أطفالُ زَنْجٍ للرَّضاعِ نَوادِبُ
فانظُرْ إليه كأنهو كأنما
كِيزانُهُوالماءُ منها ساكبُ
فَلَكٌ يدورُ بأنجمٍ جُعِلَت له
كالعِقدِ فهي شَوارِقٌ وغَواربُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> جاءَتْ هديَّتُكَ التي
جاءَتْ هديَّتُكَ التي
رقم القصيدة : 59512
-----------------------------------
جاءَتْ هديَّتُكَ التي
هي شمسُنا بعدَ الغياب
حلَّيْتَ أفْقَ مَحلِّنا
منها بنَجْمٍ أو شِهاب
بسَليلَة ِ النَّحلِ الكَري
مِشقيقة ِ النُّطَفِ العِذاب
صُفرِ الجُسومِكأنما
صِيغَتْ من الذَّهَبِ المُذاب
فكأنَّ ماءَ الحُسنِإذ
شَرَقَتْ بهماءُ الشَّباب
فإذا ذَكَتْ نيرانُها
ليلاًو جَدَّت في التهاب
أنساكَ طِيبُ دُخانِها
طِيبَ العبيرِ أو المَلاب
و إذا عرَتْها مَرْضة ٌ
فَشِفَاؤُها ضَربُ الرِّقاب
تَثني الدُّجى عن لونِه
فيعودُ مُبْيَضَّ الحِجابِ
لولا غرائبُ فِعلِها
لارْتَدَّ في لونِ الغُراب
العصر العباسي >> السري الرفاء >> بكَرَت عليك مُغيرة ُ الأَعرابِ
بكَرَت عليك مُغيرة ُ الأَعرابِ
رقم القصيدة : 59513
-----------------------------------
بكَرَت عليك مُغيرة ُ الأَعرابِ
فاحفَظْ ثيابَك يا أبا الخطَّابِ
وَرَدَ العراقَ رَبيَعَة ُ بنُ مُكَدَّمٍ
و عُتيبَة ُ بنُ الحارثِ بنِ شِهابِ
أَفَعِنْدَنَا شَكٌّ بأنهما هما
في الفَتْكِ لا في صِحَّة ِ الأنسابِ
جلَبا إليكَ الشِّعْرَ من أوطانِه
جَلْبَ التِّجارِ طرائفَ الأجلابِ
فبدائعُ الشُّعراءِ فيما جَهَّزوا
مقرونة ٌ بِغَرائبِ الكُتَّابِ
تبّاً لقومٍ لا تَزَالُ حُلومُهم
و عقولُهم في ضِلَّة ٍ وتَبابِ
لهما من الحَظِّ الصَّوارمُ والقَنا ؛
و من الطُّروسِ نفيسة ُ الأسلابِ
شَنَّا على الآدابِ أقبحَ غارة ٍ
جَرحَتْ قلوبَ محاسنِ الآدابِ
فحَذارِ من حركاتِ صِلَّي قَفرة ٍ
و حَذارِ من حَركاتِ لَيْثَيْ غابِ
لا يسلُبانِ أخا الثَّراءِو إنما
يتَناهبانِ نتائجَ الألبابِ
إنْ عَزَّ موجودُ الكلامِ عليهما(79/95)
فأنا الذي وقفَ الكلامُ ببابي
أو يَهبُطا من ذَلَّة ٍفأنا الذي
ضرُبَتْ على الشَّرَفِ المُطِلِّ قبابي
كم حاولا أَمَدِي فطالَ عليهما
أن يُدرِكا إلاّ مثارَ تُرابي
عَجْزاً ولم تقِفِ العبيدُإذا جرَتْ
يومَ الرِّهانِمواقفَ الأربابِ
و لقد حَمَيْتُ الشِّعْرَو هو لمَعشَرٍ
رِمَمٍسوى الأسماءِ والألقابِ
و ضربْتُ عنه المُدَّعينَو إنما
عن صُورَة ِ الآدابِ كان ضِرابي
فغدَت نَبيطُ الخالدية ِ تَدَّعي
شِعري وتَرفُلُ في حَبيرِ ثيابي
أشياخُ عُمْرِ الزَّعفرانِ تراهُمُ
حولَ الصليبِ حَوانيَ الأَصلابِ
نَزَلُوا ذَرَمَّة َ بين غَضِّ نواظرٍ
لم تَسْمُ مُذْ خُلِقَتْ وذُلِّ رِقابِ
وَطَنَ المُحرَّمَة ِ الجسومِ نجاسة ً
في خيرِ صُحفٍ نُزِّلَتْ وكِتابِ
من كلِّ أشقرَ باحثٍ خُرطُومُه
عن رِزقِهفتراه في إكْتابِ
خُزرِ العُيونِ خَفِيَّة ٍ أصواتُها
تُكْسي الرؤوسَ شوائلَ الأذنابِ
يحمي جَوانبَ سَرْحِها إيرادُها
فيبيتُ عنها مُشْرَعَ الأنيابِ
رُعِيَتْ لشيخِ الخالدية ِ بُرهة ً
بل كان يَرعاها على الأحقابِ
أَسعيدُإنَّك لو بَصُرْتَ بهاشمٍ
في العُمرِ غيرَ مُبجَّلِ الأصحابِ
مَحْضَ المَذَلَّة ِ راكباً عُكَّازَة
رَثَّ المعيشة ِ شاحبَ الجِلبابِ
لحلفْتَ أنَّكَ لا تُطيلُ عِمامة ً
مصقولة َ العَذَباتِ والأهدابِ
نفقُوا بآلاتِ الخَنا وتوهَّمُوا
أنَّ الزَّمانَ جَرى بهم وكَبَا بي
قَومٌإذا قَصَدُوا الملوكَ لمطلَبٍ
نُقضَتْ عمائمُهُم على الأبوابِ
من كلِّ كَهْلٍ يستطيرُ سِبالُه
لَوْنَيْنِ بينَ أناملِ البَوَّابِ
مُفضٍ على ذُلِّ الحِجابِ يَرُدُّه
دامي الجبينِتَجهُّمُ الحُجَّابِ
و مُفَهَّهَيْنِ تعرَّضا لِحِرابَتي
فتعرَّضَتْ لهما صدورُ حِرابي
نَظَرا إلى شِعري يروقُ فَترَّبا
منه خُدودَ كواعبٍ أترابِ
شرباه فاعترفا له بعُذوبَة ٍ
و لرُبَّ عَذْبٍ عادَ سَوطَ عَذابِ
في غارة ٍ لم تَنْثَلِمْ فيها الظُّبا
ضَرْباًو لم تَنْدَ القَنا بخِضابِ(79/96)
تركَتْ غرائبَ مَنْطِقي في غُربَة ٍ
مَسبِيَّة ً لا تَهْتَدي لإيابِ
جَرحى وما ضُرِبَتْ بحَدِّ مُهَنَّدٍ
أسرَى وما حُمِلَتْ على الأقتابِ
لَفْظٌ صقَلْتُ متونَهفكأنَّه
في مُشرقاتِ النَّظْمِ دُرُّ سِخابِ
و كأنما أجريْتُ في صفَحاتِه
حُرَّ اللُّجَينِ وخالصَ الزِّريابِ
أغربْتُ في تحبيرِهفرُواتُه
في نُزهَة ٍ منه وفي استغرابِ
و قطعتُ فيه شبيبة ً لم تَشتغلْ
عن حُسْنِه بِصَباً ولا بتصابي
فإذا ترقرَقَ في الصَّحيفة ِ ماؤُه
عَبِقَ النَّسيمُفذاكَ ماءُ شبابي
يُصغي اللبيبُ له فيَقسِمُ لُبَّه
بين التعجُّبِ منه والإعجابِ
جِدٌّ يَطيرُ شَرارُهو فُكاهَة ٌ
تَستعطِفُ الأحبابَ للأحبابِ
أَعزِزْ عليَّ بأن أرى أشلاءَه
تدْمَى بِظِفْرٍ للعدوِّ ونابِ
أَفَنٌ رماه بغارة ٍ مأفونة ٍ
باعَتْ ظِباءَ الرُّومِ في الأَعرابِ
أَأُخَيَّ قد عزَّيْتَني بحسيبة ٍ
منه فَعَزِّ بها ذوي الأحسابِ
عَزِّ الأكارِمَ أنها حَسَبُ النَّدى
فاضَتْ أنامِلُهم بغيرِ حِسابِ
هم نافسوا في حَليِه وبُرودِه
وَ هُمُ أُثيبُوا عنه خيرَ ثَوابِ
و سَقَوه محتَفِلَ الحَيا رَيَّانَه
و رأوا ذُنوباً سقيَه بذنابِ
إني أحذِّرُ مَنْ يقولُ قصيدة ً
غرّاءَ خِدْنَيْ غارة ٍ ونِهابِ
ذِئبَينِ إذ نَظَرا إلى سيَّارَة ٍ
بَعَثا لها يوماً كيومِ دُؤَابِ
عِلْجَينِ إذ حَنَّ النَّواقِسُ صرَّحا
بالشَّوقِ أو حَنَّا حَنينَ النَّابِ
شَغَفاً بذي القُربانِ يصدُقُ أنه
ينشقُّ من نَسَبٍ إليه قُرابِ
و رضى ً عن الإنجيلِ يُظْهِرُ فيهما
غَضَباً على الفُرقانِ والأحزابِ
إني نَبَذْتُ على السَّواءِ إليكما
فتأهَّبا للفادحِ المُنتابِ
نُصِبَتْ مجانيقُ الهجاءِو إن رأَتْ
لكما ضُؤولَة َ مَنصِبٍ ونِصابِ
و إذا نَبذْتُ إلى امرىء ٍ ميثاقَه
فليَستعِدَّ لسطوتي وعِقابي
حاولتُما جبلاً كأنَّ رِعانَه
فَوقَ السَّحابِ الغُرِّ غُرُّ سحابِ
فإذا أصابَكما غِضابُ سِهامِها
غَيرتْ مدى الأيام غيرَ غِضابِ(79/97)
و جريتُما في غِرَّة ٍفنَكصتُما
من سَوءَة ِ العُقبَى على الأعقابِ
و رميتُما المِسكَ الذَكيَّ بِغَيْبَة ٍ
و ذَكاؤه يُربي على المُغتابِ
فَلْتَلْفَحَنَّكُما سمائمُ مَنطِقي
و لتُغْرِقَنَّكُما سُيولُ شِعابي
و لْتَسرِيَنَّ مع الجَنوبِ إليكما
مغموسة ً في الشَّرْي أو في الصَّابِ
و لْتَطْلُعَنَّ من الفِجاجِ كأنها
غُرَرُ الجيادِ لواحِقُ الأقرابِ
و لأَضْرِبَنَّكُما على ما خُنْتُما
بصوارمٍ للشِّعرِ غيرِ نَوَابِي
متواتراتٍ لا تغُبُّكماو هل
للصُّبحِ راعي الليلِ من إغبابِ
تشتقُّ أجبالُ الشَّقيقِفإن سَرَت
ذاتَ اليمين خطَتْ غِمارَ الزَّابِ
نبلٌ أُغلغلُ منكما مسمومة ً
بمكامنِ الأحقادِ والأطرابِ
فأُريكما الدنيا به مُغبرَّة ً
حتى يُظَنَّ اليومُ يومَ ضَبابِ
فلْتَعْلَماإن لم تَهُبَّ عليكما
أبداًنسيمَ جِنايتي وجَنابي
وَ لْيَحْذَرِ الكذّابُ تِربُكُما يداً
باتتْ تَحنُّ إلى طَلَى الكذَّابِ
فَلَكَمْ عدوٍّ قد أطلْتُ عَذابَه
بِكُلومِ رَيِّقَة ِ الكلامِ عِذابِ
وشَّيْتُها قبلَ الحُتوفِ كما ارتدى
بالوَشْيِ ظهرُ الحيَّة ِ المُنسابِ
لولا أبو الخطَّابِ طالَ تنكُّري
للخَطْبِ يظلِمُنيو ساءَ خِطابي
و هَبَتْ شمائلُه الجزيلَو أَبرأَتْ
يُمناه من نَدَبِ الزَّمانِ إهابي
و كفاكَ أنَّ الدَّهرَ أَعْتَبَنِي به
فَكَفَيْتُ عَتْبي عندَه وعِتابي
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ألا غَادِها مُخطِئاًأو مُصِيباً
ألا غَادِها مُخطِئاًأو مُصِيباً
رقم القصيدة : 59514
-----------------------------------
ألا غَادِها مُخطِئاًأو مُصِيباً
و سِرْ نحوَها داعياً أو مجيبا
و خذْ لَهَباً حَرُّه في غدٍ
إذا الحَرُّ قارنَ يوماً لَهِيبا
دعانا الخريفُ إلى مَوْطِنٍ
يفوقُ المواطنَ حُسناً وطِيبا
و قد جُمِعَ الحُسْنُ في روضة ٍ
و فرَّقَ دِجلة ُ فيه شُعوبا
وَ مُطَرِبٍ وشيُ أبرادِه
يُضاحكُ وَشْيَ النِّجادِ القَشيبا
نُشيِّدُهُ إن نزلنا ضُحى ً(79/98)
و نَهدِمُه إن رحلْنا الغُروبا
كأنَّا ارتبَطنا بهِ نافراً
من الخيلِ يُفرِقُ شخصاً مَهيبا
فبِتْناو بات نسيمُ الصَّبا
يُدَرِّجُ في جَانبيه الكَتِيبا
يكادُ على ضُعفِ أنفاسِه
يُطيرُ على الشَّربِ تلك الشُّروبا
و قد حجبَ الأرضَ ريحانُنا
فلم يَبْقَ للعينِ منها نَصيبا
كأنَّا على صفحَتيْ لُجَّة ٍ
تُلاقي الشَّمالُ عليها الجَنوبا
فمن طَرَبٍ يستفزُّ النُّهى ؛
و من أدبٍ يَستَرِقُّ القُلوبا
و ساقٍ يقابلُ إبريقَه
كما قابل الظَّبيُ ظبياً رَبِيبا
يطوفُ علينا بِشمسِيَّة ٍ
يروعُ بها الشمسَحتى تغيبا
و ينشُرُ صيَّادُنا حولَنا
لُباباً من الصيدِ يُرضي اللَّبيبا
سَبابيطَ تُخبِرُ أجسامُها
بأنْ قد رَعَيْنَ جَناباً خَصيبا
نَواعمَ لو أنها باشرَتْ
هواءً لأحدثَ فيها نُدوبا
فلولا الدروعُ التي قُدِّرَت
لأبدانِها أوشكَتْ أن تَذُوبا
وَ تُبْعَثُ للبرِّ وحشيَّة ٌ
تسوقُ إلى الوحشِ يوماً عَصيباً
مُؤدبة ٌ يُرتَضى فعلُها
و لم نرَ ليثاً سِواها أديبا
و تُركيَّة ُ الوَجهِ تُبدي لنا
إخاءً فصيحاً ووجهاً جَلِيبا
تُعانِقُ إن وثَبتْ صيدَها
عناقَ المحبِّ يُلاقي حبيبا
طِراداً صحيحاً وخُلْفاً صَبيحاً
و وَثباً مليحاً وأمراً عَجيبا
فقَد ملَكتْ وُدَّ أربابِها
فكلٌّ يخافُ عليها شَعوبا
و للماءِ من حولِنا ضَجَّة ٌ
إنِ الماءُ كافحَ تلك العُروبا
جبالٌ تؤلِّفُها حِكمة ٌ
فتَحبو البحارَ بها لا السُّهوبا
تُقابِلنا في قميصِ الدُّجى
إذا الأفقُ أصبحَ منه سَليبا
حيازيمُها الدَّهرَ منصوبة ً
تُعانِقُ للماءِ وَفْداً غَريبا
عَجِبْتُ لها شاحباتِ الخدودِ
لم يُذهِبِ السَّرْيُ عنها الشُّحوبا
إذا ما همَمْنا بِغِشْيَانِها
رَكِبْنا لها وَلَداً أو نسيبا
تُغّنِّي السُّكورُ لنا بينَها
غناءً تشُقُّ عليه الجُيوبا
يُجاورُها كلُّ ساعٍ يَرى
و إن جدَّ في السَّيرِمنها قَريبا
خَليُّ الفؤادِو لكنَّه
يَحِنُّ فيُشجي الفُؤادَ الطَّروبا
فيا حبَّذا الديرُ من منزلٍ(79/99)
هَصَرْنا به العيشَ غضّاً رطيبا
إذا ما استَحَمْنا به نزهة ً
حمَتْنا بدائعُه أن نَخيبا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَجزَّارَ بابِ الشَّامِ كيفَ وجدْتَني
أَجزَّارَ بابِ الشَّامِ كيفَ وجدْتَني
رقم القصيدة : 59515
-----------------------------------
أَجزَّارَ بابِ الشَّامِ كيفَ وجدْتَني
و أنتَ جَزورٌ بين نابي ومِخْلَبي
أراكَ انتهبْتَ الشِّعرَ ثم خَبَأْتَهُ
عن الناسِ فِعلَ الخائفِ المُترقِّبِ
تباعدْتَ عن باقورة ِ الشِّعرِ بالمُدى
إليهفلم تَخرَجْ ولم تَتَحوَّبِ
و لمّا جرى الحُذَّاقُ في ضوءِ صُبْحِهِ
تَعَثَّرْتَ منه في ضَبابَة ِ غَيْهَبِ
جريْتَ من الإيجازِ أقربَ مَسلَكِ
و من ذَهَبِ الألفاظِ أحسنَ مذهبِ
و تَزعَمُ أنَّ الشِّعرَ عندكَ أعربَتْ
محاسنُه عن ناطقٍ منك مُعرِبِ
فما بالُ شعرِ الناسِ ملءَ عيونِنا
و شعرُك في الأشعارِ عنقاءُ مُغرِبِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> سَلِ المِلْحِيَّ كيف رأى عِقابي
سَلِ المِلْحِيَّ كيف رأى عِقابي
رقم القصيدة : 59516
-----------------------------------
سَلِ المِلْحِيَّ كيف رأى عِقابي
و كيفو قد أبى رأيَ الصَّوابِ
رقاني الهاشميُّ فسَلَّ ضِغْني
و أغمدَ عنه نائبتي ونابي
و قال أخو المودَّة ِ والتصابي
و عونُ أخي الصبابة ِ والتَّصابي
و شَيخاً طابَ أخلاقاً فأضحَى
أحبَّ إلى الشَّبابِ من الشَّبابِ
له دارٌ إذا استخفيتَ فيها
خَفِيتَ فلم تَنَلْكَ يَدُ الطِّلابِ
طرقناه وقِنديلُ الثريَّا
يَحُطُّو فارسُ الظَّلْماءِ كابي
فرحَّبَ واستمالَ وقالحُطَّتْ
رحالُكُمُ بأفنية ٍ رِحابِ
و حضَّ على المُناهدة ِ النَّدامَى
بألفاظٍ مهذَّبة ٍ عِذابِ
و قال تيمَّموا الأبوابَ منها
فكلٌّ جاء من تِلقاءِ بابِ
فهذا قالَريحانٌ ونَقْلٌ
و ثَلجٌ مثل رَقرَقَة ِ السَّرابِ
و هذا قالقِدرٌ من طعَامٍ ؛
و هذا قال دَنٌّ من شَرابِ
و سَمْحُ القومِ مَنْ سَمَحَتْ يَداه
بخدِّ غَريرة ٍ بِكْرٍ كَعابِ(79/100)
فتمَّ لهم بذلك يومُ لَهْوٍ
غريبِ الحُسْنِ عذْبٍ مُستطابِ
إذا العِبْءُ الثقيلُ توزَّعَتْهُ
رقابُ القومِ خفَّ على الرِّقابِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> مَدَحْتُ أَبَا جَعْفَرٍ
مَدَحْتُ أَبَا جَعْفَرٍ
رقم القصيدة : 59517
-----------------------------------
مَدَحْتُ أَبَا جَعْفَرٍ
وَ قُلْتُ شَرِيفُ العَرَبْ
فَأَسْلَمَنِي بُخْلُهُ
إلَى خَيْبَة ِ المُنْقَلَبْ
وَ أَبْدَى عَلَى بَابِهِ
تَجَمُّلَ أَهْلِ الأَدَبْ
إذا قُلْتُ قَدْ جَادَ لِي
يَقُولُ قَمِيصي كَذِبْ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> جُدْ لي بها للشَّرخِ من نُشَّابِها
جُدْ لي بها للشَّرخِ من نُشَّابِها
رقم القصيدة : 59518
-----------------------------------
جُدْ لي بها للشَّرخِ من نُشَّابِها
لم تَشْرَبِ السِّنُّ قُوى شَرابِها
فهيَ خِلافُ الرّاحِو انتسابُها
في قِدَمِ العُمرِ إلى أحقابِها
دَخِينَة ٌ والثلجُ من تُرابِها
خضرٌ جرَى الإفرندُ في أثوابِها
فاسودَّتِ الأطواقُ في رِقابِها
تفوحُ ريَّا المِسكِ في قِرابِها
و مِسكُها الفائحُ من شَرَابِها
إذا السيوفُ انحَرْنَ عن أثوابِها
حيثُ صريعُ الرَّاحِأو يَحيا بها
و أعقَبَته البِرَّ من عِقابِها
فهي شِفاءُ النفسِ من أوصابِها
وَ كَرْبة ِ المخمورِ والتهابِها
يغنَى بها الساقي الذي يُعْنى بها
وحُجْبُها في الظِّلِّ من حِجابها
وعَقَدَ الآسَ على قِبابها
و صانَها عن ذامِها وعابِها
و قامَ يجلوها على خُطَّابها
كأنما في الرَّحْبِ من رِحابها
لطائماً تنفَحُ في عِيابِها
فالصائمُ القائمُ من أصحابِها
و شاربُ الخمرة ِ من شُرّابِها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> عُوجا على ذاك الكثيبِ من كَثَبْ
عُوجا على ذاك الكثيبِ من كَثَبْ
رقم القصيدة : 59519
-----------------------------------
عُوجا على ذاك الكثيبِ من كَثَبْ
فَكَمْ لنا في رَبْوَتَيْهِ من أَرَبْ
ما عَنَّ للعينِ به سِرْبُ مَهًا(79/101)
إلا جرى من جَفنِها دمعٌ سَرَبْ
سِرْنَ فقد عُوِّضَ قلبي طَرَباً
للحُزنِ من فَرْطِ السرورِ والطَّرَبْ
و احتجبَتْ في كِلَلِ الرَّقْمِ دمًى
تَأنَقُ أثناءَ الحِجالِ والحُجُبْ
جُدْنَ بأجيادٍ تحلِّيها النَّوى
فرائداً من دمعِ عينٍ مُنسَكِبْ
صواعدُ الأنفاسِ أَبْقَتْ نَفَساً
في صُعُدٍ منا ودمعاً في حَبَبْ
و مُخطَفٍ يهتزُّ من ماءِ الصِّبا
كأنما يهتزُّ عن ماءِ العِنَبْ
قامَ وسُوقُ اللَّهوِ قد قامَ به
يَنخُبُ أقداحَ النَّدامى بالنُّخَبْ
و يمزُجُ الكأسَ بعَذْبٍ ريقُه
حتى تبدَّى الصُّبحُ مُبيضَّ العَذَبْ
وَجْدِي به وَجْدُ الأميرِ أحمدٍ
بجَمْعِ حَمْدٍأو بتقريقِ نَشَبْ
أغرُّ رَدَّ الجُودَ وَعْداً صادقاً
من بعدِ ما كان غُروراً وكَذِبْ
يستمطرُ البِيضَ دماًو تارة ً
يُمْطِرُ راجيه ذِهاباً من ذَهَب
كالعارضِ انهلَّ رَواءً ديمة ً
و بَرقُهُ بادي الحريقِ مُلتهِبْ
مُغرى ً بسمرِ الخَطِّ لا سُمرِ المَها
بأساًو بِيضِ الهِندِ لا بِيضِ العَرَبْ
يُريه أعلى الرأيِ حَزْمٌ كامنٌ
فيه كُمونَ الموتِ في حَدِّ القُضُبْ
حَسْبُ بني حمدانَ مجْداً أنهم
أبناءُ محمودِ السَّماحِ والحَسَبْ
أُسْدٌ إذا ما سلَبَت أُسْدَ الوَغى
أنفسَهاعاقت نَفيساتِ السَّلَبْ
كم حاسدٍ رَحْبِ الفِناءِ ضَيَّقَتْ
عليه أسيافُ الأميرِ ما رَحُبْ
و حامدٍ يسحَبُ ذيلَ نِعمَة ٍ
أعمَّ من ذيلِ السَّحابِ المُنسَحِبْ
حنَّ إلى أرضِ العِراقِ فامتطَى
مطيّة ً تسبَحُ في اللُّجِّ اللَّجِبْ
ناحية ً تَرجو النَّجاة َ تارة ً
بِسَيْرِهاو تارة ً تخشى العَطَبْ
إذا المطايا قَوَّمَتْ رؤوسَها
لتهتدي قَوَّمَ هاديها الذَّنَبْ
ركائبٌ إن عرَّستْ لم تسترحْ
و إن سرَت لم تشكُ إفراطَ التَّعَب
كأنما في الماءِ ظمآنٌفلا
ينقَع رقراقُ السَّرابِ المُنسرب
كأنما نَحُلُّ منها أوطُناً
و نحْنُ للسيرِ الحثيثِ في دَأَب
و لم يزُرْ بغدادَ حتى إنَّها
بحرُ ندى ً يحيا به روضُ الأَدب(79/102)
كأنَّنالما بدَتْ رِباعُها
أسْرَى أحسُّوا بفِكاكٍ مُقتَرِب
عُدْنا بمُبْيضِّ الصِّلاتِ في الرَّضا
منه ومُحمَرِّ الظُّباة ِ في الغَضَب
أثْرى من المجدِفأبقى سعيُه
مآثراً تبقَى على مَرِّ الحِقَب
فراحَ راجيهو قد نالَ المُنى
بنائلٍ فلَّلَ أنياب النُّوَب
و راح من وشْي الثَّناءِ كاسياً
يخطِرُ في أثناءِ أبرادٍ قُشُب
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يُعنِّفني أن أنْ أطَلْتُ النَّحيبَا
يُعنِّفني أن أنْ أطَلْتُ النَّحيبَا
رقم القصيدة : 59520
-----------------------------------
يُعنِّفني أن أنْ أطَلْتُ النَّحيبَا
و أسكُبُ للبَيْنِ دمعاً سَكوبا
وَ أَدْنَى المُحبِّين مِنْ نحبِه
مُحِبٌّ بكى يومَ بَيْنٍ حَبيبا
دعا دمعَه ودعَتْ دمعَها
فبلَّلَ منها ومنه الجُيوبا
فتاة ٌ رمتْه بِسَهْمِ الجفونِ
و مدَّت إليه بَناناً خَضيبا
فعاينَ منهم غزالاً رَبيباً
و بَدراً مُنيراًو غُصْناً رَطيبا
و عَهْدي بها لا تُديمُ الصدودَ
و لا تتجنَّى عليَّ الذُنوبا
لياليَ لا وَصلُنا خِلسة ً
نراقبُ للخوفِ فيها الرَّقيبا
و لا برقُ لذَّاتِنا خُلَّبٌ
إذا ما دعَونا لوصلٍ قُلوبا
و كم لي وللبَيْنِ من مَوقِفٍ
يُميتُ بِلَحْظِ العيونِ القُلوبا
إذا شَهَرَ اللَّحْظُ أسيافَهُ
تدرَّعْتُ للصَّبرِ بُرداً قَشيبا
كأنِّيَ في هَبْوَتَيْه ابنُ فَهْدٍ
إذا اليومُ أصبحَ يوماً عَصيبا
فَتى ً يَسْتَقِلُّ جَزيلَ الثَّوابِ
سَماحاً لمن جاءه مُستَثيبا
و يُربي على سُنَنِ المكرُماتِ
فيُظْهِرُ فيهنَّ مجداً غَريبا
و تَلقاه مبتسماً واضحاً
إذا ما الحوادثُ أبدَتْ قُطوبا
كريمٌ إذا خابَ راجي النَّدى
حَمَتْنا مكارمُه أن نَخيبا
رأى لحظُه ما تُجِنُّ الصُّدورُ
فخِلناه يعلمُ منها الغُيوبا
بعيدٌإذا رُمْتَ إدراكَهُ
و إن كانَ في الجُودِ سهلاً قريبا
نَمَتْهُ من الأَزدِ صِيدُ المُلوكِ
و ما زال يَنْمِي النَّجيبُ النَّجيبا
سَلِمتَ سلامَة ُ للمَكْرُماتِ(79/103)
و ما زِلْتَ تَبسُطُ باعاً رَحيبا
تَزُفُّ إليك تِجارُ المديحِ
عَذارى تَروقُكَ حُسْناً وطِيبا
فكم لك من سُؤدُدٍ كالعبيرِ
أصابّ من المدحِ ريحاً جَنوبا
و رأيٍ يُكشِّفُ ليل الخُطوبِ
ضياءًإذا الخَطْبُ أعيا اللَّبيبا
و مُشتمِلٍ بنِجادِ الحُسامِ
يَفُلُّ شبا الحربِ بأساً مَهيبا
ملأْتَ جوانِحَه رَهبة ً
فأطرقَو القلبُ يُبدي وَجيبا
كسوْتَ المكارمَ ثوبَ الشَّبابِ
و قد كُنَّ أُلبِسْنَ فينا المَشيبا
ضرائبُ أبدَعْتَها في السَّماحِ
فلَسْنا نرى لك فيها ضَريبا
تَخلَّصْتَني من يَدِ النَّائباتِ
و أحلَلْتَني منك رَبعاً خَصيبا
و مُلِّكْتَ مَدحي كما مُلِّكَتْ
بنو هاشمٍ بُرْدَها والقّضيبا
و أنَّى لواردِ بحرِ القريضِ
إذا وردَ المادحون القَليبا
و لسْتُ كمَنْ يَستردُّ المديحَ
إذا ما كساه الكريمَ المُثِيبا
يُحلِّي بمَدْحَتِه غيرَه
فيُمسي مُحلًّى ويُضحي سَليبا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَرى هِمَّة ً تختالُ بينَ الكواكبِ
أَرى هِمَّة ً تختالُ بينَ الكواكبِ
رقم القصيدة : 59521
-----------------------------------
أَرى هِمَّة ً تختالُ بينَ الكواكبِ
و طَوْداً من العلياء صعْبَ الجَوانبِ
و مَربِضَ آسادٍ ومَعدِنَ سُؤدُدٍ
و مَوئلَ مطلوبٍ وغاية َ طالبِ
عُلا مَلَكَتْ لُبَّ الأميرِو إنَّما
تَمَلَّكُ ألبابَ الكرامِ المَناجبِ
تَروحُ به بينَ الصَّوارمِ والقَنا
و تَغدو به بينَ اللُّهى والمَواهِبِ
فَتى ً طالبيُّ الدِّينِ أصبحَ جُودُه
يُحَسِّنُ للطُلاَّبِ وجهَ المطالبِ
تَساهَمَ فيه العُربُ والعُجمُفاحتوى
على المجدِ من أَقيالِها والمرازِبِ
و كم وَمَضَتْ أسيافُهُ بمشارِقٍ
فراعَ العِدا إيماضُها بمَغاربِ
حُبِيتَ على رَغمِ الحسودِ بِجَنَّة ٍ
حبَتْكَ بأنواعِ الثِّمارِ الأطايبِ
تَعَجَّلْتَ منها ما يُعَجَّلُ مثلُه
لكلِّ جَميلِ السَّعيِ عَفِّ المَذاهبِ
مَيادينُ رَيحانٍ كأنَّ نسيمَه
نَسيمُ الهَوى أيامَ وَصْلِ الحَبائبِ(79/104)
كأنَّ سَواقيه سلاسلُ فِضَّة ٍ
إذا اطَّرَدَتْ بين الصَّبا والجَنائبِ
و روضٌ إذا ما راضَه الغيثُأنشأتْ
حدائقُه وَشْياً كوَشْيِ السّبائبِ
و حالية ُ الأجيادِ من ثَمَراتِها
مُفلَّكَة ُ الأجسامِ خُضرُ الذَّوائبِ
خَرَقْنَ الثَّرى عن مائه الغمْرِفارتوَتْ
أسافلَها من زاخرٍ غيرِ ناضبِ
إذا ما سقَتْهُنَّ السَّحائبُ شُربة ً
خلَطْنَ بماءِ البَحرِ ماءَ السَّحائبِ
تُقِلُّ شماريخَ الثِّمارِ كأنها
إذا طَلَعَت حُمْراً أكفُّ الكَواعبِ
و جاعلة ٌ دَرَّ السَّحابِ مُدامة ً
إذا شَرِبَتْ دَرَّ السَّحاب الصوائبِ
لها كالىء ٌ يُذكي اللَّحاظَ خِلالَها
حَذاراً عليها من سِخاطِ النوائبِ
يرُدُّ إليها حيَّة َ الماءِ ما انكفَتْ
عن القصدِ أو صَدَّت صدودَ المُجانبِ
فقد لَبِسَت خُضْرَ الغَلائلِو انثَنت
لها مُرجَحِنَّاتٌ بخُضْرِ الشَّواربِ
قُطوفٌ تساوى شِربُهاو تباينَت
تَبايُنَ مُسوَدِّ العِذارِ وشائبِ
فمن بَرَدٍ لم يَجلُ للشَّمسِ حاجباً
من الظلِّ إلا غازَلَتْه بحاجبِ
و من سَبَجٍ أجرَت به الكرْمُ سِلْكَها
و لم تُجْرِ في منظومِه خَرْقَ ثاقبِ
بدائعُ أضحَتْ في المذاقِ أقارباً
و إن كنَّ في الألوان غيرَ أقاربِ
ترى الماءَ شتَّى السُّبْلِ يَنسابُ بينَها
كما رِيعَتِ الحيَّاتُ من كلِّ جانبِ
و مسترفِدٌ تيَّارَ دِجلة َ رافداً
سواحلَها من نازحٍ ومُقاربِ
يسيرُ وإن لم يبرَحِالدهرَ خُطوة ً
فليس بوقَّافٍو ليس بساربِ
مواصلُ إيجافٍ تكادُ تُجيبُه
إذا حنَّ ليلاً مُوجِفاتُ الرَّكائبِ
تَسيلُ خلالَ الرَّوْضِ من فَيْضِ دمعِه
قَواضبُ تُزري بالسيوفِ القَواضبِ
و ممتنعٌ جِلْبابُه الغيمُ في الضُّحى
و حِلْيتُه في الليلِ زُهْرُ الكواكبِ
أضاءَفلو أنَّ النجومَ تحيَّرتْ
ضَلالاً هَداها سُبْلَها في الغَياهبِ
له شَرَفاتٌ كالوذائلِ أشرَفَتْ
على نازحِ الأقطارِ نائي المناكِبِ
إذا لبِسَت وَرْسَ الأصيلِ حسِبْتَها
تُعَلُّ برَقراقٍ من التَّبرِ ذائبِ(79/105)
مجاورُ بَرٍّ ضاحكِ النَّوْرِ مُعْشِبٍ
و بحرٍ طَموحِ المَوجِ عَذْبِ المشارِبِ
إذا بَكَرَ القَنَّاصُ فيه وأعزَبَتْ
حبائلُه في صَيدِ تلك العوازِبِ
رأيْتَ بناتِ البحرِ مَوشِيَّة َ القَرَى
بهو بناتِ البَرِّ بِيضَ التَّرائبِ
محاسنُ أرزاقٍ من النَّوْرِو المَها
يُغِذُّ إليها طالبٌ غيرُ خائبِ
فَمِنْ سانحٍ بالخيرِ في إثْرٍ سابحٍ
و مُختضِبِ الأطرافِ من دمِ خاضبِ
و آمنة ٍ لا الوحشُ يزْعَرُ سِربَها
و لا الطيرُ منها دامياتُ المخالبِ
هي الرَّوْضُ لم تَنشَ الخَواملُ زَهْرَه
و لا خضَلَّ عن دمعٍ من المُزْنِ ساكبِ
إذا انبعَثتْ بينَ الخمائلِ خِلْتَها
زَرابيَّ كسرى بثَّها في الملاعبِ
و إن عُمْنَ في طامي المياهِ تَبسَّمَتْ
غرائبُها ما بينَ تلك الغَرائبِ
و دُهْمٌ إذا ما الليلُ رَفَّعَ سِجْفَه
تكشَّفَ منها عن وجوهٍ شَواحبِ
و إن آنسَتْ شَخصاً من الإنسِ صَرْصَرَتْ
كما صَرصرَتْ في الطِّرسِ أقلامُ كاتبِ
جِبالٌ رسَتْ في لُجَّة ٍ غيرَ أنها
تُحاذرُ أنفاسَ الرياحِ اللَّواعبِ
إذا عايَنتْ للماءِ وَفْداً رأيْتَها
تُودِّعُ منه غائباً غيرَ آيبِ
يسيرُ إليها الرَكبُ في لُجِّ زاخرٍ
و ليسَ سوى أولادِها من مراكبِ
تَضُمُّ رجالاً أغربَ الشَّيبُ فيهِمُ
فمالَ على أَجفَانِهِمْ والحواجبِ
فمن رَهَجٍ لا يُستثارُ بحافرٍ
لديهمو خيلٍ لا تَذِلُّ لراكبِ
عَجائبُ مُلْكٍ في فَنائلَ لم تَكُنْ
عجائبُ مُلْكٍ قبلَها بعجائبِ
هي الحرَمُ المحميُّ مِمَّن يرومُه
بكلِّ صَقيلِ المتْنِ عَضْبِ المَضاربِ
مواطنُ لم يَسحَبْ بها الغَيُّ ذيلَه
وَكَمْ للعوالي بينَها من مساحِبِ
أبا حَسَنٍ لا زالَ وُدُّكَ مَشربَي
إذا بَعُدَت يوماً عليَّ مشاربي
نُهنِّيكَ بالبُرْءِ الذي قامَ فِعلُه
مقامَ الضُّحى والحِنْدسِ المتراكبِ
أعادَ رياضَ الحمْدِ مُونَقَة َ الرُّبا
و رَدَّ رياحَ الجُودِ ريَّا المَشاربِ
فَصَدَّقَ مِنْ ظَنِّ الصديقِو أكذَبتْ(79/106)
مواقعُه ظَنَّ العدوِّ المُحاربِ
إذا كنتَ من صَرْفِ الحوادثِ مُعْتِبي
فلسْتُ عليها ما حَيِيتُ بعاتبِ
إليكَ القوافي الغرُّ لا نَظْمَ سارقٍ
و لا فِكْرَ مَأْفُوكٍو لا لفْظَ حاطبِ
كتائبَ حَمْدٍ لو رَمَيْتَ بها العِدا
غَداة َ الوَغى قامتْ مَقامَ الكتائبِ
Free counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> طَلَعتْ شموسُ الخِدْرِ كَيْمَا تَغْرُبا
طَلَعتْ شموسُ الخِدْرِ كَيْمَا تَغْرُبا
رقم القصيدة : 59522
-----------------------------------
طَلَعتْ شموسُ الخِدْرِ كَيْمَا تَغْرُبا
و بدَتْ مَحاسنُها لِكَيْ تتغيَّبا
فكَفاه أن يَصِفَ الصَّبابة َ ناطقاً
دَمعٌإذا وصفَ الصَّبابة َ أطنَبا
يا حَبَّذا شمسٌ جلَتْ عنها النَّوى
فجلَتْ على الصَّبِّ الشَّنيبِ الأشنَبا
و تعمَّدَتْه بِلَحظَة ٍ لو أنَّها
سَهمٌ لَجازَ عن الشَّغافِ مُخضَّبا
قامَتْ تُمّيِّلُ للعِناقِ مُقوَّماً
كالخُوطِ أَبدعَ في الثِّمارِ وأَغرَبا
حملَتْ ذُراهُ الأُقْحُوَانَ مُفَضَّضاً
يَسقي المُدامة َ والشَّقيقَ مُذَهَّبا
و أَبَتْ وقد أخذ النِّقابُ جَمالَها
حركاتُ غصنِ البانِ أن تَتَنَقَّبا
ما كنتِ إلا البدرَ فارقَ حُجْبَه
حتى إذا شِمْناه عادَ مُججَّبا
فغدَوْتُ لا أدري أكان له الحِمى
لَمَّا تغيَّبَ مَشرِقاًأو مَغرِبا
فإذا الحَيا أعطى الرِّياحَ قِيادَه
فانقادَ تَجْنُبُهُ الجَنوبُ أو الصَّبا
فسقَى محلاًّ بالعَقيقِ وخُلَّة ً
و رُبى ً بأطرافِ الغَميمِ ورَبرَبا
ما لي رأيتُ الدَّهرَ وكَّلَ صَرْفَه
بالقُلَّبيِّ الشَّهْمِ كيفَ تَقلَّبا
ساويت جِدّاً في مَخيلَة ِ لاعبٍ
و النَّدبُ ليسَ يَجِدُّ حتى يَلعَبا
و مُعرِّضٍ لي بالطِّرادِ خَسَأتُه
و متى رأيتَ اللَّيثَ طاردَ ثعلبَا
فَلْيَثْوِ في رَمْسِ الخُمولِفإنني
نارٌ تضرَّمُ في ذُؤابَة ِ كبكبا
هيهاتَ جانبْتُ السَّفاهَ وأهلَه
حَدَثاًفكيف أرى السَّفاهة َ أشيَبا
و أَحلَّني عِزُّ الأميرِ مَحلَّة ً(79/107)
لو رامَني فيها الزَّمانُ تهيَّبا
عُدْنا بمُبْيَضِّ الصَّنائعِ راضياً
منهو مُحمرِّ العَواملِ مُغضَبا
غَمْرِ المَواهبِ لا يُساجِلُ مُرغِباً
في المكرماتِ ولا يُطاولُ مُرهِبا
و مُمنَّعٍ يُردي العدوَّ إذا ارتدَى
بالسَّيفِ أو يحبُو الوليَّ إذا احتَبا
و أَغَرَّ لو نَطَقَتْ رِحابُ مَحَلِّه
قالَتْ لطُلاَّبِ المَكارمِمَرحَبا
ناضلْتُ منه بذي السَّدادِ فما هَفَا
و ضربْتُ منه بذي الفَقارِفما نَبا
و صَحِبتُ أيامَ المَشيبِ بِجُودِه
مُبْيضَّة ًفذمَمتُ أيامَ الصِّبا
بَشَرٌ كمِصباحِ الحَيا وخَلائِقٌ
تَخبو لبَهْجَتِها مصابيحُ الرُّبا
و مُناسِبٌ حازَ الفضيلة َ أعجَماً
فيناكما حازَ الفضيلَة َ مُعرِبا
إن شاءَ عُدَّ من الشُّعوبِ أجلَّها
أو شاءَ عَدَّ من القبائلِ تَغلِبا
يرتاحُ ما غَنَّى الحديدُ إلى الوغَى
فيخوضُ مَوجاً منه أكدرَ مُجلِبا
و يَكُرُّ مَطرودَ السِّنانِ كأنه
قمرٌ يطارِدُ في العَجاجة ِ كَوكَبا
أَأَشيمُ بارقة َ الغَمامو قد غدَتْ
يُمنَى أبي الحَسَنِ الغمامَ الصيِّبا
قاظَ الزَّمانُ فكنتَ ظِلاًّ سَجْسَجاً
و نأى الربيعُ فكنتَ رَوْضاً مُعْشِبا
تَرَكَ القصائدَ قصَّرَت عن عَدِّ ما
يُسدِيو من يُحصي الحَصَى والأثْلَبا
و الطالبيّون انْتَحتكَ وفودُهُم
فرأَوا نَداكَ الغَمْرَ قرَّبَ مطلَبا
لاحظْتَهمو الفكرُ يَصرِفُ عنهم
لحْظَ النَّواظرِ بِغضة ً وتجنُّبا
فنظمْتَهم جمعاً وقد نَشَرَتْهُمُ
أيدي الزَّمانِ فَفُرِّقُوا أيدي سَبا
أَحْبَبْتَ ذا القُربىو ليس يُحِبُّه
إلا امْرُؤٌ رفَضَ الغريبَ الأَجنَبا
أمَّا الصِّيامُ فقد أجبْتَ دُعاءَهُ
و رأيْتَه فِعلاً أغرَّ مُهذَّبا
شهرٌ وصلْتَ صِيامَه بِقِيامِه
فَنضَوْتَهُ نِضْوَ الجَوانحِ مُتعبَا
فأجِبْ دُعاءَ الفِطرِ مُصْطَبِحاًفقدْ
ناداك حَيَّ على الصَّباحِ فثوَّبا
و تَمَلَّها بِكْراًفلستُ مُزوِّجاً
شَرَفَ الشريفِ من المدائحِ ثَيِّبا(79/108)
حمْداً أمَرَّ الفِكرُ سِلْكَ نِظامِه
فأصاب دُرّاً من عُلاكَ مثقَّبا
إن حَلَّ أوطنَ في صُدورِ رُواتِه
أو سارَ شَرَّقَ في البلادِ وغرَّبا
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> السري الرفاء >> مَنْ لي برَدِّ سوالفِ الأحقابِ
مَنْ لي برَدِّ سوالفِ الأحقابِ
رقم القصيدة : 59523
-----------------------------------
مَنْ لي برَدِّ سوالفِ الأحقابِ
و مآربٍ أعيَتْ على الطُلاَّبِ
أتبعْتُها نَفَسَ المحبِّ تضرَّمَتْ
أحشاؤُه لتَفرُّق الأحباب
أتبعْتُها نَظَرَ المَشُوقِ تجمَّعتْ
زَفَراتُه لتَفرُّقِ الأترابِ
إنَّ الظِّباءَ حَمتْ مراتِعَها الظُّبا
ورَعَتْ سوائمها أُسودَ الغابِ
من كلِّ سكرَى اللَّحظِ أثمرَ غصنُها
نوعين من وردٍ ومن عُنَّابِ
ريَّا أَخَاضَتْنا على ظمأِ الهوى
من وعدِها الممطولِ لَمْعَ سَرابِ
للّهِ أَعرابيّة ٌ غدرَتْ بنا ؛
إنَّ النِّفاقَ سَجِيَّة ُ الأَعرابِ
حَجَبَت محاسنَها الخيامُو لو بَدَتْ
كانَ العَفافُ لها أتمَّ حِجابِ
و أحلَّها من قلبِ عاشِقِها الهوى
بيتاً بلا عَمَدٍو لا أطنابِ
هيهاتَ ما صدَرَتْ عقود نسيبِه
عن لوعة ٍ كمَنَتْو لا أوصابِ
لكنَّها فِكَرٌإذا ما سُومِرَتْ
باتتْ تُفتحُ زَهرَة َ الآدابِ
يَهْنى العواذلَ أنَّه هَجَرَ الصِّبا
أُنُفَ الشَّبابِ مُعَذَّلَ الأَصحابِ
لحْظُ الكواعبِ سرَّهفوَجَدْتَه
عَفَّ السَّريرَة ِ طاهرَ الأثوابِ
كم قُلْنَ لمَّا قامَ في مِحرابِه
سِيَّانِ أنتَ ودُمية ُ المِحرابِ
يا حُسْنَ ما خَلعَتْ على أعطافِه
أيدي الصِّبا أو زانَه بتصابي
إنَّ الوعيدَ ثَناه عن آرائِه
حتى تجنَّبَ مُونِقَ الآدابِ
الآنَ قَصَّرَتِ النَّوائبُفاغتدَتْ
بِنَدى الأميرِ كليلة َ الأنيابِ
سَفَرَتْ لنا من رأيه وحُسامِه
عن ضوْءِ صُبْحٍ مُسْفِرٍ وشِهابِ
مَلِكٌ عُقودُ الحمدِ مِلْءُ يمينِه
و نَداه ملءُ حقائبِ الطُّلاَّبِ
شفَعَ النَّدى لعُفاتِهبنَدى ًكما
شفَعَ الرَّبيعُ سَحابة ً بسَحابِ(79/109)
و عَفافردَّ البِيضَ في أغمادِها
و سَطا فَعلَّ متونَها بخِضابِ
و جَرى فبينَ مقصِّرٍ عن شأوِه
متخلِّفٍ عنه وآخرَ كاب
شيَّدتَ مجدَكَ فاعْمَلَي بمهذَّبٍ
بينَ القبائلِ والشُّعوبِ لُبابِ
وَ نَصَبْتَ نفسَك للنبيِّ وآلِه
حتى سَقَيْتَهُمُ من الطُّلاَّبِ
فأعزَّ نصرَكَ منهمُ باقي الهُدَى
و أذلَّ عنه بقيَّة َ الأحزابِ
نَزَلوا فِناك مُخضَّبينَ أَعِزَّة ً
ما بين رَحبِ خلائقٍ ورِحابِ
فكأنما حَلُّوا بيثربَ منهأو
نَزَلوا بمكة َ في رُبًا وهِضابِ
فاَسْلَمْ أبا حَسَنٍليومِ مَكارمٍ
وُطْفٍ سحائبُها ويومِ عِقابِ
لم تَنْضُ أثوابَ الصِّيامِ مُودِّعاً
حتى كساكَ الفِطْرَ ثَوبَ ثَوابِ
فَاسْعَدْ بعيدٍ عادَ كوكبُ سَعْدهِ
طَلْقَ الضِّياءِ مؤكَّدَ الأسبابِ
و تَحلَّها نظْمَ اللسانِو إنما
نَظْمُ اللِّسانِ فرائدُ الألبابِ
لو صافَحَت سَمْعَ الوليدِ جَفَا لَها
أرسومُ دارٍ أَم سُطورُ كتابٍ
بل لو تأمَّلَها ابنُ أوسِ لم يَقُلْ
لو أنَّ دهراً رَدَّ رَجْعَ جوابي
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لنا من الدَّهرِ خَصْمٌ لا نُغالبُه
لنا من الدَّهرِ خَصْمٌ لا نُغالبُه
رقم القصيدة : 59524
-----------------------------------
لنا من الدَّهرِ خَصْمٌ لا نُغالبُه
فما على الدهرِ إنْ وَلَّتْ نوائبُه
يرتدُّ عنه جريحاً من يُسَالِمُه
فكيفَ يَسْلَمُ منه من يُحارِبُه
و لو أَمِنْتُ الذي تَجني أراقمُه
عليَّ هانَ الذي تَجني عقاربُه
تَظلَّم الشِّعرُ من ليْثٍ يُساوِرُه
إذا تبرَّجَأوصِلٍّ يُواثبُه
و حُجِّبَت دون رائيها بدائِعُه ؛
و قُيِّدَت دونَ مَسراها غرائبُه
و كيفَ لا يتحامى سَفْرُها سَنناً
أمسى به أَسَدٌ ضارٍ نوائبُه
يا غَيْبَة َ الكَرَمِ المفقودِ غائبُه
و خيْبة َ الأدَبِ المجفوِّ صاحبُه
أَتُستباحُ على قَسْرٍ مَحارِمُه
و تُستَرَقُّ على صُغْرٍ كواعبُه
أَبَعْد ما انْهَدَّ عُمري في محاسنِه
حتى وَهَى بحُلولِ الشَّيْبِ جائبُه(79/110)
و رَقرقَ الطبْعُ فيه ماءَ رَوْنَقِهِ
فجاء كالوَشْيِ مصقولاً سَبائبُه
و كانَ كالثَّمَرِ استقصَيْتُ غايتَه
خُبْراً فما بيدي إلا أطايبُه
ضَرْبٌ من السِّحْرِ أجْلوه على نَفَرٍ
سِيَّانِ قائلُه فيهم وجالبُه
تُضيءُ مثلَ سطورِ البرْقِ أسطُرُه
كأنما ذَهَبُ القُرطاسِ كاتبُه
تدنَّسَتْ بيديْ غَيري مَطارفُه
و سُوِّدَتْ بسِوى قَوْمي مَناسبُه
وَشْيٌإذا نَمنَمَتْ منه خواطِرُنا
بُرْداًفلا بُدَّ من كَفٍّ تُجاذِبُه
نَهْبٌفلو حضَرَتْه النارُ مُضْرَمة ً
جرى إليه يخوضُ النارَ ناهبُه
بل لو تعلَّقَ بالجَوزاءِ هاربُه
ما فاتَ خَطْفَ أبي عثمانَ هارِبُه
سَبَىو أبقَتْ بَوادي سَبْيهِ لُمَحاً
معشوقة ً إنْ عفَتْ عنها عَواقبُه
إذا الكميُّ تَحامَى بعضَ ما ملَكَتْ
رِماحُه من خطيرٍفهو واهبُه
له على سَرْجِ شِعْري غارة ٌ أبداً
يرتاعُ معقولُه منها وساربُه
فلا السِّنانُ لها دامٍو قد برقَتْ
فتْكاًو لا السَّيفُ مخضوباً مضاربُه
إذا تخطَّفَ من أولادِنا ولداً
قامتْ بمِثْلِ قوافيه نوادبُه
إليكُمُ عن شِهابٍ طارَ طائِرُهُ
قِدْماً يُعَرِّي أديمَ الجوِّ ثاقبُه
فنَكِّبُوا عن طريقِ السَّيْلِ تمتنعُوا
من قبلِ أن تَتَهاداكُم غَوارِبُه
فلسْتُ أُهدي إلى قومٍ سَمائِحَه
من بعدِ ما قُسِّمَت فيهم جنائبُه
و لا تَمُدُّوا إلى العيُّوقِ أيديَكم
جَهْلاًفلن يُدرِكَ العيُّوقَ طالبُه
هل للغَنِيَّيْنِ عُذْرٌ في اغتصابِهِما
حَلْياًيَبوءُ بأَوْفى اللَّعنِ غاصِبُه
قلْ للوزير تحرَّجْ إنه سَلَبٌ
غَشْماً تعدَّى على المسلوبِ سالبُه
لا يُبعدِ اللّهُ دُرّاً حلَّياكَ به
فكَمْ فتى ً عُطِّلَتْ منه تَرائِبُه
و مرْكبَاً يتحرَّى الصِّدقَ مادِحُه
حُسْناًكما يتحرَّى الإفْكَ عائبُه
مُدّفَّعاً بأكُفِّ الظُّلمِ رائضُهُ
مُنكَّباً برماحِ الجُودِ راكبُه
أضحى ابنُ فهْدٍ حَرِيباً من مَحاسنِه
من بعدِ ما بُذِلَتْ فيها حَرائبُه
و أنتَ لا شكَّ من أفوافِ يُمنَتِه(79/111)
عارٍكما عُرِّيَت منها مناكبُه
و كيفَ تسحَبُ وَشْياً قد تداولَه
قومٌ سِواك فقد رَثَّت مساحبُه
تبرَّجَتْ فيهمُ قِدْماً عرايسُه
و أشرقَتْ فيهمُ دهراً كواكبُه
لا يُعجِبَنَّكَ دينارُ المديحِو لم
يَضْرِبْهُ باسمِكَ دونَ الناسِ ضارِبُه
فخيرُ صَيدِكَ ما حلَّت مَصايِدُه ؛
و خيرُ مالِكَ ما طابَتْ مَكاسِبُه
و إن أَصَخْتَ لتَغريدِ المديحِفقد
وافَى مُغَرِّدُهُو انحطَّ ناعبُه
Personal homepage website counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> على غَيرِ عَتْبٍ ما طَوَيْتُ عِتابَها
على غَيرِ عَتْبٍ ما طَوَيْتُ عِتابَها
رقم القصيدة : 59525
-----------------------------------
على غَيرِ عَتْبٍ ما طَوَيْتُ عِتابَها
و آثرْتُ من بعدِ الوِصالِ احتسابَها
وقَفْنا فظلَّ الشَّوقُ يَسألُ دارَها
و تُجعَلُ أسرابُ الدموعِ جوابَها
فلا بَرِحَتْ ريحُ الجَنوبِ حَفِيَّة ً
تَخُصُّ بألطافِ السحابِ جِنَابَها
لوامعُ بَرْقٍ لا تَمَسُّ أراكَها
و أنفاسُ ريحٍ لا تروعُ تُرابَها
و مَجدولَة ٍ جَدْلَ العِنانِ منحتُها
عِناني فأضحَتْ رِحلة ُ الهجرِ دابَها
إذا برزَتْ كان العَفافُ حِجابَها
و إن سفرَتْ كانَ الحياءُ نِقابَها
و مِن دونِها نَيْلُ الغَمامِإذا سرَتْ
نُجومُ القَنا الخَطِّيِّ تُزْجي قِبابَها
حمَتْنا اللّياليبعدَ ساكنة ِ الحِمى
مشارِبَ يهوى كلُّ طامٍ شَرَابَها
ألاحظُها لَحْظَ الطَّريدِ مَحلَّه
و أذكُرُها ذِكْرَ البَغيِّ شبابَها
و أَنشُدُهاو القُربُ بيني وبينَها
و لو آبَ حِلمي ما رجوْتُ إيابَها
تخيَّرتُ أفوافَ المديحِفلم أُنِخْ
ببابِ بني العّباسِ إلا لُبابَها
قَوافٍلو أنَّ الأخيليَّة َ عايَنَتْ
محاسنَها زانَتْ بهنّ سِخابَها
أغرُّيداه مُزْنة ٌ مُستَهلَّة ٌ
إذا شامَ راجٍ بالشآمِ سَحابَها
و لو لم يُثِبْها الهاشميُّ لأَصبَحَتْ
مآثرُهُ اللاتي حَوَيْنَ ثَوابَها
يَعُدُّ الجِبالَ من قريشٍ أُبوَّة ً(79/112)
إذا عَدَّ ذو فَخْرٍ سِواها هِضابَها
إذا انتَسَبَتْ بينَ الخلائقِ ألحقَتْ
أواصرَها بالمُصطفى وانتسابَها
و إن حَمَلَتْ سُمْرَ الرِّماحِ لمَشْهَدٍ
رأيْتَ أُسُودَ الغابِ تَحمِلُ غابَها
و سالَت بهم تِلكَ البِطاحُ كأنما
أسالوا عليها بالحديدِ سَرابَها
بِهِمْ عَرَفَتْ زُرْقُ الأَسِنَّة ِ رَيَّها
كما عَرَفَتْ بِيضُ السيوفِ خِضابَها
أبا أحمدٍ أصبَحْتَ شَمْسَ مَكارمٍ
تُضيءو مِصباحَ العُلى وشِهابَها
أبوك الذي سقَّى الحَجيجَو لم يَزَلْ
بمكَّة َ يَروي رَكْبَها ورِكابَها
و لمَّا أقامَ المَحْلُ بينَ بيوتِهم
دعا اللّهَ فيه دعوة ًفأجابَها
و لم يَثْنِ طَرْفَ العينِ حتى تَهَلَّلَتْ
مَدامعُ مُزْنٍ لا تَمَلُّ انسكابَها
فأعتَبَتِ الأرضُ السماءَ بجاهِهِ
غَداة َ تولَّى عن قريشٍ عتابَها
بني هاشمٍ أعطاكمُ الحقُّ رُتبة ً
يُقَصِّرُ عنها مَنْ يُريدُ اغتصابَها
فأشرقَ منها في القلوبِ ضياؤكم
فأذهبَ عن تلك النُّفوسِ ارتيابَها
منعتُم بني مَروانَ حَوْزَتَها بكم
و حُزتُم على رَغمِ الأُنوفِ نِهابَها
و آثرتُمُ فَكَّ العُناة ِو إنما
يُمَلِّكُكُم عِتْقُ الرِّقابِ رِقابَها
و مَنْ يَنْأَ عن إرْثِ النُّبوَّة ِ والهُدى
فأنتُم وَرثتُم هَدْيَها وكِتابَها
و هل يتحلَّى بالخِلافَة ِ غيرُكم
و أنتم سلَبْتُم عبدَ شمسٍ ثيابَها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> إذا السَّحابُ حَداه البرقُ مَجْنُوبا
إذا السَّحابُ حَداه البرقُ مَجْنُوبا
رقم القصيدة : 59526
-----------------------------------
إذا السَّحابُ حَداه البرقُ مَجْنُوبا
و حَثَّ منه وَميضُ البرقِ شُؤْبُوبا
و حنَّ حتى أجابَ النَّبْتَ حَنَّتَه
كأنه مُذكِرٌ أشجانَها النِّيبا
و حمَّلَ الريحَ حِمْلاً لا كِفاءَ له
يُعيدُ مَنكِبَه بالثِّقْلِ مَنكوبا
و سارَ جَحفلُه في الجوِّ وانتشرَتْ
أعلامُهفحَباها البرقُ تَذهيبا
و خِيلَبينَ ضِرامٍ ساطعٍ وَحَيَاً
أبو الفوارسِ مَرجُوّاً ومَرهوبا(79/113)
فجاد حَيّاً أُرَوِّي في زيارتِهم
خوفاً وظنّاً أُوَرِّي عنه تغييبا
و إن حَمى البينُ عَذْباً من موارِده
إلا خيالاً يَزيدُ القلبَ تَعذيبا
و ربَّما جَنَّبتْ ريحُ الجنوبِ حَياً
رَدَّ الجَوى فيه حتى عادَ مَربوبا
و شبَّ لي في سوادِ الليل بارقُه
فخِلْتُه في سوادِ القَلبِ مَشبوبا
أقولُ والرّيحُ تَثْني من أعِنَّتِه
على الثَّنِيَّة ِ أَلاَّ رُحْتَ مَسلوبا
أرضٌإذا نُسِجَتْ فيها مَطارِفُها
زادَتْ لطِيبِ الثَّرى أطرافُها طِيبا
لا تستغيثُ إلى الأنواءِ تُربتُها
إذا استغاثَ إليها التَّرْبُ مَكروبا
دَساكِرٌو رياضٌ حينَ ساعدَني
دِينُ البَطالَة ِ كانت لي محاريبا
و ما تَنَمَّرَ جِلبابُ الغَمامِ بها
إلا كسا الرَّوْضَ من نَهرٍ جَلابيبا
كأنما الغيثُمُرفَضّاً بعَقوتِها
نُعْمى الأميرإذا ارفَضَّتْ شآبيبا
الواهبِ النفْسَ للأرماحِ في نَشَبٍ
يُعيدُهُ في طِلابِ الحَمْدِ مَوهوبا
بينا تراه وأسلابُ الملوكِ له
رأيْتُه بسِجالِ العُرفِ مَسلوبا
كالغيثِ يَبسِمُ للرُّوَّادِ بارِقُه
و ربَّما عادَ في الأعداءِ أُلْهُوبا
أقامَ للرِّفْدِ سُوقاً من مَكارِمِه
يُضحي الثَّناءُ إليهاالدَّهرَمَجلوبا
و دَرَّتِ الجُودَ وَعْداً صادقاً يَدُه
و كان ظَنّاً على الأياتمِ مَكذوبا
حِلمٌ ومَكرُمَة ٌما دارَ بينَهما
إلا أراكَ هِضاباًأو أهاضيبا
يُقابلُ الخَصْمُ منه مَنْطِقاً ذَرِباً
و القِرْنُ أزرقَ ماضي الحدِّ مَذْرُوبا
أَغَرُّ لا تَخْضِبُ الصَّهباءُ راحتَه
حتى يَرُدَّ القَنا رَيَّانَ مَخضوبا
أقولُ للمُبتغي إدراكَ سُؤدُدِهِ
خَفِّضْ عليكَ فليسَ النجمُ مطلوبا
إنْ تسألِ السِّلمَ تَسْلَمْ من صَوارِمِه
أو تُؤثِرِ الحربَ تَرجِعْ عنه مَحروبا
كم من جَبينٍ أنارَ السيفُ صفحتَه
فعادَ طِرْساً بحدِّ السَّيفِ مَكتوبا
و كم له في الوغى من طَعنة ٍ قتلَتْ
عِداهأو نثَرت رُمحاً أنابيبا
قومٌ إذا جَرَّدوا البِيضَ الرِّقاقَ حوَوْا(79/114)
جُردَ الصَّواهلِ والبِيضَ الرَّعابيبا
بَادُونَ للعِزِّ يَبدو ضَوءُ نارِهِمُ
لَيلاً إذا باتَ ضَوءُ البرقِ مَحجوبا
يُعِدُّ من تَغلِبَ صِيداً غَطارِفَة ً
أَضحى مُغالِبُهُم في الحربِ مَغلوبا
أَرسَوا قِبابَهم في البرِّو اتَّخذوا
سُوراً عليه من الأَرماحِ مَضروبا
إليكَوافَتْ بنا الآمالُ مُهدِية ً
دُرَاً إلى لُجَجِ الأَفكارِ مَنسوبا
من كلّ ِمَخدومة ِ الألفاظِ خادمة ٍ
على نَفاسَتِها الغُرَّ المَنا جيبا
و كم لأفكارِنا من سِلْكِ قافية ٍ
أصابَ دُرَّ مَساعٍ منك مَثقوبا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> تَباعَدَ عَنْ عِرْسِه جَعفرُ
تَباعَدَ عَنْ عِرْسِه جَعفرُ
رقم القصيدة : 59527
-----------------------------------
تَباعَدَ عَنْ عِرْسِه جَعفرُ
فَسرَّهُما البُعدُ بعدَ اقترابِ
و كانت تَصبى إلى غيره
و كانَ إلى غيرِها ذا تَصَاب
فبَينا هُما يَتْبعانِ الهَوَى
على حَذَرٍ مِنهُما وارتقابِ
أتاحَ الزمانُ لهُ سَفرة ً
مُعجَّلة ً لم تَكُنْ في الحِسابِ
فمكَّنَها من قِيادِ الزُّناة ِ
و تُمكِنُه من قِيادِ القِحابِ
فوَدَّا وقد وُفقا للفِراقِ
بأنَّ التَّلاقيَ يومَ الحِسابِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قد أمكنَ الطالبَ مطلوبُ
قد أمكنَ الطالبَ مطلوبُ
رقم القصيدة : 59528
-----------------------------------
قد أمكنَ الطالبَ مطلوبُ
و أسعَدَ الغُرُّ المناجيبُ
و الغَيثُ قد بانَ له عارضٌ
على بِساطِ الرَّوضِ مَسكوبُ
و الفجرُ كالراهبِ قد مُزِّقَتْ
من طَرَبٍ عنه الجلابيبُ
فقُمْ بنا نَنعَمُ في مَنزلٍ
نعيمُه الدائمُ محبوبُ
و نشتري منه رخيصاً به
كأنه للرُّخصِ موهوبُ
بيتٌ بَنَتْهُ حُكماءُ الوَرى
فهو إلى الحكمَة ِ مَنسوبُ
مُجاورُ النَّارِ ولكنَّه
يُجاورُ الروحَبه الطِّيبُ
حَرٌّ هو الظِّلُّ لأجسادِنا
و الحَرُّ للأجسامِ تعذيبُ
طابَ فلو رَدَّ شبابَ امرءٍ
لارتدَّ شُبّاناً به الشِّيبُ
كأنهإذ ضَحِكَتْ جُدْرُهُ(79/115)
من خالصِ الفِضَّة ِ مَصبوبُ
كأَنَّ ما قُبِّبَ من سَقفهِ
قِحْفٌ من البَلُّورِ مكْبوبُ
كم سالبٍ بِزَّة َ أعدائِه
أطرقَ فيهو هو مَسلوبُ
فربَّ شَيْءٍ فيه أبصرْتَه
لولاه أضحى وهو مَحجوبُ
يخلو وفيه من صُنوفِ الوَغى
للصَّيدِ والقَصْفِ أعاجيبُ
تعترضُ الخيلُ على جُدره
قُبْلاً فًمجنوبٌ ومَركوبُ
و تلتقي بالبِيضِ فرسانُه
فضاربٌ منهم ومضروبُ
مَنظرُ حربٍ ما لها مَخْبَرٌ
سلاحُها بالدَّمِ مَخضوبُ
لا يَرتجي العزَّ بها غالبٌ
و لا يخافُ الذُّلَّ مغلوبُ
و تطرُدُ الوحشَ بها أكلبٌ
دامية ٌ منها المَخاليبُ
فَلَبَّة ٌ بالنَّابِ مَلبوبة ٌ
و مَنكِبٌ بالظِّفْرِ منكوبُ
و يَشرَبُ الرّاحَ به شاربٌ
مُرتَفِقٌ بالتاجِ مَعْصوبُ
عِيانُه يُنْبِيكَ عن نعمة ٍ
وَ هْوَ بما عاينْتَ مَكذوبُ
حتى إذا نِلْتَ به لَذَّة ً
ليسَ على مَن نالَها حُوبُ
مِلْنا إلى شُربٍ حلالٍ لنا
إن الحلالَ الطِّلْقَ مَشروبُ
راحَ يُحيِّيكَ بها شادنٌ
زَيَّنَه ظَرْفٌ وتأديبُ
فالمسكُ مهجورٌإذا صُفِّقَتْ
في الكاسو الكافورُ مَسبوبُ
و ليسَ يكبو الهمُّ إلا إذا
أُعمِلَ فيه الكاسُ والكُوبُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> سَلَوْتُ محَمَّداً لمَّا تَمادى
سَلَوْتُ محَمَّداً لمَّا تَمادى
رقم القصيدة : 59529
-----------------------------------
سَلَوْتُ محَمَّداً لمَّا تَمادى
به الهِجرانُو انقطَع العِتابُ
و قد يُنسَى الربيعُ إذا تَولَّتْ
لَيَالِيَهُ وقد يُسْلى الشّبابُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و قريبة ٍ من كلِّ قلبٍ إن بدَتْ
و قريبة ٍ من كلِّ قلبٍ إن بدَتْ
رقم القصيدة : 59530
-----------------------------------
و قريبة ٍ من كلِّ قلبٍ إن بدَتْ
للمَرءِ أدناها إليه وقرَّبَا
روَّى القلوبَ نسيمُها وتلهَّبَتْ
حُسْناً فأّذكَت في القلوبِ تلهُّبا
صفراءُ ما عنَّتْ لِعَيْنيْ ناظرٍ
إلا تَوهَّمَها سِناناً مُذْهَبامكان البيت الرابع
فَكَأَنَّما ذَهَبٌ حَوى كافوره(79/116)
فغدا بِرَيَّاهو راحَ مُطَيَّبَامكان البيت الثالث
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وأَغَنَّ كالرَّشأ الغَري
وأَغَنَّ كالرَّشأ الغَري
رقم القصيدة : 59531
-----------------------------------
وأَغَنَّ كالرَّشأ الغَري
رِ نَشا خِلالَ الرَّبرَبِ
في خَدِّه وردٌ حَما
هُ من القِطافِ بعَقرَبِ
لما سَقاه قهوة ً
في الكاسِ ذاتَ تلهُّبِ
حيَّا بِدَسْتَنْبُويَّة ٍ
مثلِ السِّنانِ المُذْهَبِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> بديعة ٌ جِسمُها زَبَرْجدة ٌ
بديعة ٌ جِسمُها زَبَرْجدة ٌ
رقم القصيدة : 59532
-----------------------------------
بديعة ٌ جِسمُها زَبَرْجدة ٌ
خضراءُ يُخْفي جمالها الحُجُبُ
مجروحة ُ الخصْرِغيرُ دامية ٍ
كما تكونُ الجروحُ والنَّدَبُ
كأنَّهامن جَفاءِ لِبْسَتِها
مَقرورة ٌ والهجيرُ يَلتهبُ
كأنَّما الماءُحينَ تَبْعَثُهُ
ذَوْبُ لُجَينٍمِيزابهُ ذَهّبُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> تَجنَّبَني حُسْنُ المُدامِ وطِيبُها
تَجنَّبَني حُسْنُ المُدامِ وطِيبُها
رقم القصيدة : 59533
-----------------------------------
تَجنَّبَني حُسْنُ المُدامِ وطِيبُها
فقد ظَمِئَتْ نفسيو طال شُحوبُها
و عندي ظُروفٌ لو تَظَرَّفَ دَهرُها
لَمَا باتَ مُغْرى ً بالكآبة ِ كُوبُها
و شُعْثُ دِنانٍ خاوياتٍ كأنَّها
صُدورُ رجالٍ فارقَتْها قلوبُها
فسُقياكَ لا سٌقْيا السَّحابِفإنَّها
هيَ العِلَّة ُ القُصوىو أنتَ طبيبُها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يومُ رَذاذٍ مُمسَّكُ الحُجُبِ
يومُ رَذاذٍ مُمسَّكُ الحُجُبِ
رقم القصيدة : 59534
-----------------------------------
يومُ رَذاذٍ مُمسَّكُ الحُجُبِ
يَضحَكُ فيه السُّرورُ من كَثَبِ
و مَجلِسٌ أُسبِلَتْ ستائرُه
على شُموسِ البَهاءِ والحَسَبِ
و قد جرَتْ خيلُ راحِنا خَبَباً
في جَرْيِهاأو همَمْنَ بالخَبَبِ
و التهَبَت نَارُنَافمنظرُها
يُغنيكَ عن كلِّ منظرٍ عَجَبِ(79/117)
إذا ارتمَتْ بالشَّرارِ واطَّرَدَتْ
على ذُراها مَطاردُ اللَّهَبِ
رأيتَ ياقوتة ً مشبَّكة ً
تَطِيرُ عنها قُراضَة ُ الذَّهَبِ
فسِرْ إلى المجلسِ الذي ابتسمَتْ
فيه رياضُ الجَمالِ والأدَبِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يُحيِّي اشتياقاً بعضُنا بك بعضَنا
يُحيِّي اشتياقاً بعضُنا بك بعضَنا
رقم القصيدة : 59535
-----------------------------------
يُحيِّي اشتياقاً بعضُنا بك بعضَنا
إذا قَبَّلَ الكاسَ الرَّويَّة َ شاربُ
و عندي لك الرَّيحانُ زِينَ بَساطُه
بِزَهْرٍ كما زانَتْ سماءً كو اكبُ
و ذيْلٌ كما انجرَّتْ ذُيولُ غَلائلٍ
مُصَنْدَلَة ٍ تختالُ فيها الكواعبُ
سقاه دموعَ الوَردِ سافٍ أَسالَه
و شابَ له الكافورَ بالمِسكِ شائبُ
و قد أُطلِقَت فيه الشمائلُ وانثَنتْ
مقيّدة ً في جانِبَيْهِ الجَنائبُ
و حافظة ٌ ماءَ الحياة ِ لِفتية ٍ
حياتُهمُ أن تُسْتَلَذَّ المَشارِبُ
يسربلُها أجفى اللِّباسِو إنما
يَليقُ بها أفوافُه والسَّبائبُ
على جَسَدٍ مثلِ الزَّبَرْجَدِ لم يَزَلْ
يُشاكِلُه في لَونِه ويُناسِبُ
إذا استُودِعَتْ حُرَّ اللُّجَينِ سبائكاً
يُصوَّبُ من أجسامِها وهو ذائبُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> شَوى ً أثوابُهُ قُشُبُ
شَوى ً أثوابُهُ قُشُبُ
رقم القصيدة : 59536
-----------------------------------
شَوى ً أثوابُهُ قُشُبُ
و مَدٌّ شأنُه عجَبُ
ترى الأمواجَ تسكُنُ في
غَوارِبه وتضطربُ
كسِرْبِ الوحشِ يبعُدُ في
تناطُحِه ويَقتربُ
و يومٌ يُؤثِرُ اللَّذَّا
تِ فيه من له أدَبُ
و شمسٌ من وراء الدَّجْ
نِ تُسفِرُ ثم تنتقبُ
و مجلِسُنا على شَرَفٍ
بحُجْبِ الغيمِ مُحتَجِبُ
علا فالبرقُ يَبسِمُ دو
نَهو الرعدُ يَنتحِبُ
فَمِنْ شرقِيَّهِ لَهَبٌ ؛
و من غربيِّهِ صَخَبُ
و بين يديه زاهرة ٌ
إلى الأنواءِ تَنتسبُ
لها من كل مُرْتَجِسِ
يَمُرُّ بها أبُ حَدِبُ
يَميلُ بها قضيبُ البا
نِ أحياناً وينتصِبُ
و قد رُفِعَتْ لنا سُودٌ(79/118)
نجومُ سَمَائِها الحَبَبُ
تَجيشُ بما أفاءَ الطِّرْ
فُ والمجنوبة ُ النُّجُبُ
و ترطُنُ مثلَ ما جَعَلتْ
نساءُ الزِّنج تصطَخِبُ
و أحدَقْنا بأزهرَ خا
فقاتٌ فوقَه العَذَبُ
يُواصلُ في اسمه فِضْلَ ال
مُقرَّبِ ثم يُجتَنَبُ
فما يَنفكُّ من سَبَجٍ
يعودُ كأنه ذَهَبُ
و إخوانُ الصَّفاءِ إليْ
كَ مشتاقٌ ومُكتَئِبُ
و ذكرُكَ بَيْنَهُمْ أزكى
من الرَّيحانِ إن شَرِبوا
و قد وافاك مَوْكِبُهُمْ
فكنْ حرّاً كما يَجِبُ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> السري الرفاء >> تصابى فأضحى بعد سلوتِه صبَّا
تصابى فأضحى بعد سلوتِه صبَّا
رقم القصيدة : 59537
-----------------------------------
تصابى فأضحى بعد سلوتِه صبَّا
و عاودَ عمروٌ طوْقَه بعدَ ما شَبَّا
و مرَّ به رَطْبُ البَنانِكأنه
يُميِّلُ من أعطافِه غُصُناً رَطْبا
نَشرْتُ له صَدْرَ العِتابِفقال لي
ظَفِرْتَ بنا فَاطْوِ العِتابَلك العُتبى
و لا وصْلَ إلا أن تَبيتَ أكُفُّنا
ركائبَ تُزْجي من مُدامتِنا رَكْبا
فجدِّدْ بها عهدَ التَّواصُلِ بينَنا
و داوِ بها شَوقاً ونَفِّسْ بها كَرْبا
و كنْيا بْنَ فهْدٍفي الفُتوَّة ِ عاذري
فما زِلتَ خِدْناً للفُتوَّة ِ أو تِرَبا
و لا تَجعَلِ الذَّنْبَ العظيمَ خيانة ً
فليسَ مليحُ الذَّنبِ مُقترِفاً ذَنْبا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يا حُسْنَ لَيْنُوفَرٍ شُغِفْتُ به
يا حُسْنَ لَيْنُوفَرٍ شُغِفْتُ به
رقم القصيدة : 59538
-----------------------------------
يا حُسْنَ لَيْنُوفَرٍ شُغِفْتُ به
يمنَحُه الماءُ صفْوَ مشروبِهْ
كأنه عاشقٌ به ظمأٌ
توهَّمَ الماءَ ريقَ محبوبِهْ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> هَل للوزيرِ أدامَ اللّهُ دولتَه
هَل للوزيرِ أدامَ اللّهُ دولتَه
رقم القصيدة : 59539
-----------------------------------
هَل للوزيرِ أدامَ اللّهُ دولتَه
في صاحبٍ يتحرَّى نُصْحَ مَنْ صَحِبا(79/119)
و عارفٍ بفنونِ الشِّعرِ يَنقُدُها
نَقْدَ الصَّيارفَة ِ الأوراقَ والذَّهَبا
طافَ الذكاءُ به يوماً يكلِّفُهُ
فكادَ يُضرِمُ في أثوابِه اللَّهَبَا
لو أنّ صاحِبَه يوماً يكلِّفُه
ثِقْلَ الجِبالِ إذا ما عدَّه تَعِبا
فَخُذْهُ يَرْضَ الذي تُوليه من حَسَنٍ
و لو نفى الأصفرَينالظَّمْأَ والسَّغَبا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> عندِي إذا ما ارتاحَتِ القلوبُ
عندِي إذا ما ارتاحَتِ القلوبُ
رقم القصيدة : 59540
-----------------------------------
عندِي إذا ما ارتاحَتِ القلوبُ
و حنَّ للصَّيدِ الفتى الطَّروبُ
أداة ُ رزقٍ شأنُها عجيبُ
يُخصِبُ منها المَنزلُ الجَديبُ
كالدِّرعِ أصداها الحيا السَّكوبُ
يَبعَثُها رامٍ بها مُصيبُ
عيونُها عن عينِه تَنوبُ
في ذاخرٍ تيّارُه صَخوبُ
له مجالٌ فيه أو سُروبُ
إذا ابتغى الرِّزقَ بها الطَّلوبُ
أعطَتْه ما يذكو وما يَطيبُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> الكأسُ قُطْبُ السُّرورِ والطَّرَبِ
الكأسُ قُطْبُ السُّرورِ والطَّرَبِ
رقم القصيدة : 59541
-----------------------------------
الكأسُ قُطْبُ السُّرورِ والطَّرَبِ
فاحْظَ بها قبلَ حادثِ النُّوَبِ
و انْظُرْ إلى الليلِ كيفَ تَصدَعُهُ
راية ُ صُبحٍ مُبيضَّة ُ العَذَبِ
كراهبٍ حنَّ للهوى طَرَباً
فشقَّ جِلبابَه من الطَّرَبِ
فاليومَ يومٌ صفَتْ شَمائلُه
بصَفْوِ عيشٍ ومنظَرٍ عَجَبِ
فمن صقيلِ المُدُودِ مُطَّرِدٍ
كأنه ماءُ صفحة ِ القُضُبِ
تَرْعُدُ أحشاؤه لديَّ كما
تَرْعُدُ أحشاءُ هائمٍ وَصِبِ
و من قصورٍ عليه مُشرفَة ٍ
تُضيءُ والليلُ أسودُ الحُجُبِ
بيضٍ إذا الشَّمسُ حانَ مَغرِبُها
حَسِبْتَ أطرافَهُنَّ من ذَهَبِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> كَبوَة ُ الهمِّ بين كاسٍ وكوبِ
كَبوَة ُ الهمِّ بين كاسٍ وكوبِ
رقم القصيدة : 59542
-----------------------------------
كَبوَة ُ الهمِّ بين كاسٍ وكوبِ
و اغتباطِ المُحِبِّ والمَحبوبِ(79/120)
هو يَومي من اللَّذاذَة ِ يُجلي
فِعلَ يومِ الكَريهة ِ المَرهوبِ
حبَّذا اسهُمٌ تُفوِّقُها الأَل
حاظُ لا تُتَّقى بغيرِ القُلوبِ
بينَ خيلٍ من المُدامة ِ قَرَّبْ
نَ إليَّ السرورَ بالتقريبِ
و دِنانٍ أُقِمْنَ صفّاً كما قا
مَغَداة َ اللِّقاءِرَجْلُ حُروبِ
و بواطٍ كأنَّهنَّ وِهادٌ
أترَعَتها سِجالُ غيثٍ سكوبِ
فكأنَّ الكؤوسَ فيها جُنوحاً
أنجمُ اللَّيلِ صُوِّبَتْ للمَغيبِ
نحنُ أبناءُ هذه الكأسِ لا نعْ
دِلُ عن شُربِها إلى مَشروبِ
أدَّبتْنا الأيامُ حينَ أَرَتْنا
بطْشَ أحداثِها بكلِّ أديبِ
وَ عَلِمْنَا أنَّا نَصِيبُ المَنايا
فأخذنا من الهوى بنصيبِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لَبِسَت مُصَندَلة َ الثِّيابِ فمَن رأى
لَبِسَت مُصَندَلة َ الثِّيابِ فمَن رأى
رقم القصيدة : 59543
-----------------------------------
لَبِسَت مُصَندَلة َ الثِّيابِ فمَن رأى
قمراً تَسربَلَ بعدَها أثوابا
و حَكَت من الرَّشأ الرَّبيبِ ثلاثة ً
عيْناً وجِيداً مُفْتِناً وإهابا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> فلقَد حَدا برقُ الغلي
فلقَد حَدا برقُ الغلي
رقم القصيدة : 59544
-----------------------------------
فلقَد حَدا برقُ الغلي
لِ سحائبَ الدمعِ السَّكوبِ
لولاه لم يكُ للمنا
زلِ في دُموعي من نصيبِ
وردَتْ عليه صوالجٌ
لَعِبَت بحبّاتِ القلوبِ
لَمَّا خطبتُ نَدى الحُسي
نِ أَمِنْتُ غائلة َ الخُطوبِ
قَمرُ النَّدى بل ضيغمُ ال
هيجاءِ في اليومِ العَصيبِ
فعُفاتُه في مَرتَعٍ
من سَيْبِ راحتِه خَصيبِ
شِيَمٌ حَلِينَ من الثنا
ءِ كما عَطَلْنَ من العُيوبِ
بغرائبٍ تَهْدي اللُّبا
بَ من الثَّناءِ إلى اللَّبيبِ
لو صافحَتْ سَمَعَ المُحِبِّ
لأَذهلتْهُ عن الحبيبِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و سألتُ عنهفقيلَ مَاتَ لِمَا به
و سألتُ عنهفقيلَ مَاتَ لِمَا به
رقم القصيدة : 59545
-----------------------------------
و سألتُ عنهفقيلَ مَاتَ لِمَا به(79/121)
قلبُ النَّدى لا شكَّ مَاتَ لِما به
و كأنَّما بَخُلَ الزَّمانُ على الوَرى
ببقائِهأو هابَهفبدا به
فلِمَن أصونُ مَدامعي من بعدِه
و لأيِّما أبكيهِ من أسبابِه
لخِطابِه لجوابِه لِصوابِه
لحِفاظِه لِثوابِه لعِقابِه
للحَملِ عن مُنتابِهللنُّصْحِ عن
أسبابِهللصَّفْحِ عن مُغتابِه
للبِيضِ من أثوابِهللزَّهرِ من
آرائِهِللغُرِّ من آدابِه
لِحِجاهأم لِنُهاهُأم لِقِراهأم
لعُلاهأم لنَداه في أصحابِه
أم من يُرَجِّي بعدَه صَرفَ الرَّدى
عن نفسِه بجِلادِه وضِرابِه
هيهاتَ لا يُغني البُكاءُإذا سَطا
أَسَدُ الزمانِ بمِخلَبَيْهِ ونابِه
و لَئِنْ سَقاهُ الموتُ كأساً مُرَّة ً
فلْيَشربنَّ الموتُ مثلَ شَرابِه
العصر العباسي >> السري الرفاء >> فِداؤُكَ مَنْ أوردْتَه منهلَ الرَّدى
فِداؤُكَ مَنْ أوردْتَه منهلَ الرَّدى
رقم القصيدة : 59546
-----------------------------------
فِداؤُكَ مَنْ أوردْتَه منهلَ الرَّدى
و وِرْدُ الرَّدى للعاشقين يَطيبُ
و ما ماتَ حتى أَنْحَلَ الحبُّ جِسمَه
فلم يبقَ فيه للتُّرابِنَصيبُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لمَّا مضى يومُكَ في اللَّذاتِ
لمَّا مضى يومُكَ في اللَّذاتِ
رقم القصيدة : 59547
-----------------------------------
لمَّا مضى يومُكَ في اللَّذاتِ
و في سرورٍ مُعْجِبِ الأوقاتِ
و أقبلَ اللّيلُ على ميقاتِ
و نشر الغرْبُ المُمسَّكاتِ
و مدَّ حتى صِرْنَ مُظْلِماتِ
قُمنا إلى الصيدِ بمُجلِباتِ
مثلِ البدورِ الزُّهْرِ طالعاتِ
تخالُها بالتِّبرِ مُشْرَباتِ
و سُرُجٍ كالشُّهبِ ذاكياتِ
بمُرعداتٍ وبمُبرقاتِ
زاهرة ٍ كزاهرِ النباتِ
تُراعُ منهنّ َمها الفلاة ِ
و أكلبٍ تستغرقُ الصِّفاتِ
ضوامرِ الأحشاءِ مُخطَفاتِ
إلى دماءِ الصَّيْدِ صادياتِ
باسطَة ِ الآذانِ سابِغاتِ
سواقطِ الأرجاءِ ساكناتِ
بلؤلؤِ الطَّلِّ مُقرَّطاتِ
فعَنَّ من سِربٍ ومن ظَباتِ
مشتبِهِ التيجانِ والشِّياتِ
ترى الرَّوامجَ مصندَلاتِ(79/122)
قد جلَّلَتْهنَّ مفرِّجاتِ
عن يققِ البطونِ واللَّبّاتِ
و زُيِّنَتْ منها ذُرى الهاماتِ
فطُوِّقَت من شِبَعٍ طاقاتِ
فلم تزل تنظُرُ حائراتِ
راسفة ً رسْفَ المقيَّداتِ
قد عَمِيتْ عن سُبُلِ النَّجاة ِ
ثمَّتَ صافحنا المُجَنَّباتِ
نحورُها كَثَلَّة ِ الرُّعاة ِ
حتى إذا لاح الصباحُ الآتي
و نشرَ الشرقُ مُعصفَراتِ
تَنْقَضُّ حتى صِرْنَ مُذْهَباتِ
قُمنا بها بيضاً مجرَّداتِ
تَحسِبُها العينُ مفَضَّضاتِ
فعُدْنَ منهنَّ مخضَّباتِ
و ارتفعتْ قدورُنا اللواتي
تعتامُ في الخِصبِ وفي الأَزْماتِ
ترى بناتِ الماءِ غالياتِ
مشرفة ً منها على الحافاتِ
مثلَ كبارِ الراءِ طافياتِ
فهي وما فيها من الأقواتِ
للضيفِ والجيرانِ والجاراتِ
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> السري الرفاء >> رُبَّ صافٍ رَقْرَقَتْه
رُبَّ صافٍ رَقْرَقَتْه
رقم القصيدة : 59548
-----------------------------------
رُبَّ صافٍ رَقْرَقَتْه
الرِّيحُ في متنِ صَفاة ِ
عَبِقٌ من جَرَّ أذيا
لِ رياحٍ عَبِقاتِ
صافحَ الرُّكبانُ منه
صَفْحَتَيْ عَذْبٍ فُراتِ
أودَعَتْه الرّيحُ ما استَوْ
دَعَها زَهْرُ النَّباتِ
فانثَنَوا عنه بأيدٍ
خَضِراتٍ عَطِراتٍ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أهدتْ على نأيِ المحلِّو قد
أهدتْ على نأيِ المحلِّو قد
رقم القصيدة : 59549
-----------------------------------
أهدتْ على نأيِ المحلِّو قد
أنأى التصَبُّرَ طولُ هِجْرتِها
نَارَنْجَة ً منها استُعِيرَ لها
ما أُلبِسَت من حُسْنِ بَهجتِها
فشُعاعُها من نارِ وجنتِها
و نسيمُها من عِطرِ نكهتِها
و كأن ما يُخفيه باطنُها
ما أضمرَتْ من سُوءِ غَدرتِها
و حكى اخضرارٌ شَابَ حُمْرَتَها
قَرصَ الأكفِّ أديمَ وجنَتِها
و أتتكَ مُكْمَلة ً محاسنُها
تختالُ في أثوابِ زينتِها
فشَعارُها صُفْرُ اللُّجَيْنِو من
ذَهَبٍ مَصوغٍ ثوبُ بِذْلَتِها
تُهدي إلى الأرواحِ من بُعُدٍ(79/123)
تُحَفَ السُّرورِ بطيبِ نَشْرتِها
و يصونُها مسرَى روائِحِها
من أن تباشرَها بشمَّتِها
فاشربْ عليها من شقيقتِها
في نعتِ ريَّاها وصيغتِها
و اعطِفْ عِنانَ النفسِ عن فِكَرٍ
راحتْ معذَّبة ً بصحبتِها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَمُقدِمٌيا أبا المِقدامِأنتَ على
أَمُقدِمٌيا أبا المِقدامِأنتَ على
رقم القصيدة : 59550
-----------------------------------
أَمُقدِمٌيا أبا المِقدامِأنتَ على
شِعريو تاركُهُ أسلابَ غاراتِ
إني خلعتُ إليه العذرَ مُنسلِخاً
من الحِجَاسابحاً في بحرِ غاراتِ
و كيف شنَّ أبو الغاراتِ غارتَه
عليَّ مُقتحماً بالخيل ساحاتي
إن المجانينَ لا تُلحَى إذا اجتَرَمَتْ
و لا تُلامُ على إتيانِ سوءاتِ
ما كنت أحذر عارات النبيط ولا
أخاف عض كلاب مستكينات
يا مُدَّعي الشِّعْرِ كُنْ منه على وَجَلِ
فقد مُنِيتَ بشيطانٍ له عات
ذَلَلْتَ ذِلَّة َ ذي جهلٍو قد كثُرَتْ
في أخدعَيكَ وفي اليافوخِ ذِلاّت
صفْعٌأخذْتَ به شِعْري بِرُمَّتِه
فنِلْتَ ثأرَك ثم ازددْتَ ثاراتِ
وهَبْكَ حاولتَ مَدحاً تستميحُ به
فلِمْ جَريتَ على تلك المَلاماتِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> إني هُديتُ لنعمة ٍ مكنونة ٍ
إني هُديتُ لنعمة ٍ مكنونة ٍ
رقم القصيدة : 59551
-----------------------------------
إني هُديتُ لنعمة ٍ مكنونة ٍ
فأَثَرتُها من تُربة ٍ وصَفاة ِ
بئرٍ كأنَّ رِشاءَها في مائِها
سمراءُ قد رُكِزَتْ على مِرآة ِ
كافورة ُ الصَّيفِ التي تحيا بها
طوقتها بفرائد اللبات
طَوّقْتُها حجَراًو لو أَنْصَفْتُها
طوَّقْتُها بقلائدِ اللَّبَّاتِ
ملَكت ثناءَ جوانحيفجميعُها
يُثني بما أَولَت من الحَسناتِ
و لَكَمْ مُنِيتُ بغيرِها فكأَنَّما
حاولتُ خيرَ مضيِّعِ الخَيراتِ
تُعطيك بعدَ الكَدِّ ماءُ آجناً
طَرْقاً كفَقْدِ الماءِ في الفَلواتِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> شِيَمُ الأميرِ وفَتْ لنا بعِداتِها
شِيَمُ الأميرِ وفَتْ لنا بعِداتِها(79/124)
رقم القصيدة : 59552
-----------------------------------
شِيَمُ الأميرِ وفَتْ لنا بعِداتِها
فَجَرَتْ سحائبُ جُودِه لعُفاتِها
لا تَعدَمُ العَلياءُ منه شَمائلاً ؛
حَسناتُ هذا الدهرِ من حَسناتِها
نَفديه إنْ كُنَّا الفِداءَ لنفسِه
من حادثِ الأيَّامِ أو نَكَباتِها
شكَتِ العُلى لمَّا شكَتْه جُفونُه
فشَكاتُه مَقرونة ٌ بشَكاتِها
قد قلتُ للأعداءِمهلاًإنها
نُوبٌ تجلَّى الصبحُ من ظُلُماتِها
قالوااشتكى رمَداً حًمى أجفانَه
سِنَة َ الرُّقادِو غضَّ من لَحَظاتِها
فأجبتُهُم لم تَرمَدِ العينُ التي
تحمرُّ بأساً يومَ حربِ عُداتِها
لكنْ رأته مُحارباً أموالَه
بنَوالِه فَجَرَتْ على عاداتِها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لا تأخُذَنِّي بجُرمِ كاساتِ
لا تأخُذَنِّي بجُرمِ كاساتِ
رقم القصيدة : 59553
-----------------------------------
لا تأخُذَنِّي بجُرمِ كاساتِ
فما جناياتُها جِناياتي
فالسُّكرُ بَرِّيَّة ٌ بلا عَلَمٍ
يَضَلُّ فيها أخو الهِداياتِ
إن كنتَ عني الغداة َ مُنصرِفاً
فالحَظْ ثنائيو الحظْ مُوالاتي
و إن جرَت زَلَّة ٌ على سَكَرٍ
فإنها اليومَ بِكرُ زَلاَّتي
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لو سَالَمَتْهُ سجايا طَرفِكَ السَّاجي
لو سَالَمَتْهُ سجايا طَرفِكَ السَّاجي
رقم القصيدة : 59554
-----------------------------------
لو سَالَمَتْهُ سجايا طَرفِكَ السَّاجي
لكان أوَّلَ صَبٍّ في الهَوى نَاجِي
سرَتْ أوائلُ دمعِ العينِ حينَ سرَت
أوائلُ الحيِّ من ظُعْنٍ وأحداجِ
و من وراءِ سُجوفِ الرَّقْمِ شَمسُ ضُحى ً
تجولُ في جِنحِ ليلٍ مُظلمٍ دَاجِي
مقدودة ٌ خَرَطَت أيدي الشبابِ لها
حُقَّينِ دونَ مجالِ العِقْدِ من عاجِ
كأنَّ عَبْرَتَها يومَ الفِراقِ جرَتْ
من ماءِ وجنتِها أو ماءِ أوداجِ
ما للقوافي خَطَت قَوماً محاسنُها
وَ أُلْهِجَتْ بابنِ فَهدٍ أيَّ إلهاج
فكلٍّ يومٍ تُريهِ رَوضة ً أُنُفاً(79/125)
تُربي على الروضِ من حُسنٍ وإبهاجِ
مُفوَّقاتٌ إذا استسقَت أناملُه
ضَحِكْنَ من عارضٍ للجُودِ ثَجَّاجِ
ثَنى المديحُ إليه عِطْفَهفثَنى
أعطافَهو منه في وَشيٍ وديباجِ
أغرُّ ما حكَمت يُمناه في نَشَبٍ
إلا تحكَّم فيه الآملُ الراجي
و مُتعِبٌ في طِلابِ المجدِ هِمَّتَه
مُواصلٌ للسُّرى فيه بإدلاجِ
مَعمورة ٌ بذوي التِّيجانِ نِسبتُه
فما يُعدِّدُ إلا كلَّ ذي تاجِ
تَسطو بأسمرَ يُمضيه سَنا قَبَسٍ
بينَ الشَّراسيفِ والأحشاءِ ولاَّجِ
و البِيضُ فوقَ متونِ الزَّعْفِ خافقة ٌ
كأنهن حريقٌ فوقَ أمواجِ
عزْمٌ إذا نابتِ الأقوامُ نائبة ٌ
تكشَّفَتْ عن سِراجٍ منه وهَّاجِ
أبا الفوارسِإني مُطلِقٌ هِمَمي
فيما أحاولُ من نأيٍ وإزعاجِ
منافرٌ نفَراً رثَّت حِبالُهمُ
و أنهجَ الجودُ فيهم أيَّ إنهاجِ
ترى الأديبَ مُضاعاً بين أظهُرِهم
كأنه عربيٌّ بينَ أعلاجِ
فليسَ يُطرِبُهم أني مدحتُهمُ ؛
و ليس يُغْضِبُهُم أني لهم هاج
و أنتَ تعلمُ أنِّي جَدَّ لي سَفَرٌ
إني إلى الكُتْبِ فيه جِدُّ مُحتاجِ
فما يُطيلُ مُقامي في ديارِهمُ
إلا انتظارُ طواميرٍ وأدراجِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> صرَفْتُ عَنِ الكثيرِ الوَفْرِ طَرفي
صرَفْتُ عَنِ الكثيرِ الوَفْرِ طَرفي
رقم القصيدة : 59555
-----------------------------------
صرَفْتُ عَنِ الكثيرِ الوَفْرِ طَرفي
و ها أنا للقليلِ الوَفرِ رَاجِي
و كم من نُطْفَة ٍ عَذُبَتْ وطابَتْ
أحبُّ إليَّ من بحرٍ أُجاجِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و مُجرّدٍ كالنَّصلِ أسْلمَ نفسَه
و مُجرّدٍ كالنَّصلِ أسْلمَ نفسَه
رقم القصيدة : 59556
-----------------------------------
و مُجرّدٍ كالنَّصلِ أسْلمَ نفسَه
لمجرَّدٍ يكسوه ما لا ينسُجُ
ثوباً تمزِّقُهُ الأناملُ رِقَّة ً
و يُذيبُه الماءُ القَرَاحُفيبهُجُ
فكأنه لَمَّا التقى في خَصره
نصفان ذا عاجٌ وذا فَيروزَجُ(79/126)
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و روضة ُ آذَرْيونَ قد زُرَّ وسْطَها
و روضة ُ آذَرْيونَ قد زُرَّ وسْطَها
رقم القصيدة : 59557
-----------------------------------
و روضة ُ آذَرْيونَ قد زُرَّ وسْطَها
نَوافجُ مِسْكٍ هيَّجَت قلبَ مُهتاجِ
تراها عيوناً بالنَّهارِ روانياً
و عند غروب الشمس أزرارَ ديباجِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> سارية ٌ في الظَّلامِ مُهدِية ٌ
سارية ٌ في الظَّلامِ مُهدِية ٌ
رقم القصيدة : 59558
-----------------------------------
سارية ٌ في الظَّلامِ مُهدِية ٌ
إلى النفوسِ الرَّدى بلا حَرَجِ
شائلة ٌ في ذُنَيْبِها حُمَة ً
كأنها سَبْجة ٌ منَ السَّبَجِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> رأيتُ الناسَ ذا جُودٍ ومَنْعٍ
رأيتُ الناسَ ذا جُودٍ ومَنْعٍ
رقم القصيدة : 59559
-----------------------------------
رأيتُ الناسَ ذا جُودٍ ومَنْعٍ
فذا يُثنَى عليهو ذاك يُهجَى
و فَقْدُ الثلجِ في إبَّانِ قَيْظٍ
تَذُوبُ له الصخورُ الصُّمُّ وَهْجا
فجُدْ بالقوتِ منه تَحُزْ ثَناءً
أراكَ بفضلِه أَولى وأحْجَى
و لا تتعَجَّبَنْ مِنْ بَرْدِ شِعري
فإني طالبٌ بالثًّلجِ ثَلْجَا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لَمَّا رأينا خُمارَ الكأسِ يَعْلَقُنَا
لَمَّا رأينا خُمارَ الكأسِ يَعْلَقُنَا
رقم القصيدة : 59560
-----------------------------------
لَمَّا رأينا خُمارَ الكأسِ يَعْلَقُنَا
عُجْنا إلى عاجٍ أرضُه سَبَجُ
بيتٌ له داخلٌ حَلَّ النَّعيمُ به
و خارجٌ فيه للقلبِ الشَّجي فَرَجُ
ذو قُبَّة ٍ كسماءٍو البُدورُ بها
جاماتُها في ذُرى ً في الجوِّيَنشَرِجُ
حَرٌّ وبَردٌ سَواءٌو الهواءُ به
مُعَدِّلٌ قِسمة ً ما شانَها عَوَجُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لَمحة ُ البارقِ من حيثُ لَمحْ
لَمحة ُ البارقِ من حيثُ لَمحْ
رقم القصيدة : 59561
-----------------------------------
لَمحة ُ البارقِ من حيثُ لَمحْ(79/127)
طَمَحَتْ للشَّوقِ وَهْناً فطَمَحْ
أَذكَرَتْنا الجِيرَة َ الغادين من
برقة ِ الأبرقِ والرَّكْبَ الرَّوَحْ
و الخيامَ المُسْتَقِلاَّتِ ضُحًى
بظِباءِ نَزَحَتْ فيمن نَزح
و تَرى الكارين مَغبوقاً به
رَوَقُ الغيثِ بهأو مُصطَبَح
و قُرى دِجلة َ تَطفو فوقَه
واضحاتِ النَّهْجِ ما فيه وضَح
كلُّ خَفَّاقِ الجَناحينإذا
فارَقَته غَمْرة ُ الماءِ جَنَج
و الرُّبا من شاطىء ِ النَّهرِإذا
سَرَبَ الماءُ عليه وسَرَح
و اختيالُ الرَّوضِ في وَشْيِ الحَيا
و اعتراضُ الجوِّ في قَوسِ قُزَح
وَطَنُ اللَّهوِفَمن مجروحة ٍ
دمعُها الرّاحُو دمعٌ مُجتَرَح
يُسلِمُ الدمعَ عليه نازحٌ
لو رآه أسلمَ الدمعَ قُزَح
حَبَّذا أحناؤه لا المُنحَنى
و ذُرى الطَّلْحِ به لا مُطَّلَح
حيثُ تُرْبُ الأرضِ مِسكٌ راقدٌ
فإذا نبَّهه القَطْرُ نفَح
و مَقالُ الشَّرْبِ للساقي أَدِرْ
فَلَكَ الرّاح وللطاهي برَح
يا ابْنَ فَهْدٍ أنتَ لي جارٌإذا
حادثٌ أعضلَأو خَطْبٌ فَدَح
كلُّ قولي لكَ ما هذا ندى ً
حين قولي لأُناسٍ ما أشحّ
أَرَبي أن أجلُبَ الحمدَ إلى
يَعرُبيّ الفخْرِأو أُهدي المِدَح
وَهَبَ المجدُ له أوضاحَه
فارتداهُنَّو للنَّاسِ التَّرَح
بات يجري والحيا في طَلَقٍ
كلَّما كلَّ مُجاريه جَمَح
هِمَّة ٌ إن شامَها غاضَتْ به
هِمَّة ٌ إن رامَها لاحٍ ألحّ
أصلحَ اللّهُ لكَ الدَّهرَفقد
أصلحَتْ يُمناك دهري فصَلُح
هو عيشٌ عادَ في صِحَّتِه
و هلالٌ عادَ للسُّقْمِ شَبَح
و صِيامٌ أزعجَت بارحَه
سانحاتُ الفِطرِ من حيثُ سَنَح
و رياضٌ تُجتَلى في طَرَفٍ
نظمَ القَطْرُ حِلاها ومَلُح
فإذا مرَّ بها مُرتَجِزٌ
عاد فيها هَزِجَ الصَّوتِ أَبَحّ
فالبَسِ البُردَ الذي منه ضَفا
و ادخلِ البابَ الذي منه انفتَح
و اقتدِح نارَ سرورٍ زَنْدُها
حينَ يخبووجهُ ساقٍ وقَدَح
بينَ أوتارٍ إذا ما استُنطِقَتْ
نثِرَ العُنَّابُ فيه والبلَح
و إذا ازْدَدْتَ لشيءٍ فَرَحاً
فليَزِد شانيكَهمّاً وترَح(79/128)
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قلْ للأميرِ الذي علا فغَدا
قلْ للأميرِ الذي علا فغَدا
رقم القصيدة : 59562
-----------------------------------
قلْ للأميرِ الذي علا فغَدا
مُرتدياً بالعُلى ومتَّشِحا
فتحْتَ بابَ العُلىو مثلُك لا
يُغْلِقُ بابَ النَّدى الذي فَتحا
حاشاكَ أن تَعدَمَ السَّماحَو أن
يَخيبَ راجيكَ بعدَ ما نَجَحا
و أن يقولَ العذولُ مُبتهجاً
أفاقَ من نَشوة ِ النَّدى فصَحا
نَشدتُكَ اللّهَ والذين غدا
فضلُهُمُ في الكتابِ مُتَّضِحا
لا تَقطَعَنْ عادتي التي سَلَفَتْ
و لا تَرُدَّنَّ سَرحتي بَرَحا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> سأحتجُّ للمِلحيِّ أَقْوَمَ حُجَّة ٍ
سأحتجُّ للمِلحيِّ أَقْوَمَ حُجَّة ٍ
رقم القصيدة : 59563
-----------------------------------
سأحتجُّ للمِلحيِّ أَقْوَمَ حُجَّة ٍ
و إن كانَ شِعْري من ظُباهُ جَريحا
يقولونَ قُفْصيٌّ عَسا بَظرُ أمِّهِ
و سالَمَه المُوسى فراحَ صَحيحا
و ما ضَرَّه أن صافحَ البَظْرُ وَجْهَهُ
إذا كان مَختونَ اللسانِفَصيحا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> على الرُّغْمِ بُدِّلتُ من رُغمِ لاح
على الرُّغْمِ بُدِّلتُ من رُغمِ لاح
رقم القصيدة : 59564
-----------------------------------
على الرُّغْمِ بُدِّلتُ من رُغمِ لاح
و مِن نُزَهي في الوجوهِ الصِّباحِ
و شُربي المُدامة َ ممزوجة ً
مُحرَّمُها بالحَلالِ المُباحِ
و مُخْطَفَة ِ القَدِّ مُهتزَّة ٍ
تباكرُني قبلَ حَيْنِ الصَّباحِ
فتُسفِرُ عن مثلِ وَردِ الربيعِ
و تَبسِمُ عن مثلِ نَوْرِ الأقاحي
بيومٍ يَجُدُّ به الدارعونَ
فلا يعرفونَ سبيلَ المِزاحِ
تَرُشُّ به السُّمْرُ طَعناً تَرى
مواقفَنا منه حُمرَ النَّواحي
و يخطِرُ في هَبْوَتَيْهِ الكَميُّ
بقَلْبٍ جريءٍ ووجهٍ وَقاحِ
و سابغة ٍ مثلِ سَرْدِ الشُّجاعِ
أوِ الماءِ عندَ هبوبِ الرِّياحِ
و أبيضَ يلمَعُ في مَتنِهِ
إذا ضَلَّبَرقُ الحِمامِ المُتاحِ(79/129)
فمَنْ راحَ يُسخِطُ عُذَّالَه
و يُرضي الهَوى بينَ عُودٍ وراحِ
فإني عَدِمتُ تَثنِّي القُدودِ
و بُدِّلْتُ منه بثَنْيِ الرِّماحِ
و كنتُ أَشيمُ بروقَ الثُّغورِ
فصِرتُ أشيمُ بروقَ الصِّفاحِ
و ما إن سَمِعْتُ غِناءَ الحدي
دِإلاَّ ذكرتُ غِناءَ الوِشاحِ
فليتَ ضجيعيَليلَ التَّما
مِيَعلمُ أني ضجيعُ السِّلاحِ
أراعي المنيَّة َ عندَ الغُدُوِّ
و أنتظرُ الحَتْفَ عندَ الرَّواحِ
و لو أنَّ لي حيلة ً في الفِرارِ
فررْتُ وهانَ عليَّ افتضاحي
متى أطإِ الأرضَ مُبيضَّة ً
جوانبُها أو أرى الجوَّ صاح
فأُلبِسُ خيلَ الوغَى راحة ً
و أُتعِبُ في اللَّهوِ خيلَ المِراحِ
عَسى القُربُ يُطفىء ُ من لوعتي
و يُنْقِصُ من غُلَّتي والتياحي
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> السري الرفاء >> زِدْني منَ العَذلِ فيها أيُّها اللاحي
زِدْني منَ العَذلِ فيها أيُّها اللاحي
رقم القصيدة : 59565
-----------------------------------
زِدْني منَ العَذلِ فيها أيُّها اللاحي
إنَّ الفُؤادَ إليها جِدُّ مُرتاحِ
بيضاءُ تنظُرُ من طَرْفٍ تُقلِّبُهُ
مُفَرِّقٌ بينَ أجسامٍ وأرواحِ
ماءُ النَّعيمِ على دِيباجِ وَجنتِها
يجولُ بين جَنى وردٍ وتُفَّاحِ
رَقَّتْ فلو مُزِجَ الماءُ القَراحُ بها
والرّاحُ لامتزَجَتْ بالماءِ والرَّاحِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لم أَلْقَ رَيحانة ًو لا رَاحا
لم أَلْقَ رَيحانة ًو لا رَاحا
رقم القصيدة : 59566
-----------------------------------
لم أَلْقَ رَيحانة ًو لا رَاحا
إلا ثَنَتْني إليكَ مُرتاحا
و عِندَنا ظبية ٌ مُهَفْهَفَة ٌ
تَرأَمُ طفلا هناك صَدَّاحا
تُفسِدُ قلبي إن أَفسدتْهُو لا
أرى لما أفسدَتْه إصلاحا
و فتية ٌ إن تذكَروا ذكَرُوا
من الكلامِ المليحِ أرواحا
و قد أضاءَت نجومُ مجلسِنا
حتى اكتسَى غُرَّة ً وأوضَاحا
لو جَمَدَتْ راحُنا غدَتْ ذَهباً
أو ذابَ تُفَّاحُنا اغتدى راحا(79/130)
عِصابة ٌ لو شَهِدْتَ مَجلِسَهم
كنتَ شِهاباً لهم ومِصباحا
أُغلِقَ باب السُّرورِ دونَهمُ
فكُنْ لِبابِ السُّرورِ مِفتاحا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قامَت تَثَّنى بينَ أترابِها
قامَت تَثَّنى بينَ أترابِها
رقم القصيدة : 59567
-----------------------------------
قامَت تَثَّنى بينَ أترابِها
و فائحُ العنبرِ منها يَفوحْ
راهبة ٌ للّهِ في نُسوَة ٍ
قد أُلبِسَتْ قضْبَ اللُّجَينِ المُسُوح
كأنهاإذ سَفَرَتْروضَة ٌ
ألبسَها الزَّهْرُ صَبيحاً مَليح
لولاك لم أمشِ إلى بِيعة ٍ
و لو مشَى حوْلاً إليَّ المَسيحْ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> نَفسي فِداؤُكَ كيفَ تصبِرُ طائعاً
نَفسي فِداؤُكَ كيفَ تصبِرُ طائعاً
رقم القصيدة : 59568
-----------------------------------
نَفسي فِداؤُكَ كيفَ تصبِرُ طائعاً
عن فِتيَة ٍ مثلِ البُدورِ صِباح
حَنَّتْ نفوسُهمُ إليك فأعلَنوا
نَفَساً يَقُدُّ مَسالكَ الأرواحِ
و غدَوا لراحِهِمُو ذكرُكَ بينَهم
أذكى وأطيبُ من نسيمِ الرَّاحِ
فإذا جرَتْ حَبَباً على أَقْدَاحِهِمْ
جعلوكَ رَيحاناً على الأقداح
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و هواكَلو كان المَلامُ صَلاحا
و هواكَلو كان المَلامُ صَلاحا
رقم القصيدة : 59569
-----------------------------------
و هواكَلو كان المَلامُ صَلاحا
ما زادَ قلبي لوعة ً وجِراحا
أَحبِبْ إليَّ بليلة ٍ أفنيتُها
حتى الصَّباحِ تَفَكُّهاً ومِزاحا
ما كان لو مَدَّت عليَّ جَناحَها
للوصلِ ما غَنَّى الحَمامُ وناحا
باتَتْ يداي له وُشاحاً لازماً
حتى كسا الليلَ الصَّباحْ وشُاحا
قم فاَنْفِ بالكاساتِ سُلطانَ الكَرى
واجعَلْ مَطايا الرّاحِ منكَ الرَّاحا
لا تأسَفَنَّ على الصَّباحِ فحسْبُنا
ضوءُ السَّوالفِ والسُّلافُ صبَاحا
فَضَّ النديمُ خِتامَهافكأنما
فضَّ الخِتامَ عنِ العَبيرِ ففَاحا
لم أَدْرِ إذ حَثَّ السُّقاة ُ كُؤوسَها
أكَواكِباً يَحمِلْنَ أم أَقداحاً(79/131)
إني مَنَحتُ ذوي الصَّلاحِ من الوَرَى
بُغضاًفلستُ إليهِمُ مُرتاحا
مَنْ لي بديرٍ كنتُ مشغوفاً به
لَمَّا عَرَفْتُ الرَّاحَ عادَ رِياحا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قُمْ بنا قبلَ غُرَّة ِ الإصباحِ
قُمْ بنا قبلَ غُرَّة ِ الإصباحِ
رقم القصيدة : 59570
-----------------------------------
قُمْ بنا قبلَ غُرَّة ِ الإصباحِ
و قيامِ السُّقاة ِ بالأقداحِ
نتمشَّى إلى النَّعيمِ الذي في
ه صَلاحُ الأجسادِ والأرواحِ
بيتُ ريفٍ ترودُ عَيْنُكَ فيه
بين بِيضِ الطُّلى وبِيضِ الفِقَاحِ
و تُلاقي الجسومَ في خِلَعٍ من
ه رِقَاقٍ على الجُسومِ مِلاحِ
من سراويلِ سُندُسٍ تملأ العَي
نَ بَهاءً ومن غُلالَة ِ داحِ
و إذا كانَ مِئزَرُ الكَفَلِ النَّه
دِ عدوّاً لطرْفِك الطَّماحِ
فهنيئاً لك الصُّدورُ وما في
هنَّ من ظَاهِرِ الجِمَالِ المُباحِ
و الخدودُ التي نُقِلْنَ من الوَر
دِ إلى عُصْفُرِيَّة ِ التُّفَّاحِ
و مجالُ النِّطاقِ حين تُجيل
الطَّرْفَ في جَنَّة ٍ ومَجرى الوُشاحِ
و إذا ما خَلافحسبُكَ ما في
جُدْرِه من غَرائبِ الأشباحِ
من قِيانٍ برزن ليسَ على الأب
صارِ في نهْبِ حبِّها من جُناحِ
و كُماة ٍ تَهُزُّ بِيضَ سيوفٍ
غيرَ مَرهوبَة ٍو سُمرَ رِماحِ
فإذا ما صَقَلْتَ جِسمَك فيه
بأكفِّ النَّعيمِ صَقْلَ الصِّفاحِ
مِلْتَ من رَبْعِهِ إلى رَغَدِ العَي
شِ غُدُوَّاً مُوصَلاً برَواحِ
تتروَّى من الصَّبوحِ وَ تَفْتَضُّ
نَسيمَ الرِّياضِ قبلَ الصَّباحِ
و أحقُّ الأيّامِ بالقَصْفِ يومٌ
جَنَّيتْ مُزنَه جَنوبُ الرِّياحِ
Webstats4U - Free web site statistics
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أعادَ الحَيا سُكْرَ النَّباتِ وقد صَحا
أعادَ الحَيا سُكْرَ النَّباتِ وقد صَحا
رقم القصيدة : 59571
-----------------------------------
أعادَ الحَيا سُكْرَ النَّباتِ وقد صَحا
و جدَّدَ من عهدِ الربيعِ الذي انمحى
و باتَ زِنادُ البرقِ يَقدَحُ نارَه(79/132)
على الآسِحتى اهتزَّ فيه وقدَّحا
كأنَّ حَمامَ الرَّوضِ نَشْوَانُ كلما
ترنَّمَ في أغصانِه أو تَرَجَّحا
ولاذَ نَسيمُ الرَّوْضِ من طولِ سَيرِه
حسيراً بأطرافِ الغصونِ مُطلَّحا
فباشرَ وَرْدَ الأُقحوانِ مُشرَّفاً
و صافحَ وردَ الباقِلاَءِ مجنَّحا
و حلَّلَ من أزرارِهِ النَّوْرَفاغتدَى
كلفظِ جَليبٍ همَّ أن يتفصَّحا
و شَقَّ على لونِ الخدودِ شَقائقاً
رأَتْه عيونُ السِّربِ أبهى وأصلَحا
أراكَ نصالَ النَّبلِ قبلَ اتِّضاحِه
و حلَّ خَراجُ النبلِ حينَ تفتَّحا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> إنْ عَنَّ لَهْوٌأو سَنَحْ
إنْ عَنَّ لَهْوٌأو سَنَحْ
رقم القصيدة : 59572
-----------------------------------
إنْ عَنَّ لَهْوٌأو سَنَحْ
فاَغْدُ إلى اللَّهوِ ورُحْ
رضيتُ أن أحظَى بعِزِّ
اليأسِ والعِزُّ مِنَح
و صاحبٍ يَقدَحُ لي
نارَ السرورِ بالقَدَح
فرُحتُ مَطويَّ المُنى
لا أزجُرُ الطَّيرَ الرَّوَح
و لا أقولُ لامرىء ٍ
ضَنَّ بمالٍ أو سَمح
و لا أرى من صبوَة ٍ
نَهْجَ التُّقىو إن وَضَح
تُصافِحُ الكأسُ يدي
ما ارتدَّ خطْبٌأو صفَح
في روضَة ٍ قد لَبسَت
من لؤلؤ الطَّلِّ سُبَح
يألَفُني حَمامُها
مغتبِقاً ومُصطَبِح
أُوقِظُه بالعَزفِأو
يُوقِظُنيإذا صدَح
و الجوُّ في مُمسَّكٍ
طِرازُه قَوْسُ قُزَح
يبكي بلا حُزنٍ كما
يَضحَكُ من غيرِ فرَح
كم جامحٍ مُمتَنِعٍ
خلَّيتُه لمَّا جَمَح
و كم عَذُولٍ ناصحٍ
قلتُ لهو قد نَصَح
أَقْصِرْ فمَنْ رامَ صَلا
حَ العيشِ بالكأسِ صَلُح
العصر العباسي >> السري الرفاء >> خَطَراتٌ هي العُلاو ارتياحُ
خَطَراتٌ هي العُلاو ارتياحُ
رقم القصيدة : 59573
-----------------------------------
خَطَراتٌ هي العُلاو ارتياحُ
و غُدوٌّ إلى الوَغَى ورَواحُ
و أيادٍ تحثُهُّنَّ عِداتٌ
مثلَ ما حثَّتِ السَّحَابَ الرِّياحُ
يا حُسامَ الإلهِيا جبلَ الدن
ياو يا بحرَها الذي يُستَماحُ
ففِداكَ الهُمامُ والمَلِكُ المَر(79/133)
جُوُّ للبَذلِ والفَتى الجَحْجاحُ
خَطَأُ قَولُنا لمِثلكيَفدي
ه ذوو النَّقْصِ والنفوسُ الشِّحاحُ
كيفَ تَفدي الرُّبا الشواهقَ أم كي
فَ يُساوى بغَمرَة ٍ ضَحْضَاحُ
بك تَمضي الظُّبَى وتَجري المَذاكي
و يَصولُ الرَّدى ويَدْمَى السِّلاحُ
سَفَرٌ مُسفِرٌ لك السعدُ فيه
قادَه اليُمْنُو انتحاهُ النَّجاحُ
في خَميسٍ كاللَّيلِ وجهُكَ مصبا
حٌ تَجلَّى ضياه بل إصباحُ
هاكَ منك العدوَّ أرقمَ يَسري
في سُراه إليهحَيْنٌ مُتاحُ
عبدُ نُعماكَ منذُ شهرينِ ثاوٍ
فاعتلاقٌ يَحيا به أو سَراحُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وباكية ٍ ليلَها كلَّه
وباكية ٍ ليلَها كلَّه
رقم القصيدة : 59574
-----------------------------------
وباكية ٍ ليلَها كلَّه
تحاكي الصَّباحَ بمِصباحِها
بَصيرة ُ ليلٍ ولكنَّها
ضريرَتُهعندَ إصباحِها
نَجُزُّ لإصلاحِها رأسَها
فإفسادُها عند إصلاحِها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> الكَأْسُ تُهْدِي إلى شُرَّابِها فَرَحاً
الكَأْسُ تُهْدِي إلى شُرَّابِها فَرَحاً
رقم القصيدة : 59575
-----------------------------------
الكَأْسُ تُهْدِي إلى شُرَّابِها فَرَحاً
فَمَا لِهَذَا الفَتَى صِفْراً مِنَ الفَرَحِ
يَصْفَرُّ إنْ صَبَّ سَاقِيهِ لَنَا قَدَحاً
كَأَنَّما دَمُهُ يَنْصَبُّ فِي القَدَحِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أنخْتُ في حانة ِ أُترُجَّة ٍ
أنخْتُ في حانة ِ أُترُجَّة ٍ
رقم القصيدة : 59576
-----------------------------------
أنخْتُ في حانة ِ أُترُجَّة ٍ
و حبّذا حانتُها من مُنَاخْ
ثم اطَّرَحْنا الدِّينَ في بيتِها
حتى انسلَخْنا منه أيَّ انسلاخْ
تُصافحُ الخمرُ به نفسَها
و تزرعُ النسلَ بها في السِّبَاخ
كلُّ سميعٍ في الهوى مُبصِرٌ
أعمى عن الرُّشدِ أصمَّ الصِّماخْ
حتى إذا الشَّمسُ بها آذنَت
خيامَها الصُّفْرَ بحلِّ الأواخْ
راحوا على الراحو قد بدَّلوا
مشيَ الفرازينِ بمشي الرِّخاخ(79/134)
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وَقائِعُ مثلُ ما بدأَتْ تعودُ
وَقائِعُ مثلُ ما بدأَتْ تعودُ
رقم القصيدة : 59577
-----------------------------------
وَقائِعُ مثلُ ما بدأَتْ تعودُ
و خيلٌ ما تُحَطُّ لها لُبودُ
و فتيانٌ تَقِيَّتُهم دُروعٌ
مُضاعفة ٌو صَبرُهمُ عَتيدُ
و تعرين أسفار الأعادي
تمائمه إذا ارتاعَ الحديدُ
و أيامٌ على الإسلامِ بِيضٌ
و هنّ على العِدا حُمْرٌ وسُودُ
تُفتِّحُ زَهْرَة َ الآمالِ فيها
فُتوحٌلا يُقَدُّ لها بَريدُ
يُخبِّرُ عن طِرادٍ يتَّقِيه
كَرى الأعداءِفهو له طَريدُ
و مُبرِقة ُ الحُتوفِإذا أسالَتْ
دماءَ الشِّيبِ شابَ لها الوليدُ
يَبيتُ جِلادُها شَرقاً وغَرباً
حديثاً تَقشَعِرُّ له الجُلودُ
و لا إحجامَ إلاَّ أن تُكفِّي
عنِ البِيضِالحياة ُ أو الخدودُ
خطا الذَّرِبُ الأَصَمُّ إلى سَمَنْدُ
و قَعقَعَة ُ الحديدِ لها حديدُ
أيرهَبُ جانبَ الأعداءِ ميلاً
و سيفُ الدَّولة ِ الرُّكنُ الشَّديدُ
و قادَ الخيلَ قُبّاً يَقتضيها
ذخيرة َ جُهْدِهاأو يستزيدُ
فأرسلَها على الصَّفصافِ يُخفي
سَنا أوضاحِها عنه الكَديدُ
و زارَت أرضَ خَرْشَنَة ٍ رِعالاً
فكادتْ أرضُ خَرْشَنَة ٍ تَميدُ
و جُزْنَ على الصعيدِ مُبَرقَعاتٍ
بَراقِعُهُنَّ ما نَسَجَ الصَّعيدُ
و خَرَّتْ في قُرى جَيحانَ تَردى
بجائحة ٍ عليهاأو تَرودُ
و باتَت تُوقدُ النِّيرانَفيها
و سِيَّانِ الكواكبُ والوَقودُ
و سِحْنَ بجانِبَيْ سَيحانَ حتى
رَجَعْنَ وفجُّه المعمورُ بِيدُ
فأصبحَ وهو وِرْدُ المَوجِ مما
يَفيضُ عليه نَحْرٌ أو وَريدُ
إذا خرَّت عليه رأيتَ بحراً
تَخُرُّ عليه من بحرٍ مُدودُ
و أورَدَها الخليجَ وقد تساوَتْ
بجُمَّتِها التَّهائمُ والنُّجودُ
و فوَّقَ للحُصونِ سِهامَ نارٍ
يُصابُ بلَفْحِها الغَرَضُ البعيدُ
إذا انتشرَتْ على الجُدرانِ راقَتْ
كما راقتْ من العَصْبِ البُرودُ
إذا ركعَ القنا الخَطِّيُّ صلُّوا
صلاة ً جُلُّ واجبها السُّجودُ(79/135)
فما أبقيتَ إلا مُخْطَفَاتٍ
حمى الأخطاف منها والنُّهودُ
تُساقُ إليه مَثنى ً أو فُرادى
كما يَهوي من السِّلكِ الفَريدُ
و بِيضُكَ يا بْنَ عبدِ اللّه تَلقَى
سَباياها الحسانَ كما تُريدُ
تقُدُّ البَيْضَ في الهَيْجاءِ قَدّاً
و تَثنيها السَّوالفُ والقُدودُ
أتاكَ وفي حَشاه رياحُ رَوْعٍ
عواصفُ ما لِهَبَّتِهَا رُكودُ
بوجهٍ غاضَ ماءُ الأرضِ عنه
فليس بعائدٍ ما اخضرَّ عودُ
و ربَّ مُمَنَّعٍ حاوَلْتَ منه
فلم يَمنعْه مَعقِلُه المَشيدُ
ومُشرِقَة ٍ لقاصدِها صُبُوبٌ
على قِمَمِ السَّحائبِ أو صُعودُ
تَحُفُّ بها شَواهِقُ شامخاتٌ
كما حفَّتْ بسيِّدِها الجنودُ
كأنَّ فوارعَ الشَّرَفاتِ منها
نساءٌ في مَلاحِفِها قُعودُ
أَحطْتَ بها الأسنَّة َ لامعاتٍ
فهنَّ على ترائِبها عُقودُ
فأولَدها قِراعُكَو هي بِكْرٌ
و لم تُرَ قبلَها بِكرٌ وَلودُ
رأَتْ أمثالَ صورتِها حديداً
فكادَتْو هي راسية ٌتَميدُ
و مازالَت جيادُكَ طاوياتٍ
تُقادُ إلى العدوِّفتستقيدُ
ضربْتَ بها الثَّغْرَينِ سَدّاً
يُؤيِّدُ رُكْنَه رأيٌ سَديدُ
و أُبْتَ بهاو قد أحرزْتَ مجداً
قَناكَ عليهو البِيضُ الشُّهودُ
طوالعُ بينَ إيماضٍ وخُرسٍ
تَمائمُها البوارقُ والرُّعودُ
تلقَّيْنَ الثَّرى صُمّاً تَساوى
بِهِنَّ الرَّملُ والحجرُ الصَّلودُ
فطَوراً بالأرُنْدِ لها طِرادٌ ؛
و طَوراً بالخليجِ لها ورودُ
و لَمَّا قَابَلَتْ طَرسوسُ غُرّاً
مُحجَّلة ً تُقابِلُها السُّعودُ
كفَفْتَ شَذاتَهافارتدَّ بأسٌ
كدُفَّاعِ الحريقِو فاضَ جودُ
لقد شَرُفَتْ بِسُؤْدُدِكَ القَوافي
و فاز المجدُ والحسَبُ التَّليدُ
فيومَ الحربِ تُطرِبُكَ المذاكي ؛
و يومَ السِّلمِ يُطرِبُكَ النَّشيدُ
تَحاسَدَتِ الملوكُفليسَ تَخبو
ضَغائنُهاو لا تَفنى الحُقودُ
و أنتَ الدَّهرُ إنعاماً وبؤساً
و ما للدَّهرِنَعلَمُهحَسودُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> فتوحُك رَدَّتْ بَهجة َ المُلكِ سَرمَدا(79/136)
فتوحُك رَدَّتْ بَهجة َ المُلكِ سَرمَدا
رقم القصيدة : 59578
-----------------------------------
فتوحُك رَدَّتْ بَهجة َ المُلكِ سَرمَدا
و أنتَ حُسامُ اللّهِ فَلَّ بِكَ العِدا
يُحدِّثُ عنكَ المَشرَفيُّ مجرَّداً
و يُثني عليك السَّمهريُّ مُسَدَّداً
أعادَ وأبدى الفتحُ منك مُعوَّداً
قِراعَ العِدا جارٍ على ما تعوَّدا
و مُمطرُ أرضِ الرُّومِ من دَمِ أهلِها
سَحاباًإذا رَوَّى الثَّرى منه أحمدَا
تخالفَ فعلُ الغَيثِ منهفكلَّما
بَدا العُودُ مُخْضرّاً ثناه مُوَرَدَّا
سَرى مُخلِقاً في اللّهِ دِيباجَ وجهِه
فذبَّ عن الإسلامِ حتى تجدَّدا
يُفلِّقُ بالضَّربِ التَّريكَ وما حَوى
و يَخرُقُ بالطَّعْنِ الدِّلاصَ المُسرَّدا
فيا لكَ من يومٍ أحرَّ عليهِمُ
و أندَى على الدِّينِ الحنيفِ وأبرَدا
و ربَّ مُحلًّى بالكواكبِ شاخصٍ
شَخَصْتَ إليهفانمحى وتأبَّدا
فأعطاك ما تَهوى وقَلَّدَ أمرَه
نجومَ قَناً أضحى بهنَّ مُقلَّدا
مثَلْتَ له في مِثلِ أركانِ طَوْدِهِ
و أسطَرْتَ فيه الجَلْمَدَ الصَّلْدَ جَلمَدا
و صَدْرٍ وراءَ السَّابريِّ خَرَقْتَه
فكان ثِقافَ الرُّمحِ لمَّا تأوَّدا
و أبيضَ رَقراقِ السَّوابغِ أرهجَتْ
سَنابكُه حتى ثَنا الجوَّ أَربدا
تَتابعَ يَهفُو فوقَه كلُّ طائرٍ
إذا صافَحَتْه راحة ُ الرَّاحِ غرَّدا
و أشرقَ في رَأْدِ الضُّحى فكأنما
تُلاعِبُ منه الشَّمسُ صَرْحاً ممرَّدا
يَزُفُّ نجوماً ليسَ يمنعُ ضوءَها
تكاشفُ ليلِ النَّقْعِ أن يتوقَّدا
إذا ما رأتْهُنَّ البَطارقُ أنحُساً
رآهنَّ مُجْتاحُ البطارِقِ أسعُدا
صَدَعْتَ ببرقِ البيض صَدرَ عَجاجَة ٍ
و قد أبرقَ المِقدارُ فيه وأرعَدا
و أُبتَ وقد أشرَبْتَ ساحتَه دماً
كأنك أشرقْتَ الأَسِنَّة َ عَسْجَدا
لقد لَبسَ الإسلامُ شَرقاً ومغرِباً
بسيفِ ابنِ عبدِ اللّهِ ظِلاًّ مُمدّدا
ثَنى الخَيلَ عن ماءِ الفُراتِ صَوادراً
فكان لها وِردُ الخَليجَيْنِ مَوْرِدا(79/137)
يَطيرُ على أرباضِ خَرْشنة ٍ بها
لوافحُ يَهتِكْنَ المُنيفَ المشيَّدا
حَريقاً يُغَشِّي الجُدْرَ حتَّى كأنما
لبِسْنَ حَبيرَ الوَشْيِ مَثْنى ً ومَوحِدا
إذا الغَرَضُ المنصوبُ باتَ مُعَصفراً
بطائرِ سهمٍ منه أصبحَ أسوَدا
فباتَ على البُرجِ المُطِلِّكأنَّما
يُلاحِظُ منه فَرْقداً ثمَّ فرقدا
و بثَّ السَّرايا حولها فتفرَّقَتْ
كما بثَّتِ الرِّيحُ الحَيا فتبدَّدا
فباتَ مُغِذّاً في السِّلاحِو مُوجِفاً
مُغيراً عليهم في البلادو مُنجداً
يؤانِسُ منهم كلَّ ليثِ حَفيظَة ٍ
على الطَّرفِ وحشيِّ الشَّمائلِ أغيَدا
كأنَّ رماحَ الخَطِّ حولَ بيوتِهِم
على صَهَواتِ الخيلِ دُرّاً مُبَدَّدا
عَرَضْتَ على البِيضِ الرِّقاقِ أُسُودَهم
و سُقْتَ المَها حُوّاً إليها وسُهَّدا
و قوَّمتَ منهم جانباً لظُهورِهم
و أشرَفْتَهم بالمشرفيَّة ِ مُنشِدا
و أوردْتَ حَدَّ السَّيفِ قِمَّة َ لاوُنٍ
لتمزُجَ فيه سُورة َ البأسِ بالنَّدى
أتاكَ يَهُزُّ الرَّوعُ أعضاءَ جِسمِه
كما هزَّ بالأمسِ الحُسامَ المُهنَّدا
يَغُضُّ لدَيكَ الرُّعْبُ أجفانَ عَيْنِه
فإنْ هَمَّ أن يستغرِقَ اللّحظَ أرعدَا
و ربَّ حديدِ اللَّفظِ واللَّحظِ منهمُ
مَثَلْتَ له فارتدَّ أخرسَ أرمَدا
ذَعَرْتَهُمُ غَزواً دِراكاًفأصبحوا
على البُعْدِ خَفَّاقَ الحشا ومُسهَّدا
يَظُنُّونَ غَربِيَّ السَّحابِ كتيبة ً
تُشَرِّقُو البرقَ الشآميَّ مِطْرَدا
إذا الدولة ُ الغَرَّاءُ سمَّتْكَ سيفَها
لتُبْهَجَسمَّاكَ الهُدى ناصرَ الهُدى
ليَهْنِكَ أنَّ الرومَ ذَلَّ عزيزُها
فصارتْ مواليها بِعزِّكَ أعبُدا
إذا قيلَ سيفُ الدولة ِ اهتزَّ عرشُها
و خَرَّتْ رُكوعاً عندَ ذاكَ وسُجَّدا
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> السري الرفاء >> م بِوُدِّيَ لو مُلِّكْتُ ثَنْيَ قِيادي
م بِوُدِّيَ لو مُلِّكْتُ ثَنْيَ قِيادي
رقم القصيدة : 59579
-----------------------------------(79/138)
م بِوُدِّيَ لو مُلِّكْتُ ثَنْيَ قِيادي
فأعتاضَ عن غَيِّ الهَوى برَشادِ
تمادَتْ دموعي يومَ جدَّتْ بك النَّوى
و للَّومِ في أعقابِهنَّ تَماد
أُقيمُو حظِّي الهجرُ عندَ إقامتي
و أرحَلُو الشوقُ المبرِّحُ زادي
إذا ما حداه البَرقُ يرتاحُ صَبوة ً
إلى رائحٍ من ذي الأَراكِ وَ غَاد
و إنْ لم يكن عهدُ الشبابِ براجعٍ
لَدَيْهِو لا عصرُ الصِّبا بمُعادِص بِوُدِّيَ لو مُلِّكْتُ ثَنْيَ قِيادي
فأعتاضَ عن غَيِّ الهَوى برَشادِ
تمادَتْ دموعي يومَ جدَّتْ بك النَّوى
و للَّومِ في أعقابِهنَّ تَمادي
أُقيمُو حظِّي الهجرُ عندَ إقامتي
و أرحَلُو الشوقُ المبرِّحُ زادي
إذا ما حداه البَرقُ يرتاحُ صَبوة ً
إلى رائحٍ من ذي الأَراكِ وَ غَادي
و إنْ لم يكن عهدُ الشبابِ براجعٍ
لَدَيْهِو لا عصرُ الصِّبا بمُعادِ
و أخرى تَحامى خُلَّتي عندَ خَلَّتي
فسِيّانِ قُربي عندَها وبُعادي
و تَعجَبُ من ضَنِّ القريضِ وخُبره
على وَشَلٍ لا رَيَّ فيه لصادي
فما تَعبي إلا لتجديدِ راحة ٍ
و لا سَهَري إلا لطولِ رُقادي
كِلِيني إلى المَهرِيَّة ِ القُودِ إنها
ستأخُذُ من أيدي الخُطوبِ قيادي
و كلُّ فتى ً أجدَى عليَّ فصاحبي ؛
و كلُّ بلادٍ أخصَبَتْ فبلادي
و أُقسِمُ بالغُمْضِ الذي جادَ مَوْهِناً
تحيَّة َ مشتاقٍ ورنَّة َ حَادي
لَفَقْدُ النَّدى الرِّبعيِّ أوجَدَني الأسى
و أفقَدَني عَيشي ولينَ مِهادي
و وسَّدَني أيدي الرِّكابِو طالما
أَقضَّ لديها مَضجَعي ووِسادي
إذا أنا حاولتُ الأميرَفإنما
أحاولُ منه جَنَّتي وعِتادي
حلللْتُ بنادي الشأمِ لَمَّا أعادَه
عليُّ بنُ عبدِ اللّه أكرمَ نَادي
أغرُّإذا امتدَّتْ يدُ الدَّهْرِ كفَّها
بِبيضِ صِفاحٍ أو بِبيضِ أيادي
يروعُ النَّدى أموالَه بنَفادِها
و ما رِيعَ مَجدٌ عنده بنَفادِ
إذا امتزجَ المعروفُ بالبِشْرِ عندَه
غدا الحمدُ ممزوجاً له بوَدادِ
رمى كلَّ مُنآدِ القناة ِ من العِدا
بِخَطْبٍ تَحاماهُ الخُطوبُ نآدِ(79/139)
بجُردٍ تُثيرُ النَّقعَ حتى كأنَّما
تُمزِّقُ منه البِيضُ ثَوبَ حِدادِ
و بِيضٍ إذا اهتزَّتْ تَرقرَقَ ماؤُها
و هُنَّ إلى ماءَ النُّفوسِ صَوَادِي
وكلِّ رُدَينيٍّ أصمَّ كأنَّما
تُروِّعُ منه الرَّوعَ حية ُ وَادِينهبِوُدِّيَ لو مُلِّكْتُ ثَنْيَ قِيادي
فأعتاضَ عن غَيِّ الهَوى برَشادِ
تمادَتْ دموعي يومَ جدَّتْ بك النَّوى
و للَّومِ في أعقابِهنَّ تَماد
أُقيمُو حظِّي الهجرُ عندَ إقامتي
و أرحَلُو الشوقُ المبرِّحُ زادي
إذا ما حداه البَرقُ يرتاحُ صَبوة ً
إلى رائحٍ من ذي الأَراكِ وَ غَاد
و إنْ لم يكن عهدُ الشبابِ براجعٍ
لَدَيْهِو لا عصرُ الصِّبا بمُعادِ
و أخرى تَحامى خُلَّتي عندَ خَلَّتي
فسِيّانِ قُربي عندَها وبُعادي
و تَعجَبُ من ضَنِّ القريضِ وخُبره
على وَشَلٍ لا رَيَّ فيه لصاد
فما تَعبي إلا لتجديدِ راحة ٍ
و لا سَهَري إلا لطولِ رُقادي
كِلِيني إلى المَهرِيَّة ِ القُودِ إنها
ستأخُذُ من أيدي الخُطوبِ قيادي
و كلُّ فتى ً أجدَى عليَّ فصاحبي ؛
و كلُّ بلادٍ أخصَبَتْ فبلادي
و أُقسِمُ بالغُمْضِ الذي جادَ مَوْهِناً
تحيَّة َ مشتاقٍ ورنَّة َ حَادي
لَفَقْدُ النَّدى الرِّبعيِّ أوجَدَني الأسى
و أفقَدَني عَيشي ولينَ مِهادي
و وسَّدَني أيدي الرِّكابِو طالما
أَقضَّ لديها مَضجَعي ووِسادي
إذا أنا حاولتُ الأميرَفإنما
أحاولُ منه جَنَّتي وعِتادي
حلللْتُ بنادي الشأمِ لَمَّا أعادَه
عليُّ بنُ عبدِ اللّه أكرمَ نَاد
أغرُّإذا امتدَّتْ يدُ الدَّهْرِ كفَّها
بِبيضِ صِفاحٍ أو بِبيضِ أياد
يروعُ النَّدى أموالَه بنَفادِها
و ما رِيعَ مَجدٌ عنده بنَفادِ
إذا امتزجَ المعروفُ بالبِشْرِ عندَه
غدا الحمدُ ممزوجاً له بوَدادِ
رمى كلَّ مُنآدِ القناة ِ من العِدا
بِخَطْبٍ تَحاماهُ الخُطوبُ نآدِ
بجُردٍ تُثيرُ النَّقعَ حتى كأنَّما
تُمزِّقُ منه البِيضُ ثَوبَ حِدادِ
و بِيضٍ إذا اهتزَّتْ تَرقرَقَ ماؤُها
و هُنَّ إلى ماءَ النُّفوسِ صَوَادِ(79/140)
وكلِّ رُدَينيٍّ أصمَّ كأنَّما
تُروِّعُ منه الرَّوعَ حية ُ وَادِي
تَحُفُّ بجَذلانِ العَشِيِّكأنه
لَدَى طَرَدٍ ما راحَ نُصبَ طِرادِ
و أَغلبَ رَحْبِ الباعِ يُنجِدُه الرَّدَى
إذا ما ارتدى في مأزَقٍ بنِجادِ
يبيتُو حَدُّ السيفِ حِلُّ مبيتِه
لديهو جَفنُ العَينِ حِلُّ سُهادِ
يُصَعِّدُ أنفاسَ العدوِّإذا ثَنى
إليه المَنايا في ظُبى ً وصِعادِ
أمامَ خميسٍ يَحجُبُ الأفْقَ بالقَنا
و يملأُ أقطارَ الثَّرى بجِيادِ
فمَنْ عادَ بالكَيدِ الخفيِّفإنَّه
يعودُ بيأسٍ في الكريهة ِ بَادِ
سأُعْلِمُ نَفسي بالسَّماحة ِ عالماً
بأنَّ بلادَ التَّغلِبيِّ بِلادي
فدونَكها تختالُ في كلِّ مَسمَعٍ
و تخطُرُ في مكنونِ كلِّ فؤادِ
حَبَتْكَ برَيحانِ الكلامِو إنما
تَجودُ بريَّاهُ لكلِّ جَوادِ
بأطيبَ من طِيبِ الرُّقادِ لساهرٍ
و أعذبَ من رِيقِ الحبيبِ لصاد
العصر العباسي >> السري الرفاء >> عذَرَ العذولُ فراحَ فيكً مُساعدا
عذَرَ العذولُ فراحَ فيكً مُساعدا
رقم القصيدة : 59580
-----------------------------------
عذَرَ العذولُ فراحَ فيكً مُساعدا
و غَدا الهَوى لهَوى المَشوقِ مُعاهِدا
لَمَّا رأى للبَينِ وَجْداً طارفاً
منهو للهِجرانِ وَجْداً تالِدا
و هوى ً يُرَدِّدُ في مَحاجرِ مُغرَمٍ
دمعاًيكونُ على التَّلدُّدِ شاهِدا
ما ضَرَّ وَسْنَى المُقلَتَينِ لو انَّها
رَدَّتْ على الصَّبِّ الرُّقادَ الشَّارِدا
سَفَرَتْ لهفأَرتْهُ بَدراً طالعاً
و تَمايَلَتْفأَرَتْهُ غُصناً مائدا
و تبسَّمتْفجلَتْ له عن واضحٍ
متألِّقٍ يَجلو الظَّلامَ الرَّاكِدا
حتى إذا وَقَفَتْ لتَوديعِ النَّوى
في مَوقِفٍ يُدني الجوَى المُتباعِدا
نثرَتْ رياحَ الشَّوقِ في وَجَناتِها
من نَرْجِسٍ فوقَ الخُدودِ فَرائِدا
لحظَتْ ربيعَ ربيعِنا آمالُنا
فغدَتْ ركائبُنا إليه قَواصِدا
يَحمِلْنَ للحَسَنِ بنِ عبد اللّهِ في
حُرِّ الحديثِ مآثراً ومحامِدا
بِدَعٌإذا نظمَ الثَّناءُ عقودَها(79/141)
كانت لأعناقِ الملوكِ قَلائِدا
قُلْ للأميرِ أبي محمدٍ الذي
أضحَى له المجدُ المؤثَّلُ حامِدا
أمَّا الوفودُفإنَّهم قد عايَنوا
قَبْلَ الربيعِ بكَ الربيعَ الوافِدا
يَغشَون من شرقِ البلادِ وغَربِها
بالموصِلِ الزَّهراءِ أروعَ ماجِدا
خشَعَتْ له إنْ بانَ عنها صادراً
و تبسَّمَتْ لما أتاها وَارِدا
فكأنما حَلَّ الرَّبيعُ ربوعَها
فكسا السُّهولة َ والحُزونَ مَجاسِدا
أجرَتْ يداه بها النَّدى فكأنما
أجرى بساحتِها الفُراتَ البَارِدا
مَلِكٌ إذا ما كانَ بادىء َ نِعْمَة ٍ
ألفيْتَه عَجِلاً إليها عائِدا
مُتفرِّدٌ من رأيِه بعَزائمٍ
لو أنهنَّ طَلَعْنَ كنَّ فَراقِدا
و خلائقٍ كالرَّوضِ في رأدِ الضُّحى
تُدني إليه أقاصياً وأباعِدا
يستنصرون على الزَّمانِإذا اعتدى
من لا يزالُ على الزَّمانِ مُساعِدا
جَذلانُ ليسَ على المكارمِ صابراً ؛
يَقظانُ ليسَ عن الكريهة ِ حَائِدا
خُلُقٌ يَسُرُّ النَّاظرينَ ومَنطِقٌ
أبداً يُفيدُ السَّامعين فَوائِدا
و يَدٌ تُعيدُ الماءَ في أقلامِها
جُوداًوتكسو الطِّرْسَ نُوراً حَاشِدا
إن أُلبِسَتْ تُزْهى بك الدُّنيافقد
أصبحْتَ للدُّنيا شِهاباً واقِدا
و بسطْتَ آمالَ العُفاة ِ بهافقد
حَمدُوا نَداكَ مَصادِراً ومَوارِدا
و لَبِسْتَ مجدَكَ بالصَّوارمِ والقَنا
و النَّجمُ ليسَ يراهُ إلا صاعِدا
أدركْتَ ما حاولتَ منه وادِعاً
فَعلَوْتَ مَنْ يَرجُو لَحاقَكَ جَاهِدا
و غدوْتَ رُكناً في الخطوبِ لتَغلِبٍ
و يَداً لها في المكرُماتِ وساعدا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> صنائعُ اللّهِ لا نُحصي لها عَدَدا ؛
صنائعُ اللّهِ لا نُحصي لها عَدَدا ؛
رقم القصيدة : 59581
-----------------------------------
صنائعُ اللّهِ لا نُحصي لها عَدَدا ؛
فَنَحْمَدُ اللّهَ حَمداً دائماً أَبدا
كَفَّتْ يدَ الدَّهرِ إذ مُدَّتْ إلى ملكٍ
ما زالَ يَبسُطُ بالجَدوى إليَّ يَدا
سلامة ُ لَبِسَ المَجدُ السُّرورَ بها(79/142)
من بعدِ ما حُشِيتْ أحشاؤه كَمَدا
قلْ للعدوِّ الذي أخفَى عَداوتَه
و جاء يُهدي إليه الحَتْفَ مُجتَهِدا
لو ساعَدَتْكَ اللَّيالي لم تَدع وَزَراً
للمكرُماتِو لم تترُكْ لها عَضُدا
سَمَّ الشَّرابَ ليُدني الحَتفَ من أسَدٍ
إذ لم يَنَلْ بظُباه الصَّارمَ الأسدا
فنالَ منه كما نالَ النبيُّو قد
أخفَوا له في الشِّواءِ الغدرَ والحَسَدا
يُفدي الأميرَ المُرجَّى مَعشرٌ عَجِزُوا
عن عَقْدِ ما حَلَّأو عن حَلِّ ما عَقَدا
هي السُّعُودُ التي كنا نؤَمِّلُها
رَدَّتْ صُروفَ اللَّيالي عِيشة ً رَغَدا
تجدَّدَت لك أثوابُ الحياة ِ بها
فَالبَسْ برُغْمِ العِدا أثوابَها الجُدُدا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> رَدَّ جَفني بسَافحِ الدَّمعِ يَندى
رَدَّ جَفني بسَافحِ الدَّمعِ يَندى
رقم القصيدة : 59582
-----------------------------------
رَدَّ جَفني بسَافحِ الدَّمعِ يَندى
حينَ حيَّيتُهفأحسَنَ رَدَّا
سَمَحَتْ لي به السُّجوفُفما حا
دَ عن العينِو الرَّكائبُ تُحدَى
قمرٌكلَّما مَنَحناه لَحظاً
منحَ اللَّحْظَ جُلَّناراً وَ وَرْدا
هو كالرِّيمِ ما تَلَفَّتَ جيداً ؛
و هو كالغُصْنِ ما تأَوَّدَ قَدَّا
أناإن راحَ أو غَدا لفِراقٍ
في رَواحٍ من الحِمامِ ومَغْدى
أيُّها البرقُإن وَجَدْتَ غَماماً
فاَسْقِ نجداً بهو مَن حَلَّ نَجدا
و تعهَّدْ تلكَ الخِيامَففيها
ظَبَياتٌيَفتُكْنَ بالصَّبِّ عَمْدا
بجديدِ الشُّؤبوبِ يُصبحُ منه
خَلَقُ الرَّوْضِ نَاضراً مُستَجِدَّا
و مُرِبٍّ يُخفي صَنائعَ بيضاً
حينَ يُبدي لنا شمائلَ رُبْدا
و كأنَّ الوميضَ يَنشُرُ نُوراً
في أعاليه أو يُفَوِّفُ بُرْدا
عادَ بحرُ السُّرورِ بالشَّيبِ جَزْراً
بعدما كان بالشَّبيبة ِ مَدَّا
و أساءَ الزَّمانُ فيه إلينا
حينَ أعطى القَليلَ منه وأكدى
كانَ كالبرقِ استَتمَّ خُموداً
قبلَ أن يُستَتِمَّ للعينِ وَقْدا
قد غَنِينا عَنِ السَّحابِو لو كا
نَ رَحيقاً بين السُّقاة ِ وشَهْدا(79/143)
أصبحَتْ راحة ُ الأميرِ أبي الهي
جاءِ أَحلَى جَنى ً وأعذبَ وِرْدا
سَيِّدٌ يَهدِمُ الثَّراءَو يَبني
سُؤدُداً في حِمى النُّجومِ ومَجدا
غَمَرَتْنا له سِجالُ عطَايا
كَسِجالِ الغَمامِ أسرفَ جِدَّا
يَضعُفُ الشُّكرُ عن مُكافاة ِ ما نَوْ
وَلَ فيهاو ما أفادَ وأَسدى
و إذا عُدَّتِ المَناهلُ كانَتْ
يَدُهُ منهلاً من العُرفِ عِدَّا
سَدَّ منه وجهَ الخُطوبِ فأضحَى
دونَ ما يتَّقي من الدَّهرِ سَدَّا
و كفَى الوَفْدَ أن يَحُثَّ المَطايا
بندى ً يغتدي إلى الوَفْدِ وَفْدا
أنتَ سَعدُ العُفاة ِيا بْنَ سعيدٍ
و كَفاهم بأن تُطاوِلَ سَعدا
مستهلٌّ إذا تبسَّمَ برقاً
و هو بينَ الخُطوبِ قَهقَهَ رَعدا
باتَ يُهدي إليَّ شَوْقاً إلى بِشْ
رِكَ مستبشِراً إلى الرَّوضِ يُهدى
و بطيءٌ في السَّيرِ يُسرِعُ وَمْضاً
مثلَ ما تُسرِعُ الأناملُ عَدَّا
فتذكَّرْتُ جد نُعماكَ لَمَّا
مَرِحَ الغَيثُ في الرِّياضِ وجدَّا
أنا جَلْدٌ على الخطوبِو لكنْ
لستُ فيها على جَفائِكَ جَلْدا
أُوسِعُ الدَّهرَمذ تعتَّبْتَذمّاً
بعدَما كنتُ أُوسعُ الدَّهرَ حَمْدا
فكأني أرى السُّرورَ عَدوّاً
أَتَحَدَّاهُو المُدامة َ هنداً
فلو اني ارتشفتُ ثَغْرَ حبيبٍ
باردِ الظَّلْمِ لم أنلْ منه بَردا
أَجَفاءً مُرّاًو لم أَجْنِ ذَنْباً
فأُجازَى به بُعاداً وصَدَّا
و اطِّراحاً يَبيتُ يُخْلِقُ صَبْراً
بينَ أحشايَ أو يجدِّدُ وَجْدا
حينَ جارَت عليَّ أحداثُ دَهْرٍ
ليسَ يَسلُكْنَ بيإذا سِرتُ قَصْدا
نُوَبٌ لو علَتْ شماريخَ رَضوى
أوشكَت أن تَخُرَّ منهنَّ هَدَّا
عَرَضَتْني على الحُسامِفأضحَى
كلُّ عُضوٍ مني لِحَدَّيْهِ غِمْدا
و كَسَتْ مَفْرِقي عِمامة َ حَرْبٍ
أُرجُوانيَّة َ الذَّوائبِ تَنْدَى
و إذا قِسْتُ هجرَكَ المُرَّ بالدَّهْ
رِو ما قد جَناه كان أَشَدَّا
أنا حُرٌّإذا انتسبْتُو لكنْ
جَعلَتْني لكَ الصَّنائعُ عَبْدا
لا أقولُ الغَمامُ مثلُ أيادي(79/144)
كَو لا السيفُ مثلُ عَزْمِكَ حَدَّا
أنتَ أمضى من الحسامِ وأصفى
من حَيَا المُزنِ في المُحولِو أندَى
Webstats4U - Free web site statistics
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أقبلَ كالذَّوْدِ رَعَتْ شَوارِدُه
أقبلَ كالذَّوْدِ رَعَتْ شَوارِدُه
رقم القصيدة : 59583
-----------------------------------
أقبلَ كالذَّوْدِ رَعَتْ شَوارِدُه
أغرُّ لا تَكذِبُنا مَواعِدُه
فظَلَّ يَعتادُ الحياة َ قائدُه
و راحَ ظمآنَ الثَّرى يُناشِدُه
حتى إذا ما ارتَجَسَتْ رواعِدُه
وَ أَذْهَبَتْ بِبُوقِها عُطارِدُه
عادَتْ بما سَرَّ الثَّرى عَوائِدُهُ
و انتثَرَتْ في روضِها فرائِدُه
و اطَّردَتْ بِصَفْوِها مَوارِدُه
حتى ظَنَنَّا حَسَناً يُجاوِدُه
هو الحيا الرِّبعيُّفازَ قاصدُه
مبذولة ٌ لوَفدِه فوائدُه
مصروفة ٌ عن خِلِّة مكائِدُه
شاهدة ٌ بفضلِه مَشاهِدُه
منظومة ٌ من شُكرِه قلائِدُه
يَحمَدُهُ وَلِيُّهُ وحاسِدُه
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أما آنَ للمِلحِيِّ أن يَنْشُرَ الوُدَّا
أما آنَ للمِلحِيِّ أن يَنْشُرَ الوُدَّا
رقم القصيدة : 59584
-----------------------------------
أما آنَ للمِلحِيِّ أن يَنْشُرَ الوُدَّا
و يطوي الجَفاءَ المُرَّ والهجرَ والصَّدَّا
أَيغضَبُ أن حَلَّيْتُ كَفَّ ابنِ هاشمٍ
سِوارَ هِجاج يَقرِضُ القلبَ لا الزَّنْدا
و ما خِلْتُ ضعفَانَ العراقِ يَسومُني
لأمثالِهِ ذمّاً يَسيراً ولا حَمْدا
إذا الوَرْدِ يوما انتحاه بِكَفِّهِ
حَسِبْتُ قَفاه ُروضة ً تُنبتُ الوَرْدا
تَجودُ سَحابُ الخافقاتِ قَذالَهُ
فتُوسِعُهُ هَطْلاً ومن دَمِه تَنْدَى
العصر العباسي >> السري الرفاء >> سُهادي فيكَ أعذبُ من رُقادي
سُهادي فيكَ أعذبُ من رُقادي
رقم القصيدة : 59585
-----------------------------------
سُهادي فيكَ أعذبُ من رُقادي
و غَيِّي فيكَ أحسنُ من رَشادي
و إن حَلَّ الفِراقُ عُقودَ دَمعي
و بيَّنَتِ النَّوى ما في فُؤادي(79/145)
فما زالَتْ غَوادي الدَّمعِ تُبْدي
خَفِيَّ الوَجْدِ للظُّعْنِ الغَوادي
مَهاً لو مُلِّكَت غَرْبَ التَّنائي
لآثَرَتِ الدُّنُوَّ على البُعادِ
مَريضاتُ الجُفونِإذا انتَحَتْنا
بأسهُمِهاصَحيحاتُ الوَدادِ
فمِنْ نَشوانَ من شَوْقٍ طَريفٍ
أَضَفْناهُ إلى شَوْقٍ تِلادِ
و كم للبَيْنِ من شَوْقٍ طَريفٍ
أضفناه إلى شَوْقٍ تِلادِ
و يومٍ لو مَلَكْتُ قِيادَ صَبري
بهِ أَلفَيْتَني صَعْبَ القِيادِ
نُصِرْتُ على الهَوى بالدمعِ فيه
كما نُصِرَ الأميرُ على الأعادي
فتى ً كالدَّهْرِ يُسعِدُ مَنْ يُوالي
بأنعُمِهِو يُشقي مَنْ يُعادي
ترى الأقدارَ تَنجُدُ فيه نَجْداً
رَحيبَ الباعِ يَخطِرُ في النِّجادِ
سَديدَ الرأي والرُّمحِ استقامَتْ
طَرائِقُهُ على طُرُقِ السَّدادِ
و أبيضَ في سوادِ الخَطْبِ يَسري
بعَزْمٍ في سَوادِ اللَّيلِ هَادِ
بفَرْعٍ من عَدِيٍّ بينَ ماضي
غِرارِ العَزْمِأو واري الزِّنادِ
فلاحَ سَناهُ في زَمنٍ بَهيمٍ
و ذابَ نَداه في سَنَة ٍ جَمادِ
رَمَيْتَ ذوي العِنادِو قد تَمادَوا
سَفاهاًفي العَداوة ِ والعِنادِ
بجيشٍ للمَنايا فيه جيشٌ
شديدُ البأسِ في النُّوَبِ الشِّدادِ
إذا ماجَ الحديد ُضُحى ً عليه
حَسِبْتَ البرَّبحراً ذا طِّرادِ
بِبيضٍ أخلَصَتْ حتى أقامَت
عَمُودَ الصُّبحِ في ظُلَمِ الدآدي
و سُمْرٍ سُمِّرَتْ فيهنَّ زُرْقٌ
هَوادٍ في النُّحورِ وفي الهَوادي
إذا صَدَرَتْ عَنِ الأجسادِ خِيلَتْ
مُضمَّخَة َ الصُّدورِ منَ الجِسادِ
فأَلْبَسْتَ الخِلافة َ ثَوْبَ عِزٍّ
غَداة َ لَبِستَ قَسْطَلَة َ الجِيادِ
و أنتَ مُظّفَّرٌ في يومِ سَعْدٍ
مَحا إشراقُه ظُلَمَ البِلادِ
رأيْنا اللَّيْثَ في غابِ العوالي
بهو الشمسَ في ظِلِّ الأيادي
سَلِمْتَ لنَشْرِ عارفة ٍ رُفاتٍ
تَعُمُّو دَفْعِ نائبة ٍ نآدِ
فكم حلَّتْ بساحتِكَ الأماني
فلم يَصْدُرْنَ عن وِرْدٍ ثِمادِ
و كم قصدَتْكَ أبكارُ القَوافي
فلم يَقنَعْ نَوالُكَ باقتصادِ(79/146)
أرى مَنَّ الحُسينِ بلا امتنانٍ
و إحسانَ الحسينِ بلا نَفادِ
خِلالٌ كلُّها رَوْضٌ أَريضٌ
قريبُ العَهْدِ من صَوْبِ العِهادِ
يَفوزُ بها كريمٌ عن كريمٍ
و يَحويها جَوادٌ عن جَوادِ
زفَفْتُ إليه من مَدحي عَروساً
مُعَرَّسة َ الهَوى في كلِّ نَادي
بألفاظٍ عَذُبْنَفهنَّ أشهى
إلى الصَّادي من العَذْبِ البُرادِ
سَوادٌ في بياضٍ لاحَ حتى
حَسِبناهُ بياضاً في سَوادِ
و إن بدأَتْ مواهبُهو عادَت
فمَدحي عائدٌ فيه وبَادي
العصر العباسي >> السري الرفاء >> صُدودُكَ علَّمَ النَّومَ الصُّدودَا
صُدودُكَ علَّمَ النَّومَ الصُّدودَا
رقم القصيدة : 59586
-----------------------------------
صُدودُكَ علَّمَ النَّومَ الصُّدودَا
و جدَّدَ للهَوى عَهْداً جديدا
مَلَلْتَفعاد منك الجُودُمَنْعاً
و لو أنصفْتَ عادَ المنعُ جُودا
أحلَّ وَداعُنا عَطْفاً جديداً
و أدنى بينُنا وَصْلاً بعيدا
فمِنْ خَدٍّ يُصافِحُ فيه خَدّاً ؛
و من جِيدٍ يُعانِقُ فيه جِيدَا
و ساجي الطَّرْفِ أَلْبَسَهُ التَّصابي
سِخاباً يُلبِسُ الجَزِعَ الجَليدا
أنازِعُه اللِّحاظَ فإن تَصدَّى
لنا واشٍ تَنازَعنا الصُّدودا
فما ضيَّعْتُ فيه الحِلمَإلاَّ
لأحفَظَ في الهَوى منه العُهودا
و ما انحلَّت عقودُ الدَّمعِ حتى
تحلَّى من مدامعِه عُقودا
سقى رَبْعاً يُجدِّدُ لي التَّصابي
رُباهو يُخلِقُ الصَّبْرَ الجديدا
حَياً يزدادُ منه الرَّوْضُ حُسْناً
إذا ما ازدادَ بارِقُة وَقُودا
فكم صَعَّدْنَ من أنفاسِ صَبٍّ
فأروى من مَدامِعِهِ الصَّعيدا
تلقَّى الدَّهرُ آمالي بنُجْحٍ
و عاد ذميمُ أيامى حَميدا
و قالَألا إلى جُودِ ابنِ فَهْدٍ
فرُحْتُ من اللَّيالي مُستَزيدا
فتًى يُمسي بنائلِه مُفيداً
و يُصبحُ للمحامدِ مُستَفيدا
ربيعُ الجودُ ما ينفكُّ يُبْدي
رَبيعاً من خلائقِه مَجودا
مليءٌ أن يَزيدَ الأزْدَ فخراً
طريفاًأو يَشِيدَ لها تَليدا
رأى وجهَ العُلى حَسَناً جَميلاً(79/147)
فأصبحَ بالعُلى صبّاً عَميدا
وردَّ عَطاه لي صفوَ العَطايا
فليسَ يَمَلُّ وارِدُهُ الوُرودا
و مدَّ عليه ظِلُّ السَّيفِحتى
تَفَيَّأ للعُلى ظِلاّ مَديدا
فأَسعدَ جُودُه جَدّاً شقيّاً
و أَشقى بأْسُه جَدّاً سَعيدا
تَمَلَّ أبا الفوارسِ مُشرِقاتٍ
تُعيدُ نحوسَها أبداً سُعودا
و زادَك وافدُ الآمالِ نَشْراً
يُبَشِّرُ بالعُلى منكَ الوُفودا
فكم أنجزْتَ من عِدَة ٍ لعافٍ
فأنجزَ للزمانِ بكَ الوعيدا
متى شرَّفْتَ غيرَك بامتداحي
لَبِسْتُ بمدحكَ الشَّرَفَ العَتيدا
و كم لي فيك من عَذراءِ بِكْرٍ
تُخالُ لحُسْنِها عَذراءِ رُودا
عرائسَ ما اجتلاها الطَّرْفُإلاّ
أباحَتْه السَّوالِفَ والخُدودا
بألفاظٍ يراها القلبُ بيضاً
إّذا ما عايَنَتْها العينُ سُودا
مُخلَّدَة ٍ تُطيلُ شَجَى الأعادي
و تَضمَنُ عن معاليكَ الخُلودا
شَغَلْتُ بها قلوبَ النّاسِ طُرّاً
فما تَنفَكُّ نَسْخاً أو نَشيدا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَأُقحُواناً أَرَتْهُ أَم بَرَدَا
أَأُقحُواناً أَرَتْهُ أَم بَرَدَا
رقم القصيدة : 59587
-----------------------------------
أَأُقحُواناً أَرَتْهُ أَم بَرَدَا
غَيداءُ يهتزُّ عِطفُها غَيَدا
رَنَتْ إليهِ بِطَرْفِ خاذِلَة ٍ
ضَعيفَة ِ الطَّرْفِ تُضْعِفُ الجَلَدا
لو وجَدَتْ للفِراقِ ما وَجَدا
لافتَقَدَتْ نومَها كما افتَقَدا
لا تَلْحُ صبّاً على صَبابَتِه
و إنْ رأى الغَيَّ في الهوى رَشَدا
فلم تَزَلْ للفِراقِ غائِلَة ٌ
تَلَذُّ في المَوْرِدِ الذي وَرَدا
لو كَفَّيومَ الفِراقِ أدمعَنا
الصَّبْرُ كُفِينا المَلامَ والفَنَدا
إلفانِ لم يَألَفا الصُّدودَو لم
يَستَبْدِلا من كَراهما السَّهَدا
أَذَلَّ عِزُّ النَّوى عَزاءَهما
و بيَّنَ البينُ منهما الكَمَدا
سِرْنا بآمالِنا إلى مَلِكٍ
يُسَرُّ بالآمِلِ الذي وَفَدا
مُستَيْقِظُ الرأيِ والعزيمة ِ ما
استَيْقَظَ طَرْفُ الزَّمانِأو رَقَدا
فلاحَ رَوْضُ النَّسيمِ مُبتَسِماً(79/148)
و فاضَ بَحْرُ السَّماحِ مُطَّرِدا
مَدَّ ابنُ فَهدٍ إلى العُفاة ِ يداً
كفَتْ من الدَّهرِ ساعداً ويَدا
فاضَ على آمِليه منه حَياً
أنفَدَ آمالَهم وما نَفَدا
و الغَيثُ واللَّيثُ والهلالُ إذا
أقمرَ بأساً ونَجدة ً ونَدَى
خلائقٌ منه غَضَّة ٌ تَرَكَتْ
خَلائِقَ الدَّهرِ غَضَّة ً جُدُدا
و هِمَّة ٌ ما تَطأطأَتْ هِمَمُ
الأَقْوامِ إلاَّ سَمَتْ به صُعُدا
ما بَعُدَتْ للعَلاءِ مَنزِلَة ٌ
إلاَّ أَرَتْهُ بُعادَها صَعَدا
ناسٍ مِنَ الجُودِ ما يجودُ به
و ذَاكِراً منه كُلَّما وَجَدا
بذلتُ وجدي من الثناءِ لِمَنْ
يبذُلُ في المكرماتِ ما وجدا
أغرُّ يُغريه بالنَّدى خُلُقٌ
رَدَّ به الجُودَ بعدَما فُقِدا
يحل ما يَعْقِدُ الزَّمانُ ولا
يَحُلُّ صَرْفُ الزَّمانِ ما عَقَدا
سَلِمْتَ للمجدِ يا سلامة ُ ما
غرَّدَ حادٍ لرِحْلَة ٍ وَحَدا
قَضيْتَ حقَّ الصِّيامِ مُجتَهِداً
فَرُحْتَ بالأجرِ منه مُنفرِدا
و شرَّدَ الهمُّ عن مواطِنِه
عيدٌ أعادَ السُّرورَ إذ شَردا
فاسعَدْ بِدُنْيا بَدَتْ محاسِنُها
منكَفأعطَتْكَ عيشة ً رَغَدا
و مِدْحَة ٍ ثُقِّفَتْفلم يَدَعِ
التَّثْقِيفُ مَيْلاً بهاو لا أَوَدا
أماتَتِ الحاسدين من أَسَفٍ
و غادَرَتْ أَوْجُهَ العِدا رُبُدا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> كانَ جَليداًفخانَه جَلَدُهْ
كانَ جَليداًفخانَه جَلَدُهْ
رقم القصيدة : 59588
-----------------------------------
كانَ جَليداًفخانَه جَلَدُهْ
و عادَه بعدَ هِمَّة ِ كَمدُهْ
و أطلقَ الشَّوقُ أَسْرَ عَبرَتِه
و هو أسيرُ الفؤادِ مُضطَهَدُه
أَدَمْعُ ذاكَ الغزالِ فاضَ على ال
خدَّيْنِأَم عِقْدُهُ وَهَتْ عُقَدُه
قامَ يُريدُ الوَداعَ كالغُصُنِ
الرَّيَّانِ يَثني قُوامَه غَيَدُه
و ذو الهَوى غَضَّة ٌ صَبابَتُه
يُكابدُ الشَّوقَ طِبُّهُ كَبِدُه
كم بينَ تلك السُّجوفِ من مُقَلٍ
تَبْذُلُ من دَمعِها الذي تَجدُه
و مستعيرِ النُّضارِ من رَشإٍ(79/149)
لم يُخْطِهِ لحظُه ولا جَيَدُه
لا يرتجى الصَّبُّ بَرْدَ غُلَّتِه
ما ضَنَّ عنه بريقِه بَرَدُه
غدا ابنُ فهدٍو المجدُ شيمَتُه
و الجودُ والمجدُ لهُوه وَدَدُه
فتى ً فَتى السَّماحِمُكتَهِلُ ال
حِلْمِ ذَكيُّ الفُؤادِ مُتَّقِدُه
و مُسرِفُ الجُودِ حينَ يَقتَصِدُ ال
غَيْثَرَفيقُ الفَعالِ مُقتَصِدُه
كم من صَباحٍ سَناهُ عَزْمَتُه ؛
و من أيادٍ سِماتُهنَّ يَدُه
مناقبٌ يَنطوي الحَسودُ لها
على جَوى ًأو يُميتُه حَسَدُه
جَرى فَبذَّ المُلوكَ حينَ جَرى
و فاتَ أقصَى مَداهُمُ أَمَدُه
و كيفَ يَرجو لَحاقَه مَلِكٌ
يَضيقُ عن رَحْبِ صَدْرِهِ بَلَدُه
رَبْعٌ كأنَّ الرَّبيعَ ألبَسَه
غرائبَ النَّوْرِ يانعاً خَضَدُه
و مَنهَلٌ راقَ وِردُهفغَدا
يَطرُدُ عنَّا الإعْدامَ مُطَّرَدُه
و صارِمٌ لم يَشِمْه ذو زَرَدٍ
إلا تَفرَّى عن حَدِّهِ زَرَدُه
إذا ارتدى مُهجة َ الكَميِّ غَدا
مُضرَّجاً من جِسادِهِ جَسَدُه
يَعضُدُ قَرْماً تَقِلُّه يَدُه
طَوْراًو طوْراً يَكُنُّه عَضُدُه
يَلقَى المَنايا مَنْ راحَ يُوعِدُه
حَتماًو يَلقى النَّجاحَ مَنْ يَعِدُه
صَنيعُه سائرٌ يلوحُو هل
يَخْفى صَنيعٌ مدائحي بُرُدُه
وَقفٌ علينا الثَّناءُما اطَّرَدَتْ
حُسْناً معانيهو استوى أَوَدُه
و كلَّما أخلَقَتْ بدائِعُهُ
جاءَتْ إليه مُجِدَّة ً جُدُدُه
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يَغُضُّ الطَّرْفَ عن وَرْدِ الخدُودِ
يَغُضُّ الطَّرْفَ عن وَرْدِ الخدُودِ
رقم القصيدة : 59589
-----------------------------------
يَغُضُّ الطَّرْفَ عن وَرْدِ الخدُودِ
و يُعْرِضُ عن مُهَفْهَفَة ِ القُدودِ
مُقِرٌ للعَواذلِ بالتَّصابي ؛
مُقيمٌ للوُشاة ِ على الجُحودِ
أَفادَ به الهَوى شَوْقاً طَريفاً
يُضَرِّمُ لوعة َ الشَّوقِ التَّليدِ
و من جَوْرِ الهَوى أن راحَ يُزْجي
مَطايا البَيْنِ في أَثَرِ الصُّدودِ
و فَوقَ العِيشِ بِيضٌ وكَّلَتْنا
بأيامٍ من الهِجرانِ سُودِ(79/150)
و غِزلانٌ تُزيلُ الوَشيَ صَوْناً
لوَشْيِ جمالِها الغَضِّ الجديدِ
إذا خطرَت فما للقُمْصِ إلا
مصافحة ُ الرَّوادِفِ والنُّهودِ
هيَ الأيامُ إن جمحَتْ عِناداً
أذَلَّتْ كلَّ جبَّارٍ عنيدِ
تنامُ وَتُطْرِقُ الأحداثُ يَقْظَى
و لوعَ الطَّيفِ بالرَّكْبِ الهُجُودِ
إليكَفرُبَّ هاجرة ٍ أفاءَتْأيخشى الخطب ذو قلب حداد وخطب غياهبه حديد
عليَّ إفاءَة َ الظِّلِّ المَديدِسقط بيت
إذا لم آوِ فيه إلى ابنِ فهدٍ
فما آوي إلى رُكْنٍ شَديدِ
إذا حَلَّ الوفودُ له مَحَلاًّ
غدَوا وحملُّهم عَطَنُ الوُفودِ
أتيتُ مُروِّعاً يهتزُّ جأشي
فأُبتُ محسَّداً يَهتزُّ عودي
فَعِشْ للمجدِ تُنْجِزُ فيه وَعْداً
من الجَدوى وتَصفَحُ عن وَعيدِ
Free counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وقانَا اللّهُ فيكَ مُنى الحسودِ
وقانَا اللّهُ فيكَ مُنى الحسودِ
رقم القصيدة : 59590
-----------------------------------
وقانَا اللّهُ فيكَ مُنى الحسودِ
ودافعَ عنك للكرمِ التَّليدِ
و مدَّ عليكَ للنَّعماءِ ظِلّاً
فإنَّا منك في ظِلٍّ مَديدِ
فُصِدْتَفلا عَراكَ الهمُّ فيه
و لا عُرِّيتَ من ثَوبِ السُّعودِ
دَمٌودَّ المؤمِّلُ لو فَداه
بماءِ الوجهِأو بدمِ الوَريدِ
و كَفٌّلو يكونُ لها كِفاءٌ
وَقَيْناها بديباجِ الخُدودِ
فكانَ لها الشِّفاءُ بغيرِ كَلْمٍ
و كانَ بنا مُباشَرَة ُ الحديدِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قسمتَ قلبيَ بينَ الهمِّ والكَمَدِ
قسمتَ قلبيَ بينَ الهمِّ والكَمَدِ
رقم القصيدة : 59591
-----------------------------------
قسمتَ قلبيَ بينَ الهمِّ والكَمَدِ
و مُقلتي بين فَيْضِ الدَّمعِ والسَّهَدِ
و رُحْتَ في الحُسْنِ أشكالاً مُقَسَّمة ً
بينَ الهِلالِ وبين الغُصنِ والعُقَدِ
أرينَني مطَراً يَنهَلُّ ساكبُه
من الجُفونِ وبَرْقاً لاحَ من بَرَدِ
ووجنة ً لا يُروِّي ماؤها ظمأ
بُخلاً وقد لَذَعَتْ نيرانُها كَبِدي
فكيفَ أُبْقي على ماءِ الشُّؤونِو ما(79/151)
أبقَى الغَرامُ على صبري ولا جَلَدي
جَرى ابنُ فَهْدٍفلم يُدْرَكْ له أَمَدٌ
و كلُّ ذي سُؤدُدٍ يجري إلى أَمَدِ
و حَنَّ للجُودِ مُهْتَزّاً ومُنتَصِباً
كالرُّمحِ لم يُؤْتَ من مَيلٍ ولا أَوَدِ
وعلَّمَ الدَّهْرَ من أخلاقِهِ خُلُقاً
أذكى من الوَرْدِ أو أَحْلَى من الشَّهْدِ
فالمجدُ منه عُلا مقرونة ٌ بعُلًى
و الجُودُ منه يدٌ موصولة ٌ بيدِ
فَضلانِ ما زالَ مَحسوداً بنَيْلِهما
والبأسُ والجودُ مَقرونانِ بالحَسَدِ
أغرُّ لا صَلَفٌ يُزري بسُؤدُدِه
بينَ الملوكِو لا كِبْرٌ على أحدِ
يُريكَ من رِقَّة ِ الألفاظِ مَنطِقُه
دُرَّ العُقودِغدَتْ محلولة َ العُقَدِ
جعلتُه جُنَّة ً من كلِّ نائبة ٍ
و رُحْتُ من جُودِه في جَنَّة ِ الخُلدِ
أبا الفوارسِ أحييتَ السَّماحَ لنا
و قُمْتَ فيه قِيامَ الروحِ للجَسَدِ
ما رُمْتُ إحصاء َما أوليتَ من حَسَنٍ
إلا وزادَ على الإحصاءِ والعَدَدِ
آثرْتَ في الصَّومِ تَقوى اللّهِ مُجتهداً
على هواكَ وبِعتَ الغَيَّ بالرَّشَدِ
فاسْعَدْ بِعِيدٍ أعادَ اللَّهوَ في سَعَة ٍ
و اليُمْنَ في دَعَة ٍ والعيشَ في رَغَدِ
تَقدَّمَتْ مِدْحَة ٌ زَهراءُ مُشرِقَة ٌ
كالرَّوْضِ يَضْحَكُ عن نُوَّارَة ِ الخَضَدِ
و جاشَ بَحْرِي فلم أقْنَعْ بواحدة ٍ
حتى أتيتُ بها مُشتدَّة َ العَضُدِ
قِلادَة ٌ جالَ فيها الفِكْرُ فانتظَمَتْ
نظْمَ القلائدِ لم تَنْقُص ولم تَزِدِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> سواءٌ علينا وعدُها ووعيدُها
سواءٌ علينا وعدُها ووعيدُها
رقم القصيدة : 59592
-----------------------------------
سواءٌ علينا وعدُها ووعيدُها
إذا ما تساوى وَصلُها وصدودُها
وقَفْنا وقد ريعَتْ مَها الحيِّفانَثَنَتْ
تَصِيدُ بألحاظِ المَها مَنْ يَصيدُها
أَعَنْ وَسَنٍ تَرْنو إليَّ عيونُها ؛
أَمِنْ سَكَرٍ مالَتْ عليَّ قُدودُها
فجازِعَة ٌ تُعطي الغَرامَ قيادَها
وقد راحَ مُقتادُ الغَرامِ يقودُها
وساكنة ٌ تهتزُّ ساكنة َ الجَوى(79/152)
إذا اهتزَّ من ماءِ الشَّبيبة ِ عُودُها
فللوردِ خدَّاهاو للخَمرِ ريقُها
وللغُصنِ عِطْفاهاو للرِّيمِ جِيدُها
ألم تَرَني عِفْتُ المَطالبَ إذ عفَا
من الجُودِ مَغناها ورَثَّ جَديدُها
و صُنْتُ عُقودَ المَدحِ من كلِّ مُمْسِكٍ
يَهونُ عليه دُرُّها وفَريدُها
هَلِ المجدُ إلا في أَيادٍ تُفيدُها
سجايا ابنِ فَهْدٍأو مَعَالٍ تَشيدُها
فتى ً حَثَّ جَدواهفما يَستَحِثُّها
و زادَتْ أياديهفما يَستزيدُها
له شَرَفٌ عالي المحلِّو هِمَّة ٌ
تُصَعَّدُ أنفاسَ العَدوِّ صعودُها
و مازالَ فَرْدَ المَكرُماتِو إنما
يؤمَّلُ فردُ المَكرُماتِوحيدُها
ترى بينَ عينيهِ من البِشْرِ أنجماً
تَلوحُ لمُرتادِ السَّماحِ وُفُودُها
فإن تَشْتَهِرْ في كلِّ شَرْقٍ ومَغْرِبٍ
معالي ابنِ فَهْدٍفالثناءُ يَزيدُها
سلامة ُإنَّ الأَزْدَ بالبأسِ والنَّدى
تَسودُ الوَرى طُرّاًو أنتَ تَسودُها
و قد عَلِمَ الأعداءُ أنْ لستَ بادئاً
بجائحة ٍإلا وأنتَ مُعيدُها
رأَتْ أسَداً يَلقَى المنيَّة َ حاسِراً
إذا اختالَ في قُمْصِ الحديدِ أُسودُها
فأقصَرَ عنها بأسُها ودِفاعُها
و أُكهِمَ منها حدُّها وحديدُها
أَرِقْتُ لوُدٍّ منك أودى ابتسامُه
و أنجُمِ بشرٍ منك غابَتْ سُعودُها
و ما سَتَرَ الكِتْمانُ عندي صَنيعَة ً
و لا أفسدَ النَّعماءَ فيَّ جُحودُها
سأنشُرُ فَضْلاً لاتَزالُ تُديمُهُ
و أُثني بنُعمى لاتزالُ تُفيدُها
و أشكُرُها شُكْرَ الرِّياضِ صنيعة ً
من الرَّائحاتِ الغُرِّ راحَت تَجودُها
فوَلَّتْ تِجارُ الحَمْدِ تَنْشُرُ حمدَها
و قد سَعِدَتْ بالجُودِ منك جُدودُها
أريتَهُمُ وَجْهاً طليقاً وراحة ً
يُري بأسَها في النَّائباتِ وجودُها
و صارَتْ قَوافي الشِّعرِ فيك عرائساً
تُضيءُ الدُّجى أجيادُها وخدودُها
فلا زالَتِ الأيامُ تلقاكَ بِيضُها
خصوصاً وتَلقى مَنْ يُعاديكَ سُودُها
فتُسعِدُ في خَفْضٍ منَ العيشِ سعدَها
و يعتادُ في يُمْنٍ من الدَّهرِ عيدُها(79/153)
و دونَك من مُستطرَفِ الوَشْيِ خِلْعَة ً
مَطارِفُها مَوْشِيَّة ٌ وبُرودُها
فما زهَرَتْ إلا لديكَ نجومُها
و لا حَسُنَتْ إلا عليكَ عُقودُها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قُلْ لابنِ فَهْدٍو إن شطَّتْ مَنازِلُه
قُلْ لابنِ فَهْدٍو إن شطَّتْ مَنازِلُه
رقم القصيدة : 59593
-----------------------------------
قُلْ لابنِ فَهْدٍو إن شطَّتْ مَنازِلُه
و كم بعيدٍ على العافين ما بَعُدا
إنَّ الغُصونَ التي رَوَّيتَها شحَبَتْ
و كيف نُضرتُهاو الماءُ قد نَفَدا
غَشِيتُ بعدَك منسوباً إلى أدبٍ
يجفو الأديبَ ويُطفي نُورَه حسَدا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> فَرَّقْتُ بينَ جُفونِه ورُقادِه
فَرَّقْتُ بينَ جُفونِه ورُقادِه
رقم القصيدة : 59594
-----------------------------------
فَرَّقْتُ بينَ جُفونِه ورُقادِه
و جمعْتُ بينَ غَرامِه وفُؤادِه
و أبثُّ في ثِنْيَيْ حَشاه صَبابة ً
باتَت لها الأشجانُ بينَ وِسادِه
للّهِ أيامُ الكثيبِفقد مَضَتْ
بمُرادِه الغَضِّ الهَوى ومُرادِه
أيامَ للعُذَّالِ عِزُّ جِماحِه
شَغَفاًو للأحبابِ ذِلُّ قِيادِه
غَفَلاتُ دَهْرٍ غَيُّهُ وضَلالُه
أَولى بنا من هَدْيِهِ ورَشادِه
و دُجى ً بذاتِ الطَّلْحِ يَبيَضُّ الهَوى
لأخي الصَّبابَة ِ في ارتكامِ سَوادِه
و ثَرى ً كأنَّ رُباه تَنشُرُ حَلْيَها
ما بينَ حُرِّ تِلاعِه ووِهادِه
عُطْرٌ تَمرُّ به الرِّياحُ فتنكسي
عُطرَين من أَجسادِها وجِسادِه
ما صانَ قُرْبَ العيشِ فيه مَدامعي
حتى أُزيلَ مَصُونُها لبِعادِه
و إذا الصَّبا أضحَى عِتادَ مُتيَّمٍ
فنَفادُها يَهواه عندَ نَفادِه
و الدَّهْرُ كالنَّشوانِ في إصلاحِه
ما راحَ يُصلِحُه وفي إفسادِه
راعٍ لنا يَجتاحُ دَثْرَ سَوامِه ؛
و أبٌ لنا يسطو على أولادِه
فَفَعالُهُ المحمودُ عندَ بخيلِه
و فَعالُه المَذْمومُ عندَ جَوادِه
و لو اقتدى فينا بأحمدَ لارتَدَى
بُردَيْنِ من تَوفيقِه وسَدادِه(79/154)
خِرْقٌ تَخرَّقَ في سَماحٍ لم يَزَلْ
غَمْرُ السَّماحِ يَقِلُّ عندَ ثِمادِه
مُرتادُ حَمْدٍ لاتَزالُ خوافقاً
راياتُ أنعُمِه على مُرتادِه
إن كنتَ مُطَّرَدَ الجِوارِفَعُذْ بِهِ
أو كنتَ مُمتَحَنَ الزَّمانِ فَنادِه
يُعطِيكَ ما يُعطيه غَرْبُ حُسامِه
و شَبا أسنَّتِهو كرُّ جَوادِه
مازالَ يَصعَدُ بينَ بِيضِ سُيوفِه
قُلَلَ الفَخارِو بينَ سُمرِ صِعَادِه
تَعِبُ الجَوانحِ يَشتري قَضَضَ العُلى
أبداًبراحتِه ولِينِ مِهاده
قد قلتُ للجاري على آثارِه
أنتَ الجَوادُو لستَ من أندادِه
ذهبَتْ سِجالُكَ عند جَرْيِ جَوادِه
و خَبا ضِرامُكَ عندَ وَرْيِ زِنادِه
و إذا امرؤٌ أعيَتْ عليكَ سُهولُه
فاغضُضْ جفونَك عن ذُرَى أطوادِه
شَرَفٌإذا ما اختالَ فيهرأيتَه
في تاجِ تُبَّعِه وحُلَّة ِ عادِه
بيتٌ لتُبَّعَ تلتقي عَمَدَ العُلى
في ملتقى أطنابه وعِمادِه
هذاو مُعتَرَكٌإذا عرَكَ القَنا
فيه الشُّجاعُ مضى طريدَ طِرادِه
خلَطَ العَجاجة َ بالدِّماءِكأنَّما
نُشِرَتْ مَجاسِدُه خِلالَ جِيادِه
أوفى عليَّفما انجلَتْ غَمَراتُه
إلا بِصِدْقِ كِفاحِه وجِلادِه
رحلَ الصِّيامُو قد أعدَّ من التُّقى
و النُّسْكِ فيهِ عُدّة ً لمَعادِه
متمسِّكاً بالصِّدقِ في مَوعودِه
متمسِّكاً بالعَفوِ في إيعادِه
قَبِلَ الإلهُ صِيامَه في شَهْرِهِ
و أعادَ ما يَهواه من أعيادِه
العصر العباسي >> السري الرفاء >> فما يباليإذا ما الدَّهرُ أسعَدَه
فما يباليإذا ما الدَّهرُ أسعَدَه
رقم القصيدة : 59595
-----------------------------------
فما يباليإذا ما الدَّهرُ أسعَدَه
ضَنَّ الخَلِيُّ بدَمْعِ العَينِ أو جادَا
وعَنَّ للعَيْنِ سِرْبٌ راحَ يُذكِرُهُ
شَبائِهَ السِّرْبِ ألحاظاً وأَجيادا
راحُوا رياحاً تُزَجِّي كلَّ سارية ٍ
من النَّدى وغدَوا لِلحِلْمِ أطوادا
تناهَبوا الفضلَ دونَ الناسِ كلِّهمُ
فأصبحَ الناسُ أعداءً وحُسَّادا
لا يُبْعِدُ اللّهُ مِنكم عُصبة ً فَضُلَتْ(79/155)
فزادَها الفضلُ إقصاءً وإبعادا
كَشِيمَة ِ العُودِ مازالَتْ بلا سببٍ
تُهدِي إلى العُودِ إحراقاً وانفادا
قَتلى أُقيمَتْ بأكنافِ العِراقِ لها
مآتمٌ أصبحَتْ بالشَّامِ أعيادا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> باليُمْنِ ما رفع الأميرُ وشيَّدا
باليُمْنِ ما رفع الأميرُ وشيَّدا
رقم القصيدة : 59596
-----------------------------------
باليُمْنِ ما رفع الأميرُ وشيَّدا
و بِجَدِّه النَّعماءُ ما قد جدَّدا
قصرٌ أنافَ على القصورِ بحُلَّة ٍ
مَلِكٌ أنافَ على المُلوكِ مؤيَّدا
قُلناو قد أعلاه جَدٌّ صاعِدٌ
في الجوِّ حتى ما يُصادِفُ مَصْعَدا
أَبِنِيَّة ٌ ببنائِها فُضِحَ البِنَا
أَم فَرقَدٌ بسَناه شانَ الفَرقَدا
غُرَفٌ تَألَّقُ في الظَّلامِفلو سَرى
بضِيائِهاساري الدُّجُنَّة ِ لاهتدَى
عُنِيَ الرَّبيعُ بها فَنَشَّرَ حولَها
حُلَلاً تُدَبِّجُ وَشْيَها أيدي النَّدى
فكأنَّما تُزجي السَّحائبُ فوقَها
جَيشاً يهُزُّ البَرقُ فيه مِطْرَدا
و كأنَّما نَشَرَ الهواءُ بجوِّها
في كلِّ ناحية ٍ رِداءً مُجسَدا
و كأنَّ ظِلَّ النَّخلِ حولَ قِبابِها
ظِلُّ الغَمامِإذا الهجيرُ تَوقَّدا
من كلِّ خَضراء ِالذَّوائبِ زُيِّنَتْ
بثِمارِها جِيداً لها ومُقَلَّدا
خرَقَتْ أسافلُهنَّ رَيَّانَ الثَّرى
حتى اتَّخَذْنَ البحرَ فيه مَورِدا
شَجَرٌ إذا ما الصُّبحُ أسفرَ لم يَنُحْ
للأمنِ طائرُهو لكن غَرَّدا
غَنِيَتْ مَغانيها الحِسانُ عنِ الحَيا
ماراحَ في عَرَصَاتِهِنَّو ما اغتدَى
بمُشَمِّرٍ في السَّيْرِ إلا أنَّه
يَسري فيمنَعُه السُّرى أن يَبعُدا
وَصَلَ الحَنينَ بِعَبْرَة ٍ مَسفوحَة ٍ
حتى حَسِبْناه مَشُوقاً مُكْمَدا
مُستَرْفِدٌ أمواجَ دِجلة َ رافدٌ
وجهَ الثَّرى أَكْرِمْ بهِ مُستَرْفِدا
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أُناشِد دَهْري أن يَعودَ كما بَدا
أُناشِد دَهْري أن يَعودَ كما بَدا
رقم القصيدة : 59597(79/156)
-----------------------------------
أُناشِد دَهْري أن يَعودَ كما بَدا
فقَد غارَ بي في الحادثاتِ وأنجَدا
توعَّدَني من بَعْدِ ما وَعَدَ الغِنى
فأنجزَ إيعاداً وأخلَفَ مَوعِدا
و كنتُ أرى الأيامَ ظِلاَّ مُمَدَّداً
و مُهْتَصَراً غَضّاً وعَيشاً مُمَهَّدا
فَصِرْنَ لرَيْبِ الدَّهْرِ سَهْماً مُسَدَّداً
و أسمرَ خَطِّيّاً وعَضْباً مُجَرَّدا
سَقاهاو ما السُّقْيا بكفِّ صَنيعِها
خَليعِ الحَيا إنْ جَرَّ بُرْدَيْهِ غَرَّدا
فزارَ من الدَّيْرّيْنِ إلْفاً ومَألَفاً
و جادَ على النَّهرين عَهْداً ومَعْهَدا
مَراقدُ من بُسْطِ الرِّياضِإذا اكتفى
بِهِنَّ صريعُ الرَّاحِ لم يَنْبُ مَرْقَدا
و ليلٍ كأنَّ التُّرْبَ تحتَ رِواقِه
مُنّدًّى بماءِ الوَردِ ما باشَرَ النَّدى
تُعانِقُنا فيه الرِّياحُ مَريضة ً
كأَنَّا لَقيناها معَ الصُّبحِ عُوَّدا
أَرَتْنا اللَّيالي قَصْدَها دونَ جَوْرِها
و شأنُ اللَّيالي أن تجورَ وتَقْصِدا
و من عَجَبٍ أنَّ الغَبِيَّينِ أبرَقا
مُغِيرَيْنِ في أقطارِ شِعْريو أرعَدا
فَقَد نَقلاه عن بياضِ مَناسبي
إلى نَسَبٍ في الخالديَّة ِ أسودَا
و إنَّ عَلِيّاً بائعَ الملحِ بالنَّوى
تجرَّدَ لي بالسَّبِّ فيمَن تجرَّدا
و عندي له لو كان كُفءَ قوارضي
قوارضُ يَنثُرْنَ الدِّلاصَ المُسَرَّدا
و مغموسَة ٌ في الشَّرْيِ والأرْيِ هذه
ليَرْدَى بها باغٍو تلكَ لتُرتَدَى
إذا رامَ عِلْجُ الخالديَّة ِ نيلَها
أَخذْنَ بأعنانِ النُّجومِ وأخلَدا
لكَ الويلُ إن أطلقْتُ بيضَ سيوفِها
و أطلقْتُها خُزْرَ النَّواظِرِ شُرَّدا
و لستَ لجِدِّ القَوْلِ أهلاًفإنما
أُطيرُ سِهامَ الهَزْلِ مثنى ً ومَوْحِدا
نَصَبْتَ لِفتيانِ البَطالَة ِ قُبَّة ً
ليَدخُلَها الفِتيانُ كَهْلاً وأمرَدا
و كان طريقُ القَصْفِ وعراً عليهمُ
فسهَّلْتَه حتى رَأَوه مُعبَّدا
و كم لَذَّة ٍ لا مَنَّ فيها ولا أذًى
هَدَيْتَ لها خِدْنَ الضَّلال فأفسدا(79/157)
قصدتَهمُ وزناًفساوَيْتَ بينَهُم
و لم تأخذِ السَّيفَ الشَّديدَ لتَقْصِدا
و جئتَهمُ قبلَ ارتدادِ جُفونِهِم
بمائدة ٍ تُكْسَى الشَّرائِحَ والمِدَى
و مبيضَّة ٍ مما قراه محمدٌ
أبوك لكي تَبيضَّ عِرْضاً ومَحتِدا
نَثَرْتَ عليها البَقْلَ غَضّاًكأنما
نَثَرْتَ على حُرِّ اللُّجَيْنِ الزَّبَرْجَدا
و مصبوغَة ٍ بالزَّعفرانِ عريضة ٍ
كأنَّ على أَعْضائِها منه مِجْسَدا
تَرَقَّبَها الصَّيَّادُ يَوْماًفقادَها
كما قُدْتَ بالرِّفقِ الجَوادَ المُقَيَّدا
و لم يَدْرِ إذ أنجى لها بِردائِه
أكانَ رِداً ما ارتدَّ منه أَم رَدى
تُريكو قد عُلَّت بياضاً بصُفرَة ٍ
مِثالاً من الكافورِ أُلبِسَ عَسْجَدا
يَحُفُّ بها منهم كهولٌ وفتية ٌ
كأنهمُ عِقْدُ يَحُفُّ مُقلَّدا
فلا نَظَرُ الدَّاعي إلى الزَّادِ كَفَّهم
و لا خَجلَة ُ المدعوِّ ردَّتْ لهم يَدا
و مِلْتَ بهم من غيرِ فَضلٍ عليهمُ
إلى الوَرْدِ غضّاً والشَّرابِ مُورَّدا
فيا لَكَ يوماً ما أَخَفَّ مؤونَة ً
و أعذبَ في تلكَ النُّفوسِ وأرغدا
مُناهدة ٌ إن باتَ مثلُكَ طيَّها
تَنفَّسَ مجروحَ الحشاأو تنهَّدا
فلا عَدِمَ الفِتيانُ منكَ قَرارة ً
أَيسلُّهُم سَعْداً عليَّ مُسْعِدا
مُعِدّاً لهم في كلِّ يومٍ مُجَوَّدٍ
من الرَّاحِ والرَّيحانِعيشاً مُجدَّدا
إذا وصَلوا أضحى الخِوانُ مُدَبَّجاً
و إن وصَلوا أمسى الخِوانُ مُجرَّدا
و إن شرَعوا في لَذَّة ٍ كنتَ بِيعَة ً ؛
و إن طَعِمُوا في مَرفِقٍ كنتَ مَسجدا
لك القُبَّة ُ العَلياءُ أوضحْتَ فَتقَها
و أطلعْتَ منها للفُتوَّة ِ فَرْقَدا
يُصادِفُ فيها الزَّوْرَ جَدْياً مُبرَّزاً
و باطية ً ملأىو ظبياً مُغرِّدا
و قد فَضُلَت بِيضُ القِبابِ لأنني
نصبْتُ عليها بالقصائدِ مِطرَدا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> إسمعْ مَقالاً من أخٍ ذي وُدِّ
إسمعْ مَقالاً من أخٍ ذي وُدِّ
رقم القصيدة : 59598
-----------------------------------(79/158)
إسمعْ مَقالاً من أخٍ ذي وُدِّ
و ذاكَ أني كنتُ حِلْفَ وَجْدِ
بشادِنٍ في كلِّ حُسْنٍ فَردِ
مليحِ وجهٍ ورشيقِ قَدِّ
كَبَدْرِ تمٍّ في قضيبِ رنْدِ
فزارني الآن بغيرِ وَعْدِ
جاءَ مفاجأة ًو ليسَ عندي
إلا طعامٌ غيرُ مُستَعِدِّ
دَجاجة ٌ في شَبَهِ السَّمَنْدِ
تَليدَة ٌو فخرُها بالهندِ
عظيمة ُ الزَّوْرِ بِصَدْرِ نَهْدِ
أجريتُ منها في مَجالِ العِقدِ
مُرهفة ً ذاتَ شَباً وحَدِّ
لغيرِ ما ذَحلٍ وغيرِ حِقْدِ
بل رغبة ٌ فيها شيبة الزُّهْدِ
و لم تَزَلْ بالماءِ كفُّ العَبدِ
و فُصِّلَتْ أعضاؤها من بَعْدِ
مع لُبِّ أُتْرُجٍّ كلونِ الشَّهْدِ
بل طعمُه عن طَعمِه ذو بُعْدِ
حتى إذا أسعرَها بالوَقْدِ
صبَّ عليها اللوزَ مثلَ الزُّبْدِ
و غُلِيَت بعدُ بماءِ الوَرْدِ
ثم أتى يسعَى بها كالمُهدي
كأنها قد بُخِّرَتْ بالنَّدِّ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَعاذِلُإنَّ النَّائباتِ بمَرصَدِ
أَعاذِلُإنَّ النَّائباتِ بمَرصَدِ
رقم القصيدة : 59599
-----------------------------------
أَعاذِلُإنَّ النَّائباتِ بمَرصَدِ
و إنَّ سرورَ المرءِ غيرُ مُخَلَّدِ
إذا ما مضى يومٌمن العيشِ
فَصِلْهُ بيومٍ صالحِ العيشِمُرْغِدِ
و حالية ٍ من حُسنِها وجَمالِها
و إن برزَتْ عُطلَ الشَّوى والمُقَلَّدِ
تُعاطيكَ كأساً غيرَ ملأَى كأنَّما
فَواقِعُها أحداقُ دِرْعٍ مُزَرَّدِ
كأنَّ أعاليها بَياضُ سَوالفٍ
تَلوحُ على تَوريدِ جَيْبٍ مُوَرَّدِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و ابنة ِ بَرٍّ لم تَبِنْ عَنْ زُهْدِ
و ابنة ِ بَرٍّ لم تَبِنْ عَنْ زُهْدِ
رقم القصيدة : 59600
-----------------------------------
و ابنة ِ بَرٍّ لم تَبِنْ عَنْ زُهْدِ
أضحى بها البحرُ قريبَ العَهْدِ
تَعافُهو هو زُلالُ الوِردِ
فليسَ تَحبُوهُ بِصَفْوِ الوُدِّ
إلاَّ بِرَبْطٍ عندَه وشَدِّ
لمَّا نَضَتْ مَلاحِفَ الإفْرِنْدِ
و اتَّشَحَتْ منَ الدُّجى بِبُرْدِ(79/159)
توسَّطَتْ سِكْرَ صَفيحٍ صَلْدِ
و أشبَهَتْ واسطة ً في عِقْدِ
مُطِلَّة ً على رِكابِ الوَفْدِ
كأنَّها أمُّ النَّعامِ الرُّبْدِ
عَجاجُها شَيَّبَ فَوْدَ المُرْدِ
واجدة ٌ بالبَرِّ أيَّ وَجْدِ
تذكَّرَتْ طيبَ ثَراه الجَعْدِ
أَيامَ تُغذَى بجَنى ً كالشَّهْدِ
و لَمْعِ بَرْقٍ وحَنينِ رَعْدِ
فَهيَ تُعيدُ أَنَّة ً وتُبْدي
كما يَئِنُّ مُوثَقٌ في القَيْدِ
لولا امتدادُ الطُّنُبِ المُمْتَدِّ
لَشَمَّرَتْ تَشميرَ ذاتِ الجِدِّ
فصافَحَتْ خَدَّ الثَّرى بخدِّ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> رُبَّ أيَّامٍ على القُفْصِ لنا
رُبَّ أيَّامٍ على القُفْصِ لنا
رقم القصيدة : 59601
-----------------------------------
رُبَّ أيَّامٍ على القُفْصِ لنا
لا نرى أمثالَها طولَ الأَبدْ
غَضَّة ٌريحانُنا الغَضُّ بها
أسَدٌ من غابة ِ الوَردِ وَرَدْ
ما رأى النَّاسُ شُروباً مثلَنا
شربوا الرَّاحَ على وجهِ الأسَدْ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و بِكْرٍ شَرِبناها على الوَرْدِ بُكرة ً
و بِكْرٍ شَرِبناها على الوَرْدِ بُكرة ً
رقم القصيدة : 59602
-----------------------------------
و بِكْرٍ شَرِبناها على الوَرْدِ بُكرة ً
فكانتْ لنا وِرْداً إلى ضحوة ِ الغَدِ
إذا قامَ مُبيَضُّ اللِّباسِ يُديرُها
توهَّمْتَه يَسعى بكُمٍّ مُوَرَّدِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أميرَ النَّدى إنَّ الثَّناءَ خُلودُ ؛
أميرَ النَّدى إنَّ الثَّناءَ خُلودُ ؛
رقم القصيدة : 59603
-----------------------------------
أميرَ النَّدى إنَّ الثَّناءَ خُلودُ ؛
و إنَّ القَوافي السَّائراتِ جُنودُ
إذا انفضَّ من حولِ الملوكِ عديدُها
فحولَك منها عُدَّة ٌ وعَديدُ
فهنَّإذا ناضَلْنَ عنك صَوارِمٌ ؛
و هنَّإذا لاحَتْ عليكَ عُقودُ
و لي من نَدى كفَّيْكَ رسْمٌ تضاءَلَتْ
مَعالِمُهحتى تَكادَ تبيدُ
غَدَا خَلَقاًو الحمدُ فيه مُجدَّدٌ
و مُنْتَقَصاًو الشُّكرُ فيه يَزيدُ(79/160)
فلا يَكُ رَسْمي من نَوالِكَ دارساً
فرسمُكَ غَضٌّ من ثَنايَ جَديدُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قد وَفَتِ المُزْنُ بميعادِها
قد وَفَتِ المُزْنُ بميعادِها
رقم القصيدة : 59604
-----------------------------------
قد وَفَتِ المُزْنُ بميعادِها
و خَصَّتِ الرَّوْضَ بإسعادِها
و أخمدَتْ شُعْلَة َ إبراقِها
و سكَّنَتْ ضَجَّة َ إرعادِها
و أضحَتِ الأغصانُ قد نُظِّمَت
غَرائبُ الحَلْيِ بأجيادِها
و أوجهُ الأيامِ مُبيَضَّة ٌ
تُخبرُ عن رِقَّة ِ أكبادِها
و العيشُ في طيبِ أثانينها
إذا تفَكَّرْتَ وآحادِها
و قد صَفَتْ بالزَّهَرِ المُجتلى
مَوارِدُ الرَّاحِ لوُرَّادِها
فزُرْ بنا سوداءَ مَصفودَة ً
في غَمْرَة ِ الماءِ بأصفادِها
كأنَّها زِنجيَّة ٌ واصلَتْ
حَنِينَها من ضيقِ أقيادِها
إذا نضَى الصُّبحُ سوادَ الدُّجى
لم يَنْضُ عنها سُودَ أبرادِها
طريقُ مَنْ خافَ لها لُجَّة ً
يقطعُ في أحشاءِ أولادِها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يُنافسُني في الشِّعْرِو الشِّعرُ كاسدُ
يُنافسُني في الشِّعْرِو الشِّعرُ كاسدُ
رقم القصيدة : 59605
-----------------------------------
يُنافسُني في الشِّعْرِو الشِّعرُ كاسدُ
حَسودٌ كَبا عن غايتيو مُعانِدُ
و كلُّ غَبيٍّ لو يُباشِرُ بَرْدُهُ
لظَى النَّارِ أَضحَى حرَّهاو هو بارِدُ
إذا سُئلُوا عمَّا يَلوحُ تبلَّدوا
كأنَّهمُ عندَ السُؤالِ جَلامِدُ
قِيامٌ يَهُزُّونَ النُّسوعَكأنَّما
بأيديهمُ حيَّاتُ رَمْلٍ أساوِدُ
يَموتُ ذَكاءُ الطِّفْلِ ما دامَ عندَهُمْ
و كيفَ صَلاحُ الفَرْعِ والأصلُ فاسِدُ
أَفيقُوا فلن يُعطى القريضَ مُعلِّمٌ
و هل يتولَّى الأغبياءَ عطارِدُ
فلا تمنحوا منه الكرامَ قلائداً
فليسَ من الحَصباءِ تُهدَى القَلائِدُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يا دَهْرُصافيتَ اللِّئامَ مُساعِدا
يا دَهْرُصافيتَ اللِّئامَ مُساعِدا
رقم القصيدة : 59606
-----------------------------------(79/161)
يا دَهْرُصافيتَ اللِّئامَ مُساعِدا
لهُمُو جانَبْتَ الكِرامَ مُعانِدا
فغَدَوْتَ كالمِيزانِ يَرْفَعُ ناقِصاً
فيناو يَخْفِضُلا محالة َزائدا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أقولُ لحنَّانِ العَشيِّ المُغَرَّدِ
أقولُ لحنَّانِ العَشيِّ المُغَرَّدِ
رقم القصيدة : 59607
-----------------------------------
أقولُ لحنَّانِ العَشيِّ المُغَرَّدِ
يهُزُّ صفيحَ البارقِ المتوقِّدِ
تَبَسَّمَ عن رَيِّ البلادِ حَبيُّه
و لم يبتسمْ إلا لإنجازِ مَوْعِدِ
على الشَّرَفِ المعمورِ بالعَمْرِفالرُّبا
فتلكَ الثَّنايافالطريقِ المعبَّدِ
فسُودِ اللَّيالي من بَنِيَّة ِ جَعْفَرٍ
فَدِمنَة ِ آثارِ الخليفة ِ أحمدِ
بِصَفحَة ِ مصقولِ الأديمِكأنَّما
سَفائِنُهُ رُبْدُ النَّعامِ المُشرَّدِ
شَوائِلُ أذنابٍ يُخَيَّلُ أنَّها
عَقارِبُ دَبَّتْ فَوقَ صَرْحٍ مُمَرَّدِ
فمَشهَدُ عمروٍ حيثُ يُلْعَنُ ظالِمٌ
و تَبْكي على المظلومِ آلُ محمَّدِ
مَحلُّ الهَوى العُذريِّ في غَيرِ حِلَّة ٍ
و عَهْدُ الشَّبابِ الغَضِّ في غَيرِ مَعهدِ
مَضَت نَومَة ُ التَّعريسِ في ظلِّ أمنِهِ
و أعقبَها ليلُ السَّليمِ المُسَهَّدِ
أمُجُّ له العَذْبَ النَّميرَكأنَّه
مُجاجة ُ مُحمَرِّ الحماليقِ أسوَدِ
و لا وَصْلَ إلا أن أروحَ مُغَرِّراً
بأدهمَ في تَيَّارِ أخضرَ مُزبِدِ
إذا ما أَهَلَّ الرَّكْبُ فيه جَرَى لَهُم
على سَنَنٍ كالمَشرَفيِّ المُجرَّدِ
إذا ما ارتدَى اللَّيلَ البَهيمَفإنَّني
بلَيْلَينِ منه والدُّجُنَّة ِ مُرتَدي
أرى بلداً يشكو منَ الماءِ مثلَ ما
شَكا الغِمْدُ من حَدِّ الحُسامِ المُهَنَّدِ
تَحيفَ غَربيَّ القصورِ كأنَّما
رُمينَ على الأيَّامِ منه بمِبرَدِ
مُكَفَّرَة ُ الجُدرانِ للمَدِّ لا تَني
تَخُرُّ عليه من رُكوع وسُجَّدِ
و عَهْدي بها مثلُ الفَراقدِ تُنْتَضى
ذَوائِبُها ما بينَ نَسْرٍ وفَرقَدِ
بقيَّة ُ أبشارِ البناءِ كأنما(79/162)
تَصوغُ لها الآصالُ تِيجانَ عَسجَدِ
فيا سطوة َ الأيَّامِ عُودي لسِلْمِها
كما كنتِ قبلَ اليومِ مَغلولة َ اليَدِ
و يا جانِبَيْها بالمُناخِ سُقيتُما
بأعذبَ ممَّا يُسقَيانِ وأبرَدِ
و يا ديْرَها الشَّرقيَّ لازالَ رائحٌ
يَحُلُّ عُقودَ المُزنِ فيكَ ويَغتدي
مَوارِدُ لَهْوٍ صَفَّقَتْ في ظِلالِها
مَوارِدُ من ماءِ الكرومِ مُوَرَّدِ
عليلَة ُ أنفاسِ الرِّياحِكأنَّما
يُعَلُّ بماءِ الوَرْدِ نَرجِسُها النَّدي
يَشُقُّ جيوبَ الوَرْدِ في شَجَرَاتِها
نَسيمٌ متى يَنْظُرْ إلى الماءِ يَبرُدِ
و ملعَبُ إفرِنْدِيَّة ِ الرَّوْضِ يَعْتَلي
عليه خَلوقيُّ البِناءِ المُشَيَّدِ
صوامعُ في سَروٍ أنافَ كأَنها
قِبابُ عقيقٍ في قِبابِ زَبَرْجَدِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَجرِ المُدامَ على نُجْحِ المَواعيدِ
أَجرِ المُدامَ على نُجْحِ المَواعيدِ
رقم القصيدة : 59608
-----------------------------------
أَجرِ المُدامَ على نُجْحِ المَواعيدِ
وَ جُدْ عليَّ برَيَّا النَّحْرِ والجِيدِ
فقد تَنَبَّهَ من إغفائِه زَهَرٌ
كأنَّ رَيَّاهُ رَيَّا المِسكِ والعُودِ
و شَرَّدَ الصُّبحُ عنَّا اللَّيلَفاتَّضَحَتْ
سُطورُهُ البيضُ في راياتِهِ السُّودِ
و لاحَ للعينِ نارَنْجٌ كما اختَضبَتْ
بالزَّعفرانِ ثُدِيُّ النُّهَّدِ الغِيدِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> دونَكَها نَرجِسَّية َ الجَسَدِ
دونَكَها نَرجِسَّية َ الجَسَدِ
رقم القصيدة : 59609
-----------------------------------
دونَكَها نَرجِسَّية َ الجَسَدِ
على أفانينِ مُسمِعٍ غَرِدِ
فقد حَلا النَّرجسُ الجَنِيُّ لنا
عن عِيشَة ٍفي قُدومِهِرَغَدِ
يجمعُ ضِدَّيْنِ قَلَّ ما اجتَمَعا
من لَهَبٍ ساطعٍ ومن بَرَدِ
فهو كشُهْلِ العيونِمن كَثَبِ
و هو كزُهْرِ النُّجومِ من بُعُدِ
أَظُنُّ نُجْلَ العيونِ تَحسُدُه
فَهْيَ مِراضٌ من شِدَّة ِ الحَسَدِ
قد قُلتُإذ أنجدَ الزَّمانُ به(79/163)
كتائبَ اللَّهْوِغيرَ مُتَّئِدِ
أهلاً بما أمرَضَ العيونَفما
تُفرَقُ من دائِها مَدَى الأَبَدِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> إزدَدْ منَ الرَّاحِ وَزِدْ
إزدَدْ منَ الرَّاحِ وَزِدْ
رقم القصيدة : 59610
-----------------------------------
إزدَدْ منَ الرَّاحِ وَزِدْ
فالغَيُّ في الرَّاحِ رَشَدْ
يُديرُها ذو غُنَّة ٍ
أغيدَ يَثنيهِ الغَيَدْ
كأنَّها في كَفِّهِ
جَمرَة َ نارٍ تتَّقِدْ
مَدَّ إليها يَدَه
فالتَهَبَت إلى العَضُدْ
و الجوُّ قد كادَتْ ثُرَيْ
ياه على الغَربِ تَرِد
كأنَّها شَابورَة ٌ
مُذْهَبَة ٌ منَ الزَّرَدْ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قَصَدَ الدَّهْرُ فيك من بعدِ جوْرٍ
قَصَدَ الدَّهْرُ فيك من بعدِ جوْرٍ
رقم القصيدة : 59611
-----------------------------------
قَصَدَ الدَّهْرُ فيك من بعدِ جوْرٍ
و أرى الدَّهرَ فيكَ جَوْراً وقَصْدا
فاسقِني كالعروسِ ألبسَها الما
ءُ وُشاحاً من الحَبابِ وعِقْداً
قد ظَمِئْنافكان ريقُكَ وِرْداً
و ثَمِلْنافكان خدُّكَ وَرْداً
جمعَ اللّهُ شملَنافودَدْنا
أنَّ بين الصَّباحِ واللَّيلِ سَدَّا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لا سُقِيَتْ حانة ُ أُتْرُجَّة ٍ
لا سُقِيَتْ حانة ُ أُتْرُجَّة ٍ
رقم القصيدة : 59612
-----------------------------------
لا سُقِيَتْ حانة ُ أُتْرُجَّة ٍ
غَيْثاًو لا حانة ُ مولودِها
مخضوبَة ٌ بالخَمْرِ جاءَتْ بهِ
مُختَضَباً من دمِ عُنقودِها
تَعذيبُهُ العُشَّاقَ تَعذيبُها
و وعدُه نُسخَة ُ موعودِها
فَبَظْرُهاإذ ولَدَتْ مِثلَهُ
أَولَى بعِقْدِ الدُّرِّ مِنْ جِيدِها
كنتُ لها صَيداًو لكنَّني
أفلَتُّ من وَرْطَة ِ سَفُّودِها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و حيَّة ٍ في رأسِها دُرَّة ٌ
و حيَّة ٍ في رأسِها دُرَّة ٌ
رقم القصيدة : 59613
-----------------------------------
و حيَّة ٍ في رأسِها دُرَّة ٌ
تَسبَحُ في بحرٍ قصيرِ المَدى(79/164)
إنْ هي غابَتْفالعَمى ظَاهِرٌ
و إنْ بَدَتْ بانَ طريقُ الهُدى
العصر العباسي >> السري الرفاء >> تَقَرَّبْتُ من هذي القَوارِبِ راكباً
تَقَرَّبْتُ من هذي القَوارِبِ راكباً
رقم القصيدة : 59614
-----------------------------------
تَقَرَّبْتُ من هذي القَوارِبِ راكباً
وياليتَني منهاالغداة َبَعيدُ
فبِتُّ أرى جُندَ الحِمامِوليسَ لي
إذا اعتزَلَتإلاَّ الدُّعاءَ جُنودُ
تَلاعَبُ بي أمواجُ بَحْرٍ كأنَّها
شَواهِقُ بَرٍّ تَنْثَني وتَمِيدُ
فإنْ أنْقَلِبْ منها إلى الأرضِ واطئاً
على التُّرْبِ يوماًإنَّني لسعيدُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> نَوائبُ دَهْرٍ مُكثِراتٌ عِنادَها
نَوائبُ دَهْرٍ مُكثِراتٌ عِنادَها
رقم القصيدة : 59615
-----------------------------------
نَوائبُ دَهْرٍ مُكثِراتٌ عِنادَها
أُجاهِدُها حتَّى أمَلَّ جِهادَها
و ما الدَّهرُ إلاَّ عَثرَة ٌ لا أقالَها
و فائدة ٌ محمودَة ٌ لا أفادَها
و لستُ أرى أنَّ ابنَ حَسَّانَ مُخْبِثٌ
إذا هو أبدَى عِفَّة ً وأعادَها
أخو الظُّلْمِ يُخْفي كَيْدَه بسكُونهِ
كذا النَّارُ تُخفي بالرَّمادِ اتَّقادَها
و كم من كتابٍ نَمَّقَتْ فيه كَفُّه
شَهادَة َ زُورٍ لا تُساوي مِدادَها
و مالكَة ٍ إرْثاً حَوى الإرثَ دونَها
و قد أمْلَكَتْهُ النَّائباتُ قيادَها
فراحَتْ وما امتدَّتْ إلى الزَّادِ كَفُّها
و راحَ رَخِيَّ البالِ يأكلُ زادَها
فلو أنَّ ما يأتي من الظُّلْمِ ظُلْمَة ٌ
على الأُفْقِ لم يَجْلُ الصَّباحُ سوادَها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لَمَّا مضَى اليومُ حميداً فانجرَدْ
لَمَّا مضَى اليومُ حميداً فانجرَدْ
رقم القصيدة : 59616
-----------------------------------
لَمَّا مضَى اليومُ حميداً فانجرَدْ
و نشَرَ اللَّيلُ جَناحاًفرَكَدْ
دَعَوْتُ فِتيانَ الطَّرادِ والطَّرَد
و مارِدُ الخُضرِ على الصَّيْدِ مرَدْ
يَكشِرُ عن مثلِ الحِرابِأو أحدّ(79/165)
يُقصَدُ في آثاره حيثُ قَصَد
فاحتملوا زُهْرَ مصابيحَ تَقِدْ
و كلَّ صَفراءَ من الصُّفْرِ تُعَدّ
حنَّانَة ٍ في اللَّيلِ من غيرِ كَمَد
كأنَّ ماءَ البئرِ فيها يَطَّرِد
يَقرَعُ للصَّيدِ يلْمومِ الجَسَد
كأنه لولا اسْتِوَا الرأسِ وتَد
فتوقُه الوحشُ صحيحاً إن رَقَد
حتى إذا عايَنَها السِّرْبُ صدَد
مُجِدَّة ٌ تُهدي له الحَيْنَ المُجِدّ
بصَفحة ِ البدرِ ورنَّاتِ الأسَد
فحُيِّرَتْ غِزلانُهفلم تَجِد
و أقبلتْ تركضُ كالسِّربِ الفَرِد
ثم غَشِيناهنَّ أمّاً وولَد
و شادناً يُعطي القِيادَ مَنْ وَجَد
يُورِدُها حوضَ المَنايا فتَرِدْ
فحينَ لاحَ الفجرُ مُنصاتَ العَمَد
و صارَ بحرُ اللَّيلِ ضَحضاحاًثَمَد
خِلْنا المُدى وَرْداً له الوَردُ سَجَد
و أَضحَتِ الأُهبُ شباريقَ قِدَد
كأنها في الرَّوضِ نَظماً وبَدَد
مُصَنْدَلاتُ القُمصِ تُغري وَ تَقِدْ
فنحن والضِّيفانُ في عَيشٍ رَغَد
نعُدُّ للزَّورِ كريماتِ العُدَد
فمثلُنا بمثلِهِنَّ مُستَبِدّ
Webstats4U - Free web site statistics
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَحُلُّ بعَقوة ِ الشَّرفِ التَّليدِ
أَحُلُّ بعَقوة ِ الشَّرفِ التَّليدِ
رقم القصيدة : 59617
-----------------------------------
أَحُلُّ بعَقوة ِ الشَّرفِ التَّليدِ
وَ أَلْبَسُ جُنَّة َ الفَخْرِ العَتيدِ
و أعلمُ أنني شَرَقُ المُعادي
ببَردِ شَرابهو شَجَا الحَسودِ
وأصفَحُ والمَنايا الحُمْرُ حَولي
تَبَرَّجُ والصَّواعقُ من جنودي
أرى الآدابَ تَصْعَدُ والقوافي
مُعفَّرة َ الترائبِ في الصَّعيدِ
فيا أَسَفي على خُلُقٍ جديدٍ
تَعِزُّ لدَيهأو جَدٍّ سَعيدِ
فليتَ اللّهً أنجدَها بِحُرٍّ
سريعٍ عندَ دعوتِها نَجيدِ
و حَجَّامٌ يقولُ الشِّعرَ جاءَتْ
غرائبُهُ إليَّ على البَريدِ
مَزَحتُ فجَّد في عَتْبٍ تلظَّتْ
على آثارِه شُعَلُ القَصيدِ
فيا بعدَ السَّلامة ِ من أَكُفٍّ
تُغَرُّ بِهِنَّ ضارية ُ الأُسودِ(79/166)
فلا تُبعِدْ سيوفَكَ من سيوفٍ
فكم فتكَتْ بجبّارٍ عَنيدِ
صوارِمُ تَضربُ الأعناقَ جَهْلاً
و تحكمُ في الجِياد وفي الخُدودِ
تُعَلِّلُ مَنْ سطوتَ بها عليه
بلَفظٍ مثلِ تَفويفِ البُرودِ
فمِنْ نَظْمٍ تُدبِّجُه مليحٍ ؛
و من نَثْرٍ تُهَذِّبُهُ سَديدِ
و كم تتدرَّجُ المنديلُ منه
على أدراجِ شِعرِكَ والحديدِ
فيُنشِدُه الذي حبَّرْتَ فيه
و يَحلِقُ رأسَه بعدَ النَّشيدِ
Free counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> شَيخٌ لنا من شيوخِ بَغدادِ
شَيخٌ لنا من شيوخِ بَغدادِ
رقم القصيدة : 59618
-----------------------------------
شَيخٌ لنا من شيوخِ بَغدادِ
أغذَّ في اللَّهوِ أيَّ إغذاذِ
رَقَّ طِباعاً ومَنطِقاًفغَدا
و راحَ في المُستَشَفِّ كاللاّذِ
تَطِنُّ تحت الأكُفِّ هامتُه
إذا علَتْها طَنينَ فُولاذِ
قَوَّادُ إخوانِهفإن ظَمِئوا
سقاهُمُ الرَّاحَ سَقْيَ نَبَّاذِ
له على الشَّطِّ غرفة ٌ جمَعَتْ
كلَّ خَليعٍ نَشا ببغداذِ
أعدَّ فيها بنة َ الشِّباكِ لهم
مَقهورَة َ الجنْبِ وَابْنَة َ الداذي
و كَدَّة ً من صَباحِ قُطْرُبُّلٍ
و جُؤذُراً من مِلاحِ كَلْوَاذِ
يقولُ للزائرِ المُلِمِّ بهِ
أَوَصلُ هذا أَلذُّ أَم هَذي
و شاعرٌ جوهرُ الكلامِ له
مِلْكٌفمن تاركٍ وأَخَّاذِ
كأنَّ ألفاظَه لرِقَّتِها
و حُسنِها خمرُ طِير ناباذِ
تَصُدُّ عن نكهة ٍ له ضَبتْ
و هي عِذابٌ كيُنْعِ آذاد
كم كَبِدٍ بالعِراقِ ناجية ٍ
منهاو أُخرى بجَزِّ أفلاذِ
قلْ لعليٍّ سقَتْكَ غادية ٌ
مُسِفًّة ُ الوَدْقِ ذاتُ إرذاذِ
فخيرُ ما فيه أنَّه رجلٌ
يخدُمُنيالدهرَو هو أُستاذي
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ناديكَ من مطرِ الإحسانِ ممطورُ
ناديكَ من مطرِ الإحسانِ ممطورُ
رقم القصيدة : 59619
-----------------------------------
ناديكَ من مطرِ الإحسانِ ممطورُ
و مُرتَجيكَ بغَمْرِ الجُودِ مَغمورُ
و البِيضُ ظِلٌّ عليكالدهرَ منتشرٌ
و النَّقعُ جَيبٌ عليكالدهرَمَزرورُ(79/167)
و الشِّرْكُ قد هُتِكَتْ أستارُ بَيضَتِه
بحدِّ سيفِكَو الإسلامُ مَنشورُ
كم وقعة ٍ لك شَبَتْ في ديارِهِمُ
ناراًو أشرقَ منها في الهُدى نُورُ
بنهضَة ٍ خَرَّ فُسطاطُ الكَفورِ لها
خوفاًو أذعنَ بالفُسطاطِ كافورُ
إن تَشْتَكِ الحَدَثُ الحَسناءُ حادثة ً
سَعى بها حائنٌ منهم ومَغرورُ
فإنَّها نَشوة ٌ وَلَّتْ عُذوبتُها
و خَرَّ ذو التَّاجِ عنهاو هو مخمورُ
يستنقِصُ الوِتْرَ من أعدائهِ مَلِكٌ
عدوُّهُ حيثُ كانَالدهرَموتورُ
مجاورٌ وَزَراً منهو هل وَزَرٌ
و السَّيفُ في يد سيفِ اللّه مشهورُ
يا مَنْ يَمُنُّ على الأسرى فيأسِرُهم
عِلْماً بأنَّ طليقَ المَنِّ مأسورُ
و مَنْ لَدَيْهِ رياضُ الحَمدِ مُونِقَة ً
فزَهرُها فيه منظومٌ ومنثورُ
إنْ تَعمُرِ السُّورَأو تُهمِلْ عَمارَتَه
فإنَّه بك ما عُمِّرْتَ مَعمورُ
مَحلُّكَ الغابُ يحمي اللَّيثَ حَوزَتُه
فإن خَلا منه يوماًفهو مَجذُورُ
للّهِ سُورٌ على الأيامِ يكلَؤُهُ
و أنتَلا شكَّ فيهذلك السُّورُ
حَمَيْتَهُ برماحِ الخَطِّ مُشرَعَة ً
و كلُّ حُصْنٍ سوى أطرافِها زُورُ
أنتَ الهُمامُ الذي مَنْ هَمِّهُ أبداً
جَرُّ الحديدِو ذيلُ النَّقعِ مَجرورُ
من أُسرة ٍ قهَروا كِسرى وأسرتَه
و النَّاسُ مهتَضَمٌ منهم ومقهورُ
لهم من البَرِّ مُصطافٌ ومُرتَبَعٌ
و مَحْضَرٌ في ظِلالِ الحَضْرِ مَحْظورُ
و لا معاقلَ إلا كلُّ سابِغَة ٍ
يطوي الفِجاجَ سَناهاو هو منشورُ
و كوكبٌ في ذُرى سمراءَ مُغرِبَة ٍ
إذا تمادَى القنانَحرٌ وتَامورُ
تَمَلُّ فارسَكَ المذكورَ في شِيَمٍ
بمثلِها الذَّكَرُ الصَّمصامُ مذكورُ
وافى ومَولِدُهُ المُوفي يخبِّرُنا
بأنَّه ناصرٌ للمجدِ منصورُ
جَرَى فِرِنْدُ أبيه في مَضارِبِه
فجاءَ وهو حديدُ الحَدِّ مأثورُ
فعاشَ ما نَشَرَ الدَّيجورُ حُلَّتَه
و ما انطوَى بضياءِ الفَجْرِ دَيجورُ
حتى نراهو حَدُّ السَّيفِ في يدِهِ
مُثلَّمٌو سِنانُ الرُمحِ ماطُورُ(79/168)
إنَّ السَّماحَة َ أخلاقٌ عُرِفْتَ بها
و المَكرُماتُ حَديثٌ عنكَ مَسطورُ
و الدَّهرُ يا بْنَ أبي الهيجاءِ يفعلُ ما
أمرْتَهفهو مَنْهيٌّو مأمورُ
لو هَمَّ بأسُكَ بالطَّوْدِ الذي شَمَخَتْ
هِضابُهُ لَهَوَى من بأسِكَ الطُّورُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> عُفْرُ الظِّباءِ لدَى الكثيب الأَعفَرِ
عُفْرُ الظِّباءِ لدَى الكثيب الأَعفَرِ
رقم القصيدة : 59620
-----------------------------------
عُفْرُ الظِّباءِ لدَى الكثيب الأَعفَرِ
سَفَحَتْ دموعُكَ يومَ سفحِ مُحَجَّرِ
أقبلْتَ بين مُعَرِّضٍ بكَ مُعْرِضٍ
حَذَرَ الوُشاة ِو ضاحكٍ مُستعبِرِ
يلطِمْنَ بالبَرَدِ العقيقَو إنما
يَقتصُّ من وَرْدِ الخُدودِ الأحمرِ
و إذا الفِراقُ أساءَ في أفعالِهِ
كانت إساءتُه بأحسنِ مَنْظَرِ
سَفَرَت فشِمْتُ لها بوارِقَ شيمَة ٍ
وَثِقَ الهَوى منها بِحَظٍّ مُسْفِرِ
ثم اكتسَتْ خَفَرَ الحَياءِفخبَّرَتْ
وَجَناتُها عن ذِمَّة ٍ لم تُخْفَرِ
لا تُنْكري جَزَعَ الشَّجيِّفإنَّه
لم يأتِ يومَ الجِزعِ منهُ بمُنكرِ
نَفَرَ الكَرى عن مُقْلَتَيْهِ وأحدَقَتْ
بفؤادِهِ حَدَقَ الظِّباءِ النُّفَّرِ
و لربَّما أغضَتْو في أحشائِه
ما شاءَ من جَمْرِ الغَضا المُتسعِّرِ
فعَلى اللَّيالي الغُرِّ يأسي أَم على
ما فاتَ من عَيْشٍ أَغَرَّ مُشَهَّرِ
لا بدَّ من شُعُثٍ تُطالِعُ مَوْهِناً
أرضَ الشآمِ بكلِّ أشعثُ أَغْبَرِ
ما كنتُ آمَنُ في المَقامِ منيَّتي
فأخافَها بين القِلاصِ الضُمَّرِ
لَمَّا بدَتْ راياتُ صُبْحٍ مُقْبلٍ
يَخفُقْنَ في أعجازِ ليلٍ مُدبرِ
و تقطَّرَتْ خَيْلُ السَّحابِ بمنزِلٍ
رَكَضَ الصَّبا فيه فلم يتقطَّرِ
مِلْنا فعفَّرْنا الوجوهَديانة ً
في التُّربِ بينَ مُحلَّقٍ ومُقَصِّرِ
متوشِّحينَ بكلِّ أبيَضَ مُرْهَفٍ
نِيطَتْ حَمائلُهُ بأبيضَ أزهَرِ
نَطوي على المَدحِ الصُّدورَو إنما
تُطْوى على أمثالِ يُمْنَة ِ عَبْقَرِ(79/169)
تَلْقَى الأميرَ إلى السَّماحِ مشوقة ً
شوقَ الرِّياضِ إلى السَّحابِ المُمْطِرِ
مَلِكٌ ثَنا الآمالَ صفوُ نواله
عن كلِّ مطروقِ النَّوالِ مُكَدَّرِ
يأتيك عن فَهْمِ الثَّناءِ نوالُه
عفواًو تلك سَجِيَّة ُ المستبصِرِ
كَرَمٌ تكشَّفَ عن حلَى آدابِهِ
كالبحرِ يكشِفُ غَمْرُه عن جَوهَرِ
فكأنَّ أيدي الشُّكرِإذ عَبَثَتْ به
أيدي الصَّبا عَبَثَتْ بمِسْكٍ أذفَرِ
لمعَتْ بوارِقُهفكُنَّ سَحائباً
في معشرٍو صَواعِقاً في معشَرِ
و غَدَتْ ملوكُ الأرضِ تخطُبُ سِلمَه
من مُنجدٍ نائي المحلِّ ومُغوِرِ
حلاَّهُمُ مِنناًفحلُّوا باسمِهِ
يومَ العَروبَة ِ كلَّ ذُروَة ِ مِنْبَرِ
و رأَوهُ شمساً في غَمامة ِ نائلٍ
تَهميو بدراً في دُجُنَّة ِ عِثْيَرِ
عَمَّ السَّباسِبَ بالكتائبِ والقَنا
ببَنانِهِ في كلِّ قاعٍ مُقفرِ
و أقامَ يقظانَ العزيمة ِ ساهراً
بالثَّغرِ يكلأُ نائماً لم يَسهَرِ
مُوفٍ على قِمَمِ المكارمِمُوقِدٌ
نيرانَها للطارقِ المتحيِّرِ
ما شَمَّرَ الأعداءُ إلا راعَهم
بنُهوضِ أروعَ للِّقاءِ مُشمِّرِ
سَالوا فسالَ عليهمُ مطرُ الرَّدَى
من كلِّ أجردَ سابحٍ مُتمَطِّرِ
و دَنَوافلم تَنُبِ القَنا عن جُنَّة ٍ
منهمو لا نَبَتِ الظُّبا عن مِغفَرِ
حتى انثَنى والخيلُ تسحَبُ فوقَهم
بالرَّكْضِأردية َ العَجاجِ الأكدَرِ
لو أنَّ مُصْطَلَماً بَكَتْهُ رِمَّة ٌ
لبكَتْهمُ في التُّربِ رِمَّة ُ قَيصَرِ
أَعلى لا زالَتْ عُلاكَ سَوافراً
تختالُ بينَ مثقَّفٍ ومُذَكَّرِ
فلقَد جريْتَ أمامَ تَغلِبَ سافِراً
جَرْيَ السِّنانِ أمامَ لَدْنِ الأَسمَرِ
شرَفاً تَبينُ قِبابُه مضروبة ً
في كلِّ مبدى ً للفَخارِ ومَحْضَرِ
و مَكارِماً يسعَى إليهنَّ المُنى
سعيَ الحجيجِ إلى الصَّفا والمَشْعَرِ
موصولة ً بشمائلِ الأدبِ التي
إن فاخَرَتْ جاءَتْ بأفضلِ مَفْخَرِ
إنَّ السَّماحَ مواردٌ مخصوصَة ٌ
بالحمدِ بينَ ورودِها والمَصدَرِ
وَ أَعَلُّها ما كان عذباً سائغاً(79/170)
حُفَّت مناهلُه بروضٍ أخضَرِ
آليتُ لا أُهدي كرائمَ مَنْطِقي
إلا إلى المَلِكِ الكريمِ العُنْصُرِ
من كلِّ مُشرِقَة ِ النِّظامِ تلأَلأَتْ
فحَكَتْ نِظامَ اللُّؤلُؤِ المتخيَّرِ
عَبِقَتْو قد فَصَّلْتُها بخِلالِهِ
حتى كأنَّ فصولَها من عَنْبَرِ
و دَعَتْ ينابيعَ النَّدى فتفجَّرَتْ
كَرَماً على ينبوعِها المتفجِّرِ
كَثُرَتْ محاسِنُهاو قلَّ كلامُها
فأتتْكَ تُخْبِرُ عن مُقِلٍّ مُكْثِرِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَغُرَّتُكَ الشِّهابُ أَمِ النَّهارُ ؛
أَغُرَّتُكَ الشِّهابُ أَمِ النَّهارُ ؛
رقم القصيدة : 59621
-----------------------------------
أَغُرَّتُكَ الشِّهابُ أَمِ النَّهارُ ؛
و راحتُكَ السَّحابُ أَمِ البِحارُ
خُلِقْتَ مَنِيَّة ً ومُنى ًفأضحَتْ
تَمورُ بك البسيطة ُ أو تُمارُ
تُحَلِّي الدينَأو تَحمي حِماه
فأنتَ عليه سُورٌأو سِوارُ
سيوفُكَ من شَكاة ِ الثَّغرِ بُرءٌ
و لكن للعِدا فيها بَوارُ
و كفَّاكَ الغَمامُ الجَوْدُ يَسْري
و في أحشائِه ماءٌ ونارُ
يَسارٌ من سجيَّتِها المَنايا
و يُمنى من عَطيَّتِها اليَسارُ
عَصَفْتَ بحاتمٍ كَرَماً فأضحَى
و جُلُّ فَعالِه المشهورِ عارُ
فقد شَهِدَتْو ما حابَتْكِ طيٌّ
بأنَّ الجُودَ مَعدِنُه نِزارُ
يَحُفُّ الوَفْدَ منك بأَرْيَحيٍّ
تَحُفُّ به السَّكينَة ُ والوَقارُ
و سيفٌ من سيوفِ اللّهِ مُغرًى
بسَفْكِ دِما العِدامنه الفرارُ
و بدرٌ ما استسرَّ البدرُإلا
تعالَى أن يُحيطَ به السِّرارُ
حضَرْناو الملوكُ له قِيامٌ
تَغُضُّ نواظراً فيها انكسارُ
و زُرْنا منه ليثَ الغابِ طَلْقاً
و لم نَر قبلَه ليثاً يُزارُ
فكانَ لجوهرِ المَجدِ انتظامٌ ؛
و كان لجوهرِ الحَمْدِ انتثارُ
بعثْتَ إلى الثُّغورِ سحابَ عدلٍ
و بَذلٍ لا يَغُبُّ له انهمارُ
و أسكنْتَ السكينة َ ساحَتيها
فقرَّتْ بعدَما امتنعَ القَرارُ
و علَّمْتَ النَّفيرَ بها رجالاً
عَداهُم عن عدوِّهمُ نِفارُ(79/171)
و فِضْتَ على عدوِّهمُفقُلنا
أفاضَ البحرُ أَم سحَّ القُطارُ
مكارمُ يَعجَزُ المُدَّاحُ عنها
فجُلُّ مديحِهم فيها اختصارُ
فعِشتَ مخيَّراً أعلى الأماني
و كان على العدوِّ لك الخِيارُ
و ضيفُكَ للحَيا المنهلِّ ضَيفٌ
و جارُكَ للرَّبيعِ الطَّلْقِ جارُ
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> السري الرفاء >> تذكَّرَ نَجداًفحنَّ ادِّكارا
تذكَّرَ نَجداًفحنَّ ادِّكارا
رقم القصيدة : 59622
-----------------------------------
تذكَّرَ نَجداًفحنَّ ادِّكارا
و أرَّقَه البرقُ لَمَّا استطارَا
أماتَت صبابتُه صَبْرَه
و كان يَرى أن يموتَ اصطِبارا
و جارَ الهَوى فاستجارَ الدموعَ
إذا لم يجِدْ غيرَها مُستجارا
وقَفْنافكم خَفَرٍ عارضٍ
يُعَصْفِرُ وَرْدَ الخدودِ احمِرار
و أُدْمٍإذا رامَ ظُلمَ الفِراق
عُذْنَ بِفَيْضِ الدُّموعِ انتصارا
يَجُدْنَ عليَّ بأجيادِهِنَّ
و يُبدينَ لي الوردَ والجُلَّنارا
و إن أَعْرَ من سَلوة ٍأو أَحِدْ
عَنِ الرُّشدِ لم يكسُني الغَيُّ عارا
فغَدْرُ المحبِّ سوادُ العِذارِ
إذا خلعَ الحبُّ منه العِذارا
و حاشا لغاوي الصِّبا أن يُقالَ
عصَى غَيَّه وأطاعَ الوَقارا
وَ بِكْرٍإذا جَنَّبَتْها الجَنوبُ
حسِبْتَ العِشارَ تؤمُّ العِشارا
ترى البرقَ يبسِمُ سِرّاً بها
إذا انتحبَ الرَّعدُ فيها جِهارا
إذا ما تَنَمَّرَ وَسميُّها
تَعَصفَرَ بارِقُهافاستطارا
يُعارِضُها في الهواءِ النَّسيمُ
فَيَنْشُرُ في الرَّوْضِ دُرّاً صِغارا
تَكادُ تسيرُ إليه الرياضُ
إذا اطَّرَدَ الماءُ فيهافسَارا
فطَوْراً تَشُقُّ جيوبَ الحَياءِ ؛
و طوراً تَسُحُّ الدُّموعَ الغِزارا
كأنَّ الأميرَ أعارَ الرُّبا
شمائلَه فاشتملْنَ المُقارَا
هو الغيثُ تغنَى به بلدة ٌ
و أخرى تَحِنُّ إليه افتقارا
أيادٍسحائبُها ثَرَّة ٌ
تفيضُ رَواحاً وتَهمي ابتكارا
و باعٌإذا طالَ يومُ اللقاء
غادرَ أعمارَ قومٍ قِصارا
و لن يرهَبَ السَّيفَ حتى يَرى(79/172)
على صفحة ِ السيفِ ماءً ونارا
أبا الحسَنِ اخترْتَ حُسْنَ الثَّناءِ
و مثلُكَ مَنْ يُحسِنُ الاختيارا
و كم قد وَطِئْتَ ديارَ العِدا
على الرُّغمِ منهمفجُستَ الدِّيارا
بخيلٍ تَمُدُّ عليها الدُّجَى
و بِيضٍ تَرُدُّ عليها النُّهارا
و أطلعْتَ فيها نجومَ القَنا
فليست تَغورُإذا النجمُ غارا
و يومَ المدائنِإذ زُرْتَها
و قد منعَتْها الظُّبا أن تُزارا
و خاضَتْ جيادُكَ فيها الدِّماءَ
و من قبلُ جاءَت تُثيرُ الغُبارا
فلو أنَّ كِسرى بإيوانِها
لأَهدَتْ سَطاك إليه انكسارا
سَقَيْتَ الرِّماحَ دِماًفانثنَتْ
نَشاوى كأنْ قد شَرِبْنَ العُقارا
يُقصِّرْنَ إذ طُلْنَ خَطْوَ العِدا
و يُبدينَ في كلِّ نحرٍ عِثارا
و كم من ملوكٍ تواعدْتَهم
على النأيِ منهمفماتوا حِذارا
جريْتَفأنضَيْتَ شأوَ الرِّياحِ
و جاوزْتَ في السَّبْقِ من أن تُجارى
نأيتَفأصبحْتَ جارَ الفُراتِ
و كنتَ لدِجلَة َمن قبلُجارا
فقد عُذْنَ منك بمستَلئِمٍ
يُبيحُ التَّليدَ ويَحمي الذِّمارا
بغيثٍ يجودُإذا الغيثُ ضَنَّ
و ليثٍ يَثورُإذا النَّقْعُ ثارا
و أغلَبَ إن سارَ في تَغلِبٍ
سمعْتَ لسُمرِ الرِّماحِ اشتِجارا
تغارُ عليه قوافي المديحِ
فيأبَيْنَإن رَيْتَإلا ابتِدارا
و حُقَّ لقافية ٍ لم تكُنْ
مآثرُه حَليَها أن تَغارا
لأَذكَرَني بِشرَه عارضٌ
أضاءَ دُجى اللَّيلِ حتَّى أنارا
و مرَّ على الرَّوضِ مَرَّ الخليعِ
يُغنِّيو يَسحَبُ فيه الإزارا
فأيقنْتُ أن سأُطيعُ النَّوى
و أَعصي الهَوى صائراً حيثُ صَارا
دَعَتْكَ الثُّغورُو قد عاينَتْ
حِماماً مُطِلاًّ وحَتْفاً بَوارا
و صادفَ بعدَك وفدُ الثَّناء
وِرْداً ثِماداً ورَبعاً قِفارا
يَقولون إن طرَقَتْ أزمة ٌ
أأنْجدَ ذاك النَّدى أم أغارا
فليسَ المحلُّ مَحَلاًّ لهم
إذا فَقدوكَو لا الدراُ دارا
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قليلٌ لها أن يتْبعَ الدَّمعُ غيرَها
قليلٌ لها أن يتْبعَ الدَّمعُ غيرَها(79/173)
رقم القصيدة : 59623
-----------------------------------
قليلٌ لها أن يتْبعَ الدَّمعُ غيرَها
و قد أزمعَتْيومَ الفراقِمسيرَها
شفَا كَمَدي أُنْسُ الظِّباءِو إنَّما
عَرَتْ فرقة ٌ شتَّى الظِّباءِ نَفُورَها
و ما عاقَنييومَ العقيقِ عن الجَوى
سُفورُ دُمًى أبدَتْ لبَيْنٍ سُفورَها
إذا رَدَّها كَرُّ العِناقِ عواطلاً
من الحَلْيِ حلَّتْ بالدُّموعِ نحورَها
غدا الشَّوقُ في الأحشاءِ ثَانِيَ عِطْفِهِ
غداة َ ثَنَتْ أعطافَها وخصورَها
دعَتْني إساءاتُ الخُطوبِ إلى السُّرى ؛
و كم من سُرًى أهدَتْ لنفسٍ سرورَها
فبُحْتُ بما استودَعْتُ صَدْري من الهَوى ؛
و باحَتْ بما استودَعْتُ منه صدورَها
فبِعتُ وِصالاًلا أَمَلُّ أصيلَه
بأيامِ هَجرٍ لا أملُّ هجيرَها
لقد حاوَلَتْ سِلْمَ الأميرِ عِداتُه
لتحمَدَ في سِلمِ الأمير أميرَها
فزارتْهُ من أَعلى الصَّعيدِو قد ثنى
إليها عِنانَ السَّيرِ كيما يزورَها
مُطِلٌّ على أرضِ العِراقِ بِعَزمَة ٍ ؛
و ثاوٍ بأرضِ الشامِ يحمي ثغورَها
مُعِدٌّ ليومِ الرَّوْعِ بِيضاً تذكَّرَتْ
ظُباء الأعاديفاستقالَتْ ذُكورَها
و سُمراً تَثَنَّى في الطِّعانِ كأنَّها
نَشاوى سقَتْها الأَندرينَخمورَها
فقد تارَكَتْه التُّركُ لمَّا تأمَّلَتْ
سَطاهو لو لاقَتْه لاقَتْ مُبيرَها
أَزارَهمُ أُسْدَ العرينِ خَوادراً
تُرَدِّدُ في غابِ الرِّماحِ زئيرَها
كتائبَ لو لاقَيْنَ كِسرىو قد سَمتْ
لإيوانِ كِسرى غادرَتْهُ كسيرَها
و رامَتْ حُماة ُ الرُّومِ لُقياهفاغتدَتْ
مواقفُهايومَ اللِّقاءِقبورَها
أمالَ إليهم أوجُهَ الخيلِ آلفاً
سُراها إلى أوطانِهم وبُكورَها
و جاءَهُمُ في الرِّيحِ رَيَّا عَجاجَة ٍ
تَبُثُّ الصَّبا كافورَها وعبيرَها
فحلَّ بِنَصْلِ السيفِ لُؤلُؤَ تاجِها
و حطَّ بأطرافِ الرِّماحِ سريرَها
و شَنَّ على الحُورِ الكواعبِ غارَة ً
أغارَ بها غِيدَ النِّساءِ وحُورَها
فإنْ تَطْغَ يوماً عايَنَتْ منه حَتفَها ؛(79/174)
و إنْ تَستَجِرْ يوماً أضلَّتْ مجيرَها
و كم حومَة ٍ حامَتْ عُقابُ لوائِها
عليكَ ونارُ الحربِ تُذكي سعيرَها
و شاهقة ٍ يَحمي الحِمامُ سهولَها
و تمنَعُ أسبابُ المنايا وعورَها
إذا سترَتْ غُرُّ السَّحابِو قد سرَتْ
جوانِبَهاخِلْتَ السَّحابَ سُتورَها
و إنْ عادَ خوفاً من سُيوفِكَ ربُّها
بِدِرَّتِها أضحى لَديْكَ أسيرَها
مُقيم تَمُرُّ الطَّيرُ دونَ مَقامِه
فليسَ تَرى عيناه إلا ظُهورَها
ثَنَيْتَ إلى غاياتِها الأُسْدَفانثَنتْ
تُساورُ بالبِيضِ الصَّوارمِ سُورَها
و آثَرْتَ بالعَدْلِ الخلافة َفاعتلَى
سَناهاو كاد الجَوْرُ يُخمِدُ نورَها
بعثْتَ إليها تَغْلِبَ ابنة َ وائلٍ
فكانَتْو قد عَمَّ الظَّلامُبُدورَها
فإنْ تُدْعَ دونَ الأولياءِ لِنُصْرَة ٍ
عَليَّ بنَ عبدِ اللّهِتُدْعَ نصيرَها
أَتتْكَ القوافي ظامئاتٍ إلى النَّدى
فأَوردْتَها عَذْبَ المياهِ نميرَها
و عادَتْ بكُفءٍ منكَ يُكثِرُ مَهرَها
و قد عَدِمَتْ أكفاءَها ومُهورَها
فأيقنْتُ بالنُّجْحِ الذي كنتُ أرتجي
لديكَو عاينتُ المُنى وغرورَها
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ما ضَرَّ ليلَتنا بسَفْحِ مُحَجَّرِ
ما ضَرَّ ليلَتنا بسَفْحِ مُحَجَّرِ
رقم القصيدة : 59624
-----------------------------------
ما ضَرَّ ليلَتنا بسَفْحِ مُحَجَّرِ
لو باعَدَتْ سَفَرَ الصَّباحِ المُسفِرِ
باتَ العِناقُ يَهُزُّ من أَعطافِنا
غُصُنَين في ورَقِ الشَّبابِ الأخضرِ
إلفانِ وِرْدُهُما المُدامُ على الظَّما
و جَناهُما زَهْرُ الحديثِ الأَزهَرِ
لا تُنْكِري خَفَقَانَ قلبٍ خافقٍ
نَفَرَتْ به غِيدُ الظِّباءِ النُّفَّرِ
شَرفاً من الأيَّامِ يوماً صالحاً
شفَيا به حَرَّ الجَوى المُتسَعِّرِ
للّهِ صادرة ُ اللَّياليإنها
صدرَتْ بطيبِ العَيْشِ أسرعَ مَصدَرِ
عندي لها نَفَسُ المَشوقِإذا جَرَتْ
خَطَراتُهنَّ وأَنَّة ُ المُتذَكِّرِ(79/175)
و لربَّ ساقٍ توَّجَتْ يدُه يدي
بإناءِ ياقوتِ المُدامِ الأَحمرِ
و غَريرة ٍ جاهرْتُ غَيرانَ الهَوى
بوِصالِهافنَعِمْتُ غيرَ مُغرَّرِ
أيامَ كان رِدايَ يَفضُلُ قامتي
فتُذاك في عُرْفِ الصِّبا والمُنكَرِ
و حدائقٍ يَسبيكَ وَشْيُ بُرودِها
حتَّى تَسُبَّ لها سبائبَ عَبقَرِ
يَجري النَّسيمُ خِلالَهاو كأنَّما
غُمسَتْ فضولُ ردائِهِ في العَنْبَرِ
باتَتْ قلوبُ المَحْلِ تَخفِقُ بينَها
كَخُفُوقِ راياتِ السَّحابِ المُمطِرِ
من كلِّ نائي الحُجرَتَيْنِ مُقنَّعٍ
بالبَرقِ داني الطُّرَّتَيْنِ مُشَهَّرِ
يحدى بألسنة ِ الرُّعودِ عِشارُه
فتسيرُ بين مُغَرِّدٍ ومُزَمْجِرِ
طارَتْ عقيقة ُ بَرْقِهِفكأنَّما
صَدَعَتْ ممسَّكَ غيمِه بِمُعَصفَرِ
فالرَّوْضُ بينَ مُزَنَّرٍ ومُدَنَّرٍ
فيهاو بينَ مُسيَّرٍ ومُحبَّرِ
و الغُدْرُفي أرجائِهمَصقولة ٌ
مثلَ الدراهمِ أشرَقَتْ في مَنْثَرِ
و كأنَّما عرضَت لزاهرِ زَهرِها
كفُّ الأميرِ بعارضٍ مُتَعَنْجِرِ
مَلِكٌإذا ما مَدَّ خَمسَ أناملٍ
في الجُودِ فاضَ بهنَّ خمسة ُ أبحرِ
تَلقاه يومَ الرَّوْعِ فارسَ معرَكٍ
ضَنْكٍو يومَ السِّلمِ فارسَ مِنبَرِ
تَبكي سحائبُه ويضحَكُ بِشْرُهُ
فنوالُهُ من ضاحكٍ مُستَعبِرِ
متفرِّعٌ من دَوْحَة ٍ عَدَوِيَّة ٍ
هي والسَّماحُ تَفرَّعَا من عُنصُرِ
جبرَ الوليَّ نوالُهو تناهَبتْ
أسيافُه جَبَرِيَّة َ المتجبِّرِ
مثلُ الشِّهابِ أضاءَ حِلَّة َ مَعْشَرٍ
بحريقِهِو أصابَ حِلَّة َ معشَرِ
شَرَفٌ يقولُ لمن يُناوِئُهاكتئِبْ
وَ عُلًى يقول لمن يُجاريهاخْسَرِ
و يدٌ تَساوى الناسُ في معروفِها
فيدُ المُقِلِّ تنالُه والمُكثِرِ
يا تغلبَ الغلباءِ طُلْتِ بِطَوْلِه
و نِجارِه قِممَ الكواكبِففْخري
بمُطوَّقٍ طَوْقَ المحامدِساحبٍ
بُرْدَ المكارمِبالثَّناءِ مُسَوَّرِ
و أغَرُّ مُغرى ً بالصُّفوفِ يَشُقُّها
و ظُبا السيوفِ يشقُّ جيبَ المِغْفَرِ
كَرٌّ أعلَّ سِلاحَهفضِرابُه(79/176)
بمثلَّمِ وطِعانُه بِمكسَّرِ
غمرَتْأبا الهيجاءِربعَك نِعمَة ٌ
موصولة ٌ بِكَ عُمْرَ سبعة ِ أنسُرِ
و سقَتْكَ طيِّبة َ النَّسيمِكأنَّما
تَهمي عليك بها حياضُ الكَوْثَرِ
أسهرْتَ ليليإذ عَتَبتَفلَم أَذُقْ
غُمضاًو مَنْ تَعتُبْ عليه يَسْهَرِ
لو لم تكن متنكِّراً لي لم أكُن
لاَِذُمَّ صَرْفَ الحادثِ المُتنكِّرِ
و إذا رُميتُ بعَتْبِ مثلِك خانَني
جَلَديفلم أصبِرْ ولم أتصبَّرِ
أَنَسِيتَ غُرَّ مدائحٍ حلَّيتُها
بعُلاكَباقية ً بَقاءَ الأَدْهُرِ
تغدو عليك من الثَّناءِ بناهدٍ
معشُوقَة ٍو تروحُ منك بمُعصِرِ
بِدَعٌ تضوَّعَ نَشْرُهافكأنَّما
كُتِبَتْ صَحائفُها بمِسْكِ أذفرِ
هذا ولم أَجْنِ القبيحَفأجتبي
غَضَباًو لم أَهجُرْ لديك فأُهْجَرِ
بل قد ركِبتُ من الذُّنوبِ عظيمَها
و رجوتُ عفوَكَ فاعْفُ عني واغفِرِ
فلقد تعمَّدَ ثَغرتي بسِهامِه
واشٍ تعمَّدَني بقُبح المَحضَرِ
يا سَيِّدَ الأُمَرا دعوْتُكَ شاكراً
إن تُعْطِ أو تَحرِمْصَنيعُكَ يُشكَرِ
و مُظَفَّرٍ بِنَدَى يَدَيْكَو لو غَدا
بالحمدِ غيرُكَ عادَ غيرَ مظفَّرِ
أَذكَى له المِرِّيخُ جَمْرَ نُحوسِه
و تَغَيَّبَتْ عنه سُعودُ المُشتَري
نُوَبٌ أَطَلْنَ عليه شُعلة َ أبيضٍ
عَضبِ المَضاربِأو شَرارة َ أَسمَرِ
و رمَتْ به شقراءُ تَحسِبُ بُردَها
يَنقَدُّ من شِيَة ِ الجَوادِ الأشقَرِ
ترمي بمُحمَرِّ الشَّرارِكأنَّما
تُرمَى جوانبُها بوردٍ أحمَرِ
خلَعَتْ عليه من الحريرِ يَلامِقاً
صُفْراًفبينَ مُحلِّلٍ ومُزرَّرِ
فالدَّهرُ يَعجَبُ منه لَمَّا مسَّه
بِجَهنَّمَ الصُّغرى فلم يَتفطَّرِ
هِيَ وَعكَة ٌ كانت ثِقافَ مُقوَّمِ
لَدْنَ المَهَزَّة ِ أو صِقالَ مُذكَّرِ
تاجٌ كبَدْرِ التَّمِّ عادَ ضِياؤُهُ
بعدَ الكُسوفِ فِراقَ عينِ المُبْصِرِ
أو كالحُسامِ جَلا الصَّياقلُ مَتْنَهُ
حتى تَرَقرَقَ منه ماءُ الجَوهَرِ
إنَّ النُّضارَإذا تَتابعَ سَبْكُهُ
خَلَصَ النُّضَارُو زادَ نَضْرَة َ مَنْظَرِ(79/177)
فَلْيُكْمَدِ الأعداءُأو فَلْيَحْمَدوا
إذ قدَّروا فيه الذي لم يُقْدَرِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لَحْظُ عَيْنَيْكَ للرَّدى أنصارُ
لَحْظُ عَيْنَيْكَ للرَّدى أنصارُ
رقم القصيدة : 59625
-----------------------------------
لَحْظُ عَيْنَيْكَ للرَّدى أنصارُ
و سيوفٌ شِفارُها الأَشفارُ
فتكَتْ بالمحبِّ من غيرِ ثأرٍ
فلها في فؤادِهِ آثارُ
وَقعة ٌ باللِّوى استباحَتْ نُفوساً
قَمَرَتْها غَرَّاءَها الأقمارُ
و مهاً تَكتُمُ البَراقِعَ مِنْها
صُوَراً هُنَّ للعُيونِ صِوارُ
أعربَ البانُ بَينَهنَّفمن أَثْ
مارِه الياسَمينُ والجُلَّنارُ
قد صرَفْنا الأبصارَ عنهنَّ خَوْفاً
إذ رَمَتْنا بِلَحْظِها الأَبصارُ
هاتِها لم تُباشِرِ النَّارَو اعلَمْ
أنها في المَعادِ للشُّرْبِ نارُ
قَصُرَتْ ليلة ُ الخَوَرْنَقِ حُسْناً
و اللَّيالي الطِّوالُ فيه قِصارُ
بِكَرٌ تَرتَعي جَنَى اللَّهوِ غَضّاً
و اللَّذاذاتُ بينَها أبكارُ
إذ وجوهُ الأيَّامِ فيه رِياضٌ
و مياهُ السُّرورِ فيه خِمارُ
وَجَناتٌ تَحَيَّرَ الوَردُ فيها
و ثُغورٌ جَرَتْ عليها العُقارُ
كلَّما كرَّتِ الجِباهُ بصُبحٍ
عطفَتْ ليلَها عليه الطِّرارُ
فَضُحاه من الذَّوائبِ ليلٌ ؛
و دُجاه من الخُدودِ نَهارُ
غَنِيَتْ عن سَحائبِ المُزْنِ أرضٌ
هنَّ من راحة ِ الأميرِ تُمارُ
ظِلُّها سَجْسَجٌو زَهْرُ رُباها
عَطِرٌو الحَيا بها مِدرارُ
حيثُ لا وِرْدُنا ثِمادٌو لا الوَع
دُ غرورٌو لا الهُجوعُ غِرارُ
يَتصدَّى لظاهرِ البِشْرِ طَلقُ ال
وَجْهِفيه سكينة ٌ ووَقارُ
لا يُصَدُّ الثَّناءُ عَنهولا تَرْ
غَبُ عن وِرْدِهِ النُّفوسُ الحِرارُ
سائلِ الدَّيلَميَّ كيفَ رأى سِنْ
جارَ لما تَنَمَّرَتْ سِنجارُ
إذ تلاقَى بأرضِها الحَطَبُ الجَزْ
لُ ونارٌ يُحُثُّها إعصارُ
مَعْشَرٌ أصبحوا وُجوداًو أمسَوا
عَدَماًو الخُطوبُ فيها اعتبارُ
لم يَسِرْ حَينُهم إليهمو لكِنْ
زَجَروا نحوَه الجِيادَ وسَاروا(79/178)
خطرَتْ بالقَنا الأُسودُ عليهِم
فارتَوى منهُمُ القَنا الخَّطارُ
في بَرارٍ تكشَّفَ النَّقْعُ عنها
و هيَ من رَوْنَقِ الحديدِ بِحارُ
مَوْقِفٌ لو أطَلَّ كِسْرى عليه
لانْثَنَى كاسِفاً وفيه انْكِسارُ
جَبَرَ المُلْكَ فيه جَبَّارُ حَرْبٍ
رافعٌ من لِوائِهِ الجَبَّارُ
أَسَدٌ في الحديدِ تَستَوحِشُ الأُسْ
دُ لدَيهِو يأنَسُ الزُّوَّارُ
قَبُحَ الضَّرْبُ في الوُجوهِ ولكن
حَسُنَتْ عن سيوفكَ الأخبارُ
و تَحلَّتْ بك المدائحُحتَّى
هي شَدْوُ القِيانِ والأَسمارُ
و اشرأَبَّتْ لكَ الدِّيارُفلو تس
طيعُ سيراً سَرَتْ إليكَ الدِّيارُ
نِعَمٌ للسُّيوفِ لا يَنفدُ الشُّكْ
رُ عليهاأو تَنْفَدُ الأعمارُ
أَبْرَأَتْنا كما أَبارَتْ عِدانا
فَهْيَ فينا بُرْءٌو فيهم بَوارُ
قد أَطاعَتْكَ في العدوِّ المَنايا
و جرَتْ بالمُنى لك الأَقدارُ
لا تَقُدْ جَحفَلاًفأنتَ من النَّج
دَة ِ والبأسِ جَحْفَلٌ جَزَّارُ
أيُّها اللاّئمي على صَوْنِ وَجْهي
إنَّ بذْلَ الوُجوهِ شَيْنٌ وعارُ
أَمَلِي في المُلوكِ عُسْرٌو لكنْ
أملي في أبي المرجَّى اليَسارُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> مَرِضَت جفونُكَ والحُتوفُ شِعارُها
مَرِضَت جفونُكَ والحُتوفُ شِعارُها
رقم القصيدة : 59626
-----------------------------------
مَرِضَت جفونُكَ والحُتوفُ شِعارُها
هنَّ السُّيوفُ شِفارُها أشفارُها
جَاوَرْتَ من شِيَمِ الكَواعبِ في الهَوى
مَنْ لا يُجارُ من الصَّبابَة ِ جارُها
للّهِ موقِفُنا بمنعرِجِ اللِّوى
و مَحارُنا في لَوْعَة ٍ ومَحارُها
نَضَتِ البراقعُ عن مَحاسِنِ رَوْضَة ٍ
رِيضَتْ بمحتَفِلِ الحَيا أَنوارُها
فَمِنَ الثُّغورِ المُشرِقاتِ لُجَيْنُها
و من الخُدورِ المُذْهَباتِ نُضارُها
مصقولَة ٌ بِسَنا الصَّباحِ جِباهُها
مَصبوغَة ٌ بِدُجى الظَّلامِ طِرارُها
أغصانُ بانٍ أغربَتْ في حَمْلِها
فغَرائِبُ الوَرْدِ الجَنيِّ ثِمارُها
طالَتْ ليالي الحُبِّ بعدَ فِراقِها(79/179)
و أحبُّهنَّ إلى المُحِبِّ قِصارُها
و لرُبَّ لَيلاتٍ بهنَّ تَفرَّجَتْ
أسدافُها وتأرَّجَتْ أَسحارُها
ما كانَ ذاكَ العيشُ إلا سكرة ً
رَحَلَتْ لَذاذتُها وحلَّ خُمارُها
اللّهُ أكبرُ فرَّقَ السَّيفُ العِدَا
فتفرَّقَتْ أيدي سَبا أخبارُها
لا تَجبُرُ الأيَّامُ كَسْرَ عِصابَة ٍ
كُسِرَتْ وذَلَّ بجابرٍ جَبَّارُها
رحلَتْفكانَ إلى السُّيوفِ رحيلُها
و ثَوتْفكانَ على الحُتوفِ قَرارُها
سجَرَتْ بحارُهُمُ دماًفَتَيَقَّنَتْ ؛
أَنَّ الأُسودَ عرينُها سِنْجارُها
برزَتْ لها أُسْدُ الرَّهاإذ حُوصِرَتْ
و الأُسْدُ تأنَفُ أن يطولَ حِصارُها
ثَبتوا إلى أجدارِهافكأنَّهم
و الطَّعْنُ يَقتَلِعُ الكُماة َجدارُها
مُستَعصِمينَ من الأميرِ بهَضْبة ٍ
عَدَوِيَّة ٍ لا تُرْتَقى أوعارُها
يَغشَونَ قارعة َ القِراعِ بأوجهٍ
أَلِفَتْ مباشرة َ القَنا أبشارُها
عَلِمَ الأعاجمُ أنَّ وَقْعَ سُيوفِكُمْ
نارٌ تُشَبُّو أنتمُ إِعصارُها
مَنْ ذا يُنازِعُكُمْ كريماتِ العُلى
و هي البروجُو أنتمُ أقمارُها
الحربُ تعلمُ أنكم آسادُها ؛
و الأرضُ تعلمُ أنكم أمطارُها
هي وقعة ٌلك عِزُّها وسَناؤُها
و على عَدوِّكَ نارُها وشَنارُها
رَكِبَ السَّفينَ مُشرِّقاً في مَعْشَرٍ ؛
مَنْ قالَ تغرُب خيفة ً أبصارُها
مَوتورَة ٌ بِشَبا الأَسِنَّة ِ لو بَغَتْ
وِتْراً إليكَ تضاعَفَتْ أوتارُها
عَمَرَتْ ديارُكَ من قبورِ ملوكِهم
و خلَتْ من الأُنْسِ المُقيمِ ديارُها
وردَتْ بآسادِ الشَّرى مُبيضَّة ً
أفعالُهامُحمرَّة ً أَظفارُها
و السُّمْرُ قد خضَبَ الطِّعانُ صدورَها
فكأنها قد أُذهِبَتْ أشطارُها
و المُرهَفاتُ جميلة ٌ أفعالُها
في المُلْكِ غيرُ جميلة ٍ آثارُها
فلتشكرنَّكَ دولَة ٌ جَدَّدْتها
فتجدَّدَتْ أعلامُها ومنارُها
حلَّيْتَها وحَمَيْتَ بيضة َ مُلكِها
فغِرارُ سيفِكَ سورُها وسِوارُها
و غريبة ٍ تجري عليك رياحُها
أَرَجاً إذا لَفحَتْ عدوَّكَ نارُها(79/180)
مِمَّنْ له غُرَرُ الكلامِ تفتَّحَتْ
أبوابُهاو ترفَّعَتْ أستارُها
تَجري وتَطلُبُه عصائبُ قصَّرَتْ
عن شأوِهِفقُصارُها أَقصارُها
يَحوي له الأسَدُ البعيدُ نِجارَهُ
و يعوقُها عمَّا حَواه نجارُها
فتعيشُ بعدَ مماتِه أشعارُه ؛
و تموتُ قبلَ مماتِها أشعارُها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَكُفُّ تَغلبَ أنواءُ الحَيا الجاري ؛
أَكُفُّ تَغلبَ أنواءُ الحَيا الجاري ؛
رقم القصيدة : 59627
-----------------------------------
أَكُفُّ تَغلبَ أنواءُ الحَيا الجاري ؛
و نارُ بأسِهِمُ أذكى من النارِ
و الحمْدُ حَلْيُ بني حَمدانَ تَعرِفُهُ ؛
و الحقُّ أبلَجُ لا يُلقى بإنكارِ
قَومٌإذا نَزَلَ الزُّوَّارُ ساحَتهم
تَفَيَّؤُوا ظِلَّ جَنَّاتٍ وأنهارِ
مُؤمَّرونإذا ثارَتْ قرومُهُمُ
أَفْضَتْ إلى الغاية ِ القُصوى من الثَّارِ
فكلُّ أيامِهم يومُ الكِلابِإذا
عُدَّتْ وقائِعُهُمأو يومُ ذي قارِ
تتابَعَتْ بركاتُ اللّهِ نازلَة ً
على أبي البَركاتِ المانعِ الجارِ
على الحَيا الغَمْرِ والبَحْرِالذي رسَبَتْ
فيه جواهرُهو الضَّيْغَمِ الضَّاري
على الأميرِ الذي أضحَتْ مناقبُه
مِثلَ النُّجومِتُضيءُ اللَّيلَ للسَّاري
إذا عزَمْتَ على إحصائِها ازدَحَمَتْ
فكاثَرَتْ مِدَحي فيهو إكباري
و هل يُقاسُ فضاءُ البحرِ مُنحَرِفاً
بأذرُعٍ قصَّرَتْ عنه وأَشبارِ
أصبحْتُ أُظْهِرُ شُكراً عن صَنائِعِه
و أُضْمِرُ الوُدَّ فيها أيَّ إضمارِ
كيانعِ النَّخْلِ يُبْدي للعيون ضُحًى
طَلْعاً نَضيداًو يُخْفي غَضَّ جُمَّارِ
أَأَكرمَ النَّاسِ إلاَّ أن تُعَدَّ أباً
فاتَ الكِرامَ بآباءٍ وآثارِ
أشكو إليكَ حَلِيفَيْ غارة ٍ شهَرَا
سَيفَ الشقاقِ على دِيباجِ أشعاري
ذِئْبَيْنِ لو ظفرَا بالشِّعرِ في حَرَمٍ
لَمَزَّقاهُ بأَنيابٍ وأَظفارِ
سَلاَّ عليه سيوفَ البَغْيِ مُصْلَتة ً
في جَحْفَلٍ من شَنيعِ الظُّلْمِ جرَّارِ
و أرخصَاهُفقُلْ في العِطرِ مُنْتَهبَاً(79/181)
لديهِمايُشتَرى من غَيرِ عَطَّارِ
لَطائِمُ المِسْكِ والكافورِ فائحة ٌ
منهوَمُنْتَهبُ الهِنديِّ والغارِ
و كلُّ مُسفِرَة ِ الألفاظِ تَحسَبُها
صفيحة ً بين إشراقٍ وإِسفارِ
أَرَقْتُ ماءَ شبابي في مَحاسِنِها
حتى تَرقرَقَ فيها ماؤُها الجاري
كأنَّما نَفَسُ الرَّيحانِ يَمْزُجُهُ
صَبَا الأصائلِ من أنفاسِ نَوَّارِ
باعا عرائِسَ شِعْري بالعراقِفلا
تَبْعَدْ سَباياهُ من عُونٍ وأبكارِ
مجهولة ُ القَدْرِ مظلومٌ عَقائِلُها
مقسومَة ٌ بين جُهَّالٍ وأغمارِ
و ما يَضرُّهُماو الدُّرُّ ذو خَطَرٍ
إن حلَّياهُ ملوكاً ذاتَ أخطارِ
و ما رأى الناسُ سَبْياً مثلَ سَبْيِهِما
بِيعَتْ نَفيسَتُه ظُلماً بدينارِ
إذا كساكَ ثيابَ المَدحِ سالبُها
يَوماًفإنَّكَ أنتَ المكتسي العاري
و اللّهِ ما مدَحا حيّاًو لا رَثَيا
مَيْتاًو لا افتَخَرا إلا بأشعاري
إن توَّجاكَ بدُرٍّفهو من لُجَجي ؛
أو ختَّماكَ بياقوتٍ فأحجاري
هذاو عنديَ من لفظٍ أُشَعشِعُهُ
سُلافة ٌ ذاتُ أضواءٍ وأنوارِ
كريمة ٌ ليسَ من كَرْمٍو لا التثَمَتْ
عروسُها بخِمارٍ عندَ خَمَّارِ
تَنشُو خِلالَ شِغافِ القلبِإن نشأَتْ
ذاتُ الحَبابِ خِلالَ الطِّينِ والقارِ
لم يبقَ لي من قريضٍ كان لي وَزَراً
على الشَّدائدِإلا ثِقْلُ أوزاري
أراه قد هُتِكَتْ أستارُ حُرمَتِه
و سائرُ الشِّعرِ مستورٌ بأستارِ
كأنه جَنَّة ٌ راحَتْ حدائقُها
من الغَبِيَّينَ في نارٍ وإِعصارِ
عارٍ من النَّسَبِ الوضَّاحِ مُنتَسِبٌ
في الخالديَّة ِ بين الذُّلِّ والعارِ
و ما أَظُنُّ دَعِيَّ الأردِ يُنْصِفُني
حتى تموجَ به أمواجُ تَيَّاري
غضبانُيستُرُ عني وجهَه بِيَدٍ
وَدِدْتُ لو سُمِّرَتْ فيه بمسمارِ
لقد تحيَّفَ شِعْري مًعْشَرٌ عَرَرٌ
منهم قريبٌو منهم نازحُ الدَّارِ
يُفوِّقونَو نَبْلي في كِنانَتِه
إليَّ كُلَّ كليلِ النَّصلِ خَوَّارِ
و لو تفوَّقَ سَهْمي راكباً وَتَراً
يوماً لطال عليهم نَقْضُ أوتاري(79/182)
إياكُمُ أن تَشِيمُوا برقَ غاديَة ٍ
مُسِفَّة ٍ بذُعافِ السُّمِّ مِدرارِ
و لا يَغُرَّنَّكُمْ أمطارُ مُبتَسِمٍ
يُزجي الصَّواعِقَ في أثناءِ أمطارِ
فالسَّيفُ يُبدي ابتساماً عند هَزَّتِه
و قد أَسَرَّ المنايا أيَّ إسرارِ
و ما رأيتُم شُجاعاً قبلَ رؤيَتِه
قَراكُمُو هو مُودٍشَهْدَ مُشتارِ
يَبُرُّ مِنكم شَباباً ما لَهم حزَنٌ
على الصِّباو شيوخاً غيرَ أبرارِ
مَنْ كان يَعجَزُ عن سَهلي إذا استَبَقَتْ
خَيلُ القَريضِفكم تُجتابُ أوعاري
و هل يَقومُ لجَمْعي حينَ أُضرِمُهُ
مُغرَّرٌ عن زِنادِ قلبُهُ واري
لو كُنتُمُ العنبرَ الوَردَ الشَّبيهَ به
و المنْدَلَ الرَّطْبَشَبَّتْ منكُمُ ناري
لكِنَّكُمْ حَطَبٌ بالٍ تحرِّقُهُ
سَعيرُ شَمْسِ الضُّحى من قبلِ أشعاري
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يُؤَرِّقُهُإذا البرقُ استنارا
يُؤَرِّقُهُإذا البرقُ استنارا
رقم القصيدة : 59628
-----------------------------------
يُؤَرِّقُهُإذا البرقُ استنارا
هوى ً يقتادُ عَبْرَتَه اقتسَارا
بَدا مِشْقاً تَرودُ العينُ فيه
فتَقرَأُ من لوامِعِه ادِّكارا
و نَمنمة ً تُضيءُ له وتَخبُو
كما طَيَّرْتَ عن زَندٍ شَرارا
و إيماضاً يَشُقُّ الجوَّ شَقّاً
كما قَْتَبَسَتْ إِماءُ الحيِّ نارا
فرُحْتُ أُسائِلُ الرُّكبانَ عنه
بأيِّ جَنوبِ كاظمة َ استطارا
لأَذكرَني أَعزَّ الناسِ جاراً
و أحلى الأرضِ في عينيَّ دَارا
و عِدْلَ الحبِّ من قومٍ تَعدَّى
عليَّ الشَّوقُ بعدَهُمُفَجارا
و ناعمة َ الصِّبا تسجُوفتشجُو
قلوباً من صبابَتِها مِرارا
أقولُ لهاإذا سفرَتْ ومارَتْ
أَغُصْنُ البانِ أثمَرَ جُلَّنارا
أصابَهمُو إن بَعُدُوا منالاً
على العُشَّاقِأو بَعُدُوا مَزارا
نسيمُ الرِّيحِ ما راحَتْ جَنوباً
و صوبُ المُزْنِ ما ابتكرَتْ عِشارا
سأُعفي الدهرَ من تكديرِ عَذلي
فأَعذِرُهُو إنْ خلعَ العِذارا
لَقِينا من حوادثِهِ جيوشاً
و خُضْنا من نَوائِبهِ غِمارا(79/183)
فلم نُظْهِرْ له إلا قِراعاً ؛
و لم نَلْبَسْ له إلا وَقارا
و مَنْ يكُنِ الأميرُ له مُجيراً
يكُنْ للكَوكبِ العَلويِّ جَارا
هو الجبلُ الأَشمُّ حِمى ً وعِزّاً
ترَفَّعْ أن تَرى جبلاً مُغارا
فرَرْتُ إليه من صَرْفِ اللَّيالي
فنكَّبَ جَورُها عني فِرارا
و لمَّا اختَرتُهُ ليَفُلَّ عني
شبَاة َ الدَّهْرِ لم آلُ اختِيارا
و كانَ القُربُ منه جمالَ دنيا
ترى أيامَهاحُسناًقِصارا
و عيشاً ناضرَ الأفنانِ غَضّاً
يَرِفُّإذا اهتصرناهُ اهتِصارا
فَما بَرِحَ العِدا حتَّى أَعادوا
حلاوَة َ نَشوتي منه خُمارا
فعوَّضَني من الأُنسِ انحرافاً ؛
و بدَّلَني من البِشْرِ ازوِرارا
فصِرْتُ أرى نهاري منه ليلاً
و كنتُ أرى به ليلي نَهارا
أَبِيتُو مُقلتي تُذري نجيعاً
و قد أفنَت مدامعَها الغِزارا
تَرى الأشفارَ منه مُعَصْفَراتٍ
فتحسَبُ أنها لاقَتْ شِفارا
أبا الهيجاءِ أصبحَتِ القوافي
تَخُبُّ إليكَ حجّاً واعتِمارا
عِتاباً كالنَّسيمِ جَرى لعَتْبٍ
تضَرِّمُ في الحَشا مني استِعارا
أُشَعشِعُه لأُطرِبَ سامعيه
كما شَعشَعْتُ بالماءِ العُقارا
أَيجمُلُ أن أَرى منك انحرافاً
و لا عاراً أتيتُو لا شَنارا
و لم أَجحَدْ صنائعَ مِنْكَ جلَّتْ
و لم أسلُبْكَ مدحاً فيك سارا
و لكنِّي كَسَوْتُكَ حَلْيَ قَوْمٍ
رأيتُكَ منهم أزكَى نِجارا
و أيُّ غريبَة ٍ للشِّعرِ لاقَتْ
عُلاكَفحاولَتْ عنها اصطِبارا
تَحِنُّ إليكَ أبكارُ القوافي
إذا اجتُلِيَت رَواحاً وابتِكارا
فتقرَبُ منك أُنساً بالمعالي
و تبعُدُ من بُعولتِها نِفارا
و يُؤثرُكَ الثَّناءُ على مُلوكٍ
تَعُدُّ مقامَها فيهم حسارا
و كيفَ تُلامُ خَيِّرَة ُ القَوافي
إذا اختارَتْ من القومِ الخِيارا
تبيَّنَ زهوُها في العيدِ لمَّا
رأَتْ مولى ً يُتوِّجُها فَخارا
فهزَّتْ عِطْفَها طَرَباً إليه
و أَلقَتْ عن مَحاسِنها الخِمارا
فإنْ تَكُ هفوة ٌ عرَضَتْ سِراراً
فقد أَصْحَبْتُها عُذراً جِهارا(79/184)
و ممَّا شَيَّدَ الشَّرَفَ المُعَلَّى
ذُنُوبٌ صادَفَتْ منك اغتِفارا
فَضَلْتَ الناسَ فضلاً واقتصاداً
وإشراقاً من الجَدوى ابتِدارا
و لولا أن أَعوذَكَ من عدوِّي
حَسِبناهُ لنَضرتِه نُضارا
Free counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَقصَرَ الزَّاجِرُ عنه فازدَجَرْ
أَقصَرَ الزَّاجِرُ عنه فازدَجَرْ
رقم القصيدة : 59629
-----------------------------------
أَقصَرَ الزَّاجِرُ عنه فازدَجَرْ
و طوَى اللائمُ ما كانَ نَشَرْ
حمَلَ الغَيُّ عليه أَصْرَه
فإذا قيلَ ارعوى عنه أصرّ
قائلٌإنْ نُذُرُ الشَّيبِ بدَت
في عِذاريهو ما تُغْني النُّذُرْ
شَعَرٌ ماتَ على مَفرِقِهِ ؛
و حياة ُ المرءِ في مَوْتِ الشَّعَر
و شبابٌ جَفَّ إلا شَجَرٌ
مُوجِفٌ منهو كم يبقَى الشَّجَر
يا خليليَّ اطلُبا وِتْرَكما
تَجِداه بين كأسٍ ووَتَر
ساقني مُستَشرَفُ الدَّيرِو قد
راحَ صَوبُ المُزنِ فيه وبكَر
أهواءٌ رَقَّ في أرجائِهِ
أَم هوى ً راقَفما فيه كَدَر
و خُدودٌ سفَرَتْ عن وَرْدِها
أَم ربيعٌ عن جَنى الوَرْدِ سفَر
مَجلِسٌ يَنصرِفُ الشَّرْبُو ما
طُويَتْ من بَسطَة ٍ تلك الحِبَر
و كأنَّ الشَّمسَ فيه نثرَتْ
ورَقاً من بينِ أوراقِ الشَّجَر
بينَ غُدْرٍ يَقَعُ الطَّيرُ بها
فتراهُنَّ رِياضاً في غُدُر
و ثَرى ً يَشهَدُ بالطِّيبِ له
عَبَقٌ حالفَ أطرافَ الأُزُر
و غيومٌ نشرَتْ أعلامَها
فلها ظِلٌّ علينا مُنتَشِر
و نسيمٌ عطَّرَ الرَّوضَفإنْ
طارَ في الصُّبحِ ارتديناه عُطُر
نحنُ في ظلِّ وصالٍ سجسجٍ
ناعمِ الآصالِ فَينانِ البُكَر
و إذا الدَّهرُ رمانا صَرفُه
فبِعَمَّارِ بنِ نَصْرٍ ننتَصِرْ
يا أميراً خضعَ الدَّهرُ له
فغَدا يفعلُ طُرّاً ما أَمر
و إذا الجَدبُ عَرا كان حيّاً ؛
و إذا الخَطبُ دَجى كان قَمر
و إذا هُزَّ لمَعروفٍ مضَى
كالحُسامِ العَضبِإنْ هُزَّ بتَر
صادقُ البِشْرِ ترى ماءَ النَّدى
يرتقي في وَجْهِهِ أو يَنحَدِر
فلهُ فيه اطِّرادٌ كامِنٌ(79/185)
كاطِّرادِ الماءِ في العَضْبِ الذَّكَرْ
قلتُإذ بَرَّزَ سَبْقاً في العُلى
أَإلى المَجْدِ طريقٌ مُختصَر
إنْ تكُنْ تَغلِبُ يوماً وَسَمتْ
صفحة َ الدَّهرِ بيومٍ مَشتَهَر
فبنو الحارثِ فيهم وَزَرٌ
حينَ لا يُنجي من الدَّهرِ وَزَر
فعَدِيٌّ غُرَرُ المَجدِإذا
قُسِمَ المجدُ حُجولاً وغُرَر
مَعشَرٌلولا أحاديثُ النَّدى
عنهم لم يَعرِفِ الناسُ السَّمَر
يا أبا اليقظانِ أيقظْتَ النَّدى
فملأْتَ البدوَ منه والحَضر
و لكَمْ أرديتَ من مُستلئِمٍ
صادِقِ الإقدامِ يحمي ويَكُرّ
و الضُّحى أَدهمُ النَّقعِ فإنْ
ضَحِكَتْ فيه الظُّبا كان أغَرّ
مَوقِفٌ لو لم يكنْ ناراً إذاً
لم تكنْ زُرْقُ عَواليهِ شرَر
يُنظَمُ الطَّعنُ على أبطالِهِ
و عُقودُ الهامِ فيه تنتشِر
و كأنَّ الشَّمسَ في قَسطَلِهِ
كاعبٌ أسبلَ سِجْفَيْها الخَفَر
فتوخَّيتَ بهِ حمدَ العُلى
و القَنا يَخطِرُ محمودَ الأَثَر
و ثَنَيْتَ الخيلَ عنه لابِساً
حُلَّة َ النَّصْرِمُحلًّى بالظَّفَر
قد تقَضَّى الصّومُ محموداًفعُدْ
لهوى ً يُحمَدُأو راحٍ تَسُرّ
أنتَ والعيدُ الذي عاودْتَه
غُرَّتا هذا الزمانِ المُعتَكِر
لَذَّ فيك المدحُ حتى خِلتُه
سَمَراً لم أشْقَ فيه بسَهَر
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَعَنِ الأَهِلَّة ِ في الدَّياجرِ
أَعَنِ الأَهِلَّة ِ في الدَّياجرِ
رقم القصيدة : 59630
-----------------------------------
أَعَنِ الأَهِلَّة ِ في الدَّياجرِ
سفَرَت لناو البَينُ سَافِرْ
أَم عن محاجرِ رَبرَبٍ
كشَفَتْ لنا تلك المَعاجِر
أَظِباءُ وَجْرَة َ أَقصَدَتْ
كَ بسِحرِ أجفانٍ فَواتِر
جنَتِ الهَوى وتنصَّلَت
باللَّحظِ من تِلكَ الجَرائر
حتَّى أخذْنَ من المنا
طقِ للذي تحوي المآزر
لأُخاطِرَنَّو ما المُنى
في الحُبِّإلا للمُخاطر
فَلأُوضِحَنَّ صبابتي
بالدَّمعِ في الدِّمَنِ الدَّواثِر
تاللّهِ أغدُرُ بالهَوى
مادُمتُ مُسوَدَّ الغَدائِرْ
و لَكَم هصرتُ غُصونَ عَي(79/186)
شٍ مُورِقِ الأفنانِ ناضِر
و وجدتُ عَدْلَ الدَّهْرِ حُك
مَ مُسفَّهٍ ووفاءَ غادِر
و على الأميرِ أبي المظفْ
فَرِ في النَّدى تُثْنَى الخَناصِر
و عليه تَزدَحِمُ العُلى
دونَ البريَّة ِ والمآثر
مَلِكٌإلى أفعالِه
تُنمَى المَناقِبُ والمَفاخِر
كَثُرَتْ مواهبُه وقلْ
لَتْ عندَ طالِبها المَعاذِر
و تغايرَتْ فيه العُلى
حتى حَسِبناها ضَرائِر
ذَخَرَ الثَّناءَ وفرَّقَتْ
يُمناه مُجتَمَعَ الذَّخائر
و أقامَ يُعمِلُ في العَدوْ
ظُبا العواسلِ والبَواتر
متقَيِّلاً شرَفَ الأرا
قِمِ كابراً منهمفكابر
أقمارُ مَجْدٍ تَنجلي
بضيائِها ظُلَمُ الدَّياجِر
و جبالُ أحلامٍ تَقِلْ
لُهُمُ الأَسِرَّة ُ والمَنابِر
آسادُ كلِّ كريهة ٍ
فتكَتْ بآسادٍ خَوادِر
تَدمى شَبا أظفارِها
و الموتُ محمَرُّ الأَظافِر
و تَرى السَّوابغَ والقَنا
مثلَ الغَلائلِ والمَخاصِر
كم حاولوا قَسْرَ العدوْ
بصولة ِ الأُسْدِ القَساوِر
و كتائبٍ تُزجي الرَّدى
ما بينَ مُدَّرِعٍ وَ حاسِر
وَ تَرَكْنَ وَسْمَ أَهِلَّة ٍ
في الصَّخرٍ من وَقْعِ الحَوافِر
فَبَكَرْنَ يَحجُبنَ الصَّبا
حَ بقَسطَلٍ في الجوِّ ثائِر
و غَدَواو طِيبُ ثَنائِهِم
يُنْبيكَ عن طيبِ العَناصِر
يا ناصرَ الكَرمِ الذي
لولاه كانَ بغَيرِ نَاصِر
مَنْ كانَ مِثلَكَ لم تَنَلْ
معشارَ سُؤدُدِهِ العَشائِر
شِيَمٌإذا ما شِمْتَها
أغنَتْ عنِ الدِّيَمِ الهَوَامِر
مثلُ الأصائلِ في السَّما
حِفإنْ أَبى عادَتْ هَواجِر
و شمائلٌ هُنَّ الشُّمو
سُ لباطنٍ منها وظَاهِر
فكأنَّما هي رَوْضَة ٌ
منظومَة ٌ فيها الأَزاهِر
يَهني المَكارِمَ أَنها
أَمِنَتْ بِبُرئِكَ ماتُحاذِر
مِنْ بعدِ ما أنحَتْ علي
كَ نوائبٌ خُرْزُ النَّواظِر
فاهتزَّ جِسمُكَ مثلَما
يَهتَزُّ ماضي الحدِّ باتِر
لازالَ لُطفُ اللّهِ يَدْ
رَأُ عنكَ مكروهَ الدَّوائِر
و سرَتْ إلى أعدائِكَ الأ
حْداثُ بالأَجَلِ المُسافِر
لاحَظْتُ رَبعَكَفاكتَحَلْ(79/187)
تُ بمُخصِبِ الجَنَباتِ زَاهِر
وَ وَرَدْتُ بحراً منك مح
مودَ المَوارِدِ والمَصادِر
و تركْتُ مدحَكَ سائراً
في الناسِ من بادٍ وحاضِر
فتحلَّ منه مُحَبَّر الأ
بْرادِمَنظومَ الجَواهِر
لم يُعْزَ دُرُّ عقودِه
إلا إلى بحرِ الخَواطِر
العصر العباسي >> السري الرفاء >> سِرْ سَرَّكَ اللّهُفيما أنت مُنتظِرُ
سِرْ سَرَّكَ اللّهُفيما أنت مُنتظِرُ
رقم القصيدة : 59631
-----------------------------------
سِرْ سَرَّكَ اللّهُفيما أنت مُنتظِرُ
فقَد جَرى بالذي تَهوى لك القدرُ
و أَظفَرَتْكَ بما أمَّلْتَ أربعة ٌ
النَّصرُ والفَتحُ والإقبالُ والظَّفَرُ
لم يعلُ نجمُكَ في أعلى مَطالِعِه
حتى غدَتْ أنجُمُ الأعداءِ تَنتشِرُ
و كيفَ يَبعُدُ أمرٌ أنتَ طالبُه
و اللّهُ طالبُه والبدوُ والحَضَرُ
يا ناصرَ الدولة ِ استعجِلْ إجابَتها
فقد دَعَتْكَو ما في صفوِها كَدَرُ
مُلْكٌ تجدَّدَ لم يُدْمَ السِّنانُ له
عِزّاً ولم يَتحلَّ الصَّارمُ الذَّكَرُ
بابُ السَّعادَة ِ مفتوحٌ لداخِله
و أنتَ داخلُهو السادة ُ الغُرَرُ
فالمُلْكُ مُبتَسِمٌو الأَمرُ مُنتَظِمٌ
و الدَّهرُ من دولة ِ الأَوغادِ يَعتَذِرُ
فما انتظارُكَو الآفاقُ ناظرة ٌ
إليكَو الحَضرَة ُ الغرَّاءُ تَنتَظِرُ
و قد نَجا البدرُإذ طافَ الكُسوفُ به
و زالَ عن مُشتَهيهِ الخوفُ والحَذَرُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَرْبُعَاءٌ حُسامُه مشهورُ
أَرْبُعَاءٌ حُسامُه مشهورُ
رقم القصيدة : 59632
-----------------------------------
أَرْبُعَاءٌ حُسامُه مشهورُ
حين يأتيو شرُّه مَحذورُ
نتوقّاه أولَ الشَّهرِإن دا
رَو نخشاه آخراً لا يدورُ
فاَغْدُ سِرّاً بنا إلى قَفَصِ الملْ
حيِّفالعيشُ فيه غَضٌّ نَضيرُ
نتوارى من الحوادثِو الده
رُ خبيرٌ بمَنْ توارَى بَصيرُ
مَنزِلٌ في فِناءِ دِجلة َ يرتا
حُ إليه الخليعُ والمَستورُ
طائرٌ في الهواءِفالبرقُ يَسري
دونَ أعلاهو الحَمامُ يَطيرُ(79/188)
و إذا الغيمُ سارَ أُسبِلَ منه
حُلَلٌ حول جُدْرِهِ وسُتورُ
فإذا غارَتِ الكواكبُ صبحاً
فهُوَ الكوكبُ الذي لا يَغورُ
ليسَ فيه إلا خُمَارٌ وخَمرٌ
و مَماتٌ من سُكْرِهِ ونُشورُ
و حديثٌ كأنَّه زَهَرُ السَّو
سَنِ حُسناًأو لؤلؤٌ مَنثورُ
و جَريحٌ من الدِّنانِ يسيل الرْ
رَاحُ من جُرحِهو قِدرٌ تَفورُ
و لَكَ الظَّبية ُ الغَريرَة ُإنْ شِئْ
تَفإن عِفْتَهافظَبْيٌ غريرُ
فتَنَعَّمْ بها نَهاراًو بِتْيا
سيّدي مُعَرِّساًو أنتَ أميرُ
كلُّ هّذا بدِرْهَمَيْنِفإنْ زِدْ
تَفأَنتَ المبجَّلُ المحبورُ
فهو شيخٌ رأى القيادة َ عَيْشاً
كلُّ عَيْشٍ سِواه إفكٌ وزُورُ
و من الجَوْرِ أنْ يُلامَ عليٌّ
و هْوَ عِنْدي في فِعْلِه معذورُ
ترك المِلْحَ والتِّجارة َ فيه
إذرآها تِجارة ً لا تبورُ
فتيمَّمْ بنا السرورَ إليه
إنَّ يَومَ السُّرورِ يومٌ قصيرُ
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ثَنَتْ لكَ أعطافَها والخُصورا
ثَنَتْ لكَ أعطافَها والخُصورا
رقم القصيدة : 59633
-----------------------------------
ثَنَتْ لكَ أعطافَها والخُصورا
و أعطَتْكَ أجيادَها والنُّحورا
تصدَّتْ لناو الهوى أَنَّة ٌ
فصَدَّتْو قد غادَرَتْهُ زَفيرا
و كانت ظباءً ترودُ اللِّوى
فأضحَتْ شموساً ترودُ الخُدورا
فِراقٌ أصابَ جَوى ً ساكناً
فكان له يومَ سَلْعٍ مُثيرا
و ساجي الجُفونِإذا ماسَجى
أغارَ المَهَا دَعَجاً أو فُتُورا
أُغَرِّرُ بالنَّفسِ في حبِّه
و آلفُ منه غزالاً غَريرا
و أَعتدُّ زَورَتَهُ في الكَرى
نوالاً لديَّو إن كان زُورا
لقد جَهِلَ الدهرُ حقَّ الأريبِ
و مازالَ بالدَّهرِ طِبّاً خَبيرا
عزائِمُهُ شُعَلٌ لو سطَتْ
على اللَّيلِ عادَ ضياءً مُنيرا
إذا ما توعَّرَ خَطْبٌ سَرى
فَفلَّ سهولَ الفَلا والوُعورا
نزورُ أغرَّ تَغارُ العُلى
عليهو يُلْفى عليها غَيورا
إذا المجدُ أنجزَ ميعادَه
أعادَ وعيدَ اللَّيالي غُرورا(79/189)
يَعُدُّ من الأَزدِ يومَ الفَخارِ
ملوكاً حوَتْ تاجَها والسَّريرا
يُريكَ النَّديُّإذا ما احتَبوا
بدورَ المحافلِ تحبُو البُدورا
و تَجلُبُ من كرَمٍ في النَّدى
فإن أجلَبَ الدهرُ أضحى وَقورا
أقولُ لمَنْ رامَ إدراكَه
و ما رامَ من ذاك إلا عَسيرا
عزاؤُك إنْ عَزَّ نَيلُ السُّهى
و صبرُكَ لستَ تنالُ الصَّبيرا
سلامة ُيا خيرَ مَنْ يَغتدي
سليمُ الزَّمانِ به مُستَجيرا
إلى كَم أُحبِّرُ فيك المديحَ
و يلقَى سواي لديك الحُبورا
لَهمَّتْ عرائِسهُ أن تَصُدَّ ؛
و همَّتْ كواكبُه أن تَغورا
أَتُسلِمُني بعدَ أن أوجَدَت
على نُوَبِ الدَّهرِجاراً مُجيرا
و أسفرَ حَظِّيَ لمَّا رآك
بينيو بينَ اللَّيالي سَفيرا
و كم قيلَ ليقد جفاكَ ابنُ فَهْدٍ
و قد كُنتَ بالوصلِ منه جَديرا
فقلتُالخطوبُ ثَنَتْ وُدَّهُ
فلم يَبْقَ لي منه إلا يَسيرا
سأُهدي إليك نسيمَ العِتابِ
و أُضمِرُ من حَرِّ عَتْبٍ سَعِيرا
مَعانٍإذا ظَهَرَتْ دَبَّجَتْ
بُطونَ المديحِ له والظُّهورا
تَبَرَّجُ للفِكْرِ أُنْساً به
و طوراً تَخَفَّرُ عنه نُفورا
تراءَت له كسطورِ البُروقِ
و قد رامَها فشَآها سُطورا
فيَهنِكَ أَنْ حَلَّ وَفْدُ السُّرورِ
و أزمعَ وفدُ الصِّيامِ المَسيرا
فلا فَضْلَ للعُودِ حتّى يَحِنَّ ؛
و لا حمْدَ للكأسِ حتّى يدورا
فقد جدَّدَ الدَّهرُ ظِلاًّ ظليلاً
و رَوْضاً أَريضاًو ماءً نَميرا
و حَلَّ الرَّبيعُ نِطاقَ الحَيا
فغادرَ في كُلِّ سَهْلٍ غَديرا
هواءٌ بنا شِرُهُ حُسَّراً
فنَقسِمُه ساجياًأو حَسِيرا
و زَهْرٌإذا ما اعتَبَرْنا النسيمَ
حَسِبناهُ يمسَحُ منه العَبيرا
و رَوْضٌ يُراقُ بماءِ الحياة ِ
فنُوَّارُهُ يَملأُ العَينَ نُورا
جلا البَرقُ عن ثغرِه ضاحكاً
إليهفأضحكَ منه الزُّهورا
و سَافرَه الرَّعدُ مُستَعْطِفاً
فقد سَفَرَ الوردُ فيه سَفِيرا
و مالَتْ من الرَّيِّ أشجارُه
كأنَّ السَّواقي سقَتْها الخُمورا
و ولَّتْ صوادرَ منشورة ً(79/190)
و قد ملأَ الحُزْنُ منه الصُّدورا
أَوَانٌ تَحيِّيكَ أَنوارُه
رَواحاً بأنفاسِهاأو بُكورا
و شهرٌ يُشهِّرُ ثَوبَ الثَّرى
و يَنظِمُ بالطَّلِّ فيه شُذُورا
أعادَ عبوسَ الرُّبا نَضْرة ً
و شِيبَ الغُصونِ شباباً نَضيرا
فسَلَّ الجَداوِلَ سَلَّ الذُكورِ
و أغمضَ للبِيضِ بِيضاً ذُكورا
و دلَّ على عَدْلِه أننا
نَرى القُرَّ مُعتَدِلاًو الهَجيرا
فلازِلْتَ مُغتَبِطاً ما حَيِيتَ
بِعيدٍ يُعيدُ عليك السُّرورا
بكاسٍ بِكَفِّ خَلُوبِ اللَّحاظ
تَخلُبُ شُرَّابَها والمُديرا
إذا هو عايَنَها بالمِزاجِ
رأى غُدرها لهَباً مُستَطيرا
تُشيرُ إليكَ بها كَفُّهُ
و قد مثَّلَتْ لك كِسرى مُشيرا
بحُلَّة ِ وَرْدٍإذا رَدَّها
على الشَّرْبِ عاوَدَها مُستَعيرا
تَحُفُ بِها صُوَرٌ لاتزالُ
عيونُ النَّدامى إليهنَّ صُورا
فلو أنَّ ميْتاً يُلاقي النُّشورَ
بِنَشْرِ المُدامَة ِ لاقَى النُّشورا
و فِكْرٍ خواطِرُهُ أَلبسَتْ
عُلاكَ من المَجْدِ ثوباً خَطيرا
مَحاسِنُ لو عُلِّقَتْ بالقَتيرِ
لَحَسَّنَ عندَ الحِسانِ القَتيرا
إذا ما جَفَت خِلَعُ المادِحينَ
عليهنَّرقَّتْ فكانت حَريرا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ما سَرَّهُ أن زَاعَ من أسرارِه
ما سَرَّهُ أن زَاعَ من أسرارِه
رقم القصيدة : 59634
-----------------------------------
ما سَرَّهُ أن زَاعَ من أسرارِه
ما غَيَّبَ الكِتمانُ في إضمارِه
تأبى العبارة ُ عن هواه فينبري
جفنٌ يعبِّرُ عنه في استعبارِه
أَخفاه بين ضلوعِه فجَفَت به
حُرَقٌ تُظاهِرُه على إظهارِه
أَنَّى يكونُ القصْدُ شيمة َ وَجْدِه
يومَ النَّوىو الجَورُ شيمة ُ جارِه
هل يُنْجِدَنَّ فريقُ نجدٍ بعدما
غارَتْ نجومُ الحُسنِ في أغوارِه
نُهدي التحيَّة َ منهمُ لمحجَّبٍ
عَبَراتُنا أبداً تَحيَّة ُ دارِه
و ضعيفِ عَقدِ الخَصرِ رابٍ ردفُهُ
ظَلَمَ الجمالَ نِطاقُه لإِزارِه
و مُوَدِّعٍ ظَفِرَتْ يَداه بمهجتي
فمضَى ونَضْحُ دمي على أظفارِه(79/191)
أقصرْتُ عن ذِكْرِ السُّلُوِّو قصَّرَت
هِمَمُ العذولِفَعَادَ في إقصارِه
و غَنِيتُ بالساقي الأَغَنِّ لأنه
وِزْرٌ يَزيدُ الصبَّ من أَوزارِه
ظَفِرَتْ يَداهُ بمُهجَة ِ الدَّنِّ الذي
غَبَرَتْ وديعة ُ صدرِه وصِدارِه
فصباحُها من ليلِهو نسيمُها
من تُربِهو عقيقُها من قارِه
قلْ للعذولِ إليكَ عن ذي عُدَّة ٍ
ما ثارَ إلا نالَ أبعدَ ثارِه
صِلّ إذَا ما افتر عنْ أَنْيَابه
من سُمِّه قَطَرَتْ على أشفارِه
لو أنَّه جارى عتيقَي طَيِّءٍ
في الحلْبَتَيْنِ تَبرقَعا بغُبارِه
مازالَ يُنجِدُهُ ابنُ فَهدٍ ناصراً
حتى أعادَ الدَّهرَ من أنصارِه
جاورْتُ منه غَزيرَ جَمَّاتِ النَّدى
و البحرُ يُغْني جارَه بجِوارِه
و أغرَّ ما طَلَعَتْ أسِرَّة ُ وَجْهِه
إلا استسرَّ البدرُ قبلَ سَرارِه
مثلَ الشِّهابِ محرِّقاً أو كاسفاً
ظُلَمَ الخُطوبِ بنُورِه أو نارِه
أو كالحُسامِإذا مضَى في مَشهَدٍ
شَهِدَتْ مَضارِبُه بعُتْقِ نِجارِه
أو كالرَّبيعِ الطَّلْقِ واجهَ قَطْرُه
وجهَ الثَّرى فاخضرَّ من أقطارِه
خُلْقٌسهولُ المَكرُماتِ سهولُه
و توعُّرُ الأيَّامِ من أوعارِه
إن لاحَفهو الصُّبحُ في أثوابِه ؛
أو فاحَفهوَ الرَّوضُ في نُوَّارِه
نَزَلَتْ على حُكْمِ القَنا أعداؤُهُ
لمَّا أشارَ إليهمِ بِشَرارِه
و ارتدَّ مَنْ جَاراه مُضمِرَ حسرة ٍ
لمَّا جَرى للمَجدِ في مِضْمارِه
عَزْمٌ يَذُبُّ عن العُلا بذُبابِهِ
أبداًو يَحمي عِزَّها بغِرارِه
و مكارِمٌتُعْلي ذُرى أطوادِه
في الأزدِأو تُذكي سَنا أقمارِه
يا خِيرة َ المجدِ الذي وَرِثَ العُلى
من فَهْدٍ الأدنىو من مُختارِه
بَكَرَ الثَّناءُ عليكفاخلَعْ عُونَه
و البَسْ جديدَ الحَلْيِ من أبكارِه
و اسلَمْفقد سَلِمَتْ خِلالُكَ كلُّها
من عُرِّ أخلاقِ اللئيمِ وعارِه
و تَحلَّها من عائذٍ بكواثقٍ
دهراًسهامُ الظُّلمِ في أوتارِه
ألبَسْتَه بُرْدَ الغِنىو سَلَلْتَه
من عُدْمِهفانسلَّ من أَطمارِه(79/192)
قد كان هِيضَ جَناحُهفجَبَرْتَه
بنَداكَحتّى طارَ في أوطارِه
فجفَى المَواطِنَ والأحِبَّة َ ناسياً
مَنْ لا يُفيقُالدَّهْرَمن تَذْكارِه
لولا ربيعُ نَوالِكَ الغَمرِ النَّدى
ما كانَ يَذهَلُ عن ربيعِ ديارِه
نشرَ الثناءَفكانَ من إعلانِه
و طوَى الودادَفكان من أَسرارِه
كالنَّخلِ يُبْدي الطَّلْعَ من أثمارِه
حيناً ويُخفي الغَضَّ من جُمَّارِه
العصر العباسي >> السري الرفاء >> هَلِ الصَّبرُ مُجْدٍ حينَ أدَّرِعُ الصَّبْرا
هَلِ الصَّبرُ مُجْدٍ حينَ أدَّرِعُ الصَّبْرا
رقم القصيدة : 59635
-----------------------------------
هَلِ الصَّبرُ مُجْدٍ حينَ أدَّرِعُ الصَّبْرا
و هل ناصرٌ للشِّعْرِ يوسِعُه نَصْرا
تَحَيَّفَ شِعْرييا ابنَ فهدٍ مُصالِتٌ
ظلومٌفقد أُعدِمْتُ منهو قد أَثرَى
و في كلِّ يومٍللْغَبِيَّيْنِغارَة ٌ
تُرّوِّعُ ألفاظي المحجَّلة َ الغُرَّا
إذا عَنَّ لي مَعنى ً تَضاحَكَ لَفظُه
كما ضاحَكَ النُّوَّارُ في رَوْضِه الغُدْرا
غَريبٌ كَسَطْرِ البَرْقِ لَمَّا تبسَّمَتْ
مَخائِلُه للفِكْرِ أودَعْتُه سَطرا
فوَجهٌ من الفتيانِ يمسَحُ وَجهَه ؛
و صَدْرٌ من الأقوامِ يُسكِنُهُ صَدْرا
تناوَلَهُ مُثْرٍ من الجَهْلِ مُعْدِمٌ
من الحِلْمِمعذورٌ متى خَلعَ العُذرا
فبعَّدَ ما قَرَّبْتُ منه غَباوَة ً
ورَدَّدَما سهَّلْتُ من لَفْظِهِوَعْرا
فمهلاًأبا عثمانمهلاًفإنَّما
يَغارُ على الأشعارِ مَنْ عَشِقَ الشِّعْرا
لأَطفأتُما تلك النُّجومَ بأَسرِها
و دنَّستُما تلكَ المَطارِفَ والأُزْرا
فوَيحَكُما هلاَّ بِشَطْرٍ قَنِعتُما
و أبقَيتُما لي من مَحاسِنِها شَطرا
لَئِنْ وَتَرَتْ كَفِّي سعيدَ بنَ هاشِمٍ
فقد نالَ من شِعْري بغارَتِه الوِترا
Free counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَمِنَ المُدامَة ِ تَنْثَني سُكْرا
أَمِنَ المُدامَة ِ تَنْثَني سُكْرا
رقم القصيدة : 59636
-----------------------------------(79/193)
أَمِنَ المُدامَة ِ تَنْثَني سُكْرا
أَم قد سقَتْكَ جُفونُها خَمرا
نثرَتْ فَريدَ الدَّمْعِ حينَ رَأَتْ
صَبّاً يُقادُ إلى الرَّدى نَثرا
إنَّ الوَداعَو إن سَعِدْتَ به
لَيَزيدُ كامنَ لوعتي حَرّاً
لمَّا رَأَتْ للبَيْنٍ رائِعَة ً
تَطْوي الوِصالَو تَنشُرُ الهَجْرا
ضاقَتْ بأدمُعٍها الجفونُ كَما
ضاقَ المودِّعُ بالهَوى صَدْرا
و إذا رَأَيْتَ نوالَهم ثَمَداً
فالحظُّ بينَ طِلابِكَ البَحرا
اكفُفْ يَديْكَ عَنِ اللَّئامِو لو
أضحَتْ يَداكَ من الغِنى صِفْرا
و إلى الأميرِ سرَيْتُ مُرتَدياً
بعزيمَة ٍ تَدَعُ الدُّجى فَجْرا
و أَغَرَّ نهدٍ لو طَلبتُ به
شأوَ الجنائبِ بَذَّها حُضْرا
طِرْفاًإذا ما اختالَخِلْتَ به
صَلَفاً من الإعراضِأو كِبْرا
يُنسيكَ صِبغُ أديمِه الخَمرا ؛
و تُريكَ غُرَّة ُ وَجْهِه البَدْرا
لا يستَقِرُّ كأَنَّ أَربعَه
فُرْشٌ يَطَا من تَحتِها الجَمرا
و كأنَّهلمَّا كتَسى عَرَقاً
ورَقُالشَّقائقِ يَحمِلُ القَطرا
يجري ويَعطِفُه العِنانُ كما
عُطِفَ القَضيبُ وقد غدا نَضْرا
حَمَدَ العُفاة ُفطالَ حمدُهمُ
بنَدى الأميرِ عليٍّ الدَّهرا
أدنَى المَكارِمَو هيَ نازِحَة ٌ
بالجودِ منهو شرَّدَ العُسْرا
نشَرَتْ له غُرُّ الصَّنائعِ في
شَرقِ البلادٍ وغربِها ذِكْرا
و النَّوْرُإن جادَ الغَمامُ به
حملَتْ له ريحُ الصَّبا نَشْرا
يَلقاهُ راجي الجُودِ مُبْتَسِماً
سهْلَ الخلائقِ لابِساً بَدْرا
عَزَماتُهفي كلِّ مُظلِمَة ٍ
سيفٌ يُضيءُ البدوَ والحَضرا
يقظانُ ينتجعُ الحتوفَ وقد
جعَلَ السَّبيلَ إلى العُلى الصَّبرا
في فِتيَة ٍجعلوا مَعاقِلَهم
بِيضَ الصَّفائحَ والقَنا السُّمرا
يَرِدُ النَّدى وِرْدَ الظِّماءِ على
نَهَلٍ يُبَرِّدُ منهمُ الحرَّا
بمُثَقَّفاتٍ يُحتَمَلْنَو قَد
حملَتْ نُجوماً في الوَغى زُهرا
و صَوارمٍ خُضْرٍ مَضارِبُها
تَكْسو الرِّجالَ عَمائماً حُمْرا
فكأَنَّ أَطرافَ القَنا حَدَقٌ(79/194)
تَرنُو إلى مُقَلِ العِدا شَزْرا
و كأَنَّ سابِغَة َ الدُّروعِ ضُحى ً
غُدْرٌ تَمرُّ بها الصَّبا مَرَّا
قَومٌإذا اسْوَدَّ الزَّمانُ غَدَتْ
أَيمانُهُم بفِعالِهِم غُرَّا
سادواو سادَهمُ أبو حَسَنٍ
بِعُلى ً تَزِينُ النَّظمَ والنَّثرا
مَلِكٌإذا استُلَّتْ صَوارِمُه
ذهبَتْ دماءُ عِداتِهِ هَدرا
ظَلَمَ العِدا والمالَحين سَطا
بأساًو أتبع نائلاً غَمْرا
لا زالَ يَظلِمُ في سَطاه وفي
نَفَحاتِه الأعداءَ والوَفرا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> غَصبانُ ينسانيو أذكرُه
غَصبانُ ينسانيو أذكرُه
رقم القصيدة : 59637
-----------------------------------
غَصبانُ ينسانيو أذكرُه
و يَنامُ عن ليليو أسهرُه
و بِجَوْرِه ما صارَ مُورِقُه
حظِّيو حظُّ سوايَ مُثمِرُه
و كفَى الهَوى لو كان مُكتَفياً
ما رحتُ أُضْمِرُهُ وأُظْهِرُه
لم يقتسِم في العاشقين أسى ً
إلاَّ وقِسمي منه أوفرُه
فأَطيحُ في نَفَسٍ أُصعِّدُه
و أعومُ في دَمْعٍ أُحدِّرُه
و سميرِ نجمٍ لا بَراحَ له
و كأنَّما مَلِكٌ يُسَمِّرُه
و مهفهَفٍ هفَتِ العقولُ به
شَغَفاًتخيَّرَهُنَّ أحورُه
إن لم يكن وهبَ الغزالُ له
لَحَظاتِ مُقلتِه فجُؤذُرُه
وافَى بخَمرَتِه وناظرِه
بالفَتْرِ يُسكِرُها وتُسكِرُه
حمراءَ كالياقوتِ صافية ً
و معظِّمُ الياقوتِ أحمرُه
فهي التي عَصَرَتْ لقَاطِفِها
عُنقودَها من قبلُ يَعْصِرُه
في كأسِه كسرى يقابِلُه
من خَلْفِ سِترِ الرَّاحِ قَيصَرُه
فكأنَّها نارٌ هُما حِصَبٌ
لحريقِها العالي يُسَعِّرُه
أصلَى لها هذا تَمَجُّسُه
و أَحَلَّها هذا تَنصُّرُه
في زاهرِ عَبِقٍ تَضوُّعُه
فكأنّ عطّاراً يُعَطِّرُه
ضاهَى ممسَّكَه مُعَنبَرُه
و حكى مُدَرهمَه مُدَنَّرُه
و حكى غديراً غادرَتْه لنا
خُضْرُ النباتِ يرُفُّ أخضرُه
صافٍ تمُدُّ الرِّيحُ خُطوتَها
و يَفيضُ فيهفلا تكدِّرُه
مثلُ الرِّداءِ يُكَفُّصانِعُه
يَطويهِ أحياناً ويَنشُرُه
شادَ الأميرُ بناءَ مَكرُمَة ٍ(79/195)
لا يستطيعُ النَّجمُ يَعْشِرُه
وَسَمَاؤه الكرَمُ الذي شَرُقه
فيه أسِرَّتُه ومِنبَرُه
و كأنَّ قُدْساًأو مَتالِعَه
وهبَ الوَقارَ له يوَقُّرُه
و مَغيمُ يومِ السُّخطِ مُظلِمُه
و مُضيءُ ليلِ البِشْرِ مُقْمِرُه
و كأنَّه في الغَيْبِ مُطَّلِعٌ
للأمْرِ يُورِدُهَ ويُصْدِرُه
و إذا الأنامِلُ أُرْعِشَتْ حذَراً
فشِفاءُ من عَلِقَتْهُ خِنصَرُه
و إذا تَلَجلَجَ قائلٌ حَصَراً
و أماتَ حجَّتَه تَحَيُّرُه
فَتَقَ المَسامِعَ بالصَّوابِو لم
تُنْجِدْ بَديهتَه تَفَكُّرُه
من حيث لا معنى ً يُعَقِّدُه
عَيّاًو لا لفظٌ يُكدِّرُه
فمَتى أرادَ الجَحْدَ حاسِدُه
شَهِدَتْ غَمائمُهُ وأبحرُه
و إذا طَمَى في البَرِّ بحرُ وغى ً
لا شَيءَإلا السَّيفَمَعبَرُه
أبصرْتَ عسكرَ نجدة ٍ تحَياً
منهإذا ما شامَ عَسكَرُه
حيثُ الظُّبا بالهامِ عاثرَة ٌ
و الصُّبحُ مثلُ اللَّيلِ غِثيرُه
يُرْدي العِدا بالضَّرْبِ أبيضُه
و يُبيدُهُم بالطَّعْنِ أسمرُه
سِربُ الحَديثة ِ راضيين به
في مأمنٍ ممَّن يُنفِّرُه
إن زادَ عنها ما يُرَوِّعُها
فالغابُ يدفعُ عنه قَسْوَرُه
فَلْيَحْيَ في ظَفَرٍ وعاشَ له
في نَعمَة ٍ أبداً مُظفَّرُه
ولَدٌ علَتْ بَركاتُ مَولِدِه
سَعْداًو طهَّرَه مُطَهِّرُه
ضاهى أباه سماحة ً وحِجًى
و حكاه مَرآه ومَخبَرُه
أَأَبا شجاعٍ يا عَقيدَ ندى ً
كَرُمَتْ أَرومَتُه وعُنصرُه
اللّهُ يعلمُ كيفَ أحمَدُ ما
أولَيْتَنيهو كيفَ أشكرُه
و نَداكَ لا تُنسى مَواعِدُه
كَرَماًفما أحتاجُ أذكُرُه
لكنَّ إحساناً تُقدِّمُه
أَولى به ممّا تؤخِّرُه
و مَدَاكَ إن جادَ المَداءُ بهِ
غَمْرَ الثناءِنداكَ يغمُرُه
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يا أبا إسْحَاقَ زادَ ال
يا أبا إسْحَاقَ زادَ ال
رقم القصيدة : 59638
-----------------------------------
يا أبا إسْحَاقَ زادَ ال
لهُ في حُسْنِ حُبورِكْ
و غَدا شانيك ذا هَمْ
مٍ طويلٍ بِسُرورِكْ
عمَّرَ اللّهُ بِطُلاَّ(79/196)
بِ النَّدى أبوابَ دُورِكْ
أَشرَقَ الدَّهرُو ما إش
راقُه إلاَّ بنُورِكْ
و أرى الأيامَ لا تَبْ
خَلُ إلاَّ بنَظيرِكْ
قلتُ للحاسِدِصبراً
إذ نَوى نَيلَ صَبيرِكْ
أنتَ غَيْثٌ لموالي
كَو لَيثٌ لمُثيرِكْ
فالوَرَى في بَرْدِ آصا
لِكَأو حَرِّ هَجيرِكْ
لا تنَبِّي عن مَعالي
كَ الورى مثلُ خبيرِكْ
شِدْتَ عَلياكَ بتَغلي
سِك فيها وبُكورِكْ
ظاهراً للحمدِ تُنبي
هِ على بُعْدِ ظَهيرِكْ
كَيْفَمَا جرَّدْتَ أقلا
مَكَ أغنَتْ عن ذُكورِكْ
فكأنَّ الدَّهرَ قد سَطْ
طَرَ ما بينَ سُطورِكْ
بِدَعٌ ترتَعُ منها ال
عينُ في وَشْيِ حَبيرِكْ
حسْبُنا من جُودِكَ العَم
رِو من فَيضِ بُحورِكْ
قد أتانا منه ما زا
دَ على شُكْرِ شُكورِكْ
بينَ صُفْرٍ من دناني
رِكَأو صُفرِ خُمورِكْ
فاشفَعِ العُرْفَ بعَرْفٍ
تَرتضيه من بَخُورِكْ
وَبْقَ لا أَقصرَ صوبُ ال
مُزْنِ عن فِيحِ قُصورِكْ
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أبا جعفَرٍ كانت يداكَ سَحائباً
أبا جعفَرٍ كانت يداكَ سَحائباً
رقم القصيدة : 59639
-----------------------------------
أبا جعفَرٍ كانت يداكَ سَحائباً
تَفيضُ على الرَّكْبِ العُفاة ِ غِزارُها
فما للنَّدى قد سُدَّ منك سَبيلُهُ
و ما للمَعالي عُطِّلَتْ منك دارُها
لقد قبضَتْ كَيْدَ المَكارمِ كفُّه
و قَلَّ على رُغمِ العُفاة ِ غِزارُها
فأظلمَتِ الآفاقُ بعدَ محمدٍ
فسِيَّانِ منها ليلُها ونَهارُها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> شَبابُ المَرءِ ثَوبٌ مُستعارٌ
شَبابُ المَرءِ ثَوبٌ مُستعارٌ
رقم القصيدة : 59640
-----------------------------------
شَبابُ المَرءِ ثَوبٌ مُستعارٌ
و أيامُ الصِّبا أبداً قِصارُ
طوَى الدَّهْرُ الجديدَ من التَّصابي
و ليسَلِمَا طوى الدَّهرُانتشارُ
و لم نُعْطَ المُنى في القُرْبِ منه
فكَيفَ بهاو قد شَطَّ المَزارُ
صدودٌ في التَّقارُبِ واجتنابٌ(79/197)
و شوقٌ في التَّباعُدِ وادِّكارُ
يَطولُإذا تَقاصَرَتِ اللَّيالي
و يقرُبُإنْ تباعَدَتِ الدِّيارُ
لَحى اللَّهُ العِراقَ وساكِنيهِ
فما للحُرِّ بينَهُمُ قَرارُ
و جادَ المَوصِلَ الغَرَّاءَ غَيْثٌ
يَجودُو للبروقِ به انسفارُ
كما انهلَّتْ مَدامِعُ مُستَهامٍ
تلهَّبُ منه في الأحشاءِ نارُ
ففي أيامِها حَسُنَ التَّصابي ؛
و في أفيائِها خُلِعَ العِذارُ
لياليَ كان لي في كلِّ يومٍ
إلى الحاناتِ حَجٌّ واعتمارُ
فعَنْ ذِكرِ القيامَة ِ بي صُدودٌ ؛
و عن ساحِ المساجدِ بي نِفارُ
و لي خِدْنانِ همُّهما المعالي
و شأنُهما السَّكينة ُ والوَقارُ
و ساقٍ تَضحَكُ الدُّنيا إليه
إذا ضَحِكَتْ بِكَفَّيْهِ العُقارُ
يَطوفُ بهاو قد حَمَلَتْ حَباباً
كما حملَ السَّقيطَ الجُلَّنارُ
كأنَّ الشَّرْبَ ينتهبونَ ناراً
لها لَهَبٌو ليس لها شَرارُ
رأى الدهرُ اجتماعَ الشَّمْلِ مِنّا
فشتَّتَهو للدَّهرِ الخِيارُ
و بَدَّلَني بأخدانِ المعالي
أُناساً فِعلُهُم شَيْنٌ وعَارُ
مَسَاجِبُ لستُ أغشاهُمو لا لي
من الأيامِ بينَهُمُ انتصارُ
هم شجرٌ من التمويهِ أكدَى
فلا ظِلٌّ لدَيْهِو لا ثِمارُ
فمغبوطٌو ليسَ له عَشاءٌ ؛
و مَحسودٌو ليس له دِثارُ
و مقصورُ النَّدى قَصُرَتْ يَداه
فلا نَفعٌ لَدَيْهِو لا ضِرارُ
و معتصِبٌ بتاجِ المُلكِ فيهِ
إلى مَنْ رامَ نائلَهُ افتقارُ
أسيرٌ في يدِ الأيامِ راضٍ
بما يجري به الفلَكُ المُدارُ
إذا حكَمَ العبيدُ عليه فاضَتْ
لفَرْطِ الذُّلِّأدمُعُه الغِزارُ
فما يَخْشى سَطاهالدهرَ جانٍ ؛
و لا يَرجو نَداهالدهرَجارُ
أَأَقعُدُ بالعراقِ أسيرَ دَهْرٍ
غريباً لا أزورُ ولا أُزارُ
و في غَربيِّ دِجلة َ لي محلٌّ
جِوارُ المَكرُماتِ له جِوارُ
و سيِّدُ مَعشَرٍ كَرُموا وسادوا
يُجيرُ على الخُطوبِ ويُستَجارُ
يَهُزُّ على النوائبِ منه عَضباً
حُساماًلا يُفَلُّ له غِرارُ
له من جَوهَرِ الآدابِ حَلْيٌ
و للأسيافِ حَلْيٌ مُستَعارُ(79/198)
تَشبَّهَ في الفِعالِ به أُناسٌ
و أنَّى يُشبِهُ الشَّبهَ النُّضَارُ
جلَتْ عَزَماتُه نُوَبَ اللَّيالي
كما يجلو دُجى اللَّيلِ النَّهارُ
و شادَ المجدَ بالأفضالِ حتَّى
تناهَى في العُلوِّ به الفَخارُ
فما فيه عن المعروفِ مَنعٌ ؛
و لا فيه عن الحَمْدِ ازوِرارُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> للخالديَّينِ جَمالُ مَنْظَرِ
للخالديَّينِ جَمالُ مَنْظَرِ
رقم القصيدة : 59641
-----------------------------------
للخالديَّينِ جَمالُ مَنْظَرِ
و بِزَّة ٌ تَملأُ عينَ المُبصِرِ
و العارُ في فِعلِهما المُشهَّرِ
تَشابَها في مَنْظَرٍ ومَخبَرِ
و اشترَكا إلى المماتِ في حَرِ
يَحرُثُهُ جَدُّ فَدانِ الأصغَرِ
و الزَّرْعُ إن تَمَّ بهللأكبَرِ
أقولإذْ هَمّا بأمرٍ مُنكَرِ
وراءَ سِترٍ لهما لم يَستُرِ
و اعتفَرَا ظَبْيَ الصَّريمِ الأعفَرِ
و اقتَسَما باللَّحظِ في المُعَجَّرِ
و جَمَّشا الوَردَ بِوَرْدٍ أحمَرِ
و لَعِبَتْ أَيديهما في القَرقَرِ
أيُّهما بَعْلُ الغَزالِ الأَحوَرِ
أَصَاحِبُ الشَّيْبَة ِ لم يُغَيِّرِ
أَم الخَضيبُذي الصِّبا المُزَوَّرِ
و كم قبيحٍ لَهُما مُسَتَّرِ
في كلِّ مَبْدى نازحٍو محضَرِ
يُسفِرُ عن ضِدِّ الصَّباحِ المُسْفِرِ
و ذاتِ وَجْهٍ كَصَفا المُشقَّرِ
لو رَضَّهُ الحافِرُ لم يُؤَثِّرِ
خُلَّة ُ بَعلَينِ وخُلٍّ مُضْمَرِ
يُعجِبُها وَقْعُ خَرابِ البَرْبَرِ
و هْيَ مُعَنَّاة ٌ بكلِّ أسمَرِ
أَحِينَ أَضحى شَيْبُها كالمِغْفَرِ
و جاوَزْتَ عَصْرَ الفتاة ِ المُعْصِرِ
حَنَّتْ إلى كُلِّ قُمُدٍّ أعْجَرِ
فعَنبَرَتْ شَيئاً كَلَوْنِ العَنْبَرِ
و لَبَّة ً في لَبَبٍ منْ جَوْهَرِ
و جَلَسَتْ بينَ غُثاًو أغثَرِ
فشَرِبامن ثَغرِها المُؤَشَّرِ
ريقاً كريقِ النَّحْلَة ِ المُزَعْفَرِ
و جاذبَا مِئزَرَ بَسْلِ المِئزَرِ
فَلَقِيا شِنِّيرَها بِقَنْبَرِ
طِعانُ يومٍ ضاحكٍ مُستَبشِرِ
لم تَعثُرِ الخيلُ بهِ في عِثْيَرِ(79/199)
يَنسى به المطعونُ فَرْطَ المُنكَرِ
و لو حَكَت عِرْسَ الضَّريرِ الأبخَرِ
و زوجَة ُ ابنِ العَصبِ المخكَّرِ
و هي وَقٌودُ النَّارِ يومَ المَحشَرِ
و كيفَ للأعمى بحَظِّ الأعوَرِ
مَعَرَّة ٌ لو فاضَ ماءُ الكَوْثَرِ
و انهلَّ حنَّانُ الغَمامِ المُمْطِرِ
و بَرَقَتْ لُجَّة ُ بَحرٍ أخضَرِ
حتى ترى ساحة َ بَرٍّ أقفَرِ
على الذي هُما به لم يَظْهَرِ
إنّي على سَلْبِكُما لَمُجتَري
و في الذي أَطلقْتُ غيرُ مُقتِرِ
فاستمعا حَسناءَ لو لم تُهْجَرِ
حَلَّى بها الخَاطبُ جِيدَ المِنبَرِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> نوالُ أبي نصرٍعلى الدَّهرِناصرُ
نوالُ أبي نصرٍعلى الدَّهرِناصرُ
رقم القصيدة : 59642
-----------------------------------
نوالُ أبي نصرٍعلى الدَّهرِناصرُ
وَفَتْ لي به الأيامُ وهيَ غَوادِرُ
نَظَمْنا له دُرَّ الكَلامِو إنَّما
يُنظَّمُ في الأشعارِ ما هو ناثرُ
أَغرُّإذا ما الحادثاتُ تَنَكَّرَتْ
تَبلَّجَ لي معروفُهو هو سافِرُ
و هل يتعدَّى الحادثُ النُّكرُ أمرَه
و في كَفِّه للدَّهرِ ناهٍ وآمِرُ
من الرُّقشِأعلاهُ سِنانٌ مذرَّبٌ
و أسفلُه عَضبُ الغِرارَينِ باترُ
و لم أرَ سيفاً يرتدي الوَشْيَ قبلَه
و تُنثَرُ عندَ الهَزِّ منه الجَواهِرُ
فلا راكباً في ظُلمَة ِ اللَّيلِ سائراً
مطيَّتُه بحرٌ من الخَوفِ زاخِرُ
و لا مُفرداً يَثني الكتائبَ بأسُهُ
و يرتاعُ منه دارِعٌو هو حاسِرُ
يُريكَ العطايا والمَناياإذا جَرى
لوامعَ في الوَشيِ الذي هو ناشرُ
و لما أتتني من يدَيْكَ صنيعة ٌ
شكرْتُك إني للصَّنائعِ شاكرُ
و أحسنُ مَنْ يُجزى على الحمدِ كاتبٌ
يُسَربِلُهُ وَشيُ الفَصاحَة ِ شاعرُ
يَمُتُّ إليكم بالقَرابَة ِإنَّنا
عَشائِرُ قُربى حينَ تنأى العشائرُ
أبونا أبو اللَّفظِ البديعِ عُطارِدٌ
تَجيشُ له بالمُعجِزاتِ الخَواطِرُ
تُفرِّقُنا الأنسابُ في كلِّ مَجمَعٍ
و تجمَعُنا الآدابُو هي أواصِرُ
أرى حاجتي لم يَنأَ منها أوائلٌ(79/200)
فكيفَ نأى منها عليَّ الأواخِرُ
و ما الذَّمُّ للأيامِ ذنباً لأنَّه
بأمرِكَ يجري صرفُها المتواتِرُ
و لا أظلِمُ المِقدارَ في بُعْدِ حاجَة ٍ
تَمَسُّكَو الأقلامُ فيها المَقادِرُ
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر العباسي >> السري الرفاء >> إذا الشَّيبُ باعدَ بين القلوبِ
إذا الشَّيبُ باعدَ بين القلوبِ
رقم القصيدة : 59643
-----------------------------------
إذا الشَّيبُ باعدَ بين القلوبِ
فليسَ بمُجْدٍ تَداني الدِّيارِ
سكنْتُ إلى شمسِه كارِهاً
و قد كنتُ من نَجمِه ذا نِفارِ
و زَهَّدَني عارُها في الخِضابِ
فجانبْتُ زُورَ الشَّبابِ المُعارِ
و سرَّحْتُ للشَّعْرِ بالآبنَوسِ
فسرَّحْتُ بالعاجِ شَيبَ العِذارِ
أُلاقي الظلامَ بمثلِ الظَّلامِ
وألقى النهارَ بمثلِ النَّهارِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و أجردَ يسعى ليلَه ونهارَه
و أجردَ يسعى ليلَه ونهارَه
رقم القصيدة : 59644
-----------------------------------
و أجردَ يسعى ليلَه ونهارَه
و في وَسْطِهِ عَظْمٌ يُقَوِّمُ سَيْرَه
و ما جارَ فيما سارَ قَدرَ قُلامَة ٍ
و لكنَّهُ يَشقَى ويَستُرُ غيرَه
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لا بُدَّ مِنْ نفثَة ِ مَصْدورِ
لا بُدَّ مِنْ نفثَة ِ مَصْدورِ
رقم القصيدة : 59645
-----------------------------------
لا بُدَّ مِنْ نفثَة ِ مَصْدورِ
فحاذِروا صَوْلَة َ مَحذورِ
قد أنْسَتِ العالَمَ غاراتُه
في الشِّعرِ غاراتِ المغاويرِ
أَثكَلَني غِيدَ قَوافٍ غَدَتْ
أبهى من الغِيدِ المَعاطيرِ
أطيَبَ ريحاً من نسيمِ الصَّبا
جاءَتْ بِرَيَّا الوَرْدِ من حورِ
من بعدِ ما فتَّحْتُ أنوارَها
فابتسمَتْ مثلَ الأزاهيرِ
و باتَ فِكري تَعِباً بينَها
يَنقُشُها نَقْشَ الدَّنانيرِ
يا وارث الأغفالِ ما حبَّروا
من القَوافيو المَشاهيرِ
أعطِ قِفَا نَبْكِ أماناً فقَد
باتَتْ بقلبٍمنكمَذعورِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و اصطبحناها على نه(79/201)
و اصطبحناها على نه
رقم القصيدة : 59646
-----------------------------------
و اصطبحناها على نه
رِ بِصَفوِ الماءِ يَجري
ظَلَّلَتْهُ شَجَراتٌ
عِطرُها أطيبُ عِطرِ
فَلَكٌ أنجُمُهُ اللَّي
مونُ من بِيضٍ وخُضْرِ
أُكَرٌ من فِضَّة ٍ قد
شابَها تلويحُ تِبْرِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أُنظُرْ إلى السَّوسَنِ في نَباتِه
أُنظُرْ إلى السَّوسَنِ في نَباتِه
رقم القصيدة : 59647
-----------------------------------
أُنظُرْ إلى السَّوسَنِ في نَباتِه
فإنَّه نَبْتٌ عَجيبُ المَنظَرِ
كأنَّه مَلاعِقٌ من فِضَّة ٍ
قد خُطَّ فيها نُقَطٌ من عَنْبَرِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَيا شاغلَ الشُّكرِ عن غيرِه
أَيا شاغلَ الشُّكرِ عن غيرِه
رقم القصيدة : 59648
-----------------------------------
أَيا شاغلَ الشُّكرِ عن غيرِه
بما ذاعَ في النَّاسُ من شُكرِه
و يا ناصرَ الأدبِ المُستضامِ
إذا قعدَ النَّاسُ عن نَصْرِه
أرى خِلعة َ العيدِ قد أُغفِلَتْ
و كانت تَجيءُ على إثْرِه
فجُدْ لي بحَمراءَ إن فَاخَرَتْ
جَنى الوردِ أزرَتْ بمُحمَرِّه
و إمّا بصفراءَ منسوبة ٍ
إلى خالصِ التِّبرِ في نَجْره
و إمّا ببيضاءَ مثلِ اللُّجَينِ
تَزيدُ بَياضاً على حُرِّه
إذا ما أخو الكِبْرِ حَلَّى بها
سراويلَه زادَ في كِبْرِه
و تَلحَقُ بالأرضِ أطرافُها
إذا هي دارَتْ على خَصرِه
إذا ما الحسودُ رآها رأى
و مَيضَ الخناجرِ في نحرِه
فأنتَ المُوحَّدُ في جُودِه ؛
و أنتَ المُؤَمَّلُ في عصرِه
العصر العباسي >> السري الرفاء >> سُيوفُكُمُبحَمدِ اللّهِنَقْعٌ
سُيوفُكُمُبحَمدِ اللّهِنَقْعٌ
رقم القصيدة : 59649
-----------------------------------
سُيوفُكُمُبحَمدِ اللّهِنَقْعٌ
إذا كانت سيوفُ الناسِ ضُرَّا
فَلِمْ قَصُرَتو أيديكُم طِوالٌ
تُحكَّمُ في رِقابِ الناسِ طُرّا
و ما لفِراخِكم تَبْيَضُّ لوناً
فإن زَقَّتْ شآها الزقُّ حُمرا
و ما لجريحِكم وِترٌ عليكم(79/202)
و كلُّ جِراحة ٍ تُعتَدُّ وِترا
و رُبَّ جَريرَة ٍ شنعاءَ ساقَتْ
إلى مُجتَرِّها حَمْداً وذِكرا
أرى أفعالَكم أفعالَ عِزٍّ
فلِمْ أنتُم بِفَرْطِ الذُّلِّ أحرى
العصر العباسي >> السري الرفاء >> دُنُوُّ المُدامَة ِ يُدني السُّرورا
دُنُوُّ المُدامَة ِ يُدني السُّرورا
رقم القصيدة : 59650
-----------------------------------
دُنُوُّ المُدامَة ِ يُدني السُّرورا
فَصِلْ باغتباقِكَ مِنها البُكورا
فقَد نشرَ الصُّبحُأعلامَه
و حانَ لكاساتِها أن تَدورا
تَعَجَّبْتُ من غَفَلاتِ الوَرَى
و تَركِهِمُ العيشَ غَضّاً نَضيرا
فطائِفَة ٌ تَرتَجي جَنَّة َ ال
خُلودِ وأخرى تَخافُ السَّعيرا
ألا فَسْقِني الخمرَ مشمولة ً
تَصُبُّ على اللَّيلِ صُبحاً مُنيرا
مُوَرَّدَة َ اللَّونِ مِسكِيَّة ً
تُعِزُّ الذَّليلَ وتُغني الفَقيرا
كأنَّ العَقيقَ بكاساتِها
تَفُضُّ السُّقاة ُ عليها العَبيرا
صَريعُ النَّوائبِ مَنْ لم يكُنْ
جَليداً على الهَولِ منها صَبورا
فكُنْ مُوقِناً بِذَهابِ الصِّبا
و مُغتَنِماً منه دَهْراً قَصيرا
فإنَّ الشَّبابَ له مُدَّة ٌ
تُفَضُّفتُذهِبُ عنك السُّرورا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أقررْتُ في شُكرِكَ بالتَّقصيرِ
أقررْتُ في شُكرِكَ بالتَّقصيرِ
رقم القصيدة : 59651
-----------------------------------
أقررْتُ في شُكرِكَ بالتَّقصيرِ
إذ زِدْتَ في البِرِّ على التَّكثيرِ
و جاءَني من سَيبِكَ الغزيرِ
مَراكبٌ مُخطَفَة ُ الخُصورِ
مُسوَدَّة ُ الأَعجازِ والصُّدورِ
سُودٌ عليها رَونَقُ الذُّكورِ
كأنَّما قُدَّتْ من الدَّيجورِ
و من نَفيسِ الأَدَمِ المَبشورِ
كلِّ غريبِ الحُسنِ مستنيرِ
أخضرَ مثلِ الشاربِ المَطرورِ
ذي سِمَّة ٍ مَغموسَة ٍ في النُّورِ
كصفحة ِ الدينارِ ذي السُّطورِ
و مُخطَفاتٌ كالعَذارى الحُورِ
مُشمِّراتُ القُمْصِ كالمَنثورِ
كلُّ فتاة ٍ نشأَتْ بحُورِ
تختالُ في دوجها القَصيرِ
حاسرة ٍ عن أَرَجٍ حَسيرِ(79/203)
مثلِ نَسيمِ الزَّهَرِ المَمطورِ
تُبرِدُ منه عُلَلَ الصُّدورِ
أشهى من الوَصلِ إلى المهجورِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قلْ لابنِ حرْبٍ قد جَنَيْ
قلْ لابنِ حرْبٍ قد جَنَيْ
رقم القصيدة : 59652
-----------------------------------
قلْ لابنِ حرْبٍ قد جَنَيْ
تَ عليك حرباً فاصطَبِر
أنتَ الذي بسقوطِه
يُدعى أبوه أبو العِبَر
لِمْ عِبْتَ شِعريو هو أو
ضاحٌ تَبسَّمُ أو غُرَر
أَحُرِمْتَ نَشرَ العَنبرِ ال
وَردِ الذي منه انْتَشَر
أَم قد مُنِعتَ الفِكْرَ في
ه كما مُنِعْتَ منَ النَّظَر
إني لأَرْحَمُ شاعراً
حُرِمَ البصيرة َ والبَصر
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لو رَحَّبَتْ كاسٌ بذي أوبة ٍ
لو رَحَّبَتْ كاسٌ بذي أوبة ٍ
رقم القصيدة : 59653
-----------------------------------
لو رَحَّبَتْ كاسٌ بذي أوبة ٍ
لرحَّبَتْ بالوردِ إذ زارَها
جاءَ فخِلناهُ خُدوداً بدَتْ
مُضرِمَة ً من خَجَلٍ نارَها
كأنما خُيِّرَ في رَوْضَة ٍ
طرائِفَ الكُسوة ِ فاختارَها
و عَطَّرَ الدُّنيا فطابت به
لا عَدِمَتْ دنياكَ عَطَّارَها
قد خلعَ القَطْرُ جَلابيبَه
إلا شَظاياها وأزرارَها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يَومٌ خَلعتُ به عِذاري
يَومٌ خَلعتُ به عِذاري
رقم القصيدة : 59654
-----------------------------------
يَومٌ خَلعتُ به عِذاري
فعَرِيتُ من حُلَلِ الوَقارِ
وَ صَبَوْتُ فيه إلى الصِّبا
و الشَّيبُ يَضحَكُ في عِذاري
مُتَلَوِّنٌ يُبْدي لنا
طُرَفاً بأطرافِ النَّهارِ
فَهواؤُه سَكْبُ الرِّدا
ءِو غيمُه صافي الإزارِ
و سماؤُه تخبُو الرُّبى
بشبيهِ مكنونِ البِحارِ
تَبكي فيجمُدُ ماؤُها
و البرقُ يَكحَلُها بنارِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و شَمعَة ٍ في يَدِ الغُلامِ حكَتْ
و شَمعَة ٍ في يَدِ الغُلامِ حكَتْ
رقم القصيدة : 59655
-----------------------------------
و شَمعَة ٍ في يَدِ الغُلامِ حكَتْ
عُنْقَ ظَليمٍ بغَيرِ مِنْقارِ(79/204)
تبكيإذا نارُ شَوقِها اضطرَمَتْ
بِدَمْعِ تِبرٍ من الأسى جَاري
كأنَّها نخلَة ٌ بلا سَعَفٍ
تَحمِلُ أترُجَّة ً من النَّارِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يا مَنْ أنامِلُه كالعارضِ السَّاري
يا مَنْ أنامِلُه كالعارضِ السَّاري
رقم القصيدة : 59656
-----------------------------------
يا مَنْ أنامِلُه كالعارضِ السَّاري
و فِعْلُه أبداً عَارٍ من العارِ
أما ترى الثَّلجَ قد خاطَتْ أنامِلُه
ثوباً يُزَرُّ على الدُّنيا بأزرارِ
نارٌو لكنَّها ليسَت بمُبدِيَة ٍ
نُوراًو ماءٌ ولكنْ ليسَ بالجاري
و الرَّاحُ قد أعوَزَتْنا في صَبيحَتِنا
بَيْعاًو لو وَزنَ دينارٍ بدينارِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> خَيشُ ابنِ رستمَ يَحمىو هو ممطورُ
خَيشُ ابنِ رستمَ يَحمىو هو ممطورُ
رقم القصيدة : 59657
-----------------------------------
خَيشُ ابنِ رستمَ يَحمىو هو ممطورُ
أخنى الهجيرُ عليهفهو مهجورُ
و لو يَطيبُو لو عُلَّتْ سَرايِجُه
بالرَّاحِخالطَها مِسْكٌ وكافورُ
يَرُشُّهُو النُّدامى يَغرَقُونَ به
كأنه لدوامِ الرَّشِّ ممطورُ
فإنْ يَكُنْ خيشُه في الحَرِّ مُلتَهِباً
فإنَّ كانونَه في القُرِّ مقرورُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وَنَى في التَّصابي بعدَما كان شَمَّرا
وَنَى في التَّصابي بعدَما كان شَمَّرا
رقم القصيدة : 59658
-----------------------------------
وَنَى في التَّصابي بعدَما كان شَمَّرا
و قَصَّرَ في شأوِ الزَّمانِفأقصَرا
و شابَ بلونِ الصُّبحِ ليلُ شَبابِه
فأصبحَ شتَّى الحُلَّتَيْنِ مُشَهَّرا
و لا عادَ رَدُّ المُستَعارِ مُسلَّماً
و قُدِّمَ رَيعانُ الصِّباو تأخَّرا
فلم يبقَ إلاّ الرَّاحُ بينَ كُؤوسِها
مُذاكَرَة ٌ كالرَّوْضِ جِيدَفأَزهَرا
أحاديثُ لو يجتازُها نَفَسُ الصَّبا
تأَرَّجَ من أنفاسِهاو تعطَّرا
و ساقية ٌ تَشدو فتُحسِنُ شَدوَها
و تَبسِمُ أحياناً فتحسُنُ مَنظرَا
هجرتُ النُّدامى إذ بلوْتُ خِلالَهم(79/205)
و نادَمْتُ كِسرى في الزُّجاجِ وقَيصَرا
أُعرِّيهما طَوراًو طَوراً أراهُما
يَجُرَّانِ مصقولَ البنائقِ أحمرا
فلو لم يكونا جَوْهَرَيْنِ كِلاهُما
نَفيسَينِ ما حَلاَّ من الكاسِ جَوهرا
و هيَّجَ من وَجدي حنينُ ابنِ قينة ٍ
إذا استَنطَقَتْه بالأناملِ زمجَرا
خَفيفٍإذا لاقاكَ في ذَهَبيَّة ٍ
مزَّنرَة ٍأرضاكَ مَرْأى ً ومَخبَرا
بَراهُ صِناعُ القَلبِ والكّفِّ كلما
تَعذَّرَ مَعناه البديعُ تفكُّرا
و ضَمَّتْهُ رَب المِرْطِ ينفُضُ جِسمُها
على جِسْمِهِ مِسْكاً ذكيّاً وعَنبرا
فساقَ قلوبَ الشَّرْبِإذ حنَّغُلَّبا
و راقَ عيونَ البيضِ حينَ توقَّرا
سأبعَثُ حَمْدي غازياً وَفْرَ سيِّدٍ
إذا ما غزاه الحمدُ عاد مظفَّرا
كأنَّ ثَنَائي غِبَّ جَدواه مَرتَعٌ
تبسَّمَ غِبَّ السَّارياتِ ونَوَّرا
قديمٌ على الأيَّامِ إنْ عُدَّ مَعْشَرٌ ؛
حديثُ المعالي عند عادٍ وحِمْيَرا
تسهَّلَ ليفي أحمدَ الشِّعرُ طائعاً
و لو رُمْتُه في غيرِه لتعذَّرا
أطلْتُو ما استغرقتُ وصفَ خِلالِه
فرحتُ مُطيلاً في الثَّناءِ مُقَصِّرا
أَأَحمدُإني بينَ قومٍ تبرَّؤوا
من العُرْفِ حتَّى قد حَسِبناهُ مُنكَرا
إذا نزَلوا أبصرتُ للجهلِ نادياً ؛
و إن رَحَلوا أبصرتُ للبُخلِ عسكَرا
أقولُو قد عاينتُهم عَدَدَ الحَصى
عَدِمْتُكَ جيلاً ما أقلَّ وأكثَرا
كأنَّكَ فيهِم شارقٌ في دِجِنَّة ِ
إذا أغبشتْ مُربَدَّة ُ اللَّونِ أسفَرا
أتتْكَ القوافي الغُرّ تطلُبُ حاجة ً
جِزاؤُكَ فيها أن تُثابَ وتُشكَرا
غرائبُلو نادَيْنَ في المَحْلِ عارضاً
أجابَو لو ناشدْنَ صخراً تَفجَّرا
عَدَلْتَ عن النابي الكَهامِ بِحَلْيِها
و ألبسْتُهُ منك الحُسامَ المُذكَّرا
فلا تَردُدِ العِقْدَ المُفَصَّلَ خائباً
بصدِّكَ عنه والرِّداءَ المُحبَّرا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أعادَ اللّهُ عيدَك بالسُّرورِ
أعادَ اللّهُ عيدَك بالسُّرورِ
رقم القصيدة : 59659
-----------------------------------(79/206)
أعادَ اللّهُ عيدَك بالسُّرورِ
و في الحالِ الجليلة ِ والحُبورِ
و لازالَت سعودُكَ طالعاتٍ
بما تَهواه من عَيْشٍ نَضيرِ
دفاعُ اللّهِ عنك أعمُّ فضلاً
و أحلى في القلوبِ وفي الصُّدورِ
أَناصرَ دولة ِ الإسلامِ صبْراً
فإنَّ الصَّبْرَ من عَزْمِ الأمورِ
كَبا الأعداءُ إذ راموكَ جَهْلاً
فقلْناللجِباهِ وللثُّغورِ
هبوطٌ لا يُمكِّنُ من صُعودٍ ؛
و موتٌ لا يُقرِّبُ من نُشورِ
مُنانا أن تُعَمَّرَ ألفَ عامٍ
و تُصرَفَ عنك أحداثُ الدُّهورِ
و أن تُلقى العِدا في النَّحرِ صَرعى
بحدِّ ظُباكَ دامية َ النُّحورِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَما تَرى حُسنَ بَناتِ البَرِّ
أَما تَرى حُسنَ بَناتِ البَرِّ
رقم القصيدة : 59660
-----------------------------------
أَما تَرى حُسنَ بَناتِ البَرِّ
مقيَّداتٍ في عُبابِ البحرِ
مأسورة ً لولا وِثاقُ الأسرِ
صَدرْنَ عنه خالعاتِ العُذرِ
نِيطَ بها كلُّ خَفيفِ الخَصرِ
سارَو ما يبرَحُ قَيْدَ شِبْرِ
تَئِنُّ كالمضرورِ لا مِن ضُرِّ
تُحصَبُ منه بندى ً كالدُّرِّ
فيومُنا يومُ صَفا وقَطرِ
فهاتِها قبلَ نَفادِ العُمْرِ
و قَبلَ مَطويٍّ بَعِيدِ النَّشرِ
داجٍ على ساكنِه مغَبَّرِّ
تخفي الفتى لولاها ماءَ الذَّكْرِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لنا غُرفَة ٌ حَسُنَتْ مَنْظَرا
لنا غُرفَة ٌ حَسُنَتْ مَنْظَرا
رقم القصيدة : 59661
-----------------------------------
لنا غُرفَة ٌ حَسُنَتْ مَنْظَرا
وَ طَابَتْ لسكَّانِها مَخبَرا
ترى العينُ من تحتِها روضة ً ؛
و من فوقِها عارضاً مُمطِرا
و ينسابُ قُدَّامَها جَدوَلٌ
كما ذُعِرَ الأَيْمُ أو نُفِّرا
و راحٌ كأَنَّ نسيمَ الصَّبا
تحمَّلَ من نَشْرِها العنبرا
و عِنديَ عِلْقٌ قليلُ الخِلافِ
و نَدْمانُ صِدْقٍ قليلو المِرا
و دَهماءُ تهدِرُ هَدْرَ الفَنيقِ
إذا ما امتطَتْ لهباً مُسعِرا
تَجيشُ بأوصالِ وَحْشِيَّة ِ
رَعَتْ زَهَراتِ الرُّبا أشهُرا(79/207)
كأنَّ على النَّارِ زنجيَّة ً
تُفَرِّجُ بُرْداً لها أصفَرا
و ذي أربعٍ لا يُطيقُ النهوضَ
و لا يألَفُ السَّيْرَ فيمن سَرى
نُحمِّلُه سَبَجاً أسوداً
فيَجعلُه ذَهَباً أحمَرا
إذا قلَبَ القُرُّ كَفَّ الفتى
حَمى حَرُّهُ الكفَّ أن تَخْصَرا
و قد بَكَرَ العبدُ من عندِنا
يزُفُّ لك الطِّرفَ والمِمْطَرا
فَشَمِّرْهُديتَ إلى لذَة ٍ
فإنَّ أَخا الجدِّ من شمَّرا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لنا قَهْوَة ٌ في الدَّنِّ تمَّتْ شهورُها
لنا قَهْوَة ٌ في الدَّنِّ تمَّتْ شهورُها
رقم القصيدة : 59662
-----------------------------------
لنا قَهْوَة ٌ في الدَّنِّ تمَّتْ شهورُها
فرقَّتْ حَواشيها وأشرقَ نُورُها
يُحيِّيكَ بالمِسكِ الذَّكيِّ دُنوُّها
و يلقاكَ بالبِشْرِ الجميلِ بَشيرُها
و قد كَتَبَتْ أيدي الرَّبيعِ صحائفاً
كأنَّ سُطورَ البَرقِ حُسناً سطورُها
فمِن رَوْضَة ٍ سارٍ إلينا نسيمُها ؛
و من مُزْنَة ٍ مُرخًى علينا سُتورُها
و غرفتُنا الحسناءُ قد زادَ حُسنُها
بزائرة ٍ في كلِّ عامٍ تَزورُها
بمُبيَضَّة ِ الأحشاءِ سودٍ شطورُها
مُزَنَّرَة ِ الأذنابِ حُمْرٍ نُحورُها
مُرَفرِفَة ٍ حولَ البيوتِ وفودُها
مُحَلَّقَة ٍ حَولَ السُّقوفِ وكُورُها
لهُنَّ لغاتٌ مُعْجِماتٌ كأنَّها
صَريرُ نعالِ السِّبتِ عالٍ صريرُها
تُجاورُنا حتى تَشِبَّ صِغارُها
فيلحَقُ فينا بالكَبيرِ صَغيرُها
فزُرْنا تَرى اللذَّاتِ بِيضاً وُجوهُها
مُحبَّبَة ً رَوْحاتُها وبُكورُها
و بادِرْ إلى الرَّاحِ التي أنتَ خُلُّها
فقد قامَ ساقينا الأَغَرُّ يُديرُها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ذَكَرناهُفانهلَّت مدامعُنا تترى
ذَكَرناهُفانهلَّت مدامعُنا تترى
رقم القصيدة : 59663
-----------------------------------
ذَكَرناهُفانهلَّت مدامعُنا تترى
مُخبِّرَة ً عن كلِّ ذي كَبِدٍ حرَّى
عَهِدناكَ مَخصوصاً من البيتِ كلِّه
بمنزِلَة ٍ في الصَّدرِ أنتَ بها أحرَى(79/208)
تَظَلُّ لها رِجلاكَ في قَعرِ وَهْدَة ٍ
إذا ما عَلَتْ إحداهَما هَوَتِ الأُخرى
و فوقَك صَفراوانِ إن شئتَ غَنَّتا
كذاكِرَتَيْ فَرخَيْن شفَّهُما الذِّكرى
و كم أرسلَتْ يُمنى يدَيك رسولَها
فما لَبِثَتْه حينَ صافحَتِ اليُسرى
عَجِبْتُ له طِرفاً يَجُرُّ عِنانَهُ
و لا يتشكَّى الأينَ ما بَعُدَ المَسرى
يَشُقُّ نقيَّ المتنِ جَعْداً كأنَّه
غديرٌ تمشَّى الرِّيحُ من فوقِه حَسرى
فيا هالكاً أعرى الصديقَ بهُلْكِه
و عَزَّ على تلك الأناملِ أن تَعرى
إذا صَغُرَتْ يوماً رَزِيَّة ُ صاحبٍ
بصاحِبِه كانت رَزِيَّتُكَ الكُبرى
العصر العباسي >> السري الرفاء >> كأنَّ تأجُّجَ كانونِنا
كأنَّ تأجُّجَ كانونِنا
رقم القصيدة : 59664
-----------------------------------
كأنَّ تأجُّجَ كانونِنا
تَكاثُفُ نَوْرٍ من العُصْفُرِ
و أحدثَ إخمادُه زُرْقة ً
تأجَّجُ في مُدمَجٍ أحمَرِ
كَبِركَة ِ جَمْرٍ على قونها
بقايا تَفَتُّحِ لَينُوفَرِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> هَلْ للمَكارمِ من مُجيرِ
هَلْ للمَكارمِ من مُجيرِ
رقم القصيدة : 59665
-----------------------------------
هَلْ للمَكارمِ من مُجيرِ
أَم هَل لأحمدَ من نَصيرِ
أَنَّى ارتقَتْ هِمَمُ الرَّدَى
منه إلى القَمَرِ المُنيرِ
بَعْدَ ابتسامِ شمائلٍ
كالنَّوْرِ في الغُصْنِ النَّضيرِ
يا رِمَّة ًأَرَجُ الثَّرى
من طيبِهاأَرَجُ العَبيرِ
لو تستطيعُ الأرضُ ما
سَمَحَتْ بها يومَ النُّشورِ
نظَرَتْ إليكَ المكرُما
تُفلم تَجِدْ لكَ مِنْ تَظيرِ
فغدَتْ عليك حَواسراً
يَنظُرْنَ من طَرْفٍ حَسيرِ
فاذهَبْ على رُغمِ العِدا
و البأسِ والحَسَبِ الخَطيرِ
فارقْتَني وتركْتَني
غَرَضاً لأحداثِ الدُّهورِ
فَلَبِسْتُ أثوابَ الأسَى
و خلَعْتُ أثوابَ السُّرورِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يُنبيكَ عن صِحَّة ِ أخباري
يُنبيكَ عن صِحَّة ِ أخباري
رقم القصيدة : 59666
-----------------------------------(79/209)
يُنبيكَ عن صِحَّة ِ أخباري
عُسريو من العِشقِو إيساري
و سُوقَة ٌ أفضلُهم مُرتَدٍ
نَقْصاًففخري بينَهم عاري
و كانتِ الإبرَة ُفيما مضَى
صائنة ً وجهي وأشعاري
فأصبحَ الرِّزقُ بها ضيِّقاً
كأنَّهمن ثُقبِهاجاري
العصر العباسي >> السري الرفاء >> خَيرُ أوقاتِكفي اللَّذْ
خَيرُ أوقاتِكفي اللَّذْ
رقم القصيدة : 59667
-----------------------------------
خَيرُ أوقاتِكفي اللَّذْ
ذَاتِأوقاتُ البُكورِ
ليسَ يَومٌإنْ تُقَصِّرْ
هُ اصطباحاًبقَصيرِ
و الظَّريفُ الحُرُّ عن إخ
وانِه غيرُ صَبورِ
و لنا راحٌ خِلالَ الشْ
شُرْبِ لا رَاحُ العَصيرِ
ذاتُ لونٍ ونسيمٍ
خُلِقا من وَردِ جُورِ
و سقاة ٌإن سقَوا حيْ
يَوْا بِرَيحانِ الصُّدورِ
و عدوٌّ لك في القُرْ
رِ صديقٌ في الهَجيرِ
يَستعيرُ البردَ والإش
راقَ من بَردِ الثُّغورِ
رَقَّ حتَّى كادَ يَفنى
بإشاراتِ المُشيرِ
فائْتِنا تَلْقَ الذي تَه
واه من عَيْشٍ نَضيرِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> دعانا إلى اللَّهوِ داعي السُّرورِ
دعانا إلى اللَّهوِ داعي السُّرورِ
رقم القصيدة : 59668
-----------------------------------
دعانا إلى اللَّهوِ داعي السُّرورِ
فبِتْنا نبوحُ بما في الصُّدورِ
و طافَتْ علينا بشَمْسِ الدِّنا
نِفي غَلَسِ اللَّيلِ شمسُ الخُدورِ
كأنَّ الكؤوسَو قد كُلِّلَتْ
بِفَضْلاتِها بأكاليلِ نُورِ
جيوبٌ مِنَ الوَشْيِ مَزرُورَة ٌ
يلوحُ عليها بياضُ النُّحورِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> هاتِ التي هي يومَ البَعثِ أوزارُ
هاتِ التي هي يومَ البَعثِ أوزارُ
رقم القصيدة : 59669
-----------------------------------
هاتِ التي هي يومَ البَعثِ أوزارُ
كالنارِ في الحُسْنِعُقبى شُربِها النارُ
أما تَرى الوَردَ قد باح الرَّبيعُ به
من بعدِ ما مرَّ حَوْلٌو هو إضمارُ
و كانَ في خِلَعٍ خُضْرٍفقد خُلِعَت
إلا عُرى ً أُغْفِلَتْ منه وأزرارُ(79/210)
العصر العباسي >> السري الرفاء >> صُفْرُ مدارٍ نصبُها شُرَفٌ
صُفْرُ مدارٍ نصبُها شُرَفٌ
رقم القصيدة : 59670
-----------------------------------
صُفْرُ مدارٍ نصبُها شُرَفٌ
مُفتَضَحٌ عندَ نَشْرِها العِطْرُ
تَحمِلُها خَيْزُرانَة ٌ ذَبُلَتْ
ذُبولَ صَبٍّ أذَلَّهُ الهَجْرُ
كأنهاإذ زَهَتْ بأَلسِنَة ٍ
أنطَقَها للمُهَيمِنِ الذِّكْرُ
خَناجرٌ من حَناجرٍ نُزِعَتْ
فهي من الماءِمن دمٍحُمْرُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يا رُبَّ مِقنَعة ٍ حمراءَ تَلبَسُها
يا رُبَّ مِقنَعة ٍ حمراءَ تَلبَسُها
رقم القصيدة : 59671
-----------------------------------
يا رُبَّ مِقنَعة ٍ حمراءَ تَلبَسُها
سَوداءُ للَّيلِ من تَركيبِها قَارُ
تَلوحُ في العيدِو الأبصارُ تَرمُقُها
كأنها فَحمَة ٌ في رأسِها نارُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أخرسُ يُنبيكَ بإطراقِهِ
أخرسُ يُنبيكَ بإطراقِهِ
رقم القصيدة : 59672
-----------------------------------
أخرسُ يُنبيكَ بإطراقِهِ
عن كلِّ ما شِئتَ من الأَمرِ
يُذريعلى قُرطاسِهدمعة ً
تبدي لنا السر وما تدري
كعاشِقٍ أخفَى هواهو قد
نَمَّت عليه عَبرة ٌ تَجري
تُبصِرُهُفي كلِّ أحوالِه
عُريانَيكسو الناسَأو يُعري
يُرى أسيراً في دَواة ٍو قد
أطلَقَ أقواماً من الأَسرِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و بديعة ٍ أضحَى الجمالُ شِعارَها
و بديعة ٍ أضحَى الجمالُ شِعارَها
رقم القصيدة : 59673
-----------------------------------
و بديعة ٍ أضحَى الجمالُ شِعارَها
صَبَغَ الحياءُ رِداءَها وإزارَها
حَلَّتْ نَسيمَ عِقالِهاو توشَّحَتْ
بالأرْجُوانِو شَدَّدَتْ أزرارَها
فالعينُ تَحسِرُإن رأَتْ إشراقَها ؛
و النَّفسُ تَنْعَمُإن بَلَتْ أخبارَها
فكأنَّهافي الكَفِّ وَجنَة ُ عاشِقٍ
عَبِثَ الحياءُ بهافأضرمَ نارَها
محمولَة ٌحملَتْ عَجاجة َ عَنبَرٍ
فإذا سَرى رَكْبُ النَّسيمِ أثارَها
أَمَنَتْعلى أسرارِهاريحَ الصَّبا(79/211)
وَهَناًفضيَّعَتِ الصَّبا أسرارَها
و كأنَّما صافَحْتَ منها جَمرة ً
أَمَنَتْ يمينُكَ حَرَّها وشَرارَها
ما أَحسِبُ النَّارَنْجَ إلّا فِتنة ً
هتَكَ الزَّمانُ لناظرٍ أستارَها
عَشِقَتْ محاسنَه العيونُفلو رَنَتْ
أبداً إليهلَمَا قَضَتْ أوطارَها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و رَوْضٍ كَساهُ الغَيثُإذ جادَ أرضَه
و رَوْضٍ كَساهُ الغَيثُإذ جادَ أرضَه
رقم القصيدة : 59674
-----------------------------------
و رَوْضٍ كَساهُ الغَيثُإذ جادَ أرضَه
مَجاسِدَ وَشْيٍ من بَهارٍ ومَنثورِ
بهِ أبيضُ الوردِ الجَنيِّكأنَّما
تَبسَّمَ للناشي بمِسكٍ وكافورِ
كأنَّ اصفراراً منه فوقَ ابيضاضِهِ
بُرادة ُ تِبرٍ في مَداهنِ بَلُّورِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و جُندُبة ٍ تمشي بساقٍ كأنَّه
و جُندُبة ٍ تمشي بساقٍ كأنَّه
رقم القصيدة : 59675
-----------------------------------
و جُندُبة ٍ تمشي بساقٍ كأنَّه
على فَخِدٍ كالعُودِمنشارُ عرعرِ
مُكتَّبة ٍ تجلو الجَناحِ كأنَّها
عَروسٌ تجلَّت في عِطافٍ مُعنبَرِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لِسانُكَ السَّيفُ لا يَخفى له أَثَرُ
لِسانُكَ السَّيفُ لا يَخفى له أَثَرُ
رقم القصيدة : 59676
-----------------------------------
لِسانُكَ السَّيفُ لا يَخفى له أَثَرُ
و أنتَ كالصِّلِّ لا تُبقي ولا تَذَرُ
سِرِّي لديكَ كأسرارِ الزُّجاجَة ِلا
يَخفى على العَينِ منها الصَّفوُ والكَدَرُ
فاحذَرْ من الشِّعرِ كَسْراً لا جِبَارَ له
فللزُّجاجَة ِ كَسْرٌ ليسَ يَنجَبِرُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و ليلة ٍ مِنْ نَقَماتِ الدَّهْرِ
و ليلة ٍ مِنْ نَقَماتِ الدَّهْرِ
رقم القصيدة : 59677
-----------------------------------
و ليلة ٍ مِنْ نَقَماتِ الدَّهْرِ
قطَّعْتُها نَزْرَ الكَرى والصَّبرِ
مُكَلَّمَ الصَّدْرِ جَريحَ النَّحرِ
مُقَسَّماً بينَ أعادٍ خُزْرِ
كُمْتٍإذا عايَنتَهاو شُقْرِ(79/212)
كأنها آثارُها في الأُزرِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و مَنزِلٍ يَتحامى أهلَه الخَفَرُ
و مَنزِلٍ يَتحامى أهلَه الخَفَرُ
رقم القصيدة : 59678
-----------------------------------
و مَنزِلٍ يَتحامى أهلَه الخَفَرُ
و يَفْضُلُ البَدْوَفي نَعمائِهِالحَضَرُ
فيه معَ الناسِ أشباهٌ لهم بَعُدَتْ
في الزِّيِّ عنهنَّإنْ لم تَبعُدِ الصُّوَرُ
فَمِنْ ذكورٍ عُراة ٍ كالذُّكورِ به
و من إناثٍ عليها الوَشْيُ والحِبَرُ
بَدائِعٌ لَطُفَتْ أفكارُ مُبدِعِها
حتّى تَفجَّرَ عن ماءٍ بها الحَجَرُ
فكلُّ ناحية ٍ من جُدْرِه صَنَمٌ
و كلُّ ناحية ٍ من سَقْفِه قَمَرُ
صَفَتْ عن الناسِ فيه نَعْمَة ٌ وُصِفَتْ
فكلُّ صَفْوِ نَعيمٍ عندَهاكدَرُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لسْتُ بنافٍ خُمارَ مخمورِ
لسْتُ بنافٍ خُمارَ مخمورِ
رقم القصيدة : 59679
-----------------------------------
لسْتُ بنافٍ خُمارَ مخمورِ
إلا بصافي الشَّرابِ مَقرورِ
يطيرُ عن رأسِه القِناعُإذا
نَفَّسْتَ عنه خِناقَ مَزرورِ
رامٍ بسهمٍ كأنَّه خَضِرٌ
و طيبِ نشرٍنسيمِ كافورِ
يَميلُ أعلاهو هو مُهتَضِبٌ
كأنَّه صَولجانُ بَلُّورِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و أَزهرَ وَضَّاحٍ يَروقُ عيونَنا
و أَزهرَ وَضَّاحٍ يَروقُ عيونَنا
رقم القصيدة : 59680
-----------------------------------
و أَزهرَ وَضَّاحٍ يَروقُ عيونَنا
إذا ما رَميناه بِلَحْظِ النَّواظِرِ
له أربعٌ تأبى السُّرى غيرَ أنَّها
تُصافِحُ وجهَ الأرضِ مثلَ الحوافرِ
تقِلُّ جسوماًبعضُها من مُورَّدٍ
و سائرُها في مثلِ صِبْغِ الدَّياجرِ
نواصِلُه أيامَ للقُرِّ سطوَة ٌ
و نهجرُهُ أيامَ لَفْحِ الهَواجرِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَسعيدُ هل لكَ في زيارة ِ مَنزِلٍ
أَسعيدُ هل لكَ في زيارة ِ مَنزِلٍ
رقم القصيدة : 59681
-----------------------------------
أَسعيدُ هل لكَ في زيارة ِ مَنزِلٍ(79/213)
تُثْنِي عليه جَوانحُ الزُّوَّارِ
رَحْبٍتلاقي الجُدْرَ منه ينابعٌ
و تَرى السَّماءَ عليه كالأقمارِ
ينضو الحَيِيُّ الوجهِ ثوبَ حيائِه
فيهفيخطِرُ كالحُسامِ العاري
متقلِّباً في نَعمَة ٍ فَضفاضَة ٍ
جُعلَتْ له عِوَضاً من الأَطمارِ
ما عاينَ البادونَ يوماً فضلَه
إلا وأحفَظَهَمْ على الحُضَّارِ
و لربَّما استمتعْتَ فيه بنُزهَة ٍ
لولاه لم تَبرُزْ من الأستارِ
و تَرى على جُدرانِه بُهُمَ الوَغى
يَخطِرْنَ ما بينَ القَنا الخطَّارِ
سُلَّتْ سيوفُهُمُ بغَيرِ بوارِقٍ
و جَرَتْ جيادُهُمُ بغيرِ غُبارِ
زَحفانِ لم يَحْظَ العزيزُ برُتبَة ٍ
فيهمو لا آبَ الّذليلُ بعارِ
و منعَّمِينَعن الشمالِ بمَعزِلٍ
لبِسوا السُّعودَ بغَفْلَة ِ الأقدارِ
هذا يناولُه النديمُ تحيَّة ً
حسُنَتو ذا يَحظَى بكأسِ عُقارِ
عيشٌ لهم بَعُدَتْ حقيقتُهو إن
قَرُبَتْ محاسنُه من الأبصارِ
حتى إذا نَعِمَتْ به أجسامُنا
و قَضَتْ به وطَراً من الأوطارِ
مِلْنا إلى حُسْنِ الصَّبوحِ وطيبِه
إنَّ الصَّبوحَ مَطِيَّة ُ الأحرارِ
و أحقُّ يَومٍ بالمُدامِ وشُربِها
يومٌ حباكَ بدِيمَة ٍ مِدرارِ
Personal homepage website counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و مَنزِلٍ نَزَلْتُه ابتكارا
و مَنزِلٍ نَزَلْتُه ابتكارا
رقم القصيدة : 59682
-----------------------------------
و مَنزِلٍ نَزَلْتُه ابتكارا
مُعاقِرا في ظِلِّه العُقارا
ترى به مَعركة ً جِهارا
و قَسطَلاً من حَولِها أشَارا
مَحارَتينِ انضمَّتا جِوارا
قد مُنِعَت إحداهما القرارا
لا يعدَمانِ لؤلؤاً صِغارا
يطِيرُهُ حربُهما غُبارا
في موقفٍ يَستوقِفُ الأبصارا
يَكحُلُ من قسطَلِه الزُّوَّارا
حتى يُشِيبَ منهمُ الأَشفارا
فلم نَزَلْ نأخُذُها نَهارا
محمرَّة ً تُحسَبُ جُلَّنَارا
و الريحُ يُدمي وقعُها الأَبشارا
حَرباًترى في حرِبنا الأحرارا
حتى إذا الليلُ البهيمُ جارا
و أسبلَتْ ظُلمتُه الأستارا(79/214)
و انتثرَ الثَّلجُ به انتثارا
كما أطرْتَ كُرسُفاًفطارا
كانت لنا نُوراً به ونَارا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أيها المُطَّلون بعدي حَذارِ
أيها المُطَّلون بعدي حَذارِ
رقم القصيدة : 59683
-----------------------------------
أيها المُطَّلون بعدي حَذارِ
إن بعضَ الصُّخورِ طالبُ ثارِ
رُبَّ يومٍ ظَلَلْتُ فيه وقيداً
أَتشكَّى حريقَ نَارٍ بنارِ
مِئزَرٌ كَانَ غاية َ النَّفعِ أضحَى
و هُوَ اليومَ غاية ُ الأضرارِ
و سراويلُ سُنْدُسٍ عادَ وَشْياً
مُؤْلِماً جافياً على الأَبشارِ
فكأنَّ الأفخاذَ تُلْذَعُ منه
بِشرَارٍ يطيرُ إثرَ شَرارِ
أخذَتْ ثأرَها الحجارة ُ مِنّي
و سِوائي أصابَها بالثارِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و فتية ٍ تعلو بها أخطارُها
و فتية ٍ تعلو بها أخطارُها
رقم القصيدة : 59684
-----------------------------------
و فتية ٍ تعلو بها أخطارُها
رواحُها للمَجدِ وابتكارُها
و ما اشتَهتأنفسُهاشِعارُها
تَطرَّبَت لنُزهَة ٍ أقمارُها
فيمَّمَت مَؤنسة ً أقطارُها
تعومُ في غُدرانِها أطيارُها
قد حُلِّيَتْ بزَهرِها أشجارُها
و صُندِلَتْ بمَدِّها أنهارُها
بمُطمِعاتٍ حُصِّنَتْ ديارُها
نِجارُ خَطيِّ القَنا نِجارُها
تُصانُ من بَهجتِها أبشارُها
صونَ العذارى أُسبِلَت أستارُها
مُصْفَرَّة ٌ ما شانَها اصفرارُها
أحسنُ من مَنظرِها أخبارُها
تُرجي حِساناً قَبُحَتْ آثارُها
أَفْتَكُ من كِبارِها صغارُها
فلستُ أدريأيُّها خِيارُها
تَلفَحُ مجتازَ الهواءِ نارُها
ما طارَ في آثارِها شَرارُها
طاعتُه لفِتيَة ٍ تختارُها
يَقَعْنَ فيما وَقَعَتْ أبصارُها
حتى إذا الشمسُ ضبا استعارُها
و اصفرَّ من مَغرِبها إزارُها
و حانَ من واردة ٍ إصدارُها
حُمرٌ على أيديهمُ بوارُها
فصرَّعَت مَوشِيَّة ً أطمارُها
في حُلَلٍ قد شُدِّدَتْ أزرارُها
يَضحكُ في لُجَينِها نُضارُها
وفي سوادِ ليلِها نهارُها
كروضة ٍ مختلطٍ نُوَّارُها(79/215)
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> السري الرفاء >> هذا أوانُ ثِمارِ لَه
هذا أوانُ ثِمارِ لَه
رقم القصيدة : 59685
-----------------------------------
هذا أوانُ ثِمارِ لَه
وِكَ فَاجْنِ بالكاسِ الثِّمارا
إنَّ الصِّغارَ صغيرة ٌ
فاَغْشَ الكبائرَ والكِبارا
سفرَتْ لنا الدُّنياو كَم
ألقَت محاسِنُها الخِمارا
و رأيتُ نَرجِسَها على
لَبَّاتِها حَلْياً مُعارا
إن حَلَّ حلَّ به السُّرو
رُ مُخيِّماًأو سارَ سارا
ما كانَ قبلُ كأنَّه
مَرَضُ العيونِ لها شِعارا
لكنَّه أزرى بها
فَمَرِضْنَ ذُلاًّ وانكسارا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يا رُبَّ نائية ٍ كأنَّ ضِرامَها
يا رُبَّ نائية ٍ كأنَّ ضِرامَها
رقم القصيدة : 59686
-----------------------------------
يا رُبَّ نائية ٍ كأنَّ ضِرامَها
دانٍإذا شِمناه بالأَبصارِ
خَفَقَتْ كما خَفقَتْ ذَوائبُ رايَة ٍ
حَمراءَ في لَدُنِ الذُّرى خَطَّارِ
تَفري من الليل البهيمِ سُرادِقاً
دونَ النواظرِ مُغْدَفَ الأستارِ
عَبِثَتْ بها ريحُ الصَّبافكأنها
كفٌّ تُشير بِبَارَقٍ وسِوارِ
يا حبَّذا هيَ في سُرادِقِ ليلِنا
و الصُّبحُ يفضَحُ كامنَ النُّوَّارِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَحبِبْ إليَّ بِإلْفٍ ذِي مُساعَدَة ٍ
أَحبِبْ إليَّ بِإلْفٍ ذِي مُساعَدَة ٍ
رقم القصيدة : 59687
-----------------------------------
أَحبِبْ إليَّ بِإلْفٍ ذِي مُساعَدَة ٍ
لا أتَّقي الكأسَ منه بالمَعاذيرِ
يقولُ خُذْهاو كَفُّ الصُّبحِ قد أخذَتْ
في حَلِّ جَيبٍ من الظَّلماءِ مَزرورِ
و كشَّفَ البيتُ ذو الأطنابِ صفحتَه
كأنه فوقَ صَرحٍ من قَواريرِ
بيتٌإذا خلعَ الدَّيجورُ حُلَّتَه
لم يَخلَعِ الصّبحُ عنه ثوبَ دَيجورِ
مُقَيَّدٌ في عُبابِ الماءِ يُسمِعُنا
إذا أَطَفْنا بهأنَّاتِ مأسورِ
كأنَّ دُهْماً تبارَتْ في السِّباقِ به
دُهْمُ الجِيادِ تبارَتْ في المَضاميرِ(79/216)
إذا جَرَيْنَ على أرضٍ مُمَسَّكَة ٍ
أَثرْنَ بالجَرْيِ منها نَقْعَ كافورِ
مازِلْتُ أشربُها صِرفاًو أمزُجُها
للظّبيِمن فَلَقِ الأحشاءِ مَسجورِ
في مجلسٍ راحَ طوعَ الرِّيحِ تُعنِتُه
أنفاسُها بين تقديمٍ وتأخيرِ
له جَناحانِ نحْو الشَّرْبَ خَفقُهُما
بلؤلؤٍ من حَبابِ الماءِ مَنثورِ
غناؤنا فيه ألحانُ السُّكورِإذا
مُلَّ الغِناءُو جنّاتُ النَّواعيرِ
كأنَّما الرّيحُ من طيبِ النَّسيمِ به
تَسري إلينا برَيَّا الوَردِ من جُورِ
حتى مضى اليومُ مُبيَضّاً شمائلُه
و عارضَتْ شمسُه مصفرَّة َ النُّورِ
Free counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يا رُبَّ جسمٍ كلُّه نواظرُ
يا رُبَّ جسمٍ كلُّه نواظرُ
رقم القصيدة : 59688
-----------------------------------
يا رُبَّ جسمٍ كلُّه نواظرُ
بآمُقٍليسَت لها مَحاجِرُ
تستُرُ عنك الشيءَ وهو ظاهرُ
محبوبة ٌ خلالُها الغَوَادِرُ
إذا ارتدَتْها اللُّجَجُ الزَّواخِرُ
وَ ضَمَّها مِثلَ المِرَاة ِ مائرُ
جاءَت من الرِّزقِ بها جواهرُ
صَغَائِرٌ تُومِضُ أو كبائرُ
كأنهاإذا انتحاها الناظرُ
مَخازِنُ الفِضَّة ِأو خَناجرُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و مُخطَفِ الخَصرِ بُرْدُهُ حَبِرٌ
و مُخطَفِ الخَصرِ بُرْدُهُ حَبِرٌ
رقم القصيدة : 59689
-----------------------------------
و مُخطَفِ الخَصرِ بُرْدُهُ حَبِرٌ
نَحذَرُهو هو خائفٌ حَذِرُ
مُجنَّحٌ طارَ في مُجنَّحَة ٍ
تصعَدُ طوراً به وتَنحَدِرُ
كأنهاو الرِّياحُ تَنشُرُها
غرائبُ الزَّهْرِ حينَ يَنتَثِرُ
لها حُماتٌكأنَّها شَعَرٌ
تَظهَرُ مُسوَدَّة ً وتَستَتِرُ
قد أُذهِبَتْ في الجبينِ غُرَّتُهُ
إذ فُضِّضَتْفي جِيادهاالغُرَرُ
سِلاحُهالدَّهْرَفي مُؤَخَّرِهِ
يَفتُكُ طَوراً به ويَنتَصِرُ
كأنَّما شَطْرُ ما يُجرِّدُهُ
من بينِ فَكَّيْهِ حَيَّة ٌ ذَكَرُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> بَعَثْتَ بِها عذراءَ حالية َ النَّحْرِ(79/217)
بَعَثْتَ بِها عذراءَ حالية َ النَّحْرِ
رقم القصيدة : 59690
-----------------------------------
بَعَثْتَ بِها عذراءَ حالية َ النَّحْرِ
مشهَّرَة َ الجِلبابِ حُوريَّة َ النَّجرِ
تأنَّى لها طَبٌّ بإخلاصِ طيبِها
فأفرغ فيها رُوحَ رَيحانة ِ الزَّهْرِ
و ألبسَها وَشياً يَزُرُّ جيوبَه
على النَّحْرِ منهاو الذُّيولَ على الخَصرِ
مُضمَّنة ً ماءً صَفا مثلَ صفوِها
فجاء كذَوْبِ التِّبْرِ في جامدِ الدُّرِّ
ينوبُبكفِّيعن أبيهو قد مضى
كما نُبْتَ عن آبائِك السادة ِ الغُرِّ
وَ يَشْرَكُنِي في نَشرِهِ الرّيحُ غُدوة ً
فتجري إلى الآفاقِ طَيِّبَة َ النشرِ
فيا لكَ من بَرٍّ يخبِّرُ عن فتى ً
حَفِيٍّ بنافي كل نائبة ٍبَرِّ
فإنْ يَكُ حيَّاني بها فارسيَّة ً
فسوفَ أحيّيه بمُعرِبَة ِ بكر
و كم من يَدٍ للحُرِّ عنديَ ثَيِّبٍ
كشفْتُ مُحيَّاها بقافية ٍ بِكْرِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لو تدارَكْتني بوعدٍ غَرورِ
لو تدارَكْتني بوعدٍ غَرورِ
رقم القصيدة : 59691
-----------------------------------
لو تدارَكْتني بوعدٍ غَرورِ
رَقَأَتْ عَبرَتيو قَلَّ زَفيري
بأبي خدُّكَ الذي وقفَ الدَّم
عُ عليه كالطَّلِّ في وَردِ جُورِ
فالتهابُ الحياءِ يَمزُجُ فيه
حُمرة َ الأُرجوانِ بالكافورِ
عَبَقٌ ريحُه كأنَّ دموعَ ال
عَينِ أجرَتْ عليه ماءَ العَبيرِ
لا تَلُمْني على انتثارِ دُموعي
حين عاينْتُ روضة َ المَنْثورِ
قَابَلَتْنِي بمثلِ خدِّكَ والثَّغ
رِ وأنوارِ حَلْيِكَ المُستنيرِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لستُ أرَجِّي انحطاطَ أوزاري
لستُ أرَجِّي انحطاطَ أوزاري
رقم القصيدة : 59692
-----------------------------------
لستُ أرَجِّي انحطاطَ أوزاري
ما عَمَّرَ اللّهُ أُمَّ عمَّارِ
رضِيتُ بالعارِ في المُجونِو هل
يُسخِطُ مثلي تتابعُ العارِ
و جارَ شَيبي عليَّ مجتهداً
فما أرى الشَّيْبَ أهلَ إكبارِ
و شادنٍ لا يزالُ يمنَحُني(79/218)
إذا انتشى قُبلة ً بدينارِ
تُريكَ أجفانُه ونخوتُه
ذُلَّ ضَعيفٍ وتيهَ جبَّارِ
فَالدِّعْصُ والغُصنُ في غَلائِلِه
و الليلُ والصبحُ فوقَ أَزرارِ
و النَّحرُ والخَصرُ منه قد قُسِما
بينَ صَليبٍ وبينَ زُنَّارِ
دَنا من الدَنِّ حاسراًفجرَى
منه عقيقٌ ينسَلُّ من قارِ
كشاطرٍ هَمَّ بالعدوِّ فَما
أقصرَ حتى رأى دماً جاري
فَرْجي عفيفٌ عن الحَرامِ ول
كنَّ لساني لسانُ عيَّارِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> آثارُ جودِكَ في الخُطوبِ تُؤَثِّرُ
آثارُ جودِكَ في الخُطوبِ تُؤَثِّرُ
رقم القصيدة : 59693
-----------------------------------
آثارُ جودِكَ في الخُطوبِ تُؤَثِّرُ
و جميلُ بِشْرِكَ بالنَّجاحِ يُبَشِّرُ
كانَ ابتداؤُكَ شيمَة ً عَدَوِيَّة ً
تُنبي عن الكَرَمِ التَّليدِ وتُخبِرُ
و صنيعة ً سَمِعَ الملوكُ بِفَضلِها
و الجودُ يُسمَعُ والصَّنائعُ تُشهِرُ
فعلامَ كفَّ المنعُ منك أناملي
وَ سَمَاءُ كفِّكَ بالمواهبِ تُمطِرُ
لي من نَوالِكَ كلَّ شَهرٍ عادة ٌ
مضَتِ الليالي دونَها والأشهرُ
فابسُطْ بها باعاً يطولُ إلى النَّدى
فيَضيقُ باعُ الخَطْبِ فيه ويَقصُرُ
إن كانَ لي أملٌ سِواكَ أَعُدُّهُ
فكفَرْتُ أنعُمَك التي لا تُكفَرُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و نَدمانٍ دعَوْتُ إلى العُقارِ
و نَدمانٍ دعَوْتُ إلى العُقارِ
رقم القصيدة : 59694
-----------------------------------
و نَدمانٍ دعَوْتُ إلى العُقارِ
و قد فضحَ الدُّجى ضَوْءَ النَّهارِ
فقلتُألا تقومُ إلى عروسٍ
أَتتْ في حُلَّة ٍ من جُلَّنارِ
فقامَ وفي جوارحِه فُتورٌ
و في أجفانِه سِنَة ُ الخُمارِ
و مُقلتُه تخبِّرُ مَنْ رَآها
بما سَرَقَتْه من لونِ العُقارِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يا حَبَّذا تحيَّة ٌ
يا حَبَّذا تحيَّة ٌ
رقم القصيدة : 59695
-----------------------------------
يا حَبَّذا تحيَّة ٌ
رُحْتُ بها مسرورا
إذ جاءَني يَحمِلُها
ظبْيٌ يُباهي الحُورا(79/219)
شبَّهْتُها في كَفِّهِ
و قد كَساها نُورا
مَخْزَنَة ً من ذَهَبٍ
قد مُلِئَتْ كافورا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قُصاراكَ في اللَّومِ أن تَقْصُرا
قُصاراكَ في اللَّومِ أن تَقْصُرا
رقم القصيدة : 59696
-----------------------------------
قُصاراكَ في اللَّومِ أن تَقْصُرا
و حقّيَ في الغَيِّ أن أُعذَرا
و لم أنسَ يومي بِقُطرُبُّلٍ
و ليلي على القُفْصِأو عُكْبَرا
زمانٌ تملَّيْتُه مُقبِلاً
و عَيشٌ تلقَّيتُهُ مُسْفِرا
و ملآنُ من عَبَرات الكُرومِ
كأنَّ على فَمِه عُصفُراً
إذا قرَّبَتْه أكفُّ السُّقاة ِ
مِنَ الكأسِ قَهقَهَ واستعبَرا
تُروِّحُه عَذَباتُ الغَرامِ
بريَّا النَّسيمِإذا ما جرى
و ريمٌإذا رامَ حَثَّ الكُؤو
سِقَطَّبَ للتِّيهِ واستَكبرا
و جَرَّدَ من طَرفِهِ خَنجَراً ؛
و من نُونِ طُرَّتِه خَنجَرا
ترى وَرْدَ وَجنَتِه أحمراً
و ريحانَ شاربِه أخضرَا
شكَرنا لإدريسَ أفعالَه
و حُقَّ لإدريسَ أن يُشكَرا
عَرَفْنا به طُرُقَ المُنْكَرَاتِ
و لولاه لم نَعرِفِ المُنكَرا
فطَوراً يُعيدُ لنا كَدَّة ً ؛
و طَوراً يُعيدُ لنا شَوْذَرا
إذا عَمَرَتْ دارُه لم أُطِلْ
بُكايَ على مَنزِلٍ أقفَرا
و إن قَدَّمَت يومَه النَّائِباتُ
فلستُ أُسَرُّ بمَنْ أخِّرا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> نَلْ من الأيَّامِ ثارا
نَلْ من الأيَّامِ ثارا
رقم القصيدة : 59697
-----------------------------------
نَلْ من الأيَّامِ ثارا
و انتَصِرْ منها انتِصارا
بِشَرابٍ يُشبِهُ التُّف
فَاحَ طِيباً واحمِرارا
و شَقيقٍ جادَه الغي
ثُ رَواحاً وابتِكارا
مثلَ ما أَترعَ ساقي الرْ
رَاحِ أقداحاً صِغارا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> كفَرْتُو لم أشكُرْ نصيحة َ فارسٍ
كفَرْتُو لم أشكُرْ نصيحة َ فارسٍ
رقم القصيدة : 59698
-----------------------------------
كفَرْتُو لم أشكُرْ نصيحة َ فارسٍ
و كم من نصيحٍ مثلِه حُرِمَ الشُّكرا(79/220)
أراني طريقَ الاعتزالِو لم يُرِد
سوى أن أَسُبَّ اللَّهَو العالَم الطُّهْرا
سأستأذنُ القرآنَ فيما دعوتَني
إليهو لا أعْصِي لِمُنْزِلِهِ أمرا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أبا حَسَنٍ إنَّ وجهَ الرَّبيعِ
أبا حَسَنٍ إنَّ وجهَ الرَّبيعِ
رقم القصيدة : 59699
-----------------------------------
أبا حَسَنٍ إنَّ وجهَ الرَّبيعِ
جميلٌ يُزانُ بحُسْنِ العُقارِ
فإنَّ الربيعَ نهارُ السُّرو
رِ والرَّاحَ شمسٌ لذاك النَّهارِ
و إنك مَشرِقُهاإن أردتَ
و إن لم تُرِد غرَبَتْ في استتارِ
فأجْرِ إليَّ بجارِ العُقارِ
فمن فَيْضِ كفَّيْكَ فيضُ الجِرار
فقد عَبَّأَ الهَمُّ لي جَيْشَه
و ليسَ له غيرُ جيشِ الخُمارِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> خَليليَّإنَّ الغيثَ أَوَّلُه قَطْرُ
خَليليَّإنَّ الغيثَ أَوَّلُه قَطْرُ
رقم القصيدة : 59700
-----------------------------------
خَليليَّإنَّ الغيثَ أَوَّلُه قَطْرُ
و نارُ الهَوى قد صارَ دُخانُها جَمرُ
فلا تعذُلاني إن هَوِيتُفإنَّني
هَويتُ رجاءً أن يُساعِدَني الدَّهرُ
فلمّا أبانَ الدهرُ لي غدرَ أهلِه
تولَّيتُ عنهمإذ تَدارَكَني الصَّبرُ
فكم من مُحِبٍّ قد تبيَّنَ غدْرُهُ
فرامَ اصطباراًفاستقادَ له الصَّبرُ
فلم يكُ قلبي في الهَوى مثلَ قلبِه
فللّهِ حمدٌ دائمٌو له الشُّكرُ
سأترُكُ مَنْ أهوى بما هو أهلُه
و لو كانَ مَنْ أهوى يُشاكِلُه البَدرُ
و أصبو إلى قولِ الذي قد عرَفتما
ألا سَقِّني خمراًو قل لي هي الخمرُ
ألا سَقِّياني من سُلافَة ِ خَمرَة ٍ
يجانبُها المَحمودُ والأبلَهُ الغَمْرُ
مُصَفِّقَة ً كأساً كأنَّ شُعاعَها
تَوَرُّدُ خَدٍّ حينَ يبدو به السُّكْرُ
فإن كسروها بالمِزاجِ حكَتْ لنا
غلائِلَ عُشَّاقٍ أضرَّ بهم هَجْرُ
فلا خَيْرَ في القُربى إذا ما مَلَلْتَني
و لا خَيْرَ في نُعمى يُقارِبُها كُفرُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> عَنَّتْ تُحاوِرُه بِطَرْفٍ أحوَرِ(79/221)
عَنَّتْ تُحاوِرُه بِطَرْفٍ أحوَرِ
رقم القصيدة : 59701
-----------------------------------
عَنَّتْ تُحاوِرُه بِطَرْفٍ أحوَرِ
يومَ النَّوىو بِوَرْدِ خَدٍّ أحمرِ
و نِظامِ ثَغْرٍ ما تهلَّلَ وَشيُه
إلا بكى خَجَلاً نِظامُ الجَوهَرِ
يُهدي إليكَ نسيمَهفكأنما
شِيبَتْ جوانِبُه بمِسكِ أذفَرِ
غُصْنٌ تعالى في كَثيبٍ أعفَرٍ ؛
ليلٌ تَداجَى في صَباحٍ مُسفِرِ
شَمسٌ يَهُبُّ على القلوبِإذا بَدَتْ
عن صَحْنِ وجنَتِهانَسيمُ العنبَرِ
لم يجتَذِبْ طَرْفاً شَمائلُ طَرْفِه
إلا ثَنَتْه حائراً في المِحجَرِ
قرأَتْ عليَّ بِزَفْرَة ٍ ألفاظُها
آياتِ شوقٍفي حَشاها مُضمَرِ
فكأنما نظرَتْ إليَّ بناظِرٍ
و تحدَّثَتْ عن قَلبِيَ المُستَهتَرِ
خلَعَتْ لواحظُها على وَجَناتِها
خِلَعَ الجَوانحِ بالدُّموعِ الهُمَّرِ
و تَساقَطَتْ في وَرْدِهافكأنَّها
طَلٌّ تَساقَطَ فَوقَ وَرْدٍ أحمَرِ
وصلَتْو لا وقديمِ حُرقَة ِ هَجرِها
ألا أَسْتَلِذُّ الوَصْلَ ما لم أُهْجَرِ
عطفَتْ عليَّ بصوبِ ماءِ وِصالِها
عَطْفَ الحُسينِ على رَجاءِ المُقتِرِ
مَلِكٌ أَذَلَّ الوَفدَ جودُ يمينِه
حتى تَغَوَّرَ في العَلاءِ الأكبَرِ
تحكي يميناه يميني عابدٍ
و يقولُإنْ لم أَحْكِهِ لم أُعذَرِ
و كذا الفتى إن لم يُذَكِّرْ سيفَه
و فِعالَه بصِلاتِهِ لم يُذكَرِ
شغلَتْ روائِحُهُ العَجاجَو طيبُها
بين القَناعن طيبِ ريحِ المِجمَرِ
لقَرينِه بينَ الصُّفوفِ سَحائبٌ
مَوصولَة ٌ بِسَحابِ ريحٍ صَرصَرِ
يَلقى العدوَّ بسيفِه وجَبينِه
و يقولُ ليسَ يَكونُ ما لم يُقدَرِ
تأبى معالي مجدِه أن يكتسي
رَعْداً لقِرْنٍأو يُرى في مِغفَرِ
أيُّ القلوبِ أزارَه سطَواتِه
عن سَطوَة ٍ منهفلم يتفَطَّر
أَم أيُّ وَهْمٍ رامَ كُنْهَ صِفاتِه
مُتَحيِّراً فيهفلم يتَحيَّرِ
عَجِلُ الرِّماحِ إلى الأعاديمِسْعَرٌ
يأبى سِوى طَعْنِ الشُّجاعِ المِسعَرِ
و إذا ارتقى دَرَجَ العُلا قالَتْ له(79/222)
أَوفَيتَ أقصَى المُرتَقى فتَصَدَّرِ
يَقِظٌإذا اتَّقَدَتْ عَزائِمُ رَأيِه
أَخمَدْنَ رَأيَ النَّاكبِ المتجبِّرِ
يا أيُّها الآمالُأنتِ صَوائبٌ ؛
هذا الحُسينُ أبو الحُسينِفأَقصِري
حُطى رِحالَكِ بينَ خَمْسِ يمينِه
فلقد تقومُ مَقامَ سبعة ِ أبحرِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و ذي غَنَجٍ يَرنو بمُقلَة ِ جُؤذُرٍ
و ذي غَنَجٍ يَرنو بمُقلَة ِ جُؤذُرٍ
رقم القصيدة : 59702
-----------------------------------
و ذي غَنَجٍ يَرنو بمُقلَة ِ جُؤذُرٍ
متَى يَغْدُ فيه خالعَ العُذرِ يُعذَرِ
له فَوقَ وَرْدِ الخَدِّ خالٌ كأنَّه
إذا احمرَّ وَرْدُ الخَدِّنُقطّة ُ عَنبَرِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ذو قلَمٍ عَزَّ جانباهُ
ذو قلَمٍ عَزَّ جانباهُ
رقم القصيدة : 59703
-----------------------------------
ذو قلَمٍ عَزَّ جانباهُ
فذا نَعيمٌو ذا بَوارُ
مُثقَّفٍكلُّهُ سِنانٌ
و مُنصُلٍكلُّهُ غِرارُ
يَفيضُ في الطِّرْسِ منه بَحرٌ
يَمُدُّهُ السَّبعَة ُ البِحارُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> كيفَ يَخشى المِلحيُّ رِقَّة َ حالٍ
كيفَ يَخشى المِلحيُّ رِقَّة َ حالٍ
رقم القصيدة : 59704
-----------------------------------
كيفَ يَخشى المِلحيُّ رِقَّة َ حالٍ
بعدَ أن فازَ من قَفاه بِكَنْزِ
و لهُ غُرفَة ٌ يُؤلِّفُ فيها
بين تَيْسٍ من الرِّجالِ وعَنْزِ
صافه عِرْضُهفنجَّاهُ منِّي
إنَّ عِرْضَ المِلحيِّ أمنعُ حِرْزِ
قد لَعَمري رفعتُهُ بهجائي
و ارتفاعُ المصلوبِ ليسَ بعِزِّ
فإذا ما وخزْتُه بسنانِ الذَّم
لم يَمتَعِضْ لِشِدَّة ِ وَخْزي
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و مُستَديرٍ بلا قُطبٍ يَدورُ بهِ
و مُستَديرٍ بلا قُطبٍ يَدورُ بهِ
رقم القصيدة : 59705
-----------------------------------
و مُستَديرٍ بلا قُطبٍ يَدورُ بهِ
و لا له وَتَدٌ في الأرضِ مَركوزُ
كأنَّه فَلَكٌ تَنقَضُّ أنجُمُهُ
إذا تصوَّبَ من كِيزانِهِ كُوزُ(79/223)
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لَمَّا أَجَدَّ اللَّيلُ في انحيازِه
لَمَّا أَجَدَّ اللَّيلُ في انحيازِه
رقم القصيدة : 59706
-----------------------------------
لَمَّا أَجَدَّ اللَّيلُ في انحيازِه
و لاحَ ضَوْءُ الصُّبحِ من أَعْجازِه
دعَوْتُ سَعْداًفأتى ببَازِهِ
تَحمِلُ يُسراهُ على قُفَّازِه
ضَامِنَ زادٍ جَدَّ في إِحرازِه
نَدْباًهوانُ الطَّير في إعزازِه
أَقرانُه تَنكِلُ عن بِرازِه
يُبادِرُ الفُرصَة َ في انتهازِه
كأنما راحَ إلى بَرَازِه
فابتزَّه المَوشِيَّ من طِرازِه
فصادَ قبلَ الشَّدِّ في اجتيازِه
خمسينَحُزناهُنَّ باحتيازِه
ما أسلفَ البِرَّفلَمْ يُجازِه
و لا خلا في الوَعدِ من إنجازِه
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَلا عُدَّ لي بباطيَة ٍ وكاسِ
أَلا عُدَّ لي بباطيَة ٍ وكاسِ
رقم القصيدة : 59707
-----------------------------------
أَلا عُدَّ لي بباطيَة ٍ وكاسِ
وَرعْ همِّي بإبريقٍ وطاسِ
وَ ذَكِرْني بشِعْرِ أبي نُواسٍ
على رَوْضٍ كَشِعْرِ أبي نُواسِ
و غيمٍ مُرهَفاتُ البركِ فيه
عَوارٍو الرِّياضُ به كَواسي
و قد سَلَّتْ جيوشُ الفِطْرِ فيه
على شَهْرِ الصِّيامِ سيوفَ باسِ
و لاحَ لنا الهلالُ كشَطْرِ طَوْقٍ
على لَبَّاتِ زَرْقاءِ اللِّباسِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> دَرُّ الخُطوبِ على الفَوارِسْ
دَرُّ الخُطوبِ على الفَوارِسْ
رقم القصيدة : 59708
-----------------------------------
دَرُّ الخُطوبِ على الفَوارِسْ
و طِلابُها الصَّيدَ الأشاوِسْ
و الدَّهرُ يَطرُقُ بالفوا
دحِ أو يُصَبِّحُ بالدَّهارِسْ
غازٍ يُظَفَّرُ بالنُّفو
سِو بالذَّخيراتِ النَّفائِسْ
أردَى مَقاوِلَ تُبَّعٍ
و سَطَا على أحرارِ فارسْ
غاداهُمُ مَتَنَمِّراً
فغدَتْ سُعودُهُمُ مَناحِسْ
و ملوكَ كِنْدَة َ حَطَّ عن
تلك الأَسِرَّة ِ والقَرابِس
مازالَ يَعملُ فيهِمُ
طَعْنَ المُصالتِ والمُخالِس
فابتزَّهُمْ مُحمَرَّة َ التْ(79/224)
تِيجَانِأو شُهْبَ القَوانِس
و كذاك أطفأ من أبي
قابوسَ جَمرَة َ كلِّ قابِس
و أصابَ جبَّارَ المَدا
ئِنِقائمَ الفئتينِ جالِس
متفَيِّئاً ظِلَّ السيو
فِو تارة ً ظِلَّ الفَرادِس
يَغدو الخَميسُ أمامَه
جَمَّ الغَماغمِ والوَساوِس
و النَّاسُ أعراضُ الحتو
فِفمُطْلِقٌ سَهْماً وحَابِس
تَرمي القصورُ الواضحا
تُ بهم إلى الغُبرِ الدَّوارِس
إني لَمِنْ قَوْمٍ مَضَوا
شُمَّ المآثرِ والمَعاطِسْ
راعٍ يَسيرُ القومُ تح
تَ لواءِ مَنكِبِه وَسايس
و فتى ًإذا قِيِسَ الغَما
مُ بنَيلِه ظَلَمَ المُقايِس
يُهدى له دُرَّ المَحا
مدِ حَشْوَ أصدافِ القَراطِس
ما نيلَ مجدُهُمُوَإني
يَلمُسُ الجوزاءَ لامِس
قَصَدَتْهُمُ رُقَشُ الحوا
دِثِ بينَ ناهِسَة ٍ وناهِس
و ثَنَتْ إليهم أَوجُهَ النْ
نَكَبَاتِ باسلة ً عَوابِسْ
و تنَبَّهَتْ منهُم لبا
قي العِزِّ والشَّرفِ القُدامِس
فُجِعُوا بأحمدَ مُستضا
مَ القِرْنِ مُختَرَمَ المُنافِس
عَبِقَ الحَمائِل والأَعِنْ
نَة ِو القَوائمِ والمَعاجِس
ما لي أرى الرَّبضَ اقشعَرْ
رَ لِفَقْدِهِفتراهُ يَابِسْ
و ارتَدَّ مُسوَدَّ النَّها
رِو كانَ مُبيَضَّ الحَنادِس
و غَدَتْ تجُرُّ بِساحَتَيْ
ه ِ ذيولَها النُّكْبُ الرَّوامِس
و لقد أَراه مُفوَّفَ ال
أَبْرَادِ مُهتَزَّ المَغارِس
حالي الرِّياضِ مُصقَّلَ ال
غُدرانِرَقراقَ المَجالِس
فكأنَّما انتثَرَتْ علي
هِ عُقودُ لَبَّاتِ العَرائِس
و كأنَّما اتَّشَحَتْ رُبا
ه مَجاسِدَ الغِيدِ الأَوانِس
و كأَنَّ راحة َ ريحِه
عَبِثَتْ ببسباسِ البَسابِس
و كأنَّ يَومَ الدَّجْنِ من
هُ لِغُرَّة ِ المَفقودِ شامِس
يا ابْنَ السَّريِّ سَرَى الغَما
مُ إليكَ بالغُرِّ الرَّواجِس
حتى يعودَ إليكَ غَصن
العُودِ مُخضَرَّ المَلابِس
و لَئِنْ رحَلْتَ عن الأَني
سِ إلى مَحَلٍّ غيرِ آنِس
فالدَّهْرُ ليسَ يَفوتُ رك
ضُ خُطوبِه رَكضَ الفَوارِس
أَوَ ما رأيتَ ضَراغِمَ الدْ
دُنيا لِوَثْبَتِهِ فَرائِس(79/225)
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وَ عقفاءَ مثلِ هِلالِ السَّما
وَ عقفاءَ مثلِ هِلالِ السَّما
رقم القصيدة : 59709
-----------------------------------
وَ عقفاءَ مثلِ هِلالِ السَّما
ء لكنَّها لَبِسَتْ سُنْدُسا
عِراقيّة ٍ لم يَذُبْ جِسمُها
هُزالاًو لم تَجْسُ فيما جَسا
زَبَرجَدَة ٌ حَسُنَتْ مَنْظَراً
و كافورَة ٌ بَرَدَتْ مَلمَسا
على رأسِها زَهرَة ٌ غَضَّة ٌ
كَنَجمِ الظَّلامِإذا عَسعَسا
حَبانا بها مَغرِسٌ طَيِّبٌ
من الأَرضِ أَكرِمْ به مَغرِسا
لها أخواتٌ لِطافُ القُدُودِ
إذا ما تَبَرَّجْنَ خُضرُ الكُسا
مُحجَّبة ٌ عن شُموسِ النَّهارِ
و بارزة ٌ لنسيمِ المَسا
تَقوَّسُ في حينِ ميلادِها
و لم أرَ ذا صِغَرٍ قَوَّسا
يَطولُ اللسانُ بإطرائِها
و يُصبحُ عن ذَمِّها أخرَسا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> فقدْتَأبا عُمرانَعِرساً شفيقة ً
فقدْتَأبا عُمرانَعِرساً شفيقة ً
رقم القصيدة : 59710
-----------------------------------
فقدْتَأبا عُمرانَعِرساً شفيقة ً
لها لَوعة ٌ يَدمَى عليكَ رسيسُها
و كاتبة ًأقلامُهاحين تُنْتَضى
حديدٌو أعناقُ النِّساءِ طُروسُها
و أبقَتْ فِراخاً حينَ أُعْدِمْنَ زَقَّها
تَصرَّمَ نُعماها وعاودَ بوسُها
فَمَنْ ذا يَقيها السُّوءَ أَم مَنْ يُنَجِّها
دماءَ ذواتِ الذُّلِّ أَم مَنْ يَسوسُها
تَعَزَّ فإنّا للحِمامِ نُفوسُنا
كذاك الغواني للحِمامِ نفوسُها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> عفاءٌ على اللَّذَّاتِ من بعدِ فارسِ
عفاءٌ على اللَّذَّاتِ من بعدِ فارسِ
رقم القصيدة : 59711
-----------------------------------
عفاءٌ على اللَّذَّاتِ من بعدِ فارسِ
فقد عُطِّلَتْ منه حِسانُ المَجالِسِ
جَلا حُرَّ وَجْهٍ قد أضاءَ بثوبِه
كأنَّ سَناها فيه شُعلَة ُ قَابِسِ
تُكَسَّرُ أصنافُ المَعازِفِ بَعدَها
كما عُقِرَ الأفراسُ بعدَ الفوارِسِ
مضى حسَبُ الزَّفْنِ التَّليدِو أصبحَتْ(79/226)
رسومُ المَلاهي كالرسومِ الدَّوارِسِ
نعيمٌ رَمَتْه الحادثاتُ بفادِحٍ
فزالَو سَعْدٌ أردَفَتْهُ بناحِسِ
و مُختَلَسٌ من حَومَة ِ اللَّهوِ لم تَنَلْ
مَقاتِلَه أيدي الحِمامِ المُخالِسِ
تَسلَّبَ رَوْضُ الياسِريَّة ِ بعدَه
و كانَ جديدَ الحَلْيِغَضَّ المَلابِسِ
و جَنَّتْ ثِمارُ الرَّنْدِ وَرْداًو طالما
تَصدَّعْنَ رَيَّاً في رِطابٍ مَوائِسِ
يُرَدِّدُ في غَرْسِ البَطالَة ِبعدَه
عيوناً تَراه مُقشَعِرَّ المَغارِسِ
فما للتُّقى عارٍ به مَشهَدُ الصِّبا
و كادَ المُنى كَيدَ العدوِّ المُنافِسِ
و ما بالُ أعناقِ الكؤوسِ عَواطِلاً
و كانَتْ به في مثلِ حَلْيِ العَرائِسِ
و ما بالُ حاناتِ العِراقِ تنكَّرَتْ
فأصبحَ منها مُوحِشاً كلُّ آنِسِ
أرى وَرْدَها ما بين مُودٍ وذابلٍ
و ريحانَها ما بين ذاوٍ ويابِسِ
فَدَتْكَ نَفيساتُ النُّفوسِ مِنَ الرَّدَى
و مثلُكَ يُفْدى بالنُّفوسِ النَّفائِسِ
نَسَكْتَفلا ليلُ الغَبوقِ بِمُقْمِرٍ
عليناو لا يَومُ الصَّبوحِ بِشامِسِ
كأنَّك لم تَحْدُ الكُؤوسَو قد حَدَتْ
طليعَة ُ ضَوْءِ الصّبحِ غيرَ الحَنادِسِ
و لم تؤنِسِ الشَّربَ الكِرامَ بمُخطَفٍ
من الزَّنجِ حَنَّانِ الغُدُوِّ مُؤانِسِ
و قد فَتَقَ الإِصباحُ رفق جفونِهِم
و قارعَ طيبَ الغُمْضِ قَرْعُ النَّواقِسِ
هوى ً دَرَسَتْ أعلامُه فكأنما
تَرامَتْ به أيدي الرِّياحِ الرَّوامِسِ
و رَبْعٌ شَكا من فُرقَة ِ اللَّهوِ ما شَكَتْ
رُبوعُ التَّصابي من فِراقِ الأَوانِسِ
فليسَ هَزارُ الشَّدْوِ فيه بناطِقٍ
و ليسَ قَضيبُ الرَّقصِ فيهِ بمائِسِ
أَأَرغَبُ في اللَّذَّاتِ من بعدِ فارسِ
و قد رُمِيَتْ من نُسكِهِ بالدَّهارسِ
فتبّاً لهاإذ تابَ من نَقْرِ دُفِّهِ
و لا سُقِيَت صَوبَ الغُيوثِ الرَّواجِسِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> مَنْ ذَمَّ إدريسَ في قِيادَتِهِ
مَنْ ذَمَّ إدريسَ في قِيادَتِهِ
رقم القصيدة : 59712
-----------------------------------(79/227)
مَنْ ذَمَّ إدريسَ في قِيادَتِهِ
فإنني حامدٌ لإدريسِ
كَلَّمَ لي عاصياًفكان له
أطوعَ من آدمٍ لإبليسِ
و كانَ في سِرعَة ِ المَجيءِ بهِ
آصفَ في حَمْلِ عَرشِ بَلقيسِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> مَحلُّكَ من وَصْلِ الأحبَّة ِ آنسُ
مَحلُّكَ من وَصْلِ الأحبَّة ِ آنسُ
رقم القصيدة : 59713
-----------------------------------
مَحلُّكَ من وَصْلِ الأحبَّة ِ آنسُ
و غُصنُكَ من ماءِ الشَّبيبَة ِ مائِسُ
تمتَّعْ من اللَّذّاتِ قبلَ نَفادِها
و بادِرْفإنّا للخُطوبِ فَرائِسُ
أَلا حَبَّذا المَرْجُ العَليلُ نسيمُه
إذا نَبَّهَتْني للصَّبُوحِ النَّواقِسُ
و مالَتْ غُصونٌ زيَّنَتْها مَناطِقٌ
و لاحَتْ شُموسٌ تَوَّجَتْها حَنادِسُ
و دارَتْ على النُّدمانِ مِنْ خَمْرِ بابلٍ
عَروسٌ حَوَتْ حُسنَ الصِّباو هيَ عانِسُ
أَلم ترَني أجرَرْتُ في اللَّهوِ مِقوَدي
فأَضحَكْتُ أيَّاميو هُنَّ عَوابِسُ
و لم أَعْبَ بالوعْدِ الذي وَعَدَ الوَرى
فمَنْكان يرجوهفإني آيسُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> رَأَتْ شيئاً يُضاحِكُهافصَدَّتْ
رَأَتْ شيئاً يُضاحِكُهافصَدَّتْ
رقم القصيدة : 59714
-----------------------------------
رَأَتْ شيئاً يُضاحِكُهافصَدَّتْ
و كان جَزاؤُهُ منها العُبوسا
و قالَتْإذ رَأَتْ للمِشْطِ فيه
سَواداً لا يُشاكِلُهُ نَفيساً
تَلَقَّ العاجَ منه بمِشطِ عاجٍ
و دَعْ للآبنوسِ الآبنوسا
فإنْ أَسِيَتْ لجُرْحِ الشَّيبِ نَفْسي
فإنَّ الشَّيْبَ جُرْحٌ ليسَ يُوسى
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قد ترَكَتْ عِرسُ أبي جَعْفَرٍ
قد ترَكَتْ عِرسُ أبي جَعْفَرٍ
رقم القصيدة : 59715
-----------------------------------
قد ترَكَتْ عِرسُ أبي جَعْفَرٍ
فؤادَه في الحُبِّ مَخلُوسا
و آثرَتْ فيشة َ مُوسى لِمَا
غادرَه من بَظْرِها المُوسَى
فأطلَقَتْ فيها وفي بَعْلِها
كلَّ لسانٍ كان مَحبوسا(79/228)
العصر العباسي >> السري الرفاء >> إذا ما دعونا لاحِقاً ومُعانِقاً
إذا ما دعونا لاحِقاً ومُعانِقاً
رقم القصيدة : 59716
-----------------------------------
إذا ما دعونا لاحِقاً ومُعانِقاً
و قِيدَ لدَيْنا واثِبٌ ومُخالِسُ
فذلك يَومٌ جانبَ السَّعدُ سِرْبَه
و قُوبِلَ بالنَّحْسِ الظِّباءُ الكَوانِسُ
كأنَّ جُلودَ الوَحْشِ بينَ كِلابِه
و قد دَمِيَت أجيادُها والمَعاطِسُ
مُصَندَلَة ُ القُمصانِ شُقَّتْ جُيوبُها
و رُقرِقَ فيها الزَّعْفَرانَ الفَرائسُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> إذا غَضِبْتَفلا تَعجَلْ بسيّئَة ٍ
إذا غَضِبْتَفلا تَعجَلْ بسيّئَة ٍ
رقم القصيدة : 59717
-----------------------------------
إذا غَضِبْتَفلا تَعجَلْ بسيّئَة ٍ
فالعفوُ شأنُكُمُ يا آلَ عَبَّاسِ
و كُنْ صَفوحاً فإنَّ الصَّفْحَ مَنقَبة ٌ
أذكى من الوَرْدِغِبَّ القَطْرِو الآسِ
فإنَّما الحمدُ منّاو الثَّوابُ غداً
لكاظمِ الغَيْظِ والعافي عن الناسِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و جسومٍ إذا الرؤوسُ عَلَتْهُنْ
و جسومٍ إذا الرؤوسُ عَلَتْهُنْ
رقم القصيدة : 59718
-----------------------------------
و جسومٍ إذا الرؤوسُ عَلَتْهُنْ
نَ أثارَتْ حلَّت قُواها الرؤوسُ
موتُها من نُفوسِهاو عجيبٌ
من جسومٍ بُدْنُهُنَّ النّفوسُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> بُؤْساً لِعِرْسِ الخَالِدِيِّ بُوسَا
بُؤْساً لِعِرْسِ الخَالِدِيِّ بُوسَا
رقم القصيدة : 59719
-----------------------------------
بُؤْساً لِعِرْسِ الخَالِدِيِّ بُوسَا
أَكُلَّ يَوْمٍ تَغْتَدِي عَرُوساحذف
خَلَّتْهُ وَ اعْتَاضَتْ فَتًى نَفِيسَا
وَ فَارَقَتْ مِنْ نَتْنِهِ نَاوُوسَاحذف
فَصَادَفَتْ رَبْعَ هَوًى مَأْنُوسَا
و بَدَّلَتْ مِنْ رَخَمٍ طَاوُوسَاحذف
وَ كَيْفَ تَهْوَى وَجْهَهُ العَبُوسا
و هيَ تَرَى الأَقْمارَ والشُّمُوسَاحذف(79/229)
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قد أَشكَلَ الأمرُفهل من فاحِصِ
قد أَشكَلَ الأمرُفهل من فاحِصِ
رقم القصيدة : 59720
-----------------------------------
قد أَشكَلَ الأمرُفهل من فاحِصِ
حتَّامَ لا أنفَكُّ من مُقارِصِ
مُطارِدٍ شعري طِرادَ قانصِ
لَوى عن الدُّرِّ يمينَ الغائِصِ
و عابَ إبريزَ الخلاصِ الخالصِ
و شاهدي بالفضلِ عَيبُ النّاقصِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و لَينُوفَرٌ أوراقُه الخُضْرُ تحتَه
و لَينُوفَرٌ أوراقُه الخُضْرُ تحتَه
رقم القصيدة : 59721
-----------------------------------
و لَينُوفَرٌ أوراقُه الخُضْرُ تحتَه
بِساطٌإليه الأعينُ النُّجلُ شُخَّصُ
إذا غاصَ في الماءِ النَّميرِ حَسِبْتَهُ
رؤوسَ إوَزٍّ في غِياضٍ تُغَوَّصُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قد أَغتدي قبلَ وُجوبِ الفَرضِ
قد أَغتدي قبلَ وُجوبِ الفَرضِ
رقم القصيدة : 59722
-----------------------------------
قد أَغتدي قبلَ وُجوبِ الفَرضِ
و الجَفْنُ قد وَدَّعَ طِيبَ الغُمْضِ
و بارقُ الأُفْقِ كَليلُ الوَمْضِ
كأنَّه عِرْقٌ ضَعيفُ النَّبْضِ
بكلِّ وافي الطَّرَفَينِ مَحْضِ
مُبَتَذَلِ الوَفْرِ مَصونِ العِرْضِ
قد نَصَبوا للحائنِ المُنقَضِّ
قِدّاً يَعَضُّ السَّاقَ أيَّ عَضِّ
ضُعْفَ عُيونٍ لم تُشَنْ بِغَضِّ
لها مَآقِ رَسَبَتْ في الأرضِ
طارِقُها في قَلَقٍ ونَفْضِ
يَضْرِبُ بعضَ ريشِهِ ببَعْضِ
بينَ عُلُوٍّ مُوبقٍ وخَفْضِ
و نَهْضِ لا مُنتَفِعٍ بِنَهْضِ
فكم رَمَتْ ذا بَسْطَة ٍ بِقَبْضِ
و أمسكَتْ بِكراً على مُفتَضِّ
معاجِلٍ سِوارَها بِفَضِّ
يا لَكَ من آلة ِ رِزْقٍ غَضِّ
تملأُ كفَّيْ رائدٍ وتُرضي
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و مارِقَة ٍ مَرْقَ السِّهامِ تَضُمُّها
و مارِقَة ٍ مَرْقَ السِّهامِ تَضُمُّها
رقم القصيدة : 59723
-----------------------------------
و مارِقَة ٍ مَرْقَ السِّهامِ تَضُمُّها(79/230)
قَرارَة ُ مَسجورٍ طمَى ثم عَرمَضا
بعَثْتُ لها جِسماً لِحاظُ عُيونِه
إذا أَعرَضَتْحَتْفٌ لهنَّ تَعرَّضا
ترحَّلَ عن أوطانِه كلُّ مُكرَهٍ
إذا بانَ عن أوطانِه ساعة ً قضَى
و كلُّ مَليحِ القَدِّإن نَشَرَ الرَّدى
عليه رِداءًلاحَ فيه وأَوْمَضا
كأنَّ يدَ المُرتادِإذا ظَفِرَتْ بِه
مُجرِّدَة ٌ منه سِناناً مُفَضَّضا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> خُذا مِنَ العَيشِفالأعمارُ فانية ٌ
خُذا مِنَ العَيشِفالأعمارُ فانية ٌ
رقم القصيدة : 59724
-----------------------------------
خُذا مِنَ العَيشِفالأعمارُ فانية ٌ
و الدَّهْرُ مُنصَرِفٌو العَيشُ مُنقَرِضُ
في حاملِ الكأسِ من شمس الضحى خَلَفٌ ؛
و في المُدامَة ِ من بدر الدجى عِوَضُ
كأنَّ نَجْمَ الثُّرَيَّا كَفُّ ذي كَرَمٍ
مَبسوطَة ٌ للعَطاياليسَ تَنقَبِضُ
دارَتْ علينا كؤوسُ الخَمْرِ مُترَعَة ً
و للدُّجى عارِضٌ في الجَوِّ مُعتَرِضُ
حتَّى رَأَيتُ نُجومَ اللَّيلِ غائِرَة ً
كأنَّهُنَّ عيونٌ حَشْوُها رَمَضُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ثَنَتْني عنكفاستشعرْتُ هَجراً
ثَنَتْني عنكفاستشعرْتُ هَجراً
رقم القصيدة : 59725
-----------------------------------
ثَنَتْني عنكفاستشعرْتُ هَجراً
خِلالٌ فيكَ لستُ لها بِراضي
و أنَّكَ كلَّما استُودِعْتَ سِرّاً
أَنَمُّ من النَّسيمِ على الرِّياضِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ألا رُبَّ ليلٍ بِتُّ أرعى نُجومَه
ألا رُبَّ ليلٍ بِتُّ أرعى نُجومَه
رقم القصيدة : 59726
-----------------------------------
ألا رُبَّ ليلٍ بِتُّ أرعى نُجومَه
فلم أغتَمِضْ فيهو لا اللَّيلُ أغمَضاحذف
كأنَّ الثُرَيَّا راحَة ٌ تَشُبرُ الدُّجى
لتعلمَ طالَ اللَّيلُ لي أَم تعرَّضاحذف
عَجِبْتُ لِلَيلٍ بينَ شَرْقٍ ومَغرِبٍ
يُقاسُ بِشِبرٍكيفَ يُرجَى له نْقِضاحذف
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وَ صَفْراءَ مِنْ مَاءِ الكُرُومِ شَرِبْتُها(79/231)
وَ صَفْراءَ مِنْ مَاءِ الكُرُومِ شَرِبْتُها
رقم القصيدة : 59727
-----------------------------------
وَ صَفْراءَ مِنْ مَاءِ الكُرُومِ شَرِبْتُها
عَلَى وَجْهِ صَفْراءِ الغَلائِلِ غَضَّة ِحذف
تَبَدَّتْ وَ فَضْلُ الكَأْسِ يَلْمَعُ فَوْقَهَا
كأُتْرُجَّة ٍ زِينَتْ بإكْلِيلِ فِضَّة ِحذف
العصر العباسي >> السري الرفاء >> بينَ الشُّنوفِ الحُمْرِ والأَقراطِ
بينَ الشُّنوفِ الحُمْرِ والأَقراطِ
رقم القصيدة : 59728
-----------------------------------
بينَ الشُّنوفِ الحُمْرِ والأَقراطِ
أجيادُ فاترة ِ الجُفونِ عَواطي
وصلَتْ بنا سُكرَ الصَّبابَة ِ وانثَنَتْ
سَكرى القُدودِ نَحائِفَ الأَوساطَ
و عَلَتْ ثمارُ صُدورِها أجسادَها
فحُرِمْنَ مَسَّ مَجاسِدٍ ورباطِ
لم أَرْضَ سُقيا الدَّمْعِو هو رِضى ً لها
فشَرَطْتُ سُقياها على الأَشراطِ
و لقد تُسلِّفُني الجَوىو تُرينَه
بِسوالفِ الرِشإِ الأَحَمِّ العاطي
و حِقاقِ عاجٍ نُقِّطَتْ أطرافُها
بالمِسْكِ لم تُنْسَبْ إلى خَرَّاطِ
و مُرَجَّلٍ لا صُبحَ في ظُلُماتِه
إلا حلمة الأمشاطِ
صُقِلَتْ سَلاسِلُهُ... وكُسِّرَتْ
بأناملٍ مثلِ اللُّجينِسِباطِ
أيَّامَ للقلبِ المُفَرِّطِ في الصِّبا
ما شاءَ من فَتْكِ ومن إِفراطِ
إذ للعواذلِ غَفلَتي وتَكاسُلي
و إلى الغَوايَة ِ نَهضَتي وَ نَشاطي
أختالُ بينَ جآذِرٍ ومَزاهِرٍ
و أرودُ بين دساكِرٍ وَ بَواطِي
و الرَّوْضُ قد نشرَ الحَيا أنماطَه
فكأنَّهَنَّ غَرائبُ الأنماطِ
ما للزَّمانِ سطَا على أشرافِنا
فتُخُرِّموا وعَفا عن الأَنباط
أَعداوَة ٌ لذوي العُلى أَم هِمَّة ٌ
سَقَطَتْ فمالَ بها إلى السُّقَّاطِ
خضَعَتْ رِقابُ بني العَداوَة ِ إذ رَأَتْ
آسارَها يتعد تحتَ سياطي
حتى إذا نَكَصَتْ على أعقابِها
دَلَفَ النَّبيطُ إليَّ من شِمْشاطِ
صَدَقَ المُعلِّمُ أنه من أسرَة ٍ
عربٍ يَسُوسُهُمُ بنو سُنباطِ
آباؤُكَ الأشرافُ إلا أنهم(79/232)
أشراف موشَ وشاطحٍ وخِلاطِ
نَسَبٌ يُبَيِّنُ عن سُقوطِكَ نَشرُه
كالثَّوْبِ تَنشُرُهُ عن الأسفاطِ
ثَكِلَتْكَ داميَة ُ القَرا مجلودَة ٌ
نَبَذَتْكَ خائِفَة ً بغَيرِ قِماطِ
عَجِلَتْ فلم تَحْتَطْ عليكَ من الرَّدى شاهدتها حسناء يقرع بابها للخسر وفد زنا ووفد لواطولقطت يانعة الثمار فلم أجد لنمار دوحتها أوان لقاطثنوية تعطى الصديق قيادها وتفل غرب عدوه المتعاطى
و رَجَتْ حِياطَة َ مُسلمٍ مُحتاطِسقط أبيات ص
جَفَتِ الخَلوقَفليسَ يَعرِفُ جسمُها
إلا خَلوقَ مواقعِ الأَسواطِ
قد كانَتِ الدُّنيا عليكَ فَسيحَة ً
فاليومَ أضحَتْو هي سُمُّ خِياطِ
أَسْخَطْتَنيو جناة ُ عَيشِك حُلوَة ٌ
فجنَيْتَ مُرَّ العَيْشِ من إسخاطي
و عَلِمْتَإذ كلَّفْتَ نفسَك غايَتي
أنَّ الرِّياحَ بعيدة ُ الأشواطِ
أَتَرومُنيو على السِّماكِ مَحلَّتي
شَرَفاًو بينَ الفرقَدَيْنِ صِراطي
من بَعْدِ ما رَفَعَ الأكابرُ مَجلِسي
فجلَسْتُ بين مُؤَمَّرٍ وَ سِماطِ
و غَدَتْ صوارِمُ مَنْطِقي مشهورة ً
بينَ العِراقِ تُهّزُّ والفُسطاط
و حَطَطْتُ مَنزِلَة َ العَدُوِّ بِمِقْوَلٍ
كشبَا الأَسِنَّة ِ رافعٍ حَطَّاطِ
هيهاتَ دونَ مُناكَ حَزُّ مَفاصِلٍ
و جِراحُ أفئِدَة ٍ ونَزعُ نِياطِ
أَغراكَ جَهلُكَ بالقَريضِ وَرَثِّهِ
حتَّى انتحَاكَ بِمخلَبِ عطّاطِ
و قد امتحنْتَ دَعاوِياً لكَ بيَّنَتْ
عن بحْرِ تَمويهٍ بَعيدِ الشاطي
فرأَيتُ عِلمَكَ من خَراً وخَراطَة ٍ
و وَجَدْتُ سَعدَكَ من فُسا وضِراطِ
و غَريبَة ٍ أضحَتْ لعِرْضَكَ شامة ً
عَلَماً كما أعلمتَ ثَوبَ قِباطي
ترَكَتْكَ نَزرَ القِسطِ من طِيبِ الكَرى
و مِنَ الهُمومِ مُوفَّرَ الأَقساطِ
لَفْظٌ تَراه عَقارِباً مبثوثة ً
و يَراهُ غيرُكَ جَوهَرَ الأَسفاطِ
فاصبُرْ لتَقطيعِ القَذالِ ومَنْ أَصُنْ
عنه الحُسامَ أَدَعْهُ للمِشراطِ
قُلْ للغُواة ِ المُسرِعينَ بِنَصْرِهِ
إسراعَ وارِدَة ِ القَطا الفُرَّاطِ(79/233)
سأعيدُ بسطَ القولِ في أعراضِكم
و الجَوْرُ للسُّفهاءِ خيرُ بساطِ
شامُوا بوارِقَ حَيْنِهمو استنبطوا
ماءَ المَنِيَّة ِ أَيَّما استِنْباطِ
حُرَّاثُ مَزْرَعَة ٍ وأحمَقُ لِحيَة ٍ
و مُعَلِّمٌ يُنْمى إلى خيَّاطِ
لو حُدَّ مُنْتَهِبُ القَريضِ تجاوَزوا
في الحَدِّأو قُطعوا منَ الآباطِ
كُفُّوافلستُ أُعَرِّضُ الحَسَبَ الذي
لا خِلْطَ فيه لمَعْشَرٍ أَخلاطِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> انظُر إلى صُورَة ٍ مُكَمَّلَة ٍ
انظُر إلى صُورَة ٍ مُكَمَّلَة ٍ
رقم القصيدة : 59729
-----------------------------------
انظُر إلى صُورَة ٍ مُكَمَّلَة ٍ
كأنَّ منها المُدامَ قد خُلِطا
تِبريَّة ُ اللَّونِفي محاسِنِها
كعاشقٍ من حَبيبِه قَنَطا
كأنها كَفُّ حاسبٍ عَجِلَتْ
فهي من الخَوْفِ تحذَرُ الغَلَطا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و رَكْبٍ أَمَّموا قَحطا
و رَكْبٍ أَمَّموا قَحطا
رقم القصيدة : 59730
-----------------------------------
و رَكْبٍ أَمَّموا قَحطا
نَو اللَّيلُ بِهِمْ يَسطُو
فحطُّوا رَحلَهممنه
بوادي الجَدْبِإذ حَطُّوا
و أنَّى يَفْعَلُ الخَيْرَ
فتى نِصفُ اسمِه قَحطُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> إلفَ الخَيالِ أراكَ إلفاً شَاسِعا
إلفَ الخَيالِ أراكَ إلفاً شَاسِعا
رقم القصيدة : 59731
-----------------------------------
إلفَ الخَيالِ أراكَ إلفاً شَاسِعا
وَصَلَ الهُجوعَ وزارَ ركباً هاجِعا
أهلاً بمُبتَسِمٍ تَغَيَّبَ آفلاً
بَدرِ التَّمامِو قد تجلَّى طَالِعا
لَتَلَذُّ لي بينَ العَقيقِ مَضاجِعي
ما دامَ طَيفُكَ لي يَهُزُّ مَضاجِعا
أَبَتِ الرَّكائِبُ أن تَعُنَّو قد دَعَتْ
قلباً تأَبَّى ثم أصحَبَ طائِعا
بأوانسٍ تَدَعُ الدُّموعَ أوانِساً
و رَواتِعٍ تَدَعُ القلوبَ رواتعا
لم تَنْكَشِفْ عنها البَراقعُ لوعة ً
إلا وأَلبسَها الحياءُ بَراقِعا
كتَمَتْ سُجوفُ الرَّقْمِ ذائعَ حُسْنِها(79/234)
و أَعَدْنَ مكتومَ الصَّبابَة ِ ذائِعا
فسَفَرْنَ عن شِيَمِ الوَدادِ بَواذِلاً
مِنْ وَصْلِنا ما كُنَّ قبلُ مَوانِعا
لو رُمْنَ تَضييعَ العُهودِ ونقضَها
لَحَفَظْنَ دُرّاً في المحاجرِ ضائِعا
يغتالُنا البَيْنُ المُفَرِّقُ شملَنا
و تُبيحُنا الأحلامُ شَملاً جامِعا
خَلَعَ السُّرورُ بِعَرصَتَيْكَ عِذارَه
ما افتادَ فيك جوى الصَّبابة ِ خالِعا
و سَقَتْ دموعُ الغَيْثِ رَبعَكَ ما سَقَتْ
منَّا لذِكْراكَ الدموعُ مَدامِعا
غَدَتِ الوفودُ بِنَظْمِ حَمْدٍ شائعٍ
لمّا رَأَتْ كَرَماً وفَضْلاً شائِعا
و ثَنى الرَّجاءُ إلى ابنِ فَهْدٍ عِطْفَه
فغدا على رَبْعِ المكارمِ رابِعا
مَلِكٌ يَمُدُّ إلى العُفاة ِ أنامِلاً
كادَتْ تَكونُ من السَّماحِ يَنابِعا
أوفَى فأشرقَ بينَ نَشْرٍ ساطعٍ
قمرٌ يُعيدُ اللَّيلَ فَجْراً ساطِعا
متتابعُ المعروفِ يَنبُعُ في النَّدى
و البأسِ أدواءً له وتَبايعا
فإذا رآكَ البِشْرُ بَرْقاً لامِعاً
منهأراكَ الجُودُ غَيْثاً هَامِعا
تَنْتابُهُ نُوَبُ الخُطوبِفتَنْثَني
عنهو هل تَثني الخطوبُ مَتالِعا
حِلْمٌ يرُدُّ البأسَ فيه كأنَّه
غِمْدٌ حَوى عَضبَ المَهَزَّة ِ قَاطِعا
لمّا استَعَنْتُ على الزَّمانِ بجُودِه
أعطى المُنى قَسْراًو كان مُمانِعا
كم مَعْرَكٍ عَرَكَ القَنا أبطالُه
فسقاهُمُ في النَّقْعِ سُمّاً ناقِعا
هَبَّتْ رِياحُكَ في ذُراهُ سَمائِماً
و غَدَتْ سماؤُكَ تَستَهِلُّ فَجائِعا
فتَرَكْتَ من حَرِّ الحديدِ مَصائِفاً
فيهو من فَيْضِ الدِّماءِ مَراتِعا
و غَدَوْتَ من حُبِّ الوَقائعِ باسِطاً
يُمناكَ تُوقِعُ في التَّليدِ وَقائِعا
شغَلَتْكَ عن حُسْنِ السَّماعِ مَدائِحٌ
حَسُنَتْ فما تَنفَكُّ تُطْرِبُ سامِعا
طلَعَتْ عليكأبا الفوارسِ أنجُمٌ
منهُنَّيُخْجِلْنَ النُّجومَ طَوالِعا
زُهْرٌإذا صَافَحْنَ سَمْعَ مُعاندٍ
خَفَضَ الكلامَو غَضَّ طَرْفاً خاشِعا
جَاءَتْكَ مثلَ بدائعِ الوَشْيِ الذي(79/235)
ما زالَ في صَنعاءَ يُتْعِبُ صَانِعا
أو كالرَّبيعِ يُريكَ أخضَرَ يانِعاً
و مورِّداً شَرِقاًو أصفرَ فاقِعا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَ إِنْ دَنا الشَّوقُ بعدَ ما شَسَعا
أَ إِنْ دَنا الشَّوقُ بعدَ ما شَسَعا
رقم القصيدة : 59732
-----------------------------------
أَ إِنْ دَنا الشَّوقُ بعدَ ما شَسَعا
و أَسعَدَ الدَّمعُ بعدَ ما امتنَعا
وَصَلْتَ ماءَ الشُّؤونِ من كَمَدٍ
يُقَطِّعُ القلبَ حَرُّهُ قِطَعا
أَبارِقٌ بالغَديرِ أَذكَرَني
لَمْعَ السَّنايا العِذابِإذ لَمَعا
أَمْ عارِضٌ لا يَزالُ مُعْتَرِضاً
يَصْدَعُ أَحشايَ كلَّما انصَدَعا
سَقياً لِسَلْعٍو إن سُقيتُ به الصْ
صِباغَداة َ الوَداعِو السَّلَعا
ودَّعتُهُمو الأسى يُجرِّعُني
بالأجرعِ الفَرْدِ كأسَه جُرَعا
و مِنْ وراءِ السُّجوفِ بَدرُ دُجى ً
يُخْجِلُ بَدرَ الدُّجى إذا طَلَعا
أولعَ جَفْنَيْه بي ليقتُلَني
سَهْماهُماواقِعاًو مُنتَزَعا
لا تُولِعا بالمَشوقِ لومَكُما
و إنْ تمادَى غَرامُه وَلَعا
وَلَّى ورَدْعُ العَبيرِ يمنحُه
رَيَّاهُ طيبَ العناقِ لارتَدَعا
كم عَزْمَة ٍ كالشِّهابِ عُدْتُ بها
مَحَتْ مَغِيمَ الهُمومِفانقَشَعا
و كم وَصَلْتُ الوَجيفَ مُنْتَجِعاً
جَدْوى ابنِ فَهدٍ فرُحْتُ مُنتَجِعا
فَي غدا رافِعاً لأُسْرَتِهِ
رايَة َ مَجدٍ يَزيدُها رِفَعا
يُريكَ فِعْلاً في البِشْرِ مُبتَدَعاً
منهو مَعنى ً في الجُودِ مُختَرَعا
ما زالَ يعلو رُبا الفَخارِو يح
تَلُّ يَفاعَ العَلاءِ مُذْ يَفَعا
وَقَتْكَ من عَثرَة ِ الرَّدى عُصَبٌ
إن عثَروا قلتَ بالسَّماحِلَعا
عيدٌ مُعادٌ عليك مُمتِعُه
ما لاحَ ضَوْءُ النَّهارِأو مَتَعا
و مَنزِلٍإنْ جَفَاه نازِلُه
حَنَّ اشتِياقاً إليهأو نَزَعا
رَقيقُ ثَوبِ الهواءِ تَدفَعُه
أمواجُ بَحْرٍ يَموجُ مُندَفِعا
جانَبَهُ القُرُّ والهَجيرُفقَد
طابَ مَصِيفاًو طابَ مُرتَبَعا
و صافَحَتْ ماءَه الصَّبافغَدا(79/236)
مُنخَفِضاًتارَة ًو مُرتَفِعا
و اتَّجَهَت فيه كلُّ كاشِفَة ٍ
وَجْهاً بِثَوْبِ الظَّلامِ مُدَّرِعا
تَحمِلُ في السَّيرِ إخوة ًفإذا
حانَ مَدى السَّيرِ أصبحوا شِيَعا
فنازِلاتٌ تَهوي على عَجَلٍ
تَهاوِيَ الطَّيْرِ أُشعِرَتْ جَزَعا
و صاعِداتٌ تَسيرُ في مَهَلٍ
كالخَيْلِ أبقى بها السُّرى ظَلَعا
يَقودُها كلُّ قائدٍ تَعِبٍ
كأنَّه راكِعٌو ما رَكَعا
فكلُّ حُسْنٍ تَراه مُفْتَرِقاً
فيهإذا جِئْتَه ومُبتَدَعا
بَدائِعٌ لا يَزالُ مُبدِعُها
يُظْهِرُ لي من صَنيعِهِ بِدَعا
تَمَلَّ أيامَك التي حَسُنَتْ
فَهْيَ تُضاهي الأعيادَ والجُمَعا
و خِلعَة ٍ من ثَنايَ دَبَّجَها ال
فِكْرُ ففاقَتْ بِحُسنِها الخِلَعا
و قَرَّبَ الحِذقُ لَفْظَهافغَدا
من قُربِهِ مُطمِعاً ومُمتَنِعا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ترَوِّعُ هَجرُها قلباً مَرُوعا
ترَوِّعُ هَجرُها قلباً مَرُوعا
رقم القصيدة : 59733
-----------------------------------
ترَوِّعُ هَجرُها قلباً مَرُوعا
صَديعُ الشَّيْبِ يملؤُه صُدُوعا
أَرَتْها الأَربعونَ هَشيمَ رَوْضٍ
و قبلَ الأربعينَ رَأَتْ رَبيعا
هَزيعُ شَبيبَة ٍطَلَعَتْ عليه
كواكِبُهفرصَّعَتِ الهَزيعا
ألافاعجَبْ لِما صَنَعَ الغَواني
فقد أَفسَدْنَ بالغَدْرِ الصَّنيعا
كَفَرْنَ بذلك الصَّنمِ المُفَدَّى
و كُنَّ له سُجوداً أو رُكوعا
يَرَيْنَ بُعادَه قُربَ الأماني
و ضِيقَ عِناقِه العيشَ الوَسِيعا
لياليَ يُخجِلُ الرَّيحانَ ريحاً
إذا اتَّشَحَتْهُ غانية ٌ ضَجيعا
أَ أَبناءَ الطَّريقِ دَعُوا طريقاً
سبقْتُ ذَوي السِّباقِ به جَميعا
فلستُ مُجاوِراً إلا جَواداً؛
و لستُ مُقارِعاً إلا قَريعا
أنامُ على قوارصِكُم وعندي
قوارصُ تسلُبُ المُقَلَ الهُجوعا
أَهُزُّ بها على قَوْمٍ سُيوفاً
و أجعلُها على قَوْمٍ دُروعا
إذا سارَتْ مُشنِّعَة ً عليكم
فرُدُّوا ذلك الخَبَرَ الشَّنيعا
أَزَفَّانَ المُحرَّمِ إنَّ شِعْري(79/237)
بحُرِّ الشِّعْرِ أحرَى أن يَشيعا
تركْتَ الدُّفَّ تَنقُرُهُ اكتساباً
و مِلْتَ عليَّ تَنقُرُني وُلوعا
إذا الشَّيخُ الخليعُ هفَا اغتراراً
تَيمَّمَ بالأذى الصِّلَّ الخَليعا
سيَذهَلُ عن فُنونِ الرَّقْصِ هَمّاً
إذا رقَّصْتُ منه حَشَاً مَرُوعا
و يَفصح نابَه سَجَحاتُ نابي
إذا استُودِعْنَ سِرَّ فتى ً أُذيعا
لقد خلَعَتْ بتوبتِكَ المَلاهي
ثيابَ الكِبْرِو اكتسَتِ الخُشوعا
تركْتَ بها المَعازِفَ ضائِعاتٍ
و عَزَّ على المَعازِفِ أن تَضيعا
فقد نُتِفَتْ لِحاكَ بهاو لاقَت
صنُوجُكَبعدَهاخَطْباً فَظيعا
و كيفَ نَسَكْتَ بعدَ مَقالِ قَوْمٍ
إذا نَسَكَ المُخنَّثُ ماتَ جُوعا
و كنتَإذا الزِّقاقُ رَأَتْكَ تَشدُو
بألحانِ الغَرِيضِ بَكَتْ نَجيعا
أما تشتاقُ من عَرَصاتِ غُمَّى
مَغاني الجاشريَّة ِ والرُّبُوعا
فقد نَبَشَتْ شآبيبُ الغَوادي
عليهِنَّ النمارِقَ والقُطوعا
هَجَرْتَ الهُجْرَ إلا نَظْمَ شِعْرٍ
بَهَرْتَ بسِحْرِهِ السِّحْرَ البَديعا
وَ عِفْتَ العارَإلا عَيْرَ أُنْسٍ
تَخُرُّ لهإذا أَدلى صَريعا
يَزورُكَ والدُّجى سِتْرٌ عليه
فيرقَعُ منكَ مأبوناً رَقيعا
أَ فارسُهل تَكونُ غداً شَفيعي
إذا أنا فيكَ عادَيْتُ الشَّفيعا
دَعَوْتَ إلى الضَّلالِ دُعاءَ غاف
فلم يكنِ السَّميعُ له سَميعا
أَ أَرغَبُ عن وَدادِ أبي تُرابٍ
و قد شَحَنَ التَّرائبَ والضُّلوعا
و أُعْرِضُ بعدَ وَخْطِ الشَّيْبِ عنه
و قد أحببْتُه طِفْلاً رَضيعا
أَقِلُّوا قَبلَ غِشْيانِ القَوافي
بذكرِكُمُ المحافلَ والجُموعا
نصَحْتُ لكمفلا تَرِدوا المَنايا
و لا تَستَمْطِروا السَّمَّ النَّقيعا
إذا لم تَتْبَعوا أبداً رَشادي
فلستُ لغيِّكُم أبداً تَبيعا
ألا مُتَجَرِّدٌ للّهِ نَدْبٌ
يُقَرِّبُ منكُمُ الحَيْنَ الشَّنيعا
فَيَخْضِبُ من دِمائِكُمُ العوالي
و يَنقَعُ من صديدِكُمُ الجُزوعا
أُحاكِمُكُمْ إلى السَّبعِ المَثاني
و تلكَ الشَّمسُ أَغشَتكُمْ طُلوعا(79/238)
فقَدْ حَفِظَتْ صَحائِفُهُنَّ حقّاً
و لستُ لِما احتفَظْنَ به مُضِيعا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يا مَنْ لَدَيْهِ العَفافُ والوَرَعُ
يا مَنْ لَدَيْهِ العَفافُ والوَرَعُ
رقم القصيدة : 59734
-----------------------------------
يا مَنْ لَدَيْهِ العَفافُ والوَرَعُ
و شيمتاه العَلاءُ والرِّفَعُ
كأسُكَ قد فُرِّقَتْ مَفاصِلُه
بين النَّدامى فليسَ تَجتَمِعُ
كأنَّما الشَّمْسُ بينَهم سَقَطَتْ
فجِسمُها في أكُفِّهِم قِطَعُ
لو لم أَكُنْ واثقاً بمُشبِهِه
منكلكادَ الفُؤادُ يَنْصَدِعُ
فجُدْ به بِدْعَة ًفعِنْدي من
جُودِكَ أشياءُ كلُّها بِدَعُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَ تكتُمُ أسرارَ الهَوى أَم تُذيعُها
أَ تكتُمُ أسرارَ الهَوى أَم تُذيعُها
رقم القصيدة : 59735
-----------------------------------
أَ تكتُمُ أسرارَ الهَوى أَم تُذيعُها
و تَحفَظُها بعدَ النَّوى أَم تُضيعُها
مَهاة ٌو لكنْ للفِراقِ لِقاؤُها؛
و شَمْسٌو لكن للغُروبِ طُلوعُها
تَعُنُّ لنا في مُشرِقاتِ وُجوهِها
إذا هي عنَّت مُظلِماتٍ فروعُها
تُصانِعُ عن أَجيادِها بأَكُفِّها
فيحسُنُ عندَ المُستهامِ صَنيعُها
و لمَّا تَبادَلْنا العِناقَو أعنَقَتْ
دُموعيَ مَمزوجاً بهنَّ دُموعُها
شَكَوْتُ الذي تَشكُو إليَّكأنَّما
تُجِنُّ ضُلوعي ما تُجِنُّ ضُلوعُها
سَلامٌ على الأيامِ تَبيَضُّ بينَها
صَنائِعُمُسوَدُّ العِذارِ شَفيعُها
تَلَفَّتُّ بعدَ الأربعينَو أسرَعَت
عِجالاًفلم يَربَعْ عليَّ رَبِيعُها
و تاجرَة ٍ بالخَمْرِ تُؤثِرُ صَوْنَها
عَنِ البَيعِأو تَلقى الغِنى فتَبيعُها
تُسيلُ فَمَ الزِّقِّ الرَّوِيِّكأنَّه
جِراحَة ُ زِنْجيٍّ يَسيلُ نَجيعُها
إذا زارَها وَفْدُ الرِّضاعِ تَبرَّعَتْ
بِعَذْراءَ لا يَهوى الفِطامَ رضيعُها
فلا طيبَ إلاّ أن يَفوحَ نَسيمُها؛
و لا فجرَ إلا أن يَلوحَ صَديعُها
أَقَمْنا لَدَيْها في رياضٍ أنيقَة ٍ(79/239)
نَمارِقُها مَوشِيَّة ٌو قُطوعُها
نَروعُ بأسيافِ المُدامِ هُمومَنا
كأنَّا بأَسيافِ الوزيرِ نَروعُها
هُوَ المُزْنَة ُ الغَرَّاءُ طَبَّقَ صَوبُها
إذا المُزنَة ُ الغَرَّاءُ غَبَّ لُمُوعُها
طَلوبٌ لغاياتِ الكِرامِلَحوقُها
رَكوبٌ لأعلامِ النِّجادِ طَلوعُها
إذا متَعَتْ أخلاقُه الغُرُّ خَيَّلَتْ
لعَيْنَيْكَ أنَّ الشَّمسَ راجٍ مُتوعُها
و أزهرَ يَنقادُ الزَّمانُ لأمرِهِ
و تأمُرُهُ زُهْرُ العُلى فيُطيعُها
وَقورُ السَّجايا في النَّدِيِّرَكينُها
شَرودُ العَطايا في المُحولِخَليعُها
إذا سجَدَتْ في الطُّرْسِ أقلامُه اغتَدى
سُجودُ العِدا حمالَهُو رُكوعُها
تُرَوِّعُها أسيافُهفتَشيمُها
بِدَاميَة ِ الأجفانِ نزرٍ هُجوعُها
و كيفَ على هَزِّ السُّيوفِ بَقاؤُها
إذا كانَ مُهتَزُّ اليَراعِ يَروعُها
أَيا سائلي عن شِيمَة ِ الحَسَنِ استَمِعْ
مَحاسِنَ من نَظْمِ الثَّناءِ أُذيعُها
إذا عَدَّ من آلِ المُهَلَّبِ أسرة ً
مَعاقِلُها أسيافُها ودُروعُها
رَأَيتَ العُلا مُنثالَة ً من شِعابِها
عليهو مَجموعاً إليه جميعُها
هُمامٌ وَقى الأَعداءَ من سَطواتِهِ
تَباعُدُها من سُخطِهِفتروعُها
فَعُدَّتُهُ أسيافُهُ ورِماحُهُ
و عُدَّتُها إذعانُها وخُضوعُها
أَعَلَّ صُدورَ السُّمْرِو هو حبيبُها
وحَلَّ شِفارَ البِيضِو هوَ ضَجيعُها
و قد عَلِمَتْ أموالُهُ حينَ سامَها
حِفاظَ المَعالي أنَّه سَيُضيعُها
و مَعرَكَة ٍ يَسْوَدُّ للنَّقعِ أُفقُها
و تَحمَرُّ من فَيْضِ الدِّماءِ رُبوعُها
إذا ازدَحَمَتْ فيها السيوفُ حَسِبتَها
يَنابيعَ ماءٍ ضاقَ عنها وسيعُها
قَسَمْتَ حُميَّا الموتِ بينَ حُماتِها
فراحَ سَواءً جَلْدُها وجَزوعُها
و كم خُطَّة ٍ حاولتَهافاستَطَعْتَها
بِسَيْفِكَو الأيَّامُ لا تَستَطيعُها
إليكَ أَطَرْنا من ديارِ رَبيعَة ٍ
نَعائِمَ في أرضِ العِراقِ وُقوعُها
رَكايبَ تَحدوها الشَّمالُكأنَّها
قِلاعٌإذا أَوْفَتْ عليها قُلوعُها(79/240)
تَمادى بها السَّيرُ الحَثيثُفلم تَجُلْ
لِبُعْدِ المَدى أغراضُها ونُسوعُها
يزيدُ سَوادُ اللَّيلِ صِبغَ سَوادِها
و لا يَتَجلَّى في الصَّباحِ هَزيعُها
فيذهَبُ منها في سَريعٍ ذَهابُها
و يَرجعُ منها في بَطيءٍ رُجوعُها
تَمُدُّ على الأمواجِ باعاً كأنَّه
يُعانِقُها في مَدِّهِ ويَبوعُها
أُشيعُ عَطاياكَالتي لو سترتُها
لَقامَ الغِنى عنِّي خَطيباً يُشيعُها
و أَصدَعُ بالحُسنى التي طارَ ذِكرُها
و أكبادُ قَوْمٍ تَستَطيرُ صدوعُها
لقد أُولِعَتْ منكَ المَكارِمُ بامرىء ٍ
حَبيبٍ إليه إِلفُها وولوعُها
فمَورِدُها عَذْبُ المياهِ نَمِيرُها
و مَرْبَعُها سَهْلُ الرِّياضِ مَريعُها
قَوافٍإذا كانت دُروعُ مَعاشرٍ
فأنتم حِلَى أجيادِها ودروعُها
تَراءَتْ مَنيعاتٍفلمّا دعوتُها
لمجدِكُمُ أعطى القِيادَ مَنيعُها
و ما زالَ رَيحانُ المديحِ وصُبْحُه
يُضيءُ قُلوباً منكمُ ويَضوعُها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَمِنْ رُقبَة ٍ عافَ السَّلامَ مُودِّعا
أَمِنْ رُقبَة ٍ عافَ السَّلامَ مُودِّعا
رقم القصيدة : 59736
-----------------------------------
أَمِنْ رُقبَة ٍ عافَ السَّلامَ مُودِّعا
و رَدَّ جُموحَ الدَّمعِ حينَ تَسَرَّعا
و صَدَّ عَنِ البِيضِ الحِسانِو قد بَدَت
فأَبدَتْ لعَينيهِ المَحاسِنَ أجمَعا
بَرَزْنَفمِن بَدْرٍ تَقَنَّعَ بالدُّجَى
يغازِلُ ليثاً بالحديدِ مُقَنَّعا
و مِنْ غُصُنٍ رَطْبٍ تأزَّرَ بالنَّقا
إذا هَزَّ عِطْفَيْهِ القِناعُ تَزَعْزَعا
مَزَجْنَ له عَذْبَ الهَوى بمَرارَة ٍ
يُجَرَّعُ مِنْ مَكروهِها ما تَجرَّعا
إذا ما الهَوى يوماً تَصَدَّعَ شَملُه
فأَخْلِقْ بِشَمْلِ الصَّبرِ أن يتَصَدَّعا
عَدَتْنيَ مِنْ زَوْرٍإذا زارَ عاشقاً
أَعادَ المُنى مرأى ًو قد كانَ مَسمَعا
يُداري عُذوبَة َ الحُليِّو قد عَلا
تَرَنُّمُهو المِسكَ حينَ تَضَوَّعا
و يَبذُلُ لي في النَّومِ ما لو طَلَبْتُه
على يَقْظَة ٍ مني ومنه تمنَّعا(79/241)
هَلِ الدَّهْرُ مُلْقٍ من مَخالب
شجاعاً على ألاّ مشيّعا
صبوراً على الأحداثِ يعشَقُ عُدْمَه
و إقلالَهكيلا يَذِلَّ ويَخْضَعا
و مُرتَدِعٍ رامي البريءِ بِتُهْمَة ٍ
فقد سارَ فيها في الأنامِ وأوضَعا
أَ رَبَّ القَوافي الغُرِّ يُرقَى بمثلِها
لقد فَرَّ أفعَى يَنفُثُ السُّمَّ مُنقَعا
و كيفَو قد شَعْشَعْتُ كلَّ غريبة ٍ
منَ القَوْلِ تُزري بالرَّحيقِ مُشَعشَعا
و أَجرَيْتُ من عَذْبِ الكَلامِ مَوارِداً
تروحُ وتَغْدو للبَرِيَّة ِ مَشرَعا
و برَّزْتُ سَبقاً في غَرائبِه إلى
يُقَصِّرُ عنها سابقُ القَوْمِ إن سعَى
فهَلْ سامِعٌ منّي الأميرُ بَراءَة ً
أقومُ بها بين السِّماطَيْنِ مُسمِعا
ثناءًإذا عايَنْتَ عِقدَ نِظامِه
توهَّمْتَه للجَوهرِ التِّبرِ مَجمَعا
فَتى ً ساورَ العَلياءَ قبلَ فِطامِه
و راعَ العِدا من قَبلِ أن يَتَرَعْرَعا
جَوادٌإذا أدَّى الفريضة َ جُودُه
تَنَفَّلَ من حَبِّ النَّدى فتطَوَّعا
نُقابِلُ منه الشَّمسَ في قُربِ ضَوْئِها
و إنْ بَعُدَتْ في صَفحَة ِ الجوِّ مَطلَعا
و نسألُ منه بارِعاً في سَماحَة ٍ
فإنْ نحنُ أغفَلْنا السؤالَ تبرَّعا
إذا أبدَعَ المُدَّاحُ أبدَعَ عُرْفُه
فكانَ بما يُسْدي من العُرْفِ أبدَعا
و إنْ لَجَّ في إِضرارِهِ الدَّهْرُ أَصبحَتْ
خَلائِقُهُ فيها أَضَرَّ وأَنفَعا
مكارِمُ وَضَّاحٍإذا ما تذرَّعَتْ
ملوكُ الوَرَى في المَكرُماتِ تَذَرَّعا
له راحة ٌ ما قيسَ بالغَيْثِ صَوبُها
لَدى المَحْلِإلاَّ كانَ أندى وأوسَعا
تَرى طَمَعَ العافينَ يَحتاجُ وَفرَه
و ليسَتْ ترى أعداؤه فيه مَطمَعا
صَنائعُ مَشهورِ الصَّنائعِ يَبتَدي
طِباعاًإذا المَسْؤُولُ يوماً تصنَّعا
إذا ما مضى صَدْرُ النَّهارِ بسَيلِه
تولَّىو أبقى آخرَ اللَّيلِمَربَعا
شمائلُ أبهى من حِلَى الرَّوْضِ مَنْظَراً
و أحسَنُ من فِعْلِ السَّحائبِ مَرتَعا
أبا تغلبٍ لازِلْتَ للقِرْنِ غالباً
إذا ارتدَّ للرَّوْعِ الكَمِيُّ مُرَوَّعا(79/242)
تُنازِلُه بالسَّيفِ غيرَ مُخادِعٍ
فتُورِدُه منه وَريداً وأَخدَعا
أَعِدْ دارِساً من رَسْمِ بِرِّكَ واضحاً
فقد وَضَحَ العُذْرُ انكشافاً وأقنَعا
فلي فيكَ من حُسْنِ الثَّناءِ ذَريعَة ٌ
تُمَكِّنُ عندي للصَّنيعَة ِ مَوْضِعا
و ثانية ٌإنَّ ابنَ عمِّكَ شافعي
و لو ناشدَ الغَيْثَ استهَلَّفأسرَعا
Personal homepage website counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أبا جَعفَرٍ لِمَ تَنْسَى الصَّنيعا
أبا جَعفَرٍ لِمَ تَنْسَى الصَّنيعا
رقم القصيدة : 59737
-----------------------------------
أبا جَعفَرٍ لِمَ تَنْسَى الصَّنيعا
و قد كُنتَ تُحْسِنُ فِيَّ الصَّنيعا
أَراكَ تَناسَيْتَ عَهْدي القديمَ
فضاعَو ما حقُّهُ أن يَضيعا
فلا نازحُ الوُدِّ يُدْني الدُّنُوَّ
و لا غائِبُ الشَّرِّ يَنوي الرُّجوعا
فلولا الحَياءُ أَراكَ العِتابُ
بديعاً من النَّظمِ يَتلو بَديعا
مَلُومٌو يخضَعُ بعدَ المَلامِ
فيلذَعُ لَوْماًو يأسو خُضُوعا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و لقد مَرَرْتُ على المحدِّثِ مَرَّة ً
و لقد مَرَرْتُ على المحدِّثِ مَرَّة ً
رقم القصيدة : 59738
-----------------------------------
و لقد مَرَرْتُ على المحدِّثِ مَرَّة ً
و إذا بحَضرَتِه ظِباءٌ رُتَّعُ
و إذا ظِباءُ الأُنْسِ تَكتُبُ كُلَّ ما
يُمليو تُثبِتُ ما يَقولُ وتَسمَعُ
يَتجاذَبونَ الحِبرَ من مَلمومَة ٍ
بَيضاءَتَحْمِلُها عَلائِقُ أَربَعُ
من خالِصِ البَلُّورِ غُبِّرَ لَونُه
فكأنَّه سَبَجٌ يَلوحُ ويَلمَعُ
إنْ نَكَّسُوها لم تَسَلْفَمليكُها
فيما حَوَتْهُ عاجلاً لا يَطْمَعُ
و متَى أَمالوها لِرَشْفِ رُضابِها
أَدَّاهُ فُوهاو هي لا تَتَمنَّعُ
فكأنَّه قَلبي يَضَنُّ بسِرِّهِ
أبداًو يَكتُمُ كُلَّ ما يُستَودَعُ
رِجلاهُ رَأسٌ عِندَهالكنَّه
يُلْفَى وبَرْءُ حَفَاهُ ساعة َ يُقطَعُ
و كأنَّهُو الحِبرُ يَخضِبُ رَأسَه
شَيخٌ لِوَصْلِ خَريدَة ٍ يَتَصَنَّعُ(79/243)
لِمَ لا أُلاحِظُهُ بِعَيْنِ جَلالَة ٍ
و به إلى اللّهِ الصَّحائِفُ تُرفَعُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و أَدهَمَ يُسْفِرُ عَنْ ضِدِّهِ
و أَدهَمَ يُسْفِرُ عَنْ ضِدِّهِ
رقم القصيدة : 59739
-----------------------------------
و أَدهَمَ يُسْفِرُ عَنْ ضِدِّهِ
كما سَفَرَ اللَّيلُإذ وَدَّعا
بعثْتُ إليكَ به أخرَساً
يُناجي العُيونَ بما استُودِعا
صَمُوتٌإذا زُرَّ جِلبابُهُ
أَريتفإنْ حَلَّهُ أمتَعا
محبرَ أَنوارَه جَامِعٌ
يَروحُ ويَغدو لها مَجمَعا
و رَوضتُه غَيْثُ أقلامِهِ
و قد كانَ من قَبلِهِ بَلْقَعا
تُلاقي النُّفوسُ سُروراً به
و تَلقَى الهُمومُ به مَصرَعا
فلا تَعْدِلَنَّ بهِ نُزهَة ً
فقد حاز ما يبْتَغِي أَجمَعا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> عُذِلتُو هَلْ عَذْلُ المُتيَّمِ نافِعُه
عُذِلتُو هَلْ عَذْلُ المُتيَّمِ نافِعُه
رقم القصيدة : 59740
-----------------------------------
عُذِلتُو هَلْ عَذْلُ المُتيَّمِ نافِعُه
و أُسمِعْتُ لو أصغَى إلى اللَّومِ سامِعُه
تَعَرَّقَه الصَّبرُ الجَميلُو في الحَشا
رَسيسُ هَوى ً تَنْهَلُّ عنه مَدامِعُه
و هَلْ لمُحِبٍّ طاوَعَ الشَّوْقَ دَمعُه
على بُعْدِ مَنْ يَهواهُصَبْرٌ يُطاوِعُه
وَقَفْنا نَذودُ الدَّمْعَو الدَّمْعُ سَابحٌ
و عُجْنا نُحيِّي الرَّبعَو الشَّوْقُ رابِعُه
فأَلبَسَني جِزعاه حُلَّة َ جازِعٍ
و جَرَّعَني ماءَ الغَرامِ أَجارِعُه
أعاتبُ طَرْفي أن يُفيضَ دُموعَه
و إنْ جَرَّ قلبي أن تُذاعَ وَدائِعُه
و لستُ أُضِيعُ الحَزمَ في فَيْضِ عَبرَة ٍ
لِفَقْدِ شَبابٍ ليسَ يُوجَدُ ضائِعُه
و كم في عَدِيٍّ من كُهولٍ وفِتيَة ٍ
كِرامٍلهم كَهْلُ السَّماحِ ويافعُه
جَزَيناهُمُ حَمْداً لحُسْنِ صَنيعِهِم
و كلُّ امرىء ٍ يُجْزَى بما هو صانِعُه
إذا المجدُ أمسى في المُلوكِ مُفَرَّقاً
فَفِي تَغلبٍ يُمسي ويُصبحُ جامعُه
و إن كانَ عبدُ اللّه شادَ لها العُلا(79/244)
فإنَّ عَلِيّاًفي الذي شادَتابعُه
فتى ً شَرَعَ المجدَ المُؤَثَّلَفالعُلا
مآربُهو المكرُماتُ شَرائِعُه
فلا جودَ إلاّ ما تُفيدُ يمينُه؛
و لا مجدَ إلاّ ما تَشيدُ وقائِعُه
إذا وَعدَ السَّرَّاءَ أَنجَزَ وعدَه
و إن أوعَدَ الضَّرَّاءَفالعَفوُ مانِعُه
يَحِنُّ إلى وِرْدِ المَنِيَّة ِ حاسِر
إذا حانَ عن وِرْدِ المَنيَّة ِ دَارِعُه
هُوَ الدَّهْرُ يَجري في البَرِيَّة ِ بأسُه
ببُؤسىو تَجري بالسُّعودِ صَنائِعُه
رمَى اللهُ أرضَ الرُّومِ منه بقاسمٍ
يَروعُ العِدا قبلَ الكَريهَة ِ رائِعُه
يَعودُ إلى الرُّمحِ الرُّدَينيِّ ماؤُه
و يُورِقُ إن ضُمَّتْ عليه أصابِعُه
و لمَّا تراءَى للعدوِّ مُصَمِّماً
تراءَتْ له تحتَ العَجاجِ مَصارِعُه
فآبَ سَليبَ الغُمْضِ تَحسِبُ أنَّه
من الرُّعْبِ صَبٌّ قد أُقِضَّتْ مَضاجِعُه
و إن عَفَتِ الأقدارُ عنهفقَد عَفَتْ
مَصايفُه منهوَ أَقْوَتْ مرابِعُه
لِيَهْنِ الأميرَ التَّغلبيَّ قُدومُه
و فَتحٌ توالَتْ بالسُّعودِ طوالِعُه
نَشَرْتُ له في كلِّ شَرْقٍ ومَغْرِبٍ
ثَناءً تُرَوِّي السَّامِعين بَدائِعُه
فأيُّ لَبيبٍ ليسَ يَبسِمُ قلبُه
سُروراًإذا أَصغَتْ إليه مَسامِعُه
مَلَكْتَ زِمامَ الدَّهْرِ في كلِّ حالَة ٍ
فليسَ يَضُرُّ الدَّهرُ مَنْ أنتَ نافِعُه
و أومَضَ لي من جُودِ كَفِّكَ لامِعٌ
و ما الغَيْثُ إلا حيثُ يُومِضُ لامِعُه
فأغنيتَني بالجُودِ عن كلِّ مُمْسِكٍ
أكافِحُه عن جُودِهِ وأُقارِعُه
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و مَبنِيَّة ٍ من خَيْزُرانٍ مُفَضَّضٍ
و مَبنِيَّة ٍ من خَيْزُرانٍ مُفَضَّضٍ
رقم القصيدة : 59741
-----------------------------------
و مَبنِيَّة ٍ من خَيْزُرانٍ مُفَضَّضٍ
يُقَدِّمُها خِشْفٌ من الإِنْسِ أروَعُ
لها قُبَّة ٌ كالحيَّتَيْنِ صَبيلَة ٌ
وَ وَجْهٌ بتجذيفِ الشَّوانينِ يَلمَعُ
عَجَاجَتُها دَكْناءُ في كلِّ مَجلِسٍ
و ياقوتُها الجَمرُ الذي يَتَضَوَّعُ(79/245)
إذا استُودِعَتْ سِرّاً أذاعَتْ بسِرِّها
تُشتِّتُ أنفاساً بها العَيْشُ يُجمَعُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و لمَّا اصطَبَحْناو الخُمارُ يَصُدُّنا
و لمَّا اصطَبَحْناو الخُمارُ يَصُدُّنا
رقم القصيدة : 59742
-----------------------------------
و لمَّا اصطَبَحْناو الخُمارُ يَصُدُّنا
عن الكأسِ عُجْناو الغَلائِلُ تُنزَعُ
إلى وُسْعِ حَمَّامٍكأنَّ سَماءَهُ
عَقيقٌ بِجَاماتِ اللُّجَينِ مُرَصَّعُ
و في الصَّدْرِ قَيْناتٌ وشُرْبُ مُدامَة ٍ
يَلَذُّ بها مَرأى ً وما ثمَّ مَسمَعُ
على سَبَجٍ من أَرْضِهِو جُيوشُه
قيامٌ على أرجائِهاو هي خُشَّعُ
قَضَيْنا بهِ عندَ الصَّباحِ لُبانَة ً
و عُجْنا إليها والعَواتقُ هُجَّعُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> له قَلَمٌ تجري النجومُ بجَريِه
له قَلَمٌ تجري النجومُ بجَريِه
رقم القصيدة : 59743
-----------------------------------
له قَلَمٌ تجري النجومُ بجَريِه
يُطيعُ له حَتْمُ القَضاءِ ويَسمَعُ
يُديرُ سُعوداًأو نُحوساًو إنَّه
منَ الفَلَكِ الدَّوَّارِ في الجَوِّ أسرَعُ
إذا ما امتطى منه ثلاثَ أناملٍ
بَدا ساجِداً من تَحتِهاو هي رُكَّعُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أيُّها السَّيِّدُ الذي راحتاهُ
أيُّها السَّيِّدُ الذي راحتاهُ
رقم القصيدة : 59744
-----------------------------------
أيُّها السَّيِّدُ الذي راحتاهُ
مُزنَة ٌ ما لِصَوْبِها إِقلاعُ
عَجِبَ النَّاسُ كيفَ ضِعْتُو مثلي
بِفِناءِ الأميرِ ليسَ يُضاعُ
قُلْتُإذ أَعوَزَ الشَّفيعُ وأَعْيا الأ
ذنُ فيما أرومُ والاستماعُ
هذهِ جَنَّة ُ الخُلودِو ما لي
من حَميمٍو لا شَفيعٍ يُطاعُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> بِنَفْسِيَ مَنْ رَدَّ التَّحِيَّة َ ضاحِكاً
بِنَفْسِيَ مَنْ رَدَّ التَّحِيَّة َ ضاحِكاً
رقم القصيدة : 59745
-----------------------------------
بِنَفْسِيَ مَنْ رَدَّ التَّحِيَّة َ ضاحِكاً(79/246)
فَجَدَّد فيه بعد يأسيِ مَطمَعي
إذا ما بَدا أبدى الغَرامُ سرائري
و أظهرَ للعُذَّالِ ما بينَ أضلُعي
و حالَتْ دموعُ العينِ بيني وبينَه
كأنَّ دموعَ العَينِ تَعشَقُهُ معي
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أهلاً به من عارِضٍ تَرَكَ الدُّجَى
أهلاً به من عارِضٍ تَرَكَ الدُّجَى
رقم القصيدة : 59746
-----------------------------------
أهلاً به من عارِضٍ تَرَكَ الدُّجَى
ببَياضِ مُزْنَتِهِ غُراباً أبقَعاحذف
نَثَرَتْ يَدُ الأرياحِ لُؤلُؤَ ثَلْجِه
فبَدا بأجيادِ الغُصونِ مُرَصَّعاحذف
و كأنَّما عَبِثَتْ لوامِعُ بَرْقِه
بِسَحابِهِفرَمَتْ به فَتَقَطَّعاحذف
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أُقَارِعُ أَعْدَاءَ النَّبِيِّ وَ آلِهِ
أُقَارِعُ أَعْدَاءَ النَّبِيِّ وَ آلِهِ
رقم القصيدة : 59747
-----------------------------------
أُقَارِعُ أَعْدَاءَ النَّبِيِّ وَ آلِهِ
قِرَاعاً يَفُلُّ البَيْضَ عِنْدَ قِرَاعِهِحذف
وَ أَعْلَمُ كُلَّ العِلْمِ أَنَّ وَلِيَّهُمْ
سَيُجْزَى غَدَاة َ البَعْثِ صَاعاً بِصَاعِهِحذف
فَلاَزَالَ مَنْ وَالاهُمُ في عُلُوِّهِ
وَلاَزَالَ مَنْ عَادَاهُمُ في اتِّضَاعِهِحذف
وَ مُعْتَزِلِيٌّ رَامَ عَزْلَ وِلايَتِي
عَنِ الشَّرَفِ العَالي بِهِمْ وارتِفَاعِهِحذف
فَمَا طَاوَعَتْنِي النَّفْسُ في أَنْ أُطِيعَهُ
وَلاَ آذَنَ القُرْآنُ لي في اتِّبَاعِهِحذف
طُبِعْتُ عَلَى حُبِّ الوَصِيِّ وَ لَمْ يَكُنْ
لِيُنْقَلَ مَطْبُوعُ الهَوَى عن طِبَاعِهِحذف
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و مَحجوبَة ٍ بالماءِ عَنْ كُلِّ ناظِرٍ
و مَحجوبَة ٍ بالماءِ عَنْ كُلِّ ناظِرٍ
رقم القصيدة : 59748
-----------------------------------
و مَحجوبَة ٍ بالماءِ عَنْ كُلِّ ناظِرٍ
و لكنَّها من حُجبِها تُتَخَطَّفُ
أَخَذْنا عَليهِنَّ السَّبيلَ بأَعيُنٍ
رَواصِدَإلا أنَّها ليسَ تُطرَفُ
فجاءَتْ به شتَّى النِّجارِو لم تَزَلْ(79/247)
تُجَمِّعُ من أشتاتِها وتُؤَلِّفُ
تُصافِحُها بيضُ المُتونِ كأنَّها
خَناجِرُ في أيمانِنا تَتَعَطَّفُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> عِنْديَ ضَيْفٌ لم يَزَلْ مُضيفا
عِنْديَ ضَيْفٌ لم يَزَلْ مُضيفا
رقم القصيدة : 59749
-----------------------------------
عِنْديَ ضَيْفٌ لم يَزَلْ مُضيفا
مُقَدَّماً في مَجدِهِ شَريفا
زارَ ليَحيا نَعمة ً وريفا
و الصُّبحُ قد قابلَنا مُنيفا
و رَفَعَتْ ظلماؤه السُّجوفا
و الكأسُ قد سارَتْ بنا الوَجيفا
حتَّى توارَتْ شمسُها كُسوفا
فأَهْدِ لي خَلوقَها المَدوفا
مُدَرِّعاً بلُّورَه المَشوفا
مثلَ العُروسِ ادَّرَعَتْ شُفُوفا
تَحوي منَ السُّكْرِ به صُنوفا
و كَبِّرِ الظَّرْفَ تَكُنْ ظَريفا
و الطُفْفمازِلْتَ بنا لَطيفا
في سابحٍ تَحسَبُه مَعلوفا
كان لِقَعْرِ لُجَّة ٍ حَليفا
لاقىو قد فارقَهالحُتوفا
خَطْفَة ُ صيَّادٍ غدا مَخطوفا
و مَنْ يَكُنْ يَعرِفُه مَعروفا
صَبٌّ إلى السُّكْرِ به مَشغُوفا
ترى الذي حاولتَه خَفيفا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> تَزْدادُ مَنْعاًإذا ما رُمْتُ إسعَافا
تَزْدادُ مَنْعاًإذا ما رُمْتُ إسعَافا
رقم القصيدة : 59750
-----------------------------------
تَزْدادُ مَنْعاًإذا ما رُمْتُ إسعَافا
و تُعلِنُ الظُّلمَإنْ حاولتُ إنصافَا
غُصْنٌ يُحمِّلُني عِبءَ الهَوى فمَتى
ضَعُفْتُ عنه حبَتْني منه أَضعافا
ماذا عليهاو قد خَفَّتْ رَكائِبُها
لو كان يأمَنُ منها الصَّبُّ ما خَافا
بل ما على السِّرْبِإذ فاجاكَلو عَطَفَتْ
ظِباؤُه لك أجياداً وأَعطافا
أَقبَلْنَ يَكْسِرْنَ أَجفاناً مُفَتَّرَة ً
إلى الصَّبابَة ِأو يَمدُدْنَ أَطرافا
تُثنَى مُثَقَّلَة ٌ منها مُخَفَّفَة ٌ
كأنَّما قُسِمَتْ قُضْباً وأَخفافا
و ربَّما عَنَّ ديباجُ الخُدودِ لنا
و قد كَساه وَشيكُ البَيْنِ أَفْوافا
و أَومَضَتْ من خِلالِ السِّجْفِ بارِقَة ٌ
أطاعَها مَطَرُ الأجفانِ تَذرافا(79/248)
أَيَّامَ يَحسُدُ عِطْفَيْهِ الحُسامُإذا
ما هَزَّهُو ثَنَى عِطْفَيْه إرهافَا
حيَّا الكَثيبَ ونادى الشَّوقَ من كَثَبٍ
فلم يُطِقْ لغُروبِ الدَّمْعِ إيقافا
و ما خَفا البَرقُ إلا عادَ يُذكِرُه
من الثَّنِيَّة ِ أَجزاعاً وأخيافا
أَلِيَّة ٌ بالكَرى المَجفُوِّ تُبعِدُه
عنَّا الرَّكائِبُ إرفالاً وإيجافا
لقَد أَبحتُ شَريفَ القَولِ ذا حَسَبٍ
في الأزدِ مُوفٍ على العَلياءِ إشرافا
إلى ابنِ فَهْدٍ زَفَفْنا كلَّ آنسَة ٍ
عذراءَتُتحِفُهُ بالحَمْدِ إتحافا
جاءَتْه لا تتقاضى عندَه عِدَة ً؛
أنَّىو قد أخذَتْ جَدواه أسلافا
أَلِفْنَ منه فِناءً ما حَلَلْنَ به
إلاّ وَجَدْنَ جِنانَ العَيْشِ ألفافا
أَغَرُّ يَكشِفُ عنَّا كلَّ نائبَة ٍ
كالصُّبحِ مازالَ للظَّلماءِ كَشَّافا
يَجري إلى الجُودِيومَ الجُودِ مُبْتَسِماً
إذا البَخيلُ غدا للبُخلِ وَقَّافا
سامٍإذا القومُ راموا نَيْلَ سُؤدُدِهِ
عَلا سُمُوّاًفحَطَّ القومَ إِسفافا
إنْ خالفُوا المجدَ لم يَعْدِلْ مُخالفَة ً
أو أخلَفُوا الوَعْدَ لم يُتْبِعْهُ إخلافا
دعا السَّماحَ سَقيفاً منه حينَ دَعا
من المُلوكِ أَخِلاَّءً وأَحلافا
نَزورُ منه وِساعَ الجُودِ نُوسِعُه
حَمْداًو يُوسِعُنا بِرّاً وألطافا
يَفُلُّ عنَّا سِهامَ الخَطْبِ مُقتَدِراً
حتَّى يُعيدَ سِهامَ الخَطْبِ أَهدافا
مَنْ ذا يُفاخِرُهُ إنْ عَدَّمُفْتَخِراً
من سِرِّ يَعْرُبَ أمجاداً وأشرافا
عُلاً تَطيبُ بريَّاها مدائِحُنا
كالمِسْكِ تأخُذُ منه الرِّيحُ أَعرافا
و شيمَة ٌإن رأَيْنا الجودَ مُقتَصِداً
فيمَنْ سواهأَرَتْنا الجُودَ إِسرافا
و عَزمَة ٌ لا تَزالُالدَّهرَنَجدَتَه
تَهُزُّ منها على الأَعداءِ أسيافا
إن وَفَّرَ السَّيفَ يومَ الرَّوْعِتالِدُه
أعادَ تَوفيرَه بالبَذْلِ إتلافا
بَيْنا تَراهُ عَطوفاً في مَكارِمِه
حتى تَراه على الأقرانِ عَطَّافا
يَمشي بِضَوْءِ الظُّبا في كلِّ مُعتَرَكٍ(79/249)
مُدَّتْ عليه سُجوفُ النَّقْعِ أَسْدافا
أبا الفوارسِلازالَتْ مَدائِحُنا
تَعتَدُّنا لكَ زُوَّاراً وأَضيافا
ما فَوَّقَ الدَّهرُ لي سَهْماً جَزِعْتُ له
إلاّ وَجَدتُكَ لي دِرْعاً وتِجفافا
جَاءَتْكَ مَعنى ً وألفاظاً مُدَبَّجَة ً
كأنَّها دُرَرٌ شَقَّقْنَ أصدافا
وافَتْ تُهَنِّيكَ بالأجرِ الجزيلِ على
شَهْرِ الصِّيامِو بالعيدِ الذي وافى
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لنا رَوْضَة ٌ في الدَّارِ صِيغَ لِزَهْرِها
لنا رَوْضَة ٌ في الدَّارِ صِيغَ لِزَهْرِها
رقم القصيدة : 59751
-----------------------------------
لنا رَوْضَة ٌ في الدَّارِ صِيغَ لِزَهْرِها
قَلائِدُ من حَلْيِ النَّدى وشُنوفُ
يُطيفُ بنا منهاإذا ما تنفَّسَتْ
نَسيمٌ كعَقْلِ الخالِدِيِّ ضَعيفُ
و نَدمانِ صدقٍ نَثرُهُ ونِظامُه
ربيعٌ إذا فاوضتَهو خَريفُ
و ماءٍ حكى أشعارَ حَمْدٍ ببَردِه
و لكنَّه مَحياًو تلكَ حتُوفُ
و قد رَقَّ ثَوبُ الغَيمِحتَّى كأنما
تُنَشَّرُ دُونَ الأُفْقِ منه سُجوفُ
فزُرْ مَجلِساً قد فَضَّلَ اللهُ أهلَه
و شَرَّفَهُمْإنَّ الأديبَ شَريفُ
و لا تَعْدُ أفعالَ الشريفِفإنه
دمانٌ رقيقُ الحُلَّتَيْنِ ظَريفُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> هذي المَعارِفُ منهمُ فتَعَرَّفا
هذي المَعارِفُ منهمُ فتَعَرَّفا
رقم القصيدة : 59752
-----------------------------------
هذي المَعارِفُ منهمُ فتَعَرَّفا
وَقِفا لعلَّ الرَّكْبَ أن يتوقَّفا
إنْ تَجفُها ريَمُ السَّحابِ فما جَفا
أطلالَها دمعٌ يُرَقْرِقُه الجَفا
و لَئِنْ شَكَتْ حَيْفَ الزَّمانِ لقَد مَشى
بالبَيْنِ في حافاتِها مُتَحَيِّفا
عُقِلَتْ رِكابُ سُرورِنا في ظِلِّها
و لكَمْ سَرى فيه السُّرورُفأوْجَفا
أيَّامَإنْ وَعَدَ الحبيبُ مُتيَّماً
وصلاًوَفَىو إذا توَعَّدَ أَخلَفا
و مُهَفْهَفٍكالشَّمسِ سالَمَ نورُه(79/250)
ظُلَمَ الدُّجى أو كالقضيبِ تَعَطُّفا
يُهدي لعاشِقِه الحُتوفَفإن بدا
أنسَتْهُ سالِفَتاهُ ما قد أسلَفا
و كأنما أبدى لنا بمُدامِه
و جَمالِه صاعَ العزيزِ ويوسُفا
فعَلامَ تَقرِفُني الوُشاة ُو إنما
نازَعْتُه صَهباءَ كَرْمٍ قَرقَفا
و اللَّيلُ قد ضَعُفَتْ قُوى ظَلمائِه
فالنَّجمُ فيه يُديرُ لَحْظاً مُدْنَفا
حتَّى تَكَشَّفَ صُبحُهفحسِبتُه
لضِيائِهِخُلُقَ الأميرِ تكشَّفا
مَلِكٌخلائِقُهُ الزَّمانُو صَرْفُه
فبِفِعْلِه جارَ الزَّمانُ وأنصَفا
إنْ قَطَّبَ البُخَلاءُ أسفرَ وجهُه
أو أسرَفُوا في المَنْعِ حارَفأسرَفا
مُتَبرِّعٌ بنَوالِهجارٍ على
كَرَمِ الطِّباعِإذا اللَّئيمُ تكلَّفا
و مُشَتِّتٌ شَمْلَ اللُّهى بأناملٍ
جمَعَتْ له شَمْلَ العُلى فتألَّفا
لولا نَوالُ يَدِ الغَضَنْفَرِ أصبحَتْ
عَرَصاتُ هذا المجدِ قاعاً صَفْصَفا
لَحَظَ الوَليَّ فعاد منه مُؤَمَّلاً
و رمى العَدُوَّفراحَ منه مُخوَّفا
شِيَمٌ أَرَقُّ من النَّسيمِو ربَّما
عَصَفَتْ جَنائِبُهافعادَتْ حَرجَفا
كم مَوقِفٍ لم يَلْقَ فيه كُماتُه
إلاّ على أجسامِ قَوْمٍمَوقِفا
ضَنْكٍإذا جَلَتِ السُّيوفُ قَناتَه
رَفَعَتْ حوافِرُهُ ظَلاماً مُغْدِفا
أَقدمْتَ فيه تهُزُّ أسمرَ ذابلاً
لَدْناً لأرواحِ العِدا مُتَخَطِّفا
فإذا تأوَّدَ صَدْرُه من طَعْنَة ٍ
نَجلاءَ عادَ بغيرِها فتثقَّفا
فاسلَمْ لكلِّ فَضيلَة ٍ معروفَة ٍ
لولاك طالَ على الوَرى أن تُعرَفا
و البَسْ غَرائبَ مَدْحَة ٍ دبَّجتُها
فكأنَّما دَبَّجْتُ منها مِطرَفا
من كلِّ بيتٍ لو تَجَسَّمَ لَفظُه
لرأيتَه وَشْياً عليكَ مُفوَّفا
و لَئِن تَوقَّفَ جُودُ كَفِّكَ مُعْرِضاً
عنّيفلم يَكُ قبلَها متوقِّفا
خُلِّفْتُ في حَظِّي لدَيْكَو إنَّني
لأُحِبُّ شُكري أن يُرى مُتَخلِّفا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> هَلْ للعَليلِ سوى ابنِ قُرَّة َ شَافي
هَلْ للعَليلِ سوى ابنِ قُرَّة َ شَافي
رقم القصيدة : 59753(79/251)
-----------------------------------
هَلْ للعَليلِ سوى ابنِ قُرَّة َ شَافي
بعدَ الإلهِو هل له من كاف
أحيا لنا عِلمَ الفَلاسِفَة ِ الذي
أَودَىو أوضَحَ رَسمَ طُبٍّ عاف
فكأنَّه عيسى بنُ مريمَ ناطقاً
يَهَبُ الحياة َ بأيسَرِ الأوصافِ
مَثَلَتْ له قارورَتيفرأى بها
ما اكتَنَّ بينَ جَوانِحي وشِغافي
يبدو له الدّاءُ الخَفِيُّ كَما بدا
للعَيْنِ رَضْراضُ الغديرِ الصافي
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قضَى بوقوفِ الرَّكْبِ حَقَّ المواقِفِ
قضَى بوقوفِ الرَّكْبِ حَقَّ المواقِفِ
رقم القصيدة : 59754
-----------------------------------
قضَى بوقوفِ الرَّكْبِ حَقَّ المواقِفِ
فروَّى صَداها بالدُّموعِ الذَّوارِفِ
رسومٌ كأنَّ الطَّرْفَ يَقرأُكلَّما
تأمَّلَهاآيَ الهَوى من صَحائفِ
أباري بها دَمْعَ الحَياو هو ذَارِفٌ
و أخلُفُه في رَبْعِها غيرَ ذارِفِ
و أَعْرِفُها لولا الذي فَعَلَ البِلَى
و أُنْكِرُها لولا نَسيمُ المَعارِفِ
سقاكَ الهَوى صوبَ الدموعِ مُلاطِفاً
و أيُّ هوًى يَلقاكَ غيرَ مُلاطِفِ
فلم تُنسِني الأيَّامُ فيكو قد دَجَت
سَوالفَ أيامٍ مَضَتْ كالسَّوالفِ
و أخضرَ من وَشْي الحَدائقِ مُعْلَمٍ
تَجُرُّ عليه السُّحْبُ وَشْيَ المَطارِفِ
إذا انصاتَ في قَرْنٍ من الشَّمْسِ ضاحكٍ
تَمايلَ في دَمْعٍ من المُزْنِ واكفِ
و لابِسَة ٍ في كأسِها ثوبَ آمنٍ
جلاها علينا الماءُ في ثَوبِ خائفِ
إذا رَعَفَتْ منها الأباريقُ خَيَّلَتْ
لأَعيُنِنا سِربَ الظِّباءِ الرَّواعفِ
تمسَّكْتُ بالإنجيلِ لمَّا أباحَها
و خالفْتُ فيها نصَّ ما في المَصاحفِ
أُرَدِّدُ لَحْظَ العَيْنِ بينَ شَمامسٍ
مُصَوَّرَة ٍ في كأسِها وأساقفِ
فمِنْ بَيْنِ عارٍ لم يَنَلْ من ثيابِها
و مُلتَحِفٍ منها بحُمْرِ المَلاحفِ
أَ أَطلُبُ إسعافَ الزَّمانِو قد ثَنى
إلى العاجزِ المأفونِ عَطْفَ مُساعفِ
و آمُلُ أن يَجلو لذي اللُّبِّ بعدَما(79/252)
ترَشَّفَهُ ذو الجَهْلِ حُلْوَ المَراشفِ
إذا لم يكن للنَّقْصِ يَوماً بمُنْكِرٍ
فما هو للفَضْلِ المُبينِ بعَارِفِ
سأمنَحُ حَلْيَ الشِّعْرِ صائِغَ حَلْيِه
و إن لم يَصُغْهُ لارتيادِ العَوارفِ
ثناءًكأفوافِ الرِّياضِ يَشوبُه
عتابٌكأنفاسِ الرِّياحِ الضَّعائفِ
تَرقرَقَ ماءُ الطَّبعِ في وَجَناتِه
تَرَقرُقَ إِفرِنْدِ السّيوفِ الرَّهائفِ
أبا حسَنٍإنَّ المَكارِمَ جَمَّة ٌ
و أحسنُها إنصافُ خِلٍّ مُناصِفِ
تناسَيْتَ وُدِّي من قديمٍ وحادِثٍ
و أغفَلْتَ شُكْري من تَليدٍ وطارفِ
و أهملتَنيحتَّى تحيَّفَني العِدا
و كم ذُدْتَ عنّي الحَيْفَ من كلِّ حائفِ
عصائبُ رَقَّ السِّترُ بيني وبينَهم
فمن ساترٍ ما في الضَّميرِ وكاشِفِ
يَدِبُّونَ في لَيْلِ النِّفاقِ كأنَّهم
عَقارِبُ دَبَّتْ في دُجًى مُتَكاثِفِ
إذا نَسَمَتْ ريحُ الصديقِ عليهِمُ
أَهَبُّوا عليها كلَّ نَكْباءَ عَاصِفِ
و ما نَقَمُوا إلا مَقالَة َ مُعْلِنٍ
بأنَّ أبا السِّبْطَينِ خَيْرُ الخَلائفِ
إذا شِئْتَ أن تُهدي لِغِلِّ صدورِهِمْ
فأَغْضِبْهُمُ يَبْدو كُمونُ الكثائفِ
أَلستَ تَراهمإنْ رأَوا لك نِعمة ً
يَفيضونَ غَيْظاً من صدورٍ لواهفِ
تَرى أَوجُهاً تَصفَرُّ حِقْداًكأنَّما
يُدافُ على أَبشارِها وَرْسُ رائفِ
و خُزْرَ عُيونٍ لم تكنْ لَحَظاتُها
لتصدُرَ إلا عن قُلوبٍ رَواجفِ
أَلَم تَرَنِي أقصرتُ غيرَ مُقَصِّرٍ
و أَعرَضْتُ عن أعراضِهِمْ غيرَ خائفِ
و كيفَ يَبيعُ الحُرُّ عِرْضَ ابنِ حُرَّة ٍ
بأعراضِ أبناءِ الإِماءِ المَقارفِ
أغَرَّكَ منهم ذو لسانٍ مُلاطِفٍ
و قلبٍلإفراطِ الغليلِمُسايفِ
فأعطيتَهم مَدْحاً كزاهِرَة ِ الرُّبا
و وُدّاً كإيماضِ البروقِ الخَواطفِ
و كنتَ جديراً أن تَحُثَّ إليهِمُ
قَواصِفَ لَفْظٍ كالرُّعودِ القَواصِفِ
و تَسلَمَ عن أعراضِهِمْ بشوارِدٍ
مسوَّمَة ٍتُوهي صَفاة َ المُقارفِ
فليسَ يكونُ المرءُ سِلْمَ صَديقِهِ(79/253)
إذا لم يكنْ حربَ العدوِّ المُخالفِ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> فؤادي بك مَشغوفُ
فؤادي بك مَشغوفُ
رقم القصيدة : 59755
-----------------------------------
فؤادي بك مَشغوفُ
و دَمعي فيك مذروفُ
و في وعدِكَ إن جُدْتَ
به مَطْلٌ وتَسويفُ
أَ أَنسى مَوقِفَ البَيْنِ
و وَجْدي فيكَ مَوقوفُ
و قد شيَّعَني طَرْفٌ
بماءِ الشَّوقِ مَطروفُ
و جادَتْ حَدَقٌ نُجْلٌ
و مادَتْ قُضُبٌ هِيفُ
و جالَتْ حُمْرَة ُ الخَدِّ
كما جالَ التَّطاريفُ
فَعِقْدُ الدَّمْعِ مَحلولٌ
و عِقْدُ الثَّغْرِ مَرصُوفُ
و في الدَّمْعِ لِمَنْ حُمِّ
لَ ثِقْلَ البَيْنِ تَخفيفُ
و رَوْضٍ فيه تَدبيجٌ
منَ النَّوْرِ وتَفويفُ
أَلِفْنا طيبَ مَثواه
و طيبُ العَيْشِ مألوفُ
وَ صَرْفُ الدَّهْرِ عنَّا ب
أبي العبَّاس مَصروفُ
فتى ً بالجُودِ مَشغُوفٌ
و بالمعروفِ معروفُ
خِلالٌ لصَلاحِ الده
رِ في أفيائِها رِيفُ
فيومَ الجُودِ بَسَّامٌ؛
و يومَ الرَّوْعِ غِطْريفُ
له في الوَفْرِ تَشتيتٌ؛
و في العَلياءِ تأليفُ
ندى ً لو كانَ من بَحرٍ
لأَمنو هوَ مَنزوفُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> صَبٌّ بِغِرَّاتِ الصِّبا مُكَلَّفُ
صَبٌّ بِغِرَّاتِ الصِّبا مُكَلَّفُ
رقم القصيدة : 59756
-----------------------------------
صَبٌّ بِغِرَّاتِ الصِّبا مُكَلَّفُ
مُنسَحِبٌ مِئْزَرُه والمُطْرَفُ
يُرغِمُ مَنْ يَلْحى ومَنْ يُعَنِّفُ
تَشوقُه حتَّى يَكادَ يَتْلَفُ
خَدٌّ أَسيلٌو قَوامٌ أَهيَفُ
فصاحِباهُ فِتْيَة ٌ وقَرقَفُ
و عُدَّتاه سابِحٌ ومُرهَفُ
هاجَ هَواه الدَّيرُ والمُستَشرَفُ
و روضُه المُدَبَّجُ المُفَوَّفُ
تُرْبٌ صَحيحٌو هواءٌ مُدْنَفُ
للعَيْنِ فيهأيَّ وَجهٍ تُصْرَفُ
بِساطُ منثورٍ نَداه يَنطِفُ
له من الآسِ الجَنيِّ رَفْرَفُ
و جَدْوَلٌ لُجَّتُهُ لا تَنْزِفُ
تَصقُلُ مَتْنَيْهِ الرِّياحُ العُصَّفُ
حيتانُه دانية ٌ تَلَقَّفُ(79/254)
فماؤُهُ مُرَوَّقٌ مُنَطَّفُ
مِثلَ السَّرابِ افتَرَّ عنه النَّفْنَفُ
فهي على ساحاتِهِ تُرَفْرِفُ
كلٌّ بِسَهْمِ حَتفِهِ مُستَهْدَفُ
ألحفتُهُنَّو الحِمامُ ألحَفُ
شبَّهتُه بالدِّرْعِ حينَ تُرصَفُ
بها عُيونٌ لَحظُهُنَّ أَوْطَفُ
يَطرِفُها الماءُو ليسَتْ تُطرَفُ
ثمَّ تَلاها قَصَبٌ مُجوَّفُ
مثلَ القَنا ثَقَّفَهُ المُثقِّفُ
و كلُّ عقفاءَ إليه تُوصَفُ
مثلَ الهلالِو هي منه أنحَفُ
من صِفَتَيْها الرِّفْقُ والتَّعَجرُفُ
فلم تَزَلْ تُرسَلُ ثم تُخطَفُ
و نحنُ من أشتاتِها نؤَلِّفُ
كأنها خَناجِرٌ تَعَطَّفُ
أحلَّ لي عذابَهُنَّ المُصحَفُ
و ليس عن صَرْفِ الحِمامِ مصرَفُ
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> السري الرفاء >> تَلافَ السَّهمَ أُثبِتَ في الشَّغافِ
تَلافَ السَّهمَ أُثبِتَ في الشَّغافِ
رقم القصيدة : 59757
-----------------------------------
تَلافَ السَّهمَ أُثبِتَ في الشَّغافِ
و هل يُنْجيكَ من تَلَفٍ تَلاَفي
تُذَكِّرُني العَفافَو ليس هذا
أوانَ العَفْوِ عنكو لا العَفافِ
و قد برقَ الهجاءُ بقَاصِفاتٍ
تَهُمُّ لها قَناتُكَ بانقِصافِ
فرشْتُ لك البسيطة َ منه جَمراً
يَضُرُّ بذي الحِذاءِو أنتَ حافي
و كيفَ تنالُ عارفتي وعفوي
و لم تَمْحُ اعترافَكَ باعترافِ
أرى الجَزَّارَ هَيَّجَني ووَلَّى
و كاشَفَني وأسرعَ في انكشافي
ورفَعَ شِعرَه بعيونِ شِعري
فشابَ الشَّهدَ بالسُّمِّ الزُّعافِ
لقد شَقِيَتْ بمِديَتِكَ الأضاحي
كما شَقِيَتْ بغارَتِكَ القَوافي
توعَّرَ نَهْجُها بكو هو سَهلٌ
وَكُدِّرَ وِرْدُها بكو هو صافي
فتكْتَ بها مثقَّفَة َ النَّواحي
على فِكْرٍ أَسَدَّ من الثِّقافِ
لها أَرَجُ السَّوالفِ حينَ تُجلَى
على الأَسماعِأو أرَجُ السُّلافِ
جمَعْنَ الحُسْنَيَينِفمِن رِياحٍ
مُعَنْبَرَة ٍو أرواحٍ خِفافِ
و ما عَدِمَتْ مُغيراً منكَ يَرمي
رقيقَ طباعِها بطباعِ جَافي(79/255)
كأنَّ مَحاسِنَ الأشعارِ شَرْعٌ
تُحَبِّبُهُفجاءَ على الخِلافِ
مَعانٍ تُستَعارُ من الدَّياجي
و ألفاظٌ تُقَدُّ من الأثافي
كأنَّك قاطفٌ منها ثِماراً
سُبِقْتَ إليه إبَّانَ القِطافِ
و شَرُّ الشِّعْرِ ما أدَّاهُ فِكْرٌ
تَعَثَّرَ بينَ كَدٍّ واعتسافِ
لقد شَكَتِ القَصائِدُ منك ضَيماً
فهل حامٍ يَقيها الضَّيمَ كافي
جَرَيْتَو طِرْفُها السبَّاقُ جارٍ
و ضِقْتَ وباعُها الممتدُّ وافي
و تزعُمُ أنَّكَ المشهورُ فَضْلاً
فَلِمْ تَخفَىو بَرقُ الحَيْنِ خافي
تَفاوَتْناو هل تَخفَى القُدامى
على لَحْظِ العُيونِ مِنَ الخَوافي
و فَضْلُ الهامِ من بُغْضِ الذُّنابى
و عِزُّ التَّاجِ من ذُلِّ الخِصافِ
رُمِيتَ منَ الهجاءِ بذي غِمارٍ
إذا ما فاضَ غَرَّقَ ذا النِّطافِ
و ضاقَ بكَ الفضاءُ الرَّحْبُ لمَّا
عَطَفْتُ عليك فَضفاضَ العِطافِ
و لستُ أُسيءُ مُبتَدِئاًو لكنْ
أجازي بالإساءَة ِ أو أكافي
سأَشفي الشِّعْرَ منك بِنَظْمِ شِعْرٍ
تَبيتُ له على مثلِ الأَثافي
و أُبْعِدُ بالمَوَدَّة ِ منك جُهدي
فَقِفْ لي بالمَوَدَّة ِ خَلفَ قافِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَمُعَنِّفيإنْ زِدْتَ في التَّعْنيفِ
أَمُعَنِّفيإنْ زِدْتَ في التَّعْنيفِ
رقم القصيدة : 59758
-----------------------------------
أَمُعَنِّفيإنْ زِدْتَ في التَّعْنيفِ
فاردُدْ سَوابِقَ دَمْعيَ المَذروفِ
سَلَّتْ على قَلبي ظُبا أسيافِها
يَومَ النَّوى مُقَلُ الظِّباءِ الهِيفِ
و أَعَدْنَ بَرْقَ الشَّوقِ يُومِضُ في الحَشا
بِوَميضِ بَرْقٍ من خِلالِ سُجوفِ
و رجَوْتُ أن أَحيا بِرَدِّ تَحيَّة ٍ
فحَيِيتُ من أجفانِها بحُتوفِ
أَقمارُ تَمٍّ في سَوادِ حَنادِسٍ
و غُصونُ بانٍ في رِقاقِ شُفوفِ
لازالَ صَوْبُ المُزْنِ صَبّاً آلِفاً
يَنهَلُّ في ربعِ الصِّبا المألوفِ
وَطَنٌ عَهِدْتُ الدَّهْرَ غيرَ مُخالفٍ
في ظِلِّهِو الحَيَّ غيرَ خُلوفِ
وَدَّعتُهُم شَغَفاً بهمو جَهِلْتُ ما(79/256)
يَجني الوَداعُ على الفَتى المَشغوفِ
فعرَفْتُ يَومَ البَيْنِ مَنْهَجَهكما
عَرَفَ ابنُ نَصرٍ مَنهجَ المَعروفِ
مَلِكٌرَجَوْتُ نَوالَهفوجدتُه
كَثَباً على الرَّاجينَ غيرَ قَذيفِ
و لجأتُ من دَهْري إليهفكان لي
رُكناً على الحِدْثانِ غيرَ ضَعيفِ
و سَرَيتُ في لَيلِ الخُطوبِ بِوَجْهِه
فحَمَدْتُ إشراقَ الهِلالِ المُوفي
سبَقَ الأميرُ إلى السَّماحِفأَتبعَتْ
كَفَّاه جُوداً سابقاً برديفِ
و احتالَ في نَظمِ الثَّناءِو نَثرِه
في مُشرِقاتِ قَلائِدٍ وشُنوفِ
شمسُ النَّدى يَسمُوبعَزمٍ لو بَدا
للشَّمسِ يوماً آذَنَتْ بِكُسوفِ
و ثَقيلُ حِلمٍ منه أصبحَ كامِناً
في حَدِّ مَصقولِ الذُّبابِ خَفيفِ
سادَتْ بنو حَمدانَ مَجْداً لم يَزَلْ
يُثْنى بحدِّ أسِنَّة ٍ وسُيوفِ
وصلوا التَّليدَ بطارِفٍفغَدا لهُم
حَبلا فخارٍ تالدٍ وطَريفِ
و حَوى أبو العبَّاسِ كلَّ فَضيلَة ٍ
تَرَكَتْ شَريفَ القَومِ غيرَ شَريفِ
حَنِقٌ على الأموالِ غيرُ مُبَخَّلٍ
قاسٍ على الأعداءِ غيرُ رَؤوفِ
مُدَّتْ إليَّ يَدُ الخُطوبِ فكفَّها
عنّي بِكَفٍّ للنَّوالِ ألوفِ
و أَحلَّني جَدواه ذُروَة َ شاهِقٍ
مُتَمَنِّعٍ صَعْبِ المَرامِ مُنيفِ
لم تَرْمِني الأيامُ فيه بِنَظرَة ٍ
إلا انثَنَيْنَ بناظِرٍ مَطروفِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> عافَ الوقوفَ على المحلِّ العافي
عافَ الوقوفَ على المحلِّ العافي
رقم القصيدة : 59759
-----------------------------------
عافَ الوقوفَ على المحلِّ العافي
و أقامَ إلفَ مَوَدَّة ِ الأُلاَّفِ
صَبٌّ يُواصِلُللصَّبابَة ِقاطعاً
و يُلِمُّ من ألمِ الغَرامِ بِحَاف
ظَامٍ إلى الوَجَناتِ يُورِدُهُ الرَّدَى
وَرْدٌ بها يُجنى بغيرِ قِطافِ
و يَزيدُهُ ضُعْفُ الخُصورِإذا انثَنَتْ
للوَجْدِأَضعافاً على أضعافِ
أيامَ يَعْطِفُهعلى لَذَّاتِه
خَنِثُ الشَّمائلِ مائسُ الأعْطافِ
و الشَّرْبُ قد صبّوا الصَّباحَ على الدُّجى
ما بينَ ضَوْءِ سوالفٍ وسُلافِ(79/257)
و البدرُ يَظهرُ في السَّحابِكأنَّه
عَذراءُ تنظُرُ من وَراءِ سِجافِ
و الرّاحُ قد حملَتْ لها ريحُ الصَّبا
نَفَحاتِ مِسْكٍ بالعَبيرِ مُدافِ
و تناهَبَتْ كاساتُها ظُلَمَ الدُّجى
نَهْبَ العُفاة ِ نَدى أبي العَطَّافِ
حَكَمٌ على الأيَّامِ يحكُمُ في العِدا
و المالِ حُكمَ مُجانِبِ الإنصافِ
فَمحلُّه خَضِرُ الجَنابِ من النَّدى
عَذْبُ المَوارِدِ آمِنُ الأكنافِ
حالي الثَّرى يجري النَّسيمُإذا جرَى
صُبْحاًبأنفاسٍ عليه ضِعافِ
قطعَ الوفودُ به المسيرَو طالَما
وَصَلوا الذَّميلَ إليه بالإيجافِ
عرَفوا الأميرَ مُواصِلاً معروفَه
بخلائِقٍ مِسكِيَّة ِ الأعرافِ
و كَسَوه من بِدَعِ القريضِ مدائحاً
موشيّة ً كبدائعِ الأفوافِ
أعطى فقَصَّرَ في العَطاءِ بحاتمٍ
وسَطا فأخمَلَ سطوة َ الجحَّافِ
في مَعْرَكٍ طافَ الرَّدى بِكُماتِه
عندَ اختلافِ الطَّعْنِ أيَّ طَوافِ
فإذا السَّنابِكُ أنشأَتْ ليلاً به
ثَقَبَ الصَّباحَ له سَنا الأسيافِ
من أسرة ٍ أَسَرَتْ لها صِيدَ العُلى
وَقَفافا أَصْيَدَ في الرَّدى وَقَّافِ
جعلُوا السُّيوفَ لكلِّ خَطْبٍ مَعْقِلاً؛
إنَّ السُّيوفَ معاقلُ الأَشراف
و كَساهُمُ صَفوُ النَّجاة ِ خَلائِقاً
أصفى من الماءِ الزُّلالِ الصَّافي
فلهُم عَزائِمُ ما امتضَيْنَ صَوارِماً
إلا جَلَيْنَ بها دُجَى الأَسيافِ
و مَحلُّ عِزٍّ شاملٍ ما احتلَّه
باغٍ كَساه البغيُ ثَوبَ خِلافِ
إلاّ رأى الرّاياتِ تَخفُقُ حولَه
و رأى الوَشيجَ مُخَضَّبَ الأَطرافِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قد عَقَلْتُ اللِّسانَ دونَكو الخا
قد عَقَلْتُ اللِّسانَ دونَكو الخا
رقم القصيدة : 59760
-----------------------------------
قد عَقَلْتُ اللِّسانَ دونَكو الخا
ئِنُ مَنْ سُلِّطَتْ عليه القَوافي
و أرى الوَعْدَ منك في كلِّ يَومٍ
ثَمَراًغيرَ مُؤْذنٍ بقِطافِ
فتَنَبَّهْفأنتَ ما بينَ شَهْدٍ
من لِساني وبينَ سُمٍّ ذُعافِ(79/258)
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ألا يا بنَ فَهْدٍ وُقيتَ الرَّدَى
ألا يا بنَ فَهْدٍ وُقيتَ الرَّدَى
رقم القصيدة : 59761
-----------------------------------
ألا يا بنَ فَهْدٍ وُقيتَ الرَّدَى
فأنتَ الجَوادُ الأديبُ الشَّريفُ
صَرَفْنا الأَعِنَّة َ نَحوَ المُدامِ
و ما للزَّمانِ علينا صُروفُ
فغابَتْ كواكبُ لَذّاتِنا
و أَعجلَ شَمسَ المُدامِ الكُسوفُ
فَجُدْ بالتي عندَها للسُّرورِ
حياة ٌو لِلهَمِّ فيها حُتوفُ
فما جادَ بالرَّاحِ إلاّ الجَوادُ
و ما كَبَّرَ الظَّرْفَ إلا الظَّريفُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> رَفِقَ الزَّمانُ بناو كانَ عَنيفا
رَفِقَ الزَّمانُ بناو كانَ عَنيفا
رقم القصيدة : 59762
-----------------------------------
رَفِقَ الزَّمانُ بناو كانَ عَنيفا
و غَدا لنا بعدَ القِراعِ حَليفا
و دَنَتْ ظِلالُ المَكرُماتِو ذُلِّلَتْ
أثمارُها للطَّالبينَ قُطُوفا
أهلاً بمَنْ رَعَتِ المدائحُ رَوضَه
فعَرَفْنَ في أيامِه المَعروفا
و حَنَته رأفتُه على زُوَّارِهِ
فأراهُمُ خَلَقَ النَّوائبِ رِيفا
قَدِمَتْ بمَقدَمِه المكارِمُفاغتَدَتْ
خُضْراًتَرُفُّ على العُفاة ِ رَفيفا
و زَهَتْ بِلادُ الحِصنِ بالقَمَرِ الذي
أهدى إلى القَمرِ المُنيرِ كُسوفا
نَظَمَ الأَميرُ لها قَلائِدَ سُؤدُدٍ
أشرَفْنَ في لَبَّاتِهاو شُنُوفا
و غَدا الفُراتُ لبَيْتِه مُتَضائِلاً
لا يَستبينُ ضُؤُولَة ً ونُحوفا
فلو استطاعَ إليه قَصداً لا نكَفى
حتى يُرَى عن قَصْدِه مَصروفا
لولا أبو العطَّافِ لم تَلْقَ النَّدى
غَضّاًو لم يَكُنِ الزَّمانُ عَطوفا
مَلِكٌيراه عدوُّهُ مُتحَنِّناً؛
و يراه طالبُ رِفْدِهِ مألُوفا
مُغْضٍو ليسَ لِحاظُه إن بَثَّها
إلا حياة ً غَضَّة ً وحُتوفا
و أَغَرَّ يأنَفُ أن يَصُدَّ عَنِ الوَغى
حتَّى يُذِلَّ مَعاطِساً وأُنوفا
و فتى ً إذا شُغِفَ الملوكُ بحِفْظِهِم
أضحَى بِخَفْضِ عدوِّهِ مَشغوفا(79/259)
سائِلْ بِصَوْلَتِه ابنَ مَزروعٍ وقد
وَلَّى يَشُقُّ من العَجاجِ سُجُوفا
و أَرَتْهُ خيفَة ُ سَيفِه وسِنانِه
لِينَ المِهادِ أسِنَّة ً وسُيوفا
أَوفَى عليه مُقارِعاًحتى إذا
أعطى القِيادَ أجارَه مَلهوفا
طوَّقْتَه بالمَنِّحينَ مَلَكْتَه
طَوْقاً ثَقيلاً في الرِّقابِ خَفيفا
و الدَّيلَميُّ هَفَتْ به أُمنِيَّة ٌ؛
غَرَرٌ يُفيدُ اللَّوْمَ والتَّعنيفا
وافاك كالمحتالِ يَختُلُ صَيْدَه
فأثارَ منكَ الأَصْيَدَ الغِطْريفا
و أَحقُّ مَنْ يُضحي فريسة َ ضَيْغَمٍ
مَنْ رَاحَ مُقتَحِماً عليه عَريفا
قَيَّدْتَ لَحْظَ جُفونِهفأَرَيْتَه
رأدَ الضُّحى ليلاً عليه كَثيفا
و تَرَكْتَه ما إن يُعايِنُ إلفَهُ
إلا خَيالاً في المَنامِ مُطيفا
و كذاكَ مَنْ شُبَّتْ بأَرْضِكَ نارُهُ
أضحَى بنارِكَ طرفُه مَطروفا
لا تُعْدَ منك ربيعة ُ الفَرَسِ التي
عَمَرَتْ جَنابَكَ مَربعاً ومَصيفا
أَحلَلْتَها للجُودِ رَوْضاً مُعْشِباً
سَهْلاًو طَوْداً للفَخارِ مُنيفا
فاسلَمْفكم شيَّدْتَ من أُكرومَة ٍ
و هَدَمْتَ تالِدَ ثَروَة ٍ وطَريفا
و تَمَلَّها غَرَّاءَ لستَ بمُلْبِسٍ
أفوافَها إلاّ أَغَرَّ شَريفا
رَقَّت ورَقَّ كَلامُهافكأنَّما
جَلَبَتْ رَبيعَ مَحاسنٍ وخَريفا
و كأنَّ لابِسَها يُعايِنُ جَوهراً
من لَفْظِها أو يَستَشِفُّ شُفوفا
لو صَافَحَتْ سَمْعَ ابنِ أوْسٍ لم يَقُلْ
أطلالُهُم سَلَبَتْ دماها الهِيفا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> شِعْرُ ابنِ أَوْسٍ رِياضٌ جَمَّة ُ الطُّرَفُ
شِعْرُ ابنِ أَوْسٍ رِياضٌ جَمَّة ُ الطُّرَفُ
رقم القصيدة : 59763
-----------------------------------
شِعْرُ ابنِ أَوْسٍ رِياضٌ جَمَّة ُ الطُّرَفُ
فنحنُ منه مَدى الأيامِ في تُحَفِ
لَكِنْ كَرِهْناه لمَّا سار في طُرُقٍ
من فيكَ مكروهَة ِ الأنفاسِ والنُّطَفِ
و الشِّعرُ كالرِّيح إنْ مَرَّتْ على زَهَرٍ
طابَتْو تَخبُثُ إنْ مَرَّتْ على الجِيَفِ(79/260)
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قَمَرٌ تَفَرَّدَ بالمَحاسِنِ كلِّها
قَمَرٌ تَفَرَّدَ بالمَحاسِنِ كلِّها
رقم القصيدة : 59764
-----------------------------------
قَمَرٌ تَفَرَّدَ بالمَحاسِنِ كلِّها
فإليه يُنسَبُ كلُّ حُسْنٍ يُوصَفُ
فَجَبِينُهُ صُبْحٌو طُرَّتُه دُجًى
و قَوامُه غُصْنٌ رَطيبٌ أهيَفُ
للهِ ذاك الوجهُ كيفَ تألَّفَتْ
فيه بدائِعُ لم تكنْ تَتألَّفُ
وَرْدٌ يُعَصْفِرُهُ الحَياءُو نَرْجِسٌ
يُغْضيإذا طالَ العِتابُو يُطْرَفُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَلا سَقِّني الصَّهباءَ صِرْفاًفإنَّني
أَلا سَقِّني الصَّهباءَ صِرْفاًفإنَّني
رقم القصيدة : 59765
-----------------------------------
أَلا سَقِّني الصَّهباءَ صِرْفاًفإنَّني
لِمَنْ لامَ فيها ما حَيِيتُ مُخالِفُ
أَلسْتَ ترى وَشْيَ الرِّياضِ كأنَّما
تُنَشَّرُ في أَرجائِهِنَّ المَطارِفُ
و مَشمولَة ً شَجَّ السُّقاة ُ كُؤوسَها
فأَشرقَ وَجْهُ الصُّبحِو اللَّيلُ عاكِفُ
و لاحَ على الكاساتِ فاضِلُهاكما
تَلوحُ على حُمْرِ الخُدُودِ السَّوالِفُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يا ابْنَ حَسَّانَو الأنامُ ضُروبٌ
يا ابْنَ حَسَّانَو الأنامُ ضُروبٌ
رقم القصيدة : 59766
-----------------------------------
يا ابْنَ حَسَّانَو الأنامُ ضُروبٌ
حينَ تَتلو أخبارَهمو صُنوفُ
غَرَّني منك ناظِرٌ يُكثرُ الإط
راقَ سَمتاًو شارِبٌ مَحفوفُ
وَ تَكَشَّفْتَفالعَوارُ الذي ما
زِلْتَ تُخفيهِ ظاهِرٌ مَكشوفُ
مُولَعٌ بالقُطوبِ يُظْهِرُ سُخْطاً
و رِضاهإذا استشاطَطَفيفُ
كنتُ أُبقي على العَذولِو ما أد
ري بأنَّ العَذولَ طُرّاً لَفيفُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> رُبَّ مُنيفٍ في ذُرى مُنيفِ
رُبَّ مُنيفٍ في ذُرى مُنيفِ
رقم القصيدة : 59767
-----------------------------------
رُبَّ مُنيفٍ في ذُرى مُنيفِ
أَركانُه مُرهَفَة ُ السُّيوفِ
تَخفِقُ تَحتَ عارِضٍ كَثيفِ(79/261)
كهَودَجٍ مُمَسَّكِ السُّحوفِ
لفِتيَة ٍ على الهَوى عُكوفِ
قد بَكَروا للقَنَصِ المألوفِ
بحالِكِ الجِلبابِ والنَّصيفِ
أوضاحُه من درعِه الرَّصيفِ
فَرْدٌتخيَّرناهُ مِنْ أُلوفِ
مؤَيَّدٌ بِعَسكَرِ الحُتوفِ
يَكشِرُ عن خَناجرٍ صُفوفِ
تَضمَنُ للصَّحْبِ قِرَى الضُّيوفِ
تَراه قبلَ شَدِّه العَنيفِ
مُخَضَّبَ الظُّفْرِ من الغُضروفِ
عِناقُه للخائنِ الملهوفِ
عِناقَ لا بَرٍّ ولا عَطوفِ
آنسَ في مَطمورَة ِ الحُتوفِ
مَوشِيَّة ًكالبُرْدِ ذي التَّفويفِ
تَضْحَكُ عن دمْعِ الحَيا المَذروفِ
سِرْبَ مهاً كاللّؤلؤ المَشوفِ
أسلمَها المَشتى إلى المَصيفِ
فرتَعَتْ في نِعَمِ الخَريفِ
فشامَها بِمُقْلَتَي غِطريفِ
و امتدَّ كالصَّعْدَة ِ في التَّثقيفِ
و انصبَّ للحَينِ انصبابَ مُوفِ
فشكَّ بين النَّحْرِ والشُّرسوفِ
مثلَ سِنانِ القَيْنِ ذي التأنيفِ؛
طِرادَ لا وانٍ ولا ضَعيفِ
و أخْذَ جبَّارٍ بها عَسُوفِ
و راحَ قد جَلَّ عن التَّعنيفِ
في يومِ قَرٍّ جادعِ الأُنوفِ
يَنْقَضُّ مثلَ الكُرسُفِ النَّديفِ
أو مثلَ كافُورَتِه السَّفوفِ
عن أُذُنَيْهِ وعَنِ الصَّليفِ
مِثلَ انفصامِ العِقْدِ والشُّنوفِ
فنحنُ من عَطائِه في ريفِ
و نَعمَة ٍ دانية ِ الرَّفيفِ
بينَ قَديدِ اللَّحمِ والصَّفيفِ
نِعمَة ُ رَحْمَانٍ بنا رَؤوفِ
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أبا بكرٍ أَسَأْتَ الظَّنَّ فيمَن
أبا بكرٍ أَسَأْتَ الظَّنَّ فيمَن
رقم القصيدة : 59768
-----------------------------------
أبا بكرٍ أَسَأْتَ الظَّنَّ فيمَن
سَجِيَّتُه التَّمَنُّعُ والخِلافُ
و خِفْتَ عليه في الخَلَواتِ مني
و لم تَكُ بينَنا حالٌ تُخافُ
جَفَوْتُ من الصِّبا ما ليسَ يُجفى
و عِفْتُ من الهَوى ما لا يُعافُ
فلو أني هَمَمْتُ بِقُبحِ فِعْلٍ
لدَى الإغفاءِ أيقَظَني العَفافُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> هَوَاءٌ كَالهَوَى حُسْنَاً وَ ظَرْفَا(79/262)
هَوَاءٌ كَالهَوَى حُسْنَاً وَ ظَرْفَا
رقم القصيدة : 59769
-----------------------------------
هَوَاءٌ كَالهَوَى حُسْنَاً وَ ظَرْفَا
وَ خَيْشٌ لَيْسَ يُتْرَكُ أَنْ يَجِفَّاحذف
وَ فِتْيَانٌ كِرَامٌ بَاكَرُوه
وَ نَجْمُ صَبَاحِهِمْ يَبْدُو وَ يَخْفَى حذف
فَإِنْ بَادَرْتَهُمْ جَعَلُوكَ بَدْراً
وَ إِنْ خَالَفْتَهُمْ جَعَلُوكَ خَلْفَاحذف
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أنّى يعودُ من الصَّبابة ِ مُفْرِقا
أنّى يعودُ من الصَّبابة ِ مُفْرِقا
رقم القصيدة : 59770
-----------------------------------
أنّى يعودُ من الصَّبابة ِ مُفْرِقا
و لِقاؤُهُم للبَيْنِ غَادَرَهُ لَقَا
لم تَعتَرِضْ غِزلانُهُم يَومَ النَّقا
إلا لكي يُخْجِلْنَ غِزلانَ النَّقا
رَفَعُوا القِبابَو فُرِّقَتْ أَظعانُهم
فِرَقاًأَمَرْنَ الصَّبرَ أن يتفرَّقَا
و وراءَهُم دَمعٌإذا أوطأتُه
يَوْمَ النَّوى عُنْقَ التَّجَلُّدِ أعنَقا
هُنَّ الحَيا حَرَمَ الغَميمَ غَمامُه
و سَرَتْ بَوارِقُه يَجُدْنَ الأبْرَقا
لم يَغْنَ من تلكَ المَحاسنِ مَنْزِلٌ
إلا تَقاضاه الفِراقُفأملَقا
تَرْقا الدُّموعُو لي على آثارهم
دَمْعٌ رَقاه العاذلون فما رَقا
لا أَحسِبُ الأَجفانَ يَلقَى بَعْضُها
بَعْضاًإذا كانَ الفِراقُ المُلتَقى
أَشقيقَة َ الجِزْعَيْنِأيَّة ُ لَوْعَة ٍ
عُجْنا عليكِغَداة َ عُجْنا الأينقا
منحَتْكِ أنفاسُ الصِّبا ما استُودِعَتْ
و سَقاكِ رَقراقُ الحَيا ما رَوَّقا
أَيشوقُني طَرَبُ الشَّبابِو إنَّما
شَغَفُ الهِلالِ بحيثُ تمَّ وأشرَقا
و العُودُ ليسَ يُعَدُّ تِرْباً مَوْطِناً
إلاّ إذا ما اهتَزَّ فيه وأَوْرَقا
و لقَد وَصَلْتُ إلى الجَوادِ مُغَرِّباً
من بعدِ ما خُضْتُ اللِّئامَ مُشَرِّقا
و زَجَرْتُ أمثالَ الأَهِلَّة ِ بل تَرى
أجرامَهُنَّ من الأَهِلَّة ِ أمحَقا
و خَلَعْتُ جِلبابَ الظَّلامِ مُمَسَّكاً
و لَبِسْتُ جِلبابَ الصَّباحِ مُخَلَّقا(79/263)
فالآنَ ناضَلْتُ الخُطوبَ بصائبٍ
يُصْميو كم ناضلتُهُنَّ بأَفوَقا
و رأيتُ سيفَ الدولة ِ السيفَ الذي
يَزدادُ في ظُلَمِ الكَريهَة ِ رَوْنَقا
أوفى فكان مُحَلِّقاًو مضى فكا
نَ مُزَلِّقاًوسَطا فكانَ مُحرِّقا
مُتَبَسِّمٌ يَنْهَلُّ في استهلالِه
ماءُ الحياة ِفإن تَلَهَّبَ أصعَقا
نالَتْ يَداهُ أَقاصيَ المجدِ الذي
بَسَطَ الحَسودُ إليه باعاً ضَيِّقا
أَعَدُوَّههل للسِّماكِ جريرَة ٌ
في أنْ دنَوْتَ من الحضيضِ وحلَّقا
أَم هل لمُمْتلىء ِ اليَدَيْنِ منَ العُلا
ذَنْبٌإذا ما كنتَ منها مُملِقا
صَبْراًفلستَ تنالُ أدنَى سَعْيِه
إلاّ إذا نِلْتَ الصَّبيرَ المُبرِقا
عَذُبَتْ بِصَفْوِ المَكرُماتِ صِفاتُه
فأتى خليقاً بالمكارمِ أخلَقا
في جمرة ِ الحَسَبِ التي لا تُصطَلى
و ذُؤابَة ِ الشَّرَفِ التي لا تُرتَقى
يدنو إلى الأملِ البعيدِ بهمَّة ٍ
تغتالُ أبعدَ مِن مَداه وأسحَقا
فحَذارِ من لَحْظِ الشُّجاعِإذا رَنا؛
و حَذارِ من عَزَماتِه إن أطرَقا
ركَزَ الرِّماحَ على الثُّغورِفأصبحَت
سُوراً على تلك الفِجاجِ وخَندَقا
مستيقظاً لو رُنِّقَتْ أجفانُه
عن مَشربِ الأيامِ عادَ مُرنَّقا
لم يَسْرِ عارِضُه إلى أعدائِه
إلا ليُمطِرَهم دَماً متدفِّقا
حَرَقَتْ سَراياه الدُّروبَكأنَّها
بحرٌ تَدافَعَ مَوجُهفتخرَّقا
حتّى أباحَ حريمَهملا ظالماً
وَ حَنَا على أبكارِهِمْ لا مُشفِقا
رفعَ القَنا عن حِملِ هامِ ملوكِهِم
فغَدا وراحَ على الخَليجِ مفلِّقا
في كلِّ أُفقٍ منه سَهْمُ مَنِيَّة ٍ
يَرنُو إلى كَبِدِ العدوِّ مُفوَّقا
خَيلٌتُمَزِّقُ كلَّ يَوْمٍ مأزِقاً
و ظُباً تُفَلِّقُ كُلَّ يَومٍ فَيلَقا
إِسْعَدْ بعيدِك والقَ ما تَهوى به
و لْيَلْقَ مَنْ عاداكَ خَطْباً مُوبِقا
نَحرٌ نَحَرتَ البُدْنَ فيه مُسَدَّداً
و فَتَكْتَ بالأعداءِ فيه مُوفَّقا
دَمَيانِ ما تاقَ الشُّجاعُ إليهما
إلا إذا خَلَطَ الشَّجاعَة َ بالتُّقى(79/264)
حمَّلْتَني نِعَماً شَرُفْتُ بحَملِها
فإذا نَطقْتُ بها نطقْتُ مُصَدَّقا
لا تَفْصِمُ الأيامُ طوقيإنني
أصبحتُ بالإحسانِ منكَ مُطوَّقا
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أمَّا الخيالُفما يَغُبُّ طُروقا
أمَّا الخيالُفما يَغُبُّ طُروقا
رقم القصيدة : 59771
-----------------------------------
أمَّا الخيالُفما يَغُبُّ طُروقا
يَدنو بوصلِكَ شائقاً ومَشُوقا
وفّى فحقَّقَ لي الوَفاءَو لم يَزَلْ
خِدْنُ الصَّبابَة ِ بالوفاءِ حَقيقا
و مضىو قد منعَ الجُفونَ خُفوقَها
قَلبٌ لذكرِكَ لا يَقَرُّ خُفُوقا
هل عهْدُنا بِلِوَى الشَّقيقَة ِ راجعٌ
فيعودَ لي فيه الوِصالُ شَقيقا
أيامَ وَصلُكَ في الصَّبابَة ِ مَجْهلاً
لا يَعرِفُ السُّلوانُ فيه طريقا
أَهْوَى أنيقَ الحُسْنِ مُقتَبِلَ الصِّبا
وَ أَزُورُ مُخضَرَّ الجَنابِ أَنيقا
راحَ الغَمامُ به صَفيقاً ثوبُه
و غدا به ثوبُ النَّسيمِ رَقيقا
هِيَ غَدرَة ٌ للدَّهرِ غادَرَتِ الهَوى
بعدَ الوفاءِمكدَّراً مَطروقا
لا ألحَظُ الأيامَ لَحظَة َ وامقٍ
حتّى يُعيدَ زَمانَنا المَوموقا
و رَكائبٌ يَخرُجْنَ مِنْ غَلَسِ الدُّجى
مثلَ السِّهامِ مَرَقْنَ منه مُروقا
و الفَجرُ مَصقولُ الرِّداءِ كأنَّه
جِلبابُ خَوْدٍ أشبَعَتْهُ خَلُوقا
أَغَمامَة ٌ بالشَّامِ شِمْنَ بُروقَها
أَم شِمْنَ من بِشْرِ الأميرِ بُروقا
مَلِكٌ تُسَهِّلُ بالسَّماحِ يمينُه
حَزناًو تُوسِعُ بالصَّوارِمِ ضِيقا
يَلقى النَّدى برقيقِ وَجْهٍ مُسفِرٍ
فإذا التَقَى الجمعانِ عادَ صَفِيقا
رَحْبُ المنازِلِ ما أقامَفإن سرَى
في جَحْفَلٍ تَرَكَ الفَضاءَ مَضِيقا
ما انفَكَّ يَطلُعُ بالحُتوفِ على العِدا
صُبْحَاو يَطْرُقُ بالحِمامِ طُروقا
فإذا جرى للمجدِ نالَ صَبوحَه
سَبقاً ونالَ الناسُ منه غَبُوقا
و إذا طمى بحرُ الكَريهَة ِ خاضَه
فأماتَ مَنْ عاداه فيه غَريقا
مَهْلاً عُداة َ الدِّينِإنَّ لخَصمِكُم(79/265)
خُلقاً بإرغامِ العدوِّ خَلِيقا
أنذرتُكُم حامي الحَقيقَة ِ لا يَرى
إلا لِمُرْهَفَة ِ السُّيوفِ حُقوقا
سَدَّتْ عَزائِمُه الثُّغورَو حالفَتْ
آراؤُه التَّسديدَ والتَّوفيقا
و رمَى بِلادَ الرُّومِ بالعَزْمِ الذي
مازالَ صُبحاً في الظَّلامِ فَتِيقا
رَزَحَتْ مخائِلُ بأسِه في عارضٍ
مُتأَلِّقٍ يَغْشى العُيونَ بَريقا
جيشٌإذا لاقَى العدُوُّ صُدورَه
لم تَلْقَ للأعجازِ منه لُحُوقا
حُجِبَتْ له شَمْسُ النَّهارِو أشرَقَتْ
شَمْسُ الحديدِ بجانِبَيْهِ شُروقا
أخلى معاقِلَهم وحازَ نِهابَهُم
قَسْراًو فَرَّقَ جَمْعَهُمْ تَفريقا
فتضرَّجَتْ تلك البِطاحُ به دَماً
و تضرَّمَتْ تلك الفِجاجُ حَريقا
و ثَنَى الجِيادَ يَشُقُّ جَيْبَ عَجاجِها
و مضَى السُّيوفَ فينثني مَشقوقا
و الدَّهْرُ مُبتَسِمٌ يروقُ كأنَّما
أبدى بطَلْعَتِهِ الثَّنايا الرُّوقا
فَتْحٌ جَليلُ القَدْرِ زِيدَ به الهُدى
بِرّاًكما زِيدَ الضَّلالُ عُقُوقا
أَعَليُّكم نِعَمٍ مَنَحتَ جَليلَة ٍ
مَنَحَتْكَ مَعنى ً في الثَّناءِ دَقيقا
و نَدى ً رفَعْتَ به لِحَيَّيْ تَغْلِبٍ
شَرَفاً أنافَفعانقَ العَيُّوقا
فاسلَم لمَكْرُمَة ٍ شَغَلَتْ بحبِّها
قلباً بحُبِّ المكرُماتِ عَلُوقا
و تَمَلَّ مدحيإنه رَيحانَة ٌ
نَفَحَتْفباشَرَها اللَّبيبُ طَليقا
شَعْشَعْتُ منه اللَّفْظَ ثم نَظَمْتُه
فكأَنَّما شعشعتُ منه رَحيقَا
قد كان غُفْلاً قبلَ جُودِكَفَاغْتَدَى
عَلَماً بجُودِكَ في الوَرى مَرْمُوقا
Free counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَعدَدْتَ للَّيلِإذا اللَّيلُ غَسَقْ
أَعدَدْتَ للَّيلِإذا اللَّيلُ غَسَقْ
رقم القصيدة : 59772
-----------------------------------
أَعدَدْتَ للَّيلِإذا اللَّيلُ غَسَقْ
و قَيَّدَ الألحاظَ من دونِ الطُّرُقْ
أغصانَ تِبْرٍ عُرِّيَتْ عن الوَرَقْ
ثِمارُها مثلُ مَصابيحِ الأُفُقْ
يُغْني النَّدامى ضَوؤُها عن الفَلَقْ(79/266)
شِفاؤُها إن مَرِضَتْ ضَرْبُ العُنُق
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَمحلَّ صبوتِنادعاءُ مُشوَّقٍ
أَمحلَّ صبوتِنادعاءُ مُشوَّقٍ
رقم القصيدة : 59773
-----------------------------------
أَمحلَّ صبوتِنادعاءُ مُشوَّقٍ
يرتاحُ منك إلى الهَوى المَوموقِ
هل أطرُقَنَّالعُمْرَبينَ عِصابَة ٍ
سلَكوا إلى اللَّذاتِ كلَّ طريقِ
أَم هل أرى القصرَ المُنيفَ مُعَمَّماً
بِرِداءِ غَيْمٍ كالرِّداءِ رَقيقِ
و قَلاليَ الدَّيرِ التي لولا النَّوى
لم أَرمِها بِقِلى ًو لا بِعُقُوقِ
محمرَّة َ الجُدرانِ يَنفَحُ طِيبُها
فكأنَّها مَبْنِيَّة ٌ بخَلوقِ
و محلَّ خاشِعَة ِ القُلوبِ تَفَرَّدُوا
بالذِّكْرِ بينَ فُروقِه وفُروقِ
أَغشاهُ بينَ مُنافِقٍ متجَمِّلٍ
و مُناضِلٍ عن كُفْرِهِ زِنْديقِ
و أَغَنَّ تَحسِبُ جِيدَه إبريقَه
ما قامَ يَسفَحُ عَبْرَة َ الإبريقِ
يتنازَعونَ على الرَّحيقِ غَرائِباً
يَحْسِبْنَ زاهرة ً كؤوسَ رَحيقِ
صدَرَتْ عنِ الأفكارِو هي كأنها
رَقراقُ صادرة ٍ عن الرَّاووقِ
دَهرٌ ترَفَّقَ بي فُواقاً صَرفُه
وسَطا عليَّفكانَ غيرَ رَفيقِ
فمتى أزورُ قِبابَ مُشرِفَة ِ الذُّرى
فأرودَ بينَ النَّسرِ والعَيُّوقِ
و أَرى الصَّوامعَ في غوارِبِ أُكْمِها
مِثلَ الهوادِجِ في غَوارِبِ نُوقِ
حُمراً تَلوحُ خِلالَها بِيضٌ كما
فَصَّلْتَ بالكافورِ سِمْطَ عَقيقِ
كَلِفٌ تَذَكَّرَ قبلَ ناهية ِ النُّهى
ظِلَّيْنِظِلَّ هوى ًو ظلَّ حَديقِ
فتفرَّقَتْ عَبَراتُه في خَدِّه
إذ لا مُجيرَ له من التَّفريقِ
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> السري الرفاء >> نَفْسي فِداؤُكَ هادياً
نَفْسي فِداؤُكَ هادياً
رقم القصيدة : 59774
-----------------------------------
نَفْسي فِداؤُكَ هادياً
تُهدَى بها عُصَبُ الرِّفاقِ
كالبدرِ يُحسَبُ في التَّمَا
مِو قد تَرَفَّعَ بالمَحاقِ
أوفَى على طُرُقٍ أقا
مَ فَليسَ يُؤذَنُ بانطِلاقِ(79/267)
مُتوشِّحاً فيه دماً
كَحمائلِ البِيْضِ الرِّقاقِ
و مضارِعُ الجَوْزاءِ لي
لاً في عُلوٍّ واتِّساقِ
فكأنَّه وكأنَّها
إلفانِ هَمَّا باعتِناقِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ألستَ تَرى رَكبَ الغَمامِ يُساقُ
ألستَ تَرى رَكبَ الغَمامِ يُساقُ
رقم القصيدة : 59775
-----------------------------------
ألستَ تَرى رَكبَ الغَمامِ يُساقُ
و أدمُعَه بينَ الرِّياضِ تُراقُ
و قد رَقَّ جِلبابُ النَّسيمِ على النَّدى
و لكنْ جلابيبُ الغُيومِ صِفاقُ
و عندي منَ الرَّيحانِ نَوعٌ تُحبُّهُ
و كأسٌ كرَقراقِ الخَلوقِ دِهاقُ
و ذو أدبٍ جلَّت صَنائعُ كَفِّه
و لكن معاني الشِّعرِ فيه دِقاقُ
لنا أبداً من نَثرِهِ ونِظامِه
بَدائِعُ حَلْيٍ ما لَهُنَّ حِقاقُ
وَ أَغْيَدُ مُهتَزٌّ على صَحْنِ خَدِّهِ
غَلائِلُ من صِبْغِ الحَياءِ رِقاقُ
أحاطَتْ عيونُ العاشقينَ بِخَصْرِه
فهُنَّ لهدُونَ النِّطاقِ نِطاقُ
و قد نُظِمَ المنثورُفهو قلائِدٌ
عليناو عِقدٌ مُذْهَبٌ وخِناقُ
و غُرفَتُنا بينَ السَّحائبِ تلتقي
لهُنَّ عليهاكِلَّة ٌ ورِواقُ
تَقَسَّمَ زُوَّارٌ منَ الهِنْدِ سقفَها
خِفافٌ على قَلبِ النَّديمِ رِشاقُ
أَعاجِمُ تلتَذُّ الخِصامَ كأنَّها
كَواعِبُ زَنْجٍ راعَهُنَّ طَلاقُ
أَنِسْنَ بنا أُنْسَ الإِماءِ تحبَّبَتْ
وَ شيمَتُها غدرٌ بنا وإِباقُ
مُواصِلَة ٌو الوردُ في شَجَراتِه؛
مفارِقَة ٌ إن حانَ منه فِراقُ
فَزُرْ فِتْيَة ً بَرْدُ الشَّرابِ لَدَيْهِمُ
حَميمٌإذا فارَقْتَهُم وغَسَاقُ
إذا اشتهرَتْ بالحُسْنِ أخلاقُ صاحبٍ
فليسَلمخلوقٍ جَفاهُ خَلاقُ
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لم يُشْفَ بالدَّمْعِ عَليلُ الفِراقْ
لم يُشْفَ بالدَّمْعِ عَليلُ الفِراقْ
رقم القصيدة : 59776
-----------------------------------
لم يُشْفَ بالدَّمْعِ عَليلُ الفِراقْ
إذ شَيَّعَ الظَّعْنَ بِدَمْعٍ مُراقْ(79/268)
سِيقَتْ لِوَشْكِ البَيْنِ أظعانُهُم
و النَّفْسُ من بينِهِمُ في السِّياقْ
صَبابَة ٌ ضاقَ بها صَدْرُه؛
و أَدمُعٌ ضاقَتْ بهِنَّ المَآقْ
أما اشتفى الواشونَ من عاشِقٍ
يَلقَى منَ البَيْنِ الذي أنتَ لاقْ
رَمَتْهُ باللَّحْظِ عيونُ العِدا
من قبلِ أن يَحْظَى بطيبِ العِناقْ
فجالَ ماءُ الشَّوقِ في جَفْنِه
و احتَبَسَت أنفاسُه في التَّراقْ
و زائِرٍ أسعَفَني بالمُنى
زُوراًو قد هَوَّمَ حادي الرِّفاقْ
أَعَلَّني شَوْقاً إلى حُسْنِه
إذ زارَ في النَّوْمِ عَلِيلَ اشتياقْ
للهِ ما أَوثَقَ عَهْدَ الهَوى
منهو ما أضعَفَ عِقْدَ النِّطاقْ
يَنْشُرُ لي ذِكْراه نَشْرَ الصَّبا
و بارقٌ لاحَ بأعلى البُراقْ
في عارِضٍ أذهَبَ أعلامَه
بالبَرْقِحتى خِلْتَهُ في احتِراقْ
لو أنصَفَ الأعداءُ لم يَصْرِموا
لمَّا تقضَّى الودُّحبلَ النِّفاقْ
كأنَّني بالشِّعرِ ألقاهُمُ
بمثلِ وَقْعِ المُرهَفاتِ الرِّقَاقْ
في وَقْعَة ٍ ليسَ لها كاشفٌ؛
و صَيْحَة ٍ ليسَ لها من فَواقْ
جَرى ابنُ فَهْدٍ سابقاًفي العُلى
أكفاءَهو السَّبْقُ حَظُّ العِتاقْ
فعاشَ في عَيْشٍ منيعِ الحِمى
منتشرِ الظِّلِّ فَسيحِ الرِّواقْ
و إنْ جَفا عَبْداً له واصلاً
مُعتَلِقاً بالوُدِّ أيَّ اعتِلاق
لا يترجَّى فَكَّ رقٍّو لا
يُخْشى عليه مُوبِقاتُ الإِباق
و كم أردتُ الهجرَ لكنَّني
وجدتُه مُرّاً كريهَ المَذاق
عرابدُ عندَك أُرْمَى بها
بينَ صَبوحٍ دائمٍ واغتباق
و تهمة ٌ في الشِّعْرِ من جاهلٍ
مازالَ فيه عاجزاً عن لَحاق
لقد أتاحَ الدَّهرُ لي شَقوَة ً
إذ خَصَّني منك بهذا الشِّقاق
و كلُّ أخلاقِكَ مَرضِيَّة ٌ
فما لِخُلٍّ ذَمَّها من خَلاَقْ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وَ زِنْجِيَّة ٍ عُرِفَتْ بالإباقِ
وَ زِنْجِيَّة ٍ عُرِفَتْ بالإباقِ
رقم القصيدة : 59777
-----------------------------------
وَ زِنْجِيَّة ٍ عُرِفَتْ بالإباقِ
فليسَ لها راحَة ٌ من وِثاقِ(79/269)
إذا اضطربَ الماءُ من حَولِها
رَأيْتَ الجبالَ بها في تَلاَقي
يَثُورُ بها قَسطَلٌ أبيضٌ
على القَوْمِ غَيرُ كَثيفِ الرِّواقِ
فأبناؤُها المُرْدُ شِيبُ الرُّؤوسِ
و أبناؤُها السُّودُ بيضُ التَّراقي
رَكِبْنا إليهاغَداة َ الصَّبوحِ
مَطايا تُحَثُّ بَدُهْمِ العِتاقِ
وَظِلْنا نُمِيتُ لَدَيْها الزِّقاقَ
و نُحيي السُّرورَ بمَوْتِ الزِّقاقِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> عَذيري من الدَّيْنِ الذي راحَ عِبؤُه
عَذيري من الدَّيْنِ الذي راحَ عِبؤُه
رقم القصيدة : 59778
-----------------------------------
عَذيري من الدَّيْنِ الذي راحَ عِبؤُه
على كلِّ قَلبٍ لا على كلِّ عاتقِ
و مُرتَقِبٍ ليغُدوَة ً وعَشِيَّة ً
يُسائِلُ عنّيو هو لي غيرُ وامقِ
و مطويَّة ٍ كالسابِريَّة ِ أُدْرِجَتْ
على فُقَرٍ مثلِ الجِبالِ الشَّواهقِ
فباطِنُها كالبُرْدِ نُمنِمَ وَشيُه
و ظاهِرُها كالآلِ بين السَّمالقِ
و رُبَّ فتى ً يَلْقَى السُّيوفَ بوَجْهِه
و يَعْجَزُ عن لُقيا سيوفِ الوثائقِ
أَلَنْتُ لُهم لَفْظيو لو كنتُ آمِناً
شَهادَة َ خُرْسٍ بالحُقوقِ نَواطِقِ
لَلاقَتْ حقوقُ القَوْمِ حِلفَة َ باطلٍ
كما لاقَتِ الشَّجراءُ إحدى الصَّواعِقِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و طَيِّبِ النَّشرِ عَبِقْ
و طَيِّبِ النَّشرِ عَبِقْ
رقم القصيدة : 59779
-----------------------------------
و طَيِّبِ النَّشرِ عَبِقْ
بِرَيِّقِ الغَيْثِ شَرِقْ
تَناجَتِ المُزْنُ له
بالرَّعْدِ في غَيْرِ صَعَقْ
و عُنِيَ البرقُ به
فكلّما عُقَّ ودَقْ
و انتَثَرَتْ غُدْرانُه
في رَوْضَة ٍ نَثْرَ الوَرَقْ
يَشُقُّهُ ذو قَلَقٍ
مثلُ حَشا الصَّبِّ القَلِقْ
يَنْسَلُّ بينَ وَشْيِهِ
مثلَ الحُسامِ المُؤتَلِقْ
إذا جَلا الغَيمُ له
عن حاجبِ الشَّمسِ بَرَقْ
باشَرَ صحبي بَرْدَه
قبلَ تَباشيرِ الفَلَقْ
نطرُقُ من حِيتانِهِ
صَيدَ حِجابٍ ما طُرِقْ
فَصَافَحَتْ صفحتُه
كلَّ جَديدٍ كالخَلَقْ(79/270)
يَبعَثُ منه جسَداً
أعضاؤُه طُرّاً حَدَق
يُريكَ دِرْعاً جُعِلَتْ
لجَوْشَنِ الماءِ طُرُقْ
إذا نَجا من غَرَقٍ
رُدَّفعادَ في غرَقْ
آخِذٌ ما عَنَّ له
و ضامنٌ ما قد أَبَقْ
فما تَنِي بينَهُمُ
جَواهِرُ الرِّزْقِ نسَقْ
مجنَّحاتٌ لَبِسَتْ
غَرائِبَ الوَشْيِ اليَقَقْ
كأنَّما أَعيُنُها
فُصوصُ ياقوتٍ زُرُقْ
و ربَّما مِلْنا على الطْ
طَيرِ وقد وافَتْ حِزَقْ
كلُّ غَريبٍ نُقِشَتْ
حُلَّتُه نَقْشَ السَّرَقْ
يَنصُبُ في الأَرضِ لها
عِقالَ حَتفٍ كالوَهَقْ
خَفِيَّة ً أوتادُه
ظاهِرَة ً منه الحلَقْ
يَكادُ يَخفى شَخصُه
ضُؤولَة ًإذا رَمَق
حُفَّ برزْقٍ ربَّما
أردى الذي منه رُزِقْ
فالطَّيرُ من حُرٍّدُحى ً
مَلَكَة ٌ ومُستَرَقّ
و حائرٍ يَفْري السكا
كينَإذا قيلَ عَلِقْ
و ذي سكونٍ قد قضى
و خافقٍ فيه رمَقْ
كذلك الأرزاقُ من
صَفْوٍ حميدٍ ورَنَقْ
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> السري الرفاء >> كَشَفَ الصَّباحُ قِناعَهُ فتأَلَّقا
كَشَفَ الصَّباحُ قِناعَهُ فتأَلَّقا
رقم القصيدة : 59780
-----------------------------------
كَشَفَ الصَّباحُ قِناعَهُ فتأَلَّقا
وسَطا على اللَّيلِ البَهيمِفأشرَقا
و عَلا فنُشِّرَ بالصَّباحِ مُوَشَّحٌ
بالوَشْيِ تُوِّجَ بالعَقيقِ وطُوِّقا
مُرْخٍ فُضولَ التَّاجِ في لَبَّاتِه
و مُشَمِّرٌ وَشْياً عليه مُنَمَّقا
فاشرَبْعلى طيبِ الزَّمانِ وحُسْنِه
كأساً تزيدُكَ لوعة ً وتَشوُّقا
يُضْحي السرورُ بها مَليكاً مُطلَقاً
و الهَمُّ في يَدِها أسيراً مُوثَقا
أَهدَتْ إليك المِسْكَ من أنفاسِها
طُرُقاً تَروقُ الطَّرْفَ حُسْناً رَيِّقا
و حَدائِقٍ ضَرَبَتْ ضُروبُ جَمالِها
سوراً عليك من اللَّذاذَة ِ مُحدِقا
و مُدامَة ٍ رَقَّتْفخِلْتُ حَبابَها
دَمْعاً على وَرْدِ الخُدودِ تَرَقرَقا
و رَقيقِ ألحاظِ الجُفونِإذا رَنا
منعَ الجَوَى في القلبِ أن يترَفَّقا(79/271)
و أَغَرَّ يُكبِرُه النَّديمُ جَلالة ً
حتَّى يَفضَّ له الجفونَ ويُطرِقا
مَلِكٌ إذا لاحَتْ مَحاسِنُ وَجْهِه
في الغربِ خِلْنا الغربَ منه مَشرِقا
أَعليُّ آثَرْتَ العُلى فتجمَّعَتْ
وَ أَهَنْتَ مالَكَ بالنَّدى فتَفَرَّقا
فاخضِبْ يمينَكَ بالمُدامِفطالَما
خَضَبَتْ أنامِلُها السِّنانَ الأَزْرَقا
وَكِلِ الهُمومَ إلى الحَسودِفحسبُه
أن يَقطَعَ اللَّيلَ التَّمامَ تأرُّقا
فَضْلُ الفتى يُغري الحسودَ بِسَبِّه
فالعُودُ لولا طيبُه ما أُحْرِقا
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يا ليلة ً جَمَعَتْنا بعدَ مُفتَرَقٍ
يا ليلة ً جَمَعَتْنا بعدَ مُفتَرَقٍ
رقم القصيدة : 59781
-----------------------------------
يا ليلة ً جَمَعَتْنا بعدَ مُفتَرَقٍ
فبِتُّ من صُبْحِهاحتَّى بدافَرِقا
لمَّا خَلَوتُبمن أَهوى بها
فكادَ يَسبُقُ منها فجرُها الشَّفَقا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> إني عَشِقْتُ مِنَ السَّعادَة ِ مُسْعِدا
إني عَشِقْتُ مِنَ السَّعادَة ِ مُسْعِدا
رقم القصيدة : 59782
-----------------------------------
إني عَشِقْتُ مِنَ السَّعادَة ِ مُسْعِدا
ليسفغدا مشوقاً شائقا
فإذا دَنا جعلَ الزِّيارَة َ شأنَه؛
و إذا نأَى بعثَ الخَيالَ الطَّارِقا
عاتبتُه يوماًو في وَجَناتِه
وَرْدٌفصار من الحَياءِ شَقائِقا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أهلاً وسهلاً بِطَارِقٍ طَرَقا
أهلاً وسهلاً بِطَارِقٍ طَرَقا
رقم القصيدة : 59783
-----------------------------------
أهلاً وسهلاً بِطَارِقٍ طَرَقا
أحببتُ فيه السُّهادَ والأَرَقا
زارَ على غَفْلَة ِ الرَّقيبِو يُم
ناهُ تُداري وِشاحَه القَلِقا
فبِتُّ منه مُعانِقاً صَنَماً
يَنفَحُ مِسكاً وعنبراً عَبِقا
لو شئتُ أنشأتُ من ذَوائِبِه
ليلاًو من نُورِ وجهِه فَلَقا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> تَشاغَلَ عنِّي بطِيبِ الكَرى
تَشاغَلَ عنِّي بطِيبِ الكَرى(79/272)
رقم القصيدة : 59784
-----------------------------------
تَشاغَلَ عنِّي بطِيبِ الكَرى
و قَلبي أسيرٌ به مُوثَقُ
فلا ماءُ عينيَ من حُرقَة ٍ
يَغيضُو لا نومُها يَطرُقُ
كأنَّ الصَّباحَ أسيرٌ نأَى
فليسَ يُفَكُّو لا يُطلَقُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَلِبَرْقٍ سَرَى بِأَعلى البُراقِ
أَلِبَرْقٍ سَرَى بِأَعلى البُراقِ
رقم القصيدة : 59785
-----------------------------------
أَلِبَرْقٍ سَرَى بِأَعلى البُراقِ
باتَ رَهْنَالحَنينِ والأَشواقِ
أَم لِطَيْفٍ أعلَّه الشَّوقُ حتَّى
زارَ تحتَ الدُّجى عَليلَ اشتياقِ
مُغْرَمٌ بالدُّنُوِّبعدَ التَّنائي
و التَّلاقي من بعدِ وَشكِ الفِراقِ
عَرِّجُوا فالكَثيبُ مَغنى الغَواني
و قِفُوافهو مَوْقِفُ العشَّاقِ
دِمَنٌ لاتَزالُ تَذكُرُ عَهْداً
مِنْ وَفيٍّ بالعَهْدِ والميثاقِ
قَمَرٌ رَقَّ للمُحِبِّفجادَتْ
مُقلتاه بواكفٍ رَقراقِ
جارَ حكمُ النَّوى عليهو لكن
لم يَجُرْ في سَناه حُكْمُ المَحاقِ
عَذُبَت لوعة ُ الصَّبابَة ِ فيهِ
فأَرَتْنا السُّلُوَّ مُرَّ المَذاقِ
كَلِفٌ ضاقَ في الجَوانحِ مَثْوا
هُو دَمْعٌ تَضيقُ عنه المآقي
و فِراقٌ جَنى عليَّ انتكاسَ ال
حُبِّ من بعدِ راحَة ِ الأَفراقِ
لِيَ منه صَبابَة ٌ في اتِّئادٍ
ليسَ تَنْأَىو عَبْرَة ٌ في استِباقِ
كم فَلاة ٍ فَلَّتْ شَباها المَهارى
برِفاقٍ تُهوي أمامَ رِفاقِ
و كأنَّ الظَّلماءَ قُدَّ دُجَاها
من سَوادِ القُلوبِ والأَحداقِ
يا بْنَ فَهْدٍو أنتَ مُنْتَجَعُ الرَّكْ
بِو غَيْثُ الوُفودِ والطُّرَّاقِ
قدْ لعمري جَرَيْتَ في حَلْبَة ِ المَجْ
دِفَحُزْتَ السِّباقَ عندَ السِّباقِ
بِغُدُوٍّ من العُلى ورَواحٍ
واصطِباحٍ منَ النَّدى واغْتِباقِ
و سَجايا فَلَّتْ شَبا الدَّهْرِ بأساً
و عَطايا كُفِّلْنَ بالأَرْزاقِ
كَرَمٌ جَدَّدَ السَّماحَو قد هَمْ
مَ جَديدُ السَّماحِ بالإِخلاقِ
بِرَحيبِ الفِناءِيَرهَبُه الدَّهْ(79/273)
رُو لا يَتَّقي الخُطوبَ بِوَاقي
و عَريقٍ في الأَزْدِ يُمْسي ويُضحي
باسقَ الفَرْعِ طَيِّبَ الأَعْراقِ
تَخْضِبُ الكَفَّ بالمُدامِو طَوْراً
تَخْضِبُ الكَفَّ من دَمٍ مُهْراقِ
أَنْفَقَتْ عَزْمَه التَّجارِبُحتَّى
تَرَكَتْهُ مُهَذَّبَ الأَخْلاقِ
قدْ لَعَمْري زُفَّتْ إليك من المَد
حِ عَذارى على عُلاك بَوَاقي
مِنْ وَلِيٍّ يَسيرُ في طُرُقِ الوُدْ
دِو لا يَهْتَدي لِطُرْقِ النِّفاقِ
فإذا ما امتَحَنْتَه في القَوافي
صاغَ حَلْياً يَفوقُ حَلْيَ الحِقاقِ
عَطَّرَتْهُ عُلاكَ حتَّى لَخِلْنا
أنَّ فيه نَسيمَ مِسْكٍ فِتاقِ
و أرى الدُّرَّ ليسَ يَحسُنُ إلاّ
في حِسانِ النُّحورِ والأعناقِ
لستُ مِمَّنْ يُغِيرُ جَهْلاً على الشِّع
رِوَ يُرْبي في الأَخْذِ والإنْفاقِ
بنِظامٍ واهي القُوى مُستَحيلٍ
لم يَرُضْهُ رياضَة َ الحُذَّاقِ
و إذا ما حَباكَ منه عَروساً
باعَها بعدَ عرسِها بِطَلاقِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ليسَ التجلُّدُ شِيمَة َ العُشَّاقِ
ليسَ التجلُّدُ شِيمَة َ العُشَّاقِ
رقم القصيدة : 59786
-----------------------------------
ليسَ التجلُّدُ شِيمَة َ العُشَّاقِ
إلا إذا شِيبَ الهَوى بنِفاقِ
عُدْ بالمُدامِ على سَليمِ زَمانِه؛
إنَّ المُدامَ له من الدِّرياقِ
بكراً أضافَ إلى مَحاسِنِ خَلقِها
قَرعُ المِزاجِ مَحاسِنَ الأَخلاقِ
و أعوذُ من شَرْقِ البلادِ بِغَرْبِها
فأؤُوبُ من وَصَبٍ إلى إخفاقِ
مثلَ الهِلالِ أَغَذَّ شَهْراً كامِلاً
فرَماه آخرُ شَهْرِه بمَحاقِ
سَفَرٌرَجَوْتُ به النِّهاية َ في الغِنَى
فبلغتُ منه نِهاية َ الإِملاقِ
و لكَمْ طَلَعْتُ على الشآمِفنفَّسَتْ
شِيَمُ الأميرِ التغلبيِّ خِناقي
جَدَّدْتَ أخلاقَ المَكارمِ بعدَما
أشفَتْ خَلائِقُها على الإخلاقِ
و فَعَلْتَ في نُوَبِ الحَوادِثِ مثلَ ما
فَعَلَتْ ظُباكَ بمَعْشَرٍ مُزَّاقِ
و ملَكْتَ بالمِنَنِ الرِّقابَو إنَّما(79/274)
مِنَنُ المُلوكِ جَوامِعُ الأَعناقِ
المجدُما سَلِمَتْ خِلالُكَسالِمٌ
و الجُودُما بَقِيَتْ يَمينُكَبَاقِي
علَّمْتَني النَّظرَ المديدَ إلى العُلى
من بَعْدِ ما أَلِفَ العِدا إطراقي
فكأنَّما أسطو لشَزْرِ لواحظي
بِظُباً على كَيْدِ العَدُوِّ رِقاقِ
فَلأَجلِبَنَّ إليكَ كلَّ غَريبَة ٍ
تُضْحى الكِرامُ لها من العُشَّاقِ
Personal homepage website counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و ريمٍ رَمَتْنيَ ألحاظُه
و ريمٍ رَمَتْنيَ ألحاظُه
رقم القصيدة : 59787
-----------------------------------
و ريمٍ رَمَتْنيَ ألحاظُه
فَبِتُّ أسيراً لها مُوثَقا
كأنَّ الشَّقائِقَ والياسَمينَ
على خَدِّهِخَجَلاًشُقِّقا
و قالوابمُقلَتِه زُرْقَة ٌ
تَشِينُفَظَلَّ لها مُطْرِقا
و هل يَقطَعُ السَّيفُ يَومَ الوَغَى
إذا لم يكنْ متنُه أَزرَقا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> إذا شِئْتَ أن تَجتاحَ حَقّاً بباطِلٍ
إذا شِئْتَ أن تَجتاحَ حَقّاً بباطِلٍ
رقم القصيدة : 59788
-----------------------------------
إذا شِئْتَ أن تَجتاحَ حَقّاً بباطِلٍ
و تُغْرِقَ خَصْماً كانَ غيرَ غَريقِ
فَسائِلْ أبا بَكْرٍ تَجِدْ منه مسلِكاً
إلى ظُلُماتِ الظُّلمِكلَّ طَريقِ
و لاطِفْهُ بالشَّهْدِ المُخَلَّقِ وَجهُه
و إن كانَ بالألطافِ غيرَ خَليقِ
بِأَحْمَرَ مُبْيَضِّ الزُّجَاجِ كَأَنَّهُ
رِدَاءُ عَرُوسٍ مُشْرَبٌ بِخَلُوقِ
لَهُ فِي الحَشَا بَرْدُ الوِصَالِ وَ طِيبِهِ
وَ إِنْ كَانَ يَلْقَاهُ بِلَوْنِ حَرِيقِ
كأَنَّ بَيَاضَ اللَّوْزِ فِي جَنَبَاتِهِ
كَوَاكِبُ لاَحَتْ فِي سَمَاءِ عَقِيقِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> حلَفْتُ عنكَ يَميناً غيرَ صادِقَة ٍ
حلَفْتُ عنكَ يَميناً غيرَ صادِقَة ٍ
رقم القصيدة : 59789
-----------------------------------
حلَفْتُ عنكَ يَميناً غيرَ صادِقَة ٍ
و لَستَ خُلاًّ لِمَنْ أوفَىو لا صَدَقا(79/275)
كأنَّهاحينَ فَلَّ الحقُّ باطِلَها
قِطْعٌ من اللَّيلِ غَطَّى سِجْفَه الفَلَقا
حديدَة ٌ في نَواحي السَّمْعِ يَحسِبُها
مُوسَى الصَّناعِإذا أمضيتَه حلَقا
فإنْ قرَفْتُ يميناً بعدَها أبداً
فلا وُقِيتُ صُروفَ الدَّهْرِ والغَرَقا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يَكْفيكَ أنَّ قُنافاً راعَه غَضَبي
يَكْفيكَ أنَّ قُنافاً راعَه غَضَبي
رقم القصيدة : 59790
-----------------------------------
يَكْفيكَ أنَّ قُنافاً راعَه غَضَبي
قبلَ الهِجاءِفلاقى الحَينَ من فَرَقِ
لو أنَّ قَمْلَ قُنافٍ ثَلَّة ٌ رَتَعَتْ
ليلاً من النَّقْعِ يَمحو غُرَّة َ الفَلَقِ
يا قاتلَ الفأرِ حتَّى ما يُحِسُّهُمُ
أهلُ المنازلِ في صُبْحٍ ولا غَسَقِ
قد كانَ لي وَطَرٌ في الشِّعْرِ أَخْلَقَهُ
ما جالَ في أُذُني من شِعرِكَ الخَلَقِ
ليسَ القَريضُ دَواً للفأرِ تَحمِلُه
من الشَّوارِعِ والأَسواقِ في طَبَقِ
سَرَقْتَ شِعْري وكُردوسٌ أَخوكَ فقَد
شُهِرْتُما عندَ كلِّ الناسِ بالسَّرَقِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> للّهِ حَسَّانٌ فتى ً مُعْرِقاً
للّهِ حَسَّانٌ فتى ً مُعْرِقاً
رقم القصيدة : 59791
-----------------------------------
للّهِ حَسَّانٌ فتى ً مُعْرِقاً
في حِذْقِهو ابنُ فتى ً مُعْرِقِ
يَفتُكُ بالمَرْءِ شَفيقاً به
أَعْجِبْ به من فاتكٍ مُشْفِقِ
لهُ حُسامٌ مُطلَقٌ حَدُّه
يَدْمىو طَوْراً ليسَ بالمُطلَقِ
إذا كسا الوجهَ به رَونَقاً
عادَ إلى سِنٍّ له ضَيِّقِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لا راحَ ما لم يَصْفُها الرّاووقُ
لا راحَ ما لم يَصْفُها الرّاووقُ
رقم القصيدة : 59792
-----------------------------------
لا راحَ ما لم يَصْفُها الرّاووقُ
رَحْبُ الذَّرى ينحَطُّ فيه الضِّيقُ
سَماءُ لاذٍ قَطرُها رَحيقُ
تألَّفَتْ من مُزنِهِ البُروقُ
يَسقيكَ من سَحابِه الإبريقُ
ماءَ عَقيقٍلو جرى العَقيقُ
راحٌتولَّى سبكَها التَّعتيقُ(79/276)
عَتَّقَهامن عُمْرٍالزُّرنوقُ
حتَّى إذا ألهبَها التَّصفيقُ
صِحْنا إلى جيرانِنا الحَريقُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> حَمراءُ لم تَكذِبْ ولم تَصدُقِ
حَمراءُ لم تَكذِبْ ولم تَصدُقِ
رقم القصيدة : 59793
-----------------------------------
حَمراءُ لم تَكذِبْ ولم تَصدُقِ
لها لِسانٌ قَطُّ لم يَنْطِقِ
يَفْرُقُها العالِمُلكنَّها
قَطُّ من العالِمِ لم تَفرَقِ
يُزْهِرُ في ذي أربعٍ مُقْعَدٌ
كالشَّمْسِإذ تُزْهِرُ في المشرِقِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَيُّ قَوافٍ يَعِزُّ مُونِقُها
أَيُّ قَوافٍ يَعِزُّ مُونِقُها
رقم القصيدة : 59794
-----------------------------------
أَيُّ قَوافٍ يَعِزُّ مُونِقُها
فيَستَرِقَّ القُلوبَ رَيِّقُها
مصونَة ٌو الخُطوبُ تَبذُلُها
أحسَنُها صَنعَة ً وأَرشَقُها
و كانَ جُودُ الكِرامِ يُنْبِتُها
فصارَ مَنْعُ اللِّئامِ يُحْرِقُها
سِيروا إلى المَجدِ قبلَ سائرَة ٍ
أطلقَ منها السِّباو أطلَقَها
إن أَكسُكُمْ من مدائحي جُنَناً
فإنَّ لي أسهُماً تُمَزِّقُها
شَوارِداً في البِلادِ ما افترَقَتْ
إلاّ رَأَيتَ اللَّبيبَ يَفرُقُها
أمَّا ابنُ فَهْدٍفقَد وَرَدْتُ له
مَوارِداً لم يكنْ يُرَنِّقُها
صَنائِعٌ تُنْشىء المحامدَ كالأ
نْوَارِ راحَ الحَياءُ يَفتُقُها
فسَائِلاهُالغَداة َ كيفَ سَلا
عَنِ القَوافيو كان يَعْشَقُها
فكلَّما عارَضَتْه سافِرَة ً
أعرضَ عنهاو كان يَرمُقُها
غَرائبٌ سامَها الجَفاءَو ما
زالَ جَفاءُ الكريمِ يُقْلِقُها
و لستُ أحبو بها سِواهو لا
أُذْبِلُ ديباجَها وأُخْلِقُها
فسوفَ أستشعرُ الجميلَ مِنَ الصَّ
بْرِ عسى اللّهُ منه يَرزُقُها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> طوَى الشَّوقَلولا بارِقٌ يَتأَلَّقُ
طوَى الشَّوقَلولا بارِقٌ يَتأَلَّقُ
رقم القصيدة : 59795
-----------------------------------
طوَى الشَّوقَلولا بارِقٌ يَتأَلَّقُ
و طيفٌ بأسبابِ الكَرى يَتَعلَّقُ(79/277)
و أملَقَهُ وَشْكُ الفِراقِفَدَمعُه
طريدُ هوى ً في صَفْحَة ِ الخَدِّ يَعلَقُ
وَقَفْنا وتَذرافُ الدُّموعِ خَليقَة ٌ
طُبِعْنا عليهاو العَزاءُ تَخَلُّقُ
و لمّا اعتنقْنا خِلْتُ أنَّ قلوبَنا
تَنَاجَى بأفعالِ النَّوىو هي تَخفِقُ
هي الدَّارُ لم يُخْلِ الغَمامُ ولا الهَوى
مَعالِمَها من عَبْرَة ٍ تَتَرَقْرَقُ
لوى عُنُقي عنها المَشيبُو قد أُرى
جَنيبَ الصِّبا فيها أخُبُّ وأُعنِقُ
أقولُو قد راقَ العيونَ بَهاؤُها
سَقَتْكَ السَّحابُ الغُرُّ مما تُرَوِّقُ
فلا عَيشَ إلاّ ما أفادَ بها الصِّبا ؛
و لا وَجْدَ إلا ما أفادَ التَّفَرُّقُ
و مَوْسُومَة ٍ كاساتُها بِفَوارسِ
من الفُرْسِ تَطْفُو في المُدامِ وتَغرَقُ
أُقَبِّلُ منهم كلَّ شاكٍ سِلاحَه
و في يدِه سَهْمٌ إليَّ مُفَوَّقُ
كأنَّ الحَبابَ المُستديرَ قِلادَة ٌ
عليهو تَوريدُ المُدامَة ِ يَلْمَقُ
أَحِنُّ إليهاو الظَّلامُ مُمَسَّكٌ
و أصدُفُ عنهاو الصَّباحُ مُخَلَّقُ
و لو لم أكنْ جارَ الأميرِ لكانَ لي
أَديمٌ بِظُفْرِ النَّائباتِ مُمَزَّقُ
بِجُودِ أبي الهَيْجاءِ أُلبِسْتُ نِعْمَة ً
مُجدَّدَة ً تَصْفو عليَّ وتُشرِقُ
قطعْتُ لها في الأرضِ عُقْلَ مدائحٍ
تُغَرِّبُ في أقطارِها وتُشَرِّقُ
فلا هُوَ مَسبوقاً إلى غايَة ِ النَّدى ؛
و لا أنا في شَأوِ المَحامِدِ أُسبَقُ
غَمامٌمتى تَخْفِقْ لساريهِ رايَة ٌ
على الأرضِلا يُقلِعْ وفي الأرضِ مَخفَقُ
رَفيقٌ إذا الجاني استجارَ بِعَفْوِه
و لكنَّه بالقِرْنِ لا يَتَرَفَّقُ
حَوَتْ تَغْلِبٌ سَيفاً بهو حَوى بها
كَسمراءَ يُمضيها سِنانٌ مُذَلَّقُ
وَ يَوْمٍ كأنَّ الشَّمْسَ فيه مَريضَة ٌ
مُرَنَّقَة ٌ ألحاظُها حينَ تَرمُقُ
إذا اسودَّ فيه النَّقْعُأَو مَضَتِ الظُّبا
فغُودِرَ من إيماضِهاو هو أبلَقُ
كأنَّ عِتاقَ الخَيْلِ تَنقُصُ ما التَقَتْ
بقُطريِهِ أو تَزدادُ حينَ تَفَرَّقُ
تَوَرَّدْتَهو الحِلمُ تحتَ رِواقِه(79/278)
أسيرُ الحِفاظِ المُرِّو الجَهْلُ مُطلقُ
فَجَلَّيْتَ مِنْ ظَلمائِهو هو حالِكٌ
و وَسَّعْتَ من أَرْجائِهِو هو ضَيِّقُ
بِضَرْبٍ كَشَقِّ الأَقحَميِّ تَرى له
جُيوبَ العَذارى في الخَدودِ تُمَزَّقُ
و طَوَّقْتَ قَوْماً في الرِّكابِ صَنائِعاً
كأنَّهُمُ منها الحَمامُ المُطَوَّقُ
غَرَسْتَ بها غَرْساً يُحَيِّيكَ زَهرُه
و يُدنيكَ من أثمارِهو هو مُونِقُ
أتتْكَو قد أعْدَتْ خلالُكَ لفظَها
خِلالاًففيه من خِلالِكَ رَوْنَقُ
مَعانٍكأَنفاسِ الرِّياحِ بِسَحْرَة ٍ
تَمُرُّ بِنُوَّارِ الرِّياضِ فتَعبَقُ
يُقَصِّرُ عنها خاطِبٌو هو مِصقَعٌ ؛
و يَعجَزُ عنها شاعرٌ وهو مُفْلِقُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قد أَظَلَّتْكَ يا أبا إسحاقِ
قد أَظَلَّتْكَ يا أبا إسحاقِ
رقم القصيدة : 59796
-----------------------------------
قد أَظَلَّتْكَ يا أبا إسحاقِ
غارَة ُ اللَّفظِ والمعاني الدِّقاقِ
و أَتاكَ الهُمامُ ذو النَّظَرِ الشَّزْ
رِ إليهاو الصِّلُّ ذو الإطراقِ
قَطرَة ٌلو يجِفُّمن قُطرُبيٍّ
دَرَسَتْ بعدَها رُسومُ الشِّقاقِ
فاتَّخِذْ مَعْقِلاً لشِعْرِكَ تحْمي
ه مُروقَ الخوارِجِ المُرَّاقِ
قبلَ رَقْرَاقَة ِ الحديدِ يُريقُ
السُّمَّ في صَفْوِ مائِهِ الرَّقراقِ
كنتُ مِنْ ثَرْوَة ِ القَريضِ مُحلًّى
فتخلَّيْتُ منه بالإملاقِ
أيُّها الجَفْنُ غَيرَ دَمْعِكَ هدا
إنَّ ثُكْلَ الحبيبِ غيرُ الفراقِ
أَغداة ُ الكُلابِ أَوْدَتْ بِشِعْرِي
فمَضَى أو عشيَّة ُ التَّحلاقِ
غارَة ٌلم تَكُنْ بِسُمْرِ العَوالي
حينَ شُنَّتْ ولا السُّيوفِ الرِّقاقِ
جالَ فُرسانُها عَليَّ جُلوساً
لا أَقَلَّتْهُمُ ظُهورُ العِتاقِ
فُجِعَتْ أنفُسُ الملوكِأبا الهَيْ
جاءِحَرباً بأنفَسِ الأَعْلاقِ
بِقَوافٍ مثلِ الرِّياضِ تَمَشَّتْ
بينَ أنوارِها مياهُ السَّواقي
و مَعانٍ فتَّقْتَهُنَّفأَصبحْ
نَ لِمِسْكِ الكَلامِ مثلِ الفِتاقِ
بِدَعٌ كالسُّيوفِ أُرْهِقْنَ حُسْناً(79/279)
و سقَاهُنَّ رَوْنَقَ الطَّبْعِ ساقي
مُشرِقاتٌتُريكَلَفْظاً ومَعْنى ً
حُمرة َ الحَلْيِ في بياضِ التَّراقي
يا لَها غارة ً تُفَرِّقُ في الحَو
مَة ِ بين الحَمامِ والأَطواقِ
تَسِمُ الفارِسَ المُقَدِّمَ بالعا
رِو بعضُ الإقدامِ عارٌ باقي
لو رَأَيْتَ القَريضَ يَرعُدُ منها
بينَ ذاكَ الإرْعادِ والإبراقِ
و قلوبَ الكلامِ تَخفِقُ رُعْباً
تَحتَ ثِنُيَيْ لِوائِها الخَفَّاقِ
و سُيوفَ الضَّلالِ تَفتُكُ فيها
بِعَذارى الطُّروسِ والأوراقِ
و الوجوهُ الرِّقاقَ دامية َ الأَبْ
شَارِ في مَعْرَكِ الوُجوهِ الصِّفاقِ
لَتَنَفَّسْتَ رَحْمَة ً الْخُدُودِ الحم
رِ منهنَّو القُدودِ الرِّشاقِ
و الرِّياضِ التي ألحَّ عليها
كاذبُ الوَبْلِ صادِقُ الإحْراقِ
و النُّجومَ التي تَظَلُّ نجومُ ال
جَوِّ حُسَّادَها على الإشراقِ
بعدَ ما لُحْنَ في سَماءِ المعالي
طُلَّعاًو انتَشَرْنَ في الأفاقِ
و تَخَيَّرْتَ حَلْيَهُنَّفلم تع
دُ خِيارَ النُّحورِ والأعناقِ
و قطَعْتَ الشَّبابَ فيه إلى أن
هَمَّ بُرْدُ الشَّبابِ بالإخلاقِ
فهيَ مِثلَ المُدامِ بينَ صَفاءٍ
و بهاءٍ ونَفْحَة ٍ ومَذاقِ
مَنْطِقٌ يُخْجِلُ الرَّبيعَ إذا حَل
لَ عليه السَّحابُ عِقْدَ النِّطاقِ
عربيٌّروائحَ الشِّيحِ والقَي
صومِ منه والشَّثِّ والطُّبَّاقِ
سائلٌ من شِعابِ وَجْرَة َثاوٍ
بينَ أجراعِها وبين البُراقِ
فهوَ ما شِئتَ من هَديرِ قُرومٍ ؛
و هو ما شِئتَ من حَنينِ نِياقِ
يا هِلالَ الآدابِياابْنَ هلالٍ
صَرَفَ اللَّهُ عنكَ صَرْفَ المَحاقِ
أنتَ مَنْ تَسهُلُ المعالي عليه
و هي في مَعْشَرٍ صِعابِ المَراقي
سِلْعَة ٌما لِمَنْ يحاولُ حِرْزٌ
حَيَّة ٌما لِمَنْ يُساوِرُ راقي
سَوْفَ أُهْدي إليك من خَدَمِ المَجْ
دِ إماءً تَعافُ قُبحَ الإباقِ
كلَّ مَطبوعَة ٍ على اسمِكَبادٍ
وَسْمُها في الجِباه والآماقِ
صادِقاتِ الوَدادِ تَصدُقُ فيها
ألسُنُ الحَمْدِ وافياتِ الصِّداقِ(79/280)
إننيو العِدا على الدَّهْرِ شَرْبٌ
نتَساقَى الرَّدَى بكأسٍ دِهاقِ
لو تَلاقَتْ دِماؤُنا في مَقامٍ
لَتَفَرَّقْنَ عنه بعدَ التَّلاقي
و هي أوتارُنا القديمة ُ لا تُخ
رِجُ أوتارَنا من الأَفواقِ
ليسَ فيها إلا ضِرابُ الهَوادي
و طِعانُ النُّحورِ والأحداقِ
أو تَرى غيرَ ما رَأيتَفإني
صافِحٌ عن مُمَوِّهٍ مِخراقِ
زَوَّرَ الشِّعْرَ والشَّبابَفأَضْحى
خَلَقَ الوَجْهِ مُظْلِمَ الأَخْلاقِ
كادَني مُغرِقاًو رُبَّ غريقٍ
خاضَ للكَيْدِ لُجَّة َ الإغْراقِ
و إذا كاشَفَ العدوُّفأبدَى ال
غِمْرَأو دَبَّ في ظَلامِ النِّفاقِ
فأَنا الغَيْظُ في صُدورِ الأعادي
و شَجاها المُقيمُ في الأَحلاقِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> فؤادُ عليٍّ بالسَّماحِ عَلوقُ
فؤادُ عليٍّ بالسَّماحِ عَلوقُ
رقم القصيدة : 59797
-----------------------------------
فؤادُ عليٍّ بالسَّماحِ عَلوقُ
و بِشْرُ عليٍّ بالسَّماحِ يَروقٌ
فمَنْ كانَ أضحَى للمَكارِمِ صاحباً
فأَنتَ لها يا بْنَ الحُسَينِ شَقيقُ
طَرَقتُكَ مَمتاحاًو ليسَ لِطَارِقٍ
يَرومُكَ من وَقْعِ الضَّريبِ طَريقُ
جَنوبٌ تَحُثُّ المُزْنَ حَثّاً وشَمْأَلٌ
يُعَبِّسُ منه الوجهُو هو طَليقُ
و حَرُّ حريقٍ ألبسَ الأَرْضَ ثَوبَه
يُخافُ على الأقدامِ منه حَريقُ
تُثيرُ الصَّبا في الجَوِّ منه عَجاجَة ً
كما انتشَرَ الكافورُو هو سَحيقُ
فقد هجرَ الخُلُّ الوَصولَ خَليلَه
و لم يَحْظَ فيه بالصَّديقِ صَديقُ
و عادَ خَفيفُ الفَرْضِو هو مُنَفلٌ
عليَّو رَقَّ الدِّينُو هو صَفيقُ
و ما انفلَّ حَدُّ القُرِّ إلا بِقَهْوَة ٍ
تَرَقرَقُ في كاساتِها رقريق
إذا لَبِسَتْ أثوابَهافعَقيقَة ٌ ؛
و إن نَشَرَتْ أنفاسَها فَخَلوقُ
تَدورُ علينا كأسُها في غَلائِلٍ
رِقاق تَرُدُّ العَيْشَ وهو رَقيقُ
وإنِّي خَليقٌ من نَداكَ بنَيلِها ؛
و أنتَ بما أُولِيتُ منكَ خَليقُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> طَرَقْنا أبا عامرٍ مَوْهِناً(79/281)
طَرَقْنا أبا عامرٍ مَوْهِناً
رقم القصيدة : 59798
-----------------------------------
طَرَقْنا أبا عامرٍ مَوْهِناً
و مازالَ يَحْظَى به الطَّارِقُ
و قد سَفَرَ الأُفقُ عن شِدَّة ٍ
لسانُ السَّماءِ بها ناطِقُ
و أَومَضَ بَرقٌ كما أومَضَتْ
يَدُ البِكْرِ زَيَّنَها البارِقُ
و هَبَّتْ جَليدِيَّة ٌ قَرَّة ٌ
رَذاذاًو أَسلَمُها دايِقُ
تَرى أُزُرَ القومِ في مَرِّها
شَوارد ليسَ لها عائِقُ
إذا استدبَرَتْ وانياً في السُّرى
رأيناهو هو بها سابقُ
فلمَّا تَهلَّلَ من وجهِه
هِلالٌ ومن بِشْرِه بارِقٌ
أَحَطْنا لَدَيْهِ بذي أربعٍ
من الصُّفْرِ أبدَعَهُ حاذِقُ
كأنَّ ذوائبَتَهإذ عَلَتْ
لواءٌ على جَمْرَة ٍ خافقُ
يُخَيِّلُ لي حَرُّ أنفاسِه
و صُفرَتَهُ أنَّه عاشقُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لي منزلٌ كَوِجارِ الضَّبِّ أَنزِلُه
لي منزلٌ كَوِجارِ الضَّبِّ أَنزِلُه
رقم القصيدة : 59799
-----------------------------------
لي منزلٌ كَوِجارِ الضَّبِّ أَنزِلُه
ضَنْكٌتَقارَبَ قُطراهُفقد ضاقَا
أراه قَالَبَ جسمي حينَ أَدخُلُه
فما أَمُدُّ به رجلاًو لا سَاقا
فلستُ أعتَدُّه رِزْقاً أُسَرُّ به
و هل تُعَدُّ سُجونُ الناسِ أَرزاقا
أُناشِدُ الغَيْثَ أن يَجتازَه أبداً
و لامعَ البَرْقِ أن يَغْشاه إِحراقا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> عِشْ مدَى الدَّهْرِيا أبا إسحاقِ
عِشْ مدَى الدَّهْرِيا أبا إسحاقِ
رقم القصيدة : 59800
-----------------------------------
عِشْ مدَى الدَّهْرِيا أبا إسحاقِ
و وَقاكَ الخطوبَما عشتَو اق
فلقَد أطلقَتْ يَمينُكَ جُوداً
كانَ من قبلَ مُوثَقاً بوِثاقِ
إنَّ داراً تَضُمُّ أخلاقَكَ الغُرَّ
لَدارُ الجِنانِ غيرَ اختلاقِ
مَنزِلٌ كالرَّبيعِ حَلَّتْ عليه
حالياتُ السَّحابِ عِقْدَ النِّطاقِ
يُمْتِعُ الطَّرْفَ من طَرائِفِ حُسْنٍ
يَتَجافى بها عن الإطراقِ
بينَ ساجٍ كأنَّه ذائبُ التِّبْ(79/282)
رِ على مِثلِ ذائبِ الأوراقِ
و عَذارَى كأنَّهُنَّ مِنَ الحُس
نِعَذارَى سَفَرْنَ للعُشَّاقِ
تَتلاقى رؤُوسُها لِتَدانٍ
و تَناءَى جُسومُها لافتراقِ
حَلِيَتْ من ثِمارِهافتَراءَتْ
حالياتِ النُّحورِ والأَعْناقِ
تَخْرُقُ المُزْنَ والتُّرابَ إلى الما
ءِ بتلكَ الفُروعِ والأعراقِ
فَلِماءِ البُحورِإذ رَسَخَتْ في
هِو ماءِ الغَمامِ فيه تَلاقَي
كيفَ قابَلتَها أَرَتْكَ رِياضاً
و سَماءً مُخَضَرَّة َ الآفاقِ
يَنثُرُ الرِّيحُ حَلْيَهافَتراه
نَهْبَ أيدي العُفاة ِ والطُّرَّ اقِ
بِدَعٌلو تحقَّقَتْ ببَقاءٍ
كُنَّ أَولى من الحِلَى بالحِقاقِ
و إذا كانَتِ الجواهِرُ للزِّي
نَة ِ كانَتْ جَواهِرَ الأرزاقِ
فكأنَّ الطَّلْعَ النَّضيدَ جُفونٌ
يَتَصَدَّعْنَ عن سُيوفٍ رِقاقِ
صَنَعَتْ فوقَها التماثيلَ أيدٍ
عاجِزاتٌ عن صَنعَة ِ الخَلاَّقِ
مِنْ وَجوهٍ مثلِ البدورِ صِباحٍ
و قُدودٍ مثلِ الغُصونِ رِشاقِ
أَلْبَسَتْها مَحاسِنَ الخَلْقِ لَمَّا
عَجِزَتْ عن مَحاسِنِ الخلاقِ
فإذا ما الرِّياحُ حرَّكْنَ منها
خَيَّلَتْ أنَّ خَيْلَها في استباقِ
و تَراءَتْ أُسودُها واثِباتٍ
مُبْدِياتٍ خَناجِرَ الأشداقِ
يَغْتَدي بينَها الفُهودُ على الغِز
لانِ خُزْرَ العُيونِ سُودَ المآقي
حَيوانٌ بلا حَياة ٍفمنه
حائِدٌ عن مَنِيَّة ٍ ومُلاقي
وقِيانٌ مَنَعْنَ أسماعَنا الحظْ
ظَ وَوَفَّرْنَه على الأَحْداقِ
و رِياضٌ لم يُنْشِ زَهرَتَها التُّر
بُو لم يَسْقِها منَ الغَيْثِ سَاقِي
فتَمَلَّ السُّرورَما عِشْتَ فيه
باصطباحٍ من لَذَّة ٍ واغتباقِ
و ثَناءً زُفَّتْ إليكَ عَذارا
هُفليسَت مَرُوعة ً بِطَلاقِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَذُمُّ إليكَ عادية َ الفِراقِ
أَذُمُّ إليكَ عادية َ الفِراقِ
رقم القصيدة : 59801
-----------------------------------
أَذُمُّ إليكَ عادية َ الفِراقِ
و أحمَدُ سائحَ الدَّمعِ المُراقِ
أَمِنْتُ الكاشِحينَ فَأَسْلَمَتْهُ(79/283)
لذِكْراكَ الشُّؤونُ إلى المآقي
و لم أَملِكْ غَراماً في اتِّئادٍ
يؤَرِّقُنيو دمعاً في استباقِ
و كيفَ أَرُدُّ أنفاساً حِراراً
لو ارتَدَّتْ لأَحْرَقَتِ التَّراقي
أَرومُ دُنُوَّ كاذبَة ِ التَّداني
من العُشَّاقِ صادِقَة ِ الفِراقِ
أَلَمَّ خَيالُهاو العِيسُ حَسْرى
مَرافِقُها وسائدُ للرِّفاقِ
فبِتْناو العُقودُ لها انبتاتٌ
على الأعناقِ من ضيقِ العِناقِ
و راحٍ يَستَحِثُّ بها ضَريبٌ
على راحٍ يُخَيَّلُ في احتراقِ
سَلَبْناها الزِّقاقَو نحنُ أَولَى
بما تحوي الزِّقاقُ من الزِّقاقِ
بمتَّسِقٍكأَنَّ الشَّمْسَ تجلو
علينا منه حَلْياً في اتِّساقِ
له أَرَجٌ يُحَيِّي السَّرْبَ وَهْناً
بأنفاسٍ مُطَيَّبَة ٍ رِقاقِ
و أغصانٌ تَقولُإذا تَثَنَّتْ
أَخَمْراً ما سَقَتْهُنَّ السَّواقي
هَلِ الأَيَّامُ مُطْلِقَة ٌ وِثاقي
فأَرحلَ أَم مُنَفِّسَة ٌ خِناقي
و هَل بالشَّامِ لي وَجْهُ ارتيادٍ
أُقيمُ عليهأَم وَجهُ انطلاقِ
عَلِقْتُفما وَهَتْ كَفِّيو لكنْ
وَهَى عن قَبْضِها حَبْلُ اعتلاقي
و أكثرُ ماأقولُسقَى ابنَ فَهْدٍ
حياً كَنَداه مُنْحَلَّ النِّطاقِ
رَماني بامتهانٍ فَلَّ غَربي
و أطمَعَ كلَّ وَغْدٍ في لَحاقي
و أَسرفَ في الوَدادِ على التَّنائي
فحينَ دَنَوْتُ أسرفَ في الشِّقاقِ
و سِرْتُ فكُنتُ بَدْرَ التَّمِّ أوفى
بِه طولُ المَسيرِ على المَحاقِ
و لي منه إذا ما الكأسُ دارَتْ
عَرابِدُ لا يَقي منهنَّ وَاق
تُساوِرُنيفأَلقاها برِفْقٍ
كما يَلْقى فَحيحَ الرُّقْشِ رَاق
تُصِمُّ صَدايَ عن نَغمِ المَثاني
و تُشرِقُني بما في كَفِّ سَاقِ
ستُبْعِدُني اللَّواتي قَرَّبَتْني
و إن لم تَطْفُ نايرَة ٌ أساقي
و تَجدِبُنيإذا ما الشَّامُ ضاقَتْ
عَليَّ رِحابُهرَحَبُ العِراقِ
على أنّي أُفارِقُ عن وَدادٍ
مُقيمٍ في حِمى الأحشاءِ باقي
و أَذْكُرُ حَبلَكَ الثَّبْتَ الأَواخي
عليَّوَ وُدَّكَ العَذْبَ المَذاقِ
و أبقى غَيْرَ مُسْتَبْقٍ دُموعاً(79/284)
تَفيضُو لا تَغيضُ على الإباقِ
و كم عَبْدٍ تَذَكَّرَ فِعْلَ مَولًى
فحَنَّ إلى سَجاياه الرِّقاقِ
سلامُ اللّهِ منك على جَوادٍ
إذا جارى حوى قَصَبَ السِّباقِ
سَما للمَجْدِ مُبْيَضَّ الأَيادي
فَسيحَ الظِّلِّ مُمتَدَّ الرِّواقِ
فلم تَبْعُدْ عليه له أَقاصٍ
و لم تَصعُبْ عليه له مَراقي
وَقَفْتُ عليه وُدّاً مُستَكِنّاً
تَمَكَّنَ في الشِّغافِ وفي الصِّفاق
و شُكْراً ما حدا الأَظعانَ حادٍ
و ما أخذَ الطَّريقُ من الطِّراقِ
و حَسْبِيمن مُباشَرَة ِ الأماني
صَبوحي من لِقائِكَو اغتِباقي
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يا دارَ يُوسُفَ لا عَدَتْكِ تَحيَّة ٌ
يا دارَ يُوسُفَ لا عَدَتْكِ تَحيَّة ٌ
رقم القصيدة : 59802
-----------------------------------
يا دارَ يُوسُفَ لا عَدَتْكِ تَحيَّة ٌ
للمُزْنِ بينَ رَواعِدٍ وبَوارِقِ
غَرَّاءُ ضَاحِكَة ٌ إليكِ ثُغورُها
ضَحِكَ الحبيبِ إلى المُحِبِّ الوامقِ
سَقْياً لتلكَ مَنازِلاً مَعْمورَة ً
من بينِ مطروقِ الفِناءِ وطَارقِ
حُمْرَ القَواعدِ والقِبابِكأنَّما
أُشْرِبْنَ رَقْراقَ الخَلوقِ الرَّائقِ
يَلقاكَ من نُوَّارِها وغُيومِها
ما بينَ دُكْنِ مَطارفٍ ونمارقِ
و الهَيْكَلُ المُبيَضُّ يَلمَعُ وَسْطَها
كالأُقحُوانَة ِ في بِساطِ شَقائقِ
كم دُمْيَة ٍ خَرساءَ فيهو دُمْيَة ٍ
فَضَلَتْ عليها باللِّسانِ النَّاطقِ
من أَهْيَفَ تَيجُانهُ من شَعرِه
فكأنّما هو شارِقٌ من غاسقِ
و مُهَفهَفٍ لو كنتُ أَملِكُ أمرَه
بدَّلْتُ سُحْمَ مُسوحِه بقَراطقِ
كم قد رَمَقْتُ به المُنى فغَشِيتُها
ما بين مَرموقِ الجَمالِ ورامقِ
و مُعّذَّلٍ أخذَ الصِّبا بيمينِه
فجَرى به جَرْيَ الجَموحِ السابقِ
وَ رَقَدْتُ عن غِزلانِه وذِئابِهِ
ما بينَ مَسروقِ الوِصالِ وسارقِ
أيامَ كنتُإذا ادلَهَمَّ ظَلامُه
أهدَى إليه من الخَيالِ الطَّارقِ
عَصراً لَبِستُ ظِلالَهو كأنَّه
في ظُلمَة ِ الأيَّامِ غُرَّة ُ شَارِقِ(79/285)
Personal homepage website counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وَجَدَ الحبُّ لي فُؤاداً عَلُوقاً
وَجَدَ الحبُّ لي فُؤاداً عَلُوقاً
رقم القصيدة : 59803
-----------------------------------
وَجَدَ الحبُّ لي فُؤاداً عَلُوقاً
فأَفيقافلستُ منه مُفيقا
وَقَفَتْنا النَّوى على الكُرْهِ منَّا
مَوقِفاً ضَمَّ شائقاً ومَشُوقا
حالَ وَرْدَ الخُدودِ فيهفأَضحى
النَّرجِسُ الغَضُّ في الدُّموعِ غَريقا
لَوعَة ٌ أفرَطَتْ فعادَتْ حَريقاً
و حَنينٌ أَربَى فعادَ شَهيقا
و خَليقٍ بلَوْعَة ِ الحبِّ صَبٍّ
لم يكنْ بالعَزاءِ فيه خَليقا
فأراه في مَسلَكِ الحبِّ رَحْباً
و أراه في مَسلَكِ الصَّبرِ ضَيقا
بأبي أنتَلا عَدِمْتُ الهَوى في
كَعَنيفاً في بَطْشِهأو رَفيقا
لستُ أنسى اهتِزازَ عِطْفِكَ لمَّا
هَزَّ منك العِناقُ غُصْناً رَشيقا
كلُّ بِرٍّ يَشوبُه كَدَرُ المَطْ
لِ حَقيقٌ بأن يكونَ عُقُوقا
و إذا المَنُّ جاءَ بالمَنِّ فالمَر
زوقُ منه مَنْ لم يكنْ مَرزُوقا
لو أراقَت دمي صُروفُ اللَّيالي
لم تَجدْني لماءِ وَجْهي مُريقا
قَد وَجَدْنا لأحمدَ بنِ سُليما
نَ يداً ثَرَّة ً ووجهاً طَليقا
و سجايا رَقَّتْ نَسيماً فراحَت
تُخْجِلُ الرَّاحَ والنَّسيمَ الرَّقيقا
مُفرَدٌ في السَّماحِ أضحى فَريقاً
في معاليهِو الأنامُ فَريقا
كلَّ يَومٍ يُريكَ فِعْلاً جَليلاً
في ابتذالِ اللُّهىو مَعنى ً دَقيقا
قد جَرى نَيْلُهفكانَ غَماماً
و مَضى عَزمُهفكانَ حَريقا
و أضاءَتْ فيه مَخايلُ بِشْرٍ
كُنَّ للغَيثِمن نَداهبُروقا
جَمَعَتْ شَمْلَ مَجدِه نَفَحاتٌ
فَرَّقَتْ شَملَ مالِه تَفريقا
فأعادَت وِرْدَ المَطالبِ عَذْباً ؛
و أعادَتْ رَوْضَ العَطايا أنيقا
فإذا الطَّارقُ انتحَاه رأى من
كلِّ وَجْهِإلى نَداهطَريقا
عاقَ مَنْ يَرتَجي لَحاقَكَ عَجْزٌ
عن معالٍ تَجاوِزُ العَيُّوقا
و انثَنى الحَاسِدونَ عن سابقٍ من
كَ إلى المَجدِ أن يُرى مَسبوقا(79/286)
و أفاقَ العَذولُ عن أَرْيَحيٍّ
ليسَ من نَشوة ِ النَّدى مُستَفيقا
خُلُقٌ طابَ في المَشاهدِ حتّى
عَطَّلَ المِسكَ نَشرُه والخَلوقا
بِعَريقٍ في الأزدِ طابَ أُصولاً
في صَعيدِ العُلى وطابَ طُروقا
و عَتيقِ النِّجارِ ماضٍ وهل يَم
ضي شَبا السَّيفِ أو يكونَ عَتيقا
نَسَبٌ أُلبِسَتْ بهِ الشَّمسُ نُوراً
أو أُعِيرَ الصَّباحُ منه شُروقا
فَنظَمْنا منَ الثَّناءِ عُقوداً
يُخْجِلُ الدُّرَّ نَظمُهاو العَقيقا
بينَ أَثنائِها بَدائعُ تَحكي
بِدَعَ الرَّوْضِ نُمِّقَتْ تَنْميقا
و مَعانٍ لو جُلْنَ في أُذُنِ العا
شقِ أنساه حُسنُها المَعشُوقا
فاصطنِعْ مادِحاً يُحَقِّقُ في مد
حِكَإذ كنتَ بالمديحِ حَقيقا
وَبْقَ في نَعمَة ٍ تَسوءُ عَدُوّاً
كامنَ الحِقْدِ أو تَسُرُّ صَديقا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و باكِرٍ لِغَيرِه ما يُرْزَقُ
و باكِرٍ لِغَيرِه ما يُرْزَقُ
رقم القصيدة : 59804
-----------------------------------
و باكِرٍ لِغَيرِه ما يُرْزَقُ
مُثْرٍ به طَوْراً وَ طَوْراً مُخْفِقُ
يغدوو جِلبابُ الظَّلامِ أَوْرَقُ
و الأفقُ لا جَوْنٌ ولا مُخَلَّقُ
يُهَلهِلُ الصَّنعة َو هو مُوثَقٌ
يلحَقُ في الماءِ التي لا تُلْحَقِ
و يَرْمُقُ الشَّخْصَ الذي لا يُرمَقُ
و هل يفوتُ لَحظُهُ أو يُسبَقُ
و كُلُّه نَواظِرٌ لا تُطْرِقُ
حتى إذا نَمَّ عليه الفَلَقُ
و ضَمَّهُ صافي الحِمامِ أزرَقُ
أحشاؤُه من غيرِ رَيْبٍ تَبرُقُ
تَمرُقُوالحَيْنُ عليها مُطْبِقُ
أحداقُه سُورٌ عليها مُحدِقُ
جاءَ بأمثالِ المُدى تَأَلَّقُ
و مثلِ أنصافِ السُّيوفِ تَبرُقُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> تَرى به الجَمْرَ إذا ما صَفا
تَرى به الجَمْرَ إذا ما صَفا
رقم القصيدة : 59805
-----------------------------------
تَرى به الجَمْرَ إذا ما صَفا
يُشرِقُ مِثلَ الذَّهَبِ المُشرِقِ
جَمرَتَهُ تُشرِقُ من عَبْرَتي
و حَرُّه من قلبيَ المُغْلِقِ(79/287)
إذا بَدا نَحوَكَ شبَّهْتَهُحبابك الله عاشقيك فقد أصبحت ريحانة لمن عشقا
بقَهْوَة ٍ في قَدَحٍ أزرَقِسقط بيت من ص
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَيا مَنْ رَأَى البدرَ بدرَ السَّماءِ
أَيا مَنْ رَأَى البدرَ بدرَ السَّماءِ
رقم القصيدة : 59806
-----------------------------------
أَيا مَنْ رَأَى البدرَ بدرَ السَّماءِ
يَروحُ ويَغْدُو إلى سُوقِه
إذا مَزَّقَ الثَّوبَ مِقراضُه
تمزَّقَ قلبي كتَمزيقِه
و أطيبُ من رَوْحِ ريحِ الجِنانِ
خُطوطٌ تَرَوَّيْنَ من ريقِه
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وَمنتبه يسعَى إليَّ بكأسِه
وَمنتبه يسعَى إليَّ بكأسِه
رقم القصيدة : 59807
-----------------------------------
وَمنتبه يسعَى إليَّ بكأسِه
و قَد كادَ ضَوْءُ الصُّبْحِ باللَّيلِ يَفْتِكُ
و قد حَجَبَ الغَيْمُ السَّماءَ كأنَّما
يُزَرُّ عليها منه ثَوْبٌ مُمَسَّكُ
ظَلَلْنا نَبُثُّ الوَجْدَو الكأسُ دائِرٌ
و نَهتِكُ أستارَ الهَوى فتَهَتَّكُ
فَمَجلِسُنا في الماءِ يَهوي ويَرتقي
و إبريقُنا في الكأسِ يَبكي ويَضْحَكُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> عُقْبَى دَوائِكَ صِحَّة ٌ تَغْشاكا
عُقْبَى دَوائِكَ صِحَّة ٌ تَغْشاكا
رقم القصيدة : 59808
-----------------------------------
عُقْبَى دَوائِكَ صِحَّة ٌ تَغْشاكا
و سَلامَة ٌ تُشْجي قُلوبَ عِداكا
و سَحابُ عافِيَة ٍ يَعُمُّكَ وَبْلُها
سَعَة ًكما عَمَّ العُفاة َ نَداكا
داوَيْتَ جِسْماً طالَما داوَى الهُدى
تحتَ العَجاجِو أمرضَ الإشراكا
و أخذْتَ كأسَكَو الشِّفَاءُ قَرِينُها
فلَو استَطاعَ تَحيَّة ً حيَّاكا
أَتَرى الذي داواكَ يَعْلَمُ أنَّهُ
داوى الغَمامَ الجَوْدَإذ داواكا
اللّهُ حاطَ بِكَ الثُّغورَ وأهلَها
و رَآكَ واقية َ الهُدى فَوَقاكا
فخَرَجْتَ من غَمَّائِه مَتوقِّداً
طَلْقاً بِحَلْيِ الحَادِثاتِ سَناكا
أَنَّى يُصَفِّيكَ الدواءُ وشُربُه(79/288)
و تَوَرُّدُ الغَمَراتِ قد صَفَّاكا
و متَى شَكَتْ أعضاءُ جِسْمِكَ عِلَّة ً
فدواؤُهُنَّ قِراعُكَ الفَتَّاكا
يا سيفَ دينِ اللَّهِ ما استحيا الحَيا
إلاّ إذا جَاراكَأو ناواكا
لا زلتَ لابسَ نعمة ٍ فَضفاضَة ٍ
يَهْتَزُّ لا كِبْراً بها عِطْفاكا
و اللّهُ يُوليكَ السَّلامَة َ نِعْمَة ً
و يُجيبُ فيكَ دُعاءَ مَنْ والاكا
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و فتيَة ٍ دارَتِ السُّعودُ بِهِم
و فتيَة ٍ دارَتِ السُّعودُ بِهِم
رقم القصيدة : 59809
-----------------------------------
و فتيَة ٍ دارَتِ السُّعودُ بِهِم
فدارَ للرَّاحِ بينَهم فَلَكُ
بِتْناو ضَوْءُ الكؤوسِ يَهتِكُ بالإ
شْراقِ سِترَ الدُّجى فينهَتِكُ
نَرى الثُّرَيَّاو البَدْرُ في قَرَنٍ
كما يُحَيَّا بِنَرْجِسٍ مَلِكُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قُضُبُ الهِنْدِ والقَنا أخدانُك
قُضُبُ الهِنْدِ والقَنا أخدانُك
رقم القصيدة : 59810
-----------------------------------
قُضُبُ الهِنْدِ والقَنا أخدانُك
و المقاديرُ في العِدا أعوانُكْ
و المعالي رياضُ طَرْفِكَو الحم
دُإذا راقَ زَهرُهرَيحانُك
ضَحِكَ المجدُ في زَمانِكَعِلْماً
أنْ سَيُوطِيه ما أَحبَّ زمانُك
أيُّها ذا الأميرُ ما رَمِدَتْ عي
ناكَحاشا لها ولا أجفانُكَ
بل حَكَتْ فِعْلَك الكَريمَ ليُضحى
شأنُها في العُلى سواءً وشأنُك
فهي تَحمَرُّ مثلَ سَيفِكَ في الرَّوْ
عِو تَصْفُو كما صَفا إحسانُك
العصر العباسي >> السري الرفاء >> رضا المُتَجنِّي غاية ٌ ليسَ تُدرَكُ
رضا المُتَجنِّي غاية ٌ ليسَ تُدرَكُ
رقم القصيدة : 59811
-----------------------------------
رضا المُتَجنِّي غاية ٌ ليسَ تُدرَكُ
و في كلِّ وَجهٍ للتجرُّمِ مَسلَكُ
إذا صاحبٌ عني تَولَّى تَركتُه
على طبعِه في العُذرِفالعُذرُ أملَكُ
وَصَلتُك لمَّا كنتَ فيَّ مُوَحَّداً(79/289)
وَ عَزَّيْتُ فيك القلبَ إذ أنتَ مُشرِكُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> تَأبَى الصَّبابة ُ أن تُصِيخَ لعاذل
تَأبَى الصَّبابة ُ أن تُصِيخَ لعاذل
رقم القصيدة : 59812
-----------------------------------
تَأبَى الصَّبابة ُ أن تُصِيخَ لعاذل
أو أن تَكُفَّ غُروبَ دمعٍ هاملِ
عَرفَ المنازلَ باللَّوى َ فبكَى دماً ؛
إنَّ الهَوى فيه اختلافُ مَنازلِ
و متَى رأَى آثارَ حَيٍّ نازحٍ
حَيَّاو قالَسُقِيتَ أَوبة َ راحلِ
لاّ يستفيقُ كأنَّ نَفثة َ نابلٍ
بَكَرَتْ عليهأو سُلافَة َ بابلِ
و سَبِيلُه أن يَستَبِلَّو قد رأَى
شَملَ الشَّبابِ طَريدَ شَيبٍ زَائلِ
لَقِيَ العَواذلُ عاطلاً من حِلمِه
فصَدَدنِ عن حَالِي المفارِقِ عَاطلِ
حُيِّيتَ مِن طللٍ أجابَ دُثورهُ
يومَ العَقيقسؤالَ دَمعٍ سائلِ
نَحْفَى وَ نَنْزِلُو هو أعظمُ حُرمة ً
من أن يُذَالَ براكبٍ أو ناعلِ
ما كانَ أعذَب مُجتناهو أهلُه
بينَ العُذَيبِ وبينَ رِقَّة ِ عاقلِ
و مُرادُنا ما بينَ أبيضَ صارمٍ
يَهتزُّ منهو بينَ أسمرَ ذابلِ
أَسَلاسلَ البَرقِ الذي لحظَ الثَّرى
وَهَناًفوشَّحَ رَوضَه بسَلاسلِ
أَذكَرتَنا النَّشَواتِ في ظِلِّ الصَّبا
و العيشَ في سِنَة ِ الزمانِ الغافلِ
أيَّامَ أستُرُ صَبوتي من كاشحٍ
عَمداًو أَسرِقُ لذَّتي من عاذلِ
هل يُبلِغَنَّ اللّحظُإن واصلتُه
مَن ليسَ تَبْلُغُهُ تَحيَّة ُ واصلِ
أُكْنِي عن البلدِ البعيدِ بغيرِه
و أَردُّ عنه عِنانَ قلبٍ مائلِ
وَ أَودُّ لو فَعَلَ الحيا بِسهوله
و حُزونِه فعلَ الأميرِ بآملِ
الواهبُ الغِيدَ الكواعبَ تَغتدي
مَشفوعة ً لُعفاتِه بصواهلِ
و الباذلُ النَّفسَ النفيسة َ للقنا
كَرَماً تجاوزَ فيه حَدَّ الباذلِ
إِعناقُ عبدِ اللّه في طُرُقِ العُلى
و النَّحلُ تُعْتِقُ فَضلَه في الباطِلِ
حَمَل المغارمَ والحمائلَ بعدَه
و المجدُ حَمْلُ مغارمٍ وحمايلِ
فالدهرُ يمسَحُ منه غُرَّة َ سابقٍ
لاقاه أَوَّلَ سَابقِينَ أوائلِ(79/290)
لمّا أَبلَّ تباشَرت آمالنا
بُشرَى العِطاشِ رأَينَ صَفو مَناهلِ
أو كالتِّلاعِ الحُوِّ آنسَ نَورُها
إيماضَ طَلٍّ للسَّحابِ وَ وابِلِ
من بعدِ ما فاضَت عيونُ قبائلٍ
حُزناً عليهو غاضَ صَبرُ قَبائلِ
بَرءٌ تدارَكَناو نحنُ من الجوى
غَرقَى فأَوطأَنا رِقابَ السَّاحِلِ
وافَى فكانَ السَّعدُ أوَّلَ طالعٍ
بطلُوعِه والنَّحسُ آخِرَ آفِلِ
أهُمامَ وائلَ أنتَ أولُ سيِّدٍ
تُثْنَى بُسؤدُدِه خَناصرُ وائلِ
و السيفُ سيفُ اللّهِ لم تُعْرَف له
في مُلتَقى الأبطالِ ضربة ُ باطلِ
و الرمحُ أسرفَ جائراً في جائرٍ
طَعناًو نكَّبَ عادلاً عن عادِلِ
و السهمُ لا يَلقاه عندَ مُروقِه
في الرَّوعِإلا مُتَّقٍ بمَقاتلِ
لاَ يَفرَغُ الأعداءُ منكفإنَّهم
بإزاءِ شُغلٍفي قِراعكشاغِلِ
نظَرتْ مَعاقلُهم إليكفلم يكُن
لمّا دلَفتَ إليهمُبمَعاقِلِ
أَلحقتَ شاهقَها المُنِيفَ بأرضِها
فكأنَّها صَبَّحْتَها بزَلازِلِ
كم سطوة ٍ لك أَخملَت من نابهٍ
و صنيعة ٍ لك نَبَّهت من خَامِلِ
أُبْرِئتُإذ جاورتُ رَبعَك نازلاً
فكأنَّني جارُ الرَّبيعِ النازِلِ
و سُقِيتُ من جَدواكَ خمسَ سَحائبٍ
جادَت عليَّ بهنَّ خمسُ أنامِلِ
فتواصَلت مِدَحي إليككأنَّها
أفوافُ وَشْيِ اليُمْنَة ِ المتواصِلِ
أنا فارسٌ فيما أقولُ مُحَقَّقٌ
فاسمَع مَقالَة َ فارسٍ من راجِلِ
وَ لرُبَّ تعريضٍ لَدَيك نجاحُه
جاءَته تصريحُ الغَمامِ الهاطِلِ
و متَى أَنلْتَ على القَريضِ فإنَّني
ربُّ القريضِو أنتَ ربُّ النائِلِ
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> السري الرفاء >> هِيَ الصَّوارمُ والخطِّية ُ الذُّبُلُ
هِيَ الصَّوارمُ والخطِّية ُ الذُّبُلُ
رقم القصيدة : 59813
-----------------------------------
هِيَ الصَّوارمُ والخطِّية ُ الذُّبُلُ
و الحربُ كاشرة ٌأنيابُها عُصُلُ
و اللَّيثُ أصحَرَ حتى لا حُصونَ له
و لا معاقلَ إلا البِيضُ والأَسلُ(79/291)
و الرُّومُ تَبذُلُ ما رامَتْ أسِنَّتُه ؛
و هَل لهابالمنايا أقبلتْقِبَلُ
منه الكتائبُ والرَّياتُ مُوفِية ٌ
على الخليجِو منه الكُتْبُ والرُّسُلُ
للّهِ سيفٌ تمنَّى السيفُ شِيمتَه
و دولة ٌ حَسَدَتها فَخْرَها الدُّوَلُ
و عاشقٌ خُيَلاءَ الخيلِمُبتَذِلٌ
نَفساً تُصانُ المعالي حينَ تُبتَذَلُ
أشَمُّ تُبدي الحصون ُالشُّمُّ طاعتَه
خوفاًوَ يسلَمُ من فيها ويَرتَحِلُ
تَشُوقُهو رِماحُ الخَطِّ مُشرَعة ٌ
نُجْلُ الجراحِ بهالا الأَعيُنُ النُّجُلُ
كأنَّهو هَجِيرُ الرَّوعِ يَلفَحُه
نَشْوانُ مدَّ عليه ظِلَّه الأُصُلُ
بدَا فأبدَى لِمَنْ عَادَاه صَفحتَه
كالنَّصلِ ليسَت تُواري مَتنَه الخِلَلُ
إقدامُ ذي نُذُرٍ بالسَّيفِ مُعتصِمٍ
ما شانَ إقدامَه كيدٌ ولا حِيَلُ
جِبالُ أعدائِه بَرٌّ يَسِيحُ به
و بَرُّهلامتِناعِعندَهم جَبَلُ
فالصَّافناتُ حَشاياهو إن قَلِقَتْ
و السَّابغاتُو إن أوهَتله حُللُ
قادَ الجيادَله من وَطئِها صَخَبٌ
على الصُّخورِو من أرهاجِها ظُلَلُ
يَؤُمُّ خَرشَنة َ العُليافيصبَحُها
بالخَيلِ تَصهَلُو الراياتِ تَرتجِلُ
و حَكَّمَ السيفَ فيها عادلاًفَغدَت
و أهلُها جَزَرٌ للسيفِ أو نَفَلُ
مُحمرَّة ً مِن دماءِ القومِ مُشعَلة ً
سِيَّانِ فيها المنايا الحمرُ والشُّعَلُ
و حَاذَرَته سَمَنْدُوإِثْمَ مَا وَألَتْ
إنّ الذي رابَها بالسيف لا يَئِلُ
عذراءُ ما وَطِىء َ الإسلامُ تُربَتَها
و لا استباحَ حِماها سيفُه الفُضُلُ
ثنَّى العزِيزُ إليها ليثَ مَلحَمة ٍ
يَسري العزيز بمَسراهفيَنتقِلُ
لولا قِراعُكَ لم يَهوِ الصليبُو لم
يَعْلُ الأَذانُ بها ما أطَّتِ الإبلُ
لما تَمزَّقَتِ الأغمادُ عن شُعَلٍ
تمزَّقَت عن سَنا أقمارِها الكِلَلُ
أكرِمْ بسيفِك فيها صائلاً غَزِلاً
يَفري الشُّؤونَو تفري غَرْبَه المُقَلُ
بجيثُ يشرَبُ صَدرُ السَّمهريِّ دماً
من الشَّغافِ ويُروَى الفارسُ البَطَلُ
ثم انثنيتَ بَخيلِ اللّه مُعلَمة ً(79/292)
سُمْرُ الرماحِ تَثَنَّى ثم تَعتَدِلُ
تَرُفُّ مُجلِبة َ الأقطارِ مُسفِرة ً
تكادُ مَا لَحَظَتها الشمسُ تَشتعِلُ
مَدَّتْ على السَّهلِ والأوعارِ قَسطلَها
حتى تَحيَّرَ فيه الرَّأْلُ والوَعَلُ
بَحرٌ من الجيشِ مَسجورٌ غَواربُه
كأنّما البَحرُ في تيَّارِه وَشَلُ
حتَى طَلَعْتَ على طَرسوسَ مُبتَسِماً
كما تَبسَّمَ فيها العارضُ الهَطِلُ
وَ جُدْتَ جُودَ طِباعٍ غيرَ مُحتفِلٍ
يُقصِّرُ الغيثُ عنهو هو مُحتَفِلُ
حتّى إذا ضَحِكَت تلك الرُّبا وطَمَت
تلك الوِهادُو راقَت بينَها الحِلَلُ
دَعَتْ يمينُكَ بالمَصِيصة َ الجَفلَى
حتَى غَدا المُحْلُ عنها وهو مُنْجفِلُ
سقَاهمُ البَحرُ ريَّا مِن أنامِله
فليسَ فيهِم على جَيحانَ مُتَّكِلُ
و أصبحَ الشأمُ لو يَسطِيعُ مُرتَحلاً
لأَلْحقَتْه بسيفِ الدولة ِ الرِّحَلُ
أتاكَ حتَّى استرقَّ الحمدُ نائلَه
و زاد حتَّى اطمأنَّ الخائفُ الوَجِلُ
و جَدَّ عاذلُهإذ جَدَّ في كَرمٍ
فكان أضيَعَ شيءٍ عِندَه العَذَلُ
هو الغَمامُفهل يُثنَى صَواعقُه
أم هل تُسَدُّ على شُؤبوبِه السُّبُلُ
مُستسلِمٌ لبني الآمالِ تالدُه
فليسَ يَعدوه من آمالِهم أَمَلُ
مُصغٍ إلى الحمدِ ما ينفكُّ يُطرِبُه
مَعنى ً تُكَدِّرُه الأفكارُأو مَثَلُ
يُصافِحُ الرُّوحَ مِن نَشرَيهِما أرَجٌ
كالريحِ صافَحَها الحوذانُ والنَّفَلُ
حسْبُ الأراقمِ إذ أنتُم ذوائبُها
و هيَ الذَّوائبُ في الأَحسابِ والقِلَلُ
هم زَيَّنُوا أُخرَياتِ الدّهرِ مَكرُمة ً
و قَبلُ زِينَتْ بهم أيامُه الأُوَلُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أهجراً كانَ صَدُّكَ أم مَلالا
أهجراً كانَ صَدُّكَ أم مَلالا
رقم القصيدة : 59814
-----------------------------------
أهجراً كانَ صَدُّكَ أم مَلالا
و بِرّاً كَان وصلُك أم خَيالا
أكانَ فِراقُك المُشجِي زِيالاً
فآمُلُ منك عَطفاً أم زَوالا
إذا ذُكِرَ العقِيقُ لنا نَثَرنا
عَقِيقَ الدّمعِ سَحّاً وانهمالاً(79/293)
طُلولٌ كَلمَّا حاوَلْن سَقياً
سَقَتها العَينُ أدمُعَها سِجالا
تَحِنُّ جِمالُنا صُوراً إليها
فأحسِبها تَرى مِنها جَمالا
و نَسألُ مِن مَعالِمها مُحِيلاً
فنطلُبُ من إجابتِه مَحالا
و كَم خَرَقَ الصِّبا بذوي التَّصابي
إلى خُرسِ الحُجولِ بها الحِجالا
و أطلَقَ من عيونٍ في وجوهٍ
تروحُ لَعقل مُبصِرِها عِقالا
و معتدلٍإذا أمضَى القَضايا
رأيتَ الحُسن عدلاً واعتدَالا
يميلُ على الظَّلامِ بِكأسِ راحٍ
إذا زَحَمت ظلامَ الليلِ مَالا
إذا نظمَ المِزاجُ لها وِشاحاً
تعرَّضَ في مجاسدِهاوجَالا
أرُدُّ كؤوسَها بِيضاً خِفاقاً
و قد صافحْتُها حُمراً ثِقالا
و سَفرٍ يحسَبون البَرَّ سَفراً
يُصافحُهم إذا ما السيرُ طَالا
إذا أَنِسُوا بِطَيَّاتِ القَوافي
بسيفِ الدولة ِ ابتدَرت عِجالا
يقودُهُمُ إليه ضِياءُ بِشرٍ
كأنَّ ضِياءَه بَرْقٌ تَلالا
و عَرْفُ شَمائلٍ كالمِسكِ يَثنِي
أزمَّتَهم يميناًأو شِمالا
أغرُّإذا الحيا لم يُحْيِ أرضاً
رأيتَ نَوالَه يُحيي الرِّجالا
و أغلبُ لا تُغالبُه الليالي
إذا صالَتْ حوادثُهاوَ صَالا
يُذِيلُ تِلادَهفيصونُ عِرضاً
أبَتْ غُرُّ المكارمِ أن يُزالا
و يجعلُ بِشرَه يَذِرُ الأعادي
فيبعَثُه جَنوباًأو شَمالا
و لم يُنذِرهُمُ مِقَة ًو لكنْ
ترفَّعَ أن يصيبَهمُ اغتِيَالا
يُواصلُهمو ما اشتاقَت إليه
نفوسُهُمُ ولا سألوا الوِصالا
بأرعنَ لا تَرى البيداءُ فيه
إذا ما سَدَّ خَلَّتَها اختِلاَلا
يَسُدُّ الجوَّ قسطلُه غُباراً
و يُطفي الشمسَ رونقُه صِقالا
بِأُسْدٍ لا تَحِيدُ عن المَنايا
إذا اعتقَلَت قَنا الخطِّ اعتِقالا
إذا رَكَزَته كانَ لها عَريناً ؛
و إن حَمَلَته كان له ظِلالا
و خيلٍ كالوُعولِإذا تراءَت
رأيتَ قُرونَها السُّمْرَ الطِّوالا
لها كَرٌّ مَحا الأوضاحَ منها
و خاطَ من العَجاجِ لها جِلالا
و خَوضُ دمٍإذا جفَّت أعالي
قَوائِمهاأتاحَ لها بَلالا
لَبِسنَ على الحُجولِ به حُجولاً(79/294)
و زِدنَ على النِّعالِ به نِعالا
و ذابلة ٍ كأنَّ الزَّهرَ غَضَا
على أطرافِهنَّأو الذُّبالا
لها في كلِّ سالفة ٍ ونَحرٍ
عِثارُ تَعمٌّدٍ لن يُستَقالا
فمِن مُبدٍ بِهِزَّتِه انتِشاءً
و من مُبدٍ بخَطرتِهِ اختِيالا
و أزرقَ كالشِّهابِإذا حَناه
دِراكُ الطَّعنِ غادَرَه هِلالا
رأيتُ عُلا بني حَمدانَ طالَت
فآلت بَرَّة ً أَن لَن تُنالا
ملوكٌ لا يَمَلُّون العَطايا
و لا يأبَون في الرَّوعِ النِّزالا
فَسَيلُ جَحافلٍ يُفني الأعادي ؛
و سيلُ مَواهبٍ يُغني السُّؤَالا
أُولَئِك مَعشَرٌ عَلِقَت يميني
بحبلهِمُفألقَيتُ الحِبالا
إذا راحُوا بمعركة ٍ خُصوماً
سمعتُ لبِيضِهِم فيها جِدالا
فإن عدُّوا الأكابرَ من عَدِيٍّ
حَسِبتُهُمُ يعُدُّون الجِبالا
مَدَحناهم فلم نُدرِك بمدحٍ
مآثرَهمو لم نَترُك مَقالا
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أبدْرَ دُجى ً غالَته إحدى الغَوائلِ
أبدْرَ دُجى ً غالَته إحدى الغَوائلِ
رقم القصيدة : 59815
-----------------------------------
أبدْرَ دُجى ً غالَته إحدى الغَوائلِ
فأصبحَ مفقوداًو ليسَ بآفلِ
أَتَته المناياو هو أعزلُ حاسِرٌ
خَفِيُّ غِرارِ السَّيفِ بادي المقاتلِ
غلامٌإذا عاينْتَ عاتقَثَوبِه
رأيتَ عليه شاهداً لِلحمائلِ
يُمسِّحُ بالمِسكِ الذَّكيِّ مُرَجَّلاً
يَرُفُّ على المتنينِ مِثلَ السَّلاسلِ
سواءٌ عليه في السَّوابغِحُرَّة ً
ثَنَى عِطفَهأَم في رِقاق الغَلائلِ
وَ عزَّ على العَلياءِ أن حِيلَ بينَه
و بينَ ظُبَا أسيافِه والعَواملِ
و عُرِّيَ من بُردَيه بالسَّيفِ مُنتضى ً
فلمْ يَعْرَ مِنْ بُرْدَيْ عَفافٍ ونائلِ
فأحبب به من راكبٍ غيرِ سائرٍ
مقيمٍو لكنْ زِيُّه زِيُّ راجلِ
يُعَنبِرُ أنفاسَ الرِّياحِ بشِلوهِ
فَنَعْبَقُ من أنفاسِ تلك الشَّمائلِ
هو القدَرُ المحتومُو السيفُ لم يكُن
ليُخصَبَ إلا من دماءِ الأفاضلِ(79/295)
أَحلَّكَ من أَعلى الهَواءِ مَحَلَّة ً
نأَتْ بك عن ضَنْكِ الثَّرى والجنادلِ
و ليسَ بعارٍ ما عَراكَو إنَّما
حَماكَ اتِّساعُ الصَّدرِ ضِيقَ المنازلِ
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> السري الرفاء >> مِنَ الحَزْمِ أن تَلقَى الهَوىو هو مُقبِلُ
مِنَ الحَزْمِ أن تَلقَى الهَوىو هو مُقبِلُ
رقم القصيدة : 59816
-----------------------------------
مِنَ الحَزْمِ أن تَلقَى الهَوىو هو مُقبِلُ
و كيفَ تَرى عدلَ الزمانِ فتعدلُ
و عُلَّ بماءِ الوَردِ خَيشٌ كأنَّه
على جُدْرِهِثَوبُ العَروسِ المُصَندلُ
و يَومي به يومٌ أغرُّفإن تَزُر
نَعِمتَ بهو هو الأغرُّ المُحَجَّلُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> جاءَت مُولَّعة َ الكَواهِل
جاءَت مُولَّعة َ الكَواهِل
رقم القصيدة : 59817
-----------------------------------
جاءَت مُولَّعة َ الكَواهِل
تختالُ صادقة َ المخائِل
كَحْلاءُ حالية ٌ بكَت
حتَّى انثَنتْ مَرهاءَ عاطل
حِمَّاءُيَحسُبُ برقُها السْ
سَاريمفضّضة ُ الحَمائِل
يَلقَى الخَمائِلَ من سَنا
ه بمثلِ نُوَّارِ الخَمائِل
فَيَدُ الجَنوبِ تَلُفُّها
لفَّ الجَحافلِ بالجحافِل
و الرَّعدُ يَسلُقُها بأل
سِنة ٍ بألسنة ِ العواذِل
وَ يَحُثُها حَثَّ الحُدا
ة ِ شَواردَ الكُرمِ العَقَائِل
و البَرقُ يُومِضُ بينَها
إِيماضَ حالية ِ الأَنامِل
حتَّى إذا اشتمَلت بها ال
آفاقُ ضاحكة َ الشَّمائِل
طَارت عَقائِقُها على
آثار أَدْمُعِها الهَوامل
فالجَوُّ مِنها في لظًى
و الأرضُ منها في مَناهِل
و النَّورُ في حَلْيين مُش
تَبِهينِ من طلٍّ ووَابل
يلقاكَ مُختَلِفُ القَلا
ئِدِ بينَ مُؤتِلفِ الغَلائِل
بِدَعٌ كأطرافِ الدَّما
لجِ والأساورِ والخَلاخِل
ما بينَ ألحانِ الحَما
مِ وبين ألحانِ الجَداول
أَغشاهُ طوعَ أكارمِ ال
خُلاَّنِ لا طَوعَ الحَلائِل
نشوانُ كالغُصنِ انُثَنى
ما بينَ أَغصانٍ مَوائِل(79/296)
سَبْطُ الأَناملِ ماسحاً
بالمِسكِ جَعداً كالسَّلاسِل
يسعَى إليَّ بخَمرِ با
بِلَ ماهرٌ في سِحر بابِل
صفراءَ تَحسَبُ أنها
تَنقَدُّ من شَمسِ الأصايل
قَرعَتْ سليلة َ كَرْمِها
بسليلة ِ الغُرِّ الهَواطل
فكأَنَّها ذَوبُ النٌّضا
رِ يَشوبُه ذَوبُ الوَذائِل
و كأنَّ نَشْرَ كُؤوسِها
شُكري لأحمدَ في المَحافِل
مَلِكٌ خَلائقُه إلى
معروفِه أدنَى الوَسائِل
مُحمرُّ أيامِ الوغَى
مُبْيَضُّ أيامِ الفَضائِل
يُحيي بحُسنِ فِعالِه
أفعالَ والِده الحُلاحِل
كالوَردِ زالَو ماؤُه
عَبِقُ الرَّوائحِ غيرُ زَائِل
بَعَثَ النَّدى في الخَافِقَيْ
نِ مُسائِلاً عن كلِّ سائِل
و أقامَ مشهورَ المَكا
نِغريبَ مشهورِ الفَضائل
كالبدرِ شارفَ تَمَّه
فأضاءَ في شُرَفِ المَنازِل
يختالُ في ظِلِّ العُلى
و يَرودُ في ظِلِّ المَناهل
شِيَمٌ على عَليائِه
في الأزدِو اضحة ُ الدَّلائِل
و أواخرٌ شَهِدَت له
بمناقبِ السَّلَفِ الأَوائِل
ويدٌ كَصَوْبِ المُزنِ يَغ
مُرُ سَجلُها سَجلَ المُساجِل
و مهنَّدٌكلُّ الضَّرا
ئبِ عندَ هَزَّتِهِ مَفاصِل
فكأنَّ قُربَك سَقيُهُ
إذا تألَّقَ بالمَقَاتِل
يا خيرَ مأمولٍ تُنا
خُ بعَقْوَتَيهِ رِكابُ آمِل
أفنيْتَ شهرَ الصَّومِ مق
بولَ الفَرائصِ والنَّوافِل
فتَلَقَّ فِطرَك مُطْلِعاً
سعْداً يَسُرُّكَ غيرَ آفِل
و الشِّعرُ نُزهة ُ قاطنٍ
حَطَّ الرِّحالَ وزادُ راحِل
فاشرَبْ على رَيحانِه
إذ راحَ غَضّاً غيرَ ذابِل
و اعلَمْ بأنَّ بَدِيعَه
لُبُّ الأَلِبَّاءِ الأَفاضِل
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وضاحكِ الرَّوْضِ مُحلَّى المَنزِلِ
وضاحكِ الرَّوْضِ مُحلَّى المَنزِلِ
رقم القصيدة : 59818
-----------------------------------
وضاحكِ الرَّوْضِ مُحلَّى المَنزِلِ
سَبْطِ هُبوبِ الرِّيحِ جَعْدِ المَنهلِ
مُوشّحٍ بالنُّورِ أو مُكَلَّلِ
مفروجة ٍ حُلَّتُه عَن جَدولِ
أقبلَ قد غَصَّ بمدٍّ مُقبِل
و الطيرُ تنقضُّ عليه من عَلِ(79/297)
تَساقُطَ الوَشْيِ على المُصَندلِ
صَبَّحْتُهو الصُّبحُ سامي الجحفلِ
كأنَّما الشَّرقُ به في حَيْهَلِ
بفِتية ٍ مثلِ النُّجومِ المُثَّلِ
كلُّ مُعَمٍّ في السَّماحِ مُخْوَلِ
يهتزُّ للمَجدِ اهتزازَ المُنصُلِ
كأنّه رَيحانة ٌ لم تَذبُلِ
و شُقَقٌ تَروقُ عينَ المُجتلي
منسوبة ٌ إلى الرِّماحِ الزيلِ
قد صُبِغَتْ صِبْغَ الحريقِ المُشعَلِ
و صائباتٌ لم تَحِد عن مَقتَلِ
تقابلُ الخَطْبِ خِفافَ المَحفِلِ
كأنَّها مخروطة ٌ من جَندَلِ
إن يُقنَصِ الطَّيرُ بها لا يَعدِلِ
أو تُدعَ منها الصَّاعداتُ تَنزِلِ
فهنّ من هاوٍ ومِن مُجَدَّلِ
و من خَضِيبٍ بدمٍ مُرَمَّلِ
مُدَثَّرِ الحُلَّة ِ أو مُهَلَّلِ
في يَلمقٍ مُزَرَّرٍ لم يُحلَلِ
بينَ الخُزامَى الغَضِّ وَ القَرَنْفُلِ
و بينَ أكوابِ الرَّحيقِ السَّلسَلِ
و فتية ٍ عن الخَنا بمَعزِلِ
عليهِمُ سِيما الطِّرازِ الأوَّلِ
Free counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> عنديإذا ما الروضُ أصبحَ ذابلاً
عنديإذا ما الروضُ أصبحَ ذابلاً
رقم القصيدة : 59819
-----------------------------------
عنديإذا ما الروضُ أصبحَ ذابلاً
تُحَفُ أغضُ من الرِّياضِ شمائِلا
خُرسٌ تُحدِّثُ آخراً عن أوَّلٍ
بعجائبٍ سلَفتْو لسْنَ أوائِلا
سُقِيَتْ بأطرافِ اليَراعِ ظُهورُها
وبطونُها طَلاًّ أَجمَّ ووابِلا
تلقاكَ في حُمرِ الثِّيابِ وسُودِها
فَتَخَالُهُنَّ عرائساً وثَواكِلا
و تُريكَ ما قَد فاتَ من دَهرٍ مضَى
حتى تَراه بعينِ فِكرِك ماثِلا
و إذا خلوتَ بهنَّ ظَمآنَ الحَشا
مَنَحتكَ من صَوبِ العُقولِ مَناهلا
و لَها إذا حُلَّت نِتاجُ غرائبٍ
يَمكُثنَ ما زَرَّت بِهنَّ حَواملا
يَلبَسنَ أردية َ الأَديمِ كأنّما
رَقْرَقتَ فيهن الخَلوقَ السَّائِلا
فإذا مَددتَ لها يمينَكَ فاتحاً
عَبِقَت يمينُكَ راحة ً وأنامِلا
نشَرت حدائقُها على أمثالِها
حُللاً مدبَّجة ً وحَلْياً كَامِلا
روضٌ تُزَخرِفُه العقولُ ورَوضة ٌ(79/298)
باتَت تُزخرِفَها الغُيوثُ هَواطِلا
و كَتِيبَتا زَنْجٍ ورومٍ أَذْكَتَا
حَرباً يَسُلُّ بها الذَّكاءُ مَناصِلا
في مَعْرَكِ قَسَمَ النِّزالُ بِقاعَه
بينُ الكُماة ِ المُعلَمينمنَازِلا
لم تسفَحا فيه دماًو كأنَّما
رَشَحا الدِّماءَ أعالياً وأسافِلا
يُبدي لعيِنيككلَّما عاينتَه
قِرنَين جَالاَ مُقدِماً وَ مُحَاولا
فكأنَّ ذا صاحٍ يَسيرُ مُقَوَّماً ؛
و كأنَّ ذا نَشْوَانُ يَخطِرُ مائِلا
أَعجِبْ بها حرباً تُثِيرُإذا التظَت
فَضلَ الرِّجالو لا تُثِيرُ قساطِلا
و مُحكَّمانِ على النُفوسِو ربَّما
لم يَحكُما فيهنَّ حُكماً عادِلا
أخَوَانِ قد وَسَما على مَتْنَيْهِما
سِمة ً تَحُثُّ على البَلِيدِ غَوائِلا
يلقاهما المسعودُ سَعداً طالعاً
و يراهما المَنحوسُ سعداً آفِلا
فإذا هما اصطحَبا على كَفِّ الفَتى
ضَرَّاهأو مَنحَاه نَفعاً عاجلا
و صُنوفُ أَنبِذَة ٍإذا عاينتَها
عاينتَ أفراحَ النُفوسِ كَوامِلا
مثلُ العَرائسِ ما اختُلِعنَ رَوائحاً
وقلائداً لما اخْتَلَفْنَ غَلائِلا
و أغنُّ قَدَّحَ عارضاهُ فلوذَا
و اخضَرَّ شاربُهفسار مقابِلا
من مَعشرٍ صاغَت حُلى أجسامِهم
خُضراًإذا الأجسامُ كنَّ عَواطِلا
مُبيضَّ أيامِ العُقوبة ِ صابراً
مُحمرَّ أيامِ الشَّطارة ِ صائلا
يتذاكرُ الفِتيانُ كيفَ يُحرِّموا
فمضَوا قتيلاً لا يُعابُ وَ قاتِلا
و لقَد تأمَّلتُ الشَّطارة َ قَبلَه
فَوَجَدْتُها حقّاً يُسمَّى باطِلا
فابْكُرْ أبا بَكْرٍ فقد بَكَرَ الهَوَى
طَلْقاً لَدَيَّ وكان جَهْماً بَاسِلا
و أَجِبْ إلى شُربِ الشَّمولِفإِنّها
تُهدي بقُربِك لي سُروراً شَامِلا
و كفاكَ بي خُلاًّ تَسُرُّ خِلالُه ؛
و كفَى بمثلِك مُسعِداً ومُواصِلا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> كَمَلْنَ فأطلَعْنَ البُدورَ كَوامِلا
كَمَلْنَ فأطلَعْنَ البُدورَ كَوامِلا
رقم القصيدة : 59820
-----------------------------------
كَمَلْنَ فأطلَعْنَ البُدورَ كَوامِلا(79/299)
و مِلْن فأبدَين الغصونَ مَوائِلا
غَدَونَ لنا بالوَصل أُنساً نَواضِراً
و كنَّ مِن الهِجران وَحشاً خَواذِلا
يُحرِّكن أعطافَ العَليلِ صَبابة ً
إذا حرَّكَتْ أعطافُهنّ الغَلائِلا
نَوَين نوى ً لم يَنوِ نَقصَ عُهودِنا
فغادَرنَ أنواعَ الدُّموعِ هَوامِلا
وقَفْنا لتوديعِ الأحبَّة ِ مَوقِفاً
يطولُ علينا أن نَرى منه طَائِلا
وسلَّت ظُبا أسيافِها مُقَلَ الظِّبا
فلستَ تَرى إلا قتيلاًوقاتِلا
و أغيَدَ مُهتزِّ القَوامِ كأنّما
يَهُزُّ قَضِيباً حين يَهتزُّ مائِلا
حَباني بطَيفٍ كان عارفَة َ الهَوى
فعرَّفني شُغلاً عن النَّومِ شاغِلا
فإنْ لا أَرَى الإلفَ الذي كان آلِفاً
هوايَو لا الشَّملَ الذي كان شامِلا
فكمْ ليلة ٍ شمَرتُ للرَّاح رائحاً
و بتُّ لغِزلان الصَّريمِ مُغازِلا
وَ حلَّيتُ كأسي والسماءُ بِحَلْيِها
فما عُطِّلَت حتَّى بدا الأفقُ عاطِلا
هيَ البيدُ عاداتُ الرِّكابِ يَبيدُها
إذا وَصلَت فيها الضُّحى والأَصائِلا
إلى مَعْقِلِ الجُودِ الذي جُعِلَتْ له
صُدورُ العوالي والسيوفُ مَعاقِلا
تَبسَّمَ برقُ الجوِّ فاختالَ لامِعاً
و حلَّ عُقودَ الغَيثِ فارفَضَّ هامِلا
فقُلت عليٌّ منك أعلَى صَنائعاً
إذا ما رجَوناهو أَرجَى مَخائِلا
ربيعٌ تولَّى عن ديارِ ربيعة ٍ
و قد ألبسَ النَّورَ الرُّبا والخمائِلا
فخيَّمَ في أوطانِ بَكرِ بنِ وائلٍ
يقابلُ بالنَّعماءِ بَكراً ووائِلا
فكُنتَ سِناناًحينَ شَمَّرْتَماضياً ؛
و كانت عَدِيٌّ كلُّها لك عامِلا
فأوحشْتَ رَبعاً منهُمُ كانَ آنساً ؛
و خلَّيتَ فَجّاً منهُمُ كان آهِلا
و أجرَيتَ بالتَّلِّ الدِّماءَ فلو جرَت
به الخَيْلُ حولاَ ما أَثَرنَ القساطِلا
لقد أَمِنَ الأَيَّامَ من كانَ خائفاً
و نالَ عُرى الآمالِ من كان آمِلا
بمُشتمِلٍ بالعَدلِ سُلَّت سيوفُه
على الدَّهرِحتى عادَ في الحُكمِ عادِلا
تَحرَّجَ أن يَظْمَا القَنافأعادَه
برُغمِ الأعادي قانيءَ اللَّونِ ناهِلا(79/300)
إذا حاولَ الأقرانُ في الرَّوعِ خَتلَه
أبرَّ عليهِم مٌقدِماً لا مُخاتِلا
فلَو نَطقَ الدهرُ الذي ليسَ ناطقاً
تَنصَّلَإذ هَزَّت يداه المَناصِلا
سأشكُرُ إِنعامَ الأميرِ وفضلَه
فقد ألبساني أنعُماً وفَضائِلا
غدوتُ وآمالي الظِّماءُ تقودُني
إلى جُودِ كفَّيهِفعادَت نواهِلا
و حلَّيتُ أبكارَ القصائِد باسمِه
و لولاه أضحَت ثَيِّباتٍ عَواطِلا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> إذا المَجَرَّة ُ مالَتبعدَ تعديلِ
إذا المَجَرَّة ُ مالَتبعدَ تعديلِ
رقم القصيدة : 59821
-----------------------------------
إذا المَجَرَّة ُ مالَتبعدَ تعديلِ
و جاذَبَ الليلُ حبلاً غيرَ موَصولِ
و هبَّ ذُو الرَّعَثَاتِ الحُمر مُنتشياً
فارتاعَ من صَارمٍ للصُّبحِ مَسلولِ
لمَّا رآه يَضُمُّ الليلَ أَكبَرُهُ
فعادَ منه بتكبيرِ وتهليلِ
فقامَ من رَهطِهِ الأشرافِ ذولُمَّة ٍ
كأَنَّها رَهطُ عَمروٍأو شَراحيلِ
أَرْبَتْ على الفُرس في التيجانِ وانتَسَبت
للهِندِ أكرِمْ بذاك الجيلِ من جِيلِ
مُشَمِّراتٍ فُضولَ الوَشْيِ مُرخِيَة ٍ
فَضْلَ الشُّنوفِ عليها والأكاليلِ
تَخطُو على قُضُبِ العِقيانِ مُدمَجة ً
لم تَدْنَ من قِصَرِ مُزرٍ ولا طُولِ
إذا النَّدَى بلَّ من ديباجِها سَحَراً
مشَينَ في زَهَرٍ ريَّانَ مَطْلُولِ
بيتٌ تَرى الحُسنَ مبذولاً بهفإذا
عدَاه كان مَصُوباً غيرَ مبذولِ
فمشِّ طرفَك فيما شئتَ من كفلٍ
رابٍو خَصرٍ كخُوطِ البانِ مَجدولِ
و في جُسومٍ كخَيطِ العاج ماثلة ٍ
تُغْني النواظرَ عن حُسنِ التَّماثيلِ
و في الخُدودِ التي جاءَت مُذَهَّبَة ً
فعُدن في أُرجُوانٍ منه مَصقولِ
و رُبَّما عايَنتْ عيناك فيه فَتَى
وَرْدَ الغِلالة مُخْضَرَّ السَّراويلِ
مُكَلَّلاتٌ أعالي جُدرهِ بدُمًى
فإن خَلافهو منها جِدُّ مأهولِ
إذا دخلناه زِدنا من محاسِنه
و طيبِه في نعيمٍ غيرِ مملولِ
و إن خرَجنا خلَعنا فَضلَ نِعمتِه
على المَناشفِ منا والمناديلِ(79/301)
حتى إذا أُنعِمَت أجسامُناو غَدَت
تُثني عليه بفَضلٍ غيرِ مَجهولِ
مِلنا إلى غُرفة ِ المِلْحِيِّ إنَّ بها
ظبياً من الأُنسِ مبذولَ الخَلاخيلِ
نزورُه وبقايا الليلِ تَستُرُنا
فنَهتدي بخليعٍ فيه ضِلِّيلِ
يُرضي النديمَو يُرضَى عن مُرُوءتِه
إذا أتاه بمشروبٍ ومأكولِ
و إن رآه رقيقُ الوجهِ قالأَرِقْ
كأسَ الحياءِ بضَمٍّ أو بِتَقْبِيلِ
فزرتُإذ زرتُه قِنديلَ بِيعتِه
فالزيتُ ينشُرُ أضواءَ القَناديلِ
و ابسُط يمينَك في تَخمِيشِ كِدَّتِه
و في قَفاهفما سمحٌ بمغلولِ
و إن تَنفَّسفاحذَرْ منه صاعقة ً
تُردي الجليسَو كُنْ منه على ميلِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> مَلامُك في الهَوى أذكَى غَليلي
مَلامُك في الهَوى أذكَى غَليلي
رقم القصيدة : 59822
-----------------------------------
مَلامُك في الهَوى أذكَى غَليلي
و أَضرمَ لوعة َ الكَمَدِ الدَّخيلِ
أَرى جَزَعي لبينِهمُ جميلاً
فكيفَ أعوذُ بالصَّبرِ الجميلِ
نوًى خَلَعت عِذارَ الدَّمعِ حتَّى
لَقامَ بعُذرِنا عند َالعَذولِ
فراقٌ ما يُفتِّرُ مِن فريقٍ
يُطِلُّ دَمِي ودَمعِي في الطُّلولِ
و هَل يَخلُو الفَؤادُ من التَّصابي
إذا خَلَتِ الدِّيارُ مِنَ الخَليلِ
أعادَ لنا هَجيرَ الهَجرِ ظُلماً
و كنَّا للتَّواصُلِ في أَصيلِ
و جالَ الطَّرفُ في عِطْفَيْ قضِيبٍ
يُؤَرِّقُهُ وسَالِفَتَيْ خَذُولِ
تَضِرُّ بِجُلَّنارِ الخَدِّ خَوفاً
و تَبذُلُ نَرجِسَ الطَّرفِ الكَحِيلِ
و كم أهدَت إلى الأحِشاءِ لمَّا
تَهادَت في الغَلائلِ من غَليلِ
أغارُإذا أذاعَ خَفِيَّ وَجدي
و أرَّقَني سنا بَرقٍ كَليلِ
و حلَّ عُقودَ دمعي في محلٍّ
كأنَّ نُحولَ مَعلَمِه نُحولي
كأنَّ يدَ الرّبابِ حلَت رُباه
من النُّوَّارِ في وَشيٍ صَقيلِ
إذا ابتسمَ الشقائقُ فيه صبحاً
تأوَّد من نسيمِ صِباً عليلِ
يُذكِّرني انحدارُ الطَّلِّ فيه
مَسِيلَ الدمعِ في الخَدِّ الأَسِيلِ
عَلامَ أَصُدُّ عن حَظٍّ جَزيلٍ(79/302)
و أقنَعُ بالقليلِ مِنَ القليلِ
و قد أَحيا السَّماحَ لنا ابنُ يَحْيَى
و نَوَّهَ باسمِه بَعدَ الخُمولِ
فتًى يَثْني الثَّناءَ إليه مَجدٌ
يُقابِلً آمليهِ بالقَبولِ
و نَشَّرَ من شمائلِ أَرْيَحيٍّ
كما جَرَتِ الشَّمالُ على الشَّمولِ
بَلَوْناهُ أَجَلَّ الأزدِ قَدْراً
و أسطاها على الحَدَثِ الجَليلِ
و لمَّا طابَ أصلاً طابَ فَرعاً
و طِيبُ الفَرعِ من طِيبِ الأصولِ
فإنْ يَفْخَرْ على الأَكفاءِ يَوماً
فلِلغُرَرِ الفَخارُ على الحَجولِ
وَصَلْتُ به الرَّجاءَفوَاصَلَتْني
سَجِيَّة ُ ماجِدٍ بَرٍّ وَصُولِ
فَمِنْ رَوِضٍ حَمَدتُ به مُرادي ؛
و من ظِلٍّ شَكَرْتُ به مَقيلي
مَحَلٌّ تَرتَعُ الآمالُ فيه
مدى الأيَّامِ في ظِلٍّ ظَلِيلِ
و للخَطِّيِّ فيه طُولُ خَطْوٍ
يُقَصِّرُ مُدَّة َ العُمْرِ الطَّويلِ
مَلَكْتَأبا الحُسينِجَزيلَ شُكرْي
بما أَولَيْتَ من نَيلٍ جَزيلِ
أَطلْتَ على الزَّمانِ يَدَيَّ حتَّى
سطَوْتُ عليه سَطوة َ مُستطيلِ
و كم صاحَبْتُ من أملٍ مُحالٍ
فأوقَفَني على طَلَلٍ مُحيلِ
أُؤَمِّلُ مَعْشراً جَهِلُوا المَعالي
فضَلُّواوَ هْيَ واضِحَة ُ السَّبيلِ
فأيُّهُمُ انكفَتْ هِمَمي إليه
رَأَتْ قُفْلاًفَجَدَّتْ في القُفُولِ
أَجودُ على الجَوادِ بِحُرِّ مَدْحي
و أَبخَلُ بالثَّناءِ على البَخيلِ
و آبى أن يُرى حَلْيُ امتداحي
على النَّابي الكَهامِ من النُّصولِ
أَتتْكَ يَجُولُ ماءُ الطَّبعِ فيها
مَجالَ الماءِ في السَّيفِ الصَّقيلِ
قَوافٍإن ثَنَتْ للمَرءِ عِطْفاً
ثَنَى الأَعطافَ في بُرْدٍ جَميلِ
فلا تَحْفِلْ بِلَفْظٍ مُستَعارٍ
تُغَبُّ بهو مَعنى مُستَحيلِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لا تعرِفُ العَدْلَو هو مُعتَدِلُ
لا تعرِفُ العَدْلَو هو مُعتَدِلُ
رقم القصيدة : 59823
-----------------------------------
لا تعرِفُ العَدْلَو هو مُعتَدِلُ
فمِثلُهُ في فِعالِه مَثَلُ
أسكَرَني سُكْرُ مُقلَتَيْهِفما(79/303)
دامَ ثُماليفإنني ثَمِلُ
مَهْلاًفَحُبِّيهِ ضِلَّة ٌ عَرَضَتْ
يَضَلُّ فيه المَلامُ والعَذَلُ
لم يَنشُرِ الهجرُ لي هَواجِرَه
حتّى انطوى من وِصالِهِ الأُصُلُ
وَدَّعَني باكياًو قد ضَحِكَتْ
للبَيْنِ عنه السُّجوفُ والكِلَلُ
و اشتَعَلَتْ نارُ خَدِّه خَجَلاً
فَخِلتُها في القُلوبِ تَشتَعِلُ
ثمَّ انثنَى للعِناقِفامتزَجَت
سَحائبُ الدَّمْعِوَ هْيَ تَنْهَمِلُ
أَذُمُّ فيها النَّوى وأَحمَدُها
لِوَقْفَة ٍ تَلتقي بها المُقَلُ
و قَبلُ ما قَبَّلَتْ مَحاسِنُه
وَجْهي وَ وَجْهَ السُّرورِ مُقتَبِلُ
و اللَّيلُ داجٍ كأنَّ نُقبَتَهُ
سِترٌ على الخافِقَيْن مُنسَدِلُ
حتَى بدا الفَجرُ في مُوَرَّدَة ٍ
كأنَّه من جَمالِهِ خَجِلُ
سِرْنافلم يَثْنِ عَزمَنا مَلَلٌ
عَنِ السُّرى إذ حَدا بنا الأَمَلُ
و ضَمَّنا مَعْقَلُ النَّدى فَثَوَتْ
ركابُنا والرَّجا لها عُقُلُ
حلَّتْ فِناءَ الأميرِفاشتملَتْ
ظِلاًّ من العُرفِليسَ يَنتَقِلُ
أجارَها نائلُ الغَضَنْفَرِ مِنْ
جَورِ زمانٍ سِهامُهُ شُعَلُ
أغرُّ ما في أَناتِه عَجَلٌ
يُخشَىو لا في عِداتِه مَهَلُ
صاعِقَة ٌ رَعدُ بأسِها قَصِفٌ
و عَارِضٌ صَوْبُ مُزْنِه هَطِلُ
وَفْرُ الأعادي لسيفِه نَفَلٌ
و هو لطُلاَّبِ رِفْدِهِ نَفَلُ
يَكتَن في حِلمِه سَطاهُ كما
يكتَنٌّ في الغِمْدِ مُرْهَفٌ قَصِلُ
أقولُ إذ جرَّدَ الحُسامَ لمَنْ
ناواه أَقْصِرْ لأُمِّكَ الهَبَلُ
أما رأيْتَ الحَياة َ تُقطَعُ في
هَزَّتِهِو الحِمامُ يَتَّصِلُ
له بتَشييدِ مَجْدِهِ شُغُلٌ
و للقَوافي بذكْرِهِ شُغُلُ
فَهْوَ لَها واصِلٌإذا قَطَعُوا ؛
و هو بها عارِفٌ إذا جَهِلوا
أحيَتْ أياديهِ مَجدَ تَغلِبِهِ
حتَّى لَعادَتْ أَيَّامُهُ الأُوَلُ
هُناكَإنَّ السُّرورَ مُقتَبِلٌ
بالفِطْرِو الهَمَّ عنكَ مُرتَحِلُ
فاشرَبْ على الوَرْدِ قبلَ فُرقَتِه
فالوردُ من شأنِ سَيْرهِ العَجَلُ
جالية ً كالحَبابِ تَحمِلُها
حالية من جَمالِها عُطُلُ(79/304)
فالعَيْشُ غَضٌّ نَسيمُه أَرِجٌ
والدَّهْرُ غِرٌّرداؤُهُ جَذِلُ
و الرَّوْضُ قد راضَه الغَمامُ فقد
فَتَّحَ نُوَّارَه النَّدى الخَضِلُ
جاءَتك مثلَ العَروسِ سافرَة ً
ذِكرُكَ فيها الحُلِيُّ والحُلَلُ
يَغُضُّ عنها العَذولُ ناظِرَه
و حَشْوُ أحشائِهِ بِها غُلَلُ
غَرائبٌ تُطْرِبُ اللَّبيبَكما
تُطْرِبُهُ المُسمِعاتُ والغَزَلُ
تَبذُلُ من دُرِّها وبَهْجَتِها
ما ليسَ إلا لَدَيْكَ يُبتَذَلُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> جَنَحَ المِلْحِيُّ للسِّل
جَنَحَ المِلْحِيُّ للسِّل
رقم القصيدة : 59824
-----------------------------------
جَنَحَ المِلْحِيُّ للسِّل
مِو وافى يَستَقيلُ
بعد أن جَلَّلَهُ خَطْ
بٌ من الشِّعْرِ جَليلُ
غُرَرٌ ينتَسِبُ الصُّبْ
حُ إليها والحُجُول
نُقِشَتْ نَقْشَ الدَّناني
رِفمرآها جَميلُ
و لَها عندَ ذَوي الأَف
هامِ بِشْرٌو قَبُولُ
هي داءٌ في شَراسي
فِكَثاوٍ وغَليلُ
و سيوفٌ لكَ مِنْها
حينَ تَهتَزُّنُكولُ
قُلْتُ للشِّعْرِأَقِلْهُ
إنه شَيْخُ جَهولُ
قال ليليسَ إلى ما
رامَه الدَّهرَ سَبيلُ
قد وَهَى سِتْرٌ رَقيقٌ
و قضى وِدٌّ عَليلُ
قَصُرَتْ أيامُنا البِي
ضُو في يَوْمِكَ طُولُ
دَعوَة ٌيَنتَسِبُ القَحْ
طُ إليهاو المُحولُ
ليسَ إلا العَطَشُ القا
تِلُو الماءُ الثَّقيلُ
مَجْلِسٌ فيه لأربا
بِ الخَنا قالٌ وقِيلُ
و ضِراطٌ مثلُ ما انْشَقْ
قَ الدَّليقيُّ الصَّقيلُ
و إذا اختالَ خلالَ الشْ
شَرْبِ عَذْراءٌ شَمولُ
لَعِبَتْ أيدٍلها أَقْ
فِيَة ُ القَوْمِ طُبولُ
لستُ من شَكلِكَ والنا
سُ ضُروبٌ وشُكولُ
أنتَ للحاكَة ِحتَّى
يُصْدِرَ الوِرْدَ خَليلُ
فاقطَعِ الرُّسْلَفقد أَز
رى بنا منك الرَّسولُ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لَنا مَجْلِسٌ لو لم تَغِبْ عنه كاملٌ
لَنا مَجْلِسٌ لو لم تَغِبْ عنه كاملٌ
رقم القصيدة : 59825(79/305)
-----------------------------------
لَنا مَجْلِسٌ لو لم تَغِبْ عنه كاملٌ
و جامعَة ٌ شَمْلَ السُّرورِ شَمولُ
رَبيبَة ُ عُمْرِ الزَّعْفَرانِذَكِيَّة ٌ
شَمائِلَها للزَّعْفرانِ شُكُولُ
تَضَمَّنَها في بيتِ عُررَة َ قائمٌ
على فَردِ رِجْلٍ فيه ليسَ يَميلُ
يُحَدَّرُ في الأكنانِ حياً مُسنَّداً
و يُصْلَبُ في الجُدْرانِو هوَ قَتيلُ
بأخضَرَتبدو منه للعينِ لُجَّة ٌ
تَلاقَتْ دَبورٌ فوقَها وقَبولُ
تَبَيَّضَ بالكافورِ لا أنَّ نَشْرَه
يَقِلُّو لكنَّ السَّماحَ جَميلُ
و أبيضَ صافٍ خَلَّصَتْه من القَذى
شَمالٌ جلَتْ مَتْنَيْهِفهو صَقيلُ
يَرُدُّ على الصَّهباءِ بَرْدَ فُؤادِها
إذا زارَها منه أَخٌ وخَليلُ
كأنَّ حَصى الياقوتِ نَهْبُ أكُفِّنا
يَذوبُ عليها تارة ً ويَسيلُ
و محبوسَة ُ الأنفاسِ مَجروحَة ُ الحَشا
يُخَفِّفُ عنها الصَّبُّو هو ثَقيلُ
كأنَّ شَمالاً صافَحَتْ صَفْوَ مائِها
و ليسَ إليه للشَّمالِ سَبيلُ
ترى أسمحَ الفِتيانِ يَطلُبُ نَيْلَها
على أنَّه طَلْقُ اليدَيْنِ مُنِيلُ
إذا لم يَكُنْ للماءِ ظِلٌّ يَكُنُّه
فَسِربالُها ظِلٌّ عليه ظَليلُ
و قد حَجَبَ الجُدرانَ عن كلِّ ناظِرِ
منَ الريْطِ مَبلولٌ صَباه بَلِيلُ
حِجابٌ من الكَتَّانِ رَقَّ هَواؤُه
كأنَّ هَجيرَ اليَومِ فيه أصيلُ
يُرَشُّ بماءِ الوَرْدِحتى ترى له
دُموعاً على ما اخضلَّ منه تجولُ
فإنْ أنتَ لم تُدْرِكْ ثِقاتَكَ عاجِلاً
طلعْتَ عليهم والعُقولُ أُفولُ
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لقد سَوَّدَتْ عِرْسُ ابنِ حَمزَة َ وَجهَهُ
لقد سَوَّدَتْ عِرْسُ ابنِ حَمزَة َ وَجهَهُ
رقم القصيدة : 59826
-----------------------------------
لقد سَوَّدَتْ عِرْسُ ابنِ حَمزَة َ وَجهَهُ
و كان مُضيئاً وَجهُهُ في المَحافِلِ
و ما حيلَة ُ الأعمى القبيحِإذا التوَتْ
عليه حِسانُ الآنساتِ العَقائِل
و كان خبيثاًقبَل ذاكَمُخاتلاً(79/306)
فأَنسَتْهُ أفعالَ الخَبيثِ المُخاتِلِ
أرادَتْ قَضاءَ الحَقِّ يَوْماً بِزَورِها
و مأرَبَ حَقٍّ شِيبَ منها بباطِلِ
فسارَتْ على قَصْدِ السَّبيلِهُنَيهَة ً
و مالَتْ إلى غُصْنٍ من البانِ مائلِ
فَمَرَّ لها يَوْمٌ على النَّهْرِ صالحٌ
غَريبٌ من الأيامِحلوُ الشَّمائِلِ
يُعاطي النَّدامى طَرفُها سِحْرَ بابلٍ
و تأخُذُ من أَيديهِمُ خَمْرَ بابلِ
إلى أن قَضَتْ حَقَّ الرِّجالِ وضَيَّعَتْ
بباطِلِهاحقَّ النِّساءِ الثَّواكلِ
و عادَتْ بِوَرْدٍ ذابلِ الوَرْدِ حائلٍ
بِعَضِّ الثَّنايا لا بِعَضِّ الأناملِ
فلم تَدْنُ من شَقِّ الجيوبِ ولم تَغِضْ
مَعَ الشَّربِ أسرابُ الدُّموعِ الهَوَامِلِ
و لو صدَقَتْ لم تُلْقَ ثَكْلى تَسلَّبت
مِنَ الحُزْنِ في حُمْرِ الحِلَى والغَلائِلِ
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> السري الرفاء >> إلامَ يَرومُ الحاسِدونَ نِضالي
إلامَ يَرومُ الحاسِدونَ نِضالي
رقم القصيدة : 59827
-----------------------------------
إلامَ يَرومُ الحاسِدونَ نِضالي
و أَيمانُهُم في الرَّمْيِ دونَ شِمالي
أنا الصَّارمُ المَشهورُ كادَني العِدا
بإفكٍ هَوَتْ أركانُهو مُحالِ
فما ثَلَمَ الأَعْداءُ حَدَّ مَضاربي
و لا شَربَ الحُسَّادُ ماءَ صِقالي
إذا هَبَطَتْ أَنسابُ قَوْمٍفموطِني
ذُرى نَسَبٍ بينَ التَّتابُعِ عالي
و نَاهيكَ مِنْ أيْدٍ تَصولُ وأَلسُنٍ
تَقولُ وأرماحٍ تُهَزُّ طِوالِ
شَقَقْتُ قَذَالَ الخَالديِّ بِمَنْطِقٍ
يَشُقُّ من الأعْداءِ كلَّ قَذالِ
و ناضَلَني المِلْحِيُّ عنهفَأَصْبَحَتْ
جَوارِحُهُ مَجروحَة ً بِنبالي
و ما لِعَليٍّبائعِ المِلحِ بالنَّوى
إذا نِلْتُ أمَّ الخالديِّ وما لي
و هلاَّ أتانيإذ هَفَا مُتَنَصِّلاً
و قد عايَنَتْ عَيناهُ حَدَّ نِصالي
و قد كان يُخلي بَيتَهُ لمآربٍ
إذا زارَ إلفٌ أو حبَا بوِصالِ
على أنه يُكريه يَوماً بخمسَة ٍ(79/307)
مُوَجَّهَة ٍبيضِ الوُجوهِثِقالِ
بَخِلْتُ بذكْرِ اللّهِ مِنْ كلِّ جانِبٍ
فهنَّبذكرِ اللَهِ غيرُ خوالي
رَوافعُ أبصارٍ خُفِضْنَ مَذَلَّة ً
و طولُ يمينٍ قَصَّرَتْو شِمالِ
تُحِبُّو لَكِنْ نَفْعُها لمُحِبِّها
غَداة َ نَوى ً منها وَ وَشْكِ زيالِ
فَإنْ شِئْتَ أن تَحْظى بِوَصْلِ غَزالَة ٍ
مُهَفْهَفَة ِ الكَشْحِيْنِأو بِغَزالِ
فقَدِّمْ له الجَدْيَ الرَّضيعَو ثَنِّه
بِعَذْراءَ مِنْ ماءِ الكُرومِ زُلالِ
ولا تَلْقَهُإلا بِخَيْرِ وَسيلَة ٍ
يَلوحُ على وَجْهَيْهِ خَيْرُمَقالِ
ببازٍإذا أرسلتَهُ صادَ كلَّ ما
تَرومُ بهِ أو نالَ كلَّ مَنالِ
سيَحْمِلُهُ جَرْيٌ على ظَهْرِ جامحٍ
يَؤولُ بما في الظَّهْرِ شَرَّ مآلِ
و يَعْلَمُ أنَّ السِّلْمَ كانَ سَلامَة ً
لَدَيْهِو ظِلاًّ آذِناً بِزَوالِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَجَلْهُوَ الفَتْحُ لا فَتْحٌ يُشاكِلُه
أَجَلْهُوَ الفَتْحُ لا فَتْحٌ يُشاكِلُه
رقم القصيدة : 59828
-----------------------------------
أَجَلْهُوَ الفَتْحُ لا فَتْحٌ يُشاكِلُه
أفادَ عاجِلُه عِزّاً وآجِلُه
تَفَتَّحَتْ فيه أبوابُ السَّماءِ على
أَغَرَّ مِفتاحُ بابِ البِشرِ نائلُه
أشاحَ للحَرْبِ لا كُتْبٌو لا رُسُلُ
إلا الوَشيجَ الذي تَدْمى عَوامِلُه
و أَضحَكَ الثَّغْرَ إلاّ أنَّ مَبسِمَه
إذا تَبَسَّمَ مَسْروراًمَناصِلُه
غَزْوٌ إذا العامُ أبقَى منه باقية ً
أتاه يُزْجي لحَتْفِ الثَّغْرِ قَابِلُه
بكاهلِ المَلْكِ سيفِ الدَّوْلَة ِ اطَّأَدَتْ
قَواعِدُ الدِّينِو اشتدَّتْ كَواهِلُه
من الرِّماحِو إن طالَتْ مَخاصِرُه
كما الدُّروعُو إن أَوْهَتْ غَلائِلُه
مُظَفَّرُ الغَزوِ لم تُحْرَمْ صَوارِمُه
ما أمَّلَتْهو لم تُخْفِقْ عَواسِلُه
أمضَى منَ القَدَرِ المَحتومِ صارِمُه
إلى النُّفوسِو أمضى منه حامِلُه
مُجَرِّدُ العَزْمِ في طاغٍ يُقارِعُه
عن حُرْمَة ِ الدِّينِأو باغٍ يُناضِلُه(79/308)
حُصُونُ خَرْشَنَة َ العُليا فَرائِضُه
إذا غَزاو ضَواحيها نَوافِلُه
فليسَ يَنفَكُّ من عَيْشٍ يُقاطِعُه
في طاعَة ِ اللّهِأو سَيْرٍ يُواصِلُه
زارَ البحيرة َ بَحْرٌ من كَتائبِه
تُخْفي سواحِلَها القُصْوى سَواحِلُه
كالسَّيلِ تَحفِزُ أُولاهُ أَواخِرهُ
حتى أسالَ دُروبَ الرُّومِ سَائِلُه
تَضَايَقُ الأَرْضُ ما سارَتْ جَحافِلُه
و تَمْرَضُ الشَّمْسُ ما ثارَتْ قَساطِلُه
ظَلَّتْ أَواخِرُه يَنْهَضْنَ من حَلَبٍ
و قد أطافَتْ بشِمْشاطٍ أوائِلُه
تَحِنُّ فيه الكُماة ُ المُعْلِمونَ إلى
وِرْدِ الحُتوفِإذا حَنَّتْ صَواهِلُه
إذا رمى بلداً منه بجَائِحَة ٍ
خَرَّتْ أعاليهو ارتَجَّتْ أسافِلُه
حتى تؤدّي الحُصونُ الشُّمُّ ساكٍنَها
خَوْفاًو تُسلِمَ مَنْ فيها مَعاقِلُه
أَعداءَهإنْ تَفوتوا اليومَ عُدَّتَه
تَغُلُّكُم في الغَدِ الأَدْنَى غَوائِلُه
لا يُوسِعُ الأَسَدَ الضِّرغامَ خَطرَتُه
مَخايِلُ الأُسْدِ قد تَبَّتْ حَبائِلُه
عُودُوا بهو استقيلوه الحقيقة َ مِنْ
ضَرْبٍ يَقُدُّ مُتونَ البِيضِ باطِلُه
فكَمْ خَليجِ دَمٍ أجرَتْ أَسِنَّتُه ؛
و كم خَليجِ نَدٍ أجرَتْ أَنامِلُه
مَنْ ذا يُساجِلُه منكإذا انبَعَثَتْ
سِحالُ كَفَّيْهِ أَمْ مَنْ ذا يُطاوِلُه
كَمْ وَقْفَة ٍ لكَ في أدنى ديارِهِمُ
أخَذْتَ بالسَّيفِ منها ما تُحاوِلُه
غَضِبْتَ للدِّينِ حتّى عادَ كَوكَبُه
طَلْقاً يُضيُء على الآفاقِ آفِلُه
بكُلِّ يومٍإذا استُلَّتْ صَوارمُه
عادَتْ ضُحاهُو قد جاءَتْ أصائِلُه
ترَكْتَ فَجَّ العِدالمَّا نَزَلْتَ بهِ
وَحْشاً مَغانيِهمَهجوراً مَنازِلُه
مُسوَدَّة ًمن لَظى ً حامٍمَلاعِبُه
مُحمَرَّة ًمن دَمٍ جارٍجَداولُه
تَحِنُّ شَوْقاً إلى الأسْرى أرامِلُه
إذا بَكَيْنَعلى القَتْلى ثَواكِلُه
قَسَمْتَ فَيْئَهُمُ في فَيْءِ دارِهِمُ
حُوّاً عَواتِقُهحُوراً عَقائِلُه
وَحْشاً من السَّبي آنَسْتَ الكُماة َ به
سِيَّانِ في الحُسْنِ حاليهِ وعاطِلُه(79/309)
فكَمْ شُجاعٍ شَرَى للّهِ مُهْجَتَه
فأكرَهَ الرُّمْحَ حتَّى احمرَّ عامِلُه
غَدا يُنازِلُ لَيْثاًأو يُقارِعُه
و راحَ يَحْوي غَزالاًأو يُغازِلُه
بَذَلْتَ ما جادَتِ البِيضُ الرِّقاقُ به
فأنتَ سالِبُهقَسْراًو باذِلُه
أما القريضُفقد عادَتْ هَوامِلُه
مَرعِيَّة ًو جرَتْ سَكْباً هَوامِلَه
رأَى عَليَّ بنَ عبدِ اللّهِ قِبْلَتَهُ
فراحَ يَهْوي إليهأو يُقابِلُه
كالحَلْيِ صادَفَ جِيداً شَكْلَ جَوْهَرِهِ
فصَدَّ عن كلِّ جِيدٍ لا يُشاكِلُه
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> السري الرفاء >> نَحنُ للأَيَّامِ غُنْمٌ ونَفَلْ
نَحنُ للأَيَّامِ غُنْمٌ ونَفَلْ
رقم القصيدة : 59829
-----------------------------------
نَحنُ للأَيَّامِ غُنْمٌ ونَفَلْ
تَرحَلُ الأحداثُ عنَّا أَوْ تَحُلْ
نَقبَلُ الضَّيْمَ مِنَ الدَّهْرِو هَلْ
للَّذي نأباهُ بالدَّهْرِ قِبَلْ
و إذا ما زَلَّتِ النَّعْلُ بِنا
فمِنَ الأيَّامِ لا منَّا الزَّلَلْ
نُوَبٌقُلْنالِعادٍ قبلَنا
إنَّ مِن ذاتِ العِمادِ المُرتَحَلْ
فانثَنَوا عن ذلك الشُّربِ الذي
صار عَلاًّ لسِواهُم ونَهَلْ
بعدَما غَصَّتْ بأسيافِهِمُ
كُثُبُ السَّهْلِ وأوعارُ الجَبَلْ
و رَمَتْ طَسْماًفقُلْ في غَرَضٍ
تَتحَدَّاهُ يداها بِشُعَلْ
و أظَلَّتْ صاحبَ الخَصْرِفما
بَرِحَتْ حتى غدا تحتَ الأَظَلّ
و أرى الأملاكَ من أُسرَتِنا
قَصَدَتْ مُلْكَهُمُ حتّى اضمَحَلّ
أَلبَسَتْ قَوماً سِواهُم حَلْيَهُم
ثم بَزَّتْهُفراحُوا بالعَطَلْ
فكأَنَّ الدَّهرَ لم يَجْمَعْ لَهُمْ
رَغَدَ العَيْشِ وإرغامَ الدُّوَلْ
فاسأَلِ الحِيرَة َ عن جَبَّارِها
حينَ يَوماه حياة ٌ وأَجَلْ
يَرتَدي ظِلَّ السَّدِيرَيْنِفإنْ
شَبَّتِ الحربُ ارتدى ظِلَّ الأَسَلْ
و المَنايا الحُمْرُ في ساحَتِه
ماثلاتٌ بين وَمْضٍ وزَجَلْ
و سَلِ الإيوانَ عن أَربابِه
كيفَ جَدَّتْ لَهُمُ تلكَ الرِّحَلْ
نَقَلَتْهُم عن فَضاءٍ واسعٍ(79/310)
يَسرَحُ الطَّرْفُ به حتى يَمَلّ
و جِنانٍ ذُلِّلَتْ أثمارُها
بينَ أمواهٍ نَميراتٍ وظِلّ
نحنُ أغراضُ خُطوبٍإن رَمَتْ
حَيَّرَتْ في دِقَّة ِ الرَّمْيِ ثُعَلْ
و إذا ما اختلفَتْ أسهُمُها
فأَصابَتْ بَطَلَ القومِ بِطَلْ
يا بني فَهْدٍهو الدهرُ الذي
نالَ من عِزِّكُمُ ما لم يَنَلْ
أَشرَقَتْ أيَّامُكُمْ ثمَّ دَجَتْ
و سجَى ظِلُّكُمُ ثم انتقَلْ
نَقَضَ الدَّهْرُ بكم أَوتارَه
من ملوكٍ ذَلَّلَوا الدَّهْرَفذَلّ
أين أيديكُمإذا الخَطْبُ عَرَا
و أيادكمإذا الجَدْبُ شَمَلْ
وَدَّعَتْ دُنياكُمُ بَهجَتَها
و استوَى الأربابُ فيها والخَوَلْ
و لو انَّ العِزَّ أثوَى دَهْرَه
في قَبيلٍ لَثَوى فيكم وحَلّ
و عَسى الأيَّامُ تَرتاحُ لكُم
فيَعودَ الهَمُّ بِالعَوْدِ جَذِلْ
فلَكَمْ مُشْفٍ على الحَتْفِ نَجا
و مَريضٍ قد رَأيناه أبلّ
هل أرى أيدِيَكُمْ مبسوطة ً
بينَ حالَيْنِ سَماحٍ وقُبَلْ
و العَطايا الغُرُّ تَنْهَلُّ على
آملي جُودِكُمُ أو تَستَهِلّ
بعدَما وَدَّعتُها مُقْلِعَة ً
مِثْلَما وَدَّعَ ذو الشَّيْبِ الغَزَلْ
و هَلِ النَّاسُ الأَخيرونَ إذا
جَرَتِ الأقدارُ إلاّ كالأُوَلْ
و ضَحَت آثارُهُمْ ثم عَفَتْ
و بدا سَعدُهُمُ ثمَّ أَفَلْ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَلا حَيِّ مَفقودَ الشَّمائلِ ماثلا
أَلا حَيِّ مَفقودَ الشَّمائلِ ماثلا
رقم القصيدة : 59830
-----------------------------------
أَلا حَيِّ مَفقودَ الشَّمائلِ ماثلا
غَدَا هَاجِرَ الدنياو إن كان واصِلا
أقامَو قد جَدَّتْ به رِحْلَة ُ الرَّدى
فأضحى مُقيماً في ذُرى الجِذْعِ راحِلا
أبا الفضلِغَالَتْكَ الخطوبُو لم يكنْ
ليَعدَمَ ذو الأَفضالِ منها الغَوائِلا
فأصبحْتَ مَسْلوبَ القَميصِو طالَما
حَمَلْتَ على قُمْصِ الحَديدِ الحَمائِلا
و حولَكَ من بَكْرِ بنِ وائِلَ فِتْيَة ٌ
إذا عُدَّ أهلُ الفَضْلِ كانوا الأَوائِلا
أصابَهُمُ رَيْبُ الزَّمانِو إنَّما(79/311)
أصابَ من العَليا سَناماً وكاهِلا
كأنَّهُمُ في اللَّيلِ رَكْبٌ تَحيَّرُوا
فَجَدُّوا من السَّيْرِ الحَثيثِ الحَبائِلا
تَلَقَّاهُمُ حَرُّ الهَجيرِ برَأفَة ٍ
تُخَيِّلُ أوقاتَ الهَجيرِ أَصائِلا
و أضحى الحَيافي غَيْرِ حينِ أوانِه
رَذاذاً على تلكَ الجُسومِ ووَابِلا
كأنَّ السَّماءَ استَعْبَرَتْ لِمَصابِهِم
فما مَلَكَتْ فيه الدُّموعَ الهَوامِلا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يا سارِقَ الشُّعَراءِ ما نَظَمُوهُ من
يا سارِقَ الشُّعَراءِ ما نَظَمُوهُ من
رقم القصيدة : 59831
-----------------------------------
يا سارِقَ الشُّعَراءِ ما نَظَمُوهُ من
دُرٍّ كَزَاهِرَة ِ النُّجومِ مُفَصَّلِ
إن كانَ شِعْري في إِسارِكَ مُوثَقاً
ما بينَ مَغلولٍ وبينَ مُكَبَّلِ
لو كُنتَ لا تُعْطي الأمانَ مَدائحي
من وَثْبة ٍأو غارَة ٍ لا تَنْجَلي
فخَفِ الإلَهَو ما أظُنُّكَ خَائِفاً
أن تَدَّعي سُوَرَ الكِتابِ المُنزَلِ
فالناسُ مِنْكَ مُحَيَّرونَ تَخوُّفاً
أن تَمْتَحِي سُنَنَ النَّبيِّ المُرسَلِ
يا خالديُّو كلُّ خِزْيِكَ خالدٌ
لا يَنْقَضي للناظرِ المُتأمِّلِ
ما زِلْتَ إنْ عُدَّ الفَضائِلُ خامِلاً
لكنَّ نَقصَكَ ظاهِرٌ لم يَخمُلِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> تَأبى المنازِلُ أن تُجيبَ مُسائِلا
تَأبى المنازِلُ أن تُجيبَ مُسائِلا
رقم القصيدة : 59832
-----------------------------------
تَأبى المنازِلُ أن تُجيبَ مُسائِلا
حالَتو لستُ عن الصَّبابة ِ حائِلا
خَلَفَت مَدامعُنا النَّدى في رَبعِها
فتَناثَرَت طَلاًّ عليه ووابِلا
أَذْكَرنَنا زَمَنَ الشَّبابِ مُدَبَّجاً
و الدهرَ غِرّاًو الحبيبَ مُواصِلا
أيامَ يَجمعُ للجَمالِ مَحافلاً
ملءَ العُيونِو للغَرامِ مَحافِلا
حَرَكَاتِ أغصانٍ يُمَيِّلُها الصَّبا
هِيفاً فتَتبعُها القلوبُ مَوائِلا
و فوارغَ الأحشاءِ من بَرح الصِّبا
يُضْحِي الفَراغُ بهنَّ شُغلاً شاغِلا(79/312)
رَدَّ الهَوى العُذريُّ فيك رِداءَه
و سُقِيتَ أوبة َ من تَرَّحلَ عاجِلا
قَصُرَت تحيَّاتُ الوَداعِ فلم أنَل
إلا مصافحة َ الكَواعِبِ نَائِلا
وصلٌ من الأطرافِ لو وُصِلَت به
عُرْفَ السَّوالفِ كان عُرفاً كامِلا
إن كانَ مكذوباً عليهفلمْ دعَا
عبدَ السَّلامِ ولم يُحذِّف واصِلا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> خُطوبٌ تَجورُو لا تَعدُلُ
خُطوبٌ تَجورُو لا تَعدُلُ
رقم القصيدة : 59833
-----------------------------------
خُطوبٌ تَجورُو لا تَعدُلُ
و ليسَ لنا دونَها مَوئِلُ
فَلا نحنُ نَغفُلُ عن ذَمِّها
و لا هيَ عن ضَيمِنا تَغفُلُ
أبَا الحَسَنِ اختَرَمَتك المنونُ
و كانت بمثلِك لا تَحفِلُ
و كيفَ تَخَطَّت إليك الورَى
و أنتَ حَضِيضُهمُ الأسفَلُ
تذكَّرتُ إذ أنتَ سِترٌ لَنا
و إذ نحنُ حِصنُك والمعقَلُ
و إذ لكَ من قَصَبٍ أسهُمٌ
طِوالٌو من خَشَبٍ مُنصُلُ
و إذ أنتَ في القُرِّ لا تَصطلي
نَشاطاً وفي الحَرِّ لا تَفشَلُ
تُباكِرُ مُطَّرَداً مَتنُه
نقيّاً كما اضطربَ الجَدولُ
و مِن فوقِ رأسِك غِرِّيدة ٌ
صَدُوحٌ كما صَدَحَ البُلبُلُ
و يُمناك تَبْعَثُ في سُرْعة ٍ
رَسولاً بيُسراك يُستَقبلُ
و رِجلاك تَصعَدُ إحداهما
فَوَاقاًو إحداهما تَنزِلُ
كأنَّكَ لم تَطوِ مَنشورة ً
على أرضِ بَيتِك تُستَعملُ
و لم ترثِ للشَّيخِ لمَّا مضَى
يَراعاً تُناطُ بهِ الأَحبُلُ
و مرهفة ٍ حدُّها في الوغَى
كَهَامٌو حاملُها أعزَلُ
تُهانُ إذا صِينَ أَشباهُها
فلَيسَت تُصانُ ولا تُصقَلُ
فطالَ النَّديمُ ولو يَسيتطِعُ
بكَى الوَردُ والدَّنُّ والمِبذَلُ
و كُنتَ تُشاهِدُه فاعلاً
غَداة َ الصَّبوحِ كما يَفعَلُ
أقولُ وَ يَعْشُق فَوقَ الرِّقابِ
بمِثلِك يَحتَفِلُ المَحْفَلُ
تَمَلَّ الجديدَ الذي شِنتَه
فما زِلتَ في خَلَقٍ تَرفُلُ
وجادَت ثَراكَعلى بُخلِ من
يَحِلُّ بهديمة ٌ تَهطِلُ
فإنَّك مِن معشرٍ فضلُهم
قديمٌ وإيمانُهم أوَّلُ
لَهم بالصناعة ِلا بِالصَّنِي(79/313)
عِ سِترٌ على غيرهِم مُسْبَلُ
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> السري الرفاء >> سَعدٌ حُبِيتَ بهِوجَدٌّ مُقبِلُ
سَعدٌ حُبِيتَ بهِوجَدٌّ مُقبِلُ
رقم القصيدة : 59834
-----------------------------------
سَعدٌ حُبِيتَ بهِوجَدٌّ مُقبِلُ
و سعادة ٌ تَصفو عليك وتكمُلُ
و مسرَّة ٌ قُرِنَت بشملٍ جامعٍ
فَسَمَت جَنوبُ رياحِه والشَّمأَلُ
ظَفِرَت يداك أبا المظفربالتي
كانَ الزمانُ بها يَضَنُّ ويَبخَلُ
جَاءَتكو هي عَقيلة ُ الصَّدَفِ التي
أضحَى لها من لُجِّ بَحرٍ مَعقَلُ
زُفَّ العَفافُ إلى العَفافِ ولم يكُن
شرفُ الفَضِيلة ِ فائتاً من يَفضُلُ
كَرَمٌ تَشعَّبَ سَيلُه ثم التقَى
إذ لم يكن عن مُلتقاها مَعدِلُ
و بناتُ عمَّ المرءِ خيرُ نسائِه
إنَّ الكريمَ إلى الكَريمة ِ أَمْيلُ
فالمجدُ عِندَهما ضَحوكٌ مُسفِرٌ
و النسلُ بينَهما مُعِمٌّ مُخوِلُ
فرعانِ ضَمَّهما الظَّلالُ المُرتضَى
في الغِرِّ والشرَفُ الرفيعُ الأطولُ
يا غُرَّة َ الأُمَراءِ إنَّ زَمانَنا
ما عِشتَ في الدُّنيا أَغَرُّ مُحجَّلُ
أنتَ الحَيا الجَوْدُ الذي آفاقُه
تَنهلُّ بالمعروفِأو تَتَهَلَّلُ
عَلِمَت ربيعة ُ أَنَّك العَلَمُ الذي
يَهدي إلى سُنَنِ النَّدى من يَجهَلُ
الكوكبُ الفَرْدُ الذي يُسرَى به
و الليلُ مُعتكِرُ الجوانبِ أَليَلُ
و المُبتَني الشرفَ الذي لا يَنثني
الحاملُ العِبءَ الذي لا يُحمَلُ
إن حلَّ فهو من الجلالة ِ مَحفِلٌ ؛
أو سارفهو من الشَّهامة ِ جَحفَلُ
يُلحَى على البُخلِ الرجالُ وإنّما
يُلحَى على كَرمِ الفِعالِ ويُعذَلُ
و الجورَ يَكرهُ غيرَ أنَّ يمينَه
أبداً تجورُ على اللُّهى فتُقَبَّلُ
لمَّا ذكَرتُ الحادثاتِ بذِكره
جاءَت إليَّ صُروفُها تَتنصَّلُ
هُنِّئتَ ما أُعطيتَه من نِعمة ٍ
غَرَّاءَ تَحسُنُ في العُقولِ وتَجمُلُ
فكأنَّني بك بين نسلٍ طاهرٍ
تَردي أمامَك في الحديدِ وتَرفُلُ
كالبدرِ حفَّته كواكبُ أُفقِه(79/314)
و اللَّيثِ تَخْطِرُ في حِماه الأشبُلُ
ما جَمَّلَتكَ مدائحي لكنَّها
أضحَت بذِكركَ في الورَى تَتجمَّلُ
عادَت بمدحِك مَعلَماً ولقد تُرى
من قبلِه وكأنَّما هي مَجهَلُ
أنتَ الحُسامُ فِرِندُهُ في مَتنِه
مُتردِّدٌ ويدُ المدائح صَيقَلُ
فاسلَم لكلِّ فضيلة ٍ تَعلو بها
ما ليس يعلوه السِّماكُ الأَعزَلُ
متجنِّباً خَطَلَ الكلامِ كأنَّما
بُعِثَ البعِيثُ له وعاشَ الأخطَلُ
فكأنَّه سيفٌ بِكَفِّك مُنتضًى
و كأنَّه عِقدٌ عليك مُفَصَّلُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> حِمى الأَميرِ أمانُ الخائفِ الوَجِلِ
حِمى الأَميرِ أمانُ الخائفِ الوَجِلِ
رقم القصيدة : 59835
-----------------------------------
حِمى الأَميرِ أمانُ الخائفِ الوَجِلِ
و راحتاه حياة ُ السَّهلِ والجَبلِ
هُوَ الجوادُ الذي لولا مكَارمُه
لم يُعرَفِ الجُودُ في الدنيا ولم يُنَلِ
يا أوسعَ الناسِ صَدراً يومَ مَلحَمة ٍ
و أضربَ الناسِ فيها هامة َ البَطلِ
فُصِدتَ والسعدُ في أعلى مطالِعه
مُقابلٌ منك سَعداً غيرَ مُنتقِلِ
يدُ السَّماحِ جَرى منها سَحَابُ دمٍ
و كم لها من سَحابٍ في النَّدى خَضِلِ
مُورَّدُ السَّيلِ يُضحي من تَنسُّمِه
لطيبِه عن جَنِيِّ الوَردِ في شُغُلِ
كأنَّما خاضَتِ الريحُ العبيرَ به
أو صَافَحت زَهَرَ الحَوذانِ والنَّفَلِ
فإن يكُن نالَ منكَ الفَصدُ ما عَجِزت
عنه الكُماة ُ بحدِّ البِيضِ والأَسَلِ
فما على كَفِّك الآسي بِمبِضَعِه
أنحَى ولكنّه أنحَى على الأَملِ
وإن يكُن مسَّها من جرحِه أَلَمٌ
فطالما أَلِمَت من كَثرة ِ القُبَلِ
لا تَكذِبنَّ فلو جاز الفِداءُ لها
من الحديدِ فدَاها الناسُ بالمُقلِ
ما بالُ رسميَ من جَدْوى يَديك عَفا
فصارَ أوضحَ منه دارسُ الطَّللِ
لقد تجاوزْت بي وقتي وأيُّ حياً
في غيرِ إبَّانِه يَشفي من الغَلَلِ
و قد تَمَهَّلْتَ شَهراً بعدَه كَمَلاً
و إنَّما خُلِقَ الأنسانُ من عَجَلِ
Webstats4U - Free web site statistics(79/315)
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أصبحتَ فَرداًيا أبا جَعفرٍ
أصبحتَ فَرداًيا أبا جَعفرٍ
رقم القصيدة : 59836
-----------------------------------
أصبحتَ فَرداًيا أبا جَعفرٍ
لا سَلَفٌ دانٍو لا نَسلُ
فأنتَ كالكَمأَة ِ مَجنِيَّة ً
ليسَ لها فَرعٌ ولا أصلُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> مَفتولة ٌ مجدولة ٌ
مَفتولة ٌ مجدولة ٌ
رقم القصيدة : 59837
-----------------------------------
مَفتولة ٌ مجدولة ٌ
تحكي لنا قَدَّ الأَسَل
كأنَّها عُمرُ الفَتى
و النارُ فيها كالأَجَل
العصر العباسي >> السري الرفاء >> رمى اللّهُ رِئبالَ القَريضِ بِرئبالِ
رمى اللّهُ رِئبالَ القَريضِ بِرئبالِ
رقم القصيدة : 59838
-----------------------------------
رمى اللّهُ رِئبالَ القَريضِ بِرئبالِ
و مغتالَ ما حبَّرتُ منه بِمُغتالِ
حجَبتُ عن الأَسماعِ منه بَقيَّة ً
مقيَّدة ً عن كلِّ حَلٍّ وتَرحالِ
وأطبقتُ إشفاقاً عليه حِقاقَه
فصارَ وما أرخَصتُ من حَلْيِهغال
وحذَّرني أن يُستباحَ حريمُه
تذكُّرُ بَيتٍ يَقطعُ الأرضَ جَوَّالِ
ألاَ يَحبِسُ الشيخُ الغَيورُ بَناتِه
مخافة َ جِنِّيِّ الشمائلِ بطَّالِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لي من عُبَيدِ اللّهِ خُلٌّ ما أَرى
لي من عُبَيدِ اللّهِ خُلٌّ ما أَرى
رقم القصيدة : 59839
-----------------------------------
لي من عُبَيدِ اللّهِ خُلٌّ ما أَرى
في جاهِه طَمَعاً ولا في مالِه
كم جاهلٍ بالأمرِ حاولَ نَيلَه
فرأَى مَنالَ النَّجمِ دونَ مَنالِه
قد قلتُ للضَّيفِ المُقِيمِ بدارِه
لمّا شكَا لك أُسوة ٌ بِعيالِه
دارٌ عَدِمتُ الخيرَ يَقظاناَ بها
فَرقدتُ كي أحظَى بطَيفِ خيالِه
العصر العباسي >> السري الرفاء >> هل سبيلٌ إلى تقاصُرِ ليلٍ
هل سبيلٌ إلى تقاصُرِ ليلٍ
رقم القصيدة : 59840
-----------------------------------
هل سبيلٌ إلى تقاصُرِ ليلٍ
غابَ عني الحُسينُ فيه فَطَالا
وصَلَتْني به طوارقُ هَمٍّ(79/316)
أَعدَمَتني من السرورِ مَنالا
بنديمٍ يواصلُ الصَّمتَ لَا يس
ألُ عنَّا ولا يُجيبُ سؤالا
فكأني مُنادِمٌ منه لولا
حركاتٌ من جِسْمِهتِمثالا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَفِقْ من سَكرة ِ الأمَلِ الُمحالِ ؛
أَفِقْ من سَكرة ِ الأمَلِ الُمحالِ ؛
رقم القصيدة : 59841
-----------------------------------
أَفِقْ من سَكرة ِ الأمَلِ الُمحالِ ؛
و مِن ديباجة ِ العَرَضِ المُزالِ
ولا تَجزَعْ لِمَيْلِ الدهرِإني
أُؤمِّلُ أن يعودَ إلى اعتدالِ
سكَنْتُ إلى الرحيلِ وكيفَ أَثوي
بأرضٍ لم تكُن مَلقَى رِحالِ
أُلِمُّ برَبعِها حَذِراًفألقَى
مُلِمَّ الشَّيبِ في لِمَمِ الجِبالِ
تلألأتِ الرُّبى لمَّا علاَهَا
كأنَّ على الرُّبى أثوابُ آلِ
كأنَّ ذُرَى الغُصونِلَبِسنَ منه
حِلَى الكافورِرَبَّاتُ الحِجالِ
تجولُ العينُ فيه وهو فيها
كشُهْبِ الخَيلِرُحنَ بلا جِلالِ
وأُسدٍ من أُسودِ الراحِ تَسطُو
شَمائلُها على أُسدِ الشَّمالِ
و ساقٍ كالهِلالِ يُديرُ شمساً
على النَّدمانِ في مِثلِ الهِلالِ
يُخَطُّ له بمِسكٍ صَولجانٌ
فَتَلهَبُ فوقَ وجنتهِ بخالِ
ترَى الأقداحَ من بِيضٍ خِفافِ
يُصرِّفُها ومن حُمرٍ ثِقالِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يَأبَى إذا خَطَرَ العقيقُ ببالِه
يَأبَى إذا خَطَرَ العقيقُ ببالِه
رقم القصيدة : 59842
-----------------------------------
يَأبَى إذا خَطَرَ العقيقُ ببالِه
إلا اطِّراحَ العَذلِ من عُذَّالِه
قَسَمَ الدّموعَ على المنازلِ عالماً
أنّ الجوى فيهنَّ من أنذالِه
وَهُوَ الكَثِيبُ تلاعبَت أيدي النَّوى
بكثِيبِهِ وقضيبِه وهِلالِه
رَاحُوا به واللّحظُ يقدَحُ جُرأة ً
فَيكُرُّ بينَ حُجولِه وحِجالِه
و الشَّوقُ ينثُرُ دمعَه في خَدِّهِ
فيقَرُّأو يَجري على جِريالِه
يا دارُ جادَ بها الفِراقُ جَمالَها
فغدا وراحَ على ظُهورِ جِمالِه
ما بالُ رِيمِكَ لا يُتاحُ لِقاؤُه
لمُحبِّه إلا غداة َ زِيالِه(79/317)
فسُقِيتِ رَجعَ حُدوجِه وسَقى الحيا
محتلَّهُو سُقيتُ عَودَ وِصالِه
و رقيقة ٍ كالآلِ نادمني بها
كِسرى فرُحتُ كأنَّني من آلِه
ألقَاه إمَّا حَاسِراً لصَبوحِه
فيهاو إمَّا دارعاً لقِتالِه
وأداه ساقَ لنا أداة َ شَمولِهِ
مجموعة ً بيمينِه وشِمالِه
أو نابِل لمّا تَكامَلَ نَزعُه
لم تتَّصل أغراضُه بنِبالِه
أتُراه صانَ عن الرَّمِيَّة ِ سَهمَه
أم رأفة ٌ مَنَعته عن إِرسالِه
عصرٌ مَزَجتُ شَمائلي بشَمولِه
و ظِلالُه ممزوجة ٌ بشَمالِه
حتَّى حَسِبتُ الوَردَ من أشجارِه
عَبِقاًأو الرَّيحانَ من آصالِه
و كأنني لمّا ارتديتُ ظِلالَه
جارُ الوزيرِ المُرتدي بظِلالِه
الواترِ الأموالِ يومَ عَطائِه
و النافضِ الأوتارِ يومَ نِزالِه
مَلِكٌ تُحاذرُه الملوكُفمُمسِكٌ
بحبالِهأو هالكٌ بِصِيالِه
أموالُه في السِّلمِ من أنفالِها
و نفوسُها في الحربِ من أنفالِه
صُقِلَ الزمانُفعادَ في أيامِه
كالبُردِ في تفويفِه وصَقالِه
إن كنتَ تشتاقُ الحِمامَفعادِه ؛
أو كنتَ تختارُ الحياة َ فوالِه
يُعطِيك ما يُعطيه كرُّ جيادِه
و شَبا أَسِنَّتِه وحَدُّ نِصالِه
حملَ القنَا فاهتزَّ في مُهتزَّهِ
طرَباً لهو اختالَ في مُختالِه
فأَرى العدوَّ نقيصة ً في عُمرهِ ؛
و أرَى الصديقَ زيادة ً في حالِه
بوقائعٍ للبأسِ في أعدائه
و وقائعٍ للجود في أموالِه
عَذَلوه في الجَدوَى وَمن يَثنِي الحيا
أم من يَسُدُّ عليه طُرْقَ سِجالِه
متشابهُ الطَّرَفينِ أصبحَ عمُّه
في ذُروة ٍ لم تَعْدُ ذُروة َ خالِه
شرَفٌ أطالَ قَنا المُهَلَّبِ سَمْكَه
حتَى أظلَّ وعمَّ في إِظلالِه
فإذا بدَت زُهْرُ الكواكبِ حولَه
كانَت عمائمُهنَّ من أذيالِه
راحَ المُغِيرة ُو هو من أجوادِه
و غَدا قُبَيصة ُ وهو من أبطالِه
فارَت صدورُ رِماحِكم بصُدورِه
و الناسُ مشتركون في أكفالِه
أما السَّماحُفقد تبسَّمَ نَوْرُه
بعدَ الذَبولِ وعادَ نُورُ ذُبالِه
أطلقْتَ من أغلالِه وشَفَيتَ من(79/318)
أَعلالِه وفتحتَ من أقفالِه
إنَّ الوزيرَ دَعا إلى عمرِ النَّدى
من كان موقوفاً على أوشالِه
أُثني عليه ثناءَ رَوضٍ هَزَّه
سَيلُ الحيا فاهتزَّ في إسبالِه
و أقولُ للسَّاعي ليُدرِكَ شأوَه
أنتَ الجوادُ ولستَ من أشكالِه
كَمَلَتْ مَناقبُه فلو زادَ امرؤٌ
بعدَ الكمالِ لزادَ بعدَ كمالِه
و غَدَت خَلائقُه أحَقَّ بمنطِقي
فمزَجتُ صفوَ زُلالِها بزُلالِه
أُهدي له ما رَقَّ من أَفوافِه
و أُبيحُه ما رَقَّ من سَلسالِه
و يقولُ لي قومٌفَضَلْتَ وإنّما
فَضلُ الثَّناءِ عليهِ من إفضالِه
لا حمدَ لي إن راحَ دُرُّ مدائحي
عِقداًو قد فصَّلتُه بخِلالِه
Free counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و سوداءَ آبِقَة ٍ قُيِّدَت
و سوداءَ آبِقَة ٍ قُيِّدَت
رقم القصيدة : 59843
-----------------------------------
و سوداءَ آبِقَة ٍ قُيِّدَت
فَمِنْ كلِّ وَجهٍ لها حَائلُ
توسَّطَتِ البحرَحتَّى نأى
على من أقامَ بها السَّاحلُ
و حنَّتْ إلى البَرِّ مشتاقة ً
إليهكما حنَّتِ الثاكِلُ
و دارٌ لها فَلكٌ خارجٌ
يدورُ به فَلَكٌ داخلُ
فسُكَّانُهاالدهرَمن نَفعِها
شبابٌو شَيبُهمُ كامِل
إذا رامَها فارسٌ نالَها
و يعجَزُ عن نَيلِها الرَّاجِل
العصر العباسي >> السري الرفاء >> بمَن تَسطُو الصَّوارِمُ والعَوالي
بمَن تَسطُو الصَّوارِمُ والعَوالي
رقم القصيدة : 59844
-----------------------------------
بمَن تَسطُو الصَّوارِمُ والعَوالي
و قد غَالَتْكَ أَحدابُ اللَّيالي
وأومضَ ناجِذاك بلا ابتسامٍ
و مُدَّت رَاحتاك بلا نَوال
أجَدَّ الطيرَ شِلْوُكَ وهو بادٍ
لمُخترِقِ الجنائبِ والشَّمال
تمُرُّ بهِ ولا تَعلُو عليه
حياءً من كريماتِ المعالي
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قَبِلْتُ على الكُرهِ نَيلَ البخيلِ
قَبِلْتُ على الكُرهِ نَيلَ البخيلِ
رقم القصيدة : 59845
-----------------------------------
قَبِلْتُ على الكُرهِ نَيلَ البخيلِ(79/319)
و قُلتُقليلٌ أتَى من قليلِ
تعجَّيتُ لمّا ابتدا بالجميلِ
و ما كانَ يَعرِفُ فِعلَ الجَميلِ
و أطلعَ لي كوكباً كالسُّها
قليلَ الضِّياء سريعَ الأُفولِ
و ما كان إِعطاؤه سُؤدُداً
و لكنَّها غَلطة ٌ من بَخيلِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> حُرَقٌ تَمترِي الدُّموعَ سِجالا
حُرَقٌ تَمترِي الدُّموعَ سِجالا
رقم القصيدة : 59846
-----------------------------------
حُرَقٌ تَمترِي الدُّموعَ سِجالا
و خَيالٌ يزورُ وَهْناًخَيالا
عَذَلوني وليس يُرضِي التَّصابي
عاشقٌ ليسَ يُسخِطُ العٌذَّالا
لا عَدِمتُ الهَوى الجديدَ وَإِنْ جَدْ
دَ في القَلبِ لوعة ً وخَبَالا
شَغَلَتني الدموعُ فيهفما أَع
رفُ إلا بفَيضِهنَّ اشتِغَالا
بقضيبٍ يَهُزُّ قلبيإذا اهتزْ
زَ وطَوراً يُميلُه كيفَ مَالا
و هِلالٍ دَعَته داعية ُ البَي
نفأضحى من البُعادِ هِلالا
أَحْسَنَتْ غُربة ُ النَّوى وأَساءَت
منْظَراً يومَ بَينِهم وفِعالا
كِللٌ لا تُحَطُّ عن أَظهُر العِي
س وعيسٌ لا يشتكينَ الكَلالا
و نَوى ً يَترُكُ الغَليلَ مُقيماً
بِمَهاً تَبعَثُ الدموعَ عِجالا
لستُ أرعَى الهوى المَصونَإذا لم
يكُ دمعيما عشتُفيه مُذَالا
كلَّ يومٍ نَشِيمُ بالشامِ غَيثاً
مًقبِلاًنرتَجي به الإِقبالا
فإذا اختالَ للرِّكاب وللرُّك
بانِ ساروا إلى نَداه اختيالا
ذكَروا مَعقِلَ السَّماحِفحلُّوا
عُقُلَ العِيسِ ثُمّ شَدُّوا الرِّحالا
وصَلُوا السَّيرَ بُكرة ً وأَصِيلاً
رَمَلاً يقطعُون فيه الرِّمالا
عُلَّ مِن نائلِ الأميرِ عليٍّ
مَن غَدا منهمُ يَرومُ النَّوالا
مَلِكٌ حازَ قِمّة َ الفَخرِ لمّا
عُدَّ للفَخرِ مِن عديٍّ رِجالا
أصبحُوا في النَّدى غُيوثاًو في الرَّو
عِ لُيوثاًو في الحُلومِ جِبالا
لَحَظَ الشرقَ عادلٌ منه يَهدي
لقناة ِ الإسلامِ فيه اعتِدالا
و هُمامٌ يُرضِي السيوفَإذا هَمْ
مَ بأمرٍو يُسخِطُ الأَموَالا
سارَ يُهديمع الشَّمالِإليه
أَرَجاً طيِّبَ الصَّبا والشَّمالا(79/320)
مَلِكٌ طاعَه الحُتوفُ فلو شا
ءَ لبَثَّ الحُتوفَ والآجَالا
وَ ثَنى خيلَه إلى الغَربِ سَعياً
لابساتٍ من العَجاجِ جِلاَلا
فأحَلَّ الصُّدورَ منها لصَدرِ الرْ
رُمحِ بأساًو حَرَّرَ الأكفَالا
يا مُجِيبَ الإسلامِ حينَ دعَاه
و مُقِيلَ الإسلامِ حينَ استقالا
وعَدَ الرومَ سيفُ بأسِك وَعْداً
عَدِموا الخُلفَ بعدَه والمِطالا
نَزَلوا مَنزِلاً من الحَيْنِ ضَنكاً
فجعلتَ الرَّدى لهم أَنزالا
وَ تبوَّأتَ بالشآمِ مَحَلّاً
كلَّ يومٍ يزدادُ منك جَمالا
وطَنٌ مُشرِقُ الفَضاءِ ورَوضٌ
مُستظِلٌ من الغُصونِ ظِلالا
نِلتَهإذ غدَت رماحُك سُوراً
حولَ سُورٍ له أبَى أن يُنالا
دائرٍ لا يَخافُ دائرة َ السُّو
ءِ إذا اغتالَه العَدوَّ اغتِيالا
بِبُروجٍ وُصِلنَ بالماءِ في الأر
ضِ وأُلحقنَ بالسماءِ اتِصالا
فَهْيَ مثلُ السَّحابِ عانَقتِ الأُفْ
قَو جَرَّت على الثَّرى أذيالا
و قِلاعٍ مثلِ الهوادجِ حُسناً
جاعلاتٍ مَطيَّها الأَجيَالا
و إذا اختالتِ السَّحابُ عليها
خِلتَه كِلَّة ً لها وحِجالا
كلُّ ملمومة ٍ متى ظنَّ طاغٍ
أنها مَعقِلٌ رآها عِقالا
مُشرِفاتٌ على البُحورِ تَرَاهُنْ
نَ يميناً من دُونِها وشَمالا
لامعاتٌ كأنَّها الشمسُ أجرَت
ذَهباً ذائباً عليها فَسَالا
و كأنَّ العيونَ تَلحَظُ مِنْهُنْ
نَ عذارَى تبرَّجَت أَشكَالا
حُرُمٌ لامرئٍ حمَاهو إن كا
نَ دمُ الناكِثِينَ فيه حَلالا
قَصَدَتني على البُعادِ يداه
بأيادٍ تُفيدُ جَاهاً ومَالا
فَبِها عُدتُ أنضَرَ الناسِ عُوداً ؛
و بِها صِرتُ أحسنَ الناسِ حَالا
أطلَقَت بالثَّناءِ فيه لِساني
فارتَجلتُ الثناءَ فيه ارتِجالا
Webstats4U - Free web site statistics
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وُصِفَ ابنُ يُوسفَ لي بكلِّ فَضيلة ٍ
وُصِفَ ابنُ يُوسفَ لي بكلِّ فَضيلة ٍ
رقم القصيدة : 59847
-----------------------------------
وُصِفَ ابنُ يُوسفَ لي بكلِّ فَضيلة ٍ
و رأيتُهفرأيتُ منه أَثوَلا(79/321)
ساءَلتُه عَن عِلمِهفكأنَّما
ساءلتُ عن سُكَّانِه رَبعاً خَلا
و عَجِبتُ من وَسَخٍ على أطرافِه
لو أُعمِلَت فيه المباردُ ما انجلَى
هذا الأديبُ برُغمِ أهلِ بلادِه
و الشاعرُ الداعي إلى سُنَنِ العُلا
و يقالإنَّ الشيخَ يأكلُ دائباً
عَضَلاً يُداوي منه خَطباً مُعضِلا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وَ هي الشُموسُ فإنْ رأينَ طَوالِعا
وَ هي الشُموسُ فإنْ رأينَ طَوالِعا
رقم القصيدة : 59848
-----------------------------------
وَ هي الشُموسُ فإنْ رأينَ طَوالِعا
يَضحكْنَ في الفَودَين عُدن أوافِلا
وَ لَطَالَما عَقَلَ الشبابُ شَوارداً
منهنَّ لي في ظلِّه وعَقائِلا
يَمسحْنَ جَعدَ غَدائريو كأنَّما
يَمسَحْنَ بالمِسكِ الذكيِّ سَلاسِلا
بيني وبينَ الجاهلَينِ ضَغائنٌ
خُزرُ النَّواظِرِ يقتضين طوائلا
فَلَئِنْ عفوتَ لأُسْدِيَنَّ عَوارفاً ؛
وَ لئِن سَطوتُ لأُسدِينَّ زَلازِلا
صَهَلا بشِعري مُقرِفَينِ فكُذِّبا
إنَّ المَقارِفَ لا يَكُنَّ صَواهِلا
و تَناهبا منه دمي فرَجَعنَ دا
مية َ النحورِ عواطلا
في غارة ٍ لم تَسقِ ظَمآنَ الثَّرى
عَلَقاً ولم تُغشِ السَماءَ قَساطِلا
كانَت لأشرافِ الملوكِ حَلائِلاً
فغدَت لأَنباطِ العِراقِ حَلائِلا
الدّهرُ يعلَمُ أنني زاحمتُه
بأشدَّ منه في الشّدائد كاهلا
و هَزَزْتُ إبراهيمَ فيهو إنَّما
أعملتُ فيه مُهَنَّداًأو عَامِلا
و السيفُ ليسَ تَهُزُّه يدُ فارسِ
إلا إذا كان الحُسامَ القاصِلا
رَدَّ السماحَ أنيقة ً أيامُه
حتَّى اشتبهنَ أَواخِراً وأَوائِلا
و أَحلَّه الشرفُ الرفيعُ هِلالَه
فغَدا وراحَ به هِلالاً مَاثِلا
بحرٌ لَقِيتُ نَوالَهفتلاعَبتْ
بيَ غَمرة ٌ لم أَلْقَ فيها سَاحِلا
و فتى ًإذا هَزَّ اليَراعَ حَسِبْتَه
لِمَضَاءِ عَومتِهيهزُّ مَناصِلا
من كلِّ ضافي البُردِ ينطِقُ راكباً
بلسانِ حامِلهو يَصمُتُ رَاجِلا
و أَرى الدروعَ معاقلاً فإذا انتَقى
آراءَه يوماًفلسنَ مَعاقِلا(79/322)
يرمي الخُطوبَ بصائباتِ عَزائمٍ
أضحَت لها جُنَنُ الخطوبِ مَقاتِلا
و لكم شجاعٍ في النوائبِ لم يكن
لحمائلِ السيفِ المهنَّدِ حَامِلا
فرَضَت عليه المكرُماتُ فَرائضاً
للمَجدِ أدَّاهاو زادَ نَوافِلا
لولاه طالَ على المدائحِ أن تَرى
طَولاً تلوذُ بظِلِّهِ أو طائِلا
فإذا لَقِيتَ أخا المكارِمِ قائلاً
لم تَلقَ إبراهيمَ إلاّ فَاعِلا
و إذا السحابُ رأَت أناملَ كَفِّهِ
تَنهلٌّودَّت أن تكونَ أَنامِلا
كم روضَة ٍ للمَجدِ زاهرة ِ الرُّبا
ظَمِئَت إليك فكنتَ غَيثاً هَاطِلا
لمّا تَبَسَّمَ في فَنائِك نَورُها
أجريْتَ بالمعروفِ فيه جَداوِلا
فاضَت عليَّ سِجالُ كفِّك بالنَّدى
حتى ظَننتُك بالغَمامِ مُساجِلا
فوَقفتُ نفسي عن سِواك ومَنطِقي ؛
إن المَطَالِبَ يَختَلِفنَ مَنازِلا
للّهِ أنتَ إذا بَرقْتَ لآملٍ
و سَقَيتَ أخلافَ السَّحابة ِ آمِلا
أخلَفتَ سَحبانَ الفَصاحة ِ وعدَه
و غَدوتَ تُؤثِرُ بالعِناية ِ باقِلا
حلَّيتَ بعضَ الناسِ من ألفاظِه
حَلياً يروحُ به المُحلَّى عاطِلا
وَحَرَمْتَهُ الراحَ التي رَوَّقْتَها
وسقيتَه بالكُرهِ سُماً قاتِلا
و الخَصمُ يعجَزُ عن جِدالِك هيبة ً
حتى يَنوبَ الشعرُ عنه مُجادِلا
فيكونَ طَوراً في مديحِك صادقاً
و يكونَ طَوراً في عِتابِك عاذِلا
و مِنَ العَجائِب أَن تَراه هَواجِراً
و لقد بعثتُ به إليك أصائِلا
لا تأنفَنَّ من العِتابِ وَ قَرصِه
فالمِسكُ يُسحَقُ كي يَزيدَ فَضائِلا
ما حُرِّقَ العُودُ الذي أَشبهتَه
خطأًو لا عمَّ البَنَفسجُ باطِلا
حاشاكَ أن يلقَى القريضُ سَمائماً
و نَداك يَلقاه صَباً وشَمائِلا
ما كنتَ إلا السَّمهريَّ هَزَزْتُه
فوجدْتُه لَدنَ المهزَّة ِ ذَابِلا
بغرائبٍ مثلِ السيوفِ إضاءة ً
وجَدَت من الفِكَرِ الدِّقاقِ صياقِلا
فلو استعارَ الشيبُ بعضَ جمالِها
أضحَى إلى البِيضِ الحِسان وَسائِلا
جَاءَتكَ بين رَصينة ٍ ودَقيقة ٍ
تُهدي إليك مَطارفاً وغَلائلا(79/323)
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر العباسي >> السري الرفاء >> نَطَقَت بِفضلِ أبي شُجاعٍ آية ٌ
نَطَقَت بِفضلِ أبي شُجاعٍ آية ٌ
رقم القصيدة : 59849
-----------------------------------
نَطَقَت بِفضلِ أبي شُجاعٍ آية ٌ
وَسَمَت مَفاوزَ أرضِه بجَداولِ
وَطِىء الصَّفا طيا آن فاغتدَى
ريّانَ يَضْحَكُ عن صَفاءِ مناهلِ
و استنبطَ الشُّربَ الذي غَنِيَت به
شِيرازُ عن صَوبِ الغَمامِ الهاطِل
هيَ آية ٌ لك ذاعَ من إِعجازِها
ما ذاعَ مِن مُوسَى الكليمِ الفاضِل
وِردٌ شَفَيْتَ به البلادَ مِن الصَّدَا
و شَملْتَها منه برَيٍّ شَامِل
وَ هُدِيتَ منه لنعمة ٍ مَكنونة ٍ
فأَثَرْتَها مِن تُربة ٍ وجَنادِل
العصر العباسي >> السري الرفاء >> مَحَلُّكَ مثلُ الغابِ ليسَ يُرامُ
مَحَلُّكَ مثلُ الغابِ ليسَ يُرامُ
رقم القصيدة : 59850
-----------------------------------
مَحَلُّكَ مثلُ الغابِ ليسَ يُرامُ
و جارُك مثلُ النجمِ ليسَ يُضامُ
و غَيمُك ذو بَرقَينِ ينهلُّ عنهُما
دمٌ ليسَ يَرقى صوبُه وغَمامُ
أَقمنا نَرى روضَ المحامدِ يُجتلَى
عليكَو آفاقُ السماحِ تُغامُ
فنحنُ حَلالٌ في حَريمِك للغِنى
و نحنُ على الأيَّامِ فيه حَرامُ
بكَ انتظمَ المجدُ الشَّتِيتُو إنما
مَساعيك للمَجد الشتيتِ نِظامُ
رميتَ فأصمَيتَ العدوَّ ولم يَزَل
لبأسِك في حَبّ القلوبِ سِهامُ
فأغراضُك اللاتي تُصابُ مَقاتِلٌ
و أسهُمُك اللاتي تُصيبُ حِمامُ
رأَى من أَخِيكَ الشامُ أكرمَ شيمة ٍ
و أصدقَ برقٍ في المُحولِ يُشامُ
تَلا قَسَماً في موقِفٍ ظَنَّ أنَّه
تلاقَى عليه يَذبُلٌ وشَمامُ
تَحَيَّتْ بريَّا القُربِ منه جَوانحٌ
و بُلَّ بماءِ الوَصلِ منه أَوامُ
هي الدَّولة ُ الغَرَّاءُ شَمَّرَ منكما
لضَيمِ عِداها ناصرٌ وحُسامُ
أرى الخائنَ المغرورَ نامَ بأرضِكُم
كأنَّ المنايا الحمرَ عنه نِيامُ
تَسنَّمَ أعلامَ الديارِو أنتمُ
لِمَن حلَّ فيها غاربٌ وسَنامُ(79/324)
فَشَقَّ على الماضِينَ من عُظَمائِكم
و هم رِمَمٌ في تُربِها وعِظامُ
مَنازِلُ مرفوعٌ لحاضِرِكم بها
قِبابٌ وللبَادي الأغرِّ خِيامُ
تَحِنُّ إلى القَومِ الذين ترحَّلُوا
و تَرجُفُ بالقَومِ الذين أَقامُوا
تَهلَّلَ منها الغيثُو هي عَوابِسٌ
و أسفرَ منها الصبحُو هي ظلامُ
فعُودا ليَحتلَّ النَّدى في خِلالِها
و يرحلَ لؤمٌ حلَّها ولِئامُ
و لا تُمْكِنُوه من ذِمامِ سُيوفِكم
فليسَ له عندَ السيوفِ ذِمامُ
فلا صُلحَ حتى تُستطارَ سواعِدٌ
و تَسقُطَ أيدٍ في اللِّقاءِ وهَامُ
و حتى تَرودَ الشرقَ ذاتُ هَمَائِمٍ
يُصَرِّفُها ساري الهُمومِ هُمامُ
و تُذكى على الهِرماسِ نارُ قبيلة ٍ
لحُمرتِها في الخافِقَين ضِرامُ
و تَشرَقَ من شرقيِّ دِجلة َ بالقَنا
ضَحاضحُ أنتُم سيلُها وإِكامُ
وَ تقرُبَ من آجامِها الأُسدً عَنوة ً
فتَقتَحِمَ الآجامُ وهي كِرامُ
و تَلفَحَه ريحُ الأراقمِإنَّها
سَمومٌ على أعدائِها وسِمامُ
فَتغبرَّ من تلك الفِجاجِ مَواقِفٌ
و تحمرَّ من تلك المياهِ جِمامُ
كأيامِ سيفِ الدولة ِ الغرِّ إنّها
سِماتٌ على وَجه الزمانِ وشَامُ
فحينئذٍ يَصفُو السَّماعُ لسَامعٍ
وَ ينساغُ للشَّربِ العِطاشِ مُدامُ
و إنْ أُحفِظَت منكم أُسودُ حَفائظٍ
فرُدُّوا القنا والبِيضَ وهيَ حُطامُ
فإنّ سِجالَ الدهرِ في الناسِ قبلَكم
و لا عَارَنقصٌ مؤلِمٌ وتمَامُ
فطوراً لكم في العَيش رَحبُ منازلٍ ؛
وطَوراً لكم بينَ السيوفِ زِحامُ
و أنتم على أكبادِ قَومٍ حَرارة ٌ
و بَردٌ على أكبادِنا وسَلامُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> سوداءُ لم تَنتَسِب لِحَامِ
سوداءُ لم تَنتَسِب لِحَامِ
رقم القصيدة : 59851
-----------------------------------
سوداءُ لم تَنتَسِب لِحَامِ
و لم ترُمْ ساحة َ الكِرامِ
كأنما تحتَها ثَلاثٌ
مُقرِّباتٌ من الحِمامِ
يلعبُ في جِسمها لَهيبٌ
لِعْبَ سَنا البَرقِ في الظَّلامِ
لها كلامٌ إذا تَناهَت
غيرُ فصيحٍ من الكَلامِ(79/325)
و هيو إن لم تَذُق طَعاماً
مملوءة ُ البَطنِ من طَعامِ
لم يخلُ من رَفدِها نَديمٌ
يومَ خُمارٍو لا نِدامِ
وَ لي إذا الضيفُ عادَ أُخرَى
مُصرَّعٌ حولها سوامي
عظيمة ٌ إن غلَت أَذَابت
بِغَلْيِها يابسَ العِظامِ
كأنما الجِنُّ ركَّبتَها
على ثَلاثٍ من الإِكامِ
لها دُخانٌ تَضِلُّ فيه
عَجاجة ُ الجحفَلِ اللُّهَامِ
كأنما النارُ ألبَسَتها
مُعَصفَراتٍ من الضِّرامِ
و لم يَزل مالُنا مُباحاً
من غيرِ ذُلٍّ ولا اهتِضامِ
نأخذُ للقُوتِ منه سَهماً
و للنَّدَى سائرَ السِّهامِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أخلِقْ بعَاتبِ رُشدِه أن يَقدَما
أخلِقْ بعَاتبِ رُشدِه أن يَقدَما
رقم القصيدة : 59852
-----------------------------------
أخلِقْ بعَاتبِ رُشدِه أن يَقدَما
و بواصلٍ من غَيِّه أن يَصرِما
و بما تساقطَ من ريادهِ مَشيبِه
في حالِك الفَوْدَيْنِ أن يَتضرَّما
مثَلَت له مِرآتُهفبكَىو كم
مَثلَت له مِرآتُهفَتَبَسَّما
لَحَظَ السَّوادَ مُودِّعاًفأنابَه
نَعَساً ومالَ على البياضِ مُسلِّما
ما كان أوَّلَ مَن رأَى حَرَمَ النُّهى
فنضَا بهِ بُردَ الحَرامِ وأحرمَا
أمَّا وحَلْيُ العَارضَينِ ثِقافُه
فلنَحكُمُنَّ عليه أن يتَقوَّما
كانَ الهَوى صُبحاً بليلِ شَبابه
فدَجَى بإِصباحِ المَشيبِ وأظلَما
و المَرءُ ما وجدَ الشبيبة َ واجدٌ
مُثرٍفإن عَدِمَ الشبيبة َ أَعدَما
ما راعَ أفئدة َ الدُمى بصدودِه
عنهنَّإلا وهو من أَرَبِ الدُّمى
هذي الخيامُو ذا العقيقُ ولن يُرى
أبداً بأفنية ِ الخِيامِ مُخيِّما
و لرُبَّ خيلِ بَطَالة ٍ خَلَّيتَها
تطأُ الملامَة في الهوى واللُّوَّما
و مُعَصفَرِ الخدِّ الأسيلِ صَبحتُه
بمُعَصفرِ الناجودِ يَنضَحُ عَندَما
و أغنَّ دَافعتُ الهَوى بوصالِه
و شَقِيتُ في حُبِّيه كيما أنعَما
يُنمَى العَفافُ إليَّ مُغترِباً كما
يُنمى السماحُ إلى الأمير إذا انتمَى
الآنَ جنَّبني الزمانُ أذاتَه
و أعادَ لي بُؤسي الحوادثَ أَنعُما(79/326)
بأغرَّ يمنَحُني السَّبيكَ المُقتَنى
كرَماًو أمنحُه الحَبيكَ المُعلَما
و قَريبِ مَجنَى العُرفِ إلاّ أَنَّه
تَرمي به الهِمَّاتُ أَبعدَ مُرتمَى
تَعتَدُّ نَجدتَه عَدِيٌّ عُدَّة ً
و تَخالُه صِيدُ الأَراقمِ أرقَما
كالغَيثِ يُحيي إن هَمى والسيلُ يُردي
إن طمَى والدهرُ يُصمي إن رَمَى
شَتَّى الخِلالِ يروحُ إما سالباَ
نِعَمَ العِدا قَسراًو إما مُنعِماً
مثلُ الشِّهابِ أصابَ فجّاً معشِباً
بحريقِهو أضاءَ فجّاً مُظلِماً
أو كالغَمامِ الجَونِ إن بعثَ الحَيا
أحياو إن بعثَ الصَّواعِقَ أضرَما
أو كالحُسامِإذا تبسَّمَ مَتنُه
عَبَسَ الرَّدى في حَدِّه فتجهَّما
كَلِفٌ بِدُرِّ الحَمدِ يَبرُمُ سِلكَه
حتَّى يُرى عِقداً عليه منظَّما
و يُلِمُّ مِن شَعَثِ العُلى بشَمائلٍ
أحلَى من اللّعَسِ المُمنَّع واللَّمَى
و فصاحة ٍ لو أنَّه ناجَى بها
سَحبانَ أو قُسَّ الفَصاحة ِ أفحَما
لفظٌ يُريك بديعُه حَلْيَ الدُّمَى
طَلقاًو نُوَّارَ الرُّبَا مُتبسِّما
يُصغَى إليه مع الظَّمافكأنَّما
يُسقَى به صَرفُ المُدامِ على الظَّما
كم مطْلَبٍ قَصُرَتْ يدي عن نَيلِه
فجعلتُه سبباً إليه وسُلَّما
لولاه لم أمدُد بعارفة ٍ يداً
تَندَىو لم أَفْغَرْ بقافية ٍ فَما
لا يَخطُبنَّ إليَّ حَلْيَ مَدائحي
أَحَدٌ فقد وجَدَ السِّوارُ المِعصمَا
تلكَ المكارِمُ لا أرَى مُتأخِّراً
أولى بها منهو لا مُتقدِّما
عفوٌ أظلَّ ذوي الجرائمِ ظِلُّه
حتَّى لقَد حسدَ المُطيعُ المُجرِما
و ندى ً إذا استمطرتَ عارضَ مُزنِه
حنَّ الحَيا الرِّبعيُّ فيه وأَرزَما
وَ لرُبَّ يومٍ لا تزالُ جِيادُه
تَطأُ الوَشيجَ مُخضِّباً ومُحطِّما
معقودة ٌ غُررُ الجيادِ لنَقعِه
وجُحولُها مما يخوضُ به الدِّما
يلقاك من وَضَحِ الحديدِ مَوَضَّحاً
طوراًو من رهَجِ السَّنابِك أدهَما
و تُريك في عَبَثِ الصِّبا أياتُه
طَيراً على أمواجِ بحرٍ حُوَّما
أقدمتَ تَفترِسُ الفوارسَ جُرأة ً(79/327)
فيه وقد هاب الرَّدَى أن يُقدِما
و النَّدبُ من لَقِيَ الأسنَّة َ سافراً
و ثَنى الأعنَّة َ بالعَجاجِ مُلَثَّما
إسلَم أبا الهيجاءِ للشرفِ الذي
نَجَمَت عُلاك به فكانَت أنجُما
وَ الْقَ الهَوى غضّاً بفِطرِكو المُنى
مجموعة ً لكو السُّرورَ مُتمَّما
حتى تُريك أبا العلاء خِلالُه
كأبي العَلاءِ نجابة ً وتكرُّما
قد كنتُ ألقَى الدهرَ أعزلَ حاسِراً
فَلقِيتُه بكَ صائلاً مُستَلئِما
ما عُذرُ من بَسطَتْ يمينُك كفَّه
ألَّا ينالَ بها السُّها والمِرْزَما
أنتَ السماءُ فَمَن جذبتَ بضَبعِه
كان الورى أرضاًو كان لهم سَما
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ليالينا بأحياءِ الغَمِيمِ
ليالينا بأحياءِ الغَمِيمِ
رقم القصيدة : 59853
-----------------------------------
ليالينا بأحياءِ الغَمِيمِ
سُقيتِ ذِهابَ مُذهَبة ِ الغُيومِ
مضتْ بكِ رأفة ُ الأيامِ فينا
و غفلة ُ ذلك الزمنِ الحَليمِ
و غُرَّة ُ مُخطَفِ الكَشحينِ يرمي
فؤادَ مُحبِّه عن طَرْفِ رِيمِ
و كنَّا منكِ في جَنَّاتِ عيشٍ
وَفَت حُسناً بجناتِ النَّعيمِ
رياضُ محاسنٍ وسنا شموسٍ
و طِلُّ دساكرٍ وجَنى كُرومِ
و أجفانٌ إذا لحظَت جُسوماً
خَلعنَ سَقامَهن على الجُسومِ
و بينَ ملاعبِ الدَّيْرَيْنِ مَغنًى
غَنِيتُ به ودارُ أخٍ حَميمِ
يبيتُ البرقُ يُذكِرُني خِياماً
ضُرِبنَ بها على كَرَمٍ وخِيمِ
و ساجية َ الظِّلالِ مُقرِّطاتٍ
ظُروفَ الراحِ مِن زَنجٍ ورُومِ
و هل يشتاقُ ظِلَّ الكَرْمِ عافٍ
ثَنى عِطْفَيه في ظلِّ الكريمِ
مَحَتْ رسمَ الكَرى عن مُقْلَتِه
رَواسمُ لا تَمَلُّ من الرَّسيمِ
ترومُو قَد فَرَعنَ بنا فُروعاً
من الفَيَّاضِ طَيِّبَة َ الأُرومِ
إذا طافَت بعبدِ اللّه لاقَت
سِماتِ الحمدِ في الوَجهِ الوَسيمِ
أَغرُّ تَشُقُّ غُرَّتُه الدَّياجي
وُضوحَ الصبحِ في الليلِ البَهيمِ
تَقيَّلَ أوَّلَيهِفجاءَ يجري
على نَهجِ السماحِ المُستقيمِ
عَطاءٌ قُدَّ من تلكَ العَطايا(79/328)
و حِلمٌ عُدَّ من تلكَ الحُلومِ
لك القلمُ الذي يُضحي ويُمسي
به الإِقليمُ مَحمِيَّ الحريمِ
هو الصِّلُّ الذي لو عَضَّ صِلاًّ
لأسلَمه إلى ليلِ السَّليمِ
دَعا الأطرافَفاجتمعَت إليه
كما اجتمَع السُّوامُ إلى المُسيمِ
أخو حِكَمٍ إذا بدأتْ وعادَت
حكَمنَ بعَجز لُقمانِ الحكيمِ
ملَكتَ خِطامَهافعلوتَ قَسّاً
برَونقِها وقيسَ بنَ الخَطيمِ
نُجومٌ لا تَغورُ قَمِنْ دَرارٍ
يُسارُ بضَوئِهنَّ ومن رُجُومِ
كحَلْي الخَودِ مُؤتَلِفِ النَّواحي
و وَشْيِ الرَّوض مُختلِفِ الرُّقُومِ
أراك اللّهُ ما تَهوَى وشِيبَت
لك النَّعماءُ بالحظِّ الجسيمِ
غَمامٌ مثلُ جُودك في انسكابٍ
و عيدٌ مثلُ وجهِك في قُدومِ
و دارٌ شُيِّدت بعظيمِ قَدرٍ
يُهينُ كرائمَ النَّشَبِ العَظيمِ
يَطوفُ المادحونَ بعَقْوَتَيها
طَوَافَهُمُ بزَمزمَ والحَطيمِ
تقاصَرتِ القصورُ لها فأضحَت
و قد طُلنَ الكواكبَ كالرُّسومِ
فَمِنْ شَرَفٍ على الجوزاءِ تُنبي
فَوارعُه عن الشرفِ القَديمِ
وَ مِنْ غُرَفٍ تُضيءُ الليلَ حُسناً
فَتحسِبُها النُّجومُ من النُّجومِ
جَزَيتُك بالذي تُولي ثناءً
يَسرُّك بين سارٍأو مُقيمِ
و ما ذمِّي لمحمودِ السَّجايا
و ما حَمدي لذي الخُلقِ الذَّميمِ
و ما زالتْ رياحُ الشِّعر شَتَّى
فمن ريَّا الهُبوبِ ومن سَمومِ
تُحيِّي الصاحبَ الطَّلْقَ المُحيَّا
و تُعلِنُ شَتْمَ ذي الوَجهِ الشَّتِيمِ
منحتُك من مَحاسِنها ربيعاً
مُقيمَ الزَّهرِ سيَّارَ النَّسيمِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قُصاراكَ أن تَلقَى الزَّمانَ مُسلِّما
قُصاراكَ أن تَلقَى الزَّمانَ مُسلِّما
رقم القصيدة : 59854
-----------------------------------
قُصاراكَ أن تَلقَى الزَّمانَ مُسلِّما
فليسَ يَعافُ الظُّلم أن يتَظَلَّما
تَغَيَّبَ عنّاو انتَحَتنا سِهامُه
و يُعجِزُنا الرامي المُغيَّبُ إن رَمى
و لو أنَّه شَخصٌ تَحطَّمَ بينَنا
قنا الخطِّأو شِيمَ الحديدُ مُثلَّما(79/329)
غَرِيتُ بذَمِّ الحادثاتِ لأنَّني
أرى فِعلَها في المكرُماتِ مُذَمَّما
أَزَلنَ جِبالَ الأَزدِ عن مُستقرِّها
و فرَّقْنَها في الأرضِ فَذّاً وتَوأَما
و قد زَعْزَعَت منهم ثَبِيراً وقلَّعَت
شُماماً وهزَّت يَذبُلاً وَ يَرَمرَمَا
بُدورٌ تَجلَّت للعِراقِفأشرَقَت
و أوحشَ نادي الحُصنِ منها فأظلَما
تَناءَوا ولمَّا ينصرِمْ حبلُ عِزِّهم
و حاشا لذاكَ الحبلِ أن يَتَصرَّما
فشرَّقَ منهم سيِّدٌ ذو حَفيظة ٍ
و غرَّبَ منهم سيدٌ فَتشأّما
كأنَّ نواحي الجوِّ تَنثُرُ مِنهمُ
على كلِّ فجٍّ قاتمِ اللونِأَنْجُما
فإن يُصبِحُوا شَتَّى المواطنِ للنَّوى
فقد صَبَّحوا العلياءَ عِقداً مُنظَّماً
تولَّى ابنُ فَهدٍو الرجاءُ يَؤُمُّه
و يَسري إلى أوطانِه حيثُ يَمَّما
و صاحبتُ ضَيفَ الهمِّ بعدَ فِراقِه
و ما كنتُ ألقَى الهمَّ إلاّ تَوهُّما
أكذِّبُ أنَّ النَّأيَ حَتفُ مُتَيَّمٍ
فألفيتهُ حَتفاًو لستُ مُتَيَّمَا
و أُكبِرُ أن يُبكى على صاحبٍ دَماً
إلى أن بكَت عيني لِفُرقتِه دَما
ألا يا ابنَ فهدٍ أصبحَ العُرفُ مَجهلاً
ببابِك مجهولاًو قد كان مَعلَما
فكُن في جوارِ اللّه إن سِرتَ آلِفاً
ظُهورَ المَهارى أو حَلَلتَ مُخَيَّما
فقد نَضَبَت غُدْرُ االكَلامِ وأصبحَت
كِعابُ القَوافي الغُرِّ بعدَك أَيِّما
و ما زلتَ في اللأْواءِ غَيثاً وفي الدُّجَى
شِهاباً وفي الأحداثِ جيشاً عَرمرَما
نَراكَإذا كان النَّدى في قَلِيبِه
رشاءٌ فإن يَعلُ اتَّخذناك سُلَّماً
شكيتُ إلى جَورِ الخُطوبِ وظُلمِها
كأنيو لم أسفَهسفيهٌ تَحلَّما
و قد كنتُ أُدعَى شاعراً بك مُفلِقاً
فعُدتُ عَقيمَ الفِكرِ بعدَك مُفحَما
أَمرُّ بأفقِ اليدرِو هو مُغَيَّبٌ
أسائِلُ عنه كاسفَ البالِ أقتَما
كأنِّيَ لم أَشجُ العدوَّ بقُربِه
و لم أَغشَه قبلَ الصَّديقِ مُسلِّما
و لم يَكسُني وشيَ الثَّراءِ مُفوَّفاً
و لم أَكسُه وَشْيَ القريضِ مُنَمنَما
و لم آخُذِ الكأسَ الرويَّة َ من يدٍ(79/330)
أناملُها تَنهلُّ بُؤسًى وأَنعُمَا
فليسَ ينامُ الدهرُ حتَّى أروعَه
بهبَّة ِ ثُعبانٍ إذا هَمَّ صمَّما
دَهتني الليالي بعدَهو لربَّما
بَعثتُ عليها مِنه دَهياءَ صَيْلَما
فهل أَرَينَّ الدهرَ عنِّي مُنكِّباً
بأَوبتِه من بعدِ ما كرَّ مُقدِما
فهل لبني فَهدِ بنِ أَحْمَدَ عَوْدَة ٌ
يَعُودُ بها شَملُ السماحِ مُلأَّما
مُلُوكُهُمُ حَلْيُ المدائحِ ما اكتسوا
حَلاها وثغرُ المجدِ إمَّا تبسَّما
تلفتُّ في أوطانِهم فتكلمتْ
دموعي وهمَّ الشَّوقُأن يتكلَّما
فمِن ناشدٍ للمكرُماتِ ومُنشِدٍ
عسَى وطنٌ يدنو بهم ولَعلَّما
و قد كان يستحبي الزمانُ خِلالها
حَياً منهمُ غَمراً ويَفرَقُ ضَيغما
فشَنَّ عليهمو هو سَكرانُ خَيلَه
و لو قد صحَا من سُكره لتندَّما
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَدِرها ففَقدُ اللَّومِ إحدى الغنائمِ
أَدِرها ففَقدُ اللَّومِ إحدى الغنائمِ
رقم القصيدة : 59855
-----------------------------------
أَدِرها ففَقدُ اللَّومِ إحدى الغنائمِ
و لا تَخشَ إثماً لستَ فيها بآثمِ
فلا عيشَ إلاَّ في اعتصامٍ بقَهوة ٍ
يروحُ الفَتى منها خَضيِبَ المعاصمِ
و لا ظِلَّ إلا ظِلُّ كَرْمٍ مُعرَّشٍ
تُغَنِّيكَ في قُطرَيهِ وُرقُ الحمائمِ
سماءُ غصونٍ تَحجُبُ الشمسَ أن تُرى
على الأرضِإلا مثلَ نثرِ الدَّراهمِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ذَممتَ زَرْعَكَ خَوفاً من مًطالبَتي
ذَممتَ زَرْعَكَ خَوفاً من مًطالبَتي
رقم القصيدة : 59856
-----------------------------------
ذَممتَ زَرْعَكَ خَوفاً من مًطالبَتي
و الزَّرْعُ نُحلَة ُ عامٍ غَيرِ مَذمومِ
فلا عَدَتْهُ من الجَوْزاءِ سارِيَة ٌ
تَبكي عليهِ بدَمْعٍ غَيرِ مَسجومِ
كالدُّرِّ يَجتَنِبُ المرزوقَ ما انتثَرَتْ
عُقودُهُو يُعادي كلَّ مَحرومِ
حتى تراهُ وقد مالَتْ دَعائِمُه
كأنَّه إلفُ تَكْفيرٍ وتَعْظيمِ(79/331)
أو جَحْفَلٌ مِنْ جُنودِ اللّهِ مُنْتَشِرٌ
مِثلُ الخَناصِرِ منقوشُ الحيازيمِ
يَحُلُّ بَسطَة َ إقليمٍ فإنْ عَصَفَتْ
به الصَّبا تَرَكَتْهُ جَوَّ إقليمِ
ما شَنَّو هو ضَعيفُ البَطْشِ غارَتَه
إلا استباحَ حِمى الشُّمِّ اللَّهاميمِ
يُلْقى على الحَبِّ في أَعْلى مَنابِتِه
كلاكلاً نُقِشَتْ نَفْشَ الخَواتيمِ
إذا استقَلَّ أعادَ الأَرْضَ مُعْدَمَة ً
و استودَعَ التٌّرْبَ نَسْلاً غَيرَ مَعدومِ
أو جُذوة ٌ كَشِهابِ الجَوِّ مُشعَلة ٌ
تَطيرُ في مُعتَلٍ منه ومَركومِ
إذا انتحَتْهُ حَدَتْها الرِّيحُ عاصفة ً
من كلِّ أَوْبٍفأَغْرَتْها بتَضريمِ
تبدو لعَيْنَيْكَ حُمْرٌ من ذَوائِبِها
كما بَدا الفجرُ مُحمَرَّ المَقاديمِ
حتى تعودَ أخا فَقْرٍ ومَسكَنَة ٍ
صِفرَ السَّريرَة ِ من صَبْرٍ وتَسليمِ
منعْتَ حَبّاًو لو أعطيتَ مُبْتَدِئاً
حَبَّ القلوبِ لَمَا عُرِّيْتَ من لُومِ
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أُسَلِّمُ للأَيَّامِ أَم لا أُسَلِّمُ
أُسَلِّمُ للأَيَّامِ أَم لا أُسَلِّمُ
رقم القصيدة : 59857
-----------------------------------
أُسَلِّمُ للأَيَّامِ أَم لا أُسَلِّمُ
و أَحمِلُ ظُلْمَ الدَّهْرِ أَمْ أتظَلَّمُ
بَكَيتُ على شِعْرٍ أُصيبَ كما بكى
على مالكٍ لمَّا أُصيبَ مُتَمِّمُ
تَعزَّيْتُ عن نَيْلِ الثَّراءِ بِفَضْلِهِ
و ما مُعْدِمٌأثرى من الفَضْلِ مُعْدِمُ
أُجانِبُ فيه لذَّتي ومَكاسبي
و أهجُرُ فيه النَّومَو الناسُ نُوَّمُ
إذا ما المعاني أَومَضَتْ لي بُروقٌها
و ساعَدَها وَشْيُ الكَلامِ المُنَمنَمُ
رَأَيْتُ التهابَ الحَلْيِ في جِيدِ غادَة ٍ
تَرائِبُها من تَحتِهِ تَتَبَسَّمُ
نِظامٌ منَ السِّحْرِ الحلالِ مُخَيِّلٌ
لِسامِعِه أنَّ الكَواكِبَ تُنظَمُ
فَلمَّا اغتَدَى كالسَّيفِ أَخلَصَ صَيْقَلٌ
ظُباهو كالرُّمْحِ انتحاه مُقَوِّمُ
و عاذَتْ برّيَّاه النُّفوسُ كأنَّه(79/332)
نَسيمٌ على أيدي الصَّبا يُتَنَسَّمُ
تَحلَّى به قَوْمٌ سِوايَفكذَّبوا
و هل يَلِدُ الشُّهْبَ اللوابج أدهَمُ
و شُنَّتْ عليه للمَجانينِ غارة ٌ
فأصبحَ نَهباً بينَهم يُتَقَسَّمُ
هي الغارَة ُ العُظمى التي بسيوفِها
أُبيحَ حِمى الآدابِو هو مُحرَّمُ
أرى الجَوْرَ قد عَمَّ الأنامَ بأَسْرِهِمْ
فلا عَدْلَ إلا للظُّبا حينَ تَحكُمُ
أَيُدْفَعُ عن حَلْيِ البَلاغَة ِ مُعْرِبٌ
و يَرْفُلُ في وَشْيِ الفَصاحة ِ أَعْجَمُ
هوَ النَّقَدُ المسلوبُ من غارَة ِ الوَغَى
و لكنَّهُ في غارَة ِ الشعرِ ضَيْغَمُ
يَفوتُ الحديدُ النَّابِ والظِّفرِ إن سَطا
فما ضَرَّه إن راحَ وهو مُقَلَّمُ
دَعُوا الأنْجُمَ الزُّهْرَ التي أَعجَزَتْكُمُ
لمَطْلِعِها ما دامَ للشعرِ أنجُمُ
و لا تُحْفِظُوا رَبَّ الحِفاظِ لأنَّه
حَلَتْ لكُمُ أخلاقُه وهو عَلْقَمُ
يَمُجُّ لكم شهدَ الكَلامِ لِسانُه
و ما مَجَّ يَوماً قبلَه الشَّهْدَ أَرقَمُ
رَدَدْتُ سِهامَ الذَّمِّ عنكم مُذَمَّماً
و بعضُ قوافي الشِّعْرِ سَهْمٌ مُسَمَّمُ
رَأيتُكُمُ مَوتَى فكَفْكَفْتُ غَربَها
و هل ناظرَ الأمواتِ حينَ تَكَلَّم
و إن تَسْأَلوني قَطرة ً من مَحاسنٍ
فحَوضيَ من ماءِ المحاسنِ مُفعَمُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أُؤَنِّبُ الشَّوقَ فيهِمو هو يَضطَرِمُ
أُؤَنِّبُ الشَّوقَ فيهِمو هو يَضطَرِمُ
رقم القصيدة : 59858
-----------------------------------
أُؤَنِّبُ الشَّوقَ فيهِمو هو يَضطَرِمُ
و أستَقِلُّ دموعَ العينِو هي دَمُ
للّهِ أيُّ شُموسٍ منهُمُ غَرَبَتْ
بِغُرَّبٍو بدورٍ ضَمَّها إِضَمُ
بِيضٌ تُخَبِّرُ عنها البِيضُلا مِعَة ً
بأنَّهنَّ نَعيمٌ دونَه نَقَمُ
أَهْدَتْ لهُنَّ على خَوْفٍ إِشارَتَنا
تَحيَّة ً رَدَّها العُنَّابُ والعَنَمُ
هيَ الظِّباءُ ولي من رَبعِها حَرَمٌ ؛
و هيَ الشِّفاءُو لي من لَحْظِها سَقَمُ
سُقْيا المحبِّينَ من أَهلِ الحمى ظَمأٌ(79/333)
بَرْحٌو سُقياهُ من أَجفانِها دِيَمُ
و ما تَحَكَّمَ في دارٍ فِراقُهُمُ
إلا غَدَتْ في دموعِ العَيْنِ تَحتَكِمُ
سَلِمْتَ ما فَعَلَتْ غِزْلانُ ذي سَلَمٍ
إذا الكِناسُ الذي حلَّتْ به سَلَمُ
يُمْسي به الحُسنُ والإِحْسانُ في قَرَنٍ
و يُصبحُ الخِيمُ في مَعناه والخِيَمُ
جَادَتْكَ مُذهَبَة ٌ بالبَرْقِ مُجلِبَة ٌ
بالرَّعْدِ تَربَدُّ أحياناً وتَبتَسِمُ
كأنَّهاو جَنوبُ الرِّيحِ تَجنُبُها
بحرٌ يَسُدُّ فَضاءَ الجوِّ مُلتَطِمُ
منَ اللَّواتي تقولُ الأرضُإن بسَمَتْ
هَذي الحياة ُ التي يَحيا بها النَّسَمُ
كأنَّها إذ توَلَّتْو هيَ مُقْلِعَة ٌ
جَيْشُ العَدوِّ تولّىو هو منهَزِمُ
عادَتْ حُماتُهُمُ سُفْعاً خُدودُهُمُ
كأنَّما سَفَعَتْ أبشارَها الحُمَمُ
وَلَّتْ وبِيضُ ابنِ عبدِ اللّهِ تَنشُدُها
كالطَّيْرِ رَوَّعَها من بارقٍ ضَرَمُ
أطفأْتَ بالكَرِّ والإِقدامِ نارَهُمُ
و قبلُ كانتْ على الإسلامِ تَضطَرِمُ
دَفَعْتَهم بِغِرارِ السَّيفِ عن بَلَدٍ
رَحْبٍ تَدافَعَ فيه سَيْلُكُ العَرِمُ
فأصبَحَتْ من وراءِ اليَمِّ شَوْكَتُهم
و همْ من البِيضِ إن جرَّدْتَها أُمَمُ
غَشِيتَهُم برماحٍ ليسَ بينَهُمُ
و بينَ أطرافِهاإلٌّ ولا ذِمَمُ
و نِلْتَ أَمنعَهُم حِصْناًو أبعَدَهم
فليسَ تَعصِمُهُمْ من بأسِكَ العِصَمُ
و باتَ ذو الأمرِ منهُمْقد أَلَمَّ بهِ
من خَوْفِ إلمامِكَ المُؤذي به لَمَمُ
تَروعُ أحشاءَهُ بالكُتْبِوَ هْوَ لَهَا
خَوفُ الرَّدى ورجاءُ السِّلمِ مُستَلِمُ
لا يَشرَبُ الماءَ إلا غَصَّ من حَذَرٍ
ولا يُهَوِّمُ إلا راعَه الحُلُمُ
اللّهُ جارُكَو الأرماحُ جائِرَة ٌ
و البِيضُ تأخُذُ من ألوانِها اللِّمَمُ
و النَّقْعُ لَيْلٌ يَكُفُّ الطَّرْفَ غَيهَبُه
و المُرهَفاتُ كقَرْنِ الشَّمسِ تَزدَحِمُ
أَضْحى بِنَجْدَتِكَ الإسْلامُ مُعْتَصِماً
و أنتَ باللّهِ والهِنديِّ مُعْتَصِمُ
تُزجي القَناو المنايا فيه كامنة ٌ(79/334)
فتَحطِمُ الشِّرْكَ أحياناًو يَنحَطِمُ
أَعْجِبْ بهِحينَ يَدعوهُ لمَلحَمَة ٍ
أَصَمُّ ليسَ به عن دَعْوَة ٍ صَمَمُ
كأنَّهاو العَوالي مِلءُ ساحَتِها
مَغارِسُ الخَطِّ فيها للقَنا أَجَمُ
فالغَزْوُ مُنْتَظِمٌو الفَيءُ مُقْتَسَمٌ
والدِّينُ مُبْتَسِمٌ والشِّرْكُ مُصْطَلَمُ
يا سائلي عن عليٍّ كَيفَ شِيمَتُهُ
انظُرْ إلى الشُّكْرِ مَقْروناً به النِّعَمُ
مَدْحٌ يَغُضُّ زُهَيْرٌ عنه ناظِرَه
و نائلٌ يَتوارَى عِنْدَهُ هَرِمُ
و باسطٌ يَدَه بالعُرْفِ مُطلِقُها
بالحَتْفِ يُنعِمُ أحياناً ويَنتَقِمُ
مُشَهَّرٌ مثلُ بيتِ اللّهِ نعرِفُه
بِفَضْلِ ما ذاعَ عنه العُرْبُ والعَجَمُ
إذا بَدا الصبحُفهو الشَّمسُ طالِعة ً ؛
و إن دَجَى اللَّيلُفهو النارُ والعَلَمُ
لا يَستعيرُ له المُدَّاحُ مَنقَبَة ً
و لا يقولون فيه غيرَ ما عَلِموا
رأى السَّماحَ فطيماًفاشرَأَبَّ له
و خيرُهُم مَنْ رَآهو هو مُحتَلِمُ
رَحبٌ على آمليهِ ظِلُّ رَحْمَتِهِ
و ليسَ بينَهُمُ قُربَىو لا رَحِمُ
عَمَّتْ أياديهإذ عَمَّ الحَيا بلداً ؛
إنَّ التي عَمَّتِ الدُّنيا هي الكَرَمُ
فما نباليإذا فُزْنا بِديمَتِهِ
أن يُمْسِكَ الغَيْثُ أو أن تَهلِكَ الدِّيَمُ
هو الحَيا والغِنى ما انهَلَّ عارِضُه
و هو الرَّدَى ما ارتدى بالسَّيفِ والعَدَمُ
رمى الصَّليبَ وأبناءَ الصَّليبِفلم
تُغْمَدْ صَوارِمُه إلاّ وهُم رِمَمُ
بالبِيضِ تُنْكِرُها الأغمادُ مُغمَدَة ً
و الجُرْدِ تَعرِفُها الغِيطانُ والأَكَمُ
لا تُخلَعُ العُذْرُ عنها عندَ أَوْبَتِها
و لا تُنَفَّسُ عن أَوساطِها الحُزُمُ
كأنَّما نُتِجَتْ للحَربِ مُسرَجَة ً
مرَكَّباتٍ على أفواهِها اللُّجُمُ
يا صارِمَ الدينِإنَّ الدِّينَ قد عَلِقَتْ
كَفَّاهُ منك بِحَبْلٍ ليسَ يَنصَرِمُ
أَشِيمُ عَفْوَكَ عِلْماً أنْ سَتَنْشُرُه
عَليَّ تلك السَّجايا الغُرُّ والشِّيَمُ
كَانَ انصرافيَ جُرْماً لا كِفاءَ له(79/335)
عنديو أيُّ لَبيبٍ ليسَ يَجتَرِمُ
رَأْيٌ هَفَا هَفْوَة ً زَلَّتْ لها قَدَمي
و ما هَفا الرأيُإلاّ زَلَّتِ القَدَمُ
هو اضطِرارٌ أزالَ الاختيارَو هل
يَختارُ ذو اللُّبِّ ما يُرْدي وما يَصِمُ
و كيفَ يَجتَنِبُ الظَّمآنُ مَورِدَهُ
عَمْداًإذا راحَ وهو البارِدُ الشَّبِمُ
صَفْحاً فلو شُقَّ قلبي عن صَحيفَتِه
لَظَلَّ يُقْرَأُ منه الخوفُ والنَّدَمُ
جاءَتك كالعِقْدِ لا تُزْري بِنَاظِمِها
حُسناًو تُزْري بما قالوا وما نَظَمُوا
و الشِّعْرُ كالرَّوْضِ ذا ظامٍ وذا خَضِلٌ
و كالصَّوارمِ ذا نابٍ وذا خَذِمُ
أو كالعَرانينِ هذا حظُّهُ خَنَسٌ
مُزْرٍ عليهو هذا حظُّه شَمَمُ
Free counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> كيفَ خَلاصي من العِراقِو قد
كيفَ خَلاصي من العِراقِو قد
رقم القصيدة : 59859
-----------------------------------
كيفَ خَلاصي من العِراقِو قد
آثرتُ فيها مَعادِنَ الكَرَمِ
رَأَيْتُ فيها خَلاعَة ً وُصِلَتْ
أطرافُها بالعلومِ والحِكَمِ
مَجالِسٌ يَرقُصُ القُضاة ُ بها
إذا انتشَوافي مَخانقِ البَرَمِ
كأنَّهُمْ من ملوكِ حِمْيَرَ ما
أَوفَتْ أكاليلُهُم على اللِّمَمِ
و صاحِبٍ يَخلِطُ المُجونَ لنا
بشيمَة ٍ حُلوَة ٍ منَ الشِّيَمِ
تَخْضِبُ بالرَّاحِ شَيبَهعَبَثاً
أناملٌ مثلُ حُمرَة ِ العَنَمِ
حتى تَخالَ العيونُ شَيبَتَه
شَيبة َ فَعلانَ خُضِّبَتْ بِدَمِ
إذا سَقى اللّهُ مَنْزِلاً فسقَى
بغدادَ ما حاولَتْ منَ الدِّيَمِ
يا حَبَّذا صَحبة ُ العلومِ بها
و العيشُ بين اليَسارِ والعَدَمِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> غَرَّاءُ تَنشُرُ للحيَا أعلاماً
غَرَّاءُ تَنشُرُ للحيَا أعلاماً
رقم القصيدة : 59860
-----------------------------------
غَرَّاءُ تَنشُرُ للحيَا أعلاماً
عَمَّ البلادَ صَنيعُها إِنعاما
مَرَّتْ بِظَمآنِ الثَّرىو بُروقُها
تَشرىو أدمُعُها تَفيضُ سِجاما
مثلَ المُحِبِّ تَرَقرَقتْ عَبَراتُه(79/336)
و الشَّوقُ يُذكي في حَشاه ضِراما
فغدَتْ عُيونُ النَّورِ فيه كأنَّها
مُقَلٌ تَرى طِيبَ الغُموضِ حَراما
أَهْدى الحَيا للوَرْدِ في شَجَراتِه
خَجَلاًو زادَ اليا سَمينَ غَراما
و تَشَقَّقَتْ قُمْصُ الشَّقيقِفَخِلْتُهُ
في الرَّوْضِكاساتٍ مُلِئْنَ مُداماً
العصر العباسي >> السري الرفاء >> هلِ الحِذْقُ إلا لِعَبْدِ الكَريمِ
هلِ الحِذْقُ إلا لِعَبْدِ الكَريمِ
رقم القصيدة : 59861
-----------------------------------
هلِ الحِذْقُ إلا لِعَبْدِ الكَريمِ
حَوى فضلَه حادثاً عن قديمِ
إذا لمعَ البرقُ في كَفِّهِ
أفاضَ على الوجهِ ماءَ النَّعيمِ
جَهولُ الحُسامِو لكنَّه
يَروحُ ويغدو بِكَفَّيْ حَليمِ
له راحَة ٌ سَيرُها راحة ٌ
تَمُرُّ على الوَجْهِ مَرَّ النَّسيمِ
فلو كانَمن قُبْحِه أربد
لعادَ من الحُسنِ صافي الأَديمِ
نَعِمْنا بخِدمَتِه مُذْ نَشا
فنحنُ به في نَعيمٍ مُقيمِ
و كم قد سكَنَّا إلى غيرِه
فكنَّا بهِ في عَذابٍ أليمِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> هُمُ صَرَموا حبلَ الهَوى فَتصَرَّما ؛
هُمُ صَرَموا حبلَ الهَوى فَتصَرَّما ؛
رقم القصيدة : 59862
-----------------------------------
هُمُ صَرَموا حبلَ الهَوى فَتصَرَّما ؛
و هُمْ أَمَرُوا الأَحشاءَ أن تتضرَّما
تَنادَوا لتفريقِ الفريقِفأَصبَحَتْ
مَدامِعُنا تَنْدَى لفُرقَتِهِم دَما
سلامٌ على مَنْ سارَ قَلبُ مُحبِّه
إليهفلم يَرْجعْ صَحيحاً مُسلَّما
حَبيبٌ حَمانا الكاشحونَ عِناقَه
عَشِيَّة َ راحَ الحَيُّ من أَبرُقِ الحِمى
يَحُلُّ عُقودَ الدُّرِّ دمعاً ومَنْطِقاً
و يَنظِمُها حَلْياً عليه ومَبْسِماً
أماطَ عَنِ العَذْبِ اللِّثامِ لِثامَه
فعادَ بديباجِ الحياءِ مُلَثَّما
و كلَّمني جَفْناهُ بالدَّمعِ خِفْيَة ً
فَهَمَّ غَليلُ الشَّوقِ أن يتكلَّما
فِراقٌ شَرِبْنا الموتَ صِرْفاً بِكأسِهِ
فيا طِيبَهُ لو كانَ صاباً وعَلْقماً
وناعِمَة ٍ تُثْنى على حُسْنِ قدِّها(79/337)
إذا ما ثَنَّى نَعْمَة ً أو....
دَعَتْني لِشُرْبِ الجاشريَّة ٍ بعدَما
تَوَسَّدْتُ وَرْدَ الزّنْدِ رَوْداً مُهَوِّما
فقلتُ أَدِيري حِلَّهاأو حَرامَها
فليسَ الحَرامُ من يديكِ مُحرَّما
شَرِبْنا على الإحْسانِ والحُسنِ ليلة ً
رَأَيْنا بها الإِحسانَ والحُسنَ تَوأَما
و رَطْبَ لآلي الحَلْيِ لمَّا تَبَسَّمَتْ
إليه مَصابيحُ البُروقِ تَبسَّما
تَضَوَّعَ تَحتَ القَطْرِحتى كأَنَّما
غَدا القَطْرُ يَسقيهِ الرَّحيقَ المُقدَّما
وَ دَيَّمَ صَوبُ المُزْنِ فيهكأنَّه
نَوالُ أبي إسْحَاقَ صَابَ فدَيَّما
أَغَرُّ يَراهُ النَّاسُ غُرَّة َ دَهْرِهِمْ
إذا كان دَهْماءُ البَرِيَّة ِ أَدْهَما
جَوادٌ لو استسقَيْتَ ماءَ شَبابِه
لَحَنَّ به نَوْءٌ عليك وأَرْزَما
إذا ما سَقَتْ يُمْنَاهُ رَيّاًو قُبِّلَتْ
توَهَّمْتَ يُمناه الحطيمَ وزَمزَما
يَصولُ به فردٌإذا ما تنكَّرَت
صروفُ اللَّيالي كان جيشاً عَرَمْرَما
إذا غَمَزَتْ آراؤُه البَغْيَ غَمْزَة ً
تقوَّمَ فيها مَيْلُهُ وتحطَّما
أَيَدْري الغَبيَّانِ اللّذانِ تَناهَبا
مَحاسِنَ شِعْري أيَّ نَهْبٍ تَقَسَّما
و أَيَّ عُقودٍ خُضْتُ سبعة َ أبحُرٍ
لجَوْهَرِها المَنْثورِ حتى تَنَظَّما
أَبيتُ له سِلْمَ السُّهادِإذا عَرا
و حربَ الكَرى حتى يَصِحَّ ويَسلَما
فيَصدُرُ عن رَاووقِ فِكْرٍكأنَّه
يُرَوِّقُ جِريالاً من الخَمْرِ عَنْدَما
فلمَّا غَدا عَضباً صقيلاً وذابِلاً
خَطيراًو ملمومَ السَّراة ِ مُسوَّما
و ثَقَّبَ للأَعناقِ دُرّاً مُفَصَّلاً
و نَشَّرَ للأعطافِ وَشْياً مُسَهَّما
تَهَضَّمَهُ ذِئْبانِ لم يَرَيا له
أخا ثِقَة ٍ يَحميهِ أن يُتَهَضَّما
مُغيرانِلو طافَا على حينِ غفلَة ٍ
من الناسِبالبيتِ الحرامِ لأحرَما
لقد قَصُرَتْ أيديهِما عن مَنالِه
زَماناًو لكن صيَّرا البُهْتَ سُلَّما
فلو ضَمَّهُ بينَ السِّماكَيْنِ مَعْقِلٌ
و دافعَ عنه الحَينُ لم يَنْجُ مِنهُما(79/338)
و لو مَنَعَتْه أن يُضامَ جَهَنَّمٌ
لَخاضا إليه مُقْدِمَيْنِ جهَنَّما
لقد ظَلَما من كلِّ غَيداءِ حُرَّة ٍ
كَلاماً لو اسطاعَ الكلامَ تَظَلَّما
عَذارَى فمِن مشغوفَة ٍ بحَليلِها
مُتَيَّمَة ٍ تَشتاقُ منه متيما
و معصومَة ٍ إن عايَنَتْ عَيْنَ رِيبَة ٍ
تُلاحِظُها غَطَّتْ بَناناً ومَعصِما
إذا احتازها البَعلُ الجديدُ مُعَرِّساً
أقامت على البَعلِ المُفارقِ مأتَما
سُبينَفباشَرْنَ المَحارِمَ عَنوة ً
و عَزَّ عليها أن تُباشِرَ مَحرَما
و ما لَمَسَ المغرورُ شَوكَة َ عَقْرَبٍ
و لكنه من غِرَّة ٍ فَرَّ أرقَما
و أَخْلِقْ بِكَفٍّ لا تَكَفُّ بَنانُها
عن الرَّقْشِ أن تَرفَضَّ لحماً وأعظُما
يَمينُ الفَتى عُضوٌ عليه مُكَرَّمٌ
فلا تَمتَهِنْ عُضواً عليك مُكَرَّما
لعلَّ وَزيرَ المَلْكِ يَحكُمُ بَيْنَنا
فيُصبحَ فينا مَجهلَ الأمرِ مَعلَما
و إني لأرجو منه صُبحَ قَضِيَّة ٍ
يُمَزِّقُ جِلباباً من الشَّكِّ مُظْلِما
إذا ما بَلَوْتُ الصَّابِئينَ وجدتُهُم
فَرِيقَيْنِصبّاً بالسَّماحِ ومُرغِما
سَحائبُ مَعْروفٍ إذا المَحْلُ أقبلَت
سُنُوهُ وأقمارٌ إذا الخَطْبُ أَظلَما
و كتَّابُ مَلْكٍ لا تَطيشُ سِهامُهُم
إذا فوَّقوا للحادثِ النُّكْرِ أسهُما
دَعَوْتُ أبا إسْحاقَ للعَدْلِ مُنْصِفاً
و رُبَّ فتى ً يَدعوه للبَذلِ مُنعِما
و شيمَتُه أن يَسْتَهل لِظالمٍ
إذا لاذَ مَظلومٌ به مُتَظَلِّما
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أبا إِسْحاقَ يا جَبلي
أبا إِسْحاقَ يا جَبلي
رقم القصيدة : 59863
-----------------------------------
أبا إِسْحاقَ يا جَبلي
ألوذُ به ومُعتَصَمي
و يا سَيفي أَصولُ بهِ
و يا حِلِّي ويا حَرَمي
أَرَقْتُ دميو أَعوَزَنَي
سَليلُ الكَرْمِ والكَرَمِ
و ما عَدَمي لِفَقْدِ الما
لِلَكِنْ فَقْدُهُ عَدَمي
و بينَ يَدَيَّ مُخْجِلَة ٌ
سَوادَ القارِ والظُّلمِ
ترى اللَّهَواتِ تَحجُبُها
إذا وَقَفَتْ حيالَ فَمي
فلَستُ أُسيغُها إلاّ(79/339)
كَلَوْنِ الوَرْدِ والعنَمِ
فشَيْءٌ من دَمِ العُنقو
دِ أجعلُه مكانَ دَمي
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لمَّا مَضَى اليومُ حَميداًفانصَرَمْ
لمَّا مَضَى اليومُ حَميداًفانصَرَمْ
رقم القصيدة : 59864
-----------------------------------
لمَّا مَضَى اليومُ حَميداًفانصَرَمْ
و مَدَّ سِجْفَيْهِ الظَّلامُ المُدْلَهِمّ
مِلْنا إلى فِلْقَة ِ مأثورٍ خَذِمْ
يَلْقى بها فِلقة َ صَيْخودٍ أَصَمّ
فيَبسِمانِ في اللقاءِ عن ضَرَم
يَطيرُ كالبرقِ خَفا ثم اكتتمْ
و تارة ً يَسقُطُ في بالٍ أحمّ
فيَجتَبيهِ بقَضيبٍ كالقَلَم
تأخُذُهُ أزرقَ كالخَدِّ لُطِمْ
حتى إذا وَلَّدَ ناراً تَضْطَرِمْ
قُمنا بها نَهْتِكُ أستارَ الظُّلَمْ
و بِيبَنا ذاتُ ضَجيجٍ تَختَصِمْ
إنْ نامَ غِزلانُ الصَّريمِ لم تَنَمْ ؛
نَقرَعُها بينَ الوِهادِ والأَكَمْ
قَرْعَ النَّواقيسِ إذا الصُّبحُ ابتَسَم
تؤمُّ مخلوعَ العِذارِ حيثُ أَمّ
أبيضَ مُسوَدَّ الخِلالِ والشِّيَم
له على الصَّحْبِ أَيادٍ وكَرَمْ
و نِعَمٌ هُنَّ على الوَحْشِ نِقَمْ
أسرعُ قبلَ الشَّدِّ من سَيْلِ العَرِمْ
يَقدُمُنا إلى الكِناسِ المُكْتَتَمْ
مُسائِلاً عنه الصَّباو هي تَنُمّ
حتى إذا الشَّربُ تراءَى من أَمَمْ
حَيرانَ قد أَلبسَه الذُّعْرُ لمَمْ
صَدَّ فَوافَى ثم أَلقَى للسَّلَمْ
و ظَلَّ نَهباً بالأَكُفِّ مُقتَسَم
لم يَشكُ من نابٍ ولا ظِفْرٍ أَلَمْ
فما اعتلى في الشَّرقِ للصُّبحِ عَلَمْ
حتى لَخَضَّبْنَا المِدَى منه بِدَمْ
و أصبحَتْ أطرافُنا مثلَ العَنَم
و ارتفعَتْ قُدورُنا على اللَّقَم
قائلة ً للرَّكْبِ بالغَلْيِ هَلُمّ
فنحنُ في خَفْضٍو في ظِلٍّ نِعَمْ
لنا من البِيضِ حُصُونٌ وعِصَمْ
لا خَوفَ ما عُذْنا بها ولا عَدَمْ
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> السري الرفاء >> اللّهُ جارُكَ ظاعِناً ومُقيما
اللّهُ جارُكَ ظاعِناً ومُقيما
رقم القصيدة : 59865(79/340)
-----------------------------------
اللّهُ جارُكَ ظاعِناً ومُقيما
و ضمينُ نَصرِكَ حادثاً وقَديما
إنْ تَسْرِ كان لك النَّجاحُ مُصاحباً
أو تَبْقَ كان لك السُّرورُ نَديما
تَغشاكَ بارِقَة ُ السَّحابِإذا سرَتْ
غيثاًو تلقاكَ الرِّياحُ نَسيما
أنتَ الربيعُ الطَّلْقُ إن شاءَ الثَّرى
و تَزَحَّلُ الأنواءِ سَرَّ قُدوما
للّهِ همَّتُكَ التي رَجَعَتْ بها
هِمَمُ الملوكِ الصَّاعِداتُ هُموما
و رياحُكَ اللاتي تَهُبُّ جَنائباً
و لربَّما أجريتَهُنَّ سَمُوما
و خلالُكَ الزُّهْرُ التي أَنِفَتْ لها
قِمَمُ المَراتبِ أن تكونَ نُجوما
كم من عظيمِ القَدْرِ قد لقَّيْتَه
خَطْباً بأطرافِ الرِّماحِ عَظيما
و مُشَهَّرٍ يُدعى الكَريمَ تَركتَه
يُدْعَىو قد هَطَلَتْ يَداكَلَئيما
أَفنَتْ ظُباكَ الرُّومَ حتّى أنها
لم تُبْقِ إلا ظَبية ً أو رِيما
و مَحَوْتَ آثارَ الصَّليبِفلم تَدَعْ
للعينِ منها مَعلَماً مَعلوما
خَيْلٌ تُثابُ على تَتابُعِ كَرِّها
نَدْباً على لَبَّاتِها وكُلوما
و ظُباً مُحرَّمَة ٌ على أَغْمادِها
حتى تُبيحَ من الضَّلالِ حَريما
و مكارِمٌ أنصَفتَ فيهِنَّ العُلى
و تركتَ مالَك بينها مَظْلوما
مَنَحَتْكَ طاعَتها القبائلُ رَهبة ً
فمنحتَ جَمرَة َ عِزِّها تَضريما
أَعطالكَ أَصعَبُها الخِطامَو لم يَكُنْ
ليقودَ غَيرُكَ صعبَها مَخطوما
فغدَتْ سَوامُكَ لا تَحاوِلُ نَبوَة ً
أبداًو لا تَبْغي سِواكَ مُسيما
يَستَمطِروهُ مَواهِباً ومَواعِداً
لم تَعْدُ منك سَحائباً وغُيوما
أَسَمِيَّ مُرهَفَة ِ السُّيوفِ فَضَلْتَها
شِيَماً إذا جَدَّ القِراعُ وَخِيما
و أَرى الأراقِمَ قَلَّدَتْكَ أمورَها
فدَعَتْكَ مُذْ فَقَدَتْ أباكَ زَعيما
أَلبَسْتَني نِعَماً رَأيتُ بها الدُّجى
صُبْحاً وكنتُ أرى الصَّباحَ بَهيما
فغَدَوْتُ يَحسُدُني الصَّديقُو قبلَها
قد كانَ يَلقاني العَدُوُّ رَحيما
فملأتُ آفاقَ البِلادِ بمَنْطِقٍ(79/341)
لولا الثَّناءُ عليكَ عادَ وُجُوما
فسَلِمْتَ من نُوَبِ الزَّمانِو لا غَدَا
شانيك من معنى السَّليمِ سَليما
طلبَ الملوكُ غُبارَ شأوِكَ فانثَنَوا
صِفْرَ اليَدَيْنِ وخاماً وذَميما
إن يَسمَحُوا في الحِينِأو يَتكَلَّفوا
كَرَمَ النُّفوسِ فقد خُلِقْتَ كَريما
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وراءَ العِدا مَحرٌ على الهَوْلِ مُقْدِمٌ
وراءَ العِدا مَحرٌ على الهَوْلِ مُقْدِمٌ
رقم القصيدة : 59866
-----------------------------------
وراءَ العِدا مَحرٌ على الهَوْلِ مُقْدِمٌ
و صِلٌّ تَحاماه الأراقِمُ أَرقَمُ
و سَيفانِ ما هَزَّتْ يدُ اللّهِ منهُما
فكاسٍ وما هَزَّ القَيونُ فَمَحْرَمُ
و طاوٍ رِداءَ النَّقْعِ بالكَرِّ ناشرٌ
و حانٍ به صَدْرُ القَناة ِ مُقوَّمُ
و مَجْرٌ بأعلامِ البسيطة ِ مُهتَدٍ
و يَومٌ بفتيانِ الكَريهَة ِ مُعلِمُ
إذا ابنُ أبي الهَيْجاءِ هِيجَ تَجَهَّمَتْ
وُجوهُ المَنايافي ظُبا تَتَبَسَّمُ
هو السيفُ يَمضي في اللِّقاءِ سَمِيُّهُ
و لكنَّه أمضَى غِراراً وأصرَمُ
قَطوعٌإذا لم تَقْطَعِ البِيضُ نَبوة ً
وَصولٌففي حَدَّيْهِ بُؤسَى وأَنعُمُ
تحامَتْ أَعاديه الشآم كأنَّما
أحاطَتْ بها للطَّعْنِ نارٌ تَضَرَّمُ
و قد أعظَمَتْهُ الرُّومُفاستصغَرَتْ به
أكابرَهاإنَّ الشُّجاعَ مُعظَّمُ
فَحَلَّتْ عُرى تيجانِها لمؤَيِّدٍ
يَخُرُّ له ذو التَّاجِو هو مُعَمَّمُ
غَنِيٌّ عَنِ الجَيْشِ اللُّهامِ بنفسِه ؛
فقيرٌ إليه الجيشُو هو عَرَمرَمُ
إذا جَدَّ في تَعريسِهِ وبُكورِه
رَأيتَ بِقاعَ الأرضِ تُثْري وتُعْدِمُ
سَرَى والثَّرى حَرَّانُ يَرقُبُ مُزنَه
فراحَ على حَرَّانَ يَهْمي ويَسجُمُ
و قد سَفَرتْ أخلاقُهُ وتوضَّحَتْ
شَمائِلُهُ والصُّبحُ لا يَتَلَثَّمُ
و أطلَعَ من زُرْقِ الأَسِنَّة ِ أَنجُماً
على الثَّغْرِ تَرعاها من السَّعْدِ أنجُمُ
و أبرقَ ما بينَ الدُّروبِ سَحابُه
فصابَ ولكنْ صَوبُ بارِقه الدَّمُ(79/342)
و إن ضُرِبَتْ دونَ الخليجِ خِيامُه
فَمِنْ خَلفِهِ للرُّعْبِ جَيْشٌ مُخَيِّمُ
و مُعتَصِمٍ بالمَشرفيَّة ِ لم يكنْ
ليسلَمَ منه في ذُرى الطَّوْدِ أعصَمُ
و ملمومَة ِ الأقطارِحَشْوُ عَجاجِها
عِتاقُ المذاكي والوشيجُ المقوَّمُ
ترقرَقُ في جنْحِ الظَّلامِفينجَلي
وَ تُرْهِجُ في صَدْرِ النَّهارِفيُظلِمُ
سَنابِكُها من تَحتِها تَقرَعُ الصَّفا
و راياتُها من فَوقِها تَتَرَنَّمُ
و خَيْلٍ تَحامَى السَّهلَ حتّى كأنَّها
أَجادِلُ تَحميها الشَّواهِقُ حُوَّمُ
تُغيرُ على الأَعداءِو النَّجمُ غائِرٌ
و تَسْري بهو اللَّيلُ أسودُ مُظْلِمُ
أَلَمَّتْ بِشَطِّي أَرسناسَ وللقَنا
شَطاطٌفآبَتْ عنهو هو مُحَطَّمُ
فلا زالَ للأُسْدِ الخَوادِ مَصرَعٌ
لَدَيْكَ وللغِيدِ الكَواعِبِ مَوسِمُ
و للوَفْدِ أعطانٌو للرَّكْبِ مَنزِلٌ
و للزَّوْرِ أَوطانٌو للحَمْدِ مَغنمُ
غَشَمْتَ العِدا واللَّيثُ لو قَلَّ غَشمُهُ
لأَعدائِهِما قيلَ ليثٌ غَشَمْشَمُ
و قارَعْتَحتَّى ليسَ في الأرضِ خالعٌ
و أعطَيْتَحتَّى ليسَ في الأَرْضِ مُعْدِمُ
إذا ما مضى يَومٌ منَ البِشْرِ مُسْفِرٌ
أتى بعدَه يَومٌ من النَّقْعِ أَقْتَمُ
وَقائِعُ تُزْري بالوقائِع قبلَها
فتسبِقُها مَعدودَة ًو تَقَدَّمُ
مَلَكْتَ بها حَيَّيْ نِزارٍ ويَعْرُبٍ
فأَعطَوا بأيديهِم إليكَ وسَلَّموا
جَوانِحَإلاّ عن قَناكَكأنَّما
حَريمُهُمُإلاّ عليكَمُحَرَّمُ
فمِنْ أسَدٍ تأوي الفريسة َ غِيلُهُ
و تَرتَعُ في عِرِّيسِهو هو ضَيْغَمُ
و دامٍ شبا أظفارِه من عَدُوِّهِ
و لكنَّه عمّا حَمَيْتَ مُقَلَّمُ
شَهِدْتُلقد سادَتْ عَدِيٌّ بسَيِّدٍ
يَجودُإذا ضَنَّ الغَمامُ ويَحلُمُ
و كيفَ ينالُ الناسُ مَجْدَ قَبيلَة ٍ
عليُّ بنُ عبدِ اللّهِو المجدُ مِنهُمُ
فَهِمْتَفأَعطَيْتَ الجَزيلَو لم يكنْ
ليُعطىو إن أعطَى الذي ليسَ يَفهَمُ
مَدائِحُناوَقْفٌ عليكَفما تَني
تُدَبِّجُها أفكارُنا وتُنَمْنِمُ(79/343)
و آمالُنا تَنأَى إذا كنتَ نائياً
و تَقْدَمُ بالنُّعْمى لنا حينَ تَقدَمُ
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> السري الرفاء >> سَحابُكَ في السَّماحِ لها انسجامُ
سَحابُكَ في السَّماحِ لها انسجامُ
رقم القصيدة : 59867
-----------------------------------
سَحابُكَ في السَّماحِ لها انسجامُ
و نارُكَ في العَدُوِّ لها ضِرامُ
و صَوبُ يَديكَ ما جَرَتَا حياة ٌ
تَعُمُّ بها البَرِيَّة َأو حِمامُ
فمِن يُسراكَ تَنْهَلُّ المَنايا
و من يُمناكَ تَنْهَلُّ الغَمامُ
عَهِدْنا مِنْكَ ذا نِقَمٍ ولكنْ
كَرُمْتَففيكَ نُعمى وانتقامُ
إذا ما اشتدَّ بأسُ اللّهِ يوما
على قوم فأنت له حُسامُ
رَمى بكَ شامخاتِ الرّومِ عَزْمٌ
هو الإصباحُ ما عَنَّ الظَّلامُ
فجُستَ خِلالَها بمسوَّماتٍ
يَشُقُّ على الجنائبِ ما تُسامُ
و قد كانتْ لهم عِصَماًفأَضحَتْ
و ليسَ بهنّ للعُصمِ اعتصامُ
نَظَرَتْ إلى الحُصونِ بهافخرَّتْ
كما خَرَّتْ لتقويضٍ خِيامُ
ولمّا أسهَلَتْ بكَ طالعاتٍ
أعِنَّتُها كما انقَضَّ الحِمامُ
و قد كانَتْ مَوضَّحة ًفغطَّى
على أوضاحِها الدَّمُ والقَتامُ
نَثرْتَ على الخليجِ الهامِحتّى
كأنَّ حَصى الخليجِ طُلى ً وهامُ
عُلا بَعُدَتْ مسافَتُهاو مَجْدٌ
تَعالَى أن يَهُمَّ بهِ هُمامُ
و آثارٌ تَمُرُّ بها اللَّيالي
و هُنَّ على جِباهِ الدَّهْرِ شامُ
لأغلبَعامُه في السِّلْمِ يَومٌ
و لكنْ يَومُه في الحَربِ عامُ
يُضِيعُ الحَزمَ مَن ناواهُحتَّى
يَبيتَو ما يُشَدُّ له حِزامُ
و أرَّقَهوَ بَادَرَ في سُراه
إليهفما يُنيمُو لا يَنامُ
حلَفْتَ بما بَنَتْهُ لكَ العَوالي
منَ الشَّرَفِ الذي لا يُستَضامُ
و بارِقَتَيْنِ في يُمناكَهذي
تُشامُ حَياًو هذي لا تُشامُ
لتَختَرِمَنَّ سائمة َ الأعادي
بأَرْوَعَ لا يُراعُ له سَوامُ
يُهَجِّرُو الرِّماحُ عليه ظِلٌّ
ويُسفِرُ والعَجاجُ له لِثامُ
وذي لَجَبٍ تَضِلُّ البيدُ فيه
وتُفتَقَدُ الضَّحاضحُ والإكامُ(79/344)
نأَتْ أقطارُه فالأَرضُ تُخْفي
جُموعاً والسَّماءُ له نَعامُ
كتائبُ للقَنافيها اشتجارٌ
و للرّاياتِ والرّيحِ اختصامُ
أَسَيفَ اللّهِ أنتَ الناسُ طُرّاً
لِراجي العُرْفِو الدّنيا شآمُ
أَقَمْنا لا نَريمُو سالَمَتْنا
بساحَتِكَ الخطوبُفما نُرامُ
فكلُّ زَمانِنا أبداً ربيعٌ ؛
و كلُّ شُهورِنا الشَّهرُ الحَرامُ
فِداؤُكَ مَنْ مَناقِبُهُ نُجومٌ
تَلوحُو مَنْ مَواهِبُهُ جِسامُ
إذا ما كنتَ أكرمَ مَنْ علَيْها
فكيفَ أقولُ تَفديكَ اللِّئامُ
و قد طلبَ الملوكُ مَداكَ شأواً
فَخَاموا عن مَداكَو هم كِرامُ
عَلامَ حرَمْتَني إنشادَ شِعْري
لديكَ وقد تَناشَدَه الأنامُ
و لي فيكَ التي تُلغي القوافي
إذا ذُكِرَتْو يُمتَهَنُ الكَلامُ
تُقَصِّرُ عن مَداها الرِّيحُ جَرْياً
و تَعْجَزُ عن مواقِعِها السِّهامُ
تَناهَبَ حُسنَها شادٍ وحادٍ
تُحَثُّ بها المَطايا والمُدامُ
لكَ النِّعَمُ التي جَلَّتْو لكن
دنُوّي منك والقٌربُ التَّمامُ
و تَشريفي القيامُ إزاءَ مَلْكٍ
ملوكُ العالَمِينَ له قِيامُ
و إحضاريإذا حَبَّرْتُ شِعْراً
لتسمعَ ما أُحَبِّرُو السَّلامُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> إلمامُها أهدَى إلى الصَّبِّ لَمَمْ
إلمامُها أهدَى إلى الصَّبِّ لَمَمْ
رقم القصيدة : 59868
-----------------------------------
إلمامُها أهدَى إلى الصَّبِّ لَمَمْ
إذ طَرَقَتْ وهْناًفَحَيَّتْ من أَمَمْ
لاعِبة ٌ زارَتْ مُجِدّاً لَعِبَتْ
به السُّرى والأرحبيَّاتُ الرُّسُمْ
باتَتْ تُريه البانَو هو مُغْرِبٌ
في حَمْلِه الوردَ الجنيَّ والعَنَمْ
و طَلعة ًسالَم ضوءُ صُبحِها
ظلامَهاو الصُّبحُ حَربٌ للظُّلمْ
و قد عفا مَنزِلُها بقلبِه
كما عفا منزلُها بذي سَلَمْ
أحَلَّها منه مَحَلاًّ صَدَداً
لا الرِّيحُ تَعفوهُ ولا صَوبُ الدِّيَمْ
يا كَذِبَ القُربِ المُفيدِ نِعمة ً
منهاو يا صِدْقَ البُعادِ المُنتَقِمْ
لا تُنْكِراً فَرطَ سَقاميإنما(79/345)
حَمَلْتُ عن أجفانِها بَعضَ السَّقَمْ
آنستُ منها بخَيالٍ آنسٍ
يُسابِقُ الغُمْضَإذا الغُمْضُ أَلَمّ
و عارضٍ أكلأُ منه بارِقاً
كالنارِ شَبَّتْ في ذُرى طَوْدٍ أَشَمّ
إذا ادلهمَّ ابتسمَتْ لشائمٍ
أقطارُهفاختلفَتْ منه الشِّيَمْ
كأنه نَشوانُ جَرَّ ذَيلَه
فكلَّما رِيعَ انتضَى عَضْباً خَذِمْ
حتى إذا الرَّعدُ انبرَتْ ألسُنُه
كأنما يَخلِطُ لَحْناً بِكَلِمْ
فاطَّرَدَ الماءُ على أرجائِه
و نارُه من كلِّ أفقٍ تَضطَرِمْ
و حلَّت الرِّيحُ نِطاقَ مُزْنِه
فعادَ منه البَرُّ بحراً مُلتَطِمْ
قُلْناو قد أخجلَ فيضَ جُودِه
جُودُ ابنِ فَهْدٍكَرَمٌ بعدَ كَرَمْ
العارِضُ المُختالُ من إنعامِه
و بأسِه ما بينَ نُعْمى ونِقَمْ
مُسَلَّطُ البأسِ على أعدائِه
و مُؤثِرُ الجُودِ على الأمرِ المُهِمّ
بَنَتْ أياديه بِهَدْمِ مالِه
سُورَ عُلا للأَزدِ غيرَ مُنهدِمْ
ثناؤُنا زَهْرُ الرَّبيعِ المُجتلى
و جُودُه صَوبُ الرَّبيعِ المُنسجِم
كم قالَ مَنْ يسمعُ مَدحي ويرى
إحسانَهعاش زهيرٌ وَ هَرِم
لا أعدَمَ اللّهُ الأَنامَ ظِلَّه
فقد أَزالَ الخَوفَ عنه والعَدَمْ
هذاو يَومٍ تكتسي البِيضُ به
لَوْناًو تكسو لونَها سُودَ اللِّمَم
كأنه لَيلٌ بَهيمٌ خَطَرَتْ
فيه منَ الشُّمِّ البَهاليلِ بُهَم
أُسْدٌ لَهامن بِيضِها وسُمرِها
جَداوِلٌ مُطَّرَداتٌ وأَجَمْ
يَنثُرُ بالطَّعْنِ أَنابيبَ القَنا
كما وَهي سِلكُ الفِرِنْدِ المُنتَظِم
أقامَإذ عَرَّدَ فيه قِرنُه
بالسَّيفِ في قلبِ العَجاجِ مُعتَصِمْ
حتى تَجلَّى النَّقعُ عن أسيافِه
كما انجلَى عن وَضَحِ الشَّيْبِ الكتَم
يا أقربَ الناسِ مَنالاً في النَّدى ؛
و أبعدَ الناسِ مَراماً في الهِمَم
صُمْتَفأعطَيْتَ الصِّيامَ حقَّه ؛
و رُبَّ ذي صَوْمٍ خِداجٍ لم يَصُم
فانعَمْ بفِطْرٍ حَسُنَتْ أيامُه
حتى لَخِلْناها من الحُسْنِ نِعَمْ
وافاكَو الغَيْثُ عَميمٌ والرُّبى
ضاحكة ٌ بالزَّهْرِو النَّبْتُ عَمَمْ(79/346)
فاغتَنِمِ العَيشَ الذي من حَقِّه
إذا صَفَتْ أيامُه أن يُغتَنَمْ
و حَمِّلِ الكأسَ الهُمومَإنَّها
مَطِيَّة ٌ للهَمِّ يحدوها النِّعَمْ
مُذْهَبَة ٌ تَبسِمُ عن حَبابِها
مثلَ جَنى النَّرجِسِ جَادَفابتَسَمْ
و اجتَلِها عَذراءَ لم تأْتِ بها
غادَة ُ نَهَّابٍ تَعَدَّىو ظَلَمْ
كأنها زَهْرَة ُ رَوْضٍ أَشرَقَتْ
أجفانَها المُزنُ بِدَمْعٍ مُنسَجِمْ
و خَيرُ هذا الشِّعرِ ما تَلبَسُه
من ثِقَة ٍ في الشعرِ غيرِ متَّهَمْ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> السري الرفاء >> بَرَّزَ إبراهيمُ في عِلمِه
بَرَّزَ إبراهيمُ في عِلمِه
رقم القصيدة : 59869
-----------------------------------
بَرَّزَ إبراهيمُ في عِلمِه
فراحَ يُدعى وارِثَ العِلمِ
أوضحَ نَهْجَ الطُّبِّ في مَعْشَرٍ
مازالَ فيهم دارِسِ الرَّسمِ
كأنه من لُطفِ أفكارِه
يَجولُ بين الدّمِ واللّحمِ
لو غَضِبَتْ روحٌ على جِسمِها
أصلحَ بينَ الروحِ والجِسمِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ما وَدَّعَ اللَّهوَ لمَّا بانَ مُنصَرِما
ما وَدَّعَ اللَّهوَ لمَّا بانَ مُنصَرِما
رقم القصيدة : 59870
-----------------------------------
ما وَدَّعَ اللَّهوَ لمَّا بانَ مُنصَرِما
حتى تَلفَّتَ في أعقابِه نَدَما
بكى على الجَهْلِإذ وَلَّى فأعقَبَه
حِلْماً أَراهُ الصِّبا لمَّا مضَى حُلُما
رُدَّا عليه رِداءَ اللَّومِ فيهو إنْ
رَدَّ الحنينَ أنيناًو الدموعَ دَما
صبابة ٌ تَلبَسُ الكِتمانَ كامنة ً
بين الضُّلوعِو شَيبٌ يَلبَسُ الكَتَما
لا أَظلِمُ الحُبَّ في رَيَّاو إن ظلَمتْ
و لا أُكَفكِفُ فيه الدَّمعَ ما انسجَما
هي القَضيبُ ثَنى أعطافَه هَيَفٌ
فكادَ يَنثُرُ منه الوردَ والعَنَما
مظلومَة ُ الحُسنِإن شبَّهتُ طَلْعَتَها
صُبحاًيسالمُ في إشراقِه الظُّلَما
جُهْدُ المتَيَّمِ أن يَرعى العهودَ لها
حِفْظاًو يَحْمِلَ عن أجفانِها السَّقَما(79/347)
إن يَظْمَ مِنْها إلى طِيبِ العِناقِفكَم
رَوَّتْ جوانِحَه ضَمّاً ومُلتَثَما
و صاحبٍ لا أمَلُّ الدَّهْرَ صُحبَتَه
يُعَبِّسُ الموتُ فيه كلَّما ابتسَما
تُنبي الطَّلاقَة ُفي مَتْنِيهِ ظاهِرَة ً
عَنِ القُطوبِ الذي مازالَ مُكتَتَما
إذا اعتَصَمْتُ به في يَومِ مَلحمَة ٍ
حسبتُني بِسَليلِ الأَزْدِ مُعْتَصِما
و عارضٍ ما حَداه البَرقُ مُبتَسِماً
إلاّ أرَانا ابنَ إبراهيمَ مُبتَسما
يبكيفينثُرُ من أجفانِ مُقْلَتِهِ
دُرّاً غَدا في جُفونِ النَّورِ مُنْتَظِما
كأنَّما الرَّوْضُلمّا شامَ بارِقَه
أفادَ أخلاقَ عبدِ اللّهِ والشِّيَما
أَغَرُّ يَغمُرُ شُكْري فَيْضَ أنْعُمِه
فكلَّما ازدَدْتُ شُكْراً زادَني نِعَما
دَعا الخطوبَ إلى سِلمي وحرَّمَني
على النوائبِ لمّا راحَ لي حَرَما
مُمهِّدٌ لي في أكنافِهِ أبداً
ظِلاًّ عَدِمْتُ لديه الخوفَ والعَدَمَا
و تارِكٌ ماءَ وَجْهي في قَرارَتِه
بماءِ كَفَّيْهِ لمّا فاضَ مَنْسَجِما
رَضِيتُ حُكْمَ زَمانٍ كان يُسخِطُني
مُذْ صارَ جَدواه فيما بيننا حَكَما
و إن غدوتُ زُهَيراً في مدائِحِه
فقَد غدا بتوالي جُودِه هَرِما
هُوَ الغَمامُ الذي ما فاضَ مُحتَفِلاً
إلا أصابَ نَداه العُربَ والعَجَمَا
يا ابنَ الذَّوائبِ دُمْ في مُنتَهى شَرَفٍ
شابَتْ ذَوائِبُهو الدَّهْرُ ما احتلَما
فكم يَدٍ لكَ لم تُخلِقْ صَنائِعُها
عندَ العُفاة ِ وأخرى جَدَّدَتْ نِعَما
و مَشهَدٍ ما جرَى ماءُ الحديدِ به
إلاّ غَدَا البَرُّ بَحراً ثَمَّ مُلتَطِما
ضاقَتْ جوانبُه بالبِيضِ فازدَحَمَتْ
كالماءِ ضاقَ به اليَنبوعُفازدَحَما
أضرَمْتَ نارَ المَنايا في النُّفوسِ بِه
ضَرماًوَ أَخْمَدْتَ من نيرانِه ضَرَما
أما الصِّيامُفقد لَبَّيْتَ داعِيَه
إلى العَفافِو لم تُظْهِرْ له صَمَما
تركْتَ فيه سماءَ الجُودِ هاطِلة ً
فإنْ مَضَتْ دِيَمٌ أَتلًعْتَها دِيَما
أناملٌما هَجَرْتَ الكأسَ دائرة ً(79/348)
إلا وَصَلْنَ النَّدى والسَّيفَ والقَلَما
فاسلَمْ لرَعْيِ زِمامِ المَجدِ مُجتَنِباً
مَنْ ليسَ يَرعَى له إلاًّ ولا ذِمَما
و اسعَدْ بقادِمَة ٍ كالحَلْيِ حامِلَة ٍ
شُكْراً تُهنِّيكَ بالعيدِ الذي قَدِما
مُقلَّدٌ بزِمامِ القَولِ قائِلُها
فما تَكلَّمَ إلا دَبَّجَ الكَلِما
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ساريَة ٌ في غَسَقِ الظَّلامِ
ساريَة ٌ في غَسَقِ الظَّلامِ
رقم القصيدة : 59871
-----------------------------------
ساريَة ٌ في غَسَقِ الظَّلامِ
دانية ٌ من قُلَلِ الآكامِ
جاءَتْ مَجِيءَ الجَحْفَلِ اللُّهامِ
و افتَرَقَتْ كالإبِلِ السَّوامِ
كأنَّها والبرقُ في ابتسامِ
كَتيبَة ٌ مُذْهَبَة ُ الأَعْلامِ
دَنَتْ من الأرضِ بلا احتشامِ
ثم بَكَتْ بُكاءَ مُستهامِ
فاستبشرَتْ بسابغِ الإِنعامِ
و ثَرْوَة ٍ تَحكُمُ في الإِعدامِ
كأنَّهافي خِلَعِ الغَمامِ
مُحِلَّة ٌ مَلَّتْ منَ الإحْرامِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> غَدَتْ لذَّاتُنا أَمَمَا
غَدَتْ لذَّاتُنا أَمَمَا
رقم القصيدة : 59872
-----------------------------------
غَدَتْ لذَّاتُنا أَمَمَا
فلم تَحسُنْ لبُعْدِكُما
و قد حَثَّ ابتسامُ البر
قِ دَمْعَ المُزْنِفانسجَما
و حَنَّ الرَّعْدُحتى خِلْ
تُه يَسْتَعْطِفُ الدِّيَما
و عندي قَيْنَة ٌ نَظَمَتْ
شَتيتَ العَيشِ فانتَظَما
كشَمْسٍ سالَمتْ ظُلَماً
و غُصْنٍ حاملٍ عَنَما
و صافِيَة ٌإذا ابتسمَتْ
أَرَتْنا العيشَ مُبْتَسِما
و رَيحانٌ يَروقُكُما
و نَدمانٌ يَسُرُّكما
و عِلْقٌ مُعَلمٌ بالحُس
نِ أَضحى يَحْمِلُ العَلَما
كأنَّ جَبينَه صُبْحٌ
حَوى من طُرَّة ٍ ظُلَما
و شَيءٌ لستُ أذكُرُهُ
حِذاراً أن أُطيرَكما
إذا داوى به شَبَقُ ال
سَّريرَة ِ داءَه انحسَما
و لو كُحِلَتْ به عَيْنا
معلوية ٍ لَمَا حَلُما
فسِيرا تَلْقَيا بَحراً
منَ اللَّذَّاتِ مُلتَطِما(79/349)
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قد اغتدى والصُّبحُ في إقدامِه
قد اغتدى والصُّبحُ في إقدامِه
رقم القصيدة : 59873
-----------------------------------
قد اغتدى والصُّبحُ في إقدامِه
و اللَّيلُ قد أعَرضَ لانهِزامِه
كأنَّما الجَوْزاءُ في انصِرامِه
راعي سَوامٍ بَثَّ من سَوامِه
أو مُتَمَطٍّ هَبَّ من منامِه
بمُلجَمٍ قد باتَ في لِجامِه
مُصْغٍ إلى الفارسِ في قِيامِه
حتى خَبا المصباحُ في مُدامِه
و قَلَّ سَيرُ كأسِه وجامِه
قد أُلهِمَ الطَّاعَة َ في إلهامِه
و مُخطَفٍ شَمَّرَ عن أكمامِه
مُحتَلِمٍ قد سادَ بابنِ عامِه
يَكتَنُّ بَدْرُ الأُفْقِ في لِثاِمِه
يُجنَبُ مَغبوطاً على إكرامِه
مُبَجَّلاً دونَ بني أَعمامِه
أَهرَتَ كالمُغرقِ في ابتسامِه
ضَمَّرَه في مُبتَدى أعوامِه
و صانَه عن عابِه وذامِه
فجاء كالمُفرِقِ من سَقامِه
يَطرِفُ عَنْكَ الجَمْرَ في ضِرامِه
ألحاظُه تُخْبِرُ عن عُرامِه
يَشُبُّ ما حُرِّكَ من زِمامِه
كأنَّما رُوِّعَ في أحلامِه
حتى إذا ما افترَّ عن حُسامِه
و احتدَمَ المِقدارُ في احتدامِه
و استنزلَ السَّربَ على أحكامِه
أحرزَ ما رُمناه من آرامِه
فما رُزِقْناهفَمِنْ إنعامِه
و ما حُرِمْناه ففي ذِمامِه
حتى يذوقَ المُرَّ من حِمامِه
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ما تَمَّ وَشْكُ البَيْنِ حتّى تَيَّما
ما تَمَّ وَشْكُ البَيْنِ حتّى تَيَّما
رقم القصيدة : 59874
-----------------------------------
ما تَمَّ وَشْكُ البَيْنِ حتّى تَيَّما
و أعادَ عِرفانَ السُّلُوِّ تَوَهُّما
فعَلامَ يَعْصِي الشَّوقَ مُشتاقٌ غَدا
طَوْعَ الصَّبابَة ِأو يُطيعَ اللُّوَّما
يا دارُ لو تَرَكوا الفؤادَ مُسَلَّماً
من حُبِّهِم ما عُجْتُ فيكَ مُسلِّما
بل لو أطاعَ اللَّومَ فيك مُتَيَّمٌ
ما كانَ فيكِ على الهَوى مُتَلوِّما
لم يَبْكِ من حَذَرِ الوُشاة ِو طالما(79/350)
وَشَّى بأَدْمُعِه رُباكِ ونَمنَما
أيامَ يَنأَى القلبُ من حُرَقِ الهَوى
فإذا دَنَتْ منه خِيامُكِ خَيَّما
ما شَيَّعَتْهُ بدَمْعِها مُقَلُ الدُّمَى
إلا وقد أبكَيْنَ مُقلَتَه دَما
قُضْبٌ تَميلُ قتستَميلُ متَيَّماً
و نواظِرٌ تَسجُوفتَشجُو مُغرَما
و مَهاً تُريكَ اللَّيلَ صُبْحاً مُشْرِقاً
بجمالِهاو الصُّبحَ ليلاً مُظْلِما
لمّا بَدا وجديو كان مُكتَّماً
أَبْدَيْنَ وَجْداً كان فيَّ مُكَتَّما
و نَشَرْنَ مَطْوِيَّ المحاسنِ للنَّوى
فأَرَيْنَنا عُرْساً بذاك ومَأتَما
شرفاً بني فَهْدِ بن أحمَدَإنَّكم
أوفى الملوكِ سماحة ً وتكرُّما
حَكَّمْتُمُ المعروفَ في أموالِكُمْ
و الخوفَ في أعدائِكُمفَتَحَكَّما
و عَلِمْتُمُ أنَّ المَكارِمَ رُتبَة ٌ
مَنْ نالَها كانَ الكريمَ المُعلَما
فحذَتْ بها صِيدُ المُلوكِو فاخرَتْ
بأبي الفوارسِفانتَمَتْ حيثُ انتَمَى
بِمُشَهَّرٍ في الجُودِ يَظْلِمُ مالَه
بنَوالِهفلو استطاعَ تَظَلَّما
و مُقَدَّمٍ جارَى الملوكَ إلى العُلى
فتأخَّرُوا عن شأوِهِ وتقدَّما
بأسٌ كَصَرْفِ الدَّهرِ أشرفَ فاغتدَى
و ندى ً كَصَوْبِ المُزْنِ صُوِّبَ فانهمَى
و إذا ارتدى بالسَّيفِ خَفَّ مَضاؤُه ؛
و إذا ارتدى بالحِلمِ كان يَرَمْرَما
و إذا وَعى مدحاً تَبَسَّمَ ضاحِكاً
و اهتزَّ كالرّمحِ انثَنى وتَقَوَّما
أَعدى الزَّمانَ صَنيعة ًفأعادَه
جَذلانَ بعدَ عُبوسِه مُتَبَسِّما
و غدا أحقَّ بلُبْسِ أَثوابِ العُلَى
و المَجدُ قد تركَ المُهنَّدَ مُحْرِما
فَلْيَهْنَه البُرْءُ الذي أَبرى النَّدى
من دائِه وأراه سَعْداً مُنْجِما
و قصائدٍ يُهْدى إليكَ بِقَصْدِها
فَرَحاًيَكونُ إلى السَّلامَة ِ سُلَّما
يا أيها الملكُ الذي حازَ العُلى
لمّا تَقَسَّمَها الملوكُ تَقَسُّما
ألحَقْتَ بي في الشِّعْرِ خِدْنَيْ لُكْنَة ٍ
بَكَرا ورَاحا في البَلادَة ِ تَوأَما
و أنا الذي دَبَّجْتُ لمّا سبَّجا
و عُرِفْتُ بالإفْصاحِ لمّا استعجَما(79/351)
أثريتُ في الشّرفِ القديمِو أَعدَما
و نَطَقْتُ بالمَدْحِ الرَّصينِو أُفْحِما
هذاو مَنْ أخَّرْتَ كان مُؤَخَّراً
مناومَنْ قدَّمْتَ كان مُقَدَّما
ما الناسُ إلا شاكراً لكَ نِعْمَة ً
جادَتْ يداك بهافجادَ وأنعَما
أو مادحاًوجدَ المديحَ مُسَيَّراً
ورأى الكلامَ مُصَدِّقاًفتكلَّما
العصر العباسي >> السري الرفاء >> غالَت بني مَطَرَ الأيامُ واكتأَبَت
غالَت بني مَطَرَ الأيامُ واكتأَبَت
رقم القصيدة : 59875
-----------------------------------
غالَت بني مَطَرَ الأيامُ واكتأَبَت
كأَنما استعبرَت من بعدِهم ندَما
أمّا وقَد غَدَرَتْ بِيضُ السيوفِ بهم
فليسَ تَرعَى لخلقٍ بعدَهم ذِمَما
فنازحٌ حكَمَ الأعداءُ في دمِه
و كان في مُهَجِ الأعداءِ مُحتَكِما
و باسطُ الباعِ يَسقِي الغيثُ رِمَّتَه
قبلَ الأنامِ إذا ما فاضَ فانسجَما
مُغضي الجُفونِ على هَيفاءَ سامية ٍ
قد وشَّحَته ظُباة ُ المشرَفيِّ دَما
كأنّما بشَّروه بالرجوعِ إلى
ما كانَ منه فغضَّ الطَّرْفَ وابتسَما
العصر العباسي >> السري الرفاء >> إشرَب فقَد شَرَّدَ ضَو
إشرَب فقَد شَرَّدَ ضَو
رقم القصيدة : 59876
-----------------------------------
إشرَب فقَد شَرَّدَ ضَو
ءُ الصُّبحِ عنا الظُّلَما
وانْبَسَطَ النُّورُ على
وجهِ الثّرى فابتسَما
كأنّما أطلعَ ما
ءُ المُزْنِ فيه أنجُما
و صَوَّبَ الإبريقُ في ال
كاسِ مُداماً عَنْدَما
كأنَّها إذ مَجَّها
مُقَهقِهتَبكِي دَما
العصر العباسي >> السري الرفاء >> بنفسي من أجودُ له بنفسي
بنفسي من أجودُ له بنفسي
رقم القصيدة : 59877
-----------------------------------
بنفسي من أجودُ له بنفسي
و يَبخَلُ بالتحيَّة ِ والسَّلامِ
و يلقاني بِعِزَّة ِ مُستطيلٍ
و ألقاه بذِلَّة ِ مُستهامِ
وَ حَتْفِيَ كامنٌ في مُقْلتَيه
كُمونَ الموتِ في حَدِّ الحُسام
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أبا الصابِ سقاكَ اللَّ
أبا الصابِ سقاكَ اللَّ(79/352)
رقم القصيدة : 59878
-----------------------------------
أبا الصابِ سقاكَ اللَّ
هُ صَوبَ المُزنِ سَحَّاما
دعاكَ القِرنُو البِيضُ
تَعُدُّ البَيْضَ والهامَا
فأقدمتَ وليسَ العا
رُ أن تُقتَلَ إقدامَا
لقد فلَّ شَبا الصَّمصا
مِ من بأسِك صَمصَامَا
و قد عانَقَ منكَ الجزع
رَحبَ الباعِ بسَّاما
فما تَعلو عليكَ الطي
رُ إجلالاً وإعظَاما
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَفي دُمى ً أَبكَتِ العيونَ دَما
أَفي دُمى ً أَبكَتِ العيونَ دَما
رقم القصيدة : 59879
-----------------------------------
أَفي دُمى ً أَبكَتِ العيونَ دَما
أعَدْتَ لَوماً يُعيدُ لي لَمَما
حَكَمْنَ باللَّحْظِ في القُلوبِو قد
حُكِّمَ فيها الفِراقُفاحتَكما
غَداة َ ضَنَّتْ بها السُّجوفُفلم
نُروَ عِناقاً منها ومُلتَثما
فمن شموسٍ قد تُوِّجَتْ ظُلَماً
و من غصونٍقد أثمرَتْ عَنَما
ما يَمَّمَتْ عيسُها العقيقَ ضُحى ً
حتَّى لَقِينا بها الرَّدَى أَمما
و رُبَّ رامٍ أصابَ قَلْبِي بالْ
لَحْظِ غَداة َ الفِراقِ حينَ رَمَى
و طالما دامَ وَصْلُهفغَدا
يُمْطِرُني من مُدامِه دِيَما
إذا دَجَى اللَّيلُ كان لي قمراً
و إن بدا الصُّبحُ كان لي صَنَما
قد قلتُو اللَّيلُ خافِضٌ علَماً
للرَّكْبِو الصُّبحُ رافعٌ عَلَما
عمَّا قَليلٍ يَعودُ مَورِدُنا
عَذْباًو تَغدو هُمومُنا هِمَما
لا نَعْدَمَنْ غُرَّة َ الأميرِ فقد
أَعدَمنْ جُودِ كَفِّهِ العَدَما
سَيفُ الإمامِ الذي نَصولُ على الدْ
دَهْرِإذا الدَّهْرُ صالَ أو عَرَما
و ناصرُ الدولة ِ التي شَمَلَتْ
بالعَدْلِعُرْبَ الأَنامِ والعَجَما
تَكامَلَ العِلْمُ فيهو اكتهلَتْ
آراؤُه قَبْلَ أن يَبْلُغَ الحُلُما
يَستنجدُ السَّيفَ في الخطوبِإذا
راحَ سواه يَستنجدُ القَلَما
صُبْحٌ منَ العَدلِ ما انتحى بلداً
إلا جَلا الظُّلْمَ عنه والظُّلَما
كم من مَخُوفٍ سَما له حَسَنٌ
بالسَّيفِحتى أعادَه حَرَما
في جَحْفَلٍ غَصَّتِ الفِجاجُ بهِ(79/353)
و أنَّ من وَطْئِهِ الثَّرى أَلَما
إذا غَدا خافِقَ البُنودِ غَدَتْ
جُنْدُ المَنايا لجُنْدِه خَدَما
كأنَّ في البَرِّ من سَوابِغِهِ
بحرُ حديدٍ يموجُ مُلتَطِما
كأنَّ للرَّعْدِ تحتَه صبحاً
يَعْلوو للبَرقِ فوقَه ضَرَما
فسَرَّنا بِشْرُق غارَة ٍ ملأَتْ
بالخيلِ غَورَ البلادِ والأَكَما
و سَدَّ أفْقَ السَّماءِ قَسطَلُهُ
فَحِيلَ دونَ السَّماءِ منه سَما
طلعتَ فيه على العِراقِفكَم
وَفَّرْتَ وَفْراًو كم حَقَنْتَ دَما
قد قلتُإذ أشرقَ الهُدى فَعَلاَ
و انهَدَّ رُكْنُ الضَّلالِفانهَدَما
لا يَغْرِسُ الشَّرَّ غارِسٌ أبداً
إلا اجتنَى من غُصونِه نَدَما
إليك حَثَّتْ رِكابَها عُصَبٌ
تَخوضُ بَحْرَ الظَّلامِ حينَ طَمى
لمّا خَطَوا عَافيَ الرُّسومِ من ال
بيدِ أناخُوا الرَّكائبَ الرُّسُما
رَأَوا رياضَ النَّدى مُدَبَّجة ً
فدبَّجوا في فَنائِها الكَلِما
العصر العباسي >> السري الرفاء >> إنْ عادَه بعدَ السُّلُوِّ غَرامُه
إنْ عادَه بعدَ السُّلُوِّ غَرامُه
رقم القصيدة : 59880
-----------------------------------
إنْ عادَه بعدَ السُّلُوِّ غَرامُه
فَلَه من الدَّمْعِ المَصونِ سِجامُه
لا غَرْوَ إنْ غَرِيَ العَذولُ بِلَوْمِه
طالَتْ صَبابَتُهُفطالَ مَلامُه
ما هاجَ عَهْدَ الشَّوقِ إلا مَعْهَدٌ
رامَتْ بقلبي في الهَوى آرامُه
و أَنا الفِداءُ لمَنْ أصابَ مَقاتِلي
باللَّحظِ مِنْ خِلَلِ السُّجوفِ سِهامُه
أبدَى لنا البدرَ المُبِينَ جَمالُه
و شَمائِلَ الغُصْنِ الرَّطيبِ قوامُه
أَسْيَانُ يَكسِرُ للسَّلامِ جُفونَه
و لو استطاعَ شَفَى الغَليلَ سَلامُه
إنِّي وإن عَرَمَ الزَّمانُ لَعائِذٌ
بالصَّبْرِ ما استولَى عليَّ عُرامُه
مُستَصْحِباً عَزْماً مُضيئاً في الدُّجى
تجري بفَاجِعَة ِ النَّوى أحكامُه
أَجْني بِهِ ثَمَرَ القَريضِفأَصْطَفي
منه الذي يُعيي سِوايَ مَرامُه
فزِمامُ أبكارِ القَصائدِ في يَدي
و المجدُ في كَفِّ الأميرِ زِمامُه(79/354)
بدرُ العَلاءِ إذا بَدافعَلَيهِ مِنْ
بَدرِ السَّماءِ ضياؤُه وتَمامُه
و إذا تبَسَّمَ واستَهَلَّفَعارِضٌ
لاحَتْ بَوارِقُه وفاضَ غَمامُه
نَفسي فداءُ عَليٍّ الباني العُلى
فلقَد عَلَتْ بِعُلُوِّهِ أيَّامُه
مَلِكٌ يَليقُ به الثَّناءُفيغتدي
كالرَّوْضِ يُشِرقُ نَثرُه ونِظامُه
رَدَّ السَّماحَو قد تقادَمَ عَهدُهُ
مُخضَرَّة ً عَرَصاتُه وإِكامُه
و بَنَتْ يَداه لِتَغْلِبٍ شَرَفاً عَلَتْ
فَوقَ النُّجوم قِبابُه وخيامُه
أيُّ الفَضائلِ يُرتَجَى إدراكُها
من مُغْرَمٍ بالمجدِ طالَ غَرامُه
أَنَوَالُهُ يومَ النَّدى أَمْ بِشْرُه
و سَطاهُ يومَ الرَّوْعِ أَمْ إِقدامُه
وَسَمَ الزَّمانَ بِوَقْعَة ٍ عَدَوِيَّة ٍ
سِيَّانِ فيها عَزمُهُ وحُسامُه
أَوضَحْتَ نَهْجَ المَكرُماتِ فنَهْجُها
بادٍ سَناهُمُنيفَة ٌ أعلامُه
و وَصَلْتَ للإسْلامِ بأسَكَ مُقْدِماً
بِضياءِ عَزمِكَفاستنارَ ظَلامُه
في مَوْقِفٍ صَبَغَتْ سُيوفُكَ أرضَه
بِدَمِ العِداة ِفما يَثورُ قَتامُه
لو لَم يَعُذْ فيه الدُّمُسْتُقُ هارِباً
عندَ الكَريهَة ِ ما عَداهُ حِمامُه
وَدَّ البَرِيَّة َ أن عُمرَكَ دائمٌ
و كذا الربيعُ يُحِبُّ منه دَوامُه
لو أنَّ جُودَ يَدَيْكَ غَيْثٌ وابِلٌ
عَمَّ البِلادَ رَذاذُهُ ورِهامُه
فالحمدُ مَضروبٌ عليك رِواقُه ؛
و المجدُ مَقْضِيٌّ لديكَ ذِمامُه
و إذا أناطَ بكَ الرَّجاءِ مُؤَمِّلٌ
صَدَقَتْ مُناهو حُقِّقَتْ أحلامُه
إنَّ الأميرَ أعادَ لي نَهْجَ الغِنَى
و أعادَ في عُودي النَّدى إنعامُه
و بنَيْلِه أُلْبِسْتُ ثَوْبَ صِيانَة ٍ
عَمَّن يَذُمُّ نَوالَه مُعتامُه
فكسوتُه دِيباجَ مَدْحٍ مُشْرِقٍ
حَسُنَتْ مَعانيهِو قَلَّ كلامُه
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَأَزْجُرُ هِمَّة ً لَقِيَتْ هُماماً
أَأَزْجُرُ هِمَّة ً لَقِيَتْ هُماماً
رقم القصيدة : 59881
-----------------------------------
أَأَزْجُرُ هِمَّة ً لَقِيَتْ هُماماً(79/355)
و أَظلِمُ عَزْمة ً جَلَتِ الظَّلاما
صَدَدْتُ عن العراقِ صُدودَ قالٍ
و شِمتُ الغَيْثَإذ حَلَّ الشَّآما
فأَلْقَيْتُ الأَميرَ أَليفَ مَجْدٍ
مُعَنًّى بالمَكارِمِ مُستَهاما
تَقَلَّدْتُ الحُسامَ العَضْبَ منه
و لم أَتَقَلَّدِ السَّيفَ الكَهاما
يُلامُ على اعتقالِ المالِ قَوْمٌ
و يُسْرِفُ في النَّدى حتَّى يُلاما
حُسامُ العَزمِ ليسَ يَنوبُ خَطْبٌ
فنحمَدَ عندَه إلا الحُساما
فليسَ عدوُّهُ منه بِناجٍ
و لو وافَى على النَّجْمِ اعتِصَاما
سَلِمْتَفكم سَقَيْتَ رياضَ مدحي
رَذاذاً من نَوالِكَأو رِهاما
و كم لك من أيادٍ سائراتٍ
إلى أوطانِنا عاماًفعاما
سَحائبُ من بلادِ الشامِ أضحَتْ
بأرضِ الحِصنِ تَنسَجِمُ انسِجاما
مُؤَرَّقَة ُ العيونِ تَبيتُ تَسْري
فتَطرُقُ فتية ً كانوا نِياما
تحاربُ عنهمُ الأَعْداءَ حَرباً
و كيفَ يُسالِمُ الصُّبحُ الظَّلاما
أقمتُو كيفَ يرحلُ عنك داجٍ
رآكَ البحرَ والمَلِكَ الهُماما
و لولا أنتَ لم أُزْجِ المَطايا
و لم أَصِلِ السُّرى شَهراً تَماما
و أقربُ ما أكونُ من الأماني
إذا استمطَرْتُ من يَدِكَ الغَماما
و أرضَى ما أكونُ من اللَّيالي
إذا ما عادَ بِشْرُكَ لي قذَاما
و إنْ أُلبِسْكَ أفوافَ القَوافي
فقد أَلبَسْتَني النِّعَمَ الجِساما
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَسَمِعْتُما أنَّ الجِبالَ تُضامُ
أَسَمِعْتُما أنَّ الجِبالَ تُضامُ
رقم القصيدة : 59882
-----------------------------------
أَسَمِعْتُما أنَّ الجِبالَ تُضامُ
و عَلِمْتُما مَنْ غالَتِ الأَيَّامُ
فَجْعٌ تَطِيرُ له على أحشائِنا
شُعَلٌو تَسقُطُ في القلوبِ سِهامُ
وَ رَزِيَّة ٌ أَخَذَ الرَّدَى ما يبتَغي
منّاو نالَ بها الذي يَستامُ
شَهِدَتْ بتحليلِ الدموعِ وخَبَّرَتْ
أنَّ العزَاءَ على اللَّبيبِ حَرامُ
كنَّا نَعُدُّ الحِصنَ دارَ إقامة ٍ
فاليومَ وقفتُنا به إلمامُ(79/356)
يَبكي الغَمامُ المستسيرُ بأرضِها
و نقولُ جادَ بذي الغَميمِ غَمامُ
إنْ يفترِقْ أحبابُنا أيدي سَبا
عنهافقد يَتفرَّقُ الأَقْوامُ
عَطَنٌ أَخَلَّ به الوفودُو أوحَشَتْ
منه الرِّحابُ الفِيحُ والآطامُ
أقوىو فيه من العديدِ تَدافُعٌ
و خَلاو فيه من الأنيسِ زِحَامُ
و التُّربُ ظَمآنُ الجَوانحِ ما سَرى
رَكْبُ السَّحابِ عليهو هي جَهَامُ
أينَ الفَتى الأزدِيُّ بل أينَ النَّدى الرْ
رِبْعيُّأينَ البُؤسُ والإنعامُ
أين الأُلى شَرِبَ الحِمامُ نُفوسَهم
وَ هُمُ حياة ٌ غَضَّة ٌ وحِمامُ
أينَ السَّمِيُّ مِنَ المَكارِمِ هذِهِ
تَنْهَلُّ داجنة ًو تلك تُغامُ
و السُّمرُ تُنظَمُ في عوامِلِها العِدَا
و البِيضُ تُنثَرُ عن ظُباها الهامُ
نَزَلُوا على حكمِ الزَّمانِ وأمرِه
و هُمُ الخُصومُ اللُّدُّ والحُكَّامُ
يمضي بمُرِّ الفَجْعُ عامٌ فيهِمُ
و يَجيءُ بالرُّزْءِ المبرِّحِ عامُ
نِعَمٌ كأنَّ الدَّهْرَ أقسَمَ جاهداً
ألاّ تَدومَفبرَّتِ الأقسامُ
كانت مَوارِدَ للعُفاة ِفأصبَحَتْ
مَحمِيَّة َ الجَنَباتِ لَيسَ تُرامُ
و لقد شَجاني أن يُقَوَّضَ مَجْلِسٌ
فيه الحِجَا والعِلْمُ والأَحلامُ
طُوِيَتْ حَدائِقُهُو هنَّ نَواضِرٌ
و خبَتْ بَوارِقُهو هنَّ ضِرامُ
أَدَبٌغَدَتْ أيدي الحِمامِ تَضيمُه
ما كان إلا بالحِمامِ يُضامُ
و شهابُ رَجْمٍ غَيَّبَتْهُ صَفائِحٌ
طُوِيَتْ على إشراقِهو رِجامُ
للّهِ أيُّ مُوَدَّعٍ حَفَّتْ بهِ
عُصَبٌ على جَمْرِ الوَداعِ قِيامُ
صاروا به مَرضَى القلوبِكأنَّما
قُدْسٌ على أيديهِمُو شَمامُ
عَبِقُ البُرودِ يَزينُ مَشهَدَهُ التُّقَى
و تَحيدُ عن خَلَواتِه الآثامُ
أضحَى ضجيعَ مُسنَّدِينَكأنَّما
صَرَعَتْهُمُ نُخُبُ الكُؤوسِ فنامُوا
كُرَماءَ لا يرجُوهُمُ في قُربِهِم
راجٍو لا يَعتامُهُم مُعتامُ
حُجِبُوا عَنِ الأحبابِإلاّ زَورَة ً
تجري بزورِ لِقائِها الأَحلامُ
نَطَأُ الصَّفيحَ عليهمُو وراءَه(79/357)
مثلُ الصَّفائحِ مُنجِبونَ كِرامُ
رَقَدُوا عنِ الصَّلواتِ فيهو طالما
قاموا إلى الصلوات وهي تُقامُ
أَمحمدُ بنُ عليٍّ احتفلَ الحَيا
و دمُوعُنافَهُما عليكَ سِجامُ
هَضَبَاتُ حِلْمٍ سِحْنَ وهيَ شَواهِقٌ
و مياهُ علمٍ غُصنَو هي جُمامُ
تبكي العلومُ عليه في أوطانِها
و رياضُ تلك الصُّحْفِ والأقلامُ
و أرى ذوي الآدابِ بعدَكَ أُمَّة ً
ضَلَّتْو ليسَ لها سِواكَ إمامُ
ما بالُ أرضِكَ أُحْرِمَتْفرَواؤُها
بعدَ ابتِسامِ رُوائِها الإحْرامُ
قالُواخَبَتْ نارٌ على أعلامِها
قُلْناأجَل وتَهاوَتِ الأَعلامُ
قد كانَتِ الأَفْهامُ صافية ً بها
فالآنَإذ صَدِئَتْ بها الأَفهامُ
و كأنَّما ارتحلَ الغِنَى عن أَهلِها
لمّا ثَوَيْتَو خَيَّمَ الإعدامُ
قد كنتَ أحسنَ نِعْمَة ٍ فُزْنا بها
لو كانَ للنِّعَمِ الحِسانِ دَوامُ
لازِلْتَ عُرْضَة َ عارضٍ مُتَهَلِّلٍ
تَخْضَرُّ منه ضَحاضِحٌ وإِكامُ
تَغْدو الرِّياحُ عليكَو هي لَطائِمٌ
و يَروحُ صَوبُ المُزْنِو هو مُدامُ
و لَئِنْ غَدَتْ أرضٌ حَوَتْكَ كريمة ً
فلقد أُتيحَ لها بكَ الإكرامُ
فعليكَ تَضعيفُ السَّلامِ تَحِيَّة ً
ما اعتمَّ بالوَرَقِ النَّضيرِ سِلامُ
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يا ابنَ فَهْدٍو أنتَ بدرُ تَمامِ
يا ابنَ فَهْدٍو أنتَ بدرُ تَمامِ
رقم القصيدة : 59883
-----------------------------------
يا ابنَ فَهْدٍو أنتَ بدرُ تَمامِ
وَ حَياً صوبُه حياة ُ الأنامِ
لَحَظَتْ عَزْمَتِي العِراقَفَسلَّتْ
هِمَّتي للرَّحيلِ سيفَ اعتِزامِ
فسَلامٌ على جَنابِكَ والمَن
هَلِ والظِّلِّ والأيادي الجِسامِ
غيرَ أني أريدُ منك كِتاباً
مُفْرَداً يحتوي فريدَ الكَلامِ
و نِظامٌ فيه الحَلالُ من السِّحْ
رِ تَعالَى عن كلِّ سِحْرٍ حَرامِ
يَغْتَدي منه سَمْعُ كلِّ لبيبٍ
في استماعٍو قلبُه في ابتِسامِ
فيه من ظاهرِ العِنايَة ِ ما يُو
جِبُ حَقِّي على الأميرِ الهُمامِ(79/358)
فاقضِ حَقِّي فيه بساعدِ فِكْرٍ
تُحْيِ شُكْري بها مَدَى الأيَّامِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ها إنَّها خُطَطُ العَلياءِ والكَرَمِ
ها إنَّها خُطَطُ العَلياءِ والكَرَمِ
رقم القصيدة : 59884
-----------------------------------
ها إنَّها خُطَطُ العَلياءِ والكَرَمِ
و أينَ سَافِرَة ُ الأَخلاقِ والشِّيَمِ
رِباعُ مَجدٍ بها من أهلِها عَبَقٌ
مُخَبِّرٌ عن فِراقٍ منهمُ أَممِ
آثارُ واضِحَة ِ الآثارِ تُذْكِرُنا
عَوائِدَ الدَّهْرِ في عادٍ وفي إِرَمِ
إذا تأمَّلَها الزَّورُ المُلِمُّ ثَوى
يَحُطُّ بالدَّمْعِ أثقالاً منَ الأَلمِ
عَهْدي بهاو الليالي الغِيدُ تابعة ٌ
أيامَها البيضَ بينَ الخَفضِ والنِّعَمِ
إذِ الزَّمانُ بها جَذلانُ مُبتَسِمٌ
مُتوَّجٌ بِعُلًى جَذلانَ مُبتَسِمِ
أيامَ تَلحَظُها الأيامُ خاشِعَة ً
لَحْظَ الحَجيجِ حَرامَ الصَّيدِ في الحَرَمِ
و الوِرْدُ نوعانِ من عَفْوٍ ومن نِعَمٍ
و الوَفدُ ضَربانِ من عُرْبٍ ومن عَجَمِ
أينَ الشَّمائِلُ يرتاحُ الثَّناءُ لها
والسُّوقُ تَنفُقُ فيها حِلْيَة ُ الكَلِم
للّهِأيُّ حُسامٍ فَلَّ مَضْرِبُه
مَضارِبَ المُرهَفَيْنِالسَّيفِ والقَلَمِ
خَطْبٌوَ هَي عَرْشُ غسَّانٍ بهو غدَتْ
تيجانُ حِمْيَرَ من واهٍ ومُنْصَرِمِ
أَعَلَّ دِجلَة َفانحَطَّتْ غَوارِبُها
و اصفرَّ من جانِبَيْها مُورِقُ السَّلَمِ
أَبْنَاءَ فَهْدٍ تَولَّى العِزُّ بعدَكُمُ
فما أرى خائفاً يأوي إلى عِصَمِ
أَعْزِزْ عليَّ بأن راحَت ديارُكُمُ
مَثوَى الهُمومِو كانَتْ مَسرَحَ الهِمَمِ
كم في قبورِكُمُ من عارِضٍ هَطِلٍ
و صارِمٍ فَلَّ حَدَّ الصَّارِمِ الخَذِمِ
و من غَطارِفَة ٍ شُمٍّ أنوفُهُمُ
يَلقَوْنَ قبلَ الشِّفاهِ الماءَ بالشَّمَمِ
أَكُلَّ يَوْمٍ له ثاوٍ يُقالُ له
و قد تباعَدَلا تَبعَدْ ولا تَرِمِ
و مُلحَدٌ ساخَ في أحشائِهِ عَلَمٌ
من المَكارمِبل نارٌ على عَلَمِ
قبرٌ له من عيونِ المُزْنِ صَوبُ حياً(79/359)
و من عُيونِ بني الآمالِ صَوبُ دَمِ
يجري النَّسيمُ على أرجاءِ تُربتِهِ
تَحيَّة ً لَطُفَتْ من بارىء ِ النَّسَمِ
ذَمَمْتُ عَهْدَ اللَّيالي في تَحَيُّفِكُمْ
و لم تَزَلْ في العُلى مذمومة َ الذِّمَمِ
و قلتُ للدَّهْرِإذ غالَتْ غَوائِلُه
محمداًسَوفَ تَثوي غابرَ النَّدَمِ
فتى ً أباحَ ذوي الإعْدامِ تالِدَه
و راحَلولا ازديادُ الحَمْدِ بالعَدَمِ
مَنْ هَزَّة الرُّمْحِ أحلى في نواظِرهِ
من هَزَّة ِ الغُصْنِ بين الوَرْدِ والعَنَمِ
ما كانَ جُودُكإذ وَلَّتْ سَحائِبُه
و فضلُ حِلْمِكَ إلا بُرهَتَيْ حُلُمِ
قُلْ للشَّوامتِمهلاً ليسَ بينَكُمُ
و بينَ عادية ِ الأيامِ مِنْ رَحِمِ
هي الرَّزِيَّة ُ مَنْ يَصبِرْ لفادحِها
يُؤجَرْو مَنْ يَتَحامَ الصَّبرَ لم يُلَمِ
أبا الفوراسِ تسليماًو أيُّ فَتًى
لاقَى الحوادِثَ إلا مُلْقِيَ السَّلَمِ
و يا أبا الحسَنِ اسْتُنَّ العَزاءُ فقد
رَأَيتَ ما سَنَّتِ الأيامُ في الأُمَمِ
ليس الثناءُ له رُكنانِ مثلُكُما
و إن تباعَدَ قُطراهُبمُنهَدِمِ
سأجعلُ المَدْحَ فيكم جُلَّ مأرُبتي
و هل يَعافُ زهيرُ المَدْحَ في هَرِمِ
مُصَدَّقُ القَولِ مَصدوقُ الظُّنونِ بكم
فالجُودُ مِلءُ يدي والصِّدْقُ مِلءُ فَمي
إذا رأيتَ القَوافي الغُرَّ سائرة ً
فإنَّهُنَّ رياحُ الطَّوْلِ والكَرَمِ
كَذا النَّسيمُ إذا فاحَتْ روائِحُه
فإنما هو شُكْرُ الرَّوْضِ للدِّيَمِ
Free counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> تَبَيَّنَ لي سَبْقُ الأميرِ إلى العُلى
تَبَيَّنَ لي سَبْقُ الأميرِ إلى العُلى
رقم القصيدة : 59885
-----------------------------------
تَبَيَّنَ لي سَبْقُ الأميرِ إلى العُلى
و مازالَ سبّاقاً إلى الفضلِ مُنْعِماحذف
فصيَّرني بين القِيانِ إذا شَدَتْ
و بينِ نِداماهحِجاباً مُكرَّماحذف
لأُظْهِرَمن حُسنِ الغِناءِمُحَلَّلاً
و أستُرَ من حُسنِ الوجوه مُحرَّماحذف(79/360)
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَمَا لِلْمُحِبِّينَ مِنْ حَاكِمِ
أَمَا لِلْمُحِبِّينَ مِنْ حَاكِمِ
رقم القصيدة : 59886
-----------------------------------
أَمَا لِلْمُحِبِّينَ مِنْ حَاكِمِ
فَيُنْصِفُنِي اليومَ مِنْ ظَالِمِيحذف
حِمَامِيَ في طَرْفِهِ كَامِنٌ
كُمُونَ المَنِيَّة ِ في الصَّارِمِحذف
العصر العباسي >> السري الرفاء >> رَأَيتُكَ تَسدى للصَّديقِ نَوافِذاً
رَأَيتُكَ تَسدى للصَّديقِ نَوافِذاً
رقم القصيدة : 59887
-----------------------------------
رَأَيتُكَ تَسدى للصَّديقِ نَوافِذاً
عَدُوَّكَ من أوصابِهاالدهرَآمنُ
و تَكْشِفُ أَسرارَ الأَخِلاَّءِ مازِحاً
و يا رُبَّ مَزْحٍ عادَ وهو ضَغائِنُ
سأحفَظُ ما بيني وبينَك صائناً
عهودَكَ ؛ إنَّ الحُرَّ للعَهْدِ صائِنُ
و ألقاكَ بالبِشْرِ الجميلِ مُداهِناً
فَلي منكَ خُلٌّ ما عَلِمْتُ مُداهِنُ
أَنَمُّ بما اسْتَوْدَعْتُهُ من زُجاجَة ٍ
تَرَى الشيءَ فيها ظاهِراًو هو باطنُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> و جَدْوَلٍ بينَ حَديقَتَيْنِ
و جَدْوَلٍ بينَ حَديقَتَيْنِ
رقم القصيدة : 59888
-----------------------------------
و جَدْوَلٍ بينَ حَديقَتَيْنِ
مُطَّرَدٍ مثلِ حُسامِ القَيْنِ
كَسوْتُهُ واسعة َ القُطرَيْنِ
تَنظُرُ في الماءِ بغيرِ عَينِ
راصِدَة ً كلَّ قَريبِ الحَيْنِ
تُبْرِزُهُ مُجنَّحَ الجَنبَيْنِ
كَمِدْيَة ٍ مَصقولَة ِ الحَدَّيْنِ
كأنَّما صِيغَتْ من اللُّجَيْنِ
رِزقاً هنيئاً يملأُ اليَديْنِ
بغيرِ كَدٍّو بغيرِ أَينِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَنعتُه مُعَصْفَرَ البُرْدَيْنِ
أَنعتُه مُعَصْفَرَ البُرْدَيْنِ
رقم القصيدة : 59889
-----------------------------------
أَنعتُه مُعَصْفَرَ البُرْدَيْنِ
أبيضَ صافي حُمْرَة ِ الجَنبينِ
خُلِّفَ شَهْرَيْنِ على الخِلْفَيْنِ
ثم رَعَى بعدَهُما شَهرَيْنِ
فجسمُه شِبرانِ في شِبْرَيْنِ(79/361)
يا حُسْنَهُو هو صَريعُ الحَيْنِ
تَعرُقُه مُرْهَفَة ُ الحدَّيْنِ
بكَفِّ شاوٍ عَطِرِ الكَفَّيْنِ
واقعة ٌ فيه سِهامُ العَيْنِ
بينَ ذِراعَيْنِ مُفَصَّلَيْنِ
كَسارِقٍ حُدَّ من اليَدَيْنِ
و طَرَفٍ مُستَوقِفِ الطَّرْفَيْنِ
يُريكَ مِرآة ً من اللُّجَيْنِ
مُذْهَبَة َ المَقبَضِ والوَجْهَيْنِ
شَقَّ حشاه عن شَقِيقَتَيْنِ
أُخْتَيْنِ في القَدِّ شَبِيهَتَيْنِ
كما قَرَنْتَ بينَ كَمْأَتَيْنِ
أو كُرَتَيْ مِسْكٍ لَطِيفَتَيْنِ
إن شِينَ ذُو رَوْقَيْنِ نَاجِمَيْنِ
فإنَّه زَيْنٌ بِغَيْرِ شَيْنِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> بَلاني الحبُّ فيكَ بما بَلاني
بَلاني الحبُّ فيكَ بما بَلاني
رقم القصيدة : 59890
-----------------------------------
بَلاني الحبُّ فيكَ بما بَلاني
فشاني أن تَفيضَ غُروبُ شاني
أَبِيتُ اللَّيلَ مُرتَفِقاًأُناجي
بصِدقِ الوَجْدِ كاذبة َ الأماني
فتَشهَدُ لي على الأَرَقِ الثُّرَيَّا
و يَعْلمُ ما أُجِنُّ الفَرقدانِ
إذا دَنَتِ الخِيامُ بهِمْفأهلاً
بذاكَ الخِيمِ والخِيَمِ الدَّواني
فبينَ سُجوفِها أقمارُ تَمٍّ
و بينَ عِمادِها أغصانُ بانِ
و مُذهَبَة ِ الخُدودِ بجُلَّنارِ
مُفَضَّضَة ِ الثُّغورِ بأُقحوانِ
سَقانا اللّهُ من رَيَّاكِ رَيّاً
و حَيَّانا بأوجُهِكِ الحِسانِ
ستُصرِفُ طاعتي عن مَنْ نَهاني
دموعٌ فيكَ تَلْحى من لَحاني
و لم أجهَلْ نصيحتَهو لكنْ
جنونُ الحُبِّ أحلى في جِناني
فيا وَلَعَ العواذلِ خَلِّ عنّي ؛
و يا كَفَّ الغَرامِ خُذي عِناني
و صائِنَة ٍ ببُرقُعِها جَمالاً
يروحُ له الهَوى ربَّ الصِّيانِ
إذا أَفْنَتْ سَجايا الخَصْرِ منها
ذَمَمتُ لها سَجايا الخَيزُرانِ
تُراوِجُني بأرواحِ الأغاني
و تصحَبُني بأرواحِ الدِّنانِ
على رَوْضٍ كأنَّ صَباه بُلَّتْ
غَلائِلُها بماءِ الزَّعْفَرانِ
تُعَنُّ رياحُهُ حَسرَىو يَجري
جَموحُ المُزْنِ فيه بلا اعِتنانِ
كأنَّ يدَ الأميرِ دَنَتْ إليه(79/362)
بأوطَفَ من سجالِ العُرْفِ دَانِ
فَتى ً حُلوُ النَّوالِإذا استُمِيحَتْ
أنامِلُ كَفِّهمُرُّ الطِّعانِ
نَزورُ فِناءَهُ عُصَباًفنأوي
إلى الجُنَنِ السَّوابِغِ والجِنانِ
تَخرَّقَ في ابتذالِ الوَفْرِحتَّى
توهَّمْناه مخروقَ البَنانِ
و راحَو كَنزُهُ جُرْدُ المَذَاكي
و أطرافُ المُثَقَّفَة ِ اللِّدانِ
مُنادَمَة ُ القَنا أحلى لَدَيْهِ
و أعظمُ من مُناَدَمَة ِ القِيانِ
فَقُلْ لعَدُوِّهِيَكفيكَ منه
سَماعُكَ بالرَّدَى دونَ العِيانِ
فَرُزْتَ الأُفعُوانَ الصِّلِّ جَهْلاً
فكيفَ وجدْتَ نابَ الأُفْعُوانِ
بسطْتَ على الزَّمانِ يديفأضحى
و ليسَ له بما فَعَلَتْ يَدانِ
و كنتُ أروضُ من دَهْري أماناً
فعادَ الدَّهرُ يسألُني أماني
بسَيْفٍ حينَ يُنْدَبُ من سيوفٍ
و رَعْنٍ حينَ يُنْسَبُ من رِعانِ
و إذ هو كاليَماني العَضْبِ يَسطُو
فيَنْقَعُ غُلَّة َ العَضْبِ اليَماني
يُجَرِّدُهُ كبرقِ الثَّغْرِ صافٍ
و يُغْمِدُه كوَرْدِ الخَدِّ قَانِي
كأنَّ الضَّرْبَ عَوَّضَ شَفْرَتَيْهِ
بماءِ الطَّبعِماءَ الأُرجُوانِ
أَتغلِبُقد حَلَلْتِ به مكاناً
يُريكِ النَّجمَ مُنْخَفِضَ المَكانِ
فَضُلتِ بِفَضْلِهِ يَومَ العَطايا
و فُزْتِ بسَبْقِه يَوْمَ الرِّهانِ
و قَصَّرَ شَأْوَ مَنْ يَرْجو مَداه
عِقالَ العَجْزِأو قَيْدُ الحِرانِ
هِجانُ المَدْحِ يَطلُبُه هَجينٌ
و هل بلغَ الهَجينُ مَدى الهِجانِ
أبا الهَيْجاءِ عِشْتَ قريرَ عَيْنٍ
سَليمَ العَيْشِ من نُوَبِ الزَّمانِ
و لازالَتْ رِباعُكَ مُخْصِباتٍ
قَريباتِ الجَنى من كلِّ حانِ
يُغَنِّي الغَيْثُ كالنَّشوانِ فيها
و يَعْثُرُ بينَ هَاتيكَ المَغاني
و إنْ أعرَضْتَ عن تَعْريضِ شُكْرٍ
أُثَوِّبُ فيه تَثويبَ الأَذانِ
بناسٍ منك يُخْبِرُ عنه أني
ظَمِئْتُو في يَدَيْكَ المِرزَمانِ
أوانَ تَحامَتِ الأيامُ سِلْمي
و عُدْنَ عليَّ بالحَرْبِ العَوانِ
و عَضَّ السَّيفُ منّي كُلَّ عُضْوٍ(79/363)
جَديرٍ بالكَرامَة ِ لا الهَوانِ
و أَلبَسَني القَنا حُلَلاً تَلاقَتْ
عليَّ تَهُزُّ أهداباً قَواني
لقد عَلِمَتْ صُروفُ الدَّهْرِ ما اسمي
بعَتْبِكَو اطَّلَعْنَ على مَكاني
فلستُ لغيرِ حادثة ٍ نآدٍ
و هَلْ كُرَة ٌ لغَيْرِ الصَّولَجانِ
لعَلَّ الدَّهْرَ يُسْعِفُني بِعَطْفٍ
يُعيدُ عليَّ عَطْفاً في لَيَانِ
و يُصبحُ بِشْرُكَ المحجوبُ عَنِّي
يُبَشِّرُني بِسَعْدِ إِضحِيانِ
و كَفٌّ منك شَاعِرَة ُ العَطايا
تُعَلِّمُني دَقيقاتِ المَعاني
رِضاكَ العيشُ يَعذُبُ مُجتَناه
و سُخْطُكَ عاجلُ الحَيْنِ المُداني
إذا تُرِكَ الشُّجاعُ بِغَيْرِ قَلْبٍ
فكَيفَ يَكُونُ في قلبِ الجَبانِ
يُشَرَّدُ نَومُه عن مُقلَتَيْهِ
و لو حَرَصَتْ عليه المُقلَتانِ
تَهَذَّبَ في الثَّناءِ عليك فِكْري
و رَقَّتْ فيه حَاشِيَتا لِساني
و لو نَطَقَ الحَديدُ لَنابَ عنّي
ذُبابُ السَّيفِ أو حَدُّ السِّنانِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أقْرَرْتَ يا ابنَ العَصَبِالعُيُونا
أقْرَرْتَ يا ابنَ العَصَبِالعُيُونا
رقم القصيدة : 59891
-----------------------------------
أقْرَرْتَ يا ابنَ العَصَبِالعُيُونا
و رُحْتَ حبلاً للخَنا مَتِينا
عَلَّمتَ قَوماً كيفَ يَقْصُفُونَا
فاطَّرَحُوا الحِشْمَة َمُسرِعينا
و دَخلوا القُبَّة َ آمنينا
فأَكَلُوايومَهمُسَمينا
و لم يَكُنْ سرورُهُم مَمنونا
يا مَنْ يَرى زُقَّ الدِّنانِ دِينا
و مَنْ يُداري العيشَ كي يَلينا
لا أسمعُ اللَّومَو لا التَّهجينا
ما العيشُإلاّ للمُنى هُدينا
مَؤونة ً فُضَّتْ على عِشرينا
و لو تَفَرَّدْتَ بها خَرِينا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> تَأَمَّلْ جَديدَ الكُتْبِ وابدَأْ بِرَثِّها
تَأَمَّلْ جَديدَ الكُتْبِ وابدَأْ بِرَثِّها
رقم القصيدة : 59892
-----------------------------------
تَأَمَّلْ جَديدَ الكُتْبِ وابدَأْ بِرَثِّها
و كُنْ ضامناً أرواحَ ما تتضَمَّنُ(79/364)
فكَمْ مُخلِقٍ منها أَفادَ بَديعة ً ؛
و للذَّهَبِ الإبريزِ في التُّرْبِ مَعْدِنُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> هَلُمَّفقَدْ بَرَدَتْ راحُنا
هَلُمَّفقَدْ بَرَدَتْ راحُنا
رقم القصيدة : 59893
-----------------------------------
هَلُمَّفقَدْ بَرَدَتْ راحُنا
و أَشفَتْ على الشُّرْبِ أقداحُنا
و عُلِّلَ من مائِه وَرْدُنا
و غُيِّرَ بالمِسك تُفّاحُنا
و قد رَدَّ غِلمانُنا شُقرَنا
و قادَ لنا الدُّهْمَ مَلاَّحُنا
فنحنُ بمُلتَطِمٍ زَاخِرٍ
مُغَرَّرَة ٍ فيه أشباحُنا
نَدامَى تَراجَعَ عُذَّالُنا
عَنِ العَذْلِو ارتدَّ نُصَّاحُنا
ثِقالٌ لدَى الوَزْنِ أحلامُنا
خِفافٌ لَدى القَصْفِ أرواحُنا
تُخَضَّبُ بالكأسِ أَيمانُنا
و تُصبَغُ بالدَّمِ أرماحُنا
كأنَّا بنو هاشمٍ صَولة ً
إذا نَفَتِ الهَمَّ أفراحُنا
فيُعطي الرَّغائبَ منصورُنا
و يُدمي التَّرائبَ سَفَّاحُنا
و وَجهُكَ يا حَمْدُ إن أظلَمَتْ
صُروفُ الحَوادثِ مِصباحُنا
فإنْ تَنْأَ ساءَكَ هَجَّاؤُنا ؛
وإنْ تَدْنُ سَرَّكَ مَدَّاحُنا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> سَدَّتْ سيوفُكَ خَلَّة َ الثَّغْرَيْنِ
سَدَّتْ سيوفُكَ خَلَّة َ الثَّغْرَيْنِ
رقم القصيدة : 59894
-----------------------------------
سَدَّتْ سيوفُكَ خَلَّة َ الثَّغْرَيْنِ
وَ فَتَحْتَ من آرائِكَ السُّدَّيْنِ
سَيَّرْتَ من عَبْدَيْكَ في غابِ القَنا
أسَدَيْنِ للأعداءِ مُفتَرِسَيْنِ
رُمْحَيْنِ مُطَّرِدَيْنِبل سَيْفَيْنِ من
صَلِتَيْنِبل نَجْمَيْنِ مُنكَدِرَيْنِ
صُعِقَ العِدا بلَظاهُمافكأنَّما
كانَا على الأعداءِ صَاعِقَتَيْنِ
سارافسارَ الرُّعْبُ يَقْدُمُ مِنهُما
جَيْشَيْنِ ما اتَّكَلا على الجَيْشَيْنِ
خَرَقا الدُّروبَ بجَحفَلَيْنِكأنَّما
طَلَعَتْ نجومُهما على لَيْلَيْنِ
إني لآمُلُ أن يُبَشِّرَكَ القَنا
و البِيضُ من وَجْهَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ
فتَظَلَّ فَضفاضَ المَواهبِسَاحباً(79/365)
بُرْدَيْنِ للنَّعماءِ فَضفاضَيْنِ
أنتَ الحَياو لربَّما قَبَضَ الحَيا
كَفّاًو كفُّكَ نُجعَة ُ الثَّقَلَيْنِ
و إذا الحُسامُ نَبَتْ مَضارِبُ حَدِّهِ
كنتَ الحُسامَ العَضْبَ ذا الحَدَّيْنِ
عفوٌ ومَكرُمَة ٌ تروحُ وتَغتَدي
بِجَناهُما مُستَعذَبَ الوِرْدَيْنِ
لو أنَّ عبدَ اللّهِ عايَنَ ما بَنَتْ
يُمناكَ راحَ به قَريرَ العَيْنِ
اللّهُ سَرَّكَ في أخيكَو لم يَكُنْ
لِيَميلَ عَرشُ العزِّ ذي الرُّكنَيْنِ
ظَفَرٌ أَذَلَّ لآلِ فارسَمنكمُ
بسيوفِ مَشرَفَ أو رِماحِ رُدَيْنِ
ما حاولوا الحِصْنَ المُنيفَ بِغَدْرِهِم
حتَّى انثَنَوا جُثَثاً على الحِصْنَيْنِ
ماجَتْ صَوارِمُه عليهمفانثَنَتْ
و لُجَيْنُ دِجلة َ مُذْهَبُ المَوْجَيْنِ
فَتْحٌ تَبلَّجَ صُبْحُهفأَراكُما
بابَيْنِ للسَّرَّاءِ مُنْفَتِحَيْنِ
قَوْليإذا فُجعَ الملوكُ بنَكْبَة ٍ
أو رِيعَ شَمْلُهُمُ بوَشْكِ البَيْنِ
حُلاّ مَحَلَّ الفَرْقَدَيْنِفأنتُما
أَولى بمَوْضِعِذينِكَ النَّجْمَيْنِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَلَمْ تَرَني سَطَوْتُ على الزّمانِ
أَلَمْ تَرَني سَطَوْتُ على الزّمانِ
رقم القصيدة : 59895
-----------------------------------
أَلَمْ تَرَني سَطَوْتُ على الزّمانِ
و لم أُعطِ الخَطوبَ به عِناني
تَرَكْنا الدِّينَ يَحفَظُهُ أُناسٌ
أَضاعُوا فيه صالحة َ الأماني
و عُدنا من مَساجِدِهم بدَيْرٍ
و بالناقوسِ من صَوْتِ الأذانِ
هي الخَمْرُالتي كَرُمَتْ وطابَتْ
و أنتَ مِنَ الحوادثِ في أمانِ
و هذا العيشُ مُخْتَضَرٌو قالوا
لناعَيْشٌ نصيرُ إليه ثانِي
فخُذْ من صَفْوِ عَيْشِكَ ما تَراه
فما الخَبَرُ المُغَيَّبُ كالعِيانِ
دَعَابي أَنفِ بالكاساتِ هَمِّي
و أستعدِي بهنَّ على الزَّمانِ
و أُعطِ النَّفسَ في الدُّنيا مُناها
فإني قد عرفتُ غداً مَكاني
العصر العباسي >> السري الرفاء >> كَسَتْكَ الشَّبيبة ُ رَيعانَها
كَسَتْكَ الشَّبيبة ُ رَيعانَها(79/366)
رقم القصيدة : 59896
-----------------------------------
كَسَتْكَ الشَّبيبة ُ رَيعانَها
و أهدَتْ لكَ الرَّاحَ رَيحانَها
فَدُمْ للنَّديمِ على عَهْدِهِ
و غادِ المُدامَ ونَدمانَها
فقَد خلَعَ الأُفقُ ثَوْبَ الدُّجى
كما نَضَتِ البِيضُ أجفانَها
و ساقٍ يواجِهُني وجهُهُ
فتَجْعَلُه العَينُ بستانَها
يُتوِّجُ بالكأسِ كَفَّ النَّديمِ
إذا نَظَمَ الماءُ تِيجانَها
فطَوْراً يُوشِّحُ ياقوتَها
و طَوْراً يُرصِّعُ عِقيانَها
رَمَيْتُ بأفراسِها حَلبة ً
مِنَ اللَّهْوِ تُرْهِجُ مَيدانَها
و ديرٍ شُغِفْتُ بِغزلانِه
فكِدْتُ أُقَبِّلُ صُلبانَها
فلما دَجَى اللَّيلُ فرَّجْتُه
برُوحٍ تُحيِّفُ جُثمانَها
بشَمْعٍ أُعِيرَ قُدودَ الرِّماحِ
و سُرْجٍ ذُراها وألوانَها
غُصونٌ من التَّبْرِ قد أَزْهَرَتْ
لهيباً يُزَيِّنُ أفنانَها
فيا حُسنَ أرواحِها في الدُّجى
و قد أكلَتْ فيه أبدانَها
سَكِرتُ بِقُطرُبُّلٍ ليلة ً
صبَوْتُ فغازلْتُ غِزلانَها
و أيُّ ليالي الهَوى أحسنَتْ
إليَّفأَنكرْتُ إِحسانَها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> نَطوي اللّياليَ عِلْماً أَن سَتَطوِينا
نَطوي اللّياليَ عِلْماً أَن سَتَطوِينا
رقم القصيدة : 59897
-----------------------------------
نَطوي اللّياليَ عِلْماً أَن سَتَطوِينا
فشَعشِعِيها بماءِ المُزنِ واسقِينا
وَ تَوِّجِي بكؤوسِ الراحِ أَيدينَا
فإنما خُلِقَتْ للرَّاحِ أَيدينا
قامت تَهُزُّ قَواماً ناعماً سَرَقت
شَمائلَ البانِ من أَعطافِه لِينا
تَحُثُّ حمراءَ يَلقاها المِزاجُ كما
أَلقيتَ فَوقَ جَنِيِّ الوَردِ نِسرينا
فلستُ أدري أَتَسقِينا وقد نَفحَت
روائحُ المِسكِ منهاأو تُحيِّينا
قد مَلَّكتنا زِمامَ العَيشِ صافية ً
لو فاتَنا المُلكُ راحَت عنه تُسْلِينا
و مُخطَفِ القَدِّ يُرضِينا ويُسخِطُنا
حُسناًو يَقتُلُنا دَلاًّ ويُحْيِينَا
تَفتَّحَت وَردَتا خَدَّيهِ من خَجَلٍ
و زيدَتَا بعِذارَيهِ تَزايِينَا(79/367)
مازالَ يَنقُرُ أحشاءَ الدِّنانِ لنا
حتَّى نَفاهنَّ مَجروحاً ومطعونا
لمّا رأيتُ عُيونَ الدهرِ تَلحَظُنا
شَزْراًتيقَّنتُ أنَّ الدَّهر يُردِينا
نمضي ونترُكُ من ألفاظِنا تُحَفاً
تَسبي رَياحِينُها الشَّرْبَ الرَّياحِينا
و ما نُبالي بذَمِّ الأغبياءإذا
كانَ اللَّبيبُ من الأَقوامِ يُطرِينا
و رُبَّ غَرَّاءَ لم تُنظَم قَلائِدُها
إلاّ ليُحمَدَ فيها الفَاطميُّونا
الوارثُون كِتابَ اللّهِ يَمنَحُهم
إِرثَ النَّبِيِّ على رُغمِ المُعادينا
و السابقُون إلى الخَيراتِ يَنجُدُهم
عِتقُ النِّجارإذا كلَّ المُجارُونا
قومٌ نُصلِّي عليهِم حينَ نَذكُرُهم
حُبّاًو نَلعَنُ أقواماً مَلاعِينا
إذا عَدَدنا قُرَيشاً في أباطحِها
كانُوا الذَّوائِبَ منها والعَرانِينا
أغنَتهُمُعَن صِفاتِ المادِحين لهم
مدائحُ اللّهِ في طَه ويَاسِينا
فلستُ أمدحُهم إلا لأُرغِمَ في
مَدْحِيهِمُ أنفَ شانِيهم وشَانِينا
أقامَ رَوحٌ ورَيحانٌ على جَدَثٍ
شلو الحُسينُ به ظمآنَآمينا
كأنَّ أحشاءَنا من ذِكرِه أبداً
تُطوَى على الجَمرِ أو تُحشَى السَّكاكِينا
مهلاًفما نَقضُوا أوتارَ والدِه
و إنما نقَضُوا في قَتلِه الدِّينا
آلَ النبِيِّوجَدْنا حُبَّكم سَبَباً
يَرضَى الإِلهُ به عنَّا ويُرضِينا
فمَا نَخاطِبُكم إلاّ بسادتِنا ؛
و لا نُنادِيكُمُ إلا مَوالِينا
وكم لنَا من فَخارٍ في مَودَّتِكم
يَزيدُها في سَوادِ القَلبِ تَمكِينا
و من عدوٍ لكم مُخْفٍ عداوتَه
و اللّهُ يرميه عنا وهو يرمينا
إن أَجرِ في حُبِّكم جَرْيَ الجوادِ فقد
أضحَت رِحابُ مَساعيكم مَيادِينا
و كيفَ يَعدوكُمُ شِعري وذكرُكُمُ
يَزيدُ مُستَحسَنَ الأشعارِ تَحسِينا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> عَصَى الرَّشَادَ فَقَدْ نَادَاهُ مِنْ حِينِ
عَصَى الرَّشَادَ فَقَدْ نَادَاهُ مِنْ حِينِ
رقم القصيدة : 59898
-----------------------------------
عَصَى الرَّشَادَ فَقَدْ نَادَاهُ مِنْ حِينِ(79/368)
وَ رَاكَضَ الغَيَّ في تِلْكَ المَيَادِينِحذف
مَا حَنَّ شَيْطَانُهُ العَاتِي إلَى بَلَدٍ
إِلاَّ لِيَقْرُبَ مِنْ دَيْرِ الشَّيَاطِينِحذف
وَ فِتْيَة ٍ زَهَرُ الآدَابِ بَيْنَهُمُ
أَبْهَى وَ أَنْضَرُ مِنْ زَهْرِ الرَّياحِينِ
مَشَوا إلى الرَّاحِ مَشْيَ الرُّخِّ وَ انصَرَفُوا
وَ الرَّاحُ تَمْشِي بِهِمْ مَشْيَ الفَرَازِينِ
حَتَّى إذَا أَنْطَقَ النَّاقُوسَ بَيْنَهُمُ
مُزَيَّنُ الخَصْرِ رُومِيُّ القَرَابِينِحذف
يَرَى المُدامَة َ دِيناً حَبَّذَا رَجُلٌ
يَعُدُّ لَذَّة َ دُنْيَاهُ مِنَ الدِّينِحذف
تَفَرَّقُوا بَيْنَ أَعْطَانِ الهَيَاكِلِ في
تِلْكَ الجِنَانِ وَ أَقْمَارِ الدَّوَاوِينِحذف
تَحُثُّ أَقْدَاحَهُم بِيضُ السَّوالِفِ في
حُمْرِ الغَلاَئِلِ في خُضْرِ البَسَاتِينِ
كَأَنَّ كَاسَاتِهاو المَاءُ يَقْرَعُها سألت الله مما كان عفوا وعدت بتوبة تركتك نضوى محوت فصائح اللذات لما محوت بها سطور الزفن محوافأضمر نائل الحنان هما وأعلن صنجك الصياح شكوى وكم للقصف من طلل محيل تأبد منك منزلة فأقوى تحن إليك حانة باطر بجى ٍ ويبكي الزندر
وَرْدٌ تُصَافِحُهُ أَطْرَافُ نِسْرِينِسقط بيت من ص
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وَ سَاقٍ بِحُبِّ الكَأْسِ أَصْبَحَ مُغْرَماً
وَ سَاقٍ بِحُبِّ الكَأْسِ أَصْبَحَ مُغْرَماً
رقم القصيدة : 59899
-----------------------------------
وَ سَاقٍ بِحُبِّ الكَأْسِ أَصْبَحَ مُغْرَماً
فَللأْلاَؤُهَا أَضْحَى كَضَوْءِ جَبِينِهحذف
سَقَاني بِها صِرْفَ الحُمَيَّا عَشِيَّة ً
وَ ثَنَّى بِأُخْرى مِنْ رَحِيقِ جُفُونِهِحذف
هَضِيمُ الحَشَا ذُو وَجْنَة ٍ عَنْدَمِيَّة ٍ
يُريكَ حْمِرَارَ الوَرْدِ في غَيْرِ حِينِهِحذف
فَأَشْرَبُ مِن يُمْنَاهُ مَا فَوْقَ خَدِّهِ
وَ أَلْثِمُ مِنْ خَدَّيْهِ مَا في يَمِينِهحذف
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وَقَالَ غْتَنِمُوا وَصْلَ(79/369)
وَقَالَ غْتَنِمُوا وَصْلَ
رقم القصيدة : 59900
-----------------------------------
وَقَالَ غْتَنِمُوا وَصْلَ
فَتَاة ٍ بَرَعَتْ حُسْنَاحذف
فَجَاءَتْ تُخْجِلُ البَدْرَ
وَ غُصْنَ البَانَة ِ اللَّدْنَاحذف
وَ تَصْطَادُ قُلُوبَ الشَّرْ
بِ أَجْفَانٌ لَهَا وَسْنَى حذف
وَ قُلْنَا يَا لَحَاك اللَّ
هُ نَزْنِي بَعْدَما شِبْنَاحذف
العصر العباسي >> السري الرفاء >> إنَّ الأميرَ المُعلَّى في مَعاليهِ
إنَّ الأميرَ المُعلَّى في مَعاليهِ
رقم القصيدة : 59901
-----------------------------------
إنَّ الأميرَ المُعلَّى في مَعاليهِ
أَدَقَّ حَظِّي وقد جلَّت أَياديهِ
فَرُحْتُ كالطائرِ استُلَّت قَوادِمُه
و ليسَ تعلو به ضُعفاً خَوافِيه
لقد عفا شَطرُ رسمي من مَكارمِه
و ليسَ يُعجِزُه إصلاحُ عَافيهِ
إن البِناءَ إذا ما انهدَّ جانبُه
لم يأمَنِ الناسُ أن يَنهدَّ باقِيه
العصر العباسي >> السري الرفاء >> هَوِيتُهاو الفِراقُ يَهواها
هَوِيتُهاو الفِراقُ يَهواها
رقم القصيدة : 59902
-----------------------------------
هَوِيتُهاو الفِراقُ يَهواها
فحالَ بيني وبينَ لُقيَاها
و لَم يكُن للحِمامِ بي قِبَلُ
لو لم تُعِنْهُ عليَّ عَينَاها
مقسومة ٌ للنَّوَى مَحاسنُها
و للفُؤادِ المَشوقِ ذِكرَاها
حيَّيتُها والجَنوبُ رافعة ٌ
جَوانِبَ السِّجفِ عن مُحيَّاها
فشِمتُ مِن ثَغرِهاعلى ظَمَإِ
بارقة ً لا أَنالُ سُقياها
لو أفرَطَتْ بالعقيقِ خَجْلَتَها
أسلمَ ماء العَقيقِ خَدَّاها
و كيفَ تَغَنى بوَصلِ غانية ٍ
مَراحُها للنَّوى ومَغداها
رقيبُها في الظلامِ مِبسِمُها
و في سَنا الصُّبحِ طِيبُ ريَّاها
لعلَّ أيامَناالتي سَلفَت
تعودُ بِيضاً كما عَهِدنَاها
أيامَ لا أستميحُ غانية ً
إلاّ شَرَت دينَها بِدُنياها
تَرتعُ حولَ الظَّباءِ آنسة ً
نظائراً في الجمالِ أَشباها
رَقَّت عن الوَشْيِ نَعمة ًفإذا
صَافَحَ منها الجُسومَ وشَّاها(79/370)
أسلَفَني الدهرُ عندَهنَّ يداً
حتَّى إذا استُحْسِنَت تَقضَّاها
فاليومَ لا أحسَبُ الوِصالَ غِنى ً
و لا إِخالُ الشبابَ لي جَاها
قد خُلِقَت راحة ُ الأمير حَياً
تَغلِبُ صَوبَ الحيا بجَدواها
كانَت رياحُ السَّماحِ راكدة ً
حتَّى جَرى سابقاًفأجرَاها
أغرُّ طَلْقُ اليَدَينِ لو طُلِبَت
منه ليالي الشَّبابِ أعطَاها
إذا القَوافي بذِكرِه اشتملَت
عطَّرَها ذِكرُه وحَلاَّها
إِنْ لَحَظَ المُشكِلاتِ أوضحَها
و إنْ سقَى المُرهَفاتِ أَروَاها
كم نِعمة ٍ للرَّبيعِ جادَ بها
و نَقمة ٍ كالحريقِ أَطفَاها
تنَالُ أقصَى البلادِ لحظَتُه
كأنَّ أقصَى البلادِ أدنَاها
لا تَعجَبوا من عُلُوِّ هِمَّتِه
و سِنُّه في أَوانِ مَنشاها
إِنَّ النُّجومَ التي تُضيءُ لنا
أصغرُها في العُيونِ أَعلاها
مُسَدَّدٌ تاهتِ الإِمارة ُ مُذ
نِيطَ به عِبئُها ومَا تَاها
جَاءَته قبلَ الفِطامِ سافِرة ً
يَهتَزُّ شَوقاً إليه عِطفَاها
آمنَ في ظِلِّه رَعِيَّتَه
خَوفَ أعاديه حينَ عادَاها
أَهملَها في نَوالِهو غَدا
مُشتَمِلاً بالحُسامِ يَرعاها
إِذا غدا المُستمِيحُ أَعدَمَها
أَعادَه بالنَّوالِ أَثْراها
من دَوحة ٍ طالَ فَرعُهاو رسَت
أصولُهاو استُلِذَّ مَجنَاها
سُرْجٌ أضاءَت على الزمانِ فما
أخمدَها الدهرُ مُنذ أَذكَاها
يَنسِبُها للعُيونِ رَونَقُها
تَخلُبُ بالحُسنِ من تَردَّاها
كأنَّ سِحرَ العُيونِ سَاعدَها
فدَبَّ في لَفظِها ومَعناها
عَذراءُ جَلَّت عن الخُدورِ فقَد
أصبحَ رُكنُ الصُّدورِ مَأَواها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> بَعَثتَ في المِيلادِ لي بِدعة ً
بَعَثتَ في المِيلادِ لي بِدعة ً
رقم القصيدة : 59903
-----------------------------------
بَعَثتَ في المِيلادِ لي بِدعة ً
تَحارُ فيها عينُ رائِيها
هَدِيَّة ً لم أدْرِ مِن ظَرفِها
أَعجَبُ أم مِن ظَرفِ مُهدِيها
قِبابَ شَمعٍ يَتَحَامى الدُّجَى
مَجلِسَنا عندَ تَلالِيها
كأنَّها أغصانُ تِبرٍ بدَت(79/371)
زَهرة ُ نارٍ في أَعاليها
أرواحُها تأكلُ أجسامَها
عَمداًو تَفنَى حينَ تُفنِيها
سَيَّافُها يَضرِبُ أعناقَها
وَ هْوَ بذاكَ الفِعلِ يُحييها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَرومُ مِنك ثِماراً لستُ أَجنِيها
أَرومُ مِنك ثِماراً لستُ أَجنِيها
رقم القصيدة : 59904
-----------------------------------
أَرومُ مِنك ثِماراً لستُ أَجنِيها
و أَرتجِي الحالَ قد حُلَّتْ أَواخِيها
أستودعُ اللّه خُلاًّ مِنك أُوسِعُه
وُدّاً ويُوسِعُني غِشّاً وتَمويها
كأنَّ سِرِّيَ في أحشائِه لَهَبٌ
فما تُطيقُ له طَيّاً حَواشِيها
قد كانَ صدرُكَ للأسرارِ جَندَلة ً
ضَنِينة ً بالذي تُخفِي نَواحِيها
فصارَ مِن بَثِّ ما استُودِعْتَ جَوهرة ً
رقيقة ً تَسْتَشِفُّ العَينُ ما فِيها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَبا الحُسينِ دَعَتْ نفسي أمانِيها
أَبا الحُسينِ دَعَتْ نفسي أمانِيها
رقم القصيدة : 59905
-----------------------------------
أَبا الحُسينِ دَعَتْ نفسي أمانِيها
إلى يدٍ مِنكَ مَشهورٍ أياديها
فَصَرِّمِ الصَّومَ عنَّا بعدَما ظَمِئت
لهُ النفوسُ وفَقْدُ الرَّاحِ يُظميها
فجُدْ بعَذراءَ مثلِ الشمسِ نَعذِرُها
إن أظهرَت صَلَفاً للحُسنِ أَو تِيها
و اعلمْ بأنَّ ظُروفَ الراحِ إن كَبُرَت
عند َالهدَيَّة ِ أبدَت ظَرفَ مُهدِيها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> غداة َ الشَّكِّ نَدعوكَ
غداة َ الشَّكِّ نَدعوكَ
رقم القصيدة : 59906
-----------------------------------
غداة َ الشَّكِّ نَدعوكَ
إلى الراحِ تُغادِيها
فلَا تَنأَ وَ لذَّاتُ
ك دانٍ منك نَائيها
فقَد أضحَت سِجالُ الغَي
ثِ مُنْهَلاًّ عَزالِيها
و بُسْطُ الرَّوضِ تُغنِيك
عن البُسْطِ نَواحِيها
رُباً طَيِّبَة ُ النَّشرِ
تُحيِّي مَن يُحَيِّها
إذا ضاحكَها البَرقُ
غَدا الغيثُ يُباكِيها
و عندي قَينة ٌ تَنْثُ
رُ دُرَّ القَولِ مِن فيها
إذا دَغْدَغَتِ العُودَ
رأيناه يُناغِيها(79/372)
و راحٌ خُلِقَت للطِّي
بِ من أنفاسِ سَاقيها
وَ وَرْدٌ كخُدودِ الغِي
دِ تَحكِيه ويَحكِيها
و آدابٌ جَلِيَّاتٌ
دَقِيقاتٌ مَعانيها
و عِلْقٌ يَحمِلُ الرَّايَ
ة َ لا غِشّاً وتَموِيها
دواءٌ يَحسِمُ الأدوا
ءَإن عَزَّ مُداوِيها
فزُرني تلقَ دُنياكُلْ
لَمَا حَاوَلْتَهُ فيها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لا تُصغِيَنَّ إلى مَقالِ سَفِيهِ
لا تُصغِيَنَّ إلى مَقالِ سَفِيهِ
رقم القصيدة : 59907
-----------------------------------
لا تُصغِيَنَّ إلى مَقالِ سَفِيهِ
غادٍ عليكَ بزُخْرُفِ التَّمويهِ
وَشَّيْتُ فيكَ القَولَ كَي تَحظَى بهِ
فغَدا يُحرِّفُ لَفظَهو يَشِيه
ما قلتُ قَوَّاداً يَرُبُّ مَعِيشَه
لكنْ مساعدُ خِلِّهِ وأخيهِ
بطَلٌإذا لَقِيَ الكمِيَّ أَماتَه
قبلَ الطِّعانِ بطَعنة ٍ مِن فيهِ
و مُطارِدٌ لا الدَّرزُ يَعصِمُ صَيدَه
ما غابَ فيهِو لا الفِرارُ يَقيهِ
قد قلتُ إذ خلعَ القميصَو حُوِّلَت
لحَظَاتُهويلٌ لِمَنْ يُؤْذِيهِ
دَمُ صَيْدِهِ جِسْمِهِ وحِرابُهُ
أظفارُهو طِرادُه يَعزِيهِ
و لهُإذا الأَقفاصُ رُحن عَوارياً
قفصا نِصابِ بَليدِهِ من فيهِ
لو جازَ أن يَخفَى على اللّهِ امرؤٌ
من خَلقِه خَفِيَ الذي يُخفيهِ
كم خارجٍ مِن دارِه ومُخلِّفٍ
فيها قُبورَ بَناتِهِ وبَنيهِ
خُلِطَت بها نُطَفُ السُّقاة ُفمَا يُطا
إلا على ابنِ سَفِيهة ٍ وسفيهِ
قَبَّحْتَ مِنْ ظُلْمِ القصائدِ عامداً
فَنشَرْنَ عنك قبيحَ ما تَطويهِ
فبِحُرمِة ِ العَصْبِ الذي أُلبِستَه
و نَباهة ُ الأفعال تاجُ نَبيهِ
لا تَظلِمَنْ شِعري ولاَ تَتَكَرَّهَنْ
ألفاظَهفالمِسكُ غيرُ كَريهِ
Free counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> صَبابة ٌ مِنك في تَماديها
صَبابة ٌ مِنك في تَماديها
رقم القصيدة : 59908
-----------------------------------
صَبابة ٌ مِنك في تَماديها
و لوعة ٌ خَطَراتُ الشَّوقِ تُبدِيها
فالوجدُ يُظهِرُها إن رُحتُ أُكْمِنُها(79/373)
و الدمعُ يَنْشُرُها إن بِتُّ أَطوِيها
كم في الظَّعائنِ من رِيمٍ لواحظُه
تُميتُ أنفاسَهاطَوراً وتُحيِيها
و عَبرة ٌ في احمرارِ الخدِّ حائرة ٌ
كأنما مَرَحُ الصَّهباءِ جَارِيها
هي الظِّباءُ فإن رِيعَت بِوَشْكِ نَوَى ً
رعَى القلوبَ بألحاظٍ تَوالِيها
أَغرَى بيَ الوجدَ منهنَّ القُدودُفإنْ
رُمتُ السُّلوَّ ثَنَى قلبي تَثَنِّيها
لا أزجُرُ الدَّمعَ إن هَمَّت سَواكبُه
و النفسُ قد بَعُدَت منها أمانِيها
سقاكَ بالمَوْصِلِ الزَّهراءِ مِن بلَدٍ
جَوْدٌ مِن الغَيثِ يحكي جُودَ أَهلِيها
أَأَندُبُ العَيشَ فيها أم أنوحُ على
أيامِها أم أُعزَّى عن لَيالِيها
أرضٌ يَحِنُّ إليها مَن يُفارِقُها
و يَحمَدُ العيشَ فيها من يُدانِيها
مَيْساءُ طَيِّبَة ُ الأنفاسِ ضاحكة ٌ
تكادُ تهتزُّ عُجْباً من نَواحِيها
تَشُقُّ دِجلة ُ أَنوارَ الرِّياضِ بها
مثلَ الصَّفيحة ِ مَصقولاً حَواشِيها
لا أَملِكُ الصَّبرَ عنها إن نَأَيتُ ولَو
عُوِّضتُ من ظِلِّها الدُنيا بِما فِيها
مَحَلُّ قَومٍ ينوبُالدَّهرَجُودُهُمُ
عَنِ السَّحائبِ إن ضَنَّت هَوامِيها
و دَوحة ٌ بفروعِ الأزدِ باسقة ٌ
يَفنَى الزمانُو لا تَفنَى مَساعِيها
ما نابتِ المجدَ والعلياءَ نائبة ٌ
إلاّ وَ جُودُ بني فَهدٍ تُحلِّيها
إنَّ المكارمَ أخلاقٌ تَسَرْبَلَها
أبو الفوارسِ فاختَالَتْ به تِيها
مَواهبٌ كُلَّما راحَت رَوائحُها
من راحَتَيه غَدَت تَهمي غَوادِيها
و هِمَّة ٌ لاتزالُ الدَّهرَجارية ً
معَ الكواكبِ في أَعلى مَجارِيها
و عَزمة ٌ يَنطوِي اللَّيلُ البَهيمُ بها
كأنَّما الصُّبح جُزْءٌ من تَلالِيها
عَمَّت فَواضلُه الدُنيافَهِمَّتُه
إسعافُ طالبِهاأو فَكٌّ عَانِيها
يَحوِي المُنى قبلَ بَذْلِ الوجهِ آمِلُه
إذا الملوكُ انثنَى باليأسِ رَاجِيها
أبا الفوارسِكم أوليتَ من نِعَمٍ
سِيَّانِ في الجُودِ دَانيها وقَاصيها
وكم تَسَربلتَ مِن سِربالِ مَكرُمة ٍ
جَلَّت ولكنَها دَقَّت مَعانِيها(79/374)
شمائلٌ مِنك يُخجِلْنَ الرِّياضِإذا
تَبسَّمَ النَّوْرُ غَضّاً في مَغانِيها
كأنما الغَيثُ خُلقٌ مِن خَلائِقها
أو المنِيَّة ُ إِسمٌ من أسامِيها
لأَصفحَنَّ عن الأيَّامِ إذ صفَحَتْ
عنِّي بأفعالِك الحُسنى مَساوِيها
يا آلَ فهدٍ أقامَت في ديارِكُمُ
نُعمى يُواصِلُ صَفوَ العَيشِ صَافِيها
فإنَّ بأسَكُمُ أَمنٌ لِخائِفها
كما نَوالُكُمُ رَيٌّ لصَادِيها
إنَّ المكارِمَ أعطَتكم أَزِمَّتَها
فليسَ غيرُكُمُ في الناسِ يَحوِيها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> مَنازِلُنا التي لَبِسَت بِلاَها
مَنازِلُنا التي لَبِسَت بِلاَها
رقم القصيدة : 59909
-----------------------------------
مَنازِلُنا التي لَبِسَت بِلاَها
و حالَتْ بَعدَ نُضرَتِهاحِلاَها
خَطَتكِ رِكابُنا لحُلولِ خَطبٍ
أناخَ على رَباكَ فما خَطَاها
مَنحنَاها القِلَى كُرهاًو لَولا
صُروفُ الدَّهرِ لم نَختَر قِلاها
يَميلُ بنا الهَوى طَرَباً إليها
فنَبكِيها ونَسعَدُ مِن بُكاها
تَلقَّاها الزَّمانُ بخَفْضِ عَيشٍ
و عاودَها السُّرورُ كما بَدَاها
نَقولُ لهاسَقاها الغيثُ رَيّاً
و قلَّ لها مَقالتُناسَقَاها
قَصورٌ حَلَّقَت في الجوِّ حتّى
لقَصَّرَتِ الكَواكِبُ عن مَداها
مُشَرِّفَة ٌكأنَّ بَناتِ نَعشِ
تُناجيهاإذا خَفقَت شِفاها
يُتَوِّجُها اصفرارُ الشمسِ تِبراً
فَتُمْشِي وَ هيَ مُذْهَبة ٌ ذُراها
و جَنَّاتٌ يحيِّي الشَّربَوَهْناً
جَنَى وَهَدَاتِهاو جَنَى رُباها
مُصَنْدَلَة ُ الثَّرىو الريحُ تَأْبَى
غرائبَ حُسنِها إلا اشتبَاها
إذا رَكَدَ الهواءُ علَت نسيماً
و إن فُقِدَ الغَمَامُ طَغَتْ مِياها
تَفرَّجَ وَشيُها عَن ماءِ وَردٍ
يَفيضُ على لآلٍ من حَصاها
إذا صَلَّتْ بها أوقاتُ فَرضٍ
جِباهُ الشَّربِ عَطَّرتِ الجِباها
و ذائدة ٍ دموعَ العَينِ صَفواً
إذا باتَت تُرَقرِقُ في صَفاها
تُعانِقُ رِيحُها لِمَمَ الخُزامى
و أعناقَ القَرَنْفُلِ في سُراها(79/375)
و يَأبى زَهرُهاإلاّ هُجوعاً ؛
و يأبَى عَرفُها إلا انتباها
قَرَاها الدَّهرُ بُوسَى واقشَعرَّتْ
مَغانِيها الحِسانُكما قَراهَا
ذَوَتْ أشجارُها الغِيدُ اللَّواتي
إذا عَبِثَ النَّسِيمُ بها ثَناها
و قد مَرِيَ الحَمامُ بها وكانت
على الأفنانِ لا يُغني مَراها
كأَنْ لم تَغْنَ عَرصَتُها بخُضرٍ
يُقَيِّدُ لَحْظَ مُبصِرِها غِناها
ترَقْرَقُ في نَواظِرِها دُموعٌ
أحَبُّ إلى النَّواظرِ من كَراها
و ساقية ٍ كأنَّ الريحُ ساقَت
إليها الخوفَ فارتعَدَتْ حشَاها
إذا نَظمَ الشَّقائقُ جَانِبَيها
أَرَتكَ صفائحاً دُمِيَت ظُباها
عفَت منَّا السُّوَيقة ُ فالمُصلَّى
فمُشرِقة ُ المِياه فمُلتقاها
ملاعبُ لو جُلِينَ غَداة َ دَجْنٍ
على النُّعمانِ آثر مُجتلاها
يُجلِّلُ رِيحُها الرِّيحانَ حسرَى
مُعَنبرة َ الهُبوبِ وهَتْ قُواها
و يَقصِدُ أو يَجُورُ بها سواقٍ
كحيَّاتِ الرِّمالِ عَصَت رُقَاها
و تَبتسمُ القِبابُ البِيضُ منها
على خَضراءَ مُحمرٍّ جَناها
على جرعاءَ مَيسَاءَ النَّواحي
يُلبِّدُ نَقْعَ تُربتِها نَداها
تُساقُ إلى أَصائِلها النَّدامَى
فتُنسِيهم أصائلُها ضُحَانا
تراءَت من كِفاحِ الدَّهرِ غُبراً
كأنَّ عِجاجَ حَومتِها عَلاها
فما لِنَعيمِها انقصمَت عُراها ؛
و ما لرِياضِها حَسَرت كُساها
و ما لرياحِها العَطِراتِ ردَّت
رِداءَ الحِلمِ ودَّرَعت سَفاها
أَحِينَ أَظلَّها سِلْمُ اللَّيالي
و قُلناقد تجَنَّبَها أَذاها
رمَاها بالتي عَظُمتو لكِن
أصابَ قلوبَنا لمّا رَماها
فمالَ بمَعشَرٍ عِرَرٍ إليها
و مالَ بِنا إلى أُخرى سِواها
أراذلُ ليسَ تَحمي الأُسدُ غِيلاً
كما تَحمِي رَوائحُها حِماها
عُراة ٌ في الجنائبِ لا تُبالي
أَصُدُّ العارُ عنها أم عَراها
لَهَتناأنْ نُلِمَّ بساحَتَيها
رياحٌإن سطَت أردَت سَطَاها
و أمواهٌ لو انَّ التُّربَ يَشكو
مجَاورة َ الأَذى يوماً شَكاها
فلو غُسِلَت بماءِ المُزنِ مِنهم(79/376)
و ماءِ البَحرِ لم يَطْهُرْ ثَراها
يَحِنُّ الطائرُ المُوفِي علَيها
و تُوسِعُ كلُّ ماشية ٍ خُطاها
سلامُ اللّهِ منكَ على رِباعٍ
نَأَتْ أحبابُهاو دنَت عِداها
و طيِّبَة ِ النَسيم عدَتْ علَينا
جنائبُهاو عَادَتْنا صَبَاها
و كافوريَّة ِ البُنيانِ تُثني
على من خَطَّهاأو مَن بنَاها
مُحَلِّقة ٍ يكِلُّ الطَّرفُ عَنها
إذا ما الطَّرفُ حاولَ مُنتهَاها
تُضيءُ إذا الدُّجَى اشتملَت علَيها
فتَحسِبُها مُؤَلَّقَة ً دُجاها
بَعَثْتُ الطَّرفَ مُشتاقاً إليها
فكادَ يَرُدُّهُ عُنها سَناها
وَ حَبَّبَها إليَّو إن تَوَلَّت
مآربُ بَلَّغتْ نفسي مُناها
لقد كانَت جِلاءَ العَينِ حُسناً
فعادَت وهي من قُبحٍ قَذاها
عِقابُ الدَّهرِ بُقياه علَيها
و عَفوُ الدهرِ عَنها لو عَفَاها
فيا نُوَبَ الخُطوبِ إليكَ عَنها
كفَاها ما أَلَمَّ بهاكفَاها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> سألتَ اللّهَ مِمَّا كانَ عَفواً
سألتَ اللّهَ مِمَّا كانَ عَفواً
رقم القصيدة : 59910
-----------------------------------
سألتَ اللّهَ مِمَّا كانَ عَفواً
و عُدْتَ بتوبة ٍ تَرَكَتْكَ نِضْواحذف
محوتَ صَحائِفَ اللَّذَّاتِ لمَّا
مَحوتَ بها سطورَ الزَّفْنِ مَحواحذف
فأضمرَ نَايُكَ الحنَّانُ هَمّاً
و أعلنَ صَنجُك الصَّيَّاحُ شَكوى حذف
و كم للقَصفِ من طَلَلٍ مُحِيلٍ
تأبَّدَ مِنك مَنزِلُهفأقْوَى حذف
تَحِنُّ إليك حانة ُ باطر تحى
و يبكي الزَّنْدِرُودُ عليك شجوى حذف
أَحَقّاً عادَ طَعمُ العَيشِ مُرّاً
و كانَ بزَفْنِك المَرْمُوقِ حُلواحذف
و جَفَّ قضيبُه الميَّاسُ رَقصاً
و طارَ هَزارُه الغِرِّيدُ شأواحذف
أفارسُأنتَ أحسنُ مَن تَثنَّى
على صَنجٍ وأملحُ من تلوَّى حذف
أُصِيبَ العَيْشُ مِنك بِخَيْرِ حادٍ
يَحُثُّ ركائبَ الصَّهباءِ حَدْوَاحذف
إذا اختلَجَت مَناكِبُه لرَقصٍ
نَزَت طَيرُ القلوبِ إليه نَزْوَاحذف
أعادَ حِكاية َ الشَّيخينِ جِدّاً(79/377)
و كانَ حَكاهُما لَعِباً ولَهواحذف
فأصبحَ زَفْنُه لُغَة ً وشِعراً
و أمسى عَزْفُه جَدَلاً ونَحواحذف
يَخِفُّ به رُواة ٌ عنه عِلماً
زُلالاً إن سَقانا منه أَروى حذف
فمُقتَبِسٌ مِنَ المِصباحِ نُوراً
و مُغتَرِفٌ من التَّيَّارِ صَفواحذف
فلا يَبْعُدُ زمانٌ منك عادَت
مَواهبُه على الفِتيانِ بَلوى َحذف
ليالٍ بالمعازفِ منك تُنضَى
و أيامٌبِحَثِّ الرَّاحِتُطوَى حذف
قَعدتَ وكم نهضتَ إلى التَّصابي
بنَقرِ الدُّفِّ تُوسِعُ فِيه خَطْواحذف
فأظهرتَ الزَّمانة َ في زَمانٍ
حَزَزتَ به من اللَّذَّاتِ عُضواحذف
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> السري الرفاء >> غداً تُبدي مَدامِعُنا الخَفَايا
غداً تُبدي مَدامِعُنا الخَفَايا
رقم القصيدة : 59911
-----------------------------------
غداً تُبدي مَدامِعُنا الخَفَايا
إذا زُمَّت لطَيْبَتِها المَطايا
وقَفنَا نَحمَدُ العَبرَاتِ لمَّا
رأَينا البَينَ مَذمومَ السَّجَايا
كأنَّ خُدُودُهنَّإذا استقلَّتْ
شَقِيقٌ فيه من طَلٍّ بَقايا
و قَد فَوَّقنَ بالأَلحاظِ نَبلاً
قلوبُ العاشِقين لها رَمايا
تَمنَّينَا اللِّقاءَفكان حَتفاً
و كم أُمنِيَّة ٍ جَلَبت مَنايا
أرَى الآفاقَ قد مُلِئَت سُروراً
بتَغلِيبِ الأميرِ أبي السَّرايا
بمولودٍ يَراه اللّهُ لَيثاً
و غَيثاً يَستَهِلُّ علَى البَرايا
نَجِيبٌ أنتَجَتْه كِرامُ قَومٍ
فجاءَ شَبِيهَهم حَزماً ورَايا
ثَناي عَليهِمُ ما دُمتُ حَيّاً
ثَناءَ المُستهامِ علَى الثَّنايا
كأَنِّي بالأميرِ وقَد بَلاهُ
يُكشِّفُ زَائداً عنه البَلايا
و قَطَّعَ أنفُسَ الحَسَّادِ غَيظاً
بسُؤدُدِهفَطيَّرَها شَظايا
وَ أَصْبَحَتِ الدُّروعُ له شُفوفاً
خِفافاًو السُّروجُ له حَشايا
إذا ما سَابقَ الأَكفاءَ يَوماً
إلى الغاياتِ خَلَّفَهم رَزايا
يَجورُ على التَّليدِ إذا استُمِيحَت
أنَاملُه ويَعدِلُ في القَضايا
حيَاة ُ المَجدِ أَن يَحيَاوَ تُفْنِي(79/378)
أَعادِيه الحوادثُ والرَّزايا
فقُللأَبي المُظفَّرِ قد ظَفِرنا
بما نَرجو لديك من العَطايا
فَضُلتَ فكنتَ بَحراً حينَ كانوا
ثِماداً يُسْتَمَدُّ مِنَ الرَّكايا
و لولا الفَضلُ لم نَشعُر بنَقصٍ
و لولا النُّسكُ لم تَبرَ الخطايا
و من يُهدِ الحَيا لرياضِ حَمدٍ
يَفُزْ مِنها بألطافِ الهَدَايا
كما جادَ السَّحابُ الجَودُ أرضاً
فأبرَزَ مِن مَحاسِنها الخَبايا
و قَد جاءتْ مدائحُنا نُقوداً
فلا تَجعَل جوائزَها نَسايا
اقترح تعديلا على القصيدة
العصر العباسي >> السري الرفاء >> تَذَكَّرَ أيامَه الخالِية
تَذَكَّرَ أيامَه الخالِية
رقم القصيدة : 59912
-----------------------------------
تَذَكَّرَ أيامَه الخالِية
فما رَقَأَت عَبرة ٌ جَاريه
أقولُ لمُعتَكِرِ الطُّرَّتَيْنِ
مِنَ الغَيثِ مُلتَهِبِ الحاشِيه
على الرَّبَضِ المُرتَدِي بالرِّياضِ
سِجالُك والبِيعة ِ الدَّانيه
على طَلعة ِ الجَدِّ نَغنَى بِها
عن الصُّبحِ في اللَّيلة ِ الدَّاجِيه
و حَسناءَ لمَّا يَشِن حُسنَها
تَقادمُ أعوامِها الماضيه
و مأهولة ٍ من تَماثِيلِها
إذا هي يوماً غدَت خَاليه
و ما منحَ الشمسَ شَمَّاسُها
و ما خَبَأَ القَسُّ في الخابيه
فسَقياً لملعبِ غِزلانِها
و أَعظُمِ رُهبانِها البَاليه
و ساحرة ِ الطَّرفِ مَطبوعة ٍ
على الظَّرفِ مُقسِمة ٍ شَافيه
و نقشِ عَبِيرٍ على وَجنة ٍ
كما نُقِشَ الوَردُ بالغاليه
رِباعٌ تَقنَّصتُ غِزلانَها
و قَارَعتُ آسادَها الضَّاريه
إذا غَنَّتِ الطَيرُ فيها ضُحًى
حَسِبْتُ القِيانَ بها شَاديه
و إن راحَ رُعيانُها أَطْرَبَتْكَ
فَواقِدُ أولادِها الثَّاغيه
لَقِيتُ سروري بها كاملاً
و صافحْتُ كأسي بها وافِيه
فإن أرَها سَالِماً أَستَلِم
فَوارِعَ أركانِها العالِيه
وَأغْشَ بحَانَة َ أُترُجَّة ٍ
أَمُت ثالثَ الدَّنِّ والباطيه
و يَغْمِزُ كفِّيَ كَفَّ النَّديمِ
و يُومِضُ طَرفي إلى السَّاقِيه
و أسبُقُ بالشُّكرِ أَولَى الصَّلاة ِ(79/379)
وَ أَثْنِي العِنانَ إلى الثانيه
و أَضرِبُ بالفَصِّ وجهَ الثَّرى
فإمَّا عليَّ وإمَّا لِيه
فإن كُنتَ للخُلدِ رَيحانة ً
فدَعني أكُنْ حَطَبَ الهاويه
و إن كنتَ تَدعو إلى مَذهبٍ
فإني إلى تَركِه دَاعيه
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قَصَدْتُك لم أُرِد رِفداً وأَنَّى
قَصَدْتُك لم أُرِد رِفداً وأَنَّى
رقم القصيدة : 59913
-----------------------------------
قَصَدْتُك لم أُرِد رِفداً وأَنَّى
يَرومُ من الصَّفا العطشانُ رَيَّا
و كم من مانعٍ جَدواه بُخلاً
يكونُ بِجاهِه بَرّاً حَفِيَّا
فكانَ لَحَاظُكَ المكرورُ شَزْراً
و كانَ جوابُك المفهومُ عِيَّا
فلو أني امتدحتُك مُستميحاً
سَلَلْتَ عليَّ عَضباً مَشرِفيَّا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَمَا وأبيكَ لا أنساهُ تُدمي
أَمَا وأبيكَ لا أنساهُ تُدمي
رقم القصيدة : 59914
-----------------------------------
أَمَا وأبيكَ لا أنساهُ تُدمي
مضاربُ سيفِه البطلَ الكَمِيَّا
و بَرقاً في أنامِلهإذا ما
تَأَلَّقَ فتَّحَ الوَردَ الجَنِيَّا
إذا ظَمِئَت فِراخُ أبيكَ يوماً
سقَاها من رِقابِ القَومِ رَيَّا
و ان جَرَحَ الأخادعَ مُطْمَئِنَّاً
كسا الأوداجَ دِيباجاً بَهِيَّا
و لم أرَ مثلَه يُدْعى عَقُوقاً
فيدعوه الوَرى بَرّاً حَفِيّا
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> لمن ضوءُ قابلتْ أعينَ الركبِ
لمن ضوءُ قابلتْ أعينَ الركبِ
رقم القصيدة : 59915
-----------------------------------
لمن ضوءُ قابلتْ أعينَ الركبِ
تشبًّ بلدنِ العودِ والمندلِ الرطبِ
فقلتُ لقد آنستُ ناراُ كأنها
سنا كوكبٍ لاحتْ فحنَّ لها قلبي
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> هززتكَ هزة َ السيفِ المحلى
هززتكَ هزة َ السيفِ المحلى
رقم القصيدة : 59916
-----------------------------------
هززتكَ هزة َ السيفِ المحلى
فلما أن ضربتُ بكَ انثنيتُ
مدحتك مدحة َ الطرفِ المجلي(79/380)
لتجري في الكرام كما جريتُ
فهبها مدحة ً ذهبتْ ضياعاً
كذبتُ عليكَ فيها وافتريتُ
فأنتَ المرءُ ليس له وفاءٌ
كأني إذ مدحتكَ قد زنيتُ
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> صاحِ إني غيرُ صاحي
صاحِ إني غيرُ صاحي
رقم القصيدة : 59917
-----------------------------------
صاحِ إني غيرُ صاحي
أبداً من حبَّ داحِ
صارَ قدحاً حبُّ داحِ
في فؤادي المستباحِ
جنحَ القلبُ إليها
إنّ قلبي ذو جناحِ
وعصى في حبَ داحِ
كلَّ لوامٍ ولا حي
ليتَ لي رسلاً من الجنَّ
إليها والرياحِ
تبليغُ الحاجاتِ عني
ثم تأتي بالنجاحِ
داحُ داحُ حبَّ نصرِ
آحِ من حبكِ آح
أنا واللهِ قتيل ٌ
لكِ من غيرِ جراحِ
لا بسيفٍ قتلتني
لا ولا سمرِ الرماحِ
أنتِ للناسِ قتولٌ
بالهوى لا باالسلاحِ
وبشكلٍ وبدلَّ
وبغنجٍ ومزاجِ
وبعينينِ صيودين
ِ وثغرٍ كالأقاحي
ليتني كنتُ حماماً
لكِ مقصوصَ الجناحِ
أيها الناسُ ذروتي
لستُ من أهلِ الفلاحِ
أنا إنسانٌ معنى
بهوى المرضِ الصحاحِ
أنا زيرٌ للغواني
وأخو لهوٍ وراحِ
غير أني لستُ أغشى
أبداً بابَ السفاحِ
إنّ ريعَ ابنِ نصيرٍ
معدنُ البيضِ الملاحِ
فيهِ داحٌ ولما في
حبَّ داحٍ من جناحِ
وفتاة ٌ غيرُ داحٍ
ذاتُ لهوٍ ومزاحِ
قد تجشمتُ إليها
هولَ ليلٍ ونباحِ
فخلونا بفتاة ٍ
غادة غرثى الوشاحٍ
فلبستُ العكنَ البيضَ
من الخودِ الرداحِ
ثمّ لما صاحَ ديكُ
قبل إبانِ الصباحِ
قلتُ صحْ يا ديكُ ألفاً
ليس ذا وقتَ البراحِ
أو أرى الصبحَ وإن كان
لفي الصبحِ افتضاحي
Free counter
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> اعتادَ قلبكَ من حبيبكِ عيدهُ
اعتادَ قلبكَ من حبيبكِ عيدهُ
رقم القصيدة : 59918
-----------------------------------
اعتادَ قلبكَ من حبيبكِ عيدهُ
شوقٌ عراكَ فأنت عنهُ تذودهُ
والشوقُ قد غلبَ الفؤادَ فقادهُ
والشوقُ يغلبُ ذا الهوى فيقودهُ
في دار مرار غزالُ كنيسة ٍ
عطرٌ عليه خزوزهُ وبرودهُ
ريمٌ أغرُّ كأنه من حسنهِ
صنمٌ يحجُّ ببيعة ٍ معبودهُ(79/381)
عيناهُ عينا جؤذرٍ بصريمة ٍ
وله من الظبي المرببِ جيدهُ
ما ضرَّ عثمة َ أن تلمَّ بعاشقٍ
دنفِ الفؤادِ متيمٍ فتعودهُ
وتلدهُ من ريقها فلربما
نفع السقيمِ من السقامٍ لدودهُ
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> يزيدَ الأزدِ إنّ يزيد قومي
يزيدَ الأزدِ إنّ يزيد قومي
رقم القصيدة : 59919
-----------------------------------
يزيدَ الأزدِ إنّ يزيد قومي
سميك لا يجود كما تجودُ
شبيهك في الولادة والتسمي
ولكن لا يجود كما تجود
يقود جماعة ً وتقود أخرى
فترزقُ من تقودُ ومنْ يقود
فما تسعونَ يحقرها ثلاثٌ
يقيمُ حسابها رجلٌ شديدُ
وكفًّ شثنهٌ جمعتْ لوجءٍ
بأنكدَ من عطائكَ يا يزيدُ
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> خليليَّ هذا ربعُ ليلى فقيداَ
خليليَّ هذا ربعُ ليلى فقيداَ
رقم القصيدة : 59920
-----------------------------------
خليليَّ هذا ربعُ ليلى فقيداَ
بعيريكما ثمّ ابكيا وتجلداَ
قفا أسعداني باركَ الله فيكما
وإن أنتما لم تفعلا ذاكَ فاقعداَ
وإلأّ فسيرا واتركاني وعولتي
أقلْ لجنابي دمنة ِ الدارِ أسعداَ
فقالا وقد طال الثويُّ عليهما
لعلك أن تنسى وأن تتجلدا
فسرْ عنكَ قد عنيتنا وحبستناَ
على دمنِ الأطلال يوماً مطرداَ
يلومُ على ليلى خليلي سفاهة ً
وماكنتُ أهلاً في الهوى أن أفنداَ
لعمريَ أي ليلى لئنْ شطتِ النوى
بليلى لقد صادتْ فؤادي معمداَ
قتولٌ بعينيها صيودٌ بدلها
وما تقتل الفتيانَ إلا تعمداَ
ألا حبذا ليلى وأترابها الألى
وعدنكَ من ليلى ومنهنَّ موعداَ
فأقبلنَ من شتى ثلاثاً وأربعاً
وثنتينِ يمشينَ الهوينا تأودا
يطانَ مروطَ الخزَّ يلحفها الجنى
ويسحبنَ بالأعطافِ ريطاً معمدا
فلما التقينا قلنَ أهلاً ومرحباً
تبوأ لنا بالأبطحِ السهلِ مقعداَ
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> يا غنمَ ردي فؤادَ الهائمِ الكمدِ
يا غنمَ ردي فؤادَ الهائمِ الكمدِ
رقم القصيدة : 59921
-----------------------------------
يا غنمَ ردي فؤادَ الهائمِ الكمدِ(79/382)
من قبلِ أن تطلبي بالعقلِ والقودِ
تيمتني بدلالٍ منكِ يقتلني
وقد رميتِ فما أخطأتِ عن كبدي
إن تقتليني كذا ظلماً بلا ترة ٍ
فلستِ فائتهً قومي بني أسد
أما الفؤادُ فشيٌْ قد ذهبت بهِ
فما يضركِ ألا تسقمي جسدي
أنتِ الهوى ومنى نفسي ومتعتها
أقولُ ذاكَ ولا أخفيهِ عن أحدِ
نلتِ الجمالَ ودلاُّ رائعاً حسناً
فما تسمينَ إلأا ظبية َ البلدِ
وأنت طيبة ٌ في القيظِ باردة ٌ
وفي الشتاء سخونٌ ليلة َ الصردِ
تسقي الضجيعَ رضاباً من مقبلها َ
من باردٍ واضحِ الأنياب ِ كالبردِ
ياليتني قبلَ موتي قد خلوتُ بها
على الحشية بين السجفِ والنضدِ
قد وسدتني اليد اليمنى ويارقها
ودملجُ العضدِ اليسرى على عضدي
في كل يومٍ لنا إلمامة ٌ بكمُ
وليتَ داركِ من داري على صددِ
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> عينا ربيعة َ رمداوانِ فاحتسبي
عينا ربيعة َ رمداوانِ فاحتسبي
رقم القصيدة : 59922
-----------------------------------
عينا ربيعة َ رمداوانِ فاحتسبي
بكحلة ٍ منك تشفيه من الرمدِ
إنْ تكتحلْ منك عيناه فلا رمدٌ
على ربيعة َ يخشى آخر الأبدِ
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> حبذا الرقة ُ داراً وبلدْ
حبذا الرقة ُ داراً وبلدْ
رقم القصيدة : 59923
-----------------------------------
حبذا الرقة ُ داراً وبلدْ
بلد ساكنهُ ممن تودْ
ما رأينا بلدة ً تعدلها
لا ولا أخبرنا عنها أحدْ
إنها برية ٌ بحرية ٌ
سورها بحرٌ وسورٌ في الجددْ
تسمع الصلصلُ في أشجارهاَ
هدهدَ البرَّومكاءً غردْ
لم تضمنْ بلدة ٌ ما ضمنتْ
من جمالٍ في قريشٍ وأسدْ
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> ثنى شوقه والمرءُ يصحو ويسكرُ
ثنى شوقه والمرءُ يصحو ويسكرُ
رقم القصيدة : 59924
-----------------------------------
ثنى شوقه والمرءُ يصحو ويسكرُ
رسومٌ كأخلاقٍ الصحائف دثرُ
حسبتُ بها صحبي فظلتْ عراصة ُ
بدمعي وأنفاسي تراحُ وتمطرُ
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> وبلائي أنّ أمي
وبلائي أنّ أمي(79/383)
رقم القصيدة : 59925
-----------------------------------
وبلائي أنّ أمي
أثقلتني بإزاري
فإذا ما قمتُ أمشي
همَّ خصري بانبتارِ
كلَّ ذا أحملُ وحدي
أين من أمي فراري
أمتا هذاَ وربي
حملُ برذونٍ بخاري
أمتا لستُ ببرذونٍ
ولا بغلٍ مكاري
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> وتفاحة ٍ غضة ٍ
وتفاحة ٍ غضة ٍ
رقم القصيدة : 59926
-----------------------------------
وتفاحة ٍ غضة ٍ
عقيقية ِ الجوهرِ
تندتْ بماء الربيعِ
في روضها الأخضرَ
فجاءتْ كمثل العروسِ
في لاذها الأحمر
ذكرتًُ بها الجلنار
في خدك الأزهرِ
فملتْ سروراً بها
إلى القدحِ الأكبر
وأنتَ لنا حاضرٌمجزوء الرملأنا للرَّحْمَن عاصيلجُنوني برُخَاصِثمَّ للنّاس جميعاًمن أَدانٍ وأَقَاصيورُخَاص الكَرخِ ظَبْيٌلم أَنَل منهُ افتراصيولقد طَالَ بأبواب الخُريميّ اقتصاصيطَمَعاً في صَيْدِ ظَبْيٍذي شِمِاسٍ ومِلاَصِصيْدُهُ أَعْسَرُ من صَيْدِ الضَّواري
وإن كنتَ لم تحضرِسقط بيت من ص
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> منْ لعينٍ رأتْ مطيفاً
منْ لعينٍ رأتْ مطيفاً
رقم القصيدة : 59927
-----------------------------------
منْ لعينٍ رأتْ مطيفاً
وفقاً هكذا علينا وقوفاَ
طارقاً موهناً ألم فحياَّ
ثم ولى َّ فهاجَ قلباً ضعيفاَ
ليتَ نفسي وليتَ أنفسَ قومي
يايزيدَ الندى تقيكَ الحتوفا
عتكيُّ مهلبيُ كريمٌ
حاتميُّ قد نالَ فرعاً منيفاَ
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> ثفوا ثفوا باسم إلهي الذي
ثفوا ثفوا باسم إلهي الذي
رقم القصيدة : 59928
-----------------------------------
ثفوا ثفوا باسم إلهي الذي
لا يعرضُ السقمُ لمن قد شفى َ
أعيذُ مولاتي ومولاتها
وابنتهل بعوذة ِ المصطفى
من شرَّ ما يعرضُ من علة ٍ
في الصبح والليلِ إذا أسدفاَ
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> أليس الزمان كما قدْ علمتَ
أليس الزمان كما قدْ علمتَ
رقم القصيدة : 59929
-----------------------------------
أليس الزمان كما قدْ علمتَ(79/384)
فما لكَ تجزعُ من صرفهِ
وعندكَ علمٌ بهِ ثاقبٌ
وعينٌ تدلُّ على وصفهِ
و أيّامهُ دولٌ والنّفوس
رهونُ الحوادثِ من حتفهِ
فأين المعافى من النائبات
و من صاحب الدّهر لم يعفهِ
ومنْ صاحبَ الدهر لاقى الذي
يخافُ على الرغمِ من أنفهِ
فكنْ حازمَ الرأي واصبرْ لهُ
فللحرَّ صبرٌ على ضعفهِ
ولاتسألِ الناس ما يملكونَ
ولكنْ سلِ الله واستكفهِ
ولاتخضعنَّ إلى سلفة ٍ
وإن كانتِ الأرضُ في كفهِ
فإن اللئيمَ وإن خلته
كريماً يذودوك عن عرفهِ
ويرجعُ محصولُ أخلاقهِ
إلى أصلهِ وإلى صنفهِ
وكلُّ مقلًّ وذي ثروة ٍ
فإنَّ المنية َ منْ خلفهِ
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> وتزعم أني قد تبدلتُ خلة ً
وتزعم أني قد تبدلتُ خلة ً
رقم القصيدة : 59930
-----------------------------------
وتزعم أني قد تبدلتُ خلة ً
سواها وهذا الباطلُ المتقولُ
لحا اللهُ منْ باعَ الحبيبَ بغيره
فقالتْ نعمْ حاشاك إن كنت تعقلُ
ستصرمُ إنساناً إذا ما صرمتني
يحبك فانظرْ بعده منْ تبدلُ
أعلل نفسي منك بالوعدِ والمنى
فهلاً بيأسٍ منك قلبي أعللُ
وموعدكِ الشهدُ المصفى حلاوة ً
ودون نجاز الوعدِ صابٌ وحنظلُ
وأمنحُ طرف العينِ ِ غيركِ رقبة ُ
حذارَ العداَ والطرفُ نحوكِ أميلُ
لكيما يقول الناسُ إنَّ امرأ رمى
ربيعة في ليلى بسوءٍ لمبطلُ
لقد كذبَ الواشون بغياً عليهما
وما منهما إلا بريءٌ مغفلُ
فلو كنتُ ذا عقلٍ لأجمعتُ صرعكمْ
برأيي ولكني امرؤٌ لستُ أعقلُ
وكيف بصبرْ القلب لا كيف عنكمُ
وبابُ فؤادي دونَ صرمكِ مقفلُ
ومن أين لامن أين يحرم قتلكمْ
وقتلي لكم يا أمَّ ليلى محللُ
أغركِ أنْ لا صبر لي في طلابكمْولمّا تَبَيَّنْتِ الذي بي من الهوى وأيْقَنْتِ أنَّي عنكِ لا أَتَحَوَّلُ
وأن ليس لي إلا عليكِ معولسقط بيت ص
ظلمتِ كذئبِ السوءِ إذ قال مرة ً
لسخلٍ رأى والذئبُ غرثانُ مرملُ
أأنت الذي في غيرِ جرمٍ شتمتني
فقال متى ذا قال ذا عامُ أولُ
فقال ولدتُ العامَ بل رمتِ غدرة ً(79/385)
فدونك كلني لا هنا لكَ مأكلُ
أتبكينَ من قتلي وأنتِ قتلتني
بحبك قتلا بينا ليس يشكل
فأنتِ كذباحِ العصافيرِ دائباً
وعيناهُ من وجدٍ عليهنَّ تهملُ
فلو كان من رأفٍ بهنَّ ورحمة ٍ
لكفَّ يداً ليستْ من الذبح تعطلُ
فلا تنظري ما تهملُ العينُ وانظري
إلى الكفَّ ماذا بالعصافيرِ تفعلُ
هبيني امرءاً أذنبتُ ذنباً جهلتهُ
ولم آتهِ عمداُ وذو الحلمِ يجهلُ
عفاَ الله عماً قد مضى لستُ عائداً
وها أنا ذا من سخطكمْ اتنصلُ
اقترح تعديلا على القصيدة
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> لوقيل للعباس يا ابن محمدٍ
لوقيل للعباس يا ابن محمدٍ
رقم القصيدة : 59931
-----------------------------------
لوقيل للعباس يا ابن محمدٍ
قلْ لا وأنت مخلدٌ ما قالها
ما إن أعدُّ من المكارم خصلة ٍ
إلاّ وجدتك عمها أو خالها
و إذا الملوك تسايروا في بلدة ٍ
كانوا كواكبها وكنت هلالها
إن المكارم لم تزل معقولة ً
حتى حللت براحتيك عقالها
العود يرطب إن مسست لحاءه
و الأرض تعشب إن وطئت رمالها
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> حمامة بلّغي عنّي سلاماً
حمامة بلّغي عنّي سلاماً
رقم القصيدة : 59932
-----------------------------------
حمامة بلّغي عنّي سلاماً
حبيباً لاأطيق له كلاما
و قولي للتي غضبت علينا
علام وفيم يا سكني علاما
أفي هجران بيتك تصرميني
و ما رمنا لصرمكم صراما
و لم أهجرك مقلية ً ولكن
حللت عراقكم وحللتشاما
عديني أن أزورك إنّ داري
و دارك لاأرى لهما التياما
و إنّ جميع أهلك عنفوني
و لامونيو لم أطق الملاما
كرام النّاس قبلي قد أحبّوا
كرائمهم وأحببن الكراما
جميلٌو الكثّير قد أحبّا
و عروة من هوى ً لاقى حماماً
هم سنوا الهوى والحبّ قبلي
و ما ألفي لهم في النّاس ذاما
فياغنّام يا بصري وسمعي
رسيس هواك أورثتي سقاما
لقدأقصدت حين رميت قلبي
بسهم الحبّإنّ له سهاما
زجرت القلب عنك فلم يطعني
و يأبى في الهوى إلاّ اعتزاما
إذا ما قلت أقصر واسل عنها(79/386)
أبى من صرمكم إلاّ انهزاما
و لولا فتنتي بكفاعلميها
إذاً صلّى ربيعة ثمّ صاما
أقام الحبّ حبّك في فؤادي
و حبّي في فؤادك قد أقاما
كلانا وامقٌ كلفٌ معنّى
بصاحبه وما يبغي حراما
أحبّ حديثها وتحبّ قربي
و ما إن نلتقي إلاّ لماما
فيا ليتَ النهارَ يكونُ ليلاً
وليت الصبحَ لا يجلو الظلاما
ويا ليتَ الحمامَ مسخرات
لنرسلَ في رسائلنا الحماما
لعلّ حمامة ً تهدي إلينا
كتاباً منكِ نجعلهُ إماماَ
وتبلغك المحبة عن محبًّ
أحبكِ قبله يفعاً غلاما
وما ذنبي وحبك هاج هذا
ولو ترك القطا لغفا وناما
ولو أبصرت غنمة َ ذاتَ يومٍ
وقدسفرتْ وأحدرتِ اللثاما
ينوطُ وشاحها بقضيب بانٍ
ويكسو مرطها دعصاً ركاما
إذا ابتسمتْ حسبتَ الثغر منها
تألقَ بارقٍ يجلو الظلاما
جلتْ ببشامة ٍ برداً عذابافلم تَزِدِ البشامة ُ فاكِ طيباًولكنْ أنتِ طيّبت البَشَاما
كأن عليه مسكا أو مداماسقط بيت ص
وما أدماءُ جؤذرها تراعي
وتدنو حين يسمعها بغاما
بأحسن منكِ يوم رحلت عناّ
وقد بلتْ مدامعك اللثاما
وتحتكِ بغلة ٌ زينتْ برحلٍ
مواشكة ٌ تنازعكِ اللجاماَ
وكل الحبَّ لغوٌ غيرَ حبي
فقد أردى الحشا وبرى العظاما
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> دستْ سعادُ رسولاً غير متهمٍ
دستْ سعادُ رسولاً غير متهمٍ
رقم القصيدة : 59933
-----------------------------------
دستْ سعادُ رسولاً غير متهمٍ
وصيفة ً فأتتْ إتيانَ منكتمِ
جاء الرسول بقرطاسٍ بخاتمهِ
وفي الصحيفة سحرٌ خطَّ بالقلمِ
فيه فتونُ هوى ً ظلت تغيبهُ
على الجهول وما يخفى على الفهمِ
وقد فهمتُ الذي أخفتْ فقلت لها
بوحي بلا ونعم من بين الكلمِ
قالتْ تعالَ إذا شئت مستتراً
والحكم حكمك يارقي فاحتكم
أقدمْ ربيعة ُ في رحبٍ وفي سعة ٍ
في غير قمراءَ والظلما فاغتنم
فزرتها واقعاً طرفي على قدمي
وقد تلبستُ جلبابين من ظلم
فكان ما كان لم يعلمْ به أحدٌ
وما جرحتُ وما عللتُ بالحرم
زراتكَ سعدى وسعدى منكِ نازحة ٌ
فأرقتكَ وما زارتك من أممِ(79/387)
أهلاً بطيفك ياسعدى الملم بنا
طيفٌ يسير بلا نجمٍ ولا علم
أنتِ الضجيعُ إذا مانمت في حلمي
والنجم أنت إذا ما العينُ لم تنمِ
ما أكذبَ العينَ والأحلامَ قاطبة ً
أصادقٌ مرة ً في وصلها حلمي
قولي نعمْ إنها إنْ قلتِ نافعة ٌ
ليستُ عسى وعسى صبرٌ إلى نعم
أنعمتِ نعمي علينا لستُ أنكرها
حتى أغيبَ في ملحودة ِ الرجمِ
قلبي سقيمٌ وداءُ الحبَّ أسقمهُ
ولو أردت شفيتِ القلبَ من سقمِ
قالتْ فؤداكَ بين البيضِ مقتسمٌ
ما حاجتي في فؤادٍ منكَ مقتسمِ
أنتَ الملول الذي استبدلتَ بي بدلاً
قصرتَ بي وشربت الؤمَ بالكرامِ
قد كنتُ أقسمتُ أني من هواك فما
بري يمينيَ قد أغلطتُ في القسمِ
استغفرً الله قد رقَّ الفؤادُ وما
بيني وبينك يا رقيًّ من رحمِ
ياليتَ من لامنَا في الحبُ جربهُ
فلو يذوقُ الذي قد ذقتُ لم يلمِ
الحبُّ داءٌ عياءٌ لا دواء لهُ
إلا نسيمُ حبيبٍ طيبِ النسمِ
أو قبلة ٌ من فمٍ نيلتْ مخالسة ً
وما حرامٌ فمٌ ألصقتهُ بفمِ
هذا حرامٌ لمن قد عدهُ لمماً
ولن يعذبنا الرحمنُ باللممِ
هامَ الفؤادُ بسعدى من ضلالتهِ
ياليتَ قلبي بكمْ يا سعدَ لم يهمِ
أنتِ التي أورثتْ قلبي مودتها
داءً دخيلاً وشوقاً غير منصرمِ
خلقتْ من مسكة ٍ والناسُ خلقهمُ
من لازبِ الطينِ من صلصالة القتمِ
ماصورَ اللهُ إنساناً كصورتكمْ
من بعدِ يوسف في عربٍ ولا عجمِ
أعلاكِ من صعدهٍ سمرا مقومة ٍ
والمرطُ فوقَ كثيبٍ منكِ مرتكمِ
وأنتِ جنة ُ ريحانٍ لها أرجٌ
أو وروضة ٌ نضحتْ بالويلِ والديمِ
أو بيضة ٌ قي نقاً أو درة ٌ خرجتْ
من زاخرٍ مزبدِ الأذي ملتطمِ
لاقيتُ عند استلام الركنِ غانية ً
غراءَ واضحة َ الخدينِ كالصنمِ
مرتجة ُ الردفِ مهضومٌ شواكلها
تمشي الهوينى كمشي الشارب الثلمِ
تقول قيناتها والردفُ يقعدها
من خلفها قد أتيتِ الركنَ فاستلمي
فاستلمتْ ثم قامتْ ساعة ً فدعتْ
فقمتُ أدعو ولولا تلك لم أقمِ
حتى إذا انصرفتْ سلمتُ فالتفتتْ
فقلتُ إنكِ من همي ومن سدمي(79/388)
قالتْ ومن أنتَ قلنَ التابعاتُ لها
هذا ربيعة ُ هذا فتنة ُ الأممِ
هذا المعنى الذي كانتْ مناسبهُ
تأتيكِ فاستتري بالبردِ والتثمي
شيطانُ أمتهِ لا قاكِ محرمة ً
فبإلاله من الشيطان فاعتصمي
قالتْ أعوذُ بربي منكَ واستترتْ
بغادة ٍ رخصة ِ الأطرافِ كالعنمِ
قلتُ الذمام وعهدُ اللهِ خنت بهِ
لا عهدَ للغادرِ الختارِ للذممِ
ألم تقولي نعمْ قالتْ بلى وهماً
مني وهل يؤخذُ الإنسانُ بالوهمِ
تبنا وصمنا وصلينا لخالقنا
ولم تتبْ أنتَ من ذنبٍ ولمتصمِ
فلمتُ نفسي على بذلي لها مقتي
وبخلها وقرعتُ السنَّ من ندمِ
فأبعدَ اللهُ إنساناً وأسحقهُ
أدامَ وداً لإنسانٍ ولمْ يدمِ
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> أراني ولا كفرانَ للهٍ راجعاً
أراني ولا كفرانَ للهٍ راجعاً
رقم القصيدة : 59934
-----------------------------------
أراني ولا كفرانَ للهٍ راجعاً
بخفي حنينٍ من نوالِ ابن حاتمِ
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> بكى أهل مصرٍ بالدمع السواجم
بكى أهل مصرٍ بالدمع السواجم
رقم القصيدة : 59935
-----------------------------------
بكى أهل مصرٍ بالدمع السواجم
غداة غدا منها الأغر ابنُ حاتمِ
حلفتُ يميناً غيرَ ذي مثنوية ٍ
يمينَ امرىء آلى بها غيرِ آثمِ
لشتانَ ما بين اليزيدينِ في الندى
يزيدِ سليمٍ والأغر ابنِ حاتمِ
يزيدُسليم سالمَ المالَ والفتى
أخو الأزد للأموالِ غيرُ مسالمِ
فهم الفتى الأزديّ إتلافُ مالهفلا يَحْسَبِ التّمتامُ أنّي هجوتُهُولكنّني فَضَّلْتُ أهلَ المكارمِ
وهم الفتى القيسي جمع الدراهمسقط بيت ص
فيا أيها الساعي الذي ليس مدركاً
بمسعاتهِ سعيَ البحورِ الخضارمِ
سعيتَ ولم تدركْ نوالَ ابنِ حاتمٍ
لفكَّ أسيرٍ واحتمالِ العظائمِ
كفاكَ بناءَ المكرماتِ ابنُ حاتمٍ
وتمتَ وما الأزدي عنها بنائمِ
فيا ابنَأسيدٍ لا تسامِ ابنَ حاتمٍ
فتقرعَ إنْ ساميتهُ سنَّ نادمِ
هو البحرُ إن كلفتَ نفسكَ خوضهُ(79/389)
تهالكتَ في آذيهِ المتلاطمِ
تمنيتَ مجداً في سليمٍ سفاهة ً
أمانيَّ خالٍ أو أماني حالمِ
ألأ إنما آل المهلبِ غرة ٌ
وفي الحربِ قاداتٌ لكمْ بالخزائمِ
همُ الأنفُ في الخرطومِ والناسُ بعدهمْ
مناسمُ والخرطومُ فوقَ المناسمِ
قضيتُ لكمْ آل المهلبِ بالعلاَ
وتفضليكمْ حقٌ على كلَّ حالمِ
لكمْ شيمٌ ليستْ لخلقٍ سواكمُ
سماحٌ وصدقُ البأسِ عند الملاحمِ
مهينونَ للأموالِ فيما ينوبكمْ
مناعيشُ دفاعونَ عن كلَّ جارمِ
أبا خالدٍ أنت المنوه باسمهِ
إذا نزلتْ بالناس إحدى العظائم
كفيتَ بني العباس كل عظيمة ٍ
وكنت عن الإسلام خير مزاحم
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> قد بسطَ المهديُّ كفَّ الندى
قد بسطَ المهديُّ كفَّ الندى
رقم القصيدة : 59936
-----------------------------------
قد بسطَ المهديُّ كفَّ الندى
للناسِ والعفو عن الظالمِ
فالراحلُ الصادرُ عن بابهِ
مبشرٌ للواردِ القادمِ
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> لستُ أدري أعزمهُ الدهرِ أمضي
لستُ أدري أعزمهُ الدهرِ أمضي
رقم القصيدة : 59937
-----------------------------------
لستُ أدري أعزمهُ الدهرِ أمضي
في الأعادي أم كيدهُ أم حسامهْ
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> أعثمة ُ أطلقي العلقَ الرهينا
أعثمة ُ أطلقي العلقَ الرهينا
رقم القصيدة : 59938
-----------------------------------
أعثمة ُ أطلقي العلقَ الرهينا
بعيشكِ وارحمي الصبِّ الحزينا
ربيعة ُ مغرمٌ بكِ مستهامٌ
يحنُّ إليكِ من شوق ٍ حنينا
تعرضَ زائراً لكِ فارحميهِ
فقد أورثت ِ زائركِ الجنونا
رآكِ وأنتِ مقبلة ٌ فلما
رأتكِ العينُ هجتَ لنا فتونا
وقمتِ تأوينِ وعهدُ عيني
بحسنكِ في الخزوز تأودينا
فلما أنْ رآك الناسُ قالوا
تعالى اللهُ ربُّ العالمينا
بدتْ منكِ الروادفُ مشرفاتٍ
روادفُ لم تدعْ للناسِ دينا
وقد أعطاكِ ربكِ فاشكريهِ
جمالاً فوقَ وصفِ الواصفينا
فما الشمسُ المضيئة ُ يومَ دجنٍ(79/390)
بأحسنَ منكِ يومَ تبذلينا
إذا أقبلت ِ رعتِ الناس حسناًفلو أنَّ الملوكَ رَأَوْكِ يوماًلخرُّوا مِنْ جَمَالِكِ ساجِدينَا
وإنْ أدبرتِ قيدتِ العيوناسقط بيت ص
ولو أنَّ النساءَ ملكنَ أمراً
لكنتِ إذنْ أمير المؤمينا
لقد أعطيتِ أردافاً ثقالاً
وقد حملتِ ما لا تحملينا
إذا رمتِ القيامَ نخالُ دعصاً
يمانعكِ القيامَ فتقعدينا
إذا صليتِ ثمّ سجدتِ قلنا
ألا يا ليتها سجدتْ سنينا
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> يا أميرَ المؤمنينَ
يا أميرَ المؤمنينَ
رقم القصيدة : 59939
-----------------------------------
يا أميرَ المؤمنينَ
اللهُ سماك الأمينا
سرقوني من بلادي
يا أميرَ المؤمنينا
سرقوني فاقض فيهمْ
بجزاءِ السارقينا
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> معنُ يا معنُ يا ابن زائدة الكلبِ
معنُ يا معنُ يا ابن زائدة الكلبِ
رقم القصيدة : 59940
-----------------------------------
معنُ يا معنُ يا ابن زائدة الكلبِ
التي في الذراع لا في الفنانِ
لا تفاخرْ إذا فخرتَ بآبائكَ
وافخرْ بعمك الحوفزانِ
فهشامٌ من وائلٍ في مكانٍ
أنت ترضى بدون ذاك المكانِ
ومتى كنت يا ابنَ ظبية َ ترجوهي حوراءُ كالمَهَاة ِ هِجِانٌلِهِجَانٍ وأنتَ غيرُ هِجَانِ
أن تبني على ابنة الغضبانسقط بيت ص
وبناتُ السليلِ عند بني ظبية َ
أفٍّ لكمْ بني شيبانِ
قيل معنٌ لنا فلما اختبرنا
كان مرعى وليس كالسعدانِ
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> جعفي جيرانها فقد عطرتْ
جعفي جيرانها فقد عطرتْ
رقم القصيدة : 59941
-----------------------------------
جعفي جيرانها فقد عطرتْ
جعفي من نشرها ورياها
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> ترى الرجل النحيف فتزدريه
ترى الرجل النحيف فتزدريه
رقم القصيدة : 59942
-----------------------------------
ترى الرجل النحيف فتزدريه
وفي أثوابه أسد مزيرُ
فما عظم الرجال لهم بفخر
ولكن فخرهمْ كرمٌ وخيرُ(79/391)
العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> إذا المرء لم يكسبْ معاشاً لنفسه
إذا المرء لم يكسبْ معاشاً لنفسه
رقم القصيدة : 59943
-----------------------------------
إذا المرء لم يكسبْ معاشاً لنفسه
شكا الفقرَ أو لاقى الصديقَ فأكثرا
وصار على الأذنينَ كلاًّ وأوشكتْ
صلاتُ ذوي القربى له أن تنكرا
فسرْ في بلاد الله والتمس الغنى
تعشْ ذا يسار أو تموتَ فتعذرا
وما طالبُ الحاجاتِ منْ حيثُ تبتغى
من الناسِ إلا منْ أجدَّ وشمرا
فلا ترضَ من عيشٍ بدون ولا تنمْ
وكيف ينامُ الليلَ من كانَ معسرا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> الآن إذ بردَ السلوُّ ظمائي
الآن إذ بردَ السلوُّ ظمائي
رقم القصيدة : 59944
-----------------------------------
الآن إذ بردَ السلوُّ ظمائي
و أصابَ بعدكم الأساة ُ دوائي
كانت عزيمة حازمٍ أضللتها
في قربكم فأصبتها في النائي
آليتُ لا رقبَ الكواكبَ ناظري
شوقا ولا مسحَ الدموعَ ردائي
أمسٌ من الأهواءِ عفى رسمه
بيد النهى يومٌ من الآراءِ
و قذاءُ قلبي أن يحنّ لناظرٍ
يومَ الرحيل تفرق الخلطاءِ
دعهم ومنْ حملته حمرُ جمالهم
للبين من حمراءَ في بيضاءَ
مستمطرين ولم تجدهم أدمعي
و مؤججين وما لهم أحشائي
كانوا النواظرَ عزة ً لكنهم
غدروا فلم تطبق على الأقذاءِ
و لقد يغادرني وحيداً مخفقاً
خبثُ المعاش وقلة ُ النجباءِ
أظمى ورييَّ في السؤال فلا يفي
حرُّ المذلة ِ لي ببرد الماءِ
قالوا سخطتَ على الأنام وإنما
سخطى لجهلهم بوجه رضائي
صورٌ تصرفُ أنفسُ الأمواتِ في
أجسامها بجوارح الأحياءِ
ألقي إلى الصماء بثى َ منهمُ
و أعير شمسى َ ناظرَ العشواءِ
بأبي غريبٌ بينهم في داره
متوحدٌ بتعدد النظراءِ
يفديك مستامون لا عن قيمة ٍ
مسمون والمعنى سوى الأسماءِ
يتطاولون ليبلغوك ولم يكن
ليضمهم وعلاك خطُّ سواءِ
و إذا جريتَ على الرهان وبهمهم
لاقَ الخلوقُ بجبهة الغراءِ
و الشامة ُ البيضاءُ تنعت نفسها
بوضوحها في الجلدة السوداءِ(79/392)
عجزتْ قرائحهم وأغدرُ غادرٍ
يومَ الخصام الفاءُ بالفأفاءِ
لبيك عدة َ ما أتاني غافلا
عنك الرواة ُ بطيب الأنباءِ
و غلوتَ في وصفي فقلتُ سجية ٌ
ما زلتُ أعرفها من الكرماءِ
عميَ الورى عن وجهها فرأيتهُ
و هو البعيد بناظريْ زرقاءِ
قد كنتُ أظهرها وتخفى بينهم
ما للغنى أثرٌ على البخلاءِ
لا ارتعتُ إذ أعطيتُ منك مودة ً
ماذا أسرّ الناسُ من بغضائي
و صداقتي للفاضلين شهادة ٌ
بالنقص ثابتة ٌ على أعدائي
نسبٌ مزجنا لا تميز بيننا
فيه امتزاجَ الماءِ بالصهباءِ
و مودة الأبناء أحسنُ ما ترى
موروثة ً عن نسبة الآباءِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يا عين لو أغضيتِ يومَ النوى
يا عين لو أغضيتِ يومَ النوى
رقم القصيدة : 59945
-----------------------------------
يا عين لو أغضيتِ يومَ النوى
ما كان يوماً حسناً أن يرى
كلفتِ أجفانكِ ما لو جرى
برمل يبرينَ شكا أو جرى
جناية ً عرضتِ قلبي لها
فاحتملي أولى بها منْ جنى
سلْ ظبياتٍ بالحمى رتعاً
خضرَ منهنّ بياضُ الحمى
نشدتكنّ اللهَ ما حيلة ٌ
صاد بها الأسدَ عيونُ المها
إن تك سحرا أولها فعلهُ
فالسحر يشفي منه طبُّ الرقى
فيكنّ من حشوُ جلابيبه
أهيفُ راوى الردف ظامى الحشا
قلبي له مرعى وصدري كلاً
ليت كلاً ظبى الحمى ما رعى
يا بأبي غضبانَ لو أنه
يرضى بغير القتل نال الرضا
أغصُّ بالماء حفاظا لما
فارقته في فمه من لمى
ما لدماء الحبَّ مطلولة ً
أهكذا فيهنّ دين الدمى
إن كانت الأعراضُ مجزية ً
فعاقبَ الله الهوى بالهوى
لله قلبٌ حسنٌ صبرهُ
ما سئل الذلة إلا أبى
و صاحب كالسيف ما صادفت
ضربتهُ غرباهُ إلا مضى
يركب في الحاجات أخطارها
إما خساً فيها وإما زكا
يقيل إن هجر في ظله
و يحسب الليلَ البهيمَ الضحى
كأنه في الخطب بالحظَّ أو
بدرِ بني عبد الرحيم اهتدى
فداء من يحسن أن يوسع ال
إحسانَ قومٌ خلقوا للفدى
جاد على الأملاك واستظهروا
بالمنع بخلا في زمان الغنى
تبعث أحشاؤهم غيظه
إلى حلوقٍ حسبته الشجا(79/393)
أراهمُ عجزهمُ ناهضٌ
بالثقل ما استضوئ إلا ورى
من معشرٍ تضمنُ تيجانهم
صوعَ المعالي وعيابَ النهى
ترفع منهم عن جباهٍ بها
أبهة ُ الملكِ عفا أو سطا
للعزَّ حشدٌ دون أبوابهم
يشعرك الخوفَ ولما يرى
إذا أحبوا غاية ً حرموا
دون مداها أن تحلَّ الحبى َ
قل للحسين بن عليّ وما
نماك أصل الخير حتى نما
أديت عنهم فاحتبت روضة ٌ
تنبت بالنضرة فضلَ الحيا
مناقبٌ يجمعنا مجدها
جمعَ العرى في عقدات الرشا
لذاك ما ظلل لي واسعٌ
أرتعُ منه آمناً في حمى
كأنني في دوركم منكمُ
في غير ما يخطر أو يحتمى
في نعمة ٍ منكم إذا استكثرتْ
منها الفرادي أعقبتها الثنى
يحسدني الناسُ عليها ولو
قطعني حاسدها ما اعتدى
نشرتها شكراً ولو أنني
طويتها نمتْ نميمَ الصبا
فلتبقَ لي أنت فحقا إذا
وجدت قولي لا عدمتُ المنى
في نعمة ٍ ليست بعارية ٍ
تضمنُ أو مقروضة ٍ تقتضى
يعضد فيها العامُ ما قبلهُ
و يفضل اليومَ أخوه غدا
في كل يومٍ لك عيدٌ فما
يغرب في عينيك عيدٌ أتى
و خذ من الأضحى بسهميك من
حظين في آخرة أو دنى
أجرك مذخورٌ لها ذاكَ وال
نيروزُ موفورٌ على حفظِ ذا
ما طيفَ بالأستارِ في مثلهِ
و دامتِ المروة ُ أختَ الصفا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ما لكمُ لا تغضبون للهوى
ما لكمُ لا تغضبون للهوى
رقم القصيدة : 59946
-----------------------------------
ما لكمُ لا تغضبون للهوى
و تعرفون الغدرَ فيه والوفا
إن كنتمُ من أهله فانتصروا
من ظالمي أو فاخرجوا منه براَ
أما ترون كيف نام وحمى
عيني الكرى فلم ينم ظبيُ الحمى
و كيف خلاني بطيئا قدمى
عنه ومرّ سابقا مع الونى
غضبانُ يا لهفيَ كم أرضيته
لو كان يرضى المتجنى بالرضا
ما لدليلٍ نصلتْ ركابهُ
من الدجى حاملة ً شمسَ الضحى
ضلَّ ولو كان له قلبي اهتدى
بناره أو شام جفنيَّ سقى
قالوا الغضا ثم تنفستُ لهم
فهم يدوسون الحصا جمرَ الغضا
بين الحدوج مترفٌ يزعجهُ
لينُ مهادٍ ورفيقاتُ الخطا
عارضني يذكرني الغصنَ به(79/394)
و أين منه ما استقام وانثنى
حيَّ وقربْ بالكثيب طارقا
من طيف حسناءَ على الخوفِ سرى
عاتبَ عنها واصفاً مودة ً
ما أسأرتْ إلا علالاتِ الكرى
أضمُّ جفنيَّ عليه فرقاً
من الصباح وعلى ذاك انجلى
كأنني عجباً به وشعفاً
محبة ُ العمدة ِ في حبَّ العلا
شمرَ للمجدِ وما تشمرتْ
له السنونَ يافعٌ كهلُ الحجا
و قام بالرأي فكان أولُ
من رأيه وآخرُ الحزمِ سوا
سما إلى الغاية حتى بلغتْ
همتهُ به السماءَ وسما
فابن الملوك بالملوك يقتدى
و ابن البحار بالبحار يبتغى
سكنتموها فاضحين جودها
مبخليها بالسماحِ والندى
نشلتم الملكَ وقد تهجمتْ
سائلة ٌ بلغت الماءَ الزبى
و اعترضت وجهَ الطريق حية ٌ
صماءُ لا تصغى لخدعاتِ الرقى َ
أنكر فيها الملكُ مجرى تاجهِ
و قام عن سريره وقد نبا
لفتْ على العراق شطراً وانثنت
لفارسٍ فدبَّ سمٌّ وسرى
لم تدرِ أنَّ بعمانَ حاوياً
ما خرزاتُ سحرهِ إلاّ الظبا
يتركها تفحصُ عن نيوبها
درداءُ تستافُ الترابَ باللها
سبقاً أتتك وحمتك حسرا
عن هذه الدولة هاذاك العشا
مهلا بني مكرمَ منْ سماحكم
قد أثمر المصفرُّ واخضرّ الثرى
إن كنتم الغيثَ تبارون به
فحسبكم ما يفعل الغيثُ كذا
يا نجمُ كانت مقلتي تنظرهُ
حتى استنار بدرَ تمًّ واستوى
صحبتهُ ريحانة ً فلم يزل
دعاى حتى طال غصنا ونما
اذكرْ ذكرتَ الخيرَ ما لم تنسهُ
من صحبتي ذكركَ أيامَ الصبا
و حرمة ً شروطها مكتوبة ٌ
على جبين المجدِ راعوا حقَّ ذا
ما نعمة ٌ تقسمها إلا أنا
بها أحقُّ من جميع منْ ترى
أيُّ جمالٍ زنتني اليومَ به
زانك بين الناس من مدحي غدا
لا تعدمَ الأيامُ أو عبيدكم
نعماء منكم تحتذى وتجتدى
و لا تزل أنتَ مدى الدهر لنا
كهفا إلى أن لا ترى الدهرَ مدى
كلُّ صباحٍ واجهتك شمسهُ
عيدٌ وكلُّ ليلة ٍ ليلُ منى
إن نحروا فرضاً فقم نافلة
فانحر عداك حسداً بلا مدى
و ابقَ على ما قد أحلَّ محرمٌ
و ما دعا عند الطوافِ وسعى
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ما مكرمٌ هينُ الآباء يكرهه(79/395)
ما مكرمٌ هينُ الآباء يكرهه
رقم القصيدة : 59947
-----------------------------------
ما مكرمٌ هينُ الآباء يكرهه
أبناءُ قومٍ ويرضى عنه آباءُ
صينَ لدى الله باسمٍ واحدٍ وغدا
مشهراً فيه بين الناس أسماءُ
تلقى به شقة ً عيناك وهو غدا
فيه شقاءٌ لأقوامٍ وَ نعماءُ
إذا وسمتَ علاماتٍ به فبدت
تلوح فهي له سترٌ وإخفاءُ
فإن كسته ثيابَ العزَّ ناسجة ً
يدٌ صناعٌ نفتها عنه خرقاءُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ساهرة ُ الليلِ نؤومُ الضمحى
ساهرة ُ الليلِ نؤومُ الضمحى
رقم القصيدة : 59948
-----------------------------------
ساهرة ُ الليلِ نؤومُ الضمحى
ريانة ٌ والأرضُ تشكو الظما
رائحة ٌ في السربِ لم تقتنصْ
ظباؤه إلا بأمر الدجى
ملتئمٌ فوها وإن لم يكن
في شفتيها ما لها من لمى
حية ُ ماءٍ ناقعٌ سمها
و ناقعٌ سمُّ أفاعي الصفا
تعطيك مها ألسناً عدة ً
مجتمعاتٍ كلها في لها
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أيها العاتبُ ما ذا
أيها العاتبُ ما ذا
رقم القصيدة : 59949
-----------------------------------
أيها العاتبُ ما ذا
ك وما أعرفُ ذنبي
أتظنُّ الدمعَ ديناً
تتقاضاه بعتب
إن تكن أنكرتَ حفظي
لك وارتبتَ بحبيّ
فبعينِ الله يا ظا
لمُ عيناي وقلبي .
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> عذيرى منْ باغٍ عليّ أحبهُ
عذيرى منْ باغٍ عليّ أحبهُ
رقم القصيدة : 59950
-----------------------------------
عذيرى منْ باغٍ عليّ أحبهُ
و لم أرَ بغيا قبله جره الحبُّ
يعاتبني في الهجرِ والهجرُ دينه
و قد كان حلواً لو حلا وده العتبُ
و أسلك طرقَ الوصلِ وهو محببٌ
فإن ضلَّ حقٌّ بيننا فله الذنبُ
بعثتَ ندوبا من تجنيك يا أبا ال
حسين سهاماً لا يقوم لها قلبُ
أذكراً بما سرّ الوشاة َ وتهمة ً
لعهدي وقولاً فيَّ أسهلهُ صعبُ
و ذما ولو ما جاء غيرك خاطباً
جزاءً به مني لقد سهلَ الخطبُ
و كم جرعتْ مني رجالٌ بحورها
كئوسُ انتقامٍ مرها في فمي عذبُ(79/396)
بأيّ وفاءٍ خلتني حلتُ عن هوى ً
و مثليَ لا يسلو وفي الأرض من يصبو
تصفحْ صحابَ الخير والشرّ وانتقد
بقلبك تحرزني إذا نبذَ الصحبُ
و لا تتمكنْ من يقينك ريبة ٌ
فتنبو فإنّ الصارم العضبَ لا ينبو
سلمتُ من الحسادِ فيك فإنهم
إذا مكنوا من نارِ فتنتهم شبوا
و لا أطفأتْ منك الليالي بجورها
على العبد رأياً كانْ يقدحهُ القلبُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> حمامَ اللوى رفقاً به فهو لبهُ
حمامَ اللوى رفقاً به فهو لبهُ
رقم القصيدة : 59951
-----------------------------------
حمامَ اللوى رفقاً به فهو لبهُ
جواداً رهانٍ نوحكنّ ونحبهُ
قراكنّ من لا ينقعُ الطير ماؤه
و لا يشبعُ النوقَ السواغبَ عشبهُ
و طرتنَّ حيث القانصُ امتدّ حبلهُ
و طالت فلم تعدُ القوادمَ قضبهُ
أعمداً تهيجن امرأً بان أنسه
و أسلمهُ حتى أخوه وصحبهُ
أمرّ ومهري مغرمين على اللوى
فأسأله أو كاد ينطق تربهُ
من الحيّ تستقُّ العرضنة َ عيسهُ
إزاءك حتى امتدّ كالسطر ركبهُ
و في الظعنِ محسودُ الحواضر مترفٌ
تلاثُ على خدّ الغزالة نقبهُ
تطولُ على الصواغِ حين يمدها
خلاخيلهُ الملأى وتقصرُ حقبهُ
جهدنا فلم ندرك على أنَّ خيلنا
سواءٌ عليها سهلُ سيرٍ وصعبهُ
و قد فطنتْ للشوق فهي تسرعا
تكاد تعدّ السير يومَ تغبهُ
أكلُّ ظمائي غائضٌ ما يبله
و كلّ سقامي معوزٌ منْ يطبهُ
تلاعبتَ بي يا دهرُ حتى تركتني
و سيانِ عندي جدّ خطبٍ ولعبهُ
و أبعدتَ منْ أهوى فإن كنتَ مرمعا
لتسلبني عنهم فسعدٌ وقربهُ
بودي وهل يغنى عن المرء وده
و أشياعهُ فيما يحاول حزبهُ
سلكتُ مجازَ العزّ بيني وبينه
تحطُّ روابيه وتهتكُ حجبهُ
و لو أنّ أرضا مهلكا هان قطعها
و لو أنّ ماءً من دمٍ ساغ شربهُ
إلى قمرٍ طرفي تعللَ دونه
و كم قمرٍ غطته دونيَ سحبهُ
أبا القاسم المرعى مريرٌ نباتهُ
يبيسٌ وحلوُ العيش عندك رطبهُ
أقول وما داجتك زوراً محبتي
و قد يفرط الإنسانُ فيمن يحبهُ
زكا غصنٌ من آل ضبة َ أصلهُ(79/397)
أبوك له فرعٌ وإنك عقبهُ
علاءٌ تملتْ منه بالودّ عجمهُ
لصحبها واستبقتِ العزَّ عربهُ
رأى بك ما أنسى ابنَ غيلٍ شبولهُ
فخيرا بخيرٍ أو فشرا يذبهُ
قليلا على حكم النجابة شبههُ
كثيراً على ما توجب السنُّ تربهُ
لئن أخرتني عن فنائكما التي
عتبتُ لها دهري فلم يجدِ عتبهُ
و ستوفني رؤياكما فألطَّ بي
فعادتهُ في أخذ حقيَ غصبهُ
فيا ليته أدنى مزاريَ منكما
و أهلى َ مرعاه وداريَ نهبهُ
و ما أنا من تصبيه أوطانُ بيته
لعاجلِ أمرٍ سرَّ والعارُ غبهُ
إذا أنا أبغضتُ الهوانَ وداره
فأهونُ ما فارقتهُ من أحبهُ
صلونا فإنا مجدبون بمنزلٍ
يضيق على الأيام بالحرّ رحبهُ
سواءٌ به يا آل ضّة ليثهُ
إذا سار يبغي الرزق فيه وضبهُ
و كانوا عياراً ربما جاد بعضهم
فأعدى صحاحَ السرحِ يا سعدُ جربهُ
يعزّ عليكم كيف يرجعُ مرملا
غلامٌ من الآداب والمجد كسبهُ
تقدمني قومٌ وما ذاك ضائري
لديكم إذا ما أخلص الزبدَ وطبهُ
أبانهمُ تلفيقُ جهلٍ يربهم
و أخملني تحقيقُ فضلٍ أربهُ
تحلَّ بها يا سعدُ فهي قلادة ٌ
يزينُ فيها فاخرَ الدرّ ثقبهُ
هدية ُ خلًّ إن جعلتَ ودادك ال
صداقَ لها مع فقره فهو حسبهُ
يرفعهُ عن بذلة البعد عتبهُ
و همته العليا إلى الناس ذنبهُ
و لي أختها عند الوزير تلوح في
دجى الليل أو تبدو فتخجلُ شهبهُ
يلذُّ لها مدُّ النشيد ولينه
و يزهى بها رفعُ الكلامِ ونصبهُ
لها حسنها لكن أريدك شافعاً
و خيرُ شفيعٍ لي إلى الجسم قلبهُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> دواعي الهوى لك أن لا تجيبا
دواعي الهوى لك أن لا تجيبا
رقم القصيدة : 59952
-----------------------------------
دواعي الهوى لك أن لا تجيبا
هجرنا تقى ً ما وصلنا ذنوبا
قفونا غرورك حتى انجلتْ
أمورٌ أرينَ العيونَ العيوبا
نصبنا لها أو بلغنا بها
نهى ً لم تدعْ لك فينا نصيبا
و هبنا الزمانَ لها مقبلا
و غصنَ الشبيبة غضا قشيبا
فقل لمختوفنا أن يحول
صباً هرماً وشبابٌ مشيبا
وددنا لعفتنا أننا(79/398)
ولدنا إذا كرهَ الشيبُ شيبا
و بلغ أخا صحبتي عن أخيك
عشيرته نائيا أو قريبا
تبدلتُ من ناركم ربها
و خبثِ مواقدها الخلدَ طيبا
حبستُ عنانيَ مستبصرا
بأية ِ يستبقون الذنوبا
نصحتكمُ لو وجدتُ المصيخَ
و ناديتكم لو دعوتُ المجيبا
أفيئوا فقد وعد الله في
ضلالة ِ مثلكمُ أن يتوبا
و إلا هلموا أباهيكمُ
فمن قامَ والفخرَ قام المصيبا
أمثل محمدٍ المصطفى
إذا الحكم وليتموه لبيبا
بعدلٍ مكانَ يكون القسيمَ
و فصلٍ مكانَ يكون الخطيبا
و ثبتٍ إذا الأصلُ خان الفروعَ
و فضلٍ إذا النقصُ عاب الحسيبا
و صدقٍ بإقرار أعدائه
إذا نافق الأولياءُ الكذوبا
أبان لنا اللهُ نهجَ السبيلِ
ببعثته وأرانا الغيوبا
لئن كنتُ منكم فإنّ الهجي
ن يخرجُ في الفلتاتِ النجيبا
ألكني إلى ملكٍ بالجبا
ل يدفعُ دفعَ الجبالِ الخطوبا
فتى ً يطرقُ المدحُ من بابه
قرى كافيا وجناباً رحيبا
قوافيَّ تلك وردنَ النمي
رَ من جوده ورعينَ الخصيبا
عواريَ تكسى َ ابتساماتهِ
و في القول ما يستحقُّ القطوبا
و من آل ضبة َ غصنٌ يهزُّ
جنياً ويغمزُ عوداً صليبا
و كانوا إذا فتنة ٌ أظلمتْ
و أعوزهم منْ يجلى َّ الكروبا
تداعوه يا أوحداً كافياً
لنا مستخصاً الينا حبيبا
فكان لنا قمراً ما دجتْ
و ماءً إذا هي شبتْ لهيبا
أرى ملكَ آلِ بويهْ ارتدى
عواراً بأن راح منه سليبا
فإن يمس موضعهُ خاليا
فما تعرفُ الشمسُ حتى تغيبا
لك الخير مولى ً رميتُ المنى
رشاءً إليه فروى قليبا
لحظى في حبس سيري الي
ك رأى ٌ سأنظرهُ أن يؤوبا
إذا قلت ذا العامُ شافٍ بدت
قوارفُ منع تجدُّ الندوبا
و لي عزمة ٌ في ضمانِ القبولِ
ستدركُ إن ساعدتني هبوبا
و إلا فتحملُ شكرا اليك
يشوقُ الخلى َّ ويغرى الطروبا
و عذراءَ تذكر نعماك بي
و إن كنتُ لستُ بها مستريبا
ستنكرُ فجأة َ عنوانها
إذا هو أعطاك وسماً غريبا
فوفَّ فقد جعلَ الدينُ ما
تنفلتَ في الجودِ فرضا وجوبا
و قد كنتُ عبداً قصيا وجدتَ
فكيف وقد صرتُ خلاًّ نسيبا(79/399)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أخى في الودّ فوق أخى النسيبِ
أخى في الودّ فوق أخى النسيبِ
رقم القصيدة : 59953
-----------------------------------
أخى في الودّ فوق أخى النسيبِ
و خلى ّ دون كلَّ هوى ً حبيبي
و مولاي البغيدُ يقول خيراً
قريبٌ قبل مولاي القريبِ
و ما دحى َ المصرحُ شاهداً لي
فداءٌ للمعرض في مغيبي
فلا تتطلبي غلطاتِ شوقي
فما إن زلتُ ذا شوقٍ مصيبِ
أردتني ليملكني نفاقا
سليمُ الوجه ذو ظهرٍ مريبِ
و ألسنة ٌ تظاهرني صحاحاً
و أعلمها بطائنَ للعيوب
قد اعتذر الزمانُ بودّ خلًّ
محا ما كان أسلفَ من ذنوبِ
أتتني طاب ما أتتِ ابتداءً
بلا حقًّ عليه ولا وجوبِ
يدٌ منه وفتْ بيد الغمام ال
مصيب همتْ على العام الحديبِ
فمثله التصورُ لي بقلبٍ
يرى بالظنّ من خللِ الغيوبِ
أبا حسنٍ بدأتَ بها فتمم
و إن لم تعطني إلا نصيبي
صفاتك وهي تكشف عن قريضي
يمينُ القينْ يشحذ عن قضيبِ
بنا ظمأٌ وعندكمُ قليبٌ
و أنت رشاءُ هاذاك القليبِ
أبو العباس موئلناو سعدٌ
فقل في الطود أو قل في الكثيبِ
رضيتك ثمَّ لي ذخرا لنشر ال
سليم الطيّ أو نشر المعيبِ
و غيرك منْ سكنتُ إليه كرهاً
كما سكن العذارُ إلى المشيبِ
متى سالمتني سلمتْ صفاتي
على ما دسَّ قومٌ من ذنوبي
إذا نظر الحبيبُ بعينِ عطفٍ
فأهونُ ناظرٍ عينُ الرقيب
Free counter
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> شفى الله نفسا لا تذلُّ لمطلبِ
شفى الله نفسا لا تذلُّ لمطلبِ
رقم القصيدة : 59954
-----------------------------------
شفى الله نفسا لا تذلُّ لمطلبِ
و صبرا متى يسمعْ به الدهرُ يعجبِ
و صدراً إذا ضاقت صدورٌ رحيبة ٌ
لخطبٍ تلقاه بأهلٍ ومرحبِ
بعيدا عن الأفكار ما كنَّ حطة ً
فإن تك في كسب المكارمِ تقرب
تمرنْ بأخلاقي فتى الحيّ إن تكن
رفيقاً فإما عاذرى أو مؤنبي
تبغضْ إذا كنتَ الفقيرَ وإن تكن
غنيا فطامنْ للغنى وتحجبِ
إذا لم تجدْ ما يعظمونك رغبة ً
و أردت النصف منهم فأرهبِ(79/400)
فإنك ما لم ترجَ أو تخشَ فيهمُ
و تقعدْ مع الوسطى تدسك فتعطبِ
أفق يا زماني ربما أنا صائر
إلى سهلِ ما أرجو بفرطِ تصعبي
أغرك في ثوب العفاف تزمل
و أخذى مكانَ الآمل المترقبِ
إذا أنا طالت وقفتي فتوقنى
فإنّ لها لا بدّ وثبة َ منجبِ
و يا صاحبي والذلّ للرزق موردٌ
أضنُّ بنفسي عنه وهي تجودُ بي
خذ النفسَ عني والمطامعَ إنها
قد استوطأتْ من ظهرها غيرَ مركبي
حرامٌ وإن أمحضتَ مطعم
على ّ إذا أداه أخبثُ مكسبِ
أأنت على هجر اللئام معنفى
نعم أنا ثمَّ فارض عني أو اغضبِ
أألقى البخيلَ أجتديه بمدحة ٍ
خصيمان فيها شاهدي ومغيبي
و أكذبُ عنه في عبارة ِ صادقٍ
كثيرٌ إذاً في حيث أصدقُ مكذبي
تعودته خلقاً ثنائي لمحسنٍ
أقول بما فيه وذميّ لمذنبِ
فما سرني في الحقّ أنيّ مع العدا
و لا عابَ أنيّ في المحال على أبي
و حاجة ِ نفسٍ دبرّ الحزمُ صدرها
فأبتُ بها محمودة ً في المعقبِ
أريدُ بها الكافي بقلبٍ معذبٍ
مرادَ ابن حجرٍ قبلها أمَّ جندبِ
و ليلِ تمامٍ قد قليتُ نجومه
إليه يردنَ الشرقَ يذهبنَ مذهبي
و ما لانفرادي ما لها من تجمع
و لكن بقلبي ما بها من تلهبِ
و طودٍ تخال الراسياتِ وهاده
متى يبغِ ظنُّ العينِ أخراهُ يكذبِ
تراه ولم تظفر محلقة ً به ال
قعابُ بعينيْ عاجزٍ في تهيبِ
سلكتُ فأداني بقلبٍ ملفحٍ
عظائمَ ما ألقى َ وجسمٍ مجربِ
إرادة ُ حظًّ أتعبتني ومن تكن
له حاجة ٌ في ذمة ِ الشمسِ يتعبِ
فدى الأوحد الكافي جبانٌ لسانهُ
شجاعٌ بحيث القولُ غير مصوبِ
بخيلٌ لو أنَّ البحرَ بين بنانه
و فرقها عن قطرهِ لم تسربِ
يساميه تغريرا برأيٍ مشعثٍ
يكدُّ ولا يجدي وعرضٍ مشعبِ
و منتسبٌ يومَ التفاخر مسفرٌ
إذا انتسب الضبيُّ قيلَ تنقبِ
أيا ساريا إما ركبتَ فلا تنخْ
مريحا وإما ماشيا كنتَ فاركبِ
لعلك تأتي شرعة َ الجودِ سابقا
بهاذاك مع فرط التزاحم تشربِ
و قل يا أبا العباس بل يا أبا الورى
فكلهمُ فيما ملكتَ بنو أبِ
أنا ذاك لم تكفِ اشتياقي زورة ٌ(79/401)
بلى زادني بالبعدِ شجواً تقربي
إذا كنتَ تهوى الشيءَ إما رأيته
و أحببتَ أن تشقى فزرْ ثمَّ جنبِ
أحنّ إذا الوفدُ استقلوا لقصدكم
حنينَ الفتى العذريَّ مرَّ بربربِ
و والله لم أهجركم العامَ عن قلى
و لا أنّ سيراً نحوكم كان منصبي
و ما صاحبي قلبٌ بظنًّ مرجمٍ
إلى غيركم في العالمين مقلبي
إذا أطربَ الإبلَ الحداءُ فإنني
إليكم متى غنيتُ فالجودُ مطربي
و نفسي لكم تلك التي لودادها
و لو أغضبتْ في واجبٍ ألفُ موجبِ
أأمدحُ منها ما اختبرتم . وإنما
يظنُّ بعتق السيفِ ما لم يجربِ
هجرتُ لك الأقوامَ حباً فوفني
يبنْ بي إلى جدوى يديك تحز بي
و أشمتهم ذا العامَ أنك جرتَ بي
و مذهبك العدلُ الصحيحُ ومذهبي
لئن عتبوا أني تفردتُ دونهم
بمدحك فاشهدْ أنني غير معتبِ
فإن خبثتْ أيديهمُ لي وأسهكتْ
فربَّ نوالٍ طاهرٍ لك طيبِ
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> هبْ من زمانكَ بعضَ الجدّ للعبِ
هبْ من زمانكَ بعضَ الجدّ للعبِ
رقم القصيدة : 59955
-----------------------------------
هبْ من زمانكَ بعضَ الجدّ للعبِ
و اهجرْ إلى راحة ٍ شيئاً من التعبِ
ما كلُّ ما فات من حظًّ بليتهُ
عجزٌ ولا كلُّ ما يأتي بمجتلبِ
لا تحسبِ الهمة َ العلياءَ موجبة ً
رزقاً على قسمة الأقدارِ لم يجبِ
لو كان أفضلُ منْ في الناس أسعدهم
ما انحطتِ الشمسُ عن عالٍ من الشهبِ
أو كان أسيرُ ما في الأفق أسلمهم
دام الهلالُ فلم يمحقْ ولم يغبِ
يا سائقَ الركبِ غربياً وراءك لي
قلبٌ إلى غير نجدٍ غيرُ منقلبِ
تلفتاً فخلال الضيقِ متسعٌ
و ربٌّ منجذبٍ في زيً مجتنبِ
قفْ ناديا آل بكر في بيوتكمُ
بيضاءُ يطربها في حسنها حربى
لما رأت أدمة ً نكراً وغائرة ً
شهباءَ راكضة ً في الدهم من قضبى
لوتْ وقد أضحكتْ رأسي الخطوبُ لها
وجهاً إلى الصدّ يبكيني ويضحك بي
لا تعجبي اليومَ من بيضائها نظراً
إلى سنيّ فمن سودائها عجبي
ما زلتُ علماً بأنَّ الهم محترمٌ(79/402)
عمرَ الشبيبة ِ أبكيها ولم أشبِ
وسومُ شيبٍ فإن حققتِ ناظرة ً
فإنهنّ وسومٌ فيَّ للنوبِ
ترى نداماي ما بين الرضافة ِ فال
بيضاءِ راوين من خمرٍ ومن طربِ
أو عالمين وقد بدلتُ بعدهمُ
ما دارُ أنسى وما كأسي وما نشبي
فارقتهم فكأني ذاكراً لهمُ
نضوٌ تلاقت عليه عضتا قتبِ
سقى رضايَ عن الأيام بينهمُ
غيثٌ وبان عليها بعدهم غضبي
إذ نسكب الماءَ بغضاً للمزاج به
و نطعمُ الشهدَ إبقاءً على العنبِ
يمشي السقاة علينا بين منتظرٍ
بلوغَ كأسٍ ووثابٍ فمستلبِ
كأنما قولنا للبابلى أدر
حلاوة ً قولنا للمزيدي هبِ
فدى على جبانُ الكفَّ مقتصرٌ
من الفخار على الموروث بالنسبِ
يرى أبوه ولا ترضى مكارمه
الأرضُ صحت وأودى الداءُ بالعشبِ
و مشبعون من الدنيا وجارهمُ
بادى الطوى ضامرُ الجنبين بالسغبِ
قل للأمير ولو قلت السماءُ به
مفضوحة ُ الجودِ لم تظلمْ ولم تحبِ
أعطيتَ مالك حتى ربَّ حادثة ٍ
أردتَ فيها الذي تعطى فلم تصبِ
لو سمتَ نفسك أن ترتاضَ تجربة ً
بحفظ ذاتِ يدٍ يومين لم تطبِ
كأنّ مالكَ داءٌ أنت ضامنه
فما يصحك إلا علة ُ النشبِ
لو كان ينصفك العافون لاحتشموا
بعضَ السؤالِ فكفوا أيسرَ الطلبِ
يا بدرَ عوفٍ وعوفُ الشمسُ في أسدٍ
و أسدٌ شامة ٌ بيضاءُ في العربِ
أنتمْ أولو البأسِ والنعماءِ طارفة ٌ
أخباركم وعلى ً تلدٌ من الحقبِ
أحلى َ القديم حديثاً جاهليتكمْ
و قصُّ أسلافكم من رتبة الكتبِ
ما كنتمُ مذ جلا الإسلامُ صفحتهُ
إلا سيوفَ نبيًّ أو وصى َّ نبي
بكم بصفينَ سدَّ الدينُ مسكنهُ
و آلُ حربٍ له تحتال في الحربِ
و قام بالبصرة الايمانُ منتصباً
و الكفرُ في ضبة ٍ جاثٍ على الركب
حتى تقيلتها إرثاً وأفضلُ ما
نقلتَ دينك شرعاً عن أبٍ قأبِ
إذا رأيتَ نجيباً صحَّ مذهبهُ
فاقطع بخيرٍ على أبنائه النجبِ
لا ضاع بل لم يضعْ يومَ انتصرتَ به
و أنت كالوردِ والأعداءُ كالقربِ
و قد أتوكَ براياتٍ مكررة ٍ
لم تدر قبلك ما اسمُ الفرّ والهربِ
تمشي بهم ضمرٌ أدمى روادفها(79/403)
غرورُ فرسانها بالفارسِ الذربِ
لما دعوتَ عليا بينهم ضمنتْ
لك الولاية َ فيهم ساعدُ العطبِ
حكت رؤسَ القنا فيه رؤسهمُ
حتى تموهتِ الأعناقُ بالعذبِ
و طامعٌ في معاليك ارتقى فهوى
و هل يصحُّ مكانُ الرأسِ للذنب
ما كان أحوجَ فضلا تمّ فيك إلى
عيبٍ بعوذه من أعين النوبِ
أحببتكم وبعيدٌ بين دوحتنا
فكنتُ بالحبَّ منكم أيَّ مقتربِ
و ودُّ سلمانَ أعطاه قرابتهُ
يوما ولم تغنِ قربى عن أبي لهبِ
و رفعَ الصونُ إلا عن مناقبكم
أسبابَ مدحيَ في شعري وفي خطبي
فما تراني أبوابُ الملوك مع ال
زحام فيها على الأموال والرتبِ
قناعة ٌ رغبتْ بي عن زيارة مس
دولِ الستورِ وعن تأميلِ محتجبِ
و لي عوائدُ جودٍ منك لو طرقت
تستامُ ملككَ لم تحرمْ ولم تخبِ
ملأتُ بالشكر قلبَ الحافظ الغزلِ ال
فؤادِ منها وأذنَ السامعِ الطربِ
فرأى ُ جودك في أمثالها لفتى
أتاك بالحرمتين الدينِ والأدبِ
و منْ توسلَ في أمرٍ فما سببٌ
إليك أوكدُ في الأمرين من سببي
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> رعى اللهُ في الحاجاتِ كلَّ نجيبِ
رعى اللهُ في الحاجاتِ كلَّ نجيبِ
رقم القصيدة : 59956
-----------------------------------
رعى اللهُ في الحاجاتِ كلَّ نجيبِ
سميع على بعدِ الدعاءِ مجيبِ
و طهرَ فتيانا من الذمَّ طهروا
غيوبهمُ أن تنتحى بعيوبِ
سواءٌ على عسرى ويسرى وفاؤهم
و ألسنهم في مشهدي ومغيبي
أحبوا المعالي وهي منصبة ٌ لهم
فما قنعوا من وصلها بنصيبِ
لجارهمُ من دارهم مثلُ ما لهم
على راحة ٍ من عيشهم ولغوبِ
إذا جئتهم مستصرخا ثارَ مجدهم
بكلَّ مجيبٍ في الخطوب مهيبِ
و كرمَ عيشي عندهم وأعاده
بما فاض من حسنٍ عليه وطيبِ
تعيرني ليلى الوفاءَ بعهدهم
على بعدهم أنبتِ غيرَ منيبِ
خلقتُ رقيق القلب صعباً تقلبي
أرى لبعيدٍ ما أرى لقريبِ
و ما زلتُ أهوى كلَّ شيء ألفته
و صاحبتهُ حتى ألفتُ مشيبي
و تنكرِ أضفاري كأنْ لم ترَ الصبا
سقى وَ رقى يوماً وهزَّ قضيبي
و لم ألقى َ أشراكا فأثنى حبالها(79/404)
على ما اشتهتْ من أعينٍ وقلوبِ
فما زال ممسيَّ الزمانُ ومصبحي
بأسماله حتى استردَّ قشيبي
فداءُ بني عبد الرحيم وودهم
هوى كلَّ ممذوق الوداد مريبِ
و لا برحتْ تسقي الحسينَ وعرضهُ
بملآنَ من فيض الثناء سكوبِ
مجلجلة ُ الأرجاءِ صادقُ برقها
حلوبٌ لماء الشعرِ غيرُ خلوبِ
مرتها رياحُ الشكر حتى تلاحمتْ
بما نسجتها من صباً وجنوبِ
فصابت فعمت ما سقته فأخصبتْ
على أنها لم تسقِ غيرَ خصيبِ
و جازاه ملكا في الجزاء فضيلة ً
و أدى ثوابَ الشكر حقَّ مثيبِ
أخى وأخى الموروثُ غيرُ موافقٍ
و مولاي وابنُ العمّ غيرُ نسيبِ
ضميرٌ على حكم اللسان وبعضهم
أخو ملقٍ يبلى َ أخوه بذيبِ
و عنِ حفظ غيبِ الملكِ نصحا إذا طغى
به غلّ أسرارٍ وعينُ غيوبِ
فكم غمة عمياء أعضلَ داؤها
رماها برأيٍ من نهاهُ طبيبِ
و شاهدة ٍ بالفخر أوفتْ صفاتها
على كل معنى ً في الجمال عجيبِ
أتت شرفاً من سيدٍ وكأنها
أتت من محبًّ تحفة ً لحبيبِ
صفتْ وضفت حتى استطالت جنوبها
بوافٍ ومدتْ باعها برحيبِ
و نيطتْ بأخرى مثلها فتظاهرا
على ظهر طودٍ في قميص قضيبِ
و منحولة ٍ جسمَ الهواءِ نحيلة ٍ
كأنّ الهوى فيها رمى بمصيب
من الريح لولا أن يذبلَ تحتها
وقارك مرتْ عنك مرَّ هبوبِ
إذا دقَّ مسا وقعها جلَّ رفعها
إلى منصبٍ في القريتين حسيبِ
و ذي شيبتين استوقف الصبحَ والدجى
على ناصلٍ من لونه وخضيبِ
كأنّ السحابَ جونها وبياضها
تفرعَ من صافٍ به ومشوبِ
تشبثتِ الأبصارُ حتى تمكنتْ
و قد كرّ من هادٍ له وسبيبِ
توقى الأذى من عرفه بخميلة ٍ
و حكَّ الحصى من ذيله بعسيبِ
و أعجبه في ردفه ووشاحه
ملابسُ تكسو منه كلَّ سليبِ
نصيبٌ من الدنيا أتاك ففزْ به
و لا تنسَ من فضلِ العطاء نصيبي
كفى المهرجان مذكرا وذريعة ً
إلى محسنٍ في المكرماتِ مطيبِ
بقاؤك ألفاً مثلهَ في كفالتي
دعوتُ ومنَّ اللهُ فيك مجيبي
فما زال فيكم كلُّ خيرٍ طلبته
قضى ليَ في دراكه وعنى بي(79/405)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أستنجدُ الصبرَ فيكم وهو مغلوبُ
أستنجدُ الصبرَ فيكم وهو مغلوبُ
رقم القصيدة : 59957
-----------------------------------
أستنجدُ الصبرَ فيكم وهو مغلوبُ
و أسألُ النومَ عنكم وهو مسلوبُ
و أبتغي عندكم قلباً سمحتُ به
و كيف يرجعُ شيءٌ وهو موهوبُ
ما كنتُ أعرفُ ما مقدارُ وصلكمُ
حتى هجرتم وبعضُ الهجر تأديبُ
أستودع اللهَ في أبياتكم قمراً
تراه بالشوق عيني وهو محجوبُ
أرضى وأسخطُ أو أرضى تلونه
و كلُّ ما يفعلُ المحبوبُ محبوبُ
أما وواشيه مردودٌ بلا ظفرٍ
و هل يجابُ وبذلُ النفس مطلوبُ
لو كان ينصفُ ما قال انتظرْ صلة ً
تأتي غداً وانتظارُ السيء تعذيبُ
و كان في الحبَّ إسعادٌ ومنعطفٌ
منه كما فيه تعنيفٌ وتأنيبُ
يا للواتي بغضنَ الشيبَ وهو إلى
خدودهنَّ من الألوانِ منسوبُ
تأبى البياضَ وتأبى أن أسوده
بصبغة ٍ وكلا اللونينِ غربيبُ
ما أنكرتْ أمس منه ناصلاً يققاً
ما تنكر اليومَ منه وهو مخضوبُ
ليتَ الهوى صان قلبي عن مطامعه
فلم يكن قطّ يستدنيه مرغوبُ
إني لأسغبُ زهداً والثرى عممٌ
نبتاً وأظما وغرب الغيثِ مسكوبُ
و لا أرقُّ لحرصٍ صاحبهُ
سعياً ويعلم أنّ الرزقَ مكسوبُ
عقبى الطماعة في مالٍ يمنُّ به
عصارة ٌ لا يغطى خبثها الطيبُ
طهرْ خلالك من خل تعابُ به
و اسلم وحيداً فما في الناس مصحوبُ
إني بليت بمضطرًّ رفيقهمُ
و الماءُ يملحُ وقتاً وهو مشروبُ
كم يوعد الدهرُ آمالي ويخلفها
أخاً أسرُّ به والدهرُ عرقوبُ
أسعى لمثل سجايا في أبي حسنٍ
و هل يبلغني الجوزاءَ تقريبُ
فدى محمدًّ المنسيَّ نائلهُ
مراجعٌ نيلهُ المنزورُ محسوبُ
حالٌ تحدثه الأحلامَ جاهلة ً
لحاقهُ وأخو الأحلامِ مكذوبُ
إن قدم الحظُّ قوماً غالطاً بهمُ
أو بينتهمْ عناياتٌ وتقريبُ
فالسيف يخبرُ قطعاً وهو مدخرٌ
و الطرفُ يكرمُ طبعاً وهو مجنوبُ
حذارِ من حدثِ النعماء مؤتنفٍ
علاؤه بشفيع الوجه مجلوبُ
تسوءه سائلا من أين سؤدده(79/406)
إنّ اللئيم بما قد ساد مسبوبُ
أأنت أنت وفي الدنيا أبو حسنٍ
صدقتَ إن لفي الدنيا أعاجيبُ
إذا رأيتَ ذيولَ السرح آمنة ً
لم يحمها فلأمرٍ يحلمُ الذيبُ
يا ملبسي الشيمة َ الغراءَ ضافية ً
على َّ إن قلصتْ عنيَّ الجلابيبُ
علقتُ منك بعهدٍ لا مواثقهُ
تنسى ولا حبله بالغدر مقضوبُ
و أحمدتك اختباراتي وقد سبرتْ
غورَ الرجال وكدتها التجاريبُ
فلتجزينك عني كلُّ غادية ٍ
لها من الكلمِ الفياض شؤبوبُ
إذا وسمتُ حياها باسمك انحدرتْ
له الزبى وأطاعته المصاعيبُ
فاسلم لهنّ ولي ما طاف مستلمٌ
سبعا وعلقَ بالأستارِ مكروبُ
ترجى وتخشى فسيحَ الباب ممتنعاً
إن الكريمَ لمرجوٌّ ومرهوبُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أفلحَ قومٌ إذا دعوا وثبوا
أفلحَ قومٌ إذا دعوا وثبوا
رقم القصيدة : 59958
-----------------------------------
أفلحَ قومٌ إذا دعوا وثبوا
لا يرهبون الأخطارَ إن ركبوا
تسيقُ نهضاتهم عزائمهمْ
أن تستشارَ العاداتُ والعقبُ
سارون لا يسألون ما حبسَ ال
فجرَ ولا كيف مالت الشهبُ
عودهم هجرهم مطالبة َ ال
راحة ِ أن يظفروا بما طلبوا
و خاب راضٍ بالعجز يصبر لل
أوزار مستسلما ويحتسبُ
إن فاته حظُّ غيرهِ فله
منه اغتيابٌ يشفيه أو عجبُ
لا تستريح العلى إلى سكنٍ
إلا غلاماً يريحه التعبُ
تضمنَ السيرُ صدرَ حاجته
و الثقتان التقريبُ والخببُ
من مبلغُ البين يومَ دلهني
آبَ بما سرَّ بعدك الغيبُ
ردَّ شبابي من الحسين كما
كان وعادت أياميَ القشبُ
يا قادما أتهمُ البشيرَ به
من فرحٍ أنَّ صدقه كذبُ
سرتَ ونفسي تودُّ في وطني
بعدك أنّ المقيمَ مغتربُ
أحتشم البدرَ أن أراه فأل
حاظى َ عنه بالدمع تحتجبُ
و كم تصدى عمداً ليخدعني
يسفر عن غيهبٍ وينتقبُ
فلم أزده على مسارقة ال
جفن ولحظٍ بالكره يستلبُ
و عبرة ٍ ريه وحليته
يشربُ من مائها ويختضبُ
و يوم بينٍ صبرتُ قبلك أن
يفوتني الحزمُ فيه والأربُ
حملتهُ ثابتَ الحشا ذكرَ ال
قلبِ وموجُ الحمولِ مضطربُ(79/407)
سلوانَ أجزى بالصدّ جانيه
بملك رأسي إن أظلم الغضبُ
و نظرة ٍ حلوة ٍ رددتُ عن ال
بيتِ وفيه الجمالُ والحسبُ
بسنة غير ما اقتضى أدبُ ال
حبَّ حفاظاً وللهوى أدبُ
و انقدتُ طوعا في حبل ظالعة
تجنبني أو يقالَ مجتنبُ
بيضاءَ تقلى بغضاً وأعهدها
سوداءَ ترضى حباً وتنتخبُ
صاحتْ وراءَ المزاحِ واعظة ً
لا يلتقي الأربعونَ واللعبُ
أعدى بها الشيبُ وهي واحدة ٌ
ألفاً ويعدى الصائحَ الجربُ
يا ساكنا ثائر العزيمة م
سَّ الصلَّ من تحت لينه يثبُ
قد علمَ الملكُ إذ دعاك وحب
لُ الرأي واهٍ والشملُ منشعبُ
أنّ قلوبا غشا تميل مع ال
دولة ِ أهواؤها وتنقلبُ
و أنّ سرا متى اصطفاك له
أخلصَ ما في إنائهِ الذهبُ
لما تجلى وجهُ الحذارِ ولي
مَ ابنٌ على غدرهةو خيفَ أبُ
رمى بك القصدُ سهمَ منجحة ٍ
يسبقُ حرصا حديده العقبُ
لم يثنِ فأل الشهورِ عزمته
لا صفرٌ عائقٌ ولا رجبُ
جرتْ عليه أو مرت الريح تلق
اها بوجه أديمه كربُ
فليلة ُ الحرى وهي جامدة ٌ
له كيوم الجوزاءِ يلتهبُ
سفرتَ فيها سفارة َ الليثِ لا
يرجعُ إلا في كفه الطلبُ
لسعيه ما أهمه الدمُ وال
لحم ولكن لغيره السلبُ
حتى استقامت على تأودها
و انتظمتْ في رؤسها العذبُ
جزاك حسنى ما استطاع إن وزنتْ
فعلك تلك الأقدامُ والرتبُ
أعطاك ما لم تنل يدانِ ولا أم
تدّ إلى مطرحِ المنى َ سببُ
و ضافياتٍ تطول في مذهب ال
ملك إذا شمرتْ وتنسحبُ
أهدى َ من مزنة السماء لها
ماءٌ ومن نور شمسها لهبُ
إذا علتْ منكباً علاَ فعيو
نُ الدهر زورٌ عن أفقع نكبُ
أوكيت رأساً منها موافيهُ
فكلُّ رأسٍ لمجدهِ ذنبُ
و صافناتٍ بين المواكب كث
بانٌ وفي الروع ضمرٌ قضبُ
ضاقت مكانَ الخصور واتسعتْ
أضالعاً لا تقلها الأهبُ
تغيبُ في جريها قوائمها
فما ترى أذرعٌ ولا ركبُ
من كلَّ دهماءَ أنسها الليلُ تع
زوه إلى لونها وتنتسبُ
ثارت فطارت فخاضت الأفقَ ال
علويَّ تجتاحه وتنتقبُ
فمنْ ثرياه أو مجرته
لجامها العسجديُّ واللببُ
مواهبٌ لا يربهنَّ أبٌ(79/408)
إلا شفيقٌ على العلا حدبُ
من معشرٍ لا يجارُ من طردوا
و لا يطيبُ البقاءُ إن غضبوا
مثرينَ مجداً ومقترينَ لهى ً
و المجدُ طبعٌ والمالُ مكتسبُ
فرسان يومِ الطعانِ إن طعنوا
بالألسن المشكلاتِ أو ضربوا
لا يرجعونَ الكلام كراً من ال
عيَّ ولا يعرفون ما كتبوا
دعا فؤادي شوقي إليك على ال
بعدِ فلبيكَ والمدى كثبُ
جواب من لا يرام جانبهُ
منذُ غدا وهو جارك الجنبُ
و لا يبالي إذا سلمتَ له
ما حصدتْ من نباتها الحقبُ
حملتَ دنيايَ فاسترحتُ وقد
طال عناءُ الآمالِ والتعبُ
و قمتُ مذ قادني هداك على
محجة ٍ لا تدوسها النوبُ
فليحمدني في كلّ قافية ٍ
تزيدُ حسنا في درها الثقبُ
أمسحها فيك أو تقرَّ وقد
أوغل في أمّ رأسها الشغبُ
حلى من المعدن الصريح إذا
غشَّ تجارُ الأسعارِ ما جلبوا
تشكرها الفرسُ في مديحك لل
معنى وترضى لسانها العربُ
يظهرُ منها السرورَ حاسدها
ضرورة َ الحقَّ وهو مكتئبُ
يطرِ به البيتُ وهو يحزنهُ
و من انين الحمامة ِ الطربُ
يا آل عبد الرحيم لا تزل ال
دنيا رحى ً أنتمُ لها قطبُ
إن تفضلوا الناسَ والحسينُ لكم
و منكمُ فافضلوا فلا عجبُ
فداكمُ خاملون لو كاثروا ال
رملَ بأعدادهم لما حسبوا
لا يخلقُ العدلُ في خلائقهم
ليناً ولا يكرمونَ إن شربوا
أخرَ أقدامهم وقدمكم
أنهمُ يحسبون ما كتبوا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> قالوا رضيتَ قلتُ ما أجدى الغضبْ
قالوا رضيتَ قلتُ ما أجدى الغضبْ
رقم القصيدة : 59959
-----------------------------------
قالوا رضيتَ قلتُ ما أجدى الغضبْ
ما غالبَ الدهرُ فتى ً إلا غلبْ
كيف أبالي قبحَ ما خيبني
إذا علمتمْ كيفَ أجملتُ الطلبْ
إذا اجتهدتُ لم يعبني فعلهُ
ما لم يجبْ وما قضيتُ ما وجبْ
يلومني على الهزال راتعٌ
يحسبُ ما أسمنهُ مما اكتسبْ
و من يرأْ من بلة لالخصبِ درى
أنّ الحظوظَ منحة ٌ بلا سببْ
لله ما أبصرني بزمني
لو سلمَ المجلومُ من عيبِ الأزبّْ
جنبايَ للحملِ وجاء لائما
أملسُ لم يقمص لعضات القتبْ(79/409)
جربْ كما جربتُ في الناس تجدْ
أصدقَ ظنك الذي فيهم كذبْ
تستحفل الضرعَ فإن لامسته
عاد بكيئاً جلده بلا حلبْ
إنك ما استعففتَ أنتَ المجتبيَ
و ما ثطفت فأنتَ المجتنبْ
نذيرة ٌ فلو قبلتَ نصحها
توقَّ من تأمنُ واهجرْ من تحبّْ
كم من أخٍ ملأتُ كفيَّ به
أحسبُ في الوفاء غيرَ ما حسبْ
حملته أطوى حياءٌ عيبهُ
كما حملت جلديك الجربْ
و حالياتٍ من جمالٍ ونسبْ
نفرهنّ عطلى من النشبْ
بكرنَ إشفاقاً يعبنَ مقعدي
على الخمول ما لهذا لا يثبْ
نراه تحتاً ونرى منْ تحته
في الفضل فوقاً يا لهذا من عجبْ
أما جنى خيرا له آدابهُ
أعاذكنَّ اللهُ من شرَّ الأدبْ
هو الذي أخرني مشارفَ ال
سبق فأظما شفتي على القربْ
لا تغتررنَ بابن أيوبَ إذا
أعجبَ منه بالصفايا والنخبْ
فإنه ممن ترينَ واحدٌ
و ليس كلُّ معدنٍ عرقَ الذهبْ
يطلبه قومٌ وما اجتهادهم
في حلبة ٍ مدركُ رأسٍ بذنبْ
أكلُّ من تشجرتْ نسبتهُ
صحَّ له البطنانِ من خالٍ وأبْ
و ساعدتهُ يدهُ ونفسهُ
بالفضل والبذل فسادَ ووهبْ
تزحزحوا فليس من أوطانكم
للأسدَ الوردِ عن الغاب الأشبْ
و لا يروقنكمُ تشادقٌ
فتحسبون كلَّ من قال خطبْ
دعوا قنا الأقلامِ إن نكصتمُ
لحاذقِ الطعنِ إذا شاء كتبْ
من تاركي السيوفِ وهي زبرٌ
شدائدٌ أسرى لجزارِ القصبْ
قومٌ إذا نار الوغى شبتْ لهم
كتائبا فلوا شباها بالكتبْ
إن شووروا لم يعجلوا أو سئلوا
لم يقفوا تلفتاً إلى العقبْ
لاظهرهمْ لغيبة ٍ إن ذكروا
يوما ولا ملحهمُ على الركبْ
و قصَّ آثارهمُ محمدٌ
شهادة ٌ إنَّ النجيبَ ابنُ النجبْ
فلا تزلْ نوافذٌ صوائبٌ
يصمى بها الحاسدُ أو يرضى المحبّْ
ما شكرتْ صنيعة ٌ أو ظهرتْ
مودة ٌ خالصة ٌ من الريبْ
و اختلف النيروزُ والعيدُ وما
توافقا في بعدٍ ولا قربْ
تأخذ ما تشاء من حظيمها
مقترحاً محتكما وتنتصبْ
و زائراتٍ طيبتْ أعطافها
منك بذكرٍ لو عداك لم تطبْ
جوارياً مع الرياح بالذي
أوليتَ أو سوارياً مع السحبْ
كلُّ فتاة ٍ قرّ لي شماسها(79/410)
و ذلَّ في فوديَّ منها ما صعبْ
تلقاك نفسا حرة ً من فارسٍ
بنتَ الملوكِ وفماً من العربْ
تروى فلو أطربَ شيءٌ نفسهُ
لقد سمعتَ من قوافيها الطربْ
أضحى وراحَ حاسدي إن قلتها
و حاسدوك إن علوتَ في تعبْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أصبتُ لو أحمدتُ أن أصيبا
أصبتُ لو أحمدتُ أن أصيبا
رقم القصيدة : 59960
-----------------------------------
أصبتُ لو أحمدتُ أن أصيبا
و فزتُ لو كان الحجا المطلوبا
و راضَ منى الدهرُ ظهرا لم يكن
لو أنصفَ الحظُ له مركوبا
أقسمَ لا ازددتُ به فضيلة ً
دهريَ إلا زادني تعذيبا
فكلما آنستُ منه بأذى
بقاهُ واستأنف لي غريبا
رميتُ حظي بوجوهِ حيلى
فلم أصبْ ولم أقعَ قريبا
تنزهٌ يعابُ أو محاسنٌ
محسودة ٌ محسوبة ٌ ذنوبا
انظر إلى الأقسام ما تأتي به
متى أردتَ أن ترى عجيبا
تجمعُ بين الماءِ والنارِ يدٌ
و ما جمعتَ الرزقَ والأديبا
ليتَ كفاني الدهرُ مع تخلصي
مكروههُ كما كفى المحبوبا
أوليتَ أعدي خلقي جنونهُ
فكنتُ لا سمحا ولا لبيبا
يا صاحبَ الزمانِ مغترا به
أنتَ دمٌ فاحذرْ عليك الذيبا
تبعثُ ألحاظك من وفائه
بارقة ً صيفية ً خلوبا
سلني به وقسْ عليَّ معهُ
فقد قتلتُ أهله تجريبا
بعدَ عنائي واجتهادي كله
بالأرض حتى ولدتْ نجيبا
جاءت به بعد التراخي غلطاً
ثم نوتْ من بعد أن تتوبا
أبلجَ بسامَ العشى ّ واضحا
ريانَ مخضرّ الثرى رطيبا
تصفو المدامُ وتروقُ ما انتمتْ
حسناً إلى أخلاقه وطيبا
للمجد قومٌ وقليلٌ ما همُ
و في القليل تجدُ المطلوبا
كالنجم للباعِ المديد بعدهُ
و للعيون أن يرى قريبا
لا تشكرنَّ من فتى ً فضيلة ً
و ليس فيها معرقا نسيبا
فإنما أعطى ابنَ أيوبَ المدى
في الشرف اقتفاؤه أيوبا
يا لابسَ الكمال غيرَ معجبٍ
تركتَ كلَّ لابسٍ سليبا
إن غادر الشكرُ لساناً ناكلا
و كان سيفا قبله مذروبا
فقد عقدتَ لسني وقدتني
بالطولِ في حبالهِ جنيبا
حسبتُ أعداد الحصى ولم أطقْ
عدَّ الذي أوليتني محسوبا(79/411)
في كلّ يومٍ شارقٍ معونة ٌ
تبردُ حرَّ جورهِ المشبوبا
و نعمة ٌ تسير في نضوحها
خرقَ الجديب فيرى خصيبا
يخجلني استقبالها فتحسب ال
عينُ ابتسامي نحوها قطوبا
لو شئتُ لاسترحتُ من أثقالها
إن كنتُ من مكرمة ٍ متعوبا
كنتُ أخاً فلم تزل تسبغني
باللطفِ حتى خلتني حبيبا
فإن قضى الثناءُ حقَّ نعمة ٍ
أو كاد أن يقضيها تقريبا
و أقنعَ الميسورُ فاحبسْ شرداً
تسألُ عنها الشمألُ الجنوبا
يعلقُ بالعرضِ الكريم نشرها
و هي به طائرة ٌ هبوبا
إذا بنيتُ البيتَ منه ودتِ ال
أسماعُ لو كانت له طنوبا
يخلدُ مسموعا ويغني كلما
عوضتَ مهدى عنه أو موهوبا
عدَّ السنينَ صومها وفطرها
تتحفُ مقروءا به مكتوبا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سلاَ دارَ البخيلة ِ بالجنابِ
سلاَ دارَ البخيلة ِ بالجنابِ
رقم القصيدة : 59961
-----------------------------------
سلاَ دارَ البخيلة ِ بالجنابِ
متى عريتْ رباكِ من القبابِ
و كيفَ تشعبَ الأظعانُ صبحا
بدائدَ بين وهدكِ والشعابِ
بطالعة ِ الهلال على ضميرٍ
و غاربة ٍ كمنقضَّ الشهابِ
حملنَ رشائقاً ومبدناتٍ
رماحَ الخطَّ تنبتُ في الروابي
و أين رضاكِ عن سقيا دموعي
ربوعك من رضاكِ عن السحابِ
بكيتكِ للفراقِ ونحنُ سفرٌ
و عدتُ اليومَ أبكى للإيابِ
و أمسحُ فيكِ أحشائي بكفًّ
قريبٍ عهدها بحشا الربابِ
لها أرجٌ بما أبقاه فيها ال
تصافحُ بعدُ من ريحِ الخضابِ
أمفصحة ٌ فأطمعَ في جوابٍ
و كيف يجيبُ رسمٌ في كتابِ
نحلتِ ففي ترابكِ منكِ رسمٌ
كما أني خيالٌ في ثيابي
و في الأحداج متعبة ُ المطايا
تلينُ عرائكَ الإبلِ الصعابِ
بعيدة ٌ مسقط القرطينْ تقرا
خطوطُ ذؤابتيها في الترابِ
تجمع في الأوسارِ معصماها
و يقلقُ خصرها لكَ في الحقابِ
تعيبُ على الوفاءِ نحولَ جسمي
ألا بالغدر أجدرُ أن تعابى
و ما بك أن نحلتُ سوى نصولٍ
من السنواتِ أسرعَ في خضابي
جزعت له كأنَّ الشيبَ منه
يسلُّ عليكِ نصلاً من قراب
فما ذنبي إذا وقعتْ عقابٌ(79/412)
من الأيام طار لها غرابي
و قد كنتُ الحبيبَ وذا نحولي
و هذا في العريكة حدُّ نابي
لياليَ لي من الحاجاتِ حكمى
و ليس وسيلة ٌ بسوى شبابي
ألا لله قلبكَ من حمولٍ
على علاتِ وصلٍ واجتنابِ
و حبكَ من وفى َّ العهدِ باقٍ
على بعدٍ يحيلُ أو اقترابِ
هوى لكَ في جبالِ أبانَ ثاوٍ
و أنتَ على جبالِ عمانَ صابي
و كان المجدُ أعودَ حين يهوى
عليكَ من المهفهفة الكعابِ
و إن وراء بحر عمانَ ملكاً
رطيبَ الظلَّ فضفاضَ الرحابِ
رقيقٌ عيشهُ عطرٌ ثراهُ
بطراقِ الفضائلِ غير نابي
متى تنزلْ به تنزلْ بوادٍ
من المعروفِ مرعى َّ الجنابِ
يدبره من الأمراء خرقٌ
يذلُّ لعزَّه غلبُ الرقابِ
و في ذو المجدِ سباقا فوافيَ
يحلق عرفهُ والنجمُ كابي
و قامَ بنفسهِ يسعى ففتقتْ
غريزة ُ نفسه شرفَ النصابِ
و بانَ به لعينِ أبيهِ بونٌ
أراه الشبلَ أغلبَ ليثَ غابِ
على زمنِ الحداثة ِ لم يفتهُ
تقدمُ شيبهم قدمَ الشبابِ
سما لمكانهم وهمُ شموسٌ
فطال الطودُ أعناقَ الهضابِ
و سيدُ قومهِ من سودوه
بلا عصبية ٍ وبلا محابي
و قدم بالفراسة ِ وهو طفلٌ
تحللُ عنه أنشطة ُ السخابِ
و ما تركُ الشريفِ على بنيه
و هم منه تجاوزهُ بعابِ
و إن كان الفتى لأبيه فرعاً
فإن الغيثَ فرعٌ للسحابِ
بلوهُ وجربوا يوميه نعمى
و بأساً في السكينة ِ والوثابِ
فما ظهروا مخاطبة ً بوانٍ
و ما ظفروا مضاربة ً بنابي
و لا عدموا به لسناً وقطعاً
عمائقَ في الإصابة والصوابِ
لذلك جاوروا بالبحرِ بحراً
كلاَ كرميهما طاغى العبابِ
يقول ليَ الغنى َ ورأى قعودي
عن السعي الممولِ والطلابِ
و عفة َ مذهبي ظلفاً وميلي
إلى العيش المرمق وانصبابي
أرى تلك فيّ لو خاطرتَ مرعى ً
يبدلُ صحة ً أهبَ الجرابِ
أما لكَ في بحارِ عمانَ مالٌ
يسدُّ مفاقرَ الحاجِ الصعابِ
و مولى يوسعُ الحرماتِ رعياً
و يعمرُ دارسَ الأملِ الخرابِ
لعلَّ مؤيدَ السلطانِ تحنو
عواطفُ فضله بعدَ اجتنابِ
قفلتُ ودونه متلاطماتٌ
زواخرهنَّ كالأسدِ الغضابِ(79/413)
صواعدُ كالجبال إذا أحستْ
نسيماً أو نوازلُ كالجوابي
و أخضرُ لا يروق العينَ يطوى
على بيضاءَ سوداءِ الإهابِ
تجاذبه الأزمة ُ من حديدٍ
فيقمصُ أو يقطر في الجذابِ
إذا خوضُ الركاب شكون ظمأً
شكى ركبانها شرقَ الركابِ
يروعُ حداءُ أحبشها النواتي
إذا شاقتك حادية ُ العرابِ
إذا عثرتْ فليس تقالُ ذنبا
و إن صدعتْ فليست لانشعابِ
و لستُ بسابح فأقولُ أنجو
عسى إن ظهرها يوما كبابي
إذا حلمتْ بها في النوم عيني
طفقتُ أجسُّ هل رطبتْ ثيابي
و ما لي والخطارَ وقد سقتني
سماءُ يديهِ من غير اغترابِ
و جاءتني مواهبهُ بعيدا
بأفضلِ ما يجيءُ مع اقترابِ
رغائبُ من يديه فاجأتني
وفينَ رضا بآمالي الرغابِ
و زدنَ على حساب منايَ لكن
وشاحٌ لم يكنْ لي في حسابي
ندى وصلَ السماحَ به ولكن
تولى عنه حاجبه حجابي
أمرتَ بها كعرضك لم يدنسْ
بلا غشًّ يشوبُ ولا ارتيابِ
من الذهب الصريح فصار مما
يبدلُ في يديه إلى الذهابِ
و قاسمني مناصفة ً عليه
و جاحدني ليحبسه كتابي
و قال ولم يهبكَ ولم يصنيَّ
كذلكَ فيكَ منذُ سنينَ دابي
إذا حملتُ رفدا أو كتاباً
إليكَ لواه نهى واغتصابي
مكارمُ سقتهنّ إلى محبًّ
ففاز بها مغيرٌ لم يحابِ
بعثتَ بها الخؤن فضاع سربٌ
أمنتَ عليه غائرة َ الذئابِ
و لولا أنَّ خدمته وقتهُ
و حرمة َ عزَّ بابك والجنابِ
لما سلمَ البعوضُ على عقاب
و لا عضَّ الهزبرُ بشرَّ نابِ
أدلَّ بكم فأفحمني وكانت
نواحيه مآكلَ للسبابِ
فجلَّ عن الهجاء بذاك عندي
و قلَّ بما أتاه عن العتابِ
سلبتُ نداك في ناديك ظلما
بغارة ِ صاحبٍ لك في الصحابِ
ثلاثَ سنينَ حولا بعدَ حولٍ
بكفَّ وشاحَ مقتسمٌ نهابي
و أنتَ خفيرُ مالكَ أو يؤدي
إليَّ ولو بمنقطع الترابِ
إذا أنصفتني فعليك دينا
غرامة ُ ما تجمعَ في الحسابِ
أعدْ نظراً فكم أغنيتَ فقراً
به وجبرتَ كسراً من مصابِ
و كم نوديتَ يا بحرَ العطايا
فجاء البحرُ بالعجبِ العجابِ
وفتْ فيك المنى وقضتْ نذورى
فوفَّ علاكَ حقي ترضها بي(79/414)
و في يدك الغنى فابعث أمينا
إليّ به وصيرهُ جوابي
و لا تحوجْ ظمايَ إلى قليبٍ
سواك على مقامي وانقلابي
أذكرك الذي ما كنتَ تنسى
سفوري تحت ظلك وانتقابي
و إني إن بلغتُ النجمَ يوماً
لكان إلى صنيعتك انتسابي
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> منْ بسلعٍ مطلعٌ لي
منْ بسلعٍ مطلعٌ لي
رقم القصيدة : 59962
-----------------------------------
منْ بسلعٍ مطلعٌ لي
قمرا طال مغيبهْ
و أصلا بالحمى َ نغ
صَ بالعاذلِ طيبهْ
كلُّ شيءٍ حسنٍ حا
شالك فالعين تصيبهْ
عنفوا القلبَ على قا
تلهِ وهو حبيبهْ
كلُّ جرمٍ لك إلا ال
غدرَ فالقلب وهو بهْ
و أقلُّ الناس ذنباً
قادرٌ عدتْ ذنوبهْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> هوى لي وأهواءُ النفوسِ ضروبُ
هوى لي وأهواءُ النفوسِ ضروبُ
رقم القصيدة : 59963
-----------------------------------
هوى لي وأهواءُ النفوسِ ضروبُ
تجانبُ قوسي أن تهبَّ جنوبُ
يدلُّ عليها الريفُ أين مكانهُ
و يخبرها بالمزنِ كيفَ يصوبُ
و نمشى على روضِ الحمى ثم نلتقي
فيبلغني منها الغداة َ هبوبُ
أماني بعيدٍ لو رآها لسرها
مكانَ الحيا من مقلتيه غروبُ
و دمعْ إذا غالطتُ عنه تشاهدتْ
قوارفُ في خدي له وندوبُ
على أنّ ذكرا لا تزال سهامهُ
ترى مقتى من مهجتي فتصيبُ
إذا قيل ميٌّ لم يرعني بحلمه
حياءٌ ولم يحبسْ بكاي رقيبُ
أعير المنادى باسمها السمعَ كله
على علمه أني بذاك مريبُ
و كم ليَ في ليل الحمى من إصاخة ٍ
إلى خبر الأحلامِ وهو كذوبُ
توقرُ منها ثم تسفهُ أضلعي
و يجمدُ فيها الدمعُ ثم يذوبُ
و ما حبُّ ميًّ غيرُ بردٍ طويتهُ
على الكرهِ طيَّ الرثَّ وهو قشيبُ
رأتْ شعراتٍ غيرَ البينُ لونها
فأمست بما تطريه أمس تعيبُ
أساءكِ أن قالوا أخٌ لكِ شائبٌ
فأسوأُ منه أن يقالَ خضيبُ
و من عجبٍ أنَّ البياضَ ولونه
اليكِ بغيضٌ وهو منكِ حبيبُ
أحينَ عسا غصني طرحت حبائلي
إليّ فهلا ذاك وهو رطيبُ(79/415)
يظنينهُ من كبرة ٍ فرطَ ما انحنى
كأنْ ليس في هذا الزمان خطوبُ
فعدى سنيهِ إنما العهدُ بالصبا
و إن خانه صبغُ العذارِ قريبُ
و في خطلِ الرمح انحناءٌ وإنما
تعدُّ أنابيبٌ له وكعوبُ
هموميَ من قبل اكتهالي تكهلٌ
و غدركِ من قبل المشيبِ مشيبُ
و ما كان وجهٌ يوقدُ الهمُّ تحته
لتنكرَ فيه شيبة ٌ وشحوبُ
لو أنّ دمي حالتْ صبيغة ُ لونهِ
مبيضة ً ما قلتُ ذاكَ عجيبُ
ألم تعلمي أنَّ الليالي جحافلٌ
و أنَّ مداراة َ الزمانِ حروبُ
و أنَّ النفوسَ العارفاتِ بلية ٌ
و حملَ السجايا العالياتِ لغوبُ
يسيغُ الفتى أيامهُ وهو جاهلٌ
و يغتصُّ بالساعاتِ وهو لبيبُ
و بعضُ موداتِ الرجالِ عقاربٌ
لها تحت ظلماء العقوقِ دبيبُ
تواصوا على حبَّ النفاقِ ودينهُ
بأنْ يتنافى َ مشهدٌ ومغيبُ
فما أكثرَ الإخوانَ بل ما أقلهم
على نائباتِ الدهر حين تنوبُ
و قبلَ ابنِ عبدِ الله ما خلتُ أنه
يرى في بني الدنيا الولودِ نجيبُ
ألا إن المجدِ يخلصُ طينهُ
و كلّ الذي فوق التراب مشوبُ
سقى الله نفسا مذ رعت قلة َ العلا
فكلُّ مراعيها أعمُّ خصيبُ
و حيا على رغم الغزالة ِِ غرة ً
إذا طلعتْ لم تدجُ حين تغيبُ
و حصنَ صدرا قلبُ أحمدَ تحته
يضيق ذراعُ الدهر وهو رحيبُ
من القوم بسامون والجوُّ عابسٌ
و راضون واليومُ الأصمّ غضوبُ
رأوا بابنهم ليثَ الشرى وهو ساربٌ
لحاجته والبحرَ وهو وهوبُ
فتى ً سودته نفسهُ قبل خطه
و شابت علاه وهو بعدُ ربيبُ
و قدمه أن يعلقَ الناسُ عقبهُ
سماحٌ مع الريح العصوفِ ذهوبُ
و رأيٌ على ظهر العواقبِ طالعٌ
إذا أخطأ المقدارُ فهو مصيبُ
إذا ظنَّ أمراً فاليقينُ وراءه
و يصدق ظنُّ تارة ً ويحوبُ
و خلقٌ كريمٌ لم يرضهُ مؤدبٌ
تمطقَ فوه الثديَ وهو أديبُ
تحمل أعباءَ الرياسة ِ ناهضا
بها قاعدا والحادثاتُ وثوبُ
و صاحتْ به الجلى لسدّ فروجها
فأقدمَ فيها والزمانُ هيوبُ
و كم عجمتهُ النائباتُ فردها
رداداً وعاد النبعُ وهو صليبُ
هناك اتفاقُ الناسِ أنك واحدٌ(79/416)
إذا كان للبدر المنير ضريبُ
و أعجبُ ما في الجودِ أنك سالبٌ
به كلَّ ذي فضل وأنتَ سليبُ
أأنسى لك النعمى التي تركتْ فمي
يصعدُ يبغي شكرها ويصوبُ
ملكتَ فؤادي عند أول نظرة ٍ
كما صاد عذرياً أغنُّ ربيبُ
و كنتُ أخاف البابليَّ وسحرهُ
و لم أدر أن الواسطيَّ خلوبُ
و غناك أقوامٌ بوصفِ مناقبي
فرنحَ نشوانٌ وحنَّ طروبُ
رفعتَ منارَ الفخرِ لي بزيارة ٍ
و سمتَ بها مغنايَ وهو جديبُ
و كنتَ لداءٍ جئتني منه عائداً
شفاءً وبعضُ العائدين طبيبُ
و أنهلتنيَ من خلقك العذبِ شربة ً
حلتْ لي وما كلُّ الدواء يطيبُ
و لما جلا لي حسنَ وجهك بشرهُ
تبينَ في وجه السقام قطوبُ
أجبتَ وقد ناديتُ غيرك شاكيا
و ذو المجد يدعى غيرهُ فيجيبُ
فطنتَ لها أكرومة ً نام غفلة ً
من الناس عنها مائقٌ وأريبُ
ذهبتَ بها في الفضل ذكراً بصوته
سبقتَ فلم يقدر عليك طلوبُ
لئن كان في قسم المكارم شطرها
فللدين فيه والولاءِ نصيبُ
و إن أك من كسرى وأنت لغيره
فإنيَ في حبّ الوصيّ نسيبُ
ستعلمُ أنَّ الصنع ليس بضائعٍ
عليّ ولا الغرسَ الزكيَّ يخيبُ
و تحمدُ منيّ ما سعيتَ لكسبهِ
و ما كلّ ساعٍ في العلاء كسوبُ
و مهما يثبك الشعرُ شكرا مخلدا
عليها فإنّ اللهَ قبلُ يثيبُ
و تسمعُ في نادي الندى أيَّ فقرة ٍ
يقوم بها في الوافدين خطيبُ
متى امتدّ بي عمرٌ وطالت مودة ٌ
فربعك حسنٌ من ثنايَ وطيبُ
و دونك مني ضيغمٌ فوهُ فاغرٌ
متى مادنا من سرحِ عرضك ذيبُ
محاسنُ قومٍ وسمة ٌ في جباههم
و لي حسناتٌ سرهن غيوبُ
و ما الحسنُ ما تثنى به العينُ وحدها
و لكنَّ ما تثنى عليه قلوبُ
لقد علقتْ دنياك مذ قيضتك لي
و راح عليها الحلمُ وهو غريبُ
أظنُّ زماني إن زجرتَ صروفهُ
سيرجع عما ساءني ويتوبُ
تخاتلني الأخبارُ أخلبَ برقها
بأنك يا بدرَ الكمال تغيبُ
فأمسكُ قبلَ البين أحشاءَ موجع
لها بين أثناء الحذار وجيبُ
بأيّ فؤادٍ أحمل البعدَ والهوى
جديدٌ وذا وجدي وأنتَ قريبُ
فلا تصدعَ الأيامُ شملَ محاسنٍ(79/417)
تسافر مصحوبا بها وتؤوبُ
و لا تعدمَ الدنيا بقاءك وحده
فإنك في هذا الزمان غريبُ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> إذا عمّ صحراءَ الغميرِ جدوبها
إذا عمّ صحراءَ الغميرِ جدوبها
رقم القصيدة : 59964
-----------------------------------
إذا عمّ صحراءَ الغميرِ جدوبها
كفى دارَ هندٍ أنَّ جفني يصوبها
وقفتُ بها والطرفُ مما توحشتْ
طريدُ رباها والفؤادُ جذبيها
و قد درستْ إلا نشايا عواصفٌ
من الريح لم يفطنْ لهنّ هبوبها
خليليَّ هذي دار أنسى وربما
يبينُ بمشهودِ الأمور غيوبها
قفا نتطوعْ للوفاء بوقفة ٍ
لعلّ المجازي بالوفاء يثيبها
فلا دارَ إلا أدمعٌ ووكيفها
و لا هندَ إلا أضلعٌ ووجيبها
و عيرتماني زفرة ً خفَّ وقدها
ملياً وعيناً أمس جفتْ غروبها
فإن تك نفسي أمس في سلوة ٍ جنتْ
فقد رجع اليومَ الهوى يستتيبها
و إن يفنِ يومُ البين جمة َ أدمعي
فعند جفوني للديار نصيبها
تكلفني هندٌ إذا التحتُ ظامئا
أمانيَّ لم تنهزْ لريًّ ذنوبها
و أطلبُ أقصى ودها أن أنالهُ
غلاباً وقد أعي الرجالَ غلوبها
بمنعطف الجزعين لمياءُ لو دعتْ
بمدينَ رهباناً صبتْ وصليبها
إذا نهض الجاراتُ أبطأَ دعصها
بنهضتها حتى يخَّ قضيبها
تبسمُ عن بيضٍ صوداعَ في الدجى
رقاقٍ ثناياها عذابٍ غروبها
إذا عادتِ المسواكَ كان تحية ً
كأنّ الذي مسّ المساويكَ طيبها
و كم دون هندٍ رضتُ من ظهرِ ليلة ٍ
أشدَّ من الأخطارِ فيها ركوبها
فنادمتها والخوفَ تروي عظامها ال
مدامُ ويروي بالبكاء شريبها
إذا شربتْ كأسا سقتني بمثلها
من الدمع حتى غاض دمعي وكوبها
حمى اللهُ بالوادي وجوها كواسيا
إذا أوجهٌ لم يكسَ حسنا سليبها
بواديَ ودَّ الحاضرون لو أنها
مواقعُ ما ألقتْ عليه طنوبها
إذا وصفَ الحسنَ البياضُ تطلعتْ
سواهمُ يفدي بالبياض شحوبها
و لله نفسٌ من نهاها عذولها
و من صونها يوم العذيبِ رقيبها
لكلَّ محبًّ يومَ يظفرُ ريبة ٌ(79/418)
فسلْ خلواتي هل رأت ما يريبها
إذا اختلطت لذاتُ حبًّ بعارهِ
فأنعمها عندي الذي لا أصيبها
و ساء الغواني اليومَ إخلاقُ لمتى
فهل كان مما سرهنّ فشيبها
سواءٌ عليها كَثُّها ونسيلها
و ناصلها من عفتي وخضيبها
و تعجبُ أن حصتْ قوادمُ مفرقي
و أكثر أفعالِ الزمانِ عجيبها
و من لم تغيره الليالي بعدهِ
طوالَ سنيها غيرته خطوبها
إذا سلَّ سيفُ الدهر والمرءُ حاسرٌ
فأهون ما يلقي الرؤسَ مشيبها
يعدد أقوامٌ ذنوبَ زمانهم
فمن لي بأيامٍ تعدُّ ذنوبها
يقولون دارِ الناسَ ترطبْ أكفهم
و منْ ذا يداري صخرة ً ويذيبها
و ما أطمعتني أوجهٌ بابتسامها
فيؤيسني مما لديها قطوبها
و في الأرض أوراقُ الغنى لو جذبتها
لرفَّ على أيدي النوال رطيبها
إذا إبلي أمستْ تماطلُ رعيها
فهل ينفعني من بلادٍ خصيبها
عذيريَ من باغٍ يودّ لنفسهِ
نزاهة َ أخلاقي ويمسي يعيبها
إّذا قصرتْ عني خطاه أدبَّ لي
عقاربَ كيدٍ غيرُ جلدي نسيبها
و من أملي في سيد الوزراء لي
مطاعمُ يغني عن سواها كسوبها
إذا ما حمى مؤيدُ الملكِ حوزة ً
من الصمَّ يقدرْ عليها طلوبها
عليَّ ضوافٍ من سوالفِ طولهِ
يجررُ أذيالَ السحاب سحوبها
و عذراءَ عندي من نداهُ وثيبٍ
إذا جليتْ زانَ العقودَ تريبها
عوارفُ تأتي هذه إثرَ هذه
كما رافدتْ أعلى القناة ِ كعوبها
إذا عددَ المجدُ انبرينَ فوائتا
عقودَ البنانِ أن يعدَّ حسيبها
حلفتُ بمستنَّ البطاحِ وما حوتْ
أسابيعها من منسكٍ وحصيبها
و بالبدنِ مهداة ً تقادُ رقابها
موقفة ً أو واجباتٍ جنوبها
لقام إلى الدنيا فقام بأمرها
على فترة جلدُ الحصا وصليبها
و غيرانُ لا يرضيه إصلاحُ جسمه
بدارٍ إذا كان الفسادُ يشوبها
وقاها من الأطماع حتى لو أنه
جرى الدمُ فوق الأرض ما شمَّ ذيبها
و مدّ عليها حامياً يدَ مشبلٍ
له عصبة ٌ بعدَ النذير وثوبها
يدٌ كلُّ ريح تمتري ماءَ مزنها
فما ضرها ألاَّ تهبَّ جنوبها
أرى شبههُ الأيامَ عادتْ بصيرة ً
و مذنبها قد جاءَ وهو منيبها(79/419)
و ذلتِ فأعطاها يدَ الصفح ماجدٌ
إذا سيلَ تراكُ الذحولِ وهوبها
لكَ اللهُ راعي دولة ٍ ريعَ سرحها
و راح أمام الطاردين عزيبها
طوتْ حسنها والماءُ تحت شفاهها
غراثاً وأدنى الأرض منها عشيبها
إذا ما تراغت تقتضي نصرَ ربها
فليس سوى أصدائها ما يجيبها
و قد غلب الطالينَ عرُّ جلودها
و فاتت أكفَّ الملحمينَ نقوبها
لها كلّ يوم ناشدٌ غير واحدٍ
تقفيَّ المنى َ آثارها فيخيبها
و مطلعٌ يقلي طريقَ خلاصها
فيمعي عليه سهلها وحزيبها
نفضتَ وفاضَ الرأي حتى انتقدتها
و ما كلُّ آراءِ الرجالِ مصيبها
محملة ً من ثقلِ منكَ أوسقاً
ينوء بها مركوبها وجنيبها
فعطفاً عليها الآنَ تصفُ حياضها
و تقبلْ مراعيها وتدملْ ندوبها
فما رأمتْ أبواءها عند مالكٍ
سواك ولا حنتْ لغيرك نيبها
تسربل بأثوابِ الوزارة إنها
لك انتصحتْ أردانها وجيوبها
و قد طالما منيتها الوصلَ معرضاً
و باعدتها من حيث أنتَ قريبها
و منَ يك مولاها الغريبَ وجارها
فأنت أخوها دنية ً ونسيبها
بلطفك في التدبير شابَ غلامها
على السيرة المثلى َ وشبَّ ربيبها
و قد ضامها قبلُ الولاة ُ وقصرتْ
قبائلها عن نصرها وشعوبها
فداك وقد كانوا فداءك منهمُ
جبانُ يدِ التدبير فينا غريبها
رمى بك في صدر الأمور ولم يخفْ
فلولَ ينوبِ الليثِ من يستنيبها
حملتَ له الأثقالَ والأرضُ تحته
و راعيته لما علته جنوبها
و آخرُ أرخى للنعيم عنانهُ
أخو الهزلِ ممراحُ العشايا لعوبها
تزحرفتِ الدنيا فصبا لها
مقارضة ً يخشى غداً ما ينوبها
و كان فتى أيامهِ وابنَ لينها
و أنت أبوها المتقي ومهيبها
و قاسٍ كأنَّ الجمرَ فلذة ُ كبده
يرى بالدماءِ نحلة ً يستذيبها
مخوفُ نواحي الخلقِ عجمٌ طباعهُ
إذا عولجت مرُّ اللحاظِ مريبها
إذا همَّ في أمرٍ بعاجلِ فتكة ٍ
على غرارٍ لم يلتفتْ ما عقيبها
و ذو لوثة ٍ مناهُ سلطانُ رأيه
منى ً غرهُ محداجها وكذوبها
و لم يك ذا خيرٍ فشاورَ شرهُ
و ما الشرُّ إلا أرضُ تيهٍ يجوبها
يواثب من ظهرْ الوزارة ريضاً(79/420)
زلوقاً وقد أعيا الرجالَ ركوبها
و مدّ بكفَّ العنفِ فضلَ عنانها
فعادتْ له أفعى حداداً نيوبها
رمى الناس عن قوسٍ وأعجبُ منْ رمى
يدٌ أرسلتْ سهما فعادَ يصيبها
توقَّ خطاً لم تدرِ أين عثارها
فكم قدمٍ تسعى إلى ما يعيبها
و لا تحسبنْ كلَّ السحابِ مطيرة ً
فحاصبها من حيث يرجى صبيبها
و كم أصرمتْ تحت العصائب لقحة ٌ
و درتْ لغير العاصبين حلوبها
أبى اللهُ أن يشقي بك اللهُ أمة ً
أردتَ بها سقما وأنت طبيبها
تطأطأْ لمنْ قمتَ نالك جالسا
فما كلُّ أولادِ الظنونِ نجيبها
فقد دانت الدنيا لربَّ محاسنٍ
محاسنُ قومٍ آخرين عيوبها
فيا ناظماً عقدَ الكلام تمله
و يا ناشر النعماءِ حياكَ طيبها
إذا الأنفس اختصتْ بحبَّ فضيلة ٍ
سموتَ بنفسٍ كلُّ فضلٍ حبيبها
توافقَ فيك الناسُ حباً وأمطرتْ
بشكرك سحبُ القولِ حتى خلوبها
ملكتَ مكانَ الودّ من كلّ مهجة ٍ
كأنك لطفاً في النفوس قلوبها
إذا الشمس لم تطلعْ علينا وأمرنا
بكفك معقودٌ فدامَ مغيبها
أنا العبدُ أعطتك الكرامة ُ رقهُ
و جاءت به عفوا اليك ضروبها
رفعتَ بأوصافي طريفاً وتالداً
كواكبَ لي عمَّ البلادَ ثقوبها
و ميزتني حتى ملكتُ بوحدتي
نواصيَ هذا القولِ يضفو سبيبها
و كم أملٍ أسلفتُ نفسي ودعوة ٍ
قنطتُ لها واللهُ فيك مجيبها
بلغتُ الأماني فيك فابلغ بيَ التي
تنفسُ نفساً ملءُ صدري كروبها
و للدهر في حالي جروحٌ وإنه
بلحظك إن لاحظتَ يوسي رغيبها
و مهما تعرْ من نعمة ٍ فجزاؤها
على الله ثمَّ الشعرُ عن يثيبها
بكلّ شرودٍ يقطعُ الريحَ شوطها
و يسري أمامَ الغاسقات دبوبها
تزمُّ ليَ الأصواتُ يومَ بلاغها
إذا ما علا أعوادَ شعرٍ خطيبها
يروقكَ منها جزلها وحميسها
إذا راقَ من أبياتِ أخرى نسيبها
ترى الناسَ خلفي يلقطونَ بديدها
و يعجبهم من غير كدًّ غصوبها
جواهرُ لي تصديفها من بحورها
صحاحاً وللعادي المغيرِ ثقوبها
يمرُّ بها لا بائعا يستحلها
بملكٍ ولا مستوهبا يستطيبها
بقيتَ لها مستخدما حبراتها(79/421)
و منتقداً ما حرها وجليبها
موسعة ً أيامُ ملككَ معوزاً
على الحادثاتِ أن يضيقَ رحيبها
و أعداكَ من شمسِ النهار خلوها
و إشراقها لكن عداك غروبها
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> قضى دينَ سعدي طيفها المتأوبُ
قضى دينَ سعدي طيفها المتأوبُ
رقم القصيدة : 59965
-----------------------------------
قضى دينَ سعدي طيفها المتأوبُ
و نول إلا ما أبى المتحوبُ
سرى فأراناها على عهد ساعة ٍ
و من دونها عرضُ الغويرِ فغربُ
فمثلها لا عطفها متشمسٌ
و لا مسها تحت الكرى متصعبُ
تحيي نشاوى من سرى الليل ألصقوا
جنوبا بجلدِ الأرض ما تتقلبُ
إذا أنسوا بالليل جاذبَ هامهم
حوافرُ قطعِ الليل والنومُ أطيبُ
و في التربِ مما استصحبَ الطيفُ فعمة ٌ
يرواح قلبي نشرها المتغربُ
فعرفني بين الركاب كأنما
حقيبة ُ رحلى باقيَ الليلِ مسحبُ
ألا ربما أعطتك صادقة َ المنى
مصادفة ُ الأحلامِ من حيثُ تكذبُ
و يومٍ كظلَّ السيفِ طال قصيرهُ
على حاجة ٍ من جانبِ الرملِ تطلبُ
بعثتُ لها الوجناءَ تقفو طريقها
أمامَ المطايا تستقيمُ وتنكبُ
فمالت على حكم الصبا لمحجرٍ
و للسير في أخرى مظنٌّ ومحسبُ
أعدْ نظراً واستأنِ يا طرفُ ربما
تكون لالتي تهوى التي تتجنبُ
فما كلُّ دارٍ أقفرتْ دارة ُ الحمى
و لا كلّ بيضاءِ الترائبِ زينبُ
عجبتُ لقلبي كيف يستقبل الهوى
و يرجو شبابَ الحيّ والرأسُ أشيبُ
تضمُّ حبالَ الوصل من أمَّ سالمٍ
و حبلكَ بعد الأربعينَ مقضبُ
و ليس لسوداءِ اللحاظِ ولو دنا
بها سببٌ في أبيض الرأس مطربُ
و لائمة ٍ في الحظّ تحسبُ إنه
بفضلِ احتيالِ المرءِ والعسي يجلبُ
رأت شعثاً غطى عليه تصوني
و عيشا بغيضا وهو عندي محببُ
و قد كنتُ ذا مالٍ مع الليل سارحٍ
على ّ لو أن المالَ بالفضلِ يكسبُ
و لكنه بالعرضِ يشرى خياره
و ينمي على قدرِ السؤالِ ويخصبُ
و ما ماءُ وجهي لي إذا ما تركتهُ
يراقُ على ذلَّ الطلابِ وينضبُ
و إنكِ لا تدرين واليومُ حاضرٌ
بحال اختلالي وما غدا لي مغيبُ(79/422)
لعلّ بعيداً ما طلتْ دونه المنى
سيحكم تاجُ الملكِ فيه فيقربُ
فما فوقه مرمى لظنًّ موسعٍ
و لا عنه للحقّ المضيعِ مذهبُ
و إن فاتني من جودهِ واصطفائهِ
إلى اليوم ما تسنى يداه ويوهبُ
و أيبسَ ربعي وحده من سحابة ٍ
تبيتُ لمثلى من عطاياه تسكبُ
فرجليَ كانت دون ذاك قصيرة ً
و حظيَ فيما جازني منه مذنبُ
و لا لومَ أن لم يأتني البحرُ إنما
على قدر ما أسعى إلى البحرِ أشربُ
حمى بيضة َ الإسلامِ ليثٌ تناذرتْ
ذئابُ الأعادي الطلسُ عما يذببُ
و زانت جبينَ المكِ درة ُ تاجهِ
فما ضره أيُّ العمائم يسلبُ
و في بالمعالي مستقلاً بحملها
متينٌ إذا خارت قوى العزمِ صلبُ
تريه خفياتِ الشوا كلِ فكرة ٌ
بصيرٌ بها من خطفة ِ النجم أثقبُ
إذا استقبل الأمرَ البطيءَ برأيه
تبينَ من أولاهُ ما يتعقبُ
و مزلقة ِ المتنين تمنعُ سرجها
و تسألُ قوسُ اللجمِ من أين تصحبُ
أبتْ أن يطيف الرائضون بجنبها
فقودتها مملوكة َ الظهرِ تركبُ
و يومٍ بلون المشرفية ِ أبيضٍ
و لكنه مما يفجرُ أصهبُ
إذا أسفرتْ ساعاتهُ تحت نقعهِ
عن الموتِ ظلت شمسه تنتقبُ
صبرتَ له نفساً حبيباً بقاؤها
إلى المجدِ حتى جئتَ بالنصرِ يجنبُ
كواسطَ والأنبارُ أمس كواسطٍ
و من إيما يوميك لا أتعجبُ
و كم دولة ٍ شاختْ وأنتَ لها أخٌ
و أخرى تربيها وأنتَ لها أبُ
ينام عزيزا كهلها وغلامها
و أنت عليها المشبلُ المتحدبُ
أرى الوزراءَ الدارجين تطلبوا
على فضلهم ما نلتهُ فتخيبوا
تباطوا عن الأمر الذي قمت آخذا
بأعجازه واستعبدوا ما تقربُ
فلو لحقتْ أيامهم بك خلتهم
بهديك ساروا أو عليك تأدبوا
نهيتُ الذي جاراك راكبَ بغيهِ
إلى حينه والبغيُ للحينِ مركبُ
و قلتُ تفللْ إنما أنت حابلٌ
على جنبك الواهي تحشُّ وتحطبُ
دعِ الرأسَ واقنع بالوسيطة ِ ناجياً
بنفسك إن الرأسَ بالتاج أنسبُ
و إن وليّ الأمر دونك ناهضُ ال
بصيرة ِ طبٌّ بالخطوب مدربُ
و أهيبُ فينا من قطوبك بشرهُ
و ما كل وجهٍ كالحٍ يتهيبُ(79/423)
بفعلك سدْ إن الأسامي معارة ٌ
و بالنفس فاخرْ لا بمن قمتَ تنسبُ
تمنوكَ تاجَ الملكِ أن يتعلقوا
غبارك وابنُ الريح في السبق أنجبُ
فظنوا تكاليفَ الوزارة سهلة ً
و منكبُ رضوى في العريكة يصعبُ
فلا زلتَ تلقى النصرَ حيث طلبته
بجدك يعلو أو بسيفك يضربُ
تمدُّ لك الدنيا مطاها ذليلة ً
فتركبُ منها ما تشاءُ وتركبُ
إلى أن ترى ظهرَ البسيطة ِ قبضة ً
بكفيك يلقى مشرقاً منه مغربُ
و قيضَ لي من حسنِ رأيك ساعة ٌ
يساعف فيها حظيَ المتجنبُ
فتمطرني من عدلِ جودك ديمة ٌ
تبلُّ ثرى حالي بما أنا مجدبُ
لعل خفياً كامنا من محاسني
تبوحُ به نعماك عني وتعربُ
و من ليَ لو أنيَّ على العجز ماثلٌ
بناديك يصغى المفحمون وأخطبُ
فتشهد أني ما عدمتُ فضيلة ً
إلى مثلكم مثلي بها يتقربُ
و تعلم مني كيفَ أمدحُ ناظما
فإنك تدري ناثراً كيف أكتبُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> نعم هذه يا دهرُ أمُّ المصائبِ
نعم هذه يا دهرُ أمُّ المصائبِ
رقم القصيدة : 59966
-----------------------------------
نعم هذه يا دهرُ أمُّ المصائبِ
فلا توعدني بعدها بالنوائبِ
هتكتَ بها ستر التجاملِ بيننا
و لم تلتفت فينا لبقيا المراقبِ
و ما زلت ترمى صفحتي بين عاصدِ
و منحرفٍ حتى رميتَ بصائبِ
فرأيكَ في قودي فقد ذلَّ مسحلي
و شأنكَ في غمزي فقد لان جانبي
و لا تحسبني باسطا يدَ دافعٍ
و لا فاتحا من بعدها فمَ عاتبِ
و لا مسبغا فضفاضة ً أبتغي بها
شبا طاعنٍ من حادثاتك ضاربِ
لها كنتُ أستبقي الحياة َ وأحتمي
و أجمعُ بردى من أكفَّ الجواذبِ
وَ لجتَ رواقَ العزّ حتى اقتحمتهُ
بلا وازعٍ عنه ولا ردَّ حاجبِ
و أنشبتَ في صماءَ عهدي بمتنها
صفيقَ المطا زليقة يالمخالبِ
سددتَ طريقَ الفضلِ من كلِ وجهة ٍ
و ملتَ على العلياء من كلّ جانبِ
فلا سننٌ إلا محجة ُ تائهٍ
و لا أملٌ إلا مطية ُ خائبِ
أبعدَ ابنِ عبد اللهِ أحظى براجعٍ
من العيش أو آسى على إثرْ ذاهبِ
و أرسلُ طرفي رائدا في خميلة ٍ(79/424)
من الناسِ أبغى نجعة ً لمطالبي
و أقدحُ زندا وارياً من هوى أخٍ
و أكشفُ عن ودًّ خبيئة َ صاحبِ
و أدفعُ في صدرِ الليالي بمثلهِ
فترجعَ عني دامياتِ المناكبِ
أبى َ ذاك قلبٌ عنه غيرُ مغالطٍ
برجمٍ وحلمٌ بعدهُ غيرُ عازبِ
و أنَّ خروقَ المجدِ ليستْ لراقع
سواه وصدعَ الجودِ ليس لشاعبِ
طوى الموتُ منه بردة ً في دروجها
بقية ُ أيامِ الكرامِ الأطايبِ
محبرة ً سدى وألحمَ وشيها
صناعٌ بحوك المكرماتِ الرغائبِ
كسا اللهُ عطفَ الدهرِ حيناً جمالها
فلما طغى قيضتْ لها يدُ سالبِ
لئن درستْ منها الخطوطُ فإنه
ليبقى طويلا عرفها في المساحبِ
و جوهرة ً في الناس كانت يتيمة ً
و هل من أخٍ للبدرِ بين الكواكبِ
أبى الحسنُ أن يحبى َ بها عقدُ ناظمٍ
فتسلكَ أو يسمولها تاجُ عاصبِ
فمدتْ إليها بالردى يدُ كاسرٍ
و كان يقيها المجدُ من يد ثاقبِ
سل الموتَ هل أودعتهُ من ضغينة ٍ
تنقمَ منها فهو بالوترْ طالبي
له كلَّ يومٍ حولَ سرحيَ غارة ٌ
يشرد فيها بالصفايا النجائبِ
سلافة ُ إخواني وصفوة ُ إخوتي
و نخبة ُ أحبابي وجلُّ قرائبي
فليتَ عفا عن أحمدٍ فادياً له
بمصرمة ٍ مما اقتنيتُ وحالبِ
أألآن لما اشتدّ متني بوده
و ردتْ ملاءً من نداه حقائبي
و جمتْ لآمالي العطاشِ حياضهُ
و كانت تخلى َّ عن نطافِ المشاربِ
فجعتُ به غضَّ الهوى حاضرَ الجدي
جديدَ قميص الودّ سهلَ المجاذب
كأني على العهدِ القريبِ اعتلقتهُ
بطولِ اختباري أو قديم تجاربي
سددتُ فمَ الناعي بكفي تطيرا
و لويتُ وجهي عنه ليَّ مغاضبِ
و قلتُ تبينْ ما تقولُ لعلها
تكون كتلك الطائراتِ الكواذبِ
فكم غامَ من أخباره ثم أقشعتْ
سحابتهُ عن صالحِ الحالِ ثائبِ
فلما بدا لي السرُّ في كرَّ قوله
ربطتُ نوازي أضلعي بالرواجبِ
و ملتُ إلى ظلًّ من الصبر قالصٍ
قصيرٍ وظنًّ بالتجملِ كاذبِ
و نفسٍ شعاعٍ قد أخلَّ وقارها
بعادتهِ في النازلاتِ الصعائبِ
و عينٍ هفا الحزنُ الغريبُ بجفنها
فطاحَ ضياعا في الدموعِ الغرائبِ(79/425)
أسائلُ عنه المجدَ وهو معطلٌ
سؤالَ الأجبَّ عن سنامٍ وغارب
و أستروحُ الأخبارَ وهي تسوءني
علائقَ منها في ذيولِ الجنائبِ
فيفصحُ لي ما كان عنه مجمجماً
و يصدقني ما كان عنه مواربي
فقيدٌ بميسانَ استوت في افتقاده
مشارقُ آفاق العلا بالمغاربِ
و قيدَ الحياءُ والسماحُ فأرجلا
عقيرينِ في تربٍ له متراكبِ
تنافثُ عن جمرِ الغضا نادباتهُ
كأنّ فؤادي في حلوقِ النوادبِ
بكتْ أدمعا بيضا ودمتْ جباهها
فتحسبها تبكي دماً بالحواجبِ
هوتْ هضبة ُ المجدِ التليدِ وعطلتْ
رسومُ الندى وانقضَّ نجمُ الكواكبِ
وردتْ ركابُ المخمسين بظمئها
تكدّ الدلاءَ في ركايا نواضبِ
و منْ يستبلُّ المسنتونَ بسيبهِ
فيرجعَ خضراً بالسنيين الأشاهبِ
و مولى كشفتَ الضيمَ عنه وقد هوى
به الذلُّ في عمياءَ ذاتِ غياهبِ
فلما رآك استشعرَ النصفَ واستوتْ
به رجلهُ في واضح متلاحبِ
و فيمن يصاغُ الشعرُ بعدك ناظما
عقودَ الثناءِ حاظياً بالمناقبِ .
و أين أخوك الجودُ من كف راغبٍ
إذا لم تكن قسامَ تلك الرغائبِ
و من ذا يعي صوتي ويعتدّ نصرتي
جهادا وودي من وشيج المناسبِ
برغميَ أنْ هبَّ النيامُ وأنني
دعوتكَ وجهَ الصبح غيرَ مجاوبِ
و أن لا ترى مستعرضا حاجَ رفقة ٍ
و لا سائلاً من أين مقدمُ راكبِ
و كنتُ إذا ما الدهرُ شلَّ معاطني
دعوتكَ فاستنفذتَ منه سلائبي
ذخيرة ُ أنسى يومَ يوحشني أخي
و بابي إذا سدتْ على مذاهبي
و كم من أخٍ برًّ وإن أنا لم أجدْ
كأنتَ أخاً في أسرتي والأجانبِ
سرى الموتُ من أوطانه في مآلفي
و نقبَ من أخلافهِ عن حبائبي
عجبتُ لهذي الأرض كيف تلمنا
لتصدعنا والأرضُ أمُّ العجائبِ
نطاردُ عن أرواحنا برماحنا
و نطربُ من أيامنا للحرائبِ
و تسحرنا الدنيا بشبعة ِ طاعمٍ
هي السقمُ المردى ونهلة ِ شاربِ
أحدثُ نفسي خاليا بخلودها
فأين أبي الأدنى وأين أقاربي
و لا كنتُ إلا واحداً من عشيرة ٍ
و لا باقيا في الناس إلا ابن ذاهب
فهل أنا أجبي من مقاول حميرَ(79/426)
و أمنعُ ظهرا من مشيد ماربِ
و هل أخذتْ عهد السموءلِ لي يدٌ
من الموت أو عندي حنية ُ حاجبِ
أردّ شفارا عن نحورِ صحابة ٍ
كأنيَ دفاعٌ لها عن ترائبي
و لا علمَ لي من أيّ شقيَّ مصرعي
و في أيما أرضٍ يخطُّ لجانبي
إذا كان سهمُ الموتِ لا بدّ واقعا
فيا ليتني المرمى من قبلِ صاحبي
و يا ليتَ مقبورا بكوفان شاهدٌ
جوايَ وإن كانت شهادة َ غائبِ
و ليتَ بساط الأرض بيني وبينه
طوته على الأعضادِ أيدي الركائبِ
فعجبتُ عليه واقفاً فمسلما
و إن هوَ يفقهْ حديثَ المخاطبِ
و ليتَ طريفَ الودّ بيني وبينه
و إن طابَ يوماً لم يكن من مكاسبي
سلامٌ على الأفراح بعدك إنها
و إن عشتُ ليست إربة ً من مآربي
إذا دنس الحزنَ السلوُّ غسلتهُ
فعاد جديدا بالدموعِ السواكبِ
و إن أحدثتْ عندي يدُ الدهرِ نعمة ً
ذكرتك فيها فاغتدتْ من مصائبي
أداري عيونَ الشامتين تجلدا
و أبسمُ منهم في الوجوهِ القواطبِ
أريهم بأني ثابتُ الريش ناهضٌ
و تحت جناحي جانفاتُ المخالبِ
سقتكَ بمعتادِ الدموع مرشة ً
أفاويقُ لم تخدج بلمعة ِ خالبِ
يلوث خطافُ البرقِ في جنباتها
بهامِ الهضابِ السودِ حمرَ العصائبِ
لها فوق متنِ الأرض وهي رفيقة ٌ
بما صافحت وخدُ القرومِ المصاعبِ
ترى كلَّ تربٍ كان يعتاضُ ليناً
لها وغلاماً كلَّ أشمطَ شائبِ
إذا عممتْ جلحاءُ أرضٍ بوبلها
غدتْ روضة ً وفراءَ ذات ذوائبِ
و إن كان بحرٌ في ضريحك غانيا
بجماتهِ عن قاطراتِ السحائبِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> تزلُّ الليالي مرة ً وتصيبُ
تزلُّ الليالي مرة ً وتصيبُ
رقم القصيدة : 59967
-----------------------------------
تزلُّ الليالي مرة ً وتصيبُ
و يعزبُ حلمُ الدهرِ ثمَّ يثوبُ
و تستلقحُ الآمالُ بعدَ حيالها
أواناً وينأى الحظُّ ثم يؤوبُ
و لولا قفولُ الشمس بعد أفوالها
هوتْ معها الأرواحُ حين تغيبُ
تنظرْ وإن ضاقت بصدرٍ رحابهُ
فروج صلاحٍ ذرعهنّ رحيبُ
فما كلُّ عينٍ خالجتك مريضة ٌ
و خطفة ِ برقٍ خالستك خلوبُ(79/427)
قضتْ ظلماتُ البعدِ فيك قضاءها
فصبحا فهذا الفجرُ منك قريبُ
بدتْ أوجهُ الأيام غراً ضواحكا
و كنَّ وفي استبشارهنّ قطوبُ
و طارحنني عذرَ البريءِ وربما
سبقنَ وفي أعذارهنّ ذنوبُ
أرى كبدى قد أثلجتْ في ضلوعها
و كانت على جمرِ الفراقِ تذوبُ
و راحت إليها بعدَ طول التياحها
صباً قرة ٌ تندى لها وتطيبُ
سرى الفضلُ من ميسانَ يشرقُ بعدما
أطال دجى الزوراءِ منه غروبُ
و هبت رياح الجودِ بشرى بقربهِ
لها سالفٌ من نشرها وجنيبُ
و ما خلتُ أن البدرَ يطلعُ مصعدا
و لا أنَّ ريحَ المكرماتِ جنوبُ
تزاحمتِ الأيامُ قبلَ لقائه
بجنبيَّ من ذنب الفراقِ تتوبُ
و تفسمُ لي أيمانَ صدقٍ بأنْ غداً
تراه وبعضُ المقسمينَ كذوبُ
و قد زادني شكرا لحسنِ وفائها
بما وعدتْ أنَّ الوفاءَ غريبُ
كفى البين أني لنتُ تحتَ عراكهِ
و خرتُ وعودي في الخطوبِ صليبُ
و قاربتُ من خطوى رضاً بقضائهِ
و لي بين أحداثِ الزمانِ وثوبُ
حملتُ وسوقَ البعدِ فوق أضالع
من الثقلِ عضاتٌ بها وندوبُ
أخبُّ حذارَ الشامتينَ تجلدا
بهنّ وما تحتَ الخبالِ نجيبُ
فإن تعقبِ الأيامُ حسنى تسوءها
فللصبرِ أخرى حلوة ٌ وعقيبُ
سمتْ أعينٌ مغضوضة ٌ وتراجعتْ
إلى أنسها بعد النفور قلوبُ
و عادت تسرّ الرائدين خميلة ٌ
تعاورها بعدَ الحسين جدوبُ
فماءُ الندى عذبُ اللصابِ مرقرقٌ
و غصنُ المنى وحفُ النباتِ رطيبُ
سيلقى عصاهُ وادعاً كلُّ خابطٍ
على الرزقِ يطوى أرضه ويجوبُ
و هل ينفضُ الجوَّ العريضَ لنجعة ٍ
أريبٌ وأوديه أعمُّ خصيبُ
أقولُ لآمالي وهنّ رواقدٌ
خذي أهبة َ اليقظانِ حانَ هبوبُ
إذا الصاحبُ استقبلت غرة َ وجههِ
بدا قمرٌ واف وماسَ قضيبُ
و لم تفتحي الأجفانَ عن طرف لافتٍ
إلى نائباتِ الدهرِ حين تنوبُ
سلامٌ وحيا اللهُ والمجدُ سنة ً
لها في دجناتِ الظلامِ ثقوبُ
و زادت علاءً في الزمان وبسطة ً
يدٌ تصرمُ الأنواءُ وهي حلوب
لآثارها في كلَّ شهباءَ روضة ٌ
و في كلَّ عمياءِ المياهِ قليبُ(79/428)
حمى مجدهُ وافي الحمائل سيفهُ
غيورٌ إذا ما المجدُ صيمَ غضوبُ
له كلَّ يومٍ نهضة ٌ دون عرضهِ
إذا نام حبا للبقاءِ حسيبُ
قليلة ُ أنسِ الجفنِ بالغمض عينهُ
و للعارِ مسرى نحوه ودبيبُ
إذا سال وادي اللؤمِ حلتْ بيوتهُ
بأرعنَ لا ترقى إليه عيوبُ
و قامَ بأمرِ الملك يحسمُ داءهُ
بصيرٌ بأدواءِ الزمانِ طبيبُ
له مددٌ من سيفهِ ولسانهِ
قؤولٌ إذا ضاقَ المجالُ ضروبُ
إذا يبستْ أقلامهُ أو تصامتتْ
فصارمهُ رطبُ اللسانِ خطيبُ
يرى كلَّ يومٍ لابساً دمَ قارنٍ
له جسدٌ فوق الترابِ سليبُ
و لم أرَ مثلَ السيف عريانَ كاسياً
و لا أمردَ الخدين وهو خضيبُ
و قد جربوه عاطلاً ومقلدا
و قادوه يعصى حبلهُ ويجيبُ
فما وجدوا مع طولِ ما اجتهدوا له
فتى ً عنه في جلى َّ تنوبُ ينوبُ
فعادوا فعاذوا ناهضين بعاجزٍ
حضورهمُ ما أخروه مغيبُ
أمينٌ على ما ضيعوا من حقوقه
سليمٌ وودّ الغادرين مشوبُ
من البيضِ إلا أن يحلى وجوههم
إذا هجروا خلفَ الترابِ شحوبُ
صباحٌ نجومُ العزَّ فوق جباههم
طوالعُ غرٌّ والنجومُ تغيبُ
عصائبُ تيجان الملوك سماتهم
و يومهمُ تحتَ الرماح عصيبُ
إذا حيزَ بيتُ الفخرِ حلقَ منهمُ
عليه شبابٌ طيبونَ وشيبُ
لهم كلُّ مقرورٍ عن الحلمِ ظنهُ
يقينٌ وهافى عزمتيه لبيبُ
تغيضُ أكف الواجدين وكفهُ
على العدمِ تهمى مرة ً وتصوبُ
تكادُ من الإشراق جلدة ُ خدهِ
تغصُّ بماءِ البشر وهو مهيبُ
يقيكَ الردى غمرٌ يجاريك في الندى
فيعقلُ عيٌّ رسغهُ ولغوبُ
إذا قمتَ في النادي بريئاً من الخنا
تلفتَ من جنبيهِ وهو مريبُ
تتبعَ يقفو الخيرَ منك بشرهِ
خداعاً كما قصَّ المشمة َ ذيبُ
تنبهَ مشروفاً بغلطة ِ دهرهِ
و بنتَ بمجدٍ أنتَ فيهِ نسيبُ
و قد ينهضَ الحظُّ الفتى وهو عاجزٌ
لحاجاتهِ حتى يقالَ نجيبُ
أنا الحافظُ الذوادُ عنك وبيننا
وشائعُ من بسطِ الفلا وسهوبُ
شهرتُ لساناً في ودادك جرحهُ
إذا حز في جلد النفاقِ رغيبُ
لك الجمة ُ الوطفاءُ من ماءِ غربهِ(79/429)
و عند العدا حرٌّ له ولهيبُ
يسرك مكتوبا وشخصك نازحٌ
و يرضيك مسموعاً وأنتَ قريبُ
و كيف تروني قاعداً عن فريضة ٍ
قيامي بها حقٌّ لكم ووجوبُ
و فيكم نما غصني وطالت أراكتي
و غودرَ عيشي الرثُّ وهو قشيبُ
شوى كلُّ سهمٍ طاحَ لي في سواكمُ
و لي شعبة ٌ من رأيكم ونصيبُ
و لي بعدُ فيكم ذروة ٌ ستنالها
يدي ومنى ً في قولها ستصيبُ
متى تذكروا حقيَّ أبتْ بوفائكم
و ظهرُ العلى العاصي على ركوبُ
طربتُ وقد جاء البشيرُ بقربكم
و ذو الشوق عند اسم الحبيبِ طروبُ
و قمتُ إليه راشفاً من ترابهِ
ثرى لك يحلو رشفهُ ويطيبُ
فلا كانَ يا شمسَ الزمانِ وبدرهُ
لسعدك من بعدِ الطلوعِ مغيبُ
و لا زلتَ مطلوباً تفوتُ ومدركاً
أواخرَ ما تبغي وأنتَ طلوبُ
كأنك من حبَّ القلوبِ مصورٌ
فأنتَ إلى كلَّ النفوسِ حبيبُ
Free counter
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أعجبتْ بي بين نادي قومها
أعجبتْ بي بين نادي قومها
رقم القصيدة : 59968
-----------------------------------
أعجبتْ بي بين نادي قومها
أمُ سعدٍ فمضتْ تسألُ بي
سرها ما علمتْ من خلقي
فأرادتْ علمها ما حسبي
لا تخالى نسبا يخفضني
أنا من يرضيكِ عند النسبِ
قوميَ استولوا على الدهرِ فتى ً
و مشوا فوق رؤس الحقبِ
عمموا بالشمسِ هاماتهمُ
و بنوا أبياتهمْ بالشهبِ
و أبي كسرى على إيوانهِ
أين في الناس أبٌ مثلُ أبي
سورة ُ الملكِ القدامى وعلى
شرفِ الإسلامِ لي والأدبِ
قد قبستُ المجدَ من خيرِ أبٍ
و قبستُ الدينَ من خيرِ نبي
و ضممتُ الفخرَ من أطرافهِ
سوددَ الفرسِ ودينَ العرب
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أجدك بعد أن ضمَّ الكثيبُ
أجدك بعد أن ضمَّ الكثيبُ
رقم القصيدة : 59969
-----------------------------------
أجدك بعد أن ضمَّ الكثيبُ
هل الأطلالُ إن سئلتْ تجيبُ
و هل عهدُ اللوى بزوردَ يطفى
أوامك إنه عهدٌ قريبُ .
أعدْ نظراً فلا خنساءَ جارٌ
و لا ذو الأثل منك ولا الجنوبُ
إذا وطنٌ عن الأحبابِ عزى(79/430)
فلا دارٌ بنجدَ ولا حبيب
يمانية ٌ تلوذُ بذي رعينْ
قبائلها المنيعة ُ والشعوب
حمتها أن أوزرَ نوى ً شطونٌ
براكبها ورامحة ٌ شبوبُ
ململمة ٌ تضيقُ العينُ عنها
إذا شرقتْ بجمتها السهوبُ
و معجلة ٌ عن الإلجام قبٌّ
أعنتها إلى الفزع السبيبُ
و إنك بالعراقِ وذكرَ حيًّ
على صنعاءَ للحلمُ الكذوبُ
لعلّ البانَ مطلولاً بنجدٍ
و وجهَ البدرِ عن هندٍ ينوبُ
ألا يا صاحبيَّ تطلعا لي
أشى َّ هل اكتسى الأيك السليبُ
و هل في الشرب من سقيا فإني
أرى في الشعبِ أفئدة ً تلوبُ
أكفكفُ بالحمى نزواتِ عيني
و قد غصتْ بأدمعها الغروبُ
و أحلمُ والمطايا يقتضيها
دوينَ حنينها الحادي الطروبُ
فمنْ يجهلْ به أو يطغَ شوقٌ
فشوقي لا أبا لكما لبيبُ
و بيضٍ راعهنَ بياضُ رأسي
فكلُّ محببٍ منى ّ معيبُ
عددنَ مذ التثمتُ به ذنوبي
و قبلَ الشيبِ أحبطتِ الذنوبُ
يجدُّ المرءُ لبستهُ ويبلي
و آخرُ لبسة ِ الرأسِ المشيبُ
و كنتُ إذا عتبتُ على الليالي
و في وجهي لها لونٌ نسيبُ
أطاعَ شبابها حفظاً شبابي
فجاءت من إساءتها تنيبُ
فما بالي أرى الأيامَ تنحى
عليَّ مع المشيبِ وهنّ شيبُ
عذيري من سحيلِ الودّ نحوى
حقيبة َ رحلهِ مرسٌ تخيبُ
و فيَ لي وهو محصوصٌ وأضحى
غداة َ ارتاش وهو عليَّ ذيبُ
و محسودٍ عليَّ تضيقُ عني
خلائقهُ وجانبهُ رحيبُ
لطيتُ له فغرَّ بلين مسى َّ
و ربَّ كمنية ٍ ولها دبيبُ
توقَّ عضاضَ مختمرٍ أخيفتْ
جوانبهُ وفي فيه نيوبُ
فإن الصلَّ يحذرُ مستميتاً
و تحتَ قبوعهِ أبداً وثوبُ
و لا تثلمْ ودادك لي بغدرٍ
فقد يتثلم النسبُ القريبُ
أنلني بعضَ ما يرضي فلو ما
غضبتُ حماني الأنفُ الغضوبُ
و منْ هذا يردّ عنانَ طرفي
إليك إن استمرّ بي الركوبُ
سترمي عنكَ بي إبلي بعيدا
و تنتظرُ الإيابَ فلا أؤوبُ
و ربتما أتاكَ بنشرِ صيتي
و واسعِ حاليَ النبأُ العجيبُ
أخوفُ بالخيانة ِ من زماني
و قد مرنتْ على القتبِ الندوبُ
و ما وادعتهُ منذ احتربنا
على سلمٍ فتوحشني الحروبُ .(79/431)
و كيف يريبني منه بيومٍ
زمانٌ كلهُ يومٌ مريبُ
و إني مذ غدت هممي سيوفا
لأعلمُ أنني أبدا ضريبُ
و ما جنتِ الذي يجنيه قلبي
على جسمي العداة ُ ولا الخطوبُ
لئن أبصرتني رثاً معاشي
أطوفُ حولَ حظيَ أو أجوبُ
فتحتَ خصاصتي نفسٌ عزوفٌ
و حشوَ معاوزي كرمٌ قشيبُ
سلي بيدي الطروسَ وعن لساني
فواركَ لا يلامسها خطيبُ
لها وطنُ المقيم بكلَّ سمعٍ
تمرّ به وسائرها غريبُ
بوالغُ في مدى العلياءِ لو ما
أعان ركودها يوما هبوبُ
لئن خفتْ على قومٍ ودقتْ
فما يدعى بها منهم مجيبُ
و نفرها رجالٌ لم يروحْ
على أفهامهم منها عزيبُ
فعند مؤيدِ الملكِ اطمأنتْ
و ضمّ شعاعها المرعى الخصيبُ
فكم حقًّ به وجدَ انتصافاً
وظنًّ في نداهُ لا يخيبُ
و واسعة ِ الذراعِ يغرُّ فيها
عيونَ العيسِ رقاصٌ خلوبُ
إذا استافَ الدليلُ بنا ثراها
أرابَ شميمه التربُ الغريبُ
تخفضنا وترفعنا ضلالاً
كما خبتْ براكبها الجنوبُ
إذا غنتْ لنا الأرواحُ فيها
تطاربتِ العمائمُ والجيوبُ
عمائمُ زانها الإخلاقُ ليثتْ
على سننٍ وضاءتها الشحوبُ
قطعناها إليك على يقينٍ
بأنَّ الحظَّ رائدهُ اللغوبُ
ترى ما لا ترى الأبصارُ منها
كأنَّ عيونها فيها قلوبُ
إلى ملكٍ مخضرة ٍ رباهُ
جمادُ الرزقِ من يدهِ يذوبُ
يغيضُ بنا ويملحُ كلُّ ماءٍ
و ماءُ بنانه عدٌّ شروبُ
تناهتْ عنه أقدامُ الأعادي
كأنّ رواقه الغابُ الأشيبُ
إذا ركب السريرَ علاَ فأوفى َ
على مرباتهِ أقنى رقوبُ
يعولُ الأرضَ ما كسبتْ يداهُ
و ما كلُّ ابنِ مرقبة ٍ كسوبُ
متينُ قوى العزيمة ِ ألمعيٌّ
إذا ما ارتابَ بالفكرِ الأريبُ
يريه أمسِ ما في اليومِ رأيٌ
تملُّ على شهادته الغيوبُ
بِذبك من وراء الملكِ قامت
دعائم منه والتأمتْ شعوبُ
حملتَ له بقلبك ما تركتَ ال
جبالَ به تفاخرها القلوبُ
تضرمُ فتنة ٌ وتضيقُ حالٌ
و صدرك فيهما ثلجٌ رحيبُ
و كم أشفى به داءٌ عضالٌ
و صنعُ اللهِ فيك له طبيبُ
طلعتَ على البلاد وكلُّ شمس
تضيء قد استبدَّ بها الغروبُ(79/432)
و قد قنط الثرى وخوتْ أصولُ ال
عضاهِ وصوحَ العشبُ الرطيبُ
و نارُ الجورِ عالية ٌ تلظى
و داءُ العجزِ منتشرٌ دبوبُ
فكنتَ الروضَ تجلبه النعامى َ
و ماءَ المزنِ منهمرا يصوبُ
كأنك غرة الإقبالِ لاحت
بعقبِ اليأسِ والفرجُ القريبُ
هنا أمَّ الوزارة ِ أن أتاها
على الإعقامِ منك ابنٌ نجيبُ
و أنك سيد الوزراءِ معنى ً
به سميتَ والألقابُ حوبُ
و لو أتتِ السماءُ بمثلك ابناً
لما كانت طوالعها تغيبُ
بك اجتمعتْ بدائدها ولا نت
معاطفها ومعجمها صليبُ
فلا تتجاذب الحسادُ منها
عرى يعيا يمرتها الجذيبُ
و لا يستروحوا نفحاتِ عرفٍ
لها بثيابِ غيرك لا تطيبُ
نصحتُ لهم لو أنّ النصحَ أجدى
و لم يكن المشاورُ يستريبُ
و قلتُ دعوا لمالكها المعالي
ففي أيديكمُ منها غصوبُ
خذوا جماتهِ الأولى وخلوا
أقاصيَ لا يخابطها ذنوبُ
فكم من شرقة ٍ بالماء تردى
و إن كانت به تشفى الكروبُ
لك اليومانِ تكتبُ أو تشبُّ ال
وغى وكلاهما يومٌ عصيبُ
فيومك جالسا قلمٌ خطيبٌ
و يومك راكبا سيفٌ خضيبُ
جمعتَ كفاية ً بهما وفتكا
و مجمعُ ذينِ في رجلٍ عجيبُ
و ضيقة ِ المجالِ لها وميضٌ
قطارُ سمائه العلقُ الصبيبُ
وقفتَ له حسامك مستبيحٌ
محارمها وعفوك مستثيبُ
و مسودَّ اللثاتِ له لعابٌ
يجدُّ الخطبُ وهو به لعوبُ
يخال على الطروس شجاعَ رملٍ
إذا ما عضَّ لم يرقَ اللسيبُ
تغلغلُ منه في مهج الأعادي
جوائفُ جرحها أبدا رغيبُ
إذا ملكَ الرقابَ به امترينا
مضى قلمٌ بكفك أم قضيبُ
و مضطهدٍ طردتَ الدهرَ عنه
و قد فغرتْ لتفرسه شعوبُ
إذا عصرت من الظمأ الأداوى
على الإعياء أو ركب الجنيبُ
فنعم مناخَ ظالعة ٍ وسقياً
ذراك الرحبُ أو يدك الحلوبُ
علاً رخجية ُ الأبياتِ خطتْ
على شماءَ ينصفها عسيبُ
لها عمدٌ على صدر الليالي
و فوق أوائل الدنيا طنوبُ
صفا حلبُ الزمان لها وقامت
لدعوتها الممالكُ تستجيبُ
و ما من دولة ٍ قدمت وعزت
و إلاَّ ذكرها بكمُ يطيبُ
و منكم في سياستها رجالٌ
فحولٌ أو لكم فيها نصيبُ(79/433)
كرامٌ تسندَ الحسناتُ عنهم
و تزلقُ عن صفاتهم العيوبُ
مضوا طلقاً بأعداد المساعي
و جئتَ ففتَّ ما يحصى الحسيبُ
قناة ٌ أنت عاملها شروعا
إلى نحر السما وهم الكعوبُ
و خيرُ قبيلة ٍ شرفاً ملوكٌ
لمجدك منهمُ عرقٌ ضروبُ
فلا وصحَ النهارُ ولستَ شمسا
و لا أزرى بمطلعك المغيبُ
و لا برحتْ بك الدنيا فتاة ً
تربُّ كما اكتسى الورقَ القضيبُ
إذا ما حزتها انتفضت عطارا
سوالفها بعدلك والتريبُ
و مات الدهرُ وانطوتِ الليالي
و ملكك لا يموتُ ولا يشيبُ
و قام المهرجانُ فقال مثلَ ال
ذي قلنا وآبَ كما نؤوبُ
و عادك زائرا ما كرَّ ليلٌ
لسعدك بين أنجمه ثقوبُ
بك استظللتُ من أيامِ دهري
و من رمضائها فوقي لهيبُ
كفيتني السؤالَ فما أبالي
سواك من المنوعُ أو الوهوبُ
و غرتَ على الكمال فصنتَ وجهي
فليس لمائه الطامي نضوبُ
مكارمُ خضرتْ عودي وروتْ
ثراه وقد تعاوره الجدوبُ
تواصلني مثانيَ أو وحادا
كما يتناصر القطرُ السكوبُ
فما اشكو سوى أنيّ بعيدٌ
و غيري يومَ ناديكم قريبُ
أفوقُ عزمتي شوقا اليكم
و يقبضني الحياءُ فلا أصيبُ
أصدُّ وضمنَ دستك لي حبيبٌ
عليه من جلالته رقيبُ
إذا امتلأتْ لحاظي منك نورا
نزا قلبي فطارَ به الوجيبُ
يميلُ إليك بشرك لحظَ عيني
و يحبسُ عنك مجلسك المهيبُ
و لو أني بسطتُ لكان سعيٌ
وبلَّ بلاله الشوقُ الغلوبُ
أبيتُ فما أجيبُ سواك داعٍ
و لكني دعاءكمُ أجيبُ
فإن يكن انقباضي أمس ذنبا
فمنذ اليوم أقلعُ أو أتوبُ
و تحضرُ نابياتٌ عن لساني
فواقرُ ربها عبدٌ منيبُ
أوانسُ في فمي متيسراتٌ
إذا ذعرتْ من الكلم السروبُ
إذا أعيتْ على الشعراء قيدتْ
إليَّ وظهرُ ريضها ركوبُ
بقيتُ وليس لي فيها ضريبٌ
و لا لك في الجزاءِ بها ضريبُ
تصاغُ لها الحماسة ُ من معاني
علاك ومن محاسنكِ النسيبُ
رعيتُ بهنّ من أملي سمينا
لديك وحاسدي غيظا يذوبُ
و هل أظما وهذا الشعرُ سجلٌ
أمدُّ به وراحتك القليبُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> على أيّ أخلاقِ الزمان أعاتبهْ(79/434)
على أيّ أخلاقِ الزمان أعاتبهْ
رقم القصيدة : 59970
-----------------------------------
على أيّ أخلاقِ الزمان أعاتبهْ
و ما هو إلا صرفه ونوائبهْ
تفرى أديمي وهو بترٌ شفارهُ
و جافت جروحي وهو صمٌّ مخالبهْ
ندوبٌ تقفي هذهِ عقبَ هذهِ
و داءٌ إذا ما باخ أوقدَ صاحبهْ
شغلتُ يدي حينا بعدَ ذنوبهِ
و زدن فقد تاركتهُ لا أحاسبهْ
طرحتُ سلاحي وانترعتُ تمائمي
و ضاربه ينحى عليَّ وسالبهْ
ببيضٍ من الأيام هنّ سيوفهُ
و سودٍ من الليلاتِ هنّ عقاربهْ
أدامجه حتى يراني راضيا
مرارا وأعصى مرة فأغاضبهْ
فلا هو إن أطريته قابضٌ يداً
و لا خائفٌ عارا بما أنا عائبهْ
نصحتكْ لا تخدعْ بسنة ِ وجههِ
فشاهده حسنٌ تشوهَ غائبهْ
و لا تتمهدْ قعدة فوقَ ظهرهِ
فما هو إلا ضيغمٌ أنت راكبهْ
تردى رجالٌ قبلنا وتقطرتْ
بهمْ شهبهُ دون المدى َّ وشاهبهْ
و صرحَ عما ساءهم طولُ محضهِ
خبائثَ جرتها عليهم أطايبهْ
حبائلُ مكتوبٌ لها نصرُ كيدها
من الله لا يمحى الذي هو كاتبهْ
فمن مغلقٍ مستعجلٍ أو مؤخرٍ
مراخيهِ يوما لا محالة َ جاذبهْ
تصاممتُ عن داعي المنونِ مغالطا
و إني على طول السكوت مجاوبهْ
و قدمتُ غيري جنة ً أتقي بها
و من يوقَ من راميه لا بدّ صائبهْ
أخلاى أيمُ اللهِ أطلب ثأركم
من الدهر لو قد أدركَ الثأرَ طالبهْ
أفي كلّ يومٍ لي قضيبٌ مخالسٌ
و ذخرٌ نفيسٌ منكم الموتُ غاصبهْ
و كاسٍ من العلياء والحسنِ يعتدي
سليما على سيفي وسوطى سالبهْ
تطيحُ به زندي وجهدُ تحفظي
بميثاقهِ في الغيب أنيَ نادبهْ
و كم منكمُ كالنجم رعتُ به الدجى
زمانا خبا بعد الإضاءة ِ ثاقبهْ
و آخرُ لما سامحتني بأصله ال
منايا ذوتْ أغصانهُ وشعائبهْ
و أضحى بنوه غبطة ً وبناتهُ
تسلُّ بهم أنيابهُ ورواجبهُ
فينزو بلبيّ شجوهُ وتصيبني
بموضعه من سرّ قلبي مصائبهْ
ألا يا أخي للودّ دنياً وكم أخٍ
لأمي بعيداتٍ عليّ قرائبهْ
لحا الله خطبا شلَّ سرحك طردهُ
و جمعَ في إلهابِ قلبك حاطبهْ(79/435)
رمتك يدُ الأيام عن قوسِ قارنٍ
إذا هو والي لم تخنه صوائبهْ
سقتك بكفًّ أدهقتْ لك ثانيا
و لما يفق من أولٍ بعدُ شاربهْ
فقرحٌ وقرحٌ لم تلاحمْ ندوبهُ
و دمعٌ ودمعٌ ما تعلق ساربهْ
و يا ليته لما تثنى تعلقتْ
مقاديرهُ أو استوين مراتبهْ
و لكنها كفٌّ هوتْ إثر إصبع
و حاركُ ظهرٍ بعدهُ جبَّ غاربهْ
حصاتان من درًّ حصانانِ لم تطرْ
يدٌ بهما ما دنس الدرَّ ثاقبهْ
هما بيضتا كنًّ بجانبِ ملبسٍ
حماه الطروقَ تيههُ وسباسبهْ
حرامٌ على الساري تضيعَ على القطا
أفاحيصهُ في جوه ومساربهْ
يحوطهما ما استطاعَ وحفُ جناحهِ
شعارهما دون التراب ترائبهْ
تراه يصادى حاجبَ الشمس عنهما
لو أنّ الردى ما أحرز الشيءَ هائبهْ
رزئتهما شمسينِ أقسمَ فيهما
ظلامُ الأسى َ ألاَّ تجلى َّ غياهبهْ
يعدون خرقا بالفتى في بناتهِ
إذا ما بكى أو ذلَّ للحزنِ جانبهْ
و كم من كريم عزهُ نجباؤه
فعزَّ بما ساقت إليه نجائبهُ
و بعضُ البناتِ من بها ينتج العلا
و بعض بني الإنسان في الحيّ عائبهْ
فإلاَّ تكونا صارمين فحذوتا
حسامٍ عتيقٍ لا تفلُّ مضاربهْ
أخي الحلم لم يملك عليه حياؤه
و لا كذبتهُ في الزمان تجاربهْ
إذا ولدَ استذكرنَ حزماً إناثهُ
كما ذكرتْ أخلاقهُ وضرائبهْ
تعزَّ ابن روحٍ إنما الموتُ مدلجٌ
إلى أمدٍ فيه النفوسُ مراكبهْ
و من أخرتهْ شمسُ يومٍ فلم يمت
يمتْ حوله أحبابهُ وحبائبهْ
و أعجبُ من ذي خبرة ٍ بزمانه
تنكر منه أن توالى عجائبهْ
خلقنا لأمرٍ أرهقتنا صدورهُ
فيا ليت شعري ما تجرّ عواقبهْ
غريمٌ ملطٌّ لا يملُّ وطالبٌ
بغير تراتٍ لا تنامُ مطالبهْ
و قد جربتك الحادثاتُ فلا تكن
ضعيفَ القوى رخواً لهنّ مجاذبهْ
و غيرك مغلوبٌ على حسنِ صبرهِ
و لا خطبَ إلا أنتَ بالصبرِ غالبهْ
برغميَ أن يسرى غزيٌّ من الأسى
اليك ولم تفللْ بنصري كتائبهْ
و إن كان خصما لا لساني ينوشه
و لا كلماتي الغاسقاتُ تواقبهْ
و يا لدفاعي عنك إن كان صارما
أصافحهُ أو كان ليثا أواثبهْ(79/436)
و من لي لو أنّ الحزنَ يرعى جوانحي
فدى لك لو يرضى بقلبيَ ناصبهْ
فما هي إلا مهجة ٌ لك شطرها
و موهوبُ عيشٍ أنت ما عشتَ واهبهْ
و إن كان يطفي حرَّ لوعتك البكا
على أنه جاريه لا بدّ ناضبهْ
فدونك دمعي سائلا ومعلقا
فجامدهُ باقٍ عليك وذائبهْ
عتبتُ على دهري فسهلَ عذرهُ
بأنك باقٍ كلَّ ما هو جالبهْ
إذا سلمِ البدرُ التمامُ فهينٌ
على الليلِ أن تهوى صغارا كواكبهْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> هل عند عينيك على غربِ
هل عند عينيك على غربِ
رقم القصيدة : 59971
-----------------------------------
هل عند عينيك على غربِ
غرامة ٌ بالعرض الخلبِ
نعمْ . دموعٌ يكتسى تربهُ
منها قميصَ البلدِ المعشبِ
ساربة ٌ تركبُ أردافها
معلقاتٌ بعدُ لم تسربِ
ترضى بهنّ الدارُ سقياً وإن
قال لها نوءُ السماكِ اغضبني
علامة أنيَ لم أنتكثْ
مرائرَ العهدِِ ولم أقضبِ
يا سائقَ الأظعانِ لا صاغرا
عجْ عوجة ً ثمّ استقم واذهبِ
دعِ المطايا تلتفتْ إنها
تلوبُ من جفني على مشربِ
لا والذي إن شاء لم أعتذرْ
في حبه من حيث لم أذنبِ
ما حدرتْ ريحُ الصبا بعده
لثامها عن نفسٍ طيبِ
و لا حلا البذلُ ولا المنعُ لي
مذهوَ لم يرضَ ولم يغضبِ
كم لي على البيضاء من دعوة ٍ
لولا اصطخابُ الحلي لم تحجبِ
و حاجة ٍ لولا بقياتها
في النفس لم أطربْ ولم أرغبِ
يا ماطلي بالدين ما ساءني
إليك تريدُ المواعيدِ بي
إن كنتَ تقضي ثمّ لا نلتقي
فدم على المطلِ وعد واكذبِ
سال دمي يومَ الحمى من يدٍ
لولا دمُ العشاقِ لم تخضبِ
نبلُ رماة ِ الحيّ مطرورة ً
أرفقُ بي من أعينِ الربربِ
يا عاذلي قد جاءك الحزمُ بي
أقادُ فاركبنيَ أو فاجنبِ
قد سدّ شيبي ثغري في الهوى
فكيف قصى أثرَ المهربِ
أفلحَ إلا قانصٌ غادة ً
مدّ بحبلِ الشعرِ الأشيبِ
ما لبناتِ العشرِ والعشرِ في
جدّ بني الخمسين من ملعبِ
شياتُ أفراسِ الهوى كلها
تحمدُ فيهنَّ سوى الأشهب
أما تريني ضاوياًً عارياً
من ورقِ المتلحفِ المخصبِ(79/437)
محتجزاً أندبُ من أمسى َ ال
ماضي أخاً ماتَ ولم يعقبِ
فلم يلثمْ ظبتيْ عاملي
ما حطمَ الساحبُ من أكعبي
يوعدني الدهرُ بغدراتهِ
قعقعْ لغير الليثِ أو هبهبِ
قد غمزتْ كفك في مروتي
فتحتَ أيَّ الغمزِ لم أصلبِ
أمفزعي أنتَ بفوت الغنى
تلك يدُالطالي على الأجربِ
دعّ ماءَ وجهي مالئاً حوضه
و كلّ سمينا نشبي واشربِ
إن أغلبِ الحظَّ فلي عزمة ٌ
بالنفس لم تقمرْ ولم تغلبِ
ذمَّ الأحاظي طالبٌ لم يجدْ
فكيف وجداني ولم أطلبِ
آه على المالِ وما يجتنى
منهُ لو أنّ المالَ لم يوهبِ
راخِ على الدنيا إذا عاسرتْ
و إن أتتْ مسمحة ً فاجذبِ
و لا تعسفْ كدَّ أخلافها
فربما درت ولم تعصبِ
هذا أوانُ استقبلتْ رشدها
بوقفة ِ المعتذرِ المعتبِ
و ارتجعتْ ما ضلَّ من حلمها
من بين سرحِ الذائدِ المغربِ
و ربما طالعَ وجهُ المنى
من شرفِ اليأسِ ولم يحسبِ
قل لذوي الحاجاتِ مطرودة ً
و ابنِ السبيل الضيقِ المذهبِ
و قاعدٍ يأكلُ من لحمهِ
تنزهاً عن خبثِ المكسبِ
قد رفعت في بابلٍ راية ٌ
للمجدِ من يلقَ بها يغلبِ
يصيحُ داعي النصرِ من تحتها
يا خيلَ محييُ الحسناتِ اركبي
جاء بها اللهُ على فترة ٍ
بأية ٍ من يرها يعجبِ
هاجمة ِ الإقبالِ لم تنتظرْ
بواسع الظنَّ ولم ترقبِ
لم تألفِ الأبصارُ من قبلها
أن تطلعَ الشمسُ من المغربِ
ردوا فقد زاركم البحرُ لم
يخض له الهولُ ولم يركبِ
يشفُّ للأعين عن درة َّ ال
ثمينِ صافي مائه الأعذبِ
فارتبعوا بعدَ مطالِ الحيا
و روضوا بعدَ الثرى المجدبِ
قد عادَ في طيءٍ ندى حاتمٍ
و قامَ كعبٌ سيدّ الأكعبِ
و عاش في غالبَ عمروُ العلا
يهشمُ في عامهم الملزبِ
و ارتجعتْ قحطانُ ما بزها
من ذي الكلاعِ الدهرُ أو حوشبِ
وردَّ بيتٌ في بني دارمٍ
زرارة ٌ من حولهِ محتبى
كلّ كريمٍ أو فتى ً كاملٍ
و فاعلٍ أو قائلٍ معربِ
فاليومَ شكُّ السمعِ قد زال في
أخباره بالمنظر الأقربِ
إلى الوزير اعترقتْ نيها
كلُّ أمونٍ وعرة ِ المجذبِ
تعطي الخشاشاتِ ليانا على(79/438)
أنفٍ لها غضبانَ مستصعبِ
مجنونة ُ الحلم وما سفهتْ
بالسوط خرقاءُ ولم تجنبِ
ييأسُ فحلُ الشولِ من ضربها
لعزة ِ النفسِ ولم تكتبِ
لو وطئتْ شوكَ القنا نابتاً
في طرق العلياءِ لم تنقبِ
يخطُّ في الأرض لها منسمٌ
دامٍ متى يملِ السرى يكتبِ
كأنَّ حاذيها على قاردٍ
أحمشَ مسنونِ القرا أحقبِ
طامنَ في الرمل له قانصٌ
أعجفُ لم يحمض ولم يرطبِ
ذو وفضة ٍ يشهدُ إخلاقها
بأنها عامينِ لم تنكبِ
مهما تخللهُ بنياتها
من ودجٍ أو وركٍ يعطبِ
فمرَّ لم يعطفْ على عانة ٍ
ذعراً ولم يرأمْ على تولبِ
به خدوشٌ يتعجلنهُ
قدائمٌ من لاحقِ الأكلبِ
بأيّ حسًّ ريعَ خيلتْ له
رنة ُ قوسٍ أو شبا مخلبِ
يذرعُ أدراجَ الفيافي بها
كلُّ غريب الهمَّ والمطلبِ
يرمي بها ليلُ جمادى إلى
يومٍ من الجوزاءِ معصوصبِ
في عرض غبراءَ رياحية ٍ
عجماءَ لم تسمرَ ولم تنسبِ
يشكلُ مشهورُ الركايا بها
على مصانيف القطا اللغبِ
حتى أنيختْ وصدوعُ السرى
بالنومِ في الأجفانِ لم تشعبِ
و شملة ُ الظلماءِ مكفورة ٌ
تحت رداء القمرِ المذهبِ
إلى ظليلِ البيت رطبِ الثرى
عالي الأثافي حافلِ المحلبِ
مختضب الجفنة ِ ضخم القرى
إذا يدُ الجازرِ لم تخضبِ
ترفع بالمندلِ نيرانهُ
إذا إماءُ الحيَّ لم تحطبِ
له مجاويفُ عماقٌ إذا
ما القدر لم توسع ولم ترحبِ
كلّ ربوضٍ عنقها بارزٌ
مثلُ سنام الجملِ الأنصبِ
تعجلها زحمة ُ ضيفانهِ
أن تتأنى حظبَ الملهبِ
أبلج في كلّ دجى شبهة ٍ
لو سار فيها النجمُ لم تثقبِ
موقر النادي ضحوك الندى
يلقاك بالمرغب والمرهبِ
تلحظهُ الأبصارُ شزرا وإن
أكثرَ من أهلٍ ومن مرحبِ
مرٌّ وإن أجدتك أخلاقهُ
شمائلَ الصهباءِ لم تقطبِ
ينحطُّ عنه الناسُ من فضلهم
منحدرَ الردفِ عن المنكبِ
أتعبهُ تغليسهُ في العلا
من طلبَ الراحة َ فليتعبِ
من معشرٍ لم يهتبلْ عزهم
بغلطِ الحظَّ ولم يجلبِ
و لا علا ابنٌ منهمُ طالعا
من شرفٍ إلا وراءَ الأبِ
تسلقوا المجدَ وداسوا العلا
و طرقها يهماءُ لم تلحبِ(79/439)
و وافقوا الأيام فاستنزلوا
أبطالها في مقنبٍ مقنبِ
قومٌ إذا أخلف عامُ الحيا
لم تختزلهم حيرة المسغبِ
أو بسطَ اللهُ ربيعا لهم
لم يبطروا في سعة ِ المخصبِ
سموا وأصبحتَ سماءً لهم
يطلعُ منها شرف المنسبِ
زدتَ وما انحطوا ولكنها
إضاءة ُ البدرِ على الكوكبِ
خلقتَ في الدنيا بلا مشبهٍ
أغربَ من عنقائها المغربِ
لا يجلسُ الحلمُ ولا يركبُ ال
خوفُ ولم تجلس ولم تركبِ
إن جنحَ الأعداء للسلم أو
تلاوذوا منك إلى مهربِ
كتبتَ لو قلتَ فقال العدا
أعزلُ لم يطعنْ ولم يضربِ
أو ركبوا البغي إلى غارة ٍ
طعنتَ حتى قيل لم يكتبِ
فأنت ملءُ العين والقلب ما
تشاءُ في الدستِ وفي الموكبِ
و ربَّ طاوٍ غلة ً بائتٍ
من جانب الشرّ على مرقبِ
ينظرُ من أيامه دولة ً
بقلم الأقدارِ لم تكتبِ
راعته من كيدك تحت الدجى
دبابة ٌ أدهى من العقربِ
فقام عنها باذلا بسلة َ ال
راقي ولم يرقَ ولم يسلبِ
بك اشتفى الفضلُ وأبناؤه
بعد عموم السقم المنصبِ
و التقم الملكُ هدى نهجهِ
و كان يمشي مشية الأنكبِ
وزارة ٌ قلبها شوقها
منك إلى حولها القلبِ
جاءتك لم توسعِ لها مرغبا
وليها المهرَ ولم تخطبِ
كم أجهضتْ قبلكَ من عدهم
لها شهورَ الحاملِ المقربِ
و ولدتْ وهي كأنْ لم تلدِ
أمٌّ إذا ما هي لم تنجبِ
قمتَ بمعناها وكم جالسٍ
تكفيه منها سمة ُ المنصبِ
و هي التي إن لم يقدْ رأسها
بمحصداتِ الصبر لم تصحبِ
مزلقة ٌ راكبُ سيسائها
راكبُ ظهرِ الأسدِ الأغلبِ
راحتْ على عطفك أثوابها
طاهرة َ المرفع والمسحبِ
فتحتَ في مبهمِ تدبيرها
تنفسَ البلجة ِ في الغيهبِ
و ارتجعتْ منك رجالاتها
كلَّ مطيلٍ في الندى مرغبِ
ردَّ بنو يحيى و سهيل لها
و الطاهريون بنو مصعبِ
فاضرب عليها بيتَ ثاوٍ بها
قبلك لم يعمدْ ولم يطنبِ
و استخدم الأقدارَ في ضبطها
و استشر الإقبالَ واستصحبِ
و امددْ على الدنيا وجهلاتها
ظلالَ حلمٍ لك لم يعزبِ
و اطلعُ على النيروزِ شمسا إذا
ساقَ الغروبُ الشمسَ لم تغربِ
تفضلُ ما كرَّ سني عمرهِ(79/440)
بملء كفَّ الحاسبِ المطنبِ
يومٌ من الفرسِ أتى وافداً
فقالت العربُ له قربِ
بات من الإحسانِ في داركم
و هو غريبٌ غيرَ مستغربِ
لو شاء من ينسب لم يعزهُ
لغيركم عيدا ولم ينسبِ
و اسمع لمغلوب على حظه
لو أنك الناصرُ لم يغلبِ
موحدٍ لم يشكُ من دهره
و أهلهِ إلا إلى مذنبِ
أقصاه عند الناس إدلاؤه
من فضله بالنسب الأقربِ
لو قيض إنصافك قدما له
عزَّ فلم يقصَ ولم يقصبِ
عندك من برقي لماعة ٌ
سابقة ٌ تشهدُ للغيبِ
منثورها ذاك ومنظومها
هذا كلا الدرين لم يثقبِ
ما زلتُ أرجوك ومن آيتى
أنَّ رجائي فيك لم يكذبِ
لم يبقَ لي بعدك عتبٌ على
خظًّ ولا فقرٌ إلى مطلبِ
فاغرسْ ونوهْ منعما واصطنع
ترضَ مضاءَ الصارمِ المقضبِ
و غر على رقيَ من خاملٍ
لملكِ مثلي غيرِ مستوجبِ
كم أحمدتْ قبلكَ عنقي يدٌ
لكنها سامتْ ولم تضرب
و لدنة ِ الأعطافِ لم تعتسفْ
بالكلمِ المرَّ ولم تتعبِ
من الحلالِ العفوِ لم تستلبْ
بغارة ِ الشعرِ ولم تنهبِ
دمُ الكرى المهراقِ فيها على
سامعها إن هو لم يطربِ
جاءك معناها وألفاظها
في الحسنِ بالأسهلِ والأصعبِ
أفصحُ ما قيلَ ولكنها
فصاحة ٌ تهدى إلى يعربِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ضمانة ٌ يصدق وعدُ الضنا
ضمانة ٌ يصدق وعدُ الضنا
رقم القصيدة : 59972
-----------------------------------
ضمانة ٌ يصدق وعدُ الضنا
فيها جناها الطمعُ الكاذبُ
عاد بها اليومُ جديدَ الهوى
و قد تولى أمسها الذاهبُ
أية نارٍ قدحتْ في الحشا
عينُ مهاة ٍ زندها ثاقبُ
و أيُّ ثغرٍ ولميً صادني
نابلُ قلبي بهما الصائبُ
حباً له من بردٍ جامدٍ
يقطرُ منه ضربٌ ذائبُ
اللهَ يا حسناء في مهجة ٍ
أنتِ بها الثائرُ والطالبُ
إن كنتِ حرمتِ وصالي فمن
أين دمي حلٌّ لكم واجب
سلي سهامَ الشوقِ عن أضلعي
إن صدقتْ عينكِِ والحاجبُ
منْ موقدُ النارِ وقد أخمدتْ
على فؤادي ومن الحاطبُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يا دارُ لا أنهجَ القشيبُ
يا دارُ لا أنهجَ القشيبُ(79/441)
رقم القصيدة : 59973
-----------------------------------
يا دارُ لا أنهجَ القشيبُ
منكِ ولا صوحَ الرطيبُ
و لا أخلتْ بكِ الغوادي
تشعبُ ما يصدعُ الجدوبُ
من كلَّ مخروقة العزالي
تغلبُ أخياطها الثقوبُ
تعجبُ منها رباكِ حتى
يضحكَ فيها الوجهُ القطوبُ
و كان عطرا كما عهدنا
مشيُ الصبا فيكِ والهبوبُ
فربَّ ليلٍ ثراكِ فيه
بين بحور العشاق طيبُ
عجنا وليلُ المطيَّ ليلٌ
بعدُ وصوتُ الحادي صليبُ
و ما نقضناهُ من طريقٍ
من حيثُ رحنا عنه قريبُ
فقال صحبي أضلَّ هادٍ
أم خدعَ الحازمُ الأريبُ
ليس أوانُ التعريسِ هذا
قلتُ هو الشوق لا اللغوبُ
يا من رأى باللوى بريقاً
تقدحُ نيرانهُ الجنوبُ
كلاَ ولا بينما تراهُ
يطلعُ أبصرتهُ يغيبُ
كأنّ ما لاح منه وهناً
على شبابِ الدجى مشيبُ
حدثني بالغضا حديثا
سرَّ على أنه خلوبُ
يقول هيفاءُ لم يحلها
عن عهدك الناقلُ الكذوبُ
جفونها بعدكم حنوا
ماءٌ وأحشاؤها لهيبُ
فارض فمن قلبها خفوقي
أعدي ومن طرفها أصوبُ
لا وليالٍ على المصلي
تسرق في نسكها الذنوبُ
و ما رأى الجبفُ من هناتٍ
يغفرها المالكُ الوهوبُ
و خلواتٍ بأمّ سعدٍ
ما بعدها لذة ٌ تطيبُ
لولا لماها لما شفاني
بزمزمٍ ما سقى القليبُ
ماذا على محرمٍ بجمعٍ
و سهمهُ من دمى خضيبُ
و كيف والصيدُ ثمَّ بسلٌّ
تصادُ بالأعين القلوبُ
يا فتكها نظرة ً خلاسا
سببَ أدواءها الطبيبُ
ذابت عليها حصاة ُ قلبي
يا من رأى جمرة ً تذوبُ
قلْ لزماني ما شئت فاضغط
قد دبرَ الجابرُ الجليبُ
أصبتني بالخطوبِ حتى
لم تبقِ لي مقتلا تصيبُ
في كل يومٍ جورٌ غريبٌ
عندي عليه صبرٌ غريبُ
حتى لقد صار عجيبا
منك الذي كله عجيبُ
و لائمٍ في عزوفِ نفسي
قلتُ له أنتَ والخطوبُ
عساك خبرا بالناس مثلي
إن ردَّ من حلمك العزيبُ
ففي قليَ منْ تراكَ تلحى
منهم وفي تركِ منْ تعيبُ
الله لي إن طرحتُ عرضي
أكلة َ آمالهم حسيبُ
قد كنتُ أبكي وهم فروقٌ
شتى وأشكو وهم ضروبُ
فاليوم سوتهم المساوي
عندي وعمتهم العيوبُ(79/442)
فما أرى منهمُ بريئا
يخشى افتضاحا به المريبُ
بلى قد استثنتِ المعالي
بيتاً لها فخرهُ نسيبُ
بيتاً شموسُ الضحى عمادٌ
له وشهبُ الدجى طنوبُ
الحسبُ العدُّ من بينهِ
كلُّ نجيبٍ نمى نجيبُ
من آل عبد الرحيم مردٌ
حولَ رواقِ العلا وشيبُ
تشابهوا سودداً فأعطى
شاهدهم فضلَ منَ يغيبُ
كلُّ محيا الجبينِِ طلقٍ
لم يعتسفْ بشره القطوبُ
راضون أن يشبعوا ويضووا
و العامُ مسحنفزٌ غصوبُ
تروى عطاشُ الآمالِ فيهم
و هيَ على غيرهم تلوبُ
لهم أفاويقها إذا ما
أصرمَ ثديُ الحيا الحلوبُ
دوحة ُ مجدٍ أبو المعالي
غصنُ جناها الغضُّ الرطيبُ
كان فتاها والرأيُ كهلٌ
و طفلها والحجا لبيبُ
ليثُ حماها والدارُ حربٌ
و في السلامِ الظبيُ الربيبُ
لا فرحة ٌ تستقلُّ منه
حلما ولا نوبة ٌ تنوبُ
تغمزُ فيه أيدي الليالي
و النبعُ مستعصمٌ صليبُ
إذا كساه الغنى قميصا
فهو بأيدي الندى سليبُ
و كلُّ سعيٍ له كسوبٍ
تغرمهُ كفه الوهوبُ
يحمي حماه بنافذاتٍ
خدوشها في العدا ندوبُ
لا يبلغُ السبرُ ما يفري
معمقا جرحها الرغيبُ
يبعثها مفصحا لسانٌ
ماضٍ إذا لجلجَ الخطيبُ
إذا فروجُ الكلامِ ضاقتْ
تمَّ بها باعهُ الرحيبُ
لا محقتْ بدرك الدآدي
و لا محا شمسك الغروبُ
و رجع الدهرُ مستقيلا
اليكَ من ذنبهِ ينوبُ
يقسمُ لا شيمَ وهو سيفٌ
بعدُ ولا شمَّ وهو ذيبُ
و عاد ظلُّ الدنيا عليكم
يورقُ أو ينمرُ القضيبُ
حظكمُ صفوها وحظُّ ال
أعداءِ منها المرُّ المشوبُ
ما كرَّ عوداً شبابُ ليلٍ
يردفهُ من ضحى ً مشيبُ
و زار يومُ النيروز عامَ ال
خضبِ كما زارك الحبيبُ
تهدى لكم من ثناي عونٌ
كلُّ ابن سمعٍ لها طروبُ
قواطنٌ فيكمُ وتمسى
تجولُ في الأرض أو تجوبُ
في كلَّ يومٍ تغشاك منها
حبيبة ٌ ما لها رقيبُ
كذاك لا غائبي خبيثٌ
لكم ولا شاهدي مريبُ
قلبي صحيحُ لكم وودي
ما مرضَ الودُّ والقلوبُ
أجببتكم قبلَ أن دعوتم
فكيف أدعى فلا أجيبُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لعلها واليأسُ منها أغلبُ(79/443)
لعلها واليأسُ منها أغلبُ
رقم القصيدة : 59974
-----------------------------------
لعلها واليأسُ منها أغلبُ
إن نأتِ اليومَ غداً تستقربُ
حاجة ُ صدرٍ لك لا ملفوظة ٌ
و لا تسوغُ حلوة ً فتشربُ
أضحكُ من مواعدِ الدهرِ بها
مما يجيءُ باطلا ويذهبُ
و دونها أن ينتهي لجاجها
ذو صبغتين دينه التقلبُ
في كلّ يومٍ مرسلٌ مغالطٌ
لي عنده وشافعٌ محببُ
و حلفة ٌ كاذبة ٌ وفي فمي
شكيمة ٌ من أن أقولَ تكذبُ
ملَّ فلا الحصاة ُ من فؤاده
تلينُ لي ولا اللسانُ يرطبُ
اللهَ يا هيفاءُ لي في زمنٍ
نعيمهُ بعدكمُ معذبُ
و كبدٍ يصدعها كلُّ أسى ً
بها الكبودُ القرحاتُ تشعبُ
لا سلوة ُ البعدِ المريحِ عصمة ٌ
منكِ ولا الهمّ المراح يعزبُ
و كلما أطمعَ فيكِ سببٌ
آملهُ أياسَ منكِ سببُ
يعيشُ قلبي وهو عيشٌ مؤلمٌ
ثم يموتُ وهو موتٌ طيبُ
نفسكَ يا معطي الهوى قياده
إنك في خيط الهوانِ تجنبُ
و إن هويتَ فانتصرْ بغدرة ٍ
عن ثقة ٍ أنَّ الوفاءَ العطبُ
قالت على البيضاء أختُ عامرٍ
أسفرَ في فوديك ذاك الغيهبُ
و من بلاياكِ وإن عبتِ به
شبابُ حبيَّ وعذاري الأشيبُ
غدركِ والخمسونَ أيّ روضة ٍ
قشيبة ٍ بينهما لا تجدبُ
و ما الذي أنكرتهِ من ليلة ٍ
يطلعُ فيها قمرٌ أو كوكبُ
ما نصلتْ إلا بماءِ مقلتي
فليتها بماءِ قلبي تخضبُ
و عاذلٍ لا سقيتْ غلتهُ
بالغور ما يروى ولا ما يعذبُ
يزعمُ أن كلَّ دارٍ رامة ٌ
و أنّ كلَّ ذاتِ حجلٍ زينبُ
حلفتُ يومَ ينحرُ الناسُ بها
ساجدة ً أذقانها والركبُ
يعطى المنى منها الذي يستامهُ
طلى ً تطيحُ وجنوبٌ تجبُ
مثل التلاعِ بازلاً وحقة ً
قامَ عليهنّ الربيعُ المخصبُ
و المشرفاتِ من منى كأنها
على ظهور الهضباتِ حدبُ
و بالملبينَ سعوا فنفضوا
ذنوبهم وجمروا وحصبوا
و ما حوى وأي فضلٍ ما حوى
ذاك العتيقُ البارزُ المحجبُ
لو نسبَ المجدُ لما كان إلي
غير بني عبد العزيزِ ينسبُ
من أرضهم طينتهُ وفيهمُ
رواقهُ وبيتهُ المطنبُ
أقسمَ لا فارقهم وأقسموا(79/444)
ما دام خلداً من أبانَ منكبُ
حيَّ على رغم البدورِ غرراً
تقدحُ في فحم الدجى فتثقبُ
وردْ نفوسا حرة ً وأيديا
تحيلُ في المحلِ عليها السحبُ
تبادروا الجودَ فلاطوا حوضهُ
لهم ليالي وردهِ والقربُ
و انتظموا سوددهم القنا
لكن صدورٌ ليس فيها أكعبُ
داسوا بأعقابهمُ هامَ العلا
و اقتعدوا ظهورها واعتقبوا
شمّ الأنوفِ والسيوفِ قصرتْ
دروعهم وهي سباغٌ تسحبُ
يمشونَ رجلي فيخالُ أنهم
من شارة ٍ ومن شطاطٍ ركبوا
توارثوا الملكَ فلا خلافة ٌ
إلا لهم سريرها والموكبُ
و منهمُ في حربها وسلمها
رمحٌ يخطُّ ولسانٌ يخطبُ
حليُّ كلَّ دولة ٍ عاطلة ٍ
و بشرُ كلَّ نعمة ٍ تقطبُ
إذا الخطوبُ حسمتْ بخدعة ٍ
أو ردعة ٍ لانوا لها وصعبوا
إن كتبوا قلتَ اصطلاما طعنوا
أو طعنوا قلتَ بلاغاً كتبوا
ترى الجبالَ في الحبى إن جلسوا
و الأسدَ هيجَ شرها إن وثبوا
لهم قدامى الفخرِ ما تنقلهُ
لك الرواة ُ وتريك الكتبُ
و خيرُ ما استطرفتهُ حديثهم
إذا الكرامُ زانهم ما أعقبوا
و ولدوا أبا الحسين فرأى ال
مجدُ به كيف نموا وأنجبوا
برزتَ في عقدهمُ واسطة ً
لها من الأبصار ما يستلبُ
بيضاءَ مما أبغضَ الغواصُ في ال
فحص عليها أنفساً تحببُ
و مطلتهم دونها أمنية ٌ
رواغة ٌ وحقبٌ وحقبُ
حتى قضى الصبرُ لهم قضاءهُ
و استحييتِ الأيام مما نصبوا
فاستخرجوها تملأ الراحة َ وال
عينَ فقالوا درة ٌ أم كوكبُ
و شرفتْ فلقبتْ فخرَ العلا
لو لم يقعْ دون سناها اللقبُ
و كيف لا تطلعُ بدرا فيهمُ
و الشمسُ جدٌّ لك والنجمُ أبُ
ألقى الكمالُ طائعا عنانهُ
اليك يرخى تارة ويجذبُ
و أقعصَ الأقرانَ عنك قلمٌ
ممرنٌ وخاطرٌ مدربُ
و قمتَ قرحانا فتيا بالعلا
قيدَ عنك القارحُ المجربُ
ورثتَ فضلا لو قنعتَ لكفي
لكن أبيتَ غيرَ ما تكتسبُ
كالليثِ لا تحلو له فريسة ٌ
لا ينتقي فيها ولا يخلبُ
و كم سواك لم يجزْ حسابهُ
أعدادَ ما تملي عليه الحسبُ
حويتَ إعظاما وقد مثلتَ لي
رائدَ عينيَّ وقلتَ تكذبُ(79/445)
أدمية ٌ صيغتْ أم البدرُ هوى
و بشرٌ أم ملكٌ مقربُ
معجزة ٌ جاء الزمانُ غلطا
بها وآوى ٌ كلهنَّ عجبُ
و كرمٌ على اللسان حاضرٌ
يشفُّ منه الكرمُ المغيبُ
و راحة ٌ مطلقة ٌ طارحها ال
عرضُ المصونُ أن يهون النشبُ
سحرتني ودارُ عزي بابل
و قدتني وأمُّ رأسي تصعبُ
و ملكتني لك نشوانَ الهوى
خلائقٌ غناؤهنّ مطربُ
ملأتَ بالبشرِ وطابَ أملي
و بعضهم بكيئة ٌ لا تحلبُ
حتى رقى الحاوي فأصيغتُ له
و كدتُ مع شدة ِ زهدي أرغبُ
و قلت عاش لزهيرٍ هرمٌ
و قام في أهل الزبيرِ مصعبُ
أرضيتني عن الزمان بعد ما
حرقَ أضلاعي عليه الغضبُ
و عاد بردا وسلاما بك لي
ما توقدِ الدنيا وما تحتطبُ
أغنيتني قبلَ اللها مودة ً
و الودّ عندي خيرُ رفدٍ يوهبُ
و قربتني منك أولى نظرة ٍ
حتى كأنا لم نزل نصطحبُ
فراسة ٌ أيقظك المجدُ لها
و فطنة ٌ على سواك تعزبُ
و همة ٌ إذا ركبتَ ظهرها
أدركتَ من أخرى العلا ما تطلبُ
فاسمع أقرطك شنوفا درها
لغير آذانكمُ لا يثقبُ
من المصوناتِ التي تعنستْ
خلف الخدورِ وهي بكرٌ تخطبُ
تنافسَ الملوكُ في مهورها
و اقترعوا في حبها واحتربوا
عندهمُ الرغبة ُ والودّ لها
و عندها الملالُ والتجنبُ
و زادها نزاهة ً وورعاً
مني أبٌ على البناتِ حدبُ
ليس عليه للتمني طاعة ٌ
و لا له في الشهواتِ أربُ
لا يمدح الناسَ ولكن مدحكم
يلزمُ في دين العلا ويجبُ
Webstats4U - Free web site statistics
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> نأتْ والأماني بها تقربُ
نأتْ والأماني بها تقربُ
رقم القصيدة : 59975
-----------------------------------
نأتْ والأماني بها تقربُ
و ملتْ وأحسبها تعتبُ
و مال بها الغدرُ غدرُ الطبا
عِ عنيَ والكاشحُ المجلبُ
و غيرانُ يذعره اسمي بكم
و يؤنسه حولهَ المقنبُ
يكون لغيري جناحَ البعو
ضِ لينا ولي قومهُ المصعبُ
و منتحلٌ في الهوى يدعى
مقامي وشاهدهُ يكذبُ
تبدل بي ساء ذاك البديلُ
كما بيعَ في الأخبثِ الأطيبُ
فيا عجبي من مريقٍ دمي(79/446)
عنادا وقلبي به معجبُ
و مستهزيٌ ضاحكٌ من بكاي
يجدُّ بقلبي كما يلعبُ
أهيفاء أيُّ هوى قد علم
ت يقصى وأيّ أخٍ يقصبُ
و لما انطوى العامُ نفسي تر
دُّ عنكِ وحافزها يطلبُ
صددتِ كما انصرفتْ بالصدى
غرائبُ أوجهها تضربُ
أقول غداً نظرا للوفاء
و غدركمُ من غدٍ أقربُ
و كيف اللقاءُ وقد سدتِ ال
مطالعُ يا ذلك الكوكبُ
و أين النجاءُ وما الحظُّ فيه
و منكِ وأنتِ المنى المهربُ
سل الهاجعين على ذي الطلوح
و طرفي لهم حارسٌ يرقبُ
اشمتم يمينا سنا بارقٍ
يشوقُ على أنه خلبُ
تألق مستشرفا لا يسلُ
حتى يرى سيفه يقربُ
يبينُ ريخفى رؤسَ الهضابِ
فتنصلُ منه كما تخضبُ
يمرُّ فيرغب في أضلعي
صدوعا برجعتة تشعبُ
و هل عنده خبرٌ إن سأل
تُ ما البانتان وما زينبُ
و هل ربعُ غربَ في الباليا
تِ أم هل على عهدنا غربُ
سقى بالحمى الأعينَ النابلا
تِ من دم أحشايَ ما تشربُ
و حيا الحيا أوجها لا تغشُّ
لجينُ الجمالِ بها مذهبُ
و في السانحاتِ بذاك الرمي
ل عفراءُ تاهَ بها الربربُ
من الذاهباتِ بحبّ القلو
بِ لا تقتضي ردَّ ما تسلبُ
و ما نطفة ٌ حصنتها السماءُ
بأرعنَ مرقاهُ مستصعبُ
مصفقة ٌ حلبتْ عفوها
بها المزنُ أولَ ما تحلبُ
إلى أن تبقت لباناتها
و كادت بما لطفتْ تنضبُ
تراوحها وتغادي الشمالُ
ترقرقُ فيها وتستعذبُ
و لا نحلة ٌ بات يعسوبها
على الحسنِ من حذرٍ يلسبُ
يغار فيمنعها أن تشا
رَ ما منع الشائرَ المشغبُ
تجاذبُ فيها أكفُّ الجنا
ة ِ غنى ً مثلها مثله تكسبُ
و لا مسكة ٌ طاف عطارها
بدارينَ ينخلُ ما يجلبُ
يبقرُ عنها بطونَ الظباءِ
من الألف واحدة ٌ تنجبُ
فجاءت لضوعتها سورة ٌ
تكاد العيابُ بها تثقبُ
بأطيبَ من فم ذات الوشاح
سحورا بلى فمها أطيبُ
تقول العواذلُ دعْ ذكرها
ففي الذكر قادحة ٌ تلهبُ
وهبها كعارية ٍ تستردُّ
لا بدَّ أو ثلة ٍ تعزبُ
فقلتُ إذن كبدي فلذة ٌ
من الصخر أو كبدي أصلبُ
تزمُّ الحمولُ فلا أستكينُ
و تشدو الحمامُ فلا أطربُ
عذيري من زمنٍ لا يسرُّ(79/447)
بنعماءَ إلا بها ينكبُ
إذا قسمَ الحظَّ بين الرجال
فحظيَ من ستر ما ينصبُ
تعاوى على ّ تصاريفه
تذأببُ حولي وتستكلبُ
فأدفعهنّ بصبري الجميلِ
إذا ظلعَ المتنُ والمنكبُ
سأركبُ عزميَ حتى يطيرَ
عن الضيم عنقاءُ بي مغربُ
و إلا فعندَ عميد الكفا
ة ِ حمى مانعٌ وذرى معشبُ
و راتعة ٌ من أماني العفا
ة ِ لا هيَ تظمى ولا تسغبُ
لها ما يوسعُ من ذرعها
بساطَ الرجاء وما يرحبُ
كريمٌ وشائجُ أعراقهِ
إلى العيصِ من مجده تضربُ
توسعَ في نسبٍ كالهلال
إلى الشمس أعرقَ ما ينسبُ
بناة ُ العلا آلُ عبد الرحي
م يعرفُ بابنهمُ ما الأبُ
ميامينُ أندية ُ المكرمات
لهم تجتبى وبهم تعصبُ
إذا ذكروا العارَ لم يأمنوا
و إن ركبوا السيفَ لم يرهبوا
وجوهٌ ميسرة ٌ للنجا
حِ باسمة ٌ والثرى يقطبُ
و أيدٍ تخفُّ إلى الأعطياتِ
إذا حسبَ الفقرُ لا تحسبُ
تراحُ عشارهمُ للشفارِ
فتعبطُ من قبلِ تستحلبُ
و لولا القرى ورشادُ الضيو
فِ لم يغدُ عبدٌ لهم يحطبُ
مضوا تضمنُ المجدَ أحداثهمُ
و ذكرهمُ خالدٌ طيبُ
و قام أبو سعدهم ذائدا
بميراثه وبما يكسبُ
فتاهم بما عدّ من سنهَّ
و شيخٌ وأحلامهم تعزبُ
كفته بديهة ُ حدثانهِ
قديمَ الرجالِ وما جربوا
و غلس حتى انتهى واحدا
له المجلسُ الصدرُ والموكبُ
كثير الغناءِ قليل العناءِ
فما يستريح وما يتعبُ
و ما يغمزُ الخطبُ في عوده
إذا انقلب الزمنُ القلبُ
أبيٌّ جوادٌ فيومَ الخصام
يحجُّ ويومَ الندى يغلبُ
يرى النفسَ تلك التي لا تذ
لُّ والمالَ ذاك الذي يوهبُ
أصاخ بكم ليَ الأص
مُّ واعتذر الزمنُ المذنبُ
و ذللتمُ لي ظهورَ الرجا
ءِ ما شئتُ أركبُ أو أجنبُ
و كنتم مآلي ومالي فلس
تُ أرهبُ شيئا ولا أرغبُ
وردَّ الودادُ اليكم قيا
دَ قلبي فما عنكمُ مذهبُ
و حلأتُ عن حوض شعري الملو
كَ وهو لكم مغدقٌ معذبُ
صوارمه دونكم تنتضي
و أذيالهُ حولكم تسحبُ
أحنُّ لكم حنة العاشقين
فأمدحكم مثلَ ما أنسبُ
على مللٍ فيكمُ لا تزال
بجنبي قوارفهُ تندبُ(79/448)
متى آتِ لم أكُ مستكرها
و أنأى فما أنا مستقربُ
و كم ماطرٍ فيهمُ بالوفاءِ
إذا رمتُ أنصافهُ يحلبُ
يدير كؤسَ الهوى بيننا
فيسقي الغرامَ ولا يشربُ
و من حاسدٍ ليَ أرسانهُ
بما ساءني عندكم تجذبُ
إذا خافني دبَّ في دوركم
بعيبي كما دبت العقربُ
فلا وشقاوتهِ ما يشقُّ
على البدر أن تنبحَ الأكلبُ
و لو كنتُ أغلى عليكم رضايَ
لما سركم أنني أغضبُ
و لكن فؤادٌ لكم رقهُ
فما يستبيع ولا يهربُ
يريه الهوى أنَّ إمساكه
بكم من تنقلهِ أصوبُ
و أنَّ الحفاظَ وحبَّ الوفاءِ
على طينِ طابعهِ أغلبُ
فلا تنتزعكم يدٌ تستم
يحُ مني ولا قاهرٌ يغصبُ
و لا أعدمنْ منكمُ أسرة ً
بأيسر عتبي لها تعتبُ
و غرًّ مفوفة ٍ كالبرو
دِ أو هي من حوكها أقشبُ
تجاري بروجَ العلا أو تعود
و شرقُ النجوم لها مغربُ
يذلُّ النوالُ لكم صعبها
فكلُّ شوامسها تركب
بكم هامَ ريقها في الشبابِ
و هذا لكم عمرها الأشيبُ
على كلَّ يومٍ جديدِ السعو
دِ ومن حسنها سمة ٌ تغربُ
فإن جاءكم أعجميُّ اللسا
ن فهي لسانٌ له معربُ
فتبقونَ وهي بواقٍ قعودٌ
ما اختلفت الصبحُ والغيهبُ
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> طرقتْ على خطر السرى المركوبِ
طرقتْ على خطر السرى المركوبِ
رقم القصيدة : 59976
-----------------------------------
طرقتْ على خطر السرى المركوبِ
و الليلُ بين شبيبة ٍ ومشيبِ
و على الرحائل ساجدون دحاهم
سكرانِ سكر هوى وسكر لغوبِ
دعموا الخدودَ بأذرع مضعوفة ٍ
و تواقعوا لمناكبٍ وجنوب
و تعللوا طربا إلى أوطانهم
بحنين كلَّ مندب مجلوبِ
فكأنَّ صحبي نافحتهم قرقفٌ
أوفزَّ بينهمُ عيابُ الطيبِ
فعجبتُ للزورِ القريبِ دنا به
قدرٌ وليس مزارهُ بقريبِ
يسري وحيدا بالعراق وأهله
ما بين قنة ِ لعلعٍ و عسيبِ
و أبي سلامة َ إنما جلبَ الكرى
منها عدوا في ثيابِ حبيبِ
لو حكمتْ يقظى لما زارت بلا
عدة ٍ ولا وصلتْ بغيرِ رقيب
يا أخت فهرٍ والمحبة بيننا
نسبٌ وإن ناداكِ غيرُ نسيبِ(79/449)
لولاك لم أشمِ الخلابَ ولا صبتْ
نفسي لأحلامِ الكرى المكذوبِ
و لكان لي مندوحة ٌ بالحزنِ في
أخويك من رشأٍ له وقضيبِ
ناهضتُ حبك والنحولُ يخونني
و كتمتُ سرك والدموعُ تشي بي
و حملتُ حتى قيلَ مات إباؤه
و جزعتُ حتى قيلَ غير لبيبِ
فإذا وذلك ليس عندكِ نافعا
لما مللتِ وقلَّ منك نصيبي
تتجرمين الذنب تجزيني به
و الشيبُ والإقلالُ كلُّ ذنوبي
ثنتان لو خيرتُ في كلتيهما
عمر الربا مالي وعمر مشيبي
و لقد حبستُ عن اللئامِ مطامعي
و أطلتُ في دار الهوان مغيبي
و عزفتُ والأرزاقُ مطمحُ ناظري
أنفاً من المتننِ الموهوبِ
ما لي أذلُّ وسيف نصري في فمي
و الصونُ بين مآزري وجيوبي
و على دون الحاسدين ونبلهم
درعان من فطني ومن تجريبي
و حماية ُ الأحرارِ تحفظُ جانبي
و الفضلُ يمنع سارحي وعزيبي
و إذا فزعتُ لجأتُ من أسدٍ إلى
أسدٍ تأشبَ في القنا المخضوبِ
و نزلتُ في غرفِ العلا متظللا
بالعزّ تحت رواقها المضروبِ
و علقتُ منها ذمة ً ومودة ً
أن فات حمادٌ بحبلِ شبيبِ
الماجد ابن الماجدين وربما
تجدُ النجيبَ وليس بابن نجيبِ
و ابن القرى وابن الصوارم والقنا
و الخيلُ تخلطِ أرجلا بسبيبِ
و الواهبي ما لا يجاد بمثلهِ
و السالبي ما ليس بالمسلوبِ
و الراكبين إلى ذوي حاجاتهم
ظهرا من الأخطار غير ركوبِ
جادوا فقال المالُ سحبُ مواهبٍ
وسطوا فقال الموتُ أسدُ حروبِ
و تتابعوا في المجد ينتظمونه
و الرمحُ أنبوبٌ على أنبوبِ
كانوا الأسنة َ في معدًّ كلها
و الناسُ بين معاقدٍ وكعوبِِ
إن فوخروا شهدت لهم أيامهم
فيها بكلَّ معلمَّ مكتوبِ
يتوارثون مكارما مضرية ً
إرثَ النبوة ِ في بني يعقوبِ
درجوا عليها آخذين بحكمها
لم يفسدوا حسناتها بعيوبِ
و جرى أبو الحملاتِ يطلبُ شأوهم
أكرمْ به من لاحقٍ وطلوبِ
قالوا الهمامُ فأفرجتْ أبطالهمُ
لك عن طريق الضيغمِ المرهوبِ
لقبٌ يصدق فيك معناه اسمه
و من الرجالِ مموهُ التقليبِ
لك يا شبيبُ صباحها ورواحها
عقرُ الكماة ِ بها وعقرُ النيبِ(79/450)
و على سلاحك أو سماحك أركزتْ
راياتها بفنائها المطلوبِ
أصبحتَ غرة َ مجدها فبياضه
مستخرجٌ من لونك الغربيبِ
و علامة ُ العربيّ دهمة ُ وجهه
و من الوجوه البيض غيرُ حسيب
و البدرُ أشرفُ طالعٍ في أفقه
و بياضه المرموقُ فوق شحوبِ
لله بيتك أمنهُ وجفانهُ
و الحق بين مخافة ٍ وجدوبِ
و مكرماتُ النسلِ تهونِ في القرى
بالمصطفى منها وبالمجنوبِ
و إذا الوقودُ خبا جعلتَ لحومها
حطباً لنارِ الطارق المجلوبِ
من كلَّ مشرفة ٍ تحدث هامة ً
و رديفة ٍ عن صخرة ٍ و عسيبِ
الكور في وضح الصباحِ لظهرها
و السيفُ في الظلماءِ للعرقوبِ
حدثتُ والخبرُ الجليُّ مصدقٌ
عن سيبك المتدفقِ المسكوبِ
و شمائلٍ لك في الندى مطبوعة ٍ
كالتبر ليس صفاؤه بمشوبِ
و بما عرفتَ فضائلي ووصفتها
و رغبتَ في ودي وفي تقريبي
فاستاق منك غريبَ أشعاري إلى
متوحدٍ في المكرماتِ غريبِ
فبعثتها لك فاتحا ما بيننا
بابَ الوصال ونهزة َ الترغيبِ
من كلَّ سارية ٍ بذكرك صيتها
في الأرض بين نوافدٍ وسهوبِ
تزدادُ صبرا في الزمان وقوة ً
أبدا على الإدلاج والتأويبِ
و هي التي شجتِ الملوكَ وخودعوا
منها عن المنفوس والمرغوب
فاستقربوها مغرمينَ بها وما
تزدادُ غير تمنعٍ ونكوبِ
و تفردتْ في ذا الزمانِ بمعجزٍ
لم تؤتَ من ردًّ ومن تكذيبِ
فاعرف لها حقَّ الزياره بغتة ً
و تلقها بالأهلِ والترحيبِ
و أكرمْ عليها تجتلبْ أخواتها
إن الصلاة َ تتمُّ بالتعقيبِ
طلبتك تأملُ أن تنالَ بك الغنى
فلئن وفيتَ لها فغيرُ عجيبِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> نظرة ٌ منكِ ويومٌ بالجريبِ
نظرة ٌ منكِ ويومٌ بالجريبِ
رقم القصيدة : 59977
-----------------------------------
نظرة ٌ منكِ ويومٌ بالجريبِ
حسبْ نفسي من زمانٍ وحبيبِ
فمن الواقفُ بي بينكما
جمعَ الفوقَ على سهمٍ مصيبِ
وقفة ً لا أشتكي من بعدها
غلة َ الصدرِ ولا ذلَّ الغريبِ
يا ابنة الجمرة ِ من ذي يزنٍ
في الصميم العدَّ والبيتِ الرحيبِ
ما لكم لا أجدبَ الله بكم(79/451)
يرتعي جاركمُ غيرَ الخصيبِ
الجدي يمنعه ذو جدة ٍ
و الجنابُ الرحبُ ينبو بالجنوبِ
و رماحٌ دون أضيافكمُ
تأخذُ السالمَ فيكم بالمريبِ
أتقيكم والهوى يقدمُ بي
و أغضُّ الصوت والدمعُ يشي بي
و من الشقوة ِ في زورتكم
أنّ عينَ الرمح من عينِ الرقيبِ
لا يكن آخرَ عهدي بكمُ
ياولاة َ القلبِ ليلاتُ القليبِ
يا لمن ينكص عن غزلانكم
و هو وثابٌ على الليثِ الغضوبِ
و متى العزُّ وفي أبياتكم
أعينٌ تقهرُ سلطانَ القلوبِ
يا صبا نجدٍ ويا بانَ الغضا
أرفقا بي بالتثني والهبوبِ
و أسلما لا مثل ما طاحَ دمي
منكما بين نسمٍ وقضيبِ
قسمَ البينُ فما عدل بي
غدرة َ الوافي وتبعيدَ القريبِ
و قضى الدهرُ فحالتْ صبغة ٌ
عدَّ ذنبُ الدهرِ فيها من ذنوبي
و فؤادي يشتكي جورَ النوى
و عذاري يشتكي جورَ المشيبِ
كم أداري عنتَ الأيام في
غبنِ حظي وأطاطي للخطوبِ
و أردّ الحزمَ في أفحوصه
و هو هافٍ يتنزى للوثوبِ
قاعدا والجدُّ قد رحلَ بي
و المعالي يتقاضين ركوبي
جلسة َ الأعزلِ يلوى يدهُ
و سلاحي بين كوري وجنيبي
أمدحُ المثرين ظنا بهمُ
ربما يقمرَ بالظنّ الكذوبِ
كلُّ وغدِ الكفَّ منبوذِ الحيا
طيبِ المحضرِ مسبوبِ المغيبِ
يمنع الرفدَ وتلقى وفده
قحة ُ البخلِ بإدلالِ الوهوبِ
يطلبُ المدحَ لأن يفضحهُ
و هو قبلَ المدحِ مستورُ العيوبِ
قلتُ للآمال فيه كذبتْ
أمهُ إن كنتِ آمالي فخيبي
جلبُ الأرضِ عريضٌ دونه
و سرى العيسِ وإدمانُ اللغوبِ
و غلامٌ آخذٌ ما طلبتْ
نفسه أو فائتٌ كلَّ طلوبِ
يقمحُ الضيمَ ولو أبصرهُ
ليلة العشرِ على الماءِ الشروبِ
ما اذلَّ الخصبِ في دارِ الأذى
و ألذَّ العزَّ في دار الجدوبِ
يا بني كلَّ نعيم ضاحكٍ
في حمى وجهٍ من اللؤمِ قطوبِ
قد مللناكم على شارتكم
و يضيقُ الصدرُ في البيتِ الرحيبِ
و عسى الدنيا التي أدتكمُ
تصطفينا من بنيها بنجيبِ
ماجدِ الشيمة ِ سهلٍ ليلهُ
للقرى صبًّ إلى الحمدِ طروبِ
يكسبُ المالَ لأن يتلفهُ
و العلا في يدِ متلافٍ كسوبِ(79/452)
تخبث الأيدي وفي راحتهِ
من نداه أرجُ المشتا المطيبِ
كابن حمادٍ ولا مثلَ له
هل ترى للبدر فرداً من ضريبِ
جاذبَ الرواضَ عن مقودهِ
مرسٌ تنكرهُ كفُّ الجذيبِ
و دعا الناسَ إلى تسويدهِ
واسعُ الجمرة ِ وهاجُ الثقوبِ
أين يا سائقها أين بها
جعجعِ الآمال في غيرِ عزيبِ
جمعَ الصاحبُ من أطرافها
و في حيرى الطرقِ عمياءِ النكوبِ
ضمها بالرأي حتى التأمتْ
شلتاها من شذوذٍ وشذوبِ
و يدٍ لا تربتْ تلك يداً
ربقة ِ الجاني وفكَّ المستنيبِ
سلتِ الدولة ُ منه صارما
شرقَ الصفحة ِ ظمآنَ الغروبِ
طبعَ الأقبالُ من جوهرهِ
زبرة ً تقدحُ نيرانَ الحروبِ
لو أطاعته يدٌ حاملة ٌ
لم تكذبْ ظبتاهُ عن ضريبِ
جربوه ماضيا حيثُ مضى
صادعَ الوحي ومحتومَ الغيوبِ
قلقاً ينفي الكرى عن وجههِ
علمه أنَّ المعالي في الهبوبِ
ألمعيا سودته نفسهُ
و المساعي قبلَ تسويدِ الشعوبِ
قدمتهُ صاعدا عن قومهِ
مصعدَ اللهذمِ قدامَ الكعوبِ
هبهبوا منه بليثٍ في الوغى
قرمِ الأظفارِ مشتاقِ النيوبِ
خيرِ من خبتْ له أو وخدتْ
للجدى ذاتُ سنامٍ وسبيبِ
يأخذُ الحاجاتِ من حيثُ غلتْ
غيرَ معذولٍ على حبَّ الغصوبِ
تحسبُ الغابة َ مما اجترهُ
حومة ً بين عقيرٍ وتريبِ
ماضيا لم يثنيهِ عن قصدهِ
هجمة ُ الليلِ ولا طولُ الدؤوبِ
جمعَ الجودَ إلى البأسِ كما
شعشعتْ نارٌ بماءٍ في قضيبِ
راحة ٌ لم يعلق البخلُ بها
و فؤادٌ لم يسفهْ بالوجيبِ
و لسانٌ يخصمُ السيفَ بهِ
يترك الفارسَ عبدا للخطيب
منْ رسولٌ سعدتْ رحلتهُ
يومَ أدعوهُ بلبيكَ مجيبي
ناصحُ الجيبِ بما حملتهُ
حيثُ يخشى مرسلٌ غشَّ الجيوبِ
لم أكلفهُ سرى البيدِ ولم
أتعسفه بأخطارِ السهوبِ
عيسه ملمومة ٌ يركب منها
مطمئنا ظهرَ مذلالٍ ركوبِ
تقسمُ الماءَ بياعٍ مطلقٍ
و فقارٍ مرسلِ الحبلِ سروبِ
صعبة ُ الخلقة ِ سهلٌ أرضها
فهو بين اللين منها والصليبِ
ساريا ليستْ عليه خيفة ٌ
ما وقاه الله سوراتِ الجنوبِ
قل لنوتيك شرعْ آمنا
حدثَ التيارِ والموجِ العصيبِ(79/453)
رد بها ميسانَ واحبسها على ال
معقلِ الممنوعِ والوادي العشيبِ
فإذا ضاقت فعلقها أبا
طاهرٍ تعلقْ بفراجِ الكروبِ
و إلى ذي الرتبتين ابتدرتْ
فرصُ المجدِ وحاجاتُ الأريبِ
قل له عني حيتك العلا
بوكيفٍ من حيا الشكرِ صبيبِ
و سقى عرضك ما استسقيته
بارقٌ من مدحى غيرُ خلوبِ
ترفلُ الأحسابُ في روضتهِ
مرفلَ الغادة ِ في البردِ القشيبِ
خيرُ ما استثمرَ من غرس الندى
و اجتنى من غصنِ الجودِ الرطيبِ
و بذلتَ الوفرَ حتى اتبعتهُ
همَّ آدابك من حسنٍ وطيبِ
جاءني أنك مشعوفٌ به
شعفَ العذريّ بالخشفِ الربيبِ
راغباً أن تصطفى من جده
و الفكاهاتِ بمدحٍ أو نسيبِ
و تحلى منه عقدا باقيا
فخرهُ في كلَّ جيدٍ وتريبِ
قلتُ فضلٌ عجبٌ من دهرنا
و هو من فاعله غيرُ عجيبِ
ما تبالي حين تستامُ العلا
أخطيبُ الشمسِ أم أنتَ خطيبي
أنا من يعطيك مجدا حاضرا
و يبقي لك مجدا في العقيبِ
لا كقولٍ يطرد الساقي به
جذوة ً تخمدُ من قبلِ اللهيبِ
كم يميني على سلطانها
نفسَ مرجوًّ ومخشى ًّ مهيبِ
و ابتغي بالمالِ أن يشريني
فترفعتُ فطارتْ عفتي بي
لكن اشتقتُ وقد سميتَ لي
بسماتِ الفضلِ والجودِ الغريبِ
فاقترعْ خيرَ هدى ًّ وأثبْ
خيرَ ما جادت به نفسُ مثيبِ
و إذا صرتَ نصيبي منهمُ
فقد استوفيتُ من دهري نصيبي
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> نرقُّ وتقسو بالغوير قلوبُ
نرقُّ وتقسو بالغوير قلوبُ
رقم القصيدة : 59978
-----------------------------------
نرقُّ وتقسو بالغوير قلوبُ
و نسألُ سكانَ الغضا ونخيبُ
و تهفو على ذاتِ النقا بحلومنا
وجوهٌ تريحُ الوجدَ وهو عزيبُ
وقفنا ومنا رابطٌ جأشَ قلبهِ
بريءٌ ومحلولُ العزاءِ مريبُ
تجاذبنا أيدي الحمية ِ والهوى
و نأبى َ على الأشواقِ ثمّ نجيبُ
نغالطُ ألحاظ المها عن قلوبنا
و بالرمل قاريُّ السهامِ مصيبُ
إذا أخفقَ القناصُ راح بكل ما
يرى مطعمٌ للصيد منه كسوبُ
قضى من دماءٍ ما استحلَّ وحلقتْ
به نية ٌ عما أشاط شعوبُ(79/454)
فما هو بعد العنف إلا علالة ٌ
أحاديثُ نفسٍ تفتري وتحوبُ
تسرك منها والدجى في قميصه
زخارفُ يحلو زورها ويطيبُ
فتطربُ والشادي بها سامرُ المنى
و تشربُ ما يسقى وجفنك كوبُ
حمى الله عينا من قذاها على الحمى
تجفُّ ضروعُ المزنِ وهي حلوبُ
إذا قلتُ أفنى البرق جمة َ مائها
مراها مرورُ البرقِ وهي جنوبُ
بكت وغديرُ الحيّ طامٍ فأصبحت
عليه المطايا الحائماتُ تلوبُ
و ما خلتُ قبلي أنَّ عينا ركية ٌ
و لا أنّ ملح الماقيينِ شروبُ
و ليلة َ ذاتِ البانِ ساهرتُ طالعا
من النجم لم يكتبْ عليه غروبُ
أسائلُ عن نومي وضوءِ صباحها
و أعيا فأيّ الغائبين يؤوبُ
سرتْ تخبط الوادي إلى ّ وصحبتي
طريحٌ على أقتابهِ وكئيبُ
أناخوا إلى تعريسة ٍ قلَّ عمرها
فما هي إلا خفقة ٌ وهبوبُ
فللريحِ منهم أعينٌ ومسامعٌ
و للتربِ منهم أذرعٌ وجنوبُ
فزارت فحيت ممسكا بفؤادهِ
له نازعٌ من شوقه وجذيبُ
فيا لك باقي ليلة ٍ لو تخلصتْ
من الغشَّ يقذي صفوها ويشوبُ
و لكن نهاني الخوفُ قم أنت مدركٌ
و صاحَ الظلامُ الصبحُ منك قريبُ
و لم أدرِ أنَّ القربَ عينٌ حفيظة ٌ
على ّ ولا أن الوصالَ رقيبُ
يخوفني عضَّ الزمان ومنكبي
رديدٌ على حملِ الزمانِ جليبُ
تعودتهُ لا خاضعا لخطوبه
و كيف وكلُّ العيش فيه خطوبُ
و كم غمزة ٍ في جانبي لم أقل لها
ألمتِ وجرحى لو شكوتُ رغيبُ
تعمق فيها مخلبا ومنيبا
و أقلعَ والنبعُ الأصمُّ صليبُ
و هل أتغطى منه خوفا وموئلي
جنابٌ منيعٌ للوزير رحيبُ
و دوني منه إن مشى نحويَ الأذى
طرابٌ تدمى الناعلاتِ ولوبُ
و حصداءُ من نعماه كلُّ مسددٍ
له حيدٌ عن سردها ونكوبُ
حماني من الأيام أروعُ لو حمى
سبابيَ لم يقدمْ عليه مشيبُ
رعى شرفُ الدين العلا برعايتي
فما شمَّ ريحا حول سرحي ذيبُ
أثر بزلها يا طالبَ المجدِ والغنى
و خاطرْ بها فابنُ الخطارِ نجيبُ
و طرقْ هواديها الجبالَ وخلها
تجوبُ مع الظلماءِ حيث تجوبُ
تقدمْ بها فالسعدُ بالمرءِ مقبلٌ
و لا تتهيبْ فالشقاءُ هيوبُ(79/455)
أقمْ بني عبد الرحيم صدورها
إذا حطَّ منها أو أمالَ لغوبُ
و غنَّ بهم أسماعها إن حدوتها
تحنّ إذا حنت لتطربَ نيبُ
ففي العيس قلبٌ مثلُ قلبك ماجدٌ
و سمعٌ إلى ذكرِ الكرام طروبُ
تميمْ أعالي دجلة ٍ فانحُ شامة ً
بحيثُ تبلُّ العيشَ وهو جديبُ
و ناص بها فرع الدجيلِ فعنده
مرادٌ يعمُّ الرائدين عشيبُ
و قلْ لعميد الدولة اسمعْ فإنها
ملاحمُ إن فتشتها وخطوبُ
لحظتَ ذرا أعجازها من صدورها
و بعضُ ظنونِ الألمعيَّ غيوبُ
و داويتها بالرأي حتى كفيتها
و ما كلُّ آراءِ الرجالِ طبيبُ
عجلتَ لها مستأنيا ما وراءها
و للآمرِ بادٍ ظاهرٌ وعقيبُ
خلصتَ خلوص التبرِ منها مسلماً
عليك وميضٌ صادعٌ ولهيبُ
و قالوا خطاءً مسرعا متعجلا
و قد يتأنى في الأمور طلوبُ
و أهونَ بالتغريرِ فيها كأنه
بجدّ الخطوبِ المثقلاتِ لعوبُ
و ما علموا أنَّ السهامَ موارقٌ
و لا أنّ خطواتِ الأسودِ وثوبُ
سهرتَ ونامَ الغمر عما رأيتهُ
ففزتَ وطرفُ الألمعيَّ رقوبُ
كأنَّ لك اليومَ المنعمَ صبحة ٌ
و يومُ الحريصِ المستغرّ عصيبُ
و قالوا طوى بغدادَ بغضا وسلوة ً
و بغدادُ مغنى ً للحياة خصيبُ
و ظنوك إذ فارقتها أنَّ قلبها
على قلة الإعراض عنك يطيبُ
و قد تظعنُ الأشخاصُ والحبُّ قاطنٌ
و يكثر هجرُ البيتِ وهو حبيبُ
و ما الملكُ إلا جنة ٌ عمّ نورها
و مذ غبتَ عنها سهمة ٌ وشحوبُ
فكيف غدت شلاء لا بدمِ العدا
و لا بعطارِ الغانياتِ خضيبُ
بكى وحشة ً وهو المغيضُ دموعهُ
و أنَّ لحرَّ الجرحِ وهو ضريبُ
و كنتَ له وجها ضحوكا فبشرهُ
عبوسٌ وقد فارقته وقطوبُ
يورى حياءً والندامة ُ غصة ٌ
لها خدشة ٌ في صدره وندوبُ
إلى ماجدٍ في صدره قمرُ الدجى
إذا تمَّ راضٍ والهزبر غضوبُ
تقبلُ منه راحة ٌ تقتلُ الصدى
تعلمَ منها المزنُ كيق يصوبُ
رستْ في الندى حتى استقرت عروقها
من البحرِ والعرقُ الكريمُ لصوبُ
يدٌ تعجبُ الأقلام من أنسِ سيفهِ
بها وهو فيما بينهنَّ غريبُ
إذا اختصموا قالت تأخرْ فإنما(79/456)
لنا السبقُ فاتبعنا وأنت جنيبُ
فيأبى له الحدُّ المصمم أنه
يؤخرُ والأقلامُ عنه تنوبُ
و تجري هناتٌ بينهنّ وبينه
يحكمُ فيها فارسٌ وخطيبُ
فيجعلُ للأقلام فيها نصيبها
بحقًّ وللسيفِ الحسامِ نصيبُ
و قد زعموا أنَّ الحجا متكهلٌ
و أنّ رجالاتِ السيادة ِ شيبُ
فلله منك المنتهى في إقبالهِ
و منْ ربَّ أمرَ الناس وهو ربيبُ
و منْ بسقتْ أغصانه فتفرعتْ
على الشجرِ العاديَّ وهو قضيبُ
و لا تبلِ أثوابَ الوزارة ِ بعد ما
كستك بها الأيام وهي سليبُ
تقصمها قومٌ وما خلقتْ لهم
فهانوا ومن بعض الجمالِ عيوبُ
أتتك فصار الرقُّ في يدِ مالكٍ
و قد دنستها بذلة ٌ وغضوبُ
و سالمَ معناها بسوددك اسمها
و بينهما في آخرين حروبُ
تنافى بيوتُ معشرٍ وبيوتها
و أنت لها في جانبيك نسيبُ
فما بيت إسماعيلَ عنها بنازحٍ
و لا أنْ بها عبدُ الرحيم غريبُ
فلو هبَّ ميتٌ من كراه فقام أو
تطلعَ مرموسُ الجبين تريبُ
لقرتْ عيونٌ أو لسرتْ مضاجعُ
بأنك ميراثٌ لها وعقيبُ
إذنْ لرأت منك الذي الشمسُ لا ترى
بأنجمها في الأفق حين تغيبُ
نشرتَ لهم فخرا يعيشُ حديثهُ
و يخلقُ عمرُ الدهر وهو قشيبُ
لئن عمَّ شرٌّ أو أسرتْ ضغائنٌ
ببغيٍ فإنّ الله عنك حسيبُ
و قد علمتْ نجوى رقاك عقاربٌ
لها نحوكم تحت الظلام دبيبُ
و لم تك إلا هفوة ً واستقالها ال
زمانُ وذنبا وهو منه يتوبُ
و لا بدَّ للإقبال من يومِ عودة ٍ
تدافعُ عنه العينُ حين تصيبُ
و كم رافعٍ لي بالعداوة ِ صوتهُ
يهبهبُ في إبعادهِ ويهيبُ
قوياً على ظلمي بسيفِ عدوكم
و عهدي به بالأمس وهو يخيبُ
يظنّ وحشاكم عراي تقطعتْ
و أني أخيذُ والزمان طليبُ
و أنَّ قناتي بعدكم ستلينها
ضروسٌ له مذروبة ٌ ونيوبُ
و لم يدرِ أنّ الشامَ لو حالَ دونكم
و زيلتهُ عنكم لكنتُ أصيبُ
فقلتُ لفيكَ التربُ أو فوقك الحصى
تغيبُ أسودُ الغابِ ثمّ تؤوبُ
غداً تطلعُ الراياتُ والنصرُ تحتها
كتيباً يوليهِ النجاحَ كتيبُ
ترى المجدَ في أطرافها خافقَ الحشا(79/457)
سرورا بما ضمت وأنتَ كئيبُ
و بغدادُ طلقٌ وجهها متبسمٌ
و للملكِ من بعد الخمودِ شبوبُ
بشائرُ لي في مثلهنَّ مواقفٌ
أصدق فيها والزمانُ كذوبُ
مجرية ٌ فيكم كأنَّ عيونها
لها خلفَ أستارِ الغيوبِ ثقوبُ
تمرّ لكم طيرى يمينا بزجرها
على مشهدٍ مني وحين أغيبُ
نشدتكمُ باللهِ كيف رأيتمُ
مناجحها والعائفات تخيبُ
فقولوا نعمْ وفقتَ وأرعوا ذمامها
غداً وغدٌ للناظرين قريبُ
بكم يا بني عبد الكريم أنجلي القذى
و أصبحَ وعرُ الجودِ وهو لحيبُ
إذا أجدبتْ أرضى وسدتْ مواردي
فعنكمُ لي روضة ٌ وقليبُ
و لما رأيتُ الحبَّ في الهزلِ سنة ً
عشقتكمُ والعاشقون ضروبُ
فمن يعطِ منكم طالبا فوق حقهِ
فحقيَّ دينٌ لازمٌ ووجوبُ
فلا قلصتْ عني سحائبُ ظلكم
فمنها مرذٌّ تارة وسكوبُ
و لا عدمتكم نعمة ٌ خلقتْ لكم
و دنيا لكم فيها الحياة تطيبُ
يزوركم النيروز مقتبلَ الصبا
و قد دبَّ في رأس الزمان مشيبُ
تصوح أغصانُ الأعادي وغصنكم
من السعد ريانُ النباتِ رطيبُ
دعاءٌ حيالى فيه ألفُ مؤمنٍ
توافقُ منهم ألسنٌ وقلوبُ
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ألاَ من مبلغٌ أسدا رسولا
ألاَ من مبلغٌ أسدا رسولا
رقم القصيدة : 59979
-----------------------------------
ألاَ من مبلغٌ أسدا رسولا
متى شهدَ الندى فما أغيبُ
و عوفٌ منهمُ أربي فعوفٌ
عيونُ خزيمة ٍ وهم القلوبُ
أفرسانَ الصباح إذا اقشعرتْ
من الفزعِ السنابك والسبيبُ
و ضاق مخارجُ الأنفاسِ حتى
تفرجَ عن سيوفكم الكروبُ
و يا أيدي الحيا والعامُ جدبٌ
و وجهُ الأرض مغبرٌ قطوبُ
مجازرُ تفهق الجفناتُ منها
و نارُ قرى شرارتها لهيبُ
إذا جمدَ الضيوفُ تكفلتهم
لها فلذٌ وأسنمة ٌ تذوبُ
و يا أقمارَ عدنانٍ وجوها
يشفُّ على وضاءتها الشحوبُ
أصيخوا لي فلي معكم حديثٌ
عجيبٌ يوم أنثوهُ غريبُ
متى أنصفتمُ فالحقُّ فيه
عليكم واضحٌ لي والوجوبُ
و إن أعرضتمُ ورضيتموهُ
فإنّ المجدَ ممتعضٌ غضوبُ
حديثٌ لو تلوه على زهيرٍ(79/458)
غدا من مدحه هرماً يتوبُ
بأيّ حكومة ٍ وبأيّ عدلٍ
أصابُ من القريض ولا أصيبُ
و كم أعراضكم تزكو بمدحي
و تنجحُ والمنى فيكم تخيبُ
تردونَ الغصوبَ بكلّ أرضٍ
و توجدُ في بيوتكم الغصوبُ
و تحمون البلادَ وفي ذراكم
حريمُ الشعرِ منتهكٌ سليبُ
و عندكمُ لكلَّ طريدِ قومٍ
جوارٌ مانعٌ وفريً رحيبُ
و أبكارٌ وعونٌ من ثنائي
عجائفُ عيشها فيكم جديبُ
محببة ٌ إذا رويتْ فإما
طلتُ مهورهنَّ فلا حبيبيُ
إذا أحسنتُ في قولٍ أساءُ ال
فعالَ كأنّ إحساني ذنوبُ
أجرُّ المطلَ عاما بعد عامٍ
مواعدَ برقها أبداً خلوبُ
و يا للناسِ أسلبُ كلَّ حيًّ
كرائمهُ ويسلبني شبيبُ
أمدُّ اليه أرشية َ المعالي
فيعطشني وراحته القليبُ
و ألبسه ثيابَ المدحِ فخرا
فيمسكُ لا يجيبُ ولا يهيبُ
و يسمحُ خاطري فيه ابتداءً
و يمنعُ وهو بذالٌ وهوبُ
و لم نعرف غلاما مزيدياً
يناديه السماحُ فلا يجيبُ
و لو ناديتُ من كثبٍ علياً
تدفق ذلك الغيثُ السكوبُ
وَ منَّ على عوائده القدامى
مضيَّ الريح جدَّ بهِ الهبوبُ
و لو حمادُ يزقو لي صداه
لأكرمَ ذلك الجسدُ التريبُ
أصولكمُ وأجدرُ إذ شهدتم
مقامَ علائهم ألا يغيبوا
فما لك يا شبيبُ خلاك ذمٌّ
تجفُّ وعندك الضرعُ الحلوبُ
و ما لخريدة ٍ خفيتْ لديكم
تكادُ على طفولتها تشيبُ
محللة النكاحِ بى صداقٍ
و ذلك عندكم إثمٌ وحوبُ
يطيبُ الشيءُ مرتحضا مباحا
و مرتخصُ المدائح لا يطيبُ
فأين حياءُ وجهك يوم تحدى
بها في وصفك الإبلُ اللغوبُ
و أين حياء وجهك في البوادي
إذا غنى َّ بها الشادي الطروبُ
و كيف تقول هذا وصفُ مجدي
فلا أجدي عليه ولا أثيبُ
و كم نشرتْ على قومٍ سواكم
فلم يعلقْ بها الرجلُ الطلوبُ
و راودني ملوكُ الناس عنها
و كلٌّ باذلٌ فيها خطيبُ
فلم يكشفْ لها وجهٌ مباحٌ
و لم يعرفْ لها ظهرٌ ركوبُ
فلا يغررك منها مسُّ صلًّ
يلين وتحت هدأتهِ وثوبُ
أخافُ بأن يعاجلني فيطغى
فتصبحَ بالذي تثني تعيبُ
و تشردَ عنكمُ متظلماتٍ
و تبغون الإياب فلا تؤوبُ(79/459)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> جاء بها والخيرُ مجلوبُ
جاء بها والخيرُ مجلوبُ
رقم القصيدة : 59980
-----------------------------------
جاء بها والخيرُ مجلوبُ
طيفٌ على الوحدة ِ مصحوبُ
طوى الفى يركب أشواقه
و الشوقُ في الأخطار مركوبُ
ساعة َ لا مسرى على شقة ٍ
تعيا بها البزلُ المصاعيبُ
يرغبُ في الظلماءِ مستأنسا
و جانبُ الظلماءِ مرهوبُ
أحسنَ بي حتى تخيلته
أصدقَ شيءٍ وهو مكذوبُ
أني تسديتَ لنا باللوى
وصارة ٌ دارك فاللوبُ
و بيننا عمياءُ من أرضكم
دليلها أبلهُ مسلوبُ
لا يهتدى الذئبُ إلى رزقهِ
فيها ولو شمَّ بها الذيبُ
فزرتَ شعثاً طاف ساقي الكرى
عليهمُ والطاسُ والكوبُ
فما تدلى النجمُ حتى التوى
مماكسٌ منهم وشريبُ
بتُّ ورحلي بكِ ريحانة ٌ
نمَّ عليها الحسنُ والطيبُ
كأنما ذيلُ الصبا فوقها
بالقطرِ أو ذيلكِ مسحوبُ
يا ابنة َ قومٍ وجدوا ثأرهم
عندي بها والثأرُ مطلوبُ
لولاكِ والأيام دوالة ٌ
ما استعبدَ الفرسَ الأعاريبُ
أراجعٌ لي بضمانِ المنى
ملحوبُ أو ما ضمّ ملحوبُ
و صالحاتٍ من ليالي الحمى
ما شابها إثم ولا حوبُ
لهوى َ نسك ووجوهُ الدمى
تحت دجاها لي محاريبُ
و ذاهلٍ عابَ حنيني لها
و لم يعبْ أنْ حنتِ النيبُ
قال سفاهٌ ذكرُ ما قد مضى
و ظنَّ أنَّ اللومَ تأديبُ
ما لكَ لا أحببتَ إلا ومن
فوقك سوطُ العذلِ مصبوبُ
إنْ أبكِ أمرا بعد ما فاتني
فقد بكى قبليَ يعقوبُ
و أنكرَ الصبوة َ من شائبٍ
حتى كأنْ ما صبتِ الشيبُ
و هل عدتني شيبة ٌ في الحشا
إذ مفرقي أسودُ غربيبُ
لا لاقطٌ فيها ولا خاضبٌ
و الشيبُ ملقوطٌ ومخضوبُ
يغلبُ فيها الحبُّ أمرَ النهى
و الحزمُ بالأهواءِ مغلوبُ
أما تقنعتَ بها رثة ً
لابسها عريانُ مسلوبُ
تلاقتِ الأوجهُ مقتاً لها
عني فمزورٌّ ومقطوبُ
ناصعة ً في العين لكنها
تبغضُ والناصعُ محبوبُ
فقد أراها وضيا وجهها
لي شركٌ في البيضِ منصوبُ
أيامَ في قوسِ الصبا منزعٌ
و نبلهُ المكنونُ منكوبُ
و قد أزورُ الحيَّ مستقبلاً(79/460)
لي منهُ تأهيلٌ وترحيبُ
و أغشمُ البيتَ بلا آذنٍ
و هو على الأقمارِ مضروبُ
و أشهدُ النادي فمستعبدُ ال
سمعِ بآياتي ومخلوب
و موصد الأبوابِ ناديتهُ
حتى بدا لي وهو محجوبُ
خادعتُ من سلطانهِ صخرة ً
فانجبستْ لي وهي شؤبوبُ
و رحتُ عنه والذي يملكُ ال
مملوكُ والغاصبُ مغصوبُ
فاليومَ إنْ صرتُ إلى ما ترى
فهيْ الليالي والأعاجيبُ
آنسني بالعدمِ توفيرهُ
عرضي وأنَّ المال موهوبٌ
جربتُ قوما فتجنبتهم
و رسلُ العقلِ التجاريبُ
و زادني خبراً بمن أنقى
أني بمن آمنُ منكوبُ
قل لأخي الحرصِ أسترحْ إنما
حظكَ إدلاجٌ وتأويبُ
إذا الحظوظُ انصرفتْ جانبا
لم يغنِ تصعيدٌ وتصويبُ
مالكَ تحتَ الهونِ مسرزقا
و إنما رزقك مكتوبُ
لا تذهبنَّ اليومَ في ذلة ٍ
فاليومُ من عمرك محسوبُ
و إن جهدتَ النفسَ في مكسبٍ
فالمجدَ إنَّ المجدَ مكسوبُ
جدَّ ابنُ أيوبَ ولو قد ونى
كفاهُ ما شيدَ أيوبُ
رأى رويدَ السير عجزا به
فسيرهُ حضرٌ وتقريبُ
سما إلى المجد فقال العدا
له طريقٌ فيه ملحوبُ
ساد طريرَ الماءِ حتى انتهى
و الشيبُ في فوديه ألهوبُ
و الرمحُ لا يذرعُ إلا إذا
تكاملتْ فيه الأنابيبُ
أضحى وزيرُ الدين ذا مغرمٍ
وزارة ُ الدنيا وتعذيبُ
رتبة ُ عزًّ فخرها عاجلٌ
و أجرها ذخرٌ وتعقيبُ
ما هجمتْ غشماً ولا ضره
تدرجٌ فيها وترتيبُ
وزارة ٌ ما زال من قومه
معرقٌ فيها ومنسوبُ
أبناُ عباسٍ و أيوبَ مذ
تفرعوا ربٌّ ومربوبُ
خلائفُ الله وأنصارهم
فصاحبٌ طابَ ومصحوبُ
لا ودهم غلٌّ ولا حبلهمْ
يوما بغدرِ الكفَّ مقضوبُ
جارهمُ يؤكل في جورهم
و ما لهمْ بالإفكِ منهوبُ
و ما على مقصٍ سواكمْ إذا
أدناكمُ في الرأي تثريبُ
لا تلكم العاداتُ منكم ولا
أسلوبكم تلك الأساليبُ
باسم عميدِ الرؤساءِ الذي
ما زاد في معناه تلقيبُ
ردَّ عليها بعدَ ما أيمتْ
أبناؤها الغرُّ المناجيبُ
اكفِ الذي استكفوك واحملْ لهم
ما تحملُ الصمُّ الأهاضيبُ
ململمَ الجنبِ أمينَ القوى
و كلهم أدبرُ مجلوبُ(79/461)
و قدْ أعاديك بأرسانهم
قسراً فمركوبٌ ومجنوبُ
و ارتعْ من الدولة في ظلة ٍ
رواقها بالعزَّ مطنوبُ
محمية الروضة ِ مرقية
و الروضُ بالرعيانِ مسلوبُ
أفياؤها فيحٌ وماءُ الحيا
في ظلها السابغِ مسكوبُ
و اصحبْ من النيروزِ يوماً يفي
بالعزّ إن خان الأصاحيبُ
يكرُّ بالإقبال ما خولفتْ
صدورُ دهرٍ وأعاقيبُ
يغشاكمُ يخدمُ إقبالكم
ما حنَّ للفرجة ِ مكروبُ
لا تستجيرون بعمرو ولا
واعدكم بالعمرِ عرقوبُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> من ناظرٌ لي بين سلعٍ و قباَ
من ناظرٌ لي بين سلعٍ و قباَ
رقم القصيدة : 59981
-----------------------------------
من ناظرٌ لي بين سلعٍ و قباَ
كيف أضاء البرقُ أم كيف خباَ
نبهني وميضه ولم تنمْ
عيني ولكن ردَّ عقلا عزبا
قرتْ له بناتُ قلبي خافقا
و استبردته أضلعي ملتهبا
كأنه يجلو ثنايا بالغضا
روقاً وينهلُّ لمى أو شنبا
يا لعبدٍ من منى ً دنا به
يوهمني الصدقَ بريقٌ كذبا
و لنسيمِ سحرٍ بحاجرٍ
ردتْ به عهدَ الصبا ريحُ الصبا
ألية ما فتح العطارُ عن
أعبقَ منه نفساً وأطيبا
سل من يدلُّ الناشدين بالغضا
على الطريد ويردّ السلبا
أراجعٌ لي والمنى هلهلة ٌ
فطالعٌ نجمُ زمانٍ غربا
و طوفة ٌ بين القبابِ بمنى ً
لا خائفا عينا ولا مرتقبا
مستقبلاً بهاهنا وهاهنا
مقترعا على ّ أو مجتذبا
ألقى الوصالَ مسفراً لي وجههُ
و الغدرَ لي مع قبحهِ متنقبا
هناك منْ باعَ الغواني حلمهُ
بالخرقِ عدَّ الحازمَ المجربا
و لائمٍ ملتفتٍ عن صبوتي
ينكرها ولو أحبَّ لصبا
إذا نسبتُ بهواي ساءه
مصرحاً ولو كنيتُ غضبا
و ما عليه أن غرمتُ بابلا
بحاجرٍ و فاطما بزينبا
يلومني لا مات إلا لائما
أو عاش عاش بالهوى معذبا
قال عشقتَ أشيباً يعدها
منقصة ً نعم عشقتُ أشيبا
هل شعرٌ بدلتهُ بشعرٍ
مبدلي من أربٍ لي أربا
أبى الوفاءُ والهوى وبالغٌ
معذرة ً من سيمَ غدرا فأبى
ما أنا من صبغة ِِ أيامكمُ
و لا الذي إن قبلوه انقلبا
و لا ابنُ وجهين ألمُّ حاضرا(79/462)
من الصديقِ وألومُ الغيبا
قلبيَ للإخوانِ شطوا أو دنوا
و للهوى ساعفَ دهرٌ أو نبا
من عاذري من متلاشٍ كلما
أذنبَ يوما وعذرتُ أذنبا
يضحكُ في وجهي ملء فمهِ
و إن أغبْ وذكرَ اسمي قطبا
يطيرُ لي حمامة ً فإن رأى
خصاصة ً دبَّ ورائي عقربا
ما أكثرَ الناسَ وما أقلهم
و ما أقلَّ في القليل النجبا
ليتهمُ إذ لم يكونوا خلقوا
مهذبين صحبوا المهذبا
فعلمتهم نفسهُ كيف العلا
و ودهُّ كيف الصديقُ المجتبى
و وردوا من خلقه ويدهِ
أبردَ ما بلَّ الصدى وأعذبا
مثل أبي المنصورَ فلتلذَّ لي ال
دنيا ولا سرَّ سواه ابنٌ أبا
أتركهُ لي غنيمة ً باردة ً
يا دهرُ واذهبْ ببنيك سلبا
اللهُ جارٌ لفتى ً أجارني
على زمانٍ لم أفتهُ هربا
و فرجتْ عنيّ يدا إسعادهِ
حوادثا ضغطنني ونوبا
لما رأى الأيام في صروفها
نارا تشبُّ ورآني حطبا
قام لها يصليَ بها وناشني
فلم أذق حداً لها ولا شبا
و صان وجهي لاقيا بوجهه
ذلَّ السؤالِ وكفاني الطلبا
عفتُ فلم أشربْ سوى أخلاقه
إذا كؤسَ الشرب دارتْ نخبا
و صحَّ لي جوهرة ً من معدنٍ
أملسَ لا ينبتُ إلا الذهبا
من معشرٍ تنمى العلا اليهمُ
هم أهلها والناسُ منها غربا
كما اقترحتَ حربهم وسلمهم
شدوا رباط الخيلِ أو شدوا الحبا
ساسوا يعدون الملوكَ واحتبوا
وسطَ الندى َّ يصفون العربا
يرضيك من حديثهم ساهدهم
و في القديم ما سألتَ الكتبا
إذا رجال طأطأَ اللؤمَ بهم
قعصاً فشموا بالأنوف الركبا
طالوا ينالون ثعالبَ القنا
تحسبُ ماشيهم بسوقاً ركبا
و حدثتْ فروعهم عن أصلهم
تحدث الناجم عما غربا
لبيك مشكورا كما لبيتني
و قد دعوتُ قذفاً لا كثبا
و كنتَ لي بابا إلى مطالبي
لولا قعود الحظّ بي وسببا
تعجبَ الناسُ وقد وليتها
أكرومة ً فقلتُ لا لا عجبا
عينيَ مني ويدي فهل ترى
يفوتني ما سلما ما طلبا
و كيف لا تحفزهُ لأربي
مودة ٌ تمت فعادت نسبا
و مقة ٌ لو خلصتْ لابنِ أبي
منى هزَّ عطفه وطربا
و إن يكن هومَ فيها ناسيا
و عاجَ عن طريقها وجنبا(79/463)
و قدحتْ في أملي عندهمُ
قادحة ٌ لم يك فيها مذنبا
فقد قبلتُ العذرَ أو قتلتهُ
علما وقد عاتبته فأعتبا
و استقبل الرأيَ وأعطى ذمة ً
تصفحُ للآنفِ عما ذهبا
فاشكر لها وكالة ً منيَّ على
نفسيَ واقض دينها إذ وجبا
من لك مثلي بأخٍ مسامحٍ
ترضيه بالعذرِ إذا ما غضبا
و احذر على مجدك أخرى تنتقي
عظم الوفاءِ وتجرُّ الريبا
شمرْ عن الساقين في استداركها
و امحُ بوادي شرها معتقبا
و لا يزالُ أملي يقنعُ لي
بدون ما سدّ خصاصي نشبا
ذاك ودعني شاكيا وسائلا
و خذْ حديثي منسبا
كان جناحُ الشوق أمس طائري
منسرا في كبدي مخلبا
و أكلَ البينُ سمينَ جلدي
حتى غدا سنامُ صدري ذنبا
بانَ بك العيشُ الذي يسرني
و عاد لما عدتَ لي مقتربا
قال البشير قادماً فقلتُ منْ
قال أبو منصورَ قلتُ مرحبا
و قمتُ لا أملكُ ما يسعهُ
غير نعمتَ من جزاءٍ وحبا
أرشفُ من فيه مكانَ اسمك لا
أحسبني أرشفُ إلا الضربا
عطفٌ من الأيام لي ونظرٌ
جاء وما كنتُ له محتسبا
لكنني بالبعدِ في أثنائه
أصبحُ أو أمسى مروعا متعبا
إذا اطمأنتْ أضلعي تذكرتْ
نواك فاهتزتْ جوى لا طربا
فادفعْ به صدرك ما استطعتهُ
يوما تردّ شملَ أنسى شعبا
راخِ يديكَ في امتدادِ حبلهِ
و طاول الوقتَ به أن يجذبا
و خفْ على قلبي غداً من وقفة ٍ
يكون لي فيها الوداعُ العطبا
و لا تدعني أسأل الركبانَ عن
قلبٍ دوٍ وأستطبُّ الكتبا
لا أقفرتْ منكَ ربوعٌ عمرتْ
أنسا ولا أيبسَ عيشٌ رطبا
و لا برحتَ مالكا مقتسرا
نواصيَ الإقبالِ أو مغتصبا
حتى يكونَ باديا وحاضرا
بين النجوم بانياً مطنبا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أبلغْ بها أمنية َ الطالبِ
أبلغْ بها أمنية َ الطالبِ
رقم القصيدة : 59982
-----------------------------------
أبلغْ بها أمنية َ الطالبِ
فالرزقُ بين الردفِ والغاربِ
و لا تذممْ لوجاها فما ال
راحة ُ يوماً في مطا اللاغبِ
ليلتها في الدائبِ المنتقي
بغامها في السارح العازبِ
حداؤها في الركبِ أحظى لها(79/464)
من نعقة ِ الراعي أو الراكبِ
فاوتَ بين الطيرِ حالاتها
من باطشٍ أو فرقٍ هائبِ
فالخسفُ للجاثمِ في وكرهِ
و الخصبُ للقاطعِ والكاسبِ
أفلحَ من داوسَ طرقَ العلا
موفقا للسننِ اللاحب
تعجبهُ الفضلة ُ في ماله
ما لم تشبها منة ُ الواهب
ذلك في المولى غداً في العدا
مثلبة ٌ فاسددْ فمَ الثالبِ
خوفي من العائب لي نجوة ٌ
من الأذى تشكرُ للعائبِ
و الناسُ أصحابيَ ما لم تملْ
و سوقُ أثقالي على صاحبِ
أكون ما استغنيتُ عن رفدهم
جلدة َ بين العينِ والحاجب
فإن عرتْ أو حدثتْ حاجة ٌ
فالحبلُ ملقيٌّ على الغاربِ
و كم أخٍ غيرهُ يومهُ ال
مقبلُ عن أمس به الذاهب
كنتُ وإياه زمانَ الصدى
كالماء والقهوة ِ للشاربِ
و مدّ باعيه فخلى َّ يدي
نهباً لكفّ القابض الجاذبِ
مرّ فلم يعطف لحبَّ الصبا ال
جاني ولا حقَّ العلا الواجبِ
كأنَّ ما أحكمتُ من ودهِ
أبرمتهُ للمسحلِ القاضبِ
اللهَ للمغصوبِ فيكم على
ديونهِ يا شيعة الغاصبِ
قد قلتُ للخابط خلفَ المنى
مباعدا قاربْ بها قاربِ
احبس مطاياك فما في السرى
إلا جنونُ الطمعِ الكاذبِ
لا تطلبنَّ الرزقَ من معدنٍ
ينبوعه غيرُ أبي طالبِ
فالبحرُ من خلفهُ خلفهُ
لم يقتنع بالوشلِ الناضبِ
خاطرَ في المجد فغالي فتى ً
لم يخشَ منه قمرة َ الغالبِ
و كاثرَ الناسَ بإحسانهِ
فلم يحزهُ عددُ الحاسبِ
إذا احتبى ينسبُ علياءه
دار عليه قطبُ الناسبِ
ضمّ إلى ما كسبتْ نفسهُ
سالفة ً في عرقهِ الضاربِ
فظلَّ لا يشرفُ من جانبٍ
إلا دعاهُ الفخرُ من جانبِ
من معشرٍ تضحكُ أيمانهم
إن آدَ عامُ السنة ِ الشاحبِ
تحلبُ أموالهمُ ثرة ً
و الضرعُ مبسوسٌ على الحالبِ
لهم ندى ٌّ شرقٌ منهمُ
بكلَّ مخطوبٍ له خاطبِ
لا نائمُ السامرِ في الليلة ِ ال
طوليَ ولا متقرُ الآدبِ
هم وزروا الدولاتِ واستنصحوا
رعياً على العاطفِ والساربِ
و هم سيوفُ الخلفاءِ التي
تعلمَّ الضربَ يدَ الضاربِ
غاروا نجوماً ووفتْ بابنهم
شهادة ُ الطالعِ للغارب
حذا وزادته قوى نفسهِ(79/465)
و المجدُ للموروثِ والكاسبِ
زيادة َ البدرِ بشعاعة ِ
على ضياء الكوكبِ الثاقبِ
ليتَ عيونا لهمُ في الثرى
مغضوضة ً بالقدرِ اللازبِ
تراك في رتبتهم جالسا
تأمرُ في العارضِ والراتبِ
حتى يقرَّ اللهُ منها الذي
أقذيَ بالرامسِ والتاربِ
قد عرفَ القائمُ بالأمرِ مذ
سلكَ أنَّ القطعَ للقاضبِ
ظهرتَ بالعفة ِ سلطانهُ
هذا وما الزاهدُ كالراغبِ
و صنتَ ما حسنَ من ذكرهِ
عن دنسِ القادحِ والقاصبِ
فلا تزلْ عندك من طولهِ
ما عنده من رأيك الصائبِ
و لا خلا دستك من مركبٍ
غاشٍ ومن راجٍ ومن هائبِ
و دام لي منك ربيعي الذي
يرضي رياضي بالحيا الساكبِ
و جنتي الحصداءُ إن صاحَ بي
دهريَ لا سلمَ فقم حاربِ
ما ليَ في فقري إلى ناصرٍ
سواك منْ أحمى به جانبي
في ودك استبليتُ ثوبَ الصبا
و فيه أنضو بردة َ الشائبِ
قلبي لك المأمونُ تقليبهُ
ما قام ريانُ على ماربِ
أبيضُ ثوبِ الودّ صافٍ على
لونيهِ من راضٍ ومن عائبِ
و كلما أنسيتمُ صحبتي
ذكرنيكمْ زمنُ الصاحبِ
و خرداً أرسلتها شرداً
من حابلٍ منكم ومن حائبِ
كلّ فتاة ٍ معَ تعنيسها
تفضحُ حسنَ الغادة ِ الكاعبِ
ضوافياً من فوقِ أعراضكم
للمسدلِ المرخى وللساحبِ
سارتْ مع الشمس وعمت مع ال
غيث فمن ذاكٍ ومن هاضبِ
تعلقُ بالآذان موصولة ً
غشما بلا إذنٍ ولا حاجبِ
تنصبُ أعلاماً لكم سيرها
في الأرضِ فلتشكرْ يدُ الناصبِ
كررتِ الأعيادُ أعدادها
و المهرجاناتُ على الحاسبِ
حتى لقد خافت بما أكثرتْ
ملالة َ القارئ والكاتبِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لكِ الغرامُ وللواشي بكِ التعبُ
لكِ الغرامُ وللواشي بكِ التعبُ
رقم القصيدة : 59983
-----------------------------------
لكِ الغرامُ وللواشي بكِ التعبُ
و كلُّ عذلٍ إذا جدَّ الهوى لعبُ
أما كفاه انصرافُ العين معرضة ً
عنه وسمعٌ بوقرْ الشوق محتجبُ
و أن قلبا وأحشاء مدغدغة ً
إذا استقامتْ حمول الحيّ تضطربُ
لاموا عليكِ فما حلوا وما عقدوا
عندي وعابوا فما شقوا ولا شعبوا(79/466)
فكلُّ نارِ هوى في الصدر كامنة ٍ
فاللوم يسعرها والعذلُ يحتطبُ
آهاً لوحشة ِ ما بيني وبينكمُ
إذا خلتْ من دلاءِ الجيرة ِ القلبُ
و عطت القورَ والأجراعَ نوقكمُ
طروحَ عيني وحالت بيننا الكثبُ
من اشتكى الشوقَ إذ هزت وسادتهُ
مدامعٌ تنتحي أو أضلعٌ تجبُ
فما أسفتُ لشيءٍ فائتٍ أسفي
من أن أعيشَ وجيرانُ الغضا غيبُ
قد كنتُ أسرقُ دمعي في محاجره
تطيرا بالبكى فاليومَ أنتحبُ
لا يبعدِ اللهُ قلباً ظلَّ عندكمُ
لم يغنني عنه نشدانٌ ولا طلبُ
سلبتموهُ فلم تفتوا برجعته
و ربما ردَّ بعدَ الغارة السلبُ
فأين إذمامكم قبلَ الفراق له
ألاَّ يضامَ ولا تمشي له الريبُ
أسيرة ٌ لكمُ في الغدرِ حادثة ٌ
تخصُّ أم رجعتْ عن دينها العربُ
يا أهل ودي وما أهلاً دعوتكمُ
بالحقَّ لكنها العاداتُ والدربُ
كابها نتسمى قبلَ غدركمُ
فاليومَ كلُّ اسم ودً بيننا لقبُ
أشبهتم الدهر في تلوين صبغتهِ
فكلكم حائلُ الألوان منقلبُ
كنتم عليَّ مع الأيام إخوتها
و ليس إلا عقوقي بينكم نسبُ
صبراً وإن كان ملبوسا على جزعٍ
ظلمتُ والصابرُ المظلومُ محتسبُ
لعلَّ عازبَ هذا الحظَّ يرجعُ لي
يوما وقاعدَ هذا الجدَّ بي يثبُ
و ليتَ أنَّ كمالَ الملكِ خالصة ٌ
آراؤه لي ورأيُ الناسِ مؤتشبُ
بل ليتَ أنَّ قضاياه مواهبهُ
فكان إنصافه في عرضِ ما يهبُ
فتى ً قنعتُ به من بين منْ حملتْ
خوصُ الركابِ فسارت تنقلُ الركبُ
أحببته حبَّ عيني أختها ويدي
يدي ولي في مزيدٍ منهما أربُ
و كان لي حيثُ لا جفنٌ لناظرهِ
حفظاً وصوناً ولا تحمي الظيا القربُ
عطفاً لحقيَّ وإسبالاً على ذممي
كأنه وهو مولى في الحنو أبُ
يرعى شواردَ فيه لم تسرْ معها
ريحٌ ولا طمعتْ في شأوها السحبُ
فغالبتني على ذاك المكان يدٌ
للدهر كان لها مذ ملني الغلبُ
ملالة ٌ لم تطرْ فيها مطاولة ٌ
و بغضة ٌ كالتجنيَّ ما لها سببُ
قسا فأصبح للواشين بي أذناً
تليقُ ما اختلفوا عنيَّ وما اجتلبوا
لو قيل إني سرقتُ السمعَ أو صرفوا(79/467)
إليَّ تبديلَ دينِ اللهِِ أو نسبوا
لما امترى أنَّ رسلَ الله بي جبهوا
بالردَّ أو حرفتْ على أمريَ الكتبُ
فقل له طيب اللهُ الوفاءَ له
و الحقُّ يسفرُ والبهتانُ ينتقبُ
يا ناقدَ الناس كشفا عن جواهرهم
متى تغيرَ عن أعراقهِ الذهبُ
و كيف أفسدَ سوءُ الحظَّ خبرك بي
حتى بدا لك أنّ الدرّ مخشلبُ
أغيرَ أنَّ فراشاً طار ينأم بي
لو شئتَ كان بنار الردَّ يلتهبُ
أبعد أن رضتني عشرينَ أو صعدتْ
لا الجريُ تنكره مني ولا الجنبُ
يروى لك الخرقُ عن حزمي فتقبله
صفحاً ويحذبك الواشي فتنجذبُ .
حاشاكمُ أن تكونوا عونَ حادثة ٍ
أو ترتميني على أيدكم النوبُ
أذنبيَ الحبُّ والإخلاصُ عندكمُ
فإنّ ذنبي إلى أياميَ الأدبُ
أما وقومكَ والمجدُ التليدُ لهم
إذا حلفتُ بهم والدينُ والحسبُ
ما خلتُ والدهر لا تفنى عجائبهُ
أنّ العلا نافقٌ في سوقها الكذبُ
و لا عجبت لدهري كيف يظلمني
و إنما ظلمكم أنتم هو العجبُ .
يا من به صحَّ سقمُ العيشِ واجتمعتْ
على توحدهِ الأحزابُ والشعبُ
و من كفى الملكَ ما لم يكفِ صارمهُ
و ردَّ عنه الذي ما رده اليلبُ
و من توسط أفقَ المجد فاعتدلتْ
به البدورُ ولبت أمرهُ الشهبُ
على بساطكِ تقضى كلُّ مبهمة ٍ
يعنو بها الخطبُ أو تعيا بها الخطبُ
و هالة ُ البدرِ دستٌ أنت راكبه
و تارة ً هو غابُ الضغيم الأشبُ
بشرٌ وقورٌ وجدٌ ضاحكٌ ورضاً
لولا الطلاقة ُ خلنا أنه غضبُ
جرى بك الخلقُ الفضفاضُ وانقبضتْ
بك المهابة ُ فالسلسالُ واللهبُ
و أفقرتك العطايا والثناءُ غنى ً
و أنصبتك العلا والراحة ُ النصبُ
من عندهُ نشبٌ لا مجدَ يعضدهُ
فإنّ عندك مجدا ما له نششبُ
حللتُ باسمك عقدَ الرزق فاندفعتْ
عراه تفصمُ لي عفوا وتنقضبُ
و كنتَ واسطة َ العقد الذي انتظمتْ
عنه السلوكُ ولم تخدشْ به الثقبُ
أنتم رفادة ُ ظهري إن وهي جلدي
و درة ُ العيشِ لي والضرعُ معتصبُ
و مشربي العدُّ والغدرانُ غائرة ٌ
منكم ليَ الحوضُ أو منكم ليَ القربُ(79/468)
قدمتموني فلي رهنُ السباقِ ومنْ
يلزني بعدُ مجنوبٌ ومعتقبُ
عزى بنفسي ولكن زادني شرفا
أني اليكم إذا باهلتُ أنتسبُ
و الناسُ غيركمُ من لا يجاوزني
أبياته عمدٌ تبنى ولا طنبُ
إذا صفوتم فلا وردي ولا صدري
منهم وإن أملحوا يوما وإن عذبوا
لي منكم الجبهة ُ الغراء والعتقُ ال
تلعاءُ والناس بعدُ الرسغُ والذنبُ
فلا تنلني الليالي فيكمُ بيدٍ
إلا التبابُ لها والشلُّ والعطبُ
و لا تصبكم عيونُ الدهر إنّ لها
إلى الكمال لحاظاً سهمها غربُ
و إن أتى رائدُ النيروزِ مجتدياً
أيمانكم فالروابي الخضرُ والعشبُ
فمن جباهكمُ نورُ الربيع لنا
و من أكفكمُ الأنواءُ تنسكبُ
يومٌ يكرُّ به إقبالُ جدكمُ
غداً على ملككم ما كرت الحقبُ
تجلونَ من حسنه حظَّ العيونِ فلل
أشعار فيكم حظوظُ السمعِ والطربُ
فما بقيتم فأيامي بعزكمُ
كما أحبُّ وأحوالي كما يجبُ
Free counter
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> إذا فاتها روضُ الحمى وجنوبهُ
إذا فاتها روضُ الحمى وجنوبهُ
رقم القصيدة : 59984
-----------------------------------
إذا فاتها روضُ الحمى وجنوبهُ
كفاها النسيمُ البابليُّ وطيبهُ
و كم حبَّ من وادٍ إلى العيش مجدبٍ
و أبغضَ مثرى آخر وخصيبهُ
و ما الجانبُ المسكونُ إلا وفاقهُ
هوى النفس لا خضراؤه وعشيبهُ
فدعها تلسُّ العيشَ طوعَ قلوبها
فأمرعُ ما ترعاه ما تستطيبهُ
و إن الثمادَ البرضَ في عزَّ قومها
لأنقعُ من جمًّ يدلُّ غريبهُ
و أشبعها ألاّ تكون طرائدا
إذا شلَّ من سرح المسيمِ عزيبهُ
و أن كان حياً بالحمى إن توفرتْ
من الوجد مبرى دائها وطيبهُ
و كلُّ هلالٍ ذو الأراك حجابهُ
يسرُّ البدورَ الطالعاتِ مغيبهُ
تحولُ الرماحُ العامرية ُ دونه
فيقظُ راجيه ويعيا طليبهُ
و أتعبُ من حاولتَ يا قلبُ وصلهُ
حبيبٌ سنانُ السمهريَّ رقيبهُ
يصيبُ بعيدا سهمهُ كلَّ من رمى
و ترميه أيدٍ حولهَ لا تصيبهُ
يلوم على نجدٍ ضنينٌ بدمعهِ
إذا فارق الأحبابَ جفتْ غروبهُ(79/469)
و هل طائلٌ في أن يكثر عذله
إذا قلَّ من إصغاءِ سمعي نصيبهُ
و ما الناسُ إلا منْ فؤادي فؤادهُ
لأهلِ الغضا أو من حبيبي حبيبهُ
سأرعى الذي بيني وبينَ ملونٍ
شربتُ على صفوى له ما يشوبهُ
خذيني بغيرِ الغدرِ خلقاً وإن جنى
على الوفاءُ قرفهُ وندوبهُ
فذلك طينُ الأرضِ لم تبنَ فطرتي
عليها وما ماءٌ سقاني قليبهُ
خلقتُ يداً دون الصديق وجنة ً
يردُّ بها عن صدره ما ينوبهُ
ركودي إلى الجوّ العريض ركودهُ
إذا رام أمرا أو هبوبي هبوبهُ
و أصفحُ عنه عاذرا متأولا
و إن كثرتْ زلاتهُ وذنوبهُ
و يقنعني منه ظهارة ُ وجههِ
فلا أسأل التفتيشَ كيفَ مغيبهُ
و من طال عن خبرِ الأخلاء بحثهُ
ليبلوهم لم يخلُ مما يريبهُ
دعيني يكن خصمي زمانيَ وحدهُ
و تكفيكِ لي أحداثهُ وخطوبهُ
هو الطرفُ غرتْ رحلتي خطواتهُ
و زمتْ فكان الليثَ صعباً ركوبهُ
أصافح من كفيه صلَّ خديعة ٍ
لغير التحايا أهلهُ ورحيبهُ
و لولا رجالٌ هم أساة ُ جروحهِ
جرتْ بدمي أظفارهُ ونيوبهُ
لتسقِ بني عبد الرحيم أكفهم
فأروى الحيا وكافهُ وصبيبهُ
و ما السيلُ ذو الدفاعِ يرغو جفاؤه
بأمرعَ من وادٍ نداهم يصوبهُ
هم القاتلونَ الأزمَ والعامُ مسنتٌ
يقطبُ في وجهِ المسيم جدوبهُ
و هم إن شكا الفضلُ الغريبُ انفراده
قبائلهُ دون الورى وشعوبهُ
ملوكٌ على الأيام بيتُ علائهم
تناط بأعناق النجوم طنوبهُ
ربا الملكُ طفلاً ناشئا في حجورهم
و أشيبُ هذا الدهر بعدُ ربيبهُ
لهم تاجهُ المعصوبُ أيامَ تاجهِ
و فيهم أخيرا سيفهُ وقضيبهُ
مواريثُ فيهم نصها إن مضى أبٌ
يسدُّ الذي سدَّ ابنهُ وينوبهُ
و أمواتهم فيهم كأحياءِ غيرهم
إذا ظلعَ المركوبُ جاء جنيبهُ
إذا ما زعيم الدين حدثَ عنهمُ
تواردَ شبانُ الفخارِ وشيبهُ
هو البلجة ُ البيضاءُ في وجه عزهم
إذا شان عزَّ القوم بابنٍ شحوبهُ
يرى نصرهم ما سار من حسن ذكرهم
فتنشرهُ أفعالهُ وتطيبهُ
فتى ً كملتْ فيه أداة ُ اكتهالهِ
و غصنُ الصبا لم يعسُ بعدُ رطيبهُ(79/470)
تحمل أعباءَ الرياسة ناهضا
فما لان من عرض الرجال صليبهُ
و من عجبٍ أن البكارَ جليدة ٌ
و قد عقرتْ بزلُ الطريق ونيبهُ
و كم سابقٍ فيهم ولم يحفَ رسغهُ
و لا ابتلَّ في شوطِ الرهانِ سبيبهُ
و من منجبٍ فيه أبوه وأمهُ
و ما ولدُ الإنسانِ إلا نجيبهُ
لهم يومَ يحتدُّ الجلادُ كميهُ
و يومَ الترامي بالكلام خطيبهُ
فلا محفلٌ إلا وفيهم صدورهُ
و لا جحفلٌ إلا وفيهم قلوبهُ
أبا حسنٍ باهلْ بهنَّ فضائلا
لحاسدها حرُّ الجوى ولهيبهُ
يعيبكَ مثنيٌّ على الغيظ صدرهُ
خوافقهُ تزوى به ووجيبهُ
و كيفَ ينالُ العيبُ أطرافَ ماجدٍ
محاسنُ أبناءِ الزمانِ عيوبهُ
و قال وهلْ في الناس من هو فوقه
فقلتُ نعم . إن كان فيهم ضريبهُ
كريمٌ إذا ما ظلَّ يقسم مالهُ
فانزرهُ مستقسما ما يصيبهُ
يحبُّ ثراءَ المال حبا لبذله
و ليس كسوبَ المالِ إلا وهوبهُ
أطلتَ يدي بالنصر في نيلِ مطلبي
فأصبح لي أقصاه وهو قريبهُ
و أمكنتني من ظهر حظي وعرفهِ
فأسمحَ لي بعد الشماسِ ركوبهُ
و أغنيتني عن كلَّ مرعى أرودهُ
و فجً على تيهِ الطريق أجوبهُ
و كم جمدَ الرزقُ البطيءُ على يدي
فسلسلتَ من كفيك ماءً يذيبهُ
و لا خلفَ إلا من عصابكَ درهُ
و لا جفرَ إلا من نداك ذنوبهُ
إذا روعتْ سرحي من الدهر روعة ٌ
زأرتَ فلم يعسلْ من الخوف ذيبهُ
فقد صار يحبوني الذي ما سألتهُ
و يخطبُ مني المدحَ من لا أجيبهُ
فلا يخبُ من نعماك بدرٌ أضاءَ لي
زماني ولا نجمٌ هداني ثقوبهُ
و لا تتغيرْ من وفائك عادة ٌ
يرى المجدُ في أثنائها ما يعيبهُ
و لا برحتْ تطرو اليك شواردٌ
يلين لها وعرُ الفلا وسهوبهُ
مطبقة ٌ ما طبق الأفقُ سيرها
بوصفك مسرى ليلها وذؤوبهُ
من الكلمِ السهلِ المنيعِ مرامعة ُ
على الناس والنزرِ الكثيرِ عجيبهُ
ترقرقَ حسنا فامترى كلُّ سامع
به وهو مخلوبُ الفؤاد طروبهُ
أسربلُ منه المهرجانَ مفاضة ً
يصان بها عريانهُ وسليبهُ
ينوبان من ناديك أمنعَ جانبٍ
و أنضرَ ربعٍ غضهُ وقشيبهُ(79/471)
مدى الدهر ما هبَّ النسيمُ لناشقٍ
و دبَّ على وجه الصعيدِ دبيبهُ
على شرطِ عزًّ لا تحولُ رسومهُ
و سرحِ نعيمِ لا تراعُ سروبهُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يا قلب من أين على فترة ٍ
يا قلب من أين على فترة ٍ
رقم القصيدة : 59985
-----------------------------------
يا قلب من أين على فترة ٍ
ردَّ عليك الولة ُ العازبُ
أبعدَ أن مات شبابُ الهوى
شاورك المحتنكُ الشائبُ
و بعدَ خمسين قضتْ ما قضتْ
و فضلة ٍ أغفلها الحاسبُ
هبتْ بأشواقك نجدية ٌ
مطمعة ٌ أنت لها واجبُ
ما أنت يا قلب وأهلَ الحمى
و إنما هم أمسكَ الذاهبُ
لم تذكر الغائبَ من عهدهم
إلا لأنْ يأكلكَ الغائبُ
قد وعظتْ واعظة ٌ من جحا
بوعظها ما زهدَ الراغبُ
فارددْ على الريح أحاديثها
ففي صباها ناقلٌ كاذبُ
جاءت وقد أفرقتَ تهدي الصبا
لا سلمَ المجلوبُ والجالبُ
و دون نجدٍ وظباءِ الحمى
أن نفرعَ المنسمُ والغاربُ
و الفيلقُ الشهباءُ من عامرٍ
و الطاعنُالغيرانُ والضاربُ
و الشمسُ أدنى من تميمية ٍ
طالعها من رامة ٍ غاربُ
لو سبقتْ بالغدرِ في قومها
لما وفي في قوسه حاجبُ
مكنونة ٌ بيضاءُ لم يعدها
في البدو لونُ العربِ الشاحبُ
إن وصفت تيمها وصفها
أو نسبتْ أعجبها الناسبُ
فلا تغرنك تفاحة ٌ
منها ولا بارقة ٌ خالبُ
يا راكبَ الأخطارِ تهوى به
انزلْ كفيتَ السيرَ يا راكبُ
مالك والراحة ُ قد أمكنتْ
تشقى بما أنتَ له طالبُ
قد آن أن يعفى الكليلُ المطا
و أن يراحَ النصبُ اللاغبُ
إنّ المقيم اليومَ في غبطة ٍ
يحسدها السارحُ والساربُ
قد أربعَ الوادي ببغداد واب
تلّ الثرى واتسع الجانبُ
أظلها من سحبِ أيدي بني
عبد الرحيم الهاطلُ الهاضبُ
و رجعتْ طالعة ً شمسهم
فيها وعاد الكوكبُ الثاقبُ
إلى عميد الدولة استرجع ال
نافرُ أنسا وأوى الهاربُ
عمَّ وسوى عادلا جودهُ
حتى استوى المحرومُ والكاسبُ
طبقَ في التدبير أغراضهُ
سهما فسهما رأيهُ الصائبُ
و أدب الأيامَ بالحلم وال
جهلُ على أخلاقها غالبُ(79/472)
و الملكُ سرحٌ نام رعيانهُ
و هبَّ يطغى ذئبهُ الساربُ
كانت جحيما ترتمي بالأذى
في جانبيها الشررُ اللاهبُ
فأخمدتْ هيبتهُ كلَّ ما
هبَّ عليها الموقدُ الحاطبُ
صبَّ عليها الدمَ لما غدتْ
بالماءِ لا يطفئها الساكبُ
فهامة ٌ ساقطة ٌ فوقها
حصداً وجنبٌ حولها واجبُ
عشواءُ خطبٍ لم يكن ينجلي
حتى يؤوبَ القمرُ الغائبُ
يا شرفَ الدين تمدحْ بها
فالعجبُ في أمثالها واجبُ
ما زال تنكيلك بالمجرمِ ال
مصرَّ حتى خافك التائبُ
صدعٌ من الدنيا تداركتهُ
لولاك ما كان له شاعبُ
جاذبه الناسُ يرومونهُ
دهرا فلم يعلقْ به جاذبُ
لا العاجز الواني تأنى له
منهم ولا المجتهدُ الدائبُ
سللتَ بالعادة في جسمه
رأياً هو الصمصامة ُ القاضبُ
قد ظهرتْ راية ُ أيامكم
و طبق الأرضَ بها الجائبُ
و جمعَ الألسنَ تفضيلكم
فاصطلحَ المادحُ والثالبُ
لا يصلحُ الأمرُ على غيركم
لا عارض منه ولا راتبُ
و لا تدرُّ المالَ أخلافهُ
و غيرُ أيديكم له حالبُ
وزارة ٌ مجلسها منصبٌ
له اصطفاك الله والناصبُ
أنتَ لها فاشدد يمينا بها
الأخُ وابنُ العمَّ والصاحبُ
فإن تعزلتَ وفارقتها
أو نابَ في تدبيرها نائبُ
كان فراقاً لك تسديدهُ
و للأعادي سهمهُ الخائبُ
بعدتَ فانحضَّ الذي رشتهُ
و انقبضَ السائمُ والساربُ
فاعطف على الدنيا وما قد جرى
به عليه القدرُ اللازبُ
فالليثُ لا يغمز في زأره
و إن ألحّ النابح الواثبُ
في جلدهِ ذمي وفي عظمهِ
مظفرٌ في عزكم خالبُ
مشى بها الماشي إلى حتفه
يا بؤسَ ما أعقبهُ العاقبُ
يا باسطا من كفه مزنة ً
يبسمُ منها البلدُ القاطبُ
و من حمى الأرضَ فما فوقها
للخوف مسلوبٌ ولا سالبُ
و المصطفى المحبوب من ماله
يخبطُ فيه العائثُ الناهبُ
أغنيتني عن كلَّ غرارة ٍ
سحابها المصعقُ والحاصبُ
و كلَّ مبذولِ الحمى بابهُ
و اللؤمُ عن أمواله حاجبُ
لا يخلقُ الخجلة َ في وجهه
لا مادحٌ أثنى ولا عائبُ
و صنتَ وجهي بعد ما شفني
من مائه المنزفُ والناضبُ
و خلطتني منك نعمى بها(79/473)
شجرني في بيتك الناسبُ
و حطتني أمنا وقد ثارَ لي
بالشرَّ صلُّ الرملة ِ الواقبُ
كلبٌ أتى الليثَ فأغراه بي
و قال وهو الفاجرُ الكاذبُ
وغدٌ دعيّ ليس من شكله
ما هو كاسٍ باسمه كاسبُ
أعداه من مهنة ِ آبائهِ
عرقٌ إلى اللؤوم به ضاربُ
و لم يكن لو أنه كاتبٌ
يراعُ منه الشاعرُ الكاتبُ
و عند شعري لو هجا مثلهُ
لعرضه القاصمُ والقاصبُ
فابقَ لأن ترغمَ لي أنفهُ
أنفٌ لعمري أجدعٌ تاربُ
و البس من الدولة فضفاضة ً
يسحبُ من أذيالها الساحبُ
و اقسمْ ليوم المهرجان الحيا
وفداً فنعمَ الوافدُ الآئبُ
يومٌ لآبائك في حفظه
عهدٌ يراعى حقهُ الواجبُ
و اصبحْ بفخرٍ طيرهُ أيمن
و في عداك البارح الناعبُ
ما غردتْ ورقاءُ أو دافعتْ
فتخاءُ عن أفراخها خاضبُ
و اسمعْ إذا شدت لها حبوتي
أفصحَ ما فاهَ به خاطبُ
مرصوعة ً باسمك من خيرِ ما
لاثَ على مفرقه عاصبُ
عندك منها غردٌ مطربٌ
و عند من عاديته نادبُ
من معدنِ الجدّ ولكن ترى
رقتها أني بها لاعبُ
لا ربُّ غمدانَ وعى مثلها
سمعاً ولا من داره ماربُ
و امض مع العادة ِ في مهرها
على طريقِ نهجهُ لاحبُ
فما تطيبُ الأرضُ موهوبة ً
عنديَ لولا أنك الواهبُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> عزفتُ فما أدري الفتى كيف يرغبُ
عزفتُ فما أدري الفتى كيف يرغبُ
رقم القصيدة : 59986
-----------------------------------
عزفتُ فما أدري الفتى كيف يرغبُ
و عفتُ فما أشكو القذى كيف يشربُ
و روضني لليأسِ هجرُ مطامعي
فبغض عندي الوفر وهو محببُ
رأيتُ الغنى ما ندَّ عني ففاتني
فكيف يخافُ الفوتَ من ليس يطلبُ
و أرضى عن الأقدارِ كيف تصرفت
و غيريَ بالأقدارِ يرضى ويغضبُ
أأشري بعرضي رفدَ قومٍ معوضة ً
و أشعرُ نفسي أنّ ذلك مكسبُ
فلا جرَّ رزقٌ غبطة ً وهو يجتدي
و لا سدَّ مالٌ خلة ً وهو يوهبُ
هنئيا لربَّ الرائحاتِ خلاصهُ
إذا ضافني مما يعقُّ ويحلبُ
و من قودها لي في الصلاب ثنية ً
و بزلاءَ تعصي في القيادِ وتصحبُ(79/474)
تركتُ لمعطي النائلِ الغمرِ نيلهُ
و إني إلى ترك البخيلِ لأقربُ
فلا المدحُ في المسنى الجوادِ أكده
و لا اللحزُ المناعُ ذميَ يرهبُ
و يظلمني المولى وفي فيَّ ناصرٌ
و كفي فلا أشكو ولا أتعتبُ
إذا ذهبتْ بي رغبة ٌ عن تلاده
طريقاً فما لي عنه بالودّ مذهبُ
له خصبهُ دوني ولي نوطة ٌ به
و عونٌ على أيامه وهو مجدبُ
و للحبَّ مني ما أمنتُ خيانة ً
محلة ُ قلبٍ قلما يتقلبُ
أجرُّ الهوى مالان فضلة َ مقودي
و يعسفني حينا فآبي وأجذبُ
و ما كلما فارقتُ أشربُ دمعتي
و لا كلما غنى الحمامُ أطربُ
و كم ألفتني ظبية ٌ وهي فذة ٌ
فملتُ ولم أعطفْ وقد عنّ ربربُ
أحبُّ الوفاءَ محمسا ومغزلا
و أصحبهُ فيما أجدُّ وألعبُ
و أعطى يدي ما خلتني متفضلا
و أمنعها ما خلت أنيَ أرغبُ
فلو لقيتْ أيامُ دهري خلائقي
لكانت على جهلاتها تتأدبُ
و لو أنها للسلم جانحة ٌ معي
لكانتْ على الشحناء بي تتحببُ
و كنتُ لها عذرا إلى كلَّ ماجدٍ
يرى أنها في حربِ مثلي تذنبُ
و لكنها عجماءُ سيانِ عندها
شدا جاملٌ أو قال هجرا مؤنبُ
تشطُّ بأحبابي الذين أودهم
و تدنو بجارٍ لا أحبُّ فتقصبُ
و لو أنها تأوى لصوني لقربتْ
بعيدا وشطت بالذين تقربُ
كواكبُ آمالي وأقمارُ مطلبي
نأتني وفي الأحبابِ بدرٌ وكوكب
تطلعُ حينا من بروج سعودها
على َّ ويطويها البعادُ فتغربُ
إذا قلتُ هذا العامُ حسبُ وبعده ال
ثواءُ أتى في الأمر ما ليس يحسبُ
فكم يحملُ الثقلَ الضعيفُ وكم ترى
يقلُّ وسوقَ البعدِ جنبٌ مندبُ
و كم تكتسي في ظلَّ قومٍ أعزة ٍ
قوادمُ ريشي ثم تعرى فتسلبُ
و يأخذُ مني الحاضرون ببخلهم
فواضلَ ما يعطي السماحُ المغيبُ
أيدري الوزيرُ من كني عنه أو عني
نعم هو يدري ما أعمي وأعربُ
و إني بحبلٍ غيرِ أطنابِ بيته
على بيتِ شعرٍ ناصح لا أطنبُ
سماتُ بني عبد الرحيم سلائطٌ
على وجهِ أشعاري تنيرُ وتثقبُ
لهم جمتا فكري مطيلا ومقصرا
و صفوتهُ صرفاً وبالماء تقطبُ
فلو قلتُ إني في مديح سواهمُ(79/475)
صدقتُ لقال الشعرُ في السرَّ تكذبُ
همُ أمكنوني من ظهورِ مآربي
فأركبُ منها ما اشاء وأجنبُ
ألمُّ بهم ما لا يلمُّ بشاعبٍ
و أرأبُ فيهم صدعَ ما ليس يرأبُ
و أستعتب الأيامَ وهي مصرة ٌ
بهبتهم حتى تفيءَ فتعتبُ
همُ رحمي والأقربون معقة ٌ
و فيهم أبي البرُّ الرؤوفُ ولا أبُ
و دولتهم لا عطلتْ لي مواسمٌ
و أيامهم سوقٌ بفضلي تجلبُ
ذخرتُ لهم كنزا مواريثَ قومهم
فمن رامني من غيرهم فهو يغصبُ
فلا أسمعتْ ذبيانُ بعدي وبعدهم
بني منذرٍ عذرا به العفوُ يوجبُ
و لا فرحتْ أقيالُ آلِ أمية ٍ
بما سيرتْ فيها تميمٌ وتغلبُ
أيا راكبَ العشواءِ يطرحُ صدرها
خطارا على الشقَّ الذي هو أتعبُ
ترى ظلها في الشمس تحسبُ أنه
لأخرى سواها لاحقاً أو ستقربُ
تغارُ إذا ما ابصرتْ ظلَّ سنبكٍ
على الأرض جلى َّ سابقا وهي تعقبُ
كأن فجاج الأرض نقدٌ لركضها
تغير عليهِ كيفَ شاءت وتنهبُ
تنص مقاضاتين للسير تلفظُ ال
محالَ وتوعي الحقَّ نصحاً فتوعبُ
و كالئة ٍ ترعى الشخوصَ كأنها
أخو ليلة ٍ بات الربيئة َ يرقبُ
إذا اقتضيتْ في ذمة النجم حاجة ٌ
فتلك لديها دعوة ٌ لا تخيبُ
تحملْ سلامي واحتقبْ ليَ حاجة ً
تضيءُ لك المسرى وطرقك غيهبُ
إلى شرف الدين انتزعها إهابها
و دعها على نارِ السياط تلهبُ
إلى ملكٍ لا يسلكُ النومُ جفنهُ
و في الملكِ صدعٌ بالسهاد يشعبُ
و لا تبلغُ الأثقالُ غاية َ جهدهِ
إذا ظلت البزلُ المصاعيبُ تشغبُ
تفحصَ في الآراءِ حتى أرينهُ
على غير فحصٍ أيّ أمريه أصوبُ
و أتعبه التدبيرُ حتى أراحه
و قد تستريح النفسُ من حيث تتعبُ
فكن مبلغاً عنيّ وحظك عنده
إذا أنت باسمي فهتَ أهلٌ ومرحبُ
و قل يا عميد الدولة اعطفْ وإن جنتْ
فما زلة ٌ إلا وعفوك أرحبُ
تلافَ عصاها أن تشقَّ فإنها
بسوء القضايا تلتحي وتشذبُ
و داركْ ذماها وهو بعدُ فربما
تخور القوى أنْ ينفعَ المتطببُ
يقربك الإقبالُ حينا فتؤنس ال
حياة ويقصك الشقاءُ فتعطبُ
و من أعجب الأشياء تعليلها بمنْ(79/476)
ترى عجزه من حظه يتعجبُ
فإن يبلغوا بالداء لا يحسمونه
و عندهمُ منك الدواءُ المجربُ
إذا طلقتْ منك الوزارة ُ أصبحتْ
مجدذة ً من حسنها تتسلبُ
تغوثُ بالأسحار تدعو صباحها
و تبكي زمانَ الوصل منك وتندبُ
تخالُ بها ربعا محيلاً تساقطتْ
تحاجلُ فيه الساحجاتُ وتنعبُ
بنيتَ بها بكر الصبا فمن الذي
يصفي هواها وهي شمطاءُ ثيبُ
و أبرحُ من تعنيسها وهي أيمٌ
إذا غبتَ من يسمى لها وهي تخطبُ
و هذا أوان الشدَّ فانهضْ بحملها
وثبْ واثقا إنَّ العلاءَ توثبُ
فما كلُّ ما استوضحتَ فيها هداية ٌ
و ليس ضلالا كلُّ ما تتنكبُ
قد اشتاقك الملكُ الذي أنت أنسهُ
و أوحشَ صدرٌ منه وارتاعَ موكبُ
و قد أعجفَ الروادُ واعتصروا الحيا
من الصخر إذ أمست سماؤك تحجبُ
و قصَّ جناحُ الشعرِ لا الطبعُ جاريا
يرقُّ ولا مستولدُ الفكر ينجبُ
فنحن كأنا لم نصفْ ملكا ولم
نقم قطّ ما بين السماطين نخطبُ
و كائنْ لنا من موقفٍ متشهرٍ
لديك يطيبُ القولُ فيه ويعذبُ
تميزُ به عنقَ القوافي وهجنها
و تعلمُ ما ذا يجتبى ويحببُ
و وجهك بسامٌ إلى المدح مقبلٌ
عليه ووجهُ الدهر جهمٌ مقطبُ
و كم ثمَّ من مسترزقٍ حلفتْ له
لهاك وبرتْ أنه لا يخيبُ
و عيشٍ يبيسٍ بالسماح بللتهُ
و وجهك فيه من بنانك أرطبُ
رعى اللهُ منك البحرَ لم أروَ بعده
بلى َ ربما أفعمتَ والبحرُ ينضبُ
و مطرحَ آمالي الذي كلُّ ضيقٍ
عليه فسيحٌ عنده ليَ مرغبُ
و ما لي إذا أعسرتُ من كلَّ وجهة ٍ
و جاهي الذي من بعضه المالَ أكسبُ
تأجنُ غدراني وماؤك سلسلٌ
و تخبثُ أوطاني وتربك طيبُ
وَ جودك لي سيان ما كنتَ حاضرا
قريبا وما ينأى وما يتقربُ
فلولا مضيضُ الشوقِ لم أشكُ غصة ً
و لا أجحفَ التردادُ بي والتقلبُ
و لكنك العينُ التي كلُّ غبطة ٍ
إذا هي لم توجدْ عناءٌ معذبُ
فلا حولتْ عني ظلالك خطة ٌ
تحلُّ ولا محذورة ٌ تترقبُ
و عشتَ لمثلي واحدا في زمانه
و للناسِ بعدي يطلبون وتطلبُ
أجازي نداك الغمرَ نشرا مخلدا
كلانا مطيلٌ في معانيه مطنبُ(79/477)
بكلّ مطاعٍ أمرها مستجيبة ٍ
لدعوتها الأسماعُ تزجى وتوهبُ
تولجُ لا تخشى تلونَ آذنٍ
لها الخلواتُ والرواقُ المحجبُ
يقرُّ لها بالفضلِ من لم تقلْ له
و يعظمها العيابُ والمتعصبُ
لها كلُّ صوتٍ كلُّ راويه مبلغٌ
فصيحٌ ومن غنى به فهو مطربُ
تصفتْ فقد كادت مع التبر تقتنى
و رقتْ فقد كادتْ مع الماء تشربُ
مصدقة في المدح أسرفَ أو غلا
و مأمونة ما تستزيدُ وتعتبُ
تزورك يوما في نديك تجتلى
و يوما مع السفارِ تقرا وتكتبُ
تسوقُ التهاني خلفها وأمامها
تصعدُ في الدنيا بكم وتصوبُ
تذكركم من حقها إن نسيتمُ
بما تقسم الأعيادُ حظا وتنصبُ
ترفعُ عن تيه المصيبِ وعجبهِ
و لكن بكم فخرا تتيهُ وتعجبُ
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سل الركبَ إن أعطاك حاجتك الركبُ
سل الركبَ إن أعطاك حاجتك الركبُ
رقم القصيدة : 59987
-----------------------------------
سل الركبَ إن أعطاك حاجتك الركبُ
من الكاعبُ الحسناءُ تمنعها كعبُ
قضى أنها مغلوبة ٌ لينُ عطفها
و حصنها أن تملك الأسدُ الغلبُ
حموها وذابوا أن ترامَ وما حموا
قلوبَ الهوى من مقلتيها ولا ذبوا
و هزوا القنا الخطار والبيضَ دونها
فمن طالبٌ والمانع الطعنُ والضربُ
يخافون صوتَ العار أن يصبحوا بها
حديثا وأفواه المواسم تستبُّ
و ما العارُ إلا أنّ بين بيوتهم
قلوبَ المحبينَ السلائبُ والنهبُ
لئن أشحطوها أن تزارَ فبيننا
مواثيقُ بعدُ الدار إن رعيتْ قربُ
و إن حجبتْ والريح تسفرُ بيننا
بنجوى فؤادينا فما ضرت الحجبُ
و في دارها بالروضتينْ لناظرٍ
شفائفُ ضوءِ البدرِ تكفره السحبُ
و منها ومن أترابها في ثرى الحمى
عبائقُ تهديها الصبا ليَ والتربُ
وقفتُ وصحبي في اللوى فأملهم
وقوفيَ حتى وقفتُ ولا صحبُ
أذاكرهُ مرآة َ يومي بأهله
فيشكو الذي أشكو ويصبو كما أصبو
و لم أحسب الأطلالَ تخضعها النوى
و لا أنّ جسم الربع ينحلهُ الحبُّ
تحدثْ بما أبصرتَ يا بارقَ الحمى(79/478)
فإنك راوٍ لا يظنُّ بك الكذبُ
و قلْ عن حشي من حرها وخفوقها
تعلمتَ ما تنزو خطارا وتشتبُّ
و عن بدنٍ لم يبرح الشوقُ معرياً
و شائظهُ حتى التقى الجنبُ والجنبُ
فلو أنه في جفنِ ظبية ِ حابلٍ
مكانَ القذي ما كان يلفظه الهدبُ
و هذا ضنا جسمي وقلبي عندها
فكيف به لو كان في جسدي قلبُ
فطرتُ على طين الوفاء ودينهِ
فنفسي إليه بالغريزة تنصبُّ
فكم نائمٍ عني وثيرٍ مهادهُ
و جنبي له عن لين مضجعه ينبو
أصابرُ فيه الليلَ حتى أغيظه
فتحسدَ أجفاني على السهر الشهبُ
و أعجبُ ما حدثتهُ أنّ ذمة ً
وفتْ فارسٌ فيها وخاست بها العربُ
عذيري من الأيام أوخمن مرتعي
و رنقنَ لي من حيثُ يستعذبُ الشربُ
تناوبُ قوماً غضها وهشيمها
و كلُّ نصيبي من معيشتها الجدبُ
أخلى عليهم عفوها ودرورها
فأرضى بلا ذلًّ بما كده العصبُ
و أتركها تركَ المسالمِ قادرا
لأسلمَ منها وهي لي أبدا حربُ
و كم قد شكوتُ الدهرَ لو كان مشكيا
و عاتبتُ جورَ الحظ لو نفع العتبُ
بلى في يدي لا أكفرُ اللهَ جانبٌ
من العز لي فيه الوسيعة ُ والرحبُ
و منبعُ جود لو قنعتُ كفى الغنى
و بلَّ غليلي ماؤه العللُ السكبُ
تعود جوى غيمهُ ونسيمهُ
و أرضيَ أن تزكو عليه وأن تربو
أقلني من التغرير يا طالبَ العلا
و من كديَ الآمالَ تنهضُ أو تكبو
فلولا الندى العدُّ الرحيميُّ ما جرى
إلى أيكتي ماءٌ ولا اخضرَّ لي تربُ
هم الناس ناسي والزمانُ زمانهم
ربيعي وكسبي من رضاهم هو الكسبُ
نملحتُ فيهم والتحفتُ بريشهم
فوكري بهم حيث استوى الماءُ والعشبُ
و حسبي غنى ً أو سوددا أنَّ بحرهم
و سيدهم عند الملمات لي حسبُ
إلى شرفِ الدين انتشطنا حبالها
تعانقُ في نفض الطريق وتختبُّ
سلائلُ ما صفى َّ الغضينُ وداحسٌ
و حازت كلابٌ رهنها واعتلت كلبُ
بناتُ الفلا والريحِ كل حسيرة
إليها الرياحُ المستقيماتُ والنكبُ
كسيرِ العصا المقدودِ لو سلكتْ بها
ثقوبُ الخروت لم يضق دونها ثقبُ
تخالُ عناناً في العنان من الطوى(79/479)
و إن شطبتْ بالسوط هي الشطبُ
تحطُّ إليه وهي قلبٌ من الطوى
و تركبُ عنه وهي مجفرة ٌ قبُّ
إلى ملكٍ لا يملكُ الخوفُ صدره
خفوقا ولا يغشى على رأيه الخطبُ
و لا يطبيه التيهُ في معجزاته
إذا هامة ُ المفتون أسكرها العجبُ
مهيبِ الرضا مستصفحِ السخطِ بالغ
به القولُ ما لا يبلغ الباتر العضبُ
محيطٍ بآفاق اٌصابة رأيهُ
بديهاً ورأيُ الناسِ مختمرٌ غبُّ
إذا رفعتْ للإذن سجفا رواقهُ
فلأعين الإشراقُ والآنفِ التربُ
مقامٌ تلاقى عنده النعمُ السطا
و يجتمع الرغبُ المحببُ والرعبُ
إذا أمرتهُ مرة من حفيظة ٍ
تسوءُ نهاه خلقه الباردُ العذبُ
تصورَ من حسنِ وحلمٍ ونائلٍ
ففي الدستِِ منه البدرُ والبحرُ والعضبُ
من القوم لم تضربْ عليهم إتاوة ٌ
و لم يعتبدهم غيرَ خالقهم ربُّ
صدورُ قلوبٍ في المجالسِ والوغى
إذا رشحوا فاضوا وإن قدحوا شبوا
و مدَّ عميدُ الدولة العرضَ راسخا
فحدثَ عن ضربِ العلا الرجلُ الضربُ
و ما علمتْ أمُّ الكواكبِ قبله
و قبلهمُ أن الهلالَ لها عقبُ
و أنَّ شروقَ الشمس عنهم سينتهي
إلى ملكٍ في صدره الشرقُ والغربُ
أرى الملك بعد الميل قامت قناتهُ
و لوحمَ منه بعد ما انصدعَ الشعبُ
لك البلجة البيضاءُ إن مات فجرهُ
و في يدك التفريجُ إن غشى َ الكربُ
و قد علمتْ أمّ الوزارة أنها
إذا غبتَ ثكلى قصرها الدمعُ والندبُ
و تطمعُ مخدوعَ المنى في نكاحها
مطامع كدتها وأنت لها خطبُ
و دبوا لها تحت الظلام عقاربا
و لو حسبوا وطء الأخامص ما دبوا
و لما رأوا عنها التفاتك عاجلوا
وثوباً وقدماً طاح بالقدمِ الوثبُ
رقيتَ بفضل الحلم شوكة َ لسبهم
فقد ماتت الأفعى وقد برأ اللسبُ
همُ عقروها إذ تعاطوا فعذبوا
و رأيك فيهم صالحٌ وهمُ السقبُ
و راموا التي يرضى بها الخرقُ وحدهُ
خداعا وتأباها الحزامة ُ واللبُّ
و من دونها أن يخطبَ الليثُ هدنة ً
من الذئب أو يبكي من العطش الضبُّ
تحدثهم أحلامهم أنَّ ظهرها
ركوبٌ ولكن يكذبون إذا هبوا
صلوها فما يشقى من اليوم سعدها(79/480)
عليكم ولا تذوي وأنتم لها قطبُ
و لا برحتْ فيكم تجرُّ عزيزة ً
سرابيلَ لا يخفى ذلاذلها السحبُ
ضممتَ عزيبَ الملك بعد انتشارهِ
و أفرشتهَ أمناً وقد ذعرَ السربُ
و ما زلتَ بالتدبير تركبُ صعبه
إلى سهله حتى استوى السهلُ والصعبُ
أحبك وداً من يخافك طاعة ً
و أعجبُ شيءٍ خفيفة ٌ معها حبُّ
و لو نشزتْ عنك القلوبُ لردها
لسانك هذا الحلوُ أو وجهك الرطبُ
فما مقلة ٌ إلا وأنتَ سوادها
و لا كبدٌ إلا وأنت لها خلبُ
و أما القوافي فهي منذ رعيتها
بطائنُ وادٍ كلُّ أعوامهِ خصبُ
يكاثفها نبتا ويعدبُ مشربا
فلساتها خضمٌ ورشفاتها عبُّ
صحائحَ ملساً كالدهانِ وعهدنا
بها عند قومٍ وهي مجفلة ٌ جربُ
و كم بكرة ٍ لمدحك قدتها
فقرت ومن أخلاقها الغشمُ والشغبُ
تغاديك أيام التهاني بوفدها
مكررة ً لبساً وهنّ بها قشبُ
بشائرُ ملكٍ صدقهُ فيكَ لا يهي
له ركنٌو لا يقصرْ له طنبُ
و أنَّ يدَ اللهِ البسيطة َ جنة ٌ
تقيكم وأحزاب السعودِ لكم حزبُ
يزوركمُ قلبي بها مثلَ منطقي
فلا الغشُّ مخشيٌّ عليها ولا الحبُّ
و أمدحُ من أعطاكمُ من لسانهِ
و أرضاكمُ من قلبه بكمُ صبُّ
فلا تعدموا منها عرائسَ عطلاً
لها من أياديكم قلائدُ أو قلبُ
إذا مشتِ الأقران حولَ خريدة ٍ
فوحدتها في الحسنِ ليس لها تربُ
أجدُّ بها والطبعُ يجري خلالها
طلاوة َ رقراقٍ ترى أنها لعبُ
و غيركمُ يرتاب بي إن مدحته
لعرفانه ألاّ يحلَّ لها الغصبُ
فأرفعهُ بالفعلِ لو كان فاعلا
و قد خفضتهُ من نقيصتهِ ربُّ
يساءُ كأني بالثناء أسبهُ
لعمرُ أبي أنّ النفاقَ هو السبُّ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> و كالرقمِ يحسبه من قرا
و كالرقمِ يحسبه من قرا
رقم القصيدة : 59988
-----------------------------------
و كالرقمِ يحسبه من قرا
و يعرفُ ممنْ إذا من كتبْ
من البهمْ لو طلب النطقَ ضلَّ
و في الأنبياءِ إذا ما طلبْ
يبادر خيلَ الوغى الدهمَ وال
ورادَ بشهباءَ تجلى الشهبْ
بحيث ترى مخطفاتُ الحدي(79/481)
دِ يضعفن عن مرهفات القصبْ
إذا ما تردى نجا سالما
و يقعص إن قام أو إن وثبْ
يكون بدرعٍ فيلقى وإنْ
تسربلَ درعين لاقى العطبْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> و جارية ٍ في مجاري الحياة ِ
و جارية ٍ في مجاري الحياة ِ
رقم القصيدة : 59989
-----------------------------------
و جارية ٍ في مجاري الحياة ِ
خلعت عليها رداء الشبابِ
و حليتها حلية َ المشرف
يّ فوق حمائلهِ والقرابِ
إذا غادة ٌ منعتْ وطأها
تبطنتُ منها ذلولَ الركابِ
و خرقَ ما تحته ظهرها
كما تخرقُ الشمسُ ثوبَ السحابِ
و أحمدُ من جسمها أنه
كريمُ العظام لئيمُ الإهابِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> و صفحة ِ وجه من وجوهٍ علقتها
و صفحة ِ وجه من وجوهٍ علقتها
رقم القصيدة : 59990
-----------------------------------
و صفحة ِ وجه من وجوهٍ علقتها
أراعي خدوشا فوقها وندوبا
تعرضُ لي والغانياتُ صوادفٌ
فأذكرُ أصداغا لها وتريبا
أكونُ حليما تارة ً ما اجتليتها
وقوراً وأحيانا أكون طروبا
و يعجبني منهنّ أنيَ لا أرى
حبيبا لقلبي أو أراه قريبا
سبتني بألفاظِ الرجال وطابَ لي
جناها ولم تنطقْ ولم أرَ طيبا
فأودعتها ما أودع اللهُ مهجتي
جلابيبَ خيطت لا تقلُّ جيوبا
تقصر عن أقدامها ورؤسها
و تملأ أصلابا وجنوبا
إذا عريتْ منها وقتها عيوبها
و إن ألبستها لم توارِ عيوبا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ما أنكرتْ إلا البياضَ فصدتِ
ما أنكرتْ إلا البياضَ فصدتِ
رقم القصيدة : 59991
-----------------------------------
ما أنكرتْ إلا البياضَ فصدتِ
و هي التي جنتِ المشيبَ هي التي
غراءُ يشعفُ قلبها في نحرها
و جبينها ما ساءني في لمتي
لولا الخلافُ وأخذهنّ بدينه
لم تكلف البيضاءُ بالمسودة ِ
أأنستِ حين سريتِ في ظلمائها
و نفرتِ أن طلعتْ عليك أهلتي
و لقد علمتِ وعهدُ رامة َ عهدنا
فتيينْ أني لم أشبْ من كبرة ِ
و إذا عددتِ سنيَّ لم أك صاعدا
عددَ الأنابيب التي في صعدتي(79/482)
أجنيتها من خلة ٍ في مفرقي
فتكونَ عندكِ قادحا في خلتي
نكروا فلا عرفوا برامة َ وقفة ً
ميلاءَ نادتها الديارُ فلبتِ
و ألام فيكِ وفيكِ شبتُ على الصبا
يا جورَ لائمتي عليك ولمتي
و حننتُ نحوكِ حنة ً عربية ً
عيبت وتعذرُ ناقة ٌ إن حنتِ
ماذا على الغضبانِِ ما استرفدتهُ
دمعا ولا استوقفتهُ من وقفتي
أبغى الشفاءَ بذكرهِ من مسقمي
عجبا لمن هو علتي وتعلتي
يا هلْ لليلاتٍ بجمعٍ عودة ٌ
أم هل إلى وادي منى ًً من نظرة ِ
و الحاصباتِ وكلُّ موقع جمرة ٍ
ينبدنها في القلبِ موقدُ جمرة ِ
و من المحرمَّ صيدهنّ خليعة ً
طابت لها تلك الدماءُ وحلتِ
حكمتْ عليك بقلبِ ليثٍ مخدرٍ
و رنتْ اليك بعين ظبيٍ مفلتِ
و رأيتُ أمَّ الخشفِ تنشد بيتها
أفأنتِ تلك سرقتِ عينَ الظبية ِ
نشطوا عن الركب الحبالَ فنفروا
سكناتِ أضلاعي بأولِ نفرة ِ
رفعوا القبابَ وكلُّ طالبِ فتنة ٍ
يرنو اليكِ وأنتِ وحدكِ فتنتي
لا استوطأتْ مني مكانكِ خلة ٌ
كلُّ الفؤاد نصيبُ ذاتِ الكلة ِ
يا من يلوم على اجتماعي قاعدا
و الأرضُ واسعة الفروجِ لنهضتي
و يرى الرجالَ وكلهم متكثرَّ
بصحابة ٍ فيلومني في وحدتي
أعذرْ أخاك فما تهجر مشمسا
حتى تقلص عنه ظلُّ الدوحة ِ
كيف اعترافي بالصديق وكيف لي
بالفرق بين محبتي من بغضتي
و قلوبُ أعدائي الذين أخافهم
مغلولة ٌ ليَ في جسوم أحبتي
رقص السرابُ فراقني من راقصٍ
كشرتْ مودتهُ وراءَ الضحكة ِ
و رأيتُ فاغرة ً ظننتُ كشورها
طلباً لتقبيلي فكان لنهستي
ولدَ الزمانُ الغادرين فما أرى
أمَّ الوفاء سوى المقلَّ المقلتِ
و هزلتُ أن سمنَ اللئامُ وإنما
ذلُّ المطامع حزَّ عزة َ جوعتي
و لكلَّ جسمٍ في النحول بلية ٌ
و بلاءُ جسمي من تفاوتِ همتي
أما على كذبِ الظنون فإنها
صدقتْ أمانٍ في الحسين وبرتِ
المجدُ ألقحَ في السماء سحابة ً
نتجتْ به مطرَ البلاد فعمتِ
أروى على يبس الشفاهِ وبيضتْ
كفاه باردة ً سوادَ الحرة
متهللالا أعدي بخضرة جودهِ
جدبَ الربي من أرضها المغبرة ِ(79/483)
بالصاحب انفتقتْ لنا ريحُ الصبا
خصبا وغنى الساقُ فوقَ الأيكة ِ
كفلتْ بأولى مجدهِ أيامهُ ال
أخرى فأحيا كلَّ فضلٍ ميتِ
شرفاً بنى عبد الرحيم فإنما
تجنى الثمارُ بقدرِ طيبِ المنبتِ
لكمُ قدامى المجدِ لكن زادكم
هذا الجناحُ تحلقا في الذروة ِ
غدتِ الرياسة ُ منكمُ في واحدٍ
كثرتْ به الأعدادُ لما قلتِ
عطفتْ لكم يدهُ وزمتْ آنفا
شما لغير خشاشهِ ما ذلتِ
لما تقلدها وكانت ناشزاً
ألقتْ عصاها للمقام وقرتِ
موسومة بكمُ فمن تعلقْ بها
دعواهُ يفضحهُ علاطُ الوسمة ِ
نيطتْ عراها منه بابنِ نجيبة ٍ
سهلِ الخطا تحتَ الخطوبِ الصعبة ِ
يقظانَ يلتقطُ الكرى من جفنهِ
نظرُ العواقبِ واتقاءُ العذرة ِ
لا يطمئنُّ على التواكلِ قلبهُ
فيما رعى إن نامَ راعي الثلة ِ
تدجو الأمور وعنده من رأيه
شمس إذا ما جنَّ خطبٌ جلتِ
و يصيبُ مرتجلاً بأول خطرة ٍ
أغراضَ كلَّ مخمر ومبيتِ
تدمى بنانُ النادمين وسنهُ
ملساءُ إثرَ ندامة ٍ لم تنكتِ
ما ضمَّ شملَ الملكِ إلا رأيهُ
بعد انشار شعاعهِ المتشتتِ
حسرَ القذى عن حوضهِ وسقى على
طولِ الصدى فشفى بأولِ شربة ِ
من بعد ما غمز العدا في عودهِ
و استضعفوا قدماً له لم تثبتِ
و لربَّ بادئة ٍ وكانت جذوة ً
كملتْ ضراما بالحسينْ وتمتِ
حاميتَ عنه بصولة ِ المتخمطِ ال
عادي وهدي المستكينِ المخبتِ
و إذا عرى الحزمِ التقتْ علقَ الفتى
بمدى السريع على خطا المتثبتِ
إن الذينَ على مكانك أجلبوا
ضربوا الطلى بصوارم ما سلتِ
طلبوا السماءَ فلا هم ارتفعوا لها
شلَّ الأكف ولا السماءُ انحطتِ
و بودّ ذي القدمِ القطيعة ِ ماشيا
لو أنها سلمتْ عليه وزلتِ
خان السرى ركبَ القلاصِ وسلمتْ
بسطُ الفلاة ِ إلى القروم الجلة ِ
يفديك مرتابٌ بغلطة ِ حظه
سرقَ السيادة َ من خلالِ الفلتة ِ
ما ردَّ يوما عازبٌ من عقله
إلا رأى الدنيا به قد جنتِ
قبضتْ يداه وما يبالي سائلٌ
بخلتْ عليه يدُ امرئٍ أو شلتِ
و أرى الوزارة َ لا يعاصلُ نابها(79/484)
حاوٍ سواك على اختلاف الرقية ِ
يرجوك ريضها لمتنٍ مزلقٍ
قد قطرتْ فرسانهُ فتردتِ
يشتاق ظهرك صدرَ مجلسها وكم
شكت الصدورُ من الظهورِ وضجتِ
و إذا التفتُّ إلى الأمور رأيتها
مذخورة ً لك من خلالِ تلفتي
فألٌ متى يامنت سانحَ طيرهِ
صدقتْ عياقها بأولِ زجرة ِ
فهناك فاذكرْ لي طريفَ بشارتي
بعلاك واحفظ تالداً من صحبتي
لو شافهَ الصمَّ الجلادَ محدثٌ
عنكم بني عبد الرحيم لأصغتِ
أو عوضتْ بكم السماءُ وقد هوتْ
أنوارها بدلَ النجومِ تسلتِ
الباذلون فلو تصافحُ راحكم
ريحُ الصبا وهي الحيا لاستحيتِ
و القائلون بلاغة ً فلو احتبتْ
أمُّ الفصاحة بينكم لأذمتِ
أنستْ بفاتحة الكتاب شفاهكم
و رزقتمُ ظفرَ الكتابِ المسكتِ
لكمُ انحنى صيدي وأعسلَ حنظلي
للمجتني وتولدتْ حوشيتي
و سجرتموني منصفين مودة ً
و رفادة ً يوميْ رخايَ وشدتي
أعشبتمُ فبطنتُ في مرعاكمُ
و الدهرُ يقنعُ لي بفضلِ الجرة ِ
أدعو وغابَ أبي وقلَّ عشيرتي
فيكون نصركمُ إجابة َ دعوتي
و متى تقيدني الليالي عن مدى
قمتم فأوسعتم إليها خطوتي
عجبَ المديحُ وقد عممتكمُ به
من رجعتي فيه عقيبَ أليتي
حرمته زمنا فكنتم وحدكم
من بينِ منْ حملَ الترابُ تحلتي
هو جوهرٌ ما كلُّ غائصة ٍ له
بالفكر تعلمُ ما مكانُ الدرة ِ
و يصحُّ معناه ويسلمَ لفظهُ
و نظامهُ وهناك باقي العلة ِ
كم خاطبٍ بأعزَّ ما تحوي يدٌ
عذراءَ منه وعرضهُ دونَ ابنتي
و لقد زففتُ لكم كنائنَ خدرهِ
فكرمتمُ صهراً وواليَ عذرة ِ
من كلَّ راكبة ٍ بفضلِ عفافها
و الحسنِ عنقَ العائبِ المتعنتِ
عزتْ فما عثرتْ بغير معوذٍ
بلغاً ولا عطستْ بغير مشمتِ
أمة ٌ لكم بجزيل ما أوليتمُ
و تصانُ عندكمُ صيانَ الحرة ِ
سلمتْ على غررِ الخلاف ولادها
في أمة ٍ وودادها في أمة ِ
مدتْ إلى ساسانَ ناشرَ عرقها
و قضت لها عدنانُ بالعربية ِ
يصغى الحسودُ لها فيشكر أذنهُ
طربا وودَّ لغيظه لو صمتِ
تسري رفيقة َ يومٍ مؤذنٍ
بسعادة ٍ فإذا ألمَّ ألمتِ(79/485)
تروي لكم عن ذي القرون حديثهُ
قدماً ويحيي نشرها ذا الرمة ِ
أحمدتمُ ماضيَّ في أمثالها
و لئن بقيتُ لتحمدنَّ بقيتي
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> رعى الله يوم البين ظبيا أذمَّ لي
رعى الله يوم البين ظبيا أذمَّ لي
رقم القصيدة : 59992
-----------------------------------
رعى الله يوم البين ظبيا أذمَّ لي
بما أثرَّ التوديعُ في وجناتهِ
تعاطيتُ إلا النومَ بعد فراقهِ
كأنيَّ عليه مسقمٌ بحياتهِ
و صرتُ أذمُّ الدهرَ في الليل ما دجا
و عهدي به والليلُ من حسناتهِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> قفا نضويكما بالغمرِ نسألْ
قفا نضويكما بالغمرِ نسألْ
رقم القصيدة : 59993
-----------------------------------
قفا نضويكما بالغمرِ نسألْ
حفياً أينَ مثوى المكرماتِ
و أيُّ ثرى كريم العرقِ سيطتْ
به رممُ المعالي الدارساتِ
و أينَ لذكرها تحتَ الغوادي
مطارحُ أعظمٍ فيها رفاتِ
و كيف تكورتْ بيدِ المنايا ال
غزالة ُ مدرجاً للسافياتِ
و إن أصفى مزادُ كما فمدا
بأذنبة ٍ هنالكَ مترعاتِ
أناملُ للحسين غبرنَ حينا
ضرائرَ للغيوث المرزمات
و لوذا مسندين بجنب طودٍ
من المعروف عالي الهضبِ عاتي
فثمَّ الجارُ محمى ُّ النواحي
و ثمَّ الرعيُ مكتهلُ النباتِ
و ثمَّ الوجهُ أبلجُ والمساعي ال
كرامُ وثمَّ حاجاتُ العفاة ِ
قفا فتناديا فلعلَّ صوتاً
سيزقو أو يصيخ إلى الدعاة ِ
و قولا كيف يا حنشَ الرمالِ أخ
تدعتَ ولستَ من قنص الرقاة ِ
من الحاوي الذي انترعتْ يداهُ
نيوبَ العزَّ من تلك اللهاة ِ
لعمرُ العاطفين اليك ليلاً
لنعمَ أخو العشايا الصالحاتِ
و نعمَ عدوّ مالكَ كنت فيهم
و خصبُ الجالباتِ الرابحاتِ
و مأوى كلَّ مطردٍ ترامى
به الأخطارَ أيدي النائباتِ
لمنْ خيلٌ تضمرَّ للسرايا
و فرسانٌ تخمر للبياتِ
و أندية ٌ وأروقة ٌ رحابٌ
تضمُّ بدائدَ الفضلِ الشتاتِ
و منْ للمحكماتِ من القوافي
تطيرُ بهنَّ أجنحة ُ الرواة ِ
و منْ لي يزحمُ الأيامَ عني(79/486)
و قد هجمتْ عليّ مصمماتِ
و يجذبُ من يد الزمان المعاصي
بأضباعي إلى الزمن المواتي
و من ذا قائلٌ خذْ أو تحكمْ
إذا أنا قلتُ هبْ أو قلتُ هاتِ
و ما أنا والعزاء وقد تقضتْ
حياة ٌ تستمدُّ بها حياتي
يعنفُ فيك أنْ صدعتْ ضلوعي
خليُّ القلبِ من تلك الهناتِ
كأني فيك أبعثُ بالتأسي
على جزعي وأغري بالعظاتِ
رزئتك أطولَ الرجلين باعا
و أمضى الصارمينْ على العداة ِ
و أوفى من سراج الأفق نوراً
إذا الأيام كانت داجياتِ
كأني قبلَ يومك لم أفزعْ
بصائحة ِ العشيَّ ولا الغداة ِ
و لم تطرفْ بفاجعة ٍ لحاظي
و لم تقرعْ بمرزئة ٍ صفاتي
بكيتك في العناة ِ فحين قالوا
قتلتَ وددتُ أنك في العناة ِ
أصاب السيفُ منك غزارَ سيفٍ
و حطَّ بك الفراتُ إلى الفراتِ
فلا زالت هي البترُ النواتي
سيوفٌ أسلمتك إلى النواتي
ذوائبِ أسرتي وكرامِ صحبي
و إخوة ِ شدتي وبني ثقاتي
هوت بالصاحب القرطاتُ مني
فرحتُ بعاطلاتٍ مصلماتِ
لقد خولستُ وسطي العقدِ منكم
به وخدعتُ عن أخرى القناة ِ
فيا مطلولُ بلَّ ثراك صبحاً
صلاة ُ الله تتبعها صلاتي
لقد واسيتني في العيش دهرا
فمالي لم أواسك في المماتِ
عسى وبلى لنا لا بدّ يومٌ
سيقضي فيك ممطولَ التراتِ
فإن أجزعْ فماضٍ كلُّ ماضٍ
و إن أصبرْ فآتٍ كلُّ آتِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> دعها تكنْ كالسلفِ من أخواتها
دعها تكنْ كالسلفِ من أخواتها
رقم القصيدة : 59994
-----------------------------------
دعها تكنْ كالسلفِ من أخواتها
تجري بها الدنيا على عاداتها
ما هذه يا قلبُ أولُ عثرة ٍ
قذفتْ بك الأطماعُ في لهواتها
هي ما علمتَ وإن ألمتَ لفضلة ٍ
من ثقلِ وطأتها وحدّ شباتها
كم خطوة ٍ لك في المنى إزليقة ٍ
لم تنتصرْ بلعاً على عثراتها
و ذخيرة ٍ طفقتْ يداك تضمها
و الدهرُ خلفك مولعٌ بشتاتها
و وثيقة ٍ ألجأتَ ظهرك مسنداً
بغرورها فسقطتَ في مهراتها
لو كنتَ عند نصيحتي لم ترتبقْ
بمشورهِ الآمالِ في حلقاتها
و هوى أطعت أميرهُ في لذة ٍ(79/487)
متبوعة ٍ لم تنجُ من تبعاتها
يبني السفينَ اللامعاتِ سرابها
و يعدّ مخدوعا ترابُ فلاتها
و فتاة ِ قومٍ لا ينامُ مغيرهم
رمتَ اقتسارهمُ على خلواتها
شحذوا المدى لك دونها فركبتها
تغترُّ حتى طرتَ في شفراتها
وَ يمين جارية ٍ سلكتَ في
مسباحها وَ ذهبتَ في آناتها
ما كانَ قبلكَ للحفاظِ شريعة ٌ
في دينها أبداً ودينِ لداتها
نظرتْ فكنتَ ضريبة ً لحسامها
و مشتْ فكنتَ دريئة ً لقناتها
و مضيتَ تتبعُ وصلها ولسانها
و الرشد عند صدودها ووشاتها
نمْ قدسهرتَ فدونَ يومِ وفائها
و هي التي جربتَ يومُ وفاتها
و اشكر لها كشفَ القناعِ فإنها
غدرتْ فكان الغدرُ من حسناتها
و اذكر مآربَ غيرها واعجبْ لها
غصبتك آفتها على لذاتها
و ملثمينَ على النفاق بأوجهٍ
صمًّ يصيحُ اللؤمُ من قسماتها
صبغوا الوفاءَ بياضه بسوادهِ
و المكرماتِ هبوبها بسباتها
متراهنين على الدنية ِ أحرزوا
غاياتها وتناهبوا حلباتها
ورثتْ نفوسهمُ خبائثَ أصلها
لؤماً وزادت دقة ً من ذاتها
أيدٍ تجفُّ على الربيع وألسنٌ
سرقَ السرابُ الإفكَ من كلماتها
يصفُ المودة َ بشرها ووراء
بشرُ الزجاج يشفُّ عن نياتها
دسوا المكايدَ في مواعدَ حلوة ٍ
كانت عقاربَ والكذابُ حماتها
خلقٌ إذا حدثت عن أخلاقها
فكأنما كشفت عن سوآتها
لله آمالٌ أرقتُ دماءها
فيهم فلم يتعلقوا بدياتها
و كرائمٌ وليتُ فضة َ عذرها
منهم سوى أكفائها وكفاتها
غرٌّ أهنتُ على اللئام كرامها
و أبحتُ أبناءَ العقوقِ بناتها
أهمتها فيهم سدى مظلومة ً
تبكي أراجزها على أبياتها
يتناكرون حقوقها من بعد ما
علطوا على أعراضهم بسماتها
من كلّ مفتوحٍ إليها سمعهُ
مضمومة ٍ كفاه دون صلاتها
يهوى العلا فاذا ارتقى لينالها
رداهُ حبُّ الوفرِ من شرفاتها
حيرانَ يتبعُ من أخيه ونجلهِ
ما يتبعُ الأصداءَ من أصواتها
من عاذري منهم ومن لحرارة ٍ
أشرجتُ أضلاعي على جمراتها
و لخطة ٍ خسفٍ عصبتُ بعارها
رأسَ العلا وحططتُ من درجاتها
أنا ذاك جانيها فهل أنا آخذٌ(79/488)
غيري بها وهو الذي لم ياتها
يا حظُّ ما لك لا أقالك عثرة ً
جاري الحظوظِ وغافرٌ زلاتها
كم أشتكيك وأنت صلُّ حماطة ٍ
لا يطمعُ الحاوون في حياتها
عيشٌ كلا عيشٍ ونفسٌ ما لها
من متعة ِ الدنيا سوى حسراتها
و تودّ حين تودّ لو ما بدلتْ
أحبابها من جورها بعداتها
و يزيدها جلدا وفرط تجلدٍ
بين العدا الإشقاقُ من إشماتها
إن كان عندك يا زمانُ بقية ٌ
مما يضامُ بها الكرام فهاتها
صبرا على العوجاءِ من أقدارها
لا بدّ أن تجري إلى ميقاتها
و لعلها بالسخط منك وبالرضا
أن تستقيمَ طريقها بحداتها
كم مثلها ضاقتْ فحللِ ضيقها
يومٌ ولم يحسبْ جلا غمراتها
و لقد كنزتُ فهل علمتَ مكانهُ
من صفوِ أيامي ومن خيراتها
خلاَّ تنخله ارتيادي واحدا
صحتْ به الدنيا على علاتها
غلطتْ به أمُّ الزمان فأنجبتْ
فيه وخابت في بني علاتها
لي منه كالئة ُ العيون وبسطة ُ ال
أيدي الثقاتِ إذا عدمتُ ثقاتها
و قرابة ُ الأخِ غيرَ أنّ مسافة ً
في الودّ لم يبلغ أخي غاياتها
من مانعي حرم الإخاءِ ونافضي
طرق الوفاءِ فمحرزي قصباتها
و السالمين على تلونِ دهرهم
و تحولِ الأشياء عن حالاتها
و إذا الأكارعُ والزعانفُ عوروا
من خلة ٍ كانوا مكانَ سراتها
نبهتهُ ومن العيون غضيضة ٌ
حولي وأخرى كنتُ أختَ قذاتها
فأثرتُ منه أبا الشبول فمالت ال
أرماحُ تدعسه على غاباتها
ملآن من شرفِ السجية نفسهُ
تحوى الفضائلَ عن جميع جهاتها
منقادة للمكرماتِ وأنفسٌ
تدعُ العلا وتقادُ في شهواتها
ما اختارت المختارَ لي إلا يدٌ
وثقتْ لمغرسها بطيبِ جناتها
لله خائلة ٌ رأيتُ ودادها
بدلالة التوفيقِ في مرآتها
ردَّ الزمانُ به شبيبة َ عيشتي
بعد اشتعال الشيبِ في شعراتها
و تسومت غراً محجلة ً به
أيامُ دهرٍ قد نكرتُ شياتها
كم خلة ٍ داويتها بدوائها
منه ونعمى كان من أدواتها
و ملمة ٍ ولي الزمانُ فتوقعها
مني رقعتُ به وسيعَ هناتها
من حاملٍ صحف الثناءِ أمانة ً
لا يستطيعُ النكثُ قرعَ صفاتها(79/489)
شكرا كما ضحكتْ إليه مجودة ٌ
بالحزنِ باقي الطلَّ في حنواتها
يغدو فينقلُ ثقلها بسكينة ٍ
في سمتها هدى ٌ وفي إخباتها
طبٌّ بعلم فروضها وقروضها
حتى يؤديها على أوقاتها
أبلغ أبا الحسن التي ما بعدها
مرمى لغالبة المنى ورماتها
عنيّ مغلغلة ً تسرُّ حديثها
أمَّ الكواكبِ أو أعيرَ صفاتها
من منبع الحلو الحلالِ إذا غدا
ملحُ القرائح ذاهبا بفراتها
لو نازل الرهنانَ حطَّ قنانها
فصبت إليه وحلَّ من عزماتها
يجزيك عن كسبِ العلاء وحبهِ
ما تنطقُ الخرساءُ بعدَ صماتها
و تردُّ أعراضَ الكرام كأنها
يمينة ٌ تختالُ في حبراتها
ثمنا لودك إن يكن ثمناً له
بذلُ القوافي فيك مكنوناتها
تسخو به لك من نخيلة ِ سرها
نفسٌ ترى بك ما ترى بحياتها
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> خصيمايَ من ظمياءَ واشٍ وشامتُ
خصيمايَ من ظمياءَ واشٍ وشامتُ
رقم القصيدة : 59995
-----------------------------------
خصيمايَ من ظمياءَ واشٍ وشامتُ
و حظاي مظنونٌ لديها وفائتُ
و قلبي لها وحشية ٌ ضلَّ خشفها
تطاولُ تبغيهِ الربا وتلافتُ
مضت ليلة ٌ تقتصه بعد ليلة ٍ
و يومٌ تداجيه الشخوصُ الثوابتُ
تناشدُ عنه النجمَ أين طريقه
تحارفه طورا وطورا تسامتُ
و لا هو منها حيث يجمعُ شاردٌ
و لا يرتجى للعودِ إن عاد فالتُ
سوى أنها مرت بماءِ سويقة ٍ
سحيرا ورامٍ بالشريعة ِ بائتُ
على يده للرزق أذلغُ أحرسٌ
و ضلعاء فوها ساعة َ النزع صائتُ
يقوت شعاثاً مقترين بفضلها
أطابت له أو جانبته المقاوتُ
فما رابها إلا دمٌ ونويرة ٌ
و منتقياتٌ من عظامٍ رفائتُ
فعادت تماشي اليأسَ موضعَ ظله
و للحينْ لو أغنى الحذارُ مواقتُ
و خبرني السفارُ أن قد تبدلتْ
فقلت حديثٌ مضحكٌ وهو كابتُ
أسدَّ مكاني في الهوى منْ تعوضتْ
مدى وأبيها بيننا متفاوتُ
أمنها خيالٌ والجنوبُ خوافقٌ
بجانب خبتٍ والجفونُ خوافتُ
طوى الليلَ نجماً وهو يستقلُ الخطا
بساهلة ِ الأردافِ ثم يعانتُ(79/490)
فبتنا به في ضوعة ٍ وإنارة ٍ
و بانُ اللوى خزيان والبدرُ باهتُ
نرى أن فأرَ المسك تحتَ رحالنا
فتائقُ من أردانه وفتائتُ
سل الخيمَ بالبيضاء من جانب الحمى
أتجمعُ أو طارى بكنّ الشتائتُ
و هل لطريدٍ سله الدهر مدركٌ
فتعقلَ لي ليلاتكنّ الفلائتُ
إذ العيش حيٌّ والزمانُ مراهق
فتى ٌّ وريحانُ البطالة ِ نابتُ
تلونَ رأسي صبغتين فميتٌ
و ذونبة ٍ أو لاحقٌ متماوتُ
و أمست على أيدي الغواني حبائلي
و هنّ بأطراف البنان بتائتُ
و ما الدهر إلا داءُ همًّ مماطل
مدى العيش أو خطبٌ هجومٌ مباغتُ
عذيري من الإخوان لا أستشفُّ من
قلوبهمُ منْ وامقٌ لي وماقتُ
خفافا إلى ما ساءني فمصالتٌ
به أو مداجٍ كيف لي لو يصالتُ
جعلتُ الجفاءَ عوذة ً لي منهمُ
و في الناس أجساما قلوبٌ عفارتُ
و علمني نبذي لهم وتوحدي
بنفسيَ أني في التكثر غالتُ
سل السارحَ المخدوعَ أعجف ما له
جفاءُ السميّ والسنونَ السوانتُ
توغل يرجوها وتخلفُ ظنه
منابعُ أكدي ماؤها ومنابتُ
إلى أين وابن الغاضرية شاهدٌ
يغرك نجمٌ أو يدلك خارتُ
تلقَّ الحيا من جوهِ وارعَ روضهُ
تدرّ العجافُ أو تعيش الموائتُ
ألا إنما بدرُ السماءِ ابن شمسها
و بدر بني عوفٍ على الأرض ثابتُ
فتى ً لا على الأعذارِ بالعهد ناكثٌ
و لامعَ فرط الجود للسنَّ ناكتُ
يبيتُ خميصا جنبهُ ووسادهُ
و طارقهُ خصبا كما شاء بائتُ
إذا الليلة ُ الطولي أمرتْ وأيبستْ
فللضيف منه متمرُ الليلِ رابتُ
ترى ما لهُ سله الجودُ لا التي
تناعرُ حوليها الحداة ُ المصاوتُ
رخيُّ البنانِ في النوائب كلما
أضبَّ على المال الحسيبُ المباكتُ
تهادى نساءُ الحيَّ وصفَ حنانه
و تأباه في الروع الرجال المصالتُ
ترى الحلمَ مشحونا وراء ردائه
إذا مرَّ ينزو الطائشُ المتهافتُ
فهل مبلغٌ عني خزيمة َ ما وعى
حصاها البديدُ أو رباها الثوابتُ
وَ فيَ لكِ مجدا ما تعدين في أبي
قوامٍ إذا خان الفروعَ النوابتُ
ولدتِ وأولدتِ الكبيرَ ومثلهُ
قليلٌ وأماتُ الصقور مقالتُ(79/491)
سبقتَ فلم يعلقْ غبارك جامحٌ
وفتَّ فلم يملكْ صفاتك ناعتُ
و جربك الأعداءُ غمزا وهزة ً
فما خدشتْ في مرويتك النواحتُ
فداك صديقٌ وجههُ وفؤاده
معادٍ على دين المعالي معانتُ
يريك الرضا والغلُّ حشو جفونهِ
و قد تنطقُ العينان والفمُ ساكتُ
طوى بغضة ً في جفنه فهو باسمٌ
و في فيه ليثٌ كاشرٌ لك هارتُ
أهبتُ بشعري فانبرت لك عيسهُ
بما حملتْ وهي الخضوعُ الخوابتُ
فعادت بما أرعيتها ولبانها
طواعٍ على ليّ الحبالِ ضواغتُ
و نادتك لغواتُ السؤال فأفصحت
يداك وأيدي المانعين صوامتُ
و أوسعتني مالاً أتى لم تخضْ له ال
دياجي ولم تنفضْ عليه السبارتُ
و خلقاً كما شعشعتها ذهبية ً
ببابلَ أهدتها إليك الحوانتُ
و لم تك حاشا مجد نفسك كامرئ
تصاممَ عني وهو للمدح ناصتُ
و قومٍ كأن الشعر فيهم بلية ٌ
أعرت وعافتها الأكفُّ الزوافتُ
فكن سامعا ما امتد باعك في العلا
و سرَّ محبٌّ أو تخيبَ شامتُ
ثناءً فم الراوي عليك مسلمٌ
به ومصليَّ الشكر باسمك قانتُ
تزورك منه في أوانِ فروضها
قوافٍ لها عند الكرام مواقتُ
يفدن الغنى أضعافَ ما يستفدنهُ
و هن بقايا والعطايا فوائتُ
أقول لأيامي دعي ليَ أو خذي
فما أنتِ إلا المقبلاتُ اللوافتُ
فلست أبالي من تزيل ركبهُ
و ثابت لي على المودة ثابتُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> حماها بأطراف الرماحِ حماتها
حماها بأطراف الرماحِ حماتها
رقم القصيدة : 59996
-----------------------------------
حماها بأطراف الرماحِ حماتها
فلا حفلها منا ولا خلواتها
و ذبب عنها من عقيلِ بن عامرٍ
أراقمُ لا تحوي شباها رقاتها
عشيرة ُ مكلوءِ البيوتِ محصنٍ
يعزُّ بنوها أن ترام بناتها
معودة طردَ العيوب غيوبها
إذا حفظتْ عوراتها أسلاتها
و حرم واليها الولوعَ بذكرها
و إن عتبت أخرى عليها سماتها
فهل مغمزٌ في جانبٍ من ورائه
سلامة ُ يا قلبي وهذي حصاتها
فكم في بيوت العامريات من هوى
يناط كما نيطت بها خالفاتها
و مثلكَ أسرى لا يسام فداؤها(79/492)
هوانا وقتلى لا تساق دياتها
بلى لكَ منها في الكرى إنْ وفيَ الكرى
و في الريح حظٌّ إن جرت نفحاتها
و ليلٍ بذي ضالٍ قصيرٍ طويله
على البدن تطوي درجه ناجياتها
ترى العيسُ في أجوازه بقلوبها
إلى قصده ما لا ترى لحظاتها
بها من حنينٍ تحته ما بركبها
و إن نطقوا الشكوى وطال صماتها
إذا الريح قرت فاستهزت ضلوعهم
تصلوا بما تذكى لهم زفراتها
سرتْ بنشاوى من معاقرة السرى
وسائدهم فوق الثرى ركباتها
نضوا ما نضوا من ليلهم ثم هوموا
غرارا وقد خاط العيونَ سناتها
على ساعة ٍ جنُّ الفلاة ِ ووحشها
تريها الشخوصَ الزورَ عنا فلاتها
تخطت الينا الغورَ فالعرضَ فالحمى
و ما ذاك ممشاها ولا خطواتها
فبتنا لها في نعمة شكرتْ لها
و ما هي جدواها ولا أعطياتها
عواطفُ دنيا في الكرى لو أردتها
على مثلها يقظانَ عزَّ التفاتها
فلم أرها وعند قومٍ أداتها
من العيش إلا وهيَ عندي أداتها
سقى الله شراً دوحة ً لي سيالها
و للناس ملقى ظلها وجناتها
و لودا ولي من حظها بطنُ حائلٍ
معنسة ٍ شابت وشابَ لداتها
أغامز منها صخرة ً إرمية ً
تفلُّ النيوبَ وهي جلدٌ صفاتها
و كيف تسامُ النصفَ أمٌّ تلونتْ
معارفها إن حوشيتْ منكراتها
ترى الوكلَ المغمورَ كحلَ لحاظها
و كحلُ أخي الهمَّ البعيد قذاتها
هوت برؤس الناسِ سفلاً وحلقتْ
بأذنابها مجنونة ً طائراتها
فعندك منها أن ترى ببغاثها
كواسبَ جوحصَّ فيه بزاتها
ركبتُ من الأيامِ ظهرَ ملونٍ
صبائغهُ والخيلُ شتى َّ شياتها
و قلبتها يوما فيوما مجربا
فلا سوءها يبقى ولا حسناتها
سأحملها حتى تخفَّ وسوقها
و أحلمُ حتى ترعوى جهلاتها
لعلَّ مميتَ الحظَّ يحييه آنفاً
فإنَّ الحظوظ موتها وحياتها
فلا يؤيسنكَ صدها من وصالها
و لا مطلها من أن تصحَّ عداتها
ألم تر ملك المكرميين نارهُ
خبت غلطا ثم اعتلتْ وقداتها
هفا الدهرُ فيهم مستغرا بغيره
فخاضوا وشاكتْ رجله عثراتها
بغى نقلَ ما أعطوا سفاهاً ولم تكن
هضابُ شروري زائلا راسياتها(79/493)
هم السحبُ ملء الأفقِ والدهرُ تحتها
جفاءٌ إذا سالتْ به سائلاتها
علا السيلُ حتى الصينُ يفعمُ بحرها
فيطغى وفي بغدادَ يجري فراتها
حمى ناصرُ الدين العلا بعد من مضى
فضمتْ قواصيها ولمَّ شتاتها
و أضحى بتاج الدولة ِ العزُّ مفرقا
لها تتلظى فوقه خرزاتها
و إن فروجا سدها مثلُ سعيه
لضيقة ٌ أن ترتجى خطفاتها
رعاها أبو الأشبالِ حتى دنا بها
لها من شميم سرحها حسراتها
أخو عزماتٍ لا يراع صديقها
كما لم ينم ولا تنام عداتها
كريمُ المحيا رطبة ٌ قسماتهُ
إذا ما الليوثُ استجهمتْ عابساتها
على الصدرِ منه هيبة ٌ تملأ الحشا
ممررة ٌ أخلاقه محلياتها
و من رأيه في الحربِ عضبٌ وذابلٌ
و ما الحرب إلا سيفها وقناتها
كريمٌ فما الأحسابُ إلا اقتناؤها
لديه ولا الأموالُ إلا هباتها
إذا اعترضتهُ هزة الجود ساكنا
نزت بالندى في كفه نزواتها
أفاد الندى فلم تزل برياضه
رياحُ العلا أو صوحت شجراتها
من القوم فضوا عذرة الأرض سادة ً
و شابت وهم أربابها وولاتها
فمن حلمهم أركانها وجبالها
و من جودهم أمواهها ونباتها
و ليسوا كمن جنَّ الزمانُ برفعه
و جاءت به من دولة ٍ فلتاتها
و لا كذبا طارت به الريح طيرة ً
فأقعصه أن طأطأتْ عاصفاتها
تقيلتهم والنفس يكرمُ أصلها
على عرقها الساري فتكرمُ ذاتها
بك اهتزَّ فرعاها وأنيعَ ظلها
و طاب جناها وانتهت بركاتها
جمعتَ لها سذانَ كلَّ فضيلة
تعزّ على من رامها مفرداتها
فمن كان من قومٍ سفاً في أديمهم
و زعنفة ً تزري فأنتَ سراتها
لئن عركتْ في جنب طودك نبوة ٌ
من الدهر لا تمحى بعذرٍ هناتها
و هزَّ العدا من حسنِ صبرك صعدة ً
فقد علموا بالهزَّ كيفَ ثباتها
و ما كنتَ إلا الشمسَ ليثتْ جهامة ٌ
على خدها ثم انجلت غاشياتها
تنصل منها المالكُ لما تبينتْ
لعينه أخراها ومعتقباتها
و أبصرها شنعاءَ يبقى َ حديثها
ذميما ولا تبقى َ له عائداتها
فردك ردَّ السيفِ في الغمدِ لم تعب
مضاربهُ إن ثلمتْ شفراتها
فكيف يليقُ الحسنُ أوجهَ دولة ٍ(79/494)
إذا عدمتْ تيجانها خرزاتها
رعى الله نفسا لا الغنى زادها علاً
و لا فقرها حطتْ له درجاتها
معظمة ً في حدها وسنانها
و سلطانها لا ما حوت ملكاتها
إذا قزعتْ يوما من الدهرِ نكبة ٌ
إليها عستْ فلم نسغها لهاتها
و أنت الذي تعطي وعامك أشهبٌ
عطاءَ رجالٍ خضرتْ سنواتها
مع الجود أني ملتَ غير مصرفٍ
يمينك إلا حيثُ شاءت عفاتها
أقلني أقلني جفوة ً ما اعتمدتها
و هجرة َ أعوامٍ خلتْ ما ابتداتها
و سعياً بطيئا عن مقامي من العلا
لديك إذا الأقدام فازت سعاتها
فما كان إلا الحظُّ منكم حرمتهُ
و دنيا كثيرٌ بالغنى فلتاتها
تريد بنفسي كلَّ ما لا تريده
و تمنعها ما تقتضي شهواتها
و إني لكم ذاك الذي لا حباله
ترثُّ ولا يخشى عليه انبتاتها
مقيمٌ على نعمائكم حافظٌ لها
مضبٌّ على ما أوجبت حرماتها
ينقلُ قوما قربهم وبعادهم
و نفسيَ لا تهفو بها مبدلاتها
تحنُّ إلى أيامكم في ذراكمُ
و تحفزها من عهدكم مذكراتها
و عندي لكم ن أسخطتكم سوالفي
عوائدُ ترضى مجدكم آنفاتها
تسيرُ على عاداتها بصفاتكم
طوالعَ تمشي بالعلا مثقلاتها
نوازلَ في عرض الفلا وصواعداً
تردُ على روحاتها غدواتها
تخالُ هواديها بنشرِ علائكم
برودَ زوبيدٍ نشرتْ حبراتها
يقصُّ بها تحت الظلام سميرها
و ترجزكم وجهَ النهارِ حداتها
تطربها الأسماعُ فيكم كأنما
عزيفُ الملاهي ما تقولُ رواتها
كأنّ الأولى دارتْ عليهم بيوتها
بنو نشوة ٍ دارت عليهم سقاتها
مبشرة أيامكم باتصالها
ترى الحسنَ قبلَ أن ترى أخرياتها
خوالد ما لبيَّ الحجيجُ وطوفوا
و عجتْ بسفحيْ مكة ٍ عرفاتها
و ما عقروها واجباتٍ جنوبها
تفجر من لباتها فاجراتها
تزوركم الأعياد مجلوة ً بها
تحلى َّ بما صاغت لكم عاطلاتها
إذا لعنتْ قوما لئاما ما فإنما
على ذكركم تسليمها وصلاتها
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أهفو لعلويَّ الرياح إذا جرتْ
أهفو لعلويَّ الرياح إذا جرتْ
رقم القصيدة : 59997
-----------------------------------(79/495)
أهفو لعلويَّ الرياح إذا جرتْ
و أظنُّ رامة َ كلَّ دارٍ أقفرتْ
و يشوقني روضُ الحمى متنفسا
يصفُ الترائبَ والبروقَ إذا جرتْ
متعللاتٍ بعدَ طارفة ِ النوى َ
أو أبرأت داءَ الجوى أو عللتْ
يا دينَ قلبٍ من ليالي حاجرٍ
مكرتْ به فقضتْ عليهِ وانقضتْ
و مضاجعٍ بالعنفِ بات يعدها
غنما وأصبح وده لو لم يبتْ
و مليحة ٍ لو أنصفتْ عينُ المها
في الحسن ما ثنتِ الصليفَ ولا رنتْ
بيضاءَ من كللِ الخدور وربما
ذكرتِ بداوة ُ قومها فتسهمتْ
أخذتْ وأعطتْ من ضياء الشمس ما اح
تكمت فجمعتِ الجمالَ ووفرتْ
و كأنما وليتْ خطائطَ وجهها
يدها فجاءتْ في الكمدِ كما اشتهتْ
ملكت على باناتِ جوًّ أمرها
فلها الإمارة ُ ما استقامتْ وانثنتْ
فإذا أرادتْ بالقضيبِ مساءة ً
و تنقمتْ جرما عليه تأودتْ
سنحتْ لنا دون الغدير فما سقى َ
صفوُ الغدير وعذبهُ منْ أعطشتْ
و رمتْ فلولا أنها ثعلية ٌ
قلنا رأت ثعلاً رمى فتعلمتْ
غدرتْ فلولا أنها نذرتْ دمي
لم تعرفِ النذر الذي فيه وفتْ
و على النقا والعيسُ تحفرُ في النقا
أخفافها من ثقلِ ما قد حملتْ
حلفتْ على قتلي فلما أن رأت
بذمايَ باقية َ الرماقِ تأولتْ
أبشر فانك في الحياة ِ مخلدٌ
يا من رأى يومَ القليبِ ولم يمتْ
و تشرفت لتشبَّ جمرة َ صدرهِ
بنتُ الأراكِ وهل تشبُّ وما انطفتْ
ورقاء ذكرها الحداة ُ هوى لها
طارت ألائفها به فتذكرتْ
هتفتْ على خضراءَ كيف ترنمتْ
من فوقها مالت بها فترنحتْ
لو كان ينجو من علاقاتِ الهوى
شيءٌ لضعفٍ أو لمرحمة ٍ نجتْ
و لقد طربتُ كما حزنتُ لصوتها
فشككتُ هل غنت بشجوٍ أو بكتْ
قف يا أخا الملهوف وقفة َ مرسلٍ
حمل الأمانة َ هضبة ً أو أديتْ
و اجهر بصوتك التي لو خاطبتْ
في السرّ أو عالَ القنانِ لأسمعتْ
و قل التحية َ والسلامَ وحاجة ً
من بعدِ أن خابت وإن هي أنجحتْ
يا أختَ سعدٍ فيم بات معذبا
قلبي عليك كأنما عيني جنتْ
ردى الفؤادَ عليَّ فهو وديعة ٌ
مضمونة ٌ مغرومة ٌ إن ضيعتْ(79/496)
إن كان ظنكِ بالخيانة ِ والقلي
أن يشمتَ اللاحي عليك فقد شمتْ
و عمية ِ الأوضاحِ خرساءِ الصدى
عشيتْ على ضوءِ الصباحِ وأظلمتْ
مردتْ على عين الدليلِ ورأيهِ
فتخالهُ فيها أضلَّ بما خرتْ
تتغايرُ البوغاءُ شميمهِ
فيها وينكرُ صوتهُ والملتفتْ
مركوبة ٍ جوبُ المهاري جوها
غررُ المقامرِ فيه أخستْ أو زكتْ
و إذا الركابُ استيأستْ في جهلها
كيف النجاءُ توكلتْ واستسلمتْ
داوستها أبغى العلاءَ بهمة ٍ
لو شاورت أمَّ الشقيق لما سمتْ
تفلى على الكرماء تنفضُ منهمُ
طرقَ المطالبِ أسهلتْ أو أحزنتْ
و وراءها لولا المطامعُ منهمُ
قرباءُ لو قنعتْ بهم ما أبعدتْ
نبهْ بني عبد الرحيم ولا تبلْ
معهم عيونَ الدهر كيف استيقظتْ
و استفتهم في المجدِ تسألْ أنفسا
لقنتْ على جهل الورى وتفهمتْ
خبثَ الترابُ وما عليه وماؤها
شرفٌ فطابت وحدها وتطهرتْ
فكأن زاكي عرقها لم يسقَ من
ماءِ الزمانِ وفي ثراه ما نبتْ
قومٌ إذا حدرَ التناكرُ لثمهمْ
و جلا الصفاحُ أكفهم فتحسرتْ
كفرتْ وجوههم البدورَ وآمنتْ
لأكفهم أيدي السحابِ فكفرتْ
شفعوا العلاء تليده بطريفه
فتقدمت علياؤهم وتأخرتْ
ولدتهم الأرضُ التي قد أجمعتْ
في الأكثرين فأكيستْ وتنجبتْ
جاءت بهم وهي الولودُ كأنهم
غرباءُ جاءوا في العقامِ أو القلتْ
متواردين على العلاء كأنهم
ضربوا له ميقاتَ يومٍ لم يفتْ
راضوا الأمورَ فتيهم كمسنهم
سومَ الكعوبِ تلاحقتْ فتنظمتْ
شرعوا إلى ثغرِ الخطوب ذوابلا
لولا صنيعة ُ نفسها ما فضلتْ
جوفاً ترى الصمَّ الصعابَ وراءها
في الحرب تقفو ما حذتْ أو مثلتْ
كتبوا على شهب الطروس لنا كما
طعنوا على الخيل الورادِ أو الكمتْ
و الجالسُ القوالُ منهم آخذٌ
منها بأنفاس الشجاع المنصلتْ
خذ من حديثهمُ حديثَ قديمهم
و اعجب لأطراف العلا كيف التقتْ
و اسأل زعيم الدين عما خلفه
من مجدهم فهو الشهادة والثبتْ
قمرٌ هو المرآة عن أحسابهم
مهما رأت مما يقابلها حكتْ
أدى فروضهمُ وسنَّ نوافلا(79/497)
في المجد تممت الفروضَ وكملتْ
فضحَ السوابقَ مالكٌ أشواطه
جاري الرياحَ فحلَّ عنه وقيدتْ
و تقرطت أيامه بيتيمة ٍ
منه صفتْ للناظرين وأشرقتْ
لم يدرِ جهدُ الغائصين وكيدهم
من أيّ أصداف البحار استخرجتْ
قد جولوا فيها الظنونَ وأكثروا
بالخوض لما استغربتْ واستعظمتْ
قالوا من البحر المحيطِ تصعدتْ
لا بل من الفلكِ المحيطِ تنزلتْ
بيضاء ملء يد المنى ملمومة
ملكَ المنى وحوى الغنى من أعطيتْ
يا جامعَ الحسناتِ بعد شذوذها
مزقاً وموجدها أوانَ تعذرتْ
و مقطر الأقران عن صهواتِ ما
ربطتْ من الرأي الأصيل وضمرتْ
كم واثقٍ منهم بعصمة ِ رأيه
و حسابهِ من هفوة ٍ أو من غلتْ
ضايقته حتى أقرَّ بعجزه
لما وضعتَ لد يدك على النكتْ
و منطقٍ ظنَّ البلاغة َ آية ً
نصبتْ له علما وشخصا صورتْ
قال الكثيرَ موسعا لهواتهِ
عجبا فلما قلتَ واحدة ً سكتْ
حسب الفصاحة َ في التشادقِ وحده
ما كلُّ ما وصف الأسودُ به الهرتْ
و أرى الوزارة َ مذ حملتَ لواءها
نصرت على فشل الولاة وظفرتْ
ساندت فيها ما عليك صلاحهُ
و فسادهُ إن أصلحتْ أو أفسدتْ
ثنى أخوك أخاك فيها مسهما
و بعثتَ ثالثها الذي بك عززتْ
أنتم فوارسها المذاود دونها
إن حوربت وملوكها إن سولمتْ
و ظهوركم لصدورها مخلوقة ٌ
مظلومة ٌ إن ضويقت أو زوحمتْ
نصبتْ لكم وتمهدتْ فمتى طرا
من غيركم طارٍ نبتْ واستوحشتْ
هي ملككم فمتى استعيرت منكمُ
لتجملٍ وأردتموها استرجعتْ
أبناء نسبتها وأبعلُ عذرها
و إذا عدتكم أعزبت وتأيمتْ
تفدى أبا الحسنِ الترابَ وطئته
قممٌ هوت من تحتِ رجلك إذ علت
و محدثٍ بك في الوساوس نفسه
نفسٌ لعمرك ضلة ٌ ما سولتْ
لو ثاقلوك به وألقي يذبلٌ
معه لكانت قسمة ً ما عدلتْ
أغنيتني بك عن سواك فلم أبلْ
فتحت أناملُ معشرٍ أو أقفلتْ
و سقيتُ أعذبَ شربتيك فما أرى
بأسا ببارقة ٍ همتْ أو أخلبتْ
و صفوتَ لي بالودّ والصهباءُ لم
تشبِ العقولَ بطعمها حتى صفتْ
أنكرتُ ودَّ أخي وعهدَ أحبتي
و كريمُ عهدك طينة ٌ ما أخلقتْ(79/498)
فمتى طلبتُ من الزمان سواك أو
شرواك فاشهدْ أنَّ ذاك من العنتْ
و لترضينك ما سمعتَ نواهضٌ
بالشكر لم تخفِ اللغوبَ ولا ونتْ
يقضين ما أسلفن من ايدي غنى ً
وسعتْ حقوقَ المقرضين وأفضلتْ
يغنى بها العرض الفقيرُ وإن رأت
عرضا غنيا زيدته وأثلتْ
ريحانة ما استشفت أرواحها
و سلافة تصحى إذا ما أسكرتْ
تقضي على الألباب أين خلاصها
من شوبها ما استحظيت أو ألغيتْ
ضجتْ منابرها بدعوتها لكم
فلو ادعت بكم النبوة َ صدقتْ
إن صاحبتْ يوما اليكم عاطلا
حلته أو تفلَ النواحي عطرتْ
و المهرجان وكلّ يومٍ عاكم
في لطفه مما كستْ أو زخرفتْ
فتملها وتمله متلوة ً
و مقابلاً ما كرّ أو ما أنشدتْ
حتى ترى الأجداثَ تنفضُ أهلها
و الشمسَ في خضرائها قد كورتْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لمن الحمولُ سلكن فلجا
لمن الحمولُ سلكن فلجا
رقم القصيدة : 59998
-----------------------------------
لمن الحمولُ سلكن فلجا
يطلعنهُ فجا ففجا
يخبطنَ بالأيدي الطري
قَ فما يكدن يجدن نهجا
سودٌ بما صبغ الهج
يرُ جلودهنَ الحمرَ وهجا
من كلّ حاملة ِ الهلا
لِ بنى َ عليها البينُ برجا
بيتا يسير وفيه قلب
ك فهو جسمك خيل حدجا
لك من وراء سجوفه
ما أوسعتها الريحُ فرجا
رمحٌ ونصلٌ لا كما
سموهما هيفا وغنجا
كالبيض لم تلحِ السما
ثمُ كنهنَّ فلحنَ بلجا
لم أيسنَ من الظلا
م رفعنَ لي فنظرنَ سرجا
و على الطليعة فاردٌ
كالرئم خافَ فرام ملجا
خالستُ قبلته الوشا
ة َ ادغمت الحرفَ دمجا
ففتحتُ عن غرً تم
جُّ المسكَ والصهباءَ مجا
لو لم تكن مخلوقة ً
للرشفِ لم يخلقن فلجا
و مؤاخذً أن حرت يو
م وداعهِ والبينُ يفجا
لو كان خاصمني بعي
شي وحده كان الأحجا
و بسيطة ٍ دون العلا
ءِ نفضتها نشرا ودرجا
كلفتُ حاجاتي بها
مرحا يرى التغرير أحجي
و أخٍ صفوتُ كما صفا
و مزجتُ لما شاء مزجا
رمتُ التمام لوده
و أراد إجهاضنا وخدجا
أمعي هزيلا ثم أن
ت عليَّ إن أعطيتَ نفجا
و مفارقٍ لي كابن عيسى غمَّ أيامي و
أرجى(79/499)
راودتُ قلبي عن نوا
ه فكلما لاطفتُ لجا
و حملتها كالداء أش
رجُ فوقه الأضلاعَ شرجا
متنظرا هذا الإيا
بَ لعرها كيا ونضجا
فإن انتصرتُ بقربه
فلقل صبرتُ وكنتُ ملجا
أو عدنَ أيامي الحسا
نُ به فقد أسلفن سمجا
يا بن الوزارة أثبتتْ
في بيتهِ وتدا أشجا
أبلى وأخلقَ قومهُ
أثوابها فورثنَ نهجا
يتنقلون على مرا
كبها فما يضعون سرجا
و مشت أمورٌ بعدهم
بمعاشرٍ فمشينَ عرجا
من آل ماسرجيس مح
سودُ العلا يخشى ويرجى
متقيلٌ في المجد سن
ة ََ مغرمين به ألجا
جارين سدّ الجوَّ شو
طهمُ وشقَّ الأرض رجا
فصلُ الخطابة ِ ناطقٌ
ما قال إلا كان فلجا
مستردفا يده وأخ
رسَ عجَّ في القرطاس عجا
كالرمح صدرهُ
و كعوبهُ نصلا وزجا
هذا يمجُّ بما يخ
طُّ وذاك يخدُّ درجا
ملكَ السماحُ يديه يم
رجُ فيهما العافين مرجا
مغري بأثقال النوا
ل يخالها ديناً وخرجا
سوغتني وداً غبر
تُ برنقهِ غصانَ أشجى
و سحرتني بخلائقٍ
كنَّ العيون فكنّ دعجا
فلتطرقنك ما بكر
ن غواديا وسرين دلجا
زهرٌ كثابته النجو
م سوائرٌ يهدجن هدجا
موسومة ٌ بك أنك ال
مقصود فيهنّ المرجى
ما أنشدتْ خلتَ البرو
دَ عرضن تفويفا ونسجا
و سواك يسمعها فيح
زن سمعهُ من حيث يشجى
يرتاب منها بالثنا
ء كأنه بالمدح يهجى
خادعته فأضرَّ بي
غشى وكان الصدقُ أنجىة
فتملها ما راح سر
حٌ أو رأيتَ البيتَ حجا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أشوقا وَ من تهوى خليُّ الجوانحُ
أشوقا وَ من تهوى خليُّ الجوانحُ
رقم القصيدة : 59999
-----------------------------------
أشوقا وَ من تهوى خليُّ الجوانحُ
لك اللهُ من وافى الأمانة ِ ناصح .
فما كلّ عهدٍ بالسليم على النوى
و لا كلّ ثاوٍ حافظٌ عهدَ نازحِ
حبيبك من خلفتَ بين ضلوعه
و سرتَ فؤادا لا يلين لكاشح
لمن منزلٌ أنكرته فعرفته
و قد راح أهلوه بطيبِ الروائحِ
خليليَ والواشون حولى عصابة ٌ
فمن مسرفٍ في لومه ومسامحِ
أجلْ في جناب الركب طرفك هل ترى
أسى بارحا أو طائرا غيرَ بارحِ(79/500)
و خلفَ الستور الرقمِ من كان بينهُ
على طولِ ما سترتُ حبيَ فاضحى
و هبتُ له عيني وقلبي وإنما
لعزته هانت عليَّ جوارحي
أفي كل دارٍ صاحبٌ أصلحتْ له الر
عاية ُ قلبي وهو لي غير صالحِ
و خاطبُ شكرٍ يرخص البخلُ مهرهُ
عليه فيمسي وهو الأمُ ناكحِ
أهزُّ بعتبي منه طودا كأنني
أريد لأكسو العيرَ جلدة َ سابح
إذا ما عليل البخل لم يبرِ داءه
مخافة ُ هاجٍ لم يثبْ قولَ مادحِ
بلى . في فتى ً من أسرتي إن شكرتها
منائحُ تعطيه حلالامدائحي
هنيئا لكم يا طالبي سيبِ كفه
أبيحت قليبا فليفز دلوُ ماتحِ
يخيمُ غادٍ للسؤال ورائحٌ
بساحة ِ غادٍ للسماحة ِ رائحِ
صباحك واليروز يجلوه فانعمن
رأي خيرَ مصبوحٍ رأي خيرَ صابحِ
هو الجدع فاستقبل به بكرَ عامه
و إن كان مما كرَّ في سنَّ قارحِ
إذا وجه يومٍ غيره كان عابسا
تبسم عن ساعاتِ أبلجَ واضح
و عش بين جدًّ للخطوب محاربٍ
حرى وجدًّ للسعود مصالحِ
سليما على الأيام طراً طوالها
رقاقُ العشايا يا صالحاتُ المفاتحِ
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لها بعد خطوٍ لات حين مراحِ
لها بعد خطوٍ لات حين مراحِ
رقم القصيدة : 60000
-----------------------------------
لها بعد خطوٍ لات حين مراحِ
قضاءٌ بوصلٍ غدوة ً برواحِ
و هل هي إلا رقدة ٌ فاسمحا بها
و حسبكما أن توقظا لسماحِ
و إلا فسيرُ الريح أسرعُ طية ً
و كم هبَّ لي شوقٌ هبوبَ رياحِ
أقول لها والنهروانُ طريقها
هناكَ اسنحى لا زلتِ طيرَ نجاحِ
ألمى بها في السحب ثم تحفلي
فسحبي تحياتي بأنضرِ ساحِ
و قولي سلامٌ يا بن روحٍ تظنه
صبيبة َ طلًّ في صبابة ِ راحِ
شكوتُ فيا للشوقِ أين تصبري
و نمتُ فيا لليلِ أين صباحي
و غرك إسماحي فسرك أن ترى
إذا عنف المقتادُ كيف جماحي
رعى الله ظبيا ساحا ليَ رعته
بنفرة ِ قلبٍ للعقوقِ مباحِ
و توهبُ للعذر الصراح مودتي
لديك وبعض العذر غير صراحِ
رسائلُ تعدوني وكتبٌ تجوزني
صداي على ماءٍ يذادُ قراحِ(80/1)
تلوح لعيني كلما مرّ خاطف
بناحية ٍ منها بكت بنواحي
بمن ليتَ شعري وهي ليتُ تعجبٍ
يردُّ شبابي إن حملتُ سلاحي
أبن ليَ هل جاذبتني في مودة ٍ
فعيرتني يا صاحِ عيرة صاحِ
و هل رمتَ أسبابَ السماء لبغية ٍ
فحلقتَ إلا طائرا بجناحي
سقى الله نفسي كيف يكرمُ عهدها
على نفرٍ ممن أحبّ شحاحِ
أروم انتصارا منك ثم يردني
هوى لم تدنسه ملامة ُ لاحي
فأغمدُ في الودّ الحدادِ صوارمي
و أكسرُ في الحبّ السداد رماحي
فلا تنكرنْ هذي العوائدَ إنما
لسانيَ سكرانٌ وقلبيَ صاحي
و لا تلزمني في العتاب بقية ً
فسادك فيها فاتكٌ بصلاحي
و لما أتاني ما أقرَّ جوارحي
و أبرأَ من تلك الهناتِ جراحي
خلطتُ التهاني بالتشاكي مرجياً
بموضعِ جدي أن يكون مزاحي
و بعدُ فيا لله أية فرحة ٍ
تخبرني عن أيّ فوزِ قداحِ
إذا كانت الجوزاءُ للمشتري حلى ً
و كان قباحٌ غيرها لقباحِ
فما اتفق السعدان حتى تكافآ
أعزُّ في أعزَّ بطاحِ
و لو قيل غيرُ الشمس سيقت هدية ً
إلى البدر لم أفرح له بنكاحِ
فأنتم بنو مالٍ على الدهر هالكٍ
وقاءً لأعراضٍ عليه صحاحِ
شبابٌ مراجيحٌ تفرعتِ النهي
بهم عن شيوخٍ في الندى َّ ملاحِ
تعقبْ غداً يمنا وسعدا بها أبا ال
حسين وسعيا مؤذنا بنجاحِ
كأنك بالأشبال حولك ربضا
ليومِ رواء أو ليومِ كفاحِ
صباحا صباحا كلُّ يومٍ بشارة ٌ
إلى سبعة ٍ مثلِ البدورِ صباحِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ما كان سهما غار بل ظبيٌ سنحْ
ما كان سهما غار بل ظبيٌ سنحْ
رقم القصيدة : 60001
-----------------------------------
ما كان سهما غار بل ظبيٌ سنحْ
إن لم يكن قتلَ الفؤادَ فقد جرحْ
جلبَ الجمالَ يريد أنفسنا به
ثمنا فتاجرناه فيه كما اقترحْ
أرجتْ جنانَ السفح فيه بنافضٍ
ردنيه عن عرف الجنان إذا نفحْ
عرقُ المجاسد فاض ماءُ شبابه
و الوردُ أطيبُ منه ريحا ما رشحْ
في جيده الكافورِ سبحة ُ عنبرٍ
ما كان أغفلني وليس عن السبحْ
و أما ومشيتهِ توقرَ تارة
صلفا وأحيانا يجنُّ من المرحْ(80/2)
و مواعدٍ ليَ في خلال وعيده
مزجتْ بدمع صبابتي دمعَ القدحْ
لأشاطرنَّ هواه جسمي إن وفى َ
و لأبخلنّ على العواذل إن سمحْ
راحت تعنفُ في الصبا ما آن أن
يثنيك عن أشرَ الثنيَ نهى ُ القرحْ
و الخمسُ والعشرون تعذرُ فاسدا
لو ناهزتهْ الأربعون وما صلحْ
مناك ظنك بي غرورا أنني
أصحو وفي الظنّ المحالُ المطرحْ
كالليث والغمرُ استغرَّ بثغره
فدنا إليه فاسئلي عما كلحْ
و الصاحبِ التمس الغمامُ تشبها
بيديه لا جرمَ انظري كيف افتضحْ
جاراهما ويكاد يغرق فيهما
بالجود إلا أنه فيه سبحْ
للعزّ ما منعَ الحسينُ فلم تنل
كفُّ الزمان وللمكارم ما منحْ
إن همَّ أبصر غايتيه بحزمه
كالطرف يدرك نوره أنيَّ طرحْ
أو جدَّ في خطبٍ كفاه ووجهه
متبسمٌ فيقول حاسدهُ مزحْ
كم نعمة ٍ لم تلههِ عن عصمة ٍ
و جمادِ عامٍ لم يعقهُ أن انفسحْ
و مدامة ٍ عذراءَ بات نديمها
و بغارة ٍ شعواءَ يومئذٍ صبحْ
رفقا فجربهُ وقل في ناره
إن أضرمتْ وقد اشتواك بما لفحْ
و اهتزَّ كلكلهُ فكنت سحيقة ً
بددا فأين يكون ركنك إن نطحْ
بي أنت ضجَّ السيفُ حتى إنه
لو كان يومَ يسلُّ ذا صوتٍ لبحْ
و شكا جوادك في الضوامرِ بثه
لما استراحت وهو تحتك لم يرحْ
طرفٌ تعود أنه لو طارد ال
ريحَ الشمالَ عليه فارسه بطحْ
و أغرُّ يسرجُ يومَ يسرجُ وجههُ
زهرَ الكواكبِ قام فيها أو سرحْ
و مؤدب الأعضاءِ لا يهفو به
جنباه ما حسَّ الغلامُ وما مسحْ
فسواه ما خلع اللجامَ ومدَّ طغ
يانا وما منع الركابَ وما رمحْ
و لك المقامُ زأرتَ فيه والقنا
أجمٌ فهان على عرينك من نبحْ
و الرأيُ أعجزه الصوابُ فلم يشرْ
فيه سواك ولو أشار لما نصحْ
أمؤاخذي كرما عليَّ قضيتهُ
إن ضاق عنه لسانُ شكري أو رزحْ
غفراً متى قصرتُ عنك فإنني
بالمدح أولى لو بلغتك بالمدحْ
هذا ولم تحفزك قدرة ُ خاطري
ما جاءه عفوا وما فيه كدحْ
كم نومة ٍ للعاشقين وهبتها
ليلا أراقب ديكه حتى صدحْ
و الليلة البهماءُ تولدِ فكرتي
غراءَ يحسدها الصباحُ إذا وضحْ(80/3)
و لأنتَ باستحسانها أنطقتني
و شرحتَ بالإكرامِ صدري فانشرحْ
و نسيتَ ما أعطيتنيه وفيهمُ
حاشا سماحك منْ إذا أعطى لمحْ
فلغيرك المتسهلُ المبذولُ في اس
ترخاصه ولك الغرائبُ والملحْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لمن الحمول بجوّ ضاحي
لمن الحمول بجوّ ضاحي
رقم القصيدة : 60002
-----------------------------------
لمن الحمول بجوّ ضاحي
من باكرٍ غلسا وضاحى
مثل الأداحي تحتها
أمثالُ أماتِ الأداحي
يحملن أقمارا حمل
ن السقمَ في مقلٍ صحاحِ
من دون أطراف الحدي
ث لهنّ أطرافُ الرماحِ
من مخبري عن رائح
ين نكرتُ بعدهمُ مراحي
هيهات لو صدق الدلي
لُ سألتُ ليلي عن صباحي
و النجمُ يحمل كأسها
منها الحبابُ بغير راحِ
حظرَ الكرى منْ لا يطا
ع سواه في حظر المباحِ
راضٍ إذا سفك الدما
ءَ بما تقلدَّ من جناحِ
كثرَ الملاحُ وما له
مثلٌ بإقرار الملاحِ
بأبي ثناياه لقد
غولطتُ عنها بالأقاحي
غلطَ المقايسِ بابن أي
وبَ السحابة َ في السماحِ
و محمدٌ أزكى نسي
مَ ثرى ً وأندى بطنَ راحِ
و أعتم حين يخصّ جو
دُ الغيث ساحا بعد ساحِ
طالت به عينٌ إلى ال
علياء واسعة ُ الطماحِ
و يدٌ تقلبُ أنملا
تِ مكارمٍ سبطٍ سجاحِ
لم تدرِ أنّ اللهَ خا
لقُ هذه الأيدي الشحاحِ
من معشرٍ يتذممو
ن المالَ ليس بمستباحِ
لا يطعمون مع العش
يّ حلاوة َ النعمِ المراحِ
فإذا تزاحمت الوفو
د على بيوتهم الفساحِ
يسروا فكان لمن يفو
ز بضيفه فوزُ القداحِ
في عرضهم سرفُ القصا
صِ وما لهم هدرُ الجراحِ
فإذا انتضوا زبرَ الصحا
ئف ثلموا زبرَ الصفاحِ
و إذا قيامة ُ سؤددٍ
كذبتك في الصور القباحِ
بلجوا على ضوء الصبا
حِ ببهجة الغرر الصباحِ
لبيك عدة َ ما اكتسب
تُ وقد دعوتك من صلاحِ
و ضممتني والدهرُ مج
تمعُ الصروف على أطراحي
و إذا شهرتُ عليه سي
فا عاد يدميني جراحي
قد كنتُ مقترحا فجا
ء بك الزمانُ على أقتراحي
لا توسعني من نوا
لك فوق ما يسعُ امتداحي
دعني أطيرُ بشكره
ما دام يحملني جناحي(80/4)
في كلّ شاردة ٍ مبا
عدة ِ الغدوَّ مع الرواحِ
بكرٍ ولودٍ من بنا
تِ الناتجات بلا لقاحِ
أحبوك منها كلَّ عي
د بالخريدة ِ والرداحِ
تصف اللطائمُ طيبها
من طيبك الشرف الصراح
ما كسرت رجمُ الجما
رِ وسوقت بدنُ الأضاحي
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أغشُّ بآمالي كأنيَ أنصحُ
أغشُّ بآمالي كأنيَ أنصحُ
رقم القصيدة : 60003
-----------------------------------
أغشُّ بآمالي كأنيَ أنصحُ
و أبقى َ لأشقى َ بالبقاء وأفرحُ
و أصبو إلى وجهٍ من الدهر مسفرٍ
ضحوكٍ ووجهي في الخمار مكلحُ
و يعجبني إملاء يومٍ وليلة ٍ
و ما الموتُ إلا غابقٌ أو مصبحُ
مطلتُ بديني والغريمُ مصممُ
و أحسنتُ ظني والمسيءُ مصرحُ
تدمى المنايا الناسَ حولي وإنما
دمي ذاك في أثوابهم يتنضحُ
و أسلو إذا أبصرتُ جلديَ أملسا
و ما صحة ٌ في الجلدِ والقلبُ يجرحُ
إذا مرَّ يستقري من الهالكُ الردي
يميلُ في أبنائه ويرجحُ
تطامنتُ أرجو أن أفوتَ لحاظه
فأخفي وعينُ الموت زرقاءُ تلمحُ
و قد غرني ليلُ الشباب فأين بي
أضلَّ وفجرُ الشيب عريانُ مصبحُ
و أقرب شيء من قضيبٍ جفوفهُ
إذا الورقاتُ الخضرُ ظلتْ تصوحُ
تتيمَ بالعمرِ الجذاعُ وخانهم
فما ليَ أرجو وده حين أنزحُ
و قد كان قدامى مدى منه يرتجى
هو اليومَ ملقى ً من ورائيَ يطرحُ
حسوتُ بمرَّ الدهر حبا لحلوه
فطورا يصفى لي وطورا يصبحُ
إذا برني في صاحبٍ بزَّ صاحبا
أغنى بشعري تارة ً وأنوحُ
أبيحُ الترابَ أوجها كان مسخطي
على الشمس منها الساهمُ المتلوحُ
و أحثو بكفيّ أو أشقُّ حفيرة ً
يهال على قلبي ثراها ويصرخُ
ترى الحق مطروفا وتعشى لواحظٌ
يراقصها هذا السرابُ الملوحُ
يودُّ الفتى أن البسيطة َ دارهُ
و ما فوقها مالٌ عليه يروحُ
و سيعة ُ بطنٍ جلَّ ما هو محرزٌ
و مطرحُ جنبٍ جهدَ ما يتفسحُ
تبايعنا الدنيا منى ً بنفوسنا
فتوكسُ غبنا والمبايع مصلحُ
فلا نحن من فرط الخسارة ِ نرعوي
و لا هي ترضى فرطَ ما هي تربحُ
فما لكِ يا دنيا وأنتِ بطينة ٌ(80/5)
و نحن خماصٌ تبخلين ونسمحُ
ألا طرقتْ لا يملأ الليلُ صدرها
و لا تتحاشى صارخا حين تصبحُ
مغلغلة ً لا طودَ يعصمُ ما ارتقت
و لا موئلٌ من حيث تهبطُ أبطحُ
وصولاً إلى البيت الذي تستضيفه
و لا موقدٌ يوري ولا كلبَ ينبحُ
لها من قرى ما استصلحتْ وتخيرتْ
حشايا توطى أو صفايا تذبحُ
أصابت صريحَ المجد من حيث ينتمي
و غضت لحاظَ الفضل من حيث تطمحُ
و حلت فحكت بركها من محمدٍ
بجانب ركنٍ لم يكن قبلُ ينطحُ
قويمٍ على عرك الخطوب فما له
و قد زحمته زحمة ٌ يتطوحُ
سلا مقعصَ الأقران من أيَّ طعنة ٍ
تقطرَّ عن ظهر الكفاية يطرحُ
و قاطعِ مثناة ِ الحبال حرانهُ
بأيّ زمامٍ قيدَ يعنو ويسمحُ
و من هزَّ من بين الوسائد طودهُ
و في دسته ثهلانُ لا يتزحزحُ
و قولا وإن لم يخرق التربَ صائحٌ
إليه ولم يفهم صدى الأرض موضحُ
أبا حسنٍ أما الرجاءُ فخائب
و أما الرجا فيما نعاك فمنجحُ
حملتُ الرزايا جازعا ثمّ صابرا
على ذاك حسنُ الصبر بعدك يقبحُ
و واصلتُ من أحببتُ ثم فقدتهُ
فما نازلٌ إلا وفقدك أبرحُ
ذكرتك إذ غصّ النديُّ فلم يشرْ
نصيحٌ ولم ينطق لسانٌ مفصحُ
و لا أضمرتْ صدقا معاقدُ حبوة ٍ
جثا بفخارٍ ربها يتبجحُ
و قد غاض بحرٌ كان فكرك مده
و أرتجَ بابٌ كان في فيك يفتحُ
و قد جاء نجمٌ من جمادى بليلة ٍ
بليلٍ يريك الطولُ أن ليس تصبحُ
يسائلُ عن أطناب بيتك ضيفها
ردائدَ خطفِ البرقِ فيما تلوحُ
تعيفَ طيرا بارحاتٍ يسرنهُ
بفقدك قد كانت ميامينَ تسنحُ
فبات صعيدُ الأرضِ والريحُ زادهُ
شقياً بما يستافُ أو يتنقحُ
بليلة بؤسٍ فات معتامها القرى
كما فاتها منك المصلى المسبحُ
و للأمر كنتَ الليثَ إما حفظتهُ
تعاوتْ تعاطاه ثعالبُ تضبحُ
رعى بعدك الشقُّ الذي كنت حامياً
له وعتا الخرقُ الذي كنت تنصحُ
و خلى َ للعجز التنافسُ واستوى
على الجهل سرحٌ سائمٌ ومسرحُ
و قام رجالٌ كان فضلك مقعدا
لهم فتراءوا للعلا وترشحوا
بلا عائبٍ تزري على سيئاتهم
محاسنهُ والنقصُ بالفضل يفضحُ(80/6)
لئن حرصوا فيما عمرت تعافهُ
فربتَ ساعٍ للدنية يكدحُ
تمالوا على ما كنتَ تأباه أوحداً
و منوا بما استضعفته وتمدحوا
و ما ازدحموا أن القذى بعدك انجلى
عن الماء لكن يشربون وتقمحُ
فداكَ وهل حيٌّ فداءٌ لميتٍ
قصيرُ الخطا يكبو بما كنتَ تجمح
تعجبَ لما ساد من حظَّ نفسه
و قد يدرك الجدُّ الدنيَّ فيفلحُ
و لما رأيتَ الدهرَ ضاقت ضلوعهُ
بحملك وهي للئام تفسحُ
أنفتَ من الدنيا الذليلة ِ عارفا
إذا عيشة ٌ ضامتك فالموت أروحُ
و ذكرنيك الودُّ أحليتَ طعمه
و أصفيتَ فهو الآن يقذي ويملحُ
ضربتُ عن الإخوان صفحا مؤملا
بأن الردى لي عنك وحدك يصفحُ
و أغنيتني وداً ورفدا بحاجة ٍ
من اليوم ما أرتادُ أو أتمنحُ
أعلل نفسي عنك لو أن مسقما
يفيق بنوعٍ من جوى ً أو يصبحُ
و أرقعُ أيامي أروم صلاحها
و قد فسد العيشُ الذي كنت تصلحُ
سألتُ بك الأيام أرجو مسرة ً
فلما أبت إلا التي هي اترحُ
ضحكتُ إلى ناعيك أحسب أنه
و قد جدَّ إكبارا ليومك يمزحُ
عفا ربعُ أنسي منك ضيقا وما عفا
بساحة ِ قلبي منزلٌ لك أفيحُ
به ساكنٌ من طيبِ عهدك عامرٌ
يريح عزيبَ الحزن من حيث يسرحُ
إذا ذبلت فيه على الصبر جمرة ٌ
خمودا ورى زندٌ من الذكر يقدحُ
و ذاك اللسانُ الرطبُ لا زال في فمي
هو اليومَ يرثي مثله أمس يمدحُ
يقول وإن لم يغنِ عنك وإنما
ملأتَ إناءً نعمة ً فهو يرشحُ
و لو ردَّ قبلي الموتُ بالشعر أو مضى
شبا لسنٍ أو عاش في الدهر مفصحُ
نجا لائذا بالعزّ في غير قومه
و قد سبق الناسَ الغريبُ المقرحُ
و مستنزلُ النعمان عن سطواته
ينتقي من عذرة ٍ وينقحُ
و عروة ُ لم يصغِ الردى لنسيبه
و لم يعطَ في قيسٍ مناه الملوحُ
و غير غيلانُ المهاري بعنسهِ
فلم تنجه من عدوة الموتِ صيدحُ
و لكنه شرطُ الوفاء وغمة ٌ
على الصدر باستخراجها أتروحُ
ذممتُ فؤادي فيك والحزنُ محرقٌ
و عاتبتُ جفنَ العين والدمعُ مقرحُ
و ما عجبٌ للدمع أن ذلَّ عزه
فما جمّ إلا أنه لك ينزحُ
و أقسمُ ما جازاك قلبٌ بما طوى(80/7)
غليلا ولا قولٌ يطولُ فنشرحُ
و لا كان في حكم الوثيقة أن أرى
عليك الثرى كلاَّ وجسميَ ريحُ
و ما أنا إلا قاعدٌ عن فضيلة ٍ
إذا قمتُ فيها مائلا أترنحُ
سقاك وإن كان الثرى بك غانيا
عن السحب غادٍ بالحيا متروحُ
حمولٌ لماء المزن تطفو لصوبه
فواغرُ أفواهِ الجواءِ فتطفحُ
إذا خار ضعفا أو تراخى حدتْ به
مواقرُ من نوءِ السماكين دلحُ
يجفلُ طردُ الريح فيها كأنها
سفينٌ جوارٍ أو مراسيلُ جنحُ
شجاعٌ كأنتَ أو جوادٌ بمائه
فإن عاقه ضنٌّ فعينيَ تسفحُ
ليعلمَ قبرٌ بالمدينة أنني
من الغيثِ أوفيَ أو من الغيثِ أسمحُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أمرتكمُ أمري بنعمانَ ناصحا
أمرتكمُ أمري بنعمانَ ناصحا
رقم القصيدة : 60004
-----------------------------------
أمرتكمُ أمري بنعمانَ ناصحا
و قلتُ احبسوها تلحقِ الحيَّ رائحا
فماريتموني تخبرون اجتهادها
فأبتم بلا حاجٍ وأبنَ طلائحا
و قد صدقتني في الصبا عن مكانهم
أخابيرُ أرواحٍ سبتني نوافحا
كأنّ الثرى من طيبها فتَّ فوقه
مجيزون من دارينَ فأرا فوائحا
لقاءٌ على نعمانَ كان غنيمة ً
و هيهات يدنو بعد أن فات نازحا
حمى دونه حرُّ السماوة ظهرها
و عبس وجها ناجرٌ فيه كالحا
إلى الحول حتى يشربَ القيظُ ماءهم
بنجدٍ وإما يسلخون البوارحا
لعلك في إرساليَ الدمعَ لائمٌ
و قد عطف الناسُ المطيَّ جوانحا
نعم قد تجرعتُ الدموعَ عليهمُ
عذابا وأقرحتُ الجفونَ الصحائحا
و ما قلتُ غاضت بالبكاء ركية ٌ
من العين إلا أرسلَ الشوقُ ماتحا
فهل ظبية ٌ بالغور يجزي وفاؤها
هوى لم يطعْ فيها على النأي كاشحا
إذا اعترضته من سلوًّ معوضة ً
محاسنُ في أخرى رآها مقابحا
و من أين ينسى من يرى الغصنَ مائلا
مثالكِ والظبيَ المروعَ سانحا
أرى عينه عينيكو الغورُ بيننا
فأدمى لقد أبعدتَ يا سهمُ جارحا
يعنفُ في حبَّ البداوة فارغٌ
من الوجد لم يقرِ الغرامَ الجوانحا
فيا ليتَ لي من دار قومي واسرتي
جواركِ رواحاً عليكِ وصابحا(80/8)
و من ترهاتِ الريف أرضا قطنتها
من الجدب فيها يأكلون النواضحا
إذا ما شربتُ الوصلَ عذبا مرقوقا
بها لم أعفْ أن أشرب الماء مالحا
دعوني ونعمانَ الأراك أروده
يجاوبُ صوتي طيره المتناوحا
عسى سارحٌ من دار مية َ يامنٌ
يقيضُ لي عن شائمٍ طار بارحا
سقى ما سقتْ خدي الدموعُ الحيا الغضا
بواكرَ من جماته وروائحا
فكم ليلة ٍ فيه نضوتُ حميدة ٍ
و ألبستُ يوما برقعَ العيشِ صالحا
وهمًّ ترى القلبَ الرحيبَ وراءه
من الضيقِ لهفا يستعيبُ المراوحا
تلطفته حتى وجدتُ مفارجا
لصدريَ من غماته ومسارحا
و بحرٍ من الآل الغرور محرمٍ
ركبتُ له من سير لاحقَ سابحا
إلى حاجة ٍ في طرقها الجدُّ كله
فأدركتها جذلانَ أحسبُ مازحا
و مضطغنٍ أن قدمتني زوائدٌ
من الفضل أخفته وقد كان واضحا
يعيرني الحدثانَ وهو أعزُّ لي
كفى جذعا أن فاتكَ الشوط قارحا
و هل ضائري شيئا إذا جئتُ آخرا
تأخرُ ميلادي وقد جئتُ فاصحا
و هرَّ فلم يطردْ فعضَّ سفاهة ً ؛
و عقرك لي أني حقرتك نابحا
و زنتُ بحلمي جهله لا أجيبه
فلله منا من تمكن راجحا
و عجماءَ من وحش القوافي خدعتها
و لم تعطِ قبلي جلدها قطُّ ماسحا
خطبتُ إليها عذرها فتحللتْ
و كانت حراما لا تلامس ناكحا
و عادتها في المدح ألا أذيلها
و لكنَّ قوما يكرمون المدائحا
تمنى بني عبد الرحيم ومجدهم
رجالُ أمانٍ لم يقعن نجائحا
و ريموا فما حطَّ الثريا لباعه
فتى ً ظنها كفا فمدَّ مصافحا
كرام مضوا بالجود إلا صبابة ً
أعاروا نداها الهاطلاتِ السوافحا
لهم من تليد العزّ ما يدعونه
إذا خفتَ في دعوى الحسيبِ القوادحا
إذا نشروا الأغصانَ من شجراتهم
على ناسبٍ عدوا الملوك الجحاجحا
تواصوا فطابوا في الحياة وأكرموا
نفوسا وطابوا ميتين ضرائحا
و أخفى الحسينُ خطفهم بشعاعهِ
كما أخفت الشمسُ النجوم اللوائحا
فتى ً لا يريد المجدَ إلا لنفسه
و لا المالَ إلا قسمة ً ومنائحا
ينازع أزماتِ السنين بأنملٍ
جوابرَ للأحوال تسمى جوارحا
أنامل من يسرٍ إذا ما أدارها(80/9)
على مغلقاتِ الرزق كنَّ مفاتحا
أقام على وجه الطريق بوجهه
مجيرَ النهار عاقرَ الليل ذابحا
بحيث السماح لا يخيبُ سائلا
وحدُّ الصفاح لا يخيبنَ صائحا
إذا عجزتْ يوما مواعظُ صفحه
عن الأمر ولاه القنا والصفائحا
و يأبى فيأتي مشرعَ الدمِ واردا
حريصا ويأتي مشرعَ الماء قامحا
يصيب بأطراف العوالي محاربا
عداه وأطرافِ الكلام مصالحا
إذا هزَّ رمحا طاعنا خيلَ كاتبا
سدادا وطرساً كاتبا خيلَ رامحا
أقول لأيامي وهن عواثر
بحظي لعاً قد أدرك الذنبُ صافحا
إذا الصاحبَ استبقيته لي ورهطهُ
فمرى بقومٍ طائراتٍ طوائحا
أذموا على الآمال لي وتعاقدوا
على وقعْ خلاتي أكفا نواصحا
غبرتُ زمانا أمنع الناسَ مقودي
حرونا إلى غير المطامع طامحا
أعزُّ فلا ألقى ابنَ مالٍ مؤملا
لمالٍ ولا يلقانيَ الدهرَ مادحا
مع الناس جراً خاطري غير أنهم
بأخلاقهم يستعبدون القرائحا
و ما كنتُ في طرد الخطوب بيمنهم
بأولِ داجٍ يستضيء المصابحا
بك اعتدلتْ حوشية ٌ من تصعبي
و راخيتَ من أنسي فأصبحَ سازحا
صحبتك لم يمسحْ عذاري سواده
و ها أنا قد غطى سوادي المسائحا
و سديتَ عندي نعمة ً ليس ناهضا
ثنائي بها ما لم أجدك مسامحا
فكن سامعا في كلّ نادي مسرة ٍ
سواردَ في الدنيا ولسن بوارحا
حواملَ أعباءِ الثناء خفائفا
صعدن الهضابَ أو هبطن الأباطحا
يرى المفصحُ المفتونُ عجبابشعرهِ
لها ناقصا ما سره منه رازحا
إذا قمتُ أتلوها اقشعرَّ كأنني
تلوتُ مزاميرا بها ومسابحا
تزورك لا زالت تزور بشائرا
يسوق التهاني وفدها والمفارحا
يضمُّ الزمانُ شملَ عزك نظمها
و يطرحُ من عادي علاك المطارحا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أيا ليلَ جوًّ منْ بشيرك بالصبحِ
أيا ليلَ جوًّ منْ بشيرك بالصبحِ
رقم القصيدة : 60005
-----------------------------------
أيا ليلَ جوًّ منْ بشيرك بالصبحِ
و هل من مقيلٍ بعدُ في ظلل الطلحِ
و ماؤكم استشفيتُ زمزمَ بعده
فما بردتْ لوحي ولا رفدتْ جرحي(80/10)
سرقتُ على سؤرِ البخيلة نهلة ً
بها لم أكن أدري أتسكر أم تصحي
قضت ساعة ً بالجوّ أن ليس عائدا
بها الدهرُ في يومٍ بخيلٍ ولا سمحِ
فما لكَ منها غيرُ لفتة ِ ذاكرٍ
إذا قلتُ بلتْ أوقدتْ لوعة َ البرحِ
أيا صاحِ والماشي بخير موفقٌ
ترنمْ بليليَ إن مررتَ على السفحِ
و قامرْ بعيني في الخليط مخاطرا
عست نظرة ٌ منها يفوز بها قدحي
و سلْ ظبية َ الوادي أأنتِ أم التي
حكتكِ على قلبي بلحظتها تنحى
رمتْ فجنت واستصفحتْ هي عامدٌ
ألا أين جرم العامدين من الصفحِ
و ليلٍ لبسناه بقربكِ ناعمٍ
بطائنَ ما بين القلائد والوشحِ
و يضحى ويمسي ضوءُ وجهكِ بيننا
سراجا البدر يمسي ولا يضحى
و لما استوى قسمُ الملاحة ِ فيكما
تكلمتِ حتى بان فضلك بالملحِ
تذمُّ اطراحي ودَّ قومٍ ومدحهم
و ما مسها حمل الهوانَ ولا طرحي
تعاوت على سرح القريض تقصهُ
ذئابٌ لها من عجزها نقدُ السرحِ
تجانفُ عن حلوِ الكلام وصفوه
إذا ولعت جهلا وتكرعُ في الملحِ
إذا كان للتقبيل والشمَّ أصبحت
تماضغه ما بين أنيابها القلحِ
ترى كلَّ علج يحسبُ المجدَ جفنة ً
تراوحُ أو قعبا يخمرُ للصبحِ
إذا رشحت من بهرهِ وانتفاخه
أياطلهُ ظنَّ الفصاحة َ في الرشحِ
إذا معجزاتُ الشعر عارضن فهمه
حلبنَ بكيئا لا تدرُّ على المسحِ
لكلَّ غريبٍ نادرٍ في فؤاده
و أحقادهِ فعلُ النكاية في القرحِ
إذا الغيظُ أو جهلُ الفضيلة عاقه
عن المدح في شيء تجملَ بالقدحِ
و كم دون حرّ القولِ من جنح ليلة ٍ
إذا أظلمتْ لم يورِ فيها سوى قدحي
و قافية ٍ باتت تحارب ربها
فنازلتها شيئا فألقت يدَ الصلحِ
وصلتُ إليها والأنابيبُ حولها
تكسرُ لما كنتُ عالية َ الرمحِ
إذا شئتَ أن تبلو أمرأَ أين فضلهُ
من النقصِ فاسمع منه إطرايَ أو جرحي
و كم ملكٍ لو قد سمحتُ أريته
بوجهِ قريضي طلعة َ النصر والفتحِ
إذا ما ترامت عالياتُ المنى به
بعيدا تمنى موضعَ النجم أو مدحي
و خلًّ أتى من جانب اللين عاطفا
فياسره عودي ولانَ له كشحي(80/11)
وفرتُ له قسما كفاه وزاده
فمالَ به الإسفافُ في طلب الربحِ
و ساومَ غيري المدحَ يرخص عرضهُ
فلم يغني بخلي عليه ولا شحي
فأصبحتُ كالبيضاء ضرت فغاظها
بسوداءَ والعجزاءِ غارت من الرسحِ
و لكنّ ماسرجيسَ من لا ترده
عن الجدَّ حناتُ الطباعِ إلى المزحِ
و لا تقتضي ممطولة ُ الحقَّ عنده
و لا يكسبُ الإنصاف بالكدَّ والكدحِ
إذا نال بيضاتِ الأنوقِ ميسرا
له وكرها لم تسبهِ بيضة ُ الأدحى
كريمُ الوفاء أملسُ العرض طاهرٌ
إذا دنسُ الأعراضِ عولج بالرضحِ
تضيقُ صدورٌ بالخطوب وصدرهُ
إلى فرجاتٍ من خلائقه فسحِ
يشير بصغرى قولتيهِ فيكتفي
بهاو ذبابُ السيفِ يقطعُ بالنفحِ
غزير إذا استملى البلاغة َ فكرهُ
سقى بقليبٍ لا يغورُ بالنزحِ
تدبرَ من بيت الوزارة باحة ً
له السبق فيها والجذاعَ من القرحِ
إذا زلقتْ يوما بأقدامِ معشرٍ
فمالت مشي فيها قويما على الصرحِ
أخذتم بأحقادٍ قديمٍ وقودها
عليكم ونارُ الضغن تحرق باللفحِ
و غاظت علاكم حاسديكم فنفرتْ
فتوقَ كبود لا تعالجَ بالنصحِ
وجوهٌ اليكم ضاحكاتٌ وتحتها
دخائلُ نياتٍ معبسة ٍ كلحِ
وددتكَ لم أذخر هواكَ نصيحة ً
أروح بها ملء الفؤادِ كما أضحى
حببتكَ من سلمى وأغدو بشفرة ٍ
على عنقِ من أبغضتُ من منطقي أنحى
و كم من فتاة ٍ قد منحتك رقها
على العزَّ لم أمننْ عليك بها منحى
لها بين يوم المهرجان مواقفٌ
لديك وبين الصوم عندك والفصحِ
أدلت بحسنٍ فهي تبرزُ سافرا
إذا اختمرتْ أخرى حياءً من القبحِ
إذا المنشدُ الراوي بها قام خلتهُ
يناوبُ ترجيعَ الحمامة بالسجحِ
و إن أبطأتْ عاما عليك سماؤها
فعندك سلفٌ من مرازمها الدلحِ
و لا ذنبَ لي إن أعقمتني عوائقٌ
من الدهر يوما أن يقصر بي لقحي
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> من عذيري يومَ شرقيّ الحمى
من عذيري يومَ شرقيّ الحمى
رقم القصيدة : 60006
-----------------------------------
من عذيري يومَ شرقيّ الحمى
من هوى جدَّ بقلبٍ مزحا
نظرة ٌ عادت فعادت حسرة ً(80/12)
قتلَ الرامي بها من جرحا
قلن يستطردن بي عينَ النقا
رجلٌ جنَّ وقد كان صحا
لا تعدْ إن عدتَ حيا بعدها
طارحا عينيك فينا مطرحا
قد تذوقتُ الهوى من قبلها
و أرى معذبهُ قد أملحا
سل طريق العيس من وادي الغضا
كيف أغسقتَ لنا رأدَ الضحى
ألشيءٍ غير ما جيراننا
نفضوا نجدا وحلوا الأبطحا
يا نسيم الصبح من كاظمة ٍ
شدّ ما هجت الجوى والبرحا
الصبا إن كان لا بدّ الصبا
إنها كانت لقلبي أروحا
يا نداماي بسلعٍ هل أرى
ذلك المغبقَ والمصطحبا
اذكرونا ذكرنا عهدكمُ
ربَّ ذكرى قربتْ من نزحا
و اذكروا صبا إذا غنى َّ بكم
شربَ الدمعَ وعاف القدحا
رجع العاذلُ عني آيسا
من فؤادي فيكمُ أن يفلحا
لو درى لا حملتْ ناجية ٌ
رحلهُ فيمن لحاني ما لحا
قد شربتُ الصبرَ عنكم مكرها
و تبعتُ السقم فيكم مسمحا
و عرفتُ الهمَّ من بعدكمُ
فكأني ما عرفتُ الفرحا
ما لساري اللهوِ في ليل الصبا
ضلَّ في فجرٍ برأسي وضحا
ما سمعنا بالسرى من قبله
بابن ليلٍ ساءه أن يصبحا
طارقٌ زارَ وما أنذرنا
مرغيا بكرا ولا مستنبحا
صوحتْ ريحانة ُ العيشِ به
فمن الراعي نباتا صوحا
أنكرتْ تبديلَ أحوالي ومن
صحب الدنيا على ما اقترحا
شدَّ ما منيَّ غرورا نفسه
تاجرُ الآدابِ في أن يربحا
أبدا تبصرُ حظا ناقصا
حيثما تبصرُ فضلا رجحا
و المنى َ والظنُّ بابٌ أبدا
تغلق الأيدي إذا ما فتحا
قد خبرتُ الناسَ خبري شيمي
بخلاء وتسموا سمحا
و تولجتُ على أخلاقهم
داخلا بين عصاها واللحا
و بعثتُ الماءَ من صمَّ الصفا
قبلَ أن أبعثَ ظنا منجحا
يشتهون المالَ أن يبقيَ لهم
فلماذا يشتهون المدحا
يفصح اللحانُ بالجودِ وهمْ
فرطَ بخلٍ يعجمون الفصحا
جرتِ الحسنى غلاما ماجدا
لم يطع في الجود إلا النصحا
طولوا في حلبة ِ المجدِ له
فمضى يتبعُ رأسا جمحا
منجباً من آل إسماعيل لم
يروِ في الأخلاقِ إلا الملحا
كيفما طارتْ عيافاتُ الندى
حوله طرنَ يمينا سنحا
لا يبالي أيَّ زندٍ أصلدتْ
من أتى راحته مقتدحا
كلما ضاقت يدُ الغيثِ بما(80/13)
ملكتْ جاودها منفسحا
لربيب النعمة ِ اجتابَ الدجى
خابطٌ ينفضي قلاصا طلحا
حملَ الهمَّ وقد أثقله
جلدة َ العظمِ أمونا سرحا
توسعُ البيداءَ ظهرا خاشعا
في يدِ السير ورأسا مرحا
لا تبالي ما قضت حاجتها
ما دمي من خفها أو قرحا
حملتْ أوعية َ الشكرِ له
و انثنت تحملُ منه المنحا
أحرز الفضلَ طريفا تالدا
و المعالي خاتما مفتتحا
و جرى يقصُّ من آياته
أثرَ المجدِ طريقا وضحا
نسبٌ كيف ترامت نحوه
أعينُ الفخر أصابت مسرحا
أملسُ الصفحة ِ لم تعلقَ به
غمزة ٌ من قادحٍ ما قدحا
عود البدرَ وقد قابله
غرة ً بات بها مستصبحا
و رآه البحرُ أوفى َ جمة ً
منه بالنائل لما طفحا
و تسامت أعينُ الشعر إلى
أن يكونَ السامعَ الممتدحا
لم تجدِ أبكارهُ أو عونهُ
عنك في خطابها منتدحا
غير حراتٍ أراها مهملا
حقها عندكمُ مطرحا
كم ترى أن يصبرِ الشعرُ على
أن تهينوا مثلها أو يصفحا
أنتم استنزلتمُ عنها يدي
يعد ما عز بها أن أسمحا
و رغبتم في علا أنسابها
و كرامٍ من ذويها صلحا
و أرى مطلكمُ في مهرها
دام والمهرُ على من نكحا
وثقَ الشعرُ بكم واتصلتْ
غفلة ٌ تخجله فافتضحا
فاعذروه إن أتى مقتضيا
فلقد أنظركم ما صلحا
و مضى حولٌ على حولٍ ولم
ينتج الوعد الذي قد ألقحا
اذكروه مثلَ ما يذكركم
محسنا واستقبحوا ما استقبحا
و اعلموا أنّ قليبَ الشكرِ إن
هو لم يمددْ برفدٍ نزحا
و اصبحوا أيامكم واستخدموا
في المعالي هجنها والصرحا
بين نيروزٍ وعيدٍ أمسيا
رائديْ إقبالكم أو اصحبا
تكمهُ الأحداثُ عنكم إن أرى
طرفها غيركمُ أو المحا
اقترح تعديلا على القصيدة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> من الغادي تحطُّ به وتعلو
من الغادي تحطُّ به وتعلو
رقم القصيدة : 60007
-----------------------------------
من الغادي تحطُّ به وتعلو
نجائبُ من أزمتها الرياحُ
جوافلُ تحسب الظلمانُ منها
أضاء لوجهِ قانصها الصباحُ
فمرتْ كلُّ شائلة ٍ زفوفٍ
لها من غيرها اليدُ والجناحُ
ململمة ٍ لها ظهرٌ مصونٌ(80/14)
و بطنٌ تحت راكبها متاحُ
ترى سوطَ الشمال يشلّ منها
طرائدَ لا يكفُّ لها جماحُ
تراوح رجلُ سائقها يديه
و لا التعريس منه ولا البراحُ
تعبُّ الماءَ بين قذٍ وصافٍ
إذا ما عافت الإبلُ القماحُ
لعلك ترتمي بك أو سيقضي
إلى المجد الغدوَّ أو الرواحُ
فصلْ وخلوتَ من ولهي ووجدي
و قل ولك السلامة والفلاحُ
لمقتدحين في كبدي وساروا
لواعجَ ما لقاطنها براح
أظنا أنكم بنتم وأبقي
لبعضُ الظنَّ إثمٌ أو جناحُ
و يحسبُ بدرُ عجلٍ أنَّ ليلي
له من بعدِ غيبته صباحُ .
و أني بعده بمنى ً ولحظٍ
ينازعني إلى جذلٍ طماحُ .
إذن ففركتُ بعلَ المجدِ منه
و بنتُ من العلاء ولا نكاحُ
بمن ولمن أريدُ القلبَ عنكم
ليذهلَ وهو عندكمُ يراحُ
و من بدلٌ وهل عوضٌ وظهري
بكم يعرى وعزي يستباحُ
حملتُ فراقكم أو قيلَ جلدٌ
و خلف حشاي أسمة ٌ طلاحُ
و كيف تغيضُ لي نزواتُ دمعي
و تحت الدمع أجفانٌ قراحُ .
فهل فيكم على العدواء آسٍ
فإنّ البينَ في كبدي جراحُ
ألا عطفا على عيشٍ فسادٍ
يكون له بقربكمُ صلاحُ
و حرًّ قيدته لكم طليقا
من الناس المكارمُ والسماحُ
و قادته لكم خلاًّ صريحا
حبائلُ مدها المجدُ الصراحُ
و أخلاقٌ سقته فأسكرتهُ
و بعض خلائقيِ الكرماءِ راحُ
نكصتُ وقد أحالَ على قرنٌ
له سيفانِ شوقٌ وارتياحُ
كأنّ دمي الحرامَ على يديه
بعيدَ البينِ ما لكمُ المباحُ
فمن يكُ في النوى بطلا فإنيّ
أنا المقتولُ والبينُ السلاحُ
فجعتُ بقربكم والعهدُ طفلٌ
و ساعة ُ وصلنا بكرٌ رداحُ
و ما شبعت برؤيتكم لحاظٌ
سواغبُ لي ولا بردَ التياحُ
و حتى بعدَ أملسَ لم تعلقْ
له بذيول طيبِ الوصلِ راحُ
فراقٌ سابقَ اللقيا وعطفٌ
من الأيام زاحمه اطراحُ
و نهزة ُ نهلة ٍ لم تحلُ حتى
تأجن ماؤها الشيمُ القراحُ
كأنَّ الدهرَ قامرني عليها
معالجة ً فخانتني القداحُ
لئن قصرت مساعيها وضاقت
ففي الأشواقِ طولٌ وانفساحُ
فإن كسرتْ عصا جلدي عصاها
فآمالي برجعتها صحاحُ
و قد يلد السرورُ على عقامٍ(80/15)
و يحيا بعد ما مات المراحُ
لعلك يا بنَ أكرمهم يمينا
و أقدمهم إذا كرهَ الكفاحُ
و أوسعهم قرى وأعمَّ قدرا
إذا ما الكلبُ أعجزه النباحُ
بقربك أن ستخبرُ أو سيقضي
لهذا الخرقِ رقعٌ وانتصاحُ
فترجعَ لي ليالٍ صالحاتٌ
بكم فاتت وأيامٌ ملاحُ
و ينبتُ تحت ظلكمُ لحالي
جناحٌ حصه القدرُ المتاحُ
علقتكمُ هوى ً ومنى ً فما لي
على الأيام غيركم اقتراحُ
و بعتُ بكم بني دهري ودهري
فعدت وملء حضنيَّ الرياحُ
أقول وقد تعرم جرح حالي
و سدَّ على مطالعيَ السراحُ
و كاشفني وكان مجاملاً لي
عبوسُ الوجه من زمني وقاحُ
و قد منعتْ غضارتها وجفتْ
على أخلاقها الأيدي الشحاحُ
غداً يا نفس فانتظري أناسا
همُ فرجٌ لصدركِ وانشراحُ
ستطلعُ من بني عيسى عليك ال
أكفُّ البيضُ والغررُ الصباحُ
ثقي بغنى ثراك غداً براحٍ
يطلُّ بها جدوبكِ أو يراحُ
و لا تتسغبي أسفا ويأسا
فعند مغالق الأمر انفتاحُ
سينهضُ سقطتي منهم غلامٌ
عزائمهُ الأزمة ُ والصفاحُ
كريمٌ جاره حرمٌ منيعٌ
على الأيام أو حيٌّ لقاحُ
كأنَّ الفضلَ في ناديه صوناً
فتاة ُ الحيّ تمنعها الرماحُ
هو ابتدأ الندى لم أحتسبه
و أوري لي ولم يكن اقتداحُ
و درتْ راحتاه ولم تعصبْ
و كم من مزنة ٍ لا تستماحُ
و ظني أن سيشفعها بأخرى
يسابقُ سعيهَ فيها النجاحُ
تقوم بها على ميدٍ قناتي
و تلحمُ من خصاصتيَ الجراحُ
و تنتجُ من كرائم رأيه لي
بجانبِ جاهه فيها لقاحُ
و عندي في الجزاء مسوماتٌ
لها بالشكر مغدى ً أو مراحُ
حلى الأعراضِ تضحك في تريبٍ
لها عقدٌ وفي صدرٍ وشاحُ
لها الغرضان من معنى ً دقيقٍ
تقوم بنصره كلمٌ فصاحُ
أبوها فارسٌ وكأنّ قومي
بها عدنانُ أو داري البطاحُ
و أفضلُ ما جزيت أخاً بودًّ
و إحسانٍ ثناءٌ وامتداحُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> قلْ للزمان صلحا
قلْ للزمان صلحا
رقم القصيدة : 60008
-----------------------------------
قلْ للزمان صلحا
قد عاد ليلي صبحا
جادَ فزار قمرٌ
كان لوى وشحا
يلبس جنحا من دجى ال(80/16)
ليل وينضو جنحا
فردَّ ريحاً ناششقا
كاظمة ً والسفحا
كانّ فأرَ تاجرٍ
أنحى عليها ذبحا
يبعثُ منها برده
مع النسيم نفحا
غلس شوقا وأصا
ب فرصة ً فأضحى
طال به الليلُ نعي
ما والنهارُ سبحا
يا لسقامِ آملٍ
برا به وصحا
و رشفة ٍ كانت على
نارِ حشاي نضحا
رشّ الغليلَ بردها
و بلَّ ذاك البرحا
كانت سبارَ كبدي
و كان شوقي جرحا
سل ظبية الوادي تل
سُّ بانهُ والطلحا
لها بنعمانَ طلاً
تلوي عليه الكشحا
أأنتِ أم ظمياءُ زر
تِ لاغبين طلحا
توسدوا مناسما
و ركباتٍ قرحا
أم جئتنا بسحرها
تلفتا ولمحا
قاربتها ملاحة
و فضحتكِ ملحا
يا ابنة َ أمّ البدر يا
أختَ نجومِ البطحا
إساءة ً ومللا
أزدْ أسى ً وصفحا
لحا عليكِ حاسدٌ
و حيثُ ردَّ لحا
حبك خرقٌ لا أرى
له الملامَ نصحا
فالعذلُ غشٌّ لي ولو
مات العذولُ نصحا
أنكرتِ ابتسامَ أي
امي وكنَّ كلحا
و أبصرتْ جدى غدا
فكاهة ً ومزحا
و ما أحستْ أنّ رب
معَ الهمَّ قد أمحا
و أعذبَ الشربُ الذي
كان الأجاجَ الملحا
أضحت خطا البين ال
يَّ باللقاء تمحى
و عاد بالمهذبِ ال
دهرُ البخيلُ سمحا
أهلا وقد مات الحيا
حتى أمات السرحا
و كشرتْ درداً سنو
نَ أربعٌ وقلحا
و عاد ضرعُ الناب من
تحت العصابِ قرحا
بغرة ٍ تزيدُ في
ليلِ الجدوب قدحا
و بيدٍ يعدى ندا
ها اللحزينَ الرسخا
إن قطرتْ فوابلا
أو هطلتْ فسحا
ميمونة ٍ ما مسحتْ
بساطَ أرضٍ مسحا
إلاّ كستْ غدائرا
هامَ رباها الجلحا
لا تعجبوا إن أصفرتْ
و مولَ الأشحا
هل يسمنُ العود يش
ظَّى أبدا ويلحى
لو أنها بحرٌ لأف
نتها الحقوقُ نزحا
و مرحباً بهنَّ أخ
لاقا رطابا سمحا
إذا السجايا فترتْ
عدنَ نشاوي مرحا
أبلجُ زكاه الندى
فما يخاف جرحا
جهدتَ يا عائبهُ
فهل وجدتَ قدحا
تنحَّ عن مكانه
من العلا . تنحا
يا بن عليًّ فتمُّ ال
أشواطَ جدعا قرحا
علوتم الناسَ ترا
با والنجومَ سطحا
لم تدعوا ربابة ً
للمجد تحوي قدحا
إلا لكم فورتها
منحا بها وسنحا
طينة ُ بيتٍ أرضه
فوق السماء تدحى
و دوحة ٌ أفرط في(80/17)
ها من أطال السرحا
بثمركم حاملة ٌ
و لم تهجنْ لقحا
جملة ُ مجدٍ كنتمُ
تفصيلها والشرحا
كلُّ غلامٍ كافرٌ
تحت اللثامِ الصحبا
يفرعُ من شطاطهِ
قبلَ الركوبِ الرمحا
يرمي بعينيه طمو
حا في العلا وطرحا
كما تفعى َّ أرقمٌ
بالرمل يذكي اللمحا
إذا أحسَّ نبأة ً
كشَّ لها وفحا
علقتم تحت شنو
فِ الدهرِ بلجا قرحا
و بعتُ من بعتُ بكم
فعبَّ بحري ربحا
زوجتُ آمالي بكم
فولدتْ لي النجحا
لولا هناتٌ كالشرا
رِ يلتمعن لفحا
و غفلة ٌ تحرقِ في
وجهِ الجمالِ القبحا
و حاجة ٌ تحفزني
يضربُ عنها صفحا
و كم غضبتُ ثم عد
تُ أستميح الصلحا
و شفعتْ نفسي لكم
فحال عتبي مدحا
يا بدرُ هذي الشمسُ مه
داة ٌ إليكَ نكحا
ففز بها وقل لها
نصرا بكم وفتحا
ملكتَ بلقيسَ بها
و ما نقلتَ الصرحا
أقررتها عينا وأع
ينُ الأعادي قرحي
و اجتلِ نجما مشرقا
منها وصبحا صبحا
و اذخرْ ثنائي لبني
ك كيمياء صحا
أنظم منه لهمُ
قلائدا ووشحا
يخطر فيها الحض
ريُّ بدوياً قحا
يتلون منه ما تلو
ن خطباء فصحا
ما ألرقض الأيكَ الحما
مُ طربا وسجحا
و ما جرى الصومُ وجا
ء الفطرُ يحدو الأضحى
Free counter
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سلْ في الغضا وصبا الأصائل تنفحُ
سلْ في الغضا وصبا الأصائل تنفحُ
رقم القصيدة : 60009
-----------------------------------
سلْ في الغضا وصبا الأصائل تنفحُ
هل ريحُ طيبة َ في الذي يستروحُ
و هل النوى وقضاؤها متمردٌ
تركتْ برامة َ بانة ً تترنحُ
أم شقَّ ليلَ الغورِ عن أقمارهِ
بعدي يدٌ تمطو وطرف يطمحُ
أهلُ القباب وَ من بهم لمصفدٍ
بالبعد أتلعَ بالعراق وأبطحزا
جعلوا اللوى وعدَ اللقاء فقربوا
و رمتْ تهامة ُ دونهم فتنزحو
و وراءهم عينُ الغوير وهامة ٌ
رعناءُ من أجإٍ ورحبٌ صحصحُ
وَ سيالُ طيًّ في رؤوس صعادها
و الخيلُ تزبنُ في الحديد وترمحُ
فمن المطالبُ والغريمُ ببابلٍ
و الدينُ يحجبه الأراكُ و توضح
يا موردي ماءَ النخيل هناكمُ
أن تعذبوا وشروبُ دجلة َ تملحُ(80/18)
هل في القضية ِ عندكم من نهلة ٍ
تروي بها هذي القلوبُ اللوحُ
تردُ الغرائبُ آنساتٍ بينكم
و أسيركم يجدُ الفراتَ فيقمحُ
لا سكرة ُ البلوى ببابلَ بعدكم
تصحو ولا ليلُ البلابلِ يصبحُ
كم سهمِ رامٍ عندكم أهدفته
قلبي ولكن تقتلون ويجرحُ
و تملحت لي ظبية ٌ غورية ٌ
سنحتْ وظبيتكم بنجدٍ أملحُ
إما عدتْ عنكم بسيطة ُ عامرٍ
فطراة ُ شيبة َ بالمناسم يرضحُ
و الحرتان وزندُ ناجرَ فيهما
إما يشبُّ لظى ً وإما يقدحُ
فلكمْ على الزوراءِ من متعلقٍ
بشكيمتي شعفا ورأسي يجمعُ
و كريمة ِ الأبوين أطرقُ بيتها
و الليلُ بابن سمائه متوضحُ
و على ّ من ثوبي هواي وعفتي
شوقٌ يبلُّ وخلوة ٌ لا تقبحُ
و محجب الأبوابِ في ربعانه
أضحت مغالقه لشعري تفتحُ
تتراحم الآمالُ حولَ بساطه
عظما ولي منه المكانُ الأفيح
رفضَ الكلامَ الوغدَ يعلم أنه
يهجي سوى فقري بما هو يمدحُ
و مشى يجرُّ قلائدي متخايلا
فيها يقلدَّ درها ويوشحُ
و على السدير و حيرة النعمان لي
من خاطبٍ لو أنّ وديَ ينكحُ
و فتى ً ذؤابة ُ هاشمٍ آباؤه
ديناً وبيناه منى ً و الأبطحُ
رضعَ النبوة َ وارتبي في حجرها
جذعا على طول الإمامة يقرحُ
و رمى بطرفيه السماءَ فلم يفت
طرفيه من ذلك المجرة ِ مطرحُ
عمرو العلا أدته عن عمرو العلا
أمٌّ متممة ٌ وفحلٌ ملقحُ
شرفٌ إلى الزهراء مسرى عرقهِ
و على الوصيَّ فروعه تترشحُ
تتهابطُ الأملاكُ بين بيوته
و تطير وهي بهديه تستنجحُ
يا راكبَ الوجناءِ ينقل رحلهُ
عنقٌ لها ذللٌ وذيلٌ ملوحُ
تمضي عزوفا لا تغرّ ببوها
يلقى السقائطَ بالفلاة ِ ويطرحُ
و اذا أراها الخمسُ ماءَ عشية
عدته قانعة ً لآخرَ يصبحُ
بلغ كأنك مفصحا غيلانُ وان
تفض الطريقَ كأن عنسك صيدحُ
الكوفة ُ البيضاءَ أنَّ بجوها
قمرا تغاظ به البدورُ وتفضحُ
عرجْ وقل لأبي عليًّ مالئا
أذنيهِ حيتك الغوادي الروحُ
و سقتك كفك فهي أغزرُ ديمة ً
ما فلصتْ عنك السحابُ الدلحُ
و ازداد مجدك بسطة ًز إنارة ً
و علوُّ جدك والجدودُ تطوحُ(80/19)
فتَّ الصفاتِ فلجلجَ المثني بما
تولي وأعجمَ في علاك المفصحُ
فالبدرُ تمَّ وأنت أكملُ صورة ً
و البحرُ عمّ وأنت منه أسمحُ
و الخادرُ الحامي حمى أشبالهِ
لك عن وليجة ِ غابه يتزحزحُ
تركتْ سيادتها العشيرة ُ رغبة ً
لك في اقتبالك وهي بزلٌ قرحُ
و رأتْ زئيرك دونها فتأخرت
و ثعالبُ الأعداءِ فيها تضبجُ
جمعتَ ألفة َ عزها وعزيبها
بقنا العدا طردا يشلُّ ويسرحُ
و شفتْ سيوفك من بني أعمامها
داءً تضيقُ به الصدورُ وتبرحُ
دينٌ شكوت إلى الحسامِ مطالهُ
فقضاه والسيفُ المشاورُ أنصحُ
دمنٌ على القربي تزيدُ عداوة ً
فخروقها ما بينكم لا تنصحُ
حسدوا تقدمَ فضلكم فحقودهم
لا تنطفي وفسادهم لا يصلحُ
زحموك أمس فعاركوا ملمومة ً
صماءَ يوقصُ ركنها من ينطحُ
فسقيتهم كأسا مجاجتها الردى
شربوا على كرهٍ لها ما يجدحُ
يا جامعَ الحسناتِ وهي بدائدٌ
و مرب روضِ الفضل وهو مصوحُ
كفٌّ تخفُّ مع الرياح سماحة ً
و مهابة ٌ تزن الجبالَ وترجحُ
قد جاءت الغرر الغرائبُ طلعا
كالشهب تثقبُ في الدجى وتلوحُ
ثمرٌ بغرسك قد حلتْ مجناتهُ
و نتائجٌ من بحر فكرك تلقحُ
فنطقن والأشعار خرسٌ عندنا
و نجون سبقا والقوافي طلحُ
فكأنَّ روضَ الحزنِ تنشره الصبا
ما ظلتُ من قرطاسها أتصفحُ
فسوادها من ناظري ما يمحي
و سدادها من خاطري ما يبرحُ
ألفتها من جوهرٍ في النفس لا
يفنى ومعدنِ فكرة ٍ لا ينزحُ
نظمتْ ليَ الحسنَ المبرز والهدى
فكأنني بنشيدهنَّ أسبحُ
و أما وذرعكِ في العلاء فإنه
قسمٌ لباع الصدقِ فيه مسرحُ
ما خلتُ صدقَ القول شخصا ماثلا
يهدى وأن الرفد سحرٌ يمنحُ
جاريتها متحذرا من سبقها
و البرقُ يكبو عن مداي ويكبحُ
و متى أقوم مكافئا بجزائها
و نداك مفترعٌ بها مستفتحُ
كرمٌ تطلع من شريفِ خلائقٍ
أصفى من المزن العذابِ واسجحُ
لم أرمه بسهام تقديرٍ ولم
أطرح له الآمالَ فيما أطرحُ
فلترضينك إن قبلتَ معوضة ٌ
مما أصونُ بحائلٍ تتنفحُ
سيارة ٌ في الخافقين فذكرها
ذكرُ الغمائم باكرٌ متروحُ(80/20)
تجزي الرجالَ بصدقهم فصديقها
في غبطة ٍ وعدوها لا يفرحُ
مجنوبة ٌ لك لا تزال جباهها
أبدا على السبق المبرحِ تمسحُ
فامدد لها رسنَ الرجاءِ فإنها
بالودَّ تشكمُ والكرامة ِ تشبحُ
مهما تعرضُ للرجالِ بدينها
فمديحها لك بالغلوّ يصرحُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أتكتمُ يومَ بانة َ أم تبوحُ
أتكتمُ يومَ بانة َ أم تبوحُ
رقم القصيدة : 60010
-----------------------------------
أتكتمُ يومَ بانة َ أم تبوحُ
و أجدرُ لو تبوحُ فتستريحُ .
حملتَ البينَ جلدا والمطايا
بوازلها بما حملتْ طلوحُ
و قمتَ وموقف التوديع قلبٌ
يطير به الجوى وحشاً تطيحُ
تلاوذُ حيثُ لا كبدٌ تلظى
بمعتبة ٍ ولا جفنٌ قريحُ
فهل لك غير هذا القلبِ تحيا
به أو غير هذي الروحِ روحُ
لعمرُ أبي النوى لو كان موتا
جنتْ لك فهو موتٌ لا يريحُ
يفارقُ عاشقٌ ويموتُ حيٌّ
و خيرهما الذي ضمنَ الضريحُ
و قال العاذلون البعدُ مسلٍ
فما لجواك ضاعفه النزوحُ .
و في الأظعانِ طالعة ً أشياً
أبو لونين مناعٌ منوحُ
سلافة ُ ريقهِ بسلٌ حرامٌ
و وردة ُ خده مما يبيحُ
إذا كتمته خالفة ٌ وخدرٌ
وشى بمكانه المسكُ النضيحُ
أسارقه مسارقة ً ودون ال
خلاطِ به الأسنة ُ والصفيحُ
و لم أرَ صادقَ العينين قبلي
أضلَّ فدله شمٌّ وريحُ
أيا عجبا يهتكُ في سلاحي
و قد حطم القنا طرفٌ طموحُ
و يقنصني على إضم وقدما
قنصتُ أسودها رشأٌ سنيحُ
رمى كبدي وراح وفي يديه
نضوح دمي فقيل هو الجريحُ
و أرسلَ لي مع العواد طيفا
يرى كرما وصاحبهُ شحيحُ
إذا كربَ الرميُّ يبلُّ شيئا
ألمَّ فدميتْ تلك القروحُ
فقال كم القنوطُ وأنت تحيا
و كم تأتي الغنيَّ وتستميحُ
شكوتَ وَ من أرى رجلٌ صحيحٌ .
فقلتُ له وهل يشكو الصحيحُ
فما لك يا خيالُ خلاك ذمٌّ
أتاحك لي على النأي المتيحُ .
فكيف وبيننا خيطا زرودٍ
قربتُ عليكَ والبلد الفسيحُ .
أعزمٌ من زعيم الملك تسري
به أم من ندى يده تميحُ
حملتَ إذاً على ملكٍ كريم
إلى رحلي يعودُ بك المسيحُ(80/21)
و جئتَ بنائلِ لا البحرُ منه
بمنتصفٍ ولا الغيثُ السفوحُ
حمى اللهُ ابنَ منجبة ٍ حماني
و قد شلت على الراعي السروح
و سدَّ بجوده خلاتِ حالي
و قد ضعفتْ على الخرقِ النصوحُ
تكفلَ من بني الدنيا بحاجي
نتوجٌ في عقائمها لقوحُ
تفرغ لي وقد شغلَ المواسي
و خالصني وقد غشَّ الصريحُ
و قام بنصرِ سؤدده فسارتْ
مطالعهُ وأنجمهم جنوحُ
حلتْ مدحي لقومٍ لم يهشوا
و غناه فأطربه المديحُ
كأنّ الشعرَ لم يفصحْ لحيًّ
سواه وكلهم لحنٌ فصيحُ
جوادٌ في تقلبِ حالتيه
فلا سعة ٌ تبين ولا رزوحُ
إذا قامت له في الجود سوقٌ
فكلُّ متاجرٍ فيها ربيحُ
تمرن في السيادة منه ماضٍ
على غلوائه لا يستريحُ
جرى متدفقا في حلبتيها
كما يتدفق الطرفُ السبوحُ
و جمع ملكُ آل بويه منه
على ما شتت الكافي النصيحُ
يقلبُ منه أنبوبا ضعيفا
تدينُ له الصفائح والسريحُ
و كان الفارسَ القلميَّ يبلى
بحيثُ يعردُ البطلُ المشيحُ
ورى بضيائه والليلُ داجٍ
خفوقَ النورِ منبلجٌ وضوحُ
أضلَّ الناسَ في طرق المعالي
سبيلاً بين عينيه يلوحُ
و ضمَّ الحبلَ محلولي مريراً
أخو طعمينِ منتقمٌ صفوحُ
فيوم الأمنِ ورادٌ شروبٌ
و يوم الغبن عيافٌ قموحُ
أبا حسنٍ عدوك من ترامى
به الرجوانِ والقدرُ الجموحُ
إلى متمرد المهوى عميقٍ
فتطرحه مهالكهُ الطروحُ
تفرسَ في الغزالة ِ وهو أعشى
ليقدحَ في محاسنها القدوحُ
يناطحُ صخرة ً بأجمَّ خاوٍ
أيا سرعانَ ما حطمَ النطيحُ
بحقك ما أبحتك من فؤادي
مضايقَ لم ينلها مستميحُ
أصارك وهي خافية ٌ إليها
ودادك لي ونائلك السجيحُ
فإن أخرستَ ريبَ الدهر عنيّ
بعونك والنوائبُ بي تصيحُ
و لم تبعلك بي مترادفاتٌ
من الحاجاتِ تغدو أو تروحُ
و غيرك حامَ آمالي عطاشا
عليه وما يبلُ لهنّ لوحُ
تزاورَ جانبا عن وجه فضلي
فضاع عليه كوكبيَ الصبيحُ
جفاني لا يعدُّ عليَّ ذنبا
بأعذارٍ وليس لها وضوحُ
أعاتبهُ لأنقله ويعيا
بنقلِ يلملمَ اليومُ المريحُ
و كم أغضيتَ إبقاءً على ما(80/22)
أتى وسترتَ لو خفيَ القبيحُ
فلا تعدمك أنتَ مكرراتٌ
على الآفاق تقطنُ أو تسيحُ
لها أرجٌ بنشرك كلّ يومٍ
على الأعراض ضوعته تفوحُ
تصاعدُ في الجبالِ بلا مراقٍ
و يقذفُ في البحار بها السبوحُ
تمرُّ عليكَ أيامُ التهاني
و منهنّ المباركُ والنجيحُ
بجيدِ المهرجان وكان عطلا
قلائدُ من حلاها أو وشوحُ
بشائرُ أنَّ عمركَ في المعالي
يعدُّ مضاعفا ما عدَّ نوحُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لمن صاغياتٌ في الحبلِ طلائحُ
لمن صاغياتٌ في الحبلِ طلائحُ
رقم القصيدة : 60011
-----------------------------------
لمن صاغياتٌ في الحبلِ طلائحُ
تسيلُ على نعمانَ منها الأباطحُ
تخابط أيديها الطيرقَ كأنها
موائرُ في بحر الفلاة سوابحُ
دجا ليلها وهي السهام تقامصا
فلم ينصرم إلا وهنَّ طرائحُ
كأنَّ الوجى سرٌّ تخاف انتشاره
فمنها مرمٌّ بالتشاكي وبائحُ
حملنَ شموسا في الحدوج غواربا
و ليلُ السرى منهن أبلجُ واضحُ
ينوء بها أن القدودَ خفائفٌ
و يظلعها أن المتونَ رواجحُ
و فيهنّ منصورُ السهام مسلطٌ
لعينيه أن تدوى القلوبُ الصحائحُ
يطير جبارا ما أراقت لحاظه
إذا وفيتْ حكمَ القصاص الجرائحُ
رماني ونسكُ الحجّ بيني وبينه
و لم يدر أنّ الصيد في الحجّ قادحُ
طرحتُ بجمعٍ نظرة ً ساء كسبها
و تبعثُ شراً للعيون المطارحُ
فإن سترتْ تلك الثلاثُ على منى ً
هواي فيومُ النفرِ لا شكّ فاضحُ
بكيتُ ولامَ العاذلاتُ فلم تغضْ
على رقية ِ العذلِ الدموعُ السوافحُ
و لم أرَ مثلَ العينِ تشفى بدائها
و لا كالعذول يجتوى وهو ناصحُ
أمنكِ ابنة َ الأعراب طيفٌ تبرعتْ
به هبة ُ التغويرِ والليلُ جانحُ
طوى الرملَ حتى ضاق بيني وبينه ال
عناقُ وما بيني وبينكِ فاسحُ
فباتَ على ما ترهبينَ ركوبه
هجوما وفيما تمنعين يسامحُ
رعى اللهُ قلبا ما أبرَّ بمن جفا
و أثبتَ عهداً والعهودُ طوائحُ
و أوسعَ ذرعا بالوفاء وصونهِ
إذا ضاق ما تطوى عليه الجوانحُ
عذيريَ من دهري كأني أريده(80/23)
على الودّ سلما وهو قرنٌ مكافحُ
و صحبة ِ خوانينَ بائعهم وإن
تكثر منهم بالتوحدِ رابحُ
أخوهم أخو الذئب الخبيثِ يدله
على الدمِ ما تملي عليه الروائحُ
و أيدٍ سباطٍ وهي بالمنع جعدة ٌ
تلاطمني منها اللواتي أصافحُ
يضيء على أبصارهم ضوءُ كوكبي
و موضعهُ من مطلع الفضل لائحُ
قعدتُ مع الحرمانِ بينَ ظهورهم
و طائرُ حظي لو تعيفتُ سانحُ
لقد كان لي عن بابلٍ وجدوبها
مذاهبُ يتلوها الغنى ومنادحُ
تركتُ عبابَ البحر والبحرُ معرضٌ
و أملتُ ما تسقى الركايا النوازحُ
و لو نهضتْ بي وثبة ُ الجدَّ زاحمتْ
على الماء هذى الآبياتُ القوامحُ
إذاً لسقاها ناصرُ الدين ما استقتْ
كبودٌ حرارٌ أو شفاهٌ ملاوحُ
و قد كانت الزوراءُ دارَ إقامة ٍ
و منعمة ٍ فيها المنى والمفارحُ
زمانَ العلا محفوظة ٌ في عراصها
ثقالٌ وميزانُ الفضائلِ راجحُ
فقد حولتْ تلك المحاسنُ وانتهتْ
إلى غيرها في الأرض تلك المنائحُ
و أضحتْ عمان للمكارمِ رحلة ً
تراحُ عليها المتعباتُ الروازحُ
بها الملكُ طلقٌ والمغاني غنية ُ ال
ربا ومساعي الطالبين مناجحُ
يضوع ثراها بالندى فتخالها
رياضا وكانت قبلُ وهي ضرائحُ
يدبرها سبط اليدين بنانه
لمقفل أرزاق العباد مفاتحُ
صفا جوها بعد الكدور بعدله
و طابت حساياها الخباثُ الموالحُ
فما غيرها فوق البسيطة للعلا
مقرٌّ على أن البلاد فسائحُ
و لا ملكٌ إلا وفضلة ُ ربها
عليه إذا عدَّ الملوكُ الجحاجحُ
بهمة محي الأمة اجتمعت لها ال
بدائدُ وانقادت إليها الجوامحُ
بأروعَ وسمُ الملكِ فوق جبينه
إذا ارتابت الأبصارُ أبلجُ واضحُ
إذا نسبَ الأملاكُ لم يخش خجلة َ ال
دعاوى ولم تدخل عليه القوادحُ
من النفر الغرّ الذين ببأسهم
و نعمائهم تلقى الخطوبُ الفوادحُ
إذا ما دجت عشواءُ أمرٍ فأمرهم
و نهيهمُ شهبٌ لها ومصابحُ
لهم قصباتُ السبق في كل دولة
هم السرُّ منها والعتاقُ الصرائحُ
ينالون أقصى ما ابتغوه بأذرع
مخاصرها صمُّ القنا والصفائحُ
أصولُ علاً منصورة ٌ بفروعها(80/24)
إذا غاب ممسٍ منهمُ هبَّ صابحُ
و ربَّ يمينُ الدولة المجدَ بعدهم
كما ربت الروضَ الغيوثُ السوافحُ
جرى جريهم ثم استتمّ بسبقه
و كم وقفتْ دون الجذاعِ القوارحُ
همامٌ مع الإصرار مصطلمٌ لمن
عصى ومع الإقرار بالذنب صافحُ
تسنمَّ أعوادَ السرير محجبٌ
لواحظه شرقا وغربا طوارحُ
تراصدُ جرى َ الأرض رجعاتُ طرفه
كما ركبَ المرباة َ أزرقُ لامحُ
ألا أيها الغادي ليحملَ حاجتي
لعلك إن بلغتَ بالنجح رائحُ
أعد في مقرّ العزّ عني تحية ً
يذكي النسيمَ طيبها المتفاوحُ
و قل عبدك المشتاقُ لا عهدهُ عفا
و لا وجدهُ إن نقلَ الوجدُ نازحُ
و من لم يخيبْ قطّ عالي ظنونه
لديك ولم تخدجْ مناه اللواقح
و أغنيته عمن سواك فلم يبلْ
جفا مانعٌ أو برّ بالرفد مانحُ
قليبٌ قريبٌ لي ببغدادَ ماؤها
و منبعها شحطَ النوى متنازحُ
لها كلّ عامٍ من سماحك ناهزٌ
و من عهدك الوافي رشاءٌ وماتحُ
إذا ما استدرَّ الشكرُ سلسالَ صوبها
و جاءك عني تمتريها المدائحُ
أتتني وبطنُ البحر ظهرُ مطيها
فروتْ غليلي والسفينُ النواضحُ
و ما زادها التنقيصُ إلا غزارة ً
و إلا صفاءً طولَ ما أنا نازحُ
تبلُّ ثرى أرضي وجسميَ وادعٌ
و تثمرُ لابني وهو ساعٍ مكادحُ
كلانا سقى من عفوها وزلاها
و إن حبستني عقلتي وهو بارحُ
فللهِ مولى منك ما ليَ عنده
و متجرُ من يدلي بجاهيَ رابحُ
و ها هو قد كرت اليك رجاءهُ
سوائرُ حاجٍ طيرهنَّ سوانحُ
فأمرك زاد اللهُ أمرك بسطة ً
بما عودت تلك السجايا السحائحُ
أعنْ جهده واعرف له خوض زاخرٍ
يهزُّ الضلوعَ موجه المتناطحُ
و لم أستزدْ نعماك إلا ضرورة ً
و قد تستزادُ المزنُ وهي دوالحُ
بما ثقلتْ ظهري الخطوبُ وضاعفتْ
تكاليفَ عيشي وانتحتني الجوائحُ
و ما بثَّ من زغبٍ حواليَّ كالقطا
تنزى الشرار أعجلتها المقادحُ
أمسح منهم كلَّ عطفٍ أسفتُ إذ
أتاني وقد بيضنَ منيّ المسائحُ
نجوتُ على عصرِ الشبيبة ِ منهمُ
و أرهقني المقدارُ إذ أنا قارحُ
فدتك ملوكٌ ذكرُ مجدكِ بينهم(80/25)
مثالبُ في أعراضهم وجرائحُ
إذا لعنوا صلتْ عليك محافلٌ
صفاتك قرآنٌ لها ومسابحُ
حموا مالهم أن تنتحى بنقيصة
عقائلهُ والسارياتُ السرائحُ
و مالكَ في الآفاق شتى ً موزعٌ
كرائمهُ والباقياتُ الصوالحُ
سهرتَ ونام الناسُ عما رأيته
كأنك للعلياء وحدك طامحُ
و جاريتَ سيبَ البحرِ ثم فضلته
و هل يستوي البحرانِ عذبٌ ومالحُ
أعرنيَ سمعا لم تزل مطرباً له
إذا ما تغنته القوافي الفصائحُ
و أصغِ لها عذراءَ لولاك لم تجب
خطيبا ولم يظفر بها الدهرَ ناكحُ
من الباهراتِ لم تحدثْ بمثلها ال
نفوسُ ولم توصل إليها القرائحُ
ظهرتُ بها وحدي على حين فترة ٍ
من الشعر برهاني بها اليومَ لائحُ
و منْ شرفِ الأشعار أنك سامعٌ
و من شرف الإحسان أنيَ مادحُ
و منْ ليَ لو أني مثلتُ مشافها
أفاوضها أسماعكم وأطارحُ
و أن ينهضَ الجدُّ العثورُ بهجرة ٍ
تعالجُ أشواقي بها والتبارحُ
و يا ليتما ريح الشمال تهبُّ لي
فتطلعني منها عليك البوارحُ
و كيف مطاري والخطوب تحصني
و أخدي شوطي والليالي كوابحُ
و قد كان جبن القلب يقعدُ عنكمُ
فقد ساعدته بالنكولِ الجوارحُ
و أقسمتِ الستونَ ما لخروقها
إذا اتسعتْ في جلدة المرءِ ناصحُ
و إني على أنسي بأهلي وموطني
لأعلمُ أنَّ العيشَ عندك صالحُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أرى طرفها أنّ الخضابين واحدُ
أرى طرفها أنّ الخضابين واحدُ
رقم القصيدة : 60012
-----------------------------------
أرى طرفها أنّ الخضابين واحدُ
و لكنه ما بهرجَ الشيبَ ناقدُ
ضلالة ُ حبًّ غادرتني مزورا
عذاري وإني لو أفقتُ لراشدُ
يقولون عمرُ الشيبِ أطولُ بالفتى
و ما سرني أني مع الشيبِ خالدُ
أماضٍ فغدارٌ زمانٌ أباحني
حريمَ الهوى أم حافظٌ لي فعائدُ
و دارينِ من عالي الصراة ِ سقتها ال
بوارقُ ربعيَّ الهوى والرواعدُ
ألفتهما والعيشُ أبيضُ ضاحكٌ
بربعهما والظلُّ أخضرُ باردُ
و ندمانُ صبحي صاحبٌ متسمحٌ
معي وضجيعُ الليل إلفٌ مساعدُ
و أخرسُ مما سنت الفرسُ ناطقٌ(80/26)
يهبُّ رياحا روحه وهو راكدُ
على صدره بالطول سبعٌ ضعائفٌ
تدبرها بالعرضِ سبعٌ شدائدُ
و خمسٌ سكونٌ تحت خمسٍ حواركٍ
تمدُّ ثلاثاً يمتطيهنَّ واحدُ
يشردُ من حلم الفتى وهو حازمٌ
فيرجعُ عنه فاسقا وهو عابدُ
و قوراءُ ماءُ الكرم أحمرُ ذائبٌ
عليها وماء التبر أصفرُ جامدُ
تمثلُّ بهرامَ الكواكبِ قائما
بها حيثُ بهرامُ الأكاسر قاعدُ
أميرانِ يخفي قائمَ السيفِ قابضٌ
عليه ويبدي درة َ التاج عاقدُ
تبينُ وحباتُ المزاج نوازلٌ
و تخفي وحبات الحبابِ صواعدُ
مصالحُ عيشٍ والفتى من خلالها
إذا لاحظ الأعقابَ فهي مفاسدُ
و دنيا لسانُ الذمّ فيها محكمٌ
و لكنها عند الحسين محامدُ
اليكم بني الحاجاتِ إنيَ رائدٌ
ليحبسَ جارٍ أو ليبركَ واخدُ
أبٌ بكمُ برٌّ وأنتم معقة ٌ
أخٌ لكمُ دنياً وأنتم أباعدُ
حبيبٌ إليه ما غنمتم كأنه
إذا جادَ مرفودٌ بما هو رافدُ
أناة ُ ومن تحت القطوبِ تبسمٌ
أواناً وفي عقب الأناة ِ مكايدُ
محاسنُ لا ينفكّ ينشرُ حامدٌ
لها بعضَ ما بطوي على الغلَّ حاسدُ
و لما جلاك الملكُ في ثوب جسمه
تراءت على قدر العروس المجاسدُ
أثبتُ بها عذراء ما افتضَّ مثلها
سوى ربها ما كلُّ عذراءَ ناهدُ
بهائية تعزي لأشرفِ نسبة ٍ
لتيأس منها كلُّ نفسٍ تراودُ
لها أرجٌ للعز باقٍ وإنها
على عزّ من تهدى إليه لشاهدُ
على منكب الفخر استقرت ولم تكن
تلاقيك لو لم تدرِ أنك ماجدُ
أبانَ بها ما عنده لك إنما
تحلى لإكرام السيوف المغامدُ
فزاد بهاءَ الدولة ِ اللهُ بسطة ً
على أيّ علقٍ منك أضحى يزايدُ
لئن كان سيفا مرهفَ الحدّ إنه
ليعلمُ علمَ الحقّ أنك ساعدُ
أتانيَ ليلا قرَّ عينا مبشري
فأيقظن وهنا وإني لراقدُ
قمتُ فكفٌّ يشكر الدهرَ كاتبٌ
ثناك وخدٌّ يشكر اللهَ ساجدُ
و ناديتُ فانثالتْ معانٍ كأنّ ما
تنظمه منها القوافي فرائدُ
و تنقدن لي ما سرنَ ظهرَ مدائحي
إليك وهنَّ عن سواك حوائدُ
و ما كنّ مع طول القيام صواديا
ليسرحنَ إلا حيث تصفو المواردُ(80/27)
و لست كمن يعطي الأسامي نوالهُ
إذا جاد تقليدا وتلغى القصائدُ
و ما الشعرُ إلا ما أقامت بيوته
و سارت فأضحى قاطنا وهو شاردُ
و ما هو إلا في رقابٍ إذا فشا
به الحفظُ أغلالٌ وأخرى قلائدُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أقامتْ على قلبي كفيلا من العهدِ
أقامتْ على قلبي كفيلا من العهدِ
رقم القصيدة : 60013
-----------------------------------
أقامتْ على قلبي كفيلا من العهدِ
يذكرني بالقربِ في دولة البعدِ
فقولا لواشيها وإن كان صادقا
وفائي لها أحظى ولو غدرتْ عندي
خليليَّ ما للريح هبت مريضة ً
هل اجتدتِ البخالَ أم حملتْ وجدي
ضمنتُ من الداءين ما لا تقلهُ
على طرحها الشمُّ الهضابُ من الصلدِ
حنينٌ ولكن من لشملي بجامع
و مدُّ يدٍ لكن من الرجلُ المجدي
فلا حبَّ بل لاحظَّ نالك حظه
قد اشترك الأحبابُ والحظ في الصدَّ
و سمى زماني طولَ صبري تجلدا
عدمتك ما أبقيتَ بعدي للجلدِ
كما ذمَّ منْ قبلي ذممتك عالما
بأنك موقوفٌ على الذمَّ من بعدي
و لكن تجاوزْ لي بصرفك ماجدا
إليه إذا جارتْ صروفك أستعدي
إذا الصاحبَ استنجدتهُ فوجدتهُ
فرعني فيمن غيره شئتَ بالفقدِ
و إن مرَّ في الأحباب عيشٌ بغيره
فحسبي بعلم الله في ذاك والحمدِ
و ما أعرفُ الممدوحَ لم يجزني به
إذا قلتُ خيرا إنَّ ذلك بالضدَّ
أحقهمُ عندي بما قمتُ مثليا
أعدده منْ فات إحسانه عدي
فإن تكن الأيام أجدبن مرتعي
لديه وكدرن الزلالة من وردي
أقولُ لآمالي وأخشى قنوطها
ركوبكِ ظهرَ الصبر أدنى إلى الرشدِ
تطار فلولا وجهُ سعدك لم يكن
سراجك في الظلماء نجمَ بني سعدِ
أبا القاسم امنحني سمعتَ استماعة ً
وقفْ بي من استبطاء حظي على حدَّ
سخوتُ بشعري قبلَ مدحك لاقيا
بسبط كلامي كلَّ ذي نائلٍ جعدِ
إذا قلتُ أين الجودُ أنشد بخله
محا الدهرُ ربعاً بالمشقرِ من هندِ
تعابُ لديه الشمسُ بالنور حجة ً
على منعه والماءُ في القيظ من بردِ
و فاضت وهم يبس بحارك بينهم
فيا ليت شعري ما لجودك ما يعدى(80/28)
و قد كان لي في الشعر عندك دولة ٌ
و لكن قليلٌ مكثها دولة ُ الوردِ
أظلُّ وما في عاشقيك محققٌ
سواي أقاسي الهجرَ من بينهم وحدي
فلمْ أنت راضٍ وللمجد وقفة ً
تزاحمَ دمع اليأس فيها على خديَّ
و ما غيرُ تأميلي بديني قضاؤه
فكم أتقاضاه وأنحتُ من جلدي
عسى يقف الإنجاز بي عند غاية ٍ
تريح فلي حولٌ أجرُّ على الوعدِ
تساويفُ وفاها المطالُ حدوده
فعجل لها الإنجازَ أو جبهة َ الردَّ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أنا اليومَ مما تعهدين بعيدُ
أنا اليومَ مما تعهدين بعيدُ
رقم القصيدة : 60014
-----------------------------------
أنا اليومَ مما تعهدين بعيدُ
تريدين مني والعلاءُ يريدُ
طوى رسني عن قبضة الحبّ خالعا
قواه وقدماً كنتُ حيث يقودُ
هوى ً وليالي اللهو بيضٌ وهبتهُ
إليها وأيام الكريهة سودُ
و هيفٌ رقاقُ موضعِ الهيف فتنني
و هنَّ جسومٌ حلوة ٌ وقدودُ
دعيني وخلقاً من سنيَّ استفديه
عزيزا فمعدودُ السنين مفيدُ
و لا تحسبيني صبغَ لونين في الهوى
أتوبُ وتبدو فرصة ٌ فأعودُ
و لا كامنا في الحيّ أنظرُ سربهُ
على خدعة الأشراكِ كيف أصيدُ
و حصَّ غرابي يا ابنة القومِ أجدلٌ
بصيرٌ بأوكار الشبابِ صيودُ
أراكِ تريني ناقصا ونقيصتي
ليالٍ وأيامٌ على ّ تزيدُ
لكلَّ جديدٍ باعترافكِ لذة ٌ
فما لكِ عفتِ الشيبَ وهو جديدُ
تأخرتِ بالصمصامِ وهو مصمم
و خالفتِ رأيَ الرمح وهو سديدُ
متى ضنتِ الدنيا عليّ فأبصرت
لسانيَ فيها بالسؤالِ يجودُ
إذا كنتَ حرا فاجتنبْ شهواتها
فإن بنيها للزمان عبيدُ
و بنْ في عيون الناس منهم مباعدا
إذا اشتبهوا واسلم وأنت وحيدُ
و قل بلسان الحظّ إن خطيبهُ
بليغٌ ومن أعيا عليه بليدُ
إذا شئت أن تلقيَ الأنام معظما
فلا تلقهم إلا وأنت سعيدٌ
و ربَّ نجيبٍ كابن أيوب واحدٍ
تراه مع الحالاتِ حيث تريدُ
صديق وما يغنى صديقك لم يطقْ
ثقيلا ولم يقرب عليه بعيدُ
أعدُّ سجايا الأكرمين وتنقضي
و أمُّ سجاياه الكرامِ ولودُ(80/29)
إذا قمتُ أتلوهنّ قالت ليَ العلا
أعد والحديثُ المستحبُّ يعودُ
و صدق وصفي والمحبُّ بمعرضٍ
من الريبْ آياتٌ عليه شهودُ
يدٌ في الندى ماءٌ وقلب إذا التوتْ
عليه حبالُ المشكلات حديدُ
و مخضوبة الأطرافِ لم تصبِ عاشقا
عميدا وكم أودي بهنّ عميدُ
قواطع أوصالِ البلاد سوائر
و ما ثار عن أخفافهنّ صعيدُ
إذا نارُ حربٍ أضرمتْ أو مكيدة ٌ
فهنّ لها وما احترقن وقودُ
و علمه أن يصنع المجدَ منبتٌ
عريقٌ وبيتٌ في السماء قعيدُ
و حامون بالرأي الجميع حماهمُ
و وفرهمُ عند الحقوق شريدُ
مطاعيمُ أرواحِ الشتاء إذا طغت
سواجرُ في أبياتهم وركودُ
قيامٌ إلى أضيافهم وعليهمُ
و لكنهم عند الملوك قعودُ
سخا بهمُ أنّ السخاء شجاعة ٌ
و شجعهم أنّ الشجاعة َ جودُ
وقيتُ من الحساد فيك فكلّ من
يرى ودك الباقي عليَّ حسودُ
يودون ما أصفيتني من مودة ٍ
و ما أصطفي من شكرها وأجيدُ
لبعضهمُ من بعضهم متخلصٌ
و تأبى غلولٌ بينهم وحقودُ
و عذراء مما استنجبَ الفكرُ وارتضى
معقلة في الخدرِ وهي شرودُ
نجومُ سجاياك الصباحُ إذا سرت
قلائدُ في أعناقها وعقودُ
إذا يومُ عيدٍ زفها قام ناصبا
لتجهيزِ أخرى مثلها لك عيدُ
لها بعدما يفنى الزمانُ وأهله
بقاءٌ على أحسابكم وخلودُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> إذا صاحَ وفدُ السحبِ بالريح أو حدا
إذا صاحَ وفدُ السحبِ بالريح أو حدا
رقم القصيدة : 60015
-----------------------------------
إذا صاحَ وفدُ السحبِ بالريح أو حدا
و راح بها ملأى ثقالا أو اغتدى
فكان وما باراه من عبراتنا
نصيبَ محلًّ بالجنابِ تأبدا
و ما كنتُ لولاه ولو تربت يدي
لأحملَ في تربٍ لماطرهِ يدا
خليليَّ هذي دارُ لمياء فاحبسا
معي واعجبا إن لم تميلا فتسعدا
نعاتب فيها الدهرَ لا كيف عتبهُ
و أخلاقهُ إخلاقُ ما كان جددا
سلاها سقاها ما يعيد زمانها
و عيشا بها ما كان أحلى وأرغدا
عهدنا لديك الليلَ يقطعُ أبيضا
فلمْ صار فيك الفجرُ يطلعُ أسودا(80/30)
فأين الظباء العامراتك بالظبي
ثنى ً وفرادي غافلاتٍ وشردا
و ليلُ اختلاط لو تغاضى صباحهُ
لما مازت الأيدي القناعَ من الردا
أبعدَ جلاءِ العينِ فيك من القذى
أرى أثرا أني تلفتُّ مرمدا
لعمرُ الجوى في رفقتي بك إنه
يخامر قرحانَ الحشا ما تعودا
و قلتُ صدى قالوا الفراتُ الذي ترى
و هيهات غيرَ الماء ما نقع الصدى
مضى الناسُ ممن كان يعتده الفتى
و ما أكثرَ الباقين إن هو عددا
و كان بكائي أنني لا أرى الأخَ ال
ودودَ فمن لي أن أرى المتوددا
أمنعطفٌ قلبُ الزمان بعاطشٍ
يرى الأرضَ بحرا لا يرى فيه موردا
تحمل شرقيا مع الركب شوقهُ
و قد غار شوقُ العاشقين وأنجدا
له بين أثناء الجبالِ وأهلها
مزارٌ حبيبٌ دونه طرقٌ عدا
و ما بيَ إلا أن أرى البدرَ ناطقا
و ثهلانَ شخصا جالسا متوسدا
و ليثَ الشرى تحت السرادق ملبدا
و بحرَ الندى فوق الأسرة مزدا
و أن أدرك العلياءَ شخصا مصورا
هناك وألقى العزَّ جسما محددا
و من بلغتهُ الأوحدَ الكافيَ المنى
تغزلَ مكفيا وفاخرَ أوحدا
لذاك اشتياقي ليس أن جازني له
على البعد إحسانٌ ولا فاتني ندى
مواهبهُ سارت لحالي كثيفة ً
و شعريَ مطلوبا وذكري مشيدا
فمن نعمة ٍ خضراءَ تسبق نعمة ً
له ويدٍ بيضاءَ لاحقة ٍ يدا
فتى لم أجد لي غيره فأقول ما
أعتم عطاءً من فلانٍ وأجودا
أنالَ وفي الأيام لينٌ وأيبستْ
فلم ينتقص ذاك النوالَ المعودا
إذا بلغَ الزوارُ بابك ألقيتْ
رحالُ ذليلٍ عزَّ أو حائرٍ هدى
و قلَّ من الآرابِ قلٌّ ضممتهُ
و قد جاز في الآفاق نهبا مطردا
تغلقُ أبوابُ الملوكِ أمامهُ
و يرعى لديها الجهلُ وهي لقى ً سدى
تدافعه آدابها وأكفها
مدافعة َ السرح البعيرَ المعبدا
كما شاءها كانت ببعدك دولة ٌ
جفوتَ فقد صارت كما شاءها العدا
فموكبها بعد السكينة نافرٌ
و مركبها صعبٌ وكان ممهدا
عدا الدهرُ فيها إذ نأيت بصرفه
و كان احتشاما منك يمشي مقيدا
فإن يك ضرت هجرة ٌ بعثَ أحمدٍ
فقد حطَّ هجرُ الريّ رتبة َ أحمدا(80/31)
تعزلَ عنها والمقاليدُ عنده
و وازرها والكدُّ فيمن تقلدا
أيخشى ابن إبراهيمَ فوتَ وزارة ٍ
و قد حازها سقفَ السماء وأبعدا
و لما بدت للعين وقضاءَ جهمة ً
و كانت تريك البدرَ والظبيَ أجيدا
معنسة أفنيت عمرَ شبابها
فلم يبقَ إلا الشيبُ فيها أو الردى
نهضتَ على الإحسان فيها ولم تقم
و عيشك إلا وهي تزعجُ مقعدا
تزوجتها أيامَ تنكحُ لذة ً
و سرحتَ إذ كان النكاحُ تمردا
و خلفتها قاعا يغرُّ سرابها
يديْ حافرٍ لم يسقَ منها سوى الكدا
قليلِ اطلاعٍ في العواقب لو درى
مشقة َ ما في منصدرٍ ما توردا
تلبسها جهلا بأنك لم تكن
لتنزعها لو كنتَ تنزعُ سؤددا
تحدثني عنك الأماني حكاية ً
بما أنا لاقٍ منك كالصوتِ والصدى
و كم زائرٍ منا حملتَ اقتراحه
مضى ساحبا رجلا وآب مقودا
و مثليَ لو دوني أتاك بنفسه
ذنابي وولي عنك رأسا مسودا
عسى عزمة ٌ أوتْ فمثلتَ كاتبا
يقرطس أحيانا فأمثلُ منشدا
و قائلة ٍ هل يدركُ الحطُّ قاعداً
فقلتُ لها هل يقطعُ السيفُ مغمدا
سيلقى بها الكافي عهودا وثيقة ً
لقد زادها الإسلامُ حقا وأكدا
رضيتُ وإن جدّ الجدوبُ تعففا
و عيشا مع الوجه المصون مبددا
و ميلا بنفسي عن لقاء معاشرٍ
أحتهم صخرا وأعصرُ جلمدا
أرادوا ببخلٍ أن يذموا فيعرفوا
خمولا كما أعطيتَ أنت لتحمدا
أعالج نفسا منهمُ مقشعرة ً
و أنفا إذا شموا المذلة َ أصيدا
هو المنقذى من شرك قومي وباعثي
على الرشد أن أصفى هواي محمدا
و تارك بيتِ النار يبكي شرارهُ
عليَّ دماً أن صار بيتيَ مسجدا
عليك بها وصالة ً رحمَ الندى
إذا اشتمل الشعرُ العقوقَ أو ارتدى
هجرنا لها اللفظَ المقلقلَ قربهُ
إلى السمع والمعنى العوانَ المرددا
يخالُ بها الراوي إذا قام منشدا
بما ملك اٌطراب قام مغردا
لكم آلَ إبراهيم نهدي مدائحا
و ذما إلى أعدائكم وتهددا
إذا عزَّ ملكٌ أن يدوم لمالكٍ
و طال على ذي نعمة أن يخلدا
فلا تعدمَ الدنيا الوساعُ مدبرا
يقوم بها منكم ولا الناسُ سيدا(80/32)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أنت على حالتيك محمودُ
أنت على حالتيك محمودُ
رقم القصيدة : 60016
-----------------------------------
أنت على حالتيك محمودُ
إن كان بخلٌ لديك أو جودُ
يشقى ويرضى بك الفؤادُ كما الط
رفُ إذا ما رآك مسعودُ
يا غصناً دهرهُ الربيعُ فما
يفترقُ الماءُ فيه والعودُ
فات بك الحسنُ أن تحدَّ ولل
بدر بما انحط عنك تحديدُ
قم حدث الليلَ عن أواخره
إن مقامَ الصبوح مشهودُ
يا ظبيُ لو بتّض فيه عدتَ وقد
عنَّ ظباءٌ ببابلٍ غيدُ
أما ترى الفطرَ صائحا نورزوا
حلّض حرامٌ وانحلَّ معقودُ
و البدر يدعو بحاجبٍ حاجبٍ
للعيدِ بشرى هنالك العيدُ
فاسبق بها الشمسَ أختها لهبا
بقاؤها في الزمان تخليدُ
صان اليهوديُّ خدرها أن يف
ضَّ الختمُ أو تؤخذَ المقاليدُ
عدَّ رجلا من قومه لهمُ
في فضلها عنده أسانيد
سنَّ له اللهوُ أن يعظمها
فهي له في الدنان معبودُ
حمراءُ ما فازت الأكفُّ به
من لونها في الخدود مردودُ
من فم إبريقها إلى شفة ال
كأس عمودُ الصباح ممدودُ
دينٌ من اللهو أنت عن باب إب
ليسَ متى حدتَ عنه مطرودُ
تغنمَّ اليومَ من سرورك وال
ساعة َ إن الزمان معدودُ
ما دام يدعونك الفتى مرحا
و الغصنُ فينانُ والصبا رودُ
غدا بياضٌ يا قاتل الله ما
تنشقّ عنه من بيضك السودُ
لا تجمعُ الشيبَ والسرورَ يدٌ
و لا يتمُّ الثراءُ والجودُ
لا أخلفَ المالَ غيرُ متلفهِ
إن الغنى َّ البخيلَ مكدودُ
يا راكبا لم تلحهُ هاجرة ٌ
و لا ترامت بشخصه البيدُ
و لم تقدْ حظه مخاطرة ٌ
تنضي إليها المهرية ُ الفودُ
بين مناه وبينه غرضُ ال
رامي سدادٌ منه وتعضيدُ
قل لابن عبد الرحيم عشتَ فما
يعدمُ فضلٌ وأنت موجودُ
ملكك المجدَ أنّ بابك مف
توحٌ وبابَ الأرزاقِ مسدودُ
يزدحم الناس فيه راجين را
ضين وحوضُ الكريم مورودُ
و أن عافيك والمكلفُ مش
نوءٌ مرادٌ لديك مودودُ
لا هو في الذلّ بالسؤال ولا
بالمنَّ فيما مننتَ مكدودُ
يختلفُ الناس من كرامته(80/33)
عندك منْ قاصدٌ ومقصودُ
و البشرُ حتى يقالَ بارقة ٌ
و الحلمُ حتى يقالَ جلمودُ
يلبسك المدحُ كلَّ ضافية ٍ
لها بطول الإخلاق تجديدُ
درُّ المعالي فيها يوصفك من
ظومٌ ووشيُ الألفاظِ منضودُ
تخبرُ منه ما أنت ناقده
و أكثر الإنتقادِ تقليدُ
و الشعر ما لم توجدك آيتهُ
إلا القوافي والوزنَ مفقودُ
يتعبُ فيه الموفرون له
و هو مع المسهلين موؤود
بقيتَ منه لزائراتك بالثناء
ِ غيدا أكفاؤها الصيدُ
كلّ فتاة ٍ محدوها يومَ تب
غى الحظَّ إما أتتك مجدودُ
صديقها أنتَ والحسود بها
و بي على القرب منك مفؤودُ
في وجهه البشر حين يسمعها
خوفا وفي قلبه الأخاديدُ
يطربُ منها للشيء يحزنهُ
و اسمُ بكاءِ الحمامِ تغريدُ
لا اجتاز عيدٌ إلا عليك وإن
أجزتَ أن تمطلَ المواعيدُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> إذا لم يرعَ عندكم الودادُ
إذا لم يرعَ عندكم الودادُ
رقم القصيدة : 60017
-----------------------------------
إذا لم يرعَ عندكم الودادُ
فسيانِ القرابة ُ والبعادُ
عهودٌ يومَ رامة َ دارساتٌ
كما يتناوب الطللَ العهادُ
و أيمان تضيعُ بها المعاني
و تحفظها الأناملُ والعدادُ
تطيرُ مع الخيانة كلَّ جنبٍ
و حباتُ القلوبِ بها تصادُ
أمعترضٌ صدودكِ أمَّ سعدٍ
ببعض الشرَّ أم خلقٌ وعادُ
و عذلٌ فيك أوجعَ نازلٌ بي
أنا الملسوعُ والعذلُ العدادُ
و عبتِ وليس غيرُ الشيب شيئا
أذادُ له بعيبٍ أو أكادُ
و ما منى البياضُ فتجرميني
به ذنبا ولا منكِ السوادُ
بأيمنِ ملتقى الماءين دارٌ
لمرتادِ الهوى فيها مرادُ
وقفتُ ومسعدون معي عليها
ألا يا دارُ ما فعلتْ سعادُ
أقول لهم أعللُ فيكِ شوقي
و شيكا ينقعُ الظمأَ الثمادُ
خذوا من يومكم لغدٍ نصيبا
من الأطلالِ إنّ اليومَ زادُ
توقَّ الحبَّ تأمنْ كلَّ بغضٍ
فداؤك من ذوائك مستفادُ
يخوفني مكايده زماني
صغاركَ لا أحسُّ ولا أكادُ
و قدرتهُ إذا لم يعطِ بخلٌ
و غايته إذا أعطى نفادُ
فقل لبنيه لستُ إذاً أخاكم
بعادٌ بيننا أبدا بعادُ(80/34)
أعان الله مسكينا رجاكم
فإن رجاءَ مثلكمُ جهادُ
رضينا من قبائلكم ببيتٍ
عمادُ المكرماتِ له عمادُ
بنى عبد الرحيم وكلُّ فخر
يفوت فباسم نسبتهم يفادُ
أعدْ ذكرَ التحية في أناسٍ
إذا بدءوا إليك يداً أعادوا
و قم واخطب بحمدك في ربوعٍ
وفودُ المجد عنها لا تذادُ
و مبتسمين يورى الملكُ منهم
جباها كلُّ واضحة ٍ زنادُ
رأوا حفظَ النفوسِ إذا استميحوا
و قد بخل الحيا بخلا فجادوا
فدى للمحسنين فتى علاهم
و ناشرها وقد درسوا وبادوا
دعيٌّ في السماح وليس منه
متى اعترف الندى بك يا زيادُ
دعِ العلياءَ يسحبها عريقٌ
بياضك يومَ نسبته سوادُ
يطولُ ركابهَ إن قام فيها
و يقصرُ عن مقلده النجادُ
أيا ابن عليًّ اعتقلتك منى ّ
يدٌ لم تدرِ قبلك ما العتادُ
عركتُ يدَ الخطوبِ وفيَّ ضعفٌ
فلنّ وهنّ أعباءٌ شدادُ
لذلك تستزاد الشمسُ نورا
و حبيك الذي لا يستزادُ
و حظك من جنى فكري ثناءٌ
يطول وطولهُ فيك اقتصادُ
إذا الشيءُ المعادُ أملَّ سمعا
تكرر وهو طيباً يستعادُ
فما خطبتْ بأبلغَ منه خاءٌ
و لا نطقتْ بأفصحَ منه ضادُ
ألا لا تذكرُ الدنيا بخيرٍ
فتى ً إلا وأنتَ به المرادُ
إذا حاز امرؤ تأييدَ نجلِ
أمدك من أبي سعد مدادُ
شبيهك والعلا منها اكتساب
و منها وهو أفضلها ولادُ
و كنتَ البدرَ تمَّ فزيدَ نجما
كما أوفى بغرته الجوادُ
فعشْ واذخره للعافين كهفا
و خيرُ ذخيرة ِ الجسم الفؤادُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أبا لغور تشتاقُ تلك النجودا
أبا لغور تشتاقُ تلك النجودا
رقم القصيدة : 60018
-----------------------------------
أبا لغور تشتاقُ تلك النجودا
رميتَ بقلبك مرمى بعيدا
وفيتَ فكيف رأيتَ الوفاءَ
يذلّ العزيزَ ويضوي الجليدا
أفي كلّ دارٍ تمرُّ العهودُ
عليك ولم تنس منها العهودا
فؤادٌ أسيرٌ ولا يفتدى
و جفنٌ قتيلُ البكا ليس يودي
سهرنا ببابلَ للنائمي
ن عما نقاسى بنجدٍ رقودا
من العربيات شمسٌ تعودُ
بأحرارِ فارسَ مثلي عبيدا
إذا قومها افتخروا بالوفا(80/35)
ءِ والجود ظلتْ ترى البخلَ جودا
و لو أنهم يحفظون الجوا
رَ ردوا على فؤادا طريدا
نعم جمعَ الله يا من هويتُ
و صدَّ عليك الهوى والصدودا
رنتْ عينه ورأت مقتلي
ففوقها ورماني سديدا
قلوبُ الغواني حديدٌ يقالُ
و قلبك نارٌ تذيبُ الحديدا
سأجري مع الناس في شوطهم
فعالا بغيضا وقولا وديدا
أغرّ ببشرِ أخي في اللقا
ءِ لو تبعَ الغيثُ تلك الرعودا
و يعجبي الماء في وجهه
و في قلبه الغلُّ يذكي وقودا
مريبون أوسعهم حجة ً
و عذرا معي من يكون الحسودا
و حادِ فلستَ ترى المستري
حَ في الناس من لا تراه الوحيدا
و حازت سجايا ابن عبد الرحيم
ثناءً كسؤدده لن يبيدا
و مدحا إذا مات مجدُ الرجا
ل أعطى الذي سار فيه الخلودا
تمهدَ من فارسٍ ذروة ً
تحطُّ المجرة عنها صعودا
مكانة َ لا تستفزُ العيو
بُ فخرا ولا يغمزُ اللؤمُ عودا
تشابهَ عرقٌ وأغصانهُ
كما بدئَ المجدُ فيهم أعيدا
فعدَّ الكواكبَ منهم بنينَ
و عدَّ الأهاضيبَ منهم جدودا
سعدتُ بحبك لو أنني
لحظيَ منك رزقتُ السعودا
إلامَ توانٍ يميتُ الوفاءَ
و عندي ضمانٌ يحلُّ العقودا
و نقصُ اهتمامٍ أرى مكرهاً
لجودك من أجله مستزيدا
أما آن للعادة المرتضا
ة ِ من رحبِ صدرك لي أن تعودا
و لو لم يكن ماءُ وجهي يذوبُ
بها ثمنا لم يرعني جمودا
أمانٍ صدرنَ بطاناً وعدنَ
خمائصَ مما رعين الوعودا
إلى الله محتسبا عنده
بعثتُ هوى مات فيكم شهيدا
على ذاك ما قصرتْ دولة
فطاولْ زمانكَ بيضاً وسودا
و لا تبرحنَّ بشعري عليك
عرائسُ يجلينَ هيفاً وغيدا
تخالُ اليمانيَّ حاك البرودَ
إذا أنا قصدت منها القصيدا
و لي كلَّ عيدٍ بها وقفة ٌ
أناشدُ عطفك فيها نشيدا
تهانٍ يغصُّ التقاضي بها
فهل أنا لا أتقاضاك عيدا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> إما تقومونَ كذا أو فاقعدوا
إما تقومونَ كذا أو فاقعدوا
رقم القصيدة : 60019
-----------------------------------
إما تقومونَ كذا أو فاقعدوا
ما كلّ من رام السماءَ يصعدُ(80/36)
نامَ على الهونِ الذليلُ ودرى
جفنُ العزيز لمَ بات يسهدُ
أخفكم سعيا إلى سودده
أحقكم بأن يقالَ سيدُ
عن تعبٍ أوردَ ساقٌ أولا
و مسحتْ غرة َ سباقٍ يدُ
لو شرفَ الإنسان وهو وادعٌ
لقطعَ الصمصامُ وهو مغمدُ
هيهات أبصرتَ العلاءَ وعشوا
عنه فضلوا سبله وتجدُ
يا عمدة َ الملكِ وأيُّ شرفٍ
طالَ ولم ترفعه منكم عمدُ
لله هذا اليومُ يوما أنجز ال
دهرُ به ما كان فيه يعدُ
لما طلعتَ البدرَ من ثنية ٍ
تجلى بها عينٌ وعينٌ ترمدُ
من شفقِ الشمسِ يسدى ثوبها
و تلحمُ الجوزاءَ أو تعمدُ
دقَّ وجلَّ فهو إن لامستهُ
سبطٌ وإن مارسته مجعدُ
متوجا عمامة ً وإنما
عمامة ُ الفارس تاجٌ يعقدُ
ممتطيا أتلعَ لو حبستهُ
تحتك قيل فدنٌ مشيدُ
مناقلا بأربعٍ كأنما
يلاطم الجليدَ منها جلمدُ
وقرها خوفك فهو مطلقٌ
ينقلها كأنه مقيدُ
خفَّ بطبع عتقه وآده
ثقلُ الحلى َ فمشيهُ تأودُ
مقلدا مهندا ما ضمه
قبلك إلا خافه مقلدُ
أبيض لا يعطيك عهدا مثلهُ
إذا أخوك حالَ عما تعهدُ
إذا ادرعتَ في الدجى فقبسٌ
و إن توسدتَ الثرى فعضدُ
ما اعتدتَ كسبَ العزَّ إلا معهُ
و المرء مشاءٌ وما يعودُ
ما زال فخر الملك في أمثالها
يرشدُ في آرائه ويسعدُ
فكيف لا وأنت من فؤاده
عزا وعينيه المكانُ الأسودُ
و لو ركبتُ أرحلا لكان لي
فيك براقٌ بالمنى مزودُ
أنت الذي جمعتني من معشرٍ
شملُ العلاء بينهم مبددُ
كأنني آخذُ ما أعطيهمُ
من مدحي إذا نطقتُ أنشدُ
أبحتني مجدك إذ أرحتني
ممن أذمُّ منهمُ وأحمدُ
نسخة مهيئة للطباعة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ليتك لما لم تكن مسعدا
ليتك لما لم تكن مسعدا
رقم القصيدة : 60020
-----------------------------------
ليتك لما لم تكن مسعدا
أو مصلحا لم تكن المفسدا
كنتُ كثيرا بك فيما يرى
ظني فكثرتَ عديدَ العدا
وشى وقد قدمتهُ رائدا
لا تبعث الظلمة مسترشدا
يسومني الغدرَ بعهد اللوى
ما حقُّ من يغدرُ أن يعهدا
غيري أبو الألوانِ في حبه
يشكو الهوى اليومَ ويسلوا غدا(80/37)
أصبو إلى طيبة َ من بابلٍ
ما أقربَ الشوقَ وما أبعدا
يا فارسَ الغيداء يبغي منى ً
بلغْ بلغتَ الرشأَ الأغيدا
يا حبذا الذكرى وإن أسهرتْ
بعدك والدمعُ وإن أرمدا
لا تأخذِ النفرَ بتقريقنا
فربما عاد لنا موعدا
بالغور دارٌو بنجدٍ هوى ً
يا لهفَ من غار لمن أنجدا
ما كان سلمى يوم فارقتكم
يا سلمَ منى حاملا أجلدا
سجية ٌ في الصبر عودتها
قلبيَ والقلبُ وما عودا
لم تدنني الأيامُ من عدلها
قطّ فألقى الجورَ مستبعدا
و إنما ينكرُ من عيشهِ
أنكدهُ من عرفَ الأرغدا
حوادثٌ أعجبُ من كرها
أن أتشكاها وأن أحسدا
ليتَ بني الدنيا التي لا ترى
لي نسبا منها ولا مولدا
كفتهمُ عنيَ أو ليتهمْ
كانوا جميعا للحسين الفدى
للقمرِ الفردِ وهل مالكٌ
في الأفق غيرُ البدرِ أن يفردا
لا يحسبُ الطيبَ من ماله
ما لم يكن معترضا للجدا
و كان أغنى حسبا عندهمْ
من لم يزل أفقرَ منهم يدا
و الأبيض الرأي إذا ما شكا
خابطُ ليلٍ رأيهُ الأسودا
و فارس القولة ِ لم يستقمْ
في ظهرها الفارسُ إلا ارتدى
و سالك الخطبِ وقد أظلمتْ
محجة ٌ بالنجم لا تهتدى
ما شيمَ منكم صارمٌ مغمدٌ
إلا وأمضى منه ما جردا
و لا قضى اللهُ على سيدَّ
قضاءهُ إلا اجتبى َ سيدا
إن بدأوا تمم أو نقصوا
أنعمَ أو حطوا علاً شيدا
كأنه أرضعَ ثديَ النهى
أو شاب من حنكته أمردا
لا عاقَ أنوارك يا بدرهمْ
ما ينقصُ البدرَ إذا زيدا
و لا أغبتكم على عادها
ما أفطر الصائمُ أو عيدا
بواكرٌ من مدحي تقتفي
في صونها آثاركم في الندى
تجلو على الألباب أحسابكمُ
بوادياً في حليها عودا
تبقى على الدهروساعَ الخطا
في جوبها الأرضَ طوالَ المدى
يزيدها ترديدها جدة ً
و يخلقُ القولُ إذا رددا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لا تلمسُ الشمسَ يدُ
لا تلمسُ الشمسَ يدُ
رقم القصيدة : 60021
-----------------------------------
لا تلمسُ الشمسَ يدُ
فما يردُّ الحسدُ
ما لمريدِ حسنها
إلا الأسى والكمدُ
يفنى نزولا ولها
علاؤها والخلدُ(80/38)
أرى نفوسا ضلة ً
تنشدُ ما لا تجدُ
تحسب بالكسب العلا
ءَ والعلاءُ مولدُ
أفضحها مفندٌ
لو سدّ غيظا فندُ
و كلّ قلبٍ قرحة
يشفُّ عنه الجسدُ
أبردهُ بعذلي
لو أن نارا تبردُ
هيهات من دوائها
و داؤها محمدُ
فات على أطماعهِ
حمى العيون الفرقدُ
شوقها لحاقهُ
جهلُ الحظوظِ المسعدُ
و نعمٌ نابتة ٌ
مع الربيع جددُ
حدثها أضغاثها
هذا السرابُ الموقدُ
و الصبحُ في تكذيبها
إن بلغوه الموعدُ
يا حاسدي محمدٍ
لا تطلبوه واحسدوا
شريعة ٌ مورودة ٌ
لو أصدرتْ منْ يردُ
منتكمُ جدودكم
أن السبيلَ جددُ
تنكبوا فإنما
على الطريق الأسدُ
أغيدُ لا ينجى الرقا
بَ من يديه الجيدُ
أوفى على مرقبه
لكفه ما يرصدُ
أزبُّ ما من قرة ٍ
خيطت عليه اللبدُ
إذا غدا لسفرٍ
أقسمَ لا يزودَ
الناجياتُ عنده
وذية ٌ ونقدُ
قد قلتُ لما أجمعوا
و أنت عنهم مفردُ
تخبطُ عشواؤهمُ
ما فعل المقودُ
البدرُ في أمثالها
حنادسا يفتقدُ
ضاع بياضُ ناركم
و الليلُ بعدُ أسودُ
أكرمكم أحقكم
بأن يقالَ سيدُ
دلَّ على آياتهِ
فما لنا نقلدُ
و ناقصُ الشكة مض
عوف الحشا معودُ
صمّ القنا الصلابِ من
خورهِ تقصدُ
يطولها شوارعا
و هو لقى ً موسدُ
إذ الكمالُ كله
في جسد يحددُ
ما تلدِ الأرضُ كذا
و الأرضُ بعدُ تلدُ
قل لبني الآراب تج
فى والمنى تشردُ
و الحاج يلقى دونه
نّ الحزُ المزيدُ
الكوفة َ الكوفة َ يا
مغورٌ يا منجدُ
ما الناس إلا رجلٌ
و الأرض إلا بلدُ
من راكبٌ مربعة ً
تمَّ عليها العددُ
موضوعة َ الرحل تل
سّ حكمها وتردُ
يمدُّ قيد الرمح ظ
لاّ قصرها المشيدُ
تحمله مخفة ً
و لو علاها أحدُ
تخدّ في الصخر ملا
طمَ عليها تخدُ
عجلى إذا ما الساق صا
دت ما تثيرُ العضدُ
لم يدر لحظُ ضابطٍ
ما رجلها وما اليدُ
بلغ بلغتَ راشدا
تسري ويحدو مرشدُ
شوقا يقضُّ نبلهُ ال
أضلاعَ وهي زردُ
دام على حصاة قل
بي ويذوب الجلمدُ
أفنى الوقودُ كبدي
فهل يحسّ الموقدُ
كم يسعد الصبر ترى
بعدك خان المسعدُ
على من الفضلُ وقد
فارقته يعتمدُ(80/39)
يا طولَ ذمي للنوى
هل من لقاءٍ يحمدُ
متى فقد طال المدى
لكلَّ شيء أمدُ
يا باعثَ النعمى التي
آياتها لا تجحدُ
لو كتمتْ تطلعتْ
من حسن حالي تشهدُ
كانت سدادَ رحلة ٍ
أصيب فيها المقصدُ
رممتَ منها ثلما
ما خلتها تسددُ
علك من مطليَ بالش
كر عليها تجدُ
ما كان تقصيرا فهل
يقتصر المجتهدُ
لكنها عارفة ٌ
من الثناء أزيدُ
أفسدني إفراطها
بعضُ العطاء يفسدُ
و الجود ما أسرفَ وال
إمساك فيه أجودُ
و الآن رثتْ مسكة ٌ
فاسمع لها أجددُ
تأتيك بشرى ما تسو
د أبدا وتسعدُ
و ما تصوم مرضاً
بقاك أو تعيدُ
سنينَ لا يضبطه
نّ في الحساب عددُ
إن عاقني دهرٌ أقو
مُ أبدا ويقعدُ
عن المثول اليوم ما
بين يديك أنشدُ
فربما قمتُ غداً
إنّ أخا اليومِ غدُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أقريشُ لا لفمٍ أراك ولا يدِ
أقريشُ لا لفمٍ أراك ولا يدِ
رقم القصيدة : 60022
-----------------------------------
أقريشُ لا لفمٍ أراك ولا يدِ
فتوا كلى غاض الندى وخلا الندى
خولستِ فالفتي بأوقصَ واسئلي
من بزَّ ظهرك وانظري من أرمدِ
وهبي الذحولَ فلستِ رائدَ حاجة ٍ
تقضي بمطرورٍ ولا بمنهدِ
خلاكِ ذو الحسين أنقاضا متى
تجذبْ على حبل المذلة ِ تنقدِ
قمرُ الدنا أضحت سماؤكِ بعده
أرضا تداسُ بحائرٍ وبمهتدى
فإذا تشادقت الخصومُ فلجلجي
و إذا تصادمت الكماة ُ فعردي
يا ناشدَ الحسناتِ طوف فاليا
عنها وعاد كأنه لم ينشد
اهبطِ إلى مضرٍ فسلْ حمراءها
منَ ضاح بالبطحاء يا نارُ اخمدي
بكرَ النعيُّ فقال أرديَ خيرها
إن كان يصدقُ فالرضيُّ هو الردي
عادت أراكة ُ هاشم من بعده
خورا لفأسِ الحاطبِ المتوقدِ
فجعتْ بمعجزِ آية ٍ مشهودة ٍ
و لربَّ آياتٍ لها لم تشهدِ
كانت إذا هي في الإمامة ِ نوزعتْ
ثم ادعت بك حقها لم تجحدِ
رضيَ الموافقُ والمخالفُ رغبة ً
بك واقتدى الغاوي برأي المرشدِ
ما أحرزت قصباتها وتراهنتْ
إلا وظهرتَ بفضلة ٍ من سؤددِ
تبعتكَ عاقدة ً عليك أمورها
و عرى تميمك بعدُ لما تعقدِ(80/40)
و رآكَ طفلا شيبها وكهولها
فتزحزحوا لك عن مكان السيدِ
أنفقتَ عمرك ضائعا في حفظها
و عققت عيشك في صلاح المفسدِ
كالنار للساري الهداية ُ والقرى
من ضوئها ودخانها للموقدِ
من راكبٌ يسع الهمومَ فؤادهُ
و تناط منه بقارحٍ متعودِ
ألف التطوح فهو ما هددته
يفري فيافي البيدِ غيرَ مهددِ
يطوي المياهَ على الظما وكأنه
عنها يضلّ وإنه للمهتدي
صلبُ الحصاة يثورُ غير مودع
عن أهله ويسير غير مزودِ
عدلت جويتهُ على ابن مفازة ٍ
مستقربٍ أممَ الطريق الأبعدِ
يجري على أثرِ الرابِ كأنه
يمشي على صرحٍ بهنّ ممردِ
يغشى الوهادَ بمثلها من مهبطٍ
و ربا الهضابِ بمثلها من مصعدِ
قربْ قربتَ من التلاع فإنها
أمّ المناسك مثلها لم يقصدِ
دأبا به حتى تريحَ بيثربٍ
فتنيخه نقضاً بباب المسجدِ
و احثُ التراب على شحوبك حاسرا
و انزلْ فعزَّ محمدا بمحمدِ
و قل انطوى حتى كأنك لم تلدْ
منه الهدى وكأنه لم يولدِ
نزلت بأمتك المضاعة في ابنك ال
مفقودِ بنتُ العنقفير المؤيدِ
طرقته تأخذُ ما اطفته ولا ترى
مكرا وتقتلُ من نحته ولا تدى
نشكو إليك وقود جاحمها وإن
كانت تخصك بالملظَّ المكمدِ
بكت السماءُ له وودت أنها
فقدت غزالتها ولما يفقدِ
و الأرضُ وابن الحاج سدتْ سبلهُ
و المجدُ ضيم فما له من منجدِ
و بكاك يومك إذ جرتْ أخبارهُ
ترحا وسميَ بالعبوس الأنكدِ
صبغتْ وفاتك فيه أبيضَ فجره
با للعيون من الصباح الأسودِ
إن تمسِ بعد تزاحمِ الغاشين مه
جورا بمطرحة ِ الغريبِ المفردِ
فالدهرُ ألأمُ ما علمتَ وأهلهُ
من أن تروحَ عشيرهم أو تغتدي
و لئن غمرت من الزمان بلينٍ
عن عجمِ مثلكَ أو عضضت بأدردِ
فالسيفُ يأخذُ حكمهُ من مغفر
و طلى ً ويأخذُ منه سنُّ المبردِ
لو كان يعقلُ لم تنلك له يدٌ
لكن أصابك منه مجنونُ اليدِ
قد كان لي بطريفِ مجدكِ سلوة ٌ
عن سالفٍ من مجدِ قومكِ متلدِ
فكأنكم ومدى بعيدٌ بينكم
يومَ افتقدتكَ زلتمُ عن موعدِ
يا مثكلا أمَّ الفضائلِ مورثا(80/41)
يتماً بناتِ القاطناتِ الشردِ
خلفتهنَّ بما رضينك ناظما
ما بين كلّ مرجزٍ ومقصدِ
فتحتْ بهنّ وقد عدمتكَ ناقدا
أفواهُ زائفة ِ اللهى لم تنقدِ
ورثيتَ حتى لو فرقتَ مميزا
راثيك من هاجيك لم تستبعدِ
غادرتني فيهم بما أبغضتهُ
أدعو البيوعَ إلى متاعٍ مكسدِ
أشكو انفراد الواحدِ الساري بلا
أنسٍ وإن أحرزتُ سبقَ الأوحدِ
و إذا حفظتك باكيا ومؤنبا
عابوا عليك تفجعي وتلددي
أحسنتُ فيك فساءهم تقصيرهمُ
ذنبُ المصيبِ إلى المغيرِ المعضدِ
كانوا الصديقَ رددتهم لي حسداً
صليَّ الإلهُ على مكثرَّ حسدي
يغيرُّ فيك الشامتون وإنه
يومٌ همُ رهنٌ عليه إلى غدِ
و سيسبروني كيف قطعُ مجردي
إن كان حزَّ ولم يعمقْ مغمدي
و تثير عارمة ُ الرياح سحابتي
من مبرقٍ في فضل وصفك مرعدِ
فتقتْ بذكركِ فأرها فتفاوحت
نعما تأرجُ لي بطيب المولدِ
تزداد طولا ما استرحت فإنني
أرثيك بعدُ وحرقتي لم تبردِ
ماء الأسى متصبب لي لم يغضْ
في صحن خدًّ بالبكاء مخددِ
لو قد رأيتَ مع الدموع جدوبهُ
فرطَ الزفيرِ عجبتَ للراوي الصدى
لا غيرتكَ جنائبٌ تحت البلى
و كساك طيبُ البيت طيبَ الملحدِ
و قربتَ لا تبعدْ ؛ وإن علالة ً
للنفس زورا قولتي لا تبعدِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> حاشاك من عارية ٍ تردُّ
حاشاك من عارية ٍ تردُّ
رقم القصيدة : 60023
-----------------------------------
حاشاك من عارية ٍ تردُّ
ابيضَّ ذاك الشعرُ المسودُّ
أشرفَ بازيَّ على عزابه
حتى ذوي الغصنُ ولان الجعدُ
أتعبني بخاضبٍ مصددٍ
لو كان من هجومهِ يصدُّ
و ثالمٍ بلقطه ثنية ً
معروفة ً من يومها تسدُّ
يصبغ سوداءَ ودون أخذه
بيضاءُ تخفي تارة وتبدو
أخلقَ جاهي في ذوات الخمرِ مذ
ليثَ خمارٌ ليَ مستجدُّ
قلنَ وقد عتبتُ في وثائق
نقضنها ما غادة ٌ وعهدُ
نافى َ بك الشيبُ بطالاتِ الصبا
الليلُ هزلٌ والنهارُ جدُّ
فقلتُ نصلٌ لا يذمُّ عتقهُ
قلنَ فأينَ الماءُ والفرندُ
كان قناة ً فغدا حنية ً
ظهرك ما القضيبُ إلا القدُّ(80/42)
سائل بني سعدٍ وأيّ مأثمٍ
لم يتقلدْ منكِ ظلما سعدُ
أهندُ قالت ملني وحلفتْ
تحللي حالفة ً يا هندُ
أمنكِ بين أضلعي جناية ٌ
أعجبْ بها نارا خباها زندُ .
وعدكِ لمْ أخلفَ يومَ بابلٍ
بل كان سحرا واسمهُ لي وعدُ
خصركِ صعفا واللسانُ ملقاً
دقا عليك أن يصحَّ عقدُ
ضاع الهوى ضياعَ من يحفظه
و مات مع أهل الوفاء الودُّ
أنجُ ربيحَ العرضِ واقعدْ حجرة ً
منفردا إن الحسامَ فردُ
كم مستريحٍ في ظلالِ نعمة ٍ
و أنت في تأميله تكدُّ
طالك بالمال ولو أريتهُ
صونا رآك معهُ تعدُّ
ملكتُ نفسي مذ هجرتُ طمعي
اليأسُ حرٌّ والرجاءُ عبدُ
و لو علمتُ رغبة ً تسوق لي
نفعا لخفتُ أن يضرَّ الزهدُ
جربتُ أخلاقَ الرجال فإذا
بسمحها مع السؤال نكدُ
و رمتُ أيديهم بكلَّ رقية ٍ
تلين والأيدي معي تشتدُّ
لم يعيني فضلٌ أداريهم به
و إنما أعيا عليّ الجدُّ
ما كان من شعشعَ لي سرابهُ
غرَّ فمي وقلتُ ماءٌ عدُّ
في الناس منْ معروفهُ في عنقي
غلُّ وفيهم من جداه عقدُ
مثلُ الحسينِ إن طلبتُ غاية ً
فاتت وهل مثلٌ له أوندِ
فات الرجالَ أن ينالوا مجده
مشمرٌ للمجدِ مستعدُّ
غلسَ في إثر العلا وأشمسوا
فجاء قبلا والنجومُ بعدُ
و من بني عبد الرحيم قمرٌ
كلُّ لياليه تمامٌ سعدُ
ما نطفة ُ المزنِ صفت طاهرة ً
أطيبُ مما ضمَّ منه البردُ
لابنهُ لا تلفِ القضيبِ عاسياً
و اصعبْ يزاحمك ثقيلا أحدُ
من المحامين على أحسابهم
بمالهم فالفقرُ فيهم مجدُ
لا يتمنون على حظوظهم
أن يجدوا دنيا إذا لم يجدوا
سخوا ولم تبن عليهم طيءٌ
و فصحوا ولم تلدهم نجدُ
كانوا الخيارَ وفرعتَ زائدا
و النارُ تعلو وأبوها الزندُ .
يا مؤنسي بقربه سلْ وحشتي
بعدك ما جرّ عليَّ البعدُ .
أكلَّ يومٍ للفراق فيكمُ
تعمدٌ يسوءني أو قصدُ
ما بين أن يحبرني لقاؤكم
حتى النوى فنعمة ٌ وجهدُ
و كيف لا وأنتمُ في نوبي
يدٌ وظهرٌ وفمٌ وعضدُ
ريشُ جناحي بكمُ مضاعفٌ
و حبلُ باعي منكمُ ممتدٌ
كم تحملون كلفي ثقيلة ً
كأنّ حملي ليس منه بدُّ(80/43)
مبتسمين والثرى معبسٌ
بيضَ الوجوهِ والخطوبُ ربدُ
قد فضلتني سرفا ألطافكم
فحسبكم . لكلَّ شيءٍ حدُّ
أبقوا عليّ إنما إبقاؤكم
ذخرٌ ليومِ حاجتي معدُّ
شيبكمُ والنصفاءُ منكمُ
و الغرُّ من شبابكم والمردُ
في نجوة ٍ أيدي الخطوب دونها
بترٌ وأجفانُ الليالي رمدُ
أراك فيها كلَّ يومٍ لابسا
ثوبا من النعماء يستجدُّ
يزورك الشعرُ به في معرضٍ
منشدهُ يحسبُ طيباً يشدو
و ربما أذكرُ ما أنساكَ من
رسمي اتفاقٌ ساءني لا عمدُ
سيفكَ في الأعداءِ لمْ خلفتهُ
مجرداً ليس عليه غمدُ
و كيف طبتَ أن يرى فريسة ً
نفساً وأيامُ الشتاء أسدُ
يحتشمُ النيروزُ من إطلاله
و المهرجانُ يقتضيكَ بعدُ
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> خليلكَ من صفا لك في البعاد
خليلكَ من صفا لك في البعاد
رقم القصيدة : 60024
-----------------------------------
خليلكَ من صفا لك في البعاد
و جارك من أذكَّ على الودادِ
و حظك من صديقك أن تراه
عدوا في هواك لمن تعادى
و ربَّ أخٍ قصيَّ العرق فيه
سلوٌّ عن أخيك من الولادِ
فلا تغررك ألسنة ٌ رطابٌ
بطائنهنَّ أكبادٌ صوادي
و عش إما قرين أخٍ وفيّ
أمينِ الغيب أو عيشَ الوحادِ
فإني بعدَ تجربتي لأمرٍ
أنستُ ولا أغشك بإنفرادي
تريدُ خلائقُ الأيام مكرا
لتغضبني على خلقي وعادي
و تغمرني الخطوبُ تظنُّ أني
ألين على عرائكها الشدادِ
و ما ثهلانُ تشرف قنتاه
بأحملَ للنوائب من فؤادي
تغربُ في تقلبها الليالي
عليّ بكلّ طارقة ٍ نادِ
إذا قلتُ آكتفت مني وكتفتْ
نزتْ بالداء ثائرة العدادِ
رعى سمنُ الحوادثِ في هزالي
كأنّ صلاحهن على فسادي
فيوما في الذخيرة من صديقي
و يوما في الذخيرة من تلادي
يذمُّ النومَ دون الحرص قومٌ
و قلتُ لرقدتي عنه حمادِ
و ما كان الغنيَ إلا يسيرا
لو أنّ الرزقَ يبعثه اجتهادي
و ضاحكة ٍ إلى شعرٍ غريبٍ
شكمتُ به فأسلس من قيادي
تعدُّ سنيَّ تعجبُ من بياضي
و أعجبُ منه لو علمتْ سوادي(80/44)
أمانٍ كلَّ يومٍ في انتقاصٍ
يساوقهنَّ همٌّ في ازدياد
و فرقة ُ صاحبٍ قلقِ المطايا
به قلقُ المدامعِ والوسادِ
تخفضُ بعده الأيامُ صوتي
على لسني وتخفضُ من عمادي
و تخمدُ عن ضيوف الأنس ناري
و كنتُ بقربه واري الزنادِ
أقيمُ ولم أقمْ عنه لمسلٍ
و يرحلُ لم يسرْ منيّ بزادِ
كأنا إذ خلقنا للتصافي
خلقنا للقطيعة والبعادِ
أرى قلبي يطيش إذا المطايا
إلى الرابين ياسرهنَّ حادي
و لم احسب دجيلا من مياهي
و لا أنّ المطيرة َ من بلادي
و لا أني أبيت دعامي يحدو
إلى تكريتَ سارية َ الغوادي
و من صعداء أنفاسي شرار
تمرُّ مع الجنوب بها تنادي
أأحبابي أثار البينَ بيني
و بينكمُ مساخطة ُ الأعادي
سقت أخلاقكمُ عهدي لديكم
فهنَّ به أبرُّ من العهادِ
وردَّ على عندكمُ زمانٌ
مجودُ الروضِ مشكورُ المرادِ
أصابت طيبَ عيشي فيه عيني
فقد جازيتها هجرَ الرقادِ
فلا تحسب وظنك فيّ خيرا
بقايَ وأنت ناءٍ من مرادي
و لا أني يسرُّ سوادَ عيني
بما عوضتُ من هذا السوادِ
و كيف وما تلفُّ المجدَ دارٌ
نأتك ولا يضمُّ الفضلَ نادي
فإن أصبرْ ولم أصبر رجوعا
إلى جلدٍ ولم أحمل بآدِ
فقد تحنى الضلوعُ على سقامٍ
و قد تغضى الجفونُ على سهادِ
و كنتُ وبيننا إن طال ميلٌ
و إما عرضُ دجلة َ وهي وادي
إذا راوحتُ دارك لجَّ شوقي
فلم يقنعه إلا أن أغادي
فكيف وبيننا للأرض فرجٌ
يماطل طوله عنقَ الجيادِ
و معترضُ الجزيرة والخوافي
من القاطول تلمع والبوادي
وفودٌ من مطايا الماءِ سودٌ
روادفها تطول على الهوادي
إذا كنّ الليالي مقمراتٍ
فراكبهنّ يخبطُ في الدآدي
لهنَّ من الرياح الهوجِ حادٍ
و من خلجِ المياه العوجِ هادي
إذا قمصت على الأمواج خيلتْ
على الأحشاء تقمصُ أو فؤادي
فهل لي أن أراك وأن تراني
و هل من عدتي هي أو عتادي
سأنتظر الزمانَ لها ويوما
يطيل يدَ الصديق على المعادي
ظمئنا بعدكم أسفا وشوقا
كما جيدتْ بكم يبسُ البلادِ
لعل محمدا ذكرته نعمى
تراني ناسيا فيه اعتقادي(80/45)
و عل اللهَ يجبرُ بالتداني
كسيرة َ قانطٍ حسبُ التمادي
و أقربُ ما رجوتُ الأمرَ فيه
على الله اعتمادك واعتمادي
فلا تعدمَ ولا يعدمك خلآ
متى ما تعدهُ عنك العوادي
يزرك كرائما متكفلاتٍ
بجمع الأنسِ قيل له بدادِ
نواحبَ في التعازي والتشاكي
حبائبَ للتهاني والتهادي
طوالعَ في سوادِ الهم بيضاً
طلوعَ المكرماتِ أو الأيادي
إذا جرتْ ذلاذلها بجوًّ
تضوع حاضرٌ منه وبادي
لها فعلُ الدروع عليك صونا
و في الأعداء أفعالُ الصعادِ
ربتْ يا آلَ أيوبٍ وأتت
ربايَ بكم على السنة ِ الجمادِ
فهل رجلٌ يدلُّ إذا عدمتم
على رجلٍ وفيّ أو جوادِ
وَ من أخذَ المحاسنَ عن سواكم
كمن أخذَ المناسبَ عن زيادِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سلمتِ وما الديارُ بسالماتٍ
سلمتِ وما الديارُ بسالماتٍ
رقم القصيدة : 60025
-----------------------------------
سلمتِ وما الديارُ بسالماتٍ
على عنتَ البلى يا دارَ هند
و لا برحتْ مفوفة ُ الغوادي
تصيب رباكِ من خطإٍ وعمدِ
بموقظة ِ الثرى والتربُ هادٍ
و مجدية ِ الحيا والعامُ مكدي
على أني متى مطرتكِ عيني
ففضلٌ ما سقاكِ الغيثُ بعدي
أميلُ إليكِ يجذبني فؤادي
و غيركِ ما استقام السيرُ قصدي
و أشفق أن تبدلكِ المطايا
بوطأتها كأنَّ ثراك خدي
أرى بكِ ما أراه فمستعيرٌ
حشاي وواجدٌ بالبين وجدي
و ليتكِ إذ نحلتِ نحولَ جسمي
بقيتِ على النحول بقاءَ عهدي
و ما أهلوكِ يومَ خلوتِ منهم
بأولِ غدرة ٍ للدهر عندي
سلي الأيام ما فعلت بأنسي
و عيشٍ لي على البيضاء رغدِ
و في الأحداج عن رشإٍ حبيبٍ
على لونيه من صلة ٍ وصدَّ
يماطلُ ثم ينجزُ كلَّ دينٍ
و لم ينجز بذي العلمين وعدي
تبسمّ بالبراق وصاب غيث
فلو ملكَ الفداءُ لكنتُ أفدي
ثناياه وفاه ولا أغالي
بما في المزن من برقٍ وبردِ
ألاَ من عائدٌ بياضِ يومٍ
لعيني بين أحناء و صمدِ
و عينٍ بالطويلع بارزاتٍ
على قسماتهنّ حياءُ نجِد
نظرنَ فما غزالتهُ بلحظٍ
و مسنَ فما أراكتهُ بقدَّ(80/46)
و بلهاء الصبا تبغي سقاطي
إذا حللتها هزلتْ بجدي
تعدُّ سنيَّ تعجبُ من وقاري
و لم يجتزْ مراحَ العمر عدي
فما للشيب شدَّ على ركضا
فطوح بي ولم أبلغ أشدي
يعيرني ولم أره شآني
تنبه حظه بخمولِ جدي
و ودَّ على غضارة حلتيهِ
مكانَ الرقع من أسمال بردى
و ما ورقُ الغنى المنفوضُ عني
بمعرٍ من حسام المجدِ غمدي
حملتُ وليس عن جلدٍ بقلبي
حمولة َ واسع الجنبين جلدِ
تبادهني النوائب مستغرا
فأدفعها بعزمة ِ مستعدّ
يزلُّ الحوفُ عن سكنات قلبي
زليلَ الماءِ عن صفحاتِ جلدي
دع الدنيا ترفَّ على بنيها
و تجلبْ بالجفاء عليّ وحدي
وفرْ أموالهم تنمو وتزكو
فليس كنوزها ثمنا لحمدي
لعل حوائل الآمال فيهم
تطرقُ من أبي سعدٍ بسعدِ
فتى عقدتْ تمائمهُ فطيما
على أكرومة ٍ ووفاءِ عقدِ
و ربته على خلق المعالي
غرائزُ من أبٍ عالٍ وجدَّ
فما مجت له أذنٌ سؤالا
و لا سمحتْ له شفة ُ بردَّ
إذا اخضرت بنانُ أبٍ كريم
فصبغتها إلى الأبناء تعدي
تطاولَ للكمال فلم يفتهُ
على قربِ الولاد مكانُ بعدِ
و تمَّ فعلق الأبصارَ بدرا
و لم يعلقْ له شعرٌ بخدَّ
رآه أبوه وابن الليث شبل
لسدة ِ ثغرة ٍ وهو ابن مهدِ
فقال لحاسديه شقيتمُ بي
و هذا ابني به تشقونَ بعدي
جرى ولداتهِ فمضى وكدوا
لو أنَّ الريحَ مدركة ٌ بكدَّ
إذا سبروه عن عوصاءَ أدلى َ
بها فنجا على غررِ التحدي
دعوا درجَ الفضائل مزلقاتٍ
لماضٍ بالفضائلِ مستبدَّ
و ما حسدُ النجومِ على المعالي
و لو ذابَ الحصا حسدا بمجدي
أبا سعدٍ ولو عثروا بعيبٍ
مشوا فيه بحقًّ أو تعدى
و قد تسري العيوبُ على التصافي
فكيفَ بها على حنقٍ وحقدِ
و لكن فتهم فنجوتَ منهم
نجاءَ اللحن بالخصمِ الألدَّ
و ملككَ الفخارُ فلم تنازع
بقلًّ في الندى ولا بحشدِ
أبٌ لك يحلمُ العلياءَ طولا
و خالٌ في عراص المجد يسدي
و لم يعدلْ أبا لك يعربياً
زميلٌ مثلُ خالك في معدَّ
جزيتك عن وفائك لي ثناءً
يودّ أخي مكانك فيه عندي
و لولا الودُّ عزّ عليك مدحي(80/47)
و لولا الفضلُ عزّ عليك ودي
بني عبد الرحيم بكم تعالت
يدي وورى على الظلماء زندي
و إن أودى بنيسابور قومي
فجدكمُ من الأملاك جدي
و أصدقُ ما محضتُ القومَ مدحي
إذا ما كان مجدُ القوم مجدي
تفاعيني لترديني الليالي
فأذكركم فتنهسني بدردِ
و أزحمُ فيكمُ نكباتِ دهري
بعصبة ِ غالبٍ وبني الأشدَّ
لذلك ما حبوتكمُ صفايا
ذخائرُ خيرُ ما أحبو وأهدي
طوالعُ من حجابِ القلب عفوي
بهنَّ يبذُّ غاية َ كلَّ جهد
تجوبُ الأرض تقطعُ كلَّ يوم
مدى عامين للساري المجدَّ
يرينَ وبعدُ لم يروين حسنا
كأنّ سطورهن وشوعُ بردِ
إذا روت رجالكمُ كهولا
سأرن لصبية ٍ منكم ومردِ
و لولاكم لما ظفرت بكفءٍ
يسرُّ ولا سعت قدما لرشدِ
و لكن زفها الأحرارُ منكم
فما اشقيت حرتها بعبدِ
فضلتم سؤددا وفضلتُ قولا
فكلٌّ في مداه بغير ندَّ
بكم ختم الندى وبيَ القوافي
بقيتم وحدكم وبقيتُ وحدي
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> تظنُّ ليالينا عودا
تظنُّ ليالينا عودا
رقم القصيدة : 60026
-----------------------------------
تظنُّ ليالينا عودا
على العهد من برقتي ثهمدا
و هل خبرُ الطيفِ من بعدهم
إذا طاب يصدقك الموعدا
و يا صاحبي أين وجهُ الصباح
و أين غدٌ صفْ لعيني غدا
أسدوا مسارحَ ليل العرا
ق أم صبغوا فجره أسودا
و خلفَ الضلوعِ وفيرٌ أبي
و قد بردَ الليلُ أن يبردا
خليليَّ لي حاجة ٌ ما أخفَّ
برامة َ لو حملتْ مسعدا
أريدُ لتكتمَ وابن الأرا
ك يفضحها كلما غردا
و بالرمل سارقة ُ المقلتي
ن تكحل أجفانها المرودا
إذا هصرتْ هصرتْ بانة ً
و إن سئلتْ سئلتْ جلمدا
أحبّ وإن أخصبَ الحاضرون
ببادية ِ الرمل أن أخلدا
و أهوى الظباءَ لأمّ البنينَ
بما تشبهُ الرشأَ الأغيدا
و عيناً يردنَ لصابَ الغوير
بأنقعَ من مائه للصدى
فليت وشيبي بحامِ العذارِ
زمانَ الغضا عاد لي أمردا
و يا قلبُ قبلك ضلَّ القلو
بُ لو كنت أملك أن تنشدا
أرى كبدي قسمتْ شقتينْ
مع الشوق غور أو أنجدا
فبالنعفِ ضائعة ٌ شعبة ٌ(80/48)
و أخرى بميسانَ ما أبعدا
و ما خلتُ لي واسطا عقلة ً
تعلم نوميَ أن يشردا
و لا أنني أستشمّ الجنو
بَ أطيبَ ريحيَ أو بردا
و أطرحُ منحدرا ناظري
لها أبتغي رفدها المصعدا
و أحمدُ من نشرها أنه
إذا هبّ مثلَ لي أحمدا
و لا كنتُ قبلكِ في حاجة ٍ
لتحملَ عنقي لريح يدا
أسالكَ دجلة َ تجري به
محايدة ً موجها المزبدا
صهابية ُ اللون قارية ٌ
تخالف صبغتها المولدا
تحنّ وما سمعتْ في الظلا
م غيرَ غناء النواتي حدا
لها رسنٌ في يمين الشمال
إذا ضل قائفُ أرضٍ هدى
تحملْ سلمتَ على المهلكاتِ
و ساقَ لك اللهُ أن ترشدا
رسائلَ عنيّ تقيم الجموحَ
و تستعطف العنقَ الأصيدا
أجيراننا أمس جار الفرا
قُ بيني وبينكم واعتدى
جفا المضجعَ السبطَ جنبي لكم
محافظة ً ونفى المرقدا
و أوحشتمُ ربعَ أنسي فعاد
يهدم بانيهِ ما شيدا
و فاجأني بينكمْ بغتة ً
و لم أك للبين مستعددا
ففي جسدي ليس في جبتي
نوافذُ ما سلَّ أو سددا
تمتنك عيني وقلبي يراك
بشوقيَ حاشاك أن تفقدا
كأنيَ سرعة َ ما فتني
عدمتك من قبلِ أن توجدا
لئن نازعتني يدُ الملك فيك
فلم أستطع بدفاعٍ يدا
فحظٌّ عساه وإن ساءني
يكون بما سرني أعودا
دعوك لتعدلَ ميلَ الزمانِ
و يصلحَ رأيك ما أفسدا
يسومون كفك سبرْ الجراح
و قد أخذتْ في العظام المدى
سيبصر مستقربا من دعا
ك موضعَ تفريطه مبعدا
و يعلم كيف انجفالُ الخطوب
إذا سلَّ منك الذي أغمدا
و إن كان منكبهُ منجبا
درى أيَّ صمصامة ٍ قلدا
و قبلك لو أثلثَ الفرقدي
ن خابطُ عشوائهم ما اهتدى
و لما رأوك أمام الرعي
لِ ألقوا إلى عنقك المقودا
و أدنوا لحمل المهمات من
ك بزلاءَ عجلزة ً جلعدا
إذا ثقلَ الحملُ قامت به
و إن ظلعتْ نهضتْ أجلدا
تكون لراكبها ما استقا
م دون خطار الفيافي فدى
و تضحى على الخمسْ لا تستري
بُ عجرفة ً أن ترى الموردا
تطيعُ اللسانَ فإن عوسرتْ
أثاروا بها الأسدَ الملبدا
إذا ما الفتى لم تجدْ نفسه
بهمتها في العلا مصعدا
سوى غلطِ الحظَّ أو أن يع(80/49)
ذَ في قومه نسبا قعددا
فلله أنت ابنُ نفسٍ سمتْ
لغايتها قبلَ أن تولدا
إذا خيرَّ اختار إحدى اثنتي
ن إما العلاء وإما الردى
كأني أراك وقد زاحموا
بك الشمسَ إذ عزلوا الفرقدا
و خاطوا النجومَ قميصا عليك
و لاثوا السحابَ مكانَ الردا
و صانوك عن خرقٍ في الحلي
فحلوا طليُ خيلك المسجدا
و إن أخلق الدهرُ ألقابهم
بما كثر منها وما رددا
رضوا باختياري أن أصطفي
لك اللقبَ الصادقَ المفردا
فكنيتُ نفسك أمَّ العلاء
و سميتُ كفك قطرَ الندى
و هل سمعوا في اختلاف اللغات
بلجة بحرٍ تسمى يدا
منى ً فيك بلتْ يدي منذُ شم
تُ عارضها المبرقَ المرعدا
فتمَّ فراغُ عهودي فقد
أمنتك من قبلِ أن تعهدا
فلا ترمينَّ بحقيَّ ورا
ء ظهرِ النسيئة ملقى ً سدى
و لا يشغلنكَ عزُّ الولا
ة عن حرماتي وبعدُ المدى
فليس الوفيُّ المراعى القريبَ
و لكنه من رعى الأبعدا
تحليتُ طعمة َ عيشي المري
ر يومَ لقيتك مسترغدا
و أيقنتُ أن زماني يص
ير عبديَ مذ صرتَ لي سيدا
و أصبح من كان يقوى عليَّ
و غايتهُ فيَّ أن يحسدا
و قد كنتُ أصعبَ من أن أصا
دَ رأسا وأعوزَ أن أوجدا
إذا استام وديَ أو مدحتي
فتى ً رام أخنسَ مستطردا
يفالتُ قطعا حبالَ القنيص
يرى كلَّ موطنه مشردا
فآنستني بمديح الرجال
و ذللتني لقبول الجدا
و لو راض خلقك لؤمَ الزمان
لعلمه المجدَ والسؤددا
فما أمكنَ القولُ فاسمع أزرك
قوافيَ بادئة ً عودا
قواضيَ حقَّ الندى والودا
دمثنيً تؤمك أو موحدا
إذا أكلَ الدهرُ أعواضها
من المال عمرها سرمدا
لو اسطاع سامعُ أبياتها
إذا قام راوٍ بها منشدا
لصيرَّ أبياتها سبحة ً
و مثلَ قرطاسها مسجدا
مهنئة ً أبدا من علاك
بما استأنفَ الحظُّ أو جددا
و بالصوم والعيدِ حتى تكو
نَ آخرَ من صام أو عيدا
و حتى ترى واحدا باقيا
كما كنتَ في دهرنا أوحدا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أخلقَ الدهرُ لمتي وأجدا
أخلقَ الدهرُ لمتي وأجدا
رقم القصيدة : 60027
-----------------------------------(80/50)
أخلقَ الدهرُ لمتي وأجدا
شعراتٍ أرينني الأمرَ جدا
لم يزلْ بي واشي الليالي إلى سم
ع معير الشباب حتى استردا
صبغة ٌ كانت الحياة َ فما أف
رقُ أودي دهري بها أو أردى
يا بياض المشيب بعني بأيا
مك ليلا نضوته مسودا
يا لها سرحة ً تصاوحُ تنو
ماً وعهدي بها تفاوحُ رندا
لم أقل قبلها لسوداءَ عطفاً
و اقترابا ولا لبيضاءَ بعدا
عدتِ الأربعون سنَّ تمامي
و هي حلت عرايَ عقدا فعقدا
بانَ نقصي بأن كملتُ وأحسس
ت بضعفي لما بلغتُ الأشدا
رجعتْ عنيَ العيون كما تر
جعُ عن حاجب الغزالة رمدا
ليت بيتا بالخيفِ أمس استضفنا
ه قرانا ولو غراما ووجدا
و سقاة ً على القليب احتسابا
عوضونا اللمى شفاءً وبردا
راح صحبي بفوزة الحجَّ يحدو
ن وعنسي باسم البخيلة ِ تحدى
و لحاظي مقيداتٌ بسلعٍ
فكأني أضللتُ فيه المجدا
ربَّ ليلٍ بين المحصب و الخي
ف لبسناه للخلاعة ِ بردا
و خيامٍ بسفح أحدٍ على الأق
مار تبنى فحيَّ يا رب أحدا
لا عدا الروحُ في تهامة َ أنفا
ساً إذا استروحتْ تمنيتُ نجدا
و أعان الرقادُ حيرة َ طرفٍ
لم يجدْ في الطلاب يقظانَ رشدا
نمتُ أرجو هندا فكلَّ مثالٍ
خيلتْ لي الأحلامُ إلاّ هندا
عجبا لي ولابتغائي مودا
تِ ليالٍ طباعها ليَ أعدا
نطقتْ في نفوسها وتعفف
تُ فما ودُّ من يرى بك صدا
أجلبتْ عريكة ُ دهري
فرمى بي وقام أملس جلدا
كل يومٍ أقولُ ذما لعيشي
فإذا فاتني غداً قلتُ حمدا
زفراتٌ على الزمان إذا استب
ردتُ منها تنفسا زدن وقدا
يا لحظي الأعمى أما يتلقى
قائدا يبتغي الثوابَ فيهدي .
يا زمانَ النفاقِ ما لك زاد اللهُ
بيني وبين أهلك بعدا
من عذيري من صحبة الناس ما أخ
فرها ذمة ً وأخبثَ عهدا
كم أخٍ حائم معي واصل لي
فإذا خلفتْ به الحالُ صدا
و صديقٍ سبطٍ وايامه وس
طى فلما انتهتْ تقلصَ جعدا
ليته غيرَ منصفٍ ليَ إسعا
دا على الدهر منصفٌ ليَ ودا
و إذا لم تجدْ من الصبر بدا
فتعزلْ وجدْ من الناس بدا
يدفع اللهُ لي ويحمي عن الصا
حبِ فردا كما وفى ليَ فردا(80/51)
أجنتْ أوجهُ الرجالِ فما أن
كرتُ من بشر وجههِ العذبِ وردا
كيفما خالفتْ عطاشُ أماني
نا إليه كان النميرَ العدا
ملكَ الجودُ أمره فحديث ال
مال عن راحتيه أعطى وأجدى
زذ لجاجا إذا سألتَ وإلحا
حا عليه يزدك صبرا ورفدا
لا ترى والمياهُ تعطي وتكدي
حافراً قطّ في ثراه أكدي
كلما عرضتْ له رغبة ُ الدن
يا تواني عنها عفافا وزهدا
كثر الناسُ مالها واقتناها
سيرا تشرف الحديثَ وحمدا
لحقته بغاية المجد نفسٌ
لم تحدد فضلا فتبلغ حدا
عدت الفقر في المكارم ملكا
و فناءَ الأيام في العزّ خلدا
و أبٌ حطَّ في السماء ولو شا
ء تخطى مكانها وتعدى
من بهاليلَ أنبتوا ريشة الأر
ضِ وربوا عظامها والجلدا
أرضعتها أيديهمُ درة الخص
ب فروت تلاعها والوهدا
بين جمًّ منهمُو سابورَ أقيا
لٌ يعدون مولد الدهر عدا
لهمُ حاضرُ الممالك إن فا
خر قومٌ منها بقفرٍ ومبدى
أخذوا عذرة َ الزمان وسدوا
فرجَ الغيلِ يقنصون الأسدا
سيرُ العدلِ في مآثرهم تر
وى وحسنُ التدبير عنهم يؤدي
و إذا اغبرت السنونَ وأبدى
شعثُ الأرض وجهها المربدا
طردوا الأزلَ بالثراء وقاموا
أثر المحلِ يخلفون الأندا
توجوا مضغة ً وساد كهولَ ال
ناس أبناؤهم شبابا ومردا
عدد الدهرُ سيداً من
هم وعدَّ الحسينُ جدا فجدا
حبسَ الناسَ أن يجاورك في السؤ
ددِ تعريجهم وسيرك قصدا
و وقى الملكَ زلة َ الرأي أن صر
تَ بتدبير أمرهِ مستبدا
لك يومٌ عنه مراسٌ مع الحر
بِ يردُّ السوابقَ الشعرَ جردا
تركبُ الدهرَ فيه ظهرا إلى النص
ر وتستصحبُ اللياليَ جندا
و جدالٌ يوما ترى منك فيه
فقرُ الوافدين خصما ألدا
كلّ عوصاءَ يسبق الكلمُ الهدَّ
ارُ في شوطها الجوادَ النهدا
أنا ذاك الحرُّ الذي صيرته
لك أخلاقك السواحرُ عبدا
معلقٌ من هواك كفى بحبلٍ
لم يزده البعادُ إلا عقدا
ملكَ الشوقُ أمرَ قلبي عليه
مذ غدا البينُ بيننا ممتدا
أشتكي البعدَ وهو ظلمٌ ولولا
لذة ُ القربِ ما ألمتُ البعدا
ليت من يحملُ الضعيفَ على الأخ(80/52)
طارِ ألقى َ رحلي اليك وأدى
فتروت عيني ولو ساعة ً من
ك فإني من بعدها لا أصدى
و على النأي فالقوافي تحيا
تك منيّ تسري مراجا ومغدي
كلّ عذراء تفضح الشمسَ في الصب
ح وتوري في فحمة الليل زندا
لم تدنس باللمس جسما ولم تص
بغْ لها غضة ُ اللواحظِ خدا
أرجأتُ الأعطاف مهدى جناها
لك يهدى إلى الربيع الوردا
فتلقَّ السلامَ والشوقَ منها
ذاك يشكي وذا يطيبُ فيهدى
و احبُ جيدَ النيروز منها بطوقي
ن وفصل لليلة العيدِ عقدا
و تسلم من الحوادث ما ك
رّ على عقبه الزمانُ وردا
ما أبالي إذا وجدتك منْ تف
قدُ عيني لا أبصرتْ لك فقدا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> إذا فطمتْ قرارة ُ كلَّ وادي
إذا فطمتْ قرارة ُ كلَّ وادي
رقم القصيدة : 60028
-----------------------------------
إذا فطمتْ قرارة ُ كلَّ وادي
فدرتْ باللوى حلمُ الغوادي
و مرت تهتدي بالريح فيه
مطايا الغيثِ مثقلة َ الهوادي
ففتحتِ الربا خدا وسدت
بشكر المزن أفواهُ الوهادِ
اناديه وتنشده المغاني
و لكن لا حياة َ لمن تنادى
و ما أربي إلى سقيا ربوعٍ
لها من مقلتي سارٍ وغادي
حملتُ يدَ السحاب الجون فيها
و لستُ معودا حملَ الأيادي
و لو بكت السماءُ لها وجفني
تيقنتِ البخيلَ من الجوادِ
ضممتُ بمسقطِ العلمين صحبي
و قد صاح الكلالُ به بدادِ
على أرجِ الثرى لما ضللنا
تضوعَ منه في الأنفاس هادي
و قد سقط السرى والنجم هاوٍ
عيون الركب في حطّ الرقادِ
ندامى صبوة ٍ دارتْ عليهم
بأيدي العيس أكوابُ السهادِ
إذا شربوا السرى اقترحوا عليه
صفيرَ حمامة ٍ وغناءَ حادي
و لما عزَّ ماءُ الركب فيهم
وقفتُ أحلُّ من عيني مزادي
تحوم وقد تقلصتِ الأداوي
على أجفانيَ الأبلُ الصوادي
أجدك هل ترى بذيول سلمى
نضارة َ حاضرٍ وخيامَ بادي
خرقن لكلّ عينٍ في سواد ال
خدورِ خصاصة ً مثلَ السوادِ
و ما أتبعتُ ظعنَ الحيَّ طرفي
لأغنمَ نظرة ً فتكونَ زادي
و لكني بعثتُ بلحظ عيني
وراءَ الركب يسأل عن فؤادي(80/53)
و في نوامِ هذا الليل شمسٌ
وَ فيَ سهري لها وجفا وسادي
إذا ذكرتْ نزتْ كبدي إليها
هبوبَ الداء نبهَ بالعدادِ
عجبتُ يضميني زمني وأرضى
و يحصدني ولم أبلغْ حصادي
و تنفقُ مسرفاتٍ من شبابي
لياليهِ الصعابُ بلا اقتصادِ
و عهدي بالتشابهِ والتنافي
يجران التصادقَ والتعادي
فما بالُ الليالي وهي سودٌ
يزالُ بها البياضُ من السوادِ
توقَّ الناس إن الداءَ يعدى
و إن قربوا فحظك في البعادِ
و لا يغررك ذو ملقٍ يغطى
أذاه وجمرهُ تحتَ الرمادِ
كلا أخويك ذو رحمٍ ولكن
أخوك أخوك في النوبِ الشدادِ
عذيريَ من صديقِ الوجهِ يحنى
أضالعه على قلبٍ مضادي
لوي يده على حبلٍ لعنقي
و قال اضممّ يديك على ودادي
تمنى وهو ينقصني تمامي
و أينَ الزبرقانُ من الدآدي
و مجتمعين يرتفدون عيبي
فلا يزنُ اجتماعتهم انفرادي
إذا انتسبوا لفضلٍ لم يزيدوا
على نسبِ ابن حرب من زيادِ
ألامُ على عزوف النفسِ ظلما
و ما لومي على خلقي وعادي
و يخدعني البخيلُ يريد ذمي
و هل عند الهشيمة من مرادِ
كفاني آلُ إسماعيلَ إني
بلغتُ بهم من الدنيا مرادي
و أن محمدا داري نفاري
فلانَ له وأسلسَ من قيادي
رقى خلقي بأخلاقٍ كرامٍ
ألانت من عرائكه الشدادِ
و كنتُ أذمُّ شرَّ الناسِ قدما
و عيبهمُ فصحّ على انتقادي
و كم خابطتُ عشواءَ الأماني
و كاذبني على الظنّ ارتيادي
فلما أن سللتُ على الدياجي
ربيبَ النعمة استذكى َ زنادي
و أنبضَ من يديه لي غديرا
و قد أعيا فمي مصُّ الثمادِ
جلا لي غرة ً رويتْ جمالا
أسرُّ بها ووجهُ البدرِ صادي
تفاديها السماءُ بنيريها
فتعرفُ حظها فيما تفادى
من الوافين أحلاما وصبرا
إذا الجليَّ هفت بحلومِ عادِ
بني البيض الخفافِ توارثوها
مع الأحساب والخيلِ الورادِ
تضاحكُ في أكفهم العطايا
و تكلحُ عنهمُ يوم الجلادِ
مطاعيمٌ إذا النكباءُ قرت
وجبَّ القحطُ أسمة َ البلادِ
لهم أيدٍ إذا سئلوا سباطٌ
موصلة ٌ بأسيافٍ جعادِ
إذا كلت من الضرب المواضي
أعانوها بأفئدة ٍ حدادِ(80/54)
طووا سلفَ الفخارِ فلم توصمْ
طوارفهم بمعروفِ التلادِ
إذا الأحسابُ طأطأتِ استشاطوا
على متمرد الشرفاتِ عادي
يعدُّ المجدُ واحدهم بألفٍ
من النجباء في قيمَ البلادِ
إذا ولدوا فتى ً سعت المعالي
تباشرُ بينها بالإزديادِ
نموك أغرَّ من ملكٍ أغرًّ
جوادا بالكرائم من جوادِ
أخا طعمينْ حلوك للموالي
بلا منًّ ومرك للمعادي
إذا لم يختضبْ لك غربُ سيفٍ
دما خضبتَ سيفا بالمدادِ
فأنتَ إذا ركبتَ شهابُ حربٍ
و أنت إذا جلست شهابُ نادي
إذا رجع الحسيبُ إلى فخارٍ
قديم أو حديثٍ مستفادِ
فحسبك بالموفق من فخارٍ
و بيتِ الباهلية ِ من عتادِ
و من يسندْ إلى طرفيك مجدا
يبتْ من جانبيه في مهادِ
فداؤك دائرُ الأبيات يأوى
إلى وقصاءَ لاطئة ِ العمادِ
يتوبُ إذا هفا غلطا بجودٍ
و لم يتبُ اتقاءً للمعادِ
إذا جاراك في مضمارِ فضلٍ
عدتهْ عن اللحاق بك العوادي
إليك سرتْ مطامعنا فعادت
مواقرَ من ندى لك مستعادِ
يخدنَ فصائلاً فيدعنَ وسماً
لأرجلهنّ في الصمَّ الصلادِ
يقادحنَ الحصى شررا كأنا
حذوناها مناسمَ من زنادِ
حملن إليك من تحف القوافي
غرائبَ من مثانٍ أو وحادِ
هدايا تفخر الأسماعُ فيها
على الأبصار أيامَ التهادي
مخلصة ً من الكلم المعنى
بطول الكرَّ والمعنى المعادِ
نوافثَ في عقود السحر تنمى
فصاحتها إلى رملِ العقادِ
تمنى وهي تنظمُ فيك أن لو
تكونُ ترائبا مهجُ الأعادي
تخالُ العربُ عجرا عن مداها
نبيطَ العربِ لم تنطقْ بضادِ
لأيام البشائر والتهاني
بها نشرُ الروائح والغوادي
يجررُ ذيلها يومٌ شريفٌ
فيجعلها على عيدٍ معادِ
شواهدَ أن جدك في ارتقاء ال
سعود وأنّ عمرك في امتدادِ
كفاها منك عفوك في العطاء ال
جزيل وقد وفتْ لك باجتهادي
فكيف خلطتني بسواي فيما
أنلتَ وأنت تشهدُ باتحادي
تمادى بي جفاؤك ثم جاءت
مواصلة ٌ أعقُّ من التمادي
ألم تك لي من الذهب المصفى
يدٌ بيضاءُ تشرقُ في الأيادي
منوهة ٌ إذا انتشرتْ بذكرى
و لائقة ٌ بمجدكِ واعتقادي(80/55)
رضائي أن تهزك ريحُ شوقٍ
إلى قربي ويوحشك افتقادي
إذا ما لم يكن نيلا شريفا
فحسبي من صلاتك بالودادِ
Webstats4U - Free web site statistics
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> نبهتهُ فقام مشبوحَ العضدْ
نبهتهُ فقام مشبوحَ العضدْ
رقم القصيدة : 60029
-----------------------------------
نبهتهُ فقام مشبوحَ العضدْ
أغلبُ لوسيمَ الهوانَ ما رقدْ
في يده مذروبة ٌ مزيدة ٌ
و درعه سابغة ٌ من اللبدْ
إذا غدا لم يحتشمْ هاجرة ً
و إن سرى لم يخ من ليلٍ بردْ
إن همّ لم يحبسْ على مشورة ٍ
و إن غدا لسفرٍ لم يستعدْ
لكلّ باغي قنصٍ طريدة ٌ
تنفرُ منه وله كلُّ الطردْ
هبَّ بلبيك وقد دعوته
مكتفيا بقوله إلى الأبدْ
و خيرُ من ساندَ ظهري أسدٌ
أو رجلٌ في صدره قلبُ أسدْ
و قال في لهاة ِ أيّ خطرٍ
تقذفُ بي وعرض ما أيَّ بلدْ
و ما الذي رابك قلتُ حاجة ٌ
في أفقِ المجدِ فقام فصعدْ
يسبقني سعيا لما أريده
حتى لقد أدرك بي ما لم أردْ
فردينْ إلاّ صارمين اعتنقا
و ضامرينْ وردا أين قددْ
تضمرُ أحشاءُ الدياجي والفلا
منى ومنه جسدين بجسدْ
كأنّ إثرينا إذا ما أصبحا
على الثرى مسحبُ رمح أو مسدْ
حتى بلغتُ مسرحَ العزّ به
بأول الشوط وأقرب الأمدْ
و ربَّ عزمٍ قبلها ركبتهُ
ففتُّ أن أظلمَ أو أن أضطهد
و غارة ٍ من الكلامِ شنها
على اللئامِ كلُّ معنى ً مطردْ
شهدتها مغامراً وكنت بال
حضّ عليها غائبا كمن شهدْ
و لذة ٍ صرفتُ وجهي كرما
عنها وفيها رغبة ٌ لمن زهدْ
لم يعتلقني بأثامٍ حبلها
و لم ينلني عارها ولم يكدْ
و حلة ٍ طرقتُ من أبياتها
أمنعها بابا وأعلاها عمدْ
و الحيّ إما خالفٌ أو حاضرٌ
خيطُ الكرى بجفنهِ قد انعقدْ
و ليس إلا بالنباح حرسٌ
لهم وإلا مقلة النارِ رصدْ
فبتُّ أستقري الحديثَ وحده
و غيرهُ لولا العفافُ لي معدّْ
و دون إرهابيَ حدٌّ صارمٌ
عانقته ومقولٌ منه أحدّْ
و كم بذاتِ الرمل من نافرة ٍ
بغير أشراك الشبابِ لم تصدْ
أحسنُ من بذلِ هواها منعها(80/56)
و من وصالِ الغانياتِ ما تصدّْ
نوميَ محفوظٌ إذا ما زرتها
و موضعي إن غبتُ عنه مفتقدْ
يعجبُ قلبي مطلها لطول ما
يكرُّ بي المطلُ إليها ويردّ
لله أحبابٌ وفيتُ لهمُ
بما استحقوا من أسى ً ومن كمدْ
لم يكفهم شقوة ُ عيني بعدهم
حتى استعانوا بالدموع والسهدْ
مضوا بجمات الحياة معهم
و عولوا بشفتى على الثمدْ
صحبتُ قوما بعدهم حبالهم
سحيلة ُ الفتل رخيات العقدْ
و ما على من كدهُ حرُّ الظما
إذا رأى الماءَ الأجاجَ فوردْ
يضربُ قومٌ في وجوهِ إبلي
و قد كفاهم أنها عنهم حيدْ
لا تعجل الكومَ إلى ذيادها
فهي قماحٌ عنكمُ لو لم تذدْ
ما للبخيل يتحامى جانبي
متى رآني عاكفا على النقدْ
يسترُ عنيّ القعبَ دافَ حنظلا
فيه وقد أمرَّ في فيَّ الشهدْ
ما أبصرَ الدهرَ بما أريده
لو كان في الحكم عليّ يفتصدْ
أنولني منزلة ً بين الغني
و الفقرِ لم يبخلْ بها ولم يجدْ
و شرُّ أقسامك حظٌّ وسطٌ
أرعنُ لم تخملُ به ولم تسدْ
أغرى الليالي بيَ أنيَ عارفٌ
بالسهل من أخلاقهنَّ والنكدْ
و أنني أقدحُ في صروفها
بعزمة ٍ تضيءُ لي على البعدْ
تطلعني على اليقين ظنتي
كأنّ يومي مخبري بسرَّ غدْ
يا بائعي مرتخصا بثمني
سوف يذمّ مستعيضُ ما حمدْ
مثلي نضارا ضنت الكفُّ به
لو كان في الناس بصيرٌ ينتقدْ
قد فطنتْ لحظها مطالبي
و أبصرتْ عيني الضلالَ والرشدْ
و قد علمتُ أيَّ برق أمتري
مزنته وأيَّ بحرٍ أستمدّْ
و وسعتْ أيدي بني أيوبَ لي
و بشرهم ملء المنى ما لا وودّْ
فما أبالي وهمُ الباقون لي
من ذا فنى في الناس أو من ذا نفدْ
و لا أروم الرزقَ من غيرهمُ
و إنما أطلبُ من حيث أجدْ
المانعون بالجوار والحمى
و الناهضون بالعديد والعددْ
و الغامرون المحلَ من جودهمُ
بكلّ كفًّ ذاب في عامٍ جمدْ
و الضاربون في اليفاع والذرى
إذا بيوتُ الذلَّ عاذتْ بالوهدْ
تضيء تحت الليل أحسابهمُ
لضيفهم إن حاجبُ النار خمدْ
مدوا إلى الحاجات من ألسنهم
ذوابلا منذ استقامت لم تمدْ
لا تتقيها هامة ٌ بمغفرٍ(80/57)
و لا يداريها عن الجسم الزردْ
تبهر في الأسماع كلَّ جائفٍ
إذا استقامت لحمة الجرح فسدْ
تعرفوا بالمجد حتى سافرت
أخبارهم بطيبهِ وهم قعدْ
و اختلفوا لا أخطأتْ بسهمها
أمنية ٌ صوبَ نداهم تعتمدْ
و أفسدوا الدنيا على أبنائها
فما ترى مثلهمُ فيمن تلدْ
همْ ما همُ أصلا ومن فروعهم
أبلجُ أربي طارفاً على التلدْ
و فيَ بمجدِ قومهِ محمدٌ
فبرهم وربما عقَّ الولدْ
و بانَ من بينهمُ بهمة ٍ
خلة ُ كلّ سؤددٍ منها تسدّْ
تمَّ وبدرُ التمَّ بعدُ ناقصٌ
و زاد والبحرُ المحيطُ لم يزدْ
و دبر الدنيا برأي واحدٍ
يأنفُ أن يشركه فيها أحدْ
تراه وهو في الجميع واحدا
و البدرُ في حفل النجوم منفردْ
إذا استشار لم يزد بصيرة ً
و لا يلوم رأيه إذا استبدّْ
حتى لقد أصبح باتحاده
يتيمة َ الدهر وبيضة َ البلدْ
قام فنال المكرماتِ متعبا
و فاز بالراحة مخفوضٌ قعدْ
و خامَ عن حمل الحقوق معشرٌ
فلم يرعه حملها ولم يؤد
و لو درى النائمُ أيَّ قدمٍ
يحرزها الساهر لاشتاق السهدْ
و ربما برح بالعين الكرى
و كانت الراحة داءً للجسدْ
تسلمتْ من القذى أخلاقهُ
و الماءُ يقذى بالسقاء والزبدْ
و انتظم القلوبَ سلكُ وده
فما يرى من لا يحبّ ويودْ
لا رفقَ الغيظُ بقلبٍ محفظٍ
عليك إن لم يقل الشعرَ اعتقدْ
جاراك يرجو أن يكون لاحقا
سومُ السحوق فات أن يجنى َ بيدْ
ينقاد للذلة طوعَ نسبٍ
حيرانَ في الأحساب أعمى لم يقدْ
يدين بالبخل إذا سيلَ فإن
أخطأ يوما بنوالٍ لم يعدْ
مدّ بحبلِ شره فانفصمت
أسبابهُ وأنت بالخير تمدّْ
فكلما جاز مدى جاوزته
مقاربا للمجد من حيث بعدْ
بك اعتلقتُ ويدي وحشية ٌ
و ضمّ أنسي شملهُ وهو بددْ
و ارتاض مني لك خلقٌ قامصٌ
لم يدر قبلُ ما العطاءُ والصفدْ
ملكتَ قلبي شعفا فما وفى
بقدرِ وجدي بك صبري والجلدْ
حتى حواني أولا فأولا
و واحدٌ أولُ ألفٍ في العددْ
كم أيكة ٍ أنبتها جودك لي
تربُ ثراها طيبٌ والماءُ عدّْ
و كلما صوح منها غصنٌ
عاد بها جودك غضاتٍ جددْ(80/58)
قد ملأتْ أوعيتي ثمارها
فقدك إن ردَّ عبابَ السيلِ قدْ
لم تبق فيَّ خلة ٌ تسدها
و إنما الخلة ُ بالمال تسدّْ
لي فيك من كلّ فقيدٍ خلفٌ
فابقَ فما يضرني منْ أفتقدْ
إذا السنانُ سلمتْ طريرة ً
علياهُ فلتمضِ الأنابيبُ قصدْ
و اضرب بسهمٍ في العلاء فائزٍ
من يدِ عمرٍ فائزٍ لا يقتصدْ
تنفضُ عنك الحادثاتُ شعبا
حيثُ التهاني حافلاتٌ تحتشدْ
كلّ صباحٍ شمسُ إقبالك في
فتوقهِ مفتنة ٌ شمسَ الأبدْ
جذلانَ بين مادحٍ وحاسدٍ
فموجباتُ المدح يوجبن الحسدْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> خاطرْ بها إما ردى أو مرادْ
خاطرْ بها إما ردى أو مرادْ
رقم القصيدة : 60030
-----------------------------------
خاطرْ بها إما ردى أو مرادْ
و ردْلها أين وجدتَ المرادْ
و لا تماطلها بجماتها
معللا أظماءها بالثمادْ
باعدْ عزيزا بين أسفارها
فعزة ُ النجم السري والبعادْ
للهِ رامٍ بلباناتهِ
طولَ الليالي وعروضَ البلادْ
يقدمُ إما مبلغا نفسه
معذرة ً أو بالغا ما أرادْ
يحفزهُ الضيمُ فتنبو به
مضاجعُ الغيدِ ولينُ المهادْ
إذا أحسَّ الهونَ صاحتْ به
نخوتهُ أو طارَ أو قيلَ كادْ
يعجمُ منه الدهرُ إن رابهُ
جلدَ العصا صلبَ حصاة ِ الفؤادْ
سمتْ به الهمة ُ حتى نجا
منفردا من بين هذا السوادْ
موليا آخرَ حاجاتهِ
خزائمَ العيس ولجمَ الجيادْ
أقسمَ مهما اكتحلتْ عينهُ
بمثلهِ لا اكتحلتْ بالرقادْ
و بات مغمورَ العلا شاكرا
ميسوره يقنعُ بالإقتصادْ
يرضى من الحظّ بما جاءه
عفوا وما الحظّ سوى الاجتهادْ
ينام للضيم على ظهره
مراوحَ الخدّ وثيرَ الوسادِ
إن راعه من يومه رائعٌ
قال عدواً فرسُ الذلّ عادْ
ما أكثرَ المنحى على مجده
لبلغة ٍ ترجى ورزقٍ يفادْ
و مؤثرَ المالِ على عرضهِ
مجتهدا ينقص من حيث زادْ
عدَّ عن الدنيا وأبنائها
وبعْ موداتهم بالبعادْ
ما هذه الدهماءُ إلا دبى ً
ينشرهُ في الأرض حبُّ الفسادْ
إلاَّ فتى ً يأنف من عيشة ٍ
لغيره فيها عليه اعتدادْ
و دولة ٍ تخطبُ راياتها(80/59)
باسم سواه في رؤس الصعادْ
مثل أي القاسم غيران يس
تفيد من عزته ما استفادْ
يجود بالنفس كما جاد أو
يسود بالواجب من حيث سادْ
هيهات قامت معجزاتُ العلا
فيه وبانت آية الإنفرادْ
لا تلدُ الأرضُ له من أخٍ
أعقمها من بعد طولِ الولادْ
شاد به اللهُ بنيَ مجدهِ
راسية ً واللهُ ما شاء شادْ
بانَ من الناس فما عابه
شيءٌ سوى تشبيهه بالعبادْ
أبلجُ في كلّ دجى فحمة ٍ
عمياءَ لا يقدحُ فيها الزنادْ
يصيبُ بالأول من ظنه
فليس يستثنى ولا يستعادْ
تهفو قوى الحلم وغضباته
تأوى إلى مستحصفاتٍ شدادْ
أرهفَ من آرائه ذبلا
ترودُ للطعن أمامَ الطرادْ
و قاد للأعداء رقاصة ً
تعزفُ لولا يده أن تقادْ
معرقاتٍ كان أماتها
ربائطا ما بين أبياتِ عادْ
يشكمها إن خلعتْ لجمها
ما جرَّ من فضلِ نواصي الأعادْ
خضبها الطعنُ بماء الطلى
فشهبها في شعراتِ الورادْ
يحالفُ الصبرَ عليها فتى ً
ما بدأَ الكرة إلا أعادْ
يبذلُ في حفظ العلا مهجة ً
تكبرُ أن تفديها نفسُ فادْ
يرى طلابَ العزّ أو بردهُ
في حرّ ما يشربُ يومَ الجلادْ
شجاعة ٌ سببها جودهُ
إن الفتى يشجع من حيث جادْ
يا راكبَ الدهماء لم يحفها
سيرٌ ولا حنتْ لتغريدِ حادْ
حددها الطالي فما علبها
على بياضِ الجسم لبسُ الحدادْ
لا تلتوي من ظما والثرى
مكدٍ وأكبادُ المطايا صوادْ
يحفزها من مثله سائقٌ
يضلُّ خريتُ الفلا وهو هادْ
راكبها وهو على ظهرها
موطأَ الجنبِ قليلُ السهادْ
يكرعُ في صافٍ قليلِ القذى
عدبٍ ويرعى أبدا بطنَ وادْ
بلغ بلغتَ الخيرَ خيرَ امرئ
شدتْ عليه حبوات البوادْ
قل للوزير اعترقتْ بعدكم
عظمى نيوبُ الأزماتِ الحدادْ
و ارتجع البخلُ وأبناؤه
ما أسأرتْ عنديَ كفُّ الجوادْ
غاض الندى بعدك يا بحرهُ
و بانَ مذ بنتَ بفضلِ السدادْ
و اغبرْ جوٌّ كنتَ خضرتهُ
فشمطتْ فيه الربا والوهادْ
دينٌ من العدل عفا رسمه
شرعتهُ للناس بعدَ ارتدادْ
و سنة ٌ في المجد قد قوضتْ
أقمتَ من أطنابها والعمادْ
و مهملٌ من كلمٍ نادرٍ(80/60)
نفقتهُ مدحك بعدَ الكسادْ
عاد يوفى أجرهُ كاملا
عندك حيا قبلَ يومِ المعادْ
عرفتهُ والناسُ من حاسدٍ
أو جاهلٍ بالقولِ والإنتقادْ
أوحشتَ بالبعد فلا أوحشتْ
منك مغاني الكرم المستفادْ
و شلَّ سرحُ الأمر من قبضة ال
راعي فأمسى هجمة ً لا تذادْ
معطلَ المجلسِ والمنبرِ ال
مركوبِ عاري السرجِ رخوَ البدادْ
تعلقَ الممسكُ أطرافه
منه برسغيْ قاطع لا يصادْ
كأنما صاحَ غرابُ النوى
بدادِ فيه بعدَ جمعٍ بدادْ
قد أسفَ الرأسُ على تاجه
و أنكرَ العاتقُ فقدَ النجادْ
و وجهُ بغدادَ على حسنه
أسفعُ مكسوفٌ عليه اربدادْ
كانت حريما بك ممنوعة َ ال
ظهر فعادت وهي دارُ الجهادْ
في كلّ بيتٍ من أذى عولة ٌ
تبدا ومن خوفٍ أنينٌ يعادْ
و كيف لا ينكرُ عهدُ الحمى
يفوتهُ العامُ بصوبِ العهادْ .
يا مبدئ الإحسان فينا أعدْ
فالبدر إن مرّ مع الشهر عادْ
قم فأثرها عزمة ً لم تنمْ
ضعفا ولم تنقصْ لغير ازديادْ
عاجلْ بها جدعَ انوفٍ طغتْ
و أرؤسٍ قد أينعتْ للحصادْ
يحسبها الأعداء قد أخمدتْ
و إنما جمرك تحتَ الرمادْ
لا تأخذِ الدهرَ بزلاتهِ
وسعهُ بالعفو وبالإعتمادْ
و لا تكشفْ عن صدورٍ خبتْ
أضغانها من قاتلٍ أو مضادْ
فكلما تبصره صالحا
فإنما يصلحُ بعد الفسادْ
أنا الذي ردّ زماني يدي
من بعد شدى بكم واعتضادْ
و طمعتْ فيّ ذئابُ العدا
حتى حلا مضغٌ لها وازدادْ
وفتَّ في حالي وفي عيشتي
بطلبي ظلكمُ وافتقادْ
لا نسيَ اللهُ لكم والعلا
ما زدتمُ في عدتي أو عتادْ
و نعمة أتقلتمُ كاهلي
بحملها وهي يدٌ من أيادْ
كم ناخسٍ ظهري على شكركم
و حاسدٍ في مدحكم أو معادْ
و منكرٍ حفظي لكم يرتمي
مقاتلي من خطإٍ واعتمادْ
و ليس للخابطِ إلا العشا
منى وللخارطِ إلا القتادْ
و ناشطاتٍ أبدا نحوكم
من عقلِ الفكرِ ليانِ المقادْ
سوافر عن غررٍ وضح
ينصعُ منهنّ سوادُ المدادْ
يخلطنَ فرضَ الحقّ في مدحكم
بخالص الحبَّ وصفوِ الودادْ
حافظة فيكم عهودَ الندى
حفظَ الربا عهدَ السواري الغوادْ(80/61)
و قلما يرعى أياديكمُ
في القرب منْ لم يرعها في البعادْ
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أمنْ أسماءَ والمسرى بعيدُ
أمنْ أسماءَ والمسرى بعيدُ
رقم القصيدة : 60031
-----------------------------------
أمنْ أسماءَ والمسرى بعيدُ
خيالٌ كلما بخلتْ يجودُ
طوى طيَّ البرودِ عراصَ نجدٍ
و زار كما تأرجتِ البرودُ
يشقُّ الليلَ والأعداءَ فردا
شجاعا وهو يذعره الوليدُ
مواقد عامرٍ وسروح طيًّ
و ما قطعت برملتها زرودُ
له ما للبدورِ من الدياجي
فأرقني وأصحابي هجودُ
فقمتُ له أطوقه عناقا
يدا ضعفتْ وباعثها شديدُ
يدُ القناصِ تخفقُ أين مدتْ
حبالته فتضبط ما تصيدُ
فيا لكِ سحرة ً سرقتْ لو أني
غداً فيها يتمّ ليَ الجحودَ .
و كيف وتربُ بابلَ سلخَ شهرٍ
برياها شهودُ وأرداني .
أما ومشعشعين بذاتِ عرقٍ
صلاً يقرى العراقَ له عمودُ
و رامٍ سهمَ عينيه بسلحٍ
و بالزوراء يقتلُ من يريدُ
لما وفتِ الصوارمُ والعوالي
بما جنتِ المحاجرُ والقدودُ
و كم يأوى المشقرَ من غزالٍ
تحاذر من كناستهِ الأسودُ
تقلمُ حوله الأظفارَ عينٌ
و يهتمُ دونه الأنيابَ جيدُ
و أبيضَ من نجوم بني هلالٍ
وجوهُ العيش بعد نواه سودُ
هويتُ له الذي يهواه حتى
حلا إعراضه لي والصدودُ
نفضن الحبَّ أسمالا وعندي
لهنّ على القلى حبٌّ جديدُ
و رحنَ وقد سفكنَ دماً حراما
تصيح به الأناملُ والخدودُ
أما تنهاك عن عيدِ التصابي
مواضٍ من شبابك لا تعودُ
و قادحة ٌ لها في كل يومٍ
ذبولٌ من نشاطك أو خمودُ
طوالع في عذارك لا الأحاظي
قسمنَ طلوعهنّ ولا السعودُ
و قالوا حلمتكَ فقلت شوقا
متى مبدى الخلاعة ِ لي يعيدُ
يجرُّ عليَّ أبيضها خمولا
و كنت بجاهِ أسودها أسودُ
و لم أر كالبياض مذمما في
مواطنَ وهو في أخرى حميدُ
فتلحاه العوارضُ والمفالي
و ترضاه الترائبُ والنهودُ
عدمتُ مكارم الأيام منْ ذا الش
قيُّ بها ومنْ فيها السعيدُ
مع الفضل الخصاصة ُ والتمني(80/62)
و حولَ العجزِ تزدحم الجدودُ
تقامُ على الفقير وما جناها
إذا وجبتْ على المثرى الحدودُ
و ما لك من أخٍ في الدهر إلا
أخوك طريفُ مالكِ والتليدُ
محضتُ الناسَ مختبرا فكلٌّ
بكئٌ دون زبدته زهيدُ
همُ حولي مع النعمى قيامٌ
و هم عنيّ مع الجليَّ قعودُ
توقَّ تحية َ ابن العمَّ يوما
فربَّ فمٍ بقبلته يكيدُ
و لا تخدعك مسحة ُ ظهرِ أفعى
فتحتَ لثاته نابٌ حديدُ
و أغلبُ ما أتاك الشرُّ ممن
تذبّ الشرَّ عنه أو تذودُ
و حولك من قبيلكُ من تكون ال
قليلَ به وإن كثر العديدُ
مداجٍ أو مبادٍ أو حسودٌ
و شرهمُ على النعمِ الحسودُ
و مولى عره بك مشخمرٌّ
بطول الحفر يهدمُ ما تشيدُ
نصحتُ لمارقٍ من آل عوف
لو أنّ النصحَ يبلغ ما أريدُ
و قلتُ له قناتك لا تدعها
توصمْ بالعقوق ولا تميدُ
و بيتك لا تبدلْ فيه غدرا
فإنّ عليك ما يجني الندودُ
و لا تعبثُ بعزًّ مزيديًّ
لتنقصه وأنت به تزيدُ
هم التحموك معروقا وضموا
عزيبك وهو منتحسٌ طريدُ
و مدوا ضبعك المغمورَ حتى
سما بك بعد مهبطهِ صعودُ
إلى نادٍ تفوه به وتغشى
و سامرة ٍ يشبُّ لها وقودُ
عنوا بثراك واغترسوك حتى
بسقتَ على العضاهِ وأنت عودُ
و ربوا نعمة ً لك لا يغطي
عليها السترَ غمطك والجحودُ
فما غنيَ المبصرُ وهو باغٍ
بما تجدي المشورة ُ أو تفيدُ
و قام يقودها سوقاً عجافاً
أعزُّ من القيام بها القعودُ
يلوثُ جبينه منها بعارٍ
تبيد المخزياتُ ولا يبيدُ
فكيف وأنت طير البغي فيها
جرت لك بالتي عنها تحيدُ
نزلتَ لها بدار الهون جارا
لأقوامٍ تضامُ وهم شهودُ
صديقَ العجزِ أسلمك الأداني
بجرمك واستراب بك البعيدُ
تقاذفك المهامة ُ والفيافي
و تنكرك التهائمُ والنجودُ
فما لك لا وألتَ وأنتَ حرٌّ
يحيرك من عشيرتك العبيدُ
و أن الجارَ لا حيّ عزيزٌ
بأسرته ولا ميتٌ فقيدُ
و لو بأبي الأغرَّ صرختَ فاءتْ
عليك فضولُ رأفته تعودُ
إذن لأثرتَ عاطفة ً وحلماً
تموتُ له الضغائنُ والحقودُ
و كان الصفحُ أبردَ في حشاه(80/63)
إذا التهبتْ من الحنقِ الكبودُ
و عاد أبرَّ بالأنساب منكم
و بالقربيَ لو أنك تستعيدُ
نتجتَ من المنى بطنا عقيما
نمى َ بك والمنى أمٌّ ولودُ
أتنشدُ ما أضلَّ الحزمُ منها
أطلْ أسفا فليس لها وجودُ .
و توعدهُ وذلك ذلُّ جارٍ
متى اجتمع المذلة ُ والوعيدُ
تريدون الرؤسَ وقد خلقتم
ذنابيَ لا انتفاعَ بأن تريدوا
و يأبى اللهُ إلا مزيديا
على أسدٍ يؤمرُ أو يسودُ
فدعها للذي جفلتْ إليه
و سله العفوَ فهو به يجودُ
دعوا قوما يخاصم في علاهم
رقابكمُ المواثقُ والعهودُ
بأيّ سلاحكم قارعتموهم
أبيَ الماضي الشبا ونبا الحديدُ
و إنّ سيوفكم لتكون فيهم
مكاويَ لا تنشُّ لها الجلودُ
ففخرا يا خزيمُ فكلُّ فخرٍ
إلى أنواركم أعمى بليدُ
لكم نار القرى وندى العشايا
و فرسانُ الصباح وعوا فنودوا
و أندية ٌ وألسنة ٌ هبوبٌ
إذا انتضيتْ وأحلامٌ ركودُ
و منكم كلُّ ولاجٍ خروجٍ
و ذو حزمين صدارٌ ورودُ
موقرُ ما أقلَّ السرجُ ثبتٌ
إذا مالت من الرهج اللبودُ
إذا مضرٌ تطامنَ كلُّ بيتٍ
لها وعلا بربوتها الصعيدُ
و كانت جمرة َ الناسِ احتبيتم
و فيكم عزُّ سورتها العتيدُ
بنى َ لكمُ أبو المظفارِ مجدا
على موت الزمات له خلودُ
و قدمكم على الناس اضطرارا
مقاماتٌ وأيامٌ شهودُ
إجارة ُ حاتمٍ ودمٌ شريقٌ
به لباتُ حجرٍ والوريدُ
و طعنة ُ حاتم وطرٌ قديمٌ
قضى مروانُ فيها ما يرديُ
و صاحتْ باسم صامتَ نفسُ حرًّ
ربيعُ المقترين بها يجودُ
و صخرٌ ذابَ صخرُ على قناكم
ولان لكم به الحجر الشديدُ
و يومُ عتيبة ٍ علمٌ عريضٌ
تباشره المواسمُ والوفودُ
كرائمُ من دماء بارداتٍ
لديكم لادياتِ ولا مقيدُ
و إنّ ببابلٍ منكم لبحرا
لو أنّ البحرَ جاد كما يجودُ
إذا الوادي جرى ملحا أجاجا
ترقرق ماؤه العذبُ البرودُ
فتى ُّ السنَّ مكتهلٌ حجاهُ
طريفُ الملك سؤدده تليدُ
إذا اشتبهتْ كوااكبهم طلوعا
فنور الدولة القمرُ الوحيدُ
أناف به وقدمه عليكم
أبٌ كرمٌ أناف به الجدودُ
أغرُّ قسيمهُ السيفُ المحلى َّ(80/64)
و مسحبُ ذيله الروضُ المجودُ
يعود إذا تغرب في العطايا
و يقلع في الهناتِ فلا يعودُ
بليلُ الريقِ من كلمٍ سدسدٍ
يقوم بنصره رمحٌ سديدُ
تراغتْ حول قبته بكارٌ
شفار الجازرين لها قتودُ
تراه الخيلُ أفرسَ من تمطتْ
به والجيشُ أشجعَ من يقودُ
و يغنى ثم يفقرُ راحتيه
مقالُ المادحين الفقرُ جودُ
من الغادي ينقله حصانٌ
مفدي السبق أو عنسٌ وخودُ
إذا ركب الطريقُ وفيَ بشرطي
أخٌ منه على أربي عقيدُ
إذا بلغتُ عن إنسانَ ينزو
وراء ضلوعه قلبٌ عميدُ
يرى المرعى الخصيبَ يصدعنه
و يظمأُ وهو يمكنه الورودُ
فقل لأمير هذا الحيَّ عني
أيجمعُ لي بك الأملُ البديدُ
أحنُّ إلى لقائك والليالي
عليّ مع العوائق لي جنودُ
و تجذبني نوازعُ موقظاتٌ
إليك وراءها قدرٌ رقودُ
و كم وعدتْ بك الأمالُ نفسي
و يقضي الدهر أن تلوى الوعودُ
فهل من عطفة ٍ بالود إني
على شحط النوى خلّ ودودُ
محبٌّ بالصفاتِ ولم أشاهدْ
كأني من نجيكمُ شهيدُ
و كم ملكٍ سواكم مدّ نحوي
يديه فقصر الباعُ المديدُ
و معصوبٍ بذكرى أو بشعري
أحول عنه شعري أو أحيدُ
أحاذر أن تبدلني أكفٌّ
سوائمُ صانني عنها الغمودُ
لعلّ علاكمُ وندى يديكم
سينهضني بمثقلة ٍ تؤودُ
و مجتمعٍ عليها القولُ أنيَّ
بها والقولُ مشترك فريدُ
من الغرّ الغرائبِ لم يعبها ال
كلامُ الوغدُ والمعنى الرديدُ
نوادر تلقط الأسماعُ منها
عن الأفواه ما نثرَ النشيدُ
تسير بوصفكم وتقيم فيكم
خوالدَ فهي قاطنة ٌ شرودُ
و ليس يضرُّ راجيكم لرفدٍ
تلومهُ إذا قصدَ القصيدُ
Personal homepage website counter
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> جمَّ لها الوادي وعزَّ الذائدُ
جمَّ لها الوادي وعزَّ الذائدُ
رقم القصيدة : 60032
-----------------------------------
جمَّ لها الوادي وعزَّ الذائدُ
و طاب ما حدثَ عنها الرائدُ
فخلها راتعة ً مجرورة ً
وراءها الأرسانُ والمقاودُ
يخلفُ ما استسلفَ من جراتها
كهلٌ أثيثٌ ومعينٌ باردُ
حيثُ المغيرُ لا ينالُ فرصة ً(80/65)
منها ولا يطمعُ فيها الطاردُ
تذبُّ عنها من سماتِ ربها
صوارمٌ ليس لها مغامدُ
إذا بدت في عنقٍ أو حاركٍ
فهي عليها أعينٌ رواصدُ
و نمْ فقد حرمها هذا الحمى
و ضمها وهي دخان شاردُ
و أعجزَ الناسَ جميعا رعيها
فاليومَ يرعاها جميعا واحدُ
أروعُ لا يغلبه المكرُ ولا
تدبُّ في حريمه المكايدُ
أعارها عينا فكانت عوذة ً
لها وشيطانُ الزمان ماردُ
أفرشها كافي الكفاة ِ أمنهُ
فالظلُّ سكبٌ والنسيمُ باردُ
دانَ بتاجِ الحضرة ِ الدهرُ لها
و حلَّ حبلَ الذلَّ عنها العاقدُ
و صدقتْ أن الربيعَ بعدها
بوارقٌ من يده رواعدُ
غاصتْ غصونُ المجد تحتَ مائها
فأورقَ الذاوي وقام المائدُ
و ضحكَ القاطبُ من وجه الثرى
و سالَ وادي المكرماتِ الجامدُ
و بشرَّ الفضلُ بقايا أهلهِ
لا تقنطوا في الناسِ بعدُ ماجدُ
نقل لأبناء الطلاب والمنى
و الحاجِ ضاقتْ بهم المقاصدُ
يتاجرون المجدَ فتخيسُ في
أيديهم البضائعُ الكواسدُ
تضمكم حنوتهُ وأنتمُ
عزونَ في الآفاق أو بدائدُ
زمَّ الأمور فلوى أعناقها
ساعٍ إلى الغايات وهو قاعدُ
و دبرّ الدنيا على علاتها
فصلحتْ والدهرُ دهرٌ فاسدُ
ماضٍ له من عزمه مجردٌ
يذبُّ من جهلِ الزمانِ غامدُ
يرى بوجهِ اليوم صدرَ غدهِ
تعطيه ما في المصدرِ المواردُ
لا يأخذ التدبيرَ إلا من علٍ
فالناسُ ينحطونَ وهو صاعدُ
رأى انتهاءَ مجدهِ مبتدأً
لما أعانَ الكفَّ منه الساعدُ
أسهرهُ حبُّ العلا منفردا
و هو على ظنَّ العيون راقدُ
جدَّ وقارا والزمانُ هازلٌ
و جادَ عفوا والسحابُ جامدُ
و لاحَ في الملك شهابا فوري
زنادهُ والملكُ نجمٌ خامدُ
منتصرا بنفسه لنفسه
كاليث يشري مالهُ مساعدُ
لا يملكُ الحفظُ عليه أمرهُ
و لا تفري حلمه الشدائدُ
ينهضه الكمالُ من اثقالهِ
بأوسقٍ تلفظها الجلامدُ
مدَّ على الدولة ِ من جناحه
ما مدَّ عطفا لبنيه الوالدُ
حتى استقامتْ وهي بلهاءُ الخطا
عمياءُ ما بين يديها قائدُ
كم قدمٍ قبلكَ قد زلتْ بها
ضعفا وكفًّ لم يعطها الساعدُ(80/66)
و ضابطٍ لم يغنهِ لما طغتْ
أدواؤها التجريبُ والعوائدُ
يحرسها وليس من حماتها
مثلُ الشغا ينقصُ وهو زائدُ
جاءت على الفترة ِ منه آية ٌ
معجزة ٌ قامت بها الشواهدُ
موهبة ٌ فاجئة ٌ لم تحتسبْ
و لم توفهْ بها المواعدُ
كنتَ خبيئا ترقبُ الأيامُ في
إظهارهِ الميقاتَ أو تراصدُ
كالنارِ في الوند تكون شررا
بالأمس وهو اليومَ جمرٌ واقدُ
فأبرزتك للعيونِ كوكبا
يزهرُ لم تجرِ به العوائدُ
يفديك محظوظون وجهُ عجزهم
بغلطِ النعمة فيهم شاهدُ
قد سرق الدهرُ لهم سيادة ً
ليس لها من المساعي عاضدُ
تنافرُ الأقلامُ عن أيمانهم
و تقشعرُّ منهم الوائدُ
لم ينظموت المجدَ كما نظمتهُ
و لا حلتْ عندهم المحامدُ
و لا أعان طارفا من حظهم
مجدُ أبٍ مثلِ أبيك تالدُ
و خيرُ من شاد الفخارَ رافعٌ
أسرتهُ لما بنى قواعدُ
و بعضُ علياءِ الفتى مكاسبٌ
بنفسه وبعضها موالدُ
و ليهنكَ الأمرُ الذي ذلَّ به
لك العزيزُ وأقرّ الجاحدُ
ولانَ في يديك منهُ مرسٌ
ملاوذٌ من رامهُ محايدُ
ينقصُ من قدرك وهو فاضلٌ
على وسيعات الأماني زائدُ
و مشرفاتٌ فضلٌ لبستها
تزلقُ عنها المقلُ الحدائدُ
كلبدة ِ الليثِ سطا وحسنها
كالوشي تكساهُ الدمى الخرائدُ
لو كانت الأفلاكُ أجسادا لما
كان لها من مثلها مجاسدُ
باطنة وظاهر جمالها
فالحسنُ منها غائبٌ وشاهدُ
تسحبها في الأرضِ ولفخرها
معالقٌ في الجوّ أو معاقدُ
و كالسماء عمة ٌ صبغتها
قد جاءها من الزمان وافدُ
مقدودة ٌ منها ومن نجومها
في طرفيها سائرٌ وراكدُ
إن لم تكن تاجاً فقد أكسبها
نورك ما لم يكسَ تاجاً عاقدُ
و ضاربٌ إلى الوجيهِ عرقهُ
بأربع تشقى بها الأوابدُ
من اللواتي نصرتْ آباءها
في السبق أمهاتها الردائدُ
و صبحتها بالصريفِ علباً
قبلَ عيالِ ربها الولائدُ
خاضَ الظلامَ فاهتدى بغرة ٍ
كوكبها لمقلتيه قائدُ
يجاذبُ الريحَ على الأرض ومن
قلائدِ الأفقِ له قلائدُ
حليٌ من التبرِ إذا خفَّ بها
أثقلَ فهو تحتها مجاهدُ
ينصاعُ كالمريخ في التهابهِ(80/67)
و أنت فوق ظهره عطاردُ
غرائبٌ من الحباءِ جمعتْ
بها لك الفواركُ الشواردُ
تبرعَ الملكُ بها مبتدئا
و كلُّ بادٍ بالجميل عائدُ
قد كنتُ عيفتُ لك الطيرَ بها
مستيقظا والحظ بعدُ هاجدُ
و برقتْ لي في المنى سيوفها
من قبلِ أن تبرزها المغامدُ
علما بما عندك من أداتها
و أنها سيفٌ وأنت ساعدُ
فلم يخنيَّ فارسُ الظنَّ ولا
غرتني المخايلُ الشواهدُ
و بعدُ لي فيك رجاءٌ ناظرٌ
إلى السماء وحسابٌ زائدُ
حتى يشقَّ للزمان رمسهُ
و أنت باقٍ والعلاءُ خالدُ
بك استقاد الفضلُ ودماؤه
مطلولة ٌ وعزَّ وهو كاسدُ
نصرتهُ والناسُ إما جاهلٌ
بحقه أو عارفٌ معاندُ
و رشتَ من أبنائه أجنحة ً
طار حصيصا ريشهُ البدائدُ
تعطي وأنت معدمٌ وإنما
يعطي أخوك البحرُ وهو واجدُ
زرعتَ عندي نعمة ً سالفة ً
أنت لهذا الشكر منها حاصدُ
عطفا على ذكرى ووصفا فخرهُ
باقٍ عليَّ والزمانُ بائدُ
و نظرا بدأتني برأيه
لو أن باديه إليّ عائدُ
لكن أردتَ الخيرَ لي ودونه
حوائلٌ من زمني حوائدُ
فهل لأرضى لك أن تبلها
على الجدوب سحبك الجوائدُ
غرستُ منك بالولاء والهوى
غرسا فماذا أنا منه حاصد ُ
أنظر فقد قدرتَ في مظلمة ٍ
كنتَ على إنصافها تعاهدُ
و اقض ديونَ المجد فيها وارعَ لي
ما تقتضي الأواصرُ التوالدُ
و لا تكن حاشاك من معاشرٍ
تخذلُ أقوالهم العقائدُ
كانوا يدي وريحهم راكدة ٌ
و أسرتي والحظُّ عنهم عاصد
فحين هيت عاصفا رياحهم
قلَّ الوفيُّ ونأى المساعدُ
غنيتُ أنْ أسكرني جفاؤهم
و في غنائي لهمُ عرابدُ
و بخلاء لا تهنا نعمة ٌ
همُ اليها السبلُ والمقاصدُ
إذا كرمتَ لؤموا سفارة ً
و إن قربتَ فهمُ أباعدُ
تغالقُ الأرزاقُ أيمانهمُ
تضجُّ من مطلهم المواعدُ
لا يرتجى حكمُ القريض بينهم
و لا يخاف اللغوُ والعرابدُ
و كيف أبغى في النبيط منهمُ
و العجمِ أن تنفعني القصائدُ
تلافَ بالفضل الوسيعِ ما جنى
مسلمهم عليّ والمعاهدُ
حاشاك يشقى واحدٌ بفضلهِ
على زمانٍ أنتَ فيهِ واحدُ(80/68)
قد طال صوني سمعك المشغولَ عن
بثك ما ألقى وما أكابدُ
و نقبتْ جسمي وقلبي صابرٌ
من زمني نيوبهُ الحدائدُ
و لم يدعْ تحت الخطوب فضلة ً
فيّ تدبُّ نحوها الأوابدُ
و أعوزَ المقامُ أن أسطيعهُ
و سددتْ عن سيريَ المقاصدُ
أيقتلُ الزمانُ مثلي هدرا
و أنت ثأري والزمانُ عامدُ
أنت بفضلي شاهدٌ فلا أمتْ
هزلاً وتضييعا وأنت شاهدُ
أكدْ مع الإثقالِ نحوي نظرة ً
تنعشني لحاظها الردائدُ
لعلها يا خيرَ من يدعى لها
تصلحُ شيئا هذه المفاسدُ
و ابتعْ بها الشكرَ فعندي عوضٌ
تضمنهُ القواطنُ الشواردُ
كلّ مطاعٍ أمرها مسلطٌ
في الشعر ملقاة لها المقالدُ
سائرة تنشرها الركبانُ أو
عامرة بذكرها المشاهدُ
ترى الكلامَ عجزاً وطرفاً
و كلها وسائطٌ فرائدُ
إذا رأتْ عرض كريمٍ عاطلا
فهي له العقودُ والقلائدُ
تحملُ من وصفك ما يحملهُ
عن روضة الحزنِ النسيمُ الباردُ
طالعة بها التهاني أنجما
ما كرّ نوروزٌ وعيدٌ عائدُ
يفنى بنو الدنيا وأنت معها
باقٍ على مرّ الزمان خالدُ
تبقى عليك والذي نأخذهُ
من الجزاءِ مضمحلٌ بائدُ
محامدٌ يحسدك الناسُ لها
و الناسُ إما حامدٌ أو حاسدُ .
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> و خرقاءَ معرقة ٍ في الضلا
و خرقاءَ معرقة ٍ في الضلا
رقم القصيدة : 60033
-----------------------------------
و خرقاءَ معرقة ٍ في الضلا
ل شاقك في القصد إرشادها
إذا سقيتْ فبما أطعمتْ
مرنقة ماؤها زادها
و إن رشفتْ ريقها ألسنٌ
و قاءتْ ففي القيءِ أكبادها
تقطع منها فلا ترعوي
و تعدي بها وهي عوادها
ترى زوجها أبدا فوقها
و من غيرهِ جاء أولادها
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> بكى النارَ ستراً على الموقدِ
بكى النارَ ستراً على الموقدِ
رقم القصيدة : 60034
-----------------------------------
بكى النارَ ستراً على الموقدِ
و غار يغالطُ في المنجدِ
أحبَّ وصان فوري هوى ً
أضلَّ وخاف فلم ينشد
بعيد الإضاحة عن عاذلٍ(80/69)
غنيُّ التفردِ عن مسعدِ
حمولٌ على القلب وهو الضعيفُ
صبورٌ عن الماء وهو الصدى
وقورٌ وما الخرقُ من حازمٍ
متى ما يرحْ شيبهُ يغتدي
و يا قلبُ إن قادك الغانياتُ
فكم رسنٍ فيك لم ينقدِ
أفقً فكأني بها قد أمرَّ
بأفواهها العذبُ من موردي
و سود َ ما ابيضَّ من ودها
بما بيض الدهرُ من أسودي
و ما الشيبُ أولُ غذرِ الزمان
بلى من عوائده العودِ
لحا اللهُ حظي كما لا يجودُ
بما أستحقّ وكم اجتدى
و كم أتعللُ عيشَ السقيم
أذممُ يومي وأرجو غدي
لئن نام دهريَ دون المنى
و أصبح عن نيلها مقعدي
و لم أك أحمدُ أفعاله
فلي أسوة ٌ ببني أحمدِ
بخير الورى وبني خيرهم
إذا ولدُ الخيرِ ولم يولدِ
و أكرمِ حيّ على الأرض قام
و ميتٍ توسد في ملحدِ
و بيتٍ تقاصرُ عنه البيوتُ
و طال عليا على الفرقدِ
تحومُ الملائكُ من حولهِ
و يصبحُ للوحي دارَ الندى
ألا سلْ قريشا ولمْ منهمُ
من استوجبَ اللومَ أو فندِ
و قل ما لكم بعد طول الضلا
ل لم تشكروا نعمة المرشدِ
أتاكم على فترة ٍ فاستقام
بكم جائرين عن المقصدِ
و ولى حميدا إلى ربه
و من سنَّ ما سنهُ يحمدِ
و قد جعلَ الأمرَ من بعده
لحيدرَ بالخبر المسندِ
و سماه مولى بإقرارِ من
لو اتبعَ الحقَّ لم يجحدِ
فملتم بها حسدَ الفضل عنه
و من يكُ خيرَ الورى يحسدِ
و قلتم بذاك قضى الاجتماعُ
ألا إنما الحقُّ للمفردِ
يعزُّ عل هاشمٍ و النبيَّ
تلاعبُ تيمٍ بها أو عدى
و إرثُ عليًّ لأولاده
إذا آية ُ الإرثِ لم تفسد
فمن قاعدٍ منهمُ خائف
و من ثائرٍ قامَ لم يسعدِ
تسلطُ بغيا أكفُّ النفا
ق منهم على سيدٍ سيدِ
و ما صرفوا عن مقام الصلاة ِ
و لا عنفوا في بني المسجدِ
أبوهم وأمهمُ من علم
تَ فانقصْ مفاخرهم أو زدِ
أرى الدينَ من بعد يومِ الحسين
عليلاً له الموتُ بالمرصدِ
و ما الشرك لله من قبله
إذا أنت قستَ بمستبعدِ
و ما آل حرب جنوا إنما
أعادوا الضلال على من بدى
سيعلم من ناظمٌ خصمهُ
بأيّ نكالٍ غداً يرتدي
و منْ ساءَ أحمدَ يا سبطهُ(80/70)
فباءَ بقتلك ماذا يدي
فداؤك نفسي ومنْ لي بذا
ك لو أن مولى ً بعبدٍ فدى
و ليتَ دمي ما سقى الأرضَ منك
يقوتُ الردى وأكون الردى
و ليتَ سبقتُ فكنتُ الشهيدَ
أمامك يا صاحبَ المشهدِ
عسى الدهرُ يشفي غداً من عدا
ك قلبَ مغيظٍ بهم مكمدِ
عسى سطوة ُ الحقّ تعلو المحالَ
عسى يغلبُ النقصُ بالسؤددِ
و قد فعلَ اللهُ لكنني
أرى كبدي بعدُ لم تبردِ
بسمعي لقائكم دعوة ٌ
يلبي لها كلُّ مستنجدِ
أنا العبدُ والاكمُ عقدهُ
إذا القولُ بالقلبِ لم يعقدِ
و فيكم ودادي وديني معاً
و إن كان في فارسٍ مولدي
خصمتُ ضلالي بكم فاهتديتُ
و لولاكمُ لم أكن أهتدى
و جرتموني وقد كنتُ في
يد الشرك كالصارم المغمدِ
و لا زال شعريَ من نائجٍ
ينقل فيكم إلى منشدِ
و ما فاتني نصركم باللسان
إذا فاتني نصركم باليدِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> حرم عليها نزهاتِ الوادي
حرم عليها نزهاتِ الوادي
رقم القصيدة : 60035
-----------------------------------
حرم عليها نزهاتِ الوادي
و ولها جوانبَ البلادِ
و غنها إنْ طربتْ لصافرٍ
آذانها برهجِ الجلادِ
و اسبقْ بها إلأى العلا شوطَ الصبا
لعلها تعدُّ في الجيادِ
قد لفظتكَ هاجدا وقاعدا
مكاسرُ البيتِ وحجرُ النادي
كم التمادي تطلب العفوَ به
قد بلغَ الجهدَ بك التمادي
لا بد إن عفت تخاليطَ القذي
ان تخلطَ الأرجلُ بالهوادي
ما العزُّ بين الحجراتِ كامنا
و لا الغني في الطنبِ والعمادِ
تفسحي يا نفسُ أو تطوحي
إما الردى أو دركُ المرادِ
إن النفوس فاعلمي إن حملتْ
مسجونة ٌ في هذه الأجسادِ
خيرٌ من الزاد الوثيرِ والأذى
أن أنفضَ الأرضَ بغير زادِ
قد ملني حتى أخي وأنكرتْ
كلابُ بيتي في الدجى سوادي
كم أحملُ الناسَ على علاتهم
قد جلبَ الظهرُ وجبَّ الهادي
في كل دارٍ ناعقٌ يخبطُ في
جنبيّ وهو خاطبٌ ودادي
و حالمٌ لي فإذا استسعدتهُ
في يوم روعٍ مال بالرقاد
يعجبهُ قربي لغير حاجة ٍ
فإن عرتْ طارَ مع البعادِ
إذا عدمتُ عددي ضحكتُ من(80/71)
تبجحي بكثرة ِ الأعدادِ
أنسا على ما خبلت وخلبتْ
بروقها بوحشة ِ انفرادي
ما أنا والحزمُ معي بآمنِ
شريحتى ْ صدري على فؤادي
قد شمتَ النقصانُ بالفضلِ وقد
تسلط العجزُ على السدادِ
فاجفُ الوصولَ واهجُ من مدحهُ
فربما تصلحُ بالفسادِ
و لا تخلْ ودَّ العميد منحة ً
سيقتْ بقصدٍ أو عن اعتمادِ
لكنها جوهرة ٌ يتيمة ٌ
تقذفها البحارُ في الآحادِ
جاءت بها والوالدات عقمٌ
مقبلة ٌ غريبة ُ الولادِ
خلَّ له الناسَ وبعهم غانيا
به على كثرتهم وفادِ
و حكم المجدَ التليد فيهم
و فيه واسأل ألسنَ الروادِ
بالأقربينَ الحاضرين منهمُ
ما غاب من ذاك البعيدُ النادي
و حبذا بين بيوتِ أسدٍ
بيتٌ إذا ضلَّ الضيوفُ هادي
أتلعُ طال كرما ما حوله
تشرفَ الربوِ على الوهادِ
موضحة ٌ على ثلاثٍ نارهُ
إن سرفوا النيرانَ في الرمادِ
بيتٌ وسيعُ الباب مبلولُ الثرى
ممهد المجلسِ رخصُ الزاد
إنْ قوضَ البيوتَ أصلٌ حائرٌ
طنبَ بالآباءِ والأجدادِ
ترفعُ عن محمدٍ سجوفهُ
جوانبَ الظلماء عن زنادِ
أبلج يورى في الدجى جبينه
على خبوّ الكوكب الوقادِ
ساد وما حلتْ عرى تميمه
بالأطيبين النفسِ والميلادِ
و جاد حتى صاحت المزنُ به
أكرمتَ يا مبخلَ الأجوادِ
من غلمة ٍ تحاشدوا على الندى
تحاشدَ الإبلِ على الأورادِ
و دبروا المجدَ فسدوا ما ولوا
سدَّ السيوف ثغرَ الأغمادِ
مشوا على الدارس من طرق العلا
و يقتفي الرائحُ إثرَ الغادي
يعتقبون درجا ذروتها
تعاقبَ العقودِ في الصعادِ
مثنى ووحداناً إلى أن أحدقوا
بهالة ِ البدرِ على ميعادِ
للكلمِ المعتاصِ من سلطانهم
عليه ما للجفل المنقادِ
فهم قلوبُ الخيل مثلُ ما همُ
إن خطبوا ألسنة ُ الأعوادِ
هل راكبٌ وضمنتْ حاجتهُ
غضبيَ القماصِ سمحة ُ القيادِ
مطلقة ُ الباعِ إذا تقيدتْ
من الكلالِ السوقُ بالأعضادِ
تدرُّ قبل البوّ أو تطربُ من
مراحها قبل غناء الحادي
لا يتهمُ الليلُ عليها فجرهُ
و لا يخافُ عدوة َ العوادي
لها من الجوّ العريضِ ما اشتهتْ(80/72)
همك في السرعة ِ والإبعادِ
تصدقها واللحظاتُ كذبٌ
عينا قطاميًّ على مرصادِ
بلغ وفي عتابك الخيرُ إذن
تحية ً من كلفِ الفؤادِ
ينفثُ فيها شجوه كما اشتفى ال
مدنفُ بالشكوى إلى العوادِ
قلْ لعميدِ الحيّ بين بابلٍ
و الطفَّ جادت ربعك الغوادي
ما اعتضتُ أو نمتُ على البين فلا
بقلقي بتَّ ولا سهادي
أشرقني الشوقُ إليك ظامئا
بالعذب من أحبابيَ البرادِ
ما زارني طيفُ حبيبٍ هاجرٍ
إلا اعترضتُ فثنى وسادي
و لا نسمتُ البانَ تفليه الصبا
إلا تضوعتك من أبرادي
و البدرُ يحكيك فيشقى َ ناظري
حتى كأنّ بيضه دآدي
فهل على ماء اللقاء بلة ٌمالك لا تسمحُ بالقربِ كما تسمحُ بالمالِ وبالإرفادِ
يروي بها هذا النزاعُ الصادي سقط بيت ص
أنت جوادٌ والنوى مبخلة ٌ
ما أعجبَ البخلَ من الجوادِ .
ملكتني بالودّ والرفدِ معا
و الرفدُ من جوالبِ الودادِ
و قاد عنقي لك خلقٌ سلسُ ال
حبل على صعوبة انقيادي
حملتُ منك اليدَ بعدَ أختها
بكاهلٍ لا يحمل الأيادي
و لم يكن قبلكَ من مآربي
لمسُ يدِ المجدي ولا من عادي
موافقا أعطيتَ فيها مسرفا
و البحرُ يعطيني على اقتصادِ
فما أذمُّ الحظَّ إلا قمتَ لي
بمنة ٍ تكسبه أحمادي
و لا أنادي الناسّ إلا خلتني
إياك من بينهمُ أنادي
و لم تكن كخلبيًّ برقهُ
لا للحيا اعتنَّ ولا الإرشادِ
يجلبُ مدحي بلسانٍ ذائبٍ
مع النفاق ويدٍ جمادِ
ما عرفتْ فيه الندى طيٌّ ولا
أغناه شيخُ البيتِ في إيادِ
يدخلُ في مجدِ الكرام زائدا
غبينة َ الأنسابِ في زيادِ
تلسطَ البخلُ على جنابهِ
تسلطَ الخلفِ على الميعادِ
لتعلمني شاكرا مجتهدا
إن هو كافا عفوك اجتهادي
بكل مغبوطٍ بها سامعها
كثيرة الأحبابِ والحسادِ
مصمت لها النديُّ واسع
نصيبها الضخمَ فمُ الإنشادِ
غريبة حتى كأنْ ما طبعتْ
من طيبِ هذا الكلمِ المعتادِ
ترفعها عنايتي عن كلفة ِ ال
لفظِ ومعنى الغارة المعادِ
تغشاك إما بالتهاني بالعلا
أو التهادي بكرة َ الأعيادِ(80/73)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> بعينيك يوم َالبينغيبي ومشهدي
بعينيك يوم َالبينغيبي ومشهدي
رقم القصيدة : 60036
-----------------------------------
بعينيك يوم َالبينغيبي ومشهدي
و ذلُّ مقامي في الخليط ومقعدي
و قولي وقد صاحوا بها يعجلونها
نشدتكمُ في طارقٍ لم يزودِ
أناخ بكم مستسقيا بعضَ ليلة ٍ
و لم يدرِ أن الموتَ منها ضحى الغدِ
أتحمون عن عضّ الضراغم جاركم
و يقتلني منكم غزالٌ ولا يدي
و ما زلتُ أبكي كيف حلت بحاجرٍ
قوى جلدي حتى تداعي تجلدي
و عنفني سعدٌ على فرط ما رأى
فقلتُ أتعنيفٌ ولم تكُ مسعدي
أسفتُ لحلمٍ لي يومَ بارقٍ
فأخرجه جهلُ الصبابة من يدي
و ما ذاك إلا أن عجلتُ بنظرة ٍ
قتلتُ بها نفسي ولم أتعمدِ
تحرشْ بأحقاف اللوى عمرَ ساعة ٍ
و لولا مكانُ الريب قلتُ لك ازدد
و قل صاحبٌ لي ضلَّ بالرمل قلبهُ
لعلك أن يلقاك هادٍ فتهتدي
و سلمْ على ماءٍ به بردُ غلتي
و ظلَّ أراكٍ كان للوصل موعدي
و قل لحمام البانتين مهنئاً
تغنَّ خليا من غرامي وغردِ
أعندكمُ يا قاتلينَ بقية ٌ
على مهجة ٍ إن لم تمتْ فكأن قدِ
ويا أهل نجدٍ كيف بالغور عندكم
بقاءُ تهاميًّ يهيم بمنجد
ملكتم عزيزا رقه فتعطفوا
على منكرٍ للذلّ لم يتعود
أغدرا وفيكم ذمة ٌ عربية ٌ
و بخلا ومنكم يستفادُ ندى اليدِ
فليت وجوهَ الحيّ أعدتْ قلوبهُ
ففجرَ لي ماءً بها كلُّ جلمدِ
وليتكمُ جيرانُ عوفٍ تلقنوا
خلالَ الندى والجودِ من آل مزيد
من الضيقي الأعذارِ والواسعي القرى
إذا ما جمادى قال لليلة ابردي
و لف على خيشومهِ الكلبُ مقعيا
يرى الموتَ إلا ما استغاث بموقدِ
و شدّ يديه حالبُ الضرع غامرا
على مصفرِ قد مسه الجدبُ مثمدِ
و باتَ غلامُ الحيّ يسند ظهرهَ
من النضد الواهي إلى غيرِ مسندِ
هنالك يأوى طارقُ الليل منهمُ
إلى كلّ رطبٍ مثمرِ النبتِ مزبدِ
كريم القرى والوجهِ ملءِ جفانهِ
رحيبِ الرواقِ منعمِِ العيش مرفدِ
قليل على الكوم الصفايا حنوهُ(80/74)
إذا السيف رداهنَّ للساقِ واليدِ
كمثل أبي الذوادِ لا متعللٍ
إذا سئل الجدوى ولا بمنكدِ
فتى ً بيتهُ للطارقين وسيفهُ
لهامِ العدا والمالُ للمتزودِِ
و يوماه إما لاصطباحِ سلافة ٍ
تصفقُ أو داعي صياحٍ ملددِ
و فيَ بشروط الملك وهو ابن مهدهِ
و سودَ في خيط التميم المعقدِ
و جادَ على العلات والعامُ أشهبٌ
بأحمرَ من خير الرحالِ وأسودِ
و لم تحتبسه عن مساعي شيوخه
سنوه التي حلته حلية أمردِ
أناف بجديه وأسندَ ظهرهُ
إلى جبلين من عفيفٍ ومزيدِ
له في ملوك الشرقِ والغربِ منهمُ
نجومُ السماءِ من ثريا وفرقدِ
أيا راكبَ الوجناءِ يخبط ليله
على الرزق لم يقصدِ ضلالاً لمقصدِ
ترامت به الآفاقُ ينشدُ حظه
فلم يعطهِ التوفيقُ صفحة َ مرشدِ
أنخها تفرجْ همها بمفرجٍ
و طلق شقاءَ العيش من بعدُ واسعدِ
وردْ جمة َ الجودِ التي ما تكدرتْ
بمنًّ وردْ ظلَّ المنى المورق الندى
و بتْ في أمانٍ لأن يسوءكَ ظالمٌ
علتْ يدهُ أو أن تراعَ بمعتدي
حماك أبو الذوادِ مالكُ أمرهِ
على كلّ حامٍ منهمُ ومذودِ
أخو الحرب إما محمدٌ يومَ أوقدتْ
و إما شبوبٌ نارها غير محمدِ
له الخطوة الأولى إذا السيف قصرتْ
به ظبتاه فهو يوصل باليدِ
إذا ابتدر الغاراتِ كان سهامها
له من قتيلٍ أو أسيرٍ مصفدِ
خفيف أمام الخيلِ رسغُ جوادهِ
إذا الخوفُ أقعى بالحصانِ المعردِ
و لما كفى الأقرانَ في الروع وارتوتْ
صوارمهُ من حاسرٍ ومسردِ
تعرضَ للأسدِ الغضابِ فلم يدعْ
طريقا لذي شبلين منها ومفردِ
حماها الفريسُ أن تطيفَ بأرضه
و شردها عن غابها كلَّ مشردِ
و هانتْ فصارتْ مضغة ً لسلاحه
ممزقة ً في صعدة ٍ أو مهندِ
و يومَ لقيتَ الأدرعَ الجهمَ واحدا
جرى ملبدٌ يشتدُّ في إثر ملبدِ
نصبتَ له لم تستعن بمؤازرٍ
عليه ولم تنصرَ بكثرة ِ مسعدِ
وقفتَ وقد طاش الرجالُ بموقفٍ
متى تتمثله الفرائصُ ترعدِ
فأوجرتهُ نجلاءَ أبقتْ بجنبهِ
فتوقا إذا ما رقعتْ لم تسددِ
تحدرُ منها لبتاه وصدرهُ
على ساعدٍ رخوٍ وساقٍ مقيدِ(80/75)
فلم تغنهِ إذ خان وثبة ُ غاشمٍ
و لم ينتقذه منك إقعاءُ مرصدِ
رأى الموتَ في كفيكَ رأيَ ضرورة ٍ
فأوردَ منه نفسه شرَّ موردِ
و أحرزتها ذكرا يخصك فخرهُ
تناقلهُ الأفواهُ في كلَّ مشهدِ
جمعتَ الغريبينْ الشجاعة َ والندى
و ما كلُّ مردٍ للكماة ِ بمرفدِ
و قمتَ بإحكام السيادة ِ ناظما
عراها فما فاتتك حلة ُ سيدِ
أتاني من الأنباء أنك مغرمٌ
بفضلِ مديحي عارفٌ بتوحدي
حبيبٌ إليك أن تزفَّ عرائسي
عليك تهادى بين شادٍ ومنشدِ
متى ما تجدْ لي عند غيرك غادة ً
مخدرة ً تغبطْ عليها وتحسدِ
فقلتُ كريمٌ هزه طيبُ أصله
و واحدُ قومٍ شاقه مدحُ أوحدِ
و ليس عجيبا مثلها عند مثلهِ
إذا هبَّ يقظانا لها بين رقدِ
فأرسلتها تلقى إليك عنانها
و غيرك أعيته فلم تتقودِ
لها فارسٌ من وصفِ مجدك دائسٌ
بأرساغها ما بين طودٍ وفدفدِ
يرى كلَّ شيء فانيا ورداؤه
على عنقِ باقٍ في الزمان مخلدِ
متى تجزها الحسنى بحقَّ ابتدائها
تزركَ بعينٍ تملأ السمعَ عودِ
فوفرْ على عجز البعول صداقها
و عرسْ بها أمَّ البنين وأولدِ
و صنها وكرمْ نزلها إنّ بيتها
كبيتك في أفق السماء المشيدِ
و كن كعليًّ أو فكن لي كثابتٍ
وفاءً وإعطاءً وإنْ شئتَ فازددِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أمنها على أنّ المزارَ بعيدُ
أمنها على أنّ المزارَ بعيدُ
رقم القصيدة : 60037
-----------------------------------
أمنها على أنّ المزارَ بعيدُ
خيالٌ سرى والساهرون هجودُ
طوى بارقا طيَّ الشجاعِ وبارقٌ
خطارٌ يفلُّ القلبَ وهو حديدُ
يجوبُ الدجى الوحشيَّ والبيدَ وحدهُ
فكيفَ وكسرُ البيتِ عندك بيدُ .
نعم . تحملُ الأشواقُ والعيسُ ظلعٌ
و يمشي الهوى والناقلاتُ قعودُ
و تتسع البلوى فيمضي مصمما
جبانٌ عن الظلَّ الخفوق يحيدُ
من المبلغي والصدقُ قصدُ حديثهِ
و في القول غاوٍ نقلهُ ورشيدُ
عن الرمل بالبيضاءِ هل هيلَ بعدنا
و بانِ الغضا هل يستوي ويميدُ
و هل ظبياتٌ بين جوًّ ولعلعٍ
تمرُّ على وادي الغضا وتعودُ(80/76)
سوانحُ للرامين تصطادُ مثلها
و حوشُ الفلا وهي الرماة َ تصيدُ
و يوم النقا خالفنَ منا فعاذلٌ
خليٌّ ومعذولُ الغرامِ عميدُ
سفكنَ دماً حراً وأهونُ هالكٍ
دمٌ حكمتْ عينٌ عليه وجيدُ
حملن الهوى مني على ضعف كاهلٍ
و هي وتقولُ الحاملاتُ جليدُ
تطلعتِ الأشرافَ عيني ريادة ً
لقلبي سفاها والعيونُ ترودُ
و ما علمتْ أنّ البدورَ برامة ٍ
وجوهٌ ولا أنّ الغصونَ قدودُ
و قالوا غداً ميقات فرقة ِ بيننا
فقلتُ لسعدٍ إنه لوعيدُ
غداً نعلنُ الشكوى فهل أنت واقفٌ
تسائلُ حادي الركبِ أين يريدُ
و هل تملك الإبقاءَ أو تجحد الهوى
و وجهك قاضٍ والدموعُ شهودُ
و قد كنتُ أبكي والفراقُ دعا بهِ
دلالٌ أداري عطفه وصدودُ
فما أنا من بينٍ رجاءُ إيابهِ
و عودٌ تقضى دونه وعهودُ
هل السابق الغضبانُ يملكُ أمرهُ
فما كلّ سير اليعملاتِ وخيدُ .
رويدا بأخفافِ المطيّ فإنما
تداسُ جباهٌ تحتها وخدودُ
عذيري من الآمال أما ذراعها
فرحبٌ وأما نيلها فزهيدُ
يرينك أنّ النجمَ حيثُ تحطه
و أنّ زمامَ الليث حيث تقودُ
و دون حصاة الرملِ إن رمتها يدٌ
دفوعٌ وسهمٌ للزمان سديدُ
سقى َ الناسَ كأسَ الغدرِ ساقٍ معدلٌ
متى يبدِ قبلَ السكر فهو معيدُ
فمستبردٌ يهنيَ بأولِ شربة ٍ
و مستكثرٌ يثنى له ويزيدُ
و نحى ابنَ أيوبٍ فأصبح صاحياً
وفاءٌ عريقٌ في الوفاءِ تليدُ
فلو لم يبرزْ يومَ كلَّ فضيلة ٍ
كفى أنه يومَ الحفاظِ وحيدُ
حواني وأيام الزمان أراقمٌ
و هبهبَ عنيّ والخطوبُ أسودُ
و لبى دعائي والصدى لا يجيبني
بيقظتهِ والسامعون رقودُ
و أنهضني بالدهر حتى دفعته
و جانبه وعرٌ عليّ شديدُ
و قد قعدتْ بي نصرة ُ اليدِ أختها
و قلصَ عني الظلُّ وهو مديدُ
كفلَ لي بالعيشِ حتى رعيتهُ
على وخمِ الأيام وهو رغيدُ
و أطلقَ من ساقيَّ حتى أنافَ بي
على أربي والحادثاتُ قيودُ
فما راعني من عقني وهو واصل
و لا ضرني من غابَ وهو شهيدُ
من القوم مدلولٌ على المجدِ واصلٌ
إذا ضلَّ عن طرقِ العلاء بليدُ(80/77)
عتيقُ نجارِ الوجهِ أصيدُ صرحتْ
به عن صفاياها غطارفُ صيدُ
كرامٌ تضيء المشكلاتُ برأيهم
و ينظمُ شملُ المجدِ وهو بديدُ
يسودُ فتاهم في خيوطِ تميمهِ
و يشأى كهولَ الناس وهو وليدُ
إذا نزلوا بالأرضِ غبراءَ جعدة ً
أماهَ حصاً فيها وطابَ صعيدُ
كانَّ نصوعَ الروض حين تسحبتْ
مازرُ منهم فوقها وبرودُ
سخا بهمُ أنَّ السخاءَ شجاعة ٌ
و شجعهم أنَّ الشجاعة َ جودُ
لهم بابنهم ما للسحاية أقلعتْ
من الروض يومَ الدجنِ وهو صخود
و ما غابَ عن دارِ العلا شخصُ هالكٍ
مضى وبنوه الصالحون شهودُ
أبا طالبٍ لا يخلف الفخرُ دوحة ً
و أنتَ لها فرعٌ وبيتك عودُ
بغى الناسُ أدنى ما بلغتَ فطيرتْ
رياحك عصفاً والبغاة ُ ركودُ
و شالَ بكَ القدحُ المعلى وحطهم
و ليس لهاوٍ بالطباعِ صعودُ
فلو كلمتك الشمسُ قالتْ لحقتَ بي
علاءً وإشراقا فأينَ تريدُ
أقرّ لك الأعداءُ بالفضل عنوة ً
و معترفٌ من لم يسعهُ جحود
و كيف يماري في الصباحِ معاندٌ
و قد فلقَ الخضراءَ منه عمودُ
تسمعْ من الحسادِ وصفك واغتبط
فأعجبُ فضلٍ ما رواه نديدُ
و إن نكلوا شيئا فإن فصاحتي
وراءك كنزٌ في الكلام عتيدُ
و بين يديْ نعماك مني حمية ٌ
لها مددٌ من نفسها وجنودُ
إذا رامحتْ حرباً رأيت كماتها
تلاوذُ من أطرافها وتحيدُ
أذودُ بها عن سرحِ عرضك كلما
تطلعَ فيه للفريسة ِ سيدُ
إذا نشطتْ من عقلة ِ الفكرِ أرسلتْ
بها طلقاتٍ وثبهنّ شرودُ
مطايا لأبكار الكلام إذا مشى
على حسكِ السعدانِ منه رديدُ
نطقتُ بها الإعجازَ فالمؤمنون لي
على دينها بين الجنانِ خلودُ
و يحسدني قومٌ عليها وحظها
شقيٌّ وحظّ المقرفاتِ سعيدُ
تمنوا على إخصابهم جدبَ عيشها
و أنهمُ خصوا بها وأفيدوا
و لم أحسبِ البلوى عليها مزاحمٌ
و لا أنَّ ضنكَ العيش فيه حسودُ
لها النسبُ الحرُّ الصريحُ إذا طغت
عليك إماءٌ غيرها وعبيدُ
يزورك منها والنساءُ فواركٌ
كواعبُ تصفيك لمودة َ غيدُ
لهنّ جديدٌ من نوالك كلما
أتى طالعا يومٌ بهنّ جديدُ(80/78)
ففي كلّ يومٍ مهرجانٌ مقلدٌ
بهنّ ونيروزٌ لديك وعيدُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> تمناها بجهلِ الظنَّ سعدُ
تمناها بجهلِ الظنَّ سعدُ
رقم القصيدة : 60038
-----------------------------------
تمناها بجهلِ الظنَّ سعدُ
و ما هي من مطايا الظنَّ بعدُ
و خالَ ظهورها قعدا ليانا
فرحلَ وهي مزلقة ٌ تكدُّ
و راوحها القعابَ ليعتشيها
فضرعٌ زلَّ أو خلفٌ يندُّ
براثنُ أوسقتهُ دما صبيبا
و في قومٍ لها أقظٌ وزبدُ
لعلك سعدُ غرك أن تراها
على الجراتِ تأكلُ أو تردُّ
و أنّ العام أخلفها فجاءتْ
حبائلَ في حبائلها تمدُّ
مفللة ً على الأعطانِ فوضى
هببتَ تظنُّ أنّ الفلَّ طردُ
و ما يدريكَ من يحمي حماها
و يحضرُ ذائدا عنها وببدو
و إنَّ وراءها لقنا تلظى
و أسيافاً وألسنة ً تحدُّ
و منتقصَ الطبائع إن أخيفت
لشدُّ الأسدِ أهونُ ما يشد
إذا صاح الإباءُ به تنرى
و يطيع الغيظَ أغلبُ مستبدُّ
و مشحوذا من الكلم المصفى
به الأعراضُ تفرى أو تقدُّ
إذا عصبَ اللهاة َ الريقُ فاضت
دوافقُ منه واديها ممدُّ
تحاشدُ يعربٌ ان قال نصرا
و تغضبُ بالطباع له معدُّ
فما لك لا أبالك تتقيها
و فيها السيفُ والخصمُ الألدُّ
طغى بك أنْ ونتْ عنك القوافي
و خلفَ فتورها دأبٌ ووخدُ
لئن دردتْ فلا يغررك منها
أراقمُ يزدردنَ وهنَّ دردُ
و إن نأت البلادُ برافديها
فقومٌ آخرون لها ورفدُ
و لم يقعدْ عن المعروف جندٌ
من الكرماء إلا قام جندُ
و كم من حاضرٍ دانٍ كفاني
رجالا لفهمْ سفرٌ وبعدُ
و لم أعدمْ نوالهمُ ولكن
وجوهٌ بعدها ألمٌ ووجدُ
سقى اللهُ ابنَ أيوبٍ سماءً
تروح سحابها ملأى وتغدو
و إلا ماءُ خديه حياءً
و إلا خلة ٌ منه وودُّ
و أيْ خلالهِ كرماً سقاه
كفىو سقى َ نميرٌ منه عدُّ
أخوك فلا تغيره الليالي
إذا لم يرعَ عند أخيك عهدُ
و مولاك الذي لا الغلُّ يسرى
به ظهراً ولا الأضغانُ تحدو
تضيفهُ وأنت طريدُ ليلٍ
رمى بك فيه إقتارٌ وجهدُ(80/79)
و قد ألقت بكلكلها جمادى
لخيط سمائها حلٌّ وعقدُ
و هبتْ من رياح الشامِ صرٌّ
عسوفٌ لم ترضها قطّ نجدُ
و أبوابُ البيوت مقرناتٌ
فلا نارٌ ولا زادٌ معدُّ
تجدْ وجهاًيضىء لك الدياجي
كأنَّ جبينه في الليل زندُ
و كفا تهربُ الأزماتُ منها
ترقرقُ سبطة ً والعامُ جعدْ
و بتْ وقراك ميسرة ٌ وبشرٌ
و زادك نخبة ٌ وثراك مهدُ
تمامَ الليلِ واغدُ بصالحاتٍ
من الأخلاق إن تركتك تغدو
شمائلُ أصلها حسبٌ وخيرٌ
و زهرة ُ فعلها كرمٌ ومجدُ
تقبلها أباً قأباً مؤدًّ
كما أخذَ العلا إرثا يردُّ
تتمُّ به إذا حسبَ المساعي
عن الآباء عدة ُ ما يعدُّ
تفردَ بالمحاسن في زمانٍ
تنكرَ أن يقالَ البدرُ فردُ
و جاراه على غررٍ رجالٌ
لهم شدٌّ وليس لهم أشدُّ
فقصر كلُّ منتفخٍ هجينٍ
و مرَّأقبُّ يطوي الشوطَ نهدُ
ثقيلٌ والحلومٌ مشعشعاتٌ
نصيعُ العرض والأعراضُ ربدُ
ملكتُ به المنى وعلى الليالي
ديونٌ بعدُ لي فيه ووعدُ
و كان نوالُ أقوامٍ ضمانا
أسوفه وجودُ يديه نقدُ
أحدَّ بنصره نابيَّ حتى
فرستُ به الخطوبَ وهنَّ أسدُ
و عاد أشلَّ كفُّ الدهر عنيّ
بأنك لي به سيفٌ وزندُ
فلا يعدمك معتمرٌ غريبٌ
له بك أسوة صبرٌ وحشدُ
و لا يفقدك منى ّ مستضيءٌ
بهديك في الظلام وأنتَ ردُ
وردَّ عليك رائحة ً ثنائي
عزائبَ مثلها لك يستردُّ
خمائصَ أو يجدنَ اليك مرعى
خوامسَ أولهنَّ نداك وردُ
حواملَ من نتاج الجود ملء ال
جيوب فمالها شكرٌ وحمدُ
من الكلم الذي إن كان حدٌّ
لغاياتِ الفصاحة فهو حدُّ
سبقتُ به المقاولَ مستريحا
ففتهمُ وقد نصبوا وكدوا
تكرُّ عليك واحدة ً ومثنى
بهنّ وفودها ما قام أحدُ
ليوم المهرجان وكان عطلاً
وشاحٌ من فرائدها وعقدُ
سلبتُ الناس زينتها ضنينا
بها وبرودها لك تستحدُّ
عتقني من الحرص اقتناعي
بما تولى ومولى الحرنقصِ
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أمكنتِ العاذلَ من قيادها
أمكنتِ العاذلَ من قيادها
رقم القصيدة : 60039(81/1)
-----------------------------------
أمكنتِ العاذلَ من قيادها
فانتزع الرحمة َ من فؤادها
و لونت أخلاقها فقد غدا
بياضها يشفُّ عن سوادها
و الغانياتُ عطفة ً وصدفة ً
يجنى َ لك الحنظلُ من شهادها
لا يملكُ الراقدُ من أحلامهِ
إلا كما يملك من ودادها
أعلقُ ما كنت بها طماعة ً
أنصلُ ما تكونُ من إسعادها
متى تكلفْ من وفاء شيمة ً
تعدْ إلى شيمتها وعادها
آهِ على الرقة ِ في خدودها
لو أنها تسري إلى فؤادها
بالبان لي دينٌ على ماطلة ٍ
يميس غصنُ البان في أبرادها
سلطتِ الوجدَ على جوانحي
تسلطَ الخلفِ على ميعادها
يا طربا لنفحة ٍ نجدية ٍ
أعدلُ حرَّ القلبِ باستبرادها
و ما الصبا ريحيَ لولا أنها
إذا جرت هبتْ على بلادها
قل لمخيضِ العيسِ أغباسَ السري
تأكلُ عرضَ البيدِ في إسآدها
موائرا ترى السلامَ رمضاً
بينَ سلاماها إلى أعضادها
ذبالها تحت الدجى عيونها
لا تستشير النجمَ في رشادها
تبغي الندى وأين من مراده
طيُّ الفلا وأين من مرادها
عندكَ روضٌ وسحابٌ مغدقٌ
إن صدقتْ عينك في ارتيادها
أيدي بني عبد الرحيم أبحرٌ
أعذبها اللهُ على ورادها
أيدٍ تساوي الجودُ فيها فاكتفى
أن يسأل المعتامُ عن أجوادها
سلالة ٌ من طينة ٍ واحدة ٍ
مجموعها يوجدُ في آحادها
ارمْ بهم على الليالي تنتصفْ
بهمْ على ضعفك من شدادها
و شمهمُ على الخطوب تنتضلْ
بيضَ السريجياتِ من أغمادها
انظرْ إليهم في سماواتِ العلا
مرفوعة ً منهم على عمادها
ترَ النجومَ الزهرَ من وجوههم
ثابتة َ السعودِ في أوتادها
لهم سناها ثمّ ما ضرهمُ
نقصانُ ما يكثرُ من أعدادها
أسرة ُ مجدٍ شهدَ الفضلُ لما
عقبَ عنها بعلا أشهادها
حسبك من آياتها دلالة ً
أن كمالَ الملك من أولادها
حيَّ وقربْ غرة ً أبية ً
كان النوى يألمُ من بعادها
ما سكنتْ أرضٌ إلى حضورها
إلا بكتْ أخرى على افتقادها
تودُّ حباتُ القلوب أنها
ما سافرتْ تكون من أرفادها
عاد إلى الدولة ظلُّ عزها
و قرت الأرواحُ في أجسادها(81/2)
و امتلأتْ من شهبها أفلاكها
و ضمت الغيلُ على آسادها
يخطبها قومٌ وفي حبالكم
نكاحها وهم بنو سفادها
يا عجزَ من يطمعُ في قنيصها
و الليثُ جثامٌ على مرصادها
أنت لها بعدَ أبيك ثغرة ٌ
غيرك لا يكون من سدادها
وجهك في ظلمائها سراجها
و كفك الذائبُ في جمادها
صدعت بالفضلِ وكنتَ معجزا
تطيعك النفوسُ باجتهاها
و أذعنتْ طائعة ً مختارة ً
بميلها إليك وانقيادها
إن ضلت الآراءُ باجتماعها
كفتك آراؤك بانفرادها
أو عبدتْ أموالُ قومٍ شرفتْ
نفسكَ أن تكون من عبادها
كفتكَ كسبَ العزّ نفسٌ حرة ٌ
أحرزتِ العزة َ من ميلادها
و قدمتك فاجتبيتَ سيدا
أرومة ٌ طرفك من تلادها
تعدي معاليها إلى أبنائها
على زمان هودها و عادها
لكم قداميَ الأرض أو سلافها
كنتم رباً والناسُ في وهادها
و جمة ُ الملك تجمُّ لكمُ
ما طاب واستغزرَ من أورادها
إذا نطقتم سكتَ الناسُ لكم
على قوى الأنفاسِ وامتدادها
كأنما ألسنكم لهاذمٌ
على القنا تشرع في صعادها
ميمونة ٌ النقبة أين وجهتْ
حللتِ المزنُ عرى مزادها
و إن سئلتم لم تروا أموالكم
نامية ً إلا على نفادها
هنا المعالي منك يا خيرَ أبٍ
يكنى بها جمعك من بدادها
ذاك وسلْ مذ غبتَ عن نفسي وعن
ضراعة ٍ لم تكُ في اعتيادها
و نبوة ِ الأعين عنيّ فيكمُ
كأنني صيرتُ من سهادها
أخرتُ نفسي بل قعدتُ حجرة ً
مزملا بالذلّ في بجادها
مخفضا قولي متى قيل صهٍ
خشعتُ بينَ هائها وصادها
بينَ رجال كمنتْ فضائلي
عنهمْ كمون النار في زنادها
لم أرجهم وليتني لم أخشهم
قلوبهم تئنُّ من أحقادها
تسلقني باللوم فيكم ألسنٌ
أقوالها تصغرُ في اعتقادها
فكيفَ معْ قناعتي ظنك بي
هل كان إلا المصُّ من ثمادها
خلفتني جوهرة ً ضائعة ً
بقلة ِ الخبرة ِ من نقادها
لا حظَّ لي أرجوه عند غيركم
من عدة ِ الدنيا ولا عتادها
تسكنُ أحشائي إلى حفاظكم
سكونَ أجفاني إلى رقادها
أنتم لنفسي في الحياة وبكم
أنتظر العونَ على معادها
فأين كان صبركم على النوى
من عركها الصبرَ ومن جهادها(81/3)
و هل وقد أمرضها بعادكم
كنتم بعطفِ الذكر من عوادها
بلى . لقد واصلها ما بلها
من عون أيديكم ومن إرفادها
و قمتمُ على النوى بلفتة ٍ
من نصرها شيئا ومن إنجادها
فاغتنموا الآنَ تلافي نقصها
في سعة ِ الأيام وازديادها
و عند نعماك لها إن قضيتْ
دينٌ عليه جملة ُ اعتمادها
مؤجلا قبل النوى وبعدها
من طارف الرسوم أو تلادها
فوكل الجودَ على نفسك في
قضائها ومرهُ بافتقادها
و اعلم بأن الحالَ في تسويفها
تضيقُ حتى الوعد في إبعادها
و اسلم لها واسع بها سوائرا
بعفوها منك وباجتهادها
لك الطويلُ الشوطِ من خيولها
فليس ترضى َ لك باقتصادها
لها بطونُ الأرض بل ظهورها
تصوبتْ أو هي في إصعادها
رجليَ ولا يعلقها ركبُ الفلا
بإبلِ البيدِ ولا جيادها
تسترقصُ الأسماعً أو تخالني
أستخلفُ الغريضَ في إنشادها
كأنها على الطروس أنجمٌ
لألأتِ الخضراء باتقادها
يكاد أن يبضَّ من نصوعها
ما سودَّ الكاتبُ من مدادها
تنفسُ الأيامُ عن صوابها
في وصف نعماكم وفي رشادها
ما دمتمُ حليا لمهرجانها
فينا وتيجانا على أعيادها
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> هل تحت ليلك بالغضا من رائد
هل تحت ليلك بالغضا من رائد
رقم القصيدة : 60040
-----------------------------------
هل تحت ليلك بالغضا من رائد
يقتاف آثارَ الصباحِ الشاردِ
هيهات تلك نشيدة ٌ ممطولة ٌ
عند الغرام على المحبَّ الناشدِ
و كفاك عجزا من شجى ًّ ساهرٍ
يرجو الزفادة َ من خليًّ راقدِ
يا إخوة َ الرجلِ الغنيَّ أصابَ ما
يبغى وأعداءَ المقلَّ الفاقدِ
صاحبتُ بعدكم النجومَ فكلكم
إلبٌ عليّ وكلهنّ مساعدي
فإذا ركدن فمن تحيرٌّ أدمعي
و إذا خفقن فمن نبوَّ وسائدي
دلوا عليَّ النومَ إن طريقهُ
مسدودة ٌ بعواذلي وعوائدي
و على الثنية ِ باللوى متطلعٌ
طلعي بمربأة الرقيب الراصدِ
يقظٌ إذا خاف الرقيبَ تخطأتْ
عيناه عن قلبٍ مريدٍ عامدِ
متجاهلٌ ما حالُ قلبي بعده(81/4)
جهلَ العليم وغائبٌ كالشاهدِ
و إلى َ جنوب البانِ كلّ مضرة ٍ
بالبان بين موائسٍ وموائدِ
يمشين مشى مها الجواءِ تخللتْ
عنهنّ غيطانَ النقا المتقاودِ
متقلداتٍ بالعيون صلائفاً
و طليً ولم يحملنَ ثقلَ قلائدِ
نافثتهنّ السحرَ يوم سويقة ٍ
فإذا مكايدهنّ فوق مكايدي
كنتُ القنيصَ بما نصبتُ ولم أخلْ
أن الحبالة عقلة ٌ للصائدِ
أنكرتُ حلمي يومَ برقة ِ عاقلٍ
و عرفتهُ يوم اللقاءِ بغامدِ
و جعلتُ سمعي من نبال عواذلي
غرضَ الغرورِ لكلَّ سهم قاصدِ
القلبُ قلبكَ فامض حيث مضى الهوى
بك من مضلًّ سعيهُ أو راشدِ
ما دام يدعوك الحسانُ فتى ً وما
دام الذوائبُ في قرابِ الغامدِ
فوراء يومك من صباك ضخى غدٍ
وعدٌ يسوءك منه صدقُ الواعدِ
و لقد سريتَ بليلهِ وبصحبهِ
فحماً وفي لهبَ البياض الواقدِ
فإذا المشيبُ مع الإضاءة حيرة ٌ
و إذا الشبابُ أخو المضلّ الواجدِ
و مطية ٍ للهوِ عزَّ فقارها
و صليفها عن راكبٍ أو قائدِ
مما احتمى من رحله بقماصهِ
و من الخشاش بأنفهِ المتصايدِ
أعيا على ركب الضبا أن يظفروا
بمغالقٍ من غرزها ومعاقد
قد رضتها فركبتُ منها طيعا
ينصاعُ بين مراسني ومقاودي
و أخٍ رفعتُ له بحيَّ على السري
و النجمُ يسبحُ في غديرٍ راكدِ
فوعى فهبَّ يحلُّ خيطَ جفونهِ
بالكرهِ من كفَّ النعاس العاقد
غيران قام على الخطار مساعدا
نصرَ الحسامِ رفدتهُ بالساعدِ
حتى رجمتُ الليلَ منه بكوكبٍ
فتقَ الدجى َ وأضاء وجهَ مقاصدي
فردينِ سومَ الفرقدين تمايلا
مستأمنين على طريق واحدِ
و محجبٍ تدع الفرائصَ هيبة ً
أبوابهُ من خافقٍ أو راعدِ
تتسابقُ الجبهاتُ دون سريرهِ
للفوزِ بين معفرَّ أو ساجدِ
لا تطمعُ الأقدارُ في استنزاله
بضعائفٍ منها ولا بجلائدِ
أذنتْ عليه وسائلي وترفعتْ
أستارهُ لمقاصدي وقصائدي
و بعثتُ غرَّ قلائدي ففتحنَ لي
أبوابهَ فكأنهنّ مقالدي
كعمانَ أو ملكٍ عمانٌ دارهُ
دانى النوالِ على المدى المتباعدِ
رانٍ عليّ على ارتفاع سمائه(81/5)
برًّ بوفدِ مدائحي ومحامدي
بعثتْ بصيرتهُ نفاقي عندهُ
و الشعرُ يبضعُ في أوانٍ كاسدِ
و قضى على أني الوحيدُ بعلمهِ
فكفى َ بذلك أنه من شاهدي
سبق الملوكَ فبذهم متمهلا
جاروا ومرَّ على الطريق القاصدِ
و مضى على غلوائهِ متسنما
لم ترتفقْ مسعاتهُ بمعاضدِ
طيان لم يقضِ البوازلَ قبله
جذعٌ ولم يطلِ القيامَ بقاعدِ
نسبَ السماءَ يريد أين فخارها
منه فباهلها بفخرٍ زائدِ
و سما يماجدُ قومه بنجومها
فثنى ولم يظفرْ بنجمٍ ماجد
غرسَ المعاليَ مكرمٌ في تربها
فجنت حلاوة َ كلّ عيشٍ باردِ
حجراً على الأقدارِ فيما نفذتْ
أحكامها من صادرٍ أو واردِ
لن تعدمَ الآفاقُ نجما طالعا
منها ينور إثر نجمٍ خامدِ
فالسيفُ منهم في يمين المنتضى
كالسيف منهم في يمين الغامدِ
هم ما همُ . وتفرقت آياتهم
في المجد ثم تجمعتْ في واحدِ
أحيت لهم أيامُ محي الأمة ِ ال
عافي وهبتْ بالرقودِ الهاجدِ
و تسنمتْ درجَ السماء بذكرهم
أيامُ آثارٍ لهم ومشاهدِ
و إلى يمين الدولة افتقرت يدٌ
في الملك لم تعضدْ سواه بعاضدِ
نظمَ السياسة َ مالكٌ أطرافها
لم تستعنْ عزماتهُ بمرافدِ
و أقامَ ميلَ الدولتين مؤدبٌ
بثقافه خطلَ الزمانِ المائدِ
سبقَ الرجالَ بسعيه وبقومه
و المجدُ بين مكاسبٍ وموالدِ
جرت البحارُ فما وفت بيمينه
فكأنَّ ذائبها يمدُّ بجامدِ
ضنتْ يجوهرها وما في حرزها
من منفساتِ ذخائرٍ وفوائدِ
فاستخرجتها كفه وسيوفه
فسختْ بها لمؤملٍ ولرافدِ
نامَ الرعاة ُ عن البلادِ وأهلها
عجزا وعيناه شهابا واقدِ
و حمى جوانبَ سرحهِ متنصفٌ
للشاء من ذئب الغضا المستاسدِ
و إذا الأسودُ شممن ريحَ عرينه
كانت صوارمه عصيَّ الذائد
ما بين سربزة ٍ إلى ما يستقي
وادي الأبلة ِ هابطا من صاعدِ
يقظانُ يضرب وهو غيرُ مبارزٍ
عزما ويطعن وهو غير مطاردِ
كفٌّ له تحمي وسيفٌ ينتضى
و لحاظُ راعٍ للرعية ِ راصدِ
و إذا بغى باغٍ فباتَ يرومه
باتت صوارمه بغيرِ مغامد
و مطوحٍ ركبَ الخطار فرده
أعمى تحيرَّ ماله من قائدِ(81/6)
كفَّ الرعاعَ وجاء يطلبُ حاجة ً
عسراءَ في كفَّ الهمامِ اللابد
يرمي الكواكبَ وهي سعدٌ كلها
بمناحسٍ من جده ومناكدِ
جنتْ به الأطماعُ فاستغوى بها
يصبو إلى شيطانها المتماردِ
خبرتهُ يبغى عمانَ وأهلها
فعرفت مصدره بجهل الواردِ
لم ينجه والموتُ في حيزومه
ما ضمَّ من حفلٍ له ومحاشدِ
جمحتْ به غرارة ٌ من حينه
قذفته في لهواتِ صلًّ زاردِ
نسفتْ بأطراف الرماحِ جنودهُ
طوحَ السنابلِ عن شفارِ الحاصدِ
من راكبٌ وفؤادهُ من صخرة ٍ
جوفاءَ أمَّ فواقرٍ وأوابدِ
حدباءَ تسلك من عثار طريقها
حدباً ذواتِ نواقصٍ وزوائدِ
فتظلّ طورا غي عنان سمائها
صعدا وطورا في الحضيض الهامدِ
تختبُّ قامصة ً ولم تطأ الثرى
و تظلُّ لا في سبسبٍ وفدافدِ
يظما بها الركبانُ وهي سوابحٌ
في غامرٍ تيارهُ متراكدِ
شنعاءَ لو طرقَ الخيالُ بمثلها
عيني لما أطبقتُ مقلة َ راقدِ
بلغْ وليتَ رسائلي تقتصها
شفتى وغائبيَ المؤخرَ شاهدي
أو ليت قلبي كان قلبك أصمعاً
في أضلعٍ صمَّ العظامِ أجالدِ
فأخوضَ بحرا من حميمٍ آجنٍ
يفضي إلى البحرِ الزلالِ الباردِ
قلْ إن وصلتَ لناصر الدين استمع
فقراً تجمعُ كلَّ أنسٍ شاردِ
يا خيرَ من حملتْ ظهورُ صواهلٍ
في الملك أو ضمتْ صدور وسائدِ
و تعضبتْ بالنور فوق جبينه
عذبُ اللواء تحفُّ تاجَ العاقد
أنا عبدُ نعمتك التي شكرتْ إذا
ما نعمة ٌ نيطت بآخرَ جاحدِ
أغنيتني عن كلّ مذمومِ الجدا
ألقاه مضطرا بوجهٍ حامدِ
و نفضتَ عن ظهري بفضلك ثقل ما
أوعيتُ من نوبٍ عليّ شدائدِ
كان الزمانُ يسرُّ لي ضغنا فقد
أصلحتَ لي قلبَ الزمان الفاسد
و حفظتَ في تكرما وتفضلا
ما أذكرتكَ قدائمي وتلائدي
ذممٌ لو اعتمَ العداة ُ بمثلها
عقدوا بهنّ لديك خيرَ معاقدِ
و من الذي يرعى سواك لنازح
عن لحظه نائي المحلّ مباعدِ
متناقصِ الخطواتِ عنك ذكرتهُ
في سكرة الملكِ العظيم الزائدِ
أوليتني في ابني ونفسي خيرَ ما
أوليتَ في ولدٍ شفاعة َ والدِ
فلذاك كرَّ على مشقة ِ طرقهِ(81/7)
و كررتُ أطلبُ من نداك عوائدي
تعطى المنى ونعود نسألُ ثانيا
فتعود حبا للسماح العائدِ
و تموتُ حاجتنا وينفدُ فقرنا
و سؤالنا ونداك ليس بنافدِ
فاحكم بسنتك التي شرعَ الندى
لك شرعها حكمَ القديرِ الواحد
كفلْ علاك بحاجتي واكفف يدي
عن كلّ جعد الكف جعد الساعدِ
فالناسُ غيرك من تضيق مجالتي
فيه وتقتل بالمطالِ مواعدي
صنْ عنهمُ شفتي ودعني واحدا
في الدهر أشربْ من قليبٍ واحدِ
حاشا لمجدك أن تسددَ خلتي
بمشارك لك فيّ أو بمساعدِ
و انصتْ لها غرراً لمدحك وحده
ينظمنَ بين قلائدٍ وفرائدِ
من كلّ مخلوعٍ لصادقِ حسنها
فيها عذارُ العابدين لعابدِ
عذراءَ مفضوضٍ لديك ختامها
ما كلُّ عذراءٍ تزفُّ بناهدِ
تجلو عليك بيوتها ما أنشدتُ
حوراءَ ذات وشائح وقلائدِ
كعقلية الحيّ الحلولِ تمشت ال
خيلاءَ بين وصائفٍ وولائدِ
مما سبقتُ بخاطري أماتها
و حويتهُ برقايَ أو بمكايدي
خضعَ الكلامُ لمعجزي في نظمها
فعنا لها من راكعٍ أو ساجدِ
قد آمنَ الشعراءُ بعد فسوقهم
بدلائلي في فضلها وشواهدي
و أطاع كلُّ منافق إن سره
أو ساءه وأقرَّ كلُّ معاندِ
فاعطفْ لمهديها وحاملِ تربها
و احملْ له حقَّ السفير الرائدِ
و ارددهُ عن عجلٍ كما عودته
برواجعٍ من نعمتيك ردائدِ
و اشددْ يداً بالخافقين مملكا
عنقيهما من أتهمٍ ونجائدِ
في دولة ٍ أختِ السعود وعزة ٍ
أمَّ النجوم وعمرِ ملكٍ خالدِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> تهوى وأنت محلأٌ مصدودُ
تهوى وأنت محلأٌ مصدودُ
رقم القصيدة : 60041
-----------------------------------
تهوى وأنت محلأٌ مصدودُ
ماءَ النقيب وإنه مورودُ
و يقرُ عينك والوصالُ مصوحٌ
غصنٌ يرفُّ على الحمى ويميدُ
و إذا رغبتَ إلى السحاب فحاجة ٌ
لك ما يصوب على الغضا ويجودُ
ما ذاك إلا أن عهدك لم يحلْ
أفما لحيًّ في النخيل عهودُ
و من الشقاوة حافظٌ متجنبٌ
يقضي عليه غادرٌ مودودُ
قسما ولم أقسمْ بسكانِ الحمى
عن ريبة ٍ لكنه تأكيدُ
لهمُ وإن منعوا مكانُ مطالبي(81/8)
و همُ وإن كرهوا الذين أريدُ
أتنسمُ الأرواحَ وهي رواكدُ
منهم وتجدبُ أرضهم فأرودُ
و أكذبُ الواشي إليّ بغدرهم
و على الحديثِ دلائلٌ وشهودُ
فهم الصديقُ ولا مودة َ عندهم
و هم الأقاربُ والمزارُ بعيدُ
و بأيمنِ العلمين من أبياتهم
ظبيٌ يصادُ الظبيُ وهو يصيدُ
لاهٍ إذا جمع الرجالُ حلومهم
حل العزائمَ خصرهُ المعقودُ
يرمي القلوبَ وما دمٌ بمطوحٍ
ما لم ترقه مقلة ٌ أو جيدُ
وعدَ الوفاءَ وليس منه فغرني
و من السراب إذا اغتررتَ وعودُ
أعنو له وأنا العزيزُ بنفسه
و ألينُ عمدا والفؤادُ جليدُ
و إذا عزفتُ فتبتُ من دين الهوى
جذبَ الغرامُ بمقودي فأعودُ
و لقد أحنّ إلى زرودَ وطينتي
من غير ما فطرتْ عليه زرودُ
و يشوقني عجفُ الحجازِ وقد ضفا
ريفُ العراق وظله الممدودُ
و يطربُ الشادي فلا يهتزني
و ينالُ منيّ السائقُ الغريدُ
ما ذاك إلاّ أنّ أقمارَ الحمى
أفلاكهنَّ إذا طلعنَ البيدُ
طفق العذولُ وما ارتفدتُ برأيه
فيهن يبدئُ ناصحا ويعيدُ
فأنا الذي صدعَ الهوى في أضلعي
ما لا يلمُّ العذلُ والتفنيدُ
يا صاحِ هل لك من خليلٍ مؤثرٍ
راضٍ بأن يشقى وأنت سعيدُ
متقلقلٍ حتى تقرَّ وربما
بقى رقادك ساهرٌ مجهودُ
يلقى َ القواذعَ أو يقيك لسانهُ ال
مشهورُ فيك وعزمهُ المشدودُ
كذبالة ِ المصباحِ أنت بضوئها
في الليلة الظلماء وهي وقودُ
من دون عرضك نثلة ٌ منضوضة
منه وإن لم يقضها داودُ
قلَّ الثقاتُ فإن علقتَ بواحدٍ
فاشدد يديك عليه فهو وحيدُ
لا يبعد اللهُ الألى حفظ العلا
بيتٌ لهم حولَ النجوم مشيدُ
و إذا اقشعرّ العامُ أغدقَ من ندى
أيديهم الوادي ورفَّ العودُ
و إذا سرى نقصُ القبائل أقبلتْ
تنمى المكارمُ فيهمُ وتزيدُ
لا يعدمُ الجودَ الغريبُ ومنهمُ
شخصٌ على وجه الثرى موجودُ
بيتٌ بنو عبدِ الرحيم طنوبهُ
و أبوهمُ ساقٌ له وعمودُ
تطغى رياحُ البرَّ فيه عواصفا
و لها بأثناء البيوت ركودُ
من حولهِ غررٌ لهم وضاحة ٌ
تبيضّ منهنّ الليالي السودُ(81/9)
و إذا أناخ به الوفودُ رأيتهم
كرما قياما والوفودُ قعودُ
فإذا أردتَ طروقهُ لملمة ٍ
فأبو المعالي بابهُ المقصودُ
جاراهمُ فأراك غائبَ أمسهم
رؤيا الزيادة يومهُ المشهودُ
و مضى َ يريدُ النجمَ حتى جازه
شوطا فقال النجمُ أين تريدُ
شرفٌ كمالُ الملك في أطرافه
حامٍ عن الحسب الكريم يذودُ
فصحَ البوازلَ وهو قارحُ عامه
و أجابَ داعي الشيبِ وهو وليدُ
يقظانُ يقدح في الخطوب بعزمة ٍ
تسري به وبنو الطريق هجودُ
عشقَ العلا وسعى فأدرك وصلها
متروحا وحسودهُ مكدودُ
و وفى بأشراطِ الكفاية ِ داخلا
من بابها ورتاجها مسدودُ
عبقٌ بأرواح السيادة عطفه
فكأنه في حجرها مولودُ
لو طاول الغمرُ المغفلُ خلقه
شيئا تعلَّم منه كيفَ يسودُ
هشٌّ لصدر اليوم إما مالهُ
فيه وإما قربه المنقودُ
لا قبلَ نائله إذا سئل الندى
وعدٌ ولا قبل اللقاءِ وعيدُ
و إذا الخلالُ الصالحاتُ تكاملتْ
فهي الشجاعة ُ أو أخوها الجودُ
أفنى الثراءَ على الثناءِ وعلمهُ
أنّ الفناءَ مع الثناء خلودُ
و لربما بلي البخيلُ بموقفٍ
يخزيه فيه مالهُ المعبودُ
لك من خلائقه إذا مارسته
جنبانِ ذا سهلٌ وذاك شديدُ
فمع الحفيظة قسوة ٌ وفظاظة ٌ
حتى كأنّ فؤاده جلمودُ
و مع المودة هزة ٌ وتعطفٌ
فتقول غصنُ البانة الأملودُ
يا أسرة َ المجدِ التي لم تنتبهْ
عن مثلها الأيامُ وهي رقودُ
كفي الزمانُ العينَ في أعيانكم
إن الزمانَ عليكمُ محسودُ
لولاكمُ نسيَ الثناءُ ولم يكن
في الناس لا رفدٌ ولا مرفودُ
و لكان قلُّ الفضلِ أو ميسورهُ
يفنى َ فناءَ كثيره ويبيدُ
بكمُ رددتُ يدَ الزمان وباعهُ
متوسعٌ بمساءتي ممدودُ
و حملتُ مضعوفا ثقائلَ خطبه
و هي التي توهي القوى وتؤودُ
و خلطتموني بالنفوس فمن يقعْ
جنباً فإني منكمُ معدودُ
و إذا تلونَ معشرٌ بتلونِ ال
دُّنيا فعهدي فيكم المعهودُ
و عنيتَ أنت بخلتي فسددتها
و نظمتها بالجودِ وهي بديدُ
و إذا تقاعدَ صاحبٌ عن نصرتي
فالنصرُ حظى منكَ والتأييدُ(81/10)
فلأجزيتك خيرَ ما جازى امرؤٌ
وجدَ المقال فقالَ وهو مجيدُ
مما يخالُ قوافيا ومعانيا
بالسمعِ وهو حبائرٌ وبرودُ
و يكون زادَ السفرِ في ليل الطوى
و يقادُ تتبعه المهاري القودُ
من كلَّ مخلوعٍ عذارُ محبها
فيها ومعذورٍ بها المعمودُ
و كأنها بين الشفاهِ قصائداً
فوق النحورِ قلائدٌ وعقودُ
عذراء تحسدها إذا أنصفتها
أوقاتها منك الكعابُ الرودُ
يحتثها شوقا لك النيروزُ أو
يأتي فيطلعها عليك العيدُ
لك من بشائرها الخلودُ ودولة ٌ
تمضي بها الأيامُ ثم تعودُ
ما أحسبُ الدنيا تطيب وأمرها
إلاَّ إلى تدبيركم مردودُ
فبقيتم والحاسدون علاكمُ
لا خيرَ فيما ليس فيه حسودُ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أنشدُ من عهد ليلى غيرَ موجودِ
أنشدُ من عهد ليلى غيرَ موجودِ
رقم القصيدة : 60042
-----------------------------------
أنشدُ من عهد ليلى غيرَ موجودِ
و أقتضيها معارا غيرَ مردودِ
رضا بليلي ما كان من خلقٍ
جعدٍ ونيلٍ كثيرِ المنّ معدودِ
من العزيزات أنساباً وأخبية ً
في صفوة ِ البيتِ حلتْ صفوة َ البيدِ
محبها قد قضى في كلَّ معركة ٍ
قصية ٍ عن بلاغِ الأنيقِ القودِ
تقلُّ من غيرِ ذلًّ عند أسرتها
بين القبابِ المنيعاتِ الأباديدِ
كم ليلة ٍ قد أرتني حشوها قمرا
وجوهها البيضُ في أبياتها السودِ
من كلَ هيفاءَ إلا الردفَ تحسبهُ
غصنا من البان معقودا بجملودِ
ما مستقيماتها للريح مائلة ٌ
لكن براهينُ عزًّ لي المواعيدُ
لثنَ العناقيدَ فوقَ الخمرِ واختلفت
شفاههنَّ على ماءِ العناقيدِ
و رحن يرمين بالألحاظ مقتنصاً
فما تصيدنَ إلا نفسَ الصيدِ
يا ليلَ لو كان داءَ تقتلين به
داويته كان داءً غيرَ مقصود
اليأسُ أروحُ لي والصبرُ أرفقُ بي
من نومِ ليلكِ عن هميّ وتسهيدي
ما ماء دجلة َ ممزوجا بغدركمُ
و إن شفى بارداً عندي بموردوِ
و لا صبا أرضكم هبت تروحني
وفاءَ وعدٍ لكم بالمطلِ مكدودِ(81/11)
حسبي . سمحتُ بأخلاقي فما ظفرت
في الناس إلا بأخلاقٍ مناكيدِ
و صاحبٍ لينُ أيامي وشدتها
فرقٌ له بين تقريبي وتبعيدي
يمشي ابنَ دأية َ في ظلَّ الرجاءِ معي
و في النوائبِ يعدو عدوة َ السيدِ
و واسعِ الدار عالي النارِ يوهمني
خصبَ القرى بين مبثوثِ ومنضود
يهوى الأناشيدَ أن يكذبن سمعته
و لا يهشُّ لأعواضِِ الأناشيدِ
أغشاه غشيانَ مجلوبٍ يغرُّ بما
رأى وأصرف عنه صرفَ مطرودِ
يجودُ ملءَ يدي بالوعد يمطلهُ
و المطلُ من غير عسرٍ آفة ُ الجودِ
فدى الرجالُ وإنْ ضنوا وإن سمحوا
فتى ً يهونُ عليه كلُّ موجودِ
لا يحسب المالَ إلا ما أفاد به
ثناءَ محتسبٍ أو ذكرَ محمودِ
كم جربَ المدحُ أملاكا وجربه
فصبَّ ماءً وحتوا من جلاميدِ
أملسُ لا عرضه الوافي بمنتقصٍ
يوما ولا مالهُ الواقي بمعبودِ
من سائلٌ بالكرام السابقين مضوا
و خلفوا الذكرَ من إرثٍ وتخليدِ
هذا الحسينُ فخذ عيناً ودعْ خبراً
من الروايات عنهم والأسانيدِ
من ساكني الأرضِ قبلَ الماءِ من قدمٍ
و عامريها وما ذلت لتشييدِ
كم حاملٍ منهمُ فضلاً حمائلهُ
تحلُّ عن عاتق بالتاج معقودِ
لم يبرحوا أجبلَ الدنيا وأبحرها
أصلينْ من شاهقٍ منها وممدودِ
و حسنوا في الندى أخلاقَ حلمهمُ
إنَّ الندى في النهى كالماء في العودِ
يا آل عبد الرحيم اختار صحبتكم
تأنقي في اختياراتي وتجويدي
أحبكم وتحبوني وما لكمُ
فضلٌ وربَّ ودودٍ غيرُ مودودِ
قرابة ٌ بيننا في فارسٍ وصفتْ
عنيّ وعنكم طهاراتِ المواليدِ
لا زال مدحيَ ميراثا يقابلكم
عنيّ إذا الشعرُ في آذانكم نودي
بكلَّ حسناء لو أحفشتها برزتْ
للخاطبين بروزَ الغادة ِ الرودِ
من نسج فكري تردّ العارَ دونكمُ
ردّ السهام نبتْ عن نسج داودِ
ما أنبتتْ ليَ جراءُ الرجاء بكم
خصبا وما كرَّ دهرٌ عودة َ العيدِ
و ما تباحُ المدى مشحوذة ً أبدا
صبيحة ََ النحرِ من نحرٍ ومن جيدِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أنذرتني أمُّ سعدٍ أنَّ سعدا
أنذرتني أمُّ سعدٍ أنَّ سعدا(81/12)
رقم القصيدة : 60043
-----------------------------------
أنذرتني أمُّ سعدٍ أنَّ سعدا
دونها ينهدُ لي بالشرَّ نهدا
غيرة ً أن تسمعَ الشربَ تغنى َّ
باسمها في الشعر والأظعانَ تحدى
قلت يا للحبَّ من ظبيٍ رخيم
صدته فاهتجتُ ذؤبانا وأسدا
ما على قومكِ أن صار لهم
أحدُ الأحرار من أجلكِ عبدا .
و على ذي نظرة ٍ غائرة ٍ
بعثتْ سقما إلى القلب تعدى .
قتلتْ حين أصابت خطأً
و قصاصُ القتلِ للقاتلِ عمدا
أتراني طائعاً أضرمتها
حرقاً تأكلُ كلُ أضلاعي ووجدا .
سببتْ لي فيك أضغانَ العدا
نظرة ٌ أرسلتها تطلبُ ودا
و على ما صفحوا أو نقموا
ما أرى لي منك يا ظبية ُ بدا
أجتلي البدرَ فلا أنساكِ وجها
و أرى الغصنَ فلا أسلاكِ قدا
فإذا هبتْ صبا أرضكمُ
حملتْ تربَ العضا باناو رندا
لامَ في نجدٍ وما استنصحتهُ
بابليٌّ لا أراه الله نجدا .
لو تصدى رشأُ السفحِ له
لم يلمُ فيه ولو جارَ وصدا
يصلُ الحولُ على العهد وما
أنكرَ التذكارُ من قلبيَ عهدا
أفيروى عندكم ذو غلة ٍ
عدمَ الظلمَ فما يشربُ بردا
ردَّ لي يوما على كاظمة ٍ
إن قضى الله لأمرٍ فات ردا
و حماني من زمانٍ خابطٍ
أبدا في عطني شلاًّ وطردا
كلما أبصر لي تامكة ً
كدها أو ردها عظما وجلدا
يصطفى الأكرمَ فالأكرمَ من
نخبي أنفسَ ما كنتُ معدا
كلما شدتْ بظهري هجمة ٌ
ركب الشر لها ركضا وشدا
واقعا في كلّ من كثرني
بيدٍ خرقاءَ أو أصبحتُ فردا
أكلة َ الصعلوكِ لا أسندُ ظهرا
في الملماتِ ولا أشدُّ عضدا
غاب أنصاري فمن شاء اتقاني
حذر الإثمِ ومن شاء تعدى
شقيتْ من بعدهم نفسي وهم
أيّ برجٍ نزلوه كان سعدا
قل لأملاكٍ نأى عنيّ بهم
ناقلُ الأقمار قربا ثمَّ بعدا
يا سيوفي يوم لا أملك عزا
و عيوني يوم لا أورد عدا
و شبابي إن دنوتم كان غضا
و إذا رحتم مع البين استردا
عجبا لي كيف أبقى بعدكم
غير أن قد خلقَ الإنسان جلدا .
غلبَ الشوقُ فما أحملُ صبرا
و جفا الناسُ فما أسألُ رفدا
أنا من أغراسكم فانتصروا لي(81/13)
قبل أن تهشمني الأيام حصدا
يا رسولي ومتى تبلغْ فقلْ
خيرَ ما حمل مأمونٌ فأدى
يا كمالَ الملكِ يا أكرمَ من
يممته ظعنُ الآمالِ تحدى
يا شهابا كلما قال العدا
كاد يخبو زاده الرحمنُ وقدا
يا حساما كلما ثلمه الض
ربُ راق العينَ إرهافا وحدا
ما براك اللهُ إلا آية ً
فتن الناسَ بها غياً ورشدا
و ثباتُ الليثِ إن أنكر في
شدة ٍ كان مع الأخرى أشدا
كلما عاند فيها حاسدٌ
ظهرتْ باهرة ً من يتحدى
و لكمْ أنشرتَ إعجازا بها
من فعالٍ طويتْ لحدا فلحدا
و بخيلٍ خاملٍ أعديته
كرما نال به الحمدَ ومجدا
و زليقٍ منتهى شاهقة ٍ
حيثُ لا يصعدَ إلا من تردى
طأمنَ الجوُّ لها وانحدرت
قلل الأجبال حتى كنّ وهدا
حرصَ الكوكبُ أن يطلعها
فهوى عنها وما سدّ مسداً
و إذا الكيدُ مشى يسمتها
طامعاً عاد وقد خاب وأكدى
خفَّ من خطوك فيها ناهضٌ
لم يسرْ في التيه إلا سار قصدا
يأخذ المجلسَ من ذروتها
مالكا تدبيرها حلاًّ وعقدا
طرتَ فيها والعدا واقعة ٌ
تأكل الأيدي لها غيظا وحقدا
يلعنُ الناسُ على عجزهمُ
و تحيا بالمساعي وتفدى
فرعت للمجد منكم دوحة ٌ
كنتَ من أنضرها عودا وأندى
تربة ٌ بورك في صلصالها
أنجبتكم والدا طاب وولدا
طينة ٌ أعجبْ بها مجبولة ٌ
أخرجتْ سلمى وثهلانَ وأحدا
يا عيونَ الدهرِ لا زالتْ بكم
قذياتٍ أعينُ الحساد رمدا
و تقاضى الملكُ عنكم بسيوفٍ
منذ سلتْ لم تكن تشتاقُ غمدا
كلما سوندِ منكم بأخيهِ
صارمٌ يممَ أمضى وأحدا
و بقيتم لبقايا كرمٍ
بكمُ يلحمُ في الناس ويسدى
لم تكن لولاكمُ أرماقها
أثرا يخفى ولا عينا تبدى
يا نجومي لا يرعني منكمُ
غائرٌ باخَ ولا حيدانُ ندا
نوروا لي واسرجوا في طرقي
أقطعِ الأرضَ بكم جمزاً ووخدوا
أجمع الحصباء في مدحكمُ
بلساني وأعدُّ الرمل عدا
و كما أرغمتُ من قبلُ بكم
آنفاً آبية ً أجدعُ بعدا
أبدا أنصبُ نفسي دونكم
علما فردا وخصاما ألدا
غير أني منك يا بحرَ الندى
أشتكي حظي فقد خاب وأكدى
عادة ٌ تمنعُ أو تقطع بتا(81/14)
و حقوقٌ وجبتْ تهملُ جدا
و وعودٌ يجمح المطلُ بها
أن يرى ميقاتها عندك حدا
بعد أن قد كنتَ أحفاهم وفاءً
لي وأوفاهم لما أسلفتَ عهدا
حاش للسحبِ التي عودتها
منك أن يروى بها الناسُ وأصدى
نفثة ٌ من مذكرٍ لم يألُ في الص
بر للحاجة ِ والأوطارِ جهدا
بعث النيروزُ يستعجلكم
سائلا في الوعد أن يجعلَ نقدا
و هوَ اليومُ الذي من بعده
سوف تفنون مدى الأيام مدا
فاقبلوه شافعا وارضوا به
زائرا عنيَ بالشعرِ ووفدا
أنتمُ أكرمُ من يهدى له
و القوافي خيرُ ما يحبى ويهدى
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> صدتْ بنعمانَ على طول الصدى
صدتْ بنعمانَ على طول الصدى
رقم القصيدة : 60044
-----------------------------------
صدتْ بنعمانَ على طول الصدى
دعها فليس كلُّ ماءٍ موردا
لحاجة ٍ أمسَّ من حاجاتها
تخطأتْ أرزاقها تعمدا
ترى وفي شروعها ضراعة ٌ
حرارة ً على الكبودِ أبردا
عادة ُ عزًّ جذبتْ بخطمها
و كلُّ ذي عزًّ وما تعودا
لا حملتْ ظهورها إن حملتْ
رجلا على الضيم تقرُّ أويدا
إن لم يلقها جانبٌ مقاربٌ
فارم بها الجنبَ العريضَ الأبعدا
خاطرْ ولو أردى الخطارُ إنه
لا يأمن الذلة َ من خاف الردى
لا يحرزُ الغاية َ إلا بائعٌ
بغلظة ِ العيش الرقيقَ الرغدا
يطوى الفلا لا يستضيفُ مؤنسا
و الليلَ لا يسأل نجما مرشدا
إذا رأى مطعمة ً خافضة ً
عوذَ بالله ومالَ الحيدا
يعطى جذابَ الشهواتِ عنقاً
شمساءَ لا تعرف إلا الصيدا
تمارسُ الأيامُ منه كلما
حارنَ أو لجّ غلاما نكدا
يعزفُ إلا عن فكاهاتِ الهوى
و قد رأى فيه الحبيبَ المسعدا
أقسمَ بالعفة ِ لا تيمهُ
ظبيٌ رنا أو غصنٌ تأودا
و لا قرى صبابة ً فؤاده
إلا السلوَّ حاضرا والجلدا
شأنك يا بنَ الصبواتِ فالتمسْ
غيري أخاً لستُ لهنَّ ولدا
مولاك من لا يخلقُ الشوقُ له
وجدا ولا طولُ البعاد كمدا
كأنما يشهدُ من عفافه
على المشيبِ يافعاً وأمردا
موقرا متعظا شبابهُ
كأنما كان مشيبا أسودا
تحسبه نزاهة ً وكرماً(81/15)
و مجدَ نفسٍ بابن أيوبَ اقتدى
فدى عميدِ الرؤساء مصفرٌ
لو طاب لا يصلحُ إلا للفدى
يرضى بما ساق إليه غلطُ ال
حظّ ولم يسعَ له مجتهدا
يعجبُ من جهالة ِ الأيام في
وجدانه ما لم يكن لينشدا
تحسبه جاء يريد غيره
فضلَّ عن طريقهِ وما اهتدى
و حاسدٍ فخارهُ معْ نقصهِ
في الناس أن عادى العلا وحسدا
تلهبُ نارُ الغيظ في ضلوعه
جمراً يقول حرها لا بردا
زال بنصر مجدهِ غيران ما
نازلَ إلا ظافرا مؤيدا
مدّ إلى أخذِ العلا فنالها
يدا تبوعُ ساعدا وعضدا
تقضي له الأقلامُ من حاجاتها
ما استقضت الذابلَ والمهندا
ما زال يرقى في سماواتِ العلا
بروجها الأسعدَ ثمَّ الأسعدا
مصاعدا نجومها حتى إذا
تطاولتْ خلفها وصعدا
رأى المعالي بالمساعي تقتضى
و الشرفَ المحرزَ من كسبِ الندى
فصاعبَ الأسودَ في أغيالها
صرامة ً وجاودَ الغيثَ جدا
و كلما قيل له قفْ تسترحْ
جزتَ المدى قال وهل نلتُ المدى
ناهضَ ثقلَ الدولتين فكفى ال
ملكَ الطريفَ ما كفاه المتلدا
و كان للأمرين منه جنة ً
مسرودة ً وصارما مجردا
فاغترسَ القادرُ يومَ نصرهِ
و استثمرَ القائمُ بالأمر غدا
قام بأمرٍ جامع صلاحهُ
فضمه بنفسه منفردا
فلستُ أدري ألوحيٍ هابط
أم اختيارا لقباهُ الأوحدا
وزارة ٌ وفرها لدستهِ
أنَّ أباه قبلُ فيه استندا
دبرها مستبصرا فلم يكن
مفوصا فيها ولا مقلدا
يسند عن آبائه أخبارها
صادقة ً إذا اتهمتَ المسندا
و أعتقُ الناس بها من لم يزل
مكررا في بيتها مرددا
يا من مخضتُ الناسَ فاستخلصتهُ
بعدَ اجتهادي فاليا منتقدا
و البازلُ العودُ وقد نبذتهم
بكية ً معرورة ً أو نقدا
ذللتَ أياميَ واستقربتَ لي
غلبة ً وفاءها المستبعدا
هونتَ عندي الصعبَ من صروفها
فخلتُ أفعالها الوثوبَ مسدا
أعديتها بحفظك العهدَ فقد
صارت صديقا بعد أن كانت عدا
و لم تضيع حرما أحكمها
قديمُ حقيّ فيكمُ وأكدا
أنتَ كما كنتَ أخاً مخاللاً
بحيثُ قد زدتَ فصرتَ سيدا
فاسمعْ أقايضك بها قواطنا
سوائرا معقلاتٍ شردا(81/16)
عوالقا بكلَّ سمعٍ صلفٍ
يلفظُ أن يقبلَ إلاّ الأجودا
مما قهرتُ فجعلتُ وعره
مديناً وحره مستعبدا
مطاربا إذا احتبى الراوي لها
شككتَ هل غنى ً بها أم أنشدا
تخالُ أرجازا من استقصارها
و قد أطال شاعرٌ وقصدا
يمضي الفتى المرسومُ في فخارها
صفحا وتبقى عرضه مخلدا
تحملُ أيامُ التهاني تحفاً
منها إليك بادئاتٍ عودا
ما دامت الغبراءُ أو ما حملتْ
مدحوة ٌ من الجبال وتدا
سنينَ تطويهنّ حيا سالما
منورزا في العزّ أو معيدا
لا الشعرُ تبلى أبدا رسومهُ
فيك ولا تعدمُ أنت سندا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ردَّ عليها النومَ بعد ما شردْ
ردَّ عليها النومَ بعد ما شردْ
رقم القصيدة : 60045
-----------------------------------
ردَّ عليها النومَ بعد ما شردْ
إشرافها على شرافٍ من أحدْ
و ضمها منشورة ً مجرى الصبا
و عطنَ الدارِ وطينة َ البلدْ
فعطفتْ كلَّ صليفٍ ناشزٍ
على الخشاش وعلى لين المسدْ
يقودها الحادي إلى حاجته
و همها أخرى إليها لم تقدْ
و إنما تيمها بحاجرٍ
أيامها بحاجرٍ لو تستردْ
و صالحاتٌ من ليالٍ أخلقتْ
عهودها وهي مع الذكرى جددْ
يا دين من أهل الغضا سقامها
و وجدها بمدعٍ ما لم يجدْ
و حفظها عهدَ ملولٍ ماطلٍ
يذكر ما استرعى وينسى ما عهدْ
و كم على وادي الغضا من كبدٍ
يحكم فيها بسوى العدل الكمدْ
و من فؤادٍ بددٍ تلفظه
و لائدُ الحيّ مع الحصا البددْ
و صارمٍ ما شقى َ القينُ به
مذ سله غنجُ اللحاظِ ما غمدْ
و من غزلٍ لا يقلُّ ردفه
ضعفا وفي حباله عنقُ أسدْ
و قامة لو لم يكن لشكلها
فعلُ القناة لم تملْ ولم تمدْ
بانات وادٍ مذ حمتْ شجراءهُ
رماحُ قيسٍ ما اختلى ولا عضدْ
تلاوذُ الريحُ بكلَّ مرهفٍ
غصنٍ إذا قام وحقفٍ إن قعدْ
حبائب بالخيف في ملاعبٍ
هنّ النعيمُ وهي جناتُ الخلدْ
سقتْ دموعي حرها وملحها
عيشا بها بالأمس طاب وبردْ
لو كان لي على الزمان إمرة ٌ
بطاعة ٍ قلتُ أعدها لي أعدْ
يا راكبا تدوسُ للرزقِ به
حرَّ الثرى والليلَ وجناءُ أجدْ(81/17)
ترى الطريقَ عرضهُ وطولهَ
لقطبها بين ذراعٍ وعضدْ
تطوى السرى طيَّ الرياح لا ترى
سائلة أين المدى وما الأمدْ
كأنها من خفة ٍ من مسها ال
أرضَ على أربعها لا تعتمدْ
تطلب نجحَ حاجها بجهد من
أقسمَ لا يطلبُ إلا ما يجدْ
ارجعْ وراءَ فاسترحْ وأعفها
ما كلُّ حظًّ لك منه أن تكدّْ
مطرحُ عينيكَ غنى َ مقترفٍ
كفى بنى الحاجاتِ شقاتِ البعدْ
بجانب الزوراء قصرٌ قصدهُ
بحرٌ إذا أعطى الغنيَ لم يقتصدْ
أيدي بنى عبد الرحيم مدهُ ال
دائمُ والبحرُ يغيضُ ويمدّْ
قد أفعموه وأباحوا ورده
مخلدا عذبا فمن شاء وردْ
قومٌ إذا لم تلقَ منهم واحدا
و إن لقيتَ الناسَ لم تلقَ أحدْ
صانوا حمى أعراضهم ومالهم
و ذية ٌ على الطريق تنتقدْ
و عقدوا لكلّ جارٍ ذمة ً
و ذمة ُ المال بهم لا تنعقدْ
هم دبروا الأرضَ فلم يعيهمُ
بثقلها تدبيرها ولم يؤدْ
ملوكها اليومَ وآباؤهمُ
ملوكها وما على الأرض وتدْ
تمطقوا السؤددَ في مهودهم
من حلمٍ ما أرضعتْ من لم يسدْ
و طوحوا وهم جذاعٌ فصلٌ
بالقارح البازل والقرمْ الأشدْ
و كلما نازعهم منازعٌ
سلمَ مختارا لهم أو مضطهدْ
و لا ومنَ قاد الصعابَ لهمُ
و أوجدوا الفضلَ بهم وقد فقدْ
و أظهرَ الآية َ في اشتباههم
بأسا وجودا وعناءً وجلدْ
ما تلدُ الأرضُ ولو تحفلتْ
مثلَ كمالِ الملكِ والأرضُ تلدْ
رعى بني الدنيا على اختلافهم
منفردا بما رعاه مستبدْ
لا مستشيرٌ يبصر الشورى له
رأيا ولا منتصحٌ فمرتفدْ
وحدة ُ ذي اللبدة ِ لا يفقره
عناؤه بنفسه إلى العددْ
تحرم النومَ المباحَ عينه
إزاء كلَّ خلة ٍ حتى تسدّْ
لا مغلقُ الرأي ولا مضطربُ ال
أحشاءِ تحت حادثٍ من الزؤدْ
إذا أصاب فرصة ً لعزمه
صممَّ لا يسوفُ اليومَ بغدْ
مباركُ النظرة ِ من أبصره
مصطحبا بوجهه فقد سعدْ
لو صيغت الأيامُ من أخلاقه
لم يعترضها كدرٌ ولا نكدْ
لم يسمه الملكُ الكمالَ أو رأى
عن عفوه نقصانَ كلَّ مجتهدْ
و لا أرادته العلا أباً لها
إلا وقد أفلحَ منها ما ولدْ
أقرّ بالفضل له حاسدهُ(81/18)
و لو رأى وجهَ الجحود لجحدْ
أفقره الجودُ وإن أغناه أن
ساد به ولم يسدْ من لم يجدْ
فلا يزلْ على الزمان منكمُ
مسلطٌ يفرى الأمورَ ويقدْ
و لا تبدلْ بسواكم دولة ٌ
أنتم على أرجائها ستر يمدّ
و لا أرى سريرها وسرجها
من غيركم من يمتطي ويقتعدْ
و كنتَ أنت باقيا مساوقا
بعمره وعزه شمسَ الأبدْ
تسبى العطايا لك كلَّ حرة ٍ
لولا نداك لم تكن لتعتبدْ
بنتِ الخدور في الصدور رضعتْ
ثدى النهى ونأتْ من الكبدْ
لم تمتهنْ بلفظة ٍ يلفظها
من شرها السمعُ ولا معنى ً يردّْ
يرقى بها ودَّ القلوبِ ساحرٌ
ما شاء بالنفثة ِ حلَّ وعقدْ
كل لسانٍ ثنويٌّ مشركٌ
و هو لكم في شعره فردٌ صمدْ
ما دار مذ دار الكلامُ ناطقٌ
بمثلها ولا جرتْ في الصحفِ يدْ
تغشاك منها كلَّ يومٍ تحفة ٌ
نخبة ُ ما قال الخبيرُ أو نقدْ
رآك دون الناس أولى بالذي
بالغ فيه من ثناء واجتهدْ
ما نافقتك مدحة ٌ ولم يقلْ
فيك غلوَّ الشعر إلا ما اعتقدْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> قام برجلٍ ومشى على يدِ
قام برجلٍ ومشى على يدِ
رقم القصيدة : 60046
-----------------------------------
قام برجلٍ ومشى على يدِ
ممتريا للرزقِ من سيبِ يدِ
أهيفُ وهو في السمانِ معرقٌ
و واحدٌ وهو كثيرُ العددِ
يمده حبلٌ ضعيفٌ فتلهُ
حتى يعودَ محكما ذا جلدِ
يشتُّ شملا كلما فرقه
ألفَ منه بين شمل بددِ
تبصر من عظامه وجلدهِ
إذا اكتسى اللجينَ فوق العسجد
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ما أمُّ أولادٍ كثيرٍ في العددْ
ما أمُّ أولادٍ كثيرٍ في العددْ
رقم القصيدة : 60047
-----------------------------------
ما أمُّ أولادٍ كثيرٍ في العددْ
تروى رضاعا وهي بكرٌ لم تلدْ
تبسمُ عن عذب الرضابِ باردٍ
لولا دمٌ يصبغه قلت بردْ
أعجبْ به ماءً زلالا شبما
تجمعه في أهبٍ نارٌ نقدْ
يا حسنها مجموعة َ الشملِ ويا
أضعافَ ما تحسنُ والشملُ بددْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> بالخيفِ مخطفة ُ الحشا
بالخيفِ مخطفة ُ الحشا(81/19)
رقم القصيدة : 60048
-----------------------------------
بالخيفِ مخطفة ُ الحشا
تهوى الغصونُ لها القدودا
أخذَ الغزالُ نفارها
و أعارها عينا وجيدا
ألفتْ مطال عداتها
يا ليتها تعدُ الصدودا
نثرتْ مدامعيَ الفري
دَ لنظمِ مضحكها الفريدا
قد كان رثَّ هواي فاب
تسمت فردتهْ جديدا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أعانقُ غصنَ البانِ منها تعلة ً
أعانقُ غصنَ البانِ منها تعلة ً
رقم القصيدة : 60049
-----------------------------------
أعانقُ غصنَ البانِ منها تعلة ً
فأنكره مسا وأعرفهُ قدا
و أعدلُ لثمَ الأقحوان بثغرها
فأرزقهُ برقا وأحرمه بردا
فللهِ من لم أستعض عنه غائبا
و لم أر منه ظالما أبدا بدا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> بدين الهوى إن صحَّ عقدك في الهوى
بدين الهوى إن صحَّ عقدك في الهوى
رقم القصيدة : 60050
-----------------------------------
بدين الهوى إن صحَّ عقدك في الهوى
أعن مللٍ في الهجر أم كاشحٍ أغرى
ألا قلما يقضي من الحبَّ حاجة ً
معنى ًّ بنفسٍ علقتْ حاجة ً أخرى
حلفتُ لئن كان الجفاء لغدرة ٍ
لقد أبصرتْ عينايَ من عينك الغدرا
أقول لطيفٍ منكِ وسدتُ خده
يمينيَ لما جلَّ عن يديَ اليسرى
نحولي الذي عانيتَ من هجر ليلة ٍ
فما ظنها بالجسم لو هجرتْ عشرا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ترنمتْ ترنمُّ الأسيرِ
ترنمتْ ترنمُّ الأسيرِ
رقم القصيدة : 60051
-----------------------------------
ترنمتْ ترنمُّ الأسيرِ
ورقاءُ فوقَ ورقٍ نضيرِ
تنطقُ عن قلبٍ لها مكسور
كأنها تخبرُ عن ضميري
لبيكِ يا حزينة َ الصفيرِ
إن استجرتِ فبمستجيرِ
مثلكِ في تبلدِ المهجورِ
قصَّ جناحي زمني فطيري
لكِ الخيارُ أنجدي أو غوري
و حيثما صار هواكِ صيري
و إن أردتِ الأمنَ تجوري
فيممي بغدادَ ثمَّ سيري
أو حومي بربعها المعمورِ
مذ غاب فيه قمري بالنورِ
عسى تقولين لأهل الحورِ
و أوحشتي بعدك للسرورِ(81/20)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> خدعُ الزمانِ مودة ٌ من ثائرِ
خدعُ الزمانِ مودة ٌ من ثائرِ
رقم القصيدة : 60052
-----------------------------------
خدعُ الزمانِ مودة ٌ من ثائرِ
و منى َ الحياة ِ وتيرة ٌ من غادرِ
نغترُّ بالباقين منا والذي
فرسَ المقدمَ رابضٌ للغابرِ
و إذا ذوي من دوحة ٍ غصنٌ فيا
سرعانَ ما يودى بأخرَ ناضرِ
يا عاشقَ الدنيا النجاءَ فإنها
إن ساعدتْ وصلتْ بنية هاجرِ
لا تخدعنك بالسرابِ فلم تدع
ظناً يرجم فيه وجهُ السافرِ
واردد لحاظك عن زخارفها تفزْ
إنّ البلاءَ موكلٌ بالناظرِ
خذل المحدثَ نفسه بوفائها
تصريحها بالغدرِ في ابن الناصر
مشت المنونُ إليه غيرَ محصنِ ال
جنباتِ واغتالته غيرَ محاذرِ
و لو انتحته لأنذرتهْ وإنما
شبَّ الفجيعة َ أن أصيبَ بعاثرِ
صرعته مسبلة َ الكمامِ وإنما
يقع التحفظُ من ذراعيَ حاسرِ
لم ينجهِ البيتُ المطنبُ بالكوا
كبِو المعمدُ بالهلالِ الزاهرِ
و النسبة ُ العلياءُ إن هي شجرتْ
زلقتْ معارجها بكلَّ مفاخرِ
و عصائبٌ مضرية ٌ قرشية ٌ
خلقوا لحفظِ وشائجٍ وأواصرِ
يتراكضون إلى تنجزِ ثأرهم
و لو أنه عند الغمام السائرِ
من كلَّ أبلجَ منكباه لواؤه
بضفيرتيه السمهرية َ ضافرِ
بردُ النسيم إذا تربعَّ عنده
حرُّ الهجيرِ إذا عرافي ناجر
أنسٌ بأسبابِ الطلابِ كأنه
و لو امتطى النكباءَ غيرُ مخاطرِ
كلا ولا أغنته عفة ُ نفسه
عن عاجلٍ يرضى سواه حاضرِ
و لقاؤه شهواتهِ ببصيرة ٍ
معصومة ٍ عنها وذيلٍ طاهرِ
نرجو لصالحنا تطاولَ عمره
تعبٌ رجاءُ ولادة ٍ من عاقرِ
لو خلد ابنُ البرَّ أو أمنَ الردى
لعفافه لم يولدَ ابنُ الفاجرِ
أو كان يسلم بالشجاعة ِ ربها
لم تطوِ مقبورا حفيرة ُ قابرِ
بالكرهِ فارق سيف عمروٍ كفه
و تقلصت عن رمحه يدُ عامرِ
سقت الغيوثُ أبا الحسين ثراك ما
سقت الحسينَ أباك عينُ الزائرِ
و من الغرام وفيه ماءٌ هامعٌ
منه دعايَ له بماءٍ قاطرِ
أبكيك لا ما تستحقُّ وجهدُ ما(81/21)
تسعُ الصبابة ُ أن تسيلَ محاجري
و اشارك النواحَ فيك بأنني
أرثيك فالتأبين نوحُ الشاعرِ
و أما وبدريْ هاشمٍ وَ لديكَ ما
مبقيهما ذكرا له بالداثرِ
إن لا يكونا نسلَ ظهرك فالذي
نشراه بابنِ الظهر ليس بناشرِ
و إذا الفتى ضعفتْ مؤازرة ُ ابنه
في الأمر فابنُ الأختِ خيرُ مؤازرِ
أبواك وابناك الفخارُ بأسرهِ
و المجدُ يورثُ كابرا عن كابرِ
لا تحسبنَّ الموتَ حماهما
فالسارقُ المغتالُ غيرُ القاهرِ
أقسمتُ لو لحقاك قبلَ وصوله
ما كان بينهما عليك بقادرِ
منْ مبلغٌ حياً يجمعُ عزهُ
غرْ بيْ حسامِ بني الحسين الباترِ
صبرا وإن فرك العزاءُ فإنه
كنزُ الثوابِ ذخيرة ٌ للصابرِ
هو حكمُ عدلٍ لا يردُّ وكان ما
يهنُ القلوبَ لو أنه من جائرِ
حفظَ العلا لكما مشيدُ عرشها
بكما فلا معمورَ بعد العامرِ
و إذا جرتْ ريحُ الحوادث عاصفا
فلتنحرفْ عن ذا الخضمَّ الزاخرِ
و كفى حسودَ كما الشقيَّ علاجهُ
غيظ الهجينِ من العتيقِ الضامرِ
لا غرني منه السكوتُ فإنه
خوفَ العقابِ سكينة ٌ في نافرِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> نديمي وما الناسُ إلا السكارى
نديمي وما الناسُ إلا السكارى
رقم القصيدة : 60053
-----------------------------------
نديمي وما الناسُ إلا السكارى
أدرها ودعني غداً والخمارا
من العجزِ تركُ الفتى عاجلاً
يسرُّ لأمرٍ يخافُ انتظارا
و عطلْ كؤوسك إلا الكبيرَ
تجدْ للصغيرِ أناسا صغارا
و قربْ فتى َ مائة ٍ أو يزي
دُ قد أكملَ الشيبَ إلا الوقارا
تسرُّ المسرة َ أحشاؤه
و يبرزُ للعين طينا وقارا
لصون سواه رأيتُ الغلا
مَ ينفضُ عن كتفيهْ الغبارا
و ذي مبزلٍ كزنادِ المكبَّ
يقدحُ بالبزلِ منه شرارا
فسلَّ من النار في وجهه
لسانا فأمسك فاهُ حذارا
و خادعهُ عن خلوقية ٍ
تذوبُ في كأسها الجلنارا
جنتْ فقرَ شرابها المسلمين
و أغنت بغمى اليهودَ التجارا
عقرنا البدورَ لهم في المهو
رِ حتى جلوها علينا عقارا
يطوف بها عاطلُ المعصمينِ
يلبسهُ الجامُ منها سوارا(81/22)
شفيقٌ على الحبَّ من غيره
إذا قلت ما أحسن البدر غارا
و لا مقبلهِ ما فرقتُ
أريقنه الخمرُ أم ما أدارا
هنئيا للهوى َ إني خلع
تُ حلمي له وتركتُ الوقارا
و صرتُ فتى غبقاتِ الملوكِ
عشياً أخا النشواتِ ابتكارا
وداديَ والدهرُ ما دامَ دامَ
و شعريَ والنجمُ ما سارَ سارا
و فيحاءَ من دورهم زرتها
و أخلقْ بها جنة ً أن تزارا
تلجلجَ في وصفها المحدثون
و حدثَ رضوانُ عنها فخارا
تعربَ قاسمها عادلا
فخطَّ وتحسبه العينُ جارا
صحونا طوالا كما تقتضي
شجاعتنا وحصونا قصارا
و شقَّ لبستانها عن ثرى ً
إذا طلعَ النبتُ فيه أنارا
و قد بثَّ في ظلَّ شجرائهِ
عيونَ الأذى رقبة ً واستنارا
تخفرَ منها بمسلوبة ٍ
سوى ورقٍ ألحفتهُ إزارا
من الهيفِ حين يجورُ النسيمُ
على غصنها لا تطيقُ انتصارا
نحولٌ عرضتُ له بالسمانِ
و صغرى تجنبتُ منها كبارا
و منشورة ٍ سترتْ نفسها
فخاطت قميصا ولاثت خمارا
و عزتْ فصانت سوى ساقها
و ما إن أباحته إلا اضطرارا
نشمر عنه جلابيبها
لعادته أن يخوضَ الغمارا
فكادت تواريه ضناً به
و من حسنها أنه لا يوارى
تشككني وهي طوع الريا
حِ تتبعها يمنة ً أو يسارا
أتدنو لتسعفني بالعنا
ق في مثلها أم تصدُّ ازورارا
و تجلو عليك بناتِ الفسيلِ
إذا كست السعفاتُ الثمارا
غدائرُ غيدٍ يضفرنها
و تأبى عليهنّ إلا انتشارا
جلبنا له الماء من شاهقٍ
جزانا بحسبِ الصعود انحدارا
و ما سال حتى أسلنا اللجينَ
و لا عزَّ حتى أهنا النضارا
إذا ما تحلق مستعليا
تعلقَ بالطبع يبغي الفرارا
فثورَ خمسا إذا ما نطقنَ
بأخبارهِ خلتَ نقعا مثارا
إذا جادهنَّ ندى ً جدنهُ
و إن فرَّ طرنَ إليه نفارا
هوينَ الأمانة َ حتى اجتهد
نَ ليقضينهُ ماءه المستعارا
تروسُ عليهنّ في وسطهنَّ
كبرى تعولُ بناتا صغارا
يرزنَ يخيلنَ للناظرين
صوامعَ من حولها أو منارا
إذا سددتْ لطعانٍ قناً
حذفنَ إليها نصولا طرارا
حوتهنّ معجزة ُ الآتينِين
تجودُ الحيا وتمدُّ البحارا
فمن بين خركاءَ مضروبة ٍ(81/23)
على تلعة ٍ حملتها اغترارا
تولى مجاريها فوقها
من الماء سمحٌ كريمٌ نجارا
إذا ما اديرَ لها مرة ً
لتعجبَ جادت فدارتْ مرارا
لها آية ٌ لم تكن قبلها
و لكن ظهرنا عليها اقتدارا
ترى ظلها جامداً مائعا
و تحملُ ضدين ماءً ونارا
و مثلِ العروسِ عروسٌ تديمُ
يداها على منكبيها النثارا
إذا ما جلوها أبتْ حشمة ً
بكرسيها أن تطيق القرارا
طلبنا لها الكفءَ من قومها
فعزَّ وكان سوى الكفء عارا
فعدنا نزرّ عليها السجوفَ
فترضى بها عفة ً واختفارا
و كالظبي يظلمَ باسم الجمال
فيطغى إباءً ويغضى اغتفارا
و يزبدُ فوه لغاما إذا
تفرق عن شفتيه استطار
يسير روياً إذا ما اغتدت
كبودُ المطايا عطاشا حرارا
و لولا الذي فعلَ الطنبلنبُ
لقد أنجدَ المدحُ فيهو غارا
و لكنه خافرٌ للذما
مِِ جاورتهُ فأساءَ الجوارا
بغاني فلم أنجُ مع نهضتي
و رحبِ خطائيَ منهُ فرارا
رماني فأصمي بسهمٍ له
يدور مع المتقي كيفَ دارا
إذا هو فوقه للثيا
بِ ألقى جروحا تضلُّ السبارا
فأردى ردائي وجاءت الي
ك دراعتي تبتغي منكَ ثارا
قتيلي لديكَ فلا تذهبنَّ
عليكَ دماءُ ثيابي جبارا
و بيتٍ إذا الدهرُ ضامَ الشتاءَ
تعوذَ منه به فاستجارا
صحبتُ الخريفَ به في المصيفِ
و ذكرني الليلُ فيه النهارا
و أهدى الهواءَ له ناشرٌ
جناحينْ لو حملاه لطارا
تنصتَ للريح مستفهما
بأذنينْ لا يحملان السرارا
إذا عبرتْ مطلقاتُ الريا
ح يسلكنه ظلنَ فيه أساري
فتلفظُ منها السمومُ الشرارَ
و يلقى إلينا النسيمُ الحبارا
غرائبُ روضتَ يا ابن الكرام
برأيك منها الشموسَ النوارا
و باهلتَ بالأرض فيها السما
ءَ فاعترفت خجلا وانحصارا
و قبحتَ في جنب تحسينها
بأعين أربابهن الديارا
فلو صاحبُ السدَّ لاحت له
تبين فيما بناه العوارا
و قيستْ لكسري بإيوانه
قلاهُ ولم يعطَ عنها اصطبارا
أرتك بدائعها همة ٌ
تهينُ عليك العظيمَ احتقارا
و فضلٌ يجليكَ يومَ الرها
نِ منْ لا يبدُّ ومنْ لا يجاري
فأقسمُ بالله لو أنصفو(81/24)
ك قسما وردوا إليَّ الخيارا
لما كنتُ أرضى لك الخافقي
ن ملكا ولا جنة َ الخلد دارا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> بلغتْ صبرا فقالت ما الخبرْ
بلغتْ صبرا فقالت ما الخبرْ
رقم القصيدة : 60054
-----------------------------------
بلغتْ صبرا فقالت ما الخبرْ
قلتُ قلبٌ سيمَ ذلاًّ فنفرْ
لا تعودي في هوى ً ظالمة ً
ربما عاذ بحلمٍ فانتصرْ
نظرة ٌ أعرضتُ عنها أعقبتْ
غضبا آذنَ للقلب النظرْ
أرهفتْ سيفين في أجفانها
كلَّ منْ غرا يبيتْ على غررْ
أقسمتْ من جرحاه لا برا
يا طبيبي متْ ودائي في الحورْ
أرسلتْ ليلة ََ صدتْ طيفها
ناظرا أين رقادي من سهرْ
قال حياني فقالت نائما
طرفهُ قال نعم قالت غدرْ
يا هوى حسناءَ ما شئتَ لها
من فؤادي غيرَ ذلًّ وخورْ
ربَّ يومٍ باهلتني بالصبا
و صغارٌ عندها حظُّ الكبرْ
و تنكبتُ مدلاًّ وفرة ً
نشرَ العنبرَ عنها منْ ضفرْ
فرأت شيبا فقالت غيرتْ
قلتُ ما كلُّ شبابٍ في الشعرْ
غيرت بيضاءَ في سودائها
قلتُ مهلا آية ُ الليلِ القمرْ
ما لغزلانٍ تصافيني الهوى
ما استطاعتْ وأجازيها الكدرْ
أنستْ إذ يئستْ من قنصي
فاستوى ما قرَّ منها ونفرْ
و هل الزوراء إلا وطنٌ
يخدعُ الشوقَ وفي أخرى الوطرْ
يا ندامايَ بها النسيانُ لي
و لكم منى َّ حفاظي والذكرْ
كلَّ يومٍ أنا أبكي منكمُ
صاحبا بالأمس بقاني ومرّْ
إنّ في الريَّ و سعدٍ عوضاً
كلما قايستُ طابَ وكثرْ
سوف أنجو راكبا إحسانهُ
كلُّ مركوبٍ سوى ذاك خطرْ
ساريا أجنبُ كبرى هممي
أطلبُ المرعى لها حيثُ المطرْ
خاب من رام المعالي حاضرا
و الأماني في كفالاتِ السفرْ
ما الغنى َ والمجدُ إن زرتَ فتى ً
ذا تناهٍ وهو ناءٍ لم يزرْ
لا تباعدهُ الليالي إنه
أملٌ بين جمادى و صفرْ
بأبي الساقي وبالغيثِِ صدى
و الفتى الحلوَ الجنيَ والشهدُ مرّْ
علمتْ أعداؤه أموالهَ
لمماً يمنعها أن تستقرْ
يافعٌ مكتهلٌ من حلمه
للصبا السنُّ وللرأي الكبرْ
يا أبا القاسمِ صابتْ نعمة ٌ(81/25)
لك لم يعدُ بها الغيثُ الزهرْ
لم أزلْ أصبرُ علما أنه
أبدا يعقبُ خيرا من صبرْ
ناظرا عادكمُ في مثلها
جنة ً لي من عذابٍ منتظرْ
كان جرحا جائفا فاندملتْ
قرحة ٌ منه وكسرٌ فجبرْ
يا ملوك الريَّ هل داركم ال
أرضُ طراً أم تعولون البشرْ
وسعَ الناسَ جميعا جودكم
فاستوى من غابَ عنكم وحضرْ
واصلتْ شاعرهم نعمى لكم
لم تدعْ مفحمهم حتى شعرْ
حلَّ يا سعدَ العلا بهماءها
من قبولٍ بحجولٍ وغررْ
واجلُ لي أخرى على الكافي متى اح
تشمتْ منه حياءً وخفرْ
عرفتْ منكَ فيما قبلها
فأتتْ واثقة ً تقفو الأثرْ
حاجة ٌ تمتْ ووافى حظها
حين نبهتُ لها منك عمرْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> فكاكك أيها القلبُ الأسيرُ
فكاكك أيها القلبُ الأسيرُ
رقم القصيدة : 60055
-----------------------------------
فكاكك أيها القلبُ الأسيرُ
غداً لو قال حادي الركبِ سيروا
عسى الأظعانُ تطلعُ إن أثاروا
هلالاً كان تكفره الخدورُ
و إن أخذوك أنتَ وخلفوني
فسرْ معهم فذاك لهم يسيرُ
تعلقهم عساهم أن يذموا
عليك من الصبابة أو يحيروا
لمن شدنية ٌ سبقتْ عجالاً
فما تدري أتقصدُ أم تجورُ
يخوض الليلَ سائقها أنيسا
بآية ِ لاخَ بين يديه نورُ
و كيف يخاف تيهَ الليلِ ركبٌ
تطلعُ من هوادجه البدورُ
يناجزُ في الوداعِ معاتباتٍ
لهنَّ كبودنا ولنا الزفيرُ
أكنتَ معي بعينٍ أم بقلبٍ
برامة َ والعيونُ إليَّ صورُ
غداة َ أقول وابتهجتْ جباهٌ
عطفنَ عليّ وابتسمت ثغورُ
أما من قبلة ٍ في الله قالوا
متى حلتْ لشاربها الخمورُ
وقاركَ والتفتْ ترهنَّ بيضاً
كبرتَ فقلتُ مسكينُ الكبيرُ
ألاَ يا صاحبيَّ تملياني
أطاعَ إبايَ واعتدلَ النفورُ
أرى كبدي وقد بردتْ قليلا
أمات الهمُّ أم عاش السرورُ
أم الأيامُ خافتني لأنيّ
بفخر الملك منها أستجيرُ
ذراني عاد إملاحي نميراً
و يفعمُ بعد ما نضبَ الغديرُ
طغى أملي وطال قصيرُ باعي
و نيمنى الشيءُ أولهُ حقيرُ
و لا تتعجبا من خصب ربعي
فربعي بعضُ ما جاد الوزيرُ(81/26)
و لكن بايعاهُ عن لساني
فإنيّ حين أعجزُ أستشيرُ
ظهورك آية ٌ لله صحتْ
بها الأديانُ واشتفت الصدورُ
و زالت شبهة ُ المرتابِ في أن
تكشفَ عن ضمائرها القبورُ
رآك وميتُ الآمال حيٌّ
بجودك والندى الأعمى بصيرُ
فآمنَ بالمسيح وآيتيه
و أنْ نشأتْ من الطين الطيورُ
و أيقنَ أن موسى شقَّ بحرا
بأن شقت بكفيك البحورُ
و لما أن أتيتَ على فتورٍ
و بابُ ضلالة ِ الأمم الفتورُ
و أبصرَ قبلك الماضين مروا
و لما تنتظمْ بهم الأمورُ
صبا لمحمدٍ وأطاع فيه
و قال الرسلُ خيرهم الأخيرُ
أقول بمعجزاتك لا غلوا
و كاتمُ نعمة ِ المعطى كفورُ
إذا الأسماء ألزمتِ المعاني
فأنت الحقُّ والوزراءُ زورُ
رأيناهم وكلهمُ شكولٌ
مصليهم لسابقهم نظيرُ
بكَ انتصر الملوكُ وأنتَ فيما
دعوك لنصره نعمَ النصيرُ
فأنت الليلة ُ القمراءُ بانت
على الأخواتِ واليومُ المطيرُ
حميتَ كبيرهم إذ حمَّ وقتٌ
تحوطُ به وقد كبرَ الكبيرُ
و ماتت دولة ٌ فأقمتَ أخرى
فلا موتٌ عصاك ولا نشورُ
و باشرتَ الخلافة َ فاطمأنتْ
على أمرٍ ومطلبه عسيرُ
و يومَ العهدِ والوافي قليلٌ
أطاعك منبراها والسريرُ
ألينَ عليك معجمها المعاصي
و خفَّ إليك مجلسها الوقورُ
درى الفهريُّ حين أسفَّ قومٌ
و طرتَ بأيّ قادمة ٍ تطيرُ
رآك بهديهِ فجزاك خيرا
و قد يتفرسُ الرجلُ البصيرُ
و أعطاك التي نرتْ قديما
و إن هي أغليتْ فيها المهورُ
و أفرشك الكرامة َ لم يدسها
جبانٌ في الملوك ولا جسورُ
مقالا في اصطفائك واعتقادا
يحيلُ على اللسان به الضميرُ
و قلدَّ سيفه بيديه سيفا
طويلُ نجادهِ عنه قصيرُ
حساما كان للمنصور حصنا
و لم يك للمدينة بعدُ سورُ
و صاحبَ بعده الخلفاءُ تربا
رفيقا حين يجلسُ أو يثورُ
تذلُّ له المنابرُ يرتقيها
و تألفهُ المناكبُ والجحورُ
و ما كفؤٌ له لولاك كفؤا
و لكنّ الذكورَ لها الذكورُ
أميرُ المؤمنينَ يقول خذهُ
فإنك في تقلده الأميرُ
و لو عقلتْ عقيلٌ شاورتني
فكنتُ برأي ناصحها أشيرُ
فررتِ مكانَ لم تجدي ثباتا(81/27)
و يقتلُ ذكرهُ البطلُ الفرورُ
إذنْ فتزحزحى عن دارِ ملكٍ
لغيرك ضرعها ولكِ الدرورُ
أغركِ بالجزيرة ِ ما أغرنا .
نظارِ فقربَ ما ارتجع المغيرُ
فلا تتوهمي بالشرَّ لينا
فقد يتألقُ النصلُ الطريرُ
تخطتها وإن وسعتكَ مرعى ً
فكم دارٍ تبيرُ كما تميرُ
و يقطعُ عضوه المرءُ اضطرارا
و إن ألقتْ منابتها الشعورُ
سمعتَ بشائرَ الظفرِ استمعْ لي
أعدْ خبرا وأنت به خبيرُ
أنا المولى صنعتَ إليه نعمى
أخي فيها حسودٌ أو غيورُ
جذبتَ من القنوع بها ذراعي
فطارت دون أخمصيَ النسورُ
نفائسُ لم ينلهنَّ اقتراحُ ال
منى َ فيما تسدى أو تنيرُ
بردتَ على الزمان بها فؤادي
و كان عليه مرجلهُ يفورُ
و ها هي نالت الأيامُ منها
فجددْ أخلقَ الظلَ الدثورُ
يزور المهرجانُ برسم قومٍ
و لي رسمٌ يوق ولا يزورُ
و قوم يكرمون على الأسامي
فترخى الحجبُ عنهم والستورُ
يقول الشعرُ إن حضروا وغبنا
فدى الغياب ما قال الحضورُ
يكررُ غابرٌ ما قال ماضٍ
و قدماً أخلقَ المعنى الكرورُ
و أحلى القولِ أسلمهُ منالا
فما هذي الشقاشقُ والهديرُ
تطبعتِ القرائحُ واطمأنتْ
فلمْ يتكفؤنك يا صبورُ
بهذا الحكمُ حين تحالباها
نقائضَ حاز زبدتها جريرُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ينام على الغدر من لا يغارُ
ينام على الغدر من لا يغارُ
رقم القصيدة : 60056
-----------------------------------
ينام على الغدر من لا يغارُ
و لا يظلمَ الحرُّ فيه انتصارُ
عليَّ لعيني اختيارُ الحبيبِ
و إن خانني فإليَّ الخيارُ
ملكتُ فؤادي على بابلٍ
و عقَّ أخاه الفؤادُ المعارُ
و فيمن سمحتُ به للحمو
ل أبيضُ ليلٍ سراه نهارُ
إذا شكرتْ حقبهُ خصره
تظلم من معصميه السوارُ
و بدرٌ وما عدَّ من شهره
سوى هجره والتجني سرارُ
تطلعَ يتبعني مقلتي
ه مختمرا من حلاه الخمارُ
و كنتُ الحليمَ وفي مثلها
تخفُّ الحلومُ ويهفو الوقارُ
أحبُّ الجفاءَ على عزة ٍ
و لا أحمل الوصلَ والوصلُ عارُ
قضيتَ وتهوى ويرضى الفتى(81/28)
بطيفٍ يزور وربعٍ يزارُ
و هبتْ تلوم على عفتي
و تحذر لو قد كفاها الحذارُ
تقول القناعة ُ موتُ الفتى
إذا ألفتْ والحياة ُ اليسارُ
و ما الناسُ لو أنصفتني الحسا
بَ والأرضُ إلا صديقٌ ودارُ
و ما ارتبتُ حتى رأيتُ اليمي
نَ تعقد في الحقَّ عنها اليسارُ
و تطمعُ بالشعر لي في الغنى
متى نصح الطمعَ المستشارُ
و لم تدرِ أنّ المساعي الطوا
لَ آفتهن الحظوظُ القصارُ
و ما علمُ طبك من علتي
و صبريَ والكرمُ الإصطبارُ
إذا لم يبينْ أسى ً أو أسى ً
فكيف يبينُ غنى ً وافتقارُ
خبرتُ رجالا فما سرني
على الودّ ما كشفَ الإختبارُ
و لما غلقتُ برهن الوفاء
لهم تركوني بنجدٍ وغاروا
فلا يبعد اللهُ من ظلمهم
أخلاءَ حصوا جناحي وطاروا
و جربتُ حظي بمدح الملوك
مرارا وكلّ جناها مرارُ
و كم من مقامٍ توقرتُ في
ه طاروا له فرحا واستطاروا
و خفتْ مسامعُ هنَّ الجبالُ
و جفتْ أناملُ هنَّ البحارُ
و أخرى ولم يأتني نفعها
و يا ليت لم يأتِ منها ضرارُ
إذا ما دعوتُ زعيمَ الكفا
ة ِ أدركني الماءُ والخطبُ نارُ
و قام لها ناهضَ المنكبين
يقلصُ عن قدميه الإزارُ
إذا خاض نقعي حمى ً أو حجاً
تفرج عن حاجبيه الغمارُ
كريمٌ تبرعَ بالنصر لي
و بالخيلِ من دون نصري انتشارُ
أبى أن أضامَ وردَّ الفرارَ
عليّ وأقصى سلاحي الفرارُ
بلا قدمٍ تتقاضاه لي
فترعى له ذمة ٌ أو ذمارُ
بلى . في التجانس حقٌ جناه
عليّ وجارك بالجنس جارُ
عجبتُ لباغيَّ أن أسترقَّ
و كسري أبى ولساني نزارُ
أرادَ لنقصٍ به بذلهُ
و ربحي في بيع عرضي خسارُ
أمانٍ أصابت له في سواري
و خابت معي الأماني قمارُ
دمُ الفضلِ ثارَ بهِ أن يطلَّ
فتى ً لا ينام وللمجدِ ثارُ
قؤولٌ إذا الألسنُ المطلقا
تُ قيدها حصرٌ وانكسارُ
يرى فورهُ واصفا غورهُ
و هل يصفُ النارَ إلا الشرارُ
كفى الدولتين عناءُ الحسي
ن من يستشارُ ومن يستجارُ
و قلبتا واليه مصي
رُ أمريهما وعليه المدارُ
و قمتَ ودون المقام الحميدِ
مزالقُ يصعبُ فيها القرارُ(81/29)
و قبلكَ قد جربوا واجتنوا
و بعدك وانتصحوا واستشاروا
و حلوا بسيماك من جردو
ه لو قطعتْ بالحليَّ الشفارُ
فذاك مدلٌّ على عجزه
يؤمرُ وهو عيالٌ يمارُ
طريرُ العيانِ صدى ُّ اللسانِ
خطا لفظهِ خطأٌ أو عثارُ
إذا نشر الكبرُ أعطافه
طوت بشره الغرماتُ الصغارُ
لثوب الرياسة ِ ضيقٌ علي
ه معْ وسعِ أثوابهِ وانشمارُ
غريبٌ إذا أنت فيها انتسب
تَ أدلى به نسبٌ مستعارُ
جزتك عن الملك يومَ الجزاء
و عن فخره يومَ يجزي الفخارُ
غوادٍ من الحمدِ والإعتراف
غوارفُ من كلَّ عذبٍ غزارُ
تجودك نعماءَ تزكو النفو
سُ فيها وتغنى َ عليها الديارُ
و عنى سوائرُ إما تحطُّ الرّ
واة ُ وقاطنة ٌ حيث ساروا
عذاري يجلى لهنَّ الجمالُ
و يخلعُ في حبهنّ العذارُ
يخيلُ ما نشرتْ من علاك
عيابا متى نشرتها التجارُ
إذا حبرتْ أمهاتُ القري
ض أخبارها وبنوه الكبارُ
تمنوا بجهدهم عفوها
على ما سبوا غيرهم أو أغاروا
يقرُّ لمجدك إكثارها
بما سلفتْ أنه الإقتصارُ
فإن شفع العبدُ في مذنبٍ
نجت وجروحُ الأماني جبارُ
و إن بلغَ الشكرُ حقَّ امرئ
فغايتها معك الإنتصارُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> شواردُ حظًّ لا يقرُّ نفورها
شواردُ حظًّ لا يقرُّ نفورها
رقم القصيدة : 60057
-----------------------------------
شواردُ حظًّ لا يقرُّ نفورها
و ربقة ُ همًّ لا يفكُّ أسيرها
و صحبة ُ أيام تعدُّ حظوظها
قصارا إذا عدتْ طوالا شهورها
و نزعٌ بأطماعٍ ضعافٍ تمدها
أمانيُّ لم يقبلْ يمينا معيرها
أمرُّ على عميائها أستدلها
و آوى إلى بلهائها أستشيرها
بوارقُ ما للعين إلا وميضها
و لا للثرى العطشانِ إلا غرورها
تعجبُ من صبري وعندي خلوبها
و مصعقها وعند غيري مطيرها
أجدك لم يأنس فمي بثديها
فأسئلُ عن أخلافها ما درورها
و جاذبتها ثم استمرّ ضرورة ً
مريري على ما ساءني ومريرها
كأنيّ إذا لم أفض منها لبانة ً
و قد نضبتْ أوطارها وندورها
و أني تراني أغسلُ الدمَ موجعا
أو العارَ فاعلم ثمَّ أني عقيرها(81/30)
عطاءٌ على التقتير إلا غديرة ً
تزاحمَ حول الأربعين قتيرها
غرابيبُ من لون الشبيبة ِ وقعٌ
أسفَّ من الأيام بازٍ يطيرها
تقسى القلوبَ بعدها وحشة ً لها
كأنَّ قلوبَ الغانيات وكورها
ترى بوجوهٍ أنها بجمالها
تصيدُ وما الأشراكُ إلا شعورها
أجاور في شيي عيونا قوية ً
على جزلِ الشيبِ المغالطِ حورها
و كلّ بياضٍ فضلة ٌ لا يلقيها
إذا لم يكن إلا السواد يضيرها
سلا جمراتِ البين بي كيف دستها
يوقدُ بالأنفاس تحتي سعيرها
حملتُ بقلبي منهمُ وهو حبة ٌ
و من عيسهم ما لا تقلُّ ظهورها
تلفتُّ بالأظعانِ رفعا ومهبطا
تعوجُ لي أو تستقيمُ سطورها
بعشواءَ من فرطِ البكاء كأنما
تواعدَ نارُ الحيَّ بيناً ونورها
و فيمن نكرتُ الحلمَ من جزعٍ له
صبورُ مقاماتِ الوداع شكورها
إذا أفحمتني قولة ٌ فصحتْ له
و أقتلُ ألفاظ الإناثِ ذكورها
يدير كئوسا سامرة ً من لحاظه
و فى فيه أخرى حلوة ٌ لا يديرها
من العربياتِ الكرائمِ درة ٌ
تخاض إليها من تميم بحورها
تلوم أمشاعي في القناعة جالسا
فهل ثورة ٌ ترضى المعالي أثورها
و أوحدني كما ترينَ وعفَّ بي
فسادُ موداتٍ أرى وفجورها
و أبناءُ علاتٍ أخوها غنيها الص
ريحُ ومولاها الهجينُ فقيرها
وجوهٌ يصفيها النفاقُ وتحتها
بطائنُ من غشًّ يشفُّ كدورها
أضمُّ القوافي لي تفيءُ عليهمُ
و ليس وراء الخدر إلا نفورها
و أوحشها ممن تقلدُ أنه
سواءٌ حصاها عنده وشذورها
و أن قياما بالفناءِ لدودها
أعزُّ إذا لم يرعَ خصبا مسيرها
أفي نصرة الأعرابِ من حسدٍ لها
و منهم بواديها ومنهم حضورها .
و في قومها من فارسٍ للسانها
عدوُّ فسل في قيصرٍ من نصيرها
لعلَّ غلاماً أدبَ الملكُ رأيهُ
تئطُّ به أرحامها فيجيرلها
و ما ضرَّ في غير الكفاة ِ ارتحاضها
إذا ما غلت عند ابن عيسى مهورها
إذا ما دعتْ أفضى إليه افتراعها
فكان فتاها من أبوه وزيرها
سعى للمعالي سعيها وهو يافعٌ
و أكبرها من ساد وهو صغيرها
و هيبَ وما طرتْ خميلة ُ وجهه(81/31)
و أولى النصولِ أن يهابَ طريرها
أراك وما أسديتَ بعدُ صنيعة ً
يقول الرضا عنها ويشهدُ زورها
تخالفُ أقوالٌ عليك اتفاقها
و تكثرُ أوصافٌ إليك مصيرها
لقد فخر النادي أبٌ عدلَ ابنهُ
إذا خاف خجلاتِ الرجال فخورها
و في شططِ الآمالِ فيك لنفسه
و أكثرُ آمالِ النفوس غرورها
لمدَّ على العلياء منك فنالها
يداً يذرعُ الرمحَ الطويلَ قصيرها
لكمُ وفضة ُ الآراءِ تبتدهونها
فتصمى إذا الآراءُ أشوى فطيرها
و ما وهنتْ فيما تقلبُ دولة ٌ
و أنتم لها إلا وفيكم جبورها
لقد علمتْ كيف اطرادُ نظامها
لياليَ إذ تلقى َ إليكم أمورها
إذا ذكرتْ أسماؤكم هشَّ تاجها
لأيامه منكم وحنَّ سريرها
حلفتُ بما يحي الخير أحله
و يوقدُ مما قلدتهُ ضفورها
رعوها الربيعَ فالربيعَ وعطنوا
عليها إلى أن ضاق عنها سيورها
تساقُ الشهورَ والليالي هدية ً
إلى ساعة توفى بجمعٍ أجورها
ببطحاء لو ما أنبتَ الدمُ روضة ً
لروضَ من جاري طلاها صخورها
لقد سرَّ ما استطاع مخبري
بودك والأخبارُ نزرٌ سرورها
سلاما ووصفا واشتياقا بغيبة ٍ
ذكتْ لوعتي منها وشبَّ زفيرها
فإنك للآداب والودَّ خاطبٌ
بشيرُ العلا فيما خطبتَ بشيرها
فقل كيف تنبو روضة ٌ غاضَ برهة ً
جدا الماءِ عنها ثم فاضَ غديرها
محاسنُ أيقظتَ العلا في طلابها
فقد نام هاديها وقام ضريرها
فليتك إن كان المبلغ صادقا
أجابك عفوا سهلها وعسيرها
فتحتُ لك الأبوابَ عنها وقد أبى َ
زماناً حفيظاها وحصنَ سورها
لئن كانت الزباءَ عزاً ومنعة ً
فأنت لها من غير جدعٍ قصيرها
و لولا الودادُ ما برزنَ سوامحا
و قد برزتْ بالغانيات خدورها
و لا عاقها في عرضها لمعاشرٍ
معارفها عجمٌ البصائر عورها
إذا اتسعتْ أيمانها لعطية ٍ
و راجعت الأخلاقَ ضاقت صدورها
و لكنها نفسٌ يطاعُ صديقها
على حكمها فيها ويعصى أميرها
تملَّ بها لا طيبَ نشرٍ يفوتها
إذا لومستْ ولا جمالَ يبورها
أزورُ بها دورَ الملوك طليعة ً
ترود ليَّ الأخلاقَ ثم أزورها(81/32)
و فسحْ لها في زينة الفصحِ موضعا
تقوم به تتلى عليك عشورها
و نلْ وأبوك العزَّ ما حنَّ فاقدٌ
و قام على السبع الطباقِ مديرها
وأوفى بها شعثٌ لكم يدرسونها
مزاميرَ يستوفى اللحونَ زبورها
مكبين للأذقانِ يحتضنونها
يصانُ عن الصفح العنيفِ سفورها
تفوتكمُ بالسمع والعينُ ما رأتْ
و دلَّ على ما في القلوب نذيرها
فأقسمُ لو قضتْ ضلوعيَ بعدها
لما التأمتْ إلا عليكم فطورها
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> بين النقا فثنية ِ الحجرِ
بين النقا فثنية ِ الحجرِ
رقم القصيدة : 60058
-----------------------------------
بين النقا فثنية ِ الحجرِ
سمراءُ ترقبُ بالقنا السمرِ
رصفتْ قلائدها بما سفكتْ
من فيض دمعٍ أو دمٍ هدرِ
ما شئتَ من حبَّ القلوب أو ال
اجفان في بيضٍ وفي حمرِ
نزلتْ منى ً أولى ثلاثِ منى ً
فقضت نجيزة ليلة النفرِ
و جلتْ لأربع عشرة قمرا
و الشهرُ ما أوفى على العشرِ
ترمى الجمارَ وبين أضلعنا
غرضٌ لها ترميه بالجمرِ
من لي على عطلي بغانية ٍ
شبتْ وشبتُ وعمرها عمري
لم تنو في قسمٍ تحلتهُ
إلا إذا حلفتْ على الهجرِ
قالت وليمت في ضنا جسدي
طرفي على َ إسقامه عذري
و استسقيتْ لظمايَ ريقتها
فاستشهدتْ بالآي في الخمرِ
و تقول للعذالِ مغضبة ً
شيبته من حيثُ لا يدري
قبلتُ عصياناً عوارضه
عمدا فأعدى شعرهُ ثغري
و أخٍ مع السراء من عددي
و عليّ في الضراء والشرَّ
تطوى حشاه على تبسمهِ
أضلاعَ مشرجة ٍ على الغمرِ
مولاي والأحداثُ مغمدة ٌ
فإذا انتضينَ فرى كما تفرى
تعبٌ بحفظ هناتِ ميسرتي
حتى يعددها على العسرِ
الدهرُ ألينُ منه لي كنفا
لو كان يتركني مع الدهرِ
و مغيمَّ المعروف يخدعني
إيماضُ واضحيته بالبشرِ
سكنَ اليفاعَ وشبَّ موقده
نارا يغرُّ بها ولا يقرى
ذي فطنة ٍ في الشكر راغبة ٍ
و غباوة ٍ بجوالب الشكرِ
فإذا مدحتُ مدحتُ ماطرة ً
و إذا عصرتُ من صخرِ
لا طاب نفساً بالنوالِ ولا(81/33)
مخضَ المودة َ زبدة َ الصدرِ
و أرادني من غير ثروتهِ
أن أستكين لذلة الفقرِ
ينجو بعرضي أن يضام له
عرضُ الفلاة ِ وغضبة ُ الحرَّ
و تنجزُ الأيام ما وعدتْ
في مثله وعواقبُ الصبرِ
و مؤيد السلطان عالية ً
يده بتأييدي وفي نصري
لو شئتُ فتُّ سرى النجوم به
و خفيتُ عن ألحاظها الزهرِ
و لبلغتني المجدَ سابحة ٌ
بالظهرِ ليست من بني الظهرِ
ترتاح للضحضاح خائضة ً
و تكدُّ بالمتعمقِ الغمرِ
تجري الرياح على مشيئتها
فتخالُ طائرة ً بما تجري
و إذا شراعاها لها نشرا
خفقتْ بقادمتين من نسرِ
في جانبٍ لينٌ يدفعها
و خطارها في جانبٍ وعرِ
يحدو المطيَّ الزاجرون له
و تساقُ بالتهليل والذكرِ
من لي بقلبٍ فوقها ذكرٍ
مصغٍ لعذلي تابع أمري
قالوا الشجاعة َ إنه غررٌ
متقاربُ الميقاتِ والقدرِ
يومان في لجًّ فإن فضلا
بزيادة ٍ قبلية العبرِ
هيهات منى ّ ساحلٌ يبسٌ
و البحرُ يفضي بي إلى البحرِ
القصدُ والمقصودُ من شبهٌ
في الجود أو حدٌّ من الغزرِ
ما أنَّ إلا أنَّ ذا أجنٌ
ملحٌ وذاك زلالة ُ القطرِ
جاري الملوكَ فبذهم ملك
سبق القوارحَ في سني مهرِ
و أرى بني الستين عجزهمُ
في الرأي وهو ابنُ اثنتي عشرِ
لا طارفُ النعماءِ منزعجٌ
فيها ولا مستحدثُ الفخرِ
من وارثي العلياء ما اغتصبوا
مجدا ولا ملكوه بالقهرِ
أرباب بيتِ مكارمٍ عقدوا
أطنابه بأوائل الدهرِ
ضربوا على الودلَ استهامهمُ
و تقاسموا بالنهي والأمرِ
في كلّ أفقٍ منهمُ علمٌ
مرعى العفاة ِ وسدة ُ الثغر
أبنا مكرمَ وهي معرفة ٌ
نصروا اسمها بإهانة الوفرِ
قطنوا وسار عطاؤهم شبها
بالبحر قامَ وملكهُ يسرى
في كلّ دارٍ من مواهبهم
أثرُ الحيا في البلدة القفرِ
و ملكتَ يا ذا المجد غايتهم
ما للبهامِ فضيلة الغرَّ
زيدتهم شرفا وبعضهمُ
لأبيه مثلُ الواوِ في عمرو
سدوا بك الغاراتِ منفردا
فملأتَ صفَّ الجحفل المجرِ
و دجا ظلامُ الرأي بينهمُ
فوضحتَ فيه بطلعة ِ الفجرِ
و أبوك يومَ البصرة ِ اعترفت
قممُ العدا لسيوفه النكرِ(81/34)
ألقى عصا من عزمة ٍ بترتْ
آياتها حدَّ الظبا البترِ
لقفتْ على الكرجيَّ ما أفكتْ
كفاه من كيدٍ ومن مكرِ
فمضى يخيرَّ نفسه خورا
ذلين من قتل ومن أسرِ
يجدُ الفرارَ أحبَّ عاجلة ً
لو كفَّ غربُ الموتِ بالفرَّ
و رأت عمانُ وأهلها بك ما
أغنى الفقيرَ وأمنَ المثرى
صارت بجودك وهي موحشة ٌ
أنسَ الوفودِ وقبلة َ السفرِ
يفديك مبتهجٌ بنعمته
أسيانُ في المعروف والبرَّ
ألهاه طيبُ المالِ يحرزهُ
عن طيبِ ما أحرزتَ من ذكرِ
يبغى عثارك وهو في تعبٍ
كالليل طالبُ عثرة ِ البدرِ
قد قلتُ لما عقَّ دع مدحي
زينُ الكفاة أبرُّ بالشعرِ
اتركْ مقاماتِ العلاء له
متأخرا فالصدرُ للصدرِ
يا نازحا ورجاءُ نعمتهِ
مني مكانَ السحرِ والنحرِ
هل أنت قاضٍ فيَّ نذرك لي
فلقد قضت فيك المنى نذري
أيامَ وحدي الوفاءُ وك
لّ الناس من نكثٍ ومن غدرِ
و أرى نداك اليومَ في نفرٍ
لم يشركوا في ذلك العصرِ
اردد يدي ملأى وحاش لمن
يعتامُ جودك من يدٍ صفرِ
و اعطفْ عليَّ كما صددتَ أذقْ
طعميك من حلوٍ ومن مرَّ
و البسْ من النعماء سابغة ً
لا تدريها أسهمُ الدهرِ
تعمى النوائبُ عن تأملها
و تطيلُ فيها نومة َ السكرِ
مهما تعدْ خلقاً فجدتها
تزداد بالتقليبِ والنشرِ
و اسمعْ أزركَ بكلّ مالئة ٍ
عينَ الضجيع خريدة ٍ بكرِ
نسجُ القريحة ِ ثوبُ زينتها
و حليها من صنعة الفكرِ
من سحر بابلَ نفثُ عقدتها
سارٍو بابلُ منبتُ السحرِ
و كأنما ساقَ التجارُ بها
لك من صحارَ لطيمة َ العطرِ
تمسي لها الآذانُ آذنة ً
و لو انهنّ حجبنَ بالوقرِ
حتى أراك وأخمصاك معا
قرطانِ للعيوق و النسرِ
هذي الهديُّ عليَّ جلوتها
و عليكم الإنصافُ في المهرِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لعلَّ لها مع النسرين سرا
لعلَّ لها مع النسرين سرا
رقم القصيدة : 60059
-----------------------------------
لعلَّ لها مع النسرين سرا
فدعها طائراتٍ أن تمرا
ركائب واثقين من الأماني
و اظهرها بما قتلته خبرا
تلوح خواطفا فتظنُّ أمراً(81/35)
بها في السير وهي تريد أمرا
سواءٌ عند أعينها سرارا
قطعنَ الشهرَ أو سايرن بدرا
و لولا أن يخضن مع الدراري
سوادَ الليل لم يخلقنَ حمرا
يحطُّ الميسُ منها عن جنوبٍ
محلقة ٍ وكنَّ رحلنَ شعرا
إذا أرسلنَ في الحاجات خطباً
حبونكَ ثيبا منها وبكرا
يكنَّ إلى فواركها شفيعاً
يقرُّ نفارها ويكنَّ مهرا
وراءَ العزّ نطلبهُ فإما
وصلنا أو بلغنا فيه عذرا
و ماء تحبسُ الأنفاسُ منه
و تستشري به اللهواتُ حرا
وردت مع القطا الكدرى َّ منه
أجوناً من يقايا الصيف كدرا
أسيغُ شرابهُ المكروهَ حلوا
إذا قايستهُ بالذلَّ مرا
و بيتِ قرى ً تشرف ساكنوه
يفاعا يقسرون العيشَ قسرا
نزلتُ به وفيه غنى ً لقوم
و سرتُ بجودهم وتركتُ فقرا
و كالمهراتِ في فتياتِ حيًّ
حكينَ رماحه فخطرنَ سمرا
يردن الخيرَ إلا أنَّ قولا
يظنُّ المستريبَ بهنَّ شرا
خلوتُ بنومهنَّ فلم أوسدْ
يدي جنياً ولا جنبيَّ نكرا
و رحتُ وقد ملاتُ الودَّ عيناً
بما أودعتها وملأتُ صدرا
و قافية ٍ على الراوي لجوجٍ
خدعتُ نفارها حتى استقرا
تموتُ بموتِ قائلها القوافي
و تبقى َ لي وللمدوحِ ذكرا
فصحتُ ليعربٍ فيها كأني
عجمتُ ببابلٍ فنفثتُ سحرا
طلبتُ لها من الفتيان فذا
يكون لعقدها المنظومِ نحرا
فلم يعدُ ابنَ أيوبَ اختياري
و قد عمقتُ في ذا الناسِ سبرا
و ما طوفت في الآفاق إلا
وجدتك أنتَ أينَ طلبتُ حرا
جنبتُ بك الهوى كهلا كأني
جنبتُ يدى الشبابَ المسبكرا
و علقتُ المودة َ منك كفي
على زلقٍ متينِ الفتلِ شزرا
دعوتك والحوادثُ ذاهباتٌ
بسرحِ تصوني طردا وطرا
و قد طلقتْ بناتُ الصبرِ منى
كأني لم أكن للصبر صهرا
فكنتَ أخي هوى ً وأبي حنوا
و نفسي نصرة ً وبنيَّ برا
حملتَ حمالة َ الأيامِ عني
قلوصا فكني منها وكرا
مغارمُ أشكلتْ أقضيتَ حقَّ ال
مودة ِ أم قضيتَ بهنَّ نذرا
أشرتُ إلى يديك فصبتَ عفواً
و قد أتعبت أيدي المزن غفرا
و لما ثلمتْ منى ّ الليالي
أريتك خلة ً فسددتَ عشرا
مكارمُ لم تسابقْ في مداها(81/36)
و قد حرصتْ عليها الريحُ حصرا
و أخلاقٌ صفت من كلَّ غشًّ
سكرتُ بها وما عوطيت خمرا
ملكتَ حسابها إرثا حلالا
فصرنَ لديك حقاً مستقرا
أباً فأباً من الأعلام فيها
نعدهمُ إليك هلمَّ جرا
لعمرُ الحاسديك وهل يبقى
لهم حسدُ الكمالِ عليك عمرا
لقد ليموا بما نقموا وإني
لأوسعهم بما حسدوك عذرا
أقلني العجزَ إن قصرتُ وصفا
لما أوليتَ أو قصرتُ شكرا
فإنَّ عليّ جهدَ الفكرِ قولا
و ليس عليَّ عند الغيثِ قطرا
على أنّ القوافي الغرَّ عني
كوافلُ بالذي أرضى وسرا
تروح عليك أو تغدو التهاني
بهنّ حوافلَ الأخلافِ غزرا
إذا مطرتْ ترى الأحسابَ بيضا
بما يثنينَ والأعراضَ خضرا
كأن لطيمة ً منها أنيختْ
ببابك فارتدعْ ما شئتَ عطرا
تعدّ الدهرَ نيروزا وعيدا
و صوما راجعا أبدا وفطرا
فتصحبه بأنفذَ منه أمرا
على الدنيا وأطولَ فيه عمرا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> هل عند ريح الصبا من رامة ٍ خبرُ
هل عند ريح الصبا من رامة ٍ خبرُ
رقم القصيدة : 60060
-----------------------------------
هل عند ريح الصبا من رامة ٍ خبرُ
أم طاب أن صاب روضاتِ اللوى المطرُ
علامة ٌ لك من أمّ الوليد أتت
تعلو الرياحُ بها والمزن تنحدرُ
كأنّ ما هبَّ عطرياً مجاسدها
منفوضة ً وكأنّ البارقَ الأشرُ
هوى ترامت به الأيام تبعدهُ
و قربته لك الأياتُ والذكرُ
و نازلٌ باللوى يسليك صورتهُ
تيهُ الطريق وينسيك اسمهُ الحذرُ
سرى إلى الشرق مشتاقا وما فقدتْ
عينٌ له بلوى خبتٍ ولا أثرُ
يجشمُ البدرَ أن يشقى برؤيته
و يلبسُ الليلَ زوارا فيعتكرُ
ما استوطن البيدَ لولا أنه رشأٌ
و ما امتطى الليلَ لولا أنه قمرُ
يا منة ً للكرى لولا حلاوتها
ما ذمَّ وهو وفاءٌ في الهوى السهرُ
مدَّ الظلامُ بها قبلَ الصباح يدا
بيضاءَ بانَ بها من أمسه السحرُ
في الضاربين على البلقاءِ بادية ً
يسبى لها الحرَّ من أبنائه الحضرُ
تصبى الأحاديثُ عنها وهي نازحة ٌ
و السمعُ يعلق ما لا يعلق البصرُ(81/37)
سمراءُ غارتْ عليها وهي تشبهها
في القدّ واللون تحميها القنا السمرُ
تلينُ خلقاً ويحفو خلقها فكأنْ
في جسمها الماءِ ألقي قلبها الحجرُ
سعدية تدعى أن الوفاءَ لها
من صلب حاجبَ حبلٌ ليس ينبتر
فما لها وفؤادي في خفارتها
و الشوقُ يرعاه ظلما ليس ينتصرُ
لو شاء يعدُ جواري وهو مطرحٌ
من شاء قال التميميون قد غدروا
ما أنكرتْ أم خير وهي معرضة
أغيرَ أنْ لونتْ من لمتي الغيرُ
وَ في الصبا للهوى إذ كان حالفه
لا يحلقُ الحبُّ حتى يحلقَ الشعرُ
أرى المنى بعدُ تملى لي سوالفها
و قد المشيب الذي استقبلتُ مزدجرُ
أشتاق حاجاتيَ الأولى َ وتجذبني
إلى اتباع النهى حاجاتيَ الأخرُ
ما أشرفَ الحلمَ لولا ثقل محملهِ
و أجملَ الصمتَ لولا قولهم حصرُ
و ما أعزَّ الفتى في ظلَّ عفتهِ
لو شوور الحزمُ أو لو صحت الفكرُ
ما لكَ في الحرصِ إلا فضلُ ذلتهِ
و الرزقُ يفعل فيه ما اشتهى القدرُ
خلقانِ في هذه الدنيا معاسرة ٌ
ما طولبتْ وبها إن توركت يسرُ
قنعتُ منها بما بلَّ الصدى كبراً
من همتي ظنَّ قومٌ أنه صغرُ
أسوفُ العيشَ حسنَ الظنَّ أجبرهُ
على فسادٍ وجبرُ الظنَّ منكسرُ
مرقعا بالمنى أرجو غدا فغدا
تأتي الحظوظُ وحظي بعدُ منتظرُ
رضا بنفسي أو ودَّ امرئ ثقة ٍ
أغنى به وغنيُّ المالِ مفتقرُ
و إن مدحتُ ففخرٌ لا أعابُ به
و لا يكذبُ إخباري به الخبرُ
إذا غلوتُ بقولٍ فيه لم ترني
إلى المروءة فيما قلتُ أعتذرُ
حدثْ بفضلِ بني عبد الرحيم وما
طابوا على قدمِ الدنيا وما كثروا
و استشهد الصحفَ الأولى بما نقلت
عنهم وما قصت الآثارُ والسيرُ
المكتفين إذا غابوا بشهرتهم
عن الشهادة والكافين ما حضروا
أبناء ذروة هذا الملك قد فرعوا
سنامه يطلبون النجمَ ما انحدروا
تملكوا قربَ الدنيا وشرعتها
لا يردُ الناسُ إلا كلَّ ما صدروا
لا تستخفهم الأحداثُ إن طرقت
عن الحلومِ ولا يطغيهم البطرُ
إذا بلوتَ تقاهم أو بصائرهم
في نعمة ٍ شكروا أو نكبة ٍ صبروا
تكلموا وأرمَّ الناطقون لهم(81/38)
لا يؤمرون ولا يعصون إن أمروا
يدعون في السنواتِ الشهبِ جامدة ً
فيفعلون بها ما يفعلُ المطرُ
غاض الفراتُ وضنَّ المزنُ وانبعثتْ
في المزنِ تعصرُ أيديهم فتنعصرُ
لو ركبوا في أعاليهم أناملهم
يومَ الوغى حضرتْ أطرافها الحمرُ
إن كنتَ فيمن طواه البينُ ممترياً
منهم فعندك من منشورهم خبرُ
هذا الحسينُ حياة ٌ خلدتْ لهمُ
ليسوا بأول موتي بابنهم نشروا
صلى َّ فزادتعلى السباق حلبته
محلقُ العرفِ جارٍ خطوهُ حضرُ
كالسهم أحرزَ ذكرا يومَ ترسله
لم يعطهِ أبواه القوسُ والوترُ
عصارة فضلتْ في الطيب طينتها
و الخمرُ أطيبُ شيء منه يعتصرُ
لا يعدمَ الصاحبَ ابنُ الليل قوسهُ
طولُ السرى وتنقى َّ عظمه السفرُ
فوزَ في البيدِ لا ظلٌّ يفء له
ظهراً ولا يتقيه من ندى سحرُ
ترمى به غرضَ الأخطارِ حاجتهُ
يحلو له الملحُ أو يصفو له الكدرُ
يحسُّ أو يتراءى كلَّ مخلفة ٍ
لا سمعَ يصدقهُ فيها ولا نظرُ
يرى سماوته في الماءِ ينكرها
من طول ما اختلفتْ في عينه الصورُ
حتى إذا ملت الأقدارُ شقوته
و حان من سعيه أن يدرك الظفرُ
آنسَ من جوده نارا مبشرة ً
ببردِ عيشته من حيثُ تستعرُ
فجاء يقتافها حتى أصاب قرى
يأخذُ منه اشتطاط النفسِ أو يذرُ
بينا تكونُ البدورُ الطائفاتُ به
و لائدا وتذكى للقرى البدرُ
فلا خلا منه ربعُ الفضلِ يعمرهُ
بالمال يقسمُ والأقوالِ تدخرُ
و بيضة الملكِ يحميها فما كربت
مذ قام يشعبها بالرأي تنفطرُ
تيمنوا باسمه حتى لقد وثقوا
لو سار في غير جيشٍ أنهم نصروا
طلقُ النقبة ِ لم يعقلِ سعايته
عن مطلبٍ رجبٌ يخشى ولا صفرُ
غررَ في العزَّ حتى نال غايتهُ
و جانبُ العزَّ مركوبٌ له الغررُ
لو عيبَ ما عابه شيءٌ يزنُّ به
من النقيصة ِ إلا أنه بشرُ
حلا له الحمدُ حتى ما له ثمنٌ
يغلو عليه وحتى ما لهُ هدرُ
لو وهبَ المرءُ يوما نفسهُ سرفا
لم يهبِ النفسَ إلا وهو مختصر
عجمتُ أيامَ دهري صعبة ً بكمُ
فسالمتني وفي أيامها خورُ
و كان لي عندَ حظي قبلَ ودكمُ(81/39)
ثأرٌ فقمتُ بكم كالسيف أثئرُ
فلتأتينكمُ عني وبي أبدا
غرائبٌ وهي في أوطانها فقرُ
تسري مراكبَ للأحساب تعرضها
على العيون شياتٌ كلها غررُ
إذا تحلتْ فمعناها قلائدها الن
ضارُ أو لفظها أقراطها الدررُ
مما ولدتُ وإن خالفتُ منصبها
كسرى أبي وأبوها نسبة ً مضرُ
تسركم وتسوء الحاسدين لكم
و نفعُ قومٍ لقومٍ غيرهم ضررُ
في كل يومٍ جديدِِ العهد مبتكرٍ
تسوقها لكم الروحاتُ والبكرُ
لها بأحسابها طولٌ وما قطعتْ
سيرا وفيها عن استحقاقكم قصرُ
و قد سمعتم سواها قابلين له
فكيف يحلو لجاني النحلة ِ الصبرُ
و إن تشابهتِ الألفاظُ واتفقتْ
فرمة الحبل شكلا حية ٌ ذكرُ
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يا ليلة ً ما رأتها أعينُ الغيرِ
يا ليلة ً ما رأتها أعينُ الغيرِ
رقم القصيدة : 60061
-----------------------------------
يا ليلة ً ما رأتها أعينُ الغيرِ
لم ينجُ لي قبلها صفوٌ من الكدرِ
كأنها ساهمتني في السرور بما
أولت فطالت وعمرُ الليل في القصرِ
يئست من صبحها حتى التفتُّ إلى
وجهِ العشاء أعزيه عن السحرِ
كم يوم سخطٍ صفا لي منه ليلُ رضا
حتى وهبتُ ذنوبَ الشمسِ للقمرِ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> تغربْ فالبدار الحبيبة ِ دارُ
تغربْ فالبدار الحبيبة ِ دارُ
رقم القصيدة : 60062
-----------------------------------
تغربْ فالبدار الحبيبة ِ دارُ
و فكَّ المطايا فالمناخُ إسارُ
و لا تسأل الأقدارَ عما تجره
مخافة َ هلكٍ والسلامة ُ عارُ
إذا لم يسعها الأمنُ في عقر دارها
فخاطر بها إنّ العلاءَ خطارُ
أرى إبلي تعصى الحداة َ كأنما
بوازلها تحتَ الحبالِ بكارُ
تقامصُ من مسَّ الهوان جنوبها
كأنّ الأذى طردٌ لها وعوارُ
تحسى القدى المنزورَ من ماءِ أهلها
و تأبى َ النميرَ العدَّ وهوبحارُ
و مذ علمتْ أن الحشاشة َ ذلة ٌ
ففي خطمها من أن تخشَّ نفارُ
لغيري قرى ألبانها ولحومها
و لاقحة ٌ من أدمها وحوارُ(81/40)
متى دبَّ ماءُ الضيم فيها فلم تعدْ
مطيَّ قفار الأرض وهي قفارُ
و إن لم تناضلْ من عقودِ نسوعها
نصولُ نعيَ سيبَ اللصابِ تبارُ
ظرابُ الغضا من تحت أخفافها سفاً
يطيشُ وأحقافُ الغويرِ حفارُ
كأنّ السياطَ يقتلعنَ إذا هوت
سفائنَ منها والسرابُ بحارُ
مقامي على الزوراء وهي حبيبة ٌ
مع الظلم غبنٌ للعلا وخسارُ
و كم حلة ٍ مجفوة ٍ ولها الهوى
و أخرى لها البغضاءُ وهيْ تزارُ
و في غيرها المجدُ الذي كان مرة ً
لها شرفٌ في قربه وفخارُ
إذا حملتْ أرضٌ ترابَ مذلة ٍ
فليس عليها للكريم قرارُ
و كم عزمة ٍ مرتاضة ٍ قد ركبتها
فخضتُ بها الحاجاتِ وهي غمارُ
و ذي سنة ٍ فجعتُ بالنوم عينه
و أجفانه عطفاً عليه طوارُ
صحا لي وقد ناديتُ من سكرة ِ الكرى
و قد دار في عينيه منه عقارُ
تبخرتُ أقصى جودهِ وهو كارة ٌ
و لم يك للمولى عليّ خيارُ
و ليلٍ أضافَ الصبحَ تحت جناحه
و حصَّ فلم يرفعهُ عنه مطارُ
هجمتُ عليه فادحا ببصيرتي
دجاهُ وليلُ الزبرقانِ نهارُ
و مشترفٍ من العفافِ أطلعتهُ
و قد نم واشٍ واستقام نوارُ
فلمَ يتوصمني وسادٌ علوته
بعيبٍ ولم يشهدْ عليَّ إزارُ
و قافية ٍ أسهلتُ طريقها
لها في حلوقِ القائلين عثارُ
نضار من القول الذي لم يردْ به
لجينٌ ولم يوجد عليه نضارُ
إذا ما استبقن الحسنَ يبسطن عن فمي
شردنَ فلم يعلقْ لهن غبارُ
يعيرني قومٌ خلَّ معاطني
و فيهم رغاءٌ ما اشتهوا ونعارُ
و لاعيبَ أن أهزلتُ وحدي وأسمنوا
إذا أنا أنجدتُ العلاءَ وغاروا
و لستَ ترى الأجسامَ وهي ضئيلة ٌ
نواحلُ إلا والنفوسُ كبارُ
خفيتُ ونوري كامنٌ في قناعتي
و ما كلُّ ما غمَّ الهلالَ سرارُ
و كيف أذود النومَ أخشى خصاصة ً
و لي من كلاءاتِ الوزير جوارُ
و نعماه إن دهري أغار حماتهُ
على الحرّ من مسّ الهوانِ تغارُ
إذا ضمني مؤيد الملك مانعا
فما لدمِ الأيام عنديَ ثارُ
نكولي إذا أمسكتُ أطرافَ حبله
قويً وافتقاري في ذراه يسارُ
سقى اللهُ ماءَ النصر بنانها(81/41)
غصونٌ لها درُّ البحار ثمارُ
و حيا على غم الكواكب غرة ً
أسرتها للمعتقين منارُ
ترى الرزق شفافا وراء ابتسامها
كما شفَّ عن لمع البروق قطارُ
و زاد انبساطا في الممالك راحة ٌ
يمينُ الحيا إن جاودته يسارُ
من القوم لو طار الفخارُ بمعشرٍ
إلى غاية ٍ فوق السماء لطاروا
بنى الملكِ والدنيا بماءِ شبابها
و أيامها زغبٌ تدبُّ صغارُ
خيامٌ على أطنابها رخجية ٌ
لها في سماوات الفخار ديارُ
و زيرية ٌ جدا فجدا يعدها
على المجدِ عرقٌ ضاربٌ ونجارُ
يراحُ عليها بالعشيَّ لبونها
إذا روحتْ على البيوتِ عشارُ
و شقَّ دجناتِ الخطوبِ برأيه
بصيرٌ به سرُّ الغيوب جهارُ
إذا ردَّ في أعطافه لحظاتهِ
تشعشعَ سربالٌ له وصدارُ
قريبُ الجنى حلوٌ لأيدي عفاتهِ
و أشوسُ بين العاقرين مرارُ
إذا ما بدا للعين راقت بشاشة ٌ
عليه وراعت هيبة ٌ ووقارُ
فيطمعُ فيه ثغرهُ حين يجتدى
و يؤيسُ منه الأنفُ حين يغارُ
له اللهُ من ملك حميت سريرهُ
و غايتهُ للطامعين وجارُ
و قد نام عنه الدافعون وكشفتْ
خباياه للأبصارِ وهي عوارُ
مددتَ بباعيه فلم يرَ معصمٌ
له بارزاً إلا وأنتَ سوارُ
و غربك الأعداءَ خلقٌ مسامحٌ
لهم وخلالٌ أن رضيتَ خيارُ
و ما علموا أنّ النصولَ شوارعٌ
على علقِ الأكبادِ وهي طرارُ
فإنَّ رقابَ الأسد جون عراكها
مصارعُ للآجالِ وهي قصارُ
و قد جربوا عزميك والجودُ ساكنٌ
على السلم والنقعُ الأغمُّ مثارُ
و كم لك من يومٍ يخيم شجاعهُ
و لا يصمُ المهزومَ منه فرارُ
تناكرَ عنه المدعون فلم يكن
سوى اسمك للأبطالِ فيه شعارُ
وقفتَ له والمرهفاتُ كأنها
دبى ً فوق بيضِ الدارعين مطارُ
و لو أنَّ حدَّ السيف خانك دونه
وَ في لك جدٌّ لم يعقه عثارُ
أسلْ مزنتيْ كفيك يغرقْ بها العدا
و سمْ باسمك الأعداءَ فاسمك نارُ
و لا تلقَ يومَ الروع إلا مصالتا
بجدك إن كلت ظباً وشفارُ
فإنّ لجرحِ السيف لا بدَّ ثائرا
له وجراحات الجدود جبارُ
قضى اللهُ في حسادِ ملكك أنهم
وقودٌ وأنّ الغيظَ منك شرارُ(81/42)
فألسنهم غيظاً بواردُ رطبة ٌ
و أكبادهمُ خلفَ الضلوع حرارُ
تناهوا حذارا أن يعلى حديثهم
فما بين كلَّ اثنين فيك سرارُ
و لاموا نجومَ السعدِ جهلا وإنما
تدورُ لك الأفلاكُ حيث تدارُ
تواقفُ أقدامَ الأسودِ كأنما
جنابك عزا أن يرامَ مغارُ
و تخجلُ من دفع الحقوقِ كأنما
لثامك من فرط الحياء خمارُ
أجبْ دعوة يا سيد الوزراء لم
تجبها قريبا إذ دعتك مرارُ
تناديك عن شوق مواقدُ نارها
فؤادي وأنفاسي الحرارُ أوارُ
أداريه خوفَ الشامتين وظاهري
قياسٌ لما في باطني وعيارُ
إلى كم يقلُّ البعدُ ظهري وكم يرى
لجنبي على جمر الفراق قرارُ
كأني حيالَ البعدِ بيني وبينكم
يقدُّ أديمي أو حشايَ تعارُ
و ليتَ الومانَ المطربي باقترابكم
كما زال سكرٌ منه زال خمارُ
يكاد نزاعي نحوكم أن يطيرَ بي
و هل لقصيصٍ في السماءِ مطارُ
و أطمعَ قومٌ بعدكم في تهضمي
فشنوا على أحسابكم وأغاروا
و لم يعلموا مقدارَ عطفة ِ جودكم
عليَّ فلي نقصٌ بهم وضرارُ
إذا حبسوا الماءَ الذي سقتموهُ لي
فمن أين تسقى سرحتي وتمارُ
و قد علموا أن لا ارتجاعَ لنيلكم
و لا الثوبُ مما تلبسون معارُ
عسى اللهُ أن يقتادَ لي بإيابكم
فيدركَ من باغي انتقاصيَ ثارُ
بكلَّ عزيزٍ بذلها عند قومها
لها منصبٌ معْ حسنها ونجارُ
إذا خطرتْ بين الرواة ِ حسبتهم
يمانينَ فيما يحملون عطارُ
تنمُّ بما فيها كأنَّ طروسها
لطائمُ أهدتها إليك صحارُ
تضوعُ رنداً فارسياً لجنسها
و للعرب فيها حنوة ٌ وعرارُ
إذا جليتْ عطلي عليك فحليها
علاك وحسنُ الإستماع نثارُ
على المهرجان وسمة ٌ من جمالها
عروبة ُ منها فاصلٌ وشيارُ
لئن قصرَّ المقدارُ خطويَ عنكمُ
فلي غاية ٌ في بعثها وقصارُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> هل تقبلون إنابة َ الدهرِ
هل تقبلون إنابة َ الدهرِ
رقم القصيدة : 60063
-----------------------------------
هل تقبلون إنابة َ الدهرِ
أم تنصتون له إلى عذرِ
أم تعرفون لقربِ رجعتهِ
ما كان همَّ به من الغدر(81/43)
فلقد أتاكم يستظلُّ بكم
من حرَّ سخطكمُ ويستذري
متنصلا من هفوة ٍ يدهُ
كادت تشلُّ بها وما يدري
خزيانَ يقسمُ لا سعيَ أبدا
للمجد في وهنٍ ولا عقرِ
وسمُ الندامة ِ فوق جبهته
و يداه بالإقرارِ في أسرِ
يلقى الجراحة َ بالدواملِ من
إقلاعهِ والكسرَ بالجبرِ
فاستعملوا البقيا التي فطرتْ
فيها حلومكمُ من الصخرِ
و استعبدوه بعفوكم فلكم
بالجود من عبدٍ لكم حرَّ
و أنا الزعيمُ لكم بعهدتهِ
و وفائهِ وشفيعهُ شعري
قد كان غمرا لم يجد خورا
و أظافرا خدشت ولم تفرِ
و نوافذاً حرشت فما لفيت
حرجاً ولا مقبضَ الصدرِ
أذنٌ تمجُّ الهجرَ تسمعه
و لسانُ صدقٍ حاضرُ النصرِ
طرفٌ أشمُّ من الرجال أبى َ
في الضيم أن يعزى إلى صبرِ
و مودة ٌ كملتْ فعورها
نبذٌ من الإعراض والهجرِ
عتبٌ تخلص في تراجمه
من عثرة الفحشاءِ والهجرِ
لم يحترش ضغناً ولا حنيتْ
عوجُ الضلوع له على غمرِ
مدَّ الوشاة ُ له رقابهمُ
يتطلعون عواقبَ المكرِ
يرمون بالأبصار رائدة ً
أني تصوبُ سحابة ُ الشرَّ
ظنوا اليدَ اليمنى إذا بطشتْ
قعدتْ بيسراها عن النصرِ
و النيران وإن هما اختلفا
فالشمسُ لا ترتابُ بالبدرِ
يا خاب سعيُ مرقشين مشوا
بالغشّ بين الماء والخمرِ
و مسولين نفوسهم حسدا
أن القطارَ تظنُّ كالبحرِ
خبطوا من التمويه في ظلمٍ
أسفرن عن مستبهمٍ وعرِ
لا يستقرُّ به الدليلُ على
قصًّ ولا يحنو على السفرِ
قد عانقوا فيه رحالهمُ
من قائفٍ أثراً ومستقري
يغلي الهجيرُ بهم إذا انغمسوا
في الآل غلى َ الماءِ في القدرِ
نجواهمُ فيه إذا اشتوروا
يا ليتَ لم نركبكَ من ظهرِ
قد طأمنتْ فقعوا لها وضعوا ال
جبهات موجة َ ذلك العبرِ
و أفاقت الأيام واعترفت
بمكانِ جهلتها على السكرِ
فتساندوا أسفا إلى صدفٍ
هاوٍ على ممطولة ِ القعرِ
ملساءَ لا تجد الأكفُّ بها
علقاً بأنملة ٍ ولا ظفرِ
عضوا الحصا إن لان من كمدٍ
لضروسكم وأمشوا على الجمرِ
الله أحسنُ للعلا نظرا
و أبرّ بالمعروفِ والبرَّ
و أشدُّ ضنا بالمحاسن أن(81/44)
يقوينَ من عينٍ ومن أثرِ
أو أن تعطلَ بالذي زعموا
سننُ الهدى ومواسمُ الشكرِ
و الملكُ يعلم أيَّ سيفِ وغى ً
يمضي وسهمِ رمية يبري
و ترى الرجالَ وفوتَ بينهمُ
مثلَ البهامِ تقاسُ بالغرَّ
فيعدُّ للجلى أتمهمُ
باعا وأحفظهم قوى أسرِ
و أخفهم في صدر موكبه
سرجا وأثقلهم على الصدرِ
و رأوا ظلامَ الأمر منذُ خبا
عنهم سراجُ النهى والأمرِ
قبضوا الذراعَ الرحبَ واعتفدوا
أنّ السماء تقاسُ بالفترِ
و استصغروا عفوَ اللبيب فما اس
تغنوا بجهل الغافل الغمرِ
حتى إذا أبت حلومهمُ
فراً طليعة َ رأيهم تسري
عادوا وقد خفَّ البغاثُ بهم
يستطعمون مخالبَ النسرِ
فأقلْ عثارهمُ فإنهمُ
رجعوا إليك رجوعَ مضطرَّ
و احملْ كما عودتَ ثقلهمُ
و انهض لهم بالنفع والضرَّ
و اعدْ مناكبهم كما ألفتْ
بك من ثياب العزّ والفخرِ
و تملَّ ما ألبستَ من نعمٍ
تكسو الومانَ بها ولا تعرى
هذي ثمارُ الحلم مجلبة ٌ
فتهنها ونتيجة الصبرِ
و عواقب الحسنى وواحدة ال
حسنات عند الله بالعشرِ
قد كايلوك بقدر وسعهمُ
من رفع منزلة ٍٍ ومن قدرِ
فاقنع ولا تحجلْ مكارمهم
بظلالِ عالٍ مالهُ يجري
و متى ترمْ ما تستحقُّ فقد
كلفتمُ ما ليس في الدهرِ
شمختْ بأنفكَ عزة ٌ قعستْ
أن تستقادَ بمخطمِ القسرِ
صماءُ من عبد الرحيم لها
عرقٌ يمدُّ إلى منو جهرِ
درجَ القرونُ وبيتُ مفخرها
عالي العمادِ مخلدُ الذكرِ
طابت أحاديثُ الملوكِ ولا
كالعرفِ من آبائك الغرَّ
الناضلين بكل صائبة ٍ
في الرأي ضافية ٍ على النفرِ
سيارة ٍ في الأرض سنتها
بالعدل سيرَ الأنجم الزهرِ
و الباسطين لمنع جانبهم
بوعا تطولُ على القنا السمرِ
و إذا الكماة دعوا فصدهمُ
حينٌ يغالطُ عنه بالوقرِ
شدوا الفجاجَ إلى صريخهمُ
يتكاثرون تكاثرُ القطرِ
لهم الجفانُ البيضُ ضاحكة
تحت الليالي الكلحِ الغبرِ
يتنازعون على الحديث بها
يقوى مقلهمُ على المثرى
كرماء معترفون إن طرقتْ
أمُّ السنينَ بحادثٍ نكرِ
صبروا على البؤسي تعمهمُ
فكأنهم أثروا من الفقرِ(81/45)
أنشرتهم بعد الثور كما
ولدوك بعد الطيَّ والنشرِ
بك أورقت للمجد دوحتهُ
و اهتزّ في أفنانه الخضرِ
و أضاء للأقوال مسلكها
فمضى النجاحُ بركبها يسري
حلفَ السماحُ عليك لاَ وصلَ ل
أسبابَ بين يديك بالوفرِ
و من العجائب أن تعطيك في
قبضٍ يدهى جدولٌ يجري
أنا ذلك المولى المقيمُ على
صدقِ الهوى وسلامة ِ الصدرِ
محفوظة ٌ عندي ودائعكم
في الودّ حفظَ نفائسِ الذخر
خليَّ الأقاربُ عنكمُ ويدي
معصومة ٌ بكمُ إلى الحشرِ
لا نبوة ُ الدنيا تغيرني
عنكم ولا متغيرُ الأمرِ
ناديكمُ ظليَّ ودولتكم
عزى وعمرُ سعودكم عمري
جاهرتُ فيكم بالعداوة ِ منْ
تخشى العداوة ُ منه في السرَّ
و لقيتُ قوما دونكم كرهوا
أيامكم بقواصم الظهرِ
كم قولة ٍ جرعتُ قائلها
غصصا بتكذيبٍ له مرَّ
و حملتُ أخرى خفتُ صاحبها
أطوى الجناحَ له على الكسرِ
حتى تسرى الخطبُ وانفرجتْ
كربُ الدجى بتبلج الفجرِ
فالان يا نفسي لها انفسحي
جذلا ويا عيني لها قرى
و انهض بجهدك يا لسانيَ في ال
بشرى لها وتصفَّ يا فكري
و ابعث ضوارعَ عنك نائبة ً
إن أخرتك عوائقُ الدهرِ
ولاجة ً تطأ الصدورَ بها
كلمٌ توسعُ ضيقَ العذرِ
نفاثة َ العقداتِِ تحسبها
هبطتْ إلى هاروتَ بالسحرِ
و كأنما نفضَ التجارُ بها
بين البيوت حقائبَ العطر
يشقى بها المتحرشون كما
تشقى َ يدُ المشتارِ بالدبرِ
فاستقبلوا غررا موحدة ً
سيقتْ لكم من واحدِ العصرِ
و تمسكوا منى بجوهرة ال
غواص واحموا معدن التبر
و اقضوا نذورَ الشعر في فقد
قضيتُ فيكم شاكرا نذري
اقترح تعديلا على القصيدة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> إذا رفعتْ من شرافَ الخدورُ
إذا رفعتْ من شرافَ الخدورُ
رقم القصيدة : 60064
-----------------------------------
إذا رفعتْ من شرافَ الخدورُ
فصبرك إن قلتَ إني صبورُ
ستعلمُ كيف يطلُّ القتي
لُ بعد النوى ويذلُّ الأسيرُ
فإن كنتَ منتصرا فاستقدْ
بثأرك والعيسُ عجلى َ تثورُ
و إلاّ فلنْ جانبا للفراقِ
فما كنتَ أولَ جلدٍ يخورُ(81/46)
ألا تسعداني بعينيكما
و ما كنتُ قبل الهوى أستعيرُ
فقد حار لحظيَ بين اثنتين
هوى منجدٍ وخليط يغورُ
ترى العينُ ما لا يراه الفؤادُ
فيقصدُ قلبي وطرفي يجورُ
وقفتُ وقد فاتني بالحمو
لِ غضبانُ ليلٍ سراه قصيرُ
عنيفٌ إذا ساقَ لم يلتفتْ
لساقٍ تطيحُ ومخًّ يريرُ
كفاه مع العيس حسنَ النشاط
حنينيَ في إثرها والزفيرُ
و لما تعيفتُ فاستعجمت
ميامنُ كانت بخيرٍ تطيرُ
و لم أدرِ والشكُّ ينفي اليقينَ
إلى أيَّ شقيْ طريقي أصيرُ
تنبهَ من هاجعاتِ الرياحِ
فدلَّ عليكم نسيمٌ عطيرُ
و خاطفَ عينيَ برقٌ تشا
مُ في حافتيهْ الطليَ والنحورُ
و في الظعن مشتبهاتُ الجما
ل تشقى بأعجازهنّ الصدورُ
حملنَ إلى قتلنا في الجفون
سيوفا حمائلهن الشعورُ
و قلدنَ دراً تحدينَ عنه
كأنّ قلائدهنَّ النحورُ
بكيتُ دماً يوم سفح الغويرِ
و ذاك لهم وهو جهدي يسيرُ
و من عجبِ الحبّ قطرُ الدما
ء من مقلتي وفؤادي العقيرُ
و ليلٍ تعلقَ فيه الصباحُ
فما يستسرُّ وما يستنيرُ
يعود بأولِ نصفه لي
إذا قلتُ كاد وجاء الأخيرُ
كأنّ سنا الفجر حيرانَ في
ه أعمى تقاعدَ عنه بصيرُ
نسيرُ به ونحطُّ الركابَ
و غيهبهُ جانح لا يسيرُ
كأنّ الثريا على جنحه
يدي من مقام الهوى تستجيرُ
سريتُ أشاورُ فيه النجومَ
و ما ليَ بالصبح فيها بشيرُ
إلى حاجة ٍ في العلا همتي
إليها تطول وحظي قصيرُ
و هل ينفعُ الرمحَ ما لم ينطْ
بكفَّ تطاعنُ نصلٌ طريرُ
عذيريَ من وجه الوقاحِ
و أين من المتجني عذيرُ
و من غدرِ أيامه العادياتِ
على أذمتْ عليه تغيرُ
ألم يكفها أنّ غصنَ الصبا
ذويو استردَّ الشبابَ المعيرُ
و لو نظرتْ حسنا لم تملْ
عليَّ وماليَ فيها نظيرُ
و مولى إذا أنا قلتُ احتكم
تفاحشَ يحبسني أو يحورُ
رماني وقال احترس من سواى
ليشعبَ قلبيَ منه الفطورُ
ألم يأتهِ أنه لا يج
سُّ غوري ولا يطبيني الغؤور
و أن حمى َ هبة ِ اللهِ لي
من الضيم لو رام صيمي مجيرُ
و من يعتصمْ بمعالي أبي
المعالي يبتْ كوكبا لا يغورُ(81/47)
يبتْ للغزالة ِ من دونه
ذراعٌ قصيرٌ وطرفٌ حسيرُ
حمى سرحَ سودده أن يرا
عَ أشوسُ دون حماه هصورُ
و قام بنصرة إحسانه
فتى ً لا يخذلُ وهو النصيرُ
طليقُ المحيا إذا ياسروه
و جهمٌ إذا حاربوه عسيرُ
له خلقانِ من الماء ذا
كَ ملحٌ وهذا فراتٌ نميرُ
و طمعانِ إن طمعَ الحلوُ في
ه قام يدافعُ عنه المريرُ
إذا انتهكتْ للعلا حرمة ٌ
تنمرَ منه أبيٌّ غيورُ
و إن جئتَ محتلبا كفه
سقى من أوامك ضرعٌ درورُ
و فيَ بالسيادة لدنَ القضيبِ
و لم تتعاقبْ عليه العصورُ
و رشح عاتقه للنجادِ
و لم تلقَ أخرازه والسيورُ
حمولٌ قويمٌ قناة ِ الفقارِ
إذا ركعتْ للخطوبِ الظهورُ
رحيبُ الأضالعِ ثبتٌ إذا
تنفس من ضيقهن الضجورُ
غنيٌّ بأولِ آرائه
إذا ما استبدَّ فما يستشيرُ
سماتُ ابنِ عشرين في وجههِ
و في حلمه عشراتٌ كثيرُ
كريمٌ تفرع من أكرمي
نَ كورُ فخارهمُ لا يحورُ
وسومهمُ في جباهِ الدهو
ر بالعزَّ تبقى َ وتفنى َ الدهورُ
إذا مات منهم فتى ً فابنه
حياة ٌ لسؤدده أو نشورُ
بنى البيتَ لا ترتقى الفاحشاتُ
إليهِ ولو حملتها النسورُ
رفيعُ العمادِ ترى بيته
مكانَ ابتنى منكبيه ثبيرُ
تزالقُ عنه لحاظُ العيون
فترجعُ عن أفقهِ وهيْ زورُ
و لو لم يكنْ في العلوَّ السماءَ
لما طلعتْ منه هذي البدورُ
لنيرانهم في متونِ اليفاعِ
لحاظٌ إلى طارق الليل صورُ
مواقدُ تضرمُ بالمندليّ
و تنحرُ من حولهنَّ البدورُ
علاً شادها مجدُ عبد الرحيم
على خطة ٍ خطها أردشيرُ
فروعٌ لهمْ قلمُ الملك من
أصولٍ لهم تاجهُ والسريرُ
فداكم شقيٌّ بنعماكمُ
تلثمَ عجزا وأنتم سفورُ
له حين يبطشُ باعٌ أش
لُّ من دونكم وجناحٌ كسيرُ
ضعيفُ جناحِ الحشا بائحُ الل
ان بما ضمَّ منه الضميرُ
يغيض بأذرعكم فتره
و كيف ينالُ الطويلَ القصيرُ
تدورُ عليه رحى غيظهِ
بكم وعليكم تدورُ الأمورُ
على صدره حسدٌ أن غدتْ
بأوجهكم تستنيرُ الصدورُ
لكم كلّ يومٍ بما ساءه
بشيرٌ ومنكم إليه نذيرُ
فللسيف والسرجِ منكم فتى ً(81/48)
أميرٌ وللدست منكم وزيرُ
و ليس له غيرَ عضَّ البنان
و ذمّ الزمان عليكم ظهيرُ
بكم وضحتْ سبلُ المكرماتِ
و بات سراجُ الأماني ينيرُ
و مالتْ إليَّ رقابُ المدي
حِ تصحبُ وهي عواصٍ نفورُ
و كان جبانا لسانُ السؤالِ
فأصبح وهو جريءٌ جسورُ
ملكتم نواصيَ هذا الكلام
فليس بهنَّ سواكم يطورُ
لذاك وأنتم فحولُ الرجا
ل يهواكم الشعرُ والشعر زيرُ
وهبتُ لساني وقلبي لكم
فيوما ودادٌ ويوما شكورُ
و أصبحتُ منكم فمن رامني
سواكم فذاك مرامٌ عسيرُ
لك الخيرُ إني فتى ً منك شمتُ
نداك فأسبلَ نوءٌ غزيرُ
و جوهرة لم تلدْ مثلها
على طول غوصيَ فيها البحورُ
و ربَّ ندى لك مستملحٌ
صغيرك عنديَ فيه كبيرُ
يطيبُ فأبصرتَ منه مكانَ
رضاي وغيرك عنه صبورُ
لئن قمتَ فيه بشرط الوفاء
على فورة ٍ لم يعقها فتورُ
فما كان أولَ ما يعجزو
ن عنه وأنت عليه قديرُ
و عنديَ من أمهات الجزاءِ
ولودٌ وأمُّ القوافي نزورُ
تزورك في كلّ يومٍ أغرَّ
بحقًّ من المدحِ ما فيه زورُ
أوانسُ جودك من كفئها
إذا أبرزتها إليك الخدورُ
و أمدحُ قوما ولكنني
إليك بما قلتُ فيهم أشيرُ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> لمنَ الطلولُ تراقصتْ
لمنَ الطلولُ تراقصتْ
رقم القصيدة : 60065
-----------------------------------
لمنَ الطلولُ تراقصتْ
نجوى حشاك قفارها
قفرٌ نبا بك ودها
و تعلقتك ديارها
إن كنتَ أعينها عدم
تَ فهذه آثارها
دمنٌ كمسحبة الأزم
ة ِ مسحلا إمرارها
ماتت حقائقها وخل
دَ زورها ومعارها
و امتدَّ ليلُ السافيا
تِ بجوها ونهارها
عندي لها إن أجدبتْ
وَ كافة ٌ تمتارها
أنستْ بإسبال الدمو
عِ كأنها أشفارها
و نعم بكيت فهل تب
لك سائلا أخبارها
واهاً لها من حاجة ٍ
لو قضيتْ أوطارها
يا دارُ تربكِ والهج
يرُ وأضلعي وأوراها
حفظا برملة َ إن أل
طَّ بذمة ٍ غدارها
لا ضاع ما بيني وبي
نكِ عهدها وذمارها
خلتِ الليالي من بدو
ركِ تمها وسرارها
حتى كأنّ معيشة ً(81/49)
لم يحلُ فيكِ مرارها
و مآربا برباكِ ما اس
ترختْ لنا أستارها
إذ كلُّ ذي هدفين في
ك كناسها وصوارها
و مسائح الأيام بق
لٌ أخضرٌ وعذارها
و جهيرة في الحسن تك
تمُ في الهوى أسرارها
كثرت ضرائرها وق
لَّ بذلك استضرارها
بلهاء يرتبطُ الحلي
مَ من الرجال إسارها
خبثت أحاديث الوشا
ة ِ بها وطاب إزارها
خلقتْ معطرة ً فحي
بَ كاسدا عطارها
و تكرتْ ألفاظها
فثنى اللثامَ خمارها
يا صاحبي والعينُ تغ
نمُ أو يظنَّ عرارها
و الليلة الطولي يخ
وَّضُ بالجفون غمارها
طرقتْ زميلة ُ تجتلى
ظلمَ اللوى أنوارها
و على الرحال مملمو
نَ وسادهم أكوارها
في ليلهٍ لم ينثُ غ
يرَ حديثها سمارها
عجبا لها نفضتْ إل
يَّ سحيقة ً أقطارها
بالغوطتين جبالها
و ببطن وجوة َ دارها
باتت تعاطيني بنح
لة َ نحلة ٌ أشتارها
و تبسمت عن برقة ٍ
عسلُ الرضابِ قطارها
جمدَ الحيا برداً بها
و جرتْ يذوبُ عقارها
لم يألُ ناظمُ عقدها
نصحا ولا خمارها
طرقتْ بسهلٍ والمسا
لكُ صعبة ٌ أخطارها
حلبَ البكية ثم ج
دَّ من الصباحِ نفارها
فإذا يدي لم تعتلقْ
بسوى المنى أظفارها
و لقد رفعتُ طلائحا
جردُ البطون قصارها
ضاقت مباركها وجا
لت فوقها أستارها
نجدا تغربُ والهوى
يمحجرٍ أمارها
و على الربيئة أشعثٌ
سدٌّ عليه غبارها
ذو شملة ٍ سملٍ يخا
لطُ جلدهُ أطمارها
طابتْ له صحراءُ صا
رة َ أثلها وعرارها
يرعى قلائصَ تنتقى َ
و حصى الأبيرقِ دارها
إن ما طلته بغزرها
نهضت بهِ أعيارها
نظر الربيعَ بجهدٍ
لبقوله أوتارها
يا راعيَ البكراتَ ما
نجدٌ وما أخبارها
أوقدْ بذي السمراتِ لي
فقد استغمَّ منارها
و لو أنها بضلوعيَ ال
عوجاءِ تذكى نارها
إن ينتقضْ كرُّ الخطو
بِ قواي واستمرارها
و يردني نقدُ العيو
نِ تصادفتْ أبصارها
و تقومُ لي بيديْ مشي
بِ مفارقي أعذارها
فلربَّ نضرة ِ عيشة ٍ
لي صفوها ونضارها
و عزيبة ٍ من لذة ٍ
راحتْ عليَّ عشارها
و قضية ٍ في الحبَّ لم
يمللْ عليَّ خيارها
و صقيلة ِ الأنيابِ تش(81/50)
ربُ حلوة ً أسآرها
تقع الأماني دون ما
تثنى بهِ أسحارها
باتت وذكري طيبا
دونَ الفراشِ شعارها
عرجتُ عنها معرضا
و قد استقام مزارها
و سلافة ٍ كدمِ الغزا
ل تخال مسكاً فارها
مما أعانَ عليه طي
بة َ بابلٍ أنهارها
غالي بها السابونَ وأف
تقدَ البدورَ تجارها
في بيتِ نصرانية ٍ
باسم المسيح عيارها
وَكتِ القرافَ بحجرها
و وكاؤها زنارها
ما كستُ كفَّ مديرها
و على هواي مدارها
لما حلتْ رشفاتها
لم تحلُ لي أوزارها
و سوايَ واثبُ لذة ٍ
تفنى َ ويبقى َ عارها
ما للرجال ترومُ أش
واطيَ الطوالَ قصارها
أحفيتُ رسغَ جيادها
و تنوءَ بي أعيادها
سل ناخسا إبلي بأ
يَّ تدنس عوارها
و حمى بني عبد الرحي
م يحوطها وجوارها
فإذا ذراهم بزلها
مرحولة وبكارها
أهونْ بباغي ضيمها
يوما وهم أنصارها
و الهضبة ُ الملساءُ تم
نعُ أن يداسَ خبارها
و الدوحة ُ العيناءُ تح
لو للجناة ِ ثمارها
ما بات يفقرها الندى
إلا وثمَّ يسارها
لولا تقي سؤالها
لاستهونتْ أعمارها
حلماء والكلمُ القوا
ذعُ مغضبٌ عوارها
مغامرون إذا الكما
ة ُ تواكتْ أغمارها
عربُ الأكفَّ نمتهمُ
من فارسٍ أحرارها
سالت أناملهم وشا
لت أنفسٌ ونجارها
فجاكَ آفاقُ المعا
لي منهمُ وبحارها
طاروا بمجدهمُ وقص
ر بالنجوم مطارها
ركبَ الصعابَ من ابنهم
ركاضها مغوارها
و حمى حقيقة َ مجدهم
سلسُ القناة ِ ممارها
لا تستباحُ مصونة ٌ
و أبو المعالي جارها
يقظانُ أسهره إذا
ذكرَ العيوبَ حذارها
قلقُ العزيمة ِ إن حمى
صغرَ النفوسِ قرارها
حمالُ ألوية ِ السيا
دة ِ ثبتها صبارها
سبقَ الكهولَ وسنه
ما استذرعتْ أشبارها
و جرى فقدمه على
أقرانهِ إفرارها
عجبوا وقد لفَّ الجيا
دَ إلى المدى مضمارها
أنّ القوارحَ أخرتْ
و تقدمتْ أمهارها
لا تعجبنَّ فإنه
امضى النصولِ طرارها
أعلى الكواكبِ في المنا
زلِ والعيونِ صغارها
هي دوحة ُ المجدِ التي
لا يخلفُ استثمارها
غدت الرياسُ معصما
فيها وأنتَ سوارها
هي خيرُ أهلِ زمانها
بيتا وأنتَ خيارها(81/51)
إن السماء إذا سرتْ
معدودة ً أنوارها
كثرتْ كواكبها ولي
سَ كثيرة ً أقمارها
بك عمّ ودقُ سحابها
جودا وتمّ فخارها
و تشبثتْ غيظا بأع
ناقِ العداة شفارها
قادحتها بمحاسنٍ
ما أصلدتْ أيسارها
و خلائقٍ ملكَ الهوى
لك باقيا سحارها
شقتْ قلوبَ الحاسدين
و ما يشقُّ غبارها
كم من يدٍ لك كالغما
م وكالسحابِ غزارها
تروى بها حاي ويدُ
ركُ من زماني ثارها
و حصينة ٍ من حسن رأ
يك لا يقصُّ صدارها
تضفو عليَّ ذيولها
و تضمني أزرارها
و لطيفة ٍ باتت وقد
حفى الندى آثارها
أعيتْ إصابتها وإنْ
لم يعيني إكثارها
و الأعطياتُ جمالها ال
مشكورُ لا أقدارها
ففداك معطٍ يبذلُ الن
عمى َ ولا يختارها
و وقتك ريبَ الدهر أي
دٍ عرفها إنكارها
دينارُ جودكِ أو ودا
دك لي ولا قنطارها
و استأنفت لك عونها
ما أسلفتْ أبكارها
تطوي البلاد ولم ترمْ
فقطينها سفارها
من كلّ طائرة ِ الشعا
عِ إذا استطار شرارها
تصلُ الكبيرَ ولا يخا
ف ملالة ً زوارها
عذراء يخلع في هوا
ك مع العفاف عذارها
في أيّ بيتٍ شئتَ من
ها قلتَ ذا سيارها
سعتِ القوافي خلفها
و عنا لها جبارها
لو ما تقدم عصرها
و ترددتْ أدوارها
ودتْ فحولُ الجاهل
ية ِ أنها أشعارها
لو أنصفتْ فوق الطرو
سِ لأذهبتْ أعشارها
في كلّ يومِ هدية ٍ
مستحسنٌ تكرارها
يروى لكم بفم التها
نئ صفوها وخيارها
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يا لنوازي كبدٍ هاجها
يا لنوازي كبدٍ هاجها
رقم القصيدة : 60066
-----------------------------------
يا لنوازي كبدٍ هاجها
بالبان من خنساءَ تذكارُ
عاد لها من بعد إقلاعها
دينٌ من الحبَّ وإصرارُ
يا قوم لي من أسرتي قاتلٌ
منْ لقتيلٍ ما له ثارُ
أرى دمي يقطرُ من أنملٍ
شفارها مؤقٌ وأشفارُ
ظبيٌ رخيمٌ لفظهُ ناسكٌ
و طرفه الفاتكُ عيارُ
ضعفتُ تحت الغمز من عاجمٍ
يصرعُ لبيَّ وهو خوارُ
أصبحتُ عبدا باختياري له
و فارسٌ قوميَ أحرارُ
يا موتُ نفسي لك إعرضتْ
خنساءُ أو شطت بها الدارُ
خوفني بالنارِ في وصلها(81/52)
قومٌ وفي هجرانها النارُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> حيها أوجهاً على السفحِ غرا
حيها أوجهاً على السفحِ غرا
رقم القصيدة : 60067
-----------------------------------
حيها أوجهاً على السفحِ غرا
و قبابا بيضا ونوقا حمرا
و رماحا دون الحبائب يهززْ
نَ ويحطمنَ في الكتائبِ كسرا
و سراحينَ كالحصونِ جيادا
تملأ الخزامَ مهرة ً أو مهرا
يتمارحنَ في الحبالِ فينقض
نَ فتيلاًً منها ويقطعنَ شزرا
و قرى بعضه الوصالُ إذا أم
سى طما جفنة ً وزمجرَ قدرا
آهِ للشوقِ ما تأوهتُ منه
لليالٍ بالسفح لو عدنَ أخرى
كنَّ دهما من الدآدي وقد
كنَّ بتلك الوجوه درعاً وقمرا
حيثُ لا تظفرُ الوشاة ُ بأسرا
ري إذا ما الصباحُ أعلنَ سراً
فإذا ما العذولُ قال عقابا
في ذنوبي قال الصبا بل غفرا
أجتنيها ريحانة َ العيشِ خضرا
ءَ وتمسي فيها المنى َ ليَ خضرا
يا مغاني الحمى سقيتِ وما ين
فعني الغيثُ أن يحودكِ فقرا
أيُّ عين أصابتِ الدارَ أقذى
اللهُُ بعدي أجفانها وأضراً
عريتْ من ظبائها الآنساتِال
بيضِ واعتاضتِ الظباءَ العفرا
لا تراها تطيلُ بعد النوى غص
ناً ولا جوها يتممُ بدرا
غيرَ حمً من القطا جاثماتٍ
كنَّ جوناً فعدنَ بالرهجْ كدرا
و بقايا مواقفٍ تصفُ الجو
دَ أباديدَ في يدِ الريح يذري
قلبوا ذلك الرمادَ تصيبوا
فيه قلبي إن لم تصيبوا الجمرا
ما لدهري قضى الفراقَ عليها
عذبَ اللهُ بالفراقِ الدهرا
انظر لي وقبلُ كنت بصيرا
يا خليليَّ بين جوً و بصرى
أو ميضٌ سرى فشقَّ قميصَ ال
ليل أم ذاك طيفُ سعدي تسري
زار وهنا لا يصغر للهُ ممشا
هُ وحيا فزاده الله برا
بشرتني مقدماتٌ به يح
ملُ فيها ذيلْ النسيم العطر
و اعتنقنا وليس همي سوى مس
الة ِ الليل أن يميتَ الفجرا
زورة لم تكن بخطَّ بناني
في كتابِ الآمال إلا سطرا
سرقتها ليَ الحظوظُ وخنسا
ءُ استلابا من الزمان وطراً
و أبيها ما حفظها الدهرَ أنكر
تُ ولكن أنكرتُ بعدَ المسرى
جشمتها الأشواقُ في ساعة ٍ شق(81/53)
ة َ ما تخبطُ السحائبُ شهرا
فرحة ٌ طار لي غرابا بها اللي
لُ وطارت عنيّ مع الصبح نسرا
ارتجعها يا دهرُ لا زلتَ تسترْ
جعُ لؤما ما كنتَ أعطيتَ نزرا
و تعلمْ أنيَّ بمكرك لا أح
فلُ مما ألفتُ منك المكرا
أنكرَ الغدرَ مرة ً منك قلبي
ثمّ صارت سجية ً فاستمرا
لا حمى اللهُ حازما غرهَّ من
ك سرابٌ شعشعتهُ فاغترا
كلْ بنابيك ملءَ جنبيك لحمي
و تخذلْ عني متى قلتُ نصرا
قلَّ صبري على اقتنائيَ للمج
د وأما عنك الغداة فصبرا
أنت ذاك الذي أمتَّ شبابي
عبطة ً وهو ما تملى العمرا
و رددتَ العيونَ عنيّ وقد كن
تُ لها الكحلّ حائصاتٍ خزرا
صار عهناً تحتَ المراحل ينقا
دُ كان عاصيَ النبتِ شعرا
و مشيتَ الضراءَ كيدا لأحبا
بي فريعوا في الأرضِ سلا ونفرا
صدعوا مطرحَ الزجاج تشظى
و تداعوا عطَّ الأديم تفرى
قسمتهم يدُ الشتاتِ فشطرا
للتنائي وللنوائبِ شطرا
فكأنّ الأرضَ الحمولَ أبتْ أن
يجدوا فوقها لرجلٍ مقرا
خولسوا من يدي غصونا رطيبا
تٍ وغابوا عنيّ كواكبَ زهرا
أقتضيهم مطلَ الإيابِ وقد وفى
الفراقُ الوشيكُ فيهم نذرا
صحبَ اللهُ راكبين إلى الع
زّ طريقاً من المخافة ِ وعرا
سمعوا هتفة َ الحمول فطاروا
يأخذون الأرزاقَ بالسيف قهرا
شربوا الموتَ في الكريهة حلوا
خوفَ يومٍ أن يشربوا الضيم مراً
طرحوا حاجهم وراءَ متونِ ال
خيلِ ركضا والسمهرية ِ جرا
كلُّ عجلانَ خطهُ لأخيه
العلاءَ العلاءَ إن كنتَ حراً
يملاون الحبا جلوساً فإن ثا
روا ملأتَ الفضاءَ بيضا وسمرا
و إذا استصرخوا لعضة ِ عامٍ
ركبوا الجودَ يطردون الفقرا
لا يبالي الحيرانُ ما أطلقوا الأي
مانَ أن تمسكَ السماءُ القطرا
إخوتي من بني الوفاء ورهطي
يوم أغزو الملوكُ من آلِ كسرى
غادروني فردا ومروا مع الأي
ام والحظُّ بعدهم أن أمرا
أتشكي القذى بمقلة ِ حيرا
نَ عليهم إلى ضلوعٍ حرى
ليتَ شعري بمن أعوضُ عنكم
يومَ آبى ضيما وأدفعُ عسرا
فسدَ الناسُ بعدكم فاستوى في ال
عيش من سرني نفاقا وضرا(81/54)
و نجا بي ما شئتُ يأسى منهم
نال خيرا من ظنَّ بالناس شرا
و بلى قد أفادني الدهرُ خلاًّ
لمَّ شعثي وشدَّ منيَ أزرا
واحدا أعلقتْ يدي غلطة ُ الأي
ام منه حبلَ الوفاءِ الممرا
ألمعيا رأى بعينِ ابنِ ليلٍ
خافياً من محاسني مستسرا
فاقتناني تغنما وافتراطا
و استباني قولا لطيفا وبرا
و تحرى تفضلا أن يرى الفض
لَ مضاعا والحرُّ من يتحرى
صدقتْ في أبي طريفٍ ميا مي
نُ ظنوني وقد تعيفن زجرا
و تجلت غشاوة ُ الدهرِ عن قل
ي وفكتْ عنيَّ الليالي الحجرا
و أتاني يتوبُ من ذنبه الده
رُ احتشاما له وكان مصرا
ألحقتني به غريبا من الآ
مال قربي تعدُّ صنوا وصهرا
فتحنى َّ لها ورقَّ عليها
و رأى الدهرَ عقَّ فيها فبرأ
وصلَ الودَّ لي بآخية الجا
ه فكانا عجالة ً لي وذخرا
و أتاه صوتي فنبه منه
عمراً حين نبهَ الناسُ عمرا
شيمة ٌ منك بابن باسلَ في السؤ
ددِ لم تعتسفْ عليها قسرا
و عروقٌ زكى ثراهنّ في المج
د فأرعى نباتهن وأثرى
طاب مجناكَ فاهتصرتك وردا
لينَ الغصنِ واعتصرتك خمرا
كان نصري عليك دينا فما كن
تَ بغير القضاء منه لتبرا
ندبتك العلا له فتجردْ
تَ حساما فيه وقمتَ هزبرا
ملة ٌ في الوفاء ضيعها النا
سُ وأحييتها سناءً وفخرا
و لسانٌ في الحمد كان عقيما
قبلُ أولدتهُ ثناءً وشكرا
فتأهبْ لوافداتِ القوافي
يعتلمنَ الدجى وما كنَّ سفرا
ضارباتٍ في الأرض طولا وعرضا
و هي لم تلقَ جانبا مغبرا
حاملاتٍ لحرَّ عرضك من بح
ر ضميري ملءَ الحقائب درا
كلّ غراءَ تجتليها على شر
طك في الحسن ثيباً أو بكرا
لم أكلفك أن تسوقَ مع الرغ
بة فيها سوى المودة ِ مهرا
و بحقًّ لم ينشرح لك صدري
بمديحٍ حتى ملأت الصدرا
و رآك الشعرُ العزيزُ على غي
رك كفئاً فلانَ شيئا وقرا
كم عظيمٍ أبى عليه وجبا
رٍ ثنى عنه جيده وأمرا
فتهنَّ انقياده لك واعلمْ
أيّ طرفٍ جعلته لك ظهرا
و البس المهرجانَ حلة َ عزًّ
لستَ من لبسها مدى الدهر تعرى
طاعنا في السنين تطوى عليه
نَّ طوالَ السنين عصرا فعصرا(81/55)
و اعلُ حتى أراكَ أشرفَ كعبا
من مكان السهى وأنبهَ ذكرا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> بالغور ما شاء المطايا والمطرْ
بالغور ما شاء المطايا والمطرْ
رقم القصيدة : 60068
-----------------------------------
بالغور ما شاء المطايا والمطرْ
بقلٌ ثخينٌ ونميرٌ منهمرْ
و سرحة ٌ ضاحكة ٌ وبانة ٌ
غنى الربيعُ شأنها قبلَ السحرْ
و أثرٌ من ظاعنينَ أحمدوا
من عيشهم على الأثيلات الأثرْ
فراخِ من حبالها وخلها
تأخذُ من هذا اللباخ وتذرْ
كم المنى ترعى لها وكم ترى
يمسك من أرماقها رجعُ الجررْ
أما تجمُّ لمساقطٍ لها
يطرحهنّ بالفلا طول السفرْ
الله فيها إنها طرق العلا
و عدة ُ المرء لخيرٍ ولشرّْ
ظهورها العزوفي بطونها
كنزٌ لليل الطارقين مدخرْ
نعم لقد طاولها مطالنا
و حان أن يعقبها الصبرُ الظفرْ
فالغورَ يا راكبها الغورَ إذنْ
إنْ صدق الرائدُ في هذا الخبرْ
لسا وخضما أو يعودَ تامكا
الغاربُ التامكِ والجنبْ المعرّْ
و إن حننتَ للحمى وروضهِ
فبالغضا ماءٌ وروضاتٌ أخرْ
هل نجدُ إلا منزلٌ مفارقٌ
و وطنٌ في غيره يقضى الوطرْ
و حاجة ٌ كامنة ٌ بين الحشا
و الصدر إن ينبضْ لها البرقُ تنرْ
يا دين قلبي من صباً نجدية ٍ
تجري بأنفاس العشاءِ والسحرْ
إذا نسيتُ أو تناسيتُ جنتْ
عليَّ بالغور جناياتُ الذكرْ
آهِ لتلك الأوجهِ البيضِ على
رامة َ في تلك القبيباتِ الحمرْ
ينزو بجنبيّ متى غنيَّ بها
قلبٌ متى ما شربَ الذكرى سكرْ
كنا وكانت والليالي رطبة ٌ
بوصلنا والدهرُ مقبولُ الغيرْ
أيام لا تدفع في صدري يدٌ
و لا يطاع بي أميرٌ إن أمرْ
و عاطفُ العيون لي وشافعي
ذنبي إليها اليومَ من هذا الشعرْ
وسماً رجعتُ مهملا غفلاتهِ
إذا البهامُ نصعتهنَّ الغررْ
ما خيلَ لي أن الراري قبله
ينكرها ساري الظلام المعتكرْ
قالوا تجملتَ بها غديرة ً
مردعة ً عن الخنا ومزدجرْ
ردوا سفاهي وخذوا وقارها
بيعَ الرضا وندما لمن خسرْ
رحتُ بها بين البيوتِ أزوراً
مواريا شخصيَ من غيرِ خفرْ(81/56)
أحملُ منها بقلة ً ذاوية ً
بالعيش كانت أمس ريحانَ العمرْ
يا قصرتْ يدُ الزمان شدما
تطول في ثلمي وفي نقض المررْ
شظايا ومشيبٌ عنتٌ
و منزلٌ نابٍ وأحبابٌ غدرْ
و صاحبٌ كالداء إن أبديتهُ
عورَ وهو قاتل إذا أسرّْ
أحملهُ حملَ الشغا نقيصة ً
و قلة ً ما زاد ألاًّ وكثرْ
يبرزه النفاقُ لي في حلة ٍ
حبيرة ٍ من تحتها جلدُ نمرْ
مبتسمٌ والشرُّ في حملاقهِ
خفْ كيف شئت أرقما إذا كشرْ
لأنفضنَّ عن ظهري كما
قطرَ بالراكبِ مجلوبٌ عقرْ
فرداً شعاري لا مساسَ بينهم
منفردَ الليثِ وإن شئتَ القمرْ
نفسي حبيبي وأخي تقنعي
و ربما طرفتِ الدنيا بحرْ
إن يكُ يأسٌ فعسى غائبة ٌ
تظهرُ والنارُ كمينٌ في الحجرْ
قد بشرني بكريم هبة ٌ
بمثلها ريحُ الجنوبِ لم تثرْ
تقول لي بصوتها الأعلى ضحى ً
و بالنسيم في الدجى الحلوِ العطرْ
إنَّ فتى َ ميسانَ دون داره
قد بقيَ المجدُ وحيدا وغبرْ
يعرفُ ما قد أنكر الناسُ من ال
فضل ويحيى في العلا ما قد دثرْ
و أنه جرى بخيرٍ ذكرهُ
حنّ وقد عرض باسمي وذكرْ
و علقتْ بقلبه ناشطة ٌ
مرت عليه من بنياتِِ الفكرْ
فمن هو الراكبُ ملساءَ القرا
مصمتة َ الظهر ببطنٍ منقعرْ
رفعْ ذناباها وخفضْ صدرها
مشرفة َ الحاركِ وقصاءَ القصرْ
تحدو بها أربعة ٌ خاطفة ٌ
تنحى عليها أربعٌ منها أخرْ
إذا المطايا خفنَ إظماءَ السرى
فربها من شرقٍ على حذرْ
يعدُّ أبراجَ السماء عنقاً
في مثلها تصعدا ومنحدرْ
يرفعُ عنها حدبَ الموج إذا أس
تنتْ صناعُ الرجل في خوض الغمرْ
لو لم يلاطفها على اعتسافه
بخدعة ٍ من الليان لم تسرْ
اسلمْ وسرْليس إلا سالما
من راح في حاجة ِ مثلي أو بكرْ
قلْ لأبي القاسم يا أكرمَ منْ
طوى إليه درجُ أرضٍ أو نشرْ
و خيرَ من موطلَ جفنٌ بكري
في مدحه فلم يضعْ فيه السهرْ
و ابنَ الذي قيل إذا ولى عن ال
دنيا تولتْ بعده على الأثرْ
و استشرفَ الملوكُ من عطائه
و الخلفاءُ ما استعزَّ واحتقرْ
و منْ تكونُ الكرجُ الدنيا بأن
أوطنها وعجلُ ساداتُ البشرْ(81/57)
لو لم يكن إلا ابنُ عيسى لكمُ
فخرا كفى ملء لسان المفتخرْ
ساقي العوالي من دمٍ ما رويتْ
و عاقرُ البدنِ وعاقرُ البدرْ
ناصبتم الشمسَ بحدَّ سيفه
و دستمُ بسعيه حدَّ القمرْ
و صارت الشمسُ تسميكم به
أنجادَ عدنانَ وأجوادَ مضرْ
مضى وبقي سؤرة المجد لكم
ملآى إذا ما شرب الناس السؤرْ
لكرماءَ التقموا طريقهَ
و ألقوا بينهمُ تلك السيرْ
و شغلوا مكانهُ من بعده
كالشمس سدَّ جوها الشهبُ الزهرْ
زكية طينتهم حديدة
شوكتهمُ طاب حصاهم وكثرْ
لا يتمشون الضراء غيلة ً
لجارهم ولا يدبون الخمرْ
كلُّ غلام ذاهبٌ بنفسه
مع العلاء إن بدا وإن حضرْ
إما زعيمُ فيلقٍ يطرحهم
في لهواتِ الظلم حتى ينتصرْ
مغامرٌ مسلطٌ بسيفه
على الردى منتصفٌ من القدرْ
أو تاركٌ لفضله من دينه
ما عزَّ من سلطانهِ وما قهرْ
عفَّ عن الدنيا وقد تزخرفتْ
ممكنة ً وعافها وقد قدرْ
محكمٌ في الناس يقضي بينهم
بمحكم الآي ومنصوص السورْ
فكلكم إما ابن عزًّ حاضرٍ
بسبقه أو ابن عزًّ مدخرْ
و حسبكم شهادة ً لقاسمٍ
مجدُ أبي القاسم عيناً بأثرْ
حدثَ عنه مثلَ ما تحدثتْ
عن كرم الأغصانِ حلواءُ الثمرْ
مواهبٌ في هبة ِ الله لكم
أوفى بها على مناكم وأبرْ
يا مسلفي تبرعا من وده
سلافة َ الخمرِ ووسميَّ المطرْ
و منزلي من شرفاتِ رأيه
مكانَ ينحطُّ السهي وينحدرْ
لبيك قد أسمعتني وإن يغبْ
سمعيَ عنك ففؤادي قد حضرْ
عوائدٌ من الكرامِ عاد لي
ميتهن بعلاك ونشرْ
كم فيّ من جرحٍ قد التحمتهُ
بها ومن كسرٍ عصبتَ فجبرْ
ملكتَ رقى وهواي فاحتكمْ
ملكَ اليمين لم أهبْ ولم أعرْ
لثمتُ ما خطت يدُ الكاتب من
وصفكَ لي لثمَ المطيفين الحجرْ
و قلتُ يا كامنَ شوقي ثرْ ويا
قلبيَ إما واقعا كنتَ فطرْ
و يا ظمائي هذه شريعة ٌ
يدعو إليها الواردين من صدرْ
فلو علقتُ بجناحِ نهضة ٍ
حومَ بي عليك سعيٌ مبتدرْ
و لرأيتَ معَ فرط حشمتي
وجهي عليك طالعا قبلَ خبرْ
لكنها عزيمة ٌ معقولة ٌ
تئنُّ من ضغط الخطوبِ والغيرْ
و همة ٌ عالية ٌ يحطها(81/58)
أسرُ القضاء لا يفكُّ من أسرْ
و ربما تلتفتُ الأيام عن
لجاجها أو يقلعُ الدهرُ المصرّْ
و إن أقمْ فسائراتٌ شردٌ
يزرن عنيّ أبدا من لم أزرْ
قواطعٌ إذا الجيادُ حبستْ
إليك أمراسَ الحبالِ والعذرْ
كلُّ ركوبٍ رأسها إلى المدى
لم تزجر الطيرَ ولما تستشرْ
نهارها مختلطٌ بليلها
ترمي العشياتُ بها على البكرْ
تحملُ من مدحكمُ بضائعا
يمسي الغبينَ في سواها من تجرْ
كأنما حلَّ اليمانون بهالم يمض من قبلي فمُ لأُذُنٍ بمثلهِنّ مُوعَبَّا ولم يَطِرْ
عطارَ دارين وأفوافَ هجرْ سقط بيت ص
سلمهاِ فحولُ هذا الشعر لي
ضرورة ً ما سلموها عن خيرْ
شهدٌ لمن أحبكم وأقطٌ
و في أعاديكم سمامٌ وصبرْ
لتعلموا أن قد أصاب طولكم
من عرفَ النعمة َ فيه فشكرْ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> منْ حاكمٌ وخصوميَ الأقدارُ
منْ حاكمٌ وخصوميَ الأقدارُ
رقم القصيدة : 60069
-----------------------------------
منْ حاكمٌ وخصوميَ الأقدارُ
كثرُ العدوُّ وقلت الأنصارُ
أشجى من الدنيا بحبَّ مقلبٍ
و جهين عرفُ وفائه إنكارُ
سومَ الدعيَّ إذا تضرع رده
للؤم عرقُ الهجنة ِ النعارُ
و إذا وفى لمنايَ يومٌ حاضرٌ
فأجارَ أسلمني غدٌ غدارُ
أفصخرة ٌ يا دهرُ القلبُ أم
هو للهموم الساريات قرارُ
في كلَّ يومٍ للنوائبِ شلة ٌ
من جانبيَّ وللهمومِ غوارُ
و مصائبٌ متحكماتٌ ليس لي
معهنَّ في بيع النفوس خيارُ
تنحى فأحملها ثقالا مكرها
و كأنني بتجلدي مختارُ
جرحٌ على جرحٍ ولكن جائفٌ
ضلَّ الفتائلُ فيه والمسبارُ
فجرتْ عمائقهُ العروقَ وغادرتْ
قصبَ العظامِ وهنَّ مخٌّ زارُ
فاغمزْ قناتي يا زمانُ فإنه
ذاك المماكسُ طائحٌ خوارُ
كشفتْ لنبلكَ غامضاتُ مقاتلي
و ترفعتْ عن صفحتي الأستارُ
و أكلتُ لا خلفٌ يردُّ سلامتي
ذلاً ولا يحمي حمايَ جوارُ
ذهب الذي كانت تجاملني له الد
نيا وتسقط دونيَ الأخطارُ
و يردُّ فارسة َ الخطوبِ نواصلاُ
منى َّ مخالبهنَّ والأظفارُ
من يشتريني بالنفائس مغلياً(81/59)
بعدَ الحسينِ ومنْ عليَّ يغارُ
و يظلني واليومُ أغبرُ مشمسٌ
أتجللُ النكباتِ وهي أوارُ
أم من يضمُّ بدائدَ الآمال لي
و يفلُّ عني باسمه الإقتارُ
و إذا اقشعرتْ أرضيَ استرختهُ
فإذا لجينٌ تربها ونضارُ
المخذمُ البتارُ أسقطَ من يدي
و الغيثُ أقلعَ عنيَ المدرارُ
و الصاحب انتزعتْ قوادمُ أسرتي
منهُ وهيضَ جناحها الطيارُ
فاليوم لا أبتِ الصغارَ ولا اعتزتْ
إلا عبيداً فارسُ الأحرارُ
و تطأطأتْ ذلاً فطالت ما اشتهتْ
شرفا عليها يعربٌ ونزارُ
كنا وإن كرمتْ نفاخرها به
فالآنَ ما بعدَ الحسين فخارُ
لا خفتُ بعدُ ولا رجوتُ وقد ثوى
في الترب منه النافعُ الضرارُ
سائلْ بهذا الذودِ يرغو بكرهُ
في الحيّ أين المقرمُ الهدارُ
و متى أخلَّ أبو الشبول بغيلهِ
فتناهقتْ من حوله الأعيارُ
يا مدرجا فردا تسدى فوقه
بالقاع أردية ُ الثرى وتنارُ
ملقى ً وراءَ نسية ٍ ومضلة ٍ
تخفى ضريحك والقبورُ تزارُ
أذللتَ قلبي للأسى وتركتني
أتبردُ الزفراتِ وهي حرارُ
و حطمتَ آمالي فهنّ ضعائفٌ
و قصرتَ من هممي فهنّ صغارُ
أنا من شفار القاتليك متى التقتْ
من مقلتيَّ مع الكرى الأشفارُ
أو قلتُ معتاضا بجارٍ مثله
جارٌ ولا بالدار بعدك دارُ
و متى صحبتُ العيشَ بعدك باردا
و الناسُ صاروا بي إلى ما صاروا
نبذوا عهودك آنفا وتقسموا
رمماً بحبل الخلف وهو مغارُ
ظنوا بفقدك أن يلموا شعثها
يا ربَّ نقضٍ جره الإمرارُ
و رجوا بهلكك أن يخلد ملكهم
فإذا سلامتهم بذاك بوارُ
فعلامَ لم تشكمْ وقد فغرتْ لهم
فلجاءُ ينكرنا بها الفرارُ
و تفجرتْ بالشرّ بعدك والأذى
جنباتها وتداعت الأقطارُ
حذروا السجالَ يخابطون قليبها
و الحبلُ واهٍ والجبا منهارُ
ودوا لو أنك حاضرٌ فكفيتها
لما تولى أمرها الأغمارُ
و رعى الندامة َ حيث لم يشبع بها
غاوٍ رماك وآخرون أشاروا
وليَّ يفرُّ ولم يعفها سبة ً
تسري وليس من الحمامِ فرارُ
سرعانَ ما استعروا بجمرة ِ بغيهم
و لربَّ باغٍ غره الأنصارُ(81/60)
طرحوا الفراتَ إلى الفراتِ فمادرى
ملقوك أيهما له التيارُ
و تعاظموا أن يقبروك ومن رأى
ليثا يخطُّ له الثرى محفارُ
و أبي العلا ما كنتُ أعلم قبلها
أنّ البحورَ قبورهنَّ بحارُ
ذلاًّ لبيض الهند بعدك شدّ ما
غدرتْ ولا سلمَ القنا الخطارُ
ما كان أنكلهنَّ عنك لو أنه
عند السلاح حفيظة ٌ وذمارُ
قتلوك محصورا غريبا لا ترى
مولى يعزُّ ولا بجنبك جارُ
من خلفِ ضيقة ِ السماء بهيمة ٍ
ينزو بقلبك بابها الصرارُ
حفروا الزبى لك فارتديت وإنما
سلطانُ ليث الغابة الإصحارُ
هلا وفيك إلى وثوبٍ نهضة ٌ
و لديك منتفدٌ وعندك زارُ
و خطاك واسعة ُ المدى تحت الظبا
لا الخيطُ يحبسها ولا المسمارُ
أعززْ عليَّ بأن تصابَ غنيمة ً
في القدَّ يجمعُ ساعديك إسارُ
في حيث لا يروى على عاداته
بيديك نصلٌ حائمٌ وغرارُ
و بمصرعٍ لك لم تثابر دونه
فوق الأكفَّ صوارمٌ وشفارُ
و الخيل صاعة على أشطانها
قرحى تقامصُ خلفها الأمهارُ
بشياتها لم يختضبْ بدمٍ لها
عرفٌ ولم يبللْ عليك عذارُ
أو أن يكون الجوُّ بعدك ساكنا
و اليومُ أبيضُ ما عليه غبارُ
و وراء ثأرك غلمة ٌ لسيوفهم
في الروع من مهج العدا ما اختاروا
يتهافتون على المنون كأنهم
حرصاً فراٌش والمنية ُ نارُ
حلماءُ في الجليَّ فإن هم أغضبوا
طاشوا فحنت فيهم الأوتارُ
لو صحتَ تسمعهم وصوتك في الثرى
فحصوا عليك وفي السماء لطاروا
خذلوك مضطرين فيك وجمجموا
من بعد ما فصحت بك الأخبارُ
و تناذروا أن يندبوك قضية
فالحزنُ بينهمُ عليك سرارُ
إن يمسكوا فيضَ الدموع فربما
فاضت عيونٌ في الصدور غزارُ
أو يجلسوا نظرا ليوم تشاورٍ
فالريثُ أحزمُ ما أرابَ بدارُ
و لربما نام الطلوبُ بثأره
لغدٍ ولكن لا ينام الثارُ
و قد اشتفى بعد البسوس مهلهل
زمنا وما نسى َ الدمَ المرارُ
و على الطفوف دمٌ أطيلَ مطالهُ
حتى تقاضى دينه المختارُ
لا بدّ من يومٍ مريضٍ جوه
للخيلِ فيه بالرؤس عثارُ
متوردِ الطرفين يكفرُ شمسهُ
دجنٌ له علقُ الكماة ِ قطارُ(81/61)
تصلاه باسمك آخذين بحقهم
عصبٌ لهم عبدُ الرحيم شعارُ
فهناك يعلم قاتلوك بأنه
ما عقّ من أبناؤه أبرارُ
و يرى عدوك والبقاءُ لغيره
أنّ البقاءَ وإن أطيلَ معارُ
و إن اشتفى وحلا بفيه غدرهُ
أنَّ اعتقابَ حلاويته مرارُ
و لقد يشاك المجتني بمكان ما
عجلتْ يداه ويلدغُ المشتارُ
و ليَّ شنعاء تذهبُ نفسهُ
فيها ويبقى لومها والعارُ
درستْ بك السنن الحميدة ُ واغتدى
نقدُ المكارم وهو منك ضمارُ
هل سائلٌ بك بعدها أو قائلٌ
هيهات لا خيرٌ ولا استخبارُ
حتى كأنك لم تقدْ ملمومة ً
يوميَ إليك أمامها ويشارُ
خرساءَ إلا ما تكلم صارمٌ
في قونسٍ أو طنَّ عنه فقارُ
تهفو عليك عقابها ويضمها
منشورة ً لفنائك التكرارُ
و كأنَّ رأيك لم يلحْ قبساً إذا
عميتْ عشايا الرأي والأسحارُ
و إذا خلاط الأمرِ سدَّ طريقه
فلديك واضحة ٌ له وقرارُ
و كأنّ بابك لم يكن لعفاته
حرما يجير ولا حمى يمتارُ
يأوى إليه المسنتون ويلتقي
بفنائه السفارُ والحضارُ
و تبيت تلغطُ من وصائلِ ناقة ٍ
عشراءَ عندك برمة ٌ أعشارُ
تصفى كرائمها الضيوفَ وتكتفي
فيما يليك بما انتقى الجزارُ
و كأنّ كفك لم تبنْ في ظهرها
قبلُ الملوكِ وتشهدُ الآثارُ
و يخفُّ بين بنانها إن حملتْ
ضبطُ الحسامِ ويثقلُ الدينارُ
بالكره منك وبالمساءة روحت
لسوى العقور على البيوت عشارُ
و تراجعتْ وخدودها ملطومة ٌ
بزلٌ لقصدك وجهتْ وبكارُ
و غفلتَ لم تسأل ولستَ بغافلٍ
أنيَّ تنكب بابك الزوارُ
و تسلبتْ من فارسٍ أو راكبٍ
تلك السروجُ إليك والأكوارُ
و متى أرمَّ المادحون وأكسدتْ
من بعد ما نفقتْ بك الأشعارُ
أو أن أقولَ فلا تصيخ لقولتي
لو كنتَ متروكا وما تختارُ
و ترى الزمانَ يضيمني فيفوتني
من راحتيك حمية ٌ وغيارُ
قد كنتَ حصنا من ورايَ وكان لي
بك من أمامي جنة ٌ وصدارُ
أيامَ شيبي تحت ظلك نضرة ٌ
و صباً وليلي في ذراك نهارُ
و عليَّ من نعمى يديك طلاوة ٌ
أمشى وتتبعني لها الأبصارُ
قد كنتُ أحسبُ أن بأسك هضبة ٌ(81/62)
لا يستطيع رقيها المقدارُ
و أقولُ أن لسقف بيتك في العلا
عمداً حبالُ الموت عنه قصارُ
و إخالُ جودك نثلة ً دون الردى
حصداءَ تمنع فرجها الأزرارُ
فإذا الشجاعة ُ والسماحة ُ متجرٌ
تزكو به الأعمالُ والأعمارُ
غدرا من الأيام تفتقُ شمسها
و الأرضِ تورقُ فوقها الأشجارُ
و مذلة في السحبِ وهي صواحب
ليديك تنزل بعدك الأمطارُ
كم قد تعللتِ المنى بك تارة ً
أمنٌ وطورا خيفة ٌ وحذارُ
و تخالفتْ فيك الرواة ُ فسرني
و تلونت بحديثك الأخبارُ
و لقد ظننتُ بها وراءَ لثامها
خيراً فكشفَ قبحها الإسفارُ
إن تفتقل عيني مثالك في العلا
فبنوك من عين العلا آثارُ
سدوا مكانك والشموسُ إذا هوتْ
ملأت مطارحَ نورها الأقمارُ
طبْ في الثرى نفساً فكلٌّ منهمُ
ثمَّ اقتراحك فيه والإيثارُ
هم أنفسا تدوى عداك وألسنا
من جمرتيك سلائطٌ وشرارُ
كانوا السراة َ وقد عدمتَ وبعضهم
لأبيه إن طرقَ الحمامُ عوارُ
متلاحقين إلى العلاء كأنهم
مجرونَ يجمعُ بينهم مضمارُ
الوفدُ وفدك طائفٌ بيوتهم
و الحاملُ العبقاتِ والسمارُ
تتلى عليهم فيك كلُّ فضيلة ٍ
للميتِ فيها النشرُ والتذكارُ
أيدٍ طبعنَ على السماح وأوجهٌ
في عتقها من دوحتيك نجارُ
هم ما همُ ويزينُ مجدَ أبيهمُ
خالٌ لزندِ المجدِ منه سوارُ
ما غبتَ عنهم وهو شاهدُ أمرهم
لك منه فيهم كافلٌ وطوارُ
فليبقَ وليبقوا له ما طبق ال
آفاق طيبُ ثائك السيارُ
و إذا العزاءُ أتى فذلَّ لهم به
فيك العزيزُ وأسهلَ المعسارُ
و لقد أسليهم وفي عظتي لهم
جزعٌ ورجع كلاميَ استعبارُ
ساهمتهم عبءَ المصابِ وكلنا
تحت التجمل حاملٌ صبارُ
لا تبعدنّ بلى فقد فات البلى
بك أن يظنَّ تقاربٌ ومزارُ
و سقاك إن عطش القليبُ وماؤه
متبجسٌ وقرارهُ خرارُ
متهدلُ الأطرافِ يمسحُ بالثرى
مما تراكمَ ذيلهُ الجرارُ
صخبُ الرعودِ تهيجُ في جنباتهِ
للعاصفاتِ جراجرٌ وخوارُ
فجرى يجللُ بالحيا حيطانهُ
حتى الجداولُ تحتها أنهارُ
يسقى بأعذب ما سقى حيث التقتْ(81/63)
فلقُ الصفيحِ عليكَ والأحجارُ
حتى يظنَّ ثراك نشوانا به
دارت عليه من السحابِ عقارُ
و يضوعَ منك بطيبِ ما في ضمنه
فكأنّ ضارجَ تربه عطارُ
و نزلتَ حيث تحطُّ أملاكُ العلا
شوقا إليك وترفعُ الأوزارُ
Webstats4U - Free web site statistics
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> رعتْ بينَ حاجرَ والنِّعفِ شهرا
رعتْ بينَ حاجرَ والنِّعفِ شهرا
رقم القصيدة : 60070
-----------------------------------
رعتْ بينَ حاجرَ والنِّعفِ شهرا
جميما وعبَّتْ شآبيبَ غزرا
مراحاً محلَّلة ً عُقلها
ترى الخصبَ أوسعَ منْ أنْ تجرََّّا
مكرمة ٌ عنْ عصيِّ الرُّعاة ِ
فإنْ كانَ لا بدَّ ردعٌ فزجرا
ولا ظعنٌ ثمَّ مرحولة ٌ
تجرُّ الجنوبَ ولا ضيفَ يقرى
إلى أنْ غدا الهضبة َ ابن اللَّبو
نِ فيما ترى العينُ والنَّابُ قصرا
فكانَ على ذاكَ شمُّ السَّفا
ولسُّ الهشيمِ وإنْ كانَ مرَّا
وماءٍ تعرمضُ أوشالهُ
ببابلَ أشهى إليها وأمرا
بلادٌ منابتُ أوبارها
عليها ربت يومَ تنزى وتذرى
وأفلاؤها ومساقيطها
تقامصُ فيها قلوصا وبكرا
وتُحمى بأرماحِ فرسانها
إذا شلَّتْ الإبلُ طرداً وطرُّا
وفيها الكواعبُ والمحصَّنا
تُ منْ مقتنيها عواناً وبكرا
نجومُ قبيلٍ إذا ما طلعنَ
أغرنَ النُّجومَ وإن كنَّ زهرا
وكلُّ ثقيلة ِ حملِ الأزارِ
خفيفة ِ ما ضمَّ عنقا وخصرا
ترى الغصنَ تحسبهُ في النَّسيمِ
أخاها وإن كسيتْ يومَ يعرى
أمنها وإنْ نامَ ليلُ الوشاة
وعادَ المواقدُ في اللَّيلِ حمرا
ومرّ يصوِّبُ سرحُ النُّجومِ
خيالٌ ألمَّ ولا حينَ مسرى
ألمَّ بمعتنقٍ ساعديهِ
يطارحُ منها الأمانيَّ ذكرا
فما رابهُ منْ صعيدِ الغوي
رِ إلاَّ تحوَّلهُ اللَّيلُ عطرا
ولمَّا أضاءَ الَّذي حولهُ
تطلَّعَ يحسبُ ظمياءَ بدرا
فللهِ بابلُ نفَّاثة ٌ
وإنْ ضرَّتْ الحلمَ سحرا وخمرا
على أنَّها منزلٌ لا يكا
دُ يحملُ في غالبِ الأمرِ حرَّا
ومزلقة ٌ بالفتى لا تكونُ
لذي حاجة ٍ وابنِ فضلٍ مقرَّا
إلى كمْ أطامنُ عنقي بها(81/64)
خمولا وأعركُ جنبيَّ فقرا
وأتبعُ إلفى وحزمي يقولُ
وراءكَ في غيرِ ذا المصرِ مصرا
كفى النَّاسُ لؤماً بمثلي يضي
عُ فيهمْ ويطابُ منهمْ مفرَّا
فلمْ يغرزْ الدَّهرُ حملاً عل
ى َ مالكَ أبعدكَ اللهُ دهرا
أمنْ أجلِ أنِّي بفضلي وسع
تُ أهلكَ توسعني منكَ شرَّا
وما زلتُ أحفلُ بالغدرِ منكَ
وأنكرُ جوركَ حتى أستمرَّا
ولو قدْ وفتْ لعميدِ الكفا
ة ِ أيامهُ لمْ أنلْ منكَ غدرا
إذنْ لوقتني حصداءُ منهُ
تطيرُ سهامكَ ثلماً وكسرا
وكنتُ أعزُّ حمى ً أنْ أضامَ
وأمنعَ في حرمِ الأمنِ ظهرا
وردَّكَ عني ولا الطودُ فلَّ
بكفيكَّ مني ولا اللَّيثُ فرّى
عوائدُ ما أسلفتني يداهُ
على نائباتكَ غوثا ونصرا
لئنْ كنتَ أسحلتَ في كفّهِ
من العهدِ حبلاً فتيلاً ممرَّا
وأصبحتَ تنهدُ بغياً إليهِ
بشهباءَ بيَّتَّها أمسِ مكرا
فلمْ تنحِ إلاَّ على المكرماتِ
ولا هضَّتَ إلاَّ السَّماحَ المبرَّا
لغادرَ جهلكَ قلبَ العلا
خفوقاً بها وحشى المجدِ حرّى
ضممتَ عليهِ جناحَ العقوقِ
فرحتَ بها قدْ تأبَّطتَ شرَّا
فسلْ عنهُ كيدكَ يادهرُ كيفَ
ثناكَ ثباتاً وأعياكَ صبرا
وكيفَ حشدتَ لهُ وارتقيتَ
فلمْ تستطعْ طودهُ المشمخرَّا
وفى ناهضا بكَ حتى رددتَ
صروفكَ عنهُ رذايا وحسرى
وما كنتَ والأسدُ الوردُ أنتَ
لتعقَ بالحرِّ نابا وظفرا
ولكنها دولة ٌ أعرضتْ
ودنيا تنقَّلُ مرَّاً ومرَّا
هو الحظُّ يعقلُ من حيثُ جُ
نَّ والمالَ يرجعُ من حيثُ مرَّا
وخيرُ بنيكَ الَّذي إنْ نقص
تَ في حالهِ ازدادَ مجداً وفخرا
وما كنزَ المرءُ خيراً لهُ
من الحمدِ والحسبِ العدِّ ذخرا
إذا سلمَ العرضُ عرضُ الكريمِ
وعزَّ فلا وفَّر اللهُ وفرا
لعلَّ مجعجعها أن يطيلَ
لها في الأرمَّة ِ سحباً وجرَّا
ويتركها وسواءَ الطَّريقِ
تساقُ إلى غايتيها وتجرى
فتأتى ويا قربها من منى ً
يقولُ لها الدَّهرُ صفحاً وغفرا
مبيناً بما قدْ جنى تائبا
إليك بسالفِ ما قدْ أصرَّا
ترى للنَّدامة ِ في صفحتي(81/65)
هِ سطراً مبيناً وللذُّلِّ سطرا
لعمري لئنْ صوَّحتْ دوحة ٌ
لقدْ أعقبتْ غصناً منكَ نضرا
وسيعَ الظِّلالِ على قومهِ
شهيَّ الجنى ناعماً مسبكرَّا
رباطاً لشملهمُ أنْ يشذَّ
ودعماً لسقفهمُ أنْ يخرَّا
بكَ انتظمَ العقدُ من بعدِ ما
تهاوى فعُطِّلَ جيداً ونحرا
ضممتَ قواصيهمْ بعدما
تعاطوا عصا البينِ صدعا وقسرا
وكنتَ لهمْ كأبيكَ الكريمِ
حنوَّ الرءومِ وعطفاً وبرَّا
فلمْ يهوِ طودٌ وأنتَ الكثيبُ
ولا ماتَ زيدٌ إذا كنتَ عمرا
أطافوا بناديكَ واستحلبوكَ
فأحسنتَ حوطاً وأغزرتَ درَّا
وما ضرَّهمْ أنَّهمْ يعدمو
نَ غيثاً وقدْ وجدوا منكَ أثرى
مخايلُ كنتُ توسَّمتها
قديماً وعيَّفتها فيكَ زجرا
وأيقنَ صدري أنَّي أراكَ
لأهلكَ وجهاً وللنَّاسِ صدرا
بما كنتَ أبعدهمْ همَّة ً
وآمتنهمْ في الملمَّاتِ أسرا
وأضيقهمْ عذرة ً في السؤالِ
وأوسعهمْ ليلة َ القرِّ قدرا
وأجلى إذا الشُّبهاتُ اختلط
نَ رأياً وأمضى لساناً وأجرى
أمورٌ إذا اجتمعتْ للفتى
أرادَ بهِ اللهُ في العزِّ أمرا
سدُ اليومَ ابناءَ عبدِ الرّحيمِ
فأنتَ غداً سيِّدُ النَّاسِ طرَّا
وثقْ ببشائرَ تملى عليَّ
فما كذَّبتْ لي في الخير بشرى
أنا ابنُ الوفاءِ الَّذي تعلمو
نَ لمْ أنوِ نكثاً أو أطوِ غمرا
قسيمكمُ إذا أساءَ الزَّمانُ
كما كانَ قاسمكمْ حينَ سرَّا
حليَّا على عطلِ المهرجا
نِ يعصفنَ تاجا ويرصفنَ شذرا
فإنْ تكُ وقتاً أخلَّتْ بكمْ
فربَّ انقطاعٍ ما كانَ هجرا
ولولا تلاعبُ أيدي النَّوى
بكمْ ما أغبَّتْ ثناءً وشكرا
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> متى رفعتْ لها بالغورِ نارُ
متى رفعتْ لها بالغورِ نارُ
رقم القصيدة : 60071
-----------------------------------
متى رفعتْ لها بالغورِ نارُ
وقرَّ بذي الأراكِ بها قرارُ
فكلُّ دمٍ أراقَ السَّيرُ فيها
بحكمِ السَّيرِ مطلولٌ جُبارُ
فهل بالطَّالعينَ بنا الثَّنايا
انوقُ ليلُ نظرتهِ نهارُ(81/66)
لعلَّكَ انْ ترى عيناكَ قبلي
مواقدَ والزَّفيرُ لها شرارُ
وبعضُ المصطلينَ وإنْ نآني
وأوحدني أخو ثقة ٍ وجارُ
يريدُ عواذلي عنهُ التفاتي
بآية ِ شطَّ أو بعدَ المزارُ
وما عصبُ النَّوى عيني عليهِ
بأوَّلِ ما طوى القمرُ السُّرارُ
أمنتكَ يا فراقُ وربَّ يومٍ
حذرتُ لو أنَّهُ نفعَ الحذارِ
أخذتَ فلمْ تدعْ شيئاً عليهِ
يخافُ أسى ً ولا يرجى اصطبارُ
حبيبٌ خنتني فيهِ ودارٌ
وللنَّاسِ الأحبَّة ُ والدِّيارُ
أمرتجعٌ ويا نفسي عليهِ
برامة َ ذلكَ العيشُ المعارُ
وثوبُ شبيبة ٍ ما فاضَ حتى
تقلَّصَ منهُ وانشمرَ الإزارُ
لكلِّ سليبة ٍ بدلُ وفوتٌ
لما سلبَ المسائحُ العذارُ
ظلامٌ هبَّ فيهِ وليتها لم
تلحْ هذي الأدلَّة ُ والمنارُ
وربَّ سميرِ ليلٍ ودَّ ألاَّ
يضيءَ على جوانبهِ النَّهارُ
ألا يا صاحبي حرقي نجاءً
يفوتكما بي اليومَ الوقارُ
خذاني حيثُ لا النّظرُ استراقٌ
لريبتهِ ولا النَّجوى سرارُ
وزمَّا بالمطامعِ أنفَ غيري
فبي عنها وإنْ خدعتْ نفارُ
كفى بالحرصِ عيباً أنْ أولي
جداهُ منى ً وغايتهُ انتظارُ
وما أنسى بآملٍ طوالٍ
تناولهنَّ أيامٌ قصارُ
يقولُ المرءُ ما يهوى ويرجو
ويفعلُ فعلهُ الفلكُ المدارُ
وأنْ ظمئتْ ركابٌ أو أُجيعتْ
فأفرعَ شعرها الوبرُ المطارُ
فخيرٌ منْ مراعيها بذِلٍّ
عضاضٌ بالحناجرِ واجترار
وإلاَّ فابغيا شرفَ المعالي
بها إن كانَ للظُّلمِ انسفارُ
وضمَّاً بالخطيرِ غريبتيها
فثمَّ العزِّ يمنعُ والجوارُ
وماءٌ فاضلٌ عنها وبقلٌ
تبزَّلُ في كمائمهِ البكارُ
ردا المجدَ التليدَ بها وعوذا
بأغلبَ حبلُ ذمَّتهِ مغارُ
ببحرِ ندى ً يفيضُ وبدرِ نادٍ
وإن رغم البدورُ أو البحارُ
جوادٌ لا يزلُّ بهِ عثارٌ
وجارٍ لا يشقُّ له غبارُ
تمنى النَّاسُ أصغرَ همَّتيهِ
فماتتْ دونها الهممُ الكبارُ
وطارَ بهِ فأنعلهُ الثريا
فؤادٌ لا يطيرُ بهِ الحذارُ
ونفسٌ حرَّة ٌ لا يزدهيها
حلى الدُّنيا وزخرفها المعارُ
يبيتُ الحقُّ أصدقَ حاجتيها(81/67)
وكسبُ العزِّ أطيبَ ما يمارُ
إذا التفتتْ إلى الدُّنيا عيونٌ
فلفتتها إباءٌ واحتقارُ
من الوافينَ أحلاماً وعهدا
إذا هفت الحبا ووهى الذمارُ
كرامٌ لا يرونَ العسرَ فقرا
وفي العرضِ الغنى والافتقارُ
إذا عزَّوا بأرضٍ أوطنوها
وإن ضيموا بها ركبوا فساروا
كفوا بدلالة ِ الكافي عليهمْ
بحرصٍ ما أدعى لهمْ الفخارُ
مضوا سلفاً وجاءَ يزيدُ مجدا
كما أوفى على السُّحبِ القطارُ
توحَّدَ من بني الدُّنيا ركوبٌ
صعائبها إذا كرهَ الخطارُ
سعى فحوى الكمالَ وهمْ قعودٌ
وأنجدَ يطلبُ الدُّنيا وغاروا
وأشرفُ شيمة ٍ ظلفٌ وأمرٌ
يطاعُ وعفَّة ٌ معها اقتدارُ
وعفَّ فباتَ يحلبهنَّ مذقا
وأخلافُ الزَّمانِ لهُ غزارُ
حميتَ الملكَ مقتبلاً وكهلا
يخافُ منَ الدَّنيَّة ِ أو يغارُ
ولمْ تدخلْ غريباً خارجيِّاً
لهُ بسواهُ نهضُ وانتصارُ
وقوَّمتَ الأمورَ وهنَّ ميلٌ
لها في كفِّ جابرها انكسارُ
وكلُّ دعيِّ فضلٍ مستطبٍّ
لهُ بالعجزِ شغلٌ واعتذارُ
وسعتَ النَاسَ إحساناً وعطفا
كأنكَ رأفة ً بهمْ ظؤارُ
وصرتَ حلى الملوكِ وأيَّ كفٍّ
لهمْ مدَّتْ فأنتَ لها سوارُ
تشيرُ بكَ العلا نصحاً عليهمْ
إذا ما خانَ رأيُ مستشارُ
بكَ انتصرتْ يدي وعلا لساني
وصمَّمَ ناظري وبهِ ازورارُ
وكنتُ أطيعُ مضطرَّاً زماني
فأصبحَ لي على الزَّمنِ الخيارُ
برعيكَ فيَّ حقِّ الفضلِ صحَّتْ
قناة ٌ كلُّها وصمٌ وعارُ
وجدتَ فعدتُ بعدَ جفوفِ عودي
وفي أغصانِ أيكتي اخضرارُ
عرفتَ توحدي فغرستَ منِّي
غصوناً ذا الثَّناءِ لها ثمارُ
محاسنُ لا يراها فيَّ إلاَّ
بصيرٌ كيفَ ينتقدُ النُّضارُ
وردتُ نداكَ عذباً لم يكدَّر
لهُ حوضٌ ولمْ تنزفْ غمارُ
على الإعسارِ تعطيني كثيرا
ويعطى النَّاسُ ما بلغَ اليسارُ
ومنْ آياتِ جودكَ أنْ غنينا
بهِ وإلى القليلِ بكَ افتقارُ
فعشْ يبلغكَ ما تجزى القوافي
وما يسدى بهنَّ وما ينارُ
بكلِّ غريبة ِ المعنى علوقٍ
إذا قرتْ فليسَ لها نفارُ
تسيرُ بعرضكَ المجلوِّ فيها(81/68)
مسيرَ الشَّمسِ مهلتها بدارُ
لها في الجوِّ رافعة ً صعودُ
وفي مهوى الرِّياحِ لها انحدارُ
كأنَّ فتيقَ منشرها يمانٍ
تنفَّسَ في حقائبهِ العطارُ
يسوقُ المهرجانُ إليكَ منها
عرائسَ والنَّشيدُ لها نثارُ
مبشِّرة ً بأنَ اللهُ عينٌ
عليكَ منَ الرَّدى الجاري وجارُ
وأنَّكَ خالدٌ لا اللَّيلُ يفني
مداكَ منَ البقاءِ ولا النَّهارُ
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ما ليلتي على أُقرْ
ما ليلتي على أُقرْ
رقم القصيدة : 60072
-----------------------------------
ما ليلتي على أُقرْ
إلاَّ البكاءُ والسَّهر
بتُّ أظنُّ الصُّبحَ بال
عادة ممَّا ينسفر
أرقبُ منْ نجومها
زوالَ أمرٍ مستقرْ
رواكدٌ كأنَّما
أفلاكهنّ لمْ تدرْ
وكلّمَا قلتُ انطوى
شطرٌ منَ الليلِ انتشرْ
أسألها أينَ الكرى
أينَ النَّهارُ المنتظرْ
وكلُّ شيءٍ عندها
إلاَّ الرُّقادُ والسَّحرْ
منْ مخبري فما أرى
هلْ دامَ ليلٌ فاستمرْ
وغابتِ الشَّمسُ نعمْ
فكيفَ خلِّدَ القمرْ
أينَ الأُلى طرَّحهمْ
مطارحَ البينِ الحذرْ
غابوا وما غابتْ لهمْ
دارٌ ولا جدَّ سفرْ
لكنْ عيونُ الكاشحي
نَ الشُّرزُ منها والخرزْ
ما برحتْ لا نظرتْ
تمنعنا حتَّى النَّظرْ
تطلَّعوا نارَ الجوى
في القلبِ كيفَ تستعرْ
وما الَّذي تبعثهُ
على الجوانحِ الذِّكرْ
وأيُّ نارٍ للفؤا
دِ فيهمُ عندَ البصرْ
غنِّيٌ بهيفاءِ الرِّفا
قُ والكؤوسُ لمْ تدرْ
فكلُّ صاحٍ انتشى
وكلُّ نشوانَ سكرْ
كأنَّما قلبي لها
في صدرِ كلِّ منْ حضرْ
فظلتُ أبكي مثلما
أشربُ أدمعاً حمرْ
كأنَّ ماءَ قدحيْ
منْ بينِ جفنيَّ عصرْ
قالَ الرَّسولُ عتبتْ
هيفاءُ قلتُ ما الخبرْ
قالَ تقولُ ملَّنا
قلتُ الملولُ منْ غدرْ
لا والَّذي لو شاءَ أنْ
ينصفني منها قدرْ
ما خدعتْ بغيرها
عيني على حسنُ الصُّورْ
بلى ولا أنكرهُ
وليسَ بالأمرِ النُّكرْ
لقدْ رأيتُ البانَ منْ
ذي العلمينِ والسَّمرْ
تضربهُ ريحُ الصِّبا
فيستوي وينأطرْ
فملتُ تشبيهاً بها
آخذُ ضماً وأذرْ(81/69)
فإنْ رأتْ ذلكَ ذن
با إنَّني لمعتذرْ
يا يومَ دبَّ بيننا
أمرُ الفراقِ ما أمرْ
ما كنتُ في الأيامِ إلاَّ
عارضاً ينطفُ شرّْ
قدْ عيَّفتكَ الطَّيرُ لي
لكنَّ قلبي ما زجرْ
ولائمٌ مدَّتْ لهُ
حبائلُ اللَّومِ فجرّْ
رأى هناتٍ فنهى
غيرَ مطاعٍ وأمرْ
قالَ فردَّ صاغرا
أغزلٌ معَ الكبرْ
وأيُّما علاقة ٍ
بينَ الغرامِ والعمرْ
وأينَ إطرابُ النُّفو
سِ معْ أصابيغِ الشِّعرْ
ربَّ شبابٍ ليلهُ
يصبحُ تنعاهُ الأزرُ
وشيبِ رأسٍ ذنبهُ
في الحظواتِ مغتفرْ
حلفتُ بالشُّعثِ الوفو
دِ زمرا على زمرْ
يرونَ ظلماً بارداً
بلثمِ ذلكَ الحجرْ
ومنْ دعا ومنْ سعى
واستنَّ سبعاً وجمرْ
وسوقهمْ مثلَ الحصو
نِ مرِّدتْ إلاَّ المذرْ
توامكاً ممطورة ً
أعشابها وقتَ المطرْ
جاءوا بها مجتهدي
ن تفتلى وتختبرْ
لكلِّ مهدٍ نسكهُ
أنفسٌ ما ليهِ نحرْ
أنَّ بني عبدِ الرَّحي
مِ نعمَ كنزُ المدَّخرْ
وخيرُ منْ سدَّتْ بهِ
يومَ الملمَّاتِ الثُّغرْ
المطعمونَ الهبرَ وال
عامُ عبوسٌ مقشعرْ
وصبية ُ الحيِّ تدا
ري الإبلَ عنْ فضلِ الجزرْ
والرِّيحُ لا تلوى بأك
سارِ البيوتِ والجدرْ
وتحسبُ الفائزَ من
ها ملقمَ البطنِ الحجرْ
والمانعينَ الجارَ لو
زحزحَ عنهمْ لمْ يجرْ
حتّى يعزَّ فيهمُ
عزَّ تميمٍ في مضرْ
منْ بعدِ ما صاحَ بهِ ال
موتُ استمتْ فلا وزرْ
والواهبونَ بسطَ الرِّ
زقُ عليهمْ أوْ قدرْ
لا يحسبونَ معطياً
أعطى إذا لمْ يفتقرْ
لهمْ حياضُ الجودِ وال
سُّودَدِ فعماً وغزرْ
تخلى لهمْ جمَّاتها
وبعدُ للنَّاسِ السُّؤرْ
أبناءُ مجدٍ نقلو
هُ أثراً بعدَ أثرْ
رواية ٌ يسندها
باقيهمُ عمَّنْ غبرْ
ينصرُ عنها القولُ بال
فعلِ فيسلمَ الخبرْ
طابوا حياة ً مثلما
طابوا عظاماً وحفرْ
تساهموا أفقَ العلا
تساهمَ الشَّهبِ الزُّهرْ
كأنَّهمْ في أوجهِ ال
دنيا البهيماتِ غررْ
فانتظموا نظمَ القنا
إلاَّ الوصومَ والخورْ
منْ هبة ِ اللهِ إلى
سابورَ فخرٌ مستمرّ
قسْ خبري عنهمْ إلى
أبي المعالي واعتبرْ(81/70)
ترَ العروقَ الزَّاكيا
تِ منْ شفافاتِ الثَّمرْ
المشترى الحمدَ الرَّبيحَ
لايبالي ما خسرْ
والطَّلقُ حتَّى ما تبي
نَ عسرة ٌ منَ اليُسرْ
تكرعُ منْ أخلاقهِ
في سلسلٍ عذبِ الغدرْ
لمْ يبقِ راووقُ الصِّبا
قذى ً بهِ ولا كدرْ
ثمَّ فحلَّتْ أربعي
ين عشرة ٌ منَ العمرْ
وفاتَ أحلامَ الكهو
ل وهو في سنِّ الغمرْ
وأبصرَ اليومَ غداً
فلمْ يردْ إلاَّ صدرْ
لا ضامهُ الخوفُ ولا
أطغاهُ في الأمنِ البطرْ
على نداهُ باعثٌ
منْ نفسهِ لا يقتسرْ
إذا أحسَّ فترة ً
لجَّ عليها ونفرْ
لا يخلفُ الظنَّ ولا
يلقى الحقوقَ بالعذرْ
علقتُ منْ ودِّكَ بال
مستحصفِ المثنى المررْ
أملسَ لا تسحلهُ
بالغدرِ كفُّ المنتسرْ
وكنتُ منْ حيثَ اقترح
تَ وأبي قومٌ أخرْ
تعطي على الحفَّة ِ ما
يعطونَ والضَّرعُ دررْ
والخيرُ منْ مالكِ لي
وإنْ وفى وإنْ كثرْ
محبة ُ ما فوَّزتْ
نفسي منها في غررْ
فما أطيرُ بأخٍ
محلِّقاً ما لمْ تطرْ
ولا ينزَّى كبدي
إذا وصلتَ منَ هجرْ
فابقَ على وغرِ الحسو
دِ نجوة ً منَ الغيرْ
ترعاكَ عينُ الله لي
منْ شرِّ أعينِ البشرْ
ما ذيَّلَ النيروزُ في
ثوبِ الرِّياضِ وخطرْ
وكرَّ عامٌ مقبلٌ
وابقَ إلى أنْ لا يكرْ
واسمعْ لها تهدي إلى ال
عرضِ الغنى وهي فقرْ
تضوعُ في النَّاسِ بها
نوافجُ لسنُ السُّررْ
سلَّمتِ الرِّيحُ لها
شرطَ الرَّواحِ والبكرْ
كما تمطَّتْ بالخزا
مى لكَ أرواحُ السَّحرْ
قهي بكمْ معقولة ٌ
وهي شرودٌ لا تقرّْ
إذا بناتُ شاعرٍ
أُنِّثنَ أوْ كنَّ عقرْ
فكلُّ بنتٍ ولدتْ
في مدحكمْ منِّي ذكرْ
ترى حسودي حاضراً
ينشدُ وهو يحتضرْ
تعجيلهُ عنْ نفسهِ
سابقة ً أمرَ القدرْ
يصغي لها وودُّهُ
لو كانَ منْ قبلُ وقرْ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> تمدُّ بالآذانِ والمناخرِ
تمدُّ بالآذانِ والمناخرِ
رقم القصيدة : 60073
-----------------------------------
تمدُّ بالآذانِ والمناخرِ(81/71)
لحاجرٍ ومنْ لها بحاجرِ
تغرُّها منهُ أحاديثُ الصِّبا
ولا معاتٌ في السَّحابِ الباكرِ
وأعينٌ موكَّلاتٌ بالحمى
منْ مستقيمِ اللَّحظِ أوْ مخازرِ
تودُّ لو أنَّ ثراهُ عوضٌ
منْ دمعها يستافُ بالمحاجرِ
أرضٌ بها السَّابغُ منْ ربيعها
وشوقها المكنونُ في الضَّمائرِ
مشاربٌ تخرُّ تحتَ سوقها
وعشبٌ يضفو على المشافرِ
وحيثُ دبَّتْ وربتْ فصالها
وبركتْ تفحصُ بالكراكرِ
وأمنتْ ساربة ً سروحها
شلَّة َ كلِّ مطاردٍ مغاورِ
تمنعها سيوفُ بكرٍ أنْ ترى
بؤساً وتحميها رياحُ عامرِ
فهل لها وهلْ لمنْ تحملهُ
منْ عائفٍ بحاجرٍ أوْ زاجرِ
سارتْ يمينا والغرامُ شأمَّة ٌ
ياسرْ بها يابنَ رواحٍ ياسرِ
فإنَّها منْ حبِّها نجداً ترى
بكثبِ الغورِ شفارَ الجازرِ
وبالحمى أفئدة ٌ منْ شجوها
خالية ٌ سالمة ُ الضَّمائرِ
وأعينٌ تحسبها قريرة ً
نائمة ً عنْ أعينٍ سواهرِ
يرمينَ كلَّ ساهرٍ بمزعجٍ
وكلَّ مجبورِ الحشا بكاسرِ
كفَّلهنَّ السُّقمُ بقلوبنا
فكلُّ قلبٍ في ضمانِ ناظرِ
ياليتَ شعري والمنى تعلَّة ٌ
هلْ بمنى ً لعهدنا منْ ذاكرِ
أمْ هلْ على بعدِ النَّوى إلى التي
لها الهوى منْ راكبٍ مخاطرِ
لعلَّهُ يحملْ منْ سلامنا
نخبة َ زادِ الرجلِ المسافرِ
ألوكة ً خفَّتْ ومنْ ورائها
بلابلٌ تعقرُ بالأباعرِ
إذا رأيتَ الشَّمسَ في أترابها
فاحبسْ وقلْ عنِّي غير صاغرِ
اللهُ يا ذاتَ اللمى في أدمعٍ
قوائرٍ وأدمعٍ فواترِ
وفي عهودٍ كتبها مبلولة ٌ
وهي لديكَ في النَّسيِّ الدَّاثرِ
فإنَّ منْ دينكمْ في يعربٍ
أنْ تأنفوا منْ الذَّمامِ الفاجرِ
وفي الضُّيوفِ الغرباءِ عندكمْ
قلبٌ يضامُ مالهُ منْ ناصرِ
فقرِّبوا صحبتهُ واحتفظوا
فيهِ بحقِّ البائعِ المهاجرِ
إمّا قرى النَّادي الكريمِ أو فر
دُّوهُ على أربابهِ بالخاطرِ
أكلَّ كفٍّ ظفرتْ لئيمة ٌ
وكلُّ عقدٍ في بنانِ غادرُ
منْ لكَ بالنّاسِ ولا ناسُ همُ
إلاّ كلامُ المحرجِ المكاشرِ
نفسكَ صنْ ليسَ أخوكَ غيرها
فقاللِ النّاسَ ولا تكاثرْ(81/72)
واعلمْ بأنَّ عزَّها قنوعها
برزقها الميسورِ في المعاسرِ
وإنْ وصلتَ أو سألتَ فأخاً
صحَّ على التّجريبِ والمخابرِ
أخاً ترى لوجههِ قبلَ الجدا
أسرَّة ً تلقاكَ بالبشائرِ
مثلَ ابنُ أيُّوبٍ وأينَ مثلهُ
مثِّلَ للأشباهِ والنَّظائرِ
منْ طينة ِ المجدِ الّتي فروعها
تنبيكَ عنْ طهارة ِ العناصرِ
الطَّيِّبينَ أنفساً باقية ً
وأرمساً في ظلمِ الحفائرِ
يدلُّكَ المجدُ على الأوائلِ ال
ماضينِ منهمْ بعلا الأواخرِ
داسوا ثرى المجدِ القديمِ ومشوا
خطراً على خدِّ الزَّمانِ الغابرِ
وأنطقوا بالخرسِ منْ أقلامهمْ
ألسنة َ الدَّسوتِ والمنابرِ
كلَّ كريمٍ لاسمهِ في مجدها
مالأسانيدِ الحديثِ السَّائرِ
ولابنهُ منْ بعدهِ ما يرثُ ال
شُّبولُ في الغابِ عنِ القساورِ
شهادة ٌ صدَّقها محمَّدٌ
صدقَ الربى عنِ الغمامِ الماطرِ
قامَ فأدَّى ثمَّ مرَّ زائدا
تجاوزَ الذِّراعِ شبرَ الشَّابرِ
قضى لهُ قاضي السَّماحَ والنَّدى
يومَ تحورُ حجَّة ُ المفاخرِ
قضيَّة ٌ شقَّتْ على الهضبة ِ منْ
رضوى وأزرتْ بالفراتِ الزَّاخرِ
رأى الكمالَ حلَّة ً فاحتلَّها
وربعها مقوٍ بغيرِ عامرِ
ونهضَ الفضلُ لهُ في مزلقٍ
مسَّنمٍ يكسرُ بالعوابرِ
جرى ففاتَ والعلا منْ خلفهِ
تقولُ قاصرْ منْ خطاكَ قاصرِ
حتّى أرانا العجزُ في قولهمُ
طالبُ شأوِ المجدِ غيرُ ظافرِ
للهِ أنتَ منْ جمالٍ ظاهرٍ
وخلقٍ صافي الغديرِ طاهرِ
وعدَّة ٍ ليومٍ لا يغني أخا ال
حاجة ِ إلاَّ أنفس الذّخائرِ
عهدٌ كملمومِ الصّفاة ِ متعبٌ
جانبها لنْ يبتغى لفاطرِ
وخلَّة ٌ لا يهتدي لنقضها
على الزَّمانِ ناقضُ المرائرِ
أحرزَمنْ كنتَ وراءَ ظهرهِ
حصنا لهُ منْ جولة ِ الدَّوائرِ
يحسدكَ النَّاسُ وأيُّ عاجزٍ
لمْ تدوهِ شقاوة ٌ بقادرِ
وإنَّني معْ بغضِ كلِّ حاسدٍ
أقضي لحسَّادكِ بالمعاذرِ
يفديكِ كلُّ ساكتٍ مدامجٍ
بغلَّة ٍ وبائحٍ مظاهرِ
وشامتٍ إنْ رفعتْ لعينهِ
صيفية ٌ منَ السَّحابِ العابرِ
جهامة ٌ يفتحُ فاهُ نحوها(81/73)
يحسبها جهلاً منَ المواطرِ
يسرّهُ العاجلُ منْ أظلالها
وهي غداً مهتوكة ُ السَّتائرِ
وربَّما عادتْ بذي حواصبٍ
عليهِ واجتاحتْ وذي صراصرِ
كمنْ جنى البغيُ على أمثالهِ
منْ غامطٍ نعماءَ كمْ وكافرِ
وأنتمُ في معزلٍ منْ شرِّها
وجانبٍ منَ النَّجاءِ وافرِ
عوائدٌ للهِ فيكمْ ضمنتْ
لمَّ الشَّتيتِوجبورِ الكاسرِ
كمْ مثلها قدْ غلطََ الدَّهرُ بها
ثمتَ لاذّ منكمُ بغافرِ
دجتْ ولكنْ أقشعتْ عنء أنفسٍ
سواكنِ وأعينٍ قرائرِ
وكمْ تعيَّفتُ لكمْ سفورها
منْ قبلِ أنْ يبرزَ وجهُ السَّافرِ
فلمْ تكذَّبْ فيكمُ زاجرتي
قطُّ ولا خُيِّبَ يمنُ طائري
فانتظروها ويدي رهنٌ بها
فربما كانتْ كرجعِ النَّاظرِ
بكَ استجابَ الدَّهرُ لي ودعوتي
تجولُ منُ حولَ سمعٍ واقرِ
وأبصرَ الحظُّ الطَّريقَ فاهتدى
إليَّ وهو أبلهُ البصائرِ
حصَّنتَ وجهي وحقنتَ ماءهُ
فليسَ مذْ حقنتهُ بقاطرِ
ولمْ تدعْ لي منذُ أولدتَ المنى
مشقَّة ً إلى لقاحِ العاقرِ
كمْ أربٍ كنتُ إليهِ سببي
فتلتهُ بمحصدِ المرائرِ
وخلَّة ٍ أعضلني شفاؤها
شفيتني منْ دائها المخامرِ
ملكتني ملكَ الوفاءِ بيدٍ
تطلبُ بعضي فتحوزُ سائري
فصارَ يرضيني بما ترضاهُ لي
منذُ عرفتُ نافعي منْ ضائري
فلا تخفْ فيكَ اللَّيالي جانبي
بقاصدِ السَّهمِ ولا بغائرِ
ولا يزلْ عزُّكَ لي ذخيرة ً
لأوَّلٍ منْ عيشتي وآخرِ
مالاحَ صبح بضحى أضاءَ لي
وشوّقَ الواردُ ريُّ الصَّادرِ
وحسرَ النيروزَ منْ قناعهِ
طلعتهُ على الرَّبيعِ النَّاضرِ
وزاركمْ يرفلُ في وشائعٍ
منْ حللِ الرَّوضِ وفي حبائرِ
بكلِّ عذراءَ لها في خدرها
صرامة ً ما للهصورِ الخادرِ
حاطمة ٍ تنحى على معاشرٍ
وتحفة ٍ تهدى إلى معاشرِ
إقذاعها على عداكمْ ولكمْ
منها يدُ الرَّاضي ولفظُ الشَّاكرِ
تطربُ للحادي إذا غنَّى بها
فيكمْ وتستقصرُ ليلَ السَّامرِ
كأنَّهمْ لمْ يسمعوا منْ قبلكمْ
في ماجدٍ مقالة ً منْ شاعرِ(81/74)
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ألا يا خليلي المجتبى من خزيمة ٍ
ألا يا خليلي المجتبى من خزيمة ٍ
رقم القصيدة : 60074
-----------------------------------
ألا يا خليلي المجتبى من خزيمة ٍ
هلْ أنتَ أمينٌ إنْ أمنتَ على سرِّي
وهلْ أنتَ عني إنْ أمنتَ مبلِّغٌ
ألوكة َ عتبٍ ضاقَ عن حملها صدري
نشدتكَ بالشَّعثِ الدَّوافعِ منْ منى ً
خلاطاً كما خبِّرتَ عن ليلة ِ القدرِ
وبالأسودِ الملثومِ قدْ ضغطوا بهِ
جنوبهمْ والمشعرينَ وبالحجرِ
أكنتَ بسمعى أو أظنُّكَ سامعا
بأعجبَ منْ ابياتِ قومكَ في أمري
يغارُ على الأموالِ في كلِّ حلِّة ٍ
وفتيانُ عوفٍ قدْ أغاروا على شعري
سلائبُ لي منهوبة ٌ في رحالهمْ
ينادينَ بالخيباتِ من حلقِ الأسرِ
مطارحُ للرُّكبانِ يقتسمونها
تناقلها الأفواهُ مصراً إلى مصرِ
يغنَّى بها الحادي ويشدو لشربهمْ
بها المطربُ الشَّادي ويثنى بها المطري
كرائمُ قد أهديتهنَّ تبرُّعاً
لكلِّ فتى ً لمْ يرعَ لي حرمة َ الصِّهرِ
همْ خطبوها راغبينَ وسوَّدوا
عليها نفيساتٍ منْ البذلِ والوفرِ
وكانتْ على قومٍ ملوكٍ سواهمُ
تكونُ مع الجوزاءِ أو عنقِ النِّسرِ
ممنَّعة ً أنْ تستباحَ بخدعة ٍ
ووعدِ بروقٍ وتساقَ على قسرِ
فلما غدتْ مجنوبة ً في حبالهمْ
تواصوا عليها بالخيانة ِ والغدرِ
كأنهمْ شلَّوا بها سرحَ مهملٍ
نفاهُ الرُّعاة ُ بينَ بابلَ والعقرِ
فعرِّجْ علليهمْ ثمَّ قلْ لمفرِّج
أترغبُ في مدحي وتزهدُ في شكري
أترضى بأنْ أضوى وكفُّكَ مخصبٌ
عشيبٌ وأطوى منْ يديكَ على النَّحرِ
وتظلمَ آمالي عليكَ ومطلبي
ووجهكَ منْ تحتِ اللِّثامِ أخو البدرِ
وقدْ سارتْ الأخبارُ أنَّكَ خيرهمْ
قرى ً يومَ يبكي الضَّيفُ من عضَّة ِ القرِّ
وأعقرهمْ للبزلِ والعامُ أشهبٌ
وأوسعهمْ خطَّاً لأثفيَّة ِالقدرِ
تجودُ فتعطي في الغنى قدرة َ الغني
وتجبرُ أكسارَ الفقيرِ على الفقرِ
فما بالُ بكرٍ حرَّة ٍ بعثتْ بها
إليكَ القوافي منْ عوانٍ ومنْ بكرِ(81/75)
شغفتَ بها ثمَّ أنصرفتَ ملالة ً
بوجهكَ فيها عنْ جزائي وعنْ ذكري
وأمهرتموها وارتجعتمْ صداقها
فهلْ تستحلَّونَ النِّكاحِ بلا مهرِ
فأينَ السَّماحُ المزيديُّ وما ابتنى
أبوكمْ وبقيَّ منْ علاءٍ ومنْ فخرِ
وما لمْ تزالوا تنفقونَ على العلا
وتعطونَ منْ مالٍ ومنْ نعمٍ دثرِ
أعيذكمْ منْ أن يقالَ عليكمُ
ثوى معهُ جودَ الجماعة ِ في القبرِ
وحاشاكمُ منْ أنْ تخيسَ بضائعي
لديكمْ بما تنمي البضائعُ للتَّجرِ
وقدْ ملأتْ فيكمْ أوابدي الملا
وسارتْ حداءَ العيسِ أو طعمَ السَّفرِ
وعندي فيكمْ ما يسوءُ عداكمُ
ويبقي لكمْ ما سرَّكمْ آخر الدَّهرِ
فإنْ تقتنوها بالجميلِ بنتْ لكمْ
حصوناً على الأحسابِ منْ أنفسِ الذُّخرِ
وإنْ تغصبوها تمسِ في غيرِ حيِّكمْ
تشكَّى اضطراراً أو تكلَّمَ عن عذرِ
أيا نجمَ عوفٍ يا مفرَّجَ كربها
أما آنَ لي أن يخجلَ المطلُّ من صبري
حملتُ التَّقاضي عنكمُ مهلة ً لكمْ
فأنظرتكمْ في العسرِ فاقضوا مع اليسرِ
وقلْ يا رسولي مبلغاً سفراءهمْ
جميعاً وخصَّ العبدريَّ أبا نصرِ
أفي الحقَّ أنْ سوَّمتُ بيني وبينكمْ
خيولَ الأماني ثمَّ تقعدُ عنْ نصري
وأغريتني حتى إذا ما ولجتها
تأخرتَ عني والعقابُ على المغري
أما تذكرُ العهدَ الذي كانَ بيننا
بلى تتناساهُ وأنتَ على ذكرِ
تنامونَ عنْ حقَّي وتلغونَ مدحتي
وأنتمْ حملتمْ ثقلَ ذاكَ على ظهري
فقمْ يا أبا نصرٍ قيامَ ابنِ حرَّة ٍ
بنصرِ صديقٍ أنتَ أوقعتهُ حرِّ
وعدْ برسولي يحملُ الغرمَ وافراً
وفزْ بثنائي فهوَ أسنى منَ الوفرِ
وقلْ للأميرِ ابنِ الأميرِ نصيحة ً
تربَّصْ بخيري واحترسْ منْ أذى شرِّي
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> هوَّنَ باللَّيلِ عليها الغررا
هوَّنَ باللَّيلِ عليها الغررا
رقم القصيدة : 60075
-----------------------------------
هوَّنَ باللَّيلِ عليها الغررا
أنَّ العلا مقيداتٌ بالسَّرى
فركَّبتْ بسوقها رءوسها(81/76)
حتى تخيلنا الحجولَ الغررا
تحسبها عجرفة ً وورهاً
فيما ترى خابطة ً ليستْ ترى
تنضى النَّهارُ شملة ً جونيَّة ً
وتلبسُ اللَّيلَ رداءً أخضرا
ترى بما تجهضُ منْ سخالها
لحماً مضيغاً ودماءً هدرا
علَّمها النَّومُ على رباطها
ذليلة ً أنْ تستطيبَ السَّهرا
كلُّ ابنِ ذاتِ أربعٍ تحسبهُ
ذاتَ جناحينِ إذا تمطَّرا
ينتشرُ الأرضَ فلا يردعه
كيفَ طواها عنقاً أو حضرا
يرى الظَّلامَ بشهابيْ قابسٍ
لا يستميحانِ النُّجومَ خبرا
تكارها شمسَ الضُّحى وأقسما
على الدُّجى لا يصحبانِ القمرا
إنْ غابَ شخصُ مقلتيهِ أبصرتْ
أذناهُ هلْ خبِّرتَ سمعاً بصرا
يلهبُ قرعُ السُّوطِ منهُ مرجلاً
يجيشُ صدراً ويجيشُ منخرا
يعطي الشَّكيمَ ساءهُ أو سرَّهُ
لحياً أبيَّاً أو عذاراً أصعرا
يظما فلا يشرعُ مسبوقاً على
صافية ٍ ولو تكونُ الكوثرا
عافَ البقايا أنَّهُ منتتجٌ
في معشرٍ لا يشربونَ السُّؤرا
يأنفُ منْ ماءِ الزكيِِّ أنَّهُ
في الأرضِ أو تسقي السَّماءُ المطرا
كالنَّجمِ في نهارهِ وليلهِ
إما ارتفاعا سارَ أو منحدرا
ذلكَ دأبُ ربَّهِ ودأبهُ
ما استقدما فشاورا التَّأخرا
إذا أصابا وطراً من العلا
فذاكَ أو فيبلغانِ العذرا
للهِ مفطورٌ على سوددهِ
إذا رأى العجزَ غماراً شمَّرا
يصرفُ عنْ بيتِ الهوانِ وجههُ
وإن ضفتْ أفياؤهُ وخضرا
يريهِ صدرَ اليومِ ما في غدهِ
رأيٌّ إذا الرأيُ أصرَّ أبصرا
يأوي إلى بديهة ٍ في عزمهِ
تطلعهُ قبلَ الورودِ الصَّدرا
تنصرهُ الوثبة ُ في أوانها
إذا الهوينى خانتِ المنتظرا
لا يعلقُ الأعداءُ في أتباعهِ
بعينهِ فيعظمونَ الأثرا
وكلُّ منْ قصَّرَ عن عدوهِ
أعظمهُ ضرورة ً لا خيرا
كاللَّيثِ يقلى وهو يطرى أو كما
نافقَ أعداءٌ وزيرَ الوزرا
قادحهمْ ففازهمْ أروعُ ما
قامرَ في العلياءِ إلاَّ قمرا
مقلِّبٌ جانبهُ وحظُّهُ
من السُّعودِ سفراً أو حضرا
تواصتِ الأقدارُ أنْ تمضي على
تدبيرهِ جارية ً كما جرى
وغيرهُ والنُّقصُ حظُّ غيرهِ(81/77)
إنْ أحمدَ الآراءَ ذمَّ القدرا
عضَّ العدا أظافراً منْ بعدهِ
تدمى ولمْ ترزقْ عليها الظَّفرا
ولمْ يكنْ من شرفِ الدِّينِ لمنْ
يندمُ إلاَّ أنْ يعضَّ الحجرا
ولا لدارٍ فاتها ودولة ٍ
منهُ سوى أنْ أقويا وأقفرا
أبصرها بلهاءَ جاهليَّة ً
ذاتَ فسوقٍ لا تخافُ النُّذرا
مجنونة َ الودادِ إما عاهدتْ
لمْ يكُ إلاَّ الغدرَ والتغيُّرا
أشهى خليليها إليها خلَّة ً
منْ كانَ أدمى همَّة ً وأحقرا
تكيلُ بالجورِ إذا ناصفها
وتنبذُ العرفَ تراهُ منكرا
نافرة ً منْ ذي اليمينِ إذا
قوَّدها حتى تطيعَ الأبترا
فردَّها بالعتبِ ردَّ ناقدٍ
غالطَ فيها النَّفسَ حتى استبصرا
ألقى على غاربها حبالها
منْ بعدِ ما متَّعها وأمهرا
على أوانَ شوَّهتْ وعُنِّستْ
وسُلبتْ جمالها والخفرا
تناحلوها شرهاً وزاحموا
عجزاً شفيرَ جرفها المهوَّرا
فطرَّفوا منها بشلوٍ ميِّتٍ
وأكثروا فيهِ الجدالَ والمرا
مرَّ وولاَّهمْ رزايا سرحها
يدَّبرونَ منهُ أمراً مدبَّرا
يا ليتَ شعرَ الملكِ منْ عذيرهُ
بعدكِ مما جرَّ عجزُ السُّفرا
ودولة ٍ أسلمها عميدها
كيفَ يظنُّ كسرها أنْ يجبرا
وهلْ لها أنْ تستوي قائمة ً
ما لمْ تجدكَ النَّاعمَ المقدَّرا
وكيفَ يرجى عندَ ذؤبانِ الغضا
في الغيلِ أنْ تحمي حمى أسدِ الشِّرى
خطوتها مستقدماً أمامها
لمَّا رأيتَ خطوها إلى ورا
نجَّاكَ منها أنْ ترى مهتصراً
بغمرة ٍ حاشاكَ أو مقتسرا
يدٌ علتْ عن أن يكونَ فوقها
يدٌ ونفسٌ لا تطيعُ الأمرا
ونخوة ٌ سيماءُ فارسيَّة ٌ
شمَّاءُ لا تعطى الخزامَ منخرا
أفدتها كفاية ً جامعة ً
منها وظلاً فوقها منتشرا
فهي إذا ذكرتْ مع خطَّابها
تقولُ كلُّ الصَّيدِ في جوفِ الفرا
غداً تلظَّى تشتكي أوامها
إلى الفراتِ وهي تسقى الكدرا
واضعة ً جبينها لموسمِ الذُّ
لِّ وخديَّها جميعاً للثرى
قد غمزَ الأغمارُ في صعدتها
فهي تداعى خطلاً وخورا
حتى تلوذَ تستغيثَ ربَّها
منكَ وترجو ذنبها أنْ يغفرا
ويأخذُ الدَّهرُ بناصيتها(81/78)
سوقاً فيأتيكَ بها معتذرا
قدْ أدَّبتهُ لكمُ جهلاتهُ
فيكمْ وإنْ جرَّبَ قوماً أخرا
جرياً على العادة في استصراخهِ
بعفوكمْ إذا هفا أو عثرا
فاستقبلوا منها مريرا قد حلا
لمجتنيكمْ وسقيماً قدْ برا
أصلحتمُ ببعدكمْ فسادها
والجرحُ لا يدملُ حتى يسبرا
وكلّ محبوبٍ إذا الوصلُ طغى
يوماً بهِ فظنُّهُ أنْ يهجرا
وزارة ٌ كمْ قدْ قدحتُ زندها
فيكمْ وكمْ قمتُ بها مبشِّرا
فلمْ تكذّبْ قطُ لي عائفة ٌ
فيها ولا خيِّبَ فألٌ زجرا
قدْ ثبتَ المعجزُ لي في صدقها
منْ طولِ ما صحَّ وتكرَّرا
كالوحي لو أنَّي خلقتُ ملكاً
طرتُ بهِ لكنْ خلقتُ بشرا
فانتظروها إنَّما ميعادها
غدٌ ويا قربَ غدٍ منتظرا
فعندها يبردُ حرُّ أضلعٍ
يوقدُ شوقي بينهنَّ شررا
وعندها يحلو بعيني وفمي
ما قدْ أمرَّ الماءُ عذباً والكرى
ويكمدُ الحاسدُ والشَّامتُ بي
بفرطِ ما قدْ أكلاني أشرا
كاشفني بعدكمُ بغلِّهِ
منْ كانَ يخشى جانبي مستترا
وكلُّ جبسٍ يدهُ ووجههُ
منْ حجرٍ يلقمُ منِّي حجرا
واجهَ بالعصيانِ فيَّ أمركمْ
والدَّهرُ لا يعصيكمُ لو أمرا
كنتُ لهُ ذريعة ً إليكمُ
وكنتمْ بالعلجِ مني أبصرا
فجنِّبوني عفوكمْ عنهُ غداً
أكنْ لكمْ منهُ ولي منتصرا
يا عشبَ أرضي وسماءَ روضتي
ودارَ أمني يومَ أرعى الحذرا
ومنْ إذا عرِّيَ من ظلِّهمْ
ظهري فقدْ ألقيتُ شلواً بالعرا
قدْ أكلتنا بعدكمْ فاغرة ٌ
أنيابها قبلَ العضاضِ جزرا
لمْ يتأسَّ بنتاجٍ إذا أتتْ
ضيفٌ ولمْ توقدْ لها نارُ القرى
تعترقُ العظمَ كما تسترطُ الل
حمَ وجلَّتْ أن تحصَّ الوبرا
فنظراً وإنْ نأتِ داركمُ
وأرشدوا لمنْ يقولُ نظرا
يا فرحة ً يومَ أرى رايتكمْ
تلاوذُ الرِّيحَ تؤمُّ العسكرا
ونشرَ أيديكمْ وأعراضكمْ
بالزَّابِ يلقاني وشاطى عكبرا
والأمرُ فيكمْ؛ لا يطاعُ لقبٌ
زورٌ ولا يراقبُ اسمُ مفترى
لا غروَ إنْ كفيتها مستوزرا
بالأمسِ أنْ تكفيها مؤمَّرا
آملها وكيفَ لا يأملُ أنْ
يراكَ شمساً منْ رآكَ قمرا(81/79)
أنا الذي لو سجدَ النَّجمُ لكمْ
ما كنتُ مرتاباً ولا مستنكرا
ولو مسحتمْ زحلاً ببوعكمْ
رجوتُ بعدُ لعلاكمْ مظهرا
أقذيتُ أبصارَ العدا بمدحكمْ
فساوروني أحوصاً وأخزرا
ولمْ أراعِ فيكمْ تقيَّة ً
منْ كبدٍ غيظتْ وصدرٍ أوغرا
على سبيلي في موالاتكمْ
أمرَّ فرداً لا أخافُ الخطرا
وقاطناتٌ سائراتٌ معكمْ
تتبعكمْ محلَّة ً وسفرا
تشتاقُ منكمْ عامري أوطانها
ومنْ ثوتْ فيهمْ فقضَّتْ عمرا
لا تعدمونَ رسمها مردداً
عليكمُ وقسمها موفَّرا
ماكرَّ يومَ المهرجانِ وطراً
وصامَ ذو شهادة ٍ وأفطرا
قلتُ فأغضبتُ الملوكَ فيكمُ
وأنتمْ بي تغضبونَ الشُّعرا
العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أدمعكَ أمْ عارضٌ ممطرٌ
أدمعكَ أمْ عارضٌ ممطرٌ
رقم القصيدة : 60076
-----------------------------------
أدمعكَ أمْ عارضٌ ممطرٌ
أمِ النَّفسُ ذائبة ٌ تقطرُ
دعوا بالرَّحيلِ فمستذهلٌ
أضلَّ البكاءُ ومستعبرُ
وقالوا الوداعُ على رامة ٍ
فقلتُ لهم رامة ُ المحشرُ
وأرسلتُ عيني بالأنعمينِ
لتبصرَ لو أنَّها تبصرُ
فما حملتْ خبراً يستطا
بُ إلاَّ الَّذي كذبَ الخبرُ
وعنَّفني منذرٌ خاليا
ألفتَ وفورقتَ يا منذرُ
وقالوا تحمَّلْ ولو ساعة ً
فقلتُ لهم مدَّتي أقصرُ
ولكنْ تطاللْ بعينِ النَّصيحِ
لعلَّكَ مستشرفاً تنظرُ
أجنب الغضا يقبلونَ الرِّكا
بَ أمْ عرعراً قالَ بلْ عرعرُ
فلا تذكرونَ لقلبي السُّلوَّ
إنْ كانَ ذاكَ كما يذكرُ
سقى اللهُ ما كرمتْ مزنة ٌ
وما وضعتْ حاملٌ معصرُ
وحنَّتْ فدرَّتْ على أرضها
سماءٌ تبوحُ بما تضمرُ
ملاعبنا بالحمى والزَّ
نُ أعمى وليلُ الصِّبا مقمرُ
وعصرُ البطالة ِ مثلُ الرَّبيعِ
حياً أبيضُ وثرى ً أخضرُ
وظبية ُ جارٌ إذا شاءَ زا
رَ لا تستريبُ ولا تحذرُ
إذا لذَّتُ اليومِ عنّا انطوتْ
وثقنا بأخرى غداً تنشرُ
وفي الحيِّ كلُّ هلاليَّة ٍ
هلالُ السَّماءِ بها يكفرُ
تذلُّ على عزِّها للهوى
وتسبى وأنصارها حضَّرُ
تسيلُ الأسنَّة َ منْ دونها(81/80)
ونحنُ على سرِّها نظهرُ
فذاكَ وهذا لو أنَّ الزَّمانَ
إناءٌ إذا راقَ لا يكدرُ
تلوَّنَ في صبغِ أيَّامهِ
تلُّونَ ما نسجتْ عبقرُ
فيومٌ تعرُّفهُ غفلة ٌ
ويومٌ تجنُّبهُ منكرُ
يجدُّ ويبلى فطوراً غريبٌ
وطوراً يسدُّ الَّذي يعورُ
وحاجة ِ نفسٍ سفيرُ الرَّجا
ءِ يوْرِدُ فيها ولا يصْدرُ
تكونُ شجى ً دونَ أنْ تنقضي
وبابُ القضاءِ بها أعسرُ
بردتُ لساني أنْ أشتكي
أذاها وصدري بها يزفرُ
وعهدٍ رعيتُ وذي ملَّة ٍ
وصلتُ منَ الحقِ ما يهجرُ
أردتُ بقيَّتهُ فانعطفتُ
عليهِ وجانبهُ أزورُ
سها فتناسى حقوقي علي
هِ وهو على سهوهِ يذكرُ
أبالحقِ تهدمني بالجفاءِ
وأقطارُ عرضكَ بي تعمرُ
وتشربُ ظلمي مستعذباً
وظلمي ممرُّ الجنا ممقرُ
سأضربُ عنكَ صدورَ المطيِّ
وفي الأرضِ مغنى ً ومستمطرُ
نوازعُ تقمحُ وردَ الهوان
فتطمحُ تسهلُ أو توعرُ
وأنَّ لها في رجالِ الحفاظِ
مراداً إلى مثلهِ تزجرُ
وفوقَ ثنايا العلا أعينٌ
يهشُّ إليها ويستبشرُ
وفي جوِّ عجلٍ إذا أعتمتْ
وضلَّتْ نجومُ هدى ً تزهرُ
وأفنية ٌ تقبضُ الوافدينَ
إذا رفعتْ بينهمْ كبَّروا
يفيءُ لهمْ ظلُّها بالهجيرِ
وتأرجُ طيباً إذا أسحروا
متى تردِ الماءَ بالزّابيينِ
وترعى صريفينَ أو تعبرُ
تخضْ في جميمٍ يعمُّ السَّنام
وينصفهُ العنقُ المسفرُ
وتكرعُ منبسطاتِ الرِّقا
بِ لا يردُ النَّاسَ أو تصدرُ
ولراكبيها القرى والحمى
ورفدٌ يطيبُ كما يكثرُ
ومعقورة ٌ واجباتُ الجنوبِ
صفايا وفهَّاقة ٌ تهدرُ
فزاحمْ بها اللّيلَ حتَّى تكونَ
لها الصَّادعات لهُ الفجَّرُ
مواقرُ بالحاجِ تبطنُ حي
ثُ تطرحُ أثقالها الأظهرُ
فلا يعطفنَّكَ عنْ همَّة ٍ
هممتَ بها بارحٌ يزجرُ
فلا الجدُّ يدفعهُ أعضبٌ
ولا الحظُّ يصرفهُ أعورُ
ولا أنتَ رامٍ بها جانباً
يشطُّ ولا نيَّة ً تشطرُ
وعندَ أبي القاسمِ المكرما
تُ تنمي وأغصانها تزهرُ
كريمٌ يرى أنَّهُ بالملا
مِ يقذعُ أو بالغنى يفقرُ
إذا استأثرَ اللهُ بالمنفساتِ
منَ المالِ فهو بها مؤثرُ(81/81)
يهينُ الحياة َ بحبِّ الفناءِ
وكفَّاهُ في حسبٍ يغمرُ
ويعطى عطاءَ ابنَ عيسى ابنهُ
وما بينَ بحريهما أبحرُ
فهذا يجودُ على فقرهِ
وذاكَ على جودهِ موسرُ
ففي الضَّيمِ عنهُ فؤادٌ أصمُّ
إذا قطرَ الصَّخرُ لا يقطرُ
وأنفٌ يجيشُ بهِ منخراه
إذا سدَّ في آخرٍ منخرُ
ونفسٌ إذا العيشُ كانَ اثنتين
علاً تقتنى وغنى ً يؤثرُ
مضتْ في سبيلِ الأشقِّ الأعزِّ
ولمْ يصبها الأروحُ الأصغرُ
ويومٍ منَ الدّمِ ساعاتهُ
قميصُ النَّهرِ بهِ أحمرُ
تبطِّنهُ خائضاً نقعهُ
يقلَّصُ عنْ ساقهِ المئزرُ
حميّة ُ من لا تنامَ التِّرا
تُ خلفَ حشاهُ ولا تهدرُ
وضوضاء قطَّرَ بالمفحمي
نَ ظهرُ مطيَّتها الأزعرُ
تخلَّصها فمهُ فانجلتْ
كمافارقَ الصَّدفَ الجوهرُ
فوترٌ مضاعٌ بهِ يستقادْ
وفضلٌ مذارٌ بهِ ينصرُ
إذا قالَ فاعقدْ خيوطَ التَّميم
عليكَ فألفاظهُ تسحرُ
ويا تاركَ الخمرِ لا تأتهِ
فإنّ خلائقهُ تسكرُ
يريكَ بظاهرهِ غادة ً
تزمُّ حياءً وتستخفرُ
وفي فهمهِ لكَ نضناضة ٌ
خدورٌ وفي درعهِ قسورُ
تعطَّرَ منْ طيبهِ المجدُ عنهُ
وعنْ قومهِ الأطيبُ الأطهرُ
ملوكٌ قديمهمْ كالحديث
وبالفرعِ يعرفُ ما العنصرُ
وما أخلفوا أنْ يحلِّي الزَّما
نَ منهمْ أميرٌ ومستوزرُ
وقاضٍ ينفِّذُ أحكامهُ
إذا أمرَ النَّاسَ لا يؤمرُ
همُ لعشيرتهمْ كالسَّما
ءِ كلُّ الَّذي تحتها يصغرُ
لهمْ كأسُ نشوتها بالعشيِّ
وخيلُ الصَّباحِ إذا استذعروا
وفيهمْ مرابعها والصف
يُّ والقدحُ إنْ علِّي الميسرُ
وما سارَ منْ ذكرها في السَّماح
فهم ريَّشوهُ وهمْ طيَّروا
مضوا سلفَ المجدِ واستعمروا
ديارَ العلا سعى منْ أخَّروا
وقدْ علموا بابنهمْ يومَ را
شَ أن رمائمهم تنشرُ
وما هبة ُ اللهِ إلاَّ المدا
مُ منْ مثلِ كرمهمُ تعصرُ
فلا عصمُ سوددهم بالقنا
يُحلُّ ولا عودهمْ يقشرُ
ومنتحلٍ سمة َ الفاضلي
نَ والفضلُ منْ شكلهِ ينفرُ
تقلّدَ فيما ادَّعى غيرهُ
هوى ً وهوَ في اللؤمِ مستبصرُ
رآكَ كملتَ فظنَّ الكمالَ(81/82)