدُ الكواسرُ الخوامعا
تعيرُ طخياءُ العجاجِ فوقها
من صبغة ِ اللَّيلِ ضحاها الماتعا
ترجعُ خمسُ الباتراتِ بطناً
عنها وتروي الأسلَ الشَّوارعا
إذا نهى النَّقعُ العيونَ جعلوا
أبصارهمْ في نقعها المسامعا
فاستصبحوا ظلماءها مناصلاً
دوالقاً وأنصلاً دوالعا
لا برحتْ آثارهمْ منصورة ً
بعزمتيكَ رافعاً وواضعا
ولا رأى الملكُ مكانَ نصرهِ
وسرُّهُ منكَ مباحاً شائعا
وقامَ منْ دونِ أمانيِّ العدا
جدُّكَ عنكَ واقياً ودافعا
طالتْ لشكواكَ رقابٌ أصبحتْ
كفاية ُ اللهِ لها جوامعا
وظنَّ قومٌ فيكَ ما لا بلغوا
أو تبلغَ الأخامصُ الأخادعا
داءٌ منَ الأدواءِ كانَ هاجداً
فجاءَ مشتاقاً إلأيكَ نازعا
زارَ مليَاً ثمَّ خافَ غضبة ً
منكَ فولَّى خائفاً مسارعا
لم ينتقصْ دأباً ولمْ ينقضْ عرى
عزمٍ ولمْ يزعجْ جناناً وادعا
حملتهُ حملكَ أثقالَ العلا
لا خائراً ولا نكولاً ضارعا
ربَّ نفوسٍ أرفدتْ منْ ألمٍ
نفسكَ ما كنَّ لهُ جوازعا
تودُّ أنْ يحفظكَ اللهُ لها
ولو غدتْ مهملة ً ضوائعا
ولا أقرَّ اللهُ عينيْ حاسدٍ
رأى القذى برَّكَ والقوارعا
ولا عفا حزُّ المدى عنْ أنفٍ
كنتَ لها بأنْ سلمتَ جادعا
ولا يرمكَ المهرجانُ عوِّدا
بهِ السِّنونَ أبداً رواجعا
طوالعاً عليكَ منْ سعودهِ
بخيرِ نجمٍ غارباً وطالعا
تحسبُ منْ ملابسِ العزِّ بهِ
ذلاذلاً لستَ لهنَّ نازعا
يكسى بأوصافكَ كلَُّ عاطلٍ
منهُ فنونَ الكلمِ البدائعا
منَ الغريباتِ يكنَّ أبداً
معَ الرِّياحِ شرَّداً قواطعا
إذا احتبى منشدهنَّ خلتهُ
يمانياً ينشِّرُ الوقائعا
لمْ تخترقْ قبلي ولا تولَّجتْ
بمثلهنَّ الألسنُ المسامعا
عوانساً أودعتكمْ شبابها
علماً بتحصينكمْ الودائعا
أبضعتُ فيكمْ عمري وعمرها
يا لكرامِ أربحوا البضائعا(81/195)
قدْ بلغتْ آمالها فيكمْ فلا
تنسوا لها الأرحامَ والذَّرائعا
كمْ حاسدٍ دبَّ لها عندكمْ
لو كانَ أفعى لمْ يضرَّها لاسعا
إذا بقيتمْ ووفيتمْ لي فما
شاءَ الزَّمانُ فليكنْ بي صانعا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> دعوها تردْ بعد خمسٍ شروعا
دعوها تردْ بعد خمسٍ شروعا
رقم القصيدة : 60135
-----------------------------------
دعوها تردْ بعد خمسٍ شروعا
وراعوا علائقها والنُّسوعا
ولا تحسبوا خطمها أن تطولَ ال
حياضَ وأيديها أنْ تبوعا
وقولوا دعاءً لها لا عقرتِ
ولا امتدَّ دهركِ إلاَّ ربيعا
فقدْ حملتْ ونجتْ أنفساً
كرائمَ جبنَ الأماني سريعا
حملنَ نشاوى بكأسِ الغرا
مِ كلُّ غداً لأخيهِ رضيعا
أحبُّوا فرادى ولكنّهمْ
على صيحة ِ البينِ ماتوا جميعا
حموا راحة َ النَّومِ أجفانهمْ
وشدُّوا على الزَّفراتِ الضُّلوعا
وباتوا بأيديهمُ يسندو
نَ فوقَ الرِّحالِ جنوباً وقوعا
وفي الرَّكبِ إنْ وصلوا لا حقينَ
عقائلُ يشعبنَ تلكَ الصُّدوعا
منَ الرَّاقصاتِ بحبِّ القلو
بِ حتّى يكونَ الحليمُ الخليعا
قصائدُ لمْ يصطبغنَ المياهَ
ولمْ يحترشنَ اليرابيعَ جوعا
إذا الحسبُ اعتنَّ في خندقٍ
مسحنَ ذوائبهُ والفروعا
خرقنَ نفوساً لنا في السُّجوفِ
جعلنَ العيونَ عليها وقوعا
وصافحنا بسباطِ البنا
نِ تخضبُ حنَّاؤهنَّ الدموعا
هوى ً لكَ منْ منظرٍ لو يدوم
ومنْ آمرٍ بالمنى لو أطيعا
هبطنَ أشهيَّ فظنَّ العذولُ
وقدْ ذهبَ الوجدُ أنْ لا رجوعا
ولا وهواكِ ابنة َ النَّهشليِّ
مازادَ في البعدِ إلاَّ ولوعا
سقاكِ مهاة ُ مروِّيِ العطاشِ
وحيَّا ربوعكِ عنِّي ربوعا
ضمنتُ لهن فلم آلهنَّ
قلبكً مروعا وعينا دموعا
وقمتُ أناشدهنَّ العهو
دَ لو يستطعنَ الكلامَ الرَّجيعا
أسكانُ رامة َ هل منْ قرى ً
فقدْ دفعَ الليلُ ضيفاً قنوعا
كفاهُ منَ الزَّادِ أنْ تمهدوا
لهُ نظراً وحديثاً وسيعا
وأخرى وويلُ أمِّها لو يكو
ن فيها الشَّبابُ إليكمْ شفيعا
ألا لا تلمْ أنتَ يا صاحبي(81/196)
ودع كلَّ رائعة ٍ أنْ تروعا
وهبنا لهذا المشيبِ النِّزا
عَ لا عنْ قلى ً وأطعنا النُّزوعا
وأروى لنا الدَّهرُ منْ مدله
مِّ ليلُ الصَّبابة ِ فجراً صديعا
فليتَ بياضيَ أعدى الحظوظَ
فبدَّلَ أسودها لي نصيعا
حلفتُ بها كشقاقِ القسيِّ
تحسبُ أعناقهنَّ الضُّلوعا
نواصلُ منْ بزِّ أوبارها
سناما حليقا وجبنا قريعا
نواحلُ كلِّ نجاة ٍ ألحَّ
عليها القطيعُ فصارتْ قطيعا
يبحنَ السُّرى أظهراً في الحبا
لِ شامخة ً ورقاباً خضوعا
أسلنَ الرُّبى في بطونِ الوها
دِ حتّى وصلنا خفوضاً رفوعا
عليهنَّ شحبٌ رقاقُ الجلو
دِ قدْ بُدِّلوا بالبياضِ السُّفوعا
تراهمْ على شعفاتِ الجبا
لِ قبلَ الرُّكوعِ بجمعِ ركوعا
رعوا يبسَ العيشِ أو كثَّروا
على منسكِ الخيفِ تلكَ الجموعا
لأتعبَ سعيُ عميدِ الكفاة ِ
سرى النَّجمُ أو عادَ عنهُ ظليعا
فتى الحربِ أينَ لقيتَ الخطوبَ
بآرائهِ انصعنَ عنهُ رجوعا
حديدُ الفؤادِ وسيعُ الذراعِ
إذا النَّاسُ ضاقوا صدوراً وبوعا
كريمُ الإباءِ حليمُ الصِّبا
تمطَّقَ بالمجدِ فوهُ رضيعا
أصمّ عنِ الكلمِ المقذعاتِ
إذا الغمرُ كانَ إليها سميعا
حمى النُّومُ أجفانهُ أنْ تلذَّ
دونَ انتهاءش المعالي هجوعا
وكلِّفَ كبرى المساعي فقا
مَ يحملها قبلَ أنْ يستطيعا
جرتْ يدهُ سلسلاً في الصَّدي
قِ عذباً وبينَ الأعادي نجيعا
وأعطى وغارَ على عرضهِ
فعدَّ بذاكَ وهوباً منوعا
منَ النَّفرِ البيضِ تمشي النُّجو
مُ حيرى إذا واجهوها طلوعا
ميامينُ يعترضونِ السِّنين
عجافاً يدرُّونَ فيها الضُّروعا
إذا أجدبوا خصَّهمْ جدبهمْ
وإنْ أخصبوا كانَ خصباً مريعا
طوالُ السَّواعدِ شمُّ الأنو
فِ طابوا أصولاً وطالوا فروعا
رشاقٌ فإنْ ثأروا مختفين
رأيتهمْ يملأونَ الدُّروعا
بنى لهمْ الملكُ فوقَ السِّماكِ
على أوَّلِ الدَّهرِ بيتاً رفيعا
زليقاً ترى حائماتِ العيوبِ
ولو طرنَ ما شئنَ عنهُ وقوعا
بناهُ على تاجهِ أردشيرٌ
جناباً مريعا وجاراً منيعا(81/197)
وجاتءَ فأشرفَ عبدُ الرَّحي
مِ قلَّتهُ وبنوهُ طلوعا
فداؤكَ كلُّ أشلِّ الوفاءِ
إذا كانَ منَي السَّرابُ اللموعا
وصولٌ على العسرِ منْ دهرهِ
فإنْ صافحِ اليسرَ ولّى قطوعا
وكلُّ مصيبٍ على الغلِّ في
كَ فلباً كتوماً ووجهاً مذيعا
خبى لكَ منْ حسدٍ في حشا
هُ أفعى فما ماتَ إلاَّ لسيعا
حملتَ المعالي بسنِّ الفتى
ولمْ يكُ حملا لها مستطيعا
إذا شالَ في الفخرِ ميزانهُ
وزنتَ مثاقيلَ أوْ كلتَ صوعا
زحمتَ بجودكَ صدرَ الزَّمان
على ضعفِ جنبي فأقعى صريعا
وعوَّذتُ باسمكَ حظّي الأبيِّ ال
حرونَ فأصحبَ سهلاً مطيعا
كفيتَ المهمّة َ منْ حاجني
وأعذرتني أنْ أداري القنوعا
وسدَّدتَ أكثرَ خلاَّتي ال
رِّغابَ فلو قدْ سددتَ الجميعا
لعلكَ مغنيَّ عنْ موردٍ
أرى ماءهُ الطَّرقُ سما نقيعا
جنابٌ ذليلٌ سحبتُ الخمو
لَ عمراً بهِ وأرتديتُ الخضوعا
وأغمدتُ فضلي فيهِ وكن
تُ أشهرُ منهُ حساماً صنيعا
ولو أنصفّ الحظُّ لمْ أرضهُ
نصيباً ولا قادَ مثلي تبيعا
وفي يدكمْ أنْ تغاروا عليَّ
وأنْ تحفظوا فيَّ حقَّاً أضيعا
ظفرتُ بحقِّ المنى فيكمُ
فما ليَ أرعى الخيالَ الخدوعا
وغاليتُ أهلَ زماني بكمْ
فلا ترخصوا ببياني البيوعا
وضمُّوا قلوصي إلى سرحكمْ
وضنُّوا على الدَّهرِ بي أنْ أضيعا
فإنَّ سحابة َ إقبالكمْ
تعيدُ إلى جدبِ أرضي الربيعا
وكنْ أنتَ واليها نعمة ً
ومبتدئاً غرسها والصنيعا
فقدْ شهدَ المجدُ إلاَّ شبيهاً
لفضلكَ فيهمْ وإلاَّ قريعا
وخذْ منْ زمانكَ كيفَ اقترح
تَ عمراً بطيئاً وحظَّاً سريعا
وعشْ للتهاني وللمأثرا
تِ ما ولدَ الليلُ فجراً صديعا
Free counter
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> حماها أنْ تشلَّ وأنْ تراعا
حماها أنْ تشلَّ وأنْ تراعا
رقم القصيدة : 60136
-----------------------------------
حماها أنْ تشلَّ وأنْ تراعا
رصيدُ الكيدِ ما حملَ استطاعا
هصورٌ تقبضُ الأقدارُ عنهُ
حبائلها إذا بسطَ الذِّراعا
ذكيُّ العينِ أغلبَ لمْ تزدهُ(81/198)
ممارسة ُ العدا إلاَّ امتناعا
يبيتُ بنفسهِ جيشاً لهاما
ويكفيهِ توحُّدهُ الجماعا
إذا ذعرَ الطّريدة َ لمْ يجرها
هوتْ خفضا أو اطلعتْ يفاعا
يشمُّ الرِّزقُ عنْ مسرى ثلاثٍ
فيقطعها على سغبٍ تباعا
تكلِّفهُ الدَّماءُ ملبَّداتٌ
لهُ بالغابِ تنظرهُ جياعا
لهُ ثقة ٌ بأوبتهِ نجيحاً
يطاولها الهمامُ أو النزاعا
إذا نصلتْ مخالبها لغوباً
أعادَ خضابها العلقُ المتاعا
يغاديهاالغريضُ ويعتشيها
شبولاً أوْ تتمُّ لهُ سباعا
فكيفَ يخافُ سائمها عليها
وما يحفظْ أسامة ُ لنْ يضاعا
رعتْ وادي الأمانِ بهِ وراحتْ
رواءً منْ مشاربها شباعا
تضيقُ على كراكرها خطاها
إذا صاحَ الحداة ُ بها الوساعا
مضتْ بجنوبها عرضاً وطولاً
فما تسعُ الحبالُ ولا النَّساعا
كفاها عمدة لإ الملكِ الولايا
وأفرشها النَّمارقُ والنّطاعا
ومدَّ لها منَ الإحسانِ ظلاًّ
يفيءُ بهِ الحدائقَ والوقاعا
وقدْ تامَ الرُّعاة ُ وغادروها
على جرَّاتها نهباً مشاعا
تواكلها الحماة ُ وتصطفيها
ولاة ُ السُّوءِ بزلاً أو جذاعا
إذا حامتْ لوردِ العدلِ قامتْ
عصيُّ الجوعِ تطردها تباعا
فحرَّمَ سرحها وحنا عليها
وضمَّ سروحها بدداً شعاعا
فتى ً إنْ مدّتْ الجوزاءُ كفّا
لها خرقاءَ مدّ يداً صناعا
فقرَّتْ في معاطنها ودرَّتْ
وباركتِ المنائحَ والقراعا
وفي الكافي وقدْ عجزتْ رجالٌ
علتْ حظَّاً ولمْ تعلو اضطلاعا
ونالَ بحقِّهِ ما نالَ قومٌ
فشا غلطُ الزَّمانِ بهمْ وشاعا
أضيفوا في العلا نسباً دخيلاً
فعدّوُها الزَّعانفَ والكراعا
زوائدَ مثلما ألصقتَ ظلما
بثوبٍ لا خروقَ بهِ الرِّقاعا
وما قرعوا على النَّعماءِ باباً
ولا بسطوا إلى العلياءِ باعا
تعاطوها مكلفة ً كراهاً
وقمتَ بها مولَّدة ً طباعا
وملَّككَ السِّيادة ُ عرقُ مجدٍ
تليدٍ كانَ إرثاً لا ابتياعا
حضنتَ بحجرها وسقتكَ درَّاً
بخلفيها فوفّتكَ الرِّضاعا
وجئتَ ففتَ عزَّ الأصلِ حتّى
فرعتَ بنفسكَ الأفقَ ارتفاعا
نظمتَ الملكَ منخرطاً بديدا(81/199)
وقمتَ بحفظهِ ملغى ً مضاعا
شعبتْ قناتهُ ولقدْ تشظَّتْ
معاقدها وصوماً وانصداعا
ورشتَ فطارَ وهوَ أحصُّ ترمي
محلِّقة ُ النُّسورِ بهِ الضِّباعا
على حينِ النزيُّ رأى المداوي
وحطَّ مخمِّرُ الشَّرِّ القناعا
وقامَ الدَّهرُ يجذبُ كلَّ عنقٍ
معظَّمة ٍ فيوطئها الرِّعاعا
وباتَ الخوفُ يقسمُ كلَّ عينٍ
فما يجدِ الكرى طرفاً خشاعا
وكلُّ يدٍ لها بطشٌ بأخرى
بغشمٍ لا ارتقابَ ولا ارتداعا
نهضتَ وبالظُّبا عنها نياطٌ
تهزُّ قناً وأقلاماً شراعا
ولمْ أرَ كالحسامِ غداً جبانا
دعا قلماً فأصرخهُ شجاعا
فداجية ٌ برأيكَ قدْ تجلَّتْ
وعاصٍ منْ حذاركَ قدْ أطاعا
إذا الوزراءُ ضمّهمُ رهانٌ
فتيَّاً أو~ْ ثنيَّاً أوْ رباعا
سبقتَ بخصلة ٍ لمْ يحرزوها
على ما قدَّموا القضبَ الوساعا
وكنتَ أعفَّهمْ نفساً وأجرا
همُ عزماً وأرحبهمْ ذراعا
عزفتَ فما ترى الدُّنيا جميعا
وزخرفَ ملكها إلاّ متاعا
وقدْ أعطتكَ مقودها ذهابا
على تصريفِ أمركَ واتِّباعا
وغيركَ قادراً لمْ يعصِ والي
هواهُ ولا استطاعَ لهُ دفاعا
مدحنا النّاسَ قبلكَ ذا نوالٍ
حوى خيراً ومحشيَّاً مراعا
وقلنا في الكرامِ بما رأينا
عياناً أوْ نقلناهُ سماعا
فلمَّا عبَّ بحرُ نداكَ كانوا
إلى يدكَ النَّقائرَ والبقاعا
وأنَّكَ بالّذي سمعوا لأولى
ولكنْ صافقٌ غبنُ البياعا
فيالشهادة ٍ بالجودِ زوراً
جرتْ ومدائحَ ذهبتْ ضياعا
ولو أنّا ملكنا الرِّيحَ رمنا
لذاهبٍ ما استعاروهُ ارتجاعا
وسقناهُ إليكَ فكانَ أنقى
وأضوعَ عبقة ً بكَ وارتداعا
هلْ أنتَ لقولة ِ طغتْ اضطرار
تقابلها فتوسعها استماعا
أدومُ على خصاصتهِ طويلا
مخافة َ أنْ يقالَ شكا اقتناعا
يسارقُ عيشة ً رعناءَ حيرى
فلا وهداً تحلُّ ولاتلاعا
يرقِّعها وتسبقهُ خروقاً
وهذا الفريُّ قدْ غلبَ الصِّناعا
وكنتَ تعيرهُ لحظاً فلحظا
فتحفظهُ ولولا أنتَ ضاعا
وتمسكهُ ببلغة ِ ما تراهُ ال
مكارمُ ممكناً لكَ مستطاعا
فينقصُ عمرهُ يوماً فيوماً(81/200)
بفضلة ِ ذاكَ أوْ ساعاً فساعا
وقدْ نسخَ العطاءُ فصارَ منعاً
وعادَ الوصلُ صدَّاً وانقطاعا
وكادَ الكامنُ المستورُ يبدو
وأسرارُ التَّجمُّلِ أنْ تذاعا
وضاقتْ ساحة ُ الأوطانِ حتَّى
تطاولَ أينَ يرسلها اطِّلاعا
وما للحرِّ تلفظهُ بلادٌ
كعزمٍ ينهضُ الإبلَ الظِّلاعا
وأقسمُ لوْ أمنتُ عليكَ عقبى ال
سماحة ِ لمّا بم خفتُ الزَّماعا
وما ونداكَ ما هوَ أنْ أمرَّتْ
مريرة ُ جفوتي إلاَّ الوداعا
أفارقكمْ لغيرِ قلى ً فظنِّي
بنفسي بعدكمْ أنْ لا انتفاعا
وأتركُ بينكمْ غررُ القوافي
تناوحُ خلفَ ظهري أو تناعى
فمنْ لكمُ يقومُ بها مقامي
إذا اندفعتْ مواكبها اندفاعا
بقيتُ لها وماتَ النَّاسُ غيري
فغاروا للبقية ِ أنْ تضاعا
هبوني مهرة َ العربيِّ فيكمْ
تجاعُ لها العيالُ ولنْ تجاعا
أعيذُ علاكَ انْ أنسى قريباً
وأنْ تشرى الكفاة ُ وأنْ أباعا
لعلَّكَ تصطفي عرقاً كريماً
فتحمدهُ اغتراساً واصطناعا
ومدلية ٍ إلى نعماكَ عنِّي
بحقٍ في المكارمِ أنْ تراعى
تشافهكَ الثَّنا عنِّي وتمسي
حصاباً في عدوِّكَ أوْ قراعا
لها في بعدِ مسراهُ أجيجٌ
عصوفُ الرِّيحِ يخترقُ اليراعا
تكونُ تمائماً لكَ أوْ رقى ً في
لساعِ الدَّهرَِ إنْ لهُ لساعا
وأنَّ المهرجانَ لهُ شفيعٌ
خليقٌ أنْ يبرَّ وأنْ يطاعا
فلا عدمتكَ يا بدرُ الليالي
ولا خفتَ المحاقَ ولا الشِّعاعا
ولا خلجَ الزَّمانُ عليكَ بيتاً
بفرِّقُ ما تحبُّ لهُ اجتماعا
فإنَّ ظعائناً بالسَّفحِ قدَّتْ
أديمَ اللّيلِ ينصعنَ انصياعا
حملنَ بها مكرّمة ً رخيَّاً
حصينا عهدهُ ودماً مضاعا
طوالعُ أوْ غرائبُ في شرافٍ
ملاً فملاً يرونَ بها ملا عا
وفي الأحداجِ محجوباً هلالٌ
إذا راقَ العيونَ خفى فراعا
يحييهِ خفوقِ الظّلِّ حتّى
إذا ركبَ الهوى صدقَ المصاعا
أشاطَ دمي وخلَّفني ودمعي
أسيلُ بهِ الملاعبَ والرِّباعا
سطا بقبيلهِ فلوى ديوني
قضاعة َ منْ لخصمكمُ قضاعا
أمنكَ سرى ابنة َ الأعرابِ طيفٌ
وقدْ كذباَ على الشَّعبِ انصداعا(81/201)
سرى والصُّبحُ يذعرُ من توالي ال
نُّجومِ معذِّباً بقراً رتاعا
ألمتْ منْ شرافَ لنا فحيَّتْ
أظبية ُ أمْ أرى حلماً خداعا
فإمَّا أنتَ أوْ طيفٌ كذوبٌ
كلا الزُّورينِ كانَ لنا متاعا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ملْ معي لا عليكَ ضرَّي ونفعي
ملْ معي لا عليكَ ضرَّي ونفعي
رقم القصيدة : 60137
-----------------------------------
ملْ معي لا عليكَ ضرَّي ونفعي
نسألْ الجزعَ عنْ ظباءِ الجزعِ
قلتَ لا تنطقُ الدِّيارُ ولا يم
لكِ بالِ الطولِ سمعاً فيرعي
وعليَّ السّؤالُ ليسَ عليَّ ال
عارٌ إنْ ضنَّتْ المغاني برجع
لمْ أكنْ اوَّلَ الرِّجالِ ألتوى صف
وي لدارِ الأحبابِ أو مالَ ضلعي
قدْ شجا قلبي البكاءُ بنزفِ ال
أربعِ الحمرِ في الثاثِ السَّفعِ
هلْ مجابٌ يدعو مبدِّدَ أوطا
ري بجمعٍ يردُّ أيَّامَ جمعِ
أو أمينُ القوى أحملهُ همَّاً
ثقيلاً بحطِّهِ دونَ سلعِ
وعلى ذكرهِ جرى باسمهِ المح
فوظُ منْ عهدِ أهلهِ والمرعى
فافرجا لي عنْ نفحة ٍ منْ صباهُ
طالَ مدِّي لها الصَّليفَ ورفعي
إنَّ ذاكَ النَّسيمَ يجري على أر
ضٍ ثراها في الرِّيحِ رقية ٌ لسعي
وخيامٌ تثني على كلِّ بدرٍ
ملكَ الحسنِ بينَ خمسٍ وتسعِ
وبما ضاقَ منكما واستباحَ ال
حبَّ سلبي سييا صاحبيَّ وفجعي
غنياني بإمِّ سعدٍ وقلبي
معها إنَّ قلبيَ اليومَ سمعي
واصرفا عنِّي الملامة َ فيها
لستما تنقلانِ باللَّومِ طبعي
سألتْ بي أنَّى أقامُ وهلْ نا
مَ بعينيهِ بعدَ هجري وقطعي
قيلَ يبكي في الرَّبعِ قالتْ فما با
لي أرى يابساً ترابَ الرَّبعِ
خارَ قلبي فغاضَ في الدَّارِ جفني
فاستحلَّتْ دمي بتفريطِ دمعي
كمْ بنجدٍ ولو وفى أهلُ نجدٍ
لفؤادي منْ شعبة ٍ أو صدعِ
وزفيرٍ علَّمتُ منهُ حمامَ الدَّ
وحِ ما كانَ منْ حنينٍ وسجعِ
وليالٍ قنعتُ منها بأضغا
ثِ الأماني ومخلباتِ اللَّمعِ
ما أخفَ الأقدارَ في غبنِ حظّي
وتعفَّي أنسي وتفريقَ جمعي
كلّ ِيومَ صرفٌ يخابطُ أورا
قي منَ الدّهرِ أو يخالسُ فرعي(81/202)
أرفعْ الضيمَ بالتحمُّلِ حتَى
مردُ الخرقُ عنْ خياطِ الرقعِ
رفضَ النّاسَ مذهبِ الجودِ حتّى
ما يدينونَ للسماحِ بشرعِ
فسواءَ عليهمْ أبحمدٍ
طرقً الشِّعرُ أمْ بسبٍّ وقذعِ
وأمرَّ العطاءَ نزرٌ كثيرُ ال
منِّ حتّى استحليتُ طعمُ المنعِ
أسألُ الباخلينَ واللهُ أولى
بكريمِ الجدا وحسنُ الصنعِ
وعلى خطّة ِ العلا بعدَ قومٍ
طالَ باعي فيهمْ وأرحبَ ذرعي
همْ حموني وما حمى حدَّ سيفي
ووقوني ما لا تقيني درعي
وأهابوا فزعزعوا الدّهرّ عنّي
وهو ليثٌ على الفريسة ِ مقعي
قسماً بالمنقَّباتِ الهدايا
شققِ الضّلِ أو قسيَّ النبعِ
كلّ جرداءَ لفّها السيرُ بالسي
رِ فعادتْ في النَّسعِ مثلَ النسعِ
خضعتُ تحتَ رحلها بعسيبٍ
كانَ بالامسِ مشرفاً كالجذعِ
نفضتُ بينَ بابلٍ ومنى ً قا
بَ ثلاثينَ ليلة ٍ في سبعِ
تدرجُ اللّيلَ في النهارَ فما تأ
نسْ فرقاً ما بين رفعٍ ووضعِ
طلَّعاً منْ أبي قبيسٍ يخيّل
تنَ حماماً على الهضابِ الفرعِ
تحملُ السُّهّمُ الملاويحَ أشبا
حاً توافوا منْ كلِّ فجٍّ وصقعِ
زمّلوا أوسقَ الذنوبَ وقضُّو
ها حصاباً في السبعِ بعدَ السبعِ
لحلا منْ بني المزرّعِ مجنا
يَ وزكَّى غرسي وريَّعَ زرعي
الملّبونَ غدوة ً والملبو
نَ دفاعاً ولاتِ ساعة َ دفعِ
كلّما هزّتْ الحفائظُ منهمْ
أطلعوها ملمومة ً كلَّ طلعِ
حملوا فوقها لشموسَ وقادو
ها فجاءتْ منَ الدُّجى في قطعِ
يغسلُ العارَ عنهمْ لذعَ خرصا
نِ قناها إنْ همَّ عارٌ بلذعِ
وإذا فارَ فيهمُ عرقُ طيٍّ
أضرمَ الأصلُ نارهُ في الفرعِ
لبسوا النقعَ خاسرينَ فشقّوا
بنجومِ العلا ظلامَ النقعِ
بأنوفٍ فوقَ الملاثمَ شمٍّ
ورقابٍ تحتَ المغافرِ تلعِ
كلُّ تالٍ أباهُ يجري كما يج
ري ويسعى إلى العلاءِ ويسعي
سلكوا في الكمالِ فانتظموهُ
مولجَ الخيطِ في ثقوبِ الجزعِ
يرطبونَ القرى وقدْ أعجفَ العا
مُ ومدَّتْ فيهمْ ذراعَ الضَّبعِ
بعلابٍ مفهَّقاتٍ إذا ما
ردَّ شخبيهِ حالبٌ في الضَّرعِ
وإذا عزّتْ البكارُ عليهمْ(81/203)
لمْ يغذّوا أعيارها بالكسعِ
فزتُ منهمْ على الظما بقليبٍ
لمْ يكدِّرْ جمّاتهُ طولُ نزعي
جئتهُ ساغباً محلاًّ عنْ النّا
سِ جميعاً فكانَ ريّي وشبعي
وصلتْ بي حبلَ المهذّبِ أنوا
ءُ سعودٍ ما كنَّ أنجمَ قطعِ
ودعتني إلى هواهُ سجايا
هنَّ صرفي عنْ سواهُ وردعي
بالبديعِ الغريبِ فيهمْ وما جا
ءكَ منْ فضلهِ فليسَ ببدعِ
سوَّدَ النّاسُ ودَّهمْ وجلا لي
عنْ وجوهٍ بيضٍ منَ الودِّ نصعِ
ردَّ صوتي ملبيّاً ورعاني
بيدٍ كالغمامِ تروى وترعي
لا بمبلغٍ غريبها ملءَ أيّا
مي فيهِ ولا بوأدٍ مقعي
يا غياثي المبلوغَ قبلَ اجتهادي
وربيعي قبلَ ارتيادي ونجعي
وظلالي منَ الأذى بينَ قومٍ
هجَّروا بي في القرقريِّ النقعِ
كمْ كمينْ منْ راحتيكِ كريمُ
لمْ أثرهُ برقيتي وبخدعي
جاء عفواً وعادَ وتراً وقدْ كا
نَ كفني منهُ وفورُ الشَّفعِ
لمْ تصخَ للعذولِ في فرطِ أشعا
ري ولمْ تزدجرْ بنهيٍ ووزعِ
شيمة َ ما نقلتها عنْ أناسٍ
حملوا هضبة َ العلا غيرَ ظلعِ
كلَّ ليثٍ مشى اّلرُويدَ وخفَّف
تَ إلى سبقهِ خفوفَ السِّمعِ
بكَ طالتْ يدي وخفَّ على
كلِّ فؤادٍ يستثقلَ الفضلَ وقعي
وتنزَّهتُ عنْ معاشرَ لا يف
تحُ أبوابَ جودهمْ طولُ قرعي
صدتُ بالمضرحيَّ أزرقَ فاستح
ييتُ صيدي بالناعقاتِ البقعِ
لامني الحاسدونَ فيكَ فآبوا
بينَ زبنٍ شاهَ الوجوهَ وقمعِ
ما لهمْ معرضينَ عنّي مصغي
نَ لقولي إلاّ اصطلامي وجدعي
ولكَ الصائباتُ حبَّ الأعادي
بسهامِ يدمينَ قبلَ النزعِ
كلَّ ركّاضة ٍ بذكركَ في الأر
ضِ على ألسنِ الرواة ِ الدُّلعِ
ماشياتِ على الظرابَ ولمْ يض
ربنَ حولَ الحياضِ ساعة َ كرعِ
تقطعُ البرَّ بالمهارى الجديل
يّاتُ والبحرَ بالسفينَ القلعِ
نظمّتها سماتُ مجدكَ في الاس
ماعِ نظمَ العذراءَ خيطَ الودعِ
منْ علاكَ انتخبتُ حلية َ صوغي
مستعيناً واخترتُ درَّة َ رصعي
فاستمعها لمْ يلقَ قبلي ولا قب
لكَ ذو منطقٍ بها ذا سمعِ
ساقَ منها النيروزُ عذراءَ لمْ تس(81/204)
محْ لصهرٍ سواكَ قطَّ ببضعِ
كثرتْ وهي دونُ قدركَ فاعذر
في قصوري واقنع بما قال وسعي
موقع أدب (adab.com)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> بدينكَ بعدما انفرقَ الجميعُ
بدينكَ بعدما انفرقَ الجميعُ
رقم القصيدة : 60138
-----------------------------------
بدينكَ بعدما انفرقَ الجميعُ
أتصبرْ أمْ يروعكَ ما يروعُ
تداعوا بالنّوى فسمعتُ صوتاً
يودُّ عليهِ لو صمَّ السميعُ
وزمّوها مسنَّمة ً بطانا
تغصُّ بها النمارقَ والقطوعُ
حواملَ كلَّ ما شكتْ المطايا
ولكنْ كلَّ ما شكرَ الضجيعُ
تكلَّفها الحداة ُ ببطنِ خبتٍ
منَ الاحداجِ ما لا تستطيعُ
إذا ما خفَّ أو نهضَ النواجي
مشتْ منها الحصيرة َ والظليعُ
وفي الاظعانِ متّهمٌ بريءٌ
بنخوتهِ ومحفوظٌ مضيعُ
ومنتقضٌ كنانتهُ بنجدٍ
لهُ بالغورِ مقتنصَ صريعُ
ومنْ سرِّ العشيرة ِ منْ معدَّ
مكانَ النجمِ باذلة ٌ منوعُ
عصيَّ الردفِ ليِّنة َ التثّني
تقّسمَ خصرها شبعٌ وجوعُ
إذا سئلتْ فرامحة ٌ زبونٌ
وإنْ وعدتْ فخالبة ٌ لموعُ
جرى بهمُ أشى ٌّ فعبَّ بحرَ
حمولهمُ سفائنهُ القلوعُ
غواربَ فارتجعتْ إليّ طرفي
يناشدُ ذا الاراكِ متى الطلوعُ
ألا هلْ والمنى سفهُ وحلمٌ
وصادقة ٌ تسرّكَ أو خدوعُ
لظمآنٍ ببابلَ منْ سبيلٍ
إلى الماءِ الّذي كتمَ البقيعُ
وباناتُ على إضمٍ رواءُ
سقاها كأسُ نخبتها الربيعُ
تقوّدها الصّبا غصناً لغصنٍ
فتعصى في المقادة ِ أو تطيعُ
ترنّمُ فوقها ورقَ العشايا
لمغتبقٍ سلافتهُ الدموعُ
يظنُّ الغادرونَ بكاي خرقاً
وأنَّ وفايَ بعدهمُ خضوعُ
وليسَ وإنّما زمنٌ تولَّى
بغرّبَ ما لفائتهِ رجوعُ
وعهدُ ضاعَ بينَ يدي وخصمي
وما يرعاهُ مثلي لا يضيعُ
وقبلكمُ صعبتُ على الملاوي
فطارَ على النزاعَ بي النزوعُ
ومرّتْ سلوة ُ بصدوعِ قلبي
فماتَ الداءُ والتأمَ الصدوعُ
وهممٍ قدْ قريبُ فباتَ عندي
لهُ الوجناءُ والعطنُ الشريعُ
أضمُّ صرامة ً جنبيَّ منهُ
على أضعافِ ما تسعُ الضلوعُ
وقافية ٍ طفتْ فنهستُ منها(81/205)
بفيَّ مكانَ لا يرقى اللّسيعُ
يسوغُ الشهدُ منها في لهاتي
وفيها الصابُ والسمُّ النقيعُ
إذا ما راضها غيري تلوّثْ
تلّوي البكرِ حارفهُ القطيعُ
وحاجة ِ ماجدِ اليدِ مستطيلٍ
إلى الغاياتِ يقصرُ أو يبوعُ
حبيبٌ عندهُ طولَ اللّيالي
كأنَّ سهادهُ فيها هجوعُ
ركبتْ إلى الخطارِ بها زماعي
وناحية ً مسابحها الهزيعُ
إذا زفرتْ منَ الظمأ المطايا
فليلة ِ عشرها أبداً شروعُ
خوارقَ في أديمِ الأرضِ طوراً
وأحياناً خاطُ بها الرقوعُ
إذا اختلفتْ أسامي السيرِ يوماً
فكلَّ أسمٍ لمسراها السريعُ
تمَّيمٌم بني أسدٍ بيوتاً
ببابلَ جارها الجبلُ المنيعُ
وتشقُ منْ ثرى عوفٍ تراباً
ينمُ بطيبهِ الكرمُ الرديعُ
يضعنَ عليهِ أعناقاً رقاقا
بها منْ غيرِ ذلّتها خشوعُ
إذا قيدتْ بجوٍّ مزيديٍّ
لواها الخصبُ والوادي المريعُ
طوالبُ ثابتٍ حيثُ اطمأنّتْ
منَ المجدِ الذوائبُ والفروعُ
إذا غنيِّنَ باسمِ أبي قوامٍ
ترنّحتْ القوائمُ والنسوعُ
طربنَ لضاحكَ العرصاتِ تغني ا
لرياضُ بهِ ويبتهجُ الربيعُ
وريَّ الوجهِ يظهرُ ثمَّ يخفى
وراءَ لثامهِ الفجرَ الصديعُ
اذا اعتقلَ القناة ُ ندى ً وبأسا
تلاقى الماءُ فيهِ والنجيعُ
كريمُ الاريحيّة ِ تطّبيهِ
رياحَ المجدِ تكتمَ أوتشيعُ
يروعّهُ الغني لمْ يبنِ مجداً
وتبطرهُ الخصاصة ُ والقنوعُ
إذا ابتاعَ المكارمَ لمْ يسفّهِ
منَ الأعواضِ ما فيها يبيعُ
أنافَ بهِ على شرفُ المعالي
سموُّ النفسِ والحسبُ الرفيعُ
وبيتٌ بينَ عاضرة ٍ وعوفٍ
تناصى عيصهُ الشُّرفُ الفروعُ
إذا الأنسابُ أظلمتْ استتبّتْ
لكوكبهِ الإضاءة ُ والنصوعُ
منَ النفرِ الّذينَ همْ اتحاداً
كوسطى العقدِ في مضرٍ وقوعُ
تحصِّنهمْ حواضنُ مكرماتٌ
ففاتَ الكهلَ طفلهمُ الرضيعُ
ومدّوا منْ خزيمة َ خيرَ عرقٍ
إذا لمْ يكرمْ الفحلُ القريعُ
إذا جلسوا تجمّعت المعالي
وإنْ ركبوا تفرّقتْ الجموعُ
لهمْ حلبُ النّدى وحبا المقاري
إذا جفّتْ منْ ألسنة ِ الضروعُ
إذا خمدَ الوقودُ ذكتْ وجوهٌ(81/206)
تضيءُ لهمْ وأعراضٌ تضوعُ
يشبُّ الحربَ منهمْ مطفئوها
ويعطي الأمنَ فيهمْ منْ يروعُ
إذا نبتِ السيوفُ مضتْ قلوبٌ
وإنْ قصرَ القنا وصلتهُ بوعُ
ولمْ يتدرعوا سقفاً ولكنْ
جسومٌ تستجنُّ بها الدروعُ
مضوا سلفاً وجاءَ أبا قوامٍ
فأقبلَ سرُّ معجزهمْ يذيعُ
فكانَ البدرَ تصغرُ جانبيهِ ال
كواكبُ وهي ثاقبة ٌ طلوعُ
غذا وزنوا بهِ رجحتْ عليهمْ
موازينٌ بسوددهِ وصوعُ
هو الأسدُ الوحيدُ إذا أغاروا
وفي الشُّورى هو الرأيُ الجميعُ
وقاكَ حذاركَ المالُ الملقَّى
وبلّغكَ المنى السيفُ القطوعُ
وكانتْ نفسكَ المدفوعُ عنها
بصبركَ كلّما جزعَ الجزوعُ
وساقَ لهُ الغريبَ منَ المعالي
غريبٌ منْ خلائقها بديعُ
كما وقّيتَ أمسَ وقدْ تقصّى
علاقة َ جسمكَ الداءُ الوجيعُ
محي تلكَ الكلومَ العورَ ماحٍ
وعفَّى ذلكَ الوسمَ القطيعُ
وكنتُ السيفَ جوذبَ منْ صداهُ
بصقلٍ وهو مخبورٌ صنيعُ
وكانَ معطّلاً فغدتْ عليهِ
حليٌّ ما تثلَّمَ أو رصوعُ
وظنّ بكَ العدا أنْ يبلغوها
منى ً وأبيكَ فاركة ً شموعُ
فردْ حوضَ البقاءِ وهمْ عطاشٌ
وطرْ بالمكرماتِ وهمْ وقوعُ
وعشْ تبلغكَ منّي شارداتٌ
زوائرُ كلّما هجر القطوعُ
لها في الحسنِ ينبوعٌ مديدٌ
وفي الاعجازِ جنيٌّ مطيعُ
تقودُ اليكَ أبكارَ المعاني
وفي الشِّعرِ المكرَّرِ والرجيعُ
تخازركَ العدا حسداً عليها
إذا غنّى بها الّسنُ الدليعُ
لكَ الإفراطُ منها والتغالي
ومنكَ لها التطوُّلُ والصنيعُ
فلا تقطعْ لها رسماً فأنتَ ا
لربيعُ ووقتُ نائلكَ الربيعُ
Webstats4U - Free web site statistics
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> نشدتكَ يا بانة َ الأجرعِ
نشدتكَ يا بانة َ الأجرعِ
رقم القصيدة : 60139
-----------------------------------
نشدتكَ يا بانة َ الأجرعِ
متى رفع الحيُّ منْ لعلع
وهلْ مرَّ قلبي في التَّابعي
نِ أمْ خارَ ضعفاً فلمْ يتبعِ
لقلدْ كانَ يطعمني في المقامِ
ونيَّتهُ نيَّة ُ المزمعِ
وسرنا جميعاً وراءَ الحمولِ(81/207)
ولكنْ رجعتُ ولمْ يرجعِ
فأنَّتهُ لكِ بينَ القلوبِ
إذا اشتبهتْ أنَّهُ الموجعِ
وشكوى تدلُّ على سقمهِ
فإنْ انتِ لمْ تبصري فاسمعي
وأبرحُ منْ فقدهِ أنَّني
أظنُّ الأراكة َ عنِّي تعي
يلومُ على وطني وافرُ ال
جوانحِ ملتئمُ الأضلعِ
يبارحُ طيرَ النَّوى لا يفالْ
بأبترَ منها ولا أبقعِ
وقالَ الغرامُ مدى ً لا يرامْ
فخذْ منهُ شيئاً وشيئاً دعِ
تصبَّرْ على البينِ واجزعْ لهُ
لو كنتُ أصبرُ لمْ أجزعِ
وفي الرَّكبِ سمراءُ منْ عامرٍ
بغيرِ القنا السُّمرِ لمْ تمنعِ
أغيلمة ُ الحيِّ منْ دونها
تجرُ الذَّوابلَ أو تدَّعي
تطولُ عرانيهمْ غيرة ً
إذا مااستعيرَ اسمها وادُّعي
رجالٌ تقومُ وراءَ النِّساءِ
فيحمي اللِّثامُ عنْ البرقعِ
أدرْ يا نديمي كأسَ المدامِ
فكأسي بعدهمُ مدمعي
فإنْ كانَ حدُّكَ فيها الثَّلاثَُ
فإنِّي أشربُ بالأربعِ
وزورٍ ولسنا بمستيقظين
ببطنِ العقيقِ ولا هجَّعِ
ترفَّعنا جاذباتُ السُّرى
وتخفضنا فترة ُ الوقُّعِ
سرى يتبعَ النَّعفَ حتى أطابَ
حثيثَ التُّرابِ على ينبعِ
فبلَّ الغليلَ ولمْ يروهِ
وأعطى القليلَ ولمْ يمنعِ
يدٌ نصعتْ لسوادِ الظَّلامِ
ومنْ لكَ بالأسودِ الأنصعِ
تبرَّعَ منْ حيثُ لمْ أحتسبْ
بها وسقى حيثُ لمْ أشرعِ
رأى قلقي تحتَ أوراقهِ
فدلَّ الخيالَ على مضجعي
نذيريَ منْ زمنٍ بالعتا
بِ عنْ خلقهِ غيرُ مسترجعِ
ومنْ حاكمٍ جائرٍ طينهُ
على طابعِ الحقِّ لمْ يطبعِ
يميلُ على الحمرِ المقرباتِ
ة يغضبُ للأسمرِ الأجدعِ
يكاثرني واحداً بالخطوبِ
ويحملُ منِّي على أضلعِ
ويأكلني بتصاريفهِ
فها انا أفنى ولمْ يشبعِ
وكمْ قامَ بيني وبينَ الحظوظِ
وقدْ بلغتني فقالَ ارجعي
ولاحظني في طريقِ العلا
أمرُّ على الجددِ المهيعِ
فقالَ لشيطانهِ قمْ إلي
هِ فاحبسْ بهِ الرَّكبَ أو جعجعِ
فلا هو في عطني ممسكي
ولا تاركي سارحاً أرتعي
أبغدادُ حلتِ فما أنتِ لي
بدارِ مصيفٍ ولا مربعِ
صفرتِ فما فيكِ منْ درَّة ٍ
يقومُ بها رمقُ المرضعِ(81/208)
ودفَّعتْ البصرة ُ المجدَ عن
كِ حتى ضعفتِ فلمْ تدفعي
فمالَ إليها فشلَّ الصَّلي
فَ عنكِ وملتفتَ الأخدعِ
فخلِّي لنا نحوها طرفنا
وطيري لنا حسداً أو قعي
إلى كمْ يزخرفُ لي جانباكِ
خداعاً ولو شئتُ لمْ اخدعِ
وكمْ استرقَّ على شاطئيكِ
بمغربِ شمسكِ والمطلع
وتهتفُ دجلة ُ بي والفراتُ
حذارِ منَ الآجنِ المنقعِ
وتربة ُ ارضكِ لا تسمحنَّ
بجمرائها للثَّرى الأسفعِ
ويرتاحُ وجهي لبردِ النَّسيمِ
ونارُ الخصاصة ِ في أضلعي
وما انتِ إلاَّ وميضُ السَّرابِ
على صفحة ِ البلدِ البلقعِ
ومالي أقمحُ ملحَ المياهِ
إذا كنتُ أشربُ منْ أدمعي
وهلْ قاتلي بلدٌ أنْ أٌقيمْ
إذا خطَّ في غيرهِ مصرعي
حفظتكِ حتى لقدْ ضعتُ فيكِ
فخفَّضَ حبُّكِ في موضعي
ولو كنتُ انصفتُ نفسي وقدْ
قنعتُ بأهلكِ لمْ أقنعِ
غداً موعدِ البينِ ما بيننا
فما أنتِ صانعة ٌ فاصنعي
عسى اللهُ يجعلها فرقة ً
تعودُ بأكرمِ مستجمعِ
وتأوي لهدي الأماني العطاشِ
قتأوي إلى ذلكَ المشرعِ
ويسعدها الحظُّ منْ ظلِّ ذي السَّ
عاداتِ بالجانبِ الممرعِ
فيرعى الوزيرُ لها ابنُ الوزي
رِ ما ضاعَ عندكَ لما رُعي
سيعصفُ حادي القوافي لها
هبوباً إلى الملكِ الأروعِ
فتنصرُ بالمحتمي المتَّقي
وتجبرُ بالرَّازقِ الموسعِ
فتى ً عشقَ المجدَ لمَّا سلا
وعاشَ بهِ الفضلُ لمانعي
وجمَّعَ منْ فرقِ المكرماتِ
بدائدَ لولاهُ لمْ تجمعِ
غلامٌ انافَ بآرائهِ
على كلِّ كهلٍ ومستجمعِ
ومدَّ بباعِ ابنِ ستينَ وهو
بباعِ ابنِ عشرينَ لمْ يذرعِ
ودلَّ بمعجزِ آياتهِ
على قدرة ِ الخالقِ المبدعِ
نوافرُ قرَّتْ لهُ لمْ تجزْ
بظنٍّ ولمْ تمشِ في مطمعِ
رأى اللهُ تكليفهُ شرعها
فقالَ لهُ بهما فاصدعِ
سقى كلَّ ضدَّينِ ماءَ الوفاقِ
بكأسِ سياستهِ المترعِ
فخيسُ الأسودِ كنائسُ الظِّبا
ءِ والماءَ والنَّارُ في موضعِ
وجمَّاءَ منْ سرحِ أمِ اليتي
مِ تنهلُ والذِّئبُ منْ مكرعِ
وسدَّ بهيبتهِ في الصُّدورِ
مسدَ الظُّبا والقنا الشُّرَّعِ(81/209)
فلو لطمَ اللَّيثَ لمْ يفترسِْ
ولو وطئَ الصِّلَّ لمْ يلسعِ
سلْ البصرة َ اليومَ منْ ذا دعا
لها وبأيِّ دعاءٍ دعي
وكيفَ غدا جنَّة ً صيفها
وكانتْ جحيماً على المرتعِ
ومنْ ردَّها وهي أمُّ البلا
دِ أنساً على وحشة ِ الأربعِ
محرِّمة ً أنْ يحومَ الزَّمانُ
عليها بأحداثهِ الوقَّعِ
وكانتْ روائعُ أخبارها
متى يروها ناقلٌ يفزعِ
طلولاً تناعبُ غربانها
إذا الدِّيكُ أصبحَ لمْ يصقعِ
يرى المرءُ منْ دمهِ في قميصِ
أخيهِ ضبائغَ لمْ تنصعِ
فكمْ رحمٍ ثمَّ مقطوعة ٍ
ولو ربَّها الحزمُ لمْ تقطعِ
ومنْ طامعٍ في المولَّى عليهِ
ولو سيسَ بالعدلِ لمْ يطمعِ
رأى اللهُ ضيعتها في البلادِ
فأودعها خيرَ مستودعِ
وردَّ لها الشَّمسَ بعدَ الغروبِ
بغيرِ عليٍّ ولا يوشعِ
فبلِّغْ ربيعة َ إنْ جئتها
وسعداً وأسمعْ بني مسمعِ
ضعي أهبَ الحربِ واستسلمي
لمالكِ امركِ واستضرعي
ويكفيكِ منتتقعاً في الحدي
دِ انْ تأبري النَّخلَ أو تزرعي
فقدْ منعَ السَّرحَ ذو لبدتينِ
متى ما يهجهجْ بهِ يوقعِ
وسدَّتْ عليكَ مجازَ الطَّري
قِ مسحبة ُ الأرقمِ الأدلعِ
وضمَّ عراقكَ منْ فارسٍ
شريفُ المغارسِ والمفرعِ
بطيءٌ على السَّوءِ ما لم يهجْ
فإنْ يرى مطعمة ً يسرعِ
منَ القومِ تعصفُ أقلامهمْ
لواعبَ بالأسلِ الزعزعِ
وتقضي على خرزاتِ الملوكِ
عمائمهمْ وهي لمْ توضعِ
ويقعصُ بالبطلِ المستميتِ
لسانُ خطيبهمْ المصقعِ
إذا ادَّرعوا الرَّقمَ والعبقريَّ
سطوا بالدَّرائكَ والأدرعِ
لهمْ في الوزارة ِ ما للبرو
جِ في الأفقِ منْ مطلعٍ مطلعِ
مواريثُ مذ لبسوا فخرها
على أوَّلِ الدَّهرِ لمْ ينزعِ
همْ ومنابتُ هذي الملوكِ
منَ النَّبعِ والنَّاسُ منْ خروعِ
تصلصلَ منْ طينها طينهمْ
كما الماءُ والماءُ منْ منبعِ
قرنتمْ بهمْ في شبابِ الزَّمانِ
قرينة َ عادٍ إلى تبَّعِ
فمنْ قالَ آلُ بويهٍ الملوكُ
همْ آلُ عبَّاسَ لمْ يدفعِ
تنوطُ وزارتكمْ ملكهمْ
مناطَ المعاصمِ بالأذرعِ
فيا ابنَ الوزيرينِ جدِّاً أبا(81/210)
وأثلثْ غذا شئتَ أو أربعِ
إلى حيثُ لا يجدُ النَّاسبون
وراءَ المجرَّة ِ منْ مرفعِ
بحقِ مكانكَ منْ صدرها
وكلُّهمْ غاصبٌ مدَعي
وإنِّي لأعجبُ منْ عاجزٍ
متى تتصدَّ لها يطمعِ
ومنْ مستطيلٍ لها عرقهُ
إلى غيرِ بيتكَ لمْ ينزعِ
يمدُّ لها يدهُ أجذماً
وأينَ السُّوارُ منَ الأقطعِ
أيا حاميَ الذَّودِ ما للعرا
قِ أٌهملَ بعضٌ وبعضٌ رعي
فمنْ جانبٍ بلدٌ جرحهُ
بعدلكَ ألحمَ لمَّا رعي
ومنْ جانبٍ بلدٌ لا يرى
لخرقِ الصَّبا فيهِ منْ مرتعِ
وما مثلُ شمسكَ مما تخصُّ
فعمَّ البلادَ بها واجمعِ
وبغدادُ دارُ حقوقٍ عليكَ
متى ترعَ أيسرها تقنعِ
فسلطانُ عزَّكَ لمْ يقهرْ ال
عدا في سراها ولمْ يقمعِ
وجعفرُ ما جعفرُ المكرما
تِ لمْ يسلُ عنها ولمْ ينزعِ
وكمْ جذعٍِ منكَ اقرحتهُ
ومثغرٍ بعدُ لمْ يجذعِ
وأنتَ وإنْ كنتَ جنَّبتها
فلمْ ترعَ فيها ولمْ ترتعِ
فعندكَ منها الذي لا يرى
محاسنُ تبصرُ بالمسمعِ
فجرِّدْ لها عومة ً كالحسامِ
متى ما يجدْ مفصلاً يقطعِ
فإنَّ الطَّريقَ إليها عليمتى رمتها فهي من راحتيك بين الرواجب والأشجعِ
كَ غير مشيك ولا مسبع سقط بيت ص
بنا ظمأٌ إنْ جفانا حياكَ
وواصلنا الغيثُ لمْ ينقعِ
فغوثاً فما زلتَ غوثَ اللَّهيفِ
متى يدعِ مستصرخاً تسمعِ
ولو لمْ يكنْ غيرَ أنِّي أراكَ
فيفزعْ فضلي إلى مفزعِ
فإنْ يجمعُ اللهُ هذا الثَّناءَ
وتلكَ المكارمَ في مجمعِ
وإنْ لمْ اسرْ فانتشلني إليكَ
وقدني بحبلِ الثَّنا أتبعِ
ورشْ بالنَّوالِ جناحي أطرْ
وبالأذنِ في مهلي أسرعِ
فما تطرحُ الأرضُ وفداً إلي
كَ أحسنَ عندكَ منْ موقعي
ولو ساعدَ الشَّوقَ طولٌ إليكَ
طلعتُ بهِ خيرَ مستطلعِ
فغيبة ُ مثلي عنْ موضعٍ
وإنْ عزَّ عمرٌ على الموضعِ
وإنِّي لقعدة ُ مستفرهٍ
بصيرٍ ومتعة ُ مستمتعِ
شهابٌ على أندياتِ الملوكِ
متى يقتبسْ بالنَّدى يلمعِ
وإنْ لمْ يبنْ شبحٌ ذابلٌ
على طودِ ملككمْ الأتلعِ
فإنَّ القلامة َ في ضعفها
تعانُ بها بطشة ُ الأصبعِ(81/211)
لكمْ في يدي وفمي صارمانِ
بصيرانِ في القولِ بالمقطعِ
ومنْ دونِ ذلكَ رأيٌ يسدُّ
ناحية َ الحادثِ المفظعِ
ومفضي الامانة ِ منِّي إلى
صفاة ٍ منَ الحفظِ لمْ تقرعِ
فإمَّا علمتُ وإلا الخبيرُ
فسلهُ فمثلي لا يدَّعي
بقيتُ لمعوزِ هذا الكلامِ
متى أدعُ عاصيهُ يبخعِ
وحيداً أحيَّا بها إنْ حضرتُ
مدحتُ وإنْ غبتُ لمْ أقذعِ
وهلْ نافعي ذاكَ بلْ ليتَ لا
يضرُّ إذا هو لمْ ينفعِ
سمعتُ الكثيرَ وما إنْ سمعتُ
بأكسدَ منِّي ولا أضيعِ
لعلَّكَ تأوي لها قصة ً
إلى غيرِ بابكَ لمْ ترفعِ
ومنْ كنتَ حاكمَ أيَّامهِ
متى يطلبُ النَّصفَ لا يمنعِ
متى تصطنعني تجدْ ما اقترحتُ
مكانَ اغتراسكَ والمصنعِ
وعذراءُ سقتُ لكمْ بضعها
ولولا رجاؤكَ لمْ تبضعِ
منَ المالكاتِ قلوب الملو
كِ لمْ تتذلَّلْ ولمْ تخشعِ
تصلى القوافي إلى وجهها
فمنْ ساجداتٍ ومنْ ركَّعِ
أقمتُ وقدَّمتها رائداً
فشفِّعْ وسيلتها شفِّعِ
عصتني الحظوظُ فيا بدرُ كنْ
دليلاً على حظِّي الطَّيِّعِ
فلا غروَ أنْ أقهر الحادثاتِ
ورأيكَ لي ولساني معي
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> في كلّ دارٍ عدوٌ لي أقاذعهُ
في كلّ دارٍ عدوٌ لي أقاذعهُ
رقم القصيدة : 60140
-----------------------------------
في كلّ دارٍ عدوٌ لي أقاذعهُ
وعاذلٌ أتَّقيهِ أو أصانعُهُ
وآمرٌ بسلوٍّ لا يطاوعني
قلبي عليهِ وناهٍ لا أطاوعهُ
يعيا بوجدي ولم يحملْ بكاهلهِ
ثقلي ولا ضمنتْ قلبي أضالعهُ
كأنَّني أوَّلَ العشاقِ طالَ لهُ
مغنى الأحبَّة ِ وارفضتْ دامعهُ
عابوا وفائي لمنْ اهوى وقدْ علموا
أنَّ الخيانة َ ذنبٌ لا أواقعهُ
وهلْ تصحُّ لمأمونٍ امانتهُ
يوماً إذا الحبُّ لمْ تحفظْ ودائعهُ
نعم وقفتُ على الأطلالِ أسألها
ما كلُّ مستخبرٍ تصغي مسامعهُ
وقدْ يجيبكَ وحيا منْ تخاطبهُ
وتفهمُ القولُ ممنْ لا تراجعهُ
وما رجوتُ بذاتِ البانِ منْ سفهٍ
دنوَّ منْ شسعتْ عنّي شواسعهُ
ما وقفتُ لبدرٍ غابَ أطلبهُ(81/212)
جهلاً ولكنْ شفتْ عيني مطالعهُ
وكلُّ منْ فقدَ الأحبابَ ناظرهُ
مسرَّحُ الطَّرفِ في الآثارِ نافعهُ
وفي الظَّعائنِ خلاَّبٌ بموعدهِ
خلابة َ البرقِ لمْ تصدقْ لوامعهُ
مقنَّعٌ لثمُ الأبطالِ يحدرها
ذليلة ً ما تواريهِ مقانعهُ
ظبيٌ يسدُّ عنْ المرعى النُّفوسَ فقدْ
صارتْ حمى ً بالدَّمِ الجاري مراتعهُ
لا يقتضى عندهُ ثأرٌ ولا ترة ٌ
ولا يعابُ بحبنٍ منْ يقارعهُ
إنْ شاءَ أنكرَ أو إنْ شاءَ معترفاً
بالقتلِ لمْ يتعسَّفهُ توابعه
وكيفَ يجحدُ قتلاهُ إذا شهدتْ
خدَّاهُ بالدَّمِ أو باحتْ أصابعهُ
يا تاركي مثلاً في النَّاسِ منتشراً
تدورُ شائعة ً فيهمْ وشائعهُ
ما سلَّطَ اللهُ أجفاني على جلدي
إلاَّ ومحفوظُ سرِّي فيكَ ضائعهُ
منْ أحدثَ الغدرَ ديناً فاستننتْ بهِ
ومنْ أباحتكَ تعذيبي شرائعهُ
بلى هو الدَّهرُ مفطورٌ خلائقهُ
على الفسادِ وومجبولٌ طبائعهُ
أما ترى ملكَ الأملاكِ خاونهُ
عبيدهُ وعتتْ كفراً صنائعهُ
ثعالبٌ تتعاوى ساقها وعلٌ
لضيغمٍ لمْ تزعزعهُ زعازعهُ
ما قمتَ تزأرُ منها واحداً صمداً
إلاَّ وجبَّارَ ذاكَ الجمعِ خاشعهُ
رأوا ولاءكَ وسما في جباههمُ
فذُّلهمْ لكَ إنْ عزَّوا طوابعهُ
منْ كلِّ قلبٍ قسا والرِّقُ يخصمهُ
حتى يرقَّ ونعماكمْ تنازعهُ
وكيفَ تعصي رقابٌ أنتَ مالكها
ملكَ اليمينِ وسيفٌ أنتَ طابعهُ
وهلْ هباتكَ يبغيها مغالبة ً
منْ أنتَ واهبهُ أو أنتَ بائعهُ
عادوا وبسطة ُ أيديهمْ تثقَّلها
أغلالُ منَّكَ فيها أو جوامعهُ
يرعونَ ما أثمرَ البغيُ الذي غرسوا
والبغي معروفة ُ العقبى مصارعهُ
يلوذُ بالعفوِ منهمْ كلُّ ذو شممٍ
بأنفهِ بأسكَ المحذورُ جادعهُ
وحسبُ عاصيكَ ذلاًّ إذ صفحتَ لهُ
عنْ الجريرة ِ أنَّ الصَّفحَ شافعهُ
وأنتَ كالسَّيفِ لمْ ينضبْ بصفحتهِ
ماءُ الفرندِ ولمْ تسلمْ مقاطعهُ
راموكَ واللهُ رامٍ دونَ ما طلبوا
وهلْ يفرَّقُ شملٌ وهو جامعهُ
عوائدٌ لكَ تجري في كفالتهِ
لا يجبرُ اللهُ عظماً أنتَ صادعهُ(81/213)
كمْ قبلَ ذلكَ منْ فتقٍ منيتَ بهِ
واللهُ منْ حيثُ يخفى عنكَ راقعهُ
ضاقتْ جوانبهُ واشتدَّ مخرجهُ
وأنتَ فيهِ رحيبَ الصَّدرِ واسعهُ
ردَّاً إليهِ وتسليماًلقدرتهِ
فيما تحاولهُ أو ما تدافعهُ
فهبْ عبيدكَ للمعطيكَ طاعتهمْ
فأنتَ في العفوِ عنْ عاصيكَ طائعهُ
واعطفْ عليهمْ فهمْ أنصارُ دولتكمْ
ببأسهمْ كلَّ خصمٍ أنتَ قامعهُ
يامنْ إذا قالَ هلْ في الأرضِ منْ ملكٍ
سوايَ لمْ يرَ مخلوقاً ينازعهُ
منْ ماتَ منْ قومكَ الصِّيدِ الكرامِ فقدْ
احياهُ ذكركَ وابتلَّتْ مضاحعهُ
ومنْ على الأرضِ منهمْ سيِّدٌ ملكٌ
فأنتَ خافضهُ أو أنتَ رافعهُ
اللهُ سربلكمْ بالملكِ مصلحة ً
للعالمينَ فمنْ ذا عنكَ نازعهُ
وهلْ يقوَّضُ بيتٌ منْ رجالكمْ
عمادهُ وبأيديكمْ مجامعهُ
فركنُ دولتكمْ بالأمسِ أوَّلهُ
وأنتَ يا ركنَ دينِ اللهِ رابعهُ
ماتَ الملوكُ على عصيانهمْ كمداً
بهِ فكاتمُ داءٍ أو مذايعهُ
تمضي على حكمهِ الأفلاكُ دائرة ً
فكلُّ سعدٍ جرى فيهنَّ طالعهُ
وكنتَ سيفهمَ والمجدُ مرهفهُ
صقلاً وتاجهمُ والفخرُ راصعهُ
أجراهمُ والقنا كابٍ وأكرمهمُ
يداً إذا جودهمْ سالتْ ينابعهُ
ما أبحرُ الأرضِ منْ بحرٍ تمدُّ بهِ
إلى العفاة ِ يداً إلاَّ رواصعهُ
وكلُّ رزقٍ ترى الأقدارَ ضيِّقة ً
بهِ فعندكَ مسناة ُ وسائعهُ
كأنَّ مالكَ شخصٌ أنتَ مبغضهُ
فأنتَ مقصيهِ بالجدوى وقاطعهُ
آثارُ جودكَ فيمنْ أنتَ منهضهُ
آثارُ بطشكَ فيمنْ أنتَ صارعهُ
إنْ شمتَ وجهكَ راقتنا روائقهُ
أو شمتَ سيفكَ راعتنا روائعهُ
فلا قرارَ لمالٍ أنتَ باذلهُ
ولا انزعاجَ لثغرٍ أنتَ مانعهُ
تضجُّ باسمكَ ما قامتْ منابرهُ
على الرَِّشادِ وما ضلَّتْ صوامعهُ
حتى ترى الشِّركَ والإيمانَ ما اختلفا
ملكاً وما الفلكُ الدَّوَّارُ قاطعهُ
موَّحدُ الملكِ لا تدعى بتثنية ٍ
إلاَّ بنيكَ وشبلُ اللِّيثِ تابعهُ
كواكبٌ تستمدُّ النَّورَ منْ قمرٍ
على جبينكَ ساريهِ وساطعه
فلا خلتْ ابداً منها مواضعها(81/214)
منَ السَّماءِ ولا منهُ مواضعهُ
وزاركَ المدحُ في أبهى معارضهِ
مطرِّزاً باسمكَ العالي وشائعهُ
يختالُ بينَ يدي نعماكَ مائسهُ
حسناً ويستعبرُ الأنفاسَ رادعهُ
منْ كلِّ عذراءِ مخلوعٍ إذا برزتْ
فيها العذارُ وما إنْ ليمَ خالعهُ
يستوقفُ الرِّاكب الغادي لحاجتهِ
فيلفتُ الرأسَ أو تلوى أخادعهُ
يستقصرُ المنشدُ التَّالي طوائلها
كأنَّ أبياتَ ما يروي مصارعهُ
مستصعباتٌ على الرَّاقي أراقمها
إلاَّ الذي أنا حاويهِ وخادعهُ
يأتي على الصدِّ منكمْ والملالِ لها
وصلٌ يواليهِ أو شوقٌ ينازعهُ
ما إنْ رأتْ قبلكمْ فيمنْ يتاجركمْ
تجارة َ الجودِ منْ خاستْ بضائعهُ
والمهرجانُ بأنْ ترعى وسائلهُ
منها جديرٌ وأنْ تزكى ذرائعهُ
ذاكَ الرَّجاءُ لهذا اليومِ منتظرٌ
فاصنعْ بحكمِ العلا ما أنتَ صانعهُ
واعلمْ لكَ المجلسُ المعمورَ ساجدهُ
يعنو لوجهكَ إعظاماً وراكعهُ
أنَّى بقيتْ لهذا الشِّعرِ مذعنة ٌ
آياتهُ لي وحدي أو بدائعهُ
وإنْ سمعتَ بشيءٍ لستُ قائلهُ
فلا تعرِّجْ على ما أنتَ سامعهُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لو كانَ يرفقُ ظاعنٌ بمشيِّعِ
لو كانَ يرفقُ ظاعنٌ بمشيِّعِ
رقم القصيدة : 60141
-----------------------------------
لو كانَ يرفقُ ظاعنٌ بمشيِّعِ
ردُّوا فؤادي يومَ كاظمة ٍ معي
قالوا النَّوى وخرجتُ وهوَ مصاحبي
ورجعتُ وهوَ معَ الخليطِ مودِّعي
فلأيِّما من مهجتيَّ تأسُّفي
وبأيِّ قلبيَّ الغداة َ تفجُّعي
لا كانَ يومٌ مثلُ ذاكَ لآئبِ
بجوى ً ولا غادٍ سرى لمْ يمتعِ
يومٌ يعدُّ الجلدُ كلُّ ملاوذٍ
منهُ ويعذبُ فيهِ ملحُ الأدمعِ
أنشأتُ أسمي فيهِ غيرُ نشيدتي
منْ حيرة ٍ وأرودُ غيرَ المنجعِ
أطاُ الكرى متململاً وكأنَّني
لهباً وقعتُ على حرارة ِ أضعلى
هلْ يملكُ الحادي تلُّمُ ساعة ً
إنَّ البطيءَ معذبٌ بالمسرعِ
أمْ هلْ إليهِ رسالة ٌ مسموعة ٌ
عنِّي فينصتَ للبليغِ المسمعِ
روِّحْ بذي سلمٍ على متأخِّرٍ
يبغي اللَّحاقَ وإنْ أبيتَ فجعجعِ(81/215)
وتوخَّها في التَّابعينَ مثوبة ً
إنَّ المشوقَ إذا تخلَّفَ يتبعِ
الشّمسُ عندكَ في الخدودِ وعندنا
شمسٌ إذا متعَ الضحى لمْ تنصعِ
فتَّ العيونَ بها فهلْ في ردِّها
طمعٌ فكيفَ لنا بآية ٍ يوشعِ
نمْ نومة َ اليأسِ القريرة َ إنْ أوى
جنبٌ يقلِّبهُ فراقُ المضجعِ
واعلمْ بأنَّكَ إنْ رأيتَ فلنْ ترى
يوماً كأمسكَ في الزَّمانِ الأجرعِ
فوراءِ عهدك بالنَّخيلهِ جونة ٌ
بهماءَ تلعبُ بالمحبِّ الموجعِ
تعمى على بصرِ الدَّليلِ فجاجها
تيهاً فتخرتُ بالبروقِ اللُّمَّعِ
ركبتْ بها عجلى ترى منْ سوطها
أفعى متى ونتِ الرَّكائبِ تلسعِ
ورهاءَ ما نفضتْ يداً منْ حاجرٍ
إلاّ وقدْ غمستْ يداً في لعلعِ
لمْ تألفِ البيداءَ قبلَ جنونها
منْ ذاتِ خفٍّ أو تطيرَ بأربعِ
إنْ شاءَ بعدهمُ الحياءَ فلينسكبْ
أو شاءَ ظلُّ غمامة ٍ فليلقعِ
فمقيلُ جسمي في ذبولِ ربوعهمْ
كافٍ وشربي منْ فواضلِ أدمعي
كرمتْ جفوني في الدِّيارِ فأخصبتْ
فغنيتُ أنْ أردِ الدِّيارَ وأرتعي
فكأنَّ دمعي مدَّ منْ أيدي بني
عبدِ الرَّحيمِ ومائها المتنبِّعِ
وسهرتُ حتّى ما تميِّزُ مقلتي
فرقانَ مغربِ كوكبٍ منْ مطلعِ
فكأنَّ ليلي معْ تفاوتَ طولهِ
أسيافهمْ موصولة ً بالأذرعِ
لا يبعدنَّ اللهَ دارَ معاشرٍ
مذْ جمَّعوا شملَ العلا لمْ يصدعِ
حملوا العظائمَ ناهضينَ بأنفسٍ
لمْ تنقبضْ وكواهلٍ لمْ تظلعِ
مترادفينَ على الرِّياسة ِ أقعدوا
منها على سيساءِ ظهرٍ طيَّعِ
لمْ يزلقوا في ظهرها قدماً ولا
عثروا بها متعوِّذينَ بدعدعِ
داسوا الزَّمانَ فذلَّلوا أحداثهُ
بأخامصٍ فوقَ الأضالعِ وقَّعِ
متسلطينَ على جسامَ امورهِ
وثبَ الأسودِ على البهامِ الرُقَّعِ
أنفوا منَ الأطرافِ والأوساطِ فاس
تلبوا العلاءَ منَ المكانِ الأرفعِ
تعطيهمُ آراؤهمْ وسيوفهمْ
كفَّ الزَّمانِمنَ المخوفِ المفزعِ
ولدوا ملوكاً فالسِّيادة ُ فيهمُ
مطبوعة ٌ لمْ تكتسبْ بتطبُّعِ
للشَّيخِ والكهلِ المرجَّحِ منهمُ
ما للموشَّحِ والصغيرِ المرضعِ(81/216)
لكنْ عميدُ الدَّولة ِ الشَّمسُ التي
عنتِ النُّجومُ لنورها المتشعشعِ
سبقَّ الأوائلَ فاستبدَّ بشوطهِ
متهملاً والسبقُ للمتسرِّعِ
ورأى نجابة َ منْ تأخَّرَ منهمُ
عنهُ فقالَ الحقْ نشاوى واتبعِ
فضلوا بهِ ولكلِّ ساعٍ منهمُ
مجدٌ فضيلة َ غالبٍ بمجمَّعِ
منْ ناقلٍ صدقَ الحديثِ معوَّدٍ
حفظَ الأمانة َ للصَّديقِ المودعِ
يطوي الطَّريقَ نشيطة ً حركاتهُ
للصَّعبِ منها والذّليلِ الطيَّعِ
تتجمَّعُ الحاجاتُ عندَ نجاحها
للمرسلينَ بشملهِ المتوزِّعِ
ما بينَ وقتِ رحيلهِ وإيابهِ
إلاَّ مسافة ُ مثلثٍ أو مربعِ
حتَّى ينيخَ بثقلهِ وبضيفهِ
بالمستخفِّ وبالوهوبِ الموسعِ
فيقولُ عنِّي للوزيرِ وربما
تردُ الرِّسالة ُ منْ سوايَ فلا يعي
كمْ تأخذُ الأشواقُ منْ جلدي وكمْ
قلقي بحملِ فراقكمْ وتروُّعي
وإلامَ طولُ رضايَ بالميسورِ منْ
حظِّي وفرطُ تعفُّفي وتقنُّعي
طيانَ أبغي الوفدَ بينَ معاشرٍ
حبُّ العلا في دينهمْ لمْ يطبعِ
يا ضلَّتي ما قمتُ أطلبُ عندهمء
رزقاً عداكَ ويا سفاهة َ مطمعي
ومنَ العناءِ وأنتَ ساكنُ موضعٍ
طلبُ العلا في غيرِ ذاكَ الموضعِ
وهبَ النَّوالَ على العبادِ مكايلي
منْ راحتيكَ بمفعمٍ وبمترعِ
ونداكَ مثلُ الطَّيفِ يخرقُ جانباً
عرضَ الفلا حتَّى يجاسدَ مضجعي
فجمالُ أيَّامي بحضرتكَ التي
هي منيتي يومَ الفخارِ ومفزعي
وجلاءُ طرفي وانبعاثُ خواطري
ما بينَ مرأى منْ عداكَ ومسمعِ
حظٌّ لعمركَ لا اعتياضَ لناظري
منهُ ولا لفؤادي المتصدِّعِ
يا غائباً غدتِ الوزارة ُ بعدهُ
شلوَ الفريسة ِ في الذئابِ الجوَّعِ
تتدافعُ الأيدي الضِّعافُ بثقلها
بهراً وما في صدرها منْ مدفعِ
وضعَ اسمها في كلِّ معنى ً حائلٍ
نابٍ لها ولمثلها لمْ يوضعِ
يسمى بها منْ لمْ يكنْ يسمو لها
غلطاً ويطمعُ كلُّ منْ لمْ يطمعِ
تدعو مغوِّثة ً بمالكِ رقِّها
منْ بينِ قبضتِ غاصبٍ أو مدَّعي
فاسئلْ أسودُ الغابِ كيفَ تفسَّحتْ
للشاءِ عنْ هذا العرينِ المسبعِ(81/217)
ما قمتمُ عنها وفيها متعة ٌ
وأبيكمُ للجالسِ المستمتعِ
والملكُ مذْ أهملتموهُ بيضة ٌ
لمْ يحملها أنِفٌ وسرحٌ ما رعي
مازالَ يسري الدَّاءُ في أعضائهِ
أو ماتَ أو إنْ لمْ يمتْ فلقدْ نعي
يفديكَ منهمُ نائمٌ عنْ رشدهِ
أو حاسدٌ لكَ ساهرٌ لمْ يهجعِ
متصوبِ القدمينِ خفَّاقُ الحشا
في حيثِ يثبتُ للقنا المتزعزعِ
يعطي الرياسة َ قابضاً أو باسطاً
خرقاءَ كيفَ تصرَّفتْ لمْ تصنعِ
جعلَ الوعيدَ على العبادِ سلاحهُ
ووعيدهِ شنٌّ بكفِّ مقعقعِ
غضبانَ أنَّكَ سالمٍ منْ كيدة ٍ
غضبَ الفرزدقَ منْ سلامة ِ مربعِ
تتلى صفاتكَ وهوَ يعجبُ سادراً
عجبُ الجبانِ منَ الكميِّ الأروعِ
ولئنْ عظمتَ وقلَّ أنْ تفدى بهِ
فالعينُ تقذى مرَّة ً بالإصبعِ
عدني بقربكَ إنَّهُ منْ فاتهُ
إدراكُ حظٍّ عاشَ بالمتوقَّعِ
وامددْ إليَّ يداً لو أنَّكَ في السُّها
وعلى الثَّرى أهلي لنالتْ موضعي
بيضاءَ خضراءُ النّضدى أغدوا بها
أبداً رطيبَ التُّربِ سبطَ الأربعِ
تجري بسدَّة ِ خلَّتي أقلامها
تملى المضاءَ على السُّيوفِ القطَّعِ
واسمعْ على بعدِ الدِّيارِ وقربها
مثلَ القراطِ تعلُّقاً بالمسمعِ
غرراً بكاراً أسلمتْ لي عذرها
لو لمْ أكنْ فحلاً لها لمْ تفرعِ
ممّا اصطفيتكَ في الشَّبابِ وشائباً
منْ صفوتيهِ بمقرحٍ وبمجذعِ
وجعلتهُ لكَ أو لقومكَ نحلة ً
لولايَ أو لولاكمُ لمْ تشرعِ
أحوي أراقمهُ بفضلِ تلطُّفي
فيعي وأخدعُ منهُ ما لمْ يخدعِ
أرسلتهُ طلقَ السِّهامِ إذا استوتْ
لمْ تنعرجْ وإذا مضتْ لمْ ترجعِ
فبقيتَ لي ولهُ وآية ُ معجزي
لولاكَ في إظهارهِ لمْ تصدعِ
ماكرَّ يومٌ عائدٌ بصباحهِ
ورواحهِ منْ مغربٍ أو مطلعِ
وتحالفتْ في العربِ أو في فارسٍ
أعيادها في تالدٍ ومفرَّعِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يزوِّرُ عنْ حسناءَ زورة َ خائفٍ
يزوِّرُ عنْ حسناءَ زورة َ خائفٍ
رقم القصيدة : 60142
-----------------------------------
يزوِّرُ عنْ حسناءَ زورة َ خائفٍ(81/218)
تعرُّضُ طيفٍ آخرَ اللّيلِ طائفِ
فأشبهها لمْ تغدُ مسكا لناشقٍ
كما عوَّدتَ ولا رحيقاً لراشفِ
قصيَّة ُ دارٍ قرَّبَ النَّومُ شخصها
ومانعة ٌ أهدتْ سلامَ مساعفِ
ألينُ وتغرى بلإباءِ كأنَّما
تبرُّ بهجراني أليَّة َ حالفِ
وبالغورِ للنَّاسينَ عهدي منزلٌ
حنانيكَ منْ شاتٍ لديهِ وصائفِ
أغالطُ فيهِ سائلاً لا جهالة ً
فأسألُ عنهُ وهوَ بادي المعارفِ
ويعذلني في الدَّارِ صحبي كأنَّي
على عرصاتِ الحبِّ أوَّلُ واقفِ
خليليَّ إنْ حالتْ ولمْ أرضَ بيننا
طوالُ الفيافي أو عراضُ التنائفِ
فلا زرَّ ذاكَ السجفُ إلاَّ لكاشفٍ
ولا تمَّ ذاكَ البدرُ إلاَّ لكاشفِ
فإنْ خفتما شوقي فسوفَ تأمنانهِ
بخاتلة ٍ بينَ القنا والمخاوفِ
بصفراءِ لو حلَّتْ قديماً لشاربٍ
لضنَّتْ فما حلَّتْ فتاة ً لقاطفِ
يطوفُ بها منْ آلِ كسرى مقرطقٌ
يحدثُ عنها منْ ملوكِ الطَّوائفِ
سقى الحسنُ حمراءَ السُّلافة ِ خدَّهُ
فأنبعَ نبتاً أخضراً في السَّوائفِ
وأحلفُ أنَّى شعشعتْ لي بكفِّهِ
سلوتُ سوى همٍّ لقلبي محالفِ
عصيتُ على الأيَّامِ أنْ ينتزعنهُ
بنهني عذولٍ أو خداعَ ملاطفِ
جوى ً كلما استخفى ليخمدَ هاجهُ
سنا بارقٍ منْ أرضِ كوفانَ خاطفِ
يذكرني مثوى عليَّ كأنَّني
سمعتُ بذاكَ الرزءُ صيحة َ هاتفِ
ركبتُ القوافي ردفَ شوقي مطيَّة ً
تخبُّ بجاري دمعيَ المترادفَ
إلى غاية ٍ منْ مدحهِ إنْ بلغتها
هزأتُ بأذيالِ الرِّياحِ العواصفِ
وما أنا منْ تلكَ المفازة ِ مدركٌ
بنفسي لو عرَّضتها للمتالفِ
ولكنْ تؤدي الشَّهدُ إصبعُ ذائقٍ
وتعلقُ ريحُ المسكِ راحة ُ دائفِ
بنفسي منْ كانتْ معَ اللهِ نفسهُ
إذا قلَّ يومَ الحقِّ منْ لمْ يحازفِ
إذا ما عزوا ديناً فآخرُ عابدٍ
وإنْ قسموا دنيا فأوَّلُ عائفِ
كفى يومَ بدرٍ شاهدا وهوازن
لمستأخرينَ عنهما ومزاحفِ
وخيبرُ ذاتُ البابِ وهي ثقيلة ُ ال
مرامِ على أيدي لخطوبِ الخفائفِ
أبا حسنٍ إنْ أنكروا الحقَّ واضحاً
على أنَّهُ واللهِ إنكارُ عارفِ(81/219)
فإلاَّ سعى للبينِ أخمصُ بازلٍ
وإلاّ سمتَ للنَّعلِ إصبعُ خاصفِ
وإلاَّ كما كنتَ ابنَ عمٍّ ووالياً
وصهراً وصنواً كانَ منْ لمْ يقارفِ
أخصَّكَ للتفضيلِ إلاَّ لعلمهِ
بعجزهمْ عنْ بعضِ تلكَ المواقفِ
نوى الغدرُ أقوامٌ فخانوكَ بعدهُ
وما آنفٌ في الغدرِ إلاَّ كسالفِ
وهبهمْ سفاهاً صحّحوا فيكَ قولهُ
فهلْ دفعوا ما عندهُ في المصاحفِ
سلامٌ على الإسلامِ بعدكَ إنَّهمْ
يسومونهُ بالجورِ خطَّة َ خاسفِ
وجدَّدها بالطُّفِّ بابنكَ عصبة ٌ
أباحوا لذاكَ القرفَ حكَّة َ قارفِ
يعزُّ على محمّدِ بابنِ بنتهِ
صبيبُ دمٍ منْ بينِ جنبيكَ واكفِ
أجازوكَ حقّاً في الخلافة ِ غادروا
جوامعَ منهُ في رقابِ الخلائفِ
أيا عاطشاً في مصرعٍ لو شهدتهُ
سقيتكَ فيهِ منْ دموعي الذَّوارفِ
سقى غلَّتي بحر بقبكَ إنَّني
على غيرِ إلمامٍ بهِ غيرُ آسفِ
وأهدي إليهِ الزَّائرونَ تحيَّتي
لأشرفَ إنْ عيني لهُ لمْ تشارفِ
وعادوا فذرُّوا بينَ جنبيَّ تربة ٌ
شفائيَ ممَّا استحقبوا في المخاوفِ
أسرَّ لمنْ والاكَ حبَّ موافقٍ
وأبدي لمنْ عاداكَ سبَّ مخالفِ
دعيٌّ سعى سعيَ الأسودِ وقدْ مشى
سواهُ إليها أمسِ مشيَ الخوالفِ
وأغرى بكَ الحسَّادَ أنَّكَ لمْ تكنْ
على صنمٍ فيما روهُ بعاكفِ
وكنتَ حصانِ الجيبِ منْ يدِ غامرٍ
كذاكَ حصانَ العرضِ منْ فمِ قاذفِ
وما نسبٌ ما بينَ جنبيَّ تالدٌ
بغالبِ ودٍّ بينَ جنبيَّ طارفِ
وكمْ حاسدٍ لي ودَّ لو لمْ يعشْ ولمْ
أنابلهُ في تأبينكم وأسايفِ
تصرَّفتُ في مدحيكمُ فتركتهُ
يعضُّ على الكفِّ عضَّ الصوارفِ
هواكمُ هوَ الدُّنيا وأعلمُ أنَّهُ
يبيِّضُ يومَ الحشرِ سودَ الصَّحائفِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> مشينَ لنا بينَ ميلٍ وهيفِ
مشينَ لنا بينَ ميلٍ وهيفِ
رقم القصيدة : 60143
-----------------------------------
مشينَ لنا بينَ ميلٍ وهيفِ
فقلْ في قناة ٍ وقلْ في نزيفِ
على كلِّ غصنٍ ثمارُ الشَّبا
بِ منْ مجتنيهِ دواني القطوفِ(81/220)
ومنْ عجبِ الحسنِ أنَّ الثقي
لَ منهُ يدلُّ بحملِ الخفيفِ
خليليَّ ما خبرُ ما تبصرا
نِ بينَ خلاخيلها والشُّنوفِ
سلاني بهِ فالجمالُ اسمهُ
ومعناهُ مفسدة ٌ للعفيفِ
أمنْ عربيّة َ تحتَ الظَّلام
تولُّجُ ذاكَ الخيالُ المطيفِ
سرى عينها أو شبيهاً فكا
دَ يفضحُ نوميَ بينَ الضُّيوفِ
نعمْ ودعا ذكرَ عهدِ الصِّبا
سيلقاهُ قلبي بعهدٍ ضعيفِ
بآلِ عليٍّ صروفُ الزَّمانِ
بسطنَ لساني لذمِّ الصُّروفِ
مصابي على بعدِ داري بهمْ
مصابُ الأليفِ بفقدِ الأليفِ
وليسَ صديقيَ غيرَ الحزين
ليومِ الحسينِ وغيرَ الأسوفِ
هوالغصنُ كانَ كميناً فهبَّ
لدى كربلاءِ بريحٍ عصوفِ
قتيلٌ بهِ ثارَ غلُّ النُّفوسِ
كما نغرَ الجرحَ حكَّ القروفِ
بكلِّ يدٍ أمسي قدْ بايعتهُ
وساقت لهُ اليومَ أيدي الحتوفِ
نسوا جدَّهُ عندَ عهدٍ قريبٍ
وتالدهُ معَ حقٍّ طريفِ
فطاروا لهُ حاملينَ النِّفاقَ
بأجنحة ٍ غشُّها في الخفيفِ
يعزُّ عليَّ ارتقاءُ المنونِ
إلى جبلٍ منكَ عالٍ منيفِ
ووجهكَ ذاكَ الأغرُّ التَّريب
يشهِّرُ وهوَ على الشَّمسِ موفي
على ألعنُ أمرهُ قدْ سعى
بذاكَ الذّميلِ وذاكَ الوجيفِ
وويلُ أمِّ مأمورهمْ لو أطاعَ
لقدْ باعَ جنَّتهُ بالطَّفيفِ
وأنتَ وإنْ دافعوكَ الإمامُ
وكانَ أبوكَ برغمِ الأنوفِ
لمنْ آية ُ البابِ يومَ اليهودش
ومنْ صاحبُ الجنِّ يومَ الخسيفِ
ومنْ جمعَ الدَّينَ في يومِ بدرٍ
وأحدٍ بتفريقِ تلكَ الصُّفوفِ
وهدَّمَ في اللهِ أصنامهمْ
بمرآيَ عيونٍ عليها عكوفِ
أغيرُ أبيكَ إمامُ الهدى
ضياءُ النّديِّ هزبرُ العزيفِ
تفلَّلَ سيفٌ بهِ ضرجوكَ
لسوّدَ خزياً وجوهَ السُّيوفِ
أمرَّ بفيَّ عليكَ الزَّللُ
وآلمَ جلديَ وقعُ الشُّفوفِ
أتحملُ فقدكَ ذاكَ العظيمَ
جوارحُ جسميَ هذا الضَّعيفِ
ولهفي عليكَ مقالُ الخبي
رِِ أنَّكَ تيردُ حرَّ اللهيفِ
أنشركَ ما حملَ الزَّائرو
نَ أمِ السكُ خالطَ تربَ الطُّفوفِ
كأنَّ ضريحكَ زهرُ الرَّبي
عِ هبّتْ عليهِ نسيمُ الخريفِ(81/221)
أحبّكمُ ما سعى طائفٌ
وحنَّتْ مطوَّفة ٌ في الهتوفِ
وإنْ كنتُ منْ فارسٍ فالشَّ
ريفُ معتلقٌ ودَّهُ بالشَّريفِ
ركبتُ على منْ يعاديكمُ
ويفسدُ تفضيلكمُ بالوقفِ
سوابقَ منْ مدحكمُ لمْا أهبْ
صعوبة َ ريِّضها والقطوفِ
تقطِّرُ غيريَ أصلابها
وتزلقُ أكفالها بالرَّديفِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لو شاءَ سارٍ ليلة َ النَّعفِ وقفْ
لو شاءَ سارٍ ليلة َ النَّعفِ وقفْ
رقم القصيدة : 60144
-----------------------------------
لو شاءَ سارٍ ليلة َ النَّعفِ وقفْ
وعارفٌ ينكرُ حقّي لاعترفْ
عهدٌ تفرَّقنا وحلَّقتْ بهِ
فتخاءُ طاحَ هدراً ما تختطفْ
بمزاقٍ منَ العيونِ ما لمنْ
يطلبها فائتة ً إلاَّ الأسفْ
أسهرني ونامَ منْ عاهدني
بنجوة ٍ منْ رغبة ٍ ومنحرفْ
أكلما أستأنفُ ذنباً ظالمي
عفوتُ منْ ذنوبهِ عمّا سلفْ
لو قيلَ سكانُ الحمى وفعلهمْ
بي وفعلهمْ نزا فؤادي ورجف
سلْ بارقاً أذكى الغضا على الغضا
محدِّثاً عنِ الحيا كيفَ يكفْ
أمنْ جفونِ العامريينَ انتضى
أمْ منْ ثنايا العامريّاتِ خطفْ
واسئلْ بغصنٍ منهمُ أشكو الجوى
وثقلهُ إذا مشى يشكو الهيفْ
شككني فيما استقامَ وانثني
ألامهُ أقتلُ لي أمْ الألفْ
عنَّ بهِ النِّيهُ فلو كلَّمهُ
جمالهُ أعرضَ عنهُ وصدفْ
كأنَّهُ لمْ يرَ حقفاً عما
هيلَ ولا بدراً معِ التِّمِّ انكسفْ
لكلِّ شيءٍ آفة ٌ تنقصهُ
إذا انتهى وآفة ُ الحسنِ الصَّلفْ
خبَّرني أنَّي شاكٍ بعدهُ
لواعجَ الشَّوقِن فقالَ وحلفْ
إنْ باحَ بالسِّرِّ لأهجرنّهُ
عاقبْ بغيرِ الهجرِ فالهجرُ سرفْ
ما لحسودس في هواكمْ عابني
لا رامَ رفعَ طرفهِ إلاَّ طرفْ
وناقلٍ إليكمُ ما لمْ أقلْ
أصابهُ اللهُ بذنبِ ما اقترفْ
ياللغواني يجنيّنَ ولي
متى سمحتُ بقيادي للعنفْ
قدْ علمتْ إذا الغرامُ ضامني
أنِّي منهُ بالسُّلِّ أنتصفء
وأنَّني على اللّجاجِ صخرة ٌ
إذا لويتُ عنقي لمْ أنعطفْ
لا تنتهي نفسي انصرافً عنِ هوى
دامَ ولا ترجعُ حينَ تنصرفْ(81/222)
سمحتُ للدُّنيا بجلِّ أهلها
سماحً غيرِ نادمٍ ولا أسفْ
رأيتهمْ ببخلهمْ وعفَّتي
دوني وذو الغنى وذو الشَّرفْ
لمْ اخشهمْ منْ حيثُ لمْ أرجهمُ
إنَّكَ مالمْ ترجُ شيئاً لمْ تخفْ
كفتني الرِّزقَ يدٌ واحدة ٌ
والنَّاسُ طرّاً واحدٌ منهمْ خلفْ
ما رعتِ الصّضاحبَ عينُ اللهِ لي
فشملُ آمالي جميعاً مؤتلفْ
سيّانَ ما استخلصتهُ منْ سيّدٍ
وما صفَّ منهمُ ومنْ عقَّ وعفّْ
ة جدتُ فيهِ ما طلبتُ عندهُ
فلمْ أجدهُ وهوَ ما عزَّ وكفّْ
لا عدة ٌ تلوى ولا خلقٌُ على اخ
تلافِ ألوانِ الزَّمانِ يختلفْ
وراحة ٌ على مقابضِ الظِّبا
تثقلْ أوْ في بسطة ِ الجودِ تخفْ
يومَ الرِّدى جندلة ٌ وفي النّدى
جندلة ٌ كلتماها ملءَ الأكفْ
انظرءإليهِ تختبرْ ما عندهُ
إنَّ الظَّهاراتِ الرَّقيقاتِ تشفّْ
وجهٌ لبيقٌ بالنَّعيمِ ماؤهُ
وبشرٌ لمْ يغتربْ فيهِ التَّرفْ
ألومُ إلاَّ حاسداً كمالهُ
وحسدُ الشَّمسِ علوٌّ وشرفْ
قلْ لمعارِ المجدِ حائلا
واسماً على إعرابهِ لا ينصرفْ
جارِ أبا القاسمْ أولى خطوة ٍ
تعلُّماًن ودعهُ يجري ثمَّ قفْ
لمْ يتقلدها قصيراً أو قصا
إنَّ العلا حمائلٌ لذي الكتفْ
سمعاً بني عبدِ لرَّحيمِ إنَّها
بناتُ طبعٍ لمْ يدنِّسها الكلفْ
تبعثها في مدحكمْ محبة ٌ
مدحُ الرَّجاءِ غيرهُ مدحُ الشّغفْ
مقيمة ٌ بذكركمْ لمْ تسترحْ
لوطنٍ سائرة ٌ لمْ تعتسفْ
تبيضُّ أوْ خضرّ منْ سطورها
بنورِ أوصافكمُ سودُ الصُّحفْ
ينشرُ منها المنشدونَ بردة ً
أوْ منْ رياضِ الحزنِ عيناءَ أنفْ
يعجبني تسلّثطٌ فيها إذا
قامتْ تعاطى منْ علاكمْ ما تصفْ
تهدي لكمْ في كلّ يوم فرحة ٍ
عيونهاالمستغرباتِ والطُّرفْ
تجولُ رعياً حولَ أعراضكمُ
تحمي منَ العارِ حماها وترفْ
إنْ فاتها عيدٌ فعيدٌ بعده
لكمْ صفايا سلفها والمؤتنفْ
لا يقدحُ لحسَّادُ فيَّ عندكمُ
وفيتكمْ رسومها أو لمْ أوفْ
قلبي مأمونٌ على ودادكمْ
ما دامَ مأمونٌ على الدُّرِّ الصَّدفْ
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع(81/223)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سافرْ بطرفكَ واشترفْ هلْ تعرفُ
سافرْ بطرفكَ واشترفْ هلْ تعرفُ
رقم القصيدة : 60145
-----------------------------------
سافرْ بطرفكَ واشترفْ هلْ تعرفُ
أنَّى سرى بوجرة َ يخطفُ
هبَّ اختلاساً ثمَّ غمِّض موهناً
وعلى الرّحالِ نواظرٌ ما تطرفُ
يشتاقُ صحبي أنْ يضيءَ ودونهُ
منْ شملة ِ الظَّلاءِ سترِ مسدفُ
فكأنَّما ضحكتْ لهُ بوميضهِ
خنساءُ فهلْ بكلّ لحظٍّ يرشفُ
حملوا الخدودَ على أكفٍّ موطلتْ
بالنّومِ فهي عنِ المخاصرِ تضعفُ
بعثُ الغرامِ المدلجينِ جرتْ لهمْ
طيرُ الفراقِ بوارحاً فتعيَّفوا
لما استقامَ بعيسهمْ لقمُ السُّرى
عثرَ الكرى بدليلهمْ فتحرّفوا
يتهافتونَ على الرِّحالِ كأنَّما
لعبتْ بما تحتَ الشُّعورِ القرقفُ
يا سائقَ الاظعانِ إنّ معَ الصِّبا
خبراً لو انكَّ لصِّبا تتوقفُ
هبَّتْ بعارفة ٍ تسوقُ منْ الصِّبا
أرجاً بريَّاً أهلهُ يتعرَّفُ
فكأنّما حبسُ التّجارُ لطيمة ً
في الرَّكبِ أوْ سكبُ السُّلافِ مصرِّفُ
فبردتَ بينَ عنيزتينِ وصارة ٍ
كبداً إلى زمنِ الحمى يتلهّفُ
ومنَ العقائلِ بالغضا سعديّة
تفى الصِّفاتُ وحسنها لا يوصفُ
كالرِّيمِ لو كانتْ تصادُ بحيلة ٍ
والبدرُ إلاّ أنَّها لا تكسف
بيضاءُ يقعدها كثيبٌ أهيلٌ
طوراً وينهضها قضيبٌ أهيفُ
في صدرها حجرٌ وتحتَ صدارها
ماءٌ يشِّفُ وبانة ٌ تتعطَّفُ
زارتْ منَ البلدِ الحرامِ وبيننا
عنقاً زرودَ ومنْ تهامة َ نفنفُ
تعسُّفِ الشّقِّ العدو لقومها
فعجبتُ للسّاري وما يتعسّفُ
أنّى تصرُّمُ قلبها بعدما
كانتْ تراعُ بظلِّها وتخوَّفُ
ولقدْ سترتُ عنِ الوشاة ُ طروقها
ومكانها لنبالهمْ مستهدفُ
وطويتهُ حتّى تحدَّثَ غدوة ً
عنها النَّصيفُ بهِ وغنّى المطرفُ
ولئنْ وشوا فلقدْ تنزّهَ بيننا
ذاكَ المبيتُ وعفَّ ذاكَ الموقفُ
أنا منْ علمتِ ومن أحبّ عزوفة ٌ
عمّا يعابُ بعيبهِ ويعنّف
لا لمالُ يغلبني على حبسي ولا
ديني بمأثم لذّة ٍ يتحيّف(81/224)
ولقدْ أصدَّ عنْ المطامعِ معرضا
ووجوههاً للطَّالبينَ تزخرفُ
وتجمَّ أودية ُ النّوالِ ودونها
ضيمٌ وبي ظمأٌ فلا أتنطَّفُ
خلقٌ فطرتُ عليهِ فكانَ سجيَّة ً
والعرضُ يسمنُ والمعيشة ُ تعجفُ
والمالُ أهونُ أنْ تضيعَ لحفظهِ
إنْ كنتَ حرَّاً ماءَ وجهٍ ينزف
فاركبْ جناحَ العزِّ لستَ بمخلفوإذا لقيت المجد فأصحب أهله وأكثر فأنت بمن تكاثر تعرف
عرضا مضى ولكل مام خالفسقط بيت ص
واستمل منْ شرفِ المعالي عادة َ ال
خلقِ الكريمِ فإنَّ نسكَ تشرفُ
قرمٌ تجودُبوصلها الدُّنيا لهُ
حبّاً وتقربُ وهوَ عنها يصدف
وتطيعهُ الدّولُ الفوركَ غيرة ً
فيعزُّ عمّا في يديهِ ويظلفُ
ويعفُّ عنْ تبعاتها عنْ قدرة ٍ
ومنْ الغرائبِ قادرٌ متعفِّفُ
لولا العلا ما كلَّفتهُ نفسهُ
منْ شقَّة ِ الإعياءِ ما يتكلَّفُ
غيرانَ أنْ يرعى لمصلحة ِ حمى
أو انْ يبيتَ سياسة ٍ يتخطّفُ
كلفٌ بأنْ يوفي الأمانة َ حافظٌ
للعهدِ تعرفهُ الحقوقُ وتعسفُ
يقظانُ منْ دونِ الملوكِ إذا ونى
مستعملٌ في الرأيِّ أوْ مستخلفُ
تعبٌ يزاحمُ ليلهُ بنهارهِ
فيما يجمُّ ظهورهمْ ويخفّفُ
كمْ عالجوا خطباً بهِ منْ بعدِ ما اس
تشرى يماطلُ داؤهُ ويسوِّفُ
وتحطّمتْ عجماءُ ركبُ رأسها
غشّامة ٌ شيطانها متعجرفُ
كالسَّيلِ ليسَ لوجههِ متحدَّرٌ
نقصُ الرُّبى عمّا يحاولُ مصرفُ
لا اتملكُ الحيلُ النَّوافذَ ضبطها
حتّى إذا يدنو لها الكافي كفوا
عزمٌ أشدَّ منْ الصَّفا ووراءهُ
خلقٌ ألذُّ منَ المدامِ وألطفُ
مرٌّ إذا غضبَ استسلّ لسانهُفإذا كشفتَ ضميرَه متنصِّلا ألفيتَ خيرَ بطانة تتكشَّفُفإذا كشفت ضميرَه متنصِّلا ألفيتَ خيرَ بطانة تتكشَّفُ
كلماً منْ البيضِ الحدائدِ أرهف سقط بيت ص
ولربَّما جارُ اللّسانِ وتحتهُ
قلبٌ منيبٌ واعتقادٌ منصفُ
للهِ درُّكَ ضرباً بعروقهِ
في السَّبقِ إنْ وقفَ الهجينُ المقرفُ
ومهجِّنا حلمُ الكهولِ وعشرهُ
في السِّنِّ لمْ يركبْ مطاها نيِّفُ
عوّدتَ مهجتكَ السُّموَّ في علا(81/225)
كعبُ امرئٍ إلاّ وكعبكَ أشرفُ
وعربتَ فاسمكَ يومَ تقضى عادلٌ
في النّاسِ واسمكَ يومَ تعطى مسرفُ
وترى غنيَّ القومِ يصلحُ مالهُ
شفقاً وأنتَ بضعفِ مالكَ تجحفُ
لكَ راحتانِ كلاهما يمنى إذا
كانتْ شمالٌ عنْ يمين تضعفُ
فيدٌ إذا عاقبتَ لمْ تعجلْ بها
ويدٌ إذا أنعمتَ لا تتوقَّفُ
أعيا الرِّجالُ طلابُ شأوكَ فاستوى
في العجزِّ دونكَ سابقٌ وموقِّفُ
وركبتَ كلّ مقطِّرٍ بسواكَ من
ظهرُ الكفاية ِ متنهُ لا يردف
وإذا فتلتَ حبلَ عهدٍ لمْ يكنْ
يوماً لينكث حبلكَ المستحصفُ
وإذا خلطّتْ فتى ً بودِّكَ لمْ يكدْ
كرماً صديقكَ منْ شقيقكَ يعرفُ
أنا منْ جفاكَ لسانهُ وفؤادهُ
بهواكَ معْ طولِ البعاد مكلَّفُ
وعدتهُ عنكَ قوابضٌ منْ حشمة ٍ
ومكاسُ حظٍّ بالفى يتصرَّف
فولاؤهُ بينَ الجوانحِ والحشا
لكَ واصلانِ وسعيهُ متخلَّفُ
كمْ تحتَ جنبي أنْ أزوركَ منْ جوى ً
ذاكَ ومنْ ريحِ اشتياقٍ تعصفِ
ومحبة ٍ تصلُ الدّيانة ُ حبلها
بيني وبينكَ عيصها متلفَّفُ
وإنْ اتهمتَ فمي فربَّ فراسة ٍ
في الوجهِ تشهدُ لي بذاكَ وتحلفُ
هذا وإنْ بسطَ انقباضي باعثٌ
نحوي بوجهكَ أو برأيكَ يعطفُ
تأنَّستْ حوشيّتي ولأصبحتْ
هممي الشُّذوذُ جوامعا تتألفُ
ولزرتُ عنْ ثقة ٍ فإنَّ مكانتي
تدني وإنَّ زيارتي تتشوَّفُ
ولقدْ علمتَ وكلُّ مولى نعمة ٍ
أنِّي إذا ثقلَ الريصُ مخفِّفُ
لا تحتَ ضغطة ِ حاجة ٍ أنا طارحٌ
نفسي ولا أنا حينَ أسألُ ملحفُ
يقتادني قودَ الجنيبة ِ موسعي
بشراً ويملكَ رقِّيَ المتلطِّفُ
تغشاكَ أو يمحى بما استقبلتهُ
منْ حسنها تقريظيَ المستسلفُ
ومنَ العجائبِ أنَّ كسرى والدي
وأنا بناتي في الفصاحة ِ خندفُ
فتلمُّها ولمهرجانُ يزفّها
عذراءَ درُّ عقودها لكَ يرصفُ
وافنِ اللَّيالي خالداً متسلِّطاً
حتّى يقوَّمَ ميلها ويثقَّفُ
ما حنَّ للوطنِ الغريبِ وما سعى
بحرامِ مكّة َ حاصبٌ ومعرِّفُ
موقع أدب (adab.com)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> رعتْ منْ تبالة َ جعداً خفيفاً(81/226)
رعتْ منْ تبالة َ جعداً خفيفاً
رقم القصيدة : 60146
-----------------------------------
رعتْ منْ تبالة َ جعداً خفيفاً
وسبطاً يرفُّ عليها رفوفا
وساقَ لها حارسُ الإنتجا
عِ منْ حيثُ حنَّتْ نميراً وريفا
تخطَّاهُ تبشمهُ بالعيونِ
بطاناً وتقلصُ عنهُ الأنوفا
رعتْ ما اشتهتْ ذا وذاكَ الرَّبي
عِ رعياً يجرُّ عليها الخريفا
وحدَّثها أسرًُ المحصناتِ
أحاديثَ نجدٍ فخبَّتْ خفوفا
وحنَّتْ لأيامها بالبطاحِ
فمدتْ وراءَ صليفٍ صليفا
تراودُ أيديها في الوريدِ
ويأبى لها الشِّوقُ إلاَّ الوجيفا
فهلْ في الخيامِ على المأذم
ينِ قلبٌ يكونُ عليها عطوفا
وهلْ بانُ سلعٍ على العهدِ من
هُ يحلو ثماراً ويدنو قطوفا
تزاورُ ريحُ الصَّبا بينهنْ
فيقبلنَ ميلاً ويديرنَ هيفا
وحيٍّ ديونَ منى ً لا يزا
لُ يقري عزيبَ الغرامِ الضُّيوفا
تجاورهُ فتخافُ العيو
نَ مرهفة ً وتخيفُ السيوفا
ترى ما اشتهتْ لكَ عينَ الصَّدي
قِ عزَّاً عريضاً وبرَّاً لطيفا
نساءً بأكسارِ تلكَ البيو
تِ شاهدة ً ورجالاً خلوفا
وصفراءَ منْ طيباتِ الحجا
زِ تمشي تريكَ الخليعَ النَّزيفا
ترى الزَّعفرانَ سقى خدَّها
مجاجتهُ والعبيرَ المدوفا
تعلَّقَ قومٌ بدورَ التَّمامِ
وعلِّقتُ منها هلالاً نحيفا
حماها الغيورُ فعادتْ تلو
ثُ دوني السُّتورَ وترخي السُّجوفا
وروَّضها قائدُ الكاشحينِ
فألقى مقاداً وحبلاً ضعيفا
إذا مجَّ سمعي قولَ الوشاة ِ
تعلَّقَ في أذنيها شنوفا
فكمْ ليلة ٍ ورقيبُ العيو
نِ لا يحملُ النَّومَ إلاَّ خفيفا
سمرتُ ففاسقني طرفها
وألفاظها ثمَّ كنتُ العفيفا
وقدْ كانَ حبٌّ يقضُّ الضُّلوعَ
ولكنَّهُ كانَ حبَّاً شريفا
وحاجة ِ جدٍّ تناولتها
برأيٍ يبذُّ الفؤادَ الحصيفا
دعوتُ لها قبلَ داعي الصَّباحِ
غلاماً بطرقِ المعالي عروفا
فهبَّ وفي رأسهِ فضلة ٌ
منَ النَّومِ تطلقُ جفناً رسيفا
يودُّ بكبري المنى لو رفق
تُ في ساعة ٍ كنتُ فيها عسوفا
وعاجلتهُ فركبتُ الخطارَ(81/227)
وقامَ فحاضنَ ظهري رديفا
وقلتُ تيمَّمْ بنا جانباً
منيعاً وبيتَ فخارٍ منيفا
فأهلكَ حيثُ تكونُ المطاعَ
وداركَ حيثُ تكونُ المخوفا
تطلَّعَ وراءَ ثنايا الظَّلامِ
أتؤنسِ للمجدِ برقاً خطوفا
عسى البدرُ في آلِ عبدِ الرَّحيمِ
يضيءُ فيرفعُ هذي السُّدوفا
همَّ النَّاسُ فاحبسْ عليهمْ وخذْ
بحجزتهمْ إنْ رهبتَ الصُّروفا
ترى الماءَ لامعهُ لا يغرُّ
والنَّارُ لا تكذبُ المستضيفا
ومربوطة ً لتجيبَ الصَّريخَ
وسارحة ً لتروِّي اللَّهيفا
وبيضاً مجالي في الأنديا
تِ لا ينظرُ البدرُ منها الكسوفا
إذا صدئتْ أوجهُ المانعين
أرتكَ النَّدى رقَّة ً أو شفوفا
وشارة َ ملكٍ تريكَ الفذو
ذَ منهمْ حيالكَ جمعاً كثيفا
تكثَّرُ قلَّة ُ أعدادهمْ
فتحسبهمْ عشراتٍ ألوفا
تماري العلا فيهمْ أيَّهمْ
أشدُّ علوقاً بها أو حفوفا
فتحمدَ كهلهمْ والغلامَ
وترضى تليدهمُ والطريفا
توافوا عليها توافي البنا
نِ كبرى وصغرى يطلنَ الكفوفا
رأوا قبلة َ المجدِ مهجورة ً
فمالوا فظلَّوا عليها عكوفا
وقامَ عميدُ الكفاة ِ الإمامُ
وجاءوا وراءَ صفوفاً صفوفا
فتى ً لا يقرُّ على عثرة ٍ
ولا يردّ الضَّيمَ إلاَّ عيوفا
ولا يحسبُ المالَ وجهاً يصانُ
ولا ساحة َ العدمِ ظهراً مخيفا
إذا اشتدَّ عاركتَ ليثاً غضوبا
فإنْ لانَ غازلتَ ظبياً ألوفا
تخالُ عمامتهُ مغفراً
ويومَ الحياءِ تراها نصيفا
وشعواءُ تنزو بهامِ الكفا
ة ِ طوراَ طراداً وطوراً وقوفا
تريبُ الشُّجاعَ بظلِّ القناة ِ
ويتّهمُ الطَّرفُ فيها الوظيفا
ندبتُ إليها على خطبها ال
جليلِ هضيماً حشاهُ لطيفا
يطأنَ على فقرٍ ولا تزا
لُ والأسدُ مستأخراتٍ دلوفا
ومغبرَّة ِ الجوِّ عرثى التُّرا
بِ لا تحلبُ الضرعَ إلاَّ القروفا
يعودُ بها الفحلُ نضواً أجبَّ
يألمُ جرَّتهُ والصريفا
فتحتَ يديكَ فجلَّلتها
سحاباً ظليلاً وغيثاً كثيفا
مكارمُ تتمكُ عرضَ السَّنا
مْ بعدَ الذُّبولِ وتبني السَّديفا
إليكَ رحلنا مطايا الثنا
ءِ ندمي مناسمها والدُّفوفا(81/228)
عليها وسوقُ الأماني الثِّقا
لُ مقترحاتٍ صنوفاً صنوفا
فأصبحنَ يحكمنَ بالإشتطا
طِ في بحرِ كفِّكَ حكماً عنيفا
أوانسُ منكَ بما يبتغينْ
وكنَّ منَ النَّاسِ وحشاً عزوفا
وعقَّ الرِّجالُ بناتِ القريضِ
فكنتَ بهنَّ حفياً رؤوفا
كانِّي من عزِّها في ذراكَ
أرى النَّجمَ جاراً لها أو حليفا
فلا زلتُ أركبهنَّ الروا
ة ِ فيكَ مهملجة ً أو قطوفا
سوائرٌ لا البحرُ يخشينهُ
ولا يستناذرنَ ريحاً عصوفا
لمجدكَ منها رسومٌ تقا
مِ كالعهدِ يحفظُ والنَّذرُ يوفى
تري لكَ إكثارها قلَّة ً
ومنكَ كثيراً جداكَ الطفيفا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سألَ اللِّوى وسؤالهُ إلحافُ
سألَ اللِّوى وسؤالهُ إلحافُ
رقم القصيدة : 60147
-----------------------------------
سألَ اللِّوى وسؤالهُ إلحافُ
لو كانَ منْ اهلِ اللَّوى أسعافُ
واستمنحَ الأظعانَ وقفة َ ساعة ٍ
لو أسمعَ المتسرِّعَ الوقَّافُ
ساروا وغشمُ البينِ يخلطُ أمرهم
حتى استوى الفرَّاطُ والسلاَّفُ
هي نظرة ٌ هيهاتَ منْ أخواتها
عيناكَ إنْ كفرَ المطيَّ شرافُ
وتعومَّتْ في الآلِ فهي إذا طما
سفنٌ لها وحدوجها أصدافُ
فاطرحْ لحاظكَ سارقاً ما أبصرتْ
منْ قبلِ أنْ تتصدَّعَ الألاَّفُ
يا دارُ لستِ اليومَ مثلَ أمسِ لي
ظهرتْ مفارقة ٌ وبانَ خلافُ
ذوتْ الغصونُ النَّاضراتُ وهيِّلتْ
بعدَ الوثارة ِ فوقكَ الأحقافُ
وتغيَّرتْ ريحُ الصَّبا عنْ خلقها
وليانها فنسميها إعصافُ
كنّضا نرودكِ روضة ً مرشوفة ً
فاليومَ تربكِ دمنة ٌ تستافُ
بذلتْ عزيزتكَ المناسمِ وطأة ً
عنفاً وداستْ خدَّكَ الأخفافُ
وبما يكونُ العيشُ فيكِ صبائغاً
سحَّارة ً حبراتها أفوافُ
وعلى رباطِ اللَّهوِ حولكَ ضمَّرٌ
ذيالة ً أذنابها أعرافُ
إنْ غابَ أهلكِ فالجباة ُ أهلَّة ٌ
أو غاضَ ماؤكِ فالسِّقاءُ نطافُ
فاليومَ أنتِ إلى الدُّموعِ ذريعة ٌ
إنْ ضنَّ منها المسبلُ الوكَّافُ
قدْ أنجزتْ فيكَ النَّوى ميعادها
يا ليتَ إنجازُ النَّوى إخلافُ(81/229)
لمْ ترمني الأيَّامُ فيكِ بعائرٍ
هي أسهمٌ وجوارحي أهدافُ
أأذمُّ فاحشَ صبغها في غدرة ٍ
عندي لها أمثالها آلافُ
قدْ ملَّستْ جنبي ضغاطُ حبالها
فتشابهَ الإدمالُ والإقرافُ
وطغتْ نوائبها عليَّ فقرصها
جرحٌ ومختصراتها إسرافُ
كاشفتها وصعبتُ لمَّا لمْ يكنْ
عوناً عليها الرفقُ والإلطافُ
ورددتُ سيفَ تجلُّدي بفلولهِ
وصداهُ إذا لمْ يغنني الأرهافُ
هرمَ الزَّمانُ وحوِّلتْ عنْ شكلها
شيمُ الرجالِ وحالتْ الأوصافُ
ورقدتُ تحتَ الضَّيمِ لا عنْ ذلَّة ٍ
مستحلياً للنَّومِ وهو ذعافُ
ما إنْ شريتُ الجورَ مرتخصاً لها
حتى غلا وتعذَّرَ الأنصافُ
وجفتْ خلائقُ كنتُ إنْ جاذبتها
سهلَ القيادِ ولانتَ الأعطافُ
وعذرتُ في فرطِ العقوقِ أرقَّة ً
لؤماءَ حتى عقَّني الأشرافُ
وغدا زعيمُ الدِّينِ مع أمني لهُ
ورجايَ فيهِ على الوفاءِ يُخافُ
وقسا فلولاً أنْ أحاشيَ مجدهُ
منها لقلتُ كلولة ٌ مطرافُ
دبتْ إليهِ عقاربٌ منْ كاشحٍ
مسحولة ٌ أسبابهنَّ ضعافُ
فأظفنْ منهُ بسمعِ أروعَ لمْ يكنْ
منْ جانبيهِ لمثلهنَّ مطافُ
ما كنَّ في تحقيقهِ أو ظنِّهِ
طرفاً وقدْ تتجمعُ الأطرافُ
حتى سرا صبٌّ وأعرضَ مقبلٌ
عني وأنكرَ خابرٌ عرَّافُ
يا سيفَ نصري والمهنَّدُ مانعٌ
وربيعُ أرضي والسَّحابُ مصافُ
ومعيدَ أيَّامي إليَّ سمائناً
بدناً وهنَّ على الحياضِ عجافُ
أخلاقكَ الغرُّ الصَّفايا ما لها
حملتْ قذى الواشينَ وهي سلافُ
والإفكُ في مرآة ِ رأيكَ ما لهُ
يخفى وأنتَ الجوهرُ الشَّفافُ
أظننتَ أنِّي معْ تصاعدِ همَّتي
نحو الدُّناة ِ يكونُ لي إسفافُ
أو للتَّسرعِ في قناتي مغمزٌ
منْ بعدِ ما أطرَ القناة َ ثقافُ
قدْ كنتُ أحسبها تمرُّ بسمعكمْ
سهكَ الرِّياحِ يمجَّها الإسرافُ
وإخالُ مشيَ الوخدِ فيها القهقرى
فإذا الذميلُ وراءهُ الإيجافُ
إنْ كانَ ظنَّاً فهو إثمٌ إو تقلْ
صدقَ المبلِّغُ فهو بي إجحافُ
أو كانَ عتباً مصلحاً ما بعدهُ
فالعتبُ معْ عدمِ الذنوبِ قذافُ(81/230)
ونعمْ صدقتَ سواكَ منْ أصغي لهُ
سرفاً وأسمعهُ بها الهتَّافُ
لكنْ كرهتَ مصاعهمْ في طرحها
عني وأنتَ الفارسُ العطَّافُ
فاسمعْ ظلامة َ نافثٍ لمْ تكفهِ
سيفَ الزَّمانِ نزاهة ٌ وعفافُ
إنْ فاتهُ استئافكمْ إنصافهُ
غضبتْ لهُ حرماتهُ الأسلافُ
واعطفْ لها عطفَ الكريمِ وداوها
تبللْ فقدْ دويتْ لها الأجوافُ
واحمل وإنْ ثقلتْ عليكَ فإنَّهُ
ما كلُّ حاجاتي إليكَ خفافُ
ولقدْ علمتَ وفي الشُّروعِ غضاضة ٌ
أنِّي إذا وردَ الحريصُ أعافُ
علَّمتني شرفَ الطِّباعِ فليسَ لي
إلاَّ إلى معروفكَ استشرافُ
وأفدتُ عدوى العزِّ منكَ فكلَّما
وسعَ الكفاية َ لي غنى ً وكفافُ
يا منْ إذا ندبَ القريضُ لمدحهِ
عجزَ البليغُ وقصَّرَ الوصَّافُ
ومنْ اجتنى ثمرَ النُّفوسِ بما حفا
والجوُّ أقتمُ والمرادُ جفافُ
وإذا الرِّجالُ تدارسوا أخلاقهُ
وهمُ الكفاة ُ تعلَّموا واقتافوا
وإذا انتضى الأقلامَ منْ أغمادها
طفقتْ تلثَّمَ بالحيا الأسيافُ
زبرٌ توغَّلُ حيثُ لا ابنُ الزُّبرة ِ الدَّ
امي ولا ابنُ الغابة ِ الرعَّافِ
طلبَ الرِّجالُ مداكَ لما أنْ جروا
وتناكصوا باليأسِ لما خافوا
والبدرُ منْ أنوارِ وجهكَ خاشعٌ
يشكو وشكوى مثلهُ استعطافُ
لكَ دونهُ شرفُ النَّهارِ وحظّهُ
من ليلهِ الإظلامَ والإسدافُ
وإذا استتمْ فليلة ٌ منْ شهرهِ
نصفٌ وشهركَ كلَّهُ أنصافُ
والقطرُ يقنعُ منْ سماحتهِ بما
يعتامُ منْ كفَّيكَ أو يعتافُ
جاريتهُ وسحابُ جودكَ ساكنٌ
ففضلتهُ وسحابهُ رجَّافُ
بكمْ استقامَ منْ السِّياسة ِ ميلها
وثرا المقلُّ وأخلفَ المتلافُ
وتعدَّلتْ في الحقِّ كلُّ فضيلة ٍ
فتساوتْ الصهواتُ والأردافُ
أنتمْ بنو الملكِ التَّليدِ وقومهُ
وسواكمُ الجيرانَ والأحلافُ
ميلادكمْ سببُ الصَّلاحِ وخلقكمْ
فينا منَ الباري لنا ألطافُ
سمعاً ولولا أنَّ سمعكَ آذنٌ
ما قادها رفقٌ ولا إعنافُ
أمُّ القوافي المنجباتِ ولمْ تكنْ
لولاكَ تولدُ فاؤها والقافُ
لو لمْ يحركها هواكَ لما مشتْ(81/231)
خطراً ولا اهتزَّتْ لها أعطافُ
فاجلسْ لها النيروزَ جلسة َ خلوة ٍ
سعدانِ عيدٌ مقبلٌ وزفافُ
وفِّرْ قراهُ منْ السُّرورِ وقسمنا
ممّا تجودُ فكلُّنا أضيافُ
في نعمة ٍ مخلوعها متجدَّدٌ
أبداً وماضي عمرها استئنافُ
غرفاتها مرفوعة ٌ ومياهها
مسكوبة ٌ وجنانها ألفافُ
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> وابنٍ سررتُ بهِ إذ قيلَ لي ذكرٌ
وابنٍ سررتُ بهِ إذ قيلَ لي ذكرٌ
رقم القصيدة : 60148
-----------------------------------
وابنٍ سررتُ بهِ إذ قيلَ لي ذكرٌ
فصنتهُ ويصانُ الدُّرُّ في الصُّدفِ
أخشى الرِّياحَ عليهِ أن تهبَّ فما
تراهُ في غيرِ حجري أو على كتفي
أغارُ عجباً بهِ منْ أنْ أقبِّلهُ
يوماً وتقبيلهُ أدنى إلى شرفي
يتيهُ منْ فوقِ كرسيِِ وهبتُ له
منَ الحسينِ بقدَ قامٍ كالألفِ
كالسَّيفِ أرسلهُ في الرَّوعِ صاحبهُ
على الكتيبة ِ ذاتَ الحشدِ لمْ يقفِ
أخفيتهُ وهو لمَّا تخفَ صورتهُ
وها هو الآنَ ما اخفيتهُ وخفي
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لعلَّهمْ لو وقفوا
لعلَّهمْ لو وقفوا
رقم القصيدة : 60149
-----------------------------------
لعلَّهمْ لو وقفوا
أبلَّ هذا المدنفُ
قالوا غداً وعدُ النَّوى
يا بردها لو لمْ يفوا
فاستنفروا وأجمعوا
واستنظروا وأخلفوا
تسرَّعَ النَّاجي الحشا
وجعجعَ المكلَّفُ
ثمّ استوى على النّوى ال
سابقُ والمخلَّفُ
هلْ أنتَ يا قلبُ معي
أو مععهمْ منصرفُ
قلْ لهمُ عنْ جسدي
إنْ سألوا وأسعفوا
قفوا على فارطكمْ
يا أيُّهذا السَّلفُ
ماكلُّ سيرِ اليعملا
تِ الغشمُ والتعجرفُ
تحرّجوا فما دمي
أنفَ البعيرِ يرعفُ
يا سائقَ الأظعانِ أر
ودْ بعضَ ما تعتسفُ
فإنَّ بينَ سوقها
أفئدة ً تختطفُ
أنتَ على خدورها
فارفقْ بها مستحلفُ
وهي على الدَّرِّ الذي
أُكنَّ فيهِ الصدفُ
وفي الرِّكابِ بكرة ٌ
تطولها وتشرفُ
تضعفُ عنْ راكبها
فهلْ تراها تردفُ
على النَّقا المبلولِ من
ها غصنٌ مهفهفٌُ(81/232)
مالَ وقامَ فاستقا
مَ لامهُ والألفُ
أورقَ لو أزفّ لي
ذاكَ القضيبَ المخطفُ
آهٍ على ريحانهِ
لو كانَ مما يقطفُ
سلالة ٌ منَ الهلا
لِ جسمهُ المنحَّفُ
يا زمني على الغضا
ما أنتَ إلا الأسفُ
لهفي عليكَ ماضياً
لو ؤردَّكَ التأسَّفُ
قدْ كنتُ في ظلَّكَ لا
أخافُ ما أخوَّفُ
وأنتَ والشَّبابُ لي
خميلة ٌ ومطرفُ
ولدتي على المها
بينكما تصرُّفُ
فبنتما وصوَّحتْ
روضة ُ عيشي الأنفُ
فاليومَ كلُّ ناظرٍ
يرمدُ لي أو يطرفُ
تلفتْ ذاتَ اللَّمي
عنْ المنى تنحرفُ
فصدفتْ أمسِ لها
واليومَ عنها تصدفُ
رأتْ بها ما كرهتْ
فأنكرتْ ما تعرفُ
وهي التي من يدها
سيفُ عذاري يرهفُ
لو انصفتْ أسوده
ما راعها المنصَّفُ
حلفتُ بالمقصري
نَ ركبوا فأوجفوا
لانوا على العيشِ وخا
فوا فوتها فعنفوا
بانوا فطاروا في الرِّحا
لِ شعثاً حينَ حفوا
رجوا لأثقالِ الذُّنو
بِ ساعة ً تخفِّفُ
فاستنفدوا جهدهمُ
سارينَ حتى وقفوا
فلثموا ومسحوا
وجمّروا وطوَّفوا
إنَّ كمالَ الملكِ من
جورِ اللَّيالي منصفُ
وإنَّهُ وقومهُ
أكرمُ عينٍ تطرفُ
وهو على فخرهمُ
فخرٌ لهمْ وشرفُ
أبلجُ كلَّ غمَّة ٍ
بوجههِ تنكشفُ
وكلُّ والٍ للخطو
بِ باسمهِ منصرفُ
حلَّقَ والنِّسرُ المطا
رُ حولهُ يرفرفُ
وتمَّ فالبيضاءُ عنْ
أنوارهِ تنكشفُ
ودبَّرَ الملكَ السَّحي
لَ رأيهُ المستحصفُ
فضمَّ منهُ عدلهُ
ما نشرَ التَّحيُّفُ
قادَ الصِّعابَ الحمسَ يش
تدُّ لها ويلطفُ
حتى استوى على الطَّري
قِ وهي ميلٌ حنفُ
وعرفَ الدُّنيا وما
أعانهُ معرِّفُ
فقدْ أقامَ ميلها
تدبيرهُ المثقَّفُ
نفسٌ معَ الحقِّ تعزُّ
ولهُ تنعطفُ
تبرُّجُ الدُّنيا لها
وهي عنها تعزفُ
تقسمُ لا خادعها
متاعها المزخرفُ
وقدرة ٌ يحسبها
عنْ شأوها التَّعفُّفُ
وراحة ٌ زكيَّة ٌ
تملأ وهي تنزفُ
دجلة ُ والفراتُ أو
شالٌ لها ونطفُ
بيضاءُ لو جادَ بها
ما قالَ إنِّي مسرفُ
وخلقٌ كالماءِ لا
بل كاللّمى يرتشفُ
تكسرُ منهُ صحايا
إنْ أسكرتكَ القرقفُ
جلَّ عنِ الوصفِ فما(81/233)
ينصفهُ منْ يصفُ
وبهرتْ آيتهُ
فاعترفَ المقترفُ
شاورهُ التَّاجُ وفي
أذنيهِ بعدُ الشُّنفُ
وفاتَ أسلافَ الكهو
لِ عمرهُ المؤتنفُ
إنَّ الذي استلَّكَ سي
فاً دونهُ لمرهفُ
قويتَ فنصرتهُ
وحدُّكَ المضعِّفُ
أجننتهُ منَ الرَّدى
وصدرهُ مستهدفُ
وزارة ٌ عليكمُ
دونَ الرِّجالِ تقفُ
أنتمْ لها ما تقربُ الدَّ
رُ بكمْ أو تقذفُ
يشعفها هواكمُ
تعذرُ أو تعنَّفُ
فما لقومٍ يبتغو
نَ وصلها وتصدفُ
شاموا فكانتْ برقة ً
تخدعُ حينَ تخطفُ
والتِّيهُ منْ أكفِّهمْ
يجذبها والصَّلفُ
عادوا بها فعيَّفوا
بما لهم وأجحفوا
وهي التي قدْ جرَّبوا
نشوزها وعرفوا
ما ثقلتْ وإنَّما
قويتمُ وضعفوا
عبرتمْ النَّاسَ بأنْ
جريتمُ ووقفوا
وذاكَ ما لا يستطي
عُ البشرُ المكلَّفُ
وكيفَ لمباهلٍ
أنْ نكروا ويشرفوا
ومجدكمْ واسطة ٌ
وكلُّ مجدٍ طرفُ
بكمْ سرى عرقي وك
ثَّ ريشي الملتحفُ
وطارَ ذكري جارياً
مع الرِّياحِ تعصفُ
ظهري بكمْ محصَّنٌ
وجانبي مكنَّفُ
ألفتكمْ والمنزلُ ال
رَّحبُ الخصيبُ يؤلفُ
فمدحي عليكمُ
دونَ الأنامِ تعكفُ
منْ مزجتْ أهواؤهُ
بسلوة ٍ تكلِّفُ
فقدْ سقا حبَّكمْ ال
مدهِّقَ المصرِّفُ
ملكتمُ نفسي فما
لي عنكمُ منصرفُ
وودُّكمْ منها مكا
نَ كبدي أو ألطفُ
فلا برا وجدي بكمْ
ولا أفاقَ الشَّعفُ
لستُ وإنْ أعرضتمُ
أيأسُ أنْ تعطَّفوا
وصبرُ يعقوبٍ معي
حتى يردَّ يوسفُ
يبقى عليكَ ما دعتْ
أمُّ هديلٍ تهتفُ
وما أهلَّ وسعى
مزدلفٌ معرِّفُ
وما مشى النيروزُ ير
خي ذيلهُ ويسدفُ
عليهِ منْ بردِ الرَّبي
عِ بردهُ المفوَّفُ
في طالعٍ منْ نعمة ٍ
أفولهُ لا يزفُ
فالناسُ أذيالٌ وان
تَ قطبها والمنصفُ
خلقتْ فينا واحداً
ثانيهِ منْ لا يُعرفُ
أقولُ لا محتشماً
لقولها وأحلفُ
وضامناتٍ لعلا
كمْ موعداً لا يخلفُ
سوائرُ منْ وصفكمْ
بضوعة ٍ تعرَّفُ
فهي لكمْ صوارمٌ
وهي لديكمْ تحفُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ما سمحَ وفاقهنَّ خلفُ
ما سمحَ وفاقهنَّ خلفُ
رقم القصيدة : 60150(81/234)
-----------------------------------
ما سمحَ وفاقهنَّ خلفُ
شتَّى الصِّفاتِ ضمهنَّ وصفُ
على اليمينِ والشَّمالِ النُّصفُ
وربعِ قدامٍ وربع خلفُ
إذا امترى منْ بعضهنَّ خلفُ
بلَّكَ منها ما بهِ تجفُّ
أجنحة ٌ منَ الفراتِ تهفو
طردَ النعامِ ما لهنَّ زفُّ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> قفوا فاسألوا عنْ حالِ مثلي وضعفهِ
قفوا فاسألوا عنْ حالِ مثلي وضعفهِ
رقم القصيدة : 60151
-----------------------------------
قفوا فاسألوا عنْ حالِ مثلي وضعفهِ
فقدْ زادهُ الشَّوقَ الأسى فوق ضعفهِ
وقولوا لمنْ أرجو الشِّفاءَ بوصلهِ
أسيركَ قدْ أشفى على الموتِ فاشفهِ
أخو دنفٍ أخفاهُ إخفاؤهُ الهوى
نحولاً ومنْ يخفِ الصَّبابة َ تخفهِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> قلْ لها أيُّها الخيالُ الطروقُ
قلْ لها أيُّها الخيالُ الطروقُ
رقم القصيدة : 60152
-----------------------------------
قلْ لها أيُّها الخيالُ الطروقُ
نفَّرَ العشقَ ما جنى المعشوقُ
بردتْ بعدكَ الضُّلوعُ من الوج
دِ وخفَّ الهوى وجفَّ الموقُ
ومنَ الصَّبرِ ما يساعدُ إنْ ري
مَ وفي العاشقينَ منْ يستفيقُ
كبدي فوقَ أنْ اكلفها من
كِ على البعدِ حملُ ما لا تطيقُ
وفؤادي يعزّ عندي أنْ يط
معَ في أسرهِ فؤادٌ طليقُ
يا نديمي في الصُّراة ِ اغضبا ذا ال
يومَ رهناً بذا الصبوحِ الغبوقُ
واكفياني أمرَ المراحِ الذي يح
سبُ برَّاً فالبرُّ وقتاً عقوقُ
فدمُ الدَّنِّ صرفهُ كدمِ الخش
فِ متى غشَّ لمْ تسغهِ العروقُ
ومديرَ سيَّانَ عيناهُ والإب
ريقُ فتكاً وريقهُ والرَّحيقُ
ملَّكتني لهُ الخلاعة ُ واقتا
دَ لهُ رقِّي الفؤادُ الرقيقُ
يا ليالي بغدادَ طبتِ ولكن
غصبتكِ البدرَ التمامَ الصَّليقُ
حلَّها الغيثُ في عزاليهِ والشَّم
سُ ففيها الحيا ومنها الشُّروقُ
بأبي ذاكَ القريبُ وإنْ نا
زعني سمعهُ المكانُ السحيقُ
سلْ بما سرَّ غيرَ قلبي فالحز
نُ بهِ مذ نأيتَ عنكَ محيقُ(81/235)
أنزلتني الأيَّامُ بعدكمْ حي
ثُ تضاعَ العلا وتلوى الحقوقُ
وعرفتُ الرجالَ والجودَ والبخ
لَ وكيفَ المحرومُ والمرزوقُ
استمعْ أسمعتْ عطاياكَ أذني
كَ ثناءً تبحُّ منهُ الحلوقُ
أخلقَ الدَّهرُ منْ سماحكَ ما أنفاكسني صرَّحَالشتاءُ وما أنتَ إلى مكرماته مسبوقُ
تَ بتجديده على خليقسقط بيت ص
جبَّة ً جنَّة ً منَ القرِّ قدْ وا
فقَ معنى تصحيفها التحقيقُ
كسجاياكَ نزهة ُ القلبِ والعي
نينِ تحلو ملبوسة ً وتروقُ
وليتْ خلقَ ثوبها يدُ ربٍّ
لمْ يفتهُ التغريبُ والتَّدقيقُ
نقشَ الروضة َ الأنيقة َ ألوا
ناً كما راقكَ السَّبابُ الأنيقُ
يحسبُ النَّظرُ المشيرُ إليه
أنَّهُ منْ خميلة ٍ مسروقُ
راقَ لوناً ورقَّ ليناً على اللا
مسِ فهو الدَّقيقُ منها الصفيقُ
ولهُ إنْ أماجتْ الريحُ قطري
هِ كما تننضى السيوفُ بريقُ
وحبيبٌ إلأيَّ ما ريحكَ الطَّيِّ
بِ مسكٌ منْ نشرهِ مفتوقُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> طرفُ نجديّة ُ وطرفُ عراقيُ
طرفُ نجديّة ُ وطرفُ عراقيُ
رقم القصيدة : 60153
-----------------------------------
طرفُ نجديّة ُ وطرفُ عراقيُ
أيَّ كأسٍ يديرها أيَّ ساقي
سنحتْ والقلوبُ مطلقة ٌ تر
عى وعاشتْ وكلُّها في وثاقِ
لمْ تزلْ تخدعْ العيونَ إلى أنْ
علَّقتْ دمعة ً على كلِّ ماقِ
وما أعفَّ النفوسَ يا صاحبي شك
واي لولا غرامة ُ الأحداقِ
وبنفسي المحلَّ ليسَ رفيقاً
للسوافي ولا لتيهِ الرفاقِ
في مكانِ الوحشِ العواطلِ تلقى ال
أنسِ فيهِ حوالي الأعناقِ
يتعرضنَّ ما لهنَّ منَ اللّم
سِ نفورٌ ولا منَ الصيدِ وافي
كلَّ محبوبة ٍ إلى الحقبِ مست
نّة ِ لبسُ الخلخالِ عندَ الساقِ
لمْ تفوّزْ لي الأماني ولمْ تر
مْ بأشباحنا ظهورَ النياقِ
بينَ آمالنا ببغداد والنج
حِ مدى ً بينَ رمية ٍ وفواقِ
ضمنتُ حورها لنا العيشَ والصا
حبُ فيهلا الكفيلُ للأرزاقِ
لمْ يجزْ غيرهُ الكمالُ ولكنْ
ظهرتْ فيهِ قدرة ُ الخلاّقِ
باطنٌ مثلَ ظاهرٍإنّ حسنَ ال(81/236)
تخلقِ بشرى محاسنَ الأخلاقِ
لو تراهُ وأنتَ تشناهُ أبلس
تَ فعوَّدتهُ منْ الإشفاقِ
خذْ هنيئاً شجاعة ً وسماحاً
أوطأ أخمصيكَ أعلى المراقي
وقرينا أقرَّ عينَ المعالي
ونفوسُ العدا لهُ في السِّياقِ
وصلَ البدرُ ليلة َ التمِّ بالشّم
سِ صباحاً والشّمسُ في الإشراقِ
صدقَ الفألُ يومَ بشَّرَ أصها
راً نعيبُ العلا لهمْ في الصداقِ
اجتماعاً في اللهِ يعطى بهِ الل
هِ أماناً شمليكما منْ فراقِ
بأبي أنتَ فدية ً لستُ أرضا
ها وغيرِ الفداءِ غيرِ مطاقِ
أكثرُ النّاسُ منْ ندى يدكَ القو
لَ وسارتْ نعماكَ في الآفاقِ
واسترقَّ الأسماعَ وصفكَ فاشتق
تُ فهلْ منْ عطفٍ على المشتاقِ
ومجيري انفتاحُ كفّكَ طلقاً
منْ أكفٍّ وقفٍ على الإنغلاقِ
ورجالَ يلقونَ بشريَ بالبش
رِ وقولي الجزاءَ بالإطراقِ
موضعُ الشَّعرُمنهمُ موضعَ الع
ذّالِ يومَ النّوى منَ العشَّاقِ
وعدتني الآمالُ فيكِ غنى ً ق
وَّتَ بهِ نصرتي على الإخفاقِ
فمتى نابني الزّمانُ بما يص
عبُ هدّدتهُ بأنّكَ باقي
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> صديقٌ يداري الحزنَ عنكَ مماذقُ
صديقٌ يداري الحزنَ عنكَ مماذقُ
رقم القصيدة : 60154
-----------------------------------
صديقٌ يداري الحزنَ عنكَ مماذقُ
ودمعٌ يغبُّ العينَ فيكَ منافقُ
وقلبٌ إذا عانى الأسى طلبَ الاسى
لراحتهِ منْ رقَّ ودكّ آبقُ
بكى القاطنون الظاعنونَ وقوَّضَ ال
حلولُ وصاحتْ بالفراقِ النواعقُ
ولكننّي بالأمسِ لمْ تسرِ ناقة ٌ
بمختلسَ منّي ولمْ يحدُ سائقُ
سلا عنهُ في أيِّ المفاوزِ فاتني
وطرفي لهُ راعٍ وطرفي سابقُ
تباغضنا الدنيا على حبِّنا وإنْ
رأتْ مللاً ظلّتْ خداعاً توامقُ
سوى أنّنا نعترُ يا يومَ وبلها
بعاجلة ٍ والآجلاتُ الصواعقُ
تصدّتْ بزورِ الحسنِ تقنصنا وما
زخارفها إلاّ ربى ً وخنادقُ
تبّسمَ والثغرُ المقبِّلُ ناهشٌ
وتحسرُ والكفُّ المصافحُ حابقُ
أتأملْ منها حظوة ً وهي عانسْ
ولمْ يحظَ أقوامُ بها وهي عاتقُ(81/237)
اماتَ أخي في الودَّ أمْ غاضَ زاخرٌ
منَ العيشِ عنّي أمْ تقوّضَ شاهقُ
أظلَّ غمامُ ثمَّ طلَّ حمامهُ
وقدْ كنتُ في عمياءَ وهي بوارقُ
أعدُّ لهُ الأيامُ ارجو شفاءهُ
ولا علمَ لي أنَّ المنونَ تسابقُ
وأعدلُ بالخوفِ الشكوكَ تعلُّلا
فيا سوءَ ما جرّتْ عليَّ الحقائقُ
بمنْ لستُ أنسى منْ رواحٍ وبكرة ٍ
مضى صابحٌ بالأمسِ قبلي وغابقُ
دعوتُ فما لي لمْ اجبْ إنَّ عائقاً
أصمَّكَ عنّي أنْ يلبّي لعائقُ
تخطّى الدواءُ الداءَ وهو مجرَّبٌ
وفاتَ طبيباً رأيهُ وهو حاذقُ
خفرناكَ حقَّ الودَّ إذ أنتَ آمن
وخناكَ يومَ الموتُ غذْ انتَ واثقُ
وقمنا فأوسعنا إليكَ طريقهُ
وحولكَ منّا حجفلٌ متضايقُ
نخالفكَ القصدَ اعتماداً وكنتَ منْ
تساقُ إلى أهوائنا فتوافقُ
رحيباً على الطرّاقِ منّا فما لنا
بعلنا جميعاً يومَ باعكَ طارقُ
طوى معشرٌ ذاكَ التنافسُ واستوى ال
حسودُ المعادي فيكَ لي والموافقُ
وغاضتْ مودَّاتٌ أقضّتْ وقطِّعتْ
عرى ً كنتَ وصالاً لها وعلائقُ
سروري حبيسٌ في سبيلكَ وقفهُ
ولذّة ُ عيشي بعدَ يومكَ طالقُ
تمسَّكْ بما كنّا عليهِ ولا تحلْ
عهودٌ وغنْ حالَ الرّدى ومواثقُ
وكنْ لي على ما كنتَ أمسِ معوِّدي
غداً مستعدّاً إنّني بكَ لاحقُ
أتتكَ السواري الغادياتُ فأفرغتْ
عليكَ ملاءً والجواري الشوارقُ
ولو لمْ يكنْ إلاَّ البكاءُ لأنبتتْ
عليكَ بما تجري الحداقُ الحدائقُ
رثيتُ بعلمي فيكَ حتّى كانّها
تملّي عليَّ القولَ تلكَ الخلائقُ
وهلْ يبلغْ القولُ الّذي كنتَ فاعلاً
ولمْ تسمعْ الحقَّ الّذي أنا ناطقُ
واقسمُ ما أعطتكَ فضلَ فضيلة ٍ
أقولُ بها في مائقٍ وهو فائقُ
وكيفَ يناجي نازحُ السمعِ فائتٌ
عليهِ مهيلٌمنْ ثرى ًمتطابقُ
إذا الحيَّ يوماَ في الحيِّ كاذباً
نفاقاً فإنَّ الحيَّ في الميتِ صادقُ
مضى صاحبي عنّي وقدْ شابَ ودّنا
فيا ليتَ هذا والودادُ مراهقُ
بجهدكَ لا تألفْ خليلاً فإنّها
بقدرِ مسراتِ الالوفِ البوائقُ(81/238)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> وقالوا خفْ اللهَ في مهجة ٍ
وقالوا خفْ اللهَ في مهجة ٍ
رقم القصيدة : 60155
-----------------------------------
وقالوا خفْ اللهَ في مهجة ٍ
سمحتَ بهِ لضنيً واشتياقِ
ويسليكَ أنّكَ مذْ فارقوكَ
على عهدِ منْ أتلفَ البينُ باقي
فقلتُ وهل هو إلاّ الحما
مُ أحلى منَ العيشِ بعدَ الفراقِ
فداؤكَ طائفة ُ البينِ في
بكائي على إثرهِ واحتراقي
وقلبٌ على العهدُ إمّا سلو
تَ منء حفظِ ميثاقكمْ في وثاقِ
أرى الارضَ بعدكَ مثلُ القذاة َ
ترددْ مابينَ جفني وماقي
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أشاقكَ منْ حسناءُ وهنا طروقها
أشاقكَ منْ حسناءُ وهنا طروقها
رقم القصيدة : 60156
-----------------------------------
أشاقكَ منْ حسناءُ وهنا طروقها
نعمْ كلُّ حاجاتِ النفّوسَ يشوقها
سرتْ أممٌ والارضُ شحطٌ مزارها
كثيرٌ عواديها قليلٌ رفيقها
تخفّى وما إنْ يكتمُ اللّيلُ بدرهُ
وهلْ فارة ٌ فضّتْ بخافٍ فتيقها
لعمر الكرى ماشاءَما شبّهَ الكرى
هلالٌ محيّاها وصبهاءُ ريقها
يمثّلُ حسناءُ الخيالُ لمغرمٍ
حبيبٍ إليهِ زورها وحقيقها
حلفتُ لواشيها ليزدادَ غيظهُ
عليُّ وخيرُ المقسمينَ صدوقها
لئنْ ضرّني بالهجرِ أنّي أسيرها
لما سرّني بالغدرُ أنّي طليقها
ارى كبدي للشوقِ أنّي تنسَّمتْ
رياحُ النّعامي عضُّها ووريقها
فريقينِ عند الحاجبيّة باللّوى
فريقٌ وعندي بالعراقِ فريقها
وأتبعْ ذكراها إذا اعترضَ اسمها
وإنْ فترتْ أحشاؤها لي وموقها
شرارة ُ قلبٍ ليسَ يخفى حريقهُ
وزحمة َ عينَ ليسَ يطفو غريقها
وكمْ مسحتْ يوماً على السّبقْ غرَّتي
وقدْ عزَّ حلباتُ الوفاءِ سبوقها
عذيري منْ قلبٍ صحيحٍ الوفة ٍ
وإخوانِ علاّتٍ كثيرٍ خروقها
ودنيا خداعٍ كالقذاة ِ بمقلتي
وإنْ ملأتها منْ جمالٍ يروقها
متى كنتُ في شرطِ الامانيَّ عبدها
فإنّي على شرطِ العفافِ عتيقها
وأعلمُ منها أينَ تمطرُ سحبها
فلا تخدعنّي بالخلابِ بروقها(81/239)
وعاذلة ٍ قالت رمُ الحظَّ تلقهُ
وما كلّ طلاّبِ الحظوظِ لحوقها
قضتْ عادة ُ الأيّامِ أنَّ صريحها
قليلٌ إذا درّتْ وعزَّ مذيقها
فناشطها في غالبِ الامرِ مجذبٌ
خميصٌ ويرعاها بطيناً ربيقها
أفي هذه الأشباحُ أهلٌ لمطلبٌ
عفيفٌ أبتْ أخلاقها وفسوقها
رعى اللهُ آمالاً إليهمْ بعثتها
ضياعاً كأنّي في الفراتِ أريقها
إذا كانَ سعدٌ وهو أكرمُ منْ مشتْ
بهِ ولهُ ايدي الركابُ وسوقها
نبا وقسا على القوافي فؤادهِ
فمنْ بعدهُ حنّانها وشفيقها
لمنْ تبضعْ الأشعارَ يرجى نفاقها
إذا كسدتْ يا سعدُ عندكَ سوقها
إذا أقصيتْ في العربِ يوماً وأهملتْ
ففي العجمِ ترعى ليتَ شعري حقوقها
لئنْ كنتَ نشئاً أو لسانا عدوِّها
فإنّكَ علماً وانتساباً صديقها
ألستَ الّذي عزّتْ عليهِ قصائدي
كما قيلَ حتّى ليسَ شيئٌ يفوقها
وأعطيتني عذراءَ نعمي هنيئة ٍ
متى كتمتْ فاشهدْ بأنّي سروقها
إلى أنْ توّهمتْاللّيالي قدْ ارعوتْ
لترفعَ منْ جدواكَ عندي فتوقها
وقلتُ أمانٍ قدْ اقرتْ نوارها
بهِ ودنتْ منْ مجتناي سحوقها
بسعدٍ هوتْ عنقاؤها فتحكّمي
مرادكِ يا نفسي وباضَ أنوقها
ولمْ يك في غيرِ باعثِ نعمة ٍ
لعاقلها بالشكرِ منْ لا يموقها
منَ الشّعراءُ القائمونَ مقاومي
لديكَ ومنْ ذا إنْ سكتُّ نطوقها
مجالسُ تخلي لي بحقٍّ صدورها
وأرضٌ يخلّي لي بسيفٍ طريقها
وأنتَ وإنْ هجتنا العامَ شاهدٌ
لها كيفَ ياتي حلوها ورشيقها
وكمْ طربٍ لي وهو ينشدُ نفسهُ
إلى الحولَ يصبو نحوها ويتوقها
يكادُ بما تحلو تصفو لسمعهِ
ينصُّ لساناً نحوها يستذيقها
عدوُّكَ مثلي يومَ آبتْ خفائفاً
قلاصُ المطايا منْ رسومي ونوقها
مددتُ لهُ كفّي فلمّا ثنيتها
على اليأسِ وماإنْ كدت ردّاً أطيقها
فيا خجلة ً في خيبة ِ فاضِ ورسها
حياءً بما غابتْ وغاضَ خلوقها
ويا طرفة ً في مقلة ٍ ذابَ لو جرى
على الخدِّ خلطاً درّها وعقيقها
سأخطو إليكَ الحادثاتِ ولو غدتْ
تلوحُ سيوفاً لمْ يرعني بريقها
واهجرُ ارضاً اسلمتني وهادها(81/240)
عساهُ بقربي منكَ يعصمُ نيقها
سيوسعها لي حسنُ رأيكِ آجلاً
فلا يحرجنّي منكَ ضيقها
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> حملتْ ركابُ الغربِ شمسَ شروقِ
حملتْ ركابُ الغربِ شمسَ شروقِ
رقم القصيدة : 60157
-----------------------------------
حملتْ ركابُ الغربِ شمسَ شروقِ
وحملتُ منكَ العهدَ غيرَ مطيقِ
عقدتْ ضمانُ وفائها منْ خصرها
فوهى كلا العقدينِ غير وثيقِ
والغانياتُ بناتُ غدرٍ من أبٍ
يضربنَ في نسبٍ إليهِ عريقِ
ثاروا فكمْ قاسٍ عليَّ فؤادهُ
لو لمْ يدلِّسهُ لسانُ شفيقِ
للهِ عينا مالئٍ منْ لؤلؤٍ
عينيهِيومَ وداعنا وعقيقِ
إنَّ الّتي علَّقتْ قلبكَ ودَّها
راحتْ بقلبٍ عنكَ غير علوقِ
يا اهلُ عبدة َ هلْ يدٌ يفدى بها
قلبٌ اسيرٌ بينكمْ لطليقِ
أشعرتكمْ زمناً بعبدة َ غيرها
لو رجّم المكروهُ بالموموقِ
للهِ ناشطة ٌ جمعتُ بودِّها الم
حفوظِ باعي في حبالِ ربيقِ
ما كانَ اوّلُ عهدٌ استودعتهُ
منْ قلبِ غانية ٍ إناءَ مريقِ
ولقدْ أخالفهنَّ غاياتَ الهّوى
وطريقهنَّ منَ الشّبابِ طريقي
كانَ الهّوى سكرانَ تنظرُ عينهُ
حتّى صحا فرأى بقلبِ مفيقِ
ونأيتمُ ومنض الغيوبِ مسترَّ
بالإجتماعِ يبينُ بالتفريقِ
فانفسْ بنفسكَ انْ تحطُّكَ حاجة ٌ
إلاّ وصبركَ مشرفٌ منْ نيقِ
وابرزْ لهمْ جلداً وغصنكَ مصفرٌ
تنفى الشماتة ُ في اهتزازٍ وريقِ
كمْ باطنٍ غالطتُوهو مرمّقٌ
عنهُ الحسودَ بظاهرٍ مرموقِ
والنّاسُ أهلُ الواحدِ المثري وأع
داءُ المقلِّ بمعشرٍ وفريقِ
سلني بهمْ فلقدْ حلبتَ أمورهمْ
شطرينَ منْ محضٍ ومنْ ممذوقِ
وخبرتهمُ خبرَ اللّبيبَ طباعهُ
فمعي على سعة ٍ عليَّ لضيقِ
ما إنْ ضننتُ على الظنونِ بصاحبٍ
إلاّ سمحتُ بهِ على التحقيقِ
لا يضحكُ الايّامُ كذبُ مطامعي
إلاّ إذا طالبتها بصديقِ
بخاوا بما وجدوا فلو قدّروا لما
وجدتُ لهاة ٌ أنْ تبلَّ بريقِ
ويئستُ حتّى بصرتُ بنارهمْ(81/241)
لقرى ً شككتُ وقلتُ نارُ حريقِ
ضحكتْ لي الأيّامُ بعدَ عبوسها
بابنِ النبيِّ عنْ المنى المصدوقِ
آنستُ منهُ بوارقاً أمطرنني
ماءُ الحفاظِ على خلابُ بروقي
شرفٌ تنقّسَ فجرهُ عنْ غرّتي
جدٍّ نبيٍّ أو أبٍ صديّقِ
نسبٌ تعثّرُ منهُ لو عرضتْ له ال
أفلاكُ في صعب المجازِ زليقُ
أرجُ المنّفسَ خيلَ واصفَ طيبهِ
عيّاً بمسكِ الفارة ِ المفتوقِ
وإذا قريشٌ طاولتْ بفخارها
في عصرِإيمانٍ وعهدُ فسوقِ
بنتمْ كما بانتْ على أخواتها
بمنى ليالي النحرُ والتشريقِ
تتوارثونَ الارضَ إرثَ فريضة ٍ
وتملَّكونَ النّاسَ ملكَ حقوقِ
يفديكَ مستعرٌ عليكَ فؤادهِ
حسدَ الحضيضِ محلّة َ العيُّوقِ
تفضي صفاتكَ بينَ أضلعهِ إلى
جرحُ على سبرِ الأساة ِ عميقِ
لحقُ انتسابكَ باتفاقٍ عزّهُ
فأرادَ فضلكَ عامداً بلحوقِ
حتّى إذا المضمارُ ضمكما دري
أنَّ السوادَ لجبهة ِ المسبوقِ
لمّا ادعى وأبيتَ نكَّسَ رأسهُ
خجلَ المفاخر بالأبِ المسروقِ
اسمعفقلبي منْ سماعِ معاشرٍ
خرسٍ مكارمهمْ لكلِّ نطوقِ
صمُّوا فما فرقوا ندايَ نداهمْ
ما قلتُ أمْ في الضأنِ كانَ نعيقِي
في كلِّ يومٍ بنتَ فكرٍ حرّة ً
تغني ببهجتها عنْ التنميقِ
حمّلنها كدرَ الهمومِ وأنجبتْ
فصفتْ خلوصَ الخمرِ بالراووقِ
لمْ يجدِلي تعبي بها فكأنّني
فيما يخيبُ ولدتها لعقوقِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أيا سكرَ الزمانِ متى تفيقُ
أيا سكرَ الزمانِ متى تفيقُ
رقم القصيدة : 60158
-----------------------------------
أيا سكرَ الزمانِ متى تفيقُ
ويا سعة َ المطالبِ كمْ تضيقُ
يا نيلَ الحظوظِ أما إليها
بغيرِ مذلّة ٍ لفتى طريقُ
أكلُّ فضيلة ٍ كانتْ عليها
تعينَ هي الّتي عنها تعوقُ
قضى عكسُ الزمانِ الحقِّ ألاّ
يفوقُ بحالهِ منْ لا يموقُ
ولا يحمي رقيقَ العيشِ فيهِقضاءُ ظلَّ رشدُ الرأي فيه وكاذَبَ دونه الظنُّ الصدوقُ
سوى حر له وجه صفيق سقط بيت ص
وعتبٌ طالَ والأيّامُ صمٌّ
كما يشكو إلى الموجِ الغريقُ(81/242)
تهشِّمهُ الخزائمُ وهو صعبٌ
وتخفضهُ الخصاصة ُ وهو نيقُ
ألا بابي يفارقني أبيٌّ
عظاتُ الدّهرِ فيهِ لا تحيقُ
ونفسٌ لمْ يبتْ حادي الأماني
يسوقُ رجاءها فيما يسوقُ
إذا روَّضتها حملَ الأيادي
فقدْ كلفتها ما لا تطيقُ
عصتْ حتّى مخادعة َ الغواني
وطاعاتُ الشّبابِ بها تليقُ
أحسّتْ في الهّوى هوناً فاضحتْ
تراعُ منَ الحسانِ بما يروقُ
وذي خضرٌ دقيقٌ لا جليلٌ
غذاهُ منَ الحمالِ ولا دقيقُ
هجرتُ وغيرَ أدمعيَ الجواري
عليهِ وغيرَ أضلعي الخفوقُ
سأسلكَ طرقها البيضاءَ فرداً
وأينَ إنْ ارتفعتْ بها الرفيقُ
لأحرزَ كابنُ أيّوبَ صديقاً
ألا طالتْ على الساري الطريقُ
تركتُ العالمينَ لهُ وإنّي
بتركهمُ لواحدهمْ خليقُ
خليلي منْ بني الوزراءِ خرقٌ
تصحُّ بفرعهمْ منهُ العروقُ
شهيدُ أنْ مجدهمُ مقامٌ
على أقدامِ غيرهمُ زليقُ
لأيوّبٍ مخايلُ فيهِ دلّتْ
كما دلّتْ على الغيثِ البروقُ
ومنهُ الفضلُ إسماعيلَ خالٌ
كما إكمالِ موقِ العينِ موقُ
مناسبُ ساقَ دوحتها طويلٌ
عريضٌ في مفاخرهمْ عميقُ
بأحسابٍ يزلُّ العارُ عنها
وأموالٍ مشتْ فيهِ الحقوقُ
ذوي لسنَ وأفواهٍ رطابٍ
إذا يبستْ منَ العيِّ الحلوقُ
أولئكَ ماهمُ وفضلة َ شيئاً
كانّكَ لاحقاً بهمُ سبوقُ
فداؤكَ مكمدٌ بكَ لا تداوى
بريقٍ بينَ جنبيهِ الفتوقُ
إذا رماكَ منْ حسدٍ فأقصى
مكايدِ سهمكَ فيهِ المروقُ
يريدُ علاكَ وهو بها غريبٌ
وأنتَ مدرّبٌ فيها لبيقُ
إذا جاراكَ بانَ لمنْ يدافُ ال
سوادُ منْ لجهتهِ الخلوقُ
رآكَ وأنتَ حسرتهُ بعينٍ
كعينِ الطّرفِ ماطلها العليقُ
بقيتْ لكبتهِ ولنا سروراً
فكمْ حسنٍ يغيظُ كما يشوقُ
يعودُ العيدُ داركَ ألفُ شمسٍ
عليكَ غروبها وبكَ الشروقُ
اذا هرمَ الزمانُ أتاكَ وهو ال
مهفهفِ في غضارتهِ الرشيقُ
حديثُ العزِّ ما وافى حديثٌ
وحجَّ لمثلهِ البيتُ العتيقُ
عدلتُ بكَ النوائبَ فاضمحلّتْ
وهلْ يبقى على السيلِ الحريقُ
وسدَّ بفضلِ همتّكَ اختلالي
وقدْ جلّتْ عنْ النصحِ الخروقُ(81/243)
فككتَ توحشي وأسرتَ ودّي
فهأنا ناشطٌ بكَ بلْ ربيقُ
جعلتَ الدّهرَ يملكُ لي جواباً
إذا ناديتهُ أينَ الصديقُ
ليسقِ مكارماً لكَ واصلتني
سكوبٌ منْ حيا شكري دفوقُ
تناقلهُ الرواة ُ فكلَّ بيتٍ
لهُ رهجٌ كما هدرَ الفنيقُ
تسهّلَ في فمي الصعبانَ منهُال
كلامُ الحلوُ والمعنى الدقيقُ
سبى الابصارَ والاسماعَ حتّى
لطالَ بهِ اللّسانُ المستذيقُ
ولو قدْ لاكهُ غيري لأعيا
عليهِ فماتَ وهو بهِ شريقُ
يبثُّ علاكَ في النعمِ اللّواتي
نسيمُ المكرماتِ بهِ عبيقُ
فلو كتمتْ أبتْ إلاّ انتشاراً
كما يتضوَّعُ المسكُ الفتيقُ
وقاؤكَ مهجة ٌ قسمتْ ثلاثاً
فريقاها إليكَ ولي فريقُ
وثقتُ بحسنِ ظنِّ فيكَ ألاّ
يقومَ لغيرِ ودّي فيهِ سوقُ
وخفتُ عليكَ عينَ الدّهرِ غضّتْ
فأزرقها بأغراضي علوقُ
فما أرجو فمنْ أنّي مدلٌّ
وما أخشى فمنْ أنّي شفيقُ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> منَ العارِلولا أنَّ طيفكِ يطرقِ
منَ العارِلولا أنَّ طيفكِ يطرقِ
رقم القصيدة : 60159
-----------------------------------
منَ العارِلولا أنَّ طيفكِ يطرقِ
علوقُ الكرى بالقلبِ والعينِ يعشقُ
خيالٌ منَ الزَّوراءِ صدَّقتُ فرحة ً
بهِ خدعاتِ الليلِ والصُّبحُ أصدقُ
عجبتُ لهُ ادنى البعيدَ وسمَّحَ ال
بخيلَ وأهدى النَّومَ وهوَ مؤرَّقُ
طوى رملتي يبرينَ لا هوَ شائمٌ
ولا خائلٌ منْ روعة ِ البينِ مشفقُ
يمثِّلَ منْ خنساءِ غيريَ بأنْ ترى
سوى وجهها شمساً على الأرضِ تشرقِ
فنبِّهْ منْ أيّامِ جمعٍ لبانة ً
يكادُ لها جمعُ الضُّلوعِ يفرَّقُ
لدى ساعة ٍ أمَّا الضَّجيجُ فصارمٌ
وأما الوثيرُ منْ وسادٍ فمرفقُ
وفي الرَّكبِ هاماتٌ نشاوى منَ الوجى
وأيدٍ طريحاتُ الكلالِ وأسؤقُ
وشغثٌ أراقَ السّيرُ ماءَ مزادهمْ
وهمَّاتهم فيهِ روايا تدفَّقُ
بهمْ فوقَ لسعاتِ الرّحلِ تململٌ
وفيهمْ إلى أخرى الأماني تشوُّقُ
كأنَّ لهمْ عندَ الكواكبِ حاجة ٌ(81/244)
فأحشاؤهمْ مثلُ الكواكبِ تخفقُ
تسرُّونَ منْ نجدٍ حديثاً عيونهمْ
بهِ في الأحاديثِ المريبة ُ تنطقُ
ورامٍ بنجدٍ خضَّبَ السَّهمَ منْ دمى
على ما اتقيتُ وهوَ بعدُ يفؤقُ
حبائلَ ما كانتْ وليستْ لحاظهُ
لها كفَّة ٌ منّي بعضوٍ تعلَّقُ
هنيئاً لهُ انَّي أداوى بذكرهِ
وقدْ يئستْ منّي الأساة ُ فأفرقُ
وأنَّي جديدُ العهدِ معْ كلِّ غدرة ٍ
وكلَّ هوى ً لا يحملُ الغدرَ مخلقُ
مريرة ُ خلقٍ في الوفاءِ وشيمة ٌ
أنستُ بها والنّافرُ المتخلِّقُ
وقوّدني للحبِّ أوَّلُ زاجرٍ
أخبُّ على حكمِ الزَّمانِ وأعنقُ
وقدْ كنتُ صعباً في مماسكة ِ الهوى
فعلَّمني جورُ النَّوى كيفَ أرفقُ
وبصَّرني بالنَّاسِ قلبٌ ممرَّنٌ
ولحظٌ على ظنِّ العيونِ محقَّقُ
صديقيَ منهمْ أينَ كنتُ مموَّلاً
ثريَّاً عدويّ أينما أنا مملقُ
لوامعُ قولٍ كالسَّرابِ بلالهُ
بطيءٌ وسرَّ العينَ ما يترقرقُ
وشرٌّ عليَّ منْ عدوٍ مكاشفٍ
صديقٌ طوى لهُ غشُّهُ متملِّقٌ
ولكنَّ فذّاً منهمُ صحَّ وحدهُ
عليَّ وسبريَ في الرِّجالِ معمِّقُ
فذاكَ ابنُ أيّوبٍ وإنء لمْ نقسْ بهِ
بصيرٌ بعوراتِ الاحور محدِّقُ
غريبٌ دعيٌّ في المكارمِ شفَّهُ
على عجمهِ منكَ القعيدُ المعرِّقُ
لكَ السَّوددُ العدُّ الحلالَ ومجدهُ
رقوعٌ بأيدي السَّارقينَ تلفُّقُ
يلومُ على تقصيرهِ عنكَ حظُّهُ
وآفتهُ الحدثانُ والعتقُ أسبقُ
ومتسعٌ يومَ الخصامِ بصوتهِ
وبابُ الكلامِ الفصلِ عنهُ مضيَّقُ
إذا ملأتْ فاهُ الخطابة َ سرَّهُ
وما كلّ آلاتِ الفصيحِ التَّشدُّقُ
وحاسدُ إقبالي عليكَ بخلّتي
ومدحيَّ حلوٌ منهما ومنَّمقُ
يرى فركة ً بي عنْ سواكَ ومسرحاً
وعندكَ قلبي بالمودَّة ِ موثقُ
وفي النَّاسِ منْ يبغي مكانكَ منْ فمي
وقلبي مشتاقٌ ورهنكَ أغلقُ
ومحتجبٌ بالملكِ يشرقُ بابه
بموكبهَِ الغاشي ويرجي ويفرقُ
دعاني لما أدركتُ منّي ففاتهُ
لسمعيّ أنْ أصطادَ نسرٌ محلِّقُ
أرادَ برفدٍ طيبٍ ما ملكتهُ
بودٍّ وريحانُ المودَّة ِ أعبقُ(81/245)
عابَ أناسٌ حشمتي وتأخُّري
بنفسي وأبوابُ المطالبِ تطرقُ
وقالوا تقدّم قدْ تموَّلَ ناقصٌ
وأنتَ وأنتَ الواحدُ الفضلِ مخفقُ
ويا بردَ صدري لو حرمتُ بعفَّتي
ويسري لو أنِّي بفضليَ أرزقُ
تسمَّعْ فإنَّ الإنبساطَ يقصُّها
أحاديثَ في سوقِ المحبّة ِ تنفقُ
هلِ المهرجانُ اليومَ إلاّ نذيرة ٌ
بهجمَّة ِ أيّامٍ منَ القرِّ تزهقُ
مصاعيبُ ترمى كالمصاعيبِ في الدُّجى
لغاماً على الآفاقِ يطفو ويغرقُ
ترى اللّيلة َ البهماءَ شهباءَ تحتهُ
ويصبحُ منهُ أخضرُ اللونِ أبلقُ
إذا وليتْ كفُّ الشَّمالِ التئامهُ
فليسَ لكفِّ الشَّمسِ منهُ مفرَّقُ
وإنْ مسَّ جسماً عارياً مسَّ محرقاً
على بردهِ والثَّلجُ كالنَّارِ تحرقُ
فهلْ أنتَ منهُ حافظي بحصينة ٍ
تمرُّ بها تلكَ السِّهامُ فتزلقُ
تضمُّ إلى الدفءِ الجمالَ فوجههاالرَّ
قيقُ وقاحٌ ليلة َ القرِّ يصفقُ
موافقة ٍ لوناً وليناً كأنَّما
تجاري بعطفيها نضارٌ وزئبقُ
رعى أبواها منْ خوارزمَ هضبة ً
ترفُّ عليها الغادياتُ وتغدقُ
ودبَّاً على أمنٍ وخصبٍ فلفَّقا
بجسمها جسماً يقي ويمرِّقُ
وفيضَ لها طبٌّ فلاءمَ بينها
صناعٌ إذا ولَّيتهُ متأنِّقُ
أخو سفرٍ منْ إصبهانَ ولادهُ
وبغدادَ منشاهُ مجلٍّ مدقِّقُ
كأنَّ الَّذي سدَّى وألحمَ روضة ٌ
تفتَّحُ منْ حوكِ الرَّبيعِ وتشرقُ
لها شافعٌ عندَ القلوبِ بأحمرٍ
حكى دمها تحنو عليهِ وتشفقُ
وقرَّ بها عندَ النُّفوسِ بأسودٍ
على أبيضٍ أو أبيضٍ فيهِ أزرقُ
ومهما تكنْ منْ مرسلٍ أو مصوِّرٍ
فرأيكَ في التّقريبِ منهُ الموفَّقُ
وأحظى لديّ منْ صحيحٍ ببطئهِ
مخيطٌ لهُ ريحٌ بنشركَ يفتقُ
ويفسدها عندي المطالُ فربما
تسابقُ لفظَ الوعدِ حزماً فتسبقُ
سواءٌ إذا عجّلتها زينَ منكبٌ
جمالاً بها أو ليثٌ بالتَّاجِ مفرقُ
ويقبحُ عندَ الودِّ والمجدُ أنَّني
أرى عاطلاً منها وأنتَ مطوَّقُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أما والنقا لولا هوى ظيبة َ النقا
أما والنقا لولا هوى ظيبة َ النقا(81/246)
رقم القصيدة : 60160
-----------------------------------
أما والنقا لولا هوى ظيبة َ النقا
لما قلتُ حيّا اللهُ داراً ولاسقى
ولا أرسلتْ عيني معْ اللّيلِ لحظها
ترودُ السحابَ الجونَ منْ أينَ أبرقا
خليليَّ دعوى الودَّ بابٌ موسّعٌ
ولكنْ ارى بابَ التصادقِ ضيِّقا
ألمْ ترَ يومَ الجوِّ ما كنتُ مبصراً
فلمْ دمعي الجاري ودمعكَ قدْ رقا
نجوتَ وفي أسر الهوّى لكَ صاحبٌ
فهلْ أنتَ مغنٍ عنهُ أنْ رحتَ مطلقا
سلْ الجيرة َ الغادرينَ هلْ مودعَ الهوّى
أمينٌ وهلْ بعدِ التفرّقِ ملتقى
وأينَ الظباءُ العاطياتُ إلى الصّبا
يجاذبنهُ الأغصانَ ريّانَ مورقا
حلفتُ بدينِ الحبِّ يومِ سويقة ٍ
أليّة ً مغلوبٌ تألّى ليصدقا
لما بعثً القاريُّ زرقَ نبالهِ
باقتلَ منْ تلكَ العيونِ وأرشقا
كأنَّ فؤادي عندَ صائحة ِ النّوى
وقدْ رقَّ ضعفاً أنْ يجيشَ قيخفقا
أديمُ تفرّاهُ الزمانُ فلمْ تجدْ
بهِ نغلاً أيدي الخوالقِ مخلقا
ولمّا اتقى نبلَ الوشاة ِ بصبرهِ
رمتهُ وشاة ُ الدمعُ منْ خيثما اتّقى
حمى اللهُ عيشاًإنَّ حمي العيشِباللّوى
تكدّرَ بعدي صفوهُ وترنَّقا
ورئما بجنبي غرَّبٍ ما تمتّعتْ
لحاظي بهِ حتّى أخيفُ فشرَّقا
ضممتُ عليهِ مغرماً ساعة ً يدي
وخلّيتُ لمّا رعتهُ عنهُ مشفقا
ولمْ أكُ لمّا صدتهُ فسرحتهُ
بأوّلِ قنّاصٍ تجنّى فأخفقا
وأعلمُ لو أنَّ الشبيبة َ كفَّتي
هناكَ لأمسى في حبالي موثقا
أليلَ سوادي ماأرى الصبحُ سرّني
فمنْ ردَّ لي ذاكَ الظلامَ فأغسقا
أبيتَ تنزّي بينَ جنبيَّ لسعة ٌ
لذكركَ شافي عضُّها غيرُ منْ رقي
أبى خلقُ الأيّامِ إلاّ إساءة ً
وأحسنَ حيناً كلفة ً وتخلّقا
أعاتبها لو كانَ يجدي عتابها
ومنْ حالمَ الخرقاءَ أصبحَ أخرقا
تعجّبُ منّي أختُ عذرة َ أنْ رأتْ
بحبلٍ بني الدنيا رجائي معلَّقا
وقدْ عهدتني منهُ ناصلَ المنى
إذا لمسوا ودّي تفلّتَ مزلقا
وقالتْ متى استذرى وقدْ كانَ مصحراً
وخبَّ وقدْ كنّا عهدناهُ معنقا(81/247)
إليك فإنّي ما انحططتُ لرفدهمْ
وبي نهضانٌ عنهُ أنْ أتحلّقا
وما كلِّ يومٍ يأكلُ المرءُ ما جنتْ
يداهُ لهُ قسراً ويشربُ ما استقى
وإنّي على ما قدْ ألمتُ محسّدٌ
أكابدُ مفؤداً عليََّ ومحنقا
بليتَ بمغتابينَ لحمَ أخيهمُ
يبيتُ وما جاعوا لديهمْ ممزّقا
إذا سرحتْ عنّي منَ الفضلِ هجمة ٌ
أحالوا عليها عاقرينَ وسرَّقا
رموني إذا أضحوا هواناً أخامصاً
ذنابي وإنْ اصبحتْ في الفضلِ مفرقا
أحدّوا أظافيري فلمْ أحتلبهمُ
ولا لحمَ إلاّ ما أرى فيهِ معرقا
جناية ُ جهلٍ جرّها الحلمُ عنهمُ
وما كنتُ أخشى أنْ أرى الحلمُ موبقا
ولمَّا رايتُ العفوَ لا يستردُّهمْ
ولا العتبَ صيّرتُ العتابَ التفرُقا
طرحتهمُ طرحَ السِّقاءِ تفجَّرتْ
مخارزهُ بالماءِ حولينِ مخلقا
لئنْ نفضتْ باليأسِ كفّي منهمُ
وأصبحتُ ممّا يملقُ العيشُ مملقا
فلي منْ ربيبِ النعمة ِ اليومَ نعمة ٌ
تردُّ الصِّبا جذلانَ والعمرَ مونقا
خلائقُ إمّا ماءَ كرمٍ مرقرقا
أغادى بهِ أو ماءُ مزنٍ مصفِّقا
كأنَّ الصَّبا جرّتْ عليهِ ذيولها
أصيلاً وفأرَ المسكِ عنها تفنَّقا
أغرُّ هلاليٌّ صحيفة ُ وجههِ
إذا طلعتْ لمْ تبقِ للشّمسِ مشرقا
ترى لحسنُ فيها واقفاً متحيِّراً
وماءِ الحياءِ فوقها مترقرقا
بليلِ يدُ المعروفِ لو مرَّ كفُّهُ
على الصَّلدِ منْ أحجارِ سلمى ً تدفَّقا
يرى المالَ وزراً في الرقابِ مجمّعاً
فيعيا بهِ حتّى يراهُ مفرَّقا
منَ النفرَ المطفينَ جدبَ بلادهمْ
بماءِ الندّى الجاري إذا العامُ أحرقا
ميامينَ تلقى الخيرَ يومَ لقائهمْ
إذا خفتَ يسري أو تعيّفتَ أبلقا
طوالُ العمادِ نشرُ أرضهمْ
حييُّونَ حتّى تطرقَ الحربُ مطرقا
ذا ناهزَ الضيفُ البيوتَ تبادروا
لهُ فاستوفوا فيهِ غنيّاً ومخفقا
حموا مجدهمْ بالسمهريِّ تطاعناً
وبالكلمِ المربي على الطعنِ منطقا
توّمَ الفتى منهمْ حليماً فإنْ تقلْ
يقلْ مفحماً لدى الخصومِ ومرهقا
إذا أشعلَ الأبطالُ في الحربِ شوكة ً
وطوها حفاة ً أرجلاً ثمَّ أسؤقا(81/248)
بكلِّ غلامٍ لا ترى السيفُ يحتمي
ولا الموتِ في نصرِ الحفيظة ِ يتقّى
إذا قامَ ساوى الرمحَّ حتّى يمسَّهُ
بغاربهِ أو طالَ عنهُ محلّقا
تمارتْ لهُ أيدي القوابلِ إذْ بدا
أيبرزُ نصلاً أو جبيناً مطرَّقا
يدلُّ عليهِ بشرهُ قبلَ نطقهِ
سنا الصّبحُ أمَّ الفجرَ ثمَّ تألّقا
يطرَّ سناناً كاللّسانِ حلتْ لهُ ال
نفوسُ إذا اشتاقَ الدماءَ تزوّقا
لهمْ قضبٌ في المجدِ زدت مصلّيا
عليها وإنْ مرّوا أمامكَ سبَّقا
وما ضرَّ ساري ليلة ٍ لو تناثرتْ
كواكبها ما امتدَّ للقمرِ البقا
لكَ المجدُ يلقى حاجبُ الشّمسِ دونهِ
مواقفَ جدٍّ لمْ يجدْ عنهُ مرتقى
مناسبُ ودَّ النجمُ لو تستضيفهُ
إليها دعيّاً أو تسمّيهِ ملحقا
تمّكنَ إسماعيلُ منهُ ورهطهُ
مكانَ تمنّى البدرُ لو أنّهُ ارتقى
إذا عقدَ النّادي الفخارَ عددتهمْ
أباً فاباً حتّى عددتُ الموفَّقا
أبوكَ الّذي أعيا الملوكَ جذابهُ
فأعطوهُ ليناً ما اشتهى وترفُّقا
تداركهمْ الشرُّ يفغرُ نحوهمْ
فامسكَ فيهِ دونَ ذاكَ المخنّقا
دعوهُ وأطراف الرماحِ تنوشهمْ
لحاقِ فلبّاهمْ فأكرمَ ملحقا
فأنشرهمْ موتي ولأنقذَ بالقنا
نعيمهمْ المعتادَ منْ قبضة ِ الشقا
لهُ صارمُ ريّانُ منْ دمِ بعضهمْ
وآخرُ يحمي بعضهُ أنْ يمزَّقا
حمى بينَ كرمانٍ إلى الثغرِ سيفهُ
وعم بلادُ الجورِ عدلاً وطبّقا
ولمْ يبقِ فوقَ الارضِ للخوفِ مسرحاً
ولا لجناحِ الظلمِ في الجورِ مخفقا
وما ماتَ حتّى أبصرَ العيشُ ذلّة ً
وحملَ الأذى غلاًّ على الحرِّ موبقا
ولمّا أرادَ الدّهرُ تعطيلَ جيدهِ
منَ الشرفِ اختارَ الحسامَ فطوَّقا
فداكَ منَ الاقرانِ أبترُ لمْ يكنْ
عتيقاً ولا في المجدِ مثلكَ معرقا
إذا لفّهُ المضمارُيومَ عريكة ٍ
بنقعكَ وليَّ يسألُ الأرضَ منفقا
يرى مثلُ عينيهِ لأسودِ قلبهُ
عدوّاً على أخرى قناتكَ أزرقا
أبثُّكَ عنْ قلبٍ أحبّكَ صادقاً
إذا كانَ حبٌّ خدعة ً وتملُّقا
وصفتَ لهُ قبلَ اللّقاءِ فشفتهُ
فلمّا التقينا صادهُ كرمُ اللّقا(81/249)
وأصبحتَ منْ قومٍ عليهِ أعزّة ٍ
قضى الدّهرُ مختصاً بهمْ متحقِّقا
فزاركَ منْ ابكارهِ بكريمة ٍ
منَ الخيِّراتِ الغرِّ صوناً ورونقا
عزيزٌ على غيرِ الكرامِ افتراعها
وإنْ ساقَ أعناقَ المهورِ وأصدقا
ولمّا رددتُ الراغبينَ ولمْ أدعْ
عليها لرامٍ بالمُّنى متسلِّقا
أتاني بشيرُ الخيرِ أنْ قدْ خطبتها
فما كدتُ مسروراً بهِ انْ أصدّقا
وزدتُ يقيناً فيكَ أنّكَ واحدٌ
إذا اخترتَ كنتَ العارفَ المتأنِّقا
فأشرفُ نفسٍ همّة ً نفسُ ماجدٍ
يبيتُ إلى أمثالها متشوِّقا
فراعِ أباً في حفظها لمْ يجدْ لها
سواءكَ كفئاً ما تنخّلَ وانتقى
لئنْ سمتنيها بادئاً بطلاّبها
لتستثمرنْ منها البناءَ المنمِّقا
كجوهرة ِ الغوّاصِ دلاَّهُ حظُّهُ
عليها فأهوى ما استطاعَ وعمَّقا
وأبرزها بيضاءَ تنصفُ كفّهُ
وميضاً ترى وجهِ الغنيِّ فيهِ مشرقا
وقدْ افسدَ النّاسُ المقالَ فلا ترى
لكثرة َ منْ يرضى المحالَ محقِّقا
أرى العيدَ والنيروزَ جاءا فأعطيا
أماناً منَ الأحداثِ فيكَ وموثقا
قغادِ بذاكَ لذّة ِ العيشِ مصبحاً
ورواحْ بهذا سنّة ُ الدِّينِ مغبقا
وأعطِ وخذْ غمرَ الزمانِ محكَّما
وضحِّ وعيِّدْ ناحراً ومشرِّقا
فلو كانتْ الأيّامُ تنطقُ أفصحا
بما فيكَ منْ حسنِ الثناءِ وأنطقا
Personal homepage website counter
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سلكَ الخيالُ بحاجرٍ
سلكَ الخيالُ بحاجرٍ
رقم القصيدة : 60161
-----------------------------------
سلكَ الخيالُ بحاجرٍ
طرفا كراهُ مؤرِّقُهْ
حيّا خديعة َ خلّبٍ
ما بلَّ ربعاً مبرقهْ
وهناً وراحَ وليسَ إ
لاَّ ذكرهُ وتشوُّقهْ
وفتحتُ جفني ثمَّ عد
تُ معَ الطماعة ِ أطبقهْ
وأجيلُ كفّى أستعي
دُ ببردهِ أتعلّقهْ
عجباً لمسري أمِّ سع
دٍ أيِّ تيهٍ تخرقهْ
وخطا ومشتبهِ الشخو
صِ على الدّجى تستطرقهْ
ولقدْ تعادلَ ظلُّها
بينَ البيوتِ فتفرقهْ
زارتْ وتحتُ خدودنا
ركبُ المطيِّ وأسؤقهْ
ورداءُ كلُّ مترفِ
منّاً برامة َ نمرقهْ(81/250)
فتعطّرتْ بذيولها
كثبُ الغويرِ وأبرقهْ
واسترجعتْ باقي كرى ً
بتنا اختطافاً نسرقهْ
يا روضة َ العلمينِ جا
دكِ منْ جمادى ريِّقهْ
واتاكِ منْ تحفِ الربي
عِ بما يسرُّكِ مونقهْ
ما خلتُ أنَّ البينَ بع
دَ تمامِ بدركَ يمحقهْ
حتّى اطلعتُ وغربهُ
يبكي عليهِ ومشرقهْ
في الداعريِّ بهِ قلا
صُ الداعريِّ وأنيقهْ
ساقٍ يصرِّفُ لحظهُ
كأسُ الغرامِ وتدفُّقهْ
ما عندُ عينكِ يا غزا
لة ُ في طليقٍ توثقهْ
شفتاكِ ترشفهُ مغا
لطة ً وطرفكِ يرشقهْ
فلماكِ يبردُ صدرهُ
ولحاظُ عينكَ تحرقهْ
ذيديهِ وجداً إنْ أق
رَّ حشاكِ وجدٌ يقلقهْ
وصلي السهادَ بليلهِ
إنْ كانَ طيفكِ يطرقهْ
لا تحرجي بدمي فعن
قكِ غيرها يتطوَّقهْ
أنا ذاكَ اطعمتُ الهوّى
لحمي فباتَ يمزِّقهْ
ورهنتُ قلبي لاعباً
والحبُّ عندكِ يغلقهْ
القلبُ لي فإذا عشق
تُ فربُّهُ منْ يعشقهْ
انظرْ وليتكَ مفلتٌ
أشطانَ منْ يتعلَّقهْ
واعلمْ بأنّكَ مخلفٌ
إلاّ فؤاداً تنفقهْ
زعمتْ بأنَّ الشيبَ ذن
بٌ ليسَ يغفرُ موبقهْ
فمنْ الّذي دامتْ لهُ
حدقُ الكواعبِ ترمقهْ
يصدا الطريرُ وأيِّ غص
نٍ لا يصوّحُ مورقهْ
لا تنظري بالفجرِ إ
لاَّ أنْ يبيّضَ ازرقهْ
وعييتُ في فلتاتِ عي
شٍ بالعفافِ أرمِّقهْ
منْ لي بنهضة َ ناشطٍ
أسرُ المقادرَ مطلقهْ
والحظُّ تخدجُ أمُّهُ
لي أو تتمُّ فتحمقهْ
ما أتعبَ المحرومَ يأ
ملُ أنَّ حرصاً يرزقهْ
تستعبدُ الحرَّ المطا
معُ والقناعة ُ تعتقهْ
والوجهُ إنْ كفيَ السؤا
لَ فليسَ شيئٍ يخلقهْ
ولقدْ فرجتُ إلى العلا
نقعاً يضيقُ مخنِّقهْ
متشِّهراً في جوِّهِ
حتّى كأنّي أبلقهْ
وبليدة ِ الاعلامِ ين
كرُ تربها مستنشقهْ
يعيا بذرعِ بساطها
رحبُ المطيِّ وضيِّقهْ
كتبَ الرسيمُ وخدُّها
تحتُ المناسمِ مهرقهْ
طوراً يحقّقُ فوقها
سطراً وطوراً يمشقهْ
خاوصتها واللّيلُ يف
لي بالثريّا مفرقهْ
فرداً يساعدُ وحشتي
غضبٌ جديدٌ مخلقهْ
يسلو عنْ الرفقاءِ منْ
انسٍ به مسترفقهْ
ريّانُ أنْ يبسَ المرا(81/251)
دُ ضحى ً سقاني ريِّقهْ
طوراً يوشِّحُ منك
بيَّ وتارة ً أتنطَّقهْ
ومردّدٍ بين السوا
بقِ لمْ يهجَّنْ معرقهْ
سهلٌ إذا استلبَ المدى
أكلَ الطريقَ تدفُّقهْ
لي حلمهُ ووقارهُ
وعلى المهامهِ أولقهْ
يرمي واسعة ٍ على
كذبِ النواظرِ تصدقهْ
لمْ أجزهِ إذْ باتَ يس
منُ لي الحظوظَ وأعرقهْ
حتّى علقتُ بساهرٍ
حبُّ الضيوفِ يؤرِّقهْ
جذلانُ كلَّ عشيِّة ٍ
فيها المغارمُ تغبقهْ
متبسمْ السنواتِ ضا
في القعبِ فيها متأقهْ
سيلٌ على ألواذهِ
أدمانهُ أو أنوقهْ
للسّيفِ ما ترضاهُ من
ها العينُ أو تستونقهْ
يلقاكَ أبلجَ وجههِ
قبلَ العطاءِ ومشرقهْ
كالبرقُ بعدَ وميضهِ
خلفَ السّحابَ تدفُّقهْ
يستنُّ ماءَ الحسنُ في
هِ عذبهُ ومرقرقهْ
متموّلْ منْ كسبهِ ال
عالي لجودٍ يملقهْ
كاللّيثِ يأنفُ مأكلاً
إلاَّ عبيطاً يشرقهْ
ضمنتْ صوارمهُ لهُ
أرزاقَ منْ يسترزقهْ
فالسّيفُ يجمعُ مالهُ
والمكرماتِ تفرِّقهْ
منْ آلِ إسماعيلَ منت
شرُ الفخارَ معرِّقهْ
بيتُ قعيدِ العزِّ ق
لَّ دخيلهُ أو ملصقهْ
نسبٌ كأنَّ الشّمسُ إش
راقاً وعزّاً تعبقهْ
ويودُّ أعلى الشهبُ بي
اً أنّهُ يستلحقهْ
صعبٌ تزلَّ صفاتهُ
قدمَ الدعيَّ وتزلّقهْ
لا يرتقيهِطائراً
عيبٌ ولا يتسلّقهْ
وسطاهُ أسماعيلهُ
ومدى علاهُ موفّقهْ
شرفٌ دنا ونأى مح
وّمهِ لكمْ ومحلِّقهْ
بأبيكَ تمَّ عمادهُ
وسرى فعمَّ مطبِّقهْ
سبقَ الرجالُ فبذّهمْ
مستعجلينَ ترفُّقهْ
ومضى يصيبُ برأيهِ
مثلَ الرِّماءِ يفوِّقهْ
شرفُ بتيجانُ الملو
كِ رواقهِ أو فيلقهْ
ما بينَ رأسٍ قدْ حمى
عنهُ ورأسٍ يفلقهْ
قادَ العلا وجرى ففا
تَ وليسَ تدركَ سبِّقهْ
ورأيتُ سعيكَ خلفهُ فع
لمتُ أنّكَ تلحقهْ
ما ماتَ مجدٌ أوّلٌ
تتلوهُ أنتَ وتنسقهْ
تنمي الطروسُ لفضلكمْ
خبراً وانتَ تحقِّقهْ
ومتى تعلّمَ ناشئٌ
كرماً فنفسكَ تحذقهْ
كمْ بابِ حظٍّ باسمكِ ال
محبوبِ يفتحُ مغلقهْ
وسحابِ جودٍ عنْ يمي
نكَ عمَّ ربعي مغدقهْ
لي وبلهُ ولمنْ ينا
فسني الفضيلة َ مصعقهْ(81/252)
وقصائدٍ كرمتْ وقدْ
فضحَ اللّئيمَ تخلّقهْ
يحلو جناها كلّما
شافهتهُ تتذوّقهْ
وملامة ُ عثرتْ بسم
عكِ فيَّ لا تتخرَّقهْ
سمعَ حديداتِ العوا
ذلِ في الندّى لا تسلقهْ
فليسقينَّ رياضَ عر
ضكَ في النّدى مغدودقهْ
منْ كلِّ سيارٍّ بكمْ
ركّاضهُ أو معنقهْ
يمضي فيعتلقِ الصخو
رِ بوصفِ مجدكَ مفلقهْ
منْ معدنِ الكلمِ الغري
بِ سوايَ لا يتطرَّقهْ
أحرزتُ محكمهُ إذا اح
تطبَ الكلامَ ملفِّقهْ
لكَ حلمهُ وعلى عد
وّكَ طيشهُ وتنزُّقهْ
باتيكَ زوراً كلَّ يو
مِ هديِّة ٍ تتسوَّقهْ
يحبوكَ خالصتي بهِ
وسواكَ منْ أتملّقهْ
كمْ مهرجانٍ رحَ من
هُ وكلُّ يومٍ ترمقهْ
خلّيتهُ عطلاً أس
وّرهُ بهْ وأطوِّقهْ
لا يعجبُ الحسادُ أنْ
يصفو لمدحكَ ممذقهْ
رجلٌ خلا بكَ عيشهُ
فحلا بسمعكَ منطقهْ
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يا ديارَ الحيِّ منْ جنبِ الحمى
يا ديارَ الحيِّ منْ جنبِ الحمى
رقم القصيدة : 60162
-----------------------------------
يا ديارَ الحيِّ منْ جنبِ الحمى
عدتِ ظنّاً بعدما كنتِ حقيقهْ
أخذَ الدَّهرُ قشيباً رائقاً
منْ مغانيكِ وأعطاك سحوقهْ
فلئنْ كنتِ عدوَّ العينِ منْ
بعدهمْ إنَّكِ للقلبِ صديقهْ
خلتُ لمّا لمْأطقْ حملّ النَّوى
أنْ تلكَ الدِّمنَ الصُّمَّ مطيقهْ
لمْ اكنْ أعلمُ حتَّى نحلتْ
كنحولي أنَّها مثلي مشوقهْ
أينّ جيراني لها لهفي بهمْ
لهفة َ سكرتها غيرُ مفيقهْ
وظباءٌ بالحمى ناشطة ٌ
ظنَّها السِّحرُ رجيماتٍ ربيقهْ
شامَ أصحابي على كاظمة ٍ
عارضاً يحملُ وطفاءَ دفوقهْ
فتماروا ثمَّ قالوا وقفة ً
علَّهُ يطرحُ بالنَّعفِ وسوقهْ
قلتُ إمّا إنْ فعلتمْ فاحبسوا
ودعوا نضويَ يمضي وطريقهْ
لمْ تقصِّرْ بي مجاري أدمعي
فأرودُ الغيثَ أستبكي بروقهْ
وبذاكَ الجوِّ إنْ ادركتهُ
لي قلبٌ سابقٌ أبغي لحوقهْ
وهلالٌ لا ومنْ أغربهِ
وهوَ المالكُ أنء يقضي شروقهْ
ما ظننتُ الرَّشفَ محظورُ اللمى
حظرهَ الخمرة حتّى ذقتُ ريقهْ(81/253)
يالواة َ الدِّينِ عنْ ميسرة ٍ
كيفَ للمعسرِ أنْ ينسى حقوقهْ
ألِما أبصرتمُ منْ ولهي
والنَّوى تغشمني قلتمْ فروقهْ
كيفَ لا تشفقُ منْ بينكمُ
مهجتي وهي منَ الموتِ شفيقهْ
ارفقوا يا ربّما ذاقَ الهوى
واثقٌ منْ قسوة ٍ ألا يذوقهْ
واقسموا قلبيَ فيما بيننا
لي فريقٌ وخذوا أنتْ فريقهْ
ما على دهرٍ سقى لي سجلهُ
نطفاً منْ عيشة ِ الدُّنيا الرقيقهْ
حيثُ أيَّامي ملوكٌ كلُّها
ومنْ الأيّامِ أملاكٌ وسوقة ْ
وفتاة ُ العمرِ بيضاءُ الطُّلى
وردة ُ الخدَّينِ سوداءُ العقيقهْ
ولحاظُ المقلُ المرضى التي
تنصلُ اليومَ وتنبو بي علوقهْ
في ظلالٍ للصِّبا سابغة ٍ
وغصونُ للأماني وريقهْ
لو ثنى لي راجعاً منْ عطفهِ
لا ولكنْ ساعة ٌ منهُ أنيقهْ
زمنٌ أمكنني منْ رأسهِ
فتعسَّفتُ بهِ غيرُ الطَّريقهْ
لانَ في كفِّي فأرخيتُ لهُ
فمضى كالسَّهمِ لمْ أملكْ مروقهْ
إنْ يكنْ متعة َ دنيا فارقت
فعلي الشِّيمة َ نفسي والخليقهْ
لا يدي تعطي على الهونِ ولا
نخواتي بعصا الضِّيمِ مسوقهْ
أنا ذاكَ العضبُ لا تمنعهُ
فلّة َ التَّصميمِ في يومِ الحقيقهْ
وفُوى كفّي معقودٌ لها
بابنِ أيُّوبَ علاقاتٌ وثيقهْ
الفتى كلُّ الفتى إنْ خذلتْ
أختها الكفُّ وذمَّ السَّهمُ فوقهْ
وأخو الليلة ِ نهَّاضٌ إذا
استهبَّتهُ الملمَّاتُ للطَّروقهْ
لذْ بهِ واندبهُ للجلَّى ولا
تخشَ منْ غفلة ِ عذرٍ أنْ تعوقهْ
يخرجُ الصلَّ إلى حاجاتهِ
راقياً في كلِّ زلاَّءَ زليقهْ
وإذا رابتكَ منْ خلقِ أخٍ
هفوة ُ تخلطُ بالبرِّ عقوقهْ
فعليكَ السَّهلَ منْ أخلاقهِ
فتضوَّعَ مسكهُ واشربْ رحيقهْ
منْ رجالٍ سبقوا في مهلٍ
وخدانَ النَّجمِ سيراً وعنيقهْ
وانتضوا منْ طبعِ أيمانهمُ
كلَّ عضبٍ يأمنُ الجفنُ دلوقهْ
فقرٌ تحملها موقرة ً
صحفٌ لقحتها الدُّهمُ المليقهْ
كلَّ بيضاءَ سمينٌ متنها
ضمّنتها السِّحرَ هيفاءُ دقيقهْ
فإذا الأوجه غطَّتْ لونها
غبرة ٌ واستخلفَ الورسُ خلوقهْ
شهدَ الحربَ سفوراً منهمُ(81/254)
غلمة ٌ تحتَ قتامِ النَّقعِ روقهْ
بأكفٍّ كاظِّبا مصقولة
ووجوهٍ كالدَّنانيرِ عتيقهْ
وإذا الليلة ُ ماتتْ نارها
واستلان الكلبُ بالأرضِ لصوقهْ
فطوى الرَّاعي على أضلاعهِ
كشحهُ واستعدتِ الشُّعرَ الحليقهْ
برزتَ تهفقُ في أبياتهمْ
كلُّ جوفاءَ منَ الشِّيزى عميقهْ
لا يبالي عاقرُ البدنِ لها
أيُّها الواجبة ُ الجنبِ الشَّريقهْ
نلتهمْ طولاً وزيِّدتَ فما
شقَّ نقعٌ لمْ تكنْ أنتَ سبوقهْ
طلبوا مثلكَ فاستنُّوا قرى ً
منْ أبانَ يستبيضونَ أنوقهْ
كنتَ فيهمْ واحدٌ ليسَ لهُ
منْ أخٍ لكنْ له الشَّمسُ شقيقهْ
كمْ لإسعادكَ عندي منْ يدٍ
سبغتَ ظلاًّ ووجهيْ والوديقهْ
ألحفتْ حاليَ منها نعمة ٌ
نعمة ُ المزنة ِ تنثوها الحديقهْ
لمْ يخرِّقْ زمني في جانبٍ
ليَ إلاَّ قمتَ نصَّاحاً خروقهْ
فخليلٌ فاسدق أصلحتهُ
وقريضٌ كاسدٌ نفَّقتَ سوقهْ
فابقَ لي ما هتفتْ باكية ٌ
شجوها أو حنَّ فخلٌ لطروقهْ
سامعاً كلَّ بعيدٍ صبتها
تنفضُ الأرضَ ولو كانتْ سحوقهْ
عبلة َ المعنى وإنْ صاغَ لها
طبعها للعربِ ألفاظاً رشيقهْ
ندعِ العرضَ إذا ديفتْ بهِ
عترة ً تنسبُ دارينَ فتيقهْ
يحملُ الثَّيروزُ منها تحفة ً
هي أنْ يحمدَ مهديها خليقهْ
فعلها في الوجهِ تبسطهُ
جذلاً والصَّدرُ أنْ تفرجَ ضيقهْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> درَّ لها خلفُ الغمامِ فسقى
درَّ لها خلفُ الغمامِ فسقى
رقم القصيدة : 60163
-----------------------------------
درَّ لها خلفُ الغمامِ فسقى
ومدَّ منْ ظلٍّ عليها ما رقى
ورابها ليلُ جمادى أْن ترى
منْ لهبِ الجوزاءِ يوماً محرقا
فنهضتْ بسوقها ودرجتْ
كهلاً أثيثاً ومعينا غدقا
حتَّى تخيَّلتُ رباها حوِّلتْ
بالخصبِ غدرا وحصاها ورقا
لو جاءَ يعطي خبراً عنْ جنَّة ٍ
رائدها راعيها لصدقا
خضنا بألحاظِ العيونِ طرقا
منها وأخفافُ المطيِّ طرقا
ملجمة ٌ تركبُ منْ دهماءها
على متاعٍ منْ ضحاها غسقا
تحبسنا صدورها والحبُّ في
أعجازها يجذبُ منء تعلَّقا(81/255)
كلُّ فتى ً يخلفُ وجهَ شمسها
غاربهُ حتَّى يعودَ المشرقا
إذا المطايا لجأتْ ببوعها
إلى الوريدِ دعدعوها العنقا
تعسُّفاً حتّى ينقِّي سوقها
طلابها أيَّامها على النَّقا
تغنَّ بالجرعاءِ يا سائقها
فإنْ ونتْ شيئاً فزدها الأبرقا
واغنَ عنِ السِّياطِ في أرجوزة ٍ
بحاجرٍ ترى لسِّهامَ المرَّقا
واستقبلِ الرِّيحَ الصَّبا بخطمها
تجدْ سرى ً ما وجدتْ منطلقا
إنَّ لها عندي الحمى وأهلهِ
إنْ حملتْ لعقاً وعلقاً
والجانبِ الممنوع منْ وادي الغضا
هنَّأَ ما نقَّبَ أوْ ما عرَّقا
كمْ بالغضا يا زفرتي على الغضا
منْ شافعٍ ردَّ وعهدٍ سرقا
ونظرة ٍ للهِ منها حكمهُ
يومَ تخاصمِ القلوبَ الحدقا
وطارحٍ للنَّكثِ يثني حبلهُ
حتَّى يكونَ الرُّمَّة َ الممزَّقا
قدْ حبسوا ظبية َ هلاّ حبسوا
دمعاً إلى ذكرتها مستبقا
وبردَ الليلُ على ما لفَّقوا
لكنهمْ لا يبردونَ لاحرقا
أما وكانَ قسما أبرَّهُ
والظَّلمِ ما أشمَّ أو ما ذوَّقا
والبانِ يحنو هذهِ لهذه
بالجيدِ حتَّى دنيا فاعتنقا
وما سرى بينَ الغررِ والكرى
طيفٌ لها ردَّ الظَّلامَ قلقا
خطفِ القلوب ثمَّ طارتْ شعبا
أضغاثهُ عنِّي وطاحتْ شققا
فقمتُ أجلو لبسَ طرفي ويدي
أنفضُ رحلي وأقصُّ الطُّرقا
ثمَّ وهمتْ أنْ بدراً زراني
فبتُّ لا أسألُ إلاَّ الأفقا
لقدْ مشى الواشي على سمعي بها
في ضيّقِ الفجِّ زليقَ المرتقى
شأنكَ لا يبري الجوى إلاَّ الّذي
أدوى ولا يفري سوى منْ خلقا
قدْ عوَّذوا وعقدوا تمائمي
وأنقعُ السَّلوة َ راقٍ وسقى
وما يعودُ الحولُ إلاَّ عادني
منها مسيسٌ لا يحلُّ بالرُّقى
وليلة ٍ والحيُّ بعدُ لمْ يخفْ
أعينهمْ ولاالغيورَ المشفقا
واللامزُ المرتابُ سلمٌ صدرهُ
وجارة ُ البيتِ التي لا تتَّقى
قسمتها شكلانِ منْ وصالها
وعتبها بينَ النَّعيمِ والشقا
ثمَّ افترقنا ومعي وثيقة ٌ
تقربُ ما بينَ الفراقُُ واللقا
يا صاحبي وقولة ٍ مصمية ٍ
لا تفتحُ الألسنُ منها مغلقا
يغني اللهاة َ رفعها وخفضها(81/256)
حتّى يقالُ غلطاً أو سرِقا
ترى البليغَ حولها مجمحما
يومَ تراهُ الأشدقَ المنطَّقا
منْ أمّهاتِ الفضلِ أمّا نثرت
أو نظمتْ كانتْ لجوجا عنقا
ركبتها أقتحمُ النَّادي بها
جامحة ً تفوتُ بي أنْ ألحقا
تضحكُ بالمجري معي يريدها
ضحكَ الصِّناعِ بيمينِ أخرقا
... ... ... ... ...نعيمها
... ... ... ... ...ظهرها والعنقا
منِ اللواتي تستصبُّ نحوها
نفسُ الوقورِ أوْ يكونُ الأنزقا
لو راودتْ أشمطَ وفَّى مائة ً
يشو بقدسٍ وبصيفِ الأبلقا
يعتجرُ الشَّملة َ حيطاناً إذا
قرَّ ويحتشُّ إذا ما استرزقا
أهوى لها يأخذُ منْ عاجلها
أوبقه آجلها ما أسترزقا
حملتُ عنها حرَّة ً كريمة ً
لوْ ألصقُ العارُ بها ما لصقا
وصاحبٍ كالغلِّ باتَ منكبي
منْ ربقة ِ الودِّ بهِ مطوَقا
أرمُّ منْ أخلاقهِ ملوَّنا
يصبغُ لي في كلِّ يومٍ خلقا
تكثَّرتْ بعددٍ منْ أسرتي
نفسي فأصبحتُ المقلَّ المملقا
وطوَّفتْ تسألُ في قبائلٍ
غريبة ٍ أينَ تكونًُ الأصدقا
فما رأتْ إلاَّ النِّفاقَ مسدلاً
على المودَّاتِ وإلاَّ الملَّقا
شمتُ الأنامَ خلَّباً إلا فتى
منَقيصرٍ أمطرَ لمَّا برقا
أفرقَ رأسُ الدَّهرِ منْ جنوبهِ
بهِ وصحَّ رأيهُ وحقَّقا
غنيتُ منهُ بأخٍ فداؤهُ
كلُّ أخٍ أصبحتُ منهُ مخفقا
وملئتُ كفّي بهِ وأفضلتْ
جوهرة ً أمَّ شفوفٍ ونقا
باعٍ لها الغوَّاصٌ ذاتَ نفسهِ
مغامراً لحبِّها معمِّقا
يهوي بهِ الفقرُ ومنْ شعارهِ
إمّا الغنى ربَّ وأمَّا الغرقا
ومجّهُ البحرُ فلو أبصرته
بها مضيَّاً ولها معتنقا
ترى الحصى والرَّملَ في يمينه
كيفَ انتحى عيناً بها وورقا
كرهتُ في المختارِ كلَّ حاسدٍ
يحسبُ في اجتماعنا التَّفرُّقا
وبعتُ خلاَّني بهِ بيعَ فتى ً
يعلمُ أنَّ الرِّبحَ حيثُ صفقا
عرَّفنيهِ خبرتي بغيرهِ
منْ جرَّبَ النَّاسَ درى وحذقا
وصحَّ لي بعدَ رجالٍ مرضوا
وكثرة ُ التيهِ تريكِ الطُّرقا
ظنّ غلوِّي فيكَ قومٌ سرفا
وفرطَ مدحي زخرفا مختلفا
وزادَ حتَّى لنْ يقولوا حاضرٌ(81/257)
ودّ فقالوا بدويٌّ عشقا
ولو رآكَ منْ رآاكَ بنظري
وخبرتي قالََ بليغٌ صدقا
جاءَ بكَ الدّهرُ على شرائطي
تحفة َ عمدٍ لا على مااتفقا
رأيا لهُ القرطاسُ والسَّهمُ سوا
وراحة ً في المحلِ تجري دفقا
وسامراً والنّضارُ قدْ اخمدها
ربُّ المئينِ وجفانا فهُّقا
وخلقا إذا غضبتَ واسعاً
وعذراً إذا وهبتَ ضيقا
وجانباً في الودِّ ظلاًّ بارداً
ردَّ إلى الودِّ فؤاداً معتقا
رشتَ جناحيَّ التحمت معرِقا
زوريَ حتّى طرتَ بي محلِّقا
فتحتَ عيناً في العلا بصيرة ً
حتَّى رأيتَ غايتي مدقِّقا
ودلَّكَ المجدُ على فضيلتي
دلالة ً كنتَ لها موفَّقا
لمْ تكُ في الإيمانِ لي مقلِّدا
ولمْ يكنْ يسركَ بي تخلُّقا
أنتَ إذا الدَّهرُ رمى شاكلتي
درعي وأنتَ منذري إنْ فوّقا
ما غمّضتْ عنّي عينُ حاجة س
فارتادها طرفكَ إلّا رمقا
وقمتَ في أثارها مجلِّياً
بعثَ القنيصِ المضرحيَّ الأزرقا
فلا تصبني فيكَ عينُ حاسدٍ
يالقذى محدّقا ومطرقا
ولا تنلكَ الحادثاتُ بيدٍ
حتَى تشلَّ ساعداً ومرفقا
ونهضتْ عنِّي بما أوليتهُ
رواحلُ الشَّعرِ تجوبُ الأفقا
ثقائلاً يسوقها خفائفا
على الوجا لا تطمئنُ قلقا
رافعة ً واضعة ً أعناقها
يوماً ويوماً مغرباً ومشرقا
إنْ ظمئتْ فالشَّمسُ ولعابها
أو سبغتْ جرتْ تداري الرمقا
تحملُ كلَّ مستعادٍ ذكرها
عمَّ البلادَ صيتها وطبِّقا
هي العذارى البيضُ لمْ تلقَ لها
مبتكراً غيري ولا مستطرقا
إذا أقامت رشفتْ أو ظعنتْ
نفتْ على الأفواهِ نشراً عبقا
إذا الكلامُ نسبتْ أصولهُ
كانتْ أصولاً والكلامُ أسؤقا
أو طرحَ الشِّعرُ فماتَ فجأة
بقينَ ماطال وماطابَ البقا
ينصُّ شيطانَ القريضِ سمعهُ
مرتقيا في جوِّها مسترقا
لطائمٌ سوائرٌ إذا غدا
ذكركَ في أعجازها معلَّقا
تعلَّقتْ باسمكَ حتّى خرقتْ
بكَ السَّماءَ طبقاً فطبقا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> تربَّعتْ بينَ العذيبِ فالنَّقا
تربَّعتْ بينَ العذيبِ فالنَّقا
رقم القصيدة : 60164(81/258)
-----------------------------------
تربَّعتْ بينَ العذيبِ فالنَّقا
مرعى ً أثيثاً ومعيناً غدقا
وبدِّلتْ منْ زفراتِ عالجٍ
ظلائلاً منَ الحمى وورقا
ترتعْ في منحاتٍ بدنا
كما اشتهتْ ربيقة ً أنْ تطلقا
فدبَّ فيها الخصبُ حتى رجعتْ
سدائساً بزلاً وكانتْ حققا
فكلَّما تزجرها حدَّاتها
رعى الحمى ربَّ الغمامِ وسقى
وإنَّما ذلكَ لينفضنَ لنا
إلى ديارِ الظَّاعنينَ الطُّرقا
حواملاً منَّا هموماً ثقلتْ
وأنفساً لمْ تبقِ إلاَّ رمقا
يحملننا وإنْ عزينَ قصباً
وإنْ دمينَ أذرعاً وأسؤقا
واصلة ً منْ يردُّ جنبهُ
عنْ ليلها وإنْ سئمنَ العرقا
خلنَ لها فرجاً فخلنَ وقعها
في آلٍ وهي طوافٍ عرقا
نواصلاً منْ غمرة ٍ فس غمرة ٍ
لا يعلقُ السَّيلُ يها تدفُّقا
دامَ عليها اللَّيلُ حتى أصبحتْ
تحسبُ فجرَ ذاتِ عرقٍ شفقا
ومنْ لها ومنْ لنا يخبرنا
عنْ ظبياتٍ عاقلٍ أنْ يصدقا
وعنْ قلوبٍ رحنَ في قبابها
لو نضحَ الماءُ عليها احترقا
يا حبَّذا المعرضِ عنْ سلامنا
برامة ٍ سالفة ٍ وعنقا
وحبَّذا حيٌّ إذا شنُّوا الوغى
شاموا السُّيوفُ واستسلوا الحدقا
ورامياتٍ لا يؤدينَ دماً
ولا يبالينَ أسالَ أمْ رقا
وقفنَ صفَّاً فرأينَ شركاً
منْ القلوبِ فرمينَ طلقا
ولا منْ كنَّ الرَّدى بأمرهِ
لولا القلوبَ لمْ يجدنَ مرشقا
منْ راكبٌ تحملهُ إلى الهوى
أختُ الهواءِ نزوة ً وقلقا
عرِّجْ على الوادي وقلْ عنْ كبدي
للبانِ ما شئتَ الجوى والحرقا
واحجر على عينيكَ حفظاً أنْ ترى
غصنينِ منهُ دنيا فاعتنقا
فطالما استظللتهُ مصطحباً
سلافة َ العيشِ بهِ مغتبقا
أيَّامُ لي على المها بلمَّتي
إمارة ٌ أرجى لها وأتقى
وفي يدي منَ القلوبِ حبِّها
أملكها صبابة ً وعلقا
والبينُ ما استنبحَ لي كلباً ولا اس
تنعبَ في شملي غراباً أحمقا
وشربُ جارتي منى ً ومشربي
منْ منهلٍ إما صفا أو رنقا
أمشي وقدْ رصعنني بأعينٍ
تكحِّلهنَّ أشراً ورونقا
فاليومَ بقَّى العيشُ لي قذاتهُ
وارتجعَ الشَّعشاعة َ المصفَّقا(81/259)
لا جارُ إلاَّ أنْ تكونَ ظبية ٌ
ولا ديارَ أو تكونَ الأبرقا
لا وأبي خنساءَ أو راقدها
على النَّوى قدْ فنيتُ أرقا
ما سهري ببابلٍ ونومها
بحاجرٍ إلاّ النَّعيمُ والشَّقا
وليلة ٍ منَ التَّمامِ جئتها
أسايرُ النَّجمَ وأحدو الغسقا
تمطلُ عيني أنْ ترى منْ فجرها
بينَ السَّوادِ أبيضاً أو أزرقا
ضلَّتْ بها البيضاءُ عنْ طريقها
فلمْ تجدْ بعدَ الغروبِ مشرقا
سريتها مستأنساً بوحدتي
وطالبُ العزِّ قليلُ الرَّفقا
وطارقٌ على الكلالِ زارني
بعدَ الهدوءِ وبخيرٍ طرقا
يهدي منَ الكوفة ِ لي تحيَّة ً
ذكية ً تملأُ رحلي عبقا
فضمَّنتُ سوادها صحيفة ً
ردَّتْ سوادَ النَّفسِ فيها يفقا
منَ الزكيِّ طينة ً ودوحة ً
وثمراً وخلقة ً وخلقا
معرفة ٌ وافقَ معناها اسمها
كالسَّيفِ ألفى مفصلاً فطبَّقا
وبعضهمْ ملقَّب أكذوبة
لا صداقُ المعنى ولا متفقا
فقعْ بكوفانِ فقلْ لبدرها
إنْ بلَّغتكَ العيسُ ذاكَ الأفقا
يا خيرُ منْ حلَّتْ على أبوابهِ
حبى الوفودَ جمعاً وفرقا
وخيرَ منْ طافَ ولبَّى وسعى
وعبَّ في بئرِ الحطيمِ وسقى
ونتظموا المجدَ نبيَّاً صادعاً
بالمعجزاتِ وإماماً صدقا
وابنُ الذينَ بصَّروا منَ العمى
وفتحوا بابَ الرَّشادِ المغلقا
مناسكُ النَّاسِ لكمْ وعندكمْ
جزاءُ منْ أسرفَ ومنْ اتقى
والوحيُ والأملاكُ في أبياتكمْ
مختلفانِ مهبطاً ومرتقى
لا يملكُ النَّاسُ عليكمْ إمرة ً
كنتمْ ملوكاً والأنامُ سوقا
في جدَّة ِ الدَّهرِ وفي شبابهِ
وحينَ شابَ عمرهُ وأخلقا
مجداً إلهياً توخَّاكمْ بهِ
ربُّ العلا وشرفاً محلِّقا
أربقتمُ بالدِّينِ قوماً ألحدوا
فيكمْ وعنْ قومٍ حللتمْ ربقا
وأمَّنَ اللهُ بكمْ عبادهُ
حتى حماكمْ بيتهُ الطوَّقا
ليسَ المسيحُ يومَ أحيا ميتاً
ولا الكليمُ يومَ خرَّ صعقا
ببالغينَ ما بنى أبوكمُ
وإنْ هما تقدُّماً وسبقا
وراكبُ الرِّيحِ سليمانُ أو اب
تغاكمُ في ظهرها ما لحقا
لا أبوهُ ناسجاً أدارعهُ
مضاعفاً سرودها والحلقا
فضلتموهُ ولكلٍّ فضلهُ(81/260)
فضيلة ِ الرأسِ المطا والعنقا
ومنكمُ مكلِّمُ الثُّعبانِ وال
عابرِ والموتُ يراهُ الخندقا
ومؤثرُ الضَّيفِ بزادِ اهلهِ
وصاحبُ الخاتمِ إذ تصدَّقا
وكلُّ مهديٍّ لهُ معجزة ٌ
باهرة ٌ بها الكتابُ نطقا
منْ استقامَ ميلهُ إليكمُ
فازُ ومنْ حرَّفَ عنكمْ أو بقا
كنتَ ابنهُ سيفاً حماماً ويداً
غيثاً زكيَّاً وجبيناً فلقا
وأنَّ غصناً أنتَ منْ فروعهِ
لخيرُ غصنٍ مثمراً أو مورقا
ولُسُناً إذا الكلامَ انعقدتْ
أطرافهُ أخذَ المخنَّقا
تطعنْ شزراً والخصامُ واسعٌ
فيهِ وإنْ كانَ المجالُ ضيِّقاً
فواركٌ منَ الكلامِ لمْ يكنْ
تنكحُ إلاَّ الأفوهَ المنطَّقا
قدْ وصلتْ تحلُّ لي عقودها
منخرطَ الشُّهبِ انحدرنَ نسقا
أسمعُ منها المتحدِّي معجزاً
حتى يقرَّ وأريهِ مونقا
أعرتني فيها سماتِ مدحٍ
كنتَ أحقَّ باسمها وأليقا
واليتها بادية ً وعوِّدا
كالسَّيلِ يرمي دفقاً فدفقا
حتى ملكتَ رقَّ نفسٍ حرَّة ٍ
بها وقيَّدتَ فؤاداً مطلقا
تكرمة ً أيقظكَ الفضلُ لها
والحظُّ قدْ غمَّضَ عنها الحدقا
جاءتْ أميناً كيدها في زمنٍ
لا تخدعُ الحيَّاتُ فيها بالرُّقى
كأنَّما ردَّ على قلبي لها
في دولة ِ الوحشِ أنسٌ سرقا
والعينُ في أمثالها مشرعة ٌ
ما لمْ يقِ اللهُ وقدماً ما وقى
نحلتني مدحكَ فخراً باقياً
في عقبي مادامَ للدَّهرِ بقا
حلَّيتُ منهُ فرساً منْ بعدِ ما
تعطَّلتْ أسورة ٌ وأطوقا
فاستقبلتْ منْ عزِّها ماقدْ مضى
واسترجعتْ منْ ملكها ما طلقا
وكيفَ لا ينصرُ فضلُ معشرٍ
همْ نشروا لواءكمْ أو خفقا
وهمْ أعزَّوا صهركمُ وودَّكمُ
وقدْ أطاعَ القرباءَ الرفقا
وبيننا إنْ لمْ تكنْ قرابة ٌ
ولاية ٌ تحصفُ تلكَ العلقا
ولمْ يكنْ أحرارُ ملكِ فارسٍ
إلاَّ عبيداً لكمُ أو عنقا
وعاجلٌ أمطرني منكَ الحيا
وأجلٌ أومضَ لي وأبرقا
وعدتني فارتشتُ محصوصاً بما
وعدتنيهُ وغنيتُ مخفقا
فاسمعْ وعشْ تجزى بما تسمعهُ
مطارباً لو نادتْ الميتَ زقا
لو ما رميتُ الحجرَ الصَّلدَ بها(81/261)
أخدعهُ عماية ً لأنفلقا
تخلقُ لي في قلبِ كلِّ حاسدٍ
إما هوى ً محضاً وإما ملقا
قدْ تركَ النَّاسُ لها طريقها
وسلَّموا الرَّكضَ لها والعنقا
إذا الكلامُ الفصلُ كانَ ذنباً
أو كفلاً كانَ طلى ً ومفرقا
غريبة ُ الحدثانِ في أزمانها
بذَّتْ فحولَ الشُّعراءِ السُّبَّقا
إذا الكلامُ اشتبهتْ شياتهُ
واختلطتْ عرفتَ منها الأبلقا
يجهلُ منها النَّاسُ ما علمته
لا عجباً أنْ يحرموا وترزقا
فهي إليكَ دونَ كلِّ خاطبٍ
تزفُّ شفعاً وتساقُ رفقا
بشَّرني عنكَ الخبيرُ بالتي
نحي السُّرورَ وتميتُ الحرقا
وقالَ صبراً وانتظرْ صبحَ غدٍ
تدني السَّماءُ بدرها المحلِّقا
غداً تراهُ فرفعتُ ناظراً
كانَ على قذى الفراقِ مطبقا
وقلتُ نفسي لكَ إنْ قبلتها
حقُّ البشيرِ قالَرهنٌ غلقا
قدْ ملكتني غائباً نعماؤهُ
وأفعمتْ قلبي حتى اندفقا
فلمْ يدعْ قبلَ اللِّقاءِ طولهُ
فيهِ مكانَ فرحة ٍ يومَ اللِّقا
فمرحباً إذا صدقتَ مرحباً
لكَ المنى إنْ تمَّ أو تحققا
جادتكَ أنواءُ السَّماءِ أبداً
أينَ حللتَ وكفَّاً وودَّقا
ولا عدتُ بكتبها ونشدها
سمعكَ موروداً بها مستطرقا
ولا يزالُ المهرجانُ واضحاً
بها عليكَ في الطلوعِ مشرقا
والصَّومُ والعيدُ إلى أنْ ينطوي
مرُّ النُّجومِ طبقاً فطبقا
إذا دعوتُ اللهَ أنْ يبقيكَ لي
فقدْ دعوتُ للمعالي بالبقا
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> دعاها معقَّلة ً بالعراقِ
دعاها معقَّلة ً بالعراقِ
رقم القصيدة : 60165
-----------------------------------
دعاها معقَّلة ً بالعراقِ
إلى أهلِ نجدٍ هوى ً مطلقُ
فباتتْ تماكسُ ثنا الحبا
لِ منها الكراكرُ والأسؤقُ
فيأبى عليها المريرُ الفتيلُ
ويسمحُ والرِّمَّة ِ المخلقُ
تحنُّة يا عجباً أنْ تحنَّ
لو أنَّها سائلُ يرزقُ
وما هي إلاَّ بروقُ المنى
خلاباً وما السَّفحُ والأبرقُ
فهلْ لمجعجعها أنْ يروحَ
لو أنَّ الرَّواحَ بها أرفقُ(81/262)
مراتعها أمسِ أمرى لها
وتربُ معاطنها أرفقُ
أتتْ بابلاً ونبتْ بابلٌ
بها وبكى المشئمُ المعرقُ
فخلِّ لها طرقها والظَّلا
مَ تحلمُ في السَّيرِ أو تخرقُ
وإنْ كذبتْهادياتُ النَّجومِ
فإنَّ لها مقلاً تصدقُ
عسى رقًّها في ديارِ الخمولِ
إذا شارفتْ عزَّها يعتقُ
وقمْ أنتَ فاسبقْ بها المدلجينَ
فعفو المياهِ لمنْ يسبقُ
فإمَّا اعتذرتَ وإمّا بلغتَ
فحظُّكَ غاية ُ منْ يلحقُ
كمْ النومُ تحتَ ظلالِ القنوعِ
وفوقَ القذى جفنكَ المطبقُ
تهبُّ عليكَ رياحُ المنى
فتروى بما أنتَ مستنشقُ
وخلفُ العلا وأفاويقها
لغيركَ يصبحُ أو يغبقُ
وكمْ تستقيمُ فتمشى الحظوظُ
وحظُّكَ اعمى الخطا مزلقُ
تخفَّضُ منْ حيثُ تبغي العلا
وتحرمُ منْ حيثُ تسترزقُ
ترودُ لنفسكَ غيرَ المرادِ
فرجلٌ سعتْ ويدٌ تخفقُ
مطالبُ تنفقُ فيها الزَّمانَ
ومنْ صلبِ عمركَ ما تنفقُ
وحولكَ حيثُ ترى راعياكَ
ثرى ً منبتُ وحياً مغدقُ
ودارٌ تعزُّ على أهلها
ولمْ تتقلقلْ بكَ الأينقُ
وأسماعُ أبناءِ عبدِ الرَّحي
مِ تصغى وأبوابهمْ تطرقُ
وأنجمهمْ لكَ رعيا تضيءُ
فتورى وشمسهمْ تشرقُ
وباسمِ الوزيرِ فعذْ بالوزي
رِ يفتحُ بابُ النَّدى المغلقُ
ألمْ ترى للنَّاسِ في فترة ٍ
وقدْ أكلَ الأحلمَ الأخرقُ
ومنْ ركبَ الشَّرَّ طالتْ يداهُ
وطارتْ وخودٌ بهِ معنقُ
وفي كلِّ سرحٍ أبو جعدة ٍ
مكانُ الرُّعاة ِ بهِ يعنقُ
تجشِّمهُ رحضُ ما دنَّسوا
وإحسانهُ جمعُ ما فرَّقوا
وكنتَ تغيبُ فتشرى الأمو
رُ ثمَّ تعودُ فتستوسقُ
حمى شرفُ الدِّينِ أطرافها
ومنْ خلفها طاردٌ مرهقُ
وأضغاثُ أرسانها في الرِّقابِ
نواصلُ بالكفِّ لا تعلقُ
فقوَّمَ والذِّئبُ مستأسدٌ
وعدَّلَ والفحلُ مستنوقُ
كريمٌ تصلصلَ منْ طينة ٍ
أعانَ المطيبَ بها المعبقُ
رأتْ عينُ ساسانَ فيها النموَّ
وهي على كفِّهِ تشرقُ
فشجَّرها شرفاً لاحقاً
إذا هجَّنَ التنَّسبَ الملصقُ
تلألأَ في أفقها أنجمٌ
بحاشيتن بدرها تحدقُ
تودّ البحارُ لأصدافه(81/263)
نَّ لو هي عنْ مثلها تغلقُ
رعاكَ مليكٌ رعى الملكَ منكَ
بعينٍ على الضَّيمِ لا تطرقُ
وأنقذهُ بكَ فانتاشَ وه
و محترشٌ ما لهُ منفقُ
حملتَ الوزارة َ حملَ المخفَّ
وقدْ اثقلتْ غيركَ الأوسقُ
وكمْ عالجوها بخرقِ الأكفِّ
ورأيكَ في طبِّها أحذقُ
وسعتَ بصبركَ إصلاحها
وصدرُ الزَّمانَِ بها ضيِّقُ
وأخَّرهمْ عنكَ إذ قدَّمو
كَ أنَّكَ تفري الذي تخلقُ
وتزنقُ ما فتقتهُ الرّجالُ
ولا يرتقونَ كما ترتقُ
فكونوا لها كلَّما عطِّلتْ
حلى ً منكمُ القلبُ والأطوقُ
وزدْ شرفاً أنتَ يا تاجها
ولا افترقَ التَّاجُ والمفرقُ
يريدُ سواكمْ ثناءً بها
فتأبى عليهِ وتستطلقُ
ويستروحُ النَّاسُ أثوابها
وأردانها بكمْ أعبقُ
علوتَ فما تنحيكَ الصِّفاتُ
بسهمٍ ولو أنَّهُ مغرقُ
فسيَّانَ في مدحكَ النَّاجمِ ال
معذَّرُ والمنتهى المفلقُ
إذا جدتَ أنطقتَ منْ لا يدين
وإنْ قلتَ أخرستَ منْ ينطقُ
فقدْ شكَّ ربُّ الكلامِ البليغُ
أيكسدُ عندكَ امْ ينفقُ
فداكَ وكيفَ لهُ لو فداكَ
طليقٌ بروعتهِ موثقُ
تكنَّفهُ مانعاتِ البلا
دِ وهو على أمنها يفرقُ
يخالُ سيوفكَ يخطفنهُ
ومنْ دونهِ البابُ والخندقُ
ويعلمُ أنَّ القنا في يديكَ
يراهُ على البعدِ أو يرمقُ
وكيفَ تحيلُ خفايا الشُّخوصِ
على أسمرٍ لحظهُ ازرقُ
تسمَّعْ لها تستحفُّ الحلي
مَ منها الطلاوة ُ والرونقُ
وهادُ الكلامِ وأجبالهُ
طريقٌ بحافرها يطرقُ
نوافثُ في عقدِ المانعين
فكلُّ يبيسٍ بها مورقُ
سوائرُ بالعرضِ سيرَ النُّجومِ
لها مغربٌ ولها مشرقُ
دعاة ٌ بحمدكَ في الخافقينَ
لها بكَ ألوية ٌ تخفقُ
لكَ السَّكبُ منْ سحبها والعهادُ
وعندَ العدا الحصبُ المصعقُ
يكيسُ بها والدٌ منجبٌ
إذا ولدَ الشَّاعرُ المحمقُ
بقيتْ وقدْ فنى القائلونَ
عليها وما حزني لو بقوا
تذكِّركمْ فيَّ حفظُ العهودِ
وإنْ لمْ يضعْ عندكمْ موثقُ
تحاشيكمُ أنْ أرى ظامئاً
أحومُ وواديكمُ متأقُ
ويوحشها أنَّ ربعي على
تجدُّدِ دولتكمْ مخلقُ
وأنَّى بمضيعة ٍ مثلكمْ(81/264)
على الفضلِ منْ مثلها يشفقُ
ترى النَّاسَ لمْ يسلفوا مثلَ ما
لها وهي تهبطُ قدْ حلَّقوا
وفي الحقِّ والحكمُ العدلُ أنتَ
إذا لحقوا أنَّها تلحقُ
أمنتُ عليكَ صروفَ الزَّمانِ
وأخطأكَ القدرُ الموبقُ
ودارتْ لكَ السبعة ُ الجاريات
بما تستحبُّ وتستوفقُ
وعدَّ ألوفاً لكَ المهرجان
يجدُّ السنينَ كما يخلقُ
يزوركَ مسترفداً سائلاً
فيغمرهُ سيبكَ المغدقُ
ويذهلهُ وجهكَ المستنيرُ
عليهِ ومجلسكَ المونقُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سلْ أبرقَ الحنَّانِ واحبسْ بهِ
سلْ أبرقَ الحنَّانِ واحبسْ بهِ
رقم القصيدة : 60166
-----------------------------------
سلْ أبرقَ الحنَّانِ واحبسْ بهِ
أينَ ليالينا على الأبرقِ
وكيفَ باناتٌ بسقطِ اللِّوى
ما لمْ يجدها الدَّمعُ لمْ تورقِ
هلْ حملتْ لا حملتْ بعدنا
عنكَ الصِّبا عرفاً لمستنشقٍ
جدَّدَ ما جدَّدَ منْ لوعتي
أخذُ البلى منْ ربعكَ المخلقِ
لتبخلَ الأنواءَ أو فلتجدْ
عليكَ بالمنهمرِ المغدقِ
أغناكَ صوبُ الدَّمعِ عنْ منَّة ٍ
أحملها للمرعدِ المبرقِ
دمعٌ على الخيفِ جنى ما جنى
بكاءَ حسَّانَ على جلَّقِ
للهِ رهنٌ لكَ يومَ القنا
لولا وفاءُ الحبِّ لمْ يغلقِ
يا سائقَ الأظعانِ رفقاً وإنْ
لمْ يغنِ قولي للعسوفِ ارفقِ
أؤاخذُ الحادي ونفسي جنتْ
لو شئتُ لمْ أبكِ ولمْ أشتقِ
لولا زفيري خلفَ أجمالهمْ
ووخزُ أنفاسي لمْ تنسقِ
يا غدرَ منْ لمْ أكُ منْ غدرهِ
بخائفِ القلبِ ولا مشفقِ
ما لغريمي قادراً واجداً
يمطلُ مطلَ الفاجرِ المملقِ
وما على اللائمِ في حبِّهِ
ما ضاعَ منْ حلمي أو ما بقي
أنفقتُ لبِّي في الهوى طائعاً
والخلفَ العاجلُ للمنفقِ
لا تبدؤا بالعذلِ صدري فما
أستنجدُ الماءَ على محرقي
سمَّيتَ لي نجداً على بعدها
يا ولهَ المشئمِ بالمعرقِ
داوِ بها حبِّي فما مهجتي
أوَّلُ مخبولِ بنجدٍ رقي
ومنكرٍ شمطاءَ مدَّتْ إلى ال
خمسينِ يدلوها فلمْ تحلقِ
جنتْ شطاطي وجنتْ ما جنتْ
منْ صدأٍ عمَّ على رونقي(81/265)
لا بدَّ انْ يفتقَ على فجرها
وإنْ تمادتْ ليلة ُ المغسقِ
ما ضرَّها خائنة ً لو وفتْ
أو ضرَّني لو كنتُ لمْ أعشقِ
كانَ مشيباً ضلَّ عنْ نهجهِ
فدلَّهُ الحبُّ على مفرقي
وموقظٍ هبَّ على غرَّة ٍ
يطرقني ساعة َ لا مطرقِ
والنَّجم حيٌّ نبضهُ راسبٌ
في لجَّة ِ الخضراءِ لمْ يغرقِ
قالَ انتبهِ للحظِّ كمْ خفقة ً
على مهادِ الخاملِ المخفقِ
حتَّامَ تحويلٌ على عسرة ٍ
حلِّقْ إلى النِّسرِ بنا حلِّقِ
قلتُ بغيري فتحرَّشْ لها
فالنهضة ُ الخرقاءُ للأخرقِ
أما ترى المالَ وجمَّاتهُ
في قلبٍ تنهارُ بالمستقي
يسوغُ بالعينِ فمنْ رامهُ
بالفمِ قالَ المنعُ ردْ تشرقِ
وما انتفاعي بحياً واسعٍ
تخفرهُ ذاتُ جداً ضيِّقِ
لا مسَّ للحرمانِ عندي إذا
كنتُ من البخَّالِ لمْ أرزقِ
لا أجلبُ الرزقَ إذا لمْ يكنْ
يدرُّ منْ أكرمِ مسترزقِ
قناعة ٌ أعتقَ عزِّي بها
عنقي وعندَ الحرصِ لمْ يعتقِ
حلفتُ بالخضَّعِ أعناقها
تذرعْ بالواخدِ والمعنقِ
كالسَّطرِ بعدَ السَّطر مخطوطة ٌ
منْ صفحة ِ البيضِ على مخرقِ
ينصُّها السَّيرُ على لاحبٍ
مثلَ صليفِ الجملِ الأورقِ
تقدحُ صفَّاحَ الثَّرى كلَّم
لاحكتِ الأعضاءَ بالأسؤقِ
تسمحُ للجلمدِ أخفاقها
بكلِّ ما يعرقُ أو يتنقي
يطلبنَ محجوباً عتيقَ البنى
لولا دفاعُ اللهِ لمْ يعتقِ
والأسودُ الملثومُ أحوالهُ
منْ كلِّ أوبٌ فرقٌ تلتقي
تهوي بشعثٍ بدَّلوا سهمة ً
بكلِّ ضاحٍ لونهُ مونقِ
زفُّوا جماماً وعدوها منى ً
متى تضعْ أوزارها تحلقِ
لولا ابنُ أيَّوبَ وآباؤهُ
لمْ يبضعْ الفضلُ ولمْ ينفقِ
ولا سرى ملكُ بني هاشمٍ
فألحقَ المغربَ بالمشرقِ
لقدْ اوى منهمْ إلى هضبة ٍ
تزلُّ عنها قدمُ المرتقي
همْ عزَّزوهُ ورموا دونهُ
بكلِّ مطرورِ الشَّبا مطلقِ
يطيعهُ الموتُ إذا ماعصتْ
بهِ يمينُ الخاطبِ المفلقِ
نصرُ بني الأشهلِ منْ قبلهمْ
على بني الأحمرِ والأزرقِ
وما وهى إلاَّ غدا ممسكاً
منهمْ بثنيِ الأحصفِ الأوثقِ
لا كرجالٍ قلَّدوا حكمهُ(81/266)
فخلطوا الممذوقَ بالرِّيَّقِ
منْ كلِّ ناسٍ في غدٍ بعثهُ
لمْ يرهبَ اللهَ ولمْ يتقِ
باعَ هداهُ طائعاً عنْ يدٍ
يداً على التَّوفيقِ لمْ تصفقِ
يرتفقُ الأجرَ على دينهِ
لو كانَ حرَّ الدِّينِ لمْ يرفقِ
حتى كفا اللهُ فمدَّتْ يدٌ
طولى يقي اللهُ لها منْ تقي
دلَّتْ وقامتْ في أبي طالبٍ
شهادة َ المورقِ للمعرقِ
شفتْ بهِ الدَّولة ُ بعدَ الصَّدى
جلجالة ٌ أمُّ حياً مطبقِ
زلالة ٌ طيِّبة ٌ ريحها
ما قيلَ للسَّاقي بها رقِّقِ
جاءتْ بمجنى ً ماؤهُ مخصبٌ
أدركَ بعدَ المحصبِ المصعقِ
كانتْ على الفترة ِ لمْ تحتسبْ
مفتاحَ بابِ الفرجِ المغلقِ
إنَّ الإمامينِ بهِ استرعيا
فتى ً لغيرِ الخيرِ لمْ يخلقِ
مرُّ القلى والسَّخطِ حلوُ الرِّضا
والوجهُ الأخلاقُ والمنطقِ
طالَ بكفٍّ رطبة ٍ عفَّة ٍ
مذ بسطتْ للجودِ لمْ تطبقِ
أغنتهما منْ قبلِ تجريبها
كالسَّيفِ يعطي العتقَ بالرَّونقِ
جلتْ دجى الظُّلمِ لهُ نقبة ً
بمثلها الظَّلماءُ لمْ تفتقِ
فأدركاهُ غرضاً قطُّ لمْ
ينبضْ لهُ الظَّنُّ أو يرفقِ
نصحاً كما شاءَ ورأياً متى
يقلْ بغيبٍ قولة ً يصدقِ
فكمْ حشاً قرَّتْ على أمنها
بعدَ افتراشِ الحذرِ المقلقِ
لمْ تكُ يا بازلُ في حملها
مقطِّراً تظلعُ بالأوسقِ
ولا دخيلَ الظَّهرِ في صدرها
مدلساً بالنَّسبِ الملصقِ
لمْ نعقتعدها رغبة ً في اللُّها
ولمْ تخفِ ضيماً ولمْ تفرقِ
أبوكَ منْ قبلُ امتطى دستها
سبقاً وقالَ اقتفني والحقِ
لطيمة ُ ريحانها لمْ يلقَ
بغيركمْ قطُّ ولمْ يعبقِ
ميراثها فيكمْ فمنْ رامها
يغصبُ ذليلَ الغصبِ أو يسرقِ
فارعَ بها حقَّكَ منْ روضة ٍ
بأعينِ الرَّوَّادِ لمْ ترمقِ
في سابغٍ منْ ظلِّها واسعٍ
وسائغٍ منْ مائها ريِّقِ
تفوزُ بالمجذلِ منها ولل
حسَّادِ حظُّ المكمدِ المحنقِ
واسحب ذيولاً منْ كراماتها
لمْ تبلَ بالسَّحبِ ولمْ تخلقِ
كساكَ منها المدُّ فضفاضة ً
بغيرِ أعطافكَ لمْ تلبقِ
بانَ بكَ الجودُ على معشرٍ
كما تجلَّتْ شية ُ الأبلقِ(81/267)
أنتَ الذي لو لمْ تكنْ مطمعي
أفحمني اليأسُ فلمْ أنطقِ
أعلقتني منكَ بمفتولة ٍ
حصداءَ ما خاربها معلقي
كلُّ يدٍ تحرشني بالأذى
فأنتَ منْ محفارها منفقي
في زمنٍ يرشقني كيدهُ
ليسَ لهُ غيري منْ مرشقِ
يرى خوافيَّ بما لا أرى
إذا كنتُ عنْ قدامتي أتَّقى
ذاكَ لأنَّي بينَ أبنائهِ
لمْ آلفَ الهجرَ ولمْ أخرقِ
موحِّدٌ لو نخلتْ كفَّهُ
عنْ مثلي الغبراءَ لمْ تلحقِ
وهو عدوُّ الفضلِ مذْ لمْ يزلْ
يكاثرُ الأحلمَ بالأنزقِ
فابقَ فما مثلكَ جوداً ولا
مثلي مليَّاَ بثناءٍ بقي
واسعدْ بعيدينِ جديدُ العلى
ومخلقِ منْ مذهبٍ مخلقِ
فمسلمٌ ينظرهُ منْ علٍ
وكافرٌ ذو ناظرٍ مطرقِ
تصاحبا مع خلفِ حاليهما
تصاحبَ الموسرُ والمخفقِ
يضمُّ إقبالكَ شمليهما
فيلحقُ المأسورَ بالمطلقِ
وانضُ ثيابَ الصَّومِ عنْ عاتقٍ
منْ كلِّ وزرٍ في غدٍ معتقِ
وراعِ في الإمكانِ ما أغفلتْ
منِّي عينُ المحرجِ المرهقِ
قدْ كانَ ريبٌ بكَ لو لمْ أكنْ
آخذُ بالأحزمِ والأوثقِ
وابنِ بها عذراءَ مولودة ً
في الحلِّ لمْ تسبَ ولمْ تسرقِ
ناشزة ً لولاكَ ما أنكحتْ
وهي إذا طلقتْ لمْ تطلقِ
مسبوقة ٌ أخَّرها عصرها
وهي إلى الإحسانِ لمْ تسبقِ
أنبطتها منْ ثغبٍ ماؤهُ
شريعة ٌ قبلي لمْ تطرقِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أروَّضَ الوادي أمْ ابيضَّ الغسقْ
أروَّضَ الوادي أمْ ابيضَّ الغسقْ
رقم القصيدة : 60167
-----------------------------------
أروَّضَ الوادي أمْ ابيضَّ الغسقْ
أمْ طيفُ ظمياءَ على النَّأى طرقْ
جاءَ على غربتهِ لمْ يحتفلْ
ما نكدَ الأرضُ وما تيهُ الطَّرقْ
تحملهُ راحلة ٌ كاذبة ٌ
منَ الكرى تشكرُ شكرَ منْ صدقْ
فقمتُ أمشي نائماً ينفضني
إكبارُ ما خاضَ إليَّ وما خرقْ
مرتشفاً ترابهُ أعرفهُ
منْ غيرهِ بما استفادَ منْ عبقْ
والرَّكبُ قدْ ألهاهمُ عنْ شأننا
يومَ الخليلِ سامني ما لمْ أطقْ
وناظرَ رقادهُ منْ غدرهِ
لولا فراقُ الطَّيفِ ماذمَّ الأرقْ
ناشدْ غصوناً باللوى موائلاً(81/268)
طوعَ النَّسيمِ تلتوي وتفترقْ
أهنَّ أحلى أمْ قدودٌ تلتوي
شكوى على جمرِ النَّوى وتعتنقْ
وعنْ قناة ٍ لحظها عاملها
وحبَّبَ الرُّمحُ إنْ اسمرَّ ودقْ
لمياءُ يلفي الظَّبيُ منْ أوصافهِ
صفراً إذا ردَّ الَّذي منها سرقْ
تمَّ البدورُ وهلالُ وجهها
ما بلغَ التّمَ بها ولا امَّحقْ
فارقتُ حولاً أهلُ نجدٍ والهوى
ذاكَ الهوى وحرقي تلكَ الحرقْ
فقلْ لمنْ ظنَّ البعادَ سلوة ً
لا تنتحّلْ طعمَ شيءٍ لمْ تذقْ
آهٍ لقلبٍ شقَّ عنهُ أضلعي
منَ الحمى تخالجُ البرقَ الشَّفقْ
ثارَ بهِ الشَّوقُ فهبَّ فهفا
تطلُّعاً ثمَّ نزا ثمَّ مرقْ
أنشدهُ وليسَ في أهلُ منى ً
والقومُ حجٌ منْ تعرَّفَ الشَّرقْ
للهِ عيشٌ بالحمى تعلَّقتْ
حبالهُ بيدِ قطَّاعِ العلقْ
صحبتُ منهُ رفقة ً سائرة ً
لو أمهلَ الحادي العنيفُ أو رفقْ
أيَّامَ لي منْ الشَّبابِ دوحة ٌ
ملتفَّة ُ الأغصانِ خضراءُ الورقْ
ولمَّتي تقطرُ منْ ماءِ الصِّبا
شرطَ المفدِّي ما فلا وما فرقْ
إذا الظِّباءُ نفرتْ منْ قانصٍ
تزاحمتْ على حبالي وربقْ
فاليومَ لا أرجعُ إلاَّ مخفقاً
محصَّنَ المدية ِ مثنّى الورقْ
قالوا المشيبَ لبسة ٌ جديدة ٌ
خذوا الجديدَ واستردُّوا ليَ الخلقْ
أسلفتُ دهري غبناً فارتجعتْ
أحداثهُ منّي الّذَي كانَ استحقْ
كمْ قدْ ركبتُ ظهرهُ ولجمي
تبدلهُ عنِ العليقِ بالعلقْ
أجريتهُ ركضاً إلى مآربي
وخبباً حتَّى أفوزَ بالسَّبقْ
فلمْ تزلْ خطاهُ بي قصيرة ً
وجلدي حتَّى رضيتُ بالعنقْ
قالتْ يئستُ فجلستْ حجرة ً
والرِّزقُ في أخرى يصوبُ ويدقْ
مزمَّلاُ بعيشة ٍ ذبذابة ٍ
لمْ يكسِ الدَّهرُ بها ولا حمقْ
تألفُ داراً بالعراقِ جدبها
قدْ عدمَ اللحمَ معادَ يعترقْ
أضربتْ أسدادُ جوٍّ غيرها
على المطيِّ أمْ على الأرضِ طبقْ
يحبُّ كسرالبيتِ إمَّا عاطلٌ
منَ العلا أو طائشِ القلبِ فرقْ
مجثمتانِ أينَ أنتَ منهما
هما الثُّرى وأنتَ بيضاءُ الأفقْ
عنِّي فما أعدلها قضيّة ً
لو أنَّ منْ يحرمَ بالفضلِ رزقْ(81/269)
أما رأيتَ الفضلَ واجتماعهُ
في وطنِ والحظُّ قلَّما اتفقْ
العربيُّ راقعٌ شملتهُ
والقرويُّ بالنَّضارِ ينتطقْ
منْ لي بسوقِ المائقينَ يشتري
حلمي فيها برفاغة ِ النَّزقْ
وقدْ حرصتُ مطلقاً أعنَّتي
لو أنّ معقولَ القضاءِ ينطلقْ
والشِّعرُ قدْ أقعدتهُ فكاسدٌ
أو نافقٌ وليتَ شعري ما نفقْ
عبَّدتهُ حرَّاً لقومٍ عنفوا
بملكهِ فما نجا حتّى أبقْ
فصرتُ إنْ أردتهُ لمثلها
أبى عليَّ خيفة ً منها وشقْ
وقدْ عصاني في الملوكِ زمناً
فهلْ ترى يسمحُ في مدحِ السُّوقْ
لو كانَ كالأميرِ كلُّ سامعٍ
لمْ يحتبسْ عنْ شأوهِ ولمْ يعقْ
ولو بسعدِ الدَّولة ِ اشتغالهُ
مذْ سارَ ما سارَ بمدحٍ نختلقْ
حارنْ ما حارنْ وارتاضَ لهُ
لقدأرمَّ ولأمر ما نطقْ
أصابَ كفئاً ورأى ضريبة ً
ففالتَ الغمدُ إليها واندلقْ
ومرَّ مشتاقاً معَ الأوصافِ لا
تملكُ منهُ صهوة ٌ ولا عنقْ
طابتْ لهُ الأنباءُ فاستروحها
شمَّاً وللجودِ رياحٌ تنتشقْ
يا راكباً تنقلهُ سابحة ً
ورهاءُ لا منْ جنَّة ٍ ولا خرقْ
سوداءُ منْ لباسها وجلدها
وجسمها أبيضُ عريانَ يققْ
أرضعها البحرُ وربَّاها وما
تخشى على ذاكَ ردى ً منْ الغرقْ
إذا المطايا ألمتْ منَ الصَّدى
خمساً وعشراً ألمتَ منَ الشَّرقْ
تحدى برجزٍ ليسَ منْ أشجانها
ونغمٍ لمٍ يصبها ولمْ يشقْ
تركبُ منْ هوجِ الرِّياحِ غررا
وما لها إلاَّ بهنَّ مرتفقْ
بلِّغْ بميسانِ إذا بلغتها
عاقلة َ الثّاوي وزادَ المنطلقْ
وقمراًَ يطلعُ في سمائها
ونورهُ في الخافقينَ يأتلقْ
وقلْ كما شاءَ النّدى لخالدٍ
قولة َ لا تخلُّبٍ ولا ملقْ
يا خيرَ منْ حلَّتْ على أبوابهِ
رحائلُ البدنِ وحاجاتُ الرُّفقْ
ومنْ أتتهُ كالحبالِ عجفاً
ورجعتْ كالوسقْ منْ تحتِ الوسقْ
لولا السّماحُ وغرامٌ بالنَّدى
لما قرعتْ تطلبُ المالَ الحلقْ
ولاشهدتَ اليومَ تغلي قدرهُ
لو لمْ يصبِ ماءُ الطَّلى بهِ احترقْ
عمَّتْ على أشعارها صبائغٌ
تولّدتْ بينَ النَّجيعِ والعرقْ(81/270)
يحملنَ كلَّ خائضٍ بحرَ النّدى
حتَّى يرى الموجَ عليهِ ينطبقْ
كأنَّهُ بالموتِ يقضي لذّة ً
أو بفراقِ نفسهِ يشقي حنقْ
كتيبة ُ خرساء إلاَّ قونسٌ
يطنُّ أو خرَّ غلامٌ فصعقْ
لمء ترَ منْ قبلكَ خرقاً قادها
أسدَ شرى تهفو عليهنَّ الخرقْ
إذا طغى على لصَّليق زأرها
فأضلعُ البصرة ِ منها تصطفقْ
لواؤكَ المرفوعُ منْ أمامها
لمْ ينخفضْ ولا هوى منذُ بسقْ
كأنَّهُ أبصرَ أكبادَ العدا
تنزو فأعداهُ الخفوقُ فخفقْ
قدْ جرَّبوا كيدكِ أمسِ والّذي
عندَ غدٍ أشقى عليهمْ وأشقْ
يا فارسَ القرطاسِ والسَّيفِ لقدْ
جمعتَ منْ ذي طرفينِ مفترقْ
حتّى لقالوا طاعنٌ بقلمٍ
أو كاتبٌ بالرُّمحِ في الطَّرسِ مشقْ
عرفتَ منْ نفسكَ مالمْ يعرفوا
فطرتَ حتَّى صرتَ حيثُ تستحقْ
كمْ عجبوا منكَ وأنتَ ترتقي
وانتظروا فيكَ الزَّليلَ والزلقْ
وخاوصوكَ حسداً بأعينٍ
لمْ تحفلِ الشَّهلة َ منها والزّرقْ
حتَّى تركتَ النَّجمَ في خضرائهِ
يخطرُ زواً أنْ سبقتَ ولحقْ
فالمالُ إنْ لمْ تلتحفْ بريشهِ
ولمْ تنطهُ بيدٍ ولمْ تلقْ
أنفقتهُ في الجودِ فهوَ بددٌ
في الأرضِ حتَّى ما لهُ منكَ نفقْ
والحوضُ يفنيهِ اعتوارُ شفة ٍ
فشفة ٍ وإنْ علا وإنْ عمقْ
وفرُ الفتى ما شاءَ منْ حديثهِ
والمجدُ منْ غيرِ النُّضارِِ والورقْ
هلْ لكَ في ودٍّ على شطِ النّوى
صفا على غشِّ المودَّاتِ ورقْ
وصاحبٍ كما اشترطتَ صاحباً
أخلصَ ما كانَ إذا قلتَ مذقْ
بكيلكَ البرَّ بصاعٍ أصوعا
وإنْ عققتْ غيرَ غدرٍ لمْ يعقْ
مطهَّرُ الشِّيمة ِ غنمٌ قربهُ
محبَّبِ الإكثارِ محفوظُ النّثطقْ
لا يشربُ الرَّاحَ لأنْ تسكرهُ
لكنْ لأنْ يجذبها حسنُ الخلقْ
سيفٌ إذا أنتَ عرفتَ قدرهُ
فرى بأعناقِ عداكَ وفلقْ
أتاهُ عنكَ منْ أحاديثِ النَّدى
والمجدِ ما صبا إليهِ وأرقْ
فساقها عذراءَ ما خطبتها
وكمْ غلا خطبٌ بها فلمْ تسقْ
ثمينة َ البضعِ حصيناً سرُّها
على الرِّجالِ حرَّة ً لا تسترقْ
إنْ آنستْ خيراً أقامتْ أو رأتْ(81/271)
ضيماً أجازَ حكمها أنْ تنطلقْ
العقدُ والتّطليقُ للبعلِ وفي
قبضتها أقرَّ بعلٌ أمْ طلقْ
إنسيّة ٌ تحسبُ نفثَ سحرها
كلامٌ جنيٍّ حكى ما يسترقْ
حاضرة ً تحسبها بادية ً
تديَّرتْ داراتِ خبتٍ فالبرقْ
أخَّرها الميلادُ وهي رتبة ً
في الشِّعرِ بالتَّقديمِ أولى وأحقْ
إذا قرنتَ بالفحولِ شأوها
حكمتَ أنَّ السَّابقَ الَّذي سُبِقْ
فاجتلّها منْ فمِ راوٍ قدْ فرى
بالسّعيِ فيها لكَ دهراً وخلقْ
أشفقَ أنْ يعطلَ وهي مفخرٌ
عرضكَ منها والمحبُّ ذو شفقْ
فاشكرْ لهُ ما حملتْ يمينهُ
منها وما فتّقَ فيها ورتقْ
واعرفْ لمهديها لكَ افتتاحهُ
في المدحِ باباً عنْ سواكَ منغلقْ
وجازهِ وابقَ على ودادهِ
مسلّماً ما طردَ الليلُ الفلقْ
ولا تعلِّلْ باستماعِ غيرها
فإنّما تلكَ بنيَّاتُ الطُّرقْ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> إذا لمْ أحظَ منكَ على التلاقي
إذا لمْ أحظَ منكَ على التلاقي
رقم القصيدة : 60168
-----------------------------------
إذا لمْ أحظَ منكَ على التلاقي
فما بالي أروّعُ بالفراقِ
بعادكِ حيثُ لا يرجوكِ راجٍ
كقربكِ حيثُ لا يلقاكَ لاقي
فمنْ يشكُ النّوى أو يبكِ منها
فلا دمعي هناكَ ولا احتراقي
نوكِ منَ الملالِ أخفُّ مسَّاً
على كبدي وأبردُ لاشتياقي
ولولا البينُ لمْ أملكْ وصولاً
إلى قبلِ الوداعِ ولا العناقِ
على أنّي وأنتَ النجمُ بعدا
حديثكَ بينَ صدري والتراقي
أقولُ لصاحبيَّ غداة َ جمعْ
وأيدي النفرُ تلعبْ بالرفاقِ
قياني منْ سهامِ بناتِ سعدٍ
وهلْ ممّا قضاهُ اللهُ واقي
ومنْ ظبيٍ مددتُ لهُ حبالي
لأقنصهُ فعدنَ على خناقي
خذا طرفي بما أبقيَ وطرفي
بعمدٍ جرَّ قتلي لا اتفاقِ
أراقَ دمي الحرامَ فضولُ عيني
فثأرى بينَ أجفاني وماقي
أيا ربعَ الهّوى دعْ ليْ طريقي
فلا حبسي إليكَ ولا اعتياقي
لكَ الخلقُ الحسانُ إذا تصدّتْ
ولكنْ ما لأهلكَ منْ خلاقِ
وقلْ لشقيقة ِ القمرينِ بيني
فهذا عنكِ بيني وانطلاقي(81/272)
وإلاَّ تفعلي أنطقْ بهجرٍ
يسوءُ الودَّ يا ذاتَ النطاقِ
علقتكِ صائعاً في الحبِّ عزمي
فكانَ المجدُ أولى باعتلاقي
أنا الجاري إذا الحلباتُ طالتْ
مراكضها على الخيلِ العتاقِ
نفضتُ طريقها شوطاً فشوطاً
وسلّمْ بها قضبُ السباقِ
فمنْ ذا يبتغي في الفضلِ سبقي
وقدْ يئسَ السوابقً منْ لحاقي
بقيتُ لحرِّ هذا القولِ وحدي
فعبدي منهُ مأمونُ الإباقِ
وحسبكِ ما بدا لكِ منْ نفاذي
على ملكِ الملوكِ ومنْ نفاقي
بركنِ الدّينِ سالمني زماني
وأطلقتِ الحوادثُ منْ وثاقي
فمهما أبقَ يسمعْ سائراتٍ
مطبِّقة ً منْ الكلمِ البواقي
تكونُ لهُ مطاربَ في غدايا ال
صّبوحِ وفي عشايا الإغتباقِ
وفي الأعداءِ تقطعُ ماضياتٍ
مصممّة ً معْ البيضِ الرقاقِ
حمى الدنيا فثبَّتَ جانبيها
صليبٌ لا يروِّعُ بالصِّفاقِ
أبو شبلينِ منْ تعلقْ يداهُ
فليسَ لهُ منَ الحدثانِ واقي
وساقَ النّاسَ خفضاً وارتفاعاً
بصيرٌ بالإناخة ِ والمساقِ
وقاومَ بالسيّاسة ِ كلَّ داءٍ
طبيبٌ منْ لداغِ الدّهر راقي
إذا غمضَ السّقامُ على المداوي
تطلّعَ منْ غوامضهِ العماقِ
ألا أبلغْ ملوكَ الأرضَ أنَّا
على الزوراءَ في العيشِ الوفاقِ
لنا ملكٌ يربُّ على نظامٍ
شتائتَ أمرنا وعلى اتساقِ
إذا جمدَ الغمامُ جرتْ يداهُ
فعمّتنا بمنهمرٍ دفاقِ
أطاعتهُ المقادرُ واستجابتْ
لهُ في كلِّ رقعٍ وانفتاقِ
تناهوا عنْ عداوتنا تناهوا
وفي الأرواحِ باقية َ الرَماقِ
فقدْ جرَّبتمُ بالأمسِ منّا
عرائكَ لا تلينُ على اعتياقِ
وكمْ مللٍ جليلٍ ندَّ عنّا
فطاحَ على ذوابلنا الدقَّاقِ
عسفناهُ وآخر قدْ ملكنا
مقادتهُ بلطفٍ وارتفاقِ
وجاءتنا السعودُ بكلِّ عاصٍ
على عجلٍ تعارضُ واستباقِ
وأبصرَ رشدهُ ابنَ أخٍ شقيقٍ
فطاوعَ أمرنا بعدَ الشَّقاقِ
رأى طعمَ العقوقَ لنا مريراً
فبرَّ ودلّهُ صدقُ المذاقِ
أراهُ الحقَّ أمرُ اللهِ فينا
فنبَّهَ جفنهُ بعدَ انطباقِ
تذكَّرها على الأهوازِ شعثاً
نزائعَ بينَ خرقٍ أو مراقي(81/273)
وأنذرهُ بدلاّنٍ وسومٌ
على الأعناقِ ثابتة ٌ بواقي
وناشدَ بالقرابة ِ فانعطفنا
لهُ عطفَ الغصونِ على الوراقِ
فها هو لو دعوناهُ لخطبٍ
أطاقَ لأمرنا غير المطاقِ
فنصراً يا مليكَ الأرضِ نصراً
على رغمِ المحايدِ والملاقي
تهنَّ بدولة ٍ أنكحتَ منها
فتاة ً لا تروِّعُ بالطلاقِ
وما اقترحتْ سوى أنْ ترضيها
وأنْ تحنو عليها منْ صداقِ
وعادَ المهرجانُ بخفضِ عيشٍ
يرفُّ على ظلائلهِ الصّفاقِ
هو اليومُ ابتناهُ أبوكَ كسرى
وشيَّدَ منْ قواعدهِ الوثاقِ
وشقَّ لهُ منْ اسمِ الشّمسِ وصفاً
يصولُ بهِ صحيحُ الإشتقاقِ
ويقسمُ لو رأكَ جلستَ فيهِ
لجاءكَ قائماً لكَ فوقَ ساقِ
واعجبهُ تنزلّهُ بعيداً
وأنتَ على سريرِ الملكِ راقي
وأسلاهُ عنْ الإيوانِ بقياً
مقامُ العزِّ في هذا الرواقِ
فبادرْ حظَّ يومكَ واقتبلهُ
على النشواتِ بالكأسِ الدَّهاقِ
منَ السوداءِ لمْ تكُ بنتَ كرمٍ
دفينٍ بلْ من الهيفِ البساقِ
مولِّدة َ الخوابي لمْ تلدها ال
دِّنانُ ولمْ تمخِّضْ في الزِّقاقِ
وإنْ هي لمْ تكنْ حمراءَ صرفاً
ولا صفراءَ بالماءِ المراقِ
ولا لونُ الخدودِ لها إذا ما
أفيضتْ في أوانيها الرِّقاقِ
فألوانُ القلوبِ إذا أديرتْ
تناسبها وألوانُ الحداقِ
وأحسنُ صبغتينِ سوادَ كأسٍ
تعلَّقَ في بياضِ يمينِ ساقي
وحرّمها الحجازيّونَ ظلماً
لها فأحلّها أهلُ العراقِ
وما متجبِبُ فيهِ اختلافُ
كمحظورٍ يحرَّمَ بالوفاقِ
عففتُ فعفتَ عينَ الخمرِ دينا
إذا ما عفَّ قومٌ للنِّفاقِ
فباكرها على أقمارِ تمٍّ
تقابلُ فوقَ أغصانٍ رشاقِ
ونلْ بيمينكَ الدُّنيا جميعاً
وأطبقها على السبعِ الطباقِ
تدرَّج في السنين تعدّ ألفاً
وترجعْ بعدُ في أولى المراقي
إلى أنْ تصبحْ الخضراءُ ماءً
ويفنى النيّرانُ وأنتَ باقي
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> إلى كمْ حبسها تشكو المضيقا
إلى كمْ حبسها تشكو المضيقا
رقم القصيدة : 60169
-----------------------------------
إلى كمْ حبسها تشكو المضيقا(81/274)
أثرها ربَّما وجدتْ طريقا
تنشّطْ سوقها واسرحْ طلالها
عساها أنْ ترى للخصبِ سوقا
وإنْ لمْ تمضي هرولة ً وجمزاً
فأمهلها الروائدَ والعنيقا
أجلها تطلبْ القصوى ودعها
سدى ً يرمي الغروبُ بها الشروقا
فإنَّ منَ المحالِولمْ تهدَّمْ
غواربهاتنجزُّكَ الحقوقا
أتعقلها وتقنعْ بالهوينا
تكونُ إذاً بذلَّتها خليقا
ولمْ يشفقْ على حسبٍ غلامٌ
يكونُ على ركائبهِ شفيقا
أخضْ أخفاقها الغمراتْ حتّى
ترى في الآلِ سابحها غريقا
سمائنٌ أوتعرِّقها الفيافي
فتتركها عظاماً أو عروقا
تلاقطَ جوهرَ الحصباءِ منها
مناسمُ منْ دمٍ يصفُ العقيقا
يصيبُ بهِ رميَّتهُ معانُ ال
يدينِ موفَّقٌ نصلاً وفوقا
يفضُّ على جنوبِ البيدِ منها
سهامُ النزعِ مفلتة ٌ مروقا
صبورٌ للهواجرِ والسوافي
يرى بجدوبهِ العيشَ الرقيقا
إذا عدمَ المياهَ على الركايا
كفاهُ أنْ يعدَّ لهُ البروقا
تورَّطها فإمّا نلتَ خيراً
فسعى ٌ وافقَ القدرَ المسوقا
وإمّا أنْ تخيبُ فلستُ فيها
بأوّلِ طالبِ حرمَ اللُّحوقا
أرى الأيّامُ تأخذُ ثمَّ تعطي
وتخرقُ ثمَّ تنتصحُ الخروقا
وتوقدْ نارها دقّاً لقومٍ
وفي قومٍ تضرِّمها حريقا
وكلُّ حلوبها عندي سواءٌ
مشوبا أو صريفاً أو مذيقا
مظالمَ لو رفعنَ إلى كريمٍ
لكانَ بسدِّ عورتها حقيقا
ولو نادتْ كمالِ الملكِ ألفتْ
على الأدواءِ حاسمها الرفيقا
وحطَّتْ فادحَ الأثقالِ منهُ
بذي جنبينِ يحملها مطيقا
غيورٌ لا ينامُ على اهتضامِ ال
كرامِ ولا الغرارِ ولا الخفوقا
تنقِّلهُ منَ العزماتِ شمٌّ
يدوسُ جبالها نيقاً فنيقا
إذا ركبَ الطريقَ إلى المعالي
فلا زادٌ يعدُّ ولا رفيقا
وحيدُ ترهفُ الاْحداثُ منهُ
على أعناقها نصلاً عتيقا
لبيبُ الرأيِ يكبرُ عنْ مشيرٍ
إذا ما الرأيُ شارفَ أنْ يموقا
إذا خفيتْ شواكلُ كلُّ أمرٍ
جليلِ الخطبِ أبصرها دقيقا
فلو روّي ليفرقَ بينَ ماءٍ
وماءٌ مثلهُ وجدَ الفروقا
نمتْ أمُّ الوزارة ِ منْ أخيهِ
ومنهُ البدرَ والغصنَ الرشيقا(81/275)
هما الولدانِ منْ صلة ٍ وبرٍّ
إذا ولدتْ منَ النّاسِ العقوقا
منَ النفرِ الّذينَ إذا استغيثوا
رأيتَ بهمْ وساعَ الأرضِ ضيقا
كتائبَ ما رعتْ عيناكَ خرساً
مسوَّمة ً وألوية ً خفوقا
تخالُ بديهَ أمرهمُ رويَّاً
إذا اجتمعوا وواحدهمْ فريقا
رطابُ النطقِ بسّامو المجالي
إذا ما أيبسَ الفرقُ الحلوقا
لهمْ شرفٌ سرى منْ ظهرِ كسرى
مطاً فمطاً فما ضلَّ الطريقا
طوى أصلابهمْ أو جاءَ عبدُ ال
رّحيمِ فجاءَ متَّسقاً مسوقا
ترى الأبَ بالشهادة ِ في بنيهِ
قريباً وهو قدْ أمسى سحيقا
وما تسمو النفّوسُ ولا تزكّي
إذا لمْ تنظمْ الحسبَ العريقا
وبانتْ آية ٌ بأبي المعالي
فكانَ مصلِّيا فضلَ السَّبوقا
ربا معهُ الكمالُ فشقَّ منهُ
لهُ لقبٌ فصارَ لهُ شقيقا
خلائقَ تارة ً يشربنَ صابا
وأحياناً مشعشعة ً رحيقا
يثيرُ السخطُ منها والتغاضي
صواعقها ووابلها الدَّفوقا
ففي حالٍ تكونُ بها شريباً
وفي حالٍ تكونُ بها شريقا
ويسكركَ الّذي يصحيكَ منها
فما تنفكُّ سكراناً مفيقا
فداؤكَ كلُّ جهمِ الوجهِ أنَّي
لقي مرَّ الخلائقَ كيفَ ذيقا
تراهُ ناشطاً يأتي ويمضي
وقيدُ العجزُ يجعلهُ ربيقا
إذا عزلوهُ لمْ يحذرْ عدوّاً
وإنْ ولَّوهُ لمْ يحرزْ صديقا
يراكَ بمؤخرِ العينينِ غيظاً
وقدْ أفديتهُ جفناً وموقا
فلا مدّتْ لنعمتكَ اللّيالي
يدا طولي ولا ظفراً علوقا
وإنْ سنحتْ ميامنُ كلِّ يومٍ
صباحاً بالسعادة ِ أو طروقا
فغنّتكَ المطاربَ ثمَّ أبكتْ
ديارَ عداكَ نوحاً أو نعيقا
وجادكَ كسبُ جودكَ منْ ثنائي
مواقرَ ترجعُ الذاوي وريقا
إذا هي وبلتْ بسطتْ عريضاً
وإنْ هي أسبلتْ حفرتْ عميقا
فتلحمَ في ربوعكِ أو تسدِّي
خمائلَ تأسرِ الطرفِ الطليقا
تزوركَ شاكياتٍ كلَّ يومٍ
حشى ً حرّانَ أو قلباً مشوقا
على مسعاتها قامتْ مقاماً
مقرّاً منْ قبولكَ أو زليقا
وكمْ عثرتْ بذنبٍ كانَ سهواً
فكنتَ بأنْ تغمّدهُ حقيقا
وحرَّ بالخطيئة ِ صارَ عبداً
غفرتَ غلاطهُ فغدا طليقا(81/276)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أما لنجومِ ليلكَ بالمصلَّى
أما لنجومِ ليلكَ بالمصلَّى
رقم القصيدة : 60170
-----------------------------------
أما لنجومِ ليلكَ بالمصلَّى
مغاربُ بلْ أما للشّمسِ شرقُ
تساعدني على سهر اللّيالي
فهلْ إسعادهنَّ عليهِ عشقُ
وأينَ طريقَ نومي والدراري
حوائرُ فيهِ ليسَ لهنَّ طرقُ
أرقتُ فهلِ لهاجعة ٍ بسلعٍ
على الأرقينِ أفئدة ً ترقُّ
وما أشكو السهادَ لأنَّ جفني
تنافي عندهُ فتحٌ وطبقُ
ولا أنَّ الرقادَ يعيرُ روحاً
جوى كبدي فيبردُ منهُ حرقُ
ولكنْ أنْ أرى خنساءُ حلماً
كأنَّ زخارفَ الأحلامِ حقُّ
نشدتكَ بالقرابة ِ بابنِ ودّي
فإنّكَ لي منْ ابنِ أبي أحقُّ
أسلْ بالجزعِ عينكَ إنَّ عيني
إذْ استبررتها وقتاً تعقُّ
وإنْ شقَّ البكاءُ على المعافي
فلمْ أسألكَ إلاّ ما يشقُّ
ورافدني بكفِّكَ فوقَ قلبي
ببرقة ُ عاقلٍ إنْ عنَّ برقِ
تألّقَ ثمَّ حلّقَ حاجريّاً
لهُ أفقٌ وللأظعانِ أفقُ
لهُ منْ عبرتي حلبٌ وصبغُ
ومنْ أحشاي شعشعة ٌ وخفقُ
كما عطَّ المشبرقُ شطرَ بردٍ
يطرَّحُ واستوى شقُّ وشقُّ
يطارحني الغرامُ وساعدتهُ
هواتفُ تركبُ الأوراقِ ورقُ
ورى أكبادها بالقاعِ زغبٌ
جواثمُ ما استتمَّ لهنَّ خلقُ
رماها في شواكلها مصيبٌ
منَ الأقدارِ فاختتلتْ مدقُّ
زقتْ منْ كفَّة ِ القنّاصِ تمكو
إليها وهي أفرخة ً تزقُّ
وما بينَ الفراقِ المرِّ فيما
تحاذرهُ وبينَ الموتِ فرقُ
وليسَ عليكَ منْ علقي بمغنى ً
صماتُ حديثهُ بالموتِ نطقُ
كأنَّ معالمَ الأحبابَ فيهِ
سطورُ ملهوجٍ والدارُ رقُّ
وخرقٍ ميِّت الأشخاصِ عافٍ
وسيعٍ ليسَ يرقعُ منهُ خرقُ
كأنَّ عزائفَ الجنَّانِ فيهِ
ملاءُ السحبُ منْ ريحٍ تشقُّ
سلكتُ ولا أنيسَ سوى اعتزامي
ولا صوتٌ سوى الأصداءِ يزقو
على ضرمِ القوائمِ أعوجيّ
تكاذيبُ الشخوصِ عليهِ صدقُ
يفيضُ على الوهادِ عنْ الروابي
بما تمليهِ سالفة ٌ وعنقُ
أقبَّ تخالهُ سنبكهُ اتساعاً
يكبَّ على المداوسِ منهُ حقُّ(81/277)
تظنُّ العينُ فارسهُ رديفاً
يطامنُ شخصهُ عنقٌ أمقُّ
تنقِّلهُ قوادمُ مضرحيٍّ
خطائطهنَّ فوقَ التُّربِ مشقُ
سبقتُ بهِ إلى أخرى المعالي
بدارِ الفوتِ والعلياءُ سبقُ
فأوردتُ الزلالة َ منْ ملوكٍ
صفوا لفمي ومزجُ النّاسِ مذقُ
رزقتُ جزيلَ ما لهمُ بفضلي
إذا لمْ يجتمعَ فضلٌ ورزقُ
إذا لبّى زعيمُ الملكِ صوتي
فكلَّ مواعدِ الآمالِ صدقُ
أغرَّ كأنَّ جبهتهُ بلوجاً
لعينكِ في جبينِ الشّمسِ فتقُ
يغيِّرَ حسنَ أخلاقِ اللّيالي
عليهِ وخلقهُ في الجودِ خلقُ
ولا يرضي بعذرٍ وهو حقٌّ
مبينٌ في النّدى وعليهِ حقُّ
كريمُ العيصِ زادَ ومادَ غصنُ
لهُ منْ حيثِ طالَ وطابَ عرقُ
عتيقُ الطينتينِ سما عفيفاً
بمتنيهِ وبيتِ المجدِ عتقُ
ويصطلمونَ ما محكوا ولجّوا
وهمْ خلقاءَ أنْ يعفوا ويبقوا
إذا نطقوا فأحلامٌ وهدى ٌ
وإنْ وهبوا فإفراطٌ وخرقُ
وإنْ نطقوا بفاصلة ٍ أرمّتْ
شقاشقُ كلِّ هدَّارٍ يبقُّ
فلمْ يعربْ ببيّنة ٍ لسانٌ
ولمْ يرطبْ على اللّهواتِ حلقُ
فإنْ تكُ يا عليُّ نقلتَ منهمْ
مناقبهمْ فأنتَ بها أحقُّ
سمحتُ لها ووجهِ الدّهرِ جهمٌ
وهمْ سمحوا ووجهِ الدّهرِ طلقُ
إذا خانَ البنونَ أباً كريماً
وفى لهمُ غلامٌ منكَ خرقُ
فلا يدخلْ عليكَ فسادُ دهرٍ
يخافُ على تمامكَ فيهِ محقُ
وشلّتْ كفُّ خطبٍ كانَ منها
لرتقِ علائكمْ وهنٌ وفتقُ
غلاطٌ منْ جهالاتِ اللّيالي
وهنْ سواكنٌ أبدا ونزقُ
وحمقٌ في الزمانِ أصابَ منكمْ
وفي أخلاقهِ كيسٌ وحمقُ
شماسٌ منْ مقادكمُ ولينٌ
وصفوٌ تارة ً لكمُ ورنقُ
وعسفٌ في القضاءِ ويقتضيهِ
فتمحوهُ مياسرة ٌ ورفقُ
وإيمانٌ بمعجزكمْ وشكرٌ
وكفرٌ تارة ً بكمُ وفسقُ
فلا تغمزْ قناتكمُ ببوعٍ
ولا يسبرْ لكمْ غورٌ وعمقُ
ولا تقرعْ بمجزعة ِ صفاكمْ
وإنْ خدشتْ سهامٌ فهي مرقُ
ولا شربَ المريَّة َ منْ رماكمْ
وإنْ هو ظنَّ أنَّ الماءَ طرقُ
يناطحُ صخرة ً منكمْ مليساً
معارجُ طرقها زلاّءُ زلقُ
وإنْ سمحتْ لناتجها بفلقٍ
فمنها للسقوطِ عليهِ فلقُ(81/278)
هو البادي فإنْ كايلتموهُ
بصاعِ الغدرِ فالبادي أعقُّ
وأنصعَ حينَ خافَ الغمرَ شرّاً
فلا ينفقْ لهُ ما عاشَ علقُ
سحابة ُ صيِّف ستعودُ صحواً
ولمْ يعلقْ لها بالريبِ ودقُ
وما سلمتْ لكمْ نفسٌ وعرضٌ
فأهونَ هالكَ عينٌ وورقُ
سينزعها ويرجعها إليكمْ
وبعد اللُّبسِ نزعتها أشقُّ
وإنَّ أحقَّ منْ ردَّ العواري
فتى ً أخذَ الّذي لا يستحقُّ
فلا يتوهّمْ المنجاة َ منها
وأنَّ طريدكمْ بالخوفِ طلقُ
وأنَّ البعدَ يحصنهُ وتثني ال
مكايدَ عنهُ حيطانٌ وغلقُ
وهلْ تخفى المكايدَ وهي بيضٌ
على مقلِ الذوابلِ وهي زرقُ
فلا بسطتْ ولا قبضتْ يمينٌ
لها نبضٌ بنائلكمْ ورشقُ
وكشّفَ هذا الغماءُ جدٌّ
عوائدهُ بما تهوونُ سبقُ
وجمّعكمْ وصاحَ بمنْ نعاكمْ
غرابُ نوى ً لهُ في الدارِ نعقُ
وعادتْ دولة ٌ والحربُ سلمٌ
لكمْ منْ ربّها والخلفُ رفقُ
إلى أنْ تورثَ الدنيا وفيكمْ
ولايتها وما للنّاسِ حقُّ
تعودكمْ القوافي لابساتٍ
حفاظاً لا يرثّ ولا يرقُّ
ينقّحها لكمْ قلبٌ سليمٌ
فيأتيكمْ بها حبٌّ وحذقُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> نبّهتُ سعداً والأفقْ
نبّهتُ سعداً والأفقْ
رقم القصيدة : 60171
-----------------------------------
نبّهتُ سعداً والأفقْ
أدهمَ شارفَ البلقْ
وصادحَ الفجرُ على ال
مفحصِ بعدَ ما نطقْ
فارتاعَ ثمَّ قامَ فاه
تزَّ لها ثمَّ انطلقْ
لهفانْ لا على الكرى
حيرانُ لا منْ الفرقْ
مدارياً أجفانهِ
بينَ السهادِ والأرقْ
وقالأمرك ما
ذاكَ عرا وما طرقْ
اصدعْ بهِ امضِ لهُ
أطقتهُ أو لمْ أطقْ
قلتُ الجلوسُ في كسو
رِ البيتِ أفنٌ وخرقْ
والعزَّ ما أفادهُ
هجرُ الجدارِ والفرقْ
راخِ لها فادنُ بها
ناشطة ً منَ الرِّبقْ
يبزلها استنانها
بينَ المثاني والحققْ
لها منْ اعتيادها
أدلّة ٌ على الطُّرقْ
تغني إذا اللّيلُ دجا
عنْ النجومِ بالحدقْ
قمْ نشترِ العزّ بها
بيعَ النضار ِبالورقْ
وافككْ منَ العارِ بها
عنقكَ وخدّاً وعنقْ
والمرءُ في دارِ الأذى(81/279)
عبدٌ فإنْ سارَ عتقْ
جبْ طبِّقْ الأرضَ بنا
فما على الأرضِ طبقْ
قدْ مزجَ النّاسُ فكمْ
تشربُ شوباً ورنقْ
خانَ الثقاتُ فبمنْ
ندفعْ ضيماً أو نثقْ
وا لهفتي إلى صدي
قٍ قالَ خيراً فصدقْ
وصاحبٍ مستصرخٍ
يسمعُ الشكوى فيرقّْ
طار الوفاءُ فترى
بأيِّ جوٍّ قدْ لحقْ
لولا ابنَ أيوّبَ لما
خلتُ أخا صدقٍ صدقْ
ولا رأيتُ خلقاً
يعجبُ منْ هذي الخلقْ
لمْ تتركْ الأيّامَ غي
رَ مجدهِ ولمْ تبقّْ
على عميدُ الرؤسا
ءِ وقفَ الظنُّ المحقّْ
والنّاسُ ما عدوتهُ
خوالبُ البرقِ الشفقْ
يفديهِ كلُّ وغرٍ ال
صّدرُ على الفضلِ حنقْ
دعاؤهُ لوفرهِ
جمعتهُ فلا افترقْ
لمْ ترتدعْ بعرضهِ
سيادة ٌ ولمْ تلقْ
قدْ غلطَ الدّهرُ لهُ
حمقاً وفي الدّهرِ حمقْ
فما لهُ منْ سوددِ ال
أوحدِ إلاّ ما سرقْ
سقى الحياة ُ كفّاً إذا
جفا الحيا فهي تدقْ
وحيّتْ النعمة ُ منْ
أعطى منها ما استحقّْ
مصطحباً منْ نشوا
تِ المكرماتِ مغتبق
مذْ سكرتْ أخلاقهُ
منَ السماحِ لمْ يفقْ
راهنَ في شوطِ النّدى
جرى الرياحَ فسبقْ
وحالمَ الطودَ فخ
فَّ الطودُ عنهُ ونزقْ
أبلجَ نورُ وجههِ
يخطفُ عيني منْ رمقْ
وسائدَ الدستِ بما
شعشعْ منهُ تأتلقْ
يطمعُ فيهِ بشرهُ
إذا استدرَّ فاندفقْ
وتوئسِْ الهيبة ُ منْ
حصاتهِ أنْ تسترقْ
فعفوهُ ليلٌ ندٍ
وبطشهُ يومٌ صعقْ
ناصحْ للخليفتينِ
حدثُ الرأى شفقْ
وردَّ في نصابهِ
ما كانَ شذَّ ومرقْ
مستدركاً بنصحه
ثغرة َ كلِّ ما انفتقْ
سارَ منَ العدلِ على
محجَّة ٍ لمْ تخترقْ
متّسقاً سعى الإما
مُ نسقاً بعدَ نسقْ
على اقتفاءِ أمرهِ
في كلِّ ما جلَّ ودقّْ
فالباسُ والإسلامُ في
جماعة ٍ لا تفترقْ
نظمتَ دارَ الملكِ ح
تّى التأمتْ وهي حذقْ
ينسخْ إيمانكَ في
ها شرعَ كلَّ منْ فسقْ
وهي الّتي يختبرْ ال
مبطلُ فيها والمحقْ
وتلتقي الطاعاتُ في
أبوابها وتتفقْ
ويستوي الملوكُ في
ها خاضعينَ والسُّوقْ
رعيتها بمرهفٍ
أجفانهُ لا تنطبقْ
يمضي مضاءَ السيفِ قدْ
جرَّبتهُ إذا مشقْ(81/280)
تخالُ صبغَ النَّقسِ في
سنانهِ صبغَ العلقْ
يصدرْ عنْ تنفيذهُ
باللطفِ ما عزَّ وشقّْ
فالرمحُ منهُ مااستقام
واللّواءُ ما خفقْ
فلا عدمتَ آسيا
كدَّ العلاجَ فرفقْ
يبرمُ ما يفتلُ بال
حزمِ ويفري ما خلقْ
أنتَ الّذي خلصتَ لي
والنّاسُ غدرٌ وملقْ
أسغتني الودَّ وهمْ
بينَ الغصاصِ والشرقْ
عهدٌ حديثٌ بالوفا
ءِ عهدهُ وإنْ عتقْ
تجدُّهُ لبستهُ
وكلُّ ملبوسٍ خلقْ
كمْ حادثٍ عنّي أمط
تَ بعد ما كانَ علقْ
ومثقلٍ حملتهُ
لولا قواكَ لمْ يطقْ
فما لإعراضٍ طرا
ينسخُ إقبالاً سبقْ
وما لسانعن بذي
ّاتي بعدَ ما عشقْ
يتركهنَّ باردَ ال
قلبِ يعالجنَ الحرقْ
يندبنَ آثاراً وعهدا
كانَ حرّاً فأبقْ
وعيشة ً عندكمُ
بيضاءَ خضراءَ الورقْ
معْ النسَّياتِ غرابُ ال
هجرِ فيها قدْ نعقْ
تشكو الظما بحيثِ
كنَّ أبداً تشكو الغرقْ
ما طرقتْ في حاجة ٍ
باباً لكمْ إلاّ غلقْ
هذا على اقتناعها
منكمْ بما بلَّ الرمقْ
وأنّها لا تستبلُّ ال
ماءَ حتّى تختنقْ
وهي على جفائكمْ
تحنو عليكمْ فترقّْ
فما تغبُّ وافدات
ٍرفقاً على رفقْ
لا يلتوي عنكمْ لها
لا ناظرٌ ولا عنقْ
تبضعكمْ جوهرها
أكسدَ فيكمْ أو نفقْ
تهدي إلى أعراضكمْ
نشراً إذا سارَ عبقْ
في كلِّ يومٍ حسنهُ
وحسنها لا يفترقْ
تجلي لكمْ في حليها
موشَّحاً ومنتطقْ
تضمنْ ألفاً مثلهُ
يأتي بها على نسقْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ركبَ الدُّجى فسعى بغيرِ رفيقِ
ركبَ الدُّجى فسعى بغيرِ رفيقِ
رقم القصيدة : 60172
-----------------------------------
ركبَ الدُّجى فسعى بغيرِ رفيقِ
عجلاً فاصبحَ قاطعاً لطريقِ
أبكي لغاربهِ ويضحكُ مظهراً
برِّي بما يأتي وفيهِ عقوقي
مستصحباً فرقاً خلافَ صحابتي
ضعفاً ويفتكُ بالقويِّ فريقي
متجاربانِ فأبتُ مغلوباُ يسابقني
وهذا الخصلُ بالمسبوقِ
يرمي جناباً كنتُ عنهُ أذودهُ
بالمرهفاتِ مقيمة ً للسُّوقِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أيا بانة َ الغورِ عطفاً سقيتُ(81/281)
أيا بانة َ الغورِ عطفاً سقيتُ
رقم القصيدة : 60173
-----------------------------------
أيا بانة َ الغورِ عطفاً سقيتُ
وإنْ كنتُ أكني وأعني سواكِ
أحبُّكِ منْ أجلِ منْ تشبهينَ
لو أنّي أراهُ كما قدْ أراكِ
ذكرتُ ويا لهفتي هلْ نسيتُ
ليالي أسمرها في ذراكِ
يخضَّرُ عودكِ منْ دمعتي
ويعطرْ من بردِ هندٍ ثراكِ
ويا هندُ إنَّ عقلَ الكاشحونَ
وعندهمْ منْ ذنوبي نداكِ
كفى الوجدُ أنّي إذا ما استرحتُ
إلى اسمكِ عمَّيتهُ بالأراكِ
ظمئتُ إلى أعذبِ الشربتينِ
فكلتاهما قدْ حوتها يداكِ
فكيفَ تعنِّينني في الشَّهادِ
محلِّئة ً وتحلِّينَ فاكِ
هناكِ ومنْ عجبٍ في هوا
كِ قولي في قتلِ نفسي هناكِ
غروبٌ تسحُّ إذا القطرِ شحَّ
وقلبٌ إذا خمدَ الجمرُ ذاكي
أخافُ انتقاصكِ عندَ العتابِ
سقاطي فاشكرُ والقلبُ شاكي
إذا الصدَّ أرضاكِ فهو الوصالُ
فأنّى فعلتِ فأهلاً بذاكِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يا بنة َ القومِ تُراكِ
يا بنة َ القومِ تُراكِ
رقم القصيدة : 60174
-----------------------------------
يا بنة َ القومِ تُراكِ
بالغٌ قتلي رضاكِ
أمْ دمي وهو عزيزٌ
هانَ في دينِ هواكِ
إنْ يكنْ طاحَ فما أول
ما طلَّتْ يداكِ
حبُّ يومِ السَّفحِ إلاّ
أنَّهُ يومَ نواكِ
لعبتْ ساعاتهُ بي
ما كفاها وكفاكِ
كمْ غزالٍ بالمصلَّى
سامَ وصلّى فحكاكِ
جارياً في حلبة ِ الحس
نِ ولمْ يبلغْ مداكِ
مرَّ لا أرهفَ عيني
كِ ولا أرشفَ فاكِ
غيرَ أنّي قلتُ حيِّي
تَ على ما أنتَ حاكي
وقصيراتِ الخطى غي
ركِ لدناتِ العراكِ
عادلاتٍ عللَ الوج
دِ بلذَّاتِ التشاكي
رعنَ في مكّة َ نومي
قبلَ تغريدِ المكاكي
كلَّ عطري شفتاها
عترة ٌ فوق مداكِ
يغتدي مسواكها
ريحانة ً غبَّ السواكِ
فرأتْ عيني ولكنْ
ما رأى قلبي سواكِ
أجتدي النّومَ وهلْ في ال
نّومَ إلاّ أنْ أراكِ
ما على منْ خطرِ الرا
حَ لو استثنى لماكِ
كنتُ صعباً لا أل
وَّي بالخشاشاتِ الرِّكاكِ
فمضى حكمُ اكتهالي
تابعاً حكمَ صباكِ(81/282)
يا سميري ليلة َ السف
حِ وقدْ نادوا براكِ
والمطايا تخلطُ المع
جَ كلالاً بالسِّواكِ
أتباكيتَ نفاقاً
باللِّوى أمْ أنتَ باكي
أمْ أراكَ الشوقَ أشبا
هَ سليمى في الأراكِ
سالتُ بي أمُّ سلمى
أينَ حزمي واحتناكي
ورأتْ ضعضعة ً بي
نَ سكوني وحراكي
طاوياً كشحَ مهيضٍ
ناشراً أنفاسَ شاكي
لا تخالي خوراً ذا
كَ فإنّي أنا ذاكِ
بلْ رزيئاتٌ تواصي
نَ شماتاً بانتهاكي
كلُّ يومٍ حادثٌ ين
كأُ قرفي بالحكاكِ
أنتحي أعزلَ فيهِ
وسلاحُ الدّهرِ شاكي
كمْ عركتُ الصّبرَ ح
تّى جاءَ ما فلَّ عراكي
وتستّرتُ ورزءُ ال
فاطمييِّنَ انهتاكي
خمدَ الجمرُ ووجدي
بيني الزهراءُ ذاكي
بأبٍ في قبضة ِ الف
جَّارِ منهمْ كلَّ زاكي
ملصقٌ بالأرضِ جسماً
نفسهُ فوقَ السُّكاكِ
مفردٌ ترميهِ كفُّ ال
بغي عنْ قوسِ اشتراكِ
أظهرتْ فرقة ُ بدرٍ
فيهِ أضغانَ النواكي
كلُّ ذاكي الحقدِ أو يخ
ضبْ أعرافَ المذاكي
وغريبُ الدارِ يلفي
موطنَ الطعنْ الدِّراكِ
طاهرٌ يخطف بالأي
دي الخبيثاتُ السِّهاكِ
يخرسُ الموتُ إذا س
مَّتهْ أفواهَ البواكي
يا بنة َ الطّاهر كمْ تق
شرَ بالظلمِ عصاكِ
غضبَ اللهُ لخطبٍ
ليلة َ الطَّفِّ عراكِ
ورعى النّارَ غداً جس
مٌ رعى أمسَ حماكِ
شرعَ الغدرَ أخو غ
لٍّ عنْ الإرثِ زواكِ
يا قبوراً بالغرييِّ
نِ إلى الطفِّ سقاكِ
كلُّ محلولٍ عرى المر
زمِ محلوبِ السِّماكِ
حاملُ منْ صلواتِ اللهِ
ما يرضي ثراكِ
وإنْ استغنيتَ عنْ وك
فِ حياً غير حياكِ
إنّهُ لو أجدبَ البح
رُ اجتدى فضلَ نداكِ
أو أضلَّ البدرُ في الأف
قِ سناهُ لاهتداكِ
يا هداة َ اللهِ والنجّ
وة َ في يومِ الهلاكِ
بكمْ استدللتُ في حي
رة ِ أمري وارتباكي
أطلمَ الشكُّ وكنتمْ
لي مصابيحَ المشاكي
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> حبستُ وأيّامُ الملوكِ كذاكا
حبستُ وأيّامُ الملوكِ كذاكا
رقم القصيدة : 60175
-----------------------------------
حبستُ وأيّامُ الملوكِ كذاكا
تكونُ إساراً مرّة ً وفكاكا(81/283)
ويحجبُ ظلُّ الأرضُ غرَّة َ شمسها
فتنزلُ خفضاً تارة ً وسكاكا
وليسَ يضرُّ النّجمَ مهوى غروبهِ
إذا عادَ في أفقِ السّماءِ سماكا
وما قصَّروا منْ خطو سعيكِ للعلا
وإنْ قصّروا بالقيدِ رحبَ خطاكا
ومنْ كانتْ الجوزاءُ بالأمسِ نعلهُ
يكونُ لهُ القيدُ الغداة ُ شراكا
ملكتُ زماناً جائراً فقسرتهُ
على العدلِ إذْ ولّيتهُ فأباكا
ومنْ جعجعً الأقدارَ عنْ طرق كيدهِ
عطفنَ عليهِ فاستثرنَ وشاكا
حملتَ الّذي أعيا الرجالَ وغيرهمْ
فخافوا على ضعف الرقابِ قواكا
ونفّرَ ذؤبانَ الغضا ريحُ ضيغمَ
تطيحُ عليهِ نوشة ً وعراكا
فدّبوا فسدّوا غابه وهو خادرٌ
فضاقَ عليهِ نهضة ً وحراكا
وقدْ غرّهُ أنْ يعملَ الحزمَ سابقاً
على الكيدِ أنْ ليسَ الذئابُ هناكا
مشى حافياً فوقَ القتادة ِ حاقراً
لما شامَ منها أخمصيهْ وشاكا
فإنْ فصدتْ أظفارهِ فلطالما
أراحَ بها ردعُ الدماءِ وصاكا
ولاحتْ بهِ للوثبِ نفساً حميّة ً
تردُّ الرقابَ المصمياتَ ركاكا
فقلْ للعدا لا تمضغوها تحليّاً
وإنْ هي طابتْ ذوقة ً وملاكا
ولا تلمسوا بعدَ التّجاربِ حدّها
فإنَّ بني عبدِ الرّحيمِ أولاكا
همْ اليزنيّاتُ الّتي إنْ أغبَّكمْ
بها زاعرٌ منّي فكرَّ دراكا
فلا تستقلّوا مغمدا منْ سيوفهمْ
وقدْ حزَّ في أعناقكمْ فأحاكا
ولا تحسبوا استهلاككمْ خزنَ مالهمْ
يجرُّ على غيرِ النّفوسِ هلاكا
فإنَّ الجيادَ الطيّباتَ عروقها
تكونُ هزالاً مرّة ً وتماكا
ألا يا بشيرَ الخيرِ قلْغير متّقٍ
متى نلتَ منْ رؤيا الوزيرِ مناكا
وأمكنكَ الحرَّاسُ منْ بسطِ قولة ٍ
تبوحُ بها جهراً وتفتحُ فاكا
توكَّلْ على منْ غمّها في سفارها
فكمْ كنتَ في أمثالها فكفاكا
وإنْ هذا طمّتْ على إخواتها
فوكّلْ بها الصّبرَ الجميلَ أخاكا
ولا تحسبنَّ الشرَّ ضربة َ لازبٍ
وإنْ طالَ في هذا المطالِ مداكا
فقدْ يخطئُ الجلدُ المصيبُ بغدرة ٍ
وكمْ وألتْ منْ عثرة ٍ قدماكا
ستخلصُ منْ أدناسها نازعاً لها
ولمْ يتعلّقْ عارها برداكا(81/284)
كأنّكَ بالإقبالِ قدْ هبَّ ثائراً
فناشكَ فيها ثمَّ ردّكَ ذاكا
وقد زادكَ التخميرُ عبقاً وضوعة ً
ونشراً كأنَّ الحبسَ كانَ مداكا
وسلِّمْ سهمُ الانتقامِ مفوّقاً
إليكَ لترمي منْ بغى فرماكا
فودَّ إذاً لو شقَّ عنهُ إهابهُ
وما شقَّ بالغدرِ المصرِّ عصاكا
فعاذرُ ركنُ الدينِ في الحفظِ أنّهُ
جناهُ عليكَ ماعليهِ جناكا
فما زالَ معْ إلماعهِ لكَ بالأذى
إذا أقرضَ الإنغامَ منكَ قضاكا
يزيدكَ علماً بالرجالِ وفطنة ً
ويكرهُ قوماً بغضة ً وفراكا
ويعلمْ أنْ ما زلتُ في كلِّ حالة ٍ
سناداً لهُ في ملكهِ وملاكا
وتمشي بكمْ وخداً وجمزاً أمورهُ
وتمشي بأقوامٍ سواكَ سواكا
فعطفاً على المألوفِ منْ برِّ عهدهِ
وإنْ هو في هذا المقامِ جفاكا
وسمعاً وإنْ لمْ تستمعْ لعيافتي
وزجري وإنْ لمْ تصغِ لي أذناكا
وحاشاكَ أنْ تخلو منْ اسمكَ مدحة ٌ
ويقفرَ منْ وفدِ الثناءِ ذراكا
وأنْ لا أرى في الصدرِ وجهكَ طالعاً
وعينِ القوافي والرَّجاءِ تراكا
وحاشاكَ منْ يومٍ جديدٍ وموقفٍ
أقومُ إليهِ منشداً لسواكا
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أزائرة ٌ كما زعم الخيالُ
أزائرة ٌ كما زعم الخيالُ
رقم القصيدة : 60176
-----------------------------------
أزائرة ٌ كما زعم الخيالُ
أم الأحلامُ أصدقُها المحالُ
أعلّل عنكِ قلباً ضاق حتى
غدا ما للمنى فيه مجالُ
إذا عاداتُ هجرِك آيستني
رجوتُ وقلتُ يعقبها الوصالُ
أشمسَ الركب يومَ أنرتِ فيه
أليس الشمس كانت لا تُنالُ
غريمك يومَ وعدِك ليس يُقضى
وعثرة ُ يومِ حبِّكِ لا تقالُ
هنيئاً للعواذل منكِ قلبٌ
يقلَّب كيفما شاؤا وقالوا
أروكِ جفاى فاستشعرتِ حلاًّ
وفيه دمى وغير دمى الحلالُ
وجسَّركِ الجمالُ على التجنّي
ألا يا قبحَ ما صنع الجمالُ
وإنى للصبورُ عل خليلي
وإن أزرى بخلّته الملالُ
وأرجع حين تختلف الليالي
ويصبح ماءُ قوم وهو آلُ
إلى وزرٍ أحطُّ به ثقالا(81/285)
من الآمال وهو لها مآلُ
رضينا والعداة ُ لها غضابٌ
سجايا فيكَ أعطاك الكمالُ
سكوتكَ حين بعضُ النطق عيٌّ
وقولك حين فصلٌ ما يقالُ
وأكسبك الغنى فغنيتَ منها
أصولٌ لا تُعدّ ُولا تطالُ
إذا اختلفَ الجدودَ فظِلتَ يوماً
تعدُّهم استوى عمٌّ وخالُ
من النجباء يرضى السلمُ منهم
نفوساً ليس يأباها القتالُ
قلوبٌ في سروجهمُ خفافٌ
صدورٌ في مجالسهم ثقالُ
نموك فأشبه الضّرغامَ شبلٌ
وقايست اليدَ اليمنى الشِّمالُ
وكنتَ ابناً لوالده معيناً
وبعضهمُ لوالده عيالُ
ولمّا لم تخبْ فيك الأماني
رمى بك حيثُ لم تنبُ النصالُ
وآنس منك يوم برقتَ غيثاً
دموعُ سحابهِ أبدا سجالُ
شمائلُ طاب مغرسِها فطابت
كما هبَّت على الروض الشَّمالُ
أعرني عنده عُمِّرتَ جاها
تقدِّمه فبعضُ الجاهِ مالُ
وما أرضى لساناً دون قلبٍ
وهل يكفي من السيف الصِّقالُ
ووفِّ اليوم عن قومٍ أحالوا
بسنَّته علينا واستحالوا
حقوقا لم يضيِّعها كريمٌ
ولم يكذبْ لها في اليمن فالُ
وعش ما شئت يغنيك الثناء ال
ذي يُحيي ويُفقرك السؤالُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ألأجلِ تيسٍ لفظه وضُراطُه
ألأجلِ تيسٍ لفظه وضُراطُه
رقم القصيدة : 60177
-----------------------------------
ألأجلِ تيسٍ لفظه وضُراطُه
سيّانِ في التحصيل عند العاقلِ
عبقت به لا للردوعِ روائح
ترمي الأنوفَ بشرّ خبل خابلِ
أنشا يقولُ بنكهة ٍ كعجانهِ
تفترُّ عن لكنٍ كلكنة باقلِ
فأجلُّ قدرك أن يقال لتابعٍ
أو خادمٍ لك من محالٍ باطلِ
أعرضتَ عنّي فاستجزتَ قطيعتي
وفعلت بي فعل الملول الحائلِ
أأردت مني أن أعرِّض مهجتي
وأنا أجمُّ لكركدنٍّ جاهلِ
والعيش لدنٌ والحياة ُ حبيبة ٌ
والله يأمر باجتناب القاتلِ
أنصف أبا حسنٍ ولا تك جائراً
واحكم بربِّك حكمَ قاضٍ عادلِ
أو فاغتفر ذنبي ولستُ بمذنبٍ
وتجافَ عن فعلي ولستُ بفاعلِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يا ماشياً بالعتبِ يحمل مرَّة ُ
يا ماشياً بالعتبِ يحمل مرَّة ُ(81/286)
رقم القصيدة : 60178
-----------------------------------
يا ماشياً بالعتبِ يحمل مرَّة ُ
في الناس بين مراسلٍ ومراسلِ
أبلغ لديك أبا عليٍّ لومة ً
كالنصح تخبرُ جائراً عن عادلِ
لا تنكرنْ منّي العتابَ فلم تزلْ
قدماً مثقِّفَ كلِّ خلٍّ مائلِ
أتنامُ عن قولٍ أرقتُ لوقعهِ
ألماً وسهداً وهو خرُّ مفاصلي
وإذا قُذفتُ فقد قُتلتُ فكيف لي
بالصفح عنك وقد غفرتَ لقاتلي
تنبو وأنتَ غرارُ سيفي في يدي
ويقصِّر ابنكَ وهو لهذمُ ذابلي
وأراكما لا الحقّ أنتَ مدافعٌ
عنه ولا هو دافعٌ للباطلِ
أفتعرفان لموسرٍ من نصرة ٍ
عذراً إذا أمسى بصورة ِ خاذلِ
وعلام أرجو صاحباً لعظائم
يوماً إذا لم يُنتدب لقلائلِ
ومن المحال ولم تذد عني يديْ
ضبعٍ نهوضك للهزبر الباسلِ
وأرى فؤادي بعدُ غيرَ مسالم
إمّا جفوتكما وغيرَ مساهلِ
ولقد عزمتُ تصبُّراً أسلاكما
معه فأثقل حملُ صبري كاهلي
فرجعتُ ما أخذ انتصاري حظّه
مني ولا أخذ الجفاءُ بطائلِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لله ساعٍ بلَّغتهُ قدمهْ
لله ساعٍ بلَّغتهُ قدمهْ
رقم القصيدة : 60179
-----------------------------------
لله ساعٍ بلَّغتهُ قدمهْ
حيث تعدَّت عالياتٍ هممهْ
طوى السُّرى يبغي العلا حتى انطوى
إخوته تحت الظلام أنجمهْ
حكَّمَ أخطارَ الفلا في نفسه
يوغلُ أو تمَّ له تحكُّمهْ
تحصُّه الأيّام وهو طائرٌ
يزاحم الحظَّ به تهجُّمهْ
وقاعدٌ مع العفاف قانعٌ
ببلغة ِ الزاد حشاه وفمهْ
لم تنتقص طلاوة ٌ في وجهه
ورقّة ً ذلُّ السؤالِ يصمهْ
يألمُ كلَّ قطرة ٍ سائلة ٍ
من مائه كأنما سال دمهْ
تلوَّنتْ خلائقُ الدهر به
فحنَّكته شهبه ودهمهْ
واختبر الناسَ فلو ساومته
قربَ أخيه خلته يحتشمهْ
إن كان لا يُرزق إلا سائلا
فرزقه المشكورُ مما يُحرمهْ
والله ما عفتُكِ يا دنيا قلى ً
وإنَّ فيك لمتاعا أعلمهْ
لكنَّ أبناءكِ من لا صنعتي
صنعته ولا وفائي شيمهْ
أخرجُ من مكمنهِ الصِّلَّ وما
فيهم بسحري من يصحُّ سقمهْ(81/287)
عندهمُ شكري وما أموالهمُ
عندي فهل عندك ذا من يقسمهْ
كم باسمٍ لي من وراءِ شرِّه
والليثُ لا يغُرُّني تبسُّمهْ
لو لم يقِ اللهُ وحزمٌ ثابتٌ
ما نصلتْ عندي سدادا أسهمهْ
وواسعٍ ملكا وصيتا واجدٍ
ما شاء لم يسمع بشئ يعدمهْ
أمطرَ صيفيّاً فظنّ أنّه
قد عمّت الأرضَ جميعا ديمهْ
أسهرني في المدح لا يلزمني
عجباً به ونام عمّا يلزمهْ
ما ضاق في قبوله ورأيه
في الجود لكن ضاق عنّي فهمهْ
في وجهه بِشرٌ وفيه كرمٌ
فبشرُه لي ولغيري كرمهْ
رحمتُ حظّي أمس فيما فاتني
من ماله واليومَ منه أرحمهْ
وخاطبٍ على اتحادي صحبتي
والبدرُ مولودٌ يعزُّ توأمهْ
أرادني مستجلباً فؤاده
وردّني مستعلياتٍ قيمهْ
فكَّرَ فاستكثرَ لي ديناره
محاسباً ولم يسعني درهمهْ
فإن يكن وصلٌ فمنِّي أو يكن
حبلُ وفاقٍ جُذَّ فهو يصرمهْ
ليت الحسينَ الحاملي من بينهم
على طريقٍ واضح لي لقَمُهْ
تخلده الدنيا وتستبقيه لي
وغيره تبقيه أو تخترمهْ
أوَ ليته يمنعني مخففا
فإنها قد أثقلتني نعمهْ
سيبٌ على سيب كما تقطَّعتْ
أوكية المزن وحلَّت عصمهْ
كأنّ ما نغنمَ من أمواله
حطٌّ يخاف فوته يغتنمهْ
أعيا على الوفرِ فبينا فضلهُ
يبنيه إذ عنّ سؤالٌ يهدمه
كأنه أقسم لا نال الغنى
فهو بما يعطى يحلُّ قسمهْ
عاقدني الودَّ فلا قارضة ٌ
تنشره ولا حسودٌ يفصمهْ
مجتهدُ البرَّ ولو قاطعته
في صلتي كأنَّ ودّي رحمهْ
ملَّكه السوددَ أصلٌ فارعٌ
فيها وأيٌ بارعٌ يتمِّمهْ
يجمعُ بين كلِّ ضدين له
حتى تصافى سيفه وقلمهْ
ما خلبتْ من اصطفاك برقة ٌ
فيك ولا أخلفه توسُّمهْ
لمّا قضى قاضي القياس عنده
من هائبُ الأمرِ ومن مقتحمهْ
ومن أخو الفخر إذا ما أشكلتْ
مذاهبُ الفخر وخيفتْ ظلمهْ
شمَّ الذليلُ التربَ رغما ووُقي
أنفُ الحميِّ أن يُضامَ شممهْ
ما للحسود فرصة ٌ يعيبها
منك ولا ذنبٌ عليك ينقمهْ
بلى خلالٌ قد شجاه غيظُها
ينفثه طورا وطورا يكظمهْ
يكتمها واللهُ يبدي فضلها
كالشيب صاح باسمه من يكتمهْ(81/288)
اسمعْ لها كما احتبتْ بنورها
غنَّاءُ يُوشى بردها ويعلمهْ
درَّ لها نوءُ السِّماك وخبا
من وهج القيظِ عليها مرزمُهْ
تزاحمتْ مصطخبا نباتُها
بحيث هبهابُ الرياح زمزمُهْ
عرضك منها عبقاً معرَّفٌ
عرفَ اليلنجوج ذكيّا فحمُهْ
شاهدة لمفصح فاهَ بها
أن الكلامَ الحرَّ عبدٌ يخدمُهْ
إذا رآك الناسُ في وشاحها
تحمله مقلَّدا أو تفغمهْ
تعجّبوا من شكلها في حمله
وصفك منظوماً ومنه أنظمُهْ
كلُّ كريم منطقٍ شاعرهُ
وأنتَ من فرط السماح تفحمُهْ
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> تُراك ترى غدوّاً أو أصيلا
تُراك ترى غدوّاً أو أصيلا
رقم القصيدة : 60180
-----------------------------------
تُراك ترى غدوّاً أو أصيلا
يعود ولم يُعدْ خطباً جليلا
وهل تلقى مقيلا من هموم
وجدن حشاك للبلوى مقيلا
بلى هي تلك تأكلني سميناً
أصابتني فتُمعنُ أو هزيلا
نواهض بعد لم أنهض بعبءٍ
وقد قرَّبن آخر لي ثقيلا
كموج البحر خطبٌ إثرَ خطبٍ
فليت الدهرَ روَّحني قليلا
إلام أصاحب الأيامَ جلداً
وجسمي ليسَ يصحبني نحولا
أعاركها ولي لا بدَّ منها
غداً قرنٌ يغادرني قتيلا
وما خطبٌ أجبتُ نداءَ حزني
له ودعوتُ يا دمعي نزولا
كصبح حين صبَّح أمسِ عيني
أراني كيف أغتبقُ العويلا
ومفجوعين من أبناء سعد
فروع علاً يبكُّون الأصولا
رضوا بالصمت من حزنٍ خشوعاً
وقد وجدوا إلى القول السبيلا
وما استغفرتمُ إلاّ لشخصٍ
أعدّ ليومه الذخر الجزيلا
وحاكت أمّكم للحشر ثوباً
عريضاً من نزاهتها طويلا
ستلبسه غداً ويطول عنها
فتُلحقكم شفاعتُها الفضولا
سقى يا قبر ساقيتيْ دموعي
وما عطشاً سألتُ لك السيولا
محلّتك المنسيتي شبابي
ومنزلك المذكّرني الرحيلا
سحابٌ يُنبت الحصباءَ خصباً
ويؤهلُ صوبهُ الرَّبعَ المحيلا
ولا برح النسيم ثراك حتى
يجرّرَ فوقه الروضُ الذيولا
لقد أنطقتَ خرساءَ النواعي
وعلَّمت المؤبِّن أن يقولا
وقالوا ما يمسُّك من مصابٍ(81/289)
عداك الأهلَ والأبَ والقبيلا
فقلت وهل جناني منه خالٍ
إذا ما ناب تربا أو خليلا
أبا الغاراتِ إن الصبر حصنٌ
من التسليم عيبُك أن يميلا
قبيحٌ والفضائلُ عنك تُروى
يبَصَّر مثلُك الصبرَ الجميلا
وما شمسُ النهار وأنت بدرٌ
بمزعجة ٍ إذا عزمت أفولا
أعرها كلّما صعُبتْ عزاءً
يريك وعورَ مسلكها سهولا
وصن بالصبر قلبك وهو سيفٌ
قراعُ الهمّ يملؤه فلولا
إذا رضى الحجورَ الموتُ قسما
فمشكور بما ترك الفحولا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> للنقص من أعمارنا ما يكملُ
للنقص من أعمارنا ما يكملُ
رقم القصيدة : 60181
-----------------------------------
للنقص من أعمارنا ما يكملُ
والدهر يؤيسنا ونحن يؤمِّلُ
تمشي المنونُ رويدها لتغرَّنا
أبداً فتدركنا ونحنُ نهرولُ
يا معجباً بالعيش طال بقاؤه
نظرا بقاؤك في المنيّة أطولُ
عن جانبي دنياك فارغبْ آبقا
ودى الحريصُ وما نجا المتوكّلُ
وإذا الجفون تخلَّصت من مجهل ال
شُّبهاتِ خلَّص نفسه من يعقلُ
من هالكٍ درست عشيّة ُ هلكه
سبلُ الصلاح وكلُّ نهجٍ مشكلُ
من كان في الغفلاتِ أعلمَ نفسهُ
أنَّ المنية طالبٌ لا يغفلُ
أبكيك للحسناتِ مِتَّ فطلِّقت
وابنِ السبيل ثويت فهو مسبَّلُ
حملوك والبركاتُ حولك والهدى
ميتٌ بموتك فوق نعشك يُحملُ
ونزلتَ حيث تقرُّ عينُك لا كما
كانت عيون الحزن حولك تهملُ
يا قبره النضرَ المروَّضَ بعدما
قد كان قبل القطر وهو الممحلُ
بلِّغه عن حزني السلامَ وقل له
جلدي وإن أظهرتهُ متعمَّلُ
أوحشتَ هذا المنزلَ البالي الرُّبى
فهل استفاد الأنسَ ذاك المنزلُ
هيهات صمَّ فليس يوصلُ مفصحٌ
قولا إليه ولا يبلِّغُ مرسلُ
قل لابنه والخير قولُك لابنه
من كان مسعوداً فمثلك ينسلُ
لو ردَّ بالجودِ المنيَّة َ باذلٌ
نجَّى أباك من الردى ما تبذلُ
أو كان طالبهُ يقاتلَ دونه
ملأ البسيطة َ دونه من تقتُلُ
أو كان داءٌ يُستطبُّ شفيتهُ
لكنّه الداءُ العياءُ المعضلُ
دنيا تسرُّ بما تضرُّ بمثله(81/290)
فاسمٌ لها شهدٌ ومعنى ً حنظلُ
صبراً ومن عجب الرزايا أنّه
فيها يُبصَّرُ كيف يصبرُ يذبلُ
واعلم بأنّ أباً فداك بنفسه
لتهونُ ميتتهُ عليه وتسهلُ
فوزاً له إذ كان قبلك يومُهُ
كم موتة ٍ هي من حياة ٍ أفضل
ولئن رمته يدُ المنونِ فسهمهُ
وقد اتقتك بما رمته المخصلُ
يسليك عنه أن ملأتَ فؤاده
من كلّ فائدة ٍ تقالُ وتُفعلُ
وأريته قدميك وهو بمعزلٍ
متودِّعٌ حيث السِّماك الأعزلُ
لا يظفرنّ الحزنُ منك بمهجة ٍ
لم تلق يوماً ما له تتذللُ
حاشاك يجمعنا بدارك مفزعٌ
أبداً ويُعقد للمساءة محفلُ
وورثت عمرَ الدهر سومك عيشة ً
في العزّ تسحبُ ما تشاءُ وترفُلُ
فإذا سلمتَ عليه حيّاً مقبلاً
فأبوك تحتَ الترب ميتٌ مقبلُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> إذا عارضٌ نحو أرضٍ عدلْ
إذا عارضٌ نحو أرضٍ عدلْ
رقم القصيدة : 60182
-----------------------------------
إذا عارضٌ نحو أرضٍ عدلْ
وطاب الهواءُ له واعتدل
ومرَّ فجانبَ صوبَ الجنو
بِ منحدراً بالشَّمال اشتملْ
إذا شام دارَ كرامٍ جرتْ
عزاليهِ أو دارَ لؤمٍ عزلْ
بفارسَ أمَّ ودارُ الحسي
ن أحببْ بشيرازَ منها نزلْ
ومن جاورَ الغيثَ أنَّى أقا
م يتبعه الغيثُ أنَّى رحلْ
فساهمهُ من عبرتي ما أطاقَ
وحمَّله من زفرتي ما حملْ
وقل إن سئلت بشيرازَ مَنْ
قتيلُ اشتياقٍ إلينا نقلْ
وواليكمُ لم يحله البعادُ
وعاشقكم لم يرعه العذلْ
يؤمِّل كبتَ أعاديكمُ
وقد حقّق الله ذاك الأملْ
وخانك من كذَّبته الظنونُ
وكذَّب فيك الرُّقى والحيلْ
رضى ً بالوشاية دون اللقاء
وما تلك من عزمات البطلْ
إذا سرتَ منتصراً بالنهو
ضِ كاتبَ معتذراً بالفشلْ
فكان لك السؤلُ لمّا نهضتَ
وكانَ له السوءُ لمّا نكلْ
هنتكَ وشائحُ علَّقتها
يدَ الملك عروتها ما تُحلْ
وغنَّاءُ من راية ٍ أسكنت
ك ظلاًّ لها ليس بالمنتقلْ
وبعدُ فسلْ بفؤادي وعن
تلاعبِ شوقي به لا تسلْ
وظنَّ بعينيَّ لا ما يُقرُّ
إذا فاض دمعُهما فانهملْ
أمرُّ بدارك مستسقياً(81/291)
فأرجعُ وهي عدادُ العللْ
أردِّدُ هل زمني راجعٌ
بربعكِ قالت نعم بعد هل
تمهَّلْ فغير بعيدٍ تراه
وكم عجلَ الحظُّ بعد المهلْ
ويأمرُ فيك بما لا يُرَدُّ
ليس كما خالف ابن الجملْ
فقلتُ أقصُّ عليه الحديثَ
لعلِّيَ أنصفُ قالت أجلْ
لك الخيرُ شكوى ذليلِ السؤا
لِ لو كنتَ حاضره لم يذِلْ
كرمتَ ابتداءً كما قد علم
تَ كالغيث لم ينتظرْ أن يُسلْ
فعارضَ أمرك بالإمتنا
ع علجٌ إذا خفَّ رضوى ثقلْ
وقال ويكذبُ سيّانِ ما
أحيل عليَّ وما لم يُحلْ
وقد كنتُ كاتبتُه مرّة ً
فأبرمَ ما بيننا وانفصلْ
فأحسب أنّ عبيدَ الصلي
ب تذكرُ ما بيننا من ذحلْ
وما جنت الفُرسُ أولى الزمانِ
على الروم فاقتصَّني بالأُولْ
كأنّي أنا قلت في مريمٍ
وحاش لها من تقيّ الحبلْ
وشاركتُ في دمِ عيسى الي
هودَ كما عنده أنّ عيسى قُتلْ
وهدّمت مذبح مرسرجسٍ
وأطفأتُ قنديله المشتعلْ
وحرّمت وحدي دون الأنا
م من لحمِ خنزيره ما استحلْ
وكشَّفتُ عن ولدِ الجاثليق
وما عرفوا جاثليقا نسلْ
ولمْ لا يغالطُني في الحسا
ب من عنده أنّ ربّاً نجلْ
وأن ثلاثته واحدٌ
ويزعم من ردَّ هذا جهل
وعندي له الأسهمُ القاصدا
تُ بشرّ المقاولِ سودَ المقلْ
قوافٍ تؤدُّ فلو عدِّلتْ
على جنب والدهِ ما حملْ
فمرني فيه ودعه معي
فوارحمتا من يدي للسِّفلْ
ومن أكلَ السُّحتَ كلبٌ إذا
سمحتَ بمالك عفواً بخلْ
متى كان أمرك لولا الشُّقى
يُردُّ وحاشاك ممّا فعلْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لمن الطلول كأنهنَّ رقومُ
لمن الطلول كأنهنَّ رقومُ
رقم القصيدة : 60183
-----------------------------------
لمن الطلول كأنهنَّ رقومُ
تضحى لعينك تارة وتغيمُ
يعهدنَ بالإقواءِ عهداً حادثا
وكأنّه مما بلينَ قديمُ
ما كنتُ أعرفُ أنهنَّ نشيدتي
حتى تحدَّث بينهنَّ نسيمُ
وكأنما عبقُ الترائب دلّني
أو ضلّ عن عرَصَاتهنّ لطيمُ
أسمعتني يا دارُ دون صحابتي
والوحى عند أخي الهوى مفهومُ
أين الموالكُ فيكِ أعناقَ المنى(81/292)
والراقياتُ العيشِ وهو سليمُ
والسارياتُ لنا شموسا في الدجى
والطالعاتُ ضحى ً وهن نجومُ
لا يُقتضينَ وفي الديون عليهمُ
قلبي ولا يُقضى لهنّ غريمُ
لم يبق فيكِ لناشدٍ أوطاره
إلا الوقوفُ عليكِ والتسليمُ
ومقيَّدٌ ذو رمّتين كأنه
غبَّ السواري معصم موشومُ
دسنا ترابك بالمناسمِ والهوى
لو أنه بشفاهنا ملثومُ
ومن الوفاء لساكنيك قيامنا
وشكولهن من الظباء جثومُ
ولقد وقفتُ فما رفدتُ بمسعدٍ
وشكوتُ لو سمع الشكاة َ رحيمُ
والعينُ تسمح ثم تبخلُ حيرة ً
والركبُ يعذر تارة ً ويلومُ
وكأنني فوق الرِّحالة خالعٌ
لعبت بأمّ عظامهِ الخرطومُ
لا الرهنُ يا لمياءُ مفكوكٌ ولا
حبلُ الوثيقة باللِّوى مصرومُ
يُنسى كما تنسى المفاقرُ في الغنى
خلفَ الجوانح سرُّكِ المكتومُ
إنّ الذي عن بغضة ٍ زاورته
لونُ الصدود بلمَّتي مأدومُ
حكمٌ يجورُ على سنيَّ وكيف بال
عدوى عليه وأنتِ فيه خصيمُ
حمَّلتني أوساقه ونفيتني
فأنا الطريدُ وغاربي المهدومُ
ماذا يمسُّكِ من شبابٍ راحلٍ
عنّى وبلبالي عليكِ مقيمُ
أو ما رأيتِ الشَّيبَ جانسَ لونه
في العين درُّ لثاتك المنظومُ
وعلى المقلَّد والمعصَّب منكِ بالنَّ
سبين أخوالٌ له وعمومُ
أفتقنعين مع القرابة ِ أنه
يقصى وإقصاءُ الأقاربِ لومُ
لولا تلافي الفجرِ خابطة َ السُّرى
لقضى عليها الليل وهو بهيمُ
هيهات أعوزَ أنّ يجاملَ مبغضٌ
بخديعة ٍ أو يحمدَ المذمومُ
ما عفنه حتى رأينَ ذبوله
كيف انتجاعُ النبتِ وهو هشيمُ
يا برقة َ الفودينِ إني لم أزل
للبرق من خللِ الخطوب أشيمُ
ما كنتِ أوّلَ ما الزمانُ محمِّلي
أنا عودهُ ذو الجلبة المزمومُ
يجني وعندي حاقرا لا عاجزا
فيما جناه الصبرُ والتسليمُ
أوفضْ سهامك يا زمانُ فإنه
ترمي الحنيَّة ُ والرميُّ سليمُ
نطني بكلّ غريبة ٍ محذورة ٍ
أرجعْ إليك وداؤها محسومُ
إلاّ سؤالَ الباخلين فإنه
غمَّى عليَّ سبيلها مغمومُ
ولقد كفاني في العفافِ بصيرة ً
ذلُّ الحريصِ ورزقهُ مقسومُ(81/293)
والناسُ إما واجدٌ متعذِّرٌ
أو مغرمٌ بالجود وهو عديمُ
هذا يضنُّ وذاك يقصر ماله
فقد استوى المحظوظُ والمحرومُ
أمَّا ترى نقدَ العيون يردُّني
والبابُ دوني مرتجٌ مقرومُ
عريانَ من ورق النضارة سوقطت
كنني وضاع ببردي التسهيمُ
ملقى ً تنابذني الأكفُّ كأنّني
قعبٌ تفاوتَ صدعهُ مرجومُ
بين الغنى والفقر لا هو جاهلٌ
حظِّي ولا هو في الحظوظ حكيمُ
فوراءَ غمدي صارمٌ ما ضرَّه
شعثُ النّجاد وغربه المثلومُ
خلسَ الردى قومي فأقعد نهضتي
أن لا يقومَ سواي حين أقومُ
ما جهدُ من وجد السلاحَ ونفسه
ملآى وناصرُ غيظه معدومُ
وطئ الزمانُ بهم محاسنَ وجهه
فجبينه بشجاجهِ مأمومُ
نسفوا بأيدي الحادثات كأنّهم
وبرٌ تطارده الصَّبا مجلومُ
أخِّرتُ عنهم للشقاوة بعدهم
ونجا بهم من عيشي التقديمُ
قسماً بها معهونة ً أعناقها
وظهورها الموشيُّ والمرقومُ
قطرا تراقصَ في الحبال إمامها
مرحا فيأخذ إخذه المأمومُ
مشيَ الخرائد ينبعثن مع الطُّلى
حتى تعوقَ روادفٌ وجسومُ
يطرحنَ أشباحا بمكَّة كالقنا
شعثاً وهنّ مسنَّماتٌ كومُ
عقدوا الحبى حيثُ الحلالُ محرَّم
بمنى ً وحيثُ يحلَّلُ التحريمُ
لندى بني عبد الرحيم ومجدهم
من جنَّة ِ الدنيا رقى ً وتميمُ
المانعونُ فما يدعدَعُ جارهم
والحالبون وسرحهم مصرومُ
فيهم عن النظر المريب تخاوصٌ
وعلى جهالاتِ الزمانِ حلومُ
وإذا السنونَ أحلنَ أخلاقَ الحيا
أقلعنَ عنهم والكريمُ كريمُ
نصبوا على وضح الطريق مقاريا
في الجدب يُطعمُ ليلها وينيمُ
وتسلَّبوا للطارقين وأيقنوا
في الحمد أنّ الغانمَ المغنومُ
وإذا تزاحمت الخطوب وضاق عن
نفسِ الجبان ونفسه الحيزومُ
سلُّوا لهم آراءهم فتفرّجتْ
ومن السيوف خواطرٌ وعزيمُ
وإذا الحسين رأيتَ سؤددَ نفسه
وصفَ البعيدَ المدركُ المعلومُ
بالصاحب ابتدأوا المكارم وانتهوا
فالفخرُ مفتتحٌ به مختومُ
مدَّ الفراتُ فما وفى بيمينه
وسما فحلَّق والسحابُ يحومُ
ورأى مكانَ نظيرهِ لصديقه
بالودّ وهو على الملوك زعيمُ(81/294)
يا وافيا للملك والأخُ غادرٌ
ومصمَّما وحسامهُ مهزومُ
ما ضرَّه يتمٌ وأنت له أبٌ
حانٍ وأمٌّ بالحفاظِ رءومُ
نامت عيون الكالئاتِ تواكلاً
عنه وعينك نومها تهويمُ
حتى أعدتَ الدُّردَ من أنيابه
والليثُ مفترسٌ بها مضغومُ
وأتاك معترفا بزلَّة ِ رأيه
من كان يزعم أنه معصومُ
إن الذي فتل العداوة كفّة ً
لك عاد قبل الصيد وهي رميمُ
ما زال ينشبُ في المطامع كفَّه
حتى تحيّفَ ظفره التقليمُ
نطحَ الصفاة َ أجمَّ يعلم إنّها
لتردُّ ذا الرَّوقينِ وهو حطيمُ
قطع الحبالَ وجاء يركبُ رأسه
فهوى يودُّ لو أنه مخطومُ
يستولد الآمالَ شرّاً والمنى
أمٌّ على طول السّفادِ عقيمُ
حبراتُ فحلٍ راقصتْ ألحاظه
وحلا بفيه شهدها المسمومُ
علقَ الحصارَ مدافعا عن يومه
لو أنّ إملاءَ الحصار يدومُ
يخشى الفرارَ ولا يقدِّم نفسه
فيموتُ تحت السيف وهو كريمُ
فاختار أخرى ذلَّ فيها أنفه
لخشاشة يُدمى بها الخيشومُ
شرّ البليّة في الحروب أسيرُها
يسلى القتيلُ ويُعذر المهزومُ
أسكنته دارَ الشقاءِ وإنها
في جنب ما هو خائف لنعيمُ
عاداتُ جدّك في علاك وإنما
رمح الكميِّ بحدّه مدعومُ
لهم اعوجاجُ الأمر إن طعنوا به
ولكفّك التثقيفُ والتقويمُ
وأرى الوزارة تسترقُّ وإنما
هي حرّة وتباحُ وهي حريمُ
لعبتْ بها الهمم القصارُ وأصبحتْ
وسرورها عند الرجال همومُ
في كلّ يوم نابتٌ نبعت به
عوجاءُ شائكة ُ الغصونِ عذومُ
لا ظلّ فوق الأرض يحمي قائلا
فيها ولا تحت التراب أرومُ
خوَّارة يمضي شظايا طيَّحاً
تحت النواجذِ عودها المعجومُ
تلقاه عارفة ً أسرّة َ وجهه
بالذلّ وهو بعزِّها موسومُ
محصورة ٌ فيه السيادة ُ نافرٌ
من شكله التوقيرُ والتعظيمُ
يرضى من العلياء باسمٍ ما لهُ
معنى ً وزعنفة ُ الأديم أديمُ
يعطي الشِّفاهَ إذا أراد كرامة ً
كفّاً مقبِّلها بها ملطومُ
أفتغضبون وأنتمُ جيرانها
لسوامِ مجدٍ ما لهنَّ مسيمُ
أم كلُّ فضل في الزمان وأهلهِ
حتى الوزارة مهملٌ مظلومُ(81/295)
غرِّدْ فعندكَ يا حمامة ُ طوقها
وانظر ففيك لحاظها يا ريمُ
واسمح لها أن كنتَ عنها فاضلا
كم ناقصٍ وله بكم تتميمُ
واجلس لوفد المهرجان وكعبك ال
عالي وأنفُ الدهر فيك رغيمُ
يأتيك قسرا خادماً لك قائماً
فيه ومجدك جالسٌ مخدومُ
متسربلاً ثوبَ الخلود وشيعهُ
حليُ القريض ودرّهُ المنظومُ
تهبَ النفوسَ من النفائس غالبا
أمرَ الليالي أمرك المرسومُ
يا أسرتي مالي ألسُّ خشاشتي
يبساً وواديكم أغنُّ جميمُ
أنفَ الإباءُ لوائلمن وائلٍ
ففنوا وعزَّت بالوفاءِ تميمُ
ولو اكتفى قيسٌ بفتوى أمِّه
لمضى عديٌّ طائحا وخطيمُ
وأى أخا كسرى يبيتوقومه
فيهم سيوفُ النصروهو مضيمُ
عهدي بكم زمناً وجرحي بينكم
يوسى وصدعُ خصاصتي ملمومُ
فإذا خوى قصبي وساندَ فيكمُ
طلبَ الرفادة جنبي المهضومُ
حمت الليوثُ عن الشبول وجرجرت
دونَ البكارِ مصاعبٌ وقرومُ
فعلام إذ طلتم وزدتم بسطة ً
أنا من رضاع سحابكم مفطومُ
أبغى حياضكمُ فأضربُ دونها
ضربَ الغرائب وهي حرَّى هيمُ
عتبُ المدلِّ وتحته لودادكم
صدرٌ على خرِّ الشفار سليمُ
خطأ! كائن مضمن غير صالح.
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> في الظباء الغادين أمسِ غزالُ
في الظباء الغادين أمسِ غزالُ
رقم القصيدة : 60186
-----------------------------------
في الظباء الغادين أمسِ غزالُ
قال عنه ما لا يقول الخيالُ
طارقٌ يزعم الفراقَ عتابا
ويرينا أنّ الملالَ دلالُ
لم يزل يخدع البصيرة َ حتّى
سّرنا ما يقول وهو مُحالُ
لا عدمتُ الأحلام كم نوَّلتني
من منيعٍ صعبٍ عليه النوالُ
لم تنغِّصْ وعداً بمطل ولم يو
جبْ له منَّة ً عليّ الوصالُ
فلليلي الطويل شكري ودينُ ال
عشق أن تكرهَ الليالي الطّوالُ
لمن الظُّعنُ غاصبتنا جمالا
حبذا ما مشت به الأجمالُ
كانفاتٍ بيضاءَ دلَّ عليها
أنّها الشمس أنّها لا تُنالُ
جمحَ الشّوقُ بالخليع فأهلاً
بحليمٍ له السلوُّ عقالُ
كنتُ منه أيّامَ مرتعُ لذَّاتي(81/296)
تخصيبٌ وماءُ عيشي زُلالُ
حيث ضلعي مع الشباب وسمعي
غرضٌ لا تصيبه العُذَّالُ
يا نديميّ كنتما فافترقنا
فاسلواني لكلّ شيء زوالُ
ليَ في الشيبِ صارفٌ ومن الحزن
على آل أحمدٍ إشغالُ
معشر الرشد والهدى حكمَ البغ
يُ عليهم سفاهة ً والضلالُ
ودعاة الله استجابت رجالٌ
لهم ثم بُدِّلوا فاستحالوا
حمولها يومَ السَّقيفة أوزا
راً تخفُّ الجبالُ وهي ثقالُ
ثم جاءوا من بعدها يستقيلو
نَ وهيهاتَ عثرة ٌ لا تقالُ
يا لها سوءة ً إذا أحمدٌ قا
م غدا بينهم فقال وقالوا
ربعُ همّي عليهمُ طللٌ با
قٍ وتبلى الهمومُ والأطلالُ
يا لقومٍ إذ يقتلون عليّا
وهو للمَحل فيهمُ قتّالُ
ويُسرُّون بُغضهُ وهو لا تٌق
بلُ إلاّ بحبّه الأعمالُ
وتحالُ الأخمارُ والله يدري
كيف كانت يومَ الغدير تحالُ
ولسبطين تابعيه فمسمو
مٌ عليه ثرى البقيعِ يُهالُ
درسوا قبره ليخفى عن الز
وَّارِ هيهات كيف يخفى الهلالُ
وشهيدٍ بالطَّفّ أبكى السموا
تِ وكادت له تزول الجبالُ
يا غليلي له وقد حرِّمَ الما
ءُ عليه وهو الشرابُ الحلالُ
قُطعتْ وصلة النبيِّ بأن تُق
طعَ من آل بيته الأوصالُ
لم تُنجِّ الكهولَ سنٌّ ولا الش
بَّانَ زهدٌ ولا نجا الأطفالُ
لهفَ نفسي يا آلُ طه عليكم
لهفة ً كسبتها جوى ً وخبالُ
وقليلٌ لكم ضلوعي تهت
زُّ مع الوجدِ أو دموعي تُذالُ
كان هذا كذا وودّي لكم حس
ب ومالي في الدِّين بعدُ اتصالُ
وطروسي سودٌ فكيف بيَ الآ
نَ ومنكم بياضها والصِّقالُ
حبّكم كان فكَّ أسري من الشَّر
ك وفي منكبي له أغلالُ
كم تزمّلتُ بالمذلّة حتى
قمتُ في ثوب عزّكم أختالُ
بركاتٌ لكم محت من فؤادي
ما أملَّ الضلالَ عمٌّ وخالُ
ولقد كنتُ عالما أن إقبا
لي بمدحي عليكمُ إقبالُ
لكمُ من ثنايَ ما ساعدَ العم
رُ فمنه الإبطاء والإعجالُ
وعليكم في الحشر رجحانُ ميزا
ني بخيرٍ لو يُحصرُ المثقالُ
ويقيني أنْ سوفَ تصدقُ آما
لي بكم يومَ تكذب الآمالُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أيقظني للبرقِ وهو نائمُ(81/297)
أيقظني للبرقِ وهو نائمُ
رقم القصيدة : 60187
-----------------------------------
أيقظني للبرقِ وهو نائمُ
جهالة ً والعربيُّ حازمُ
لو هاج من دائك ما هيَّج لي
علمتَ أني للبروق شائمُ
حدَّثني عن الغضا وأهلهِ
فانكشفَ السِّترُ ونمَّ الكاتمُ
للبارقاتِ مطرٌ وهذه
مزنتها دموعيَ السواجمُ
في كلِّ ذات صبوة ٍ من عبرتي
ما يشكرُ الراعي ويرضى السائمُ
رعاية ً وإنه من شيمتي
عهدٌ حصينٌ وحفاظٌ دائمُ
سلا المحبّون وعندي زفرة ٌ
عسراءُ لا تنقضها العزائمُ
كم خطرٍ دونك يا ذات اللَّمى
خيضت له الفجاجُ والمخارمُ
وقفة ٍ ترمقني مرتابة ً
فيها ظبا قومكِ واللهاذمُ
أساند الدوحَ فتمتارُ الجوى
من نزواتِ صدري الحمائمُ
وباللوى من نظرة ٍ ضائعة ٍ
لم تغرميها والزعيمُ غارمُ
إنّ الظباءَ بالغضا ضياغمٌ
والأجمُ الكناسُ والصرائمُ
أصدّ عن سلعْ بقلبٍ كلّما
أطيرَ خوفا عاد وهو حائمُ
كما يطيعُ اليأسُ ثم يلتوي
طماعة ً مع الشميم الرائمُ
كم أنفقُ العمرَ على رعي المنى
وهي خبيثاتُ الثرى هشائمُ
وحاجتي إلى الزمان صاحبٌ
مساعدٌ وقدرٌ مسالمُ
أكلُّ من كاشرني بوجههِ
بشراً فوجهُ قلبهِ مجاهمُ
ما أغضبَ الناسَ عليّ هل سوى
أني بدنياهم خبير عالمُ
عندي الغنى عنها على خصاصة ٍ
وعندهم حظوظها الجسائمُ
والفضلُ والعفَّة ُ عنهم قسمة
أعطيتها كما أراد القاسمُ
وليسَ كلُّ شفة ٍ مبلولة ً
وإن سختْ بمائها الغمائمُ
لله في طرقِ المعالي فتية ٌ
رفيقهم على الزمان حاكمُ
تعرَّفوا ريحَ الهجيرِ فغدتْ
نسيمَ أنفاسهمُ السمائمُ
يضيقُ رحبُ الأرضِ في ازدحامهم
فأرضهم تحت السُّرى العزائمُ
صوَّح كلُّ نابتٍ في عامهم
حتى الجمامُ السودُ واللهازمُ
تحملهم منتقياتٌ سوقها
تحلُّ منها للرُّبى المحارمُ
تزقو بأصواتِ الحصا أخفافُها
كما تحصّ الوبرَ الجوالمُ
كأنما الأرضُ لها مهارقٌ
يملي السّرى وتكتبُ المناسمُ
مثل السهام فوقها بصائرٌ
مبيضَّة ٌ وأوجهٌ سواهمُ
إذا استغاثت تحتها تعريسة(81/298)
تقاصرت ليلاتها التمائمُ
كأنما الليلُ سوادُ لمَّة ٍ
سلَّ من الصبحِ عليه صارمُ
قل للذي يحصب ظهري ريبة ً
زدْ سفها إني امرؤ محالمُ
لا تطمس الشمسَ يدٌ مُدَّتْ ولا
يغمزُ في الصَّعدة ِ نابٌ عاجمُ
قد كان أبدى لك دهري صفحتي
شيئا وبانت منى المراجمُ
فمن لك اليومَ ونصري حاضرٌ
وحظِّي الغائبُ عني قادمُ
والقمرُ الآفلُ قدْ أعيدَ لي
بدرا وأنفُ الظلمات راغمُ
ردَّ الندى إلى الثرى ورجعتْ
فملأتَ غمودها الصوارمُ
لكلّ شاكٍ غدرة ً من دهره
عند بني عبد الرحيمراحمُ
الأنجمُ الزُّهرُ فمنها ثاقبٌ
مستسلفُ النورِ ومنها ناجمُ
والعترة ُ البيضاءُ لم يعلقْ بها
من دنس الهجنة عرقٌ واصمُ
استبقوا الجودَ فكلٌّ دافعٌ
عن ضيفهِ أخاهُ أو مزاحمُ
وانتصفَ الفضلُ بهم مذ جعلت
منه إلى حكمهم المظالمُ
قل لأبي سعدٍ على ما جرَّهُ ال
شوقُ عليّ والفراقُ الغاشمُ
قد كنتُ أرضى أمسِ من أمنيّتي
بأن يقال عادَ وهو سالمُ
فاليومَ يا طيرة َ قلبي فرحاً
بأن يقالَ سالمٌ وغانمُ
قد قلَّدوا منه زمامَ أمرهم
أغلبَ لا تخضعه العظائمُ
إن الكفاة لم يكن عميدهم
في دائهم إلا الطبيبُ الحاسمُ
ألقابُ قوم نافراتٌ شمسٌ
تنبو وألقابكمُ مياسمُ
وما رأتْ عينُ العلا لنفسها
فيما يسدِّي المجدُ أو يلاحمُ
كخلعٍ رحتَ بها مكتسيا
عزّاً وتُكسى اللِّبدَ الضراغمُ
خاطوا السحابَ حلَّة ً فضمِّنتْ
جسمك فلتفخر بمن تجاسمُ
بيضاء أو صبيغة وشَّى لها
زهرَ النجومِ راقشٌ وراقمُ
ظاهرة الفخرِ ومن باطنها
أخرى وخير المنحِ التوائمُ
وتوَّجوك عمَّة ً وإنما
تيجانُ أمثالكم العمائمُ
وختَّموا ملساء لم يخدشْ بها
سنٌّ على إثر العطايا نادمُ
وسائل الغرّة ِ وافٍ ردفهُ
أدِّبَ أن يشفقَ منه الحازمُ
أحوى إذا قام إليه ماسحٌ
قام إلى وجه الوجيه لاطمُ
بنيَّة لا يدَّري صفاتها
يومَ الرِّهان من لغوبٍ هادمُ
منطلقٌ بأربع قوائمٍ
كأنهنّ خفة ً قوادمُ
مع الرياح لم يكن من قبلها
تهزأ بالأجنحة القوائمُ(81/299)
يمرح في مقوده ذئبُ الغضا
وتوعد الوحشَ به القشاعمُ
ويتّقى ما تتَّقى برسغهِ
وهي على بطونها الأراقمُ
أركبته بدراً وقد حُطَّت لك ال
جوزاءُ فهي العذر والشكائمُ
نظائمٌ من النّضار عقنهُ
بهرا بما أثقلهن الناظمُ
ورحبة الصدر على ضيقٍ به
مفصحة وقومها أعاجمُ
لمياء تعطيك فماً أشدقَ لا
يغبُّه الدهرَ لسانٌ لائمُ
يحمدُ منه ما تذمُّ أبدا
بمثله الشِّفاهُ والمباسمُ
تزهى بصفرٍ من بني الروم لها
آباؤها الأحابشُ الأداهمُ
لها من الشمس وشاحٌ تحته
جيدٌ أغمُّ والبنانُ فاحمُ
افتضَّها الحلى ففي أحشائها
أجنَّة ٌ لم تحوهم مشائمُ
ليس لهم ما بقيتْ وما بقوا
عما أدرَّت من رضاعٍ فاطمُ
تمضي حدودَ القتلِ والطقع يدٌ
فيهم وليست لهمُ جرائمُ
لا ينطقون لغة ً وكلُّهم
بين الأنام رسلٌ تراجمُ
إمرتها دستك تستخدمها
يدٌ لها صرفُ الزمانُ خادمُ
دؤيُّكم جفونُ أسيافكمُ
وكتبكم لملككم دعائمُ
وكنتمُ متى عصت قبيلة ٌ
وأخذتْ بالكظم الخصائمُ
أطرتم منها إلى أعدائكم
أجدادلا أو كارها الجماجمُ
قم بمساعيك فنل أمثالها
إن المساعي للعلا سلالمُ
يفديك مشمولٌ بظلِّ غيره
يسعى سواه وهو كاسٍ طاعمُ
نامَ على هذي الصفاة ِ غفلة ً
وأنت من نبذ الحصة ِ قائمُ
عاقدَ في حبّ الهوينا عجزه
أن لا يبالي مايقولُ اللائمُ
إذا نضا سرباله كلَّمهُ
من حسدٍ في كلِّ عضوٍ كالمُ
بكم بنى عبد الرحيميامنت
إلى المنى وطيرها أشائمُ
زوّجتُ آمالي من أيمانكم
فولدتْ بطونها العقائمُ
بعاُ رجائي بكمُ موسَّعٌ
وغصنُ عيشي في ذراكم ناعمُ
أسمن قومٌ ملأتْ عرينهم
مثلَ الحصون الإبلُ السوائمُ
وعندكم جذيمُ مالٍ أبدا
تعرفهُ الحقوقُ والمغارمُ
تلتزمون كرما ما تدّعي
فيه العدا ويستحلُّ الظالمُ
إنكمُ من معشرٍ عندهم
فيما استفادَ ربُّهم مساهمُ
وقد لبستم فاخلعوا إن الندى ال
عادلَ أن تقسَّمَ المغانمُ
بنتم بها فبيِّنواواصفها
بمثلها فهكذا المكارمُ
خصُّوا بها تكرمة ً من لم يزل
تُهدى لكم بناته الكرائمُ(81/300)
معربة ً بمدحكم فيها رضى
قومٍ وفي قومٍ لها سخائمُ
متى تكن سلولُ أو باهلة
آباءَ شعرٍ فأبوها دارمُ
سوائرٌ مع النجوم ترتمي
بها نجودُ الأرض والتهائمُ
تودّ أكبادُ العدا إن صغتها
أسورة ً لو أنّها معاصمُ
تدويهمُ غيظا وتشفيهم بما
تفصح فهي المسُّ والتمائمُ
يحبى بها يقظانُ منكم حاضرٌ
وغائبٌ عن البلاد حالمُ
ضاجعكم طيفي بها فأوِّلتْ
صادقة ً وقد يُغرّ النائمُ
يشهدُ لي مفتاحها وختمها
بأنني للشعراءِ خاتمُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> اليوم أنجزَ ماطلُ الآمالِ
اليوم أنجزَ ماطلُ الآمالِ
رقم القصيدة : 60188
-----------------------------------
اليوم أنجزَ ماطلُ الآمالِ
فأتتك طائعة ً من الإقبالِ
بمنى ً وفين له وهنَّ غوادرٌ
ولقحن قربك بعد طولِ حيالِ
قطعَ المنى يستام ذاك بنفسه
مسترخصاً والدهرُ فيه يغالي
فأتى يدوس الهولَ نحوك شوقه
والشوقُ مشَّاءٌ على الأهوالِ
يلقى الخطوبَ بمثلها من همة
قطعت جبالاً في ابتغاء جبالِ
في ظلّ وحدته وإنّ رفاقه
كثرٌ ولكن قلّة الأشكالِ
فردا فليس يرد صوب صوبه
إلا مصدقه اختيار الغالي
ملءُ الإهاب عليمة ٌ بطلابها
خفَّتْ ليومِ تحمّل الأثقالِ
سيّارة ٌ فكأنها طيّارة ٌ
بشمال فارسها عنانُ شمالِ
تجتابُ أربعها الوهادَ وطرفُها
بالراسياتِ موكَّلُ الإشغالِ
في الأرضِ تشخصُ للسماء كأنها
عرفتْ ذراك من السِّماك العالي
تلقى غزالتها بجيدِ غزالة ٍ
وهلالها من غُرّة ٍ بهلالِ
فسعى قبالك جدُّه لا حاله
عفو النفوس ولا اجتهاد المالِ
فلتُرغم الأيّامَ زورة ُ عاشقٍ
هجر الكثيرَ وزارَ غيرَ التالي
ولقد يكون من المحال بلوغُها
لولا تصرُّمُ دولة ِ الإمحالِ
ولتيأس الآمالُ منّى بعدها
رؤياك كانت منتهى آمالي
حولٌ شفى حالي التي أشفتْ وقد
تتقلّب الأحوالُ بالأحوالِ
أنا من جذبتَ بضبعهِ فسقيته
في البحر وهو مخادعٌ بالآلِ
وخطبته فحظيتَ من أفكاره
بغرائبٍ نشزت على البُذّالِ
صينت زمانا في الخدور فعنِّستْ(81/301)
وجمالها حيٌّ بحظٍّ بالي
كم غادة ٍ منها رضتُ لمهرها
منك القبولَ فشيد بالإفضالِ
وجميلة ٍ ذلَّت فحينَ رضيتها
عادت تشوب جمالها بدلالِ
كرمٌ يفيض على وصول رسائلي
نعماً فكيف يكون يومَ وصالي
والبحرُ ينضح للبعيد وكلّما از
داد الدنوُّ ازدادَ فضلَ بلالِ
ولئن رأيتك بالصفاتِ وبالذي
أوليتني وبصالح الأعمالِ
فالنفسُ عند المعجزات بأن ترى
أحرى وإن سكنتْ إلى النُّقَّالِ
لولا حظوظٌ في ذراك سمينة ٌ
ما جئت ملتحفاً بجسمِ هزالِ
ولتُهتُ في وادي الجليدِ فكيف بي
ما خضت لولا أنّه لمعالي
وأُري غنيّ القوم أني فوقه
مع خلَّتي أن صنتُ عنه سؤالي
وأبيتُ مقتنعاً بفضلة ما معي
علما بشغل الحظّ بالجُهّالِ
متزمّلا بالصونِ أرقع دائباً
بالصّبر من أثوابه الأسمالِ
حتى وددت لو أنَّ حسنَ تصبُّري
في نائبات الدهر أعدى حالي
ولمثل غرّتك الكريمة أن يُرى
حملُ امرئٍ ما ليس بالحمّالِ
فأقرَّ جنب وهو غير ممهَّدٍ
وأسيغَ شُربٌ وهو غير زلالِ
شكت الوزارة ذل منتحلِ اسمها
لفظاً وما الأسماء كالأفعالِ
لما تحلَّى الدَّستُ أصبحَ عاطلاً
منه ودستك في التعطُّل حالي
ركب الخطار مجرّبا لا عارفا
يا قربَ ركبتهِ من الأوحالِ
وخلا فحدَّثَ باعتلاقك نفسه
لمّا جريتَ وقد يسرُّ الخالي
فاعطف لها أو فاتخذ بدلا بها الزَّ
وراء حبَّ لها من الأبدالِ
ولقد تحنّ إذا ذكرتَ عراصها
شوقَ المعرَّة ِ بُشِّرتْ بالطالي
تصبو إليك وأهلُها ورسولهم
شعري وقد بلَّغتُ في الإرسالِ
ولقد تكون وإن نأيتَ أباً لهم
برّاً بفاقتهم وأمَّ عيالِ
وإذا سقى الغيثُ البلادَ بمسبلٍ
غدقٍ وهتَّانِ الحيا هطَّالِ
فبدا بدارك ثم عاد فجادها
جودَ الجفون غداة َ شدِّ رحالي
فاختصّ غزلاناً هناك ووفَّرت
منه العزالى قسطها لغزالي
أفدي بنفسي من يجلّ مكانه
في النفس أن أفديه بالأموالِ
قمرا أخذتُ على السهاد ذمامه
إلا توقُّعه طروقَ خيالي
وكفلتُ عنك له بأكرم أوبة ٍ
فسلا عن الإعجالِ بالإيجالِ(81/302)
فاردد عليه كما يُحبُّ حبيبهُ
ضخمَ السلامة ناحلَ الأجمالِ
فالسيف يعلقُ بالأنامل حدُّه
والعين تأباه بغير صقالِ
قد كان يأتيني قصيراً ناحلاً
فنهضت أطلب منه حظَّ طوالِ
ولقد حلا فسعيتُ حتى حلّ لي
ما كان يحلو طعمهُ بحلالِ
نسخة مهيئة للطباعة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أمن كلِّ حظٍّ قلَّ قسمي أقلُّهُ
أمن كلِّ حظٍّ قلَّ قسمي أقلُّهُ
رقم القصيدة : 60189
-----------------------------------
أمن كلِّ حظٍّ قلَّ قسمي أقلُّهُ
وكلِّ سبيلٍ ضلَّ قصدي أضلُّهُ
وأيّ فتى أسكنتُ قلبي خالصا
هواه بقلبٍ غشّه لي وغلُّهُ
أقول غدا واليومُ أشبهُ من غدٍ
بما سرّني واليوم ما ساء كلُّهُ
وأُغري بذمّ الدهرِ فيما ينوبني
وشرٌّ من الدهر المذمَّم أهلهُ
ظواهرُ مثلُ السيف راقك جفنه ال
محلَّى وإن ضاربتَ خإنك نصلهُ
فما قائل إلا من الماء قولهُ
ولا فاعلٌ إلا من النار فعلُهُ
نجا سالما من قالب الحقّ غيبه
وزاد له في صحبة الناس عقلُهُ
فرابته ممّا قد تبصَّر نفسه
وأوحشه مما تحذّر ظلُّهُ
وكم صاحبٍ منهم غرورا عقدته
بنفسي وكفُّ الغدر عني تحلُّهُ
تكاثرَ عندي وفقه ثم خلفه
إلى أن تساوى منعه لي وبذلهُ
إذا لم تجد إلاّ أخاً قلّ نفعهُ
فكن واحداً يسليه أن قلَّ شكلهُ
وبتْ راضيا بالفقر فيهم وعزِّه
إذا لم يكن إلا السؤالُ وذلُّهُ
فإنك واستدعاء نصرك منهمُ
كطالبِ أعمى تائهاً يستدلِّهُ
وكم طالبٍ مدحي ليمنعَ رفده
فيهجي فيحي ذكره الميتَ بخلُهُ
فصاممته أن يبلغَ الكيُّ داءه
بحيلته أو يلبسَ الوسمَ غفلُهُ
يقولون جارَ الدهرُ قلت وهمتمُ
يجور الذي قد كان يعرفُ عدلهُ
ألا بأبي المسكينَ قصَّرَ حظُّهُ
على أنفٍ فيه وبرَّزَ فضلهُ
يموت إباءً أن يعيش بغبطة ٍ
على غيره فيها من الناس كلُّهُ
ويعتدُّ شبعا مشيهُ طاويَ الحشا
إذا كان من كسب المذلَّة ِ أكلهُ
عدمتك دهراً غامَ فوق شراره
فوابله فيهم خصوصا وطلُّهُ
وهجَّرَ بالأحرارِ إلا فتى ً له(81/303)
فتى ً من بني عبد الرحيم يُظلُّهُ
بقيّة مجدٍ فيهمُ طاب نبتهُ
وفرع سماحٍ فيهمُ طاب أصلهُ
تساموا بحقٍّ طارفٍ نيلَ عزُّهُ
وفازوا بسبقٍ تالدٍ حيزَ خصلهُ
فللعرب عقدُ الدِّين منهم وشدّه
وللفرس عقدُ الرأي منهم وحلُّهُ
فما ابن عليٍّ فيهمُ إن دعوتهُ
لحادثة ٍ إلا الحسامَ تسلُّهُ
قليل الرضا بالضيم لو بات وحده
بمدرجة ِ الأعداء عزَّ محلُّهُ
ثقيلٌ على بطن الوسادة حلمهُ
خفيفٌ على ظهر المطيّة حملُهُ
كريمٌ لو استبطاه ظامٍ لغلَّة ٍ
تخيّلَ ماءَ البحر ما لا يبُلُّهُ
إذا استكثر العافون فيضَ يمينهِ
جلا وجههُ عن خجلة تستقلُّهُ
أنختُ به والظلُّ عني محوَّلٌ
ونوءُ السماءِ قد تقلَّص حبلهُ
فكان أبي الأدنى وحالي يتيمة ٌ
ورشدي والتوفيقُ قد سدَّ سبلُهُ
ولكنَّ وعدا عينَ لمّا تخازرت
على طوله زرق المطال وشهلُهُ
وسوَّف حتى مات عنه جريحهُ
وضاق على مأسوره فيك غلُّهُ
وشرّ الأيادي يهرمُ الوعدَ والأذى
بتأخيره ما شارف الحلمَ طفلهُ
لعلّك بالإنجازِ مالكُ روحه
عليه فقبلَ اليوم عندي مطلهُ
فأن يكُ أمرا أشكلتْ طرقاتهُ
فغيرك في أمثاله من أدلُّهُ
وكم طمعٍ في غير نصرك طافَ بي
فما زلتُ خوف المنِّ عني أفلُّهُ
وألقيته عن عاتقي متروِّحا
ولم ألقهِ حتى تفاوتَ ثقلهُ
لك الخيرُ عتبٌ من مدلٍّ حقوقه
عليك تمنَّى أن سيقبل دلُّهُ
يخيلُ من الأضحى مخايل مقبلٍ
عليك به حشدُ السرور وحفلُه
يطلّ دمَ الحسّاد حولك ما جرى
دمٌ في ثوابٍ للأضاحي تطلُّهُ
طويلا لك العمرُ الذي تستحبّه
إذا طولُ عمرِ المرء مما يملُّهُ
يمرّ عليك العامُ فالعامُ سالما
فتختمه سعدا كما تستهلُّهُ
Free counter
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> من ناصري والزمانُ لي خصمُ
من ناصري والزمانُ لي خصمُ
رقم القصيدة : 60190
-----------------------------------
من ناصري والزمانُ لي خصمُ
ومنصفي والطبيعة ُ الظلمُ
وعاذري من عزوف نفسيَ وال
همَّة ُ غصنٌ ثماره الهمُّ
في كلّ يومٍ سعيٌ بلا ظفرٍ(81/304)
يقعدُ همّي وينهضُ العزمُ
وحاجة ٍ في العلاء أطلبها
عند غريمٍ قضاؤه غرمُ
أركبُ منها شهبَ الأماني فتل
قاني الليالي من دونها الدُّهمُ
ما أولعَ الدهرَ بالفسوق إذا
قيلَ له في يمينك الحكمُ
كأنه يومَ برَّ أقسم لا
يكون فيه لفاضلٍ قسمُ
أنظرهُ يوما ترجعْ عوازبهُ
لكلّ منشورة ِ العرى ضمُّ
لا بدَّ من نظرة محلِّقة ٍ
يمسحُ فيها بالراحة النجمُ
لأبلغنَّ الذي الرَّغام به
ينبئ أو فيه للعدا الرغمُ
جبنَ الدُّجى مفرقا وجئن وللص
بح عليه صوارم خذمُ
كأنها والفلا يموج بها
سفائنٌ جاش تحتها اليمُّ
تحسبُ ركبانها تخبُّ بهمْ
حمشٌ عن الماء حلِّئت رثمُ
عنَّ لها والشروعُ حيثُ ترى
أشعثُ باقي قميصه رسمُ
أبو ثلاثٍ بقاؤه أبدا
لهنَّ مع ضعف رزقه يتمُ
تطرحه راميا بمهجته
في لهواتِ المخاوف العدمُ
بصيرة ٌ بالنفوس طاعتها
على المنايا إذا مضت حتمُ
فاستلَّ منها زرقاءَ تثبتُ في ال
عظم بمتن كأنّه العظمُ
لو لم يعقها الحرمانُ كان له
وللأيامي في كسبها طعمُ
رمى فأشوى فانصعن جافلة ً
كأنَّ مرآى شخوصها وصمُ
يحفزها سائق عنيفٌ من ال
خوف وفحلٌ سياطهُ العذمُ
تطيعه يومَ خوفها وتعا
صيه خلافا ودارها سلمُ
فهو لها قائدٌ إذا انتشرت
والٍ وتالٍ غداة َ ينضمُّ
تخطو بنا خطوها نجائبُ لا
يحبسها بالعيافة ِ السَّجمُ
تخابط التيهَلا يشقّ لها
تربٌ ولا يقتفى بها نجمُ
يامن رأى بالعقيق بارقة ً
تحسرُ منها الرُّبى وتعتمُّ
يقدحُ زندُ الجنوب جذوتها
وسدفة ُ الليل تحتها فحمُ
تبتسم الأرضُ وهي كالحة ٌ
منها ثغورٌ لها الحيا ظلمُ
يذكرني لمحها زمانا على ال
خيف تقضَّى كأنه الحلمُ
هل لك بالنازلات دون منى ً
يا علمَ الشوقِ بعدنا علمُ
كم وقفة ٍ لي على شرافٍ وفي ال
تربِ عطارٌ وفي الصَّبا سقمُ
جرتْ مع الرسم لي محاورة ٌ
فهمتُ منها ما قاله الرسمُ
كأنّ شعري أعدى معاهده
فأعربتْ لي عِراصها العجمُ
وباللوى ظبية ٌ مضى عددُ ال
حسن عليها فبدرها تمُّ
رمتْ فما كذّبتْ مقاتله(81/305)
سهميَّة ٌ لحظُ عينها سهمُ
أطلبُ ودَّ الأيام أظلمها
وهل تسام الولادة َ العقمُ
كيف اعتذارُ الزمان من حرمة ٍ
فيَّ وفي نفسه له جرمُ
ليت كفاني الإخوانُ أنفسهم
فلم يقوني الأذى ولم يرموا
قد سمع الدهر واستجاب وأن
صاري خرسٌ عن دعوتي صمُّ
ويدّريني نبلُ الكلام فلا
أصغي وفي أضلعي كلمُ
ودّ الأعادي وقد نصبتُ لهم
حلمي طودا لو أنهم عصمُ
أعرضَ سمعي فضاع لغوهمُ
ربَّ سفاهٍ أماته الحلمُ
يعجبُ للجهل كيف راخى لأق
وامٍ ودانى من خطوه الحزمُ
تحلو لقوم طعومُ ما لهمُ
وليس للمال عنده طعمُ
تمَّ وما ألقيتْ تمائمهُ
على رجال سادوا وما تمُّوا
واجتمع الطارف التليد له
سنٌّ ثنيٌّ وسؤددٌ همُّ
مستيقظٌ ظنُّه يقينٌ إذا
هوّم قومٌ يقينهمُ رَجمُ
حلوُ جناة ِ اللسان مرُّ المُلا
حاتِ ضحوكٌ عراكهُ جهمُ
جوهرة ٌ للصديق جندلة ٌ
على العدا لا يلينها العجم
من خيرِ قومٍ أبا وأكرمهم
أمّاً إذا عابت الأبَ الأمُّ
والمجد ما يستوي جوانبهُ
فيستوي الخالُ فيه والعمُّ
تشتدّ ألفاظهم وتخدم أق
لامهمُ السمهريَّة الصُّمُّ
إذا انتحوا في عدوِّهم غرضا
بالرأي أصموا من قبل أن يرموا
تُثنى الليالي بهم إذا جمحتْ
كأنَّ أسماءهم لها لُجمُ
لهم على كل دولة أثر
كأنه في جبينها وسمُ
إن أخذوا بالذنوب مقترفا
خصُّوا وأن أمطروا ندى ً عمُّوا
إذا أخيفوا رموا بخوفهمُ
وراء ما ألجموا وما زمُّوا
بيضُ المجاني تأبى لهم سمة َ ال
عارِ عرانينُ كالقنا شمُّ
تطلع أزرارهم شموسَ ضحى ً
أهلّة َ الليل فوقها التمُّ
كلّ همامٍ قرمٍ إذا اختلفت
ولادة المجد فابنه قرمُ
مراقب الذكر قبل رؤيته
مقبَّلٌ قبلَ كفّه الكمُّ
أنت نصيبي من الزمان ومف
تاحُ مناي الرِّغابِ والختمُ
إن أنحلتني أيدي الخطوب ففي
ثراك عزّي ونبتى الضخمُ
عرفتني ساعة انتصابك لي
والناس بلة ٌ عن قعدتي بكمُ
واخترتني قبلَ أن تسابقَ بي
ولم يرضني الشكيمُ والحزمُ
فراسة ٌ تكتفي بلمحتها
كالذئب يكفي اقتصاصه الشَّمُ(81/306)
يفديك راضون من مراتبهم
بأن يسمَّوا فيها ولم يسموا
تريح أعراضهم فلو كتموا
ليستروا وجهَ لؤمهم نمُّوا
إن قمتَ في مغرمٍ تباطوا وإن
شعَّثتَ مالاً في سؤددٍ لمُّوا
ومَن بنى ما بنيتَ في سرفِ
أسرعَ في بيت ماله الهدمُ
تبقى كعوبُ الرماح سالمة ً
ويرتقي في العوامل الحطمُ
لا خالستْ ربعك الخطوبُ ولا
أغبَّني صوبُ ودِّك السجمُ
ولا تخطَّتْ إليك طارقة ٌ
لجرحها في سعادة ٍ كلمُ
وباكرتْ ربعك التهاني بمو
شى ٍّ من المدح رصفه رقمُ
تحمله في بيوتها كلُّ عذ
راءَ رداحٍ أردانها فعمُ
والدها من أنسابها مضرٌ
وجدّها من آبائها جشمُ
ترضاك لو لامست سواك رجم
ناها فحدُّ الحواضنِ الرَّجمُ
خالصة ً فيك لا يخالطها
غشٌّ ولا تحت حمدها ذمُّ
يسمعها حاسدي فيصغي وفي
أذنيه من ثقل وقعها صلمُ
تسوغُ في حلقه وتشرقه
بالغيظ فهي الشِّهاد والسُّمُّ
إذا تلاها الراوي رنا نحوه ال
عميُ فأصغى لصوته الصمُّ
كأنها كعبة ُ القريض فما
يُغبُّها الاستلام واللثمُ
Free counter
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> كذا تتقضى الأيّامُ حالا على حالِ
كذا تتقضى الأيّامُ حالا على حالِ
رقم القصيدة : 60191
-----------------------------------
كذا تتقضى الأيّامُ حالا على حالِ
وتنقرضُ الساداتُ بادٍ على تالي
ويلحقُ أبناءُ النبيِّ أباهمُ
على مهلٍ من سيرِ عمرٍ وإعجالِ
ضحى كلِّ يوم سالبٌ من سراتهم
بصيرة َ عميٍ أو هداية َ ضلاَّلِ
إذا اخضرَّ فرعٌ منهم اغبرّ أصله
فصوّحَ حتى يتبعَ العاطلَ الحالي
ويا وشكَ ما تمسي الديارُ خليّة ً
إذا ذهب الباقي ولم يعد الخالي
مدارجُ تحت الأرض سوّتْ جسومهم
وإن عرَّجتْ أرواحهم أفقها العالي
سوى ما يبقِّي الدهرُ من بركاتهم
ضرائحَ أنوارٍ بها يسأل السالي
ولا كضريح أمس هلنا ترابه
على جسدٍ باقي العلا في النَّقا بالي
على الطاهر ابن الطاهرين وإنّه
لهالة ُ بدرٍ منه بل غابُ رئبالِ
بأيّة ِ نفسٍ ليلة َ السبت روَّحتْ
يدُ الموت لم تنقد لها قودَ أخلالِ(81/307)
تباشرت الأملاك ليلا بقربه
وأصبح منها في قبيلٍ وفي آلِ
سقينا به ميتا كما كان جاههُ
لدى الله حيّاً عامَ جدبٍ وإمحالِ
فلله نفسٌ كان وقتُ ارتفاعها
إلى الله والغيثُ المنزّلُ في حالِ
لئن بايعتنا المزنُ روحا بروحه
لقد غبنتناهُ مع الثمن الغالي
قنوطاً بني الحاجات إن نجاحها
بلا كافلٍ بعدَ الحسين ولا والي
أجمّوا المطايا إنه عامُ قعدة ٍ
وفي غيرَ الأحوالِ تغيير أحوالِ
قفوا فانفضوا أذوادكم حولَ قبرهِ
فلا حظَّ في حطٍّ عداه وترحالِ
مضى من يخاف العتبَ وهو بنجوة ٍ
ويرعى مصوناً سبّة القيلِ والقالِ
ومن بحرهُ طامٍ ويروى تعلُّلا
ببلِّ اللَّهاة ِ من نطافٍ وأوشالِ
أبا أحمدٍ عوّدتني أن تجيبني
فما وجهُ إعراضٍ زوى وجهَ إقبالِ
بكيتك لليوم الشريق بنقعه
وما رشَّ فيه الطعنُ من دمٍ أوصالِ
وللسيف لم يعدمْ مضاءً وزينة ً
بنصلٍ وجفنٍ جهدَ قينٍ ولا جالي
عُدمتَ فلم يظفرْ بعاتق حاملٍ
يفرِّقُ حينا بين شنفٍ وخلخالِ
وللرمح فات الرمحُ بعدك أن يرى
شمائلَ عطّافٍ مع الطعن ميّالِ
وللسابق المنقول من ظهر لاحقٍ
إلى سبعة مما تنخّلها الفالي
حمى ظهره العالي نزولك أن يُرى
مقاما لراجٍ أو مفازا لجوّالِ
به نفرة ٌ من سرجه ولجامه
لفقدك مع لينٍ لديه وإسهلِ
وعمياء من طرقِ الحجاج تلجلجتْ
بأصواتِ خطّابٍ وأفواه نقّالِ
توسّعت مع ضيق الخصام بفلجها
وأوضحت منها كلَّ لبسٍ وإشكالِ
وللأرض يحيا تربُها وهو ميِّتٌ
وإن لم يجدها صوبُ أسحمَ هطّالِ
بمالك أو يغنى بفقرك ربعها
على قفره أو ينعم الطللُ البالي
وللّيلة الظلماء قمتَ سراجها
على رجلِ قوّالٍ مع الله عمّالِ
وبيت صلاة ٍ شدته فوقفته
على دعواتٍ صالحاتٍ وأعمالِ
وللطارق المعتِّر إن لمَّ طارقا
تجاوده في النفس والأهلِ والمالِ
لجا مستضيفا كلَّ بيتٍ يظنّه
فلا سامرٌ ولا نباحٌ ولا صالي
إلى أن أراه الله نارك فاهتدى
على ضلّة ٍ أكرمتَ يا موقدَ الضَّالِ
على كلّ مأمولٍ سلامي فإنني
يئستُ وماتت يومَ موتك آمالي(81/308)
لمن تمخضُ الأشعار بعدك زبدة ً
وتجمعَ بين الحاءِ والميم والدالِ
وفى بالجوى قلبي وقصَّر منطقي
فأكثر قولي فيك أيسرُ أفعالي
وإنك لو تسطيع منّاً ومنَّة ً
لداويت أوجاعي وداريت أوجالي
إذاً لحملتَ الحزنَ عني بكاهلٍ
ضعيفٍ على ما اعتاد من حمل أثقالي
يقولون تخفيفاً لحزني معمَّرٌ
نجا مائة ً أو كاد مطلعها العالي
وذاك عزاءٌ عنك لو يعقلونه
أمدُّ لدمعي بل أشدُّ لإعوالي
بقدرِ بقاءِ المرء قدرُ الأسى له
وذكرُ نعيمُ دام لي بك أشقى لي
وما دُهى الإنسانُ فيمن يحبُّه
بفقدٍ كأخذٍ جاء من طول إمهالِ
رثاك نسيبٌ ودّه وولاؤه
محقٌّ إذا زنَّ القصيُّ بإبطالِ
ومولاكمُ فيكم على ما شرطتم
وإن بان عنكم في عمومٍ وأخوالِ
فيا ليت لا يعدمْ وفودُك عادة ً
بشبليك من عطفٍ عليهم وإسبالِ
فما مات من عاشا لسدّ مكانهِ
ولا حضرا وموضعٌ منك بالخالي
وما غاديا أو راوحاك زيارة ً
نراك بها مستبشراً ناعمَ البالِ
ولو ما أغبّاك الطُّروق كفتهما
خلافة جبريلٍ عليك وميكال
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ما للدُّسوتِ وللسّروج تسائلُ
ما للدُّسوتِ وللسّروج تسائلُ
رقم القصيدة : 60192
-----------------------------------
ما للدُّسوتِ وللسّروج تسائلُ
من قائمٌ عنهنّ أو من نازلُ
لمَ سدَّ بابُ الملك وهو مواكبٌ
وخلتْ مجالسه وهنَّ محافلُ
ما للجياد صوافنا وصوامتا
نكساً وهنّ سوابقٌ وصواهلُ
من قطَّر الشجعانَ عن صهواتها
وهمُ بها تحت الرماح أجادلُ
ما للسماء عليلة ٌ أنوارها
لمنَ السماء من الكواكب ثاكلُ
من لجلج الناعي يحدِّث أنه
أودى فقيل أقائلٌ أم قاتلُ
المجد في جدثٍ ثوى أم كوكبُ ال
دّنيا هوى أم ركن ضبَّة مائلُ
ما كنتُ فيه خائفا أن الردى
من عزِّ جانبهِ إليه واصلُ
أدرى الحمام بمن وأقسم ما درى
تلتفُّ كفَّاتٌ له وحبائلُ
خطبٌ أخلَّ الدهرُ فيه بعقلهِ
والدهرُ في بعض المواطنِ جاهلُ
يا غيثُ أرضى الأرض سقيا واحتبى
بالروض يشكره المحلُّ الماحلُ(81/309)
ينهلُّ منحلَّ المزادة موقنا
أنّ الثرى الظمآن منه ناهلُ
يسمُ الصخورَ كأنّ كلَ مجودة ٍ
لحظَ العليقَ بها حصانٌ ناعلُ
تمريه غبراءُ الإهاب كأنما
قادت خزائمها النّعام الجافلُ
حلفتْ لأفواهِ الربى أخلافُها
أيمانَ صدقٍ أنهنَّ حوافلُ
وليت سيوفُ البرق قطع عروقها
فبكلِّ فجٍّ شاريانٌ سائلُ
أبلغ أبا العباس أنك فاحصٌ
حتى تبلَّ جوى ثراه فواغلُ
منى وأطباقُ الصعيد حجابهُ
عني فكيفَ تخاطبٌ وتراسلُ
سعدت جنادلُ ألحفتك على البلى
لا مثلَ ما شقيتْ عليك جنادلُ
أبكيك لي ولمرملين بنوهم ال
أيتامُ بعدك والنساءُ أراملُ
ولمستجيرٍ والخطوبُ تنوشه
مستطعمٌ والدهر فيه آكلُ
متلوّم العزماتِ لا هو قاطنٌ
في داره قفراً ولا هو راحلُ
أودى به التِّطوافُ ينشدُ ناصرا
فيضلّ أن يلقاه إلا خاذلُ
حتى إذا الإقبال منك دنا به
أنساه عندك عامُ بؤسٍ قابلُ
ولمعشرٍ طرقُ العلوم ذنوبهم
في الناس وهي لهم إليك وسائلُ
كانوا عن الطلب الذليل بمعزلٍ
ثقة ً وأنت بما كفاهم كافلُ
قطعَ الجدا بهم وقد قطع الردى
بك أن يُظنَّ تزاوُرٌ وتواصلُ
وعصائب هي إن ركبت مواكبٌ
تسعُ العيونُ وإن غضبتَ جحافلُ
تفري بأذرعها الكعوبُ كأنّها
تحت الرماح على الرماح عواملُ
لو كان في ثعلٍ بموتك ثأرها
ما عاش من ثعلٍ عليكَ مناضلُ
نكروا حلومَك والمنونُ تسوقها
حقّا وأنت مدافعٌ متثاقلُ
قعد البعيدُ وقام عنك متاركا
ما جاء يقضيك القريبُ الواصلُ
ولجَ الحمامُ إليك بابا ماشكا
غيرَ الزحامِ عليك فيه داخلُ
مستبشرا بالوفد لم يجبهْ به
ردّ ولم يُنهرْ عليه سائلُ
لم يغنك الكرمُ العتيدُ ولا حمى
عنك السماحُ ولا كفاك النائلُ
كنت الذي مرُّ الزمان وحلوهُ
فيمن يصابر عيشه ويعاسلُ
فغدوتَ ما لك في عدوّك حيلة ٌ
تغنى ولا لك من صديقك طائلُ
والموتُ أجورُ حاكمٍ وكأنه
في الناس قسما بالسويّة عادلُ
لا اغترّ بعدك بالحياة مجرّبٌ
عرفَ الحقوقَ فلم يرقهْ الباطلُ
يا ثاويا لم تقض حقَّ مصابه(81/310)
كبدٌ محرَّقة وجفنٌ هاملُ
أفديك لو أن الردى بك قابل
من مهجتي وذويَّ ما أنا باذلُ
ما بال أوقاتي بفقدك هجَّرتْ
ولقد تكون لديك وهي أصائلُ
قد كنتُ ملتحفاً بمدحك حلَّة ً
فخراً تجرُّ لها عليَّ ذلاذلُ
فاليوم أشكرك الصنيعَ مراثياً
خرسَ المشبِّبُ عندها والغازلُ
تصف الغليل بناتها أبياتها ال
أيتامُ وهي عليك أمٌّ ثاكلُ
مما طربتَ له الطويلَ وشاغلٌ
عنه يسدّ اليومَ سمعك شاغلُ
هل يُرضينَّك جهدُ ما أنا قائل
إذ لا غناءَ بجهد ما أنا فاعلُ
يا ليثُ لا يبعدْ حماك وإن خلا
منك العرينُ فإن شبلك باسلُ
لكفاك يحفظ ما بنيت من العلا
سامٍ إلى غاياتها متطاولُ
يقظانُ تعرف فيه مبتدئاً كما
قال ابن حجرٍ من أبيه شمائلُ
طبْ في الثرى نفساً فوفدك حوله
زمرَ الثناءِ وربعُ مجدك آهلُ
لا تحسبنَّ وسعدٌ ابنك طالعٌ
يحتلّ برجك أن سعدك آفلُ
ما أنكر الزوَّارُ بعدك وجهه
في البدر من شمس النهار مخايلُ
أجمل له يا سعدُ واحمل وزره
ما طال باعٌ أو أطاعك كاهلُ
وأنا الذي يرضيك فيه باكيا
ويسرُّه بك في الذي هو قائلُ
موليكما الشكرَ الذي لا لفظُهُ
خلقٌ ولا معناه رثٌّ حائلُ
يتشاهدون له بأنْ ما فيه لي
يومَ المقالِ مناسبٌ ومساجلُ
بان المصيبُ من المريب وكُشِّفتْ
شبهٌ وقام على الصباح دلائلُ
والشعرُ أصلفُ أن تغازلَ عذرة
فيه فتخجلَ أو تساحرَ بابلُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ضناً بأن يعلم الناسُ الهوى لمن
ضناً بأن يعلم الناسُ الهوى لمن
رقم القصيدة : 60193
-----------------------------------
ضناً بأن يعلم الناسُ الهوى لمن
وهبتُ للسرِّ فيه لذّة َ العلنِ
ما صينَ عن ألسن الواشين ينقضه
حبٌّ قواعدهُ في الصدر لم تصنِ
لله حاجة ُ نفسٍ مذ وهبتُ لها
ثوبَ السلوِّ خلعتُ السقمَ عن بدني
ومن معدٍّ فتاة ُ السن جارية ٌ
من مطلها الكهل مذ كانت على سننِ
شرقيّة الدار من غربيِّ دجلة َ ما
جاورتُ بالحبِّ جيراني ولا وطني
طرقتها ضائعا في الليل يرشدني(81/311)
أتمُّ من بدره من وجهها الحسنِ
فلم أجد قبلها إلا الألوفَ ولا
سكنتُ من عهدها إلا إلى سكنِ
يا ليلة ً حدّثت عنها الغبيَّ ضحى ً
حسناء واحتشمتْ فيها ذوى الفطنِ
هل ترجعين بوقتٍ لستُ ناسيهُ
ضحى جوى ً دلَّهتْ ورقاءَ عن فننِ
وقولة ً طرقت سمعي وقد طفقتْ
يومَ الوداع عيونُ الناس تأخذني
عرِّض بغيري ودعني في ظنونهمُ
إن قيل من يك يُخفى الحقَّ في الظِّننِ
وجنّب العتبَ إما جئت زائرنا
فأنت في العين أحلى منك في الأذنِ
صبرا عسى رائدُ الإقبال يصدقني
يا نفس أو واعدُ الآمال ينجزني
أو نصرة ٌ لم يزل جودُ الوزير بها
سيفا مع الحرّ مسلولا على الزمنِ
أما ويمنى يديه والسمحِ لقد
رأيتُ كلتا يديه فيه لليمنِ
وشمتُ فانهلَّتا ماءُ غسلتُ به
حالي من الفقر لا ثوبي من الدرنِ
في الدّست أبلجُ ملءُ الدّست من مرحٍ
ومن وقارٍ ومن صمتٍ ومن لسنٍ
سمعاً بدعوة ِ موتورٍ يسرُّ بها
ويكتم الوجدَ فيها إلفَ مضطغنِ
العيد يضحك من نعماك عن قمرٍ
وكان في أربُعٍ يبكى على شجنِ
فلو تكلَّمتِ الأيام أعربَ عن
فصاحة ٍ نحن فيها معرض اللَّحنِ
فاشرب على النعمة العذراء للشرفِ ال
تليد والكاعب العذراء للشدنِ
وإن تعجْ أو تعن فيما أتيتُ أصفْ
مع رحبِ صدري أمورا ضيَّقت عطني
أهنتُ شعري أبغى الرزق من نفرٍ
تسبيحُ أسمحهم يا مالُ لا تهنِ
فدارسُ الفهم وحشيٌّ أخاطبه
كأنني خاطبٌ في دارسِ الدِّمنِ
وغافلٌ لي صوتُ المدح يطربه
بلا ثوابٍ فيرضى بي ويسخطني
بذلتُ عرضي لأعراضٍ أسيِّرها
فيهم فنبَّههم بذلي وأخملني
قد كان من حقّ مثلي أن يعزَّ وإذ
قد بعتُ نفسي فوفَّر منعما ثمني
أشلْ بضبعي من الحال التي لعبت
بماء وجهي لعبَ الماء بالسفنِ
وكيف لا تتلافاها أما أدبي
حقٌّ أما أردشيرٌمنك قرَّبني
لا غروَ أدعوك من تحت الحضيض لها
ضحى ً فأمسى وقرنَ الشمس في قرنِ
تنمى الصنيعة ُ في مثلي فسدَّ بي ال
مهمَّ ما شئت تحمدْ فيه ممتحني
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سواك ومن وثقتُ به يخونُ(81/312)
سواك ومن وثقتُ به يخونُ
رقم القصيدة : 60194
-----------------------------------
سواك ومن وثقتُ به يخونُ
وغيرك يومَ أسأله الضنينُ
أعيذك أن تنافيني مطالا
وقد قضيتْ سوى ديني ديونُ
وأقبحْ يا مكذِّبَ فيك ظنِّي
إذا صدقتْ سوايَ بك الظنونُ
وكان الحقُّ لو أنصفتَ أني
إذا أنجزتَ أوّلهم أكونُ
يعزّ عليّ أن ترضى بسخطي
على زمني وإرضائي يهونُ
ذوى غصني بحبسك من سمائي
وكم تبقى على العطش الغصونُ
ومن غلطٍ إذا أبردتُ نفسي
حرارة َ ما يعالجه الحزينُ
سأسكتُ ثمَّ تحسبني سواءً
وأنت وبيننا في الحال بونُ
وأستر تحت أثوابي هزالا
إذا أبديته شمتَ السمينُ
ومهما يستعنْ غيري فإني
عليك بحسن رأيك أستعينُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> قالوا عساك مرجَّمٌ فتبيَّنِ
قالوا عساك مرجَّمٌ فتبيَّنِ
رقم القصيدة : 60195
-----------------------------------
قالوا عساك مرجَّمٌ فتبيَّنِ
هيهات ليس بناظري إن غرَّني
هي تلك دارهمُ وذلك ماؤهم
فاحبس وردْ وشرقتَ إن لم تسقني
ولقد أكاد أضلُّ لولا عنبرٌ
في الترب من أرج الحبائب دلَّني
فتقوا به أنفاسهن لطائما
وظعنَّ وهي مع الثرى لم تظعنِ
يا منزلا لعبت به أيدي الصَّبا
لعبَ الشكوك وقد بدت بتيقُّني
إمَّا تناشدني العهودَ فإنها
حفظت فكانت بئس ذخرُ المقتني
سكنتكَ بعدهم الوحوش تشبّها
بهمُ وليتك آنفا لم تسكنِ
لعيونهنّ علامة ٌ سحريّة ٌ
عندي فما بال الظباءِ تغشُّني
أزمانَ أنفق من شبابي مسرفا
والعيش أعمى عن صروف الأزمنِ
ندمانَ كلِّ فصيحة ِ التأنيث لو
خطبتْ لتنعتَ حسنها لم تحسنِ
تمشى قناة ً ثم يذكر قدّها
أن التثني للقضيب فينثني
لله ما تلك الغصون لو أنها
غرَ الخديعة أثمرت للمجتنى
نفض الصِّبا أو راقه وأعادني
خوطَ اليراعة كيف يعجم ينحني
إني لأعلم قبل فضِّى ختمه
ما في كتابٍ بالمشيب معنونِ
مالي عن الدنيا حلمتُ ومكرها
أنَّى التفتُّ مطالعي من مكمنِ
أبدا رقاها تستثير تذلُّلي
فكأنها ملسوعة ٌ بتصوّني(81/313)
حتى لأنساني الدجى ما لونُها
أو كاد ريبُ زماني المتلوّنِ
قالوا متاجرهُ رهينُ خسارة ٍ
إن صافقتْ يده يدي فليغبنِ
حاشى طلابي أن أعمَّ به وقد
خصّ السماحُ بموضعٍ متعيِّنِ
يا حظُّ قم فاهتف بناحية ِ الغنى
فيالرَّى وارحم كدَّ من لم يفطنِ
وأعن على إدراكها فبمثلها
فرّقتُ بين موفَّق ومحيَّنِ
لمن الخليط مشرِّقٌ ومضمانهُ
رزقٌ لنا في غيره لم يؤذنِ
اشتقتُ يا سفنَ الفلاة فأبلغي
وطربتُ يا حادي الركابِ فغنِّني
وانهضْ فرحِّلْ يا غلامُ مذلِّللا
تتوعَّر البيداءُ منه بمدمنِ
يرضى بشمّ العشب إما فاته
والسير يأكل منه أكلَ الممعنِ
مرح الزمامِ يكاد يصعبُ ظهره
فتصيح فاغرة الرحال بهلنِ
الرزقُ والإنصافُ قد فقدا فلذْ
بالريّ واستخرجهما من معدنِ
وإلى أبي العباس حافظِ ملكها
سهلَ الأشدُّ ولان خبثُ الأخشنِ
يا موحدا عدم النظيرَ كناية ً
إني متى أذكرك باسمكِ أجبنِ
لا ينسينْ ملكٌ ضمنتَ بقاءه
بالأمس غمدك منه سيفَ المقتني
كانت جحيما وهي تحسبُ جمرة ً
حتى غضبتَ فقال موقدها اسكني
جاءوك جمعَ الصوت حولَ مرجم
لم تخترق سمعيه زجرة ُ أيمنِ
عدَّ الكثيرَ ولم يطرْ بحسابه
ما بين موثوقٍ به ومخوَّنِ
وأطاع رأيا جاهلياً لو رأى
آياتِ غيرك حجّة ً لم يوقنِ
حتى طلعتَ فكنتَ شمسا مزَّقتْ
بيد الشَّمال ضبابَ يومٍ مدجن
نحلوكَ سابقة ً بصهوة مثلها
طاف الأمانُ بمعقل المتحصّنِ
بهماءَ إلا نقطة ٌ فكأنما
نبلتْ بسهمٍ في الجبين مقطَّنِ
عوّدتها خوضَ الدماء فإن تدسْ
يبسَ الترابِ ولم تقم بك تصفنِ
لما رأوك تفرّقت أرواحهم
فكأنما عرفتك قبلَ الأعينِ
ألقِ السلاحَ فقد غنيت سعادة ً
عن حمله واضربْ بجدِّك واطعنِ
فإذا هممتَ بأن تفلَّ كتيبة ً
لا قيتها فتسمَّ فيها واكتنِ
وقفَ الجمالُ عليك كلَّ فضيلة ٍ
قادت لك الأهواءَ قيدَ الأرسنِ
وعددتَ وحدك سيِّدا فمتى تزدْ
في اللفظ تثنية ً له لا ينثني
لا ينكرنَّ حسودُ ملكك ما رأى
فاللهُ أعلمُ ما اجتبى وبمن عني(81/314)
صلَّت عليك وقد ذُكرتَ مدائحي
والناسُ بين مذمَّمٍ وملعَّنِ
اقرأ على بعد المسافة بيننا
ولو استطعتُ القربَ قلتُ لك ائذنِ
قولاً يقرُّ الحقَّ منه مقرّه
ويردّه ما لم يكن بمبرهنِ
مما أبثُّك أننا في أرضنا
لا يُذكرُ الإحسانُ غيرَ مؤبَّنِ
في معشرٍ إن جاد قولة َ مظهرٍ
منهم فتى ً لامته نيّة ُ مبطنِ
خشنتْ جعادُ أكفِّهم فكأنما
في اللؤم صيغت من طباع الأزمنِ
لم يبق غيرك من يقالُ مؤمَّلٌ
أو يتبعُ الداعي له بمؤمِّنِ
كرمٌ شملتَ به وعدلُ سحابة ٍ
سوَّى الأجمَّ بنانها بالأقرنِ
أشكو ظماى وليس غيرك ساقيا
فامدد يديك على البعادِ فروّني
واسمع فإن عزبتْ فلم تسمع لها
أختاً لها في مادحيك عرفتني
هي قِبلة ٌ صلَّى القريضُ لها فمن
لم يعنُ منه لها فليس بمؤمنِ
لولا ثناؤك ما امتننت بوصلها
والمرءُ يقدحُ في صفاة المحسنِ
ثمِّنْ بها الأرباحَ فهي بضاعة ٌ
ما زلتُ أذخرها لعلقٍ مثمنِ
كان الزمانُ لأن أشافه ضامنا
فأعاضَ منه بأخرسٍ متضمّنِ
ولئن أعنتُ لأتلونهُ مصليِّا
ولأطلعنَّ عليك إن أنهضتني
ما بالأديب إذا تغرَّبَ ذلَّة ٌ
إن الخصاصة َ غربة ٌ في الموطنِ
قعد الغنى عنّى فقم بي مرغما
أنف الزمان وأغنني تتملَّني
وإن اجتديتُ سواك بعدُ فجازني ال
حرمانَ إنّ القتلَ حدُّ المحصَنِ
عاقت خواطري الهمومُ وخالفتْ
نوبٌ على الفكر الغزيرِ عصينني
فلو اتبعتُ لغير مدحك لفظة ً
عنها أقرِّر خاطري لم يُذعنِ
قبضَ الجلوسُ يديّ عن أمنيَّتي
إن الظُّبا مأسورة ٌ في الأجفنِ
وإذا قلوبٌ قارعت أحزانها
ظهر الفلولُ على غروب الألسنِ
ما فات حظّي أنّ مثلي ممكنٌ
لكن كثرتُ على الزمان فملّني
يا من رآني قبلَ أحمدَ سائلا
قوماً يقول جوادهم لي عدَّني
كبر الرجاءُ اليومَ عن أقدارهم
فطغى وأبزلَ بعدك الأملُ الثَّني
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لعدوِّ حسنك ما لسمعِ العاذل
لعدوِّ حسنك ما لسمعِ العاذل
رقم القصيدة : 60196
-----------------------------------(81/315)
لعدوِّ حسنك ما لسمعِ العاذل
منّي إذا قام فيكِ مجادلي
طال الملامُ عليك أعلم أنه
حسدٌ وما حظيَ الحسودُ بطائلِ
أرضي الهوى منكِ المكدَّرَ بالنوى
حظا وأقنعُ بالغريم الماطلِ
وإذا شكوتكِ في جمالٍ هاجرٍ
عمدا شكرتك في خيالٍ واصلِ
ولقد أحلُّكِ لو عرفتِ محلّه
قلباً يضيق سوى هواكِ بنازلِ
أعطي بذلٍّ ما منعتِ بعزّة ٍ
فيضيعُ في أثناء بخلكِ نائلي
ما ضرَّ يا حسناءُ قلبا جائرا
لكِ لو تعلَّم من قوامٍ عادلِ
أمسائلٌ ماذا فعلنا بعده
سكنٌ بدجلة َ لا يجودُ لسائلِ
أم راجعٌ زمنٌ به بقى الأسى
ومضى وكيف رجوعُ أمسِ الزائلِ
هيهات زدنَ سنيَّ فانتقصت قُوى
ودّي ومتنَ مع الشباب وسائلي
كنتُ الحسامَ جلاي شرخُ شبيبتي
بين الحسان وماءُ غصني صاقلي
فطُرحتُ عن أعناقهنّ بأن ذوتْ
منّي ذوائبُ كنّ قبلُ خمائلي
عمرٌ مضى سرفا وعصرُ بطالة ٍ
أخذ المشيبُ لحقّه من باطلي
ملكَ الحجا منّي مكانَ خلاعتي
وتوقّرت بعد المراحِ شمائلي
أحييتُ أمواتَ المحاسنِ قائلا
لو لم يُرعنَ من الحسودِ بقاتلِ
قالوا عدوّك فاحتقره جاهلٌ
من لي على فضلي بحظ الجاهلِ
يا إخوة َ الأيّام يتَّبعونها
من مستقيمٍ كاذبٍ أو مائلِ
خلُّوا ابن أيّوبٍ عليَّ وشأنكم
من ناكثٍ أو غادرٍ أو حائلِ
من لا تحوّله الخطوبُ بحادثٍ
عنّي ولا عقلُ الزمان بشاغلِ
وإذا رجعتُ إلى أواخرِ ودّه
قابلتُها بوسائطٍ وأوائلِ
وإذا حملتُ عليه ثقلا لم أقل
يا ليتني روّحتُ ظهرَ الحاملِ
ما ضرّني قاسٍ عليَّ فنابذي
و محمدٌ حانٍ عليَّ فقابلي
لله راضٍ بالقليل لنفسه
متذمّمٌ لي بالكثير الفاضلِ
من ممسكي الحسبِ التليدِ ومطلقي ال
أيدي إذا جفَّتْ بنانُ الباذلِ
رامين في الغرض البعيد إذا نأى
يوم الفخار على سهام النابلِ
شرعوا إلى الغاياتِ كلَّ مهفهفٍ
سارٍ على خيلِ الأناملِ جائلِ
لو لم يكن رمحا لما شحذوا له
حدّين موضعَ زُجَّهِ والعاملِ
نفثاته السحرُ المبلبلُ لا كما
خبِّرت أنّ السحرَ صنعة ُ بابل(81/316)
ألحقهمُ في المجدِ واحفظهم وزد
ولقد فعلتَ وزدتَ حدّ الفاعلِ
وأعرْ علاك العيدَ يزددْ حسنه
يا حليَ أيّامِ الزمانِ العاطلِ
قابلْ به عاماً ترنَّقَ إنه
متضاعفٌ لك خيره في القابلِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> من دلَّ ربّاتِ العيونِ النُّجلِ
من دلَّ ربّاتِ العيونِ النُّجلِ
رقم القصيدة : 60197
-----------------------------------
من دلَّ ربّاتِ العيونِ النُّجلِ
أنّ القلوب غرضٌ للمقلِ
فما رمتْ سوداءُ منها أسودا
فغير أن يُجرحَ إن لم يُقتلِ
باع رخيصاً لبَّه يومَ اللوى
موكّلٌ أحشاءه بالكللِ
حكمُ سوى مسلَّطٍ إذا جنى
لم يعتذرْ وإن قضى لم يعدلِ
دمي وقد حرِّم إلا بدمٍ
على اللوى لم حُلَّ ياذاتَ الحلى
سيقتْ لبلبالك بابليَّة
مالكِ يا خالقة َ السحرِ ولي
زعمتِ لا يبلي هواك جسدي
بلى وحبِّيك بلى لقد بلي
دارك تدري أنه لولا الهوى
ما طلَّ دم مقلتي في طللِ
عجنا بها العيسَ سريعاتِ الخطى
شوقاً إليها مائلاتِ الأرجلِ
بنا غرامٌ ما بنا أن وقفتْ
سيّارة ُ الإبل وربُّ الإبلِ
أوقرت المزنُ العيابَ وسرت
فوضعت حمولها بحوملِ
ما علم العاذلُ في إنباضه
سهمَ الملام أنّ سمعي مقتلي
خذ بالأشدِّ كلَّ ما تبغي وإن
قصَّر حظٌّ فانبسطْ وطوّلِ
من يعلُ عزُّ نفسه يعلُ ومن
يعلُ على حكم الزمان يسفلِ
توسُّطُ الشمس جنى كسوفها
وفي التناهي نجوة ٌ لزُحلِ
وكيف لا يأتي الأمورَ من علٍ
معتلقٌ حبلَ الحسين بنِ علي
أذمَّ لي على الأماني ماجدٌ
لو عقدَ الخلودَ لي لم يُحللِ
أبلجُ ما تحت اللسان واضحٌ
بيمنه في كلّ خطبٍ مشكلِ
فاعلُ ما قال على علاّتهِ
إذا السحابُ قال ما لم يفعلِ
جذلانُ ما سألته وزاده
مسرَّة ً إعطاءُ ما لم يُسألِ
دعوته والدهر قد أنبلَ لي
طريرة ً لا تتَّقى بنبلِ
وحيلي ضائعة ٌ في كيده
والرملُ قد كاثرته بحيلي
فبصَّرتني منه نفسٌ حرّة ٌ
شاب الإباءُ شهدها بحنظلِ
حتى نهضتُ نابها نابية ً
عنّي مقاعدُ الخمولِ المرملِ
علمني النسيبَ حتى خلته(81/317)
أنّ الهوى مطيّة ٌ للغزلِ
وذلّل المديحَ لي نوالُه
والجودُ مفتاحُ اللسان المقفلِ
سل ببني عبد الرحيم وصفهم
ما سار في بيتٍ لهم أو مثلِ
داسوا لحروب من قنا أقلامهم
بالطاعناتِ في الرعيلِ الأوّلِ
كما نازلَ الكميَّ وهو راكبٌ
راكبُ دستٍ منهمُ لم ينزلِ
وجرَّ من كتيبة ٍ في كتبهِ
سرتْ به وشخصه لم يرحلِ
فلا أخلَّ بالعلاءِ موقفٌ
لقدميك زلقٌ بالأرجلِ
وأقبل الأضحى عليك موصلا
إليك عهدَ ألف عيدٍ مقبلِ
يومٌ حكاك شرفا وبهجة ً
وفاق من يعقلُ ما لم يعقلِ
فضلُ الأنام والزمان لكما
في نظر العين وفي التخيّلِ
كأنّما الأيّام في يوم به
والناس منك كلُّهم في رجلِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أسترشدُ البانَ وهو غضبانُ
أسترشدُ البانَ وهو غضبانُ
رقم القصيدة : 60198
-----------------------------------
أسترشدُ البانَ وهو غضبانُ
وأسأل البدرَ وهو غيرانُ
خصمانِ لي فيكِ يا لغانية ٍ
غيظَ بدورٌ بها وأغصانُ
فمن رسولٌ إليكِ يذكركِ أل
أيمانَ بل أين منكِ أيمانُ
أيامَ حجرٍ عليكِ في الوجه واللِّ
مَّة لي رائعٌ وريعانُ
ذنبيَ في ذمّة الصِّبا وإسا
ءتي بحكم الشباب إحسانُ
إن خدعتني حسناء أو صادني
بعد ظباءِ الصَّريم غزلانُ
فقلتُ دهري عدل القصيّة أوْ
غير ابن أيوبَ فيهِ إنسانُ
فدى ً أخي منه حيث لبس أخو
صفوٍ وخلّى وليس إخوانُ
مبتسم الوجه وهو متَّهم
وعاطشُ الودِّ وهو ريَّانُ
رؤياه لونٌ ورأيه لي إذا اس
تشفعته في الخطوب ألوانُ
دعوه لي وحده فإن قلتُ ثنُّ
وه فقلبي الوفيُّ خوّانُ
الكرمُ العفوُ والحفاظُ معي
أصلانِ منه والمالُ رُجحانُ
والمنبتُ الطيّب الأرومة ِ في
دوحٍ لها المكرماتُ أفنانُ
من راكبي كاهلِ الفخارِ فهم
والناسُ رجلَى الأنسابِ فرسانُ
كأنّ أعراضهم إذا خبُثت
لؤما رياحُ الأعراضِ ريحانُ
مورِّثون العلاء مثلك تبن
يه وحفظُ الأحسابِ بنيانُ
يا من صحا الدهرُ حين أعلقني
منه اختصاما والدهرُ سكرانُ
اسمع لبكرٍ كأنّ سامعها ال(81/318)
وقورَ مما يخفُّ نشوانُ
تودُّ فيها العيونُ سيدة ُ ال
أعضاءِ لو أنهنّ آذانُ
تأتيك كثراً أولى كتابيَّة ٍ
في الحسن والمنجباتُ أقرانُ
على رءوس الأعيادِ حليتها
وهي ملوك الأيام تيجانُ
ما فاتها النحرُ بالزيارة فال
غديرُ وقتٌ لها وإبّانُ
فاحظَ بها واكسهُ الجمالَ بها
فكلُّ يومٍ فاتته عريانُ
ينقصُ الدهرُ كلَّ زائدة ٍ
وأنت لا يعتريك نقصانُ
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أعينوني على طلب المعالي
أعينوني على طلب المعالي
رقم القصيدة : 60199
-----------------------------------
أعينوني على طلب المعالي
فقد ضاقت بها سعة ُ احتيالي
ودُلّوني على رزقٍ بعيدٍ
وإن هو قلَّ عن بذل السؤالِ
فلو قننُ الجبال زحمنَ جنبي
وقعنَ أخفَّ من مننِ الرجالِ
وإلا فاسلبوني حظَّ فضلي
إلى ما فاتني من حظّ حالي
ونجّوني وحيداً لا عليّ ال
محاسنُ والشقاءُ بها ولا لي
ألا رجلٌ يخاف العيبَ منكم
ويأنف للحقوق من المحالِ
فيعدلَ في القضيّة لا يجابي
ويحكمَ بالسويَّة لا يبالي
تواصى الناسُ إكرامَ الأسامي
وهان لديهمُ كرمُ الفعالِ
يُعدُّ أخوك أشرفَ منك بيتاً
بأنك عاطل وأخوك حالي
ولا والمجدِ ما شرقي بريقي
وشربي الملحَ في العذب الزلالِ
أدال اللهُ من سمنِ ابن عمٍّ
رعى حسبي وأهملني هزالي
وما هو غير أنّ يدي قصيرٌ
مداها عن مدى هممي الطوالِ
وإن وسعَ القريبَ أصولُ مجدي
ولم يسع الغريبَ فضولُ مالي
عسى الأيّامُ يوجعها عتابي
ويُخجلها انتظاري واحتمالي
وخلٍّ كان إن أخفقت مالي
وإن أنا خفت نازلة ً مآلي
يحوطُ جوانبي ويذبُّ عني ال
أذى ذبَّ الجفونِ عن النصالِ
وإن أهديتُ بكرا من ثناء
إليه تميسُ في حللِ الجمالِ
تناهى في كرامتها قبولا
وغالى في المهورِ بها الثقالِ
وباتت حين تغبطها عليه
إذا ما غرنَ ربّاتُ الحجالِ
معشّقة ً مكانَ ترى الغواني
إذا عرَّسن يودعنَ الغوالي
فغيّره الزمان وأيّ حالٍ
من الأحداثِ سالمة ٌ بحالِ(81/319)
ونكَّس رايتي منه نصيري
وميَّل صعدتي ربُّ اعتدالِ
كنور الشمس منه البدر ينمي
ومنه النقصُ يسري في الهلال
ولكن جفوة ٌ لم تنسِ عهدا
ولم تجُز الدلالَ إلى الملالِ
فدى الوضَّاح في الخطب ابنُ ليلٍ
إذا استضويت في أمرٍ دجالي
ومنحطّون عنه أباً ونفساً
وبيتُ النجم مثلُ النجم عالي
ألستَ ابن الألى انتظموا ملوكاً
نظامَ العقد من بادٍ وتالي
إذا الأب غاب نابَ ابنٌ كريمٌ
يريك شهادة َ النسب الحلالِ
كأنّ المجدَ لم يحزن لماضٍ
مع الباقي ولم يفجع بحالِ
لهم سننٌ من المعروف تكسو ال
لحومَ بها عظامهم البوالي
وآثارٌ من الأيام بيضٌ
كآثار البدور على الليالي
وجرَّبَ منك فخرُ الملك عضبا
مخوفَ الحدِّ مأمونَ الكلالِ
رآك أعفَّهم بالغيبِ سرّاً
وأفرسهم على ظهرِ الجدالِ
وقاس بك الرجالَ فبنتَ فوتا
وإن شوبهتَ في خلقِ الرجالِ
فجلَّلَ منكبيك لباسَ فخرٍ
يدلُّ على التناسب في الجلالِ
لجائلة ِ اللحاظ به زليقٌ
على سعة المطارح والمجالِ
تمازجَ كلُّ لونٍ من هواها
بلونٍ واقع منه ببالِ
كأنك قد نفضتَ عليه صبغا
محاسنَ ما حويتَ من الكمالِ
وعمَّمك السحابة َ فوق رضوى
كذاك السحبُ عمّات الجبالِ
وأمطاك الغزالة َ ظهرَ طرفٍ
أتى خلقا وسبقا كالغزالِ
كلا طرفيه من كرمٍ وعتقٍ
تأنَّق رابطٌ فيه وفالي
تراه مطلقاً عريان يزهى
على الغرِّ المحجَّلة الحوالي
وكيف وردفه ومقلَّداه
مواقرُ من حلى التبر الثِّقالِ
تهنَّ بها منائحَ غادياتٍ
أواخرها تطول على الأوالي
إذا نثرت لك الدنيا سعودًا
حظيت بها فنظَّمتُ اللآلي
ولكن وفِّني منها نصيباً
بجاهك لا أسومك فضلَ مالِ
وجاز مفيدك الحسنى بذكرى
ومهِّد عنده بالوصف حالي
فإنّ هدية مثلي لتكفي
مكافأة ً لأنعمه الجزالِ
وكاثرني مجالسه تجدني ال
تَّمام لما حوته من جمالِ
وكيف ضمنت عن قلمي وقلبي
سدادا لم تخفْ درك اختلالِ
وقد جرّبتني وخبرت قدما
فهل شيءٌ يريبك من خصالي
وغيرك قد تكفّل أمرَ غيري
فنال بسعيه بعض المنالِ(81/320)
وقُدِّم آخرون فهم بطاءٌ
فما لك لا تغار على العجالِ
وقد أنشدتَ ما سمعوا وقالوا
فيا للشعر من قيلٍ وقالِ
جواهرُ لا يعالجهنَّ غوصى
وماءٌ لا تخابطه سجالي
إذا طرقَ الحبيبُ بلا رقيبٍ
فما وجهُ التعلل بالخيالِ
يسومُ سواك تجهيزي وسوقي
فقلت وما العروسُ بغير جالي
وعدتُ إليك عن ثقة ٍ وعلمٍ
بأنّ السيف أدربُ بالقتالِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ألم أتحدّثْ والحديثُ شجونُ
ألم أتحدّثْ والحديثُ شجونُ
رقم القصيدة : 60200
-----------------------------------
ألم أتحدّثْ والحديثُ شجونُ
بما كان منكم أنه سيكونُ
وأعلمكم أن الليالي رءوسها
وإن صعبت شيئا فسوف تلينُ
وأزجر طير اليمن فيكم عيافة ً
فتجري لكم بالخير وهي يمينُ
وأعلم أنّ الله في نظم أمركم
كفيلٌ برعي المكرماتِ ضمينُ
بشائرُ صدقٍ لم تخب ولوايحٌ
من الرشدِ لم تكذبِ لهنّ عيونُ
وما الغيبُ طبيّ فيكمُ غيرَ أنني
ظننتُ وظنُّ الألمعيّ يقينُ
وغرَّ الأعادي والجدودُ سوابقٌ
بكم أن هفا من بينهن حرونُ
وأن رفعتْ صيفيّة ٌ حلبيَّة ٌ
تحلُّ حلولَ الطيف ثم تبينُ
فما كلّ جوّ خادعَ العينَ ماطرٌ
وإن نشأت منه سحائبُ جونُ
سمت أعين مغضوضة وتوسَّعتْ
أمانٍ لهم مكذوبة ٌ وظنونُ
ونمَّت قلوبٌ كاتماتٌ بسرّها
وطالعَ داءٌ في الضلوع دفينُ
وحدّث فيها بالفكاكِ ضميره
أسيرُ ببغضاء الكرام رهينُ
خبيثُ المطاوي شرُّه دون خيرهِ
إذا اغتبط الأحرارُ فهو حزينُ
نزى نزوة الأفعى القصير فعاقه
طريق بنيران الرقاة دخينُ
ومرتصد ذو كلبتين بفيهما
إلى نابه وهو السّمامُ حنينُ
تمنَّى تماما فيكمُ وهو ناقصٌ
وطاولكم بالكبر وهو مهينُ
وأطمعه فيكم وقورُ حلومكم
وبشرٌ لكم عند اللقاء ولينُ
ولم يدر أن الزَّند أملس ليِّنا
يمسُّ وجسم النار فيه كمينُ
تطرَّفَ يبغى الصيدَ حول بيوتكم
وشرُّ مكانٍ للقنيص عرينُ
وناطحَ منكم صخرة لا يُزلُّها
من الرأس وحفُ الوفرتين دهينُ
تطامنْ فقد أقصاكَ عن موطن العلا(81/321)
ولو كنتَ فوقا أن نفسك دونُ
ولا تحسبنَّ الخلف يصلح بيننا
فربَّ يمينٍ بالفسوقِ تمينُ
وقعتْ ذنابي في العلا وأكارعا
فأخفتك فيها أظهر وبطونُ
وما كلُّ حصباءِ البحار جواهرٌ
ولا كلُّ أعضاءِ الجسوم عيونُ
ولا المجدُ إلا دوحة ٌ فارسيّة ٌ
لها من بني عبد الرحيم غصونُ
هم المانعونَ الجارَ ترمحَ ظهره
على الوتر عسراء المراس زبونُ
مزمجرة ٌ تغلى الحقائدُ وسطها
رحاها لحبّات القلوب طحون
إذا سال واديها فلا الطودُ معقلٌ
لناجٍ ولا الحصنُ الأشمُّ حصينُ
فباتَ عزيزا لا يداس ترابهُ
وجارُ رجالٍ آخرين يهونُ
تراه على قرب المدى مقل لنا
بعيدا خفيَّ الشخص وهو يبينُ
بنوا في جوار الشمس بيتا عقابهُ
على المرتقي خشنُ الظهورِ حزونُ
بنوه قطينا بالنجوم مشيّدا
إذا حجرٌ شادَ البيوتَ وطينُ
ميامين بسّامون والجوّ قاطبٌ
مساميحُ والبحر الجوادُ ضنينُ
إذا سئلوا لم ينكتوا بعصيِّهم
ولم يعتقوا بالعذرِ وهو مبينُ
ولا يحسبون البخلَ يخلدِ ربَّه
ولا حينُ نفسٍ بالعطاء يحينُ
نمى المجدُ منهم كلَّ أغلبَ ناهضٍ
له الحزم تربٌ والحسامُ قرينُ
سقى الفخرُ عرقيه وتمَّ فؤاده
علاً باعثٌ من نفسه ومعينُ
إذا جئته مسترضعا درَّ كفه
حلبتَ وما كلُّ الأكفّ لبونُ
كفى بأبي سعدٍ عليهم طليعة ً
تريك كمالَ المرء كيف يكونُ
فتى عذبت أخلاقه فكأنّه
ضعيفٌ وحبلُ العزم منه متينُ
وحمَّل أعباءَ السيادة يافعا
فقام قويٌّ في الخطوب أمينُ
وقى الملكَ من آرائه البيض ما وقتْ
سوادَ العيونِ الرامقات جفونُ
ولما هفتْ أمسِ الحلومُ بربِّها
وشووِرَ مدخولُ الحفاظِ صنينُ
ونيطت قلاداتُ الأمور بغيره
وبين الرجال في التّحدّث بونُ
درى الملك أيُّ الساعدين يمينه
وأيَّ حساميه يفي ويخونُ
وأيُّ الجيادِ السابقاتُ وأيّها
قيامٌ بأكتاد الكلالِ صفونُ
حمى السِّربَ بالجماء يبغى ذيادها
فيالكَ نطحا لو يكون قرونُ
فعاد على الأعقاب يقرقُ كفَّه
له الهمُّ خدنٌ والندامة ُ دينُ(81/322)
يلمُّ انتشارَ الحبلِ من حيثُ حلَّه
ويجبر من حيث اعترته وهونُ
ويعطى صقالاً ما استطاعَ وحلية ً
ظباً لم تدنَّس فوقهن جفونُ
تزين بعطفيك الحمائلَ والكُسى
وغيرك محبوّاً بهنَّ يشينُ
ويمطيك إعظاما قراً كلِّ سابقٍ
مكانك منه في العلاء مكينُ
منى ً إن تراءتك اللواحظُ فوقه
فأمَّا على الأعداء فهو منونُ
نسجنا لما ألبستَ فهي تمائمٌ
تحوطك من غشِّ الردى وتصونُ
وعطفا على الأمر الذي لك قاده
نزاعٌ إلى أوطانه وحنينُ
فككتَ وقد راجعته عنقه وفي
حبالهمُ شكوى لهم وأنينُ
فداؤك من يشقى بسعدك جدُّه
ويحييك طيبُ الذكر وهو دفينُ
إذا ما رآك اعتاضَ لوناً بلونه
ودير به حتى يقال جنونُ
يساميك لا كسرى أبوه ولا لهال
مدائنُ دارٌ والجبالُ حصونُ
يعُدُّ أباً في الملك أوقصَ لم يطل
له بنجادٍ عاتقٍ ووتينُ
ولا صرَّ أعوادُ السرير به ولا
تغضَّن تحت التاج منه جبينُ
بعثت بآمالي الغرائبِ نحوكم
ومغناكمُ أنسٌ لها وقطينُ
فما لبث الغادي الخميصُ بجوّكم
يطوِّفُ حتى راحَ وهو بطينُ
وكم حملتنا نبتغي المجد عندكم
أو الرفدَ فتلاءُ الذراع أمونُ
بنيَّة ُ عامٍ وابنُ عامين قارحٌ
تشابه نسعٌ فوقه ووضينُ
نواحلُ مُدَّتْ كالحنايا شخوصنا
عليها سهامٌ والظلام طعينُ
إذا ذرعت من نفنفٍ عرضه انبرتْ
نفانفُ لم تُذرع لهن صحونُ
وإن علقت حبل الدجى عاد متنه
بأسحمَ لا تبقى عليه متونُ
تعجُّ بأثقال الرجاء كأنها
عواتمُ في بحر السراب سفينُ
إلى أن حططنا والثرى روضة ٌ بكم
وماءُ الندى للواردين معينُ
بجودكم استعلت يداي وأعذبت
بفيَّ نطافُ المدح وهو أجونُ
لكلّ قبيلٍ من بني المجد شاعرٌ
يزيد علاهم رفعة ً ويزينُ
ومنّى لكم كفٌّ وسيفٌ وجُنة ٌ
وخلٌّ وعبدٌ شاكرٌ وخدينُ
وفى لي هذا الشعرُ فيكم وإنه
خذولٌ لبعض القائلين خئونُ
بقيتُ له وحدي فلى عظمُ شأنه
وللناس فيما يخبطون شئونُ
وكم غرت من قوم ولي في بيوتكم
غرائبُ أبكارٌ تزفُّ وعونُ
تهشُّ لها الأسماعُ شوقا كأنها(81/323)
وإن بعدت منها اللُّحونُ لحونُ
على أنها ملذوعة ٌ بجفائكم
عطاشٌ أواناً والسحابُ هتونُ
وغضبى بأن تلوى لديكم وتقتضى
حقوقٌ لها ممطولة ٌ وديونُ
وكم ثوبِ عزّ أغفل القسمث حظَّه
وقد غضَّ منه والتغافلُ هونُ
ووعدٍ ولم ينجزه أمسِ لعلّه
من اليوم أن يلقى النجاح قمينُ
صبرتُ لعام الجدب والظُّلمُ كلُّه
مع الخصب أن أضوى وأنت سمينُ
ولا بدّ من قسمي إذا نعمة ٌ طرت
ومن أثرٍ فيها عليّ يبينُ
ومن لبسة ٍ تشجا صدورٌ بغيظها
عليّ وترنو للجمال عيونُ
فلا تجعلوها عن كريم استماعكم
بمزلقة ٍ إن الكريم أذينُ
أناقشكم قولا وسرِّي سامحٌ
وشرِّي وإن حاف اللسان أمينُ
وأنفخُ بالشكوى وقلبي شاكر
وكم حركاتٍ تحتهنّ سكونُ
شريتكمُ بالناس مغتبطا بما
ملكتُ إذا عضَّ البنان غبينُ
وملَّكتكم نفسي فربُّوا جوارها
وغالوا بها إن العزيزَ ثمينُ
فليت صريحَ الودّ بيني وبينكم
فداه دخيلٌ في الوداد هجينُ
وليتَ الليالي بعد أن قد ولدنكم
عقمنَ فلم تُنجب لهنّ بطونُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> عجلتَ بحطّك فيها الرِّحالا
عجلتَ بحطّك فيها الرِّحالا
رقم القصيدة : 60201
-----------------------------------
عجلتَ بحطّك فيها الرِّحالا
أثرها أمنتُ عليك الكلالا
وقُدها محدّبة ً كالقسيِّ
من الضّال تسبي الفيافي نضالا
كما انتحل الشدنيُّ الحنينَ
بطونا خماصا وسوقاً خدالا
ركائب من لا يخاف النها
ر يعلى ولا طارقَ الليل عالا
أعذني فقد كدّني في اللئا
م سومي بها حاجة ً لن تنالا
وإنّ بواسطَ جودا يكون
لرأسٍ عقالا ورجلٍ شكالا
ومجدا إذا المجد كان الغريبَ
لقيتَ به منه حيّاً حلالا
وإلا فصفْ أنت حالي وقل
إن الدهرُ دون منى النفس حالا
أيا جامعاً فرقَ الخافقين
أوانسَ كنَّ شماساملالا
خلتْ تتوافقُ فيها البلادُ
فهاهي فيك اختصاما تقالى
وإنّ لبغدادَ دينا عليك
وقد ضعفتْ أن تطيق المطالا
وفيها وفي أهلها عزّة ٌ
أساء الولاة ُ لها الإبتذالا
تسرَّعْ لإصلاح قومٍ ترى(81/324)
خلالَ أمورهمُ الاختلالا
سوامٌ تطاولَ نومُ الرعا
ة عن هديهم فتفانوا ضلالا
تداركْ بعدلك أرماقهم
فما أبق النارُ إلا الذُّبالا
غرائس إحسانك الأولون
بجودك أعطوا الحيا والظِّلالا
ومذ لم تزل تبعث المكرما
تِ بينهمُ وتبثُّ النوالا
وترعى لهم حرمة َ الإختلاطِ
بهم والمزارَ لهم والوصالا
عبيدٌ وأنت بحكم الوفاء
تخالهمُ لك عمّاً وخالا
ودار ندى ً لك بل ندوة ٌ
نحرت البدورَ بها لا الفصالا
مراتع يرتادها القانصو
ن صادوا غزالتها والغزالا
تفاني الملوكُ على حبّها
وعقَّ لها ابنٌ أباه قتالا
أما اشتقت مغنى الهوى حيثُ طاب
ومنبتَ غصنِ الهوى حيثُ طالا
أما آن من نازحٍ أن يحنَّ
وللوصل من هاجرٍ أن يُذالا
وبعدك قد أنكرتْ حسنها
وحالت على الطِّيب حالا فحالا
وكانت بعيدا عن الحادثات
فقد أخذ الدهرُ منها ونالا
أعرها بقربك من دائها
شفاءً وإن كان داءً عضالا
وكذِّب على الرغم من حاسديك
أحاديثَ تحسبُ منها المحالا
ومعتبرين بعجز الولا
ة عنها نكولا ومنها نكالا
يسوّون في البطش كلتا اليدين
وينسون فضلَ اليمين الشِّمالا
فظنّوك تعيا بحمل العراق
كأنْ لم يروك حملتَ الجبالا
وأنزلتَ بالعصم العازبا
ت عنها وما طاولتك النزالا
وكم زاحمتها صروفُ الزما
ن قبلُ فكانت عليها ثقالا
ولو لم تكن في العلق السماءَ
لما كان غنمك منها هلالا
سريتَ إليه فكنتَ السّرارَ
له ولبدرٍ أبيه الكمالا
جديد التجارب غرّ اللقا
ءِ ما ردّدته الحروب انتقالا
وأعجبه عددٌ زاده
غداة َ تولَّى هزيماً خبالا
رأى حربك النارَ تذكي فسا
قَ حشدا ليُطفئها واحتفالا
ولم يدرِ مختبطا أنّها
بفضل الوقود تزيد اشتعالا
بعثتَ سيوفا إذا الدهرُ زلَّ
جئن به صاغراً فاستقالا
فداويته من سقام العقوقِ
وعلّمته الصبرَ والإحتمالا
وبدّلتَ من حلقاتِ الدروعِ
خفافاً له الحلقاتِ الثقالا
فقصَّر مشيته مكرها
نتيجة َ أدهمَ بالأمسِ حالا
تؤمل رجلاه جدوى يديه
إذا رفع الخيطَ فترا فشالا
ومذخورة من كنوز الزما(81/325)
ن جرّ عليها السنينَ الطّوالا
وأودعها الحقَّ مستظهرٌ
توثّق ما اسطاع جهداً وعالى
أقام الكواكبَ حرّاسيها
عيوناً له لا تخاف اغتيالا
وباعَ بها نفسه والنفوسَ
زماناً فأرخصَ منها وغالى
شجاً قائماً في حلوقِ الملوك
إذا حلموا أبصروه خيالا
إلى أن بعثتَ لها آية ً
نسختَ بهديك فيها الضلالا
وعلّمتَ فيها البخيلَ السماح
وحسّنت للكادح الإتكالا
فلا حصَّن الناسُ من بعدها
مآلاً ولا ادخروا قطُّ مالا
وكائن ببغدادَ من آملٍ
ومن زاجرٍ فيك فالا ففالا
ومن عاطشٍ فمه فاغرٌ
يراقب واديك من أين سالا
يعدّ النهارَ بساعاته
يسائلُ عنك الضحى والزوالا
ومثليَ من خادمٍ خاملٍ
ولو طاول النجم بالفضل طالا
ومن جامعٍ حسناتِ الخلال
وقد قبّح الفقر تلك الخلالا
لعلّك تحي الحظوظَ الرفاتَ
وتُسمن هذي الجدودَ الهزالا
تلاشى مع الكرماء الثناءُ
فلا قول معناه أن لا فعالا
وما زال مسئولهم جافيا
وحاشاك حتى جفونا السؤالا
سكتُّ طويلا إلى أن وجدتُ
مقاماً أصدَّق فيه مقالا
لسانٌ حسامٌ ولا مضربٌ
فلو ذاب سيفٌ لذاب انفلالا
أعدَّ لوصفك آياتهِ
ليُظهر صفوا له وانتخالا
وقدَّمَ مستقبلا هذه
شبيه مدحك واقتبالا
تزاحمُ حولك وفدَ الثناء
وإن عدمت في الزحام المنالا
فلا تجعلنْ كثرة َ الزائرين
لها فترة ً وعليها اعتلالا
فمن كان لا غيره في الزما
ن كان الأنامُ عليه عيالا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> إن تسأليني بعد قو
إن تسأليني بعد قو
رقم القصيدة : 60202
-----------------------------------
إن تسأليني بعد قو
مي كيف أوجدني الزمانُ
وبقيتُ من بعد الجما
ح ومقودي سلسٌ ليانُ
فردا يزعزعني الأذى
ويشلُّ جانبي الهوانُ
كالراحة بالبتراءِ خو
لسَ من أشاجعها البنانُ
بخلائق للدهر تُن
صَر بالمقادرِ أو تعانُ
طاحت بأسنمة العُلا
ونجا الذُّنابى والعجانُ
عصفت فلم تنجُ الحصو
نُ ولا بفارسه الحصانُ
خلَّتْ بفارسَ بركها
وعلى الجبال لها جرانُ
وهفا ببيضاءِ المدا
ئن يومُ بؤس أرونانُ(81/326)
وببلخ لم تبدُ الذيو
لُ من الهضابِ ولا القنانُ
درجَ الملوكُ بها كما
درجت مع النفس السنانُ
هم أنبضوا ذاك المعي
نَ بها وهم ذاك المعانُ
طلبوا الأمان فكان يؤ
خذُ من سيوفهم الأمانُ
إن أرجلوا هزلى فكم
ركبوا الزمان وهم سمانُ
وعتوا وكلّ عزيزِ قو
مٍ تحت أرجلهم مهانُ
ينتابُ ناديهم وتف
هق في بيوتهم الجفانُ
وإذا علتْ نيرانهم
فالمندليُّ لها دخانُ
أبكيهمُ أثرا وما
لي أن أبرَّهمُ عيانُ
لله منهم جدّى ال
وضَّاحُ أو أبى الهجانُ
وبنفسي الغررُ الوضا
ءُ بِلينَ والسُّننُ الحسانُ
وجبينُ كلِّ متوَّجٍ
هو لا البخيلُ ولا الجبانُ
هم خلَّفوني كالرذ
يَّة لا أدينُ كما أدانُ
إن تنكري قومي فعن
دكِ من بقيتهم بيانُ
وسلى النجابة َ كيف كن
تُ لتعلمي بي كيف كانوا
Webstats4U - Free web site statistics
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أروم الوفاءَ الصعبَ بالمطلبِ السهلِ
أروم الوفاءَ الصعبَ بالمطلبِ السهلِ
رقم القصيدة : 60203
-----------------------------------
أروم الوفاءَ الصعبَ بالمطلبِ السهلِ
وأرتاد جود الحبِّ في منبتِ البخلِ
وآمنُ خوّانَ الضّمان وأقتضي
ديونيَ مقتولَ المواعيد بالمطلِ
إلى كم وفي صبري على هجركم دمي
أعينكم يا هاجرين على قتلي
فظنتُ فلا قلبي يقرُّ على الأذى
إباءً ولا عيني تنام على الذلِّ
متى سقتِ العينُ الربوعَ فلا تزل
ربوعكمُ من بخل جفنيَ في محلِ
أأستاق بالبيداء جسما أرثُّه
وأُبلي وقلبي مستعار بلا شغلِ
وأحلو ولي بين الضلوع مرارة ٌ
لصماءَ منكم لا تمرُّ ولا تُحلي
وأترك في بغدادَ من لا يبيعني
بمال ولا يرتاح دوني إلى أهلِ
غدرتم وقد ترقا دموعٌ كما جرت
ويبردُ شوقٌ نافرٌ بعد ما يغلي
ومالي وفخر الملك جارى نصره
بنفس كنفس لا أضنّ ولا أغلي
وعلَّم عزّاً كلَّ قلبٍ ووسَّمتْ
يداه ببسط الجود كلَّ يدٍ غفلِ
رأى غير معقول على الغيب رأيه
وجاد فخيط المزن ليس بمنحلِّ
وأعجز قولَ السائلين نوالُه(81/327)
وإن كان حظِّي منه يمشي على مهلِ
أرى عارضاً قد طبّق الأرضَ ماؤه
وعتم وربعي منه ليس بمتبلِّ
وجارين لو مسُّوا غباري تجمّلوا
وقد وصلوا بعدي وقد وصلوا قبلي
ولم أغنِ عنهم غير من طال نبته
وطاب ولم أذهب إلى نابت البقلِ
أتوسع قدّامي وحاش قياسكم
خطى قدمٍ لو قد حذت ما حذت نعلي
وأُلقي ضياعاً لا لساني ولا يدي
ببسط وقبض لا لعقدٍ ولا حلِّ
شرائط نعماكم وإحسان جودكم
ترى جذبكم ضبعي وحملكم ثقلي
فإنكم لو تنفضون عيابكم
لعزَّ على التفتيش أن تجدوا مثلي
فلا تحملوا سرَّ الأمور وغيبها
على ظاهرٍ تحت القناعة مختلِّ
وكم من حسام قاطع بفلوله
وآخر نابٍ بالطلاوة والصقلِ
ومنتخبات إن دهى الشعرَ هجنة ُ ال
أبوّة راحت وهي مخبورة ُ الأصلِ
إذا ما رأيتَ النجم منها مشرقا
شهدتَ ولم ينسب أبا أنه نجلي
خدمتُ قريباً قائماً فمشافها
بها وبعيداً قبلُ بالكتب والرسلِ
فلم أحظَ من إحسانها واحتوائها
على كلّ معنى دقّ أو منطق فصلِ
وهل نافعي يوماً وحظّيَ قاعدٌ
إذا نهضت بي همّتي أوسعت رجلي
ولمّا مننتم بالندى فعطفتم
عليّ وأعلقتم بمعروفكم حبلي
حماني نداكم صفوه وحلاله
خبيثُ اللسان دونكم كدرُ الفعلِ
إذا مضغ الأعراضَ كان عدوُّه
ومولاه في فيه خليقين بالأكلِ
أأعدُله هيهات أظلمه إذن
ومن لم ير الإحسانَ لم يُصغ للعذلِ
أمانيُّ لي فيكم أمات نشاطها
فلا كان من قبل الأمانيِّ في حلِّ
وما والذي أحيا بك الجودَ بعدما
لها الناسُ عنه واطمأنّوا إلى الثُّكل
جزعتُ لوفر أخطأتني سماؤه
وصابت بطلٍّ أرضَ غيريَ أو وبلِ
فإني على عضّ الزمان وحمله
صليبُ قناة الصبر جلدٌ على الثّقلِ
أحبّ الجدا يأتي جميلا منوِّها
وأقلي الغنى المجنوبَ في رسن الذلِّ
ولكن يظنّ الناسُ أنك مانعي
لزهدك في مدحي وشكِّك في فضلي
ويقضون فيّ أنّني غيرُ موضعٍ
بطرحك أمري للصنيع ولا أهلِ
ومن كان في أيّام ملكك خاملا
ففي أي ملكٍ يستريش ويستعلي
نحلنا ملوكا قبلك المدحَ فانتفت(81/328)
خلائقُ غشٍّ لن تصحّ على النَّحلِ
وكنّا حلى دولاتهم فتضاءلتْ
على الطوق عنقٌ عوِّدت حلقَ الغُلِّ
فما استعذبوا طعم الثناء ولا رأوا
مفارقة ً بين السماحة والبخلِ
ولا فطنوا أن يجلسوا ووفودُهم
يميسون في الألطاف منهم وفي الفضل
فسوّوا بحكم اللؤم في المنع بيننا
وعمّوا كما سوّيت في الجود والبذلِ
علاً عشيت أيامهم عن شعاعها
فمرّوا وخلَّوها لأيّامك النُّجلِ
نشرتَ أساطير الكرام فشوهدت
أخابيرُ كانت تسترابُ مع النقلِ
فأحييتهم بالجودِ ثم فضحتهم
بفضلٍ وكانوا من جنابك في قتلِ
أبنيِّ ونوِّهْ بي فربَّ صنيعة ٍ
زكا لك فرعاها ولم تشق بالأصلِ
بقيتَ بلا بعدٍ تراعي انتظاره
كما أنت إن عدّ الملوكُ بلا قبلِ
يَعُدُّ لك الأعيادَ متصل العرى
من العمر منظومُ العلائق في الشملِ
مدى الدهر ما لبَّوا فطافوا فحلّلوا
عن البدنِ يومَ النحر مثنيّة َ العقلِ
وما نسلوا للنفر داعين من منى
رعى الله فخر الملك للحرثِ والنسلِ
تمدّ بحبلٍ غيرِ منتقض القوى
وتسكن عزّاً غيرَ منتقلِ الظلِّ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> خذ من يدي صفقة الأماني
خذ من يدي صفقة الأماني
رقم القصيدة : 60204
-----------------------------------
خذ من يدي صفقة الأماني
على عطاياكِ يا زماني
واخشن كما شئت أو فلنْ لي
فليس جنبي بمستلانِ
ملكتَ عنقي فلم أقدها
تُضغَط في ربقة الأماني
وأعطشتني الدنيا ولكن
لا أشرب الماء بالهوانِ
كم غرَّني من بنيكَ آلٌ
أنضى ركابي وما سقاني
فعُدَّني قد قتلتُ حظّي
خبرا وجرّبتُ ما كفاني
ما جمعتْ ثروة ٌ وفضلٌ
والماءُ والنارُ يجمعانِ
طرْ بجناح النّقصان فيهم
محلِّقا عالى المكانِ
وطامنِ الشخصَ إن توافت
فيك مع المال خلَّتانِ
صرفتُ وجهي عن كلِّ حظٍّ
حتى عن الأوجه الحسانِ
واعتنّ وهنا فلم يشقني
على جواي البرقُ اليماني
واستحلمتني الصَّبا وقدماً
جنَّ بأنفاسها جناني
فأيّ كفٍّ تكفُّ شأوي
والحبُّ لم يئنِ من عناني
لو صادني بالغنى منيلٌ(81/329)
لصادني بالهوى الغواني
ولي من الناس أهلُ بيتٍ
له من المجد ظلَّتانِ
ممتنع لا أرى صروفَ ال
أيّامِ فيه ولا تراني
حلفتُ بالراقصاتِ خبطاً
يطرحن سلمى على أبانِ
كلِّ أمونٍ خرقاءَ تمحو
بالرّجل ما تكتب اليدانِ
نواجيا غيرَ خاضعاتٍ
لغاربٍ جبَّ أو جرانِ
ترمي بألحاظ مضرِحيٍّ
من المحاني إلى الرِّعانِ
إذا ادلهمّ الظلام أمسى
لها سليطان يوقدانِ
تقذفها ليلة ٌ جمادٌ
في يومِ رمضاءَ معمعانِ
يحملنْ شعثا عبرُ الفيافي
أشهى اليهم من المغاني
شروا بتلك النفوس يوما
يغلي به بائعُ الجنانِ
حتى توافوا جمعا فقاموا
رامين تالين للمثاني
ما انهدمت سورة عليها
من آل عبد الرحيمباني
المال خصمُ السماحِ فيها
والجارُ والأمنُ صاحبانِ
تفيَّئوا في العلا ظلالا
قطوفها غضَّة دواني
واقتعدوا الذّروة َ القدامى
بيتا على كاهلِ الزمانِ
بيت قرى ً أخضر الأداوى
إذا شتوا أحمر الجفانِ
بناه قدما على العطايا
أبناءُ ساسان ذي الطعانِ
لم ينتقل عزُّه وقوفا
دون أوانٍ على أوانِ
فرسان يومِ الهياج منهمُ
وفيهمُ ألسنُ البيانِ
إن عزموا الغارة َ استشاروا
نصيحة َ الرمح والجنانِ
أو احتبوا للكلام ردّوا
ما أخذ السيفُ باللسانِ
كم عطّ ثوبُ البأساءِ منهم
بواضح في الندى هجانِ
كلّ فتى ً فيه من أبيه
إذا ادّعى المجدَ شاهدانِ
إذا الدِّقاقُ الفخرِ استعاروا
زورَ التسامي أو التكاني
فقد غدت في أبي المعالي
أسماؤهم تصدق المعاني
أبلج تُجلى الخطوبُ سوداً
بقمرٍ منه إضحيانِ
وتسند المشكلاتُ منه
بغير واهٍ وغير واني
إن خار عودُالآراء شدَّ ال
حزمُ بآرائه المتانِ
أو عزَّ غيث البلاد أرعى ال
ربيعَ من ماله المهانِ
فارسُ ظهرِ النشاط إما
قطَّر بالعاجز التواني
ينتهز المكرماتِ وثبا
بنهضة ِ الطالب المعاني
ثقَّفَ عزماته سدادا
آمنة ً عيبَ ما يعاني
وبات بالبشر من دبيب ال
غيبة والشرّ في أمانِ
سرَّحتُ ذودَ الآمال فيه
بين جذاعٍ إلى مثاني
فلم تزل عشبه إلى أن
أربتْ عجافى على السمانِ(81/330)
كاثرني بالنوال حتى
حبوتُ من فضل ما حباني
فلو تمكَّنتُ من زماني
بفضله وحده كفاني
إن جئتهُ طالبا فحكمي
أو أنا أجممته ابتداني
كلّ نفيس على اقتراحي
منه وشرطي الذي أتاني
أصبح والشمسُ من جمالٍ
عليه والبدرُ يحسدانِ
مواهبٌ لو أسرتُ منها
بالودّ أعياه في ارتهاني
بكم زكت طينتي وأثري
جوِّي وساء العدا مكاني
قسا زماني فلم يرعني
لمّا حنتكم ليَ الحواني
فابقوا فلا مالَ ما بقيتم
عندي بالأنفس الغواني
سيّارة ٌ وهي لم ترمكم
بكلّ قاصٍ في المدح داني
للعيد ما للنيروز منها
في الحظّ منكم والمهرجان
حتى أرى كلّ يومِ ملكٍ
لكم يسمَّى سعد القرانِ
ما أربى في ضمانكم لي
والحمدُ والشكرُ في ضمانِ
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لو حملتْ عتبى الليالي
لو حملتْ عتبى الليالي
رقم القصيدة : 60205
-----------------------------------
لو حملتْ عتبى الليالي
أو سمعتْ قلتُ ما بدا لي
لكنْ عذلا كالنَّصح ضاعت
سلوكه في رقوع بالي
أخطبُ منهنّ ناشزاتٍ
لا يتعطّفن للبعالِ
عواقما لا يلدن إلا
ما عقّ قلبي وعزَّ حالي
ما لزماني على احتشامي
في بسطهِ الجورَ لي ومالي
لو شاء ممّا احتملتُ منه
أخجله كثرة ُ احتمالي
ولم يكن لي إلا صديقاً
لو فطن الدهرُ للرجال
عشْ واحدا أو فمتْ ولمّا
يعرك بجنبيك حبُّ قالي
ولم تردْ فعلة ً أجاجا
تشرَعُ من قولة ٍ زلالِ
عرفتُ نفسي وما أعادي
فهو سواء وما أوالي
وقاد قلبي ألاّ أبالي
قلّة َ إنصافِ من أبى لي
ماليَ من صاحبيَّ إلاّ
من لم أرعه ثلمَ مالِ
وأرخصُ الناس بي سماحا
من أنا في حبّه أغالي
لامتْ على جلستي فظنَّت
خيراً بمطرورة ِ النصالِ
رأت سيوفا ولا مضاءٌ
وراءَ ما راق من صقالِ
وأنكرت صونى القوافي
عنهم وفي بذلها ابتذالي
لولا ابن عبد الرحيم يُصغي
ما وجد الشعر من مقالي
نشاطه للوفاء أضحى
نشطَ لساني من عقالِ
داوى بتأنيسه نفاري
طبٌّ بأدوائهِ العضالِ
أكسبه الحمدَ بين ثاوٍ(81/331)
من أثرٍ في العلا وخالي
ببنت شمس وبنت مال
تهتز ميلا من الهزالِ
فطنّبوا مائلاتِ أزر ال
حبى وأرخوا سجفَ الحجالِ
بيضُ البنى والوجوهِ سودُ ال
قدورِ حصّاً حمر اللآلي
من حاضري البدوِ لم تدسهم
في البدو مستافة ُ الرمالِ
ولم يسمهم هجرُ انقلاب ال
جنوبِ منهم إلى الشَّمالِ
كلُّ طويلِ النِّجادِ زلَّت
عنه فضول البرد المذالِ
يوضحُ في الترب أخمصاه
ما ترسم الخيلُ بالنعالِ
إن قصَّر السيفُ عن ضريب
أرفده بالخطى الطّوالِ
أبناءُ كسرى نشرتَ مجدا
ما أدرجت منهم الليالي
واليوم عن ملكهم حديثٌ
ينبي بأيّامه الأوالي
بنوا على العدل كلَّ شيء
فانتخبوه يومَ اعتدالِ
خمصُ الربى عنده بطانٌ
وعاطل الروض منه حالي
ما مطلتْ أرضها سماء
فهو شفاءٌ من المطالِ
قابلْ به الفطرَ خيرَ آت
يلقاك ثوباهما وتالي
ذا نعمة لا أخاف فيها
عليك إلا من الكمال
قلت لقومٍ خفوا وبنتم
بيِّنة الرشد في الضلالِ
لا تعجبوا والدجى بهيمٌ
أن شدخت غُرّة الهلالِ
غضُّوا له حاسدين زرقا
فالحكل في مقلة الغزالِ
حطَّهمُ وارتفعت عنهم
أنّك خاطرتَ في الكمال
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يا دار لهوي بالنُّجيل من قطنْ
يا دار لهوي بالنُّجيل من قطنْ
رقم القصيدة : 60206
-----------------------------------
يا دار لهوي بالنُّجيل من قطنْ
جنَّتكِ الفيحاءَ بعدَ من ظعنْ
أصامتٌ بناطق ونافرٌ
بآنسٍ وذو خلاً بذي شجنْ
سرنا وعهدي بك مغنى ً غبطة ٍ
أمسِ وعدنا اليومَ في مغنى حزنْ
تشبَّهتْ حورُ الظباءِ بهمُ
أن سكنتْ فيكِ ولا مثل سكنْ
مشتبهٌ أعرفه وإنما
مغالطا قلت لصحبي دارُ منْ
يا صاحبي عونا وإن أشفَّني
معْ جلدي قولي لخوّارٍ أعنْ
قفْ باكيا فيها وإن كنتَ أخاً
مواسيا فبكِّها عنك وعنّْ
لم يبقِ لي يومُ الفراق فضلة ً
من دمعة ٍ أبكي بها يومَ الدِّمنْ
يا زمنا مرَّ كما اقترحته
بالعنفِ إن عاد الصِّبا فعدْ إذنْ
والعيشُ في كفّ المراح ذاهبٌ
برأسه يقتاده بلا رسنْ
وصاحبي كلُّ فتى ً مساعدٍ(81/332)
ما فطنَ الدهرُ له وقد فطنْ
معي إلى ما سرَّه أو ضرَّه
حبّاً لأن يقال خلٌّ مؤتمنْ
ما فيَّ منْ صالحة ٍ أذاعها
بجهدهِ أوتكُ عوراءُ دفنْ
وحاملٍ على الشرور حاملٍ
في طرفه وكفّه سيفَ الفتنْ
قد كتبَ الشعر على عارضهِ
ما أقبح الإعراضَ بالوجه الحسنْ
يدير مما اختار عسجدية ٍ
ما قطعتْ عن مثلها هامة ُ دنّْ
صيغت وسحرَ عينه من طينة ٍ
واحدة ٍ وبابلٌ أمُّ المدنْ
تفترُّ عن فأرة ِ مسكٍ كأسها
إذا انتشى وثغره إذا أذنْ
كأنما أعداهما بخلقه
محمدُ بنُ جعفرٍ أبو الحسنْ
قالوا الرحيلُ فمسحتُ عبرة ً
زادت على بلِّ الرداء والرُّدنْ
في كلّ يوم عزمة ٌ يعلمني
شقاؤها أن النعيمَ في الوطنْ
يا رحلتي أين يريد الدهرُ بي
ومن من الناس ترى قالت تمنّْ
قلت الذي إن جاد لي دهري به
فما أبالي بسواه كيف ضنّْ
من بان بالمجد على اتّحاده
كم من كثيرٍ جمعه ولم يبنْ
يدٌ تصيب حيثُ سالَ صوبها
قصدا وكم قد أخطأتْ به المزنْ
تجمعُ بين الفتك والجودِ له
وقلّما يبخلُ إلا من جبنْ
خفّ نوالا ونزالا وله
حلمٌ إذا وازنَ ثهلانَ وزَنْ
يا نفس بشرى إنه محمدٌ
والمشربُ السائغُ والمغنى الأغنّْ
لا حقَّ لي عند بخيلٍ ناقص ال
فضل وإن جمَّع مالاً واختزنْ
يجهلني بديهة ً وإنه
يزداد جهلا بي كلّما امتحنْ
لا أحسد المثرى على ما عنده
من خيره وعرضه فيما وهنْ
ولا أحطُّ الدهرَ كعبا أن أرى
وهو سواءً إن صفرتُ واحتجنْ
لي عفَّتي عنه وما نال له
وخيرنا من عارك العيشَ الخشنْ
والمالُ حلوٌ والذي يحيله
عندي مرّاً أنه يتلوه منّْ
قناعة ٌ صانت لوجهي ماءه
كم من حريصٍ لم يجدْ ولم يصنْ
يخدعني دهري بتسويفاته
عنها وهل يُخدعُ جفنٌ عن وسنْ
ما أكثرَ الشاكين من دنياهمُ
فليت شعري هذه الدنيا لمنْ
وقد قلبتُ الناسَ في حالاتهم
فما وجدتُ راضيا عن الزمنْ
قد جعلوا الشكوى طريقَ بخلهم
يعتذرون في النعيم بالمحنْ
لذاك ما صبَّحتُ منهم برقة ً
تخطف بالشام ويوماباليمنْ
أقلُّ خوفي أن أضلّ بينهم(81/333)
والماءُ إن أزمن في الحوض أجنْ
لولاك ما حثَّ رجائي طمعٌ
في مطلبٍ محا اليقينُ كلَّ ظنّْ
جئتك أهديها على ضنِّي بها
عذراءَ لا تفتضُّ إلا بالفطنْ
ناشزه لم ترضَ لولاك فتى
بعلاً ولم أرض لها قطُّ ختنْ
مما ابتكرتُ لم تكن مجلوبة ً
بغارة ٍ أضحت على الشعرِ تشَنّْ
إذا امرؤ قال لراويها أعدْ
أطربه كأنما قال تغنّْ
فخلّها ما شئتَ واقسمْ شرفاً
أذخرُ منه لهزالي ما سمنْ
مكارمٌ أوجبها حبُّك لي
وسنَّها والحرُّ يمضي حيثُ سنّْ
فإنها في الناس بين مؤثرٍ
لم يجتهدِ وذي اجتهاد لم يُعنْ
تكلَّفوها بعد ما قد هرموا
وإنما رضعتها مع اللّبنْ
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سلا من سلا مَن بنا استبدلا
سلا من سلا مَن بنا استبدلا
رقم القصيدة : 60207
-----------------------------------
سلا من سلا مَن بنا استبدلا
وكيفَ محا الآخرُ الأوّلا
وأيّ هوى ً حادث العهد أم
س أنساه ذاك الهوى المحوِلا
وأين المواثيقُ والعاذلاتُ
يضيق عليهنّ أن تعذُلا
أكانت أضاليلَ وعدِ الزما
ن أم حلمَ الليلِ ثم انجلى
وممّا جرى الدمعُ فيه سؤا
لُ من تاه بالحسن أن يسألا
أقول برامة َ يا صاحبيَّ
معاجاً وإن فعلا أجملا
قفا لعليل فإنّ الوقوفَ
وإن هو لم يشفهِ علَّلا
بغربيّ وجرة َ ينشدنه
وإن زادنا صلة ً منزلا
وحسناء لو أنصفتْ حسنها
لكان من القبح أن تبخلا
رأت هجرها مرخصا من دمي
على النأي علقا قديماً غلا
ورُبَّتَ واشٍ بها منبض
أسابقه الردَّ أن ينبلا
رأى ودَّها طللا ممحلا
فلفَّق ما شاء أن يمحلا
وألسنة كأعالي الرماح
رددتُ وقد شرعتْ ذبَّلا
ويأبى لحسناءَ إن أقبلت
تعرُّضها قمرا مقبلا
سقى الله ليلاتنا بالغوي
ر فيما أعلَّ وما أنهلا
حياً كلّما أسبلت مقلة ٌ
حنينا له عبرة ً أسبلا
وخصَّ وإن لم تعد ليلة ً
خلت فالكرى بعدها ما حلا
وفى الطيفُ فيها بميعاده
وكان تعوّد أن يمطُلا
فما كان أقصر ليلى به
وما كان لو لم يزر أطولا(81/334)
مساحبُ قصَّر عنّي المشي
بُ ما كان منها الصِّبا ذيَّلا
ستصرفني نزواتُ الهمو
م بالأرب الجدِّ أن أهزلا
وتنحتُ من طرفي زفرة ٌ
مباردها تأكل المنصُلا
وأغرى بتأبين آل النب
يّ إن نسّبَ الشعرُ أو غزّلا
بنفسي نجومهم المخمداتِ
ويأبى الهدى غير أن تشعلا
وأجسامَ نور لهم في الصعي
د تملؤه فيضيء الملا
ببطن الثرى حملُ ما لم تطقْ
على ظهرها الأرضُ أن تحملا
تفيض فكانت ندى ً أبحرا
وتهوى فكانت علاً أجبُلا
سل المتحدِّي بهم في الفخا
ر أين سمت شرفات العلا
بمن باهل اللهُ أعداءه
فكان الرسولُ بهم أبهلا
وهذا الكتابُ وإعجازه
على منْ وفي بيت منْ نزّلا
وبدرٌ ووبدرٌ به الدّينُ ت
مَّ من كان فيه جميلَ البلا
ومن نام قومٌ سواه وقام
ومن كان أفقهَ أو أعدلا
بمن فصلَ الحكم يوم الحنين
فطبَّق في ذلك المفصلا
مساعٍ أطيلُ بتفصيلها
كفى معجزا ذكرها مجملا
يمينا لقد سلّط الملحدون
على الحقّ أو كاد أن يبطُلا
فلولا ضمانٌ لنا في الطهور
قضى جدلُ القول أن نخجلا
أألله يا قومُ يقضي النبيُّ
مطاعا فيعصى وما غُسِّلا
ويوصى فنخرصُ دعوى علي
ه في تركه دينه مهملا
ويجتمعون على زعمهم
وينبيك سعدٌ بما أشكلا
فيُعقب إجماعهم أن يبي
ت مفضولُهم يقدمُ الأفضلا
وأن ينزعَ الأمرُمن أهله
لأنّ عليّاً له أهِّلا
وساروا يحطّون في آله
بظلمهمُ كلكلا كلكلا
تدبّ عقاربُ من كيدهم
فتفنيهمُ أوّلا أوّلا
أضاليلُ ساقت مصابَ الحسين
وما قبلَ ذاك وما قد تلا
أميّة ُ لابسة ٌ عارها
وإن خفيَ الثأرُ أو حصِّلا
فيومُ السقيفة يا بن النب
يّ طرّق يومك في كربلا
وغصبٌ أبيك على حقِّه
وأمَّك حسّنَ أن تقتلا
أيا راكباً ظهرَ مجدولة ٍ
تخالُ إذا انبسطت أجدلا
شأت أربعَ الريح في أربعٍ
إذا ما انتشرن طوين الفلا
إذا وكَّلتْ طرفها بالسما
ء خيل بإدراكها وكِّلا
فعزَّت غزالتها غُرّة ً
وطالت غزال الفلا أيطلا
كطيّك في منتهى ً واحد
لتدركَ يثربَ أو مرقلا
فصلْ ناجيا وعليَّ الأمانُ(81/335)
لمن كان في حاجة ٍ موصلا
تحمَّلْ رسالة َ صبٍّ حملتَ
فناد بها أحمد المرسلا
وحيِّ وقلْ يا نبيّ الهدى
تأشَّب نهجُك واستوغلا
قضيت فأرمضنا ما قضيتَ
وشرعك قد تمَّ واستكملا
فرامَ ابنُ عمّك فيما سنن
تَ أن يتقبَّل أو يمثُلا
فخانك فيه من الغادري
ن من غيَّر الحقَّ أو بدّلا
إلى أن تحلّت بها تيمها
وأضحت بنو هاشم عطَّلا
ولما سرى أمرُ تيم أطا
ل بيتُ عديٍّ لها الأحبلا
ومدّت أميّة ُ أعناقها
وقد هوّن الخطبُ واستُسهلا
فنال ابن عفّانَ ما لم يكن
يُظنّ وما نال بل نوِّلا
فقرَّ وأنعمُ عيش يكو
ن من قبله خشنا قلقُلا
وقلّبها أردشيريّة ً
فحرَّق فيها بما أشعلا
وساروا فساقوه أو أوردوه
حياضَ الردى منهلاً منهلا
ولما امتطاها عليٌّ أخو
ك ردَّ إلى الحقّ فاستثقلا
وجاؤا يسومونه القاتلين
وهم قد ولُوا ذلك المقتلا
وكانت هناة ٌ وأنت الخصيمُ
غداً والمعاجلُ من أمهِلا
لكم آل ياسين مدحي صفا
وودّي حلا وفؤادي خلا
وعندي لأعدائكم نافذا اذا ضاق بالسير ذرعُ الرفيق ملأتُ بهنّ فروجَ الملا
تُ قوليَ ما صاحبَ المقولاسقط بيت ص
فواقرُ من كلّ سهمٍ تكون
له كلُّ جارحة ٍ مقتلا
وهلاَّ ونهجُ طريقِ النجاة
بكم لاح لي بعد ما أشكلا
ركبتُ لكم لقمي فاستننتُ
وكنتُ أخابطه مجهلا
وفُكَّ من الشِّرك أسري وكا
ن غلاًّ على منكبي مقفَلا
أواليكمُ ما جرت مزنة ٌ
وما اصطخب الرعد أو جلجلا
وأبرأُ ممن يعاديكمُ
فإن البراءة َ أصلُ الولا
ومولاكمُ لا يخاف العقابَ
فكونوا له في غدٍ مؤئلا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ما أنتِ بعد البين من أوطاني
ما أنتِ بعد البين من أوطاني
رقم القصيدة : 60208
-----------------------------------
ما أنتِ بعد البين من أوطاني
دارَ الهوى والدارُ بالجيرانِ
كنتِ المنى من قبل طارقة ِ النوى
والشملُ شملي والزمانُ زماني
ولئن خلوتِ فليس أوّل حادثٍ
خلت الكناسُ له من الغزلانِ
طربُ الحمامِ بطبعهنّ وإنما اس
تملين فيكِ النوحَ من أحزاني(81/336)
أمخيّمون على اللوى من عالج
أم لاحقون الماء في ماوانِ
دعهم وقلبي ما وفوا بضمانه
ودع البكاء لهم يفي بضمانِ
رحلوا بأحلامي فقلتُ لمقلتي
إن النهى حجرٌ على الأجفانِ
بيضاءُ في الغادين يومي أسودٌ
من بعدها وبكاي أحمرُ قاني
عطف الفؤادَ على الحدائق أنها
خلعتْ تعطُّفها على الأغصانِ
يا شمسُ طال الليل بعد فراقها
طال الصباحُ وأنتِ في الأظعانِ
إن النميرَ لواردي فتعلّما
يا صاحبيَّ من الذي تردانِ
يتعاورُ الحسَّادُ أخذي طائعا
بيدٍ لحقِّ الله من شيطاني
هي فطرة ٌ مازلتُ من ثقتي بها
قدما أشمُّ العزَّ من أرداني
وقناعة ٌ بالعفو تؤذن أنها
للفضل إن الحرص للنقصانِ
ما ضرَّ من أفقرتُ فيه خواطري
وهو الغنيّ لو أنه أغناني
ليت البخيل القابلي والباخسي
حقِّي كما هو مانعي ياباني
ما سرَّني منه وفي أفعالهِ
سخطُ المكارم أنه يرضاني
لا شيءَ في ميزان شعري عنده
وأخفّ شيء في الجدا ميزاني
في الناس من يرضى بجبن يمينه
إن عدّ يومَ الرَّوع غيرَ جبانِ
ولقد تكون يدُ الكميِّ قصيرة ً
بالبخل وهي مع السماح يدانِ
كثرُ الحديثُ عن الكرام وكلُّ من
جرّبتُ ألفاظٌ بغير معاني
إلا بسعدٍ من تنبّه للعلا
هيهات نوَّمهمُ من اليقظانِ
مهلا بني الحسد الدخيلِ فإنها
لا تدرك العلياءُ بالأضغانِ
سعد بن أحمد أبيضٌ من أبيضٍ
في المجد فانتسبوا بني الألوانِ
بين الجبال الصُّمِّ بحرٌ ثامنٌ
يحوى جلامدها وبدرٌ ثاني
من معشرٍ سبقوا إلى حاجاتهم
شوطَ الرياح وقد جرتْ لرهانِ
قوم إذا وزروا الملوك برأيهم
أمرتْ عمائمهم على التيجانِ
ضربوا بمدرجة السبيلِ قبابهم
يتقارعون بها على الضِّيفانِ
ويكاد موقدهم يجود بنفسه
حبَّ القِرى حطباً على النيرانِ
أبناء ضبَّة َ واسعون وفي الرغى
يتضايقون تضايق الأسنانِ
يا راكبا زُهرُ الكواكب قصدُه
قرِّب لعلّك عندها تلقاني
قف نادِ يا سعدَ الملوك رسالة ً
من عبدك القاصي بحبٍّ داني
غالطتُ شوقي فيك قبلَ لقائنا
والقربُ ظنٌّ والمزارُ أماني(81/337)
حتى إذا ما الوصل أطفأ غُلَّتي
بك كان أعطشَ لي من الهجرانِ
ولربَّ وجدِ تواصفٍ ناهضته
وضعفتُ لما صار وجدَ عيانِ
ولقد عكستَ عليّ ذاك لأنني
كنتُ الحبيبَ إليك قبلَ تراني
ومن العجائب والزمانُ ملوَّنٌ
أن الدنوَّ هو الذي أقصاني
خُبِّرتكم تتناقلون محاسني
قبلَ اللقاء تناقل الرَّيحانِ
حتى اغتررتُ فزرتكم وكأنني
كلٌّ طرقتُ بمنكبيْ ثهلان
وعرائسٍ لك عذرُها مهجورة
من عاتقٍ أهديتها وعوانِ
ما أُنشِدتْ كانت أشدَّ تعلُّقا
أبدا من الأقراط بالآذانِ
لو أنصفتْ لازداد ضِعفا حسنها
ما أجلبَ الإحسانَ للإحسانِ
فتلافينْ فرطَ الجفاء فبعد ما
بلَّتْ ربايَ إذ السحابُ جفاني
جدْ غائبا لي مثل جودك حاضرا
إني أراك على البعاد تراني
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> دمعي وإن كان دما سائلا
دمعي وإن كان دما سائلا
رقم القصيدة : 60209
-----------------------------------
دمعي وإن كان دما سائلا
فما أسوم الدية َ القاتلا
من حكَّم الألحاظَ في قلبه
دلَّ على مقتله النابلا
بعثتُ طرفي بمنى ً قانصاً
وكان في كفَّته حابلا
سل نافثَ السحر بنجدٍ متى
حوّل نجدٌ بعدنا بابلا
ونادِ لمياء سهرنا لها ال
ليلَ فلم نحرزْ به طائلا
دينى على فيك فلا تقنعي
وهو ملى ٌّ أن يُرى ماطلا
أستعجلَ النفرُ المطايا فهل
من موعدٍ ننظره آجلا
لو جُمع الرأيُ بجمعٍ لنا
لم نزجِ من يعملة ٍ ناحلا
أو كان في الركب الحسينُ انبرت
كفَّاه أو علّمك النائلا
لبَّى بنو عبد الرحيم الندى ال
داعي وحلّوا ربعه الماحلا
واعتقلوا المجدَ بأعنانه
بحيث يَحطُّ النسبُ الخاملا
تمسى حقوقُ الجود في وفرهم
تأخذ منه الحقَّ والباطلا
لا تعرف الجائرَ أحكامهم
وما لهم لا يعرف العادلا
حامون من ذابلِ أقلامهم
بما يفوت الأسلَ الذابلا
وخلَّفوا مجدهم لابنهم
فقلّدوه الراعيَ الكافلا
كالسيف يحلو سلمه حاليا
زيناً ويُرضي حربه عاطلا
سهلٌ إذا ما فغرتْ أزمة ٌ(81/338)
يأكل منها الراكبُ الراجلا
صاحَ على ظلمائها موقدا
لله من ينشد لي سائلا
أنحله المجدُ وقدما جنى الر
أيُ السمينُ البدنَ الناحلا
ليمَ على البذل فلما أبى الس
حابُ إلا أن يُرى باذلا
وافقه في الجود عذَّاله
من جمعَ العاشقَ والعاذلا
إذا غلا في القول سوّامه
جرَّبتَ منه القائلَ الفاعلا
والخلقُ الفضفاضَ لا ناشزا
في جانب العجبِ ولا خائلا
إذا السجايا خضنَ لؤما نجا
مطهَّرا من عارها ناصلا
جاد عليك الشعرُ شؤبوبهُ
مصطفياً مدحك أو ناخلا
إن حلّ أجرى مثلا سائرا
أو سار بقَّى طللا ماثلا
فرداً بحكم الحسنِ لكن ترى
حولك منه ناديا حافلا
ما استلمَ الركنُ وما أصبح ال
حطيمُ من وفد منى ً آهلا
وساقها يملأ أنساعها
مهدٍ رجا الله لها قابلا
كوماء معْ شدّة ٍ تصيرها
مجذعة أو قارحا بازلا
تنجزني فيك المنى وعدها
إذا اقتضى أبناؤها ماطلا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> نقيلُ مع الدنيا وقد أورقت لنا
نقيلُ مع الدنيا وقد أورقت لنا
رقم القصيدة : 60210
-----------------------------------
نقيلُ مع الدنيا وقد أورقت لنا
إلى دوحة ٍ لا ظلَّ فيها ولا جنى
ونغترُّ عُجبا بالبقاءِ وإنما
بقاؤك يا مغرورُ ساقَ لك الفنا
أقمتُ وسار السابقون فسرَّني
وماظعنَ الجيرانُ إلا لأظعنا
وصوَّت دهري باسم غيري مغالطا
وإنيوإن لم يسمِ أوَّلُ من عنى
وكيف نرجِّي ودَّ يوم وليلة ٍ
يزيدان مما يُعديان بنقصنا
يسيغ أبونا الدهرُ منّا دماءنا
وتأكلنا من هذه الأرض أمُّنا
ألا طرقتْ صمَّاءُ لا تفهم الرُّقى
ولا ترهبُ الحاوين مسرى ً ومكمنا
لأبنائنا ما فوَّقتْ من نبالها
رمتْ أعزلاً أو دارعا متحصِّنا
أصابتْ صميما من رجالٍ أعزّة ٍ
عليّ نحتهم والمصابُ بها أنا
أحبّاي مدّ الدهرُ نحو حبيبهم
يدا لم تصافح قطُّ إلا لتغبنا
تراءت عيونُ الخطب خزرا لعينهم
ألا ليت أعمى ناظراً لهمُ رنا
سقى الله قبرا بالخضيريّة الحيا
فخضَّره ما أمطرَ المزنُ أدكنا
أميلوا أميلوا من هوادي جيادكم(81/339)
إليه فحيّوا نخبة َ المجد والسنا
قفوا جرِّدوها واعقلوها عقيرة ً
ليهزلها فقدانُ من كان أسمنا
ومجرورة مبروزة من سروجها
مكسّرة من حولها البيضُ والقنا
لعلّ أبا نصرٍ يردُّ تحيّة ً
وما هو إلا فاعلٌ لو تمكّنا
أيا صاحبي والترب بيني وبينه
برغمي ما اخترتُ الثرى لك مسكنا
عهدتك منّاعا أبيّا فما الذي
خدعتَ به فانقدتَ للموت مذعنا
نعاك لي الناعي فما كدتُ منكرا
ليومك وهو الحقُّ أن أتيقَّنا
فشكَّكتهُ مستوحشا من سماعه
وعمَّيته حتى انجلى وتبيَّنا
أصابَ الردى من شاءَ بعدك إنني
أرى كلَّ يومٍ بعدَ يومك هيّنا
لخولستُ منك البدرَ ليلة َ تمِّهِ
وجوذبتُ منك الغصنَ ساعة َ يجتنى
وكنت لآمالي الفسيحة مسرحا
لو أن المنايا فيك أمهلتِ المنى
عركتَ بقرنٍ لا هوادة َ عنده
فعمَّق مااسطاعَ الجروحَ وأثخنا
إلى ساعة ٍ لا يبلغُ الكيُّ داءها
ولم تشفَ منها جلدة ُ القرفِ بالهنا
ومازلتُ من أخذ الضنا منك مشفقا
عليك إلى أن جاء ما هوَّن الضَّنا
وأستبعدُ اليومَ الذي فيه راحة ٌ
لما تشتكي حتى دنا شرَّ ما دنا
أبا طالبصبرا وإن كان معوزا
فلا فضلَ في صبرٍ إذا كان ممكنا
سلبتَ أخاً فاحفظ عليك ثوابه
فما نمنِ الله الثوابَ لتحزنا
بكرهى أصفيتُ المودّة باكيا
له وقضيتُ الحقَّ فيه مؤبِّنا
على أنه لو هالكٌ رده البكا
نثرنا خدودا في ثراه وأجفنا
وكان خبالا في رزيَّة مثلهِ
ولؤماً بدمع أن يصانَ ويُخزَنا
ولكنَّه ما لان جنبٌ لطارقٍ
من الدهر إلا كان أصعبَ أخشنا
ومن نازَل الأحداثَ بالدمع والبكا
فمقلتهُ أدمى وأضلعهُ حنا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> حملوك لو علموا من المحمولُ
حملوك لو علموا من المحمولُ
رقم القصيدة : 60211
-----------------------------------
حملوك لو علموا من المحمولُ
فارتاض معتاصٌ وخفَّ ثقيلُ
واستودعوا بطنَ الثرى بك هضبة ً
فأقلَّها إن الثرى لحمولُ
هالوا الترابَ على دقيقٍ شخصهُ
معنى التراب وقد حواه جليلُ(81/340)
جسدٌ حبستَ على التبلُّغ زاده
فسمنتَ من طرفيك وهو هزيلُ
لو تعقلُ الدنيا بأيّ بقية ٍ
زال الردى عنها وأنت تزولُ
علمتْ ببيعك أنّ يومكَ صفقة ٌ
مغبونة ٌ ومن البيوع غلولُ
ويلُ أمّها لا يستقيل عثارها
عذرٌ وأين من الحمام مقيلُ
جهل الزمان على عداوته بها
ومن النوائب عارفٌ وجهولُ
لم يرعَ صحبتك القديمة َ عازفا
عنها وأين من الوفاء ملولُ
غدرتْ بك الأيامُ بعد وثيقة ٍ
كربُ العراقي حبلُها المفتولُ
أفلم يرعها منك نفسٌ حرّة ٌ
كنتَ الوحيدَ بها وأنت قبيلُ
غنيتْ عن الآمال باستعفافها
ولكلّ صاحبِ حاجة ٍ تأميلُ
ورأت على بعد السؤال نصيبها
إنّ النباهة َ بالسؤال خمولُ
ما عابها ذمُّ الحسود إباءها
ولها الصيانُ ووجههُ المبذولُ
لو شئتَ نلتَ بها السماءَ وفسحة ً
في المال تبذُلُ فضلها وتنيلُ
ولما عداك كثيرُ حظٍّ عازبٍ
لما فطنت كفاك منه قليلُ
ولقلَّدتك على الأمور قلائداً
جيدُ الزمان بحليهنّ ثقيلُ
من صائداتٍ صائباتٍ مقتلا
وهوى فمأسورٌ بها وقتيلُ
يوماً تكون أسنَّة ً مذروبة ً
لوليجها خلفَ الدروع وصولُ
لا يبلغُ المسبار قعرَ جراحها
وبه وفى كفّ المعالج طولُ
فإذا وسمنَ على لئيم عرضهُ
عارا فليس لما علطنَ نصولُ
ويطفن يوما بالملوك حواليا
تحفاً لهنّ الشَّمُّ والتقبيلُ
أبكارهنّ المطمعاتُ نواشز
وإناثهنّ المغزلاتُ فحولُ
من كلّ بيتٍ أمره بك نافذٌ
وعلى اشتطاطك حكمه مقبولُ
وجه الصحيفة حطَّ عنه لثامُها
حسنٌ على قبح المدادِ جميلُ
وصفَ الرجالُ المعجبون نفوسهم
سرف المقالِ وكنتَ حيث تقولُ
يا ناشد الكلم الغرائب أعرضت
شبها فليس لآيها تأويلُ
قم نادِ في النادي ألابن نباتة ٍ
أذنٌ فيسمع أو فمٌ فيقولُ
واسئل غطارفَ من تميمٍ أمُّهم
يوم انطوى عبد العزيز ثكولُ
لمَ أغمدتْ عن نصره أسيافكم
ولسانه من دونكم مسلولُ
أو ما لبستم ما كسا أعراضكم
رقشاءَ يعرضُ نسجُها ويطولُ
ضيّعتمُ رحما رعاها برهة ً
ويبيسها بكِلامها مبلولُ
بادون عنك وأين منك غناؤهم(81/341)
لو أنهم حيّ لديك حلولُ
شنَّت عليك مغيرة ٌ لا تقتضى
ذحلا ولا يودى لها مقتولُ
غابوا وأشهدك الوفاءُ عشيرة ً
منا فروعهم الكرامُ أصولُ
ويحول عهدُ بني أبيك وودّهم
لك والتراب عليك ليس يحولُ
أكرومة في حفظك اعتقلوا بها
إذ لا يُرى لأخي القبور خليلُ
يبني بنو عبد الرحيم سياجها
حوطا عليك كما يحاط الغيلُ
وإذا ابن أيوبٍ جرى فوراءه
وادٍ على الأعداءِ منك يسيلُ
وفتى ً من الأزدِ اغتمزت قناته
لدنا فمال هواه حيث يميلُ
أوليته في عنفوانِ شبابه
خيرَ الذي يولي الشبابَ كهولُ
فتركته وإذا سخطتَ أخاً سلا
أرضتك منه زفرة ٌ وغليلُ
وليعطينَّك حقّ سبقك قاضيا
دينَ الوفاء ودينهُ ممطولُ
منّى أخٌ إن ينأَ عنك ولاده
فودادهُ بك لاصق موصولُ
أسيانُ طابت نفسه لك بالفدى
عن نفسه لو أنه مقبولُ
عقلَ السلوُّ من العيون وإنّ لي
عيناً عليك وكاؤها محلولُ
تجد الدموعَ المقذيات جلاءها
حتى كأنّ الدمعَ فيها الميلُ
قد صرَّحت بضميرها الدنيا لنا
طلباً لفطنتنا ونحن غفولُ
ما ذا المطالُ لمقتضٍ إملاؤه
عجلٌ وموعدُ صبره تعليلُ
ويسوءني جذلى بعاجلِ وقفة ٍ
عند اليقين بما إليه يؤول
أعمى وقد أبصرتُ كم من غائبٍ
ما بعد رحلته إليّ قفولُ
وأخ سبيلي في الحياة سبيله
ملقى ً إليّ وما إليه سبيلُ
أحثو عيونا بالتراب يروعني
بالأمس فيها الإثمد المكحولِ
وأظلُّ أسمح للصعيد بأوجهٍ
قلبي بهنّ على الشحوبِ بخيلُ
بكرت على الزوراء من شرقيِّها
سحماءُ خضراءُ الفعال هطولُ
ملءُ الشِّنانِ إذا أظلَّت ساحة ً
ألقت فراعَ فؤادها التحويلُ
تسقى أبا نصرٍ ثراك حميَّة ً
للفضل إن ذُمَّ الحيا المفضولُ
وإذا احتشمتُ فلم أزر عرصاتهِ
إذ هنّ بعد الخصب منك محولُ
وتشوقني آثارُ دارك ان أرى
منها مغاني الفضلِ وهي طلولُ
قالوا طويلُ العمر قلتُ لذاكمُ
حزني عليه كما ترون طويلُ
كثرت فضائلهُ بقدرِ بقائه
وقليلُ فضلٍ من مداه قليلُ
أكل الزمانُ جماله شرَهاً فلا
شبعَ الزمانُ وشلوك المأكولُ(81/342)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> دعْ بين جلدى والعظام مكانا
دعْ بين جلدى والعظام مكانا
رقم القصيدة : 60212
-----------------------------------
دعْ بين جلدى والعظام مكانا
يسعُ الغرام ويحملُ الأحزانا
واستبقِ طرفي ربّما غلط الكرى
بطروقهِ فسلكته وسنانا
ما كان ما حملَ الوشاة ُ نصيحة ً
ممّن يوثِّق ناقلاً بهتانا
عذلوك ِفيّ فغيروكِ سريرة ً
ورأيتِ شيبا فاستحلتِ عيانا
عذلٌ يرى عدلا وجورُ ذوائبٍ
سمَّوه لي عزا فجرَّ هوانا
ما غيِّرتْ بالشَّيبِ لوناً لمَّتي
حتى تغيَّر صاحبي ألوانا
بيضاء سوَّدتِ الصحيفة َ عنده
واستعجلته بوصلها الهجرانا
إن يجتنب منها الهشيمَ مصوِّحا
فبما اجتنى ريعانها ريحانا
يا من يُعيِّرُ في الكرى ويلذُّهُ
لله أجفانا له أجفانا
إن الذين نسوا برامة َ عهدنا
سعدوا وأشقانا به أوفانا
ظعنوا فشبتُ وما كبرتُ وإنما
راحَ الشباب يشيِّعُ الأظعانا
أجدُ الديارَ كما عهدتُ وإنما
شكوايَ أنّى أفقدُ الجيرانا
يا تاركي أنسى العناقَ فراقه
أشكو إليك الريحَ والأغصانا
لان الصَّفا يومَ الوداع لرحمتي
لو أنّ قلبَ الوادعية لانا
يا وحدتي ما أكثر الإخوانا
نظراً وأكثرَ فيهم الخوَّانا
في كلِّ مطرحِ لحظة ٍ حولي أخٌ
صفوٌ إذا هزَّ الغنى الأفنانا
راعٍ معي إبلي فإن هي أعجفتْ
إبلي تقلَّبَ أو يعدنَ سمانا
إن عضَّني ريبُ الزمان أعانه
وتراه يأبى ما أصبتُ زمانا
أشريه في خفض المعيشة غاليا
ويبيعني في ضنكها مجَّانا
ألقاهمُ عددَ الكواكب كثرة ً
حولي وألقى وحدي الحدثانا
كفِّر وكن مستثنيا إلا إذا
أقسمتَ أنك لا ترى إنسانا
كم أُسمعُ الصُّمَّ البلاغة مفهما
وأرى عجائبَ فضلي العميانا
فأن الزمان صحا وصحَّ بواحدٍ
فبطول حملي جهله سكرانا
ولئن وجدتُ من المحاسن عينها
فبفرط ركضي أطلبُ الأعيانا
يفديكَ ضاغنة ٌ عليك ضلوعهُ
حسدا يغادر ماءها نيرانا
حيرانُ راشك منبتاك وحصَّه
خورُ العروقِ ففتَّه طيرانا
أمسى الأذلَّ بأرضه وبرغمه(81/343)
وعززتَ أنت بهجرك الأوطانا
لم يستشرك لها وظنَّ برأيه
خيرا فخابَ عن الشِّيار وخانا
ومن العجائب أن يشلَّك قارحا
عنها ويرجو ضمَّها قرحانا
لا نام بعدك إن حلا نومٌ له
طرفٌ يفارقُ فضلك اليقظانا
وعلى التقارب والنوى فتملَّني
خلاًّ تسرُّبه دنا أو بانا
ترضاه ما شهد النديَّ وما خلا
ودّاً وحمدانيَّة ً ولسانا
ممّن يكون أشفَّ عندك كلّما اس
تشففته وكشفتَ عنه بيانا
إن أعجبتك اليومَ منه خلّة ٌ
أوفتْ خلالُ غدٍ وبنَّ حسانا
واسمع لها عذراءَ بكرا كلّما
خطبتْ لديك فأردفتك عوانا
هي نفثة ُ السحر التي قد أرخت الس
اداتُ مثلك لي بها الأرسانا
مما شريتُ هوى الملوك بمثله
قدماً فصاروا لي به إخوانا
صيَّرتها ثمناً لمثلك إنني
أبدا أغالي دونها الأثمانا
وصداقها المقبوضُ وصلك أختها
بعرى الوزيرِ وزفُّها حملانا
وجلاؤها في معرض الوصف الذي
يجلو لها الأبصارَ والآذانا
فلربَّ مجلوّ مغطّى ً حسنهُ
تجنيه بآستحسانك الإحسانا
أختانِ فاحفظني بجهدك فيهما
بكريم سوقهما ليَ الأحيانا
بلِّغه أنَّ الفضلَ في المعنى وإن
أسموا فلاناً عنده وفلانا
فلعلَّ يمنك أن يغادرني بها
بعد الأسى مستبشراً جذلانا
لولا أمانتك التي اشتهرتْ إذا اس
تودعتَ سرّاً أو ضمنتَ ضمانا
ما كنتُ أسمحُ أن أولِّيها أبا
تلقى نظائرَ عنده أقرانا
ولخفتُ غيْرتهن في تنفيرها
والحزمُ ألاَّ آمنَ الغيرانا
Personal homepage website counter
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> تعالينَ نعالجْ نف
تعالينَ نعالجْ نف
رقم القصيدة : 60213
-----------------------------------
تعالينَ نعالجْ نف
رة َ الحيِّ تعالينا
نزوِّدْ أذنا شكوى
ونودعْ نظرة ً عينا
ونبكي من يدِ البين
عسانا نعطفُ البينا
فما زاد النوى إلا
لجاجا ما تباكينا
أعقبانٌ بهم طرن
أم العيسُ تبارينا
طوين البعدَ يكتمن ال
وجى حتى تطوَّينا
إلى أين أما تأل
مُ يا سائقها الأينا
إذا عرَّستَ بالجرعا
ء وسطاً بينَ ما بينا
فحيَّا الله يبرينَ(81/344)
وغيرَ الرمل حيَّينا
وما لي وأخي المسع
د ردَّ اللهُ لبَّينا
وقفنا نقتضي النائ
ل من يمطلنا الدَّينا
ونشكو باردَ الصدرِ
إذا استقدح قلبينا
أيا عربُ أليس الغد
رُ في دينكمُ شينا
أحقّاً تستقيدون
من الفرس بنفسينا
كم الثأر أما ينسى
دمٌ بين قبيلينا
ولمياءُ حذرناها
فساق القدرُ الحينا
فكم ضمَّتْ يدُ الليل ال
منى تحت إزارينا
إذا ما بدرَ الصُّبحُ
حسبناهنّ يسعينا
جعلنا أعينَ الشُّهبِ
على شمس الضحى عينا
ألا لله صدقي وال
هوى يوسعني مَيْنا
وصبري وأخي شوبٍ
إذا قلتُ تصافينا
أولِّي هجمة َ السُّود
ذئابا يتعاوينا
وأرعى ساهرا منهم
عيونا ليس يرعينا
ولو صحَّ وفاء لم
يُصبْ سيفُ وغى ً قينا
وللهِ ابنُ أيُّوب
إذا عُدَّ أخٌ زينا
ودبَّت نائباتُ الده
رِ حيَّاتٍ تلوَّينا
وعضَّتْ بضروس الجد
بِأعوامٌ توالينا
طلبنا لأبي طال
بَ مثلا فتغنَّينا
ووحَّدناه في العدّ
فما والله تثنَّينا
كريم ما توافقنا الس
جايا أو تنافينا
رأيتُ الجانبَ الصعبَ
به والخلقَ اللَّينا
من القوم المناجيزِ
إذا ما السُّحبُ منَّينا
رأت أنفسهم قاصي
ة َ المجدِ فأجرينا
فلله نفوسٌ بال
معالي يتواصينا
تخطَّتك يدُ الدهرِ
إذا الأحداثُ أصمينا
وطاولتَ الليالي العم
رَ تبقى لي ويفنيْنا
مدى الأعيادِ ما يفطر
ن عيدا ويضحَّينا
ترى فيك أمانيَّ ال
حسانُ ما تمنَّينا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> حسبوا العلا خفّاً وكنَّ ثقالا
حسبوا العلا خفّاً وكنَّ ثقالا
رقم القصيدة : 60214
-----------------------------------
حسبوا العلا خفّاً وكنَّ ثقالا
فتكلَّفوها ظالعين هزالا
جبناءُ شدُّوا الحزمَ لسنَ وثائقا
فيها ومدّوا البوعَ لسنَ طوالا
لم يعقدوا للرأي فيها حبوة ً
يوما ولا اقتسموا عليها فالا
فتطلّعوا هجناءَ من أطرافها
فخرَ الشواحج تنسُبُ الأخوالا
وسعى النجيبُ مقدِّما بشياتها
عنقا وجسماً تحتها وجمالا
يقظان يستلب الكرى من عينه
أنفٌ حماه أن يرى الأمثالا(81/345)
فخرا بني عبد الرحيم بأنكم
كنتم قبيلا للحسين وآلا
ما زال حتى أوطئت أعقابكم
قممَ العدا وعددتمُ أقيالا
فإذا توضَّح يومُ أمرٍ مشكل
يتوزَّع الأقوال والأعمالا
لقي الورى جبناءَ عن أقلامه
وسيوفهِ ولقيتموه رجالا
يلوى لنصركم المخاوفَ وحده
صلبَ الحصاة ِ ويركب الأهوالا
ما خُيِّرت بين اثنتين ركابه
إلا تخيّر منهما التَّرحالا
لا يمنع البطلَ المشهّر نفسه
حتى يهبَّ فيقنصَ الأبطالا
والأُسدُ لم تظفرَ بحاجِ أكفّها
حتى تجوبَ وتهجرَ الأغيالا
كم يوم بينٍ قد حمدنا آجلا
منه ونحن نذمّه استعجالا
نجني الإياب الحلو من شجراته
ثمرا ونسكن آمنين ظلالا
كاليوم ردَّ كرى ً وشدّ سواعدا
وأعاش أفئدة ً وراش نبالا
طلعتْ سعودُك صارفاتٍ شمسه
عنا ببدرٍ غاب أمسِ هلالا
وسط السماء وعاد غاية َ تمِّهِ
فأضاء لا كلفا ولا ميّالا
دلّ الملوكَ عليك كونُك رشدة ً
لهمُ وكون العالمين ضلالا
قد جرّبوا فرأوك أثقبَ منهمُ
زندا وأرجحَ فيهمُ مثقالا
وإذا همُ وجدوا السيوفَ قصيرة ً
في موطنٍ وجدوا خطاكِ طوالا
وسقيمة الأعضاء وكِّلَ طبُّها
بك مذ تفاقم داؤها إعضالا
ناطوا بها وقد التوت منشورة ً
من حسن رأيك ساعدا وقبالا
وقليلة الخُطَّاب عند نشوزها
إن تستطيع لها الرجالُ بعالا
لا يطمع الكفءُ الشريفُ بسعيه
فيها ولو ساق المهورَ وغالى
ما أبصرت جيبا يجاب لها ولا
ذيلا على غير الملوك مذالا
أعطيتَ عذرتها فكنت أباً لها
عفت الحرام وقد أخذت حلالا
أشعرتَ منها منكبيك خميلة ً
ما ضرّها حبسُ السماء بلالا
وسم الصوانعُ صدرها ومتونها
وسمَ الطوابع رقّة ً وصقالا
لا تثبت العينان فيها لحظة ً
إلا اختطاف الشمس تنصف آلا
ما إن ملأتَ بها النواظر شارة ً
حتى ملأت بها القلوب جلالا
مستبطنا من تحتها شفّافة ً
جسماً يُخال من النحولِ خلالا
وملوثة ما جرِّبتْ من قبلها
خرقُ العمائم تعصبُ الأجبالا
أخذتْ من التاج النّضارَ وزادها
فخراً عليه لينُها وجمالا
جلَّت بأن لويت عليك وأنّها(81/346)
من دقّة ٍ حقٌّ يُظنُّ محالا
ومقابل الأبوين ينسُج عرقه
عمّاً إلى متن الوجيه وخالا
مما يفدَّى بالبنين وتُصطفى
أزرُ البناتِ براقعاً وجلالا
ويحلّ بيعُ العرس وهو محرم
يعتدُّ في الفقر المبرِّح مالا
فتق الغزالة غرّة ً في وجهه
وجرى الطرادُ به فكان غزالا
وضفا على مجرى العنان بعنقه
قنوانِ قد ثقلا عليه فمالا
ووراءه ذيلُ العروس حمى إذا ال
أذناب أسلم بعضُها الأكفالا
يدجو فينظر من سراجى راهب
فتلت شفارهما فكنّ ذبالا
كالطود أتلعَ هاديا ورديفه
حتى إذا اشتدّ انطوى فانهالا
يسم الصخورَ فليس يبرحُ مطلعاً
في كل واضحة أصاب هلالا
يزهى بحقٍّ إن زهى متعطلا
عريانَ يجلو نفسه واختالا
فتراه كيف نظرته متحلّيا
غرر الكواكب جامعاً رئبالا
سلب الثريا خدّه وعذاره
وتوشّح الشِّعرى وشاحا جالا
وكأنما الجوزاء تردُف سرجه
وتطول رسغيه إذا ما طالا
أركبتَه وجنبتَ آخر مثله
سهمى مصيب قارباك منالا
أعطاهما عن نيّة من صدره
لا مكرهاً أعطى ولا مغتالا
والأبيضَ الماضي وأختَ الدرع مح
مولين وابنَ الأسمر العسالا
هذا تصيب إذا ركبت به وذا
وزرٌ يقيك إذا أردت نزالا
نعمٌ عوارفُ أين منك محلّها
ويقعن عند معاشر جُهّالا
كانت تميل إليك عوج رقابها
فالآن قمن سويّة ً أعدالا
متحدّثات أنهنّ لقائحٌ
ينتجن أضعافاً لهاأمثالا
جرى الأتيِّ توسّم الوادي به
خيطا فخيطاً ثم مدّ فسالا
حتى ثنيت بحيث طوَّلَ باعه
حبلَ الرجاء ووسَّع الآمالا
حسد الحسودُ فما عدا أنيابه
نكتا عليك وقلبه بلبالا
أسهرته ورقدت عن أشغاله
بعضُ الفراغ يكثِّر الأشغالا
أبلغْ بحظّك قدرَ حقّك تقسم ال
أرزاق بين الناس والآجالا
وامدد يمينك لي أقبِّلْ ظهرها
فلعلّها تعدينيَ الإقبالا
أنا من سمعتَ له وتسمع آنفا
غررا رشاقا في الكلام جزالا
عبقت بها أعراضكم منشورة ً
عبقَ الخزامى باكرته شمالا
ما اجتزن بالآذان كنَّ مفاتحا
وعلى قلوب عداكمُ أقفالا
تقتصّ وهي مقيمة ٌ أخباركم
وتسير ترسل فيكم الأمثالا(81/347)
تلهى الحليمَ فتستقلُّ وقاره
وتجرُّ حبلَ عرامه البطَّالا
ما فقتُ فيها الناسَ فضلَ إصابة ٍ
ما شئت حتى فقتمُ أفضالا
ساقيتني عنها الجزاءَ مودّة ً
بيضاءَ صافية ً وزدتَ نوالا
فحلفتُ لا أبصرت مثلي قائلا
أبدا ومثلك فاعلاً ما قالا
لا كالمخادع بشرُهُ عن لؤمه
إن سرّ قولٌ منها ساء فعالا
ضحكٌ كنار أبى الحباحب خدعة
لا جذوة ً تعطى ولا إشعالا
أوفى بنارٍ أعجبته وما درى
جهلا أيوقد مندلا أم ضالا
يُعطى على الغرض الخبيث وبخله
عند الحقوق ويعذل البخَّالا
داجانيَ الكلمَ العذابَ وكدَّني
وعدا تحنظلَ طعمه ومطالا
وأرادني أن يستدرَّ شفاعة ً
رزقي وآخذَ ما لديه سؤالا
هيهات إعدتني إذن أخلاقه
سفها وكنتُ على الرجال عيالا
ولقد نصحتُ له لو أنّ مكلفاً
بالعجب أرعى سمعه العذّالا
قلت انتهز بصنيعة ٍ إمكانها
إنّ الزمانَ يحوّل الأحوالا
لو كان بقيَّ الشكر سرّ عطائه
فمضى وبقّى السوءة الأقوالا
جمح الغرورُ به فمتر برأسه
فكأنّه بالأمس ظلٌّ زالا
بكرتْ عليك وروَّحت بقصائدي
سحبُ الثناء مجدَّة ً إسبالا
تجري التهانئ ماءها وهواءها
عطرَ النسيم وبارداً سلسالا
ينبتن عرضكَ زهرة ً موشيّة ً
تبقى وأرضك روضة ً محلالا
يمزجن إذ كارا بمدحٍ شاكرٍ
والماءُ يصلح مزجه الجريالا
زدني كما قد زدتُ يزددْ حسنها
إنَّ المكارم تبعث الأقوالا
حتى تفوتَ الناسَ جدّاً صاعداً
وأفوتُهم بندى يمينك حالا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أيا صاحبي بالخيف حيِّيت مغضباً
أيا صاحبي بالخيف حيِّيت مغضباً
رقم القصيدة : 60215
-----------------------------------
أيا صاحبي بالخيف حيِّيت مغضباً
نفرتَ ولكنّي نظرتُ لحيني
رميت وسهم ربما مرَّ خاطئا
بسهمين من قاريّة ٍ نضلينْ
فإما ترى جرحي وتجهلُ طبَّه
فخذ علمه من طبية العلمين
فسلْ وتعجَّب كيف تعيا ببردها
وتحملُ مع ثقل الأمانة ِ ديني
أمالكة ً حلمي وتاركة ً دمي
بغبنيَ من قلبي يفيضُ وعيني
هبي ذنبَ قلبي أنه يومَ بينكم(81/348)
شكاك لوجدٍ أو لروعة بينِ
فما بال عيني عوقبت وهي التي
سعتْ بينكم حتى عشقتُ وبيني
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> بكرتِ عليه ضلَّة ً تعذلينهُ
بكرتِ عليه ضلَّة ً تعذلينهُ
رقم القصيدة : 60216
-----------------------------------
بكرتِ عليه ضلَّة ً تعذلينهُ
متى كان دينُ الغدرِ قبلكِ دينهُ
ترى عينه وجهاًصديقاً من الهوى
ويلقى عدوَّ السمعِ ما تأمرينهُ
أبى غير قلبي وابتغي السرَّ مودعٌ
أبى الله إلا أن أكونَ أمينهُ
مشى يومَسلع للوداع فهل درى
أراكٌبسلعٍفيمَ حنّى غصونهُ
أذاتَ الرُّضاب العذبِ هل من قضيَّة ٍ
سوى المطل في الدِّين الذي تعدينهُ
وهل من عطاء والندى الغمرُ فيكمُ
لذى عسرة لم يعطَ ما تمنعينهُ
يعدُّ نعيما ما تمنَّى وغبطة ً
بأن يردَ الماءَ الذي تردينهُ
أداري بجمع طرفَ عينٍ قضى البكا
عليه انتشارا أن طوى البينُ عينهُ
وهبني أضمُّ بالرداء دموعهُ
فمن ذا يضمُّ بالرقاد جفونهُ
أحباي والوادي يسيل بأهله
أما من يدٍ في موقفٍ تقفونهُ
نفستمْ بلبنى واقتراحي كلُّه
حديثٌ بلبنى أعلقتني شجونهُ
أمن حاجة ٍ في الدهر ظوهر تمُ بها
قلبتم ظهورَ الغدر لي وبطونهُ
عقدتُ بكم حبلي وإنِّي لعالمٌ
بأن الذي أبرمته تنقضونهُ
وكيفَ نزنُّ بالغباوة ِ فيكمُ
فنجزيكم صعبَ الزمان ولينهُ
ولكنّكم ماءُ الطريق كددتهُ
على برضه لمَّا عدمتُ معينهُ
لبستكمُ بعدَ ابن عيسى ضرورة ً
وما جلَّ لبسُ المرء حتى يزينهُ
تعوَّضتكم عنه تعلَّلَ مدنفٍ
إذا خانه البرءُ استغاثَ أنينهُ
وفارقتُ منهيومَ فارقتُ باذلا
فؤادا برغم الجسم ألاَّ يصونهُ
ولما رأيت السير دوني يصدّهُ
ولا دفعَ في صدرِ النوى ليَ دونهُ
حملتُ عليه الصبرَ مستقبحا له
ويحملهُ قوم ويستجملونهُ
أسائل قلبي كيف كان اشتياقه
يميلُ حمامَ الدَّوح لي وحنينهُ
رعيتُ الفراقَ حلوهُ وهشيمهُ
وأوردُ كرها ملحهُ وأجونهُ
فإن غادرتْ أمسي نحولا صروفه
فلليوم حتى أستعيدَ سمينهُ
ويستصعبُ الأمر الفتى من صدوره(81/349)
فتقضي له الأعجازُ أن يستهينَهُ
تبدَّلتُ من حرّ الأسى ونفوره
على كبدي بردَ الغني وسكونَهُ
وكنتُ مروعا من ذئابٍ تنوشني
فأمناً فقد عاد الهزبرُ عرينهُ
بنفسيعلى قرب المزار وبعده
فتى ً لم أكنْ بالشوق إلا ضمينَهُ
وزاد بعيني قرَّة ً مذ وجدتهُ
كهمِّ المنى أنّى عدمتُ قرينهُ
تردَّدَ في سرِّ الوزارة ماجدٌ
نسيبٌ نفى العرقُ العتيقُ هجينهُ
إذا حقَّت الآمالُ ودَّ عدوُّه
على ما طوى من بغضه أن يكونهُ
يضيق اتساعُ الدَّست عن ضمِّ حلمهِ
وفي العين شخصٌ دقَّ أن يستبينهُ
إذا هز أبناءُ الوغى ذبَّلَ القنا
خفافا إلى الضيم الذي يدفعونهُ
يدوسون ظهر الخطب خيفتْ وعورهُ
يسوقون أبكارَ الكلام وعونُه
فإنكَ من ملَّكته الودَّ مرخصا
فلم أك مع إرخاص بيعي غبينهُ
وأقسمتُأني قد ظفرتُ ببغيتي
لك الله من خلٍّ صدقتُ يمينهُ
وعندي لك المستغنياتُ بنشرها
عن الطِّيبِ يكفينَ العلا ما ولينهُ
يجبنَ الملا حتى يخضنَ بحورهُ
بأحمالهنَّ أويلجنَ حصونهُ
إذا وسمتْ بالعزَّ عرضك ألبستْ
عدوَّك ذلاًّ عمَّ وسماً جبينهُ
تخيَّلتُ عقلَ الدهر لي مذ كفلتني
وأغفلتني شيئاً فجنَّ جنونهُ
وحسبك عتبُ المهرجان شهادة ً
إذا كنتَ في النيروز تقضى ديونهُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> آنسة ٌ لا تكتم القولَ الحسنْ
آنسة ٌ لا تكتم القولَ الحسنْ
رقم القصيدة : 60217
-----------------------------------
آنسة ٌ لا تكتم القولَ الحسنْ
ولا تبالي أيُّ سرَّيها علنْ
طيّبة ُ المئزرِ رسلٌ كلّها
سوى الحديثِ المشتهى بها بطنْ
لا تنكرِ الليلة ُ من ضجيعها
مع ريبِ الليل ومنها ما يجنّْ
طرقتها والبدرُ يشكو وجهها
والنجمُ يحكي قرطها لولا الأذنْ
فاستيقظتْ تعثرُ في لسانها
ما علقتْ منه فضالاتُ الوسنْ
تقول منْ وإنها عالمة ٌ
لولا اتباع عادة ٍ أنِّي منْ
والرقباءُ أعينٌ وألسنٌ
قيَّدها خيطُ الكرى عنِّي وعنْ
فكان ما أرضى العفافَ كلَّه
وبعضُ ما أرضى الغرامَ لم يكنْ(81/350)
معاتبٌ نشرَ الصَّبا وبُلغٌ
من التشاكي كسقاطاتِ المُزنْ
والنظرة ُ الخلسة ُ والقبلة لا
تدري وراء الشفتين ما بطنْ
وفي الحديث ذي الشجون بيننا
ذكر الكرام كيف قلُّوا في الزمنْ
وضيعة ُ الفضل وضعفُ أهله
وكيف قد مات الوفاء ودُفنْ
فلم نجد غيرَ ابن أيّوب فتى ً
لما تريد المكرماتُ قد فطنْ
ما نطفة ٌ تبردُ في قرارة ٍ
تمسحها كفُّ الصَّبا من الدرنْ
ما طرقتها شفة ٌ ولا يدٌ
ما ودعَ السحابُ فيها ما خزنْ
بنجوة ٍ عن القذى يحوطها
حساً أصابَ مسرقا على الفننْ
أطيبُ من أخلاقه مشروبة ً
ولا جنا النحلة ِ ديفَ باللبنْ
ولا حبالُ مسدٍ متينة ٌ
معقولة ٌ من كلِّ طودٍ بركنْ
أوثقُ منه عروتيْ مودّة ٍ
ما برزَ النفاقُ فيهم أو كمَنْ
ولا الكمال ناطقا عن نفسه
لو أعطي الكمالُ شخصا ولسنْ
أجمعُ منه لصفاتِ سؤددٍ
ظاهرة ٍ لو السّبارِ يمتحنْ
يا ديمة َ الشكر الطويلِ ذيلها
طال بها الماءُ الثقيلُ وارجحنّْ
تهدّلت حافلة ً ضروعها
بالقولة العذبة والمعنى الحسنْ
تحدو بها ريحُ القريض رجزا
كأنما قيل لحاديها نغنّْ
حلِّى العياب فامطريمحمّدا
ملء شعابِ الأرض حمداً لا يمنّْ
جزاء ما أسلف من صالحة ٍ
إن الثناءَ للندى خيرُ ثمنْ
تناوبي عِراصه نائبة ٍ
عنِّيَ في فرض التهاني والسُّنن
ليعلم الحسَّادُ فيه أننّي
بعتُ به الناس فلم أخشَ الغبنْ
وأنه أحرزَ منِّي صارما
عليهمُ لا تتوقّاه الجننْ
ما رقصت قامصة ٌ برحلها
إلى منى ليناء خشناء الرَّسنْ
وما سعوا عارين أبدانا إلى ال
حجّ وأضحوا عاقرين للبدنْ
كلُّ دعاءٍ يرفعون فله
ما كان منه بالقبول مرتهنْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لمن طللٌ بلوى عاقلِ
لمن طللٌ بلوى عاقلِ
رقم القصيدة : 60218
-----------------------------------
لمن طللٌ بلوى عاقلِ
عفا غير منتصبٍ ماثلِ
تشرَّفَ يصغي لأمر الرياح
وإمّا إلى واقفٍ سائلِ
تنكّرت العينُ ما لا تزا
ل تعرفُ من ربعه الآهلِ
بدائدُ من قاطني الوحش فيه
بدائلُ من أنسه الراحلِ(81/351)
وقفتُ به ناحلاً أجتدي
شفاءَ سقاميَ من ناحل
مشوقين لكنَّه لا يلام
ولا يُرتجى الجودُ من باخلِ
وأدرى ولم يدر ما نابه
وتنجو الغباوة بالجاهلِ
أكنتَ مع الركب طاوين عنه
مطا كلِّ مطّردٍ جائلِ
له من ثرى الأرض ما لا يمسّ
سوى مسحة ِ الغالطِ الغافلِ
كأنّ يديه تبوعان شوطا
ظليمِ أهبتَ به جافلِ
ترى البدرَ راكبه قاطعا
به فلكَ العقربِ الشائلِ
وفي الحيّ مختلفاتُ الغصو
ن من مستوٍ لك أو مائلِ
ومن جائرٍ ليتَ ما قبله
تعلّم من قدّه العادلِ
تنابلن بالحدق الفاتنات
وفي كبدي غرضُ النابلِ
أأصحو على النظرِ البابليّ
والخمرُ والسحرُ في بابلِ
تعجَّلتُ يوم اللوى نظرة ً
ولم أتلفَّتْ إلى الآجلِ
فكنتُ القنيصَ لها لا الغزالُ
بعينيَّ لا كفّة ِ الحابلِ
فيا ربّ قلّد دمي مقلتي
بما نظرتْ واعفُ عن قاتلي
هنيئاً لحبِّكِ ذات الوشاح
دمٌ طلَّ فيه بلا عاقلِ
وشكواي منك إلى معرض
وضنُّكِ منّي على باذلِ
وحبى ً لذكركِ حتى لثم
تُ مسلكه من فم العاذلِ
وليل يطالبُ عند الصبا
ح دينَ الغريم على الماطلِ
رددتُ أداهمَ ساعاتهِ
أشاهبَ من دمعيَ السائلِ
وما عند صبري على طوله
ولا فيض جفنيَ من طائلِ
أرى صبغة العيش عند الحسا
ن حالت مع الشعرَ الحائلِ
وأشمسَ شيبي فهل فيئة
تعود بظلّ الصِّبا الزائلِ
عزفتُ سوى علقٍ بالوفا
ء لم يك عنه النهي شاغلي
وقمتُ على سرف الأربعي
ن آخذُ للحقّ من باطلي
يعيب عليَّ الرضا بالكفافِ
سريعٌ إلى زرقه الفاضلِ
وهان على عزّتي ذلُّهُ
هوانَ الفصيل على البازلِ
ويحسُدني وهو بي جاهلٌ
ومن لك بالحاسد العاقلِ
نصحتك خالفْ فإن الخلافَ
دليلٌ ينوِّه بالخاملِ
وما لم تكن ذا يدٍ بالعدوّ
فخالف عدوَّك أو خاتلِ
فإما كفى العامُ أو نم له
وراقب به غدرة القابلِ
وإياك وابنَ العلاء الجديدِ
ونعمة َ مستحدثٍ ناقلِ
إذا أبصر العقل في قسمة ٍ
تعجّب من غلط الكائلِ
حريص على الزاد حرصَ الذئاب
فيا خبث الطُّعمِ والآكلِ
رأى نزقة ً وادعى طربة ً(81/352)
فلم يحتشم ذلَّة َ الواغلِ
يروم ابنَ عبد الرحيم الرجالُ
ولا يلحق الرِّدفُ بالكاهلِ
ويرجون ما ناله والكعو
بُ منحدراتٌ عن العاملِ
ولما وزنتَ بأحسابهم
وأحلامهم زنة َ العادلِ
رجحتَ وشالت موازينهم
فثاقلْ بمجدك أو طاولِ
رأيت السماحة َ وهي الخلو
دُ للذكر والعزَّ في العاجلِ
فقلتَ لمالك لا مرحبا
بميسرة ٍ في يديْ باخلٍ
ولولا سموُّ الندى ما علت
يدُ المستماحِ يدَ السائل
فمن كان يوما له مالُه
فأنت ومالك للآملِ
ورثتَ الفخار فأعليتَ فيه
وجاءوه من جانبٍ نازلِ
وأنّ مماشيك في المكرمات
لحافٍ يجعجع بالناعلِ
وكنتَ متى خار عرضٌ فخا
فَ من قائلٍ فيه أو قابلِ
نجوتَ بعرض عن المخزيا
تِ أملس من عارها ناصلِ
وربَّ مغرِّرة ٍ بالألدِّ
لجوجٍ على فقرة القائلِ
فلجتَ بها قاطعا للخصوم
وقد فُضَّ عنها فمُ الفاصلِ
ويومٍ تردُّ الحكوماتُ فيه
إلى طاعة المخذمِ القاصلِ
وأزرقَ ظمآن لا يستشير
إذا عرضت فرصة ُ الناهلِ
يغادر نجلاءَ مفروجة ً
كمنفجة ِ الفرسِ البائلِ
إذا لم يجارِ السنانَ اللسانُ
فما شرفُ المرء بالكامل
وما ابنك في المجد إلا أبوه
إذا نسبَ الشِّبلُ للباسل
شبيهك حمّلته المكرماتِ
فلم يك عنهنّ بالناكلِ
وأبصرتَ فيه وليدا مناك
وقد يصدق الظنُّ بالخائلِ
وقام بأمرك في الوافدين
قيامَ وفيٍّ بهم كافلِ
ولا تنجب الشمسُ ما طرَّقت
بأنجب من قمرٍ كاملِ
فبورك نسلا وأترابه
بنوك وبوركتَ من ناسلِ
وخافتك فيهم عيونُ الزما
ن من قاصدِ السهم أو جائلِ
وشرّ التحاسد فهو الذي
أدبَّ الضغائنَ في وائل
وما دام يبقى أبو سعدهم
فما نجم سعدك بالآفلِ
حملتم منايَ على ثقلها
وليس الكريمُ سوى الحاملِ
بأقوالكم وبأفعالكم
وما كلّ من قال بالفاعلِ
وللودّ يخلطني بالنفو
س أحظى لديَّ من النائلِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لمن ظعنٌ سوائرُ لو
لمن ظعنٌ سوائرُ لو
رقم القصيدة : 60219
-----------------------------------
لمن ظعنٌ سوائرُ لو
صحوتُ عقلتها لمنِ(81/353)
تخطُّ الرملَ من يبري
نَ خطَّ الماءِ بالسفنِ
صواعدُ يبتدرن الحزْ
نَ يا شوقي ويا حزني
بفارغة ِ الحقابِ مشي
ن مشيَ الذيل والرُّدُنِ
إذا قيس الغزالُ بها
بكت شفقا من الغبنِ
تناشدنيي على يبري
نَ غضَّ الطرف تتبعني
فصن سرّي وسرَّك إن
بقيتَ بمطرح الظِّننِ
فإني عند أترابي
بحيث الشمس لم ترني
هبيني أسترُ النجوى
أليس الدمعُ يفضحني
لساني فيك أملكه
ودمعُ العين يملكني
فما للدمع من عيني
مكانُ السر من أذني
نحلتُ نحولَ ربعكمُ
كأنّ عِراصه بدني
فما منّى ومن أضغا
ثِ داركمُ سوى الدِّمنِ
من الغادي ابتغاءَ الأج
ر يضمن حاجة َ الضَّمنِ
فيوصلَ سالما وطرا
عراقيّاً إلى اليمنِ
وأغنى اللهُ غيبته
جراءً من بدورِ غني
تداعسَ بالقنا الأقرا
نُ وافتقروا إلى الجننِ
وعمُّوا بيضَ أوجههم
بأردية الوغى الدُّكنِ
وباعوا الحربَ أنفسهم
بما ارتخصت من الثمنِ
طلابَ العز في الدنيا
وطيبِ حديثها الحسنِ
فباقٍ نال حاجته
وآخرُ قبل ذاك فني
ونال المجدَ قانية ِ
بلا ترة ٍ ولا إحنِ
فتى ً من آلأيّوبٍ
عن الحرب العوانِ غنى
يداه له إذا خان ال
يدَ اليزنيُّ لم تخنِ
نفى أبناؤها الصّرحا
ءُ أنسابَ القنا الهجنِ
يثقِّفها إذا انآدت
مراسُ الرأى والفطنِ
وتنقص وهي زائدة ٌ
ولولا النقص لم تبنِ
تمجُّ دمَ القلوب ولم
تلجْ جرحا على بدنِ
تحلُّ بها عقودَ السح
ر حلَّلت عقدة َ الشَّطنِ
على بيضاء مصقولٍ
عوارضها من الدرنِ
إذا ما استودعتْ سرّا
فليس تعابُ بالعلنِ
وما كلُّ الرجال على
ودائعها بمؤتمنِ
يقطّر ظهرها الأبطا
لَ بين العيّ واللَّكنِ
سوى متمرّس ذربٍ
بلى بطرادها ومني
فما ركبَ ابنُ أيّوب
بلا فأسٍ ولا رسنِ
سقى الودُّ امرأً روَّى
نميرُ وداده غصنى
قنعتُ به من الدنيا
وجلُّ الشئ يقنعني
ومن إخوان علاَّتٍ
جفوا بتخالف اللبنِ
ودادهمُ على الأيدي
متى يتصافحوا يبنِ
خبرتهمُ فعفتهمُ
وكاثرني فوافقني
سكنتُ إلى خلائقه
سكونَ الجفن للوسنِ
ولانت لي به الدنيا
على أخلاقها الخُشنِ(81/354)
ودام على مضيق الشك
ر متسعا له عطني
بكل كثيرة النُّقلا
تِ من وطن إلى وطنِ
مع الحيتانِ في الغمرا
تِ والعقبانِ في القننِ
محدّثة بسؤدده
حديثَ الروض بالمزُنِ
كأن طريقها المرو
يَّ مما لاق بالأذنِ
طوى درج السنينَ وجا
ء في الآثار والسّننِ
يزرنك ما وفت منن الثَّ
ناء بمثقل المننِ
وما جلبت ثلاثُ منى ً
على العشّاق من فتنِ
وسنُّوا محرمي الأبدا
ن عقرَ حلائلِ البدُنِ
وإن كان امرؤ بلغ ال
خلودَ بنفسه فكنِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> تمنَّى رجالٌ أن تزلَّ بيَ النعلُ
تمنَّى رجالٌ أن تزلَّ بيَ النعلُ
رقم القصيدة : 60220
-----------------------------------
تمنَّى رجالٌ أن تزلَّ بيَ النعلُ
ولم تمش في مجدٍ بمثلي لهم رجلُ
وعابوا على هجرِ المطامع عفّتي
وللهجرُ خيرٌ حين يزري بك الوصلُ
وسمَّوا إبايَ الضيمَ كبرا ولا أرى
حطيطة َ نفسي وهي تنهض أن تعلو
لئن أكلوا بالغيب لحمى فربما
حضرتُ فخان المضغ واستؤنيَ الأكلُ
وكم دونهم لي من خلائقَ مُرّة ٍ
إذا أنصفوها استثمروها جنى ً يحلو
يقولون طامن بعضَ ما أنت شامخ
بنفسك إنّ الرُّخصَ غاية َ ما يغلو
إذا كان عزّى طاردا عنّي الغنى
فلله فقرٌ لا يجاوره الذلُّ
عليَّ اجتناءُ الفضل من شجراته
ولا ذنبَ إن لم يجنِ حظّا ليَ الفضلُ
خلقتُ وحيدا في ثيابِ نزاهتي
غريباً وأهلُ الأرض لو شئت لي أهلُ
وفي الناس مثلي مقترون وإنما
أزاد جوى ً أن ليس في الفضل لي مثلُ
خفيتُ وقد أوضحتُ نهجَ شواكلٍ
تريد عيوناً وهي للعلم بي سبلُ
وعلّقتُ بالأسماع كلَّ غريبة ٍ
بأمثالها لم تفترعْ أذنٌ قبلُ
ولم آلُ في إفهامهم أين موضعي
ولكنّهم دقّوا عن الفهم أو قلّوا
يريدونني أن أشريَ المالَ سائلا
بعرضي وطيبُ الفرع أن يُحفظ الأصلُ
ويقبحُ عندي والفتى حيثُ نفسهُ
سؤالُ البخيلِ مثلما يقبحُ البخلُ
ولي منه إما المنع والعذرُ بعده
يُلفَّقُ مكذوبا أو المنُّ والبذلُ
أرى الحلمَ أدواني وعوفيَ جاهلٌ(81/355)
وما العيشُ إلا ما رمى دونه الجهلُ
صعبتُ فلو ما كان شيء يردّني
إلى السهل ردّتني له الأعينُ النُّجلُ
ويا قلَّما أعطي الهوى فضلَ مقودي
فإن أعتلقْ حبّا فيا قلَّما أسلو
وكم تحت درعي باللوى من جراحة ٍ
لعجماءَ ما فيها قصاصٌ ولا عقلُ
وهيفاءَ يروى الخوطُ عنها اهتزازه
ويسرقُ من ألحاظها لونه الكحلُ
أشارت وحولي في الظعائن أعينٌ
محاجرها غيظٌ وأفئدة غلُّ
تخفَّفْ بفيض الدمع من ثقل الجوى
تجدْ راحة ً إن الدموع هي الثّقلُ
أخوّفها بالخيف ها أنّ دارنا
حرامٌ فمن أفتاكِ أن دمي حلُّ
دعيني أعش قالت دع الوجد بي إذن
فقلت لها أقررتِ أن الهوى قتلُ
وواشٍ بها لم تخدع الشوقَ كامناً
رقاهُ ولم يخصم بإغوائه الخبلُ
تحبَّب في عذلي ليبردَ لوعتي
فبغَّضه أن الهوى جمره العذلُ
يلوم وسوَّى عنده الناسَ ظنُّه
تبيَّنْ على من لمتني إنها جملُ
يجرِّب دهري كيف صبري وإنما
يجرَّبُ ما لم يُختبرْ حدُّهُ النصلُ
تبلَّغْ ببعض الرزق إن عزَّ كلُّه
وتوصلُ رُمّاتٌفيبلغك الحبلُ
ولولا الفضولُ لم تكن غيرُ حاجة ٍ
إذا الكثرُ لم يسنح لها سدّها القلُّ
وكنتُ متى استصرختُ نصرة َ صاحبٍ
على ساعة ٍ لا يرتجي غيثها المحلُ
كفتني يداه في الندى كلَّ طلقة ٍ
مقبَّلة ٍ على مكارمها كلُّ
وأرفد ظهري أن تشلّ جوانبي
أخٌ ما أخي منه لظهرِ أبي نسلُ
أخ لاحمت بيني الشُّكول وبينه
لكل فتى من نسج شيمته شكل
ذهبنا بها حيث الصفاء ولم نكن
لنذهبَ فيها حيث يرسلنا الأصلُ
أذمَّ ابن أيّوبٍ على ما عقدته
به من جوارٍ ذمَّة ً ليس تنحلُّ
على اليسر والإعسار كيف احتلبتهُ
ملأتُ وطابى ثم أخلافه حفلُ
ضمانٌ عليه أنّ عيني قريرة ٌ
تنام وقلبي من وساوسه يخلو
سليم الوفاء أملسُ العرض لو مشى
ليدرج في أحسابه ما مشى النملُ
مفدّى ً بأفراد الرجال مفضّلٌ
لمطريه من آثاره شاهدٌ عدلُ
كأنّ فتيَّ الأقحوانِ على الندى
يشاب بمسكٍ خلقه الباردُ السهلُ
بليلُ البنانِ يقبض التربَ يابسا(81/356)
ويفرجُ عنه وهو أخضرُ مبتلُّ
كأنّ سجاياه ونجحُ عداته
خلقن ولم يُخلقْ نفاقٌ ولا مطلُ
من القوم لم يستنزلوا عن علائهم
ولم تُغتصبْ منهم دياتٌ ولا ذحلُ
إذا فُزِّعوا طاروا نفيرا فأكثروا
عديداً وإن نودوا لمطعمة ٍ قلّوا
نديُّهمُ وهمْ جميعٌ موقَّرٌ
ويومُ الخصام صوتُ فذّهمُ يعلو
ولا ينطقون الهجر إن أحرجوا له
بأحلامهم عن فحش أقوالهم فضلُ
يروض الجيادَ والقراطيسَ منهمُ
فوارسُ لا ميلُ السروج ولا عزلُ
إذا طاعنوا كان الطعانُ بلاغة ً
وإن كاتبوا كان الكتابُ هو القتلُ
تكهِّلُ أبناءَ الرجال سنوهمُ
وطفلهمُ ما عدَّ من سنة ٍ كهلُ
علقتك من دهري علوقَ مجرِّبٍ
تعوَّد لا يغلو هوى ً دون أن يبلو
وأوجبَ نذري فيك أن صار بالغا
تجمعنا ما تبلغ الكتب والرسلُ
فراقٌ جنى ثم ارعوى فتفرَّقتْ
غيايتهُ وانضمّ من بعده الشملُ
جرى الماءُ لي مذ أبت بعد جفوفه
وعاد كثيفا بعد ما انتقلَ الظلُّ
فإن أنا لم أشكر زمانيَ بالذي
شكوتُ فلا عهدٌ لديَّ ولا إلُّ
وأنّ اليد البيضاء في عنق الفتى
إذا هو لم يجزِ الثناءَ بها غلُّ
وإن لم أعوِّذ ودَّنا بتمائم
لإيثاقها في عقدِ كلِّ نوى ً حلُّ
نوافذ ما لا ينفذ السحرُ والرُّقى
قواطع ما لا يقطع السيلُ والرملُ
ترى العرضَ منها ذا فرائد حاليا
ولو أنه عريانُ من شرفٍ عطلُ
بداوتها تستصحب الجدَّ كلَّه
وحاضرها طبعٌ يرى أنه الهزلُ
تزورك منها كلَّ يوم هديَّة ً
هديٌّ متى تعدمْ فليس لها بعلُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ألطيمة ٌ حبستْ بكاظمة ٍ
ألطيمة ٌ حبستْ بكاظمة ٍ
رقم القصيدة : 60221
-----------------------------------
ألطيمة ٌ حبستْ بكاظمة ٍ
أم أنتِ زرتِ رحالنا وهنا
شعثٌ بك ادّكروا نعيمهمُ
ومروّعون أزرتهم أمنا
حطّوا فكلُّ حويّة نمطٌ
ولكلّ خدٍّ ساعدٌ يثنى
أحفيتِ غيرَ ضنينة ٍ بهمُ
ولقد يكون سماحكِ الضَّنّا
يا مطبقا عينيه حين رأى
ضوءاً فخال البرقَ معتنا
افتح جفونك إنّ زائرنا
حسر القناعَ وأبرزَ السِّنا(81/357)
أعلى البعاد وأنتِ عاتبة ٌ
تطوينَ سهلا وحدك الحَزنا
وهبى الجفاء تركتهِ كرما
فعلام يترك دينُك الجبنا
ما زلتِ للأضداد جامعة ً
حتى جمعتِ الجورَ والحسنى
شتانَ صدُّكِ بين أظهرنا
بمنى ً ووصلكِ فيلوى الدَّهنا
يا ليلة ً للبدرِ منَّتها
والشمس لو قد أبطأتْ عنّا
كا افتراقهما تجمُّعنا
حتى إذا اجتمعا تفرَّقنا
بتنا على الدَّهناء نشربُ من
ثمداءَ يأكل جدبها منَّا
وعلى منى ًأبياتُ طاهرة ٍ
بالخصبِ تقري الشّهدَ والسَّمنا
لمياءُ ما للخمر خالطها
مسكٌ بغير رضابها معنى
سبتِ القلوب ففي أناملها
دمها يرينك إنه الحنّا
واحتدَّ لحظاها وقامتها
أفأنتِ علّمتِ القنا الطعنا
أخشى الأراقم أن أسمِّيها
فأقولُ موضعَزينبٍ لبنى
ولقد أرى والعينُ ناسية ٌ
ربعابرامة َ يذكر الحزنا
كنَّا به عامَ الهوى جذعٌ
أيّامَ لا شئٌ كما كنّا
مغنى الشبابِ وكان من جسدي
أخذُ البلى من ذلك المغنى
طللٌ تنكَّر بعد معرفة ٍ
وبكى الحمامُ به كما غنَّى
نفرتْ تجنَّبهُ رواحلنا
فكأن إنسك بُدِّلوا جنّا
كنّا نعوجُ مسلِّمين به
فاليومَ سلَّمنا وما عجنا
أفتنكرين وأنتِ قاصية ٌ
صبّاً رعى لكِ رعية َ الأدنى
إن زار دارك عن مراقبة ٍ
حيّاً وإن هو لم يزر حنّا
وخفيّة الأعلامِ مهملة
بلهاء ينكرُ ضبُّها المكنا
لم يفترعها خفُّ يعملة ٍ
أنهبتُ وجنتها يدَ الوجنا
في ذمّة البيضاء قد ثقلتْ
وقعا وخفَّتْ في يدي وزنا
كالبقلة استبقى الزمانُ بها
في غمدها دون الذي أفنى
خرساء تكتمُ جرسها فإذا
طنَّتْ بمفرق هامة ٍ طنَّا
يستاق أخرى الرأس قائمها
ويغورُ فيه يظنُّه الجفنا
وعميمة مرتِ السماءُ لها
أخلافَ مرضعة ٍ بها تغنى
تمشي عليها الرِّجلُ ثابتة ً
مما يلاحمُ غصنها الغصنا
جمّت فطالت ما ابتغت ومضت
عرضا فخلتُ نباتها تبنا
تمضي الحجورُ بها تصاهلها
منها شخوصٌ تحسب الحصنا
من دونها الحيُّ الحلولُ حموا
عنها فما ترعى ولا تجنى
منعوا بأطراف القنا لدناً
من عشبها المتهدِّلَ اللَّدنا(81/358)
أطعمتها إبلي يرود بها
راعٍ بوسمِ علاطهِ يعنى
وأخ لبثت على خلائقه
وأجزتها صرحاء أو هجنا
مرآته وجهي إذا صفرتْ
يده ولقوته إذا استغنى
ألقاه باردة ً جوارحهُ
وفؤاده متوهِّجٌ ضغنا
يبدي المودة َ لي ويغضبه
فضلي عليه فيظهر الشَّحنا
داريته وصبرت أنظرهُ
أن يستعيدَ ببيعتي الغبنا
اقرعْ ظنابيبَ القطيعة ِ لي
فلتقرعنْ من بعدي السِّنّا
لولا ابنُ أيوب لما ولدتْ
أمُّ الوفاء على التمام ابنا
لم يبقَ من تثنى عليه يدٌ
عقدا ولكن جاء مستثنى
قد كنتُ فردا لا أليق أخا
زمنا فصرتُ بودّه مثنى
أُثني على الدنيا بما وهبت
لي منه ما أحلى وما أهنا
وسواه قد عاركتُ خلَّته
عرك المنقَّب جنبه يهنا
نغلا ألفِّقه كأنَّ يدي
رقعتْ على أخلاقه شنَّا
وقلبتُ هذا الناسَ أوجههم
ظهراً وسرَّ قلوبهم بطنا
فوجدته أوفاهمُ بندى ً
كفّاً وأغضى عن أذى ً جفنا
وأحبَّهم نشرا لمنقبة ٍ
وأشدَّهم لغميزة ٍ دفنا
لله منه وللصفاء أخٌ
عقلَ الزمانُ به وقد جنّا
بمحمَّدٍ فتلتْ قوى أملي
ورعين آمالي وأسمنَّا
الراكب العليا على ترفٍ
فيه يروض ظهورها الخشنا
تعبا وراءَ المجد يجمعه
ما شُلَّ من هنا ومن هنّا
عشق الكمالَ فما تبيتُ له
عينٌ على هجرانه وسنى
إن قال صدَّقه الفعالُ وإن
أعطى على إقلاله أسنى
لا تعلقُ الفحشاءُ ما اجتهدت
من ثوبه ذيلا ولا ردنا
متقبلٌ في المجد سالفة ً
سنَّت له العلياءَ فاستنّا
فكأنه لطلابِ غايتهِ
في الفضل أغلقَ دونها رهنا
شجَّتْ أنامله بنافذة ٍ
في الصحف طبَّق لفظها المعنى
فضّاحة الفصحاء ما قنعت
لبيانها أن تفضح اللُّكنا
وجدَ التقدّمَ والسلاحَ بها
يوم النزال ولم يجد قِرنا
رجعتْ على الأعقاب ناكصة ً
نوبٌ جعلتك دونها حصنا
ووجدتُ ودَّك واستقامته
بردا عليه أضالعي تحنى
حمّلتني للرِّفد أقبله
ولقد تراه نزاهتي أقنى
وحملتُ لطفك بي على عنقٍ
خوَّارة ٍ أن تحمل المنّا
فلتجزينَّك كلُّ سائرة ٍ
تسع البلادَ وتظلع البَدنا
خرّاجة ٍ من كلّ مشكلة ٍ(81/359)
ولاَّجة ٍ لا تسأل الإذنا
من كلّ بيتٍ في بيوتكمُ
عجزٌ له لا تخذُلُ المتنا
تروى وليس ترى فسامعها
للصوتِ تحسد عينه الأذنا
موسوعة بكمُ غرائبها
فلو استعرنَ لقد تعرَّفنا
وأسىء ظنّاً وهي محسنة ٌ
لا كالمسئ ويحسنُ الظنَّا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> اتمنَّى والمنى جهدُ المقلُّ
اتمنَّى والمنى جهدُ المقلُّ
رقم القصيدة : 60222
-----------------------------------
اتمنَّى والمنى جهدُ المقلُّ
وأقضِّي الدهر في ليت وهلْ
وأداوي كلفَ العيش إذا
أظلمتْ لي بطلاواتِ الأملْ
سلوة ٌ وهي الغرامُ بالمشتكى
وتعاليلُ أسى ً هنَّ العللْ
وهوى ً أهونُ ما يسمى الضنا
بمسيءٍ بالإساءاتِ مُدلّ
لا ترى أعجبَ منّى مشرفا
أسأل الركبانَ عمن لم يسلْ
أحسب الظبية َ لاحت غمرة ً
والثِّفالَ النِّضوَ بالقاع الطللْ
يا بنة السعديّ ما جورٌ لكم
ووفاءٌ عاد غدرا ونجلْ
أنزعتِ العربَ عن دينهمُ
أم تفرّدتِ بدينٍ منتحلْ
ليَ في كلّ قتيلٍ قائلٌ
ما ودى عنّي ومولى ً ما عقلْ
تعسلُ الأرماحُ من دونهمُ
وحماة ُ النحلِ من دون العسلْ
فمن المطلوبُ بيشاط دمٌ
ثأرهُ مقتسمٌ بين الحللْ
حال يا خنساء حولُ البين بي
أفترعين لعهدٍ لم يحلْ
قلتِ صبرا فهبيني فلقة ً
من أبانٍ قد أذابتني المقلْ
أين بالبطحاء ميثاقكمُ
ربّ آل واسمهُ فيكنَّ إلُّ
وسعى الواشي بجمع بيننا
لا مشت رجلُك يا ذاك الرجلُ
ظنَّه حبّا مريبا فوشى
فرأى وصلا كريما فعدْل
لا تخل شرّا وسلْ عن باطن
عفَّ عن قولك من يسمعْ يخلْ
لم يكن بعدك إلا نظرٌ
جرحَ القلبَ ولو دام قتلْ
سافرات بمنى ً لولا التقى
خمَّرتهنّ شفاهٌ بالقبلْ
كلّ بيضاء تمنَّى الكحلُ لو
أنه ما بين جفنيها الكحلْ
نصفها الأعلى نشاط كلُّه
والذي يدنو من الأرض كسلْ
لم تعنها هزَّة ٌ في قدّها
إنه من صفة الرمح الخطلْ
ما على دين الغواني حكما
يوم قاضيتُ إليه لو عدلْ
رشفت أنمله أن نصلتْ
وعذارى عيفَ لمّا أن نصلْ
قلن إذ أبصرنني أفٍّ له(81/360)
ضلّ شيخا وتعاطيه الغزلْ
ولقد كنَّ متى استبطأنني
قمن يسألن أخونا ما فعلْ
فإذا ريحانة العمر الصِّبا
وسنوه وإذا الشيبُ الأجلْ
غالطوا وجدي وقالوا أكثرُ ال
عمرِ في الشيبِ فمن لي بالأقلْ
غفلاتٌ كنَّ حلما فانقضى
وشبابٌ كان ظلاًّ فانتقلْ
لو أراني الدهر ما أخّر لي
لتعلّقتُ بأيّامي الأولْ
يا لخالٍ من مكاني قلبه
بعد ودِّي كيف بالرأي أخلْ
ليت شعري عنّي اعتاض بمن
هل لعين فارقت رأسا بدلْ
إنّ جيدا سقطت من عقده
درّة ٌ مثلي حقيقٌ بالعطلْ
ولدخَّالين في الأمر معي
بوجوهٍ يتواصفن الدخلْ
حُرِموا الفضلَ فسدّوا ملقا
بفضولِ القولِ خلاَّتِ العملْ
كلّ ذي شدقين رحبين معي
وفؤاد ضيّق المسرى دغِلْ
قال حسنى ونوى سيّئة ً
ليتَ من لم ينوِ خيرا لم يقُلْ
ساط شهدا ليَ في حنظلة ٍ
لستَ حلوا إنما خمرُك خلْ
ناكروا حلمي فجاهلتهمُ
فإذا أحرج ذو الحلم جهلْ
ألمتْ من جلستي مستوطئا
فرُشَ الوحدة ِ والوحدة ُ ذلْ
إنما أفردني مطّرحا
قدرٌ مرَّ بقومي فنزلْ
أكلَ الدهرُ فأفنى معشري
ليته أشبع دهرا ما أكلْ
درجوا واستخلفوني واحدا
وإذا قلَّ عديدُ المرء قلْ
غرضا ما ليَ من سهمٍ سوى
كلِّ رامٍ ينتحيني من ثعلْ
تعجبُ الأحداثُ من حملي لها
وإذا أكره ذو العرِّ حملْ
كم ترى أعرك جنبي نافيا
حصياتِ الأرض عن جلدٍ نغلْ
غير نفسي همُّه شأنُ غدٍ
وحديثُ الأمس تكريرٌ يُملْ
أشكُ من يومك أو فاشكر له
ما مضى كان وما يأتي لعلْ
ببني عبد الرحيم انفسحت
طرق حاجاتي على ضيق السُّبلْ
تهتُ في الناس فولّيتهمُ
وجهَ آمالي فيمَّمت القبلْ
أنجبي يا أرضُ لي مثلهمُ
إخوة ً أو قلّديهم للهبلْ
أرتعونيوالأنابيبُ سفاً
وسقوني والقراراتُ وشلْ
عدلوا الودّ ففيهم نصفه
وإذا جادوا يزيدون فضلْ
كرماءٌ حيثما كشّفتهم
سادة ُ المكثر إخوانُ المقلْ
نقلوا السوددَ في أظهرهم
كلّ ظهرٍ مثلما طاب نسلْ
كابرا عن كابرٍ يبتدر ال
مجدَ منهمُ مقبلٌ بعد مولْ
كالأنابيب اتصالا كلّما
قلت تمّ الفضلُ فيهم وكملْ(81/361)
أنبت الدهرُ غلاما منهمُ
عاقلَ الجود إذا قال فعلْ
ألمعيّاً لا يبالي عزّة ً
وهو طفلٌ أيّ عمريه اكتملْ
أدرجتْ في القمط منه راحة ٌ
موضعُ الأقلام منها للأسلْ
كلّما أصحرَ في عليائه
غار نفسا أن تصبّاه الظُّللْ
طبعتْ شمسُ الضحى في وجهه
سهمة ً لا تتلافاها الأصلْ
عقدتْ لي بأبي سعدهمُ
ذمّة ٌ غيرُ قواها ما يُحلْ
الفتى العطّاف ما ناب كفى
والحيا الوكاف ما صابَ هطلْ
والمحيّا وجههُ إن لعنتْ
أوجهٌ لم تتلثّمْ بالخجلْ
يملأ الصدرَ لسانا ويدا
ويصيب الرأيَ ريثا وعجلْ
عفَّ والسنُّ له معذرة ٌ
ورأي العجزَ فراغا فاشتغلْ
تبلغ العجمَ به مسعاته
فإذا استقربه الحقّ نزلْ
عازفُ الهمّ إذا عاشرتهُ
يقمحُ الشربة َ والماءُ عللْ
كلّما لزَّ إلى أقرانه
ظلعوا غيرَ عجافٍ واستقلْ
حسدوا فيه أباه خاب من
يحسُد الشمس على البدرِ وضلْ
إنها فارضوا لها أو فاغضبوا
أيكة ٌ تطعمُ مجدا وتُظلْ
هم وإن أنكرهم حاسدهم
بُرة ٌ يعرفها أنفُ الجملْ
ومنيع غابها مغلقة
طرقُ المكر إليها والحيلْ
كلّما أبرمَ بالرأي لها
مرسٌ أسحلَ من حيث فتلْ
سهر الحاوون في رقيتها
وهي صمّاء تعاصي بالعصلْ
يعجزُ الصارمُ عن تبليغها
ما تقولُ الكتب فيها والرسلْ
مدّ حتى نالها فارسهم
قلّما يذرعُ والرمح أشلْ
أدَّب البرُّ لها كم فآقتفى
كلُّهم جودَ أبيه وامتثلْ
إنما قلَّلَ من أموالكم
فرطُ ما تعطون والمعطي مقلْ
أنستْ بالعدم أيمانكمُ
وإذا سوّدك الصعبُ سهلْ
ضامني الدهر فجاورتكمُ
فإذا جاركمُ من لا يذلْ
مكرمٌ يحسب في أبياتكم
منكمُ في كلّ ما طاب وحلْ
يرد الماء فيسقى أوّلا
لم يسمْ ضربَ غريباتِ الإبلْ
إنَّ مرعى ً أنت فيه رائدي
لعميم البنتِ مأنوسُ المحلْ
رضتني بالحبّ فاقتدْ عنقا
طالما عزّت على ليِّ الطِّلولْ
ألهم الشعرُ بأني ناصحٌ
لك في المدح فصفَّى ونخلْ
حظوة في القول منّي قسمتْ
لك والشعرُ حظوظٌ ودولْ
كلّما عنّ ترنحتُ له
فيشكُّون أفكرٌ أم ثملْ
شاقني فيك فطرّبتُ به(81/362)
مرحَ الطِّرفِ إذا حنَّ صهلْ
كلّ بيت ماثلٌ من دونكم
هضبة ً أو سائرٌ سيرَ المثلْ
هاجه جودك لي مبتدئا
ما رعى المجدَ كمعطٍ لم يسلْ
لك حبى حزته أكرمته
عن عقيم اليدِ مولودِ العللْ
فرقٍ من لا ضنينٍ بنَعم
وهي غرمٌ وإذا سيل سعلْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> دعْ ملاميباللّوى أورحْ ودعني
دعْ ملاميباللّوى أورحْ ودعني
رقم القصيدة : 60223
-----------------------------------
دعْ ملاميباللّوى أورحْ ودعني
واقفا أنشد قلبا ضاع منِّي
ما سألتُ الدار أبغي رجعها
ربَّ مسئول سواها لم يجبنى
إنما الحظُّ لقلبي عندها
ولعهدي لا لعينيَّ وأذنى
كن أخاً يُسعدُ أو بنْ عن قلى ً
فأخى الناصحُ ما استودعتُ جفنى
أنا يا دار أخو وحشِ الفلا
فيكِ من خان فعزمي لم يخنّى
قائما أو قائلا مفترشا
بين خدِّي وثرى أرضكِ ردني
ولئن غال مغانيك البلى
عادة الدهر فشخصٌ منك يُغنى
إن خبتْ نارٌ فها ذي كبدي
أو جفا الغيثُ فها ذلك جفني
ممّن الراكبُ نجَّته أمونٌ
زجرتْ سانحتي خصب وأمنِ
رشداً ما التقم الحادي بها
نجعة ً يعشبُ ما شاء ويُسني
يأخذ الحاجاتِ من غايتها
سهلة ً إن يتعنَّى أو يُعنِّي
دعوة ً صالحة ً مسموعة ً
فيه إن بلَّغ ما قلت ألِكني
أو أبانت خبرا ورحلتهُ
من لوى خبتٍ عن الحيِّ المبنِّ
كم على وادي أشيّ من هوى ً
مستعادِ العتبِ محبوبِ التجنِّي
وبرمّانَ سقى رمّانَ من
أيكة ٍ غناءَ أو ظبي أغنِّ
ووفاضٍ للتصابي ملئتْ
ملءَ أعراضك من طيب وحسنِ
وغصينيٍّ جموحٍ فتلتْ
رأسهُ الشاردَ حرَّى بنتُ غصنِ
خلطت حزنا بتغريدٍ فما
فرَّق السمعُ أتبكي أم تغنِّي
غرَّة ٌ في العيش كانت أفرجتْ
قبضة َ الأيام عنها بعد ضنِّ
ثم عادت تقتضيني ردَّها
أين هذا قبلَ أن يُغلق رهني
حيث لم يُلحمْ عذاريَّ ولا
رجمتْ بعدُ بشهبِ الشَّيب جنِّي
يا بياضا لستَ أولى وقعة ٍ
لي مع الدهر وجلَّى طرقتني
إنما يستطرفُ الرَّوعة َ من
نفَّرتْ منه بقلبٍ مطمئنِ
ما دعا باسمٍ سوى اسمي شرُّه(81/363)
قطُّ إلاّ خلته إيَّاي يعنى
عبدهُ من ظن خيرا عنده
إنما حسَّنَ حالي سوءُ ظنِّي
لم يزل بي اليأس حتى لم تجد
معلقا فيّ حبالاتُ التمنِّي
فارضَ خلقى أو فسل خصمي بي
ربَّما لم ترضَ عن قولي سلني
لا تجاذبْ رسنى في طمع
وكا شئتَ مع الودِّ فقدني
ومتى تسمعْ بقومٍ أعجفوا
ليعزَّوا فابغني فيهم تجدني
جمَّة ُ الدنيا يسخّيني بها
شربيَ النُّطفة َ لم تمزجْ بمنِّ
قل لمن أنبضَ لي يوعدني
برقة ً تشهدُ أن ليستْ لمزنِ
قد أتتني فتبسَّمتُ لها
وقليلا أنستْ بالضِّحك سنيِّ
ربّما قبلك وافٍ ذرعه
مسحَ الأفقَ بكفٍّ لم تنلني
ودَّ لو ما تقلبُ الأرضُ به
قبلَ أن يقلبَ لي ظهرَ المجنّ
سامَ بغضا بي فلمّا داسها
فرآها جمرة ً قال أقلني
كنْ عدوّاً مبديا صفحته
أو فسالمني إذا لم تك قرني
أبقِ من يومي نصيبا لغدي
ربما سرَّك ما ساءك منّى
في اشتباه الناس ودُّ بينهم
وحزازات التنافي شرُّ ضعنِ
كم عدوّ سلَّ من ظهرِ أبي
وأخ لي أمُّه ما ولدتني
سقيتْ أنفسُ وافين زكتْ
بهمُ أرضى واستثمرَ غصني
أدركوني مثقل الظهرِ فحطُّوا
كلفَ الأيام عن جلبة ِ متني
وتمطَّيتُ بجنبيْ أجإٍ
منذ قاموا يزحمون الدهرَعنِّي
أدّبوا الأيام لي فاعتذرتْ
بعد أن كانت تجنَّى وهي تجني
ببني عبد الرحيم اعتدلتْ
واستقامتْ بعد ميلٍ وتثنّي
المحامون على أحسابهم
بصريحاتٍ من المال وهجنِ
وفَّروا الذكر فما يحفزهم
ما أصابَ المالَ من نقصٍ ووهنِ
تزلق الفحشاءُ عن أعراضهم
زلقَ الشفرة ِ عن ظهرِ المسنِّ
صرَّح الجدبُ فغطَّوا شمسه
بسحابٍ من نداهم مرجحنِّ
ودجا القولُ فعطّوا ليله
بحديداتٍ من الألسن لحنِ
تنطقُ السهلَ على ما ركبتْ
من ظهورٍ صعبة ِ الأردافِ خشنِ
بلغوا منها ومنأقلامهم
غاية َ الأبطالِ من ضربٍ وطعنِ
وأنابيبَ خفافٍ كسبت
من ندى أيديهمُ هزّة لدنِ
تقنصُ الأغراضَ ركضاً كلّما
أدركتْ فيّاً تعدّته لفنِّ
حلماء تعدل الأرضُ بهمْ
كلَّما مالت من الجهل بركنِ
خلقوا من طينة ِ الفضلِ فما(81/364)
يرجع اليافعُ عن شأو المسنِّ
كلّما شارفَ عمريه أبٌ
منهمُ آزرهُ الإقبالُ بابنِ
وإذا قالَ دعيٌّ إنني
منهمُ قال له المجدُ وإنِّي
بأبي سعدٍ وفى عهدُ العلا
لأبيهِ وشروطُ المتمنّي
سبق الناسَ فتى ً علَّمهم
أنه لا يُحرزُ السبقُ بسنِّ
لو رأى فيهم سوى والده
أوَّلاً ما كان يرضى أن يُثنِّي
زاده مجدا وإن كان له
في مساعيه من السؤدد مغنى
إن رمى شاكلة ً فهو مصيبٌ
أو جزى يومَ عطاءٍ فهو مسنى
يُخلفُ المالَ لأن يتلفه
وبقاءُ العزِّ للأموال مفنى
حذيتْ نعليك خدّاً ناقصٍ
حدّثته بك جهلاتُ التظنِّى
خابطٍ يصلدُ في الخطبِ وتوري
وحريصٍ يهدمُ المجدَ وتبني
راح سرح الهمِّ عنى عازباً
بك واستأسر للأفراح حزني
صدتني بالخلقُ الرحبِ وكم
قد تقبَّضتُ بخلقٍ لم يسعني
ما تخيَّلتك حتى جبتهم
باحثاً أقلبهم ظهرا لبطنِ
رطبتْ بالشكر صدقا شفتى
منذُ ألقيتُ إلى بحرك شنِّي
فتسمَّعْ فقراً أقراطَ أذنٍ
هي في أعدائها وقرة ُ أذنِ
من بنات السير لو أطلقها
حظُّها ما انتظرتْ سهلاً بحزنِ
يتبادرنَ مروقا من فمي
فكأن لم يتقيَّدن بوزنِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> من مخبري عن الطَّفلْ
من مخبري عن الطَّفلْ
رقم القصيدة : 60224
-----------------------------------
من مخبري عن الطَّفلْ
قلَّص بعد ما أظلْ
تناصلَ البردِ السَّملْ
ينصاعُ من فرط الوجلْ
من الصباح المشتعلْ
نجاء صلٍّ من وعلْ
أتبعُ منه بالأمل
منسلخا لا يستهلْ
كنت المدلَّ المحتملْ
أيّام نبتي مبتقلْ
غصنٌ يلسُّ بالقبلْ
فليته لم يكتهلْ
ظلُّ دجى ً لما انتقلْ
تحامت الشمسَ المقلْ
يا هلْ ولا تنفع هلْ
يخضب دهرٌ ما نصلْ
قنعتُ منه إذ رحلْ
ببدلٍ ولا بدلْ
مضى بشرَّاتِ الجذلْ
وجاء يأخذُ الأجلْ
طارق شرٍّ مذ نزلْ
أنكرتُ عاداتي الأولْ
ضيفٌ سرى على عجلْ
خاض الدجى وما استدلْ
ثار ولا أرغى جملْ
منبسطا وما سئلْ
ولا دعا بحيّ هلْ
قريتهِ ولم أبلْ
البكراتِ والبزلْ
والضرعَ جهدَ ما احتفلْ
نغبقه فما قبلْ(81/365)
لحم سواى في الأكُلْ
حتى انتقى لحمي وخلّ
عطَّ الظُّبا رثَّ الخللْ
وقادني نضوا أبلّ
مع الرذايا والهملْ
مطّرحا لا أحتفل
مطرحة الشنّ النغلْ
موت الشباب والغزلْ
ذكرتُ والذكرى شغلْ
بين الجفير والقللْ
حيّاً فؤادي فيه حلْ
رامين بالسود النُّجلْ
فلا يخيب المنتبلْ
يصبن ما تخطى ثعلْ
فعادني عيد الخبلْ
قرفك جرحا ما اندمل
فانشد رقادي أين ضلْ
يوم الأسير في الطِّولْ
يا دار إني لم أسلْ
حين حليتُ بالعطلْ
ونضب الدمعُ وقلْ
أين الشموس في الكللْ
كلُّ مهاة ٍ لم يزلْ
جريحها حتى قتلْ
مرودها إذا صُقلْ
لونهُ صبغ الكحلْ
ذات قوام معتدلْ
من التَّريبِ والكفلْ
بين النشاط والكسلْ
إذا احتبين بالأصلُ
على الأحاديث الفضلْ
ونظم العقدُ وحلّ
من العفافِ والخجلْ
وقد تركنَ في الظُّللْ
مثلَ مباركِ الإبلْ
يا دهرُ أنت والعذل
قد وقرَ السمعُ وملْ
غرَّك من عودٍ بزلْ
نهوضه بما حملْ
عقلا قد اشتاق العقلْ
ربّ طليق محتبلْ
قد عدتُ من تحت الرحلْ
كأن غارتي أظلْ
كم أطلبُ الأمرَ الجللْ
بنصر أيّام خذُلْ
أعلو بحظٍّ قد نزلْ
أسوم خرقاءَ العملْ
أيّ يدٍ لو لم تشلْ
لا تسع الرزقَ الحيلْ
ما أطعم الدهرُ فكلْ
وما حذاك فانتعلْ
يا سقمي كيف أبلّ
والطبُّ أعوانُ العللْ
إن يك مقدارٌ جهلْ
أو سحر آمال بطلْ
فقد يقيلُك الزللْ
مولى ً إذا قال فعلْ
حيّ ابنَ أيوبَ وملْ
إلى ذراه فاستظلْ
تر الأنامَ في رجلْ
سوِّدَ في العشرِ الأولْ
وتمَّ وهو مقتبلْ
وداس عوصاءَ السُّبلْ
إلى الكمالِ فكملْ
إن روّح المزنُ انهملْ
أو أورق الغصنُ حملْ
مدّ يمينا فبذلْ
لولا الندى لم تبتذلْ
هامرها الغيثُ الهطلْ
مطاولا فلم ينل
حتى إذا زادت وقلْ
صاح بها وقد نكلْ
هذا السماح لا شللْ
أي فتى عقدٍ وحل
إن عافت الرأيَ الشُّكلْ
ومرّ يرتاد العللْ
ربُّ الضمير المنقفلْ
أنهلَ رأيا وأعلّ
إذا طغى الخطب وجلْ
وعذرتْ على الفشلْ
نفسُ الشجاع المصمئلْ
وقذف الجرحُ الفتلْ
وكنّ أدواء عضُلْ
خاض من البحر وشلْ(81/366)
ضحضاحه ثمّ وألْ
يعصر ذيلا من بللْ
لا مكرها لكن بطلْ
فتكَ عجولٍ في مهلْ
مصابرٍ طول الطِّيلْ
إن ركبَ القرنُ نزل
يجيل فكرا لم يُجلْ
إلا لتقويمِ خطلْ
يصحو به اليومُ الثملْ
له وراء ما فعلْ
عينُ عقابٍ يوم طلْ
من معشر راضو الدولْ
وملأوا فرجَ الخللْ
واحتلفوا فلم تحل
أيمانهم على بطلْ
لا صحبوا العيشَ بذلّ
إن أكلَ المالُ عدلْ
مكثرهم حالَ المقلْ
إن هوّموا على ذحلْ
سلُّوا الكرى من المقلْ
وشمَّروا الرُّدنَ الفضلْ
عن كلّ عبلٍ منصقلْ
يحسب من غمدٍ يسلْ
بالسمهريّ قد فتلْ
كأنه من الذُّبُلْ
وأفرغوا من العجل
على عصاراتِ المقلْ
سيوفهم إثر الفلل
تأخذ ما أبقى الأسلْ
جرّبتُ والسيف نكلْ
وإخوة الفقر قللْ
محمدا فلم يحلْ
عن شيم المجد الأولْ
يقظان كالسَّمع الأزلْ
يعقلها ويتكلْ
كم لك في العام الأزلْ
من شافياتٍ للغللْ
من دبرْ ومن قبلْ
مفصَّلاتٍ وجملْ
جودا وفي البحر بخلْ
أطلعني فوق الأملْ
حتى كفاني وفضلْ
فإن جرى قولٌ عملْ
أو يعدل القطر السَّبلْ
فقدْ مصاعيبَ ذللْ
بنات فكر منتخلْ
يولدن من غير حبلْ
إذا مررن في الرِّحلْ
بيبسٍ فهو خضلْ
حاملُها بما نقلْ
في الركب مرحانُ جذلْ
كأنه قد استهلّ
ببابه يومَ ثملْ
كم سهم حاسدٍ نصلْ
عنها وقد خابَ وذلْ
يذمُّ منها ما جهلْ
وودّه إذا احتفلْ
بالبيت منها لو وصل
يقرضه أو ينتحلْ
أو لم يقل فقد هبلْ
من لك أعمى بالحولْ
لا تبلغُ الموتى الرسلْ
إن كنت قوّالا فقلْ
قد جاءني ما يرتجلْ
من عيبتي فما عملْ
مبردقين في الجبل
أمدد يداً قبل زحلْ
إذا ابن أيوب كفلْ
يحفظ غيبي لم أبلْ
اسلم يسالمك الأجلْ
ونل ذرى العزِّ وطلْ
في كلّ يومٍ مقتبلْ
إن طرقَ الخطبُ الجللْ
حجبته فلم يصلْ
وصبْ إذا الغيثُ مطلْ
إنك من قومٍ فُعُلْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> تروَّح من وجرة َ الظاعنونا
تروَّح من وجرة َ الظاعنونا
رقم القصيدة : 60225
-----------------------------------
تروَّح من وجرة َ الظاعنونا(81/367)
فكان الذي ساءني أن يكونا
يميناً لعزَّ مرامُ السل
وِّ أن تتركوا جنبَ خبتٍ يمينا
هوى ً بعدهم أمم لا يري
م يسألُ عنهم مزارا شطونا
رميتُ بطرفي ومن مثل ما
جنى تتشكَّى القلوبُ العيونا
وراءَ الحمولُ إلى أن قتل
تُ شكَّ الفراقِ بعيني يقينا
وقد مات إنسانها حيرة ً
فغادرته في دموعي دفينا
وفي الركب معرفة ُ الإنتساب
إذا ما القدود ادَّعين الغصونا
إذا شعشعتْ قبسى وجهها
عنت لهما بقرُالرمل عينا
تشير إليَّ بأسروعة ٍ
تكاد وما أفصحتْ أن تُبينا
إذا خشيتْ ظمأً لم يزل
لها مددٌ من دمِ العاشقينا
أناملُ يبسطنَ رسلَ الوفاءِ
إليَّ ويقبضنَ للكاشحينا
فتاة ٌ رأت خطلاً في القناة
فألقتْ عليها اعتدالا ولينا
تنغَّصُ بالوردِ في خدّها
إذا لم تجدني في المجتنينا
إذا قلَّبتْ قدما أو يداً
تمنت يدي قلباً أو برينا
وتحت الرحالِ صعابُ الخطا
يدسنَ سهولَ الفيافي حزونا
سواءٌ عليهن يومَ الوداع
حذينَ دماً أو لبينٍ حدينا
إذا ما افتلين جمام الريا
ض أجممنها واجتررن البطونا
ذوى البقلُ من حرِّ أنفاسهنَّ
كأنِّي أعديتهنّ الحنينا
حمى اللهُ والعربيُّ الذما
مِ عهدا على وجرة ٍ أن يمينا
وحيّا وجوها تميميَّة ً
صرائحَ ما كان حسنٌ هجينا
مزجنَ الجمالَ بماء الحيا
ءِ لو رفق المزجُ بالشاربينا
وأرهفنَ قبلُ نصولَ العيون
فقدّتْ ولم تتخاذلْ طعينا
ألا طرباً يا مغنِّي القلاصِ
بهم وهى تصعبُ حتى تلينا
أعدْ إنّ ذكرهمُ عوذة ٌ
ولا تحسب الحبَّ إلا جنونا
حنتنى الخطوبُ فما لي ألوم
على سرعة الهرمِ الأربعينا
وأعجبُ من قبلها كيف شب
تُ والشيبُ لا يستشير السنينا
لئن أكثرتْ عثراتُ الخطوب
بحظِّي جرائحها والوهونا
فقد فرَّ منّى لجاجَ الزما
نِ قارحُ عشرٍ أبيّاً حرونا
سلِ الحادثاتِ على ما غمز
نَ جنبي هل وجدَ الغمز لينا
وهل سمعتْ لي إلى أن بعث
تُ في أهل ودِّي لشكوى أنينا
فيا ليتها قنعتْ في الخطوب
بنفسي ورفَّهت الآخرينا
ويا ليتها حين لم تنتفع
بحربي تجنحُ للسّلم حينا(81/368)
وقد جرَّبتني قرنا فما
وفتْ بي فهلاّ اجتبتني قرينا
وفيتُ بدهري وأيامه
ولكن عجزتُ عن الحاسدينا
وكيف يصحُّ بياضُ الوفا
ءِ يوما على كثرة الصابغينا
إذا كشفَ الخبْرُ عيبَ الرجال
فدامجْ ودعْ كلَّ عيبٍ ظنونا
لحا الله كلَّ أجبِّ الحفاظ
بعيدا من الرشد عقلا ودينا
يُعدُّ الكرامة َ وجهَ النفاق
ويرضى بأفعاله أن يهونا
تكلَّم حلوا وتحت الضلو
عِ حنظلة ُ الشرِّ للماضغينا
إذا بتَّ تأمنُ وثباته
لقاءً خبا لك خبئا كمينا
كصلِّ الحماطة يطوى الحما
مَ صعبا ويُعطيك باللمس هونا
يبيتُ يراقبُ أنَّى تعنُّ
له هفوة ٌ منك حتى يخونا
تعلَّمتُ من غدره باسما
بأنّ الوفاءَ مع القاطبينا
عقاربُ أطمعها لسبها ال
حفاة َ فدبَّتْ إلى الناعلينا
علا حظُّهم ووهى مجدهم
فقد وألوا من فمي سالمينا
ولم أكُ مع غضبي إن غضبتُ
لأهتكَ إلاّ حريما مصونا
وقد كنتُ أمضغهم بالهجا
ء لو أكلَ الشعرُ منهم سمينا
أصون لساني عن الغادري
ن صونَ طلابي عن الباخلينا
حرامٌ عليَّ اجتداءُ الرجا
ل لا مانعين ولا باذلينا
إذا أنا يوما سألتُ الجوادَ
حرصتُ غداً فسألتُ الضنينا
بلى إنَّ في آلعبد الرحيم
مكارمَ تفسحُ للراغبينا
وبينَ بيوتهمُ للضيوفِ
جفاناً عماقا وسرحا لبونا
وأندية ً تسعُ السامعين
قرى ً وجوها تضيف العيونا
وسيبا يبرُّ له المقسمو
ن لا وردوا الماءَ إلا معينا
ذعرتُ زماني بأسمائهم
فكنَّ من الدهر دونى حصونا
وفرَّق عزُّهمُ النائبا
تِ عنّى وقد بتنَ حولى عزينا
وحمَّلتُ ثقليعميدَ الكفا
ة ِ منهم فكان القويَّ الأمينا
من القومِ تشرق نيرانهم
على النجم إن طامن الموقدونا
وتأرجُ أرواحُ أبياتهم
رسائلَ عنهم إلى الطارقينا
إذا ما رأيتَ ازدحامَ الحقوق
عليهم عجبتَ لهم ثابتينا
ومن أذكيتْ نارهُ باليفا
عِ في القُرِّ زاحمه المصطلونا
مساميحُ لم يعرُقوا بالعضا
ضِ أيديهم في ندى ً نادمينا
ولم يدفعوا في صدورِ الحقوق
بعذرٍ وإن كان عذرا مبينا
يبيتون يعتلكون السيا(81/369)
ط غرثى وهم يطردون السنينا
طوالُ الحمائلِ شمُّ الأنوفِ
يهابون رؤيا ويستحسنونا
إذا ركبوا مسحوا بالسحاب
وإن نزلوا خلتهم راكبينا
تفرَّعَ من شرفَيْ عيصهم
مصابيحُ مجد تضئ الدجونا
وكلُّ غلامٍ له حكمه
على الناس راضين أو كارهينا
إذا سكتَ انتظروا ما يقولُ
وإن قال دانَ له الناطقونا
تألَّقَ ينعتُ حسنا أباه
وميضَ السيوف يصفن القيونا
عميم الحياكعميدِ الكفاة ِ
ولا يسمُ الأرضَ إلا هتونا
لك اللهُ مبتدئا سؤدداً
تراجعَ عن شأوه المنتهونا
ومقتبل السِّنِّ فاق الكهولَ
فجاءوا على عقبه يحتذونا
فدى ً لك كلُّ قصير الفخا
رِ يهرب من ألسن الناسبينا
له حسبٌ في العلا أكمة ٌ
أضلّتْ محجَّته المهتدينا
إذا أيتم البخلُ سؤَّاله
فيكفيك فينا أبو السائلينا
وكلُّ ابنِ نقصٍ تمنَّى أبو
ه أنّ البنات له بالبنينا
إذا ما رأى منك ملءَ العيون
رأى منه ملءَ منى الشامتينا
لئن دبَّ دهرٌ إلى مجدكم
بنقصٍ يخافُ على الفاضلينا
ومدَّ إليكم غداة َ الصِّفاح
شمالا وكان يمدّ اليمينا
ونازعكم عن مقرّ العلا
ء غصباً وأنتم له مالكونا
فقدماً رآكم لأخلاقه
بحسن خلائقكم فاضحينا
يصيب فتجبرُ أيمانكم
مصابَ إساءته محسنينا
ويأخذ منّا وتعطوننا
ويجلبُ فينا فتستنجدونا
ولا بدّ للمجدِ من عوذة ٍ
إذا تمَّ تطرفُ عنه العيونا
وقد يُغمد السيفُ حتى يُشام
ويستتر البدرُ حتى يبينا
يظنُّ العدا أنكم تخشعون
وقد كذَّب اللهُ فيك الظنونا
ولا أبعد الله غيرَ التّلاد
إذا العرضُ أضحى منيعا مصونا
لئن سرَّ حاسدكم أن يرى
وفودكمُ مرَّة ً مخفقينا
فكم ليلة ٍ دونكم أنقبت
خوافي المناسم حتّى دمينا
ويوم سمومٍ يردّ القطا
على الماء كُدرا وقد كُنَّ جونا
حملنا إليكم على الكره فيه
جوادا أقبّ وعنسا أمونا
فردّ نوالكم اليعملا
تِ تعيى كراكرُهن المتونا
مواقرَ من جودكم لا تكاد
تقلُّ قلائدها والعهونا
كأنّا إذا أشرعت للورود
نحطُّ إلى الماء منها سفينا
فتلتُ من الناس حبلي بكم(81/370)
وقلت لنفسي هم العالمونا
وبعتكمُ مهجتي طائعا
فو المجدِ ما كان بيعا غبينا
ولم أك حاشاي في الغادرين
بكمإن نبا الدهرُ والمارقينا
لساني لكم ذاك والنفسُ تلك
مضيقين في المال أو موسعينا
وأعلمُ أنّى لكم سالمٌ
وأعلمُ أنكمُ تعلمونا
وكم ليَ من مثلٍ سائرٍ
تظلُّ العداة ُ له آذنينا
لكم منه داعية ٌ في البلادِ
ويعطيكمُ إمرة َ المؤمنينا
أقومُ لكم بقوانينه
وأنطقُ ما دمتمُ تسمعونا
فلا عدم الوفدُ ناديكمُ
ولا استوحشتْ سبُلُ الرائدينا
وكان لكمْ من عثار الزمانِ
لعاً يومَ يعثر بالغافلينا
ولا راعنا قدرٌ فيكمُ
فإنَّ بكم نعمة َ الله فينا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> إن كان فوق الشمس للساعي قدمْ
إن كان فوق الشمس للساعي قدمْ
رقم القصيدة : 60226
-----------------------------------
إن كان فوق الشمس للساعي قدمْ
يسمو لها محلِّقٌ من الهممْ
فابغِ وراءَ ما بلغتَ غاية ً
واطلب مزيدا في الذي نلت ورُمْ
لم يدع الكمالُ فيك خلّة ً
يقال فيها ليت ذا النقصانَ تمّْ
إلا الخلودَ فتملَّ خالدا
كما تشاء وبرغم من رغمْ
على الزمان طيَّه ونشرهتميس من ملكك في مُفاضة ٍتردُّ فضل ذيلها على القَدَمْ
وأنت غضٌّ محدثٌ على القدمْسقط بيت ص
حصينة ٍ لم يختلّلْ سردها
نافذة ٌ بهمُ أوْ صدعٌ ثلمْ
كم تطلب الأعداءُ فيك مغمزا
تفنى الضُّروسُ والحصى لم ينعجمْ
ويحسبون عثرة ً ومتعبٌ
ناظرُ عثراتِ النجوم في الظُّلمْ
أضغاث ليلٍ ضاحكت بروقها
حقيقة َ الصبح ومن نام حلمْ
قد علم الله صلاحَ خلقه
على يديك فقضى بما علمْ
والملكُ مذ ضممته يعرف من
يفتح باعيه عليه ويُضمّْ
وكيف رضتَ طفله على الصِّبا
وكيف رشت شيخه على الهرمْ
يوما أخٌ مساهمٌ بنفسه
في جلِّما ناب ويوما أنت عمّْ
وطائرٍ من شعبِ الرأى مضى
بدائدا طردك بالذئب الغنمْ
أرسلتَ تدبيرك في أطرافه
يجمع من أقطاره حتى انتظمْ
وحدكَ لم تقدحه عن مشاركٍ
زيدَ ولو شورك بدرٌ ما استتمْ
وقاطعٍ حبلَ الحفاظ خالعٍ(81/371)
شاور نجما مشرقيّا قد نجمْ
لانت لكفيه العصا فشقَّها
وما درى بأيّ كفٍّ تلتئمْ
ثارَ وعزُّ الدين من أنصارهِ
كواسرُ الجوّ وآسادُ الأجمْ
يزعم لا يرجعُ دون غاية ٍ
لولاك كان صادقا فيما زعمْ
قمتَ إليه بحشى ً ساكنة ٍ
كأنما لقيته ولم تقمْ
تقود شهباءَ جميلا وجهها
ما أُبصِرَتْ قبيحة ً ما تقتحمْ
تمثِّلُ الأشخاصَ فيما صقلتْ
من سابغٍ وافٍ وصمصامٍ خذِمْ
يقطُر ماءُ بيضها وسمرها
علامة ً أنَّ غداً تقطر دمْ
ومستقيماتٍ أبوها أعوجٌ
تقوم من طرق الوغى على لقمْ
عوَّدتها الحربَ فما تفرقُ ما
أوعية ُ العليقِ من فوس اللُّجمْ
وغيره فالتَ أشراكَ الوغى
قبضته مكراً بأشراكِ الكلمْ
جرّدت من فيك له قاطعة ً
يوم الحجاج تقتلُ القرنَ الخصمْ
قال بنو الحرب وقد كتبتها
مالَ على السيفِ وفاءً للقلمْ
إنّ حباء آنفا حبيته
عن المنى كان كثيرا وعظمْ
لا عنقٌ جيداءُ طالت طمعا
في مثله قطّ ولا أنفٌ أشمّ
أخلعة ٌ عليك أم هديّة
إلى الرياض أهديت من الديَمْ
أم من نداك طبعتْ ورُصِّعتْ
بجوهر الأخلاق منكَ والشيمْ
قد كان يُرضى الوزراءَ قبلها
ما أعطي الأتباع منك والخدمْ
ويشكرون ما كسا إذا ضفا
عليهمُ وما امتُطى إذا كرُمْ
ما أهِّلوا لما ابتنى موسِّدا
جلستهم وما سقى وما ختمْ
لا الدرَّ لاثوا عمَّة ً قطّ به
ولا النضارَ سحبوا ذيلا وكُمْ
ولا مشت جيادهم وخرزُ الت
يجان في الأكفالِ منها والُّلجم
قيدتْ لهم مركوبة ً مجنوبة ً
محزَّماتٍ وسوى ذات الحزُمُ
قد كان يُجنى منبتُ التبرِ لها
فخلتها الآن جنى البحرِ الخضمّْ
نعمى أحلَّت بك في محلِّها
ومعشر تغلط فيهمُ النّعمْ
أعلقك المجدَ بلا مساجل
عرضٌ جميعٌ وثراءٌ مقتسمْ
وشيمٌ لم تغتصبها طيبها
أبَّهة ُ الملكِ وتعظيمُ الأممْ
يا ناشر الأمواتِ في إحسانه
ما بالُ حظي وحده تحت الرَّجمْ
نبّهتَ أرزاقَ الورى ورزقي الن
ائمُ والتأميلُ فيك لم ينمْ
يقولُ قومٌ وانبسطتُ واصفا
حالي لهم ويعهدوني أحتشمْ
يقدمُ فخر الملكِ ثمّ تنجلي(81/372)
غاشية ُ الليل إذا الصبحُ قدِمْ
فقلت قد أسلفته شكاية ً
لو قد وفى لرقَّ منها ورحمْ
وقد رأى حاليَ قبلَ سيره
لحما كما ترونها على وضمْ
لكنني استزدته فقال لي
ناصحهم إن تستزد فلا جرمْ
العتبُ ذنبٌ قلت إني تائبٌ
شريطة ُ التوبة ِ تركٌ وندمْ
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ألا صاحبٌ كالسيفِ حلوٌ شمائلهْ
ألا صاحبٌ كالسيفِ حلوٌ شمائلهْ
رقم القصيدة : 60227
-----------------------------------
ألا صاحبٌ كالسيفِ حلوٌ شمائلهْ
رداءُ الهوى مثلي على الشيبِ شاملهْ
أخو عزمة ٍ أو صبوة ٍ عربيّة ٍ
أحامسه شكوى الجوى وأغازلهْ
معي أين مالت بي من الأرض حاجة ٌ
أعطِّفه حتى كأنّي مفاصلهْ
أضنّ به ما ضنّ جفني بمقلتي
فلا أنا مهديه ولا أنا باذلهْ
خليليَّ هل من نظرة ٍ ترجعانها
إلى روح نجدٍ هل تخضَّر ذابلهْ
وهل رشأ بالبانتين عهدته
على ما افترقنا ليته وأياطله
رمى يومَ سلعٍ والقلوبُ حوائدٌ
فما رام حتى أثبتَ السهمَ نابلهْ
هربتُ بلبّي أتّقي سحرَ لفظهِ
ولم أدر أنّ السحرَ عيناه بابلهْ
رأى مهجتي مرعى ً وعينيَ مشرباً
فلم يغنه ماءُ النّخيل وباقلهْ
أساهر ليلا بالغضا كلّما انقضت
أواخره كرّتْ عليَّ أوائلهْ
كأنّ الدجى برد تعاقد هدبه
برضوى يمادي عمره ويطاولهْ
رفعت لحاظي والظلامُ يصدُّها
لحيٍّ بسلمى أين زالت زوائلهْ
كأنّ خلاطَ البين بين حمولهم
لواعجُ قلبي بعدهم وبلابلهْ
وخلفَ سجوف الرقمِ بيض أكنَّة ٍ
تكنّفه من جنب سلمى طلائلهْ
حمته الرماحُ والحصانة أن ترى
مصاونه أو أن ترام مباذلهْ
وأغيد أعياه سوارٌ يغصّه
بخضبِ يديه أو حقابٌ يجاولهْ
حفظتُ الذي استودعتُ من سرّحبّه
وهاجرته بغيا وقلبي مواصلهْ
فما زال طرفي في الهوى وسفاهه
بحلمِ فمي حتى علا الحقَّ باطلهْ
عذيريَ من دنياي فيما ترومه
على عفّتي من بذلتي وتحاولهْ
تكلّفني أطماعها تركَ شيمتي
لشيمتها والطبعُ يتعبُ ناقلهْ(81/373)
كفى شربتيْ يومى رواحُ حلوبة ٍ
عليّ وشاءُ الحيّ دثر وجاملهْ
أرى المرء لا يضويه ما ردّ وجههُ
مصونا ولا يعييه ما هو باذلهْ
وما الحرصُ إلا فضلة ٌ لو نبذتها
لما فاتك الزادُ الذي أنت آكلهْ
ومن غالب الأيامَ كان صريعة ً
لجانب قرنٍ لا يضعضع كاهلهْ
يصيب الفتى بالرأى ما شاء حظَّه
وما جرت الأقدارُ وهي تنازلهْ
يداوى بصيرا كلَّ داءٍ يصيبه
ويعمى عن الداء الذي هو قاتلهْ
فما لي وفي الأحرار بعدُ بقيّة ٌ
تصافح كفّي كفَّ من لا أشاكلهْ
إذا ما ابن عبد الله صحَّ وفاؤه
كفاني الطلابَ ودُّه لي ونائلهْ
فما غام خطبٌ وجهُ أحمدَ شمسهُ
ولا جفَّ عامٌ كفُّ أحمدَ وابلهْ
كريمٌ جرى والبحر شوطا إلى الندى
فعاد بفضل السبق والبحرُ ساحلهْ
يُصدَّقُ ما قال الرواة فأسرفوا
عن الكرماء بعضُ ما هو فاعلهْ
لعاذله حقٌّ على من يزوره
لكثرة ِ ما يغريه بالجود عاذلهْ
كأنّ الندى دينٌ له كلّما انقضت
فرائضه عنه تلتها نوافلهْ
يلوم على إنفاقه كثر ماله
فمن لك أن تبقى عليه قلائلهْ
ترى مجده الشفَّافَ من تحت بشره
إذا الخير دلّتنا عليه دلائلهْ
كأنّ قناعَ الشمس فوق جبينه
ومنكبَ رضوى ما تضمّ سرابلهْ
مديدُ نجادِ السيف إن هو لم يُطلْ
إذا قام قيدَ الرمح وهو يعادلهْ
قليل رقاد العين إلا تعلَّة ً
لماما كأنّ الليلَ بالنوم كاحلهْ
إذا عجَّ ظهرٌ مثقلٌ فهو عامدٌ
لأثقلَ ما حمَّلتهُ فهو حاملهْ
فإن نزل الخطبُ الغريبُ تطلَّعتْ
له من خصاصاتِ الذكاءِ شواكلهْ
حمى الملكَ والذؤبانُ وفوضى تنوشه
تخاتله عن سرجه وتعاسلهْ
ولبَّى وقد ناداه يا ناصرَ العلا
على فترة ٍ فيها أخو المرء خاذلهْ
رمى خللَ الآفاق منه بسدّة ٍ
إذا وزنتْ بالدهر شالت مثاقلهْ
فيوماه عنه يومُ قرنٍ يحاولهْ
فيرديه أو خصمٌ ألدُّ يجادلهْ
إذا الدولة استذرت بأيام عزِّها
فما هي إلا رايهُ ومناصلهْ
ولم يك كالمدلي بحرمة ِ غيرهِ
ولا من أنالته العلاءَ وسائلهْ
غريبا على النعماء والخفضِ وجههُ(81/374)
وناطقة بالعجز عنه مخايلهْ
ولكنَّه البدرُ الذي ما خبت له ال
كواكبُ حتى بيَّضَ الأفقَ كاملهْ
هو الراكب الدهماءَ تمشي بظهرها
على جددٍ لا يحسد الركبَ راجلهْ
عريض النياط لا يثور ترابه
بخفٍّ ولا تحفي المطايا جنادلهْ
أمين الظما لا تعرف العيسُ خمسهُ
ببلٍّ إذا ثارت عليه قساطلهْ
لزاجر أعجازِ السوابق فوقه
سياطٌ من النسل الذي هو ناسلهْ
تراه بحضنيه يحاركُ ظلَّه
يقاومه طورا وطورا يمايلهْ
وتحسبه يهوي ليفضي بسرّه
إلى جالسٍ ما إن يزال يزاملهْ
أمينٌ بسرّي أو مؤدٍّ تحيَّتي
ومن يحمل السرّ الذي أنا حاملهْ
لعلَّ الذي حمِّلتُ من شوق أحمدٍ
يخف بأن تشكى إليه دواخلهْ
عهدتُ فؤادي أصمعا لا يخونني
وصدري متينا لا ترثُّ حبائلهْ
فما بال قلبي يستكين لهذه
وجأشيَ قد جالت عليَّ جوائلهْ
وأولى الهوى إن يستخفَّكَ ثقلهُ
هوى ً لم يجرَّب قبله ما يماثلهْ
وقبلكمُ ما خفتُ أن تسترقَّني
مياهٌ عن الماء الذي أنا ناهلهْ
ولا أنّ ربعاً بالصليقِ تشوقني
على بغضها أو طانهُ ومنازلهْ
ولكن أبى الفضلُ المفرّع منكمُ
على الناس إلا ان يخيّلَ خائلهْ
جزى الله يوما ضمَّ شملي إليكمُ
صلاحا وأعطاه الذي هو سائلهْ
فما كنتمُ إلا سحابا رجوته
لبلِّ فمى فعمَّمتني هواطلهْ
ويا طيبَ ما استعجلتُ كتبَ ودادكم
لو أنّي ببعدٍ لم يرعني آجلهْ
بلغتُ بكم غيظَ الزمان وفيكم
وأكثرُ ممّا نلت ما أنا آملهْ
فهل أنتَ يابن الخير راعٍ على النوى
أخاً لك لم تشغله عنك شواغلهْ
نعم عهدك العقد الذي لا تحلّه
يدُ الغدرِ والحبلُ الذي لا تساحلهْ
وأنك قد أحرزتَ منّى مهنَّدا
يروق وإن رثَّتْ عليه حمائلهْ
وعذراءَ من سرّ الفصاحة بيتُها
طويل العمادِ متعبٌ من يطاولهْ
لها نسبٌ في الشعر كالفجر في الدُّجى
متى تظلم الأنسابُ ترفعْ مشاعلهْ
أبوها شريفُ الفكرِ والفخرُ كلُّه
إصابتُها صهرا كأنتَ تباعلهْ
أتاك بها النيروزُ منى هديّة ً
فلله ماأرسلتُ أو من أراسلهْ
إذا برزتْ في زيّ فارس قومها(81/375)
فحليتها تيجانه وأكاللهْ
فعش يُعجز الأقوامَ ما أنت فاعلٌ
كما يعجز الأقوال ما أنا قائلهْ
وأفضل ما ملِّكته صفو خاطري
وها أنا مهديهِ فهل أنت قابلهْ
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لله قلبا قرينى صبوة ٍ قطعا
لله قلبا قرينى صبوة ٍ قطعا
رقم القصيدة : 60228
-----------------------------------
لله قلبا قرينى صبوة ٍ قطعا
ليلَ الرضا سهراً أحلى من الوسنِ
ناما مع الحبِّ يقتادان طاعتهُ
منزَّهينِ له عن سيّئ الظَّننِ
جسمان صارا هوى ً مزجا فقلْ حسناً
ماشئتَ في قمرٍ يحنو على غصنِ
يا ليلة ً لا جحدتُ الدهرَ منَّتهُ
فيها ولو أنه ما عشتُ أسخطني
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يا صاحبي شكواي هل ناصرٌ
يا صاحبي شكواي هل ناصرٌ
رقم القصيدة : 60229
-----------------------------------
يا صاحبي شكواي هل ناصرٌ
يملك رفدى منكمُ أو معينْ
مرَّا على خنساءَ فاستطردا
ذكري بأطراف الحديث الشُّجونْ
فإن أصاختْ لي فقولا لها
عنِّي عسى صعبتها أن تلينْ
قد عادَ للقلب جنونُ الصِّبا
وهبَّ هذاك الغرامُ الدفينْ
فهل لكم في الحيّ عرَّافة ٌ
تحسم بعد الشيبِ هذا الجنونْ
فحدَّثا خنساءَ قالتنعم
هامَ كمن هام فماذا يكونْ
أوصيه بالدمع دواءً فإن
ضنَّ عليه جفنه فالأنينْ
يا قلبُ ما أنصفتني طالعا
على الهوى من شرف الأربعينْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أدرك ماشاءَ غلامٌ فطنا
أدرك ماشاءَ غلامٌ فطنا
رقم القصيدة : 60230
-----------------------------------
أدرك ماشاءَ غلامٌ فطنا
إذا نبتْ به بلادٌ ظعنا
لا يستريحُ جسمه وعرضه
مكلَّف وقلبه أخو العنا
يضمِّن البيداءَ من حاجاته
والحرّة َ الوجناءَ ما تضمَّنا
إن وجد العزَّ وراءَ جانبٍ
مشى ولو على عوامل القنا
دع للهوينا الغمرَ من أبنائها
وللمنى فما المنى إلاّ ضنا
لا حملتنى تربة ٌ طيَّبة
تخبُث أن تضمَّنى وسكنا
ولا زمانٌ أنا فيه خاملُ ال
ذّكرِ ومن أفضلِ مَن فيه أنا(81/376)
كم الرضا بوشلٍ مصرَّدٍ
لا ناقعٌ ولا يميط الدرنا
وفضلِ عيشٍ جائرٍ مذبذبٍ
لا عفة ٌ فيه ولا زهدُ الغنى
قد قنطتْ نفسى أن تعثرَ بي
مسرَّة ٌ مما ألفتُ الحزنا
أرى عيونَ الشامتين شارة ً
مصبوغة ٌ تشعرُ صبرا حسنا
يظهرُ في وجهي لهم ماءُ الرضا
والنارُ ما أجنُّه مستبطنا
وكلَّما أنحى عليَّ زمني
موَّهتُ حالي وشكرتُ الزمنا
حتى لقد ماتَ فؤادي فغدا
صدري له لحداً وجسمي كفنا
من لي بأن تنشطني الأقدارُ أو
يحلَّ عنّى الدهرُ هذا القرنا
فأملكَ الحلبة َ لا أثنى بأن
أشكمَ دون غايتي أو أُرسنا
قد أغلق الحظُّ البهيم سبلي
حجازها وشامهاو اليمنا
فما أريد نهضة ً تنتاشني
إلا لوى عزمي عنها وثنى
تفانت الأيّام مالي ولها
إما بقاءٌ نافعٌ أو الفنا
قد نبذتني منبذ المجلوبِ لا
يسرحُ في الإبل ولا يسقى الهنا
دريئة ً للهمّ كيف وقعت
سهامه كنتُ الجريحَ المثخنا
لا وطرا من لذّة ِ أقضى ولا
عندي في طارقة ِ الجُلّى غنى
كأنّها ما جرّبتْ حلمي ولا
تعاورتْ منّى جنبا خشنا
ولا درتْ أيَّ رجالِ عصمة ٍ
جعلتهم منها لظهري جننا
الأشرفين همما والأكرمي
نَ أيدياً والأكثرينا مننا
والرافعين بعلا أنفسهم
ما شيَّد المجدُ القديمُ وبنى
قومٌ إذا العامُ اقشعرَّت شمسه
وكبَّ أربابُ المقاري الجفنا
وخافَ كلبُ الحيِّ من جازرهِ
ما أكلَ الشاءَ وأفنى البُدُنا
تساهموه يطردون جدبهُ
حتى يعودَ متمرا وملبنا
وأقبلواه أوجها ميامناً
تضحك فيه وأكفّاً يمنا
وزاده عدلُ الملوك في الندى
تمرُّدا وبالجدا تمرُّنا
وملكتْعجلٌ على الناس به
رأسَ الفخارِ وعرانين السنا
سنَّ لهم فاتبعواوزيَّدوا
وألحقوا بالفرض تلك السُّننا
علقتُ منهم بأغرَّ ماجدٍ
كان الأشدَّ في يديَّ الأمتنا
رعيته أخا الربيعِ وهمتْ
راحتهُ لي فذممتُ المزنا
وقال لي المجدُ وقد أحمدته
تلك الغصونَ أثمرتْ هذا الجنا
أوفى على مرقبة ِ الملكِ فتى ً
يرى خفيَّ المشكلات بيِّنا
موفَّقُ النظرة ِ لا تحوجهُ(81/377)
أوائلُ اللحظ إلى كرِّ الثِّنى
لكفِّه من القنيص كلُّ ما
نص إليه منسرا وبرثُنا
كفى العظيمَ ورمى برأيه
حيثُ هفا رأى ُ المصيبِ وونى
وقام بالدولة مدُّ ظهرهِ
والدهرُ قد طأطأ منها وانحنى
لما أبت صمَّاؤها فلم تطعْ
من أمر حاويها الرُّقى والدَّخنا
وأعضلَ الخطبُ اشتفوا بطبّه
فأفرقتْ والداءُ قد تمكّنا
قالوا الرئيسُ فاطمأنَّ وحشها
بعد النّفارِ باسمه وأذعنا
وعاد محزومُ المطا ريِّضها
من بعدِ ما كان زبونا أرِنا
ماضي اليدينِ منصلا وقلما
صعبَ المراس جلدا ولسنا
إذا فلى برمحه كتيبة ً
حسبته يكتبُ فيها بالقنا
فإن أفاض كاتباً ظننته
بالقلم الجاري الضلوعَ طعنا
رأى الندى أجلبَ شئٍ للعلا
فجعل المالَ العزيزَ هنيّا
وجاد حتى قال من جاد له
أودعَ عندي ماله أو خزنا
يستوحشُ الدينارُ من بنانهِ
فقلّما جاورها مستوطنا
قل لأبي القاسم قسَّامِ اللُّهى
وفي المعالي ما يفاد بالكنى
أشكو إليك كلّما جنَّ الدُّجى
هزَّة َ شوقٍ تستطير الوسنا
ومقلة ً إذا التفتُّ نحوكم
بلَّ الرداءَ شأنها والرُّدنا
ما انفتحتْ من بعدكم فأبصرت
على اختلاف الناس شيئا حسنا
قد كنتُ منِّيتُ بأن تراكمُ
لحاجها لو كان أغناها المنى
ورضتُ نفسي للنوى فأسمحتْ
أن تهجرَ الأهلَ لكم والوطنا
واستأذنت على الحيا مجدبة ً
أرضي ولكنّ الحيا ما أذنا
وقلتُ صدعٌ ربما لمَّ وعج
فاءُ عست بجودكم أن تسمنا
وزمنٌ قاسٍ سيعطفونه
نحوي بما هم يملكون الأزمنا
لكن أبيتَ شفقا وصنتني
يا لمسيئٍ ويُظنُّ محسنا
ولو شريتُ ساعة ً منك بما
بين ضلوعي ما شكوتُ الغبنا
فلا تؤاخذْ بفتى ً صددته
عن نسكه عقوبة ً وما جنى
شجَّعه الشوقُ على مشقّة ٍ
كم سيمَ يوما مثلها فجبنا
لعلَّ من أشخصه يردّه
أغلى لديكم قيمة ً وأوزنا
فربّما عاد صليبا شرسا
ما كان تحت العجمِ سهلا ليِّنا
لئن عداني قدرٌ مماكسٌ
عنكم وحظٌّ ما يزال أرعنا
وفترة ٌ من رأيكم تشهدُ أنْ
ما عندكم من الجوى ما عندنا
فغادياتٌ رائحاتٌ نحوكم(81/378)
صرائحٌ إذا الكلام هجنا
من اللواتي ما انبرى مسترعيا
بمثلها قطُّ لسانٌ أذنا
لو مسح الجوَّ ببطن كفّهِ
قائلها كنتُ بذاك قمِنا
تسلَّفتْ ودَّ الملوك قبلكم
وعقدتْ لي في الرقابِ المننا
فاسمع لهنّ سابقا ولاحقا
سوائرا فيك يُطبِّقنَ الدُّنا
وجلّ يوم المهرجان هذه
قلادة تنظمُ درّاً مثمنا
لم ير مذ فارقَ كسرى مثلها
أجملَ فوق جيدهِ وأزينا
واستوفِ أقصى غاية ٍ من سعده
وابقَ له وللمعالي ولنا
وكنْ بذاك من ضمان الله لي
في أن تعيش وضماني موقنا
واندبْ لها بين يديك ناهضا
يخلفني في ذا الدعاءِ والهنا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> عثرتَ يومَ العذيبِ فاستقلِ
عثرتَ يومَ العذيبِ فاستقلِ
رقم القصيدة : 60231
-----------------------------------
عثرتَ يومَ العذيبِ فاستقلِ
ما كلُّ ساعٍ يحسّ بالزَّللِ
ما سلمتْ قبلك القلوبُ على ال
حسن ولا الراجمون بالمقلِ
راحوا بقلبي وغادروا جسدا
أعدى بلاه ربعَ الهوى فبلي
وقفتُ فيه ولا ترى عجبا
كطللٍ واقفٍ على طللِ
سل إخوتي في قصور فارسَ عن أخ
عزيز يضامُ في الحللِ
يا قوم إن العذيبَ بعدكمُ
يأخذني بالطوائل الأولِ
لا تطلبوا في طلى الرجال دمى
إنّ دمي في غوارب الإبلِ
كأنها بالحمول واطئة ٌ
صفحة َ خدّي تمشي إلى أجلي
يا عجبا صادني عنادا على
وجرة َ ظبيٌ يصاد بالحيلِ
مدَّ حبالا من الذوائب واس
ترهف يرمي نصلا من الكحلِ
ما اختصَّ منى السِّقامُ جارحة ً
على جهاتي أغراضُ منتبلي
إذا لحاظي لجسميَ امتعضتْ
من الضنا قال قلبيَ احتملِ
كلّ عذابِ الهوى بليتُ به
ولو كفيت الملامَ لم أبلِ
قد اشتفى الدهرُ من قساوته
وما اشتفى العاذلاتُ من عذلي
يا قصر الليلِ دمْ لنائمه
فالليلُ لولا السهاد لم يطلِ
أحال دمعي لونَ السواد من ال
عين ولونُ الظلام لم يحلِ
وأنكرتْ عينيَ النهارَ من اع
تياد ليلاتِ همّي الطِّولِ
ظاهرَ ثوبا من السلامة لي
فوقَ أديمٍ محلَّمٍ نغلِ
يسقينيَ الصابَ إن وصفتُ له
ظماءة ً من إدواة العسلِ(81/379)
مبتسم لي من غير ما مقة ٍ
ما كلّ لحظٍ بالماقِ عن قبلِ
إذا استجدَّتْ له ثيابُ غنى ً
رحتُ بثوبٍ من غدره سملِ
يرى بعينيه كلَّ منصدع
يرأبُ إلا ما سدّ من خللي
يرى ذهابَ الساداتِ سوّده
إن التفاني وسمٌ على الغفلِ
قلْ للئيم يضمّ راحته
خوف سؤالي أعفيتَ فاعتزلِ
كففتها ترهبُ العطاءَ فما
أحسنها لو تكفُّ من شللِ
عهدي بمال الجواد يأمنني
فكيف قد خفتني مع البخلِ
ما لك ترتاع للسماع إذا
سيل أناسٌ وأنت لم تسلِ
غضبان تبغى شرّى بلا ترة ٍ
ولا يدٍ أنت ربُّها قبلي
يُذمُّ مسترجعُ النوالِ فهل
تكون مسترجعا ولم تنلِ
يا عاقداً صبوة َ الحسان إلى ال
حاجات حرصا بغارب الجملِ
يطلبُ ما أمهلَ القضاء به
من الغنى في سفارة العجلِ
حيرانَ يضحي على أمانٍ من ال
أرض ويمسي منها على وجلِ
حطَّ وقد أعتمتْ مذاهبه
ينظر رشدا أقمرتَ فارتحلِ
هدا عميد الكفاة نارُ قرى ال
ليل وكشَّافُ أوجهِ السُّبلِ
دلَّ على جوده تبسُّمهُ
والشرقُ يشرى بالعارض الهطلِ
أبلجُ وافٍ سربالُ سوددهِ
على سرابيلِ قومه الفضلِ
فات به أن تداس حلبته
سنُّ فتى ً ورأى مكتهلِ
قرّ وما ألقيت تميمته
وساد في عشر عمره الأولِ
مستيقظ الظنّ ألمعيٌّ إذا
أخلفَ ليلُ النَّوَّامة ِ الوكلِ
يكاد من طاعة الوفاق له
يصلح بين الجنوبِ والشَّملِ
صحّت له في الندى بصيرتهُ
فما يردُّ السؤالَ بالعللِ
وعاقد الغيثَ أن يساهمه ال
جودَ بكفٍّ محلولة ِ العقُلِ
من معشرٍ شاب مجدهم في صبى ال
دهر وداسوا أوائلَ الدولِ
إذا هوى الناسبون في صببٍ
تطلَّعوا من ذوائب القللِ
خلّوا عن المال أيديا وهبوا
منها مكانَ الأموال والقبلِ
يصبح رزقُ الأنام تحت يدٍ
منهم وثقل الدنيا على رجلِ
كلّ غلامٍ ضربٍ يخفّ إلى ال
ضرب خفوفَ الصَّناع للعملِ
لو شاء مما طالت حمائله
مسّ قياما ثعالبَ الأسلِ
شابهَ طيبُ الولاد بينهمُ
وفقَ الأنابيبِ في القنا الذُّبلِ
محمدٌ كالحسينِ سبقا إلى
غايته والحسينُ مثلُ علي
يبغى مساعيك متعبٌ يدهُ(81/380)
تفتُلُ حبلا لشاردِ الإبلِ
وما جنت خيبة ً كرجلِ فتى ً
يمشي على النار غيرَ مشتعلِ
أنعمتمُ لي خوض الرجاء وقد
كنت أحلاَّ منه عن البللِ
وزاد شعري فيكم على فكري
مزيدَ إحسانكم على أملي
لكنّه يقتضي مكارمكم
تعجيلُها ما يفوت بالمهلِ
وأن أكون الشريكَ في جمّة ال
ماءِ كما قد شركتُ في الوشلِ
كلّ يدٍ في مديحكم غمستْ
غيرَ يدي فهي كفُّ منتحلِ
وكلّ قلب بعدي أحبَّكمُ
قلبُ دخيلِ الودادِ منتقلِ
كم جلوة ٍ حلوة ٍ زففتُ لكم
فيها هديّاً من خاطرٍ غزلِ
كالشمس يأتيكم الصباحُ بها
عذراءَ حتى تجلى مع الطَّفلِ
طيّبة الرُّدنِ بالذي ضمنت
من سيرة ٍ فيكم ومن مثلِ
تكثرِ مع حسنها الوصالَ فما
أخشى عليها إلا من المللِ
أثقلتمُ حملَ جيدها فإن از
دادت فللفخر ليس للعطلِ
كم حاسدٍ قد مشى الضَّراء لها
لما استقامت برأيه الخطلِ
رجا بما قال عندكم وزرا
ينجيه من غيظه فلم ينلِ
لو لم توسّع له مسامعكم
ما طمع الصّلُّ في فم الوعلِ
يقصُّ إثرَ الشذوذِ يلتمس ال
عيبَ وينسى الإحسان في الجملِ
له إذا امتدّ باعُ همّته
ذكري بالعيب والمحاسنُ لي
كفى احتقارا تركي إجابته
لو كان ممن يجابُ لم يقلِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> علَّمتها الأيامُ أن تتجنَّى
علَّمتها الأيامُ أن تتجنَّى
رقم القصيدة : 60232
-----------------------------------
علَّمتها الأيامُ أن تتجنَّى
فأحالتْ أخلاقها السُّمحَ هجنا
وتعدَّى غدرُ الزمانِ إليها
فرأتْ رعيها الأمانة َ غبنا
صبغَ الدهرُ عندها بيضَ أيا
ميَ سودا بلونه أو دُكنا
فعهودٌماشئت تلغى وأيما
نٌ على غيرِ حلِّها تستثنى
لم تزل تكذبُ الأمانيُّ حتى
منعتني بالغيب أن أتمنَّى
يا لحا الله ودَّ مثلكِ ما أن
زرَ رفدا عندي وأكثرَ منّا
كم خصوعٍ وليس يُخجلُ عينا
وعتابٍ وليس يخرق أذنا
أعتفي منكِ صخرة ً ليس تثنى
وهي في العين بانة ٌ تتثنَّى
وأرى في جبينك الشمس للعا
لم حسنا ولي شقاءً وحزنا
ما خذولٌ في رأس أرعنَ يمسى(81/381)
شاهقاً دون نيلها معتنَّا
عبرتْ وحدها به ترد العذ
بَ لصابا عمقاً وترعى الحزنا
نجوة ً توجدُ الضحى هي والشمسُ
وتمسي مع الكواكب أمنا
لو رماها بكلّ ما عنده الطَّر
فُ لأعيا من دونها وتعنَّى
منكِ أنأى ولستِ منها إذا كن
تِ مكانَ الوشاح منَى أدنى
أستعيد الأحلامَ ذكرك إن خا
لسَ طرفي لماظة َ النوم وهنا
فكأنّى أدعو الصدى وكأنْ ما
سلك الطيفُ قطُّ بالنوم جفنا
أسأل الدهرَ عن خلائقه الأو
لى وقد نُقِّلتْ فحالَ وحلنا
وأروم الوفاء من زمن الغد
ر وهل للسَّحوقِ باليد مجنى
عجباً كيف لامني في قنوطي
من رأى البحر غاضَ والقطر ضنّا
كنتُ أشكو الأيام قبلُ وفي أخ
لافها مذقة ٌ إذا ما حلبنا
وأذمُّ الدنيا وللناس آذا
نٌ بواقٍ إذا عذلنَ سمعنا
فبودِّ المنى لوانّ ليا
ليَّ اللواتي بكيتُ منهنّ عدنا
حكمَ اللهُ بين قلبي وإخوا
ني وولّى الملامَ من جارَ منّا
ورعى لي في الدوحة ِ المجد غصنا
كيفما هزَّ هُزَّ أخضرَ لدنا
نابتاً في أرومة ٍ للعلا غي
ناءَ شقَّتْ ترابَ أرضٍ غنَّا
وصفت طيبَ عرقها بالجنى الحل
وِ ومدَّت فنّا وريقاً ففنَّا
وسقاها ماءَ الندى فكساها
واسعَ الظلِّ والثرى المطمئنّا
غرسُ عبد الرحيم ثم أطال الله
منها فرعا له ابنا فابنا
أسرة لم يكذبِ الدهرُ وعدا
في علاهم ولم يخيِّبْ ظنّا
أمراءُ الجُلَّى وألسنة النا
دى إذا استصرخوا خطابا وطعنا
لا يبالونوالمكارمُ فيهم
باقياتٌ ما ابتزَّ خطبٌ فأفنى
ركبوا كلَّ غاية ٍ يأخذون الس
بق حتى ردُّوا الصرائحَ هجنا
وترى كلَّ نافر عندهمُ يأ
نسَ إلاَّ ما كان بخلا وجبنا
وإذا العامُ جفَّ مدُّوا عليه
أيدياً يعصرون منها المزنا
كلُّ رخو الإزار حتى إذا سا
ر طوى شملة ً وقلَّص ردنا
لا يهاب السرى وراءَ المعالي
واحدا خاضَ ليلها أو مثنى
يحمل الطودَ مستقلاًّ ولا يحم
لُ وزنَ السَّفاة ِ ثأرا وضغنا
كعميد الكفاة لا تجد الغي
بة ُ في جنبه ولا الغمزُ وهنا
ساد رطبَ الشبابِ مقتبلَ الشر(81/382)
خ كهولاً عدّوا الحجا والسِّنا
أبصرَ الضيمَ خطَّة ً فأباها
ورأى العجزَ حاجة ً فاستغنى
سبق الناسَ إنْ تعجَّلَ لم يك
بُ ولم يعقلوا به إن تأنَّى
ووقته من رأيه جنَّة لا
تتفرّى وصعدة ٌ لا تحنَّى
إن دعا في مواقف الفضل لم تب
رزْ إليه جحافلُ الفضل قرنا
وإذا قيل من توحَّد بالجو
د ومن فهو واحد لا يثنَّى
لاعفا منكَ بعدَ من بانَ منهم
ربعُ مجدٍ ولا تعطَّلَ مغنى
وبقيتَ السيفَ الذي هو أمضى
دونهم في اليد التي هي يمنى
عانيات لك الليالي يعفِّي
ن بحلم آثارَ ما قد جهلنا
طالعا مطلعَ النجوم لك الشع
رى تحيَّا بوفدها وتهنَّا
كلّ ولاّجة ٍ إذا امتطت القر
طاسَ لم تنتظر على السمع إذنا
تطربْ الحاضرَ البليغَ وإن م
رَّت بسمعِ البادي اشرأب وحنَّا
كلَّما عرجت بنادي قبيلٍ
تركت ألسنُ الفصاحة ِ لكنا
في عداكم تدافُ سمّاً وتهدي
لكمُ في الأعياد شهدا وسمنا
لكمُ صفوها وصفو ودادي
كلتُموني نصفا بها أو غبنا
لم أزل في الغنى وفي الفقر يخشا
ني زماني مذ قلتمُ أنتَ منَّا
اقترح تعديلا على القصيدة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يا دار بين شرافَ فالنخلِ
يا دار بين شرافَ فالنخلِ
رقم القصيدة : 60233
-----------------------------------
يا دار بين شرافَ فالنخلِ
درّت عليكِ حلائبُ الوبلِ
وتلطّفت بك كلُّ غادية ٍ
وطفاءَ تنهض عثرة َ المحلِ
تحيي إذا طفق الغمام على
عافى الطلول بكرِّه يبلي
رعياً لما أسلفتِ من زمنٍ
سمحِ الخليقة ِ غافلٍ سهلِ
لا يهتدي هجرٌ إلى أذنٍ
فيه ولا هجرٌ إلى وصلِ
أيامَ عقدكِ عقلَ راحلتي
طربا وأهلكِ عزّة ً أهلي
ورباكِ ملعب كلّ آنسة ٍ
حمت الصِّبا لعفافها الكهلِ
تغشى كثيبَ الرمل جلستها
بمهيَّل متفاوتِ الثِّقلِ
ترمي المقاتلَ لا تقادُ بها
عن مقلة ٍ موقوفة ِ القتلِ
مرهاءَ ما وهبت مراودها
وبحقِّها فقرٌ إلى الكحلِ
تعنو الأسودُ لها فإن صدقتْ
خفقتْ خصائلها من الظّلِّ
كان الشبابُ أخا مودّتها
فرميتُ في الأخوين بالثُّكلِ(81/383)
نفرتْ ظباءُ العزلِ شاردة ً
فأتى الشبابَ الشّيبُ بالعزلِ
فاليومَ لا يدري البكاءُ على
شعري يفيض الدمعَ أم شملي
يا قاتل اللهُ الصِّبا سكرا
لو أنّ دولة سكرهِ تملي
قالوا صحوتَ من الجنونِ به
من ردَّ جنّته على عقلي
نفضتْ من البيض الحسانِ يدي
وارتدَّ عنها ناصلا حبلي
وسعى بيَ الواشي وكان وما
يسطيعني بيدٍ ولا رجلِ
فكأنهنّ بما أذنَّ له
يلبسن أقراطا من العذلِ
أشكو إلى الأيَّام جفوتها
شكوى يدِ العاني إلى الكبلِ
وأريدها والجورُ سنّتها
أن تستقيمَ بسيرة العدلِ
عنقٌ لعمرُ أبيك جامحة ٌ
لم يثنها الرُّوَّاضُ من قبلي
وأبيتُ والأنباءُ طارئة ٌ
بغريبة ٍ سلمتْ على النقلِ
نبّئتُ أن كلابَ معيبة ٍ
يتعاقرون بها على أكلي
أغراهمُ أني فضلتهمُ
ما أولع النقصانَ بالفضلِ
يتباحثون طلابَ عائرة ٍ
عصدتْ على القرطاس من نبلي
خفَّت مخالبهم وما خدشت
حدَّ الصفاة ِ أكارعُ النملِ
أن عيّبوني صادقين فهم
من كلّ ما اخترصوه في حلِّ
حسدوا إباي وعزّتي وهمُ
نهبى الهوان وأكلة ُ الذلِّ
والله أغلاني وأرخصهم
ما شاء وهو المرخص المغلي
لا أشرئبّ إلى بلهنية ٍ
من عيشة ٍ وطريقها يُدلي
بيني وبينكِ يا مطامع ما
بين ابنِ عبد الله والبخلِ
ركب العلا فقضى السباقُ له
متعوّدا للفوز بالخصلِ
ووفى بنظم الملك رأيُ فتى ً
طبٍّ بداء العقدِ والحلِّ
قطَّاع أرشية الكلام إذا
عقلَ اللسانُ بقوله الفصلِ
عجلَ الرجالُ وراءه فونوا
وأصاب غايته على مهلِ
لبسَ السيادة َ معْ تمائمهِ
وتفرّع العلياء عن أصل
ونمى على أعراقِ دوحتهِ
ورقٌ يرفّ ومجتنى ً يحلي
حظّ بحقّ الفضل نيل إذا
ما الحظّ كان قرابة َ الجهلِ
لأبي الحسين يدٌ إذا حُلبتْ
غدت السماء بكيَّة الرِّسلِ
لا يغبط الدينارُ يحمله
وينوء بعدُ بأثقل الحملِ
طبعتْ من البيضاءِ غرّته
وبنانه من طينة البذلِ
نصبَ الحقوقَ على مكارمه
حكما يريه الفرضَ في النفلِ
كما نسيء الظنَّ في سيرٍ
قصَّتْ عن الكرماءِ من قبلِ(81/384)
ونفسِّق الراوين من سرفٍ
ونسكُّ في الأخبارِ والنَّقلِ
حتى نجمتَ فكنتَ بيّنة ً
نصرتْ دعاوى القولِ بالفعلِ
ولقد فضلتَ بأنهم وهبوا
من كثرة ٍ ووهبت من قلِّ
فليهنِ كفَّك وهي خاتمة ٌ
ما أحرزتْ من رتبة ِ الفضلِ
أنت المعدُّ لكلِّ مزلقة ٍ
ترتاب فيها الساقُ بالرِّجلِ
قد جرّبوك أصادقا وعداً
وبلوك تحتَ الخصبِ والأزلِ
وتعرّفوا خلقيكَ من غزلٍ
لينٍ ومن متحمِّسٍ جزلِ
فرأوك أمنعهم حمى شرفٍ
وأشدَّهم عقداً على إلِّ
وأخفَّهم سرجا إلى ظفرٍ
متعجَّلٍ ويداً إلى نصلِ
وعلى الصليق غداة َ إذ نفرت
كفُّ الشّقاق مريرة َ الفتلِ
والحرب فاغرة ٌ تنظر ما
تهدي الظّبا لنيوبها العصلِ
في موقفٍ غدرَ السلاحُ به
غدرَ القبالِ بذمَّة النعلِ
وقد امتطى سابورُ غاربها
متمسِّكاً بمغارزِ الرَّحلِ
وأسترعفتْ أيدي عشيرتهِ
وأوصالها بالطَّرد والشلِّ
وافى فخادعَ عن طرائدها
حتى رددن عليهِ بالختلِ
فثبت فاستنزلت ركبته
بيدٍ تردِّي كلَّ مستعلي
وجد الفرارَ أسدَّ عاقبة ً
مع ذلّة ٍ من عزّة القتلِ
تتنكَّبُ النهجَ البصيرَ إلى
عافى المياهِ وميّت السُّبلِ
وعوى ابنُ مروانٍ وأكلبهُ
فرموا بمشبوحٍ أبى شبلِ
طيّان لا يرضى لجوعته
بسوى فريستهِ من الأكلِ
من بعد ما افترشوا الإمارة وال
تحفوا ظلائل عيشها الغفلِ
ألحقتهم بشذوذِ قومهمُ
يتساهمون مطارحَ الذلِّ
بردتْ حذارا منك ألسنهم
وصدورهم بحقودها تغلي
تركوا لواشجة ِ المناسب في
طرقِ الفرار حميّة الذَّحلِ
من كلِّ رخو المفصلين وقد
لفَّ القناة َ بساعدٍ عبلِ
تعيي بحمل السيف راحتهُ
فكأنّها خلقت بلا حبلِ
كانوا الفصالَ خبت جراجرُها
لما سمعنَ تقطُّمَ الفحلِ
أحييت في ميسان داثرة ً
شيمَ الوفاءِ وسنّة َ العدلِ
ونشرتَ في قصياءِ دجلتها
عزَّ البيوت بجانب الرملِ
فكأنّ سافلة ً النبيط بها
عليا تميمٍ أو بني ذهلِ
يفديك كلُّ مزنَّدٍ يده
من ثقلِ جمع المال في غلِّ
لاينتهُ الأخلاقَ من كرمٍ
فاغترّ منك بمشية الصِّل(81/385)
حسد الكمالَ فظلَّ يقتله
يا ذلَّ مقتولٍ بلا عقلِ
كم منّة ٍ لك لم يزن يدها
شكري ولم ينهض بها حملي
مطبوعة ٍ خفّت مواردها
ومن الندى متكلّف الكلِّ
ومودّة ٍ أطرافها عقدتْ
بعرى وفاء غيرِ منحلِّ
ألبستني خضراءَ حلّتها
تضفو بها كتفي على رجلي
أيقظتَ هاجعَ همّتي وسرى
حظِّي الحرون بقادميْ حبلي
وتعلَّم الإنجازَ في عدتي
من كنتُ أقنع منه بالمطلِ
فلتقضينَّك كلُّ وافية ٍ
بالحقّ شافية ٍ من الخبلِ
محبوبة ٍ لو أنّها هجرتْ
أغنتْ فكيف بها مع الوصلِ
تستوقفُ الغادي لحاجتهِ
ويعيدُ كاتبها فمَ المملي
ترتدُّ للسالي صبابته
وتعلِّل المشتاقَ أو تسلي
تضحي المسامعُ والعقولُ لها
أسراءَ وهي طليقة ُ العقلِ
وإذا رميتُ بها مقامَ علاً
نهضتْ فأبلتْ مثلما أبلي
تسري وذكرك في صحائفها
كالوسم فوق حوارك الإبلِ
في كلّ يومِ هدية ٍ لكمُ
عرسٌ بها تهدى إلى بعلِ
فتملَّها واعرف لغربتها
هجرَ الديارِ وفرقة َ الأهلِ
واعلم بأنّ الشعرَ في قلبٍ
عوراءَ إلا ما استقى سجلي
يستلّ نابَ الليث من فمه
ويرى العقوقَ ولا يرى مثلي
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> جرتْ لها ببابلٍ يمينا
جرتْ لها ببابلٍ يمينا
رقم القصيدة : 60234
-----------------------------------
جرتْ لها ببابلٍ يمينا
سوانحٌ غرّاً لها وعينا
لا يتوقَّى عورَها وعضبها
من عيَّف الأعينَ والقرونا
فأبصرتْ حقّاً مناها في الحمى
وظنَّهابحاجرٍ يقينا
وأصبحتْ ترعى الخصيبَ قبلَ أن
تبلغه وتنهلُ المعينا
عازفة ً رافعة ً رءوسها
على الظَّما أن ترد الأجونا
نرجو بترك رزقها الناحل أن
تأكل من رزقِ غدٍ سمينا
موائرا تخلع من مراحها
على الرُّبى الأرسانَ والعهونا
خابطة ً أشناقها بسوقها
تحسبُ فرطَ حرصها جنونا
كأنَّ خرقاءَ الرياح شرَّعتْ
في لجَّة ِ الالِ بها سفينا
فبلغتْ أدعو لها وبلَّغتْ
وخانني من لم يقل آمينا
وأنتَ إن كنتَ رفيقا فأعدْ
ذكرَالحمى أطيبَ ما غنّينا
أعدْ فمن آية ِ سكّان الحمى(81/386)
وذكرهم أن تطربَ الحزينا
يا جمعَ اللهُ قلوباباللّوى
بدَّدها اتباعها العيونا
وسرَّ حيّاً بالشُّريف أقسموا
لا فكَّ فادٍ عندهم رهينا
أمنتهم على الهوى فلم يكن
مودعُ قلبي منهمُ أمينا
يا حبّذا لحيِّهم بادية ٌ
وهبتُ فيها للجفاءِ اللينا
وحبَّ بعدَ الظلِّ في أن أصطلي
هاجرة ً وأصلا دخينا
والأرضُ مسّت تربها رياطهم
حتى ظننتُ رامة ً دارينا
جلوا دجاها ومشوا صباحها
يطارحون الهيفَ الغصونا
هم قوَّدوني وبرأسي نخوة
أن أستميح اللَّحزَ الضنينا
وهم أذالوا الشيبَ في مفارقي
بالصدِّ لا عدِّي له الخمسينا
ما أجلبَ الدهرُ عليَّ بالأذى
إلاّ أصابَ منهمُ معينا
أعدايَ أهوى قربهم كأنّهم
عضوٌ دوٍ أكرهُ أن يبينا
لا يبعد اللهُ الوفاءَ صاحباً
كان ولا أطمعُ ان يكونا
أعيت يدي حبالُ كلّ ناكثٍ
أفتلُ وهو يقطعُ القرينا
ولو سبرتُ الناسَ أو أعلقتها
مزرّعيّاً علقتْ متينا
إذاً لقامَ من عليٍّ دونها
خرقٌ يرى كلَّ عليٍّ دونا
غضبانُ أن يأكل ضيمٌ جارهُ
أو أن يبيتَ زاده ممنونا
إذا دعاه المجدُ قام ناهضا
فحمل الألوفَ والمئينا
جرى على واشجة ٍ من عرقه
لغاية ٍ أتعبتِ الساعينا
وبلغ الكمالَ نفسا وعُلاً
من قبل أن يبلغه سنينا
مباركٌ عمّته ولثمهُ
تلوثُ خدّ البدرِ والجبينا
تحسبُ من حيائه ورفدهِ
وجهاً مميها ويداً لبونا
تلقى السعودَ حيثما لقيته
تزجرُ منها طيرها الميمونا
أوفى على مرقبة ٍ من عزمهِ
مرقى النسورِ تطلبُ الوكونا
وهبَ من لسانه بصعدة ٍ
تغدر كلّ خصمٍ طعينا
من حاملُ الحاجة ِ عنّى راكبا
إلى العلا طريقها المسنونا
يقطعُ ما بيني وبين أربي
على دنوِّ الدار هذا البينا
يطوي السرى نهاره بليلهِ
جلدَ المطا والعيسُ قد ونينا
حرّاً إذا استودعتهُ وصيَّة ً
كان عليها الحازمَ المأمونا
قلْ للعميد مبلغاوإنما
تسمعُ منه السامعَ الأذينا
قد أخذ الشوقُ إليك جهدهُ
من قلبي النزاعَ والحنينا
وملَكَتْنيقبلَ أن تبتاعني
منك صفاتٌ طفنَ بي عِزينا(81/387)
وجاءت الأنباءُ عنك فنشت
أنفاسنا أعطرَ ما يأتينا
في كلّ يومٍ خبرٌأنك من
لا تلدُ الأرضُ له قرينا
وأنَّ للفضل ومن متَّ به
منك مكانَ شعفٍ مكينا
محاسنٌ آثارها شاهدة ٌ
أنّ الرُّواة َ عنك يصدقونا
ونحن في دارٍ يرى المجدُ بها
أعمى وحظُّ أهلها مجنونا
إما لئيما يرتقى بشرِّه
فيها وإما فاضلا مسكينا
ولا صديقَ غيرُ ذي صنائع
أحسنُ ما يُحسنُ أن يخونا
فلا تسلْ عن نزواتِ كبدي
إلى علاك كلّما سمِّينا
وعن طماحِ مقلتي لنظر
إليك لا شزرا ولا مشفونا
فأقتضي من قربكم لبانة ً
ماطلني الدهرُ بها الديونا
فهل لذا الخاطب أن تُنكحَه
مودَّة ً حنَّ إليها حينا
يمهرُها الصونَ فإن أولدها
أولدها بمدحك البنينا
يعجبك اليومَ صديقا وغداً
ما عاش في الدهر أخاً خدينا
وجاليا وصفك في معارضٍ
يبقين والأيامُ قد فنينا
كلّ موشَّى حوكها موشَّع
تشري رخيصا بردها الثمينا
لو جدتَ بالشباب في ثوابها
كان سواك الخاسرَ المغببونا
وإن لويتَ عنقاً عن مثلها
جاءتك تسترفد آخرينا
كان عليك نصرها حقّاً بما
كنتَ بحاجات الندى ضمينا
تركتُها ساعية ً بنفسها
وراءَ قومٍ غيرِ عاطفينا
رشتُ لهم منها سهاما فضلوا
بحدِّها قومهمُ الماضينا
فملأتْ عرضَ الفلا بذكرهم
ونبذوا حقوقها ناسينا
فهل رضيتَ لهمُ ما أصبحوا
به من الحرمان لي راضينا
وإن أبيتَ فانتصر مستقبلا
لأخواتٍ حادثاتٍ حينا
اقض بحكم المجد لي عليهمُ
وظهر لها سرَّ الندى المكنونا
لم نعصِ أسبابَ الندى في مدحكم
فكيف تعصون السماحَ فينا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> نوازعُ الشوق والغليلِ
نوازعُ الشوق والغليلِ
رقم القصيدة : 60235
-----------------------------------
نوازعُ الشوق والغليلِ
عليَّ أحنى من العذولِ
لام على بابلٍ سهادي
ونام عن ليلي الطويلِ
فمرَّ لا راحماً ضلالي
فيها ولا سالكا سبيلي
ينفض طرقَ الكرى بصيرا
بها وطرقي بلا دليلِ
تحلَّ لا سرَّك التخلِّي
وذمّك الودُّ من خليل
يا راكبَ الليل مستطيلا(81/388)
يرجلكَ الصبحُ عن قليلِ
أمامك الظُّعنُ رائحات
فكيف ترتاح للنزولِ
انظر فإن الدموع حالت
جفنيَ عن ناظرٍ كليلِ
أبارقٌ ما تشيمُ عيني
أم المصابيحُ في الحمولِ
تسابق الشمسَ جنبَ سليع
حتى سبقن الدجى بميلِ
ينقلنَ وخداً بيضا....كنٍّ
نحضنَ بالشدِّ والذميلِ
أهدى استتارُ الشموسِ فيها
لغبطها صبغة َ الأصيلِ
يا صاحبي والردى منيخٌ
ينظرني ساعة َ الرحيلِ
خذ بدمي طرفَ أمّ عمرو
إن أخذ السيفُ بالقتيلِ
واستروح الريحَ من سليمى
مرّاً على ربعها المحيلِ
ولم أخلْ قبلها شفائي
عند نسيم الصَّبا العليلِ
وأقتضي أذرعَ المطايا
ما استصحبتْ من ثرى الطلول
دارُك والركبُ مستقيمٌ
تعلمُ يا سلم ما عدولي
وكيف ظلُّ الرداءِ فيها
إذا همُ هجَّروا مقيلي
أنصلَ كرُّ السّقامِ شلواً
منّي ومنها كرَّ السيولِ
تعلّم الوبلُ من دموعي
فغادر الربعَ في محولِ
ما منجزاتُ الوعودِ عندي
أكرمُ من وعدكِ المطولِ
ولا الحبيبُ الوصولُ أحظى
لديّ من طيفكِ البخيلِ
ربّ سميرٍ سقاطُ فيه
للهمِّ أنفى من الشَّمولِ
أهوى له أن يطولَ ليلي
ولو على سقمي الدخيلِ
قد أخذَ الحزمُ بي وأعطى
وشفَّ عن ماطري مخيلي
وجرّب الدهرُ كيف يمضي
غربى فيه على فلولِ
إن سفَّه الجدبُ رأى قومٍ
عاد حليمي على جهولي
أو أغنت السنُّ عن رجالٍ
أربتْ فصالي على الفحولِ
ما خضعتْ للخمول نفسي
وصونُ عرضي مع الخمولِ
ولا استكانت يدي لفقرٍ
والمالُ في جانبٍ ذليلِ
في بلغ العيش لي كفافٌ
فما التفاتي إلى الفضولِ
ما أنصف الرزقَ لو أدرّت
مزنته بُرقة َ العقولِ
وكم فتى ً شاكلتْ علاه
خلقي على قلّة الشُّكولِ
منازلٌ كالهلالِ تذكي
قدحته في الدجى سبيلي
يطير بي رائشا جناحي
والدهرُ يقتصُّ من نسيلي
من آل عبد الرحيم وافٍ
كأنه بالمنى كفيلي
من الميامين لم تخذِّلْ
فروعهم عزّة َ الأصولِ
ولا استماحوا العموم فخرا
سدّوا به ثلمة الخؤولِ
الغررُ الواضحاتُ فيهم
مجتمعاتٌ إلى الحجولِ
ترطبُ أيدهمُ سمانا
في لهواتِ العام الهزيلِ(81/389)
إذا الحيا أخلف استغاثت
أيمانهم ألسنُ المحولِ
همْ قشروا العار عن عصاهم
بكلِّ عاري الظُّبا صقيلِ
واستيقظوا للتِّراتِ لمّا
نامت عيونٌ على الذُّحولِ
كلّ غلامٍ يسدُّ مجدا
بنفسه ثغرة َ القبيلِ
يحتشم البحرُ من يديه
والبدرُ من وجهه الجميلِ
تقلص عن ساقه قصارا
ذيولُ سرباله الطويلِ
يذرع طولَ القناة قدّاً
وهي تنافيه في الذُّبولِ
تنمى العلا من أبي المعالي
إلى عريق الثرى أصيلِ
ويحمل الخطبَ يومَ يعرو
منه على كاهلٍ حمولِ
أبلج يجري الجمال منه
في سنّتي واضح أسيلِ
يردُّ خزرَ العيون قبلا
إليه من شدّة القبولِ
لا فترة ُ العاجز المروِّي
فيه ولا طيشة ُ العجولِ
يستند الوعدُ والعطايا
منه إلى قائلٍ فعولِ
معتدل الشيمتين حلو ال
طعمين في الصعبِ والذَّلولِ
يزيده النَّيلُ لينَ مسٍّ
إن لعب العجبُ بالمنيلِ
للفقرِ المشكلاتِ منه
عارضة ُ البارقِ الهطولِ
إذا لهاة البليغ جفَّتْ
أرسلها من فمٍ بليلِ
يفديك مسروقة ٌ علاه
راضٍ من المجد بالغلولِ
مؤتنفٌ غير مستزيدٍ
وعاثرٌ غير مستقيلِ
أمواله ضرَّة العطايا
وزادهُ غصَّة ُ الأكيلِ
يا موردي والفراتُ ملحٌ
نميرَ ودٍّ أرضى غليلي
أسرتني بالوفاء لمّا
رأيته وهو من كبولي
وقمتَ لمّا وليتَ نصري
والناسُ من قاعدٍ خذولِ
أمرٌ وإن خفَّ كان عندي
في زنة ِ المهبط الثقيلِ
إذا حملتَ الدقيقَ عنّى
ولست تعيا عن الجليلِ
لم يرتجعك الجفاءُ منّى
عن كرم العاطفِ الوصولِ
ولم تؤاخذ قديم عجزي
عنك ولم تعتقب نكولي
فلتوفينك الجزاء عنّى
قاسطة ُ الوزن والكيولِ
إن أتى الشعرُ من قصورٍ
صدرن من معرضٍ مطيلِ
أوانسٌ ما عرفن صونا
قبلك ما لمسة ُ البعولُ
تغشاك حتّى أخشى عليها
حاشاك من فترة الملولِ
إذا خلوتم بها أقامت
لكم على مخبرى دليلي
من عربيّ الطباع فيها
تخطر مجرورة َ الذيولِ
قد كنتُ أعددتها ليومٍ
يبلغني المجدُ فيه سولي
أزفُّها فيه تحت ظلٍّ
من سحبِ نعمائكم ظليلِ
مصطفياً مهرها بحكمى
من فيض أيديكم الجزيلِ(81/390)
فعدلتْ بي الأيّام عنه
لا عرفتْ حيرة َ العدولِ
إن ينبُ دهرٌ بكم فقدما
لم يخلُ من غدرة ٍ وغولِ
وكم أدبّ الصدا فسادا
إلى ظبا الصارمِ الصقيلِ
وأرسلت أملٌ لواها ال
ظنُّ على عهده المحيلِ
ما خلص الرأيُ من فسادٍ
يقدحُ والعرضُ من خمولِ
فالمالُ إن أمحلت رباه
خضَّرها الغيثُ عن قليلِ
لا بد للشمس من كسوفٍ
والقمرِ التِّمِّ من أفولِ
ثم يعودان لم يزالا
بنقص نورٍ ولا نقولِ
وكالة الله فيكمُ لي
حسبي رعتكم عينُ الوكيلِ
بكم أطال الزمانُ درعي
وأبرم الحظ من سحيلي
كم حاسدٍ عندكم مكاني
يدعو سهيلا إلى النزولِ
وغائبٍ ذنبكم إليه
أنّكمُ قد فطنتمُ لي
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سل عن فؤادك بين منعقد اللوى
سل عن فؤادك بين منعقد اللوى
رقم القصيدة : 60236
-----------------------------------
سل عن فؤادك بين منعقد اللوى
والنَّعفِ قبلَ تشعُّب الأظعانِ
واخلط أنينك إن تسمَّع كاشحٌ
برغاءِ كلِّ مجرجرٍ حنَّانِ
فلربَّما طارت مناسمها غداً
بحشاك وهي مناسرُ العقبانِ
لله أنت محدِّثا أنَّ النوى
ممسى غدٍ من والهٍ حرّانِ
ناهٍ دموعك بالبنانِ تجمُّلا
نهياً مشقَّته على الأجفانِ
نبذوا عهودك في الحصا وتأوَّلوا
دينَ النساءِ عليك في الأديانِ
وتلبّسوا لك في النِّفاق صبائغا
قبلَ الفراق كثيرة َ الألوانِ
غادون أو متروِّحون لشأنهم
فلا شرقنّ لهم بجمَّة ِ شاني
ولقد حملتُ حديثهم في أضلعٍ
للسرِّ مشرجة ٍ على الكتمانِ
وربطتُ صدري باليدينِ مخافة ً
من كثرة الزفراتِ والخفقانِ
يا سائلي بوفائهم لك ذمّة ٌ
من أن يراني الحبُّ حيث نهاني
خذ وجهيَ الراضي إليك ولا تسلْ
بعدَ النوى عن قلبيَ الغضبانِ
هل في البروقِ على الكثيبِدلالة ٌ
إن أعوزتك دلالة ُ النيرانِ
أو فى الصَّبا لك مخبرٌ عن مقلتي
هادي الضلوعِ وموقظٍ وسنانِ
أشكو ظماي وبلَّة ٌ من ريقه
تشفى فليتَ سقى وليت شفاني
لما تواقفناوكم من لهفة ٍ
بحشاً هناك وعضّة ٍ ببنانِ(81/391)
أذكرته العهدَ القديمَ فما قضى
لي حاجة ً إذكارُ من ينساني
قم نادِ بين حمولهم فلربما
كنتَ الطليقَ غدا وكنتُ العاني
عيني جنت يا ظالمين فما لكم
جورَ القضاء تعاقبون جناني
ما هذه يا قلبُ أوّلُ عثرة ٍ
أخذَ البرئُ لها بذنب الجاني
أشكو زماني في دماءٍ طلَّها
عنتاً وثأري عند أهل زماني
وسيوفُ أيامي التي أنحي بها
مسلولة ٌ في أيدي الإخوانِ
يا صاحبيَّ كم القناعة ُ بالمنى
والنومُ تحت ظلائلِ الحرمانِ
وزعمتما أن المغرَّر عاثرٌ
تعدُ العلا غيرَ الذي تعدانِ
لا بدّ منها وثبة ٌ عربيّة ٌ
يرضى القعودُ بها عن النّهضانِ
تدجو الخطوبُ وليلها مستصبحٌ
بالغرّة البيضاءِ من عدنانِ
تبغي ديونا من بني عوفٍ لها
عقدتْ بغير المطل واللَّيانِ
حتى تبيتَ مع الظلام نزيلة ً
لأغرَّ كابن أبي الأغرِّهجانِ
واها لها هدياً وحسنَ بصيرة ٍ
في السعي إن بلغتْ أبا حسَّانِ
تلقى عصاها في بيوتمقلَّدٍ
بندى ً يحلُّ قلائدَ الأرسانِ
حيثُ الفخارُ العدُّ أبيضُ سافرٌ
والجودُ أخضرُ ناعمُ الأغصانِ
ومع العشيِّ مراحة ٌ هدَّارة ٌ
آجالها في قبضة ِ الضيفانِ
تفدي سواه سوقها بضروعها
ودماؤها معه فدى الألبانِ
في كلِّ بيتٍ جفنة ٌ فهَّاقة ٌ
وفحيصُ معقورٍ ونقعُ دخانِ
ونفيسة ٌ من ماله موهوبة ٌ
لم تحصَ في كيلٍ ولا ميزانِ
يا قاتلَ الأزمات في أعوامها
بالجود بل يا قاتل الأقرانِ
سمُّوك أكرمهم فإن هم فزِّعوا
بالصَّبحِ فاسمك فارسُ الفرسانِ
كم موقفٍ لك والقنا يزعُ القنا
عن أن يكونَ اليومُ يومَ طعانِ
والموتُ ما بين الكميِّ وقرنه
يتعاوران عليهِ أو يقعانِ
ما زلَّ عن زلقاتهِ لك أخمصٌ
ولقد تزلُّ بغيرك القدمانِ
أعطاكَ فيه النصرَ توثقة ً وما
وقفت قناة ُ مغامسٍ بسنانِ
ورجعتَ تنثو حسن ما أبليته
ثلمُ الظُّبا وقصائدُ الخُرصانِ
وسخيمة أغضيتَ عنها واهبا
للحلم فيها سورة الأضغانِ
أطَّتْ بك الرحمُ البليلة ُ دونها
حتى طويتَ الذنبَ بالغفرانِ
وضممتَ قومك تابعا في ضمِّهم(81/392)
أمرَ العلا وحقيقة َ الإيمانِ
وإذا الكريمُ تناكرتْ أعمامهُ
أخواله بسقت به العرقانِ
أعطيت حتى كلُّ عافٍ قائلٌ
أفقرتهُ بالجودِ أو أغناني
وأجرتَ حتى ودَّ قومك أنّهم
مع عزِّهم لك موضعُ الجيرانِ
مرَّتْ صفاتك بي فهزَّتْ أضلعي
شوقا إليكَ وهيَّجتْ أشجاني
وخجلتُ من مدحي لقومك والعلا
في ترك مدحك وحده تلحاني
وعلمتُ أنك خيرُ من علقتْ به
منِّي حبائلُ بغية ٍ وأماني
فبعثتها سيّارة ً لك ركبها
في الأرض لا الواني ولا المتواني
حمّالة ً من طيب نشرك في الملا
سلفَ الحيا وبواكرَ الرَّيحانِ
ودَّتْ لها لو أنّها أسديَّة ٌ
عليا تميمٍ أو بني شيبانِ
تحيى محاسنَ مزيدٍ إحياءكم
باقى علاه على الزمان الفاني
تعطيك في النادي أوائلَ فخره
والقومُ بعدك تابعٌ أو ثاني
وإذا تلاهما المنشدون تمنَّت ال
أبصارُ فيها موضعَ الآذانِ
لم يبقَ غيري من يقومُ بمثلها
لكمُ ولا من كان قبلَ زماني
فُقتُ الورى قولا وفقتمُ نائلا
فالمجدُ بين أكفّكم ولساني
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أين تريد يا مثيرَ الظُّعنِ
أين تريد يا مثيرَ الظُّعنِ
رقم القصيدة : 60237
-----------------------------------
أين تريد يا مثيرَ الظُّعنِ
أوطنٌ من رامة ٍبوطن
حبسا ولو زادك من مضمضة ٍ
بينَ الغرارِ خائفا والوسنِ
لعلَّها أن تشتفى بائحة ً
بالعبراتِ أعينٌ من أعينِ
كم كبدٍ كريمة ٍ في برة ٍ
خزمتها ومهجة ٍ في رسنِ
ومن دمٍ تخوضه بلا دمٍ
على ثنايا البين أيدي البدنِ
قد ضمنَ البارحُ عنهم فوفى
ما ساءني إذ مرَّ غيرَ أيمنِ
وما ظننتُ الطيرَ وهي بهمُ
على مواقيت الردى تدلُّني
ونفحة من الهوى تلفُّنا
يومَ الوداع غصنا بغصنِ
يا قاتلَ اللهُ العذيبَموقفا
على ثبوت قدمى أزلَّني
وسرَّ حيّا بالغضا إن سرَهم
ذلُّ وقوفي بعدهم في الدِّمنِ
فقيَّلوا ظلالَ كلّ روضة ٍ
وهجَّروا بي للجوى والحزنِ
وما عليهمولتذكارهمُ
عفوُ الصَّبا وصفوا ماء المُزنِ
لو أسأروا من جسدي بقيّة ً(81/393)
بذكرِ آثارهمُ تنهضُني
لقد أساءوا الملك لما ملكوا
قلبي فهلاَّ أحسنوا في بدني
طاللتُ منرامة َ أشرافَاللوى
لنظرة ٍ لعلّها تصدقني
فما رفعتُوالمنى شعشعة
إلا على ليتى أولو أنني
يا زمنيبالخيف بل يا جيرتي
فيه وأين جيرتي وزمني
ليت الذي كان وطار شعثا
به الفراقُ بيننا لم يكن
أوليت ما باعد من أحبّتي
من الكرام إخوتي قرّبني
من حاملٌ عنِّي تمطَّتْ تحته
وافية ُ الذَّرع رحيبُ العطنِ
طاوية ٌ ما أبصرت وسمعتْ
فالأرضُ بين عينها والأذنِ
ترى المراحَ والنجاءَ ماسرت
شخصينِ بين عجبها والذَّقنِ
تعطى الطريقَ عفوها وجهدها
حتى تعود مضغة ً ولا تني
لا تتقى الأرض بساقٍ منتقى ً
ولا تشكَّى لذراعٍ يفنِ
بزلاءُ عامين فإن أثرتها
فثورة ُ الغرِّ وقمصاتُ الثَّنى
كأنما راكبها تهفو به
طائرة ً أمُّ فراخِ الوُكنِ
قل للعميدووصلتَ غانما
شكوى حنينٍ وحديثَ شجنِ
علَّ الذي استرهنتنى بحبّه
ثمّ نأى عنى أن يفكَّني
ملكتني بالودِّ فوهبتنى
للشوق ألا قبل أن تملكني
أعجبُ من لينى وأنتَ معرضٌ
عني ولو قلبك لي لم ألنِ
كم الجفاء لاأجازيكم به
والصدُّ والوجدُ بكم يعطفني
وكم تبيتون طروحَ الشكّ في
ودّكمُ ورجمِ سوءِ الظِّنن
دعوى هوى ً كأننا لم نفترق
وغفلة ٌ كأنما لم ترني
هبِ النوى مدَّت لنا أقرانها
فما لأيدينا وفتلِ القرنِ
وحكم الزمانُ بافتراقنا
فما لنا نعينُ صرفَ الزمنِ
أشكو إليك مهجة ً علوقة ً
تودَّ لو تودى ولمَّا تخنِ
وكبدا متى أسمها سلوة ً
عنك تنزَّ ناشزا وتزبنِ
وعادة من الوفاء خيرُها
لمخبري وشرُّها لبدني
تُعلِقني في حبلِ من أضاعني
علْقَتها في حبل من يحفظني
فكيف ترضى والعلا دينُك أن
أهواك في المجدِ ولا تسعدني
ذاك وقد قبلتَ من سريرتي
في الودِّ خيرَ ما ترى في العلنِ
وأنك استظهرتَ منّى بيدٍ
لم تؤتَ من ضعفٍ ولا من وهنِ
قلتُ لدهريوهو قد نيَّبَ لي
رُقى العميد دون أن تنهشني
أروع بعتُالناسَ والدنيا به
فما صفقتُ في يمين الغبنِ(81/394)
وملتُ في الراجح من ميزانه
على الورى إذ قلتُ للفضلِزنِ
وكنتُ باللُّمعة ِ من تجريبهِ
على يقين المستمرِّ المدمنِ
فاجتمعتْ معي على توحيده
شتَّى القلوبِ وفروقُ الألسنِ
وإن جفا بوصله فقد وفى
بماله وفاءَ عدلٍ محسنِ
وقام والأيامُ ينتشلني
فكان لي حصداءَ أمَّ الجننِ
وطالعَ الخلَّة َ حتى سدَّها
وافٍ من الجود بما لم يضمنِ
محكِّمٌ في ماله أمرَ الندى
بما قضى من معوزٍ أو ممكنِ
مكارمٌ محسوبة ٌ أرقبها
وفاجئاتٌ بغتة ً تبدهني
لم يلتحمْ بعذرة ٍ معروفها
ولا أتت مكدودة ً بالمننِ
غريبة ٌ حازَ بها فرضَ الندى
سبقاً إلى أنفاله والسُّننِ
ولم يكن كمبرقينَ غرِّرتْ
منهمرجالٌ ببناتِ الدِّمنِ
أرسلته سجلا إلى غدرانهم
فأيبسوا وفاضَ حتى بلَّنى
تشبُّ نيرانهمُ لا للقِرى
بل شرَهاً إلى انتشاقِ الدَّخنِ
لا ينزلُ الضيفُ وإن تموَّلوا
بمتمرٍ منهم ولا بملبنِ
لهم من الأعراب كلُّ ما ادّعوا
غيرَ الوفاء والندى واللَّسنِ
لا شرفٌ في مضرٍ يجذبهم
إلى العلا ولا نهى ً في اليمنِ
لا رقة ُ البدوِ جنتْ إخلافهم
لمدحي ولا حلومُ المدُنِ
أهنتُ في أبياتهمُ كرائما
لو أُنكحتْ أكفاءها لم تهُنِ
تقلّدوا منها عقودَ حمدهم
وهيعلى أجيادهم تذمُّني
إذا استضيمتْ صاح بي ذليلُها
ألم تكن يا أبتي تعزّني
أذلتني في أنفس مغمورة ٍ
وأوجهٍ مسنٍ وأيدٍ خشُنِ
فمن لها منّى وإن عقَّت أباً
بناتهُ فالحقُّ أن تعقَّني
إلا فتاة ً بينهنَّ حظيتْ
عند العميدبالأريب الفطنِ
صرنا إلى ضنكٍ وصارت وحدها
إلى مراحٍ ما اشتهتْ وددنِ
وولدتْ من جوده أياديا
شرطَ المنى وقُرّة ً للأعينِ
في كلِّ يومٍ قادمٍ يصبحني
به بشيرُ الخير أو يغبقُني
ما ضرَّني منهم أصمُّ لحزٌ
وأنت من كسورهم تجبرني
كنتَ إليهم سلَّما فقعدوا
فهدموا المجد وقمتَ تبتني
فمن رأى قبلَ صداي شفة ً
جفَّ القليبُ فارتوت بالشَّطنِ
فغمرتنا ولأعراضهمُ
ماساءها في فالقٍ ومدجنٍ
كلُّ مشيهٍ للوجوهِ فاضح
للذكر في شراده والعطنِ(81/395)
وعندك المرصوع من حليِّهِ
والمصطفى من سرّه المكتمنِ
والسارياتُ بعلاك ما انتهتْ
بوعُ المهارى وقلوعُ السفنِ
لا تأتلي تحفرُ عن كنزٍ لها
تنفقُ منه عاجلا وتقتني
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ما بعدَ يومك سلوة ٌ لمعلَّلِ
ما بعدَ يومك سلوة ٌ لمعلَّلِ
رقم القصيدة : 60238
-----------------------------------
ما بعدَ يومك سلوة ٌ لمعلَّلِ
منّي ولا ظفرتْ بسمعِ معذَّلِ
سوّى المصابُ بك القلوبَ على الجوى
فيدُ الجليدِ على حشا المتململِ
وتشابه الباكون فيك فلم يبن
دمعُ المحقِّ لنا من المتعمِّلِ
كنَّا نعيَّر بالحلوم إذا هفتْ
جزعا ونهزأ بالعيون الهمَّلِ
فاليومَ صار العذرُ للفاني أسى ً
واللومُ للمتماسك المتجمِّلِ
رحل الحمام بها غنيمة َ فائزٍ
ما ثار قطّ بمثلها عن منزلِ
كانت يدَ الدين الحنيف وسيفه
فلأبكينَّ على الأشلِّ الأعزلِ
مالي رقدتُ وطالبي مستيقظٌ
وغفلتُ والأقدارُ لمّا تغفُلِ
ولويت وجهي عن مصارع أسرتي
حذرَ المنية ِ والشفارُ تحدُّ لي
قد نمَّت الدنيا إليّ بسرها
ودللتُ بالماضي على المستقبلِ
ورأيتُ كيف يطير في لهواتها
لحمى وإن أنا بعدُ لمَّا أوكلِ
وعلمتُ معْ طيبِ المحلِّ وخصبهِ
بتحوّل الجيران كيف تحوّلي
لم أركب الأمل الغرورَ مطيّة ً
بلهاءَ لم تبلغ مدى ً بمؤمِّلِ
ألوي ليمهلني إليّ زمامها
ووارءها ألهوبُ سوقٍ معجلِ
حلمٌ تزخرفه الحنادس في الكرى
ويقينه عند الصباح المنجلي
أحصي السنينَ يسرُّ نفسي طولُها
وقصيرُ ما يغنيك مثلُ الأطولِ
وإذا مضى يومٌ طربتُ إلى غدٍ
وببضعة ٍ منى مضى أو مفصلِ
أخشنْ إذا لاقيتَ يومك أو فلنْ
واشددْ فإنك ميّتٌ أو فاحللِ
سيّان عند يدٍ لقبض نفوسنا
ممدودة ٍ فمُ ناهشٍ ومقبِّلِ
سوّى الردى بين الخصاصة ِ والغنى
فإذا الحريص هو الذي لم يعقلِ
والثائر العادي على أعدائه
ينقاد قود العاجز المتزمِّلِ
لو فلُّ غربُ الموت عن متدرِّعٍ
بعفافه أو ناسكٍ متعزِّلِ
أو واحدِ الحسناتِ غيرَ مشبَّهٍ(81/396)
بأخٍ وفردِ الفضل غيرَ ممثَّلِ
أو قائلٍ في الدين فعّالٍ إذا
قال المفقّه فيه ما لم يفعلِ
وقت ابن نعمانَ النزاهة ُ أو نجا
سلما فكان من الخطوب بمعزلِ
ولجاءه حبُّ السلامة مؤذنا
بسلامة من كل داءٍ معضلِ
أو دافعتْ صدرَ الردى عصبُ الهدى
عن بحرها أو بدرها المتهلِّلِ
لحمتهُ أيدٍ لا تنى في نصره
صدقَ الجهاد وأنفسٌ لا تأتلي
وغدت تطارد عن قناة لسانه
أبناءُ فهرٍ بالقنيِّ الذُّبَّلِ
وتبادرتْ سبقا إلى عليائها
في نصر مولاها الكرامُ بنو علي
من كلِّ مفتول القناة بساعدٍ
شطبٍ كصدر السمهريّة أفتلِ
غيرانَ يسبقُ عزمه أخباره
حتى يغامرَ في الرَّعيل الأوّلِ
وافى الحجا ويُخال أنّ برأسه
في الحرب عارضَ جنَّة ٍ أو أخبلِ
ما قنَّعتْ أفقا عجاجة ُ غارة ٍ
إلا تخرَّق عنه ثوبُ القسطلِ
تعدو به خيفانة ٌ لو أشعرتْ
أن الصهيلَ يجمُّها لم تصهلِ
صبّارة ٌ إن مسّها جهدُ الطَّوى
قنعتْ مكانَ عليقها بالمسحلِ
فسروا فناداهم سراة ُ رجالهم
لمجسَّدٍ من هامهم ومرجَّلِ
وبعداءُ عن وهن التواكل في فتى ً
لهمُ على أعدائهم متوكِّلِ
سمحٍ ببذل النفس فيهم قائمٍ
لله في نصر الهدى متبتِّلِ
نزَّاع أرشية التنازع فيهمُ
حتى يسوقَ إليهم النصّ الجلي
ويبين عندهم الإمامة نازعاً
فيها الحجاجَ من الكتاب المنزلِ
بطريقة ٍ وضحتْ كأنْ لم تشتبه
وأمانة ٍ عرفتْ كأنْ لم تجهلِ
يصبو لها قلبُ العدوِّ وسمعه
حتى ينيبَ فكيف حالك بالولي
يا مرسلا إن كنت مبلغَ ميِّتٍ
تحت الصفائح قولَ حيٍّ مرسلِ
فلجِ الثرى الراوي فقلْ لمحمّدٍ
عن ذي فؤادٍ بالفجيعة مشعلِ
من للخصومِ اللُّدِّ بعدك غُصَّة ٌ
في الصدر لا تهوى ولا هي تعتلي
من للجدال إذا الشفاهُ تقلَّصتْ
وإذا اللسان بريقهِ لم يبَللِ
من بعدَ فقدك ربُّ كلِّ غريبة ٍ
بكرٍ بك افترعتْ وقولهِ فيصلِ
ولغامضٍ خافٍ رفعتَ قوامه
وفتحتَ منه في الجواب المقفلِ
من للطروس يصوغ في صفحاتها
حليا يقعقع كلّما خرسَ الحلى
يبقين للذكر المخلّد رحمة ً(81/397)
لك من فم الراوي وعينِ المجتلي
أين الفؤادُ الندب غيرَ مضعَّفٍ
أين اللسان الصعب غيرَ مفلَّل
تفرى به وتحزُّ كلَّ ضريبة ٍ
ما كلُّ حزّة ِ مفصلٍ للمنصلِ
كم قد ضممتَ لدين آل محمدٍ
من شاردٍ وهديتَ قلبَ مضلَّلِ
وعقلتَ من ودٍّ عليهم ناشطٍ
لو لم ترضه ملاطفا لم يعقلِ
لا تطَّبيك ملالة ٌ عن قولة ٍ
تروى عن الفضول حقَّ الأفضلِ
فليجزينَّك عنهمُ ما لم يزل
يبلو القلوب ليجتبي وليبتلي
ولتنظرنَّ إلى عليٍّ رافعا
ضبعيك يومَ البعث ينظرُ من علِ
يا ثاويا وسَّدتُ منه في الثرى
علماً يطول به البقاءُ وإن بلى
جدثا لدى الزوراء بين قصورها
أجللته عن بطن قاعٍ ممحلِ
ما كنتُ قبل أراك تقبرُ خائفا
من أن توارى هضبة ٌ بالجندلِ
من ثلَّ عرشك واستقادك خاطما
فانقدتَ يا قطَّاعَ تلك الأحبلِ
من فلَّ غربَ حسامِ فيك فردَّه
زُبرا تساقطُ من يمين الصَّقيلِ
قد كنتَ من قمص الدجى في جنَّة ٍ
لا تنتحى ومن الحجا في معقلِ
متمنعا بالفضل لا ترنو إلى
مغناك مقلة ُ راصدٍ متأملِ
فمن اى ِّ خرمٍ أو ثنيّة ِ غرَّة ٍ
طلعتْ عليك يدُ الردى المتوغِّلِ
ما خلتُ قبلك أنّ خدعة َ قانصٍ
تلج العرينَ وراءَ ليثٍ مشبلِ
أو أنّ كفَّ الدهر يقوى بطشها
حتى تظفِّرَ في ذؤابة يذبلِ
كانوا يرونَ الفضلَ للمتقدّم ال
سبّاقِ والنقصانَ في المتقبِّلِ
قول الهوى وشريعة منسوجة
وقضيّة من عادة ٍ لم تعدلِ
حتى نجمتَ فأجمعوا وتبيّنوا
أن الأخير مقصِّرٌ بالأولِ
بكر النعيُّ فسكَّ فيك مسامعي
وأعاد صبحي جنحَ ليلٍ أليلِ
ونزت بنيَّاتُ الفؤاد لصوته
نزوَ الفصائلِ في زفيرِ المرجلِ
ما كنتُ أحسبُ والزمانُ مقاتلي
يرمى ويخطئ أنَّ يومك مقتلي
يومٌ أطلَّ بغلّة ٍ لا يشتفي
منها الهدى وبغمّة ٍ لا تنجلي
فكأنَّه يومُ الوصيّ مدافعاً
عن حتفه بعد النبيِّ المرسلِ
ما إن رأت عيناي أكثرَ باكيا
منه وأوجعَ رنّة ً من معولِ
حشدوا على جنباتِ نعشك وُقَّعا
حشدَ العطاش على شفيرِ المنهلِ(81/398)
وتنازفوا الدمعَ الغريبَ كأنما ال
إسلامُ قبلك أمُّهُ لم تثكلِ
يمشون خلفك والثرى بك روضة ٌ
كحلَ العيونَ بها ترابُ الأرجلِ
إن كان حظِّي من وصالك قبلها
حظَّ المغبِّ ونهزة َ المتقلِّلِ
فلأعطينَّك من ودادي ميِّتاً
جهدَ المنيب ورجعة َ المتنصلِ
أو أنفدت عيني عليك دموعها
فليبكينَّك بالقوافي مقولي
ومتى تلفَّت للنصيحة ِ موجع
يبغى السلوَّ ومالَ ميلَ العُذَّل
فسلوّك الماءُ الذي لا أستقي
عطشانَ والنارُ التي لا أصطلي
رقَّاصة القطراتِ تختمِ في الحصا
وسماً وتفحص في الثرى المتهيِّلِ
نسجت لها كفُّ الجنوبِ ملاءة ً
رتقاء لا تفصى بكفِّ الشمألِ
صبّابة الجنباتِ تسمعَ حولها
للرعدِ شقشقة َ القرومِ البُزَّلِ
ترضى ثراك بواكفٍ متدفِّقٍ
يروى صداك وقاطرٍ متسلسلِ
حتى يرى زوَّارُ قبرك أنّهم
حطُّوا رحالهم بوادٍ مبقلِ
ومتى ونتْ أو قصَّرتْ أهدابُها
أمددتها منى بدمع مسبِلِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> كم النَّحتُ في جنبيّ والحزُّ في متني
كم النَّحتُ في جنبيّ والحزُّ في متني
رقم القصيدة : 60239
-----------------------------------
كم النَّحتُ في جنبيّ والحزُّ في متني
أما يشبع الأيامَ ما أكلتْ مني
تلاحمُ ما تفريه فيّ بما فرتْ
وتحسمُ ما تجني عليَّ بما تجني
أريها ندوبي كي ترقَّ وأشتكي
إليها فلا تأوى بعينٍ ولا أذنِ
أرِّئفُ منها بالبكا باردَ الحشا
وأحوي بعوذاتِ الرُّقى ماردَ الجنِّ
تسلُّ جناحي ريشة ً بعد ريشة ٍ
وتخلسُ غصنا من فروعي إلى غصنِ
مصابٌ ولم أمسح يدي من قسيمهِ
وجُلَّى وما نفَّضتُ من أختها ردني
كأنى لم يؤمر بغيري صروفها
ولا وجدتْ بالشرِّ مندوحة ً عنّى
نزوعكِ يا دنيا وصدَّك إنني
سمحتُ بحظّي من هواكِ على ضنِّ
تركتكِ للمخدوعِ منك بخالبٍ
من الومض مسمومِ الحيا صعقِ المزنِ
قليلٌ وإن سرَّ الرياضَ بقاؤها
عليه وما إبقاؤه وهو المفني
هجرتكِ لما صار وصلكِ سبّة ً
وخفتكِ لمّا أن دهيتُ من الأمنِ(81/399)
وإنك للحسناءُ وجها وشارة ً
ولكنه غدرٌ يشوِّهُ بالحسنِ
فطنتُ لرأى الحزم فيكِ وهمّتي
تشيرُ إلى رأى الضراعة ِ والوهنِ
أصادى وتُرمى صفحتي بخفيّة ٍ
تولَّجُ أبوابَ النفوس بلا إذنِ
إذا ما اتقيتُ السهمَ منها بجلدتي
تنفَّستهُ من جلد خلِّيَ أو خِدني
وأعلم إن ماطلت بالودّ أنني
على قربٍ لا بدَّ تدلى له شنِّي
فلو كنتُ عضبا قد فنيتُ تفلّلا
ولو كنتُ هضبا مال ركني على ركني
أيعلم ما أدَّت حقيبة ُ رحلهِ
من الشر ناعٍ ليته لم يبلِّغني
نعى ثمّ ألقاها إليّ صحيفة ً
فضضت إشاحيها وفضَّتْ عرى جفني
بدأتُ بها واليومُ أصبحَ مشمسا
وأنهيتُها والعينُ بالدمع في دجنِ
كنى باسم عزِّيأنه اغتاله الردى
ونفسي عنى لو كان يعلم من يكنى
خليلي إذا اعتلَّ الخليلُ وصاحبي الص
ريحُ إذا ملَّ الفتى صحبة ََ الهجنِ
فجعتُ به غضَّ الشمائل والهوى
مسنَّ الحجا والفضلِ مقتبل السنِّ
على حين قامت للمنى فيه سوقها
وحقَّت شهاداتُ المخايلِ والظنِّ
ورشّحته يرمي الشواكلَ رأيهُ
ويُغنى وأطرافُ الأسنّة لا تغني
وللخصم يستشري عليَّ سفاهة ً
وذي الودِّ يستعلي حؤولا ويستسني
وللكاتم الشحناء يرهبُ حدّه
إذا اهتزَّ دوني والمكاشفِ بالضِّغنِ
وقام بما حمّلته ناهضَ الذُّرى
خفيفَ الصليفِ تامكَ الجنبِ والمتنِ
وتمَّ فسمَّتهُ النجابة ُكاملا
إذا مال في فنّ بها مار في فنِّ
وصرتُ إذا طالبتُ دهري بمثله
طلبتُ ولاد العقم من أظهر العنِّ
ينمْ ارتيادي فيه عن حسن ما أرى
ويفصح غرسي فيه عن طيب ما أجني
ولم أدرِ أن الموتَ فيه مُراصدي
يقرِّفُ ما آسو ويهدمُ ما أبني
أبا قاسم لبَّيت لو كنتَ سامعا
غراما بصوتي وارتياحا إلى لحني
على أيّ سمتٍ تقتفيك نشيدتي
وأي مسيل أقتري عنك أو رعنِ
وهل ينقلُ السُّفَّارُ أخبارَ هالكٍ
فأستقربَ الأسفارَ عنك وأستدني
يرقَّبتُ يوما من لقائك نجتني
ثمارَ الإياب الحلوِ من غصنه اللَّدنِ
وداريتُ عيني عنك بالوعد والمنى
مماطلة َ المأسور يطمع في المنِّ(81/400)
كأنّ فراخَ الوُكنِ بين جوانحي
أقمنَ وطار الأمّهاتُ عن الوُكنِ
أغار عليّ الدهرُ فيك ولم أخلْ
نزولك منقادا بشلٍّ ولا شنِّ
فلا أنت قدَّامَ الركاب طليعة ٌ
لعيني ولا مستأخر أثر الظُّعنِ
طحا بك بعدٌ لا قرابة َ بعده
مسافة َ مقطوع المدى غلق الرهنِ
مجاورَ قومٍ لا تجاوُرَ بينهم
تضاحوا وهم تحتَ الأظلّة ِ والكنِّ
بدائدَ أُلاَّفٍ كأنّ قبورهم
جواثمَ بالبيداءِ معقورة ُ البدنِ
بعيدٌ على ورد الحياض التقاؤهم
وإن هم تدانوا في المنازل والقطنِ
غريبٌ وثاوٍ بين جدران أهلهِ
لهم قشفُ البيداءِ في ترفِ المدنِ
عذيريَ من أفواهِ دجلة َبُدِّلتْ
من الغدقِ السلسال بالراكد الأجنْ
شربتُوقد غالتكدمعي وماءها
فما افترقا لي في الملوحة والسَّخنِ
لصافحتُ من أمواجها كفَّ غادرٍ
سواء عليها الغمزُ في الرَّخصِ والشَّثنِ
رويتَ بها حتى غدا الريُّ لهفة ً
وصافقتها للفوز فانقدتَ للغبنِ
وما خلتُ ورد الماءِ بابا إلى الصدى
ولا أنّ عومَ البحر ضربٌ من الدفنِ
جرت بالقذى من بعد يومك والأذى
ولا ذُكرتْ إلا على السبِّ واللعنِ
وضاقت بها حافاتُها وتملأّتْ
جنادلَ تكبو بالقلوعِ وبالسُّفنِ
ويا ليت شعرَ الحزم كيف ركبتها
على غررٍ من لينِ أظهرها الخُشنِ
وما كنتَ ممن يأكلُ الطيشُ حلمهُ
ولا من فريس العجزِ عندي ولا الأفنِ
ذممتك فيها بالشجاعة مقدما
ولو قد جبنتَ اخترتُ حمدي على الجبنِ
هويتَ إليها مطلقا حان أسرهُ
فلم يغنَ بالأفحوصِ عنها ولا الرَّشنِ
ولو أنه العادي عليك ابنُ لأمة ٍ
تسربلَ أو ذو غابة دامي الحضنِ
وقيتك لا أخشى يدَ الليث مالئا
محاجره منى ولا صولة َ القرنِ
وقامتْ رجالاتٌ فمدَّت أكفَّها
طوالاً فذبَّت عنك بالضرب والطعنِ
وألحمتُها شعواءَ يرفلُ نقعها
على العلق المحمِّر في الأزرِ الدُّكنِ
يصكُّ الكماة َ بالكماة ِ مصاعها
خلاطا وترمي بالحجورِ على الحصنِ
ولكن نعاني فيك من لا أروعه
بسفك دمٍ يحميك منه ولا جفنِ
هو الفاجع النسرَ المحلِّقَ بابنه(81/401)
على الطود والضبَّ المنقَّبَ بالمكنِ
ووالجُ ما بين الفتى وإزاره
بلا وازعٍ ينهى ولا رادعٍ يثني
رقى ما رقى الحاوون لسعة َ نابه
وطبُّوا فلا بالسحر جاءوا ولا الكهنِ
أذمُّ إليك العيشَ بعدك إنه
بضيعة لا المغنى المفيدِ ولا المقني
أهيم ولم يظفرْ بعفراءَ عروة ٌ
وأشكو ولم يقدر جميلٌ على بثُنِ
كأني لم أنظر من الجوّ في ملاً
سواك ولم أسرع من الأرض في صحنِ
ولا رفعتْ كفّي على إثر هالكٍ
ردائي على عيني ولا قرعت سنِّي
بمن أدفع اليوم المريضة َ شمسهُ
وليلة َ غمّى قال همِّي لها جنِّي
ومن أترك الشكوى به غيرَ قانطٍ
فيحملَ عنّى عبأها غيرَ ممتنِّ
ويعضدنيوالرأي أعمى مُدلَّهٌ
ببلجة ِ خطَّاف البصيرة ِ معتنِّ
سددتَ مدى طرفي وأوحشتَ جانبي
من الناس حتى ربتُ فاستوحشوا منّي
وكنتَ يدي بانتْ وعيني تعذَّرتْ
عليَّ وسيفي ترَّ من خللِ الجفنِ
فأصبحتُ أرمي في العدا غيرَ صائبٍ
بسهم وأرمى بالأذى غير مجتنِّ
وكم أزلقتني وقفة ٌ بين حاسدي
وبيني وأعيتني فقلت لك ارشدني
ومرهقة أعددتَ برَّك بي لها
فكنتَ أخي فيها كأنك كنتَ ابني
فلا قلتُ يا نفسي بخلٍّ تأنَّسي
ويا كبدي حنّي إلى سكنٍ حنّي
مضى من به بعتُ الورى غيرَ جاهل
بربحي واستوحدته غيرَ مستثني
ثويتَ وأبقيتَ الجوى لي َوالأسى
فموتك ما يُبلي وعيشي ما يفني
كأني كنزتُ الذُّخر منك لفاقتي
بفقدك واستثمرتُ من غبطتي حزني
هنا التُّربَ في قوسانَ أنك نازلٌ
بأدراجه إن بشِّرَ التُّربُ أو هنِّي
تطيبُ بك الأرضُ الخبيثُ صعيدها
ولو فطنتْ أثنت عليك كما أثني
وزارك محلولُ الوديعة ِ مسبلٌ
رفيقٌ على فرط الوكيفة ِ والهتنِ
أحمُّ شماليٌّ كأنَّ غمامه
سروبُ ظباءٍ أو ندائفُ من عهنِ
إذا اختلفت أرضٌ خفوضا ورفعة ً
طغى شامخا فاستبدل السهلَ بالحزنِ
تألَّت لك الأنواءُ أن ليس بعده
عقابيلُ في حوزٍ لهنّ ولا خزنِ
تصوبُ وأبكي دائبين فإن ونت
ففوِّض إلى دمعي وعوّل على جفني(81/402)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> إن كنتَ ممّن يلجُ الوادي فسلْ
إن كنتَ ممّن يلجُ الوادي فسلْ
رقم القصيدة : 60240
-----------------------------------
إن كنتَ ممّن يلجُ الوادي فسلْ
بين البيوت عن فؤادي ما فعلْ
وهلْ رأيتَ والغريبُ ما ترى
واجدَ جسمٍ قلبهُ منه يضلّ
وقل لغزلان النقا مات الهوى
وطلِّقتْ بعدكمُ بنتُ الغزلْ
وعاد عنكنَّ يخيبُ قانصٌ
مدَّ الحبالاتِ لكنّ فاحتبلْ
يا من يرى قتلى السيوفِ حظرتْ
دماؤهم اللهَ في قتلى المقلْ
ما عند سكّانِ منى ً في رجلٍ
سباه ظبيٌ وهو في ألف رجلْ
دافعَ عن صفحته شوكُ القنا
وجرحته أعينُ السِّربِ النُّجلْ
دمٌ حرامٌ للأخِ المسلمِ في
أرضٍ حرامٍ يالَ نعمٍكيف حلّْ
قلتِ شكا فأين دعوى صبره
كرِّي اللحاظَ واسئلي عن الخبلْ
عنَّ هواكِ فأذلَّ جلدي
والحبُّ مارقَّ له الجلدُ وذل
من دلَّ مسراكِ عليّ في الدجى
هيهات في وجهك بدرٌ لا يدُلّْ
رمتِ الجمال فملكتِ عنوة ً
أعناقَ مادقَّ من الحسن وجلْ
لواحظا علَّمت الضربَ الظُّبا
على قوامٍ علَّم الطعنَ الأسلْ
يا من رأى بحاجرٍ مجاليا
من حيثُ ما استقبلها فهي قبلْ
إذا مررتَ بالقبابِ من قبا
مرفوعة ً وقد هوت شمسُ الأصُلْ
فقل لأقمارِ السماء اختمري
فحلبة ُ الحسن لأقمارِ الكللْ
أين ليالينا على الخيفِ وهل
يردُّ عيشا بالحمى قولُك هلْ
ما كنّ إلا حلما روّعه ال
صُّبحُ وظلاًّ كالشباب فانتقلْ
ما جمعتْ قطّ الشبابَ والغنى
يدُ امرئ ولا المشيبَ والجذلْ
يا ليت ما سوّد أيّامَ الصِّبا
أعدى بياضا في العذارين نزلْ
ما خلتُ سوداءَ بياضي نصلتْ
حتى ذوى أسودُ رأسي فنصلْ
طارقة من الزمان أخذتْ
أواخرَ العيش بفرطات الأوَلْ
قد أنذرتْ مبيضَّة أن حذَّرتْ
ونطقَ الشيبُ بنصحٍ لو قُبلْ
ودلَّ ما حطَّ عليك من سني
عمرك أنَّ الحظَّ فيما قد رحلْ
كم عبرة ٍ وأنت من عظاتها
ملتفتٌ تتبع شيطانَ الأملْ
ما بين يمناك وبين أختها
إلا كما بين مناك والأجلْ(81/403)
فاعمل من اليوم لما تلقى غدا
أو لا فقل خيراً توفَّقْ للعملْ
وردْ خفيف الظهر حوضَ أسرة ٍ
إن ثقَّلوا الميزانَ في الخيرِ ثقلْ
اشددْ يداً بحبِّ آل أحمدٍ
فإنه عقدة ُ فوزٍ لا تحلْ
وابعث لهم مراثيا ومدحا
صفوة َ ما راض الضميرُ ونخلْ
عقائلا تصان بابتذالها
وشارداتٍ وهي للساري عقُلْ
تحملُ من فضلهمُ ما نهضتْ
بحمله أقوى المصاعيبِ الذُّلُلْ
موسومة ً في جبهاتِ الخيلِ أو
معلَّقاتٍ فوق أعجازِ الإبلْ
تنثو العلاءَ سيِّدا فسيّدا
عنهم وتنعى بطلا بعدَ بطلْ
الطيِّبون أزُرا تحت الدجى
الكائنون وزرا يومَ الوجلْ
والمنعمون والثرى مقطِّبٌ
من جدبه والعامُ غضبانُ أزلْ
خير مصلٍّ ملكا وبشرا
وحافيا داس الثرى ومنتعلْ
همْ وأبوهم شرفا وأمّهم
أكرمُ من تحوى السماءُ وتظلْ
لا طلقاء منعمٌ عليهمُ
ولا يحارون إذا الناصر قلْ
يستشعرون الله أعلى في الورى
وغيرهم شعاره أعلُ هبلْ
لم يتزخرفْ وثنٌ لعابدٍ
منهمُ يزيغ قلبه ولا يُضِلْ
ولا سرى عرقُ الإماء فيهم
خبائث ليست مريئات الأكلْ
يا راكبا تحمله عيديَّة ٌ
مهويَّة الظهر بعضَّات الرَّحلْ
ليس لها من الوجا منتصرٌ
إذا شكا غاربها حيفَ الإطلْ
تشربُ خمسا وتجرُّ رعيها
والماءُ عدّ والنباتُ مكتهلْ
إذا اقتضتْ راكبها تعريسة ً
سوّفها الفجرَ ومنَّاها الطَّفَلْ
عرِّج بروضاتِ الغريِّ سائفا
أزكى ثرى ً وواطئا أعلى محلْ
وأدِّ عني مبلغا تحيَّتي
خيرَ الوصيِّين أخا خيرِ الرسلْ
سمعا أمير المؤمنين إنها
كناية ٌ لم تك فيها منتحلْ
ما لقريشٍ ما ذقتك عهدها
ودامجتك ودَّها على دخلْ
وطالبتك عن قديم غلِّها
بعد أخيك بالتِّراتِ والذَّحلْ
وكيفَ ضمُّوا أمرهم واجتمعوا
فاستوزروا الرأيَ وأنتَ منعزلْ
وليس فيهم قادحٌ بريبة ٍ
فيك ولا قاضٍ عليك بوهلْ
ولا تعدُّ بينهم منقبة ٌ
إلا لك التفصيلُ منها والجُملْ
وما لقومٍ نافقوا محمدا
عمرَ الحياة وبغوا فيه الغيلْ
وتابعوه بقلوبٍ نزلَ ال
فرقانُ فيها ناطقا بما نزلْ(81/404)
مات فلم تنعقْ على صاحبه
ناعقة ٌ منهم ولم يُرغِ جملْ
ولا شكا القائم في مكانه
منهم ولا عنَّفهم ولا عذلْ
فهل تُرى مات النفاقُ معهُ
أم خلصت أديانُهم لمّا نُقلْ
لا والذي أيّده بوحيه
وشدَّه منك بركنٍ لم يزُلْ
ما ذاك إلا أنّ نياتهمُ
في الكفر كانت تلتوي وتعتدلْ
وأن ودّاً بينهم دلَّ على
صفائه رضاهمُ بما فعلْ
وهبهمُ تخرُّصا قد ادّعوا
أنّ النفاق كان فيهم وبطلْ
فما لهم عادوا وقد وليتهمْ
فذكروا تلك الحزازاتِ الأوَلْ
وبايعوك عن خداعٍ كلُّهم
باسطُ كفٍّ تحتها قلبٌ نغلْ
ضرورة ذاك كما عاهد من
عاهدَ منهم أحمدا ثمَّ نكلْ
وصاحب الشورى لما ذاك ترى
عنك وقد ضايقه الموت عدلْ
والأمويُّ ما له أخّرَكم
وخصَّ قوما بالعطاء والنفلْ
وردَّها عجماءَ كسرويَّة ً
يضاع فيها الدِّينُ حفظا للدولْ
كذاك حتّى أنكروا مكانه
وهم عليك قدَّموه فقبلْ
ثم قسمتَ بالسَّواء بينهم
فعظُم الخطبُ عليهم وثقلْ
فشحذتْ تلك الظُّبا وحفرتْ
تلك الزُّبى وأضرمتْ تلك الشُّعلْ
مواقفٌ في الغدر يكفي سبّة ً
منها وعارا لهمُ يومُ الجملْ
يا ليت شعري عن أكفٍّ أرهفتْ
لك المواضي وانتحتك بالذُّبُلْ
واحتطبتْ تبغيك بالشّرّ على
أيّ اعتذارٍ في المعاد تتكلْ
أنسيتْ صفقتها أمس على
يديك ألاّ غيرٌ ولا بدلْ
وعن حصانٍ أبرزتْ يكشفُ باس
تخراجها سترُ النبيّ المنسدلْ
تطلب أمراً لم يكن ينصره
بمثلها في الحرب إلا من خذلْ
يا للرجال ولتيمٍ تدّعي
ثأرَ بني أميّة وتنتحلْ
وللقتيل يُلزمون دمه
وفيهم القاتلُ غيرَ من قتلْ
حتى إذا دارت رحى بغيهمُ
عليهمُ وسبقَ السيفُ العذلْ
وأنجز النَّكثُ العذابَ فيهمُ
بعد اعتزالٍ منهمُ بما مُطلْ
عاذوا بعفوِ ماجدٍ معوّدٍ
للصبر حمّالٍ لهم على العللْ
فنجَّتْ البقيا عليهم من نجا
وأكلَ الحديدُ منهم من أكلْ
فاحتجّ قومٌ بعد ذاك لهمُ
بفاضحاتِ ربِّها يومَ الجدلْ
فقلَّ منهم من لوى ندامة ً
عنانه عن المصاع فاعتزلْ
وانتزعَ العاملَ من قناته(81/405)
فرُدَّ بالكرهِ فشدَّ فحملْ
والحال تنبي أنّ ذاك لم يكن
عن توبة ٍ وإنما كان فشلْ
ومنهمُ من تاب بعد موته
وليس بعد الموت للمرء عملْ
وما الخبيثان ابنُ هندٍ وابنه
وإن طغى خطبُهما بعدُ وجلْ
بمبدعين في الذي جاءا به
وإنما تقفَّيا تلك السُّبلْ
إن يحسدوك فلفرط عجزهم
في المشكلات ولما فيك كملْ
الصنو أنت والوصيُّ دونهم
ووارثُ العلم وصاحبُ الرسلْ
وآكلُ الطائر والطاردُ لل
صِّل ومن كلّمه قبلك صلّ
وخاصفُ النعلِ وذو الخاتمَ وال
منهلُ في يوم القليبِ والمُعلّْ
وفاصلُ القضيّة العسراء في
يوم الحنين وهو حكمٌ ما فصلْ
ورجعة ُ الشمس عليك نبأٌ
تشعَّبُ الألبابُ فيه وتضلْ
فما ألوم حاسدا عنك انزوى
غيظا ولا ذا قدمٍ فيك تزلْ
يا صاحبَ الحوض غداً لا حُلِّئتْ
نفسٌ تواليك عن العذب النهلْ
ولا تسلَّطْ قبضة ُ النارِ على
عنقٍ إليك بالوداد ينفتلْ
عاديتُ فيك الناسَ لم أحفل بهم
حتى رموني عن يدٍ إلا الأقلْ
تفرَّغوا يعترقون غيبة ً
لحمى وفي مدحك عنهم لي شغُلْ
عدلتُ أن ترضى بأن يسخطَ من
تقلُّه الأرضُ عليّ فاعتدلْ
ولو يشقّ البحر ثمّ يلتقي
فلقاه فوقى في هواك لم أبلْ
علاقة ٌ بي لكمُ سابقة ٌ
لمجدِ سلمان إليكم تتّصلْ
ضاربة ٌ في حبّكم عروقها
ضربَ فحولِ الشَّولِ في النوق البُزلْ
تضمُّني من طرفي في حبلكم
مودّة ٌ شاخت ودينٌ مقتبلْ
فضلتُ آبائي الملوكَ بكمُ
فضيلة َ الإسلام أسلافَ المللْ
لذاكمُ أرسلها نوافذا
لأمِّ من لا يتّقيهنَّ الهبلْ
يمرقن زرقا من يدي حدائدا
تنحى أعاديكم بها وتنتبلْ
صوائبا إمّا رميتُ عنكمُ
وربما أخطأ رامٍ من ثعلْ
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> طاف عليهبالرقمتينِ
طاف عليهبالرقمتينِ
رقم القصيدة : 60241
-----------------------------------
طاف عليهبالرقمتينِ
طيفٌ على النأي من لبينِ
خاطرَ لم يدرِ أين جاب ال
سرى ولم يشكُ مسَّ أينِ
بينزرود إلى أبان
يا شُقّة البعدِ بين ذينِ(81/406)
زار وخيطُ الكرى ضعيفٌ
لم يتشبَّثْ بالمقلتينِ
والركبُ خدٌّ من بعد زندٍ
وكاهلٌ فوق مرفقينِ
صرعى يصيب الرقادُ منهم
تهويمة ً بين ليلتينِ
كأنَّ ساقي النعاس عاطى
عيونهم بنتَرأس عينِ
فلم يرعني إلا وشاحٌ
طوَّق حضنيَّ من بدينِ
وضمة ٌ بدلتْ مهادا
خشونة َ الأرض لي بلينِ
جدَّد منا وقال خيرا
سرَّ وإن قال قولَ مينِ
ثم أطار الدجى فطارت
به جناحا غرابِ بينِ
زار لأحيا وحان صبحٌ
صيّره زائرا لحيني
يا راكباوالنخيلمنه
مظنَّة ٌ بعد شدّتينِ
احمل سلامي إلى أبان
فاحططه عنّيبالبانتينِ
وحيِّ واسألهما حفيّاً
عن ظبية ٍ أمِّ جؤذرينِ
تنسبُ قحطانَ من أبيها
وأمّها في الذؤابتينِ
فالحسن من أجلها يمانٍ
ينمى إلى بيتذي رعينِ
وقل لقومي من آلكسرى
على تنافي القبيلتينِ
ولادتي بينكم وقلبي
في يعربٍفاعجبوا لذينِ
هان دم لي يعزّ فيكم
يا لعزيز المرام هينِ
لا تطلبوا الثأر عند غيري
فإنّ قلبي قتيلُ عيني
لام على عفتي حريصٌ
والحرصُ إحدى الشقاوتينِ
فظنّ ماء الحياة عدلاً
لسفك ماءٍ في الوجنتينِ
قلتُتنفَّجْ وكد ذليلا
يا رُبَّ عرضٍ في ماضغينِ
أقسمتُ بالمحرمين شعثا
بين المصلَّى والمأزمينِ
وما أحلّوا وما أهلّوا
بحجّة ٍ بعد عمرتينِ
لا قاد ذلُّ الأطماع رأسي
ما دام ليذو الرياستين
أذمَّ لي أن يذالَ وجهي
أغلبُ منه ذو لبدتينِ
غيرانُ جاورتهُ فبيتي
في الأرض بيتٌ في الفرقدينِ
زحمتُ دهري به فأمسى
جنبيَ أقوى العريكتينِ
وبات عزّي منه ونصري
في عامل الذابل الرُّديني
أبيضُ من طينة ٍ خلاصٍ
ما شابها خالطٌ بشينِ
لملمها المجدُ وهي منه
تبرقُ ما بين الراحتينِ
ناولها خالها أبوها
بيضاءَ ملساءَ الجانبينِ
ينبيك من في الزمان منها
عن حسبيها المقدَّمينِ
دوحة ُ مجدٍ لها ثمارٌ
حظُّ فمٍ ما اشتهى وعينِ
بهبة ِ الله يستدلّ ال
رُّوَّادُ منها على الحسين
عالِ بكفَّي أبي المعالي
ذروة ثهلانَأو حنينِ
واستسق خلفيهما وأهوِنْ
إذا استهلاّ بالمِرزمينِ
ففيهما ديمتا سماح(81/407)
عصراهما غير زائلينِ
تمطر حمراً لنا وبيضا
حياً من التبرِ واللجينِ
أناملٌ كلّهنَّ غصنٌ
روضته بين إصبعينِ
أروعُ سلَّ الإقبالُ منه
عضبا طريرا لصفحتينِ
إذا مضى في وغى ً وشورى
نزا فقدَّ الضريبتينِ
من صيغة الله لم يُثلَّم
ولم يُذله طِراقُ قينِ
ناهزَ حلمُ الكهول طفلا
وساد بين التميمتينِ
فكان في مهده وقارا
كأنه في الوسادتينِ
يا فارس المشرفِ المعالي
كجدولٍ بين أشبتينِ
صاغ لك الأفقَ ذاتَ طوقٍ
هلالها بين كوكبينِ
يمدُّ في سبقه بعرقٍ
سرى إليه من سابقينِ
يصرف عن لاحقٍأبيه
وجها إلى خالهالغضينِ
ذلّت له الأرض لم تذلَّلْ
من قبله تحت حافرينِ
أربعة ٌ في الثرى وقوعٌ
ما بين نسرين طائرينِ
يا سربهِ الجزعَ من دجيلٍ
حديقة ً بين جنتينِ
مسافة لا يطول فيها
مدى ً على ذي قصيرتينِ
ولا يراعي بها دليلٌ
صوبَ سماكٍولا بُطينِ
لو رمتُ إبلاغها بسوقي
بلغتها كلَّ ساعتينِ
وقل لناءٍ قلبي إليه
شرارة ٌ بين جمرتينِ
ما كسيتْ بعدك المعالي
فخرا ولا حلِّيتْ بزينِ
ولا عرفنا منها لياءٍ
ولا لللامٍ ولا لعينِ
كنتَ أباها من قبل تكنى
بها وقبل المكنِّيينِ
مولودة ٌ منك لا بأمٍّ
والخلق ما بين والدينِ
ووجهُبغدادَ مقشعرٌّ
مقفلُ ما بينَ الحاجبينِ
غبتم وغاب السرور عنها
فقلبها بين غائبينِ
بانت مجاليكمُ مساءً
عنها وصبحا بالنيّرينِ
فنحن نمسي فيها ونضحي
نخبط ما بين ظلمتينِ
فراجعوها ذكرى لجنبيْ
دجلة َ فيها والشاطئينِ
واحنوا لملكٍ عودتموه
حنوَّ برَّين حانيينِ
زال وزلتم فقد عرته
ندامة ٌ بين العبرتينِ
تاب وتاب الواشي إليه
والعفوُ ما بين توبتينِ
والتفتوا تنظروا عداكم
حيّاً غدا بين ميتتينِ
وشارداً فاته مناه
يأكل غيظا لحم اليدينِ
عادٌ من الله في علاكم
نيطت بحبلٍ ذي مرَّتينِ
يغنى بها محصدا قواها
حمدا لربّ العنايتينِ
غداً تُقضَّى إليَّ فيكم
نقدا ويقضي الزمانُ ديني
فكلّ يوم للشعر فيكم
عائفة ٌ بين زاجرينِ
تجري ولم تتَّهم بدعوى
ولم تطالبَ بشاهدينِ(81/408)
صادقة َ الوعد لي عليها
معجزة ٌ بالدلالتينِ
سيَّرتُ فيكم راياتِ مدحٍ
تخفقُ عنى في الخافقينِ
لكم فتوحي بها وختمي
والناس من بعدُ بينَ بينِ
تغشاكمُ غيّبا شهودا
على دنو منكم وبينِ
يحوب مطرى قوم وشعري
في مدحكم ذو الشهادتينِ
منعتُ ظهري بكم فخورا
بجانبيّ المحصَّنينِ
فما أبالي صرفَ الليالي
وأنتمُ بينها وبيني
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> رحمتُ قوما وما مالت رقابهمُ
رحمتُ قوما وما مالت رقابهمُ
رقم القصيدة : 60242
-----------------------------------
رحمتُ قوما وما مالت رقابهمُ
تحت القريض فظنُّوا أنهم حملوا
وقعقعوا دونه الأبوابَ فاعتقدوا
بطول ما قرعوها أنهم وصلوا
وحظُّهم منه حظّ الناقفاتِ رجتْ
أن يجتني من هبيدِ الحنظلِ العسلُ
تسرَّعوا في بحورٍ منه طامية ٍ
والمنبعُ العذبُ فيها بيننا وشلُ
محجَّة سبلُها البيضاءُ خافية ٌ
وكلّها في مرائي أعينٍ سبلُ
والصحفُ تُملأ والأقلامُ متعبة ٌ
وكلّما سمعوا من خاطبٍ نقلوا
والقولُ والنقدُ مخلوقانِ في عددٍ
قلٍّ كما تخلقَ الأسماعُ والمقلُ
لا يُكسبان بتقليدٍ ولا أدبٍ
ولا يفيدهما علمٌ ولا عملُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> وحاملة ٍ لك محمولة ٍ
وحاملة ٍ لك محمولة ٍ
رقم القصيدة : 60243
-----------------------------------
وحاملة ٍ لك محمولة ٍ
على ظهرِ محتقرٍ ثقلها
تضيقُ بنانُك عن بعضها
حسابا وتحسبُها كلَّها
إذا عونقتْ منعتْ وصلها
وإن صورمتْ وصلت حبلها
وأسمنها ربُّها في السماءِ
قديما ولكنه استلَّها
إذا لقحتْ بالظُّبا أكرمتْ
نتاجاً وما طارقت فحلها
ولا يدرك الحظَّ منها امرؤٌ
إذا لم يكن رأسها رجلها
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ومكنونة ٍ بين الخدور أقامها
ومكنونة ٍ بين الخدور أقامها
رقم القصيدة : 60244
-----------------------------------
ومكنونة ٍ بين الخدور أقامها
هواى ونصحي حالتين على رجلِ
قديمة ِ عهدِ العمر تطمَثُ عانسا
فإن ولدت منّى فتى ً ولدتْ مثلي(81/409)
لها أخواتٌ في البلادِ كثيرة ٌ
ووالدها في الدهرِ منقطع النسلِ
تقصُّ عليَّ الحقَّ ما حضرتْ معي
ولا تصدق الإخبارَ بعدي ولا قبلي
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> وما زوجان من ذكرٍ وأنثى
وما زوجان من ذكرٍ وأنثى
رقم القصيدة : 60245
-----------------------------------
وما زوجان من ذكرٍ وأنثى
ترى الألحاظَ نحوهما تميلُ
إذا اقترعا على إحراز حسن
أغار على سمينهما النحيلُ
وحاملة لها ابنا وهو بعلٌ
يعالُ بها لأطفال تعولُ
له من زادها ما أطعمته
وغيرهما لزادهما الأكولُ
يداوس بين جنبيها علاجا
دقيقا تحته معنى جليلُ
إذا ما ابنٌ عصى بنتاج أمٍّ
فإن نتاجَ أمِّهما جميلُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> وما زائدٌ أبدا ناقصٌ
وما زائدٌ أبدا ناقصٌ
رقم القصيدة : 60246
-----------------------------------
وما زائدٌ أبدا ناقصٌ
فطورا يقوم وطورا يميلُ
إذا ضلَّ فهمُ الدليل الحليم
هدى الناسَ منه دليلٌ جهولُ
متى خفَّ أو طاش أعمدته
ويُحمد وهو رزينٌ ثقيلُ
له مرفقان يقيم الحدودَ
على صمته فيهما ما يقولُ
فحاضره صحّة ٌ أو ضنى ً
وغائبه سمجٌ أو جميلُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سوى رسنى قاده الباطلُ
سوى رسنى قاده الباطلُ
رقم القصيدة : 60247
-----------------------------------
سوى رسنى قاده الباطلُ
وعاج به الطائلُ الحائلُ
وغيري شفاه الخيالُ الكذوبُ
وعلَّله الواعدُ الماطلُ
وبات يغلغل في صدره
بجدِّ الأسى رشأٌ هازلُ
نبا اليومَ عن كلّ سمعٍ أحبَّ
وسمعي له وطنٌ قابلُ
سرى البرقُ وهنا فما شاقني
وثار فما راعني البازلُ
وغنَّى الحمامُ فلا صافرٌ
هفا بضلوعي ولا هادلُ
وبيضُ الصوارم لي بارقٌ
وماءُ الجماجم لي وابلُ
وللجبنُ خيرٌ لو أنَّ الردى
عن المرء في عيشه غافلُ
نشزتُ فمن شاء فليجفني
إذا متُّ والعزّلى واصلُ
كم الضيمُ تحت رواق القنوع
أما يأنف الأدبَ الخاملُ
فلو أدرك المجدُ بين البيو
ت لما أصحرَ الأسدُ الباسلُ(81/410)
إذا كان في الأرض رزقٌ بلا
سؤال فلا أفلح السائلُ
أرى المالَ يحميه ذلُّ الطِّلا
ب كالدُّر يشقى به العاملُ
تقدَّمْ ولا تتوقَّ الحما
مَ فما أنت من يومه وائلُ
وقد دلَّ حائلُ لونِ الشباب
على أنّ عمرَ الفتى حائلُ
حبائلُ لا بدّ من جذبها
وإن هو راخى بها الحابلُ
أرجِّي غداً وقريبا رجو
تُ لو كان لي في غدٍ طائل
وكم سال دمعي لحال تزو
ل وهو على فقدها سائلُ
يحبِّب مكروهَ يومي غدي
وينسي أذى عامي القابلُ
وما الخطب في أدبٍ ناتج
ومن دونه أملٌ حائلُ
إلى كم يكفكف غربي العرا
قُ خداعا وتسحرني بابلُ
وتبرزُ بغدادُ لي وجهها
فيخدعني حسنها الخائلُ
ويلوي بأياميَ الصالحا
ت يومُ بطالتها العاجلُ
وهل نافعي ظلُّ أفيائها
وظلّ علائي بها زائلُ
أقيم عليها بأمر الهوى
وأمرُ النُّهى أنني راحلُ
غدا ربعُ حالي بها مقفرا
ومن فقري ربعها آهلُ
وفي كلّ نادي قبيلٍ بها
من الفخر بي مجلسٌ حافلُ
وفوق فقارى من أهلها
وسوقُ أذى ً ما لها حاملُ
يفوتُ الطُّلاة َ مفاريقها
إذا صرّ من تحتها الكاهلُ
إلام أدامجهم سابرا
لساني حشاً داؤها داخلُ
وأحمل قلّة إنصافهم
كما يحملُ الجلبة البازلُ
فمن جاهلٍ بي أو عارفٍ
بخيل فيا ليته جاهلُ
وليس سكوتي عنهم رضاً
ولكنه غضبٌ عاقلُ
كفى صاحبي غدرة ً أن علت
به الحالُ وانحطّ بي نازلُ
أما تستحي حاليا بالغنى
ومولاك قبل الغنى عاطلُ
وأن تركبَ النجم ظهرا إلى
مناك ولي أملٌ راجلُ
فأقسم لو دولة الدهر لي
لما مال عنك بها مائلُ
ولا اقتسمت بيننا صوعها
بأقسط ما قسمَ العادلُ
تذكَّرْ فكم قولة ٍ أمس قل
تَ والفعلُ يضمنه القائلُ
وكلْ إن أكلتَ وأطعمْ أخاك
فلا الزاد يبقى ولا الآكلُ
عجبت لمغترسي بالوداد
وغصني من رفده ذابلُ
ومنتقصي حظَّ إسعاده
ويشهدُ لي أنني فاضلُ
أسلّم للفقر كفّي وأن
ت دون فمي رامحٌ نابلُ
وهل عائدٌ بحياة القتي
ل أن يستقاد به القاتلُ
سل الماضغي بفم الإغتيابِ
أما يبشمُ الدمُ يا ناهلُ
أفي كلّ يومٍ دبيبٌ إل(81/411)
يَّ بالشرّ عقربهُ شائلُ
يقول العدوُّ ويصغي الصديقُ
وشرٌّ من القائل القابلُ
لئن ساء سمعي ما قلتمُ
ففضلي لما ساءكم فاعلُ
وما عابني ناقصٌ منكمُ
بشيء سوى أنني فاضلُ
حمى الله لي منصفا وحده
حماني وَ الجورُ لي شاملُ
وحيّا ابن أيوب من حافظٍ
وفى وأخي خائنٌ خاذلُ
كريمٌ صفا لي من قلبه ال
ودادُ ومن يده النائلُ
ولم ترتجعه معالي الأمو
ر عنى وحولُ الغنى الحائل
ولا قلّص الملكُ عاداته
معي وهو في ثوبه رافلُ
تسحَّلَ لي كلُّ حبلٍ علق
تُ وهو بيمناه لي فاتلُ
مقيم على خلقٍ واحدٍ
إذا ملكالشبم الناقلُ
زحمتُ صدورَ الليالي به
وظهري عن شملنى ناكلُ
وضمَّ عليّ عزيبَ المنى
وقد شُلَّ سارحها الهاملُ
فلا وأبى المجد ما ضرني
حياً قاطعٌ وهوَ الواصلُ
فتى ً جوده أبدا مسبلٌ
وفي الديمة الطلُّ والوابلُ
فكلُّ أنامله لجّة ٌ
ولا بحرَ إلا له ساحلُ
يمدّ إلى المجد باعا تطول
إذا قصّر الأسمرُ العاسلُ
تصافحَ منه يدٌ لا يخيب
مع الإشتطاط لها آملُ
تعرُّقه شعبة ٌ للعلا
ء والرمحُ منفتلٌ ذابلُ
إذا سمنتْ همّة ٌ في الضلوع
فآيتها البدنُ الناحلُ
من القوم تنجد أيمانهم
إذا استصرخ البلدُ الماحلُ
رحابُ المقارى عماقُ الجفانِ
إذا خفَّض المضغة َ الآكلُ
وبات من القُرِّ ينفى الصبي
رَ عن رسغه الفرسُ البائلُ
مطاعيمُ لا ينهر المستضي
ف فيهم ولا يخجل الواغلُ
وساعُ الحلوق رطابُ الشِّفاه
إذا اعصوصب الكلم الفاصلُ
سما بهم البيتُ سقفُ السما
ء لاطٍ لأطنابه نازلُ
منيعٌ ولكنه بالعفا
ة مستطرق أبدا سائلُ
يُراح عليه عزيبُ العلا
إذا روّح الشاءُ والجاملُ
وكلّ غلامٍ وراء اللثا
م من وجهه القمرُ الكاملُ
حليم الصِّبا مطمئنّ الضلو
ع واليومُ منخرقٌ ذاهلُ
طوي الحمائل يعزى إلي
ه دون العرى سيفه القاصلُ
له اسمان في جاره مانعٌ
وما بين زوّاره باذلُ
كفى بأبي طالبٍ طلعة
إذا البخل بان به الباخلُ
وبالشاهد العدل في مجده
إذا حرَّف الخبرَ الناقلُ
إذا عدَّهم درجا فاتهم(81/412)
وأخرى كعوبِ القنا العاملُ
حمى الله منجبة ً طرَّقتْ
بمثلك ما ولدت حاملُ
وخلّد نفسك للمكرما
ت ما ناوب الطالعَ الآفلُ
فكم فغر الدهرُ بالمعضلات
وجودُك منتقذٌ ناشلُ
وناهضتَ بالرأى أمَّ الخطو
ب والرأيُ في مثلها فائلُ
وأعرضتَ عن لذّة أمكنتك
وعرضك من عارها ناصلُ
سرى بك عرفى وعزَّت يدي
وحالمني دهري الجاهلُ
وولَّت تناكصُ عنّى الخطوب
بآية ِ أنك لي كافلُ
وكم مطلبٍ بك عاجلته
فنيلَ وميقاته آجلُ
وحالٍ تدرّنَ عيشي بها
وماءُ نداك لها غاسلُ
فلا أقشعت عنك سحبُ الثنا
ء قاطرُها لك والهاطلُ
بكلّ مجنَّبة ٍ في العدا
جوادٌ لها الكلم الباخلُ
سواء على جوبها في البلا
د عالٍ من الأرض أو سافلُ
خرائدُ فكري بها عن سواك
أبيٌّ وفكري بها عاضلُ
غرائبُ كلُّ معانٍ لهنَّ
منتحلٌ وأنا الناحلُ
يباهل فحلا تميم بها
وتوقرها لابنها وائلُ
بنتْ شرفا لكمُ فخرهُ
إلى فخركم زائدٌ فاضلُ
تردَّى الجبالُ ويبقى لكم
بها علمٌ قائمٌ ماثلُ
ويفنى الثوابُ وما تذخرو
ن من كنزها محرزٌ حاصلُ
أسودُ الكلام وما تسمعو
ن من غيرها نعمٌ جافلُ
إذا نطتُ منهنّ بالمهرجا
ن ما أنا منتخبٌ ناخلُ
مشى فوق هامات أيامه
بها وهو مفتخرٌ خائلُ
بقيتم لها أنتمُ سامعو
ن معجزها وأنا قائلُ
مدى الدهر ما حسدتْ نعمة ٌ
وما فضلَ الحافيَ الناعلُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> منْ طالبٌ بي في الظباءِ العين
منْ طالبٌ بي في الظباءِ العين
رقم القصيدة : 60248
-----------------------------------
منْ طالبٌ بي في الظباءِ العين
والثأرُ بين سوالفٍ وعيونِ
وسموا بنعمانَالأسنة َ والقنا
لشقاي باسم كواعبٍ وغصونِ
واهتزَّ كلُّ مرنَّح في رأسه
لحظٌ تسيل عليه نفسُ طعينِ
ضمنَ الفتورَ لضعفه فوفت له
أحشاءُ كلِّ ممسَّدٍ ممنونِ
بعنا صلاحَ قلوبنا بفسادها
يوم النقا برضاً من المغبونِ
وعلى الحمول أهلّة شفّافة ً
عن جوهر من حسنها المكنونِ
شقّوا الظلامَ بكل أبلجَ واضحٍ
يزع الظلامَ بعارضٍ وجبينِ(81/413)
حرّ الأديم يعيد لونُ بياضه
صبغَ الدموع كثيرة َ التلوينِ
جعلوا صدورَ العيس قبلة َ لعلع
وحنينهنَّ لدى الأراكحنيني
وتحرّفوا ذات اليمين بحاجرٍ
فصفقتُ يأسا بالشمال يميني
واستخلفوني والجوى بي شاخصٌ
حيرانَ أسألُ منه غيرَ مبينِ
يبلى بلايَ ولو إليه لسانهُ
لشكا اشتكايَ وأنَّ مثلَ أنيني
عبقتْ به أرواحهم فكأنه
بالأمس فورقَ والفراقُ لحينِ
فوقفتُ أستسقي لموقدِ غلَّتي
فيه وأستشفي بما يدويني
ومسفّهٍ حلمي أن استسعدته
في الدار وهو بنهيه يغريني
خفِّضْ فمالك إن أطعتك حازما
عقلى الغداة ولا عليك جنوني
هل مبلغٌ بالروضتين سلامنا
ظبيا على ما بيننا من بينِ
ومع التحية أنَّ سرَّ هواكمُ
في الصدر خلفَ ممنّع مخزونِ
لم تدر من ستري له كبدي بمن
ذابت ولا لمن البكاءُ جفوني
أفذكرة ٌ ترضي الوفاءَ على النوى
إذ لا رجاءَ لنظرة ٍ ترضيني
أم حبلُ كلِّ مودّة في راحة
نكَّاثة ٍ بالغدر كلَّ قرينِ
كم أستغرُّ فأستجيرُ بآكلٍ
لحمي فأعرقُ وهو غير سمينِ
ويقودني قودَ الجنيب مدامجٌ
بريائه عن دائيَ المكنونِ
ولقد تحدَّث لو فطنتُ بقلبه ال
معلول لي في لفظه المشفونِ
أُشددْ على النكباء كفَّك كلَّما
قلتَ اعتلقتُ بصاحبٍ مأمونِ
وتمشَّ من أخويك يومَ أمانة ٍ
ما بين ذئبِ غضاً وليثِ عرينِ
والناسُ عندك راتعٌ فيما ادعى
غصبا ودافعُ حقّك المضمونِ
ذمَّ الحفاظَ فذو الصرامة عندهم
معطى الخلابِ ومانعُ الماعونِ
وسرى النفاقُ كأنه سلسالة ٌ
في الماء أو صلصالة ٌ في الطينِ
أفأنت في سوء الظنون تلومني
عنى فما عدتِ اليقينَ ظنوني
كلني إلى الرزق العزيز قليلهُ
والذلُّ تحت كثيره الممنونِ
فإذا الذي فوقي بفضلة ماله
لغنايَ عنه كأنه من دوني
حسبي وجدتُ من الكرام نشيدتي
متورِّعا وأصبتُ ما يكفيني
نُسختْ شريعة ُ كلِّ فضلٍ فانطوت
فأعاد دينَ المجد مجدُ الدينِ
وأرادني لنزاهتي وأردته
صبا من العلياء ما يصبيني
يقظانُ أبصرَ والعيونُ عشيَّة ٌ
فضلي فأبصر نقصَ ما يعدوني(81/414)
وأرته أولى نظرة ٍ من رأيه
بالظن كيف حقيقتي ويقيني
واقتادني بخزامة من خلقهِ
ملكت خشونة َ مقودي باللينِ
وعلقتُ منه فطار بي متحلّقا
بقويّ قادمة ِالجناح أمينِ
برّاً وإكراما كما يحنو أبي
وكما احتبتْ ربعيّة ٌ تحبوني
أعطى وقد نسيَ العطاءَ وبيَّضتْ
كفَّاه في ظلمَ الخطوب الجونِ
فطنَ الزكيُّ لغرسها فزكتْ له
فليهنه ظلِّي وما يجنيني
يابنالوصيّ أخي النبيّ عنت ليَ ال
دُّنيا وصار الحظُّ ملكَ يميني
وغنيتُ حتى خفتُ سوراتِ الغنى
وخشيتُ جهلَ المال أن يطغيني
في كلّ يومٍ نعمة ٌ تعلي يدي
وعطيَّة ٌ عن أختها تلهيني
وغريبة ٌ مرباعها ونشيطها
من ماله ووداده يصفيني
بأبي عليّ يومَ تستبقُ العلا
مضرٌ تفوز بخصلها المرهونِ
لقضت قريشٌ نذرها فخراً به
وتحلّلت من حنثِ كلِّ يمينِ
فضلَ القبيلَ فقالغيرَ مراجع
قولَ المطاع وكان غيرَ مدينِ
ووفى بشرط سيوفها وضيوفها
في مجدها المفروض والمسنونِ
أو لم يروا بالأمس آية موقفٍ
لك بين كفِّ منى ً وسيفِ منونِ
لم يعدُ في كوفانَخصمك أن رأى
فيه مقامَ أبيك في صفِّينِ
أنتم ولاة الدين والدنيا لكم
سلطانها في واضح التبيينِ
وإليكمُ رجعُ الحسابِ ومنكمُ
قارى الغريبِ ومطعمُ المسكينِ
وإذا تكلَّم ذو الفخار مقصِّرا
طاولتمُ بمكلِّم التِّنِّينِ
وأبوكمُ المفضي إليه جدُّكم
ما كان من موسى إلى هارونِ
يرقى بفضلكمُ ويهبط سادة ُ ال
أملاك في طه وفي ياسينِ
محيتْ خطيئة ُ آدمبذريعة ٍ
منكم وجاهٍ في الدعاء معينِ
ونجا بكم في فلكه المشحون
نوحٌ وفرِّجَ همُّه ذو النون
فلذلك من يعلق بكم وبحبكم
يعلقْ بممتنع السَّنام حصينِ
ولذاك قد صدقتْ إليك عيافتي
يومَ استخارة طيرها الميمونِ
وكما حمدتك موليا ما سرّني
فلتحمدنّي في الذي توليني
ولتأتينّك بالثناء خوابطٌ
في الأرض تخبط أظهرا ببطونِ
لا تستريحُ إلى السهول إذا رأت
عزَّ السرى في غلظة وحزونِ
يبعثن للأعراض كلَّ كريمة
بذلتْ وما بُذلتْ لغير مصونِ
ينظمنَ أبكار المعاني شُرَّدا(81/415)
بيد الفصاحة في القوافي العونِ
لو أنّ مهديها يُوفَّى حقَّها
أهدى بها فقرا إلى قارون
يبقى الذي أعطتك منها ما ذكتْ
شمسٌ ويفنى كلُّ ما تعطيني
تحفُ الكريم وللحديث شجونه
من بعدُ فاسمع فيكَ بعضَ شجوني
حتام تنبذُ بالعراء مواعدي
وتموتُ عندك بالمطال ديوني
وبأيّ عدل أم بأيّ قضية ٍ
أنت المليُّ وأنت لا تقضيني
مخطوبة تدنو الوعودُ بدارها
فأقولُجاءت أو غداً تأتيني
حتى إذا علقَ الرجاء بها رمتْ
عن قوس نازحة ِ المزار شطونِ
فجميل قولك عاشقٌ يشتاقني
فيها وفعلك تائه يجفوني
والناس مسلاة ٌ فليتك موسعا
طمعى أمرتَ الناس أن تسليني
فصلُ الشتاء عُرَّيت أيامهُ
بمواعدٍ ينظرنَ أن تكسوني
وأرى شهورَ الصيف تأخذ إخذها
فيما تسوّفني وما تلويني
إني أعيذك أن يضيع ثقيلُها
وخفيفها في جودك المضمونِ
أو أن أرى الفصلين منك تظلّما
فشكا حزيرانإلى كانونِ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> من راكبٌ تنجو به ممسوسة ٌ
من راكبٌ تنجو به ممسوسة ٌ
رقم القصيدة : 60249
-----------------------------------
من راكبٌ تنجو به ممسوسة ٌ
ترمي سهولَ طريقها بحزونهِ
تغشى الفلا من رأسها وفقارها
بقويَّه تحت السُّرى وأمينهِ
ورهاءُ يحلمَ ذو السَّفاه من الونى
ومراحها في غيَّه وجنونهِ
مما تنخَّل وافتلاها داعر
من سرِّ ما صفَّى ومن مكنونهِ
فأتى بها المقدارُ نخبة َ نفسه
ما بين بازلهِ وبنت لبونهِ
كفلتْ لراكبها بآخرِ سوقهِ
في السير أو ضمنت صلاح شئونهِ
بلِّغْ بلغتَ المجدَ في أبياته
والعزَّ بين عراصهِ وقطينهِ
عنّى بنى عوف على إعراضهم
إنّ الحديثَ معلَّقٌ بشجونهِ
عتباً يروّح نفثهُ ثقلَ الجوى
إن العليل مروَّحٌ بأنينهِ
إما عموما أو فعج من بينهم
لأبي العلا وأخي الندى وقرينهِ
أحطط ببيت أبي قوامٍ فالتبس
بالليث في أشباله وعرينهِ
بيت يضمّ البدرَ في إشراقه
والغصنَ في حركاته وسكونهِ
ريّان يُجنى الوردُ من أطنابهِ(81/416)
خصباً ويُعتصر الندى من طينهِ
يبنيه أروعُ قاطبٌ متبسّمٌ
غيرانُ يؤخذ صعبه من لينهِ
متلثّم والشمسُ تحت لثامهِ
أو سافرٌ والنجمُ تحت جبينهِ
وجهُ العشيرة غائرا في حصنهِ
أو ثائرا غضبانَ دون حصونهِ
أكل العدا سرفا وأطعمَ مشبعا
فجفانهُ ملأى بكسب جفونهِ
فالموت بين قناته وحسامه
والرزق بين شماله ويمينهِ
خلَّى بنو أسدٍ عليه شوطهُ
حسرى ففاز بخصله ورهونهِ
وتساندوا ليساوقوه واحدا
فمضى وقصَّر حرصهم عن هونهِ
بلّغهُ عنّى مخلصا من دونهم
شكوى ومالك مخلصٌ من دونهِ
ما للفراتِ وردتُ منه أجاجه ال
مملوحَ بعد زلاله ومَعينهِ
والغيثِ كيف تغيّرت أخلاقه
فبُليت بعد جواده بضنينهِ
ما بال وجهِ البدر يشرق ليلهُ
للمدلجين ولى ظلامُ دجونهِ
من بعد ما غلِّستُ في أنواره
وسرحتُ في فلواته وحضونهِ
وإليك يشكو الشعر نقضك عهده
ويصيح في أبكاره أو عونهِ
أنت المليّ فكم تلطُّ وعوده
مطلا وتقعُد عن قضاء ديونهِ
وتقومُ تدفعُ في صدور حقوقهِ
بالعذرِ بين خفيِّه ومبينهِ
يا صاحب الوجه الرقيق سمحتَ في
مطلى ببذل كريمه ومصونهِ
ماء الحياء عليه كيف منعتني
بجفائك المبذولَ من ماعونهِ
أوَ ما خجلتَ لخرَّدٍ زوَّجتها
إياك من حورِ الكلام وعينهِ
يجلو عليكم كلَّ يوم وفدها
وجها يصيح العذر من عرنينهِ
يسرى بها الساري ويُصبح فيكم الش
ادي يطرّبها على تلحينهِ
منكوحة ومهورها منسيَّة ٌ
والمهرُ حقٌّ واجبٌ في حينهِ
ما كان قدرُ ثوابها لي عندكم
مما يعود بثلمهِ ووهونهِ
عذرٌ تحسّنه لكم أهواؤكم
والمجدُ يعذلكم على تحسينهِ
لوْ جدتمُ لشكرتُ نزرَ عطائكم
ووهبتُ غثَّ نوالكم لسمينهِ
ولقد حلفتُ فلا أخاف تحرُّجا
بالبيتعن بطحائه وحجونهِ
والخاضعاتِ يقودهنَّ إلى منى ً
للنحر باذلُ نضوهِ وبدينهِ
ما طولُ هزّى من عطائك عادة ٌ
لي في ابتذال الشعر أو تهوينهِ
ولقد أتيتُ بعزّتي معزّزا
في جنب ممتنع الجناب حصينهِ
وأرى وفورَ العرض عند خميصهِ
كرما وذلَّ العيش عند بطينهِ(81/417)
وأخاف إن نشز القريضُ عليكمُ
من فرط نفرته إزاءَ سكونهِ
وإذا رأى إنصافه في غيره
أشفقتُ أن يحمي حمى مغبونهِ
والماءُ يُشرب تارة ً من منهلٍ
صافٍ ويُشرقُ تارة ً بأجونهِ
والجودُ دينٌ فيكم متوارثٌ
والحرُّ ليس براجع عن دينهِ
حاشا لمجدك أن يقال بدا له
في المكرمات وشكَّ بعد يقينهِ
Free counter
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> عسى معرضٌ وجههُ مقبلُ
عسى معرضٌ وجههُ مقبلُ
رقم القصيدة : 60250
-----------------------------------
عسى معرضٌ وجههُ مقبلُ
فيوهب للآخر الأوّلُ
أرى الدهرَ طامنَ من تيهه
وعُدّل جانبه الأميلُ
وخودع عن خلقه في العقوق
وما خلتُها شيمة ً تنقلُ
أصفت جمّة الماء بعد الأجون
وقرَّ وكان نبا المنزلُ
حمى السرحَ أغلبُ وارى الزناد
أسودُ الشرى عنده أشبلُ
بعينين لا يسألان السهاد
متى الصبحُ إن رقد المهملُ
له عطنٌ لا تشمُّ الدما
ءَ فيه ذئابُ الغضا العُسَّلُ
فأبلغْ حبائبنا بالنُّخيلِ
رسولا وما صغراً ترسلُ
صلونا فقد نسخ الهجرَ أم
سِ أمرٌ له اليوم ما يوصلُ
وقد قسمَ النَّصفَ حرُّ اليمي
ن في كلّ مظلمة ٍ يعدلُ
وطرّحْ لحاظك هل بالشُّريفِ
ركائبُ يحفزها المُعملُ
عوائمُ في الآل عوم السفي
ن يطردها عاصفٌ زلزلُ
وأين ببابلَ منك الحمو
لُ موعدها النَّعفُ أو حوملُ
وقفنا وأتعبَ ليَّ الرقاب
بسقط اللِّوى طللٌ يمثلُ
فلا حافظٌ عهد من بان عنك
فيبكي ولا ناطقٌ يسألُ
سقيتَ محلاًّ وأحيت رباك
مدامعُ كلِّ فتى يقبلُ
ولا برحتْ تضع المثقلاتُ
من المزن فوقك ما تحملُ
وفي الركب من ثعلٍ من يدُ
لّ إلا على سهمه المقتلُ
يطفن بلفَّاء منها القضيبُ
ومنها كثيبُ النقا الأهيلُ
محسّدة العين سهلُ اللحا
ظِ يصبغها مثله الأكحلُ
مهاوى قلائدها إن هوينَ
بطاءٌ على غررٍ تنزلُ
تفوت النواسجَ أثوابها
فليس لها مئزرٌ مسبلُ
أحقّاً تقنَّصني بالحجا
ز في شكَّتي رشأٌ أعزلُ
حبيبٌ رماحُ بغيضٍ تبي
تُ دون زيارته تعسلُ
لقد أحزنتْ لك ذاتُ البرينَ(81/418)
لواحظَ كانت بها تسهلُ
رأت طالعاتٍ نعين الشبابَ
لها وهو أنفس ما تثكلُ
فما سرَّها تحت ذاك الظلا
م أنّ مصابيحه تشعلُ
عددتُ سنيَّ لها والبياضُ
لدعواي في عدِّها مبطلُ
وأقبلتُ أستشهدُ الأربعين
لو أنّ شهادتها تقبَلُ
وقالوا رداءٌ جميلٌ عليك
ألا ربّما كرهَ الأجملُ
وويل امّها شارة ً لو تكو
ن صبغا بغير الردى ينصلُ
وما الشيب أوّل مكروهة
بمحبوبة أنا مستبدلُ
تمرَّنَ جنبي بحمل الزمان
فكلّ ثقيلاته أحملُ
فردَّ يدي عن منالِ المنى
وكفِّي من باعه أطولُ
وتعقل ناشطَ عزمي الهمو
مُ والماءُ يحبسه الجدولُ
وما الحظّ في أدبٍ مفصحٍ
ومن دونه نشبٌ محبلُ
تراضى الفتى رتبة ٌ وهو حي
ث يجعله مالهُ يجعلُ
وقد يرزق المالَ أعمى اليدي
ن فيما يجودُ وما يبخلُ
ويستثقل الناسُ ما يحمل ال
فقيرُ وحملُ الغنى أثقلُ
حمى الله للمجد نفساً بغير
سلامتها المجدُ لا يحفلُ
وحيّا على ظلمات الخطو
ب وجها هو البدرُ أو أكملُ
يندّ القذى إن تلاقت عليه
جفونٌ برؤيته تكحلُ
وتقبلُ بالرزق قبل السؤال
أسرَّتهُ حين تستقبلُ
إلى الروض تحت سماءِ الوزي
ر تعترض العيسُ أو ترحلُ
مصاييف تشربُ جرّاتها
إذا عاقها عن سرى ً منهلُ
غواربها بعضاضِ القتو
د من بزّ أوبارها تنسلُ
يصيح بهنّ الرجاءُ العني
فُ هبْ إن ونى السائقُ المهملُ
تضيع على المقل الضابطا
ت أخفافها فرطَ ما تجفلُ
فتحسبُ منهنّ تحت الرحال
كراكرَ ليست لها أرجلُ
إذا غوّثت باسمه في الهجير
وفى الظلُّ وانجبس الجندلُ
فحطّت وقد لفَّ هامَ الربى
من الليل مطرفهُ المخملُ
وقد سبقتنا إليه النجوم
فمثلَ مغاربها تنزلُ
كأن الثريّا لسانٌ علي
ه يثنى معي أو يدٌ تسألُ
إلى خير مرعى ً جميمٍ يُلسُّ
وأعذبِ ماءِ حياً ينهلُ
ومن سبقَ الناسَ لا يغضبون
إذا أخّروا وهو الأوّلُ
من القوم تنجد أيمانهم
إذا استصرخ البلدُ الممحلُ
رحابُ الذَّرا وجفانِ القرى
إذا بلّت الموقدَ الشمألُ
بنى الملكَ فوقهمُ عزُّه ال
قدامى وغاربه الأطولُ(81/419)
وداموا الزمانَ وليدا وشاب
وهم شعرُ مفرقه الأشعلُ
لهم غررٌ أردشيريَّة
تضيء وستر الدجى مسبلُ
ترى خرزَ الملك من فوقها
مياسمَ والناسُ قد أغفلوا
أولئك قومك من يعزهم
فكعبُ مناقيره الأسفلُ
ولي تابعاً لك يوم الفخا
ر من باب مجدهمُ مدخلُ
وترمي القبائلُ عن قوسهم
وأرمي ولكنك الأفضلُ
وما تلك تسوية بيننا
وفي الظبية العين والأيطلُ
ويومٍ تواكلُ فيه العيونُ
عمائمُ فرسانه القسطلُ
تعارضُ فيه الكماة ُ الكماة َ
فمتنٌ يحطَّمُ أو كلكلُ
تورّطته خائضا نقعه
بما شاء أبطالهُ تجدلُ
ترى عاره درنا لا يماط
بغير الدماء فلا يُغسلُ
بنيتَ حياضا من الهام في
ه تشرعُ فيها القنا الذُّبلُ
وعدتَ بأسلاب أملاكه
تقسَّم في الجود أو تنقلُ
وتحتك أحوى يطيش المراح
به أن يقرَّ له مفصلُ
كأنّ الأباريق طافت علي
ه أو مسَّ أعطافه أفكلُ
شجاه غناءُ الظُّبا في الطُّلى
فمن طربٍ كلّما يصهلُ
إذا قيل في فرسٍ هيكلٌ
تبلَّغ ينصفهُ الهيكلُ
جرى المجهدون فلم يلتبس
بنقعك حافٍ ولا منعلُ
إذا فات سعيك شأوَ الرياح
فمن أين تلحقك الأرجلُ
يعجُّ النديُّ خصاماً فإن
نطقتَ أرمَّ لك المحفلُ
ويختلفُ الناسُ حتى إذا
قضيتَ قضى القدرُ المنزَلُ
بسطتَ يدينِ يداً تأخذُ الن
فوسَ بها ويداً تبذُلُ
فيمناك صاعقة ٌ تتّقى
ويسراك بارقة ٌ تهطلُ
وقد أصلح الناسَ في راحتيك
أخوك الندى وابنك المقصلُ
سقيتَ فأطفأ لهبَ البلا
د ماءُ أناملك السلسلُ
ولم يُرَ أنوأَ من قبلها
مواطرُ أسماؤها أنملُ
فداك وتفعلُ ما لا تقول
ممَنٍّ يقولُ ولا يفعلُ
يلومك في الجود لمّا عرف
تَ من شرف الجود ما يجهلُ
وما غشّ سمعك أشنا إلي
ك من ناصح في الندى يعذلُ
سللتَ على المال سيفَ العطاءِ
فلاحيك في الجود مستقتلُ
أعيذك بالكلمات التي
بهنّ تعوَّذَ من يكملُ
فلا يسع الجوُّ ما قد وسعتَ
ولا تحمل الأرضُ ما تحملُ
إذا الخلفاء انتدوا والملو
كُ عدّوك أشرفَ ما خُوّلوا
وقام أعزّهم من جلستَ
لنظم سياستهِ تكفلُ(81/420)
رددتَ العمائم لما وزرتَ
تخاطبُ تيجانهم من علُ
ليهنِ الوزارة َ أن زُوّجتك
على طول ما لبثتْ تعضلُ
غدت بك محصنة ً لا تحلُّ
لبعلٍ سواك ولا تبذلُ
وتعلمُ إنْ نازعت للرّجا
ل محصنة ٌ أنّها تقتلُ
وكانت بما تعدم الكفءَ في
حبال بعولتها تزمُلُ
لئن جئتها عانسا قد أبرّ
على سنّها العددُ الأطولُ
ففي معجزاتك أن الشبابَ
لها عاد؛ ماضيه مستقبلُ
وإن كنتَ آخرَ خطّابها
فإنك محبوبُها الأوّلُ
فلا عريتْ دولة ٌ ألبستك
شفاءً وأدواؤها تمطَلُ
ضفا فوقها رأيُك السمهريُّ
وقد صاح بالضارب المقتلُ
وجلّلتها نافيا شوبها
كما جلّل الجُمّة َ المرجلُ
وضاحك بغدادَ بعد القطو
ب من عدلك العارضُ المسبلُ
تعرفَ مذ دستها تربُها
كما عرَّفَ الرّيطة َ المندلُ
طلعتَ عليها طلوعَ الصِّبا
وليلُ ضلالتها أليلُ
وكم طفقتْ بك مصر تطول
عليها وتكثرها الموصلُ
ولسنا هناك ولكنّه
يعزُّ بك الخاملُ المهملُ
أنا العبد كثَّرتَ حسّاده
على ما تقولُ وما تفعلُ
ملأتَ عيابَ المنى بالغنى
له واستزادك ما يفضلُ
سوى شعبة ٍ ظهرها للزما
ن من حاله كاشفٌ أعزلُ
تروّعها حادثاتُ الخطوب
وتحذر منك فلا تنبُلُ
فهل أنت منتشلي من نيو
ب دهرٍ يدمِّي ولا يدمُلُ
ومن عيشة ٍ كلّ أعوامها
وإن أخصبَ الناسُ بي ممحلُ
يكالح سرحى ثراها القطوبُ
ومسرح روّادها مبقلُ
أجرني بجودك من أن أذلَّ
وانصرْ دعائي فلا أخذَلُ
وصن بك وجهي عمّن سواك
فما مثل وجهيَ يستبذلُ
فكم راش مثلُك مثلي فطار
وإن كان مثلك لا يفعلُ
وقدما وفى لزهيرٍ وزا
د من هرمٍ واهب مجزلُ
فسار به الشعرُ فيما سمع
تَ من مثلٍ باسمه يُرسلُ
وحسّان أمست رقاه الصعا
بَ من آل جفنة َ تستنزلُ
فأوقرَ منهم وسوقا تنو
ء منها البكارُ بما تحملُ
تعرَّفَ ريحَ عطاياهمُ
وقد جاء يحملها المرسلُ
وأبصر نعماءهم نازحين
وبابُ لواحظهِ مقفلُ
وشدَّ الحطيئة ُ منْ آل لأيٍ
بعروة ِ أملسَ لا يُسحلُ
تنادوه بين بيوت ابن بدر
فعلَّوه عنهنّ واستثقلوا(81/421)
وجازوه يغتنمون الثناءَ
فبقَّى لهم فوق ما أمَّلوا
وقام يزيدُ على جبنه
فدافع ما كرهَ الأخطلُ
ملوك مضوا بالذي استعجلوا
وطاب لهم ذخرُ ما أجَّلوا
وما فيهمُ جامعٌ ما جمعتَ
إذا أنتَ حصَّلت أو حصَّلوا
وإن أبطأ الحظُّ فالمهرجا
نُ إلى حظّه ناهضٌ قلقلُ
هو اليوم جاءك في الوافدي
ن معنى ً وإن عزَّه مقولٌ
تجلَّى بفضلِ قبولٍ حباه
به وجهُ دولتك المقبلث
وما زال قدماً عريقَ الجما
ل والعامَ منظره أجملُ
يمينا لما بعدَ هذا المقا
م أصرمُ منّى ولا أنبلُ
يلجلج عنك اللسانُ السلي
طُ وتضحى حديدته تنكُلُ
وقد ركب المادحون الصعابَ
ولكنِّي الفارسُ المرجلُ
وما كلّفوا عدَّ سرحِ النجوم
ومثقالَ ما تزن الأجبلُ
أحلتَ القرائحَ تحت القلوب
سوى أنني القُلَّب الحُوَّلُ
رمى الشعراءُ عناني إلى ّ
ففتُّ وأرساغهم تشكلُ
وسرَّهمُ أنهم يعملون
بزعمهمُ وأنا أعملُ
ولو منعَ الجبنُ بالسيفِ كان
أحقَّ بضرب الطُّلى الصيقلُ
ببسطك لي سال وادي فمي
ولاينني الكلمِ الأعضلُ
فسوّمتها مهرة ً لا يعضُّ
بغيرِ يدي شدقها مسحلُ
محرّمة َ السرج إلا علي
ك تشرفُ منك بمن تبعُلُ
كأنّ عبيدا تمطَّى بها
ومسّح أعطافها جرولُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أمنك خيالٌ ضوَّع الركبَ موهنا
أمنك خيالٌ ضوَّع الركبَ موهنا
رقم القصيدة : 60251
-----------------------------------
أمنك خيالٌ ضوَّع الركبَ موهنا
وقد قيَّد التأويبُ سوقا وأجفنا
توغَّلَ من غربيِّ وجرة َراكبا
قنى َّ العدا حتى أناف على قنا
ألمَّ بمخدوعين عن كل راحة ٍ
بما طلبوا العليا مناخا ومظعنا
إذا هدموا الأشخاص لم ينتقصهمُ
ضؤولٌ لها من حيث ما المجدُ يبتنى
فحيَّا فبلَّ الوجد بل شبَّ ناره
فلله منه ما أساء وأحسنا
عجبتُ له كيف اقترى الجوَّ فافضا
وكيف طوى وادي الغضا متبطِّنا
شجاعا وفي أمثالها كان مثله
جريُّ الفؤاد أن يخورَ ويجبنا
أرتنا به ظمياءُ وصلا ممّوها
على سفهِ المسرى وزورا مميَّنا(81/422)
وفاءً بأضغاثِ الكرى وخيانة ً
متى ذكرت يقظى بنا وتلوُّنا
تسائل وفدَ النوم عنا حفيَّة
ولا تسأل الركبانَ من أرضنا بنا
سقى الله أياما نصلنَ على منى
حياً يستردّ العيش بالخيف من منى
وحيّا الغصونَ والمها ما حكت لنا
قدودا على وادي الجماروأعينا
فكم من فؤادٍ طاح في ذلك الحصا
بدائدَ لو فتَّشتَ عنه تبيَّنا
ومن حاجة ٍ تقضى وليس بمنسكٍ
عنينا بها في الحج ما الله ما عنا
ألِكني إلى الأيام علَّ صروفها
يخفَّفنَ عن ظهري وقد كنّ وزَّنا
حملتُ إلى أن جبّ ظهرٌ وغاربٌ
وجلَّت قروف أن تسدَّد بالهنا
وعاتبتها حُلوَ العتاب ومرَّه
فلم أر منها واعيا متأذِّنا
فلما رأيتُ العتبَ يذهبُ صعبهُ
بأسماعها أصبحتُ بالذنب مهونا
وألجأتُ ظهري مسندا بمعاشر
حموا من هنا أطرافَ سرحى ومن هنا
إلى أسرة ٍ لا يأكل الضيمُ جارهم
وإن هو أثرى في ذراهم وأسمنا
كأنّ الغريبَ الدارِ يسكن فيهمُ
تخيّر بين النَّسر والنَّسر مسكنا
تعلَّق من أذيالهم ووفائهم
بذروة ممطولِ الشماريخ أرعنا
يحبّ الحيا للحلم والزادَ للقِرى
وكسبَ العلا للخلد والمالَ للفنا
ملوكٌ يعدّون النجومَ أباً أباً
وإن فضلوها الجودَ والمجدَ والسنا
لهم دوحة ٌ عبد الرحيم قضيبها الرَّ
طيب إذا اخضرّت وأبناؤها الجنى
حلوا وزكوا من أصلهم وتزيّدوا
بأنفسهم تزيُّدَ البوع بالقنا
وبذّوا القرومَ البزل نشطا ونهضة
وسنّهمُ بين الجذاع إلى الثَّنا
قضى الله فيهم كلَّ نذرِ مزاحمٍ
على مجلس العلياء حتى تمكنا
إذا قالت الغمّاء من فيكمُ فتى ً
يفرِّجني إن ضقتُ قال لها أنا
هم الأنملات الخمس راحة جودهم
غدت ليس عن كبرى وصغرى لها غنى
قضوا كلّ دين للمعالي ووفّروا
نصيبا على عينالكفاة تعيّنا
فقام بما ولَّوه لا متعذرا
حصورا ولا رخو العروق مهجَّنا
فتى ً وسعت أخلاقه الناسَ قادرا
وأصبح في سلطانها الفظّ ليِّنا
وملّكه البشرُ القلوبَ فما ترى
فؤاد امرئ لم يتّخذ فيه موطنا
فلو لم يحز بالمال حمدا لأحرزت(81/423)
كرامُ سجاياه له الحمدَ والثنا
حمولٌ لأعباء الرياسة ناهضٌ
بأثقالها إن قصّر الغمرُ أو ونى
سليمُ الوفاءِ أبيضُ الودّ كلّما
ذممتَ الفتى صبغتين ملوَّنا
ويعطي بلا منٍّ مقلاًّ ومكثرا
بكفٍّ سواءٍ عندها الفقر والغنى
تقطَّرَ فرسانُ الكفاية وارتدوا
ومرّ على سيسائها متمرِّنا
وكان لها العينَالبصيرة َ إذ عموا
فشكّوا على عوصائها وتيقَّنا
غلامٌ كنصل السيف هزَّ فما نبا
مضاءً وصدرِ الرمح شدَّ فما انثنى
تمطّت به أمُّ النجابة واحدا
يطول عليها أن يُؤاخى ويُقرنا
فداءُعليٍّ طامعٌ في مكانه
من المجد لم تصدقه خادعة ُ المنى
أراد فلم يبلغ فمات بغيظه
وما كلّ موت أن يُوارى فيدفنا
خلقتم على قدرٍ شجاً لعدوّكم
وعطفا على مولاكمُ وتحنُّنا
وكنتَ له وسطى البنان وقبضة َ ال
عنان وباعا ينصر السيف أيمنا
علقتك ممسودَ الوفاء محرَّما
على الغدر محميَّ الحفاظ محصَّنا
وأنزلتني من دارِ أنسك منزلا
يربِّبُ عزمي أن أروح فأظعنا
أمينا فسيحا فاجأتني ظلالهُ
فحاطت ولم أشعر بها كيف تبتنى
رهنتك رقِّي عنهحبّاً ومهجتي
وكان عزيزا أن يباعا ويرهنا
ولم أك في صفقي على يدك التي
خطبت بها مدحي وودّي لأغبنا
وقد كان تقصيرٌ تسلَّفتُ ذنبهُ
فها أنا أمحوه منيباً ومذعنا
صددتُ بوجهي عنك حينا وكنتَ لي
بوجهك مصدودَ المذاهب محزنا
كلانا جنى فاصفح ودع ذكر ما مضى
وراءً وإلا فاقسم العتبَ بيننا
وهبْ للساني زلَّة الصمتِ إنه
يكون غداً في وصف فضلك ألسنا
ستسمعها يفنى الطروسَ ازدحامها
وتصبح خلقا للرُّواة وديدنا
من الكلمِ المخزونِ نمَّ خفيُّه
إليك وأضحى سرُّه فيك معلنا
سوافر من أوصافكم عن مراشفٍ
كما كشفَ المشتارُ عن نحله الجنى
إذا وسم التعريفُ فوق جباهها
أبا حسنٍ عادت بذكرك أحسنا
كجوهرة الغوّاص كانت يتيمة ً
على اللمس والتقليبِ أغلى وأثمنا
يزورك منها المهرجان مقلَّدا
وشاحاً وطوقا حلَّياه وزيَّنا
ربائط ما كرّ النهارُ عليكمُ
صواهلَ من حول البيوت وصفَّنا(81/424)
إذا ابتهل الداعونَ كان دعاؤها
ألا يا بنى عبد الرحيم اسلموا لنا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ليتها إذ منعتْ ماعونها
ليتها إذ منعتْ ماعونها
رقم القصيدة : 60252
-----------------------------------
ليتها إذ منعتْ ماعونها
لم تكن ناهرة ً مسكينها
دمية ٌ ما اجتمعت والشمسَ في
موطن إلا رأتها دونها
ما عليها لو أطاعت حسنها
يومجمعٍ أو أطاعت دينها
سكنت بينالمصلَّى ومنى ً
حجَّة ً لم تتبّع مسنونها
تصفُ الظبية لولا عطفها
لك والبانة َ لولا لينها
فأسالت أنفسا معجلة ً
لم تشارف من كتابٍ حينها
أنبلتها وهي لا سهمَ لها
إنما ألحاظُها يكفينها
سألتْ لمياءُ ماذا فتنت
أيّ قلبٍ لم يكن مفتونها
إن ترى ظنَّكِ أن قد غودرت
بالمصلَّى مهجة ٌ تسبينها
فاسألي عينيكِ هل جانبتا
في الجوى حورَ المها أو عينها
يابنة َ المثنى عليهم بالندى
وعهودٍ حرَّمواتخوينها
ما لهم جادوا وبخَّلتِ وما
للمواثيق التي تلوينها
رُمِستْ عندك عاداتٌ لهم
كان حقُّ المجد لو تحيينها
أزفَ النَّفرُ وفي أسر الهوى
كبدٌ عندك لا تفدينها
ذهبتْ هائمة ً فاطلعت
عذرة ٌ تحسبها مجنونها
قضى الحجُّ تماما ولنا
حاجة ٌ بعدُ فهل تقضينها
ما بك الصدُّ ولكن وفرة ٌ
لوَّنتها نوبٌ تلوينها
إن ترى أشمطَ منها أشعثا
وحفها بالأمس أو مدهونها
فالليالي وهي ضرَّاتٌ لها
يتجدّدنَ لأن يبلينها
كلّ ما أعطينها يأخذنهُ
ثم يأخذن فلا يُعطينها
ربّ مرمى ٍّ أصبناه بها
ورماة ثم لا يصمينها
و فلاة ٍ ترهب العيسبما
قل تحقيقاً بها مضمونَها
يجمع الخرِّيتُ حولاً أمره
وهو لم يأخذْ لها آيينها
أوحشتْ حتى غدا مشكورها
شُقَّة ً أو غررا ملعونَها
قد ركبنا فوصلنا بينها
وهي شتَّى وقطعنا بينها
لنرى مثلَ ابن أيّوب فتى ً
نقة َ الشيمة ِ أو مأمونَها
فإذا تلك على بعدِ السُّرى
حاجة ُ العيس التي ما جينها
صحبَ اللهُ وحيّا حامياً
سرحة المجدِ التي ترعونها
وتبقَّى للمعالي ممسكا
بعراها حافظا قانونها(81/425)
وجدَ السؤددَ في مولده
فطرة ً والناسُ يرتادونها
ورأى الفقرَ مع العزّ إذا
أنفسٌ جرَّ غناها هونها
حلَّ من أسرته في ذروة ٍ
فاتت الشّهبَ فما يبغينها
دوحة ٌ مطعمة ٌ منعمة ٌ
جانياتُ المجدِ يستحلينها
ربَّها الله فصفَّى ماءها
حلبَ المزِن وزكَّى طينَها
ونمتْ من فرعها جوهرة ٌ
أظهرَ الدهرُ بها مكنونها
بأبي طالبَ طالت لهمُ
شرفُ العزّ التي يبنونها
جاء في جبهتها غرّتها
فاحتبى في وجهها عرنينها
كان فيهاحاتمَ الجودِ فمذ
كنزَ الحمدَ غدا قارونها
يزحمُ الحسّادُ منه هضبة ً
يتفانون ولا يثنونها
تزلق الأقدامُ عن مرقاتها
وتُرى الأبصارُ حسرى دونها
فابق لا تعدم مغاني مجدهم
عزَّها منك ولا تمكينها
عامرا عافيها أو مالئا
بجماعات الندى مسكونها
بك روحُ الفضل عادت حيَّة ً
بعدَ ما أنشدنا تأبينها
زجرت باسمك أو طارت لها
يُمنٌ قد عدمت ميمونها
وقضى الدهرُ ديوني بعد ما
ضغطتْ ممطولة ً مديونها
نُطتُ نفسي بك أو أغنيتها
عن أكفٍّ كنَّ لا يُغنينها
لم تدع عند المنى لي حاجة ً
لا خباياها ولا مخزونها
فقلوبٌ حزتَ لي شنآنها
ولحاظٌ قدتَ لي مشفونها
فمتى أشكرك تنطقْ روضة ٌ
حدقُ المزنِ بها يسقينها
شانها الجدبُ زمانا فاحتبتْ
أمَّ جودٍ وليتْ تزيينها
فاستعدها حاديا معجزها
مالكا أبكارها أو عونها
يحمل النيروزُ منها تحفة ً
عادة ً أدَّى لكم مضمونَها
مخبرا أنكمُ من بعدهِ
رهنَ ألفٍ مثلهِ تطوونَها
فإذا ذاك فذرِّيَّتكمْ
تأخذ النُّهجَ التي تحذونَها
Personal homepage website counter
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لاعداكِ الغيثُ يا دارَ الوصالِ
لاعداكِ الغيثُ يا دارَ الوصالِ
رقم القصيدة : 60253
-----------------------------------
لاعداكِ الغيثُ يا دارَ الوصالِ
كلُّ منهلّ العرى واهى العزالي
غدقٌ كلُّ ثرى هاجرة ٍ
تحته يضحكُ عن برد الظِّلالِ
موقظٌ تربك من غير ضرارٍ
ممرضٌ ريحك من غير اعتلالِ
بليالٍ سلفت من عيشنا
آه والهفي على تلك الليالي(81/426)
إذ يد الدهر يمينٌ والصِّبا
واسعُ الشوط وجيدُ الدهر حالي
وإماءُ الحيِّ ممّا اختضبت
أرضهم بيضُ الطُّلى خضرُ النعالِ
وشبابي ما عليه في الهوى
أمرُ سلطانٍ ولا تعزير والي
والغواني آذناتٌ لفمي
ويدي مرتسناتٌ في حبالي
كلّ هيفاءَ يميني طوقُها
فحمة َ الليل وقرطاها شمالي
أجتني ريحانة َ الحب بها
غضّة ً ما بين غصنٍ وهلالِ
ضمّة تلهى عن النوم إلى
لثمة ٍ تسلى عن العذب الزلالِ
رخوة المفصلِ لينٍ مسّها
صعبة ٍ مزجك جورا باعتدالِ
لك منها جلسة ٌ أو لفتة ٌ
بنتُ دعصٍ فوقها أمّ غزالِ
حكمتْ في الحسن حتى ختمتْ
سمة الرقّ على عنقِ الجمالِ
غفلة ٌ للدهر كانت تحت سترٍ
من سواد الشعر مسدولٍ مذالِ
لم أكن أنكرُ حالا من زماني
قبلَ أن غيَّر جورُ الشيب حالي
أقمر الليلُ فقالوا رشدا
قلت يا شوقي إلى ذاك الضلالِ
حكمَ الدهرُ فما أنصفنا
حاكما يصرفُ حقّاً بمحالِ
وأبو الألوان لا يبقي على
صغة ٍ فينا ولا حذوِ مثالِ
إن وفى يوما فللغدرِ وإن
ضمَّ شملا فلصدعٍ وزيالِ
وهو مغرى ً بيَ من بين بنيهِ
سفها مالك يا دهرُ ومالي
أبثأرٍ ضاع تبغيني لابل
حسدَ الفضلِ وقصدا للكمالِ
هل ترى تسطيع أن تأخذَ عزِّي
وإبائي عند ما تأخذُ مالي
أنا ذاك المخذمُ القاطعُ لا
صدئي نقصٌ ولا فرطُ انفلالي
أغرِ بي ما شئت قد يوغلُ قطعا
عاطلُ الجفنِ وقد ينكلُ حالي
ليَ في دفعك نفسٌ أيُّ نفسٍ
ورجالٌ وزَرٌ أيُّ رجالِ
جنَّة ٌ دونيَ لا ينفذها
لك كيدٌ بنصالٍ ونبالٍ
هم لنصري أسرة ُ العزِّ القدامى
وهمُ أربابُ نعمايَ الأوالي
كيفما طوَّفتَ بي صدَّك عني
بيديه كالئٌ منهم ووالي
لم تغيِّر رأيهم في لمِّ شعثي
غيرُ الدهرِ وفي سدّ اختلالي
بعدُ روحُ المجدِ فيهم حيَّة ٌ
والمعالي عندهم بعدُ معالي
حملوا غدرك يا دهرُ فما
أنكروا عادة َ صبرٍ واحتمالِ
ثقِّلوا منك على سوقٍ خفافٍ
بوسوقٍ تظلعُ البزلَ ثقالِ
كلّ شخصٍ عقرُ أهوالك في
جنبهِ أوفى على عودٍ جلالِ
فإنه يا باحثُ محفارك عنهم(81/427)
إنّما تنكتُ منهم في جبالِ
أنفسٌ ترخصُ في سوق الوغى
ومروّاتٌ وأحسابٌ غوالي
ودبى الأرضِ إذا قيل اركبوا
ورواسيها إذا قيل نزالِ
طردوا الأعداء ذبّاً بالعوالي
وبأقلامٍ كأطرافِ العوالي
وأغصُّوا كلَّ ريقٍ وفمٍ
بجراحٍ ألجمته وجدالِ
كلّ مجرٍ سعيُ أيّوب له
في ظلام الخطب شعشاعُ الذُّبالِ
يقتفي ثمّ يرى في خطوه
سعة ً توفي على ذاك المثالِ
كأبي طالبَ طود من كثيبٍ
فرعَ الأصلَ وشمس من هلالِ
درجوا واستحفظوه مأثراتٍ
أنشرتْ أعظمهم تلك البوالي
عزماتٌ بالمعالي صبَّة ٌ
وبنانٌ عبقاتٌ بالنوالِ
وكماءِ الكرمِ أخلاقٌ إذا
ما القذى دبَّ إلى الماء الزُّلالِ
رجحَ الحلمُ به واعتدلت
فيه من بعدُ كريماتُ الخلالِ
ساكنُ الجأش وإن نفَّره ال
خطبُ صبَّارٌ لإلحاح السؤالِ
كلّما راجعته مجتديا
أحمدَ الروضَ الرَّبابُ المتوالي
لم يخن عهدا ولا وسوس في
وعدهِ العاجلِ شيطانُ المطالِ
يسبقُ القولَ إذا قال نعم
في رهانِ الجودِ شوطاً بالفعالِ
أكسد المدحُ فبعناه رخيصا
وهو فيه سنة َ الجدبِ يغالي
ورأى الفضلَ يتيما فكفى
أبَ صدقٍ وحبا أمَّ عيالِ
يا يميني في الملمّات إذا
لم أجدْ أختا يمينا لشمالي
والذي كان ذراه منفقي
من سرايا الدهر خلفي ومآلي
لعبت بعدكمُ بي لعبها
نوبُ الدهر وأحداثُ الليالي
لم أجد مذ شطَّت الدارُ بكم
نشطة ً تفلت جنبي من عقالي
أكلَ الدهرُ الذي أسمنتم
بالندى والفضلِ من جاهي ومالي
وانتقى عظمى لماّ لم يجدْ
فوهُ لحماً ليَ من فرط هزالي
وغدا الناسُ بغيصاً وعدوّاً
فيكمُ لي من صديقٍ وموالي
ساءهم حفظيَ فيكم وعكوفي
جانبَ الغيب عليكم واشتمالي
وعلى ما رابهم أو رابني
من زماني ما بقيتم ما أبالي
أنا راضٍ أن أرى أعيانكم
وبكم عن سائر الأعواض سالي
حوّل الناسُ وجوها عنكمُ
وتساقوا فيكمُ كأسَ التقالي
وأبتْ نفسي على النأي فما اس
طاع تحويلي ولا رام انتقالي
كبدي تلك عليكم حرقة ٌ
والهوى ذاك وغرٌّ كاللألي
يتناصعن بأوصافكمُ(81/428)
بين مصنع طربِ السمع وتالي
لا يبالين افتقارا من غنى ً
وافتراقا بين معزولٍ ووالي
كالمصابيح وأعداؤكمُ
كمدا منها وغيظا فياشتعالِ
فاحفظوا عنّي فإنّي قلّما
خاب بشراي ولا كذّبَ فالي
ساحباتٍ للتهاني أبدا
كلَّ ذيلٍ في السعاداتُ مذالِ
مخبراتٍ أنّ ظلَّ العزّ من
فوقكم يسبغُ من بعد الزوالِ
وبأنَّ الدهرَ عبدٌ تائبٌ
جاء يرجو منكمُ عفوَ الموالي
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أإن تحدَّث عصفورٌ على فننِ
أإن تحدَّث عصفورٌ على فننِ
رقم القصيدة : 60254
-----------------------------------
أإن تحدَّث عصفورٌ على فننِ
أنكرتُ يومَ اللّوى حلمي وأنكرني
ما كنتُ قبل احتبالي في الحنينِ له
أخافُ أن بُغاثَ الطير تقنصني
زقا فذكَّرني أيامَ كاظمة ٍ
عمارة الدار من لهوٍ ومن ددنِ
أشتاق ميّا ويشكو فقدَ أفرخهِ
لقد أبنتُ عن الشكوى ولم يبنِ
دلَّت على الحزنِ ريشاتٌ ضعفن به
عن نهضة ٍ ودليلُ الحبِّ في بدني
من راكبٌ حملت خيرا مطيّته
بل ليتها موضعَ الأرسانِ تحملني
مذكِّرٌ تسعُ الحاجاتِ حيلته
إذا ندبتُ إليها ضيّقَ العطنِ
عج بالقبابِ على البيضاء تعمرها
بيضٌ تخالُ بها البيضاتِ في الوكنِ
فاصدع بذكري على العلاّت واكنِ لهم
عن ميَّة ٍ بهن إن شئتَ أو بهنِ
وقل مضلٌّ ولكن من نشيدتهِ
شخصٌ تولَّد بين البدرِ والغصنِ
عنَّتْ له أمُّ خشفٍ من كرائمهم
سمَّى الهوى عينها جلاَّبة َ الفتنِ
رأت مشيبا يروع اللحظَ واستمعتْ
شكوى فأصغت لأمر العين والأذنِ
عافت من الشيب وسما ما اغتبطتُ به
يا ليت عالطَ هذا الوسمِ أغفلني
زمَّت قناعا وأحرى أن تنصِّفه
إن افتلتْ رأسها يوما يدُ الزمنِ
وما عليها ونفسُ الحبّ سالمة ٌ
من ناعياتٍ تحاشيها وتندبني
لها شبابُ الهوى منّى ونضرته
والشيبُ إن كان عارا فهو يلزمني
وإن تكن باختلاف الشَّعر معرضة ً
تنكّرتني فبالأخلاق تعرفني
أنا الذي رضيتْ صبري ومنزهتي
وعودي الصُّلبَ والأيامُ تغمزني
قد أرغم الدهرَ تهويني نوائبه(81/429)
من عزَّ بالصبر في الأحداثِ لم يهنِ
إن سرَّ أو ساء لم تظفرْ مخالبه
منّى بموضع أفراحي ولا حزني
والمالُ عنديَ ماءُ الوجه أخزنُهُ
فإن وجدتُ فمالي غيرُ مختزنِ
ولي من الناس بيتٌ من دعائمه
أمُّ النجوم إذا استعصمتُ يعصمني
بيتٌ سيوفٌ بني عبد الرحيم به
تحمي حمايَ وتدمي من تهضَّمني
لبستُ نعمتهم فاستحصدتْ جنناً
عليّ والدهر يرميني بلا جننِ
علقت منهم ملوكا بالعراق محوا
بجودهم كرم الأذواءمن يمنِ
ما ضرّني بعدما أدركتُ عصرهمُ
ما فاتَ من عصرذي جدنٍ وذي يزنِ
عمُّوا ثرايَ بسحبٍ من نوالهمُ
وخصَّني فضلُ سيبٍ من أبي الحسنِ
رعى عهوديَ يقظانا بذمَّتها
محافظٌ لا يبيع المجدَ بالوسنِ
أغرُّ لا تملك الأيامُ غرَّته
ولا ينام على ضيم ولا غبنِ
يُدوي عداه ويُذوي عودَ حاسده
غيظا وينمى على الشحناء والإجنِ
ضمَّ الكمالُ جناحيه على قمرٍ
في الدَّست يجمع بين الفتك واللسنِ
ترى المدامة َ من أخلاقه عصرتْ
والموتَ إن لم يكن أمرٌ يقول كنِ
كالشهد تحلو على المشتار طعمته
وقد مرى لينه من مطعم خشنِ
جرى ولم تجرِ غاياتُ السنينَ به
لغاية ِ المجد جرى القارحِ الأرنِ
مخلَّقا قصباتُ السبق يفضلُها
ملقى الشكيمة ِ خرّاجا من الرَّسنِ
كفى أخاه التي أعيى القرومَ بها
عينُ الكفاة فلم يضرع ولم يَهنِ
عافَ الأجانبَ واسترعاه همَّته
موفَّقٌ بأخيه عن سواه غني
أدّيتَ مع لحمهُ القربى أمانته
وكلُّ من نصطفيه غيرُ مؤتمنِ
فكلُّ ما نال بالتجريب محتنكٌ
مجرِّبٌ نلته بالظَّنّ والفطنِ
عناية ُ الله والجدُّ السعيدُ بكم
وطبنة ُ المجدِ والعلياءُ في الطَّبنِ
علوتَ حتى نجومُ الأفق قائلة ٌ
حسدتهُ وتساوقنا فأتعبني
وعمَّ جودك حتى المزن تنشدهُ
هذي المكارم لا قعبانِ من لبنِ
ظفرتُ منك بكنزٍ ما نصبتُ له
سعيا ولا كدَّني معطيه بالمنن
مودة ً ووفاءً منصفا وندى ً
سكباً ورأياً بشافيّ السلاح عني
أكذبتُ قالة َ أيامي وقد زعمت
للضيم أنّ زعيم الملك يسلمني(81/430)
وما ذممتُ زماني في معاتبة ٍ
وحجَّتي بك إلا وهو يخصمني
فلا يُغرْ كوكبٌ منكم ولا قمرٌ
إذا ضللتُ تراءى لي فأرشدني
ولا تزلْ أنت لي ذخرا أعدُّك مس
تثنى ً إذا قلتَ لي من في الخطوب مَنِ
وسالمتك الليالي باقيا معها
حتى ترى الدهرَ همَّاً أو تراه فني
وراوح المهرجانُ العيدَ فاختلفا
عليك ما جرت الأرواح بالسفنِ
وقفا على المدح منصوصا إليك به
محدوّة العيس أو مزجورة ُ الحصُنِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> وجد الجميمَ فعافه وتبقَّلا
وجد الجميمَ فعافه وتبقَّلا
رقم القصيدة : 60255
-----------------------------------
وجد الجميمَ فعافه وتبقَّلا
وجرى له الوادي فصدَّ وأوشلا
ورأى الكثير مع المذلّة هادما
حسبَ الكريم وعرضه فتقلَّلا
يا ضلَّ تغرير الحريص بنفسه
وهوى المطامع ما أرقَّ وأخملا
يلحى على البخل الضنينُ بمالهِ
أفلا تكونُ بماء وجهك أبخلا
أكرمْ يديك عن السؤال فإنما
قدرُ الحياة أقلُّ من أن تسألا
وإذا نزعتَ إلى أرومة ِ مخصبٍ
زاكٍ فصنْ أغصانها أن تبذلا
ولقد أضمُّ إليَّ فضلَ قناعتي
وأبيتُ مشتملا بها متزمّلا
وأرى الغدوَّ على الخصاصة شارة ً
تصف الغنى فتخالني متموِّلا
وإذا امرؤ أفنى اللياليَ حسرة ً
وأمانياً أفنيتهنَّ توكُّلا
قعد المدجَّج وانيا عن نصرتي
فعلامَ أنتصر الألفَّ الأعزلا
لو أنَّ من ملك النوالَ حلا له
عزُّ القناعة ِ جاءني متنوِّلا
الناسُ عندك من يكن أغنى يدا
فيهم وإن لم تعطِ كان الأفضلا
والعارُ كلّ العارِ في أديانهم
أن يقتر الرجلُ الشريفُ ويُرملا
اصنع لهم ملقا كما يرضونه
وتنحَّ عنهم سامريّاً قلقلا
كم صاحبٍ والنارُ لي في قلبه
خالبتُ بارقَ وجهه المتهلّلا
وأريته أنّي وإيّاه يدٌ
مع أختها فيما أهمَّ وأعضلا
فإذا ظفرتَ من الزمانِ بماجدٍ
فأنخْ إليه وكنْ عليه معوِّلا
واشددْ يديك بودِّه واقنع به
سكناً كما سكن العلاءُ إلى العلا
نقل الرياسة َ كابرا عن كابرٍ
قرمٌ إذا عثر العجولُ تمهَّلا(81/431)
وإذا الملوكُ تدارست أنسابها
ألفيته فيها المعتم المخولا
في ذروة الشرفِ التي لو حلَّها
سعدُ الكواكب لم يُرد متحوَّلا
بيتا عتيقاً في السماء بناؤه
قدما ومجدا كسرويّا أوّلا
جارى مساعيهم وجاء مبرِّزا
فرعٌ أبرَّ على الأصول وأفضلا
أقسمت بالمتمطِّراتِ شوائلا
يذرعن بالأعضادِ أدراجَ الفلا
ينصبن للإشخاص حولاً عوَّدا
مثل الذكيِّ يرى الخفيَّ المشكلا
عوج الرقاب كما اعترضتَ أهلَّة ً
صمّ الرءوس كما قرعتَ الجندلا
من كلِّ تاركة ٍ ولم تعطف له
بوّا وطارحة ٍ بمضيعة سلا
يحملن أشباهَ العصيّ تجنّبوا
لغوا الحديث مكبّرا ومهلّلا
لا يفرقون مكدِّرا صعدت به
لهم الدلاءُ إذا استقوا أم سلسلا
يرجون من أيّام مكة ساعة ً
إدراكها أو أن تفوت كلا ولا
لو لم تعوِّذْ نسلها أمُّ العلا
بأبي عليٍّ أوشكت أن تثكلا
وجهٌ كما وضح النهارُ وهمَّة ٌ
أمرتْ نجومَ الليل أن تتزيَّلا
وكفاية ٌ تقضى الملوكُ أمورهم
بنفاذها أخذا بها وتقبُّلا
وإذا الخطوبُ تقلَّبت أحوالها
وجدوه فيها القُلَّبيَّ الحوَّلا
يبرى لهم ويريشُ من آرائه
سهما إذا علقِ الرميّة َ أشكلا
وتنوبُ عن بيض الظُّبا في كفِّه
سودُ المضاربِ لا تكذِّبُ مقتلا
تمضى أذيّتها إذا هي جُرِّدتْ
في حيث لا تجدُ السيوفُ توغُّلا
من كل خاوى الصدرِ أجوفَ لو رمى
بلعابه الصخرَ الأصمَّ لزلزلا
يتناول الغرضَ البعيدَ ولم يرمْ
وطنا ولم يقطع لسيرٍ منزلا
يمضي وريقتهُ المدادُ وينثى
وقد استعاض مكانها ماءَ الطُّلى
سمَّوه بالعاداتِ في أمثاله
قلماً ولولا الظلمُ سمِّيَ منصلا
تعبَ الرجالُ مراهنين وراءه
فتناكصوا لا يلحقون الشمألا
يفديك معتلُّ المكارمِ جوده
قولٌ إذا ما أنت قلتَ لتفعلا
ومزنَّد الكفّين غاية ُ رأيه
عجزٌ وغاية وعده أن يمطُلا
أنا من أسرَّ لك المودّة َ قلبه
وطوى لذاك لسانه متجمّلا
ورأى بقربك ما يرى بحبيبه
صبُّ الفؤاد شفاؤه أن يوصلا
وإذا ذكرتَ له تحفّزَ قلبه
طربا إليك ومرَّ نحوك مجفلا(81/432)
ورأى جنابك للفضائلِ روضة ً
أنفا ودارك للمكارم موثلا
وصوارف الحظّ القصير تعوقه
من طالبٍ إعجالَ أمرٍ أجِّلا
وأظنّ إصرارَ الزمان قد ارعوى
شيئا ومعرضَ وجهه قد أقبلا
وأظنّ أنّ محاسنا سأرودها
نظرا وتجريها لديّ تفضُّلا
وأبيت أعلق من يديك مودّة ً
تأبى مرائرُ فتلها أن تسحلا
وتسير فيك مع الرياح شواردٌ
لا يأتلين إقامة ً وتنقُّلا
يحملن عرضك كلّما أدّينه
في منزلٍ عطَّرن منه المنزلا
موسومة ً بعلاك فوق جباههم
ما ضاع شعرُ الخاملين وأُغفلا
ومصونة ٍ منهنّ قد أعجلتُها
لك لم تكن لولا هواك لتبذلا
قدّمتُ بين يديّ عندك جاهها
قبل اللقاء ممهَّدا ومؤثَّلا
ومنحتُ جيدَ المهرجان قلادة ً
منها فحلَّتهُ وكان معطَّلا
فاستجله فيها وقلْ من بعده
ما كان أحسنها عليه وأجملا
وتملَّه ذكرا لقومك باقيا
يصفُ العلا علما لهم متمثّلا
من غبَّر السِّيرِ التي سلفتْ لكم
والمجدِ آخرهم يريك الأوّلا
واصحب مدى الأيام ما عدَّتْ مدى ً
واسلم إذا أفنت عزيزا مقبلا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أمن خفوق البرق ترزمينا
أمن خفوق البرق ترزمينا
رقم القصيدة : 60256
-----------------------------------
أمن خفوق البرق ترزمينا
حنِّي فما أمنعك الحنينا
سرى يمينا وسُراك شأمة ً
فضلَّة ٌ ما تتلفَّتينا
هبَّ كما تخاطفتْ هنديّة ٌ
مخلصة ٌ أجهدتِ القيونا
فكم أراكَ بثنيَّاتِ الحمى
على البعادِ الثغرَ والجبينا
وكم ذكرتَ روضه وغدرهَ
والعممَ الملتفَّ والمعينا
نعم تشاقين ونشتاقُ له
ونعلنُ الوجدَ وتكتمينا
فأين منّا اليومَ أو منك الهوى
وأيننجدٌ والمغوِّرونا
سقى الحيا عهدَ الحمى أعذبَ ما
تسقي السمواتُ به الأرضينا
وخصَّ باناتٍ على كاظمة ٍ
فزادها نضارة ً ولينا
وواصلتْ ما بينها ريحُ الصَّبا
فعانقت عصونها الغصونا
وردَّ أوطارا بها ماضية ً
عليَّ أو أحبّة ً باقينا
أيامَ تاجرتُ الصِّبا فلم أكن
فيه على خسارتي غبينا
آخذُ من عيشي الرضا وأصطفي
من المنى جوهرها المكنونا(81/433)
وفي حبالات الشباب لي دمى ً
أسرى ولا يسرحنْ لو فدينا
يسفرن عن حرائرٍ مجلوَّة ٍ
ما وصفتْ في عتقها هجينا
إذا اللحاظُ صافحتْ جلودها
قلتَ تضرَّجنَ وما دمينا
تطعنُ بالأعين من طاردها
يا من رأى أسنة ً عيونا
بناتُ كلِّ مترفٍ منعَّمٍ
يعدُّهنَّ عزَّة ً بنينا
يكاد أن يرزقهن لحمه
حيّاً إذا طفنَ به عزينا
ملأنَ أبكارا وعونا صدرهُ
فكاثر الحورَ بهنّ العينا
كم ليلة ٍ بتُّ بهنَّ ناعما
ثم غدوتُ هائما مفتونا
يفسق كفّي بينهنَّ وفمي
فتكا ويمسي مئزري حصينا
بنَّ فبُدِّلتُ بحلمي سفهاً
يعذر من ظنّ الهوى جنونا
عيشٌ نصلتُ من حلاه والفتى
يلبسَ حينا ويُبزُّ حينا
وطارقٍ والليلُ قد مدَّ له
على بياض الطُّرق الدجونا
سرى وأبصارُ النجوم حيرة ً
بفحمة الشباب قد غشينا
والكلبُ يستافُ البيوتُ طاويا
شطريه حتى يلجَ الدَّخينا
يكفرُ تحت كشحة خيشومه
تسمعُ مننباحهِ أنينا
كأنما يخاف في ضلالهِ
أن يطرقَ البيتَ الذي يلينا
قمتُ له من رقدة معسولة ٍ
أكرهُ عنها الجنبَ والجفونا
ثم أنخت خيرها عقيلة ً
بالسيف حتى اغترقَ الوتينا
وقلتُ للجازر قم فاختر له
على مناه الرَّخص والسمينا
جدلاء قد بات خماصا أهلها
والضيفُ قد نام بها بطينا
ومزلقٍ من الكلام موئسٍ
بلاغة َ المفصح أن يبينا
تراودُ الألسنُ من عوصائهِ
شامسة ً لا تتبعُ القرينا
جمعتُ من شذَّانهِ منتقيا
شكوكه أو خلصت يقينا
وضعته محلِّيا برصفهِ
أعراضَ قومٍ خلقوا حالينا
شيعة مجدٍ آمنوا بمعجزي
فيه فهم يفضّلوني دينا
عدِّ بني أيّوبَ أو جوّز بهم
ولا ترى إلا المنافقينا
واشدد يديك بقوى محمدٍ
في الخطب تعلقْ محصدا متينا
مدَّ يداً إلى المنى فنالها
والعمرُ ما مدَّ له السنينا
وأحرزَ الكمالَ في سنينه
في الخمس حتى ناهز الخمسينا
تر الوقارَ والحلوم زنة
معتدلا في خلقه موزونا
تر الرجال مائة في واحد
بل واحدا ترى به مئينا
كأنما كان له الحلمُ أخا
مضاجعا في مهده ملبونا
لم يفترش عجزا من الرأي ولا(81/434)
ساور في الأمر الهوى الظَّنينا
يكفيه أولى قدحة ٍ من رأيه
إن بيَّت الرأي المخمِّرونا
مباركُ الغرّة فوق وجهه
طلاوة ٌ تستفرح الحزينا
لو شاء من قال اسمهمحمد
زاد فسمى وجهه ميمونا
جرى على أعراض عرقٍ صانه
صيَّره لمالهِ مهينا
لو جمعتْ كفّاه ما فرّقنا
في الجود ضاهى بالغنى قارونا
كأنه آلى على يمينه
ألا تضمَّ درهما يمينا
مكارمٌ ينقلها عن أسرة ٍ
كانوا كراما يومَ كانوا طينا
بنوا على مجدهمُ أحسابهم
فاستشرفوا عالين يا بانينا
وسمعَ الناسُ على تفضيلهم
أن عرَّفوا الماضين بالباقينا
كلّ أبٍ سيماه في وجه ابنه
يرون منه مثل ما يروونا
يعطون إفراطا وتستجيرهم
فيمنعون مثلما يعطونا
ألسنهم إخوة ٌ أرماحهمُ
مطاعنين ومخاطبينا
كأنهم بالسُّمر يكتبون أو
بقصب الأقلام يطعنونا
كانوا وجوه دهرهم وكنتَ في
وجههم الغرَّة َ والعرنينا
أيِّدتُ منك بيدٍ ذرّاعة ٍ
تعطى المنى وتمنع المنونا
وكَّلكَ الفضلُ على الأيام في
نصري فكنتَ الثقة َ الأمينا
فصرتُ لا أشكر من أرفدني
غنى ً ولا أعاتب الضنينا
كفيتني الناسَ على علاَّتهم
فوقاً رأيتُ صاحبي أو دونا
فما أداري خلقا مموَّها
ولا أروم نائلا ممنونا
فلا تصبك من يدٍ ولا فمٍ
كائنة ٌ أفرقُ أن تكونا
ولا يزل جارى المقادير على
ما تبتغي مساعدا معينا
ما كرّ يوم المهرجانِ وأرت
ليلة َ عيدٍ من هلالٍ نونا
وما صبت للحج نفسٌ واجتبت
ركن الصفايجاورُ الحجونا
دعاءُ إخلاص إذا رفعته
قال الحفيظانِ معيآمينا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> كيف رأيت الإبلا
كيف رأيت الإبلا
رقم القصيدة : 60257
-----------------------------------
كيف رأيت الإبلا
خواطفا كلا ولا
ينصان من غمدِ أش
يّ منصلا فمنصلا
منتشراتٍ كالملا
ء ألحفتْ عرض الفلا
يحملن بيضاتِ الأفا
حيص استعرنَ الكللا
عفَّات ما تحت الحبى
والخمرِ إلا المقلا
عواصيا على الخنا
وإن أطعن الغزلا
يجدنَ بالأرواح غا
درن جسوماً عطَّلا
لا يبتغبن بحلا
واتِ الهوى التبعُّلا(81/435)
لا وصل إلا بالحدي
ث حلَّ مثلما حلا
تطاللاً ترى الطري
قَ أيدياً وأرجلا
وبأبي الحامل إك
بارا لمن قد حملا
وفي البكار بكرة ٌ
تشرفُ تلك البُزَّلا
تملك أمر الركبِ ما
عرَّس أو ما وصلا
أمرَ العزيز حسنهُ
ساد وجوها ذلُلا
حكّمتُ طرفا شاكيا
لها وقدّا أعزلا
فعدلتْ قامتُها
وطرفُها ما عدلا
ما برحت تنبُل حتّ
ى لم تجد لي مقتلا
من مخبري عن الِّلوى
أخصبَ ماءً وكلا
عن ظبية ٍ جائزة
تنشد من وصلي طلا
تكثَّر الواشي بما
قال بنا أو فعلا
فأصبح المرفوعُ من
ستر الوصال مسبلا
ولا ومن يلقمه
تحتَ اللَّهاة ِ الجندلا
ما كان إلا زخرفا
ذاك الذي تقوَّلا
كانت لباناتٌ فأمّ
ا الرتبة القصوى فلا
كلُّ حمى مئزره
حديقة ٌ لا تختلى
فما أبالي أرخص ال
بائع منه أم غلا
بلى سلا لسانها
كيف يشور العسلا
هل عند ظبى المنحنى
من جائدٍ فيسألا
أم أنا معذور بما
ناجيت منه الطللا
بلى عدمتُ النازلي
ن فبكيتُ المنزلا
يا أمَّ ذاتِ الودعِ تر
عيها الجنابَ المبقلا
عثرت في غدرك بي
عثرة َ من لا وألا
جنَّ الفؤادُ جنَّة ً
وخنتمُ فعقلا
أكرمَ حينا فاستها
م ثم ضيم فسلا
أبدلٌ بالله منّ
ى من رضيت البدلا
واعجبي بعدي من
قلبٍ بغيري شُغِلا
سلى العلا بي وبه
وأين أنتِ والعلا
أغيرَ أن كنتُ المق
لَّ وغدا مموَّلا
تروّختْ عشاره
ملء الضلوع حفَّلا
واللؤم دون مذقة ٍ
علّ بها وأنهلا
عوَّضته أوقصَ مح
لولَ الوريد أطحلا
أعزلَ حلسَ بيتهِ
يرى الفتاة َ المغزلا
ولو كرمتِ لابتغي
تِ العزَّ والتقلُّلا
وما عليكِ من فتى ً
أفقره ما بذلا
لو كان بحرا ردّه
نزفُ الجفون وشلا
أما علمتِ لا عدم
تِ ندما وخبلا
أنّ وراء خلَّتي
يدا تسدُ الخللا
خرقاءَ في ضبط النوا
لِ لا تطيق العملا
تمدّني من بحرها
في كلِّ يومٍ جدولا
يصبغ ربعي ماؤها
أخضر أو مهلهلا
صاح بها الغيثُ وقد
تجبّستْ لا تشللا
حصّنت ظهري بابن أيّ
وبَ فكان معقلا
وساندتني هضبة ٌ
توئس أن تحوَّلا
لا تسبح الريح بها
عاصفة ً أو زلزلا(81/436)
ولم يدعْ لي مطلبا
أكُدُّ فيه الأملا
ذخرته لي في الحيا
ة ِ والمماتِ موئلا
فقد وثقتُ آخرا
بما رزقتُ أوّلا
فما أبالي أيَّ يو
ميَّ لقيتُ الأجلا
فتى النُّهى والجودِ هل
رأيتَ بحرا جبلا
وحاملُ الدِّيات لا
يثقله ما حملا
تحت المئين والألو
فِ لا تراه مثقلا
لمّا جرى والناسَ في
شوط العلا ففضلا
ولم يجد حاسده
عيبا له تعلَّلا
قال نحيلٌ جسمه
من كرمٍ قد نحلا
وما على الرمح يكو
ن أهيفا أو أخطلا
دعوا قدامى المجدِ وال
قدامس المؤمَّلا
فإنكم تعتسفو
ه غرباءَ دخلا
وشاوروا فيه الأصي
لَ والمعمَّ المخولا
لو خلَّد الجودُ امرأً
بما حبا وأجزلا
أو خرقَ السبعَ ببي
تيه نسيبٌ فعلا
أو سجد الناسُ لأخ
لاقٍ فكنَّ قِبلا
أو نيل بالفضل السُّها
لكنتَ ذاك الرَّجلا
لك المساعي نهضة
إن قعدوا توكُّلا
ويجبنُ السيفُ فتس
تلُّ اليراعَ البطلا
أرقشَ ما أوجرَ من
ها ريقة ً فأمهلا
يبعثُ بأسه الردى
إلى النفوس رسُلا
يقصُّ عنك أخرسا
ما دقَّ أو ما أشكلا
إن حلَّ حلَّ عظة ً
أو سار سار مثلا
يحبُّ وهو فتنة ٌ
ربَّ حبيبٍ قتلا
يفصمُ سردَ كلِّ حص
داءَ تدقُّ الأسلا
كايلنيك الدهرُ بال
ناس زمانَ عدلا
وقال لي اختر فتخيَّ
رتُ لنفسي الأفضلا
فما اعتقبتُ ندَّه
ولا ابتغيت بدلا
ودٌّ جديدٌ كلما
كان الودادُ سملا
وخلقٌ إن أمحلوا
سقى الفراتَ السلسلا
وراحة ٌ مفتوحة ٌ
إذا السحابُ أقفلا
ومنطقٌ يفصح ما
شاء ولا يحسن لا
فلا تميلنّ الليا
لي ظلَّك المعتدلا
ولا يرى الحاسدُ في
ك نجمَ عزٍّ أفلا
حتى يرى سلمى هوى
وأجأ تحوّلا
وطبّق الغبراءَ تط
بيقي فيك المفصلا
صالحُ ما سيّرت في
ك محزنا أو مسهلا
يصعبُ سهلا ويكو
نُ صعبه مسهَّلا
يحمله الراوي مخ
فّاً في البلاد مثقلا
في كلّ يومٍ علمٍ
منه هديٌّ تجتلى
لو لم يكن للمهرجا
ن حليهُ تعطَّلا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أين ظباءُ المنحنى
أين ظباءُ المنحنى
رقم القصيدة : 60258
-----------------------------------(81/437)
أين ظباءُ المنحنى
سوالفا وأعينا
أكان من ضغثِ الكرى
يومَ تسنَّحن لنا
أم خطأً فصار عم
دا قتلها أنفسنا
أسائلُ الدارَ به
نّ لو سألتُ لحنا
وربَّ رسم ماثل
أعجمَ ثم بيَّنا
فقال منهنا طلع
ن وغربن من هنا
يا بأبي المسكونُ لو
أنّي وجدت السَّكنا
قالوا النوى تسمية ً
والموتَ يعني من عنى
من اشتكى أحزانه
فما أجنَّ شجنا
لم يترك الغادون لي
قلبا يُحسّ الحزنا
كان فؤادي وهمُ
فظعنوا وظعنا
من سائلٌ ليبالحمى
ذاك الكثيبَ الأيمنا
ما بال ركب منهمُ
مرّعليه موهنا
يحمي البدورَ بالستو
ر والستورَ بالقنا
وآهِ من ضمانهِ
بأوجة ٍ تضمَّنا
وما بنا إلا هوى
حيٍّ على خيف منى
حجُّوا على أجورهم
وانقلبوا بإثمنا
سلُّوا من الأبدان قب
لَ أن يسلُّوا البُدنا
واستبطنوا الواديفما
ج أظهرا وأبطُنا
مناسكٌ عادت بهم
للمسلمين فتنا
يا حسن ذاك موقفا
أن كان شيئا حسنا
منى ً لعيني أن ترى
تلك الثلاثَ منمنى
يا قلب من مواطنٍ
لم يرضَ منها وطنا
ويوم سلعٍ لم يكن
يوميبسلعٍ هيِّنا
وقفتُ أستسقي الظما
فيه وأستشفي الضنا
وفضحتْ سرَّ الهوى
عيني فصارَ علنا
ويوم ذي البان تبا
يعنا فحزتُ الغبنا
كان الغرامُ المشتري
وكان قلبي الثمنا
سعتْ علينا لاسعت
رجلُ الموشِّي بيننا
قال تقول ظبية
شيِّبَ بعدي وانحنى
وصدَّها عنّى جنى
هذا المشيبِ والجنا
قل للشَّمالِ اعتورت
بعد الكرى أرحلنا
تأرجُ عن ريحانة ٍ
من الجنان تجتنى
كأنما أنفاسها
وقد نفضن الوسنا
لطيمة ٌ باحث رك
بُ الشامعنها اليمنا
ماذا وإن طيَّبَ ريَّ
اكِ قديما عصرنا
وأيُّ معنى ً زائدٍ
أحدثَ فيك بعدنا
قالتْ مررتُ أفتلي
عن الكرام المدنا
فعنَّ لي منهم كما
لُ الملكمن بعد المدنا
فلم أزلْ حتى سلك
تُ جيبه والرُّدنا
فجئت مثلَ ما أتى ال
حديثُ عنه والثَّنا
أهلاً إذنْ وإن أثر
تِ اللاعجَ المكتمنا
أذكرتنا على النوى
بسيِّدٍ لم ينسنا
منتشرٍ عنّا وبا
عُ فضلهِ تضمُّنا
أبلج يجلو وجهه
ليلَ الخطوب المدجِنا
ذو غرّة أعدى بها ال(81/438)
بدرَ السناءَ والسنا
تحسب في جبينهِ
منها سراجا مدهنا
ميمونة ٌ صفقته
إذا اللئيم غبنا
أفقره سماحه
وذلك الفقرُ الغنى
لا تقتنى إلا الثنا
ءَ كفُّه إن اقتنى
كأنّه ليس له
من ماله ما اخترنا
كفى الملوكَ كافلا
بما أهمَّ وعنى
واستحفظوا منه القو
يَّ فيهم المؤتمنا
ووجد القرحان من
ه قارحا ممرَّنا
نهضَ الفنيقِ لا الوجا
يعقله ولا الونى
لو أن من أُيِّد بال
توفيق منهم فطنا
أو كان من يحسنُ أن
يشكر يوما محسنا
من لهمُ بواحد
يحوط أطرافَ الدنا
وحازم بنفسه
يبغى الخميسَ الأرعنا
جارٍ على أعراقه
بنى أبوه وبنى
من معشر خاضوا الأعا
صيرَ وراضوا الزمنا
وشرعوا دينَ العلا
فروضه والسُّننا
الواصلين الفاصلي
ن أيدياً وألسنا
إذا احتبى كاتبهم
قلتَ كميٌّ طعنا
أو ركبوا إلى الصفو
ف يحملون الإحنا
خلتَ سطورَ الصُّحف ها
تيك الخيولَ الصُّفَّنا
كلَّ السلاح يُشهدو
نَ الحربَ إلا الجننا
يرونَ أحسابهمُ
من الدروع أحصنا
مستبقين المجدَ حت
ى يغلقون الرَّهنا
يُهزُّ منهم طلبُ ال
عزِّ ليانا خُشنا
حتى ترى السيلَ هجو
ما والجبالَ مننا
أبا المعاليوالمعا
ني ربّما كنَّ الكنى
ما كان من كنَّاك إ
لا الملهم الملقَّنا
كان الكمالُ معوزا
فصار فيك ممكنا
مثَّله شخصك مح
دودا لنا معيَّنا
بغدادُ قد تيَّمها
منك حبيبٌ ظعنا
تبكي لدائين بهاال
شوقِ وغدرِ الأمنا
قد غيَّر الدهرُ حلا
ها بعدكم ولوَّنا
فسحتَ الناصعُ واغ
تالَ الهزالُ السِّمنا
كانت تحيَّا فاستح
قَّت بعدكم أن تُلعنا
وذلَّ بعدَ عزّه ال
فضلُ بها وامتُهنا
وصار ممدوحُ السما
ح ميِّتا مؤبَّنا
وكسدتْ أسواقنا
وكنتمُ موسمنا
ورُوِّع الملكُ الذي
قرَّ بكمْ وأمنا
فسرحهُ منتشرُ ال
أطرافِ مهجورُ الفنا
تعوى الذئابُ حوله
وليس بالراعي غنى
قد أنكر الحياض مذ
نأيتم والعطنا
يجنح للشّورى ليس
تريح والشّورى عنا
يذكر ما ضيَّع من
كم بعد ما كان اقتنى
فيدهُ في فمهِ
يأكلها بما جنى
سوى الذي يرجوه من
كم في أحاديث المنى(81/439)
وأنكم مستعطفو
ن إن أتاكم مذعنا
فبادروا قد آن أن
تبادروا وقد أنى
واسمع لها تشفى الجوى
كالعر يشفيه الهِنا
تودُّ عينُ المرء في
ها أن تكون أذنا
ناشطة من فكري
نشطك مهرا أرنا
تحفظكم على النوى
حفظَ الجفون الأعينا
لها من النيروزحا
لٍ كيف شاءَ زيّنا
يقدمها يُهدى السرو
رَ ملئها واليمنا
فراعِ في ثوابها
ما خفَّ أو ما أمكنا
قد أعجف الضَّرعُ وقد
أصفرَ بعدك الإنا
وعمَّق الزمانُ في
جروحه وأثخنا
شجعتُ في سؤالكم
وكيف لي أن أجبنا
كم قبلها من ضغطة ٍ
لم أشكها تصوُّنا
لكنكم عشى إذا
رعى رجائي الدِّمنا
وموئلي إن نزح ال
دهرُ بكم وإن دنا
فضلتمُ الناس سما
حا وفضلتُ لسنا
فما سواكم للندى
ولا سواي للثنا
فالناس إن سألتم
بالناس أنتمُ وأنا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> بالله ثمّ بالله
بالله ثمّ بالله
رقم القصيدة : 60259
-----------------------------------
بالله ثمّ بالله
يا راكب الشِّملّهْ
تحمله وهمَّهُ
بزلاءُ مستقلَّة ْ
ينفض بعضَ ليلهِ
بها الغويرَ كلَّهْ
يسابقُ الفجرَ فيأ
تي ذا الأراك قبلهْ
منصوبة أقطانها
على الظلام الأبلهْ
عرَّجْ على الوادي ولو
إلمامة ً لا حلَّهْ
وامنن عليّ وقفة ً
بجنب تلك الأثلهْ
فانبذ بها تسليمة ً
على بيوت رملهْ
فإن سمعتَ هاتفا
يسألُ بي فقلْ لهْ
غادرته والحقَّ قل
تَ الوالهِ المدلَّه
لا اليأسُ أبلاه ولا
طولُ السَّقام ملَّهْ
جنَّ بكم فما الذي
به حبستم عقلهْ
قال تقول ظبية ٌ
عزُّ الهوى أذلَّهْ
كان محبّا واثقا
عرَّضتهُ للخجلهْ
أنا التي أصابه
طرفي بأولى نبلهْ
خدعته وإنما
خدعة ُ مثلي قتلهْ
أين بثأري ودمي
وليُّهُ من طلَّهْ
يحلّ قتلي كلّ يو
م زمَّة ٍ في حلَّهْ
من دونها السُّمر النِّحا
فُ والأكفّ العبلهْ
وساهر غيرانُ لا
تطمع فيه الغفلهْ
فما تساق ثلَّة ٌ
ولا تطاق سلَّهْ
علقتها مجدولة ً
تألم ضمّ الشَّملهْ
أخت القضيب هيفاً
وتربه وشكلهْ
هوجاء لا من ورهٍ
صفراء لا من علَّهْ
صحيحة كأنّها(81/440)
من سقمٍ مبلَّهْ
قد عدل الحسنُ لها ال
بدورَ بالأهلَّهْ
يا ليت شعري والظنو
نُ الحقُّ والتعلَّهْ
عن طارح لي بمنى
حين ارتبقت حبلهْ
أمائق أم مارق
عما تقول الملَّهْ
حجّتْ وصادتْ فهي بي
محرمة ٌ محلَّهْ
مالي وحكَّمتُ الزما
نَ قد حرمتُ عدلهْ
في كلّ عهدٍ بيننا
مكيدة ٌ مغلّهْ
إذا رضيتُ قوله
فقد سخطتُ فعلهْ
ولو ملكتُ سمعهُ
لقد أطلتُ عذلهْ
ما أكثر الودَّ وإن
صحّ فما أقلَّهْ
ألا فتى ً ذو خلّة ٍ
يسدُّ هذي الخَلَّهْ
بلى له فرعٌ من ال
مجد يباري أصلهْ
من طينة ٍ على الندى
مطبوعة ِ الجبلَّهْ
بيت له ساكنهُ
لم يرتحلْ مذ حلَّهْ
له النجومُ طنبٌ
وأمُّهنَّ ظلَّهْ
شيّده عبد الرحي
م والملوك قبلهْ
ثم مضى يعقبُ في
ه نجلهُ فنجلهْ
أبناء أمّ المجد ما
رابهم ابن علَّهْ
ودوحة ٌ مذ خلقتْ
مطعمة ٌ مظلَّهْ
يا ناشدي عنهم وهل
على الضحى أدلَّهْ
أبو المعالي منهمُ
فاقنع بهذي الجملهْ
وانظر ترى للشمس في ال
كواكب ابناً مثلهْ
أروعُ مذ تيَّمه
حبُّ العلا لم يسلهْ
ولم يكن منحرفا
فيها ولا ذا ملَّهْ
بذَّ غلاما رأيهُ
شيخَ الحجا وكهلهْ
وفرعَ الدَّوحَ الطِّوا
لَ وهو بعدُ بقلهْ
جرى إلى الغاية في
مزلقة ٍ مزلَّهْ
حتى انتهى وليس لل
ريح عليه فضلهْ
لا يلبث الوفرُ الجمي
عُ أن يشتَّ شملهْ
ولا تكون يده
لمالهِ مجلَّهْ
فكان كلُّ درهم
في ماله لقبلهْ
مباركٌ غرَّته
بالخير مستهلَّهْ
ينفثُ في عقد الجدو
بِ مزنة ً منهلَّهْ
يروى الثرى على الظما
من مائه ببلَّهْ
أنت الشهابُ إن دجت
ليلتُها المضلَّهْ
والكالئُ الحامي لها
إن نام أهلُ الثَّلَّهْ
أعلقتُ كفّي بك وال
أسباب مضمحلَّهْ
فكنتَ حبلا أحصف ال
ودُّ الصريحُ فتلهْ
لا غائب النصح ولا
صعب اغتفار الزّلَّهْ
ولا تقى مالك بال
عذرِ ولا بالعلَّهْ
جودا بني عبد الرحي
م وحلوما جزلهْ
وجانبا مستصعبا
وقسماتٍ سهلهْ
أنكرتُ دهري قبلكم
أنكرته وأهلهْ
حتى تكثَّرتُ بكم
تكثُّرا من قلَّهْ
وسالمَ الدهرُ يدي
فيكم وأعطى إلَّهْ(81/441)
فما يقول مشفقٌ
عساه أو لعلَّهْ
وحطّ ظهرُ الشعر في
كم إصرهُ وكلَّهْ
بكلّ خرقاءِ الكُلى
ديمتها المنهلَّهْ
تمدكم طلَّ الثنا
ء سحبها ووبلهْ
يسحبُ ناديكم بها ال
حلَّة َ بعد الحُلَّهْ
إن زار يومٌ كسيَ ال
حسنَ ولم نحُلَّهْ
ملأنَ وقفا وخدا
ماً يده ورجلهْ
أو ظمئتْ أعراضكم
كانت شفاءَ الغُلَّهْ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> تركتك يا زمانُ قلى ً فدعني
تركتك يا زمانُ قلى ً فدعني
رقم القصيدة : 60260
-----------------------------------
تركتك يا زمانُ قلى ً فدعني
إذا أنا لم أُردك فلا تردني
أأنفِر عنك ممتعضا أبيّاً
وتصحبني بقلبٍ مطمئنِّ
وكان الذلَّ أن ترضى وآبى
وأهدم في هواك وأنت تبني
رواؤك بالجمال لغير عيني
ووعدك بالجميل لغير أذني
وهبتك للحريص عليك لمّا
بلوتك في القساوة والتجنّي
وكنتَ الذئبَ مأكولا أخوه
على ما كان من حذرٍ وأمنِ
أقلني عثرتي في حسن ظني
بأهلك أو برعيك لي أقلني
كفرتَ صحابتي وخفرتَ سلمي
فنحرك والسِّنانَ وأنت قرني
تحُدُّ لي النيوبَ إن افترقنا
متى ما كنتُ مأكولا فكلني
ومنِّ بنيك بالأرحام قطعا
فأُمُّ بنيك أمٌّلم تلدني
بعاد بيننا أبدا وفوتٌ
بعادَ الفضل من خرقٍ وأفنِ
أذلَّهم الطِّلابُ وعزَّ وجهي
وضامهم الثَّراء ولم يضِمني
أحبُّوا المالَ فاعتبدوا ملوكا
وما كل العبيد عبيد قنِّ
تنفَّخت الحظوظ لهم فظنّوا
ورامَ البطنِ يسمنُ وهو يُضني
وما وأبي زخارفها ثناني
لها ذلٌّ يشوقُ ولا تثنِّي
ولا قدرت على نفسي ولحظي
على ما نمَّ من طيبٍ وحسنِ
ولو أني خُدعتُ بشارتيها
خُدعتُ بمقلة الرشإ الأغنِّ
ولاستلبت على إضم فؤادي
حماماتٌ تنوح كما تغنِّي
وبيضٌ في خيامِ بني سليم
تكنُّ خدورها بيضاتِ كِنِّ
حملن على القدود مخمَّراتٍ
هلالا طالعا في كلّ غصنِ
ولانسربتْ تغلغلُ في عظامي
سبيئة ُ راهبٍ ماءٌ كدهنِ
منصَّرة ُ القرى رأسٌ أبوها
يدين ضلالة ً بأبٍ وإبنِ
إذا نصلت من الراووق بثت(81/442)
نجوما والغداة ُ غداة ُ دجنِ
يساومني بها ثمنا فيُغلى
وأمنحه بلا سوم فأسني
ولم أغبنُكمن يُعطى سروري
ويأخذُ طائعا همّي وحزني
وقبلي شرَّدتْ حلمابنِ حجرٍ
لغير ضياعة ولغير رهنِ
حباها بكرة زقاً رويّاً
وقال لخيله روحي فشنِّي
فيوما بين غائرة ونقع
ويوما بين باطية ٍ ودنِّ
ولكنَّ المطاربَ لم ترقني
كما أنّ النوائب لم ترعني
ولما كان بعضُ النوم عارا
ملكت على النوى أهداب جفني
يلوم على العزوفأبو بغيض
لك الويلاتُ سلني ثم لمني
يظنّ بجلستي فشلا وبهرا
وقد أنضبتُ أفراسي وبدني
ودست الجمر لم أخفِ احتراقا
وراء الرزق وهو يشطُّ عنّي
ورُضتُ الآبيات العوصَ حتى
سهلن لكلّ جعدِ السمع حزنِ
موسمة بعمرو أوببكر
تصرِّح تارة بهمُ وتكني
تواصلهم وصالَ الغيثِ آلي
متى ما يبدِ عارفة ً يُثنِّ
فلم تعلقَ على الحرمان منهم
يدي بسوى الملالة ِ والتجنِّي
أدال الله منّى للقوافي
بما هانت عليّ ولم تهنِّي
أطرِّد سرحها في كلِّ يوم
شلالا بين رابية ٍ ورعنِ
على وادٍ ولمَّا يزكُ عشبٌ
إلى قلبٍ ولمّا يسنِ مسني
دعت برغائها أحرارَ كسرى
فلم يفصح لمعجمهم بلحنِ
أحبُّوها وما طلعوا بنوءٍ
يبلِّلها ولا سنحوا بيُمنِ
ولا قسموا لها الإنصاف يوما
بكيلٍ في السماح ولا بوزنِ
وجُرَّت في القياصر من معاها
إلى درِد عدمنَ اللَّسنَ حجنِ
تضاغى بينهم متعرياتٍ
وما نفعُ الصرائح بين هجنِ
وداخنها على ميسانَ مورٌ
فلم ينهض لقرَّتها بسُخنِ
حداها بالمطامع فاشرأبَّتْ
وما نزلت مفاقرها بمغني
وراقصها ببابلضوءُ نارٍ
لحيّ من بني أسدٍ مبنِّ
من الجذعات لم تُرفعْ لضيفٍ
ولم تلحمْ ولم تقترْ لسمنِ
وأطناب طوال خادعتها
فأمكنَ من صلائفها التظني
ولم يك ضبُّ عوف من قراها
ولا من حرشها لولا التعنّي
ولا القرويّ عرِّبَ بالتسمّي
وأُمِّرَ بالتلقُّبِ والتكنِّي
وعلج الجنبمن أنباطِ سورا
تمضَّر أو تنزَّر بالتمنِّي
أرادتهم لتحمي أو لتُحبى
على الحالين في مننٍ ومنِّ
فما دفعوا العدوَّ بمدِّ صوتٍ(81/443)
ولا نقعوا الأوامَ برشح شنِّ
فإن يكُ في جعيلِ بني عفيفٍ
وجروِ الغاضريَّة خابَ ظني
فلستُ بأوّلِ الرُّوّاد جاشتْ
به خضراءُ نبتُ سفاً ودمنِ
وغرَّتها مخيِّلة ُ لقاحا
فلم تنتجْ ولم تكُ أمَّ مزنِ
وناشدني الحقوقَ مزرّعيٌّ
ليأخذَ ذمّتي لهمُ وأمني
وقال هبِالجزيرة َ لي وإلا
فهذا السيف فاسمح لي وهبني
أأنت تردُ عنهم بسطَ كفِّي
وصفقك جرَّ يومَ البيع غبني
ولو لم يكفهم سيفي ورمحي
رأوا بالغيب ما ضربي وطعني
فآه عليهمُ يا كفُّ لولا
فتى ً أعطيته بالودّ رهني
تخوّن من خزيمة عرضتيها
لنبلي فاحتمت بالأزد مني
وجنّ الدهرُ في وغلِ ضليع
به للخنزوانة ِ طيفُ جنِّ
أتاه الحظ مختاراً وولَّى
نصولَ السهمِ عن ظهرِ المجنِّ
توسَّط من قرى الزيتونِ بيتا
أقيم على محاريثٍ وفدنِ
دفئُ الليل لم يسهر لرأي
ولم يتعبْ بليتي أو لو أنّي
فراودها وزاحم يبتغيها
بمنفوخين عثنونٍ وبطنِ
وقال لحقتُ وارتفعت وهادي
فمالك ترفع الأشعارَ عنّي
وهل أنا دون قومٍ سربلوها
فجرُّوا الفخرَ من ذيلٍ وردنِ
ورُضتُ لجاجه فإذا حرونٌ
متى أمنعه طوعا يقتسرني
ففاز بعذرها وأوتْ أيامي
إلى كنفين من بخلٍ وجبنِ
وما علمَ ابنُ عصرِ الزيتِ أني
إذا أثنيت أعلمُ كيف أُثني
وأنى يومَ أمدحه احتسابا
وإن أسميته فسواه أعني
سمحتُ بها وما حليتْ بسمح
فقدها الآنَ من كرمٍ وقدني
ولم أك قبلها لأذمَّ جودى
على أمرٍ وأحمدَ فيه ضنّي
فحتام المقام بعقرِ دارٍ
بساطٍ فسحتي فيها كسجني
على ترباء أرض لم تقلها
مدارجها الخباثُ ولم تلقني
ولو ذهبتْ وراءَ الشمس غربا
شفتْ أكبادها من كلِّ ضغنِ
وشعشع في ترائبها وميضٌ
على تلك الربا مُطْرٍ ومثني
ولو نُشرَ الكرامُ بنو عليّ
لها وفدتْ على المعطي المهنّي
إذن لحمى حماها كلُّ شختٍ
كصدر السمهريِّ أمقَّ لدنِ
قليلِ النوم في رعي المعالي
إذا خاط التواكلُ كلَّ جفنِ
ومدَّ لها الحسينُ فذبَّ عنها
براثنَ أصمعِ الكفَّين شثنِ
ولانهمرت سحابة راحتيه(81/444)
بهطلٍ من سحائبها وهتنِ
ومرَّ على عوائده كريم
قليلاً ما دعوتُ فلم يجبني
رأى فضلي فقدَّمني وأولى
غرائسِ ما ترون اليومَ يجنى
ولكنَّ الحمامَ أغاض بحري
عشيَّة يومهِ وهوى بركني
وخلَّفني درئية َ صرفِ دهرٍ
متى ما يرمِ عن عرض يصبني
فلا يرمالجزيرة مستطيرٌ
يقعقعُ في كثيفٍ مرجحنِّ
شفيقُ الحفر مأمون التذرِّي
على فقر الثرى يغني ويُقني
يروح ويغتدي سقيا قليبٍ
طوى ذاك التسرُّعَ والتأنّي
فتى لولاه لم أجزع لثاوٍ
ولم أقرعْ على ما فات سنّي
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> خفِّفْ بذات البان من أثقالها
خفِّفْ بذات البان من أثقالها
رقم القصيدة : 60261
-----------------------------------
خفِّفْ بذات البان من أثقالها
وامددْ لها وراخِ من حبالها
وخلِّها سارحة ً من وجرة ٍ
في كهلها السَّبطِ وفي سلسالها
رافعة ً ما انحطّ من أعناقها
جامعة ً ما شذَّ من فصالها
لعلَّها تخلف من أوبارها
ما حلقَ الجدبُ ومن أنسالها
قد آن أن ينتصرَ الدهرُ لها
ويخجلَ الواعدُ من مطالها
وأن تراحَ أذرعٌ وأسواقٌ
ناحلت العصيَّ من كلالها
لها بنعمانَ مدى اقتراحها
من واسع الأرزاق أو حلالها
وما يجرُّ الأمن من أرسانها
مرخى ً وما يسحب من جلالها
وكالدُّمى من ظبياتِ حاجرٍ
كوالئا يصلحن من أحوالها
نعم فياسقى الغمامُ حاجرا
ما احتكم الشاخصُ من أطلالها
ولا عدمتُ من صباها نفحة ً
باردة ً تأتي ومن شمالها
فكم بها واكبدي فيمن بها
من أمّ خشفين ومن غزالها
ورامياتٍ عن ذواتِ مقلٍ
تلاوذَ القاريُّ من نبالها
كلّ قناة ٍ ركزت على نقاً
ينقص بدرُ التمّ من هلالها
تحكمُ ما اشتطّت على حقابها
وتطلب الأمانَ من خلخالها
عوَّلتُ منهنّ غداة َ غامدٍ
على تعلاّتِ المنى وخالها
بنَّ صحيحاتٍ وأرسلنَ معى
جفنا قريحا وفؤادا والها
وطارقا من الخيال ربما
بلَّ القلوبَ الهيمَ من بلبالها
تزيره على النوى ضنينة ٌ
ما خطرتْ زيارة ٌ ببالها
لولا جنونُ الحبّ وخبالهُ
لم نرضَ منها بسُرى خيالها(81/445)
زارت وأخياطُ الدجى عقودها
قد بدأت تأخذُ في انحلالها
والعيسُ أيديها إلى صدورها
لم تتروّحْ بعدُ من عقالها
وفي الركاب عصبٌ بدائد
رجالها مفترشو جمالها
وافقَ من أشخاصها طولُ السُّرى
وخالف الأوطارُ من أحوالها
فساهرٌ لحاجة ٍ ما نالها
ونائمٌ عنها ولم يبالها
فلو أمنتُ كذبَ الحلمِ بها
قمتُ فصلّيتُ إلى تمثالها
ثم انتبهتُ ويدي لامسة ٌ
أن تعلقَ المفلتَ من أذيالها
يا عاذلي في العزِّ بنْ فإنها
نفسُ هوى ً تأبى على عذَّالها
ما أنت في لومي على نزاهتي
من همّ حاجاتي ولا أشغالها
قد أخذ المجدُ وأعطى بيدي
فما يطول الأفقُ عن منالها
وقد ولجتُ أطلبُ القصوى فما
تجنَّبتْ رجلي في إيغالها
وقوّدتْ يدُ الوزير الدهر لي
فجاءني يرسفُ في شكالها
جاد وأخلافُ الحيا بكيّة ٌ
لا يطمع العاصبُ في أرسالها
كأنَّ عينَ عاشقٍ مفارقٍ
بمائها يمينهُ بمالها
ومدَّ من نعمائه ضافية ً
يفضلُ غنّى مسحبا سربالها
في كلّ يومٍ نظرة ٌ ضاحية ٌ
تكشف عن حالي دجى ضلالها
ونعمة ٌ تخلقَ مثلَ أختها
في الحسن أو يحذى على مثالها
أمكنني من الندى أخو الندى
في قومه وابنُ العلا وآلها
ولافت الأيام ورقابها
قد ذهبتْ عرضا مع انفتالها
والعادلُ المقيم منها صعدة ً
لا يظفر الثقّافُ باعتدالها
مدّ على الدولة من عميدها
أفيحُ لا يقلص من ظلالها
وارتجعت بسيفه وعزمه
ما استلب الزمانُ من كمالها
قام بها وكاهلُ الدهر بها
مضعضعٌ يعيا عن احتمالها
والناس إما عارفٌ مقصّرٌ
أو جاهلٌ بموضع اختلالها
يغمط نعماها ويُلغي حقَّها
ويطلب العزَّة بابتذالها
حتى أتاها الله من عميدها
بكاشف الغمّاء من خلالها
بالواحد المبعوث في زمانها
والباتر المبعوث لانتشالها
من طينة ريَّا التراب جبلتْ
جواهرُ السؤدد في صَلصالها
ربتْ مع الزمان وهو يافع
واكتهل الدهرُ مع اكتهالها
ودرجتْ في البيت فالبيتُ على
مرازبِ الملوك أو أقيالها
لملَمها عبدُ الرحيم وسقى
أيوبُ بالمفعم من سجالها
فهي إذا عبَّس فخرٌ ضحكتْ(81/446)
عجبا ببنتِ عمّها وخالها
يا شرف الدين تملَّ ودَّها
واسكن إلى الدائم من وصالها
وزارة قيّضك الله لها
أحبَّ من يبغى صلاح حالها
أنكحتها من بعد ما تعنَّستْ
ولجَّت الأيامُ في إعضالها
عزّت فلمّا أن تسمّيتَ لها
كفيتها وكنتَ من رجالها
كنت لها ذخيرة ً وإنما
مثلُك موقوفٌ على أمثالها
خيالك اليومَ عليها ولقد
كان رجالٌ أمسِ في خيالها
ملكتها ملكَ اليمين فاحتفظ
برقِّها واسبل على حجالها
واجمع هنيئا لك بين صونها
وبين ما راقك من جمالها
جاءتك لم تقرعْ بظنبوبٍ ولا
سوطٍ ولا أرصدتَ لاغتيالها
ولا طرقتَ غاشياً أبوابها
بين غداياها إلى آصالها
طائعة ً جاءتك بل مضطرّة
منتشطَ البكرة ِ من عقالها
تطلب معنى ً لاسمها مخلَّصا
من كذبِ الأسماء وانتحالها
تخطّت البزلَ الجلالاتِ إلى
أوائل الأعمار واقتبالها
تؤمّ منكم عصبة ً تعرَّفت
سيادة الكهول في أطفالها
حتى استقرّت منك في موطنها
مكانَ لا تأنس بانتقالها
هذا الذي حدّثك الشعرُ به
عن آية الذكاء واستدلالها
وبشّرتك ماضياتُ فقري
بأنه يكون في استقبالها
عيافة ٌ عندي يمنُ طيرها
وزاجراتٌ ليَ صدقُ فالها
قلنا وصحَّ فافعلوا فإنما ال
حسنى بعشرٍ منكمُ أمثالها
ففضلنا يُعرفُ في أقوالنا
وكرمُ الملوك في أفعالها
وما نذمُّ قاطراتِ سحبكم
فينا ولا نكفرُ بانهمالها
ولا رأينا البحرَ عبَّ فوفى
بجود أيديكم ولا نوالها
لكن نرى أنّ الخمولَ ضيعة ٌ
في دولة ٍ ونحن من عيالها
وأنّ عنقاءكمُ تحلَّقتْ
ولم تغيَّر حالنا بحالها
وقد نضونا العمرَ في رجائها
ننتظرُ الإقبالَ في إقبالها
وحرُماتٍ أغفلتْ والمجدُ غض
بانُ لنا لا شك من إغفالها
فاقتدحوا خلَّتنا بنظرة ٍ
تنبتُ نارَ العزِّ في ذبالها
وبلِّغوا الآمالَ منكم أنفسا
قد بلغت فيكم مدى آمالها
واستقبلوها غررا سوائرا
لا تخرُقُ الرياحُ في مجالها
تطوى البلادَ خوّضا بحارها
رواقيا فيكم ذرى جبالها
لا ترهب الفوتَ إذا تأيّدتْ
ولا تخاف زلّة استعجالها(81/447)
لصحفها منها إذا ما انتُضيت
ما بجفون البيض من نصالها
تخبركم عن الخلودِ أبدا
وتخبر الأعداءَ عن آجالها
يضحك منها المهرجانُ اليوم عن
بردِ الثنايا الغرِّ وصقالها
يتيه في الزمان مثلَ تيهها
في الشعر أو يختال كاختيالها
يومٌ حكى فضلك فامتاز لنا
عن شبهِ الأيّام أو أشكالها
جاء مع الوفود مشتاقا على
تباعد الشُّقَّة واعتلالها
فواقفا ما لحتَ كوقوفها
وسائلا ما جدتَ كسؤالها
مبشّرا أنك والي نعمة ٍ
لا تطمع الأحداث في زيالها
تبقى مع الدهر فإن تنكَّرتْ
بالدهر حالٌ لم تزل بحالها
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> إذا ذهب الوفاءُ من الزمانِ
إذا ذهب الوفاءُ من الزمانِ
رقم القصيدة : 60262
-----------------------------------
إذا ذهب الوفاءُ من الزمانِ
فكيفَ يُعابُ بالغدرِ الغواني
نسامحُ دهرنا العاصي علينا
ونطلبُ طاعة ََ الحدق الحسانِ
ونرجو الأمنَ حيثُ الأمنُ خوفٌ
ونحن نخافُ في دار الأمانِ
حبيبك من بني هذي الليالي
هما من طينة ٍ متصلصلانِ
وما لوناهما إلا وفاقٌ
وإن برزتْ لعينك صبغتانِ
تقلَّب لي صفاة ُ أخي فما لي
نكرتُ تقلُّبا في غصن بانِ
وأسلمني الصديقُ أخا وسيفا
فكيف بنصرِ مختضبِ البنانِ
أرى الإخوانَ حولي ملءَ عيني
وألقى الحادثاتِ بغير ثاني
وأفتقد الأحبّة َ ثم أرضى
كراهاً بالوقوف على المغاني
وأقلني يا زمانُ غلاطَ ظنّي
بأهلكَ فهو أبرحُ ما دهاني
ظهرتُ بآيتي في غير قومي
ولم أنظرْ بمعجزها أواني
وإلا فانتقم ما شئتَ منّى
سوى تعريضِ عرضي للهوانِ
أدال الله من عيني فؤادي
فكم أهوى على خُدع العيانِ
أرى صورا وشاراتٍ حساناً
مصايدَ للطَّماعة ِ والأماني
فأستذري بظلٍّ لم يسعني
وأستروي غماما ما سقاني
وذي قلبين قاسٍ يوم أشكو
وآخرَ عنده بعضُ الليانِ
صبرتُ على تلوّن شيمتيه
حمولا في البعادِ وفي التداني
وأشكر نبذهُ بالوصل حينا
وأعذرُ في الجفاءِ إذا جفاني
فأحسبُ عطفه يثنى بمدحي
فأغمزُ منه في جنبيْ أبانِ(81/448)
توانى في العكوف عليه حزمي
وكان الحزمُ من قبل التواني
أناسئهُ الثناءَ ليوم عسري
وكم وجدَ القضاءَ فما قضاني
ألا ليتَ شعري عن غريمي
لمن ذخر القضاءَ إذا لواني
وكيف يسرُّه بعدي خليلٌ
إذا هو ملَّ قربي واجتواني
قد اصطلح الرجالُ على التجافي
وقد نُسيَ التعاطفُ والتحاني
سوى بيتٍ طنوبُ المجد فيه
مطنَّبة ٌ بأسباب متانِ
بنى عبد الرحيم به فأرسى
وشادَ بنوه بانٍ بعدَ باني
إذا غربتْ به للفضلِ شمسٌ
تمكَّن في المطالعِ فرقدانِ
ولم يك كالوزير ولا أخيه
ولا أخويهما ذخرٌ لقاني
وأشرق من كمال الملك بدر
ليالي تمِّهِ سعدُ القرانِ
تحالفت العلا وأبو المعالي
إذا الأسماءُ حالفتِ المعاني
تعثَّرت الجيادُ وراء جارٍ
مسلِّمة ً له قصبَ الرِّهانِ
زليق اللِّبدِ مقطوع الأواخي
غضيض السرج مخلوع العنانِ
..............إلى الرزايا
له والجامحات إلى الحرانِ
تكفَّلَ بالسياسة ألمعيٌّ
مليٌّ يومَ يضمن بالضمانِ
وقام ................
يجد وطالب الحاجات واني
إذا خفقتْ بما ضمنتْ قلوبٌ
توقَّد في حشاه الخافقانِ
شجاعٌ يومَ يركبُ للمعالي
وظهرُ الذلِّ من قعدِ الجبانِ
أعينَ الملكُ منه بجنبِ طودٍ
ظليلِ الذيلِ مستنِّ الرِّعانِ
مضت آراؤه فيه نفاذا
نفاذَ السمهريّة في الطعان
إذا أوت الأمورإليه بانت
محاماة ُ المعين عن المعانِ
وقال فقال فصلا في زمان
يكون العيُّ فيه من البيانِ
توحّدَ في الكمال فلم يعزَّزْ
بقوّة ِ ثالثٍ وبنصرِ ثاني
وصُدِّقَ ما ادعى الغالون فيه
فما أحدٌ غلا فيه بجاني
كأنّ حديثَ من يُثني عليه
حديثُ القينْ عن نصلٍ يماني
وزُوّجتِ الوزارة ُ من أخيه
ومنهُ بعدُ نعمْ الكافلانِ
إذا قعدا فمجلسُها عرينٌ
يذود الضيمَ عنه ضيغمانِ
وإن قاما إباءً فهى سرحٌ
معرٌّ نام عنه الراعيانِ
يرافدُ ذاك في العزمات هذا
رفادَ السيف أُيِّدَ بالسنانِ
ألا أبلغ كمالَ الملك عنّى
وإن يك حيث يسمع أو يراني
رسالَ مطلقٍ في الناس لكن
عليه من القطيعة ذلُّ عاني(81/449)
حفاظك ذاك من ألهاك عنه
وقلبك بعدَ حبّك لمَ قلاني
ومن عدَّى عوائدك اللواتي
ترادفُ بين بكرٍ أو عوانِ
يواصلني سماحُ يديك منها
بأوسعِ ما تجود به يدانِ
فعاد النقدُ لي منها ضمانا
وصار الإهتمامُ إلى التواني
أُعيذك أن تصيبك فيَّ عين
وأوخذ في وفائك من أماني
وأن أُنسى وعندك باعثاتٌ
على حقّي ومُذكرة ٌ بشاني
خوالدُفي الصحائف باقياتٌ
لمجدكمُ على الحقبِ الفواني
لها سرُّ الصدور إذا حوتها
وفي الآذان إعلانُ الأذانِ
يُزرنَك يمتطينَ من التهاني
سليس الرأس منقادَ الجِرانِ
إذا سمحتْ برسم العيدِ جاءتْ
مطالبة ً برسم المهرجانِ
بقيتُ لرصفها فتغنَّموني
بقاء الخمرِ في نصفِ الدنانِ
وقد كثر المديحُ وقائلوه
ولكنْ من يسدُّ لكم مكاني
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يا دارُ ما أبقت الليالي
يا دارُ ما أبقت الليالي
رقم القصيدة : 60263
-----------------------------------
يا دارُ ما أبقت الليالي
منكِ سوى أربعٍ بوالي
لم يفنَ فضُّ الربيع فيها
عذراءَ مختومة َ العزالي
أنحلها الظاعنون حتى
تعطلتْ والزمان حالي
وكيف يزكو ترابُ ربعٍ
غدا من الشمس وهو خالي
لو فارق الراحلون عنه
بحرا لدسناه بالنعالِ
ما أنتِ يا أذرع المطايا
إلا المنايا تحت الرحالِ
ولا نساءٌ راحت بفلجٍ
إلا بلاءٌ على الرجالِ
كم ضيعة ٍ باللوى صريع
تختله مقلتا غزالِ
وبالنقا من دمٍ ثقيل
أرخصه البينُ وهو غالي
ما نصلتْ من حرارِ سلع
تلك الحنايا تحت النِّصالِ
حتى تيقّنتُ أنّ حلما
كنّ الليالي على ألال
راحوا فمن ضاحكٍ وباكٍ
شجواً ومن وامقٍ وقالي
وفي الغبيطِ المومى إليه
بدرُ دجى من بني هلالِ
سمراء خلَّى البياضُ رغما
للونها صبغة َ الجمالِ
يقول مسواكها لفيها
من أنبع الخمرَ في اللآلي
كبانة الرمل لم يعبها
نفجٌ ولم تشقَ بالهزالِ
تمسح بالأرض ذا قرونٍ
تضلّ فيه أيدي الفوالي
حلت لأهل العذيبِ بعدى
ملحاءُ ممطولة ُ السجالِ
وغادروني أغصُّ شوقا
بالعذب من دجلة الزلالِ(81/450)
لا جرَّ بالأنعمين يومٌ
ذيلَ جنوبٍ ولا شمالِ
إلا احتبى مهديا سلامي
لبانة ٍ فيه أو غزالِ
بمن أحلَّ الشكوى وألقى
وسوق أشجاني الثقالِ
وكيفَ في رقية الليالي
وصمِّ حيَّاتها احتيالي
صدَّ حبيبٌ وصدَّ حظٌّ
فعمّن المستهامُ سالي
قد جُمعَ البخلُ والتجنّي
واختلطَ اللؤمُ بالدلالِ
فلست أدري أداءُ قلبي
أضوى بجسمي أم داء حالي
بلِّغْ زمانَ النّفاق عنّى
مالك يا قاتلي ومالي
كسرٌ على الجبر كلَّ يومٍ
منك وجرحٌ على اندمالِ
قد هوّنتْ عندي التوالي
من شرِّك السُّبقُ الأوالي
باليتُ حينا بسوء حظّي
ثمّ تألّيتُ لا أبالي
قل للغنيِّ البخيل أمناً
مالك بسلٌ على سؤالي
مثلك ما رسته فأعيا
يمينه الغمزُ في شمالي
كنتُ على عفّتي وصوني
أشفقُ منه على النوالِ
لي من بقايا الكرام مرعى ً
يسمنُ فيه عرضي ومالي
بيتٌ هو المجدُ كلّ مجدٍ
من يدعيه مجدُ انتحالِ
يسامتُ الشمسَ ثمّ تهوي
فتهبط الشمسُ وهو عالي
طنَّبَ بالأذرع الطوالِ ال
جبالَ تحت القنا الطوالِ
وجلَّ فالمنتمي إليه
يعجب من رقّة الجبالِ
شيَّدَ عبدُ الرحيم منه
أشرفَ بيتٍ لخير آلِ
واقتزع الدهرمن بنيه
سميَّ أبراجه العوالي
كلّ كريم الوجهين يرمي
سؤددَ عمٍّ بمجدِ خالِ
جروا فمن سابقٍ مجلٍّ
ولاحقِ الأيطلين تالي
ينظِّمون العلا اتصالا
نظمَ الأنابيب في العوالي
ونطقتْ بالحسين منهم
شهادة ٌ في أبي المعالي
حدَّثَ عنه والبدرُ تنبي
عن نوره غرّة ُ الهلالِ
ساد وما اسودّ لهزماه
وابتدأ الفضلَ بالكمالِ
وأظلعَ البزل منه ثقلٌ
أقلَّه وهو في الفصال
عبلُ الحجا واسعُ العطايا
جعدُ المساعي سبطُ الجلالِ
معتدلُ الجانبين ماضٍ
من طرفيه على مثالِ
باركَ فيه يداً ووجها
مَن قرَن الجودَ بالجمالِ
أصفرَ كفّاً وعزّ نفساً
فقال نفسي مكانُ مالي
فمن أراد البقيا عليه
فليكفه جانبَ السؤالِ
راشك لي نافذاً مصيباً
بارٍ تجنَّى على نبالِ
فما أرنَّتْ عليك قوسى
إلا ولى خصلة النضالِ
جنيتُ منك الودادَ حلواً(81/451)
إذ كان من كسبي الحلالِ
كم من يدٍ قد أصبت فيها
مطبِّقا ثغرة َ اختلالي
مواهبٌ إن تغبَّ أخرى
منها فقد زارتِ الأوالي
وربَّ منع والعذرُ فيه
ممَّثلٌ قائمٌ حيالي
فلا تجشَّمْ ثقلَ احتشامي
ولا تخفْ قلَّة َ احتمالي
فالمالُ عندي ما دمتمُ لي
باقينَ يا أيُّها الموالي
رأيكمُ لي كنزٌ وأنتم
صفقة ُ ربحي ورأسُ مالي
فلتنقلبْ عنكم الليالي
شلاَّءَ مبيضَّة النِّصالِ
ولتتحرّشْ بحاسديكم
تحرُّشَ النار بالذُّبالِ
وطرقتكم فلا أغبَّتْ
ما ارتاح صبٌّ إلى الخيالِ
شواردٌ من فمي عذابٌ
في سمع مصغٍ ولفظ تالي
تزداد بالوصلِ فضلَ حبٍّ
وربَّ مملولة الوصالِ
يلبس منها النيروزُ عقدا
فصِّلَ بالسحر لا اللآلي
جواهرٌ كلّهنّ يتمٌ
توجدُ مفقودة المثالِ
تجنَّبَ الغائصون عجزا
عنها وجاشتْ بحارها لي
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> صحا القلبُ لكن صبوة ٌ وحنينُ
صحا القلبُ لكن صبوة ٌ وحنينُ
رقم القصيدة : 60264
-----------------------------------
صحا القلبُ لكن صبوة ٌ وحنينُ
وأقصرَ إلاّ أن يخفَّ قطينُ
وراوده داعي النُّهى فأجابه
إلى الصبر إلاّ أن يقالَ يخونُ
فما يستخفُّ الهجرُ ميزانَ حلمهِ
ولا هو إن حُمَّ الفراقُ رزينُ
إذا سايرته فضلة ٌ من جلادة ٍ
على هاجرٍ عزَّته يومَ يبينُ
وقالوا يكون البينُ والمرء رابطٌ
حشاهُ بفضلِ الحزمِ قلتُ يكونُ
وقد يضمنُ القلبُ الصرامة لو وفى
ويصدق وعدُ الظنِّ ثم يمينُ
دعوني فلى إن زُمَّت العيسُوقفة ٌ
أعلِّمُ فيها الصخرَ كيفَ يلينُ
وخلّوا دموعي أو يقالَ نعم بكا
وزفرة َ صدري أو يقالَ حزينُ
فلولا غليلُ الشوق أو دمعة ُ النوى
لما خُلقتْ لي أضلعٌ وجفونُ
وفي الركبِ ليإن أنجد الركب حاجة ٌ
أُجلُّ اسمها أن تقتضى وأصونُ
يماطلني عنها المليُّ وقد درى
على غدره أن العهودَ ديونُ
وجوهٌ على وادي الغضاما عدمتها
فكلُّ عزيزٍ بالجمال يهونُ
تشبّثتُ بالأقمار عنها علالة ً
وباناتِ سلع والفروقُ تبينُ
وهل عوضٌ في أن تتمَّ تشبُّها(81/452)
بهنَّ بدورٌ أو تميدَ غصونُ
وعوَّذني عرَّافُ نجدٍ بذكرها
فأعلمني أن الغرامَ جنونُ
تعوَّدَ داءً ظاهراً أن يطبَّه
فكيف له بالداءِ وهو دفينُ
لقد نصحالقاريُّ في رامياتنا
بسلع وبعض الوالدات ضنين
رمين بعيدا والقسيُّ حواجبٌ
فأخلصنَ فينا والسهامُ عيونُ
أيا صاحبي قدِّمْ جميلا فإنما
تدانُ بما تولي غداً وتدينُ
كفيتك في طرقِ الهوى أن تعزّني
فهل أنت في طرق العلاء مهينُ
وفي الناس مولي نعمة ٍ حاسدٌ لها
عدوٌّ وفي الجلَّى أخٌ وخدينُ
أثرها على حبِّ الوفاء وحسنهِ
تصعَّبُ في أشطانها وتلينُ
جوافل من طردِ الرياح قريبة
عليها فجاجُ الأرض وهي شطونُ
مضبًّرة ٌ فتلاءُ تروى إذا بكت
من الظمءِ فتلاءُ الذراعِ أمونُ
تشعَّثُ أوبارُ المهارى وظهرها
من الخصب وحفُ الوفرتيندهينُ
لها وهي خرسٌتحت عضِّ رحالها
تشكٍّ إذا جدَّ السُّرى وأنينُ
ظهورُ المطايا للحمول وثقلها
تئطّ جنوبٌ تحته وبطونُ
سماوتها الخضراءُ أختُ سمائها
إذا رفعت واليعملات سفينُ
لها في عقابِ الموج متنٌ ململمٌ
قويٌّ ولكن لا يقالُ أمينُ
إلى البحر عذبا نركبُ البحرَ مملحا
وربَّ سهولٍ طرقهنَّ حزونُ
خبيثٌ مريرُ الشربِ يسقيك بعده
زلالٌ على حكم الشفاهِ معينُ
على الأرض بحرٌ ثامنٌ صفوُ مائه
طغى بالبحارِ السبعِ وهي أجونُ
غدا ربّها لما أحاط بملكها
بذلك يرضى كلَّها ويدينُ
فخضها على التوفيق واقدح بزندها
عمانَ وإنِّي بالنجاح ضمينُ
يميني رهنٌ بالغنى لك أن طرتْ
على ملكٍ كلتا يديه يمينُ
فشاورْ نجومَ السعد والقِ بصدرها
إلى فلقٍ فيه الصباحُ كمينُ
ومن لي بها لو أن حظا ممساكا
يجيبُ وعزما يستعانُ يبينُ
وقلبا إذا ما أبصر الرشدَ فاهتدى
يغطي عليه حبّه ويرينُ
على أنّ ثمَّ الغيثَ عمَّ فماؤه
عليَّ وإن شطَّ المزارُ هتونُ
وأرضي به والأرضُ بيني وبينه
من الخصب جنَّتٌ خفتْ وعيونُ
ففي كلِّ يومٍ نعمة ٌ أختُ نعمة ٍ
وجودٌ له مما يليه قرينُ
مواهبٌ بيضٌ ودّت المزنُ أنّها(81/453)
لها وهي حمَّاء السحائبِ جونُ
تكثِّر حسادي عليه فأوجهٌ
زوينَ وألحاظٌ إليّ شفونُ
وأيدٍ مدمّاة ٌ عليَّ بعضِّها
كما عضَّ في إثر البياع غبينُ
إلى ناصر الدين امتطى كاهلَ المنى
خليقٌ بغايات النجاح قمينُ
إلى ملك الأرض الذي كلُّ معرقٍ
إلى نسبيهِ في الملوك هجينُ
كريم إذا صمَّ الزمانُ فجودهُ
سميعٌ لأصوات العفاة أذينُ
توحَّدَ في الدنيا فما يستحقُّه
مكانٌ من الدنيا الوساع مكينُ
وحلَّق يبغى موطنا لعلائه
فأصبح فوقا والكواكب دونُ
ترى البدر من تحت الثريَّا إذا وفتْ
على التاج منه غرَّة ٌ وجبينُ
لقد حملَ الدنيا صليبٌ أطاقها
وقد وُقصتْ منها طلى ً ومتونُ
وولَّى ظباهُ خيرها فأقامها
على قصبات السبق وهي رهونُ
وأظهرَ في تدبيرها معجزاتهِ
فقام نذيرٌ بالغيوب مبينُ
رأى فضلها للسابقين فبدَّهم
جماحا وجارى السابقاتِ حرونُ
وقد عجزتْ من قبلها أن يسوسها
قرونٌ على أدراجها وقرونُ
فلا آل كسرى قوّدوها مقادة ً
وعندهمُ ركَّاضة ٌ وصفونُ
ولا حميرُ الأقيالِ قاموا بحفظها
وفيهم قبابٌ دونها وحصونُ
هوالقائم المهديّ فيها وعصره
زمانٌ لإصلاح الأمور وحينُ
ولولا ظبا أقلامه وسيوفهِ
لما كان ملكٌ في الزمان يكونُ
ولا قامت الدنيا بسيرة ِ عادلٍ
يهابُ ولم ينصر لربّك دينُ
بآية محيى الأمة انتشرت لها
من التّرب سبلُ الحقِّ وهو دفينُ
غدت ناصلا من كلّ جورٍ بعدله
مطهَّرة َ الأطرافِ وهي درينُ
على مكرماتٍ للعلا ناصريّة ٍ
قدائمَ شابتْ والزمانُ جنينُ
بناها على حد الصوارم والقنا
أسودٌ لها غابُ الرماح عرينُ
إذا نفضوا الراياتِ أو زعزعوا القنا
غدت حركاتُ الناس وهي سكونُ
يضيعُ ضياءُ الشمس في ليل نقعهم
فإظهارهم تحتَ العجاج دجونُ
مضوا سلفا واستخلفوا لمجدهم
فقرَّت جنوبٌ في الثرى وعيونُ
وفيتَ بما سنُّوا وزدتَ زيادة ً
تفوتُ مكاييلٌ لهم ووزونُ
فداك ملوكٌ حين تذكرُ بينهم
فكلُّ مهيبٍ في النفوس مهينُ
علوتَ على الأنداد عزّاً ورفعة ً(81/454)
وحطَّهمُ خفضٌ يدقُّ وهونُ
لهم شركة الأسماء فيه وعندك ال
معاني وهم شكٌّ وأنت يقينُ
فضلتهمُ نفسا ودارا ونعمة ً
وبين الذُّنابي والذوائبِبينُ
فإن باهلوا بالماء يجري جداولا
فماؤك جمٌّ والبحار حقينُ
وظنوا النسيم كلَّما رقَّ سحرة ً
ألذَّ فأغلاظُ هفت وظنونُ
هجيرك بالمعروفِ والعدلِ باردٌ
وظلُّهمُ بالمنكراتِ سخينُ
وضيقُالبلادِ مع سماحك واسعٌ
وأعطانهم هذي الرحابُ سجونُ
وأرضك كافورٌ يخاضُ وجوهرٌ
وأرضهمُ صخرٌ يداس وطينُ
وإن حدَّثوا عن شامهم وعراقهم
فعندك هندٌ لا ترام وصينُ
وتحوى من البحر المحيطِ عجائبا
تطيبُ بها أجسامهم وتزينُ
وما الفخرُ طبيِّ بين دار وأختها
ولكنَّه بين الرجال بيونُ
ورُبَّ حديث بالهوى جرَّ بعضهُ
إلى الشعر بعضا والحديث شجونُ
وبغدادُ تبكي والبصيرة ُتشتكي
وشعري نشيج عنهما ورنينُ
وكم بلدة ٍ باتت تسالم أختها
وبينهما حربٌ عليك زبونُ
سلمتَ لدنيا عمرُها وصلاحها
بعمرك يا مولى الملوكِ رهينُ
وطاولت الخضراءَ خلدا ونعمة ً
قصورُ علاً شيَّدتها وحصونُ
وخُلِّدَ هذا الملكُ تضعفُ دونه
جبالٌ بقاءَ الدهرِ وهو متينُ
إلى أن تعودَ الراسياتُ موائراً
تسيرُ وتضحي الأرضُ وهي دخينُ
وحيَّتك عنّى مطرباتٌ كأنما
أناشيدها مما حلونَ لحونُ
يقوم بها بين السِّماطين خاطبٌ
صدوقٌ وبعضُ المادحينَ يمينُ
لمجدك منها يومَ تبغى نكاحها
كما شئتَ أبكارٌ تزفُّ وعونُ
موائسُ من دلٍّ شوامسُ عفّة ً
فهنَّ غصونٌ أو خرائدُ عينُ
تغالي بفرط الجود لي في مهورها
فأُرخص منها العلقَ وهو ثمينُ
ويحملها عنّى جوادٌ بنفسه
لخدمتكم والقلبُ منه ضنينُ
هو العبدُ قنّاً وابنُ عبدك طاعة ً
وعبدُ المعاصي والعصيِّ لعينُ
له كلَّ عامٍ منكَ عادة ُ نعمة ٍ
ولي توسع الآمالُ حين تحينُ
ينهِّضه سعيٌ بفضلك آنسٌ
له ثقة ٌ نحو الغنى وسكونُ
فلاحظه بالإنعامِ لا توكلنَّه
سفيرا يريك النصحَ هو خئونُ
له قلقٌ مهما وهبتَ كأنّه
سليمٌ بما تعطي العفاة َ طعينُ(81/455)
تحيَّفه في الحكم حتى نصرته
وجودك إن جار القضاء أمينُ
وعش لي فلى شأنٌ من العيش صالحٌ
وللناس في ناسٍ سواك شئونُ
وما ضرَّني منهم نحولُ مطالبي
لديهم وحظّي من نداك سمينُ
وما ساءني أن يمنعَ الغيثُ جودهُ
وكفُّك لي إمّا احتلبتُ لبونُ
لو أنَّ الورى أهلى لكنتُ وأنتَ لي
أقومُ بهم مستظهرا وأمونُ
وأرجوك لي حيّاً وأرجو لوارثي
نداك وجسمي في التراب دفينُ
إذا صانك المقدارُ من كلّ حادثٍ
فوجهي عن ذلِّ السؤال مصونُ
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ذكرَ العيشَ بالحمى فبكى لهْ
ذكرَ العيشَ بالحمى فبكى لهْ
رقم القصيدة : 60265
-----------------------------------
ذكرَ العيشَ بالحمى فبكى لهْ
ورأى العذلَ حظَّه فاستقالهْ
وأخو الشوق منْ أطاعَ هواه
وفتى العهدِ من عصى عذَّالهْ
من تناسى بالبان مغنى هواه
فبنفسي غصونه الميّالهْ
ونسيم من تربه حملته
لفؤادي ريحُ الصِّبا الحمّالهْ
كلّما قلت قرَّ قلبي على با
بلَ هبّت فهيّجتْ بلبالهْ
وجدتني أنى يئستُ فعادت
لوعتي جمرة ً وكانت ذبالهْ
لا وأيّامِ حاجرٍ وليالي
ه تقضَّى قصيرة ً مستطالهْ
وزمانٍ أعاده الله بالجز
عِ تباري أسحاره آصالهْ
وأحاديثَ كالسقيط من العق
دِ فإن كنّ السحرَ كنّ حلالهْ
لا يقول الوشاة ُ عنّى محبٌّ
غيَّرَ النأيُ ودَّه فأحالهْ
ومتى ما سلوتُ يأسا وحزما
فتعلَّم أني سلوتُ ملالهْ
من عذيري والليلُ تختلب العي
نَ على جوزهِ البروقُ الخالهْ
فيريني تلك الثنايا الطريرا
تِ وتلك المراشفَ السلسالهْ
أنا في صبغة ِ الوفاء وإن حوّ
لَ دهري في لمَّتي أحوالهْ
أنكرتني مع البياضِ وقالت
قبسٌ يكرهُ الظلامُ اشتعالهْ
من جناها حربا عوانا على رأ
سك أم من أثارها قسطالهْ
لثْ عليها الرداءَ فالشّعر المق
تول داءٌ في الأعين القتّالهْ
قلتُ لكنّها الهدى من ضلالي
والهدى عندهنّ تلك الضلالهْ
يا ثقاتي على الغرام وأحلا
في في طاعة الصِّبا والبطالهْ(81/456)
أكلَ الدهرُ بعدكم ما كفاه
من مراحي وضامني ما بدا لهْ
غادرتْ عودي الصليبَ ليالي
ه سفاة ً على الصعيد مذالهْ
تتبع الريحَ شأمة ً ويمينا
وتطيعُ المساحبَ الذيّالهْ
واحدا أزحمُ الأعادي بصدرٍ
لو بغى مثله البعوضُ أمالهْ
ما غناء الوحيد غاب موالي
ه وبتَّ المصارمون حبالهْ
ورماه في أهل وصلته الده
رُ ولكن رمى بهم أوصالهْ
وحدة َ السيف مغمدا غير أن قد
شرب الغمدُ ماءه وصقالهْ
وبرأيٍ يضيع عند زمانٍ
لا مفيدٍ ولا مؤدٍّ حمالهْ
والذي في يدي من الناس محلو
لُ الأواخي مقلقلٌ جوّالهْ
في الغنى عنه صاحبي ومع الحا
جة خصمٌ لا أستطيع جدالهْ
فكأني راميتُ أعزلَ منه
نغلا أو أمنتُ ودَّ ثعالهْ
وإذا ما انتصرت بالفضل يوما
نصرتني معونة ٌ خذّالهْ
فاتني حظّه وعاد وبالا
وشقاءً لا ينعم الله بالهْ
رحل الحاملون كلفته عن
ي وبقَّوا لكاهلي أثقالهْ
كلّ حام لسرحه قائم الحف
ظ على رعيه أمين الكفالهْ
صحب الله والثناء رجالا
ناهضوا دهرهم فكانوا رجالهْ
أدركوه معنَّسا أشمطَ الرأ
س فردّوا شبابهُ واقتبالهْ
أعجز البُزلَ داؤه فتلافو
ه وكانوا جذاعهُ وفصالهْ
دعِّم الملك منهمُ بأكفٍّ
صعبة ِ الأسرِ جلدة ٍ عمّالهْ
لم يخنها ضعفُ العروق الأصيلا
ت ولا طينة ِ الثرى الهلهالهْ
طاب عبدُ الرحيم في تربها عي
صا وطابت عصارة ً وسلالهْ
ركبوا أنجمَ السرايا وصالوا
ورؤوا أنجم الحجا والأصالهْ
فهمُ في الوغى السيوفُ المصالي
ت وفي الندوة الملوكُ القالهْ
ووفى ذو الرياستين بسعيٍ
أعرض المجدَ ما اشتهى وأطالهْ
أحرز السؤددَ التليدَ ومدَّتْ
يدهُ تبتغي المزيدَ فنالهْ
علقَ الحظّ والغناءُ بكفي
ه فكافا بفضله إقبالهْ
واستردّ الكهولُ مقتبلَ العم
ر تودّ اجتماعه واعتدالهْ
لا الحصور الذي إذا ازدحم القو
ل على بابه أضاق مجالهْ
وإذا أظلم الصوابُ على الرأ
ى أضاءت له فجاجُ المجالهْ
ملك الجودَ يوم يُعطى على البح
ر فأمواههُ تظلِّمُ مالهْ
وشكاه بدرُ السماء إلى الأر(81/457)
ض وقد بزَّ نوره وجمالهْ
فحمى الله من غدا البحرُ والبد
رُ معاً يطلبان منه الإقالهْ
أيّ غمزٍ في الملك مذ لم تثقّف
ه ومذ لم ترشْ يداك نبالهْ
لكفاه نقصا رضاه بأن تب
عدَ عنه وقد دعاك كمالهْ
غبت عنه نجما وغاب أخوك ال
بدرُ فالتِّيهُ سيرهُ والضلالهْ
ومتى البطشُ والدفاعُ إذا فا
رق جسمٌ يمينه وشمالهْ
خبط الملكُ بعدكم يخطب الأك
فاءَ للأمر والكفاة َ العالهْ
فإذا بالصدى الغرورِ يلبّي
ه ورجع المنى يجيبُ سؤالهْ
فهو يستولد البطونَ العقيما
تِ ويسترفد الظنونَ المحالهْ
ويبيح السنَّ البنان إذا ما
غاله من ندامة ٍ ما غالهْ
زال عنه وعن وزارته ظلّ
كمُ وهو بالعقوق أزالهْ
بات يدعو طلسَ الذئابِ إليها
ويدبُّ العقاربَ الشوّالهْ
كلّهم أجنبون عنها وأنتم
زعماءٌ لها وآلٌ وآلهْ
واليكم مسيرها إن قضى الل
هُ لها ما يسرّها وقضى لهْ
نذُرٌ فيكمُ وآياتُ صدقٍ
ليَ فيها شريعة ٌ ومقالهْ
قول شعري فيها قسامة ُ صدقٍ
وحديثي فيها زكيّ العدالهْ
ويرى بعدها العدا وأراها
رجعة َ الطرف سرعة ً وعجالهْ
ما لعينيّ قرّة ٌ ولقلبي
غيركم إذ أرى غداً أطلالهْ
وأرى منك ملءَ سرجك ليثا
يرهبُ الناسُ بطشه وصيالهْ
تجتليك الأبصارُ بدرا مكانَ الت
اج منه عمامة ٌ كالهالهْ
فوق طرفٍ مثلِ الغزالِ عليه
منك وجهٌ يزري بوجه الغزالهْ
أملٌ من مفجَّعٍ بنواكم
كان منكم مبلَّغا آمالهْ
ظلُّكم ربعه الأنيسُ وأيا
مكمُ الصالحاتُ تصلح حالهْ
سالمِ الغيبِ فيكمُ كلّما ب
دَّل دهرٌ بأهله أبدالهْ
واحد القلبِ واللسانِ سواءٌ
ما نواه في مدحكم أوقالهْ
ترك الناسَ جانبا وثنى نح
وكمُ عيسه وحطَّ رحالهْ
لا يبالي إذا بقيتم من الحا
بسُ عنه النوال أو من أنالهْ
فافترعها مع الملاحة والد
لِّ سليسا قيادها وصَّالهْ
حفظتكم فما أخلَّ لها رس
مٌ بكم تنكر العلا إخلالهْ
هجرتْ قومها إليك ومغنا
ها وزارتك برزة ً مختالهْ
لم تخف جانبَ المحول من الأر
ض ولم تخشَ في السُّرى أهوالهْ(81/458)
يصحب المهرجانُ منها جمالا
يقتفي إثره ويحذو مثالهْ
ويكرَّانِ يطرقانك ما قا
مت بنعمان بانة ٌ أو ضالهْ
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> تعجبُ من صبري على ألوانها
تعجبُ من صبري على ألوانها
رقم القصيدة : 60266
-----------------------------------
تعجبُ من صبري على ألوانها
في وصلها طوراً وفي هجرانها
تحسبُ أنّ لوعتي ودمعتي
من قلبها القاسي ومن أجفانها
وكلاءُ من كلّفها وثيقة
كلَّفها ما ليس من أديانها
تسلِّط البلوى على عشّاقها
تسلُّطَ الحنثِ على أيمانها
ينصل ما يُعقد من عهودها
نصولَ ما تخضبُ من بنانها
الودُّ بالقلبِ ودعوى ودِّها
لا تتعدَّى طرفيْ لسانها
فكلّما أعطتك في محبة ٍ
زيادة ً فاقطع على نقصانها
وقفتُ أسترجعُ يومَ بينها
قلبا شعاعا طاح في أظعانها
ولم يكن منّى إلا ضلَّة ً
نشدانُ شيءٍ وهو في ضمانها
بانت وبقتنيوليس خلفا
على ظباءِ رامة ٍوبانها
فما خدعتُ عن لحاظ عينها
بما رنا إليَّ من غزلانها
ولا عتبتُ عن تثنِّي قدّها
بأن أحالتني على أغصانها
يا للغواني وقوى فتكاتها
مع ضعفِ ما نغمزُ من عيدانها
بل لا عجيب ما نراه شيمة ً
من نكثِ قاسيها ومن خوانها
مع الذي نقِّصَ من حلومها
وضعفتْ ألبابها من شانها
فقد سرى الغدرُ إلى أفاضل الر
جالِ واستولى على أعيانها
وضاع ما استسلفَ من ذمامها
بيضَ تناسيها إلى نسيانها
فسيرة النساء في عشَّاقها
من سيرة الرجال في إخوانها
وكنتُ عبدَ خير مولى ً علِّقتْ
به المودات عرى أقرانها
وسارت العيسُ بحسنِ ذكره
منشوطة ً تمرح في أرسانها
ملهبة ٌ سوقُ الوفاءِ عنده
لا يُخمدُ الجفاءُ من نيرانها
إذا رأى مكرمة ً مبتاعة ً
غالى بها وزاد في أثمانها
فغيَّرته شيمٌ مجلوبة ٌ
ما شاور الحفاظَ في إتيانها
لم أكُ في تحرُّزي أخافهُ
بسيّءِ الظنّ على استحسانها
صدَّ كأنْ ما ضمَّنا ربعُ هوى ً
تصبو له النفسُ إلى أوطانها
ولا قرنتُ حبّة َ صبابة ً(81/459)
لا يطمع العاذلُ في سلوانها
ولا تدرَّعتُ بوصفِ فضلهِ
في حلبة ٍ برَّزتُ في ميدانها
بكلِّ متروكٍ لها طريقها
ملقى ً إليها طرفا عنانها
لا تطمعُ الألسنُ أن تروضها
على قواها أو على بيانها
خدعتها بالمكرِ حتى نفثتْ
عزيمتي في عقدتيْ شيطانها
لو قدمت لم يروَ شئٌ غيرها
لكنني أوتيت من حدثانها
يسمعها قومٌ وليسوا قومها
في زمنٍ وليس من أزمانها
فماله أخافها بنكثهِ
مع الذي قدَّم من أيمانها
أما اجتنى لعرضهِ من طيبها
ما تجتنى الروضة ُ من ريحانها
فقل له على نوى الدار به
وما التوى واشتدّ من أشطانها
هل أنت عزَّ الملك يوماً عائدٌ
للوصل أم ماضٍ على هجرانها
وهل صبرت ساليا أو ناسيا
عن حسنها البادي وعن إحسانها
أما عهودي لكمُ مشيدة ٌ
لا يطمع الهادمُ في بنيانها
ونحلتي فيكَ كما عرفتها
لم ينتقص كفركَ من إيمانها
وفي فؤادي لهواك رتبة ٌ
لا يصل العشقُ إلى مكانها
يستأذنُ الناسُ عليها فمتى
ما حجبوا فادخل بلا استئذانها
فإن تعدْ تعُدْ إلى خلائق
ما زلتَ محسودا على حسانها
وطالما شاورتَ نفساً حرّة ً
من همّها المجدُ ومن أشجانها
تقبَّلتْ سماحها وفخرها
عن طيِّها إرثا وعن شيبانها
وإن يُحلكَ ما استفدتَ بعدنا
من ورق الدنيا ومن أفنانها
وإن وقعنا وارتفعتَ طائرا
تطلعكَ السماءُ من أعنانها
في دولة ٍ لمّا دعيتَ نجمها
كنتَ مدار السعدِ في قرانها
كسوتها سربالَ مجدٍ لم تكن
تعرفه قبلك في أعوانها
فسعة ُ الأنفس وانبساطها
يبينُ في العزّة ِ من سلطانها
وليس إلا الصبرُ والشكرُ على
سلامة ِ الصدور أو أضغانها
بعدتَ فاعلم أنّ شمسَ بابل
عندي بلونٍ ليس من ألوانها
تبصرها عيني مذ فارقتها
بمقلة ٍ شخصك في إنسانها
فما رأتْ مغناك أو تمثَّلتْ
دارك إلا شرقتْ بشانها
وكيفَ يغنى الفضلُ أو أبناؤه
بريع دارٍ لستَ من سكّانها
لا نارها نارُ القِرى وإن ورتْ
فليس للجارِ سوى دخانها
فاسلم قريبا أو بعيدا إنّما ال
علياءُ أنَّى كنتَ في أوطانها(81/460)
وراعِ فيَّ همّة ً أهزلتها
بالصدِّ وارجعْ بي إلى إسمانها
وادللْ على كسبِ العلا في صلتي
عشيرة ً غررتُ في امتحانها
جرَّبتُ أخرى قبلها ظالمة ً
كنتَ عليَّ أنتَ من أعوانها
لم يكُ عن قصدٍ ولكن رمتَ لي
ثمارها عن غير ما إبَّانها
فربَّما غطَّى ارتياض هذهِ
على وقوفِ تلك أو حرانها
فما تضلُّ أعينٌ عن فقَرى
وأنت تحدوها إلى آذانها
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ما كنتُ لولا طمعي في الخيالْ
ما كنتُ لولا طمعي في الخيالْ
رقم القصيدة : 60267
-----------------------------------
ما كنتُ لولا طمعي في الخيالْ
أنشدُ نومي بين طول الليالي
أسأل عيني كيف طعمُ الكرى
علالة ً وهو سؤالٌ محالْ
وكيف بالنوم على الهجر لي
والنومُ من شرط ليالي الوصال
لله أجفانٌ ذرعنَ الدجى
وهي قصارٌ والليالي طوالْ
كأنها من قصرٍ بعضها
يطلب بعضاً بقوى ً لا تنالْ
لكنّ لمياءَ على ضنّها
ترخص في الأحلام لي كلَّ غالْ
تسرى فإما هي أو راقني
شبهٌ لها أو سرَّ عيني مثالْ
وليلة ٍ عطَّر أرواحها
طيفٌ لها لم أك منه ببالْ
بيَّض مسراه سوادَ الدجى
حولى وصحبى شعُثٌ في الرحالْ
بمشرق اللَّباتِ دانت له
شهبُ الدراري قبلَ بيض المحالْ
يجلو العشا مختمرا مسفرا
فتارة ً بدرا وطوراً هلالْ
جاءت تثنَّى بين ريحانة ٍ
تفتقُ مسكا وكثيبٍ يهالْ
فلا وعينيها وأردافها
وشقوة ِ الدِّعصِ بها والغزالْ
ما قدَّها هزّ نسيمُ الصَّبا
وإنما ميَّل غصنا فمالْ
حتى إذا الليل قضى ما قضى
خفّت مع الفجر خطاها الثّقالْ
وابتدرتْ تغنم فضلَ الدجى
سبقَ مغاوير النجوم التوالْ
أبكي وتبكي غير أنّ الأسى
دموعهُ غير دموع الدلالْ
ظلٌّ من العيش نعمنا به
لكنّه ظلٌّ مع الصبح زالْ
وموسمٌ للَّهوِ كاثرته
بفتية ٍ مثل صدور العوالْ
كلّ وجيه الوجه رحبِ الجدا
معذَّل السمع رضيّ الخصالْ
يرعيك من آدابه روضة ً
جرَّ عليها المزنُ ذيلَ الشَّمالْ
يبذلُ في الراح اللُّها عادلا
ما وزن الخمَّارُ منها وكالْ(81/461)
أشهدُ منه وقعاتِ الصِّبا
بفاتكٍ ساعة َ يدعى نزالْ
وحاجة ٍ بكرٍ تناولتها
وبابها أعسرُ عالى المنالْ
وسعتها حتى تقنّصتها
بدربتي في مثلها واحتيالْ
أيّام أدلو بشبابي فلا
أرجعُ إلا مترعاتٍ سجالْ
حتى تعمّمتُ بمفروعة ٍ
تجمعُ بين الذلِّ واسمِ الجلالْ
تراجعُ الأبصارُ وفضاً لها
عنّى بقاسٍ أن يراني وقالْ
صبيغة سوداء بيّضتها
نصولها في الرأسِ وقعُ النصالْ
واقتصّ حقُّ الشَّيب من باطلي
فتلك حالي وليَ اليومَ حالْ
وماجد الآباء في منصبٍ
تأوي إليه درجاتُ المعالْ
أبلج حرّ العرض إن دوخلت
أحسابهم أو هجِّنتْ بالموالْ
ترى سماتِ الملك أنوارها
شاهدة ٌ في قوله والفعالْ
أعلقته الودّ ومحضَ الهوى
بمحكماتٍ محصداتِ الحبالْ
حبّا وإن لم تدنني زورة ٌ
منه ولم يبردْ غليلي وصالْ
أهجره غيرَ جليدٍ على
هجرٍ وأجفوه لغير الملالْ
وأحسد الشُّرَّاعَ في حوضه
وما لذودي ظامئا من بلالْ
لكنّها من شيمي عادة ٌ
لم أغشَ بابا لم يهبْ بي تعالْ
تبارك الجامعُ آياته
في كاملٍ حتى وفى بالكمالْ
تدرسُ آثار القرون الألى
فاتوا وأخبار السنين الأوالْ
فلا ترى في رجلٍ مثله
تقوم عنه أمّهاتُ الرجالْ
صادفت النعمة ُ منه فتى ً
لاقت بعطفيه الأمورَ العوالْ
جاءته بين الحقّ من إرثه
وبين كسبٍ بالمساعي حلالْ
جاورها بالشكر حفظا لها
والبشرِ والمعروفِ قبل السؤالْ
فهي مذ استذرتْ إلى ظلّه
في وطنٍ لم تنوِ عنه انتقالْ
وغيرهُ تنفرُ نعماؤه
تطلّعا عنه ليوم الزِّيالْ
وزاده الإسعادُ من نفسه
ما لم يكن في ظنّ عمّ وخالْ
إن أظلم الدهر فعزماتهُ
توقُّدٌ في أفقه واشتعالْ
أو خبتْ الآراءُ من حيرة
فرأيه بلجة ُ ليلِ الضلالْ
طلائعُ الإقبال من وجهه
في جدّة ٍ من عمره واقتبالْ
وجهٌ على ماء الحياء التقتْ
غرائبُ البشرِ به والجمالْ
نضارة ُ الدنيا وإشراقها
تجول منه في فسيح المجالْ
بكاملٍلا عدمتْ كاملا
ألقحت الدولة ُ بعد الحيالْ
دارت رحاها في يديه فما
ذمّت مجارى قطبها والثِّفالْ(81/462)
وجهك في غمّائها فرجة ٌ
تجلو وآراؤك فيها ذبالْ
كم عثرة ٍ للملك أنهضتها
لولاك كانت عثرة ً لا تقالْ
وصرعة ٍ شارف منها الردى
وطال من داء ضناها المطالْ
أوليتَ إقبالك تدبيرها
فطبَّها والداءُ داءٌ عضالْ
نصرته فردا وأنصاره
قد سلّموا للخصم قبل الجدالْ
وجفّت الأقلامُ في صحفه
يأسا وخانته سيوفُ القتالْ
كان جباناً فتقدّمته
وصلتَ بين يديه فصالْ
رحّلته نهضا إلى عزّه
والناس يلحونك في الارتحالْ
فكان بالله ورغم العدا
إلى التي حاولتَ أنت المآلْ
لذاك قد أضحت مقاليده
تجري على أمرك جري المحالْ
علوتَ في الحقّ بكعبيك وال
هاماتُ تهوي كمداً في سفالْ
بلّغ زمانا سامني مطمعا
في الرفد أن تعلى يدي أو تطالْ
كم قد تجاذبنا على مثلها
قدما فهل روّضتني للسؤال
ورمتَ حطّى باستلاب الغنى
منى فهل حطَّت رواسي الجبال
لو ذلّ ظهري للأيادي لقد
حبيت منها بالجسام الثقالْ
أو شئتُ أغناني من أسرتي
مالُ كريمٍ يده بيتُ مالْ
يداه في الجود يمينان وال
أكفّ معْ كلّ يمينٍ شمالْ
لذَّ له الحمدُ فعاف الثرا
وقلّما تنمى مع الحمد حالْ
لو عيب بالجود وإفراطه
معطٍ رأى العائبُ فيه مقالْ
تلامُ في النَّيلِ وهل ينبغي
للمنع كفّ خلقتْ للنوالْ
يزدحم الوفدُ على بابه
تزاحمَ الحجّ بسفحي ألالْ
مباركٌ تجمدُ كفّ الحيا
بخلا إذا واديه بالجود سالْ
كأنما الأرضُ وليست له
له ومن فيها عليه عيالْ
جوهرة ٌ في الدهر شفّافة ٌ
من كرم الأصل وطيبِ الخلالْ
يمزج صرفَ الكأس في كفّه
من خلقه العذبِ بماءٍ زلالْ
أبا الوفاء اسمع لها رقية ً
أفئدة ُ العصمِ بها تستمالْ
أرخصَ منها الودُّ ممنوعة ً
غلتْ فلم يقدر عليها المغالْ
مصونة لولا شفيعُ الهوى
فيك إليها فركت أن تذالْ
أمكنك الإقبالُ من قودها
ورأسها صعبٌ على الانفتالْ
كم من ملوك الأرض من راغبٍ
يخطبها منّى كريمِ البعالْ
رددته عنها بسخطٍ فلم
أبلْ به وهو بمنعى مبالْ
لكن تخيّرتك كفؤالها
لأنها منك على كلّ حالْ
وإن تصارمنا فما بيننا(81/463)
وشائجٌ ليس لهنّ انفصالْ
تلاحم القربى وإني وإ
ياك لنرمي عن قبيلٍ وآلْ
فانعم بما يعمرُ مجدَ الفتى
ويرفعُ البيتَ وإن كان عالْ
وبعنى الودَّ بها صافيا
فإنه عندي أسنى منالْ
إن بزَّ منها المهرجانُ الذي
ودَّعَ أو عطّلَ فالعيدُ حالْ
زارتك في اليوم الذي خصّني
إذ عاق عما خصّك الإشتغالْ
جاءك شوالٌ بها غرّة ً
فاجتلها مقرونة ً بالهلالْ
لم تغلُ في وصفك معْ طولها
بل وجدَ الشعرُ مقالا فقالْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سلْ بسلعٍ شجنا كان وكنّا
سلْ بسلعٍ شجنا كان وكنّا
رقم القصيدة : 60268
-----------------------------------
سلْ بسلعٍ شجنا كان وكنّا
ليتَ شعري وما الذي ألهاك عنّا
أهوى ً أحدثته أم كاشحٌ
دبَّ أم ذنب سوى أن تتجنَّى
لا ولكن خنتَ فاستخونتنا
واحتملناك على العزّ فهنَّا
لو أجيبتْ لمحبٍّ دعوة ٌ
لسألتُ الله في الظالمِ منَّا
غضبَ الغيثُعلى وادي الغضا
وعستْ باناتهُ أن تتثنَّى
فلكم طاحَ على غزلانه
من دمٍ تنهبه جيداً وجفنا
رامياتٌ عن قوى ً مضعوفة ٍ
لا ترى المطلولَ إلا من قتلنا
ومضتْ أحكامه في مبدعٍ
شرعَ القتلَ على الخيفِ وسنَّا
جعلَ الكعبة خوفا فتكهُ
بعد أن كان بناها الله أمنا
طافَ في غيدٍ تكنفَّن به
كيفما دار جنوبَ الدار درنا
يتخفَّفنَ به يعطينه
دعوة َ الإعظامِ من هنَّا وهنَّا
ما إخال الحجَّ يقضي فرضه
مسلمٌ يوم رآهن سنحنا
هل من الذكرة يا أهلَ منى ً
غيرَ ان أوجعه الشوق فأنَّا
ليتَ جسمي مع قلبي عندكم
إنّه فارقني يومَ افترقنا
أتمنَّاكم على اليأس ومنْ
تركوهُ ومنى النفسِ تمنَّى
وهنا رملة َ أنِّي قانعٌ
بخيالٍ كاذبٍ يطرقُ وهنا
منعتنا الحقَّ يقظى أسفاً
وشكرناها على التسويف وسنى
أيها الراكبُ تستنُّ بهِ
شطبة ٌ مخطفة ٌ فتلاءُ وجنا
تخبط الأرضَ خلاطاً سيرها
وهدة ً تخبطُ أو تشرفُ رعنا
ذاتُ لوثٍ لستَ تدري شرَّة ً
إبلاًتنسب أو تنسب جنَّا
إنْ دجا الليلُ فعمَّى طرقها
نصبتْ حرسا مكانَ العين أذنا(81/464)
لا تبالي إن نجت ما خلَّفتْ
غيرها منْ غرَّ بالبوِّ فحنّا
تطلبُ الحظَّ على غاربها
قلقاً تتبعها سهلا وحَزنا
ربَّما تسعى لأمرٍ نازح
وهو تحت الخفض من كفّك أدنى
التمسْ عندَ ابن أيوبَ الغنى
يأتك الحظُّ به أحلى وأسنى
تخلفُ السُّحبُ مواعيدَ الحيا
وأبو طالبَ لا يُخلفُ ظنَّا
حبَّبَ الفقرَ إليه أنه
سؤددٌ وهو بذاك الفقر يغنى
وشريفُ القوم من بقَّى لهم
شرفَ الذكرِ وخلَّى المالَ يفنى
ما اطمأنَّ الوفرُ في بحبوحة ٍ
فرأيتَ المجدَ منها مطمئنّا
يهدمُ الأموالَ في آساسها
أبدا ما دامتِ العلياءُ تبنى
والمُعنَّى بأحاديثِ غدٍ
وبطيب الذكر مكدودٌ معنَّى
بعميد الرؤساء انتشرتْ
سننُ المجد وقد كنَّ دفنَّا
ردَّ ماء الفضل في عيدانه
والظما لم يبقِ في الأيكة غصنا
فغدا المصفرُّ منها مورقا
وانثنى العاسي على الغامزِ لدنا
فهى في السابغ من أذياله
غيضة ٌ تنضرُ خضراءُ وتُجنى
دخل الأوحدُ في ألقابه
لفظة ً واقعة ً جاءت لمعنى
وسواه غاصبٌ منتحلٌ
ما تسمَّى بالمعاني أو تكنَّى
ملأالدَّستَ وقارا ونفاذا
وبيانا حيثُ تلفى الناسُ لُكنا
ووفى عند الإمامينوأوفى
وكفى من جانبِ النصحِ وأغنى
كان سيفا قاطعا دونهما
فإذا ما استظهرا كان مجنّا
ومضى يُرهفُ خطّاً وخطابا
وكان في دفع العدا ضربا وطعنا
همّة ٌ لم تتثقَّفْ بمشيرٍ
واعتزامٌ أولٌ لا يتثنَّى
يبدهُ الرأيَ فلا يتبعه
ندما يقرعَ بالإصبعِ سنّاً
زيَّنَ القصرَ الخلافيَّ عريقٌ
جلَّ بالهجنة ِ يوما أن يُزنّا
نقلَ الصدرُ إليه عن رجالٍ
لم يزلت يسندهم متنا فمتنا
واسدوه كابرا عن كابرٍ
كلَّما مات أبٌ ورّثه ابنا
فمتى ديسَ بقومٍ غيرهم
قاءهم يرميهمُ رجما وزبنا
أنتمُ أولى بأن يأمنكم
ويغالي فيكمُ شحّاً وضنَّا
وإذا اختصت وفودا منكمُ
عمَّت العالمَ إفضالا ومنَّا
ذاك من أنَّ العلا في بيتكم
نطفة ٌ قبلَ حدوثِ الأرضِ تمنى
وترون الحمدَ غنما يُقتنى
بالأيادي ويراه الناسُ غبنا
وإذا الدهرُ قسا أدّبتمُ(81/465)
بالندى أخلاقه الخشنَ فلنَّا
فمتى ما نظرت أحداثهُ
نحوكم غطّين عنكم وسملنا
أرعني سمعك تسمعْ فقرا
لو طلبن العصمَ بالإذن أذنّا
قاطعاتٌ أبدا ما قطعتْ
أنجمُ الأفقِ سوارٍ حيثُ سرنا
تحملُ العرضَ خفيفا طائشا
وتؤدّيه يفوت الطودَ وزنا
وإذا كرّ كلامٌ شائهٌ
مللا زدن على التكرير حسنا
أحيتِ الحيَّينِ بكراوتميما
محدثاتٍ يتخيَّلنَ قدمنا
لك منها أبدا ريحانة ٌ
تعبقُ الضوعة َ أذيالا وردنا
غضَّة أنت بها متبدئا
في نداماك تحيَّا وتهنَّا
وإذا أنطقها يوما فتى
طفقتْ تذكرك الودَّ المسنَّى
وأواخيُّ لنا إن حُفظتْ
أو أُضيعت فاشهدوا أنا حفظنا
لا رسومَ المهرجان اعتاقها
حابسٌ عنكم ولا العيدَ أضعنا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ماجدُ السعى أتاه ما سعى لهْ
ماجدُ السعى أتاه ما سعى لهْ
رقم القصيدة : 60269
-----------------------------------
ماجدُ السعى أتاه ما سعى لهْ
ومعانٍ طلبَ العزَّ فنالهْ
وجوادٌ أطلقتْ أرساغه
هممٌ تبدلُ بالريثِ العجالهْ
فجرى لم تثنه دونَ المدى
سعة ُ الشوط ولا ضيقُ المجالهْ
كلّما طال به ميدانهُ
تمّ بالبعد وأجرى في الإطالهْ
ناشدا من حقّه عازبة ً
ردّها اللهُ على طول الضلالهْ
فانتهى والريحُ في أعقابه
حيرة ً تسألُ مجريها الإقالهْ
يا بني أيوب بشرى أعظمٍ
لكمُ من فوقها الأرضُ مهالهْ
وهنا أسلافكم ما أعقبتْ
تلكم الأصلابُ من هذي السلالهْ
بعميدِ الرؤساءِ اعتدلتْ
لكمُ أعمدة ُ المجد الممالهْ
لم تزل مديتُه حافرة ً
في الكدى حتى صفت هذي الزَّلالهْ
رجعَ الحقُّ إلى أربابه
واحتبى في داره يعرفُ آلهْ
يشكر الأقدارَ في أوبته
ويذمُّ البعدَ فيما كان عالهْ
أنحلته بعدكم كلُّ يدٍ
لم تكن تحسن في الغضب انتحالهْ
جهلت قدرَ معانيه فقد
رضيتْ منه بأسماءٍ محالهْ
أبصر القادرُ لمّا ردّها
فيكم أنّ الهدى فيما بدا لهْ
ورأى أنوارها من ظلِّكم
بعدَ بيت الجور في بيت العدالهْ
والإمام المجتلى من قبله
كنتمُ أولى به ممن عنا لهْ(81/466)
لم تكونوا كالذي دبّ له
خمرا في ملكه حتى أزالهْ
ورأى القائمُ بالأمر غدا
أنكم أنصر أعضادا وآلهْ
عجمَ الناسَ فكنتم دونهم
يده تحملُ سيفا ورحالهْ
فاجتبى منكم فتى ً أيَّ فتى ً
شفع الأصلَ بحزمٍ وأصالهْ
لحقَ العرقَ وزادت خطوة ٌ
منه أعطتْ فوق ما تعطى الفضالهْ
بأبي طالبَ ترتاحُ غداً
دولة ٌ من ظاهرِ الجور مذالهْ
يا وزير الخلفاء انهض بها
مثلما تنهض بالسيف الحمالهْ
كيف لا يشتاق أن تملأه
مجلسٌ وجهك بدرٌ وهو هالهْ
موقفٌ أنت أخوه وابنه
غلبَ الناسُ عليه بالجهالهْ
رتبة ٌ لم تقتعدها غلطا
ومقام لم ترثه عن كلالهْ
تجملُ الدنيا ومن فيها به
وعلى ذاك لقد كنت جمالهْ
وهنيئاً لبسة ٌ فضفاضة ٌ
ذيّلوها لك من غير إذالهْ
لبسة ٌ سوداءُ عباسيّة
تنطق الروعة ُ منها والبسالهْ
من أديم الليل قدّتْ هيبة ً
لا ظلاما ووقارا لا ضلالهْ
أطلع الأفقُ على ديجورها
شمسه وجهك والتبرَ هلالهْ
خُلقتْ لونَ الشبابِ المشتهى
وحكت خطرته فيك وخالهْ
وأعزّوها بأخرى وصفتْ
روضَ وعساءَ جرى الماءُ خلالهْ
ترجع الأبصارُ من أوطارها
حيرة ً عن قبسٍ أو عن ذبالهْ
يمتريك الشكُّ في راصعها
أجمدَ العسجدَ فيها أم أسالهْ
ومنيفٌ لاحقّى لو عطا
عنقه يمسح بالطود لطالهْ
نفض الرَّوسُ على أعطافه
صبغة ً لم تتعقّبها استحالهْ
لا يمسُّ الأرضَ إلا غلطا
غيرَ أن يعلقَ بالترب نعالهْ
نصحته مقلتا جازئة ٍ
آنستْ بالرمل سهما وحبالهْ
ومصيخانعلى نائية
بخفيّ الجرسِ حتى يوضحا لهْ
عجبَ الناسُ وقد أمطيتهُ
من غزالٍ فوقه وجهُ الغزالهْ
منحٌ كنتُ أرى آثارها
بخفيّ الحدسِ أو وحى الدلالهْ
وانسكاب المزن من حيث انبرت
شقق البرق خطافا ومخالهْ
فتملّ العزّ واسحب ذيلهْ
وارتبع روضته واسكن ظلالهْ
خطوة ٌ ما للمنى من بعدها
مرتقى ً يعطى سموّاً واستطالهْ
وإذا لم يك أمر زائدا
فأدام اللهُ هذا وأطالهْ
وانطوى الدهر على أعقابه
والقضايا وهي لم تقض انتقالهْ
وانتحال المدح يسري راكبا(81/467)
كلَّ فتلاءَ ضمورٍ في الرحالهْ
دقّ فاستصعب ما تحملهُ
وهى تحت الحمل بزلاءُ جلالهْ
فاتت القولَ وزادت قدرة ً
وقوى ً أن وجدت فيك مقالهْ
للتهاني كلّ يومٍ فوقها
طارقٌ يوسع للشعر مجالهْ
يجتليها منك كفءٌ عارفٌ
يأخذ القولَ ويعطينا فعالهْ
يسمنُ العرضَ ويضوي كفَّه
وحبيبُ العرضِ من أبغضَ مالهْ
فتغنَّمها وخذ من رزقه
حلوهُ المأكولَ عفوا وحلالهْ
واحتمل من هذه تقصيرها
ربّما كانت مع الطَّول الإطالهْ
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> علَّقته أبيضَ ذا عينينِ
علَّقته أبيضَ ذا عينينِ
رقم القصيدة : 60270
-----------------------------------
علَّقته أبيضَ ذا عينينِ
كالبدر حسنا وهو لا ذو عينِ
وربّما واجهني بعينِ
تكاد أن تأخذَ نور العينِ
يجلو العيون وهو ضدُّ العينِ
ما هو من تبرٍ ومن لجينِ
يشافهان بأجلِّ اثنينِ
ولا عداه أحدُ الجنسينِ
قد لبس العزَّة في ثوبينِ
واصف قالا في شريك القينِ
وهو يجلُّ عن مكان العين
بقاؤه لي زينتي وزيني
وإنما بقاؤه من شيني
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أخويّ والعشاقُ إخوه
أخويّ والعشاقُ إخوه
رقم القصيدة : 60271
-----------------------------------
أخويّ والعشاقُ إخوه
يتراضعون جوى ً وصبوه
لا ينسبونلعلّة ٍ
وإن انتات بهم الأبوَّه
ناشدتُ سرَّكما فبع
ضُ السرِّ مصنوعٌ مموَّهْ
أطمعتما من بعد يو
مِ عنيزة ٍ في يوم سلوهْ
أم تعلمان لمفلت
أشراكنا بعكاظ نجوهْ
قطعَ الحبالة َ لا يع
لّق جاهدُ الألحاظ عفوهْ
برماً بحبّات القلو
ب يخافها وتهشُّ نحوهْ
وغدوت أُعذر رحمة ً
من بعده وألامُ قسوهْ
وأُسرُّ بالطيفِ الوصو
لِ وفي وصال الطيف جفوهْ
تشتاقه العينان فيه ومل
تقى الجسمين غلوهْ
وإذا وقفتُ ففي أص
مّ أمارت الأحداثُ مروهْ
كالسطر يكتبه الحيا
ويعيدُ ذيلُ الريح محوهْ
لو كنتُ أملك قوّة ً
أو كان لي بالدهرقوّهْ
لأخذتُ علويَّ الريا
ح بما سبتْ من دارِ علوهْ
وأما وعهدِ المبدلي(81/468)
ن نعيمها بالبينِ شقوهْ
وسبوغِ أفياءِ الوصا
لِ عشيَّة ً فيها وغدوهْ
لا كانَ للغدرِ المطا
عِ على وفيِّ هوايَ سطوهْ
وقليلة الخُطَّاب أي
أسَ بعضها من ليس كفوهْ
دينُ العذارى أن تلي
نَ ودينها صلفٌ ونخوهْ
وإذا زكا حسبٌ لها
لم تختدعْ عنه بثروهْ
أنكحتُها سارى البرو
ق وريقَ أغصان المرُوَّهْ
غرّ المدى كهل الحجا
جمعَ النَّقاءَ إلى الفتوَّهْ
طلبَ الغنى ذخراً ليو
مِ عطية ٍ لا يومِ نبوهْ
وقضى الحقوقَ بمالهِ
ولداتهُ قاضون شهوهْ
يرعى الحفيظة َ مرَّة ً
غاشيهِ والأخلاقَ حلوهْ
من سرِّ ما اصطفت الوزا
رة ُ في الأبُوّة ِ والبنُوّهْ
ومكانِ أسمنتِ المفا
خرُ كاهلا ضخما وذروهْ
من آلماسرجيسَ نج
مٌ لم يحزْ برجٌ علوَّهْ
عيسى له طود وشع
بٌ ربوة ٌ لحقتْ بربوه
عقدوا حباه فما تح
لُّ لهم عن العوراء حبوهْ
وغدوا به متحاسدي
ن على العلا في دارِ ندوهْ
من طاعني ثغرِ الخطو
بِ بكلِّ سكِّيتٍ مفوّهْ
أمراءُ معركة ِ الخطا
بة ِ فاتحو الشُّبهاتِ عنوهْ
في كلِّ جلسة ِ كاتبٍ
منهم إلى الأعداءِ غزوهْ
وجريتَ تقفو خطوة
قدَّامَ قومك أختَ خطوهْ
تشآى السوابقَ لاحقا
حتى التقى عنقٌ وصهوهْ
صاحبتكم مستطرفي
نَ وكنتم بالتَّلدِ أسوهْ
إخوان مصرخة ٍ إذا اس
تنصرتُ أو جيران شتوهْ
فلأنتَ لي نعم الصدي
قُ إذا غدت نفسٌعدوَّهْ
وتشعشع الرأيُ الجمي
عُ ولم ينل بالسعي حظوهْ
كم قبل ودِّك من أخٍ
سمبته في الودّ قدوهْ
فغدوتَ أصلبَ معجما
بيدي وأوثقَ منه عروهْ
حبٌّ تناصفناه نك
رعُ حسوة ً فيه وحسوهْ
لولا هناتٌ ربما
أصحتك منه وفَّى نشوهْ
فلتجزينَّك ساريا
تٌ ما لجاريهنَّ كبوهْ
كان القريضُ مميَّلا
فعدلنه وأقمنَ صغوهْ
في كل يومٍ هديّة ٍ
لهديِّهنَّ عليك جلوهْ
ينضحنَ لا يعطبنَ في
ك وفي أبيك الدهرَ عشوهْ
نارٌ على الأعداء تذْ
كى في صفاتك الألوَّهْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يذنب دهرٌ ويستقيلُ
يذنب دهرٌ ويستقيلُ
رقم القصيدة : 60272(81/469)
-----------------------------------
يذنب دهرٌ ويستقيلُ
ويستقيم الذي يميلُ
والعيش لونٌ يوما ولونٌ
كلاهما صبغة ٌ تحولُ
وربّما حنَّت الليالي
ثم لها مرة غفولُ
فاسر فإن الدنيا طريقٌ
أسهلَ ميلٌ وشقَّ ميلُ
لا غرو أن تظلع المطايا
فيها وأن يغلط الدليلُ
والرجلُ الضربُ من تساوى
في نفسه الصعبُ والذَّلولُ
فهو إذا انحطّ أو تعالى
لا التيهُ منه ولا الخمولُ
كالسيفِ لا زينه التحلِّي
يوما ولا عيبهُ الفلولُ
فقلْ وإن نال من أناس
في حسد المجد ما تقولُ
أبناء عبد الرحيم أفقٌ
لم يهتضم شمسه الأفولُ
إن شرّقتْ فالصباحُ منها
أو غرّبتْ فابنها الأصيلُ
لها علاها فإن وجدتم
طولا إلى نيلها فطولوا
لا تحسبوها إذا توارتْ
أنّ التواري لها نزولُ
فالأسدُ أسدٌ في الغيل وال
نصولُ في قربها نصولُ
والماء في السحب مستسرٌّ
لحاجة ٍ عندها يسيلُ
قد يهجر القومُ عقرَ دارٍ
وهم بأخرى حيٌّ حلولُ
والبدر في أفقه رديدٌ
ما بين أبراجه نقيلُ
وهو على ترك ذا لهذا
مباركٌ وجهه جميلُ
ما اعتزلوا أن أطاف عجزٌ
بهم ولا صدّهم نكولُ
ولا رأوا هضبة َ المعالي
من تحت أقدامهم تزولُ
كم جذعٍ منهمُ فتى ً
لم يعيه حملهُ الثقيلُ
وبازلٍ فيهمُ جلالٍ
أنهضه بالعلا البزولُ
لكنلأمرٍ يغيب عنكم
تعلقُ بالقنة الوعولُ
فاجتنبوا اللوم وانظروها
غداً إذا استنوق الفصيلُ
وأنكحتْ والصَّداقُ وعدٌ
وغير أكفائها البعولُ
وهي إذا استصرختْ سواكم
أصرخها الناصرُ الخذولُ
هم قطبها كيفما أديرتْ
وهم إذا ضلّت السبيلُ
تقضى وتمضى الأمور فيها
وهي إلى أمرهم تؤولُ
لله والمجدِ هم فروعا
تمّت بإقبالها الأصولُ
توحّدوا بالعلا فبانوا
والناسُ من بعدهم شكولُ
آباء صدقٍ دلّتْ عليهم
شهودُ أبنائها العدولُ
وأصدقُ النقل في صفات ال
أسود ما قالت الشُّبولُ
قومٌ إذاما السماء ضنّت
عاذت بأيديهم المحولُ
أحلامهم رزَّنٌ ثقالٌ
ومالهم طائشٌ جهولُ
فتحتَ عمَّاتهم جبالٌ
وفوق أقلامهم سيولُ
إذا زعيم الملك اقتفاهم(81/470)
يحمي من الضيم أو ينيلُ
فاقض على نازح مدانٍ
واقطع فقد دلّك الدليلُ
واسأل عليّاً بما بناه ال
حسينُ واقنع بما يقولُ
أبلجُ لا رفده نسئٌ
فينا ولا عهده غلولُ
ولا نداهُ الحيُّ المعافى
بالمطل ميتٌ ولا عليلُ
ليمَ على الجود والتعنِّى
أن تعذلَ الديمة ُ الهطولُ
سقى وروَّى وفي يديه
من ماله جدولٌ نحيلُ
وضنَّ لوّامه ومنُّوا
وفيهمُ دجلة ٌ ونيلُ
فيومُ سؤَّاله قصيرٌ
وليلُ عذَّاله طويلُ
مضى وما استرهفتْ سنوه
فلم يخنه حدٌّ كليلُ
أحرزَ شوطَ الصِّبا إلى أن
تناكصتْ خلفه الكهولُ
ثمَّ جرى أعوجاًفقامت
تغضُّ أرساغها الخيولُ
ينشقها نقعه غبارا
يشمُّه الراغم الذليلُ
شيمَ لهامِ العدا فأغنى
غناءه الصارمُ الصقيلُ
وحمَّلوه الجلَّى فأوفى
بيذبلٍ كاهلٌ حمولُ
خلقتَ غيظا لكلِّ نفسٍ
حبُّ العلا عندها فضولُ
وكلّ جسم لا مجدَ فيه
فأنت في صدره غليلُ
عزَّ بك الفضلُ فاستقادتْ
أمُّ الندى وابنها قتيلُ
وافترَّ منك الزمانُ طلقا
عن روضة ٍ ريحها قبولُ
شمائلٌ أحزنتْ ولانت
كأنها الماءُ والشَّمولُ
وطلعة ٌ تشرقُ الدياجي
منها وأقمارها أفولُ
للحسن وجهٌ أغرُّ منها
والحسن في غيرها حجولُ
ملكتَ رقِّى بالودّ حتّى
صرتُ من العتق أستقيلُ
ولم يحوِّلك عن وفاءٍ
عهدته دولة ٌ تدولُ
رشتَ وأخصبتَ والخوافي
حصٌّ ونبتُ المرعى وبيلُ
ولم تكلني إلى دعيّ
منصبه في الندى دخيلُ
يغضب إن قلتُ يا جوادا
لعلمه أنه بخيلُ
فإنّ أولى من رابَ قولي
من فعلهُ ضدُّ ما أقولُ
والمدحُ في معصم سوارٌ
وفي أكفٍّ أخرى كبولُ
سوى جفاء يعنُّ نبذا
كما أغبَّ الحيا الوصولُ
يعذر فيه المولى المولِّي
شيئا ولا يعذر الخليلُ
فابتدر الآن من قريبٍ
ما كان من شوطه يطولُ
واقدح ولو جذوة فإن ال
ظلماء يورى فيها الفتيلُ
ولا تراعِ القليلَ فيها
فربّما ينفع القليلُ
والق بوجه النيروز وجها
يضحك في صحنه القبولُ
يومٌ جديدٌ يردُّ غصّاً
من ملككم ما جنى الذُّبولُ
يشهدُ أنَّ السعودَ حالٌ
من أمركم ليس يستحيلُ(81/471)
وأنّ ما غاب من علاكم
غيرُ بطئٍ به القفولُ
شهادة لا فسوقَ فيها
شعري بتصديقها كفيلُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سقى أيَّامَ رامة َ بل سقاها
سقى أيَّامَ رامة َ بل سقاها
رقم القصيدة : 60273
-----------------------------------
سقى أيَّامَ رامة َ بل سقاها
عميقُ الحفر مقتدحٌ حصاها
أحمُّ كأنَّ أدمَ العيس فيه
مرقعة الجلالِ لمن طلاها
يسفُّ يطامعِ الخرقاءَ حتى
تبوَّعه لتمسحه يداها
إذا زُرَّتْ سحابته أحالت
صبا نجدٍ محلَّلة ً عراها
يسيل بمائه وادي أشيٍّ
فيترعُ فوقكاظمة َ العضاها
كأنَّ سماءه حنَّت فدرَّتْ
على الأرض اليتيمة ِ مرزماها
إذا شامت بوارقه سيوفا
ليغمدها تراجعَ فانتضاها
وتأمرُ باتّباع البرق نفسي
فإن أتبعته عيني نهاها
ولم أر قبله حمراءَ خضراً
عواقبها ولا ضرباً أماها
يذكِّرني وللأشواق عيد
ثنايا أمِّ سعدة َ أو لماها
ألا للهِ يومَ عكاظَ عينٌ
جلتها نظرة فغدت قذاها
ترى لعبَ البلى بالدرا جدّاً
فيلعب أو يجدّ بها بكاها
وكم بلوى الشقيقة من فؤاد
أسير لو تكلم قال آها
ومن شاكٍ لو استمعت إليه
قنان أبانَ ذاب له صفاها
وطيِّبة الغداة ِ تفُتُّ بانا
عقائصها ومسكا ريطتاها
إذا ما لم يجد فيها معابا
ضرائرها تعلَّل عائباها
أضل البينُ فظنتها فحارت
كأمّ الخشفِ ناشدة ً طلاها
تميل على الرِّحالة ميلَ سرجي
تسرُّ إليَّ تفهمني هواها
فألثمُ في السِّرار تربيتيها
ومن لي لو تكون الأذنُ فاها
أجيرانَ الحمى من لابن ليلٍ
أتى مسترشدا بكمُ فتاها
ولما كنتمُيومَ التنائي
منيَّة َ نفسه كنتم مناها
أروم لكشف بلواها سواكم
وإن طبيبها لمن ابتلاها
أرقتُ ونام عن إسعادِ عيني
خليلٌ كان يسهمُ في كراها
أجاذبه عن الإسعاد كرها
ومن ذا يملك الودَّ الكراها
وقبلك قد عصبتُ يدي بمولى ً
ليلحمها فظفَّرَ فانتقاها
رمى ظهري وقال توقَّ قدما
فجاءتني النبالُ ولا أراها
إذا صافحته أطبقتُ كفّي
على كفٍّ أناملها مداها
وبارقة تخايلُ في عذارى(81/472)
على الأبصار من وجهي سناها
إذا مطرت بأرضٍ لم تخضِّر
أراكتها ولم يُخصب ثراها
نمى أثرُ النوائب في فؤادي
فأعدى لمَّتي حتَّى دهاها
رمى عنها الزمانُ الشيبَ حينا
فلما ملَّ صحبتها رماها
وكانت ليلة تخفي عيوبي
فدلَّ عليَّ طالبها ضحاها
إذا اعتبر المجرِّبُ في سنيه
تقلُّبها تيقَّنَ منتهاها
حياة ُ المرء أنفاسٌ تقضَّى
وإن طالت وأعدادٌ تناهى
أرى الأيامَ يوماً والأسامي
عليها مستعارات حلاها
وفتية ليلة ٍ ظلماءَ خاضوا
دجاها بي فكنتُ فتى سراها
سمحتُ لهم على غررٍ بنفسٍ
ملبِّية ٍ لأوّلِ من دعاها
رموا بظنونهم من ذا أخوهم
على الجلَّى فما زكنوا سواها
وذي شعثٍ نشرتُ له الفيافي
وأدراجَ الطريق وقد طواها
إذا حسب الرواحَ بعقرِ دارٍ
وقلتُ نزولها عارٌ عداها
ومن كانت له العلياءُ حاجا
وأشعرَ نفسه صبرا قضاها
حلفتُ بها تنافخ في براها
عجيجاً أو تساوكُ من وجاها
تولِّي الشمسَ أحداقا عماقا
كقلبِ الماءِ لو نقعتْ صداها
يلاغطن الحصا والليلُ داجٍ
لغاطَ الطيرِ باكرنَ المياها
تمنَّى العشبَ يوما بعد يومٍ
فلا مرعى لها إلا معاها
نواحل كالقسيِّ معطَّفات
وهم مثلُ السهام على مطاها
عليهم كلُّ نذرٍ ما رأوها
بمكّة هابطاتٍ أومناها
لقد تعب السحابُ وراءَ أيدي
بنيعبد الرحيم فما شآها
كرام عشيرة ٍ دعمتْ بناها
بعزَّة بيتها وحمتْ حماها
تفوَّقت المكارمَ في ليالي
مراضعها وسادت في صباها
لهم ولدتْ فأنجبت المعالي
بنينَ ومنهمُ جدتْ أباها
عتاق الطير أحرار المجالي
إذا حدثانُ أحسابٍ نفاها
تخالُ درارياً طبعت وجوها
إذا كشفوا الموارن والجباها
بنو السنوات إن هزلت قراها
جدوبا سمّنوا كرما قَراها
لهم نارٌ على شرفِ المقاري
أقرَّ الله عينيْ من رآها
إذا قصر الوقودُ الجزلُ عنها
قبيلَ الصبح مندلَ موقداها
تضئُ كأنّها والليلُ داجٍ
تزيَّد من جباههمُ جذاها
يبيت سميرَ سؤددها عليها
فتى ً منهم إذا قرَّ اصطلاها
يماطل نومه عن مقلتيه
تطلُّعُ نفسهِ ضيفا أتاها(81/473)
إذا الكوماءُ يسمنها ربيعٌ
وغصَّت بالأضالع عرضتاها
وراحت تشرفُ النَّعمَ استواءً
كأنّ ملاطَ روميٍّ بناها
رأى الأضيافَ أولى أن يهينوا
كريمتها ويهتدموا ذراها
وقام فأطعم الهنديَّ عقرا
أسافلها ليطعمهم علاها
ولم يعطفه أن عجَّتْ حنينا
ألائفها وفُجِّعَ راعياها
فأمست بينهم نهبى أكيلٍ
يُدنِّي فلذة ً منها حواها
إذا ما خاف من قدرٍ عليها
مماطلة ً تعجَّلَ فاشتواها
وبات يسرُّ نفسا لو عداها
غنى الأموالِ موَّلها غناها
نمتْ أعراقها في بيتكسرى
إلى غيناءَ محلولٍ جناها
ترى مغسولة الأعراض منها
نتائجَ ما تدرَّن من ظباها
وتحسبها إذا شهدت طعانا
بألسنها منصِّلة ً قناها
حموا خططَ العلا لسنا وضربا
بأقوالٍ وأسيافٍ نضاها
وكلُّ فتى ً يتبِّعُ حاجتيه
مقصَّ الذئبِ يعتقبُ الشِّياها
إذا حسرتْ له لممُ الأعادي
مطأطئة ً للهذمهِ فلاها
ولما طال منبتها وطالت
تفرَّع من رواسيها رباها
رأتبمحمدٍ لولا أبوه
شيوخَالمجدِ تابعة ً فتاها
تأخَّر في قياد المجد عنها
وخاتمها فكان كمن بداها
غلام سادها يفعا فأوفى
كما أوفت وقد سادت سواها
له بدعُ المكارم لو رآها
لآخرَ قبله قلنا حكاها
ولم أر مثله طودا زليقا
يهُزُّ فيُجتنى مالا وجاها
ولا مجدا أواجهُ منه شخصا
ولا كرما أخاطبه شفاها
كأن الله خيَّره فسوَّى
خلائقه الحسانَ كما اشتهاها
أبا سعدٍ قدحتُ بمصلداتٍ
فلما فُضَّ زندك لي وراها
دعوتك والطَّريق عليه أفعى
سليسٌ مسُّهاخشنٌ سداها
كأنّ مجرَّها مجرى سبوحٍ
بلُجِّ أوالَ شرَّعَ نوتياها
تمجُّ السمَّ من جوفاءَ خيلتْ
ثفالَ الموت هامتها رحاها
كأنَّ يمانياً رقشتْ يداه
حبيرة َ بردتيه على قَراها
فما إن زال نصرك لي زميلا
ورأيك حاويا حتى رقاها
وكم لك والقوى بيدي ضعافٌ
يدٌ عندي مضاعفة ٌ قواها
إذا ما قمتُ أشكرها تثنَّت
فتشغلُ عن مباديها ثناها
أعيذ علاك من لدغات عينٍ
لو أنّ المجدَ أبصرها فقاها
ولا تعدمْ محاسنَ لو أريد ال
حسودُ على الفداء لها فداها(81/474)
فلا برحتْ بك العلياء تُحمى
حقيقتها ويُمنعُ جانباها
يمرُّ المهرجانُ وكلُّ عيدٍ
بنعمتكم فيغنم من جداها
تجعجعُ فيكمُ بركُ المعالي
وتلقي بين أظهركم عصاها
رددتم عنّى الأيامَ بيضا
أظافرها معطَّة ً زباها
وأغنيتمُ ثنائي عن رجالٍ
أرى أسماءكم نبهت كُناها
لئام الملك لو رُدَّتْ إليهم
حياضُ الرزق ما بلُّوا الشِّفاها
عرفت بكم وكيف تسفُّ نفسي
وقد أعطيتموها ما كفاها
فدونكم الجزاءَ ميسّراتٍ
على الأفواه تطربِ من رواها
إذا طارقنَ سمعا من حسوٍ
صلمنَ وإن حصبن الوجه شاها
وكم متعرِّضٍ للقدح فيها
رمى أمَّ النجومِ وما اتقاها
ورامِ حطاطها فهوى رجيما
بها شيطانه ونجا سهاها
تحدَّى نفسه فيها فأعيتْ
عليه فردَّ معجزها سفاها
فرجلك لمْ على المسعاة ِ خلفي
فما إن شاكها إلا خطاها
وما ذنبي وقد صحَّت سوامي
إذا كنتَ المعرَّ المستعاها
مسامعُ عفنَ من جهلٍ قراطى
فعدنَ حصاً تردَّدَ في لهاها
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سألتْ ظبية ُ ما هذا النحولُ
سألتْ ظبية ُ ما هذا النحولُ
رقم القصيدة : 60274
-----------------------------------
سألتْ ظبية ُ ما هذا النحولُ
أسقامٌ باحَ أم همٌّ دخيلُ
أين ذاك الظاهرُ المالئ لل
عين والمخترطُ الرطبُ الصقيلُ
أهلالا بعد ما أقمر لي
أم قضيبا ومشى فيه الذبولُ
أنتِ والأيامُ ما أنكرته
وبلاءُ المرء يومٌ أو خليلُ
قتلتني وانبرت تسأل بي
أيها الناسُ لمن هذا القتيلُ
أشرُ الحسنِ وجنِّيُّ الصِّبا
شدَّ ما طاحت دماءٌ وعقولُ
أنا ذا لحمى أطعمتُ الهوى
فهيَ نفسي فوق أظفاري تسيلُ
حكمَ اللهُ على والي دمي
ولعيني ولقلبي ما أقولُ
وشى الواشي وفي تأميله
سفها أنِّي مع الغدر أميلُ
لُمْ وقلْ إني عدوّ كاشحٌ
ذابَ غيظا لا تقل إني عذولُ
لك ما رابك مني إنما
لمتَ في نفسي فهل منها بديلُ
وعلى الخيفِ أخٌ غيرك لي
يثمرُ الخلَّة َ حلواً ويحيلُ
شأنُ قلبينا إذا جدَّ الهوى
شأنُ قلبٍ وسبيلانا سبيلُ
نمتَ عنِّي ولديه لوعة ٌ(81/475)
يعرض الليلُ عليها ويطولُ
وعسى الأيام أن تبدلهُ
صبغة ً تنصلُ أو لونا يحولُ
طبنَ والأزمانُ في إبّانها
آية ً والناسُ والدهرُ شكولُ
ردْ دنئ الورد أو متْ ظامئا
غيرُ شربيك الذي يرضى الغليلُ
واسأل الملحة واراها القذى
أين ذاك البابليّ السلسبيلُ
طيرَ بالودّ كما طار السَّفا
وعفا المجدُ كما تعفو الطلولُ
كنتُ أبكي قلَّة الناس فمن
لمناي اليومَ لو دام القليلُ
وأراني غدرُ من يألفني
أنه خيرُ خليليَّ الملولُ
ليت بالمولى الذي يظلمني
عارفا بي منصفي وهو جهولُ
أحملُ الطودَ وأعيا جلدي
اللسانُ السمحُ والكفُّ البخيلُ
قيل صبرا وانتظر إسفارها
يقبلُ المعرض أو يقضي المطولُ
قلتُ لم أجزع ولكن خطَّة ٌ
قبحَ الصبرُ لها وهو جميلُ
خوَّفتني أن تجشَّمتُ الردى
قلتُ عيشي إنما الموتُ الخمولُ
يا بني دهري دهاني عندكم
هممٌ تعلو وحاجاتٌ نزولُ
خفِّفوا عن منكبي حملَ العلا
إنّ ما بينكمُ عبءٌ ثقيلُ
قد غبنتُ الفضلَ يوم ابتعته
فأقيلوني إني مستقيلُ
هل على بابِ الأحاظي آذنٌ
أم ألى جارى المقاديرِ رسولُ
فيرى منّى ومنها ساعة ً
ظالمٌ يسمعُ أو شاكٍ يقولُ
يا بنيأيّوبَ حسبي بكمُ
أنتم الحاجة ُ والناس الفضولُ
علِّلوني ببقاءِ مجدكمْ
إنما يلتمس البرءَ العليلُ
أنكرتني عن تقالٍ أسرتي
وتناءى الأهلُ عنّى والقبيلُ
ورمتني بيدِ الضيمِ على
ظهر تيهاءَ يصاديها الدليلُ
ولديكم مألفٌ معتلقٌ
بي وبشرٌ لا يغطَّى وقبولُ
وعهودٌ جددٌ مرعيَّة ٌ
وعهودُ الناس أخلاقٌ سمولُ
كلّما أسحلَ ودّاً قدمٌ
عادَ حبلٌ مبرمٌ منها فتيلُ
بأبي طالبَ طالتْ نبعة ٌ
عقَّها الماءُ فقالوا لا تطولُ
ربَّها بالجود حتى ساقها
شططُ الحاضن والفئ الظليلُ
الفتى كلُّ الفتى تخبرهُ
يوم يقسو البرُّ أو يجفو الوصولُ
وتخون العينُ غدرا أختها
ويدقُّ الرأيُّ والخطبُ جليلُ
من رجالٍ صان أعراضهمُ
زلقٌ بالعارِ عنها وزليلُ
منعوها بالندى أن تختلى
وهي إن طيفَ بها مرعى ً وبيلُ
أبهمَ الناسُ ولاحت أنجما(81/476)
غررُ السؤدد فيها والحجولُ
كلُّ آباءٍ له ما احتكم ال
شرفُ الفارعُ والبيتُ الأصيلُ
بكَ قامتْ للنّدى مسكته
وهو لولا الرمقُ النِّضوُ القتيلُ
ومشى الفضلُ الذي آويتهُ
رافلا في العزّ والفضلُ دليلُ
فابقَ للمجدِ الذي منك بدا
وإلى مغناك يُفضى ويؤولُ
وارتبط ناتجَ ما ألقحتهُ
كلَّ جرداءَ لها شوطٌ طويلُ
تطرحُ الريحَ على أعقابها
وتردُّ البرقَ والبرقُ كليلُ
دارها الأرضُ إذا ما اندفعتْ
بعيابِ الشكرِ تسري وتجولُ
كلّما طامنَ منها كفلٌ
مردفٌ أشرفَ هادٍ وتليلُ
فهي إمّا قيِّدتْ أو أطلقتْ
أطربَ السمعَ صليلٌ وصهيلُ
ولها إن لم تكن من لاحقٍ
أمّهاتٌ منجباتٌ وفحولُ
من بنات الفكر يغذوها الحجا
مرضعاتٍ وتربِّيها العقولُ
يقسم الرُّوَّاضُ أن قد كرمتْ
فارتبطها هكذا تبلى الخيولُ
يجنبُ النَّيروزُ منها تحفة ً
ما لها في تحفِ الدنيا عديلُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> قمْ غيرَ معتذرٍ ولا متثاقلِ
قمْ غيرَ معتذرٍ ولا متثاقلِ
رقم القصيدة : 60275
-----------------------------------
قمْ غيرَ معتذرٍ ولا متثاقلِ
فاقصص معي أثر الخليطِ الزائلِ
واسمح بأحلى نومتيك لساهرٍ
شفعتْ أواخر ليله بأوائلِ
قلقِ الوسادِ يسوم بيعة َ غابن
من صبره ويرومُ نصرة َ خاذلِ
اركب وطاولْ فوق كورك علَّها
أن ترفعَ الأحداجُ المتطاولِ
وإذا لحقتَ وقصَّرتْ بي ناقتي
والثّقل ما بي ما يقصِّر حاملي
فقل السلامُ ومن تباريح الجوى
بعثُ القتيلِ تحية ً للقاتلِ
ومن الغوارب في الخدور مسلَّط
تمضي قضيَّته وليس بعادلِ
لقنَ النفارَ من الغزالة واحتذى
ليَّ العهودِ من القضيبِ المائلِ
وجد القضاء وطال عمرُ مطالهِ
أنّ البلية بالمليِّ الماطلِ
يا سعدُ أحرزها يداً مذخورة ً
تولي أخاً قمناً بشكر النائلِ
إن كنتَ فاتك يومَ رامة َ نصرتي
فتغنَّم الأخرى ببرقِ عاقلِ
ما قام عنك المجدُ أن خلّيتني
والدمعَ أن أسلمتني للعاذلِ
ولقد رأيتَ فهل رأيتَ كموقفٍ
بالعنفِ يلبسُ حقُّه بالباطلِ(81/477)
وعلى النقا من خالفاتِ مها النقا
بمؤزَّرٍ فعمٍ وخصرٍ جائلِ
ودّعننا بمخضَّباتٍ وقعها
وقعُ السهام تموَّهتْ بأناملِ
نصلَ الشبابُ ولات حينَ أوانهِ
حسدا لهنَّ على الخضابِ الناصلِ
وصددنَ إلاَّ نظرة ً من خالسٍ
تذكي الجوى أو لفتة ً منقابلِ
وأما وما استودعنَ غيرَ حوافظٍ
يومَ الفراقِ وقلنَ غيرَ فواعلِ
وحديثهنَّ فإنّه بلَّ الصدى
إن بلَّه ماءُ السحابِ الهاطلِ
لقد انتأين فما سعيتُ لهاجرٍ
حفظا لهنّ ولا أويتُ لواصلِ
أعلى الوفاءِ بكلِّ فيك تلومني
يا بعدَ صوتكِ قائلا من قائلِ
ومن التجشُّم أن ترومَ بحطّة
تقضى وقد فتلَ الحفاظُ حبائلي
ولهذه الخضراءُ تنقلُ شهبها
أدنى عليك من انتقاص فضائلي
أنا من علمتَ قديمه وحديثه
علمَ اليقينِ وإن جهلتَ فسائلِ
قومي الملوكُ وخيمُ نفسي خيمها
أفلحْ بمثل أواخري وأوائلي
ما ضرَّ عيصى في أرومة ِ فارسٍ
ألاّ يكونَ بخندفٍ أو وائلِ
نحن الولاة العادلون ولم تزل
آثارنا حَلى َ الزمانِ العاطلِ
ذدنا فمذ عدمَ الأنامُ رعاءنا
عدتِ الذئابُ على السَّوامِ الهاملِ
عمرت بنا الدنيا ففضَّة ُ عذرها
فينا وعمرُ شبابها المتخايلِ
تتبسّم التيجانُ فوق رءوسنا
عن كلّ وضَّاح الجبينِ حلاحلِ
كالبدر يأذنُ للسلامِ فإن سطا
ليثَ السلاحُ بوجهِ أشوسَ باسلِ
من عدَّ نفسا فخره وقبيله
فلنا أثارة ُ فخره المتقابلِ
وعلى بقيّتنا طلاوة ُ سؤددٍ
تهدي لعينك فائتا من حاصلِ
فإذا الخصوم تجادلوا في مجدهم
ظهرت دلالة ُ مجدنا في كاملِ
ذا الروضُ من ذاك الغمامِ المنجلي
والنُّورُ من ذاك الشهاب الآفلِ
وإذا عدمتَ الشمسَ فاقض لنورها
بمشابهٍ للبدرِ أو بمخايلِ
حملَ المكارمَ عنهمُ فوفى بها
عبلَ الذراعِ متينَ حبلِ الكاهلِ
يقظان تسهره الحقوقُ إذا دجا
ليلُ العقوقِ على جفونِ الباخلِ
عرفَ الزمانَ فلم يدعْ في يومه
من عاجلٍ مستظهرا للآجلِ
تجري خلائقه على أعراقه
وعلى الأنابيبِ اعتمادُ العاملِ
ويسئ ظنّاً باللُّها ما لم يجد(81/478)
فيها إصابة َ حسنِ ظنِّ الآملِ
نشر المروءة َ بعد أن نسيَ اسمها
طيّاً نوّه بالسماح الخاملِ
ملك المدى فجرى بغير مراسلٍ
وحوى الندى فسقى بغير مساجلِ
ووفى فقيل أبو الوفاء وربما
تقع الكنى صفة ً لمعنى ً حائلِ
فإذا طرقت فليلُ ضيفٍ شاكرٍ
وإذا استجرت فيومُ أمنٍ شاملِ
وإذا تحدَّث بشره بنواله
عرفَ الخريرُ أمامَ وادٍ سائلِ
شربتْ خلائقه فبين مجدَّلٍ
سكرانَ أو ثملٍ بها متمايلِ
فكأنَّ صرفَ شمولة ٍ مسكوبة ٍ
في الكأس من خلقٍ له وشمائلِ
حمل الرياسة َ ناهضا بشروطها
وهي الثقيلة في فقارِ الحاملِ
ما كان لما ساد حجّة َ ملحدٍ
غضبانَ في جور القضاء مجادلِ
لم تأتِ نعمته برزقٍ غالطٍ
ضلَّ الطريقَ ولا بحظٍّ جاهلِ
لكنها نزلتْ بساحة ِ شاكرٍ
لم يألُ معرفة ً لحقِّ النازلِ
أقلامك ارتجعتْ بواسط دولة ً
طردتْ بوخزِ أسنة ٍ ومناصلِ
نشلت برأيك من براثنِ ضيغمٍ
تفري الشَّوى أنيابه بمعابلِ
طيَّانَ لم يسمعْ لهتفة ِ زاجرٍ
يوما ولم يخشعْ لصيحة ِ ثاكلِ
كانت كقابِ يمينهِ فرددتها
أختَ المجرَّة من يد المتناولِ
سلُّوا سعودك دونها فتراجعت
عنها السيوفُ وما حظينَ بطائلِ
كم بين ذلك من لواءٍ ناكسٍ
لولاك عزَّ ومن حسامٍ ناكلِ
حسدَ الرجالُ علاك فازددْ يزددوا
واعذر فلم يحسدك غيرُ العاقلِ
حملوا وبانَ بك السماحُ وربّما
سكتَ الفتى والصوتُ صوتُ النائلِ
جعلوا البلادَ ذخيرة ٍ للمقتني
وجعلتَ مالك طعمة ً للآكلِ
شمختْ يدُ المعطي وتاهَ بأنفهِ
عجبَ المنيل وزهوَ نفس الباذلِ
وألنتَ جنبك للعفاة تواضعا
حتى كأنك سائلٌ للسائلِ
أنا من سكنتَ فؤاده متخلِّياً
فسكنتَ في وطنٍ بحبك آهلِ
وملكته بمودّة ٍ لم تكتسبْ
بفرائضٍ في الجودِ أو بنوافلِ
ودعوته فأجابَ ربُّ نوافرٍ
وحشٍ صوادفَ عن سواك عوادلِ
لم يجره طمعٌ ولم تقدمْ به
حرصا على جدواك أوبة ُ قافلِ
إلا هوى القربى ورعيُ وشائجٍ
بيني وبينك أحكمتْ ووصائلِ
وإذا وصفتك فهو وصفُ محاسني
وإذا مدحتك فهو مدحُ قبائلي(81/479)
وأحقُّ من صغتُ الثناءَ لجيدهِ
من ليس إن لبسَ الحليَّ بعاطلِ
والشعرُ عندك من أقلِّ ذرائعي
فيما أروم ومن أدقّ وسائلي
ولقد ذعرتُ عن الرجال سوامهُ
ورفعته عن كلِّ بيتٍ نازلِ
ومنعته منعَ الغيورِ بناتهُ
من أن أدنِّس صونه بمباذلِ
وأثرتُ جوهرَ بحره متعمِّقا
والناسُ يحتشُّون فوق الساحلِ
فاسمع لحظِّك منه وانبذْ غيرهُ
وإذا سمعتَ فقسْ عليهِ وماثلِ
ولقد مدحتُ فكنتُ أصدقَ قائلٍ
وفعلتَ أنتَ فكنتَ أكرمَ فاعلِ
ولعلّ مجدك أن يغارَ فأكتفي
بك معشباً عن كلّ وادٍ ذابلِ
ولعلّ كفَّك أن يفيضَ غديرها
فأعزَّ عن نطفٍ لهم ووشائلِ
كم من كرامٍ ليس مثلك فيهمُ
قد أسمنوا تحت الجدوبِ هواملي
وتحمّلوا متخفِّفين بحملها
كلفي على أيدٍ عليّ ثقائلِ
وإخالُ أنك سالكٌ بي سبلهمُ
وغدت بصدقٍ في الرجالِ مخايلي
صبحتك بالنَّيروز غرّة ُ قادمٍ
حملَ التحيّة َ من حبيبٍ واصلِ
يومٌ أحبَّ حضورَ أندية ِ الندى
فأتاك في وفد الثناءِ الحافلِ
يدلي إليك بفضلهِ في فارسٍ
وبحقّه المتقادم المتطاولِ
ويُذمُّ فيك بألفِ يومٍ مثلهِ
في العزّ يشهدُ عامها بالقابلِ
أعداه جودك فاحتبى يصف الحيا
والعشبَ للبلد الجديبِ الماحلِ
سبقَ الربيعَ فكان أيمنَ رائدٍ
وحكى الصلاحَ فكان أصدقَ ناقلِ
وافاك مقتبلا جديدا كاسمهِ
فالبسه والقَ به السُّعودَ وقابلِ
واطوِ الزمانَ مساوقا أيامه
في نعمة ٍ فضلٍ وعيشٍ غافلِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سقى دارها بالرَّقمتينوحيَّاها
سقى دارها بالرَّقمتينوحيَّاها
رقم القصيدة : 60276
-----------------------------------
سقى دارها بالرَّقمتينوحيَّاها
ملثٌّ يحيل التربَ في الدار أمواها
ورفَّ عليه رائحٌ متهدّلٌ
من النبت يُرضي جردها ومطاياها
ولا برحتْ تمحو ندوبَ هجيرها
بوادرُ من أسحارها وعشاياها
إلى أن ترى الأبصارُ حسنا تودُّه
وخُمصُ المطايا بِطنة ً تتعافاها
وما بيَ إلا نفحة ٌ حاجريّة ٌ
تؤدّي صباها ما تقول خزاماها(81/480)
أحبُّ لظمياءَ العدا من قبيلها
وأهوى ترابَ الأرض ما كنتُ أهواها
وأُغضي على أمرٍ وفيه غميزة ٌ
ليُكسبني منها المكانة َ والجاها
وكيف بوصلِ الحبلِ من أمِّ مالكٍ
وبين بلادينازَرودْ وحبلاها
يراها بعينِ الشوق قلبي على النوى
فيحظى ولكن من لعيني برؤياها
فلله ما أصفى وأكدرَ حبَّها
وأبعدها منّى الغداة َ وأدناها
إذا استوحشتْ عيني أنستُ بأن أرى
نظائرُ تصبيني إليها وأشباها
فاعتنقُ الغصنَ القويمَ لقدِّها
وألثمُ ثغرَ الكأس أحسبه فاها
ويومالكثيب استشرقتْ لي ظبية ٌ
مولَّهة ٌ قد ضاع بالقاع خشفاها
يدلِّهُ خوفُ الثُّكل حبَّة َ قلبها
فيزدادُ حسنا مقلتاها وليتاها
فما ارتاب طرفى فيكِ يا أمّ مالكٍ
على صحّة التشبيه أنكِ إياها
فإن لم تكوني خدَّها وجبينها
فإنك أنتِ الجيدُ أو أنتِ عيناها
ألُوَّامهُ في حبّ دارِ غريبة ٍ
يشقُّ على رجمِ المطامع مرماها
دعوه ونجداً إنها شأنُ نفسه
فلو أن نجدا تلعة ما تعدّاها
وهبكم منعتم أن يراها بعينه
فهل تمنعون القلبَ أن يتمنّاها
وليل بذات الأثل قصَّر طوله
سُرى طيفها آهاً لذكرتها آها
تخطَّت إليّ الهولَ مشيا على الهوى
وأخطارهِ لا يبعد الله ممشاها
وقد كاد أسدافُ الدُّجى أن تضلَّها
فما دلَّها إلا وميضُ ثناياها
أصاح ترى أنّ الوفاء لغادرٍ
سجية ُ ذلٍّ في الهوى لستُ أنساها
قني الشرَّ منها أو أقلني عثارها
لعلَّك تلقى مثلها فتوقَّاها
إذا أنتَ لم تحفظْ لغيرِ محافظٍ
ولم ترعَ إلا ذمّة فيك ترعاها
فعشْ واحداً أو كن من الناس حجرة ً
فإن الوفاءَ لفظة ٌ مات معناها
بلى في بني عبد الرحيم وبيتهم
أصولُ العلا محفوظة ٌ وبقاياها
وعندهم العهدُ القديمُ لجارهم
إذا انتسبت أولى الجبال وأخراها
ملوكٌ بنوا في ذروة العزّ خيرها
ترابا وأعلاها سماءً وأسناها
لهم دوحة ٌ خضراءُ رُوِّيَ أصلها
بماء الندى الجاري وطُيِّبَ فرعاها
تمنَّت على الله المنى في ثمارها
لتنجبَ واستعلتْ عليه فأعطاها
نمتْ كلَّ مفرورعن الرأى سنه(81/481)
يقول نعم فيالمهد أوّلَ ما فاها
أغرّ إذا أجرى العزائمَ كدّها
خماصا وإن سلَّ التجاربَ أمضاها
أخا الفتكِ حتى تتقيه بدينه
فتلقى منيبا للتقيَّة ِ أوّاها
وعندَ زعيم الدين منهم شهادة ٌ
بأنَّ صدورَ المكرمات تقفَّاها
تبوَّعَ في خلِّ الثغورِ فسدَّها
وأسفرَ في سودِ الخطوب فجلاَّها
هم الجوهرُ الصافي وأنتَ يتيمة ٌ
من العقد ما زانَ العقودَ ثناياها
ولولا أخوكَ أو أخوكَ وسطتها
كما أنهُ أعلى الأناملِ وسطاها
ملكتَ الكمالَ قادرا متسلِّطا
فلم تكُ مع فرطِ المحاسن تيَّاها
وسُدتَ بنفسٍ حلمُها دون بطشها
وسلطانُها مولى ً عليهِ بتقواها
إذا الغضبُ الطاري أمال طباعها
أثابَ بها الخُلقُ الكريمُ فسوّاها
كأنّ معنِّيها لمجدٍ أراحها
ومفقرها في طاعة ِ الجودِ أغناها
فلو أن صوبَ المزنِ أنكر نفسه
تبصَّر من أخلاقها وسجاياها
وموتى من الأضغانِ فوق وجوههم
ظواهرُ غيب ناطقٍ بخفاياها
بعثتَ إليهم بالوعيدِ كأنما
بعثتَ إلى أرواحهم بمناياها
أراد علاك منهمُ من أرادها
غرورا ولم يقدرِ عليها فعاداها
وهل في أديم الشمس للعين مثبتٌ
وهل جهدَ القاري يوما فراماها
أبا حسنٍ إن الوفاءَ تجارة ٌ
إذا ما تولَّى ربُّها الشكرَ نمَّاها
وإن فروضَ الجودِ كيف بعثتها
إلى مفصح حرٍّ فإنك تقضاها
مننتَ وأعطيتَ المودَّة حقَّها
فأكرِمْ بكفٍّ ودُّها من عطاياها
ولا خيرَ في جدوى سوى الحبِّ جرَّها
ولا في يدٍ غير التوامقُ أسداها
أجبتَ وقد ناداك شعريَ من شفا
معمَّة ٍ ينهارُ بالرِّجل جالاها
وكنتَ يمينا نصرُها غيرُ رائثٍ
إذا استصرختها في الملمَّة يُسراها
فمهما يطُلْ هذا اللسانُ ويتَّسعْ
له القولُ تسمعها فصاحا وتُرواها
خفائف في الأسماع وهي ثقائلٌ
على قلب من يشنا علاك ويشناها
تُقرِّب في أغراضكم نزعَ سهمها
وتُبعدُ في أعراضكم ليلَ مسراها
عوالق بالأسماع حتى كأنها
قراطٌ يودّ السمعُ أن يتحلاَّها
إذا حصَّنتْ عرضا يُحاط بها وُقي
وإن حصبتْ وجها يغاظ بها شاها(81/482)
لك العفو منها عن أيادٍ تسلَّفت
وعن أُنُفٍ يجرين في الجود مجراها
فلا تُعطشنْ غرسا كريما غرسته
فما تُجتنى الأعراقُ إلا بسقياها
أعدها أعدْها إنما المجدُ كلّه
لمولى ً إذا ما وحَّد اليدَ ثنَّاها
سحائب كانت من يديك تربُّنى
وقد أوكأت تلك السحابُ رواياها
فلا تعدم الآمالُ عندك حظِّها
ولا تقفد الآدابُ منك مزاياها
وحيَّاك بالنيروز وفدُ سعادة ٍ
يراوحُ مغداها إليك وممساها
ولا زالت الأيامُ تملكُ أمرها
وتأمرها فيما تشاءُ وتنهاها
وكنتَ بعين الله في كلّ نوبة
تحاذرها نفسي عليك وتخشاها
فإني متى علَّقتُ نفسي بحاجة ٍ
وخفتُ عليها الفوتَ ضمَّنتُها الله
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سألتُ غزالا شفَّ قلبي عن اسمه
سألتُ غزالا شفَّ قلبي عن اسمه
رقم القصيدة : 60277
-----------------------------------
سألتُ غزالا شفَّ قلبي عن اسمه
فدافعَ عنه ثمَّ قال وعمَّاهُ
هو اسمٌ يعاف الصالحون استماعه
لأن الذي يهواه يبغضه اللهُ
وتصحيفه مرٌّ على المرء طعمهُ
يمُرُّ على سمع الكريم فيأباهُ
ولو قيلَ لي ثلثاه من فعلِ صاحب
تجافيتهُ من بعد ما كنت أهواهُ
ولو قيل في أخرى سمعتَ بصيحة ٍ
لساهر ليلٍ بالهموم تغشَّاهُ
ولكن إذا شبّهته باسم غادة ٍ
فذلك مما تشتهيه وترضاهُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لمنْ طالعاتٌ في السراب أفولُ
لمنْ طالعاتٌ في السراب أفولُ
رقم القصيدة : 60278
-----------------------------------
لمنْ طالعاتٌ في السراب أفولُ
يقوِّمها الحادونَ وهي تميلُ
نواصلُ من جوّ خوائضُ مثلهِ
صعودٌ على حكم الزمان نزولُ
هواها وراءٌ والسُّرى من أمامها
فهنَّ صحيحاتُ النواظر حولُ
تضاغى وفي فرط التضاغي صبابة ٌ
وترغو وفي طول الرُّغاء غليلُ
ترادُ على نجدٍ ويجذبُ شوقها
مظلٌّعراقيُّ الثرى ومقيلُ
وما جهلتْ أنّ الحجاز معيشة ٌ
وروضٌ يربِّيه الحيا وقبولُ
ولكنّ سحراً بابليّاً عقوده(81/483)
تحلَّلُ ألبابٌ بها وعقولُ
نجائبُ إن ضلَّ الحمامُ طريقه
إلى أنفسِ العشّاقِ فهي دليلُ
حملنَ وجوها في الخدورِ أعزَّة ً
وكلُّ عزيز يومَ رحنَ ذليلُ
قسمنَ العقولَ في الستور بأعينٍ
قواتلَ لا يودى لهنّ قتيلُ
وفيهنّ حاجاتٌ ودينٌ غريمهُ
مليٌّ ولكنَّ الملَّى مطولُ
يخفّ على أهل القباب قضاؤها
لنا وهي منٌّ في الرقابِ ثقيلُ
أبى الربعُ بالبيضاء إلا تنكُّرا
وقد تعرفُ الآثارُ وهي محولُ
ولمّا وقفنا بالديار تشابهتْ
جسومٌ براهنَّ البلى وطلولُ
فباكٍ بداءٍ بين جنبيه عارفٌ
وباكٍ بما جرّ الفراقُ جهولُ
ونسأل عن ظمياء إلا يراعة ً
تميلُ مع الأرواح حيث تميلُ
ويعجبنا منها بزخرفة الكرى
دنوٌّ إلى طولِ البعاد يؤولُ
فإن كان سؤلا للنفوس بلاؤها
فإنكِ للبلوى وإنكِ سولُ
تهجَّر واشٍ فيك عندي فساءني
فقلتُ عدوّ أنتَ قال عذولُ
وسفّهني في أن تعلّقتُ مانعاً
فقلت وهل في الغانيات منيلُ
إذا لم تكن حسناءُ إلا تخيلة ً
فلا عجبٌ في أن يحبَّ بخيلُ
وقبلكِ رضتُ الودَّ وهو مماكسٌ
وصافحتُ بالأيصار وهو جزيلُ
وأتعبني المحفوظُ وهو مضيِّعٌ
لعهدي والمألوفُ وهو ملولُ
وقلَّبتُ أبناءَ الزمان مجرِّبا
فكانوا كثيرا والصديقُ قليلُ
ولم أرَ كالأقسامِ أفسقَ سيرة ً
وأجورَ بين الناس وهي عدولُ
ولا كاتباع الحرصِ للمرء خلَّة ً
يدقُّ عليها العرضُ وهو جليلُ
وقد زعموا أنّ العفافَ غميزة ٌ
وأن التراخي في الطِّلاب نكولُ
وأنّ السؤال يسرة ٌ ونباهة ٌ
وكلُّ انتباهٍ بالسؤالِ خمولُ
إذا كفَّك الميسورُ والعرضُ وافرٌ
فكلّ الذي فوق الكفافِ فضولُ
ولكنَّ مجداً فضلُ سعيك للعلا
تطوَّفُ في إحرازها وتجولُ
وأن تخبط الغبراءَ ضرباً وراءها
فتعرضُ في آفاقها وتطيلُ
بغى شرفُ الدين السماءَ فنالها
بعزمٍ على سقف السماء يطولُ
وخوِّل أعناقَ المطيّ فساقها
وراءَ التي يسمو بها ويصولُ
له كلَّ يومٍ والرياحُ ظوالعٌ
مناخٌ إلى أمرِ العلا ورحيلُ
نفى الضيمَ عنه أنفُ غضبانَ ثائرٍ(81/484)
يخفُّ وقسطُ الحادثات ثقيلُ
ورأيٌ يودّ السيفُ لو شافه الطُّلى
به وهو مطرور الغرار صقيلُ
إذا همَّ فالبحرُ العميقُ مخاضة ٌ
توشَّلُ والأرضُ العريضة ُ ميلُ
تحمَّل عبءَ المجدِ فاشتدَّ كاهلٌ
قويٌّ على عضِّ الرحال حمولُ
وأنصفَ أحكام السيادة ِ ناشئا
وقد غدرتْ شيبٌ بها وكهولُ
فتى ً صحفه في النازلاتِ دروعهُ
وأقلامهُ فيها قناً ونصولُ
تشلُّ العدا حتى يقالَ كتائبٌ
وتحوي المدى حتى يقال خيولُ
وإن شهدَ اليومَ القطوبَ تهلّلتْ
قسائمُ وجهٍ كلُّهن قبولُ
يضحنَ إذا الأوضاحُ بالنقع أبهمتْ
ويبسمنَ أمنا والنفوسُ تسيلُ
وفارقها صلبُ العصا لم يرعْ له
جنانٌ ولم ترعدْ إليه خصيلُ
من القوم لم يخزِ القديمُ حديثهم
ولم تتخذَّل بالفروع أصولُ
إذا الأبُ منهم قصَّ مجدا على ابنه
تقبَّل آثارَ الأسود شبولُ
تودّ النجومُ السائراتُ بأنهم
إذا ما انتمت آلٌ لها وقبيلُ
ويكرمُ صوبُ المزن لو أنّ ماءه
ينبَّط من أيمانهم فيسيلُ
لهم من عميد الدولة اليوم ذروة ٌ
معاليهمُ وسطى وهنّ ذيولُ
أريتَ عيانا مجدهم وهمُ لنا
أحاديثُ مظنونٌ بها ونقولُ
كرمتَ فلم تجحدْ لديك وسيلة ٌ
وطلتَ فلم يملكْ إليك وصولُ
وما ارتابَ هذا الملكُ أنك شمسهُ
تعمُّ فتضفو تارة ً وتزولُ
إذا غربت أبقتْ فوائدَ نورها
وإن صبغتْ يوما فليس يحولُ
وما شكّ فيك الناسُ أنك مزنة ٌ
تلاقحَ فيها العامُ وهو محولُ
أحبّوك حبَّ العين مسترقَ الكرى
وللعين عهدٌ بالرقاد طويلُ
إذا كانت الشُّورى فأنتَ وما لهم
إذا خيِّرَ الإجماعُ عنك عدولُ
فإن وجدوا الأبدال لم يتعرضوا
فكيف وما في الناس منك بديلُ
وقد علمتْ أمُّ الوزارة أنها
إذا غبتَ شمطاءُ القرونِ ثكولُ
تفارقها مستصلحا فهي فاقدٌ
مولَّهة ٌ حتى يكون قفولُ
وتبذلها حتى تغارَ فترعوي
بعولٌ تعاطى بضعها وبعولُ
وإعضالها خيرٌ لها من رجالها
سواك وما كلُّ الرجالِ فحولُ
لها غبطة ٌ يوما ويوما فجيعة ٌ
كذلك دولاتُ الزمان تدولُ
وأبقى ذماها علمها أنَّ أمرها(81/485)
إليك وإن طال البعادُ يؤولُ
أنا المطلقُ المأسورُ بالقرب والنوى
فيوما ويوما مظعنٌ ونزولُ
تجيشُ الليالي ثم يخمدُ صرفها
فتنقص فيما بيننا وتطيلُ
تغيبُ فلا فرطُ الأسى بمقبَّحٍ
عليّ ولا الصبرُ الجميلُ جميلُ
فظاهرُ حالي مثلُ دمعيَ لائحٌ
وباطنها مثلُ الغرام دخيلُ
ويأكلني فيك العدا وتعودُ لي
فينتشرُ مرمومُ العظامِ أكيلُ
وقد أجدبتْ أرضي فلا يغفلنَّها
مع القرب فيضٌ في يديك بليلُ
أردني لأمرٍ غيظه حظُّ صاحبي
وحظَّي منه في العلاء جزيلُ
وشافهْ بحالي ما يكافي كفايتي
فأنت بفضلي شاهدٌ وكفيلُ
ولا تخشْ من سيفٍ خبرتَ مضاءه
وإن كان فلاًّ أن يكون نكولُ
فقد يغدق الوادي وأولاهُ قطرة ٌ
ويجسمُ فعلُ الرمح وهو نحيلُ
وكيف حذارى من جفائك دانيا
وأنت على بعد الديار وصولُ
أتعتاضُ بالزوراء عنك سحابة ٌ
حياها بحلوانٍ عليّ هطولُ
معاذُ علاك وارتياحك للندى
وحقٌّ قديمُ العهدِ ليس يحولُ
ومبرمة ُ الأسبابِ شائعُ ذكرها
رقيبٌ على نعماك لي ووكيلُ
وأنك لا يحلو على يدك الغنى
ولا منك حتى تعتفى وتنيلُ
إذا قلَّ نفعُ المال أو قلَّ ربُّه
فمالك فرضٌ في السؤالِ يعولُ
دعوتَ القلوبَ فاستجابت كأنما
هواك إلى حبّ القلوب رسولُ
وكنتَ بما تولى على المدح حاجراً
وكلُّ مديح في سواكَ غلولُ
فلا يسر في ذا البدر نقصٌ ولا يطرْ
بذا الغصنِ الريّانِ منك ذبولُ
ولا تنبسطْ كفُّ الزمان بنبوة ٍ
تريدك إلا ردَّ وهو شليلُ
وزارك بالنَّيروز وفدُ سعادة ٍ
له لبثٌ لا ينتوي وحلولُ
يكون نذيرا بالخلود بشيرهُ
وأنك تبقى والزمان يزولُ
فلو أمهل المقدارُ يومك ما جرى
مدارُ الدراري قلتُ أنتَ عجولُ
وجاءتك عنّى كلّ عذراءَ مهرُها
خفيفٌ بحكم الجودِ وهو ثقيلُ
تحنُّ إلى أترابها في بيوتكم
كما حنَّ للضَّرع الدَّرورِ فصيلُ
لها أخواتٌ مثلها أو فويقها
جثومٌ على أعراضكم ومثولُ
حظوظهمُ منها سمانٌ حسائمٌ
وحظُّ رجالٍ آخرين هزيلُ
وأنصفتموها إذ ظفرتم برقِّها
فمالكها منكم أخٌ وخليلُ(81/486)
فلو أن إفصاحي بها كان لكنة ً
لعلَّمني المعروفُ كيف أقولُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> جارية ٌ تُعزى إلى أبيها
جارية ٌ تُعزى إلى أبيها
رقم القصيدة : 60279
-----------------------------------
جارية ٌ تُعزى إلى أبيها
ولم تلدِ ولم يلدِ أبوها
إذا سبى بالحسن وجهٌ ناظرٌ
سبتْ عيونا وسبتْ وجوها
تركبُ ظهرَ الليل منها سُربة ٌ
تُعدُّ أيامُ الزمان فيها
يتيه من يأتمّ في الصبح بها
وابن الظلام لا يخافُ التِّيها
تشنا أباها كلُّ نفسٍ أنه
يفنى به البأسُ الذي يُهنيها
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يا صاحبيَّ عرَّجا بي ساعة ً
يا صاحبيَّ عرَّجا بي ساعة ً
رقم القصيدة : 60280
-----------------------------------
يا صاحبيَّ عرَّجا بي ساعة ً
على الطلول واسألا رُباها
مَن حلَّها من بعدنا يوما ومن
تبدَّلت من بعدنا سُعداها
ومَن تعاطى الكأسَ من ريقتها
وارتشفَ الأشنبَ من لماها
ومَن رعى الروضَ بأكناف الحمى
واقتنصَ النافرَ من ظباها
يا سرحة الوادي سقتك مزنة ٌ
تضحكُ قبلَ الدَّوحِ مِن بُكاها
ويا أثيلات النقيبأورقت
من نحوك الأفنانُ مَن جناها
ويا عُرَيصات القليبمنلوى
نعمانَ فالأثيلمن جرعاها
إني بكنَّ اليومَ صبٌّ مغرمٌ
ذو لوعة ٍ ما ينقضي جواها
ما ذكرتْ نفسي أيّامَ الحمى
إلا وتجفو مقلتي كراها
ولا تنسَّمتُ الصَّبا من أرضكم
إلا شفاني الطِّيبُ من ريَّاها
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أتُراها يومَ صدت أن أراها
أتُراها يومَ صدت أن أراها
رقم القصيدة : 60281
-----------------------------------
أتُراها يومَ صدت أن أراها
علمتْ أنِّي من قتلى هواها
أم رمتْ جاهلة ً ألحاظها
لم تميِّز عمدها لي من خطاها
لا ومن أرسلها مفتنة ً
تحرجُ النُّسكَ بجمعوقضاها
ما رمى نفسيَ إلا واثقٌ
أنه يقضي عليها من رماها
سنحتْ بين المصلَّى ومنى ً
مسنح الظبية ِ تستقري طلاها
فجزاها الله من فتكتها
في حريم الله سواءاً ما جزاها(81/487)
قال واشيهاوقد راودتها
رشفة ً تبردُ قلبي من لماها
لا تسمها فمها إن الذي
حرَّم الخمرة َ قد حرَّم فاها
أُعطيتْ من كلّ حسنٍ ما اشتهتْ
فرآها كلُّ طرفٍ فاشتهاها
وحماها خفرٌ في وجهها
ووقارٌ قبلَ أن تُسمي أباها
لو خلتْ من أسرة ٍ في قومها
ونفاها حسبٌ زاكٍ نماها
غدت الشمسُ إذا ما أسفرتْ
أختها والغصنُ إن ماست أخاها
ورأتْ في العين من أشباهها
من قبيلٍ وعديدٍ ما كفاها
كيف والدَّهناء غابٌ دونها
وظبا سعدٍ أسودٌ وقناها
ولو أن النجمَ يرتاحُ لها
لحظة ً في غيرجمع ما اجتلاها
آه مما أسأرتْ في كبدي
من جوى ً تلك الليالي البيضُ آها
أشتكي البينَ وفي صدري ندوبٌ
من زماني دامياتٌ ما اشتكاها
ويُندُّ النومَ عن عيني حبيبٌ
هاجرٌ يرحلُ عنّى بكراها
والليالي خالساتٌ من لحاظي
كلَّ مولى قربهُ يجلو قذاها
ديمي في المحلِ تسري وحماتي
يومَ أسدُ الغاب مبذولٌ حماها
والمقاري والمصابيحُ إذا
دجت الليلة ُ أو جنَّت ضياها
وإذا الرمل غدا معتصرا
ظمأً واصطفن الناسُ المياها
قمتُ أدعوهم جدوبا وضلالا
فيُلبُّونى أكفا وجباها
كلّ كفّ قد براها الله من
طينة ٍ ليّنة ٍ يومَ براها
حكمها يقضي على الناس ولكن
جودها يقضى عليها ونداها
كزعيم الدين لم تعرفْ سواه
سبلُ الخير ولم يعرف سواها
طلبَ الغاية َ حتى ما يراها
للعلا سالكة ً إلا رقاها
وأباحَ المجدَ نفساً حرّة ً
أمر المجدُ عليها ونهاها
فإذا غالت به طاوعها
وإذا مالت إلى الخفض عصاها
حلَّقتْ مبتدئا همّتهُ
وانتهى المجدُ فلم يبلغ مداها
كلَّما استوقفها في موطن
حابسٌ طاشت تناصي منتهاها
نقلَ السؤددَ عن آبائه
فحواها وارثا يوم حواها
واستفادتْ نفسه من كسبهِ
شرفا زاد عليها وعلاها
عوَّذته ناشئا أسرتهُ
بالمعالي قبل ياسين وطاها
فأراها الله أقصى ما تمنَّتْ
وكفاها الخوفَ فيه ووقاها
فهى تدعوه اضطلاعا شيخها
وقضايا السنّ تدعوه فتاها
وليَ الدولة َ من تدبيره
مسحلٌ لم يألُ فتلاً في عراها
حسمَ الأدواءَ طبٌّ ما رأى(81/488)
جلدة ً معرورة ً إلا كواها
حاملاً عن قومه أعباءها
وهي لا تثبتُ جنبا لقواها
فلئن خاستْ به أو بهمُ
فغدا يصلى بما شبَّت يداها
سنراها بعدكم مشلولة ً
يسأل الطرّادَ عنها راعياها
يستغيثُ النصرُ تصويتا بهم
وهي لا رجعٌ لها إلا صداها
أو عسى تعطفهم عاطفة ٌ
فيغارون لها مما دهاها
فيرى أن الذي أجربها
قطعها أرسانها ممّن طلاها
أيها المبلغُ بالغيبِ رسولا
لم يجشَّم حاجة ً إلا قضاها
قل متى وفِّقتَ يوما أن ترى
عزَّة ً نخبة ُ عيني أن تراها
يا شقيقَ النفس كم تكحلُ عينٌ
بالدياجي أنتَ مصباحُ دجاها
كم يداري الصبرَ قلبي كارها
قلّما استمتع بالصبرِ كراها
كنت أشكو الشوقَ والمسرى قريبٌ
كيف بي والدارُ قد شطَّ نواها
كلَّما أمّلتُ يوما ينشر ال
عقلة َ استوقف يوما فطواها
قد أتتني فتطرَّبتُ لها
فعلة ٌ منك قليلٌ من أتاها
ضاعفَ المنَّة َ فيها أنها
غيرَ محسوبٍ سقى أرضي حياها
طرقت في غير ما إبَّانها
لم تجلْ في ظنّ نفسي ومناها
لم تحوِّلك الملمّات على
ضغطها من كسبها أو مقتناها
والمعالي أنك استحليتها
طعمة ً في سنة ٍ مرَّ جناها
والفتى في عسرة أو يسرة ٍ
من رأى صفقة َ ربح فشراها
ولكمْ أخرى تبرّعتُ بها
قبلها استثمرتُها مالاً وجاها
فعليّ الشكرُ ما قال فصيحٌ
طلعَ القولُ إلى فيه ففاها
بغريباتٍ على أنسٍ بها
ذللٍ يخضعُ في قودي مطاها
سُخِّرتْ لي فأطاعت إمرتي
بعد أن شقَّت على الناس عصاها
لم يزلْ بالصُّمِّ من حيَّاتها
لطفُ سحري حاويا حتى رقاها
يترك الآذانَ أسرى حولها
فمُ من حدَّث فيها أو رواها
هي في تعنيسها أو شيبها
غضَّة ُ الحسن كأيّامِ صباها
لك منها كلُّ ما سرَّ وأرضى
عاطلَ الأعراض لو كان حُلاها
زاد أيّامَ التهاني غبطة ً
أنها ما ضَّفتكم من قراها
حمل النيروزُ منها تحفة ً
لا تبالي في الهدايا ما عداها
وأتى موصلها عنِّي كتابٌ
لو وفى شرطُ المنى كان شفاها
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أما وهواها عذرة ً وتنصُّلا(81/489)
أما وهواها عذرة ً وتنصُّلا
رقم القصيدة : 60282
-----------------------------------
أما وهواها عذرة ً وتنصُّلا
لقد نقل الواشي إليها فأمحلا
سعى جهده لكن تجاوز حدَّه
وكثَّر فارتابت ولو شاء قلَّلا
وقال فلم تقبلْ ولكن تلوَّمتَ
على أنه ما قال إلا لتقبلا
وطارحها أنِّي سلوتُ فهل رأى
له الذمُّ مثلي عن هوى مثلها سلا
أأنفض طوعا حبَّها عن جوانحي
وإن كان حبّاً للجوانح مثقلا
أبى الله والقلبُ الوفيّ بعهدهِ
وإلفٌ إذاعدَّ الهوى كان أوّلا
أيا صاحبي نجوايَ يومَ سويقة ٍ
أناة ً وإن لم تسعدا فتجمَّلا
سلا ظبية َ الوادي وما الظبيُ مثلها
وإن كان مصقولَ الترائب أكحلا
أأنتِ أمرتِ البدرَ أن يصدعَ الدُّجى
وعلّمت غصنَ البان أن يتميَّلا
وحرَّمتِ يومَ البين وقفة َ ساعة ٍ
على عاشقٍ ظنّ الوداعَ محلَّلا
جمعتِ عليه حرقة َ الدمع والجوى
وما اجتمع الداءان إلا ليقتلا
هبي ليَ عيني واحملي كلفة َ الأسى
على القلب إنّ القلبَ أصبرُ للبلا
أراكِ بوجهِ الشمس والبعدُ بيننا
فأقنعُ تشبيها بها وتمثُّلا
وأذكرُ عذبا من رضابك مسكرا
فما أشربُ الصهباءَ إلا تعلُّلا
هنيئا لحبّ المالكيّة ِ إنه
رخيصٌ له ما عزّ منّى وما غلا
تعلّقتها غرّاً وليدا وناشئا
وشبتُ وناشي حبّها ما تكهَّلا
ووحَّدها في الحبّ قلبي فما له
وإن وجدَ الأبدالَ أن يتبدَّلا
رعى الله قلبي ما أبرَّ بمن جفا
وأصبره في النائباتِ وأحملا
وكرَّمَ عهدي للصديق فإنه
قليلٌ على الحالات أن يتحوَّلا
وليَّنَ أيّامي عليَّ فإنني
أزاحم ثهلانا عليه ويذبلا
وأهل زمانٍ لا هوادة َ بينهم
إذا استؤمنوا كانوا أخبَّ وأختلا
صديقُ نفاقٍ أو عدوُّ فضيلة ٍ
متى طبّ عاد الداءُ أدهى وأعضلا
ولوجٌ على الشرّ الذي يرصدونه
متى وجدوا يوما إلى الشرّ مدخلا
إذا ما رأوا عند امرئٍ زادَ يومهِ
مشوا حسداً أو باتَ جوعان مرمِلا
وفي الأرض عنهم مذهبٌ وتفسُّحٌ
فمن ليَ لو أسطيعُ أن أترحَّلا
أهمُّ ولكن من ورائي جواذبٌ(81/490)
أخافُ على أعطانها أن تشلَّلا
وتعلقني الآمالُ في قللِ العلا
فأجعلها منهم ملاذاً ومعقلا
نعم عند ركن الدين وابن قوامه
غنى ً ومرادٌ أن أضامَ وأهملا
وفي يدهِ البيضاءِ يقطرُ ماؤها
ربيعٌ يردُّ الجدبَ أخضرَ مبقلا
وبالقصر من دار السلام متوَّجٌ
بإشراقه أخزى البدورَ وأخجلا
ترى خرزاتِ الملكِ فوق جبينه
كواكبَ نورٍ ضوءها يملأ الفلا
يميت النفوسَ قاطبا متنمِّرا
ويحيى أوانا باسما متهلِّلا
إذا كفروا النَّعماءَ شامَ سيوفه
وإن سألوا الإغضاء سامَ التفضُّلا
قريبٌ إلى المولى بعيدٌ بعزّه
على مغمز الأعداء أن يتسهَّلا
إذا منَّ أعطى حلمه متبيِّنا
وإن همَّ أعطى أمره متعجَّلا
حوى حوزة َ الدنيا فدبَّر أمرها
مليّاً بتقويمِ الأمور معدِّلا
أطاعته أعناقُ البلادِ وأقبلتْ
إليه القلوبُ رغبة ً لا تعمُّلا
ودانت له الأقدارُ حتى تصرَّفتْ
على أمره الماضي صعودا ونزَّلا
إذا طلبَ الأعداءَ أنفذَ جحفلا
لهاماً من الإقبال يتبعَ جحفلا
كفاه مكانَ السيفِ والرمحِ جدُّهُ
فلو شاء يوم الروعِ حاربَ أعزلا
وكم عادة ٍ لله في النصر عنده
تضمَّن باستمرارها وتكفَّلا
ومن آية ٍ قامتْ بتثبيتِ ملكه
وقد كادت الأقدامُ أن تتزيَّلا
ظهرتَ جلالَ الدولتين بفضلها
ومعجزها حتى ظنناك مرسلا
رأى اللهُ أنّ الأرضَ أصلحُ سيرة ً
عليك وان الناسَ أجملُ محفلا
وأنك تأوي في أمورك كلِّها
إليه منيبا نحوه متبتِّلا
فولاَّك في ضيق الشدائد فرجة ً
وأعطاك منجى ً في الخطوب وموئلا
وكم آبقٍ من رقِّ ملكك غامطٍ
لنعماك لم ينهضْ بما قد تحمَّلا
عفوتَ مرارا عن تمادي ذنوبه
فأنظرتهُ بالعفو حتى توغَّلا
وبالأمس لجُّوا في الشِّقاقِ وأجلبوا
عليك وظنَّوها وحاشاك فيصلا
فلم يجنِ ضعفُ الرأى إلا عليهمُ
ولا ازددتَ إلا قوّة ً وتأثُّلا
فسائلْ بهم إما طريدا مشرَّدا
يلوذ بصفح أو قتيلا مجدَّلا
فلا زالَ من عاداك أبعد شقّة ً
وأخبثَ أيّاما وأخشنَ منزلا
ولا زالت الراياتُ واسمك حليها(81/491)
خوافقَ تحوى الأرضَ سهلا وأجبلا
إلى أن ترى بيضَ الملوك وسودها
قياما على أخرى بساطك مثَّلا
وبلِّغتَ في نجميك يا بدرُ كلَّ ما
تؤمِّل في نجمٍ على أفقٍ علا
قديمها والطالعُ الآن قابسا
ضياءك حتى يستقيمَ ويكمُلا
فكانا على الأعداءِ سيفى تناصرٍ
شبيهك فيما أحدثا وتقيَّلا
وشدَّاك والضِّرغامُ أمنعُ جانبا
وأنهضُ إقداما إذا كان مُشبِلا
وكثِّرتَ بالأولادِ ترهفُ منصُلا
طريرا إلى الدنيا وتطبعُ منصُلا
فإنك من قومٍ ثوى الملكُ فيهمُ
فلم ينوِ من بعد الحلولِ ترحُّلا
أصولهمُ منصورة ٌ بفروعهم
إذا قام منهم آخرٌ كان أوّلا
لكم في رقابِ الناس أمراسُ ذمّة ٍ
بعيدٌ على استحصافها أن تحلَّلا
مفاتيحُ هذا الرزقِ بين أكفِّهم
ونصرة ُ دين الله بيضاً وذبَّلا
فما يشهدون الحرب إلا إذا غلتْ
ولا يشترون الحمدَ إلا إذا غلا
أتعرف يا مولى الملوك كقصِّة ٍ
بليتُ بها الأمس والحرُّ يبتلى
أبعدَ قنوعي بالثمادِ تعفّفا
وهجري أبوابَ الملوك تعزُّلا
وظلمي فضلي واهتضامي توحُّدي
مخافة أن أوذى وأن أتبذَّلا
يسيئ رعاعُ الناس عندك سمعتي
ويشعر أنّي حزتُ مالاً مؤثَّلا
ويغرى بإفقارى وأنت الذي ترى
لمثلي أن يغنى وأن يتموَّلا
ولكنَّها ما غيَّرتْ لك شيمة ً
كرمتَ بها إلا قليلا كلاَ ولا
ولما سعى الساعي فجاءك كاذبا
عليَّ بجورٍ كنتَ أعلى وأعدلا
أتاك بزورٍ فاتحا فمهُ به
فألقمته بالردِّ تربا وجندلا
تسرَّع فيها جالبا لك إثمها
ولكن أراك الحقُّ أن تتمهَّلا
فلم تألني كشفاً لصدقِ براءتي
ولا نظراً في قصّتي وتأمُّلا
وزنتَ بذكر المالِ مجدك في العلا
فكان وزانُ المجد عندك أثقلا
وحكَّمتَ رأيا طاهرياوهمّة ً
بويهيَّة ً ما طبَّقتْ كان مفصلا
فأرضاك منّى الصدقُ لما علمته
ببيّنة ٍ لم أستعرها تقوُّلا
فإن فاجأتني همّة ٌ من طروقها
تروَّع منها جانبي وتوجَّلا
حبستُ ولكن كان حبسا مشرِّفا
أناف بذكرى واعتقالا مجمِّلا
ولم أر مثلي مستضاما مكرَّما
ولا كاسبا للعز من حيث ذلِّلا(81/492)
لئن عدَّ قومٌ نكبة ً حبسَ ليلة ٍ
لقد كنتُ منكوباً من الناس مقبلا
وسبَّب لي هذا المقامَ تروُّعي
وقد كنتُ عنه ساهيا أو مغفَّلا
مكانٌ تمناه الكواكبُ عزَّة ً
فتبغى إليه مهبطا وتنزُّلا
ومن لجبين الشمس لو خرّ ساجدا
لأرضك أو وافى ثراك مقبِّلا
لبست به ثوبا ضفا ليَ فخرهُ
بمدحك مجرورا عليّ مذيَّلا
سيعلم منْ جرَّ السعاية َ أنه
بكرهي إلى ما ساق نفعي توصَّلا
لقد غرس التعريضَ بي في وبيئة ٍ
متى استثمرتْ أجنته صابا وحنظلا
إذا وسمتْ عرضَ اللئيم بميسمٍ
من الذمِّ باقٍ ودَّ لو كان أغفلا
فكان شقيّاً خاب عندك سعيهُ
وفزتُ وكنتَ المنعمَ المتفضِّلا
أقمْ فيَّ من عاداتِ سيبك سنّة ً
هي الغيثُ أو كانت أعمَّ وأجزلا
فكم من نوالٍ مسرفٍ قد حقرته
وفلَّلتَ من جمَّاعهِ فتفلَّلا
وعارفة ٍ لو يسألُ البحرُ بعضها
تعذَّر في إخراجها وتمحَّلا
فمر فيّ بالمعروف من سيب راحة ٍ
معوّدة ٍ أن تستهلَّ وتهطلا
وكن مرغما خصمى بأمر مشرِّفٍ
توفِّرُ لي منه الضمان المعجَّلا
وتجبرُ من جاهى الكسير وخلَّتي
فأجدرُ من أسمنتَ من كنتَ مُهزلا
وثق بجزاءٍ شعرُ عبدك ضامنٌ
لما طاب منه في الشِّفاهِ وما حلا
من الباقياتِ الصالحاتِ أروضها
بنفسي إذا طابت وقلبي إذا خلا
سوائرَ يقطعن البلاد حواملا
دعاء مجاباً أو ثناءً منخَّلا
إذا ما كسوتُ العيدَ منهنَّ لبسة ً
ترفَّلَ فيها تائها وتخيَّلا
ومدّ يدَ الراجي نوالكَ مدلياً
بحرمتها مستشفعا متوسِّلا
يبشِّرُ عنها أنه عائدٌ بها
عليك مدى الأيام عمرا مطوَّلا
هو اليومُ أعطاه الإله فضيلة ً
كما كنتَ ممّن يحملُ الأمرَ أفضلا
فقابل به وجهَ الخلود مبلَّغا
شروطَ المنى ما كرَّ عيدٌ وأقبلا
وكن مفطراً بالبرِّ والبسَ على التقى
ثوابكَ وانزع صومك المتقبَّلا
تزخرفُ جنّاتُ العلا لك مفطرا
وصائمَ فرصٍ كنتَ أو متنفِّلا
إلى أن ترى صمَّ الجبال فلائقا
مسيَّرة ً والجوَّ ماءً مسلسلا
إذا ما انجلى صبحٌ ولستَ مملَّكا(81/493)
علينا فلا انشقَّ الظلامُ ولا انجلى
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لعلَّ الركبَ أن خلصوا نجيَّا
لعلَّ الركبَ أن خلصوا نجيَّا
رقم القصيدة : 60283
-----------------------------------
لعلَّ الركبَ أن خلصوا نجيَّا
يرون الحزمِ أن يقفوا المطيَّا
فإنّ على المشارف من رُسيسٍ
هوى ً يستنظر السيرَ الوحيَّا
بُلهنية ٌ من الدنيا وظلٌّ
وروضٌ أرضه يصفُ السميَّا
وسارحة تعجِّجُ عن أداوى
مواقرَ عفوها يسعُ العشيَّا
وكالظبيات أعطافاً عطاشا
إذا ضمَّتْ وأردافا وريَّا
يناضلن القلوبَ بصائبات
يُرقنَ وإن قتلنَ بها الرميَّا
مكايدُ إن نجا غلطاً عليها
سقيمُ هوى ً أخذن به البريَّا
أطورُ بهنّ أستجدي ضنينا
وأستعدي على شجوى خليَّا
فيا بأبي وعزَّ أبي فداء
لغيري الحبُّ يبذلُ أو إليَّا
نواعمُ من وجوهٍ بينجمع
إلى البطحاء رحتُ بها شقيَّا
وشماءُ الغدائر من سُليمٍ
يعلِّم عدلُ قامتها القنيَّا
تناصعُ عقدها الشّفافَ عنقٌ
لها وقصاءُ تنتهبُ الحليَّا
توحَّشُ يومَ تطلب سامريّاً
وتأنس يومَ تجلبُ بابليَّا
إذا استرشفتَ أنقعَ شربتيها
سقنك مصرَّدا وحمتك ريَّا
تعدُّ الشيبَ نعتا من ذنوبي
فرُدِّي الوصلَ أو عُدِّي سنيَّا
وعاب العاذلون بها جنوني
أهان الله أعقلَ عاذليَّا
وهبتُ لخُرقها في الحبِّ حلمي
فمرَّت بي رشيدا أو غويَّا
ولم أك في العكوف على هواها
بأوّلِ محسنٍ يهوى مسيَّا
ألا يا صاحبيالنهضانَ إني
أحبُّك لا الجثومَ ولا العييَّا
خليلي أنت ما طالعتَ عزمي
وسرّاً في المطالب لي خفيَّا
عذيري منك تزعمني أميرا
عليك وتنتحيني خارجيَّا
تنفّلنى البليَّة والرَّذايا
وتغتصب النشائطَ والصفيَّا
فلا أرينكَ تسأل بي قريبا
وتسأل إن نأيتُك بي حفيَّا
وكايلني بغير يدى زماني
فلم أعرف له صاعا سويَّا
أخو وجهين تخبره وقاحا
وتبصره بظاهره حييَّا
وهوباًسالباً وأخاً عدوّا
بفطرته ومنقادا أبيَّا
فطنتُ لخلقه فزهدتُ فيه
وبعضُ القوم يحسبني غبيَّا(81/494)
لحا الله العراق وزهرتيها
حمى ً يسترعفُ الأنفَ الحميَّا
بلادٌ ما اشتهت خصبا ولكن
يكون على العدى مرعى ً وبِيَّا
مونّثة ُ الثرى والماءُ يُعدي
بحسن طباعها القدرَ الجريَّا
أرى إبلي على الخيرات فيها
تلسُّ التُّربَ تحسبه النَّصيَّا
منخّسة ً على الأعطانِ طردا
ولا جربي طُردنَ ولا سبيَّا
إذا ورد الغرائبُ أقحمتها
على الإقراب خيفتها العصيَّا
حماها الوردَ كلُّ بخيلِ قومٍ
يكون بعرِضه فيها سخيَّا
إذا نسب الفضائلَ من أبيه
ومنه نزعن عنه أجنبيَّا
أقوم وصاحبي فأثيرُ عنه
بواركها البوازلَ والثنيَّا
فما ندري أثرناها مطايا
نواحلَ أو بريناها قسيَّا
فحنَّت أو فقطَّعها صداها
صباحَ الذلِّ إن شربت مريَّا
ولا حملت بلادٌ لم تلقني
وإيَّاها العهادَ ولا الوليَّا
دعوتُ لها العريبَ ورهطَ كسرى
فلا القربى حمدتُ ولا القصيَّا
ونامتْ نُصرة الأنباط عنها
فنبّهتُ الغلام القيصريَّا
فهبَّ فقام يلقى الضيمَ عنها
كريمَ العودِ أروعَ شمَّريَّا
يعارض دونها فيسدُّ عنها
طريقَ البغى أرقمَ عالجيَّا
أصمّ إذا رقوه عن وداد
عصى الحاوين والتقط الرُّقيَّا
لقد راودتُ ناشزة الأماني
على رجلٍ تكون له هديا
تقرُّ لديه ساكنة ً حشاها
وتألفُ عنده الأمر العصيَّا
ورضتُ صعابها لجما وخزما
مطيعَ الرأسَ فيها والعصيَّا
فما اختارت سوى المختارِ خدناً
كفيلا في الصّعاب لها كفيَّا
أهبتُ به فلم أهززُ كهاما
إلى غرضي ولم أزجر بطيَّا
وكان أخي وقد عرضتْ هناتٌ
وفى فيها وليس أخي وفيَّا
وقام بنصر حسن الظنّ فيه
مقاما يُزلق البطلَ الكميَّا
حظيتُ به أثيثَ النبتِ كهلا
بآية ِ يومَ أعرفه فتيَّا
وكنتُ ذخرتهُ لصباحِ يومٍ
فقيرٍ أن أكون به غنيَّا
فما كذبتْ تباشيرُ ارتيادي
به قدما ولا كانت فريَّا
كأني إذ بعثتُ وراءَ حاجي
به أطررتُ نصلا فارسيَّا
رعى سلفَ المودّة لم يخنها
ولم يك مع تقادمها نسيَّا
وبات يضمُّها من جانبيها
وذئبُ الغدر يرصدها ضريَّا
وقد عادَ الوفاءُ يُعدُّ عجزا(81/495)
وذكرُ العهد ديناً جاهليَّا
وجاهدَ أعزلا وقضى ديونا
يماطلني الزمانُ بها مليَّا
أبا الحسن انبلجتَ بها شهابا
على ظلمات إخواني مضيَّا
خبرتهمُ فكنتُ بهم قليلا
وهم كثرٌ فكنتُ بك الثريَّا
همُ نسلوا الخوافيَ والقدامى
فطرتُ بها أزيرقَ مضرحيَّا
حططتُ عليك أوساقى وظهري
بهنّ موقَّعٌ عرّاً وعيَّا
فكنتُ العودَ لا متناً شديدا
عزمتُ به ولا قلبا جريَّا
كأنّ مآربي بسواك تبغي
ولاءَ القيظِ يختبطُ الرُّكيَّا
فلا زالت بك الدنيا تريني
طريقَ إصابتي وضحاً جليَّا
وتقسم من بقائك لي زماني
على نقصانه الحظَّ السنيَّا
متى تتعنّس الدنيا عجوزا
موقَّصة ً وتتركهُ صبيَّا
وطارت طائراتُ رضاي تسري
بوصفك رائحاتٍ أو غديَّا
حبائرُ يحسبُ اليمنيُّ منها
يذارعك الرداءَ العبقريَّا
تسُدُّ مطالعَ البيضا علوّاً
وتنفذُ تحتَ مغربها هويَّا
يحدِّث حاضرا عنهنّ بادٍ
ويطربُ مشرقيّ مغربيَّا
صوادرُ عن مواردَ صافياتٍ
أبحتك حوضها فاشرب هنيَّا
لأقضي فيك حقَّ الشكر شيئاً
كما قضَّيتَ حقَّ الودِّ فيَّا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> دلَّ على عزِّ والديهِ
دلَّ على عزِّ والديهِ
رقم القصيدة : 60284
-----------------------------------
دلَّ على عزِّ والديهِ
واشتدّ مع لين جانبيهِ
زاد هوانا لديَّ لمَّا
أن قضيتْ حاجتي لديهِ
يُقطعُ في طرفهِ فيُجزى
سوءاً وما القطعُ في يديهِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لو كنتُ دانيتُ المودَّة َ قاصيا
لو كنتُ دانيتُ المودَّة َ قاصيا
رقم القصيدة : 60285
-----------------------------------
لو كنتُ دانيتُ المودَّة َ قاصيا
ردَّ الحبائبُ يوم بنَّ فؤاديا
علَّمنني غدرَ الهوى وتركنني
أتخيَّلُ العنقاءَ خلاًّ وافيا
أعطين بعدَ النَّوبهارِ خليطهم
حتّى لقينَ به سهيل يمانيا
وسبقنَ طيَّتها الشّمال كأنّما
خلَّفنها خلفَ الأيانقِ حاديا
وطلعن في ليلٍ يضلّ وسكرة ُ ال
تَّفريق توهمينه نورا هاديا
وعددنَ أيام الشبابِ كواملا(81/496)
ونظرنَ آرام الصريم جواريا
وثنينَ أجيادا ترينك أنّه
من أجلها تسمى النساءُ غوانيا
متكلِّمات بالأنامل أبرز ال
جاديُّ عاطلها لعينك حاليا
من كلِّ مفهمة ٍ ولم تنطقْ ولم
أنصتْ ولكن كنتُ عنها واعيا
عنهنَّ صنْ نفسا فأكرمُ عاشقٍ
من عزَّ مقتربا وأسمح نائيا
واحذرْ مداجاة َ العذول فربّما
أشعرته جلدا فظنَّك ساليا
بيني وبين الصبر أنِّي ذاكر
أيامَ كان الهمَّ قلبي ناسيا
أدمي بسنِّي أخرياتِ أناملي
نظرا إلى زمنٍ طرحتُ ورائيا
ومحاسن آلت مقابحُ عيشتي
ألا تردَّ بهنّ أمس الماضيا
كنَّ الخيالَ وفى لعيني ليلهُ
عرضا فنمتُ له فخانَ لياليا
وعلى َّ للرفقاءِ في طلب العلا
والجاعلين لها الخطارَ مراقيا
نفسٌ مذلّلة ٌ لما عزَّت به
تغذى شميمَ الريح زادا كافيا
ومهنَّدٌ لو رمتُ ماءَ فرنده
تحتَ الهجيرة ِ ظامئا لسقانيا
ومعوَّداتٌ طيَّ كلِّ تنوفة ٍ
ما سار فيها البرقُ إلا كابيا
متعرّفاتٌ بالدماء كأنما
ضفَّرن من عذبِ الرماح نواصيا
وبحيِّ آلِ محمّدٍ إطراؤه
مدحاً وميتهم رضاه مراثيا
هذا لهم والقومُ لا قومي همُ
جنسا وعقرُ ديارهم لا داريا
إلا المحبّة فالكريمُ بطبعه
يجدُ الكرامَ الأبعدين أدانيا
يا طالبيِّيناشتفى من دائه ال
مجدُ الذي عدم الدواء الشافيا
بالضاربين قابهم عرضَ الفلا
عقل الركائب ذاهبا أو جائيا
شرعوا المحجِّة للرشاد وأرخصوا
ما كان من ثمن البصائر غاليا
وأما وسيِّدهم عليٍّ قولة ٌ
تشجي العدوَّ وتبهج المتواليا
لقد ابتنى شرفا لهم لو رامه
زحلٌ بباعٍ كان عنه عاليا
وأفادهم رقَّ الأنام بوقفة ٍ
في الرَّوع بات بها عليهم واليا
ما استدرك الإنكار منهم ساخط
إلا وكان بها هنالك راضيا
أضحوا أصادقه فلمّا سادهم
حسدوا فأمسوا نادمين أعاديا
فارحم عدوَّك ما أفادك ظاهرا
نصحا وعالجَ فيك خلاًّ خافيا
وهبِ الغديرَ أبوا عليه قبوله
نهيا فقل عدوا سواه مساعيا
بدراًوأُحداأختها من بعدها
وحُنينَوقَّارا بهنَّ فصاليا
والصخرة الصّماء أخفى تحتها(81/497)
ماءً وغير يديه لم يك ساقيا
وتدبَّروا خبرَ اليهود بخيبرٍ
وارضوا بمرحبَ وهو خصيمٌ قاضيا
هل كان ذاك الحصنُ يرهبُ هادما
أو كان ذاك البابُ يفرقُ داحيا
وتفكَّروا في أمرِ عمروأولا
وتفكّروا في أمرِ عمرو ثانيا
أسدانِ كانا من فرائسِ سيفه
ولقلَّما هابا سواه مدانيا
ورجالضبَّة عاقد حجزاتهم
يومالبصيرة منمعينَ تفانيا
ضغموا بنابٍ واحدٍ ولطالما از
دردوا أراقمَ قبلها وأفاعيا
ولخطبُ صفِّينٍ أجلُّ وعندك ال
خبرُ اليقينُ إذا سألتَ معاويا
لم يعتصم بالمكر إلا عالما
أن ليس إن صدقَ الكريهة َ ناجيا
خلع الأمانة فارتدى بمعرَّة ٍ
وسمتْ جباهَ التابعين مخازيا
وأحقُّ بالتمييز عند محمَّدٍ
من كان سامى منكبيه راقيا
وأبُّرهم من كان عنه موقِّيا
حوباءهُ فوق الفراش وفاديا
قسما لقد عظم المصابُ لأنه
أضحى الإمامُ عن الأئمة ثاويا
وبنفسيَ القمران غابا بعده
هذاك مسموما وهذا صاديا
ما إن لقوا إلا غلاظة َ محقدٍ
منهم وقلبا بالضغائن قاسيا
أصلُ التحية َ بالقريب مزارهُ
منهم وأبعثُها تزور القاصيا
وأُجلُّهم عن أن أقول سقاهمُ
غيثٌ تجلّل حيث حلُّوا كافيا
هل يبلُغنَّك يا أبا الحسنَ الذي
جوزيتُ فيك وكا ضدَّ جزائيا
من معشرٍ لمّا مدحتك غظتهم
فتناوشوا عرضى وشانوا شانيا
اسمع لينصفني انتقامك إنهم
بالجورِ راضوني فجئتكشاكيا
لما رأوا ما غاظ منّى شنَّعوا
حاشاك أنِّي قلتُ فيك مداجيا
لا كانَ إلا ميِّتا ميثاقهُ
من سرَّه أن كان بعدك باقيا
والله ينصبُ لعنه وعذابهُ
من قال فيك ومن يقولُ مرائيا
والحقُّ لم أطلب بمدحك شكرهم
فيسوءني أن يجعلوه مرائيا
بالقرب منك يهون عندي منهمُ
من كان برّاً بي فأصبح جافيا
وبرغمهم لأسيِّرنها شرَّدا
لأتبعنْ منها بديئا تاليا
غرّاً أقدُّ من الجبال معانيا
فيها وألتقطُ النجومَ قوافيا
شكرا لصنعك عند فارسَ أسرتي
وبما سلمتَ تفاؤلا وأياديا
وتعصُّبا ومودَّة لك صيَّرا
في حبّك الشيعيَّ من إخوانيا(81/498)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> قم فانتشطها حسبها أن تعقلا
قم فانتشطها حسبها أن تعقلا
رقم القصيدة : 60286
-----------------------------------
قم فانتشطها حسبها أن تعقلا
ودع لها أيديها والأرجلا
وارم بها عرضَ الفلا فإنها
ما خلقتْ إلا رجوماً للفلا
ولا تحرَّجْ أن ترى شعارها
حصَّتْ ولا البدّنَ منها نحلاَّ
فإنّ ما تنفضُ من أوبارها
أثمانُ ما تنفضُ من طرقِ العلا
لا يطرحُ الذلَّ وراء ظهرها
إلا فتى ً ينضي المطايا الذُّلُلا
كم للظَّما توعدُ بالماءِ وكم
ترعى الطَّوى وكم تمنَّى بالكلا
على ثرى لا ينبت العزَّ ولا
يكون للحرّ الكريم منزلا
خيرٌ من امتناعها وضمِّها
في الهون أن تطردَ أو تشللاَّ
ما بابلٌ بوطنٍ لعازفٍ
يأنفُ أن يضامَ أو يبتذلا
دارٌ يكون الناقصَ الخطو بها
والصوتِ من كان الأتمّ الأكملا
كأنا أقسمَ خبثُ طينها
لا يحمل الإنصافَ فيما حملا
وإن أرتكَ شارة ً طريرة ً
ترضى بها العينُ ووجها هلهلا
فغر على المجدِ وواصلْ غيرها
أخرى تليقُ الفضلَ والتفضُّلا
ولا تكن إلا أخا صريمة ٍ
متى نبتْ دارٌ به تحوَّلا
رم العلا بين بيوتِ أهلها
مقلَّبا في طرقها مقلقلا
فقلّما يعدم نجحَ حاجة ٍ
من يقتني الخيلَ لها والإبلا
كم راودت ْبين بيوتِ أهلها
عن ريِّها فما سقوها بللا
وفي بني الأصفر أوتارٌ لها
نام وليُّ ثأرها وغفلا
و بالعراق عربٌ أصفتهمُ
مسلفة ً ثناءها المنخَّلا
فما قروها والقِرى ميسَّرٌ
إلا المنى مكذوبة ً والأملا
لم يوقدوا نارا لها تؤنسها
بهم ولم يرعوا إليها جملا
لكن لها بالشرق من إخوتهم
حيٌّ قِرى أضيافهم حيَّ هلا
وجمرة ٌ من أسدَ ذاكية ٌ
تهدي على البعد الضيوفَ الضُّللا
حيِّ وقرِّب من عفيف أوجها
أسرّة ُ الأقمار منها تجتلى
وفاخر المجدَ بأيدٍ سبطة ٍ
لهم تجود والحيا قد بخلا
أملْ إلى واديهم وادي الندى
أعناقها ترعَ الخصيبَ المبقلا
ترى الرياضَ والحياضَ فعمة ً
تكرعُ علاّ ما اشتهتْ ونهلا(81/499)
ادعُ إلى النصر الحسامَ المنتضى
واسأل عن الغيث الغمامَ المسبلا
واجلُ دجاها بفتى خزيمة
ما صدع البرقُ الغمامَ فانجلى
وافتح بمجد الدين إن مدَّ لها
يمينه بابَ السماح المقفلا
بالعربيِّ نسبا وكرما
والفارسيِّ سيرة ً ومنزلا
وقل لأبناء دبيس ما طما
بالشرق واديها وما تأثّلا
فخرا ومجدا بفتى ً جذعٍ غدا
من سرِّكم ساد القروم البُزَّلا
شدُّوا الحبى بابن الحسين وانتدوا
فوازنوا كلَّ فخارٍ ثقلا
وكاثروا كواكبَ الأفقِ به
مباهلين واستقلُّوا الأصُلا
إن كنتمُ من مضر لبابها ال
محضَ وصافى طينها المصلصلا
والأسدَ فيها نجدة ً وأنفسا
إن ركبتْ أو دعيتْ لتنزلا
فمن شهابِ الدولة اليومَ لكم
آخرُ مجدٍ فاقَ ذاك الأوّلا
قدّمه الله على علمٍ به
والله من فضَّل كان الأفضلا
أمَّره بحقِّه عليكمُ
أسخطَ أو أرضاكمُ ما فعلا
فإن تطيعوا تجتنوها نحلة ً
بيضاءَ طاب مجتناها وحلا
وإن تميلوا حيدا عن أمره
وحسدا فانتقفوها حنظلا
أولا فسُدوا ثمَّ ثغرا سدَّه
واحتملوا من مغرم ما احتملا
من لكمُ بني أبيه من لكمْ
لولاه يبنى ما ابتنى من العلا
ومن لكم يغدو بها مغيرة ً
تحسبُ في باقي الظلام شعلا
نوازياً نزوَ الدَّبى مطلعة ً
على الأعادي أجلاً فأجلا
يقدمها منكم همامُ غابة ٍ
يعلِّم الطعنَ الأشلَّ الأعزلا
إذا حمى ليثُ الشرى عرينه
حمى بها الملكَ وأحيا الدولا
ومن سواه مشبعٌ أضيافه
غلبة ً من حيث يروى الأسلا
وآخذٌ بيده وسيفه
نفائسا يسلبها ما نوّلا
وأين أبياتكمُ من بيته
إن طلبَ الوفدُ العمادَ الأطولا
تخمدُ أولى الليل نيرانكم
والشمسُ مع نيرانه كلا ولا
وتحبطون وإماءُ بيته
يقذفنَ فوق الجمراتِ المندلا
ومن قرى أضيافه أن تنحرَ ال
بدورُ حين تنحرون الإبلا
كذاك ما فاض فصارت معه
بحاركم فخائضا ووشلا
أعطاكمُ فجار في أمواله
وقام فيكم حاكما فعدلا
فسلِّموا الإقرارَ بالفضل لمن
راهن في السبق ففاتَ المقلا
واتَّبعوا لواءه فإنما ال
مقبلُ منكم من أطاع المقبلا(81/500)
فخيرُ من قادكمُ من لو سرى
بنفسه كان الخميسَ الجحفلا
العلم المنصورُ منصوبٌ لكم
فاجتنبوا المنكوسَ والمخذَّلا
من موصلٌ على النوى ألوكة ً
يفصحها مؤدّيا ومرسلا
يبلغُ عنى حملتْ ناجية
ما ضم في عيابه وحملا
إذا الفجاج صعبتْ تذكَّر ال
فوزَ الذي يدركه فاستسهلا
يممْ أميرَ الأمراءِ جانباً
بجانب الأهواز تلك الحللا
فحيّ عنهم وجهه المقبولَ بال
جهد وصافح كفَّه المقبَّلا
وقل له تحدَّثتْ فشوَّقتْ
عنك الرواة ُ مطلقا ومرسلا
تحدَّثوا أنَّ يديك مزنة ٌ
تستضحك العامَ القطوبَ الممحلا
وأنك المرءُ تقرُّ عينه
بفقره لسائل تموّلا
تعطى حياءً مطرقا ملثَّما
وقد وهبتَ مسنيا ومجزلا
ويسفرِ الناسُ على بخلهم
لأنهم لا يعرفون الخجلا
وأن أخلاقك ماءُ نطفة ٍ
رقَّت لها الريح صباً وشملا
فلو سكبتَ خلقك المطربَ في ال
كاسات ما غادرتَ إلا ثملا
وقيل إنّ الليثَ لا يحمي كما
تحمي البلادَ غابه والأشبلا
لو حرص الموتُ على إيغاله
يطلبُ من تمنعهُ ما وصلا
يزورُّ عن سرحك سرحان الغضا
فما يشمُّ التربَ إلا وجلا
وأنّ ملكَ الدّيلميّ روضة ٌ
لولاك كانت بالسيوف تختلى
أطمعته وفارسٌ سريرهُ
أرضَ العراقُ عنوة ً والجبلا
سمّاك إذ نصرته نصيره
ويده وسيفه قد خذلا
يهزمنك صعدة ً خطَّارة ً
على العدا وينتضيك منصلا
محاسنٌ تواترتْ أخبارها
وعدلَ الناقلُ فيما نقلا
فطبَّقتْ سائرة ً أوصافها
في الأرض حتّى ملأتْ عرضَ الفلا
فهزّني نحوك قلبٌ لم يزلْ
بالأكرمين كلفا موكَّلا
تيَّمه أهلُ العلا لكنّهم
حاشاك قد ماتوا معا وقد سلا
وكانت الفوزة ُ في زيارة ٍ
تشفي الغليلَ وتسدُّ الخللا
فمن بها لو سمح الدهرُ بها
ودينه في مثلها أن يبخلا
أرى مطارا وجناحى ناقصٌ
فكيف لي نحوكمُ أن أصلا
وما الفؤادُ خانني لكنّها
حوادثٌ عاقت وجسمٌ نكلا
فقدتها نواهضا خفائفاً
تطوي الطريقَ محزنا ومسهلا
ناطقة ً في الصُّحف عن آياتها
على البعاد صامتاتٍ قوّلا
غرائباً أبعث منها معجزا
كأنني بعثتُ فيها مرسلا(82/1)
مطبِّقاتٍ مفصلا فمفصلا
وناطقاتٍ فيصلاً ففيصلا
من كلّ بيتٍ لو دعا بسحره
أمَّ النجوم طامنتْ أن تنزلا
إنْ دار دار فلكا أو حلَّ حلَّ
جبلا أو سار سار مثلا
ودَّ الملوكُ نازحا ودانيا
فقرهُ جدَّ بها أو هزلا
كأنني حكَّمتُ في قلوبهم
من لفظه الحلوِ العيونَ النُّجلا
تعضله الغيرة ُ من خطَّابه
إذا القريضُ طلبَ التبعُّلا
كم سامه من مرغب أو مرهب
فلم يجبْ حبّاً ولا تجمُّلا
لكنني أراك من خطَّابه
أكرمَ ملكا وأقلَّ مللا
لذاك أمكنتكَ من عنانه الص
عبِ وأرخصتُ عليك ما غلا
أهديته من قبلِ أن تخطبه
تبرُّعا بالوصل أو تنفُّلا
فاشكر لمسعاي الذي سعيته
متى شكرتَ شاعرا مطفِّلا
محضتك النصحَ وما انتصحتني
قولا فكايلني الجزاءَ عملا
ومن شهودِ طربي إليكمُ
أنى تركتُ للمديح الغزلا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أصابَ أو أخطأني راميا
أصابَ أو أخطأني راميا
رقم القصيدة : 60287
-----------------------------------
أصابَ أو أخطأني راميا
قد زجر السهمَ وسمَّى بيا
جراحة ٌ مقصودة ٌ ما جنتْ
لكنَّه عدَّ بها جانيا
جوزيَ من حكَّمَ في لبِّه
يومَ العذيبِ الشادنَ الجازيا
يا ربِّ خذ لي أنتَ من مقلة ٍ
حمرتها من دم آماقيا
تضعف عن حمل جلاليبها
قاتلة ٌ حاملة ٌ ثاريا
لو نشد البدرَ مضلٌّ له
ما نشد الناعتُ إنشاديا
لما تواقفنا على زمزمٍ
أشربُ ماءً ليس لي شافيا
بدا لها أن تسألَ الركبَ بي
عارفة ٌ تسألُ عمّا بيا
وامتدّ يعطو عزَّة جيدها
فهل رأيت الرشأَ العاطيا
ما ضرّ من ضنَّ بماعونهِ
وقد رآه بالمنى وافيا
لو غرفتْ راحته غرفة ً
فعبَّ فيها ثمَّ سقَّانيا
سوَّفتُ من جمع فؤاديمنى ً
لو أنّه منّى غدا دانيا
كنَّ ثلاثا حلما في منى
ثم مضى الركبُ وخلاَّنيا
يا من رأى النَّفرَ ولمَّا يمتْ
نجوتَ فاخلدْ أبدا باقيا
آهِ لأضلاعي وذكرِ الحمى
من نفسٍ ينفضُ أضلاعيا
وزفرة ٍ أعدي بها عاذلي
كم لسعة ٍ قد أعيت الراقيا
ومن غمارٍ في الهوى خضته
مشمِّرا للصبر عن ساقيا(82/2)
وشبهة ٍ في الرأي مجهولة ٍ
لا تجدُ النجمَ بها هاديا
تيبس منها لهواتُ الحجا
لا يبلغ الريُّ بها الصاديا
خرجتُ منها فارجاً ضيقها
مخلَّصا أسحبُ سرباليا
فكا لشجا قافية في اللَّها
تماكسُ الحاذرَ والراقيا
تخدعُ بالتأنيس من رامها
صلُّ صفاً لا يرهبُ الحاويا
بعثتُ من فكري لها رائضا
ذلَّل منها اللَّحزَ الآبيا
وقدتها أمكنُ من ظهرها
أركبهُ أحسابَ إخوانيا
ينقلني الودُّ إلى مثلها
والمالُ لا ينقلُ أخلاقيا
وكم صديق عزَّ داريته
لو رزقَ الإنصافَ دارانيا
علمتُ شتَّى من أصابيغهِ
وهو يراني أبيضاً صافيا
يملُّني من حيثُ كاثرتهُ
ولو تفرَّقنا تمنَّانيا
أطلبُ غوثا كأبي طالب
وعزَّ أن ألقى له ثانيا
خلَّصك الدهرُ من الناس لي
من بعدِ تركاضي وتطوافيا
لأنعمٍ من حيثُ قابلتها
يوما بوجهي تتلقَّانيا
تمَّتْ فلم تقعدْ بها خلَّة ٌ
تنقصُ منها العددَ الوافيا
من عثرة ٍ إن شمتها كلَّها
واسطة َ العقد تراها هيا
أجلُّها أنك أحرزتها
إرثا حدا غابرها الماضيا
لم تخلُ عن فضلك في بعضهم
فضائلٌ ينسبها خاليا
خلاَّك أيوبوآباؤه
تقول مجدي مجدُ آبائيا
إذا الثمارُ اجتنيتْ حلوة ً
فاشكرلها الغارس والساقيا
امددْ إلى النجم يداً إنماواسَتْم بأخلاقِك ما شئتَ مِنمالٍ ونفسٍ لا تُبَعْ غاليا
يكونُ عن غيركمُ عالياسقط بيت ص
رشتَ فطارت بيَ محصوصة ٌ
تملأ من كسبيَ أو كاريا
من بعدِ ما كنتُ قطاة ً بها
قصيصة ً لا أُتعبُ البازيا
بك استقامت ليَ عوجُ المنى
وصدَّقتْ عائفتي فاليا
وأرخت الأيّام عن ربقتي
أمرحُ أو أقطعُ أرسانيا
أياديا أعطتْ يدي قوَّة ً
أمددتنيها بادئا تاليا
فسمَّني الغدّار إن لم أكن
لها شكورا وبها جازيا
في كلِّ متروكٍ لها شوطها
تسابقُ السائقَ والحاديا
جائلة واصلة ما علتْ
ثنيَّة ً أو هبطتْ واديا
تكونُ والليلُ بطئُ القرى
زادا لمن رافقها كافيا
تسكر من تسنيمها صاحياً
وتُطربُ الكاتبَ والقاريا
في كلِّ نادٍ لكمُ ناقدٌ
منها خطيبٌ يملأ الناديا(82/3)
كمدحة ٍ منِّي أهديتها
ولم أسمها ميسما باديا
لكنَّها من معدنٍ لم يكن
بسرِّه ينبعُ إلا ليا
بديعة حسناء فكري لها
ظئرٌ وفي صدري ربتْ ناشيا
فإن شكرتم مهديا فاشكروا
إهدايَ منها بعضَ أعضائيا
Webstats4U - Free web site statistics
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ما لي شرقت بماءِ ذي الأثلِ
ما لي شرقت بماءِ ذي الأثلِ
رقم القصيدة : 60288
-----------------------------------
ما لي شرقت بماءِ ذي الأثلِ
هل كدَّهُ الورَّادُ من قبلي
أم بانَ سكَّانُ فأملحَ لي
ماكان قبلَ البين أستحلي
ونعمْ لهم تلك النِّطافُ صفتْ
وامتدّ سابغُ ذلك الظلِّ
وبحيِّهم يشتاق حاضره
بالرِّيف باديهُ على الرملِ
لا ابيضَّ لي في الدار بعدهمُ
يومٌ وهل دارٌ بلا أهلِ
رحلوا بأيامي الرقاقِ على
آثارهم وبعيشيَ السهل
وعكفتُ بعدهمُ على ضمنٍ
عرف الهوى فبلي كما بيلي
جسدي ودمنتهُ بما نحلا
يشاكيان تصدُّع الشملِ
مغنى ً وضعنا أمسِ من شعفٍ
سافى ثراه مواضعَ الكحلِ
فاليومَ نحنُ على الوفاء له
نستافه بمناسم الإبلِ
في الظاعنين علاقة ٌ عقدتْ
عندي الحفاظَ فلم تخف حلّي
أودعتها قلبي فما قنعتْ
بالقلب حتى استفضلتْ عقلي
فعلى محاسنها وقد هلكتْ
تلك الوديعة ُ قيمة ُ المثلِ
لما جلا التوديعُ صفحتهُ
عن وقفة ٍ زفراتها تغلي
قالت وقلبي من لواحظها
ينصاعُ بين النَّصلِ والنَّصلِ
ما ذنبُ أجفاني إذا خلقتْ
من طينة البلبالِ والخبلِ
إني لأرحمُ من يناضلني
نظرا وبين محاجري نبلي
قد خوِّف العشاقُ قبلكَ من
فتكاتِ هذي الأعينِ النُّجلِ
فلحاظُ عيني من دمٍ سفكتْ
بعد النذير إليك في حلِّ
ما لمتُ طرفكِ أختَ غاضرة
في السقم عن شكّ ولا جهلِ
ما قلتُ لا تسبِ العقولَ وإنما
خوَّفته الإسرافَ في القتلِ
قد كنتُ أعلمُ أنه أجلٌ
لكن ظننتُ زمانه يملي
ومعنِّفين وما لهم ولهى
لم يكترثْ بفراغهم شغلي
قد نازل اللوامُ قبلكمُ
سمعي فما افتتحوه بالعذلِ
وخدعتُ عن وفري وما خدعتْ
عن ذمة ٍ نفسي ولا إلِّ(82/4)
نسبُ الوفاءِ الحرِّ في شيمي
نسبُ المكارم في بني عجلِ
المانعين فخارَ بيتهمُ
للعزِّ والجيرانَ للذُّلِّ
ويحلُّ للأيام كلُّ حمى ً
وسروحهمُ في جانبٍ بسلِ
لا تطمع الغاراتُ في طرفٍ
جمعوه في طردٍ ولا شلِّ
والمطعمين إذا انبرت سنة ٌ
عضَّاضة ٌ بنيوبها العصلِ
بسطوا مكانَ الغيث أيديهمُ
فيها فكنَّ قواتلَ المحلِ
من كلّ وافى الحلم معتدل ال
أخلاقِ ما لم يلقَ بالجهلِ
حتى إذا التُمستْ هضيمته
لمس المغرَّر جلدة َ الصِّلِّ
يغشى الطعان بغشمِ منصلتٍ
غرٍّ ورأى مجرِّبٍ كهلِ
وإذا السواعد بالقنا ارتعشت
دعمَ القناة َ بساعدٍ عبلِ
وإذا ارتأى النادي أو انعقدت
حلقاته للعقدِ والحلِّ
كانت له والحزمُ مشتركٌ
أمُّ الكلامِ وقولة ُ الفصلِ
قوم إذا نسبوا أبا دلفٍ
ذهبوا بجلِّ البأس والبذلِ
وكفاهمُ فخرا بواحدهم
فخر القبيل بكثرة النسلِ
سارت بهم أيّام سؤدده
سيرَ الحديث بمعجز الرُّسلِ
وأتى الوزيرُ فكان بيِّنة ً
كفلتْ لهم بسلامة ِ النقلِ
وصفتْ شهادته مغيَّبهم
والفرعُ مبنيٌّ على الأصلِ
رويتْ لنا قولا فضائلهم
ونصرتَ ذاك القولَ بالفعلِ
أدَّيت عنهم وافيا لهمُ
بأمانة ِ التبليغ والحملِ
ورأيت نفسك تقتضي شرفا
فضلَ المزيدِ فزدتَ بالفضلِ
أعطوا على سعة الزمان كما
تعطى وتضعفُ أنت في الأزلِ
وكفوا ولو قاموا مقامك في ال
أحداثِ لم يبلوا كما تبلي
جذبتْ بك الهممُ الكبارُ فقد
نلتَ السماءَ وأنتَ تستعلي
وهدتك آراءٌ مظفَّرة ٌ
فتحتْ عليك مغالق السُّبلِ
ونهضتَ بالملك الذي لويتْ
منه ظهورُ الجلَّة ِ البزلِ
أعيا الرجالَ أوانَ خفّتهِ
وحملته متفاوتَ الثِّقلِ
أرسلتَ فيه بآية خرقتْ
ما كان في العادات والعقلِ
جرحٌ تواكله الأساة على
ولغِ المسابرِ فيه والفتلِ
بعلوا به مستضعفين له
فحسمته من جانبٍ سهلِ
عضدت كفايتك السعودَ كما
عضد القرانُ الحبلَ بالحبلِ
وأمدّك اللهُ المعونة َ في
عزميك من سيرٍ ومن حلِّ
أرضاه باطنك المخلَّصُ من
غشٍّ يرين عليه أو غلِّ(82/5)
ولاّك أمرَ عباده نظرا
منه فما تدهى من العزلِ
وحمتك منه أن تنالَ يدٌ
تنجو بها من زلَّة الرجلِ
وملكتَ أهواءَ القلوب فما
تسلى على هجرٍ ولا وصلِ
عافيتَ أهلَ الأرض من سقمٍ
عرضوا له بالمال والأهلِ
وغدوا يعدُّون البقاءَ ردى ً
والعزَّ للأوطان كالذلِّ
في فترة ٍ عمياءَ جائرة ٍ
فظهرتَ بالإحسان والعدلِ
ومزجتَ بالبشر المهابة َ وال
إرهابَ بالإرفاقِ والمهلِ
والسيفُ يقطع عن طبيعته
ويروق بالشَّعشاعِ والصَّقلِ
عقمتْ فلم تلد الوزارة ُ مذ
ولدتك بل زكّيتَ في الحملِ
ما طرَّقتْ بك وهي راجية ٌ
جريانَ مثلك في مطا فحلِ
كنتَ ابنها البرَّ الوصولَ فلا
ذاقت بفقدك جرعة َ الثُّكلِ
وفداك كلُّ محافزٍ حسدا
جاريته ففلجت بالخصلِ
تجري وتعقله وراءك أر
ساغٌ من التقصير في شكلِ
وقدمتَ أيمنَ قادم وضعت
رجلاه عن سرجٍ وعن رحلِ
أوبَ الغمامة بعد ما انقشعت
بمفوَّف الأخلافِ منهلِّ
وهنتك ضافية ٌ تعلَّقُ في
عطفيك من ظهرٍ ومن قُبلِ
شدَّ النضارُ ضعيفَ منكبها
حتى أقامَ بها على رجلِ
لحمتْ على قدرٍ صبائغها
فالشكل موضوعٌ على الشكلِ
وعريقة في القريتين لها
بيتان من دقٍّ ومن جلِّ
فإهابها من بيت خفَّتها
وحليُّها من بيتها الجثلِ
بأخي وتفضله لقد جمعتْ
زنة َ الوقارِ وخفة الحملِ
ألقى عليك الملكُ تكرمة ً
لم تلقَ عن كتفيه من ثقلِ
فلبستها للصون تسحبها
ومساحبُ الأذيال للبذلِ
بك عزَّت الآدابُ واثَّأرتْ
من بعد ما نامت على الذحلِ
رخصتْ على قومٍ فقام لها
منك المنافسُ دونها المغلي
ورددتَ عن لحمي أراقمه
دوداً وهنَّ يدٌ على أكلي
أنهضتني بالدهر أحمله
وصروفه كلٌّ على كلِّ
وفعمتَ لي بحرا وقد قنطتْ
شفتي من الأوشال والضَّحلِ
وفسحتَ فانفسحت مضيَّقة ٌ
مجموعة ُ الطرفين في عقلِ
قبضتْ خطاي فلم تكن قدمى
فيها لتملأَ حافتي نعلي
ولقد أنستُ بها على مضض
أنسَ الأسير بحلقة ِ الكبلِ
فوصلتَ في المقطوع ممتثلا
أمرَ العلا ووسمتَ في الغفلِ
ونسختَ لي بالجود كلَّ يد(82/6)
وضعت شريعتها على البخلِ
نقد المكارم عندها عدة ٌ
حتى يموتَ الوعدُ بالمطلِ
فلئن جزى جزلَ العطاء فتى ً
حرُّ اللسانِ بمنطقٍ جزلِ
فلأصفينَّك كلَّ سائرة ٍ
في الريح سائلة ٍ مع الوبلِ
رفاعة ٍ في الأرض خافضة ٍ
بالشكر من حزنٍ إلى سهلِ
لا ترهبُ الشِّقَّ المخوفَ ولا
تظما إلى نهلٍ ولا علِّ
ووراء أبواب الملوك لها
رفعُ الحجاب ورتبة ُ القبلِ
ومتى نكلتُ عن الجزاءِ فلم
ينهض بكثرك في العلا قلِّي
علّمتني ووصفتَ نفسك لي
فطفقتُ أكتب عنك ما تملي
تلقاك أيامُ السعود بها
وصّالة ً محبوبة َ الوصلِ
يتخايل النيروزُ إن جعلتْ
حلياً على أعضائه العطلِ
فتملَّها وتملَّه أبدا
ما خولف الإحرامُ بالحلِّ
وأعنْ وتممْ ما ابتدأتَ به
فالبعض مرتهنٌ على الكلِّ
واعرفْ لهذي الأرض أن ولدتْ
أزمانَ ملكك مادحا مثلي
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> طالبني بالعتبِ حتّى إذا
طالبني بالعتبِ حتّى إذا
رقم القصيدة : 60289
-----------------------------------
طالبني بالعتبِ حتّى إذا
عوتبَ ظلَّ العتبُ يجفو عليهْ
فاليومَ أشكوه إلى منْ ترى
وكنتُ أشكو الناسَ طُرَّاً إليهْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> تموق الليالي فيكمُ ثم تعقلُ
تموق الليالي فيكمُ ثم تعقلُ
رقم القصيدة : 60290
-----------------------------------
تموق الليالي فيكمُ ثم تعقلُ
وتقسطُ في أحكامها ثم تعدلُ
ويعرضُ وجهُ الملك عنكم علالة ً
فيلفته شوقٌ إليكم فيقبلُ
إذا جرَّب الأبدالَ أصلحه لكم
على كثرة ِ التقليب من يتبدَّلُ
وكم هجرة ٍ لم تتفق عن ملالة ٍ
وصدٍّ يريبُ الحبَّ وهو تدلُّلُ
مكانكمُ منه لكم أين كنتمُ
مقيمكمُ والظاعنُ المتحوّلُ
وهل يسكن الأفلاكَ إلا نجومها
وإن غرَّ قوما أنها تتنقَّلُ
وما أنت إلا البدرُ نأياً وأوبة ً
تحلُّ على حكم السعود وترحلُ
على كلّ قطبٍ ثابتٍ لك مطلعٌ
وفي كلِّ برجٍ سائرٍ لك منزلُ
فكيف يساميك الإمارة والعلا
خفيٌّ دقيقُ الشخص يعلو وينزلُ(82/7)
إذا تم بدرا أو تنصَّفَ شهرهُ
فإنك منه في سرارك أكملُ
إذا غبتَ عنّا فالسحابة أقلعتْ
بجمتها الوطفاء والعامُ ممحلُ
ويقدمك الإقبالُ حتى ترى الحصى
يروَّض خصبا والجلاميدَ تبقلُ
وما الملك يخلو منك إلا فريسة
تمضَّغُ ما بين النيوبِ فتؤكلُ
إذا ذدتَ عنها فهو وادٍ محرَّمٌ
وإن غبتَ شيئا فهو نهبٌ محلَّلُ
وقد ألفتْ منك الوزارة ُ موطنا
تفيَّأُ في أكنافه وتظلَّلُ
ربتْ فهي ذاتُ الودعِ في حجراته
وشبَّتْ فهذا شيبها والتكهُّلُ
أخو ثديها والناسُ أبناءُ علَّة ٍ
وكافلها إن زوِّجت وهي تعضلُ
ووالدها الحاني الشفيق وبعضهم
إذا ولد ابناً لم يبلْ كيف يثكلُ
فلا ضامها يتمٌ وأنت لها أبٌ
ولا عرفتْ يا بعلها كيف ترملُ
ولا عدمتْ مشكورَ سعيك دولة ٌ
عليك إذا ذمَّ السعاة ُ تعوِّلُ
نهضتَ بها والدهرُ تحتَ وسوقها
يناشد جنبيه النهوضَ فينكلُ
فراحوا وألقوها على متمرِّن
يخفُّ عليه الأمرُ من حيث يثقلُ
إلى كم تراهم يسبرون اجتهادهم
وعفوك فيها ثم عفوك أفضلُ
وكم تتزوَّى هضبة ٌ بعد هضبة ٍ
بهم ولرضوى منكب لا يزيَّلُ
وقد حطَّها منبوذة ً واستقالها
مطا كلِّ ظهر ظنَّ أن سوفَ يحملُ
تناكصَ عنها الناسُ إذ قربوا لها
ومنهمُ قرومٌ في الحبالِ وبزَّلُ
ألم يك في التجريبِ وعظٌ فينتهي
إليه ولا للحزم وعظٌ فيقبلُ
أقول وركنُ الدين سمعٌ مصدِّقٌ
معي ولسانٌ شاهدٌ لي معدَّلُ
إذا هو شامَ المرهفاتِ وسلَّها
درى أنها أمضى شباة ً وأعملُ
رأى بك وجهَ الرشد والوقتُ فترة ٌ
وبابَ الهدى والملكُ شرعٌ مضلِّلُ
ولا أمنَ إلا أنّ سيفك يتّقى
ولا رزقَ إلا أنّ كفّك تهطلُ
كأنك في التدبير وحيٌ منزَّلٌ
لنا أو نبيٌّ في السياسة مرسلُ
فلولا اتقاءُ العجبِ لم يملِ طرفه
على القرب منك الناظرُ المتأملُ
ولو شئت أن تعطي علاءك حقَّه
سموتَ فخاطبتَ الكواكبَ من علُ
خليليّ والأنباء حقٌّ وباطلٌ
وتسند أخبارُ الكرام وترسلُ
بدينكما هل في فخارٍ سمعتها
به الذكرُ يروى والأحاديثُ تنقلُ(82/8)
كمجدٍ بنو عبد الرحيم ولاتهُ
يشيَّد في أبياتهم ويؤثَّلُ
وهل في بدور الأرض بعد ظهورها
وجوهٌ لهم يومَ السؤالِ وأنملُ
أقيما فلا الأخطارُ تركبُ دونهم
لحظٍّ ولا العيسُ المراسيلُ ترحلُ
قعا بالأماني الطائرات حوائما
ترفّ على باب الوزير وترفلُ
إلى ملكٍ لا الحق يدفعُ عنده
بعذرٍ ولا الميعاد بالمطل يقتلُ
يعاقب إصلاحا ويعطى تبرُّعا
وكالمنع إعطاءُ الفتى وهو يسألُ
صبا بالمعالي وهو في خرز الصِّبا
يدارى بها في مهده ويعلَّلُ
وأصفى خليليك الذي كنتَ تربهُ
وأحلى حبيبك الذي هو أوّلُ
على سرجهِ إن أركبتهُ حميَّة ٌ
أخو لبدٍ بادي الطوى متبسلُ
غضوبٌ إلى أن تغسل العارَ كفُّه
ولو بدمٍ والعارُ بالدمِ يغسلُ
وفي دستهِ يومَ الرضا البدرُ ضاحكا
إلى وفده والعارضُ المتهلِّلُ
حمى الله للأيام منك بقيَّة ً
هي الدهرُ والأيام أو هي أفضلُ
مددت يدا بالمكرمات بسطتها
فطالت تنال النجمَ أو هي أطولُ
فكيف إليها الرزقُ وهي مخوفة ٌ
وكيف إليها الموتُ وهي تقبَّلُ
ولا كان هذا الشملُ مما يروعه
صدوعٌ ولا ذا الظلُّ مما يحوَّلُ
إذا غبتَ طارت بي على النأى لوعة ٌ
تقيم المطايا وهي نحوك ترقلُ
وخلفتني أمّا نهاري فمطلقٌ
كعانٍ وأما لون ليلي فأليلُ
يراني صحيحا من يراني صابرا
وما ذاك إلا أنني أتجمّلُ
ولا وجه إلا وهو عنِّيَ معرضٌ
ولا كفَّ إلا وهو دوني مقفلُ
إذا ذكروا ما موضعي منك والذي
إليك به من حرمة ٍ أتوسلُ
وأنى قد حرمتُ نفسي عليهمُ
ورقِّى َ ملكٌ في يديك محلَّلُ
رأيت أخي فيهم عدوا مكاشحا
ومطريَّ فيهم عائبا يتعلَّلُ
فلا ينحسم داءٌ هواك يجرُّه
ولا عزَّ قلبٌ في ودادك يبذلُ
ولا فاتني هذا الذَّرا الرحبُ موطنا
لعزِّي ولا هذا البساطُ المقبَّلُ
وكان الذي بقَّى ليَ العمرُ فضلة ً
لمدحكمُ تبقى وفيكم تؤجَّلُ
تسدِّي لكم في كلّ يومٍ وشائعاً
من الفخر مصبوغاتها ليس تنصلُ
لها من علاط الجهد وسمٌ مخلَّدٌ
يمر عليه الدهرُ والدهرُ مغفلُ(82/9)
نجائبُ أمّاتُ القريض بمثلها
عقائمُ إلا أن فكريَ ينسلُ
نوازي من بين الضلوع كأنما
يجيش بها من بين جنبيّ مرجلُ
على اسمك تحدى أو بوصفك تقتضى
صعاباً فتعنو في الحبال وتسهلُ
فلو كنت فيها خائفا بخلَ خاطري
لسمَّحهُ إحسانك المتقبَّلُ
تضوع بها أوصافُ فخرك ما جرتْ
على الأرضِ رعناءُ التنسُّم شمألُ
كأني إذا جرَّرتُ فيك ذيولها
أمسّك في أذيالها وأمندلُ
وينصرني فيها على الخصم أنني
على المجد فيكم والعلا أتوكَّلُ
بقيتُ لها وحدي وفي الناس أهلها
كثيرٌ ولكن يدّعون وأعملُ
ومنها ليوم المهرجان قلادة ٌ
تحلِّيه والأيامُ تحلى وتعطلُ
وإن كان يوما سابقا بجماله
فجلوتهُ فيها أتمُّ وأجملُ
تلين لكم أعطافها وهي شمسٌ
وتطلقَ من أرساغها وهي تشكلُ
ثناءٌ عليكم آخرَ الدهر عاكفٌ
وودٌّ بكم دون الأنام موكّلُ
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> هل عند هذا الطلل الماحلِ
هل عند هذا الطلل الماحلِ
رقم القصيدة : 60291
-----------------------------------
هل عند هذا الطلل الماحلِ
من جلدٍ يجدي على سائل
أصمُّ بل يسمع لكنه
من البلى في شغل شاغلِ
وقفتُ فيه شبحا ماثلا
مرتفدا من شبح ماثلِ
ولا ترى أعجبَ من ناحلٍ
يشكو ضنا الجسم إلى ناحلِ
لهفكِ يا دارُ ولهفي على
قطنيك المحتمل الزائلِ
قلبيَ للأحزان بعد النوى
وأنتِ للسافي وللناخلِ
مثلكِ في السقم ولي فضلة ٌ
بالعقل والبلوى على العاقلِ
يا أهلَ نعمانَ اسمعوا دعوة ً
إن أسمعتكم من لوى عاقلِ
هل زورة ٌ تمتعنا منكمُ
وهناً بميعاد الكرى الباطلِ
أم هل لجسمٍ قاطنٍ أن يرى
عودة َ قلبٍ معكمْ راحلِ
قد وصلتْ فانتظمتْ أضلعي
سهامُ ذاك الهاجرِ الواصلِ
رمى فأصماني على بابلِ
مقرطسٌ لا شلَّ من نابلِ
ألحاظه السحرُ وألفاظه الس
كر وهذا لكمن بابلِ
ردُّوا ولو يوما ولو ساعة ً
على الغضا من عيشنا الزائلِ
لي ذلة ُ السائلِ ما بينكم
فلا تفتكم عزة ُ الباذلِ
أفقرني الحبُّ إلى نيلكم(82/10)
ولم أكن أرغبُ في النائلِ
لا أسألُ الأجوادَ ما عندهم
وأجتدي منكم ندى الباخلِ
ولا يرى المنجزُ عطفي له
وجهي وأرجو عدة َ الماطلِ
لم تغمز الأطماعُ لي جانبا
ولا أمالت منّة ٌ كاهلي
نغَّصَ عندي العرف أني أرى
طولَ يد المعطى على القابلِ
جرّبتُ أقسامي فما أشبه ال
جائر من حظِّي بالعادلِ
آليتُ لا أحملُ فرضَ العلا
ونفلها إلاّ على حاملِ
ممن يرى أن التماسَ الغنى
يدٌ على المأمول للآملِ
سهلٌ على العابثِ في ماله
وإن طغى صعبٌ على العاذلِ
من طينة ٍ في المجد مجبولة ٍ
تبعثُ طيباً كرمَ الجابلِ
لاطفتِ الأرضَ بها مزنة ٌ
تصفَّقتْ من مائها الهاطلِ
واستودعتها من قراراتها
حمى ً على الشارب والغاسلِ
أو درّة جاد بها بحرها
عفوا فألقاها على الساحلِ
شقَّ بها عبد الرحيم الثرى
عن كوكبٍ أو قمرٍ كاملِ
فانتشرتْ تملأ عرضَ الفلا
بورك في النسلِ وفي الناسلِ
قومٌ إذا شدّوا الحبى وانتموا
شقُّوا على النابهِ والخاملِ
فطامنتْ شهبُ الدراري لهم
تطامنَ المفضولِ للفاضل
أو ركبوا جريا إلى معشرٍ
تبادروا بالقدرِ النازلِ
يزهى بأن لامسَ أيمانهم
ما هزَّ من نصلٍ ومن ذابلِ
ويستطيل القرنُ لاقى الردى
بهم وما في الموت من طائلِ
فيشرفُ السيفُ بمن شامه
ويفخرُ المقتولُ بالقاتلِ
والناس إما طالبٌ جودهم
أو هاربٌ ما هو بالوائلِ
تكسر بالخارج أيديهم
وتفتحُ الأرزاقَ بالداخلِ
كم أصلحوا الفاسدَ من دهرهم
وقوَّموا المائدَ بالعادلِ
واحتكموا بالعدل في دولة ٍ
تحكُّمَ الحقِّ على الباطلِ
مفوِّضُ الملك إلى غيرهم
معزِّبٌ في النَّعمِ الهاملِ
دافعتُ دهري خائفاً منهمُ
بناصرٍ في الزمن الخاذلِ
وشدَّ ظهري من عليٍّ فتى
لم أستند منه إلى مائلِ
إلى زعيم الدين خضنا بها
غمار تيهِ البلدِ الماحلِ
كلّ فتاة ٍ جائلٍ نسعها
على عسيبٍ في الفلا جائلِ
تلاعب الأرضَ حساً أو زكاً
قدحين بالخافضِ والشائلِ
تحملُ أشباحا خفافا وآ
مالا ثقيلاتٍ على الناقلِ
فوقَ حواياها وأعجازها(82/11)
من اسمه وسمٌ على القافلِ
حتى أنخنا بربيع المنى الز
اكي وربعِ الكرمِ الآهلِ
فكان لا خوفَ على الآمن ال
جار ولا حرمانَ للسائلِ
على يدٍ تهزأ في جامد ال
عام بماءِ المزنة ِ السائلِ
وغرَّة ٍ تخلقَ في سنَّة ال
بدر خشوعَ الغائرِ الآفلِ
يقدحُ للوفد بها بشره
شعشعة َ البارقِ في الوابلِ
أحرز خصلَ السبق في عشره ال
أولى على القارح والبازلِ
وساد في المهد فما فاتهُ
شبلاً مكانُ الأسدِ الباسلِ
بوالدٍ من قبله تالدٍ
وزائدٍ من نفسه فاضلِ
بعتُ بك الناسَ فلم أنصرفْ
بندمٍ من غبنِ الناس لي
وأعلقتني بك ممسودة ٌ
ما أسحلتْ منها يدُ الفاتلِ
تلوَّنَ الناسُ فما كنتَ لي
بحائلِ الود ولا ناصلِ
متى أثقِّفْ صعدة ً تدفع ال
أحداثَ عن صدري وعن كاهلي
يكنْ بنو الدنيا أنابيبها
وأنتَ منها موضع العاملِ
فلتجزني نعماك من مقولي
إن كوفئَ الفاعلُ بالفاعلِ
كل بعيدٍ في السُّرى شوطها
تسابق الفارسَ بالراجلِ
قاطنة تحملُ أبياتها ال
أمثالَ في المنتسخ الراحلِ
زادا لمن سافر يبغي الغنى
ومغنماً للقادم القافلِ
مطارباً في الجدّ والهزل ما
وسمنَ بالمادحِ والغازلِ
عدوّها معْ حبِّه عيبها
في خبلٍ من حسنها خابلِ
مبشِّرات بالتهاني لكم
في كلّ يومٍ علمٍ ماثلِ
وكلّما ودَّع عامٌ بها
أعطاكم الذمة َ في القابلِ
تقصِّر الأقدارُ عن ملككم
ما قصر الحافي عن الناعلِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لها كلَّ يومٍ نشطة ٌ وعقالُ
لها كلَّ يومٍ نشطة ٌ وعقالُ
رقم القصيدة : 60292
-----------------------------------
لها كلَّ يومٍ نشطة ٌ وعقالُ
وفي كلّ دار حلّة ٌ وزيالُ
فلا شوقَ إلا بالزيارة يشتفى
ولا بعدَ إلا باللقاء يزالُ
إذا العيسُ حنّت للمعاطن لم يصحْ
بأعناقها إلفٌ عليه يمالُ
سفا البيد مرعاها الجميمُ ووردها ال
زلالُ سرابٌ بالفلاة وآلُ
فمن حاكمٌ بين الدؤوبِ وبينها
إذا ما تقاضت أظهرٌ ورحالُ
ومنصفُ أيديها إذا ما تقاصرت
خطاها وبوعُ الليل بعدُ طوالُ(82/12)
يرامى بها الأخطارَ كلُّ ممرَّنٍ
بحمل خطوب الدهر وهي ثقالُ
بصيرٌ بكيد الليل لا يعتشي به
ظلامٌ وأبصارُ النجوم ذبالُ
أخو قفرة ٍ لا يؤنسُ الذئبَ ريحها
فما هي إلا خابطٌ وضلالُ
وأسهمَ ذاوى الشخص خافٍ كأنه
مع الصبح في خدّ السَّماوة ِ خالُ
يرى الوطنَ المحبوبَ حيث تفيّأتْ
عليه العلا لا قلَّة ٌ وظلالُ
ويبدنهُ عرقُ الهواجرِ لحمهُ
وأسمنُ مجدٍ ما اقتناه هزالُ
جبِ الأرضَ ما دامت عليها نشيطة ٌ
وفيها لسارٍ مسرحٌ ومجالُ
فإما ذرى أفقٍ مسحتَ هلاله
وإما ثرى أرض عليك يهالُ
يخوِّفني فيما أطوِّف بالردى
كأنى إن قايلتُ منه أقالُ
وهل يئل الإنسانُ مما وراءهُ
وقدامهُ مفضى ً له ومآلُ
وللموتُ خيرٌ من حياة ٍ مضيمة ٍ
ومن عيشة ٍ أعلى بها وأطالُ
ورزقُ يد السئول مفتاحُ بابه
وشرُّ نوالٍ ما جناه سؤالُ
دعيني أعادي الدهرَ إن صديقه
يكاد ينادى ودُّه ويغالُ
وأنضو قناعَ السلم بيني وبينه
كفاحا وسلم الغادرين قتالُ
فلو كان حرّاً نفسه ووفاؤه
لما كان حرُّ العرض منه يذالُ
ولو كرمت أخلاقه الهجنُ لم تحلْ
لديه لأبناء المكارم حالُ
وعزَّ بنو عبد الرحيم ونالهم
فما كان بالأيدي القصارِ ينالُ
ولم يتغوّر كوكبٌ من سمائهم
ولم يتخمّر بالسَّرار هلالُ
ومن موقهِ لم يدَّرئهم بصرفه
وهم جننٌ من صرفه ونصالُ
ولن تشظَّى شقّة ٌ من عصاهمُ
لها قوّة ٌ من كفّه وصيالُ
بمن وتعرَّت دولة ٌ من جمالهم
يكون عليها شارة ٌ وجمالُ
ومن ظلّ تستأسى الملوكُ برأيه
ويحسم داءَ الملك وهو عضالُ
تهاوت سلوكُ العقدِ فهي بدائدٌ
وأرخيت الأمراسُ فهي سحالُ
فكيف يبين الخرتُ والعينُ عورة ٌ
ويبرمُ أمرٌ واليمين شمالُ
يريدون أن تستنهضوا بوسوقها
مطايا خطاها بالحمول ثقالُ
وقد علقوا البزلَ القرومَ وقرِّنت
بكارٌ تضاغى تحتها وفصالُ
فأوشك سارٍ أن يقيِّده الونى
وأوثقَ أقتادَ المطيِّ كلالُ
سيقصم ظهرٌ بالحويّة نافرٌ
وتسقطُ حتى أنسعٌ وجلالُ
قضاءٌ سقيمٌ ثم يعقبُ صحة ً(82/13)
وإن طال من داء السِّقام مطالُ
وسقيا قليبٍ ما صفت وتكدَّرت
تداولها بين الرجال سجالُ
وكم زحمتكم قبلهامن ملمة ٍ
فطاحت رفاتا والجبالُ جبالُ
وجادلكم في حقكم متكبّرٌ
بباطله ثمَّ المجالُ مجالُ
ينوِّر قدحا من زنيدٍ ورى له
من الظن لا مرخٌ ولا هو ضالُ
تلاعا شفوفا للعيون ومالها
إذا احتلبت فوق التراب بلالُ
وستة ُ أيام الدوامِ بهائمٌ
منصَّفة ٌ إلقاحهن حيالُ
على الله فاحملها وثق بعوائد
لها في عداكم عثرة ٌ ونكالُ
فإن ولغتْ في نعمة ٍ بعد نكبة
فقد تيبسَ الغدرانُ ثم تسألُ
وللشرّ أيامٌ تمرّ وتنقضي
كما لمسرات النعيم زوالُ
إذا سلمت أعيانكم وأصولكم
فكل الذي فوق التراب جفالُ
كأنك بالإقبال قد قام عنكمُ
يرامي وأبراجُ السعود نبالُ
وقد خفقت تهفو برايات نصركم
رياحُ العلا منها صبّاً وشمالُ
فما عزلكم إلا خديعة ُ ليلة ٍ
وما سرّ منه الشامتين خيالُ
فلا يفرح الباغي عليكم بسعيه
فما كل عثراتِ السُّعاة ِ تقالُ
فإن كان بعض الصلح أغراه مرّة ً
فسوف بما قد كال بعدُ يكالُ
وما مبتغ نقل الوزارة عنكمُ
سوى سائلٍ بالطَّود كيف يشالُ
يدرّون منها غيرَ جارٍ وإنها
رحى ً بيتكم قطبٌ لها وثفالُ
لها بينهم ذلّ الغريب وأنتمُ
قبيلٌ لها دون الأنام وآلُ
إذا فارقتكم لم تكن عن خيانة ٍ
نواها ولا جرّ الفراقَ ملالُ
فيعطفها شوق إليكم وصبوة ٌ
ويصرفها عنكم صباً ودلالُ
وأنت الذي لا الخوف يسطو بصبره
ولا بتهاويل الزمان يهالُ
تجرّبك الأحداث لا السيف يلتوي
هزيما ولا الهضبُ الأشمُّ يزالُ
سموت فما يسمو سموَّك شارقٌ
كأنك علوٌ والنجوم سفالُ
وأعطيتَ في المعروف مالك كلَّه
فما لك في دفع النوائب مالُ
وصدَّقتَ وصف المادحين فإن غلوا
فلا قولَ إلا وهو منك فعالُ
خلقتَ كما سرَّ العلا وشجا العدا
فأنت صلاحٌ مرة ً ووبالُ
قسائمُ ماءُ المنع منها محرّمٌ
وكفٌّ نباتُ الرزق منه حلالُ
فلا تفجع الدنيا بمجدك إنه
لمجدِ بنيها قبلة ٌ ومثالُ
ولا برحت تشقى وتندم دولة ٌ(82/14)
لها عوضٌ من غيركم وبدالُ
لقد عكسوا ألقابهم وسماتها
إلى أن وهى ركنٌ وذلَّ جلالُ
وليدة ُ ناديكم وغرسُ أكفّكم
تربُّ بتدبيراتكم وتعالُ
فعادت بكم أيامكم مثلما بدت
وسعدكمُ عالٍ فليس يطالُ
يراضعكم كأسَ المودّة شربها
رضاعَ دوامٍ ليس عنه فصالُ
ولاح لعين الملك وجهُ صباحهِ
فإن السُّرى تحت الظلام ضلالُ
لقد نزعته من أخيك إذا انتدى
ومنك مقامٌ في العلا ومقالُ
فهل في تميم نهضة ٌ بمفاخرٍ
إذا بزَّ منها صاحبٌ وعقالُ
وزادتك حفظا للعهود خرائدٌ
لها الفمُ حالٍ والفؤادُ حجالُ
تعوذُ بمهديها وبالله أن ترى
أواصرُ منها قطِّعت وحبالُ
وأن تتبعَ الأقلامَ في مدح غيركم
وذلك عارٌ عندها وخبالُ
بقاؤك يغنيها وودُّك مهرها
متى فاتها رفدٌ لكم ونوالُ
لها منك كفؤ لا تقرُّ لغيره
إذا كان مما تشتهيه بعالُ
يسوِّم فيها المهرجانُ طريرة ً
لها يومَ هجر العاشقين وصالُ
تعودُ بها بشرى بعودِ زمانكم
له عائفٌ جربتموه وفالُ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ألا فتى يسألُ قلبي ماله
ألا فتى يسألُ قلبي ماله
رقم القصيدة : 60293
-----------------------------------
ألا فتى يسألُ قلبي ماله
ينزو إذا برق الحمى بدا له
أصبوة ٌ إلى رخى ّ بالهُ
عن وجده تسقى البروقُ باله
وهبه شامَ بارقا تبلّه
أرواحه فكيف شامَ خاله
خاطفه كما اخترطت صارما
جاذب جهدُ قينهِ صقاله
فهبَّ يرجو خبرا من الغضا
يسنده عنه فما روى له
أراد نجدا معهببابلٍ
إرادة ً هاجت له بلباله
وانتسم الريح الصبا ومن له
بنفحة ٍ من الصَّبا طواله
وبالنخيل نائمٌ عن أرقى
ما استعرضَ الليلَ وما استطاله
أحببتُ فيه كلَّ ما أحببته
حتى تعشَّقت له عذّاله
أصغى إلى الواشي فحلَّ عهده
والغدرُ ما غيَّر عندي حاله
وملّني على النوى ولم أكن
أحذرُ معْ بعاده ملاله
مرَّ وبقَّاني أغادي ربعه
بجسدٍ يحسبه تمثاله
ولا أكون كلفاً بحبّه
ما لم يناحل بدني أطلاله
ويومَ ذي البان وما أسأرتُ من(82/15)
ذي البان إلا أن أقول ما له
وأفرختْ عن فتنٍ جفونه
سبتْ مهاة َ الرمل أو غزاله
لا والذي لو عرف النَّصف حنا
على أسير الشوق أو أوى له
لولا خشوعي لهواه لم يدسْ
ظهرَ الثرى من أجتدي نواله
مشى فيا سبحان من عدّله
غصنا ويا سبحان من أماله
إلا بنو عبد الرحيم فالندى
يعدّهمْ قبيله وآله
قومٌ بأسمائهم استغنى الذي
أقسمَ لا يسأل خلقاً ماله
مباركو الأوجه تلقى بهمُ
غرّة شهر الخصب أو هلاله
إن أخلف الربيعُ واستخلفهم
على العباد فعلوا فعاله
أو أثبتت أخلاقَ قوم نعمة ٌ
كانوا سيوفَ الدهر ورجاله
واستخرجوا من طينة كانت بهم
عنصر بيت الفخر أو صلصاله
بنى عليها يزدجردُ لهمُ
ما كان كسرى قبله بنى له
صفَّتهم الأيام حتى استخلصت
منهم سلافَ المجد وزلاله
يرى أبٌ من ابنه أنجب ما
سرَّ ابنَ غيل أن يرى أشباله
لو ذارعَ الأفقَ غلامٌ منهمُ
ببيته لناله وطاله
أو طالع السؤدد من ثنيّة ٍ
لعمِّه أبصر منها خاله
وانتفض الملكُ فسلَّ منهمُ
مهندا صيَّره كماله
ألقى إليه حبله فقاده
على السواء فهدى ضلاّله
أبلجُ لا تبصرُ من هيبتهِ
جماله حتى ترى جلاله
تنهال أطوادُ الخطوب حوله
فلا ترى منهن خطبا هاله
شدَّ على الدولة ضبطا فهي لا
تجذبُ مذ ناط بها حباله
قام لها وقام غيرانَ بها
وزارة ً ما صلحت إلا له
خائفة ً تطلب من يجيرها
في الناس حتى علِّقت أذياله
ولم تزل من قبل أن يقبلها
تكثرُ في العطف بها سؤّاله
فظفرتْ بمن سلتْ كلّ أبى
غدرٍ بها مذ رزقت وصاله
من بعد ما دارت زمانا صدَّه
بوجهه واحتملت دلاله
أقرَّها تدبيره في منصبٍ
لو زاله المقدارُ ما أزاله
بالصارمين سيفهِ ورأيهِ
نال من اشتراطها ما ناله
وكرمٍ لو كاثر السُّحبَ به
لوازن القطارَ أو لكاله
إذا سقى البحرُ المحيطُ ملحه
سقى السؤالَ معذبا سلساله
تدفُّقٌ يريك ما أناله
تحت يديه واديا أساله
لا يألم الفقرَ الذي محَّضه
يوما إذا عمّ الغنى سؤَّاله
ولا يبالي أملا فات إذا
بلِّغ كلُّ طالبٍ آماله(82/16)
حبَّبه إلى النفوس خلُقٌ
لو ذاقه عدوُّه حلا له
وبشرُ وجه لو سكبتَ ماءه
في كأسه حسبته جرياله
والحلم حتى لو وزنتَ حلمهُ
إلى أبانَ لم يزن مثقاله
مشت على محجَّة ٍ سويّة ٍ
أفعاله تابعة ً أقواله
وقوَّد الناسَ بحبلِ عادلٍ
لم ينتكث مذ وليَ أنفتاله
فمحسنٌ يرجوالنجاة َ عنده
إلى مسئٍ يتّقى نكاله
والناس بين آمنٍ وخائف
كلُّ يرى حاضرة ً أعماله
مَن حاملٌ ألوكة ً من ظالع
مخفّفٍ يبثُّها أثقاله
قريبة ُ المطرح لاجياده
في طرقها ينضي ولا جماله
يستأذن السؤددَ في إدآبها
والمجدَ حتى يليا إيصاله
قل للوزير إن أصاخ سمعه
إلى الهوى المظلومِ أو وعى له
يا لمحبٍّ مغضبٍ لو أنه
في حبكم مستعذبٌ خباله
لو جدَّ في أن يستقيل ساعة ً
من الغرام بك ما استقاله
تغيَّرُ الأحوال بالناس ولا
يغيِّر الوجدُ بكم أحواله
نسى فيما يخطر يوما ذكرهُ
ببالكم وقد شغلتم باله
ومُلَّ غيرَ واصلٍ وإنما ال
مملولُ من كاثركم وصاله
تركتموه والزمانَ وحدهُ
ملاقيا بغدره أهواله
مخاوضا بمنّة ٍ مضعوفة ٍ
بحاره مزاحما جباله
منتبذا نبذَ الحصاة إن جفا
أو زار لم يحفلْ به إحفاله
أين زماني الرطبُ فيكمتربتْ
يدُ زمان قلَّصتْ ظلاله
وعهدى التالدُ فيكم ما الذي
بدّله عندكمُ أو غاله
ها أنا أبكيه فهل من ردَّة ٍ وذلك البشر الذي ألفتُهُ منك حفِيًّا بِيَ ما بدا لَه
لفائتٍ على فتى ً بكى لهسقط بيت ص
وملبسٌ هو الجمالُ لم تزل
تكسوه لمْ سلبتني سرباله
الله يا أهل الندى في رجلٍ
إن فات عزَّ أن تروا أمثاله
لا تلدُ الأرضُ الولودُ أبدا
لنصرِ أحسابكمُ أخا له
أنتم ربيعي فإذا أعطشتمُ
أرضي من يبلُّ لي بلاله
كيف يكون مثلا في صدّكم
مسيِّرٌ في مدحكم أمثاله
قد طبّق الغبراءَ ما أرسلهُ
فيكم وليس تاركا إرساله
من كلّ متروكٍ عليه شوطه
قد سلَّم السبقُ له خصاله
لا تطمع النكباءُ أن تدركهُ
ولا يدُ الجوزاء أن تناله
يجتمعُ الناسُ على توحيده
ويجلس الإفصاحُ إجلالا له
فكلّ مسموعٍ سواه وثنٌ(82/17)
يضلُّ من يعبده ضلاله
أنشده مستعذبا لمثله
في زمني كأنّ غيري قاله
يزوركم في كلّ يومِ غبطة ٍ
يختالُ في دوركم اختياله
تعرَّفونَ فضلَ إقبالكمُ
إذا رأيتم نحوكم إقباله
وقد عرفتم صدقهُ مبشِّرا
ويمنهُ إذا زجرتم فاله
فكاثروا أبياتهُ بعددٍ
من عمركم وسايروا محاله
واستخدموا الأقدارَ في أمركمُ
تسمعه وتسرعُ امتثاله
لكم من الملك الذي أطابه
قاسمه بالعزّ وأطاله
مكتسبٌ بسعيكم إلى العلا
حتى يكون حلوهُ حلاله
وغدرة الأيامِ لعدوِّكم
أولى لمن عاداكمُ أولى له
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ما المجدُ إلا بالعزيمة فاعزمِ
ما المجدُ إلا بالعزيمة فاعزمِ
رقم القصيدة : 60294
-----------------------------------
ما المجدُ إلا بالعزيمة فاعزمِ
من لم يغامر لم يفز بالمغنمِ
كم ذا القنوع بوقفة المردودِ عن
بابِ العلاء وجلسة ِ المتظلّمِ
متأخرا بالفضل أبخس حقَّه
وأرى مكانَ العاجز المتقدّمِ
حتى كأنّ خليجَ قلبي ليس في
صدري ولا سيفَ انتصاري في فمي
قد كان يرتاب الغبيُّ بفطنتي
ويريبني بالعجز فرطُ تلوُّمي
ومشى إلى الضيمُ مشى َ تسلُّطٍ
وطماعة ٍ في عفتي وتسلُّمي
وأصاتت الأيامُ بي قم تحتشم
وأشارت العلياء خاطرْ تعظُمِ
إن كنت تنكر يا زماني جلستي
فلأنهضنَّ لها نهوضَ مصمِّمِ
ولتدعونّي ثائرا مستيقظا
إن كنتَ أمس دعوتني في النّومِ
ولأنفضنَّ من الهوينى منكبي
نفضَ العقاب سقيطَ طلٍّ معتمِ
ولألقينَّك راكبا من عزمتي
جرداء تفتح في الطريق المبهمِ
في كفِّ راكبها عنانُ مسمِّح
في السبق غرة ُ وجهه لم تلطمِ
يكفيه وزعة ُ سوطهِ ولجامه
ما مس في فخذيه إثر المحزمِ
تنضو الجياد كأنها ملمومة ٌ
هوت انحدارا من فقار يلملم
تحت الدجى منها شهاب ثاقبٌ
جنّ الخطوب بمثله لم ترجمِ
تهفو على أثر الطرادِ كأنها
قبسٌ تهافتَ عن زنادٍ مصرمِ
تجتاب بي أجواز كلِّ تنوفة
عذراءَ ما وطئتْ وخرقٍ أعجمِ
وإذا حفظتُ النجم فيها لم أبلَ(82/18)
ما ضاع من أثرٍ بها أو معلمِ
ولقد ركبت إلى المآرب قبلها
ظهرَ الخطار سلمتُ أو لم أسلمِ
أبتاع عزّاً بالحياة ومَن يمِلْ
حبُّ الحياة به يهنْ أو يُظلمِ
في فتية ٍ يتصافنون مياههم
بالراح من حلبْ السحاب المصرمِ
وإذا عيابُ الزاد فيهم أصفرتْ
كان المموِّلُ كلّه للمعدمِ
متهافتين على الرحال فناكسٌ
سئم الكلالَ وناصبٌ لم يسأمِ
والليلُ يطويه السُّرى في مخرمٍ
عنّا وينشره الدجى في مخرمِ
والنجمُ في الأفق المغرّبِ راية ٌ
بيضاءُ أو خدّ الحصان الملجّمِ
حتى صبحنا المجدَ في أبياته
والعزَّ في عاديّة ِ المتقدِّمِ
كرماء يمسى الضيمُ من أعراضنا
وشخوصنا في مزلقٍ متهدّمِ
فكأنّ أيدينا الطوالَ علقنْ من
حبل الوزير بذمة ٍ وتحرُّمِ
وكأنّ مسرانا بغرَّة وجهه
ومرادنا من نيله المتقسّمِ
شعبَ الممالك رأيُ طبّ لم يكن
صدعُ الزجاجة قبله بملأّمِ
جلَّى على غلوائه متعوّدٌ
لم يجرِ طاعة َ حازم أو ملجمِ
ماضٍ يرى أن التأخُّر سبة ً
ما آنستْ علياه وجهَ تقدُّمِ
خفق اللواءُ على أغرَّ جبينه
قبلَ اللقاء بشارة ٌ بالمغنمِ
يصلُ القناة َ بفضلة من زنده
ويزيد حدُّ لسانه في اللَّهذمِ
وامتدّ باعُ الملك منه بساعد
متوغِّلٍ قبل الحسام المخذمِ
تُزهى الدسوت إذا احتبى متوسدا
وتضاءلُ الأحسابُ ساعَ ينتمي
ويردُّ في صدر الزمان براحة ٍ
تزرى أناملها بنوء المرزم
بيضاء يخضرّ العنانُ بمسّها
وتشيبُ ناصية الحصان الأدهمِ
وإذا تدوفعت السياسة ُ أسندت
من رأيه بجنوب طودٍ معصمِ
وإذا الملوك دعوا بخالص مالهم
كان الدعاء مؤيَّدَ الملك اسلمِ
يسمون خيرَ ملقَّبٍ وضعوا له
تاجَ الفخار على جبين الميسمِ
ويقلِّدون أمورهم متعطِّفا
يرعى لحادثهم حقوقَ الأقدمِ
طبّاً بأدواء البلاد إذا سرت
للجور فيها علّة لم تحسمِ
جاءت به أمُّ الوزارة فارسا
ولدته بعدَ تعنُّسٍ وتعقُّمِ
متمرّنا أحيا دروس رسومها الاولى
وزاد فخطَّ مالم يُرسمِ
فغدت ظبا الأقلام يخدمها الظّبا(82/19)
ويقادُ ألفُ متوَّج بمعمَّمِ
لله درّك والقنا يزُع القنا
بك والفوارسُ بالفوارسِ ترتمي
والخيل تعثرُ بالقنا برءوسها
متبرقعاتٍ بالعجاج الأقتمِ
وعليك من طيش الحلوم سكينة ٌ
وعلى سفاهِ الحرب ثوبُ تحلُّم
ومفاضة ُ الأذيالِ يحسب متنها
أدراجَ ماء في الغديرِ منمنمِ
رتقاءُ يزلقبالأسنّة سردها
زلقَ الصفاة ِ بليلة ً بالمنسمِ
ما زرّها جبن عليكَ وإنما
حكموا بفضل الحزم للمستلئمِ
كم قدتَ من عنقٍ بسيفك لم يُقدْ
فإذا ظفرتَ رحمتَ من لم يرحمِ
وإذا الإباء الحرُّ قال لك انتقم
قالت خلائقك الكرام بل احلُمِ
شرعٌ من العفو انفردتَ بدينه
وفضيلة ٌ لسواك لم تتقدّمِ
حتى لقد ودَّ البرئ لو أنه
أدلى إليك بفضل جاهِ المجرمِ
لا تصلح الدنيا بغير معدّلٍ
يسقي بكأسى شهدها والعلقمِ
يقظان يبسط راحة ً أخَّاذة ً
بحقوقها من مغنم أو مغرمِ
إن سيل رفدا فهي ينبوعُ الندى
أو سيم ضيما فهي ينبوعُ الدمِ
والناس إما راغبٌ أو راهبٌ
فاملكهمُ بالسيف أو بالدرهمِ
ضحكتْ بك الأيامُ بعد عبوسها
وأضاء عدلك في الزمان المظلمِ
وتذلَّلتْ لك كلُّ بكرٍ صعبة ٍ
في الملك فاركتِ الرجالَ وأيِّمِ
كم نعمة ٍ لك ألحقتْ متأخّرا
بالسابقات وحلّقت بمحوِّمِ
وعطيّة ٍ أسرفتَ فيها لم تعدْ
في إثرها بلواحظِ المتندّمِ
أنا غرس نعمتك ارتوت بك أيكتي
بعد الجفوف وقام عندك موسمي
أبصرتَ موضعَ خلتي وسمعتَ لي
وسواك من قد صمَّ عني أو عمي
أغنيتني بجداك حلاًّ واسعاً
عن ضيّق بندى سواك محرَّم
ورفعتَ عن بلل اللئام ورشحهم
شفتي ببحرٍ من نوالك مفعمِ
وحقنتَ طولا ماءَ وجهي عنهم
فكأنما حقنتْ يمينك لي دمي
قد كنتُ عن مدح الملوك بمعزل
وعن السؤال على طريقٍ أيهمْ
لا يشفق البخلاءُ من غضبي ولا
أرضى بفضل عطيّة ِ المتكرّمِ
فنقلتَ بالإحسان تالدَ شيمتي
ونقضتَ شرطَ تقلّلي وتحشمي
وأنلتني ما لم أنل فعلمتُ من
عادات شعري فيك مالم أعلمِ
ولبستُ أنعمك التي من بعضها
أن صرتُ مضطلعا بشكر المنعمِ(82/20)
فلئن أطاعك خاطري أو أفصحتْ
لك من إبايَ بناتُ فكرٍ معجمِ
وملكتَ من مدحي الذي لم يملكوا
إلا بفرطِ تكلُّف وتجشمِ
فبما نشرتَ منوِّها من سمعتي
وشهدتَ غير مقلِّد بتقدمي
ونصرتَ فيَّ الحقَّ غيرَ مراقب
وحكمتَ بالإنصاف غيرَ محكَّمِ
ولئن بقيتُ لتسمعن غرائبا
لم تعطها قبلي قوى متكلِّمِ
تلك المحاسنُ منجباتُ بطونها
لك بين فذٍّ في الرجال وتوأمِ
يفضي الحسودُ لها قضاءَ ضرورة ٍ
بفضيلة الطاري على المتقدمِ
تنقادُ بين يديك يوم نشيدها
لفمي خطامة ُ كلِّ سمع أصلمِ
يتزاحمون على ارتشاف بيوتها
حشدَ الحجيج على جوانبِ زمزم
ذخر الزمانُ لعصر ملكك كنزها
حتى تكونَ منيرة ً بالأنعمِ
وإذا زففتُ لديك من نحلاتها
عظمَ الفصاحة ِ في المقال الأعظمِ
نطقتْ فصاحتها بأنّى واحدٌ
والشعرُ بين ملجلج ومجمجمِ
قد عطِّلت سبُلُ القريض فكلُّهم
يتخابطون بجنح أعشى مظلم
ما بين حيرة ِ قائل لم يحتشم
كشفَ العيوب وسامع لم يفهمِ
وتكاثرَ الشعراءُ كثرة َ قلَّة ٍ
فغدا السكوت فضيلة ً للمفحمِ
فتملَّ مدحى واحتفظ بي إنني
زادُ المقلِّ ونهزهُ المتغنِّمِ
واعطفْ عليّ وقد عطفتَ وإنما
أبغي المزيدَ وقد بدأتَ فتمِّمِ
أعطيتني سرّاً ولكن لم يبن
بالمال عندك شهرتي وتوسُّمي
فأجلْ على عطفي علامة َ مفخر
يثني برأيك فيّ من لم يعلمِ
يعلو بها بين الأعادي ناظري
ويبين فضلُ تحقُّقي وتحرُّمي
وأعنْ على دنيا حملتُ ثقيلها
بك مع تلاشي بنيتي وتهدُّمي
لا تبلني فيها بغيرك حاكما
لم أخلُ من شكوى بها وتظلُّمِ
وسنان عن حقّي إذا نبّهته
قالت خلائقه الجعادُ له نمِ
لولاك لم أظفر بنهلة ِ طائرٍ
من مالهِ المتأجِّن المتأجمِ
يا بردَ أحشائي صبيحة َ قال لي
هذا الوزيرُ فطب صباحا وانعمِ
فكأنّ أوبة مالكٍ ولك البقا
طرقتْ بها الأخبارُ سمعَ متمِّمِ
عادت إلى دار السلام سعودها
بك فارعها وأقمْ عليها واسلمِ
وهبِ الوصالَ لأنفسٍ مشتاقة ٍ
شوقَ العطاشِ إلى السحابِ المرهمِ
لا حوِّلتْ عنّا ظلالك إنّها(82/21)
متقيَّلُ الضاحي ومأوى المعتمِ
وخلا الزمانُ وعمرُ ملكك خالد
لم ينتقضْ هرما ولم يتخرَّمِ
وطلعت بالإقبال أشرفَ طالع
من أفقهِ وقدمتَ أسعدَ مقدمِ
ولبستَ للعيدين ثوبيْ دولة ٍ
أرجينِ بين مرقَّشٍ ومرقَّمِ
يصفانِ طولك بين ماض معربٍ
بلسانِ تحلية ٍ وآت معجمِ
فخرت بك الأيامُ حتّى كلُّها
عيدٌ إلى أيّام ملكك ينتمي
وغدت عيونُ الناس عنك كليلة ً
فأعيذُ مجدك من عيونِ الأنجمِ
موقع أدب (adab.com)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ما على منجد رأى ما أهمَّهْ
ما على منجد رأى ما أهمَّهْ
رقم القصيدة : 60295
-----------------------------------
ما على منجد رأى ما أهمَّهْ
فامتطى ليله وجرّد عزمه
وسرى هاربا من الضيم يعدو
غارة ً بالسُّرى ويغسلُ وصمهْ
يستنير النجمَ الخفيَّ ويستق
دحُ أيدي القلاصِ والليلُ فحمهْ
وإذا رابه مريبٌ من الوح
شة شام الحسامَ أنسا وضمَّهْ
أنكرتْ صبغتين خنساءُ في شع
ري بياضا وفي أديمي أدمهْ
فاعجبي أن جنى البياضَ على المف
رقِ سهمٌ جنى على الوجهِ سهمهْ
ليت هذي البيضاء تأتثيرها في ال
وجه أعدى تأثيرها في الِّلمَّهْ
ولكم عيشة ٍ من الغرِّ بيضا
ءَ تسرَّت من ليلة ٍ مدلهمَّهْ
أنحلتني الدنيا ولم ينحل العم
رُ ومن عزَّ قلبهُ كدَّ جسمهْ
واقتسمتُ الهمومَ في صدع دهرٍ
ليس من خلقه اعتدالُ القسمهْ
ماحقات من الحوادث لو غطَّ
تْ على الهلال لم نرَ تمَّهْ
كلّ يوم تقودني حاجة ُ الدن
يا ويعتاصُ بي علق الهمَّهْ
فيدى تبتغي مجاذبة الرز
ق ورأسي يأبى جذابَ الأزمَّهْ
لو أطعتُ العفاف ما دنَّستني
خلطة ٌ في رعاعِ هذي اللُّمّهْ
أو شكرتُ الصنع الجميلَ كفتتى
نعمة ُ الله في ربيبِ النِّعمهْ
وهبَ الله للعلا من بنيها
حسنَ البرِّ إن فتى ً عقَّ أمَّهْ
وأضاءت على المحاسن شمسٌ
تتجلَّى بنورها كلُّ ظلمهْ
وسقى المجدَ من أراكه إسما
عيلَ غصنا أطاله وأتمَّهْ
عمَّ بالجودِ والوفاءِ أبيٌّ
مشبها فيهما أباه وعمَّهْ(82/22)
ورعى الفضلَ مبرمُ العهد لم تخ
فرْ لديه ولم ترعْ قطُّ ذمَّهْ
أريحيٌّ إذا ذكرتَ الندى أص
غى بأذنيه مخلياً لك فهمهْ
وإذا قيل سائلٌ ظنّها فغ
مة َ مسكٍ من طيبها أو نغمهْ
طاهر الشيمتين معتدل الأخ
لاق جمّ العطاء عذب الجمَّهْ
لو تعاطيت عصرَ أخلاقه من
كرمٍ لاعتصرت ماءَ الكرمهْ
من رجالٍ نشوا ملوكا على الأف
ق وداسوا شمسَ الفخار ونجمهْ
ومضوا راكبين في طلب السؤ
دد شهبَ الزمان قدما ودهمهْ
سمحاً لا يصرمون شهورَ ال
محل عن ثلَّة ٍ ولا عن صرمهْ
ججحٌ في الندى إذا اتُّبعوا في
سننِ المكرمات كانوا أئمَّهْ
وإذا ثوّبَ الصريخُ توافوا
يملأؤن الفضا كهولا وغلمهْ
كلّ غمرٍ كأنَّ في كفّه من
حتفه في الوغى أمانا وعصمهْ
يمنع الجانبَ العريضَ إذا سدَّ
تْ به ثغرة ُ الأمورِ المهمَّهْ
يزنُ الراسيات حلما فإن كفَّ
يدا بالقناة أنكر حلمهْ
يكتفي في الدجى بشعلة عيني
ه ويكفي الحسامَ إن شهرَ اسمهْ
وإذا أخدج النساءُ تمطَّتْ
عنهُ في المنجباتِ أمٌّ متمَّه
درجوا طيّبي الحديثِ وبقَّوْ
ك على شعثِ مجدهم لتلُمَّهْ
وإذا كنت عقبَ ميتٍ فلم تع
فُ له آية ولم تبلَ رمّهْ
لا خلتْ منك أربعُ الدهر تحيى
ذكره دارسا وتحفظ رسمهْ
وفدى تربَ أخمصيك بعيني
ه أصمُّ الأذنين إن سيلَ أكمهْ
مات هزلا بالذمّ واللؤم حتى
أسمن البخلُ ماله وأجمَّهْ
يتمنى أثوابَ فخرك عريا
نَ ومن للحليق يوما بجمّهْ
أبصرتْ مقلتاك طرقَ المساعي
وهو يعمى عن ضيقهنَّ ويعمهْ
ونسبتَ الجبالَ وهو يداري
نسبة ً مستدقَّة ً مسترمَّهْ
أنا من قيَّدَ الهوى لك والو
دَّ بحبلٍ لا يملكِ الغدرُ فصمهْ
حبَّبتني لك الأيادي الفسيحا
ت فأسمحتُ والعطايا الضخمهْ
وحلتْ لي طعوم أخلاقك الغرِّ
وكم صاحبٍ تمرَّرتُ طعمهْ
بك جاريت من يروّض وحارب
ت زماني من بعد ما كنت سلمهْ
وتيقَّنتُ أنّ لي ناصرا يد
فع دوني في صدرِ كلّ ملمَّهْ
لم تزل بي تختصُّ كلَّ مكانٍ
من فؤادي حتى ملكتَ أعمَّهْ
طاهرٌ طاهر من الغشِّ لم يس(82/23)
بق إليه ريبٌ ولم تسرِ تهمهْ
غير أنّ الجفاءَ مستترٌ في
ه ومعطٍ معناه ما يفسد اسمهْ
كلَّما قلتُ ينصف الوصلَ أمضى ال
هجرُ من جوره على القلب حكمهْ
فنواحي الهوى وثاقٌ مصونا
تٌ وفي جانب التواصل ثلمهْ
والقوافي مستسقيات فهلاَّ
نزلتْ في بيوتهنّ الرحمهْ
كلّ حسرى الجبين عارية ِ الجس
م فمن ذا أحلَّ هتكَ الحرمهْ
ومتى تكسهنَّ من عرض ما تل
بسُ تشفِ الصدى وتجلُ الغمّهْ
إنما السيف زبرة ٌ وحليُّ ال
جفنِ يلقى حسناً عليه ووسمهْ
ربَّ وافى الجمالِ قد زاد فيه
رونقٌ في قميصهِ والعمَّهْ
خذ من العيدِ ناعمَ البال والني
روزِ سهما يسنى لك اللهُ قسمهْ
وتجلببْ من السعادة ثوباً
يسحبُ الفخرُ ذيلهُ أو كمَّهْ
كلما شذَّ عنك فائت حظٍّ
نمنت ذمّة ُ المقادير غرمهْ
فلقد فتَّ غاية َ المدح حتى
كادَ مدحيكَ أن يكون مذمَّهْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> راشَ نبالا في جفنه ورمى
راشَ نبالا في جفنه ورمى
رقم القصيدة : 60296
-----------------------------------
راشَ نبالا في جفنه ورمى
ظبي بجمع ما راقبَ الحرما
بحيثُ كفّارة القنيصِ من ال
وحش دمٌ طلَّ للأنيس دما
شنَّ مغيرا على القلوب فما
ينهض ثقلا منها بما علما
يا قرّبَ اللهُ يومَ تقصي الدُّمى ال
بيضُ ظباءً بمكة ٍ أدما
أسهمهنَّ اللّصوقُ بالنسب الضَّ
ارب في يعربٍ وإن قدما
إذا اعتزى باللسان منتسبٌ
سفرنَ ثم انتسبن لي فسما
أو سلِّم الحسنُ للبياض لما
عدَّ شفاءً بين الشفاه لمى
قل بمنى ً إن أعارك الرشأُ ال
نَّافرُ سمعا أو قلتَ ما فهما
تحصبُ يا رامي الجمارِ بها ال
أرض فقلبي لم يشتكِ الألما
نحّاك قلبٌ لا يحسن الصفحَ عن
جرمٍ ووجهٌ لا يعرف الجرما
بأيِّ دينٍ لم تلوِ يومَ منى ً
وأي دينٍ عليك قد سلما
كادت قريشٌ ترتدُّ جاهلة ً
لما تمثّلتَ بينهم صنما
أستخلفُ الله والضّنا كبدا
ضامنها ما وفى وما غرما
يا لزماني على الحمى عجبا
أيُّ زمان مضى وأيُّ حمى
كان الهوى والشبابُ نعم القري(82/24)
نان وكان الشبابُ خيرهما
يرمي بعيدا وإن أساء له
دهري ففوادى منه ما سلما
شبَّ عليَّ المشنيبُ بارقة ً
كان شبابي لنارها فحما
لو صبغتْ بالبكاء ناصلة ٌ
دام شبابي مما بكيتُ دما
قامت تألَّى ما شاب من كبر
خنساء برَّتْ وأكرمتْ قسما
لا تسألي السنَّ بالفتى وسلى ال
همَّ وراءَ الضلوع والهمما
كم عثرة ٍ لي بالدهر لو عثر ال
هلالُ طفلا بمثلها هرما
ركوبي الدُّهمَ من نوائبه
بدّل شهبا من رأسيَ الدُّهما
طال ارتكاضي أروم إدراك ما
فات وأبغى وجدانَ ما عدما
أنشُد حظَّاً في أرض مهلكة ٍ
تخبط عيني وراءه الظُّلما
مقلقلَ الهمِّ بين هلْ وعسى
رجل المنى أو تسدَّ بي الرَّجما
إمّا تريني بعد اطرادي وتث
قيفي بجنب الكعوب منحطما
فالسيفُ لا يصدق الفضاءُ له
بالعين إلا ما فلَّ أو ثلِما
وإن تدبَّرت بعد بحبوحة ال
عزّ محلاًّ من الأذى أمما
يبلغني إمرة َ الأمير وإن
جار وحكمَ المولى وإن ظلما
فالماء قد يسكن السحابَ وين
حطُّ أوانا فيسكنُ الإرما
الله لي من أخٍ علقتُ به
أوثقَ ما خلتُ حبله انجذما
شدَّ يديه على َّ أعجفَ مع
روقا وخلَّى عني أن التحما
واصلني مصفرَّ القضيب فمذْ
رفَّ عليه غصنُ الغنى صرما
واعتاض عنّى كلَّ ابن دنيا أخي
حرصٍ يرى الغنمَ فضلَ ما طعما
ينكص عند الجلّى فإن أبصر ال
جفنة َ ملآى استشاط فاقتحما
لا ذو لسان يوم الندى ِّ ولا
مقياسُ رأيٍ إن حادثٌ هجما
مالك يا بائعي نقلت يدا
تأكلها عند بيعتي ندما
حلفتُ بالراقصات تجهد أع
ناقا خفوضا وأظهرا سنُمُا
تحسبُ أشخاصها إذا اختلطتْ
بالأكم الوقصِ في الدجى أكما
كلّ تروك بالقاع سقبا إذا
لوتْ إليه خيشومها خرما
تحملُ شعثاً إذا همُ ذكروا
ذخيرة َ الأجر غالطوا السأما
حتى أناخوا بذي الستور ملبِّ
يين بأرضٍ كادت تكون سما
لأنجبتْ بطنُ حامل ولدتْ
محمدا وابنَ أمَّه الكرما
يا أرضُ فخرا أخرجتِ مثلهما
نعمْ تملَّى ْ محسودة ً بهما
واعتمدي منهما مباهلة ً
على عميدِ الكفاة ِ فهو هما(82/25)
خيرُ بنيك الفحولِ من سلَّم ال
أمر له شيبهم وما فطما
وهبَّ مضمومة ً تمائمه
بعدُ وتسويده قد انتظما
لم ينتظرْ بالوقار حنكتهُ
ربَّ حليم قد شارفَ الحلما
ما زال يُزرى بديهة ً بالرو
يَّات وينسي حدثانه القدما
حتى ظننا شبابه من وفو
ر الرأي شيبا في وجهه كتما
أبلجُ يحذيك سافرا خلقة َ ال
بدر وخيطَ الهلال ملتثما
يدير في الخطب عينَ فتخاء لا
تعرف إلا من كسبها الطُّعما
لواحظٌ كلُّها نجومٌ إذا
كانت لياليه كلُّها عتما
يرمي بقلبٍ وراءَ حاجته
أصمع لا يستشير إن عزما
لا يسرع القولَ في سكينته
ولا ينزِّيه طارقٌ غشما
لو ركبَ العجزُ للعلوق به
ناصية َ البأسِ لم يجد لقما
سدُّوا به ثغرة ً من الملك لا
ينهضُ منها بانٍ بما هدما
واسعة ُ الفرج أعضلتْ زمناً
على الأواسي والداءُ ما حسما
فقام حتى استقام مائدها
باللّطف لا عاجزا ولا برما
لم يستعنْ ناصرا عليها ولم
يخجلْ وحيدا فيها ولا احتشما
حتى لقد أصبحتْ وقرَّحها
تعلك غيظاً وراءه اللجما
يقذى علاه مقصَّرٌ لحزٌ
لو قيّد الفضلُ زيدَ فيه عمى
لا تنطوي بنانه يبسا
وعرضه ليِّنٌ إذا عجما
يحسد منه نفسا سمت ويداً
إن نكصَ السيفُ أو غلت قدما
يلقي علاطاً على القراطيس لا
يبرُدُ عنقٌ بنارها وسما
يختم حرَّ الرقاب عانية ً
ما فضَّ من صحفها وما ختما
عاد بها السَّرجُ يحسد الدستَ وال
سيفُ وإن عزَّ يخدم القلما
نعمْ رعى الله للعلا راعيا
تسلم أطرافها إذا سلما
وزاد بشرا وجهٌ إذا نضبتْ
أسرّة ُ البدر فاضَ أو فغما
يشفُّ فيه ماءُ الحياءِ فلو
أرسلَ عنه اللثامَ لانسجما
من نفرٍ لم تنم تراتهمُ
ولم يسمْ جارهم ولا اهتُضما
وافين حلما وضيّقين إلى الس
ائل عذرا ما اشتطّ واحتكما
لا ينطقون الخنا ولا يثبت ال
ماشى بشرّ اليهمُ قدما
بيضُ المجاني خضرُ النّعال مطا
عيمُ إذا عامُ جوعة ٍ أزما
تعوّدوا الفوزَ بالسيوف إذا
تقادحوها مصقولة خذُما
إذا الوغى أشمطتْ رءوسَ بني ال
حربِ فلوا بالصوارم اللَّمما(82/26)
كلُّ غلام يرجى إذا اشتطَّ غض
بانَ ويخشى بكرا إذا ابتسما
من آل عبد الرحيم قد وصل اللَّ
ه لبيتيه بالعلا رحما
بنتْ عليه قبابُ فارسَ أف
لاكا رسى أصلُ عزِّها وسما
مجدُ قدامى وخير مجديك ما اس
تسلف صدرَ الزمان أو قدُما
يا سرحة ً من ثمارها حسبي
لا خفرتك البروقُ ذمَّة َ ما
التفَّ عيصي بعيصكم فغدا
ودّي خليطا بكم وملتحما
حرَّمتموني على السؤال فما
أحفلِ أعطي المسئولُ أو حرما
وصار تربي الريَّانُ يضحك إن
أبصر ترباً يستسمح الدَّيما
فما أبالي أجارَ أم عدل ال
رِّزق بأيمان غيركم قسما
كنتُ جموحا على المطامع لا
يلفتُ رأسي مالٌ ثرى ونمى
تحت رواق القنوعِ لو هجر الرِّ
يقُ لثاتي لما شكوتُ ظما
لا يطمع الدهرُ في رضاي ولا
يسخطني إن آلام أو كرما
وكلُّ سامٍ رامٍ بهمّتهِ
يرى مديحي كما يرى العصما
فرضتموني بألسن وبأخ
لاقٍ ليانٍ أصبحن لي لجُما
فكلُّ راقٍ منكم بنفثتهِ
لم يبقِ منّى بحبّه صمما
درّبتموني يدا بأن أقبلَ الرِّ
فدَ وأن أمدح الرجال فيما
فسحتمُ في مضيقِ صدري وأف
صحتم لساني من طول ما انعجما
فمن جداكم عندي ونعمتكم
أنِّي تعلمتُ أشكرُ النِّعما
وكلّما آد دينكم عنقي
قضيتكم عن فروضه الكلما
كلّ شرودٍ لا تشتكي عضَّة الدَّ
هر إذا أنصبتْ ولا الخُزما
تجري بأوصافكم كما يقطع السّ
يلُ بطنَ الوهادِ والأطما
في كلّ أرض لمجدكم علمٌ
ونارُ مجدٍ قد أركبت علما
تنشر ما بين مشرق الشمس وال
غرب رياحاً لأرضكم فغما
والشأنُ في أنها بواقٍ على الدَّ
هر إذا كان أهلهُ رمما
ملأتُ فيكم بها الطروسَ وما
تشكو كلالا يدي ولا سأما
قد شرعتْ مذهبا لكم نسخَ الشِّ
عر على المحدثين والقدما
لو نبشتْ عن صدى زهيرٍ زقا
يحلفُ أن قد فضّلتمُ هرما
فاقتبسوا من جلالها سيرَ ال
أمثال فيكم وطالعوا الحكما
أو لا تبالوا إذا هي انعطفت
لكم بشعر إن صدّ أو صرما
راعوا لها حرمة التقدّم وال
ودّ وضمّوا أسبابها القدما
ووفِّروا حظَّها لمجتهدٍ
أكَّد فيها الحقوقَ والذِّمما(82/27)
مستبصر القلبِ واللسانِ فما
يقول فيكم إلا بما علما
عقدكمُ لي أصحُّ من أن يرى الن
اسُ بحالي في ملككم سقما
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> مالك لا تطرب يا حادي النَّعمْ
مالك لا تطرب يا حادي النَّعمْ
رقم القصيدة : 60297
-----------------------------------
مالك لا تطرب يا حادي النَّعمْ
أما سمعتَ قولَ خنساءَ نعم
أصخرة ٌ قلبك أم أنت عصاً
لا تنثني أم بك وقرٌ من صممْ
عدْ برذاياك الطِّلاحِ بدّنا
وراخ من حبلها وارعَ ونمْ
قد أنستْ خنساءُ شيئا وارعوى
نفارها ووصلتْ بعد الصَّرمْ
وقد تحدَّثنا على كاظمة ٍ
بنافثِ السحرِ حديثَ ذي سلمْ
تذكرة ً من الهوى وسرّهِ
نامَ العدا ونمّ عنها ما كتمْ
وليلة ٍ صابحة ٍ ما تركتْ
يقظتها للعين حظّاً في الحلمْ
بتنا نغنِّي بالعتاب ووفتْ
بسكرنا أوعية ُ العذبِ الشَّبمْ
وسفرتْ عن الوفاء أوجهٌ
نواعمٌ بالغدرِ كانت تلتثمْ
يا حبذا ليلُ الغضا وطوله
تمّت لنا أقماره ولم تتمْ
وخلسٌ من لذَّة ٍ ما نقعت
كلَّ الصدى ولا شفت كلَّ القرمْ
من لي بيومِ الوصل أو ساعته
لو دام لي بحاجرٍ ما لم يدم
أبارقٌ على الحمى أم شارقٌ
أم شمتَ من صبابتي ما لم تشمْ
يا صاحبي لو شئتَ لعلمتَ لي
منْ موقدُ النار على رأسي العلمْ
وهل أثيلات الغضا كعهدنا
ظلائلٌ تضفو وسوقٌ تلتحمْ
أنتَ ابنُ عزم الليل إن صحبتني
على تباريح الكلالِ والسأمْ
وإن ركبتَ خطر البيد معي
ركوبَ من لا يستشير إن عزمْ
كم القعودُ تحت أدراج الأذى
فرصة َ من ضام ونهبَ من ظلمْ
تعدُّ كلّ راحة ٍ قناعة ً
وفي القنوع راحة ٌ ما لم تضمْ
اهجمْ على الأمر إذا اتقيته
وقم إذا قالت لك العلياءُ قمْ
ولا تقلِّم ظفريك رابضا
إن الليوثَ أسراءُ في الأجمْ
إن لؤم الشّقّ الذي تحلُّه
فملْ إلى شقّ الوفاء والكرمْ
قد وضح الفجرُ فأيّ عذرة ٍ
لابن السّرى في خبط عشواءِ الظُّلمْ
وعدلتْ كفُّ أبي القاسم في ال(82/28)
جود لا تحفل بجور من قسمْ
بالصاحب استذرت إلى ظلالها
شتائتُ الفضل وشذَّان الكلمِ
ونشلَ المجدُ التليدُ نفسه
منتصرا من كفّ كلِّ مهتضمْ
وقرَّ كلُّ قلقٍ لرزقه
وقام ميت الجود من تحت الرَّجمْ
وانشعبت فلائقٌ مصدوعة
في الملك ما كانت فطوراً تلتئمْ
أبلجُ تلقى البدرَ منه حادراً
فضلَ اللثام والهلالَ ملتثمْ
مباركُ الشيمة ِ يورى وجهه
في الحادثاتِ قبساً وهي عتم
يهدي لأبناءِ السؤال بشرهُ
نخبة َ ما تهدي إلى الروض الدِّيمْ
توعَّدَ اللوّامَ في الجود فلو
جادَ بما خلف الضلوع لم يلمْ
كأنما عاذله على الجدا
مجتهدٌ يحثو على النارِ الفحمْ
قال له العافون قلْ مالي سدى ً
فقالها ولم يقل كيفَ ولمْ
لم يعترقْ بنانهُ ندامة
على الندى ولا ندى ً مع الندمْ
كم دولة ٍ قيدَ به ريّضها
ونعمة ٍ شبّت على رأس الهرمْ
قد عاهدوه فوفى وعالجوا
برأيه الداءَ العضالَ فحسمْ
وجرّبوه فارسا وجالسا
يومَ الوغى ويومَ يلقون السَّلمْ
أنصحهم جيبا وأمضاهم شباً
والسيفُ نابٍ والشقيقُ متَّهمْ
تحلَّم الدهرُ على تدبيره
والدهرُ ممسوسٌ به جنُّ اللَّممْ
وجمَّع الأمر الشَّعاعَ حزمه
وأضلع الخيل يقطِّعنَ الحزمْ
أملسُ أنبوبِ الفخارِ لم تشنْ
قناتهُ معرّة ٌ ولم تصمْ
من طينة ٍ بيضاءَ صفيَّ مجدها
تنخُّلُ الدهر وتصفيقُ القدمْ
مشى بنوها فوق هاماتِ العلا
وسبقوا بالفضل أسلاف الأممْ
بيتٌ على الثروة ِ لولا عزُّه
ما دانت العربُ قديما للعجمْ
أعلامُ هذي الأرض فيهم وبهم
جرية ُ هذا الماءِ والنارُ لهمْ
يفديك يا بن الأكرمين وادعٌ
لا تتصبَّاهُ عليَّاتُ الهممْ
راضٍ من الهونِ ومن عجزِ المنى
بما اكتسى منتفحا وما طعمْ
يعجبه اسمٌ ليس من ورائهِ
معنى ً إذا ما هو بالعليا وسمْ
لم يدرِ من أين أتى سؤدده
فهو غريبُ الوجه فيه محتشمْ
رامك بغيا ورماك حسدا
فعاد غربُ السهم من حيث نجمْ
أيقظَ منك الصِّلَّ ثمّ هوَّمتْ
عيناه يستجدي علالات الحلمْ
ومدّ باعا لا ذراعَ فوقها(82/29)
ولا بنانَ ليباريك رغمْ
فانظر إليه واقعا بجنبه
مصارعَ الغدرِ وعثرات الندمْ
يعلمُ أنْ لو سلمتْ ضلوعه
منك من الغلِّ لقد كان سلمِ
لا نفَّرتْ عنك الليالي نعمة ً
وطالما آنستَ وحشيَّ النِّعمْ
ولا وجدتَ من عدوّ فرصة ً
إلا عفوتَ ولو اشتدّ الجرمْ
وطلعَ النيروز بسعوده
عليك جذلانَ إليك مبتسمْ
رسول ألفٍ مثلهِ يضمنُ أن
يوفيك الأعدادَ منها ويُتّمْ
يومٌ أتى في الوافدين قائما
مع القيام خادما بين الخدمْ
فاقبله واردده إلى موفده
مكرَّما قد فاز منك وغيمْ
عقدتُ حبلي مذ عرفتُ رشدي
بكم فما خان يدي ولا انفصمْ
وعشتُ فيكم شطرَ عمري باسطا
يد الغنى أدفع في صدر العدمْ
لا تطمعُ الأيام في تهضُّمي
ولا أخافُ زمني ولو عرمْ
وكنتَ أنتَ ناشلي ورافعي
من خفضة الحال إلى العزّ الأشمْ
وغارسي من قبل أن تمسَّني
يدٌ وساقى غصني قبلَ الدِّيمْ
وخاطبا من فكري كرائما
تبذلُ في مهورها أغلى القيمْ
كلّ فتاة عندها شبابها
وعندكم مفضوضُ ما منها ختمْ
لم يكتب الراقي لها عطفا ولم
تعقدْ لها خوفا من الغدر الرَّتمْ
قد ملأتْ بوصفكم عرض الفلا
وطبّقت أقاصى الدنيا بكمْ
منحتكم فيها صفايا مهجتي
جهدَ زهيرٍ قيل في مدح هرمْ
فلا نضع تلك الحقوقُ بينكم
ولا تخبْ عندكمُ تلك الذِّمم
ولا تحِلّوا بسواكم حاجتي
وكلُّ رزق في ذراكم يقتسمْ
ضمّوا إليكم طرفيَّ إنه
لا يطردُ العارُ بمثل أن أضمْ
وحرِّموا صيدى أن يقنصني
سواكمُ صونَ الحمام في الحرم
واحتفظوا بي إنني بقية ٌ
تمضي فلا يخلفها الدهرُ لكمْ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ظنَّ غداة َ الخيف أن قد سلما
ظنَّ غداة َ الخيف أن قد سلما
رقم القصيدة : 60298
-----------------------------------
ظنَّ غداة َ الخيف أن قد سلما
لما رأى سهما وما أجرى دما
فعاد يستقري حشاه فإذا
فؤاده من بينها قد عدما
لم يدرِ من أين أصيبَ قلبه
وإنما الرامي درى كيف رمى(82/30)
يا قاتلَ الله العيونَ خلقتْ
جوارحاً فكيف صارت أسهما
وراميا لم يتحرَّجْ من دمي
مقتنصا كيف استحلَّ الحرما
أودعني السُّقم ومر هازئا
يقول قم فاستشفِ ماءَ زمزما
ولو أباح ما حمى من ريقه
لكان أشفى لي من الماء اللَّمى
يا بأبي ومن يبيعُ بأبى
على الظما ذاك الزَّلالَ الشَّبما
كأنّما الصهباءُ في كافوره
سحرية ٌ وجلَّ عن كأنَّما
يا نافض البطحاء يبغى خبرا
إن هو أدّاه إليّ غنما
سل بانة الوادي إذا تأوّدت
عن ظبية من القضيبُ منهما
وأين سكّانالحمى من ولهي
بعدهمُ سقيا لسكّان الحمى
توهّموا أن الفراقَ سلوة ٌ
عنهم فلا أحللتُ من توهَّما
وأنَّ عيني ملئت من غيرهم
إذ منعوا إذنْ رأت عيني العمى
قالوا توخَّ الأجرَ واصبر طامعا
والحظ في الهيفاء مع من أثِما
لام ولا يعلمُ فيها ناصحُ
مجتهدٌ أغرى بها لو علما
قال اكنِ عنها فاسمها علامة ٌ
رضيتُ فيها أن أكون علما
اضممُ يدا على الحبيب ما وفى
ضميره واصلَ أو تصرَّما
ولا تدعْ حلَّة َ يومٍ لغدٍ
يأتي بأخرى فالهوى ما قدما
قد غمزَ الدهرُ بنابيه على
عودي فلا خرَ ولا تحطَّما
وفرَّني ريبُ الزمان قارحا
وجذعاً فما أطعتُ اللُّجما
يحكم في حظِّي ما شاءَ فإن
مرَّ بعرضي لم أكن محكَّما
لم تأكل الأيام وفري عسلا
إلا رأت مضغة َ لحمي علقما
حملتُ مجبوبَ الجنوب ظالعا
منها الذي أعيى الجلالَ المقرما
إذا أتى اليومُ بشرٍّ عابسٍ
لقيتهُ منافقا مبتسما
خبرتُ حظّي فسواءٌ سفه ال
دهرُ عليّ عامداً أو حلما
وكيف يرجى النَّصفُ من محكَّم
يعرفُ إلا العدلَ فيما قسما
ومن كريم الصبر عندي أسوة ٌ
بمعشرٍ يعلمون الكرما
هم طرقوا بسودها وحمرها
نوائباً خرساً وخطبا أعجما
فلم يكن للريح وهي عاصف
أن تستلينَ منكبيْ يلملَما
تسربلوا الحزم لها واتخذوا
فيها العزاءَ للعلاء سلَّما
وأقبلوها أوجها بائحة
بالبشر فيها ونفوسا كتُما
حتى رأى الأعداءُ فيما سلبوا
من نعمٍ أن قد أفيدوا أنعما
أسرة مجدٍ لا يرونَ فائتا(82/31)
من وفرهم والعرضُ باقٍ مغرما
كأنّ ما ينقص من أعدادهم
ومالهم زيَّدهم وتمَّما
إن مات منهم سيَّدٌ قام له
منهم شبولٌ يخلفون الضَّيغما
تزاحموا على العلا واقترعوا
على الندى فانتصفوه أسهما
وارتكضوا يجنِّبونَ الأسدَ في ال
غاباتِ أو يبخِّلون الدِّيما
كلُّ غلام ذاهبٌ بنفسه
حيثُ مضى المجدُ به ويمَّما
إذا أبى طارت به حميَّة ٌ
علويَّة ٌ أقربُ برجيها السما
فإن خبت شمسُ نهارٍ منهمُ
غطُّوا الدجى أهلّة ً وأنجما
أراكة ٌ عبد الرحيم عرقها
ثمَّ زكى الفرعُ الكريمُ ونمى
وكان من ثمارها لما علت
أبو المعالي مورقا ومطعما
كان فتاها مرضعا وكهلها
مثغَّرا وشيخها محتلما
وتاجها المعصوبَ وسوارها
إن رفعتْ رأسا ومدّت معصما
صبا لأصوات العفاة سمعه
كأنما يؤنس منها نغما
واستصغروا الدنيا فلو جاد بها
موهوبة ً لم يعتقبها ندما
أوجعُ من ضمٍّ على جمر الغضا
في حسّه كفٌّ تضمُّ درهما
تعلَّم النسيمُ من أخلاقه
حتى صفا والغيثُ حتى كرُما
لو أسخطتك يده وحوشيتْ
أرضاك أو زادك وجها وفما
إذا افتقدتَ نصره لغاية ٍ
داس لها النار وخاضَ الفحما
لله أنتَ مقبلا على الندى
بوجهه والدهرُ قد تجهَّما
وقائما فداعما بيده
ماثلَّ من عرش العلا وهدما
أجدبتِ الحال فلم تأسَ غنى ً
نفسٌ أكنتَ واجدا أو معدما
أو لم تسعْ مالا فأوسعتَ به
بشرا فكنتَ مانعا ومنعما
وخبثتْ سرائرٌ فلم تكن
لله في تدبيره متَّهما
لا جرما وإن ذوتْ دولتكم
لترجعنَّ غضَّة ً لا جرما
لا بدّ أن يجمع حظٌّ شاردٌ
ضلَّ وان يقلعَ دهرٌ أجرما
وأن تحنَّ نعمة ٌ قد فارقتْ
أوطانها حتى تعودَ أنعما
إذا سلمتم أنفسا وحسبا
فقد سلمتم نشبا ونعما
فإن أصاب فرصة ً بشمتهِ
عدوُّكم فطالما قد رغما
توقَّعوا عودَ إيابِ عزّكم
وليتوقَّع غيظه المضرَّما
كأنني من خلل الغيبِ أرى
شمسَ الضحى تفتقُ هذي الظُّلما
عيافة ٌ ما كذبتني فيكمُ
قطّ ولا زجرتُ منها أشأما
وواعدٌ من الأماني لم يكن
خالا ولا ضاغثتُ منه حلما(82/32)
فاسمع لها بشارة ً من صادقٍ
صحّ على السَّبر لكم وسلما
لم يزوِ وجها عنكمُ وقد هفا ال
دَّهرُ بكم ولا أزلَّ قدما
ولا ونى مكاشفا عدوُّكم
بمدحكم معْ كونه محتشما
لا يرهبُ القاهرَ من سلطانه
ولا يبالي سيفه المنتقما
وكيف أخشى الأمرَ واللهُ معي
يعلم أنّى فيه أرعى الذمما
وحرّة من الكلام سهلة
ليست على كلّ فمٍ تكلَّما
يحذرُ منها العصمُ فرطَ خدعي
يا للرجالِ من يحطُّ العصما
أشقى بمعناها ويحظى معشرٌ
ينتحلون اسما لها مقتسما
هل نافعٌ لي حسنُ إفصاحي بها
إذا غدا حظّي بها مجمجما
جاءتك في حبيرة ٍ تسحبها
سحبَ اليماني برده المسهَّما
فاجتليها كما اجتليتَ قبلها
بكرا فضضتَ عذرها وأيِّما
يلقاك وجهُ المهرجان سافرا
عنها ويلقَ معشرا ملثَّما
واسلم لألفٍ مثلها في مثله
تعدُّها مواليا منتظما
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> انظرْ معي فهي نظرة ٌ أممُ
انظرْ معي فهي نظرة ٌ أممُ
رقم القصيدة : 60299
-----------------------------------
انظرْ معي فهي نظرة ٌ أممُ
أعلمُ السفحِ ذلكَ العلمُ
أنت برئ مما تشبِّهُ ال
عينُ وطرفي بالدمع متَّهمُ
يطربني اليوم للمنازل ما
أسأر عندي أيّامها القدمُ
ويطَّبيني على فصاحة ِ شك
واي إليها ربوعها العجمُ
عليّ يا دار جهدُ عيني وما
عليّ عارٌ أن تبخلَ الدِّيمُ
لكِ الرضا من جمام أدمعها
وذمُّها إن سقى ثراكِ دمُ
أما وعهدِ الغادين عنك وأش
جانٍ بواقٍ لي فيكِ بعدهمُ
وما أطال الصِّبا وأعرضَ من
عيشٍ كأن اختلاسه حلمُ
وسرَّ حبٍّ قد سار عندك في
أمانة ِ التُّرب وهو منكتمُ
ما كان ما قاله المسرُّون عن
ريم وعنّى إلا كما زعموا
هل هو إلا أن قيل جنَّ بها
نعم على كلّ ما جنتْ نعمُ
كفى بلوم العذّال أنهمُ
عابوا فقالوا بضدّ ما علموا
وأنّ شقّ العصا لهمْ ولها
طاعة ُ قلبي تقضي وتحتكمُ
ليت الذي لام في الغرام بها
مكانَ داست من نعلها القدمُ
آهِ لبرقٍ بجنبِ كاظمة ٍ
هبَّ فقالوا هيفاءُ تبتسمُ
وطارق زار يركب الشُّقَّة ال(82/33)
طولى وليلي بحاجر فحمُ
يستكتم الليلَ وجههُ وسرى ال
أقمارِ مما لا تكتمُ الظُّلمُ
فكان منّى مكانَ يرتقبُ ال
خليعُ تحت الدجى ويحتشمُ
بتنا وأطواقنا يدٌ ويدٌ
ورسلُ أشواقنا فمٌ وفمُ
يلفُّني الغصنُ أو تضاجعني ال
دُّمية ُ أجني طورا وألتزمُ
حتى إذا الفجرُ كان خيطين أو
كادت عقودُ الجوزاء تنفصمُ
غارت على أختها الغزالة ُ فاس
تيقظتُ لا بانة ٌ ولا صنمُ
عادٌ من الدهرِ مرَّة ً إن وفا
خانَ وإنْ منَّ عادَ ينتقمُ
ما أشبه الناسَ بالزمان وما
أقلَّ فرقا بالغدر بينهمُ
كنتُ ألوم الإخوان شيئا إذا ال
تاثوا وأشكوهمُ إذا صرموا
وأحسب البخل والسماحة ُ لي
غاية َ ما العقوق عندهمُ
فاليوم لثمى في ظهر كلّ يدٍ
ليس دمي من بنانها العنمُ
يا دينَ قلبي من مالكين له
بالودّ حلفُ الشقاء عبدهمُ
يحفظهم خائنين عهدي ودا
نين وفي وجدهم وإن عدموا
وهم جفاءً عليّ أفئدة ٌ
صخرٌ وجورٌ صرفٌ إذا قسموا
لا نوبُ الدهرِ حينَ تطرقهم
تنصفني منهم ولا النِّعمُ
عندهم الغدرُ بي على القلِّ وال
كثر وعندي الوفاءُ والكرمُ
لي بعضهم غيرَ خالصٍ ولمن
دامجهم خالصين كلُّهمُ
بين فؤادي فيهم وبين فمي
شواجرٌ في الحفاظ تختصمُ
فالقلبُ فيهم خالٍ من الذمّ وال
يعتبُ عليهم فيَّ يزدحمُ
يا ربِّ هب لي يقظانَ منهم إذا
ناموا وعدلا في الود إن ظلموا
واسمح لنفسي بحفظ نفسابن أ
يُّوبَ فما ذاك في الإخاء همُ
أبلج خاضت بي الدجى غرّة ٌ
منه وداست بيَ العلا قدمُ
برٌّ وحظّي المقسومُ لي من بني
أمّى عقوقٌ ومن أبي يُتمُ
فاستنصرته ليَ العلا فوفتْ
كفٌّ يمينٌ وصارمٌ خذمُ
وقام دوني لا عامل الرمح مر
دود ولا السابريّ منحطمُ
تأبى له نفسه وطينته
أن يتقاضى أو تخفرَ الذِّممُ
وشيمة ٌ حرة مضى معها
والمرءُ حيث ارتمت به الشيمُ
لا طائش الحلم إن هفا الطيشُ بال
نَّاس ولا ضيِّقٌ إذا برموا
من معشر يشكرون إن رزقوا
أو يحسنون الظنونَ إن حرموا
قروم دنيا يغشون شدّتها
مساكنا لا تلينها القحمُ(82/34)
كل عتيق البزول ملتحم ال
جلبة ِ تعيا برأسهِ الخطُمُ
لا يملك الرحلُ أكلَ غاربهِ
ولا يعفِّي أوبارهُ الجلمُ
شادوا على مجدهم بيوتهمُ
وما بنى المجدُ ليس ينهدمُ
لا عطِّلتْ منك سبلُ سؤددهم
تنهجُ آثارها وتلتقمُ
ولا عدمتَ الفضلَ الذي شهدتْ
لك العلا فيه أنك ابنهمُ
واستقبلتك الأيّام تجبرُ من
جراحها سالفا وتلتحمُ
تسفر عن أوجه السعود التي
كانت حياءً بالأمس تلتثمُ
يشفعُ في ذنبها إلى عفوك النَّ
يروز فاصفح وإن طغى الجرمُ
فاقبل ضماني فإنها لك بع
د اليوم فيما ترومُه خدَمُ
واسمع على الاختصار طارقة ً
لها طوالا سوالفٌ قُدُمُ
أخَّرها الدهرُ عن بلوغ مدا
هنَّ وهمٌّ ماتت له الهممُ
ونوبٌ تلجمِ الفؤادَ إذا ال
ألسن كفَّتْ غروبها اللجمُ
والقولُ يُجنى من القلوب فإن
غاضَ دمُ القلبِ صوَّحَ الكِلمُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يلومُ عليكِ لا عدمَ الملامهْ
يلومُ عليكِ لا عدمَ الملامهْ
رقم القصيدة : 60300
-----------------------------------
يلومُ عليكِ لا عدمَ الملامهْ
صحيحُ القلب غرّته السلامهْ
أبى لؤمُ الطباع له ولوعا
بمثلكِ أو ضلوعا مستهامهْ
ولم تنبلهُ باللّحظات عينٌ
ولم تطعنه بالخطرات قامهْ
ولا ماتتْ له نفسٌ وعاشت
مرارا بالرحيل وبالإقامهْ
وما يدريه ما نزواتُ صدري
إليكِ وما الذي استدعى غرامهْ
وما سرٌّ ملكتِ قيادَ قلبي
به فمضيتِ آخذة ً زمامهْ
وهل وصلفتكِ أعجازُ الليالي ال
طوالِ له أعوادُ البشامهْ
وأوسعه الإهانة َ ثم يفضي
إلى اسمكِ بي فأوسعه الكرامهْ
سقى عهدَ الطُّويلع ما تمنّى
زمانٌ أن تصوب له غمامهْ
وعيشا بالجريب وأيّ عيش
وددتُ وما انقضى لو كنت هامهْ
وليلا بدره لم ينضِ عشرا
غرمتِ وقد سفرتِ لنا تمامهْ
وليتَ ونابلُ الأيام رامٍ
يصيب بنا المنى أيامَ رامه
أسائل بان دومة َ عن فؤادي
وقد أودعته سمرَ اليمامهْ
وكيف بمهجة ٍ أمست بنجدٍ
مضلَّلة ً وتنشد في تهامهْ
من الساري تجدُّ به بنجدٍ(82/35)
أضاليلُ السُّرى عقبَ السآمهْ
إذا وخزتك أنفاس الخزامى
فهبَّ لنا ابنُ ليلٍ كان نامهْ
فخذ حدّ الأثيلوقل سلامٌ
على بيت عقيلته سلامه
وما الظبياتُ سارحة ً وربضا
ولا الأغصانُ ميلا واستقامهْ
بمن أعنى الكنى عنه ولكن
بكلٍّ من محاسنها علامهْ
أمنها والكواكبُ جاثماتٌ
خيالٌ لم يمتّعنا لمامهْ
سرتْ والشهرُ قد أرمى ثلاثا
على العشرين خائضة ً ظلامهْ
على غررٍ وساعة َ لا طروقٌ
ألا ما للجبان وللصرامهْ
فحيّت واقعين على الولايا
نشاوى لم تنشِّهم المدامهْ
فواقا ثم طار الصبحُ منها
مجفَّلة ً بقادمتيْ نعامهْ
تقولُ خف الوشاة َ وإن ألمُّوا
بفاطمة ٍ فقل طرقت أمامهْ
ومن لي أن يتمّ غدا جحودٌ
وحولي من عتيرتها قسامهْ
ألا هل رقية ٌ من مسّ دهرٍ
خفيِّ الكيد شيطانِ العرامهْ
يخاتلني الزمانُ فلستُ أدري
بأيّ جوانبي أنفى سهامهْ
وحظٍّ لو سألتُ بلال ريقى
عبابَ البحر صاعبني مرامهْ
يريد الرزقُ أن أدلى عليه
بذلٍّ أو يقال الحرصُ ضامهْ
وليست قطرة ٌ من ماء وجهي
حرى ً أن أستدرّ بها جمامهْ
وأعذل في القناعة أن حبتني
وباعتني الضئولة َ بالوسامهْ
وكم ذي شارة ٍ معناه رثٌّ
وأشعثَ بين طمريهِ أسامهْ
سيغشم قائدُ الأطماع عنقي
بأنفٍ لا يلين على الخزامهْ
وينصرني وإن ضعفَ اصطباري
وقد تحمى البنانة ُ بالقلامهْ
وأروعُ لا يُحلُّ الخطبُ منه
معاقدَ حبوتيه ولا اعتزامهْ
صليب العود يغمزُ جنب رضوى
ولم تدرك غوامزه العجامهْ
إذا ضاقت رحابُ الرأى جاءت
بصيرته ففرَّجت ازدحامهْ
تريه عواقبَ الأمر المبادي
ويبصر ماوراء غدٍ أمامهْ
وقورٌ لم يخض لغوا بفيه
ولم يسدل على غزل قرامهْ
تحمِّله فينهضُ مستمرّاً
مليّاً بالحمالة والغرامهْ
إذا نكص الرجالُ مضى جرياً
كأنّ مميلَ أقوام أقامهْ
أغرَّ ترى الهلالَ يتمّ بدرا
إذا أبصرتَ منحدرا لثامهْ
تودّ كواكبُ الجوزاء لو ما
تكون إذا امتطى سرجا لجامهْ
وإن ركب السريرَ وزيرُ ملك
رأيت التاجَ تشرفهُ العمامهْ
ومبهمة ٍ مذكَّرة زبونٍ(82/36)
تخال شرار جاحمها ضرامهْ
ملبدة ِ الجوانب أمِّ نقع
ترى البيضاء منها مستضامهْ
يحاذرها الحمامُ إذا تداعت
بها الأبطالُ تحسبها حمامهْ
كفاها غير معتقلٍ قناه
ولا متسربلٍ حلقاتِ لامهْ
يشيمُ لحسمها قلما نحيلا
سمينَ الخطب تحسبه حسامهْ
يناط الملكُ من شرف المعالي
بمندمج القوى ثبتِ الدِّعامهْ
كلوءِ العين يحمي جانبيه
إذا ذعرت مشلَّلة ً سوامهْ
تكفَّله فتى ً يفعاً وكهلا
وفي الودعاتِ لم يبلغ فطامهْ
فلم يسلم لخابطة ٍ جناه
ولم يترك لخائطة ٍ نظامهْ
وكان متى تعبه بدار صيدٍ
بنائقه يحلَّ بها حرامهْ
دعا الكافي الخطير لها فلبَّى
أزلّ يشدُّ للجلَّى حزامهْ
سألتُ فما حلبتُ به بكيا
ولا استمطرت صائفة ً جهامهْ
ولكن جادمحلولَ العزالى
إذا بدأ الحيا أدلت عصامهْ
كريم البشر تحسبُ وجنتيه
سماءَ الجودِ والبرقَ ابتسامهْ
إذا ما شاء أن يغريه يوما
بفرط البذل من يغريه لامهْ
يزيد الغمطُ نعمته سبوغا
ويقبلُ حبَّه العفوَ انتقامهْ
ينيلك وهو أصفر منك كفاً
كساقي الماء واستبقى أوامهْ
على دين الأكارم وهو خرق
يعدُّ الحمدَ أولى ما استدامهْ
وحبُّ الذكر خلَّى الذكرَ عند السَّ
موءل والندى عند ابن مامهْ
غرستَ بعقوتي نعما رطابا
مجانيها بشكري مستدامهْ
ووسَّعَ لي مديحك فضلَ صيت
ووصفُك لي وبرُّك بالكرامهْ
ولم تترك بعدلِ علاك بيني
وبين صروف أيامي ظلامهْ
فصنْ غرسا إذا لم يجز فعلا
على نعمى جزاك بها كلامهْ
بكلّ بعيدة ِ المسرى رفوعٍ
وهادَ القول خافضة ٍ إكامهْ
تحلَّق حين أرسلها فتمسي
رديفَ النجم سائمة ً مسامهْ
تبين بها عيوبُ الناس حتى
تخالَ على جبين الشِّعر شامهْ
لو ان لذي القروح البيتَ منها
لسرَّ ضريحه وسقى عظامهْ
لها وسمٌ على الأعراض باقٍ
بقاءَ الطوق في عنق الحمامهْ
تحلَّى صبحة َ النيروز منها
بعقدٍ لا ترى الدهرَ انفصامهْ
مبشِّرة ً بأنك ألفَ عام
ستدركه كما أدركتَ عامهْ
رحيبَ الملك ضخم العزّ صعبا
ذراك إن امرؤ بالبغى رامهْ(82/37)
بقاءً ما له أمد فيُخشى
عليه قاطعٌ إلا القيامهْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> من مبلغٌ عنّى وإن تعذَّرت
من مبلغٌ عنّى وإن تعذَّرت
رقم القصيدة : 60301
-----------------------------------
من مبلغٌ عنّى وإن تعذَّرت
عوفا وجارت بيَ في أحكامها
ومنعتني النَّصف وهو دينها
وبذلها من غير ما إعدامها
وطرحتْ بين منابذ الحصى
عهدي على المحفوظ من ذمامها
حيث اطمأنَّ الملكُ في قبابها
وضفت الدنيا على خيامها
وعلِّقتْ من أمرها ونهيها
بذروة العلياء أو سنامها
لاتتعدّى حكمها قبيلة ٌ
ولا نعدّيها إلى أحكامها
ألوكة ً إن سمع المجدُ بها
قام وكيلا ليَ في خصامها
وخجلتْ منها أسرّة ُ الندى
فردّت المحدورَ من لثامها
أبعدَ أن أرسلتها دوافعا
ينثالُ حشدُ السيل في ازدحامها
قاطعة ً بمدحكم عرضَ الفلا
بين مهاويها إلى آكامها
معلوطة ً بذكركم وسومها
في الخيل والإبل على وسامها
في سلمكم تتلى على كؤسكم
والحربِ بين بيضها ولامها
كلَّ لسانٌ أفصحت بشكره
أوابدُ القول على إعجامها
تسرُّكم وللعدا من غيظها
ما يؤلم الأطرافَ باصطلامها
لم يسمعوا لمجدكم بمثلها
في سالفِ الدنيا ولا قدّامها
تحسدكم فيها وتستغربها
ألسنة ٌ ما درنَ في كلامها
نبا بأيديكم مضاءُ حدّها
وطاش ما ريَّشتُ من سهامها
ورجعتْ قهقرة ً أبياتها
تبكي أياماها على أيتامها
أحللتم بغير مهرٍ بضعها
ظلما وإصرارا على حرامها
أبلغْ بما أرعتك من أسماعها
عطفا وما أولتك من أفهامها
فإن لوت صدّاً فقل لبحرها
والقمرِ المشتقِّ من غمامها
قف وسط ناديها فحيّ قائما
حبّا وإعظاما أبا قوامها
رسالة ً من كلفٍ بودّه
متيّمِ الأشواق مستهامها
راضٍ عن الإعراضِ والوصلِ به
وفي انطلاقِ الكف وانضمامها
وشاكرٍ ديمته إن مطرتْ
ليومها أو مطلتْ بعامها
عن ثقة ٍ أنّ حبالَ عهدهِ
لفاتلٍ لم يألُ في إبرامها
وأنه إن بسط الأيامَ لي
وعدا فللضّيقة واحتشامها
أو فاتت اليومَ نطافُ جوده
فلي غدا ما شئتُ من جمامها(82/38)
وأنّ دينَ الشعر في ذمّته
شريعة ٌ يدين بالتزامها
أمّا حماه أسد وصيدها
فقد عرفتُ الشمّ من أعلامها
قمتُ لها مواقفا تبصرُ ما
تعدّه السيرة ُ من أيامها
وأبصرتْ ماخطَّ من أشياخها
بأسا وحلما منك في غلامها
إن وهبتْ كنتَ عبابَ بحرها
أو رهبتْ كنت شبا حسامها
أو طلبتْ في الجوّ بك غاية ً
جعلتها تحت ثرى أقدامها
طلعتَ شمسا لصباح مزيدٍ
وكوكبا يوقدُ في ظلامها
إن غمستْ في كرمٍ أيديها
حسرتَ والأكفُّ في أكمامها
أو قصُرتْ بوعُ قناها نطتها
بساعدٍ يذرع في تمامها
أو دفعتك حسداً عن سؤددٍ
وقطعتْ وصلتَ من أرحامها
إن مقاما حايدوك دونه
خامدة ٌ لا بدّ من ضِرامِها
إن قعدتْ عنك المقاديرُ بها
فهي التي تنهض في قيامها
ذخيرة ٌ عند غدٍ دولتها
صائرة ٌ منك إلى نظامها
هناك فاحفظني بما أسلفته
قوافيا أبليتُ في إحكامها
واضمن لما أهملتَ من حقوقها
غرامة ً تبردُ من غرامها
واشكر لها المحبوبَ من طروقها
في زمن المحلِ وفي إلمامها
ولا تكن حاشاك كمريقها
بالقاعِ لم يضبط قوى عصامها
تنكصه البطنة ُ فيما يرتعي
عن حومة العلياء واقتحامها
فانضح على ما خيّلتْ لهذه
ببلّة ٍ تنقع من أوامها
إن الكريم منْ قرى أضيافه
ما يسمعُ الإمكانُ من إكرامها
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> هل لكما من علمْ
هل لكما من علمْ
رقم القصيدة : 60302
-----------------------------------
هل لكما من علمْ
بالطارق الملِّمِ
سرى على الدياجي
سرى أخيه النجمِ
يشقّ نجدا عرضاً
من شخصه بسهمِ
فردا وليس منه
قوّة ُ هذا العزمِ
فنوَّر الليلَ ولي
ست من ليالي التِّمِّ
حتى إذا الشهبُ تدا
عتْ من سلوك النظمِ
أسأرَ عندي ضوعه
مع النهار ينمي
قالا نعم نراها
دعابة ً من نُعمِ
ضنَّت عليك يقظى
وسمحتْ في الحلمِ
سماحة ً ليس على
باذلها من غرمِ
إن لم تكن شفاءً
فهيَ مزيدُ سقمِ
خذ يا نسيم عنّى
تحيّتي وضمّي
وقفْ فسلِّم لي على
ظبية ِ آلِ سلمِ
وهنِّها بوجدها
من الكرى وعدمي
قالوا هجرتَ أرضها(82/39)
أهجرُها برغمي
كم باللوى من وطرٍ
أأباه وهو همّي
ومن عليلٍ مفرقٍ
لو عوّذوه باسمي
قد وصلتْ إلى الحشا
رسلُكمُ بالسقمِ
فلم تدعْ واسطة ً
بين دمي وعظمي
يا كبداً لرامٍ
رمى ولم يسمِّ
ما خلتُ قبلَ سهمه
أن العيونَ تُدمي
وأنها تشوي النبا
لُ واللحاظُ تصمي
يا عاذلي تحرَّجْ
تؤبْ بحملِ إثمي
قصرك لستَ عندي
من شأني المهمِّ
تسفهُ في ملامي
لو لم يسعك حلمي
هل يسمع الربعُ معي
من مسمعُ الأصمِّ
سألته قطينه
وعلمه كعلمي
عجْ ترها رسوما
ثلاثة ً في رسمِ
سوى النحولِ بيننا
تعرفنا بالوهمِ
خيطُ هلالٍ أبلهٍ
ودارُها وجسمي
وقال تنسى في السل
وّ بيننا والصّرم
أبعدتَ في الحبّ وما
كنتَ بعيدا ترمي
إن لم تكن من أسرتي
رهطِ أبي وعمّي
فقلبُها من قلبي ال
أخ وإبنُ العمِّ
قد جعلتْ ظبية َ وال
معني فلستُ أسمي
تملُّني ظالمة ً
لا أخذتْ بظلمي
فأنكرتْ على الهوى
أخذي بأمرِ الحزمِ
وكلُّ أمري عندها
شيبي وليس جرمي
إن لم يكن رُسلَ النهى
فهوَ ثمارُ الهمِّ
شبَّ الزمانُ ناره
فأخذتْ في فحمي
وجهكَ والغواني
بعدَ بياض اللُّثمِ
لففت رأسي مدمجا
عنها شبابَ وسمي
خيل الهوى في ربطها
تقلقَ تحتَ الحزمِ
شتَّى الشياتِ من أغ
رِّ الوجه أو أحمِّ
والسبقُ في حلبتها
ليس لغير الدُّهمِ
قد نجَّذتني سنّى
وقد علكتُ شكمي
وأدردَ الأيامَ عضّ
ى تارة ً وعجمي
وقد أرتني حدثها
عاداتها في القدْمِ
وزادني مضاءً
تفلُّلي وثلمي
وقد عرفتُ حظِّي
فما أكدَّ عزمي
حملتُ نفسي عن رجا
لٍ ضعفوا عن فهمي
ورحتُ بسلامتي
منهم سنيَّ القسمِ
وصاحبٍ بنيته
مجتهدا لهدمي
ألمُّه وأين رت
قُ صدعه باللَّمِّ
يمسح وجهي بيد
في عقبى تدمِّي
حربِ الضمير واللسا
ن جائح للسَّلمِ
فقلبه من طعمْ
ووجهه من طعمِ
يستام مدحي أوَ ما
يكفيه كفُّ ذمّي
وبعدُ في العالمَ من
يغار دون هضمي
بصارم وساعدٍ
يأنفُ لي ويحمي
ونصرة ٍ من مخوِلٍ
في مجده معمِّ
بان بسعدِ الملكمن
سرّى َ ما أعمِّي
وفلجتْ حجة ُ فض
لي والزمانُ خصمي(82/40)
جاورت منه منكبيْ
صعبِ الذرى أشمِّ
وكان من حاولني
حاول جدر العصمِ
من أيبستْ شقَّتهُ
شهباءُ أمُّ الأرمِ
أمسيتَ لا أرضٌ ربتْ
ولا سماءٌ تهمي
تبغى القرى في مسدفٍ
أكلفَ مدلهمِّ
قرٍّ ولا رزقَ به
للحاطبِ المقَمِّ
ولا لكلبٍ نابح
ولا اعتراق العظمِ
فقد رتعتَ منه في ال
معبَّقِ المعتمِّ
وقد طرحتُ شنيّ
في الزاخر الخضمِّ
أبلج من بلجْ الجبا
هِ قرم ابنِ قرمِ
من أسرة ٍ تقسَّموا ال
مجد اقتسامَ الغنمِ
وضمنوا عهدَ الحيا
للسنواتِ القحمِ
وصقلوا ببشرهم
وجهَ الزمان الجهمِ
إن سكتوا فالحلمُ أو
قالوا ففصلُ الحكمِ
فآية الناطقِ من
هم آية المرمِّ
تكنَّفوا الملكَ ولي
دا قبل سنّ الحلمِ
وزمَّلوه اليوم في
بجادِ شيخٍ همِّ
بنو السيوفِ والضيو
فِ والأنوفِ الشُّمِّ
والكلم الهافي في
نفثهِ كل كلمِ
إن أجهضتْ أمُّ العلا
أو ولدتْ لليتمِ
درَّ عليها ثديُ ك
لِّ حرَّة ٍ متمِ
منجبة ٍ والدة ٍ
بين النساءِ العقمِ
لهم ظهورُ الحرب وال
صّدور يوم السّلمِ
ونفسُ كلِّ طائع
ونارة ُ كلِّ وسمِ
والصُّحفُ يطوين على ال
أمرِ المطاعِ الحتمِ
يصدرن عن جوفٍ لها
بطشُ الصِّعاد الصُّمِّ
صرير أقلامهمُ
فيها صليلُ اللُّجمِ
حلفتُ بالمحجوب وال
مرتشف الأحمِّ
وبالثلاث من منى
و السبعِ ذات الرَّجمِ
والمحرمين نصلوا
من دنسٍ ووصمِ
منحدرين للبطا
ح من رءوس الأكمِ
جاءت بهم نواحلٌ
من كلّ فجٍّ ترمي
شعثٌ بشعثٍ مثلها
أدمِ مطايا أدمِ
قدّ السُّرى قدَّ النسو
عِ بدنها والخطمِ
كلّ ضمور كالح
نيِّ فوقها كالسهمِ
تسلك خبطا كلِّ فجّ
ضيِّقٍ كالسَّمِّ
لعزَّ منسوبٌ إلى
عبد العزيز ينمي
وإنّ فرعا أنت من
ه لكريمُ الجذمِ
سموكَ سعد الملك يا
إصابة َ المسمِّي
وكنت من نجم العلا
نطفة َ ماءِ الكرمِ
ومثل هذا السعد من
تأثير ذاك النجمِ
قومك أجسامُ العلا
وأنت قلبُ الجسمِ
عدِّل حظِّي منذ صرتَ
قسمهُ في سهمي
واسطة العقد معي
منهم وبدرُ التِّمِّ
كم لك في ألهوب حا
لي من نوالٍ سجمِ
ونعمة موشيّة(82/41)
حوكَ برودِ الرَّقمِ
فاحت كما فاح النسي
مُ في الرياض النُّعمِ
فلا تنلك يدُ با
غٍ بسطتْ بغشمِ
ولا تزل بالشلِّ تر
مى في العدا والجذمِ
وامتدَّ هذا الظلُّ في
بيتك هذا الضخمِ
ما حمل الفلكَ جنا
حُ الرِّيح فوق اليمِّ
وباكرتْ وراوحتْ
ربعك سحبُ نظمي
بكلّ محلول العرى
واهي العزالى فعمِ
مرتجزِ الرعد إذا
ما اشتدّ غربُ نجمِ
يغشى البلادَ هاطلا
في طمِّه والرِّمِّ
يحمل منه المهرجا
نُ زهرة ً في كمِّ
يعطى النفوسَ حكمها
من نظرٍ وشمِّ
أقيمَ فيها لك رس
مُ الحافظِ المهتمِّ
فراع حقَّ المجد أن
يلوى لها برسمِ
إن الوليّ يقتضى
من حيثُ جاء الوسمي
Webstats4U - Free web site statistics
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> على مثلها كان العلاءُ يحومُ
على مثلها كان العلاءُ يحومُ
رقم القصيدة : 60303
-----------------------------------
على مثلها كان العلاءُ يحومُ
وتقعد بالملك المنى وتقومُ
ويخفق قلبُ الدهر شوقا وتلتظى
إلى الرِّيّ أيام لواغبُ هيمُ
وتطمح ألحاظُ الوزارة كلّما
وهى عامٌ منها وسالَ قويمُ
مجالسُ تنبو عن ظهور ولاتها
فتنزعُ تبغي غيرهم وترومُ
تغيبُ المعالي فيهمُ عن صدورها
وتحضرُ أسماءٌ لهم وجسومُ
جرى السابقُ الممسوحُ غرة ُ وجههِ
ونكَّصَ ملطومُ الجبين بهيمُ
جوادٌ يؤدِّي عن كريم عروقهِ
فيبرزُ والعرقُ الكريم نمومُ
قناة ٌ من المجد التّليد صليبة ٌ
لها مركز في المكرماتِ صميمُ
تمدّ أباً وابنا لنحر حسودها
أنابيبُ لم تعلقْ بهنَّ وصومُ
من الدوحة الغيناء يضحك تربها
رضاعُ المعالي والترابُ فطيمُ
سقاها بنو عبد الرحيم فدلَّها
بهم دمثٌ بين العضاه رخيمٌ
زكتْ ما زكتْ حتى انتهتْ ثمراتها
إلى خير فرع شفَّ عنه أرومُ
وفى لعميد الدولتين بها الحيا
فرفَّ لها ظلٌّ ورقَّ نسيمُ
حلتْ في حلوق الذائقين جناتها
به ولأخلاقِ الرجال طعومُ
هنا اليومَ هذا الأمرُ أنك ربُّه
وكافله بالرأي وهو يتيم
وحاويه لما قيّض الله برءهُ(82/42)
وقد حام راقٍ وستماتَ سليمُ
توافي عليه الناسُ أين دواؤه
وراحوا ومنهم عاجزٌ وسئومُ
فلا لعنتْ أمُّ الوزارة إنها
لأنجب أنثى يوم عنك تقومُ
لقد ولدتْ منك الذي لا أخا له
وهل تلد العذراءُ وهي عقيمُ
تسنَّمها قومٌ بغير مناكبٍ
ففي كلّ ظهرٍ جلبة ٌ وكلومُ
تساعوا فبان ابن اللَّبون بقوّة
عليهم وفيهم جلَّة وقرومُ
يعدُّونَ فضلَ السنِّ سبقا إلى المدى
وأن المعالي شارة ٌ ووسومُ
وكم ذابلٍ ينمى بجوهرِ نفسه
فيرعى ووافى النبت وهو وخيمُ
فهلاَّ كما تكفي كفوا وتعلّموا
ليعقلَ تدبيرَ الأمور عليمُ
فقلْ لمجرِّ العجبِ فضلَ عنانه
توقَّ عضاضَ العجبِ فهو غذومُ
ظننتَ الحمى ما لم تذد عنه ضائعا
وفي الغاب أسدٌ لو علمتَ جثومُ
ستعلمُ إن شاورتَ رأيك والهوى
على البغي أيَّ الآمرين تلومُ
تبينُ فما كلّ النفوس عظائمٌ
إذا هنّ لم يدفع بهنّ عظيمُ
لقد طال باعُ الملك واشتدّ عوده
بأروعَ لم يُحلل عليه حريمُ
ومن أين تخشى خطة َ الجور أمة ٌ
وأنت لها بالصالحات زعيمُ
تقلَّب حتى عاد نفعا ضرارُها
وشقوتها بالأمس وهي نعيمُ
وقرّت رعاياه فأمست عيونها
تنام على أمّ الحمى وتنيمُ
مشى الذئبُ بين السرحِ كلُّ نصيبه
لحاظٌ يسوِّي بينها وشميمُ
ورعتَ كما آمنتَ بالعدل فاشتفى
برئٌ وأعيا أن يبلَّ سقيمُ
رأى بك ركن الدين بُلجة شمسه
غناءً ويومُ الناظرين مغيمُ
فأغمدَ قوما وانتضاك بصيرة ً
بما ينتضي من صارمٍ ويشيمُ
وأعطاك ما لا يأتلي الظنُّ يرتمي
غلوّا ولا مغلي الرجاء يسومُ
كرائمَ من سرّ الملوك مصونة ً
لها منك كفءٌ في الرجال كريمُ
فمحبوكة ٌ حبكَ السماء وسيعة ٌ
لها من أديم الباقيات أديمُ
تفرّدَ منها كلُّ لون بشعبة ٍ
من القلب تصبو نحوه وتهيمُ
كأن أخاك الغيثَ وُلِّيَ نسجها
فزهرته وسمٌ لها ورقومُ
تكاثف جنباها فلو خفَّ حملها
من التبر خلناها عليك تقومُ
ومترفة ٌ للريح رقة ُ جسمها
ومنشؤها بالقريتين جسيمُ
طغى طرفاها واستكان وسيطها
خضوعاً فمنها وابلٌ وعميمُ(82/43)
تضورُ من ثقلِ النُّضارِ كأنها
بما سال في الخدين منه أميمُ
هي التاج لولا أن تسمَّى عمامة ً
مجازاً ومسميها بذاك ظلومُ
ومرصوعة ٌ بالدرِّ في موضع الحبى
لها السيف ضوءٌ والنجاد قسيمُ
يروعُ العدا ما راقَ منها كأنها
نجومٌ بها قلبُ العدوّ رجيمُ
تنطَّقتها حليا وقلِّدتَ فوقها
صقيلاً يريك البشرَ وهو شتيمُ
جرازا يصيح الموتُ من شفراته
ويرجو قضاءَ الدَّين وهو غريمُ
وهيفٌ تطاريف الدماء خضابها
وضافي كساها أعظمٌ ولحومُ
إذا فرِّجتْ بين الأصابع غادرتْ
جوانفَ لا يبنى لهنَّ هديمُ
تناطُ بمثل الشمس لونا وصبغة ً
يقيك الردى منها أصكُّ لحيمُ
وأمّ بنينَ استبطنتهم فصدرها
غصيصٌ بهم عند الحضانِ كظيمُ
يعقُّونها بالضغط وهي عليهمُ
عطوفٌ بدرّات الرَّضاع رءومُ
تخال الأفاعي الرُّقَّش ما ضمَّ منهمُ
حشاها وهم فيها أخٌ وحميمُ
فمن ذي لسانٍ مفصح وهو أخرسٌ
ومن بائحٍ بالسرِّ وهو كتومُ
لها من سبيك التَّبرِ لونٌ مورّسٌ
ووجهٌ من العاج النصيع وسيمُ
تدين العطايا والمنايا بأمرها
ويأملُ مثرٍ نفعها وعديمُ
وغضبان من جنّ المراح كأنه
عصا النبع لولا رادفٌ وحزيمُ
له عنقٌ في صفحة الجوّ شارفٌ
وذيلٌ على خدّ التراب عميمُ
تقابل في أطرافه العتقُ والتقى
عليه خؤل سبَّقٌ وعمومُ
أغرُّ تقول الفجرُ شقَّ جبينهُ
ومن لونه ليلٌ عليه بهيمُ
كأن الهلالَ بين جنبيه طالعٌ
ورصعَ الحلى من جانبيه نجومُ
ومجنونة تطوي الطريق كأنما
تنفَّسَ منها في الحزام ظليمُ
هي البرق خطوا والكثيبُ وثارة ً
وليناً وأختُ الريم أو هي ريمُ
إذا انتسبتْ لم يخزِها معَ خالها ال
كريم أبٌ في الشاحجات لئيمُ
ترى الموكبَ الجعجاعَ جلُّ سميرهِ
أحاديثُ ما يسرى بها ويقيمُ
لها منهمُ حظُّ اللسان إذا مشت
مديحا وحظُّ العين حين تقومُ
منائحُ كانت في السماء ذخيرة ٍ
لكم ومنى ً عهدى بهنّ قديمُ
لقد طال سكرُ الدهر ثم صحا بها
وسفِّه حتى اليومِ وهو حليمُ
وفتْ بمواعيد السعادة فيكمُ(82/44)
وقد ملَّ ممطولٌ وكلَّ غريمُ
وبتَّ بغيظ الحاسدين فمسمعٌ
صليمٌ وأنفٌ في التراب رغيمُ
فلسنا نسوم الدهرَ فيها زيادة ً
سوى أنها تبقى لكم وتدومُ
زجرتُ لكم طيرَ الميامن قبلها
وأعلمتكم أني بذاك عليمُ
وأني وراء الغيب تطلعُ فيكمُ
بصائرُ لي معروفة ٌ وعزيمُ
ومن آيتي في الشعر أن لاعيافتي
تخيبُ ولا فالى الجريّ يخيمُ
فوفُّوه حقَّ الشعر وارعوا ذمامه
وصحبته إن اليسيرَ ذميمُ
أنا المرء لم يخبث لكم قطّ سرُّه
ولم تسلهِ عنكم رقى ً وتميمُ
على رعى واديكم يجرُّ حباله
ويشبعه غضٌ لكم وهشيمُ
فمالي وسمتُ اليومَ بالشعر وحده
وفيّ صفاتٌ غيرهُ ووسومُ
ألم أك أيامَ الهوى ليَ كلُّه
مقيما عليكم لا أكاد أريمُ
تجاذب أذيالي يدٌ منكم يداً
ويعطفكم مجدٌ عليّ وخيمُ
إذا قال قوم شاعرٌ حسبُ غرتمُ
عليّ وقلتم شاعرٌ ونديمُ
فها أنا ملقى ً في الرذايا كأنني
جليبٌ تنافاه الرُّعاة ُ كليمُ
أرى ماءَ حوضٍ كنتُ صفَّقتُ شربه
أطرَّد عنه والغرابُ تعومُ
أقولُ لنفسي كلما خفتُ يأسها
رويدك تظمى الأرضُ ثم تسيمُ
وما الغيث إلا قطرة ٌ بعد قطرة ٍ
مرشٌّ ويتلوه أجشُّ هزيمُ
لنا في كفالات الوزير غرائسٌ
ستثمرُ خيرا والكريمُ كريمُ
بلغتُ بك الآمال فابلغ بيَ التي
تحسِّنُ وجهَ الدهر وهو شتيمُ
وما بيَ إلا العزُّ فاستبقني به
وكالميت حرٌّ عاش وهو مضيمُ
ومن شرف الإعراق أن تبلغَ المدى
وأنتَ على حسن الحفاظِ مقيمُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> إذا لم يقرِّبْ منك إلا التذلُّلُ
إذا لم يقرِّبْ منك إلا التذلُّلُ
رقم القصيدة : 60184
-----------------------------------
إذا لم يقرِّبْ منك إلا التذلُّلُ
وعزَّ فؤادٌ فهو للبعد أحملُ
سلوناك لما كنتَ أوّلَ غادرْ
وما راعنا في الحبِّ أنكَ أوّلُ
إذا أحدُ الحبَّين كان ممرَّضا
فأوفى الحبيبين الذي يتبدّلُ
وقالت مشيبٌ والجمالُ عدوُّهُ
فقلت خضبناه فأين التجمُّلُ
سوادان لكن مؤنسٌ ومنفِّرٌ
وما منهما إلا يحولُ فينصُلُ(82/45)
وساترتُها سنَّ الكمال بصبغة ٍ
رأتها فقالت صبغة ُ الله أفضلُ
وبغَّض خدّا بالمشيبِ معنبراً
إليها عذارٌ بالشبابِ مغلَّلُ
وكان بعيني شعلة ً وهو مظلمٌ
فصار بقلبي ظلمة ً وهو أشعلُ
سمحتُ ببذل العيش يا حارِ بعدكم
وكنتُ بكتمان النصيحة أبخلُ
وبتّ أرى أنّ الجفاءَ سجيّة ٌ
لكلّ خليلٍ والوفاءَ تعمُّلُ
وحرّمَ عزُّ الموسويِّ جوانبي
على الضّيمِ حتى جازها ما يحلِّلُ
أحقُّ بآمالي أخو كرمٍ أرى
بعينِ يقيني عنده ما أؤمّلُ
ولما أتاح الدهرُ لي من لقائه
بشائرَ عجلى بالذي أتأجَّلُ
جلا لي وجهاً طالعاً من أحبُّه
ومدّ يميناً حقُّها ما تُقبَّلُ
فقلت أمصباحٌ أم الشمس أفتقت
وهذي اليد البيضاءُ أم فاضَ جدولُ
وناشرني ودّا شككتُ لطيبه
أفغمة ُ مسكٍ أم رداءٌ ممندَلُ
أبا القاسم استمتع بها نبويَّة ً
تراجعَ عنها الناسُ فيما توغَّلوا
محاسنُ إن سارت فقد سار كوكبٌ
بذكرك أو طارت فقد طار أجدلُ
تحدَّثَ عنها الناطقون وأصبحتْ
بها العيسُ تحدى والسوابقُ تصهلُ
سما للعلا قومٌ سواك فلم تنَلْ
سماؤك حتما إن باعك أطولُ
وأغرى الكمالُ الحاسدين بأهله
قديماً ولكن داءُ شانيك أعضلُ
ألستَ من القوم استخفّت سيوفهم
رقابَ عداً كانت على الموت تثقُلُ
طلوبين لحّاقين عصمُ يلملمٍ
تزاورُ عن أرماحهم ثم تنزلُ
مشت فوق أنماط الملوك جيادُهم
وباتت بأعوادِ الأسرَّة تُعقلُ
غلامُكمُ في الحجفل ابنُ عجاجة ٍ
مغيِّمة ٍ من دجنها الدمُ يهطلُ
يعانقُ منه الموتَ عريانَ تحتها
شجاعٌ بغير الصبر لا يتنثَّلُ
وشيخكمُ في المحفل ابنُ مهابة ٍ
يوقَّرُ عزّا بينكم ويبَّجلُ
غنيٌّ ببادي رأيه عن تليِّهِ
صموتٌ كمكفيٍّ قؤولٌ فيفصلُ
وكهلكمُ في فتكه وانبساطه
فتى ً وفتاكم في الحجا متكهِّلُ
وأنتم ولاة الدِّين أربابُ حقّهِ
مبينوه في آياته وهو مشكلُ
مساقطُ وحى الله في حجراتكم
وبينكمُ كان الكتاب يُنزَّلُ
يذادُ عن الحوض الشقيُّ ببغضكم
ويوردُ من أحببتموه فينهلُ
ختمتم على حرّ الخواطر أنه(82/46)
لكم ما انتهى فكرٌ وأسمح مقولُ
تؤدَّى فروضُ الشعرِ ما قيل فيكمُ
وفي الناس إما جازكم يتنفّلُ
نحمِّسُ من آثاركم وعلاكمُ
وننسبُ من أحلامكم ونُغزِّلُ
لك الخير ظنّي في اعتلاقك عاذري
فلا تتركنْ يا حرُّ وعدك يُعذلُ
لعمري وبعضُ الرَّيثِ خيرٌ مغبّة ً
ولكن حسابُ الناس لي فيك أعجلُ
تشبَّثْ بها أكرومة ً فيَّ إنها
كتابٌ يوفَّى في يديك مسجَّلُ
وصبراً مضى شهر الصيام وغودرت
مغانيه حتى الحولِ تعفو وتعطُلُ
علمتُك حزاناً عليه وبعضُهم
بفرقته مستبشرٌ متهلِّلُ
تعفَّفتَ فاليومان عندك واحدٌ
وأحظاهما ما كان بالدِّين يُشغلُ
تناهت بك الأيام حتى قد اغتدى
مهنِّيك عجزا عن مداهنَّ ينكُلُ
فوالله ما أدري هل الدهر عارفٌ
بفضلك إلهاماً أم الدهرُ يغفُلُ
Free counter
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أحقّاً يا أبا نصرٍ فترجى
أحقّاً يا أبا نصرٍ فترجى
رقم القصيدة : 60185
-----------------------------------
أحقّاً يا أبا نصرٍ فترجى
وعودُك أم تسوِّفني محالا
ضربتَ لحاجتي أجلاً قصيراً
عليك سما له عنقي وطالا
تمادت مدّة الشهر المسمَّى
له حتى ظننت الحولَ حالا
علقتُ الغربَ أرقبه بعينٍ
ترى نجماً فتحسبه الهلالا
إذا سهرتْ بكت لي من جمادى
وإن رقدتْ رأت رجبا خيالا
شربت الصبرَ أجنيه انتظارا
ليومٍ يُعقب الظفر الزُّلالا
وقفتُ عليك من ظنّي مصوناً
إذا استدنته مطمعة ٌ تعالى
تذُبُّ يدُ الإباء المرِّ عنه
وترفعه القناعة ُ أن يُنالا
وبعتُك أرخصَ البيعاتِ قلباً
به وعلى نفاسته يُغالى
رأتك مودّتي كفئاً فقرّت
وكانت ناشزاً تعيي البعالا
فما طرفٌ طريفٌ من نبوٍّ
تجدّد لا أطيق له احتمالا
وتقصيرٌ يراه الودُّ حظرا
إذا ما العجبُ أبصره حلالا
نفى عاداتِ ذاك البرِّ عنّي
وبدّل ماء ذاك البشر آلا
تشكَّكُ حين تُعرض فيه نفسي
أإعراضا رأته أم اشتغالا
وكم نفرتْ لتنشزَ عنك حتّى
نشطتُ من الوفاء لها عقالا
وقلت لها أُحسُّ بفرط حبّي
له فازورّ جانبه دلالا(82/47)
أجلُّك أن أقول دنا فلما ان
حططتُ له بحاجتي استطالا
حلفتُ موافقاً نظري وقلبي
هوى ً فيما يُعادي أو يُوالى
أطالع صاحباً فأرى بظنِّي
خلالَ تجاربي منه الخلالا
فأخبرهُ فلا أرضاه قولاً
لأخبرهَ فأرضاه فعالا
أحبُّ المرءَ إن لم تسقِ ريّاً
يداه تعدُّرا رشحتْ بلالا
فإن هو ضاق أن يُعطى صلاءً
بجذوة ِ ناره وسعَ الذُّبالا
وأكره كلَّ معتذر المساعي
إلى التقصير نال فما أنالا
إذا أنشأتْ سحائبه بوعدٍ
أهبَّ قنوطُه ريحاً شمالا
أعيذك جُلُّ من تلقى وجوهٌ
توامق فوق أفئدة تقالى
تسالمُ ألسن زعمته زورا
عيونُ تشازرٍ تصف القتالا
وليس أخاك إلاّ من تحطُّ ال
أمورَ به فيحملها ثقالا
وما للسيف إلا القطعُ معنى ً
وإن هو راق حليّاً أو صقالا
إذا استسعدتَ في خطبٍ جليلٍ
ينوبُ وفاتك الإسعادُ حالا
فلم يكن الصديق سوى المواسي
فراخاها إذا ما بنتَ مالا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> بين أجفان ابن عمرو وسواد
بين أجفان ابن عمرو وسواد
رقم القصيدة : 58304
-----------------------------------
بين أجفان ابن عمرو وسواد
دائرٌ في كل عقل بخمر
كلما طاف على الصب غنى
أسقينها يا سواد بن عمرو
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أرسلته نعم الجلي
أرسلته نعم الجلي
رقم القصيدة : 58305
-----------------------------------
أرسلته نعم الجلي
س اذا تغيرت البشر
يبقى على سنن الوفا
أبداً ويقنع بالنظر
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> رايتك صدرَ الدين غيث مكارم
رايتك صدرَ الدين غيث مكارم
رقم القصيدة : 58306
-----------------------------------
رايتك صدرَ الدين غيث مكارم
فعرّضت آمالي الى طلب القطر
و أملت أن تجلي علي كنافة
وأحسن ما تجلى الكنافة في صدر
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> سواد الشعر بياض جسم
سواد الشعر بياض جسم
رقم القصيدة : 58307
-----------------------------------
سواد الشعر بياض جسم
تجلى فيهما الرشأ الغرير(82/48)
و قيل عبية ٌ فحلفت أني
وكلّ العالمين لها فقير
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> و أبيض شعره طويل
و أبيض شعره طويل
رقم القصيدة : 58308
-----------------------------------
و أبيض شعره طويل
والخدّ قد زانه العذار
كالشمس طابت ربيع وقت
واعتدل الليل والنهار
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> بروحي جيرة أبقوا دموعي
بروحي جيرة أبقوا دموعي
رقم القصيدة : 58309
-----------------------------------
بروحي جيرة أبقوا دموعي
وقد رحلوا بقلبي واصطباري
كأنا للمجاورة اقتسمنا
فقلبي جارهم والدمع جاري
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> سبتني صفات السكريّ الذي حكى
سبتني صفات السكريّ الذي حكى
رقم القصيدة : 58310
-----------------------------------
سبتني صفات السكريّ الذي حكى
بضاعته حتى عدمت قراري
مكرر لفظ في ثنيات مبسم
وأحمر خدّ في نبات عذار
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> عجبت لو صاف الذي قد هويته
عجبت لو صاف الذي قد هويته
رقم القصيدة : 58311
-----------------------------------
عجبت لو صاف الذي قد هويته
وليس بمحتاج لوصف مقرر
ببدر ونور البدر واصف نفسه
وحلو وحلو لا يقاس بسكر
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> و قحبة في حرها
و قحبة في حرها
رقم القصيدة : 58312
-----------------------------------
و قحبة في حرها
حرٌّ ينافى ذكرها
ان قلت ما اقبحها
قلت وما أحرها
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> قل للامام الذي جلت صنائعه
قل للامام الذي جلت صنائعه
رقم القصيدة : 58313
-----------------------------------
قل للامام الذي جلت صنائعه
عندي وعند عفاة البدو والحضر
يا من أغاث بذي القرنين اضحيتي
بقيت للدين والدنيا بقا الخضر
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> ناديتها ولها بين السمان حر
ناديتها ولها بين السمان حر
رقم القصيدة : 58314
-----------------------------------
ناديتها ولها بين السمان حر(82/49)
مثر بحق الهوى جودي على ضرري
فاستضحكت ثم قالت وهي شادنة
ان الذي هو مثر لا يجود حري
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لا عيب في بر مولانا العميم سوى
لا عيب في بر مولانا العميم سوى
رقم القصيدة : 58315
-----------------------------------
لا عيب في بر مولانا العميم سوى
أن ليس يكتم عن ساريه آثار
و ليس يكتم والكانون مرتفع
كأنه علم في رأسه نار
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> رب دوح باكرته عزمتي
رب دوح باكرته عزمتي
رقم القصيدة : 58316
-----------------------------------
رب دوح باكرته عزمتي
ونديمي بعدج أحبابي ادكار
فاذا أعملت فيه قدحاً
شبب الوصف وغناني الهزار
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> عن خده منع الرقيب
عن خده منع الرقيب
رقم القصيدة : 58317
-----------------------------------
عن خده منع الرقيب
وبعده داجي عذاره
واهاً لها من جنة
جفت بأنواع المكاره
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> و قائل لي عند ما عدت إلى
و قائل لي عند ما عدت إلى
رقم القصيدة : 58318
-----------------------------------
و قائل لي عند ما عدت إلى
قاضي القضاة بعد طول مسرى
اهد له مدحاً جميلا ًودعاً
قلت نعم كلاهما وتمرا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> تهن بمنزليك وجر ذيلي
تهن بمنزليك وجر ذيلي
رقم القصيدة : 58319
-----------------------------------
تهن بمنزليك وجر ذيلي
سعودك فيهما خبرا وخبرا
فمن دار السعادة كل يوم
الى دار الهنا وهلم جرا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا حبذا الظبي الذي
يا حبذا الظبي الذي
رقم القصيدة : 58320
-----------------------------------
يا حبذا الظبي الذي
قد كان يعتمد النفارا
عانيت صوغ صفاته
فجعلت خاتمه سوارا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا سيدي لا برحت ذا نعم
يا سيدي لا برحت ذا نعم
رقم القصيدة : 58321
-----------------------------------(82/50)
يا سيدي لا برحت ذا نعم
كل ثنى عن وصفها قاصر
من لم تكن في الزمان ملجأه
فما له قوة ولا ناصر
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> سأشكر نعماك التي من أقلها
سأشكر نعماك التي من أقلها
رقم القصيدة : 58322
-----------------------------------
سأشكر نعماك التي من أقلها
قطائف من قطر النبات لها بحر
أمد لها كفي فيهتز فرحة
كما انتفض العصفور بلله القطر
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أسرت إلى سمعي غداة ترحلت
أسرت إلى سمعي غداة ترحلت
رقم القصيدة : 58323
-----------------------------------
أسرت إلى سمعي غداة ترحلت
حديثاً الى حفظ العهود يشير
و هيَّج عندي قرب خدي لخدها
بكى فتلاقى روضة ٌ وغدير
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أصبح شمس العلا فريداً
أصبح شمس العلا فريداً
رقم القصيدة : 58324
-----------------------------------
أصبح شمس العلا فريداً
في صنعتيه بغير نكر
علم كلامٍ وعلم نحوٍ
فما ابن بحرٍ وما ابنُ بري
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> سيدي عش ابداً في أنعم
سيدي عش ابداً في أنعم
رقم القصيدة : 58325
-----------------------------------
سيدي عش ابداً في أنعم
أنا منها في حمى عيشٍ نضير
لست يا ابن اليأس مما ارتجى
بعد ما قربتني يا ابن الخضير
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> شكراً لعلياك التي أورثتها
شكراً لعلياك التي أورثتها
رقم القصيدة : 58326
-----------------------------------
شكراً لعلياك التي أورثتها
يا ابن السيادة كابراً عن كابر
قلبي جبرت وحالتي تبغي الغنى
حتى يقال روى صنيعي جابر
سيدي قابل سناها سنة
بالتهاني والعلى والاقتدار
ان تكن ستاً كما قد أرخوا
فلها في أنجم السعد جوار
من مبلغ الادباء أن يدي
ظفرت بوافي الود موفور
و وجدت في أفق البيان هدى
لما نزلت بجانب الطور
يا لائمي في خادم لي سيدٍ
قسماً لقد زدت السلوّ نفورا
و لقد أدرتَ على المسامع قهوة ً(82/51)
في الحب كان مزاجها كافورا
هنئت صومك ترتجي أو تختشي
من قاصدٍ أو حاسدٍ مغرور
هذا تفطره من الأفطار أو
هذا تفطره من التفطير
أمولاي عز الدين جوزيت صالحاً
عن القوم نالوا من حباك حبورا
فلولاك في شهر الصيام لما رأوا يخفي الضنا جسمي اذا أبصرت عني شعور الغيد فوق الظهور
سوى في سماء الإصطبار فطوراسقط بيت ص
لفهمك الغفلة يا عاذلي
عما أعاني ولفهمي الشعور
و تاجر قلت له اذ رنا
رفقاً بقلب صبره حائر
و مقلة تنهب طيب الكرى
منها على عينك يا تاجر
سال العذار بعنبر متأرج
وأتت محاسنُ وجهه في عسكر
يا عاشقين يجادلون وشاتهم
فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر
و إلى شهي الرشف وقتاً وفي
وقتٍ له التحكيم والقهر
لسانه في فمه قائل
اليوم خمرٌ وغداً أمر
أشكو جفا غادة عراني
من لوعة الصدّ ما عراها
ضنيت والدمع ملء جفني
فلا تراني ولا أراها
جرى دمع عيني فانثنى الحب مغضباً
وقال أراه في الهوى فاضحاً سري
و أقسم مالي في الهوى فرجٌ سوى
جفوني أدعوها ومهما جرى يجري
أفدي التي فطرت قلبي لواحظها
موافقاً لمعاني حسنها النضر
يا جفنها وكرى عيني فطرني
من كان منكم مريضاً أو على سفر
يقول لي من لا درى حالتي
أراك قد غبتَ عن العشره
لعل مولانا بكس خلا
قلت نعم كس أخت ما أكره
من شؤم حظي أنني عاشق
خائفة من أهلها نكرا
ينفق أيري كلما حصلت
يدايَ من برّا الى برّا
ماذا لقيت بمن أعشت روائحها
عيني وضاق صبري ومصطبري
قست وقالت ترى حسني فقلت لها
غطي هواكِ وما ألقى على بصري
لقد كنت في لذات ثغرك هائماً
لياليَ لم يمنع على عاشقٍ ثغر
فأما وسرٌّ دونها من شوارب
فلا خير في اللذات من دونها سرّ
يا سائلي عن حال عم
رٍ وقد سقطت على الخبير
نقشُ الفصوص أعاد صا
حبنا على نقش الحصير
أحلتموني بمعلومي على أمدٍ
يوم القيامة أدنى منه للفكر
فلست أدري وقد طال الزمان به
على الزكاة أحلتم أم على الحشر
أشار علي الزين بالمرد لا النسا
فخالفته حتى انقضى العمر في كدر(82/52)
فياليت أمي لم تلدني وليتني
رجعت الى القول الذي قاله عمر
أتاني وأصحابي من الفجل وارد
فقلت لهم النصيح ولا نكرا
خذوا حذركم من خارجي عذاره
فقد جآء زحفاً في كتيبته الخضرا
اني لمن معشر قد ركضوا
خيل اللقا بين زحاف وكرار
قوم اذا حاربوا شدوا مآزرهم
دون النساء ولو باتت بإطهار
قبح الذين عن الجنوك تغافلوا
وتشاغلوا بالكسب في الإسفار
يستيقظون إلى نهيق حميرهم
وتنام أعينهم عن الأوتار
لله نظمك للطروس لقد
نعمت به الالحاظ والفكر
أوراق حظ كلها ثمر
وبحور شعر كلها درر
حظ توعرت المسالك نحوه
فإذا جريت وراءه أتعثر
و لقد يصبرني على ما ألتقي
حال وها أنا كالقتيل مصبر
قال لي القلب عد لمالكنا
فانه جابر لما كسرا
سوف يرى رأيه الجميل ومن
يكيدنا في حماه سوف يرى
أودع مولانا على نية اللقا
سريعاً وعودي نحو احسانه الغمر
فيمنحني بيتاً على النهر حاصلاً
وأمنحه خمسين بيتاً على بحر
إلى الله أشكو مدتي وتباعدي
عن المنظر البدري أجلوبه الضرا
كفى من عمى لحظي وحظي أنني
اذا فتحت عيناي لا تبصر البدرا
أف لعبد الدينار لو رضيت
همته بالشقاء والفكر
يا عابد الدرهم الخلاص افق
فانما أنت عابد الحجر
و كم دون ليلي من عقاب قطعتها
شوامخ تضني كل سار وسائر
محاجر أسعى فوقها سعي أدمعي
وحقَّ لليلى السعي فوق المحاجر
هنئتموا آل الشهيد بنجمكم
وبوجه مولود لكم ما أزهره
من قبل ما عملت لديه عقيقة
عملت له المدح الجواري جوهره
يقولون كرر وصف ماقد سمعته
أذاناً وتسبيحاً من الفائق المصري
فهل مثله في الصبح يسمع والعشا
فقلت ولا والله أسمع في العصر
و أزرق العين يمضي حد مقلته
مثل السنان بقلب العاشق الحذر
قالت صبابة مشغوف برزقتها
دعها سماوية تمضي على قدر
قل لمن بالغ في الفخر بما
قد حواه من حطام قد تيسر
أنت فخارٌ بدنياك ولا
بدّ للفخار من أن يتكسر
اذا كنتم لا تذكرون قضيتي
وتأبون مني ساعة أن أذكرا
فاني أرى حالي سيمسي لديكم
ولكنه الحبّال يمشي الى ورا(82/53)
تصدى إلى إيري فقلت له اتئد
وحقك لو أبصرته وهو ثائر
رأيت الذي لا كله أنت قادر
عليه ولا عن بعضه أنت صابر
دارت عذار فلان
حتى غدا وهو حائر
فياله حسن وجه
دارت عليه الدوائر
يا من يعللني بكأس مدامة
عن وصل من همي به يتكاثر
لون المدام كما تراه وإنما
خدّ الذي أهواه لونٌ آخر
أفي كل يوم أنت حامل مدحة ٍ
الى المجد غادٍ بالعطا المتواتر
فياليت شعري والمطامع جمة ٌ
الى مَ يراك المجد في زيّ شاعر
حمى ثغراً بخال عنبري
يقول وقد تزايد ضوع نشر
أضاعوني وأي فتى أضاعوا
ليوم كريهة ٍ وسداد ثغر
مصرية تبدي التصامم ان روت
لفظاً لأن اللفظ منها سكر
يحلو اذا هي كررته وحسبكم
بالسكر المصري حين يكرر
سقى الغيث قبراً حله النجم والندى
وفضل النهى والعلم والفضل والنثر
كأن نبي العلياء يوم وفاته
نجومُ سماء خرّ من بينها البدر
ان حرمت القليل من مال بيرو
ت على فاقتي فليس كثيرا
إن شيخ الشيوخ أيده الل
ه رأى أنني أعيش فقيرا
أفدي صحاباً مذ عرفت ولاءهم
عرف الرجاء مطالع التيسير
أروي المروءة عنهم عن نافع
والبرّ أرويه عن ابن كثير
دعا ابني لمولانا بقلب ونية ٍ
دعاءَ أبيه صالحاً وكثيرا
و ألبسته من فاخر الصوف جبة
ستعاض عنها جنة وحريرا
لعمري لقد أملى ثمار علومه
علينا واهداها الكبير المصدّر
و قد كان يملي مثلها ابن وكيلها
ولكنّ هذا الصدر أملي وأكبر
بروحي بهي الوجنتين شهيهاً
مروعٌ لإقبال العذار صبور
يخاف حواليها عوارض تلتقي
ويعلم أن الدائرات تدور
و قوم يخافون مس الهجاء
وقد سلكوا فيه طرق الغرر
يقولون لي لا تقع فيهمُ
فقولوا لهم لا تكونوا حُفر
أنظر إلى الدهر الذي ساق الورى
خبراً بأقطار البلاد ومخبرا
رقمت ثياب غصونه إبر الحيا
والرقم أحسن ما يكون مزهرا
قد أمكنت فرص اللذات فانتهز
وسامحتك وعود الدهر فانتجز
روضٌ يزفّ ومعشوقٌ وكاس طلا
لقد ظفرت بعيشٍ غير ذي عوز
أما ترى الراح يهدي صفو مزنتها
غيم الزجاج الى أرض الحشا الجرز(82/54)
وحامل الكاس قد جاز الغرام به
قلبي ولولا فتاوى الحبّ لم يجز
خمري ثغرٍ فما نفسٌ بصاحبة ٍ
تبري خدّ فما دمعٌ بمكتنز
اذا خطا نفحت أعطافه أرجاً
نفحَ الثناء عليكم يا بني اللكز
أنتم أناسٌ اذا أجرى الورى نسباًُ
للجود عدَّ إلى أيديكم وعزي
نعم المفيدون للطلاب ما سألوا
والآخذون من الهلاك بالحجز
والجاعلون معاني المجد واضحة
بين الأنام وكان المجد كاللغز
لم يبق بين بني الدنيا وبينكمُ
إلاّ مشابه بين الدرّ والخرز
دلَّ العلاء على ايضاح سؤددكم
دلالة َ القبس الموفي على نشز
ذو الجود والبأس من يعرض لسطوته
يهلك ومن يرجُ نعمى كفه يفز
وشائد البيت لاحقٌّ بمطّرح
للقاصدين ولا وفرٌ بمكتنز
أما الندى فندى غر نخادعه
والعزم عزم سديد الرأي محترز
جدوى على أثر جدوى غير قاصرة ٍ
كالسيل محتفزٍ في اثر محتفز
لو نازعته بيوت الأولين على ً
لصيرَ الصدرَ منها موضع العجز
غزا إلى الجيش منصور اللوا ودنا
جيش السؤال إلى أمواله فغزي
يا ماجداً نال من حمدٍ ومن شرف
ما لم تنل آل حمدان ولم تحز
تقاصر الشعر عن علياك من خجل
حتى البسيط تماماً آخر الرجز
وما وفتك لطول المسهبات ثنا
فكيف نبغي وفاء الوعد بالوجز
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> شكراً لعلياك التي أورثتها
شكراً لعلياك التي أورثتها
رقم القصيدة : 58327
-----------------------------------
شكراً لعلياك التي أورثتها
يا ابن السيادة كابراً عن كابرزيادة من
قلبي جبرت وحالتي تبغي الغنى
حتى يقال روى صنيعي جابر
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> سيدي قابل سناها سنة
سيدي قابل سناها سنة
رقم القصيدة : 58328
-----------------------------------
سيدي قابل سناها سنة
بالتهاني والعلى والاقتدار
ان تكن ستاً كما قد أرخوا
فلها في أنجم السعد جوار
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> من مبلغ الادباء أن يدي
من مبلغ الادباء أن يدي
رقم القصيدة : 58329(82/55)
-----------------------------------
من مبلغ الادباء أن يدي
ظفرت بوافي الود موفور
و وجدت في أفق البيان هدى
لما نزلت بجانب الطور
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا لائمي في خادم لي سيدٍ
يا لائمي في خادم لي سيدٍ
رقم القصيدة : 58330
-----------------------------------
يا لائمي في خادم لي سيدٍ
قسماً لقد زدت السلوّ نفورا
و لقد أدرتَ على المسامع قهوة ً
في الحب كان مزاجها كافورا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> هنثت صومك ترتجي أو تختشي
هنثت صومك ترتجي أو تختشي
رقم القصيدة : 58331
-----------------------------------
هنثت صومك ترتجي أو تختشي
من قاصدٍ أو حاسدٍ مغرور
هذا تفطره من الأفطار أو
هذا تفطره من التفطير
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أمولاي عز الدين جوزيت صالحاً
أمولاي عز الدين جوزيت صالحاً
رقم القصيدة : 58332
-----------------------------------
أمولاي عز الدين جوزيت صالحاً
عن القوم نالوا من حباك حبورا
فلولاك في شهر الصيام لما رأوا
سوى في سماء الإصطبار فطورا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يخفي الضنا جسمي إذا أبصرت
يخفي الضنا جسمي إذا أبصرت
رقم القصيدة : 58333
-----------------------------------
يخفي الضنا جسمي إذا أبصرت
عني شعور الغيد فوق الظهور
لفهمك الغفلة يا عاذلي
عما أعاني ولفهمي الشعور
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> و تاجر قلت له اذ رنا
و تاجر قلت له اذ رنا
رقم القصيدة : 58334
-----------------------------------
و تاجر قلت له اذ رنا
رفقاً بقلب صبره حائر
و مقلة تنهب طيب الكرى
منها على عينك يا تاجر
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> سال العذار بعنبر متأرج
سال العذار بعنبر متأرج
رقم القصيدة : 58335
-----------------------------------
سال العذار بعنبر متأرج
وأتت محاسنُ وجهه في عسكر
يا عاشقين يجادلون وشاتهم
فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر(82/56)
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> و إلى شهي الرشف وقتاً وفي
و إلى شهي الرشف وقتاً وفي
رقم القصيدة : 58336
-----------------------------------
و إلى شهي الرشف وقتاً وفي
وقتٍ له التحكيم والقهر
لسانه في فمه قائل
اليوم خمرٌ وغداً أمر
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> رشقتني من اللحاظ بغمزه
رشقتني من اللحاظ بغمزه
رقم القصيدة : 58337
-----------------------------------
رشقتني من اللحاظ بغمزه
وتثنت كصعدة ٍ مهتزه
غادة عقربت على الخدّ صدغاً
من عيون الأنام يحرس كنزه
يا لغيداء حسنها بقطع القل
ب وطرفي هو الذي حاز حرزه
تتمشى في سفح جلق وهناً
فيكاد الشذا يفوح بغزه
أنا في حبها كثير عشقٍ
وقليلٌ لنعلها خدّ عزه
ليَ من خدها ومن مرشفيها
ولماها نقلٌ وراحٌ ومنزه
كيف لي بالخلاص فيها من الح
بّ وقلبي من صدغها تحت رزه
كم لحالي بها خضوعٌ وذلٌ
وبنعمى موسى اعتلاءٌ وعزّه
سيدٌ ما أمدّ شقة عليا
ه على المعتفي وأرفع بزه
ألبسته آباؤه ثوبَ مجدٍ
فغدا بالجلال يرقم طرزه
صاحبٌ وهو للنضار عدوٌ
كلّ يومٍ يقضي عليه بوكزه
في الندى حاتمٌ وفي الرأي عمرو
و التقاضي قيس وفي البأس حمزه
كاد يوم الندى يذوب سماحاً
و أكف الأنام بالقحط كزه
ففداه كل امرئ يطلق الشات
م في لحمه ويحفظ خبزه
يا رئيساً أحيي الثنا بنوال
كف عنا إزال الزمان وإرزه
لك عزم أجرى السحاب بفضل
قد غدا ساحباً من الحمد خزه
و ثنا أشغل الشفاه بذكرا
هُ فما لامرىء من الذكر نبره
نابه العز مفصح لو توخى
في كراه قٌسَّ الخطاب لعزه
كلما لاح مجده وقريضي
سبح الناظر الخبير ونزه
ربوة الحلم قد أدار عليها
منطقي قهوة المدائح مزه
Personal homepage website counter
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أشكو جفا غادة عراني
أشكو جفا غادة عراني
رقم القصيدة : 58338
-----------------------------------
أشكو جفا غادة عراني
من لوعة الصدّ ما عراهازيادة من
ضنيت والدمع ملء جفني(82/57)
فلا تراني ولا أراها
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> جرى دمع عيني فانثنى الحب مغضباً
جرى دمع عيني فانثنى الحب مغضباً
رقم القصيدة : 58339
-----------------------------------
جرى دمع عيني فانثنى الحب مغضباً
وقال أراه في الهوى فاضحاً سري
و أقسم مالي في الهوى فرجٌ سوى
جفوني أدعوها ومهما جرى يجري
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> حيت حمى حلب أنفاس غادية
حيت حمى حلب أنفاس غادية
رقم القصيدة : 58340
-----------------------------------
حيت حمى حلب أنفاس غادية
مشاءة بنميم الروض غماز
كم ليلة تم يا ليلاي قد قنعت
عني بمسرع خطو الطيف هماز
كأن وصلك مالٌ في يمين فتى ً
ما ماله في يديه غير مجتاز
إلى العفاة سبوق قبل مسئلة
حاشا جواد عطاه ذكر مهماز
أما نوال ابن يحيى فهو صنعته
سر أو جهراً كما قد قيل خرازي
أهلاً بمقدمه العالي فحيث بدا
فأضبعٌ منه من نيل الوفا هازي
أشتاق أهلي وأولادي ليطربهم
من رؤيتي نظم جزار وخباز
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> ما يقول المقام أيده الل
ما يقول المقام أيده الل
رقم القصيدة : 58341
-----------------------------------
ما يقول المقام أيده الل
ه ولا زال للسعود يحوز
في ولي ببابه ترك الخ
لق ووافى يجوز أم لا يجوز
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لجأت إلى باب الأمير وظله
لجأت إلى باب الأمير وظله
رقم القصيدة : 58342
-----------------------------------
لجأت إلى باب الأمير وظله
و فارقت ذلي اذ وصلت إلى العز
و أصبحت من جند المحامد والغنى
و لا بد للجندي من طلب الخبز
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أيا جنة الحسن التي قد تبرجت
أيا جنة الحسن التي قد تبرجت
رقم القصيدة : 58343
-----------------------------------
أيا جنة الحسن التي قد تبرجت
متى أنا بالوصل المؤمل فائز
و يا شرعة للحسن قلبي واجب
عليها متى ممنوع قربك جائز
أما وصفات منك قد غارت الظبا(82/58)
فأمست ومأواها الفلا والمفاوز
لئن كملت منك المحاسن انني
إلى عطفة من معطفيك لعائز
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> طاب مقام الوصل مع شادن
طاب مقام الوصل مع شادن
رقم القصيدة : 58344
-----------------------------------
طاب مقام الوصل مع شادن
برزت للعيش به برزه
و ساعدتني الراح لم انثنى
و لان بعد المنع والعزة
فيالها من ربوة خلفه
قد أطلعتني فوقها المزة
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> بالله ربك يا شتا
بالله ربك يا شتا
رقم القصيدة : 58345
-----------------------------------
بالله ربك يا شتا
ءُ تحولي عنا وجوزي
فلقد طربت إلى المصي
ف ووقته الحسن العزيز
و مللت من بول الحيا
و فرقت من ريح العجوز
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أجزت لهم رواية ماأشاروا
أجزت لهم رواية ماأشاروا
رقم القصيدة : 58346
-----------------------------------
أجزت لهم رواية ماأشاروا
اليه بمقتضي الشرط العزيز
إجازة مادح مثنٍ عليهم
فيا عجباً لممتدح مجيز
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أقسمت ما الملك المؤيد في الورى
أقسمت ما الملك المؤيد في الورى
رقم القصيدة : 58347
-----------------------------------
أقسمت ما الملك المؤيد في الورى
إلا الحقيقة والكرام مجاز
هو كعبة للجود ما بين الندى
منها وبين الطالبين حجاز
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا سيد الأصحاب إن عيوننا
يا سيد الأصحاب إن عيوننا
رقم القصيدة : 58348
-----------------------------------
يا سيد الأصحاب إن عيوننا
نصب اللقاء وما له تمييز
فكأننا الثغر الشنيب فذا لذا
دانٍ ولكن اللقاء عزيز
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا كعبة الحسن الممنع لا يكن
يا كعبة الحسن الممنع لا يكن
رقم القصيدة : 58349
-----------------------------------
يا كعبة الحسن الممنع لا يكن
بيني وبينك للجفاء حجاز
حاشا لها من قامة ٍ ألفية ٍ
يثني لقاها كاشحٌ همَّاز(82/59)
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> قسماً بمجدك يا امام زماننا
قسماً بمجدك يا امام زماننا
رقم القصيدة : 58350
-----------------------------------
قسماً بمجدك يا امام زماننا
إن المدائح اذ رجتك لفائزه
سميت جدوى الشعر واجبة له
و الناس سموها جميعاً جائزه
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> تتناسب الأوفاق في أفلاكها
تتناسب الأوفاق في أفلاكها
رقم القصيدة : 58351
-----------------------------------
تتناسب الأوفاق في أفلاكها
من قبل ما يتناسب الممتاز
يحيى ويحيى شاعري وقتيهما
هذاك جزار وذا خباز
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لباب الحمى العزي وجهت مقصدي
لباب الحمى العزي وجهت مقصدي
رقم القصيدة : 58352
-----------------------------------
لباب الحمى العزي وجهت مقصدي
و أصبحت ذا جاه لديه وذا كنز
و كنت بذل آخذ الرزق في الورى
فأصبحت فيهم آخذ المال بالعز
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> قل لابن مولانا العزيز ومن له
قل لابن مولانا العزيز ومن له
رقم القصيدة : 58353
-----------------------------------
قل لابن مولانا العزيز ومن له
عند الدكآء النقد والتمييز
أيرد عن عتبات بابك جيد
و الزيف يا ذا الإنتقاد يجوز
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لو أنها الزوجة أهديتها
لو أنها الزوجة أهديتها
رقم القصيدة : 58354
-----------------------------------
لو أنها الزوجة أهديتها
لبابك العالي فها الجوزه
لا عادة لكن مكافاتكم
أفوز في العمر بها فوزه
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أهلاً بطيف على الجرعاء مختلس
أهلاً بطيف على الجرعاء مختلس
رقم القصيدة : 58355
-----------------------------------
أهلاً بطيف على الجرعاء مختلس
والفجر في سحر كالثغر في لعس
والنجم في الأفق الغربي منحدر
كشعلة سقطت من كف مقتبس
يا حبذا زمن الجرعاء من زمن
كل الليالي فيه ليلة العرس
وحبذا العيش مع هيفاء لو برزت(82/60)
للبدر لم يزهُ أو للغصن لم يمس
خود لها مثل ما في الظبي من ملح
وليسَ للظبي ما فيها من الأنس
محروسة بشعاع البيض ملتمعاً
ونور ذاك المحيا آية الحرس
يسعى ورا لحظها قلبي ومن عجب
سعيُ الطريدة في آثار مفترس
ليت العذول على مرآي محاسنها
لو كان ثنى عمى عينيه بالخرس
اني وان علقت بالقلب صبوته
لمحوج العيس طيّ الضوء والغلس
سفينة ليس تجري بي لذي بخل
انّ السفينة لا تجري على اليبس
تؤم باب ابن أيوب اذا اعتكرت
سودُ الخطوب كما يؤتم بالقبس
المانح الرّفد أفناناً مهدلة
فما يردّ جناها كف ملتمس
والرافع البخل في الدنيا وساكنها
بجود كفيه رفع الماء للنجس
محا المؤيد بؤس المقترين فما
تكاد تظفر جدواه بمبتئس
واستأنس الناس جدوى كفه فرووا
عن مالك خبر العليا وعن أنس
ملك يقاس مجاريه بسؤدده
إذا تقايس عير الدار بالفرس
وينتهي لضحى بشر مؤمله
إذا انتهى من بني الدنيا الى عبس
مظفر الجدّ مشاء على جدد
من حلمه اللدن أو من حربه الشرس
يخفي اللهى ودنانير الصلات بها
تكاد تضرب للاسماع بالجرس
و ينشر العلم لا قول بمختلف
إذا رواه ولا معنى بملتبس
و يشبع الامر آراء مسددة
تمضي وتدفع صدر الحادث الشكس
تكون كالعضب أحياناً وآوتة
تكون من وقعات العضب كالترس
لو باشر الافق يوماً يمن طلعته
لما سمعت بنجم ثم منتحس
ولو تولت حزون الارض راحته
لم يبق في الارض صلد غير منبجس
من مبلغ قومي الزاكي نجارهم
أني اعتزيت إلى جم العلى ندس
مجددا لي في أمداحه نسباً
أبرّ من نسب في الترب مندرس
ما زلت أخبر ممدوحاً وأهجره
حتى اعتلقت بحبل محصد المرس
وطاهر الخيم لا تثنى خلائقه
على الملال ولا تطوى على الدنس
ما شمت بارق جدواه فأخلفني
و لا عهدت إلى معروفه فنسي
تلك العلى لابن حمدان على حلب
و لابن عمار شاوٌ في طرابلس
ما ضرني ان تولوا وهو مرتقب
و خاس عهد الغوادي وهو لم يخس
يا ابن الملوك الأولى خذها عروس ثناً
مصرية المنتمى غريبة النفس
الله أكبر صاغ الحق مادحكم(82/61)
كأنه ناطق عن حضرة القدس
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا ناسياً عهدي ولست بناسي
يا ناسياً عهدي ولست بناسي
رقم القصيدة : 58356
-----------------------------------
يا ناسياً عهدي ولست بناسي
ماالناس إن عذلوا عليك بناس
أضحى غرامي فيك نعتاً واضحاً
فمدامعي تجري بغير قياس
واهاً له دمعي كسا جسدي الضنى
وسعى اليّ من الهموم بكاس
قال العذول وقد رأى جريانه
ما في وقوفك ساعة ً من باس
إيهاً بلفظك يا عذول ولا تزد
نارَ الأسى بترددِ الأنفاس
هي عادة في الحب قد عاش الأولى
قبلي بها ومضوا الى الأرماس
علقَ الغرام بعروة ٍ فتبعته
وبعامرٍ فبنيت فوق أساس
ماضرّ بسام البروق لو أنه
يروي حديث جوايَ عن عباس
أبرق له بالشام نيل مدامعٍ
يجريه ذكر منازل المقياس
سقياً لمصر منازلاً معمورة ً
بنجوم أفقٍ أو ظباء كناس
وفدى ً لها من بلدة ٍ كم نثرة ٍ
فيها لأسراب الدموع أقاسي
وطنٌ له سهرت وشابت لمتي
ونعم على عيني هواه وراسي
من لي به والحال ليس بآسنٍ
كدر وعطف الدهر ليس بقاس
والطرف يستجلي غزالاً آنساً
بالنيل لا ثوراً على باناس
والعيش حليٌ طالما خطرت به
أعطاف كلّ مهفهفٍ مياس
ثم انقضى ذاك الزمانُ وما بقى
من حليهِ عندي سوى الوسواس
بالرغم إن قامت مآتم بعده
عندي وفاز سوايَ بالأعراس
هنّ الحظوظ فعش بهن ولا تقل
عقلي أعيش به ولا احساسي
وضحت خفيات الأمور لفكرتي
وأمور هذا الحظ في إلباس
هنئت حظك يا دمشق بحاكم
أمنَ الرجاءُ به من الإبلاس
قاضي القضاة وإنها لمكانة ٌ
طهرت بسؤدده من الأدناس
ذو البيت طافَ به الرجاء ملبياً
داعي الفخار الى الندى والباس
نسبٌ من الأنصار زانَ سماءه
من ولده حرسٌ من الأحراس
المشرقين اذا ادلهمت حالة ٌ
إشراق ضوء الصبح في الإغلاس
والصائنين من المعائب عيبة ً
نبوية ً مسكية الأنفاس
والحافظين الشرع إما فارس
أو جالس للحكم بين أناس
عبروا وقد وصلوا عليّ فخارهم
بعليهم فاعجب لحسن جناس
اللابس التقوى سماً وفعائلاً(82/62)
فانظر له في الفضل فضل لباس
مغني الأنام فما تعطل عنده
في الحكم غير محاضر الإفلاس
ومعجّل الجدوى جزافاً لا كمن
هو ضارب الاخماس في الاسداس
ومجدد العلم الذي شدّت له
للطالبين قدآثم الأحلاس
وافى الشآم فأشرقت أيدي اللهى
وجرت أمور العدل بالقسطاس
وتجلّت الأحكام شمس ظهيرة
وأطاع عطف الدهر بعد شماس
وتنزهت في حكمها عن قادح ٍ
كلمٌ تضيء إضاءة المقباس
ثبتٌ تمرّ عليه أقوال العدى
مرّ الرياح على الأشم الراسي
بمدارس فيها العلوم تبرجت
والجود قد أخفى بني مرداس
بين السراة وبين نقد خلاصه
مابين مصري وبين نحاس
وبكفه القلم المسدد سهمه
يوم الندى والعلم في القرطاس
قلم ينصّ على إمامة فضله
فيروقنا بشعاره العباسي
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> سيّجَ ورد الخدود بالآس
سيّجَ ورد الخدود بالآس
رقم القصيدة : 58357
-----------------------------------
سيّجَ ورد الخدود بالآس
فما لجرحي عليه من آسي
أغيد لي فوق وجنتيه دمٌ
يروي أحاديث قلبه القاسي
يجرح قلبي آس العذار وقد
كان دوآء الجراح بالآس
واعجباً للشجي ممتحناً
في كل أحواله بإعكاس
هذا وشرخ الشباب يؤنسه
فكيف والشيب بعد إيناس
يا شعرات المشيب اعدمني
هناءَ عيشي بياضك الراسي
وكيف لي عيشة ٌ مهنأة
والبيض مسلولة ٌ على راسي
أين زمان الشباب أقطعه
وأين ميدانه وأفراسي
أين مقالي يا صاحب الفرس ال
نهد أرحني من طول وسواسي
لا نهدَ إلا من صدرِ غانية ٍ
ولا كميتَ إلا منَ الكاس
من كف لدن القوام مشتمل
بفرعه كالقضيب مياس
عففت عن كأسه فأرشفني ال
غبّ منها بقلبه القاسي
مدامة من فمٍ يضيق فما تن
زل إلا بمصّ بوَّاس
جالسني استضي بغرته
فحبذا شمعتي وجلاسي
وأنظم الشعر في سماحكم
فحبذا كوكبي ونبراسي
تغزلي فيه والمدائح في
عليّ قاضي النوال والباس
قاضٍ قضى بالندى العميم فما
في حكمه محضرٌ لا فلاس
الحارس الملك باليراعة لا
يحتاج نضو سيوف حراس
ناهيك بالليل والنهار لذي
أجرٍ وذكر أطراس وأنفاس(82/63)
سد يا ابن فضل الإله كيف تشا
سيادة ً ما لذكرها ناس
في الشرق والغرب كل ذي قلم
كان شهيراً بذكرها خاسي
مثل ابن عباد الفارسي غدا
مفترساً عند أبيّ فراس
والفاضل الآن عائزٌ لحلى ً
كم كنست من حديث مكناس
والمغربي الوزير أصبح من
روعته يعتزي إلى فاس
فيا أبا القاسم البليغ لقد
ألوى صباح بضوءِ مقباس
إنّ علياً جواد سبق على ً
قبل زهيرٍ وقبل جسَّاس
وما زهير كنبتِ شاعره
لا ليناً شعره ولا جاسي
علمه النظم فضل سيده
فجاء حلياً بغير وسواس
عليّ بحر أفاض جوهره
فنظمته الورى بمقياس
وألبستهم علياه فاجتلبوا
إيناس نعماه قبل الباس
وأنفقوا تبره عليه ثناً
في حالتيه إنفاق أكياس
دعا لمصر رجايَ ممتدحاً
نعمآء سلطانها على راسي
فجئت أسعى على المحاجر والع
ين سعيداً رملي واحساسي
أبواب خير الملوك لا برحت
أركان حجّ وحطّ أحلاس
قربني فضلها على يد من
لله فضلٌ به على الناس
يا سيداً ألحقت مفاخره
بآل حمدان آل مرداس
إلباس تشريفي اقتضى فأزل
إلباس حسنى بحسن إلباس
لازلت في الخضر عيش ذي أمل
عداك والحاسدون في الباس
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> عينٌ حواجبها ترمي بأقواس
عينٌ حواجبها ترمي بأقواس
رقم القصيدة : 58358
-----------------------------------
عينٌ حواجبها ترمي بأقواس
منها السهام وقلبي منه قرطاسي
وفوق رأسيَ من شيب الأسى نطفٌ
ماذا جرى في الأسى منها على راسي
نعم وللعبد في باب العلاَ فكرٌ
تقول للعبد حاشا قلبه قاسي
منش على بره عظمي ولحمي من
دهرٍ وباني الولا من فوق آساسي
فكم بنيت بيوتاً من ولاً وثناً
درست فيها ودامت غير ادراس
إن ينسني الهمّ منها ما أجيد فما
قصرت بري ولا باعدت ايناسي
الناس أنت فحقٌّ أن يقال كذا
فليصنع الناس في الدنيا مع الناس
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> وسواس حلى لا كوسواس
وسواس حلى لا كوسواس
رقم القصيدة : 58359
-----------------------------------
وسواس حلى لا كوسواس
سيانِ خناسه وخناسي(82/64)
حبّست أغزالي على حسنها
فيا له ديوان أحباس
تحبيس آمالي على راحتي
سعدِ التقى والجود والباس
الصاحب المربي على ماروى
عن ابن عباد بن مرداس
يا باسم البشر الذي فضله
يعيده الفضل ابن عباس
إن أنس مدحي لك يوماً فما
نسيت جدوى قدمك الناسي
قل لبني الدنيا ألا هكذا
فليصنع الناس مع الناس
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> ومضروبة من غير جرمٍ وربما
ومضروبة من غير جرمٍ وربما
رقم القصيدة : 58360
-----------------------------------
ومضروبة من غير جرمٍ وربما
أقيم عليها الحد من دون نفسها
لها من بيوت العرب بيت مجدل
أديماً وعند العجم أكثر جنسها
فتدخل فيه رأسها قبل رجلها
وتخرج منه بأرجلها قبل رأسها
رباعية ان بدلوا ثانياً لها
فعدّوا سنيناً تمضِ في كشف لبسها
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لعمري لقد صنفت ما ليس دارساً
لعمري لقد صنفت ما ليس دارساً
رقم القصيدة : 58361
-----------------------------------
لعمري لقد صنفت ما ليس دارساً
على أنه في العلم يتلى ويدرس
تحيرت الأفكار دون صفاته
فيا حبذا الحرّ الرقيقُ المجنس
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> فديت مؤذناً تصبو اليه
فديت مؤذناً تصبو اليه
رقم القصيدة : 58362
-----------------------------------
فديت مؤذناً تصبو اليه
بجامع جلّق منا النفوس
لقد زفّ الزمان به مليحاً
تكاد بأن تعانقه العروس
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أفدي مليحاً في البرايا لم أزل
أفدي مليحاً في البرايا لم أزل
رقم القصيدة : 58363
-----------------------------------
أفدي مليحاً في البرايا لم أزل
طول الزمان عليه في وسواسي
قالوا أتقطعه كثيراً قلت من
راحات قلبِ المرء قطع الياس
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> قل للرئيس جمال الدين لا برحت
قل للرئيس جمال الدين لا برحت
رقم القصيدة : 58364
-----------------------------------
قل للرئيس جمال الدين لا برحت(82/65)
هباته ذات تأسيس وإيناس
واصل رجائي بعرف الديك مقتبلاً
لن يذهب العرف عند الله والناس
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> هنيئاً لمولانا علوًّا علوته
هنيئاً لمولانا علوًّا علوته
رقم القصيدة : 58365
-----------------------------------
هنيئاً لمولانا علوًّا علوته
يحقّ له فرط الولاء من الناس
دعاني نداه حين حدت عن الورى
فلبيته عشراً وقلت على راسي
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا غائباً عن مجلسٍ قد شاتمت
يا غائباً عن مجلسٍ قد شاتمت
رقم القصيدة : 58366
-----------------------------------
يا غائباً عن مجلسٍ قد شاتمت
ندماه واستعلت لديه الأكوس
نبئت أنّ النار بعدك أوقدت
واستبّ بعدك يا كليب المجلس
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> كتاب مع المطل أحضرته
كتاب مع المطل أحضرته
رقم القصيدة : 58367
-----------------------------------
كتاب مع المطل أحضرته
قليل الحلاوة إذ يلتمس
كأن حلاوة إحضاره
حلاوة يوم خميس العدس
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> بقيت مدى الدنيا جمالاً لدولة ٍ
بقيت مدى الدنيا جمالاً لدولة ٍ
رقم القصيدة : 58368
-----------------------------------
بقيت مدى الدنيا جمالاً لدولة ٍ
لها منك شهمٌ في اللقا ورئيس
نسوق لها غرّ الفتوح جنائبا
وأول هاتيك الجنائب سيس
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> تهني مدى الأيام بالخلع التي
تهني مدى الأيام بالخلع التي
رقم القصيدة : 58369
-----------------------------------
تهني مدى الأيام بالخلع التي
وجدنا بها الأيام واضحة الأنس
أضاء بها وجه الزمان وأهله
ولم أرَ من أطواقها مطلع الشمس
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أفدي إماماً حكى حسناً ليوسف إذ
أفدي إماماً حكى حسناً ليوسف إذ
رقم القصيدة : 58370
-----------------------------------
أفدي إماماً حكى حسناً ليوسف إذ
للشافعي حكى أوقات تدريس
يقول في الحفل رائيه وسامعه(82/66)
هذا ابن يعقوب أم هذا ابن ادريس
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يااير لا تركن لعلقٍ ولا
يااير لا تركن لعلقٍ ولا
رقم القصيدة : 58371
-----------------------------------
يااير لا تركن لعلقٍ ولا
تثق به واتركه مع نفسه
ولا ترجّ الودّ ممن يرى
أنك محتاجٌ إلى فلسه
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لله ظبي كنيسة لاحظته
لله ظبي كنيسة لاحظته
رقم القصيدة : 58372
-----------------------------------
لله ظبي كنيسة لاحظته
فكأنما لاحظت ظبي كناس
يجلو محاسنه ويتلو صحفه
ناهيك من شمس ومن شماس
عجباً له في دين عيسى كيف قد
أضحى يعارض حكمه بقياس
هذاك أحيي الناس من موت وذا
في الحب قد وافى بموت الناس
من أجل مبسمه الشهي تفتحت
في كفه أبداً شفاه الكاس
و كأنما مد اليدين صليبه
تبغي عناق قوامه المياس
على أيمن الاوقات مقدم من له
عصا قلم أضحى بها الشام محروسا
تقول لهايتك العصابة لو وفت
فراعنة الكتاب قد جاءكم موسى
يقبل الارض وينهي الى
علم المقر الأشرف الشمس
أن ليمنى سيدي أنملا
نوالها فرض على الخمس
و وعد بعض الناس وعدكما
يقال لاحسي ولا مسي
فلا يكل قصدي عليه سوى
في البشر والترحيب والأنس
لازلت داني الجود في القدر عن
عدوّ وافيه على الأمس
قاضي القضاة بقيت مأثور الدعا
وجزيت خيراً عن صريخ الناس
الله أكبر انما هي أمة
مرحومة في ساعة الإبلاس
في أمسها العباس يسقيها الحيا
و اليوم يسقيها ابو العباس
قلت اذ عم عليٌّ بالندى
سائر الناس لقد خص رئيسا
صاحب الاسرار بحر مسعف
لوزير الشام يثني عنه بوسا
رب سخر لي موسى مسعفاً
ياإلهاً سخر البحر لموسى
إذا نزلت حماكم يا بني حجر
فيا سنا أفقي يا كأس ايناسي
ان الفقير الذي في أي زاوية
آوى الى ظلكم يا آي احراس
أوقات أنسكما في ضوء كل دجى
يا نور شمعيَ أو يا صفو جلاسي
يا من لفضلي جاهه ونواله
تشكى عوادي الذل والافلاس
داوى أذى رأسي طبيب قبلها
داوى لرجلك حظره من باس(82/67)
لكن شفيت وما شقيت فحبذا
اني برجلك قد وقيت براسي
باتت تسائل عن دستي فقلت لها
ما حال دست ضعيف ما له فرس
قالت فان الجناب الناصري له
وعدٌ فكيف من الانجاز تبتئس
أقسمت لو وعدت نعماؤه زحلاً
ما عاد بين نجوم الليل ينتحس
قلت وقد أقبل في أحمر
وشهره المسبل كالحندس
يا عجباً للشمس شمس الضحى
طالعة بالليل في الاطلس
ايا سيدي ان لم تكن ثم زورة
فنظم كأمثال العقود النفائس
يهاب ابن قادوس اقتحام بحوره
ويقلى لعجز دونه ابن قلاقس
ظمئت إلى تقبيل كف كريمة
تكاد بها الاقلام تعشب باللمس
و أرمد عيني التسهد والبكى
وحسبك اني لا أرى بهجة الشمس
قام غلام الامير يحسب في
يوم طهور البنين طاووسا
فأنزل الحاضرون من سبق
وعاد ذاك الطهور تنجيسا
تهن بعشر واضح الفضل مشرق
كما أشرقت في أفقها طلعة ُ الشمس
تقبل فيه منك خمس أنامل
فيحظى كما قد قيل بالعشر والخمس
تهن بيمنها سنة تجلت
بأنواع الهنا من غير لبس
بها افترض الهنا والمدح يهدي
لمولانا وحبك فرض خمس
يا حبذا في الحسن ناعورة
كأنها من فلك الشمس
تحمي حمى الروضات من مائها
وشكلها بالسيف والترس
هنيئاً لمولانا الوزير ذخائر
من البر والمعروف نامية الغرس
تسير بها الأقوال في كل بلدة
وتعرضها الأعمال في حضرة القدس
لا ييأسن من الجراية معسر
أودى بمحضر حالة الإفلاس
موسى هو الآن العزيز وعامنا
عام الرجا فيه يغاث الناس
مولاي أرجعني لبيت المال في
قوتي ومن مال الجهات بسي
مادام معلومي بدار ضربها
فبعد دار الضرب دار الحبس
هنيئاً لمولانا حصون من الدعا
يبيت بها من حادث الدهر محروسا
و ذكرٌ وأجرٌ في السيادة والتقى
يقولون قد أوتيت سؤلك يا موسى
اليك ابن عباس سرى حامل الرجا
فأغنيت من فقر وآمنت من باس
و في بابك العالي تفسرت المنى
ومن أين للتفسير مثل ابن عباس
ان الوزير أدام الله نعمته
أزال بالعدل عنا الفقر والبوسا
اذا تفرعن خطب أنت خائفه
فقل أجرني من فرعون يا موسى
يا واصف الخيل بالمكيت وبال(82/68)
نهد أرحني من طول وسواسي
لانهد الا من صدر غانية
ولا كميت الا من الكاس
تناومت فابتدرت كعثمها
بطعن ذا الرمح حاميَ الترس
فأعلنت صرخة فقلت لها
مالك قالت طعنت في كسي
موقع أدب (adab.com)
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> مذ قيل فرعك بالذوائب عرّشا
مذ قيل فرعك بالذوائب عرّشا
رقم القصيدة : 58373
-----------------------------------
مذ قيل فرعك بالذوائب عرّشا
شربَ المتيم كأس حبك وانتشى
وببعض ما فعلت بقلبي في الهوى
عيناك صار الليثُ صيداً للرشا
ما بت ملآن الحشا من لوعة ٍ
لولا الولوع بحبّ مهضمة الحشا
هيفاء أما جفنها فقد اشتكى
سقماً وأما صدغها فتشوشا
تفاح وجنتها المفدى مقسمٌ
بدمشق لا عدم المتيم مشمشا
تدمي جفوني وجنة ٌ دميت بها
وأنا الذي بالحسن منك تحرشا
ولربّ ليلٍ قد عطفت وما انتشى
فيه قوامكِ يا سعادُ وما ارتشى
ولففت هاتيك الذوائب أجتلي
نعم العروس أو الأمير مشربشا
وأكاد آكل خده متجوعاً
مما شربت رضابه متعطشا
ثم انتبهت وغاب طيفُ محجبٍ
قطع الفؤاد المستهام وأرّشا
بالليل ألقى طيفه متأنساً
واليوم ألقى هجره متوحشا
فمن العشاء الى الصباح لي الهنا
وليَ الشقاء من الصباح الى العشا
يا أيها الطيف الذي ماضرّ من
أهداه لما أن عشا لو أنعشا
سكني الذي مهدت من قلبي ومن
كبدي له بين الجوانح مفرشا
أروي نسيم البان من أعطافه
فكراً وأروي من سناه المدهشا
هبني رضيت بما ارتضاه فما لمن
يلحي عليه بنفسه قد أبلشا
إنّ العذول إذا رآه ولامني
أبصرتموا أعمى يحاول أطرشا
ما آنس الدنيا إذا أبصرته
وإذا بصرت بعذلي ما أوحشا
حبي له حب الثنا لعليه
هذا لعمر أبيك مع هذا فشا
قاضي القضاة وأنها لمكانة ٌ
خطبت تقاه كما تشا وكما يشا
والمرتقي رتب العلى لا غشّ في
محض الفخار ولا على صبحٍ غشا
لا وترَ عند الشافعيّ سواه في
نصّ الثنا ممن مضى أو من نشا
أوفى السراة على المفاخر مفرداً
فانظر اذا عدّ الجنود وجيشا
أهل الثناوالمجد هذا طار في(82/69)
أفقٍ وذا مع نسر شهب عششا
من كل أزهر في السماحة يرتجى
كل الرجاء وفي الحماسة يختشى
دارت رحى الحرب الزبون به على
عصبٍ فحقّ رؤوسهم أن تحرشا
ووفى بفياض النوال فما على
عافيه أن يردَ النمير بلا رشا
وتجانست في العلم دوحته التي
مدت فيالك مغرساً أو معرشا
شرفاً أبا الحسن الإمام بسؤددً
ذهل الحسود به وطاشَ وطشطشا
ومكانة في العلم شبّ بقاعها
نارُ الهدى فعشا اليها من عشا
وشريعة نهنهت عنها ملحداً
مازال يبحث لحده حتى احتشى
وزهادة تبع ابنُ ادهم سبقها
في عزة أجرى بقاها الأبرشا
ومكارم تكفى السؤال وهيبة
تكفي روائغ ذكرها أن تبطشا
وبلاغة أما الطروس برقشها
فلكم صفت في الواصفين مرقشا
واستشعر الماضي بها فلأجل ذا
قد كان فاضل دهره متكمشا
نعم الفريد دراية ورواية
يا صاحبي علمٍ وحفظٍ فتشا
أزكى الورى قلماً يفيد مصنفاً
واسد سهماً بالثلاث مريشا
بيتاًُيهز الغصن منه لمجتن
إذ هزّ للجاني المعاند أرقشا
في كف من لاعيب فيه سوى ندى
فهمٍ على كل المحامد نبشا
مهما بدا مدح بديع قوله
أو قاصر مد اليدين فحوشا
عربية في مجده قالت لمن
يلحاه في الأمداح لو ذقت الكشا
وهوى ً يطالب علمه ونواله
فكأنما يعطي على الطلب الرشا
وزيادة في مشترى مجد على
قوم وكلّ جلّ عن أن يفحشا
ان الذي في يوم جود لامه
مثل الذي في يوم حج أفحشا
لاقيته والحال أنكد ما أرى
فأعادني والحال أوفق ما أشا
من بعد ما غابت بنو أيوب عن
داع تحارف بعدهم وتحرفشا
واختل ذهناً فهو من اقتاره
لا من غناه كما يقال تكبشا
أمشي الى القوت الزهيد وربما
أعلو فلا قدمي ولا حالي مشى
وأبيت أرعى النيرات تخالني
بالسرج عن ماضي الكرام مفتشا
حتى مددت اليه راحة عائل
طاو فعجلنا نداه وكرشا
إن انقش الصحف الطوال بمدحه
فلقد أخذت من الدراهم أنقشا
يا كاتم الجدوى وتلك شهيرة
كالمسك ان تكتم نوافحه فشى
يا من جلبت لسوق أنعمه الثنا
سلعاً فعاش بها الرجا وتعيشا
خذ من مديحي كل باسمة الربى(82/70)
مرت على سمع الحسود فأجهشا
من نظم مصري أقام بجلق
ما كان في هذا الطراز مجيشا
اقترح تعديلا على القصيدة
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا أديباً في نظمه لا يجارى
يا أديباً في نظمه لا يجارى
رقم القصيدة : 58374
-----------------------------------
يا أديباً في نظمه لا يجارى
وعلى طرق لغزه لا يماشى
ماش من شئت في طرائق شتى
من علوم فانه يتلاشى
واهد ما شئت لي نباتاً ولغزاً
قد هدى خاطري وان قيل طاشا
في نبات قلنا جمادا فلما
صحفوا ماس كالقضيب انتعاشا
كان طعما فأحسنوا حين زادو
ه فأضحى ذاك الطعام قماشا
ثم أبدلت حين نقصت حرفاً
فوجدت القماش أصبح شاشا
بأبي أنت أطربتك معاني
ك فقال اقتضاب نظمك ما شا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> خدك بالورد من حشاه ومن
خدك بالورد من حشاه ومن
رقم القصيدة : 58375
-----------------------------------
خدك بالورد من حشاه ومن
بمسك هذا العذار قد نقشه
يا من أغاظ الرماح معطفه
فهي تخاف القدود مرتعشه
حتىم ياروضتي ويا غصني
حشاشتي من تقاطع دهسته
ووحشة بيننا يؤكدها
نحو الجفا فهي هكذا وحشه
أسفت لشاشي الذي قد مضى
وفاز به سارق حاشه
ووالله ما بي مما جرى
سوى قولهم صفعوا شاشه
قلت ولي في هوى حبيبي
قلب رقيق عليه يدهش
بالجفن والصدغ يا عنائي
هذا سقيم وذا مشوش
يا سائلي في وظيفتي عن
ضيعة حالي وعن معاشي
ما حال من لا يزال يطوي
مسافة القصر وهو ماشي
قال الدمشقي حبي
دنا الرحيل المشوش
وحق تفاح خدي
لا عشت بعدي مشمش
هجر الشباب ومن أحب
وكنت ذا نعمى وطيش
يا هاجري لا مات من
يلحي عليك وعاش عيشي
يا من زهت عن أن تماشي شخصها
قمرا وعن غصن الرياض تماشي
عكس الضنى والسهد حالي فاغتدى
نومي سباتي والنهار معاشي
علمتني يا دهر فضل علاقة
مأثورة في حرفة ومعاش
ان كان حالي غير ماش انه
في سائر الامثال مثل الماشي
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا لاعب النرد الذي وصفه
يا لاعب النرد الذي وصفه(82/71)
رقم القصيدة : 58376
-----------------------------------
يا لاعب النرد الذي وصفه
بحر ترى الافكار فيه تغوص
انظر الى وصفي وما حزته
من أربع للعيش فيها نصوص
خواتم اللذات محتاجة
في هذه الدنيا لهذي الفصوص
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> كم نعمة تقوية أفضت بها
كم نعمة تقوية أفضت بها
رقم القصيدة : 58377
-----------------------------------
كم نعمة تقوية أفضت بها
سور الثنا للحمد والاخلاص
كلّ الظنون بغيره خرجية
والظن في نعماه خاص الخاص
وأغن في الفقهاء رمت تسلياً
فأتى العذار بحسنه المخصوص
وأعدت فاتحة الهوى اذ نص في
خدّ فلم تبطل على المنصوص
رجعت الى مغناك والحمد والدعا
يبثان لفظاً في المنازل لا يحصى
وفي السجد الاقصى وفي الربع اذ دنا
فقد شهد الادنى بذلك والاقصى
ما قصر القصاص في فعله
بصاحب كان به ذا خصوص
وافى يذرّ القمح يرجو له
نفعاً فما أعطاه الا الفصوص
أصبحت يا سيدي ويا سندي
أقص في أمر بغلتي القصصا
بالأمس كانت لفرط سرعتها
طيرا وفي اليوم أصبحت قفصا
ليهن حمى الشهباء قاض حوت به
كمالا على تفضيله اتفق النص
فلو مثلث كتب النحاة بنعته
لما جاز أن يجري على نعته النقص
كم مدحة قد أجدتها غزلا
وقصة المدح بعد لم تقصص
لولا الامام التقي ما مدحت
ولم يكن لي ولا لها مخلص
حمّلت خاتم فيه فصاً أزرقاً
من كثرة اللثم الذي لم أحصه
لولاه ما علم الرقيب فيا له
من خاتم نقل الحديث بفصه
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> خلع أنشرت زمان الرياض
خلع أنشرت زمان الرياض
رقم القصيدة : 58378
-----------------------------------
خلع أنشرت زمان الرياض
باخضرار من نورها في ابيضاض
حسبها يا غمام عندك سقياً
لامع البرق صادق الايماض
ملأت أعين الأعادي بياضاً
حين لاقوا سعودها باعتراض
من رأى قبلك الشهاب مضيئاً
مشرقاً في تألق وبياض
ما أظلت كمثل سؤددك الخض
راء فاسحب من ذيلها الفضفاض
أنت زيّنتها وكم زيّنت الاغ(82/72)
ماد قدماً بالمرهفات المواضي
فعيون من الجلالة والحس
ن لها بين بسطة وانقباض
عش كذا للسعود مستقبلات
بين عام آت وآخر ماضي
وليفاخر بك الملوك مليك
هو والله والورى عنك راضي
حبذا للزمان منك رئيس
شد عقد الامور بعد انتقاض
ناظم من جواهر اللفظ فيه
ومن الذم صائن الاعراض
ذو يدٍ موسوية قد تحدت
بيراع كالحية النضناض
راش منها البنان نبعة سهم
فأصابت شواكل الاغراض
وأفاضت بحري نوال وعلم
فأجدنا في مدحها المستفاض
يالها نبعة على طود حلم
يتغاضى عن شعرنا المنهاض
لو عدانا منه وحاشاه برّ
لاكتفينا من بره بالتغاضي
رب معنى ً أصابه قبل أن ير
سل سهم البديه بالانباض
وعيون جلى علينا من العل
م وكانت في غاية الاغماض
ومعان قد شاد بيت سناها
وبيوت السادات بين انقضاض
يا ابن يحيى دنياه بالدين والفض
ل منسي فضيلها ابن عياض
ليس يلجى الى التقاضي مرجي
ك ويوفى بزاخر فياض
واذا الفضل كان عوني على المر
ء تقاضيته بترك التقاضي
أنت أدرى بحالتي وبحقي
فأغثني بحازم الفعل ماضي
واصطنعني فللصنيعة عندي
موضع الغيث في زكي الأراضي
فيروي غليلها من نداه
ويحييه شكرها بالرياض
واستمعها يا أعرب الخلق نطقاًُ
ذات رفع وإن أتت في انخفاض
مقسم وزنها بأن بحوري
لا توازى في نقدكم بالحياض
حدت فيها عن عادة الغزل الحل
و لمدحٍ منزه الاحماض
مع نزوعي الى هوى كل بدر
لست بالبدر عنه بالمعتاض
بعته الروح بالتواصل يوماً
غير أنا لم نفترق عن تراض
ولكم عذّل بحبيه أغروا
فترى من أغراه بالاعراض
خوَّفوني من مقلتيه سهاماً
وهي والله منتهى أغراضي
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> قل لقاضٍ من صنعه عزلوه
قل لقاضٍ من صنعه عزلوه
رقم القصيدة : 58379
-----------------------------------
قل لقاضٍ من صنعه عزلوه
وهو بالعود طامع متقاضي
مت فما أنت حاكمٌ أبد الده
ر على الناس فاقض ما أنت قاض
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> ظننا طوله يجدي
ظننا طوله يجدي
رقم القصيدة : 58380(82/73)
-----------------------------------
ظننا طوله يجدي
بيوم العرض أو يرضي
فلا والله ما أجدى
وراح الطول في العرض
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> شكراً لها يا سيدي منحة
شكراً لها يا سيدي منحة
رقم القصيدة : 58381
-----------------------------------
شكراً لها يا سيدي منحة
معهودة وانظر لها أيضاً
أصابعاً سوداً ولكنها
والله في حالي يدٌ بيضا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> تهنّ بها بيضاءَ من خلع الرضى
تهنّ بها بيضاءَ من خلع الرضى
رقم القصيدة : 58382
-----------------------------------
تهنّ بها بيضاءَ من خلع الرضى
تخبر أنّ العيش يلقاك أبيضا
ويا حبذا خضراء لما لمستها
بكفّ رأينا الغيث في الحال روضا
وما الغيث إلا الطيلسان الذي حوى
بك الغيث هامي الجود والبدر قد أضا
أخا الشمس قد أذكرتني الشمس صاحبا
فأهلاً بمن وافى وسقياً لمن مضى
لعمري لقد أبقى أخوك براحتي
نوالاً تقضيت السنين وما انقضى
فلا زلت سعد الدين للشمس مسعفاً
توفق وفقاً للسيادة مرتضى
فما منكما إلا رئيس وماجدٌ
فلا فرق بين الفرقدين ولا انقضا
نادى الهنا قلباً قد كن في حذرٍ
انّ الشفاء على كلّ الأنام رضي
حاشا الوزير من الشكوى ولا برحت
قلوب أعدائه تشكو من المضض
حاشا الزمان الوزيري الذي جمعت
ذكراه اسماً وفعلاً غير منتقض
ياسيداً سنّ حدّ العزم مفترضاً
شرع الثنا نعم مسنون ومفترض
وللمدائح يا من شف جوهره
في المكرمات فما تشكو من العرض
لاردّ سهمك عن نحر العداة ولا
نالوا من السهم ماراموا من الغرض
صحت بصحتك الدنيا فليس بها
غير الذي في جفون الغيد من مرض
يا مليكاً به عن الدهر يرضى
وبآرائه الخطوب تراض
بالهنا والسعود مقدمك الزا
ئد عما تمنت الأغراض
سبقتك الاخبار تنفح روضاً
ثمّ وافى غمامك الفياض
ما رأينا من قبلها غيثَ عامٍ
سبقته إلى القدوم الرياض
أوما لجفنك أو لفعلك ماضي
في سفكه لدمي وفي الأعراض
لك يا أميرَ الحسن حكمٌ فاقض بي(82/74)
ما أنت في أهل المحبة قاض
وسهام لحظك لا تردّ عن الحشا
ووحقّ حسنك إنها أغراضي
وتلذّ أمراضي عليك وليتني
أدري أحسنك ساخطٌ أم راضي
اذا الله محسناً عن مقصر
فكافى ابن يعقوب الامام وعوضا
وأصبح هذا الصاحب السرّ أنعما
وروى ثنا ذاك الوزير وروّضا
لعمري قد ساد الإمام محمدٌ
فأخجل من وافى وأخمد من مضى
رضيت عن الأيام منذ خدمته
فكلّ ثيابٍ لي به خلع الرّضا
يا سيداً حاز المعا
لي طولها وعرضها
لي جبة ٌ رفوت من
ها البعض إذ لم أرضها
فأعجب لها عتيقة
دبرت منها بعضها
وزيرَ الشآم فدتك النفوس
فلست عن الفضل بالمعرض
أتيتك في وقت غيظٍ فما
خرجت عن المكرم الرّيض
ومن كان في غيظه محسناً
فكيف يكون إذا مارضي
أقلامك الحمر في أوراقك البيض
مشهرات بتذهيب وتفضيض
مسنونة الحدّ كم عدت مكارمها
فرضاً فقامت بمسنونٍ ومفروض
كالبرق في يد غيث من عجائبها
في لحظة العين إسراعٌ بترويض
قل للذي بدّلت من إقباله
وقبوله بالصدّ والاعراض
واليت أمراضي عليّ وليتني
أدري أحسنك ساخطٌ أم راضي
وملولة الأخلاق لما أن رأت
أثر السقام بجسمي المنهاض
قالت تغيرنا فقلت لها نعم
أنا بالصدود وأنت بالاعراض
قالت الناس فلانٌ قد غدا
بعد مسّ الفقر ذا مالٍ عريض
لا وعليائك ما عندي ما
يدخل الوزن سوى نظم القريض
أهلاً بوجه الأمير مقتبلاً
لبشره بالسعود إيماض
قالت لظامي الرجاء أنعمه
أبشر فغيث النوال فياض
وغادة في جفونها مرضٌ
في قربه لي الشفا من المرض
خوفني الناس سهم مقلتها
وما دروا أن سهمها غرضي
أزف الرحيل عن الشآم وأهله
غيظاً من الحال الذي لا يرتضى
قالوا الزمام فقلت تبقى ناقتي
فزمامها بيدي وما ضاق الفضا
في كل يوم خلعة ملئت بها
دنيا الأحبة خضرة وبياضا
ما أنت الا الغيث علماً أو ندى
في كل وقت يستجدّ رياضا
يا صاحباً نرجو به النفع في
دنيا وفي آخرة ٍ أيضا
في السر والجهر بأحوالنا
كم لك يا موسى يدٌ بيضا
قيل لي كنت واصلاً لكريمٍ
فاض حتي بأبيض الدرج فيضا(82/75)
أتراه من بعد ودٍّ ورفدٍ
قطع الوصل قلت والدّرج أيضا
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> تعشقته ظبي الكناس اذا عطا
تعشقته ظبي الكناس اذا عطا
رقم القصيدة : 58383
-----------------------------------
تعشقته ظبي الكناس اذا عطا
وعلقته ليث العرين اذا سطا
وأسكنته عيني فزاد ملاحة ً
وقد راح فيها بالدموع مقرطا
نصبت له من قبل اشراك هدبها
فبات بها طول الدجى متورطا
وخلفتها بالدمع شكراً لأنه
اليها من الجنات فرّ وأهبطا
وكم من عذول رامَ مني سلوة ً
وأمسى كقلبي بالهموم مخلطا
فما زادني في الحب إلا تسرعا
وما زادني في الصبر إلا تثبطا
أأترك ذاك الريق كالشهد مخبراً
وأطلب صبرا ما أشرّ وأحبطا
على ّ يمينٌ لا سلوت مهفهفاً
ولا بت في رمان صدرٍ مفرّطا
ولا حلت عنه فاتر اللحظ أغيداً
يخرّ له الغصن الرطيب اذا خطا
تصيدني من شعره بحبائلٍ
غدوت بها عما سواهُ مربطا
ولم أرَ مثل البند ما بين خصره
وأردافه من جورها قد توسطا
يطول اذا لم ألقه عمرٌ الدجى
الى أن أراه بالكواكب أشمطا
ليالٍ تولت ما أرق معاطفاً
وعيشاًُ تقضى ما ألذ وأغبطا
رمى ثغره كاللؤلؤ الرطب ساطعاً
على جيده زاهي النظام مسمّطا
فيا حامي الاسلامَ من كلماته
بأجهد من حرب الاسود وأربطا
أحاط به جيش السطور وانما
أدار به الامر الذي كان أحوطا
وساد البرايا كلما نال مصعداً
بأفق المعالي نال شافيه مهبطا
وما أن رأينا مثل أنهار طرسه
لدر معانيه مغاصاً وملقطا
تألق فيها كالكواكب لفظها
فلم تشك عين في دجى النفس مخبطا
و لا عيب فيه إن تأملت خلقه
سوى أنه يطغي الخليقة بالعطا
على مثله فليعقد المرء خنصراً
لأنا رأيناه لدى الجود مفرطا
نوال تلظى الغيث بالبرق حرقة
لتقصيره عنه وبالرعد عيّطا
وبشرٌلدى العافين أحلى من المنى
ورأيٌ الى العلياء أهدى من القطا
من القوم فاتوا الناس سبقاً الى العلى
ألم ترهم أندى أكفاً وأبسطا
كأنّ لهم فيها طريقاً مفسراً(82/76)
وعندهم فيها طريقاً مخبطا
اذا ابتدروا غايات لفظٍ رأيتهم
من الروض أنشى أو من الريح أنشطا
مطاعين في الهيجا مطاعين في الورى
قريبين من رشدٍ بعيدين من خطا
كأنهمُ في السلم زهرٌ وفي الوغى
قتادة تأبى أن تلين فتحبطا
أبى الله إلا أن يذل حسودهم
ويرضون في كل الأمور ويسخطا
اليك شهابَ الدين جدت ركائبٌ
كأن لها في ترب أرضك مسقطا
فداك بخيلٌ لا يسود وانما
قصاراه أن يخشى افتقاراً ويقنطا
تهتك لمّا ضنّ بالمال عرضه
ألا إنّ جودَ المرء للعرض كالغطا
وما أنت إلا البحرُ في كل حالة ٍ
نوالاً وعلماً ما أبرّ وأقسطا
تجاوزت في الإنعام كعباً وحاتماً
وطاولت في الإرغام عمراً وأحبطا
وفقتهمُ إن كنت حقاً مصححاً
وكانوا حديثاً في الأنام مغلطا
وطال كما تختارُ قدرك في الورى
لأبعدَ من شأوِ النجوم وأشحطا
كأنّ ثريا الأفق كفّ تطاولت
لتلقي له فرش الغمام وتبسطا
اذا حاق خطبٌ أو تطلع حادثٌ
سلكت من الأقلام عضباً مسلطاً
يراع يربى في سيول دوافق
واغيال أسدٍ لاتفر تحمطا
فمن أجل هذا سرّ عافيه في الندى
ومن أجل هذا سآء شانيه بالسطا
لك الله من حرٍّ يرى ليَ برهُ
وقد مدّ لي دهري الهموم ومططا
وشيد لي بالذكر قدراً ورفعة ً
بعيد عليها أن تحول وتكشطا
فخذ مدحاً تنشي لك الروض يانعاً
اذا شئت أو تبدي لك الوصف أرقطا
اذا أشرقت في محفلٍ ظنّ أهله
سنا المشتري من ضوئها متقمطا
وان كنت فيها قد تفردت بالثنا
فإنك أيضاً قد تفردت في العطا
Free counter
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> مولايَ قم للمعالي
مولايَ قم للمعالي
رقم القصيدة : 58384
-----------------------------------
مولايَ قم للمعالي
فللعداة هبوط
حاشا رجا كل عاف
أن يعتريه قنوط
كم ضعف حال وقلب
بالضعف منك منوط
شهود علياك شهب
وفي سواها سقوط
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> شكراً لها فرجية قد بيضت
شكراً لها فرجية قد بيضت
رقم القصيدة : 58385
-----------------------------------(82/77)
شكراً لها فرجية قد بيضت
عيشي وعين الحاسد المتواطي
جاءت ولم أسأل ولكن جاءني
خياطها وعجزت عن قيراط
وأريد جوداً ثانياً ولطالما
قد جدت لي قدماً وللخياط(82/78)
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا وزير المصرين كلاًّ كفاه
يا وزير المصرين كلاًّ كفاه
رقم القصيدة : 58386
-----------------------------------
يا وزير المصرين كلاًّ كفاه
في مهماته الكبار وحاطه
لو تفاخرت وابن شكر بمعنى
جامع زدت في المعاني اغتباطه
كنت تبدي فخاره برخام
وفخار ابن شكر يبدي بلاطه
وأغيد كل شيء منه يعجبني
كأنما هو مخلوق على شرطي
أجفانه السود لا تخطي اذا رشقت
سهامها وسهام الليل لا تخطي
نقطة خالٍ ووجنة ٌ فعلا
في اللهو لي بعد توبتي غبطه
فيا لها توبة معشقة
صرت عليها أقوال بالنقطه
بروحي مشروط على الخدّ أسمرٌ
دنا ووفى بعد التجنب والسخط
وقال على اللثم اشترطنا فلا تزد
فقبلته ألفاً على ذلك الشرط
لم أسعَ للعليا بخطوٍ قاصرٍ
لكن سعيت لها بحظ هابط
ألف السقوط فلو أردت كتابة
للظاء منه كتبته بالساقط
دع الخوض في الكلم الجاحظي
ومع مقريء الشام فاقرأ بضبط
اذا ما غرقت بمثل ابن بحر
وجدت النجاة بمثل ابن شطّ
نظمت للصاحب المرجي
رائية كالحباب يلقط
نروم من برّه نقوطاً
والحكم للراء أن تنقط
لي صنانٌ أعاذك الله منه
كم أواري إبطي به وأغطي
فكأني في الناس لصٌ مريب
أتخفى وعملتي تحت إبطي
حاكيت عرقوب الوعود
وبتّ دون الخل لاقط
فسقطت من عيني ندا
ك ومن تعرقب فهو ساقط
يلوم العذول على أعينٍ
خطائية حسنها في سطا
عذوليَ خذ لك عين الصواب
ودع في الهوى ليَ عين الخطا
وبروحي المشروط في الخدّ يقرا
منه لحظ الكئيب أحسن خطّ
أعلن الشرط داعياً لهواه
فغدت مهجتي جواباً لشرط
بروحي كحلا الطرف لا بتكحلٍ
مخططة لكن بغير خطوط
تخير طرفي قدها العدل شاهداً
فألفيته أيضاً أجلّ شروطي
لقد جددت يا خجلي ذكري
لشبعٍ أو لريٍ زاد غبطه
كأنك لم تكن من ذا وهذا
أكلت أوزة ً وشربت بطه
أفنى جفاكم كثير دمعي
لكن بقي في القليل نشطه
قد كنت أروي عن ابن بحر
فصرت أروي عن ابن نقطه
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لا أترك الحبّ والعذّال وعّاظ(83/1)
لا أترك الحبّ والعذّال وعّاظ
رقم القصيدة : 58387
-----------------------------------
لا أترك الحبّ والعذّال وعّاظ
ما دام في حفظه للقوم احفاظ
يرتاض قلبي إذا ما الحب خامره
فخل عاذله في الحب يغتاظ
رووا الشجون على سمعي فاني من
قوم هم لحديث الشجو حفاظ
وانظر لالحاظ من أهوى وقل لي عن
علم أتلك ظباً أم تلك الحاظ
أعيذ بالكهف ألحاظاً مناقضة ً
تخالهن رقوداً وهي ايقاظ
ومبسماً لبهيّ الدرَ متسقاً
كأنه لبهاء الدين ألفاظ
ذوالبيت نظما ومجدا قد سخا وذكا
حتى شتا حوله الطلاب أو قاظوا
لله ما مدحه علياء قد نسبت
فهي الصميم ونظم القوم أوشاظ
ود العدا منه ما فاض العروض بها
لو أنهم بنفوس الغيظ قد فاظوا
مزجت يا بحرُ بحريها فذاك وذا
عذب على أنه للدر لفاظ
مقدس بيتها حتى الخليل به
جذلان والباحث الوزان مغتاظ
قالت لنظم مجاريها وما ظلمت
ما أنت حمل فان الحمل نهاظ
وزاد ذكر عليّ مجدها فلها
مع رقة القول بالانداد اغلاظ
ونطقتني ببكرٍ هامَ سامعها
حتى كأن انتصاب السمع انعاظ
تجنبت لك حوشي الكلام فما
فيها وحوشيت حنياظٌ ولغماظ
لا زلت تملي وتملاَ الحلو من كلمٍ
بذكرهنّ لسان الذوق لماّظ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> متعوني عنكم بمسموع وعدٍ
متعوني عنكم بمسموع وعدٍ
رقم القصيدة : 58388
-----------------------------------
متعوني عنكم بمسموع وعدٍ
إن بخلتم عليّ بالملحوظ
وأغيثوا قلباً رقيقاً يقاسي
من ذوي اللوم فظٍ غليظ
لفظت أذني الملامَ عليكم
فهو فيها من أكره الملفوظ
حفظ عهدٍ يضوع في الحب
وعجيبٌ لضائعٍ محفوظ
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> رعى الله أوقاتاً تقضت بصاحبٍ
رعى الله أوقاتاً تقضت بصاحبٍ
رقم القصيدة : 58389
-----------------------------------
رعى الله أوقاتاً تقضت بصاحبٍ
موازين لفظي في الولاء بحفظه
إذ لم تدر كاس المدامة بيننا
أديرت كؤوس بين لفظي ولفظه(83/2)
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> مسموع لفظك في القلوب ممكّن
مسموع لفظك في القلوب ممكّن
رقم القصيدة : 58390
-----------------------------------
مسموع لفظك في القلوب ممكّن
في الحب فوق تمكّن الملحوظ
حفظت فوائده وضاع نسيمه
فاعجب له من ضائعٍ محفوظ
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أحبك يا فريدَ الوقت حبًّا
أحبك يا فريدَ الوقت حبًّا
رقم القصيدة : 58391
-----------------------------------
أحبك يا فريدَ الوقت حبًّا
تقسم بين معتقدي ولفظي
وليس بنافعٍ هذا ولا ذا
إذا كان المحب قليل حظّ
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يادارَ جيرتنا بسفح الأجرع
يادارَ جيرتنا بسفح الأجرع
رقم القصيدة : 58392
-----------------------------------
يادارَ جيرتنا بسفح الأجرع
ذكرتك أفواه الغيوث الهمع
و كستك أنواء الربيع مطارفاً
موشية ً بسنا البروق اللمع
تتحلب الأنوار فيك على الربى
بسحائبٍ تحنو حنو المرضع
فلكل قطرة وابلٍ فمُ زهرة ٍ
مفترة ٍ عن باسمٍ متضوع
تزهى لوامع ربعها وربيعها
بمنوّر في الحالتين منوع
فعسى يعود الحي فيك كما بدا
في خير مرتادٍ وأخصب مربع
عهدي بسفحك مرتعاً لأوانسٍ
كم في محاسنها لنا من مرتع
من كل دائرة القناع على سناً
بدرٍ يراغم بدر كلّ مقنع
شق الاسى قلبي الصريع فياله
بيتاً أبت سكناه غير مصرّع
بالنازعات ومهجتي عوّذتها
وحجبتها بالمرسلات وأدمعي
آهاً لعهد الرقمتين وعهدها
لوأن عهدهما قريبُ المرجع
و لطيفها كم هاج لوعة بينها
فالويل إن أهجع وإن لم أهجع
بانت سعادُ فليتَ يومَ رحيلها
فسح اللقا فلثمت كعب مودعي
وضممت بدر ركابها فعساه أن
تعديه رقة ُ قلبي المتوجع
إني وإن لم أقض نحبي بعدها
فليقضينّ بكايَ حق الأربع
ولأختمن بموضعِ التقبيل ما
ضمّ الثرى من قلبيَ المستودع
و أحمّل الهمّ الذي حملته
نجباً تقيس ليَ الفلا بالأذرع
من كل حرفٍ وفقها للساكني
تلك الربوع وعطفها للموضع
مشتاقة تسري بمشتاقٍ كما(83/3)
رجع المدامع وجنة المسترجع
كادت من الذكرى تطيرنسوعها
وتقوم من صدري حواني الأضلع
و لقد يذكرني حنين سواجعٍ
بالقلب كم هاجت على غصن معي
شتان ما بيني وبين حمامة ٍ
صدحت فمن مسترجعٍ ومرجع
غصني بعيدٌ عن يدي وغصنها
ضمت عليه أنامل المستمتع
لا طوقَ لي بالصبر عنه وطوقها
بالزهر بين مدبجٍ وموشع
إن لم تعرني للحنين جناحها
فلقد أعرت حدا الركائب مسمعي
يطفو بنا عند النجود مديدها
طلاعة ويسيل عند البلقع
حتى إذا شمنا لطيبة َ معلماً
عجّلت قبل الحجّ طيبَ تمتعي
و نزلت عن ظهر المطية لاثماً
وجه الثرى فرحاً بنثر الأدمع
و إذا المطيّ بنا بلغنَ محمداً
فلها رعاية ُ خير حقٍ قد رُعي
و لها بآثارِ المناسمِ في السرى
شرفٌ على شرف البدور الطلع
يا زائد الأشواق زائر قبره
سلّم على خير البرية يسمع
و الجأ إلى الحرم الذي جبريل من
زوّاره من ساجدين وركع
بين الملائك والملوك تزاحمٌ
من حول منهلة اللذيذ المكرع
فوفودها من أرضها وسمائها
في مطمحٍ يسعى اليه ومطمع
تدعو منازله سراة وفوده
لجناب من في ليلة الاسرا دُعي
حتى تقلد بالرسالة حافظاً
ضوّاع نشر الفضل غير مضَّيع
وترٌ يقال له غداً قل يستمع
يا خير مشفوعٍ وخيرَ مشفع
كان الورى في حيرة حتى أتى
بجليّ أخبارٍ دعاها من يعي
شرع الهدى ووصفت شارع فضله
أكرم بفضلي مشرعٍ ومشرع
من سفح عدنان التي شرفت به
مع ذلك الشرف القديم المهيع
بطباعه يزكو فكيف بطابع ٍ
لثبوت أعناء على المتطبع
ألف الندى حتى بدا في كفه
نبع الزلال فياله من منبع
و البدر شق لقربه متهللاً
والجذع حنّ لبعده بتفجّع
و الشمس شاهدة ٌبأن غمامة ً
كانت تظللّ من سواء المطلع
شهدت بإمكان له ومكانة
وعلى كمثل الشمس فاشهد أودع
و الوصف ملتمع النجوم يجل أن
يحصى وان شئت الحديث فألمع
و اذكر ببدرٍ طلعة ً نبوية ً
من مفردٍ يسمو ابنَ عشرَ واربع
ما البدر في كبد السما كسناه في
قلبِ الخميس ولا بصدر المجمع
تفدي البدورُ بيوم بدرٍ وجهه(83/4)
ما بين معشره البدور الطلع
المعرقين سماحة ً وحماسة ً
يوم الفخار دُعوا ويوم المفزع
من كل مفترس الليوث بثعلب
من رمحه في صدر كل مسبع
و قضيب سيفٍ ان يهز تساقطت
ثمراتُ هامٍ كانَ منه لتبع
ورثوا الشجاعة والعلى يروونها
قرشية ً عن غالب ومجمع
و به اهتدوا فتتابعوا في نصره
من طائعٍ وافى اليه ومهطع
حتى اذا صلى الحسام بطوعهم
صلت رؤوس عدى ً بغير تطوع
حمدوا الوغى في حب أحمدهم فما
يتفيأون سوى الطوال الشرع
هذا وكانوا يتقون به اذا
حميَ الوطيس فيتقون بأشجع
بأشد من شهد الوغى وأرق من
وقعت عواطف حلمه في موقع
بكليل جفنٍ عن معائب مخطئ
وحديد سيفٍ في فؤاد مدرّع
بالمجتدي في يسره وخصاصة
والمجتلي في حلة ٍ ومرفع
ذو المعجزات الباقيات وحسبه
سورٌ مسورة ٌ تصدّ المدعي
هديت قروم ذوي الفصاحة قبلها
وتقاعسوا عنها لأول منزع
كم مدع ٍنظماً يحاول حيه
في سورة منها فيسلى مدّعي
قال الكلاميون صرفة خاطر
قلنا ونثره كوكب متشعشع
يا سيدَ الخلق الذي مدحته من
آي الكتاب فواصلٌ لم تقطع
ماذا عسى المدحُ الطهور يدير من
كأس الثنا بعد الكتاب المترع
بعد الحواميم التي بثنائها
هبطت اليك من المحلّ الأرفع
من كل حرفٍ عن سواك بمدحها
ورقاء ذات تعززٍ وتمنع
أرجو لفهمي بامتداحك يقظة
من غفلتي وشهادة في مصرعي
و اليك أشكو صدر حالٍ ضيقٍ
بالمؤلماتِ وحال همٍّ مولع
وتذللاً في الخلق بعد تعزز
وتحيرا في الأمر قبل توقع
حتى كأن العقلَ ليس بعاقلٍ
إياك أن تعيى بأمر مفضع
إن تستبين لك حيلة في الأمر لا
تعجز وإن لم تستبن لا نجزع
و لقد أراعي الصبر فيما أشتكي
من مؤلمٍ والصبر بعض تجوعي
شيبت حياتي ثم شابت لمتي
في غير ذخرٍ للمعاد مجمّع
فالرأس مشتعلٌ بشيبٍ أبيضٍ
والقلب مشتعلٌ بشيبٍ أسفع
ومع المشيب ففي من سنّ الصبى
جهلٌ وضرسٌ غواية ٍ لم يقلع
أواه من سنٍ وأسنانٍ مضت
في فعليَ العاصي وقولي الطيع
سنٌّ علا كبراً وسن قد هوى
تلفاً ولسنٌ إن يؤخر يفزع
و تشاغلي فيما يضر وحسبه(83/5)
لو لم يضرَ بأيه لم ينفع
همان من دنيا وآخرة ٍ فيا
للحيرتين بمعضل وبمضلع
و بلية الانسان منه وانما
بك يا شفيع المذنبين تشفعي
سارت اليك صلاة ُ ربك ما سرت
لحماك ناجية ُ المحبَ الموضع
و توسَّلت بك مدحة ٌ سيارة ٌ
سيرَ النجومِ من ابتداءِ المطلع
و نظيمة من طيّب الكلمِ الذي
لسوى مقامك في الورى لم ترفع
عوّذتُ من عين الحسود عيونها
من حرف مطلعها بحرف المقطع
و تخذتها عيناً ترويني غدا
وترى لذي الدارين منجاً منجعي
إن كنت حساناً بمدحك نائباً
فسناك أرشده وقال ليَ اتبع
سجعت لك المداح في طرق الهدى
والمكرمات ومن تطوّق يسجع
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أجبت منادي الحب من قبل ما دعا
أجبت منادي الحب من قبل ما دعا
رقم القصيدة : 58393
-----------------------------------
أجبت منادي الحب من قبل ما دعا
فإن شئتما لوما وإن شئتما دعا
لي الله قلباً صير الوجد شرعة ً
وجفناً قريحاً صير الدمعَ مشرعا
كنانة لحظٍ خلفتني من الهنا
قصياً وفكري للهموم مجمعا
وسالف عهدٍ بالعقيق ذكرته
فعاد بدرّ المدمعين مرصعا
يخوفني بالسقم لاحٍ وليت من
عنانيَ أبقى فيّ للسقم موضعا
بليت فلو رامتني العين ما رأت
ولو أن فكري عارض السمع ما وعى
وربّ زمانٍ كان لي فيه مالكٌ
حبيبٌ سعى منه الفراق بما سعى
فلما تفرقنا كأني ومالكي
لطول اجتماع لم نبت ليلة ً معا
من الغيد لو كان الملاح قصيدة
لكان سنا خديه للشمس مطلعا
أدار على ّ الدمع كأساً وطالما
أدار عليّ البابليّ المشعشعا
كأن التلاقي كان وفراً تسرعت
أيادي ابن شادٍ فيه حتى تضعضعا
إذا لم يكن للغيث في العام نجعة ً
فحسبك بالملك المؤيد منجعا
مليك أعاد الشعر سوقاً بدهره
فجئت إلى أبوابه متبضعا
ووالله لولا باعثٌ من مديحه
لأصبح بيتُ الشعر عندي بلقعا
أتعذلُ أقلامُ المدائح إن غدت
له سجداً لا للأنام وركعا
فدت طلعة البدر المنير أبا الفدا
وإن كان أعلى من فداها وأرفعا
ألم ترَ أنا قد سلونا بأرضه(83/6)
مراداً لنا في أرض مصرَ ومرتعا
إذا ابن تقيّ الدين جاد نباته
علينا فلا مدت يدُ النيل أصبعا
أما والذي أنشى الغمام وكفه
فجاد وقد ملّ السحاب فأقلعا
لقد سُمعت للأولين فضائلٌ
ولكنّ هذا الفضل ما جازَ مسمعا
سحاب كما ترجى السحائب حفلاً
وبأسٌ كما تنضي الصواعق لمعا
وعلم ملأنا صحفه من فنونه
فكانت على الأيام برداً موشعا
وذكرٌ له في كل قلبٍ محبة ٌ
على ابن عليّ يعذر المتشيعا
له الله ما أزكاه في الملك نبعة
وأعذب في سقيا المكارم منبعا
هو الملك أغنى ماء وجهي وصانه
فإن تقصر الامداح لم يقصر الدّعا
غدت كلّ عامٍ لي اليه وفادة ٌ
فيا حبذا من أجل لقياه كل عام
تطوقت تطويق الحمام بجوده
فلا عجبٌ لي أن أحومَ وأسجعا
قضى الله إلا أن يقوم لقاصدٍ
بفرض فان لم يلقَ فرضاً تطوعا
حلفت لقد ضاع الثنا عند غيره
ضياعاً وأما عنده فتضوعا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> سرى طيفها حيث العواذل هجع
سرى طيفها حيث العواذل هجع
رقم القصيدة : 58394
-----------------------------------
سرى طيفها حيث العواذل هجع
فنمّ علينا نشره المتضوع
وبات يعاطيني الاحاديث في دجى ً
كأن الثريا فيه كأسٌ مرصع
أجيراننا حيي الربيعُ دياركم
وإن لم يكن فيها لطرفيَ مربع
شكوت الى سفح النقا طول نأيكم
وسفح النقا بالنأي مثلي مروع
ولا بدّ من شكوى الى ذي مروءة ٍ
يواسيك أو يسليك أو يتوجع
فديت حبيباً قد خلا عنه ناظري
ولم يخلُ منه في فؤادي موضع
مقيم بأكناف الغضا وهيَ مهجة ٌ
وإلا بوادي المنحني وهي أضلع
أطال حجازَ الصدّ بيني وبينه
فمقلته الحورا ودمعيَ ينبع
لئن عرضت من دون رؤيته الفلا
فيا رُبّ روضٍ ضمنا فيه مجمع
محلّ ترى فيه جوامع لذة ٍ
بها تخطب الأطيار والقضب تركع
قرأنا به نحو الهنا فملابس
تجرّ وأيد بالمدامة ترفع
وقد أمنتنا دولة ٌ شادوية
فما نختشي اللأوا ولا نتخشع
مدائحها تمحو الأثام ورفدها
يعوض من وفر الغنى ما نضيع
رعى الله أيامَ المؤيد إننا(83/7)
وجدنا بها أهل المقاصد قد رعوا
مليكٌ له في الجود صنعٌ تأنقت
معانيه حتى خلتهُ يتصنع
وعلياء لو أنا وضعنا حديثها
وجدنا سناها فوق ما كان يوضع
مذال الغنى لو حاولت يدُ سارق
خزائنه ما كان في الشرع يقطع
أرانا طباقَ المال والمجد في الورى
فذلك مبذولٌ وهذا ممنّع
وجانس ما بين القراءة والقرى
فللجود منه والاجادة مطلع
توقّد ذهناً واستفاض مكارماً
فأعلم أنّ الشهبَ بالغيث تهمع
وصان فجاجَ الملك عدلاً وهيبة ً
فلا جانبٌ إلا من الروض مرتع
عزائم وضاح المحامد أروعٌ
اذا قيل وضاح المحامد أروع
تفرق أحمال النضار يمينه
لما راح بالسمر الطول يجمع
ولا عيب في أخلاقه غير أنه
اذا عذلوه في الندى ليس يرجع
له كلّ يوم في السيادة والعلى
أحاديث تملي المادحين فتبدع
اذا دعت الحرب العوان حسامه
جلا أفقها والرمح للسن يقرع
وإن مشت الآمال نحو جنابه
رأت جود كفيه لها كيف يهرع
فلا تفتخر من نيل مصر أصابع
فما النيل إلا من يمينك اصبع
أيا ملكاً لما دعته ضراعتي
تيقنت أن الدهر لي سوف يضرع
قصدتك ظمآنا فجدت بزاخرٍ
أشق كما قد قيل فيه وأذرع
وفي بعض ما أسديت قنعٌ وانما
فتى ً كنت مرمى ظنه ليس يقنع
لك الله ما أزكى وأشرف همة ً
وأحسن في العلياء ما تتنوع
مديحك فرضٌ لازمٌ لي دينه
ومدح بني العلياء سواك تطوّع
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لا وعيشِ اللقاء ما لدموعي
لا وعيشِ اللقاء ما لدموعي
رقم القصيدة : 58395
-----------------------------------
لا وعيشِ اللقاء ما لدموعي
وقفة بعد وقفة ِ التوديع
يا لها باللقا ليالٍ تولّت
باصطباري ومهجتي وضلوعي
وربوعاً كانت من الانس تزهو
فرعى الله عهد تلك الربوع
ونجوماً من الأحبة سارت
يا ترى هل لسيرها من رجوع
كلّ حسناء صيرت بيتَ قلبي
بيتَ شعرٍ يقام بالتقطيع
مثلما مثلوا صنيعَ ابن أيو
ب بجود البرامك المصنوع
ما سمعنا للأفضل الفرد ثانٍ
حبذا في ثنائنا من بديع
شادويّ المقام يأوي علاه
بمحلّ على السماك رفيع(83/8)
ذو ندى كاملٍ ومجدٍ مديدٍ
ووفاً وافرٍ وعزّ سريع
وسجايا كالروض تبسم بالزه
ر وباس يبلي الظبا بالنجيع
من ملوك تفقهوا في حمى المل
ك فردّ والأصل فضل الفروع
ونضوا في حماه هيبة ملكٍ
يستردّ العاصي مردّ المطيع
يا أخا العلم والمكارم والبا
س وجمع الثنا وبثّ الصنيع
يا مليكاً سقى نداه نباتاً
زاكياً زرع حمده في الزروع
وصلتني النعمى ولم تسر عيسي
بفلاة ٍ ولم تشدّ نسوعي
كرماً منك سوف تتلو التواري
خ ثناه على رؤوس الجميع
لك مني الدّعا ونظم القوافي
فأعرها لا زلت فكرَ السميع
وابق للمادحين منصوب ذكر
بحديثِ المكارم المرفوع
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> هددتموا بالضنا من ليس يرتدع
هددتموا بالضنا من ليس يرتدع
رقم القصيدة : 58396
-----------------------------------
هددتموا بالضنا من ليس يرتدع
هيهات لم يبقَ فيه للضنا طمع
صبًّا تحجب عن عذالة سقماً
فاعجب لمن بعوادي الضر ينتفع
أحبابنا كم أقاسي بعدكم جزعا
لو كان ينفعني من بعدكم جزع
حملتم العين يا أشهى العيان لها
من أدمع وسهادٍ فوق ما تسع
ماءٌ من الجفن يغني روح واحدة ٍ
كأنما السمّ حقا فيه منتقع
يا منعمين بطيفٍ بعد فرقتهم
دعوا التهكم أين الأعين الهجع
كلفتموني مواريثَ الذين قضوا
من الغرام فهل للوصل مرتجع
وعاذلٍ فيكمُ تعبان قلت له
ان كنت أعمى فاني لست أستمع
يخادع السمعَ والاحشاء قائلة ٌ
غيري بأكثر هذا الناس ينخدع
ليت الثغور جلت برقاً له فرأى
سحائب الدمع وجداً كيف تنهمع
وربّ ظالمة ٍ ما عند مقلتها
لفارشِ الخدّ إلاّ السيف والنطع
يشكو كما يتشكى خصرها سغباً
وجاره الرّدف قد أودى به الشبع
كأنما ينقل البين المشتت لها
دمي فتحمرّ خدّاها وأمتقع
حثت لوشك النوى عيساً تحبّ سرًى
لكنها للأسى بين الحشا تضع
وخادعتني من عرف الحمى سحراً
بالريح والعاشق المسكين ينخدع
كفى دلالك إنّ الصبر طاوعني
وانّ قلبي من كفيك منتزع(83/9)
لا تبتغي كلماتي اليوم في غزل
فهنّ لابن عليّ في الثنا شيع
والمانح الجزل لا منٌّ ولا ملك
والمانع السرح لا خوفٌ ولا جزع
علا عن المدح حتى ما يهش له
كأنما المدح في أوصافه قزع
يمم حماه إذا ما خفت ضائعة ً
فبابه بالندى كالصدر متسع
وقل لحاسده المغرور مت كمداً
ذاك الجناب صفاه ليس ينصدع
هيّا لك الكرَم الطائي مفترق
للناس والسؤدد القيسيّ مجتمع
باب لبذل اللهى في كل نائبة
مجربٌ وندى في الجدب منتجع
وسيد بالمعالي الغرّ مؤتلفٌ
بالحمد مشتغلٌ بالمجد مطلع
جمّ المناقب يلقى العسر من يده
في المحل ما لقيت من علمه البدع
لو لم يكن نجمه كالسيف منصلتاً
ما راح كلّ قرين وهو منقطع
يهوى المعالي وابكارَ الكلام فما
يزال يفرع أعلاها ويفترع
فتوة ٌ وفتاوٍ لا نظير لها
كأنه في الندى والحكم مخترع
وأنعمٌ قربت عن همة ٍ بعدت
كالشمس يدنو سناها حين ترتفع
لا عيب في لفظه المنظوم جوهره
إلا نوافثُ فيها للنهى خدع
جنَّ الغمام الذي حاكى مكارمه
أما تراه على وجه الثرى يقع
وقالت السمر من يلقى يراعته
منا فأمست كما قد قيل تقترع
صحت امامه أقلامٍ براحته
فأصبحت بخبير الخير تلتفع
تسودّ نقساً وتجلو كلّ داجية ٍ
فهل هي الليل داج أم هي الشمع
يا أشرفَ الخلق أخلاقاً مطهرة ً
وأفضل الناس إن طاروا وان وقعوا
انّ الجماهير قد ذلت رقابهمُ
الى كمالك واستوفاهمُ الهلع
لا تسمعنّ حديث القوم في شرفٍ
حديثُ غيرك موضوعٌ ومتضع
وعصبة تدعي علماً وقد جهلت
أنشقت آنافها نكباء تجتدع
حاكوك شخصاً ولكن ما حكوا رشدا
انَّ المساجد تحكي شكلها البيع
وجحفل لجب تطفو غواربه
كأنما تبّع في اثره تبع
ردّت رداه سهامٌ من دعائك لا
بيضٌ حدادٌ ولا خطية ٌ شرع
يا ابن الكرام الأولى في كل مكرمة ٍ
إن فاخروا فخروا أو قارعوا قرعوا
لا في اليسار مفاريحٌ اذا بلغوا
غايات مجدٍ ولا في أزمة جزع
كم نال سعيهمو جد فما بطروا
فيه وكم نالهم دهرٌ فما خضعوا
من كلّ أروع للأقلام في يده(83/10)
وللظبا في الوغى والسلم مطلع
تزداد والرمح في جنبيه سورته
كأنما زيدَ في أضلاعه ضلع
وملجأ العلم في أوطانه لفتى ً
للجود والبأس فيه الشهد واللسع
من مبلغٌ عني الأهل الذين نأوا
أني نزيلك لا فقرٌ ولا فزع
مطوق بهباتٍ ساجعٌ بثناً
ينسي الأوائل ماجادوا وما سجعوا
لي بالجنا الحلو في ناديك مرتفقٌ
وبالندى الغمر مصطاف ومرتبع
نعمَ الفتى أنت لا تحنو على نشبٍ
كفاه يوماً ولا تبقي ولا تدع
أجديت حالي ولم تسمع شكايته
من بعد ماضنّ أقوامٌ وقد سمعوا
وجاد فكري بنوع من مدائحه
وللمساكين أيضاً بالندى ولع
بحثت عن وصفك الزاكي فنائله
مسلمٌ ومدى علياك ممتنع
مازلت ترتجع النعمى اليّ الى
ان خلت ان شباب العمر مرتجع
وقلت للخاطبي مدحي بذكر ندى
غيري بأكثر هذا الناس ينخدع
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> كفّ الملامة عن حشا المتوجع
كفّ الملامة عن حشا المتوجع
رقم القصيدة : 58397
-----------------------------------
كفّ الملامة عن حشا المتوجع
واترك مضرته اذا لم تنفع
أتخال اني للملامة سامع
لا والذي قد سد عنها مسمعي
والنازعات فانها من مهجتي
والمرسلات فانها من ادمعي
لا كان نشر العاذلين بضائع
عندي ولا عهد الهوى بمضيع
أنا مستدل بالسقام على الأسى
فا استطعت بفقه عذلك فامنع
ما العذل قرآن ولا أنا جلمد
فأظل منه كخاشع متصدع
بأبي غزالاً ضاق بي وسع الفضا
في الحب وهو من الحشا في مربع
صرع الأسود بمقلة نجلاء ان
تلمح صوارمها بجفن تقطع
القلب موضعه وقد عطفت له
جمل الاسى فأصخ لعطف الموضع
وارفض ملامي في البكى متوالياً
واقرأ على أهل المحبة مصرعي
لزم الاسى قلبي كما لزم الثنا
قاضي القضاة أبا المناقب اجمع
ذاك الذي حكمت علاه بعلمها
لا بالحظوظ ولا بقول المدعي
متفرد قال الزمان لفضله
فوفى المقال وصح عقد المجمع
من ذا يضاهي الشمس حسن فضيلة
وبها قوام العالم المتنوع
لله أي فضائل مأثورة
يوم الفخار وأي لفظ مبدع
وسداد رأي لا تخاف صفاته(83/11)
لكن متى يخدعه عاف يخدع
درت به حلب لطالب رسلها
وحنت على العافي حنو المرضع
بشراك ياوطناً تقادم عهده
بحمى العواصم لا بسفح الاجرع
هبطت بمغناك العلوم وانما
هبطت اليك من المحل الارفع
وغدا مقرك بالفضائل واللهى
ماضي الشريعة مستفاض المشرع
زاهى على غرر البلاد وأهلها
بأغر وضاح الخلايق أروع
أضحت معرضة كرائم ماله
فلو انتحاها سارق لم يقطع
نعم الملاذ لطالبيه فطالب
علماً وطالب نائل متبرع
ما البحر إلا علمه ونواله
لو كان طافي الدر حلو المكرع
لو تنطق الشهباء قال مقامها
قل يا محمد كل فخر يسمع
يا قدوة العلماء عش مترقياً
واخفض بأمرك ما تحاول وارفع
قسماً لقد رجعت بي الدنيا إلى
مغناك بعد النأي أحسن مرجع
رد الرجاء اليَّ قربك حبذا
شمس ترد من الرجاء ليوشع
لله كم لك من يد مأثورة
عندي وكم لك من ندى متسرع
قالت لانعمك الغزار قصائدي
هذا نباتيّ المدائح فازرعي
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أما ونجوم الحسن أعيى طلوعها
أما ونجوم الحسن أعيى طلوعها
رقم القصيدة : 58398
-----------------------------------
أما ونجوم الحسن أعيى طلوعها
لقد بليت أجسادنا وربوعها
لقد سيرت تلك النجوم يد النوى
فهلا كتسيار النجوم رجوعها
تركت جمادى كل عين قريرة
وقد جرّ أذيال السيول ربيعها
وأعددت أجفاني منازل للبكى
فولى وما يدري الطريق هجوعها
فدى ً للغواني مسلم فتكت به
وحلّ لهاتيك العيون صريعها
اساكنة بالجزع أنّ مدامعي
سيرضيك منها بالعقيق نجيعها
أبت لي دموعي أن أماكس في الهوى
فحسنك يشريها وجفني يبيعها
وأسهرت أجفاني وان كنت ساهرا
ومحترقاً في الغيد لولا شموعها
ليَ الله نفساً لا يخف نزاعها
اليك وروحاً لا يكف نزوعها
وأغيد فتّان اللواحظ فاتك
يروق حشا عشّاقه ويروعها
سعى بالحميا في نشاوى تهافتت
عليها بأيدٍ ما تكاد تطيعها
فيالك من ألباب قومٍ تنكرت
مصانعها منها وأقوت ربوعها
أخادع آمال بكأسٍ وشادنٍ
وقد يقتضي آمال نفسٍ خدوعها(83/12)
وقد أشتكي همي الى أريحية
ولوعي بأكناف الحمى وولوعها
تكاد من الذكرى اذا ما تننفست
تناثر من شجوٍ عليها نسوعها
وتسعدني الورقآء منها نواحها
بغصنٍ ومن أجفان عيني هموعها
تطوقت من جود ابن يحيى كطوقها
فلله أطواق اللهى وسجوعها
أخو الكلمات الغرّ تندي غمامها
وينفح رياها وتزكو زروعها
وذو الدوحة العليآء أرست أصولها
وطابت مجانيها وطالت فر وعها
بحور اللهى والعلم فيهم بسيطها
وكاملها منهم وعنهم سريعها
اذا أسرة الفاروق قامت لمفخرٍ
أقرّت لعلياها السراة جميعها
تصول وتحمي شرعة ً نبوية ً
فأسيافها منهم ومنهم دروعها
ألم ترَ علياهم بطلعة أحمدٍ
كما نض عن عبق الرياض صنيعها
على يده البيضاء آي يراعة ٍ
ينعم جانيها ويشقى لسيعها
معودة سحر البيان فبينما
تروق ذوي الالباب أمست تروعها
فرائد لا ترضى ابن عبّاد عبدها
ويعلو على وصف البديع بديعها
لئن حفظت مصرٌ وشامٌ برأيه
لقد حفظت بطحاؤها وبقيعها
وقد بث فيها العدل حتى بأمنها
مها الرمل تمسي والهزبر ضجيعها
ربيب العلى والعلم تفديك مهجة
تضلع من خلفي فداك رضيعها
أفدتَ يدي وفراً ونطقي بلاغة ً
لفضليك يعزى صنعها وصنيعها
وفرّجت بالنعماء حالي وفكرتي
وقد ضاق بالانكاد عني وسيعها
وأمّن يا ربّ السيادة والتقى
برجواك خوف الرحلتين وجوعها
ومثلك من أسدى لمثلي أنعماً
تسرّ وآفاق البلاد تذيعها
فخذها بتفويف الثنا كلّ حلة ٍ
لها من مقاماتِ المقالِ رفيعها
لأنجمها وصل السعود بذكركم
اذا أنجمٌ اخنت عليها قطوعها
وهنئت بالأعوام يصفو جديدها
عليك باقبال ويطرى خليعها
مدى الدهر في علياء تبهر أعيناً
فما لمحات العين إلاّ ركوعها
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يخيل لي برق من الثغر لامع
يخيل لي برق من الثغر لامع
رقم القصيدة : 58399
-----------------------------------
يخيل لي برق من الثغر لامع
فيسبقه غيثٌ من الجفن هامع
ويرفع طرفي للصبابة قصة ً
فتجري على عاداتهن المدامع
بروحيَ من قال الرقيب لحسته(83/13)
على كل حين من وصالك مانع
ومن كل يومٍ في هواها متيم
يموت ولوامٌ عليه تنازع
تدافعني فيها الوشاة عن الأسى
ومالشهودِ الدمع والسقم دافع
وذي عذلٍ في الحب لا هو ناظرٌ
إلى حسن من أهوى ولا أنا سامع
مضى في الهوى قيس وقد جئت بعده
فها أنا للمجنون في الحبّ تابع
تذكرني الورقاء بالرمل معهداً
فهل نجم أوقاتي على الرمل طالع
وتشدو على عيدانها فتثير لي
كمائن وجدٍ ضمنتها الأضالع
وذكرى شهابٍ كان لي من ورائه
إلى مالكٍ لي في الصبابة شافع
وأوقات أنس بين شادٍ وشادنٍ
كما اقترح اللذات راءٍ وسامع
وكأس لغيري أصفر من نضارها
ولي من لمى المحبوب للهمّ فاقع
تعوضت عنها بارتشاف مديرها
كما حرمت منها عليّ المراضع
وقضيتها أوقات لهوٍ كأنما
عفا الدهر عنها فهو يقظان هاجع
زمان الهوى والفودُ أسود حالكٌ
وعصر الصبى والعيش أبيض ناصع
إذا ابيض مسودِ العذار فانما
هو الصبح للذّات بالليل قاطع
لعمري لقد عاد النعيم لفاقدٍ
وقد طلعت للشام نعم المطالع
وزارة شمسيّ الثنا يعتلى به
محلّ ويدنو نوره والمنافع
هنيئاً لأفق الشام يا شمسَ مصره
بأنك بالتدبير للشام طالع
وأنك لا كالشمس ظلك سابغٌ
ولكن لأهل الزيغ وقدك قامع
وأنّ نماء الخلق والرزق لم يزل
الى الشمس عن إذن من الله راجع
وأنك يا موسى لذو القلم الذي
تهشَ به أهل الحيا وتدافع
عصاً لبلاد الشام فيها مآرب
ومن يدك البيضاء فيها صنائع
فراعنة الكتاب عن ظلمنا ارجعوا
فقد جاء موسى والعصا والقوارع
وذو الهيبة اللاتي بها يزع الورى
و ما ثمّ إلا خوفك الله وازع
اذا المرء خاف الله خافت من اسمه
أسود الفلا والعاديات الرواتع
لنعم الوزير الباسط اليد أنعماً
وأدعية للملك جذلان وادع
أخو الزهد والتدبير اما تهجدٌ
واما يراع ساجدُ الرأس راكع
ولو لم يجدنا غيث جدواه جادنا
بفضل دعاه شائع الغيث ذائع
تقصر أفكار العدى عن خداعه
ويخدعه في الجود من لا يخادع
أنا ابن كثيرٍ في رواية جوده
ومن كلّ بأسٍ عاصم ثم نافع(83/14)
يقوم مقام النيل في مصر فضله
اذا جرّت الاقلام تلك الاصابع
ويغني عن الأنواء في الشام عدله
وعدل الفتى للخصب نعم المزارع
أتانا وقد ضنَّ السحاب بقطره
فجاد وأجدى نيله المتدافع
ولما وجدنا للثراء زيادة ً
علمنا بأن الشام للخير جامع
كذا فليدبر دولة ً ورعية ً
وزيرٌ لجمع المال والجود بارع
ألم ترني من بعد ذلٍ وفاقة ٍ
بظلّ نداه والعناية راتع
ألم ترني في طوق نعماه ساجعاً
ولا عجبٌ إنّ المطوق ساجع
وسابق ظني لا الوسائل قدمت
ولا قربتني من حماه الشفائع
وعجّل معلومي وما كنت واصلاً
الى ربعه والشهر للشهر رابع
وأصلح مني ظاهراً ثم باطناً
فلا أنا عريانٌ ولا أنا جائع
إليك ابن تاج الدين در مدائح
بداية مهديها اليك بدائع
واني وان باكرت بالمدح منشدا
لداع باستار الاجنة ضارع
نباتي لفظ قد حلا وتكررت
اليك به للانام المطمع
وقد كان من حيث الاضاعة ضائعاً
فها هو من حيث التضرع ضائع
تقول رياض المزهرات لزهره
بلينا وما تبلى النجوم الطوالع
لك الله في كل الامور مؤيد
يمدك بالدهر الذي هو طائع
ولا ترفع الأيام ما أنت خافض
ولا تخفض الايام ما أنت رافع
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> تذكر جرعاء الحمى فتجرعا
تذكر جرعاء الحمى فتجرعا
رقم القصيدة : 58400
-----------------------------------
تذكر جرعاء الحمى فتجرعا
كؤس الاسى بالدمع راحاً مشعشا
وفارق جيران الغضا غير أنه
به أودع القلب الشجي وودعا
يكرر لثم الترب حتى كأنه
يحاول ختماً للذي فيه أودعا
فأدمعه قد صرن ألفاظ شجوه
وألفاظه من رقة صرن أدمعا
أقول وقد راجعت بالشام ذكرهم
ألا قاتل الله الحمام المرجعا
يذكرني عهد العقيق كأنه
بلولؤ دمعي صار عقدا مرصعا
عسى كل عام زورة لمفارق
فيا حبذا من أجل لمياء كل عام
امام الهدى والعلم هنئت مقصدا
سعيدا وعودا بالقبول ومرجعا
يطوف ويسعى للامام الذي سعى
وطاف بذياك الحمى وتمتعا
تكاد ستور البيت تجذب برده(83/15)
لعرفان محمود الشمائل أروعا
لعمري لقد سر المقام وأهله
بزورة أوفى الزائرين وأورعا
فان ملأَ الاحسان كم مجاور
فقد ملأ الحجر المحامد والدعا
وهنيء أفق الشام رجعة نير
مليٍّ باسعاد الرعية والرعا
تحييه أغصان البلاد كانما
هوت سجدا نحو الامام وركعا
وتلثم حتى مبسم الغيث في الثرى
بدور لآثار الركائب مطلعا
لك الله ما أتقى وأنقى سريرة
وأرفع قدرا في الأنام وأنفعا
وأكرم في الانساب والفضل جمة
وأشرف في الدنيا وفي الدين موضعا
وأندى يدا لو أورقت عود منبر
لما عجب الرائي وان قيل أينعا
كرامات من مدت يداً دعواته
ظلالا الى أن عمت الناس أجمعا
اليك خطيب الشام لابن خطيبها
براعة مدح كان برك أبرعا
مديحك فرض لازم لي فطالما
بدأت فأسديت الجميل تطوعا
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> كفوا حديث العذل عن مسمعي
كفوا حديث العذل عن مسمعي
رقم القصيدة : 58401
-----------------------------------
كفوا حديث العذل عن مسمعي
فأين من يعقل أو من يعي
ياعاذلي في الحسن ان كنت لم
تبصر فاني منك لم أسمع
لاتزد القلب على شجوه
ان كنت لا تأرق لي فاهجع
انا الذي يروي حديث الاسى
مسلسلا في الحب عن مدمعي
واعجبي في الحبّ أشكو الجفا
من ساكن في منحنى أضلعي
ان شئت يا بدر الدجى ان بدا
فاطلع وان شئت فلا تطلع
وأنتِ يا أغصان بانَ النقا
اذا تثنى فاسجدي واركعي
لا آخذ الله ليالي اللقا
فإنها أصل الأسى الموجع
لو نسيت عيناي إنسانها
ما نسيت ليلى على الأجرع
وغفلة الواشين عن وصلنا
ونحن كالواجد في مضجع
يا مقلتي بالوصل قرّي ويا
مدائحي في ابن حميد ارتعي
شمسٌ ينادى ذكره سرويا
طرف الاعادي خاسئاً فارجعي
مستحكم الرأي ولكن متى
تخدعه باغي نشبٍ يخدع
يزدحم اللثم على كفه
تزاحم البهم على المكرع
اذا بدا أبصرت حساده
من مهطعِ الرأس ومن مقنع
آراء عمرٍو ولهى حاتمٍ
وحلم قيسٍ وذكا الأصمعي
جننت يا غيثُ متى شئت أن
تحكي أياديه فطر أوقع(83/16)
ذاك الذي عمّ جدى بره
وأنت في الموضع والموضع
أصبح لا حرز لأمواله
فلو عدا السارق لم يقطع
تهبّ نعماه وبأساؤه
من سجسجٍ طوراً ومن زعزع
لطافة حفّت بها هيبة ٌ
كالسيف ذي الرونق والمقطع
وهمة علياء تعبانة
أي ربى في المجد لم تقرع
لو أنها ألفت هلال السما
مكان شسع النعل لم تقنع
وأنمل تحنو على معدمٍ
تحنن الثدي على المرضع
وليس يعيي جودها ذا غنى ً
جود الحيا في الجدول المترع
شم فضله واللفظ وانظر الى
صوبِ الغوادي والحمى الممرع
نظمٌ ونثرٌ في عقول الورى
كالخمر أو كالسحر أوأصنع
لا غروَ إن تسكر شمسية
لموعة ٌ تصدر عن ألمعي
ذو قلم يجني الغنى والفنا
من شهده أو سمّه المنقع
ينهل منه القصد في منجح
ويلجأ الجيش الى منجع
أيّ رديني بغى حربه
من ندمٍ للسنّ لم يقرع
يا سابق الناس لشأو العلى
من حاصرٍ باقٍ ومن مرتع
كأنما يسلك في مجهل
وأنتَ في متضح مهيع
تهنّ بالحجة مقبولة
فائزة المقصد والمرجع
والحجر المدني اليه يداً
بأكرم الحالك والأصنع
وانعم ودم واسمع معاني الثنا
على قصور الخلق واستمتع
جلت معاليك على واصفٍ
حتى غدا المادح كالمقدع
وأبعدت عن حاسدٍ كائدٍ
أين السهى من مقعد أقطع
وأبعدت علياك لي في الندى
فجبتها بالكلم المبدع
ورد نعماك اليّ الرّجا
فأنت شمسي والرجا يوشعي
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أذاتَ الحجى إن الحجاب ليمنع
أذاتَ الحجى إن الحجاب ليمنع
رقم القصيدة : 58402
-----------------------------------
أذاتَ الحجى إن الحجاب ليمنع
عن اللفظ حتى في رثائك يسمع
ولكنّ تطويقي لهى ً ناصرية
تحث على أني أنوح وأسجع
ولم لاَ وقد أبصرته متحرقاً
بفرقة حبّ راحلٍ ليس يرجع
أيسرع لي بالمال جوداً ولا أرى
بماء جفوني جائداً أتسرّع
وأما دموعي بالبكاء كأنها
على صحن خدي من دم القلب تهمع
لقد عمّنا ما خصه من رزية ٍ
بأمثالها تدمي الجفون وتدمع
رزية من كانت له أصل بهجة
وكلّ بهيج ضمنها يتفرّع(83/17)
فمالي لا أرثي تقاها وفضلها وأندب للمحراب قنديل غرة ٍ بنور التقى طول الدجى يتشعشع
وأرثي له والقلب حرّان موجعسقط بيت ص
وأندب للمعروف والبرّ راحة ً
ترى راحة تعبانها حين ينفع
وأندبها للترب من حجب العلى
وديعة أستار الى عدن تودع
وأندبها لليوم صوماً وللدجى
صلاة ً وأذكاراً ونسكاً يوزّع
وللبيت بيت الفضل كدّر صفوه
وللبيت من ذات الصفاحين يهرع
فيالك من بيت جديدٍ بكى لها
وبيتٍ عتيق نحوها يتطلع
ويالك من حزنٍ تجدد عندنا
به حزن يعقوب الذي كاد يقلع
وحزن أخٍ قد جاورته كرامة
لها وإلى بيتِ الكرامات ينزع
وحزن كبار أو صغار تتابعوا
أسوداً وغزلاناً تسير وتتبع
هو الموت كأساًُ من حميّا حمامها
ومن حسراتٍ قبلها تتجرع
وصرف لأرواح البرية ناقدٌ
على أنه في أخذ نقديه مجمع
وسبع ليال دائراتٍ على الورى
بنوع افتراس فيهمو ليس يشبع
ألا في سبيبل الله نقد عزيزة
تولت وأبقت لاعج الحزن يرتع
سلامٌ ورضوانٌ عليه ورحمة ٌ
وروحٌ وريحانٌ وخمرٌ منّوع
على جهة ٍ إن قيل ستّ فانها
عليها من الست الجهات تفجع
يعزّ عليها نار حزنٍ تمسه
وتلك بجنات العلى تتمتع
ولو بلغت ما مسه من مصابها
لكادت به في جنة الخلد تجزع
وما رحلت حتى رأت فيه كلما
تمنت فليست من حمام تروع
ولو خيرت لم ترض إلا بقاءه
ونقلتها فليهنها القصد أجمع
وكم مرة فداه بالنفس نطقها
فقد صحّ ما كانت له تتوقع
وشيعها بالبرّ زاداً تسنناً
فلله منه سنة وتشيع
تهنّ بنو نعش لمطلع نعشها
نعم وبنات النعش أيان تطلع
وما هي إلا روعة ٌ من رزية ٍ
ولكن لها ثبت العزائم أروع
بليغ عرفنا صنعة اللفظ عنده
فما قدرُ ما في وعظه يتصنع
سقى لحدها الروضي غيث كأنه
نداه علينا وارفٌ وممرع
وخفف عن أحشاه وهجاً لو أنه
سحائب ضيف عن قريب تقشع
طمعنا بحدس في رجوع مفارق
وفي غير من قد وارت الأرض يرجع
وان منع الماضون من سعيهم لنا
فانا عن المسعى لهم ليس نمنع
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> هل لك يا أرفع البرايا(83/18)
هل لك يا أرفع البرايا
رقم القصيدة : 58403
-----------------------------------
هل لك يا أرفع البرايا
في قرية شأنها رفيع
قد أحوجت عبدك الليالي
لسفرة أمرها فظيع
لم يستطع مكتري حمار
فكيف للملك يستطع
هذا وفي حظه نزول
نعم وفي رجله طلوع
ليس له طاقة ليجري
إلا إذا فاضت الدموع
فاجعل له في الانام شأد
بفرس سوقها بديع
اذا تسمى الجواد بحراً
فبحرها في الفلا سريع
ودم مدا الدهر في أمان
يفديك أبناؤه الجميع
فحبذا رفدك المعنى
وحبذا وقتنا المريع
شهر وفضل جود كف
ثلاثة كلها ربيع
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> تسلسلت في خديَ الأدمع
تسلسلت في خديَ الأدمع
رقم القصيدة : 58404
-----------------------------------
تسلسلت في خديَ الأدمع
معربة ً فاعجب لما يسمع
قد رجع الدمع الى غربة
وعن غزال الشرق لا أرجع
حبي له حبّ عليّ العلى
وفيهما المخلص والمقطع
في ذا وذا وصفي ومدحي فما
للغير في شعري مستمتع
يا من يهنى العيد والعلم والز
مان والناس به أجمع
زد كل يومٍ في العلى رفعة ً
وليصنع الحساد ما يصنعوا
عيشك والقدر كما تشتهي
تخفض هذاك وذا ترفع
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أصبحت لم أخش للزمان أذى ً
أصبحت لم أخش للزمان أذى ً
رقم القصيدة : 58405
-----------------------------------
أصبحت لم أخش للزمان أذى ً
وشافعي الزمان لي شافع
حيّتك قاضي القضاة من مدح
نجوم حمدٍ سعيدة الطالع
وجاء قبر الامام سيدنا الح
سين صوبٌ من الرضا هامع
ذاك الحسين الذي مضى فأنا
لا هو ظامٍ الى اللقا جائع
ذاك الذي كنت من عوارفه
أسند عن عاصمٍ وعن المنى نافع
مباشروا الجامعِ الذين همُ
صحبي ولكن على المنى مانع
لولا نداك العميم يشملنا
ماكان بيني وبينهم جامع
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> جاء البشير بها فقلت لدرّه
جاء البشير بها فقلت لدرّه
رقم القصيدة : 58406
-----------------------------------
جاء البشير بها فقلت لدرّه(83/19)
لفظاً وفضلاً شنف الأسماعا
سمراء إلاّ أنها حنطية
تروي عطاشاً للقا وجياعا
وكريمة الانساب أصدقها الندى
كفوءاً اذ أمر القريض أضاعا
يا آل فضل الله دمتم في الثنا
والأجر كنزاً للعفاة مشاعا
يسقى نداكم من نباتيّ الثنا
زرعاً يغاث فيعجب الزراعا
وتؤمرون قصائدي من بعد ما
كابدت من حالي الضعيف ضياعا
كم ضيعة ٍ للحال كانت قطعة
فغدت بضيعة غلة ٍ أقطاعا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> نعم ليَ وقفة لا للدموع
نعم ليَ وقفة لا للدموع
رقم القصيدة : 58407
-----------------------------------
نعم ليَ وقفة لا للدموع
على تلك المنازل والربوع
لجيران العقيق أفضت دمعي
مناسبة بمحمرّ النجيع
وفي تاج الزمان نظمت درّا
فيا لله من عقدٍ بديع
كريم الوصف والانساب قالت
أضف لسنا الأصول سنا الفروع
كذا قاضي القضاة مدا الليالي
محلّى التاج بالنظم الرفيع
لقد طلعت علينا من سناه
نجومُ اليمن بالخصب المريع
نداه وفصلنا والشهر فيه
ربيعٌ في ربيعٍ في ربيع
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> على اليمن والنعمى قدوم أحبة ٍ
على اليمن والنعمى قدوم أحبة ٍ
رقم القصيدة : 58408
-----------------------------------
على اليمن والنعمى قدوم أحبة ٍ
تخبّ بهم عيسُ الركاب وتوضع
لركبهم المصريّ قلبي هدية
على أن دمعي بالمسرة ينبع
أمولايَ نور الدين هنئت حجة ً
زكا لكمُ فيها مسيرٌ ومرجع
أتمت مساعيك الزكية نسكها
وما فاتنا من جود كفك منجع
فان فاز مولانا بحجٍ أتمه
فها نحن في نعمائه نتمتع
وإن لم يكن في وقفة ٍ جمعية
فها نحن فيكم بالهنا نتجمع
مدائحنا فيكم وفي مثل بيتكم
فروضٌ وفي بعض الأنام تطوّع
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> برغمي أن شرعت له رثاءً
برغمي أن شرعت له رثاءً
رقم القصيدة : 58409
-----------------------------------
برغمي أن شرعت له رثاءً
ولم ألزم بتهنئة ٍ شروعا
وليدٌ كان يا أسفي حبيباً
أبى تسيارُ كوكبه رجوعا
وما قلبي اذا حجرٌ فيسلو(83/20)
هلالاً قبل ما اكتمل الطلوعا
فيا ولدي تولد حزن قلبٍ
فعمّ أصول بيتك والفروعا
ومسّ عيونَ من فارقت شرٌّ
فأصبح كلّ إنسانٍ جزوعا
أما والجاريات بصحن خدٍ
بكت والموريات ورت ضلوعا
لقد أطفا شميعة نور بيتٍ
ردى ً كم مثلها أطفا شموعا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا اماماً لم يزل في الفض
يا اماماً لم يزل في الفض
رقم القصيدة : 58410
-----------------------------------
يا اماماً لم يزل في الفض
ل ذا كف صناعي
باهر قولا وفعلا
في عيان وسماع
مااسم ذي حجم لطيف
بين أيدي القوم ساعي
ناحل أصفر من
غير سقام وارتياع
وهو مصري ومطب
وع لذيذ الاجتماع
وهو في الخط خماس
ي وفي اللفظ رباعي
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يقولون تبكي والديار قريبة
يقولون تبكي والديار قريبة
رقم القصيدة : 58411
-----------------------------------
يقولون تبكي والديار قريبة
اذا بعدت أوطانهم كيف تصنع
دعوا مقلتي العبري تجود بمائها
عسى أن حزن من الجفن يوضع
وثقت بتنكيد الفراق فأسبلت
جفوني وعجلت الذي أتوقع
وما هي الا مهجة ذاب شطرها
فسالت بها من فوق خدي أدمع
وعما قليل ينفذ البين سهمه
فلا مهجة تبقى ولا دمع يهمع
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> عملت للمولى الذي ذاته
عملت للمولى الذي ذاته
رقم القصيدة : 58412
-----------------------------------
عملت للمولى الذي ذاته
على فنون الفضل مجموعه
روضة نرد كم هزار بها
نغمته في الطاس مسموعه
ان كان للشطرنج منصوبة
فرتبتي في الحسن مرفوعه
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> للبغلة الشهباءعذر بين
للبغلة الشهباءعذر بين
رقم القصيدة : 58413
-----------------------------------
للبغلة الشهباءعذر بين
اذ قيل قد وقعت ووصف جامع
هي كوكب حملت مطالع نير
بين التقى والفضل نعم الطالع
فمن المسرة فهي نسر طائر
ومن المهابة فهي نسر واقع
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا منزل ابن عليّ حيتك الصبا(83/21)
يا منزل ابن عليّ حيتك الصبا
رقم القصيدة : 58414
-----------------------------------
يا منزل ابن عليّ حيتك الصبا
وسقى مرابعك الغمام الهامع
صفت بك الاغصان صف جماعة
والغصن إما قائمٌ أو راكع
ورقى لديك الطيرمنبر ايكة
فعلمت أنك للمسرة جامع
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> سل عن مقاميَ والرؤوس حوائمٌ
سل عن مقاميَ والرؤوس حوائمٌ
رقم القصيدة : 58415
-----------------------------------
سل عن مقاميَ والرؤوس حوائمٌ
تحت العجاجة والنسور وقوع
والمرهفات على الجسوم شوابك
حتى كأن المرهفات دروع
هل أكشف الغمى ووجهي مسفرٌ
فأروق عادية الوغى وأروع
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> تفترس الناس في هواها
تفترس الناس في هواها
رقم القصيدة : 58416
-----------------------------------
تفترس الناس في هواها
مالكة للقلوب تدعو
مليحة حجبت وشاعت
فخاب طرسٌ وفاز شمع
عجيبة الإسم قيل خمسٌ
و قيل ستٌ وقيل سبع
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> و صديق أنشدته لي بي
و صديق أنشدته لي بي
رقم القصيدة : 58417
-----------------------------------
و صديق أنشدته لي بي
تين حوت في الصداع معنى بديعا
فادعاها لأجنبي ولو كا
ن ادعاها لخاف أمراً شنيعا
فقلت ليسا له ولا لي تعزى
و استرحنا من الصداع جميعاً
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> تحمل حيث كنت صداع قصدي
تحمل حيث كنت صداع قصدي
رقم القصيدة : 58418
-----------------------------------
تحمل حيث كنت صداع قصدي
فقصد سوك مالا يستطاع
إذا ما كنت للرؤساء رأساً
فلا تنكر اذا حصل الصداع
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> دع من شفيعٍ صحبة ً ما أذنبت
دع من شفيعٍ صحبة ً ما أذنبت
رقم القصيدة : 58419
-----------------------------------
دع من شفيعٍ صحبة ً ما أذنبت
و اهنأ بمحبوب الجمال بديع
و اذا الحبيبُ أتى بذنبٍ واحدٍ
جاءت محاسنه بألفِ شفيع(83/22)
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> عملت لمن جود أقلامه
عملت لمن جود أقلامه
رقم القصيدة : 58420
-----------------------------------
عملت لمن جود أقلامه
ربيع ومنطقه بارع
إذا طلع الخطّ رمّلته
فيا حبذا الرّمل والطالع
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لئن ضاع مثلي عند مثلك انني
لئن ضاع مثلي عند مثلك انني
رقم القصيدة : 58421
-----------------------------------
لئن ضاع مثلي عند مثلك انني
لعمر المعالي عند أضيع
متى تنجع الشكوى اذا أنا لم أجد
لديك اعتنآءً غير أنك تسمع
و ما كان صعباً لو مننت بلفظة
ترد بها عني الخطوب وتردع
و قلت امرؤ للشكر والأجر قابلٌ
و للبرّ فيه والصنيعة موضع
و مغترب عن قومه ودياره
أساعده والله يعطي ويمنع
سأصبر حتى تنتهي مدة الجفا
و ما الصبر الا بعض ما أتجرع
عسى ظلمة الحي التي قد تعرضت
سحابة صيفٍ عن قريب تقشع
على أنني راضٍ بما أنا صانع
وصول الولا لو أنني أتقطع
حبست لضيق الرزق حبس حمامة
فها أنا فيكم بالمدائح أسجع
و أصبح فكري كالعبير سواده
إذا نفحته جذوة ٌ يتضوع
شاب فود الصب حزناً مثل ما
همَّ بالهجر حبيب ودعه
يالشيب عم وجهاً فبكى
كيف لا يبكي لشيب قنعه
يا لقلبٍ مودع سر الأسى
ودّع الصبّ وماذا أودعه
يا عليَّا لست أنسى بره
و هو لا ينسى مديحاً يسمعه
سيدي كن غوثَ ألفاظي فقد
أصبحوا من شامهم في مضيعه
حسرتي مع اذ ومع ذا فأنا
معهمُ مع بعدهم في معمه
غير أني قائل قولَ فتى
كضّه صدّ فأبدى جزعه
لا تهني بعد ما أكرمتني
فشديدٌ عادة ٌ منتزعه
و ابق ذا الفضلين فضلاً حازه
وارث العليا وفضلاً جمعه
واهنَ بالعيد وألفٍ مثله
في سناءٍ أو هناءٍ أودعه
قل لوزير الملك يا من له
عزائم مثل الظُّبا تقطع
يا زارعاً مني النبات الذي
يعجب بالأمداح مع يزرع
هنئتها ياسيدي خلعة ً
قلوب أعداك بها تخلع
بيضاء كم ظرف عدى ً بيضت
حتى تمنى أنه يقلع
من فوق خضراء سقى روضها
غيثُ أياديك التي تهمع(83/23)
قالت وقد راق لها منظرٌ
كالبدرِ من أزرارها يطلع
زد كل يوم في العلى رفعة ً
و ليصنع الحاسد ما يصنع
عش لعفاة ٍ طوقوا بالندى
فالكلّ في دوح الثا يسجع
الدهر نحوي كما ينبغي
يدري الذي يخفض أو يرفع
حلفت لها بالعاديات دموعي
و بالموريات النار وهي ضلوعي
لئن كان من قد لامني غير مبصر
محاسنها إني لغيرُ سميع
محجبة ٌ تفتر عن مبسمٍ كما
ينظم في أزكى الأنام بديعي
فريد العلى والعلم والحلم والتقى
فيا لفريدٍ حائزٍ لجميع
يضوع قريضي في الورى بامتداحه
و ما جوده لي في الورى بمضيع
أصوغ بسيطاً في الثنا وكاملاً
على وافرٍ من جوده وسريع
و لا عيبَ في احسانه غير أنني
شرهت فمالي وصف قنوع
بشهر ربيعٍ قد أتيت مهنئاً
و كل زماني منه شهر ربيع
فلا زال من خدام مدحي لفضله
صوابي ونجحي مقبلا وشفيعي
كتم الحب جهده فأزاعه
مدمع زاد قسمه فأشاعه
ليس لي من ذوي الملاحة الا الد
مع قامت به عليّ الشناعة
أمرتني الاشجان أمر الندى لاب
ن عليّ فقلت سمعاً وطاعه
دام قاضي القضاة بحر علوم
وندى عمّ سنّة وجماعة
من هبات الوهاب في الخلق تبقى
طول دهر وفي العدى سم ساعه
ليس فيه عيب سوى فرط جود
قد نهانا عن مستحب القناعة
علمتنا نعماه وصف علاه
فلها الفضل بالغنى والبراعة
لله طرف غداة البين قد همعا
وحملته الليالي فوق ما وسعا
بين السهاد وبين الدمع مقتسم
فيكم فما جف من شوق ولاهجعا
يخادع الشوق طرفي عن مدامعه
أن الكريم اذا خادعته انخدعها
ويقتضي الهم تسهادي فيا حرباً
من قاتلين على انسانيَ اجتمعا
سحقاً ليوم النوى ماذا رمى بصري
حتى استهل وماذا بالحشا صنعا
وقائل ماالذي أبكاك قلت له
شخص رمى بالنوى طرفي فقد دمعا
قل للامام محمد
ذي الفضل والكرم المذاع
يا صاحب القصد الجمي
ل يحف بالأمر المطاع
حاشاك أن تنسى له ال
كتاب ذا حال مضاع
في الطرس من فرجيّتي ال
بيضاء أكتب بالرّقاع
ألا رب ذي ظلم كمنت لحربه
فأوقعه المقدار أيّ وقوع
وماكان لي إلا سلاح تهجد
وأدعية لا تتقى بدروع(83/24)
وهيهات أن ينجو الظلوم وخلفه
سهامُ دعاءٍ من قسيّ ركوع
مريشة بالهدب من جفن ساهر
منصلة أطرافها بدموع
يفوت عياني مشهد من جمالكم
فيجمع طرفي والمدامع جامع
هوى ً مطمعٌ إنسان عيني وإنما
تقطع أعناق الرجال المطامع
بروحيَ من نظمت في خصرها الثنا
فرحت وفي لاشيءَ نظمي ضائع
وأودعتها قلبي وصبريَ والكرى
وحكم الهوى أن لا تردّ الودائع
أيا تاجَ دين الله شكراً لأنعمٍ
أجبت بها راجيبك من قبل ما دعا
وأبقيتها تستنطق الخلق بالثنا
وتشهد بالأجر الملائك أجمعا
وإن قصرت عن بارع الحمد قدرتي
فو الله ما قصرت عن نافع الدعا
لقد قنعت رجواي من قبل ما رأت
شهاب العلى والعلم في الشام يطلع
فلما رأتك الآن اسفر وجهها
وأقسم لا والله لا تتقنع
فما الغيث إلا من بنانك قطرة
وما الغيث من يمينك أصبع
قل لوزير الملك يا من به
تروي بلاد الشام عن نافع
حاشاك أن تروي البنات الذي
كم ارتوى من غيثك الهامع
وحقّ إنعامك يا مالكي
مالي سوى عطفك من شافع
هنئت بالأعوام تلبس بردها
متجددا ويماط عنك خليع
في نعمة ٍ جزمت بأنك خافضٌ
قدرَ الحسود وقدرك المرفوع
قد أعجبت فيها الشهور وأعشبت
للقاصدين فكلهن ربيع
ناعورة ٌ نشأت على عهد الأسى
مثلي فما تنفك ذات توجع
كانت قضيباً قبل ذلك يانعاً
في أيكة نبتت بإثرة موضع
ناح الحمام بها وأبكاني الأسى
فتعلمت نوح الحمام وأدمعي
وناعورة كانت قضيباً فأصبحت
الى القضيب شوقاً كالحمامة تسجع
شكوت لها ضرّ الغرام وحالها
كحالي بكاءً أو حنيناً يرجع
ولا بدّ من شكوى الى ذي مروءة
يواسيك أو يسليك أو يتوجع
أمين العلى والعلم هنئت حجة ً
وعوداً لديه الأجر والذكر أجمع
وقصداً سعيداً لم تضع فيه ثروة
و ما ضاع إلا نشرها المتضوع
تمتع مولانا بعمرة حجة ٍ
وها نحن في نعمائه نتمتع
في كل يومٍ خلعة بدرية
طلعت بها الآمال أشرف مطلع
قالت للابسها سعادة نطقه
قل يا محمد في الممالك أودع
الفضل إرثك والمهابة والنهى
فافخر وأوقع بالعداة ووقع(83/25)
يا تاج دين الله كم نعمة ٍ
لنعمة ٍ بين الورى تتبع
عش لعفاة طوقوا بالندى
فالكل في دوح الثنا يسجع
عيشك والقدر كما ترتضي
يخفض هذاك وذا يرفع
هنئت بالعيد السعيد وحبذا
لبقاء شملك بالهنا مجموع
في رفعة وسعادة ما برّها
في الخلق مقطوع ولا ممنوع
ولحالنا المكسور يدعو برك ال
منصوب يا من قدره المرفوع
قاضي قضاة الدين دم في عليّ
لا تلحن الأيام في رفعها
وانظر بنعماك الى حال ذي
ضرورة يعجز عن دفعها
قد أدبر الصوم ولي مقلة
ما نظرت قط سوى دمعها
عش مهناً بألف عام وعيدٍ
بين جزم من الأمور ورفع
يا اماماً ان هان قدري فلي من
خمس بمناك عائدات بنفع
حبذا عشرنا ويا حبذا الخم
س ولو أنها بنفع وصفع
تتوارد المداح في أوصافكم
يا آل فضل الله نظماً مبدعاً
مسكية الأقلام في أطراسها
بين القصائد سجداً أو ركعا
ان قصرت في مدحة ٍ مع بذلها
جهداً فلا والله ما قصرَ الدعا
أيا ملكاً فاق الكرام وفاتهم
أما آن تحظى لديك ذرائعي
أيحسن بعدي عن بلادك بعد ما
عرفت بقول في صفاتك بارع
وما أسفي أنّ الثواء يفوتني
ولكن لقدر عند غيرك ضائع
أيا ملك الشجاعة والمعالي
ونشر العلم والحسب الرفيع
قدومك هذه الأيام فيه
جناس مذكر كتب البديع
كريمٌ ثم فضلٌ ثم شهرٌ
ربيع في ربيع في ربيع
يا من تبينت السيادة أنه
في الناس ملء عيونها وسماعها
ما بالوسائل فضل رأيك يقتضي
ان الشموس منيرة بطباعها
قدمت أميرا في بني الدهر آمراً
على الدهر يصغي سامعاً ويطيع
ولا عجب للشهر وافق مقدماً
فكل زمان في حماك ربيع
وعيشك لولا سقم جسمي والبكى
لما كان سري في هواك بذائع
لئن لم يسر في بحر شعري فقد سرى
بأشعار سقمي في بحور مدامعي
يا ناصب القد عالي الحسن مرتفع
فالحب ما بين منصوب ومرفوع
جوارحي وكتابي قد نهبتهما
ففي يديك على الحالين مجموعي
سلت مهجة قد كان صدعها الاسى
فلا آخذ الله الاسى بصدوعها
وعيناً على حالي بعاد وجفوة
عفا الله عما جرى من دموعها
وقائلة لي بعد ما شاب مفرقي(83/26)
وفكري في تيه الشبيبة يرتع
أترجع عن لهو الصبا بملامة
فقلت ولا والله بالشيب أرجع
وناعورة قسمت حسنها
على ناظر وعلى سامع
وقد ضاع نشر الربى فاغتدت
تدور وتبكي على الضائع
أحسن بها ناعورة في روضة
عن جعفر يروي الهناء ربيعها
هذا وليس يعد موج دموعها
وتعد من فرط السقام ضلوعها
نعتوك حقاً بالامام لما حوت
علياك من نسك وعلم بارع
وأعنت أرباب المقاصد شافعاً
لهم فأهلا بالامام الشافع ي
وزير التقى هل أنت في العشر عاطف
على فاقتي بين الورى وخضوعي
وماالعشر الا العسر في كل حالة
ولكنني نقطته بدموعي
ياسائلي عن حظ خطي وقد
أهملت في كتاب هذي البقاع
معلومي الثلث ويا ليته
ورسميَ النسخ وثوبي الرقاع
قد أفقرتني غيداء واصلة
فدمع عينيّ غير مقطوع
وكنت أبكي من الغرام بها
فصرت أبكي منها من الجوع
يا إمام التقى مضى ربع عامٍ
من وصولي ولم يصل ليَ ربع
سنة إن غفلت عني فيها
كسرتني وكيف لا وهيَ سبع
يا مديدَ النوال دعوة راجٍ
حثه جودك البسيطُ السريع
لا نبالي ان قيل شهر جمادى
كل شهر براحتيك ربيع
صحاب قصدنا عن لقاهم منافعاً
فلم نر شيئاً من وجوه المنافع
رجا شافع نسج المودة بيننا
ولا خير في ودّ يكون بشافع
اصبروا للرقاع أكتب فيها
كلّ يومٍ حوائجي وصداعي
واحسبوا أنها كما حكم الده
ر عراة تسمى بذات الرقاع
سيدي ان الذي أوصل لي
فقده من ظنه أن يمنعا
سلم المعلوم شهراً واحداً
ثمّ ما سلم حتى ودّعا
يا جاعل الجامع المعمور منتظراً
محاسناً منه في الأوصاف مبتدعه
تركت للشوق حرًّا في جوانحنا
فلا خلا منك لا صفّ ولا جمعه
صف مكرمات وزير مصر عزيزها
فالفخر ثم الفخر حيث يشاع
فاذا حسبت فعنده القلم الذي
شهد الحساب بأنه نفّاع
أكرم بأوقات لنا شمسية
ما ضرّ وفق زمانها تربيع
عدلت وعدّلت الزمان فكلها
في المكرمات وفي الشهور ربيع
بروحي مهاة تفضل الشمس مطلعاً
وتسكن أحشاء الأديب المروع
وقد صرعت قلبي وشقته فاعجبوا
لبيت لها في الحالتين مصرّع(83/27)
ما انقطع المملوك عن ترداده
وأنت تدري أن ذاك ممتنع
فالحمد لله على علمك يا
مولاي إني بشرٌ لا ينقطع
ترى هل يبلغ المخدوم أني
لدى الكتاب في حالٍ مضاع
أرجي درهم المعلوم ثلثاً
واكتب في ثيابي بالرقاع
اشكو لفضلك حرفة
مالي بها مستمتع
أحوال معلومي تسو
ء وصاحب لا ينفع
جوابٌ أتاني في ساعة
يدلّ على نفث أصل اليراعة
ومن عجب الدهر أني به
تلذذت مع أنه سمّ ساعه
بكيت على لقيا أناسٍ وددتهم
وان كان لاضري يعدّ ولا نفعي
وان قيل دون القلتين مكانه
فما فيّ دون القلتين ولا دمعي
ياشيخ علم وشيخ علم
فمن عيانٍ ومن سماع
رفعت قدري عطاً ولفظاً
يا سيدي أحمد الرفاعي
نوالك السعدي يا سيدي
أرجو على عاداته مربعه
لي أشهر أربعة أخرت
فحظي المشؤوم بالأربعة
أفدي صديقاً كنت وهو بغيظه
متطارحين من الكلام بديعه
مازالت الحساد تسعى بيننا
حتى تناكرنا الكلام جميعه
أفدي سطورا من كتابك أقبلت
بعد الجفاء وآذنت برجوع
قبلتها فاحمر نقش حروفها
فكأنني رملتها بدموعي
ولما رنت ليَ ألحاظه
رفعت بتكبيري الصوت رفعا
فيالك في الحسن من أغيد
تبدى غزالاً فكبرت سبعا
بعثت به واثقاً أن لي
شفاعة ذي أمل نافع
ولا شيء أحسن من مالك
تجود يداه على شافع
جبين سلطاننا المرجى
مبارك المطلع البديع
يا بهجة الدهر ان تبدى
هلال شعبان في ربيع
تأخرت عنكم يا بنيَّ ويا أبي
وما أنا إلا البعض ماضٍ جميعه
وعود نباتي متى يرتجي بقا
وقد مات منه أصله وفروعه
ألاَ ياربّ خلّ أرتجيه
كما يرجى من الوثن انتفاع
رميت بوده وصدفت عنه
فلا ودّ لديّ ولا سواع
لهفي لشعرٍ بارعٍ نظمته
تحتاج بهجته لرفدٍ بارع
درٌ يتيمٌ قد تضوع نشره
يا من يرق على اليتيم الضائع
أبثك يا أخا العلياء أني
سئمت من الليالي كم تروع
أما ينفك قدري في نزول
ببلدتكم وفي جسمي طلوع
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> ألا في سبيل الحب حال مسهدٍ
ألا في سبيل الحب حال مسهدٍ(83/28)
رقم القصيدة : 58422
-----------------------------------
ألا في سبيل الحب حال مسهدٍ
لثعلب هذا الفجر عنه مراغ
يراعي نجوم اليل تبراً ودأبه
أماني من عهد الوصال تصاغ
دعا شجوه فقد الأحبه والصبا
فما للكرى في مقلتيه مساغ
أحبايَ لي في اليوم شغلٌ بصبونتي
وشيبي وفي أهل الملام فراغ
وكم عاقب اللوام والشيب في الهوى
محبًّا وفي جلد المحبّ دباغ
صبغت مشيبي راجياً عودة الصبا
وهيهات منه دعوة وبلاغ
كذلك أفكار المشيب اذا سرت
وفي بعض باذنجانهن صباغ
دع الغيّ بعد الأربعين فكم دعا
هداة الورى داعي الغواة فزاغوا
وقد أسقط العالي بناثر ساقط
كطاهر ماء المزن حين بلاغ
تبارك من صان العلى بعليها
على حين رام السائدون وراغوا
ثنى كلّ باعٍ عن مداها ممدّح
كأن ثناه في البسيطة باغ
ووافى وأوقات الزمان كثيفة
فها هي كالبيض الحسان رفاغ
أخو الفضل والالفاظ قالت وعلمت
فأصغى اليها المادحون وصاغوا
وقاضي قضاة الشام والذكر والندى
بحيث ثبيرٌ فالحسا فأباغ
على كلّ وادٍ للندى منه مبسمٌ
وفي كلّ حيٍّ للصنائع داغ
من المعشر السامين كادَ وليدهم
يقول لنظام المدائح ناغوا
كأن العلى شخصٌ لهم منه قد سعاً
وفي الناس كعبٌ للعلى ودماغ
أمولايَ خذ ها ذاتَ نظمٍ موشع
على أوجه الأنداد ذاك رداغ
وما القول إلا كالورى متفاوتٌ
فمنه صهيلٌ أو فمنه تواغ
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> رشأ رشفت رضا به أو ثعلب
رشأ رشفت رضا به أو ثعلب
رقم القصيدة : 58423
-----------------------------------
رشأ رشفت رضا به أو ثعلب
ما للمحب الى رضاه بلوغ
حلو اللمى متمنع يعطيك من
طرفِ اللسان حلاوة ً ويروغ
لا مثل أقلام بيمنى سعدها
لفظاً وفضلاً كلهن بليغ
لسطورها صبغ يردّ شبيبة
منا وللنعمى لديه سبوغ
نبغت فضائله وجدوى كفّه
ناهيك نابغة له ونبوغ
فليهنه العيد السعيد لمثله
مدح تساغ لواردِ وتسوغ
من جوده ذهبٌ ومن ألفاظه
دررٌ تباح لنا ونحن نصوغ(83/29)
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> هنئت يا أعلى الورى رتبة
هنئت يا أعلى الورى رتبة
رقم القصيدة : 58424
-----------------------------------
هنئت يا أعلى الورى رتبة
مدائحاً حكمتها بالغه
شقيقها في الحب ياسيدي
ما كان في النعمان للنابغة
كم نعمة أسبغتها للورى
فهي على عرض الورى سابغة
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> ولا ئطٍ ألثغ قلنا له
ولا ئطٍ ألثغ قلنا له
رقم القصيدة : 58425
-----------------------------------
ولا ئطٍ ألثغ قلنا له
أفلست قال استمعوا الفدغا
أنا امرؤ درهم تحصيله
يخرج من بغّا الى بغّا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> مائت إنسانُ عيني عسجداً
مائت إنسانُ عيني عسجداً
رقم القصيدة : 58426
-----------------------------------
مائت إنسانُ عيني عسجداً
من خدود قد ملاها الحسن صبغا
قلت والردف أريني فانثنت
ثم قالت هكذا الانسان يطغى
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> شكراً لها من أنعمٍ سعدية ٍ
شكراً لها من أنعمٍ سعدية ٍ
رقم القصيدة : 58427
-----------------------------------
شكراً لها من أنعمٍ سعدية ٍ
غنى بها المثنى غناءً سائغا
منديل بعض الناس كأس مكارم
يعطيك ملآنا ويأخذ فارغا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> قاسي الجوانح لين الاعطاف
قاسي الجوانح لين الاعطاف
رقم القصيدة : 58428
-----------------------------------
قاسي الجوانح لين الاعطاف
أهواه في الحالين غصن خلاف
رشأ من الأتراك إلا أنّ في
جفنيه ما في الهند من أسياف
أدنى حياصته الى أردافه
فانظر لزخرفها على الاحقاف
واعجب لشكوى الخصررقة حاله
ومن الغنى لشكاية الأرداف
ولتاركي في حبه وكأنما
إنسان عيني مبتلى برعاف
أفديه عسال القوام اذا مشى
واذا يشاء فمعسل الترشاف
تلتفّ قامته بوارد شعره
فأرى الشقا في جنة ٍ ألفاف
ولقد أرى طرق الرشاد بتركه
لكنّ قلبي مولع بخلافي
واشقوتي منه بخصر مخطف
نهب السلوّ وناظرٍ خطاف(83/30)
إن خاب سائل أدمعي في حبه
فلكثرة الإلحاح والإلحاف
وأكاد أصدق ثمّ يطمعني به
بشر يغير الدرّ في الأصداف
لا اليأس يثبت لي عليه ولا الرجا
فكأنني في موقف الأعراف
ولربّ ذي عذلٍ اذا بلَ البكى
ردني باكر مسمعي بنشاف
مالي وللعذل في متحكمٍ
لي في الهوى مضنٍ لديه وشاف
إني لأطلب لا لشيءٍ وصله
إلاّ لينظر في الوصال عفافي
ما كان في العشرين يهفو منطقي
أيكون في الخمسين فعلٌ هاف
شيمٌ عن السلف الذكي ورثتها
لا في الصبي عييت عليّ ولا في
لي حين أنسب أسرة ٌ عربية ٌ
كادت تعدّ الشهب من أحلافي
وفضائل ما قد سمعت وأنها
لمسامع الأشراف كالأشناف
ولرب وردٍ عفته لتدلكٍ
ولو أنه نهرُ المجرة طاف
ما أجور الأيام في إهمالها
حقي وأعدلها عن الانصاف
أشكو التأخر في الزمان وهذه
شيمي لديه وهذه أسلافي
عطفاً أحال الدين والدنيا على
حالي فعندك يحسن استعطافي
إن لم أبت ضيفاً لبابك قادماً
فاجعل كتابي واحدَ الأضياف
وأجزت باب قرى عوائد نحوه
أن لا يجوز لديه حذف مضاف
من أين للآمال مثلك كافلٌ
أم أين للأحوال غيرك كاف
أنت الغياث اذا الغمائم أخلفت
وعد الثرى بالدرّ في الاخلاف
والمسماحة في الندى آلافه
والواحد المربي على الآلاف
غيث الشآم ونيل مصر اذا شئت
يوماً وضاقت رحلة ُ الإيلاف
مدت الى قاضي القضاة يدُ الرجا
فأمدها بعوائد الإتحاف
هو كعبة الفضل التي قد أغربت
أهل المقاصد حولها بطواف
أقلامه مثل السهام سديدة ٌ
لكنها للوفد كالأهداف
حفيت بوفد الآملين فكلها
يسعى الى لفيا المؤمل حاف
في كفّ فياض النوال كأنها
لمعُ البروق بعارضٍ وكّاف
لا عيبَ فيه سوى عطاءٍ مخجلٍ
جهد المدائح زائد الإسراف
وثنا يشف ضياؤه فكأنما
في أعين الاعداء منه أشافي
أوصاف مجدٍ أينعت فترنمت
بالسجع فيها ألسنُ الوصاف
ومناقب قد يممت أمد العلا
فقفت سوابقها الحسان قواف
وفخار بيتٍ في السيادة وازنٌ
ما بيت نظم فخاره بزحاف
بيتٌ أبو دلفٍ بناه وبالغت
انباه في شرف وفي إشراف(83/31)
ما فاخرته العرب الاّ هاشماً
فغدت لديه هشيمة الاناف
أو سامت الفرس الاوائل عزه
لتقطعت اكتاف ذي الاكتاف
تبقى على مرّ الزمان وغيره
عاف الذرى متوعر الاكناف
يا من مقام فخاره المحمود لم
تحتج دلائله الى كشّاف
وضحت بهمتك العلوم فكلها
إجماع متفق بغير خلاف
ووراك صلى السابقون وسلمت
آداؤهم من مثبتٍ أو ناف
وبك ازدهى الشرع المنيف مقامه
وأقر رائد روضه المستاف
يحميه رمحٌ من يراعك نافذٌ
ويقيك درعٌ من سجلك ضاف
واذا استشار الملك رأيك في دجى
أمرٍ ثنيت الصبح في الإسراف
عجباً لمثلك كيف يهمل حالتي
من بعد ذاك العطف والاسعاف
وليَ المصيف وفي حشاي حرارة ٌ
للهم فوق حرارة المصطاف
وكفى عداتي أنني مافيّ أن
ورد الشتا إلا لساني داف
ومن الحوادث أن عزمي والصبى
أودى فليت الحادثات كفاني
ولبعد بابك وقدُ نارٍ في الحشا
ترمي بكل شرارة كطراف
بالرغم أن يجفو ترابك مبسمي
لكنه غدر الزمان الجافي
ولئن قعدت فان ركبَ مدائحي
متواصل الاعناق والايجاف
خذها اليك كلامة ٍ مسرودة ٍ
يوم الفخار وحلة أفواف
نظمتها لك والنجوم كأنها
في الافق من تعب المسير غواف
والنسر ينهض بينها بقوادمٍ
لكنهنّ عن العيان خواف
فأتتك من صنف الجمال بديعة
والنظم مثل بنيه ذو إنصاف
في الناس من يمشي على رجلين في
نظمٍ ومن يمشي على أخلاف
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> مسلسلٌ من حديث الدمع مذروف
مسلسلٌ من حديث الدمع مذروف
رقم القصيدة : 58429
-----------------------------------
مسلسلٌ من حديث الدمع مذروف
ينبيك انّ حديث الصبر مصروف
وانّ كلّ مقال العذل مخرفة ٌ
وكلّ ما نقل الواشون تحريف
ليتَ الوشاة على خيطٍ فكلهم
يداه مشلولة ٌ واللحظ مكفوف
آهاً لقدّك غصناً كله ثمرٌ
لو أنه ببنان اللثم مقطوف
وتبر خدّك ديناراً له لمعٌ
لو أنه لعيان الطرف مصروف
أفدي التي تشتكي مني هوى ً ولها
بالردف والخصر تثقيلٌ وتخفيف
تدعو على الكثب والأغصان لاعبة
فالكثبُ مهتوفة والغصن مقصوف(83/32)
لي في القصائد تشبيبٌ بها ولها
على جريح الحشا باللحظ تذفيف
قالوا حكى القمر التميّ طلعتها
قلنا صدقتم ولكن فيه تكليف
كما حكى نيلُ مصر جودَ سائدها
لو لم يكن في وفاء النيل تسويف
ندبٌ عطفت أماديحي على نسقٍ
من فضله حبذا للفضل معطوف
مدبر الملك بالأقلام يقدمها
في الجود والبأس تحويلٌ وتخويف
بادي السعادة لو بثت مناقبه
في الافق لم يبدُ في الاقمار مخسوف
طلق الاسرة يعطي حيث وجه ذكا
كأنه بغبار المحل مكسوف
يا من يعنفه في صنع مكرمة ٍ
هيهات أن يروع العشاق تعنيف
في كفه قلمٌ الانشاد منشأه
فضلٌ وفصلٌ وتعريفٌ ومعروف
فتوح ملكٍ من الاسجاع خص به
هذا وذاك وسجع الناس توقيف
وفضل نظمٍ له من بيته شرفٌ
فهو الرضيّ وباقي النظم مشروف
خطافة ٌ لبّ رائيه براعته
ووجه حاسدها بالروع مخطوف
وصاحب السرّ قد سرّ الزمان به
صدر النديّ وللآلاء توطيف
كم قاصدٍ جاءَ في جهرٍ وآخر في
سرٍّ وللكل إنعامٌ وتشريف
وكم تلطفُ كتبٍ في رسائله
وطيها لمزاج الخطب تلطيف
تسيل في الطرس أرواحُ العداة به
حتى كأن يراع الطرس مرعوف
فالبرّ والبحر ذا بالأمن منبسطٌ
وذاك من خجلٍ بالجود مرجوف
وكلّ عافٍ بحرف الخط متصلٌ
وكل عادٍ بحرف السيف محذوف
شكراً لعطفٍ واعراض لديك هما
لعبد أبوابكم برّ وتثقيف
أعرضت عنه فوالت حربه فئة ٌ
شاكوا السلاح فتضريب وتسييف
وما شكوت وماالشكوى الى بشرٍ
من خلق مثلي والاقدار تصريف
حتى اذا غبطت المكرمات عفت
تلك الهناة وكرّوا بعد ما عيفوا
ان ساء قوماً مقامي منشداً مدحاً
لساءهم لي تشريفٌ وتسريف
كم خلعة ٍ قلت للاحي وقد حضرت
وعضّ لحيته للغيظ ذي صوف
وحبذا وبرٌ قد غصت فيه غنى ً
وكان لي وبرٌ بالفقر منتوف
وغلة طاف أولادي فقلت لهم
أسعوا لها يا عفاة البيت أو طوفوا
سمراء حنطية يغتر مبسمها
فكلها بشفاه اللثم مرشوف
دقت يدُ الرزق بابي وهي ناشزة ٌ
فقلت كسّ اخت رزق فيه تعسيف
وعلمتني نظمَ الشعر من دررٍ
ما بيت واحدها بالفقر مزحوف(83/33)
هذا هو الخبز يا أجنادَ أدعية
وفي المجاريب حرب الليل مصفوف
خبزٌ وخيرٌ وجبرٌ بعد ما نطقت
فللمحامد تجنيسٌ وتصحيف
لينطق الجود بعد العي ذا مدحٍ
تأتي وما عندها في القول تكليف
لا زلت ممتدحاً مني بنظم فتى ً
في المادحين فلا يثنيه معروف
تجلّ عن نظم وراق مدائحه
وعن ثناً فيه للجزاز تقطيف
نظفت فكري لكم من حبّ ذي قلم
فانّ شرط وعآء الحب تنظيف
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> بقيت لحمدٍ مثل فضلك واف
بقيت لحمدٍ مثل فضلك واف
رقم القصيدة : 58430
-----------------------------------
بقيت لحمدٍ مثل فضلك واف
وكافاك عنا الله خير مكاف
ولا زلت مسروراً بنشر محامدٍ
وذخر أجورٍ واتصال عواف
ومجدٌ على الأنصار شفّ سناؤه
وعلم لأدواء البصائر شاف
وبرّ اذا خان الزمان موكلٌ
برآءٍ وفآءٍ للأنام وقاف
ومنح وصفح ذاك معفٍ لمخطيءٍ
وذاك صريح المكرمات لعاف
ولفظٌ هو العذبُ الطهور وطالما
أدار على الأفهام صرفَ سلافِ
لك الله بحراً إن خبا البحرُ دره
فأحسن منه درّ بحرك طافي
وندباً أطارت طائر المدح واجباً
قوادم من نعمائه وخواف
فما رأيه عن قاصديه بغافلٍ
وما طرفه عن وافديه بغاف
وتدبير ملكٍ مع تورع زاهدٍ
إلى وثب عزمٍ مع سكون عفاف
أخا العلم في عقلٍ ونقلٍ حوى المدى
وفاق على الماضي بغير خلاف
وذا المجد في دنيا وأخرى فياله
مضافاً اليه واصلاً بمضاف
أتى جودك المروي صداي ولم أسل
ولا طرق السمع الكريم نشاف
ودقّ عليّ البابَ رزقٌ ولم أسر
أدّق بكعبي متعباً بطوافي
و قابلتها غر الوجوه كثيرة
جرت بحروف قد صرعن حرافي ش
ثقالاً بمنديلي ألذ بثقلها
و أخطر من بعد الحفا بخفاف
و أسحب والأولاد فضل ملابسٍ
نصافي بها الأيام حين نصافي
و نشكر والأعضاء ألسنه ندى
يديك وندعو والزمان مواف
دعا صالح منا ومدح مؤيد
و حقك لا في ذا بعثت ولا في
رعى الله أيام الإمام محمد
فكم نعمٍ ردت إلى َّ شراف
و لو سمته رد الشباب لرده
علي وقد مرت علي سوافي
ألم تر أني قد حرمت بمدحه(83/34)
إلى غزل للشائبين مناف
فآها لعلات الروادف برّحت
بأكباد قومٍ مستنين عجاف
و آهاً على عصر الشباب الذي مضى
وأودى فليت الحادثات كفافي
فراشي كما قيل الحسان نواعماً
لديه ومسحوبُ الشعور لحافي
زمان لقاً أستغفر الله ليته
تقضى ولم أنعم زمانَ تجافي
فيا آمريَّ اليوم بالغيّ أمسكا
فقد مر من تلك الغواية كاف
و يا سابق النعمى لراجيه لا تزل
تلافي حياة المرء عند تلافي
فبطني شبعانٌ وظهري كأنه
لساني ما بين البرية داف
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> كل الجوانح قلب فيك مشغوف
كل الجوانح قلب فيك مشغوف
رقم القصيدة : 58431
-----------------------------------
كل الجوانح قلب فيك مشغوف
وما لحاصل حبي عنك مصروف
ذكري بخاطرك الناسي مصادفة
وخاطري عن سوى ذكراك مصدوف
يا ظبية من ظباء الحي نافرة
حتام هجرك شيء منك مألوف
ويل لجفنيّ لا جفنيك من سهر
لكيله في الدجى خسر وتطفيف
ياباذل الوفر في الدنيا لآخرة
بشراك فرض على الأخرى وتسليف
عذراً لنظمي والدنيا مطابقة
شكواي مستورة والحال مكشوف
وضعف فكريَ عن نظم القريض له
كالعدّ في رقعة الشطرنج تضعيف
لا زلت أنشد قولي فيك من قدم
وأنت بالخلعة الزهراء محفوف
أهل يهنيك بالتشريف محتفلا
يا من بأيامه المعروف معروف
لكنني بك أختار الهناء لها
فإن قدرك للتشريف تشريف
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> كم لي على حب طرفه
كم لي على حب طرفه
رقم القصيدة : 58432
-----------------------------------
كم لي على حب طرفه
بنثرة الدمع صرفه
وكم لها من شجون
أمام قلبي وخلفه
وكم بجود عليٌ
أغنى رجا الوفد كفه
وفاض لي منه بحرٌ
في جنبه البحر غرفه
وشل كف افتقار
عن راحتيَّ وكفه
للمال سرا وجهرا
لصاحب السر عطفه
ياقادماً لي ومثلي
بفضل رؤياه طرفه
ليهنك العام تلقى
ألف السعادة ألفه
أكرم بقصدك حجاً
وحول بابك وقفه
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا من له في طريق زهد
يا من له في طريق زهد
رقم القصيدة : 58433(83/35)
-----------------------------------
يا من له في طريق زهد
حال وفي المشكلات كشف
قل لي ما مبهم جلي
وفيه للواصفين خلف
يعد حرفان حين يملى
بغير شد وقيل حرف
وهو كما قد ترى خفيف
وفيه لطف وفيه ظرف
مع أنه من عجيب أمرٍ
يجرّ طودا وفيه لطف
وان عسكت الحروف منه
فبلدة ما تكاد تصفو
ألغازه في ضحى وممسى
فليس يخفى وليس يخفو
ذكرته في عديد وصف
فلا يفت مسمعيك وصف
وان خفى زائدا فأعرض
عنه ودع منطقي يكف
فان لفظي الفداة مثلي
أصبح والله فيه ضعف
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> زادت شجوني فيه عن حد السرف
زادت شجوني فيه عن حد السرف
رقم القصيدة : 58434
-----------------------------------
زادت شجوني فيه عن حد السرف
وجرى عليه مدمعي حتى وقف
متمنع تلقاه في حال الرّضا
وكأنه غصبان من فرط الصلف
ألف الصدود تجنباً وتحجباً
فلو أنه رام التواصل ما عرف
ومن الشقا أن الجفا وتشوقي
لا ينتهي هذا وذاك إلى طرف
ما مال غصن قوامه عن فكرتي
يوماً ولا دينار وجنته انصرف
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> سكنت بالنيل لو لم تكن
سكنت بالنيل لو لم تكن
رقم القصيدة : 58435
-----------------------------------
سكنت بالنيل لو لم تكن
جيرانه لم تك بالشافي
كفاك جيران نيل الأذى
فحبذا النيل بالكاف
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أحاجيك ما حلو اللسان وأنه
أحاجيك ما حلو اللسان وأنه
رقم القصيدة : 58436
-----------------------------------
أحاجيك ما حلو اللسان وأنه
لأخرس لا تعزى اليه المعارف
يرى جالساً في الصدر مادام كاملاً
فإن نقصوه فهو في الأرض طائف
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> مننت بحل اللغز معنى ً وصورة ً
مننت بحل اللغز معنى ً وصورة ً
رقم القصيدة : 58437
-----------------------------------
مننت بحل اللغز معنى ً وصورة ً
فلله موصوف لديك وواصف
ووطنني ان بلّ بالقطر جسمه
فها هو مبلول وها أنا ناشف(83/36)
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يحير الغصن بين اللين والهيف
يحير الغصن بين اللين والهيف
رقم القصيدة : 58438
-----------------------------------
يحير الغصن بين اللين والهيف
ويفضح الظبي بعد الجيد والعطف
أغنّ لم يبق مرأى حسنه بشراً
خال من الوجد يلحاني على شغفي
يا حبذا البدر حاز التم أجمعه
وزاد في مهج العشاق بالكلف
غزال رملٍ ولكن غير ملتفتٍ
و غصنُ بانٍ ولكن غير منعطف
يشكو السقام إلى أجفانه جسدي
فاعجب له دنفاً يشكوا إلى دنف
متى يحقق وعداً من تواصله
و المنع ينظر من وجه إليَّ خفي
في الخدّ لامٌ وفي عطف الصبا الف
و آلة المنع بين اللام والألف
هلاّ سوى سحر ألفاظ تلفت به
فكان في قصد موسى مانعٌ تلفى
مشير ملك تجلى رأيه فسطا
بالخصب يطو بياض الصبح في السدف
فاق البرية في عدل ومعرفة
فليس عن رتب العلياء بمنصرف
سجية في اقتضاء الحمد ناشئة ٌ
على الندى والسدى والمجد والشرف
وهمه دبر الاسلام كافلها
تدبير متصف بالحقّ منتصف
يا جائل الطرف في السادات منتقداً
ها قد وصلت الى أزكاهم فقف
وقد وجدتَ معاني الفضل باهرة ً
فان قدرت على أوصافها فصف
دار الثناء على القطب الذي اتفقت
فيه العقول فلا قول بمختلف
لا تبغِ منزل فضلٍ بعد منزله
من حلّ طيبة َ لم يحتج الى النجف
من معشرٍ نجب ما زال مجدهمُ
يوصي به السلف الماضي الى الخلف
شاد المعالي بنوا خاقان واجتمعوا
في واحدٍ بمعاني البيت مكتنف
قد قدمته على السادات همته
في الفضل تقديم بسم الله في الصحف
كافي الجيوش بآراء مناضلة ٍ
تكاد ترعد منها أنفسُ النطف
فلا جناحٌ بمنهاضٍ اذا عضدت
من جانبيه ولا قلبٌ بمرتجف
في كفه قلمٌ كالسيف منتصبٌ
لكنه لبني الآداب كالهدف
جارٍ بكف سهيلي العلى فلذا
كم في المهمات من روضٍ له أنف
أمل عطاياه واستعرض فضائله
فما يرد جناه كف مقتطف
وشم بعينك في الدنيا محاسنه
اذا دلفت ودعنا من أبي دلف
قالوا أفي بأسه أم في سماحته
فقلت في ذا على رغم الحسود وفي(83/37)
يا من تحملت في أبوابه نعماً
لاعيب فيها سوى أن أثقلت كتفي
تهنّ بالمنصب الميمون طائره
واقبل لدستك يا موسى ولا تخف
واغفر جناية أيامٍ قد اعتذرت
وابشر بسعدٍ على الأيام مؤتلف
الله يعلم فيما أنت واجده
ونور حظي من بشري ومن أسفي
لي في جنابك برجٌ غير منقلبٍ
اذا التجأت ونجمٌ غير منكسف
ففي ولائك توكيدي اذا اختلفت
حالُ امرىء ٍ والى علياك منعطفي
حلفت أنك معدوم النظير فما
راجعت فكري وما استثنيت في حلفي
بستان حسن لا عدمت قطافهُ
لثما يسلفني السرور سلافهُ
يختال في مرح الشباب كأنما
هزت حمائم حليه أعطافهُ
في وصفه الأغزال خص مديحها
ملك البسيطة لا تريد خلافهُ
الناصر بن الناصر بن قلاون الم
نصور جانس نصره أسلافهُ
خضعت لعزته الملوك وأذعنت
لأغر أمّله الزمان وخافهُ
خدمته حتى أنجم مريخها
لو عاد كسرى ظنه سيافهُ
ولو أن ذا الاكتاف سابوراً عصى
أمراً لقطعت العصا أكتافهُ
متع لواحظنا بحسنك ساعة ً
ودع النفوس تروح وهي توالف
واجعل وعودك لي صدوداً قابلاً
فلقد أراك اذا وعدت تخالف
ويلاه من ساج اللواحظ أهيف
مالي عليه سوى البكاء مساعف
يوم الغنى يهواه عاماً كله
بالدمع شاتٍ والصبابة صائف
سل خصره عن طول ليلة شعره
إن السقيم بطول ليل عارف
أسفي للدراهم الحلبيا
ت فقد فرّحت حشايَ وطرفي
أكلتني كفي عليها مرارا
وعليها أصبحت آكل كفي
يا لها حالة تكدر عيشي
وزمان في وجه قصدي يصفي
أقول لمن يتشكي الخطوب
ويحذر من موبقات الصروف
عليك بأبواب سيف العلا
ملاذ الفقير وأمن المخوف
تجد ظله جنة ً والجنان
بلا شك تحت ظلال السيوف
هنئتها خلع السيادة والتقى
والبر والبركات والالطاف
وبقيت ممدوح العلا عيناً لها
ألف الندى ولكل ملك كافي
يا صاحب القلم الذي في بابه
عرف وعرف ندى بغير خلاف
خليلي كفّا عني الشغل بالهوى
فعندي من فقد الصّبا شاغل كافي
صفا لون شيبي ثم كدر عيشتي
فيا عجباً للشيب من كدرٍ صافي
ومرخى على الاكتاف يضحك من يرى
فأواه من شيب يقطع أكتافي(83/38)
جاء بالخصب الينا كافل
آمن في عدله كل مخوف
فدمشق اليوم والدنيا معاً
في فنون للتهاني وصنوف
جنة في ظل سيف قادم
وكذا الجنات في ظل السيوف
قل للذي قد كنت معترفاً
من بحر أنعمه ومغترفا
عجز اجتهاد الشكر عن منن
قدمتها عندي فيا أسفا
ان كنت لا تسدي اليّ يداً
حتى أقوم بشكر ما سلفا
وكنت اذا جفوتم أو كدرتم
أحن اليكمو أبداً وأصفو
الى أن زرتمو فثنيت طرفي
وعلمني جفاكم كيف أجفو
فما دمعي على العادات جارٍ
ولا قلبي على التبريج وقف
بالجنك من مغنى دمشق حمائم
في دف أشجا تشوق بلطفها
فاذا أشار لها الشجي بكأسه
غنت عليه بجنكها وبدفها
أتى الملبسُ الصوفُ الذي قد بعثته
لجبريَ يا أندى الأنام وتشربفي
فقابله الشكران شكر قصائدي
و سجعي والشكران من واجب الصوفي
تغير بدر الدين بعد مودة ٍ
و حالت به الأيام عن ذلك الوفا
و دل على أن الوداد مكلف
و لا عجب للبدر أن يتكلفا
عندي غلام بعلم الحرف مشتغل
و أي حرف إلى الفحشاء منحرف
أحكى الأنام لدالٍ في تفاجعه
و أنفق الناس من ميم على ألف
خليلي كيف الصبر عن حب شادن
شهي اللمى ساجي للواحظ أهيف
يحاول بدر التم تشبيه وجهه
فيحسنُ إلا أنه يتكلف
هنئت بالعيد يا من يستضيئ به
في الناس حالي ومن بالحمد أعطفه
الناس تعرف عيداً بالهلال اذا
وافى ولكنني بالبدر أعرفه
فديت رئيساً عندنا من نواله
الوفٌ وصدٌ بعد ذاك خفيف
فان يكن العقل الذي سآء واحداً
فافعاله اللآئي سررن ألوف
يا رب فاتنة الجمال غريرة
تحمي ورأء أسنة وسيوف
صغت الوعود لها صياغة ماهرٍ
و جمعت بين خلاخل وشنوف
قاضي القضاة لك اتصال سلامة
ولحاسديك مساءة وتلاف
ما كان في رجفان كفك منكر
فالبحر من أسمائه الرجاف
مملوكة عندي رومية
كم نشفت رأسي وما من شفه
بعثتها مع بعض شعري وقد
خلصت في الحالين من منشفه
يا صاحباً أسعى إلى بابه
وأشتكي الفاقة والكلفه
شهرك ذو القعدة فاهنأ به
وارحم من المملوك ذي الوقفه
أمزق قلبي في هواك تحرّقا
وجفني تسهيداً وليتك تعرف(83/39)
ولي أسف بادٍ من الحزن انما
على مثل لقياك ابن يعقوب يوسف
يا قريراً بالمنى يا سيدي
يا صديقاً للتهاني ألفا
أن ايري يا لعقبى ايركم
كان ياءً ثم أمسى ألفا
أرادت تضاهي حسنه وصفاته
بدورٌ وغزلانٌ فقلت لها قفي
بعيشك يا غزلان لا تتعيبي
عليه ويا أقمار لا تتكلفي
و لي صديق أرجفته مدحتي
وكالان ظني أنه لا يرتجف
فقل له يابحر علمٍ وندى
أنا الذي لو جاء للبحر نشف
خف خصر الحبيب ثم ابتلاني
بعذول يزيدني تعنيفا
ليت لو كان في الملاح كمثلي
في هوى الخصر يؤثر التخفيفا
لنون صدغك آية فتنت
بحسنها كل طامح الطرف
يسبح الله حين يبصرها
فيا له عابداً على حرف
أفنى التي تاجها وقامتها
كأنه همزة على ألف
أذكر ثغراً لها فأسكر من
ورود خد لها فأرتع في
قولاً لنور الدين عن خله
خلّ الجفا وارجع لذاك الوفا
ياحجريّ الوصف من نسبة
حقاً لقد عاملتني بالصفا
شكراً لأنعم مولانا التي فضلت
جهد الثناء فأبدي وجه معترف
لو لم أكن للغنى أبغي تطلبها
طلبتها كونها نوعاً من الشرف
يا سيدي دعوة من قولهُ
يا سيدي يوجب تشريفه
حملت بالإحسان تثقيله
فاحمل باحسانك تخفيفه
صيرت إيري واقفاً من شرطه
إثبات عشقي واطّراح مخالفي
فليدر حسنك أن قلبي فيه قد
ثبتت صبابته بشرط الواقف
بات انفي يشكو زكاماً وقد كا
ن التشكي من الحوادث يكفي
أحمد الله لا أزال معنى ًّ
بأمور تأتي على رغم أنفي
و دفّ أشجار سمعنا به
ناعورة مطربة الوصف
لا غرو إن شبب نظم الورى
فيها قد غنّت على الدّف
شافعي قل لمالكي أن في ن
ثرة سطرين منه للفقر صرفه
أترى هل يحجّ فيٌ وفي ق
لبي جمار وعند حالي وقفه
صرفت لجود تاج الدين قصدي
ولم أر بعد ذا عنه انصرافه
فقيل لي القرافة أشغلته
وكم بنداه قيل لي الق رافه
يا سيدي إن طاب وقت ولائنا
لفظاً ففي معناه منك تعسف
أنا في المدبح أشبب الوصف الذي
أهدى وأنت على الجريح تذفف
قاضي القضاة حبذا تكرمة
تنزه المملوك في صنوفها
دراهم عن كلمات عددت
فأقبلت تجري على حروفها(83/40)
أترى يا سادة ً لي كلما
زدتهم في الود زادوا في الجفا
هل كفى من فرط هجري ما جرى
وجرى من دمع عيني ماكفى
رجلي وحالي لغير نافع
أصبح هذا لذا يخالف
الرجل طول النهار تمشي
والحال طول النهار واقف
قل ليراع الإمام شيخ شيوخ الو
قت ما حي الإعساروالحيف
يا قلم العلم والبلاغة كن
شفيعَ آمالنا الى السيف
علقته ساجي اللواحظ أهيفا
وبليتي ساجي اللواحظ أهيف
قلبي الجريح مشبب بصفاته
في الحسن وهو على الجريح يذفف
يقول لي امرؤ كتَّاب مصر
بأخبار لها وقت منيف
فهل عجزا احتيالك أن تهيئ
لهم خبزاً فقلت ولا رغيف
ألا رب أحباب شغلت بحبهم
زمان إلى أن غيروا بيننا الصفة
فسليت قلبي من يديهم وعنهمو
ونشفت دمعي من هواهم بمنشفه
حملت الي شخصي الحباب وكاد من
أذى البرد لا من زهرة يتقصف
و كنت بفقري لا بعتقي أشتكي
وأعجز عن حمل القميص وأضعف
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> عوذت شعرك بالظلام وما وسق
عوذت شعرك بالظلام وما وسق
رقم القصيدة : 58439
-----------------------------------
عوذت شعرك بالظلام وما وسق
وسناك بالقمر المنيراذا اتسق
آهاً لها من طلعة في طرة
لاحت فلا لاح الصباح ولا الغسق
وهلال تمّ طالع في سعده
لكنّ نجم حشايَ فيه قد احترق
رشأ وجدت العذل فيه باطلا
لما وجدت بمقلتيه السحر حق
زعم المشنع أنني واصلته
ليت المشنع عن تواصلنا صدق
بأبي الذي أجريت أحمر أدمعي
في حبه فاذا ابتغى أمداً سبق
يا للجوانح والبكاء تطابقا
هذي مقيدة وذاك قد انطلق
قم يا غلام وهاتها في حبه
صفراء مشرقة كما وضح الشفق
هذي الحمائم في منابر أيكها
تملي الغنى والطلّ يكتب في الورق
والقضب تخفض للسلام رؤسها
والزهر يرفع زائريه على الحدق
فعسى تجدد لي زمان تواصل
قد كان في اللذات معنى مسترق
لا تسمعنّ بأن قلبي قد سلا
ذاك الزمان وذاك قول مختلق
تتخالف الاخبار لكنّ الندى
خبرٌ عن الملك المؤيد متفق
ملك خزائن ماله وعداته
تشكو بأيديه التفرق والفرق(83/41)
البحر في كفيه أو في صدره
فانهل وان ناويته فاخش الغرق
ذاك الذي بالناس يفدى شخصه
ويعاذ في ظلم الحوادث بالفلق
للسيف في يمنى يديه جدول
فلذا يفيض على جوانبه العلق
وبكفه القلم الذي لا يشتكي
فتق الامور لفضله الا رتق
تجري البحار فلورمى بحر به
لا نشق ذاك البحر غيظاً وانفلق
فيه مآرب للعلوم وللندى
ان فاض راق وان أفاض القول رق
كالغصن يستحلى سنا أزهاره
ويجود بالثمر الجني وينتشق
فاز امرؤٌ ألقى يمين رجائه
لمقام إسماعيل يوماً واعتلق
المرتجي والافق محجوب الحيا
والملتجا والدهر مرهوب الحنق
لله كم خضعت لعليا مجده
رأس وكانت ذات صول لم يطق
سارت سيادته وأمعن شوطها
فغدت على الاعناق واصلة العنق
وأراد أن يجري الى غاياته
صوب الحيا فلذاك ألجمه العرق
النصر والدنيا الخصيبة والهدى
ان صال أو بذل الصنائع أو نطق
لاقيته فشفى رجايَ وعانقت
كفاي من جدواه أطيب معتنق
وروائح المعروف لا تخفى على
حال فشموا من أنامليَ العبق
يا أيها الملك المؤيد دعوة ً
تذر العداة بغيظها تشكو الحرق
واصلت قصدي باللهى وقطعت ما
بيني وبين بني الزمان من العلق
فلأشكرن جميل ما أوليتني
شكر الرياض الزهر للماء الغدق
بمدائح أهّلتني لنظامها
فغدت محررة وعنقي مسترق
درر خدمتُ بها علاك وانما
عطفت على درر العلى عطف النسق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> مابت فيك بدمع عيني أشرق
مابت فيك بدمع عيني أشرق
رقم القصيدة : 58440
-----------------------------------
مابت فيك بدمع عيني أشرق
إلا وأنت من الغزالة أشرق
يا من تحكم في الجوارح حسنه
فالقلب يؤسر والمدامع تطلق
أنفقت عيني في البكاء وحبذا
عينٌ على مرآى جمالك تنفق
وأخافني فيك العذول ومادرى
إني لجودك في الهوى أتشوق
قسماً بمن جعل الأسى بك لذة ً
والدمع راحة من يحبّ ويعشق
إن العذول هو الغني وأن من
يفني عليك حياته لموفق
لي من نصيب هواك سهمٌ وافرٌ
وسهام سحر من جفونك ترشق
يمتار من دمعي عليك ذوو البكا(83/42)
فاعجب له من سائلٍ يتصدق
ولقد سقيت بكأس فيك مدامة
في غيظ لوّامي عليك فلا سقوا
وضممت من عطفيك غصن ملاحة ٍ
بالحلي يزهر والغلائل تورق
وقرأت في خديك بعد تأمل
خطًّا به حبّ القلوب معلق
ورزقت من جفنيك ما حسد الورى
حظي عليه وهو رزق ضيق
ونعمت باللذات وهي جديدة ٌ
ولبست ضوءَ الراح وهو معتّق
في ليل أفراح كأنّ هلاله
للشرب ما بين الندامى زورق
يا حبذا ليلٌ نبيع به الكرى
لكننا لا عن رضى نتفرق
حيث الشباب الى المسرة راكض
لا يستقر وطالبٌ لا يرفق
سقياً لأوقات الشبيبة إنها
أوفى لمطلب السرور وأوفق
ما سرني أنّ الكميت تحثها
نحوي السقاة وأن فودي أبلق
عني بكأسك يا نديم فإن لي
جفناً مدامعه أرقّ وأروق
زال الصبا ونأى الحبيب فعادني
أرقٌ على أرق ومثليَ يأرق
وكأنّ عيني راحة ٌ ملكية
حلف النوال بأنها لاتطبق
نشأ النوال الأفضلي فلم نسل
في الأفق هل نشأ الغمام المغدق
إن كان في الكرماء رسل سماحة ٍ
فمحمدٌ منها الأخير الأسبق
ملك أقام على حماه وذكرهُ
بالمكرمات مغرّبٌ ومشرق
ماضره والفعل فعل باهر
طلب السهى والاصل أصلٌ معرق
من أسرة تقوية حظ الأولى
يوم الفخار لقهرها أن يتقوا
النجم بعض ديارهم فلينزلوا
والنجم بعض حدودهم فليرتقوا
إن فاخروا بقديمهم لم يدفعوا
أو سابقوا بجديدهم لم يلحقوا
إن يفن ماضيهم على سنن الردى
فكأنهم ببقاء أفضلهم بقوا
الأرض واسعة بجدوى ملكهم
والعدل في أيامه متوثق
ملأت موافقة القلوب مهابة
فالقلب قبل الطرف فيها مطرق
وكأنما صور الوقوف أمامه
صور الدمى فمواثل لا تنطق
سارٍ على منهاج اسرة بيته
ترجو البرية حالتيه وتفرق
لا عيب فيه سوى عزائم قصرت
عنها الكواكب وهي بعد تحلق
وندى تتابع وفده حتى اشتكت
نفحات أنعمه الفلا والاينق
فياض سيب حين يزهى مجلس
وخضيب سيف حين يعرو فيلق
تلقاه بين مهابة ولطافة
كالسيف فيه مضاً وفيه رونق
وتراه من لمع الاسنة سافراً
كالبدر بين كواكب تتألق
حيث الغضا بين السلاح كأنه
لجّ تحقق بنده يترقرق(83/43)
والطير تقربها الظبا فمن السماء
والارض تغشاه الضيوف وتطرق
يا أيها الملك المكمل فضله
وقيت من حدقٍ اليك تحدق
وبقيت للمداح تجلب عيسهم
جلباً بغير بلادكم لا ينفق
اذكرتنا زمن المؤيد لا غدت
مثواه باكية الغمام تشهّق
حتى تجربه ذيول حديقة
أكمامها بيد النسيم تفتق
علياك علياه وخلقك خلقه
فاهنأ بلبس مدائحٍ لا تخلق
وقدوم عيد كان من طرب الى
لقياك تخترق الصيام وتسبق
وبديعة كالروض الا أنها
تجلى بجارحة السماع وتعشق
نظمتها عقداً لمثل مثاله
في النظم شاب من الوليد المفرق
وتلوت قاف معوذاً من قافها
خوفاً عليه من النواظر أشفق
لا فضل لي فيها وبحرك قاذف
درر الصفات تقول للخلق انفقوا
من عش بيتك قد درجت وطار لي
في الخافقين جناح ذكرٍ يخفق
وبكم علمت من القريض صناعة
ما كنت لولاكم بها أتعلق
لكم الولا مني لأن نداكم
من كلّ حادثة ٍ له في معتق
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> بطيفك يابدر والطارق
بطيفك يابدر والطارق
رقم القصيدة : 58441
-----------------------------------
بطيفك يابدر والطارق
ومسبل شعرك والغاسق
وقدك يا غصن واللحظ من
رشيق يميس ومن راشق
وطلق جبين قضى حسنه
ببين على سلوتي الطالق
أغث بأيادي الرضا مغرماً
دعاك وخذ بيد العاشق
فقد تعبت عينه في الهوي
بانسانها السابح الغارق
وعاقبها سيد ظالم
عليها بذنب الكرى الآبق
سكاب دموع جرت في مدا
بكاها فأعيت على الآحق
وسهر روى من بكاءي الذي
تدفق عن جعفر الصادق
وأمرد نشوان أما لقاه
لعمري فمعذرة الفاسق
منعم جسماً ولكنني
شقيت بمنظره الشقائق
وذي إمرة سار للقيل في
جناحي لوا قلبي الخافق
فكم مسلم خائف عند ما
رنا من ظبا لحظه المارق
وكم ذابل في العيون التي
سناها بسهدٍ لها ماحق
فيفتح للجفن من مطبق
ويعمل للقلب من طلبق
بخدٍّ وخال على تبره
يشح على قبلة ِ الوامق
فكم قلت بالتبر جد مرة
عليّ فقال ولا الدانق
وكم قلت ماالرفق قال الطلا(83/44)
وقسم ما أنت بالذائق
وربّ مدام تروق التي
شربت على حسنه الرائق
معتقة من ذوي الحجب في
يمين محجبة عاتق
و فاتكة كالمدام التي
تدير على لينها مادق
تنزه في الثغر مبني في
محل العذيب وفي بارق
زمان شباب مضيء مضى
بعيشٍ لنا فائزٍ فائق
و جاء مشيب على جانبي
عذاري وحاشاك كالباصق
فعيناي في الليل محلوقتان
وفي اليوم من مائها الدافق
و قلبي حرّانُ من لوعة ٍ
أتت من كئيب النوى الفارق
و من زمن بعد ذاك الزمان
عقوق كمثل اسمه عائق
محاذق في الضر لي أفرقت
خلاف القياس من الحاذق
و حملت في الأرض من خطبه
ذرا جبل في السما شاهق
لسنيَ بالفم كم قارعٍ
ولحمي بالهمّ كم عارق
و قلبي المعذب مع همه
لدى القلب في مخلبي باشق
لعل صديق صديق بمصر
يخفف بالشام عن عاتق
بخطوة ساع مثاب إلى
حمى الفضل والكرم السابق
فنشكو فعال الزمان الغلام
لسيده الفاتق الراتق
علي السيوف لشأو العلى
وحاتم في القوم من لاحق
مجيد العطا ومجيد السطا
بممتشق فيهما ماشق
له الله من راتق في الورى
أموراً كباراً ومن فاتق
و ميكال دهر جديد على
يديه تصب يد الرازق
من الغرب والشرق راجوه لا
يرّد حماه رجا الطارق
فيلقى الجويني في الوفد من
ندى عنده مالقى المالقي
على خلفاء كثير أبرّ
بسودده الراسخ السامق
فياعون المكتفي إذ بدت
علاه ويا خجل الواثق
فيا صائغ اللفظ صوغ الشنوف
زهت في حلا سوقه النافق
أغث مبعداً لاقياً للأسى
يلوذ باحسانك اللائق
صباح الطوى من دمشق التي
خدمت ومن حلب فالق
و في حلب راتبٍ قانع ٍ
ولكن نعته يدا ناعق
و عائلة أعولت كلما
أطلت على نفسي الزاهق
على أنني ولي الصبر قد
ألفت بهذا الشقا الراهق
فلو قيل فارق ولا تبتئس
أيست لقولهمُ فارق
و قد آن لي من يد العمر أن
أسير الى رحمة الخالق
و ما فتر هذا الهلال القديم
لخلق عليها سوى خافق
فداك محبّ عطفت الولا
على حبه عطفة َ الناسق
طفقت له مزوياً نبته
زماناً بطافحك الطافق
و أحييت منه ومن لفظه
لمن قد يرى رمق الرامق(83/45)
فكم من شهيد زكيٍّ على
جميل ثناه وكم سابق
و أنت الذي لم يزل بشره
لظامٍ وسارٍ سنا بارق
و انت الذي في السهى قدره
بعيّوق شاهده الناطق
لا بدعَ لفظكَ كم حاسدٍ
كليم حشاً دونه صاعق
تنزه في روضة المجتلى
على المرخ من همة اللاصق
فعيناه في المرخ حيث اجتلت
بديعاً وأحشاه في دابق
ملكت بحقل جلاد الجلال
وحيداً فمزقت في مازق
و أفردت نظماً سرياً فما
لبيتك في النظم من سارق
و أبعدت بالرغم والعجز عن
جنا دوحك الناضر الباسق
فيا طرسي الثم ثراه المري
ع ألفاً ويا مدحهُ عانق
و عش يا ربيب التقى والعلى
لدى أملٍ بالوفا صادق
و مبلغ علم باعجازه
رمى في حشا الندّ بالحارق
علومك يا دوح للمجتني
وذكرك يا روض للناشق
أرسل القصيدة إلى صديق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> قال العذول فزاد قلباً شيقا
قال العذول فزاد قلباً شيقا
رقم القصيدة : 58442
-----------------------------------
قال العذول فزاد قلباً شيقا
ما ضرّ يا مسحور دمعك لو رقى
هيهات مع نأي الأحبة والضنا
ترقى دموع العين أو تجدي الرقى
ما زاد طرفي في الدموع تبحراً
إلا وزادني العذول تملقا
أبكي الصبا بدموع عين كاد في
شكوى الجفا إنسانها أن ينطقا
آهاً لعهد صباً وعهد صبابة
شبّ ادكارهما فشيب مفرقا
يا من رمى هذا الرماد بمفرقي
ماذا رمى قلبي الشجيّ فأحرقا
و تفرقت جفناي عن دمع به
أشرت وعن ميسور نوم أملقا
إن يغن جفني البكاء فقد قلى
عدمُ الكرى فيها وأن يتفرقا
أفديك راشقة اللحاظ رشيقة
يا لحظها وقوامها ما أرشقا
عربية أروي لباسم ثغرها
نظماً لأكباد الحواسد مقلقا
تجفو ولو أني قبرت وسلمت
سلمتُ تسليم البشاشة أوزقا
و لربما عطفت وغصن قوامها
بالحلي أثمر والذوائب أورقا
و ضممتها في الحي أرشف ثغرها
ثم انتبهت فلا العذيب ولا النقا
طيفاً ألم وما يظن بشاعر
قاضي القضاة سميعه الا التقا
أما الزمان فقد كساه نضارة
قاضي القضاة ابن العلوم أبو البقا
قاضي القضاة تهنها علياء ما(83/46)
برحت ببيتكم الممدح أليقا
من ذا لذا ارثاً وملكاً عن رضاً
لكمُ به النعمى وللأعدا الشقا
و لنا بكم هذا الهناء المجتلى
ولكم بنا هذا الثناء المنتقى
لا تعدم المدح الحسان بهاءه
وثناه مملا مغرباً أو مشرقا
ذو السؤدد الموروث والكسب الذي
أثرى فنفق ما رجاه ونطقا
عرقت جباه السائدين حياله
وكذا يكون ابن السيادة معرقا
أبناء خزرجها وعيبة نصرها
هنئتمُ الشرف التقي ثمّ ارتقى
ان يشبه الاسلاف أخلاق لقد
رضع الرجا منها الغمام المغدقا
أكرم به متحلياً من مصره
حتى أقام لسعدها متدمشقا
يا وارث الانصار فضل سيادة
أخذت على عهد المعالي موثقا
يا من سجعت بمدحه اذ لم أزل
بنداه ثم ندى ذويه مطوّقا
عذراً على تأخير عبدٍ عنكمُ
أضحى بترسيم الهموم معوقا
عرف الزمان بأنني أشكو إلى
رحماك عدته فعاق عن اللقا
بأليمه يا سيدي وأليمه
لا أستطيع بشكوها أن أنطقا
ومع اهتمام الهم بي فاستجلها
عذراء قال ثناؤها ما أصدقا
جاءتك في شفق الحياء وانما
وجدتك في الحسنى أبرّ وأشفقا
يا من على جدواه أن يهمى الحيا
وعلى نبات مدائحي أن تعبقا
ان يغد مدحي عن ثناك مقصراً
فلقد يرى فوق النجوم محلقا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لرسوم الحمى عليه حقوق
لرسوم الحمى عليه حقوق
رقم القصيدة : 58443
-----------------------------------
لرسوم الحمى عليه حقوق
مدمعٌ فائضٌ وقلب خفوق
ذاك يغني مولاه ان يسفح الغي
ث وهذا ان تستهل البروق
أين عيشي والشمل فيه جميع
ومراحي وما استقل الفريق
يا ديار الشهباء أحمر دمعي
كلّ يوم الى هواك سبوق
كلما أسعر الغضا قلب صب
سال من جفنه عليك العقيق
إن داراً كمسجد بصفي الد
ين يقضي بأن دمعي خلوق
الأديب الذي به أدب الده
فما يشتكي لديه عقوق
و العريق الذي تسامت فروع
من علا بيته وساخت عروق
فاضل لقطنا له مفرق الحم
د وفي بحره الخضم غريق
ذو نظام له إذا قصر النا
س على هامة السهى تحليق
و معالٍ لو رامها نجم أفق
عاقه عن لحاقها العيوق(83/47)
و وداداً اذا جفا الصحب يدنو
وإذا كدّر الزمان يروق
و يرى لي حقاً عليه وهيها
ت له لا لحقيَ التحقيق
هو والله سابق لي براً
وثنآء وغيره المسبوق
قامت الناس في لقاه على سا
ق وقامت لحلية الشعر سوق
فأبوه عبد العزيز المرجى
وأخوه زهر الرياض الشقيق
و قصيد منه أتى ببديع
هو حرّ المقال وهو رقيق
و خليق بجده الحسن فاعجب
لجديدٍ يلقاك وهو خليق
حبس الغيّ عن وفاه يرعى
بثلاث كأنه مخنوق
كلّ بيت كأنه حان سكرٍ
حيث صفى سلافه الرّاووق
ثم نادوا إلى الصبوح فقامت
قينة في يمينها إبريق
أيّ نظم صافي الحديث اذا ما
عاقرته الألباب قيل عتيق
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> عللونا عند النوى بالعناق
عللونا عند النوى بالعناق
رقم القصيدة : 58444
-----------------------------------
عللونا عند النوى بالعناق
وامزجوا بالوداع كأس الفراق
وصلونا يوم الرحيل فلا نط
مع في أن نبقى ليوم التلاق
ما عليكم من احمرار دموع
تتحلوا بها مع الأطواق
سامح الله حسنكم يوم تأتو
ن وتلك الدماء في الأعناق
يا خليلين من جواي ودمعي
لا لقيتم من العنا ما ألاقي
كلما مرّ من قضية سهدٍ
أو جرى من بكى على الأحداق
ربّ ظبيٍ منكم أخضر العي
ش وأفنى موارد الآماق
منفذٌ في هواه حاصل دمعي
وله سالف يريد الباقي
تحت أصداغه عذارٌ خفيّ
فهو بين السطور كالإلحاق
كل يوم ينضو على عاشقيه
سيف لحظ يسوقهم للساق
ما ترى مقلتيه تشكو فتوراً
أتراها لكثرة العشاق
غنّني يا نديم باسم هواه
وثناء الوزير في الآفاق
يطرب الذكر عن مناقب يعقو
ب كمثل اللحون عن إسحاق
صاحب يصحب الثنا ويرقى
درجات العلآء باستحقاق
ان علت غاية وان جنّ دهر
فهو في الحالتين أحسن راقي
عشقت نفسه المعالي فجدّت
والمعالي قليلة العشاق
كل أفعاله مناسبة النف
لِ فعّوذ تجنيسها بالطباق
همة في سنائها جازت الشه
بَ وأمسى الهلال ذا أطواق
ووزير في مصر جاء مرجيّ
ه وغنى بمدحه في عراق(83/48)
ليس في عيب سوى أن نعما
هُ تحوز الأحرار باسترقاق
أطلقت كفه العطايا وقالت
فهي مشكورة على الاطلاق
وغدا بابه لمجتلب الحم
د اليه بمجمع الأسواق
ذو يراع جارٍ بفصل القضايا
واتصال العفاة بالأرزاق
كلما ماس في المهارق كالغص
ن رأيت الندى على الأوراق
يا وزيراً قد عامل الله في الخل
ق وما خاب طالب الخلاق
بك شدّت قريحتي بعد وهنٍ
وبنعمى يديك حلّ وثاقي
جودك المجتدى وامداحك الغ
رّ كنوزٌ تبقى على الانفاق
أرسل القصيدة إلى صديق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> رأى الغصن أعطاف الغزال المقرطق
رأى الغصن أعطاف الغزال المقرطق
رقم القصيدة : 58445
-----------------------------------
رأى الغصن أعطاف الغزال المقرطق
فقام مقام المجتدي المتملق
وجاوبه والدمع يخطي فما درى
الى البحر يمشي أم إلى البدر يرتقي
وما نافعي اطراف طرفي دونه
اذا كان طرف القلب ليس بمطرق
ليَ الله قلباً في اتباع صبابة
كعاذله من قال للفلك أرفق
يميل لعذال الصبابة والهوى
اذا شاء أن يلهو بلحية أحمق
ويصغى إلى الواشي وليس بقائل
ويقضي على علم بكلّ مخرّق
ويحثو تراب السبق في وجه عاشق
أراه غباري ثم قال له الحق
معنى بذي قدٍ ثنى الرمح تابعاً
لأدرب منه في الطعان وأحذق
معنى بظبي ينهب الناس لحظه
ويعزي إليهم كل سور وخندق
من الترك إلاّ أنه أسمر اللمى
لعوبُ بأطراف الكلام المشقق
بروحيَ من لم يلق مضناه عادل
بمثل خضوع في كلام منمق
مسدد نبل المقلتين كأنما
يخير أرواح الكماة وينتقي
يجفن رشاً ان تسمه السحر لم يحد
وإن تدعه حد الحسام فأخلق
أباد قلوب العاشقين فلم يدع
حبيباً لفاد أو رقيقاً لمعتق
وأغرق عذالي بدمعي ولم أرد
ولكنه من يرجم البحر يغرق
هوى كشأ الرأي الفلاني أنسباً
قنا ابن أبي الهيجاء في قلب فيلق
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أبكيك للحسنين الخلق والخُلق
أبكيك للحسنين الخلق والخُلق(83/49)
رقم القصيدة : 58446
-----------------------------------
أبكيك للحسنين الخلق والخُلق
كما بكى الروض صوب العارض الغدق
تبكيك رقة لفظي في مهارقها
يا غصن فاسمع بكاء الورق في الورق
وما أوفيك يا عبد الرحيم وإن
بكت لك العين بعد الماء بالعلق
ما زال مبيضّ دمعي داعياً لدمي
حتى بكيت ظلال الحسن بالشفق
وخددت فوق خدي للبكا طرق
حتى رويت حديث الحزن عن طرق
يا ساكن اللحد مسرور المقام به
أرقد هنيئاً فإني دائم الأرق
وإن تعرض لي في الليل طيف كرى
فلا تشقني وغيري سالياً فشق
صح الوداد لقلبي والأسى فلذا
أبكيك بالبحر لا أبكيك بالملق
بنيّ لولاك ما استعذبت ورد بكا
ولا أنست بتسهيد ولا أرق
ليصنع الدمع والتسهيد ما صنعا
فإن ذلك محمول على الحدق
بنيّ لا وجبينٍ تحت طرته
لم يخل حزنك لا صبحي ولا غسقي
يهيّج الليل ناراً فيك أنكرها
فإن صدقت فقلبي ليلة الصدق
ويجلب الصبح لي مما آساء به
بياض شعر فيا فرقي ويا فرَقي
بنيّ إن تسق كاسات الحمام فكم
مليك حسن كما شاء الزمان سقي
بنيّ ان الردى كأس على أممٍ
ما بين مصطبح منها ومغتبق
وللهلال على الأعمار قاطبة
فترٍ يحاول منها كل مختنق
والعمر ميدان سبق والحمام له
مدى وكل الورى جارٍ على طلق
مارد سيف الردى سيفُ ابن ذي يزن
ولا نجا تبع في الزعف والخلق
ولا أحتمي عنه ذو سنداد في شرف
ولا اختفت دونه الزباء في نفق
كم نائح كالصدى مثلي على ولدٍ
يقول واحرقي إن قلت واحرقي
ولا كمثلي في حزن فجعتُ به
لكن أعلق صبري فيه بالعلق
أدنيت للطرف قبراً أنت ساكنه
عسى أساعد في شجوي وفي قلقي
بالرغم ان بات يدر الأفق معتلياً
وبات بدريَ مدفوناً على الطرق
كأنني لم أغن الليل من طرب
ليل الحمى بات بدري فيك معتنقي
يا ترب كم من فتور قد نثرت بها
أعضاء حسن كمثل اللؤلؤ النسق
وكم تركت بها كفاً بلا عضد
وقد توسدها رأس بلا عنق
آهاً لها حسرات لو رميت بها
ثهلانَ خلّ حصاة القلب لم يطق
وأوجهاً كخلاص التبر قد جليت(83/50)
على الحمام عليها لؤلؤ العرق
كانت رياضاً لمستجلٍ فما تركت
منها الليالي سوى ذكر لمنتشق
بنيّ ليتك لم تعرف ولاءك في
حبي فرحت بدمعي شاكيَ الغرق
وليت نجمك لم يشرق على سحري
وليت برقك لم يومض على أفقي
ما كان أقصر أوقات بك استرقت
فليت عمريَ مقطوعٌ على السرق
ما كان أهداك في السن الصغير الى
فضل تجمع فيه كل مفترق
فإن يغب منك عن جفني عطارده
فقد رسيت بفكر فيه محترق
مضيت حيث بقايا العمر تضعف لي
واطول حزني مما قد مضى وبقي
لا أهملتك عيونُ السحب هاملة
ولا بعينيك ما يلقى الحشا ولقي
فما أظنك ترضى حالة نعمت
وأن قلبي بنيران الهموم شقي
قد أخلقت جسدي أيدي الأسى فمتى
للأرض ترمي بهذا الملبسِ الخلق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> تشبيب مدحك مطرب لكنه
تشبيب مدحك مطرب لكنه
رقم القصيدة : 58447
-----------------------------------
تشبيب مدحك مطرب لكنه
حق لإطراب المديح سباق
قاضي القضاة ويا أبا الحسن الذي
شرفت أصول علاه والأعراق
يا ابن الذين اذا تحدث مادحٌ
فاليهم ذاك الحديث يساق
يا خير من لولائنا وثنائنا
في بابه التقييد والإطلاق
أعداك والأنعام في حال سوا
حق لمثلهما دم مهراق
فانحرهما في يوم عيدك وابق ذا
مجدٍ تضيء بذكره الآفاق
لرقاب جزرك والعدى حد المدا
ورقابنا من جودك الأطواق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> ماذا من الشوق جناي والأرق
ماذا من الشوق جناي والأرق
رقم القصيدة : 58448
-----------------------------------
ماذا من الشوق جناي والأرق
برق على حمص كقلبٍ خفق
يا جاعلاً في حمص قلبي لقد
حمّصت مشتاقك حتى احترق
حتى اذا عاد إمام الهدى
تساعد السعد فرق الفرق
أعظم به تاجاً لعليائه
يعطف ردّ المدح عطف النسق
من نعم الوهاب سبحان من
جمّل من أخلاقه ما خلق
إذا كتبت السطر من مدحه
أضاء في الطرس ضياء الفلق
فلم يزد إلا بما زاد من
بياضه فوق بياض الورق(83/51)
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> جيوش حسنك ياذا الحسن متفقه
جيوش حسنك ياذا الحسن متفقه
رقم القصيدة : 58449
-----------------------------------
جيوش حسنك ياذا الحسن متفقه
لها من السقم عرضٌ والبكا نفقه
اذا رأواحلقات الصدغ دائرة ً
فكلهم جند أشجان من الحلقه
ألحاظك النبل في أهل الغرام كما
مالُ ابن يعقوب في أهل الرجا درقه
تردّ عن عرضه الأنقى فتبصرها
محمرة من دما التبر الذي هرقه
شيخ الشيوخ طريقاً أو مباحثة
وصاحب الستر من شغل ومن صدقه
مولايَ دعوة مطويّ على شجنٍ
لا يستكي لسوى إحسانكم حُرقه
لا تسألوا كيف حال منه ممحلة
ما حال فرع نبات يشتكي ورقه
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> ونظم يجاري الناظمين جواده
ونظم يجاري الناظمين جواده
رقم القصيدة : 58450
-----------------------------------
ونظم يجاري الناظمين جواده
إذا شاء أن يلهو بلحية أحمق
أتى من إمام منطقي فيه للثنا
وللحب ما لم يبق مني وما بقي
أبا الفتح لو فاتحت بحراً أو ابنه
لقام مقام المجتدي المتملق
ويامن له في العقل والنقل خاطر
لعادله من قال للفلك ارفق
لقد جدت حتى جدت في كل ناقلٍ
وحتى أتاك الحمد من كل منطق
وقلدتني شرف من النظم نعمة ً
أنرت بها ما بين غرب ومشرق
أقول لها إذ صحفت نعت حاسد
بعينيك ما يلقى الحسود ومالقي
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا تاركين للمحب أدمعاً
يا تاركين للمحب أدمعاً
رقم القصيدة : 58451
-----------------------------------
يا تاركين للمحب أدمعاً
قد وقع الحزن له إطلاقها
والذاريات من دموعي خلفة ً
ما نقضت أيدي النوى ميثاقها
لو حنت الورق حنيني نحوكم
لمزقت من أسفٍ أطواقها
ولو غدت تملي على الأغصان ما
في كبدي لأحرقت أوراقها
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> مولاي ما متعب يلوح على الس
مولاي ما متعب يلوح على الس
رقم القصيدة : 58452
-----------------------------------
مولاي ما متعب يلوح على الس(83/52)
مت والحيّ صنعة الفائق
كأنه عاشق تهيج له الاوت
ار شجواً وليس بالعاشق
لسانه صامت على أكثر الاوق
ات لكن قلبه ناطق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> حوى فلكي عند الوزير وطالما
حوى فلكي عند الوزير وطالما
رقم القصيدة : 58453
-----------------------------------
حوى فلكي عند الوزير وطالما
أزيحت بجدوى راحتيه عوائقي
وقد كان قدري عنده متدرجاً
وبيتي عميراً بالندى المتلاحق
فللدرج اللاتي حوت بتّ باكياً
وعائلتي تبكي لمنع الدقايق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> ياربّ ظبيٍ على ظبيٍ ظفرت به
ياربّ ظبيٍ على ظبيٍ ظفرت به
رقم القصيدة : 58454
-----------------------------------
ياربّ ظبيٍ على ظبيٍ ظفرت به
فقام إيري مقام الطاعن اللبق
وكاد يخترق الإثنين ذاك لذا
كالفعل ينصب مفعولين في نسق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> نأى بك الشام يا خلي فقلت عسى
نأى بك الشام يا خلي فقلت عسى
رقم القصيدة : 58455
-----------------------------------
نأى بك الشام يا خلي فقلت عسى
خلّ بمصر اذا بالموت قد طرقه
يا دهر أعدمتني خلين رمت فدا
صلاح صدق لآمالي وذا صدقه
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> غرس أياديك في هديته
غرس أياديك في هديته
رقم القصيدة : 58456
-----------------------------------
غرس أياديك في هديته
يطلب عذراً من جودك الغدق
إن لم يكن قد أتاك ذا ثمر
فإنه قد أتاك ذا ورق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يامن يطالع سقط الزند دونك من
يامن يطالع سقط الزند دونك من
رقم القصيدة : 58457
-----------------------------------
يامن يطالع سقط الزند دونك من
ألفاظه ما يباهي الزهر في الأفق
لا تحسب العقد في الأعناق يشبهه
فإنّ للزند حلياً ليس للعنق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> تقول بنيّ الجائعون أما ترى
تقول بنيّ الجائعون أما ترى
رقم القصيدة : 58458
-----------------------------------(83/53)
تقول بنيّ الجائعون أما ترى
من الجوع شكوانا لكل فريق
وقد كنت ذا نظمٍ وسعي ببرّنا
فلم جئت من هذا وذا بدقيق
عليك بأبواب الامام محمد
تجد فرجاً منها لكل مضيق
وما هي غل بيت مال لطالب
ونصرة آمال ونجح طريق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أتاركة بالحزن قلبي مقيدا
أتاركة بالحزن قلبي مقيدا
رقم القصيدة : 58459
-----------------------------------
أتاركة بالحزن قلبي مقيدا
ودمعي على الخدين وهو طليق
يقولون قد أخلقت جفنك بالبكا
نعم ان جفني بالبكا خليق
دعوا الدمع للجفن القريح مواخياً
فاني فقدت الخد وهو شقيق
وساحرة الالحاظ حتى رضا بها
رحيقٌ وفي قلب المحبّ حريق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> هددني بالدين في جلق
هددني بالدين في جلق
رقم القصيدة : 58460
-----------------------------------
هددني بالدين في جلق
مطالب يفضّ لي خلقا
قلت له قاضي قضاة الورى
لا زال يرعاني فما صدقا
وقال فكّر في حديث الوفا
وخلني من لفظك المنتقى
ويلك ان يفتح باب القضا
فقلت بل ويليَ أن يغلقا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> كذا أبداً يا آل أيوب ملككم
كذا أبداً يا آل أيوب ملككم
رقم القصيدة : 58461
-----------------------------------
كذا أبداً يا آل أيوب ملككم
له بالندى في الشرق والغرب اطلاق
اذا ما سقيتم بالعطايا نباتكم
توالت ثمار من نداه وأوراق
و إني وإن عيقت عن السعي حجتي
إلى وقفة في ذلك الباب مشتاق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> في دعة الله سر سعيداً
في دعة الله سر سعيداً
رقم القصيدة : 58462
-----------------------------------
في دعة الله سر سعيداً
ممدح الحلق والخلائق
مفارق الطرف فيك غيري
حيث سرت خيلك السوابق
من أعلم الطرف حين تسري
أنك تاج على المفارق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لا تعاتب من غير جرم ولا تج
لا تعاتب من غير جرم ولا تج
رقم القصيدة : 58463
-----------------------------------(83/54)
لا تعاتب من غير جرم ولا تج
عل عقاب الأنام في الأرزاق
و تعلم بأن حظك أوفى
في اتصال الارفاد والارفاق
لك منا صفو المحامد والأج
ر وأرزاقنا على الخلاق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> إني إذا آنست هماً طارقاً
إني إذا آنست هماً طارقاً
رقم القصيدة : 58464
-----------------------------------
إني إذا آنست هماً طارقاً
عاجلت باللذات قطع طريقه
و ذكرت ألفاظ الحبيب وكأسه
فنعمت بين حديثه وعتيقه
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> و صارم كعباب الموج ملتمع
و صارم كعباب الموج ملتمع
رقم القصيدة : 58465
-----------------------------------
و صارم كعباب الموج ملتمع
يكاد يغرق رائيه ويحترق
لما غدا جدولاً تسقى المنون به
أضحى يشف على حافاته العلق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> سيدي قد كلفتني زوجتي
سيدي قد كلفتني زوجتي
رقم القصيدة : 58466
-----------------------------------
سيدي قد كلفتني زوجتي
حلقاً فانظر الى حالي الأشق
كنت في الشعر أكدّي برهة
وأنا اليوم أكدّي في الحلق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> هنئتها خلعاً تذكر من رأى
هنئتها خلعاً تذكر من رأى
رقم القصيدة : 58467
-----------------------------------
هنئتها خلعاً تذكر من رأى
نعماك للخضراء والعرض النقي
كنت الأحق بأن تهنى لبسها
فملابس التقوى أحق بها التقي
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أهدي لبابك أوراقاً ملفقة ً
أهدي لبابك أوراقاً ملفقة ً
رقم القصيدة : 58468
-----------------------------------
أهدي لبابك أوراقاً ملفقة ً
من حظه منك إرفادٌ وإرفاق
غرس لبابك سامح جهد قدرته
إن لم يكن ثمر منه فأوراق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> كانت لنظمي رقة ٌ
كانت لنظمي رقة ٌ
رقم القصيدة : 58469
-----------------------------------
كانت لنظمي رقة ٌ
ضنَّ الزمان بما استحقت
فصرفتها عن فكرتي
وقطعتها من حيث رقت(83/55)
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> وكنت أظن العشق يترك مهجتي
وكنت أظن العشق يترك مهجتي
رقم القصيدة : 58470
-----------------------------------
وكنت أظن العشق يترك مهجتي
إذا زحم الشيب الشباب بمفرقي
فلما بدا مع أسود الشعر أبيضٌ
أتى العشق يغزوني على ألف أبلق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أقبلت يا ملك الشجاعة والندى
أقبلت يا ملك الشجاعة والندى
رقم القصيدة : 58471
-----------------------------------
أقبلت يا ملك الشجاعة والندى
والجيش محمر الأهاب شريق
فكأنما الدنيا بجودك روضة
وكأن جيشك للشقيق شقيق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> فديت من الأتراك سرب جآذرٍ
فديت من الأتراك سرب جآذرٍ
رقم القصيدة : 58472
-----------------------------------
فديت من الأتراك سرب جآذرٍ
تعلم زهاد الورى كيف تعشق
لهم منظرٌ في الحسن يفتح خاطراً
ولكن سهم اللحظ في القلب يغلق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> بروحيَ من أهوى العذيب لريقه
بروحيَ من أهوى العذيب لريقه
رقم القصيدة : 58473
-----------------------------------
بروحيَ من أهوى العذيب لريقه
وأعشق من أعطافه البانَ والنقا
رمى لحظه قلبي وماس قوامه
فلم أر من هذا ولا ذاك أوثقا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> مليك التقى هنئت بالجامع الذي
مليك التقى هنئت بالجامع الذي
رقم القصيدة : 58474
-----------------------------------
مليك التقى هنئت بالجامع الذي
وجدت الى مبناه سعداً موافقا
دعا حسنه أهل الصلاة لقصده
فلا غرو إن جاء المصليَ سابقا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لنا من وزير الشام برّ يحثه
لنا من وزير الشام برّ يحثه
رقم القصيدة : 58475
-----------------------------------
لنا من وزير الشام برّ يحثه
مكارم شمس الدين حيث تليق
وأقسم لا نشكو عدوّ زماننا
وذا صاحبٌ يدعى وذاك صديق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا ويح من أصبح محت(83/56)
يا ويح من أصبح محت
رقم القصيدة : 58476
-----------------------------------
يا ويح من أصبح محت
اجاً لنوع الصدقه
يثقل منه عند من
يرجوه حتى الورقه
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> إن دام حالي واسهالي استحلت خراً
إن دام حالي واسهالي استحلت خراً
رقم القصيدة : 58477
-----------------------------------
إن دام حالي واسهالي استحلت خراً
ما بين مندفعِ يجري ومندفق
وما عجيب لشخص ذاب أكثره
وإنما عجبي للبعض كيف بقي
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا قارعاً بابَ هجراني ولا سببٌ
يا قارعاً بابَ هجراني ولا سببٌ
رقم القصيدة : 58478
-----------------------------------
يا قارعاً بابَ هجراني ولا سببٌ
يحلّ من جهتي أسباب ميثاقي
لتقرعنّ عليَّ السن من ندمٍ
اذا تذكرت يوماً بعض أخلاقي
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> كفاني المؤيد عتب الزمان
كفاني المؤيد عتب الزمان
رقم القصيدة : 58479
-----------------------------------
كفاني المؤيد عتب الزمان
وأنقذني من إسار الشقا
فكانَ ولائي له مخلصاً
لأنَ الولاء لمن أعتقا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لا تسل عن حديث دمعي لمّا
لا تسل عن حديث دمعي لمّا
رقم القصيدة : 58480
-----------------------------------
لا تسل عن حديث دمعي لمّا
ظعنَ الركب واستقل الفريق
لونته وأمطرته جفونٌ
جر منها الوادي وسال العقيق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> إذا كان أوفى سادتي وأبرهم
إذا كان أوفى سادتي وأبرهم
رقم القصيدة : 58481
-----------------------------------
إذا كان أوفى سادتي وأبرهم
ملاذي فلا زال الزمان موافقي
ولا حال يوم الشعر عني هوى ً له
ولا قطعت يوم الشعير علائقي
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أفدي الذي أرسل نحوي طبقاً
أفدي الذي أرسل نحوي طبقاً
رقم القصيدة : 58482
-----------------------------------
أفدي الذي أرسل نحوي طبقاً(83/57)
مع البدور حسنه في نسق
يا طرق الشكر عليه قسماً
لتركبن طبقاً عن طبق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> خلني بالطلا أمدّ حياتي
خلني بالطلا أمدّ حياتي
رقم القصيدة : 58483
-----------------------------------
خلني بالطلا أمدّ حياتي
يا عذولي وكن عليها صديق
انما ماؤها هو الدم في العنقو
د يجري من عرقه وعروقي
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> ربّ بكرٍ في طريق جليت
ربّ بكرٍ في طريق جليت
رقم القصيدة : 58484
-----------------------------------
ربّ بكرٍ في طريق جليت
ليَ بالشام أموراً لم ترق
هكذا كلّ جموحٍ سائرٍ
لم يدع عنه بنيات الطرق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا حبذا خدّ الحبيب
يا حبذا خدّ الحبيب
رقم القصيدة : 58485
-----------------------------------
يا حبذا خدّ الحبيب
فقد أضاء شريقه
إن لم يكن في الحسن نف
س الروض فهو شقيقه
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أمستنقذي باللطف من قبضة الردى
أمستنقذي باللطف من قبضة الردى
رقم القصيدة : 58486
-----------------------------------
أمستنقذي باللطف من قبضة الردى
لئن حثني فيك الرجا فليَ الحق
على يد مولانا نشا العمر ثانياً
فلا غروَ أن ينشا على يده الرزق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا ربّ أمرد قد سبرت غويره
يا ربّ أمرد قد سبرت غويره
رقم القصيدة : 58487
-----------------------------------
يا ربّ أمرد قد سبرت غويره
حتى أزال الشعر ذاك الرونقا
وتنكرت صفة الغوير فلم يكن
ذاك الغوير ولا النقا ذاك النقا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا سيدي يا جمال الدين قد عرضت
يا سيدي يا جمال الدين قد عرضت
رقم القصيدة : 58488
-----------------------------------
يا سيدي يا جمال الدين قد عرضت
ضرورة ولك الموزون والصدقة
إن أحوج الفقر حالي أن يحار به
فالعرض مني ومن احسانك النفقه(83/58)
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> شكراً لها كنافة من بعدها
شكراً لها كنافة من بعدها
رقم القصيدة : 58489
-----------------------------------
شكراً لها كنافة من بعدها
قطائفٌ جاء بقطرٍ مغدق
يا جود مهديها اذا قلنا انتهى
ركبت فيها طبقاً عن طبق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يفديك عبدٌ كم دعاك مسطراً
يفديك عبدٌ كم دعاك مسطراً
رقم القصيدة : 58490
-----------------------------------
يفديك عبدٌ كم دعاك مسطراً
رق المديح فحاز أوفر حقّه
ووعدته وعداً ستملكه به
وتكون في الحالين مالك رقه
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> الى حلبٍ رمت السرى بعد بعدكم
الى حلبٍ رمت السرى بعد بعدكم
رقم القصيدة : 58491
-----------------------------------
الى حلبٍ رمت السرى بعد بعدكم
فعارضني أيضاً زمان بعائق
فياليتني للمرج دبقاً لزمتكم
وإن حلبٌ فاتت فقل مرج دابق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا شيخ أهل العلم والزهد في
يا شيخ أهل العلم والزهد في
رقم القصيدة : 58492
-----------------------------------
يا شيخ أهل العلم والزهد في
سادات أهل الرفق والرفقه
لي خرقة ضاعت وأنت الذي
نلبس من عرفانه الخرقه
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> سيدي إن يعق حجاب لقانا
سيدي إن يعق حجاب لقانا
رقم القصيدة : 58493
-----------------------------------
سيدي إن يعق حجاب لقانا
ما لطيقاننا القريبة عاقه
عجباً للصدود منك ومني
ولكلٍ منا على الوصل طاقه
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يامن أعاد وداد وا
يامن أعاد وداد وا
رقم القصيدة : 58494
-----------------------------------
يامن أعاد وداد وا
لده فجاء على وفاقي
حاشاك تبطي يا جواد
وأنت أسرع من براق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لك يا مليحة مقلة ٌ مع حاجبٍ
لك يا مليحة مقلة ٌ مع حاجبٍ
رقم القصيدة : 58495
-----------------------------------(83/59)
لك يا مليحة مقلة ٌ مع حاجبٍ
للسهم عن قوس لقلبي يرشق
و حبال شعرٍ قد شقيت بحبها
إنّ الشقيّ بكلّ حبلٍ يخنق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا ماجداً لا يزال من كرمٍ
يا ماجداً لا يزال من كرمٍ
رقم القصيدة : 58496
-----------------------------------
يا ماجداً لا يزال من كرمٍ
في بابه القاصدون تستبق
هل لك في منة ٍ تغيث على
جور عزيزٍ قلبه حمق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> قف بباب العلا وقل يا كتابي
قف بباب العلا وقل يا كتابي
رقم القصيدة : 58497
-----------------------------------
قف بباب العلا وقل يا كتابي
عن لساني قول الخويدم حقا
أنا عبدٌ مكاتبٌ غير أني
لست أخشى من مالك الرق عتقا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> غار أخوك الغيث يا سيدي
غار أخوك الغيث يا سيدي
رقم القصيدة : 58498
-----------------------------------
غار أخوك الغيث يا سيدي
فصدّ عن رؤياك طرفا شقيق
فها أنا اليوم لفرط الأسى
والوحل لاأعرف أين الطريق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> تقول ليَ الغيداء تحتاج رافقاً
تقول ليَ الغيداء تحتاج رافقاً
رقم القصيدة : 58499
-----------------------------------
تقول ليَ الغيداء تحتاج رافقاً
من الدمع والتبريح قلت لها رفقا
شجونيَ لا ترقى كملسوع خاطيءٍ
ودمعي كحظي ساقط وهو لا يرقا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> ألا قل لقاضي قضاة الانام
ألا قل لقاضي قضاة الانام
رقم القصيدة : 58500
-----------------------------------
ألا قل لقاضي قضاة الانام
أمام التقى ذي الفخار العربق
لقد حار عبدك يا سيدي
وحق الجليل بحق الدقيق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لزهر الشقائق والبدر من
لزهر الشقائق والبدر من
رقم القصيدة : 58501
-----------------------------------
لزهر الشقائق والبدر من
جلا وجنتيك انتساب عريق
فهذا أخوها بمعنى الشبيه
وفي اللون هذا أخوها الشقيق(83/60)
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> بأبي نقيّ الردف يصعب تارة
بأبي نقيّ الردف يصعب تارة
رقم القصيدة : 58502
-----------------------------------
بأبي نقيّ الردف يصعب تارة
ويعيده سعد يهون الملتقى
ويحثني داعي الهوى فبحقه
يا سعد عرّج بي على وادي النقا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أفدي خليلا ما كان يجمع لي
أفدي خليلا ما كان يجمع لي
رقم القصيدة : 58503
-----------------------------------
أفدي خليلا ما كان يجمع لي
بين الثمينين من خلائقه
ان ضنَّ بالوصل من لقاه فما
يضنّ بالوصل من مهارته
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> كذا أبداً يا أجل الورى
كذا أبداً يا أجل الورى
رقم القصيدة : 58504
-----------------------------------
كذا أبداً يا أجل الورى
نوالك بين الورى يرتزق
تقدّم طرساً وتسدي ندى ً
فمنك الثمار ومنا الورق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أعتقت رقي من الخطوب فما
أعتقت رقي من الخطوب فما
رقم القصيدة : 58505
-----------------------------------
أعتقت رقي من الخطوب فما
أطيب فيك الثنا وما أعبق
لك الولاء الجميل اخلصته
يا معتقي والولاء لمن اعتق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> طوقّ جود الوزير جيدي
طوقّ جود الوزير جيدي
رقم القصيدة : 58506
-----------------------------------
طوقّ جود الوزير جيدي
فلست عن مدحه أعوّق
أسجع بالمدح في علاه
لا غروَ أن يسجع المطوق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> بدا وفي خاله توارٍ
بدا وفي خاله توارٍ
رقم القصيدة : 58507
-----------------------------------
بدا وفي خاله توارٍ
فيا لها طلعة شريقه
جوهرة ما علمت الا
دموع عيني لها عقيقه
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لك الله قد خففت عني مؤونتي
لك الله قد خففت عني مؤونتي
رقم القصيدة : 58508
-----------------------------------
لك الله قد خففت عني مؤونتي
فما لي اذاً عن راحة السر عائق(83/61)
وعمرت بيتي بالدقيق فلم أسل
وكم لك في فعل الجميل دقائق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا من للحيته دجى ً
يا من للحيته دجى ً
رقم القصيدة : 58509
-----------------------------------
يا من للحيته دجى ً
قد رد نوم العاشق
عجل بموسى قاطعٍ
واقذف بها من حالق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لا آخذ الله غزال النقا
لا آخذ الله غزال النقا
رقم القصيدة : 58510
-----------------------------------
لا آخذ الله غزال النقا
أي عناً أبقى على العاشق
ما بين حجلٍ أو وشاحٍ بدا
وراح بالصامت والناطق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لا تنس يا مولايَ قمحية
لا تنس يا مولايَ قمحية
رقم القصيدة : 58511
-----------------------------------
لا تنس يا مولايَ قمحية
لمعشر حاموا على أفقها
كيلانِ لا يقنع من جودكم
لو أنها كيلان في شرقها
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> شربت مدامة الندمان يوماً
شربت مدامة الندمان يوماً
رقم القصيدة : 58512
-----------------------------------
شربت مدامة الندمان يوماً
فلاموني على ترك الطريق
ثكلتهمُ أما علموا بأني
خليعٌ أشتهي شرب العتيق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> آه كم قد شقيت من جَرَبِ الجس
آه كم قد شقيت من جَرَبِ الجس
رقم القصيدة : 58513
-----------------------------------
آه كم قد شقيت من جَرَبِ الجس
م وكم ذا حالي به مفروق
خلق الناس كلهم من ترابٍ
وكأني من الحصى مخلوق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> أجيراننا حيي دياركم الحيا
أجيراننا حيي دياركم الحيا
رقم القصيدة : 58514
-----------------------------------
أجيراننا حيي دياركم الحيا
وطاف عليها للغمائم ساقي
فقد أنفذ التوديع حاصل أدمعي
ولم يبقَ منه للمنازل باقي
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> على أنكم آنستموني بذكركم
على أنكم آنستموني بذكركم
رقم القصيدة : 58515(83/62)
-----------------------------------
على أنكم آنستموني بذكركم
فقد كدت لا أشكو زمان فراق
وإني لمجنون الفؤاد بحبكم
فهلاّ ولو في الحين دمعي راقي
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> ربّ ليل ترى المجرة فيه
ربّ ليل ترى المجرة فيه
رقم القصيدة : 58516
-----------------------------------
ربّ ليل ترى المجرة فيه
ذات خطٍ ينضي العيون دقيق
حسبته الجوزا طريقاً إلى الص
بح فباتت وعينها للطريق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> حدثتني يوم اللقا فتصا
حدثتني يوم اللقا فتصا
رقم القصيدة : 58517
-----------------------------------
حدثتني يوم اللقا فتصا
ممت ازدياداً من لفظها المعشوق
أدفع الهمً بالحديث إذا عا
د كما يدفع الورى بالعتيق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> استنشدوني لطيف شعري
استنشدوني لطيف شعري
رقم القصيدة : 58518
-----------------------------------
استنشدوني لطيف شعري
و القلب بالجوع في حريق
و قيل هل من دقيق معنى
فقال لهفي على الدقيق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> طوقت جيدي بالعطاء ومدحتي
طوقت جيدي بالعطاء ومدحتي
رقم القصيدة : 58519
-----------------------------------
طوقت جيدي بالعطاء ومدحتي
فأنا المطوق ساجع لك في الورق
من فعلك اشتق المقال فمن يقل
هذا تصدق قيل إذ هذا صدق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يئست من الصداقة منك لما
يئست من الصداقة منك لما
رقم القصيدة : 58520
-----------------------------------
يئست من الصداقة منك لما
تمادى منك إعراضٌ وثيق
و من عجب الزمان إذا اعتبرنا
خليل ما يجي منه صديق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> كيف الهناء بعيد النحر عندكم
كيف الهناء بعيد النحر عندكم
رقم القصيدة : 58521
-----------------------------------
كيف الهناء بعيد النحر عندكم
يا سادة ملكوا الدنيا بتحقيق
و كل أيامكم مما تريق دماً
في البأس أو في الندى أيام تشريق(83/63)
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا رب كلب في راحتي حجر
يا رب كلب في راحتي حجر
رقم القصيدة : 58522
-----------------------------------
يا رب كلب في راحتي حجر
يذوده والحمام ينطلق
أمسكت عن رميه وأعجبني
تعذيبه بالنباح والقلق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> تسلى فؤادي بعد الهوى
تسلى فؤادي بعد الهوى
رقم القصيدة : 58523
-----------------------------------
تسلى فؤادي بعد الهوى
و نامت جفوني بعد الأرق
وردتم شجوني إلى أن عفت
كما أنضج الشيء حتى احترق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> يا أرزق العين والتعدي
يا أرزق العين والتعدي
رقم القصيدة : 58524
-----------------------------------
يا أرزق العين والتعدي
أجرمت في العاشقين حقا
طليبك الله يوم يدعو
و تحشر المجرمين زرقا
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لك مقلة ٌ إنسانها
لك مقلة ٌ إنسانها
رقم القصيدة : 58525
-----------------------------------
لك مقلة ٌ إنسانها
يجني علي وأعشق
فاعجب لمن أحببته
و هو العدو الأزرق
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> تصرمت الأيام دون وصالك
تصرمت الأيام دون وصالك
رقم القصيدة : 58526
-----------------------------------
تصرمت الأيام دون وصالك
فمن شافعي في الحب يا ابنة مالك
فكان الكرى يدني خيالك وانقضى
فلا منك تنويلٌ ولا من خيالك
رويدك قد أوثقت بالهم مهجتي
عليك فماذا يبتغى بملالك
أفي كل يوم لي اليك مطالبٌ
عليك ولكنها محفوفة ٌ بمهالك
وغيران قد مدّ الحجاب من الظبا
وقد كان يكفيه حجابُ دلالك
فتنت بخالٍ فوق خدك صانه
أبوك فويلي من أبيك وخالك
وعاينت منك الشمس بعداً وبهجة ً
فيا عجباً من واثقٍ بحبالك
هجرتِ وما فاز المحبّ بزورة ٍ
فديتك زوري واهجري بعد ذلك
لك الله قلباً كلما جرّ طرفه
إلى الحسن القى عروة المتماسك
تأبط شراً من أذى الوجد وانثنى
كثير الهوى شتى النوى والمسالك
قفي تنظريه في لظى البيد تابعاً(83/64)
سرام وإلا في رماد ديارك
سقى الله أكناف الديار هوامعاً
تبيت بها الأزهار غرّ المضاحك
كأنَّ ندى الملك المؤيد جادها
فاسفر نوّار الربى عن سبائك
مليكٌ الى مغناه تستبق المنى
مسابقة الحجاج نحو المناسك
له شيمٌ تحصي المدائح وصفها
إذا أحصيت زهر النجوم الشوابك
وفي الأرض أخبار له ومآثرٌ
تسير سرى الأسماء بين الملائك
حمى الأرض من آرائه وسيوفه
بكل مضيءٍ في دجى الخطب فاتك
وسكنها حتى لو اختار لم تمس
غصون النقا تحت الرياح السواهك
ولما جلا الملك المؤيد رأيه
جلا ظله الممدود وهج الممالك
مهيب السطا هامي العطا سابق العلى
جليّ الحلا كشاف ليل المعارك
تولى فيا عجز الاكاسرة الأولى
وجاد فقلنا يا حياء البرامك
وشاركه العافون في ذات ماله
وليس له في مجده من مشارك
كريم يجيل الرأي فعلاً ومنطقاً
فلا يرتضي غير الدراري السوامك
كعوب القنا عجباً براحته التي
يرويّ نداها مشرعات طوالك
اذا هزّ منها الملك كعباً مثقفاً
فيا لك من كعب عليه مبارك
وان جرّ في صوب الثغور رؤسها
جلت قلح الأعداء اجلاء المساوك
ولله من أقلام علم بكفه
سوالب ألباب الرجال سوالك
كأنّ معانيها كواعب تنجلي
على حبك الإدراج فوق آرائك
كأنّ بياض الطرس بين سطورها
أياديه في طيّ السنين الحوالك
أمسدي الأيادي البيض دعوة ظافرٍ
لديك على رغم الزمان المماحك
عطفت على حالي بنظرة سائر
وقد مدّ فيها الدهر راحة هاتك
فدونك من مدحي اجتهاد مقصر
تداركت من أحواله شلوَها لك
تملكه الهم المبرح برهة ً
الى أن محى رضوان صولة مالك
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> لثمت ثغر عذولي حين سماك
لثمت ثغر عذولي حين سماك
رقم القصيدة : 58527
-----------------------------------
لثمت ثغر عذولي حين سماك
فلذّ حتى كأني لاثم فاك
حباً لذكراك في سمعي وفي خلدي
هذا وان جرحت في القلب ذكراك
تيهي وصدي اذا ماشئت واحتكي
على النفوس فإن الحسن ولاك
وطولي من عذابي في هواك عسى
يطول في الحشر ايقافي وإياك(83/65)
في فيك خمر وفي عطف الصبا ميد
فما تثنيك إلاّ من ثناياك
وما بكيت لكوني فيك ذا تلفٍ
إلا لكون سعير القلب مأواك
بالرغم ان لم أقل يا أصل حرقته
ليهنك اليوم إنّ القلب مرعاك
يا أدمعاً ليَ قد أنفقتها سرفاً
ما كان عن ذا الوفا والبرّ أغناك
ويا مديرة صدغيها لقبلتها
لقد غدت أوجه العشاق ترضاك
مهما سلونا فلا نسلو ليالينا
وما نسينا فلا والله ننساك
نكاد نلقتاك بالذكرى إذا خطرت
كأنما اسمك يا سعدي مسماك
وتشتكي الطير نعّاباً بفرقتنا
وما طيور النوى إلاّ مطاياك
لقد عرفناك أياماً وداومنا
شجو فيا ليت أنَّا ما عرفناك
نرعى عهودك في حلّ ومرتحلٍ
رعيَ ابن أيوب حال اللائد الشاكي
العالم الملك السيار سؤدده
في الأرض سير الدراري بين أفلاك
ذاك الذي قالت العليا لأنعمه
لا أصغر الله في الأحوال ممساك
له أحاديث تغني كلّ مجدية ٍ
عن الحياء وتجلي كلّ أحلاك
ما بين خيط الدجى والفجر واضحة ً
كأنها دررٌ من بين أسلاك
كافاك يا دولة الملك المؤيد عن
برّ البرية من للفضل أعطاك
لك الفتوة والفتوى محررة
لله ماذا على الحالين أفتاك
أحييت مامات من علمٍ ومن كرمٍ
فزادك الله من فضل وحيّاك
من ذا يجمع ما جمعت من شرفٍ
في الخافقين ومن يسعى كمسعاك
أنسى المؤيد أخبار الأولى سلفوا
في الملك ما بين وهابٍ وفتاك
ذي الرأي يشكي السلاح الجمّ حدته
لذاك يسمى السلاح الجمّ بالشاكي
والمكرمات التي افترت مباسمها
والغيث بالرعد يبدي شهقة َ الباكي
قل للبدور استجني في الغمام فقد
محا سنا ابن عليّ حسنَ مرآك
إن ادعيت من البشر المصيف به
غيظاً فقد ثبتت في الوجه دعواك
يا أيها الملك المدلول قاصده
وضده نحو ستار وهتّاك
لو أدركتك بنوا العباس لانتصرت
بمقدم في ظلامك الخطب ضحاك
مظفر الجدّ من حظٍ ومن نسبٍ
مبصر بخفيّ الرشد مدراك
وحَّدته في الورى بالقصد وارتفعت
وسائلي فيه عن زيغ وإشراك
ما عارضت يدُ امداحي مواهبه
إلا رجعت بصفو المغنم الزاكي
إنّ الكرام اذا حاولت صيدهمُ(83/66)
كانت بيوت المعالي مثل إشراك
سقياً لدنياك لا كفّ بخائبة ٍ
فيها لديك ولا وصفٌ بأفاك
من كان في خيفة الانفاق يمسكها
فانت تنفقها من خوف إمساك
العصر الأندلسي >> ابن نباتة المصري >> طيف تصيدته والليل محتبك
طيف تصيدته والليل محتبك
رقم القصيدة : 58528
-----------------------------------
طيف تصيدته والليل محتبك
من حلية الشهب أو من شعره الحبك
بين الذوائب تمشي في حبائلها
يا حبذا الظبي أو يا حبذا الشرك
عجبت من لائمٍ هنكي على قمرٍ
الشمس منه على الحيطان تنهتك
محجب لا يراه العاذلون ولا
أصغى اليهم وإن برّوا وإن أفكوا
فليتهم نظروه واستمعت لهم
وخلصوني من جفنيه واشتبكوا
أبكي وعاذلي التعبان يطلبني
أسلو فيأخذني من عقله الضحك
و كيف أسلو هوى بدر رضيت بأن
أشقى به وهو في اللذات منهمك
لو يعلم الترك أهلوه بأني قد
شبهته البدر ما أبقوا ولا تركوا
أمير حسن كما قلنا أمير تقى
في الشام وهو على شهيائه ملك
سيف الملوك وكافيهم اذا منحوا
يوم العطاء ويوم البؤس إن فتكوا
نحيي بلقياه أن نفني بفرقته
كأنما نحن يا بحر الندى سمك
قالوا امتدحه فقلت العي معذرة
قالوا فخذ من حلاه الدرّ ينسلك
أمداحه من عطاه أو فضائله
كأن أمداحه من تبره سبكوا
ذو الجود والبأس كم يحيى ببينة ٍ
من حيّ أو يهلك الأعدا بما هلكوا
يظن من طار خوفاً من مهابته
أنّ النجوم عليه في الدجى شبك
و في النهار يري خيلاً يضاعفها
كأنّ ظلّ المذاكي خلفها رمك
فالشام كالحرم المأمون طائره
فيه الأماني وفيه البرّ والنسك
نعم وفي حلب فاضت مراضعها
جدوى خوارزم كالأنواء تعترك
و الغيث يهمل لامحلٌ ولا سغبٌ
والأمن يشمل لا خوفٌ ولا درك
إن جاد فالمزن في العافين منسفحٌ
أو جال فالدمُ في العادين منسفك
و دولة الناصر السلطان زاهرة ٌ
وللسعود على أمصارها برك
كانت عدى الملك كالثعبان فاصطلحوا
وبعضهم كان كالبرغوث فانفركوا
إذا تفرزن في الطاغين بندقهم
فرأسه بتراب الحتف ينمعك(83/67)