أبْصَرْتَ عُودِي عَارِياً فكَسَوْتَهُ
وقَدِ الْتَحَى مِنْهُ زَمَانِي مَا الْتَحَى
لا أسْتَزِيدُكَ غيرَ إذْنِكَ أن تَرَى
مَدْحِي عَليْكَ مُحَبَّراً ومُسَيَّحَا
بَدَأَ امتِنَانُكَ فاهْتَزَزْتَ ورُعْتَنِي
عن نشر ما تُسدِي فَمِدْتُ مُرَنَّحَا
مِنْ تَرْحَة ٍ كَادَتْ تُكَدِّرُ فَرْحَة ً
وأراكَ تكره أن أعيشَ مُتَرَّحَا
وإذا أبيتَ الشُّكْرَ مِن مُتَقَبِّلٍ
جَدْوَى يديْكَ حَمَيْتَهُ أنْ يفرحا
ومتى رَدَدْتَ القيل في فَم قائلٍ
لَفَح الفؤادَ وحَقُّه أنْ يَلْفَحَا
هي ضربة ٌ بالسيف إلا أنه
سيفٌ ضرْبتَ به وَلِيَّكَ مُصْفَحَا
وإذا ضربْتَ بِصَفْح سيفك صَاحِباً
خافَ الشَّبَا والموتُ فيه إن انْتَحَى
وكأنَّ مَنْ عذَلَ امرأً في مَدْحِهِ
إيَّاكَ من عَذَلَ امرَأً إنْ سَبَّحَا
قُلْ لي وقد أيْقَنْتَ أَنِّي عارف
بالحقِّ مُعْطى ً في البَلاَغة ِ مَنْدَحَا
أَاُمِيتُ ذِكْرَى مَنْ حَيِيتُ بفضله
وَرَعَيْتُ بعد الجدْبِ مَرْجاً أَفْيَحا
ما ذاكَ في حُكْمِ الحكيم بجائز
إنْ كان يعلمُ ما وعَى مِمَّا وَحَى
أوْلَيْتَ صالحة ً وليتَك لا تزل
بالصَّالحاتِ مُبَيَّتاً ومُصَبَّحَا
وأمرْتَهُ أنْ لا يَفُوهَ بذكرها
في الناطقين وغيرُ ذلك رُشِّحا
وإذ اصْطَنَعْتَ صَنِيعة ً وكتمتَها
وطَوَيْتَها فجديرة ٌ أن تُمْصَحَا
وكأنَّها عارٌ تحاول ضَرْحَهُ
عَنَّا وما يُسْدَى الجميلُ لِيُضْرَحَا
ما حَقُّ عُرْفٍ لم يُذِعْهُ وَليُّهُ
أنْ يَصْمِتَ المُوْلاَهُ بل أنْ يَصْدَحا
أوْلَى بطُول الجَحْدِ عُرْفُ مُبَخَّلٍ
مَنَّانِهِ رَفَضَ الفِعال ورَقَّحا
يُغْشَى فَيَنْبَحُ كلْبُهُ دون القِرى
لُؤْماً ويَخْرسُ كلبُهُ مُسْتَنْبَحَا
ولقد هَمَمْتُ بعليِّ عُرْفكَ طاعَة ً
فَغَدَت شَوَاهِدُهُ بِسِرِّي بُوَّحَا
إنِّي أعيذُكَ أن تُوَهِّم حاسداً
أن قد طرحتَ ثَنَاءَ حُرٍّ مَطْرَحَا
أغَرَسْتَ عِنْدي نعمة ً وأمرتَنِي
ألاَّ أذِيعَ بها الثناءَ الأفصحا(77/102)
هَيْهَاتَ قَدْ سُمْتُ الذي حَاوَلتهُ
نَفْسِي فَعَزَّ جُمُوحُهَا أن يُكْبَحَا
إن التي أسْدَيْتَهَا رَيْحَانَة ٌ
أنْشَأتَهَا لا بدَّ مِنْ أنْ تَنْفَحَا
لا تُعْنتني بعد مَلْئِكَ باطِنِي
شكراً بمنعِكَ ظَاهِري أنْ يَطْفَحَا
أعْيَا عَلَيَّ فَلوْ أُجَمْجُم بَيَّنَتْ
عنْهُ حُلاَهُ ولو أُعَرِّضُ صَرَّحَا
كَفْكِفْ يَدَيْكَ عن النَوالِ وَبِذْلِهِ
حتَّى أكَفْكِفَ مِقْوَلِي أن يمدحا
كلا لقدْ رُمْنَا خلافَ سبيلنا
فغدا كِلاَ الخِيمَيْنِ يَجْمَحُ مَجْمَحَا
لم أسْتَطِعْ كفراً كما لم تَسْتَطِع
بُخْلاً ولم تجنحْ إليه مَجْنَحَا
ولو اهْتَبلْتَ إذ زاولتَه
لَحسبْتَ وُدِّيكَ الصَّرِيحَ مُضَيَّحا
عَجَباً لمنعِكَ مِقْوَلي مِن شَأنِهِ
ولقدْ جعلتُ له بفضلِك مَسْرحا
أَأَردْتَ ترفيهي فلم يَكُ فَادِحٌ
أَرْجُو بهِ الزُّلْفَى لديك ليَفْدَحا
وأنا امْرُؤٌ أجدُ الثناءَ على الذي
يُولِينيَ النُّعْمَى أخفَّ وأروحا
وأراكَ تحسِب مَنْطقي مُسْتَكْرَهاً
يَأْتي وقد كدَّ الضميرَ وبرَّحا
كَلاّ ولوْ أضحَى كذاكَ ورُضْتُهُ
بِنَداك أذعن لِي هُنَاك وسَمَّحا
هَوِّنْ عليك فإنَّ مَدْحَكَ مُسْعِدِي
عَفْواً ولم أكدحْ بفكريَ مَكْدحا
ما رمتُ بالميْسُورِ مدْحَكَ مرَّة ً
إلا رأيْتُ وجُوهَهُ لي سُنَّحا
أمْ خِلْتَ أَنِّي إن مدحتُكَ خِلْتنِي
كافأتُ طَوْلَكَ حَاشَ لِي أَنْ أَطْمَحا
فأروحُ أظْهرُ شاهداً مُستَحْسَناً
مِنِّي وأُبطنُ غائباً مُسْتَقْبَحا
إنِّي إذاً إن كان ذاكَ لَكالذي
لاقى بمُبْتسمٍ وأضمر مكلَّحا
أمْ خفْتَ إن جُمِعَتْ لِنفْسِي نعْمَتَا
حَظٍ وشُكْرٍ ناطِقٍ أن أمرحا
تاللَّه أنحُو نحو ذلك ما هدَى
نَفْسِي هُدَاك وإن نَحاهُ مَنْ نحا
لا بلْ حَقَرْتَ لِيَ الجزيلَ من الجدا
في جنبِ همَّتك البعيدة ِ مَطْمَحا
ورأيْتَ شُكْري فوقَ ما أوليتني
فَكَرهْتَ غَبْنَ مُكاتَبٍ قدْ بَلَّحا
وكذا يَرَى مَنْ لا يزالُ إذا جَرَى(77/103)
مَسَحَتْ به الأيدِي جواداً أقْرَحا
ولَمثْلُ وجْهكَ لاحَ أوَّل سَابِقٍ
وَغَدَا مُفَدّى ً في الكرام مُمَسَّحا
وعليَّ إذْ أكْبَرْتَ شكري أنني
أبغي الزيادة فيه حتى أطْلحا
إنْ أبتسمْ عَمَّا فعلتَ فَزينَة ٌ
أوْلاَ فما وَارَيْتُ ثَغْراً أقلحا
يَفْديك كُتَّابُ الملوكِ وإن لحا
في ذاك مِنْ حُسَّادِ فضلك من لحا
يا خَيْرَهُمْ نَفْساً وأنداهُمْ يداً
وأجَمَّهُمْ عِلْماً وأرْساهُم رَحَى
ما أغْفَلَ القلَم الموشَّحَ خَصْرُهُ
يُمْنَاكَ عن كَرَمٍ هناكَ توشَّحا
قلمٌ إذا جَدَح الدَّوَاة َ رأيْتَهُ
لجميع ما تحت السيَّاسَة ِ مِجْدَحَا
تتحرَّكُ الأشياءُ بعد سكُونها
عند احتثَاثِكُهُ ذَنُوباً أَرْسَحا
للَّه منْ قَلمٍ هناكَ إذا جَرَى
أجرى المنافِعَ والمضَايِرَ سُيَّحَا
بيد امرىء ٍ إنْ شاءَ كان مُعَسَّلاً
يُشْفِي الجوَى أو شاء كان مُذَرَّحَا
يَسقِي به ماء الحياة ِ وربَّمَا
عادَى فَقَلَّبَ منه صِلاًّ أفْطَحَا
تَلقَى هُنَاكَ مُنَجَّداً ومُنَجِّداً
تَأْتَالُهُ ومُنَقِّحاً ومُنَقَّحَا
لو وَازَرَ الماءَ اسْتَفَادَ قُوَى الصَّفَا
جَلَداً ولو كادَ الصَّفا لَتَضَيَّحَا
كمْ مِنْ ذَليلٍ قد أعزَّ وما اعْتَدَى
حَقّاً وكائن مِنْ عزيز طَحْطَحَا
ما زلت مُذْ زايَلْتُ ظلَّكَ لابِساً
ظلَّ النَّدامة ِ ضَاحِياً فيمن ضحا
وأعدُّ محمودَ العهودِ فلا أرَى
فيها كَعَهْدِكَ لا أمَحَّ ولا امَّحَى
ما كنتُ عند بليتي إذْ شُبِّهَتْ
وجليتي إلاَّ كذي سُكْرٍ صَحَا
أثْنِي عليكَ بأنَّ كُلَّ مُطَالِب
جدواكَ قد أَضحى يُلقَّبُ أفْلَحَا
وبأنَّ عرضَك لا يزالُ مُمَنَّعاً
وبأنَّ مالك لا يزال مُمَنَّحَا
ولقد أَطافَ بك البُغَاة ُ ولم تَكُنْ
وَرعاً ولا عِرّيضَ شَرٍّ مِتْيَحَا
فَلَقُوا وراءَ الحلم منك شَكِيمَة ً
تَثْنِي المذَاكِيَ مِنْهُمُ والقُرَّحَا
ورأوْكَ مثل الطَّوْدِ ليْسَ بِنَاطِحٍ
لكنَّهُ يوهِي الرُّؤُوسَ النُّطَّحَا(77/104)
فاسْلَمْ وما يَدْعُو بها إلا امْرؤٌ
لم يدَّخِرْ عن نفسه لك مَنْصَحَا
نَصَحَ المُحِبُّ لك السَّلامَة َ نَفْسَه
قَسَماً وإيَّاهَا بِذَاك اسْتَصْلَحَا
وأراكَ في الغُرَرِ الثَلاثَة ِ كُلَّ مَا
تَهْوَى وإن ساء العُدَاة ُ الكُشَّحَا
مُلِّيَتهُمْ حتَّى تُحَقَّ كُنَاهُمُ
فَتَرَى بنيهِمْ باكِرِينَ وَرُوَّحَا
مُسْتَوْسِقِينَ على سبيلك كُلُّهُمْ
يُهدي ذَوِي عَمَهٍ ويُنْهِضُ رُزَّحَا
لا يَعْدَمُونَ مقَالة ً من قائلٍ
ما أَحْسَنَ الصَّفَحَاتِ والمُتصَفَّحا
فَتُدَرَّعُ اليومَ القصيرَ بأُنْسِهِمْ
وتُعَمَّرُ العمْرَ الطويل مُصَحَّحا
مِنْ حَيْثُ لا مِرَرُ الطِّبَاعِ تَنَقَّضَتْ
كِبْراً ولا وَرَقُ الشَّبَابِ تَصَوَّحَا
لِمَ لاَ نَوَدُّ لكَ البقاءَ مُنَفَّلاً
طولَ السَّلامة ِ والمعاشَ الأفسحا
وإذا أبى المسؤولُ إلاَّ قولَ لاَ
للسَّائِلِ اسْتَحْيَيْتَ أن تتنحْنَحَا
وإذا أجَدَّ جوادُ قَوْمٍ في النَّدى
ومَزَحْتَ أنتَ فحسْبُنَا أنْ تمزحا
وإذا تأمَّلَ نَاظِرٌ في خُطَّة ٍ
ولمحْتَ أنتَ فحسبُنَا أنْ تلمحا
يا سائلي بأبي الحسين وفضْلِهِ
تكْفِيكَ جُمْلَة ُ ذكْرهِ أن تُشْرَحَا
أعجِبْ بأنكَ تَجْتَلِي بِشُعَيْلَة ٍ
وجْهَ الصباح وقد بَدَا لكَ أجْلَحَا
سَاءَلْتُهُ وسَأَلْتُهُ فوجدته
كالبحْرِ يَعْظُمُ قدرهُ أنْ يُنْزَحَا
وَتَضَحْضَحَتْ حَوْلِي بحورٌ جَمَّة ٌ
وأَبَى ابنُ إبراهيم أنْ يَتَضَحْضَحَا
لم ألْقَ في غمراتِ قومٍ مَشْرَباً
ووجدتُ في ضَحْضَاحِهِ لِي مَسْبَحَا
مَنْ كان شُبِّهَ لِي وشُبِّحَ باطلاً
فَسِوَاهُ كانَ مشَبَّهاً ومُشَبَّحَا
ما كانَ مثل الآلِ خَيَّلَ لُجَّة ً
ثم اسْتُغِيثَ بِهِ فأبْرَزَ ضَحْضَحَا
جبل بناه اللَّه حول حريمِهِ
لِيَحُوطَ من يرعى ويُثْبِتَ مادحَا
شَهِدَتْ مَآثِرُهُ الجميلَة ُ أنه
مِمَّنْ تَمَكَّن في العلا وَتَبَحْبَحَا
كم مِنْ عَلاّءٍ قدْ علاهُ لَوِ ارْتَقَى(77/105)
مَرْقَاتَهُ أَحَدٌ سِوَاهُ تَطَوَّحَا
باعَ المنَاعِمَ بالمكارِمِ رابحاً
وابْتَاعَ حَمْدَ الحامدين فأرْبَحَا
مَلَكَ الرِّقَابَ بِفَكِّهَا وبأنَّهُ
مَا مُلِّكَ الأحْرَارَ إلا أسجَحَا
لا تَغْمُرُ النعمُ الجلائِلُ قَدْرَهُ
كلا ولا تَزْهَاهُ حتَّى يمرحا
لا بَلْ تُقَاسُ بقَدْرهِ فَيَطُولُها
أَلْوَى تصَادِفُهُ الملابسُ شَرْمَحَا
أضحَتْ بمجدِ أبي الحسين وجُودِهِ
عِلَلُ المُمَجَّدِ والمؤَمَّلِ زُوَّحَا
فإذا مدَحْتَ أصاب مدحُكَ مَمْدَحاً
وإذا مَنَحْتَ أصابَ منحُك مَمْنَحَا
خذْهَا نَتِيجَة َ هَاجِسٍ ألْقَحْتَهُ
وبحقِّه نَتَج أمرؤٌ ما ألقحا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا مانِعي قُوتَ جسْمِي
يا مانِعي قُوتَ جسْمِي
رقم القصيدة : 60717
-----------------------------------
يا مانِعي قُوتَ جسْمِي
ومانعي قَوتَ رُوحي
منعتني من سَلامي
عليكَ حين صَبُوحِي
ومن سُرُوحِي فِيمَا
تُنيلُ حين سُرُوحِي
جَرَحْتَ حالي وقد كُنْ
تَ آسياً لجُرُوحي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لك ريحانٌ ورَاحُ
لك ريحانٌ ورَاحُ
رقم القصيدة : 60718
-----------------------------------
لك ريحانٌ ورَاحُ
ومُجِيدَاتٌ مِلاَحُ
كَمَهَا الرَّمْلِ تُنَاغِي
هُنَّ أوتارٌ فِصَاحُ
وألذُّ العيش ما في
ه صَبُوحٌ وَصِبَاحُ
وسَمَاعٌ مَعْبَدِي
لم يجاوِزْهُ اقتراحُ
وغزال ذُو دلال
كُلُّهُ دَاحٌ وَمَاحُ
هُوَ دِعْصٌ وَهْوَ غُصْنٌ
تَتَهادَاهُ الريَّاح
فَمُقَبَّاهُ رَشِيقٌ
ومُخَبَّاهُ رَدَاحُ
لِي إلى ذاكَ ارْتياحٌ
وعليْهِ مُسْتَرَاحُ
أيُّهَا العاذل لا أَخْ
طَأَك الحَيْنُ المُتَاحُ
إن يكن عندك لي نُصْ
حٌ فما عِنْدي انْتِصَاحُ
لا تَلُمْني فالهوى فِي
هِ جماحٌ وطِماحُ
أَفَتَلْحانِي وتَحْتي
مَرْكَبٌ فيه جِمَاحُ
ما على المَفْتُون فيما
غَلَبَ الصَّبْرَ جُنَاحُ
كل شيء غُلب الصبْ
رُ إلَيْهِ فمباحُ
إنَّما الدنيا مَلاَه
واغتباق واصطباحُ(77/106)
والمُزَاحُ الجدُّ إن فَكَّ
رْتَ والجِدُّ المُزَاحُ
إن يكنْ عندك لُبٌّ
فأقاويلي صحاحُ
مَثْلَ ما صحَّ لعبد الْ
لَهِ في النَّاسِ السَّماحُ
ليس فيما قلْتُ شَكٌّ
كشَفَ الليْلَ الصباحُ
ماجدٌ يَحْمي لَدَيْهِ
حَسَبٌ محضٌ صُرَاحُ
وحَريمُ المال مُذْ كَا
نَ لَدَيْهِ مستباحُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا يا أَيُّهَا الشَّاكِ
ألا يا أَيُّهَا الشَّاكِ
رقم القصيدة : 60719
-----------------------------------
ألا يا أَيُّهَا الشَّاكِ
رُ والمطْنِبُ في المدحِ
لئن أبدى أبو عيسى
لأهل الصفح والمنحِ
فأَمِّلْ خير مأمولٍ
لحمْلِ الثِّقْلِ ذي الفدْحِ
وَرِدْهُ الغَبَّ والرِّفْهَ
فحاشاهُ مِن النَّزْحِ
ومن أن يرجع المَاتِ
حُ عنْه خائب المتْحِ
فتى نَزَّهَهُ اللَّه
عن التقْبيح والقُبْحِ
لنا في مَدْحِهِ سَبْحٌ
طويلٌ أَيَّمَا سَبْحِ
غدا الشِّعْرُ لنا سَمْحاً
بحمد السَّيِّدِ السَمْحِ
نَأتي فيهِ إسجاحاً
بلا كَدٍّ ولا كدحِ
ولَوْلاَهُ لما دَانَ
وَلاَ لاَنَ على المسْحِ
حَبَا اللَّهُ أَبَاً أدَّا
هُ بالنَّصْر وبالفتْحِ
ولا أعْرَاهُ مِنْ عَيْشٍ
كظل السِّدْرِ والطَّلْحِ
بما يَجْبُرُ مِنْ كسْرٍ
وما يَدْمُلُ من جُرْحِ
فقدْ أضْحَى به المُلْكُ
مَحُوطاً آمِنَ السرحِ
وزيرٌ ناصِحُ الجيْب
نَقِيُّ الصدْر والكَشْحِ
حليمٌ راجِحُ الحِلم
حمِيٌّ صادق الضَّرْحِ
علتْ حالاه من سُخْطٍ
وَمَرْضَاة ٍ عن المزْحِ
فما يُضْرَمُ بالنَّفْخِ
ولا يُطْفَأُ بالنَّضْحِ
وكم في السيف من لين
وكم في السيف من ذبحِ
فَقُولاَ لِلَّذِي أصْبَ
حَ ذا حَطْبٍ وذا قدحِ
هَنَاة ٌ يَتَلقَّاهَا
وزيرُ الصِّدْقِ بالصَّفْحِ
ألا أهْوِنْ على البدْرِ
بكلْبٍ لَجَّ في النَّبْحِ
ولا يَخْرُج ذوو الجهلِ
من الجرْي إلى الجمْحِ
فيلْقَى المتَمَادُونَ
لِجَاماً صادقَ الكبْح
نَهَتْ عن نفسها النَّارُ
بما فيها من اللفحِ
ولا يَغْتَرُّ مُغْتَرُّ
من الطُّوفان بالرشحِ(77/107)
تَصَبَّحْ رامِيَ اللَّيْلِ
بِمنْ ترميه أَوْ أضْحِ
ولا تَسْتَضْعِفِ الحلْمَ
فَيَلْحَى منْكَ مُسْتَلْحِى
حَذَارِ الحلْمَ إنَّ الحلْ
مَ ذو أَسْوٍ وذُو جَرْحِ
وقد ترسُو مَرَاسِيهِ
وقد تجري لَهُ أَرْحي
وما عنْدَ الرَّحَى بُقْيَا
إذا دَارَتْ على القَمْحِ
غَدَا صَاعِدٌ الصَّاعِ
دُ يعْلو منتهى اللَّمْح
هو الطَّوْدُ الذي أضحى
عَتَادَ النَّاس للبرْحِ
فَآو منْهُ في كهْفٍ
وراعِ منْه في سفْحِ
فَمَهْلاً أيُّها الكا
ئِدُ ذاك الطّوْدَ بالنَّطْح
فرأْسُ النَّاطِح الصفْوا
نَ أدنى منْه للرَّضْحِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومُدامة ٍ أغنَتْ عن المصباحِ
ومُدامة ٍ أغنَتْ عن المصباحِ
رقم القصيدة : 60720
-----------------------------------
ومُدامة ٍ أغنَتْ عن المصباحِ
يلقى المساءَ إناؤُها بِصَبَاحِ
لطفتْ مسالكها وخُصَّ مَحَلُّها
فكأنها انْشَقَّتْ من الأرواحِ
تجلو السرور على الفتى في قلبه
والحسنَ في الكاساتِ والأقداحِ
أَعَليُّ لا أخطأْتَ قصدَ سبيلها
ورُزِقْتَ فيها طاعة النُّصاحِ
أعليُّ لا فارقْتَ ظلَّ سعادة ٍ
أبداً ولا أخطأتَ بابَ فلاحِ
بَكَر الشَّبابُ على الحياة وليتَهُ
بعْدَ البُكُور مُسَاعِفٌ برواحِ
هيهات إلا بالشَّمُول فإنها
نَافي الهُمُوم وجالِبُ الأفراحِ
فامزج غِنَاءَ المحْسِنَاتِ لكأْسِهَا
بغناء عُجْم في الجنَانِ فِصَاحِ
تَهْتَزُّ من طَرَبٍ إذا ما هَزَّهَا
فوقَ الغُصُونِ الخُضْرِ نفْحُ رياحِ
خُذْهَا ولا تخسَرْ لذيذ مَذَاقِهَا
ونسيمها يا طالب الأرْباحِ
بِكْراً تَردُّ على الكبير شبَابَه
فتراه بين صَبَابَة ٍ ومرَاحِ
حسناءَ تكْسو من محاسنها الفتى
فتراه أحْمَرَ أزْهَرَ المِصْبَاحِ
مِنْ كَرْمَة ٍ تَهَبُ المكارمَ للفتى
فتراهُ بين شجاعة ٍ وسَمَاحِ
وتُعِيرُ نَكْهَتَهَا نَدِيمَ أَحِبَّة ٍ
فَيُقَبِّلُ التُّفَّاحَ بالتُّفَّاحِ
تاللهِ ما أدري لأيَّة عِلَّة
يدعونها في الرَّاحِ باسْم الرَّاحِ(77/108)
ألريحِها ولروحها تَحْتَ الحشى
أم لارْتِيَاحِ نديمها المرتاحِ
شاهدتُ منها مشْهَداً فرأيتُه
حسناًمليحاً بين سِرْبِ مِلاحِ
حَسَدَتْ قياناً كالظِّباءِ ونرجساً
غَضّاً على صُوَرٍ هناك صِبَاح
فتَغَلَّلَتْ من تِبْرها بِغُلاَلة ٍ
وتوشَّحت مِنْ دُرِّهَا بوشاح
فإذا بها محْسودة ٌ معْبودَة ٌ
بين الضرائر جمّة المُدّاحِ
عَدّلَ المحَلِّلُ والمحرِّمُ شُرْبَهَا
وَلِذِي المقالِ مَذَاهِبٌ في الرَّاحِ
إن حُرِّمَتْ فَبِحقِّهَا من حُرَّة ٍ
ما كانَ مثْلُ حريمها بمباحِ
أو حُلِّلَتْ فَبِحقِّهَا من نُشْرَة
تَنْفِي سَقَامَ قلوبنا بِصحاحِ
أوَ لاَ يحرِّمُهَا الحليمُ لأنَّها
تَدَعُ القِبَاحَ لديه غيْرَ قِبَاحِ
أو لا يحلِّلها الكريمُ لأنَّها
تَحْذِي الهِدَانَ سجيَّة َ المرتاحِ
دعْ ذا وقلْ في آل شيْخٍ إنَّهم
أقصى مَطامح هِمَّة ِ الطمَّاحِ
لا تَعْدِلَنَّ بآل شيخٍ معشراً
فهمُ الشفاءُ لغُلّة ِ الملتاحِ
أعْدِدْهُمُ للنائبات فإنَّهُمْ
حَسْبُ المُعِدِّ غداة كلِّ شِيَاحِ
وافتح مغاليق الأمور بِأَيْدِهِمْ
أو كيْدِهم فكفاك من مفتاحِ
قوم يَرَوْن النُّصْحَ في أموالهم
غِشَّا فقد سَخِطُوا على النُّصَّاحِ
زُرْهم على ثقة ٍ مَزَارَ مُحَصِّلٍ
مالاً فلستَ كَضَارِبٍ بِقداحِ
واعلم بأن سَنِيحَهُمْ لك سانحٌ
أبداً وليس بريحُهُم بِمُتاحِ
فمتى أطرتَ لهم بريح عداوة ٍ
فَلَك البَريحُ وأبرحُ الأبراحِ
من معشرٍ قُرِنَ الثَّناءُ لديهُم
بالجودِ والملكاتُ بالأسجاحِ
لم يمنعوا الشاكين ريْبَ زمانهم
أُذُناً ولا سمعوا ملامة َ لاحي
يا ليت شعري حين يُمدَح مثلُهُم
ماذا تَرَاه يُراد بالتَمْداحِ
لكنهم كالمسك طاب لعينه
ويزيد حين يُخَاضُ بالمِجْدَاحِ
يُعطُون عفواً كلما أعفيتَهم
ويُلِحُّ نائلهم على الإلحاحِ
وعطاؤُهم فوق العطاء لأنهمْ
يُعطون كسْب مَناصِلٍ ورماحِ
وكأن من أعطاك كسْبَ سلاحه
أعطاك مهجته بغير سلاحِ
جاءته في تعبٍ وعُسْرة مطلب(77/109)
وأتتك في دعة ٍ به وسراح
ولمَا حباك بحظه لجهالة ٍ
لكن لفضل مُمَنَّحٍ منَّاح
فمتى يُرَوْن من الشِّحاحِ على اللُّهَا
وهُمُ على الأرواح غيرُ شِحَاحِ
من بأْسهم يقع الردى وبحلمهم
تتماسك الأرواح في الأشباح
كالهُنْدوانِيات حدّ مضاربٍ
عند اخْتِبارِهِمْ ولين صِفاحِ
أضحى الورى قَيْضاهُمُ أمْحَاحُه
شتَّانَ بينْ القيْض والأمحاحِ
وبِسَيِّد الأُمراء أُنْجِحَ سعْيُهُمْ
فيما ابتغوا من ذاك أيَّ نجاحِ
للَّه أحمدُ بن شَيخ إنه
مأوَى الطريدِ ومورِدُ المُمْتَاحِ
الدهْرُ يُفْسِدُ ما استطاع وأحمدٌ
يتَتَبَّعُ الإفسادَ بالإصلاحِ
ما زال يقدَح في الدُجَى بِزِناده
حتى رأى الإمساءَ كالإصباحِ
أما النَّدى فَنَدَى غَرِير ناشيء
والرأيُ رأي مُحَنَّكٍ جَحْجَاح
فكأنَّه للأرْيحَيَّة شاربٌ
وكأنه للألْمعِيَّة ِ صاحي
ملك له قبل السؤال وبعده
بدء الجوادِ وعودة المِسماحِ
ومن الملوك ذوي المواهب من له
بدءُ الجوادِ وَعَوْدَة المِدْلاحِ
لا تَعْرِضَنَّ لغمرَة ٍ من سيْبِه
إن لَمْ تكن بطلاً من السُّبّاحِ
فالْبَرُّ يَهْلِكُ في مضيقِ فنائه
والبحرُ يغرَقُ منه في الضَّحْضَاحِ
أنذرْتُ بل بشَّرْتُ أَنَّ مقالتي
ميعادُ جِدٍّ في وعيد مُزَاحِ
ضَمِنٌ إذا حصل الوفاءُ بما وَأَى
عنْه الرجاءُ ثَنَاهُ بالإرْجَاح
ما إنْ يزال مُساجِلاً لسحائب
بعطائه ومُبَارياً لرِياح
غَرَسَ الرجالَ بسيفه واجْتَاحَهُمْ
لا فُلَّ سيفُ الغارِس المجْتَاح
سيف مَليءٌ عُرْفُهُ وَنَكِيرُهُ
بإقامة المُدَّاح والأَنْواحِ
يُحْيِي ويُهْلِك في يَدَيْ ذِي قُدْرة ٍ
وَسَمَتْهُ بالسَّفَّاح والنَّفَّاحِ
مُدَّاحُ مُعْمِل مَضْرِبَيْه بمُنْشِدٍ
حَفِلٍ وأنْواحُ العِدَا بِمَنَاحِ
فمتى اسْتَكَنُّوا مِنْ نَدَاهُ وبَأسِهِ
فالمسْتكِنُّ هُنَاكَ في قِرْواح
طُوفَانُ معْروفٍ ونُكْرٍ مانجا
أحدٌ تَعَوَّذَ منهما بِوَجَاح
فإذا تَبَسَّلَ للعِدا في مَأقِط
أبصرتَ سطْوَة َ قابض الأَرواح(77/110)
وإذا أراك نَدَاهُ يوْماً زُهْدَهُ
أبصرتَ زُهْدَ مُحالِفِ الأمْساحِ
وإذا أشارَ أو ارْتأَى في خُطَّة ٍ
أبصرتَ حِكْمَة َ صاحِبِ الأَلواحِ
وإذا أراك مُزَاحَه من جِدِّهِ
أجْنَاكَ صَفْوَ ودائِعِ الأَجْبَاحِ
لِيَقُلْ عُفَاتُكَ لا جُنَاح عليهمُ
رُفِعَ الجُنَاحُ فلاتَ حينَ جناحِ
أنتَ امرؤٌ للصدقِ فيه مذاهب
سقط الجُنَاح بها عن المُداحِ
ما زالَ مَنْ يُطْرِي سواكَ مُلاَحياً
لَكِنَّ من يُطْرِيكَ غيرُ ملاحي
في مدحِ غيرك للخطيئَة ِ مُثْبِتٌ
لَكِنَّ مَدْحَكَ للخطيئة ماحي
فالباكرون على ثُنائِك إنَّما
بَكَرُوا وما شَعَرُوا على مِسْبَاحِ
كمْ عَارِضٍ رَجُلاً عليَّ مُشَبِّها
لأَمِيلَ عنْكَ إليه بِالأمْدَاحِ
رُدَّتْ نصِيحَتُهُ عَلَيْهِ فَكَافَحَتْ
أسْرَارَ جبْهَتِهِ أشدَّ كِفَاحِ
وَقَصَبْتُ صَاحبَهُ إليه كأنَّما
قَاوَمْتُهُ فيه مَقَامَ فِضَاحِ
ما قِسْتُ بَيْنُكمَا هنَاكَ ولم أكن
لأقِيسَ بين مُحمَّد وسَجَاحِ
النَّاسُ أدْهَمُ أنْتَ فيه غُرَّة ٌ
مرفوعة عن سائر الأوضاح
لا جَفَّ واديكَ المُحَلَّلُ إنه
لَمُنَاخُ أطْلاحٍ على أطلاح
إنَّ الذي يُضْحِي وأنت جَناحُهُ
في النَّائبَات لناهِضٌ بِجَنَاح
شَامَ ابْتسَامَكَ مُرْتَجُوكَ فإِنَّمَا
شَامُوا مَضَاحِكَ مُبْرقٍ لَمَّاح
ومَرَى نَوَالَكَ مُعْتَفُوكَ فإنما
حَلُّوا عَزَالي مُغدقٍ نَضَّاح
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بُؤْساً لِوهْب مَالَهُ
بُؤْساً لِوهْب مَالَهُ
رقم القصيدة : 60721
-----------------------------------
بُؤْساً لِوهْب مَالَهُ
بين الخلِيقَة ِ قد فُضِحْ
كثُر الأُلَى يهجونه
جِدّا وَقَلَّ الممتَدِحْ
قد سَيَّرُوهُ بِضَرْطَة ٍ
في الخافِقَيْن وما بَرِحْ
حتى كأن لم يجتَرِحْ
ما جاء منْهُ مُجْتَرِحْ
يا وهبُ أُقْسِمُ بالمَقَا
مِ وبالحطيم إذا مُسِحْ
لو كنتَ مبذُولَ النَّدى
منْ قبلها لم تَفْتَضِحْ
لكنْ رَفَضْتَ العرفَ مُطْ
طَرحاً وحَظَّكَ تَطَّرِحْ(77/111)
وربحتَ مَالَكَ ضَلَّة ً
والعِرضُ أفْضَلُ ما رُبحْ
لو كُنْتَ غَيْثاً صَائباً
لَمْ يُهْجَ رَعْدُكَ بَلْ مُدِحْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ازْجُرِ القلبَ إذا القلبُ جَمَحْ
ازْجُرِ القلبَ إذا القلبُ جَمَحْ
رقم القصيدة : 60722
-----------------------------------
ازْجُرِ القلبَ إذا القلبُ جَمَحْ
وارْدَع الطرف إذا الطرفُ طمحْ
واصْرِفِ النفس إلى عَدَنِيَّة ٍ
ذَاتِ غُنْج ودلال ومَرَحْ
زانَها اللَّهُ بِخَدٍّ مُشْرِقٍ
لو مَشَى الذَّرُّ عليه لَجُرح
لو بَدَتْ غُرَّتُهَا مِنْ خِدْرِها
قلتَ بَرْقٌ في ذُرا المُزْن لمح
أوْ رآها البدرُ في مَطْلَعِهِ
لاكْتَسَى ذُلاًّ وَهَوْناً وافْتَضَحْ
فَازَ مَنْ عَاطَتْ يَدَاها يَدَهُ
عَاتِقَ الرَّاح بكَأسٍ وَقَدحْ
بِبَنانٍ كَمَدَارِي فِضَّة ٍ
طُرِّفَتْ بالنُّورِ في مجرى السُّبَحْ
كُلَّما سُرَّ بِهَا قالتْ له
زادَكَ اللَّهُ سروراً وفرح
يا حبيبي وَمَدَى أمْنِيَّتي
بِك زادَ العيْشُ طِيباً وصَلَحْ
وهما في رَوْضَة عَدَنِيَّة ٍ
يفْسَحُ الطَّرْفُ مداها ما انفسح
تَتَغَنَّى الطيْرُ في حَافَاتِها
بِلُحُونٍ تدع القلب فَرحْ
ونسيمُ الريح يهدي لهما
نَفَحَاتِ الورد من تِلْكَ الفُسَحْ
عُوِّضَتْ عيناهما قُرَّتَهَا
ثَمَنَ الدَّمْع الذي كان سُفِحْ
هاكَهَا دُرِّيَة ً منظُومة ً
شَاكَلَ الخَاتمُ منْها المُفْتَتَحْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبْشِرْ بفتْح لكَ مَفْتُوحِ
أبْشِرْ بفتْح لكَ مَفْتُوحِ
رقم القصيدة : 60723
-----------------------------------
أبْشِرْ بفتْح لكَ مَفْتُوحِ
مِنْ نَافح بالخيْر مَنفُوحِ
واشربْ على النرجِسِ مقْدُوحَة ً
في الكأْسِ لم تُطْبَخْ بمَقْدُوحِ
كأّنَّهَا بالمسْكِ مَجْدُوحَة ٌ
بلْ هِيَ مِسْكٌ غيرُ مَجْدُوحِ
بَيْنَ نَدَامَى كلُّهُم جَامحٌ
ليس عن الغَيِّ بمَكَبُوحِ
زِفَاقُهُمْ في الدار مَبْطُوحَة ٌ
وُعُودُهُمْ ليس بِمَبْطُوحِ(77/112)
أجْوَفُ مِرْنَانٌ ومَمْلُوءَة ٌ
أعْذَبَ مَكْرُوعٍ ومَنْشُوحِ
مِنْ بين مَذْبُوحٍ لِنَا جُودِهِمْ
وبيْنَ حَيٍ غيْرِ مَذْبُوحِ
يا حبَّذَا النرجِسُ ريْحَانة ً
لأنْفِ مَغْبُوقٍ ومَصْبُوحِ
كأنه مِنْ طِيبِ أرْوَاحِهِ
رُكِّبَ من رَوْحٍ ومن رُوحِ
أبْدَى وُجُوهاً غيْرَ مَقْبُوحَة ٍ
في زَمَن ليْسَ بمقبوحِ
يا حُسنَهُ في العيْنِ يا حسنه
مِنْ لامحٍ للشَّرْبِ ملموح
كأنَّمَا الطَّلُّ عَلى نَوْرِهِ
ماءُ عُيُونٍ غيْرُ مَطْرُوحِ
لو شاهَد الورْدُ أحَايِينَهُ
لو تَرَ ورْداً غيْرَ مَسْفُوحِ
أما تَرَى الحُمْرَة َ في وجهِهِ
تَنْطِقُ عنْ حَجْلَة ِ مَفْضُوحِ
مِيلاَ عن الورْدِ إلى سَيِّدٍ
من سادة الرَّيْحَانِ ممدوحِ
كأنما تنْشُرُ أيَّامُهُ
من بيْن مَطْلُولٍ وَمَنْضُوحِ
ما ينْشُرُ المُدَّاح عنْ قاسِم
من مُجْمَلٍ فيه ومَشْرُوحِ
وَاهاً لأنْفَاسٍ له في الدُّجَى
وعنْدَ مَمْشُى النُّورِ في اللُّوحِ
قَاسِمُ يا قَاسِمَ أمْوَالِهِ
لا زِلْتَ بَحْراً غير مَنْزُوحِ
أنت الذي لَمْ يَلْقَهُ نَاظِرٌ
إلاَّ بِقُدُّوسٍ وَسَبُّوحِ
ولا تَعَدَّاهُ وأسْبَابَهُ
بالميْلِ إلا كلُّ مَتْرُوح
ولا رَأَيْنَا المدْحَ في غيرِه
إلاَّ سَوَاماً غَيْرَ مَسْرُوحِ
وَلاَ انْثَنَى مُبْضِعُ تَمْجِيدِهِ
إلاَّ بِرِبْح منه مَرْبُوحِ
طُوفَانُ نُوحٍ دُونَ هذا النَّدَى
فابْقَى بقاءَ المصْطَفَى نُوحِ
مُحَمَّلاً في دَعَة ٍ حَامِلاً
ثِقْلَ المَعَالِي غيْرَ مَفْدُوحِ
لا يَعْدَمِ النَّاسُ جَدَا مَانح
لِلْعُرْفِ واسْتِبْشَارَ مَمْنُوحِ
تَجْرَحُ في مالِك لِلمُجْتَدى
من دونِ عِرْضٍ غَيْرِ مَجْرُوحِ
يَا آلَ وَهْبٍ باتَ أَعْداؤكم
من بين مبرح ومَشْبُوحِ
ولا خلا ضدٌّ لكم ناطِحٌ
من ناطح يُودِي بِمَنْطُوحِ
ولا خَلاَ حَظٌّ لكم مُنْفِسٌ
منْ كَاشح في ثوب مَكْشُوحِ
وماتَ حُسَّادُكم حسْرَة ً
من بين مَسْيُوفٍ ومَرْمُوحِ
أصْبَحَت الدنيا بِكُمْ هَشَّة ً(77/113)
مُرْتَاحَة ً فَيَّاحَة َ السُّوحِ
مَأْوى ً لجارٍ غيرِ مُسْتَهْلَكٍ
مَثْوَى لِضَيْفٍ غيرِ مَنْبُوحِ
لِيَلْجَأ الناسُ إلى ظلِّكم
أدَّى نصيحٌ حقَّ منصوحِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مَديحُكَ مَنْ تَعْفُوه تَحْسبُ رفْدَهُ
مَديحُكَ مَنْ تَعْفُوه تَحْسبُ رفْدَهُ
رقم القصيدة : 60724
-----------------------------------
مَديحُكَ مَنْ تَعْفُوه تَحْسبُ رفْدَهُ
مَنِيعا متى لم تُرْقِه بالمدائحِ
ومَنْ ظنَّ بالممدوح ذاك فإنه
بِنيَّته هاجٍ له غيرُ مادحِ
ربَّ غُلام وجهه لا يفضحه
في بيت عزَّ لا يرام مسرحه
أبركه طوراً أبطحه
وتارة للجنب لا أروحه
وتارة على القفا اسطحه
أسوه من أدواته وأجراحه
بفيشة مملوةء تستسلحه
مفسدة ٍ تحسبها تستصلحه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إنْ كنتَ ضِنّاً بي عَتبْتَ لأنَّني
إنْ كنتَ ضِنّاً بي عَتبْتَ لأنَّني
رقم القصيدة : 60725
-----------------------------------
إنْ كنتَ ضِنّاً بي عَتبْتَ لأنَّني
أخْلَلْتُ فاقْصدْ في العتاب واسجحِ
لا تُفْسِدَنِّي بالتَّعسُّفِ بعدما
بَلَغَ التَّأَلُّفُ غَايَة َ المُسْتَصْلِحِ
واعلمْ بأنِّي إنْ أَسَأتُ جِنَايَة ً
وأسأتَ أنْتَ رِعَايَة ً لم تَرْجحِ
أرْبِحْ مُعَامِلَكَ التَّسَاهُلَ عَالِياً
عَنْ أنْ تُعَدَّ مُعَامِلاً لَمْ يُرْبِحِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيْتُكَ لا تَلَذُّ بطعْمِ شيء
رأيْتُكَ لا تَلَذُّ بطعْمِ شيء
رقم القصيدة : 60726
-----------------------------------
رأيْتُكَ لا تَلَذُّ بطعْمِ شيء
تَطَعَّمُهُ سِوَى طعْم السَّمَاحِ
وما يُهْدَى إليك من امْتِيَاحٍ
أحبُّ إليكَ من كل امتداحِ
فما بالي أُقَوِّمُ متْنَ شعري
إذا يَمَّمْتُ بابك لامْتِيَاحِ
ولكنِّي أُلَقِّي العُرْفَ عُرْفاً
وليس على المُكَافىء ِ من جُنَاحِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حَرِّكْ مُنَاكَ إذا هَمَمْ
حَرِّكْ مُنَاكَ إذا هَمَمْ
رقم القصيدة : 60727(77/114)
-----------------------------------
حَرِّكْ مُنَاكَ إذا هَمَمْ
تَ فإنَّهن مَرَاوِحُ
لا تَيْأَسَنَّ فإنَّ رزْ
قَ اللَّه غادٍ رَائحُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أجَعْفَرُ حُزتَ جميعَ العُيُوبِ
أجَعْفَرُ حُزتَ جميعَ العُيُوبِ
رقم القصيدة : 60728
-----------------------------------
أجَعْفَرُ حُزتَ جميعَ العُيُوبِ
فما فيكَ من خَلَّة ٍ تُمْدَحُ
كلامُك أكذب من يَلْمَعٍ
يخَيِّلُهُ بالضُّحى صَحْصَحُ
وحلْمُكَ أطْيشُ من ريشة
ورُوحُك من هضْبَة ٍ أرجحُ
ووجهُك من وجه يوم الفِرَا
قِ في مُقْلَتَيْ عاشقٍ أقبحُ
فما في حياتك لي مَفْرَحٌ
ولا في مماتك لي مَتْرَحُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لم يضْحك الشَّيبُ في فَوْدَيهِ بل كلَحَا
لم يضْحك الشَّيبُ في فَوْدَيهِ بل كلَحَا
رقم القصيدة : 60729
-----------------------------------
لم يضْحك الشَّيبُ في فَوْدَيهِ بل كلَحَا
سَمِّ القبِيحَ من الأسْماءِ ما قَبُحَا
قلْت علا النّاسُ إلا أنتَ قلتُ لها
كذاك يسْفُلُ عند الوزن من رَجَحَا
عَلاَ سليمانُ بعد اليوم فاتَّئبي
أنْ لاَ تَرَيْني بدارِ الهُونِ مُطَّرَحَا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> الطَّرْفُ يقْطِفُ من خدَّيْكَ تُفَّاحَا
الطَّرْفُ يقْطِفُ من خدَّيْكَ تُفَّاحَا
رقم القصيدة : 60730
-----------------------------------
الطَّرْفُ يقْطِفُ من خدَّيْكَ تُفَّاحَا
والثَّغْرُ منك يَمُجُّ المسْكَ والرَّاحا
أصبحْتَ للشَّمسِ شمْساً غير آفلة ٍ
حُسْناً كَمَا قمراً تُمْسِي ومِصْبَاحا
لا عذَّبَ اللَّه ذاك الوجْهَ منكَ وإنْ
عَذَّبْتَ بالهجْرِ أجساماً وأرواحا
يا مُغْلِقاً كلَّ بَابٍ منْه عن فَرَجِي
تركتَ للسُّقْمِ في أحْشَايَ مفْتَاحا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حتَّى متى يُورِي سِوايَ وأفْتَدِحْ
حتَّى متى يُورِي سِوايَ وأفْتَدِحْ
رقم القصيدة : 60731
-----------------------------------(77/115)
حتَّى متى يُورِي سِوايَ وأفْتَدِحْ
حتى متى يُعْطَى سواي وأمْتَدِحْ
حتَّامَ لا شعري أَمَامَ المُجْتَني
فَأَحَظَّ منْهُ ولا وراءَ المطَّرِحْ
كم أستميح المُقْرِفِينَ وأغْتَدِي
صِفْرَ الدِّلاَءِ كأنَّني لم أسْتَمحْ
تاللَّه ما سَمِع الأنامُ بِطَالِبٍ
مثلي ولا رَأَوُا امْرَأً مِثْلِي اطُّرِحْ
كم مُكْثِرٍ طالبتُ فِدْيَة َ عِرْضِه
فأباحني منه الذي لم أَسْتَبِحْ
وإخالُ أنِّي لوْ سَطَوْتُ لَقَالَ لي
لا تَسْلُبِ السَّلَبَ الكريم ولوْ جُرحْ
وَجَوابُهُ إنْ قال ذاك لجهله
بلْ ذُو النَّذالَة ِ لا يجُودُ ولوْ ذُبح
يتعرَّضُ المتعرِّضُون وأنْتَئي
في ساحة المجد الفسيح وأنْتدِحْ
مُستَبْقِياً ماءَ الحياء لأنَّني
أعْتَدُّ ما يَهْمِي دَماً لِي قدْ سُفِحْ
ومِنَ الوقاحَة ِ أنْ تَكُونَ مَعيشَتِي
كسبُ القَريضِ وليس لي وَجْهٌ وَقح
بَكَتِ الكِرامُ إذا رَأَتْ مَسُتَنْبِحاً
مِثْلِي بأَفْنِيَة اللِّئَامِ ومَا نُبحْ
يا رَاكباً وهُمَيْنِيَاءُ قُصَارُهُ
ثَقَّلْتَ كَرَّة َ رَابح في مَنْ رَبحْ
تَجْلِي أبَا عبدِ الإِله فَقُلْ له
لا زلتَ تَغْتَبِقُ السرور وتصطبحْ
يا من إذا نشِرَ الثَّناءُ على امرىء ٍ
خُتِمَ الثناءُ بذكره وبهِ فُتِحْ
أنا مَنْ عرفْتَ صفاءَه ووفاءه
وغناءهُ وثناءهُ غيْرَ الوَتِحْ
ومن العجائب أنَّ رزقي مُغْلَقٌ
ونَدَاكَ مِفْتَاحٌ ولمَّا أَفْتَتِحْ
كمْ قدْ هَتَفْتُ وما أريدُ سِوَاكُمُ
بَرحَ الخفاءُ ولو عَدَلْتُمْ ما بَرحْ
يا معشَرَ الإخْوَانِ طال عقوقُكُمْ
بِأَخٍ لكم غُبِقَ الجفاءَ كما صُبِحْ
أَعْرَيْتُمُوني مِنْ جَدَاكُمْ كُلِّهِ
وَعَرَيْتُمُ من كل عُذْرٍ مُتَّضِحْ
أيَخِيبُ تَأمِيلِكُمُ وَقَرِينُهُ
شَفَقِي عليكم والقوَارعُ تَنْتَطِحْ
عَرِّجْ أبا عبدِ الإله ورُبَّمَا
كَفَّ الجَوَادُ عن الجِمَاحِ وما كُمح
إنْ كنتَ أزْمَعْتَ نفْعِي مُحْسِناً
فَأَرِحْ بِسُرْعَتِهِ وَليَّكَ واسْتَرِحْ(77/116)
واسْدُدْ به خَلَلي ولمَّا أَنْهَتِكْ
وَأَزِحْ به عِلَلي ولمَّا أفْتَضِحْ
ماذا أردتَ وقدْ وَقفْتَ بحاجتي
وَقَفاتِ مَفْدوحٍ وظهرُكَ ما فُدِحْ
أَأَهَشُّ من رَجُلٍ برأْيِكَ يقتدي
أأخَفُّ من رَجُلٍ بكَفِّكَ يتَّشِحْ
هَلاَّ كتبْتَ بحاجتي مُتَفَصِّلاً
مُتَطَوِّلاً لتزيد في فَرَح الفرحْ
وَجَعَلْتَهَا تَبَعَ الكِتَاب مُنازِلاً
في ذاكَ صاحِبَكَ السَّمِيعَ إذا نَصحْ
بمَوَدَّتِيكَ وحُرْمَتي بِكَ أنَّها
سَبَقَتْ قَرَابَتَها بِوَجْهٍ ما قُبحْ
امْنَحْ أبا العبَّاسِ فيَّ نصيحة ً
تُجْدِي عَلَيَّ فإنه لك مُنْتَصِحْ
عَرِّفْهُ أنِّي للصنيعَة ِ مَوْضِعٌ
حَمْدَاً وشكراً لا يَبِيدُ ولا يَمِحْ
ودَليلُ شُكْرِي طولُ صَبْرِي إنَّه
في طُولِ شعري فيه عِلْمي لو مُسِحْ
كم قد صَبَرتُ ونَالَ غيري نَيْلَهُ
وفَسَحْتُ في عذْرٍ وإن لم يَنْفَسِحْ
لاَ أجْتَدِيهِ ولا أريهِ زَهَادَة ً
فِيمَا لَدَيْهِ ولا أكُفُّ ولا أُلحْ
وتَرَى الصَّبُورَ هو الشَّكُورَ ولا ترى
إلا الجُزُوعَ هو الكَفُورَ إذا مُنِحْ
فَأَرِحْ بفضلِكَ إنَّ بَحْرَكَ لم يَغِضْ
واظْفَرْ بمَدْحِي إنَّ بحري ما نُزحْ
واجْعَلْ لكفِّكَ شِرْكَة ً مَعَ كَفِّهِ
في نفْعِ ذِي وُدٍّ بزَنْدِكَ يَقْتَدِحْ
أوْلاَ فَجُدْ لي بالكلامِ فإنَّهُ
رِبْحٌ بلا خُسْرٍ هنالك فَارْتَبِحْ
أوْلاَ فَعَرِّفْني الحقيقة إنَّهَا
نِعْمَ الدَّوَاءُ لِقُرْحَة ِ القلبِ القَرِحْ
واكْتُبْ إليَّ كأنَّ شِعْرَكَ تُحْفَة ٌ
قَدْ كُوفِئَتْ أَوْ أَنَّه ذَنْبٌ صُفِحْ
أَصْبَحْتُمَا مُتَعَاوِنَيْنِ على التُّقَى
وعَلَى العُلاَ والدَّهْرُ فوقي مُجْتَنِحْ
لم تَسْمَعا بعْدَ الصِّياح شَكِيَّتي
وسمعتُما شكْوى سِوَايَ ولم يَصِحْ
وقَد اقْترحتُ عليكما أن تُحْسِنَا
بي وَادِعاً فَتَغاضيا لِلْمُقتَرِحْ
فقد اجْتَرَحْتُ خلاَفَ مَا أَوْمَأتُمَا
لِيَ نَحْوَهُ فَتَجَافَيَا للمُجْتَرِحْ(77/117)
لا تَأَثَمَا فِي مَنْح شعْرِي مَهْرَهُ
يا صَالِحان فإنَّهُ فَرْجٌ نُكِحْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> نارُ الرَّويَّة ِ نارٌ جِدُّ مُنْضجة ٍ
نارُ الرَّويَّة ِ نارٌ جِدُّ مُنْضجة ٍ
رقم القصيدة : 60732
-----------------------------------
نارُ الرَّويَّة ِ نارٌ جِدُّ مُنْضجة ٍ
وللبديهَة ِ نارٌ ذَاتُ تَلْويحِ
وَقَدْ يَفضِّلُهَا قَوْمٌ لِعَاجِلِها
لكنَّهُ عاجِلٌ يَمْضي مع الريحِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> خَلّ الزمانَ إذا تَقَاعَسَ أوْ نَجَحْ
خَلّ الزمانَ إذا تَقَاعَسَ أوْ نَجَحْ
رقم القصيدة : 60733
-----------------------------------
خَلّ الزمانَ إذا تَقَاعَسَ أوْ نَجَحْ
واشْكُ الهمومَ إلى المُدامة ِ والقدَحْ
واحفظْ فؤادَك إنْ شَربتَ ثلاثة ً
واحْذَرْ عليهِ أنْ يَطِيرَ من الفرح
هذا دواءٌ للهُمُومِ مُجَرَّبٌ
فاسْمَعْ نصيحَة َ حازِمٍ لك قدْ نَصَحْ
ودع الزمانَ فكَمْ نصيحٍ حازمٍ
قد رام إصلاحَ الزمان فما صَلَحْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> غرَّدَ الطيرُ في الرِّياضِ ونَاحَا
غرَّدَ الطيرُ في الرِّياضِ ونَاحَا
رقم القصيدة : 60734
-----------------------------------
غرَّدَ الطيرُ في الرِّياضِ ونَاحَا
وشكا العشقَ والغرَامَ وباحا
ونسيمُ الشِّمَالِ أهدى سُحَيْراً
من شَذَا الزهرِ عَرْفَهُ الفيَّاحَا
واجْتَلَيْنَا على الندى والتَّدَانِي
بِكْرَ دنٍّ برأْسِهَا الشَّيْبُ لاحا
بِنْتُ كرمٍ تُجْلَى لكلِّ كريم
وسَنَا نُورِهَا كسَا الأقداحا
تجلب الأنسَ والسُّرورَ إلينا
كيف لا وهْيَ تُنْشِىء ُ الأفراحا
كلما أظلمَ الظَّلامُ علينا
واقتبسنا من نورها مصباحا
أشْرَقَتْ في الكُؤُوسِ كالشَّمْس ليلاً
فحسبنا المساءَ منها صَباحا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وافَى وحَيَّاني بكأْسٍ ورَاحْ
وافَى وحَيَّاني بكأْسٍ ورَاحْ
رقم القصيدة : 60735
-----------------------------------
وافَى وحَيَّاني بكأْسٍ ورَاحْ(77/118)
والهمُّ عن قلبي تَقَضَّى ورَاحْ
وباتَ يسقي الخمرَ في رَوْضَة ٍ
زَيَّنَهَا الورْدُ وزهْرُ الأَقاحْ
ولم يُشَفِّف لي كؤوسَ الطِّلاَ
فقلت يا رُوحِي وزَيْنَ المِلاحْ
إن كنتُ قدْ عرْبَدْتُ في سَكْرَتِي
فَمَا عَلَى السَّكْرانِ أصْلاً جُنَاحْ
أو كنتُ قدْ أخطأتُ في لفظة ٍ
فأنتَ يا مَوْلاَيَ رَبُّ السَّمَاحْ
فبالَّذِي ولاَّكَ في مُهْجَتِي
لا تسقني الكاساتِ إلا طِفَاحْ
ودَاوِ بالوصْل عليلَ الهوَى
فَطَالَمَا أثْخَنَتْ قلبي جِرَاحْ
فالحمدُ للَّه الذي قدْ صَفَا
مُقَامُنَا من غير واشٍ ولاحْ
فافْتَرَّ عنْ ثغرِه باسماً
فبانَ لي الدُّرُّ بِفِيهِ ولاَحْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قِيلَ لِي لمْ ذَمَمْتَ كُلَّ البَرَايَا
قِيلَ لِي لمْ ذَمَمْتَ كُلَّ البَرَايَا
رقم القصيدة : 60736
-----------------------------------
قِيلَ لِي لمْ ذَمَمْتَ كُلَّ البَرَايَا
وهجَوْتَ الأنَامَ هَجْواً قَبِيحا
قلت هَبْ أَنَّني كذبْتُ عليهم
فأرونِي من يستحقُّ المديحا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شَهِدَتْ لَنَا كَبِدٌ تَرِقُّ كما
شَهِدَتْ لَنَا كَبِدٌ تَرِقُّ كما
رقم القصيدة : 60737
-----------------------------------
شَهِدَتْ لَنَا كَبِدٌ تَرِقُّ كما
شَهِدَتْ بذاكَ لطافَة ُ الكَشحِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا صَارِخاً في جُمُوعٍ ليس تُصْرِخُهُ
يا صَارِخاً في جُمُوعٍ ليس تُصْرِخُهُ
رقم القصيدة : 60738
-----------------------------------
يا صَارِخاً في جُمُوعٍ ليس تُصْرِخُهُ
لِلظَّالمينَ غداً في النَّار مُصْطَرَخُ
قَوْمٌ أفاعِيلُهم من قُبْحِها تصرخه
كَمَا مَوَاعِيدُهُمْ من إفْكِها نُفَخُ
أقولُ لابْنِ غِيَاثٍ إذ رأيتُ له
شَيْخاً خَسَاسَتُه تُخْزيهِ لا الشَّيَخُ
لِمْ أنْتَ أصْيَدُ تَزْهَاهُ نظافته
ولِمْ أبُوكَ عليهِ الذُّلُّ والوَسَخُ
فقال لا تَلْحَيَنَّا في تَفَاوُتِنَا
فَإنَّنَا كُتُبٌ آباؤُنا نُسَخُ(77/119)
وقَالَ أيْضاً وفي الأمثالِ متَّسَعٌ
قدْ يُخْرِجُ النَّخْلَة َ الموصُوفَة َ السَّبَخُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما تَجْزَعُ الشَّاة ُ إذا شُحِطَتْ
ما تَجْزَعُ الشَّاة ُ إذا شُحِطَتْ
رقم القصيدة : 60739
-----------------------------------
ما تَجْزَعُ الشَّاة ُ إذا شُحِطَتْ
من ألمِ الذَّبْح ولا السَّلْخِ
ولا من التَّفْصِيلِ مَنْكُوسَة ً
ولا من الشَّيِّ ولا الطَّبْخ
لكنها تجزع من خَلَّة ٍ
تَقْدَحُ في الأحْشَاءِ بالمرْخِ
لشْفِقُ أنْ يُكْتَبَ في جلدها
شِعْرُك يا ذا القَرْنِ والكَشْخِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يقول ابنُ عمَّارٍ مقالة َ مخلِصٍ
يقول ابنُ عمَّارٍ مقالة َ مخلِصٍ
رقم القصيدة : 60740
-----------------------------------
يقول ابنُ عمَّارٍ مقالة َ مخلِصٍ
لسيد تُرْكُسْتَانَ طُرّاً وخُزْلَخِ
إليك أبا عثمان أهْدِي تحية ً
ثناءً كريحانِ الجِنَانِ المضَمَّخِ
شكرتُكَ أنْ أَوْلَيْتَنِي ومنحتني
عَوَاطِفَ نُعْمَيٍ مَاجِدٍ منك أبْلَخِ
ردَدْتَ ليَ الإشْرَاعَ بعد بُطُولِهِ
فَبُؤْتُ بِعِزّ بَاذِخٍ كلَّ مَبْذَحِ
وأمَّنْتَ قلبي أن أُسَامَ هَضِيمَة ً
فأفْرَخَ عنْهُ روْعُهُ كلَّ مُفْرَخِ
نَسَخْتَ بمُرِّ الحقِّ مظنونَ شُبْهَة ٍ
أخَالَتْ ومَهْمَا ينْسِخ الحقُّ يُنْسَخِ
وقد كانَ ماتَ الحقُّ إلا حُشَاشَة ً
ولكنْ نَفَخْتَ الرُّوحَ في كلِّ مَنْفَخِ
فأضْحَى يرى بين العَداءِ وبيْنَهُ
بِمَنْعكَ منه بَرْزَخاً أَيَّ برْزَخِ
ولا بِدْعَ أن دَوَّخْتَ بالحق باطلاً
فكم باطلٍ بالعدل منك مُدَوَّخِ
وكان ابنُ عمَّار يُرَجِّيكَ لِلَّتي
يقال لها عند الشدائد بَخْ بَخ
وكنتَ الذي يحنُو على مستجِيرِهِ
بِعَارِفَة ِ المولى وعائدة الأَخ
ولو أن داري حسْبُ هِمِّكَ في العُلا
وفي العُرفِ أضحى صَحْنَها ألفَ فرسخ
فكيف ترى الإضرار بي في جناحها
أبَى ذاك مجدٌ شامخٌ كلَّ مَشْمَخِ
أقولُ لِعَنْسٍ أقبلت بمُخِبِّهَا(77/120)
على الأَيْنِ تَفْرِي سَرْبَخاً بعد سربخِ
عليكِ ابنُ تَكْسِينٍ فَأُمِّي جنابه
تُنَاخي إليه سهلة َ المتنوَّخِ
فتى غيرُ ما عِلْجِ الخليقة خِلْفَها
ولا خَنِثِ الإترافِ مثْلِ المُفَنَّخِ
تقابل منه العينُ عند طلوعه
ضياءً متى يُصْبَبْ على الليل يُسْلخِ
جوادٌ يرى تطهير عرض وملبس
وتدنيس طَبَّاخ وتسويد مَطْبَخُ
يُوَبِّخْهُ إحسانه أو يُتِمُّهُ
وإن لم يكن في فعله بالمُوَبَّخِ
إذا ما العُلا عُدَّت فأيُّ مُصَدَّرٍ
به عن أبي عثمانها ومُؤَرَّخِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قالوا هجاك أبو حفص. فقلت لهم
قالوا هجاك أبو حفص. فقلت لهم
رقم القصيدة : 60741
-----------------------------------
قالوا هجاك أبو حفص. فقلت لهم
بذاك أمكنني من قَفْدِ يافُوخِهِ
أقطعتُ عرضي أبا حفص وأقطعني
أنْ أنزِل الدهْرَ أنَّى شئتُ في كُوخِهِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا بنَ حرب كسوتني طَيْلَسَاناً
يا بنَ حرب كسوتني طَيْلَسَاناً
رقم القصيدة : 60742
-----------------------------------
يا بنَ حرب كسوتني طَيْلَسَاناً
يُزْرع الرَّفْوُ فيه وهو سِبَاخُ
عُد مُلِيَّاً قد ناطح الدهْرَ حتى
كلُّ أركانه بهن انْفِسَاخُ
مات نُسَّاجُهُ ومات بَنُوهم
وبدا الشيب في بَنيهم وشاخوا
طيلسان إذا تداعت خُرُوقٌ
بين أثنائه لهنَّ صُرَاخُ
سرَّني صوتُه وقلت لصحبي
لم يُصَوِّتْ إلاَّ وفيه طَبَاخُ
تستمرُّ الصُّدُوعُ طولاً وعرضاً
فيه حتى كأنهن رِخَاخُ
نَسْرُ دهرٍ نسورُ لقمانَ والنَّسْ
رَانِ إن قِسْتَها إليه فِراخُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بدا الشيبُ في رأسي فَجَلَّى عَمَايتي
بدا الشيبُ في رأسي فَجَلَّى عَمَايتي
رقم القصيدة : 60743
-----------------------------------
بدا الشيبُ في رأسي فَجَلَّى عَمَايتي
كما كشفتْ ريح غماماً تَطَخْطَخَا
ولا بدّ للصبح الجلِيّ إذا بدت
تباشيْره أن يسلخ الليل مسلخا
وأضحت قناة ُ الظَّهْر قُوِّسَ متْنُها(77/121)
وقد كان معدولاً وإن عشتُ فخخا
وأحدث نقصانُ القُوَى بين ناظري
وسمعي وبين الشخصِ والصوت بَرْزخا
وكنت إذا فَوَّقْتُ للشخص لَمحَتي
طوتْ دونه سَهْباً من الأرض سَرْبَخَا
وكنتُ يناديني المنادي بعَفْوِهِ
فَيَغْتَالُ سمعي دون مَدْعَاهُ فرسخا
فحالَتْ صروفُ الدهر تنسخ جِدَّتي
وما أُمْليتْ من قبلُ إلا لتُنْسَخا
واصبحتُ عَمَّاً للفتاة مُوَقَّراً
وقد كنت أيام الشبابِ لها أَخَا
وما عَجَبٌ أن كان ذاك فإنه
إذا المرء أشْوَتْهُ الحوادثُ شَيَّخَا
بَلَى عجبٌ أني جَزعت ولم أكن
جَزوعاً إذا ما عضَّهُ الدهرُ أَخَّخَا
عَزَاءَكَ فاذكرهُ ولا تنس مِدْحَة ً
لأَبْلَجَ يحكي سُنَّة البدر أبلْخَا
له سِيمِياءُ بين عَيْنَيْ مُبَارَكٍ
إذا ما اجتلاها رَوْعُ ذي الروع أفْرَخَا
صَريخٌ لو اسْتَصْرَخْتَه يا بن طاهرٍ
على الدهر إذ أخنى عليك لأَصْرخا
من المُصْعَبيين الذين تفرَّعوا
شَمَاريخَ أطْوادٍ من المجد شُمَّخا
أُناسٌ متى ساءلت نَافَس حظَّهمْ
بأيَّامهم في الجود والبأس بَخْبَخَا
إذا ما المساعي أُجْريَتْ حلباتُها
بَدَوْا غُرراً في أوجُه السَّبْق شُدَّخا
بِهم جُعِل المجدُ التَّليد مُصَدَّراً
وليس بإنْسيٍّ سواهم مُؤَرَّخا
تَعَدَّى وأسرف في مديح ابن طاهر
فلستَ على الإسراف فيه مُوَبَّخَا
أبو أحمد ليثُ البلاد وغيثها
إذا حطْمَة ٌ لم تُبق في العظم منقما
فتى لم يزل في رأس علياءَ دونها
بمَرْقَبة باضَ الأُنُوقُ وفَرَّخا
إذا راح في رَيَّا نَثَاهُ حسبتَه
هنالِك بالمسك الذَّكيِّ مُضَمَّخا
يُنِيخُ المَطيَّ الراغبون ببابه
ولو لم يُنيخُوه إذن لَتَنَوّخا
تَظلُّ متَى صافحَت أسْرارَ كَفِّه
تَمَسُّ عيوناً من نَداهُنَّ نُضَّخَا
إذا وَعَدَ اهْتزت له الأرض نَضْرَة ً
وأنبت منها كلُّ ما كان أسْبَخا
وإن أوْعَدَ ارتَجَّت فإن تمَّ سُخطهُ
تهاوت جبال الأرض في الأرض سُوَّخا
ولستَ تُلاقي عالماً ذا براعة ٍ
بأبرَعَ منه في العوم وأرسخا(77/122)
ولم تر ناراً أوقدت مثل ناره
لدى الحرب أشوى للأعادي وأطْبخا
كفى زمناً أدّى الأميرَ وأَهْلَه
به وبهمْ إن حاول البَذْخَ مَبْذَخَا
هو الطِّرْفُ أجرتْه الملوك ومسَّحت
قديماً له وجهاً أغرَّ مُشَمْرَخَا
إذا هو قاد المُصعبيين فاغتدَوا
جَحَاجحَة ً تَهْدي غَطاريف شُرَّخا
فأيَّة َ دارٍ للعدا شاء جَاسَها
وأية َ أرضٍ للعدا شاء دَوّخا
به أيَّدَ اللَّه الخلافة بعدما
وَهيَ كُلَّ وَهْي رُكْنُها فتفسَّخا
هو الطَّاهر ابن الطَّاهرين الألى مَضَوْا
ولم يَلْبَسوا عرضاً مُذّالاً مُطَيخا
ومُسْتَمْنِحِي مدحاً كمدحيه بعدما
تمكَّن إخلاصي له فَتَمَخَّخَا
فقلتُ له عني إليك فلن أرى
هواك لمثلي في رمادك مَنْفَخَا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أَحْمَى علينا نَخلُكُم ذِيخَهُ
أَحْمَى علينا نَخلُكُم ذِيخَهُ
رقم القصيدة : 60744
-----------------------------------
أَحْمَى علينا نَخلُكُم ذِيخَهُ
فكيف ما يحملُ في ذِيخِهِ
ولم نزل نرجوه كالمُرْتَجِي
طاعة عَاتٍ قبل تَدْويخه
ثم عَلِمْنَا علمَ مُسْتَيْقِنٍ
أن الثُّريا من شَمَارِيخه
فاستيأسَتْ من خيره أنفسٌ
عَزَاؤُها في طول تَوْبِيخِهِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا ذا الذي ضنَّ بآزَاذِهِ
يا ذا الذي ضنَّ بآزَاذِهِ
رقم القصيدة : 60745
-----------------------------------
يا ذا الذي ضنَّ بآزَاذِهِ
تَعَرُّضاً منا لتوبيخِهِ
ما كنتُ أدْرِي أن آزاذكم
معتصم باللَّه في ذِيخِه
حتَّى علمنا علم مستيقِنٍ
أن الثريا من شَمَاريخه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا قُلْ لسيدنا قل له
ألا قُلْ لسيدنا قل له
رقم القصيدة : 60746
-----------------------------------
ألا قُلْ لسيدنا قل له
مقالاً إذا قيل لم يُفْسخِ
رَأَيْنَا الذي يُكتنى بالحسيْ
ن صِنْوك ذا الشرف الأبذخِ
أتى من مديحك ما لا يح
لُّ يا بن جبالِ العُلا الشُّمَّخِ
أليسَ القوافي بَنَاتِ الفتى
إذا صُورة ُ الحق لم تمسَخِ(77/123)
فلا تَقْبَلنَّ أماديحَه
حرامٌ نِكَاحُ بنات الأخِ
ودونك فُتْيَا أخي غيْرَة ٍ
يغار على سيِّدٍ أبْلَخِ
وأنتم أناسٌ متى تُذْكَروا
يقُلْ مَن ذُكْرْتُم له بَخ بَخِ
وما الأطلسُ الثَّوب راجيكُم
لعمري ولا الأبيضُ المَطْبَخِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أصغَى لما قلتُ الأصمُّ الأصلَخُ
أصغَى لما قلتُ الأصمُّ الأصلَخُ
رقم القصيدة : 60747
-----------------------------------
أصغَى لما قلتُ الأصمُّ الأصلَخُ
حُسْناً وللحقِّ دواعٍ تَصْمَخُ
أبشِرْ فما قَارَفْتَه مُسبَّخُ
عنك ونيران الصدورِ بُوَّخُ
إن العلاء للعُلا نِعْمَ الأخُ
لا يفعل السُّوءَى لرضْخٍ يُرْضَخُ
والحسناتُ عنه لا تُمَسَّخُ
تفدِي الكهولُ نفسَه والشُّرَّخُ
فهْو المرجَّى وهُوَ المُسْتصرَخ
للناس والبرزخُ إذْ لا برزخُ
في كل دهرٍ يَنْبَرِي ويَنْقخ
قد أصبحت أنْقَاؤهم تُمَخَّخُ
والرُّوحُ في الأموات منهم تُنْفخ
مُذْ ساسهم منه أشمٌّ أبلخُ
أَغَرُّ لا تُنْكره مُشَمْرخُ
آباؤه في المُلْك قِدْماً تُنَّخُ
مُصدَّرٌ بمجدهم مؤرّخُ
ذو همة ٍ تسمو وحلم يرسخُ
آراؤه الحقُّ الذي لا يُنسَخ
وعزمه الحتْم الذي لا يُفْسَخُ
فكُّل صعب راضَهُ مُزَيَّخ
وكل إقليم به مدوَّخُ
إذا الخطوبُ طفقت تطَخْطَخُ
فاجْتَابَها ظلت دُجاها تُسلخُ
وعند ذكرى جُوده يُبَخْبَخُ
فالمعتفي جَدواه لا يُوَبَّخُ
وعِرضُه العرض الذي لا يُلْطَخُ
بالطِّيخِ إذ بعضهم مُطَيَّخُ
بل هُوَ مِنْ طيب الثنا مُضَمَّخُ
كأنه بالمسك محضاً يُنضخُ
ما إن تزال قُلُصٌ تُنَوَّخُ
إليه مقطوعاً بهن سَرْبَخُ
قَرْمٌ ترى حساده تأخَّخُ
حتى كأن الهامَ منهم تُشْدَخُ
له من المجد جبالٌ شُمَّخُ
يقصر عنها المَضْرَحيُّ الأفْتَخُ
علتْ ذُرَاها والأصولُ رُسَّخُ
ما أطوع البذْخَ له لو يَبْذَخُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أرى العصفُورَ يعبثُ بالفِخَاخ
أرى العصفُورَ يعبثُ بالفِخَاخ
رقم القصيدة : 60748(77/124)
-----------------------------------
أرى العصفُورَ يعبثُ بالفِخَاخ
وما لِخِنَاقِهِ فيها مُرَاخِي
وقال الشعرَ يُغْرِب فيه حتى
لخيلَ من اليمامة أو أُضَاخِ
ولم تجنِ المسامعُ منه معنى
وهل تُجْنَى الثمارُ من السِّبَاخُ
وعرَّضَ عرضَه عمداً لشعري
ليغسل عِرْضَه بعد اتِّساخِ
ولم يك غاسلاً ثوباً بارٍ
أخو عقلٍ يُعَدُّ ولا طَبَاخِ
تسامَى الناس في دَرَج المعالي
وما سَوَّارُ إلا في مَسَاخِ
وأنَّي بالسُّموِّ لذي سَفالٍ
مَسِيخِ الطَّعم من نَفَرٍ مِسَاخِ
له أنثى تَزِيفُ إلى سواه
وتأخُذُه بِتَرْبِيَة ِ الفِرَاخِ
وقد شاع الحديثُ بها ولكن
إخَالُ النَّغْلَ مسدود الصِّمَاخِ
تأمَّلْتُ الرجال فلم أجده
من الشَّاهَاتِ ثَمَّ ولا الرِّخَاخِ
تُرَاحُ اليَعْمُلاَتُ إذا أنيخت
وَكَدُّ ابن المُنَاخَة ِ في المُنَاخِ
يبيت إذا أنِيخُ قَعُودَ عبدٍ
يَهُبُّ عليه كالفَحْلِ القُلاَخِ
تُعَاهِرُ عِرْسُهُ في كل بيت
وما شَبَقُ الخَبيثَة ِ بالمُبَاخِ
وَلَوْ في بيتِه...جِهَاراً
لكان كأنه رَجُلٌ بِخَاخِ
نعم ولظل يرفع ...
هناك إلى الصدور عن النِّخَاخِ
وإني قائل فيه مقالاً
يُغِضُّ الحلقَ بالماء النُّقَاخِ
أبا الفياض دونك مُحْكَمَاتٍ
نُظِمْنَ على التشاكل والتَّواخي
سَوَائرَ ليس يَعْرُو منشِديها
فتورٌ في النشيد ولا تراخِي
يَطُولُ لها صُراخُك مستغيثاً
وأهْوَنُ ما تكون على الصراخِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هل لي على الأيام من صَرِيخ
هل لي على الأيام من صَرِيخ
رقم القصيدة : 60749
-----------------------------------
هل لي على الأيام من صَرِيخ
مُصْغ إلى شَكيَّتي مُصيخِ
إذ أصبحتْ صُماً عن التوبيخ
مشْعُوفة بالبارد المَسيخ
أعني ابن بنت بائع الزِّرْنيخ
تلك التي تعْرفُ بالتَّكْمِيخ
فصار بعد القَفْدِ والتَّكْلِيخِ
بالقَرْعِ أحياناً وبالبِطِّيخ
عُطَارداً يأوِي إلى مِريِّخ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أإسماعيلُ من رَجلٍ(77/125)
أإسماعيلُ من رَجلٍ
رقم القصيدة : 60750
-----------------------------------
أإسماعيلُ من رَجلٍ
تَعرَّب بعد ما شاخا
فأصبح من بني شَيْبا
نَ ضخم الشأن بذَّاخا
وصار أبوه بِسْطاماً
وكان أبوه قَيْبَاخا
وصار يقول قُمْ عَنَّا
وكان يقول قُوهَاخَا
وشُيِّدت القصورُ له
وكانت قبلُ أكواخا
وصار أخسُّ من معه
له عشرون طبَّاخا
وكانت أمُّه كَمَّا
خَة ً وأبوه كمَّاخا
عجبتُ لمن رأى هذا
بعينيه فما ساخا
إلى اللَّه الصُّراخ فهل
يُحِيرُ إليَّ إصْراخا
عدمتُ المُلْك إن له
لأَوْضَاراً وأوساخا
عَلَتْهُ وحشة ٌ بهمْ
وأصبح نورهُ باخا
سأُمْجدُ من هجائي في
ه حُفَّاظاً ونُسَّاخا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> متى عهدُك بالكرْخِ
متى عهدُك بالكرْخِ
رقم القصيدة : 60751
-----------------------------------
متى عهدُك بالكرْخِ
وبالشَّبُّوطِ والفَرْخِ
وبالبِكْر التي لم تَشْ
قَ بالنار ولا الطَّبخِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ... إبراهيمَ في البَرْبَخِ
... إبراهيمَ في البَرْبَخِ
رقم القصيدة : 60752
-----------------------------------
... إبراهيمَ في البَرْبَخِ
كنفْخة النَّافخ في المِنْفَخِ
رِيعَ لها الأحياءُ من هوْلها
وأفزع الأموات في البرزخِ
لولا دفاعُ اللَّه قد زُلزلت
بالأرض في أجبالها الشمخِ
قد أحسَن اللَّه بأسماعنا
إذْ سَلمتْ منها فلم تُصْمَخِ
أنْذَرْتُ من في داره مَطْبخٌ
... إبراهيمَ من فرسخِ
الريحُ والنار هُما ما هُما
فَلْتُحْذَرِ الريحُ على المطْبَخِ
أعاذَ من شرِّهما ربُّنَا
دارَ الأمير السيِّد الأبْلَخِ
بخ بَخ لإبراهيم من ...
ذي ... مَرْهُوبة بَخ بَخِ
يظل من يسمع أهْوالها
من صارخ ذُعْراً ومُسْتَصرخِ
قلْ لأبي إسحاق بَيِّنْ لنا
فأنت في العلم من الرُّسخِ
ما طَائرٌ ذو بيضة ٍ ضخمة ٍ
لكنَّه ليس بِمُسْتَفْرِخِ
ولِمْ حَكَيْتَ القردَ في قُبْحه
والقردُ ممسوخٌ ولم تُمْسَخِ
وما تَشَاجِيكَ على شاعرٍ(77/126)
بحَشِّكَ الأبْخَر ذي البَرْبخ
لي مَنْجَنِيقٌ كنتَ في مَعْزِلٍ
عنها وعن أَحْجَارها الشُّدَّخِ
فلِمْ تعرَّضتَ لها طائعاً
ولِمْ تلطَّخْتَ ولم تُلْطَخِ
عِرضي كعرضِ البَيْنِ يا بن اسْتِهَا
ذاكَ الأرَثِّ الأنْتَنِ الأوْسَخِ
إنْ رجع الطَّرفُ متى رِبْتَنِي
وأنتَ من عِرْضك لم تُسْلخ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وغديرٍ رقَّتْ حواشيه حتى
وغديرٍ رقَّتْ حواشيه حتى
رقم القصيدة : 60753
-----------------------------------
وغديرٍ رقَّتْ حواشيه حتى
بان في قاعه الذي كان سَاخَا
فكأنَّ الحَمَامَ إذ وَرَدَتْهُ
من صَفَا مائه تُزُقُّ فِرَاخَا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> م أبَيْنَ ضُلوعي جمرة تتوقدص على ما مضى أَمْ حسرَة ٌ تتجدَّدُ
م أبَيْنَ ضُلوعي جمرة تتوقدص على ما مضى أَمْ حسرَة ٌ تتجدَّدُ
رقم القصيدة : 60754
-----------------------------------
م أبَيْنَ ضُلوعي جمرة تتوقدص على ما مضى أَمْ حسرَة ٌ تتجدَّدُ
خليليَّ ما بعد الشَّبابِ رَزِيَّة ٌ
يُجَمُّ لها ماء الشؤون ويُعْتَدُ
فلا تَلْحَيَا إن فاض دمْعٌ لفقده
فَقَلَّ له بحر من الدمع يُثْمدُ
ولا تعجبا لِلْجَلْدِ يبكي فربّما
تفطَّر عن عينٍ من الماء جَلْمدُ
شبابُ الفتى مجلودُه وعزاؤه
فكيف وأنَّى بعده يتجلدُ
وفَقْدُ الشَّبابِ الموتُ يوجد طعْمُهُ
صُراحاً وطعمُ الموتِ بالموتِ رُزِئتُ شبابي عَوْدة ً بعد بَدْأة ٍ
وَهُنَّ الرزايا بادئاتٌ وعُوَّدُ
سُلِبتُ سوادَ العارضَيْن وقبلُهُ
بياضَهما المحمودَ إذ أنا أمْردُ
وبُدِّلْتُ من ذاك البياض وحسنِه
بياضاً ذميماً لا يزال يُسَوَّد
لَشتَّان ما بين البياضَيْن مُعْجِبٌ
أنيق ومَشْنُوءٌ إلى العين أنكدُ
تضاحك في أفنان رأسي ولحيتي
وأقبحُ ضَحَّاكَيْن شَيْبٌ وأدْردُ
وكنتُ جِلاءً للعيون من القذى
فقد جعلَتْ تقذَي بشيبي وتَرقدُ
هي الأعين النُّجْل التي كنتَ تشتكي
مواقِعَها في القلب والرأسُ أسودُ
فما لك تأسَى الآن لما رأيتها(77/127)
وقد جعلتْ مَرْمى سِوَاكَ تَعَمَّدُ
تَشَكَّى إذا ما أقصدتْكَ سهامُها
وتأسَى إذا نكَّبْنَ عنك وتَكْمدُ
كذلك تلك النَّبْلُ من وقعت به
ومن صُرِفَت عنه من القوم مُقْصَدُ
إذا عَدَلْت عنا وجدنا عُدُولها
كموقعها في القلب بل هو أَجهدُ
تَنكَّبُ عنا مرة فكأنما
مُنَكِّبُهَا عنا إلينا مُسَدِّدُ
كفى حَزَناً أن الشباب مُعَجَّلٌ
قصيرُ الليالي والمَشِيبَ مخلَّدُ
إذا حَلَّ جَارَى المرء شأْوَ حياته
إلى أن يضمَّ المرءَ والشيبَ مَلْحَدُ
أرى الدهرَ أجْرَى ليله ونهاره
بعدلٍ فلا هذا ولا ذاك سَرْمدُ
وجارَ على ليلِ الشباب فَضَامَهُ
نهارُ مشيب سَرْمدٌ ليس يَنْفَدُ
وعزاك عن ليل الشباب معاشرٌ
فقالوا نهارُ الشيب أهدى وأرشدُ
وكان نهارُ المرء أهْدَى لسعيه
ولكنَّ ظلَّ الليل أنْدَى وأبردُ
أأيَّامَ لَهْوِي هل مَواضيكِ عُوَّدٌ
وهل لشباب ضل بالأمس مُنْشَدُ
أقول وقد شابتْ شَوَاتِي وَقَوَّسَتْ
قناتي وأضْحَت كِدْنِتي تَتَخدَّدُ
ودبَّ كَلاَلٌ في عظامي أدَبَّني
جَنِيبَ العصا أَنأَدُّ أو أتَأَيَّدُ
وبُورِك طرفي فالشَّخَاصُ حياله
قَرَائن من أدنى مدى ً وَهْيَ فُرَّدُ
ولَّذَّتْ أحاديثي الرجالُ وأعرضتْ
سُليمى وريَّا عن حديثي ومَهْدَدُ
وبُدِّل إعجابُ الغواني تعجُّباً
فهنَّ رَوانٍ يَعْتَبِرْن وصُدَّدُ
لِمَا تُؤذن الدنيا به من صروفها
يكون بكاءُ الطفل ساعة َ يُولَدُ
وإلا فما يبكيه منها وإنها
لأفْسَحُ ممَّا كان فيه وأرْغَدُ
إذا أبصرَ الدنيا اسْتَهلَّ كأنه
بما سوف يلقى من أذاها يُهَدَّدُ
وللنفس أحْوال تظلُّ كأنها
تشاهِد فيها كلَّ غيب سيُشهَدُ
رَزَحْتُ على مر الليالي وَكرِّهَا
وهل عن فَنَاءٍ من فناءَيْن عُنْدَدُ
مَحَارُ الفتى شيخوخة أو منيِّة ٌ
ومرجوعُ وهَّاج المصابيح رِمْدَدُ
وقد أغتدِي للوحش والوحشُ هُجَّدٌ
ولو نَذِرَتْ بي لم تبت وهي هُجَّدُ
فيشقَى بيَ الثورُ القَصِيُّ مكانهُ
بحيث يراعيه الأَصَلُّ الخَفَيْدَدُ(77/128)
ترى كل ركَّاع على مَرْتَع
يخرُّ لرمحي ساجداً بل يُسَجَّدُ
إذا غازَلته بالصريم نِعَاجُه
كما غازلتْ زِيراً أوانسُ خُرَّدُ
أمَرْتُ به رمحاً غيُوراً فخاضهُ
ذَليقاً كما شَكَّ النَّقيلة مِسْرَدُ
فَخَرَّ لَرَوْقَيْهِ صريعاً تخالُهُ
يُعَصْفَر من تامُورِهِ أَو يُفَرْصَدُ
كأَن سِناني حين وافاه كَوْكَبٌ
أصيب به قِطْعٌ من المُزْن أَقهدُ
وقد أشرب الكأس الغريضَ مِزاجُها
على ما تغناه الغريضُ ومعبدُ
يطوف بها لِلشَّرْب أبيضُ مُخْطَفٌ
يجود له بالراح أسودُ أكْبَدُ
بِمَوْلِيَّة ٍ خضراء يُنْغَمُ وسْطَها
ويُهْدَلُ في أرجَائها ويُهَدْهَدُ
إذا شئْتُ راقتْ ناظريَّ نظائر
بمُصطبَحي والأدْمُ حولِيَ رُوَّدُ
وَصِيفٌ وإبريقٌ ودُومٌ ومُرشقٌ
على شرف كلُّ الثلاثة أجْيَدُ
وأنجبُ ما ولَّدت منه مسرة ً
إذا ما بَنَاتُ الصَّدْر ظلت توَلَّدُ
حديثُ نتَاج من بني المزن أمُّهُ
مُعَنَّسَة ٌ مما تُعَتِّق صَرخَدُ
وبيضاءُ يخبو دُرُّها من بياضها
ويذكو له ياقوتها والزبرجدُ
لها سُنَّة ٌ كالشمس تبرز تارة
وطوراً يواريها صَبيرٌ منضَّدُ
إذا ما التقى السُّكران سُكرا شبابها
وأكوابِها كادت من اللين تُعقَدُ
لهوتُ بها ليلاً قصيراً طويلُه
وماليَ إلاَّ كفُّها مُتَوَسَّدُ
وكم مثلِها من ظبية ٍ قد تَفيأَتْ
ظلالي وأغصانُ الشبيبة مُيَّدُ
لعبتُ بأولى الدهر فاغْتَال شِرَّتي
بأخرى حَقُودٍ والجرائمُ تُحْقَدُ
فصبراً على ما اشْتَدَّ منه فإنَّمَا
يقوم لما يشتد من يَتَشدَّدُ
وما الدهر إلا كابنه فيه بُكْرَة ٌ
وهاجِرَة ٌ مسمومة الجو صَيْخدُ
تذيق الفتى طوْرَى رخاء وشدة
حوادثُه والحولُ بالحول يُطْرَدُ
وعزَّى أناساً أن كل حديقة ٍ
وإن أغْدَفَتْ أفنانُها ستخضَّدُ
ومالي عزاء عن شبابي علمتُه
سوى أنني من بعده لا أُخَلَّدُ
وأن مَشِيبي واعدٌ بلَحَاقه
وإنْ قال قوم إنه يَتَوَعَّدُ
على أن في المأْمول من فضل صاعد
عزاءً جميلاً بل شباباً يجدَّدُ(77/129)
ستظهر نُعْماه عليّ فأغتدِي
وغصنُ شبابي ليّنُ المتنِ أغْيَدُ
وتَصْطَادُ لي جدواه ما كنتُ صائداً
بشرخ الشباب الغَضِّ بل هي أصْيدُ
وأفضلُ ما صِيدَتْ به العِينُ كالدُّمَى
مُهُورٌ وأثْمَانٌ من العين تُنْقدُ
وهل يستوي رامٍ مرامِيهِ لَحْظُهُ
ورامٍ مراميه لُجَيْنُ وعَسْجَدُ
وما أملي في المَذْحجِيِّ بِمُنْتَهٍ
ولكنَّه كالشيءِ بُلَّتْ بِهِ اليَدُ
إلى أين بِي عن صَاعِدٍ وانْتِجَاعِهِ
وقد رَادَهُ الروَّادُ قبلي فأَحْمَدُوا
وَلي بأبي عيسى إليه وسِيلَة ٌ
يُفَكُّ بها أصفادُ عانٍ ويُصْفَدُ
ومَالي لا أغدو وَهَذَانِ مَعْمَدِي
وَمَا لَهُمَا إلاَّ الْعَوَارِفَ مَعْمَدُ
لَعَمْرِي لئن أضحت وِزَارة ُ صاعد
تُثَنَّى لقد أضحى كريماً يُوحَّدُأبَيْنَ ضُلوعي جَمْرة ٌ تتوقَّدُ
على ما مضى أَمْ حسرَة ٌ تتجدَّدُ
خليليَّ ما بعد الشَّبابِ رَزِيَّة ٌ
يُجَمُّ لها ماء الشؤون ويُعْتَدُ
فلا تَلْحَيَا إن فاض دمْعٌ لفقده
فَقَلَّ له بحر من الدمع يُثْمدُ
ولا تعجبا لِلْجَلْدِ يبكي فربّما
تفطَّر عن عينٍ من الماء جَلْمدُ
شبابُ الفتى مجلودُه وعزاؤه
فكيف وأنَّى بعده يتجلدُ
وفَقْدُ الشَّبابِ الموتُ يوجد طعْمُهُ
صُراحاً وطعمُ الموتِ بالموتِ يُفْقدُ
رُزِئتُ شبابي عَوْدة ً بعد بَدْأة ٍ
وَهُنَّ الرزايا بادئاتٌ وعُوَّدُ
سُلِبتُ سوادَ العارضَيْن وقبلُهُ
بياضَهما المحمودَ إذ أنا أمْردُ
وبُدِّلْتُ من ذاك البياض وحسنِه
بياضاً ذميماً لا يزال يُسَوَّد
لَشتَّان ما بين البياضَيْن مُعْجِبٌ
أنيق ومَشْنُوءٌ إلى العين أنكدُ
تضاحك في أفنان رأسي ولحيتي
وأقبحُ ضَحَّاكَيْن شَيْبٌ وأدْردُ
وكنتُ جِلاءً للعيون من القذى
فقد جعلَتْ تقذَي بشيبي وتَرقدُ
هي الأعين النُّجْل التي كنتَ تشتكي
مواقِعَها في القلب والرأسُ أسودُ
فما لك تأسَى الآن لما رأيتها
وقد جعلتْ مَرْمى سِوَاكَ تَعَمَّدُ
تَشَكَّى إذا ما أقصدتْكَ سهامُها
وتأسَى إذا نكَّبْنَ عنك وتَكْمدُ(77/130)
كذلك تلك النَّبْلُ من وقعت به
ومن صُرِفَت عنه من القوم مُقْصَدُ
إذا عَدَلْت عنا وجدنا عُدُولها
كموقعها في القلب بل هو أَجهدُ
تَنكَّبُ عنا مرة فكأنما
مُنَكِّبُهَا عنا إلينا مُسَدِّدُ
كفى حَزَناً أن الشباب مُعَجَّلٌ
قصيرُ الليالي والمَشِيبَ مخلَّدُ
إذا حَلَّ جَارَى المرء شأْوَ حياته
إلى أن يضمَّ المرءَ والشيبَ مَلْحَدُ
أرى الدهرَ أجْرَى ليله ونهاره
بعدلٍ فلا هذا ولا ذاك سَرْمدُ
وجارَ على ليلِ الشباب فَضَامَهُ
نهارُ مشيب سَرْمدٌ ليس يَنْفَدُ
وعزاك عن ليل الشباب معاشرٌ
فقالوا نهارُ الشيب أهدى وأرشدُ
وكان نهارُ المرء أهْدَى لسعيه
ولكنَّ ظلَّ الليل أنْدَى وأبردُ
أأيَّامَ لَهْوِي هل مَواضيكِ عُوَّدٌ
وهل لشباب ضل بالأمس مُنْشَدُ
أقول وقد شابتْ شَوَاتِي وَقَوَّسَتْ
قناتي وأضْحَت كِدْنِتي تَتَخدَّدُ
ودبَّ كَلاَلٌ في عظامي أدَبَّني
جَنِيبَ العصا أَنأَدُّ أو أتَأَيَّدُ
وبُورِك طرفي فالشَّخَاصُ حياله
قَرَائن من أدنى مدى ً وَهْيَ فُرَّدُ
ولَّذَّتْ أحاديثي الرجالُ وأعرضتْ
سُليمى وريَّا عن حديثي ومَهْدَدُ
وبُدِّل إعجابُ الغواني تعجُّباً
فهنَّ رَوانٍ يَعْتَبِرْن وصُدَّدُ
لِمَا تُؤذن الدنيا به من صروفها
يكون بكاءُ الطفل ساعة َ يُولَدُ
وإلا فما يبكيه منها وإنها
لأفْسَحُ ممَّا كان فيه وأرْغَدُ
إذا أبصرَ الدنيا اسْتَهلَّ كأنه
بما سوف يلقى من أذاها يُهَدَّدُ
وللنفس أحْوال تظلُّ كأنها
تشاهِد فيها كلَّ غيب سيُشهَدُ
رَزَحْتُ على مر الليالي وَكرِّهَا
وهل عن فَنَاءٍ من فناءَيْن عُنْدَدُ
مَحَارُ الفتى شيخوخة أو منيِّة ٌ
ومرجوعُ وهَّاج المصابيح رِمْدَدُ
وقد أغتدِي للوحش والوحشُ هُجَّدٌ
ولو نَذِرَتْ بي لم تبت وهي هُجَّدُ
فيشقَى بيَ الثورُ القَصِيُّ مكانهُ
بحيث يراعيه الأَصَلُّ الخَفَيْدَدُ
ترى كل ركَّاع على مَرْتَع
يخرُّ لرمحي ساجداً بل يُسَجَّدُ
إذا غازَلته بالصريم نِعَاجُه(77/131)
كما غازلتْ زِيراً أوانسُ خُرَّدُ
أمَرْتُ به رمحاً غيُوراً فخاضهُ
ذَليقاً كما شَكَّ النَّقيلة مِسْرَدُ
فَخَرَّ لَرَوْقَيْهِ صريعاً تخالُهُ
يُعَصْفَر من تامُورِهِ أَو يُفَرْصَدُ
كأَن سِناني حين وافاه كَوْكَبٌ
أصيب به قِطْعٌ من المُزْن أَقهدُ
وقد أشرب الكأس الغريضَ مِزاجُها
على ما تغناه الغريضُ ومعبدُ
يطوف بها لِلشَّرْب أبيضُ مُخْطَفٌ
يجود له بالراح أسودُ أكْبَدُ
بِمَوْلِيَّة ٍ خضراء يُنْغَمُ وسْطَها
ويُهْدَلُ في أرجَائها ويُهَدْهَدُ
إذا شئْتُ راقتْ ناظريَّ نظائر
بمُصطبَحي والأدْمُ حولِيَ رُوَّدُ
وَصِيفٌ وإبريقٌ ودُومٌ ومُرشقٌ
على شرف كلُّ الثلاثة أجْيَدُ
وأنجبُ ما ولَّدت منه مسرة ً
إذا ما بَنَاتُ الصَّدْر ظلت توَلَّدُ
حديثُ نتَاج من بني المزن أمُّهُ
مُعَنَّسَة ٌ مما تُعَتِّق صَرخَدُ
وبيضاءُ يخبو دُرُّها من بياضها
ويذكو له ياقوتها والزبرجدُ
لها سُنَّة ٌ كالشمس تبرز تارة
وطوراً يواريها صَبيرٌ منضَّدُ
إذا ما التقى السُّكران سُكرا شبابها
وأكوابِها كادت من اللين تُعقَدُ
لهوتُ بها ليلاً قصيراً طويلُه
وماليَ إلاَّ كفُّها مُتَوَسَّدُ
وكم مثلِها من ظبية ٍ قد تَفيأَتْ
ظلالي وأغصانُ الشبيبة مُيَّدُ
لعبتُ بأولى الدهر فاغْتَال شِرَّتي
بأخرى حَقُودٍ والجرائمُ تُحْقَدُ
فصبراً على ما اشْتَدَّ منه فإنَّمَا
يقوم لما يشتد من يَتَشدَّدُ
وما الدهر إلا كابنه فيه بُكْرَة ٌ
وهاجِرَة ٌ مسمومة الجو صَيْخدُ
تذيق الفتى طوْرَى رخاء وشدة
حوادثُه والحولُ بالحول يُطْرَدُ
وعزَّى أناساً أن كل حديقة ٍ
وإن أغْدَفَتْ أفنانُها ستخضَّدُ
ومالي عزاء عن شبابي علمتُه
سوى أنني من بعده لا أُخَلَّدُ
وأن مَشِيبي واعدٌ بلَحَاقه
وإنْ قال قوم إنه يَتَوَعَّدُ
على أن في المأْمول من فضل صاعد
عزاءً جميلاً بل شباباً يجدَّدُ
ستظهر نُعْماه عليّ فأغتدِي
وغصنُ شبابي ليّنُ المتنِ أغْيَدُ
وتَصْطَادُ لي جدواه ما كنتُ صائداً(77/132)
بشرخ الشباب الغَضِّ بل هي أصْيدُ
وأفضلُ ما صِيدَتْ به العِينُ كالدُّمَى
مُهُورٌ وأثْمَانٌ من العين تُنْقدُ
وهل يستوي رامٍ مرامِيهِ لَحْظُهُ
ورامٍ مراميه لُجَيْنُ وعَسْجَدُ
وما أملي في المَذْحجِيِّ بِمُنْتَهٍ
ولكنَّه كالشيءِ بُلَّتْ بِهِ اليَدُ
إلى أين بِي عن صَاعِدٍ وانْتِجَاعِهِ
وقد رَادَهُ الروَّادُ قبلي فأَحْمَدُوا
وَلي بأبي عيسى إليه وسِيلَة ٌ
يُفَكُّ بها أصفادُ عانٍ ويُصْفَدُ
ومَالي لا أغدو وَهَذَانِ مَعْمَدِي
وَمَا لَهُمَا إلاَّ الْعَوَارِفَ مَعْمَدُ
لَعَمْرِي لئن أضحت وِزَارة ُ صاعد
تُثَنَّى لقد أضحى كريماً يُوحَّدُ
وِزَارَتَهُ شَفْعٌ وذاك بحَقِّهِ
كَمَا أنَّه وِتْرٌ إذا عُدَّ سُؤْددُ
هو الرجلُ المشْرُوك في جُلِّ مالِهِ
ولكنَّه بالخيْرِ والحمْدِ مفردُ
يُقَرَّضُ إلا أنَّ ما قيلَ دُونه
ويوصف إلا أنه لا يُحَدّدُ
أرقُّ من الماءِ الذي في حُسامه
طِبَاعاً وأمْضى منْ شَبَاهُ وأنجَدُ
وأجْدَى وأنْدَى بطْنَ كَفٍّ من الحَيَا
وآبَى إباءً من صَفاة ٍ وأجْمَدُ
وأبْهَرُ نُوراً للعيون من الَّتي
تُضَاهِيهِ في العلياء حين تَكَبَّدُ
وأوْقَرُ من رَضْوَى ولو شاء نَسْفَهَا
إذن لم يُلْقِها طَرْفَة َ العَيْن مَرْكَدُ
طويلُ التَّأنِّي لا العَجولُ ولا الذي
إذا طرقتْه نَوْبة ٌ يتبلَّدُ
له سَوْرَة ٌ مكْتَنَّة ٌ في سَكِينَة ٍ
كما اكْتَنَّ في الغمْدِ الجُرَازُ المهنَّدُ
إذا شَامَهَا قَرَّتْ قُلُوبٌ مَقرَّهَا
وإن سُلَّ منها فالْفَرائضُ تُرْعَدُ
يُلاَقي العِدَا والأولياءَ ابْنُ مَخْلَدٍ
لقاءَ امْرِىء ٍ في اللَّه يَرْضَى ويعْبَدُ
بِجَهْلٍ كجهل السيفِ والسيفُ مُنْتَضى ً
وحلْم كحلم السيف والسيفُ مُغْمَدُ
وليسَ بِجَهْل الأغبياء ذوِي العَمَى
ولكنَّه جَهْلٌ به اللَّهُ يُعْبَدُ
عُرَامٌ زَعيمٌ بالهُدَى أوْ فَبِالرَّدَى
إذا ما اعْتَدَى قوْمٌ عن القصْد عُنَّدُ
قِرى ً مِنْ مليٍّ بالقِرى حِينَ يُبْتَغَى(77/133)
كِلاَ نُزُلَيْهِ اللَّذُّ والكُرْه مُحْمَدُ
عَتيدٌ لَديْهِ الخَيرُ والشرُّ لامْرىء ٍ
بَغَى أوْ بَغَى خيراً ولَلْخَيْرُ أَعْتَدُ
صموتٌ بِلاَ عيَّ له من بلائه
نَوَاطِقُ تَسْتَدْعِي الرَّجَاءَ وتَزْأدُ
كَفَى الوعْدَ والإِبعَادَ بالقوْلِ نَفْسَهُ
بأفْعَالِهِ والفِعْل للفِعْل أشْهَدُ
إذا اقْتُفِرَتْ آثارُهُ فَعَدُوُّهُ
وموْلاَهُ مَوْعُودٌ هُنَاك ومُوعَدُ
عزيزٌ غَدا فوْقَ الَّتَودُّدِ عِزُّهُ
وإحْسَانُه في ظلِّه يَتَوَدَّدُ
يَغُضُّ عن السؤَّالِ من طَرْفِ عَيْنه
لِكَيْلاَ يَرَى الأحْرَارَ كيْفَ تُعَبَّدُ
ويُطْرِقُ إطْراقَ الذَّليل وإنه
هُنَاكَ لَسَامِي نَاظِرِ العيْنِ أصْيَدُ
إذا مَنَّ لم يَمْنُنْ بِمَنٍّ يَمُنُّهُ
وقال لنفسي أيُّها الناسُ أمْهَدُ
وكل امْتِنَانٍ لا يُمَنُّ فإنه
أخفُّ مناطاً في الرقاب وأوْكَدُ
تَجَاوَزَ أن يسْتأْنف المجدَ بالنَّدى
وفي كل ما اسْتَرْفدتَهُ فهُوَ أجْودُ
ومن لمْ يَزِدْ في مجده بذْلُ مالِهِ
وجادَ به فَهْو الجَوَادُ المقلَّدُ
ترى نَائلاً من نَائلٍ ثم ينتهيأبَيْنَ ضُلوعي جَمْرة ٌ تتوقَّدُ
على ما مضى أَمْ حسرَة ٌ تتجدَّدُ
خليليَّ ما بعد الشَّبابِ رَزِيَّة ٌ
يُجَمُّ لها ماء الشؤون ويُعْتَدُ
فلا تَلْحَيَا إن فاض دمْعٌ لفقده
فَقَلَّ له بحر من الدمع يُثْمدُ
ولا تعجبا لِلْجَلْدِ يبكي فربّما
تفطَّر عن عينٍ من الماء جَلْمدُ
شبابُ الفتى مجلودُه وعزاؤه
فكيف وأنَّى بعده يتجلدُ
وفَقْدُ الشَّبابِ الموتُ يوجد طعْمُهُ
صُراحاً وطعمُ الموتِ بالموتِ يُفْقدُ
رُزِئتُ شبابي عَوْدة ً بعد بَدْأة ٍ
وَهُنَّ الرزايا بادئاتٌ وعُوَّدُ
سُلِبتُ سوادَ العارضَيْن وقبلُهُ
بياضَهما المحمودَ إذ أنا أمْردُ
وبُدِّلْتُ من ذاك البياض وحسنِه
بياضاً ذميماً لا يزال يُسَوَّد
لَشتَّان ما بين البياضَيْن مُعْجِبٌ
أنيق ومَشْنُوءٌ إلى العين أنكدُ
تضاحك في أفنان رأسي ولحيتي(77/134)
وأقبحُ ضَحَّاكَيْن شَيْبٌ وأدْردُ
وكنتُ جِلاءً للعيون من القذى
فقد جعلَتْ تقذَي بشيبي وتَرقدُ
هي الأعين النُّجْل التي كنتَ تشتكي
مواقِعَها في القلب والرأسُ أسودُ
فما لك تأسَى الآن لما رأيتها
وقد جعلتْ مَرْمى سِوَاكَ تَعَمَّدُ
تَشَكَّى إذا ما أقصدتْكَ سهامُها
وتأسَى إذا نكَّبْنَ عنك وتَكْمدُ
كذلك تلك النَّبْلُ من وقعت به
ومن صُرِفَت عنه من القوم مُقْصَدُ
إذا عَدَلْت عنا وجدنا عُدُولها
كموقعها في القلب بل هو أَجهدُ
تَنكَّبُ عنا مرة فكأنما
مُنَكِّبُهَا عنا إلينا مُسَدِّدُ
كفى حَزَناً أن الشباب مُعَجَّلٌ
قصيرُ الليالي والمَشِيبَ مخلَّدُ
إذا حَلَّ جَارَى المرء شأْوَ حياته
إلى أن يضمَّ المرءَ والشيبَ مَلْحَدُ
أرى الدهرَ أجْرَى ليله ونهاره
بعدلٍ فلا هذا ولا ذاك سَرْمدُ
وجارَ على ليلِ الشباب فَضَامَهُ
نهارُ مشيب سَرْمدٌ ليس يَنْفَدُ
وعزاك عن ليل الشباب معاشرٌ
فقالوا نهارُ الشيب أهدى وأرشدُ
وكان نهارُ المرء أهْدَى لسعيه
ولكنَّ ظلَّ الليل أنْدَى وأبردُ
أأيَّامَ لَهْوِي هل مَواضيكِ عُوَّدٌ
وهل لشباب ضل بالأمس مُنْشَدُ
أقول وقد شابتْ شَوَاتِي وَقَوَّسَتْ
قناتي وأضْحَت كِدْنِتي تَتَخدَّدُ
ودبَّ كَلاَلٌ في عظامي أدَبَّني
جَنِيبَ العصا أَنأَدُّ أو أتَأَيَّدُ
وبُورِك طرفي فالشَّخَاصُ حياله
قَرَائن من أدنى مدى ً وَهْيَ فُرَّدُ
ولَّذَّتْ أحاديثي الرجالُ وأعرضتْ
سُليمى وريَّا عن حديثي ومَهْدَدُ
وبُدِّل إعجابُ الغواني تعجُّباً
فهنَّ رَوانٍ يَعْتَبِرْن وصُدَّدُ
لِمَا تُؤذن الدنيا به من صروفها
يكون بكاءُ الطفل ساعة َ يُولَدُ
وإلا فما يبكيه منها وإنها
لأفْسَحُ ممَّا كان فيه وأرْغَدُ
إذا أبصرَ الدنيا اسْتَهلَّ كأنه
بما سوف يلقى من أذاها يُهَدَّدُ
وللنفس أحْوال تظلُّ كأنها
تشاهِد فيها كلَّ غيب سيُشهَدُ
رَزَحْتُ على مر الليالي وَكرِّهَا
وهل عن فَنَاءٍ من فناءَيْن عُنْدَدُ(77/135)
مَحَارُ الفتى شيخوخة أو منيِّة ٌ
ومرجوعُ وهَّاج المصابيح رِمْدَدُ
وقد أغتدِي للوحش والوحشُ هُجَّدٌ
ولو نَذِرَتْ بي لم تبت وهي هُجَّدُ
فيشقَى بيَ الثورُ القَصِيُّ مكانهُ
بحيث يراعيه الأَصَلُّ الخَفَيْدَدُ
ترى كل ركَّاع على مَرْتَع
يخرُّ لرمحي ساجداً بل يُسَجَّدُ
إذا غازَلته بالصريم نِعَاجُه
كما غازلتْ زِيراً أوانسُ خُرَّدُ
أمَرْتُ به رمحاً غيُوراً فخاضهُ
ذَليقاً كما شَكَّ النَّقيلة مِسْرَدُ
فَخَرَّ لَرَوْقَيْهِ صريعاً تخالُهُ
يُعَصْفَر من تامُورِهِ أَو يُفَرْصَدُ
كأَن سِناني حين وافاه كَوْكَبٌ
أصيب به قِطْعٌ من المُزْن أَقهدُ
وقد أشرب الكأس الغريضَ مِزاجُها
على ما تغناه الغريضُ ومعبدُ
يطوف بها لِلشَّرْب أبيضُ مُخْطَفٌ
يجود له بالراح أسودُ أكْبَدُ
بِمَوْلِيَّة ٍ خضراء يُنْغَمُ وسْطَها
ويُهْدَلُ في أرجَائها ويُهَدْهَدُ
إذا شئْتُ راقتْ ناظريَّ نظائر
بمُصطبَحي والأدْمُ حولِيَ رُوَّدُ
وَصِيفٌ وإبريقٌ ودُومٌ ومُرشقٌ
على شرف كلُّ الثلاثة أجْيَدُ
وأنجبُ ما ولَّدت منه مسرة ً
إذا ما بَنَاتُ الصَّدْر ظلت توَلَّدُ
حديثُ نتَاج من بني المزن أمُّهُ
مُعَنَّسَة ٌ مما تُعَتِّق صَرخَدُ
وبيضاءُ يخبو دُرُّها من بياضها
ويذكو له ياقوتها والزبرجدُ
لها سُنَّة ٌ كالشمس تبرز تارة
وطوراً يواريها صَبيرٌ منضَّدُ
إذا ما التقى السُّكران سُكرا شبابها
وأكوابِها كادت من اللين تُعقَدُ
لهوتُ بها ليلاً قصيراً طويلُه
وماليَ إلاَّ كفُّها مُتَوَسَّدُ
وكم مثلِها من ظبية ٍ قد تَفيأَتْ
ظلالي وأغصانُ الشبيبة مُيَّدُ
لعبتُ بأولى الدهر فاغْتَال شِرَّتي
بأخرى حَقُودٍ والجرائمُ تُحْقَدُ
فصبراً على ما اشْتَدَّ منه فإنَّمَا
يقوم لما يشتد من يَتَشدَّدُ
وما الدهر إلا كابنه فيه بُكْرَة ٌ
وهاجِرَة ٌ مسمومة الجو صَيْخدُ
تذيق الفتى طوْرَى رخاء وشدة
حوادثُه والحولُ بالحول يُطْرَدُ
وعزَّى أناساً أن كل حديقة ٍ(77/136)
وإن أغْدَفَتْ أفنانُها ستخضَّدُ
ومالي عزاء عن شبابي علمتُه
سوى أنني من بعده لا أُخَلَّدُ
وأن مَشِيبي واعدٌ بلَحَاقه
وإنْ قال قوم إنه يَتَوَعَّدُ
على أن في المأْمول من فضل صاعد
عزاءً جميلاً بل شباباً يجدَّدُ
ستظهر نُعْماه عليّ فأغتدِي
وغصنُ شبابي ليّنُ المتنِ أغْيَدُ
وتَصْطَادُ لي جدواه ما كنتُ صائداً
بشرخ الشباب الغَضِّ بل هي أصْيدُ
وأفضلُ ما صِيدَتْ به العِينُ كالدُّمَى
مُهُورٌ وأثْمَانٌ من العين تُنْقدُ
وهل يستوي رامٍ مرامِيهِ لَحْظُهُ
ورامٍ مراميه لُجَيْنُ وعَسْجَدُ
وما أملي في المَذْحجِيِّ بِمُنْتَهٍ
ولكنَّه كالشيءِ بُلَّتْ بِهِ اليَدُ
إلى أين بِي عن صَاعِدٍ وانْتِجَاعِهِ
وقد رَادَهُ الروَّادُ قبلي فأَحْمَدُوا
وَلي بأبي عيسى إليه وسِيلَة ٌ
يُفَكُّ بها أصفادُ عانٍ ويُصْفَدُ
ومَالي لا أغدو وَهَذَانِ مَعْمَدِي
وَمَا لَهُمَا إلاَّ الْعَوَارِفَ مَعْمَدُ
لَعَمْرِي لئن أضحت وِزَارة ُ صاعد
تُثَنَّى لقد أضحى كريماً يُوحَّدُ
وِزَارَتَهُ شَفْعٌ وذاك بحَقِّهِ
كَمَا أنَّه وِتْرٌ إذا عُدَّ سُؤْددُ
هو الرجلُ المشْرُوك في جُلِّ مالِهِ
ولكنَّه بالخيْرِ والحمْدِ مفردُ
يُقَرَّضُ إلا أنَّ ما قيلَ دُونه
ويوصف إلا أنه لا يُحَدّدُ
أرقُّ من الماءِ الذي في حُسامه
طِبَاعاً وأمْضى منْ شَبَاهُ وأنجَدُ
وأجْدَى وأنْدَى بطْنَ كَفٍّ من الحَيَا
وآبَى إباءً من صَفاة ٍ وأجْمَدُ
وأبْهَرُ نُوراً للعيون من الَّتي
تُضَاهِيهِ في العلياء حين تَكَبَّدُ
وأوْقَرُ من رَضْوَى ولو شاء نَسْفَهَا
إذن لم يُلْقِها طَرْفَة َ العَيْن مَرْكَدُ
طويلُ التَّأنِّي لا العَجولُ ولا الذي
إذا طرقتْه نَوْبة ٌ يتبلَّدُ
له سَوْرَة ٌ مكْتَنَّة ٌ في سَكِينَة ٍ
كما اكْتَنَّ في الغمْدِ الجُرَازُ المهنَّدُ
إذا شَامَهَا قَرَّتْ قُلُوبٌ مَقرَّهَا
وإن سُلَّ منها فالْفَرائضُ تُرْعَدُ
يُلاَقي العِدَا والأولياءَ ابْنُ مَخْلَدٍ(77/137)
لقاءَ امْرِىء ٍ في اللَّه يَرْضَى ويعْبَدُ
بِجَهْلٍ كجهل السيفِ والسيفُ مُنْتَضى ً
وحلْم كحلم السيف والسيفُ مُغْمَدُ
وليسَ بِجَهْل الأغبياء ذوِي العَمَى
ولكنَّه جَهْلٌ به اللَّهُ يُعْبَدُ
عُرَامٌ زَعيمٌ بالهُدَى أوْ فَبِالرَّدَى
إذا ما اعْتَدَى قوْمٌ عن القصْد عُنَّدُ
قِرى ً مِنْ مليٍّ بالقِرى حِينَ يُبْتَغَى
كِلاَ نُزُلَيْهِ اللَّذُّ والكُرْه مُحْمَدُ
عَتيدٌ لَديْهِ الخَيرُ والشرُّ لامْرىء ٍ
بَغَى أوْ بَغَى خيراً ولَلْخَيْرُ أَعْتَدُ
صموتٌ بِلاَ عيَّ له من بلائه
نَوَاطِقُ تَسْتَدْعِي الرَّجَاءَ وتَزْأدُ
كَفَى الوعْدَ والإِبعَادَ بالقوْلِ نَفْسَهُ
بأفْعَالِهِ والفِعْل للفِعْل أشْهَدُ
إذا اقْتُفِرَتْ آثارُهُ فَعَدُوُّهُ
وموْلاَهُ مَوْعُودٌ هُنَاك ومُوعَدُ
عزيزٌ غَدا فوْقَ الَّتَودُّدِ عِزُّهُ
وإحْسَانُه في ظلِّه يَتَوَدَّدُ
يَغُضُّ عن السؤَّالِ من طَرْفِ عَيْنه
لِكَيْلاَ يَرَى الأحْرَارَ كيْفَ تُعَبَّدُ
ويُطْرِقُ إطْراقَ الذَّليل وإنه
هُنَاكَ لَسَامِي نَاظِرِ العيْنِ أصْيَدُ
إذا مَنَّ لم يَمْنُنْ بِمَنٍّ يَمُنُّهُ
وقال لنفسي أيُّها الناسُ أمْهَدُ
وكل امْتِنَانٍ لا يُمَنُّ فإنه
أخفُّ مناطاً في الرقاب وأوْكَدُ
تَجَاوَزَ أن يسْتأْنف المجدَ بالنَّدى
وفي كل ما اسْتَرْفدتَهُ فهُوَ أجْودُ
ومن لمْ يَزِدْ في مجده بذْلُ مالِهِ
وجادَ به فَهْو الجَوَادُ المقلَّدُ
ترى نَائلاً من نَائلٍ ثم ينتهي
إلى صَاعِدٍ إسنادُه حين يُسْنَدُ
كأنَّ أباه يوم سمَّاهُ صاعداً
رأى كيفَ يَرْقَى في المعالي ويَصْعدُ
جَرى وجرى الأكْفَاءُ شَأْواً ولم يزل
مُنَازِعُهُ الطُّولَى يُضَامُ ويُضْهَدُ
فَلَمَّا تناهَى من يُبَارِيه في العلا
تَمادَى يُباري أمْسَهُ اليومُ والغدُ
جَوادٌ ثَنَى غَرْبَ الجِياد بغَرْبِهِ
وظَلَّ يُجَاري ظلَّهُ وهو أوْحدُ
وما أغْرَقَ المُدَّاحُ إلا غَلاَبِهِ
وراء مَغَالي مَدْحِهِمْ فيه مُخْلدُ(77/138)
وأسْلافُ صِدق من عَرَانِين مَذْحجٍ
طوَالُ المسَاعِي ليْس فيهِمْ مزنَّد
بَنَوْا مجدَه في هَضْبَة ٍ مَذْحجيَّة ٍ
ذُؤَابَتُهَا بيْن الفَرَاقد فَرْقَدُ
أُولئكَ أوْعَالُ المعَالي مُسَهَّلٌ
لَهُمْ مُرْتَقى ً في الوَعْر مِنْها ومَصعَدُ
ألْم تَرَ زُلْفَى صاعد عند رَبه
بلى قد رأى السَّاهي ومَنْ يَتَفقَّدُ
بَدَتْ قِبْلة ُ الدنيا ولِلنُّكْر فوقَها
ظِلالٌ وثَدْيُ العُرْف فيها مُجدَّدُ
فَلَمَّا تولَّى الأمرَ نُكِّرَ مُنْكرٌ
وعُرِّف معْرُوف وأُصْلِحَ مُفْسَدُ
وأَصْبَح شَمْلُ الناسِ وهْوَ مؤلَّف
وعَهْدِي بشمل الناس وهْو مُبِدَّدُ
حَمَاهُمْ وأفشى العُرْفَ فيهم فكُلُّهُمْ
من الشرِّ مَمْنُوع مِنَ الخير مُمْجَدُ
إذا أحْسَنُوا جُوزُوا جَزَاءً مُضَاعَفاً
وما اقتَرَفُوا من سَيىء ٍ مُتَعَمَّدُ
ولَمَّا التَقَى خِصْبُ المرَادِ وأمْنُهُ
تَيَقَّظَ مَسْبُوتٌ ونام مُسَهَّدُ
فلمْ يَمتَنعْ مَرعى ً على مُتعيِّشٍ
ولم يَنْقَطِع شِرْبٌ ولم يَنْبُ مَرْقَدُ
فأضحُوا ومَا في راحة الموْتِ مَرْغَبٌ
لحِيٍّ ولا في لذَّة ِ العيْش مَزْهَدُ
لِيَحْلُلْ ذَرَاه من تَلَدَّدَ حائراً
فما في ذَرَاهُ حائر يَتَلدَّدُ
وَطَاغٍ عهدنا أمرَه وهْوَ حادثٌ
جَليلٌ فأمْسَى أمْرُه وهو مَعْهَدُ
تمادَتْ بِه الطَّغْوَى ولم يدْر أنه
يُسَوِّغُ أكَّالاً له ثم يُزرَدُ
فصادَف قَتَّالَ الطُّغاة ِ بمَرْصَدٍ
قريب وهل يَخْلُو من اللَّه مَرْصَد
أُتيحَ له من ذي الغَنَاءَيْن صاعدٍ
مِصَاع ومَكْرٌ أَعْجَميٌّ مُوَلَّدُ
فَعُجْمتُهُ كِتْمَانُهُ أينَ عَهْدُهُ
وتَوْلِيدُهُ عِرْفَانه أيْنَ يَعْمِدُ
رماهُ بِحَوْلٍ لا يُطاق وقُوَة ٍ
وَلِيُّ بكلْتَا العدَّتَيْن مُؤَيَّدُ
رأى صَيْدَه من أفْضل الصَّيْدِ كُلِّهِ
على أنَّهُ مِنْ شر ما يُتَصَيَّدُ
فَبَثَّ له تِلْك الحَبائَل حَازِمٌ
من القوم كَيَّادٌ قَديماً مُكيَّدُ
مُوَفَّقُ آراءٍ وزيُر مُوَفَّقٍ(77/139)
يُعَاضِدُهُ والرُّكْنُ بالركن يُعْضَدُ
إذَا نَابَ عنه في الأمورِ رَأيْتَه
كلاَ مَشْهَدَيْهِ لا يُدَانيهِ مشهدُ
عُطَارِدُهُ ما أخْبَتِ الحربُ نَارَها
ومِرَّيخُهُ ما دَامَتِ الحربُ تَوقدُ
يَصُولُ على أعدائه كلَّ صَوْلة
يَضِيقُ لها مِنْهُمْ مَقَامٌ ومَقْعَدُ
تُفرَّقُ عنهُ المكائدِ جُندهُ
وتزدادهُمُ جنداً وجيشكَ محصدُ
ولو كنتَ لمْ تزدهمُ وقَتْلتُهمْ
لكانَ لهُ في قتلهمْ مُتبرَّدُ
ولكنْ بَغَى حتَّى نُصرتَ فلم تكنْ
تنقَّصهُ إلاَّوأنتَ تزيَّدُ
ولابسُ سيفِ القرنِ عندَ استلابِهِ
أخرُّ لُه مِنْ كاسريهِ وأَكيَدُ
وما زلتَ قدماً تشفعُ الكيدَ لِلْعدا
بِكيدٍ ومن اللقاء ربك تُنجدُ
نزلتَ بهِ تأبى القِرَى غيرَ نفسه
وذاكَ قِرى ً من مِثلهِ لكَ مُعتدُ
بأرعنَ لو يُرمى بهِ عرضُ يذبُلٍ
لأصبحَ مرسى صخرهِ وهوَ جَدْجَدُ
إذا اجتازَ بحراً كادَ ينزحُ مَاؤهُ
وإن ضافَ برّاً كادتِ الأرضُ تَجردُ
فما رمته حتى الستقل برأسه
مكان قناة الظهر أسمر وأجود
تطيرُ عليهِ لحية ٌ منهُ أصبحتْ
لهُ راية ٌ يهدي بها الجيشَ مِطرَدُ
تراهُ عيونُ الناظرين ودونُه
حجابٌ وبابٌ من جهنَّمَ مؤصَدُ
يسيرُ لهُ في الدُّهمِ رأسُ مُعَطَّنٌ
وجثمانهُ بالقاعِ شِلوٌ مُقَدَّدُ
مَنَاكَ لهُ في مِقدارهُ فكأنَّما
تَقَوَّضَ ثَهلانٌ عليه وصندَدُ
ولمْ تألُ إنذاراً لهُ غير أنه
رأى أن متنَ البحر صَرحٌ مُمردُ
حدوتَ بهِ نحوَ النَّجاة ِ كأنَّما
محجَّتُها البيضاءُ سَحلٌ مُمدَّدُ
فلمَّا أيى إلا البوَارَ شَللتَهُ
إلى النارِ بئسَ الموردُ المتورَّدُ
سكنتَ سكوناً كان رَهناً بعدوة ٍ
عمَاسٍ كذاكَ اللَّيثُ للوثب يلبَدُ
وحَامى أبو العباسِ في كل مَوطنٍ
على يومهِ ثَوبٌ من الشرِّ مُجسدُ
محاماة َ مِقدامٍ حيودٍ عن الهوى
ولكنَّهُ عن جانبِ العار أحيدُ
وما شِبلُ ذاكَ اللَّيث إلا شبيههُ
وغيرُ عجيبٍ أن ترى الشِّبلَ يأسدُ
وما بِئسَ عون المرءِ كانَ ابنُ مَخلَدٍ(77/140)
نَصيحُكَ والأعداءُ نحوكَ صُمَّدُ
مضى لكَ إذ كلَّ الحديدُ منَ الظُّبَا
وحاطكَ إذ رَثَّ النَّسيجُ المسرَّدُ
وهت كلُّ درع فانثنى كلُّ مُنصلٍ
سوى صاعدٍ والموتُ للموتِ يَنهدُ
فلا يَبعد الرَّأي الذي اخترتهُ بهِ
وقرَّبتهُ بل من أبى ذاكَ يبعدُ
أما لئن استبَطنتهُ دونَ من دنتْ
إليكَ بهِالقربى وهنبثَ حُسَّدُ
لكم داخلٌ بين الخصيمينِ مصلح
كما انغلَّ بين العين والجفنِ مرودُ
ترى العين والملمول يبطنُ جفنها
إذا ما غدا إنسانها وهو أرمدُ
تشكَّى فلا يُجدي عليها لَصِيقُها
فتدني الذييجدي وقرباهُ أبعدُ
وما زلتَ مفتوحاً عليك بِصاعدٍ
تفوزُ وتستعلي وتحظى وتسعدُ
بتدبيره طوراً وطوراً بيمنه
وما قادهُ التَّدبيرُ فاليمنُ أقودُ
فمن يمنهِ إن غابَ عنكَ مُديْدة ً
فنالكَ دونَ الدِّرعِ أزرقُ مُصردُ
فلما أراكَ اللهُ غرَّة َ وجههِ
تراءى لكَ السَّعدُ الذي كنتَ تعهدُ
بَرأت بهِ من كلِّ ما أنتَ ضامنٌ
وأنتَ لِشروى تلكَ منهُ مُعودُ
وبُدِّلتَ من قرحٍ بقتح مُسيَّرٍ
بأمثاله غاظ الحسودَ المحسَّدُ
ألا ذلكَ الفتحُ المبينُ هناؤه
فَتَمَّ ولاقاهُ يزيدٌ ومزيدُ
ومنْ يمنهِ أن دُمِّرَ العبدُ وابنهُ
وملاَّحُ قُنٍّ فالثلاثة ُ هُمَدُ
وأتبعَ أهل الفسقِ من أوليائه
فوافاهُ والباقونَ فلٌّ مُشرَّدُ
كأَنِّي بهم قدْ قيل عند بَوارهِم
رَعَوا ظمأهمْ حتَّى إذا تَمَّ أوْرَدُوا
زُروعٌ سقاها اللَّه ريّا فأثمرت
عُتياً فأضحتْ وهيَ للنَّارِ تحصدُ
يقولُ مقَالي في نَصيحِكِ من مشى
وَيقدمهمْ في ذاكَمنْ يتبغدَدُ
وما قيلَ فيه منْ مديح فإنه
مديحكَ والنِّيَّاتُ نحوكَ عُمَّدُ
إذا ما الأعادي حاولت كيدَ صاعدٍ
غدا يتعالى والأعادي توهَّدُ
وحاربَ عن نعمائهِ ريبَ دهره
من البر والمعروف جُندٌ مُجَنَّدُ
وأهلٌ لذاك المذحجيُّ ابنُ مَخْلدٍ
مع الخلدِ لو أنَّ ابن آدمَ مُخلَدُ
حَلفتُ بمن حلاَّهُ كلَّ فضيلة
بأمثالها سادَ المَسُودَ المُسَوَّدُ(77/141)
لقدْ نالَ منهاة َ العلاءِ وإنَّه
بأّنَّ ابنهُ مثلَ العلاءِ لأسعدُ
ألا ذلكَ الفوز الذي لا إخاله
على غيره من سائر القوم يُحشَدُ
فتى الدِّين والدُّنيا الذي أذعنا له
ففي خنصرٍ منهُ لصعبينِ مِقودُ
هو التاجُ والإكليلُ في كلِّ محفلٍ
بل السَّيفُ سيفُ الدولة المتقلّدُ
يَزينُ ويحمي وهو في السِّلم زينة ٌ
لمن يرتديه وهو في الحرب مزودُ
وليسَ بأن يلقى ولكن بأن يرى
بآرائه اللاَّقونَ والهامُ تُجلدُ
تراهُ عن الحرب العوان بمعزلٍ
وآثارهُ فيهاوإن غابَ شُهَّدُ
كما احتجب المقدارُ والحكمُ حكمهُ
على الناس طُرّاً ليسَ عنه مُعَرَّدُ
إذا ما نبا سيفٌ فلاحظ رأيهُ
فموقعهُ ممَّن توخَّى مُمهَّدُ
فتى ً روحهُ ضوءٌ بسيطٌ كيانُهُ
ومَسكنُ تلكَ الرُّوحِ نُورٌ مُجَسَّدُ
صَفَا ونفَى عنه القَذَى فكأَنَّهُ
إذا ما استشفَّهُ العقولُ مُصَعَّدُ
فتى ً هاجر الدنيا وحرَّمَ رِيقها
وهل رِيقُها إلا الرَّحيقُ الموَرَّدُ
ولوْ طمعتْ في عطفه ووصالهِ
أباحتهُ منها مرشفاً لا يُصرَّدُنه أبَيْنَ ضُلوعي جَمْرة ٌ تتوقَّدُ
على ما مضى أَمْ حسرَة ٌ تتجدَّدُ
خليليَّ ما بعد الشَّبابِ رَزِيَّة ٌ
يُجَمُّ لها ماء الشؤون ويُعْتَدُ
فلا تَلْحَيَا إن فاض دمْعٌ لفقده
فَقَلَّ له بحر من الدمع يُثْمدُ
ولا تعجبا لِلْجَلْدِ يبكي فربّما
تفطَّر عن عينٍ من الماء جَلْمدُ
شبابُ الفتى مجلودُه وعزاؤه
فكيف وأنَّى بعده يتجلدُ
وفَقْدُ الشَّبابِ الموتُ يوجد طعْمُهُ
صُراحاً وطعمُ الموتِ بالموتِ يُفْقدُ
رُزِئتُ شبابي عَوْدة ً بعد بَدْأة ٍ
وَهُنَّ الرزايا بادئاتٌ وعُوَّدُ
سُلِبتُ سوادَ العارضَيْن وقبلُهُ
بياضَهما المحمودَ إذ أنا أمْردُ
وبُدِّلْتُ من ذاك البياض وحسنِه
بياضاً ذميماً لا يزال يُسَوَّد
لَشتَّان ما بين البياضَيْن مُعْجِبٌ
أنيق ومَشْنُوءٌ إلى العين أنكدُ
تضاحك في أفنان رأسي ولحيتي
وأقبحُ ضَحَّاكَيْن شَيْبٌ وأدْردُ
وكنتُ جِلاءً للعيون من القذى(77/142)
فقد جعلَتْ تقذَي بشيبي وتَرقدُ
هي الأعين النُّجْل التي كنتَ تشتكي
مواقِعَها في القلب والرأسُ أسودُ
فما لك تأسَى الآن لما رأيتها
وقد جعلتْ مَرْمى سِوَاكَ تَعَمَّدُ
تَشَكَّى إذا ما أقصدتْكَ سهامُها
وتأسَى إذا نكَّبْنَ عنك وتَكْمدُ
كذلك تلك النَّبْلُ من وقعت به
ومن صُرِفَت عنه من القوم مُقْصَدُ
إذا عَدَلْت عنا وجدنا عُدُولها
كموقعها في القلب بل هو أَجهدُ
تَنكَّبُ عنا مرة فكأنما
مُنَكِّبُهَا عنا إلينا مُسَدِّدُ
كفى حَزَناً أن الشباب مُعَجَّلٌ
قصيرُ الليالي والمَشِيبَ مخلَّدُ
إذا حَلَّ جَارَى المرء شأْوَ حياته
إلى أن يضمَّ المرءَ والشيبَ مَلْحَدُ
أرى الدهرَ أجْرَى ليله ونهاره
بعدلٍ فلا هذا ولا ذاك سَرْمدُ
وجارَ على ليلِ الشباب فَضَامَهُ
نهارُ مشيب سَرْمدٌ ليس يَنْفَدُ
وعزاك عن ليل الشباب معاشرٌ
فقالوا نهارُ الشيب أهدى وأرشدُ
وكان نهارُ المرء أهْدَى لسعيه
ولكنَّ ظلَّ الليل أنْدَى وأبردُ
أأيَّامَ لَهْوِي هل مَواضيكِ عُوَّدٌ
وهل لشباب ضل بالأمس مُنْشَدُ
أقول وقد شابتْ شَوَاتِي وَقَوَّسَتْ
قناتي وأضْحَت كِدْنِتي تَتَخدَّدُ
ودبَّ كَلاَلٌ في عظامي أدَبَّني
جَنِيبَ العصا أَنأَدُّ أو أتَأَيَّدُ
وبُورِك طرفي فالشَّخَاصُ حياله
قَرَائن من أدنى مدى ً وَهْيَ فُرَّدُ
ولَّذَّتْ أحاديثي الرجالُ وأعرضتْ
سُليمى وريَّا عن حديثي ومَهْدَدُ
وبُدِّل إعجابُ الغواني تعجُّباً
فهنَّ رَوانٍ يَعْتَبِرْن وصُدَّدُ
لِمَا تُؤذن الدنيا به من صروفها
يكون بكاءُ الطفل ساعة َ يُولَدُ
وإلا فما يبكيه منها وإنها
لأفْسَحُ ممَّا كان فيه وأرْغَدُ
إذا أبصرَ الدنيا اسْتَهلَّ كأنه
بما سوف يلقى من أذاها يُهَدَّدُ
وللنفس أحْوال تظلُّ كأنها
تشاهِد فيها كلَّ غيب سيُشهَدُ
رَزَحْتُ على مر الليالي وَكرِّهَا
وهل عن فَنَاءٍ من فناءَيْن عُنْدَدُ
مَحَارُ الفتى شيخوخة أو منيِّة ٌ
ومرجوعُ وهَّاج المصابيح رِمْدَدُ(77/143)
وقد أغتدِي للوحش والوحشُ هُجَّدٌ
ولو نَذِرَتْ بي لم تبت وهي هُجَّدُ
فيشقَى بيَ الثورُ القَصِيُّ مكانهُ
بحيث يراعيه الأَصَلُّ الخَفَيْدَدُ
ترى كل ركَّاع على مَرْتَع
يخرُّ لرمحي ساجداً بل يُسَجَّدُ
إذا غازَلته بالصريم نِعَاجُه
كما غازلتْ زِيراً أوانسُ خُرَّدُ
أمَرْتُ به رمحاً غيُوراً فخاضهُ
ذَليقاً كما شَكَّ النَّقيلة مِسْرَدُ
فَخَرَّ لَرَوْقَيْهِ صريعاً تخالُهُ
يُعَصْفَر من تامُورِهِ أَو يُفَرْصَدُ
كأَن سِناني حين وافاه كَوْكَبٌ
أصيب به قِطْعٌ من المُزْن أَقهدُ
وقد أشرب الكأس الغريضَ مِزاجُها
على ما تغناه الغريضُ ومعبدُ
يطوف بها لِلشَّرْب أبيضُ مُخْطَفٌ
يجود له بالراح أسودُ أكْبَدُ
بِمَوْلِيَّة ٍ خضراء يُنْغَمُ وسْطَها
ويُهْدَلُ في أرجَائها ويُهَدْهَدُ
إذا شئْتُ راقتْ ناظريَّ نظائر
بمُصطبَحي والأدْمُ حولِيَ رُوَّدُ
وَصِيفٌ وإبريقٌ ودُومٌ ومُرشقٌ
على شرف كلُّ الثلاثة أجْيَدُ
وأنجبُ ما ولَّدت منه مسرة ً
إذا ما بَنَاتُ الصَّدْر ظلت توَلَّدُ
حديثُ نتَاج من بني المزن أمُّهُ
مُعَنَّسَة ٌ مما تُعَتِّق صَرخَدُ
وبيضاءُ يخبو دُرُّها من بياضها
ويذكو له ياقوتها والزبرجدُ
لها سُنَّة ٌ كالشمس تبرز تارة
وطوراً يواريها صَبيرٌ منضَّدُ
إذا ما التقى السُّكران سُكرا شبابها
وأكوابِها كادت من اللين تُعقَدُ
لهوتُ بها ليلاً قصيراً طويلُه
وماليَ إلاَّ كفُّها مُتَوَسَّدُ
وكم مثلِها من ظبية ٍ قد تَفيأَتْ
ظلالي وأغصانُ الشبيبة مُيَّدُ
لعبتُ بأولى الدهر فاغْتَال شِرَّتي
بأخرى حَقُودٍ والجرائمُ تُحْقَدُ
فصبراً على ما اشْتَدَّ منه فإنَّمَا
يقوم لما يشتد من يَتَشدَّدُ
وما الدهر إلا كابنه فيه بُكْرَة ٌ
وهاجِرَة ٌ مسمومة الجو صَيْخدُ
تذيق الفتى طوْرَى رخاء وشدة
حوادثُه والحولُ بالحول يُطْرَدُ
وعزَّى أناساً أن كل حديقة ٍ
وإن أغْدَفَتْ أفنانُها ستخضَّدُ
ومالي عزاء عن شبابي علمتُه
سوى أنني من بعده لا أُخَلَّدُ(77/144)
وأن مَشِيبي واعدٌ بلَحَاقه
وإنْ قال قوم إنه يَتَوَعَّدُ
على أن في المأْمول من فضل صاعد
عزاءً جميلاً بل شباباً يجدَّدُ
ستظهر نُعْماه عليّ فأغتدِي
وغصنُ شبابي ليّنُ المتنِ أغْيَدُ
وتَصْطَادُ لي جدواه ما كنتُ صائداً
بشرخ الشباب الغَضِّ بل هي أصْيدُ
وأفضلُ ما صِيدَتْ به العِينُ كالدُّمَى
مُهُورٌ وأثْمَانٌ من العين تُنْقدُ
وهل يستوي رامٍ مرامِيهِ لَحْظُهُ
ورامٍ مراميه لُجَيْنُ وعَسْجَدُ
وما أملي في المَذْحجِيِّ بِمُنْتَهٍ
ولكنَّه كالشيءِ بُلَّتْ بِهِ اليَدُ
إلى أين بِي عن صَاعِدٍ وانْتِجَاعِهِ
وقد رَادَهُ الروَّادُ قبلي فأَحْمَدُوا
وَلي بأبي عيسى إليه وسِيلَة ٌ
يُفَكُّ بها أصفادُ عانٍ ويُصْفَدُ
ومَالي لا أغدو وَهَذَانِ مَعْمَدِي
وَمَا لَهُمَا إلاَّ الْعَوَارِفَ مَعْمَدُ
لَعَمْرِي لئن أضحت وِزَارة ُ صاعد
تُثَنَّى لقد أضحى كريماً يُوحَّدُ
وِزَارَتَهُ شَفْعٌ وذاك بحَقِّهِ
كَمَا أنَّه وِتْرٌ إذا عُدَّ سُؤْددُ
هو الرجلُ المشْرُوك في جُلِّ مالِهِ
ولكنَّه بالخيْرِ والحمْدِ مفردُ
يُقَرَّضُ إلا أنَّ ما قيلَ دُونه
ويوصف إلا أنه لا يُحَدّدُ
أرقُّ من الماءِ الذي في حُسامه
طِبَاعاً وأمْضى منْ شَبَاهُ وأنجَدُ
وأجْدَى وأنْدَى بطْنَ كَفٍّ من الحَيَا
وآبَى إباءً من صَفاة ٍ وأجْمَدُ
وأبْهَرُ نُوراً للعيون من الَّتي
تُضَاهِيهِ في العلياء حين تَكَبَّدُ
وأوْقَرُ من رَضْوَى ولو شاء نَسْفَهَا
إذن لم يُلْقِها طَرْفَة َ العَيْن مَرْكَدُ
طويلُ التَّأنِّي لا العَجولُ ولا الذي
إذا طرقتْه نَوْبة ٌ يتبلَّدُ
له سَوْرَة ٌ مكْتَنَّة ٌ في سَكِينَة ٍ
كما اكْتَنَّ في الغمْدِ الجُرَازُ المهنَّدُ
إذا شَامَهَا قَرَّتْ قُلُوبٌ مَقرَّهَا
وإن سُلَّ منها فالْفَرائضُ تُرْعَدُ
يُلاَقي العِدَا والأولياءَ ابْنُ مَخْلَدٍ
لقاءَ امْرِىء ٍ في اللَّه يَرْضَى ويعْبَدُ
بِجَهْلٍ كجهل السيفِ والسيفُ مُنْتَضى ً(77/145)
وحلْم كحلم السيف والسيفُ مُغْمَدُ
وليسَ بِجَهْل الأغبياء ذوِي العَمَى
ولكنَّه جَهْلٌ به اللَّهُ يُعْبَدُ
عُرَامٌ زَعيمٌ بالهُدَى أوْ فَبِالرَّدَى
إذا ما اعْتَدَى قوْمٌ عن القصْد عُنَّدُ
قِرى ً مِنْ مليٍّ بالقِرى حِينَ يُبْتَغَى
كِلاَ نُزُلَيْهِ اللَّذُّ والكُرْه مُحْمَدُ
عَتيدٌ لَديْهِ الخَيرُ والشرُّ لامْرىء ٍ
بَغَى أوْ بَغَى خيراً ولَلْخَيْرُ أَعْتَدُ
صموتٌ بِلاَ عيَّ له من بلائه
نَوَاطِقُ تَسْتَدْعِي الرَّجَاءَ وتَزْأدُ
كَفَى الوعْدَ والإِبعَادَ بالقوْلِ نَفْسَهُ
بأفْعَالِهِ والفِعْل للفِعْل أشْهَدُ
إذا اقْتُفِرَتْ آثارُهُ فَعَدُوُّهُ
وموْلاَهُ مَوْعُودٌ هُنَاك ومُوعَدُ
عزيزٌ غَدا فوْقَ الَّتَودُّدِ عِزُّهُ
وإحْسَانُه في ظلِّه يَتَوَدَّدُ
يَغُضُّ عن السؤَّالِ من طَرْفِ عَيْنه
لِكَيْلاَ يَرَى الأحْرَارَ كيْفَ تُعَبَّدُ
ويُطْرِقُ إطْراقَ الذَّليل وإنه
هُنَاكَ لَسَامِي نَاظِرِ العيْنِ أصْيَدُ
إذا مَنَّ لم يَمْنُنْ بِمَنٍّ يَمُنُّهُ
وقال لنفسي أيُّها الناسُ أمْهَدُ
وكل امْتِنَانٍ لا يُمَنُّ فإنه
أخفُّ مناطاً في الرقاب وأوْكَدُ
تَجَاوَزَ أن يسْتأْنف المجدَ بالنَّدى
وفي كل ما اسْتَرْفدتَهُ فهُوَ أجْودُ
ومن لمْ يَزِدْ في مجده بذْلُ مالِهِ
وجادَ به فَهْو الجَوَادُ المقلَّدُ
ترى نَائلاً من نَائلٍ ثم ينتهي
إلى صَاعِدٍ إسنادُه حين يُسْنَدُ
كأنَّ أباه يوم سمَّاهُ صاعداً
رأى كيفَ يَرْقَى في المعالي ويَصْعدُ
جَرى وجرى الأكْفَاءُ شَأْواً ولم يزل
مُنَازِعُهُ الطُّولَى يُضَامُ ويُضْهَدُ
فَلَمَّا تناهَى من يُبَارِيه في العلا
تَمادَى يُباري أمْسَهُ اليومُ والغدُ
جَوادٌ ثَنَى غَرْبَ الجِياد بغَرْبِهِ
وظَلَّ يُجَاري ظلَّهُ وهو أوْحدُ
وما أغْرَقَ المُدَّاحُ إلا غَلاَبِهِ
وراء مَغَالي مَدْحِهِمْ فيه مُخْلدُ
وأسْلافُ صِدق من عَرَانِين مَذْحجٍ
طوَالُ المسَاعِي ليْس فيهِمْ مزنَّد(77/146)
بَنَوْا مجدَه في هَضْبَة ٍ مَذْحجيَّة ٍ
ذُؤَابَتُهَا بيْن الفَرَاقد فَرْقَدُ
أُولئكَ أوْعَالُ المعَالي مُسَهَّلٌ
لَهُمْ مُرْتَقى ً في الوَعْر مِنْها ومَصعَدُ
ألْم تَرَ زُلْفَى صاعد عند رَبه
بلى قد رأى السَّاهي ومَنْ يَتَفقَّدُ
بَدَتْ قِبْلة ُ الدنيا ولِلنُّكْر فوقَها
ظِلالٌ وثَدْيُ العُرْف فيها مُجدَّدُ
فَلَمَّا تولَّى الأمرَ نُكِّرَ مُنْكرٌ
وعُرِّف معْرُوف وأُصْلِحَ مُفْسَدُ
وأَصْبَح شَمْلُ الناسِ وهْوَ مؤلَّف
وعَهْدِي بشمل الناس وهْو مُبِدَّدُ
حَمَاهُمْ وأفشى العُرْفَ فيهم فكُلُّهُمْ
من الشرِّ مَمْنُوع مِنَ الخير مُمْجَدُ
إذا أحْسَنُوا جُوزُوا جَزَاءً مُضَاعَفاً
وما اقتَرَفُوا من سَيىء ٍ مُتَعَمَّدُ
ولَمَّا التَقَى خِصْبُ المرَادِ وأمْنُهُ
تَيَقَّظَ مَسْبُوتٌ ونام مُسَهَّدُ
فلمْ يَمتَنعْ مَرعى ً على مُتعيِّشٍ
ولم يَنْقَطِع شِرْبٌ ولم يَنْبُ مَرْقَدُ
فأضحُوا ومَا في راحة الموْتِ مَرْغَبٌ
لحِيٍّ ولا في لذَّة ِ العيْش مَزْهَدُ
لِيَحْلُلْ ذَرَاه من تَلَدَّدَ حائراً
فما في ذَرَاهُ حائر يَتَلدَّدُ
وَطَاغٍ عهدنا أمرَه وهْوَ حادثٌ
جَليلٌ فأمْسَى أمْرُه وهو مَعْهَدُ
تمادَتْ بِه الطَّغْوَى ولم يدْر أنه
يُسَوِّغُ أكَّالاً له ثم يُزرَدُ
فصادَف قَتَّالَ الطُّغاة ِ بمَرْصَدٍ
قريب وهل يَخْلُو من اللَّه مَرْصَد
أُتيحَ له من ذي الغَنَاءَيْن صاعدٍ
مِصَاع ومَكْرٌ أَعْجَميٌّ مُوَلَّدُ
فَعُجْمتُهُ كِتْمَانُهُ أينَ عَهْدُهُ
وتَوْلِيدُهُ عِرْفَانه أيْنَ يَعْمِدُ
رماهُ بِحَوْلٍ لا يُطاق وقُوَة ٍ
وَلِيُّ بكلْتَا العدَّتَيْن مُؤَيَّدُ
رأى صَيْدَه من أفْضل الصَّيْدِ كُلِّهِ
على أنَّهُ مِنْ شر ما يُتَصَيَّدُ
فَبَثَّ له تِلْك الحَبائَل حَازِمٌ
من القوم كَيَّادٌ قَديماً مُكيَّدُ
مُوَفَّقُ آراءٍ وزيُر مُوَفَّقٍ
يُعَاضِدُهُ والرُّكْنُ بالركن يُعْضَدُ
إذَا نَابَ عنه في الأمورِ رَأيْتَه(77/147)
كلاَ مَشْهَدَيْهِ لا يُدَانيهِ مشهدُ
عُطَارِدُهُ ما أخْبَتِ الحربُ نَارَها
ومِرَّيخُهُ ما دَامَتِ الحربُ تَوقدُ
وإني لمهدٍ للمُوفَّقش شكره
وشكركم عن كل من يتشهد
ومنْ تنقذوه تضمنوا ما يعيشه
وما تغرسوه لا يزل يتعهدُ
وأوْلَى امْرئٍ أنْ تَشمَلُوهُ بفضلكم
نَقِذُكُمُ والموتُ أسْودُ أربدُ
ومن شَكَرَ النُّعنى عُمُوماً فشْكرُهُ
إذا هيَ خَصَّتْهُ أجَمُّ وأحشَدُ
أُرَانِي إذا ما فُزْتُ منها بجانبٍ
كأَنِّيَ مخْصُوصٌ بها مُتَوَحِّدُ
وكنتُ امْرأً أوْفى الصّنيعة َ شكْرَهَا
وإنْ كان غيري بالصَّنِيعَة يُقصدُ
وأنتُمْوإنْ كنتُمْ عَمَمْتُمْ بمنَنِكُمْ
فقد خَصَّنِي من ذاك ما لسْتُ أجحدُ
أظلَّتْ سيوفُ الموت أهلَ بِلادِهِ
فَكَشَّفْتُمُ أظْلالَها وَهْيَ رُكّد
شكرتُكُم شكر امْرِئٍ ذي حُشاشة ٍ
بِكُمْ أصبَحَتْ فِي جسمه تَتردّد
وآنَقُ من عِقْد العقِيلة ِ جيدُهَا
وأحسنُ من سِرْبالهَا المُتَجرّدُ
فمن مبلغٌ عني الأمير الذي به
رَسَا الأسُّ وانتصَّ البناءُ المسنَّد
وعرَّى لمرضَاة الإله مَنَاصِلاً
غِضَاباً ليس فيهنَّ مُعضَدُ
وَكَانتْ نَوَاحيهِ كِثَافاً تزل
تَحَيّفُهَا سَحْتاً كَأنَّكَ مِبْرَدُ
فَظَلَّولمْ تَقْتُلْهُيلفِظُ نَفْسَهُ
وظلولم تأسِرْهُوهوَ مُقيَّدُ
حَصَرْتَ عميدَ الزَّنْج حتَّى تَخَاذَلَتْ
قُوَاهُ وأوْدَى زادُهُ المُتَزَوَّدُ
يَنَالُ اليهودُ الفاسقُونَ أَمَنهُ
وَيَشْقَى به قومٌ إلى الله هُوَّدُ
وَقَتَّل أجْذَالَ العِبادَة ِ عَنْوَة ً
وهمْ رُكَّعٌ بَيْنَ السَّولرِي وسُجَّدُ
قَتَلْت الذي اسْتَحْيَا النساء واصبحتْ
وَئِيدتُهُ في البرِّ والبحرِ تُوأدُ
بِكَ ارْتُجِعَ الإسْلامُ بعدَ ذهابِهِ
وعَادَ مَنَار الدِّينِ وهْوَ مُشيّد
وأمنْتَ لَيْلَ الخائفين فهاجدٌ
وشَاكِرُ نُعْمَى قَائِمق يتَهجَّد
حَقَنْت دِماءَ العَقْرِ والعقْرِ بعْدَمَا
هُريقَتْ حَرَاماً والخلَلُّون وقّد
أبا أحمدٍ أبليْتَ أمَّة َ حْمدٍ(77/148)
بلاءً سيرضَاهُ ابن عمِّك أحمدُ
ولكنهُ يرنُو إلى مَا لبِسْتُمُ
وما تحتَه أسْى وأعْلَى وأمْجَدُ
ولو قَاسَ باسْتيجَابِكُمْ ما مُنِحْتُمُ
لأطْفَأ ناراً في حَشَاه تَوَقَّدُ
يرى زِبْرِجَ الدنيا يرفُّ عليكُمُ
ويُغْضِي عَن اسْتِحْقَاقِكُمْ فهْوَ يُفْأَدُ
لئن نصر الأنْصارُ بدْءاً نبيَّهمْ
لقد عُدْتُم بالنصر والعودُ أحمدُ
أمَذْحجُ أحسنْتِ النضالَ فأبشِرِي
بُشْكرِكِ عند الله والقَرْضُ يُشْكَدُ
وَمَا مذْحجٌإذْ كان منهابمَعْزِلٍ
عن الحمدِ مَا لَمْ يَجْحَدِ الحقَّ جُحَّدُ
لاَطْفأ ناراً قد تعالى شُوَظُهَا
وأوْقَدَ نُوراً كاد لولاه يَخْمَدُ
وإنْ تكفُرُوا فاللَّه شاكرُ سَعيه
عَلَى الكْافِريهِوالنَّبيُّ محمدُ
ليشْكُرْ بَنُو الإسلام نعمة َ صاعدٍ
بل النَّاسُ طُرّاً قولهً لا تُفَنَّندُ
وإنِّي على رَغْمِ الأعادي لَقائلٌ
وإن أبْرَقُوا لي بالوعيدِ وأرعَدُوا
إذا ما اجْتَبَى مَالاً فَمَالاً أحَالَهُ
قِتَالاً وزِلْزالاً لمن يَتَمَّردُ
فطوراً بأقلامٍ تجرد لِلحبا
وطورا بأسيافٍ حِدادٍ تخَرّدُ
يَصُولُ على أعدائه كلَّ صَوْلة
يَضِيقُ لها مِنْهُمْ مَقَامٌ ومَقْعَد
وأنتُمْ وهُمْ فَرْعَانِ صِنْوانِ تلتقي
مَناسِبُكُمْ في مَنْصِبٍ لا يُزَهَّدُ
يَمَانُونَ مَيْمُونُو النَّقائِبِ فيكُمُ
مُناصَحَة ٌ صِرْفٌ لمن يتَمَعْدَدُ
وِضَدٍّ لكم لا زَالَ يَسْفُلُ جَدُّهُ
ولا بَرِحَتْ أنفَاسُه تَتَصَعّدُ
أرى منْ تعاطَى ما بلغْتُم كَرَائم
مَنالَ الثريَّا وهو أكْمهُ مُقْعَدُ
وَمَا نِلْتُمُ أنْ جُدِدْتُمُ
ولكن جَدَدْتُمْ والمضِيعُونَ سُمَّدُ
ولمْ تَسْلُكُوا فيما أتْيتُمْ مَضِلَّة ً
ولكنْ لكُم فيهِ طريقٌ مُعَبَّدُ
فأهْونْ عليكم في المعالي ونَيْلها
هناكَ بما يَدْمَى ومَا يَتَقَصَّدُ
إذا ما سَلَكْتُمْ في الصُّدورِ صُدُورها
تَقَصَّدُ فيها عن دماءٍ تَفَصَّدُ
لِذلك آختْها الرماحُ فأصبحتْ
تَقوَّمُ في أَيْدِيكُمُ وتأوَّدُ(77/149)
مُعرِّبَة ٌ أقلامُكم نَبتَتْ لكُمْ
بحيث الْتَقَى طَلْحٌ وضَالٌ وغَرْقَدُ
حُمَاة ٌ وكُتَّابٌ تَسُوسُ أَكُفُّكُم رماحاً
وأقلاماً بها الملك يُعْمَدُ
تُدَبِّرُنَا منْكم نجومٌ ثَوَاقبٌ
تَبَهْرَمُ في تدبيرها وتَعَطْرَدُ
تُفرَّقُ عنهُ المكائدِ جُندهُ
وتزدادهُمُ جنداً وجيشكَ محصدُ
ولو كنتَ لمْ تزدهمُ وقَتْلتُهمْ
لكانَ لهُ في قتلهمْ مُتبرَّدُ
ولكنْ بَغَى حتَّى نُصرتَ فلم تكنْ
تنقَّصهُ إلاَّوأنتَ تزيَّدُ
ولابسُ سيفِ القرنِ عندَ استلابِهِ
أخرُّ لُه مِنْ كاسريهِ وأَكيَدُ
وما زلتَ قدماً تشفعُ الكيدَ لِلْعدا
بِكيدٍ ومن اللقاء ربك تُنجدُ
نزلتَ بهِ تأبى القِرَى غيرَ نفسه
وذاكَ قِرى ً من مِثلهِ لكَ مُعتدُ
بأرعنَ لو يُرمى بهِ عرضُ يذبُلٍ
لأصبحَ مرسى صخرهِ وهوَ جَدْجَدُ
إذا اجتازَ بحراً كادَ ينزحُ مَاؤهُ
وإن ضافَ برّاً كادتِ الأرضُ تَجردُ
فما رمته حتى الستقل برأسه
مكان قناة الظهر أسمر وأجود
تطيرُ عليهِ لحية ٌ منهُ أصبحتْ
لهُ راية ٌ يهدي بها الجيشَ مِطرَدُ
تراهُ عيونُ الناظرين ودونُه
حجابٌ وبابٌ من جهنَّمَ مؤصَدُ
يسيرُ لهُ في الدُّهمِ رأسُ مُعَطَّنٌ
وجثمانهُ بالقاعِ شِلوٌ مُقَدَّدُ
مَنَاكَ لهُ في مِقدارهُ فكأنَّما
تَقَوَّضَ ثَهلانٌ عليه وصندَدُ
ولمْ تألُ إنذاراً لهُ غير أنه
رأى أن متنَ البحر صَرحٌ مُمردُ
حدوتَ بهِ نحوَ النَّجاة ِ كأنَّما
محجَّتُها البيضاءُ سَحلٌ مُمدَّدُ
فلمَّا أيى إلا البوَارَ شَللتَهُ
إلى النارِ بئسَ الموردُ المتورَّدُ
سكنتَ سكوناً كان رَهناً بعدوة ٍ
عمَاسٍ كذاكَ اللَّيثُ للوثب يلبَدُ
وحَامى أبو العباسِ في كل مَوطنٍ
على يومهِ ثَوبٌ من الشرِّ مُجسدُ
محاماة َ مِقدامٍ حيودٍ عن الهوى
ولكنَّهُ عن جانبِ العار أحيدُ
وما شِبلُ ذاكَ اللَّيث إلا شبيههُ
وغيرُ عجيبٍ أن ترى الشِّبلَ يأسدُ
وما بِئسَ عون المرءِ كانَ ابنُ مَخلَدٍ
نَصيحُكَ والأعداءُ نحوكَ صُمَّدُ(77/150)
مضى لكَ إذ كلَّ الحديدُ منَ الظُّبَا
وحاطكَ إذ رَثَّ النَّسيجُ المسرَّدُ
وهت كلُّ درع فانثنى كلُّ مُنصلٍ
سوى صاعدٍ والموتُ للموتِ يَنهدُ
فلا يَبعد الرَّأي الذي اخترتهُ بهِ
وقرَّبتهُ بل من أبى ذاكَ يبعدُ
أما لئن استبَطنتهُ دونَ من دنتْ
إليكَ بهِالقربى وهنبثَ حُسَّدُ
لكم داخلٌ بين الخصيمينِ مصلح
كما انغلَّ بين العين والجفنِ مرودُ
ترى العين والملمول يبطنُ جفنها
إذا ما غدا إنسانها وهو أرمدُ
تشكَّى فلا يُجدي عليها لَصِيقُها
فتدني الذييجدي وقرباهُ أبعدُ
وما زلتَ مفتوحاً عليك بِصاعدٍ
تفوزُ وتستعلي وتحظى وتسعدُ
بتدبيره طوراً وطوراً بيمنه
وما قادهُ التَّدبيرُ فاليمنُ أقودُ
فمن يمنهِ إن غابَ عنكَ مُديْدة ً
فنالكَ دونَ الدِّرعِ أزرقُ مُصردُ
فلما أراكَ اللهُ غرَّة َ وجههِ
تراءى لكَ السَّعدُ الذي كنتَ تعهدُ
بَرأت بهِ من كلِّ ما أنتَ ضامنٌ
وأنتَ لِشروى تلكَ منهُ مُعودُ
وبُدِّلتَ من قرحٍ بقتح مُسيَّرٍ
بأمثاله غاظ الحسودَ المحسَّدُ
ألا ذلكَ الفتحُ المبينُ هناؤه
فَتَمَّ ولاقاهُ يزيدٌ ومزيدُ
ومنْ يمنهِ أن دُمِّرَ العبدُ وابنهُ
وملاَّحُ قُنٍّ فالثلاثة ُ هُمَدُ
وأتبعَ أهل الفسقِ من أوليائه
فوافاهُ والباقونَ فلٌّ مُشرَّدُ
كأَنِّي بهم قدْ قيل عند بَوارهِم
رَعَوا ظمأهمْ حتَّى إذا تَمَّ أوْرَدُوا
زُروعٌ سقاها اللَّه ريّا فأثمرت
عُتياً فأضحتْ وهيَ للنَّارِ تحصدُ
يقولُ مقَالي في نَصيحِكِ من مشى
وَيقدمهمْ في ذاكَمنْ يتبغدَدُ
وما قيلَ فيه منْ مديح فإنه
مديحكَ والنِّيَّاتُ نحوكَ عُمَّدُ
إذا ما الأعادي حاولت كيدَ صاعدٍ
غدا يتعالى والأعادي توهَّدُ
وحاربَ عن نعمائهِ ريبَ دهره
من البر والمعروف جُندٌ مُجَنَّدُ
وأهلٌ لذاك المذحجيُّ ابنُ مَخْلدٍ
مع الخلدِ لو أنَّ ابن آدمَ مُخلَدُ
حَلفتُ بمن حلاَّهُ كلَّ فضيلة
بأمثالها سادَ المَسُودَ المُسَوَّدُ
لقدْ نالَ منهاة َ العلاءِ وإنَّه(77/151)
بأّنَّ ابنهُ مثلَ العلاءِ لأسعدُ
ألا ذلكَ الفوز الذي لا إخاله
على غيره من سائر القوم يُحشَدُ
فتى الدِّين والدُّنيا الذي أذعنا له
ففي خنصرٍ منهُ لصعبينِ مِقودُ
هو التاجُ والإكليلُ في كلِّ محفلٍ
بل السَّيفُ سيفُ الدولة المتقلّدُ
يَزينُ ويحمي وهو في السِّلم زينة ٌ
لمن يرتديه وهو في الحرب مزودُ
وليسَ بأن يلقى ولكن بأن يرى
بآرائه اللاَّقونَ والهامُ تُجلدُ
تراهُ عن الحرب العوان بمعزلٍ
وآثارهُ فيهاوإن غابَ شُهَّدُ
كما احتجب المقدارُ والحكمُ حكمهُ
على الناس طُرّاً ليسَ عنه مُعَرَّدُ
إذا ما نبا سيفٌ فلاحظ رأيهُ
فموقعهُ ممَّن توخَّى مُمهَّدُ
فتى ً روحهُ ضوءٌ بسيطٌ كيانُهُ
ومَسكنُ تلكَ الرُّوحِ نُورٌ مُجَسَّدُ
صَفَا ونفَى عنه القَذَى فكأَنَّهُ
إذا ما استشفَّهُ العقولُ مُصَعَّدُ
فتى ً هاجر الدنيا وحرَّمَ رِيقها
وهل رِيقُها إلا الرَّحيقُ الموَرَّدُ
ولوْ طمعتْ في عطفه ووصالهِ
أباحتهُ منها مرشفاً لا يُصرَّدُ
أباها وقد عنَّتْ له من بناتِهَام أبَيْنَ ضُلوعي جَمْرة ٌ تتوقَّدُ
على ما مضى أَمْ حسرَة ٌ تتجدَّدُ
خليليَّ ما بعد الشَّبابِ رَزِيَّة ٌ
يُجَمُّ لها ماء الشؤون ويُعْتَدُ
فلا تَلْحَيَا إن فاض دمْعٌ لفقده
فَقَلَّ له بحر من الدمع يُثْمدُ
ولا تعجبا لِلْجَلْدِ يبكي فربّما
تفطَّر عن عينٍ من الماء جَلْمدُ
شبابُ الفتى مجلودُه وعزاؤه
فكيف وأنَّى بعده يتجلدُ
وفَقْدُ الشَّبابِ الموتُ يوجد طعْمُهُ
صُراحاً وطعمُ الموتِ بالموتِ يُفْقدُ
رُزِئتُ شبابي عَوْدة ً بعد بَدْأة ٍ
وَهُنَّ الرزايا بادئاتٌ وعُوَّدُ
سُلِبتُ سوادَ العارضَيْن وقبلُهُ
بياضَهما المحمودَ إذ أنا أمْردُ
وبُدِّلْتُ من ذاك البياض وحسنِه
بياضاً ذميماً لا يزال يُسَوَّد
لَشتَّان ما بين البياضَيْن مُعْجِبٌ
أنيق ومَشْنُوءٌ إلى العين أنكدُ
تضاحك في أفنان رأسي ولحيتي
وأقبحُ ضَحَّاكَيْن شَيْبٌ وأدْردُ
وكنتُ جِلاءً للعيون من القذى(77/152)
فقد جعلَتْ تقذَي بشيبي وتَرقدُ
هي الأعين النُّجْل التي كنتَ تشتكي
مواقِعَها في القلب والرأسُ أسودُ
فما لك تأسَى الآن لما رأيتها
وقد جعلتْ مَرْمى سِوَاكَ تَعَمَّدُ
تَشَكَّى إذا ما أقصدتْكَ سهامُها
وتأسَى إذا نكَّبْنَ عنك وتَكْمدُ
كذلك تلك النَّبْلُ من وقعت به
ومن صُرِفَت عنه من القوم مُقْصَدُ
إذا عَدَلْت عنا وجدنا عُدُولها
كموقعها في القلب بل هو أَجهدُ
تَنكَّبُ عنا مرة فكأنما
مُنَكِّبُهَا عنا إلينا مُسَدِّدُ
كفى حَزَناً أن الشباب مُعَجَّلٌ
قصيرُ الليالي والمَشِيبَ مخلَّدُ
إذا حَلَّ جَارَى المرء شأْوَ حياته
إلى أن يضمَّ المرءَ والشيبَ مَلْحَدُ
أرى الدهرَ أجْرَى ليله ونهاره
بعدلٍ فلا هذا ولا ذاك سَرْمدُ
وجارَ على ليلِ الشباب فَضَامَهُ
نهارُ مشيب سَرْمدٌ ليس يَنْفَدُ
وعزاك عن ليل الشباب معاشرٌ
فقالوا نهارُ الشيب أهدى وأرشدُ
وكان نهارُ المرء أهْدَى لسعيه
ولكنَّ ظلَّ الليل أنْدَى وأبردُ
أأيَّامَ لَهْوِي هل مَواضيكِ عُوَّدٌ
وهل لشباب ضل بالأمس مُنْشَدُ
أقول وقد شابتْ شَوَاتِي وَقَوَّسَتْ
قناتي وأضْحَت كِدْنِتي تَتَخدَّدُ
ودبَّ كَلاَلٌ في عظامي أدَبَّني
جَنِيبَ العصا أَنأَدُّ أو أتَأَيَّدُ
وبُورِك طرفي فالشَّخَاصُ حياله
قَرَائن من أدنى مدى ً وَهْيَ فُرَّدُ
ولَّذَّتْ أحاديثي الرجالُ وأعرضتْ
سُليمى وريَّا عن حديثي ومَهْدَدُ
وبُدِّل إعجابُ الغواني تعجُّباً
فهنَّ رَوانٍ يَعْتَبِرْن وصُدَّدُ
لِمَا تُؤذن الدنيا به من صروفها
يكون بكاءُ الطفل ساعة َ يُولَدُ
وإلا فما يبكيه منها وإنها
لأفْسَحُ ممَّا كان فيه وأرْغَدُ
إذا أبصرَ الدنيا اسْتَهلَّ كأنه
بما سوف يلقى من أذاها يُهَدَّدُ
وللنفس أحْوال تظلُّ كأنها
تشاهِد فيها كلَّ غيب سيُشهَدُ
رَزَحْتُ على مر الليالي وَكرِّهَا
وهل عن فَنَاءٍ من فناءَيْن عُنْدَدُ
مَحَارُ الفتى شيخوخة أو منيِّة ٌ
ومرجوعُ وهَّاج المصابيح رِمْدَدُ(77/153)
وقد أغتدِي للوحش والوحشُ هُجَّدٌ
ولو نَذِرَتْ بي لم تبت وهي هُجَّدُ
فيشقَى بيَ الثورُ القَصِيُّ مكانهُ
بحيث يراعيه الأَصَلُّ الخَفَيْدَدُ
ترى كل ركَّاع على مَرْتَع
يخرُّ لرمحي ساجداً بل يُسَجَّدُ
إذا غازَلته بالصريم نِعَاجُه
كما غازلتْ زِيراً أوانسُ خُرَّدُ
أمَرْتُ به رمحاً غيُوراً فخاضهُ
ذَليقاً كما شَكَّ النَّقيلة مِسْرَدُ
فَخَرَّ لَرَوْقَيْهِ صريعاً تخالُهُ
يُعَصْفَر من تامُورِهِ أَو يُفَرْصَدُ
كأَن سِناني حين وافاه كَوْكَبٌ
أصيب به قِطْعٌ من المُزْن أَقهدُ
وقد أشرب الكأس الغريضَ مِزاجُها
على ما تغناه الغريضُ ومعبدُ
يطوف بها لِلشَّرْب أبيضُ مُخْطَفٌ
يجود له بالراح أسودُ أكْبَدُ
بِمَوْلِيَّة ٍ خضراء يُنْغَمُ وسْطَها
ويُهْدَلُ في أرجَائها ويُهَدْهَدُ
إذا شئْتُ راقتْ ناظريَّ نظائر
بمُصطبَحي والأدْمُ حولِيَ رُوَّدُ
وَصِيفٌ وإبريقٌ ودُومٌ ومُرشقٌ
على شرف كلُّ الثلاثة أجْيَدُ
وأنجبُ ما ولَّدت منه مسرة ً
إذا ما بَنَاتُ الصَّدْر ظلت توَلَّدُ
حديثُ نتَاج من بني المزن أمُّهُ
مُعَنَّسَة ٌ مما تُعَتِّق صَرخَدُ
وبيضاءُ يخبو دُرُّها من بياضها
ويذكو له ياقوتها والزبرجدُ
لها سُنَّة ٌ كالشمس تبرز تارة
وطوراً يواريها صَبيرٌ منضَّدُ
إذا ما التقى السُّكران سُكرا شبابها
وأكوابِها كادت من اللين تُعقَدُ
لهوتُ بها ليلاً قصيراً طويلُه
وماليَ إلاَّ كفُّها مُتَوَسَّدُ
وكم مثلِها من ظبية ٍ قد تَفيأَتْ
ظلالي وأغصانُ الشبيبة مُيَّدُ
لعبتُ بأولى الدهر فاغْتَال شِرَّتي
بأخرى حَقُودٍ والجرائمُ تُحْقَدُ
فصبراً على ما اشْتَدَّ منه فإنَّمَا
يقوم لما يشتد من يَتَشدَّدُ
وما الدهر إلا كابنه فيه بُكْرَة ٌ
وهاجِرَة ٌ مسمومة الجو صَيْخدُ
تذيق الفتى طوْرَى رخاء وشدة
حوادثُه والحولُ بالحول يُطْرَدُ
وعزَّى أناساً أن كل حديقة ٍ
وإن أغْدَفَتْ أفنانُها ستخضَّدُ
ومالي عزاء عن شبابي علمتُه
سوى أنني من بعده لا أُخَلَّدُ(77/154)
وأن مَشِيبي واعدٌ بلَحَاقه
وإنْ قال قوم إنه يَتَوَعَّدُ
على أن في المأْمول من فضل صاعد
عزاءً جميلاً بل شباباً يجدَّدُ
ستظهر نُعْماه عليّ فأغتدِي
وغصنُ شبابي ليّنُ المتنِ أغْيَدُ
وتَصْطَادُ لي جدواه ما كنتُ صائداً
بشرخ الشباب الغَضِّ بل هي أصْيدُ
وأفضلُ ما صِيدَتْ به العِينُ كالدُّمَى
مُهُورٌ وأثْمَانٌ من العين تُنْقدُ
وهل يستوي رامٍ مرامِيهِ لَحْظُهُ
ورامٍ مراميه لُجَيْنُ وعَسْجَدُ
وما أملي في المَذْحجِيِّ بِمُنْتَهٍ
ولكنَّه كالشيءِ بُلَّتْ بِهِ اليَدُ
إلى أين بِي عن صَاعِدٍ وانْتِجَاعِهِ
وقد رَادَهُ الروَّادُ قبلي فأَحْمَدُوا
وَلي بأبي عيسى إليه وسِيلَة ٌ
يُفَكُّ بها أصفادُ عانٍ ويُصْفَدُ
ومَالي لا أغدو وَهَذَانِ مَعْمَدِي
وَمَا لَهُمَا إلاَّ الْعَوَارِفَ مَعْمَدُ
لَعَمْرِي لئن أضحت وِزَارة ُ صاعد
تُثَنَّى لقد أضحى كريماً يُوحَّدُ
وِزَارَتَهُ شَفْعٌ وذاك بحَقِّهِ
كَمَا أنَّه وِتْرٌ إذا عُدَّ سُؤْددُ
هو الرجلُ المشْرُوك في جُلِّ مالِهِ
ولكنَّه بالخيْرِ والحمْدِ مفردُ
يُقَرَّضُ إلا أنَّ ما قيلَ دُونه
ويوصف إلا أنه لا يُحَدّدُ
أرقُّ من الماءِ الذي في حُسامه
طِبَاعاً وأمْضى منْ شَبَاهُ وأنجَدُ
وأجْدَى وأنْدَى بطْنَ كَفٍّ من الحَيَا
وآبَى إباءً من صَفاة ٍ وأجْمَدُ
وأبْهَرُ نُوراً للعيون من الَّتي
تُضَاهِيهِ في العلياء حين تَكَبَّدُ
وأوْقَرُ من رَضْوَى ولو شاء نَسْفَهَا
إذن لم يُلْقِها طَرْفَة َ العَيْن مَرْكَدُ
طويلُ التَّأنِّي لا العَجولُ ولا الذي
إذا طرقتْه نَوْبة ٌ يتبلَّدُ
له سَوْرَة ٌ مكْتَنَّة ٌ في سَكِينَة ٍ
كما اكْتَنَّ في الغمْدِ الجُرَازُ المهنَّدُ
إذا شَامَهَا قَرَّتْ قُلُوبٌ مَقرَّهَا
وإن سُلَّ منها فالْفَرائضُ تُرْعَدُ
يُلاَقي العِدَا والأولياءَ ابْنُ مَخْلَدٍ
لقاءَ امْرِىء ٍ في اللَّه يَرْضَى ويعْبَدُ
بِجَهْلٍ كجهل السيفِ والسيفُ مُنْتَضى ً(77/155)
وحلْم كحلم السيف والسيفُ مُغْمَدُ
وليسَ بِجَهْل الأغبياء ذوِي العَمَى
ولكنَّه جَهْلٌ به اللَّهُ يُعْبَدُ
عُرَامٌ زَعيمٌ بالهُدَى أوْ فَبِالرَّدَى
إذا ما اعْتَدَى قوْمٌ عن القصْد عُنَّدُ
قِرى ً مِنْ مليٍّ بالقِرى حِينَ يُبْتَغَى
كِلاَ نُزُلَيْهِ اللَّذُّ والكُرْه مُحْمَدُ
عَتيدٌ لَديْهِ الخَيرُ والشرُّ لامْرىء ٍ
بَغَى أوْ بَغَى خيراً ولَلْخَيْرُ أَعْتَدُ
صموتٌ بِلاَ عيَّ له من بلائه
نَوَاطِقُ تَسْتَدْعِي الرَّجَاءَ وتَزْأدُ
كَفَى الوعْدَ والإِبعَادَ بالقوْلِ نَفْسَهُ
بأفْعَالِهِ والفِعْل للفِعْل أشْهَدُ
إذا اقْتُفِرَتْ آثارُهُ فَعَدُوُّهُ
وموْلاَهُ مَوْعُودٌ هُنَاك ومُوعَدُ
عزيزٌ غَدا فوْقَ الَّتَودُّدِ عِزُّهُ
وإحْسَانُه في ظلِّه يَتَوَدَّدُ
يَغُضُّ عن السؤَّالِ من طَرْفِ عَيْنه
لِكَيْلاَ يَرَى الأحْرَارَ كيْفَ تُعَبَّدُ
ويُطْرِقُ إطْراقَ الذَّليل وإنه
هُنَاكَ لَسَامِي نَاظِرِ العيْنِ أصْيَدُ
إذا مَنَّ لم يَمْنُنْ بِمَنٍّ يَمُنُّهُ
وقال لنفسي أيُّها الناسُ أمْهَدُ
وكل امْتِنَانٍ لا يُمَنُّ فإنه
أخفُّ مناطاً في الرقاب وأوْكَدُ
تَجَاوَزَ أن يسْتأْنف المجدَ بالنَّدى
وفي كل ما اسْتَرْفدتَهُ فهُوَ أجْودُ
ومن لمْ يَزِدْ في مجده بذْلُ مالِهِ
وجادَ به فَهْو الجَوَادُ المقلَّدُ
ترى نَائلاً من نَائلٍ ثم ينتهي
إلى صَاعِدٍ إسنادُه حين يُسْنَدُ
كأنَّ أباه يوم سمَّاهُ صاعداً
رأى كيفَ يَرْقَى في المعالي ويَصْعدُ
جَرى وجرى الأكْفَاءُ شَأْواً ولم يزل
مُنَازِعُهُ الطُّولَى يُضَامُ ويُضْهَدُ
فَلَمَّا تناهَى من يُبَارِيه في العلا
تَمادَى يُباري أمْسَهُ اليومُ والغدُ
جَوادٌ ثَنَى غَرْبَ الجِياد بغَرْبِهِ
وظَلَّ يُجَاري ظلَّهُ وهو أوْحدُ
وما أغْرَقَ المُدَّاحُ إلا غَلاَبِهِ
وراء مَغَالي مَدْحِهِمْ فيه مُخْلدُ
وأسْلافُ صِدق من عَرَانِين مَذْحجٍ
طوَالُ المسَاعِي ليْس فيهِمْ مزنَّد(77/156)
بَنَوْا مجدَه في هَضْبَة ٍ مَذْحجيَّة ٍ
ذُؤَابَتُهَا بيْن الفَرَاقد فَرْقَدُ
أُولئكَ أوْعَالُ المعَالي مُسَهَّلٌ
لَهُمْ مُرْتَقى ً في الوَعْر مِنْها ومَصعَدُ
ألْم تَرَ زُلْفَى صاعد عند رَبه
بلى قد رأى السَّاهي ومَنْ يَتَفقَّدُ
بَدَتْ قِبْلة ُ الدنيا ولِلنُّكْر فوقَها
ظِلالٌ وثَدْيُ العُرْف فيها مُجدَّدُ
فَلَمَّا تولَّى الأمرَ نُكِّرَ مُنْكرٌ
وعُرِّف معْرُوف وأُصْلِحَ مُفْسَدُ
وأَصْبَح شَمْلُ الناسِ وهْوَ مؤلَّف
وعَهْدِي بشمل الناس وهْو مُبِدَّدُ
حَمَاهُمْ وأفشى العُرْفَ فيهم فكُلُّهُمْ
من الشرِّ مَمْنُوع مِنَ الخير مُمْجَدُ
إذا أحْسَنُوا جُوزُوا جَزَاءً مُضَاعَفاً
وما اقتَرَفُوا من سَيىء ٍ مُتَعَمَّدُ
ولَمَّا التَقَى خِصْبُ المرَادِ وأمْنُهُ
تَيَقَّظَ مَسْبُوتٌ ونام مُسَهَّدُ
فلمْ يَمتَنعْ مَرعى ً على مُتعيِّشٍ
ولم يَنْقَطِع شِرْبٌ ولم يَنْبُ مَرْقَدُ
فأضحُوا ومَا في راحة الموْتِ مَرْغَبٌ
لحِيٍّ ولا في لذَّة ِ العيْش مَزْهَدُ
لِيَحْلُلْ ذَرَاه من تَلَدَّدَ حائراً
فما في ذَرَاهُ حائر يَتَلدَّدُ
وَطَاغٍ عهدنا أمرَه وهْوَ حادثٌ
جَليلٌ فأمْسَى أمْرُه وهو مَعْهَدُ
تمادَتْ بِه الطَّغْوَى ولم يدْر أنه
يُسَوِّغُ أكَّالاً له ثم يُزرَدُ
فصادَف قَتَّالَ الطُّغاة ِ بمَرْصَدٍ
قريب وهل يَخْلُو من اللَّه مَرْصَد
أُتيحَ له من ذي الغَنَاءَيْن صاعدٍ
مِصَاع ومَكْرٌ أَعْجَميٌّ مُوَلَّدُ
فَعُجْمتُهُ كِتْمَانُهُ أينَ عَهْدُهُ
وتَوْلِيدُهُ عِرْفَانه أيْنَ يَعْمِدُ
رماهُ بِحَوْلٍ لا يُطاق وقُوَة ٍ
وَلِيُّ بكلْتَا العدَّتَيْن مُؤَيَّدُ
رأى صَيْدَه من أفْضل الصَّيْدِ كُلِّهِ
على أنَّهُ مِنْ شر ما يُتَصَيَّدُ
فَبَثَّ له تِلْك الحَبائَل حَازِمٌ
من القوم كَيَّادٌ قَديماً مُكيَّدُ
مُوَفَّقُ آراءٍ وزيُر مُوَفَّقٍ
يُعَاضِدُهُ والرُّكْنُ بالركن يُعْضَدُ
إذَا نَابَ عنه في الأمورِ رَأيْتَه(77/157)
كلاَ مَشْهَدَيْهِ لا يُدَانيهِ مشهدُ
عُطَارِدُهُ ما أخْبَتِ الحربُ نَارَها
ومِرَّيخُهُ ما دَامَتِ الحربُ تَوقدُ
ومنْ تنقذوه تضمنوا ما يعيشه
وما تغرسوه لا يزل يتعهدُ
وأوْلَى امْرئٍ أنْ تَشمَلُوهُ بفضلكم
نَقِذُكُمُ والموتُ أسْودُ أربدُ
ومن شَكَرَ النُّعنى عُمُوماً فشْكرُهُ
إذا هيَ خَصَّتْهُ أجَمُّ وأحشَدُ
أُرَانِي إذا ما فُزْتُ منها بجانبٍ
كأَنِّيَ مخْصُوصٌ بها مُتَوَحِّدُ
وكنتُ امْرأً أوْفى الصّنيعة َ شكْرَهَا
وإنْ كان غيري بالصَّنِيعَة يُقصدُ
وأنتُمْوإنْ كنتُمْ عَمَمْتُمْ بمنَنِكُمْ
فقد خَصَّنِي من ذاك ما لسْتُ أجحدُ
أظلَّتْ سيوفُ الموت أهلَ بِلادِهِ
فَكَشَّفْتُمُ أظْلالَها وَهْيَ رُكّد
شكرتُكُم شكر امْرِئٍ ذي حُشاشة ٍ
بِكُمْ أصبَحَتْ فِي جسمه تَتردّد
وآنَقُ من عِقْد العقِيلة ِ جيدُهَا
وأحسنُ من سِرْبالهَا المُتَجرّدُ
ولكنهُ يرنُو إلى مَا لبِسْتُمُ
وما تحتَه أسْى وأعْلَى وأمْجَدُ
وإني لمهدٍ للمُوفَّقش شكره
وشكركم عن كل من يتشهد
فمن مبلغٌ عني الأمير الذي به
رَسَا الأسُّ وانتصَّ البناءُ المسنَّد
وعرَّى لمرضَاة الإله مَنَاصِلاً
غِضَاباً ليس فيهنَّ مُعضَدُ
فَظَلَّولمْ تَقْتُلْهُيلفِظُ نَفْسَهُ
وظلولم تأسِرْهُوهوَ مُقيَّدُ
حَصَرْتَ عميدَ الزَّنْج حتَّى تَخَاذَلَتْ
قُوَاهُ وأوْدَى زادُهُ المُتَزَوَّدُ
يَنَالُ اليهودُ الفاسقُونَ أَمَنهُ
وَيَشْقَى به قومٌ إلى الله هُوَّدُ
وَقَتَّل أجْذَالَ العِبادَة ِ عَنْوَة ً
وهمْ رُكَّعٌ بَيْنَ السَّولرِي وسُجَّدُ
قَتَلْت الذي اسْتَحْيَا النساء واصبحتْ
وَئِيدتُهُ في البرِّ والبحرِ تُوأدُ
بِكَ ارْتُجِعَ الإسْلامُ بعدَ ذهابِهِ
وعَادَ مَنَار الدِّينِ وهْوَ مُشيّد
وأمنْتَ لَيْلَ الخائفين فهاجدٌ
وشَاكِرُ نُعْمَى قَائِمق يتَهجَّد
حَقَنْت دِماءَ العَقْرِ والعقْرِ بعْدَمَا
هُريقَتْ حَرَاماً والخلَلُّون وقّد
أبا أحمدٍ أبليْتَ أمَّة َ حْمدٍ(77/158)
بلاءً سيرضَاهُ ابن عمِّك أحمدُ
وَكَانتْ نَوَاحيهِ كِثَافاً تزل
تَحَيّفُهَا سَحْتاً كَأنَّكَ مِبْرَدُ
ولو قَاسَ باسْتيجَابِكُمْ ما مُنِحْتُمُ
لأطْفَأ ناراً في حَشَاه تَوَقَّدُ
يرى زِبْرِجَ الدنيا يرفُّ عليكُمُ
ويُغْضِي عَن اسْتِحْقَاقِكُمْ فهْوَ يُفْأَدُ
لئن نصر الأنْصارُ بدْءاً نبيَّهمْ
لقد عُدْتُم بالنصر والعودُ أحمدُ
أمَذْحجُ أحسنْتِ النضالَ فأبشِرِي
بُشْكرِكِ عند الله والقَرْضُ يُشْكَدُ
وَمَا مذْحجٌإذْ كان منهابمَعْزِلٍ
عن الحمدِ مَا لَمْ يَجْحَدِ الحقَّ جُحَّدُ
لاَطْفأ ناراً قد تعالى شُوَظُهَا
وأوْقَدَ نُوراً كاد لولاه يَخْمَدُ
وإنْ تكفُرُوا فاللَّه شاكرُ سَعيه
عَلَى الكْافِريهِوالنَّبيُّ محمدُ
ليشْكُرْ بَنُو الإسلام نعمة َ صاعدٍ
بل النَّاسُ طُرّاً قولهً لا تُفَنَّندُ
وإنِّي على رَغْمِ الأعادي لَقائلٌ
وإن أبْرَقُوا لي بالوعيدِ وأرعَدُوا
إذا ما اجْتَبَى مَالاً فَمَالاً أحَالَهُ
قِتَالاً وزِلْزالاً لمن يَتَمَّردُ
فطوراً بأقلامٍ تجرد لِلحبا
وطورا بأسيافٍ حِدادٍ تخَرّدُ
يَصُولُ على أعدائه كلَّ صَوْلة
يَضِيقُ لها مِنْهُمْ مَقَامٌ ومَقْعَدُ
وأنتُمْ وهُمْ فَرْعَانِ صِنْوانِ تلتقي
مَناسِبُكُمْ في مَنْصِبٍ لا يُزَهَّدُ
يَمَانُونَ مَيْمُونُو النَّقائِبِ فيكُمُ
مُناصَحَة ٌ صِرْفٌ لمن يتَمَعْدَدُ
وِضَدٍّ لكم لا زَالَ يَسْفُلُ جَدُّهُ
ولا بَرِحَتْ أنفَاسُه تَتَصَعّدُ
أرى منْ تعاطَى ما بلغْتُم كَرَائم
مَنالَ الثريَّا وهو أكْمهُ مُقْعَدُ
وَمَا نِلْتُمُ أنْ جُدِدْتُمُ
ولكن جَدَدْتُمْ والمضِيعُونَ سُمَّدُ
ولمْ تَسْلُكُوا فيما أتْيتُمْ مَضِلَّة ً
ولكنْ لكُم فيهِ طريقٌ مُعَبَّدُ
فأهْونْ عليكم في المعالي ونَيْلها
هناكَ بما يَدْمَى ومَا يَتَقَصَّدُ
إذا ما سَلَكْتُمْ في الصُّدورِ صُدُورها
تَقَصَّدُ فيها عن دماءٍ تَفَصَّدُ
لِذلك آختْها الرماحُ فأصبحتْ
تَقوَّمُ في أَيْدِيكُمُ وتأوَّدُ(77/159)
مُعرِّبَة ٌ أقلامُكم نَبتَتْ لكُمْ
بحيث الْتَقَى طَلْحٌ وضَالٌ وغَرْقَدُ
حُمَاة ٌ وكُتَّابٌ تَسُوسُ أَكُفُّكُم رماحاً
وأقلاماً بها الملك يُعْمَدُ
تُدَبِّرُنَا منْكم نجومٌ ثَوَاقبٌ
تَبَهْرَمُ في تدبيرها وتَعَطْرَدُ
تُفرِّقُ عنهُ بالمكائدِ جُندهُ
وتزدادهُمُ جنداً وجيشكَ محصدُ
ولو كنتَ لمْ تزدهمُ وقَتْلتُهمْ
لكانَ لهُ في قتلهمْ مُتبرَّدُ
ولكنْ بَغَى حتَّى نُصرتَ فلم تكنْ
تنقَّصهُ إلاَّوأنتَ تزيَّدُ
ولابسُ سيفِ القرنِ عندَ استلابِهِ
أخرُّ لُه مِنْ كاسريهِ وأَكيَدُ
وما زلتَ قدماً تشفعُ الكيدَ لِلْعدا
بِكيدٍ ومن اللقاء ربك تُنجدُ
نزلتَ بهِ تأبى القِرَى غيرَ نفسه
وذاكَ قِرى ً من مِثلهِ لكَ مُعتدُ
بأرعنَ لو يُرمى بهِ عرضُ يذبُلٍ
لأصبحَ مرسى صخرهِ وهوَ جَدْجَدُ
إذا اجتازَ بحراً كادَ ينزحُ مَاؤهُ
وإن ضافَ برّاً كادتِ الأرضُ تَجردُ
فما رمته حتى استقل برأسه
مكان قناة الظهر أسمر أجرد
تطيرُ عليهِ لحية ٌ منهُ أصبحتْ
لهُ راية ٌ يهدي بها الجيشَ مِطرَدُ
تراهُ عيونُ الناظرين ودونُه
حجابٌ وبابٌ من جهنَّمَ مؤصَدُ
يسيرُ لهُ في الدُّهمِ رأسُ مُعَطَّنٌ
وجثمانهُ بالقاعِ شِلوٌ مُقَدَّدُ
مَنَاكَ لهُ في مِقدارهُ فكأنَّما
تَقَوَّضَ ثَهلانٌ عليه وصندَدُ
ولمْ تألُ إنذاراً لهُ غير أنه
رأى أن متنَ البحر صَرحٌ مُمردُ
حدوتَ بهِ نحوَ النَّجاة ِ كأنَّما
محجَّتُها البيضاءُ سَحلٌ مُمدَّدُ
فلمَّا أيى إلا البوَارَ شَللتَهُ
إلى النارِ بئسَ الموردُ المتورَّدُ
سكنتَ سكوناً كان رَهناً بعدوة ٍ
عمَاسٍ كذاكَ اللَّيثُ للوثب يلبَدُ
وحَامى أبو العباسِ في كل مَوطنٍ
على يومهِ ثَوبٌ من الشرِّ مُجسدُ
محاماة َ مِقدامٍ حيودٍ عن الهوى
ولكنَّهُ عن جانبِ العار أحيدُ
وما شِبلُ ذاكَ اللَّيث إلا شبيههُ
وغيرُ عجيبٍ أن ترى الشِّبلَ يأسدُ
وما بِئسَ عون المرءِ كانَ ابنُ مَخلَدٍ
نَصيحُكَ والأعداءُ نحوكَ صُمَّدُ(77/160)
مضى لكَ إذ كلَّ الحديدُ منَ الظُّبَا
وحاطكَ إذ رَثَّ النَّسيجُ المسرَّدُ
وهت كلُّ درع فانثنى كلُّ مُنصلٍ
سوى صاعدٍ والموتُ للموتِ يَنهدُ
فلا يَبعد الرَّأي الذي اخترتهُ بهِ
وقرَّبتهُ بل من أبى ذاكَ يبعدُ
أما لئن استبَطنتهُ دونَ من دنتْ
إليكَ بهِالقربى وهنبثَ حُسَّدُ
لكم داخلٌ بين الخصيمينِ مصلح
كما انغلَّ بين العين والجفنِ مرودُ
ترى العين والملمول يبطنُ جفنها
إذا ما غدا إنسانها وهو أرمدُ
تشكَّى فلا يُجدي عليها لَصِيقُها
فتدني الذييجدي وقرباهُ أبعدُ
وما زلتَ مفتوحاً عليك بِصاعدٍ
تفوزُ وتستعلي وتحظى وتسعدُ
بتدبيره طوراً وطوراً بيمنه
وما قادهُ التَّدبيرُ فاليمنُ أقودُ
فمن يمنهِ إن غابَ عنكَ مُديْدة ً
فنالكَ دونَ الدِّرعِ أزرقُ مُصردُ
فلما أراكَ اللهُ غرَّة َ وجههِ
تراءى لكَ السَّعدُ الذي كنتَ تعهدُ
بَرأت بهِ من كلِّ ما أنتَ ضامنٌ
وأنتَ لِشروى تلكَ منهُ مُعودُ
وبُدِّلتَ من قرحٍ بقتح مُسيَّرٍ
بأمثاله غاظ الحسودَ المحسَّدُ
ألا ذلكَ الفتحُ المبينُ هناؤه
فَتَمَّ ولاقاهُ يزيدٌ ومزيدُ
ومنْ يمنهِ أن دُمِّرَ العبدُ وابنهُ
وملاَّحُ قُنٍّ فالثلاثة ُ هُمَدُ
وأتبعَ أهل الفسقِ من أوليائه
فوافاهُ والباقونَ فلٌّ مُشرَّدُ
كأَنِّي بهم قدْ قيل عند بَوارهِم
رَعَوا ظمأهمْ حتَّى إذا تَمَّ أوْرَدُوا
زُروعٌ سقاها اللَّه ريّا فأثمرت
عُتياً فأضحتْ وهيَ للنَّارِ تحصدُ
يقولُ مقَالي في نَصيحِكِ من مشى
وَيقدمهمْ في ذاكَمنْ يتبغدَدُ
وما قيلَ فيه منْ مديح فإنه
مديحكَ والنِّيَّاتُ نحوكَ عُمَّدُ
إذا ما الأعادي حاولت كيدَ صاعدٍ
غدا يتعالى والأعادي توهَّدُ
وحاربَ عن نعمائهِ ريبَ دهره
من البر والمعروف جُندٌ مُجَنَّدُ
وأهلٌ لذاك المذحجيُّ ابنُ مَخْلدٍ
مع الخلدِ لو أنَّ ابن آدمَ مُخلَدُ
حَلفتُ بمن حلاَّهُ كلَّ فضيلة
بأمثالها سادَ المَسُودَ المُسَوَّدُ
لقدْ نالَ منهاة َ العلاءِ وإنَّه(77/161)
بأّنَّ ابنهُ مثلَ العلاءِ لأسعدُ
ألا ذلكَ الفوز الذي لا إخاله
على غيره من سائر القوم يُحشَدُ
فتى الدِّين والدُّنيا الذي أذعنا له
ففي خنصرٍ منهُ لصعبينِ مِقودُ
هو التاجُ والإكليلُ في كلِّ محفلٍ
بل السَّيفُ سيفُ الدولة المتقلّدُ
يَزينُ ويحمي وهو في السِّلم زينة ٌ
لمن يرتديه وهو في الحرب مزودُ
وليسَ بأن يلقى ولكن بأن يرى
بآرائه اللاَّقونَ والهامُ تُجلدُ
تراهُ عن الحرب العوان بمعزلٍ
وآثارهُ فيهاوإن غابَ شُهَّدُ
كما احتجب المقدارُ والحكمُ حكمهُ
على الناس طُرّاً ليسَ عنه مُعَرَّدُ
إذا ما نبا سيفٌ فلاحظ رأيهُ
فموقعهُ ممَّن توخَّى مُمهَّدُ
فتى ً روحهُ ضوءٌ بسيطٌ كيانُهُ
ومَسكنُ تلكَ الرُّوحِ نُورٌ مُجَسَّدُ
صَفَا ونفَى عنه القَذَى فكأَنَّهُ
إذا ما استشفَّهُ العقولُ مُصَعَّدُ
فتى ً هاجر الدنيا وحرَّمَ رِيقها
وهل رِيقُها إلا الرَّحيقُ الموَرَّدُ
ولوْ طمعتْ في عطفه ووصالهِ
أباحتهُ منها مرشفاً لا يُصرَّدُ
أباها وقد عنَّتْ له من بناتِهَاه
كواعبُ يصبِينَ الحَليمَ ونُهَّدُ
فما حظُّهُ ممَّا حوَتْ غير أنه
يُؤَثلُ فيها الأجرَ أو يتحمدُ
فتى يبدأ العافينَ بالبذلِ مُعفياً
فإن عادَ عافٍ فهو َ بالبذلِ أعودُ
رجاءُ مزجَّيهِ لديهِ كوعدِهِ
وموعدُهُ إيَّاهُ عهدٌ مُؤكِّدُ
فتى ً لا هُدى ً إلا مصابيحُ رأيهِ
ولا غوثَ إلا فضلُهُ المُتعوَّدُ
حكيمُ أقاليمِ البلادِ كريمها
مُسائلُهُ يُهدى وعافيهِ يُرفدُ
وأحسنُ شيءٍ حكمة ٌ أختُ نعمة ٍ
وكلتاهُما تُبغى لديهِ فتوجدُ
رآهُ رضيعاً كلُّ ماضي بصيرة ٍ
فقالوا جميعاً قُنَّة ٌ ستطوَّدُ
فصدَّقُهمْ منهُ لَعَشرٍ كواملٍ
خَلوْنَ لهُ طودٌ بهِ الأرضُ تُوتَدُ
غدا المجدُ والتمجيدُ يكتنفانهِ
جميعاً وكم من ماجدٍ لا يُمجَّدُ
أخو حسبٍ ماعدَّهُ قطُّ فاخراً
على أنهُ في كلِّ حيٍّ مُعَدَّدُ
فمُطَّرفٌ ممَّا تكسَّبَ مُحدثٌ
وآخرُ قدموسٌ على الدهر متلدُ
ولا خيرَ في البنيانِ غيرَ مُشرَّفٍ(77/162)
ولا خير في تشريفهِ أو يوطَّدُ
وماءٍ كفقدِ الماءِ أعلاهُ غرمضٌ
وأسفلهُ للمستميحينَ حَرمدُ
وسائرُهُ مِلحٌ أجاجٌ مُرنَّقٌ
خبيثٌ كريهٌ وردُهُ حينَ يُوردُ
سَقَيتُ بهِ خوصاً حراجِيجَ بعدما
سقى ماءها التَّهجير خمسٌ عَمَرَّدُ
مراسيلُ ما فيهنَّ إلا نجيبة ٌ
مطولٌ إذا ماطلتها السَّيرَ جَلْعادُ
أمُونٌ على الحَاج البعيدِ مَرَامُهُ
وإن خان متنيها السَّديفُ المُسرهدُ
من اللائي تزدادُ اندماجاً ومُنَّة ً
إذا هي أضناها السِّفارُ العطوَّدُ
كما جُدِّلتْ فاستحكمتْ عندَ جَدلِها
مرائرُ في أيدي المُمرِّين تُمسدُ
إذا استكرهتْ فهي الجنائب أعصفت
وإن نُهْنهْتْ فهي النَّعَام المُطرَّد
وإن فَتَرتْ فهيَ الصُّوارُ وَرَاءهُ
مكاسيبُ أمثالُ اليسيبِ تُوسَدُ
وقُفٍّ يَرُدُّ الخُفَّ يَدمى فمروهُ
بِما عُلَّ من تلكَ الدِّماءِ مُجسدُ
عسفتُ ودوٍّ كالسماءِ قطعتهُ
إذا انجابَ منهُ فدفَدٌ عنَّ فَدفدُ
لألقى أبا عيسى العلاء بن صاعدٍ
أجلَّ فتى ً يُسمى إليه ويوفدُ
فيعذبُ ليمِلحٌ من العيشِ آسنٌ
ويسهلُ لي وعرٌ من الدهر قَرْدَدٌ
بني مخلدٍأهلاً بأيامِ دهركمْ
وبُعداً لمن يَشجى بهاوهو مُبعَدُ
شكى طُولها مستثقلو العرفِ إذ غَدتْ
وفي كلها للعرف عِيدٌ مُعَيَّدُ
بكُم عَمرتْ أوطانُ كلِّ مروءة ٍ
وقد جعلت تلكالمغاني تأبَّدُ
لكُمْ كلُّ فيَّاضٍ يبيتُ لِنارهِ
مُنادٍ يُنادي الحائرينألا اهتدوا
إذا ما شَتا كادتْ أناملُ كَفِّهِ
تذوبُ سَماحاً والأناملُ جُمَّدُ
ومنكم أبو عيسى الذي بَاكَرَ العُلا
ولم يُلهِهِ عَيشٌ رفِيهُ ولا دَدُ
على بحرهِ يُروى الظِّماءُ ونحوهُ
يشيرُ إذا ما غُصَّ بالماء مزردُ
ألا تلكُمُ النُّعمى التي ليس شكرُها
سوى مِنَن أضحت لكم تُتَقَلَّدُ
وحاكة ُ شِعرٍ أحسنوا المدح فيكُمُ
بما امتثلوا ممَّا فعلتم وجوَّدوا
فباعوه منكم بالرغائب نافقاً
لديكم هنيئاً نقدكُمْ لا يُنكدُ
ولولا مساعيكم وجُودُ أكفكمْ
إذا ما أجادوا أو أجادوا وأكسدوا(77/163)
فلا تحمدوا مُداحكمْ إن تغلغلوا
إلى مَمدوحٍ فيكم بل اللَّه فاحمدوا
كرمتُم فجاش المغجِمُون بمدحكم
إذا رَجزُوا فيكم أثَبْتُم فقصَّدوا
كما أزهرت جنَّات عدنٍ وأثمرت
فأضحت وعجمُ الطير فيها تُغَرِّدُ
أذلها أبا عيسى لبوساً فإنها
ستبقى ويبلى الأتمحيُّ العضَّدُ
وعش عيش محبورٍ بدار إقامة
وأمثالُها سَيارة ٌ فيك شُرَّدُ
وفيها لمن قدَّمتُ ذكراه ملبسٌ
تظلُّ به والطَّرفُ نحوك أقودُ
وكلٌّ مديحٍ في امرىء ٍ فهو في ابنهِ
وإن كان موسُوماً به حينَ ينشدُ
إليكَ بلا زادٍ رحلتُ مؤمِّلاً
وقلتُ لنفسي والركائب وُخَّدُ
عُتقتِ من الأطماع يوم لقائه
ورِقُّ ذوي الأطماع رقٌّ مُؤَبَّدُ
وما شافعي إلا سماحك وحده
ولا وُصلتي إلا المديحُ المجوَّدُ
ومن ذا الذي يعفو نداك بشافع
ويصحبُهُ عند انتجاعك مزود
وإنَّ امرءاً أضحى رجاؤك زاده
وإن لم يُزوَّدْ غيرهُ لمزَوَّدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رددتَ عليَّ مدحي بعد مطلٍ
رددتَ عليَّ مدحي بعد مطلٍ
رقم القصيدة : 60755
-----------------------------------
رددتَ عليَّ مدحي بعد مطلٍ
وقد دنَّستَ ملبسه الجديدا
وقلتَأمدح به من شئتَ غيري
ومن ذا يقبل المديح الرَّديدا
ولا سيما وقد أعمقتَ فيه
مخازيكَ اللواتي لن تبيدا
وما للحيِّ في أكفان موتٍ
لبوسٌ بعدما امتلأتْ صديدا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تحلَّبتِ الأنواءُ بعد جمودها
تحلَّبتِ الأنواءُ بعد جمودها
رقم القصيدة : 60756
-----------------------------------
تحلَّبتِ الأنواءُ بعد جمودها
وأقبلتِ الخيراتُ بعد صدودها
بوجه أبي الصقر الذي راح واغتدى
كشمس الضحى محفوفة بسُعودها
ولما أتى بغداد بعد قنوطها
وفترة داعيها وإيباس عُودِها
إذا ظلَلٌ قد لوحتْ ببروقها
إلى ظُللٍ قد أرجفت برعودها
سحائبُ قيست بالبلاد فألِقيتْ
غطاءٌ على أغوارها ونجودها
حَدَتْها النُّعامى مثقلاتٍ فأقبلتْ
تَهادى رُويداً سيرُها كركودها
غُيُوثٌ رأى الإمحالُ فيها حمامهُ(77/164)
قرينَ حياة ِ الأرض بعد هُمودها
أظلَّت فقل الحرثُ والنَّسْلُهذه
فُتُوح سماءٍ أقبلت في سدودها
فأطفأ نيران الغليل مواطرٌ
مُضرّمة ٌ نيرانها في وقودها
سقتنا ونيران الصدى كبروقها
فقد بردت أكبادنا ببرودها
ولم نسقَ إلا بالوزير ويمنِهِ
فبوركَ في أيامه وعهودها
دعا اللَّه لما أغبرَّت الأرض دعوة
بأمثالها تغدوا الرُّبى في برودِها
فكم بركاتٍ أذعنت بنزولها
لدعوته إذ أمعنت في صعودها
سما سَموة ً نحو السماء بغرَّة
مُسوَّمة ٍ قدماً بسيما سجودها
وكَفَّينِ تستحيي السماءُ إذا رأت
رُفودهُما من ضنِّها برفودها
فلمَّا تلقتها الثَّلاثُ رعتْ لها
مع الجاهِ عند اللَّه حُرمة َ جُودِها
فجادت سماءُ اللَّه جوداً غدت له
عقيمُ بقاع الأرضِ مثلَ وَلُودِها
بغاشية ٍ من رحمة اللَّه لم ترثْ
نسيَّاتُها إلاَّ كَرَيثِ نقودها
سقتنا ومرعانا فروَّت وأفضلت
لِدجلة َ فضلاً فاغتدت في مدودها
حَيَّاً جعلت فيه الحياة فأصبحتْ
بناتُ الثَّرى قد أنشرتْ من لحودها
فمنْ مُبلغٌ عنَّا الأمير رسالة
فلا برحتْ نُعماكَ داءَ حَسُودها
بقيتَ كما تبقى معاليك إنها
تبيدُ الهضابُ الشمُّ قبل بيودِها
رأيناكَ ترعانا بعينٍ ذكيَّة ٍ
أتى النَّاسَ طُرّاً نومهمْ من سُهُودها
هي العينُ لم تُوثِر كَرَاها ولم يزلْ
تَهَجُّدُها أولى بها من هُجُودها
ونعماك في هذا الوزير فإنَّنا
نعوذُ بنعمى ربِّنا من جحودها
وكيف جحود الناس نعماءَ مُنعمٍ
تناغى بها أطفالهمْ في مهودها
لَعمريلقد قَلّدْتَهُ الأمرَ كافياً
يَلَذُّ التي أعيتْ شِفاءَ لدُودِها
وزيرٌ إذا قاد الأمورَ تتابَعَتْ
فأصبَحَ آبيهَا جنيبَ مَقُودِها
أخو ثقة ٍ لو حارب الأُسْدَ أذْعَنَتْ
أو الجنَّ ذلَّتْ بعد طولِ مُرُودها
مَليٌّ بأنْ يغشى الغِمارَ وأنْ يرى
مصادِرَها بالرأْي قبل وُرُودها
وذو طاعة للَّه في كل حالة
ومعصية ٍ للنفس عند عُنُودِها
صَدُوعٌ بأحكام الكتابِ مُعَوِّدٌ
عَزَائمهُ التوْقِيفَ عند حدُودها(77/165)
وَهَت قُبَّة ُ الإسلام حتى اجْتَبيتَهُ
فقد أصبحتْ مَعْمُودة ً بِعَمُودِها
بآرائه أضحتْ سيوفُكَ تُنْتَضَى
فَتُغْمَدُ من هَامِ العدا في غمُودِها
غَدا خَيْر ذي عَونٍ لسيِّدِ أمَّة ٍ
وأَكْلأَ ذِي عَينٍ لِسَرْحِ مَسُودهَا
كفى كلَّ ما تكفي الكُفَاة ُ مُلوكها
بِنُجْحِ مساعيها ويُمْنِ جُدُودها
فقد أخمد النِّيرانَ بعد اسْتِعارها
وقد أوقَدَ الأنوارَ بعدَ خُمودها
ويكْفيه إنْ خانَ الشهادة َ خائنٌ
بما اسْتَشهَدَتْ آثاره من شُهُودها
أتانا ودُنْيانا عجوزٌ فأصبحَتْ
به ناهداً في عنفوانِ نُهودها
فقدْ قُيِّدَتْ عنَّا المخاوفُ كلُّها
وقد أُطلِقَتْ آمالُنا من قُيودها
بذي شَيَمٍ يُصْبيكَ حُسنُ وجُوهِها
ولينُ مَثانِيها وجَدْلُ قُدُودها
حمانا وأَرْعانا حِمى كلَّ ثرْوة ٍ
وأبدَلَنا بيضَ الليالي بسُودِها
فأضحى ولو تَسطِيعُ كلُّ قبيلة ٍ
وَقَتْ نَعْله مَسَ الثَّرَى بخدُودِها
تأَلَّفَ وَحْشِيَّ القُلوب بلْطفِهِ
فأضْحى مُعاديها لهُ كَوَدُودِها
وفَى َوعَفا عن كلِّ صاحبِ هفْوة ٍ
وكابدَ ما دون العُلا من كُؤُودها
بنفسٍ أبتْ إلا ثَباتَ عُقُودِها
لمنْ عَاقَدَتْهُوانْحِلاَلَ حُقُودها
ألاَ تلْكُمُ النفسُ التي تَمَّ فضْلُها
فما نَستَزِيدُ اللَّهَ غيرَ خُلُودها
وإن عُدَّتِ الأحسَابُ يوماً فإنَّما
يُعدُّ من الأحساب رَمْلُ زَرُودِها
مَفاخرُ عنْ آبائِهِ وبِنفسه
نُفُوذُ حصى الإحصاءِ قبل نُفُودِها
تداركَ إسماعيلُ للعَربِ العُلاَ
فعادتْ لإِسمَاعيلها ولِهُودِها
فتى ً من بني شيْبَانَ في مُشْمَخِرَّة ِ
شَديد على الرَّاقي رُقيَّ صُعُودِها
نَمَتهُ من العَلْيَا جبالُ صُقُورها
وحفّت جَنَابيهِ غِياضُ أُسُودها
فتى ً لعطاياه وفودٌ تَؤمُّها
فَإن قعدُوا كانتْ وفُودَ وفُودها
إذا بَدْءُ ما أعطى أنَامَ عُفَاتَهُ
سرى عوْدُهُ مُستَيْقظاً لرُقودها
ولمَّا رَحلتُ العِيسَ نحو فِنائه
ضَمنتُ عليه عِتْقَهَا من قُتُودها(77/166)
أمِنْتُ على نعمائه رَيْبَ دهره
ولمْ لاَ وذاك العُرفُ بعضُ جُنُودِها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما كلُّ أمرٍ أضاع المرءُ فرصته
ما كلُّ أمرٍ أضاع المرءُ فرصته
رقم القصيدة : 60757
-----------------------------------
ما كلُّ أمرٍ أضاع المرءُ فرصته
في اليوم بالمتَلافَى في غداة ِ غدِ
هل يُخلفُ الحرُّ وعداً خُلْفُهُ خطر
يُخافُ منه هَلاكُ الروحِ والجسدِ
جازَ المِطَالُ بأشياءٍ ولم أرهُ
يجوز بالغَوثِوالملهوفِفي كَبدِ
لَنمتَ عنِّيوبات الدهر في رَصَدٍ
وليس يُقْرَنُ ذو نوم بذي رَصَدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حبيبٌ أراني اللَّه يومَ فِراقِهِ
حبيبٌ أراني اللَّه يومَ فِراقِهِ
رقم القصيدة : 60758
-----------------------------------
حبيبٌ أراني اللَّه يومَ فِراقِهِ
غَويت وما أبصرتُ في حبه رُشدي
رقَقْتُ له من قبحه المحْضِ رقَّة ً
ألانتْ لهُ قَلبي فَقَادتْ له ودِّي
فتاهَ بوجهٍ يَطرفُ العينَ قِبحُهُ
له صورة كالشمسِ في الأعين الرُّمدِ
ولا عجبٌ أن كانَ من كان مِثلَهُ
تشبَّهَ بالمعشُوقِ في التِّية والصدِّ
إذا لم يكن قِرداً تماماً حكاية
وقبحاًفلم تكملْ لهُ صورة القردِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا عجباً من خالدٍ
يا عجباً من خالدٍ
رقم القصيدة : 60759
-----------------------------------
يا عجباً من خالدٍ
في صبرهِ وجلَده
قاتله اللَّه فَمَا
أبعدهُ من رَشَدِه
يولجُ في زوجتهِ
أَيْرَ سواهُ بيدِهْ
يحلبُ تيساً مثله
في قَعبِ أمِّ وَلدِهْ
بكفِّ سوءبُتِكَتْ
ذراعُها من عَضُدِهْ
يُبركُها في بيتهِ
على حشايا مُهُدِهْ
يقبضُ بالخَمْسِ على
أير غُلامٍ بيده
وينتَحي في عِرْسِهِ
بِعُدَّة ٍ من عُددِه
أير غُلام أيره
أعظمُ ما في جسدهْ
يضربُ بالحُوقِ إذا
أنْعَظ أعلى كَبدهْ
يُعملُهُ في عِرْسِهِ
لَيلتهُ إلى غَدهْ
ولو رأى ذا غيرة ٍ
في بيتهِ أو بلَدهْ
أرْعدَ أو تَحسبهُ
ذا جِنَّة ٍ منْ رَعَدِهْ
منْ ذا يُضاهي خالداً(77/167)
في حلْمه وجَلدِهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كم بغور الشَّآم غادرتُ منهمْ
كم بغور الشَّآم غادرتُ منهمْ
رقم القصيدة : 60760
-----------------------------------
كم بغور الشَّآم غادرتُ منهمْ
غَائراً مُوفياً على أهل نجدِ
يلعب الدَّسْتَبَنْدَ فَرْداً وإن كا
ن لهُ شاغلٌ عن الدَّستبندِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بلوتُ طعومَ الناس حتى لو أنني
بلوتُ طعومَ الناس حتى لو أنني
رقم القصيدة : 60761
-----------------------------------
بلوتُ طعومَ الناس حتى لو أنني
وجدتُهُمُ أحلى مذاقاً من الشَّهدِ
لقد آن أن أسلاهمُ وأملَّهمْ
فكيف وما لاقيتُ منهم أخا رشدِ
وكيف وقد جرَّبتُ من طبقاتهم
تجاريب تدعو النفس فيهم إلى الزهدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يابن الوزيرين سمعاً من أخي طَلَبٍ
يابن الوزيرين سمعاً من أخي طَلَبٍ
رقم القصيدة : 60762
-----------------------------------
يابن الوزيرين سمعاً من أخي طَلَبٍ
بين الرجاء وبين اليأس مكدودِ
لا تبخلنَّ على منْ لستَ كافيهُ
بأن تقولتزحزحْ غير مطرودِ
فإن خشيتَ هجائي فاخشَ حينئذٍ
من كلِّ شيء محالِ الكونِ مفقودِ
واللَّهلا قلتُ فيكم ماأكيدُ به
نفسي وكنتُ في سِربَال محسودِ
ولا أفضتُ بحرفٍ في مَلامكُمُ
يا آل وهبٍطوال البيضِ والسّودِ
إنّي لأعلَمُ أنِّي لا أفُوتُكُمُ
على مطايا سُليمان بن داودِ
ولو أمنتُكُم أمني يَدي وفمي
لما نَشدتُمْ وفائي غيرَ مَوجودِ
لكمْ على منطقي سلطانُ مُرْتَقبٍ
أضحى يؤيِّدُهُ سلطان مودود
فما وفائي بِمدخولٍ لكم أبداً
لكنَّه كَوفَاءِ العِرقِ لِلعُودِ
سدَّ السَّدَادُ فمي عَمَّا يُريبُكُمُ
لكنْ فمُ الحالِ مني غيرُ مسدودِ
وفي ضميريَ نُصحٌ لستُ أُغْمدُهُ
عنكُمْوما نُصحُ ذي نُصح بمغْمُودِ
حَالي تَصيحُ بما أوليتُ مُعْلنَة ً
وكلُّ ما تدَّعيه غيرُ مَردودِ
وقصَّتي معكمْ نارٌ على علمٍ
لا فطنة ٌ بطَنَتْ في قلب جُلْمُودِ(77/168)
فكيفَ يخفى وأُخفي ما جرى لكُمُ
عليَّ من طول ظلمٍ غير معدودِ
وألسُنُ الناس شتَّى لستُ أملكُها
إذا رأَوا مُحسناً في حال مَصْفودِ
من يْبذُلُ العُذْرَ في مثْلي لمثْلِكُمُ
أو يذخَرُ النُّصحَ عن لهْفَانَ مجهودِ
بلْ من يرى فَضلَ مسكين على مَلكٍ
فلا يقولُ مقالاً غيرَ محمودِ
كم آنفٍ لكُمْ من أن تُرى مِدحي
منقُودة ًوجَدَاك غير منقودِ
كُلِّي هجاءوقتلي لا يَحلُّ لكمْ
فما يُداويكمُ منِّي سوى الجُودِ
ورُبَّ ذَمٍّ أتى من غَيرِ مُجتَرمٍ
ورُبَّ قَذْفٍ جرى من غير مَحدودِ
صَدَقْتُكُمُوجوابُ الصَّدقْ يَلزَمُكُمْ
وما جوابُ أخي صدقٍ بمردودِ
فأحسنوا بي كإحسان الإله بكمْ
مُلِّيتُمُ حظَّ محقوقٍ ومجدودِ
أجدُّوا جدّاً غير منكودٍ لأشكره
أو صرِّحوا لي بيأسٍ غير منكودِ
وبينوا لي أمري إنني معكمْ
في سرمدٍ من ظلام الشكِّ ممدودِ
وما انصرافي عنكم إن حرمتُكُمُ
إلا انصرافُ شَقيٍّ غير مَسعودِ
مُدَفَّعٍ حين يغشى الناسَ مجتنبٍ
مُخَيَّبٍ حين يبغي الخيرَ محدودِ
ومن قبلتُمْ فمقبولٌ لكمْ أبداً
ومنْ أبيتُمْ فبلوٌ غيرُ معهودِ
إنْ كانْ حيّاً أباهُ كلُّ مضطربٍ
أو كان ميتاً أباهُ كلُّ ملحودِ
لكنَّ في اليأس لي عَفواً وعافية
واليأسُ رفدٌ لِعافٍ غير مرفودِ
بل ليس في البأس خيرٌ أو يزيِّنَهُ
في عين طالب خيرٍ مطلُ موعودُ
بل لا أغرُّكَ من خِيمي ولا شيمي
أني لجلدٌ صبورٌ غير مهدودِ
قل ماتشاء فإني منهُ معتصمٌ
بمُدمجٍ من حبال العزِّ ممسودِ
لا والذي قدمتْ عندي صنائعه
لابِتُّ إلاَّ على صبرٍ ومجلودِ
ما أنتَ رزقي ولا عمري وعافيتي
فاجهد بصرمكَإني غيرُ معمودِ
منْ رَدَّني غير مصفودٍ فإنّ له
عندي عفافاً وعزماً غيرَ مصفودِ
في راحة اليأس لي من بُغيتي عوضٌ
وحسبيَ اللَّهُ مَدعَى كلِّ منجودِ
لنْ أرى اليأس نعياً حين يُؤيسُنِي
من سَيب كفِّك بل بشرى بمولودِ
ولستُ أوَّلَ صادٍ صدَّهُ قدرٌ
فّذيد عن ورد صافي الماء مورودِ(77/169)
وقَبلَ برِّك بي ما بَرِّني ملكٌ
لا تملكونَ عليه حَلَّ معقودِ
مازال يضمنُ رزقي منذ أنشأني
بفضله وهو حَيٌّ غير مأمودِ
هذا على أنَّ سُخطي لا يُخلِّفُني
عن مشهدٍ من مآل الخير مشهودِ
وما أحارُ على أنِّي تُحيَّرني
أطباقُ ليل كثيف السُّد مَنضودِ
أشياءُ منك تحرَّاني لتُورطني
والحزم يعدل بي عن كل أخدودِ
مُشِّككاتٌ تعنِّيني وتتعبني
ما زالَ دائيَ منها داءَ مفئودِ
منعٌ ومنحٌ وإصغارٌ وتكرمة ٌ
وشَدُّ عَقد وطوراً نقضُ مشدودِ
فإنَّما أنا في لبسٍ وذبذبة ٍ
وخوف جانٍ بمُرِّ النَّقْم مرصودِ
حتى كأني وما أسلفُت سيِّئة ً
مُطالبٌ تحت حقدٍ منك محقودِ
اقترح تعديلا على القصيدة
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يُعانُ المُستعينُ بِكَ البعيدُ
يُعانُ المُستعينُ بِكَ البعيدُ
رقم القصيدة : 60763
-----------------------------------
يُعانُ المُستعينُ بِكَ البعيدُ
وحَظِّي من معونتك الزَّهيدُ
وما ذنبي إليكَ سوى جوارٍ
قريبٍ مثلما قرُبَ الوريدُ
وَوُدٍّ بين شيخَينَا قديم
على الأيام مَعقدُهُ وَكيدُ
وقُربى نِحلتي أدبٍ ورأيٍ
بأبعدَ منهما قَرُبَ البعيدُ
وأَنِّي لمْ يزل أملي قديماً
عَقيدَكَ ما تقدَّمهُ عقيدُ
سَبَقتُ به إليكَ لدنْ كلانا
وليدٌ أو يُضارعه الوليدُ
وكان القلب يُؤنِسُ منك رُشداً
وليسَ بِكاتِم الرُّشْد الرَّشيدُ
ويشهدُ أن ستسمو للمعالي
فتبلُغَها فما كذب الشَّهيدُ
فمالكَ حَادَ عُرفُ يديك عني
وما للعرف عن مثلي مَحيدُ
ومالي لا أزال لديكَ أُحبَى
حَباءًيُجتَوى منه المزيدُ
دَهَاني من جفائك ما دهاني
ولم يكُ للزَّمان به وَعيدُ
عذرتُكَ لو عرفتكَ خارجيَّاً
طريفَ المجد ليس له تليدُ
فقلتُ رأى قديمي فيه نقْضٌ
فلست أحبُّه ما عادَ عيدُ
فكيفَ ولستَ تَعلمُني عليماً
بنقص في قديمكَ يا سعيدُ
ألست المرءَ والده حَميدٌ
وحسبكَ من سناءٍ لا أزيدُ
ألستَ ابن الذين غنوا قديماً
هُمُ الأحرار والناسُ العبيدُ
أتحسبني زهاك الحظ عندي(77/170)
فَحَشوُ جوانحي حسد شديدُ
وما حسدي وشأنُكَ غيرُ شأني
أيحسدُ صائداً ما لا يصيدُ
وكيف وما وقعتَ أمامَ ظنِّي
وكيف وما حظيتُ كما أُريدُ
لئن أرضاك هذا الحظُّ حظاً
فإني مُستريثٌ مُستزيدُ
ألم تر أن نُعمى اللَّه شنَّتْ
عليك فطالها شخص مديدُ
أفدْ ما شئتَ من جاهٍ ومالٍ
فأنتَ لديَّ تُزهي ما تُفيدُ
أيزهي شخصَ مثلكَ عند مثلي
أبا عثمان سِربالٌ جديدُ
وليس ابنُ المقفَّع في نَقيرٍ
لديكَ إذا عُدِدْتَ ولا يزيدُ
ولا كُلثومٌ المجموعُ فيه
إلى الخُطب الرَّسائلُ والقصيدُ
ولا عبدُ الحميد وإنْ زهاه
تَقَادُمُ عهدهِشَهدَ الحَميدُ
فكيف أراك تقصُرُ عن منالٍ
وأنتَ الفردُ في الناس الوحيدُ
يراك بمثلِ تلكَ العينِ أعْشَى
وحاشا منْ لهُ بصرٌ حديدُ
وبَعدُفقد ترى استغلاقَ أَمري
وطولَ حِرَانِهِ ما يَستَقيد
وعندكَ إن أردتَ النَّفعَ نفعٌ
وعندي ضِعفُهُ شُكرٌ عتيدُ
فهبْ لي محضراً يشفي ويكفي
إذا أبدأتَ فيه لا تعيد
تهزُّ به الأميرَ فليس يُغني
عن الهزِّ السُّرَيجيِّ الرَّديدُ
أترضى أن حُرمتُ وفاز غيري
بآمال لها طلع نضيدُ
وأنت لكلَّ مَكرُمة ٍ عِمادٌ
أجلْ ولكلَّ ذي كرم عَميدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إن أسرقِ الشعراءَ شعرهمُ
إن أسرقِ الشعراءَ شعرهمُ
رقم القصيدة : 60764
-----------------------------------
إن أسرقِ الشعراءَ شعرهمُ
فجزاءُ ماسرقوا من المجدِ
سرقوك مجدَك وهو ومدَّخرٌ
من قبلِ أن تُلقى إلى المهدِ
وكسوهُ قوماً لا يليقُ بهمْ
من ماجد وسطٍ ومنْ وغدِ
فرددتُ حقَّك غيرَ معتذرٍ
منه إلى حُرٍّ ولا عبدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> م يمَّنَ اللَّهُ طلعة المولودص وحبا أَهلَه بطول السعود
م يمَّنَ اللَّهُ طلعة المولودص وحبا أَهلَه بطول السعود
رقم القصيدة : 60765
-----------------------------------
م يمَّنَ اللَّهُ طلعة المولودص وحبا أَهلَه بطول السعود
فهمُ الضَّامنون حين تَوالى
مُنسِياتُ العهودِ حفظَ العهود(77/171)
والألى إن رعوا حلُوبة َ مَجدٍ
لأولي الأمر لم تكن بجدود
فليَقُلْ قائل لذي الصَّدر المَيْ
مون منهمْ في أَمرِهِ والورود
أمتعَ اللَّه ذو المواهب بالموْ
هُوبِ غيرِ المُخسَّسِ المنكُودِ
بَدرُ طلقٍ وشمسُ دَجْنٍ من الأم
لاكِ جاءا بكوكب مسعودِ
وَافدٌ زار مُستماحي وفود
ومرتجى ً منه مُستماحُ وُفُودِ
سَلَّهُ اللَّه للخطوب من الغي
بِ كَسَلِّ المهنَّدِ المغمودِ
فيه عرفٌ وفيه نكر مُعَدّا
نِ لأهل النُّهى وأهل المرودِ
وكمينُ الحريق في العودِ مُخفى ً
وحقينُ الرَّحيقِ في العنقودِ
نَجَلَتْهُ بيضاءُ من مَلِكَاتِ الرُّ
وم تُدعى لقيصرٍ معبودِ
ليلة َ الأربعاء وهو من الأيَّ
امِ يومُ ما شئتَ من محمودِ
مَأنحساً على ثَمودَ وعادٍ
وسعوداً لصالح ولهودِ
فالذي فيه إنْ نَظَرْنَا من الشَّرِّ
لعادٍ بكُفْرها وثمودِ
ولنا خَيرهُ وذرْوة ُ منْجا
هُ لأّنَّا أضْدادُ أهل العُنودِ
وهو يومُ المظّفَّرينَ بني العبْ
اس سَقياً لِظلِّه الممدودِ
يومُ صدقٍبنتْ يدُ اللَّه فيه
مُلكَهُمْ فوق رأسه الموطودِ
وطلوعُ المولود فيه بشيرٌ
بسرورٍ لأَهله مولودِ
عاقدٌ أمرهمْ بأمر بني العبْ
اس عَقْداً من مُحكمات العُقودِ
مُفصِحٌ فأْلُهُ يُخَبِّرُ عنْ أزْ
رٍ بأَزرٍ من شكْله مشدودِ
آلَ وهبٍفوزاً لكم بِسُليما
نَ وكبتاً للحاسد المفْئُودِ
قدْ بدا في فراسة الفارس الطا
لع يُمنٌ دعواهُ ذاتُ شُهُودِ
وكذا أنتم لكُم أَمَراتٌ
يتكلَّمنَ عنكُمُ في المُهُودِ
طلعتْ منهُ غُرَّة ُ كسَنا الفجْ
رِوسيما كالمخلَصِ المنقُودِ
ثُمَّ سمَّاهُ باسمِه سيِّدُ السَّا
داتِ غيرَ المدافع المَجْحُودِ
وقضى اللَّه أنْ يكون سَمِيّاً
وكَنِيّاً لجَدِّه المَجْدُودِ
لسُليمَانَوهوَ في آل وهبٍ
كَسُليمانَ في بني داودِ
وقع أسمٌ من السلامة والسِّلْ
مِ عليه وقُوعَ لا مَقصُودِ
بلْ حَدَتْهُ إليهِ حَاديّة الح
ظِّ حُداء أبنِ قفْرَة ٍ بقَعُودِ
يَا لكَ أبْناً ووالِدَيْنِ وجّدَّيْ(77/172)
نِ يُرَونَ الجبالَ في أخْدُودِ
لحقوا بالكواكب الزَّهرِوالعَيْ
يُوقُ نائي المنالِ منْ هَبُّودِ
خيرُ جُرْثُومة ٍوأنضرُ فَرْعٍ
بينَ هَذي وذاكَ أنْجَبُ عُودِ
ذلكَ العُودُ قاسمٌ كرُمَ العُو
دُ ومرسى العرُوقِ غير الصَّلُودِ
فهو يَهتَزُّ فوق مَنْصبِه المَمْ
هُدِ في ظلِّ فَرعِهِ اليَمئودِ
ولهذا المولود تالٍ من الحُرَّ
ة ِإنَّ الرُّكُوعَ فحوى السُّجودِ
وكأنْ قد أتى الحسينُ بشيراً
باتِّصالِ الفُتُوح بعد السُّدودِ
فاسْتُتمَّتْ يدٌ من اللَّه بيضا
ءُ لبيضاءَ من يديه رَفُودِ
وغدا الصَّقْر ناهجاً بجَناحَيْيمَّنَ اللَّهُ طلعة َ المولود
وحبا أَهلَه بطول السعود
فهمُ الضَّامنون حين تَوالى
مُنسِياتُ العهودِ حفظَ العهود
والألى إن رعوا حلُوبة َ مَجدٍ
لأولي الأمر لم تكن بجدود
فليَقُلْ قائل لذي الصَّدر المَيْ
مون منهمْ في أَمرِهِ والورود
أمتعَ اللَّه ذو المواهب بالموْ
هُوبِ غيرِ المُخسَّسِ المنكُودِ
بَدرُ طلقٍ وشمسُ دَجْنٍ من الأم
لاكِ جاءا بكوكب مسعودِ
وَافدٌ زار مُستماحي وفود
ومرتجى ً منه مُستماحُ وُفُودِ
سَلَّهُ اللَّه للخطوب من الغي
بِ كَسَلِّ المهنَّدِ المغمودِ
فيه عرفٌ وفيه نكر مُعَدّا
نِ لأهل النُّهى وأهل المرودِ
وكمينُ الحريق في العودِ مُخفى ً
وحقينُ الرَّحيقِ في العنقودِ
نَجَلَتْهُ بيضاءُ من مَلِكَاتِ الرُّ
وم تُدعى لقيصرٍ معبودِ
ليلة َ الأربعاء وهو من الأيَّ
امِ يومُ ما شئتَ من محمودِ
مَأنحساً على ثَمودَ وعادٍ
وسعوداً لصالح ولهودِ
فالذي فيه إنْ نَظَرْنَا من الشَّرِّ
لعادٍ بكُفْرها وعودِ
ولنا خَيرهُ وذرْوة ُ منْجا
هُ لأّنَّا أضْدادُ أهل العُنودِ
وهو يومُ المظّفَّرينَ بني العبْ
اس سَقياً لِظلِّه الممدودِ
يومُ صدقٍبنتْ يدُ اللَّه فيه
مُلكَهُمْ فوق رأسه الموطودِ
وطلوعُ المولود فيه بشيرٌ
بسرورٍ لأَهله مولودِ
عاقدٌ أمرهمْ بأمر بني العبْ
اس عَقْداً من مُحكمات العُقودِ(77/173)
مُفصِحٌ فأْلُهُ يُخَبِّرُ عنْ أزْ
رٍ بأَزرٍ من شكْله مشدودِ
آلَ وهبٍفوزاً لكم بِسُليما
نَ وكبتاً للحاسد المفْئُودِ
قدْ بدا في فراسة الفارس الطا
لع يُمنٌ دعواهُ ذاتُ شُهُودِ
وكذا أنتم لكُم أَمَراتٌ
يتكلَّمنَ عنكُمُ في المُهُودِ
طلعتْ منهُ غُرَّة ُ كسَنا الفجْ
رِوسيما كالمخلَصِ المنقُودِ
ثُمَّ سمَّاهُ باسمِه سيِّدُ السَّا
داتِ غيرَ المدافع المَجْحُودِ
وقضى اللَّه أنْ يكون سَمِيّاً
وكَنِيّاً لجَدِّه المَجْدُودِ
لسُليمَانَوهوَ في آل وهبٍ
كَسُليمانَ في بني داودِ
وقع أسمٌ من السلامة والسِّلْ
مِ عليه وقُوعَ لا مَقصُودِ
بلْ حَدَتْهُ إليهِ حَاديّة الح
ظِّ حُداء أبنِ قفْرَة ٍ بقَعُودِ
يَا لكَ أبْناً ووالِدَيْنِ وجّدَّيْ
نِ يُرَونَ الجبالَ في أخْدُودِ
لحقوا بالكواكب الزَّهرِوالعَيْ
يُوقُ نائي المنالِ منْ هَبُّودِ
خيرُ جُرْثُومة ٍوأنضرُ فَرْعٍ
بينَ هَذي وذاكَ أنْجَبُ عُودِ
ذلكَ العُودُ قاسمٌ كرُمَ العُو
دُ ومرسى العرُوقِ غير الصَّلُودِ
فهو يَهتَزُّ فوق مَنْصشِه المَمْ
هُدِ في ظلِّ فَرعِهِ اليَمئودِ
ولهذا المولود تالٍ من الحُرَّ
ة ِإنَّ الرُّكُوعَ فحوى السُّجودِ
وكأنْ قد أتى الحسينُ بشيراً
باتِّصالِ الفُتُوح بعد السُّدودِ
فاسْتُتمَّتْ يدٌ من اللَّه بيضا
ءُ لبيضاءَ من يديه رَفُودِ
وغدا الصَّقْر ناهجاً بجَناحَيْ
ن إلى كلِّ مرقب ذي كُؤودِ
بل غدا السيفُ بين حدّيْهِ عَضْباً
غيرَ ذي نبوة ٍ ولا محدودِ
بل غدا الطَّودُ بين ركنين منهُ
مُشرفاً رُكنُه مُنيفَ الرُّيُودِ
بلْ بدا البدر بين سعدين لا
يُجهلُ عند الذَّكيِّ والمبْلُودِ
لا عَقِمتُمْ يا آلَ وهبٍ فما الدُّنْ
يَا لقومٍ أمثالكم بوَلُودِ
كلُّكُمْ ماجدٌ ولم يُرَ فيكم
ماجدٌ قطُّ ذُو أبٍ ممْجُودِ
أنْصلٌ يُنْتَضَيْنَ من أنضُلٍ بي
ضٍ كأمثَالِهِنَّ لا من غُمُودِ
وبُدورٌ طوالعٌ من بدورٍ
وشُموسٍ لا من دَياجيرَ سودِ
تَنجلي أنجُما وتعلو بدوراً(77/174)
في نظامٍ مُتابَعٍ مَسرُودِ
ماتَ أسلافكمْ فأنْشرتُمُوهمْ
فهمُ في القلوب لا في اللُّحُودِ
لا يَحلُّونَ من خواطر نفسٍ
معَ إحسانهم مَحِلَّة ً مُودِي
لا يقيسنَّ قَائسٌ بكمُ قَو
ماً فليس المعدوم كالموجُودِ
نزل الناسُ بالتَّهَائم كَرْهاً
ونزلْتُمْ برغمهم في النُّجُودِ
كم مذُودٍ بكَيدهُمْ عن حِبا المُلْ
كِ وما مُعْتَفيكُمُ بِمذُودِ
يفخر الجندُ بالمناقبوالأعْ
مالُ أعمالكمْ فَخَارَ عَنودِ
مثلَ ما تفخر اليهودُ بموسى
وهو للمسمين دونَ اليهودِ
وكأيِّنْ لحيلة ٍ ولرأيٍ
مُحصدٍ من مُحيَّنٍ محصودِ
ولقد قلتُ قولَ صدق سيشفي
صدقُه كلَّ مُدنفٍ معْمُودِ
أَرقدَ السَّاهرين أنَّ بني وهْ
بٍ عن النائباتِ غيرُ رُقودِ
واستَهَبَّ الرُّقودُ للشكر فالأمَّ
ة من ذي تَهجُّدٍ أو هُجُودِ
عضُدٌ فَعمَة ٌ لمُعتَضِد بالْ
لَهِ بالنُّصحِ منهمُ مَعضُودِ
حُرستْ دولة ُ الكِرام بني وهْ
ب غياثِ اللَّهيف والمنجُودِ
دولة ٌ عاد نرجسُ الروضِ فيها
من عُيون وَوَردُهُ من خُدُودِ
أصلحت كلَّ فاسدٍ مُتَمادٍ
بجُنودِ الدَّهَاء لا بالجنودِ
فتحتْ للأميرِ فتحاً مُبيناً
كلَّ بابٍ في مُلْكه مسدودِ
أيُّهذا الأميرُألبسك اللَّه
بقاء الموجُود لا المفقودِ
أنت بحرٌوآلُ وهبٍ مُدُودٌ
عُمِّرَ البحرُ مُمتَعاً بالمُدودِ
أبَّدُوا الملكَفهو ملكُ خُلودٍ
لا كعهدِ الكفُورِ مُلكُ بُيُودِ
وجديرٌ بذاكَ ما اسْتُعملَ الرأ
يُ ويُمنُ الجدود ذات الصَّعُودِ
ما بناءٌ بُناتُهُ آلُ وهبٍ
بِوضيع الذُّرا ولا مّهدُودِ
آلُ وهبٍ قوم لَهُم عِفَّة ُ المغْ
مِدِ أظفارَهُ ونفعُ الصَّيُودِ
أرغبَتْهُمْ عن القنا قَصَباتٌ
مغنياتٌ عن كل جيشٍ مقُودِ
لا تراها تَعيثُ عيثَ الذئاب الطُّ
لسِ لكن تصيدُ صيدَ الفُهودِ
حينَ لا تُجتبى وظيفة ُ بيت ال
مال من مُرهقٍ ولا مَضهُودِ
صُحِّحُواوالمصَصَّحُ الآمنُ القل
ب خلافُ المبهرَجِ المزؤُودِ
فلأقلامهمْ صرِيرٌ مَهيبٌ
يُزْدرى عنده زئيرُ الأُسودِ(77/175)
والقراطيسُ خافقاتٌ بأيْدي
هِمْ كمرهُوبِ خافقاتِ البنُودِ
وهمُ راكبو النَّمارِقِ أمضى
من كماة ٍ على خَناذيذَ قُودِ
من أناسٍ قُعُودُهُم كقيام ال
نَّاس لكنَّهُمْ قليلو القُعُودِ
لا الذَّكاءُ استعارُ شَرٍّ ولا الأح
لامُ فيهمْ من فَترة ٍ وخُمودِ
دينُهُمْ أن يُمسَّ لِينٌ بلين
ويُصكَّ الجُلمودُ بالجلمودِ
منهمُ الغيثُ والصَّواعق في النَّا
سِ وفي كلِّ محلة ٍ جارُودِ
فلهم تارة ً عِداتُ بُروقٍ
ولهم تارة ً وعيدُ رُعودِ
ولقد يوعدونَ ثم يَذُوبو
نَ سماحاً إلى أوان الجمودِ
كم وَعيدٍ لهم تبلَّجَ عن صَق
حٍ ومنحٍ تبلُّجَ الموعودِ
ووعيدٍ لهم تكشَّفَ عن بط
شٍ أبى حدُّهُ اعتداءَ الحدودِ
برَّزُوا في العلا ونام رجالٌ
برَّزُوا في الكرى على عَبُّودِ
إن يفوزوا يسبقِ كلِّ مجارٍ
بجدودٍ سعيدة ٍ وجدودِ
فلقد بذَّهمْ أخوهم بشأوٍ
تَحسبُ الريحَ عنده في القيودِ
مِدرهُ المُلكِ أمتعتْ قدماه
بالمقامِ الموطَّأ الممهودِ
مَهرَبُ النفس مطلبُ العنسِ مُلقى
كلِّ رَحلٍ محطُّ كلِّ قتودِ
ذو الأيدي على الجميع اللَّواتي
شَملتْ كلَّ سيِّدٍ ومَسودِ
من أياديهِ قاسمٌ حسبُ منْ عدَّ
بذاك المعدُودِ من مَعدُودِ
أخدمَ المُلكَ مُرهفاً في مضاء الس
يفِ صلْتاً وقَدِّهِ المقدُودِ
غَرضُ العينِ غيرُ مُنصرفٍ عن
هُ إلى غيره ولا مَصدُودِ
وطَرُ النَّفسِ غير مُبتَرَكٍ في
هِ بذَمٍّ له ولا مَزهُودِ
فاصطفاه أميرُهُ وجرى منْ
هُ وفاقاً مجرى الزَّلال البَرُودِ
وحبانا به غياثا فأحْيى
بِرُفُودٍ موصولة ٍ برفودِ
سائلي عن أبي الحسين بدا الصُّب
ح فأغنى عن جذوة ٍ في وقودِ
نورُ عينٍ سرور نفسٍ وقانا
ربُّنا فقده ولو بفقودِ
صُفِّيتْ نفسه وظرفٌ وعاها
فهو صافٍ كالسَّلسلٍ المورودِ
وألذُّ الشَّراب ماكان منه
صافي العين صافي النَّاجودِ
لا ترى القاسم المؤمَّل إلا
باكر الرَّفد شاكرَ المرفودِ
منشدَ المدحِ تحت أفياء عُرفٍ
ناشد طالبيه لا منشودِ(77/176)
مستمدَّاً من فعله كلُّ قولٍ
قيل فيه فما له من نُفُودِ
ومن السيف ماؤُهُ ومن الطَّاه يَمَّنَ اللَّهُ طلعة َ المولود
وحبا أَهلَه بطول السعود
فهمُ الضَّامنون حين تَوالى
مُنسِياتُ العهودِ حفظَ العهود
والألى إن رعوا حلُوبة َ مَجدٍ
لأولي الأمر لم تكن بجدود
فليَقُلْ قائل لذي الصَّدر المَيْ
مون منهمْ في أَمرِهِ والورود
أمتعَ اللَّه ذو المواهب بالموْ
هُوبِ غيرِ المُخسَّسِ المنكُودِ
بَدرُ طلقٍ وشمسُ دَجْنٍ من الأم
لاكِ جاءا بكوكب مسعودِ
وَافدٌ زار مُستماحي وفود
ومرتجى ً منه مُستماحُ وُفُودِ
سَلَّهُ اللَّه للخطوب من الغي
بِ كَسَلِّ المهنَّدِ المغمودِ
فيه عرفٌ وفيه نكر مُعَدّا
نِ لأهل النُّهى وأهل المرودِ
وكمينُ الحريق في العودِ مُخفى ً
وحقينُ الرَّحيقِ في العنقودِ
نَجَلَتْهُ بيضاءُ من مَلِكَاتِ الرُّ
وم تُدعى لقيصرٍ معبودِ
ليلة َ الأربعاء وهو من الأيَّ
امِ يومُ ما شئتَ من محمودِ
مَأنحساً على ثَمودَ وعادٍ
وسعوداً لصالح ولهودِ
فالذي فيه إنْ نَظَرْنَا من الشَّرِّ
لعادٍ بكُفْرها وعودِ
ولنا خَيرهُ وذرْوة ُ منْجا
هُ لأّنَّا أضْدادُ أهل العُنودِ
وهو يومُ المظّفَّرينَ بني العبْ
اس سَقياً لِظلِّه الممدودِ
يومُ صدقٍبنتْ يدُ اللَّه فيه
مُلكَهُمْ فوق رأسه الموطودِ
وطلوعُ المولود فيه بشيرٌ
بسرورٍ لأَهله مولودِ
عاقدٌ أمرهمْ بأمر بني العبْ
اس عَقْداً من مُحكمات العُقودِ
مُفصِحٌ فأْلُهُ يُخَبِّرُ عنْ أزْ
رٍ بأَزرٍ من شكْله مشدودِ
آلَ وهبٍفوزاً لكم بِسُليما
نَ وكبتاً للحاسد المفْئُودِ
قدْ بدا في فراسة الفارس الطا
لع يُمنٌ دعواهُ ذاتُ شُهُودِ
وكذا أنتم لكُم أَمَراتٌ
يتكلَّمنَ عنكُمُ في المُهُودِ
طلعتْ منهُ غُرَّة ُ كسَنا الفجْ
رِوسيما كالمخلَصِ المنقُودِ
ثُمَّ سمَّاهُ باسمِه سيِّدُ السَّا
داتِ غيرَ المدافع المَجْحُودِ
وقضى اللَّه أنْ يكون سَمِيّاً
وكَنِيّاً لجَدِّه المَجْدُودِ
لسُليمَانَوهوَ في آل وهبٍ(77/177)
كَسُليمانَ في بني داودِ
وقع أسمٌ من السلامة والسِّلْ
مِ عليه وقُوعَ لا مَقصُودِ
بلْ حَدَتْهُ إليهِ حَاديّة الح
ظِّ حُداء أبنِ قفْرَة ٍ بقَعُودِ
يَا لكَ أبْناً ووالِدَيْنِ وجّدَّيْ
نِ يُرَونَ الجبالَ في أخْدُودِ
لحقوا بالكواكب الزَّهرِوالعَيْ
يُوقُ نائي المنالِ منْ هَبُّودِ
خيرُ جُرْثُومة ٍوأنضرُ فَرْعٍ
بينَ هَذي وذاكَ أنْجَبُ عُودِ
ذلكَ العُودُ قاسمٌ كرُمَ العُو
دُ ومرسى العرُوقِ غير الصَّلُودِ
فهو يَهتَزُّ فوق مَنْصشِه المَمْ
هُدِ في ظلِّ فَرعِهِ اليَمئودِ
ولهذا المولود تالٍ من الحُرَّ
ة ِإنَّ الرُّكُوعَ فحوى السُّجودِ
وكأنْ قد أتى الحسينُ بشيراً
باتِّصالِ الفُتُوح بعد السُّدودِ
فاسْتُتمَّتْ يدٌ من اللَّه بيضا
ءُ لبيضاءَ من يديه رَفُودِ
وغدا الصَّقْر ناهجاً بجَناحَيْ
ن إلى كلِّ مرقب ذي كُؤودِ
بل غدا السيفُ بين حدّيْهِ عَضْباً
غيرَ ذي نبوة ٍ ولا محدودِ
بل غدا الطَّودُ بين ركنين منهُ
مُشرفاً رُكنُه مُنيفَ الرُّيُودِ
بلْ بدا البدر بين سعدين لا
يُجهلُ عند الذَّكيِّ والمبْلُودِ
لا عَقِمتُمْ يا آلَ وهبٍ فما الدُّنْ
يَا لقومٍ أمثالكم بوَلُودِ
كلُّكُمْ ماجدٌ ولم يُرَ فيكم
ماجدٌ قطُّ ذُو أبٍ ممْجُودِ
أنْصلٌ يُنْتَضَيْنَ من أنضُلٍ بي
ضٍ كأمثَالِهِنَّ لا من غُمُودِ
وبُدورٌ طوالعٌ من بدورٍ
وشُموسٍ لا من دَياجيرَ سودِ
تَنجلي أنجُما وتعلو بدوراً
في نظامٍ مُتابَعٍ مَسرُودِ
ماتَ أسلافكمْ فأنْشرتُمُوهمْ
فهمُ في القلوب لا في اللُّحُودِ
لا يَحلُّونَ من خواطر نفسٍ
معَ إحسانهم مَحِلَّة ً مُودِي
لا يقيسنَّ قَائسٌ بكمُ قَو
ماً فليس المعدوم كالموجُودِ
نزل الناسُ بالتَّهَائم كَرْهاً
ونزلْتُمْ برغمهم في النُّجُودِ
كم مذُودٍ بكَيدهُمْ عن حِبا المُلْ
كِ وما مُعْتَفيكُمُ بِمذُودِ
يفخر الجندُ بالمناقبوالأعْ
مالُ أعمالكمْ فَخَارَ عَنودِ
مثلَ ما تفخر اليهودُ بموسى
وهو للمسمين دونَ اليهودِ(77/178)
وكأيِّنْ لحيلة ٍ ولرأيٍ
مُحصدٍ من مُحيَّنٍ محصودِ
ولقد قلتُ قولَ صدق سيشفي
صدقُه كلَّ مُدنفٍ معْمُودِ
أَرقدَ السَّاهرين أنَّ بني وهْ
بٍ عن النائباتِ غيرُ رُقودِ
واستَهَبَّ الرُّقودُ للشكر فالأمَّ
ة من ذي تَهجُّدٍ أو هُجُودِ
عضُدٌ فَعمَة ٌ لمُعتَضِد بالْ
لَهِ بالنُّصحِ منهمُ مَعضُودِ
حُرستْ دولة ُ الكِرام بني وهْ
ب غياثِ اللَّهيف والمنجُودِ
دولة ٌ عاد نرجسُ الروضِ فيها
من عُيون وَوَردُهُ من خُدُودِ
أصلحت كلَّ فاسدٍ مُتَمادٍ
بجُنودِ الدَّهَاء لا بالجنودِ
فتحتْ للأميرِ فتحاً مُبيناً
كلَّ بابٍ في مُلْكه مسدودِ
أيُّهذا الأميرُألبسك اللَّه
بقاء الموجُود لا المفقودِ
أنت بحرٌوآلُ وهبٍ مُدُودٌ
عُمِّرَ البحرُ مُمتَعاً بالمُدودِ
أبَّدُوا الملكَفهو ملكُ خُلودٍ
لا كعهدِ الكفُورِ مُلكُ بُيُودِ
وجديرٌ بذاكَ ما اسْتُعملَ الرأ
يُ ويُمنُ الجدود ذات الصَّعُودِ
ما بناءٌ بُناتُهُ آلُ وهبٍ
بِوضيع الذُّرا ولا مّهدُودِ
آلُ وهبٍ قوم لَهُم عِفَّة ُ المغْ
مِدِ أظفارَهُ ونفعُ الصَّيُودِ
أرغبَتْهُمْ عن القنا قَصَباتٌ
مغنياتٌ عن كل جيشٍ مقُودِ
لا تراها تَعيثُ عيثَ الذئاب الطُّ
لسِ لكن تصيدُ صيدَ الفُهودِ
حينَ لا تُجتبى وظيفة ُ بيت ال
مال من مُرهقٍ ولا مَضهُودِ
صُحِّحُواوالمصَصَّحُ الآمنُ القل
ب خلافُ المبهرَجِ المزؤُودِ
فلأقلامهمْ صرِيرٌ مَهيبٌ
يُزْدرى عنده زئيرُ الأُسودِ
والقراطيسُ خافقاتٌ بأيْدي
هِمْ كمرهُوبِ خافقاتِ البنُودِ
وهمُ راكبو النَّمارِقِ أمضى
من كماة ٍ على خَناذيذَ قُودِ
من أناسٍ قُعُودُهُم كقيام ال
نَّاس لكنَّهُمْ قليلو القُعُودِ
لا الذَّكاءُ استعارُ شَرٍّ ولا الأح
لامُ فيهمْ من فَترة ٍ وخُمودِ
دينُهُمْ أن يُمسَّ لِينٌ بلين
ويُصكَّ الجُلمودُ بالجلمودِ
منهمُ الغيثُ والصَّواعق في النَّا
سِ وفي كلِّ محلة ٍ جارُودِ
فلهم تارة ً عِداتُ بُروقٍ
ولهم تارة ً وعيدُ رُعودِ
ولقد يوعدونَ ثم يَذُوبو(77/179)
نَ سماحاً إلى أوان الجمودِ
كم وَعيدٍ لهم تبلَّجَ عن صَق
حٍ ومنحٍ تبلُّجَ الموعودِ
ووعيدٍ لهم تكشَّفَ عن بط
شٍ أبى حدُّهُ اعتداءَ الحدودِ
برَّزُوا في العلا ونام رجالٌ
برَّزُوا في الكرى على عَبُّودِ
إن يفوزوا يسبقِ كلِّ مجارٍ
بجدودٍ سعيدة ٍ وجدودِ
فلقد بذَّهمْ أخوهم بشأوٍ
تَحسبُ الريحَ عنده في القيودِ
مِدرهُ المُلكِ أمتعتْ قدماه
بالمقامِ الموطَّأ الممهودِ
مَهرَبُ النفس مطلبُ العنسِ مُلقى
كلِّ رَحلٍ محطُّ كلِّ قتودِ
ذو الأيدي على الجميع اللَّواتي
شَملتْ كلَّ سيِّدٍ ومَسودِ
من أياديهِ قاسمٌ حسبُ منْ عدَّ
بذاك المعدُودِ من مَعدُودِ
أخدمَ المُلكَ مُرهفاً في مضاء الس
يفِ صلْتاً وقَدِّهِ المقدُودِ
غَرضُ العينِ غيرُ مُنصرفٍ عن
هُ إلى غيره ولا مَصدُودِ
وطَرُ النَّفسِ غير مُبتَرَكٍ في
هِ بذَمٍّ له ولا مَزهُودِ
فاصطفاه أميرُهُ وجرى منْ
هُ وفاقاً مجرى الزَّلال البَرُودِ
وحبانا به غياثا فأحْيى
بِرُفُودٍ موصولة ٍ برفودِ
سائلي عن أبي الحسين بدا الصُّب
ح فأغنى عن جذوة ٍ في وقودِ
نورُ عينٍ سرور نفسٍ وقانا
ربُّنا فقده ولو بفقودِ
صُفِّيتْ نفسه وظرفٌ وعاها
فهو صافٍ كالسَّلسلٍ المورودِ
وألذُّ الشَّراب ماكان منه
صافي العين صافي النَّاجودِ
لا ترى القاسم المؤمَّل إلا
باكر الرَّفد شاكرَ المرفودِ
منشدَ المدحِ تحت أفياء عُرفٍ
ناشد طالبيه لا منشودِ
مستمدَّاً من فعله كلُّ قولٍ
قيل فيه فما له من نُفُودِ
ومن السيف ماؤُهُ ومن الطَّا
ووس ذي الوشي وشيُ تلك البرودِ
سَيِّدٌ بِرُّه كمحتوم أمر ال
له يأتيك غيرَ ما مَردودِ
تحسبُ العينُ بشرهُ في نداه
لَمعَ بَرقٍ في عارضٍ منضودِ
ليس ينفكُّ داعياً لحقوقٍ
تعتريهِ وناسياً لحقود
كم رأينا لجود كفَّيهِ مصفُو
داً طليقاً من حِليَة ِ المصفودِ
ما غليلٌ لم يسقِهِ بمساعي
ه وجدوى يديهِ بالمبرودِ
صرفتني عن ماله بدأة المسُ
رِف صَرْفَ الكريم لا المْطرود(77/180)
أجزَل البدء لي فأغنى عن العَو
دِ فما بي إلا اختلالُ الورودِ
فقرُ عيني إلى محاسن ذاك ال
وجهِ فقرٌ لا ينطوي في الجحودِ
وابتهاجي به ابتهاجيبالضَّو
ء وروح النسيم بعد الرُّكودِ
وحنيني إلى مجالسه الزُّه
رِ حنيني إلى الصِّبا المعهودِ
واغتباطي به اغتباطيَ بالبرْ
ءِ وعطف الحبيب بعد الصُّدودِ
غير آتٍ وإن غَنيتُمجوداً
منه بالمعجزات شكوى المجودِ
غَتَّني سيبه فجاء مجيءَ القط
رِ والسَّيلمقبلاً من صعودِ
لست أشكوه غير أنَّ لُهاهُ
كَلَّفتني إحصاء رمل زرودِ
واستكدَّتْ حسيرَ شكري
فشكري يستغيثُ استغاثَة َ المجهودِ
حاشا لله ليس منِّي شيءٌ
في ذاره العفيَّ بالمكدودِ
أنا من قاسم أروحُ وأغدو
بمراد من الرَّجاء مرودِ
في نسيم من السعادة مطلُو
لٍ كأنفاس ذات عِطرينِ رُودِ
عَزبتْ عنه سيِّئاتي وإحسا
نِي منه بمنظرٍ مرصودِ
ردَّ كالبكرة ِ المطيرة ِ دهراً
كان لي كالظَّهيرة الصَّيخودِ
فكأني لديه من جَنَّة ِ الفردو
سِ في ظلِّ سدرِها المخضودِ
ولهُ بعدَ نِعمة الرَّفدِ نُعمى
فوقَ نُعمى الرُّقاد بعد السُّهودِ
رَاضَني ظرفُهُ ويقَّظَ مني
عِلمُهُ فادَّكرتُ بعد سُمُودِ
وَغَدَتْ شِيمَتي أرقَّ من الكأ
سِ وكانت أجفى من الرَّاقودِ
غَيرُ نُكرٍ حلولُهُ من عُيُون
وقلوب محلَّة المودودِ
هل ترى مثل وجهه في وجوه الن
ناس حُسناً أو قدِّهِ في القدودِ
أو ترى مثل فضلهِ في صنوف ال
فضلِ مُذ حازَ حالة الملدودِ
أكبرَ الحسنُ قاسماً إذ رآه
بَدره فوق غُصنِه الأملودِ
وغَدَا المجدُ عبده إذ رآه
نَشَرتهُ يداه من مَلحودِ
يا أبا الحُسْنَيْينفوزة ُ عِلمٍ
لك نُقِّلتَها وسبقة ُ جودِ
زادك الله فوق صالحِ ما أع
طاكَ شُكراً وغبطة ً في خُلودِ نم يمَّنَ اللَّهُ طلعة َ المولود
وحبا أَهلَه بطول السعود
فهمُ الضَّامنون حين تَوالى
مُنسِياتُ العهودِ حفظَ العهود
والألى إن رعوا حلُوبة َ مَجدٍ
لأولي الأمر لم تكن بجدود
فليَقُلْ قائل لذي الصَّدر المَيْ(77/181)
مون منهمْ في أَمرِهِ والورود
أمتعَ اللَّه ذو المواهب بالموْ
هُوبِ غيرِ المُخسَّسِ المنكُودِ
بَدرُ طلقٍ وشمسُ دَجْنٍ من الأم
لاكِ جاءا بكوكب مسعودِ
وَافدٌ زار مُستماحي وفود
ومرتجى ً منه مُستماحُ وُفُودِ
سَلَّهُ اللَّه للخطوب من الغي
بِ كَسَلِّ المهنَّدِ المغمودِ
فيه عرفٌ وفيه نكر مُعَدّا
نِ لأهل النُّهى وأهل المرودِ
وكمينُ الحريق في العودِ مُخفى ً
وحقينُ الرَّحيقِ في العنقودِ
نَجَلَتْهُ بيضاءُ من مَلِكَاتِ الرُّ
وم تُدعى لقيصرٍ معبودِ
ليلة َ الأربعاء وهو من الأيَّ
امِ يومُ ما شئتَ من محمودِ
مَأنحساً على ثَمودَ وعادٍ
وسعوداً لصالح ولهودِ
فالذي فيه إنْ نَظَرْنَا من الشَّرِّ
لعادٍ بكُفْرها وعودِ
ولنا خَيرهُ وذرْوة ُ منْجا
هُ لأّنَّا أضْدادُ أهل العُنودِ
وهو يومُ المظّفَّرينَ بني العبْ
اس سَقياً لِظلِّه الممدودِ
يومُ صدقٍبنتْ يدُ اللَّه فيه
مُلكَهُمْ فوق رأسه الموطودِ
وطلوعُ المولود فيه بشيرٌ
بسرورٍ لأَهله مولودِ
عاقدٌ أمرهمْ بأمر بني العبْ
اس عَقْداً من مُحكمات العُقودِ
مُفصِحٌ فأْلُهُ يُخَبِّرُ عنْ أزْ
رٍ بأَزرٍ من شكْله مشدودِ
آلَ وهبٍفوزاً لكم بِسُليما
نَ وكبتاً للحاسد المفْئُودِ
قدْ بدا في فراسة الفارس الطا
لع يُمنٌ دعواهُ ذاتُ شُهُودِ
وكذا أنتم لكُم أَمَراتٌ
يتكلَّمنَ عنكُمُ في المُهُودِ
طلعتْ منهُ غُرَّة ُ كسَنا الفجْ
رِوسيما كالمخلَصِ المنقُودِ
ثُمَّ سمَّاهُ باسمِه سيِّدُ السَّا
داتِ غيرَ المدافع المَجْحُودِ
وقضى اللَّه أنْ يكون سَمِيّاً
وكَنِيّاً لجَدِّه المَجْدُودِ
لسُليمَانَوهوَ في آل وهبٍ
كَسُليمانَ في بني داودِ
وقع أسمٌ من السلامة والسِّلْ
مِ عليه وقُوعَ لا مَقصُودِ
بلْ حَدَتْهُ إليهِ حَاديّة الح
ظِّ حُداء أبنِ قفْرَة ٍ بقَعُودِ
يَا لكَ أبْناً ووالِدَيْنِ وجّدَّيْ
نِ يُرَونَ الجبالَ في أخْدُودِ
لحقوا بالكواكب الزَّهرِوالعَيْ
يُوقُ نائي المنالِ منْ هَبُّودِ(77/182)
خيرُ جُرْثُومة ٍوأنضرُ فَرْعٍ
بينَ هَذي وذاكَ أنْجَبُ عُودِ
ذلكَ العُودُ قاسمٌ كرُمَ العُو
دُ ومرسى العرُوقِ غير الصَّلُودِ
فهو يَهتَزُّ فوق مَنْصشِه المَمْ
هُدِ في ظلِّ فَرعِهِ اليَمئودِ
ولهذا المولود تالٍ من الحُرَّ
ة ِإنَّ الرُّكُوعَ فحوى السُّجودِ
وكأنْ قد أتى الحسينُ بشيراً
باتِّصالِ الفُتُوح بعد السُّدودِ
فاسْتُتمَّتْ يدٌ من اللَّه بيضا
ءُ لبيضاءَ من يديه رَفُودِ
وغدا الصَّقْر ناهجاً بجَناحَيْ
ن إلى كلِّ مرقب ذي كُؤودِ
بل غدا السيفُ بين حدّيْهِ عَضْباً
غيرَ ذي نبوة ٍ ولا محدودِ
بل غدا الطَّودُ بين ركنين منهُ
مُشرفاً رُكنُه مُنيفَ الرُّيُودِ
بلْ بدا البدر بين سعدين لا
يُجهلُ عند الذَّكيِّ والمبْلُودِ
لا عَقِمتُمْ يا آلَ وهبٍ فما الدُّنْ
يَا لقومٍ أمثالكم بوَلُودِ
كلُّكُمْ ماجدٌ ولم يُرَ فيكم
ماجدٌ قطُّ ذُو أبٍ ممْجُودِ
أنْصلٌ يُنْتَضَيْنَ من أنضُلٍ بي
ضٍ كأمثَالِهِنَّ لا من غُمُودِ
وبُدورٌ طوالعٌ من بدورٍ
وشُموسٍ لا من دَياجيرَ سودِ
تَنجلي أنجُما وتعلو بدوراً
في نظامٍ مُتابَعٍ مَسرُودِ
ماتَ أسلافكمْ فأنْشرتُمُوهمْ
فهمُ في القلوب لا في اللُّحُودِ
لا يَحلُّونَ من خواطر نفسٍ
معَ إحسانهم مَحِلَّة ً مُودِي
لا يقيسنَّ قَائسٌ بكمُ قَو
ماً فليس المعدوم كالموجُودِ
نزل الناسُ بالتَّهَائم كَرْهاً
ونزلْتُمْ برغمهم في النُّجُودِ
كم مذُودٍ بكَيدهُمْ عن حِبا المُلْ
كِ وما مُعْتَفيكُمُ بِمذُودِ
يفخر الجندُ بالمناقبوالأعْ
مالُ أعمالكمْ فَخَارَ عَنودِ
مثلَ ما تفخر اليهودُ بموسى
وهو للمسمين دونَ اليهودِ
وكأيِّنْ لحيلة ٍ ولرأيٍ
مُحصدٍ من مُحيَّنٍ محصودِ
ولقد قلتُ قولَ صدق سيشفي
صدقُه كلَّ مُدنفٍ معْمُودِ
أَرقدَ السَّاهرين أنَّ بني وهْ
بٍ عن النائباتِ غيرُ رُقودِ
واستَهَبَّ الرُّقودُ للشكر فالأمَّ
ة من ذي تَهجُّدٍ أو هُجُودِ
عضُدٌ فَعمَة ٌ لمُعتَضِد بالْ
لَهِ بالنُّصحِ منهمُ مَعضُودِ(77/183)
حُرستْ دولة ُ الكِرام بني وهْ
ب غياثِ اللَّهيف والمنجُودِ
دولة ٌ عاد نرجسُ الروضِ فيها
من عُيون وَوَردُهُ من خُدُودِ
أصلحت كلَّ فاسدٍ مُتَمادٍ
بجُنودِ الدَّهَاء لا بالجنودِ
فتحتْ للأميرِ فتحاً مُبيناً
كلَّ بابٍ في مُلْكه مسدودِ
أيُّهذا الأميرُألبسك اللَّه
بقاء الموجُود لا المفقودِ
أنت بحرٌوآلُ وهبٍ مُدُودٌ
عُمِّرَ البحرُ مُمتَعاً بالمُدودِ
أبَّدُوا الملكَفهو ملكُ خُلودٍ
لا كعهدِ الكفُورِ مُلكُ بُيُودِ
وجديرٌ بذاكَ ما اسْتُعملَ الرأ
يُ ويُمنُ الجدود ذات الصَّعُودِ
ما بناءٌ بُناتُهُ آلُ وهبٍ
بِوضيع الذُّرا ولا مّهدُودِ
آلُ وهبٍ قوم لَهُم عِفَّة ُ المغْ
مِدِ أظفارَهُ ونفعُ الصَّيُودِ
أرغبَتْهُمْ عن القنا قَصَباتٌ
مغنياتٌ عن كل جيشٍ مقُودِ
لا تراها تَعيثُ عيثَ الذئاب الطُّ
لسِ لكن تصيدُ صيدَ الفُهودِ
حينَ لا تُجتبى وظيفة ُ بيت ال
مال من مُرهقٍ ولا مَضهُودِ
صُحِّحُواوالمصَصَّحُ الآمنُ القل
ب خلافُ المبهرَجِ المزؤُودِ
فلأقلامهمْ صرِيرٌ مَهيبٌ
يُزْدرى عنده زئيرُ الأُسودِ
والقراطيسُ خافقاتٌ بأيْدي
هِمْ كمرهُوبِ خافقاتِ البنُودِ
وهمُ راكبو النَّمارِقِ أمضى
من كماة ٍ على خَناذيذَ قُودِ
من أناسٍ قُعُودُهُم كقيام ال
نَّاس لكنَّهُمْ قليلو القُعُودِ
لا الذَّكاءُ استعارُ شَرٍّ ولا الأح
لامُ فيهمْ من فَترة ٍ وخُمودِ
دينُهُمْ أن يُمسَّ لِينٌ بلين
ويُصكَّ الجُلمودُ بالجلمودِ
منهمُ الغيثُ والصَّواعق في النَّا
سِ وفي كلِّ محلة ٍ جارُودِ
فلهم تارة ً عِداتُ بُروقٍ
ولهم تارة ً وعيدُ رُعودِ
ولقد يوعدونَ ثم يَذُوبو
نَ سماحاً إلى أوان الجمودِ
كم وَعيدٍ لهم تبلَّجَ عن صَق
حٍ ومنحٍ تبلُّجَ الموعودِ
ووعيدٍ لهم تكشَّفَ عن بط
شٍ أبى حدُّهُ اعتداءَ الحدودِ
برَّزُوا في العلا ونام رجالٌ
برَّزُوا في الكرى على عَبُّودِ
إن يفوزوا يسبقِ كلِّ مجارٍ
بجدودٍ سعيدة ٍ وجدودِ
فلقد بذَّهمْ أخوهم بشأوٍ(77/184)
تَحسبُ الريحَ عنده في القيودِ
مِدرهُ المُلكِ أمتعتْ قدماه
بالمقامِ الموطَّأ الممهودِ
مَهرَبُ النفس مطلبُ العنسِ مُلقى
كلِّ رَحلٍ محطُّ كلِّ قتودِ
ذو الأيدي على الجميع اللَّواتي
شَملتْ كلَّ سيِّدٍ ومَسودِ
من أياديهِ قاسمٌ حسبُ منْ عدَّ
بذاك المعدُودِ من مَعدُودِ
أخدمَ المُلكَ مُرهفاً في مضاء الس
يفِ صلْتاً وقَدِّهِ المقدُودِ
غَرضُ العينِ غيرُ مُنصرفٍ عن
هُ إلى غيره ولا مَصدُودِ
وطَرُ النَّفسِ غير مُبتَرَكٍ في
هِ بذَمٍّ له ولا مَزهُودِ
فاصطفاه أميرُهُ وجرى منْ
هُ وفاقاً مجرى الزَّلال البَرُودِ
وحبانا به غياثا فأحْيى
بِرُفُودٍ موصولة ٍ برفودِ
سائلي عن أبي الحسين بدا الصُّب
ح فأغنى عن جذوة ٍ في وقودِ
نورُ عينٍ سرور نفسٍ وقانا
ربُّنا فقده ولو بفقودِ
صُفِّيتْ نفسه وظرفٌ وعاها
فهو صافٍ كالسَّلسلٍ المورودِ
وألذُّ الشَّراب ماكان منه
صافي العين صافي النَّاجودِ
لا ترى القاسم المؤمَّل إلا
باكر الرَّفد شاكرَ المرفودِ
منشدَ المدحِ تحت أفياء عُرفٍ
ناشد طالبيه لا منشودِ
مستمدَّاً من فعله كلُّ قولٍ
قيل فيه فما له من نُفُودِ
ومن السيف ماؤُهُ ومن الطَّا
ووس ذي الوشي وشيُ تلك البرودِ
سَيِّدٌ بِرُّه كمحتوم أمر ال
له يأتيك غيرَ ما مَردودِ
تحسبُ العينُ بشرهُ في نداه
لَمعَ بَرقٍ في عارضٍ منضودِ
ليس ينفكُّ داعياً لحقوقٍ
تعتريهِ وناسياً لحقود
كم رأينا لجود كفَّيهِ مصفُو
داً طليقاً من حِليَة ِ المصفودِ
ما غليلٌ لم يسقِهِ بمساعي
ه وجدوى يديهِ بالمبرودِ
صرفتني عن ماله بدأة المسُ
رِف صَرْفَ الكريم لا المْطرود
أجزَل البدء لي فأغنى عن العَو
دِ فما بي إلا اختلالُ الورودِ
فقرُ عيني إلى محاسن ذاك ال
وجهِ فقرٌ لا ينطوي في الجحودِ
وابتهاجي به ابتهاجيبالضَّو
ء وروح النسيم بعد الرُّكودِ
وحنيني إلى مجالسه الزُّه
رِ حنيني إلى الصِّبا المعهودِ
واغتباطي به اغتباطيَ بالبرْ
ءِ وعطف الحبيب بعد الصُّدودِ(77/185)
غير آتٍ وإن غَنيتُمجوداً
منه بالمعجزات شكوى المجودِ
غَتَّني سيبه فجاء مجيءَ القط
رِ والسَّيلمقبلاً من صعودِ
لست أشكوه غير أنَّ لُهاهُ
كَلَّفتني إحصاء رمل زرودِ
واستكدَّتْ حسيرَ شكري
فشكري يستغيثُ استغاثَة َ المجهودِ
حاشا لله ليس منِّي شيءٌ
في ذاره العفيَّ بالمكدودِ
أنا من قاسم أروحُ وأغدو
بمراد من الرَّجاء مرودِ
في نسيم من السعادة مطلُو
لٍ كأنفاس ذات عِطرينِ رُودِ
عَزبتْ عنه سيِّئاتي وإحسا
نِي منه بمنظرٍ مرصودِ
ردَّ كالبكرة ِ المطيرة ِ دهراً
كان لي كالظَّهيرة الصَّيخودِ
فكأني لديه من جَنَّة ِ الفردو
سِ في ظلِّ سدرِها المخضودِ
ولهُ بعدَ نِعمة الرَّفدِ نُعمى
فوقَ نُعمى الرُّقاد بعد السُّهودِ
رَاضَني ظرفُهُ ويقَّظَ مني
عِلمُهُ فادَّكرتُ بعد سُمُودِ
وَغَدَتْ شِيمَتي أرقَّ من الكأ
سِ وكانت أجفى من الرَّاقودِ
غَيرُ نُكرٍ حلولُهُ من عُيُون
وقلوب محلَّة المودودِ
هل ترى مثل وجهه في وجوه الن
ناس حُسناً أو قدِّهِ في القدودِ
أو ترى مثل فضلهِ في صنوف ال
فضلِ مُذ حازَ حالة الملدودِ
أكبرَ الحسنُ قاسماً إذ رآه
بَدره فوق غُصنِه الأملودِ
وغَدَا المجدُ عبده إذ رآه
نَشَرتهُ يداه من مَلحودِ
يا أبا الحُسْنَيْينفوزة ُ عِلمٍ
لك نُقِّلتَها وسبقة ُ جودِ
زادك الله فوق صالحِ ما أع
طاكَ شُكراً وغبطة ً في خُلودِ
ه وأراك ابنك السعيد كثيراً
ببنيهِ في المحفلِ المشهودِ
في حياة ٍ من الوزير الذي أض
حَى به المُلكُ مُستقِلَّ العمودِ
والذي استدرك السياسة َ بالحز
مِ وأحيا التدبير بعد الهمودِ
مسَدَت حبلنا يداه جزى الخيْ
رُ يديهِ عن حبلنا الممسودِ
لا كمن كان عِلمه واقلب ال
عِلمَ يُريهِ الذَّبيحَ كالمفصودِ
وتراهُ من الفروسة ِ يعلو
خيلهُ بالسُّروج قبل اللُّبُودِ
فهنيئاً وزيرنا لرعايا
أمرعتْ بعد قاعها المجرودِ
وهنيئاً لكَ العطاء وما أر
دفَ من رَغْمِ شانىء ٍ وحسودِ
يا مُعيري ثوبَ الحياة بَل الكا(77/186)
سي بالطَّوْل حُلَّة المحسودِ
بك صار السَّنيّ حظِّي وقدماً
كان حظِّي كأكلة المعمودِ
بك صار المزور رَحلي وقد كا
نَ بحال المريض غيرِ المعُودِ
ويَميناً بكلِّ شأوٍ بَطينٍ
من مساعيكَ لي وشوطٍ طَرُودِ
لقد اخترتَ ذا وفاءٍ ألوفاً
يُضحِكُ الدَّهرَ عن ثَنَاء شَرودِ
لم يكن بالكنودِ فيما نثا عن
كَ ولا كنتَ في الجدا بكنودِ
ولَعمريلأُمجدنَّكَ من مد
حٍ بأسمائك العُلى معقودِ
لك بحرٌ يمُدُّ بحري فيجري
غيرَ ما منزف ولا مَثمودِ
هَاكَها كاعباً تخوَّنَها الإع
جالُ تكميلَ حُسنِها بالنُّهودِ
لمْ يضرْها أن لم يقلها النَّواس
يّ ولا شيخُ بُحتر بن عَتودِ
وشهودي بما نَحَلتُكَ شَتَّى
من حَسودٍ ومن ودودٍ حَشودِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بكاؤكُما يشفي وإن كان لا يجدي
بكاؤكُما يشفي وإن كان لا يجدي
رقم القصيدة : 60766
-----------------------------------
بكاؤكُما يشفي وإن كان لا يجدي
فجودا فقد أودى نظيركمُا عندي
بُنَيَّ الذي أهدتهُ كفَّاي للثَّرَى
فيا عزَّة َ المهدى ويا حسرة المهدي
ألا قاتل اللَّهُ المنايا ورميها
من القومِ حَبّات القلوب على عَمدِ
توخَّى حِمَامُ الموت أوسطَ صبيتي
فلله كيف اختار واسطة َ العقدِ
على حين شمتُ الخيرَ من لَمَحاتِهِ
وآنستُ من أفعاله آية َ الرُّشدِ
طواهُ الرَّدى عنِّي فأضحى مَزَارهُ
بعيداً على قُرب قريباً على بُعدِ
لقد أنجزتْ فيه المنايا وعيدَها
وأخلفَتِ الآمالُ ماكان من وعدِ
لقد قلَّ بين المهد واللَّحد لبثُهُ
فلم ينسَ عهد المهد إذ ضمَّ في اللَّحدِ
تنغَّصَ قَبلَ الرَّيِّ ماءُ حَياتهِ
وفُجِّعَ منه بالعذوبة والبردِ
ألحَّ عليه النَّزفُ حتى أحالهُ
إلى صُفرة الجاديِّ عن حمرة الوردِ
وظلَّ على الأيدي تساقط نَفْسْه
ويذوِي كما يذوي القضيبُ من الرَّنْدِ
فَيالكِ من نفس تساقط أنفساً
تساقط درٍّ من نِظَام بلا عقدِ
عجبتُ لقلبي كيف لم ينفطرْ لهُ
ولو أنَّهُ أقسى من الحجر الصَّلدِ(77/187)
بودِّي أني كنتُ قُدمْتُ قبلهُ
وأن المنايا دُونهُ صَمَدَتْ صَمدِي
ولكنَّ ربِّي شاءَ غيرَ مشيئتي
وللرَّبِّ إمضاءُ المشيئة ِ لا العبدِ
وما سرني أن بعتُهُ بثوابه
ولو أنه التَّخْليدُ في جنَّة ِ الخُلدِ
ولا بعتُهُ طَوعاً ولكن غُصِبته
وليس على ظُلمِ الحوداث من معدِي
وإنّي وإن مُتِّعتُ بابنيَّ بعده
لَذاكرُه ما حنَّتِ النِّيبُ في نجدِ
وأولادنا مثلُ الجَوارح أيُّها
فقدناه كان الفاجع البَيِّنَ الفقدِ
لكلٍّ مكانٌ لا يسُدُّ اختلالهُ
مكانُ أخيه في جَزُوعٍ ولا جلدِ
هلِ العينُ بعدَ السَّمع تكفي مكانهُ
أم السَّمعُ بعد العينِ يهدي كما تهدي
لَعمريلقد حالتْ بيَ الحالُ بعدهُ
فيا ليتَ شِعري كيف حالتْ به بعدِي
ثَكلتُ سُرُوري كُلُّه إذْ ثَكلتُهُ
وأصبحتُ في لذَّاتِ عيشي أَخا زُهدِ
أرَيحانة َ العَينينِ والأنفِ والحشا
ألا ليتَ شعري هلْ تغيَّرتَ عن عهدي
سأسقيكَ ماءَ العين ما أسعدتْ به
وإن كانت السُّقيا من الدَّمعِ لا تُجدي
أعينيَّجودا لي فقد جُدتُ للثَّرى
بأنفس ممَّا تُسأَلانِ من الرِّفدِ
أعينيَّإنْ لا تُسعداني أَلُمْكُما
وإن تُسعداني اليوم تَستوجبا حَمدي
عذرتُكما لو تُشغلانِ عن البكا
بنومٍوما نومُ الشَّجيِّ أخي الجَهدِ
أقرَّة َ عينيقدْ أطلت بُكاءها
وغادرتها أقْذَى من الأعْيُنِ الرُّمدِ
أقرة عينيلو فَدى الحَيُّ ميِّتاً
فديتُك بالحوبَاء أوَّلَ من يفدِي
كأني ما استَمْتَعتُ منك بنظرة
ولا قُبلة ٍ أحلى مذَاقاً من الشَّهدِ
كأني ما استمتعتُ منك بضمّة ٍ
ولا شمَّة ٍ في ملعبٍ لك أو مهدِ
ألامُ لما أُبدي عليك من الأسى
وإني لأخفي منه أضعافَ ما أبدي
محمَّدُما شيءٌ تُوهِّم سلوة ً
لقلبي إلاَّ زاد قلبي من الوجدِ
أرى أخويكَ الباقِيينِ فإنما
يكونان للأحزَانِ أورى من الزَّندِ
إذا لعِبا في ملعب لك لذَّعا
فؤادي بمثل النار عن غير ما قَصدِ
فما فيهما لي سَلوة ٌ بلْ حَزَازة ٌ
يَهيجانِها دُوني وأَشقى بها وحدي(77/188)
وأنتَ وإن أُفردْتَ في دار وحْشة ٍ
فإني بدار الأنسِ في وحشة الفردِ
أودُّ إذا ما الموتُ أوفدَ مَعشَراً
إلى عَسكر الأمواتِ أنِّي من الوفْدِ
ومن كانَ يَستهدي حَبِيباً هَديَّة ً
فطيفُ خيالٍ منك في النوم أستهدي
عليك سلامُ الله مني تحيَّة ً
ومنْ كل غيثٍ صادقِ البرْقِ والرَّعدِ
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> للناس عيدٌ ولي عيدانِ في العيدِ
للناس عيدٌ ولي عيدانِ في العيدِ
رقم القصيدة : 60767
-----------------------------------
للناس عيدٌ ولي عيدانِ في العيدِ
إذا رأيتُكَ يابن السَّادَة ِ الصَّيدِ
إذا هُمُ عيّدُوا عيدين في سَنَة ٍ
كانت بوجهك لي أيامُ تَعْييدِ
قالوااستهلَّ هلالُ الفطرقلتُ لهم
وجهُ الأمير هلالٌ غيرُ مفقودِ
بدا الهلالُ الذي استقبلتُ طلعَته
مقابلاً بهلالٍ منك مسعودِ
أجْدِدْ وأخلقْ كلا العيدينِ في نِعمٍ
تأبى لهنَّ الليالي غير تجديدِ
إن قاد صِنُوكَ جيشَ العيدِ عُقبَتَهُ
فما اختَللتَ لفقدِ الجيش في العيدِ
بلْ لوْ تَوحَّدْتَ دونَ النَّاسِ كُلّهمُ
كنتَ الجميع وكانوا كالمواحيدِ
عليك أُبَّهة ُ التأميرِ واقعة ٌ
لا بالجنود ولا بالضُّمِّرِ القُودِ
أنتَ الأميرُ الذي ولّتْهُ همَّتُهُ
بغير عهدٍ من السلطان معهودِ
ولاية ً ليس يجبي المالَ صاحِبُها
بل الرَّغيبينِ من حَمدٍ وتَمجيدِ
هل الأميرُ سوى المُعدى بنائله
على عَداءِ صُروفِ البيض والسُّودِ
وأنتَ تُعدي عليها كلَّما ظَلمَتْ
يا بنَ الكرام بِرِفدٍ منك مَرفُودِ
فَليصنع العَزْلُ والتَّأميرُ ما صنعا
فأنت ما عشْتَ والي إمْرَة ِ الجُودِ
تلكَ الإمارة ُ أعلاها مُؤَمِّرُها
أنْ يملكَ الناسُ منها حلَّ معقودِ
عطَّية ُ الله لا يبتَزُّها أحدٌ
ليستْ كشيء مُعادٍ ثمَّ مَردُودِ
لو كنت أزمانَ وأدِ الناسِ ما وأَدُوا
أحْيا سَماحُك فيهمْ كُلَّ مَوؤودِ
فما يضرُّك ما دار الزمانُ به
وأنت حَالَيْكَ في سِربالِ مَحسُودِ(77/189)
هذا على أنه لافرقَ بينكما
وحُقَّ ذلك والعُودانِ من عُودِ
أضحى أخوكَ على رَغمِ العِدا جَبلاً
ينوءُ منك بركْنٍ غير مَهدودِ
تَظاهرانِ على تَقوَى إلهكُما
كلا الظَّهِيرينِ مَعضُودٌ بمعضُودِ
فالشَّملُ مُجَتمِعٌ والشَّكلُ مؤْتَلِفٌ
والأزْرُ بالأزر مَشدُود بمشدودِ
والمِرتَّانِ إذا ما الْتَفَّتا وفَتا
بمُسْتمرٍّ من الأمْراسِ مَمسُودِ
ما زادَ كلُّ ظَهيرٍ أمرَ صاحبهِ
بأمرهِ غير تَثْبِيتٍ وتأييدِ
كَلاّولا زاد كلٌّ مَجْدَ صاحبه
بمجدهِ غير تَوطيدٍ وتشييدِ
فالعزُّ عزُّكما والمجدُ مَجدُكما
ومنْ أَبى ذاك مَوطُوءُ اللَّغَاديدِ
كُلٌّ يرى لأخيه فضل سؤددهِ
وكنتما أهل تفضيلٍ وتسويدِ
مات التحاسدُ والأضغانُ بينكما
فمات كلُّ حَسُودٍ موْتَ مَكمودِ
وَرُدَّ كلُّ تَميمٍ كان ينفثُهُ
راقي الوشاة ِ فعَضُّوا بالجلاميدِ
لا زال شَمْلَ اجتماع شَملُ أمركما
وشملُ أمر الأعادي شَملَ تَبديدِ
إن قيل سفيان يأبى الغمدُ جَمعهما
فأنتما مُنصلا سلٍّ وتجريدِ
لا تحوجانِ إلى غمدٍ يضمُّكما
كلاكما الدَّهرَ سيفٌ غير مغمودِ
مُجرَّدانِ على الأعداءِ قد رَغبا
عن الجفون إلى هامِ الصَّناديدِ
مؤلَّفان لنصر الله قد شُغلا
عن التَّباغي بطاغوتٍ ومرِّيدِ
ما في الحسامين مأمورٌ بصاحبه
عليكما بِرِقاب العُنَّد الحِيدِ
للسِّيفِ عن قَطع سَيفٍ مثلِهِ ذَكرٍ
مندوحة ٌ في رقاب ذات بأويدِ
فليُعنَ بالمثلِ المضروب غيركما
فليس معناكُما فيه بموجودِ
لا تعجَبَا من خصَامي عنكُما مثلاً
قد سارَ ما سار في العمران والبيدِ
فكم خَصَمْتُ بِحُكْم الحقِّ من مَثَلٍ
قدْ أبَّدَتْهُ الليالي أيَّ تأبيدِ
هَذا لِذاك وَهذا بْعدَهُ قسَمٌ
بِمشهدٍ من جَلال الله مشهودِ
ما اليومُ يمضي وعيني غَيرُ فائزة ٍ
بِحَظِّهَا منك في عُمري بمعدودِ
لكن تطاولتِ الشكوى بِقائدَتي
فكنتُ شهراً وحالي حالُمصفُودِ
شُغِلتُ عنك بعُوَّارٍ أكابدُهُ
لا بالملاهي ولا ماءِ العَناقيدِ(77/190)
ولو قَعَدتُ بلا عذْرٍ لَمَهَّدَ لي
جميلُ رأيك عُذري أيَّ تمهيدِ
قاسيتُ بعدَك لا قاسيتَ مثلهُما
نهارَ شكوى يُبارِي ليلَ تسهِيدِ
أمسي وأصبحُ في ظلماءَ من بَصَري
فما نهاريَ من لَيلي بمحدودِ
كأنَّني من كلا يومي وليلته
في سرمدٍ من ظلام الليل ممدودِ
إذا سمعتُ بذِكرِ الشمسِ اسفنِي
فَصَعَّدَتْ زفراتي أيَّ تصعيدِ
وليس فقدُ ضياء الشمس أجزعني
بل فقدُ وجهك أوهى رُكنَ مجلودي
لا يطمئنُّ بجنبي لينُ مُضطجع
وما فراشُ أخي شكوى بممهودِ
أرعى النُّجومَ وأَنَّى لي برِعيتهَا
وطرفُ عينيَ في أسرٍ وتقييدِ
وإنَّ من يتمنَّى أن يواتيهُ
رعيُ النُّجوم لمجهُودُ المجاهيدِ
وضاقَت الأرضُ بي طُرّاً بَما رَحبتْ
فصارَ حَظِّيَ منْها مِثلَ ملحودي
فلم تكنْ راحتي إلا مُلاحظتي
إيَّاكَ عن فكر قلب جدِّمجهودِ
وكمْ دعوتُك والعزاءُ تعصبُني
وأنتَ غاية ُ مَدعى كلِّ منجودِ
وقد تبدلت من بلواي عافية ً
بحمد رَبٍّ على الحاليْنِ محُمودِ
فافتح لعبدك بابَ العُذر إنَّ لهُ
قدماً بلطفكَ باباً غير مسدودِ
يا من إذا البابُ أعيا فتحُ مُقفلهِ
ألقى الدُّهاة ُ إليه بالمقاليدِ
بنجم رأيك تُجْلَى كُلُّ داجية ٍ
يُبَلَّدُ النجْمُ فيها كُلَّ تبليدِ
فإن تماريتَ في عُذري وصحَّتِه
فاجعلهُ غفرانَ ذنب غير مجحودِ
وما تعاقبُ إن عاقبتُ من رجلٍ
بسوطه دون سوط النَّقْم مَجْلُود
حْبي بجُرمي إلى نفسي مُعاقبة ً
إن كنتُ أطردتْ نفسي غير مطرودِ
فإن عفوتَفما تنفكُّ مُرتَهناً
شكراً بتقليد نُعمَى بعدَ تقليدِ
تُطَوِّقُ المَنَّ يُوهي الطَّوْدَ مَحمَلُهُ
وإنَّهُ لخفيفُ الطوق في الجيدِ
تَمُنَّ ثم تَفُكُّ المنَّ مجتَهداً
عن الرقابِ فيأبى غَيرَ تَوكيدِ
وإن سطوتَ فكمْ قوَّمتَ ذا أودٍ
تَقويم لَدنٍ من الخطِّيِّ أملودِ
يابنَ الأكارِم خذْها مِدْحة ً صدرتْ
عن موردٍ لك صافٍ غيرِ مورودِ
لا فضل فيه سوى ما أنت مُفضلهُ
فَشُربُ غيرك منه شُربُ تَصرِيدِ(77/191)
مكنونُ وُدٍّ توخَّاك الضَّميرُ به
ولم يزاحمكَ فيه شِركُ مودودِ
تَوحيدُ مديحك دون الناس كلِّهمُ
سِيَّانِ عندي وإخلاصي وتوحيدي
وما قصدتُ سوى حظِّي ومسعدتي
ولست في ذاك محفوفاً بتفنيدِ
أنت الذي كلَّما رُمتُ المديح له
أجابني وضميري غيرُ مكدودِ
بحري ببحرِك ممدودٌ فحقَّ له
أن لا يرى الدَّهر إلا غير مَثُمودِ
أمددتَ شِعري بأمدادٍ مظاهرة ٍ
من المناقب لا تُحصى بتعديدِ
وما رميتُكَ من وُدِّي بخاطئة ٍ
منِّي ولا فلتة ٍ عن غير تسديدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إن المنِيَّة َ لا تبقي على أحدِ
إن المنِيَّة َ لا تبقي على أحدِ
رقم القصيدة : 60768
-----------------------------------
إن المنِيَّة َ لا تبقي على أحدِ
ولا تهابُ أخا عز ولا حَشَدِ
هذا الأميرُ أتتهُ وهوَ في كنفٍ
كاللّيل من عُدَدٍ ما شئتَ أو عدَدِ
من كلِّ مُستَعذِبٍ للموتِ دَيْدَنُهُ
بَزُّ الكُماة ِ ولبسُ البيض والزَّرَدِ
مُعتادة ٌ قَنَصَ الأبطال شِكَّتُهُ
يرى الطَّرادَ غداة الرَّوعِ كالطَّرَدِ
كأنه اللَّيْثُ لا تثني عزيمتَهُ
إلاَ عَزيمتُهُ أو جرعة ُ النَّفَدِ
ولم تزلْ طوعَ كَفَّيهِ يُصَرِّفُها
بين الأنام ولا تعْصِيه في أَحَدِ
حتى أتاه رسولُ الموت يُؤذِنُهُ
أن البقاء لوجه الواحد الصَّمَد
لله من هالِكٍ وافَى الحِمامُ بِهِ
أُخرى الحياة ِوأخرى المجدِ في أمدِ
كم مُقْلة ٍ بعدَه عَبْرَى مُؤرَّقَة ٍ
كأنَّما كُحِلَتْ سَمَّاً على رمدِ
جادتْ عليه فأغنتْ أن يُقال لها
ياعينُ جودي بدمعٍ منك مُطَّردِ
إنْ لا يكن ظُفُرُ الهَيجَا مَنِيَّتَهُ
فأكرمُ النَّبْتِ يذوِي غير مُحتصَدِ
أما ترى الغَرْسَ لا تَذوي كَرائمُهُ
ألا على سُوقِها في سائر الأبدِ
لِمِيتة ِ السَّيْفِ قَومٌ يشرفونَ بها
لَيسوا من المجْدِ في غاياتِه البُعَدِ
عزُّ الحياة وعزُّ الموت ما اجتمعا
أسنى وأبنى لِبيت العزِّ ذي العُمُدِ
مَوتُ السَّلامة للإنسان نَعْلَمُهُ(77/192)
وإنَّما القِتْلَة ُ الشَّنعاءُ للأسَدِ
لم يُعمِل السَّيْفَ ظُلماً في ضرائبه
فلم يسلطْ عليه سيفُ ذي قَوَدِ
لا تبعدَنَّ أبا العباس من مَلِكٍ
وإنْ نأيتَ وإن أصبحت في البَعَدِ
غادرتَ حوضَ المنايا إذْ شَربتَ بِهِ
عذْبَ المذاق كذوب الشَّهْد بالبَردِ
وإن فَضْلة َ كأسٍ أنتَ مُفْضِلُها
لَذاتُ بَرْدٍ على الأحشاء والكَبدِ
ما متَّ بل مات أهلُ الأرض كلُّهمُ
إذ بنتَ منهم وكنت الروح في الجسدِ
فأنت أولى وإن أصبحت في جَدَثٍ
بأن تُعَزَّى بأهل الوعث والجُدُدِ
كم من مصائبَ كان لدهرُ أخْلَقَها
أضحى بك النَّاسُ في أثوابها الجُدُد
من بين باكٍ له عينٌ تساعده
وبين آخر مَطويٍّ على كمدِ
فَعَبْرَة ٌ في حُدُور لا رُقُوء لها
وزفرة ٌ تملأ الأحشاء في صَعَدِ
سوَّيْتَ في الحُزن بين العالمينَ كما
سوَّيْتَ بينهُم في العيشة الرَّغَدِ
بثَثْتَ شَجْوَكَ فيهم إذ فُقدْتَ كما
بثثت رفْدَكَ فيهم غَيْرَ مُفْتَقَدِ
عَدْلاً حياة وموت منك لو وُزِنا
هذا بذاك لم يَنْقُصْ ولم يَزدِ
قدْ كنتَ أنْسَيْتَهُمْ أن يذْكُروا حَزَناً
فَاليوم ينسون ذكرَ الصبر والجلدِ
نَكَأتَ منهم كُلُوماً كان يَكلِمُها
رَيْبُ الزمان فتأسوها بخَيْرِ يَدِ
عجبت للأرض لم تَرجُفْ جوانبها
وللجبال الرَّواسي كيفَ لمْ تَمدِ
عجبتُ للشمس لم تُكسفْ لمهلِكِهِ
وهو الضِّياء الذي لولاه لم تقدِ
هَلاَّ وَفَتْ كوفاء البدر فادَّرَعَتْ
ثوبَ الكُسُوف فلم تُشْرقْ على بلدِ
لا ظُلْمَ لَوْ شاهدَتْ من حال مَصْرَعه
ما شاهدَ البدرُ لم تشرق ولم تكَدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا بن الوزيرينِ وابن السَّادة الصِّيد
يا بن الوزيرينِ وابن السَّادة الصِّيد
رقم القصيدة : 60769
-----------------------------------
يا بن الوزيرينِ وابن السَّادة الصِّيد
يا سَيِّداً غير مظلوم بتسويدِ
لك الهناء بمولودٍ أقرَّ بهِ
عَينيْ أبي النَّجم مولى كُلِّ تمجيدِ
وكان أهلاً لما يُولاهُ من حَسَن(77/193)
بدرُ البدُور وصنديدُ الصَّناديدِ
بدرٌ حباه بنجْمٍ من حباه بكُمْ
ياآل وَهب بَني الغُرِّ الأماجيدِ
أعديتهُ بَركاتٍ منكَ في شُعَب
شتَّى من الأمر حتَّى في المواليدِ
لما توالى لك النَّجمان في نَسَق
وافاهُ نجمٌ هَدى السَّارين في البيدِ
وكان دهراً عن الأذكار مُنْغَلَقاً
فكان فألُكَ من خير المقاليدِ
طَرَّقتُ ببنيك لابن جاءه سُرُحاً
واليُمْنُ صاحب تطريق وتمهيدِ
كما تُطرَّقُ بالآراء تَقْدَحُها
برأيه فتلقى كلَّ تسديدِ
لقد جُمِعْتَ وإياه على قَدَرٍ
والحمدُ لله أنواعَ التَّحاميدِ
أضحى التَّلاؤم في الخيرات بينكما
مثل التلاؤم بين الرأس والجيدِ
فالجَدّ بالجد مُؤْتَمٌّ يُماثِلُه
والرأي بالرأي في نقض وتوكيدِ
لا زال شَملَ اجتماع شَملُ أمركما
وشملُ أمرِ الأعادي شملَ تبديدِ
وكلكم فأدام الله نِعمتَهُ
إدامة ً بين إعزاز وتأييد
فكلُّكُمْ يابني وهبٍ ذوو كرم
مُرَدَّدٌ في المعالي أيَّ تَرديدِ
من كان أهلاً لإمتاعٍ بدولتِه
فأنتمُ أهلُ إمتاع وتخليدِ
أصلحتم الدين والدنيا بيُمْنِكُمُ
من بعد ماطال إفسادُ المناكيدِ
فالملك في روضة ٍ منكمْ وفي عرسٍ
والدين في جُمْعَة ٍ منكم وفي عيدِ
لا تَحمدوني أن جَوَّدتُ مَدحُكُم
فإنما قام تشييدٌ بتوطيدِ
جوَّدْتُ فيكم كما أجودتُ أيدِيَكُمْ
ماحَمْدُ مُتبع أجوادٍ بتجويدِ
تُحكى المكارمُ عنكمْ وهي شاهدة ٌ
ليستْ بغيب ولا تحصى بتعديدِ
وما حكاية شيءٍ لا خفاء به
جاء العيانُ فألوى بالأسانِيدِ
بل إنما قلتُ قَولي فيكمُ مِقَة ً
مِنِّي لكُمْ قبل شُكري للمرافيدِ
لا تحسبوني لشيء غير أنفسكمْ
أُغرى بتجديدِ مدح بعدَ تجديدِ
لكنْ كما راقت القُمْرِيَّ جَنَّتُهُ
فظلَّ يُتْبِعُ تٍغْرِيداً بتغريدِ
أحِبُّكم لحُلاكُم لا لأنْعُمِكُمْ
كلاَّ وإن أصبحتْ غوثَ المجاهيدِ
ولينبسطْ لي عذري إن سألتكمُ
فإن دِينِيَ فيكم دينُ توْحِيدِ
أفسدتُمونيَ لا إفسادَ تَنْحِيَة ٍ
للخير عنِّي بلْ إفساد تَعويدِ(77/194)
وزهَّدَتني أياديكُمْ وفضْلُكُمُ
في كل شيء سواها كل تزهيدِ
تالله أسألُ قوماً غيركم صَفداً
يا أعينَ الماء في دهر الجلاميدِ
وما اعتَفَيتُكُمُ إلا بِتَجربَة ٍ
إذا اعتفى القومَ عافيهمْ بتقليدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> نِسْبَتُهُ كاذبة ً كاسْمِهِ
نِسْبَتُهُ كاذبة ً كاسْمِهِ
رقم القصيدة : 60770
-----------------------------------
نِسْبَتُهُ كاذبة ً كاسْمِهِ
سُمِّيَ بالخلْدِ ولن يَخلُدا
كذاك قالواقحْطَبِيٌّولمْ
يولد لطائيّ ولنْ يُولدا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لي أربعون من السِّني
لي أربعون من السِّني
رقم القصيدة : 60771
-----------------------------------
لي أربعون من السِّني
ن وأربعون من الولد
لا بل عليَّ وليس لي
ما بان مني فانفرد
أوليس ما عدَّتهُ لي
أيدي الحساب من العَدَدْ
مُتَخوَّناً مُتَنقَّصاً
منِّي مزيداً في الأبَدْ
أو ما أرى ولدي قُوى ً
منِّيبنقْصي تُسْتَجَدْ
جُعِلتْ وكانتْ كلُّها
حَبْلاً حِبَالاتٍ بَدَدْ
كم من سرورٍ لي بِمَوْ
لُودٍ أُؤملُهُ لِغَدْ
وبأن يهُدَّنيَ الزما
نُ رأيت مُنَّتَهُ تُشَد
ومن العجائب أن أُسرّ
بما يُشَدُّ بأَنْ أَهَدْ
دع ذا فَخَلْفَك أربعو
ن ضحى طويلاتُ المُددْ
تلْتجُّ فيها نفحة ٌ للصور
ر تَنخب ذا الجلدْ
شنعاءُ في الآذان تُق
لق كلَّ روحٍ في جسدْ
يا راكضاً في لهوه
مهلاً فقد جُزْتَ الأمدْ
في الأربعينات الثلا
ث مَواعظ لذوي العُقَدْ
كم أربعين وأربعي
ن وأربعين تقولقدْ
في كلهنَّ مواعظٌ
تدعو الغَويَّ إلى الرشدْ
فقد بتوبة مخلصٍ
للواحد الأحد الصمدْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قل للأمير أدام الله غبطَته
قل للأمير أدام الله غبطَته
رقم القصيدة : 60772
-----------------------------------
قل للأمير أدام الله غبطَته
لا زال عيدُك موصولاً بأعيادِ
عيدٌ تنافستِ الأيامُ زينته
واستشرفته بأبصارٍ وأجيادِ
طلعتَ فيه طلوع البدر وافقه
طلوعُ سعدٍ فوافاه لميعادِ(77/195)
في موكب ظلت الدنيا تَشيم به
مَخيلة ً ذات إبراقٍ وإرعادِ
وقْعُ الكراعِ ولمعُ البيض يوقدُهُ
لألآءُ وجهك فيه أيَّ إيقادِ
لله ذلك من عيدٍ لقد وثِقتْ
فيه النفوس بركنٍ غير مُنْآدِ
في مِثله عَلم الجهّال بعد عمى ً
أن الخلافة مُرساة ٌ بأوتادِ
أرهبتَ فيه عُداة المُلك فانقلبوا
منه بأقلق أحشاءٍ وأكبادِ
فاسعدْ به وبأعيادٍ تُعمّرها
في ظل عيشٍ وريقِ العُود مَيَّادِ
ياأكرم الناس دون الناس كُلُهُمُ
وليس ذلك من قِيلي بإبعادِ
نفسي فداؤك بل نفسي وأسرتُها
بل كلُّ نفس وما أغلى بك الفادي
من كان يُهدي على العمياء مِدحَتَهُ
إهداءَ مستسلم للظن منقادِ
فما امتدحتُك إلا بعد ألسنة ٍ
ولا انتجعتُك إلا بعد رُوَّادِ
إليك ساقَ تِجَارُ الحمد عِيرهُمُ
يُنفدْنَ أسدادَ ليلٍ بعد أسدادِ
لهم بوجهك هادٍ من أمامِهِمُ
ومن رجائك حادٍ أيُّما حادي
على سَوَاهِمَ يَذْرعنَ الفلا عَنقاً
بأذرعٍ شَدَنِيَّاتٍ وأعضادِ
تَطوي الفلا مُثقلاتٍ وُسعَ طاقتها
من الثناء مُخفَّاتٍ من الزادِ
مُعَولاتٍ على غيثٍ تَيَمُمُهُ
ما آب رائدهُ إلا بإحمادِ
كلتا يديك يمينٌ لا شمال لها
مخلوقتان لأمجادٍ وإنجادِ
يدانِ لا يفتُرانِ الدهرَ من صفدٍ
يغني فقيراً ولا من فَكِّ أصفادِ
إن دام جودُك أنزَفنا قرائحنا
بعد الجحوم وآذنّا بإنفادِ
تُعطي الجزيل بلا وعدٍ تُقدِّمه
ولا تعاقبُ إلا بعد إيعادِ
تبني مكارم مُرساة ً قواعدها
على مكارم آباءٍ وأجدادِ
ياآل طاهرٍ الأعلين مرتبة ً
لا زلتمُ رغم أعداءٍ وحسادِ
أمسى مجاوركم يأوي إلى جبل
صعبِ المراقي ويرعى جانبي وادي
من عاث في الأرض إفساداً فإنكمُ
بدَّلتمُ الأرض إصلاحاً بإفسادِ
أنتم بنو ذي اليمينين الذي هَجَعَتْ
بهِ السيوفُ وعادت ذات أغمادِ
مُسَوَّمينَ بسيما اليُمنِ في غُررٍ
مولودة ٍ بنجومٍ غير أنكادِ
أجلت لنا منكُمُ الأيام عن خلَفٍ
حُكَّامِ فصلٍ وأبطالٍ وأجوادِ
من نجم رأيٍ ومن بحرٍ له فجرٌ
على العفاة ِ ومن ضرغامة ٍ عادي(77/196)
فكلما نزلت بالناس نازلة ٌ
ألفتْ لها راصداً منكم بمرصادِ
لكم مَقامان شتى طال ما ضَمِنا
طيَّ الكُشوحِ على شكرٍ وأحقادِ
يفديكُمُ الناس إذ تفدون أنفسهم
منكُم بأفضل أرواحٍ وأجسادِ
في كلِّ هيجاء تُكنى من فظاعتها
أمَّ الدهاريس أو تُدعى بعصْوادِ
كم فيكمُ من شديدِ الدَّرء يومئذٍ
يَصلى الوغى بشهابٍ منه وقادِ
يغشى صدورَ العوالي دون حوزته
بصدر حرٍ عن السوآت محيادِ
هذا ثنائي وهاتيكم مناقبكم
بأعين الناس ما أبعدتُ إشهادي
تَحَمَّدَتْ بكُمُ الأيامُ فأنكفأتْ
بعد الشكاة ِ بحمدٍ حاضرٍ بادي
ماحيدَ بالناس عن منهاج مكرمة ٍ
إلاّ هَدَاكُمْ إلى منهاجها هادي
فابقوا بقاء مساعيكُمْ فقد بَقيتْ
منهن أطوادُ مجدٍ فوق أطوادِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قل للأمير الطاهريّ الماجدِ
قل للأمير الطاهريّ الماجدِ
رقم القصيدة : 60773
-----------------------------------
قل للأمير الطاهريّ الماجدِ
نَبَّهك الله على المراشدِ
ليس الجواد مشتري القصائد
بل الجواد مشتري المحامدِ
من جائرٍ في مدحه وقاصد
بل الجواد باذلُ المرافدِ
لشاكرٍ نعمتهُ وجاحد
يُعطي العطايا ليس للعوائدِ
لا كالمفيد طَلبَ الفوائد
يُريغ بالمعروف حمد الحامدِ
إراغة َ البائع نقدَ الناقدِ
أعلمْ فَداك طارفي وتالدي
أن الذي أثنى برِفْد الرافدِ
فقد جزاه بالصُّواع الزائدِ
واستويا على قرارٍ واحدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياسائلي بأميرنا
ياسائلي بأميرنا
رقم القصيدة : 60774
-----------------------------------
ياسائلي بأميرنا
وبآفة ٍ نَخَبَتْ فؤادهْ
أبداً عليه هزيمة ٌ
في الحرب مُبدأة مُعادَهْ
سلني فإِنِّي عالمٌ
بأموره عدْلُ الشهادهْ
ولَّى قُفَاه عبيدَهُ
واعتاد ذاك فصار عادهْ
فلذاك صار مُولّياً
أبداً ولو لاقى جَرادَهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا تحسبن الزمانُ ينسئك ال
لا تحسبن الزمانُ ينسئك ال
رقم القصيدة : 60775
-----------------------------------(77/197)
لا تحسبن الزمانُ ينسئك ال
قرضَ ولكنه يداً بيدِ
يعطيك يوماً فيقتضيك به
مَريرة من مرائر الجسدِ
يَسترِقُ الشيء من قُواك وإن
كان خفياً عن أعين الرَصَدِ
حالاً فحالاً حتى يُردِّيك ال
كِبرة بعد الشباب والغيدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يُقتِّر عيسى على نفسه
يُقتِّر عيسى على نفسه
رقم القصيدة : 60776
-----------------------------------
يُقتِّر عيسى على نفسه
وليس بباقٍ ولا خالدِ
فلو يستطيع لتقتيره
تنفَّس من منخرٍ واحدِ
عذرناه أيام إعدامه
فما عذرُ ذي بَخَلٍ واجدِ
رَضيتُ لتفريق أمواله
يَدَي وارثٍ ليس بالحامدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يختلُّ حولاً بخلال واحِدِ
يختلُّ حولاً بخلال واحِدِ
رقم القصيدة : 60777
-----------------------------------
يختلُّ حولاً بخلال واحِدِ
ثم يَكرُّ كَرَّة المُعاودِ
عليه بَرياً بمُدى ً حَدائدِ
عُوِّدن إصلاح الخلال الفاسدِ
ثم يقول كالقَنُوع الزاهد
أغنى عن الطارف حِفْظُ التالدِ
لا خير في البادىء غير العائدِ
إن أبا موسى لعينُ الماجدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عجباً لمن يلقى الحرو
عجباً لمن يلقى الحرو
رقم القصيدة : 60778
-----------------------------------
عجباً لمن يلقى الحرو
ب فلا يُقاتل أو يُناجدْ
لا سيَّما من كان يو
قن أنه إن مات عائدْ
خوفاً وإشفاقاً وإر
صادُ الحتوفِ له رَواصدْ
إن قالإن النفس وا
حدة ٌ فإنَّ الموتَ واحدْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> خجلتْ خُدودُ الوردِ من تفضيله
خجلتْ خُدودُ الوردِ من تفضيله
رقم القصيدة : 60779
-----------------------------------
خجلتْ خُدودُ الوردِ من تفضيله
خجلاً تورُّدها عليه شاهدُ
لم يخجل الورد المورَّد لونه
إلا وناحِلُه الفضيلة عاندُ
فصْلُ القضية أن هذا قائد
زهرَ الرياض وأن هذا طاردُ
شتَّان بين اثنين هذا موعدٌ
بتسلب الدنيا وهذا واعدُ
وإذا احتفظت به فأمتعُ صاحبٍ
بحياته لو أن حيَّاً خالدُ(77/198)
للنرجس الفضلُ المبينُ وإن أبى
آبٍ وحاد عن الطريقة حائدُ
من فضله عند الحجاج بأنه
زهر ونور وهو نبت واحدُ
يحكي مصابيح السماء وتارة ً
يحكي مصابيح الوجوه تَراصدُ
يَنْهى النديم عن القبيح بلحظهِ
وعلى المدامة والسماع مُساعدُ
اطلب بعفوك في الملاح سمَيَّهُ
أبداً فإنك لا محالة واجدُ
والورد لو فتشت فردٌ في اسمه
مافي الملاح له سميٌ واحدُ
هذي النجوم هي التي ربَّتهما
بِحيا السحاب كما يربى الوالدُ
فتأمل الإثنين مَن أدناهُما
شَبَهاً بوالده فذاك الماجدُ
أين العيون من الخدود نفاسة ً
ورياسة ً لولا القياسُ الفاسدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سَعِدَتْ مقلتي بوجهك لولا
سَعِدَتْ مقلتي بوجهك لولا
رقم القصيدة : 60780
-----------------------------------
سَعِدَتْ مقلتي بوجهك لولا
أنها أعقِبَتْ بطول السهادِ
نَظَرَتْ نظرة ً إليك فأمسى
ما اجتنتْ منك وارثاً للرقادِ
ليس فيما كُسيتَ من حلل الحس
ن ولا في هواي من مُستزادِ
أنا فَردُ الهوى كما أنت فرد الحس
نِ مُستكبِرٌ عن الأندادِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ليت هنداً أنجزتنا ما تَعدْ
ليت هنداً أنجزتنا ما تَعدْ
رقم القصيدة : 60781
-----------------------------------
ليت هنداً أنجزتنا ما تَعدْ
وشَفَتْ أنفسنا مما تَجِدْ
واستبدَّت مرة ً واحدة ً
إنما العاجز من لا يستبدْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لم يكن ما كان شيئاً يُعتمدْ
لم يكن ما كان شيئاً يُعتمدْ
رقم القصيدة : 60782
-----------------------------------
لم يكن ما كان شيئاً يُعتمدْ
بل أموراً وافقت يوم الأحدْ
شَغَلتنا عن نصيبٍ وافرٍ
من سرورٍ بك يا ذُخر الأبدْ
وسَنُعفي بوفاء صادقٍ
ولنا الحُظوة ُ فيه والرَّشَدْ
وكفانا زاجراً عن غَدرة ٍ
قولهمُأنجز حرٌّ ما وعدْ
وكفانا مستَحثاً قولهم
لا تؤخِّر لذة َ اليوم لغدْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كُفي الدموع وإن كان الفراقُ غَدَاً(77/199)
كُفي الدموع وإن كان الفراقُ غَدَاً
رقم القصيدة : 60783
-----------------------------------
كُفي الدموع وإن كان الفراقُ غَدَاً
فرِحلتي لتعيشي عيشة ً رَغَدَا
قالتأترحلُ والمَشْتاة ُ قد حضرتْ
فقلتُ مِثلي في أمثالها انْجردَا
بُنيَّقد قعد الدهر الخؤون بنا
وليس مثليَ في أمثاله قَعَدا
قالتأَتَنتَجع العباس قلتُ لها
بل الطليقَ مُحيَّاً والجَوادَ بدَا
ذاك اسمُه وله معنى ً يخالِفُه
إلا إذا هو سيمَ الضَّيْم والضَّمدا
هناك سَمِّيهِ عباساً إذا حَميتْ
منه الحميَّا وكنِّيهِ إذا رَفدا
مازال للفضلِ بَذالا ككنيتهِ
لا يرحمُ المال حتى يَبلغَ النَّقدَا
وبالمعادين صَوَّالا يغادرهمْ
صَرعى وإن هو لاقى جَمعَهم وَحَدا
مما تراه لعافيهِ وشأنئهِ
يروحُ غيثاً ويغدوا تارة أسدا
كم من أناسٍ رَجَوا مَسْعَاته ركضوا
ثم انثنوا قد وَنَوا واستعبدوا الأمدا
قالتأليس الفتى القاشيّ قلتُ لها
بل الفتى الواضحُ المحمودُ منتقدا
قالتصَدَقتَ ولكن هذه سمة ٌ
مثل المعاذة ِ تَثْنِي عينَ من حسدا
معاذة الله ألقاها على رجلٍ
حفظاً له ودفاعاً عنه مُعتمدا
والله حلاَّه إياها ليحميهُ
عيناً تصيب وكفاً تعقد العُقدا
يامن غدا مالُه في الناس مُشتَركاً
ومن توحَّد بالمعروفِ وانفردا
ومن تحلى من الآداب أحسنها
فما يرى أحدٌ في ظَرفِهِ حدا
أشكو إليك خطوباً قد بَعلتُ بها
لم تترك سَبَداً عندي ولا لَبَدا
بيني وبينك أسبابٌ أَمُتُّ بها
لو رُمت إحصاءها لم أحصها عددا
وأنت أذكرتنيها حين أذهلني
دهرٌ أكابدُ منه صاحباً نَكِدا
وقد وَعدتَ بفكي من شدائده
وعداً فأنجزَ حرُّ القوم ما وعدا
إن لا يكن بيننا قُربى فآصرة ٌ
للدين يقطع فيها الوالدُ الولدا
مقالة ُ العدل والتوحيد تجمعنا
دون المضاهين من ثَنَّى ومن جحدا
وبين مستطرفي غيٍّ مُرافقة ٌ
تُرعى فكيف اللذان استطرفا رشدا
كن عند أخلاقك الزُّهر التي جُعلت
عليك موقوفة ً مقصورة ً أبدا
ماعذر معتزليٍّ مُوسعٍ مَنَعتْ(77/200)
كفَّاهُ مُعتزليَّاً مُقتراً صفدا
أيزعمُ القدرَ المحتومَ ثبطه
إن قال ذاك فقد حلَّ الذي عقدا
أم ليس مستأهلاً جدواه صاحِبُهُ
أنَّى وما حاد عن قصدٍ ولا عَنَدا
أم ليس يُمكِنُه ما يرتضيه له
يكفي أخاً من أخٍ ميسورُ ما وجدا
لا عذرَ فيما يريني الرأيَ أعلمُهُ
للمرء مثلك أن لا يأتِيَ السدَدَا
قد كنت مضطلعاً بالصيف محتملاً
تلك السَّمومَ وطوراً ذلك الومدا
ولا وربِّك مالي بالشتاء يدٌ
وقد أتاني يسوق الصِّرَّ والجمدا
وخلف ظهري من لا يرتجي أحداً
سواك للدهر إلا الواحدَ الصمدا
جاء الشتاء ولم يُعْدِدْ أخوك له
يابن الأكارم إلا الشمس والرِّعَدَا
استغفر الله من حُوبٍ نطقتُ به
بل أنت لي عُدة ٌ تكفيني العُددا
فاعطف علينا وألبسنا معاً كَنفاً
من ريشك الوَحْف تنفي البؤس والصرداص إني أنا المرءُ إن نفَّلته نفلاً
فلست تعدمُ منه الشكرَ ما خلدا
وإن أثرتَ إلى تقليده عملاً
يُعْيي الرجال بلوتَ الحزمَ والجلدا
لا تحر من امرءاً ساق الرجاءُ به
وقد تسلّف من جيرانه الحسدا
وكنتَ قدماً يرى الراؤون كلُهُم
رجاء راجيك مالا حِيزَ مُنتقدا
ن
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيها السيد الذي ورث السؤ
أيها السيد الذي ورث السؤ
رقم القصيدة : 60784
-----------------------------------
أيها السيد الذي ورث السؤ
دد عن كل سيد صندِيد
والذي راح يحمل الظَّرْف والح
جَّة َ حمل الذكيِّ غير البليدِ
غَزَاليّاً وتارة ً جَدَليَّا
مستعداً لكل خصم عنيدِ
أحي ماأبدأتْ يداك من العُر
ف بعَودٍ من مبدىء ٍ ومعيدِ
واذكرِ الجعد وارعَهُ فيَّ واحفظ
حُرْمتينا بالعدل والتوحيدِ
فهما يجمعانِنا وولاءٌ
ثالثٌ وهو قولنا بالوعيدِ
عبدُ شمسٍ أبوك وهو أبونا
لا نناديك من مكانٍ بعيدِ
عَقْدُنا واحدٌ وهاتيك قُربى
مَسُّها مثلُ مسِّ حبلِ الوريدِ
فارعَ شيخاً لو استماحك حيَّاً
ما رأيتَ الرضا له بالزهيدِ
وتَوَهَّمْه شافعاً فيَّ مكرو
ثاً لضيق أصبحتُ فيه شديد(77/201)
حقُّه واجبٌ عليك وحقي
بانتحال المقال عينِ السديدِ
وأراني إليك أقربَ منه
بمَمِيلي إلى الوصيِّ الشهيد
أنا من شيعة ِ الوصيِّ عليه
صَلَواتٌ من الحميد المجيد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياأيها المرء الكريم والدا
ياأيها المرء الكريم والدا
رقم القصيدة : 60785
-----------------------------------
ياأيها المرء الكريم والدا
ذو المَحْتِد المستفرغ المَحاتدا
أعاذك الله أخاً مُعاضدا
مُحامياً عن حوزتي مُناجدا
منتصراً طوراً وطوراً صافدا
مازلت أختارُ لك المحامدا
وأعمر الدهر بها المَشاهدا
عُمرانَ تالي السُّور المساجدا
وأرتجي طارفَهُ والتَّالِدا
وتتقي كفِّي به الشدائدا
إعاذة ً تحْميك أن تُناكدا
أو أن ترى تلك العُلى زوائدا
تُطيعُ في قطعِكَها الثَّرائدا
إذا عَلتْ أنواعها الموائدا
و الحُللَ الخدَّاعة َ البوائدا
والكاعباتِ البيضَ والنواهدا
الخائناتِ العهدَ والمعاهدا
وإن تلبَسْن لك المجاسدا
يحكين غزلان اللّوى العَواقدا
حاذرْ هَداك اللَّه أن تعاندا
فيخطىء الغيُّ بك المَراشدا
ويسلك الجورْ بك المآسدا
لا ينصِب البغيُ لك المصائدا
فتستخفَّ بكتابي وافدا
أو بكلامي مُوعداً وواعدا
ما كُّل من وافق جَدَّا صاعدا
وأصبح الدهرُ له مساعدا
وأحرزَ الحظُّ له غَدائدا
أعرضَ عن إخوانه لا رافدا
ولا مجيباً كتبهم بل جامدا
كأنَّما يجامد الجَلامدا
صمتاً ومنعاً بادئاً وعائدا
يابن عليٍّ إنَّ شكماً راصدا
وإنَّ شعراً يقطع الفدافدا
طوراً وطوراً يردُ المواردا
ولا يزال يقصد المقاصدا
فيدرك الآثار والطرائدا
ويَنحل الأغلال والقلائدا
وينقض الأوتار والحقائدا
فلا تُثرْ من لم يُثرك عامدا
ولا تُثر من عَتبهُ الأساودا
ليس بأن تمنعه المرافدا
لكن بأن تحقر منه ماجدا
ذا هممٍ قد ناغت الفَراقدا
يحسبُهُ عطاردٌ عُطاردا
قولاً وحولاً صادراً وواردا
تبلوه ألفاً وتراهُ واحدا
تلقى إليه العُضُل المقالدا
قد طال بالعفوالقيام قاعدا(77/202)
أجب كتابي باخلاً أو جائدا
تجد أخاك عاذراً أو حامدا
وإن غدوتَ لشقاقي صامدا
مستبطناً من دوني الأباعدا
ورُمت أن تُرضيَ منِّي حاسدا
معتمداً ما ساءني لا حائدا
عنهُ تُراعي الحُرم التلائدا
ولم تُعظِّم أن أبيتَ واجدا
ألفيتني أحمي محلِّي حاشدا
ذا شيعة ٍ طوراً وطوراً فاردا
أُلقى لقاء الأجدلِ الصَّفاردا
مُنازلاً دون الحمى مُطاردا
مُطَاعناً ذا نجدة مُجالدا
تكفي هُوينايَ المُشيح الجاهدا
مبارزاً طوراً وطوراً لابدا
كالقُسور الضاري تربَّى صائدا
ولم أزل عضاً أكيدُ الكائدا
ولا أَخِرُ للمعادي ساجدا
ولم أُقارب صاحباً مُباعدا
قَطُّ ولا أُعطيتُ رأسي القائدا
ولم أكن للمُطمعاتِ عابدا
إياك إياك وبعثي حارِدا
فيخطىء الحلمُ الصِّراطَ القاصدا
ويركب الجهلُ الطريق العاندا
واعلم وإنكنتَ صليباً ماردا
ص
أن الكريم يتَّقي القصائدا
إذا غدت أعناقُها شواردا
قد قُلِّدت أمثالُها الأوابدا
هَبْك حديداً حاذرِ المباردا
واعلم بأن الشعر ليسَ بائدا
بل خالدٌ إن كان شيء خالدا
وظالمين استوْطَئوا المراقدا
ذَعَرْتُ أطغاهمْ فبات ساهدا
أسوانَ لا يستوثِرُ الوسائدا
صدقتُكَ الحق فأعتبْ راشدا
وَليشبهِ الغائبُ منكَ الشَاهدا
ولا تَبِتْ فوق شفيرٍ هاجدا
ولا عن الساهر فيكَ راقدا
ولا لنعماءِ مُجِلٍ جاحدا
ولا تدع حراً حميَّاً حاقدا
يحزُق أنياباً لهُ حدائدا
وشحن بأطراف الغنى المراصدا
تترك ضراماً في القلوب خامدا
ولا تدع أفئدة ً مواقدا
إن البذور تُعقِبُ الحصائدا
وكنتُ لا أكذب أهلي رائدا
واعلم متى أعتبتني مُماجدا
مُراجعاً بِرَّكَ بي معاودا
وكنتَ ممن حاذر العوائدا
أنك إن ماطلتني المواعدا
وأضرم الصيفُ الأجيجَ الصاخِدا
جاءَ الكِساء عند ذاك باردا
برداً على برد الشتاء زائدا
لا بارداً يَفثأ حَرَّا واقدا
ولا لذيذاً يشبه البواردا
لكن مسيخاً يشبه الجوامدا
والرِّمم البالية الهوامدا
ثِقلاً على الظهر ثقيلاً كاسدا
ولا أُحب التُّحفَ الزَّهائدا(77/203)
ولا أُريغ السِّلع الكواسدا
فالرأيُ أن تلتمس المُحائدا
عن مطْلنا لُقِّيتَ عيشاً راغدا
واجعلهُ لا يجني لك المواجِدا
ولا أُصادف فيكَ سلكاً عاردا
فلستُ ممن يلبس البَراجدا
رُعدتُ فاستطمر حَيائي الراعدا
شكري ولا تستصعقِ الرواعدا
مني ولا تستجلب العرابدا
حاشاكَ أن تسْتفره المكائدا
للنفس أو تَنتخب المكائدا
كخائن يَنتَهِش الأرابدا
وكنْ صديقاً حَفظ المعاهدا
ولم تَخُن غيبتهُ المُعاقدا
وراقب النِّشْدَة والمُناشدا
ولا تعدْ بعد صلاحٍ فاسدا
واغدُ إلى سُوق العلا مزايدا
فَمَلِّكِ المكارمَ القوائدا
تمليكَك الحرائرَ الولائدا
ولا يكنْ آملكَ المُكابدا
كلا ولا سائلُكَ المُجاهدا
وقد وطَّد اللهُ لكَ الوطائدا
فلا يَجِدكَ اللهُ إلا شائدا
بُنيان صدقٍ يحفظ القواعدا
ولا تُواغدْ حارضاً مُواغدا
يَبيتُ عنمعروفه مُراودا
نفساً ترى في حلِّها المزاودا
خطباً ينُّصُ القُلصَ الجلاعدا
كأنَّما تركبُ وأداً وائدا
من والد أغرى بها الحواسدا
لو خلتُ حالي تبتغي المُساندا
عندك أعددتُ لكفٍّ ساعدا
لكنني لم أخفِ المناكدا
لديكَ بل أحسنت ظني سامدا
مُراغماً للشُّبُهات طاردا
ياآل نوبَختٍ أجيبوا ناشدا
وُدَّا لكم أصبح عنه شاردا
ألم أكن عوناً لكم مُرافدا
وخادماً ناهيكمُ وحافدا
وكنتَ لي يابن عليٍّ ماهدا
مُغايباً للبِرِّ لي مُشاهدا
حابسَ ظِلٍّ لا يزال راكدا
مُجريَ ماءٍ لا يزال ماكدا
كن لي على الودّ كمهدي عاقدا
لا زلتُ للأسواء فيكَ فاقدا
فقد غدا حلمي لجهلي غامدا
وحصّن العهدَ بسورٍ آمِدا
يا ساعداً ألوي به السواعدا
قد كُنت عيناً تُسكتُ المناقدا
فلا تُبَهْرجْ فتسوءُ الناقدا
فازت يدٌ تُضحِي لها مُعاقدا
فوزَ يدٍ عانقت الخرائدا
في جنَّة ٍ يُضحي جَناها مائدا
بحيث لاتلقي هناك ذائدا
ولا ترى ضداً لها معاندا ن
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قل لأمير المؤمنين المعتادْ
قل لأمير المؤمنين المعتادْ(77/204)
رقم القصيدة : 60786
-----------------------------------
قل لأمير المؤمنين المعتادْ
رعاية َ الله له بالمرصادْ
أبشرْ بكيد الله كلَّ كيادْ
عنكوعَمِّرْ كبقاءِ الأَطوادْ
قد اعتضدتَ بأشدِّ الأعضادْ
بالله مولاك لقتل الأضدادْ
يا عُرُسَ الدنياوعيدَ الأعيادْ
مُلكُك طول الدهر راسِي الأوتادْ
مُستمكِنُ العزِّ وريقُ الأعوادْ
هذا أبو النجم كنجمٍ وقادْ
وابنُ سليمان القليلُ الأندادْ
كلاهما دونك جمُّ الأمدادْ
ما شئتَ من يُمنٍ ورأي منقادْ
وسَوْقِ أموالٍوقود أجنادْ
آجامُ نصرٍ حول ضرغامٍ عادْ
موكَّلِ الجَّد بصرع الأجدادْ
له إلى ما شاء من رشدٍ هادْ
قَسورة ِ الغِيلِ وتِنَّين الوادِ
غيثِ الورى من حاضر ومن باد
ذوي عارضٍ يمطر قبل الإرعاد
هيبتُه قارعة ٌ للأكباد
يفْلِقُ أرواحَ العدا في الأجساد
وجودهُ يغمر جُودَ الأجواد
وينشر الموتى بتلك الأرفاد
أقذى به اللَّهُ عيونَ الحساد
وعاش في حالة نامٍ مُزْداد
بين كُفاة ٍ ورجالٍ أنجاد
فهو إذا ما عُدَّ فردُ الأفرادْ
وليكبت الفُسّاق أهلَ الإلحادْ
قد نسخ الإصلاحُ كل إفساد
وأبعدَ الفسقَ أشَّد الإبعادْ
واستأثر اللَّهُ بصدق الميعاد
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هنيئاً بني العباس إن إمامكمْ
هنيئاً بني العباس إن إمامكمْ
رقم القصيدة : 60787
-----------------------------------
هنيئاً بني العباس إن إمامكمْ
إمام الهدى والجود والبأسأحمدُ
كما بأبي العباس أنشىء مُلكُكُم
كذا بأبي العباس منكم يجدِّدُ
إمام يظل الأمس يُعملُ نحوه
تلفُّتَ ملهوف ويشتاقُه الغدُ
يودّ الزمانُ المنقضي عنهُ أنهُ
عليهِ لزامٌ آخر الدهر سرمدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> دهر يُشبِّعُ سبتَه أحدُهُ
دهر يُشبِّعُ سبتَه أحدُهُ
رقم القصيدة : 60788
-----------------------------------
دهر يُشبِّعُ سبتَه أحدُهُ
متتابعُ ما ينقضي أمدُهْ
والحالُ من سعدٍ يساعدنا(77/205)
طوراً ونحسٍ مُعقب نكدُهْ
يومٌ يبكِّينا وآونة ً
يومٌ يُبكينا عليهِ غدُهْ
نبكي على زمنٍ ومن زمنٍ
فبكاؤنا موصولة ٌ مُددهْ
ونرى مكارهنا مُخلَّدة ً
والعمرُ يذهب فانياً عددُهْ
أفلا سبيل إلى تَبَحبُحِنا
في سرمدٍ لا ينقضي أبدُهْ
سَكرى شبابٍ لا يعاقبه
هرمٌ وعيشٌ دائم رَغدُه
لا خيرَ في عيشٍ تخوّنُنا
أوقاته وتغولنا مُدده
يُعطي الفتى الأيام يُنفقها
وقِصاصها أن يُقترَى جَلَدُه
من أُقرضَ الأوقاتَ أتلفها
وقضى جميعَ قروضها جَسَدُه
حتى يغيب في مُطَمَطَمة ٍ
لا أهلُه فيها ولا ولَدُه
وأُجَلُّ ذلك أن تُرِكتُ سُدى ً
من قاسم وأقراني بلده
ملك إذا اسودتْ لديَّ يدٌ
من غيره ابيضَّت لديَّ يدهُ
مهما عَدِمنا من سَدى ً وندى ً
عندَ الملوك فعندَه نَجدُهْ
خلَتِ الإساءة ُ من إرادتهِ
ويريد إحساناً ويعتمدُه
ما انفكَّ يرفعُني وينفعني
حتى أضرَّ بحاسدي حسدُه
قالت فضائلُه لآملهِ
نعم الفتى للدّهر تَعتَقدُه
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كلُّ زرعٍ فإنهُ للحصادِ
كلُّ زرعٍ فإنهُ للحصادِ
رقم القصيدة : 60789
-----------------------------------
كلُّ زرعٍ فإنهُ للحصادِ
والمنايا روائح وغوادي
رحم اللهُ من مضى ووقاكمْ
نُوبَ الدهر يا بني حمَّاد
فلئن نلتمُ سعود جدودٍ
ما حُرمتمْ مكارم الأجدادِ
ولئن لم يكن من الموت بدٌّ
إن معروفكم لبالمرصاد
فاسلموا وانعموا بخير متاع
واسعدوا بعدهُ بخير معاد
جعل اللهُ عيشكم خير عيش
ما حَييتُمْ وزادكمْ خير زادْ
وأراكم في المال والحال والأن
فُسِ ما تشتهون والأولاد
ووقاكم كيد البغاة ولا ق
لَّ أمدادكم من الحُساد
يابني النُسكِ والحكومة وال
حكمة والعدل والنُّهَى والرشاد
إن فغلتم ففعلُكُم لصوابٍ
أو نطقتم فنطقكم لسَداد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ماخمدت ناري ولكنني
ماخمدت ناري ولكنني
رقم القصيدة : 60790
-----------------------------------(77/206)
ماخمدت ناري ولكنني
ألقى قلوباً نارها خامدَهْ
قد حَدَثَتْ في دهرنا أنفُسٌ
تسْتبردُ السُّخنة َ لا الباردهْ
كما تعافُ الطَّيَّبَ المشتهى
من الطعام المَعِدَة ُ الفاسدهْ
وليس بالبارد ما استبردتْ
لكنها الباردة ُ الجامدهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لك الطائر الميمونُ والطَّالع الَّسعدُ
لك الطائر الميمونُ والطَّالع الَّسعدُ
رقم القصيدة : 60791
-----------------------------------
لك الطائر الميمونُ والطَّالع الَّسعدُ
وطولُ بقاء ليس من بعده بَعدُ
تأمَّلْ وأنتَ المرءُ ينظر نظرة
فلا غَورَ إلا وهو في عينه نجدُ
ذكاءً وإشرافاً على كل غامضٍ
يقصّرُ قِدماً دون عفوهما الجُهد
ألم تر أن الجدَّ مذ كان سيِّد
وأن الوَنَى في كل عارفة عبْدُ
وتكميلُ معروف الكريم بحشده
وأسديتَ معروفاً وقد بقي الحشْدُ
ولستُ براضٍ منك ما لستَ راضياً
ولستَ براضٍ غير ما يرتضي المجد
إذا ما قصدتَ الأمرَ أول قصْدِه
ولم تَتْلُها أخرى فما حَصْحَصَ القصد
ولا عمدَ لم يحفزهُ عمدٌ مؤكَّدٌ
من المرءِ إلا أشبهَ الخطأَ العمدُ
وعنديَ أمثالٌ لذاك كثيرة
سَيَحْدُو بها في البر والبحر من يحدُو
إذا ما عقدتَ العَقد ثم تركته
ولم يَثْنِهِ عِقْدٌ وهى ذلك العَقْد
وما النّهْلُ دون العَلِّ شافي غُلَّة ٍ
وإن ساعدَ الماءَ العُذُوبة ُ والبردُ
ولا البرقُ دون الرعدِ ضامن مَطْرة
ولكن إذا ما البرقُ عاضده الرعدُ
وما العينُ عيناً حين تفقد أختَها
ولا الأذنُ أذُناً ما طوى أختَها الفقْدُ
وما اليدُ لولا أختُها بقويَّة ٍ
ولا الرجل لولا الرجل تمشي ولا تعدو
ولا كلُّ محتاج إلى ما يشدُّه
يُسَفْسِفُ إلا والوهاءُ له وكدُ
فعزِّز كتاباً منك وتراً بَشْفعه
فما عزَّ إلا الله مُستنجَدٌ فردُ
ترفَّعْ عن التعذير غير مُذمّم
إلى شرف الإعذار يخلصُ لك الحمدُ
وزدنا من الفعل الجميل فلم تزلْ
تَكرَّمُ حتى يعشق الكَرمَ الوغدُ
وبعدُ فإني يا قَريعيْ زماننا(77/207)
مُبِثُّكُما وجدي فما مثله وجدُ
ألا فاسمعا لي إن شكوتُ فطال ما
شدوتُ بمدحي فيكما فوق من يشدو
عَميدَيَّ ما بالي حُرمت جَداكما
ورأيُكما رأيٌ وعهدكما عهْدُ
أعندي مُنقضُّ الصواعق منكما
وعند ذوي الكفر الحيا والثرى الجعدُ
وتحتيَ نعلي تخبطُ الأرضَ جُهدَها
وتحت سِوايَ السَّرجُ والسابح النهدُ
ولا غَروَ أن تحظى عَليَّ عصابة
لوت حمدها والحمدُ عندي والحقد
كذا والوهد تحظى بالسُّيول على الرُّبا
ويُعشبن بَدءاً قبل أن يُعشِبَ الوهدُ
متى أنصرفْ بالوجه والقلبِ عنكما
وأغدُ على حرٍ فحُقَّ ليَ الحردُ
شهدتُ لقد أشقيتماني وإنما
تقدم لي بالحظِّ لا الشّقوة ِ الوعدُ
أُرجِّي فما أرجو ضمانٌ لديكما
وأخشى فما أخشاه عندكما نقدُ
وماهو إلا واقع العتبِ منكما
وهل مثلهُ حبسٌ وهل مثلهُ جلدُ
وما لي من ذنب وإن براءتي
وعذريَ مما لا يغيبهُ الجَحدُ
أتنُبو بي الدنيا على حين لينها
وقد سكن الزلزال وامتهدَ المهدُ
وقد ضم عَنَزَ الأهل والذئبَ مرتعٌ
وأصبح ظبيالرَّملِ صالحهُ الفهدُ
أمالي إلى أن تجمعا لي رضاكما
سبيلٌ ولا يجري بذلك لي سعدُ
أمالي إلى أن تغدوا صدرَ مجلس
مساغٌ فلا يغدوا ابن حظ كما أغدوُ
هنالكَ تجري لي سعوديَ كلها
فيحيا الشباب اللدنُ والزمن الرغدُ
تعاديتما والحسنُ والطيب فيكما
كما يتعادى النرجس الغضُّ والوردُ
وما الحسنُ والطيب الذي قد حويتما
سوى فضل أخلاق محامدها سردُ
وعلمٍ وحلم لا يوازن بعضهُ
شَرَورى ولا رضْوَى وعروى ولا رقدُ
عذلتكما عذلي وليس بجارح
فإن كان عذلاً جارحاً فهو القصدُ
له النخسة ُ الأولى وينفع غبُّهُ
وما زالَ مني نحو نفعكما صمدُ
بذوركما فاستصلحاها لتجنيا
صلاحًا إذا ما الرَّيعُ حصَّلهُ الحصدُ
وإياكما والبغيَ خدناً فإنهُ
ذميم دميم في أحاديث من يندو
وعلمكُما بالرشدِ ما قد علمتما
ونحوكما نصُّ المشاورِ والوخدُ
وبالله ما مقدار دنيا تُنُوفستْ
بمثلٍ ولا عدلٍ لبعض الذي يبدو
وما أنا إلا ناصح متحرِّقٌ(77/208)
بحبكما حتى يشقَّ له اللحدُ
وما زُلتُ عن رأيٍ ولا حُلتُ عن هوى
ولا قلتُ حتى قيل لي حجر صلدُ
وفدتُ وآمالي ومدحي عليكما
ولا عذرَ مالم يغش وفدكما وفدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا زلتَ أبيضَ غُرَّة ٍ وأيادِ
لا زلتَ أبيضَ غُرَّة ٍ وأيادِ
رقم القصيدة : 60792
-----------------------------------
لا زلتَ أبيضَ غُرَّة ٍ وأيادِ
تبدو لنا في سُؤدد وسوادِ
خلعٌ عليكَ جمالُها وجلالُها
أيامُها للناس كالأعيادِ
قسماً لقد رضيتك أعينُ معشر
من وامقين وشانئين أعادي
أقبلتَ في جيشٍ يُظلُّك ليلُهُ
وإليكَ منك لكل عينٍ هادِي
متدِّرعاً خلعاً أنستَ بلُبسها
أنس المعوَّد لبسها المعتادِ
طُرفاً علت شرفاً تليداً لم تزل
متعهِّداً من مثلها بتلادِ
خلع الإلهُ عليكَ يومَ لبستها
هديَ الشَّكور وبهجة المزدادِ
وكساك من خلعِ القلوب محبة ً
كمحبة ِ اللآباءِ للأولادِ
فظللت في خلع تفاوت نجرُها
خافٍ تلاحظه العقول وبادِ
عُمِّرتَ تنهض في مراقٍ عفوها
عفوُ الحدور وأنتَ في إصعادِ
تغدو وأنت جوى ً لأكباد العدا
وقلوبهم وندى على أكبادِ
وإخال أن عِداك قد عطفتهم
كفَّاك بالإرفاد فالإرفادِ
ولقد أردتُ جزاءهم بفعالهم
فعلمت أن العرف بالمرصادِ
يا من أرى حساده استحقاقه
للحظِّ فاستدعى هوى الحسادِ
حسنٌ وإحسان إذا ما عُوينا
ردّا عليكَ ولاء كلَّ مُعادي
من ذا يُعادي البدر أمسى منعماً
نُعمى عفوٍّ للذُّنوبِ جوادِ
كم من يدٍ بيضاء قد أوليتها
تثني إليكَعنانَ كلَّ ودادِ
شكر الإلهُ صنائعاً أسديتُها
سُلكت مع الأرواحِ في الأجسادِ
وعفا نُبوُّك عن وَلِّيكَ إنهُ
أحدوثة ٌ في جانبِي بغدادِ
ومن الزيادة في البلية أنني
أصبحت في البلوى من الأفرادِ
أرني سواي من الذين صنعتهم
رجُلاً نسخَت صلاحه بفسادِ
إني أعوذ بيُمن جدِّك أن أرى
بعد الدنوِّ رهينة َ الإبعادِ
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ليَّ زرع أتى عليه الجرادُ(77/209)
ليَّ زرع أتى عليه الجرادُ
رقم القصيدة : 60793
-----------------------------------
ليَّ زرع أتى عليه الجرادُ
عادني مُذ رُزئتهُ العُوّادُ
كنتُ أرجو حصاده فأتاه
قبل أن يبلغَ الحصادَ حصادُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عيدان مجموعان في عيدِ
عيدان مجموعان في عيدِ
رقم القصيدة : 60794
-----------------------------------
عيدان مجموعان في عيدِ
دليلُ تأكيد وتأييدِ
ما جُمعَ الفطرُ إلى جُمعة ٍ
إلا لملك ولتخليدِ
ولم أقل من ذاك ما قلته
إلا بتوفيق وتسديد
وليس منِّي ذاك بل منكُمُ
يا نجلَ صنديد فصنديد
حَبَتْكَ بالنَّرجسِ أيامُهُ
والراحِ فاشرب غيرَ تصريدِ
على سماع مُطربِ معجبٍ
ألذّ من نجحِ المواعيدِ
واجعله يا من لم يزل ماجداً
في الفعل موصولاً بتمجيدِ
لا من حدودٍ سودتها اللِّحَى
بل من خدودٍ ذاتِ توريدِ
تجمع لعين وفمٍ طاهر
ماءَيْ خدود وعناقيد
دونك ياسيِّدَ أكفائه
عزف الحسان الخرد الغيدَ
فمن صوابِ الرأي لُقيتهُ
جمعك بين العيد والغيدِ
وأخلق العيدَ وأمثاله
في ظلِّ نعمى ذات تجديدِ
لا زالت الدّنيا وأملاكها
تُلقى إليكم بالمقاليدِ
وشيَّد الله الذي أسست
لكم سعادات المواليد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قدم الفطرُ صاحباً مودُوداً
قدم الفطرُ صاحباً مودُوداً
رقم القصيدة : 60795
-----------------------------------
قدم الفطرُ صاحباً مودُوداً
ومضى الصومُ صاحباً محموداً
ذهبَ الصّومُ وهو يحكيكِ نُسْكاً
واتى الفطرُ وهو يحكيكَ جوداً
وشبيهاكَ لا يخونانكَ العه
د لعمري بل يرعيان العهودَا
وستبقى عليهما ويعودا
ن كما أنتَ مُشتهٍ أن يعودَا
جعلَ الله عمر شانئكَ المق
صور حتماً وعمرك الممدودا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاتزل أيها الإمام السعيد
لاتزل أيها الإمام السعيد
رقم القصيدة : 60796
-----------------------------------
لاتزل أيها الإمام السعيد
لك نُعمى تنمي وعمر يزيدُ
فلأنت الرشيدُ أمراً وأنى(77/210)
يخطيء الرشدَ من أبوه الرشيد
ومن الرشدِ أن تنادم عيداً
حقُّه الكأس والسماع السديدُ
إن عيداً حيَّا الخليفة ِ بالنر
جِس والعرسِ والعروس لعيد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> خسأتُ كلباً مرّ بي مرة ً
خسأتُ كلباً مرّ بي مرة ً
رقم القصيدة : 60797
-----------------------------------
خسأتُ كلباً مرّ بي مرة ً
فقال مهلاً يا أخا خالد
حسبكم خزياً بني آدم
شركتكم إياه في والد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إن كنت تعطيني عطا
إن كنت تعطيني عطا
رقم القصيدة : 60798
-----------------------------------
إن كنت تعطيني عطا
ءك للهلال إذا بدا
فيحق لي في كل ما
لاقيتني أن أُرفدا
لي من جبينكَ بدر سع
د طالع لن يُفقدَا
فمتى نظرت إلى سنا
هُ فحُقّ لي أن أسعدَا
فعلام أمنع واجبي
وعلام أمطَلُ سرمدا
ولمّا لعبدكَ واجب
لكن لكونك سيدا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يرى ما وأى عنه الرجاءُ كما وأى
يرى ما وأى عنه الرجاءُ كما وأى
رقم القصيدة : 60799
-----------------------------------
يرى ما وأى عنه الرجاءُ كما وأى
وما وعدت منهُ الظنونُ كما وعدْ
ويعطي فيكفي بدء جدْواه عودها
ألا هاكذا فليمنع اليوم رفد غد
يعاقب ما أدنى العقابُ من التقى
ويعفو فلا يعفو قعوداً على ضمد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بان الشباب ونعم الصاحبُ الغادي
بان الشباب ونعم الصاحبُ الغادي
رقم القصيدة : 60800
-----------------------------------
بان الشباب ونعم الصاحبُ الغادي
وكان ما شئت من أنس وإسعادِ
بان الشباب حميداً ماذممت له
عهداً ولاذُمّ ما زودت من زادِ
وكان واللهوُ مقرونين في قرنٍ
فأنبتَّ حبلهما مني لميعاد
وقد تخايلت في سرباله عُصُراً
أعودُ فيه من اللذات أعيادي
إذ للشباب حبالاتٌ أصيد بها
وغرَّة ُ تدّري وحشي لمصطادي
أصبِي الفتاة وتصيبني الفتاة به
كلا الحبيبينِ منقاد لمنقاد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رجل وجهه كضرع المردِّ
رجل وجهه كضرع المردِّ(77/211)
رقم القصيدة : 60801
-----------------------------------
رجل وجهه كضرع المردِّ
حاش لله أو كسحر المغدِّ
جدليُّ إذا تُنُوزع شِعر
شاعرٌ حضرة الجدال الألدِّ
مستجير من ذكري هذه بهذا
ما لديه لسائل من مردِّ
وبغيضٌ سبحانه من بغيضٍ
وتعالى عن كل مثل وندِّ
حمَّلَ اللّهُ أرضهُ ثقليها
وعلاها بثالثٍ منه إدِّ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شبّهتها إذا أقبلت
شبّهتها إذا أقبلت
رقم القصيدة : 60802
-----------------------------------
شبّهتها إذا أقبلت
تميسُ يومَ الأحدِ
بغصنٍ غضٍ ند
وظبية ِ بالجرد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بغضب عضَّ يري
بغضب عضَّ يري
رقم القصيدة : 60803
-----------------------------------
بغضب عضَّ يري
وطيبهُ بالجرد
وقلتُ لمّا بخلت
عن عبدها بالصَّفَدِ
يا فتكُ ياسيدتي
إن لم تثيبي فعدي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> باقي كتابي بيدي
باقي كتابي بيدي
رقم القصيدة : 60804
-----------------------------------
باقي كتابي بيدي
بان لمن سيفُ عَدِي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لو كنتَ تخلد خلد لؤ
لو كنتَ تخلد خلد لؤ
رقم القصيدة : 60805
-----------------------------------
لو كنتَ تخلد خلد لؤ
مك كنت كاسمك خالدا
أو لو علوتَ عُلُوَّ قرْ
نكَ كنت شيخاً ماجدا
أُثني عليك ولستُ مثْ
لِكَ للصنيعة ِ جاحدا
إني وجدتُ الشتم في
كَ مواتياً ومساعدا
لو لم تكن عوني علي
كَ لقيتُ جُهداً جاهدا
فلأهجونَّك شاكراً
نعمى المعونة ِ حامدا
أهجوتني وحسبتني
يا ابن الخبيثة راقدا
أحسنت ظنك بالأما
ني الكاذبات مواعدا
فلأْتركنك بعد ظنَّ
ك لاتصدِّق واعدا
ولأحدُوَنَّ بك القوا
فيَ والكلام الشاردا
يا ابن اللئامِ بني اللئا
م بني اللئام فصاعدا
هلَّا تذَّكَّرتَ المصا
در إذ تقحَّمُ واردا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاتحملنَّ هموم أيامٍ على
لاتحملنَّ هموم أيامٍ على
رقم القصيدة : 60806
-----------------------------------(77/212)
لاتحملنَّ هموم أيامٍ على
يومٍ لعلَّك أن تقصِّر عن غدِهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ذَكَرَ الحبيبَ فقام فردا
ذَكَرَ الحبيبَ فقام فردا
رقم القصيدة : 60807
-----------------------------------
ذَكَرَ الحبيبَ فقام فردا
وجفا الكرى شغَفاً ووجدا
ذِكَراً تصيب لِوَقْعِهِ
نَّ على غليل القلب بَرْدا
واستنهضَ البدنَ الكلي
ل فزاده نَهَكاً وكدا
لم يضْطَجِعْ إلا لِيَعْ
فِر في تراب الأرض خدَّا
ياحسنه يدعو الحبي
بَ إذا رُواق الليل مُدَّا
ياسيدي إني رضي
تك سيداً فلأُرض عبدا
ياسيدي أنت الذي
يممتُ دون الحُورِ قصدا
ولقد أَحَبَّك معشر
لِتثِيبهم مُلْكاً وخُلدا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> النار في خديه تتَّقِدُ
النار في خديه تتَّقِدُ
رقم القصيدة : 60808
-----------------------------------
النار في خديه تتَّقِدُ
والماء في خديه يَطَّرِدُ
ضدان قد جُمِعا كأنهما
دمعي يسيح ولوعتي تقِدُ
يا ناقد الدنيا وأنت أخٌ
للحسن لاماأنت مُنْتقِدُ
يامن أُرِقَّ وحُلَّ جوهرُه
فانحلَّ حتى كاد ينعقدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيا ثقفيُّ أراك الذي
أيا ثقفيُّ أراك الذي
رقم القصيدة : 60809
-----------------------------------
أيا ثقفيُّ أراك الذي
سيُلحقُ أُخرى ثمودٍ ثمودا
فيالثَقيفٍ بقايا ثمو
د أنذرتُ مَدْخولكم أن يعودا
قبيلة ُ سوءٍ رماها الإل
هُ بصاعقة تركتهمْ هُمودا
أصابتهُمُ فأبادتهُمُ
سوى نفرٍ حَسِبَتْهُمْ قرودا
وماكان يخطىء سهمٌ رمى
به الله إلا القليل الزهيدا
نَذارِ نَذارِ وإلا نظا
رِ مني قوارعَ تُوهي الحديدا
فإما ارْعَوَيْتَ فرشداً أتَيْ
ت وأنى يكون غَويُّ رشيدا
وإما أبيتَ فإن القضا
ء يُشْقي جُدُوداً ويُحظي جدودا
ومن أجل ذلك تجري النجو
م طوْراً نحوساً وطوراً سعودا
وكنتُ إذا ماهجاني اللئي
م أرهقتُه من هجائي صَعُودا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لِيَكْفِكَ حاسداً حَسَدُهْ
لِيَكْفِكَ حاسداً حَسَدُهْ(77/213)
رقم القصيدة : 60810
-----------------------------------
لِيَكْفِكَ حاسداً حَسَدُهْ
وماتَصْلى به كَبِدُهْ
فلو أسْعرته ناراً
لكانت دون مايجدُهْ
وذي حسدٍ يكاشِرُني
وتحتُ جَنانه رَصدُهْ
يبيتُ إذا تذكَّرني
وحمى خَيْبَرٍ تَرِدُهْ
ويرمَدُ حين يبصرني
فَدام بعينه رَمدُهْ
أصيب سَواء مقتله
على أنْ لستُ أعتمدُهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقبل الفطرُ وهْو يحكيك جودا
أقبل الفطرُ وهْو يحكيك جودا
رقم القصيدة : 60811
-----------------------------------
أقبل الفطرُ وهْو يحكيك جودا
مُطعِماً مُطلِعاً عليك سعودا
فاشربِ الراح واقترحْ أن تُغنَّى
قُلْ ليوميك في ذرا النخل عودا
فهو فألٌ بأن يعود لك الفِط
رُ وأَضْحاهُ يحملان البنودا
وعدتْنا الأخبار فيك بقاء
حَقّق اللَّه ذلك الموعودا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لأبي بكر كلامٌ
لأبي بكر كلامٌ
رقم القصيدة : 60812
-----------------------------------
لأبي بكر كلامٌ
واحدٌ لا يتعدَّى
ضرب الله عليه
دون لفظ الخلق حدَّا
بعضُه أشركتُ بالل
ه وأُعْطِي الله عهْدا
لايرى من وَصْفه البُسْ
تان بالبصرة بُدا
ويَكُدُّ الموضع المس
كين بالتكرير كَدَّا
وإذا ناظر خَصْماً
ذات يومٍ فألَدَّا
مَطَّ للْخِصَمْ جبيناً
كجبين الأير صَلْدا
وادَّعى الإجماع فيما
كان للإجماع ضدا
وله أبياتُ شعرٍ
ألَّفَتْ زوْجاً وفردا
مُقْوياتٌ مُكْفِآتٌ
صَلحتْ للقرد عِقْدا
جمع الإغراب طُراً
في قوافيهن عمدا
وحروف المعجم الخِلْ
فة أحصاهنَّ عدَّا
سرد الكافاتِ والمي
ماتِ والدالات سردا
مثل ماضمَّتْ سبيلٌ
من شُعُوب الناس وفدا
وترى المخفوض منها
يطرد المرفوعَ طردا
ثم مِن أحلف خلقِ الل
ه أن لا يتغدَّى
وألجُّ الناس ما دا
م يُحَمَّى ويُفَدَّى
فإذا أعرضتَ عنه
جاء نحو الزاد شدَّا
كصبيِّ السوء يَلقَى
منه من قاساه جَهْدا
من أحدِّ الناس طراً
وأقلِّ الناس حدّا
واصلٌ من صَدَّ عنه
فإذا أقبل صدّا
وإذا قال رسول الل(77/214)
ه مدا الصوتَ مدا
فعل ساسيٍّ من القُص
صاص أعمى يتكدى
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا الحسين وأنت ال
أبا الحسين وأنت ال
رقم القصيدة : 60813
-----------------------------------
أبا الحسين وأنت ال
مليك يُنصِفُ عبدَهْ
ويسمع المدحَ فيه
ولا يُخَسِّسُ رفْدَهْ
يامن حبانا به الل
ه كَيْ نكثِّرَ حَمْدَهْ
وأُلِّفَتْ في ذراه
من العلا كل فَرْدَهْ
رأيتُ بالأمسِ مارا
قَ من عَدِيدٍ وعُدَّهْ
ومن سياسة ٍ مُلْكٍ
أصْبحتْ تهديه قَصْدَهْ
ونعمة ٍ قد أُتمَّتْ
ونعمة ٍ مستجدَّهْ
ودولة ٍ لن يراها
أعداؤها مستردَّهْ
فجلَّ ذلك حتى
مثَّلْتُ قدرَك عندَهْ
فدق كلُّ جليل
لحسن وجهك وَحْدَهْ
فكيف للعلم والحلْ
م حين تلبس بُرْدَه
بل كيف للدَّها والإِرْ
بِ حين تصمِد صمْدَه
بل كيف للعفو والجو
د حين تُنْجِزُ وعدَهْ
بل كيف للحزم والعزْ
مِ حين تُحْكِمُ عَقْدَهْ
أنَّى بِنِدِّكَ يامن
لم يخلق اللَّهُ نِدَّهْ
ولم يكن قطُّ ضداً
إلا لمن كان ضدَّهْ
فليعطك الحظُّ ماشا
ء وليكاثِرْكَ جُهْدَهْ
فقد أبى اللَّهُ إلا اعْ
تِلاء مجدِك مجدَهْ
يا من تَحلَّى من السيْ
فِ صفحتيه وقَدَّهْ
ولو نشاء لقلنا
بل شفرتيه وحَدَّهْ
ولو نشاء لقلنا
مَهَزَّهُ وفِرِنْدهْ
وحِلْمُهُ عند ذوي الحل
مِ حين يلبس غمده
يامن حكى في المعالي
أباه طراً وجَدَّه
خذها فما زلت تُعْطي
بنَقدة ٍ ألفَ نقده
ومن بغى لك سوءاً
فلا تَخَطَّى أشُدَّهْ
وفي المساعي فكن قَبْ
لَهُ وفي العمر بعْدَهْ
فليس يُطْريك مُطْرٍ
على طريق المودَّهْ
لكن على كل حالٍ
إذا تَيَمَّمَ رُشَدَهْ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قدمتَ قدوم البدر بيتَ سُعُودهِ
قدمتَ قدوم البدر بيتَ سُعُودهِ
رقم القصيدة : 60814
-----------------------------------
قدمتَ قدوم البدر بيتَ سُعُودهِ
وأمرُك عالٍ صاعدٌ كصعودِهِ
لبستَ سناه واعتليتَ اعتلاءه
ونأمل أن تحظى بمثل خلودِهِ(77/215)
وأقبَلت بحراً زاخراً في مُدُوده
على متنِ بحرٍ زاخرٍ في مدودِهِ
وأُقسمُ بالمُعْلِيكَ قدراً ورتبة ً
لجَودُكَ بالمعروف أضعافُ جودِهِ
ومارفدُك المحمودُ من رفْد رافدٍ
تُعَدُّ عيوبٌ جمَّة ٌ في رفُودِهِ
تذوبُ رفودُ البحر بعد جمودها
ومالَكَ رفدٌ ذاب بعد جمودِهِ
وأنت متى جُزْتَ الحدود نفعتنا
وكم ضرَّ بحرٌ جاز أدنى حدُودِهِ
ومازلت في كل الأمور تبزُّهُ
بمايعجز الحُسَّابَ ضبطُ عقودِهِ
وقد عرفَ البحرُ الذي أنا عارفٌ
فطأطأ من طغْيانه ومُرُوده
وأضحى ذَلولاً ظهرُه إذ ركبتَه
لمجدٍ يبيد الدهْرُ قبل بُيُودِهِ
ومن أجلك استكسى الشَّماَل بروده
وأقبل مزفوفاً بها في بُرُودهِ
ولولاك لاستكسى الجنوبَ سلاحَهُ
فكان ورودُ الحرب دون ورودِهِ
ولكن رأى سعدَ الكواكب فوقه
فسار وديعاً سيرُه كركُودِهِ
فهنَّاكَ الله السلامة َ قادماً
برغم مُعادِي حَظِّكم وحَسُودِهِ
وهنأك الله الكرامة خافضا
وفي كل حال يا ابن مَجْدٍ وعودِهِ
وبعد فإنِّي المرءُ أجديتُ قاعداً
ولم يجدِ قبلي قاعدٌ بقعودِهِ
وماذاك إلا أنَّ أرْوَعَ ماجداً
وفى لي بعهدٍ من كريم عهودِهِ
على أنَّ عَتْبا منه حَوَّلَ حالتي
لبعض عُنُودي لا لبعض عُنُودِهِ
وكان مَحَلِّي في النجود بفضله
فبدَّلني أغوارَهُ من نجودِهِ
فهل قائل عني له متوسل
بلين سجاياه ومجد جُدُودِهِ
لعبدك حق بالتَّحَرُّمِ واجب
أبى لك طيبُ الخِيم لؤمَ جحودِهِ
وفي جيده طوقٌ لنعماك لازِبٌ
أبى ربُّه إلا قيامَ شهودِهِ
وأنت الذي يأبى انحلال عقوده
وإن كان لا يأبى انحلال حُقُودِهِ
فَجَدِّدْ له نعمى بعفوٍ ونائلٍ
فما زلتَ أعْنَى سَيِّدٍ بمسودِهِ
وبشرى من البِشْرِ الجميل فلم يزلْ
يبشر بالصبْح انبلاجُ عمودِهِ
خَصصتُ وأثنى بالعموم ولم أكن
كصاحب نومٍ هبَّ بعد هجودِه
ولكنَّني بدَّأْتُ أبلَجَ لم أزل
أقاتل أسباب الردى بجنودِه
بقيتم بني وهبٍ برغم عدوكم
وشدة بلواه وطول سهودِه
ولابرحت بيضُ الأيادي عليكُمُ(77/216)
ومنكمْ مدى بيض الزمان وسودِه
دُفِعْتُمْ إلى مُلك كثير سدُودُه
فعادت فتُوح الملك ضِعْفَيْ سُدودِه
بكيْدٍ لكم قد زايلته غُمُوده
يؤيده كيْدٌ لكم في غموده
وألفيتُمُ المرْعى كثيراً أُسُودُهُ
فأَنصفتُمُ خِرْفانه من أسودِهِ
ولم يركم أمرٌ طلبتُمْ صلاحه
تَكأَّدَكم مادونه من كَئُودِهِ
فأعرض عنا كلُّ شرٍ بوجهه
وأقبل وجه الخير بعد صدودِهِ
فزاد مُصَلِّينا بكم في رُكُوعه
وزاد مصلينا بكم في سجودِهِ
ألا لا عدمنا طِبَّكُمْ وشفاءه
فقد بردت أحشاؤنا بِبَرُودِهِ
ولاعدم العرفُ الذي تصنعونه
مِداداً نُفُوذُ البحر قبل نفودِهِ
إليكُمْ رأى الراجي مَشَدَّ قُتُودِهِ
وفيكم رأى الساري محطَّ قُتُودِهِ
أتاكم ولم يشفعْ فلقَّاه طَوْلُكُمْ
نسيئاتِ مارَجَّاه قبل نُقُودِهِ
وقد كان تأميلُ النفوس مُقَيَّداً
فأطلقتُمُ تأميلَها من قيودِهِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تأخر من ثوابك ما أرجِّي
تأخر من ثوابك ما أرجِّي
رقم القصيدة : 60815
-----------------------------------
تأخر من ثوابك ما أرجِّي
ومابعد الذي أنظرت بَعْدُ
أعيذُك أن يكون نداك يأتي
وليس له على الأحشاء بَرْدُ
وذاك بأن تطيل المطل حتى
ينال النفسَ منه أذى ً وجَهْدُ
هنالك لا يساعِد فيك حمدٌ
وهل لمُكَدِّرِ المعروف حَمْدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تُرَى ابن سيرينَ ما رأى حُلُماً
تُرَى ابن سيرينَ ما رأى حُلُماً
رقم القصيدة : 60816
-----------------------------------
تُرَى ابن سيرينَ ما رأى حُلُماً
يبدُو له فيه غَيُّ مايَلدُ
فيتَّقي الله في مشيئته
فيختصي أو يَئيم أويئد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بدا سوء رأيك في مَشْهدي
بدا سوء رأيك في مَشْهدي
رقم القصيدة : 60817
-----------------------------------
بدا سوء رأيك في مَشْهدي
فصرِّحْ برأيك في موعدي
وبُحْ بالذي أنت لي مضمرُ
فما كلُّ ما أشتهي مُسْعدي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يخالف إخوانه في الطريق(77/217)
يخالف إخوانه في الطريق
رقم القصيدة : 60818
-----------------------------------
يخالف إخوانه في الطريق
إلى أن تضمهُمُ المائدَهْ
فبينا كذلك إذ هُمْ به
مع القوم كالحيَّة الراصدهْ
يلين الطعام على ضرسه
ولو كان من صخرة جامدهْ
ويأكل زاد الورى كلَّه
ولكنها أكلة ٌ واحدهْ
ولو عاينْته جحيمُ الإِله
لخرت لمعدته ساجدهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سأحمد بعد الله في كل مشهد
سأحمد بعد الله في كل مشهد
رقم القصيدة : 60819
-----------------------------------
سأحمد بعد الله في كل مشهد
أبا حسن أعني علي بن أحمدِ
وأشكره شكرين شكراً لحاجة
قضاها وشكراً أنها لم تُنَكَّدِ
قَضَى حاجتي سمحاً بها مُتَيَسِّراً
فَعَال امرىء بالصالحات مُعَوَّدِ
وماذاك بدعاً من أفاعيل ماجدٍ
له بيت مجدٍ في القديم وسُؤْددِ
فتى الصّلْحِ بل بغداذ بل سُرَّ من رأى
وما هو مما فوق ذاك بمُبعِدِ
لعمري لئن دارتْ رحايَ بإذنه
صبوحاً برغم من أَعادٍ وحُسَّدِ
لقد أصبحت أرْحاء فكري دوائراً
له بفنونٍ من مديح مؤبَّدِ
وكل امرىء يَبْقَى جميلُ ثنائه
وإن كان يمضي فهو مثلُ المخلدِ
فتى جاور النعماء حق جوارها
عفافاً وبرَّاً باللسان وباليدِ
فأضحى عليه ثوبها وهو سابغ
فلا زال منها في لبوسٍ مجدِّدِ
وياحبذا النعماء ثوباً لمنعمٍ
وَصُولٍ كريمٍ في الكرامخ مردَّدِ
تردى عليها حَمْدَ حُرٍّ ولم تكن
لتكمُلَ إلا وهو بالحمد مُرتدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ورياضٍ تخايلُ الأرض فيها
ورياضٍ تخايلُ الأرض فيها
رقم القصيدة : 60820
-----------------------------------
ورياضٍ تخايلُ الأرض فيها
خُيلاء الفتاة في الأبرادِ
ذات وشيٍ تناسَجَتْهُ سوارٍ
لَبقاتٌ بحوْكِه وغوادِ
شكرتْ نعمة َ الوليِّ على الوسْ
مِيِّ ثم العِهاد بعد العِهادِ
فهي تُثني على السماء ثناء
طيِّب النشر شائعاً في البلادِ
من نسيمٍ كأنَّ مَسْراه في الأرْ
واح مسرى الأرواح في الأجسادِ(77/218)
حَملَتْ شكرها الرياح فأدَّت
ما تؤديه ألْسُنُ العُوَّادِ
منظر مَعْجِبٌ تحيَّة َ أنف
ريحها ريح طيِّب الأولادِ
مَسْمَع مُطرِب إذا شئت مُلْهٍ
لك عن كل طارف وتلادِ
تتداعى بها حمائمُ شتَّى
كالبواكي وكالقيان الشوادي
من مَثان مُمَتِّعات قِرانٍ
وفِرَادٍ مفجِعات وحَادِ
تتغنى القرآنُ في الأي
ك وتبكي الفراد شجو الفراد
فهتاف الممتعات أهازي
جُ يُقَفِّينَهُنَّ بالهَدْهادِ
وهتافُ المفجِّعات أرانيمُ
شجا البائسات فيهن بادي
فإذا ما القران حثحثت الأه
زاج في كل ناعمٍ ميَّادِ
حركت لوذعية الفتية الأ
نجاد أو أريحية الأجوادِ
وإذا ما الفراد رجَّعت الأر
نان تبكي لوحشة الإفراد
حركت شجو كل فاقد إلْفٍ
وأخي مَعْشَقٍ عميد الفؤادِ
وكلا المسْمَعَين يُلتدُّ منه
قرعه للقوب والأكباد
Free counter
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لم يطَّرِفْ طارف المساعي
لم يطَّرِفْ طارف المساعي
رقم القصيدة : 60821
-----------------------------------
لم يطَّرِفْ طارف المساعي
من لم يؤثِّل لها تِلاد
لكنه يستزيد منها
ما وجد السعْي مُستزادا
فعل امرىء للعلا كَسوبٍ
يرى العلا خير ما استفادا
يمضي على نهج أوَّلِيهِ
مشمِّراً يطلُع النِّجادا
وما علا شأنه لِجُودٍ
كلاّ ولكن علا فجادا
مثل السماء التي استقلت
فأصبحت تمطر البلادا
لم يُعلها السَّقْي بل تعالت
من قبل أن تسقي العبادا
شرَّفها بالعلوِّ بانٍ
لم يتكلّفِ لها عمادا
فأحدثتْ للإله شكراً
بسَقْي من تحتَها العِهادا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> صَبْحة َ النَّوْرُوز في الأحدِ
صَبْحة َ النَّوْرُوز في الأحدِ
رقم القصيدة : 60822
-----------------------------------
صَبْحة َ النَّوْرُوز في الأحدِ
غَلَّ عنك الصومُ كلَّ يَدِ
فصباح الفطر موعدنا
بصَبوح كامل العُدَدِ
من كُميت اللون صافية
ترتمي في الكأس بالزَّبدِ
فوقها مما تجيشُ به
حَبَب كاللؤلؤ البَدَدِ
خنْدريس عُتِّقت فغدت
من بنات الكرم والأبدِ(77/219)
رُوح راحٍ أو حُشاشتُها
فهْيَ أخت الروح في الجسدِ
صعبة في الرأس جامحة
سهلة في كل مُزْدَردِ
وسماع صِيغَ من كَلِمٍ
قيِّم مافيه من أوَدِ
صاغه صَوَّاغُه صِيَغاً
بِدَعاً لم تُلقَ في خَلَدِ
فله في عقل سامعه
عملٌ كالنفث في العُقَدِ
من ضباء غير نافرة ٍ
غاية ٍ في الحسن والغَيَد
رائماتٍ مارَئمنَ سوى
أدوات اللهو من وَلَد
وعلينا إذ قضى حَكَمٌ
أن سَبَقْتَ الفطر في الأمدِ
ياذِجاراتٌ سنشربها
لك فيه جمَّة ُ العَدَدِ
مُخْلِفِي يوم كيومك ما
فيه من بؤس ولانكدِ
منشيء النيروز ثانية
لا ذوي إثم ولا فند
مُعْمِلي كأس يطوف بها
غلمة كالأدْم بالجَرَدَ
ذاك أقصى جُهدِنا لك إذ
فات في النيروز كل دَدِ
فاعذرينا إنه قدرٌ
ليس يعطي اليومَ حظَّ غَدِ
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياصائد الأُسْد إن صَيْدَكها
ياصائد الأُسْد إن صَيْدَكها
رقم القصيدة : 60823
-----------------------------------
ياصائد الأُسْد إن صَيْدَكها
لجَامعٌ خَلَّتَيْنِ من رَشَدِ
مَلذة تُجتَنى ومنفعة
للسالكين السبيلَ والقَعَدِ
وأي شيء أجلُّ منفعة ً
من أسدٍ قاسطٍ على أسدِ
وأي لصٍ أجلُّ مَرْزأة
من مُتْلِفِ الروح مُتْلِف الجسدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> الحمد لِلَّهِ حتى ينْفَد العَددُ
الحمد لِلَّهِ حتى ينْفَد العَددُ
رقم القصيدة : 60824
-----------------------------------
الحمد لِلَّهِ حتى ينْفَد العَددُ
يُشْتاقُ غيري ولا يشتاقني أحدُ
خان الزمان فأعددتُ الكرامَ له
فمن أُعِدُّ إذا ما خانت العُددُ
والحمد للَّهِ أعلاني وشرفني
حتى تعاليتُ أن تُسدَى إليَّ يدُ
لِلْعُرف نحو أُناسٍ مسلك صَبَبٌ
ومسلكُ العرف نحوي مسلك صَعَدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يبيع الكماة الذائدون دماءهُمْ
يبيع الكماة الذائدون دماءهُمْ
رقم القصيدة : 60825
-----------------------------------
يبيع الكماة الذائدون دماءهُمْ(77/220)
بأوْكسِ أثمان من الضُرِّ والجهدِ
فإن طلبوها أو أفاضوا بذكرها
لقوا الهُون من حبْس طويل ومن جَلْدِ
وأنت ابن دَنِّ الْخَلِّ في ظلِّ نعمة
وعيشٍ رقيقٍ مثل حاشية البُردِ
تُظاهر بين الخزِّ والوشْي تُرْفَة ً
فيالك من سيف ويالك من غمدِ
بنو هاشم رَجْلٌ وأنت مُجنَّبُ
لك الخيل تَرْدِي من كميت ومن وَرْدِ
بلغتَ سكاك النجم عِزاً وثروة ً
بلا طائل إلا بغرمولك النَّهْدِ
رأيتُك عند الله أعظمَ زُلْفَة ً
من الأنبياء المصْطفيْنَ ذوي الرُشْدِ
أولئك أُعطوا جَنَّة ً بنسيئة
وأنت ابن دَنِّ الخلِّ في جنة النقدِ
غدا النُّكر بين الناس والربُّ واحد
كما كان الأحياء شتى عبودُها
فيا ليتها من أمة صاح صائح
بها صيحة فاسْتلحقتها ثمودُها
عَذيري من الدنيا تخيبُ سُعاتها
ويحظى بمنفوس الأحاظي قُعودُها
نظرتُ فما تنفك للدهر وطأة
شديدٌ على خَدِّ الكريم وميدُها
فأما أياديه على كل حارضٍ
لئيمٍ فتَتْرى لا يُمَنُّ مزيدُها
أرى كل نعمى ذاتَ رَنْقٍ يشوبها
سوى نعمة الخَلاَّل قَلَّ حسودُها
على أنه بادي العبُوس كأنه
حديثة ثُكْلٍ قد توالت فُقودُها
وما ذاك إلا أن نفساً لئيمة
عليها من النعماء ثِقْلٌ يؤودها
أمفترشَ النعمى التي لست كُفأها
وأطفاؤها هلْكى نيام جُدودُها
أتصبحُ موفوراً سليماً وهذه
قُرومُ بني العباس تخطِرٌ صِيدُها
سأزهدُ في الدنيا الدنية كاسمها
فلم يبقأيم اللهإلا زهيدُها
وأنْصِبُ للأيام فيك عداوة
ولِم لا أعاديها وأنت سعيدها
إذا ذل في الدنيا الأعزة ُ واكتستْ
أذلتُها عزاًوسادَ مَسودُها
هناك فلا جادت سماء بِصَوْبها
ولا أمْرَعَتْ أرض ولا اخضرَّ عودُها
لعمري لقد نبهت ما اسْطَعْتُ هاشماً
لكشف المخازي لو يهبّ رقودُها
وما الخسف أن تلقى اسافيل بلدة
أعاليها بل أن يسودَ عبيدها
أرى الناس مخسوفاً بهم غير أنهم
على الأرض لم يقلب عليهم صعيدها
إلا أن الدنيا أعاجيبَ جَمَّة ً
,اعجبها ان لا يشيب وليدها
لك الحمد مولانا وإني لقائلٌ(77/221)
لك الحمدُ عن نفسٍ تَقَاعَسُ بالحمدِ
فإنك إن تَغْلُ الظنو
ن فيه إلى الغرض الأبعدِ
فَيضْؤُل من حيث فَحَّمَته
لفضْل المغيب على المشهد
طويل أجدَّ بربات الحجال صُدودُها
وقَصر الغواني أن تُذَمَّ عهودُها
غدت تتَّقِيني بالخدود عيونها
وقد تتقيني بالعيون خدودُها
لئن نفرتْ مني الظباء لربما
يكون قريباً من سهامي بعيدها
ليالي لا تنجو بنبْلي خريدٌ
وإن عزَّ حاميها وجمَّ عَديدُها
إذا ما رمتني ذاتُ دلَّ رميتها
بعين لها منها مقيدٌ يُقيدُها
وليس بمتبولٍ كريم تَصيده
سهامُ الغواني تارة ويصيدها
ليستخلفَ الجهلًُ النُّهَى في دياره
إذا استخلفت بِيضَ المفارق سُودُها
مع الواصل الواشي وهل تَجتني يدٌ
جَنى النحل إلا حيث نحلٌ يذودها
وهل خُلَّة ٌ معسولة الطعم تُجْتنى
من البيض إلاّ حيث واشٍ يكيدها
هنالك صاحبتَ الشيبة غضة
تنافسني بيض السوالف غِيدُها
سقى الله أيام الوشاة فإنها
هي الصالحات الطالعاتُ سُعوُدُها
ولكنما المتبول من ليس بارحاً
على ترة منهن لا يستقيدها
أرى كل نعمى ذاتَ رَنْقٍ يشوبها
سوى نعمة الخَلاَّل قَلَّ حسودُها
فأما أياديه على كل حارضٍ
لئيمٍ فتَتْرى لا يُمَنُّ مزيدُها
نظرتُ فما تنفك للدهر وطأة
شديدٌ على خَدِّ الكريم وميدُها
عَذيري من الدنيا تخيبُ سُعاتها
ويحظى بمنفوس الأحاظي قُعودُها
فيا ليتها من أمة صاح صائح
بها صيحة فاسْتلحقتها ثمودُها
غدا النُّكر بين الناس والربُّ واحد
كما كان الأحياء شتى عبودُها
وما الخسف أن تلقى اسافيل بلدة
أعاليها بل أن يسودَ عبيدها
على أنه بادي العبُوس كأنه
حديثة ثُكْلٍ قد توالت فُقودُها
وما ذاك إلا أن نفساً لئيمة
عليها من النعماء ثِقْلٌ يؤودها
أمفترشَ النعمى التي لست كُفأها
وأطفاؤها هلْكى نيام جُدودُها
أتصبحُ موفوراً سليماً وهذه
قُرومُ بني العباس تخطِرٌ صِيدُها
سأزهدُ في الدنيا الدنية كاسمها
فلم يبقأيم اللهإلا زهيدُها
وأنْصِبُ للأيام فيك عداوة
ولِم لا أعاديها وأنت سعيدها(77/222)
إذا ذل في الدنيا الأعزة ُ واكتستْ
أذلتُها عزاًوسادَ مَسودُها
هناك فلا جادت سماء بِصَوْبها
ولا أمْرَعَتْ أرض ولا اخضرَّ عودُها
لعمري لقد نبهت ما اسْطَعْتُ هاشماً
لكشف المخازي لو يهبّ رقودُها
أرى الناس مخسوفاً بهم غير أنهم
على الأرض لم يقلب عليهم صعيدها
إلا أن الدنيا أعاجيبَ جَمَّة ً
,اعجبها ان لا يشيب وليدها
إذا وصفتَ امرءاً لامرئ
فلا تَغْلُ في وصفه واقصد
فإنك إن تَغْلُ الظنو
ن فيه إلى الغرض الأبعدِ
فَيضْؤُل من حيث فَحَّمَته
لفضْل المغيب على المشهد
طويل أجدَّ بربات الحجال صُدودُها
وقَصر الغواني أن تُذَمَّ عهودُها
غدت تتَّقِيني بالخدود عيونها
وقد تتقيني بالعيون خدودُها
لئن نفرتْ مني الظباء لربما
يكون قريباً من سهامي بعيدها
ليالي لا تنجو بنبْلي خريدٌ
وإن عزَّ حاميها وجمَّ عَديدُها
إذا ما رمتني ذاتُ دلَّ رميتها
بعين لها منها مقيدٌ يُقيدُها
وليس بمتبولٍ كريم تَصيده
سهامُ الغواني تارة ويصيدها
ولكنما المتبول من ليس بارحاً
على ترة منهن لا يستقيدها
سقى الله أيام الوشاة فإنها
هي الصالحات الطالعاتُ سُعوُدُها
هنالك صاحبتَ الشيبة غضة
تنافسني بيض السوالف غِيدُها
وهل خُلَّة ٌ معسولة الطعم تُجْتنى
من البيض إلاّ حيث واشٍ يكيدها
مع الواصل الواشي وهل تَجتني يدٌ
جَنى النحل إلا حيث نحلٌ يذودها
ليستخلفَ الجهلًُ النُّهَى في دياره
إذا استخلفت بِيضَ المفارق سُودُها
وكيف تكون النفس بالحمد سمحة ً
على حالة تدعو إلى الكفر والجحدِ
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مجالسة العُمْي تُعْدي العمى
مجالسة العُمْي تُعْدي العمى
رقم القصيدة : 60826
-----------------------------------
مجالسة العُمْي تُعْدي العمى
فلا تَشهدنَّ لهمُ مَشْهدا
فإن أنت شاهدْتهم مرة ً
فكن مِنْهُمُ الأبعد الأبعدا
بحيث تفوتُ إشاراتهمْ
وإلا فإنك منهم غدا
لأن إشاراتهم لا تزا
ل قد نفضت نحو عَيْنٍ يدا(77/223)
فَيُعْمونَ من شئت في ساعة
ولم يَحْتسبْ قَطُّ أن يَرْمَدا
ألا رُبَّ عين دنت منهمُ
فمدُّوا لها ليلها سرمدا
وأضحت ترى كل ماحولها
لظلمتها جبلاً أسودا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> صَبرت فأخلف الملكُ المجيدُ
صَبرت فأخلف الملكُ المجيدُ
رقم القصيدة : 60827
-----------------------------------
صَبرت فأخلف الملكُ المجيدُ
ألا فلْيهنكَ الخلفُ الجديدُ
صبرت على مَغِيبِ البدر حتى
أهلَّ أخوهُ والله الحميدُ
فذاك مضى لآخرة ٍ وهذا
لدنْيَا عمره فيها مديدُ
أبا عبد الإِله ألا فشُكْراً
فإن الشكر يَتْبَعُهُ المزيدُ
سَعِدْتَ سعادتين بغير شكٍّ
ولم يجمعهما إلا سعيدُ
سعدت بأجرِ ذاك وأنْسِ هذا
كذاك الله يفعلُ مايريدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولقد رأيتُك والياً مُستعلياً
ولقد رأيتُك والياً مُستعلياً
رقم القصيدة : 60828
-----------------------------------
ولقد رأيتُك والياً مُستعلياً
ولقد رأيتك في الحديد مُقيَّدَا
إذ لم تزدك ولا ية ٌ في سؤددٍ
كلا ولا الأخرى محتْ لك سؤددا
أنت ابن جُؤْذُرٍ الذي فَرَع العلا
حتى لخَالتْهُ الفَراقدُ فرقدا
لايستطيعك بالتَنَقُّصِ حادثٌ
وأبَى لك التكميلُ أن تتزيَّدا
فكأنني بك قد نجوتَ محمداً
في النائبات كما دُعيت محمدا
فطلعْتَ كالسيف الحسام مجرداً
للحق أو مثل الهلال مجددا
شهد النهارُ وكشفُه غُمَمَ الدجى
أن الزمان مُبَيِّضٌ ماسوّدا
سَيُريكَ وجهاً منه أبيض مشرقاً
عُقْبى بما لقَّاك أسْود أربَدا
ولذي الوزارة والإِمارة صاعدٍ
رأيٌ أبَى أن لا يكون مُسدّدا
وأبو العلاء يراك نصْلاً قاطعاً
يأبى عظيمُ غَنَائه أن يغمَدا
وهو المثقِّفُ فاصطبر لِثقافِهِ
ولحَدِّ مِبْرِدِهِ لكي تحظى غدا
سيراك بالعين التي قد عُوِّدَتْ
أن لا ترى إلا الرشاد الأرشدا
وإذا أقامك لم يزد في غَمْزِهِ
إياك ملتمساً لأن تتأوَّدا
حاشا الموفَّقَ في جميع أموره
أن يُصْلحَ الأشياء كيما تفْسدا
بل مارأى عِوَجاً فظلَّ يقيمُه(77/224)
لكنْ بلاكَ أبو العلاء فأَحمدا
ولربما امتَحَنَ الوليُّ وليَّهُ
ليرى له جَلَداً يغيظُ الحُسَّدا
Free counter
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رب ليلي كأنه الدهر طولاً
رب ليلي كأنه الدهر طولاً
رقم القصيدة : 60829
-----------------------------------
رب ليلي كأنه الدهر طولاً
قد تناهَى فليس فيه مزيدُ
ذي نجوم كأنهن نجوم الشْ
شَيْبِ ليست تزول لكن تزيدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيها الواعد المماطل بالبِرْ
أيها الواعد المماطل بالبِرْ
رقم القصيدة : 60830
-----------------------------------
أيها الواعد المماطل بالبِرْ
ذَوْنِ ماذا أحال وُدَّكَ بعدي
إن طول المِطال يُؤْذن بالخُلْ
ف ولستَ الظَّنينَ بالخلف عندِي
كيف أنسأتَ حاجتي مُستجيزاً
ذاك فيها وقد تسلَّفتَ حمدِي
جُرْتَ في الحكم يا أخي كُلَّ جَوْرٍ
حين قابلتَ بالنَّسيئة نقدِي
دون ما قد مَطَلْتَ يُنْتَجُ فيه
مثل بِرْذَوْنِكَ الذي أنت مُهْدي
فأَرِحْني من المِطال بإنجا
زٍ وشيكٍ مُحَلِّلٍ عنك حقدي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بلغ البُغاة عليَّ حيث أرادوا
بلغ البُغاة عليَّ حيث أرادوا
رقم القصيدة : 60831
-----------------------------------
بلغ البُغاة عليَّ حيث أرادوا
واللَّهُ كائدُهم بما قد كادوا
وهو الشهيدِ عليَّ أني لم أقلْ
بعض الذي قد أبدأوا وأعادوا
وَهَبِ السُّعاة َ أتوْا بحقٍّ واضحٍ
أين الكرامُ أبُدِّلُوا أم بادوا
أين الذي قد عَوَّدُوا من عفوهم
عن من يَزِلُّ حلومُهُمْ واعتادوا
عَفْوُ الملوك عن الهُجاة ِ مدائح
مدحوا نفوسَهُمُ بها فأجادوا
مدحوا نفوسهُم بحلمٍ راجحٍ
لولا عوائدُ مثلِه ما سادوا
ولقد أبوا إلا العقابَ فقادَهُمْ
نحو التَّطوُّل خِيمُهم فانقادوا
وهبوا لجانبها الذنوبَ وأقسموا
أن لو يعود إلى الذنوب لعادوا
ولما رَضُوا بالعفو عن ذي زَلَّة ٍ
حتى أَنالوا كَفَّهُ وأفادوا
منُّوا عليه وشَيَّدوا من ذكره
وبمثلها رفعوا البيوتَ وشادوا(77/225)
ولئن هم منُّوا عليه لقد شَفَوْا
منه النفوس بمنِّهم وأقادوا
قطعوا لسان سَفاهِهفاستوثقوا
منه وأما عن أذاه فحادوا
فإذا هُم قد عاقبوه وقد عفوا
عنه لقد فعلوا الجميل وزادوا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أبا القاسم الذي ليس يَدْرِي
يا أبا القاسم الذي ليس يَدْرِي
رقم القصيدة : 60832
-----------------------------------
يا أبا القاسم الذي ليس يَدْرِي
أرَصاصٌ كِيانُهُ أم حديدُ
أنت عندي كماء بئرِك في الصِّيْ
ف ثقيل يعلوك بَرْدٌ شديدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاتَجْبُنَنَّ لأن النفس واحدة
لاتَجْبُنَنَّ لأن النفس واحدة
رقم القصيدة : 60833
-----------------------------------
لاتَجْبُنَنَّ لأن النفس واحدة
فإنما الموت أيضاً واحد فَقَدِ
مايَجْبن المرءُ إلا وهو معتقدٌ
أو مُشفِق أنه إن مات لم يَعُدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يابائع البيت بِزقٍّ واحِدِ
يابائع البيت بِزقٍّ واحِدِ
رقم القصيدة : 60834
-----------------------------------
يابائع البيت بِزقٍّ واحِدِ
بِعْنِي عرضي بيعَ حُرٍّ ماجِد
بألف زِق وبزقٍّ زائِد
أصبحْت كالخنزير في الطرائِد
ليس لمن يقتلُهُ من حامدِ
وربما أتلف نفْسَ الطاردِ
تُشاتمُ الناسَ بغير والدِ
إلا دعاوِيَّ بغير شاهدِ
تَرمِي بما فيك ذوِي المحاتدِ
ولستَ كفؤاً لِمغيظٍ حاقدِ
فينتحي عرضَك بالقصائدِ
فالناس في جَهْدٍ لذاك جاهدِ
من الأدنى ومن الأباعد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما أنت بالمحسود لكنْ فوقَهُ
ما أنت بالمحسود لكنْ فوقَهُ
رقم القصيدة : 60835
-----------------------------------
ما أنت بالمحسود لكنْ فوقَهُ
إن المبينَ الفضلِ غيرُ مُحَسَّدِ
هيهات فُتَّ الحاسدين فأذعنوا
لك بالمكارم والفَعال الأمجدِ
يتحاسدُ القومُ الذين تقاربتْ
طبقاتُهُم وتواءموا في السؤددِ
فإذا أبَرَّ مُبِرُّهُمْ وبدا لهم
تَبرْيزُه في فضله لم يُحْسَدِ
من ذا تراه وإن تَوَقَلَ في العلا(77/226)
يسمو بهمته مَحَلَّ الفرقدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> النُّجْحُ سُؤْلي فإن ألوي به قدرٌ
النُّجْحُ سُؤْلي فإن ألوي به قدرٌ
رقم القصيدة : 60836
-----------------------------------
النُّجْحُ سُؤْلي فإن ألوي به قدرٌ
فاليأسُ سُؤْلي وتَرْحاً للمواعيدِ
ياحبذا ظِلُّ خالٍ غير مُطْمِعَة ٍ
أو صَوْبُ تلك المَباريق المواعيدِ
لَفَوْتُ ما أمَّلته النفسُ أرفقُ بي
من حَيْرَة ٍ بين تقريب وتبعيدِ
أصبحت في مأتم من سوء رأيكُم
والناس في عُرُسٍ منكم وفي عيدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاتَخْش من لا يقتنيك الأسى
لاتَخْش من لا يقتنيك الأسى
رقم القصيدة : 60837
-----------------------------------
لاتَخْش من لا يقتنيك الأسى
ولاتخفْ من يقتنيك الحسدْ
يا أصدق الناس إذا ما أَبى
وأكذبَ الناس إذا ماوَعَدْ
يامن إذا عَنَّ له سائل
ذاب وإن حاول بذلاً جَمد
يامن إذا جاء خِوانٌ له
حفَّ به خوفَ الغواشي رَصَدْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لو كنتُ مثل ابن أبي طاهر
لو كنتُ مثل ابن أبي طاهر
رقم القصيدة : 60838
-----------------------------------
لو كنتُ مثل ابن أبي طاهر
لم أدَّعِ الشعر بل النَجْدَهْ
حسبُك من نجدته أنه
يُنْشِدُ مثلي شعْرَه وحْدَهُ
أما تُراه خاف خَسْفي به
عن لطمة مِنِّيَ أوْ قَفْدَهْ
لَشدَّ ما أقدَم بؤساً له
بلا سلاحٍ وبلا عُدَّة
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاأحب الرئيس ذا العز يُضْحي
لاأحب الرئيس ذا العز يُضْحي
رقم القصيدة : 60839
-----------------------------------
لاأحب الرئيس ذا العز يُضْحي
جارُهُ والرجالُ مُستَعبِدوهُ
حاملٌ منَّة ً لهمْ إنْ كَفَوْهُ
شَرَّهُمْ داخرٌ إن اضطهدوهُ
كاليتيم الممسَّح الرأس إن شا
ءَ ذوو مَسْح رأسه قَفَدوهُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يقول الحبيب وطالبتُهُ
يقول الحبيب وطالبتُهُ
رقم القصيدة : 60840
-----------------------------------
يقول الحبيب وطالبتُهُ(77/227)
تمنَّيْتَ ما النجمُ في بُعدِهِ
يطيعك قَلْبي في غَيِّهِ
وقلبُك يَعْصيك في رشدِهِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قلبي إليك وإن أعرضْتُ مُنْقَادُ
قلبي إليك وإن أعرضْتُ مُنْقَادُ
رقم القصيدة : 60841
-----------------------------------
قلبي إليك وإن أعرضْتُ مُنْقَادُ
ليستْ عليك وإن أذنبتَ أحقادُ
أنت الحياة فأنِّى عنك منصَرَفي
وإن بدا منك إقصاءٌ وإبعادُ
أحببتُ مذ علقتْ نفسي بحبِّكُمُ
صوتاً يغنَّى لقلبي فيه إقْصادُ
شوقي إليك على الأيام يزداد
والقلب بعدك للأحزان معتادُ
يالهف نفسي على إلْفٍ فُجعت به
كأن أيامه في الحسن أعيادُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياعُبيد الله لازلْ
ياعُبيد الله لازلْ
رقم القصيدة : 60842
-----------------------------------
ياعُبيد الله لازلْ
تَ موفَّى كل كيدِ
كم يَدٍ مثل أيادٍ
عن يدٍ منك كأيدي
تَخْتِلُ العافِين حتى
يَعْتَفُوها ختْلَ صَيْدِ
عشتَ ماعشتَ كعبد ال
له والعُرْفُ كزيدِ
لوتُجاري الريح في المجْ
دِ لَخِيلَتْ ذاتَ قَيْدِ
أنت سعد في المعالي
لست فيها بسُعَيْدِ
سرت حتى نلتَ أعلى
سَوْرَة ِ المجد بأيْدِ
بل تدلَّيتَ عليها
من شماريخ قُدَيْدِ
لم تنلها باحتيالٍ
لا ولا مشيٍ رويْدِ
قَرَّتِ الأرض بتدبي
رِكَ فيها بَعد مَيْد
ولأَقلاَمك أمضى
من شبا رمح دُرَيْدِ
أو شبا رمح ابن مَعْد
يٍّ أخي الحرب زُبيْدِ
وإذا العفة ُ عُدَّتْ
كنت عمرو بن عبيد
أي عبدٍ منك لِلَّ
هِ يُسَمَّى بِعُبَيْدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا رُب عبدٍ مَالِكٍ سيِّدا
يا رُب عبدٍ مَالِكٍ سيِّدا
رقم القصيدة : 60843
-----------------------------------
يا رُب عبدٍ مَالِكٍ سيِّدا
وإن غدا في رِبْقَة ِ العبْدِ
حدَّق نحوي مرة شادنٌ
كأنه غصنٌ من الرَّنْدِ
بمقلة ٍ حوراء في سَحْنَة ٍ
حمراء كالنرجس في الورد
قلت له أنت بِتَحْدِيقَتي
أولَى لأني صاحب الوجد
فقال لاتعجب لِمُسٍتشرطٍ
حَدَّقَ في مستشرِطٍ جَلد(77/228)
قد ينظر الفهدُ إلى ظبية
وينظر الظبْيُ إلى الفهدِ
لولم ألاحظْكَ عَدِمْنا معاً
معرفة الغمْزَة والوعْدِ
فقلت ما أعجب ذا غِرَّة
يهدي ذوي الحُنْكَة َ للقصْد
فقال مازالت نجومُ الدجى
تهديك في غَوْرٍ وفي نجد
قلت اختتم بالسعد ياسيدي
إذا افتتحتَ الأمر بالسعد
قال نعم قلت متى قال لي
كُفيتَ مطْلَ الوعْد بالنقد
فجاءني العفْو من طَوْلِه
مالم يكن يُبْلَغُ بالجُهْد
وساعَدَ الشيْخُ على أمرِه
ولم يكن بالصاحب الوغد
فنكته فرْدْينِ في واحد
عُجْباً بذاك الشادن الفرْد
يا لك من نُعْمى أبو مُرَّة ٍ
مُسْتَحوِزٌ فيها على الحمد
بَرَّ فلا أجْحَدُهُ بِرَّهُ
والبِرُّ لا يَنْمى على الجَحْدِ
كانتْ ذنوبي خطأ كلُّها
وذلك الذنب على عمدِ
أستمتِعُ الله بأمثاله
وليت مولايَ على العهدِ
وأستعيذُ الله من عاذلٍ
فيه ضعيفِ العقلِ والعَقْدِ
لرَائقُ الرائقِ أندى على
قلبيَ من هند ومن دعدِ
قضيبُ بان سَبِطٌ قدُّهُ
يميس في فَرْعٍ له جَعْدِ
يُرضيك من مَرأى ً ومن مَخْبَرٍ
يالك من قَبْلٍ ومن بعْدِ
وجدتُ طعمَ العيش مُذْ نكته
لازال محمياً من الفقْدِ
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شكري عتيدٌ وكذاك حِقْدِي
شكري عتيدٌ وكذاك حِقْدِي
رقم القصيدة : 60844
-----------------------------------
شكري عتيدٌ وكذاك حِقْدِي
للخير والشرِّ بقاءٌ عندي
فانظر إذا أسْديتَ ماذا تُسْدِي
فإن شكمي مثله وشكدي
كالأرض مهما استُودِعت تؤدي
وأين عن طينتنا نُعدي
وماطباعي بالطباع الصلدِ
لاينبت البذرُ ولكن يُكدي
أحفظُ للأعداء والأودِ
ما استودعوا من بِغْضَة ٍ وودِّ
وما أتوا من غية ٍ ورشدِ
وخير حوض من حياض نجد
أحفظُها للماء يوم الوِرْدِ
من طَيِّبٍ وآجنٍ وسُخْدِ
ماذا يقول القائلون بعدي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هنيئاً مريئاً غير داء مخامِرٍ
هنيئاً مريئاً غير داء مخامِرٍ
رقم القصيدة : 60845
-----------------------------------(77/229)
هنيئاً مريئاً غير داء مخامِرٍ
مواقعة الشَّبّوطِ للمتفرِّدِ
ولاتبعدنْ من أكلة سبقتْ بها
يدا سابق في حَلْبة المجد مُبْعِد
ولاكان في استبداده متعمداً
وماكنتُ في الإخلال بالمتعمدِ
خلا أن هذا البخْتَ يجري مبلّداً
بصاحبه طوْراً وغير مبلدِ
وينْدُر في الأحيان جِدَّ مُحَرَّر
ويندر في الأحيان جِدُّ مُبَرَّدِ
فبُعْداً له من طالبٍ مُتمنِّعٍ
وسُحْقاً له من راغب متزهِّدِ
فلا يَبْعدِ الشُّبوطُ من متلبِّسٍ
ظِهارتَه الحسنى ومن مُتجَرِّدِ
إذا نَشَّ في سفُّوده عند نُضْجِهِ
وأخرج من سرباله المتوَرَّدِ
فَتيٌّ رعى مَرْعى ً بدجلة مُخْصِباً
أبى أن يراه رائدٌ غيرَ مُحْمِدِ
إلى أن أصابته من الدهر نوبة ٌ
وقد صار أقصى مُنية َ المتجودِ
فأصدره الصيَّاد عن خير مَوْرِدِ
وأورده الشَّوَّاءُ أخبث مورِدِ
وجاء به الحمَّالُ أطيبَ مطعَمٍ
إلى الطيِّب المِنْفاق غيْرِ المصرِّدِ
وياحبذا إمعانُنا فيه ناضجاً
كماجاء من تَنُّورِه المتوقِّدِ
وإني لمشتاق إلى عَوْدِ مثله
وإن كنتُ أُبدي صفحة المتجلِّدِ
فهل يا أخي من مِنَّة ٍ بتغمُّدٍ
فمازلت تسْدي منَّة َ المتغمِّدِ
وإن تك عَوْدَاتي قِباحاً فلم يكن
لمعتادِهِنَّ الذنبُ دون المعَوِّدِ
صفحتَ فعاودنا وطال دلالُنا
وكم مُسْتَذِمٍّ في ذُرا مُتحمِّدِ
فأنت شريكي في الذي قد جَنيته
وإن كنتُ عينَ الجارِمِ المتمرِّدِ
وقد أمَّلتْ نفسي لديك إقالة ً
فهل ماجدٌ مستهدفٌ للمحِّدِ
وكم قائلٍ في مثلها وهو طالبٌ
فهل ساقطٌ مستهدِفٌ لمفنِّدِ
وأنت امرؤ في ظل كل مُسَمَّحٍ
فَسَمِّحْ ونكِّبْ عن طريق المنكدِ
وإن لاتكن لي سيداً في إقالتي
فلي من أبي العباس أكرمُ سَيِّد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> خَبَّرُونا أنْ قد هجوتَ ابن رومِيٍ
خَبَّرُونا أنْ قد هجوتَ ابن رومِيٍ
رقم القصيدة : 60846
-----------------------------------
خَبَّرُونا أنْ قد هجوتَ ابن رومِيٍ
وما أنت من رجال جهادِهْ(77/230)
وله حُرمة ٌ بخنساء تُغْرِي
كلَّ نفسٍ تودُّها بودادِهْ
لم يزل قَيِّماً لها ذا اخْتِباطٍ
يتأتى لصدْعِها بسدَادِهْ
فاتقِ الله يا ابن خنساء في حُرْ
مة شيخٍ عساك من أولادِهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياسيدي أنجزَ حُرٌّ ما وعدْ
ياسيدي أنجزَ حُرٌّ ما وعدْ
رقم القصيدة : 60847
-----------------------------------
ياسيدي أنجزَ حُرٌّ ما وعدْ
والحرُّ من أعطى أخاهُ ماوَجدْ
ولم يكنْ ليومه في الوعْدِ غَدْ
لكن له في العوْدِ بالفضل الأَبَدْ
يامن له السُّؤْددُ فينا والسَّدَدْ
وذكْرُهُ أطيبُ من ريح الولدْ
سوف ترى أنِّيَ في شكري أحَدْ
ومن مساعيك يوافيني المدَدْ
تلك التي تبقى على طُول الأبدْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> جرى لك الطائر السعيدُ
جرى لك الطائر السعيدُ
رقم القصيدة : 60848
-----------------------------------
جرى لك الطائر السعيدُ
فيمنْ تمَنَّى بما تُريدُ
فاستقبِلا العيْشَ ألفَ عامٍ
في نعمة ٍ ثوبُها جديدُ
يُصدِّقُ الدهْرُ كلَّ وعْدٍ
فيها ولا يصْدُقُ الوعيدُ
خِدْنَيْ شبابٍ إذا تقضَّى
أعادُهُ المبْدىء المعِيدُ
خُوِّلْتَها كوكباً مُنِيراً
من تحْتِهِ سَرْوَة ٌ تميد
أُبِّدَ إحسانُها بحسْنٍ
هي الأمانيُّ بل تزيدُ
فاليومُ في ظلِّها قصيرٌ
والعمْرُ في قربها مديدُ
كلُّ ليالي الزمانِ عُرْسٌ
وكلُّ أيامهنّ عيدُ
لولم تكن مُقْبلاً سعيداً
ماقَرُبَ المطلبُ البعيدُ
أبشر أبا أحمد بعُقْبى
محمودة ٍ أيُّها الحميدُ
فلا تخف للزمان غَوْلاً
يا أيها السيِّد السديدُ
فلا سُهِّل الوعْرُ وهو حَزْنٌ
فيك وقد هُوِّن الشديد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أنْجِز مواعدك التي قدَّمتَها
أنْجِز مواعدك التي قدَّمتَها
رقم القصيدة : 60849
-----------------------------------
أنْجِز مواعدك التي قدَّمتَها
يامُسدِيَ النُّعمى بغير مَواعِد
مادَفْعُ أمري بعدَما أوليتني
بِرَّ الشقيق إلى حُنُوِّ الوالدِ
ولقيتَني فلقيتني متهلِّلاً(77/231)
كالغيث بشَّر بالمعاش الراغِد
إن المطالَ ولستَ من أصحابه
كَدَرُ الصَّنيعة ِ والفَعالِ الماجِدِ
ورأيتُه خُلُقاً لكلَّ محاولٍ
من نفسه إيقاظَ جُودٍ راقدٍ
لابل لكل مُزاول من نفسه
إحْياءَ ميْتٍ من طِباعٍ هامدِ
ولك المعاذة ُ والسلامة ُ منهما
بِمَحاتِدٍ لك هن خير مَحَاتدِ
حاشاك من خلُقِ المجاهِد لؤْمَهُ
واللؤْمُ شَرُّ مُجاهَدٍ لمجاهِدِ
يُمْسِي ويُصبح في رياضَة ِ نفسه
لتطيبَ عن رِفْدٍ وليس برافد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتُ حمَّالاً مُبينَ العمى
رأيتُ حمَّالاً مُبينَ العمى
رقم القصيدة : 60850
-----------------------------------
رأيتُ حمَّالاً مُبينَ العمى
يعثر بالأكْم وفي الوَهْدِ
مُحتَمِلاً ثِقْلاً على رأْسه
تضعُفُ عنه قُوة ُ الجلْدِ
بين جِمَالات وأشباهِها
من بَشَر نامُوا عن المجْدِ
أضحى بأَخزَى حالة ٍ بينهم
وكلُّهم في عيشة رغْدِ
وكلهم يَصْدِمُه عامداً
أو تائهَ اللُّبِّ بلا عمدِ
والبائسُ المسكِينُ مستسْلِمٌ
أذلُّ للمكروه من عبْدِ
وما اشْتهى ذاك ولكنَّه
فرَّ من اللُّؤْم إلى الجَهْدِ
فَرَّ إلى الحْملِ على ضعفه
من كَلَحات المُكْثِر الوغْدِ
فَعُذْتُ من أمْثال أحْوالِهِ
بالله والحُرِّ أبي سَعْدِ
السَّبِطِ الكفِّ الذي لم يزل
مُسْتَمْطِرُوهُ في ثَرى ً جَعْدِ
الصّادِقِ الوعْدِ على أنه
ما زال فعَّالاً بلا وعْدِ
الوارِثِ السُّؤْدَدِ أسْلافُهُ
ذي المجد من قَبْل ومن بعْدِ
العاسِف المالَ لِسُؤَّاله
والسالك الرأيَ على القصْدِ
الدائم العهْدِ ولكنَّه
يصْعد من عهْد إلى عهْدِ
مستبدلاً عهْداً بما دُونه
والعزْمُ منْهُ ثابتُ العَقْدِ
المُبْرِق البشرَ الملِثِّ الجَدَا
مُجانباً قَعْقَعَة َ الرعْدِ
يستكتم العُرفَ على أنه
يُفشيه في غوْرٍ وفي نجدِ
من أجْحَدِ الناس لنعمى له
تزدادُ إسْفاراً على الجَحْدِ
Free counter
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أتصَاب إلى ذوي إسعادِهْ
أتصَاب إلى ذوي إسعادِهْ(77/232)
رقم القصيدة : 60851
-----------------------------------
أتصَاب إلى ذوي إسعادِهْ
أم تَناهٍ إلى ذوي إرْشادِهْ
بل تَنَاهٍ وهل صَبى ً بعد قَوْل
جاء من أمِّ عَمْرة ٍ وسُعادِهْ
قالت الغادتان إذا أوقدَ الشَّي
بُ سناه فلَجَّ في إيقادِهْ
فَرّ منك الغزالُ يا لابس الشَّي
ب فِرار الغزال من صَيَّادِهْ
وإذا اصْطادك المشيبُ فطاردْ
تَ غزالاً فلستَ بالمُصطادِهْ
لستَ عند الطَّراد من قانصيه
أنت عند الطراد من طُرّادِهْ
فعزاءً إنَ ابن ستين يَعْيَى
عن طِراد الغزال عنْد طِرادِهْ
ومن النُّكر لهْوُ شيْخٍ ولو أمْ
كنه الظَّبي عَنوَة ً من قيادِه
كيف يَهْتَزُّ للملاهي نباتٌ
أصبح الشيبُ مؤذناً بحصادِهْ
ولقد أمتعَ الزمانُ شبابي
مُتعة ً من سِباطهِ وجعادِهْ
سَؤْأة ً للبقاء وهْو رهين
بابيضاض القِناع بعد اسْودادِهْ
ولمنْ عاش غاية ٌ فليُبادِرْ
سَيرَ إعدامهِ إلى إيجادِهْ
سَؤْأَة ً للحياة والموتُ حَتْمٌ
ولبذْلِ الزمان واستردادِهْ
إنَّ للعيش بُكْرَة ً فابتَكرْها
هل سعيدٌ بالعيش من لم يُغادِهْ
متِّع الظبْي من جنى غصنك اللَّد
ن يُمِّتعْك منه قبل انخضاده
من عناقيده وتفاحه الغَ
ضِّ ورُمانه ومن فِرصادِهْ
ليس في كلِّ دولة لك جاهٌ
عند رِئْمٍمُهَفْهَف الخلْق غادِهْ
طلع الشيْبُ ضاحكاً فخضبْنا
هُ فزال ابيضاضُه بارْمدادِهْ
فارْضَ بالشيب إن من أعظم الخس
ران بَيْعَ انبلاجه بارْبدادِه
أيها الأشيبُ المسودِّ لَمَّا
آلَ إنفاقُه إلى إكسادِه
لاتُخادعْ بلون خِطْرِك ظَبْياً
فهو أقْذى للظبي من تَسْهادِهْ
حَدُّ من أتبعَ الشبابَ خِضاباً
أنه ثاكلُ غدا في حدادِهْ
حسرتيللطَراء في حُلَّتيهِ
لهفتي للشباب في قُوَّادِهْ
لاترى مُنْشِدَ الشباب يَدَ الدَهْ
رِ وتلقى منْ شئتَ من نُشَّادِه
ورأيتُ الزمانَ يَمْشي رويداً
واللَّحَاقُ الوشِيكُ في ارْوَادِهْ
لا اشْتَكى يا أخي فؤادُك ما أض
حَى فُؤادِي يشكو إلى فؤادِهْ
قسوة ً من خلائلَ بل أخِلاَّ(77/233)
ءَ أعانوا الزمان في إرْصادِهْ
بخسوني كبخس دهْري حُقوقي
واسْتعدُّوا عليّ كاستعدادِهْ
أتقاضى مَراضعي من صَبابا
تِ صديقي وذكْرِهِ وافتقادهْ
لاشراباً ولا سَماعاً وأمَّا
زادُهُ إن جفا فأهْوِنْ بزادِهْ
آلَ وهْبٍقد استقرَّ هواكم
في حَشا الدهر ثابتاً بل فؤادِهْ
فَأْمنوا دهركم فقد عشق الدهْ
رُ بحقٍّ بياضكُمْ في سوادِهْ
ولماذا يَغُولكُمْ غائل الدهْ
رِ وأنتُمْ عمادهُ من عمادِهْ
من يَكُنْ من زُيوفه ونفايا
ه فما زلتُمُ جِيادَ جِيادِهْ
زِيدَ في فيْئنا بكُمْ فامْتَطى المُنْ
فق مِنا الإسرافَ بعد اقتصادِهْ
لم تكونوا كمعْشَرٍ جرَّدوا الفيْ
ءَ وهَلْ نَحْلُه كمثْل جَرادِهْ
وبعيدِ المنال من مُتعاطي
ه قَريبِ النَّوال من مُرْتادِهْ
وغريب مستبشر النفس بالغرْ
بَة فَرْدٍ مستأنس بانفرادِهْ
فله في القلوب ما لانراه
في قلوب الهوى ولاأكبادِهْ
جَلَّ نُبْلاً ودقَّ لطفاً وأضحى
والهوى والعقولُ طوعَ افتيادِهْ
لايُسمَّى في هزْل شعري ولكن
في أجَلِّ الجليل من أجدادِهْ
بل أسمِّيه بل أكنِّيه بل أن
مِيه نَسْباً إلى ذرا أطوادِهْ
جَبَلِ الحلْم لُجَّة العِلْم لا يُطْ
مَعُ في نسْفِهِ ولااستنفادِهْ
تستفيدُ الوقارَ منه الرواسي
وتُقِرُّ البحارُ لاسْتمدادِهْ
أحْنَفِ الحلم قيْسه حين يهفو
كلُّ حِلم عَمْرِو الدَّهاء زِيادِهْ
لارمى الله ذلك الطَّوْدَ والي
مَّ بتنضيبه ولا بانهدادِهْ
أيُّ ضِدٍّ من أجله لم يخالل
هُ وخلٍّ من أجله لم يعادِهْ
لاترى خائفَ المَغالة منه
لا ولا آمناً من استطراده
وإذا ما ارْتَدى صنائَعُه الدَّهْ
رُ ولاحَت حُلاه في أجيادِهْ
ظل يختالُ بهجة ً لا افتخاراً
كاختيال الربيع في أبرادِهْ
عَيْبُه شيمة ٌ له يُعْتقُ الح
رَّ ويقفو إعتاقَه باعْتِبادِهْ
مُسْتَضيم لَذَّاتِه لمعالِي
هِ مُذِيلٌ معاشَه لِمَعَادِهْ
فالهدى من سبيله والحُمَيْدَى
من نواه والبرُّ من أزْوَادِهْ
ذو انحلال وذو انعقاد إذا شئْ(77/234)
تَ حَميدَ انحلاله وانعقادِهْ
وإذا رَاصَدَ الغُيوبَ بِظَنٍّ
فكأنّ الغُيوب من أرْصادِهْ
صَفَدُ المستميح مافي يديه
ويدا من بَغاه في أصفادِهْ
فيه سَهْلٌ وفيه حَزْنٌ وفيه
ما كفى من ذُعَافِهِ وشِهادِه
يتقي الخُلْفَ في العِداتِ ولكن
يتوخَّى الإِخْلاف في إيعادِهْ
وَلَطَعْمُ اكْتِحالة ٍ مِنْهُ بالزَّا
ئر أحلى في عَيْنه من رُقادِهْ
مُعْرقٌ بل مردَّدٌ في الوزارا
تِ مُعَنَّى قد مَلَّ من تردادِهْ
ذنبُ إحسانه العظيم لدينا
أننا عاجزون عن تعدادِهْ
لاعدمنا ذاك العناء فإنَّا
مستريحون رُوَّدٌ في مَرادِهْ
من ثِقاتِ الندى ومن ناصريه
من ظهور الحجا ومن أعْضادِهْ
فُتِن الناسُ بالفضائل والفضْ
ل ومافِتْنة ٌ لكُنْهِ مُرادِهْ
ليقلْ فيه مادحٌ فالعطايا
والمنايا هناك في أشهادِهْ
ما احتشاد المديح كُفْءُ هُوَيْنا
ه فأنَّى يكون كُفء احتشادِهْ
كم أعدنا وكم أعاد وهيها
ت بعيدٌ مُعَادُنا من مُعادِهْ
عائد القول بالخُلُوقة رهْنٌ
ويعود العطاءُ لاستجدادِهْ
ويخاف الإِنفاد ممتدحوه
ولديه الأمانُ من إنفادِهْ
وعجيبٌ تعجُّبٌ من نَداه
إن جرى لانقطاعنا وامتدادِهْ
وهو كالدهر حين يجري ونجري
فَتَقَضَّى الأعمارُ في أمدادِهْ
كل مستبرعٍ فأنت من الأر
واح فيه والناس من أجسادِهْ
إن يكن للزمان عيدٌ فأيَّا
مُك عند الزمان من أعيادِهْ
يا أبا القاسم الذي لا يجارى
عند إصداره ولا إيراده
تأمن النارُ لا الحريقُ بل الأن
وارُ طرَّاً من وارياتِ زنادِهْ
كم ضياءٍ شببتَه فتعالى
وشُواظٍ بالغت في إخمادِهْ
ياأجلَّ الذين ناديتُ في الجم
لة منْ أمره ومَن لم أُنادِهْ
لا ولا حَقِّ من حَباك بإسعا
دك أن لاتزيد في إسعادِهْ
قد تولى الأمورَ مُعتضد بالْ
لَه أصبحت ثانياً لاعتضادِهْ
وله حقُّه من الرِّفْد فارفدْ
هُ وكن من مُبادري استرفادِهْ
وتيقَّنْ أن ليس يُرْفَدُ مالاً
بل رجالاً يُضْحونَ آداً لآدِهْ
ولديك الدهاءُ في محتواه
بل لديك الصَّفيحُ في أغمادِهْ(77/235)
سِبْطُك الأكبر المبارك رأياً
ورُواءً وحَقِّ طِيب ولادِهْ
لاتُباعده من أمامك ما اسطَعْ
تَ فليس الصواب في إبعادِهْ
هَبه سيْفاً أعددْتَه قَلَعِيّاً
للإمام النَّجِيد في إنجاده
يرتديه في السِّلْم زَيْناً وطوْراً
يَنْتَضيه في الحرب عند جلادِهْ
فاسْتَلِلْهُ على الخطوب وتُحَقِّقْ
ما أراك الرجاءُ في إعداده
ولَتَدْبِيرُه أحَدُّ من السَّيْ
ف وأمضى في بدئه وعِوَادِهْ
سَوْرة الصِّلِّ في تعاطيه لابل
ثورة ُ الليث في حَشا أَلْبادِه
نجدة ٌ لم تكن لَعْنترة َ العَبْ
سِيِّ في عصره ولا شَدَّادِهْ
وأبَّرتْ على كُلْيب وجسَّا
س جميعاً وحارث وعُبادِهْ
وتعالتْ عن المهلَّبِ قِدْما
في أيازيده وعن أزيادِهْ
وإذا ما بَعِلْتَ بالعبء ذي الثِّقْ
ل فضعْ ثقلَهَ على أكتادِهْ
يَحتملْ أوْقَهُ وينهضْ بِرَضْوى
وشَرَوْرَى ويَذْبُلٍ ونَضادِهْ
فائزاً قِدْحُه على حاسديه
ظاهراً حقُّه على جُحَّادِهْ
عَقَّ من عق مثلَه اللَّهُ والح
قُّ وربُّ الجزاء في مرصادِهْ
فاتق الله والعواقب والسُّل
طان واشدُدْ سلطانه بوِكادِهْ
طالما استَصْلَحَتْ يداك له المُلْ
ك فلا تُقْرفَنَّ باستفسادِهْ
لايقولن حاسدٌ خان من كا
تَم سلطانَه أعَدَّ عَتادِهْ
غَشَّ من أخرَّ النصيحة َ عمْداً
عن إمام عليه جُلُّ اعتمادِهْ
ليس يُوْهي أخاهُ شدُّكَ إيَّ
اهُ به بل يزيدُه في اشتدادِهْ
أهْدِ للقاسم الوحيد أخاه
إنَّ إيحاشَه أخو إيحادِهْ
ومعاني أبي الحسين كَوافٍ
وهو واف من ثغره بِسَدادِهْ
رُكْنُ صدقٍ تُدعَى إلى الشَّد منه
لاضعيف تُدْعى إلى إسنادِهْ
وكمالُ الإتقان فضلُ مَزيد
في عماد البناء أو أوتادِهْ
وترى الخيْرَ لانقيصَة َ فيه
غير أن لامَلال من مُسْتزادهْ
ولقد جُدْتَ للإِمام بكافٍ
أصْمعِ القلب شَهْمِهِ وَقَّادِهْ
قُدَّ كالسيف قَدِّه وغِرارَيْ
ه ورقْراقِ مائه واطِّرادِهْ
أفلا جُدْتَ بالظَّهير فَتُلفَى
مُعْتِداً ما الكمالُ في إعتادِهْ
لِتُعِين الإمامَ عوناً تماماً(77/236)
مُنْجِداً كيدَه على كُيَّادِهْ
ليس في الفعل عائب لك لكن
لك في التَّرْك عائبٌ لم تُصادِهْ
والمُعاب اطِّراحُك ابنك لا مَنْ
حُكَ جَنْبَيْ أخيه لِينَ مِهادِهْ
بل مُحِقَّاً بعدل حكمك فامهدْ
لأخيه وزِدْهُ فوق وسادِهْ
أنكر المنكرون إفرادَ نَجْمَيْ
مك وحزمٌ أصبحتَ من أفرادهْ
ما رأى العالِمون بالحظِّ حظاً
لكلا الفرقدين في إفرادهْ
أيها الناسُ خَبِّرونا وأدُّوا
حقَّ مُستشهدٍ لدى شُهَّادِهْ
هل نبا مِنْكُمُ كبيرٌ سديدٌ
بالكبير السَّديد من أولادِهْ
ما الهوى في حُدورِهِ يتهاوى
بِكَفِيٍّ للعقل في إصعادِهْ
فاتْبَعِ العقلَ إنه حاكم الل
ه ولاتمشِ في طريق عنادِهْ
ما الهوى في لفيفِهِ إن تأمَّلْ
ت بِقرْنٍ للعقل في أجنادِهْ
كيف والمكْرُ من سراياه والرَّأ
يُ أخوه والنصرُ من أمدادِهْ
لاتُعَرِّضْ سدادَ رأيك للطَّع
ن عليه من ناقِصٍ في سدادِهْ
قد يعودُ الحميدُ غير حميدٍ
إن عَكَسْتَ العقول عن إحمادِهْ
بالحديد الحدِيدُ يُفلَحُ قِدْماً
فالْقها من حديده بحدادِهْ
هاكَها لا يَضيرُها أنَّ جِلْفاً
لم يقلها مُزمَّلا في بِجادِهْ
مِنْ مُعادِي القريض يُدْعَى عليها
بقتال الإله من مستعادِهْ
منْ مُفَدّاه لا الملعِّنِ منه
بل من المسْتجاد من مُستَجادِهْ
تُنْشِدُ الناسَ نفسَها وهي في المهْ
رَقِ مثلَ الغِناء من أوحادِهْ
لم يَكِلها إلى النشيد مُجِيدٌ
صاغها من رقاده بل سُهادِهْ
قَبَّحَ اللَّهُ كلَّ قائلِ شعرٍ
شعرُهُ عيِّلُ على إنشادِهْ
يُنْشفُ القلبُ ماءه حين تُمْلَى
قبل نشْفِ الهواء ماءَ مدادِهْ
كلُّهَا مُطْرِبٌ وإن لم تحرك
طربَ الميَّتِ الطباع الجمادِهْ
كلها سجدة وإن كفر الجهْ
ل فجلَّ الإحسانُ عن إسجادِهْ
أطنبتْ أطربتْ أفادتْ أجادتْ
في مُجادٍ مستاهِل لمُجَادِ
غير أني قرنتها بعلاء
تَنفُد المطنِباتُ قبل نفادِهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عَيْبُك الصُّلْعَ ليس مما يُغَبِّي
عَيْبُك الصُّلْعَ ليس مما يُغَبِّي(77/237)
رقم القصيدة : 60852
-----------------------------------
عَيْبُك الصُّلْعَ ليس مما يُغَبِّي
حُبَّكَ الصُّلعَ من أيور العبيدِ
قد نَزفْتُ المنيَّ واسْتُكَ غَرْثى
كُلَّ وقت تقول هل من مزيدِ
طال تجديدُكَ القواليب لآست
غيرِ محتاجة إلى تجديدِ
صَبرُها للأُيور يُوِهمنيها
خُلقتْ من حجارة أو حديدِ
ليس تَحْفى بل الفياشل تَحفى
وكذاك الطريقُ مُحْفي البريدِ
ذُبْتَ من شدَّة التفكُّك إلا
كُوَّة ً فيك ذاتَ أسْرٍ شديدِ
لو عدا صبرُها إلى إليتَيْها
كنتَ تحت السياط عين الجليدِ
وأما لو حذقت ما تتعاطى
حذقكَ النَّشْر كنت عبد الحميد
ياسَراة الكتاب إن عبي
د الله يُعدي بدائه من بعيدِ
فادْحرُوه إذا تقرَّب منكم
وأحِلُّوه بالمحل الحَريدِ
لِبُنانٍ والله يُبْقي بُناناً
ستَّة ٌ أنتَ كلبُهم بالوصيد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عبيدُ اللَّه عبدُ الل
عبيدُ اللَّه عبدُ الل
رقم القصيدة : 60853
-----------------------------------
عبيدُ اللَّه عبدُ الل
ه سُؤددهُ وطولُ يدِهْ
رأى فيه شمائله
ففضَّله على ولدِهْ
وآثره لما قدْ كا
ن يؤنس فيه من رشدِهْ
فسَّماه اسمه الأعلى
ليُقْذيَ عين ذي حَسَدهْ
ولو يسْطيعُ مكَّنه
مكان الروح من جسدِه
فتى ً ليستْ تُفَكُّ يدٌ
طوالُ الدهر من ثَفَدِهْ
جرى حتى إذا ما قَصَّ
ر الأكفاءُ عن أمدِهْ
أقام على مكارمه
يباري أمْسَهُ بغدِهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ماضرَّ مدحاً في جوا
ماضرَّ مدحاً في جوا
رقم القصيدة : 60854
-----------------------------------
ماضرَّ مدحاً في جوا
دٍ بارعٍ أن لا يجوَّدْ
لأبي المهنَّد في الموا
طن كلِّها صفة ُ المهنَّدْ
لألاؤه وَمَضاؤه
وغَناؤه في كل مشهدْ
وله حلاوة قَدِّه
والحلم منه حين يُغْمَدْ
فإذا تجرد للشِّيا
ح فإنه سيف مجرَّدْ
فمتى رأى زللاً أقا
ل وإن رأى خللاً تغمَّدْ
ويُعدُّ ظلماً أن يَعُدَّ
المخطئين كمن تعمَّدْ
يعطي بلا وعْدٍ ويخ
لف في الوعيد إذا توعَّدُ(77/238)
فإذا تمرَّدَ خائن
صدق الوعيد وما تمرَّدْ
ويخافه القوم البُرا
ء وما أخاف ما تهدَّدْ
لكنه لبس المها
بة فالفرائص منه تُرْعَدْ
وإذا ارتأى فكمن رأى
وإذا سها فكمن تفقِّدّ
وإذا تفقَّد أمرَه
فهو الشهاب إذا تَوَقَّدْ
أكثرتُ من معروفه
إذ لم يقل رجل تَزوَّدْ
وهَمَمْتُ أنْ أَغْنى بذا
ك فقال عُدْ فالعود أحمدْ
وسألتُه نصري على
زمني فأنجد ثم أنجدْ
وكأنني بي قائل
زرتُ الحيا فحبا وأمجدْ
هذا لعمرك سُؤدد
لكنه أيضاً مؤكَّدْ
يا ابن المقيم بآمد
بأبي أبوك ومن تأمَّدْ
جدَّدْتَ مجداً لم يزل
يُبنَى على مجد يؤبَّدْ
وكَفَاكَ من مجدٍ إذا أج
تمع المؤبَّد والمجددْ
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وصديقٍ أجبتُهُ إذ دعاني
وصديقٍ أجبتُهُ إذ دعاني
رقم القصيدة : 60855
-----------------------------------
وصديقٍ أجبتُهُ إذ دعاني
نحومعروفه فلم ألق رُشْدا
لم يَدَعْ لي عز القَنوع ولاجا
د برفدٍ يَعُدُّهُ الناس رِفدا
جاد ثم التوى فلا أنا بالرَّا
ضي ولا المشتكي فاشْفَي وجْدا
هاض حريتي وأوثق بالمنْ
زُور من نيله لسانيَ عَقْدا
فإلى الله أشتكي ما أُلاقي
من زمانٍ يجشِّم الحرَّ جَهدا
حُرِمَتْ لذة َ الشكاية نفسي
وَجَدَا صاحبي وأصبحتُ عبدا
ولقد قلتُ عند ذاك وأضمر
تُ على باخسي حقوقيَ حقدا
شكر الله ماجداً جاد أو وغ
داً كفى الناس نائلاً منه وَغْدا
ولَحَا الله بين هذين من غَرَّ
عفيفاً من نفسه ثم أكدى
يبذل التافه الذي يُلبس الحُرَّ
خشوعاً ولا يَسُدُّ مَسَدَّا
باخلٌ حين يبذل القومُ رِفْداً
ماطلٌ حين يُنْجز القومُ وَعْدا
يشتري بالنسيئة المِدَحَ الغُرَّ
وأثمانُهن يُنْقَدْنَ نقد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أسداً يا ابن جَهْوَرَ طَرَقَتْ
يا أسداً يا ابن جَهْوَرَ طَرَقَتْ
رقم القصيدة : 60856
-----------------------------------
يا أسداً يا ابن جَهْوَرَ طَرَقَتْ(77/239)
دهياءُ يغني في مثلها الأسدُ
وفيك أشياء من خلائقه
محمودة ٌ لا يذمها أحدُ
لا الغَشم منه بل البسالة والنج
دة عند الحفاظ والجَلَدُ
فأنت يومٌ لآملٍ وَغَدٌ
وأنت يومٌ لخائف وغدُ
حَقِّيَ ظني بك الجميل إذا
ساءت ظنوني وخانت العُددُ
لاتترك العيْثَ من أبي حسن
يُميل عرشي وأنت لي سندُ
فلم تزل عند كل مُظْلِمَة ٍ
سوداء تَبْيَضُّ من يديك يدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أنَّى تماطلني وأنت جَوَادُ
أنَّى تماطلني وأنت جَوَادُ
رقم القصيدة : 60857
-----------------------------------
أنَّى تماطلني وأنت جَوَادُ
والشكر يُبْدأ تارة ويُعادُ
إني إخالك تسْتَقِلُّ من الجَدا
ميسورَه فتكِيعُ حين تُكادُ
لاتحقِرنَّ من الصِّلات قليلة ً
تكفي فجودك بالسَّداد سدادُ
لاسيما والعذر في تقليلها
أنَّ امتنانك مُبْدَأٌ ومُعادُ
تالله ماخسَّتْ خسيسة ُ رافد
أفنت كرائمَ مالِه الأرفادُ
إن الذي يعطِي خسيسة َ ماله
إذ لا كريمة َ عنده لجَوادُ
لاتنس أن الله قد وَعَدَ الندى
أن لا تخون وليَّهُ الأمداد
من لم يزل والبِرُّ أكبر همِّهِ
وصلت سواعدُ أمره أعضادُ
والحر من أضحى وقرَّة ُ عينه
في المال ينقُص والعلا تزدادُ
ولقد رأى كلَّ الرياح معاشر
في الوفْر يُهْدَمُ والثناءُ يشادُ
والخلدُ أن تُلْفَى تجودُ وتعتلي
والموت أن تلْفى وأنت جمادُ
فمتى بذلتَ فللبقاء تَنَفُّسٌ
ومتى كنزت فللبقاءِ نفادُ
يبقى الفتى بعد الممات بفعله
أبداً ويَدْثُرُ يَذْبُلٌ ونَضَادُ
فاشْدُدْ بنيتك الجميلة ِ قبضة ً
فَلَيْنْجَزَنَّ وعيشِك الميعادُ
واعلم بأن الله في ملكوته
لم يخل منه لمحسن مرصادُ
من كان خاب فلم يَخِبْ متحقِّقٌ
بالعرف زرَّاعٌ له حصَّادُ
لولم يكن في العرف إلا أنه
جُنْدٌ يقاتل عنك بل أجنادُ
خلَّفتُ أهلي في ذَراك وإنه
للاجئين لمَلْجأ ومَصَادُ
أضحوا بمنزلة الضيَّاع وإنما
أهلُ الفتى لرئيسه أولاد
وقد اقتضوا أرزاقهم وتردَّدوا
حتى لشقَّ عليهمُ التردادُ(77/240)
فتعذَّرتْ طلباتُهم وتَنَهْنَهُوا
مثل الحوائم ذادها الذُّوَّادُ
فأهِبْ بشاردهم إليك وأرْوِهِمْ
من جَمَّة ٍ يُروَى بها الورَّادُ
واحمل غُثاءهُم كحملك كَلَّهُمْ
فلذاك عدَّك وحدَك العُدادُ
ولذاك قيل منوِّلٌ ومهنىء
نعماه حين يُنكِّدُ الأنكادُ
اللَّه في أهلي فإنك جارُهُمْ
لاتَضْربَنَّ عليهمُ الأسدادُ
إكفِ الضعافَ اللاتيأنت ثمالُهُمْ
مُؤَنَ العناء فإنهن شِدادُ
لاتجشِمَنْ أهلي إليك وفادة ً
لِيَفِدْ عليهمْ برُّك الوَفادُ
وانف السَّوادَ عن البياض فإنه
مافي بياض يد الكريم سوادُ
يُسْدِي السحابُ إلى البعيد يُغِيثُه
فَيُطَلُّ منه وادعاً ويُجادُ
ولأنت أولى أن يجود لمجْدِبٍ
عفواً ولم تُشدَد له أقتادُ
ها قد أثَرْتُ عليك وحْشيَّ العلا
فاصطد فإنك للعلا صيادُ
نبَّهتُ للكَرمِ العزيب ولم يكُنْ
بك قبل تَنْبِيهكَ عنه رُقادُ
بل أنت أوْلى أن تكون منبِّهي
بمذاهبٍ لك كلُّهن رشادُ
فابدأ مكارِمَكَ التي عوَّدتها
وابدأ فإنك باديءٌ عوّادُ
عَلِّمْ غرائبك الرجالَ فطالما
عَلَّمْتَ كيف تُمجَّد الأمجادُ
لايكبُرَنَّ عليك في جَنْبِ العُلا
ماقد سألتُك فالعلا أطْوادُ
ولقد أحمِّلُك الثقيلَ لأنني
خَبِرٌ بأنك حامل معتادُ
ولكي ترى ثقتي بطَوْلك أو يرى
كيف احتمالك معشرٌ أوغادُ
ولَتشهدن بأنني بك واثق
ولتشهدن بفضلك الأشهادُ
يامن يعادي الأصدقاءُ علاءه
أبداً ويَشْنأ مجدَه الوُدَّادُ
حسداً لمن يمسي ويصبح حاملاً
كَتداهُ مالاتحمل الأكتادُ
ممَّنْ يَبُزُّ الناسَ منْفوسَ العلا
وعليه من منفوسها أبرادُ
صبٌّ بحب المكرمات مُتيَّمٌ
ماتيمته فَرْتَني وسعادُ
يغدو صحيحاً ما غدا وعطاؤه
متيسِّرٌ وثناؤه منقاد
فإذا اشتكى عللَ النوال نوالُه
أعداه ذاك فعاده العُوّادُ
وغدا مريض النفس وهو صحيحها
حتى يثوب الوَفْر والمرتادُ
وبدت عليه من الحياء غَضاضة ٌ
أو يرجعَ المرتادوهو مُفادُ
لله طوْلك يامحمد إنه
لَيثور منه الشكْرُ والأحقادُ(77/241)
تعطي الجزيل فتسترقُّ رقابنا
فتلين ثَمَّ وتغلُظُ الأكبادُ
لاتعدم الطَّوْل الذي انفردت به
كفاك وازدوجت له الأفرادُ
يامن تفرقت العلا في غيره
واستجمعت فيه العلا الأضدادُ
وإذا غدا حسَّاده وعُداته
ظُلِم العُداة وأُنصف الحسادُ
من ذا يعادي الغيث أم من ذا يُرَى
إلا من الحساد حين يُسادُ
يجد المذاهِبَ مادحوك ولم يزل
لمُريغ مدحك مذهب ومَرَادُ
حتى إذا ماقال فيك كأنه
قُطعَتْ به الأشباهُ والأندادُ
لَؤُمَ الرجالُ فزهَّدوا ذا رغبة
وكرمت حتى استرغب الزهادُ
لو أصبح السادات مثلك سؤدداً
وَفت العِداتُ وأخلف الإِيعادُ
خذها فإنك في الرجال وإنها
من صفو ما يتنقَّدُ النقاد
ولئن غدوتَ كما دُعيتَ محمد
إني لما أوليتَ لَلْحمَّاد
ولئن قصدتك ماقصدُتك خابطا
بالظن بل رادتك لي رُوَّاد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياطاهريّين لاطَهورَ لكم
ياطاهريّين لاطَهورَ لكم
رقم القصيدة : 60858
-----------------------------------
ياطاهريّين لاطَهورَ لكم
من حَيْضة الغدر آخرَ الأبدِ
جريتُمُ سابقين شأوَكُمُ
ثم كَبَوْتُمْ في آخرِ الأمدِ
قل لكتابإذا مررت بها
ليتك لم تولدي ولم تلدي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عَذيريَ من بدر السماء لحظتُه
عَذيريَ من بدر السماء لحظتُه
رقم القصيدة : 60859
-----------------------------------
عَذيريَ من بدر السماء لحظتُه
فوكَّل إنساني برعيْ الفراقِدِ
وآنستُه فازداد نفراً كأنه
وإيايَ ظَبي قد أحسَّ بصائدِ
لينكر ما أشكو بخلوة قلبه
وليس لشكْوى واجدٍ غيرُ واجد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بلَّغكَ الله أن يهنَّأ مَوْ
بلَّغكَ الله أن يهنَّأ مَوْ
رقم القصيدة : 60860
-----------------------------------
بلَّغكَ الله أن يهنَّأ مَوْ
لودُك بابنٍ وأنت شاهِدُهُ
حامِدَ ربٍّ أراك مثلهما
حمداً يُثاب المزيدَ حامِدُهُ
بحسبنا كاشفاً عواقبَه
أنَّ شهاب الظلامِ والدهُ
وأن جدَّ الفتى الوزير أبو الْ(77/242)
قاسم فرْدُ الجلالِ واحِدُهُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أصبح ذا والد وذا ولدِ
أصبح ذا والد وذا ولدِ
رقم القصيدة : 60861
-----------------------------------
أصبح ذا والد وذا ولدِ
من بعدما كان بيْضَة َ البلدِ
لما ادعى والداً فجاز له
تطلَّعتْ نفسُه إلى ولدِ
ولم يكن خالدٌ وهمتُه
تلك ليرضَى بدعوة ٍ فَقَدِ
حتى تراه العيونُ تَكْنفُهُ
ثنْتان كالعقدتين في مَسَدِ
فلا تلوموه إن نفى شبهاً
قد كان فيه بالواحد الصمدِ
كان بلا والدٍ ولاولد
فرداً وحيداً فصار ذا عددِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أخالدُ لاتكذبْ فلست بخالد
أخالدُ لاتكذبْ فلست بخالد
رقم القصيدة : 60862
-----------------------------------
أخالدُ لاتكذبْ فلست بخالد
هنالك بل أنت المكنَّى بخالدِ
ولَلكلْبُ خير منك لؤمك شاهدي
بذلك دهري ما أُباعدشاهدي
جمعتَ خلال الشرِّ والعَرِّ كلها
وشُنعَ المخازي من طريف وتالدِ
فلو لم تكن في صلب آدمَ نطفة ً
لخَرَّ لهُ إبليس أول ساجدِ
ولو كنت عيناً في الرجال وغُرَّة ً
لكنتَ زنيماً شِنْتَ شين الزَّوائدِ
فكيف وقد حُزْتَ المعايب كلَّها
فلم تَتَّركْ منها نصيباً لواجدِ
رُقادَك لاتسهر إلى الليل ضلَّة
ولاتَتجشَّمْ فيَّ حَوْك القصائدِ
أبي وأبوك الشيخُ آدم تَلتقي
مناسبنا في مُلْتَقى منه واحدِ
فلا تَهجُني حسبي من الخزي أنني
وإياك ضمَّتنا ولادة ُ والدِ
أما والقوافي المحكمات لقد رعى
سوام العِدا منه بأنكد رائد
تَظنُّوْهُ سَعْداناً مَريئاً فصادفوا
ذُعافاً وذِيفاناً وخَيم العوائدِ
وكم شاعرٍ غادرت تشبيب شعره
بكاءً على سلمى بعَوْلة فاقدِ
لَهتْ نفسُه عما مضى من شبابه
بإقلاع سلم أمسُه غيرُ عائدِ
إذا ذكر استغشاءه النومَ آمناً
جرت مقلتاه بالدموع الحواشدِ
ولِمْ لا يُبكِّي من يبيت كأنَّه
سَليمُ أفاعٍ أو سَليمُ أساودِ
تهيج به من مبعث الفكر لوعة ٌ
تُوكِّل عينيه برعي الفراقدِ
Free counter(77/243)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما كرَّم الله بني أدمٍ
ما كرَّم الله بني أدمٍ
رقم القصيدة : 60863
-----------------------------------
ما كرَّم الله بني أدمٍ
إذ كان أمْسى منهمُ خالدُ
والله لو أنَّهم خُلِّدوا
حتى يبيد الأبد الآبدُ
وسُخِّرَ البرُّ لهمْ مركَبا
والبحرُ أنَّى قصد القاصِدُ
ودوَّخُوا الجنَّ فدانتْ لهمْ
وأذعن العِفْريتُ والماردُ
وأصبح الدهرُ حَفيّاً بهم
كأنه من برِّه والدُ
واستوت الأقدار في خُطَّة ٍ
فليس محسودٌ ولاحاسدُ
ولم يكن داءٌ ولا عاهة ٌ
فالعيش صافٍ شرْبُهُ بارِدُ
ودامت الدنيا لهم غضّة ً
كأنها جارية ناهدُ
ما كُلِّفوا الشكر وقد ضمهم
وخالدُ اللْؤمِ أبٌ واحدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هجاني حُفَيصٌ ولم أهجه
هجاني حُفَيصٌ ولم أهجه
رقم القصيدة : 60864
-----------------------------------
هجاني حُفَيصٌ ولم أهجه
ولكنه رجلٌ عَرْبدا
غدا ظالماً جاحداً نعمتي
وما كان حقّيَ أن أُجحدا
ألم تكُ كَفِّيِمُشْطاً له
وأيري لزوجته مرودا
أحكُّ بفيشته كَيْنها
وأكْحُلُ جارَ استها الأرمدا
بحضرته كان ما أدَّعى
وما كنت بالزور مستشهدا
إذا ما يدي سئمت قفْدَهُ
تبوَّأتُ من عرسه مقعدا
فمالي جُفيت ومالي هُجي
تُ حتى كأنيَ أعدى العدا
أضاع إخائي ولم يرْعني
وأشمتَ بي معشراً حُسَّدا
أما يتذكَّر لي أنني
تخيرت صلعته مقْفَدا
وأنّيَ كنت أُباهي بها
من استلم الحجر الأسودا
أضحتْ حَلِيلة ُ خالدَ
ذَلَّ اللسان بحمدِها
عَمَّتْ أيورَ النائكي
نَ بِنَيْلها وبرفْدِها
شفعت غليهم في عُمْي
رَة فانتهوْا عن جَلْدِها
أغْنتهُمُ عن ذاك لا
ذاقوا مرارة فقدهها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قالوا هجاك أبو حفص فقلتُ لهم
قالوا هجاك أبو حفص فقلتُ لهم
رقم القصيدة : 60865
-----------------------------------
قالوا هجاك أبو حفص فقلتُ لهم
لاتدخلوا بيننا يامعشر الحسدَهْ
ما استأثرتْ دونكم كفَّي بصلعتهِ(77/244)
فتحسدوني عليها معشر القَفَده
كم ركْعة ٍ ركع الصَّفعانُ تحت يدي
ولم يقلسمع الله لمن حمدَهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> انظر إلى بِنْتك ياخالدُ
انظر إلى بِنْتك ياخالدُ
رقم القصيدة : 60866
-----------------------------------
انظر إلى بِنْتك ياخالدُ
يُخبْركَ عن غائبك الشاهدُ
معروفة الأُم ولكنها
مثلك لم يُعرَف لها والدُ
إلا فِرَاشَ غيرِ ما طاهر
ينتابه الصادر والواردُ
ميلادك المدخولُ ميلادها
وهْوَ كما تعلمه فاسدُ
واحدة ُ الأم ولكنَّها
مثلك حاشاها أبٌ واحدُ
تبيتُ موردَ فسق لا مزيد به
تغشاه أورادُ نيك بعد أوراد
تُصعِّد الزفراتِ الليلَ تحتهمُ
كأن في البيت منها كير حداد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ماعلى الأحرار من رِقٍّ إذا
ماعلى الأحرار من رِقٍّ إذا
رقم القصيدة : 60867
-----------------------------------
ماعلى الأحرار من رِقٍّ إذا
نَقَدوا شكرهم مَوْلى أيادِي
إنَّما الرقُّ سِخابٌ لامرىء
لبس النعماء والكفرانُ بادي
وكذا رقّ الأيادي لازم
جِيدَ من أنكره حتى التنادي
والمقرُّونَ به قد خلعوا
طوْقَه عنهم بحكم غيْرِ عادي
إنما النُّعْمَى صِفادٌ فإذا
لَقِيت شكراً فليست بصِفادِ
ولقد كافأ بالنعمى امْرُوٌ
كافأ النعمى بإخلاص الودادِ
إن يكن نُوِّلَ نيْلاً من يد
فلقد نَوَّلَ نيْلاً من فؤادِ
فاغدُ في أمنٍ من الرقِّ ومن
سطوة الدهر وذل الاضطهادِ
قد أوى جار الذي جاورته
خير مأْوى ورعى في خير وادِ
العلاءُ المبتَني شُمَّ العُلا
مُنْجِد المنجود طَلاَّع النِّجادِ
يَمَمَتْ همتُه قصوْى المَدى
فجرى جَرْيَ جواد لجوادِ
تَجدُ المُتلَفَ من أمواله
واقعاً منه وقوع المستفادِ
فهولا يفترُ من سَحِّ الندى
ببنانٍ سَبِطاتٍ لا جِعاد
غيرُ لاهٍ باللُّهى بل عالماً
أنّ بذل العُرف من خير عتادِ
مستزيداً في مَعَالٍ جمَّة
ليس فيها لامرىء من مستزادِ
لاترى استطراف علْقٍ طارفٍ
شيمة ً منه ولا إلْفَ تلادِ
كُلُّ ذخرٍ لمعاشٍ عنده(77/245)
مُقْتنى ً من فضل زادٍ لمعاد
بذل الدنيا بكفٍّ سمحة ٍ
مثلُها ضُمِّن أرزاق العبادِ
وتولاَّها بعقلٍ راجحٍ
مثله قُلِّد إصلاحَ البلادِ
سالكاً في كل فَجٍّ وحْدَه
حين لا يُوحشه طولُ انفرادِ
غانياً عن كل إرشادٍ بما
فيه من فضل رشاد وسدادِ
وكذاك البدر يسري في الدجى
وله من نفسه نورٌ وهادي
لم يُكانفْهُ على الأمر امرؤ
إنه أوْحَدُ من قوْمٍ وحادِ
حسْبه من كلِّ رأي رأيه
مُستشاراً في الملمَّات الشِّدادِ
أصبح الناس سواداً حالكاً
وهُوَ الغُرَّة ُ في ذاك السوادِ
فليعشْ مابقيتْ آثارُه
وهي أبقى من شَرَوْرَى ونَضَاد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شجتْك رسومٌ دارسات بثَمْهَدِ
شجتْك رسومٌ دارسات بثَمْهَدِ
رقم القصيدة : 60868
-----------------------------------
شجتْك رسومٌ دارسات بثَمْهَدِ
كَمُلْحَمة ابن السِّمَّريِّ مُحمَّدِ
تُنادي رسومٌ كلَّ يوم محمداً
أيا لابسي قد طال عهدي فجدِّدِ
بَليتُ وأبليتُ الرجال وأصبحت
سنونٌ طوال قد أتتْ دون موْلدي
وضجَّت إلى الرحمن من نتن جِرْمه
ومن ذَفَرٍ في باطن الرفَغ واليد
وقالت له أيضاً مراراً كثيرة
أما حان إطلاق الأسير المقيَّدِ
فقال لها مهلاً رسومُ فما أنا
بمُعفيك منِّي أو أحُلَّ بمُلْحَدي
فقالت له هل أنت أيضاً مكفَّنٌ
إذ متَّ بي يابن البخيل المصرّدِ
فقال نعم ما إن تزالي قرينتي
إلى يوم بعثي من ضريح وجلمدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مازلت تُشْركُ في ثرائك حاسداً
مازلت تُشْركُ في ثرائك حاسداً
رقم القصيدة : 60869
-----------------------------------
مازلت تُشْركُ في ثرائك حاسداً
حتى غدوْتَ ولستَ بالمحسُودِ
إلاَّ على مالستَ تملك بذْله
من صدْق بأس أو براعة جودِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قالوا هجاك أبو حفص فقلت لهم
قالوا هجاك أبو حفص فقلت لهم
رقم القصيدة : 60870
-----------------------------------
قالوا هجاك أبو حفص فقلت لهم
عرضي على ذاك وقْفٌ آخر الأبدِ(77/246)
بحاجة ٍ إن قضاها وهي هينة ٌ
يُنَزِّهُ الشيخُ في تلك الصُّحون يدي
من لي بذاك وعرْضي ماحييتُ له
بلا قَصَاصٍ ولاعقلٍ ولاقَوَدٍ
تبارك الله ما أحلى مَصَافِعَهُ
على البنان وأنداها على الكبدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أدارَ العامرية بالوَحيدِ
أدارَ العامرية بالوَحيدِ
رقم القصيدة : 60871
-----------------------------------
أدارَ العامرية بالوَحيدِ
سقاك مُجَلْجَلٌ هزجُ الرعود
إذا هَضبتْ هواضبُه جَناباً
تولَّتْ منه عن أثرٍ حميدِ
كما ظهرتْ على العضْب اليماني
مآثرُ من يَدَيْ صَنَع مُجيدِ
يجود صبيبُه كدموع عيني
غداة َ ترحَّلتْ أمُّ الوليد
تودِّع بالإشارة من بعيد
فيا حُسْنَ الإشارة من بعيدِ
ألا ياحبَّذا نفحاتُ نجد
ومن أمسى بمنعَرَج الصعيدِ
ومن أخْشى إذا ما زرتُ منه
صدوداً والمَنية في الصدودِ
أليس الله صيَّرني عذاباً
لأقمع كلَّ شيطانٍ مَريدِ
لأقمع كلَّ عفريتٍ وجنٍ
بكل مَفازة وبكل بيدِ
أنا النار التي بالخلق تُغْذَى
وتوقَد بالحجارة والحديدِ
إذا نضجَتْ جلود القوم فيها
أُعيد لهم سوى تلك الجلودِ
يقال هل امتلأْت وكلُّ خلقٍ
بها فتقول لا هَلْ من مزيد
إذا عَطشوا سقيتُهُم صديداً
فويلُ القوم من شُرْب الصديدِ
فأين هُبلتَ تهرب من هجائي
وأين هبلتَ تهرب من قصيدي
ولو في است التي ولدتك مني
هربت أتتك بائقة ُ النشيدِ
أُصِمُّ بها صداك وأنت فيه
وأمنعُ مقلتيك من الهجودِ
فكم من قِتْلَة ٍ وَجَبَتْ عليها
وكم من ظهر أمك من حدودِ
ألم تخبركَ لِمْ ولدتك أعمى
هوت في النار من أعلى صَعُودِ
عمِيتَ لأنها جعلتك نصباً
تَهدَّفُه غراميل العبيدِ
وكيف تُراك تسلم مِن أَيورٍ
تَعاقَبُ فيك بالطعن الشديدِ
أتزعم فعل ربك كان ظلماً
بأُمَّة ِ صالحٍ وبقوم هودِ
ببيتَيْكَ اللذين يخبِّرانا
بمحض الكفر عنك وبالجحودِ
فما أرجو بمَهْلك قوم عادٍ
ومن صبِّ العذاب على ثمودِ
فأين محمد أم أين عيسى
أليسا مثلهم تحت الصعيدِ
عجبت وقد خلوتَ تُدير هذا(77/247)
لحكم الله ذي العرش المجيدِ
فألْقَتْ شلْوَهُ من رأس طودٍ
فِعَال الجاهلية بالوئيدِ
وكيف تضيق عن مُقْلَى جنينٍ
وكَعْثَبُهَا بريدٌ في بريدِ
إليكَ سُلالة الطَّحَّان أحدو تَرُمُّ عظام لابسها وتُبْلي ولا تُبْلَى على أبد الأبيدإذا قلت الليالي أهزمتْها بدت شَنعاء في سنِّ الوليدِتَنثُّ حديث أمك ذا المخازي وباخرْزيِّها نجْل اليهودِ لياليَ لا يزال لها خليلٌ ويُعملُها كإعمال القَعُودِيشكُّ خِلال حَا
بها صمَّاء كالحجر الصلودِ
تَرُمُّ عظام لابسها وتُبْلي
ولا تُبْلَى على أبد الأبيد
إذا قلت الليالي أهزمتْها
بدت شَنعاء في سنِّ الوليدِ
تَنثُّ حديث أمك ذا المخازي
وباخرْزيِّها نجْل اليهودِ
لياليَ لا يزال لها خليلٌ
ويُعملُها كإعمال القَعُودِ
يشكُّ خِلال حَاذيها بعَبْل
عظيم الرأس منتفح الوريدِ
فكم من نطفة ٍ قد أعجَلْتها
وما حالت إلى العَلق القعيدِ
وكم لك من أبٍ لم تحتسبه
وكم لك من أخٍ منها شهيدِ
تركَّضَ حين تمَّ فأزْلقته
بلا عُسْر ولا تعب شديدِ
ألم يُلْحقْكَ أو شكَ ما لحاقٍ
بإخوتك المسوخ من القرودِ
خسرتَ الدين والدنيا جميعاً
كذاك تكونَ مَنْحَسة ُ الجدودِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تجافت بنا منذ اشتكيتَ المراقدُ
تجافت بنا منذ اشتكيتَ المراقدُ
رقم القصيدة : 60872
-----------------------------------
تجافت بنا منذ اشتكيتَ المراقدُ
بنا لا بك الشكو الذي أنت واجدُ
عجبتُ لدهرٍ ينتحيك صُرُوفُه
وليس لها إلاَّ بعرفك حامدُ
أتهدي لك الأيام غوْلاً وإنما
مساعيك في أعناقهن قلائدُ
تجنَّى عليك الدْهرُ ذنباً فلم يجد
لك الدهرُ ذنباً غير أنك ماجدُ
سيعلم إن لم ينزجر عنك أنه
كطارف عَيْنَيْ نفسه وهو عامدُ
ولوكان يدري أن خلدك زينة ٌ
له وجمالٌ ودَّ أنَّك خالدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حلفت برُمَّان الثُدِيِّ النواهدِ
حلفت برُمَّان الثُدِيِّ النواهدِ
رقم القصيدة : 60873
-----------------------------------(77/248)
حلفت برُمَّان الثُدِيِّ النواهدِ
إذا ماتناغى في صدور الخرائدِ
لما وَجَدَتْ وجدي بكم أُمُّ واحدٍ
تُعُوذُ من الأسْواء فيه بواحدِ
وإني وإن أضحى لسانيَ جاحداً
لذو مدمْعٍ يُضْحي وليس بجاحدِ
سمْحِ بِعرسيهِ حليم المشهدِ
خالدُ ذا السؤددِ المؤطَّدِ
مُعَاوِدٍ أمثالَها معوَّدِ
في بيت طائّيٍ كريم المحْتدِ
أشُكُّ حاذَيها بعرْدٍ أجردِ
مُلَمْلَمٍ مثل الرَّشَا المحصَدِ
لكنْ برجليها ولم تَنَكَّدِ
فبتُّ منها مطمئنَّ المقْعَدِ
نَحْراً كصرحِ المرمر المُمَرَّدِ
دافعْتُها فما اتقتني باليد
يَنْمى إلى دِعْص لها مُنَضَّدِ
تكسو عقودَ الدُّر والزبرجدِ
بيضاء لم تشْحبْ ولم تَخدَّدِ
تضربُ متْنَيْها بوحْفٍ أسودِ
غيداء من ماء الشباب الأغْيَدِ
كأنما ترنو بِعيْنيْ فَرْقدِ
حين بدا للحُلْم أو كأَنْ قَدِ
إن لا تَمِسْ في مشيها تأوَّدِ
رُبَّ فتاة ٍ حُرَّة ٍ المُقَلّدِ
تختال في زِيِّ غلام أمردِ
فكيف بإقرارِ المحبِّ وإنمارجزرُبَّ فتاة ٍ حُرَّة ٍ المُقَلّدِتختال في زِيِّ غلام أمردِحين بدا للحُلْم أو كأَنْ قَدِإن لا تَمِسْ في مشيها تأوَّدِغيداء من ماء الشباب الأغْيَدِكأنما ترنو بِعيْنيْ فَرْقدِبيضاء لم تشْحبْ ولم تَخدَّدِتضربُ متْنَيْها بوحْفٍ أسود
يروح ويغدو بين باغٍ وحاسدِ
كم لك عندي من يد لم تُجْحَدِ
تُثْني عليك بالفعال الأمجدِ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كَأسكَ قد آذَنَكَ العُودُ
كَأسكَ قد آذَنَكَ العُودُ
رقم القصيدة : 60874
-----------------------------------
كَأسكَ قد آذَنَكَ العُودُ
ومُسْمِعٌ أصْحَلُ غِرّيدُ
فارغب في النوم إلى قهوة ٍ
تَحْيَى بها السَّرَّاءُ والجودُ
حَسْبُك بالرَّاح صباحاً وإن
قلت رُواقُ الليل ممدودُ
ياعاذلي في شُرْبها ناصحاً
نُصْحك في جيْبِك مردودُ
لا أشرب الماءَ على وجهه
ما جاد بالصَّهْباء عُنْقُودُ
ياخالداً السَّوْءات لاتَهْجُني
فأنت في شِعْرِك مكدودُ(77/249)
وكل كيدٍ كِدْتَه راجعٌ
عليك والمحدود محدودُ
إذ أنت لاتَنْفَكُّ من قائلٍ
يقول والمحفلُ مشهودُ
لو كنتَ من قَحْطَانَ لمْ تَهْجُهُ
وقَوْمُهُ الفُرْسُ الصَّناديد
فكلَّما عارَضْتَني هاجياً
فَهْو لِقولي فيك تأكيدُ
كذاك من حاربني خانه
سلاحُهُ والله محمودُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إنَّ وهب بن سليما
إنَّ وهب بن سليما
رقم القصيدة : 60875
-----------------------------------
إنَّ وهب بن سليما
ن بنِ وهبِ بن سعيدِ
هَتَكَتْ ضرطتُهُ سِتْ
ر أبيه من بعيدِ
إنَّ كَشْفَ الخَبَرِ المستُو
رِ من شأن البريدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياضرطة ً يُخْلِقُ الزمانُ وما
ياضرطة ً يُخْلِقُ الزمانُ وما
رقم القصيدة : 60876
-----------------------------------
ياضرطة ً يُخْلِقُ الزمانُ وما
تبرحُ إحدى الطَّرائف الجُدُدِ
أرسلها صاحب البريد كما
فُوِّضَ بعضُ الهضاب من أُحُدِ
سارت بلا كُلْفَة ٍ ولاتعبٍ
سَيْر القوافي الأوابد الشُّرُدِ
كأنما طارت الرياح بها
فألحقتْها بكل ذي بُعُدِ
لو أنَّ أخبارَهُ كضرطته
إذن كَفَتْهُ مؤونة البُرُدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ماضرطة ٌ بَدَرَتْ وهباً بواهبة ٍ
ماضرطة ٌ بَدَرَتْ وهباً بواهبة ٍ
رقم القصيدة : 60877
-----------------------------------
ماضرطة ٌ بَدَرَتْ وهباً بواهبة ٍ
لمن هجاه كحظٍّ ناله أَبَدَا
ياليتني نِلْتُ ممَّا نال طائفة ً
وأنَّني ضارِطٌ عند الوزير غدا
قد أكثر الناس في وهبٍ وضرطته
حتى لقدُملَّ ما قالوا وقد بردا
لا تَعْلُ ضرطة هاجيه كضرطته
في الذاكرين ولا يُحْسَدْ كما حُسِدا
ياوهبُ لاتكترثْ للعائبيك بها
فإنما أنت غيثٌ ربما رَعَدا
ولم يزل عيبُ من قلَّت معايبُهُ
يُحْصَى ويُترك ما قد أعجز العددَا
انظر إلى أحمدٍ ضرَّاطِ عسكره
هَلْ عابَهُ أحَدٌ أو عَدَّه أَحَدَا(77/250)
يُعيَّرُ المرءُ ما استحيا مُعَيرهُطويلتُكايدنا بالنَّتنِ أنفاس شُطفٍوبالبَرْد اصواتُ لها تَتَرَدَّدُ وفي قُبْحها كافٍ لها من كِيَادهاولكنها في فعلها تتبرَّدُ ولو عقلَت ما كايدتنا لأنهابأنفاسها والوجهِ والطبلِ أكْيَدُ ولكنها تبغي التبرُّد أنهاتُكابِدُ نارا
ولايُعَيَّرُ آتي العار مُعْتَمِدا
تُكايدنا بالنَّتنِ أنفاس شُطفٍ
وبالبَرْد اصواتُ لها تَتَرَدَّدُ
وفي قُبْحها كافٍ لها من كِيَادها
ولكنها في فعلها تتبرَّدُ
ولو عقلَت ما كايدتنا لأنها
بأنفاسها والوجهِ والطبلِ أكْيَدُ
ولكنها تبغي التبرُّد أنها
تُكابِدُ ناراً في استها تتوقَّدُ
ستعلم إن أحمْى َ الهِجَاءُ وطيسَه
على من غدا شيطانُها يتمَرَّدُ
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يابْن المدبِّر غرَّنيِ الروَّادُ
يابْن المدبِّر غرَّنيِ الروَّادُ
رقم القصيدة : 60878
-----------------------------------
يابْن المدبِّر غرَّنيِ الروَّادُ
عَمِرُوا وليس لهم سواك مَرادُ
أدَعو على الشُّعراء أخبثَ دعوة
إذْ مجَّدُوك وغيرُك الأمجادُ
قل لي بأية حيلة أعملْتَها
هتفوا بأنك لاحُفِظْتَ جوادُ
فَلِتلْكَ أحسنُ من نوالك موقعاً
والعِلم أفضلُ ماأراه يُفادُ
لقد استفاض لك الثناءُ بحيلة ٍ
صعْبُ الأمورِ بمثلها ينقادُ
لو أنَّها عندي غودتُ مخلَّداً
ما خُلِّدتْ أمُّ الهضاب نَضَادُ
حتى كأنِّي في صرارك درهمٌ
أو في مَزاودك الحريزة زادُ
بل ماعهدتُك وارتيادُك بالغٌ
بك حيلة ً يرتادها المرتادُ
أنَّى وأنتَ مضلَّلٌ لاتهتدي
رُشداً ولا يَهْديكَهُ إرشادُ
ماكان مثْلُكَ يهتدي لمحالة
حاشاك ذاك وأنْ تكون تُكادُ
لكنَّ جدْبَ الناس طال فأصبحوا
يُرضيهمُ الإبراقُ والإرعادُ
نحلَتْكَ حَمْدَ الحامديك مَواعدٌ
كُذُبٌ تجودُ بها وأنت جمادُ
بل ليس في الأفقين منك سحابة ٌ
للوعْدِ مِبراقٌ ولامرْعادُ
ولأنتَ أحْسَمُ للمطامع والمنى
من ذاك حين يَشيمُك الروَّادُ(77/251)
انت الذي آلى بكلِّ أليَّة ٍ
ألا يُبَلَّ بريقه ميعادُ
بل أنت أجدر حين تُسْأَل أن تُرى
ومكان وعدك سائلاً إيعادُ
ماأنت والمعروف أو مفتاحُه
ذهبتْ بذَينك دونك الأجوادُ
لكن إخاك معاشراً خيَّبتهُمْ
نصبوا الحبائل للأسى فأجادوا
أثنوا عليك ليستميحك غيرُهُمْ
فيخيبَ خيبتَهم وتلك أرادوا
أعيى عليهم صيدُ مالك فاغتدوا
يتعلَّلون بأُسْوة ٍ تُصطادُ
ولهم أُسيى متقدماتٌ جمَّة ٌ
لكن أحبَّ القوْم أن يزدادوا
أُثني عليك بمثل ريحك ميّتاً
في غبِّ يومِ تزفُّك الأعوادُ
ولما صداك إذا نُبِشَتْ لثالثٍ
من مُلْحَدٍ وضجيعُك الإِلحادُ
يوماً بأنتن منك حَيّاً تُجتَدى
لازال نتنُك دائباً يزدادُ
وغدت بجودك شبهة ٌ خدَّاعة ٌ
قامتْ ببخلك بعدها الأشهادُ
أرويتُ بالإصدار عنك حوائمي
لما أطال غليلَها الإيرادُ
وسلوتُ ذكراك التي من مثلها
تَجْوى القلوبُ وتقْرحُ الأكبادُ
آنستُ صدراً طالماً أوحشْتَه
لازال يُؤنس رحْلَك العُوَّادُ
وكأنَّ ذاك الذكْر أسودُ يعْتري
منه سويداء الفؤاد سوادُ
بل إنما اتصلتْ بذكرك خَطرَتي
أيامَ صدري ليس فيه فؤادُ
فاذهب كما ذهب السَّقَامُ إلى التي
مابعدها للذاهبين معادُ
لاتَبْعدنَّ من الذي تُكْنَى به
وهو الذي تفسيرُه الإِبعادُ
شاورتَ فيَّ وفي ثوابي خالياً
رأياً لعمرك لا يليه سدادُ
فأراك حرماني وقال قوارصٌ
تأتيك أنت لمثلها معتادُ
خَيَّبْتَني ثقة ً بلؤمك إنه
لمن استعد لشاتمٍ لَعَتادُ
عن مثله نكص الهجاء مقهقِراً
ونَبَتْ سيوفُ الشتم وهي حِدادُ
لا إنَّ لؤمَك جُنَّه لكنه
نَجَسٌ يعاف ورودَه الورَّادُ
كم ذاد عنك من الهجاء غريبة ً
لا يستطيع ذيادها الذُّوَّاد
فأشكره إن خلاَّك تشكر منعماً
سُدٌّ أمامك منه بل أسدادُ
لو رُمْتَ صالحة ً لغالك دونها
سجنٌ وقيدٌ منه بل أَقيادُ
لازال ذاك السجن منك مظنة ً
وتضاعفتْ فيه لك الأصفادُ
لؤْمٌ أبى لك شكْرَ ما أولاكَهُ
والشرُّ منه لنفْسِه أمْدادُ
وأما وذاك اللؤمِ لؤْماً إنه(77/252)
لؤمٌ سبقتَ به الزمان تِلادُ
لئن اجتوتك له شتائم أصبحتْ
من شتمها إياه وهي تعادُ
لَتُلاقِينَّ شتائمي ناريَّة ٌ
لايجتويك حريقُها الوقَّادُ
فكذاك نار الهُون تَرْأم أهلها
حتى كأنَّهُمُ لها أولادُ
فاهرُبْ وأين بهاربٍ من طالبٍ
في كلِّ مُطَّلعٍ له مرصادُ
خذها إليك من الملابس ملبساً
تشقى به الأرواحُ والأجسادُ
ضَنْكاً إذا زُرَّتْ عليك زُرُورُه
ضاق الخناق فلم يَسَعْكَ بلادُ
ولئنْ شقيت بلُبْسِ بردٍ مثلها
فلطالما شقِيتْ بلك الأبرادُ
ولتخْزَيَنَّ بها إذا ما أنشدتْ
أضعافَ ما يُزْهَى بها الإِنشادُ
لاتفرحنَّ بحسنها وجمالها
فليرحمنك فيهما الحسَّادُ
ولأرمينَّك بعدها بقصائد
فيها لكل رَميَّة ٍ إقصادُ
لو خَيَّسَتْ فرعونَ ذلَّ لوقعها
فرعونُ ذو الأوتاد والأوتادُ
عُتْباكَ منها إنْ غضبْتَ مقالتي
ستُزادُ يابن مدبّرٍ وتُزادُ
من كل سائرة ٍ بذمِّك يَرْتمي
بِركابها الأغْوار والأنجادُ
شنعاء تُضْرم فيك نار شناعة ٍ
تبقى نوائرُها وأنت رمادُ
تحْبوك بدْأتُها بذكْرٍ نابِهٍ
عُقباه إخْمالٌ هو الإخْمادُ
ولَقلَّ مايُجْدِي على متبجِّحٍ
ذكْرٌ يُماتُ بنَشْرِه فيُبادُ
ماينفع الحطبَ المحَرَّقَ في الصِّلا
ضوءٌ جريرتُه عليه فسادُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أبا أحمدٍ ومثلُك لا يَغْ
يا أبا أحمدٍ ومثلُك لا يَغْ
رقم القصيدة : 60879
-----------------------------------
يا أبا أحمدٍ ومثلُك لا يَغْ
فَلُ أن يستفيد بالجاه حَمْدَا
أنا حُرُّ وهبتُ نفْسيَ عبْداً
لك بالحقِّ فاتَّخذني عَبْدَا
وعلى العبد أن يرى نُصْحَ مولا
هُ سبيلاً فيها هُدَاهُ وَوَكْدا
ومن النصح أن أبثَّكَ ما يقْ
بُحُ إن كان عنْدِي عندا
ليس من جاء عائذاً فتطوَّلْ
تَ بتكليمه يرى ذاك قصدا
ليتَ من جاءه رسولُك عمداً
بكتابٍ ضخمٍ يرى العمدَ عمْدا
قالت المكرماتُ لستُ لمجتا
ز ولكن لصامدٍ ليَ صَمْدا
فاكتب الكُتْبُ وابعث الرسْلَ في حا
جة راجيك إنّ في ذاك مجدا(77/253)
ولو استَرْ كبتك حاجة َ ملهو
فٍ لما كان ذاك عندك إدّا
أنت من لم يزل كذاك ومازا
ل عليٌّ كذاك سعْياً وحشْدا
لم يَزل طرْفُهُ حبيساً على العُرْ
ف يرى الغيَّ في المكارم رُشدا
ويكدُّ الجثمانَ والروحَ والجا
هَ طويلاً ولا يرى الكدَّا كدّا
أكرمُ الناس في العِدات اعترا
فاً للمرجِّي وفي الصنائع جَحْدا
وتراه لا يقتضي الحمد رَغْباً
منه فيه يخاله الناس زهدا
ليس إلا لأن تكون أيا
ديه زُلالاً لا غَوْل فيه وشهدا
رُبَّ وعدٍ مُقَدَّمٍ لَعَليٍّ
نَتَجَ الله منه غوثاً ورفدا
وكثيراً ماكان يفعل مايح
سن من غير أن يقدّم وعدا
فإذا كان منه وعد رأى الإِخلا
ف نكْثاً كلما رأى الوعد عهدا
ولأنت ابنُه المورَّثُ ذاك الزَّ
نْدَ أكرِمْ بذلك الزندِ زَنْدا
فَتَوَخَّ الإِعذار وارغب عن التَّعْ
ذِير يا بن المعدود في المجد فردا
لاتكوننَّ كالذي نبذ النَّصْ
ل مُعَرَّى وهَزَّ للحرب غمَدا
وتوكَّدْ على أبي الحسن المحْ
سِن في أن يكون في الخير نجدا
ولْتَجدْهُ نوائبُ العرف شهماً
ناهضاً بالثقيل منهنّ جلدا
لايقولنَّ قائلٌ لمرجِّي
ه وقد خاب زاده الله بعدا
وهو الوعد فليصنْه ومازا
ل بعيداً أن يجعل الوعد وغدا
لايكوننَّ ما رَجوْتُ من الدِّي
مَة والوبل منه برقاً ورعدا
وليحاذر أُحْدُوثَة َ السُّوء لا
مِنِّي لكل من أهل حَضْرٍ ومَبْدى
والفتى مُلْبسٌ من الأمر يسعى
فيه برداً مُقَلَّدٌ منه عِقْدا
فليكن مااستطاع ساعي المساعي
أحسن اللابسين عقداً وبردا
ليس للنفس دونك ابنَ عَلي
مَقْصَر لا ولا وراءك مَعْدى
ومتى خِفْتَمن زمانيَ نحساً
أطلع الله لي بوجهك سعدا
جعل الله جندك العرف ماعش
ت وحسبي بذلك الجندِ جند
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رقابُ أهْلي الحُلُوم مُعْتَبَدَه
رقابُ أهْلي الحُلُوم مُعْتَبَدَه
رقم القصيدة : 60880
-----------------------------------
رقابُ أهْلي الحُلُوم مُعْتَبَدَه
مقصودة ٌ بالهوان مُعْتَمَدَهْ
فادَّرع الجهل فوقهنّ ولا(77/254)
يُغفل حليمٌ من جهله عُدَدهْ
وعامِل الجاهلَ السفيه بما
يقيم من متن عوده أودَهْ
من صَوْنك الحلمَ أن تدرِعَه
الجهلَ فظاهر من دونه زَرَدَه
ولا يريبنّ ثعلبٌ أسداً
إلا قَراه رَداه أو طردَهْ
تالله ما يأمر السداد بأن
أُسْلِمَ عودي لكلِّ من خضدَهْ
أعتقتُ عَبدَيَّ في القريض معاً
عبده والفحلَ من بني عبدَهْ
إنْ أنا لم أجزِ بالإِساءة من
زاغَ عن القصد أو أبَى رشدَهْ
فقل لمن أبُرِق العذابَ له
إن أنت لم تخش يومه فغدَهْ
أستغفر الله من مخالصتي
إخوانَ سوء أدقَّة ً زَهَدَهْ
عَمرْتُ دهراً أراهُمُ عُقَداً
لنائبات الزمان مُعتَقَدَهْ
ثم تبينتُ أنهم قُذُرٌ
ليست لدى فَقْدها بمفتقَدَهُ
أقسمتُ لازلتُ هاجياً لهمُ
ما التطم البحر قاذفاً زَبَدَهْ
ويل لمن نام عن مَراشده
سينقضي ليْلُهُ وما رقدَه
لا يَلْحني جارمٌ سطوتُ به
من زرع الشرَّ عامداً حصدَهْ
لستُ بباغٍ على المشاغب ذي ال
بَغْي ولاعزّتي بمضطهدَهْ
جعلتُ عدلَ القصاص مُلتَحدي
فليَكن البَغْيُ ثَمَّ مُلْتَحَدَهْ
كذا إني خَلْقتُ ذا لَدَدٍ
حتى أرى الخصْمَ تاركاً لدده
لاسيَّما من عَفْوتُ عنه فأطْ
غَتْه أناتي وهيَّجَتْ صَيدهْ
قلتُ لمن قال لي عرضْتُ على ال
أخْفش ماقلته فماحَمدَهْ
قَصَّرْتَ بالشعر حين تعرضه
على مُبين العمى إذا انتقدَهْ
ماقال شعراًولا رواه فلا
ثَعْلَبَه كان لا ولا أسده
فإن يقل إنني رَوَيْتُ فكالدَّ
فْتَر جهلاً بكل ما اعتقدَهْ
أرُمْتَ زيني بأن تُعرِّضَني
لمدحه فالذليل من عَضَدَهْ
أم رمت شَيْني بأن تعرضني
لثلبه فالسَّليم من قصدَه
أنشدته منطقي ليشهده
فغاب عنه عَمى ً وما شهدَهْ
وقال قولاً بغير معرفة ٍ
إفكاً فما حلَّ إفكُهُ عُقَدَهْ
شعريَ شعرٌ إذا تأمَّله الْ
إنسان ذو الفهم والحجا عَبَدَهْ
لكنه ليس منطقاً بعث ال
له به آية ً لمن جحدَهْ
ولا أنا المفهِم البهائم وال
طَّيْرَ سليمانُ قاهر المردَهْ
مابلغتْ بي الخطوب رتبة ً من
تفهم عنه الكلاب والقرَدهْ(77/255)
وحسب قردٍ أراه يحسدني
أن يُسْكنَ اللَّهُ قلبَه حسدَهْ
لاخفَّفَ اللَّهُ عنه من حسدي
وزاده اللَّه فوقه كمدَهْ
ما البت أولى بذاك منه إذا
هَزاهزُ النَّيْك هزهزتْ عَمَدهْ
ماذا عليه وقد رأى ولداً
أعور جَمَّ العُوار ولو وأدهْ
لا رحم الله أُمَّ أخَفَشكمْ
ولا سقى قبر والد ولدهْ
أيغتدي ذا عمى وذا صمم
من فَتَحَتْ كلُّ فيشة سُدَدَهُ
أُرْعدْت إرعادها مجية ً
إن لم كثِّر من ابنها رِعَدَهْ
ما ضرَّ شعري أعابه سفهاً
أم دسّ في حُجر أمِّه وتَدَهْ
ولاتزل صورتي إذا طلعت ما ضرَّ شعري أعابه سفهاًأم دسّ في حُجر أمِّه وتَدَهْ أُرْعدْت إرعادها مجية ًإن لم كثِّر من ابنها رِعَدَهْ يا عجباً منه والعجائبُ لا تنفد ما مد دهرنا مَدَدَهْ أيغتدي ذا عمى وذا صمممن فَتَحَتْ كلُّ فيشة سُدَدَهُ بذيءلا رحم الله أُمَّ أ
لناظريه قذاه بل رمدَهْ
قبحاً لمختاره وصاحبه
ومجتبيه فما رأى رَشَدَهْ
ياعجباً من مُشَوَّهٍ نَطفٍ
واجدُه في الورى كمن فَقَده
أسقطه الجهل والسَّفال فما
يصلح إلا لكفِّ من قَفَده
يخطِب حربي على تمردها
لموعدٍ كان ظنُّه وعدَهْ
مستمطراً عارضي صواعقه
جهلاً وَحيْناً ولم يُطِق بردَهْ
بُعداً لمن أُنذَر الدُخَانُ وقد
أَوقد شَرِّي فما اتقى وَقَدَهْ
يقدح في أثْلَتي وينحتُها
من غير وتْرٍ علمته حَقَدَه
عصا من اللحم والعروق له
يجسُّ تلميذُه بها كبدَهْ
مسْكَنُها في حشا ابي حَسَنٍ
لا أسكن الله روحه جسدَهْ
أسجدُ من هدهدٍ إذا برزت
فيشة ُ فحلٍ عظيمة العَكَدَهْ
ممن أبى الله أن ينفِّلَه
أجراً وما إن يزال في السَّجَدهْ
لا يشتهي من مُهَفْهَفٍ جيداً
بل يشتهي من عُجارمٍ جَيَدَه
ما زال لا يشتهي النواهد مذْ
كان غلاماً ويشتهي النَّهدَهْ
ماذا يُريغ الضرير مجتهداً
قالوا عصاهُ لنازلٍ جَهَدَهْ
أقول لما رأيت أخفشكم
يجيل في مُقْدِم الغلام يده
وشر عُضْو يكون في رجلٍ
مقْعَدة لا تزال مُقتعدهُ
وليس يأَتي البنون من رحم ال(77/256)
فقحة إن ذاد عقلُه فَنَده
أقسمتُ لو أولد الرجال لقد
أُولد ألفاً وحقَّ أن يلدْ
مُوَضَّع يستكدُّ فقحته
مُلتمساً للبنين والحفده
من حقه أن يكون مصْفعَة ً
أذلّ للصافعين من من نقدَهْ
يَقفده معشرٌ ويشتمنيمن حقه أن يكون مصْفعَة ًأذلّ للصافعين من من نقدَهْ مُوَضَّع يستكدُّ فقحتهمُلتمساً للبنين والحفده أقسمتُ لو أولد الرجال لقدأُولد ألفاً وحقَّ أن يلدْ وليس يأَتي البنون من رحم الفقحة إن ذاد عقلُه فَنَده وشر عُضْو يكون في رجلٍمقْعَدة لا تز
وثأرُه في أصابع القَفَدَه
سأُسْمعُ الناس ذمّه أبداً
ما سمع الله حمد من حمدَهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> من ظن أن الاستزادة في الهوى
من ظن أن الاستزادة في الهوى
رقم القصيدة : 60881
-----------------------------------
من ظن أن الاستزادة في الهوى
تُؤدِّي إلى طول العداوة والحقدِ
ألا فليها حر حبَّه وعزيزه
ويصبرْ على بُعد يؤدي إلى القصْدِ
ولكنكُمْ كنتُم تريدون علّة ً
فهيَّجَكُمْ أدْنَى عتاب إلى الصَّدِّ
عبرتُمْ زماناً تطلبون قطيعتي
فأوجدْتُكُمْ ما تطلبون بلا عمدِ
رجوتُ صلاح القبْل بالبَعْدِ فانبرى
لنا ظلمُكُم فاستفسد القبلَ بالبعدِ
ومن حرك المعتلَّ عرَّضَ وصْله
وخُلَّته للصَّرْم والغدْرِ بالعهدِ
لعمري لقد غُرِّرْتُ حين اسْتَزَدْتُكُمْ
بما كان من عهدٍ ضعيفٍ ومن عقدِ
وكنت وماحاولته من زيادة ٍ
ومانالني من ذاك في جملة الودِّ
كطالب رِبْحٍ في سبيلٍ مخوفة ٍ
فأَوْرى بأصل المال والحرصُ قد يودى
وكم طالبٍ ربحاً إلى أصل ماله
فآب حَريباً أوْبَة الخائب المُكْدِي
ومن رام تشييد البناء وأُسُّهُ
ضعيفٌ فما يبنيه أَوَّلُ منهدِّ
وكنتم أعرتم فارتجعتُمْ وإنما
تؤول عَوارِيُّ المعِير إلى الردِّ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيا تاركَ الصهباء لا زلت تاركاً
أيا تاركَ الصهباء لا زلت تاركاً
رقم القصيدة : 60882
-----------------------------------
أيا تاركَ الصهباء لا زلت تاركاً(77/257)
رشادك في طيب المعيشة زاهد
فإنك ما أوحشت حين تركتها
نديماً ولا أوجدتَ فقدك فاقدا
لما زاد في الشرب الذي قد تركته
من الراح خيرٌ منك في الشرب زائدا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يابني طَوْدِ المعالي طاهرٍ
يابني طَوْدِ المعالي طاهرٍ
رقم القصيدة : 60883
-----------------------------------
يابني طَوْدِ المعالي طاهرٍ
يا ثِقَاتي وثِقَاتِ المعتمِدْ
أنتم الساداتُ والقوم الأُلى
تَعِدُ الآمال عنهم ما تَعِدْ
إن أكن أحسنتُ في مدحكُم
فأَخو الإحسان أولى من رُفدْ
أو أكن قصَّر جهدي عنكُم
فأثيبوني ثواب المجتهدْ
أو فردُّوا المدح مستوراً ولا
تُشْمِتوا بي أَعيناً نحوي تَقدْ
هوبازٌ صائد أرسلتْهُ
فارجِعوه سالماً إن لم يَصِدْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أصبحت قرداً يا أبا حَفْصَلٍ
أصبحت قرداً يا أبا حَفْصَلٍ
رقم القصيدة : 60884
-----------------------------------
أصبحت قرداً يا أبا حَفْصَلٍ
ولست أيضاً من ملاح القرودْ
تلك قرود غير ممسوخة ٍ
وأنت قرد من مسوخ اليهودْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقول لسائلي بك يا ابن يحيى
أقول لسائلي بك يا ابن يحيى
رقم القصيدة : 60885
-----------------------------------
أقول لسائلي بك يا ابن يحيى
حَمادِ لمن سألتَ به حمادِ
ولم أحمد به إلا حميداً
بإجماع المُصَالِحِ والمُعَادي
فقال وإن مُطِلْتَ زُهاءَ حَوْلٍ
فقلت وإن مُطلت إلى التنادِ
متى يَمْطُلْ أبو حسنٍ علِيٌّ
فَعِلَّة مَطْلِهِ عَوَزُ الجوادِ
ومحبِسُه العطية َ مستزيداً
نَدَى يَدِه وليس بمستزادِ
وماضرَّ المؤمِّل مطْلُ وعْدٍ
تظل له العطية في ازديادِ
فكلُّ فتى ً كريم فيه مطْلٌ
ببذل نواله فرط احتشادِ
يُزايد نفْسَه في الرفد حتى
يطولَ المطلُ من طول الزياد
ولم يمطل جوادٌ قَطُّ إلا
أتاك حِبَاؤه ضخم السَّوادِ
إذا ما حاملٌ جرَّتْ بحملٍ
أتمَّتْ شخصَه عند الولادِ
وما مطلُ ابن يحيى سائليه
ليوحشهم بذاك من العِوادِ(77/258)
ولا ليروضَ نفْساً ذاتَ شُحٍّ
ولا ليفكَّ عزماً ذا صفادِ
وما من شأنه استكثار عَوْدٍ
ولا استثقالُ معروفٍ مُعادِ
فداه الماطلون لكي يفُكُّوا
وثاق البخل عن أيدٍ جِعادِ
ولا عدم المؤمِّل منه مطلاً
تتم به الصنائع والأيادي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مالي أَسَلُّ من القِراب وأغمدُ
مالي أَسَلُّ من القِراب وأغمدُ
رقم القصيدة : 60886
-----------------------------------
مالي أَسَلُّ من القِراب وأغمدُ
لِمَ لا أُجرَّدُ والسيوفُ تجرَّدُ
لِمَ لا أجرَّبُ في الضرائب مرة
يا للرجال وإنني لمَهند
بل قد حكى التجريبُ أني صارم
ذَكَرٌ فلِمْ أُلْقَى ولا أتقلَّدُ
لم لا أُحلَّى حلية ً أنا أهلُها
فيُزان بي بَطَلٌ ويُكْفَى مشهدُ
إن الحُلَى عند الحسام وديعة ٌ
ليست تضيع لديه لكن توجدُ
عرِّج أبا موسى عَليَّ فإنني
فيمن تليه ومن يليك مردَّدُ
أنا من علمتَ مكانه وابنُ الذي
ما زال فيكم بُستعان فيحمدُ
لا تبتروا عندي وعند أبي يداً
بيضاء ما جُحَدَتْ وليست تُجحدُ
إن الأيادي لا تُجِدُّ لديكم
لكن تدرع عندكم وتُعضَّدُ
أولو وليكُم حديثاً مثله
يصل القديم وتُسْتَتمُّ به اليدُ
يثمرْ لكم حَمدين حمداً منكُم
لهما وحمداً منهما لا ينفدُ
لا بل دعونا وانظروا لصنيعكم
فينا فلم يك مثله يُستفسَدُ
أرعوا زروعكمُ عيونَ تَعهُّدٍ
منكم فمثلُ زروعكم تُتَعَهَّدُ
لا تُبرئوا داءَ الحسود بجفوْة ٍ
مسَّتْ أخاً لكُمُ عليكمْ يُحسَدُ
ما بال عزمك حين تنظرُ نظرة ً
في باب مصلحتي يُحَّلُ ويُعقَدُ
ما هذه الوقفاتُ فيما تَرْتَئي
ولك البصيرة ُ والزِّماعُ الأرْشَد
فَكِّرْ لَقيتَ الرشْدَ فيَّ فلم يزل
لك رأيُ صدقٍ في الأمور مسدَّدُ
أأجور عن رَشَدي وشيْبي شامل
وقد اهتديتُ له ورأسي أسودُ
أني وكيف تُضلُّني شمسُ الضحى
قصدي ويهديني الظلامُ الأربدُ
أنا من عرفتَ وفاءه وصفاءه
وولاءه إياكَ مذ هو أمردُ
فاسعدْ بفضل أمانتي وكفايتي
ونصيحتي مع أنَّني بك أَسعدُ(77/259)
إن لا أكن في كلِّ ذلك أوحداً
فَرْداً فإني في المودة أوحدُ
هبني امرءاً ليستْ له بك حرمة ٌ
تُرْعَى أما لي زَلَّة ٌ تُتَغَمَّدُ
موقع أدب (adab.com)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أتتْ من بَريدِيِّنا ضَرطة ٌ
أتتْ من بَريدِيِّنا ضَرطة ٌ
رقم القصيدة : 60887
-----------------------------------
أتتْ من بَريدِيِّنا ضَرطة ٌ
تعلَّمها من بِغال البريدِ
وكان أبوه على شُقَّة ٍ
فصَكَّ بها أذنَه من بعيدِ
لقد هتكتْ ما أتى دونه
بحدٍّ حديدٍ وبأْسٍ شديد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا ذا الذي قد حال عن عهدي
يا ذا الذي قد حال عن عهدي
رقم القصيدة : 60888
-----------------------------------
يا ذا الذي قد حال عن عهدي
وحلَّ ما أكَّدتُ من عَقْدِ
أَفِضْتَ فيْضَ البحر حتى إذا
بَلَغْتَني أظمأتني وحدي
يا ليت شِعري أتنكَّرتَ لي
فأرْفَعُ الكتْبَ وأستعدي
أم صُنْتني عن سَقْي دَسْتيجَة ٍ
أم لم يساعدني بها جَدِّي
أم صنتَ مقداركَ عن أن تُرَى
تُهْدي حقيراً في الذي تُهْدي
إن كان هذا فاحبُني بَدْرَة ً
أوْ لا فعجّل مُحْسناً رَدِّي
إن لم أكن أهلاً لدستيجة ٍ
تَصْغُر عن شكري وعن حمدي
يا حسرتا أصبحتُ من خسَّتي
يغرقُ في دَسْتِيجَة ٍ وُدِّي
خَسَسْتُمُ القِيمَة َ يا سادتي
كأنَّما قَوَّمْتُمُ عبْدي
إن كان قدري هكذا عندكُمْ
فليس قَدْري هكذا عندي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> من قال يوماً خالدٌ فَلْيَبْ
من قال يوماً خالدٌ فَلْيَبْ
رقم القصيدة : 60889
-----------------------------------
من قال يوماً خالدٌ فَلْيَبْ
تدِىء ْ عَجِلاً بلعنة خالدْ
رجلٌ يناك عياله
جَهْراً ويحضُرُ كالمُشاهِدْ
وينالُ أجْرة َ نيكهم
من بعد ذلك كالمساعدْ
تبَّاً له من حاضرٍ
ولنسوة ٍ معه فواسِدْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ركبتُ فصاحوا الصَّلاة َ الصَّلا
ركبتُ فصاحوا الصَّلاة َ الصَّلا
رقم القصيدة : 60890
-----------------------------------(77/260)
ركبتُ فصاحوا الصَّلاة َ الصَّلا
ة من بين كهلٍ ومن أمْردِ
كأَنَّهُمُ أبصروا آية ً
جلاها النَّبيُّون في مشَهدِ
ومن قبل ذلك ما راعهُمْ
سوادُ خِضاب أبي الأسودِ
كذا يعجبُ الناس من كل ما
يكون إذا كان لم يُعْهَد
بدأتُ فكانتْ لهُمْ نَفْرة ٌ
وإن عُدتُ عادوا مع العُوَّدِ
ولا بأس بالقول ما لم يكن
مع القول كائنَة ٌ من يَدِ
فإن كنتُم حاملي رُجْلَتي
ألا فاحرُسوني من الجَلْمَدِ
فمَا الرَّجْمُ بالمعْوِزي منْهُمُ
وما ذاك بالأجْودِ الأجْوَدِ
أكلِّفُكُمْ مُؤناً جمَّة ً
من العُرْفِ والشكر بالمرْصَدِ
وكلُّ مَؤونة ِ ذي حِرفَة ٍ
مُضاعفة ُ الثِّقْلِ للأنْكَدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> طَرقتْ أسماءُ والركبُ هُجودُ
طَرقتْ أسماءُ والركبُ هُجودُ
رقم القصيدة : 60891
-----------------------------------
طَرقتْ أسماءُ والركبُ هُجودُ
والمطايا جُنَّحُ الأزْوارِ قُودُ
طرقَتْنا فأنالتْ نائلاً
شُكرهُ لو كان في النُّبْه الجُحودُ
ثم قالتْ وأحسَّتْ عَجَبي
من سراها حيثُ لا تسري الأسودُ
لا تعجَّبْ من سُرانا فالسُّرى
عادة الأقمار والناسُ هجودُ
عجبي من بذلها ما بذَلتْ
وسُراها وهي مشماسٌ خَرُودُ
نَوَّلَتْ وهْي منيعٌ نيْلُها
وسَرتْ وهْي قطيعُ الخطْوِرُود
غادة ٌ لو هبَّتِ الريحُ لها
آدَها من مَسّها ما لا يؤودُ
يشهدُ الطْرفُ المُراعي أنها
سرقتْ من قدِّها الحسْنَ القُدودُ
أمكن الخُمْصُ وقد خَاليتُها
من عِناق كاد يأباه النُّهودُ
فاعتنقنا والحشا وَفقُ الحشا
ونبا عن صدْرها صدْرٌ ودُودُ
وَلَعْهدي قبل هاتيك بها
وهْي زوْراء عن الوصْل حَيُودُ
تُسأَلُ الأدنَى فتحكى أنها
من ظِباءٍ لا تَدَرَّاها الفُهُودُ
ظبْية ٌ تَصطاد من طافتْ به
ربَّما طاف بك الظبيُ الصَّيُودُ
وأبيها لقد اختال بها
يوم ذادت مائلي أوْدٌ أوُودُ
أَرِجَتْ منها فلاة ٌ جَرْدَة ٌ
وأضاءتْ ووجُوه الليل سُودُ
قلتُ لما عَبقَتْ أرْواحُها
بالملا لا دَرَّسَتْ هذي العُهود(77/261)
أَثَنَاءُ ابنُ يَزيدٍ بيننا
أم نسيمٌ بثَّه رَوْضٌ مَجُود
أيُّ ظلٍّ من نعيمٍ فاءَ لي
ليلتي لوْ كان للظلِّ رُكودُ
يا لها من خَلْوة ٍ أعْطيتُها
لو أحِقَّتْ أوْ عَدَا الليلَ النُّقُودُ
أصبحتْ فقْداً وكانتْ نِعمَة ً
والعطايا حين يُسْلَبْنَ فُقُودُ
لا كَنُعْمَى ابن يزيدٍ إنها
أَبداً حيث يلاقيها الوُجودُ
ماجِدٌ لم يُسْتَثِبْ قطُّ يداً
وهو إن أبْدَيت بالشكر رصودُ
رُبَّ آباءٍ مراجيحَ له
كلُّهم أرْوَعُ للمحل طَرُود
حين يعْرى بطنُ كحْل كَلُّه
وظُهور الأرض شهباء جَرُود
صُفُحٌ عن جار ميهمْ كَرَماً
وكذا الساداتُ تعفو وتجود
يُطلَبُ الإغضاء منهم والندى
حيثُ لا تُنْسى حُقوقُ بل حُقودُ
ما خَلَوْا من شرفٍ يَبْنونَهُ
مُذْ خَلتْ منهم حُجُورٌ ومُهودُ
منْهُمُ من نُصِرَ الحقُّ به
إذ من الأوْثان للنَّاس عُبُودُ
أيُّ قَرْنٍ باد منهم لم يكن
حَقَّهُ لو أنصفَ الدهرُ البُيُودُ
لو تَراهم قلتَ آسادُ الشّرى
أو سُيُوفٌ حُسرَتْ عنها الغُمودُ
شَيَّدَتْ أسْلافُهُ بنْيانه
فوْقَ نَجْدٍ لا تُضاهيه النُّجُودُ
واتَّقَى قوْلَ المُسامِينَ له
إنما بالإِرْثِ أصبحتَ تَسُودُ
فسعى يطلب عُلْياً أهلِه
سَعْيَ جِدٍّ لم يخالطُهُ سُمودُ
سالكاً مِنْهاجَهُمْ يَتْلُو الهُدى
صائبَ السيرة ِ ما فيه حُيُودٌ
كلَّما استَهْضمتَه اسْتَحْمَشْتَهُ
مِثلَ ما يسْتَحْمِشُ النارَ الوقودُ
وَعَرَتْهُ هِزَّة ٌ تَابى له
أَن يُرَى فيه عن المجد خُمُودُ
أيها السائل عن أخلاقه
في الجدا ذَوْبٌ وفي الدِّين جُمودُ
كمْ مَرى الدنيا له إبْساسُهُ
واستجاب الدَّرُّ والدنيا جَدُودُ
لا كقوم هامد معروفُهُمْ
بل هُمْ موْتى عن العُرفِ هُمُودُ
معشر فيهم نُكولٌ إن نَوَوْا
فِعْلَ خيرٍ وعلى الشر مُرودُ
ليتهمْ كانوا قُروداً فحَكْوا
شِيم الناس كما تَحْكي القرودُ
ولقد قلتُ لدهري إذ غدا
وهو للأخيْار ظلاَّم ضَهُودُ
يسْلَم الوغْدُ عليه وله
إن رأى حُرَّاً هريرٌ وشُدُودُ(77/262)
يا زماناً عُكسَتْ أحواله
فسُروج الخيل تعلوها اللُّبُودُ
إن يُجرْني ابنُ يزيد مرّة ً
منك لا يُلْمِمْ بِعَيْنَي سُهُودُ
الثُّماليُّ ثِمالُ المُرْتَجَى
مُطلِقُ الأصفاد وَالطَّلْقُ الصّفُودُ
أضحت الأزْدُ وأضحى بينها
جبلاً وهْيَ رِعانٌ ورُيودُ
ناعشاً مَنْ حَيّ منهُمْ ناشراً
من أجنَّتْهُ من القوم اللُّحودُ
قل لمن أنكر بغْياً فضلَهُ
مثل ما أنكَرَت الحقَّ يَهودُ
إنما عاندت إذ عاندتَهُ
حظَّك الأوفَرَ فابعَدْ وثمود
وانْهَ مَنْ يُحْصى حَصاه إنه
ضَعْفُ ما ضمَّ من الرمل زَرودُ
يا أبا العباس إني رَجُلٌ
فيَّ عمَّنْ عاند الحقَّ عُنودُ
ويميناًإنك المرْءُ الذي
حُبُّهُ عندي سواءٌ والسُّجودُ
لم أزَلْ قِدْماً وقلبي ويدي
ولساني لك مُذْ كنتُ جُنودُ
شاهدٌ أنك بحرٌ زاخرٌ
لك من نفسك مَدٌّبل مُدودُ
يُجْتَنَى دُرُّكَ رَطباً ناعماً
فلنا منه شُنوفٌ وعُقُودُ
غير أن البحر ملحٌ آسنٌ
ولأنتَ المشْرَبُ العذْبُ البَرودُ
ولئن أقعدني عنك الذي
ساقني نحوك ما اختِيرَ القُعودُ
أنا صادٍ ذادني عن مشْرَبٍ
سائغٍ يشفي الصَّدى دهْرٌ كَنودُ
فَتَنَهْنَهْتُ عليماً أنَّني
إن تطعَّمْتُك بدْءاً سأعودُ
ألْحَظُ الرِّيَّ وحشْوي غُلَّة ٌ
غير أن ليس يُواتيني الوُرودُ
ومن البَرْح لحاظي مشرباً
أنا مشغوفٌ به عنْهُ مَذودُ
فأعِرْني سبباً يُوردُني
بحْرَكِ الغَمْرَ أعانتْك السُّعودُ
وْهو أن تنهض لي في حاجتي
نهضة ً يُكوى بها الجارُ الحسودُ
وتُخلَّيني لما أمتاحُهُ
منك فالأشْغال بالحال قيودُ
أزلِ السَّدَّ الذي قد عاقني
عنك زالت دون ما تهوى السُّدودُ
يا أَخا النَّهْض الذي ما مثله
حين لا تنهض بالقوم الجُدودُ
لي مديحٌ قلتُه في سَيِّدٍ
لم تزل تُهْدي له الشعرَ الوُفودُ
من حَبير الشّعْر من أَسْمَعُهُ
فوعاه قال روضٌ أو بُرودُ
كلما أنشدَه في محفلٍ
ذَلِقُ المقْوَل جيَّاشُ شَرودُ
هيلَت الأسماعُ من لفْظٍ له
واقْشعرّتْ لمعانيه الجُلودُ(77/263)
ولَّدَتْهُ فِطْنَة ٌ إنسيَّة ٌ
تدَّعيها الجنُّ غرّاءٌ وَلُودُ
يتلظَّى بين وَصْلَيْ شاعرٌ
لُدُّ قَوْل الشعر والشعر لَدودُ
أذْعَنَ المدْحُ له في شاعرٍ
يغْزُر المنطق فيه ويجودُ
فجرى في القول وامتدَّ له
وتناهى حين ردَّتْهُ الحُدودُ
فاستمعْ شعري فإن أحْمَدْتَهُ
حين يرعى الفكرُ فيه وَيَرودُ
فاحْتَقبْ حمدي بإسْماعَكَهُ
مَلكاً يملكهُ حلْمٌ وجودُ
ليَ في مَدْحيَ فيه أمَلٌ
وبلاغٌ وله فيه خلودُ
عارضٌ أمطرِ غيري وَدَعتْ
رائدي منْهُ بُروقٌ ورُعودُ
العَلاء المبتَنى شُمّ العُلا
فوق ما أَثَّل قحطانُ وهُودُ
وابن من حقَّق تأْويلَ اسمه
فله في كل علياءَ صُعودُ
حاجتي ثقْلٌ وقد حُمّلْتَهَا
فاحْتملْها لا تكاءَدْكَ كَؤودُ
وتَعلَّمْ غيرَ ما مُستَأْنفٍ
علْمَ شيء أيها العِدُّ المَكُود
أن للمجد سبيلاً وعْرة ً
ضيِّقاً مسَلُكها فيه صَعودُ
وبما يُولي مَسُوداً سَيدٌ
أمَرَ السيدُ فانقادَ المسُودُ
وبأن أَحْسَنَ ذا أذعنَ ذا
قَلَّ ما قِيد بلا شيء مَقودُ
ليس تُثْنيَ بالأباطيل الطُّلَى
لا ولا تُوطأ بالهزْل الخُدودُ
بل بأن يُنْصب حُرٌّ نفسَه
وبأن يسهر والناس رُقودُ
وبأن يَلْقى بضاحي وجْهِه
أوْجُهاً فيها عُبُوسٌ وصُدودُ
وبأن يقرع بَابَيْ سَمْعِهِ
ما يقول الكَزُّ والهَشُّ الرَّقودُ
كل ما عدَّدْتُ أثمانَ العُلا
ولمَا يُبْتاعُ منهنَّ نُقُودُ
فاتَّخِذْ عندي لك الخيرُ يداً
ترتهنْ شكري بها ما اخضرَّ عُودُ
من أياديك التي لو جحدَتْ
مرة ً قام لها منه شهود
تُجتَلى في غُمَّة ِ الكفْر كما
يُجتلى في ظُلمة ِ الليل العَمودُ
وتألَّفْني تَألَّف صاحباً
بي أَلوفاً شكره شكْرٌ شَرودُ
واستَعِنْ في حاجتي واندبْ لها
من به رَاقَتْ على الناس عَتودٌ
يَسْعَ في الحاجة حُرٌّ ماجد
لا حَسودٌ لأخيه بل حَشودٌ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا مَددي حين خانني مددي
يا مَددي حين خانني مددي
رقم القصيدة : 60892
-----------------------------------(77/264)
يا مَددي حين خانني مددي
وعُدَّتي إذ تعذَّرت عُددي
ناشدتك الله والحفاظَ وإحْ
سانك بي أن تَفُتَّ في عَضُدي
أنت الشراب الذي أسَغْتُ به ال
غُصَّة َ يا سيدي ويا سندي
ولم أخف أن تكون لي شرَقاً
كلاَّ ولا غُلَّة على كبدي
فلا تصدَّنَّكَ الوِشاية عن شدِّ
كَ أزْري ومُنَّتي ويَدي
ودُمْ على كل ما ابتدأتَ به
مُؤكِّدا ما شدَدْتَ من عُقَدِي
فإنَّني بين خُطَّتيْن هما
عزي دهري أوْ ذِلّتي أبدي
إن أنت أعززتني عَزَزْتُ وإِنْ
أَسلمتني للعِدى وهَتْ عَمَدي
أنَّى ومِنْ أين منك لي عِوَضٌ
وأنت ظهري وأنت معتمدي
هَبْنيَ لا حقَّ لي سوى مِقَتي
إياك حسبي بذاك من رَشدي
أنتَ الذي أصْبَحَتْ محبتُه
حلَّتْ محل الحياة من جسدي
ولا تلُومَنَّني على جَزَعي
فَدُون ما بي أتى على جَلدي
لَوْ أَسَدٌ نالني بمخلَبه
ما نالني ما تراه من كمدي
لكنَّه ثعلبٌ أَسِرْتُ لَهُ
فنال منِّي وحسبهُ أَسَدي
قد كَبَتَ الحاسدَ انتصارُك لي
بدْءاً فلا تُشْمتنَّ ذا حسدي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> صُورتُه ناعتة ٌ خُبْرَه
صُورتُه ناعتة ٌ خُبْرَه
رقم القصيدة : 60893
-----------------------------------
صُورتُه ناعتة ٌ خُبْرَه
مُوعِدة ٌ بالشَرِّ لا واعِدَهْ
يُذْكي على زُغفانه عيْنَه
وعينُه عن عِرْسِهِ راقدَهْ
لا تعذلوه لوْ حمى فرجها
لأصبحتْ فقحته كاسدَهْ
قاتَله الرحمنُ من كاتب
تُخزَنُ فيه الكتبُ الواردَهْ
واجتَثَّهُ الخالق من خلْقِهِ
فإنه في خلقه زائدَهْ
أعدى دجاجاً عنده بُخْلُهُ
ولُؤْمُ تلك الشِّيمَة الجاحدَهْ
فأصبحَتْ عَشْرُ دجاته
تبيضُ فيما بينها واحَدهْ
وصار لا يعلفها ذرّة ً
تُعْلَم إلا فضلة َ المائدَهْ
بل فضلة المعدة وهي التي
تنثُرها معْدَتُه الفاسدهْ
يا عَشْرَ أسَتاه لها بيضَة ٌ
هُنِّئتِ عدْوى الشَّيمة الماجدَهْ
لا تخْلُ عن أمثاله حُفْرة ٌ
ولا تَقُمْ عن مثله والده
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أَراني سعيدَ الجَدِّ يا ابن سعيد(77/265)
أَراني سعيدَ الجَدِّ يا ابن سعيد
رقم القصيدة : 60894
-----------------------------------
أَراني سعيدَ الجَدِّ يا ابن سعيد
وما هو من شكري له ببعيدِ
سأُبْدىء ُ شكري تارة وأعيدُه
على مُبْديءٍ للعارفات مُعيدِ
فتى ً بدأتْني بدأة ٌ من فَعَاله
أنسْتُ بها أُنسي صَبيحَة َ عيدِ
تطيب به الأرضُ الخبيثُ صعيدُها
وتزداد ذاتُ الطيب طيبَ صعيدِ
فَلاَ تَسترث حمدي مع الشكر إنه
لبيْنَ قَعيدٍ منهما وقَعيدِ
إذا أمنَتْ نفسي وعيدَ زمانها
على ابن سَعيد لم تُرَعْ بوعيدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لئن حجبوا عنِّي أبا الفضل ضَلَّة ً
لئن حجبوا عنِّي أبا الفضل ضَلَّة ً
رقم القصيدة : 60895
-----------------------------------
لئن حجبوا عنِّي أبا الفضل ضَلَّة ً
لما حجبوا عني به لاعجُ الوَجْدِ
وما زادَهُ إلا دُنُوَّاً بعادُهُ
على حَنَقٍ من حاسديه على وُدِّي
يقولون تنساه إذا طَالَ عهْده
وما زادني إلا اشتغالاً به فَقْدي
ولا عَلمَ الرحمنُ أنِّي سلَوْتُهُ
ولا زال بي كيدُ الوشاة عن العهدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا تُكذبنَّ فما وجدي بمفقودِ
لا تُكذبنَّ فما وجدي بمفقودِ
رقم القصيدة : 60896
-----------------------------------
لا تُكذبنَّ فما وجدي بمفقودِ
يوم الفراق ولا صبري بموْجُودِ
وليس عيشي وإن دامت غَضَارتُهُ
عَليَّ بعد أخي النَّائي بمحمودِ
كنا قرينين كالرُّوحيْن في جسدٍ
بين الأنام وكالغُصنيْن في عُودِ
إلفيْن خِدْنين لم يرم اجتماعَهما
ريْبُ الزمان بتشتيت وتبديدِ
فغالني الدهر فيه بالفراق كما
قد غال طعم كرى عيْني بتسهيدِ
والله أسأل أن يُدني بقُدرته
منه المزارَ إلى حَرَّانَ معمودِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا خلاص الأسير يا صحَّة المدْ
يا خلاص الأسير يا صحَّة المدْ
رقم القصيدة : 60897
-----------------------------------
يا خلاص الأسير يا صحَّة المدْ
نَف يا زَوْرَة ً على غير وعْدِ(77/266)
يا نجاة َ الغريق يا فرحة الأوْ
بَة يا قفْلَة ً أَتَتْ بعد كَدِّ
يا حياً عَمّ نفعُه بعد جدبٍ
يا هلال الإفطارِ يا بتَّ عندي
ارْضَ عَنِّي فلستُ أنكر أنِّي
لك عبد أذلُّ من كل عَبْدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تركْنا لكُمْ دنياكُمُ وتخاضَعَتْ
تركْنا لكُمْ دنياكُمُ وتخاضَعَتْ
رقم القصيدة : 60898
-----------------------------------
تركْنا لكُمْ دنياكُمُ وتخاضَعَتْ
بِنَا هِمَمٌ قد كُنَّ فوق الفراقِدِ
لئن نِلْتُمُ منها حُظوظاً لقد غَدتْ
نفوسُكُمُ مذمومة ً في المشاهدِ
كسوْتُم جُنوباً منكُم لِبْسَة َ القِلى
وعرَّيْتُمُوها من لباس المحامد
فإن فخرت بالجود ألسُنُ معشرٍ
عَضِضتُم على صُغْرٍ بُصمِّ الجلامد
تَسمَّيْتُمُ فينا مُلوكاً وأنْتُمُ
عبيدٌ لما تحوي بطونُ المزاودِ
ومكَّنْتُمُ أذقانَكُمْ من نُحوركُمْ
كأنَّكُمُ أولادُ يَحيَى بن خالدِ
فلو أن أعناقاً تُمَدُّ لخيركُمْ
لقلَّدْتموها خاملاتِ القلائدِ
متى آل وهب يَرْتَجي الرِّيَّ حائمٌ
إذا كنتُم مُلاَّكَ سُبْل المواردِ
لقد ذُدْتُمونا من مشارِبَ جَمَّة ٍ
وغَرَّفْتُمُ في غمرها كلَّ جاحدِ
وأحيَيْتُمُ دينَ الصَّليبِ وقمْتُمُ
بتشيِيدِ أعْمارٍ وهدْمِ مساجدِ
وإبطال ما كان الخليفة جعْفَرٌ
تخيَّرَهُ زِيّا لكلِّ مُعاندِ
ومَلَّكْتُمُ لَيْثاً كُنوزاً مصونة ً
ببذْلٍ لأعراضٍ ومنْع مواعدِ
فكل الذي أظهرتُمُ من فَعَالكُمْ
دليلٌ على تصديق خُبْث الموالد
لكم نعمة ٌ أضحتْ لضِيق صُدوركُمْ
مُبَرَّأَة ً من كل مُثْن وحامدِ
كَسَبْتُمْ يساراً وأكتَسبتم ببخلِكُمْ
شَناراً عليكم باقياً غير بائدِ
فإن هي زالت عنكُمُ فزاولُها
يُجدِّدُ إنعاماً على كل ماجدِ
ولو أن وهباً كان أعْدى أكفَّكُم
على البخل من جُود استه بالأوابدِ
لظلَّتْ على العافين أسْمَحَ بالندى
من الهاطلات البارقات الرواعدِ
وعَلَّ سَمِيَّ المبْتَلى في جبينه
سيأخذ بالثارات من كل فاسدِ
نسخة مهيئة للطباعة(77/267)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا خَلِيلَيَّ تَيَّمَتْني وَحيدُ
يا خَلِيلَيَّ تَيَّمَتْني وَحيدُ
رقم القصيدة : 60899
-----------------------------------
يا خَلِيلَيَّ تَيَّمَتْني وَحيدُ
فَفُؤادي بها مُعَنَّى عَمِيدُ
غادة ٌ زانها من الغُصْن قَدٌ
ومن الظَّبي مُقلتان وجِيدُ
وزهاها من فَرْعِها ومن الخدَّ
يْنِ ذاك السَّوادُ والتَّوْريدُ
أوقد الحسْنُ نارَه من وحيدٍ
فوق خدٍّ ما شَانَهُ تخْدِيدُ
فَهْيَ برْدٌ بخدِّها وسلامٌ
وهي للعاشقين جُهْدٌ جهيدُ
لم تَضِرْ قَطُّ وجهها وهو ماءٌ
وتُذيبُ القلوبَ وهْيَ حديدُ
ما لماءٍ تصطليه من وجنتَيْها
غير ترْشافِ رِيقِها تَبْريدُ
مِثْلُ ذاك الرضابِ أطفأ ذاك الْ
وَجْد لَوْلاَ الإباءُ والتَّصْريدُ
وغَريرٍ بحسنها قال صِفْها
قلت أمْران هَيِّنٌ وشديدُ
يسهل القول إنها أحسن الأشْ
ياءِ طُرّاً ويعْسرُ التحديدُ
شمسُ دَجْنٍ كِلاَ المنيرَيْن من شَمْ
سٍ وبدْرٍ من نُورها يستفيدُ
تتجلَّى للناظرين إليها
فَشَقيٌّ بحسنها وسعيدُ
ظبية ٌ تسكن القلوب وترعا
ها وقُمْرِيَّة ٌ لها تغريدُ
تتغنَّى كأنها لا تُغَنِّي
من سكونِ الأوصالِ وهي تُجيدِ
لا تَراها هناك تَجْحَظُ عينٌ
لك منها ولا يَدِرُّ وريدُ
من هُدُوٍّ وليس فيه انقطاع
وشجُوٍّ وما به تبليد
مَدَّ في شأو صوتها نَفَسٌ كا
فٍ كأنفاس عاشقيها مَديدُ
وأرقَّ الدلالُ والغُنْجُ منه
وبَراهُ الشَّجا فكاد يبيدُ
فتراه يموت طَوْراً ويحيا
مُسْتَلَذاً بَسِيطُهُ والنَّشِيدُ
فيه وَشْي وفيه حَلْيٌ من النَّغْ
مِ مَصوغٌ يختال فيه القصيدُ
طاب فُوها وما تُرَجِّعُ فيه
كلُّ شَيْءٍ لها بذاك شهيدُ
ثَغَبٌ يَنْقَعُ الصَّدَى وغِناءٌ
عنده يوجد السرورُ الفقيدُ
فلها الدَّهْرَ لاثِمٌ مُسْتَزيدٌ
ولها الدهر سامع مُسْتَعيدُ
في هوى مثْلِها يَخفُّ حَليمٌ
راجحٌ حلْمُه ويَغْوى رشيدُ
ما تُعاطِي القلوبَ إلاّ أصابتْ
بهواها منهُنَّ حيْثُ تُرِيدُ(77/268)
وَتَرُ العَزْفِ في يدَيْها مُضَاهٍ
وَتَرَ الزَّحْف فِيهِ سهمٌ شَديدُ
وإذا أنْبَضَتْهُ للشَّرْبِ يوماً
أيقنَ القومُ أنها ستَصيدُ
مَعْبَدٌ في الغناء وابنُ سُرَيْجٍ
وَهيَ في الضَّرْبِ زَلزَلٌ وَعَقيدُ
عَيْبُها أنَّها إذا غنَّتِ الأحْ
رَار ظلُّوا وهُمْ لديها عَبيدُ
واستزادتْ قلوبَهم من هواها
بِرُقاها وما لَدَيْهِمْ مَزيدُ
وحسانٍ عَرَضْنَ لي قلتُ مهلاً
عن وحيدٍ فحقُّها التَّوْحِيدُ
حُسْنُها في العيون حسْنٌ وحيدٌ
فلها في القلوب حُبٌّ وحيدُ
ونَصيحٍ يلومُني في هواها
ضَلَّ عنه التوفيقُ والتسديدُ
لو رأى من يلُوم فيه لأضحى
وهو المستَريثُ والمستزيدُ
ضلَّة ً للفُؤاد يَحْنُو عليها
وهي تَزْهُو حَياتَه وتَكيدُ
سَحَرتْهُ بمقلتيها فأضحت
عنده والذميم منها حميدُ
خُلِقَتْ فِتْنة ً غِناءً وحُسْناً
ما لها فيهما جميعاً نَدِيدُ
فَهْيَ نُعْمَى يميدُ منها كَبيرٌ
وهيَ بلْوى يشيب منها وليدُ
لِيَ حيْث انصرَفتُ عنها رفيقٌ
من هواها وحيث حَلَّتْ تَعِيدُ
عن يميني وعن شمالي وقُدّا
مي وخلفي فأين عنه أحيدُ
سدَّ شيطانُ حُبِّها كلَّ فَجٍّ
إنَّ شيطان حبِّها لَمَرِيدُ
ليت شعري إذا أدام إليها
كَرَّة َ الطَّرْف مُبدىء ٌ ومُعِيدُ
أهيَ شيء لا تسأَم العين منه
أم لها كلَّ ساعة تجْديدُ
بل هي العيش لا يزال متى استُعْ
رِض يملي غرائباً ويُفِيدُ
مَنْظَرٌ مَسْمَعٌ مَعانٌ من الله
و عَتادٌ لما نُحبُّ عَتيدُ
لا يَدبُّ الملالُ فيها ولا يُنْ
قِص من عَقْد سحْرِها تَوْكيدُ
حُسْنها في العيون حُسْنٌ جديدٌ
فلها في القلوب حُبٌّ جديدُ
أخذ الله يا وحيدُ لقلبي
منك ما يأخذ المُدِيلُ المُقِيدُ
حَظُّ غيري من وصلكُمْ قُرَّة ُ العيْ
ن وحظِّي البكاءُ والتَّسْهيدُ
غير أني مُعَلِّلٌ منك نفسي
بِعِداتٍ خلالَهُنَّ وَعيد
ما تزالينَ نظرة ٌ منك مَوْتٌ
لي مُمِيتٌ ونظرة ٌ تخليدُ
نتلاقى فلحْظَة ٌ منك وعْدٌ
بوصال ولحظة ٌ تهديدُ(77/269)
قد تركْتِ الصِّحاح مرْضَى يميدُو
ن نُحولاً وأنت خُوطٌ يميدُ
والهوى لا يزال فيه ضعيفٌ
بين ألحاظِهِ صريعٌ جليدُ
ضافَنِي حُبُّك الغريبُ فألوى
بالرُّقادِ النَّسيبِ فهو طريدُ
عجباً لي أنَّ الغريب مُقيم
بيْن جَنْبَيَّ والنسيب شريدُ
قد مَلِلْنا من ستر شيءٍ مليح
نشتهيه فهلْ له تجريدُ
هو في القلب وهو أبعد من نج
م الثريّا فهو القريب البعيدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وللشباب حِبالاتٌ يصيد بها
وللشباب حِبالاتٌ يصيد بها
رقم القصيدة : 60900
-----------------------------------
وللشباب حِبالاتٌ يصيد بها
وغُرّة ٌ يدّريها كلُّ مُصْطادِ
يُصْبِي بصبوته المصْبى بروْنَقِهِ
كلا جنيبيه منقادٌ لمنقادِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تعيبُ شعري وقد طارتْ نوافذُه
تعيبُ شعري وقد طارتْ نوافذُه
رقم القصيدة : 60901
-----------------------------------
تعيبُ شعري وقد طارتْ نوافذُه
في القلب منك وفي الأحشاء والكبدِ
كالكلب يَعْذِمُ أعلى الرَّوْقِ مُنقبِضاً
في حالك اللون صَدْقٍ غير ذي أَوَدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> خَليلٌ أظلُّ إذا زارني
خَليلٌ أظلُّ إذا زارني
رقم القصيدة : 60902
-----------------------------------
خَليلٌ أظلُّ إذا زارني
كأَنِّيَ أُنشَأ خلْقاً جديدا
أراني وإن كَثُر المؤْنسو
ن ما غاب عني وحيداً فريدا
بلوتُ سجاياه في النائبا
ت فلم أبْلُ منهن إلا حميدا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بلدٌ صَحبْتُ به الشبيبة والصِّبا
بلدٌ صَحبْتُ به الشبيبة والصِّبا
رقم القصيدة : 60903
-----------------------------------
بلدٌ صَحبْتُ به الشبيبة والصِّبا
ولبستُ فيه العيْشَ وهو جديدُ
فإذا تمثَّل في الضمير رأيتُه
وعليه أفنان الشباب تميدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما يومُ بَيْنِ الحبيب بالسَّعْدِ
ما يومُ بَيْنِ الحبيب بالسَّعْدِ
رقم القصيدة : 60904
-----------------------------------(77/270)
ما يومُ بَيْنِ الحبيب بالسَّعْدِ
ولا مُحِبٌّ عليه بالجَلْد
لو كنتَ يوم الفراق حاضرنا
وهن يطفئن غُلَّة الوجْدِ
لم تر إلا دموع باكية ً
تَقْطُرُ من مقْلة ٍ على خدِّ
كأَنَّ تلك الدموع قطرُ ندى
يقْطُر من نرجسٍ على وردِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وقائل كيف تهجو
وقائل كيف تهجو
رقم القصيدة : 60905
-----------------------------------
وقائل كيف تهجو
عمْراً وعمرو مُعِدُّ
له زُنوج حضور
هَزَلت وهْو مُجدٌ
فقلتُ في الله ربِّي
وقاسمٍ لي رَدُّ
هل استمدَّ بعوْنٍ
سواهما مُسْتَمِدُّ
أو استعد عتاداً
سواهما مُسْتَعِدُّ
يا سَيداً لم يزل
وهْو بالعُلا مُستَبدُّ
اجعْل لعبدك رفداً
فمزْحُ رفْدك جِدُّ
لا تُطْمِعَنْ فيَّ عَمْراً
فإنه ليَ ضِدُّ
لا زلتَ تُبْلي أُنُوفاً
كأنفه وتُجِدُّ
مُقدّماً ألَف نِدٍّ
له وما لك ندُّ
تَحبُو وتُحْبَى ومالُ الْ
كريم جَزْرٌ ومَدُّ
تُعطيك أيدي الليالي
عفواً ولا تَسْترِدُّ
ونعمة ُ الله حسبي
تبقى ونُعماك عِدُّ
أشْبعتَ عبداً فمالي
أراك لا تَسْتَكِدّ
أسْنِدْ إليّ تجدْني
كبعض من تَسْتسِدُّ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا حسن إنني ناصحٌ
أبا حسن إنني ناصحٌ
رقم القصيدة : 60906
-----------------------------------
أبا حسن إنني ناصحٌ
وقلَّ لك النصحُ أن تُرْفدَهْ
أما تتطيّرُ من أن تكُو
ن تُقْصِي امرءاً واسمه مَسعدَهْ
بلى إن في ذاك مُطَّيَّراً
فقرِّبْهُ تَبْعُدْ به المنْكده
أفي خَزَريٍّ رفضتَ امرءاً
يَقِلُّ له أن لو استعْبَدَهْ
فيا ليتَ شعري إذا غاب عنْ
ك من ذا كفى بَعْدَه مشهدَهْ
أُعيذك من أن يَرى حاسدٌ
صنائعك الغُرَّ مستفسَدَهْ
وما قلتُ قَولي لشكري يداً
يدَاها ولا مستميحاً يَدَه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وسائلٍ ذاتَ يوم
وسائلٍ ذاتَ يوم
رقم القصيدة : 60907
-----------------------------------
وسائلٍ ذاتَ يوم
علام عاداك خالدْ
فقلت جَمَّشَ أيري
فما رآه يساعدْ
وكان ما رام سهلاً(77/271)
لو كان يرضى بواحدْ
لكنَّ هَمَّ أخينا
من الهموم الأباعدْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقِصَرٌ وَعَورٌ
أقِصَرٌ وَعَورٌ
رقم القصيدة : 60908
-----------------------------------
أقِصَرٌ وَعَورٌ
وصَلَعٌ في واحِدِ
شواهدٌ مقبولة ٌ
ناهيك من شواهدِ
تُخبرنا عن رجلٍ
مسْتعمَلِ المقافِد
أقْمأَهُ القفْدُ فأضْ
حى قائماً كقاعدِ
فكفَّ منه بصراً
مثل السِّراج الواقدِ
وَحتَّ منه شَعراً
أسْوَدَ كالعناقِدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قالوا هجاك أبو حفْصٍ فقلتُ لهم
قالوا هجاك أبو حفْصٍ فقلتُ لهم
رقم القصيدة : 60909
-----------------------------------
قالوا هجاك أبو حفْصٍ فقلتُ لهم
أعاش بعدي سليمان بن داوُودِ
أنَّى فهمتم كلام الطير ويحكُمُ
والتَرْجُمان الذي سمَّيْتُهُ مُودي
لو كان حيّاً سليمانُ الذي اعترفتْ
له الغُواة ُ وألقتْ بالمقاليد
أعياه شعْرُ أبي حفص بلُكْنَتِهِ
حتى يُبَلَّدَ فيه أيَّ تبليد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تودَّدتُ حتى لم أجد مُتَودَّدا
تودَّدتُ حتى لم أجد مُتَودَّدا
رقم القصيدة : 60910
-----------------------------------
تودَّدتُ حتى لم أجد مُتَودَّدا
وأَمْلَلْتُ أقلامي عتاباً مُردَّدا
كأنِّيَ أستدني بك ابن حَنِيَّة
إذا النَّزْعُ أدناه إلى الصدر أبعدا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حتى علوْتُهُم بالسيف فانتبهوا
حتى علوْتُهُم بالسيف فانتبهوا
رقم القصيدة : 60911
-----------------------------------
حتى علوْتُهُم بالسيف فانتبهوا
من بعد أن كان قد هَبُّوا كأنْ هَجدوا
تنبَّهوا عن كَراهم بعد أن حَلَموا
بحِلْم سوءٍ مليءٍ بالذي يَعِدُ
رامُوا تلافَي أمْرٍ فات أوَّله
وكيف يرجع أَمسٌ قد محاه غَدُ
أنَّى وقد أنشبتْ فيهم مخالبها
تلك الدواهي وفُلَّت منهمُ العُدَدُ
ومن رعى غنماً في أرض مَسْبَعَة ٍ
ونام عنها تولَّى رعيها الأسدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أيُّها المعتضِدُ المعضودُ(77/272)
يا أيُّها المعتضِدُ المعضودُ
رقم القصيدة : 60912
-----------------------------------
يا أيُّها المعتضِدُ المعضودُ
بربِّه والملك المحمودُ
عيدُك عيدٌ أبداً يعودُ
وأنت حَيٌّ سالمٌ مسعودُ
بين يديك العُمُرُ الممدودُ
والخيلُ والحلْبة ُ والجنودُ
تَزْهاهُمُ الأعلامُ والبنودُ
وخلفك المثْنُونَ والشُّهودُ
بأنك السَّيدُ لا المسودُ
بما تُحامِي وربما تجودُ
يا من غدا وجودهُ موجودُ
من حقك الغبطة ُ والخلودُ
وكل من تَشْنَؤُه مفقودُ
أوْ كانعٌ في كَبْلِهِ مصْفودُ
حِلْيَتُهُ الأغْلالُ والقُيودُ
أو يشفعُ الحلمُ له والجودُ
إليكَ حتى يَنْفَدَ المجهودُ
وسعُيك المشكور لا المجحودُ
يحمده العابدُ والمعبودُ
وأنت في أعلى العلا محسودُ
عليك تاجُ السؤدد المعقودُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> خبا نَحْسٌ وأعقب منه سعْدُ
خبا نَحْسٌ وأعقب منه سعْدُ
رقم القصيدة : 60913
-----------------------------------
خبا نَحْسٌ وأعقب منه سعْدُ
ولاح لطالبي المعروف قَصْدُ
ورُدَّتْ كُلُّ صالحة ٍ عليهمْ
وكانتْ قبل ذلك تُسْتردُّ
بأبيضَ من بني شيبان خِرْقٍ
رفيع البيتِ قد علمتْ مَعَدُّ
لِمَصْقلَة الذي أسْدى وأَيدَى
أيادٍ في المعاشر لا تُعَدُّ
هُبَيْريٍّ أطاب الله منه
وحَسَّنَ كل ما يَخْفَى ويَبْدو
نظيفِ السِّرِّ عَفٍّ حين يخلُو
جميلِ الجهْرِ حُلْوٍ حين يبْدو
كأَنَّ الله خيّرهُ السجايا
فكان من الرجال كما يَوَدُّ
له خُلُقان من بأْسٍ وجودٍ
يسوس كليهما الرأْيُ الأَسَدُّ
هما قَدَران من رزقٍ وموْتٍ
إذا عزما فما لهما مَرَدُّ
يُنادى باسْمه غيثٌ وليْثٌ
هِزبرٌ يفْرُس القَصرات وَرْدُ
هو الخَصْم الألدُ لكلِّ ضِدٍّ
من الأضْداد والقَرْن الأعَدُّ
أعدَّتْه بنو العباس ذُخراً
كَهَمِّك ذلك الذخر المُعَدُّ
سلاحُهُمُ الأحدُّ إذا تصدَّى
لهمْ باغ وركنهمُ الأشدُّ
أبٌ لرعية السلطان بَرٌّ
معاشُ الناس في كنفَيْه رغدُ
كَفى فَقْدَ الكُفاة مخلَّفيهمْ(77/273)
فليس يُحَسُّ للمفقود فقْدُ
ومهَّدَ للجُنوب بخير كفٍّ
مَضاجعَها فكلُّ الأرض مَهْدُ
غدا سَبْطَ البنان بكل عُرْف
ثَرى العافينَ منه الدهْرَ جَعْدُ
يَحُلُّ عليه بالرغبات وفْدٌ
ويرحل بالرغائب عنه وفْدُ
وُفُودٌ لا يزال لهمْ إليه
على أنضائهم عَنَقٌ وَوَخْدُ
بهادٍ من ثناء الناس طُرَّاً
وحادٍ من رجاء القوم يحدو
بلوتُ له خلائقَ ليس فيها
سوى ما سامني خلالٌ يُسَدُّ
فتى ً سُهلت محافرُه لغيري
ومَحْفَرُهُ لَديَّ الدهْرَ صَلْدُ
خلا وعْدٍ مددتُ إليه عيني
فأَعْرضَ دونه مطْلٌ يُمَدُّ
فمن ذا مُبْلغ إياه عنِّي
عتاباً تحته عَتْبٌ ووجْدُ
فتى شيبان لِمْ أعْمَلْتَ مطْلي
بلا حدٍّ وللأعمار حَدُّ
تُجَدُّ ليَ المواعدُ كلَّ يوم
إذا أمَّلْتُ عارفة ً تُجَدُّ
أَكنتَ وعدتني خطأ فأَصغي
إلى الإخلاف عَزْمٌ منك عمْدُ
وأنَّي والمكارم باقياتٌ
تروح عليك أوْجُهُها وتغْدُو
وقد حكمتْ بأن الخلْفَ غدْرٌ
كما حكمتْ بأن الوعْدَ عهْدُ
وأنت سَميُّ أصدقِ ذي لسان
فهل بالصدق دونك مُسْتَبَدُّ
ولم تك واعداً خطأ وأنَّي
ومالَكَ غيْرُ بذْلِ العُرفِ وَكْدُ
فتى شيبان لا يشْمتْ بشعري
عدُّوُّك غاله عن ذاك لَحْدُ
فتى شيبان لا يفرح بعتبي
عليك منافسٌ لي فيل وغْدُ
أتُسْلمُني وأنتَ أعزُّ جارٍ
لدهرٍ لا يزال عَلَيَّ يعْدو
أتخطِئُني فواضلُكَ اللَّواتي
كَثُرْن فليس يحصيهنَّ عَدُّ
أيصْلَدُ بعد طول القدح زَندي
ولم يصْلَدْ لمن رجَّاك زَنْدُ
أعدْلُ أنْ حُرمتُ نداك إلا
حديثاً لي فيه عَليَّ ردُّ
يُحدِّثني بجودك كلُّ ركْب
وكلُّهُمُ بشعري فيك يشْدو
فيا عجباً مديحي فيك سَرْدٌ
وعُرفك في الأنام سوايَ سرْدُ
صددْتَ وما تقدَّم منك عطفٌ
وليس يكون قبل العطف صدُّ
جَزَرْتَ وما تقدَّم منك مَدٌّ
وقدْماً كان قبل الجزْر مَدُّ
أما تأوي لصبر كريم قومٍ
ببابك لا يُثاب ولا يُرَدُّ
يُكَدُّ ولا ينال وكان يرجو
بفضلك أن يُنال ولا يُكَدُّ
أُرفِّهُ ما أُرفِّهُ في التقاضي(77/274)
وليس لديكَ غيْرَ المطْل نقْدُ
إذا إنجازُ وعدك كان وعداً
فيكفيني من الوَعْديْن وَعْدُ
وهَبْكَ شفعْتَ لي وعداً بوعدٍ
لتُحْكَمَ مِرَّة ٌ ويُشَد عَقْدُ
أليسا كافيَيْن بلى لعمري
وقد يكفي من الزوجين فرْدُ
أما حسْبُ امْرىء ٍ مِنْ وَعْدِ غيْثٍ
بصائب ودْقه برْقٌ ورعْدُ
جَدَاكَ جداك أوْ يأساً مريحاً
فما بعد الذي أَنظرتُ بعْدُ
ويُروى تأخَّر من ثوابك ما أرجى
وما بعد الذي .............
أعيذك أن يكون نداك يأتي
وليس له على الأحشاء بردُ
وذاك بأن تُطيل المطْلَ حتى
يمسَّ النفْسَ منه أذى ً وجَهْدُ
هنالك لا يُساعد فيك حمْدٌ
وهل لمُكدِّر المعروف حمْدُ
رأَيتُ الرِّفْد عُرْفاً حين يُعْفَى
به المعْطَى وما للحقِّ جحْدُ
وليس العُرفُ عرفاً حين يأتي
وحُرُّ القوم ممَّا كَدَّ عَبْدُ
أيرضى أن يكون أخاه مَطْلٌ
فتى أبواه مَكْرُمَة ٌ وَمْجْد
جَزُوعٌ أن ينال الذمُّ منه
على الإزْراء إلا تلك جَلْدُ
لَحانَ لما غرستُ لديك حَمْلٌ
وآن لما زرعتُ هناك حصْدُ
فلا تُوقع بحرماني اعتذاراً
فإن نداك للمحروم جَدُّ
وليس يَضير من رجَّاك نحْسٌ
وكيف يكون ذاك وأنت سَعْدُ
وقائلة ٍ خَرُقْتَ فقلت مهْلاً
فَرُكْنا حلْمه حَضْنٌ ورَقْدُ
أخِلتِ رياحَ جهلي طائرات
بَطوْد لا يُهَزُّ ولا يُهَدُّ
إذا جار العتاب عليه أغْضَى
له جفناً وما غضَّاه ضَهْدُ
ولكن حلْمُ ذي خُلقٍ عظيمٍ
له نحو العُلا والمجْد صمْدُ
تطامن بالتواضع فهْو غوْرٌ
وأشرف بالسيادة فهو نجدُ
مَنَحتُكَها كساقية الندامى
زهاها بينهمْ وجْهٌ وقَدُّ
أتتك مُقرَّة ً بالعجْز يحكي
حيا ضميرها طرْفٌ وخَدُّ
ولم يقْعُدْ بها في الوصف حشْدٌ
ولكنْ لا ينال نداك حشدُ
تُقَرَّظُ غير أنك لا تُوَفَّى
وتوصف غير أنك لا تُحَدُّ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بات يدعو الواحدا الصمدا
بات يدعو الواحدا الصمدا
رقم القصيدة : 60914
-----------------------------------
بات يدعو الواحدا الصمدا
في ظلام الليل منفردا(77/275)
خادم لم تُبْقِ خدمتُه
منه لا رُوحاً ولا جَسدا
قد جفتْ عيناه غمْضَهما
والخليُّ القلب قد رقدا
في حشاه من مخافته
حُرُقاتٌ تلْذع الكبِدا
لو تراه وهو منتصب
مُشْعِرٌ أجفانَه السُّهُدا
كلما مَرَّ الوعيدُ به
سحَّ دمعُ العين فاطَّردا
ووهت أركانه جزعاً
وارتقت أنفاسه صُعُدا
قائلٌ يا منتهى أملي
نجني مما أخاف غدا
أنا عبدٌ غرّني أملي
وكأنَّ الموتَ قد وردا
وخطيئاتي التي سلفتْ
لستُ أحصي بعضَها عددا
فليَ الويل الطويل غداً
ليت عمري قبلها نَفِدا
ويح عيني ساء ما نظرتْ
ويح قلبي ساء ما اعتقدا
ليت عيني قبل نظرتها
كُحِلَت أجفانُها رمدا
فإذا مرَّ الوعيد به
كاد يُفني روحه كمدا
وإذا مرَّ الوُعود به
شدَّ منه القلب والعضدا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيُّ شيءٍ يكابد الطفلُ في الدنْ
أيُّ شيءٍ يكابد الطفلُ في الدنْ
رقم القصيدة : 60915
-----------------------------------
أيُّ شيءٍ يكابد الطفلُ في الدنْ
يا لأمرٍ ما يستهلُّ الوليدُ
لا تلومنّ حاسداً أَلَمُ النَّفْ
س من البخس يا أُخَيَّ شديدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> له مواعيدُ بالخيرات ناجزة ٌ
له مواعيدُ بالخيرات ناجزة ٌ
رقم القصيدة : 60916
-----------------------------------
له مواعيدُ بالخيرات ناجزة ٌ
لكنه يسبق الميعاد بالصَّفَدِ
يُعطيك حقَّ غدٍ في اليوم مُبتَدئاً
وليس يجهل بعد اليوم حقَّ غدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قل لأبي حفصٍ إذا جئتَه
قل لأبي حفصٍ إذا جئتَه
رقم القصيدة : 60917
-----------------------------------
قل لأبي حفصٍ إذا جئتَه
قول أخي نصْحٍ وإرشادِ
أنَّى تزوّجتَ على صَلْعة ٍ
كأنها سنْدانُ حدادِ
لا تعْذِلوه ليس عن رأيه
تزوَّج المشْقوقة الصَّادِ
أمر أبي حفْصٍ إلى خالد
يا لك من قرْدٍ وقَرَّادِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يُباري الرياح بمثل الرِّيا
يُباري الرياح بمثل الرِّيا
رقم القصيدة : 60918(77/276)
-----------------------------------
يُباري الرياح بمثل الرِّيا
حِ من كاذبات مواعيدِهِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا أحبُّ الرئيسَ ذا العز يُضْحي
لا أحبُّ الرئيسَ ذا العز يُضْحي
رقم القصيدة : 60919
-----------------------------------
لا أحبُّ الرئيسَ ذا العز يُضْحي
جارُه والرجال مستعبِدوهْ
حاملٌ مِنَّة ً لهم إن كَفوهُ
شرَّهمْ داخِرٌ إن اضطهدوهُ
كاليتيم الممسحِ الرأس إن شا
ء ذوه مسْحِ رأسِهِ قَفَدوهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا تَبعَدنَّ قصائدٌ ذهبتْ سُدَى
لا تَبعَدنَّ قصائدٌ ذهبتْ سُدَى
رقم القصيدة : 60920
-----------------------------------
لا تَبعَدنَّ قصائدٌ ذهبتْ سُدَى
جَارتْ بها الهفواتُ عن سَنَنِ الهُدى
مِدَحٌ كأردية الرياض جعلتُها
بالجهل أرديَة ً لشرّ من ارتدى
يا بن المدبّر بالأيور فإنها
أقصى مدى لك حين يُبْتَدَرُ المدى
لا تبخلنَّ على امرىء خيَّبْتَهُ
بجواب مسألة ٍ كبُخلك بالجَدا
قل لي بأية حيلة ٍ أعملتها
هتفوا بأنك ماجدٌ غَمْرُ الندى
لقد استفاضَ لك الثناءُ بحيلة ٍ
لو أنها عندي نجوتُ من الردى
أُثني عليك بمثل ريحك ميِّتاً
وقد آنصدعْتَ وأنت منبوشِ الصَّدى
ولَمَا صداك يسيل منه صديدُهُ
يوماً بأنتَن منك حيّاً تُجتَدى
أسلمتَ نَفْسَكَ للهجاء ولو غدا
أو راح يملكفدية ً منك افتدى
قد كنت لا آلوك صوْغاً للحلى
فالآن لا آلوك شحذاً للمُدَى
شاورتَ في مِدَحي وفي حرمانها
رأياً لعمر أبيك ضلَّ وما اهتدى
فلأبكينَّ لك الصديقَ بعَوْلة
ولأضحكنَّ بك العدوَّ إلى العِدا
بعوارم لا ذنب لي في نسجها
إذ كان ما أسْدَتْ يداك لها سَدَى
ألحمتُها بالقول إذ أسْدَيْتَهَا
بالفعل ما جار الهجاء ولا اعتدى
فدعِ الملامة للهجاء فإنه
إن كان جار أو اعتدى فبك اقتدى
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> ابن الرومي >> نفَّرتْ هِيفَك الليالي وغيدَكْ(77/277)
نفَّرتْ هِيفَك الليالي وغيدَكْ
رقم القصيدة : 60921
-----------------------------------
نفَّرتْ هِيفَك الليالي وغيدَكْ
بمشيبٍ كفى النُّهى تفْنِيدَكْ
أيها الشيْبُ قد ذَعَرتَ ظباء
سَمِعَتْ في دُونها تهديدَكْ
عجبي من نِفارهنَّ ولم تُهْ
د إليهنَّ بل إليَّ وعيدَكْ
ولقد كنتَ من أمانيَّ مُذ كنْ
تُ وإن كان مذهبي أن أكيدَكْ
يا عجيباً من كل وجهٍ ألا تَع
جب من ذي حجاً تمنَّى زهيدَك
أنت شر المجدَّدات على الح
يِّ ولا بأس باكتسابي جديدك
ولمَا قلتُ ذاك مُلْتَذَّ مكرو
هك جهلاً ومُسْتَهيناً شديدَكْ
أنت عندي العَدُوُّ أكره إقدا
مك لكن أرى ردى ً تعْريدك
ما أرى من مُشَرَّدٍ غير خصيمك
وإلا مُبِيدَهُ ومُبيدَكْ
أنتَ والموتُ غائبان لذي الصَّبْ
وة تلقى حياضه أو مُذيدَكْ
فابقَ لي صاحبي على رغم أنفي
حُبِّيَ العْيشَ حاكمٌ أن أُريدَكْ
قد أبى الله أن تكونَ فقيدي
وأبى الله أن أكون فقيدَكْ
أولا يعشق الحياة من اسْتَوْ
طأ يا قاسمَ الندى تمهيدَك
قسماً يا أبا الحسين بالا
ئك ما دمتَ للعُلا تشييدَكْ
وقديماً وطَّدتها قبل تجري
مك عَشْراً فما اشتكت توطيدكْ
لا يغيظنَّ معشراً حسدوني
أنْ توالت إجادتي تمجيدَكْ
ولقد قلت للشباب الذي با
ن قليلٌ من قاسم أن يعيدَكْ
يا شبابي أبو الحسين زعيمٌ
ونداه بأنْ تُميد مُميدَكْ
ولقد قلتُ للحمام وقد غرَّ
دَ في أيكه يُضاهي نشيدَكْ
أيُّها الطائر المغرِّد في الأيْ
ك قصيدي يبذُّ حسناً قصيدَكْ
إنه في أبي الحسين وما أحْ
سب إلا بمدحه تغريدكْ
ولو استيقَنَتْ بذلك نفسي
لم أدع ما حِييتُ أن أستعيدكْ
ولما شدتُ منك غيرَ مُشِيدٍ
إنَّ ما قلتُ قد يُناغي مشيدكْ
قلتُ قولي له وقال كما قل
ت وفي الحق أن تُشيد مشيدَكْ
وبتسديدك استفدتُ سدادي
ولَحَسبي بأن أكون سديدكْ
لا تُصيخَنَّ نحو شعري ونحوي
أنت جوَّدْتَ فاستمع تجويدَكْ
أنت أبَّدْتَ في المعاني فأبَّدنا
الأماديح نقتفي تأْبيدَكْ
لم يُقلدكَ شاعرٌ جوهرَ الفْخْ(77/278)
رِ ولا صاغ مادحوك فريدَكْ
بل رُواءٌ ومَخْبرٌ وفِعَالٌ
عقدتْ دون غيرها تسويدَكْ
فاعتَدِدْ للثلاث بالصُّنْع فيه
واحمدِ اللَّهِ واصلاً تحميدَكْ
أنتَ زنتَ القلائدَ الزُّهْرَ قِدْماً
ضعفَ ما زانتِ القلائدُ جيدَكْ
كم مُهينٍ غدا عليك بظلمٍ
حين لا يظلم العزيزُ وليدَكْ
أنت أبدْعتَ من طريف المعاني
ما تَحلَّى به فجازَ تليدَكْ
فهْو من كلِّ جانبٍ مستفيدٌ
منك خيراً به وليس مُفيدَكْ
وَلَمَا تلك ضَعْفَة ٌ أنطق الل
ه قديماً بغير تلك شَهيدَكْ
لكن الجودُ سَنَّ في كل يومٍ
لك عيداً فأنت تعتادُ عيدَكْ
تسمع الشعر مُعْمِلاً فيه تهوِي
نك صَفْحاً وفي الندى تشديدَكْ
مُصغياً عن معايبٍ فيه شتى ً
حقُّها أن تُدِرَّ غيظاً وريدَكْ
وإذا قام قائلُ الشعر أرسَلْ
تَ إليه مع اللُّهى تَسديدَكْ
حائداً عن سبيلِ كلِّ لئيم
شكر الله عند ذاك مَحيدَكْ
لم تُخَيِّبْ ولم تؤِنِّبْ ولم تحْ
رمْ نصيباً من انْتِباهِ بليدَكْ
قلتُ للدهر حين أعتبني في
ك لحا الله بعدها مُستزيدَكْ
وحقيقٌ من اصطفاك على الأش
ياء أن لا تَسُوء فيه عَقِيدَكْ
أرضِ فيه الندى وزِدْه فإن تا
بع قولاً حسبي فتابعْ مزيدَكْ
قد بعثتَ المبشِّرات بريداً
بغناه فلا تُكذِّبْ بريدَكْ
هَبْ لعبدٍ غدا سعيدك بالحرْ
مة مَغْداه لليسار سعيدَكْ
لدَّدتني شدائدٌ فأجِرْني
لا أطالتْ شدائدٌ تلديدَكْ
أي مَغْنى ً سواك بعدك يُؤْوِي
نِي والناس يطردونَ طريدَكْ
ومتى ما رأيتَ وجهاً من الرأْ
ي رأى كلُّ سَيِّدٍ تقليدَكْ
واعتددْني قُبِلْتُ هل مُستجيدٍ
بدلاً منك من غدا مُسْتَجِيدَكْ
أنت زَهَّدْتَ فيَّ الكرامَ فلا أعْ
دمنا الله فيهِمُ تزهيدَكْ
ما نَذُمُّ امرءاً حميداً ولكن
هل حميدٌ وقد بلونا حميدَكْ
هاكها من جلائب الفِكَر السَّف
رِ اللواتي زوَّتْهَا تزويدَكْ
واخْلع العَشْر والبس الدَّهْرَ واستَقْ
بِلْ صحيحاً في غِبطة ٍ تَعْييدَكْ
جاعلاً للتَّواضُعِ الحرِّ تصْوِي
بك طوْراً وللعُلا تصعيدَكْ(77/279)
وادَّرِعني إلى الإمام مقالاً
فيه لي خُطْبة ٌ تَكِيدُ مَكيدَكْ
أيها السيدُ الجليل أطال الْ
لَهُ في طُولِ مُدَّة ٍ تأييدَكْ
يا إمام الهُداة في كل أرض
جمل الله من عَصاك حصيدك
وَلَّدَ الغيْث بعد قَحْطِ ندى ك
فَيْكَ لا يَعْدَمِ الحيا توليدَكْ
ولقد رام أن يكون نديداً
فأبى الله أن يكون نديدَكْ
خَدَّ في الأرض حين خدَّدْتَ في الها
م بِبِيض صوارمٍ تَخْديدَكْ
قسماً ما رجا العَدوُّ هُويْنا
ك ولا خاف آمِلٌ تنكيدَكَ
لا ولا سُمْتَ مجتديكَ إذا جدتُ
عليه بنائلٍ تَصْرِيدَكْ
كم رأى الله منك عَرْفاً وعُرْفاً
لا يرى شُكْرَ بعضه تخليدَكْ
فبْقَ لا فلَّ جدَّكَ اللَّهُ عن حدٍّ
ولا فَضَّ عن عديدٍ عديدَكْ
قَيِّمَ المُلْك يمنح الشمل تألي
فَك للمال واللُّهى تبديدَكْ
وتُلَقِّي الطريدَ يَعْروكَ إيوا
ءكَ إياه والعِدا تطْريدَك
مُعْمِلاً في الورى لُجَيْنَكَ بل عَيْ
نك ما أحسَنوا وطوراً حديدَكْ
تستميحُ البدوُر منك ولا يب
لغ مجهودُ واصفٍ تحديدَكْ
ويميناً لقد تَقَبَّلْتَ مَهْدِيّ
كَ في أمْرِ قاسمٍ ورشيدَكْ
إن تُوَحِّدْهُ في الصَّنِيعة والصُّنْ
عِ فقد راح مخلصاً توحيدَكْ
سُدْتَ أنتَ الملوكَ حزْماً وعزْماً
ومُلوكيَّة ً وسادَ عبيدَكْ
فإذا استغْلَقَتْ أُمُورُكَ فاجعل
ه لمغلاق بابها إقْليدَكْ
وأباهُ الذي اقتدى بكَرَاهُ
وبتَسْهيد عيْنه تسْهيدَكْ
جرَّدَ الرأْيَ قبل تجريدك السَّيْ
فَ فأعفى تجريدُهُ تجريدَكْ
وحَقيقٌ بأن تُنَقَّلَ تَقري
بَك شُكْماً وضدَّه تبعيدَكْ
قلتُ للمنزل الذي أنت مولا
ه لقد عظَّم الإلهُ صعيدَكْ
حلَّ فيك الذكاءُ شخْصاً وأضحى
كلّ لؤْمٍ طريدَه وشريدَكْ
لا أصاب الرَّدَى جوادَك يا ربْ
عُ ولا فاجَأ الحمامُ نجيدَكْ
فابْقَ والشُّمَّخُ الرواسي على المسْ
نَد تُنْسيكَ ثم تُنْسىء بيدَك
قسماً أيها المَحلُّ لقد شا
كل تَنْضيدُهُ العُلا تنضيدَكْ
وأفاعيلُه تماثيلَك الزْه
رَ وتمريدُ عزِّه تمريدَك(77/280)
لا تزلْ والوفود تَعْفر أفنا
ءك ما عشتَ والأسودُ وصيدَكْ
حولك الصِّيدُ من رجالك كالجن
ان والهاشميُّيفرع صيدَكْ
مُستَقلُّ العماد مُعْتَضدٌ بال
له أضحى عَضيدَنا وعضيدَكْ
فمتى كان مَغْرَمٌ ومُقامٌ
كان من بين أهله صنْديدَك
ومتى كان مأثمٌ أو ملامٌ
كان من خوف ذا وذاك عيدك
قاسم الخيرأمْض أمرَكَ في أمْ
ري فما جرَّبَ الندى تبليدَكْ
وأَقدْني من الليالي مُثيباً
عن إمامٍ ولاَّكَها ليَقيدَكْ
أنا من كلِ ناصرٍ غير نُعْما
ك وحيدٌ فلا تُضَيِّعْ وحيدَكْ
أنت وكَّدْتَ حرمتي بك فانْفِ
أن تَرى الغدْرَ ناقضاً توكيدَكْ
واغتفرْ لي تَوَرُّديك اغتفاراً
من رأى حُسْنَه رأى توريدَكْ
أنت عَوَّدَتني التَّسَحُّبَ بالحلْ
م فلا تَمْنَعنَّني تَعْويدَكْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أسدى إليَّ أبو الحسين يداً
أسدى إليَّ أبو الحسين يداً
رقم القصيدة : 60922
-----------------------------------
أسدى إليَّ أبو الحسين يداً
أرجو الثوابَ بها لديه غدا
وكذاك عاداتُ الكريم إذا
أسدى يداً حُسبتْ عليه يدا
فيرى إجازة ما يُسام ولا
يلقى مُطالبُهُ به نَكدا
إن كان يَحْسُدُ نفسَه أحدٌ
فَلأَزْعُمَنَّكَ ذلك الأحدا
يومٌ يُثار به ندى غده
لا زال دأَبُكَ هكذا أبدا
يا من يُساجل نفسَه حسدا
أحسنْتَ حين حسدْتَها الحسد
يا ربِّ آنِسْهُ فأحسبُهُ
مستوحشاً ممَّا قد انفردا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تجرَّدَ من غمدين سيفٌ مُهَنَّدُ
تجرَّدَ من غمدين سيفٌ مُهَنَّدُ
رقم القصيدة : 60923
-----------------------------------
تجرَّدَ من غمدين سيفٌ مُهَنَّدُ
هُمامٌ مضت أسلافُهُ فهو أوْحَدُ
شهابٌ أجاد البدرُ والشمسُ نَجْلَهُ
وغابا فأمسى وهو في الأرض مُفرَدُ
قد اعتَضَدَتْ بالله والحقِّ نفسُه
فأصبح مَعضوداً وما زال يُعْضَدُ
فلا يفرحنَّ الشامتون فإنما
يُصمِّمُ حدّ السيف حين يجرَّدُ
ولا يعْثُرَنَّ العاثرون فإنما
لهم جندَلٌ يُدمي الوجوهَ وجلمَدُ(77/281)
مضى شافعاً من كان يخطىء مرة
فلا تُخْطئنْ رِجْلٌ ولا تُخطئنْ يَدُ
أتاكمْ صريحُ العدل لا ظُلمَ عنده
ولا خُلُقٌ للظالمين مُمهَّدُ
أراكمْ وليَّ العهد حامي حماكُمُ
ومُردي عداكم والمآثمُ شُهَّدُ
أتاكمْ أبو العباس لا تنكرونَهُ
يُسَلَّلُ فيكم تارة ً ويجرَّدُ
كريمٌ يظل الأمسُ يُعْملُ نحوه
تلفُّتَ ملْهوف ويشتاقُه الغَدُ
يودُّ زمانٌ ينقضي عنْه أنه
عليه إلى أن ينْفَدَ الدهرُ سرمَدُ
تواضَعَ إذ نال التي ليس فوقها
مَنالٌ وهل فوق التي نال مَصْعَدُ
سوى غُرُفات أصبحتْ نُصْبَ همَّة ٍ
له في جوار الله منهن مَقعَدُ
وذاك إذا مرّتْ له ألف حجَّة
وسلطانُه في كل يوم يؤكَّدُ
ستفتحُ أبوابُ السماء برحمة
وتنزل عن برٍّ له يتصعَّدُ
وبالعدل أو بالحقِّ من أُمرائنا
تُفَتَّحُ أبوابُ السماء وتوصَدُ
إليك وليَّ العهد أُهْدِي مقالة ً
مسددة ً لا يجتويها مُسَدَّدُ
وليتَ بني الدنيا فُنُكِّرَ مُنْكرٌ
وعُرِّفَ معروفٌ وأُصْلح مُفْسَدُ
وأنت أبو العباس إنْ حاصَ حائصٌ
وإن لَزِمَ المُثْلى فإنك أحمدُ
نذيرٌ لما تُكْنَى به لذوي النُّهى
بشيرٌ لما تُسْمى به لا تفنّدُ
لك اسمٌ وجدناه بخيرك واعدٌ
وإن قارَنَتْهُ كُنْية ٌ تتوعَّدُ
عِدات لمن يأتي السَّداد وراءها
وعيدٌ لمن يطغى ومن يتمرّدُ
ألا فليخفْ غاوٍ ولا يخشى راشدٌ
فَعَدلُكَ مسلولٌ وجوْرُكَ مُغَمَّدُ
وعِشْ والذي كَنَّيْتَهُ بمحمَّدٍ
ذوي غبطة ٍ حتى يشيخ محمّدُ
ولا برحت من ذي الأيادي عليكُمُ
أيادٍ توالت في شبابٍ تُجدَّدُ
ومن لا تخلِّدْه الليالي فكلُّكُمْ
بِخُلْدِ الذي يبني ويَثْني مُخَلَّدُ
وسمعاً أبا العباس قولاً مُسدَّداً
أتى من وليٍّ مجتبيه مُسَدَّدُ
لعمري لقد حَجَّ الولاة َ خَصِيمُهُمْ
وأنَّى لسيفٍ أمكن الجورَ مُغْمَدُ
فما يَنْقمون الآن لا درَّ دَرُّهم
وقد قام بالعدل الرضيُّ المحمَّدُ
وفي العدل ما أرضاهُمُ غير أنهم
حصائد سيف الله لا بدَّ تحصَدُ
وقد كان منهنّ الكَفُور بن بلبل(77/282)
فهل راشدٌ يهديه غاوٍ فيسعدُ
كفورٌ أبى إلاَّ جُحُوداً لنعمة ٍ
تُكذِّبه شهّادُها حين يجحدُ
ألا فعليه لعنة ُ الله دِيمة ً
ووبْلاً كثيراً شِرْبه لا يُصرّدُ
ألا وعلى أشياعه مثل لَعْنَة ٍ
رماهُ بها داعٍ عليه وأوْكَدُ
حَبَاك بها عن شكر أصدق نِيَّة ٍ
وَليُّ وموْلى في الولاءِ مردّدُ
يرى أن إهلاك الكفور بنِ بلبلٍ
حياة له أسبابُها لا تُنكَّدُ
ويُسألُ للعَظْم الذي كان هاضَه
جُبوراً بِرِفْد والمرجِّيكَ يُرْفدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رقدْتُ وما ليلُ الغريب براقدِ
رقدْتُ وما ليلُ الغريب براقدِ
رقم القصيدة : 60924
-----------------------------------
رقدْتُ وما ليلُ الغريب براقدِ
وما راقدٌ لم يرْعَ نجماً كساهدِ
وكيف رُقاد الصَّبِّ ما بين سائقٍ
من الشوْق يُقريه النزاعَ وقائدِ
إذا ما تدانيْنا مُنعتُ وإن تَبِنْ
جَزِعْتُ وما في المنْع عذرٌ لواجِدِ
تبيتُ ذراعى لي وساداً ومُنْصُلي
ضجيعاً إذا ما بتُّ فوق الوسائدِ
أحنُّ إلى بغداذ والبيدُ دونها
حنينَ عميدِ القلب حَرَّانَ فاقِدِ
وأتركها قصْداً لآمِدَ طائعاً
وقلبي إليها بالهوى جِدُّ قاصِدِ
ألا هلْ لأيامٍ تعلَّلْتُ عيشها
بها عودة ٌ أم ليس دهر بعائدِ
بلى ربما عاد الزمان بمثل ما
بدا فحمدنا فعلَه غير عامدِ
فما مثلُها للمُلْك دار خلافة
أجَلْ لا ولا للطيب مرتاد رائدِ
وما خِلْتُنا مستبدِلِي بقعة ٍ بها
من الأرض لولا شؤْمُ صاحبِ آمِدِ
أظنَّ أميرَ المؤمنين كغيره
من الناس تَبَّاً للغَويِّ المعانِدِ
ألم ير أن الأمر في الأرض أَمره
وأن الذي يعصيه ليس بخالدِ
وماعذر من ضلَّ الهدى وأمامَهُ
ضياءُ شهاب في دُجى الليل واقِدِ
لقد رأبَ الله الثَّأى وجلا العمى
بمعْتَضِدٍ بالله للدين عاضد
حليمٍ عليمٍ للرَّعية ناظرٍ
رؤوفٍ بهم يحنو عليهم كوالدِ
يريحُهُمُ إتعابُهُ نفسَه لهم
ويُسْهِرُهُ إصلاحُ أحوال هاجدِ
إذا ما العِدا لم يستجيروا بعفْوه
ويُلْقوا إليه خُضَّعاً بالمقالدِ(77/283)
سرى جَحْفَلٌ من بأْسه قاصداً لهم
فساقهمُ قهراً كسوْق الطَّرائِدِ
وإن أرْصدوا منه لإدراك غرَّة ٍ
لقُوا دونها أسْيافه بالمراصدِ
وما غَرَّهم لا يُبْعَد اللَّهُ غيرَهُمْ
بليْثٍ على لجْبِ المحجَّة صائدِ
إذا ما انتضى للعزم صارمَ رأْيه
رأيتَ جميع الناس في مَسْك واحدِ
ويكشف أعقابَ الأمور صدورُها
له فيراها غائباً كمشاهدِ
ألست الذي ساد الورى وحَوى العلا
على رغم أنفٍ من عدو وحاسدِ
منعتَ حِمى الإسلام ممن يكيدُه
وضاربتَ عنه قائماً غير قاعدِ
وباشرتَ فيه كل لينٍ وشدة ٍ
وجاهدتَ عنه فوق جَهْد المجاهدِ
غلاماً أميراً ثم كهلاً خليفة ً
بهمَّة ماضي العزم يقظانَ ماجدِ
وكم مارقٍ من ربقة الدين خائن
لنعمى الإله عنده فيك جاحد
دَلَفْتَ إليه فاستبحتَ حَرِيَمَهُ
بجيشٍ لُهامٍ كالمُدُود الزَّوائدِ
وأسلفتَ إنذاراً وقدّمت عِذْرَة ً
لتقويم مُعَوَجٍ وإصلاح فاسدِ
ولو شئتَ أطعمتَ المنية رُوحه
بأدنى غلامٍ أو بأصغر قائدِ
وقد فَغرتْ فاهاً له غير أنها
تراقب إذناً منكَ غير مساعدِ
وأنت تراعي الله فيمن تضمُّه
مدينتُه من مسلم ومُعاهدِ
فلم يعصم ابن الشيخ تَشْييدُ سُوره
على رأس نيقٍ بالصَّفا والجلامدِ
بل اغترَّ بالإحْصار منه وسوَّلتْ
له النفس غَيّاً ليس غاوٍ كراشدِ
وما الحازمُ النِّحريرُ إلا الذي يرى
مصادرَ ما يأتيه قبل الموارِدِ
وقد كان في الغيثِ المُواصل غوْثُهُ
يدافعنا عنه دفاعَ المُكايدِ
فلما تقضَّى حيْنُه وتفرَّغتْ
عَزاليه ثُرنا كالليوث اللوابد
فجادتْهُ من وُبل السهام سحابة ٌ
تسح ذُعافاً من سمام الأوسادِ
وأمطرَهُ جذْبُ المجانيق جنْدلاً
وناراً تلظَّى كانقضاض الفراقدِ
ودبَّ إليه الموتُ غضبانَ مسرعاً
باباته من محكمات المصائدِ
ثلاثَة ُ أيامٍ فَقَطٍّ عُددتها
به ساهراً في ليله غيرَ راقدِ
فأخرَجْتهُ مستخزياً راجلاً بما
بَثَثْتُ عليه من صنوف المكايدِ
ولو لم يَعُدْ بالعفو منك لأرْقلَتْ
إليه المنايا في رؤوس المَطاردِ(77/284)
فأثبتَّهُ لما استقاد وقد دنت
ظباتُ السيوف من مَناط القلائدِ
وأصبحتَ تحوي أرضه ودياره
وكلَّ طريف من حماه وتالدِ
أباح وما قامتْ عليه لسفكه
شهادة ُ قاضٍ فهو أعدلُ شاهدِ
بنقض شروط كان أحمقَ ناقصٍ
عُراها ولكن كنتَ أحزم عاقدِ
فآب ذميمَ الفعل خزيانَ نادماً
وأُبْتَ كريم العفو جمِّ المحامدِ
وأُبنا عِزازَ النصر تشكو ركابُنا
وَجاهاً ونشكو طولَ هجر الخرائدِ
بأية ملأ مغنماً وسلامة ً
حواها رفيعَ العيش خوضُ الشدائدِ
وليس كإِغْذاذ المسير وحثَّه
لتقريب لُقْيان الصديق الأباعدِ
ولم أر مثل الشعر يَنْظم للعُلا
فنون الحُلى لو أنه غيرُ كاسدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بني طاهر مدحي لكم دون غيركم
بني طاهر مدحي لكم دون غيركم
رقم القصيدة : 60925
-----------------------------------
بني طاهر مدحي لكم دون غيركم
بحكم الندى والطَّوْل والبأس والمجدِ
كأنِّيَ إذ أشركتُ في المدح مرَّة ً
بكم معشراً أشركتُ بالله في الحمدِ
فما بال أيديكم على الناس ثَرَّة
سواي فإني من نوالكُمُ مُكْدي
إذا كان حظ الناس سُقْياً سمائكُم
فحظي وميضُ البرق أو زَجَلُ الرعد
فلو كان منعاً شاملاً لعذرتُكمْ
ولكنه شيء خُصصْتُ به وحدي
أفي عدلكم أن تُفردوا بجفائكم
وليّاً لكُمْ يصفيكُمُ بهوى ً فرْدِ
وإني على ما كان منكم لعالمٌ
بأَنِّيَ ما أخطأتُ في مدحكم رشْدي
لأني أتيت الحظ من نحو بابه
فإن يك حرمانٌ فذاك على جَدِّي
وليس ضلال المرء فوتَ غنيمة ٍ
رَجَاها ولكن أن يجور عن القصدِ
أطلتم وقوفي بين يأس ومَطْمَع
بلا صَدَر بادي السبيلِ ولا ورْدِ
ولا مثلكم من قال طالبُ رفده
بخلتُمْ ببرد اليأس عني وبالرِّفْدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أراد الغيث أن يحكيك جودا
أراد الغيث أن يحكيك جودا
رقم القصيدة : 60926
-----------------------------------
أراد الغيث أن يحكيك جودا
فقصَّر بعد أن أحيا البلادا
فقلتُ غَلْطتَ جودُ أبي عَليٍّ
يقصِّر عن مداه من أرادا(77/285)
لأن الجود منه كل يوم
وأنت تجود أياماً عِدادا
وأنت تجود أرضاً بعد أرض
وكفَّاه يَعُمَّان البلادا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا مُظْهراً نَخْوة ً عند اللقاء لنا
يا مُظْهراً نَخْوة ً عند اللقاء لنا
رقم القصيدة : 60927
-----------------------------------
يا مُظْهراً نَخْوة ً عند اللقاء لنا
وكاسراً طرفَه من غير ما رمد
أما علمتَ بأني عنك في سِعَة ٍ
وفي غنى من عطايا الواحد الصمدِ
فهبك أوتيتَ ما لم يؤته أحدٌ
من فضل جاهٍ ومن مالٍ ومن ولدِ
ألست من لُبْسَة الأحرار منسلخاً
وكاسياً من لُبوس الشؤم والنكدِ
لا خيرَ في نعمة ٍ لا شكر يتبعها
ولا يدٍ عُرِّيَتْ من اصطناع يدِ
إن كنت أصبحتَ محسوداً على بَخَلٍ
فذو السماحة أولى منك بالحسدِ
من جاد ساد ومن لم يأت عارفة ً
ولم يَجُدْ لاكتساب المجد لم يَسُدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لعن الله خالدا
لعن الله خالدا
رقم القصيدة : 60928
-----------------------------------
لعن الله خالدا
بادئاً ثم عائدا
ألأمَ اللائمين نفْ
ساً وأمّاً ووالدا
رجلٌ لا يرى إلاَ
هاً سوى الأير واحدا
كلَّما ذرَّ شارقٌ
خرَّ للأير ساجدا
ويرى كلَّ من لَحا
ه على ذاك حاسدا
فقد الأير ساعة ً
فترى الشيخ فاقدا
لو خلا منه ليلة ً
بات يرعى الفراقدا
فيه عادى صديقه
والحسان الخرائدا
وله كابد الأذى
والأكُفَّ القوافدا
اعذروا الشيخ فَاستُهُ
أوردَتْهُ المواردا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قالوا هجاك أبو حفصٍ فقلت لهم
قالوا هجاك أبو حفصٍ فقلت لهم
رقم القصيدة : 60929
-----------------------------------
قالوا هجاك أبو حفصٍ فقلت لهم
استبطأتْ هامة ُ الصَّفْعان عادتَها
فأبلغوا سلامي لا عدمتُكُمُ
واستنظِروها سأعطيها إرادتَها
لولا النبيذ وأشغالٌ شُغلتُ بها
إذن لمَا أغفلتْ كفِّي عيادتها
إن أرى خُوذة الصفعان قد صَدئت
ترفَّقوا سوف أعطيكُمْ جُرادتها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إن أبا حفْصٍ سيستعدي(77/286)
إن أبا حفْصٍ سيستعدي
رقم القصيدة : 60930
-----------------------------------
إن أبا حفْصٍ سيستعدي
على القوافي حين لا مُعْدِي
يا لك من أصلعٍ ذي هامة
قد قَرَّعْتها خِلْعُ القفْدِ
زوَّجهُ الدهرُ على سِنِّه
زمرُّدة ً صادقة الوعدِ
فأخلف الله عليه بها
قرناً مكان الشَّعَرِ الجعْد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> غيَّره الكونُ والفساد
غيَّره الكونُ والفساد
رقم القصيدة : 60931
-----------------------------------
غيَّره الكونُ والفساد
ولاح في خده سوادُ
كأنه دمنة أمَّحتْ
فكلُّ آثارها رماد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أصف الحبيبَ ولا أقول كأنه
أصف الحبيبَ ولا أقول كأنه
رقم القصيدة : 60932
-----------------------------------
أصف الحبيبَ ولا أقول كأنه
كلاّ لقد أمسى من الأفرادِ
إني لأستحْيي محاسن وجهِه
ألاّ أنزِّهه عن الأندادِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> الحزنُ منحلٌّ ومنعَقِدُ
الحزنُ منحلٌّ ومنعَقِدُ
رقم القصيدة : 60933
-----------------------------------
الحزنُ منحلٌّ ومنعَقِدُ
لاثنين ذا باكٍ وذا كَمِدُ
فَمُقَيِّضٌ تشقى الجفون به
ومُفَتِّتٌ تشقى به الكبدُ
ليت الذين لَحوا على شغفي
بمعذِّبي يجدون ما أجد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ويح الطبيب الذي جسَّتْ يداه يدك
ويح الطبيب الذي جسَّتْ يداه يدك
رقم القصيدة : 60934
-----------------------------------
ويح الطبيب الذي جسَّتْ يداه يدك
ما كان أشجعَه فيما به اعتمدكْ
لو أن ألحاظه كانت مَباضِعَهُ
ثم انتحاك بها من رقَّة ٍ فصدكْ
يا واضحَ الثغر كم تُدلُّ على الصَّ
بِّ كان قد أذقته بردكْ
عجبت من قتلك النَّجْدَ القويَّ ولو
يشَا رِخْوُ القوى ثَناك أو عقدك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> في كبدي جمرة ٌ نَكَتْ كبدي
في كبدي جمرة ٌ نَكَتْ كبدي
رقم القصيدة : 60935
-----------------------------------
في كبدي جمرة ٌ نَكَتْ كبدي
وفي غدٍ مُنًى لبعْدِ غدِ(77/287)
وبي سَقام جوى الفؤاد كما
عندي صنوف له من الكمدِ
تعْيَى يدي والظلامُ معتكر
من طول مدِّي إلى السماء يدي
واكبدا قد ضَنيتُ فما
أقدِرُ ضعْفاً أقول واكبدي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كمَدٌ ليس ينفدُ
كمَدٌ ليس ينفدُ
رقم القصيدة : 60936
-----------------------------------
كمَدٌ ليس ينفدُ
وهموم تَجدَّدْ
وفؤاد به من ال
وجد نار تَوقَّدْ
يا بديعاً له البريَّ
ة بالحسن تشهدْ
كم إلى كم تصدُّ عنّ
يَ ظلماً وتَبْعُدْ
نمْ هنيئاً فمقلتي
فيك بالشوق تسْهَدْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مازادني نظري يا من سُررت به
مازادني نظري يا من سُررت به
رقم القصيدة : 60937
-----------------------------------
مازادني نظري يا من سُررت به
إليك إلا اشتياقاً فوق ما أجِدُ
حَجَبْتَ لما حُجْبت النوم عن بصري
وخانني في هواك الصبر والجلدُ
رأيت حظي من الدنيا وإن حَسُنَتْ
لغيرنا فيك حظاً عابه النكدُ
فالحمد لله ما ينفكُّ من كَمَدٍ
قلبي عليك فقد أودى بيَ الكمدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سأنظرُ نحو دارك حين أخشى
سأنظرُ نحو دارك حين أخشى
رقم القصيدة : 60938
-----------------------------------
سأنظرُ نحو دارك حين أخشى
على كبدي التُّفتتَ من بعيدِ
كما نظر الأسير إلى طليقٍ
يؤمُّ بلادَهُ لحضور عيدِ
سيتْلَفُ في الهوى وجداً فؤادي
ولو كان الفؤادُ من الحديدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألَّفَ بين الفؤاد والكمدِ
ألَّفَ بين الفؤاد والكمدِ
رقم القصيدة : 60939
-----------------------------------
ألَّفَ بين الفؤاد والكمدِ
وحال دون العناء والجلَدِ
ظبيٌ غريرٌ كأنَّ ريقَتَهُ
نكْهَة ُ خمْرٍ نُزِّلَ في بَرَد
يا منيّة النفسِ لو أبوح بها
ويا شفاءَ السقَّام والكمدِ
أصبرُ حتى أموت فيك ولا
أشكو الذي شفَّني إلى أحدِ
خشيتُ أنِّي ومن كَلفْتُ به
لا نتلاقى ونحن في بلد
لعل دهراً فُجعت فيه بكم
يُعقبُ حتى أراك طوع يدي(77/288)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا آل نُوبَخْتَ كفُّوا من غزالكُم
يا آل نُوبَخْتَ كفُّوا من غزالكُم
رقم القصيدة : 60940
-----------------------------------
يا آل نُوبَخْتَ كفُّوا من غزالكُم
عنِّي فلم يتركْ قلباً ولا جسدا
أنا الصديق الذي لا شكَّ فيه فلِمْ
أورثتموني على وُدِّي لكم كمدا
ردّوا عليَّ فؤادي قد أُصبتُ به
أو حاكموني وإلا فابذلوا القَوَدَا
لئن تَصيَّدَني ظبيٌ بمثلته
لقد تَصيدُ الظِّبا من قَبْله الأسدا
أستودع الله من لو شاء أنصفني
وردّ قلبي وأَولاني بذاك يدا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فديتُ دماً أريق من الفصيدِ
فديتُ دماً أريق من الفصيدِ
رقم القصيدة : 60941
-----------------------------------
فديتُ دماً أريق من الفصيدِ
تغيَّر منه مَسمُوم الصعيدِ
دمٌ قد كنت أنظر من قريبٍ
إليه فصرتُ أنظر من بعيدِ
فلو أني ظفرت به لأضحى
خَلوقاً بين سالفتي وجيدي
عجبت لساعدٍ يُدميه لحظي
ويقوَى أن يُباشَرَ بالحديدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تُلقَى بتسبيحة ٍ من حُسن ما خُلقت
تُلقَى بتسبيحة ٍ من حُسن ما خُلقت
رقم القصيدة : 60942
-----------------------------------
تُلقَى بتسبيحة ٍ من حُسن ما خُلقت
وتستفِزُّ حشا الرائي بإرعادِ
كأنما أفرغَتْ من قشر لؤلؤة
فكلُّ أكنافها وجه بمرصادِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تعجَّل مولودٌ ليُمْهَل والدُ
تعجَّل مولودٌ ليُمْهَل والدُ
رقم القصيدة : 60943
-----------------------------------
تعجَّل مولودٌ ليُمْهَل والدُ
ولا بِدْعَ قد يحمي العشيرة َ واحدُ
لقد دافع المفقودُ عنك بنفسه
عُراماً فلا يُحْزنْكَ أنك فاقدُ
ومن قبلتْ منه الليالي فداءه
فحُقُّ بأن يَلْقيْنَهُ وهو حامدٌ
على أنَّ من قدَّمْتَ عالٍ مكانُه
بحيث الثريا أو بحيث الفراقدُ
وما مات منه أسوة َ الناس ميِّتٌ
بل انقضَّ منه المشتَرَى أو عطاردُ
وما كأخٍ لو خُيِّرْتَ عُرْضَة َ فدية(77/289)
ولا ولداً يَشربه بالأجْر والدُ
وما كان لو حُكِّمْتَ جُنَّة َ بذله
ولو حُوذرتْ أنيابُ دهرٍ حدائدُ
بل النفس تُفْدى النفوس وتُشْتَرَى
فَتُبْذَلُ منها المنفسات التلائدُ
ولكن أبى إلا افتداء بنفسه
لنفسك جادتْهُ الغوثُ الرواعدُ
عظيم وَفَى النُّعْمَى عظيماً وماجد
فدى ماجداً لا زال يفديه ماجدُ
سوى البدر والنجميْن والعِتْرة التي
نُصالحُ فيها دهرَنا ونُفاسدُ
أولئك كانوا قدوة ً بل مواهباً
فذاد الرّدى عنهم ير الدهر ذائد
مضى ابنُك والآمال تكنُفُ نعشَه
وتبكيه للمعروف وهْيَ حواشِدُ
ولو عاش عاشتْ في ذَراه وأَورقتْ
لها من عطاياه غصونٌ موائدُ
فما عندنا إلا شؤون حوافل
تجود عليه أو عيون سواهدُ
وإلاّ تأَسِّيْنا مراراً وقولُنا
هو الدهر لا تَبقى عليه الجلامدُ
قَرَى ما تُمجُّ النحْلُ ثم استردَّه
وأصبح يقْري ما تَمُجُّ الأواسِدُ
ومن ذاك ذَمَّ الصالحون أمورَهُ
وقالوا جميعاً صالحُ الدهر فاسدُ
ومن ذاك ما أَولاكه وهو بادئٌ
ومن ذاك ما أَبلاكه وهو عائدُ
وبيناهُ من فرْط الموالاة قابلٌ
إذا هو من فرط المعاداة عاندُ
ومن عَقْده عند العطايا ارتجاعُه
وأن يُنْقضَ العقْدُ الذي هو عاقدُ
وما ابنك إلا من بني النَّشْء والبلَى
لكلٍّ على حوض المنون مواردُ
وما ابنك إلا مُستعارٌ رَدَدْتَهُ
وكلُّ عَواريِّ الزمان رَدائدُ
وما ابنك إلا وافد نحو ربه
ومن أوفدتْه عزْمة ُ الله وافدُ
فإمَّا اشتراه الله منك فما اشترى
ضَنِينٌ بإرغاب ولا باع زاهدُ
فصبراً فإنَّ الصبر خَيْرُ مغبَّة ً
وهل من مَحْيدٍ عنه إن حاد حائدُ
وقد فُزْتَ أن أصبحت عبداً مُسلِّماً
لما أوْجبتهُ في الرقاب القلائدُ
لك الأجر تعويضاً من الله وحده
ومنْ خلْقه حُسْنُ الثنا والمحامدُ
ولله لطْفٌ في العزاء لعبده
وإن مسّه جَهْدٌ من الحزن جاهدُ
هو الجارح الآسي ولا شك أنه
سيشفي الحشا المجروحُ ممَّا يكابدُ
ويحبوك بالعمر الطويل مُتابعاً
لك الرِّفْدَ والمبْتزُّ إن شاء رافدُ(77/290)
أخا العلم والحلم اللذين كلاهما
يؤازرُه في أمره ويُعاضدُ
ألم تك من هذا المصاب بمنظرٍ
لياليَ كان ابن النُّذور يجاهدُ
ولا تحسبن الرُّزْء لم يك واقعاً
ولا تعتقدْه طارفاً فهو تالدُ
ونحن بذور الدهرِ والدهرُ زارع
ونحن زروع الدهر والدهرُ حاصدُ
وتالله ما موْلى ً لمولاه خالد
ولا الحزن من مولى لمولاه خالدُ
غدا الموت والسُّلْوان حتماً على الورى
كِلا ذا وهذا للفريقين راصدُ
فلا تجعلنَّ الموت نُكراً فإنما
حياة ُ الفتى سَيْرٌ إلى الموت قاصدُ
ولا تحسبنَّ الحزن يبقى فإنه
شهاب حرقٍ واقدٌ ثم خامدُ
ستألفُ فقدان الذي قد فقدته
كإلْفكَ وجْدان الذي أنت واجدُ
على أنه لابدّ من لذْع لوعة ٍ
تهبُّ أحايينا كما هبَّ راقد
ومن لم يزل يرعَى الشدائد فكره
على مهلٍ هانت عليه الشدائدُ
وللشرِّ إقلاعٌ وللهمِّ فَرْجَة ٌ
وللخير بعد المُؤيسات عوائدُ
وكم أعقبت بعد البلايا مواهبٌ
وكم أعقبت بعد الرزايا فوائدُ
وكم سِيىء يوماً سيقْفوه صالحٌ
وكم شامت يوماً سيقفوه حاسدُ
تعزَّ حِجا قبل السُّلُوِّ على المدى
فمثلك للحسنى من الأمر عامد
وما أنت بالمرء المعلَّم رشدَه
لعمر ولكن قد يذكَّر راشدُ
وعش في غاءٍ والوزير كلاكما
وكلُّكمُ والدهرُ طوعٌ مساعد
ترودون منه بين حظَّيْ سعادة
لكم حاصلٌمنها عتيد وواعدُ
وجَدُّ الذي يَبْغيكُمْ الشرَّ هابطٌ
وجَدُّ الذي يبغيكُم الخيرَ صاعدُ
وزَارتكُمُ بالمدْح كلَّ قصيدة ٍ
ولا قصدتكم بالمراثي القصائد
أرى كلَّ مدحٍ قيل فيمن سواكمُ
فليست له إلا البيوتَ مَناشدُ
وكلّ مديحٍ قيل فيكم فإنَّما
مَناشده دون البقاع المساجدُ
وما أنكرت تلك المشاهدُ فضلَكم
وهل يُنْكر المعروف تلك المشاهدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لو يعلم الأعداء أين تُحِلّني
لو يعلم الأعداء أين تُحِلّني
رقم القصيدة : 60944
-----------------------------------
لو يعلم الأعداء أين تُحِلّني
لَعَدَوا بأظفارٍ عَلَيَّ حدَّادِ(77/291)
أو تُبغْض الدنيا كبغُضكَ عشْرَتي
أصبحتَ معدوداً من الزهَّاد
ولو اطَّلعتَ على هوايَ جعلتني
بمَحَلِّ رُوح من صميم فؤاد
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شيخ لنا من آل مسعودِ
شيخ لنا من آل مسعودِ
رقم القصيدة : 60945
-----------------------------------
شيخ لنا من آل مسعودِ
من أحذق الأمة بالعُودِ
تستأنس الطير إلى قَوْسه
كأنه محرابُ داوودِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا أزال الله نعمَته
لا أزال الله نعمَته
رقم القصيدة : 60946
-----------------------------------
لا أزال الله نعمَته
من جواد آخر الأبدِ
ورمى بالفقر من بخلتْ
كفُّه بالعُرف عن أحدِ
أيصونُ المال للولد
ثم يُبقيه حِذار غدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لَعمرُكما لو أطلقتُ السُّلُو
لَعمرُكما لو أطلقتُ السُّلُو
رقم القصيدة : 60947
-----------------------------------
لَعمرُكما لو أطلقتُ السُّلُو
ك لم نهتجرْ هذه المدَّهْ
ولكنه ليس في طاقتي
قتالُ السماء بلا عُدّهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ملكتم يابني العباس عن قَدَرٍ
ملكتم يابني العباس عن قَدَرٍ
رقم القصيدة : 60948
-----------------------------------
ملكتم يابني العباس عن قَدَرٍ
بغير حقٍّ ولافضْلٍ على أحدِ
تُقدَّمونَ أمام الناس كلهُم
وأنتُمُ يابني العباس كالنَّقَدِ
شبهتكم إن بغى باغٍ لكم مثلاً
صُغْرى الأصابع تُثْني أوَّلَ العددِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا ابن الزَّنيم ويا ابن ألْفَيْ والدِ
يا ابن الزَّنيم ويا ابن ألْفَيْ والدِ
رقم القصيدة : 60949
-----------------------------------
يا ابن الزَّنيم ويا ابن ألْفَيْ والدِ
يا ابن الطريق لصادر ولواردِ
مافيك موضع لسْعة لبعوضة ٍ
إلا وفيه نطْفَة ٌ من واحدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فتى على خُبْزه ونائله
فتى على خُبْزه ونائله
رقم القصيدة : 60950
-----------------------------------
فتى على خُبْزه ونائله(77/292)
أشفَقُ من والدٍ على ولدِهْ
رغيفُه منه حين يُسأَلُهُ
مكانُ روح الجبان من جسدِهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تَورُّدُ خدَّيْه يذكِّرني الورْدا
تَورُّدُ خدَّيْه يذكِّرني الورْدا
رقم القصيدة : 60951
-----------------------------------
تَورُّدُ خدَّيْه يذكِّرني الورْدا
ولم أر أحلى منه شكلاً ولا قدَّا
وأبصرتُ في خدَّيْه ماءً وخضرة ً
فما أملح المرعى وما أعذب الوِرْدا
كأن الثريا عُلِّقَتْ في جبينه
وبدر الدُّجى في النحر صيغ له عِقْدا
وأهدت له شمسُ النهار ضياءها
فمرَّ بثوب الحُسْن مرتدياً بُردا
ولم أر مثلي في شقائي بمثله
رضيتُ به مولى ولم يرض بي عبدا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أرى ماءً وبي عطشٌ شديدُ
أرى ماءً وبي عطشٌ شديدُ
رقم القصيدة : 60952
-----------------------------------
أرى ماءً وبي عطشٌ شديدُ
ولكنْ لاسبيل إلى الورودِ
أما يكفيك أنَّكِ تملكيني
وأن الخلق كلَّهُمُ عبيدي
وأنَّكِ لو قطعت يدي ورجلي
لقلت من الهوى أحسنْت زيدي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رب ليلٍ تراه كالدهر طويلاً
رب ليلٍ تراه كالدهر طويلاً
رقم القصيدة : 60953
-----------------------------------
رب ليلٍ تراه كالدهر طويلاً
قد تناهى فليس فيه مزيدُ
ذي نجومٍ كأنهنَّ نجومُ الشَّيْ
ب ليست تغور لابل تزيدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فإن يك سيارُ بن مُكْرَمٍ انقضى
فإن يك سيارُ بن مُكْرَمٍ انقضى
رقم القصيدة : 60954
-----------------------------------
فإن يك سيارُ بن مُكْرَمٍ انقضى
فإنك ماء الورد إن ذهب الوردُ
مضى وبنوه وانفردْتَ بفضلهم
وألْفٌ إذا ما جُمِّعتْ واحدٌ فردُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما أنصف الآس بالياسَمين مُشْبِهُهُ
ما أنصف الآس بالياسَمين مُشْبِهُهُ
رقم القصيدة : 60955
-----------------------------------
ما أنصف الآس بالياسَمين مُشْبِهُهُ
والآس منه مكانُ الياء مفقودُ(77/293)
والياسمين إذا حصَّلْتَ أحْرُفَهُ
فاليأْسُ منه مكانَ الياء معدودُ
إن الدليل على هذا تناثُرُ ذا
وأنَّ ذاك على الأيام موجودُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فإن تسأليني ما الخضابُ فإنَّني
فإن تسأليني ما الخضابُ فإنَّني
رقم القصيدة : 60956
-----------------------------------
فإن تسأليني ما الخضابُ فإنَّني
لَبستُ على فقد الشباب حدادِي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مَنْ سَرَّهُ ألا يرى ما يَسُوءُهُ
مَنْ سَرَّهُ ألا يرى ما يَسُوءُهُ
رقم القصيدة : 60957
-----------------------------------
مَنْ سَرَّهُ ألا يرى ما يَسُوءُهُ
فلا يَتَّخِذْ شيئاً يخاف له فقدا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كفاك من ذلتي للشيب حين أتى
كفاك من ذلتي للشيب حين أتى
رقم القصيدة : 60958
-----------------------------------
كفاك من ذلتي للشيب حين أتى
أني تَوَلَّيْتُ نتفاً لحيتي بيدي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يرتاح للنَّيْلوْفر القلب الذي
يرتاح للنَّيْلوْفر القلب الذي
رقم القصيدة : 60959
-----------------------------------
يرتاح للنَّيْلوْفر القلب الذي
لايستفيق من الغرام وَجَهْدِهِ
والورد أصبح في الروائح عبدَه
والنرجس النِّيليُّ خادمُ عبدِهِ
ياحسنه في بركة ٍ قد أصبحتْ
محشُوَّة مسكاً يُشاب بندِّه
وكأنه فيها قد لحظ الصَّبا
ورمى المنام بُبعْده وبصدِّهِ
مهجورُ حبٍّ ظل يرفع رأسه
كالمستجير بربّه من صدِّهِ
وكأنه إذ غاب عند مسائه
في الماء وانحجبت نضارة قدِّهِ
صبٌّ يهدِّده الحبيب بهجره
ظلماً فعرَّق نفسه من وجدِهِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بعثت ببرْنيٍ جنيٍّ كأنه
بعثت ببرْنيٍ جنيٍّ كأنه
رقم القصيدة : 60960
-----------------------------------
بعثت ببرْنيٍ جنيٍّ كأنه
مخازن تبرٍ قد مُلئن من الشهدِ
مُختمة َ الأطراف تنْقَدُّ قُمْصُها
عن العسل الماذي والعنبر الهندي
ينقَّل من خُضر الثياب وصفرها(77/294)
إلى حُمرها مابين وشي إلى بردِ
فكم لبثت في شاهقٍ منه لاترى
ولاتُجْتَنَى باللحظ إلا من البعدِ
ألذَّ من الشكوى وأحلى من المنى
وأعذب من وصل الحبيب على الصدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وحيَّة ٍ في رأسها دُرَّة ٌ
وحيَّة ٍ في رأسها دُرَّة ٌ
رقم القصيدة : 60961
-----------------------------------
وحيَّة ٍ في رأسها دُرَّة ٌ
تسبح في بحرٍ قصير المدَى
إن بَعُدت كان العمى حاضراً
وإن دنت بان طريق الهدى
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لم أخضب الشيب للغواني
لم أخضب الشيب للغواني
رقم القصيدة : 60962
-----------------------------------
لم أخضب الشيب للغواني
أبغي به عندهم ودادا
لكن خضابي على شبابي
لَبِسْتُ من بعده حدادا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فلو شَهِدْت مُقامي ثم أنديتي
فلو شَهِدْت مُقامي ثم أنديتي
رقم القصيدة : 60963
-----------------------------------
فلو شَهِدْت مُقامي ثم أنديتي
يوم الخصام وماءُ الموت يطَّردُ
في فتية ٍ لم يلاق الناس إذ وجدوا
لهم شبيهاً ولا يلقون إن فُقدوا
مجاوروالفضل أفلاك العلا سُبُل ال
تقوى محل الهدى عمد النهى الوُطُد
كأنهم في صدور الناس أفئدة
تحسن ما أخطأوا فيها وما عَمَدُوا
يُبْدون للناس ما تُخفي ضمائرهم
كأنهم وجدوا منها الذي وجدُوا
دلوا على باطن الدنيا بظاهرها
وعلم ما غاب عنهم بالذي شهدُوا
مطالع الحق ما من شُبهة غَسَقَتْ
إلا ومنهم لديها كوكبٌ يَقِدُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لو كان مثلك في زمان محمَّد
لو كان مثلك في زمان محمَّد
رقم القصيدة : 60964
-----------------------------------
لو كان مثلك في زمان محمَّد
ماجاء في القرآن برّ الوالدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لئن فخرت بآباءٍ ذوي حسب
لئن فخرت بآباءٍ ذوي حسب
رقم القصيدة : 60965
-----------------------------------
لئن فخرت بآباءٍ ذوي حسب
لقد صدقت ولكن بئس ما ولدوا(77/295)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وإخوانٍ اتخذتهمُ دروعاً
وإخوانٍ اتخذتهمُ دروعاً
رقم القصيدة : 60966
-----------------------------------
وإخوانٍ اتخذتهمُ دروعاً
فكانوها ولكنْ للأعادي
وخِلتهم سهاماً صائبات
فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صفت منا قلوبٌ
لقد صَدَقوا ولكن من ودادي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا مطلت امرأ بحاجته
إذا مطلت امرأ بحاجته
رقم القصيدة : 60967
-----------------------------------
إذا مطلت امرأ بحاجته
فامضِ على منعه ولاتحِدِ
فلستَ تلقاه شاكراً ليدٍ
قد كدَّها المطلُ آخر الأبدِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هذا مقامٌ يابني وائل
هذا مقامٌ يابني وائل
رقم القصيدة : 60968
-----------------------------------
هذا مقامٌ يابني وائل
من مستجيرٍ بكُمُ عائذِ
أنشب فيه الدهرُ أظفاره
وعضَّه بالناب والناجذِ
فأنصفوا منه أخا حرمة ٍ
لاذ بكم منه مع اللائذِ
فما أرى الدهر على حكمه
يخرج من حكمكُمُ النافذِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا حاولت تطفيلاً
إذا حاولت تطفيلاً
رقم القصيدة : 60969
-----------------------------------
إذا حاولت تطفيلاً
فكن في ذاك أُستاذا
ألا واجعلْه تطفيلاً
ذليق الحد نفّاذا
كتطفيل سليمان
على إمرة بغداذا
تعالى الله ما أمضا
ه في التطفيل ياهذا
أغذَّ السير من آمُ
لَ للتطفيل إغذاذا
وخلى طبرِسْتان
على الدَّيلم آزاذا
ولما جاء بغداد
رأيتَ الناس أنباذا
فما ألَّف أشتاناً
ولاشتَّتَ شُذَّاذا
ولا اسْطاع لمن رجّى
به الإنفاذ إنفاذا
بلى شارك في الطُّعم
ة قَوَّاداً ونَبَّاذا
ففي بغداذ حاناتٌ
تُباهي طِيزَناباذا
أمور لكم تكن تَرضى مخلع البسيطاطعن بحد المقُمدّه قِدْماًما اسطاع في مَطْعن نفاذا في أمِّ هذا وبنت هذاوأخت هذا وعِرْس هذا فلستَ تعدو هناك إماإراك ثارٍ أو التذاذا لا جعل الله للزوانيمن حِيَلي للزنا مَعاذا
بها بِنَّا وكَلْواذا
اطعن بحد المقُمدّه قِدْماً(77/296)
ما اسطاع في مَطْعن نفاذا
في أمِّ هذا وبنت هذا
وأخت هذا وعِرْس هذا
فلستَ تعدو هناك إما
إراك ثارٍ أو التذاذا
لا جعل الله للزواني
من حِيَلي للزنا مَعاذا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ربِّ هبْ لي في أبي الفضل رَذاذ
ربِّ هبْ لي في أبي الفضل رَذاذ
رقم القصيدة : 60970
-----------------------------------
ربِّ هبْ لي في أبي الفضل رَذاذ
عُوذة َ الصحة ياخير مَعاذِ
واصطنعْه واتخذه للعلا
إنه أهل اصطناع واتخاذِ
ماجدٌ ينفُذ في حكمته
ومساعي بِرِّه كل النفاذِ
أنعم الله على أخلاقه
وغذاه بنعيم العيش غاذي
فهو من ظرف وحلم وندى
تستوي أفعاله مثل الفِذاذِ
لجوابِ العُود منه حقُّه
حين يهذِي في جواب العود هاذي
اسقني واشرب على صحته
إنه عيد اصطباحٍ والتذاذِ
من شمولٍ ذات صِبْغٍ قانىء ٍ
نحلتْها اللونَ أحجار بجاذي
يَنْزل الهمُّ على أحكامها
فترى أحكام سعد بن مُعاذِ
تلك أو صفراء صافٍ لونها
عُتِّقت من عهد كسرى بن قُباذِ
وأبي الفضل يميناً إنه
لوصول غير ذي حبل جُذاذِ
عاذ أهل الظرف منه بفتى
مُثْقَب الزند ولاذوا بملاذِ
عَمَر الله اللذاذاتِ به
تحت أيام اسمه ذات الرَّذاذ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سمِّي خليل الله لازلتَ مثله
سمِّي خليل الله لازلتَ مثله
رقم القصيدة : 60971
-----------------------------------
سمِّي خليل الله لازلتَ مثله
يُعيذُكَ من كيد العداة مُعيذُهُ
نجوت كمَنْجَاهُ كما اسمُك كاسمِه
فأنت نَقيذُ الله وهو نقيذُهُ
تشابهتما هَدْياً فأنت محبّبٌ
لذيذُ مذاق الذِّكْر وهو لذيذُهُ
كما اشتبه النُّمروذ والحائن الذي
سيَتْبعه والبغيُ جمٌّ وقيذُهُ
اتخذت من المعروف درعاً حصينة
وقتْك من الطاغي وينت أخيذُه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وصافية ٍ مابها من قذى
وصافية ٍ مابها من قذى
رقم القصيدة : 60972
-----------------------------------
وصافية ٍ مابها من قذى
لها نفحاتٌ تذود الشَّذا
تُميت الهمومَ وتحيي السرور(77/297)
وتشفي السقام وتنفي الأذى
كأن الأمانيَّ مَثَّلنها
فقال لها الله كوني كذا
تغادر عينَك مطروفة
وأذنْك حمراء فيها خَذا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شحا فاه كالتنين نحويَ شحوة
شحا فاه كالتنين نحويَ شحوة
رقم القصيدة : 60973
-----------------------------------
شحا فاه كالتنين نحويَ شحوة
فقلت له بالله منك أَعوذُ
وأقرِب بنصر الله من مُتضعَّف
يصول عليه القِرنُ وهو يلوذُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما أوجَبَ العفوَ على سيدٍ
ما أوجَبَ العفوَ على سيدٍ
رقم القصيدة : 60974
-----------------------------------
ما أوجَبَ العفوَ على سيدٍ
ما لامرىء منه سواه مَلاذْ
وأوجب الشكرَ على مُنقَذٍ
من سطوة لم يك منها معاذْ
إن الصاديد بني مَخلد
لهم بإحياء النفوس التذاذْ
فارجع إليهم واتخذ منهمُ
رِدْءاً ففيهم للأريب اتخاذْ
وأسألهمُ تمطرك أيديهُمُ
عُرْفاً خلالَ الوبل منه رذاذْ
لاتنتبذْ عنهم فما عنهمُ
لطالبِ الحظ الجزيل انتباذْ
واقصد أبا عيسى فثَمَّ الندى
والحلم والعلم وثَمَّ النفاذْ
ألحاظه فَضْل وألفاظه
فصل وإن هُزَّ سيفٌ هُذاذْ
تكافأتْ في الفضل أحواله
كما استوت في سهم رامٍ قَذاذْ
كم هَنَة ٍ لولاه لم تنصرف
إلا وأشلاء أناس جُذاذْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتُ في المائق ما لا يُرى
رأيتُ في المائق ما لا يُرى
رقم القصيدة : 60975
-----------------------------------
رأيتُ في المائق ما لا يُرى
ورأيه في نفسه أَنْفَذُ
إذا تذكرتُ مديحي له
حسبته من كبدي يُفلَذُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياصلعة ً لأبي حفص مُمرَّدة ً
ياصلعة ً لأبي حفص مُمرَّدة ً
رقم القصيدة : 60976
-----------------------------------
ياصلعة ً لأبي حفص مُمرَّدة ً
كأن ساحتها مرآة ُ فولاذِ
ترنُّ تحت الأكف الواقعاتِ بها
حتى ترن لها أكناف بغداذِ
كم من غناءٍ سمعنا في جوانبها
من حاذقٍ بلُحون الصفع أستاذِ
لا شيء أحسن منها حين تأخذها(77/298)
من الأكفِّ سماءٌ ذات إرذاذ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لم أتخذ منك غير متخَذِ
لم أتخذ منك غير متخَذِ
رقم القصيدة : 60977
-----------------------------------
لم أتخذ منك غير متخَذِ
فما لِحَظِّي غداً بمنتبَذ
ما إن أرى رقية ً تُقَرُّبُني
منك ولا أُخذة ً من الأُخذِ
يكفيك أني أراك تجتبذ ال
نَّاس وآتيك غير مجتبَذِ
محبة ً لا قَرُبتُ منك متى
لم يُتمثَّل بها ولم يُشَذِ
لاتسْلمنِّي إلى الزمان وقد
أنقذتني منه أيما نَقَذِ
إن كنتُ بعض الثقال فاحتمل ال
ثِّقل تجدْني في السُّدِّ ذا نَفَذِ
لا تحقرني فربما نفدتْ
في هَدْم يأجوجَ حيلة ُ
صُنّي أكن كالحسام أخلصه ال
قَينُ فأضحى من خير مُتَّخذِ
مُطَّردَ المتنِ كلَّ مطردٍ
مُنشحِذ الحد كل منشحذِ
هبني بعض المُثَقلات حوا
ليك وهب خلقتي من العُوذِ
بل كم ثقالٍ تَطبَّعوا بسجا
ياك فأضْحوا في خفّة القُذَذِ
يا آل وهبِ غدا عدوكُم
مفترسَ الشِّلْوِ غير منتقَذِ
من ذا الذي عاذ من جفائكُم
بلين أعطافكم فلم يُعَذِ
أنا الذي حَجَّكم وكعبتُكم
لم يُتطوَّف بها ولم يُلَذِ
فلا يقطِّع جفاؤكم كبدي
فحبُّكم بين تلكُم الفِلَذِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أيها السيد الذي طَهُرت
يا أيها السيد الذي طَهُرت
رقم القصيدة : 60978
-----------------------------------
يا أيها السيد الذي طَهُرت
به من المنكراتِ بَغداذُ
ومن غدا وهو للخبائث تَرَّ
اكٌ وللطيبات أَخّاذُ
مبارَك في يديه للمال إه
لاكٌ وللهالكين إنقاذُ
أعوذ من عُسْرتي بيسرك وال
أحرارُ بالأكرمين عُوّاذُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لابِدْعَ إن ضحك القتيرُ
لابِدْعَ إن ضحك القتيرُ
رقم القصيدة : 60979
-----------------------------------
لابِدْعَ إن ضحك القتيرُ
فبكى لضحكته الكبيرُ
عاصَى العزاءُ عن الشبا
ب فطاوعَ الدمعُ الغزيرُ
كيف العزاءُ عن الشبا
ب وغصنُهُ الغصنُ النضيرُ
كيف العزاءُ عن الشبا
ب وعيشهُ العيشُ الغريرُ(77/299)
بان الشبابُ وكان لي
نِعْمَ المجاور والعشيرُ
بان الشباب ُ فلا يَدٌ
نحوي ولا عينٌ تشيرُ
ولقد أسرتُ به القلو
بَ فقلبيَ اليوم الأسيرُ
سَقياً لأيامٍ مضتْ
وطويلُها عندي قصيرُ
أيامَ لي بين الكوا
عب روضة ٌ فيها غديرُ
أصبَى وأصبي الغانيا
ت وأستزار وأستزيرُ
بيضُ الوجوهِ عقائلاً
لم يُصْبِهنّ سواي زيرُ
أبْشارهنَّ وما ادَّرع
نَ من الحرير معاً حريرُ
وجمالهنّ وما لَبِسْ
نَ من الحبير معاً حَبيرُ
ونسيمهنّ وما مَسِسْ
نَ من العبيرِ معاً عبيرُ
من كلّ ناعمة ِ الشبا
ب كأنها الخُوطُ الهصيرُ
مهتزة ُ الأعلى يجا
ذبُ خصرَها ردفٌ وثيرُ
جَمَعَ الشبابَ ولَهْونا
فيه الخورْنقُ والسَّديرُ
مبْدَى المناذرة ِ الذي
فيه الفواكهُ لا البريرُ
كم جنة ٍ فيه وكم
نهرٍ لجِريته خَريرُ
من كلّ دانية الجَنَى
للطير فيها قَرْقَريرُ
يَشتقُّها طامِي الجما
م على جوانبه الغميرُ
يُضحي إذا جرتِ الصَّبا
وكأن ضاحِيَهُ حصيرُ
ها إنَّ ذاك لَمنزلٌ
من كلّ صالحة ٍ عَميرُ
شجرٌ ونخلٌ لا يُطي
ر غراب أيْكهما مُطيرُ
ومتى نشاءُ بدت لنا
أم الفَرير أو الفريرُ
لهفي لعيشتنا هنا
لك والقذى عنها طَحير
إذ نحن أترابُ النعي
م ودَرُّ دنيانا دريرُ
كلُّ لكل في الشبا
ب وفي مَناعمه سَجيرُ
تشدو لنا رَيَّا البنا
ن على معاصمها الحبيرُ
قد أُدميتْ لَبَّاتها
مِسْكا كما يُدمَى العَتيرُ
وشرابنا وَرْدِيَّة ٌ
لكؤوسها شررٌ يطيرُ
هَدَرتْ فلما استفحلتْ
في دَنِّها سكن الهديرُ
حمراءُ في يد أحمر ال
وجنات مَلْثمُهُ مَهيرُ
متأمّلٌ لا يجتوَى
منه القَبيل ولا الدبيرُ
واها لقولي للمُدي
ر وقد سقانيها المديرُ
أعصير خمرك هذه
من ماء خدك أم عصيرُ
سُقِيَ الشبابُ وإن عفا
آثارَ معهدهِ القتيرُ
ما كان إلا المُلك أَوْ
دى تاجهُ وهَوى السريرُ
رحل المَطيُّ لنية ٍ
زوراءَ مَطلبها شَطيرُ
فكأنَّ في الأحشاء ني
راناً يضرِّمهنَّ كيرُ
هوِّن عليك فإنها
خِلعٌ أعارَكها مُعيرُ
والدهر يَقْسم مرة ً(77/300)
نَفْلاً وآونة يُغيرُ
وأبو الفوارس أحمدٌ
لمن استجار به مجيرُ
أضحى ظهيراً للذي
أضحى وليس له ظهير
فاجعل خِفارتهُ ذَرا
ك فإنه نِعْم الخفيرُ
شهدتْ مآثرُهُ بذا
ك ووجهه ذاك الطريرُ
ياابن المسمَّى باسم من
جرتِ الرياحُ به تطيرُ
والطيرُ أظْلالٌ علي
هِ لها هديلٌ أو صفيرُ
أعني سليمانَ الذي
في رَمسهِ قمرٌ وشِيرُ
سيفُ الملوك إذا تجا
وب من ذوي الفتن النعيرُ
للَّهِ ماذا ضَمَّهُ
من شيخك الجدثُ الحفيرُ
لكنَّ من أنت ابنهُ
ما مات أو مَيْتٌ نشيرُ
للَّهِ خالك ذو المكا
رم إنهُ بك للخبيرُ
لو لم يقلّدك الأمو
رَ لما استمرّ لها مَريرُ
نثَل الجفيرَ فكنت أَهْ
زَعَ ماتضمنه الجفيرُ
فرمى بك الغرضَ البعي
د مُسدِّدٌ لا يستشيرُ
أقسمت بالهدْي النحي
ر ومن له الهدْيُ النحيرُ
إن كان حاباك القضا
ءُ بما حباك به الوزيرُ
كلاّ ولا كان الهوى
هو عند ذاك بك المشيرُ
لكنْ رأى فيك الوزي
رُ كما رأى فيه الأميرُ
فصغَى إليك برأيه
والحاسدون لهم زفيرُ
ألقى خلافتَهُ إلي
ك وقَدْرُها القدرُ الخطيرُ
عِلماً بفضلك في الرجا
لِ وفضلك الفضل الشهيرُ
فطفقتَ تسلك فجَّهُ
وتسير فيه كما يسيرُ
لا تُخطىء الرأي الموفْ
فق حين تُسدي أو تنيرُ
فهناك وافق في اختيا
رِك مستخاراً مستخيرُ
ولَما حُبيتَ برتبة ٍ
إلا وأنت بها جديرُ
فافخرْ على أن الجلي
ل من الأمور لكم حقيرُ
عينُ الأمير هي الوزي
ر وأنت ناظرها البصيرُ
طابقتَ أحكامَ الوزي
ر تُبيرُ قوماً أو تُميرُ
وعملتَ ما عمل المشا
رك في البضاعة لا الأجيرُ
فالليل منذ خَلَفْتَهُ
ليلٌ قصيرٌ مستنيرُ
لا الخوفُ فيه ولا السها
دُ ولا الظلامُ المستحيرُ
تُرك القطا فيه فنا
م بحيث ليس له مثيرُ
يا أحمدَ الخيرِ المؤمْ
مَل حين تُخشى العَنْقفيرُ
هذا مقام المستجي
ر وأنت أكرمُ من يُجيرُ
أأقول فيكم ما أقو
ل فلا يكون له حَويرُ
ما لي حُرمتُ وقد سألْ
تكمْ وإني لَلْفقيرُ
ومدائحي تترى يجو
دُ بها لسانيَ والضميرُ
إذ لم أنلْ من فضلكم(77/301)
مقدارَ مايزنُ النَّقيرُ
ولَطالما اسْتغنَى الفقي
رُ بكم وما انجبر الكسيرُ
انظر إليَّ أبا الفوا
رس يَسْهل الأمر العسير
بين العِبادِ وربِّهمْ
في قَسم زرقِهمِ سَفيرُ
ووزيرنا ذاك السفي
ر فَمن سواه نستميرُ
في ظله الكلأُ المَري
عُ خلالَه الماء النميرُ
فامْنُنْ عليَّ بجانبٍ
منه فقد حميَ الهجير
واعجل بعُرفِك ما استطع
تَ فأفضل العرف البَكيرُ
أو قل لعبدك كيف يص
نع إنه لك مستشيرُ
أين المَميل عن الوزي
ر أو الرحيل أو المسيرُ
هل للمحرَّبِ غيره
في كل نائبة ٍ مَصيرُ
من وجهُهُ الوجهُ الجمي
لُ وشخصهُ الشخصُ الجهيرُ
من مَنُّهُ المنُّ القلي
لُ وفضله الفضل الكثيرُ
من جودهُ الجودُ الشهي
رُ وبذله البذلُ الستيرُ
من قولُهُ وفَعَالُهُ
سَمَرانِ ما اسمر السّميرُ
من لا نَصير لما له
ولجاره أبداً نصيرُ
من نَيْلُ غايته يَشُقْ
قُ ونيلُ نائله يسيرُ
من كل أمرٍحين يُذ
كَرُ أمرُهُأمرٌ صغيرُ
إلاّ أبا الصقر الذي
أضحى وطالبُهُ حسيرُ
رجع المماطِلهُ الجِرا
ءَ وحظُّهُ النفسُ البهيرُ
ملكٌ غدتْ أفعالُهُ
والعرفُ فيها والنكيرُ
يوَماه يومُ ندى ويو
مُ ردى ً عبوس قَمْطَريرُ
في ذا وذاك كليهما
خيرٌ وشرٌّ مستطيرُ
فوليُّهُ لِوليّهِ
أبداً بناقلة ٍ بشيرُ
وعدوُّهُ لعدوهِ
أبداً بنازلة ٍ نذيرُ
كافي ملوكٍ لا يفن
نّدُ ما يُجيل وما يديرُ
ركدت على أقطابه
أرحاء ملك تستديرُ
لو كان في أولى الزما
ن لظل مَزدكُ لا يُحيرُ
وغدا أنو شروانَ مف
تقراً إليه وأردشيرُ
تَجِف القلوبُ إذا غدتْ
أقلامُهُ ولها صريرُ
ضخمُ الدَسيعة ِ والفعا
لِ نبيهُ مملكة ٍ ذَكيرُ
جُمعتْ له أشياءُ لم
يخلَق له فيها نظيرُ
فيه الوسامة ُ والندى
والحلمُ والرأي الزَّبيرُ
فإذا بدا في موكبٍ
فكأنهُ القمر المنيرُ
وإذا احتبَى في مجلسٍ
فكأنما أرسى ثبيرُ
وإذا تهلّل بالندى
فكأنه الغيثُ المطير
وإذا رَمى بمكيدة ٍ
فكأنهُ القدرُ المُبير
تتحرك الأشياء غِبْ
بَ سكونه ولها نفيرُ(77/302)
لروّية ٍ منه نتيجتها
نَقيذ أو عَقيرُ
أضحى يحلُّ بحيث يل
قَى المستميحَ المستجيرُ
لا يستعير له المَما
دحَ مِن سواهُ مُستعيرُ
بل يستثير له المما
دحُ من ثراه المستثيرُ
لولاه أصبحتِ الركا
ئب لا يئطّ لها صفيرُ
يا آل بلبل الكرا
م بيمنكمُ صلح العذيرُ
لولاكُمُ غدتِ الرعيِّ
ية ُ كلُّها والمُخّ ريرُ
فَابقوا لنا في غبطة ٍ
ما أوْغلتْ في الأرضِ عيرُ
وغدا الأُلى عادوكُم
ومقامُ أرجلهم شفيرُ
لا زالتِ الدنيا لهم
مهوى ً قَرارتُهُ السعيرُ
أعي على طلاّبكمْ
أن تُدرك الخيلَ الحميرُ
تتبسّمون إذا اللئا
مُ تبسروا ولهم هَريرُ
وتَبسّلونَ إذا السبا
ع تنمرتْ ولها زئيرُ
ردّدتُ فيكم ناظريْ
يَ فكُلكم كرمٌ وخيرُ
شَرفتْ أوائلكم وأش
به أولاً فيكم أخيرُ
وحُرمتُ منكم والإل
هُ على مَرَدِّكُمُ قديرُ
لاتَتركوا الطِّرفَ الجوا
دَ خليعَ مضيعة ٍ يَعير
خُذْها إليك أبا الفوا
رس حلية ً بك تستنيرُ
ماضَرها أن لا يعي
شَ لها الفرزدقُ أو جريرُ
اسلمْ على حدث الزما
ن وأنت بالحُسنى أثيرُ
حتى يصدِّقَ من كَنا
ك فوارسٌ لهمُ كريرُ
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أعْفِ أخاك المريض من حرجٍ
أعْفِ أخاك المريض من حرجٍ
رقم القصيدة : 60980
-----------------------------------
أعْفِ أخاك المريض من حرجٍ
أعفاهُ منهُ الإلهُ في زُبُرِه
هبْ لأخي السكر ماجناهُ
وعاقبْهُ إذا ماأفاق من سكره
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تُعنِّتُ بالمسواكِ أبيضَ صافياً
تُعنِّتُ بالمسواكِ أبيضَ صافياً
رقم القصيدة : 60981
-----------------------------------
تُعنِّتُ بالمسواكِ أبيضَ صافياً
تكادُ عذاري الدر منه تَحدَّرُ
وما سرَّ عيدانَ الأراك برِيقها
تَناوُحها في أيكها تتهصَّرُ
لئن عدمتْ سقيا الثرى إنّ ريقَها
لأعذبُ من هاتيك سُقيا وأخْصَرُ
وما ذقتُهُ إلا بشيم ابتسامها
وكم مَخبرٍ يُبديه للعين منظرُ
بدا لي وميضٌ مُخبرٌ أن صوبَهُ(77/303)
غريضٌ وما عندي سوى ذاك مخبرُ
ولا عيب فيها غير أن ضَجيعها
وإن لم تُصبها الساهرية يسهرُ
تذودُ الكرى عنه بنشرٍ كأنما
يُضوِّعه مسكٌ ذكي وعنبرُ
وما تعتريها آفة ٌ بشرية ٌ
من النوم إلا أنها تتخثرُ
وغيرُ عجيبٍ طيبُ أنفاسِ روضة ٍ
مُنورة ٍ باتتْ تُراحُ وتُمطَرُ
كذلك أنفاس الرياض بسُحرة ٍ
تَطيب وأنفاسُ الأنامِ تغَيَّرُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تَربصت بي رَيْب المنونِ تجرُّني
تَربصت بي رَيْب المنونِ تجرُّني
رقم القصيدة : 60982
-----------------------------------
تَربصت بي رَيْب المنونِ تجرُّني
على مَطْلك الممدودِ عصراً إلى عصرِ
وأعْطيتني زاد المسافر عالماً
بقلة ماأبقى مطالُك من عمري
ومثل امرىء ٍ أفنى مطالك عمرهُ
كفاه لعمري مثل نائلك النزرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياسيداً لم يلتبس عِرضُهُ
ياسيداً لم يلتبس عِرضُهُ
رقم القصيدة : 60983
-----------------------------------
ياسيداً لم يلتبس عِرضُهُ
بذم رائية ولا خابرهْ
ظاهرُهُ أحسنُ من غيبه
وغيبُه أحسن من ظاهرهْ
ومن إذا الرأى خبا نُورُهُ
فإنما يقدحُ من خاطرهْ
فلا ترى أثقبَ من ذهنهِ
فيه ولا أيمَن من طائِرِهْ
أوَّلُ ما أسأل من حاجة ٍ
أن تقرأ الشعر إلى آخرِهْ
قراءة ً تصدرُ عن نية ٍ
تُفهم قلب المرء عن ناظره
ثم كفاني بالذي تَرْتَئي
في جَيد الشعر وفي شاعرهْ
وما أرَى التقصير يُخشَى على
فعلك بل يُخشى على شاكرِهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبلغْ فتى آل بشر بل مؤمَّلهُمْ
أبلغْ فتى آل بشر بل مؤمَّلهُمْ
رقم القصيدة : 60984
-----------------------------------
أبلغْ فتى آل بشر بل مؤمَّلهُمْ
رسالة ً ليس في أمثالها عارُ
هل جائزٌ يا أبا العباس أو حسنٌ
وأنت شهمٌ ذكي القلب نَظّارُ
ظلمٌ تَمادَون فيه لا يُرى لكُمُ
عنهوإن سكت المظلومإقصارُ
ما هازِباء مَصيدٌ في فنائكُمُ
مثل السبائك أشيار وأفتارُ
في كل يوم تُغاديكم وظائفكم(77/304)
منه وإخوانكم من ذاك أصفارُ
أنتم أصحاء والمرضى أحقّ به
فأنصفوا إن أهل العدل أبرارُ
أولا ففي درهمٍ مايُستعفُّ به
عنكم وتُقضى لُبانات وأوطارُ
فكلِّمونا إذا جئنا لحاجتنا
إنّا بذلك نستوفي ونختارُ
ولا تشحُّوا علينا أن نُغَرِّمكم
فيلتقي فيكُمُ بخلٌ وإضرارُ
أقول قولي وقد أنذرتكم غضبي
ياسادة الناس والإنذار إعذارُ
وقد خصصت أبا عيسى بلائمتي
إذ لم يكن منه تنبيهٌ وإذكارُ
أدّللتُ منكم على أحرار دهركُمُ
وليس يستثقل الإدلالَ أحرارُ
فلا يُقابَلْ بإنكارٍ فإنكُمُ
قومٌ لكم بحقوق المجد إقرارُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وكم حاجبٍ غضبانَ كاسرِ حاجبٍ
وكم حاجبٍ غضبانَ كاسرِ حاجبٍ
رقم القصيدة : 60985
-----------------------------------
وكم حاجبٍ غضبانَ كاسرِ حاجبٍ
محا الله مافيه من الكسر بالكسرِص عبوسٍ إذا حييتهُ بتحية ٍ
فيا لك من كِبْرٍ ومن منطق نَزْرِ
يظل كأن الله يرفع قدرَهُ
بما حطّ من قدري وصغَّرَ من أمري
إذا ما رآني عاد أعمى بلا عمى ً
وصَمَّ سميعاً ما بأُذْنيه من وقرِ
أزفُّ إليك البكر ما زُفّ مثلها
فيدفع منها في الترائب والنحرِ
ولو أنه خلّى إليك سبيلها
قررتَ بها عيناً وأثخنتَ في المهرِ
ومن شِيمِ الحجاب أن قلوبهم
قلوب على الأحرار أقسى من الصخرِ
وأنهمُ لو ملِّكوا القَطر أو وَلُوا
خزائنهُ خافوا النفاد على القطرِ
يخافون أن يحظى سواهم بحظهم
فهم من سؤال السائلين على وحرِ
فلو حلَّؤوني عن شريعة جدولٍ
عذرتُ ولكن حلَّؤوني عن البحرِ
فإن كان لي قَدْرٌ لديك تُسِرُّهُ
فعرّفُهُم مالي لديك من القدرِ
ن
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أبا حفص المُعَي
يا أبا حفص المُعَي
رقم القصيدة : 60986
-----------------------------------
يا أبا حفص المُعَي
يرِ بالأبنة الحدَرْ
لا تُعيِّر ذوي البلا
ءِ به واحذرِ الغِيرْ
إن يكن فيّ ما ذكر
تَ وقد يكذبُ الخبرْ
فعلى رأسك ابتلي
تُ بدائي مع القدرْ
من يرى رأسك الصقي(77/305)
لَ فلا يشتهي الكَمرْ
لم يزل بي تنزُّهي
فيه باللمس والنظرْ
دون أن صرتُ أشتهي
بعض مايشتهي البشرْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مدحتُ مَعاشراً عُرَراً
مدحتُ مَعاشراً عُرَراً
رقم القصيدة : 60987
-----------------------------------
مدحتُ مَعاشراً عُرَراً
حسبت بأنهم غررُ
فما رَفَدوا ولا وعدوا
ولا اعتلّوا ولا أعتذروا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أحبّ الطهارة من داخلٍ
أحبّ الطهارة من داخلٍ
رقم القصيدة : 60988
-----------------------------------
أحبّ الطهارة من داخلٍ
فلم يرضَ منها بما يظهرُ
وما استدخل الأير من حاجة ٍ
ولكن به المذهب الأكبرُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا ربما سؤتُ الغيورَ وساءني
ألا ربما سؤتُ الغيورَ وساءني
رقم القصيدة : 60989
-----------------------------------
ألا ربما سؤتُ الغيورَ وساءني
وبات كلانا من أخيه على وحرِ
وقبَّلتُ أفواهاً عِذاباً كأنها
ينابيع خمرٍ حُصِّبت لؤلؤ البحر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مدحتُ أبا العباس أطلب رِفْدَهُ
مدحتُ أبا العباس أطلب رِفْدَهُ
رقم القصيدة : 60990
-----------------------------------
مدحتُ أبا العباس أطلب رِفْدَهُ
فخَّيبني من رفده وهجا شعرِي
فهبنيَ قد أعفيتُه من مثوبتي
أيُغضى له شعري على مضض الوِترِ
سيبريه شعري حسبَ ما كان راشهُ
ولا خير في شعرٍ يَريش ولا يبري
وإني عليم أنّ فَرْيَ أديمه
يسيرٌ عليه ماغدا سالمَ الوَفْرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لي صديقٌ إذا رأت
لي صديقٌ إذا رأت
رقم القصيدة : 60991
-----------------------------------
لي صديقٌ إذا رأت
وجهَهُ العينُ سرَّها
قلت يوماً وخلتهُ
مطلَقَ الكفّ ثَرَّها
يا جواداً إذا حمتْ
لِفَحُ المزن دَرَّها
فرطتْ منك دعوة ٌ
تأملَ النفس كرَّها
قال كانت فُليتة ً
فوَقَى الله شرَّها
قلتُ واهاً بجُرعة ٍ
ذقتُها ما أمرَّها
أنت مذ ذقتها تشكْ
كى إلى الله حرَّها
قال إي والذي قضى(77/306)
حلّ كفي وصرَّها
قلتُ تب توبة امرىء ٍ
عَقَّ نفساً وبرَّها
كلَّف النفس خطة
لم تطقها وغرَّها
ثم قفَّى بتوبة ٍ
مطّ فيها وجرَّها
ولقد تُنفَع النفو
سُ بما كان ضرَّها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وفي ابن عمار عُزيزية ُ
وفي ابن عمار عُزيزية ُ
رقم القصيدة : 60992
-----------------------------------
وفي ابن عمار عُزيزية ُ
يخاصم الله بها في القدرْ
لِمْ كان ما كان ولمْ لَمْ يكن
ما لم يكن فهو وكيل البشرْ
لا بل فتى خاصم في نفسه
لِم لَم يفز قِدْماً وفاز البقرْ
وكل من كان له ناظر
صافِ فلابدّ له من نظرْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا هلْ من الحادثات من وَزَرِللخائف المستجير أم عَصَرِ تغدو فتعدو فما ترق على عأنثى وما إن تخاف من ذك
يا هلْ من الحادثات من وَزَرِللخائف المستجير أم عَصَرِ تغدو فتعدو فما ترق على عأنثى وما إن تخاف من ذك
رقم القصيدة : 60993
-----------------------------------
يا هلْ من الحادثات من وَزَرِللخائف المستجير أم عَصَرِ تغدو فتعدو فما ترق على عأنثى وما إن تخاف من ذكر
يابؤسَ للدهر ذي السفاهِ أما
يَفْرق بين القيانِ والجِزَر
أمايعَفِّي على جرائم ما اس
تقدَمَ منه متابَ منتظر
يُمرُّ عصراه كلّ مُنتكث
ونقضُهُ عائد على المِرَر
مُنصلتُ السيفِ كلَّ مُنصلَت
مُنشمر النَّبل كل منشمَر
يقتلنا سيفُهُ وتختِلنا
سهامُهُ الكامنات في القُتَرِ
كأن إسرافهُ برهبة مق
هور عليه وحرص مؤتجَرِ
كم من قتيلٍ لِصَرفه طَلفٍ
وكم دمٍ في ثيابهِ هدرِ
ألا فداءٌ يفي ببُغيته
ألا سِدادٌ لتلكمُ الفُقَر
يالك من مالك ومقتدر
مؤتَمِر السوء كلّ مؤتَمرِ
مُكتنِف بالعَداء مُعتوِر
مكتنَف بالملام مُعتوَرِ
فجَّعني صرفُهُ بمؤنسة ٍ
تبعث مَيْت النشاط والأشرِ
سيغت وِفاقَ الهوى فما شُنِئت
من رَهَل عابها ولاقَفَر
عسيرة البذل غير خالية ٍ
من خُلق يخدع الرَّضا يَسَرِ
تُمتِّع الحِدثْ من مُلاعَبَة ٍ
تنزل بين المجون والحصرِ(77/307)
ويومها من محرَّمٍ أبداً
حِذقاً ويوم القيان في صفرِ
سابقة لم تزل تُنقَّلها
بسابقٍ في الكتاب مستطَرِ
واها لذلك الغناء من طبقٍ
على جميع القلوب مقتدَرِ
يملأ رَوْحاً فؤاد سامعهِ
ويُصطلى حرُّه من القِررِ
كأنه قالبٌ لكلّ هوى ً
فكلُّهُ والمُنى على قَدَرِ
لاخير في غيره وهل أمَم
من شارب الراح شارب السُّكَر
إنّا إلى الله راجعون لقد
غال الردى سيرة من السيرِ
مِلءَ صدور المجالس اختُلِست
لابل صدور الورى إلى الثُّغرِ
فَزفْرة ٌ لا تزال في صَعَدٍ
وعبرة وكلت بمنحدرِ
بانت وما خلَّفت نظيرتها
وغصنها اللدن غير مهتصَرِ
مضت على دَلِّها بوحدتها
ولم يعد شخصُها بمنجحِر
تسمو لأقرانها مبارِزة ً
لا من وراء الستور والحُجَرِ
لم يعتصم عودُها بزامرة ٍ
ولا ضوى وجهها إلى السُّترِ
تُبارز العين وحدها أبداً
والأُذنَ وهي الحميدة ُ الأثرِ
وتقتل الهمّ شرّ قتلِتهِ
بغير عون يكون من أُخرِ
ما بذلتْ للكئيب نُصرتها
على الأسى فارعوى إلى النُّصَرِ
لم تخلُ من منظر تُشوِّقهُ
ومن عفاف يفي بمستَترِ
ما برزت للخنا ولا استترت
من عجر شانَها ولا بجرِ
ما أُولع الدهر في تَصرفهِ
بكل زينٍ له ومفتخَرِ
يعدو على نفسه فيسلبها
إلا عتاد المعدِّ ذي النَّمرِ
كم ملبس لا يعاب هتّكه
عن جلدة ٍ منه شَثنة الوبرِ
أودى ببستانَ وهي حُلّتهُ
فقد غدا عارياً من الحبرِ
أطار قُمرية الغناء عن ال
أرض فأيُّ القلوب لم تطِر
لله ما ضُمِّنت حفيرتُها
من حُسن مرأى ً وطُهر مختبرِ
أضحت من الساكني حفائرهم
سكنَى الغوالي مَداهنَ السُّررِ
مُطيِّبي كلُّ تربة ٍ خَبثتْ
ومؤنسيها بشرّ مجتوَرِ
يا حرّ صدري على ثلاثة أم
واهٍ هُريقت في الترب والمدَرِ
ماءي شباب ونعمة مُزجا
بماء ذاك الحياء والخفرِ
لو يعلم القبر من أتيح له
لانحفر القبر غير محتَفرِ
أو لأباها فصان حينئذٍ
عن رمسه درة ً من الدرَرِ
إنّ ثرى ً ضمهالأفضلُ مح
جوجٍ لصِبٍّ وخيرُ معتَمرِ
أقسمتُ بالغُنجِ من مَلاحظِها(77/308)
وسحر ذاك السُّجُوِّ والفَتَرِ
لو عُقرتْ حول قبرها بقر ال
إنس مكان القِلاص والمُهَرِ
والدرّ نظمٌ على الترائب من
هن وأشكاله من العِترِ
وانتحرت في فنائه بُهَمُ الحر
ب وصِيد الملوك من مُضرِ
ثم سَقيتُ الدماء تربتَها
لم أشفِ ما في الفؤاد من وَحَرِ
نفسك يا نفس فانحري أسفاً
فإن هذا أوان مُنتحَرِ
ما حَسَنٌ أن تذوبَ مهجتُها
ومهجتي لم تُرَق ولم تُمَرِ
لا يُنكر الدهرُ بعد مهلِكها
هُلكَ ذوات الجلال والخطرِ
كَوَّر شمس النهار فانكدرت
كواكب الليل كل منكَدَرِ
بستان يا حسرتها على زَهَرِ
فيك من اللهو بل على ثمرِ
بستان لهفي لحسن وجهك وال
إحسان صارا معاً إلى العَفرِ
بستان أضحى الفؤاد من وَلهٍ
يا نزهة السمع منه والبصرِ
بستان ما منك لامرىء ٍ عوضٌ
من البساتين لا ولا البشرِ
بستان أسقيتِ من مدامعنا الدْ
دمع وأعقبتِ عُقبة َ المطرِ
بل حَقُّ سقياك أن تكون من الصْ
صهباءِ صهباءِ حمص أو جَدَرِ
بل من رحيق الجنان يقطَب بالمس
ك سُلافاته بلا عَكَرِ
بل من نجيع القلوب يمزج بال
عطف وصفو الوداد لا الكدرِ
بستان لم يُستعَر لك اسمك يا
بستانَ لذاتنا ولم يُعَرِ
كنا إذا اللَّهو قلّ مائرُنا
منه وجدناك معدن المِيرِ
ما كل لهو أراهُ بعدكُمُ
عندي سوى سُخرة ٍ من السُّخَرِ
لست إلى نغمة بذي أَذَنٍ
ولا إلى صورة ٍ بذي صَوَرِ
كنت وكانت قرينة ٌ لك عي
نين لهوى ً فشين بالعوَرِ
وكنتِ يُمناهما ففات بك الدْ
دَهر وهل يَصطفي سوى الخَيرِ
يا مشرباً كان لي بلا كدرٍ
يا سمراً كان لي بلا سهرِ
ما كنتُ أدري أطعمُ عافيتي
أعذبُ أم طعم ذلك السمرِ
يا نعمة الله في بريّته
أصبحتِ إحدى فواقرِ الفِقرِ
يا غضة َ السن يا صغيرتها
أمسيتِ إحدى المصائبِ الكُبرِ
أنّى اختصرتِ الطريق يا سكَني
إلى لقاء الأكفان والحفرِ
ألم تكوني غريرة ً فُنٌقاً
لا يهتدي مثلها لمحتَصَرِ
أنى تجشمت في الحداثة ما
جُشمتِ من كُره ذلك السفرِ
أنى ولم تلحقي ذوي حُنْك السْ(77/309)
سنّ ولا امّزت من ذوي الغَرَرِ
أحميك من مورد قصدتِ له
لا ينتهي وردُهُ إلى صدرِ
يا شمسَ زُهر الشموس يا قمر ال
أقمار حسناً يا زهرة الزُّهَرِ
أبعد ما كنتِ باب مبتهجٍ
للنفسِ أصبحتِ باب معتبرِ
أصبحت كالترب غير راجحة ٍ
به وقد ترجحين بالبِدرِ
أصابنا الدهرُ فيك أكمل ما
كنت فما رُزؤُنا بمجتبَر
لم تقتحمك العيون من صِغَرٍ
ولا قَلتْك النفوس من كِبرِ
فكيف نسلاكِ والأسى أبداً
في كِبَرٍ والسُّلوُّ في صغرِ
كلُّ ذنوب الزمان مغتَفرٌ
وذنبه فيك غير مغتفَرِ
تبتّل العود عند فقدكُمُ
وازدجر اللهو أيّ مزدَجرِ
وغاب عنا السرور بعدكُمُ
واحتضَر الهم حينَ محتضرِ
وغاض ماء النعيم يتبعكم
وانهمر الدمع كلّ منهمَرِ
فإن سمعنا لِمزهر وتراً
حنّ فهاتيك عَوْلة الوترِ
أما ولؤم البِلى وقسوته
لقد محا منك أحسن الصورِ
يا بشراً صاغه المصوِّر من
نورٍ على سُنّة من الفِطِر
بل من شعاع العقول حين ترى ال
غيب بعين الذكاء والعبرِ
لا تحسبوني غَنيت بعدكُمُ
عنكم بشمس الضحى ولا القمرِ
لا تحسبوني أنستُ بعدكُمُ
إلى هديل الحمام في الشجرِ
لا تحسبوني استرحت بعدكُمُ
إلى نسيم الشَّمال بالسّحرِ
لا تحسبوا العين بعدكم سَرَّحت
في مسرحٍ من مسارح النظرِ
يأبى لها ذاك أن ناظرها
في شُغُلٍ بالسهاد والعبرِ
وكيف بالنوم للمُباشر أطرا
ف حُمات الحيّات والإبرِ
سقياً ورَعياً لعيشة ٍ معكم
أصبحتُ من عهدها بمفتقرِ
أمتعني دهرُها بغبطَته
على الذي كان فيه من قصرِ
كانت لياليه كلّها سَحَراً
وكان أيامهن كالبُكَرِ
لهوٌ أطفنا بِبكر لذته
وما فضضْنا خواتمَ العُذَرِ
وإنْ ننلْ من جناه نَهْمَتَنا
وإن حظينا بمونِق الزهرِ
كم قد نعمنا بضم مُتَّشحٍ
وما اعتدينا بهَتْك مؤتزِرِ
كم قد شربت الرضاب في قُبَل
كانت ولكن شربت بالغُمرِ
جدوى فمٍ فيه لؤلؤ وجَنَى
نحلٍ بماء السحابِ في النُّقرِ
غناؤه يشتكي حرارته
وريقه يشتكي من الخَصَرِ
كنتم لنا فتنة ً من الفتن ال(77/310)
غُرِّ بلا شهرة ٍ من الشُّهرِ
وكلُّ لهوٍ بمثل وصلكُمُ
ذو غرر إذ سواه ذو عُرَرِ
أخذتُكُم طائعاً أخا جَذَلٍ
ولم أدع طائعاً ولم أذَرِ
كأنني ما طلعتِ مقبلة ً
عليَّ يوماً بأملح الطُرَرِ
في كفك العود وهو يؤذن بال
إحسان إيذانَ صادقِ الخبرِ
إذ مشيكم مُذْكِري غناءَكُمُ
مَشْيَ الهوينا سواكنِ البقرِ
وإذ فسادي بكم يذكِّرني
لنُفْسِدَنَّ الطواف في عمرِ
كأنّ عينيَّ أبصرتْكِ ضُحى
في مجلسي والوشاة في سَقرِ
كأنها مارأتك كالمَلَكِ ال
أصيد في التاج يوم مُبتَهرِ
وبين عينين منكُمُ علمٍ
لم يُسْدَ شِبْهٌ له ولم يُنَرِ
يا أحسنِ العالمين حاسرة ً
وأكمل الناس عند معتَجرِ
كأنها ما رأتك صادحة ً
والصُدّحُ الوُرْق عُكّفُ الزُمُرِ
يَسْمعنَ أو يَسْتفدنَ منك شجا
والتمر يُمتار من قرى هجرِ
كأن داوود كان يومئذٍ
يتلو زبوراً مُلَيِّنَ الزبرِ
كأنني ما اقترحتُ ما اقترحتْ
نفسي فساعفتني بلا زورِ
كأنني ما استعدت مقتَرحي
يوماً فكررتهِ بلا ضجرِ
وصنتِ خدّاً كساه خالقه ال
حسنَ فصعّرْتهِ عن الصَعَرِ
ولو تكبرتِ كنتِ مُعْذِرة ً
والمسكُ ما لا يُعابُ بالذَّفرِ
كأنني ما نعمتُ منك بمر
تاحِ نعيمٍ ولا بمبتكرِ
رضيتُ من منظر بطيف كرى
يعرو ومن مسمع بمدّكرِ
رضًى كسخطٍ ولو قَدِرْتُ لغي
يّرتُ ونكّرتُ مُنكَر الغير
لو أنَّ قِرني سوى المقادر في
أمرك أحضرتُ عز منتصِرِ
لكنها القِرْنُ لا يقاومهُ
قِرنٌ عزيز لعزة النفَّرِ
لو كان فعل الورى لقد ذَئِرَتْ
له المساعير أيما ذأرِ
لكنه وِتْرُ مالكٍ مَلِكٍ
يعلو على الطالبين بالثُّؤَرِ
يا لهفَ نفسي على مُهَاجرَتي
إياكِ لهفاً يطير كالشرَرِ
ليس لذنبٍ دعا إلى غضبٍ
لكن لنُعمى دعتْ إلى بطرِ
هجرٌ متى شئتُ قلتُ كان من ال
خسران أو قلتُ ربح متَّجَرِ
كانت تُجِدُّ الهوى مغنية ً
كأنها نَشرة ٌ من النُّشرِ
ووصلُك الإلفَ بعد هجرتِهِ
يَجْنيك معسول حدّة ِ الظَّفرِ
لولا التعزّي بذاك آونة ً
لانْفَطر القلبُ كلّ منفَطرِ(77/311)
ما انتهك الدهر قبلكم لذوي الله
وِ حريماً في البدو والحضرِ
أبكيك بالدمع والدماء بل التس
هاد بل بالمشيبِ في الشعرِ
بل بنحول العظام مُحتقِراً
ذاك وإن كان غير محتقر
بل بإجتناب الشفاه بل بتوخي الن
فس مايُتقى من الضّررِ
لأستميحنّ كلّ ذاك لمبكا
ئيك بعد استماحة الدِّررِ
بل ليت شعري وقد حَييت وقد
قّدَّمتِ للنفس وجه معتذرِ
كيف وأنّي ولمْ أقمتُ وقد
بِنْتِ أكان الفؤاد من حجرِ
إلاّ أكن متُّ فانقرضتُ فكَمْ
من مَوْتة ٍ للفؤادِ في الذِّكر
وليس في خطرة ِ مغيرة ٍ
لكنها سَرْمد مع الفِكرِ
رثيتُ منك صِبًى تكنَّف
عفاف سرٍّ وحسن مجتهَرِ
وما يفي بالثلاث مرثية ٌ
إلا صلاة َ المليك في السورِ
وإن جرى الدمع غير معتَنفٍ
وسمّح الشِّعر غير معتَسرِ
وكنتُ عَفوَ الصبَى فشيعهُ
عفوٌ من الشجو غيرُ معتَصرِ
دمعٌ وشعرٌ مساعدٌ أتيا
طوعاً وما طائع كمقتَسرِ
أشكو إلى الله لا إلى أحدٍ
أن متِّ والنفسُ حية ُ الوطرِ
من لي بالصبر بعد مدّخرٍ
أفْنَى من الصبر كلّ مدّخرِ
بل قَبُح الصبر إنه غُدَرٌ
بصاحب الصدق أيما غُدرِ
لا أسأل الله حسن مصطبر
فإنه عنك لؤمُ مصطبرِ
وحزن نفسي عليك من كرمٍ
وهو على من سواك من خَورِ
وقد يُعزِّي الفؤاد أنك في
جنّة عدن غداً وفي نَهَرِ
سيشفع الحور فيك أنك منهنْ
نَ بذاك الدلال والحورِ
يا لهف نفسي عليك كم حَذِرتْ
لو وُقِّيتْ ماتخاف بالحذرِ
كم وحْيِ رؤيا فزعتُ فيك له
وطِيرة ٍ من نواطق الطيرِ
بيَّنتِ لي الحزم في البدار إلى
كل مخُوفٍ عليه مبتدَرِ
أصبحتُ من صبحه بمنبلَجٍ
والناس من فجره بمنفجَرِ
ولو تخليتُ من شَجايَ بكم
بادرتُ باللهو كرَّة َ القَدرِ
ن
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ودَّ المبردُ أنّ الله بدَّلهُ
ودَّ المبردُ أنّ الله بدَّلهُ
رقم القصيدة : 60994
-----------------------------------
ودَّ المبردُ أنّ الله بدَّلهُ
من كلّ جارحة ٍ في جسمهِ دُبُرا
فأعطِهِ يا إله الناس مُنْيتهُ(77/312)
ولا تُبقِّ له سمعاً ولا بصرا
لكي يُقضِّي أوطاراً مُذمَّمة ً
من كل عَرْدٍ ترى في رأسه عُجرا
بل لو يكون له ضِعفاً جوارحِهِ
من الفِقاح لما قضّى بها وطرا
هيهاتَ ثمّ غليلٌ لا شفاءَ لهُ
أو يُجْعَل الكلُّ منه فَقْحة ً وحِرا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومُستصرخي بعد الخليفة صِنْوه
ومُستصرخي بعد الخليفة صِنْوه
رقم القصيدة : 60995
-----------------------------------
ومُستصرخي بعد الخليفة صِنْوه
أبو أحمد المحمودُ في البدو والحضرِص فمن مُبَلّغ عني موفقَ هاشمٍ
قريعَ بني العباس ذا المجد والفخرِ
وصاحب عهد المسلمين الذي غدا
يُخاف ويُرجَى للعظيم من الأمرِ
يميناً لئن أنتم خذلتم وليَّكم
لتُسْتَفْسَدَنَّ الأولياءُ يد الدهرِ
إذا كان خذلانُ النصير جزاءَهُ
فماذا يرجِّي باذلُ النصر في النصرِ
أتثمِر إسلامَ النصير وليَّهُ
وقايتُهُ إياهُ بالصدر والنحرِ
أبى ذاك أن الرَّيع يشبه بَذْرَهُ
وذلك أن الريع من جوهر البَذْرِ
وعذرُ وليِّ المرء بالمرء فاتحٌ
لشيعته الوافين باباً إلى الغدرِ
هززتك فاغضبْ غضبة ً جعفرية ً
تكون على الأعداء راغية البَكرِ
ولا تَلْهُ عن إصراخ داعيك بالتي
يسير بها الركبان في البر والبحرِ
ن
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عظَّمَ الله يُمنَ فطرِك فطرا
عظَّمَ الله يُمنَ فطرِك فطرا
رقم القصيدة : 60996
-----------------------------------
عظَّمَ الله يُمنَ فطرِك فطرا
ياابن أعلى الملوك مجداً وذكْرا
وأهلَّ الشهورَ بالسعد ماعش
تَ وأبقاكَ آخرَ الدهر عصرا
في سرورٍ يُريك شهرك يوماً
وحبورٍ يريك عامك شهرا
قلت لما بدا الهلالُ ضئيلاً
قد كستْه سُرى ثلاثين ضُمرا
عجباً للهلال كيف استهلو
هُ هلالاً هلاَّ استهلوه بدرا
كان لما بدا وأنت أميرٌ
مستحقاً أن يبهر الشمس فخرا
كيف لم يسبق المواقيتَ بدراً
كيف لم يقهر المقادير قهرا
غير أن الأمور تجري على ما
قدّر الله وهو أحسنُ قَدْرا
أحمدُ الله إذ أراني عيداً(77/313)
لاأرى فيه فوق أمرِك أمرا
طاب فيه نسيمُ ريحك حتّى
لحسبنا عَجاج خيلِك عِطْرا
وتجليتَ ملءَ عينِ وصدرٍ
وقديماً ملأت عيناً وصدرا
نَذر الناسُ في القديم نذوراً
إن رأوا عيدك المأمَّل شكرا
وتركتُ النذور عمداً لأني
لا أرى كُفءَ نعمة ٍ فيك نذرا
فالبَس العيد وانْضُه سالم النف
س وإن لم تسلم ثراءً ووَفْرا
طُلْتَ مجداً وطلتَ فخراً بني آ
دمَ طراً فطُلْ كذلك عُمرا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يابانيَ الدَّرجِ الذي أولَى به
يابانيَ الدَّرجِ الذي أولَى به
رقم القصيدة : 60997
-----------------------------------
يابانيَ الدَّرجِ الذي أولَى به
لو كان يعقل هَدْمُها من دارِهِ
لا تبنينَّ بنية ً قوَّادة ً
تُزْني بنات أبي البنات بجارِهِ
لم يَبنها إلا امرؤ متعصبٌ
للكَشْخ يعجبه ارتفاع شَنارِهِ
يابانيَ الدرج الوثيق بناؤُها
بالصخر ينقله على أشفارِهِ
شكراً لما هتَّكنَ من حُرماتِهِ
لا بل لما كثَّرن من أصهارِهِ
كم غافل في سُوقه قنَّعتهُ
في عَونه خِزياً وفي أبكارِهِ
لو غار هدَّمها بفيهِ وأنفهِ
طلباً لها حتى المماتِ بثارِهِ
لكنهُ رجلٌ يُبرِّجُ عِرْسَهُ
وبناتِه ليزدْنَ في أنصارِهِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إن تَطُل لحية ٌ عليك وتعرض
إن تَطُل لحية ٌ عليك وتعرض
رقم القصيدة : 60998
-----------------------------------
إن تَطُل لحية ٌ عليك وتعرض
فالمخالي معروفة للحميرِ
علَّق الله في عِذاريك مِخْلا
ة ً ولكنها بغير شعيرِ
لو غدا حكمها إليّ لطارت
في مهبّ الرياح كلَّ مَطيرِ
ألْقِها عنكَ ياطويلة ُ أوْلاَ
فاحتسبْها شرارة ً في السعيرِ
أرعِ فيها الموسى فإنك منها
شَهِد الله في أثامٍ كبيرِ
أيُّما كَوْسَج يراها فيلقَى
ربه بعدها صحيحَ الضميرِ
هو أحرى بأن يشكَّ ويُغْرَى
باتهام الحكيم في التقدير
ما تلقّاك كوسجٌ قطُّ إلاَّ
جَوَّر الله أيَّما تجويرِ
لحية ٌ أُهمِلتْ فسالت وفاضتْ
فإليها تُشير كفُّ المشيرِ(77/314)
مارأتها عين امرىء ٍ مارآها
قطُّ إلا أهلَّ بالتكبيرِ
روعة تستخفُّه لم يُرَعْها
من رأى وجهَ مُنكَر ونَكيرِ
فاتّق الله ذا الجلال وغيِّرْ
منكراً فيك ممكنَ التغييرِ
أو فقصِّر منها فحسبُك منها
نصفُ شبرٍ علامة َ التذكيرِ
لو رأى مثلها النبيُّ لأجرى
في لحى الناس سُنَّة التقصيرِ
واستحبَّ الإحفاءَ فيهن والحَلْ
ق مكان الإعفاء والتوفيرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياضارب المَثَلِ المزخرفِ مُطْرِياً
ياضارب المَثَلِ المزخرفِ مُطْرِياً
رقم القصيدة : 60999
-----------------------------------
ياضارب المَثَلِ المزخرفِ مُطْرِياً
للحقد لم تَقْدح بزَنْدٍ وارِي
أصبحتَ خصم الحق تهدم مابنى
والحقُّ محتجٌّ وأنت تُمارِي
أطريت غثَّك لاسمينك ضلَّة ً
واخترت من خُلقَيْكَ غيرَ خيارِ
شبَّهتَ نفسك والأُلى يولونها
آلاءهم بالأرض والعُمَّارِ
ورأيتَ حفظك ما أتوا من صالحٍ
أو سيءٍ كرماً وعتق نِجارِ
وزعمتَ فيك طبيعة ً أرضية ً
ياسابق التقرير بالإقرارِ
ولقد صدقتَ وماكذبتَ فإنهُ
لايُدفَع المعروف بالإنكارِ
لكن هاتيك الطبيعة َ في الفتى
مما تُلِط عليه بالأستارِ
ولَصمتُهُ عن ذكرها أولى به
من عدِّها في الفخر عند فخارِ
فينا وفيك طبيعة ٌ أرضية ٌ
تهوي بنا أبداً لِشرّ قرارِ
هبطت بآدمَ قبلنا وبزوجهِ
من جنّة الفردوس أفضل دارِ
فتعوَّضا الدنيا الدنيّة كاسمها
من تلكمُ الجنَّاتِ والأنهارِ
بئستْ لَعمرُ الله تلك طبيعة ً
حَرمتْ أبانا قرب أكرم جارِ
واستأسرتْ ضِعفيْ بنيه بعدهُ
فهُمُ لها أسرى بغير إسارِ
لكنها مأسورة ٌ مقسورة ٌ
مقهورة السلطان في الأحرارِ
فجسومهم من أجلها تهوي بهم
ونفوسهم تسمو سموّ النارّ
لولا منازعة ُ الجسوم نفوسهم
نفذوا بسَوْرتها من الأقطارِ
أو قصّروا فتناولوا بأكفهم
قمرَ السماء وكلّ نجم ساري
عَرفوا لروح الله فيهم فضلَ ما
قد أثَّرتْ من صالح الآثارِ
فتنزَّهوا وتعظّموا وتكرموا
عن لؤم طبع الطين والأحجار(77/315)
نزعوا إلى النَّجد الذي منه أتت
أرواحهم وسموا عن الأغوار
هذا عبيد الله منهم واحد
لكنه هو واحد المِضمار
ملك له هِممٌ تُنيف على العلا
ويدٌ تطول مواقع الأقدار
وإذا عطا للمجدِ نال بكفه
ما لا ينال الناس بالأبصار
ولقد رأيت معاشراً جمحتْ بهم
تلك الطبيعة نحو كل تَبار
تهوي نفوسُهُم هُوِيَّ جسومهم
سِفلاً لكل دناءة ٍ وصَغار
تبعوا الهوى فهوى بهم وكذا الهوى
منه الهُويُّ بأهله فحذار
لاترضَ بالمثل الذي مثلْتَهُ
مثلاً ففيه مقالة ٌ للزاري
وانظر بعين العقل لاعين الهوى
فالحق للعين الجليَّة عاري
الأرضُ في أفعالها مضطرة ٌ
والحيُّ فيه تصرّفُ المختار
فمتى جريتَ على طباعك مثلَها
فكأن طِرْفك بعدُ من فخّار
أخرجت من باب المشيئة مثل ما
خرجتْ فأنت على الطبيعة جاري
أنَّى تكون كذا وأنت مُخَيَّرٌ
مُتَصرف في النقض والإمرار
أين اصطراف الحيّ في أنحائه
وحويلهُ فيما سوى المقدار
أين اختيار مخيَّر حسناته
إن كنت لست تقول بالإجبار
شهد اتفاقُ الناس طرّاً في الهوى
و تفاوتُ الأبرار والفجار
أن الجميع على طباعٍ واحد
وبما يرونْ تفاضلُ الأطوارِ
فمتى رأيت حميدهم وذميمهم
فبفضل إيثار على إيثار
قاد الهوى الفجارَ فانقادوا له
وأبتْ عليه مقادة ُ الأبرار
لولا صروف الإختيار لأعنَقُوا
لهوًى كما استقت جمال قِطار
ورأيتَهم مثل النجوم فإنها
متتابعاتٌ كلها لمدار
مُتيمِّمات سَمْتَ وجهٍ واحد
ولها مطالع جمَّة ٌ ومَجاري
فانسَ الحُقود فإنها منسية ٌ
إلا لدى اللؤماء والأشرار
واعصِ الطباع إذا أطبَاك لحفظها
واختر عليهتَكُنْ من الأخيار
مازال طبع الأرض يقهر لؤمَهُ
مَنْ فيه رُوح الواحد القهار
لا تنسَ روحَ الله فيك وأنها
جُعِلت لتصلِح منك كل عُوَار
إن الحُقود إذا تذكرها الفتى
تحيا حياة الجمر بالمِسعار
ولعلها إن لا تضرّ عدوهُ
وهو المسلِّف عاجل الإضرار
تَصلَى جوانحَ صدره من حقده
بلهيب جمرٍ ثاقبٍ وأُوار
فلصدرِهِ من ذاك شرُّ بِطانة(77/316)
ولقلبه من ذاك شر سُعار
ذاك الذي نقد المكيدة نفسه
نقداً وكاد عدوه بِضمار
ما نال منه مناله من نفسه
وِترُ الأُلى وَتَروه بالأوتار
ردّت يداه كَيْدَه في نحرهِ
وكذا تكون مَكايد الأغمار
وكفى الحقود مهانة ً وغضاضة ً
أن لست تلقاه عدوّ جهار
لكنه يمشي الضَّراء بحقده
ليلاً ويَلبد تحت كل نهارِ
يلقى أعاديه بصفحة ذلة ٍ
سِلمَ اللسان مُحارب الإضمار
لكن أهل الطّوْل من متجاوِزٍ
ومُعاقبٍ جهراً بغير تواري
طرحوا الضغائن إذ رأوا لنفوسهم
خطراً ينيف بها على الأخطار
فانظر بعين الرأي لا بعينِ الهوى
فالحق للعين الجليّة عاري
النفسُ خيرك إنها علوية
والجسم شرُّك ليس فيه تماري
فانْقد لخيرك لا لشرك واتبِعْ
أولاهما بالقادرِ الغفار
كن مثل نفسك في السمو إلى العلى
لا مثل طينة جسمِك الغدار
فالنفس تسمو نحو علو مليكها
والجسم نحو السفل هاوٍ هاري
فأعِنْ أحقَّهما بعونك واقتسِر
طبع السِّفال بطبعك السَّوَّارِ
إياك واستضعافَ حقٍّ إنه
في كل حينٍ حاضرُ الأنصارِ
والحق والشُّبَهُ التي بإزائه
كالشمس جاوَرها هلالُ سِرارِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تُنافسني في مُؤخِر البِكْرِ سادراً
تُنافسني في مُؤخِر البِكْرِ سادراً
رقم القصيدة : 61000
-----------------------------------
تُنافسني في مُؤخِر البِكْرِ سادراً
وأنت على القَيْدوم من ذِروة البكْرِ
ألا ليت شعري لمْ مطلتَ مثوبتي
ولم تُؤتَ من بخلٍ ولم تؤت من عسر
إخالك إذ جوَّدتُ فيكَ مدائحي
منعت ثوابي حاسداً لي على شعري
أتحسُدني تجويد رَيْطٍ نسجْتُهُ
لتلبسه يا للعجيب من الأمرِ
تذكرْ هداك الله أني مادح
وأنك ممدوح فلا تعدُ بي قدري
ينافس في الشعر النظيرُ نظيره
وجلّ ملوك الناس عن ذلك النّجر
وما يتجارَى الشاعران لغاية ٍ
وراء اعتفاءِ الفضلِ من سيدٍ غَمر
وأنت الذي تعفو العُفاة فُضوله
ويُجري إلى معروفه الشعرَ من يجري
فما لك يا هذا نفستَ خَسيستي
وأنت مع الشمس المنيرة والبدر(77/317)
عليك بإغناء الفقير وجَبْره
وفكِّ الأسير المستكين من الأسر
عليك بفتق الحادثاتِ ورَتقها
وتضريمِ نارِ الحرب بالبيضِ والسُّمر
عليك بأفعال الملوك وخلِّني
وتقريظِ ما تأتي من العُرف والنكر
فحسبُ المساعي كلها بك ساعياً
وحسبك وصفي ما تَريش وما تبري
أقول وتعطي نائلاً بعد نائلٍ
فتغرِف من بحرٍ وأقلع من صخر
إذا الشاعر الرومي أطرى أميره
فناهيك من مطرى ً وناهيك من مطري
وما لمديحي فيثناك زيادة ٌ
سوى أني نظّام لؤلؤكِ النّثر
Free counter
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيا من ليس يُرضيه مديحٌ
أيا من ليس يُرضيه مديحٌ
رقم القصيدة : 61001
-----------------------------------
أيا من ليس يُرضيه مديحٌ
وعفوُ الشتم عنه له كثيرُ
أجِدَّك لاترى في الشعر كُفؤاً
لمجدك أين جار بك المسيرُ
كأنك قد حللت من المعالي
بحيث الشمس والقمر المنيرُ
فإن الله أعلى منك جِداً
ويرضِيه من الحمد اليسيرُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا غيوراً أن يُهْتكَ المستورُ
يا غيوراً أن يُهْتكَ المستورُ
رقم القصيدة : 61002
-----------------------------------
يا غيوراً أن يُهْتكَ المستورُ
وشفيقاً أن يهلِك المضرورُ
أنا في حالة ِ رجائيّ فيها
من سوى الله أو سواك غُرور
ومعي سالفُ الموالاة والمد
ح وشكرٌ مستأنفٌ موفور
يا لها حرمة ً أبحت حِماها
وعلى مثلها يَغار الغيور
فأغثني أغاثك الله إني
في يد الدهر مطلقٌ مأسور
لاتدعني فأنت آثر بالحم
دِ قديماً وفضلك المأثور
يا أخا العدل والذي فضلُهُ المب
سوط فينا وبِشره المنشور
هل ترى أن مانعاً من مُحِقٍّ
حقّه بعد قدرة ٍ معذور
حُقَّ عند الرجاء فيك المرجّى
أن يحق المرجوُّ لا المحذور
لك جودٌ ورأفة ٌ وحِفاظٌ
وإليك الميسور لا المعسور
لست تعتل بالزمان ولا المق
دورِ أنت الزمان والمقدور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> راجَعَ من بعد سلوة ٍ ذكرهص وواصَلَ الظبي بعدما هَجَرَهْ(77/318)
راجَعَ من بعد سلوة ٍ ذكرهص وواصَلَ الظبي بعدما هَجَرَهْ
رقم القصيدة : 61003
-----------------------------------
راجَعَ من بعد سلوة ٍ ذكرهص وواصَلَ الظبي بعدما هَجَرَهْ
ظبيٌ دعا قلبَ هائمٍ كلفٍ
مؤتمِرٍ قلبُهُ بما أمره
يؤنِسُهُ حُسنهُ ويوحشهُ
قبحُ أفاعيلهِ إذا ذكره
مازال يدعوه من محاسنهِ
داعٍ إذا سوءُ فِعلِهِ زَجره
لا الوصلُ يصفو له وإن عزم ال
هِجرانَ غال النزاعُ مصطبره
يدنو فيُقصَى فإن نَأى أنفاً
بات يباري بكاؤهُ سَهره
ألقاه في حيرة ٍ محيرة ٍ
فما يرى وِردهُ ولا صَدَرَهْ
ظبيٌ وما الظبي بالشبيه به
في الحسن إلا استراقَه حَوره
وحسنَ أجياده وغُنَّتِهِ
ونفرة ً فيه مِن رُقَى الفَجَره
محاسنٌ كلهن مسترقٌ
منه وكلٌ رآه فاغتفره
سخّاه عن رُزءِ ذاك أنَّ له
حُسناً إذا قاسه به غمره
وكلُّ رزء فأنه جَلَلٌ
إذا المبقَّى لأهله كثَره
ياليت من عفوه لعاشقهِ
بل ذاك شيء عليه قد حظرهْ
يصفح عن لصّهِ جريمَته
وهْو لنعماه أكفرُ الكَفره
ولستُ أنفكُّ من معاتبة ٍ
بغير ذنب موازنٍ وبَره
يا عجباً من مُعذِّبي عجباً
عُجبي به ضِعفُهُ فقد هَدَره
سوَّغ مانِيل من حُلاه ولو
يسأله الصبُّ قُبلة ً نَهره
كما أجاع الوشاحَ حين تَردْ
دَاهُ وقد كظَّ مِئزراً وَزره
بالله يا إخوتي سألتُكُم
أليس مولاي أجْوَرُ الجَوَرة
أضحى وسيف العداء في يدهِ
عليَّ دون الأنام قد شَهره
إن عض خلخالهُ مُخلْخَلهُ
أو شفّ عقدُ الإزار مؤتَزره
أقبل ظُلماً عليّ يشتمني
كأنني كلُّ واترٍ وَتَره
وقد رأى شيبة ًفأنكرها
وتلك من فعله لو اعتبره
شَيّبَني من هواهُ ما نَهك ال
جسمَ فماذا ترونَهُ نَكِره
ألم ترعهُ محاسنٌ نَحلتْ
وراعه أن تنكَّرتْ شَعَره
أبصر بيضاء في القذالِ فلا
نَفْرٌ كنفرٍ رأيتُهُ نَفَره
أعجِبْ بمن يقتل الرجال وإن
لاحَ له شخص شيبة ٍ ذَعره
لا يظلمنِّي ولا سِنى ولا
يظلم خلاخيله ولا أُزره
فرُبّ شيب بعاشقٍ وبِلى ً
قد برَّأ الله منهما كِبَرهْ(77/319)
ما شَيَّبت رأسهُ السنون ولا
أبلتهُ بل حَرُّ وجدهِ صَهره
ورب ضيقٍ بملبسٍ وهو السْ
سَابغ لكن قِرنَه قَهَره
قد أوسع الحِجْلُ والإزار لهُ
فزاد ما ضُمِّنا على الحَزَره
ومِنْ تَعدّيه أنه أبداً
يعتدُّ نفعاً لعبده ضرره
يعتدُّ ما يعمِد الشقي بهِ
نيلاً ولم يَعْدُ نفعُهُ بصره
فإن رأى في المنام هفوتهُ
غضّ من الطرف عنه أو شَزره
يعتدُّ إبداءهُ محاسنَهُ
نَيْلاً لحرَّان هَيَّجت حَسَره
إذا نهتْ عن هواه غلظتُهُ
دعا إليه برقة ِ البَشره
ولحْظِ عينين لو أدارهما
لفارسٍ في سلاحِهِ أسره
نِضْوَى سَقامٍ يقود ضعفُهما
له شدادَ القلوب مُقتَسره
من خُنْثِ جفْنيهما وغُنْجهما
تعلَّم السحرَ ماهرُ السَّحره
ومضْحكٍ واضحٍ به شَنبٌ
يعرف من شام برقَة ُ مطره
يضمن للعين طيب ريقتهِ
ثغرٌ يباري نقاؤهُ أشُره
ينعت لألاؤُهُ عذوبتَهُ
وليس يُخفى نسيمُه خَصره
لو ضاحك المَزْن عنه ضاحَكَهُ
عن برقه مُسبِلاً له دِرره
وصحنُ خدٍّ حريقُهُ ضَرِم
يقذف في القلب دائماً شرره
لا ماءَ إلا رضابُ صاحبِهِ
يطفىء عن قلب ناظِرٍ سُعرَه
أعاره الوردُ حسن صِبغته
بل صِبغة ُ الورد منه معتصره
وفاحمٍ واردٍ يقبَّل مَم
شاه إذا اختال مُسبِلاً عُذرَهْ
أقبل كالليل من مفارقِهِ
مُنحدراً لا تَذم منحدره
حتى تناهَى إلى مَواطئهِ
يلثِم من كل موْطىء ٍ عَفَره
كأنه عاشقٌ دنا شغفاً
حتى قضى من حبيبه وَطره
تغشَى غواشي قرونه قدماً
بيضاءَ للناظرين مقتدره
مثلَ الثريا إذا بدت سَحراً
بعد غمامٍ حاسرٍ حَسره
وجيدِ إبريقِ فضة ٍ دأبَ الصْ
صوَّاغُ حتى اصطفى له نُقَره
يتخذ الحَلى كالنميمة لاالزْ
زِينة من حسنه الذي جَهره
وحسنِ قدٍّ أجاد قادرُهُ
قدْراً فما مَدّه ولا قَصَره
عُدِّل حتى كأنه غُصنٌ
من خير ما أنجبتْ به شَجرهْ
يحمل ثديين خّفَّ ثِقلُهما
جداً فلا آده ولا اهْتَصره
محاسن الناس من محاسنه
منسوخة ٌ في الحسان مختصره
كأنما الله حين صَوّرهُ
خَيره دونَ خلقهِ صُوَره(77/320)
أغيدُ لم يرتعِ الخَلاء ولا
خالط غِزلانَه ولا بقره
يكفيه رعي الخلاء أنَّ له
من كل قلبٍ مُمنَّعٍ ثَمَره
كم من شفيقٍ عليّ ظَلَّمَهُ
ولو رأى حسنَ وجهه عذره
وناصرٍ لي عليه لو هَتفتْ
به دواعيه مرة ً نصره
دعْ ذكره إنّ ذكره شعفٌ
وامنحْ من المدح سالماً غُررَه
الواحد الماجد الذي عدم ال
مِثْل فلم يلق ماجداً عشره
الوارث المجد كلّ أصيَد لا
يدفع تيجانه ولا سُرُره
القائل الفاعل الموارعَ لا
يشكو العلى بخله ولا حَصره
ذا المستقى الطيب القريب وذا ال
غور الذي لا تناله المَكَره
المانح السائل الرغائبَ وال
غائل مِسبارَ كلِّ من سَبره
ذا المِرة الشَّزْرِ والمتانة وال
عقدة ِ تحت السجية اليَسره
ذا اللين سائل به المَلاين والشْ
شِدّة سائل به من اعْتَسره
الآخذ الخطة الرضيّة والتْ
تارك ما الحظ فيه أن يذره
ذا الكرم العذب والمُناكرة المُرْ
رة إن هاج هائجٌ وغَرهْ
ما ذاق شهداً أجل ولا صَبِراً
من لم يذق شهده ولا صبرَه
الأسدَ المستعدَّ منذ دَرَى
أن الزُّبى للأسود محتَفره
العارض المستهلّ منذ رأى
أنّ العلى في الكرام مبتَدره
الراجح العفّ في كتابته
إذ في سواه نقيصة ٌ وشَره
يرى مكان البعيد من دغلِ ال
مُدغِل والمستسِرِّ في الحجره
أحاط علماً بكل خافية ٍ
كأنما الأرض في يديه كره
مَهْ. لا تَعُدَّن من ينابذهُ
له عُداة وعُدَّهم جَزره
كلا ولا طالبي فواضلهِ
له عفاة ً وعُدّهم نَفره
ورائمٍ رامه فقلت له
حاولت من لا تنال مفتخَره
طاولتَ من لا أراك مُنْتصفاً
باعُك من شبره إذا شَبره
أصْوَر نحو العلى ترى أبداً
إلى نواحي وجوهِها صَوَره
أزْورَ عن وجه كل فاحشة ٍ
لا يعدِم الفحشُ كله زَوَره
لو أعرض البحر دون مكرمة ٍ
وليس للبحر مَعْبر ضَبرَه
مظفَّرٌ بالتي يحاولها
لا يُعدِم الله سالماً ظَفره
فيه وقارٌ يكفُّ سَوْرته
وفيه حدٌّ يَعز منتصِره
شاورْه في الرأي إن أُثِرتَ ولا
يَرِمْك بالرأي إِنّه فَطَره
ذاك الذي قال فيه مادحهُ(77/321)
مهما انتحى من رميَّة ٍ فقَره
سِرْ بهُدَى كوكبٍ هَداك به
ولا تَعرَّضْ لكوكبٍ كَدرَه
قد آمَنَ الله من يخاف من ال
فقر إذا جودُ سالمٍ خَفَره
يا رُبّ شاكٍ إليه خَلَّتَهُ
راح بجدواه يشتكي بطره
يسبق معروفُهُ العِدات وإن
قدّم وعداً حسبتَه نذره
لا يُعرض القوم عن ثناه ولا
يَمل سُمَّارُ ذكره سمره
من مُبْلغٌ صفوة َ الأمير أبي ال
عباس عن كل حامدٍ أثره
أن قد تولى الزمامَ صاحبهُ
بحكمة ٍ أحكمت له مِرَره
فقاد مستصعَبَ الأمور بهِ
لا خائفاً ضَعفَهُ ولا قَصره
ولَّيتَ لا مائلاً إلى دنسٍ
عمداً ولا عاثراً مع العَثرة
هو القويُّ الأمينُ فارْمِ بهِ
ما شئتَ من معضلٍ يكُن حجره
لا يشتكي الناسُ عنفهُ وكذا
لا تشتكي ضعفهُ ولا خوره
أجريتَهُ والكُفاة َ في طَلَق
فجاء لم تغشَ وجهه قَتره
تلوح فوق الجبين غرتُهُ
كأنها المشتري أو الزهَرة
وجاء أصحابُهُ وكلُهُمُ
قد كظَّهُ جَهدُهُ وقد بَهره
لم يلحقوا شأوهُ ولو فعلوا
أمكن أن يسبِق امرؤٌ قدَره
ولم يزل يسبق الرجالَ ولا
يشقُ ذو جُهدهم له غَبَره
حتى أقرُّوا وقال قائلُهُمْ
محرَّمُ الحول سابقٌ صَفرَهْ
واتخذوا الصدق زينة ً لهُمُ
كَرهاً على رغمهم وهمْ صَغره
وكان زيْناً لكل من نفر السْ
ؤددَ إقراره لمن نَفره
ومن أبي الصدق بعدما قُمر ال
فضل فمن كل جانب قُمره
أسخطَ حسادَهُ وأرغمهمْ
أنْ سار في الناس فارتضوْا سِيَره
يا حاسدي سالم أبي حسن
مجداً كساه قعالُهُ حِبرَه
إن يرتدِ الحمدَ سالمٌ رجلاً
فإنه قبل حُلمه ائْتزَره
مازال يُكساه قبل بُغيتهِ
إياه بل قبل خلقه بَدَره
مدَّخَراً في أبٍ له فأبٍ
كانت له الصالحات مدَّخره
ثم سعى بعد ذاك مكتسباً
للمجد حتى ارتداهُ واعْتجره
يا رُبّ عُرفٍ أتاه ما طلب ال
حمدَ بإتيانه ولا خَسِره
نوى بإسدائه رضا ملك
نفَّله الحمدَ بعدما أجَره
وتاجر البر لا يزال له
ربحان في كل مَتْجر تَجَره
أجر وحمد وإنما قصد ال
أجَر ولكن كلاهما اعْتَوره
كصاحب البذر لا يريد به(77/322)
شيئاً سوى رَيْعه إذا بَذَره
وهْو إذا لُقِّيَ السلامة لا
يعدَم لا رَيعه ولا خَضِره
كم سرَّني حين ساءني زمنٌ
كم برّني حين عَقَّني البررة
يا سالم الخير يا أبا حسنٍ
يا من وجدنا كوجهه خَبره
يا حسن الوجه والشمائل إن
ردَّد فيه مرِّدِّدٌ نظره
يا حسن الهدْي والخلائق إن
كرَّر فيه مُكرر فِكرَه
ماذا على من يراك في بلدٍ
أنْ لا يرى شمسه ولا قمره
وما على من يراك في زمنٍ
أن لا يرى نوْره ولا زَهره
أنت السراج المنير والكلأ ال
مُمرع حَفَّت رياضُه غُدَره
لكل قومٍ يُعدُّ مجدُهُمُ
آصال مجدٍ سَهمتهم بُكره
لاتحمدنّي فما جرى قلمي
إلا بأشياءَ منك مختَبره
ما زدت فيما وصفتُ منك على
ما حصَّلتْهُ صحائفُ البرره
لم أبتدع في ثنائك الحسن ال
منشَر بل كنتُ بعض من نَشره
لكنني أنظم الثناء إذا
مُثني ثناءٍ على امرىء ٍ نثره
وما لمُثنٍ على أخي كرمٍ
حمدٌ ولكنه لمن فَطره
كم فيك من مِدحة ٍ تظل على
ألسنة المنشدين مُعتَوره
واسعدْ ببيت بنيتَه أفِدٍ
أُسِّس بنيانُهُ على الخِيَره
أُيِّد بالساج والحديد ولم
يوهَن بآجُرّة ٍ ولا مَدَره
بناءُ حزمٍ أبَى لصاحبه
في كل أمرٍ ركوبَهُ غَرَره
لايعرف الوهيَ والسقوط ولا
يخذُل ألواحُ ساجه دُسُره
وخسيرُ بيت بنيتَ مشتبِهٌ
وَفْقٌ ترى مثل سقفه جُدَرَهْ
أسمرُ ما شاب لونَه برص ال
جَصٍّ ولا مس جلدُهُ وضَرَه
هَندسَه رأيك المبرِّز في ال
فضل وأعطته حقَّه النّجره
وعُلَّ من بعد ذاك بالذهب ال
أحمر فاختال لابساً شُهَره
أهدى لك الدهرُ فيه حبْرته
ولا أرى ناظراً به عِبره
تَعمرُهُ بالنعيم والنِّعم السْ
سُبَّغ ملبوسة ً ومنتظره
قريرَ عينٍ قرين مَغْبطة ٍ
تفتضٌّ من كل مَنعمٍ عُذَره
يُسمعكَ الشدوَ في جوانبهِ
مُناغياتُ البُمُوم والزِّيره
في كل يومٍ تراه بُكرتَهُ
وكل ليلٍ تخالُه سَحَره
كلاهما لا يزال قاطعُهُ
يدعو بسقيَاه كلَّ ما ادَّكره
زلاّل بَرٍ يظلّ يسكنه
بحر بحورٍ يُهلُّ من عِبره
بل بيت بِر تظل كعبتهُ(77/323)
محجوجة ً للنوال معتَمرَه
تغشاك فيه عُفاة نائلك ال
غَمر فيمتار مُنفِضٌ مِيَرَه
لا الجار يستبطىء الجوار ولا
يلعن من جاء نازعاً سَفرَه
كعادة ٍ لم تزل لكل أب
يَنميكَ تغشى عُفاتُه حُجَره
لا يشتري المال بالثناء ولا
تظل تُفدي صِرارُه بِدره
يجوز معروفه الغِنى ومُنَى الْن
نفس ويلقاك مُلقياً عُذرَهْ
أهدى لك المدح فيه خادمك السْ
سابق من أهل بَيْعة ِ السَّمُرَهْ
أولُ كُتّابك افتتحتَ به
أمرك ثم ارتضيت مختبرَه
أهدى بُنيَّاتِ نفسه ولو اس
طاع لأهدى مكانها عُمُرَهَ
لا أوحش المجدُ يا بني عمر
منكم فأنتمُ أجَلُّ من عَمَرَهْ
وعشتم في لَبوسِ عافية ٍ
يقاتل الدهرُ عنكُمُ غِيَرَهْ
دونَكها حُلة ً محبرة ً
تَطرِف من كل حاسد بصره
زينة ُ فخرٍ إذا تَلَبَّسها
سيدُ قوم لفاخرٍ فخَره
جُنّة حِرْزٍ إذا تدرَّعها
لقائلِ الهُجْر نَهْنَهَتْ ظُفُرَه
قصيرة ُ البيتِ وهي سابغة ٌ
على هوى السامعين مُقتَدِره نم راجَعَ من بعد سلوة ٍ ذِكَرَهْ
وواصَلَ الظبي بعدما هَجَرَهْ
ظبيٌ دعا قلبَ هائمٍ كلفٍ
مؤتمِرٍ قلبُهُ بما أمره
يؤنِسُهُ حُسنهُ ويوحشهُ
قبحُ أفاعيلهِ إذا ذكره
مازال يدعوه من محاسنهِ
داعٍ إذا سوءُ فِعلِهِ زَجره
لا الوصلُ يصفو له وإن عزم ال
هِجرانَ غال النزاعُ مصطبره
يدنو فيُقصَى فإن نَأى أنفاً
بات يباري بكاؤهُ سَهره
ألقاه في حيرة ٍ محيرة ٍ
فما يرى وِردهُ ولا صَدَرَهْ
ظبيٌ وما الظبي بالشبيه به
في الحسن إلا استراقَه حَوره
وحسنَ أجياده وغُنَّتِهِ
ونفرة ً فيه مِن رُقَى الفَجَره
محاسنٌ كلهن مسترقٌ
منه وكلٌ رآه فاغتفره
سخّاه عن رُزءِ ذاك أنَّ له
حُسناً إذا قاسه به غمره
وكلُّ رزء فأنه جَلَلٌ
إذا المبقَّى لأهله كثَره
ياليت من عفوه لعاشقهِ
بل ذاك شيء عليه قد حظرهْ
يصفح عن لصّهِ جريمَته
وهْو لنعماه أكفرُ الكَفره
ولستُ أنفكُّ من معاتبة ٍ
بغير ذنب موازنٍ وبَره
يا عجباً من مُعذِّبي عجباً
عُجبي به ضِعفُهُ فقد هَدَره(77/324)
سوَّغ مانِيل من حُلاه ولو
يسأله الصبُّ قُبلة ً نَهره
كما أجاع الوشاحَ حين تَردْ
دَاهُ وقد كظَّ مِئزراً وَزره
بالله يا إخوتي سألتُكُم
أليس مولاي أجْوَرُ الجَوَرة
أضحى وسيف العداء في يدهِ
عليَّ دون الأنام قد شَهره
إن عض خلخالهُ مُخلْخَلهُ
أو شفّ عقدُ الإزار مؤتَزره
أقبل ظُلماً عليّ يشتمني
كأنني كلُّ واترٍ وَتَره
وقد رأى شيبة ًفأنكرها
وتلك من فعله لو اعتبره
شَيّبَني من هواهُ ما نَهك ال
جسمَ فماذا ترونَهُ نَكِره
ألم ترعهُ محاسنٌ نَحلتْ
وراعه أن تنكَّرتْ شَعَره
أبصر بيضاء في القذالِ فلا
نَفْرٌ كنفرٍ رأيتُهُ نَفَره
أعجِبْ بمن يقتل الرجال وإن
لاحَ له شخص شيبة ٍ ذَعره
لا يظلمنِّي ولا سِنى ولا
يظلم خلاخيله ولا أُزره
فرُبّ شيب بعاشقٍ وبِلى ً
قد برَّأ الله منهما كِبَرهْ
ما شَيَّبت رأسهُ السنون ولا
أبلتهُ بل حَرُّ وجدهِ صَهره
ورب ضيقٍ بملبسٍ وهو السْ
سَابغ لكن قِرنَه قَهَره
قد أوسع الحِجْلُ والإزار لهُ
فزاد ما ضُمِّنا على الحَزَره
ومِنْ تَعدّيه أنه أبداً
يعتدُّ نفعاً لعبده ضرره
يعتدُّ ما يعمِد الشقي بهِ
نيلاً ولم يَعْدُ نفعُهُ بصره
فإن رأى في المنام هفوتهُ
غضّ من الطرف عنه أو شَزره
يعتدُّ إبداءهُ محاسنَهُ
نَيْلاً لحرَّان هَيَّجت حَسَره
إذا نهتْ عن هواه غلظتُهُ
دعا إليه برقة ِ البَشره
ولحْظِ عينين لو أدارهما
لفارسٍ في سلاحِهِ أسره
نِضْوَى سَقامٍ يقود ضعفُهما
له شدادَ القلوب مُقتَسره
من خُنْثِ جفْنيهما وغُنْجهما
تعلَّم السحرَ ماهرُ السَّحره
ومضْحكٍ واضحٍ به شَنبٌ
يعرف من شام برقَة ُ مطره
يضمن للعين طيب ريقتهِ
ثغرٌ يباري نقاؤهُ أشُره
ينعت لألاؤُهُ عذوبتَهُ
وليس يُخفى نسيمُه خَصره
لو ضاحك المَزْن عنه ضاحَكَهُ
عن برقه مُسبِلاً له دِرره
وصحنُ خدٍّ حريقُهُ ضَرِم
يقذف في القلب دائماً شرره
لا ماءَ إلا رضابُ صاحبِهِ
يطفىء عن قلب ناظِرٍ سُعرَه
أعاره الوردُ حسن صِبغته
بل صِبغة ُ الورد منه معتصره(77/325)
وفاحمٍ واردٍ يقبَّل مَم
شاه إذا اختال مُسبِلاً عُذرَهْ
أقبل كالليل من مفارقِهِ
مُنحدراً لا تَذم منحدره
حتى تناهَى إلى مَواطئهِ
يلثِم من كل موْطىء ٍ عَفَره
كأنه عاشقٌ دنا شغفاً
حتى قضى من حبيبه وَطره
تغشَى غواشي قرونه قدماً
بيضاءَ للناظرين مقتدره
مثلَ الثريا إذا بدت سَحراً
بعد غمامٍ حاسرٍ حَسره
وجيدِ إبريقِ فضة ٍ دأبَ الصْ
صوَّاغُ حتى اصطفى له نُقَره
يتخذ الحَلى كالنميمة لاالزْ
زِينة من حسنه الذي جَهره
وحسنِ قدٍّ أجاد قادرُهُ
قدْراً فما مَدّه ولا قَصَره
عُدِّل حتى كأنه غُصنٌ
من خير ما أنجبتْ به شَجرهْ
يحمل ثديين خّفَّ ثِقلُهما
جداً فلا آده ولا اهْتَصره
محاسن الناس من محاسنه
منسوخة ٌ في الحسان مختصره
كأنما الله حين صَوّرهُ
خَيره دونَ خلقهِ صُوَره
أغيدُ لم يرتعِ الخَلاء ولا
خالط غِزلانَه ولا بقره
يكفيه رعي الخلاء أنَّ له
من كل قلبٍ مُمنَّعٍ ثَمَره
كم من شفيقٍ عليّ ظَلَّمَهُ
ولو رأى حسنَ وجهه عذره
وناصرٍ لي عليه لو هَتفتْ
به دواعيه مرة ً نصره
دعْ ذكره إنّ ذكره شعفٌ
وامنحْ من المدح سالماً غُررَه
الواحد الماجد الذي عدم ال
مِثْل فلم يلق ماجداً عشره
الوارث المجد كلّ أصيَد لا
يدفع تيجانه ولا سُرُره
القائل الفاعل الموارعَ لا
يشكو العلى بخله ولا حَصره
ذا المستقى الطيب القريب وذا ال
غور الذي لا تناله المَكَره
المانح السائل الرغائبَ وال
غائل مِسبارَ كلِّ من سَبره
ذا المِرة الشَّزْرِ والمتانة وال
عقدة ِ تحت السجية اليَسره
ذا اللين سائل به المَلاين والشْ
شِدّة سائل به من اعْتَسره
الآخذ الخطة الرضيّة والتْ
تارك ما الحظ فيه أن يذره
ذا الكرم العذب والمُناكرة المُرْ
رة إن هاج هائجٌ وغَرهْ
ما ذاق شهداً أجل ولا صَبِراً
من لم يذق شهده ولا صبرَه
الأسدَ المستعدَّ منذ دَرَى
أن الزُّبى للأسود محتَفره
العارض المستهلّ منذ رأى
أنّ العلى في الكرام مبتَدره
الراجح العفّ في كتابته
إذ في سواه نقيصة ٌ وشَره(77/326)
يرى مكان البعيد من دغلِ ال
مُدغِل والمستسِرِّ في الحجره
أحاط علماً بكل خافية ٍ
كأنما الأرض في يديه كره
مَهْ. لا تَعُدَّن من ينابذهُ
له عُداة وعُدَّهم جَزره
كلا ولا طالبي فواضلهِ
له عفاة ً وعُدّهم نَفره
ورائمٍ رامه فقلت له
حاولت من لا تنال مفتخَره
طاولتَ من لا أراك مُنْتصفاً
باعُك من شبره إذا شَبره
أصْوَر نحو العلى ترى أبداً
إلى نواحي وجوهِها صَوَره
أزْورَ عن وجه كل فاحشة ٍ
لا يعدِم الفحشُ كله زَوَره
لو أعرض البحر دون مكرمة ٍ
وليس للبحر مَعْبر ضَبرَه
مظفَّرٌ بالتي يحاولها
لا يُعدِم الله سالماً ظَفره
فيه وقارٌ يكفُّ سَوْرته
وفيه حدٌّ يَعز منتصِره
شاورْه في الرأي إن أُثِرتَ ولا
يَرِمْك بالرأي إِنّه فَطَره
ذاك الذي قال فيه مادحهُ
مهما انتحى من رميَّة ٍ فقَره
سِرْ بهُدَى كوكبٍ هَداك به
ولا تَعرَّضْ لكوكبٍ كَدرَه
قد آمَنَ الله من يخاف من ال
فقر إذا جودُ سالمٍ خَفَره
يا رُبّ شاكٍ إليه خَلَّتَهُ
راح بجدواه يشتكي بطره
يسبق معروفُهُ العِدات وإن
قدّم وعداً حسبتَه نذره
لا يُعرض القوم عن ثناه ولا
يَمل سُمَّارُ ذكره سمره
من مُبْلغٌ صفوة َ الأمير أبي ال
عباس عن كل حامدٍ أثره
أن قد تولى الزمامَ صاحبهُ
بحكمة ٍ أحكمت له مِرَره
فقاد مستصعَبَ الأمور بهِ
لا خائفاً ضَعفَهُ ولا قَصره
ولَّيتَ لا مائلاً إلى دنسٍ
عمداً ولا عاثراً مع العَثرة
هو القويُّ الأمينُ فارْمِ بهِ
ما شئتَ من معضلٍ يكُن حجره
لا يشتكي الناسُ عنفهُ وكذا
لا تشتكي ضعفهُ ولا خوره
أجريتَهُ والكُفاة َ في طَلَق
فجاء لم تغشَ وجهه قَتره
تلوح فوق الجبين غرتُهُ
كأنها المشتري أو الزهَرة
وجاء أصحابُهُ وكلُهُمُ
قد كظَّهُ جَهدُهُ وقد بَهره
لم يلحقوا شأوهُ ولو فعلوا
أمكن أن يسبِق امرؤٌ قدَره
ولم يزل يسبق الرجالَ ولا
يشقُ ذو جُهدهم له غَبَره
حتى أقرُّوا وقال قائلُهُمْ
محرَّمُ الحول سابقٌ صَفرَهْ
واتخذوا الصدق زينة ً لهُمُ(77/327)
كَرهاً على رغمهم وهمْ صَغره
وكان زيْناً لكل من نفر السْ
ؤددَ إقراره لمن نَفره
ومن أبا الصدق بعدما قُمر ال
فضل فمن كل جانب قُمره
أسخطَ حسادَهُ وأرغمهمْ
أنْ سار في الناس فارتضوْا سِيَره
يا حاسدي سالم أبي حسن
مجداً كساه قعالُهُ حِبرَه
إن يرتدِ الحمدَ سالمٌ رجلاً
فإنه قبل حُلمه ائْتزَره
مازال يُكساه قبل بُغيتهِ
إياه بل قبل خلقه بَدَره
مدَّخَراً في أبٍ له فأبٍ
كانت له الصالحات مدَّخره
ثم سعى بعد ذاك مكتسباً
للمجد حتى ارتداهُ واعْتجره
يا رُبّ عُرفٍ أتاه ما طلب ال
حمدَ بإتيانه ولا خَسِره
نوى بإسدائه رضا ملك
نفَّله الحمدَ بعدما أجَره
وتاجر البر لا يزال له
ربحان في كل مَتْجر تَجَره
أجر وحمد وإنما قصد ال
أجَر ولكن كلاهما اعْتَوره
كصاحب البذر لا يريد به
شيئاً سوى رَيْعه إذا بَذَره
وهْو إذا لُقِّيَ السلامة لا
يعدَم لا رَيعه ولا خَضِره
كم سرَّني حين ساءني زمنٌ
كم برّني حين عَقَّني البررة
يا سالم الخير يا أبا حسنٍ
يا من وجدنا كوجهه خَبره
يا حسن الوجه والشمائل إن
ردَّد فيه مرِّدِّدٌ نظره
يا حسن الهدْي والخلائق إن
كرَّر فيه مُكرر فِكرَه
ماذا على من يراك في بلدٍ
أنْ لا يرى شمسه ولا قمره
وما على من يراك في زمنٍ
أن لا يرى نوْره ولا زَهره
أنت السراج المنير والكلأ ال
مُمرع حَفَّت رياضُه غُدَره
لكل قومٍ يُعدُّ مجدُهُمُ
آصال مجدٍ سَهمتهم بُكره
لاتحمدنّي فما جرى قلمي
إلا بأشياءَ منك مختَبره
ما زدت فيما وصفتُ منك على
ما حصَّلتْهُ صحائفُ البرره
لم أبتدع في ثنائك الحسن ال
منشَر بل كنتُ بعض من نَشره
لكنني أنظم الثناء إذا
مُثني ثناءٍ على امرىء ٍ نثره
وما لمُثنٍ على أخي كرمٍ
حمدٌ ولكنه لمن فَطره
كم فيك من مِدحة ٍ تظل على
ألسنة المنشدين مُعتَوره
واسعدْ ببيت بنيتَه أفِدٍ
أُسِّس بنيانُهُ على الخِيَره
أُيِّد بالساج والحديد ولم
يوهَن بآجُرّة ٍ ولا مَدَره
بناءُ حزمٍ أبَى لصاحبه
في كل أمرٍ ركوبَهُ غَرَره(77/328)
لايعرف الوهيَ والسقوط ولا
يخذُل ألواحُ ساجه دُسُره
وخسيرُ بيت بنيتَ مشتبِهٌ
وَفْقٌ ترى مثل سقفه جُدَرَهْ
أسمرُ ما شاب لونَه برص ال
جَصٍّ ولا مس جلدُهُ وضَرَه
هَندسَه رأيك المبرِّز في ال
فضل وأعطته حقَّه النّجره
وعُلَّ من بعد ذاك بالذهب ال
أحمر فاختال لابساً شُهَره
أهدى لك الدهرُ فيه حبْرته
ولا أرى ناظراً به عِبره
تَعمرُهُ بالنعيم والنِّعم السْ
سُبَّغ ملبوسة ً ومنتظره
قريرَ عينٍ قرين مَغْبطة ٍ
تفتضٌّ من كل مَنعمٍ عُذَره
يُسمعكَ الشدوَ في جوانبهِ
مُناغياتُ البُمُوم والزِّيره
في كل يومٍ تراه بُكرتَهُ
وكل ليلٍ تخالُه سَحَره
كلاهما لا يزال قاطعُهُ
يدعو بسقيَاه كلَّ ما ادَّكره
زلاّل بَرٍ يظلّ يسكنه
بحر بحورٍ يُهلُّ من عِبره
بل بيت بِر تظل كعبتهُ
محجوجة ً للنوال معتَمرَه
تغشاك فيه عُفاة نائلك ال
غَمر فيمتار مُنفِضٌ مِيَرَه
لا الجار يستبطىء الجوار ولا
يلعن من جاء نازعاً سَفرَه
كعادة ٍ لم تزل لكل أب
يَنميكَ تغشى عُفاتُه حُجَره
لا يشتري المال بالثناء ولا
تظل تُفدي صِرارُه بِدره
يجوز معروفه الغِنى ومُنَى الْن
نفس ويلقاك مُلقياً عُذرَهْ
أهدى لك المدح فيه خادمك السْ
سابق من أهل بَيْعة ِ السَّمُرَهْ
أولُ كُتّابك افتتحتَ به
أمرك ثم ارتضيت مختبرَه
أهدى بُنيَّاتِ نفسه ولو اس
طاع لأهدى مكانها عُمُرَهَ
لا أوحش المجدُ يا بني عمر
منكم فأنتمُ أجَلُّ من عَمَرَهْ
وعشتم في لَبوسِ عافية ٍ
يقاتل الدهرُ عنكُمُ غِيَرَهْ
دونَكها حُلة ً محبرة ً
تَطرِف من كل حاسد بصره
زينة ُ فخرٍ إذا تَلَبَّسها
سيدُ قوم لفاخرٍ فخَره
جُنّة حِرْزٍ إذا تدرَّعها
لقائلِ الهُجْر نَهْنَهَتْ ظُفُرَه
قصيرة ُ البيتِ وهي سابغة ٌ
على هوى السامعين مُقتَدِرهه
كَيَوْمِك الأريَحي قصّره
ربك في عمرك الذي وَفَره
طالت فألوى بطولها كرمٌ
فيك جسيم فقيل مُختصره
ولو علت لابساً سواك من النْ
نَاس لطالت وبينت قِصرَه(77/329)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> دارُ أمنٍ وقِرارِ
دارُ أمنٍ وقِرارِ
رقم القصيدة : 61004
-----------------------------------
دارُ أمنٍ وقِرارِ
واعتلاء واقتدارِ
ومعافاة وشكر
لا ابتلاء واصطبارِ
أُسِست والطير بال
يمن وبالسعد جواري
حلَّها بحر وأوفت
فوق بحر ذي غِمار
وعليٌّ أشبه البح
رين حقاً بالبحار
مَنْزل يشهد بالنْ
نُبل كُبارٌ لِكُبار
لم يزل يبنَى بناء ال
مجد مرفوعَ المنار
سبقَ السُّبّاق عفواً
غير مشقوق الغبار
سَبْقَ وثاب الجراثي
م سبوحٍ في الخَبار
سيد الكتّاب طُرّاً
ليس في ذاك تماري
خيرُ دارٍ حلَّ فيها
خيرُ أرباب الديار
وقديماً وفّق الل
هُ خِياراً لخيار
بُنِيْتَ بالمرمر المس
نون والتبر النُّضار
ولُباب الساج لابل
بِيَلَنْجوج القَماري
واكتست ثوبَ بياضٍ
ليلُهُ مثل النهار
فأتت زهراءَ تُعشى
بائتلاقٍ واستعار
ذات لمعٍ واتضاحٍ
فهْي من نور ونار
قُسِم الإشراقُ منها
بين سقف وجدار
ألبِسَ الزّرّين والجِب
سين من بعد اختيارِ
حين لم يرض شعاراً
لهما دون دثار
عُلِّيَا الزَّينَ مراراً
كُرِّرتْ بعد مرار
جنة تُذْكِرُ بالجنْ
نَة قلباً ذا اعتبار
ذاتُ بُستانين قد زِي
نا بنَوْر وثمار
في غصونٍ ناعماتٍ
مثل أوصال العَذارِي
تتقي من يجتني من
ها بلين واهتصار
في بقاع دَمثاتٍ
عطراتِ المستثار
تتداعى الغُنُّ فيها
من قيان وقَمَار
وتَراعَى الوحش فيها
من ألوف ونَوار
جمعتْ وحش المقا
صير إلى وحش القفار
كم بها سرباً من ال
وحش كحيلاً باحورار
ذا رقابٍ كالمضاحي
وقرون كالمَداري
كم بها سرباً من الإن
س له فيها تباري
ذا وجوهٍ كالمرايا
وقدودٍ كالسواري
تصرع الفارس منه
نّ عن الطِّرف المُطار
أعينٌ فيهنَّ سكرٌ
دونه سكر العُقار
وقديماً عجز الأس
وار عن ذات السوارِ
يا لهاتيك وجوهاً
في ثياب الكَيْمُخار
و الحريرِ الحرّ والعُصْ
فر مرفضِّ الشرار
منظرٌ لا يسأل النْ
ناظر جوداً باغتفار
من جميع الزَّين كاسٍ
من جميع الشَّين عاري(77/330)
كم بها من صُدُغ أسْ
وَدَ معشوقِ المَدار
حول خدٍّ فيه ماءٌ
واقفٌ للعين جاري
فيه لوعاتٌ وفيه
ريُّ أكبادٍ حِرار
ذي عِذار يترك النْ
ناسك مخلوعَ العذار
كم بها من شاربٍ أخ
ضرَ حلو المُسْتدار
كسَرار الشهر بل أخ
فى مَخَطَّا من سرار
تحته ثغرٌ يباهي
ه لدَى كلِّ افترار
في فمٍ يَنْفح مسكاً
حين يدنو للسِّرار
ملك عفٌّ تلقّى
كل فحش بازورار
ما اكتسى مَلْبس شينٍ
لا ولا ملبس عار
أنشأ الدار التي أن
شأ لإفراط اغترار
بل بِنًى تُذْكِرهُ الجن
نة في خير عَقَار
مَثَّل الفردوس في الدنْ
يا بليغاً ذا اختصار
بمبان كالرَّواسي
وصِحانٍ كالصَّحاري
وحَكاها في سناءٍ
ما اكتستْه من شَوارِ
نُجِّدَتْ من خير نجدٍ
ملكتْ أيدي التِّجار
ذا تماثيلٍ حسان
من صغار وكبار
نشرتْ أسرة َ كسرى
دَسْتبْدا في دَوار
أو رماة في طِرادٍ
خلف سربٍ أو صُوار
أو رعيلٍ من حمير ال
وحش مشبوبِ الحِضار
خلفَه كل حثيث الرْ
رَكض في نقعٍ مُثارِ
كلهم مُشليٍ كلابٍ
مُسْلَهمّاتٍ ضَواري
قد نحا سهماً لظبيٍ
أو لثور أو حمار
مُتِّعتْ بالسيد المذ
كور في يوم الفخار
وَلْينَم فيها خَليّاً
من همومِ وحِذار
إنها من شكل دار ال
فوز لا دار البوارِ
كعبة يعمُرها النْ
ناس بحج واعتمار
طالبي فضل عليٍّ
وعطاياهُ الغِزار
فهمُ بين أيادي
مُستماحٍ مُستجار
مستماحِ المال في المع
روف محميِّ الذِّمار
مستشارٍ حين تُخشَى
عَثراتُ المتشار
أيها الجار الذي أص
بح مأمولَ الجوارِ
والذي لا يصرف الآ
مِلُ عنه باعتذار
أنزل الدار المُبَنّا
ة َ على سُقْيا القطار
وعلى استقبال وجهٍ
من ربيع ذي اخضرار
مُتوشٍّ باصفرار
وبياض واحمرار
ذي نجوم من خُزَامَى
وشموس من بَهار
وتَسربل ثوب عيشٍ
ليس بالثوب المُعار
أخْلِق الدار التي أن
شأْتَ إخلاق الإزار
أبْلِها في طاعة اللَّ
ه وجدِّد ألف دار
ولْيطُل عمرك مسرو
راً بأيامٍ قصار
يصِل الله بها خل
دك في دار القرار
حيث لا تعدم في الدا
رين منه خير جار(77/331)
ليت شعري عنك هل أهْ
هَلت أمري لادّكار
نظراً يُحسن أني
لم أدعْ حُسن انتظاري
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يضِنُّ أبو عيسى علينا بقطنة ٍ
يضِنُّ أبو عيسى علينا بقطنة ٍ
رقم القصيدة : 61005
-----------------------------------
يضِنُّ أبو عيسى علينا بقطنة ٍ
كأن أبا اسحاقَ ليس بحاضرِ
وفي جودِ إبراهيم طال بقاؤه
لناعِوض مُعتاضُهُ غير خاسِر
إليك أبا عيسى بقطنك إننا
لنا سيدٌ مستأثِر بالمآثر
أبت لابن حماد مساعيه أنْ يُرى
إذا ابتدر الساعون غيرَ مبادر
كريم يرى الأموال شرّ ذخيرة ٍ
بعينٍ ترى المعروف خير الذخائر
تناولني منه ببرٍّ شكرتُهُ
عليه ولم يطلب به شكر شاكر
رأى نِيقا يستغرق النعتَ كله
جميلاً محيّاه حميد المخابرِ
تضن به الأم الرؤوم على ابنها
وإن كان مأمولاً لسدّ المفاقرِ
له نَفَسٌ قبلَ المذاقِ كأنما
بديهته أنفاسُ غيداءَ عاطرِ
تَحية ُ مُشتمٍّ مَلدَّة ُ طاعمٍ
إذا ملكتهُ الكفُّ نزهة ناظر
فأهداه لي أهدى له الله نعمة ً
محصَّنة ً من سوء دَوْرِ الدوائر
وكنت أخا ضَعفٍ فأنهض مُنَّتي
ومازال معروفاً بأيمن طائر
وأني لأرجو منه قطناً لكسوتي
وأي كريمٍ مطعِمٍ غيرُ ساتر
وما لأبي عيسى هنالك مِنَّة ٌ
ولكنْ لإبراهيم تاجُ المفاخر
فتًى حل من بيت الحُلُومة والتقى
وبذل العطايا منزلاً غير داثر
محلاً إذا وافاه للرِّفد وفده
رأى خير معمورٍ وأفضل عامر
فتى لا تراه فاخراً بمكانه
على أنه فوق النجوم الزواهرِ
وما وضعتْه همة ٌ دون مَفْخرٍ
ولكنها أعلتْه فوق المفاخرِ
إذا شيم الأحرار حالت فأصبحت
إماءً أبى منهن غيرَ الحرائرِ
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سوءة ً للدهر إذ يخْ
سوءة ً للدهر إذ يخْ
رقم القصيدة : 61006
-----------------------------------
سوءة ً للدهر إذ يخْ
لط إخلاصي بغيرِهْ
ما عليه لو كفاني ال
قوت يا قلة َ خيره
لِتروْا مني وليّاً
رأيُكم أفضل مَيْره(77/332)
وبشيرٌ بلقاءٍ
منكُمُ أيمنُ طيرِه
يملأ الآفاق من أس
دائه فيكم ونَيْره
سائرَ المدحِ وإن كا
ن بكم إغذاذُ سيره
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أخا ثقتي أعزِزْ عليّ بنوبة ٍ
أخا ثقتي أعزِزْ عليّ بنوبة ٍ
رقم القصيدة : 61007
-----------------------------------
أخا ثقتي أعزِزْ عليّ بنوبة ٍ
مَنَاكَ بها صَرْفُ القضاء المقدرُ
أُصبت وما للعبد عن حكم ربه
مَحيصٌ وأمر الله أعلى وأقهر
وقد مات من لا يخلُف الدهر مثلهُ
عليك من الأسلاف والحقُّ يبهر
أبٌ بعد أمٍ برَّة وأقاربٌ
مضوا سُرُجاً في ظلمة الليل تَزْهَر
فنمتَ ولم تهجر شرابك بعدهمْ
وكم تهجر النفس الزلالَ وتسهرُ
تعزيتَ عمن أثمرتْك حياتُهُ
ووشْكُ التعزي عن ثمارك أجدر
لأن احتيال الدهرِ في ابنٍ وفي ابنة ٍ
يسيرٌ وكرُّ الدهر شيخيك أعسر
تعذر أن نعتاض من أمهاتنا
وآبائنا والنسلُ لا يتعتذر
إلى أن يقيم الله يومَ حسابهِ
فيُلقون والأرواح تُطوَى وتنشر
فلا تهلِكن حزناً عن ابنة جنة ٍ
غدتْ وهي عند الله تُحبَى وتحبر
لعل الذي أعطاك سِتر حياتها
كساها من اللحد الذي هو أستر
وفي الماء طهر ليس في الطهر مثله
وللتُّرب أحياناً من الماء أطهر
ولن تُخبَر الأنثى طوال حياتها
ولكنها بعد المنية تخبر
وليس بمأمونٍ عليها عِثارُها
مدى الدهر أو يقضى عليها وتُقبر
وكم من أخي حرية ٍ قد رأيتُهُ
بنار ذوي الأصهار يُكوى ويُصهر
فلا تتهم لله فيها ولا ية ً
ولا نظراً فالله للعبد أنْظَر
وأنت وإن أبصرت رشدك كلّهُ
فذو المنظر الأعلى برشدك أبصرُ
ولن يعوزَ الوهّابَ إخلافُ فارسٍ
فصبراً فإن البَرَّ من يتصبر
وفي العيش مُحْلَولٍ وفي العيش مُمقرٌ
وللدهر معروفٌ وللدهر منكَرُ
وما هذه الدنيا بدار إقامة ٍ
ولكنما الدنيا مجاز وَمَعْبر
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وسميطة ٍ صفراءَ دينارية ٍ
وسميطة ٍ صفراءَ دينارية ٍ
رقم القصيدة : 61008(77/333)
-----------------------------------
وسميطة ٍ صفراءَ دينارية ٍ
ثمناً ولوناً زفها لك حَزْوَرُ
عظمتْ فكادت أن تكون إوزة ً
ونَوتْ فكاد إهابها يتفطرُ
طفِقت تجود بذَوْبها جُوذابة
قَانَى لبابَ اللوز فيها السكّر
نِعَمُ السماء هناك ظَلّ صبيبُها
يَهمي ونعم الأرض ظلت تمطر
ياحسنَها فوق الخِوان وبنتُها
قدامها بصهيرها يُتَغَرْغَر
ظلْنا نقشِّر جلدها عن لحمها
وكأن تبراً عن لُجيْن يُقشَر
وتقدّمَتْها قبل ذاك ثَرائد
مثل الرياض بمثلهن يُصَدَّر
ومدقَّقات كلُّهن مزخرفٌ
بالبيض منها مُلَسِّنٌ ومُدَثَّر
وأتتْ قطائف بعد ذاك لطائفَ
تَرْضى اللهاة ُ بها ويرضى الحنجر
ضُحُكُ الوجوه من الطبرزَد فوقها
دمع العيون من الدِّهان تُعصّر
من مالِ ذي فخرٍ كأن بنانهُ
خُلُجُ الفرات إذا غدت تتفجَّرُ
يعطي الكثير فيستقِل كثيرهُ
وقليله من غيرُه مستكثِر
شمسٌ يحف يمينها وشمالها
بدرُ السماء ومشتريها الأزهَر
لله دّرُّهُمُ ثلاثة ُ إخوة ٍ
حسنتْ مَناظرهم وطاب المخبَر
بكر الربيع يزِف أخضر ناضراً
وهُمُ أزفُّ من الربيع وأنضرُ
وطغتْ ثلاثة ُ أبحر فتزاخرتْ
وهُمُ هنالك بالفواضل أزخَر
عَمِروا على طول الزمان فإنهم
نجلٌ بهم يحيا السَّماح ويُعمَر
وأقول بعد مديحهم مستعتباً
ما للوفاء من الكرام يُؤخر
قد جائكم تمرٌ وأوجب قَسْمَهُ
قربَ المَصيف فما لنا لا نُتمر
لاسيما ولنا بذلك موعدٌ
ووفاءُ موعدكم وفاء يؤثَر
ما حسبكم لُطفاً لديكم مُحضَراً
عمّنْ لديه به ثناء محضر
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كثير نوالك في جنب ما
كثير نوالك في جنب ما
رقم القصيدة : 61009
-----------------------------------
كثير نوالك في جنب ما
جُبِلتَ عليه من الجود نَزْرُ
ونَزْرُ نوالك عند الذي
يجود به سائر الناس غَمرُ
فمن يستزدْك يجَدْ مَذهباً
ومن يرضَ يرض بما فيه خيرُ
ولي همة ٌ زاد في طولها
وفي عرضها أنّ كفيك بحرُ(77/334)
وكنتَ وعدت لُهاً جُمة ً
وبشّرني منك بالسيل قَطرُ
وقلت لرفدك لما بدا
هلال كأنْ قد نما منه بدْرُ
فأنجِزْ مواعيد أكّدتها
فقد مر عصر وقد كر عصر
ولا تُخلِفنِّي فإنّ الكري
م سيان وأْيٌ وآهٌ ونذر
وهل يخلف الوعدَ من قوله
كما الوعدُ عهدٌ كذا الخُلف غدرُ
ومطلُ الكريم مواعيدَه
أمانٌ من الخلف ما فيه خَتْر
ولن يُنْكَر المطل لاسيما
لمن ماله الدهرَ مدٌّ وجزر
ولو وعدَتْني عنك المُنى
لأمست مواعيدها وهي وَفر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> جزى القاسمَ الحسنَى محسِّنٌ وجههُ
جزى القاسمَ الحسنَى محسِّنٌ وجههُ
رقم القصيدة : 61010
-----------------------------------
جزى القاسمَ الحسنَى محسِّنٌ وجههُ
وجاعِلُهُ ممن يُطيب ويُكْثِرُ
فتى لا يَعُدُّ العطر ضربة َ لازب
ولكنه من نفسه متعطِّر
أخو طِيرة لا يكره الله مثلها
ولكنها مما يُحَب ويؤثر
إذا نحن قلنا المدح فيه فإنه
من المدح مالم يَجزه متطيِّر
وإن مديحاً لا يُثاب لنُدبة ٌ
لميْتٍ وإن لم يُقبرِ الميتَ مُقْبر
ولو أصبح الممدوح حياً تخيَّرتْ
له نفسُه ما يصطفي المتخير
ومن خِيَرِ الأشياء باقٍ تحوزهُ
بفانٍ إذا ما اسْتثَبتَ المتبصِّر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عينيَّ لاتتهللْ منكما الدِّرَرُ
عينيَّ لاتتهللْ منكما الدِّرَرُ
رقم القصيدة : 61011
-----------------------------------
عينيَّ لاتتهللْ منكما الدِّرَرُ
وحالِفا النومَ لا يُقذيكما السهرُ
ويا همومي ابتغي مأوًى سوى خلدي
فلن يضمّك مني اليوم محتضَر
عَفَّتْ على كلّ جرمٍ أجرمتْ وجَنتْ
أوائلَ الدهر أحداثٌ له أُخرُ
يا دهرنَا كلُّ جرمٍ أنت مجرمهُ
بعد اجتياح أبي حسانَ مغتفَر
أصاب سهمُك منه شر من حملتْ
أنثى ومن حازه في صلبه ذكر
لما ثوى عافَ بطنُ الأرض جيفتَهُ
لكنّ حَوْباءهُ ارتحاحتْ لها سقر
فهذه رَهِبتْ من أن يحلّ بها
أنْ لا يجود على غَضْرائها المطر
وهذه فَرحتْ واستبشرتْ ثقة ً
بأن سيُضعَف منها الحر والسُّعرُ(77/335)
أقول لما به أودى وقد جعلت
أخبار مهلكه في الناس تنتشر
به الردى لا بضرغام خُنابسة ٍ
يبغي افتراسي ومالي دونه وزَر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وخِلٍّ كخِلْمالسوء أنكرتُ ودَّهُ
وخِلٍّ كخِلْمالسوء أنكرتُ ودَّهُ
رقم القصيدة : 61012
-----------------------------------
وخِلٍّ كخِلْمالسوء أنكرتُ ودَّهُ
وخُلَّته أنْ نال من وجهيَ الكُبْرُ
يظل يُراعيني بعينَيْ شَناءة ٍ
يدل على بَغْضائها النظر الشَّزر
رأى الدهر قد أودى بماء شبيبتي
فأنكر مني الشيبَ إنكاره النُّكرُ
كأنا تعاقدْنا الخلالة بيننا
على أنني بَسْلٌ على الدهر أو حِجْر
ضمنتُ له أن لا أخون فظنني
ضمنتُ له أن لا يخونني الدهرِ
تجاهل أحداث الزمان وإنهُ
ليعلم حقاً أن قصري له قصر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وخِلٍّ كخِلْمالسوء أنكرتُ ودَّهُ
وخِلٍّ كخِلْمالسوء أنكرتُ ودَّهُ
رقم القصيدة : 61013
-----------------------------------
وخِلٍّ كخِلْمالسوء أنكرتُ ودَّهُ
وخُلَّته أن نَكّر الدهر منظري
يظل يُراعيني بعينَيْ شَناءة ٍ
ويُعرِضُ عن ودي بخدٍ مُصعّر
كأنا تعاقدْنا الخلالة بيننا
لوجهٍ طرير أو لخلْقٍ مصوَّر
رأى الدهر قد أودى بماء شبيبتي
فأنكر من أحداثهِ غيرَ منكر
ولم ترى خلم السوء تمنح وصلها
خليلاً فترعاهُ على حين مَكبر
ومن يزلْ بالحادثات معيِّراُ
فَوشكان ما يُلْحقْنَه بالمعيِّر
ومهما شكا الشاكون من جور دهرهم
فليس مُريباً معشراً دون معشر
وإني وإنْ جفني تقادم عهده
لأمضي مضاءَ المَشرفيِّ المذكَّر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بدت لي غادة لم تبدُ إلّا
بدت لي غادة لم تبدُ إلّا
رقم القصيدة : 61014
-----------------------------------
بدت لي غادة لم تبدُ إلّا
توهّمها هناك البدرُ بدرا
تُماشي الغُنْجَ في خُفّين صِيغا
وِفاقاً للمُنى شكلاً وقدرا
فقلت لها بكم هذان قالت
بحملها على كتفيك شهرا
فقلت وفيهما قدماك قالت
نعم فنَخَرت عشراً ثم عشرا(77/336)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مدحت سليمان المُغلّبِ مدحة ً
مدحت سليمان المُغلّبِ مدحة ً
رقم القصيدة : 61015
-----------------------------------
مدحت سليمان المُغلّبِ مدحة ً
تجاوزُ قدرَ العبد لو كان يشكُرُ
فعمي عنهُ ناظراه كأنهُ
بعوراءِ عيْنَيْ جَدِّه ظلّ ينظر
وما كان مدحي من طريدِ هزيمة ٍ
على عقبيه سَلْحُه بعدُ يقطُر
شننتُ عليه حلة ً ليس عيبها
سوى أنها ظلت تطول ويقصر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> جاءتك تستعديك قافية ٌ
جاءتك تستعديك قافية ٌ
رقم القصيدة : 61016
-----------------------------------
جاءتك تستعديك قافية ٌ
يا ابن الفرات على أبي الصقر
مُهرتْ ضرائرُها وما مهرت
بِقرًى ولْهَى أحقُّ بالمهر
فاحكم فإنك لم تزل حَكَماً
للقوم في الجُلَّى من الأمر
واغضب لها غضباً يقود رضاً
يشكرْك قائلها يدَ الدهر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا فاصدَ العرق المبارك فصدُهُ
يا فاصدَ العرق المبارك فصدُهُ
رقم القصيدة : 61017
-----------------------------------
يا فاصدَ العرق المبارك فصدُهُ
قسماً لقد صَفَّيْتَ غير مكدَّرِ
عِرق فَراه شبا الحديدة عن دمٍ
كعُصارة المسك الذكي الأذفرِ
يشفى من الكَلب العَياء إذا أبى
كلّ الإباء على الشفاء الأكبر
لو كان ماءً للوجوه لأشرقتْ
ورأت لها الأبصارُ أحسن منظر
سفكْت به كفُّ الطبيب صُبابة ً
كم دونها من وِردِ موتٍ أحمر
إني أظن قرارة ً حَظيتْ بهِ
ستكون أخرى الدهر معدنَ عنبر
لو تشرب الأرض الدماء لطيبها
شربتْ فَصيدك أمسِ أرضُ العسكر
أتلفْ به داءً وأخلِفْ صحة ً
والبسْ جديد العيش لبسَ معمَّر
غادرتَ فصدك غرة مشهورة
في وجه يوم السبت حتى المحشر
قد كان يوماً لانباهة َ باسمهِ(77/337)
فكسوتَهُ سِيما أغرَّ مُشهَّر سريعقلت لقومٍ سادة ٍ قادة ٍيا سادة ٍ تُعلَى مآخيرُها المخانيث ينيكونكموناكَة ُ الناس مذاكيرها بذيئمالي أرى ناكتكم غلمة ًكالحور صانتْها مقاصيرها مؤنَّثي الخَلْق لهم أعينٌدلالُها بادٍ وتفتيرها فقال شيخ منهمُ عاقلٌفكِّرْ فهادِي ا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سقط أبيات
سقط أبيات
رقم القصيدة : 61018
-----------------------------------
سقط أبيات
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قلت لقومٍ سادة ٍ قادة ٍ
قلت لقومٍ سادة ٍ قادة ٍ
رقم القصيدة : 61019
-----------------------------------
قلت لقومٍ سادة ٍ قادة ٍ
يا سادة ٍ تُعلَى مآخيرُها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> المخانيث ينيكونكم
المخانيث ينيكونكم
رقم القصيدة : 61020
-----------------------------------
المخانيث ينيكونكم
وناكَة ُ الناس مذاكيرها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مالي أرى ناكتكم غلمة ً
مالي أرى ناكتكم غلمة ً
رقم القصيدة : 61021
-----------------------------------
مالي أرى ناكتكم غلمة ً
كالحور صانتْها مقاصيرها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مؤنَّثي الخَلْق لهم أعينٌ
مؤنَّثي الخَلْق لهم أعينٌ
رقم القصيدة : 61022
-----------------------------------
مؤنَّثي الخَلْق لهم أعينٌ
دلالُها بادٍ وتفتيرها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فقال شيخ منهمُ عاقلٌ
فقال شيخ منهمُ عاقلٌ
رقم القصيدة : 61023
-----------------------------------
فقال شيخ منهمُ عاقلٌ
فكِّرْ فهادِي النفس تفكيرها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هل وَضَع الفيشة قد أُنثتْ
هل وَضَع الفيشة قد أُنثتْ
رقم القصيدة : 61024
-----------------------------------
هل وَضَع الفيشة قد أُنثتْ
هاتيك والتظفير تظفيرها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أما ترى الفيشة قد مُكِّنتْ
أما ترى الفيشة قد مُكِّنتْ
رقم القصيدة : 61025
-----------------------------------(77/338)
أما ترى الفيشة قد مُكِّنتْ
في الأرض فالتدبير تدبيرها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فأغضبْ على الأشياء أو خلِّها
فأغضبْ على الأشياء أو خلِّها
رقم القصيدة : 61026
-----------------------------------
فأغضبْ على الأشياء أو خلِّها
بحيث أجرتْها مقاديرها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> الطويلارقتُ كأني بتُّ ليلي على الجمرِ
الطويلارقتُ كأني بتُّ ليلي على الجمرِ
رقم القصيدة : 61027
-----------------------------------
الطويلارقتُ كأني بتُّ ليلي على الجمرِ
أُراعي كرى ً بين المسّاكين والنَّسْر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كرًى طار عن عيني فحلَّق صاعداً
كرًى طار عن عيني فحلَّق صاعداً
رقم القصيدة : 61028
-----------------------------------
كرًى طار عن عيني فحلَّق صاعداً
فأتبعتُه طرفي فأمعنَ في النَّفر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولِمْ لا وخنزير مهينٌ يُهينني
ولِمْ لا وخنزير مهينٌ يُهينني
رقم القصيدة : 61029
-----------------------------------
ولِمْ لا وخنزير مهينٌ يُهينني
فُيغضي على لؤمٍ وأُغضي على قَسْر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سأشكو إلى مستنكرِ النُّكر قاسمٍ
سأشكو إلى مستنكرِ النُّكر قاسمٍ
رقم القصيدة : 61030
-----------------------------------
سأشكو إلى مستنكرِ النُّكر قاسمٍ
فينظر في أمري بناظرتَيْ صقر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقاسمُ قد انفذتُ كلّ وسيلة ٍ
أقاسمُ قد انفذتُ كلّ وسيلة ٍ
رقم القصيدة : 61031
-----------------------------------
أقاسمُ قد انفذتُ كلّ وسيلة ٍ
وأنفقت ما أثّلتُ من تالد الصبر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> على أنك المرء الذي جَبَرتْ به
على أنك المرء الذي جَبَرتْ به
رقم القصيدة : 61032
-----------------------------------
على أنك المرء الذي جَبَرتْ به
يدُ الله أوصالَ الكسير من الكسر(77/339)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وإني الذي لم يُبقِ في الجُهدِ غاية ً
وإني الذي لم يُبقِ في الجُهدِ غاية ً
رقم القصيدة : 61033
-----------------------------------
وإني الذي لم يُبقِ في الجُهدِ غاية ً
لتجبره لوجدتَ للكسر بالجبر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وجشَّمتُ نفسي فيك كلّ عظيمة ٍ
وجشَّمتُ نفسي فيك كلّ عظيمة ٍ
رقم القصيدة : 61034
-----------------------------------
وجشَّمتُ نفسي فيك كلّ عظيمة ٍ
إلى أن تكفَّفتُ الشفاعة َ من عمرو
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فكان جوابي أنْ حُجبتُ وهكذا
فكان جوابي أنْ حُجبتُ وهكذا
رقم القصيدة : 61035
-----------------------------------
فكان جوابي أنْ حُجبتُ وهكذا
يكون جوابَ المبتغي الغوثَ من قبر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وإنّ فقيراً عدّ عمراً لفقره
وإنّ فقيراً عدّ عمراً لفقره
رقم القصيدة : 61036
-----------------------------------
وإنّ فقيراً عدّ عمراً لفقره
مسدَّا لذو فقرينفقر على فقر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ففقرُ من العقل المُسدَّد للهدى
ففقرُ من العقل المُسدَّد للهدى
رقم القصيدة : 61037
-----------------------------------
ففقرُ من العقل المُسدَّد للهدى
وفقرٌ من المال المشدِّد للأزر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وما كان إلا القبرَ خبثَ طويَّة
وما كان إلا القبرَ خبثَ طويَّة
رقم القصيدة : 61038
-----------------------------------
وما كان إلا القبرَ خبثَ طويَّة
ونَوماً عن الحمد المُجمَّل والأجر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فيا مَنْ رأى مثلي وعمرُو يردّهُ
فيا مَنْ رأى مثلي وعمرُو يردّهُ
رقم القصيدة : 61039
-----------------------------------
فيا مَنْ رأى مثلي وعمرُو يردّهُ
بصغرٍ إلا تبكي بذي لجة ٍ غَمر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيحجبني عمرو فلا يُحْجب الحيا
أيحجبني عمرو فلا يُحْجب الحيا
رقم القصيدة : 61040(77/340)
-----------------------------------
أيحجبني عمرو فلا يُحْجب الحيا
ولا ترتمي الآفاق بالجمر والصخر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا ترجُف الدنيا وتهوِي جبالُها
ألا ترجُف الدنيا وتهوِي جبالُها
رقم القصيدة : 61041
-----------------------------------
ألا ترجُف الدنيا وتهوِي جبالُها
وتخبو مصابيح السماء إلى الحشر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بلى قد خبتْ ولكن سَطَوْتَ على الدجى
بلى قد خبتْ ولكن سَطَوْتَ على الدجى
رقم القصيدة : 61042
-----------------------------------
بلى قد خبتْ ولكن سَطَوْتَ على الدجى
بغرتك المقدوحِ منها سنا الفجر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وقد حجب الله الحيا غيرَ عصمة ٍ
وقد حجب الله الحيا غيرَ عصمة ٍ
رقم القصيدة : 61043
-----------------------------------
وقد حجب الله الحيا غيرَ عصمة ٍ
بكفَّيك تُغنى المقحِقين عن القَطر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تفكرتُ من عمرو وفيّ وفيكُم
تفكرتُ من عمرو وفيّ وفيكُم
رقم القصيدة : 61044
-----------------------------------
تفكرتُ من عمرو وفيّ وفيكُم
فأحسست في الأحشاء جمراً على جمر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وما قصمتْ مذ كنتُ ظهري مصيبة ٌ
وما قصمتْ مذ كنتُ ظهري مصيبة ٌ
رقم القصيدة : 61045
-----------------------------------
وما قصمتْ مذ كنتُ ظهري مصيبة ٌ
وطَغْوَى أبي الخُرطوم قاصمة الظهر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ايركب عمرو في الزنوج ولم يزل
ايركب عمرو في الزنوج ولم يزل
رقم القصيدة : 61046
-----------------------------------
ايركب عمرو في الزنوج ولم يزل
يبيت عروساً للزنوج بلا مهر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ويحجب مثلي مستطيلا بعزكم
ويحجب مثلي مستطيلا بعزكم
رقم القصيدة : 61047
-----------------------------------
ويحجب مثلي مستطيلا بعزكم
وإمدادكم إياه بالجاه والوفر(77/341)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عفا الله ما أسلفتَهُ من كبيرة ٍ
عفا الله ما أسلفتَهُ من كبيرة ٍ
رقم القصيدة : 61048
-----------------------------------
عفا الله ما أسلفتَهُ من كبيرة ٍ
سواها فقد غطّت على الشمس والبدر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وُتِرتُ بوتر فيك لا استقيده
وُتِرتُ بوتر فيك لا استقيده
رقم القصيدة : 61049
-----------------------------------
وُتِرتُ بوتر فيك لا استقيده
ولو أنني استنجدت بالصبر والنصر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولا سِلَم حتى تُسَرد ظُلامتي
ولا سِلَم حتى تُسَرد ظُلامتي
رقم القصيدة : 61050
-----------------------------------
ولا سِلَم حتى تُسَرد ظُلامتي
وإلا فأيقنْ أننا فِئَتا ثغر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولا حرب إلا عتبُ نفسٍ كريمة ٍ
ولا حرب إلا عتبُ نفسٍ كريمة ٍ
رقم القصيدة : 61051
-----------------------------------
ولا حرب إلا عتبُ نفسٍ كريمة ٍ
على سيدٍ في رأيه قال بالظَّفر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تخطى بنُعماه الجسيمة عاتقي
تخطى بنُعماه الجسيمة عاتقي
رقم القصيدة : 61052
-----------------------------------
تخطى بنُعماه الجسيمة عاتقي
إلى أنْف عمرو تلك آبدة ُ العصر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وليس شفائي قتل عمروٍ لأنه
وليس شفائي قتل عمروٍ لأنه
رقم القصيدة : 61053
-----------------------------------
وليس شفائي قتل عمروٍ لأنه
يراح به من ذلك الجبل الوعر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وما راحتي في طرحهِ ثقلَ أنفه
وما راحتي في طرحهِ ثقلَ أنفه
رقم القصيدة : 61054
-----------------------------------
وما راحتي في طرحهِ ثقلَ أنفه
وما دَركي في أن يُفكَ من الأسر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولكنْ شفائي أن يطول بقاؤه
ولكنْ شفائي أن يطول بقاؤه
رقم القصيدة : 61055
-----------------------------------
ولكنْ شفائي أن يطول بقاؤه(77/342)
بحيث يراني ذا ثَراءٍ وذا وفر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عليّ يا لَقومٍ من عَذيريَ من عمرو
عليّ يا لَقومٍ من عَذيريَ من عمرو
رقم القصيدة : 61056
-----------------------------------
عليّ يا لَقومٍ من عَذيريَ من عمرو
غدا ثعلباً يستطعم الموت من بَبرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عزمت على طيِّ الأهاجي مُنعماً
عزمت على طيِّ الأهاجي مُنعماً
رقم القصيدة : 61057
-----------------------------------
عزمت على طيِّ الأهاجي مُنعماً
عليه ومثلي جاد بالصفح والغَفرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فعادوا ما أنكرت منه بقطعه
فعادوا ما أنكرت منه بقطعه
رقم القصيدة : 61058
-----------------------------------
فعادوا ما أنكرت منه بقطعه
كلامَ شفيعي كاده الله ذو المكر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومن عاد عدنا طالبين بحقنا
ومن عاد عدنا طالبين بحقنا
رقم القصيدة : 61059
-----------------------------------
ومن عاد عدنا طالبين بحقنا
ولا بد للمستنبِط الماء من حفر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فلا يتعرضْ لي بكيدٍ يخاله
فلا يتعرضْ لي بكيدٍ يخاله
رقم القصيدة : 61060
-----------------------------------
فلا يتعرضْ لي بكيدٍ يخاله
خفّياً فينكأ فيه بالضرس والظُّفر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لعمرو اليد المقروف شري بظفرها
لعمرو اليد المقروف شري بظفرها
رقم القصيدة : 61061
-----------------------------------
لعمرو اليد المقروف شري بظفرها
لقد غُرَّرت تغرير قارفة البثَر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سقى الله بستان الأنيقة منظراً
سقى الله بستان الأنيقة منظراً
رقم القصيدة : 61062
-----------------------------------
سقى الله بستان الأنيقة منظراً
ومختبراً سُقيا من الدمع والخمر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لعهدي بها يوماً وقد بصُرت به
لعهدي بها يوماً وقد بصُرت به
رقم القصيدة : 61063(77/343)
-----------------------------------
لعهدي بها يوماً وقد بصُرت به
فقالتتعالى مالكُ الخلق والأمر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولو لم تالّف قلبَها ببنانها
ولو لم تالّف قلبَها ببنانها
رقم القصيدة : 61064
-----------------------------------
ولو لم تالّف قلبَها ببنانها
وقد ريع من عمرولَطار من الصدر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> على أنها قالت دعوه حيالنا
على أنها قالت دعوه حيالنا
رقم القصيدة : 61065
-----------------------------------
على أنها قالت دعوه حيالنا
ففي وجه ملهى عن النغم والزمر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> دعوا الفيل ذا الخرطوم يفرح ساعة ً
دعوا الفيل ذا الخرطوم يفرح ساعة ً
رقم القصيدة : 61066
-----------------------------------
دعوا الفيل ذا الخرطوم يفرح ساعة ً
بخُرطومه المقبوح لا وجهه النضر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> دعوه يذكرنا نكيراً ومُنكراً
دعوه يذكرنا نكيراً ومُنكراً
رقم القصيدة : 61067
-----------------------------------
دعوه يذكرنا نكيراً ومُنكراً
وصيحة إسرافيلَ في صيحة النشر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> دعوه يعوّذْنا من العين إنه
دعوه يعوّذْنا من العين إنه
رقم القصيدة : 61068
-----------------------------------
دعوه يعوّذْنا من العين إنه
هو العُوذة الكبرى المنوطة في النحر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> دعوه نرددْ لحظَنا فيه إنه
دعوه نرددْ لحظَنا فيه إنه
رقم القصيدة : 61069
-----------------------------------
دعوه نرددْ لحظَنا فيه إنه
من النُّزَه المغفولِ عنهن في القفز
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وما مثلُهُ يبقى ٍ علينا لأنه
وما مثلُهُ يبقى ٍ علينا لأنه
رقم القصيدة : 61070
-----------------------------------
وما مثلُهُ يبقى ٍ علينا لأنه
لنا من هدايا الدهر ذي الغدر والختر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وغنّته صوتاً طيباً وهْو قولها(77/344)
وغنّته صوتاً طيباً وهْو قولها
رقم القصيدة : 61071
-----------------------------------
وغنّته صوتاً طيباً وهْو قولها
لصفع أبي الخرطوم أحلى من القَمْر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عشقنا قفا عمروٍ وإن كان وجهُهُ
عشقنا قفا عمروٍ وإن كان وجهُهُ
رقم القصيدة : 61072
-----------------------------------
عشقنا قفا عمروٍ وإن كان وجهُهُ
يذكَّرنا قبح الخيانة والغدرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فتى وجهُهُ كالهجر لا وصلَ بعدهُ
فتى وجهُهُ كالهجر لا وصلَ بعدهُ
رقم القصيدة : 61073
-----------------------------------
فتى وجهُهُ كالهجر لا وصلَ بعدهُ
وأما قفاه فهْو وصل بلا هجرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وغنَّتْه صوتاً ثانياً وهْو قولها
وغنَّتْه صوتاً ثانياً وهْو قولها
رقم القصيدة : 61074
-----------------------------------
وغنَّتْه صوتاً ثانياً وهْو قولها
طربت إلى أنف صبور على النقرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأى أنفُ عمرو أن يطول كطوله
رأى أنفُ عمرو أن يطول كطوله
رقم القصيدة : 61075
-----------------------------------
رأى أنفُ عمرو أن يطول كطوله
لنذرٍ جرى منه فزاد على النذر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وعوَّجَ من عمرو تمكُّنُ خبلهِ
وعوَّجَ من عمرو تمكُّنُ خبلهِ
رقم القصيدة : 61076
-----------------------------------
وعوَّجَ من عمرو تمكُّنُ خبلهِ
كما عوجت كفُّ الصبي من السطر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وغنّته صوتاً ثالثاً وهو قولها
وغنّته صوتاً ثالثاً وهو قولها
رقم القصيدة : 61077
-----------------------------------
وغنّته صوتاً ثالثاً وهو قولها
غدا أنف عمرو وهو نهْد على قعر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولُى عمرو لّي لَبلابِ غيضة ٍ
ولُى عمرو لّي لَبلابِ غيضة ٍ
رقم القصيدة : 61078
-----------------------------------
ولُى عمرو لّي لَبلابِ غيضة ٍ
وطال فما يَفنى بذرع ولا حزر(77/345)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا ما مشى عمرو ولجّ اضطرابه
إذا ما مشى عمرو ولجّ اضطرابه
رقم القصيدة : 61079
-----------------------------------
إذا ما مشى عمرو ولجّ اضطرابه
فعيناه في شطرٍ ورجلاه في شطر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ثلاثة أصواتٍ تغنت مُجيدة ً
ثلاثة أصواتٍ تغنت مُجيدة ً
رقم القصيدة : 61080
-----------------------------------
ثلاثة أصواتٍ تغنت مُجيدة ً
بهن لعمرو وهو افرد من وتر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولو أنها عاشت قليلاً لسمعت
ولو أنها عاشت قليلاً لسمعت
رقم القصيدة : 61081
-----------------------------------
ولو أنها عاشت قليلاً لسمعت
طنين قفاه كلّ مستحكم الوَقْر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وذلك جهرُ الحب والشوقُ سرُّهُ
وذلك جهرُ الحب والشوقُ سرُّهُ
رقم القصيدة : 61082
-----------------------------------
وذلك جهرُ الحب والشوقُ سرُّهُ
ولا خير في عشق يكون بلا جهر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وكم من ضَروط قد أسال مُخاطها
وكم من ضَروط قد أسال مُخاطها
رقم القصيدة : 61083
-----------------------------------
وكم من ضَروط قد أسال مُخاطها
هواها أبا الخرطوم غَزْراً على غزر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وقد لقبوه نهر بوقٍ تعسفاً
وقد لقبوه نهر بوقٍ تعسفاً
رقم القصيدة : 61084
-----------------------------------
وقد لقبوه نهر بوقٍ تعسفاً
وفي الوغد اشباه من البوق والنهر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فلِلْقدِّ منه طولُ نهرٍ معوَّجٍ
فلِلْقدِّ منه طولُ نهرٍ معوَّجٍ
رقم القصيدة : 61085
-----------------------------------
فلِلْقدِّ منه طولُ نهرٍ معوَّجٍ
وللأنف منه نغْمة البوق في الكفر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ويا عجباً من أن عمراً مُنادَمٌ
ويا عجباً من أن عمراً مُنادَمٌ
رقم القصيدة : 61086
-----------------------------------
ويا عجباً من أن عمراً مُنادَمٌ(77/346)
وأني مدحور ألوفٌ مع الدحر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولو قيل شبِّهْ ريق ظبي تُحبهُ
ولو قيل شبِّهْ ريق ظبي تُحبهُ
رقم القصيدة : 61087
-----------------------------------
ولو قيل شبِّهْ ريق ظبي تُحبهُ
لشبّهه المخبول بالسمن والتمر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيا فيل بغداد إذا عاج خطمُهُ
أيا فيل بغداد إذا عاج خطمُهُ
رقم القصيدة : 61088
-----------------------------------
أيا فيل بغداد إذا عاج خطمُهُ
وخنزير كلواذي إذا عتّ في الجَعْر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ويا عجباً من أن عمراً مُنادَمٌ
ويا عجباً من أن عمراً مُنادَمٌ
رقم القصيدة : 61089
-----------------------------------
ويا عجباً من أن عمراً مُنادَمٌ
وأني مدحور ألوفٌ مع الدحر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولو قيلشِّبهْ ريق ظبي تُحبهُ
ولو قيلشِّبهْ ريق ظبي تُحبهُ
رقم القصيدة : 61090
-----------------------------------
ولو قيلشِّبهْ ريق ظبي تُحبهُ
لشبّهه المخبول بالسمن والتمر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيا فيل بغداد إذا عاج خطمه
أيا فيل بغداد إذا عاج خطمه
رقم القصيدة : 61091
-----------------------------------
أيا فيل بغداد إذا عاج خطمه
وخنزير كلواذى إذا عتّ في الجَعْر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا مُرزِم القصر وهو أنف مكرمَّ
يا مُرزِم القصر وهو أنف مكرمَّ
رقم القصيدة : 61092
-----------------------------------
يا مُرزِم القصر وهو أنف مكرمَّ
وأنفُك أولى بالختان من البظر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وتعقِر قدري مستخفاً بحاجتي
وتعقِر قدري مستخفاً بحاجتي
رقم القصيدة : 61093
-----------------------------------
وتعقِر قدري مستخفاً بحاجتي
رويدك إن القتل أدهى َ من العقر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> منحتُكها يا ابن الوزير تَلُعة ً
منحتُكها يا ابن الوزير تَلُعة ً
رقم القصيدة : 61094(77/347)
-----------------------------------
منحتُكها يا ابن الوزير تَلُعة ً
وفاكهة ً تكفيك فاكهة الشهر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وطالعْ هلال الصوم في وجه نعمة ٍ
وطالعْ هلال الصوم في وجه نعمة ٍ
رقم القصيدة : 61095
-----------------------------------
وطالعْ هلال الصوم في وجه نعمة ٍ
مجددة ٍ زهراءَ بل نعمِ عشر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فأنتإذا ما تمَّ أروع منظراً
فأنتإذا ما تمَّ أروع منظراً
رقم القصيدة : 61096
-----------------------------------
فأنتإذا ما تمَّ أروع منظراً
وأعلى مكاناً منه عند أخي حِجر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومتسخبرٍ بالغيب عنك أجبتهُ
ومتسخبرٍ بالغيب عنك أجبتهُ
رقم القصيدة : 61097
-----------------------------------
ومتسخبرٍ بالغيب عنك أجبتهُ
وما منطقٌ زكّاه معناك بالنزرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فقلت ولم أظلم لك والعُرف وافرٌ
فقلت ولم أظلم لك والعُرف وافرٌ
رقم القصيدة : 61098
-----------------------------------
فقلت ولم أظلم لك والعُرف وافرٌ
فلا الصنع في خَظْر ولا العرف في حصر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هو البحر إن يصبح من الله مدُّهُ
هو البحر إن يصبح من الله مدُّهُ
رقم القصيدة : 61099
-----------------------------------
هو البحر إن يصبح من الله مدُّهُ
ففي الله يمشي جَزْرَه ساعة الجزر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وما جزره إلا استفاضة ُ فضله
وما جزره إلا استفاضة ُ فضله
رقم القصيدة : 61100
-----------------------------------
وما جزره إلا استفاضة ُ فضله
على ساكني بدو وفي قاطني حَضْر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يفيض إذا فاضت يد الله جارياً
يفيض إذا فاضت يد الله جارياً
رقم القصيدة : 61101
-----------------------------------
يفيض إذا فاضت يد الله جارياً
على عادتَيه غير ملح ولا كَدر(77/348)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مُدالاً مديلاً كلّ يومٍ وليلة ٍ
مُدالاً مديلاً كلّ يومٍ وليلة ٍ
رقم القصيدة : 61102
-----------------------------------
مُدالاً مديلاً كلّ يومٍ وليلة ٍ
مُنالاً منيلاً زاكيَ الرَّيع والبذر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يناهزه الساقي قريباً مُجمَّهُ
يناهزه الساقي قريباً مُجمَّهُ
رقم القصيدة : 61103
-----------------------------------
يناهزه الساقي قريباً مُجمَّهُ
ويسبُرهُ الداهي بعيداً على السبر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> متى جئتَ ممتاراً فناهيك من قتى
متى جئتَ ممتاراً فناهيك من قتى
رقم القصيدة : 61104
-----------------------------------
متى جئتَ ممتاراً فناهيك من قتى
وإن جئت مرتاداً فناهيك من حَبر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألم ترني في ظلّ نعمة قاسمٍ
ألم ترني في ظلّ نعمة قاسمٍ
رقم القصيدة : 61105
-----------------------------------
ألم ترني في ظلّ نعمة قاسمٍ
قشرت العصا للمعتدي أيما قشر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وما حار لي حاشاه بل كان سيداً
وما حار لي حاشاه بل كان سيداً
رقم القصيدة : 61106
-----------------------------------
وما حار لي حاشاه بل كان سيداً
أبى لي أن يدعونني شحمة الصّهر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومالي عديدٌ حاضرٌ غير أنني
ومالي عديدٌ حاضرٌ غير أنني
رقم القصيدة : 61107
-----------------------------------
ومالي عديدٌ حاضرٌ غير أنني
أروحُ وأغدو في عديد به دَثر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تضيّفتهُ أحلى من الشهد مرفداً
تضيّفتهُ أحلى من الشهد مرفداً
رقم القصيدة : 61108
-----------------------------------
تضيّفتهُ أحلى من الشهد مرفداً
وجاورته أحمى حَمِيّاً من الدَّبْر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وسيماً قسيماً يطرِف العيِنَ نورُهُ
وسيماً قسيماً يطرِف العيِنَ نورُهُ
رقم القصيدة : 61109(77/349)
-----------------------------------
وسيماً قسيماً يطرِف العيِنَ نورُهُ
حكيماً ثابت الجاه والزّبر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تُباكي يداه الغيثَ طوراً وتارة ً
تُباكي يداه الغيثَ طوراً وتارة ً
رقم القصيدة : 61110
-----------------------------------
تُباكي يداه الغيثَ طوراً وتارة ً
يضاحك فوهَ البرقِ عن لؤلؤ حَدْرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا باع تَجرُ الحمد إياه حمَدَهُم
إذا باع تَجرُ الحمد إياه حمَدَهُم
رقم القصيدة : 61111
-----------------------------------
إذا باع تَجرُ الحمد إياه حمَدَهُم
فقد ربحتْ ربحَ الغنى صفقة ُ التجرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يروقك من جدٍ له وفكاهة ٍ
يروقك من جدٍ له وفكاهة ٍ
رقم القصيدة : 61112
-----------------------------------
يروقك من جدٍ له وفكاهة ٍ
بأحسن من وجهٍ وأرشق من خصر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ويهوي إليه كل قلب بُوده
ويهوي إليه كل قلب بُوده
رقم القصيدة : 61113
-----------------------------------
ويهوي إليه كل قلب بُوده
هُوِيّ القُطامِّي الغريب إلى الوكر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لذلك أضحى فضّلَ الله نشرَهُ
لذلك أضحى فضّلَ الله نشرَهُ
رقم القصيدة : 61114
-----------------------------------
لذلك أضحى فضّلَ الله نشرَهُ
كتفضيله عَرْف النحور على القبر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وحسبُك أن ألقى عليك اختياره
وحسبُك أن ألقى عليك اختياره
رقم القصيدة : 61115
-----------------------------------
وحسبُك أن ألقى عليك اختياره
إمامٌ أطاعتْهُ القلوب بلا قهر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لقاء عليَّ فيه عند اختبارهِ
لقاء عليَّ فيه عند اختبارهِ
رقم القصيدة : 61116
-----------------------------------
لقاء عليَّ فيه عند اختبارهِ
وحزم أبي حفص وعدل أبي بكر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وما لمديحي في ثناك زيادة ٌ(77/350)
وما لمديحي في ثناك زيادة ٌ
رقم القصيدة : 61117
-----------------------------------
وما لمديحي في ثناك زيادة ٌ
سوى انني نظّام جوهرِك النثرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقول وتعطي نائلاَ بعد نائلٍ
أقول وتعطي نائلاَ بعد نائلٍ
رقم القصيدة : 61118
-----------------------------------
أقول وتعطي نائلاَ بعد نائلٍ
فأقطع من صخرٍ وتغرفُ من بحرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولا تغفلن أمراً وهي منه جانب
ولا تغفلن أمراً وهي منه جانب
رقم القصيدة : 61119
-----------------------------------
ولا تغفلن أمراً وهي منه جانب
فيتبعَه في الوَهْي لاشك سائرُهْ
إذا طَرَفٌ من حبلك انحلّ عقدُهُ
تداعت وشيكاً بانتقاضٍ مرائره
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا اختطّ قومٌ خِطة لمدينة ٍ
إذا اختطّ قومٌ خِطة لمدينة ٍ
رقم القصيدة : 61120
-----------------------------------
إذا اختطّ قومٌ خِطة لمدينة ٍ
تقاضتهمُ أضعافَها للمقابِر
وفي ذاك ما ينهاهُمُ أن يشيّدوا
وأن يقتنوا إلا كزاد المسافرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حريث نبيطيٌّ مسمَّى بحرثهِ
حريث نبيطيٌّ مسمَّى بحرثهِ
رقم القصيدة : 61121
-----------------------------------
حريث نبيطيٌّ مسمَّى بحرثهِ
رآه مُسمِّيه صغيراً فصغَّرا
إذا ما عَواريُّ الهجاء تعذَّرتْ
فقُل فيه ما فيه فلن يتعذرا
يسيرٌ على هاجيهِ وُجدانُ سبَّهِ
وأعسرُ ما في سبه أن يُسيّرا
وذلك أن الله أخمل ذكرهُ
وأعطاهُ من شُنْع المخازي وأكثرا
وكم مثلِهِ من خاملٍ قد كسوتُه
رداءً جديد الطُّرّتيْن محبَّرا
فأضحى تراءاهُ العيون نباهة ً
ألا ساء زِياً للفَخور ومَفْخرا
تشير إليه كلُّ كفٍ بُسبة ٍ
كما ناهدتْ أيدي الحجيج المُجمَّرا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قد زُفَّت الشمس إلى البدرِ
قد زُفَّت الشمس إلى البدرِ
رقم القصيدة : 61122
-----------------------------------
قد زُفَّت الشمس إلى البدرِ(77/351)
يالك من قَدر ومن قَدْرِ
خليفة ُ الله على خَلْقه
وبنتُ عالي الشأن والأمرِ
يا درة البحر بشرى إنما
أُخرجْتِ من بحر إلى بحر
لا زلتِ تأوين إلى ظله
ما آوتِ الدنيا إلى الدهر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أفْطِرْ وأكباد العُداة تفطّرُ
أفْطِرْ وأكباد العُداة تفطّرُ
رقم القصيدة : 61123
-----------------------------------
أفْطِرْ وأكباد العُداة تفطّرُ
في نعمة ٍ تنمي ودنيا تَزهرُ
لا زلتَ تقدُم في العلى طلابَها
ويُقدمون إلى الردى وتؤخّر
وأما ومن أردى عدوك ما استوى
لك قتلُهُ إلا وأنت مُعمَّر
قد كان دبّر ما علمتَ فعاقهُ
قدَرٌ عليه من السماء مدّبر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا وألحاظِ العيون الساحرَه
لا وألحاظِ العيون الساحرَه
رقم القصيدة : 61124
-----------------------------------
لا وألحاظِ العيون الساحرَه
بين أهدابِ الجفون الفاتره
ما تولّى آلُ وهبٍ دولة ً
فرآها الله إلا ظافره
وكفاكم بأبي قاسِمهم
ذي الأيادي والسجايا الطاهره
من يكن لم يُندرِ الدهرُ بهِ
فعبيدِ الله فيه نادرَهْ
هل ترى يا قوم ما أبصرهُ
من أبي القاسم عينٌ ناظره
سيدٌ من سادة ٍ لابرحت
نِعمُ الله عليهم ظاهره
ساسنا فالدهرُ عُرسٌ كلّهُ
وعطايا ووجوهٌ ناضره
بعدما كان حُروباً تَلتظي
ورزايا ووجوهاً باسره
أضحت الآفاق خَرْجاً زاجياً
ولقد كانت سيوفاً قاطره
أقسم المُلك يميناً إنهُ
بعضُ أعلام الإله الباهره
يا إمام الناس زِدْهُ نعمة ً
لا تزل كفُّك كفاً قادره
واشكر الله الذي أعطاكّهُ
إنْ في جنبيْه نفساً شاكره
كم تلافيتَ به من فائتٍ
وتألفتَ به من نافره
كم سنا نورٍ ذكا منه وكم
أطفأ الله به من نائره
فتَتوّجْه هنيئاً إنه
خير تيجانك تلك الفاخره
وتمثّل بهداه إنه
خير أمثالك تلك السائره
يا بني العباس شكراً إنكم
في جنانٍ ورياضٍ زاهره
سلِمْت يابن سليمانَ لكم
زينة الدنيا وعُقبى الآخره
قد أُنيلتْ كلّ كَفٍّ خُبِّئت
وأقيلت كلّ رجلٍ عاثره(77/352)
بإمامٍ لم تزل آلاؤهُ
تتوالى كالغيوث الماطره
ملك بادِرَة ٌ بَدْرَتُهُ
حين لاتبدرُ منه بادره
ووزير عمَّر الدنيا لكم
ولقد كانت خلاف العامرَهْ
شيّد الملكُ به بنيانَهُ
بعدما كان رسوماً داثره
وابهجوا يا آل وهبٍ إنها
كَرَّة ٌ رابحة لا خاسره
من سعادات جدودٍ أقبلت
وسعادات جدود حاضره
تتوالى عن سعودٍ جُعلت
أبداً طالعة ً لا غائره
قد مضت كرَّة موتٍ وأتت
بعدها كرة ُ خلدٍ غابره
ليس من فقرٍ على راجيكُمُ
وكذا ليست عليكم فاقره
دارت الأفلاك بالفوز لكم
وعلى رأس العدو الدائره
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يظلم الناس يعلم اللهأفْرَى
يظلم الناس يعلم اللهأفْرَى
رقم القصيدة : 61125
-----------------------------------
يظلم الناس يعلم اللهأفْرَى
أنت بالكشخ منه أولى وأحْرَى
كان للكرْكدنِّ قَرن فأضحى
قرنه اليوم عند قرنك مدرَى
من يكن تاجه كتاجك هذا
فليكن بابه كإيوان كسرى
لاعدمتَ القرون يا ابن حُريثٍ
إنّ في طولها لأرفعَ ذكرى
لو تخفّفتَبالقيادة ِ ما اسطع
ت لكنت الثقيل يا تلّ محرى
لهتكتَ الحياء عنك فأبدى
لك وجهاً كوجه أمِّك سكرى
شرُّ ماءٍ صراه في شر صُلب
شرُّ فحلٍ قراه في شر مَقْرَى
خالط اللؤمَ في فقار أبيه
فجرى اللؤم منه في كل مجرى
يدّعي الشعر وهو كفراء وفلكا
من جؤاثا عليه كزّى وهَطْرى
بَلْغميُّ الطباع قد أضخمته
لقوة ٌ لاتحيك فيها الشُّوصَرّى
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا حُفيْص رويداً
أبا حُفيْص رويداً
رقم القصيدة : 61126
-----------------------------------
أبا حُفيْص رويداً
أمرُك من بعض مَيْري
ما ساقك الله نحوييا زوجَ تلك التي زوجها البرية ُ غيري أأنت تشتم عرضيوأنت في طول أيريبذيء
فيما أظن لخيري
يا زوجَ تلك التي زوج
ها البرية ُ غيري
أأنت تشتم عرضي
وأنت في طول أيري
إن لم تدعْك يميني
بالصفع شماسَ ديرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وماء ٍجلتْ عن حُر صفحته القذى
وماء ٍجلتْ عن حُر صفحته القذى(77/353)
رقم القصيدة : 61127
-----------------------------------
وماء ٍجلتْ عن حُر صفحته القذى
من الريحِ معطارُ الأصائل والبُكرِ
به عَبَق مما تَسحَّب فوقه
نسيم الصّبا تجري على النوْر والزهر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إن تصطنعْني تصطنعني شاكراً
إن تصطنعْني تصطنعني شاكراً
رقم القصيدة : 61128
-----------------------------------
إن تصطنعْني تصطنعني شاكراً
أو تختدِعْني تختدعني عاذرا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> نِعال كِنْباية َ والعنبرُ
نِعال كِنْباية َ والعنبرُ
رقم القصيدة : 61129
-----------------------------------
نِعال كِنْباية َ والعنبرُ
ومِسْك دارِينكُم الأذفرُ
ومَندل الهند الذي يُرتَضَى
يُقسَم في الناس ولا نُذكر
يا مانعينا من هداياكُمُ
ثناؤنا من عطركم أعطر
ثناؤنا يبقى ويطوي الفلا
طياً فلا يُثنَى ولا يُقصر
وعطركمْ تَدرُس آثارهُ
ويسأم السيرَ ولا يفخر
أقسمت بالكأس إذا أعملت
واصطخب المزمار والمِزْهر
لو جائنا العود وأتباعه
وخيرُهن العنبر الأخضر
لقد غدا يُثنى به شعرُنا
أضعاف ما يثنى به المجمر
أو جائنا المسك جَزينا به
مايصبح المسك به يُهجَر
أو أصبح المنشور من شكرنا
كأنه من ريحه يُنشر
ولو أتى الكافورُ قلنا يد
بيضاء كالكافور لاتُكفَر
أو جائنا من عندكم مَركبٌ
أحمر كالشعلة أو أشقر
نِسْبته يُنسَبها داهِرٌ
ولونه يُنحَله قيصر
يُعزى إلى السند ويعتدُّهُ
في الروم لون ناصع أحمر
مُصَرصِر لكنه صيِّت
عقارب الدار له تُذعَر
فيه على اعداء مستنجَدٌ
في ظلمة الليل ومستنصر
ما صرّ إلا ولنا نطقُهُ
بالشكر أو يحسر أو نحسر
لانَخلُ من جملة ألطافكم
لا يخلُ من شكركُم مَحضر
ما خلت من يُهدي لنا فانياً
نجزيه عنه باقياً يخسر
الحمد لله الذي لم تزل
أنوارهُ ساطعة ً تَزهر
حظَي مما عندكم تافهٌ
وحظكُم من وُدِيَ الأوفر
وليس بي قدر هداياكُمُ
بل بي أني صاحب يُحقر
رأيتني إذا خنتُم حصتي
وموضعي من رأيكم أغبر(77/354)
وفعلكم عنوان آرائكم
وقد يُبين المخبرَ المنظر
خذها وإن جدتَ بإسعافنا
فلا تقل إني لا أشكر
وإن أبى الله ومقدارُهُ
فلا تقل إنيَ لا أعذر
مهما يقدَّر منك في أمرنا
فالعذر من تلقائنا يُقدَر
ولو أردنا اللوم أعجزْتَنا
وهل يُنال القمر الأزهر
ليس سماء الله منحطة
وإن تدانت حين تستمطر
يامن إذا حلاّه إخوانهُ
حُليّ مدْحٍ حسنهُ يبهر
فإنما من عندهم نظمهُ
ومن لدنه الدُر والجوهر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قالوا انتبِذْ قلت مهلاً
قالوا انتبِذْ قلت مهلاً
رقم القصيدة : 61130
-----------------------------------
قالوا انتبِذْ قلت مهلاً
عندي نبيذٍ كثيرُ
ما عاش لي ابن سعيدٍ
فإن شأني كبيرُ
وكل ماأبتغيه
فالخطْب فيه يسير
إذا كتبتُ إليه
فليس شيء عسير
لي عنده بحر سُقيا
للفُلك فيه مَسير
فتًى مُباح العطايا
إذا اعتراه فقير
وللصديق ظهيرٌ
من عزه ونصير
وباللطيف عليمٌ
وبالخفيّ خبير
وبالثناء سميعٌ
وبالجميل بصير
كم من رسولٍ بعثنا
ه ُنحوه يَستمير
وافاهُ وهْو رسولٌ
وعاد وهو بشير
قالوا فبرهنْ على ما
تقول وهْو جدير
قلت الرسول وعندي
للجاحد التنوير
جيئوا به وكأن قدْ
جاء النبيذ يطير
في ضمنيَ النجح من قب
ل أن يُشير مشير
عُمِّرت يا بن سعيدٍ
ماسرك التعمير
فأنت لطالب العر
فِ روضة ٌ وغدير
وأنت لطالب العل
م بحرُ علم غزير
على الكرام أمير
وأنت ذاك الأمير
الله لي فيك من كلْ
ل ما أخاف مُجير
وفارسٍ أجبنَ من صِفْرِد
يحولُ أو يثولُ من صَفْرَهْ
لوصاح في الليل به صائحٌ
لكانت الأرض له طفره
يرحمه الرحمن من جبنه
فيُطعم الله به نصره
من أقدم الناس ولكنما
إقدامه تضييعه حِذره
العصر العباسي >> ابن الرومي >> متنطِّق من جلده
متنطِّق من جلده
رقم القصيدة : 61131
-----------------------------------
متنطِّق من جلده
متختِّم في خَصرِهِ
أبداً تراهُ وصدرُهُ
في بطنه أو ظهره
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا بكرتْ حَرَّى الملامِ تسعَّرُ(77/355)
ألا بكرتْ حَرَّى الملامِ تسعَّرُ
رقم القصيدة : 61132
-----------------------------------
ألا بكرتْ حَرَّى الملامِ تسعَّرُ
وبئس صبوح المرء لوم مبكَّرُ
توعّدُني بالشيب أنْ قد أظلني
وماذكَّرْتني غير ما كنت أذكر
فقلت لها والمرء حامٍ ومانعٌ
شريعتهُ ما أمكن القولَ مصدر
ألا الآن إذ لم تبقِ إلا عُلالتي
أبادر شيبي بالملاهي وأبدُر
نهتني فزادتني حفاظاً على الصبى
ألا ربما ينهى الجهولُ فيأمر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ترى شبهَ الآساد فيهم مبيّناً
ترى شبهَ الآساد فيهم مبيّناً
رقم القصيدة : 61133
-----------------------------------
ترى شبهَ الآساد فيهم مبيّناً
ولكنهم أدهَى دهاء وأنكرُ
وجوههُمُ عند اللقاء وجوهها
وألحاظهم ألحاظها حين تنظر
هُم هي لولا إرْبُهم وحلومهم
لهم منظر منها مَهيب ومخبر
لهم عُدة تكفيهُمُ كل عُدة ٍ
بناتُ المنايا والحِنيُّ المدثّر
هي القوة ُ الحق المسمّاة قوة
بتسمية القرآن فيما يفسر
يُزلّون عن أكباد كل حَنِيّة
خِفافاً مع الآجال تعلو وتقصر
نواها نواهم في الرمايا كأنما
مواقعُها فيما يشاؤون يُقدَر
لها ألسُنٌ ما تستفيق لهاتها
يكاد لُعاب الموت منهن يقطر
ظِماء إلى وِرد الدماء نواهلٌ
لها مورد من غيرمأتاهُ نَصدُر
يولي المُولّي منهُمُ وهْو مانعٌ
حقيقتهُ لم يخزَ منه المذمَّر
يليك بحدّ شائك وهْو مقبلٌ
يليك بحد مثله حين يدبر
هو النار من أي النواحي غشيتَها
تلقَّاك منها جانب يتسعَّر
أو الرمحُ ذو النصلين كيف رهِقتهُ
رهِقت حِمامالموت أو يتأخر
تكون له إجفالة ٌ ثم كَرة ٌ
يدمّرفيها سادراً ما يدمَّرُ
كذلك تلقى الليث فضلَ شهامة ٍ
تكون له إجلاءة ثم يَعْكُر
تراكُهُمُ ما تاركوك غنيمة ٌ
شهيدي رسول الله والحقُّ يبهَر
فإن كنت منهم جاهلاً أومُغمَّراً
وهل من نثاهم جاهل مغمَّر
فسائل بهم أعداءهم أو ديارهم
تخبِّرك إن لم يبق منهم مخبِّر
Webstats4U - Free web site statistics(77/356)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومعتضدٍ بالله أضحى وربُّهُ
ومعتضدٍ بالله أضحى وربُّهُ
رقم القصيدة : 61134
-----------------------------------
ومعتضدٍ بالله أضحى وربُّهُ
له عضدٌ يحميه دوْر الدوائِر
إذا كِيد سراً كيد عنه عدوهُ
وفي بأسه كفء لبأس المجاهر
وما كيد من أضحى له الله ناصراً
وعيناً على مستخفيات السرائر
ولو لم يخبّر عن عداهُ لخبَّرتْ
جوارحُهم عنهم بما في الضمائر
وحُقّ بنصر الله ناصرُ دينهِ
فأين به عن ناصر وابن ناصر
إذا حاول الأعداءُ أن يمكروا به
أحال عليهم مكرهم خيرُ ماكر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما إن علمنا من طعامٍ حاضرٍ
ما إن علمنا من طعامٍ حاضرٍ
رقم القصيدة : 61135
-----------------------------------
ما إن علمنا من طعامٍ حاضرٍ
نعتدّهُ لفجاءة ِ الزوارِ
كمُهيَّئين من المطاعم فيهما
شبهٌ من الأبرار والفجارِ
هامٌ وأرغفة ٌ وضاءٌ فخمة ٌ
قد أخرجا من جاحم فوار
كوجوه أهل الجنة ابتسمت لنا
مقرونة ً بوجوه أهل النار
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كأنَّ نسيم الروض إبان نَوره
كأنَّ نسيم الروض إبان نَوره
رقم القصيدة : 61136
-----------------------------------
كأنَّ نسيم الروض إبان نَوره
أرذَّت عليه مُزنة ٌ حين أسْحرا
أتانا به رشٌّ من الريح لو نأى
مُعرَّسُنا عنه مدى النَّبل قصرا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا حَسُنتْ أخلافُ قومٍ فبِئْسما
إذا حَسُنتْ أخلافُ قومٍ فبِئْسما
رقم القصيدة : 61137
-----------------------------------
إذا حَسُنتْ أخلافُ قومٍ فبِئْسما
خَلَفتم به أسلافكم آل طاهِر
جَنَوا لكُم أن تُمدَحوا وجنيتُمُ
لموتاكُمُ أن يُشتموا في المقابر
فلو أنهم كانوا رأوا غيب أمركم
لقد وأدوكم سِيّما أمَّ عامر
أحَيْئلة ً عرفاء تَسحب رِجْلها
أجِدَّكَ لا يُرضيكَ مِدحة ُ شاعِر
كأنك قد فُتّ المديح فما ترى
لمجدك فيه من كَفِيٍ مُقادِر
فكيف ولو جاريت من وطىء َ الحصا(77/357)
لجئت وراء الناس آخرَ آخر
ألست بن بوشَنْجٍ أُعيْرِج ناقصاً
وإن نلتَ مهما نلتَهُ بالمقادر
وما كانت الدنيا وأنت عميدُها
لتعدل عند الله عبَّة طائر
ولو كان في الناس ابن حرٍّ وحرة ٍ
لمِتَّ ولم تخطرعلى بال ذاكر
أحَسْبك في العيدين إيجافُ موكبٍ
تَخايل فيه مُسبطرّ المشافر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما يُفيق الكتابُ من ظلم إبرا
ما يُفيق الكتابُ من ظلم إبرا
رقم القصيدة : 61138
-----------------------------------
ما يُفيق الكتابُ من ظلم إبرا
هيم يوماً ولا محاباة ِ عمرو
نَحلوا ذا واواً وبزوا أخاه
ألفاً منه بين رِدْفٍ وصدر
وكذا يَظلم المسمى بإبرا
هيم أهلُ الديوان في كل أمر
ويُحابون من يسمى بعمرو
فتفقَّدْ ما قلتُ في كل عصر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وحِلْسٍ من الكتّاب أخضر ناعمٍ
وحِلْسٍ من الكتّاب أخضر ناعمٍ
رقم القصيدة : 61139
-----------------------------------
وحِلْسٍ من الكتّاب أخضر ناعمٍ
توسَّنه داني الرَّباب مَطيرُ
إذا درجت فيه السّمال تتابعت
ذوائبهُ حتى تقول غدير
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وإذا بغى باغٍ عليك بجهله
وإذا بغى باغٍ عليك بجهله
رقم القصيدة : 61140
-----------------------------------
وإذا بغى باغٍ عليك بجهله
فاقتلْه بالمعروف لا بالمنكرِ
أحسِنْ إليه إذا أساء فأنتما
من ذي الجزاء بمَسْمَع وبمنظرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يودُّ الفتى طولَ تعميرهِ
يودُّ الفتى طولَ تعميرهِ
رقم القصيدة : 61141
-----------------------------------
يودُّ الفتى طولَ تعميرهِ
ولا مُتناهيَ إلا قصيرُ
كما أنكانبَدءُ الفتى
كذاك إلى كانأيضاً يصير
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أحل العراقيُّ النبيذَ وشربهُ
أحل العراقيُّ النبيذَ وشربهُ
رقم القصيدة : 61142
-----------------------------------
أحل العراقيُّ النبيذَ وشربهُ
وقال الحرامان المدامة ُ والسُّكرُ
وقال الحجازيُّ الشرابان واحد(77/358)
فحلّتْ لنا بين اختلافهما الخمرُ
سآخذ من قوليهما طرفيهما
وأشربها لافارقَ الوازر الوزر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أظنك مما قد مَطلت مَثوبتي
أظنك مما قد مَطلت مَثوبتي
رقم القصيدة : 61143
-----------------------------------
أظنك مما قد مَطلت مَثوبتي
يسرُّك لو دارتْ عليّ الدوائرُ
إذا ورد المال الذي كنت أرتجي
اتيحت له تلقاءَ غيري مصادر
وعلِّلتْ من وردٍ سواه بموعدٍ
فليس لأمري آخرَ الدهر آخر
تربّصُ بي عضوا من المال بائراً
عليك وهل عضو من المال بائر
تظل إذا حبرتُ فيك قصيدة ً
من المدح فيها المحكمات السوائر
تقدِّرُ لي من كل مالٍ تفيدهُ
جُزارتَه حتى كأني جازر
لَشتان ما بيني وبينكتصطفي
مديحي وحظي من لُهاك الحقائر
ولسْن لُهًى لكن مُنًى ومواعد
تأخرن حتى قيل هنَّ عواقر
إذا كان إنجازَ المواعيد كرها
فأحسن منها قبل ذاك المعاذر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ابا حسن إنّ حبل الِمطا
ابا حسن إنّ حبل الِمطا
رقم القصيدة : 61144
-----------------------------------
ابا حسن إنّ حبل الِمطا
ل إن مُدّ كان بلا آخرِ
فإما اصطنعتَ إلى شاكرٍ
وإما اعتذرت إلى عاذرِ
ولا عذر إن أنت خاتلْتني
عن العذر فعلَ امرىء ٍ ماكر
فإن تُعمل المطل حتى إذا
حَداني الملالُ مع الصادر
وجاءك عنيَ مالا تحبْ
بُ من قَذَعٍ مُنجِد غائر
وقلتُ لأول مستخبِر
وقفتُ على طلل داثر
رحلتُ على أملٍ بادنٍ
وأنت على أمل ضامر
طفقت تؤنبني سادراً
لتُلزمني الذنب في الظاهر
وقلتَ امرؤ خانه صبرهُ
وقدطال صبري على الصابر
فلا تذهبن إلى هذه
فلستَ لعقليَ بالقامر
وقد يُسرق العذر من مفحَمٍ
ولا يسرق العذر من شاعر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبو علي بن أبي قره
أبو علي بن أبي قره
رقم القصيدة : 61145
-----------------------------------
أبو علي بن أبي قره
أبو عييّ بن أبي عُرَّهْ
نُبِّئت عن شيخته أنها
تفعل ما لا تفعل الحرة
تلك التي صادفها بعلها(77/359)
عذراءَ لا شك من السُّرة
شيخ له في حِرها ضَرة ٌ
ومالها في أيره ضَرّهْ
لم يشهد الفتحَ ولاسيَّلتْ
طعنتُهُ من دمها قطره
طهَّرني الله كتطهيره
ليلة زُفّت من دم العُذره
ذاك دم لم يره ربهُ
أثّر في ثوب أبي قره
وابنهما النَّغل يرى أنه
في الظَّرف والعلم فتى البصره
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فقدُتك يا ابن أبي طاهرٍ
فقدُتك يا ابن أبي طاهرٍ
رقم القصيدة : 61146
-----------------------------------
فقدُتك يا ابن أبي طاهرٍ
وأطعمت ثُكلك من شاعرِ
فلستَ بسُخْنٍ ولا بارد
وما بين ذيْن سوى الفاتر
وأنت كذاك تُغثِّي النفو
س تغْثية َ الفاتر الخاثر
تذبذبَ فنّك بين الفنو
ن فلا فنُّ باد ولا حاضر
رأيتك تَنبحني سادراً
كفعلك بالقمر الباهر
وما زال ذلك دأب الكلا
ب وما ذاك للبدر بالضائر
وإنّ قِسيَّ لموتورة ٌ
بكل أمين القُوى حادر
وإنّ سهامي لمَبرية
كهمِّك من عُدة الثائرِ
ولكن وقاك معراتِها
تضاؤلُ قدرِك في الخاطر
فلا تخشَى من أسهمي قاصداً
ولا تأمَنَّن من العائر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتُ جناة الحرب غير كُفاتها
رأيتُ جناة الحرب غير كُفاتها
رقم القصيدة : 61147
-----------------------------------
رأيتُ جناة الحرب غير كُفاتها
إذا اختلفت فيها الرماح الشواجرُ
كذلك زناد النار عنها بنجوة ٍ
ولكنما تَصْلى صلاها المَساعر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لي ابنُ عمٍ يجر الشر مجتهداً
لي ابنُ عمٍ يجر الشر مجتهداً
رقم القصيدة : 61148
-----------------------------------
لي ابنُ عمٍ يجر الشر مجتهداً
عليّ قِدماً ولا يصلَى له نارا
يجني فأصلَى بما يجني فيخذُلني
وكلما كان زنداً كنت مسعارا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ورازقيًّ مَخْطَفِ الخُصورِقد ضُمِّنَتْ مِسكاً إلى الشطوروفي الأعالي ماءُ ورد جُوري لم يُبق منه وهجَ
ورازقيًّ مَخْطَفِ الخُصورِقد ضُمِّنَتْ مِسكاً إلى الشطوروفي الأعالي ماءُ ورد جُوري لم يُبق منه وهجَ(77/360)
رقم القصيدة : 61149
-----------------------------------
ورازقيًّ مَخْطَفِ الخُصورِقد ضُمِّنَتْ مِسكاً إلى الشطوروفي الأعالي ماءُ ورد جُوري لم يُبق منه وهجَ الحَرورإلا ضياءً في ظروف نور لو أنه يبقَى على الدهورقرّط آذان الحسان الحور بلا فريد وبلا شذور له مذاق العسل المَشور ونكهة المسك مع الكافورورقَّة الماء على
كأنهُ مخازن البلّورِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قد ضُمِّنَتْ مِسكاً إلى الشطور
قد ضُمِّنَتْ مِسكاً إلى الشطور
رقم القصيدة : 61150
-----------------------------------
قد ضُمِّنَتْ مِسكاً إلى الشطور
وفي الأعالي ماءُ ورد جُوري
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لم يُبق منه وهجَ الحَرور
لم يُبق منه وهجَ الحَرور
رقم القصيدة : 61151
-----------------------------------
لم يُبق منه وهجَ الحَرور
إلا ضياءً في ظروف نور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لو أنه يبقَى على الدهور
لو أنه يبقَى على الدهور
رقم القصيدة : 61152
-----------------------------------
لو أنه يبقَى على الدهور
قرّط آذان الحسان الحور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بلا فريد وبلا شذور
بلا فريد وبلا شذور
رقم القصيدة : 61153
-----------------------------------
بلا فريد وبلا شذور
له مذاق العسل المَشور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ونكهة المسك مع الكافور
ونكهة المسك مع الكافور
رقم القصيدة : 61154
-----------------------------------
ونكهة المسك مع الكافور
ورقَّة الماء على الصدور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وبَردُ مَس الخِصر المقْرور
وبَردُ مَس الخِصر المقْرور
رقم القصيدة : 61155
-----------------------------------
وبَردُ مَس الخِصر المقْرور
باكرتهُ والطير في الوكور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وعُذَر اللذات في البكور
وعُذَر اللذات في البكور
رقم القصيدة : 61156
-----------------------------------(77/361)
وعُذَر اللذات في البكور
بفتية من ولد المنصور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أملأ للعين من البدور
أملأ للعين من البدور
رقم القصيدة : 61157
-----------------------------------
أملأ للعين من البدور
حتى أتينا خيمة الناطور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قبل ارتفاع الشمس للذُّرور
قبل ارتفاع الشمس للذُّرور
رقم القصيدة : 61158
-----------------------------------
قبل ارتفاع الشمس للذُّرور
فانقضَّ كالطاوي من الصقور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بطاعة الراغب لا المجبور
بطاعة الراغب لا المجبور
رقم القصيدة : 61159
-----------------------------------
بطاعة الراغب لا المجبور
والحر عبد الحلبَ المشطور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حتى أتانا بضروع خور
حتى أتانا بضروع خور
رقم القصيدة : 61160
-----------------------------------
حتى أتانا بضروع خور
مملوءة من عمل مخصور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> والطّلُّ مثلُ اللؤلؤ المنثور
والطّلُّ مثلُ اللؤلؤ المنثور
رقم القصيدة : 61161
-----------------------------------
والطّلُّ مثلُ اللؤلؤ المنثور
من ناقع فيها ومن مَحدُور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبيض مثل المُهْرقِ المنشور
أبيض مثل المُهْرقِ المنشور
رقم القصيدة : 61162
-----------------------------------
أبيض مثل المُهْرقِ المنشور
أو مثل متن المنُصُل المشهور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يَنسابُ مِثلُ الحيَّة المذعور
يَنسابُ مِثلُ الحيَّة المذعور
رقم القصيدة : 61163
-----------------------------------
يَنسابُ مِثلُ الحيَّة المذعور
بين سماطَيْ شجرٍ مَسْطُور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ناهيك للعُنقود من طَهور
ناهيك للعُنقود من طَهور
رقم القصيدة : 61164
-----------------------------------
ناهيك للعُنقود من طَهور
فنِيلت الأوطارُ في سرور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وكُلُ ما نَقضي من الأمور(77/362)
وكُلُ ما نَقضي من الأمور
رقم القصيدة : 61165
-----------------------------------
وكُلُ ما نَقضي من الأمور
تَعِلة ٌ عن يومنا المنظور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومتعة ُ من مُتع الغرورِ
ومتعة ُ من مُتع الغرورِ
رقم القصيدة : 61166
-----------------------------------
ومتعة ُ من مُتع الغرورِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> المنسرح شُنطفُ يا عُوذَة السموات والأرض
المنسرح شُنطفُ يا عُوذَة السموات والأرض
رقم القصيدة : 61167
-----------------------------------
المنسرح شُنطفُ يا عُوذَة السموات والأرض
وشمسَ النهار والقمرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إن كان إبليسُ خالقاً بشراً
إن كان إبليسُ خالقاً بشراً
رقم القصيدة : 61168
-----------------------------------
إن كان إبليسُ خالقاً بشراً
أنت عندي من ذلك البشر
صوّركِ الماردُ اللعين فأع
طتكِ يداهُ مقابحَ الصُّورِ
ولم تَعافي من البُغاء ولا ال
بردِ وخُبْثِ النسيم والدَّفَر
بل أنتِ فوق المُنَى إذا ذُكر ال
قبح وفُحشُ العيوبِ والقَذر
لم تَقطعي قطُّ ذا مُكايدة ٍ
بل تقطعين الوتين بالبخَر
والطيز عند الغناء مختلجُ
تضْحك أشداقه إلى الكمر
ترمين آنافنا بأسهمهوالطيز عند الغناء مختلجُتضْحك أشداقه إلى الكمر بذيء
عن شر قوسٍ وشرِّ ما وتر
شنطُف يا سوءَ ما مُنِيت به
ما كنتِ إلا فريسة َ القدر
لم تَنشري قطُّ نائكا وكذاوافر إذا استلقتْ فأثبتُ من فِراشوإن كُبَّتْ فأثبتُ من سرير كأن قوائمَ العرشِ استحالتْقوائمها بمعترك الأيور
وجهُك حقاًّ يا نُشرة َ النشر
إذا استلقتْ فأثبتُ من فِراش
وإن كُبَّتْ فأثبتُ من سرير
كأن قوائمَ العرشِ استحالتْ
قوائمها بمعترك الأيور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قرأْتُ على أهلي كتابَكَ إذ أتى
قرأْتُ على أهلي كتابَكَ إذ أتى
رقم القصيدة : 61169
-----------------------------------
قرأْتُ على أهلي كتابَكَ إذ أتى(77/363)
وقلتُ لهم هذا أمانٌ من الدهر
فكلُّ امرىء ٍ منهم إذاخاف دهرهُ
مُعوّلَهُ ضمُّ الكتاب إلى الصدر
أذكِّرك الوعدَ الذي كان بيننا
وما مرَّ من يوم عليه ومن شهر
وقطرة َ غيثٍ كنتَ أنبأتَ أنها
سيتبعُها قطرٌ مُلث على قطر
تقبّلها منك امرؤٌ متوقعٌ
لها أخواتٍ من أناملِكِ العَشْر
ولا غَروَأنت البحر تُفضى عُفاتُه
إلى الضحل من جَدواه ثم إلى الغمر
أو الغيثُ يأتي قطْرهُ قبل سَيله
أو الشمسُ يَهدي ضوءها وضَحُ الفجر
فدَتْكَ نفوسُ الناس من ذي حياطة ٍ
غدوتَ لهم أمَّا ممهدة الحِجر
تظلُّ من الأمرِ المخُوفِ وغيرهُ
تضُمُّ بنيها باليدين إلى النَّحر
فإشفاقُها من أن يموتوا من الغنى
كإشفاقها من أن يموتوا من الفقر
لذلك تَحمي الناسَ أول وهلة ٍ
نداك سوى الشيء الموائم والنزر
تُدرَّجُهُمْ هَوْناً على درجاته
وترفعهم بالقدر منه إلى القدر
ولو وردتْ كُبرى عطاياك بغتة ً
على مُستنيلٍ أسْلَمتْهُ إلى القبر
إذاً لتقضّى قلبه من شِغافه
سروراً بما حازتْ يداه من الوفر
ومن فَرَحاتِ النفسِ ما فيه حتفُها
ومن أنسِها بالخير ما هو كالنفر
أبا حسنٍ حتى متى أنا حابسٌ
عليك رجائي أنسخُ العصر بالعصرِ
وقد وجبتْ لي بالمودّة حُرمة ٌ
ومن بعدها ثنتان بالمدح والصبر
وعدتَ فبادِر بالوفاء فقد ترى
مبادرة َ الأيامِ بالغدر والختر
أتأمن أن يُرمَى مُرجٍّ مطلَته
دُوينَ الذي رَجّى بداهية ٍ هَتر
فتقدحُ فيما بين ضِعفيك حسرة ً
كحسرته ليست بخامدة ِ الجمر
وما أمْنُ مأمولٍ على نفسِ آمِلٍ
حوادثَ دهر غير مأمونة ِ المكر
ترامى بنا شأوُ المِطال إلى مدى ً
بعيدٍ ولسنا من حديدٍ ولا صخر
وإني لأرجو من سمائك مَطرة ً
أهزُّ لها عِطفيَّ في ورق نضر
نتيجة ُ وعدٍ صادقٍ منك شاهدي
عليه كتابٌ يحفز السطرَ بالسطر
ولن يُخلفَ الوعد امرؤٌ سار قولهُ
أُرى الوعد مثل العهد والخُلفَ كالغدر
ولو وعدتْ عنك المُنى مُتَمنياً
وفيْت له عنها وفاءك بالنَّذر
تطوّلْ بمالٍ نالني منك جَذرُهٌ(77/364)
فإنك قد جرّبت شُكري على الجَذر
جداً منك أو من ماجدٍ تستميحه
لراجيك رحب الباع ذي همة ٍ بحر
وما المائة الصفراءُ منك ببدعة ٍ
ولا من أخيك الأرْيَحي أبي الصقر
ولا هي أقصى ما أُرجِّيه منكما
وكيف وأدناه الجسيم من الأمر
ورأيُك في ردّ الكتاب فإنه
إذا انأدَّ ظهري نِعم مُستندُ الظهر
وليس بمنفكٍّ قريني أو يُرى
قرينَ كتابي في يميني لدى الحشر
ولمْ لا ولم أقرأه إلا تكشّفتْ
غواشي هُمومي وانتشيتُ بلا خمر
وزادتْ به عيناي في كلّ روضة ٍ
أنيقة ِ وشْي النوْر طيِّبة النشر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أصبحتِ الدنيا تروق مَنْ نظرْ
أصبحتِ الدنيا تروق مَنْ نظرْ
رقم القصيدة : 61170
-----------------------------------
أصبحتِ الدنيا تروق مَنْ نظرْ
بمنظرٍ فيه جلاءٌ للبصر
واهاً لها مُصطنعاً لمن شكر
أثنتْ على الله بآلاءِ المطر
فالأرضُ في روضٍ كأفواف الحِبَر
نيرة ُ النُّوار زهراءُ الزهَر
تبرجت بعد حياءٍ وخفر
تبرجَ الأُنثى تصدّت للذكر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> الحبُّ داءٌ عياءٌ لا دواء له
الحبُّ داءٌ عياءٌ لا دواء له
رقم القصيدة : 61171
-----------------------------------
الحبُّ داءٌ عياءٌ لا دواء له
تضلُّ فيه الأطباءُ النحاريرُ
قد كنتُ أحسبُ أنّ العاشقين غَلْوا
في وصفه فإذا في القوم تقصير
سُقيا لأيام لم أخْبُرْه تجربة ً
إلا بما وصفتْ عنه الأخابير
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياابن حربٍ كَسَوْتني طيلساناً
ياابن حربٍ كَسَوْتني طيلساناً
رقم القصيدة : 61172
-----------------------------------
ياابن حربٍ كَسَوْتني طيلساناً
حَملهُ لاسمه كثيرٌ كثير
يتجلّى تنسُّمُ الريح من غا
ية تسعين فرسخاً فيطير
إن من يمسكُ السماءَ على الأر
ضِ وباقي حَوْبائه لَقدير
العصر العباسي >> ابن الرومي >> العينُ لا تنفكُّ من نَظرٍ
العينُ لا تنفكُّ من نَظرٍ
رقم القصيدة : 61173
-----------------------------------(77/365)
العينُ لا تنفكُّ من نَظرٍ
والقلبُ لا ينفك من وطرِ
ومحاسنُ الأشياءِ فيك معاً
فملا لتيِكَ ملالتي بصري
مُتعاتُ وجهك في بديهتها
جدُّد وفي أعقابها الأخَر
فكأن وجهك من تجدُّده
متنقلٌ للعينِ في صور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياأيها السيدُ الذي غمرتْ
ياأيها السيدُ الذي غمرتْ
رقم القصيدة : 61174
-----------------------------------
ياأيها السيدُ الذي غمرتْ
قِدماً أياديه شُكر من شَكَره
قد كنتَ أوليتَني يداً عظمتْ
عندي وكانت لديك محتقره
أربعة ً جُدْتَ لي بها سلفاً
إذ عقَني من ثِقاتي البررَهْ
وكم يدٍ قبلها جَبرتَ بها
عظمي وكان الزمان قد كسره
فإن تُقاصِصْ فغْيرُ ذي شططٍ
وعبدُ مولى ً أحقُ منعذره
وإن تؤخِّر قِصاصَ ذي عَوَزٍ
يشكْركَ والشكرُ خير ما ثمره
وحقُّك الشكر كيف كُنتَ وما اخ
ترتَ ففيه الصلاحُ والخِيَره
وكُبْر ظنّي أنْ ليس مثلك من
أخدَجَ معروفه ولا بتَره
يفْديك من ذاك كل منتكِثِ
يُعقِبُ من صَفوِ فعله كدره
رزقي لشهرين قد علمتَ به
أربعة ٌ نيّفت على عشرهْ
ونيِّفُ العقد كالسَّنام له
إن جُبّ أبقى بظهره دَبَره
لن يقضى العقدُ بعد نيفهِ
حاجة ذي حاجة ولا وطره
وكيف حملُ العقير راكبه
لاكيف أو قطعه به سَفره
فاترك لرزقي سنامه يَقِهِ
فأنت أولى موفِّرٍ وفره
يامؤثِرَ الناسِ بالثراء ومن
له عليهم بالسؤددِ الأثره
لاأوحش المجدُ يابني عُمرٍ
منكم فأنتُم أجلُّ من عَمَره
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لو كنتَ مجبولَ السما
لو كنتَ مجبولَ السما
رقم القصيدة : 61175
-----------------------------------
لو كنتَ مجبولَ السما
ح لكنت كالشيء المسخَّرْ
أو كنت تبتاعُ الثناءَ
لكان جُودُك جودَ مَتْجَرْ
لكنْ رأيتَ الجودَ أح
سن ما رآهُ الناس منظر
لا يستعيرُ حُليَّهُ
من غيره بل فيه يظهر
ففعلتَهُ لا للثنا
ءِ ولا لطبعٍ فيك مُجبَر
لكنْ لأن محاسنَ ال
إحسانِ في الإحسان جوهر
والعرفُ معروفٌ لذا
تِ طباعه والنكرُ مُنكر(77/366)
تُعطي وتمنعُ مامنع
تَ وأنتَ مقتدرٌ مخيَّر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إني سألتُ ابن أبي طاهرٍ
إني سألتُ ابن أبي طاهرٍ
رقم القصيدة : 61176
-----------------------------------
إني سألتُ ابن أبي طاهرٍ
لِمْ تنبح البدرَ إذا ما بَهَرْ
فقال لي أحسدُهُ حُسنَهُ
وأنه عالٍ يفوق البشر
قلتُ فإن الشمسَ قد أُوتيتْ
هذا وما تنبح غيرَ القمر
فقال يُعشيَ بصري ضوؤها
وليس ضوءُ البدر يُعشي البصر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ليس على الضارِطِ تعييرُ
ليس على الضارِطِ تعييرُ
رقم القصيدة : 61177
-----------------------------------
ليس على الضارِطِ تعييرُ
ولا على الضاحِكِ تغييرُ
كِلاهُما أجراهُ مِقدارهُ
كرهاً وهل تُعصَى المقادير
كم ضرطة ٍ تتبعُها ضحكة ٌ
وما على الثِّنْتين تنكيرُ
كلاهما إن قيستا فلتة ٌ
حانتْ وللهِ تدابير
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لعمري لقد أنكرتَ غيرَ نكيرِ
لعمري لقد أنكرتَ غيرَ نكيرِ
رقم القصيدة : 61178
-----------------------------------
لعمري لقد أنكرتَ غيرَ نكيرِ
عُبُوسُ الغواني لابتسام قَتيرِ
كذا هن لا يوقعنَ وُدًّا على امرىء ٍ
أطارت غُراباً عنه كفُّ مُطيرِ
وللشَّيب جَهرٌ والشبيبة طُرة ٌ
وليس جَهيرٌ في الصِّبا كطَريرِ
عزاؤك عن ظبيٍ طَرير فإنه
بعينيك إذ شيَّبتَ غير غرير
رأيت حياة َ المرءِ بعد مشيبه
إذا زاول الدنيا حياة َ أسير
خليليَّ هل من نُهية الشّيب عائضٌ
لمعتاضهِا من حَبْرة ٍ وحَبير
وبنتِ نعيم في ضبابة عنبرٍ
تفورُ وطوراً في عَجاجِ عَبير
برَهْرهة ٍ لم تُغْزَ إلا بناعمٍ
ولم تُسقَ من ماءٍ بغير نَمير
مضمّخة اللَّباتِ تحسب نحرها
من المسك والجاديِّ نحر نَحير
محجّبة ٌ تحتل عليا خَوَرْنقٍ
تشارف أنهاراً خلال سَدير
سَقَتْني بعينيها وفيها وَدَلها
خُموراً لها ليستْ خمور عَصير
من الظّبياتِ العاطيات لمُجتنِي
ثمار قلوب لا لحَبِّ بذير
تُغيرُ على الجَلْد اللبيبِ فتستبي(77/367)
حِجاه ولم تحمل سلاحَ مُغيرِ
بدرٍّ نثير من حديثٍ تحفُّهُ
بآخر في سِمطين غير نثيرِ
تبسَّمُ عنهُ في الدُّجَى فكأنما
يُضيء الدُّجى منه بروقُ صَبيرِ
أفيما يُفيدُ الشيب من واعظِ النُّهى
وفاءٌ بهذا في حكومة ِ زير
أبى ذاك إلا كلُّ شهمٍ مشمِّر
لها من مجازٍ واعتنى بمصير
طوى مدة ً من دهره ذاتَ زُخرفٍ
إلى أبدٍ ذي سُندسٍ وحرير
بمنزلة ٍ لا لغو فيها سوى الذي
بها من غناءٍ مُطربٍ وزَمير
أرانينُ طيرٍ لا تزال مَليَّة ً
بكرِّ هَديلٍ تارة ً وصفير
ألا تِلكُمُ الدار التي حل أهلها
بناءٍ عن الخطب المخوف شَطير
خفيرُهمُ فيها من الشر كلّه
خفيرٌ إليه أمرُ كلِّ خفير
لهم ما اشتهوا فيها مسوقاً إليهمُ
مَقوداً إذا شاؤوا بغير جرير
وليست بها شمسٌ فكل زمانهم
غدوٌّ وإصالٌ بغير هجير
بلى كلُّ شمسٍ فوق خوطٍ مهفهفٍ
على دِعصِ رملٍ يزدَهيكَ وثير
وعيشٌ بلا موتٍ وكل ملذة ٍ
يفوز بها الملتذُّ غير مَضير
أناخ بهم في الأمن خوفٌ أراهمُ
كأنهمُ يمشون فوق شفير
نهتهم به أحلامهم أن يثابروا
على عملٍ للعاملين مُبير
وإن ابن إبراهيمَ حقاً لمِنهمُ
وإن كان للسلطان أيّ ظهير
فتى يُتقَى في السلمِ حشوُ دواته
كما يُتقى في الحرب حشو جفير
يرى الحائنون الموتَ يصرف نابه
إذا بعث الأقلامَ ذات صرير
إذا ما أثارَ الحقَّ بعد آدِّفانه
بتحصيله الشافي فأيُّ مُثير
له حُلم لقمان الحكيم فإن طغا
سفيهٌ فخلفُ الحلم صولة ُ شيرِ
وما ظنُّ راجٍ ما لديه بكاذبٍ
ولا مخُّ راع في ذَراه برير
بكيرُ العطايا للعُفاة وإنما
حميدُ نباتِ الأرض كلُّ بكير
ينيلُ بلا وعدٍ إذا النيْلُ لم يكن
بغير وعيدٍ قبله وهَرير
فتى لا يُنسيه الفعالَ اتِّكاله
على تاج مُلك سالف وسرير
ولكنه يبني على إرثِ من مضى
جهيراً من البنيان فوقَ جهير
أبا الحسنين العلم والجود لاتزلْ
بنعماءَ ما قامت هضابُ ثبير
كَناكَ بها لا بالحسين مُسلِّم
إليك رِقابَ الود غيرَ مُعير
معظِّمُ قدرٍ منك جدِّ مُعظَّم(77/368)
مُكبِّر شأن منك جدِّ كبير
أبتْ لك أنْ تكنى بحسنٍ مُصغَّرٍ
محاسنُ ما مقدارُها بصغير
وقد علم الأقوامُ أنك مُكملٌ
لك الحسنُ في مرأى ً وغيبِ ضمير
وما الحسن إلا شيمة ٌ مستقلة ٌ
بتبصير ذي جهلٍ وجبر كسير
وأنت الذي لا ينكُر الناس أنه
هُدى ً لأخِي جوْرٍ غِنًى لفقير
تُعظِّمُ من شكر الصديق حقيره
وتَحقرُ من جدواك غير حقير
لك الدهرَ معروفٌ شهيرٌ وإنما
تُحب من المعروف كلَّ ستير
وما أعجبَ المعروفَ تستر فِعله
ولستَ تراه الدهرَ غير شهير
إذا زارك العافُون كان إيابُهم
إيابَ بشيرٍ لا إيابَ نذيرِ
ولو قعد العافون عنك لَزارهم
نوالُك من تِلقاءِ خَيرِ مُزيرِ
كأن الذي يغشى جنابك نازلٌ
على روضة مَوْليَّة وغدير
نداك لهم رهنٌ مدى الدهر كله
بأخضر رِبْعيِّ النبات نضير
فهنأك الله الفضيلة مِنحة
ولا زلت في خيرٍ يزيد وخِيرِ
وهنأك الله الذي أنت أهلُهُ
برغم العدى من رأي خير أمير
أمير رأى فيك الذي ليسَ مُشكِلاً
ووافقه في ذاك خيرُ وزير
لعمري لقد جَلّى بعين جلية ٍ
من القوم نظّارٌ فقيد نظير
تأمل أين الفهمُ والحزم والتقى
لباغي سفيرٍ فوقَ كل سفير
فأبصرها فيك الموفّق كلّها
فولاك ما ولاك غير نكير
ولما عزمتَ الظّعن كي تفصل التي
عصتْ كلّ طب بالأمورِ خبير
رحلتَ على اسم الله أيمنَ رحلة ٍ
وسرتَ على اسم الله خيرُ مسير
على ثقة من ناصر الدين أنه
سينصرُ منك الحقّ خيرَ نصير
فألفاك ميمونَ النقيبهِ كالذي
عُرفتَ به في أول وأخير
ظللتَ له بالغيبِ عيناً يُديرها
فأيتما عينٍ وأيُّ مدير
ولما توسطت الأمور كفيتَها
وأقبلتَ محموداً بوجه بشير
ولولاك لم تُعدَم دماءٌ ممارة ٌ
سُدًى من قتيل طائح وعَقير
إذا ولَعاق العاملين عن الحيا
عوائقُ بالسلطان ذات ضرير
ولكن نهيتَ السيف عن سَطواته
بيُمنك فارتد ارتداد حسير
وبدَّلتَ خبط العالمين هداية ً
وقد يهتدي أعمى بنور بصير
وما كان إصلاحُ الأمور التي التوتْ
فداويتها من دائها بيسيرِ(77/369)
ولكنّ من والى الإلهُ مُيسَّر
له بأقلّ السعي كلُّ عسير
ولم تُمتَهن لكنك المرء لم يزل
مُعِدّاً لعِيرٍ تارة ً ونفير
فتنفِر في النّفار أيّ محافظ
وتقعد طوراً أيّ حافظ عير
تغيب فلا تنفك شُغل مُذاكِرٍ
وتبدو فلا تنفك نُصب مشير
يَهش لذكراك العدو وإنه
ليُضمر في الأحشاء نار سعير
وقد سُئل الحساد عنك بأسرهم
فقالوا وما حابوا بوزن نَقير
مُهذبُ أخلاقٍ مشرَّف همة ٍ
مثقفُ آراءٍ مُمرُّ مرير
فأعجِبْ بفضلٍ بان حتى استبانه
من الناس قومٌ في غباءِ حَمير
وأعجبْ بفضلٍ بان حتى عنَتْ له
سِباعٌ من الأعداء ذاتُ زئير
وحتى غدا يُثني به كلُّ كاشح
بقول ويتلو قوله بزفير
أطال عليّ الدهر قومٌ بظلمهم
وكم لك من يوم عليّ قصير
فلو كان لي حقُّ تريد قضاءَهُ
لأ لفيتَ قد جاوزته بكثير
ولكنّ ما تُسديه فضلٌ منحتَه
وأنت بترك الفضل غير جدير
إذا كنتَ شمساً نورها من طباعها
فكيف بأن نلقاك غيرَ منير
وكنتَ سحاباً ضاق بالماء وُسْعهُ
فكيف بأن نلقاك غير مطير
أبى الله إلا أن تضيء لحائرٍ
وتَندَى لمستسقٍ إباء قدير
شكرتُ ولم أسأل مزيداً فزدتني
دريراً من المعروف بعد درير
نفحتَ بسيل بعد قَطرٍ وللحيا
سيولٌ بعَقْب القطر ذاتُ خرير
مطرتَ وقد أيبستُ حتى بلّلتني
فعُوديَ ليْن المتن غيرُ هصيرِ
عليه ثمارُ الشكر بين شَكيرِه
فيا حُسنَه حَمْلاً خلال شكير
وقالوا أطلْ في مدحه قلت حسبكم
رِشائيفليس المستقى بقَعير
ألا رُبما قَصَّرتُ في مدح ماجدٍ
وفزتُ بسَجْل من نداه غزير
وما بي غنًى عما لديك ولو غدتْ
مفاتيحُ ما مُلِّكتُ عبءَ بعير
فعِشْ في جوار الله خيرِ مجاوَرٍ
يُجير بك الأحرارَ خيرُ مُجير
يدُ الله من ريب الزمان وقاية ٌ
على خطر للمجد فيك خطير
فما لك عيبٌ غير أنك لم تدعْ
أخا كرمٍ جاراك غير بَهير
وأنك مَنْ أصبحتَ يوماً عشيرهُ
من الناس طُرّاً ذَمَّ كلَّ عشير
مَنحتُكها غراء يقطعُ وَخْدُها
نهار أخي لهو وليل سَمير
وإن لم أقرظْ منك إلا مُقرِّظاً(77/370)
وإن لم أشِدْ إلا بذكر ذَكير
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا من زكا جهرُه وإسرارهُ
يا من زكا جهرُه وإسرارهُ
رقم القصيدة : 61179
-----------------------------------
يا من زكا جهرُه وإسرارهُ
وصحَّ إبداؤه وإضمارُهُ
أراك عاقبتَني لأني لم
أسألك شيئاً يجلُّ مقدارهُ
وملتُ نحو الذي يميلُ أخو ال
جهل إلى مثله ويختارهُ
وهْو البخورُ الذي محصَّلُنا
من ملكه قترة ٌ وإعصارهُ
ذاك الذي أشبهتْ روائحه
روائحَ الروضِ فاح نُوارهُ
ولا ترى عاقلاً يُعاملُهُ
إلا إذا زال عنه إعسارُهُ
لكنَّه الندّ وهْو مقتَرحٌ
يجلُّ عن أن يُذم مختاره
لا سيّما ندك الذي منعتْ
جوْدته أن يُسبَّ عطاره
سُمِّي ندّاً لأنه أبداً
تَبعد في الخافقين آثاره
تنِدُّ أرواحه فتطرأُ من
أقصى قَصيِّ البلادِ أخباره
كأنما ذِكرُك الذي حلف ال
معروفُ أن لا تنام سُماره
ينفذ أقطارَ كلِّ منخرقٍ
تحمي الرياحَ النَّفوذ أقطاره
يبعثُ نشراً له تطيبُ به
أنجادُ إقليمه وأغواره
إذا امتطى الريحَ سار منشمِراً
سيان مَدحيكمُ وسَياره
حقرتَ لي منه غير محتقرٍ
فراث عني لذاك إحضاره
وكُنتَ لا تَعذر المخفِّف في الت
تخفيف حتى يبينَ إعذاره
وحاجة ُ السائل المثقِّل في
نفسك كالشُّهد حين تشتاره
وإنني تائبٌ إليك من الت
خفيف توباً تصحُّ أسراره
ما بيننا بعدها مُطالبة ٌ
إلا بما لا يُعاب مُمتاره
كالحاجة ِ الفخمة ِ الجليلة من
جاهٍ ومال يميل مِعْياره
وأنت أهلٌ لذاك يا سندي
ومن مَطافي وقِبْلتي داره
يا من له السؤدد التمام إذا
كان لكل الأنام مِعْشاره
لن يحسُنَ الاحتشامُ من ملك
درهمه للندى وديناره
فحواه بشراه حين تسألهُ
وحلمهُ إن عثرتَ إنذاره
أنذر في البخل معشرٌ مُنعُ
وفي السماح الغريبِ إنذاره
يُقر بالوعد حين يعقدهُ
وإن أتى العرفَ طال إنكارُهُ
يا لك من منكرٍ ومعترفٍ
يُكرمُ إنكاره وإقراره
حرَّرنا طولهُ وعبَّدنا
فنحن عُبدانه وأحراره
يا من إذا المال حلَّ عِقوته
حُسِّن إقباله وإدباره(77/371)
يورّد من حِلَّه على كرم
ثُم إلى العارفات إصداره
يا من يجيرُ المُلاوذين به
فالله من كل آفة ٍ جاره
قصَّر من يسأل الحقائر أم
ثالك جِداً وآنَ إقصاره
فاعذر وإن كنتُ قد سألتك ما
يصغر فيما تُنيلُ قنطاره
وعجِّلِ الندّ وليكن عبقَ النْ
نفحة يذكو وإن خبتْ ناره
فما قليلٌ قليل ذي كرمٍ
يطيبُ إقلاله وإكثاره
ومِن زَراءِ الكثير قطعُكَه
ومن بهاء القليل إدراره
شجاً أن أروم الصبر عنك فيلتوي
عليَّولؤمٌ أن يساعدني الصبر
فيا حَزَني أن لا سلوَّ يطيعني
ويا سوءتا من سلوتي إنها غدر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> صادت فؤادي عشية َ النفر
صادت فؤادي عشية َ النفر
رقم القصيدة : 61180
-----------------------------------
صادت فؤادي عشية َ النفر
ظبية ُ قصرٍ نأتْ عن القَفْرِ
كالشمس في حسنها وبهجتها
فإن تورّعْتَ قلتَكالبدرِ
لو قُلدت نحرها السعود من السْ
سَبعة قلَّت لذلك النحر
أو نُطِّقت خصرها بمنطقة ال
جوزاء قلَّت لذلك الخصر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> من الحيف تخسيسُ النوال ومطْلهُ
من الحيف تخسيسُ النوال ومطْلهُ
رقم القصيدة : 61181
-----------------------------------
من الحيف تخسيسُ النوال ومطْلهُ
فعجِّل خسيساً أو فأجل موفَّرا
وكن نخلة تُلوِي وتُسني عطاءها
وإلاّ فكن عَصْفاً أقلَّ ويسرا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ليهنكِ أنْ قد مرّ من صدر دولة
ليهنكِ أنْ قد مرّ من صدر دولة
رقم القصيدة : 61182
-----------------------------------
ليهنكِ أنْ قد مرّ من صدر دولة
شهورٌ توالتْ بعدهن شهورُ
وأن العدا قد سُوِّغوا في مؤمّل
مقالهُم بعضُ الرجاء غرورُ
أيُجدب ياللناس مرعَى وليِّكم
وأنتم غيوثٌ للورى وبحور
ويدجو عليه ليلُهُ ونهارهُ
وأنتم شموس أشرقتْ وبدور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقول وقد قال العذول فأكثرا
أقول وقد قال العذول فأكثرا
رقم القصيدة : 61183
-----------------------------------
أقول وقد قال العذول فأكثرا(77/372)
وملّ من الإكثار فيها فأقصرا
دريرة ٌ منّي بالمكان الذي به
حياتي فدعْ عنك الملام المكررا
جرى حبها منّي مجاريَ ريقها
وألحاظِها ثم اكتفى فتحيّرا
فيا لك من جارٍ مع الروح ساكنٍ
مساكنَها في مأمنٍ أن ينفّرا
وكيف سلُّو القلب عنها وقد غدا
لها كل قلبٍ سخّرتْه مسخّرا
وقد أُوتيتْ عينين هاروتُ فيهما
وماروت ما أدهَى لقلبٍ وأسحرا
دريرة ما للدر عنديَ مَفْخر
سواك ولولا أنت ما عُد مفخرا
دعاك المسمِّي باسمه فرفعته
وفخّمت من مقداره فتكبرا
فأنت له حلْيٌ وإن كان حلية ً
لكل غضيض الطرف أكحلَ أحورا
وما الحلى إلا حيلة لنقيصة ٍ
تتمم من حسنٍ إذا الحسنُ قَصَّرا
ليس لحليٍ في الجميلة منظراً
جمالٌ ولكنْ في القبيحة منظرا
تضيء نجوم الليل في الليل وحده
وليس لها ضوء إذا الصبح نَوَّرا
فأمّا إذا ما الحسنُ كان مكمّلاً
كحسنكِ لم يحتج إلى أن يُزوّرا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا كنت لو دام السواد وأخلقتْ
إذا كنت لو دام السواد وأخلقتْ
رقم القصيدة : 61184
-----------------------------------
إذا كنت لو دام السواد وأخلقتْ
محاسنَك الأيامُ قيل كبير
فكيف ترجّي بالخضاب وإفكِه
وأنت كبير أن يقالصغير
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هلِ الملالة إلا منقضى وطرٍ
هلِ الملالة إلا منقضى وطرٍ
رقم القصيدة : 61185
-----------------------------------
هلِ الملالة إلا منقضى وطرٍ
من لذة ٍ يُطبَّى من غيرها وطرُ
وفيكِ أحسنُ ماتسمو النفوس له
فأين يرغب عنك السمع والبصر
لاشيءَ إلاّ وفيها منه أحسنُهُ
فأين يُصرِف عنها القلب والنظر
ما كان ضرَّ سماءً تستظل بها
فلو امّحى نيراها الشمس والقمر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامن له صَفوات الحسنِ والخير
يامن له صَفوات الحسنِ والخير
رقم القصيدة : 61186
-----------------------------------
يامن له صَفوات الحسنِ والخير
ومن تصاغرَ عنه الشمس والقمر
أحسْنُ وجهك ينمي لا انتهاءَ له
أم هل تعاقبهُ في ساعة صور(77/373)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ويغفر للهافين غيرَ مُقصِّرِ
ويغفر للهافين غيرَ مُقصِّرِ
رقم القصيدة : 61187
-----------------------------------
ويغفر للهافين غيرَ مُقصِّرِ
ولاجاهلٍ ماقد أتوا حين يغفرُ
ولكنْ يثيب المحسنين مَثوبة ً
ينافسهم فيها المسيءُ فيُقصِر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> زُوِّج شيخ لنا عجوزاً
زُوِّج شيخ لنا عجوزاً
رقم القصيدة : 61188
-----------------------------------
زُوِّج شيخ لنا عجوزاً
تُزهى بطست لها وتوْرِ
تُنزِّه الطرف في ذُراها
فلا ترى ثم غير ثورِ
قد بارها الدهرُكلِّ بور
وبارت الدهرَ كل بورِ
دارت تعاويذُها قديماً
في الحَزْن والسهل كلِّ دور
مُلظّة ً بالطريق تهدى
في كل نَجْد وكل غور
قد أنعلتْ خُفَّها بزوجٍ
ولفَّفت رأسها بكور
تزعم تعويذها شفاء
من كل برد وكل فور
وشيخنا مُحرِز جَداها
في كل حال وكل طور
تمور أكسابُها عليه
إذا التوى الكسبُ كل مور
حتى إذا ضاجعتْه ليلاً
وصافحت زَوره بزور
أدلت إلى شِدقه لساناً
ما هو إلا طِحال ثَور
وابتلعتْ أيرهُ بطيز
ما هو إلا غِمار هَورِ
فالعدل منها عليه جَور
قاتلها الله أيُّ جور
وحاله الحورُ بعد كورٍ
في ذاك لا الكور بعد حور
أشهدَ إن لم ترح وتغدو
جليس قعقاع بن شور
لتَسكننَّ الثرى وشيكاً
أولَتموتَنّ خلف سور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا ابن الوزير الذي تمَّت وزارتُهُ
يا ابن الوزير الذي تمَّت وزارتُهُ
رقم القصيدة : 61189
-----------------------------------
يا ابن الوزير الذي تمَّت وزارتُهُ
لا تجمعنّ عليّ العار والنارا
إن كنتُ أحسنت في وصفي مآثركم
فأثِّروا فِيَّ بالأحسان آثارا
أو كنت قد قلت مالا أستحق به
منكم ثواباً فرُدّوه وما سارا
إن المديح إذا ما سار منفرداً
من الثواب كسا من قاله عارا
الله يعلم أني ما ألوتكمُ
إطابة ً عند مدحيكمُ وإكثارا
وقد يُغَر بليغٌ من بلاغتهِ
وقد يظنُّ سوى المختار مختارا
فعفوكم عن مسيءٍ غير معتمدٍ(77/374)
كان الإله لكم من سُخطه جارا
إني أرى عفوكم عني وستركُمُ
عيبي أجلّ من التثويب مقدارا
صونوا خَلاقي كما صنتم نوالكُمُ
عني وإلاّ فكونوا حاكماً جارا
من ذا أحل لكم أن تهتكوا خَلَقي
وأن تمدُّوا على المعروف أستارا
غثٌ من الشعر فيه ذلُّ مسألة ٍ
كلاهما يُكسِب المستور إعوارا
رُدّوا عليّ بُيَيْتاً زلّ عن كبدي
لم يلق عندكُمُ إذ َضيمَ أنصارا
أصغر تموه فأسرفتم وحُق لهُ
لو تمم الله ما لقاه إصغارا
ردوا عليَّ قبيحاً عندكم حسناً
عندي أرى ما ازدريتم منه كُبّارا
أقررت فيه بعيب لست أعرفهُ
وربما استبطن الإقرارُ إنكارا
أسهبتُ فيكم لكي أعلى فطأطأني
تقصيركم بي فقد أزمعت إقصارا
إن السلاليم لاتبنَى أطاوِلُها
يوماً ليهبط بانيهنّ أغوارا
لكن ليصعدَ أنجاداً تُشرفهُ
حتى يمدّ إليه الناس أبصارا
وقد هبطتُ بما أسديتُه لكم
من حالقٍ ولعل الله قد خارا
كم هابطٍ صاعدٌ من بعد هَبْطته
وغائرٍ منجِدٍ من بعد ما غارا
قد يخفض الدهر من حر ليرفعه
طوراً وطوراً وكان الدهر أطوارا
لاغرو أن يضع المهدي هادَيهُ
حالاً ليرفعه حالاً إذاً ثارا
ثقلتُ في كفة الميزان فانكدرتْ
تهوي وشالت خفاف القوم أقدارا
صبراً فكم ناهضٍ من بعد وقعته
يوماً وكم واقع من بعد ما طارا
إذا هوى الدر في الميزان أصدرَهُ
تاجاً إلى قمة العلياء سَوّارا
إن المواعظ أنفال يُنفِّلها
ذوو الحجى تترك الأعسار أيسارا
سينصف الدهر من قوم بدائرة ٍ
وفي الجديدين إنصاف إذا دارا
وثقت فيكم بغدر الدهر إن لهُ
غدراً وفيّاً وقِدْماً كان غدارا
يارُبّ غدرٍ وفيٍّ قد رأيت لهُ
أخنى على ملك واغتال جبارا
لابْنَي سُمَيرٍ صروف غير غافلة ٍ
تُحسَّن نقضاً كما تحسَّن إمرارا
لعل ما نالني منكم سيُغضِب لي
أنصار صدقٍ من الأنصار أحرارا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إن أنتَ صادفت أخا لحية ٍ
إن أنتَ صادفت أخا لحية ٍ
رقم القصيدة : 61190
-----------------------------------
إن أنتَ صادفت أخا لحية ٍ(77/375)
قد جلّلتْ من كبر صدرَهْ
فاقبض بيُسراك على أصلها
وضع على حلقومه الشَّفرَه
فإن خشيت الله في قتله
وخفت منه سطوة مرَه
فثِب إلى عُثنونه ناتفاً
فأتِ عليه شعرة شعرَه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا بن فراس أيُّ شيءٍ تنتظرْ
يا بن فراس أيُّ شيءٍ تنتظرْ
رقم القصيدة : 61191
-----------------------------------
يا بن فراس أيُّ شيءٍ تنتظرْ
لم يبقَ إلا أن أراك تعتذر
وأن أراني عند ذاك أعتبر
فتسأل الغفران إذ لا أغتفر
رُح لي بما أمَّلْت إذا لم تبتكر
وإن عجزتَ أن تَسُنَّ فافتقر
أولا فقد خاب رجائي وخسر
والقول يبقى والخطوب تنشمر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا يغْضَبنّ لعمرو من له خطرٌ
لا يغْضَبنّ لعمرو من له خطرٌ
رقم القصيدة : 61192
-----------------------------------
لا يغْضَبنّ لعمرو من له خطرٌ
فليس يرضى بضيمي من له خَطَرُ
لا سيما ولقولي فيه منزلة ٌ
من سيد مثَّلاهُ الشمس والقمر
لضحكة ٌ منه أوْلى أن أُسَرَّ بها
من ضحكة الروض وشَّى بردَهُ الزهرُ
لو كنت أعلم أن الشرك يُضحكهُ
أشركتُ بالقرد عمروٍ أنه عَبرُ
فإن تعجّب قومٌ قلت ممتثلاً
قولَ الفرزدق فيما أدَّت السِّيِرُ
أيعجب الناس أن أضحكتُ سيدهم
خليفة َ الله يُستسقى به المطر
وإنني مستعير عرضَ عَمْرِهُمُ
شهراً من الحول كي يُقضَى به وطر
كما استعار عليٌّ هامَ شيعته
تحت الظُّبا ساعة ً فيما حكى الخبر
وليس يُغبَن عمرو في إعارته
إياي عِرضاً سيبقى فيه لي أثر
يُعيرنيه دَريساً ثم يأخذهُ
مني جديداً مُوَشًّى كله حِبر
يا عمرو لا تمنعّنا ما نُسرُّ به
فإن ذلك لؤم منك أو خور
وقد أعار خيارُ الناس هامَهمُ
إمامَهم ولأهل الفضل مصطبر
دع ذا فأنت حقيقٌ أن تكافئني
لو كنت تدري وأنَّى يفْقه الحجر
نبهتُ ذكرك حتى عاد خاملُهُ
بدراً وكان سِراراً دونه سُتُر
سخرتُ فيك هجائي بعدما ذَئِرتْ
منك القوافي وقِدْماً عيفت القُذَر
وإن تسخير فكري فيك قافية ً(77/376)
لسُخْرة منه خفَّت عندها السُّخَر
فاشكر وهيهات أن تُهدى لشكر يدٍ
وكيف يُهدَى غَويٌّ قَصْرُهُ سَقَرُ
أستغفر الله لم تُشهرك حادثة ٌ
بل أنت قدماً بذاك الأنف مشتهَرُ
بل أنت كلك شيء لا نظير لهُ
فيما رأيناوفي أشياءَ تنتظر
فاشكر إلهك لا تشرِك به أحداً
إن كان يُشكَر شىء كلّه شُهَر
يا عمرو لو قلبت ميممُسكَّنة ٌ
باءً محرَّكة ً لم تُخطأ الفُقر
فإن ضِننت بميم كاسْتِ صاحبها
فبدِّل العينَ غيناً أيها الغَمَر
ولا تميلنَّ عن عمرو إلى عُمَرٍ
فينتضي لك من أكفانه عمر
ويغضب الله والسبعٍ الطِّباق له
وساكنوهنّ والأبرار والسور
سمَّتك يا عمرو عمراً وهي ظالمة ٌ
رِمامُ سوءٍ وقد أودى بها العَفر
فادعُ الإله عليها غير مُتَّئبٍ
وغيِّر اسمك حلَّت باسمك الغِير
خيِّم على عَبرواقنع بها سِمة ً
فيها لمثلك إن أنصفت مُقتصَر
سامح أبا العبر المسكين في ولدٍ
يُعزَى إليه وكُنْه أيها العبر
أصبحت تصلح مصداقاً لكنيته
دعوى شواهدُها أخلاقك العرر
أنت ابنه غيرَ شك يا أبا حسنٍ
فاذهبْ ظفرتَ بما لم يأمل الظَّفر
حَصَّلته هاشمياً لا نظير له
مِلْحا وظرفاً وإن قال الخنا نفر
وما أتى بك حياً بل صَدى حُفرٍ
وهكذا تلد الأصداء والحفر
لو كنت من ولد الأحياء ما اكتسبتْ
يداك دَهْيَاءَ لا تُبقي ولا تَذر
أعجبْ بناسل عمروٍ وهْو في جدثٍ
وفي الحوادث آيات ومعتبَر
وإنّ أعجب من عمروٍ وناسِله
لأنْ غدا وهو محجوج ومُعتمَرُ
جبسٌ يهرُّ على الأحرار حاجبه
وآفة ُ الناس أن تستأسِد البقر
وأن يكون له بغلٌ وآلته
وأن يسير وقد حَفَّت به الزمر
مخَّبل الخَلق في أوصاله حَوَل
كأن خِلْقته ثوب به شَطَر
أو شكل ميزان قتٍّ جانبٌ صَعَد
وجانب ثقَّلوه فهو منحدر
للعين في وجه عمرو مقبِلاً طِيَرٌ
وفي قَفاه لها مستدبراً عبر
فإن تطاوَحَ فيه طرفُها صُعُداً
أضحى له ولها في طولها سفر
قالت مقابحُ عمروٍ عند موقعه
في أمه ما لمثلي افتُضّت العُذر
أنَّى يكون لنفسٍ حرة سَكَناً(77/377)
وليس فيه لكلب جائع جَزَر
إني لأحسب عمراً من طفاستِه
يُضحي وفي بعضه عن بعضه زَوَر
يا ابن الوزير الذي جَلَّت وزارتهُ
أنى يُراح إلى عمرو ويبتكر
قد أنكر الحزمُ أنا كلَّ شارقة ٍ
تُضحى بعمرو لنا ذنبٌ ومعتذَر
يُزري علينا به قوم فيجشِمنا
تمويهُ عذر وبعض العذر معتسَر
ولا يني مُستخِفّاً بامرىء ٍ وجبتْ
عليك بالميل والزلفى له أُجَر
منها الكرامة وهي الفرض توجبهُ
وعند طولك أنفال له أُخَر
وما دعاه إلى استخفافه درَك
لكن دعاه إليه الجهل والبطر
وليس تخطىء ذا الخرطوم واحدة ٌ
من اثنتين إذا ما حُصحِص النظر
جهالة وتعدٍّ في إهانته
مولاك والذنب في هاتيك مغتفرُ
لكن عَتاد أبي الخرطوم سيدنا
كبيرة صغُرت في جنبها الكُبر
قد امتطى القردُ في إتيانها غَرَراً
ياواحد الناس فليعثُر به الغرر
أما رآك وقد أكرمتني طرفاً
من النهار أما كانت له ذِكر
أما درى أن ما عظَّمت قيمتهُ
فهو العظيم وماحَقَّرت محتقر
لشدّ ما أقدمتْ بالأمس عزمتُهُ
على التي أعوزتْ أنصارها العِذر
فإن هم عُذروا بالجهل صاحبها
فليس في رفض أعمى القلبِ مؤتمر
ممن يرى أن رزء العِرْض مُجتَبرٌ
ولايرى أن رزء المال يجتبر
وما الصواب سوى استقصاء نعمتهِ
وكلُّ نعمى على أمثاله هدر
كيما يكونَ لأقوام به أدبٌ
وفي النَّكال عن الزلات مزدجَر
والحمد لله شكراً لاشريك لهُ
على الأمور التي يجري بها القدر
وسائل لي ما عمرو وموضعه
أأعوزتْ رأيَ ذاك السيدِ الخِير
فقلت كلاّ ولكن طوله عجبٌ
بمثله شُغِل السُّمار والسمر
ما زال ذا مِننٍ تُهدَى إلى شبحٍ
مافيه مَسْدًى لعُرف حين يختبر
محاِولاً فعلَ عرف لا يخالطهُ
شوبٌ سواه وذاك الصفو لا الكدر
وللصنائع والآلاء تصفية ٌ
عند الكرام تراها تلكمُ الفِطر
خِرْقٌ تراه بفعل الغيث مقتدِياً
والغيثُ يُنعِم حتى يُعشِب المَدَر
فلن تراه وفي عرفٍ يجود به
ترشيح شكر وهل للغيث مُتَّجرُ
كافٍ كسى الناسَ طراً من فواضله
ماليس في ثوبه ضيقٌ ولا قِصر(77/378)
كالغيث يصبح مغموراً بنائله
أفاضلُ القوم والأنعام والشجر
هذا على أن فيه فضلَ تكرمة ٍ
للأفضلين ولِمْ لاتُمسحَ الغرر
مثل الفراسيِّ والنحوي صاحبهُ
وكالملقَّبِ فهو الغُنج والحور
ذاك الذي لم يزل ظرفاً ونادرة ً
كأن مَحْضَره الأصداغ والطُّرر
وكالطبيب أبي إسحاقَ إن لهُ
نفعاً مبيناً إذا ما أجحف الضرر
وما نسيتُ أبا إسحاقَ مائرنا
تلك الفكاهات سِيقتْ نحوه المِيِر
بحر المعاني ثِقافُ اللفظ قيِّمهُ
إذا تَعاجَم فيه البدو والحضر
وكيف أنسى امرأً يحي محاسنهُ
ذكراه عندي إذا ما ماتت الذِّكَر
وكالنّظيف نزيف إنه لهبٌ
ذاك له حركات كلها شَرَر
ذاك الذي لم يزل طيباً ومنفعة ً
كأن مشهده الآصال والبُكر
أقسمت لو لم تحصِّنّا حرارتُهُ
من برد عمرو لقد أودتْ بنا القِرر
ولي إلى ابن فراس عودة وجبتْ
له عليّ بحق إنه وَزَر
ذو مخبر بارعٍ في منظرٍ حسنٍ
فيه لذي الفخر بالخدّام مُفتخَر
كأنه حين يجري في كتابته
له طريق إلى العلياء مختصر
صَفّاه من كل عيب أنه رجلٌ
ما إنْ يزال له من عائب حذر
سيفٌ محلَّى تروق العين حليتُهُ
وصارمٌ حين يتلو حدهذَكَر
ولا يخونُك في سرٍّ ولا علنٍ
أمانة ً أو يخون السمع والبصر
ليست مثانيه من نبعٍ لعاطفه
ولا مكاسِرهُ للمعتدِي عُشَرُ
تطرّفت شِرَرٌ منهُ حباهُ بها
شرخُ الشباب ولم تنقض له مِرَر
وربّما نفختْ في ناره هَنَة ٌ
فاستوقدتْ شرراً ما مثلها شرر
حام بحزم حمى السلطان في كرمٍ
رامٍ بعزم إذا عنَّت له الفُقَر
يُثني السهامَ عن المرمى وآونة ً
يُمضي السهام إذا لاحت له الثُّغَر
لا يورد الأمر أو تبدو مصادرهُ
ولايرى الوردَ ما لم يمكن الصَّدَر
أضحتْ كتابتهُ بيضاءَ تشبههُ
يُجبَى بها الحمد للسلطان والبِدَر
وكلُّ ما قلته فيه فسيدنا
أولَى به وهو من حقت له الأُثَر
وللعروق ثمارُ الفرع تمنحها
أغصانُهُ وللبِّ الهامة الشعر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قل للإمام المهتدي كاسمه
قل للإمام المهتدي كاسمه(77/379)
رقم القصيدة : 61193
-----------------------------------
قل للإمام المهتدي كاسمه
وللشبيه السر بالجهر
أنصفت بعض الناس من بعضهم
فأنصف الناسَ من الدهر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا ليت شعري حين أخلفتَ موعدي
ألا ليت شعري حين أخلفتَ موعدي
رقم القصيدة : 61194
-----------------------------------
ألا ليت شعري حين أخلفتَ موعدي
وأنت امرؤ قد حَلَّمتك المَعاشِرُ
أقدَّرتَ أني راغب فيك لائم
أبا حسن أم زاهد فيك عاذرُ
كلا ذا وهذا يَتَّقي الخلُّ مثلَهُ
على العهد من خلانه ويحاذر
ويا ليت شعري حين غبتَ أفائزٌ
ببغيته أم خائب القِدح خاسر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لئن قَبُحتْ منّي لديك الظَّهائرُ
لئن قَبُحتْ منّي لديك الظَّهائرُ
رقم القصيدة : 61195
-----------------------------------
لئن قَبُحتْ منّي لديك الظَّهائرُ
لحْسبُك حسناً ما تُجِن الضمائرُ
وإني وإن أخلفتُ وعدَك للَذي
وفى لك منه جَهْرهُ والسرائر
عثرتُ وأنساني التحفُّظِ أنني
أراك مُقيلاً حين يعثر عاثر
فلا تَلْحينِّي في ذنوبي كلها
فجاني ذنوبي عفوك المتواتر
فإنْ لا تكن كانت لعفوك وحده
فعفوُك لي فيها شريكٌ مشاطِر
ومالك إنكار الجرائر من أخٍ
إذا وقعت منه ومنك الجرائر
ولا بأس أن يزداد طولك بسطة ً
بأنِّي خطَّاءٌ وأنك غافر
وضعتُ جِران الذل سمعاً وطاعة ً
ولي في مغيبي عنك يوماً معاذر
شُغِلت بصيد الظبي حتى اقتنصتُهُ
وها هو ذا قد قَبَّضتْهُ الأظافر
وكل امرىء ٍ يَفري بجدك مُفلحٌ
وكل امرىء ٍ يسقي بجدك ظافر
وهل يحسن التقصير أو يُعذَر الوَنَى
ومثلي مأمورٌ ومثلُك آمر
وليست لأستاذٍ عليّ ملامة ٌ
إذا غاب شخصي عنه والنفع حاضر
وساءلْتني هل غبتَ والقِدحُ فائزٌ
لدى غيبتي أم خائب ثم خاسرُ
ولم أخْلُ من ربحٍ وخُسْرِ كليهما
إذا نفذت للمبصرين البصائر
كفاني ربحاً بُغيتي لك حاجة ً
ولو أنها مما يَهاب المُخاطر
وحسبي خسراً أن افأْتَ بنظرة ٍ
إليك على أني بقلبي ناظر(77/380)
Free counter
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا كائناً بين أوعاثٍ وأوعارِ
يا كائناً بين أوعاثٍ وأوعارِ
رقم القصيدة : 61196
-----------------------------------
يا كائناً بين أوعاثٍ وأوعارِ
من صَرْف دهرٍ على أبنائه ضارِي
لعا لعاً لك من عَثْرٍ ألمَّ بنا
في سابحٍ منك طِرفٍ غير عثّار
ما زال يسبق بالتقريب طالبَهُ
وفيه كنزان من شَدِّ وإحضار
أعجبْ به فيك من شكوٍ ولا عَجَبٌ
من ريب دهرٍ ولا من صرف مقدار
أنَّى امتُحِنت ببلوى لا يُشاكلها
ما خلتُها غير تعبيرٍ وإنذار
وكلّ عبدٍ أراد الله عصمتهُ
لم يُخْله الله من وعظٍ وإذكار
أما وبُرْئِك كلّ البرء من وصَبٍ
أضرَّ بالناس طراً كلّ إضرار
لئن منحتُك إشفاقاً تكنَّفهُ
وُدّان من بين إعلان وإسرار
إني لأنشر إشفاقي على رجلٍ
فَرْدٍ له خطر وافٍ بأخطارِ
وكنت والدهر غدار بصاحبه
لا سيما إن رآه غير غدارِ
أخشى عليك اضطرامَ الدهر لاعِللاً
تُخشَى على كل كابي الزند عُوّارِ
ما أنت والبردُ يا من كل جارحة ٍ
من جسمه ذات نيران وأنوار
جارتْ عليلتُك المنهاجَ سارية ً
وهل يَضِل على بدر الدجى ساري
ما مثلها ياشهاب الأرضِ غاشية ٌ
معهودة من غواشي تلكمُ الدار
برد أطاف بنار منك موقدة ٍ
ليست تبوخ ولا تُذكى بمسعار
ما كان يجمع جلّ الله بينكما
إلا المؤلفُ بين الثلج والنار
أبشِرْ فإنك طودُ الله أسسهُ
وشاد منه بناء غير منهار
فأمنْ فإن ذكاءً أنت ضامنهُ
قِرنٌ لشكرِك جَلْد غير خوار
ستستجيش عليه أو تُطحطحهُ
في فِيقة ٍ بحريق منه سوّار
وإنما هو برد والسلام لهُ
شَفْع وفيك طباع زَنْده واري
والله يأسر قوماً ثم يُطلقهم
والدهر ينَسخ أطواراً بأطوار
وحسبك العُرف من دِرعٍ ومن تُرُسٍ
وحسبك الله من حصن ومن جار
كأنني بك في سربال عافية ٍ
والحال حالان من نقض وإمرار
تجري فتسبق من يجري إلى كرمٍ
عفواً وأجدِرْ بسبقٍ بعد مضمار
وأنت صاحٍ من الأسقام منتقِبٌ
ديباجة ً ذات إشراق وإسفار(77/381)
نشوان من أريحيات الندى ثِملٌ
لا من عصارة كَرْم بنت أعصار
مُطعّمٌ طيباتِ العيش تأكلها
والصوم لاشك متبوع بإفطار
عُوّادك الشعراء الصِّيد قد وفدوا
إلى عطاياك من بدو وأمصارِ
عَقْرَى لتأسوهُم كَسْرَى لتجبرَهم
يهوُون كالطير تهوي نحو أوكار
كاروا العمائم واقلولَوا على شُعَبٍ
وأقبلوا بين أكوارٍ وأكوار
جابتْ سهولاً وأوعاراً ركائبهم
كيما يحلّوا سهولاً بعد أوعارِ
في كل هاجرة ٍ شهباءَ حامية ٍ
وكل داجية دهماءَ كالقارِ
فخيَّموا منك في سهلٍ مَباءتُهُ
وأوسعوا بك طراً بعد إقتار
ولو قدرتَ من اللين اللطيف بهم
أحللتَهم بين أجفان وأشفار
فكم ضيوفِ ضيوفٍ في رحالهمُ
وكم هنا لك من زوار زوار
تُطوَى لنا الأرض إن أمَّتك نِيّتُنا
وإن لقيناك زيدت نشرَ أقطار
طيٌ ونشر لشوق لا كفاء له
وطلعة ٌ منك فيها طي إعسار
وحُقَّ أن تُنْشَر الدنيا لذي أملٍ
لاقال ياخيرَ مُمتارٍ لممتارٍ
كما يحق بأن تطوى لذي سفرٍ
نَواك يا خير مُزدار لمزدار
لنا فوائدُ شتّى منك نافعة
عُرف لعافٍ وعرفان لِنظّار
ما انفكّ آتوك من مالٍ تجود به
ومن إضاءة آراءٍ وأفكار
آراؤك البيض تهديهم وتشفَعها
آلاؤك الصُّفر ما الأيدي بأصفار
فالناس تحت سماءٍ منك مشمِسة ٌ
والناس تحت سماءٍ منك مِدْرار
أصحت وصابتْ ففيها كل منفعة ٍ
وربما أصعقت يوماً لأشرار
وليس يصلح لاستصلاح مملكة
غير امرىء ٍ نافع بالحق ضرّار
ما ليم قطّ على استئثاره أحدٌ
إلا وجدناك معذولاً لإيثارِ
تعطي الجزيل وما أكبرتَ قيمتَهُ
وأيسرُ الشكر تلقاهُ بإكبارِ
شهدتُ أنك سَلسال كماء حَيّا
وسائرُ الناس صلصال كفخارِ
أقسمتُ بالفعلاتِ الغُرّ تفعلها
في الناس أنك من غَرّاء مِذْكارِ
لئن سبقتَ إليَّ الناس كلهمُ
لقد سبقت إلى شكري وأشعاري
أبكرتَ فاصطدتني والقومُ في سنة ٍ
وصاحبُ الصيدِ قِدْماً كلُّ مبْكار
أنت الذي صان لي عرضي ومسألتي
عن كل كلبٍ على الأحرار هَرّار
ولن يُثوِّب شعراً كالعليم به(77/382)
ولن يقوِّم ثوباً مثلُ سمسار
أمطيتَني البِشرَ حُملاناً وأقفرني
قومٌ وكم بين حملان وإقفار
كم سهلة ٍ فيك لاتُكدِي مَحافرها
وصخرة ٍ منك تنبي كلّ منقار
يا خائفاً بدآتٍ منه مشرِفة ً
على عوائدِ سيْب منه ثرثار
ثِقْ بالعوائد منهُ إنه رجل
كالسيل يحفِر تياراً بتيار
لا تَخش من بدئه قَطْعاً لعودته
فإن إقدامه إقدام كرّار
حاشاه أن يردع الإجزالُ كَرّتهُ
أو أن يقدّم إغزاراً لإنزار
بل تستخف بما أعطاك قبضتهُ
حتى يرى ألف قنطار كدينار
وحق من لا يفي شيءٌ بهمته
أن يستقل لعافٍ ألفَ قنطار
خِرْقٌ يحاجز بالإجبار عاذلهُ
ولا يحاجز ممتاحاً بإجبار
ما عامل الدهرَ في إقباله أحدٌ
إلا اشترى منه إقبالاً بإدبارِ
بني ثوابة َ لا زالتْ منازلكم
تُلفَى مثابة مداحٍ وأشعار
أغراضَ منتَزعٍ أكْلاء مرتَبعٍ
مَهْناة َ منتجعٍ غاياتِ أسفار
ما زلتمُ تمنحون العُرفَ جاحدَهُ
حتى أقرّ به من بعد إنكار
وفي الرقاب وُسومٌ من صنائعكم
إن أنكرتْها رجال بعد إقرار
تستعبدون بها الأحرار دهركُمُ
فكم عبيدٍ لكم في الناس أحرار
لكنّ من عَبَّد الأحرار عبدهم
عن غير عمدٍ بحكم للعلى جاري
يريد إعتاق ملهوفٍ فتُلزِمهُ
نُعماهُ رقّاً بلا إثمٍ ولا عارِ
لكم علينا امتنان لا امتنان به
وهل تَمنَّ سماوات بأمطارِ
فكل حرٍّ بنعماكم وصمتكُمُ
من مَنِّكم مكتسٍ من مَنِّكم عاري
وكيف ينوي اعتباد الحر معتقِهِ
في كل بؤس وإعسار بإيسارِ
وما اعتبادكُمُ حراً بمعتمدٍ
أنّى ونياتُكم نيات أخيار
وكم منحتم وكم ألقيتُمُ عِذراً
بعد اللُّهَى لا لتقصير وإقصار
أريتمونا عياناً كل مكرمة ٍ
كانت قديماً لدينا رَجْم أخبار
تخادَعون عن الدنيا وزِبْرجها
فتُخدَعون وما أنتم بأغمار
وتفعلون جميلاً في مساترة ٍ
كأنّ معروفكم إيداع أسرار
ما سار مدحكُمُ في الأرض منشمِراً
إلا بعُرفٍ لكم في الناس سيار
يا رُبّ أبواعِ أقوام ذوي كرمٍ
قِيست فيما عُدلت منكم بأشبار
طُلتم بمجدكُمُ الأمجادَ كلهم(77/383)
لا تعدموا طول أقدارٍ وأعمار
إن كان أورقَ أقوامٌ فإنكُمُ
مفضّلون بتنوير وإثمارِ
أظللتُمُ بشكيرٍ نبتُهُ ثمر
للمجتبين وحييتم بنُوار
كأنما الناس في الدنيا بظلكُمُ
قد خيموا بين جنات وأنهارِ
أيامُنا غُدواتٌ كلها بكمُ
خلالهن ليالٍ مثل أسحارِ
لكم خلائق لو تحظى السماءُ بها
لما ألاحتْ نجوماً غير أقمارِ
لا ترهبوا الدهر إن العرف ناهضُة ُ
لكم على الدهر منها خير أنصارِ
أنتم بها منه في حِرْزٍ وواقية ٍ
إن صال يوماً بأنيابٍ وأظفار
لولا عمارتكم للملك دولتَهُ
لأصبح الملك في بيداءَ مِقفار
كتّاب ملك إذا شئتم مقاتَلة ً
يستنفر الملك منكم خير أنفار
تقاتلون بآراءٍ مسددة ٍ
لا بل بأسلحة ٍ لا بل بأقدار
أقلامكم كرماح الخط مشرَعة ٌ
طولاً كطولٍ وآثاراً كآثار
آراء صدقٍ أتى التوفيق خِيرتَها
في موقف بين إيراد وإصدار
يا رُبّ ثِقلٍ حملتم عن خلائقنا
لم تعدلوه بآثام وأوزار
لا كالأُلى حملوا ما لا يفون به
وأُوقِروا من أثام أي إيقار
رآكم الله والسلطان حزبهما
فاستعمر الملك منكم خير عمار
لو لم تكونوا دروعاً للدروع بها
لأعورتْ كلُّ درعٍ أي إعوار
أو لم تكونوا سهاماً للسهام بها
إذاً لطاشتْ مرامي كل أُسوار
أو لم تكونوا رماحاً للرماح بها
لم يجعل الله فيها نقض أوتار
أو لم تكونوا سيوفاً للسيوف بها
لأخفرتْ حامليها أيّ إخفار
رعيتُم لِقحات الفيء رِعيتها
فأعقبتْ بعد إنزار بإغزار
حَفّلتُمُ ومريتم كل ناحية ٍ
قد حاردتْ ثم ثَلَّثتم بإدرار
فأترعتْ عفواتُ الدَّرّ مِحلبها
وطال ما لم تصادف غير أغبار
تُلفى العِلاب إذا أدررتُمُ دِرراً
ملأْن بين قرارات وأصبار
يا رُبّ أمرٍ غدا حُضّاره غيباً
وأنتُمُ غيب فيه كحُضار
كم قد سموتم بأيديكم إلى شرفٍ
لم يسمُ قطّ له قوم بأبصار
لاتجعلوا من حديث الناس موعظة ً
ولا يزلْ عُرفكم أسمارَ سُمار
ومستخفٍّ بقدر الشعر قلت له
لن ينفُق العطر إلا عند معطار
لاتُصغِر الشعر إن أصغرت قائلهُ
فإنه غير محقوقٍ بإصغار(77/384)
ولا يغرّنْك تصريف الهُنِّي له
فتستخفّ بشأن منه كُبار
أما ترى المسك بَيْناه على حجرٍ
يُذلّه كل ذلٍّ فِهْر عَطّار
إذ بَلَّغتهُ صروف الدهر غايتهُ
فاحتلّ منزلة ً من رأس جبار
وقد عرفتُ وغيري حق معرفة
للشعر أنصار صدقٍ أيَّ أنصار
يكفيك أنَّ أبا العباس ينصرهُ
وإنما الحكمُ فيه حكمُ معيار
فاعدِل بلومك عني إنني رجلٌ
أجررتُ في الشعر حبلي أيَّ إجرار
في الشعر أشياءٌ يرتاح الكريم لها
مثل اهتزاز قويم المتن خطاّر
أبني البديع وأهديه إلى ملك
يبني الرفيع وما يبني بأحجار
أضحت له مِنح تحيا بها مِدَحٌ
عُونٌ بعونٍ وأبكار بأبكار
يكسي المديح ولم يُعور مجرّدهُ
وكعبة الله لا تكسي لإعوار
ما في مجرد بيت الله مثْلبة ٌ
كلاّ وإن كان مستوراً بأستارِ
فرد البلاغة لا يخلو مخاطِبُهُ
من سحر يافعة لا سحر سحار
يزداد في القول إنجازاً ومَشربُهُ
محضُ العذوبة لم يَمْلَح لإبحار
لا يعرف الناس إقلالَ العييِّ لهُ
حاشاه ذاك ولا إكثار مِهْذار
تلقى به في مقامات الحجى بطلاً
على كلام سواه غير مغوار
مجانب كل تمويهٍ لبيِّنة ٍ
محارب كل تعذير لاعذار
رأيت مدحك كالإبصار بعد عمى ً
إذ غيره كالعمى من بعد إبصار
إن القريض الذي يخزَى بحائكه
ليَكتسي بك فخراً غير أطمار
كالمسك يفخر منسوباً إلى ملك
وإن تواضع منسوباً إلى القار
يزري على الشعر أقوامٌ بحاكته
وما عليه إذا أُلبستَهُ زاري
Free counter
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بليتُ فأبقِ على سائري
بليتُ فأبقِ على سائري
رقم القصيدة : 61197
-----------------------------------
بليتُ فأبقِ على سائري
فإني في الرَّمق الآخرِ
بلوتَ فألفيتني صابراً
فعُد بالثواب على شاكر
وخذ من فؤادك بعض الهوى
لقلب بحبك مستأثر
يبيت تألَّفُهُ راحتي
وينفر نحوك كالطائر
أقلْ سيدي عثرة العاثر
فما أحسن العفو بالقادر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قولا لمن عاب شعر مادِحه
قولا لمن عاب شعر مادِحه
رقم القصيدة : 61198(77/385)
-----------------------------------
قولا لمن عاب شعر مادِحه
أما ترى كيف رُكِّب الشجرُ
رُكِّب فيه اللحاء والخشب ال
يابس والشوك بينه الثمر
وكان أولى بأن يهذّب ما
يخلق ربُّ الأرباب لا البشر
فلم يكن ذاك بل سواه من ال
أمر لشيءٍ جرى به القدر
والله أدرى بما يدبره
منا وفي كل ماقضى الخِيرُ
فليعذُر الناس من أساء ومن
قصر في الشعر إنه بشر
مطلبه كالمغاص في دَرك اللجْ
جَة من دون دُرها خطر
وليذكروا أنه يُكَدّ له ال
عقل وتُنضى في قرضه الفِكر
وفيه ما يأخذ التخيرُ من
غالٍ ثمينٍ وفيه ما يَذر
وليس بدُّ لمن يغوص من ال
جرف لما يُصطفى ويُحتقَر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سيشكر ربُّ الناس ما قد فعلتَهُ
سيشكر ربُّ الناس ما قد فعلتَهُ
رقم القصيدة : 61199
-----------------------------------
سيشكر ربُّ الناس ما قد فعلتَهُ
بنا بادئاً والربُّ للبرِّ أشكرُ
فلا تُولني البتراءَ منك فإنما
وليُّ اليد البتراء من هو أبتر
وأعقِبْ إذا أبدأتَ عُرفاً فإنما
بوادئه تنسى وعقباه تُذكر
ولا تكُ ممن يلحظ المجدُ فعلهُ
وأولاه معروف وأُخراه منكرُ
ألم ترد دنيا الناس تكسو شبابها
وبهجتها الأحياء ثم تنكّر
فتُشكى وفيما قدّر الله عاذر
لأفعالها لكنها ليس تُعذر
يلومونها مضطرة ً مستقيدة ً
فكيف تُرى يلحون من يتحير
ومن كان في أن يمنع الحقّ شاعراً
فإني في أنْ أبذلَ اللَّوم أشْعَر
فلا تجعل الحرمان أمراً مقدراً
فيلقاك من قولي ملام مقدر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حجرُ الرجل وجههُ
حجرُ الرجل وجههُ
رقم القصيدة : 61200
-----------------------------------
حجرُ الرجل وجههُ
خشن مثل شعرهِ
ضيّق الله عينه
حسْب توسيع جُحرهِ
حوسبتْ عينه بما
زيد في رحب دبرهِ
قبح الله وجهه
فهو ضد لبدرهِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تلقَّ نصيحتي يا ابن الوزير
تلقَّ نصيحتي يا ابن الوزير
رقم القصيدة : 61201
-----------------------------------(77/386)
تلقَّ نصيحتي يا ابن الوزير
بصفحة وجهك الحسن النضيرِ
إذا ما كنت ذا سخطٍ كبيرٍ
فلا تسخط على رجل صغير
سخطت على مهندسك الملّقى
وما هو كفءُ سخطك بالضمير
فكيف إذا أسأت القول فيه
وكيف إذا اعتزمت على النكير
ظلمت وما ظلمت الخصم لكنِ
ظلمت العتْب ذا القدر الخطير
قبيحٌ أن تعاقب مستكيناً
وليس عليك غيرك من مُجير
أعيذك من إخافة مستجير
وأنت مكانُ أمنِ المستجير
ومن إحلال قارعة ٍ بنفسٍ
رجتك لدى مخاذلة النصير
أسيرُك فاقْرِهِ واعددْهُ ضيفاً
فما ضيفٌ بأضعف من أسير
وليس قرى ً بأضعف من تجافٍ
يكون عن المسيء من القدير
إذا سخط المؤدب خيف منهُ
فكيف تُرى من السخط المبيرِ
متى يُقرن بسخطٍ منك قِرْنٌ
فدهر الناس ذو الخطب الكبير
أتوقِعُ بامرىء ٍ لم يمس يرجو
سواك على البلية من ظهير
ومن لم يُكفَ ما جرّت يداهُ
فقادته الجريرة في جرير
وأغمد سيفه عن كل شيءٍ
وجرّد نصله لابني سمير
وإن أنصفت والانصاف أولى
بمثلك فاعلمنْ يا ابن الوزير
فليس بجائزٍ سخطٌ عظيمٌ
تسلِّطه على رجل حقير
أتتك به جريمتهُ ذليلاً
غضيض الجفن ذا نظر حسير
وأعدمَهُ النصيرَ شقاءُ جدٍّ
فأمّل منك معدوم النظيرِ
أتُظلِم منك ناحية ٌ عليه
وفيها سُنّة القمر المنير
كفاهُ بأن يراك وأن يرانا
ونحن لديك في العيش الغرير
وأنّا مكرمون لديك طراً
نراه بمزْجَر المُقصَى الحقير
لذاك أمضُّ من مَضض التنائي
وأتعبُ للشقي من المسير
ومن تسخط عليه فذو اغترابٍ
وإن لم يمسِ في بلدٍ شطير
كفاهُ فوتُ تقريب المُناجَى
لديك وفقدُ منزلة الأثير
مضى لك أولٌ فيه جميلٌ
فصِلْهُ بمنّة ٍ لك في أخير
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حقدتُ عليك ذنباً بعد ذنبٍ
حقدتُ عليك ذنباً بعد ذنبٍ
رقم القصيدة : 61202
-----------------------------------
حقدتُ عليك ذنباً بعد ذنبٍ
ولو أحسنت كان الحقد شكرا
أديمي من أديم الأرض فاعلم
أُسيء الرَّيعَ حين تسيء بذرا
ولم تك يا لك الخيراتُ أرضٌ(77/387)
لتُزرع خربقاً فتريع بُرا
أؤدي إن فعلت الخير خيراً
إليك وإن فعلت الشر شرا
ولستُ مكافئاً بالنُّكر عُرفاً
ولست مكافئاً بالعرف نكرا
يسمَّى الحقد عيباً وهْو مدحٌ
كما يدعون حلو الحق مرّا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شكرتَ مديحي فيك إذ سَبَق الجدا
شكرتَ مديحي فيك إذ سَبَق الجدا
رقم القصيدة : 61203
-----------------------------------
شكرتَ مديحي فيك إذ سَبَق الجدا
وقلت لقد سلَّفتنا المدح والشكرا
فأطربني ما قلت حتى استخفّني
كأن سماعاً هز عِطفيَّ أو خمرا
وما شكر المداح قومٌ سواكُمُ
ولا حكموا أن يسبق النائلُ الشعرا
بقية أبناء الملوك بحقكم
يقولون ما قلتم من العرف لا نكرا
وما زالت الآذان تُقرَعُ منكُمُ
بأشياءَ تنفي من مسامعها الوقرا
فلو لم تُنلني غير ما قلت كان لي
نوالاً جزيلاً لا قليلاً ولا نزرا
وكنتم تفيدونا فوائد جمة ً
فآونة ً علماً وآونة ً وفرا
أما حسبُكم أن تطردوا الفقر وحدهُ
عن الناس حتى تطردوا الجهل والفقرا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> دابر أوطاره إلى الذِّكَرِ
دابر أوطاره إلى الذِّكَرِ
رقم القصيدة : 61204
-----------------------------------
دابر أوطاره إلى الذِّكَرِ
وفاقدُ العين تابع الاثر
مآرب فاته المتاع بها
إلاّ افتقاد العهود بالذِّكرِ
إذا تعاطتْ منالهنّ يدي
أعجزْنَ إلا تناوشَ الفِكرِ
سقياً لأيامٍ لم أقل أسفاً
سقياً ولم أبكِ عهد مُدّكرِ
سقيا ورعيا لعيشة ٍ أُنُفٍ
أصبحتُ من عهدها بمفتقر
أمتعني دهرُها بغبطته
على الذي كان فيه من قِصر
إن يطوِ لذّاتها المشيبُ فقد
فضضتُ منها خواتم العُذَر
أو يذو أغصانَها الزمانُ فقد
جنيتُ منها مَطايب الثمر
أجزعني حادثُ المشيب وإن
كنت جليداً مستحصِد المِرر
حُقّ لذي الشيب أن يعفّرهُ
لابل كفاه بالشيب من عَفر
ما الشيب شيباً فإن سألت به
فالشيب شَوْبُ الحياة ِ بالكدر
هلاّ يسليك عن شبيبتك الشي
ب ومَنْعاه باقي العُمُر
أولُ بدءِ المشيب واحدة ٌ(77/388)
تُشعِل ما جاورتْ من الشعر
بينا نُرى وحدها إذ اشتعلت
أرتْك نار المشيب في أُخر
مثل الحريق العظيم تبدؤهُ
أولَ صولٍ صغيرة ُ الشرر
تُعدي إذا ما بدت صواحبَها
كأنها عُرة من العرر
كذا صغار الأمور ما برحت
تكون منها مبادىء الكُبر
ليت شباب الفتى يدوم له
ما عاش أو ينقضي مع الوطر
لكنه ينقضي وإرْبتُهُ
في القلب مثل الكتاب في الحجر
يا لمّة ً قد عهدتُها زمناً
سوداءً سحماء جَثلة الغُدر
هل صِبغة الله فيك عائدة ٌ
يوماً ولو بعد طول منتظر
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عينَّي هذا ربيع الدَّمع فاحتشدا
عينَّي هذا ربيع الدَّمع فاحتشدا
رقم القصيدة : 61205
-----------------------------------
عينَّي هذا ربيع الدَّمع فاحتشدا
وأبلياني بلاءً غير تعذيرِ
خص الأمام وعمَّ الناس كلهُمُ
رزءٌ لعمر المنايا غير مجبور
أم الإمام أصيبت وهْو شاهدها
ولا مُجير على صرف المقادير
لقد تجاوز مقدارٌ تخرمها
ظهراً منيعاً وعِزاً غير مقهور
لو أن خابطة عشواء تخبِطنا
لما تُنُخِّل أهل الفضل والخير
نعاء أمَّ أمير المؤمنين إلى
بيتٍ بمكة فالبطحاء معمور
نعاء راعية المعروف رعيتَهُ
لكل عان بأرض الروم مأسور
ولاختلال ثغورٍ طال ما حملتْ
أبناءهن على الجُرْد المحاضير
مواطنُ البر أمستْ وهي موحشة ٌ
منها وأنكرن عهد الأنس والنور
ليبكِها راغبٌ كانت ذريعتهُ
حتى تبدل ميسوراً بمعسور
وليبكها راهب كانت شفيعتهُ
أمسى يحاذر ذنباً غير مغفور
وليبكها لخلال لا كِفاء لها
أجملن من كل خير كل تفسير
يا بقعة ً قُدِّرت فيها حفيرتُها
لقد خُصِّصت بتقديس وتطهير
لا ضير ألاّ تكوني روضة أنفاً
أنيقة النور مِبْهاج الأزاهير
أمسى جنابك مختاراً على جَدث
من الملائكة الأبرار محضور
تحية الله أزكاها وأطيبها
على معارف وجهٍ فيك منضورِ
أما لقد ذهب النومُ المتاح لها
بذكر يومٍ على الأيام مذكور
يوم وجَدِّك لم تشهده أسعدُهُ
ولا اجتليْنَه ميمونَ التباشير(77/389)
إنّا إلى الله مرجوعون ما تركتْ
لنا المصيبة عظماً غير مكسور
وإن فينا لبُقيا بعدما سلمت
نفس الإمام لنا من كل محذور
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا اسلمي يا دارُ من دارِ
ألا اسلمي يا دارُ من دارِ
رقم القصيدة : 61206
-----------------------------------
ألا اسلمي يا دارُ من دارِ
تهيج أطرابي وأذكاري
وقد أُراها فأقول اسلمي
لجمع آرابي وأوطاري
حيَّتك عنا شمْأل سهْوة
تسري إذا ما عرَّس الساري
تنسمتْ تسحب أذيالها
خلال جنات وأنهار
كأنما نُشْرة ُ أنفاسها
تصدر عن حانوت عطار
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إن خيراً من أن ترى فيَّ أن قد
إن خيراً من أن ترى فيَّ أن قد
رقم القصيدة : 61207
-----------------------------------
إن خيراً من أن ترى فيَّ أن قد
فسدتْ نيتي فحقي البوارُ
أن ترى أنني متى انجاب هذا ال
ليلُ عني أضاء ذاك النهارُ
أنا ذاك الذي عهدتَ وإنْ
نفَّرت جأشي فكان مني نِفارُ
ومتى شئت أن تألف نفسي
أُلِّفت وهي إن ظلمت نَوار
إن لي حرمة ً يغار عليها
إن تأملت والكريمُ يغار
لا تكونن من أطاع هواهُ
وطغى إذ أطاعه المقدار
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لو كنت أنت حُنيناً في حذاقته
لو كنت أنت حُنيناً في حذاقته
رقم القصيدة : 61208
-----------------------------------
لو كنت أنت حُنيناً في حذاقته
أو مَعْبداً رأسَ من غنى من البشرِ
أو كنت كابن سُريجٍ في تقادُمه
أو الغريض ففيهم منتهى العبر
هل كنت تُطرب إلا من تشاكلهُ
ولو أعانك صوت الدف والوتر
إن الكلاب مغنيها ومطربها
في صوته عمر فاسلح على عمر
والقحطبي إذا غناك مرتجلاً
فقل خريت وقم عن مُطَّلٍ بخر
لو كان في سُعُرٍ في سَقرٍ
لمات سامعه من شدة الخصر
إن جاء يفخر بالعباس والدهُ
فقل فخرت بشيخٍ أرملٍ ذكر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فتى يبسط الآمالَ حسنُ لقائه
فتى يبسط الآمالَ حسنُ لقائه
رقم القصيدة : 61209(77/390)
-----------------------------------
فتى يبسط الآمالَ حسنُ لقائه
ويقبضها من بعد نائله الغَمْرُ
إلى أين بالآمال بعد نواله
إلى أين وافى آخر السَّفر السَّفْر
فكم نفحة في كفه أريحيّة
طوت أملاً قد كاد يخلقه النشر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لم تكن مثلُ نعمة الله في العبْ
لم تكن مثلُ نعمة الله في العبْ
رقم القصيدة : 61210
-----------------------------------
لم تكن مثلُ نعمة الله في العبْ
باس تنجو من آفة التكديرِ
كدّر الدهرُ صفوها بعبيد ال
لَّه وجهِ الحمار والخنزير
غير أنا نرجو لراحتنا من
هُ سريعاً لطف اللطيف الخبير
يسرح الطرف من أخيه ومنهُ
بين قرد وبين بدر منير
لك وجه كأنه حين يبدو
مستعارٌ من منكر ونكير
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ذقتُ الطعوم فما التذذت كراحة ٍ
ذقتُ الطعوم فما التذذت كراحة ٍ
رقم القصيدة : 61211
-----------------------------------
ذقتُ الطعوم فما التذذت كراحة ٍ
من صحبة الأشرار والأخيارِ
أما الصديق فلا أُحب لقاءهُ
حذرَ القِلى وكراهة الإعوار
وأرى العدوّ قذى فأكره قربهُ
فهجرت هذا الخلق عن إعذار
أرني صديقاً لا ينوء بسقطة ٍ
من عيبه في قدر صدر نهار
أرني الي عاشرتَهُ فوجدتهُ
متغاضياً لك عن أقل عثار
من جور إخوان الصفا سرورهم
بتفاضل الأحوال والأخطار
لو أن إخوان الصفاء تناصفوا
لم يفرحوا بتفاضل الأعمار
أَأُحب قوماً لم يحبوا ربهم
إلا لفردوسٍ لديه ونار
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لأُثبتنّ أبا عثمان في الغدرَهْ
لأُثبتنّ أبا عثمان في الغدرَهْ
رقم القصيدة : 61212
-----------------------------------
لأُثبتنّ أبا عثمان في الغدرَهْ
الناكثين بإخوان لهم برَرهْ
ولا أقول إذا ما عُدّ عاشرهمْ
لكن أقول بحقٍأول العشره
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قد طلع البدر مع الزُّهرهْ
قد طلع البدر مع الزُّهرهْ
رقم القصيدة : 61213
-----------------------------------
قد طلع البدر مع الزُّهرهْ(77/391)
في دولة مونقة ِ الزّهرهْ
فأمست الدنيا لها بهجة ٌ
وأصبح الملك له نضرهْ
وأضحت الحرة مقرونة ً
بالحر في دولته الحرهْ
أعني أبا النجم فتى أحمدٍ
إمام أهل البدو والحضرهْ
سيدة زُفت إلى سيدٍ
بدلنا اليسرَ من العسرهْ
ألِّف بالتوفيق شملاهما
في نعمة ٍ تمت وفي حبرهْ
فأسندتْ ظهراً إلى شاهقٍ
وضم كفيه على دُرهْ
لاأعقبا من فرحة ٍ تَرْحة
كلاّ ولا من حَبرة عبرهْ
ولا أرانا الله يوميهما
لكن أرانا منهما الكثرهْ
عمَّرهُ الله وأبقى لهُ
رُكنيه من عز ومن قدرهْ
وسَرَّ مولانا بمولاتهِ
وزاد حسادهما حسره
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لحيته في وجهه بظرُ
لحيته في وجهه بظرُ
رقم القصيدة : 61214
-----------------------------------
لحيته في وجهه بظرُ
وأنفه في وجهه قبرُ
وعقدُهُ الدهرَ فيا ويلهُ
أوجههُ المقبوح والدهر
يا نغلَ ماهانَ ألا نُهية ً
تنهاك أن يأكلك الببر
مارستَ قِرناً باسلاً لو غدا
قِرناً له الصبر بكى الصّبر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مرَتْ ماءَ عيني فاستهل على النحر
مرَتْ ماءَ عيني فاستهل على النحر
رقم القصيدة : 61215
-----------------------------------
مرَتْ ماءَ عيني فاستهل على النحر
تباريحُ شوقٍ في الحشا كلظى الجمر
إلى صاحبٍ أضحى فؤادي صاحباً
بفرقته للهم والحزن والفكر
تظل دموع العين عند ادكاره
تَحدَّر والأنفاسُ تَصْعد في الصدر
أأيوب جادت كلّ أرضٍ حللتَها
مجلجلة ٌ وَطفاء واكفة القطر
ولا زلت محفوظاً بحفظك عهدَ من
تود إذا مال الخليل إلى الغدرِ
ألا ليت شعري لم أشيِّعك ظاعناً
وشيّعتني من قبل ذاك إلى القبر
ويا ليتني فارقت بعض جوارحي
وأنك ما بوعدت عني قدّ شبرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> من أخذ الحذر من المحذورِ
من أخذ الحذر من المحذورِ
رقم القصيدة : 61216
-----------------------------------
من أخذ الحذر من المحذورِ
قلّ تجنِّيهُ على المقدورِ
فلْيحزمِ الناظر في الأمور
فإن نجا من كبوة العثور(77/392)
لم ينج منجى حائنٍ مغرور
يحملهُ يوماً على الغرور
وإن كبا والعذر للمعذور
لم يؤتَ من مأتى الضعاف الخور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> طيُّ اللقاء له نشورُ
طيُّ اللقاء له نشورُ
رقم القصيدة : 61217
-----------------------------------
طيُّ اللقاء له نشورُ
فليطوه الجلْد الصبورُ
حتى يعود حديثهُ
وكأنه عسل مشور
لا تغترر بطهارة ٍ
فيها البشاشة والسرور
فالقلبُ قلبٌ كاسمهِ
منهُ التقلب والفتور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هل ينتهي نظر إلاّ إلى نظرِ
هل ينتهي نظر إلاّ إلى نظرِ
رقم القصيدة : 61218
-----------------------------------
هل ينتهي نظر إلاّ إلى نظرِ
أو ينقضي وطر إلاّ إلى وطر
وفيكِ أفضل ما تسمو النفوس له
فأين عنك مَميل السمع والبصر
هل توجِديني شباباً مونقاً حسناً
غادرتِه من نبات الأرض والشجرِ
لكي تقولي استمالتهُ بشاشتهُ
لأن مطلب ما بي داحض الغُدَر
ما فات حسنَك لا شمسٌ ولا قمرٌ
إلا نباهة ذكر الشمس والقمرِ
تالله ما فت طرفي رَيْثَ رجعته
إلا لقيتُك لُقيانيك عن عُفَر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أراحنا الله منك يا قَذِرهْ
أراحنا الله منك يا قَذِرهْ
رقم القصيدة : 61219
-----------------------------------
أراحنا الله منك يا قَذِرهْ
فأنت عين الثقيلة الوَضِرَهْ
يا إخوتي إن عيشة ً شغلت
بشاغلٍ حقُّ عيشة كدره
بخراءُ وقصاءُ في مغابنها
نَتنٌ مجيفٌ فكلها عَذِره
لا تغسل الدهرَ كفّها قَذَراً
فكفّها طولَ دهرها غمره
مُشبِهها في الحُلاق والقبح
والنَّتنْ وبرد الطريقة الخصِرَه
لا عجب أن يحب فاجرة ً
من استه بالمَنيِّ منفجره
ساخرة ً منك ثم تحسبها
جاءت بحق إليك معتذره
رضيتَ منها بأن تناك وتأتيك
إذا ما أتتك منحدره
لهْفي لما قد رآه منك أبو شيبة
يا ذا الصديقة القعره
رُشَّت بخِيلانها فجلدتُها
منقوشة مثل جلدة النمره
لم ينتشر قط من يشاهدها
وهْي على العالمين منتشره(77/393)
تحرِّم الماء من نجاستهالم ينتشر قط من يشاهدهاوهْي على العالمين منتشره رُشَّت بخِيلانها فجلدتُهامنقوشة مثل جلدة النمره لهْفي لما قد رآه منك أبو شيبة يا ذا الصديقة القعره رضيتَ منها بأن تناك وتأتيك إذا ما أتتك منحدره بذيء ساخرة ً منك ثم تحسبهاجاءت بحق إليك
فهْي يد الدهر كله ذَفره
فلا سقى الله ريع عاشقها
ما عاش صوبَ السحابة الهَمِره
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ثنى شوقه والمرء يصحو ويسكَر
ثنى شوقه والمرء يصحو ويسكَر
رقم القصيدة : 61220
-----------------------------------
ثنى شوقه والمرء يصحو ويسكَر
رسومٌ كأخلاق الصحائف دُثَّرُ
لأيدي البلى فيها سطور مبيّنة
عبارتُها أنْ كلُّ بيت سيُهجَر
معاهدُ ربع كنت آلف أهله
تَغير بعدي والأمور تغير
وقفت بها صحبي فظلّت عِراصُهُ
بدمعي وأنفاسي تُراح وتمطر
سلام على الأيام إذا أنا سِلمها
وإذ أنت مني أيها الربع مُعمر
وإذ فيك أمثال الظباء ملاحة ً
ونَفْراً عن الفحشاء بل هن أنفر
كُسين لبوس الحسن من كل غادة ٍ
لها خُلُقٌ عفٌ وخَلْق مصوّر
تَقَسمها نصفان نصف مؤنثٌ
ونصف كخُوط الخيزران مذكر
تَعبّد من شاءت بعين كأنها
وإن سُقيت رِياً من النوم تسهر
إذا هي عيبت عابها أن طرفها
يُريق دماء المسلمين فتُهدر
سقى الله ريعان الشباب وإن غدا
يُخوّن في إخوانه ويغدر
تذكرته والشيب قد حال دونه
فظلت بنات العين مني تَحدر
لياليَ أفنانُ الزمان رطيبة ٌ
تميد على أفيائها وتَهصرُ
بها ثمر العيش الغرير فيانعٌ
وآخر في أكمامه مُتنظرُ
أضاحك آمالاً أماميَ لم تكن
عهوداً يبكِّيهن من يتذكر
أنا ابن ذوي التيجان غير مدافعٍ
وهل يُدفَع الصبح الأغر المشِّهر
نمْتني ملوك الروم في رأس باذخ
من المجد يعلو كل مجد ويقهر
فأصبحت في عيصٍ منيع ومنزل
رفيع له فوق السّماكين مظهر
فقل للذي يسمو إليّ مناوئاً
هنالك أسهل إن مرقاك أوعر(77/394)
قُصارك أن ترقى لعينيك نظرة ٌ
إليّ وقد حزتَ المدى حين تفخر
وإني ودوني الشمسُ في بيت عزّها
وقلبٌ تعاطاه العيون فتقصُر
فأغض على إقذاء عينك صاغراً
فجَدُّك أدنى للسّفال وأصغر
ليأمن سِقاطي في الخطوب ونبوتي
جنان الذي يخشى عليّ ويحذر
فما أسدٌ جهم المحيا شتيمه
قُصاقصة ٌ ورد السِّبال غضنفر
مسمَّى بأسماءٍ فمنهن ضيغم
ومنهن ضرغام ومنهن قَسْور
له جُنة لاتستعار وشِكّة
هو الدهر في هذي وهذي مكفَّرُ
إهاب كَتجفاف الكَميّ حصانَهُ
وعُوج كأطراف الشَّباحين يُفغْرُ
وحُجْنٌ كأنصاف الأهلة لا يني
بهن خضاب من دم الجوف أحمرُ
تظل له غُلب الأسود خواضعاً
ضوارب بالأذقان حين يزمجر
له ذَمَرات حين يوعد قِرنهُ
تكاد له صُم السِّلام تَفطَّر
يراه سُراة الليل والدّوُّ دونه
قريباً بأدنى مَسْمع حين يزأر
يُدير إذا جَن الظلام حِجاجه
شهابَ لظى يَعشَى له المتنوِّر
خُبعثنة ٌ جأب البضيع كأنه
مكسَّر أجواز العظام مجبّر
له كَلْكل رحبُ اللَّبان وكاهل
مُظَاهَر ألباد الرِّحالة أوْبر
شديد القوى عَبْل الشوى مُؤْجَد القرا
مُلاحِك أطباق الفِقار مضبّر
إذا ما علا متنَ الطريق ببرْكه
حمى ظهره الركبانَ فالسَّفْر أزور
أخو وحدة تُغنِيه عن كل منجِدٍ
له نجدة ٍ منها ونصر مؤزر
مخوف الشذا يمشي الضّراء لصيده
ويبرز للقرن المناوي فيُصحِر
باريى على الأقران مني صولة
وقد أنذرَ التجريبُ من كان يُنذَر
فأنَّى تعاوى لي الثعالب ويْبها
وقد رأت الآساد مني تَجْحَر
أفي كل حين لا يزال يُهيجني
سفيه له في اللؤم فرع وعنصر
عفت ذكرَه آباء سوء أدقَّة ٌ
فمات خمولاً غير أن ليس يُقبَرُ
يسوم هجائي كي ينوِّه باسمه
وفي السب ذكر للَّئيم ومفخر
أخالد لم أنكر لك النُّكر والخنا
بل العرفُ من أفعال مثلك منكر
فدونك لم تسبق بظلمي ظالماً
من الناس بل أنت السُّكَيت المؤخر
هجوتُ مُهجّى ً في اللئام مُحسَّداً
له شانىء منهم يدَ الدهر أبتر
فدأبك فانبح لستَ أول نابحٍ(77/395)
ونابحة ٍ بدرَ الدجى حين يبهر
أخالد لو كنتَ المكنَّى بخالدٍ
هجوتك لكن أنت أزرى وأحقر
على أنني هاجيك لامتكلِفاً
خلا أن تياراً من البحر يزخر
ولو ملكت كفي على الشعر غربهُ
لكان له معدى ً سواك ومَقْصر
ولو كنتُ مختار المُهاجين لم يكن
بسبِّي ومالي كلُّ من أتخير
أخالد ما أغراك بي من عداوة ٍ
ولا ترة لولا الشقاء المقدر
حداك إليّ الحين حتى استثرتَني
عليك وإني في عريني لَمُخدِر
فدونك ما حاولته فبلغتهُ
وردت ولكنٍ لا إخالك تَصْدر
فقد كنت نِسْياً لا تُحس ولا تُرى ٍ
زماناً طويلاً فاصبر الآن تُذكر
ستَروي رواة الشعر فيك قصائداً
يُغنَّى بها ما نودي الله أكبر
شواردَ لا يثنى المُهيب شريدها
ولا يتناهى غربُها حين يُزجر
تهب هبوبَ الريح في كل وجهة ٍ
عباديدَ منها مُنْجِدٌ ومغوِّر
سداها مخازيك التي قد علمتَها
ولحمتها منّي الكلام المحبر
قوافٍ إذا مرّت بسمعك خلتها
ملاطيس تُزجيها مجانيقُ تَخطُرُ
لها هَزَمات في الرؤوس كأنها
ركايا ابن عادٍ غورُها ليس يسبَر
وإن كنت لا أهجوك إلاّ كحالم
يرى ما يراه النائمون فيهجر
لأنك معدوم الوجود وإنما
يرينيك ظني ريثما أتدير
فإن كنت شيئاً ثابتاً فهباءة ٌأيا ابن التي كانت تحيض من استهايد الخر لم يطهر لها قط مِئزر إذا ما ونى عنها الزنادة دعتهُمُشقائق من أرحامها الخضر تَهدِر أحاشي التي تنمي إليها وأنتحيبها أمَّك الأخرى التي سوف تظهر وكم من حَصان شفّها العقم فاغتدت تَبنَّى ابن أخ
تضاءلُ في عين اليقين وتصغُر
أيا ابن التي كانت تحيض من استها
يد الخر لم يطهر لها قط مِئزر
إذا ما ونى عنها الزنادة دعتهُمُ
شقائق من أرحامها الخضر تَهدِر
أحاشي التي تنمي إليها وأنتحي
بها أمَّك الأخرى التي سوف تظهر
وكم من حَصان شفّها العقم فاغتدت
تَبنَّى ابن أخرى والأمور تُزوَّر
عساك أفادتك الدعاوة ُ نخوة ً
فغرّتك مني والجهول مغرَّر
وكم طامح ذي نخوة قد رددتُه
إلى قيمة دون الذي كان يقْدِر(77/396)
أرحْتُ عليه حلمَهُ وهْو عازبٌ
وقوَّمت منه درْأهُ وهو أصعَر
أتتركك السادات من آل صامتٍ
تروح سليماً في الرجال وتَبكُر
تجر عليهم كل يوم جريرة ً
فتُقضب أعراض الكرام وتُهبَر
وأنت خلي البال مما يَعُرّهُمْ
ولمْ لا ولم يُشتَم بهم لك معشر
ولو كان جِذم القوم جذمك صنتهُ
لعمري ولكن أنت بالأمر أخبر
ليكفك من جر المخازي عليهُمُ
مكانك منهم فهْو أخزى وأعور
كفاهم بظن الناس أنك منهُمُ
وإن لم تكن منهم ففيك مُعيَّرُ
شهدتُ لقد ألبستَهم ثوب خزية ٍ
وأحسابُهم من تحت ذلك تَزهر
ولا غرو إلا أنني رُعت عنهُمُ
عُرام القوافي وهي نار تسعّر
وأنت تَحدّاني ليحمى عليهُمُ
وطيسي وما فيهم لذلك منكر
ولولا نُهى حلمي إذاً لأصبتُهم
بجرمك أو تُنفى مهاناً وتُدحر
ولكنني أرعى لهم حقّ مجدهم
وأصفح عنهم إن أساؤوا وأغفر
يكومُكما فحلاكُما
يخور من الداء العُضال ويجأر
فلا أنت منها تستسرّبسوءة ٍ
و هي بالفحشاء منك تَستَّر
تظل ترى الجُردان فيك مغلغلاً
وأنت تراها وهي بالفيش تدسَر
تُناك وعِرس السوء منك بمنظرٍ
تناك أخاه بالهنات ويجهر
بحيث يراك الله في ملكوته
وخدُّك من ذل المعاصي معفر
وقد بل خِصييه بسلحك قابضاً
حِتاراً كعزْلاءالمزادة أشتر
فيا سوأتا من شيب رأسك بعدها
إذا ما انتحى فيك الغلام الحزّور
سوى أنهم يقرون في استك بعدها
ثمائلَ ما تبقيه منهم وتُسئر
بلا بذل دينارٍ ولا بذل درهمٍ
ينالُك منها والمناكح تمهر
يبيت قرى ضيانه كل ليلة
بغى ٌ وخنزيرٌ وخمرٌ وميسر
وقفتَ على فيشْ الزناة مبالها
وبيتاً قديماً كان بالفستق يُعمَر
تبيت قوير العين جذلان ضاحكاً
إذا هي باتت بين فحلين تشخر
بقودك للعُهار عِرسكَ طائعاً
كأنك مصْيور على ذاك مجبر(77/397)
وللشتم في أدنى مخازيك مسبحٍبقودك للعُهار عِرسكَ طائعاًكأنك مصْيور على ذاك مجبر تبيت قوير العين جذلان ضاحكاًإذا هي باتت بين فحلين تشخر وقفتَ على فيشْ الزناة مبالهاوبيتاً قديماً كان بالفستق يُعمَر يبيت قرى ضيانه كل ليلة بغى ٌ وخنزيرٌ وخمرٌ وميسر بلا بذل دين
طويل تجاريه القوافي فتُحسَر
فلو متما إذ ذاك ما متّ غيرة ً
ولا هي إلا أنها منك أغير
أتحسب ما تأتي من الخزي خافياً
على الناس لاتُكذَب نهارُك أنهَرُ
إذا طيءٌ عدت بُناة بنائها
فحاتمها الباني وأنت المتبِّرُ
ولو قبلوا نصحي لهم بقبوله
لواروْك حياً فالثرى لك أسترُ
أيوحشهم فِقدانُ قردٍ وفيهُمُ
بناة المعالي والعديد المجمهَر
لعمري لقد أصبحت للسيف يانعا
فيا ليت شعري ما الذي بك يُنظَر
لينفكّ عن دار الحياة وعنهُمُ
فتًى منهم حامي المحيّا عزوَّر
فوالله ما يُثنى عليك بصالحٍ
لسانٌ ولا يثني بذكراك خِنصر
ولا أنت ممن ينقص القومَ فقدُهُ
بل الفاقدوك بعد فقدك أكثر
أيظلمني يا للبرية خالدٌ
نعم إنه أعلى قروناً وأقهر
وأنَّى يناوي من يصاول قرنهُ
بقرن يُظِل الجيش والجيش مُظهَرَ
له شُعَب لاتَعدم الأرض فيئها
ولو أورقت ما أبصر الشمس مبصرُ
بهاتيكَ يعطي خالد سؤل نفسه
وما هو إلا أفطح الرأس أعجز
إذا هي نيكت نيك أجرة نيكها
ألا ساء ما يُجزَى عليه ويؤجر
تعيش استُهُ في فضل كَعْثبِ عِرسه
فُقِّبح من شيخٍ يعول استه حرُ
ونازعه الشَّوكي بنتَ فراشه
وجرد أيراً فيه للقول مصدر
فقال هبوا أن الفراش لخالدٍ
أليس لهذا كان بالليل يُجمَر
وما أبعد الشوكيّ في ذاك إنهُ
لأولى بدعوى النسل منه وأذكر
أخالد أعييت الهجاء وفُتَّهُ
فقولي وإن أبلغتُ فيك مُقصِّر
هو البحر إن مثّلته قبحَ يُرى
له راكب إلا الجسور المغرَّر
لو اطلعت عيناك فيه اطَّلاعة ً
رأيت ليباً جولُها يَتهوَّر(77/398)
أما والقوافي المحكمات إذا غدتلقد كان في الشَّوكي عني لخالدٍوفي عرسه سُمَّانة السَّوء مزجر وشِركتهِ الشوكي في بُضع زوجهتفسّق في جاراتها وتعهَّر رحيبة ِ شق الفرج أكبرُ خلقهامَبال خبيث الريح أخرق أجحرُ مبال لعمري شقُ للبول كاسمهإذا شق للإرْبين فرج مطهرُ على
تبسّلدوني للعدى وتنمَّر
لقد كان في الشَّوكي عني لخالدٍ
وفي عرسه سُمَّانة السَّوء مزجر
وشِركتهِ الشوكي في بُضع زوجه
تفسّق في جاراتها وتعهَّر
رحيبة ِ شق الفرج أكبرُ خلقها
مَبال خبيث الريح أخرق أجحرُ
مبال لعمري شقُ للبول كاسمه
إذا شق للإرْبين فرج مطهرُ
على أن فيه مِرفقين بأنه
كطوق الرحا منه تبول وتجعرُ
تفاقم مما لا يزال مفجَّجاً
فليس يلاقي مِشفراً منه مشفر
وتالله ما أدري أأسكت خاسئاً
حسيراً برغمي أم أقول فأعذر
أرى كل لؤمٍ في اللئام فإنما
عُصارتهُ من عودك السِّوء تُعصر
لؤمتَ فلو كنت السماء لأمسكت
حياها وأمسى جوُّها وهو أغبر
خُبثت فلو شُلِشلت في الماء لم يسغ
لصادٍ وأضحى صفوه وهو أكدر
نُطفت فلو ماسسْت كعبة مكة ٍ
بثوبك حاضت حيضة لاتطهَرُ
ثُقلت فغادرت الكواهل كلها
ثقالاً فظهر الأرض من ذاك أدبرُ
قبحت فجاوزت المدى قبح منظرٍ
ويا حسنَهُ من منظرٍ حين تُخبَر
جمعت خلال الشر والعُر كلها
وأنت بها أولى وأحرى وأجدر
تُحالفك السوءاتُ حياً وميتاً
وتُبعث مقروناً بها حين تُحشر
عددتُ قليلاً من كثير معايبٍ
يقصِّر عنها مجمِل ومفسِّر
فدونكها شنعاء حدّاء يرتمي
بأمثالها في الأرض مبدًى ومحضر
تظل مقيماً في محلك خافضاً
وأنت بها في كل فج تُسير
نشرتك من موت الخمول بقدرة ٍ
لما هو أدهى لو علمت وأنكرُ
وللموت خير لامرىء ٍ من نشوره
إذا كان للتخليد في النار يُنشرُ
هجوتك إنذاراً لغيرك حِسبة ً
وخطبك لولا ذاك مما يُحقّرُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أيها الجائر في سيره
يا أيها الجائر في سيره
رقم القصيدة : 61221
-----------------------------------(77/399)
يا أيها الجائر في سيره
قصْداً فقصدُ السير من خيرِهِ
لعمرُ من عَرّض لي عِرْضهُ
ما زَجر الميمونُ من طيرهِ
بنتُك يا خالد فيما يُرى
هي ابنة الشوكي لا غيره
فإن يكن بينكما شركة المنسرح لخالدٍ زوجة ٌ مكرَّعة ٌتكريعُها في البلاد مشهورُ يعيش من طبلها ومن حرهافبيته القَلْطبان معمور يلومه الناس أنْ تزوجَهاوالشيخُ لو يعلمون معذور لولا استُها جاعت استه أبداًوعاش ما عاش وهو مضرور دعُوه يمتار من فياشلهابعلة الطفل تشب
فإنها لا شك من أيرِه
يعيش من طبلها ومن حرها
فبيته القَلْطبان معمور
يلومه الناس أنْ تزوجَها
والشيخُ لو يعلمون معذور
لولا استُها جاعت استه أبداً
وعاش ما عاش وهو مضرور
دعُوه يمتار من فياشلها
بعلة الطفل تشبع الظير
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قالوا هجاك أبو حفصٍ فقلت لهم
قالوا هجاك أبو حفصٍ فقلت لهم
رقم القصيدة : 61222
-----------------------------------
قالوا هجاك أبو حفصٍ فقلت لهم
قد طال قرنُ أبي حفص على قِصرِهْ
حتى كأنّ نبياً كان أدركه
دعا له بشباب القرن في صغره
قد عاش دهراً خفيفَ الرأس نعلمه
حتى تزوجها بكراً على كبرِهْ
والبكر لا تترك الشبانَ طائعة ً
للشيخِ من أرذل النِّصفين من عمرِه
أقول لما علا قرناه صلعَتَهُ
لبئس ما عُوّض المسكين من شعرِه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شاعتْ له دعوة ٌ فأتبعها
شاعتْ له دعوة ٌ فأتبعها
رقم القصيدة : 61223
-----------------------------------
شاعتْ له دعوة ٌ فأتبعها
بدعوة ٍ واللئيمُ ذو نظرِ
لما ادعى والداً فجاز لهُ
تَداخلْته حلاوة ُ الظفر
فاختار بنتاً لكي يكونَ لهُ
كَعْثبها وُصْلة ً إلى الكَمر
وما سَيّر الهاجون في الشعر خزية ً
لعمرُك إلا كان في النثر أسيرا
طويل حريث نبيطي ...........
.............
صكّ عِجان استها بفَيْشته
كصكّة المنجنيق بالحجر
حتى إذا ما اسمَغدّ في يده
واعتمّ من جانبيه بالعُجَز
يُبركها الشيخ ثم يقبض بال(77/400)
خمس على كل محُصَد المِرَر
لخالدٍ زوجة يُلقَّمها
بكفه من أطايب الكَمرِ
يزعمها بنتَهُ وأُقسم للشْالمنسرح لخالدٍ زوجة يُلقَّمهابكفه من أطايب الكَمرِ يُبركها الشيخ ثم يقبض بال خمس على كل محُصَد المِرَر حتى إذا ما اسمَغدّ في يدهواعتمّ من جانبيه بالعُجَز صكّ عِجان استها بفَيْشتهكصكّة المنجنيق بالحجر طويل حريث نبيطي ..............
شَوكيُّ أولى بها من البشر
وما استطرف الأقوزام لي فيه طُرفة ً
لني ما عرَّفتهم فيه منكرا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> للهِ لحية ُ حائكٍ أبصرتُها
للهِ لحية ُ حائكٍ أبصرتُها
رقم القصيدة : 61224
-----------------------------------
للهِ لحية ُ حائكٍ أبصرتُها
ما أبصرتْ عيناي في مقدارِها
إني لأحسبُ أنّ من أشعارها
هذا الأثاث معاً ومن أوبارها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقول إذا قابلني وجههُ
أقول إذا قابلني وجههُ
رقم القصيدة : 61225
-----------------------------------
أقول إذا قابلني وجههُ
لاسُقي الغيثُ صدى غدْرِ
فما أُراها أوسقت رِحْمَها
أو شاجه وهْي على طُهرِ
وجهك ياجعفر في قبحه
أولى من العورة بالسترِ
كأنما تأوي إليه الدجى
إذا هي انفضّت عن الفجرِ
محلولِك أحْسب ديباجَة ُ
أسففْتَه من حُمَم القِدرِ
كذبتُ بل وجهك في نوره
واقْلِبْ نظيرُ القمر البدرِ
إخال ما أُتيتَ من حسنه
سألتَه في ليلة القدْرِ
مَفْزَع إبليسَ إليه إذا
رام فتون العاتِق البِكر
كم حُرّة ٍ قد رام إصباءَها
فما ارعوتْ منه إلى فكر
لو لم يُغلْغِلهُ إلى قلبها
لرامه من مطلبٍ وعْر
أصبحتَ ملهًى لي ومستهزَأً
ومرتع العارم من شعري
أبشرْ بأجرين تُوفَاهما
غداً من الله لدى الحشر
أجر على شكرِك ربّ الورى
وأنت معذور على الكفر
لأنه أولاك جلّ اسمه
ما لا يجازَى عنه بالشكر
وشاهَ تصويرَك لم يدّخر
عنك من التشويه من ذُخر
وأجرك الثاني على خُلة
صاحبُها المحقوق بالأجر
تترك ذا الغفلة عن ربه
وربُّه منه على ذُكْر(77/401)
يكرر التسبيح من هول ما
عاين من وجهك ذا عذر
فاركبْ سبيل الغي ثم اقترف
ما شئت من إثم ومن وزر
وأْمَنْ عقاب الله لا تخشَهُ
ولا تكن منه على ذعر
فالخزي ققد أٌسلفتَهُ عاجلاًوفي أبي الفضل على دائهبلية في مصدر الجَعْر ليس لها شافٍ لدى هَيْجهاغيرُ دموعِ الكَمر العُجْز من كل فطحاءَ علتْ مُدمَجاًيُربي على القبصة والشبرِ ولو ترى الرجِّس على اربعأمام فحلٍ مُوثَق الأسر تخللُ الفيشة ُ هُلْباً لهقد عمَّ منه
فأتِ الذي تهوى من الأمرِ
وفي أبي الفضل على دائه
بلية في مصدر الجَعْر
ليس لها شافٍ لدى هَيْجها
غيرُ دموعِ الكَمر العُجْز
من كل فطحاءَ علتْ مُدمَجاً
يُربي على القبصة والشبرِ
ولو ترى الرجِّس على اربع
أمام فحلٍ مُوثَق الأسر
تخللُ الفيشة ُ هُلْباً له
قد عمَّ منه شَرَج الدُّبر
تَنوس منه وذحاتُ استِه
كأنها أفئدة الجُزر
وهْو لما يلتذُّ من نيكه
أنفاسهُ تَصْعَد في الصدر
أقسمتُ بالقسمِ في وحيهِ
وآية ِ بالشفع والوتر
لأتركن المِسْخ أحدوثة ً يا رُبّ شوهاءَ لجوجِ الزناتصطاد بالرفق رجالَ الفُجورْ وكيف يغشاها بنو آدموالجنُّ من تشويهها في نفور قالت أيادي الله مبسوطة ٌولي معاش في زكاة الأيورْ لله جيلٌ كلُّهم صالحٌيزدرع البر ولو في الصخور ضمّنت سِكْري وحريقي الآلى هُمُ للحر
سائرة تبقى يد الدهرِ
يا رُبّ شوهاءَ لجوجِ الزنا
تصطاد بالرفق رجالَ الفُجورْ
وكيف يغشاها بنو آدم
والجنُّ من تشويهها في نفور
قالت أيادي الله مبسوطة ٌ
ولي معاش في زكاة الأيورْ
لله جيلٌ كلُّهم صالحٌ
يزدرع البر ولو في الصخور
ضمّنت سِكْري وحريقي الآلى
هُمُ للحريق الدهر أو للكسور
للكحل والغُمرة في وجهها
والجُلّجوناتِ شهادات زور
أعضاؤُها تدعوا إلى قطعِها
كأنها مخلوقة من بُظور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قد عُجِّلتْ لي عقوبة الخورِ
قد عُجِّلتْ لي عقوبة الخورِ
رقم القصيدة : 61226
-----------------------------------
قد عُجِّلتْ لي عقوبة الخورِ(77/402)
وأنت فاحذرْ عقوبة البطرِ
خِرْتُ فأملتُ ما لديك فعو
قِبْتُ بفوتِ النجاح والظفرِ
وأنت أيضاً بطرت إذ وردت
عليك دنيا وشيكة الصَّدرِ
فاصبر ستُجزَى بما بطرتَ من السْ
سوء كما قد جُزيتُ بالخور
ما آمنتْ نفسُ من رجاك بما
أنزل ربُّ السماءِ في السور
هل كان راجٍ يراكَ عِصمتهُ
لولا اتهام القضاءِ والقدر
أسلمتني من يديك في يدي اللَّ
هِ وحَسْبي به من البشر
قِدماً كفاني وما عرفتك في
بدو من الأرض لا ولا حضر
رزقي لستَ الذي تُسبِّبهُ
مسبِّبُ الرزقِ مُنشىء الصُّور
فاركبْ طريقاً أراك راكبهُ
يُفضى بركبانه إلى الغِيرِ
نُعماك عندي التي أقرُّبها
أنك أصبحت لي من العبر
أصبحت لي عِبرة رأيت بها
رشدي وقد كنت زائغ البصرِ
وشكر تلك اليد الدنيئة إع
فائيكَ مني يا تافه الخطر
بل ذاك حظي فلست أحسبهُ
عليك شكراً يا شرَّ مختبرِ
والذم شُكرِيك إذ رأيتك ته
وى الذمّ فاصبر لشرّ منتظر
وحبُّك الذمَّ لائق بك ما
أشبه خَطْم الخنزير بالقذر
أنت الوزير الذي وزارتُهُ
معدودة ٌ في الكبائر الكُبَر
فاذهبْ عليك العفاءُ من رجل
لابل عليك الدَّبار في سَقر
آخرِ جهلي بك الغداة َ عِتا
بيك وما للعقابِ والحجرِ
لا جهلَ لي بعده وكيف وقد
كَيَّسني ما وُهبتُ من حذر
لهفي لآصالي التي اتصلت
في غير شيء لديك بالبُكر
كدرتَ قبل استقاء آملك الخا
ئب قبحاً للوجه والخبر
ولو أثارتك دلوهُ رجعتْ
إليه مملوءة ً من المدر
وكيف يصفو الذي أثار به
من كُدِّرت عينه ولم يُثَر
أبديتُ في أُوليات لؤمك ما
قدرتُ في أخرياته الأخرِ
هلاّ بدا الصفو منك ثم بدا
رنْقُك مِثل الطِلاءِ والسَّكر
بل كنتَ كالأسودِ الغليظ أخي النْ
نَتْن لمن شمَّه وذي الوضَر
أو كدِّر البدءُ ثم أعْقبهبل كنتَ كالأسودِ الغليظ أخي النْنَتْن لمن شمَّه وذي الوضَر
صفوٌ ففي ذاك وجه معتذَرِ
كالقِطران الذي يُرى أبداً
في رأسهِ ما اقتنى من العكر
وذاك يصفو لدى إماطة ِ أع
لاهُ وما إن تزال ذا كدر(77/403)
أصبحتَ حزت النقيصتين معاً
تقصيرَ سعيٍ ضَوى إلى قِصَر
دِنْتَ بدين من النذالة أدَّت
ك إليه لطافة النظر
يالك من حكمة ٍ ملعَّنة ٍ
أمرِّ ما أثمرتْ من الثمرِ
واسوأتا للحكيمِ همتُهُ
إشباعُهُ بنتَهُ من الكمر
تغْصبه أهلهُ وتمنعهُ
حقوقهُ للقُمدِّ ذي العُجَر
فكَّرْ أبا البنت هل تُؤثِّل ما
تجمع إلا لناكح ذَكر
وكيف يحلو جنًى مَطاعِمُهُفكَّرْ أبا البنت هل تُؤثِّل ماتجمع إلا لناكح ذَكر تغْصبه أهلهُ وتمنعهُحقوقهُ للقُمدِّ ذي العُجَر واسوأتا للحكيمِ همتُهُإشباعُهُ بنتَهُ من الكمر يجمع ما يخطِب الأيور به غدا إذا غيِّبتُهُ في العَفَر
منك بعودٍ من أخبث الشجر
لتِلك أثَّلتَ أو لذي هَوجٍ
اصبحت تُكنَى به أبا العبر
وهي تفدِّيه باب الأحمق ال
مائق والرُّهز طائرُ الشَرر
ذلك أشهى غليك من نغم الشدْ
و تناغيه غُنة ُ الوتَر
لهفُك أنْ لا تكون عندهما
إذا أجابا الحقيقَ بالنُّخَر
لله ماذا يكون بينهما
إذا تلاقتْ مداهن السّرَر
يعجبُك الفحلُ في تراجعه
على عِجان الفتاة ِ بالسَّحر
ينزو عليها فتستميت لهُ
فيغتدي في النزاء والأشر
تُضحي وتمسي وأنت ملتمسٌ
أعيَطَ كالرمح من ذوي الطُّرر
تبخل إلا على القُمُدّ إذا شقْ
قَق ذاتَ الدلالِ والخفر
هل حكمة ٌ أنَ قفلَ كفك لا
يفتح إلا بمِفتح العُذرِ
يا أيها الفيلسوف ذا الحكم ال
جمّة ِ مما روى ذوو الفِكرِ
مُطرَّحاًحقّ من يلوذ به يا أيها الفيلسوف ذا الحكم ال جمّة ِ مما روى ذوو الفِكرِ هل حكمة ٌ أنَ قفلَ كفك لا يفتح إلا بمِفتح العُذرِ تبخل إلا على القُمُدّ إذا شقْقَق ذاتَ الدلالِ والخفر تُضحي وتمسي وأنت ملتمسٌأعيَطَ كالرمح من ذوي الطُّرر ينزو عليها فتستميت
إلا المُنى أو كواذبَ العِذر
يُكَنى أبا صالحٍ وصالحُهُ
تكثيرهُ من يُحلّ في الحفر
لاتدعُوَنْ بالبقاء ويك له
فموتُهُ من أخاير الخير
قفاه هول لمن تأمَّلهُ
ووجههُ طِيرة ٌ من الطّير
إذا تلوَّى على مُجالسِهِ
في الحفل عاينْتَ شُهرة الشُّهر(77/404)
فإن تعاطى الحديث مات من العِيْ
ي وأبصرتَ عُرة َ العُرر
يصفِر في السير ماله صَفِرَ
تْ به دواعي المنون في صفر
مُبثبِثاً مثلَ عمه الأعور المع
ورِ أهلِ الإعوارِ والعَور
يُتعِب جلاسهُ ويُنصبهم
نَوْكاً فيودي بكل مصطبَر
أوْدِع سِواه الذي جمعتَ لهُ
إن كنت ترعاه يا أبا البقر
فلو جمعت الجبال أتلفها
في غير حقٍ يُقضى ولا وطر
وإن وقفت الوقوفَ فاز بها
قاضٍ يرى ظلمَ كل ذي صِغر
يأكلها تارة ويُؤكِلها
طوراً وكيلاً بأغلظ الأجر
وابنك ممن يشيخ وهو من الأي
تام يا لليتيم ذي الكِبر
ليس يراه امرؤ فينصِفهُ
والظلم مُغرًى بكل محتقَر
لايرتجي المرتجون عدل أبي
بكرٍ على مثله ولا عمر
فاطلب لإرث الشقيّ عنك غداً
مستودِعاً إن أثرت أو فذر
أودعْه أهلَ الوفاءِ في مِننٍ
تُعقَد لا في الصِّرار والبِدر
أودِعْ له المال لا على جهة ال
إيداع بل كالحِباء والشَّبر
يحفظْك فيه المحافظون إذا
أضحى من الضارطين بالكِسر
واهاً لها من نصيحة ً صدرت
من صدرِ حُرٍّ عليك ذي وَحر
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولو شئتَ ساجلت البحور غزارة ً
ولو شئتَ ساجلت البحور غزارة ً
رقم القصيدة : 61227
-----------------------------------
ولو شئتَ ساجلت البحور غزارة ً
وبادهتَ قرض الشعر جِنَّة عَبقرا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أأبيّ يوسف دعوة المستصغِر
أأبيّ يوسف دعوة المستصغِر
رقم القصيدة : 61228
-----------------------------------
أأبيّ يوسف دعوة المستصغِر
ويلَ التي حملتْك تسعة َ أشهرِ
ماذا الذي أصليتها في قبرها
قبل النشورِ من اللظَى المتسعِّر
أسلمتَها للقذع يلفَحُ وجهها
صبرتْ له كَرْهاً وإن لم تصبر
وله طوالَ الدهرِ زُمرة ناكة ٍ
لا يرجعون إليه حتى المحشر
وتقول لضيف المُلم سماحة ً
إن شئت في استيفأتني أو في حرِ
أنا كعبة النيك التي نُصبت لهُ
فتلقّ منها حيث شئت فكَبَّر
وتبيتُ بين مُقابلٍ ومدابرٍ(77/405)
مثل الطريق لمقبلٍ ولمدبر
يتكافآن الرُّهزَ من جِهتيهما
فكلاهما في ذاك غير مقصر
كأجيريَ المبشار يجتذبانه
مُتنازعيْه في فليج صنوبر
وحرٍ إذا ورد الزُّناة قليبه
لعنوا الدليل عليه عند المصدر
ولها مغابن قد أبنَّ صُماحها
لا تستطيب بفيض سبعة أبحر
يا ابن التي حَرِمْت جنابي قبرِهاقطعتْ شبيبتَها زِناً وسماحة ًوتجارة ً خُسْراً لذاك المتَتْجَر لم تكتسب أن الدراهم شَجْوُهالكِن لترشوهنّ عند المَكْبر وكذلك الأكياس تُذخَر عُدة َمن مُسعدِ الأزمانِ للمنتكَّربظراء عُنْبلها كعظم ذِراعهابخراء ثم أتت بأعمى أبخر
ومجاوِريه حيا السحابِ الممطر
قطعتْ شبيبتَها زِناً وسماحة ً
وتجارة ً خُسْراً لذاك المتَتْجَر
لم تكتسب أن الدراهم شَجْوُها
لكِن لترشوهنّ عند المَكْبر
وكذلك الأكياس تُذخَر عُدة َ
من مُسعدِ الأزمانِ للمنتكَّر
بظراء عُنْبلها كعظم ذِراعها
بخراء ثم أتت بأعمى أبخر
فقَت الفَياشُل عينهُ في بطنها
فأتت به أعمى قبيح المنظر
إنّ ابنها في العالمين لآية ٌ
والله أحكم خالقٍ ومصور
عجباً لصورته وكيف تشابهت
منها المعالم وهيش الجوهر
خُذها إليك مُشيحة ً سيارة ً
في الناس من بادٍ ومن مُتحضِّرِ
تغدو عليك بحاصبٍ وبتاربٍ
على الرُّواة بلؤلؤٍ متخيَّرِ
كالنار تحرقُ من تعرض لفحَها
وتكون مرتَفَقَ امرىء ٍ متنوِّرِ
يا ابن الزنا يا ابن الزنا يا ابن الزنا
والحمد لله العليّ الأكبرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أأسماءُ أيُّ الواعدين تَرَيْنَهُ
أأسماءُ أيُّ الواعدين تَرَيْنَهُ
رقم القصيدة : 61229
-----------------------------------
أأسماءُ أيُّ الواعدين تَرَيْنَهُ
أشدّكُما مطلاً فإنيَ لا أدري
أأنت بنيلٍ منك يُبرد غُلَّتي
أم النفسُ بالسلوانِ عنكِ وبالصبر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سألْتُ فأعطيتُمْ قليلاً فلم يكن
سألْتُ فأعطيتُمْ قليلاً فلم يكن
رقم القصيدة : 61230
-----------------------------------(77/406)
سألْتُ فأعطيتُمْ قليلاً فلم يكن
غناي ولا استبقى مُروتي على فَقْرِي
بذلتُم من المعروفِ ما فل عِفّتي
وقيّدَ تَبْكيري وضَعْضَعَ من قدري
فلم تصنعُوا الحُسنى ولمْ تفعلوا التي
أُداوي بشكواها الحرارة في صدري
فلا لذة الشكوى ولا فرحة ُ الغنى
وألْمظتمُوني لمظة ً ثبَّطت صَبري
جُزيتُمْ جزاءَ المانِع الخيرَ كلّه
فإنكُمُ أقسى وآلم من دهري
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قُلْ للثوابي إذا جِئْتهُ
قُلْ للثوابي إذا جِئْتهُ
رقم القصيدة : 61231
-----------------------------------
قُلْ للثوابي إذا جِئْتهُ
يا ثُكلَ أسماعٍ وأبصارِ
إن تستتر مني فقد أكبر
ت نفسك منّي أهلَ إكبار
وما يضيرُ العينَ ألاَّ ترى
شبيهَ بُهْلولٍ وعمَّار
يا مُلقي الرُّدْن على وجهه
لقد تَخَمَّرْتَ على عار
سترتَ وجهاً حقُّ تشويههُ
ألا يُرَى عادمَ أستار
نَمَّتْ وقد غطيته لحية ٌ
كأنها راية ُ بيطار
حَسِبتُها من خُبِث أرواحِها
مخضوبة ً بالزِّفت والقارِ
يا لك من وجهٍ ومن لحية ٍ
ما أشبهَ الجارة َ بالجارِ
وجه عليه مسحة لم تزل
تَلْحظها عين بإنكار
يا ليت كفاً سترتْ قبحهُ
مسمورة فيه بمسمار
أدعو عليها ولها نِعمة ٌ
ولست للنعمى بكفّار
مخافة ً إن فاتنا سترها
أن نتلقّى سوء مقدار
نستمتع الله بإحسانها
فإنها ستر من النار
يا عُوذة َ الدارِ التي أُنعِمتْ
عليه بل يا بومة الدارِ
بل أنت أحسنت بإلقائها
على قَذاة ٍ ذات إضرار
ولو تصديت وواقفتني
كَحَّلت عينيّ بُعوَّار
فاذهب إلى الجنة كيلا ترى
أنت وأهلُ الأرض في دار
قولَ امرىء ٍ لم ير ما جِئتَهُ
ضراً ولكن نفعَ ضَرّار
مضرّة َ البقة ِ في غابة ٍ
نالت أذى من أسدٍ ضاري
أستغفر الله ولست الذي
يضرّ إلاّ ضُرّ هرّار
Free counter
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا بيني وبينكُمُ النِّفارُ
ألا بيني وبينكُمُ النِّفارُ
رقم القصيدة : 61232
-----------------------------------
ألا بيني وبينكُمُ النِّفارُ(77/407)
إلى علمائِنا فهم المَنارُ
فأمّا فاز قِدحُكُم علينا
فأقصرْنا فما في الحق عار
وإما خاب قدحكُمُ وفزنا
فأقصرتم وألسنُكم قصار
هنالكِ تُسفر الهَبوات عنّا
فيبدو الطِّرف مِنا والحِمارُ
فإن جِئنا سواءً في عِنانٍ
إزاءَ عِذارنا منكم عِذار
فسِلْم بعد ذاك وإن أبيتم
فإعصارٌ تلهَّب فيه نار
وعندي حين تنتضل القوافي
ويَقلُص للمحافظة ِ الإزار
لسانٌ كالحسام ظهير فكرٍ
كزندِ المرخ زندتهُ غفار
نتائجهُ عوارم باقيات
خوالد لا يمَحُّ لها حَبار
خوارج مثل أنضية المُغالي
حدا أعجازَها الريش الظُّهار
العصر العباسي >> ابن الرومي >> من كان من طالبي الأنباء يسألني
من كان من طالبي الأنباء يسألني
رقم القصيدة : 61233
-----------------------------------
من كان من طالبي الأنباء يسألني
عن الكلاب لماذا تنبح القمرا
فليس يعرف لِمْ ينبحْنَهُ أحدٌ
إلا امرؤ كان كلباً مثلها عُصُرا
وهو المكنَّى أباه بعد مهلكهِ
بطاهرٍ ولعمر الله ما طهُرا
فسائِلوهُ لماذا كان ينبحهُ
فإنّ صاحبكم يُوفيكُمُ الخبرا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا منذرٍ بالله إلاّ صدقتني
أبا منذرٍ بالله إلاّ صدقتني
رقم القصيدة : 61234
-----------------------------------
أبا منذرٍ بالله إلاّ صدقتني
علامَ ولِمْ خَنَّثتني يا أخا النضرِ
أذمَّتْ لقائي حُرمة ٌ لك نكتها
فلم أشفِها أمْ قلتَ ما قلت بالحزْر
فكيف وألحاظي حِدادٌ كأنها
نِصالٌ وألفاظي أشدُّ من الصخر
وكيف ولي في كلِّ عضوٍ ومَفْصِلٍ
وجارحة قلبان شهمان من جمر
ولو عزمتْ نفسي على قطع لُجَّة ٍ
من البحرِ سبحاً ما نكَلْتُ عن البحرِ
ولو مسّ ثوبي ثوبَ أمك مسة ً
لأولدها خمسين مثلِكَ في شهر
فأية ُ آياتي وأيُّ أدلّتي
تدل على التخنيث يا ابن أبي عمرو
بعينَيْ ربوخٍ في استها أيرُ نائك
نظرت ولم تنظر بناظرتيْ صقر
أراك خلافَ الحق رأيٌ بمثله
كفرتَ وعلقت الصليب على النحر
وما كان من لا يقدرُ الله قدرَهُ(77/408)
ويشفعُهُ بابن ليقدرني قدري
فإن كنتَ في ريبٍ ولم تر آية ً
تبيِّن ما قد لبَّس الشك من أمري
فجربْ على إحدى بناتك فحلتي
متى شئت فالتجريب أثلج للصدر
فلو لقيتْني بكْرهنَّ لقاءة ً
لما نسيت أيري إلى آخر الدهر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> منع المخنث أحمدٌ
منع المخنث أحمدٌ
رقم القصيدة : 61235
-----------------------------------
منع المخنث أحمدٌ
قسِيٌّ عمارة َ ديرِهِ
تِيهاً بأن مَلَك الحِما
ر عدمتُ قلة خيره
وأظنُّ بالمأبون ظنْ
ناً لا أظن بغيره
ما تاهَ أن ملك الحِما
ر بل استعفّ بأيره
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا من إذا ما رأته عينُ والده
يا من إذا ما رأته عينُ والده
رقم القصيدة : 61236
-----------------------------------
يا من إذا ما رأته عينُ والده
بين الرجال أتَّقاهم بالمعاذير
أقسمتُ بالله أنْ لو كنتَ لي ولداً
لما جعلتك إلاّ في المطاميرِ
عليك وجهٌ كساه الله لعنتهُ
كأن خُرطومه خرطومُ خِنزير
وما استفدت من الديوان فائدة ً
فيما علمنا سوى نشر الطوامير
أنت فضلٌ وفضلة ُ الشيء لغو
ثم أردفْتَ ذلة التصغيرِ
حُقّر الفضل ثم صُغّر عنه
زادك الله ياصغير الحقير
ثم أُعرِجْتَ فاحتواك انتقاصُ
في است سوءٍ وجسم سوءٍ ضرير
ثم بُرِّدتَ فانتصفتَ من النا
ر ببردٍ يُربي على الزمهرير
فقبول النفوس إياك عندي
آية ٌ فيك للطيف الخبير
إن قوماً أصبحت تَنفُق فيهم
لعلى خُطة ٍ من التسخيرِ
أو أناس غدوا وراحوا من الظّر
ف على حالة الفقير الوقير
فمتى ظُفِّروا بزُور ظريفٍ
أعجبتْهم زخارف التزوير
كالأعاريب لم يروْا درْمك البُر
رَ فهم يُكبرون خبز الشعير
وكذا القوم لم يروا لجة البح
ر فهم يُعظِمون ماء الغديرِ
ياثقيلاً على القلوب خفيفاً
في الموازين دون وزن النقير
طِرْسخيفاً وقَعْ مَقيتاً فطوراً
كسفاة ٍ وتارة كثبير
أُشهِد الله أن وزنك عندي
دون وزن النقير والقِطمير
لست حاشاك بالحقير ولكن
أنت لاشك من حقير الحقير
Free counter(77/409)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أتت من بريدينا ضرطة ٌ
أتت من بريدينا ضرطة ٌ
رقم القصيدة : 61237
-----------------------------------
أتت من بريدينا ضرطة ٌ
فأرسلها مثلاً سائرا
كذا إل وهب لهم فضلهم
يورَّثه أولٌ آخرا
مضوْا بُلغاءَ بأفواههم
وأستاههم كابراً كابرا
وأبقوا لنا خلفاً صالحاً
فلم يُلْفَ عن قصدهم جائراً
أبا حسنٍ يا لها ضرطة ً
تركت السمير بها سامرا
وزدت بها شاعراً فطنة ً
وأنبغْتَ من لم يكن شاعرا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أتَتْ من بريديِّنا فلتة ٌ
أتَتْ من بريديِّنا فلتة ٌ
رقم القصيدة : 61238
-----------------------------------
أتَتْ من بريديِّنا فلتة ٌ
فصكَّ بها الناس أقصى حجرْ
لئن شنّع الناس في أمره
لذاك بتشنيعه في الخبر
أبا حسنٍ قد جرت عادة ٌ
فحاذرْ وأعتِد عتاد الحذِر
ولا تَحضُر الدار في الحاضري
ن إلاّ وأنت وثيق الثفَر
وأعفِ حِتارك واستبقِه
فقد وسّعتْه ضِخامُ الكمر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> زلزلتْ ضرطته بالصَّيْمرهْ
زلزلتْ ضرطته بالصَّيْمرهْ
رقم القصيدة : 61239
-----------------------------------
زلزلتْ ضرطته بالصَّيْمرهْ
فأعادت كل دار مقبرَهْ
وأما لولا محاباة ُ الفتى
لأبيه كان فيمن دمَّره
ضرطة ٌ حابت أبا ضارطها
أثبتوها في البنين البرره
واحذروا ضرطة وهبٍ بعدها
إنها ريحٌ عقيم منكره
العصر العباسي >> ابن الرومي >> جَدُّك شيبانُ العظيمُ الفخرِ
جَدُّك شيبانُ العظيمُ الفخرِ
رقم القصيدة : 61240
-----------------------------------
جَدُّك شيبانُ العظيمُ الفخرِ
حقا كما البلبلُ جَد الصقر
نَجْرٌ لعمري بائنٌ من نجر
لم تُظلَمِ الدنيا بأم دَفر
وأنت فيها من ولاة الأمر
لولا دليلٌ كبياض الفجر
يشرح بالإيمان كل صدر
لقلت بالدهر كأهل الدهر
مما أرى من سوء هذا القَدر
وليس لي في عاجل من صبر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتُك لم تحسن ثوابي ولم تُجبْ
رأيتُك لم تحسن ثوابي ولم تُجبْ(77/410)
رقم القصيدة : 61241
-----------------------------------
رأيتُك لم تحسن ثوابي ولم تُجبْ
كتابي فماذا كان في الخلْق والأمر
لعمري لقد علمتَني كيف أتقي
معاودة التجريب إن كنتُ ذا حجر
وقبَّحتَ عندي صورة َ الحِرص والغنى
وحسَّنت عندي صورة اليأس والفقر
أما وحَذاري من أمانيَّ بعدها
لقد مكرتْ بي فَعلتي أيَّما مكر
دعتْني إلى لمس الكواكب قاعداً
وذلك شيء لا يكون يدَ الدهر
دعِ البذل لِمْ خسَّتني أن لم تجيبَني
جوابي ولم أهبطت قدري إلى القعر
أكنتُ خسيس القدر لم حِصتَ حيْصة ً
عن الفضل أعدتك الخساسة في القدر
فهلاّ بذلتَ الوعد ثم مطلتهُ
فعلَّلت تعليل المُجامل ذي المكر
ولكن رأيتَ الحسم للبذل كلِّه
صواباً لأن الرعد يؤذن بالقطر
أذلك أم هلاّ منعت مُصرِّحاً
فأَيأستني لكن خُلقتَ من الصخر
جُموداً وصمتاً لابرحتَ كما أرى
وهاتيك لو أحسست فاقرة َ الظهر
وفي دعوتي عَقْرٌ أليمٌ مَضيضُهُ
أبا جعفرٍ لو كنتَ تألم من عَقرِ
أبا جعفرٍ صبراً فما زلتَ صابراً
على الذم لاتعدَم ذميماً من الصبر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> الحمد لله لا شريك لهُ
الحمد لله لا شريك لهُ
رقم القصيدة : 61242
-----------------------------------
الحمد لله لا شريك لهُ
مدبِّرِ الأمر مُنْزل القَطْرِ
عُضدتَ يا بنين أصبحا لك في الت
تدبيرِ مثل اليدين للظهرِ
وشكرُها ذاك أن تُقيل وأن
تصفحَ يا ذا السناء والفخرِ
يا أكملَ الناس في فضائله
من أهل بدوٍ وساكني حضْرِ
بحق مَن تُجب الحقوقُ لهُ
من هاشميِّيك أنجم الدهرِ
صِلْنا بأن تُكْمِل الرضا لأبي
إسحاق تَسْعدْ بالحمد والأجرِ
وهبتَ شطر الرضا له فهب ال
كلَّ فليس الكمال في الشطر
قد فاز بالمجلس الشريف فبدْ
دِلْه بلحظ الرضا من الشزر
أنت الثِّقاف الذي يقام به الزْ
زَيغ وأنت المُقيل للعَثر
أنت الذي أنزلتْهُ همتُهُ
منزلة الفَرقدين والنسرِ
وأنت في عِفَّة السريرة وال
علم شبيهٌ بجدك الحَبرِ
ما نعمة ُ الله فيه راضية ً(77/411)
صَدَّك عنهُ بوجهك النضْرِ
كم قائلٍ حين قيلإن أبا
إسحاق غادٍ غداً مع السفْرِ
ما مثلُ داك الفتى يُعرَّض لل
بَر وآفاته ولا البحر
أما ونُعماك إنها قَسمٌ
قام مقام اليمين والنذْر
لاأدَعُ النصح ما استطعتُ وإن
لاقيْتني بالعُبوس والزجر
إني شهيدٌ بأنك اليوم إنْ
غاب فُواقاً فُجِّعْت بالصبر
وكيف بالصبر وامتزاجُكما
مثلُ امتزاجِ الزُّلال والخمر
صُنهُ عن العنف إن مَغْمزَهُ
من عودِك اللَّدن لا من الصخر
وفي تعدِّي الحُدودِ مَفسدة ٌ
وليس كلُّ الأمور بالقسْر
أما ترى العودَ إن عَنَفْتَ به
جاوزتَ تقويمَهُ إلى الكسْر
ولستَ من يكسِر الصحيح أَلاَ
بل جابرَ الكسرجابرَالفقْر
ما زلتَ ضد الزمان تصلِح ما
يُفسِد مذ كنتَ من بني العشْر
تجبرُ ما تكسِر الحوادثُ فال
كَسرُ عليها وأنت لِلجبر
خذها عروساً لا أَقتضيك لها
غير الرضا عن فتاك من مَهر
وإن تماديتَ في مَساءتنا
فيه شكونا إلى أبي الصقر
موقع أدب (adab.com)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كبرت وفي خمس وخمسين مكبر
كبرت وفي خمس وخمسين مكبر
رقم القصيدة : 61243
-----------------------------------
كبرت وفي خمس وخمسين مكبر
وشبت فألحاظ المهَا منك نُفَّرُ
إذا ما رأتك البيض صَدَّتْوربما
غدوتَ وطَرفُ البيض نحوك أصورص وما ظلمتْك الغانياتُ بصدّها
وإن كان من أحكامها ما يُجوَّر
أعِرْ طرفك المرآة وانظر فإنْ نبا
بعينْيك عنك الشيبُ فالبِيض أعذر
إذا شَنِئَت عينُ الفتى وجهَ نفسه
فعينُ سواه بالشناءة أجدر
ن
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبو عثمان والرميْ
أبو عثمان والرميْ
رقم القصيدة : 61244
-----------------------------------
أبو عثمان والرميْ
يُ من غاشِيَة القصْر
يهيمان إلى القصر
طوالَ الدهر والشَّهر
يفرَّان من الكاس
ونغْم العود والزَّمر
إلى قفْرٍ من الأرض
وما يُصنَعُ بالقفر
مع الهُدهُد والبل
بُل والصُّلصُّل في وكْرِ
ويكتنَّان بالأكوا
خ والرمضاء كالجمر
مغانٍ لم يكن يصبو(77/412)
إليهن ذَوُو الحجر
فهلاَّ آثرا القَيْنا
ت في الدُّرِّ وفي الشَّذر
وصهباءَ لها طوقٌ
شبيهُ اللؤلؤ الحَدْر
كمثل النار في النُّور
ومثل المسك في النَّشر
كما آثرها السي
يدُ وابن السيد الغَمر
شَهِنشاهُ خراسانَ
أخو العزة والقَهر
خُذاهانُ خُذاهانُ
خُذاهانُ إلى الحشر
أبو بكرٍ ابو بكرٍ
ابو بكرٍ ابوبكرٍ
أبو البرق أبو الرعدِ
أبو الريح ابو القطر
أبو الحَزم أو العَزم
أبو الدَّهْي أبو المكر
أخو النجدة والبأس
أخو الإقداموالصبر
أخو الهامة والقام
ة والشدة في الأسرِ
أخو العز أخو الجاه
أخو المال أخو الوفر
فتى التعزيم والطبّ
فتى التنجيم والزجر
فتى الإعراب والإغرا
ب في النظم وفي النثر
فتى الخط فتى الضبط
فتى النهي فتى الأمر
فتى يغرف من بحر
فتى يقلع من صخر
فتى الشطْرنج والنرد
فتى الفُلْج فتى القَمْر
وما أدراك ما الليث
وما غرك بالببْر
وما أدراك ما السيل
وما غرك بالبحر
وما أدراك بالموت
وما غرك بالدهر
لسان الملك في البدو
لسان الملك في الحضر
إذا أوفى على المن
بر مثل القمر البدر
وقد سُربل بالليل
وقد بُرقع بالفجر
سواد فيه وضّاح
كريم الخِيم والنَّجر
على هامته شاشيْ
يَة ٌ سوداء كالنسر
وقد أصغى له الناس
وجلَّى نظر الصقر
وقد جهور في الصوت
بصدر أيّما صدر
وكم أنفق في الحمد
وكم أنفق في الأجر
وكم أحصى له المحصو
ن بالعدّ وبالحزر
ثواباً منه كالرّيع
لمدح فيه كالبذر
ألا هاتيكم العليا
ء والفخر لدى الفخر
أنا ابن الطالقانيّ
وقد أنذرت بالزأر
فقلللمتحديَّ
قُصاراكم على السبر
فما أصبحت من بأسٍ
ولا شعري بذي فقر
وما مثلي من قيسٍ
بأهل الغدر والختر
برومي وبصري
وما المصر من الكَفر
من الروم من البصر
ة ذات المد والجزر
وما الضليل كالهادي
ولا الجاهل كالحبر
أنا المبطن في السر
كما أُظهر في الجهرِ
أبيْتُالملق الكا
ذب خوف الضرس والظفر
فلا ظهرٌ سوى بطن
ولا بطن سوى ظهر
أنا المعتاض من جوبٍ
فيافي الأرض بالجمر
ملوكيّ بعيد الرأ(77/413)
ي من زيغ ومن عَثْر
قيانيّ جواد الكفْ
ف بالمهر وبالجذر
وقِدْماً فاز من سمْ
مَحَ بالجذر وبالمهر
أسرُّ البيضَ بالوصل
وأُشجي البيض بالهجر
قسمت الدهر شطرين
فللثغروللثغر
فبأس ليَ في شطرٍ
ولهو ليَ في شطر
وفي صوتيَ كالبمّ
وكالزير وكالنَّبر
أنا الفحل أنا الفحل
بلا عيّ وَلا هذر
عليكم سكتة العي
ولي شقشقة الهدْر
ولو صَيّحتُ بالجنّ
للجَّ الجنُّ في الفر
وما حربيَ بالصفو
ولا سلميَ بالكدْرِ
أنا المُثني على نفسي
ثناءً ليس بالنذر
ومن يمدحني بعدي
بغزر مثل ذا الغزر
وما شعر سوى شعري
بمحض الحسب الدَّثر
ثنائي مسك دارينٍ
وذكري عنبر الشَّحر
ألا من لي بتعويذٍ
من العين على النحر
فقد خفت ولم أظلم
سهام النظر الشذر
على نفس مُفدّاة ٍ
ووجهٍ حسن نضر
أعيذ النفس بالله
فإني أسد الهصر
أعيذ النفس بالله
فإني جابر الكسر
أعيذ النفس بالله
فإني عَلم السَّفر
أعيذ النفس بالله
فإني أوحد العصر
Personal homepage website counter
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وكم معانٍ وألفاظٍ مهذبة ٍ
وكم معانٍ وألفاظٍ مهذبة ٍ
رقم القصيدة : 61245
-----------------------------------
وكم معانٍ وألفاظٍ مهذبة ٍ
أرسلتها فِقراً تختال في غُررِ
وصاحبُ الشيب ما لم تَبْلَ جِدتُهُ
من صَبْغه شيبَة في عز منتصِرِ
رأى مَظالم شيبٍ في مَسائحه
لم يجنِها السنُّ لكنْ رؤية العِبر
يضج منها أديم فيه رونقهُ
ريانُ ليس عليه آية الكِبر
واستنجد الفكر محتالاً فأنجدهُ
بصبغة نُشرتْ ليلاً على الشَّعر
ولا جُناحَ على حامٍ حقيقتَهُ
لاظلم في دَفْع ظلمٍ عند ذي بصر
وإنما الظلم منعُ الشيب لِمَّتهُ
عند انقضاء الشباب اللّدن والوطر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا الصقر حسبُ المادحيك إذا غلوا
أبا الصقر حسبُ المادحيك إذا غلوا
رقم القصيدة : 61246
-----------------------------------
أبا الصقر حسبُ المادحيك إذا غلوا
أشد غلوٍ أن يقولوا أبا الصقر
ملأْت يدي جدوى وقلبي مودة(77/414)
تدفقتا في المَحتدِين وفي الصدر
أنلت نوالاً لو سواك أنالهُ
لآيَسني من عودة ٍ آخرالدهر
لأنك أعطيت الجزيل وإنما
يُرجِّي المرجِّي عودة َ النائِل النزر
ولكنك المرء الذي لم تزل لهُ
عوائد بالمعروف والنائل الغمر
تُنيل الذي لولاك أعيا منالُهُ
وتُعطي التي تُعطي الأمان من الفقر
فلا يحسد الحسّادُ أنّ سحابة ً
أظلَّتْ بها كفاك مقلعة ُ القَطر
ولو أنّ يوماً منك يمنع من غدٍ
وإن كان ما أعطيت في اليوم ذا قدر
نوالُك كالسيل المُسهّل بعضُهُ
لبعض طريق الجري في السهل والوعر
إذا حلّ قطعٌ منه بالأرض برْكهُ
تديَّث مجراه لآخَرَ كالبحر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> غِيَرُ الحياة إلى الشُعو
غِيَرُ الحياة إلى الشُعو
رقم القصيدة : 61247
-----------------------------------
غِيَرُ الحياة إلى الشُعو
ر سريعة ٌ وإلى الثُّغور
فتراهما يتغيرا
ن وكلُّ عُضوٍ ذو وُفور
هذِي تَشيب وهذه
تَبْلَى على مر الشهورِ
يسودُّ أبيضُها ويَبْ
يضُّ البهيم بغير نور
حتى إذا غِيَرُ المما
ت أتتْ على أهل القبور
بدأ البلى بسوى الثغو
ر هنالكم وسوى الشعور
فالموت يستبقي الذي
تُبلي الحياة من الأمور
والعيش يستبقي الذي
تُبْلي المنية غيرَ زُور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قد قلت إذ قالوا بجهلهمُ
قد قلت إذ قالوا بجهلهمُ
رقم القصيدة : 61248
-----------------------------------
قد قلت إذ قالوا بجهلهمُ
ما حبُّ أيرِك كُوَّة ً قذرَه
الأير شَبُّوط ولستَ ترى
كَمحبَّة ِ الشبُّوط للعَذِره
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قلبي من الضيق ممَّا ضم قَرْقَرُها
قلبي من الضيق ممَّا ضم قَرْقَرُها
رقم القصيدة : 61249
-----------------------------------
قلبي من الضيق ممَّا ضم قَرْقَرُها
يحوي افتتاناً بما يحويه مِئزرُها
راقتْ محاسنها عيناً أراق دماً
بعد الدموع حذارَ البين مَحْجِرُها
غرَّاءُ غُصَّتْ بما فيها دمالجها
كما شكا قَلقاً بالقُلب قَرقرها(77/415)
معسولة ُ الريق يحكي طيبَ نكهتها
بعد الكرى وغُؤُورِالنجم مَنْشَرها
غُصنٌ رطيبٌ أعالي خلقها ونقا
تحت النطاق إذا تهتَزُّ يَبهرها
ماء الشباب بخدّيها إذا سَفَرتْ
جرت به الرَّاح حتى أنت تُبصرها
يقول لي الناس إذ مال الوُشاة ُ بها
عنِّي وغيَّرها بعدي مُغيِّرُها
عليك بالهجر علَّ الهجرَ يُرجعها
إلى الوصال ولاأستطيع أهجرها
وكيف أهجر من نفسي مُعلقة ٌ
بذكره وهو ناسٍ ليس يذكرها
ومن عجائب ما يُبلَى المحِبُّ به
أنِّي على ذاك أرجوها وأحذَرُها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أنفُسٌ قد ظَمِئْنَ ليس إلى ال
أنفُسٌ قد ظَمِئْنَ ليس إلى ال
رقم القصيدة : 61250
-----------------------------------
أنفُسٌ قد ظَمِئْنَ ليس إلى ال
ماء ولكنْ إلى مُجاج الثغور
وعيونٌ أبينَ عَطْفاً على الغُمْ
ضِ اشتياقاً إلى لِثام البدور
وقلوبٌ شفاؤهنَّ من السُّق
م نُهود الثُّديِّ فوق الصدور
وهوى ليس ينقضي ما تثنَتْ
كُثُبٌ في الغصون فوق الخصور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بين أجفانه عُقارٌ تدورُ
بين أجفانه عُقارٌ تدورُ
رقم القصيدة : 61251
-----------------------------------
بين أجفانه عُقارٌ تدورُ
وعلى وَجنتَيه وَردٌ نضيرُ
وله بين حُلَّتَيه من البا
ن قضيب حواه دِعْص وَثيرُ
لو رأته حور الحنان لحَارت
منه في خالص الجمال الحورُ
ما لأهل الجفاء في هجره عذ
رٌ وفي هجرهم هو المعذور
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتُ جحظة َ يخشى الناسَ كلَّهُمُ
رأيتُ جحظة َ يخشى الناسَ كلَّهُمُ
رقم القصيدة : 61252
-----------------------------------
رأيتُ جحظة َ يخشى الناسَ كلَّهُمُ
إذا همْ عاينوه الفالج الذكرا
تخال ما برقاب الناس من مَيَلٍ
عنه إذا ما تراءى وجْهُهُ صَعَرا
وإن تبدَّى بصوتٍ خَرَّ سامعُهُ
للبرد مَيْتاً ولو درَّعته سقرا
تخاله أبداً من قبح منظره
مُجاذباً وتراً أو بالعاً حجرا
كأنه ضِفدعٌ في لُجَّة ٍ هَرمٌ
إذا شدا نغماً أو كرَّرَ النظرا(77/416)
لو كان لله في تخليدنا قدَرٌ
مَعْ قُرْبه ما أردنا ذلك القدرا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أيها المَوْعُوظ فيَّ لِشَكْوِه
يا أيها المَوْعُوظ فيَّ لِشَكْوِه
رقم القصيدة : 61253
-----------------------------------
يا أيها المَوْعُوظ فيَّ لِشَكْوِه
أبصرْ هُداكَ ففي العِظاتِ بصائرُ
وإذا قَدَرْتَ على المظالم فانزَجِرْ
أوْ لا ففي الغِيرِ الحوادثِ زاجرُ
ومتى وُعِظت بعلة ٍ فنضَوْتها
فاحذر فقد يُوفى البلاء الحاذر
لا تُحْدِثنَّ لك الإقالة ُ جُرْأة ً
فالله من بعد الإقالة قادر
وارهبْ من الأقران قِرْناً مالَهُ
إلا العواقِبَ والعقوبة ناصر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> جزى الله عني قبحَ وجهي سعادة ً
جزى الله عني قبحَ وجهي سعادة ً
رقم القصيدة : 61254
-----------------------------------
جزى الله عني قبحَ وجهي سعادة ً
كما قد جزاهُ والإله قديرُ
ذَعَرْتُ به قوماً فأدَّوا إتاوة ً
كأني عليهم عند ذاك أمير
فَدى نفسَهُ من قُبْحِ وجْهِيَ سَيِّدٌ
وزيرٌ أبوه سيِّدٌ ووزير
فلا يَقْطَعنَّ الرزقَ عنِّيَ قاسمٌ
فليس له منّي سواه خفير
عرفت له الإجراء وهو صنيعهُ
وأنكرتُ منه الهجرَ وهو نكير
وما قدْرُ ما يجري وغَيْبة ُ وجْهِهِ
تُطيلُ عليَّ الليلَ وهْو قصير
لرؤيتُهُ عندي أجلُّ منَ الذي
يَحُلُّ به من مُلكه ويسيرُ
فلا تجعلنَّ الهجر دَأْباً فإنهُ
بإتمام ما أَسْدَى إليَّ جدير
وإلاّ فما لي حاجة ٌ في نواله
وإني إلى ما دونَه لفَقير
وهل نِعمة ٌ حتى تكونَ مَودَّة ٌ
وهل رَوْضة ٌ حتى يكونَ غدير
وكلُّ كثيرٍ تافهٌ عند وجهِهِ
وكلُّ كبيرٍ غيرَه فصغير
أنائلُهُ يغتَرُّني عن لقائه
ومجلسه إنِّي إذاً لغرير
العصر العباسي >> ابن الرومي >> دعِ الفكرَ في أمري فقدْريَ لا يفي
دعِ الفكرَ في أمري فقدْريَ لا يفي
رقم القصيدة : 61255
-----------------------------------
دعِ الفكرَ في أمري فقدْريَ لا يفي
بحَملك يوماً فيَّ عبءَ المفكِّرِ(77/417)
ولا تتكلفْ ليَ التكاليفَ إنني
مَليءٌ بِعُذْر النائل المتعذرِ
ولستُ كممنوع يرى العذر علة ً
ولا طالب يُسراً بإرهاق مُعسِرِ
لك العذرُ مبسوطاً وحُقَّ لمن يَرى
ملام مُليمٍ أن يرى عذر مُعذِرِ
ولكن إذا ما عاد في العُود ماؤهُ
فأورِقْ لِمُستذْري ذَراكَ وأَثمِرِ
هي ابنة ُ حُرٍّ زُوِّجَتْ منكَ حُرة ً
فإن مُهِرَتْ مهراً رغيباً فأَجدرِ
وإلا فحسبي أن أصون كريمتي
بِكُفءٍ كريمٍ مثلك ابنَ مُدبِر
كفانيَ مهراً بالكفاءة إنها
هي المهر للمتمهِّر المتخير
ولو مَهَرَ الأحماءُ صِهراً لكنتَهُ
ولم تَغْلُ بالدنيا على متَكَثِّر
وأنتَ بأن تُحْبَى على أن قَبِلْتَها
أحقُّ ولكنَّا ظلمناك فاغفر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إنفاقُ أيام الحياة على
إنفاقُ أيام الحياة على
رقم القصيدة : 61256
-----------------------------------
إنفاقُ أيام الحياة على
رزقٍ أراصد قَبْضَهُ خُسْرُ
والربحُ أجمع في لقاء فتى ً
بلقائه يُستخْلَفُ العُمْرُ
كابن الوزير فإنه رَجلٌ
لا يُستقلُّ بأن يُرَى شُكْرُ
مَلكٌ تراه فلا ترى أبداً
إلا سُعوداً كلُّها زُهر
فاطلبْ لقاء أبي الحسين ولا
يَلفِتْكَ عنه القُل والكُثر
ما في قعودك عنه عند غنى ً
مَنَحتْكَه أيامُه عُذْرُ
أتَعُدُّ نائلَ كفه عوضاً
منه لَهِنَّكَ لَلْفَتَى الغُمرُ
لا تكفرنَّ اللهَ نعمتَهُ
فيه فَيُسْقِطَ حظَّك الكفرُ
أوَ ليس كفراً أن تُقَوِّمهُ
بالقيمة الصُغْرَى لك الصُّغْرُ
قوِّمه بالدنيا سعادتِها
وخلودِها فلعَلَّه العُشْرُ
واعلم بأن العسر ما مُنِحَتْ
عيناك رؤية قاسم يُسْرُ
واعلم بأن اليُسر ما منعت
عيناك رؤية قاسم عسرُ
يا من غدا ذُخري لنائبتي
إذ لا سواه من الورى ذخرُ
لا تولني البتراء إنك من
نجرٍ يشاكل غيرَهُ البُترُ
واثبُتْ على الحسنى فقد طَمَحَتْ
نحوي ونحوَك أعين خُزر
وتمام ما أسديتَ إذنُك لي
أولا فعُرْفُكَ كلُّه نُكْرُ
كلُّ الصنائع أو يخالطها
صافي رضاك مَناهلٌ كُدْرُ(77/418)
لا تحسبنَّ جداك أسكرني
حتى نسيتك ليس بي سُكر
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيادي بني الجراح عندي كثيرة ٌ
أيادي بني الجراح عندي كثيرة ٌ
رقم القصيدة : 61257
-----------------------------------
أيادي بني الجراح عندي كثيرة ٌ
وأكثرُ منها أنها لا تُكَدَّرُ
همُ القوم ينسوْن الأياديَ منهُمُ
عليك ولكنَّ المواعيد تُذكَر
وإن كنتُ قد أهملْتُ بعد رعاية ٍ
وأغفلت حتى قيل أشعثُ أغبر
وقُلِّدتُ شُغْلاً ضَرُّهُ لي معَجَّل
سريع وأمّا نفعه فمؤخر
أروح وأغدو فيه أنصَبَ عاملٍ
وأصفَره كفاً فكمْ أَتَصَبَّرُ
إذا بعتُ صَوْني حُرَّ وجهي وراحتي
بجوعٍ فَمَنْ مِنِّي أتَبُّ وأخسر
ألا حبذا الأعمال في كل حالة ٍ
إذا كان منها وجهُ نفعٍ مُيَسَّر
فأما إذا كَدَّتْ وأكْدتْ على الفتى
فما هي بالمعروف بل هي منكر
وإنّ أبا عبد الإله لسيد
وفي الحال لو يُعْنَى بحالي مُغيِّرُ
وإنّ له من فضله لمُحرِّكاً
على أنها الأخلاق قد تتنكر
وإنْ كان كالإبريز يصدأ غيرُهُ
ويأتي عليه ما أتى وهو أحمر
سأزجر عنه اللّوم من كل لائمٍ
حِفاظاً له ما دام لي عنه مَزجَرُ
وأعذُرهُ ما دام للعذر موضعٌ
وأنظِرهُ ما دامتِ النفس تُنْظر
وأحسِبهُ يوماً ستَزهاه نفسهُ
فيفعل في أمري التي هي أفخر
ونفسُ أبي عبد الإله ضنينة ٌ
به أن تراهُ حيث يُكْدى ويعذُر
وما هي عن لوم له بمُفيقة
إلى أن تراه حيث يُسدى ويُشكَر
أعنِّي أبا عبد الإله ولا تقلْ
أعنتُ فأعياني القضاء المقدر
ففي الأمر إن عاينتَهُ متيسّرٌ
وفي الأمر إن آتيتَهُ متعذَّر
أيعطش أمثالي وواديك فائضٌ
ويُجدِب أمثالي وواديك أخضر
أبَى ذاك أن الطَّول منك سجية ٌ
وأنك بيت المجد بالحمد تُعمَر
وأنك لم تُؤثِرْ على الحق لذة ً
بحكم هوًى فالحق عندك مؤثر
وما زلتَ تختار الأمور بحكمة ٍ
فأفضلها الأمرُ الذي تتخير
اضف القصيدة إلى مفضلتك(77/419)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أتاني عن جاريك أنْ قد قطعتَهُ
أتاني عن جاريك أنْ قد قطعتَهُ
رقم القصيدة : 61258
-----------------------------------
أتاني عن جاريك أنْ قد قطعتَهُ
وفي لؤمكَ المشهور ما شئتَ من عُذْرِ
فهبْ ذلك الدينار صَاحبَ طالعي
من الأنجُم السيارة ِ السبعة الزُّهرِ
وأنت الذي تُجريه لي وتنيرُهُ
وفيه الذي أرجو من الرزق والعُمْرِ
ألستَ حقيقاً بالدعاء بكُدرة ٍ
وأن أَتلقى َّ ذاك إن كان بالشكر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> راجعتُ بعد الجهل حِجْراً
راجعتُ بعد الجهل حِجْراً
رقم القصيدة : 61259
-----------------------------------
راجعتُ بعد الجهل حِجْراً
وأطلعتُ زاجرة ً وزَجرا
ومن الحوادث أنْ نَسْ
كت وقد صَحِبتُ الفتك عَصْرا
ورأيتُ ما تُجري عليْ
يَ أحقَّ بي عَقِباً وصَدرا
ووجدتُ عيشي في اللئا
م أعفّ لي وأخفَّ وِزرا
فقصدتُ ربحاً حاضراً
ورَفضْت أمراً كان خُسراً
أغلقتُ حانوتي لطو
ل كساده وفتحتُ عَمْرا
فأفادني فتحي لهُ
جاهاً ومعروفاً وقدرا
يا طيلسانَ الحَمْدويْ
ي لقد شُفِعْتَ وكنتَ وِترا
عمروٌ أخوك أصَبْتُهُ
لي مكسباً فأفدتُ وَفرا
كالحمدويِّ وكسبِهِ
بل ثروة فينا وذكرى
لا تبعَدْن من صاحبي
ن نَفيتُما ضعة وَفقرا
يا عمرُو صبراً للقِصا
صِ بما جنيتَ عليَّ صبرا
بل كلْ هنيئاً كسب أن
فِك قد منحتُك منه شطرا
لك شطرُ كسبي كلما
حبَّرتُ في الخرطوم شِعرا
أحبيتُ منك بحيلتي
لك مستَغلاً كان قبرا
فاشكر شريكك إذ جزى
عُرفاً وقد أسديتَ نكرا
وسلِ المُفنَّد في هجا
ئك هل ظلمتُ الحق سرا
أم هل أسأتُ إليك في
أمرٍ وقد أحييتَ أمرا
صادفتُ ذكرك كالسَّرا
ر فقلتُ فيك فصار بدرا
نوَّهتُ باسمك مُحسناً
بعد الخمول ألا فشكرا
واعذِرْ أخاك وإن فحصْ
ت فما أراك الفحص غدرا
وإذا سمعتَ هجاءَهُ
فاجعلْ وقارك ثمَّ وقرا
فعساك إن لم تكتسب
مجداً ستكسِب ثمّ أجرا
لم يُحرزِ القصباتِ مَن
لم يحتمل جَدعاً وعَقرا(77/420)
ولئن فطِنتَ لتُحسنَنْ
نَ بحُجة جحداً وكُفرا
ما حُجَّتي إن قلتَ لي
قلْ لي متى أُعدمت فخرا
ما كنتُ سراً قطّ بل
ما زلتُ بالخُرطوم جهرا
حسبي بأنفي دون شع
رك مفخراً ضخماً وذُخرا
ما زال خرطومي وفَيْ
ياً لي غنى ً لي عنك دهرا
كم أكسباني قبل شع
رك وُزَّناً بيضاً وصُفرا
كم وقفة لي قد حشَرْ
تُ بها جموع الناس حشرا
أنا فيلَ ربي لم أزل
لهْواً لإخواني وسُخرا
والقَسُّ فيَّالي فكم
أكسبتُهُ جَذرا وجُدرا
كم قد فتنتُ بمنظري
شمطاءَ عانسة ً وبكرا
يَجبي الدراهم بي ويج
بي تارة ً زَيتاً وخمرا
مالي هنالك حجة ٌ
يا عمرو فاللَّهم غَفرا
لا تلحينِّي إن جعل
تُك للجَدا كلباً وصقرا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وضعتْ كقُضبان اللُّجيْ
وضعتْ كقُضبان اللُّجيْ
رقم القصيدة : 61260
-----------------------------------
وضعتْ كقُضبان اللُّجيْ
ن وُصِلن بالياقوت الأحمرْ
أطرافَ كف فوق خدْ
دٍ منه ماء الحسن يَقْطر
ورنتْ بمُقلة جُؤذَر
وسْنانَ ساجي الطرف أحور
تُهدِي بلحظتها السلا
م إليَّ والأعداءُ حُضِّر
وركابُها مزمومة ٌ
وراءها حاد مُشمّر
والدمع في آماقها
حذرَ المُراقبِ قد تحيَّر
والشوق في الأحشاء عمْ
مَا قد تُعالجُ عنه مخبر
بَتَّ القُوى من حبلنا
فأذاقنا فقد التَّصَبر
بيْنٌ مِشتٌّ عاجلٌ
وصفاءُ وُدٍّ قد تكدَّرْ
يا نظرة ً لي والنوى
نحوي بعين الموت تنظر
والبدر في أَحداجه
بالرَّقم والديباج يُسْتَر
ومليكُهُ لزواله
ماضي العزيمة غير مُقْصر
بكروا لبينهمُ وقل
بي في هواهُ بهمْ مُبكر
بكتِ العيون عليهُمُ
كبكايَ إذ بانوا وأغزر
فسقاهُمُ هزِج الروا
عد ضاحكُ الأرجاء مُمطر
وكستْ ديارهُمُ الريا
ض غرائبَ الوشْي المحبَّر
فلقد كَسوْا بفراقهم
أحشايَ نيراناً تَسعَّر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أشدْ بأيامنا لتَشهرَها
أشدْ بأيامنا لتَشهرَها
رقم القصيدة : 61261
-----------------------------------
أشدْ بأيامنا لتَشهرَها(77/421)
وقلْ بها معلناً لتُظهرَها
وابغ ازدياداً بنشْر أنعُمها
لا تخف إحسانها فتكفُرها
مِنْ حَلَبِ الصُّنعِ أن تبادر بالنْ
نِعمة مُوليكها فتشكرها
إنّا غدونا على خلال فتى ً
كرَّمها رَبُّنا وطهَّرها
باكَرنا بالصَّبوح مُدَّلجاً
لنشوة ٍ شاءها فبكَّرها
عاج بنا مائلاً إلى حِلَلٍ
قصورِ مُلكٍ له تخيرها
من إرثه عن أبي مُحمَّده
يا لك مأوى العلا ومفخرَها
أحكمَ إتقانها بحكمته
وشاد بنيانها وقدرها
وسْط رياض دنا الربيع لها
فحاك أبرادها ونشَّرها
وجادها من سحابه دِيَمٌ
ورَّد أنوارها وعَصْفَرها
وساق ما حولها جداولُها
فشق أنهارها وفجّرها
فارتوتِ الماء من جوانبها
فزانها ربُّنا ونضّرها
فهْي لفرط اهتزاز رونقها
تُخيلُ نطقاً لمن تبصّرها
كأنها في ابتهاج زهرتها
وجهُ فتى للسرور يَسَّرها
إذا بدا وجهُهُ لزهرتها
حار لها تارة ً وحيرها
واختار من أحسن السقوف لها
أفضلها قيمة ً وعَرْعرها
مُشْعَرة ً بالشموس من ذهب
بين عيون تنير مُشْعرَها
كأنها في احمرارها شُمُسٌ
يعشَى لها من دنا فأبصرها
أمامها بركة مرخَّمة ُ
ترضى إذا ما رأيت مرمرها
أعارها البحر من جداوله
لُجًّا غزير المياه أخضرَها
كأنما الناظر المُطيفُ بها
فوق سماءٍ حنَى لينظرها
رِباعُ مُلك يريك منظرُها
أنبلَ ذي بهجة وأكبرها
لو قابلتْها نُبُلاً خلائقنا
لم نكُ في حسنها لنَعشِرها
ثم أتى مُبدعاً بمائدة ٍ
عظَّمها جاهداً وكبرها
محفوفة ً شهوة َ النفوسِ على
أحسنِ نَضْدٍ تروق مُبْصرها
تخالها في الرُّواء من سعة ٍ
كدارة ِ البدر حين دوَّرها
ثم انثنينا إلى الشراب وقد
جاء بآلاته فأَحضرها
من تُحَفٍ ما تُغِبُّ فائدة ً
لم تكُ في وهمنا ولم نرها
وَقينة ٍ إن مُنِحْتَ رؤيتَها
رَضِيتَ مسموعَها ومنظرها
إذا بدَتْ لِلعيون طلعَتُها
أبدتْ لها سرَّها ومُضْمَرها
شمسٌ من الحسن في مُعَصفرة ٍ
ضاهتْ بلونٍ لها مُعصفرها
في وجناتٍ تحْمَرُّ من خجلٍ
كأن ورد الربيع حمَّرها
يسعَى إليها بكأسه رشأٌ(77/422)
أنَّثَهُ الله حينَ ذكَّرها
تُشْبه أعلاهُ لا تُغادِرهُ
وينْثني مشْيها مؤزَّرَها
يقول من رآهُ وعاينَها
سبحان من صاغه وصورها
في كفّه كالشِّهاب لاح على
ظلماء ليلٍ دجتْ فنوَّرها
كأن زُرْقَ الدَّبا جوانبها
تاحَ لها تائحٌ فنفَّرها
إن برزتْ للهواء غيَّرها
أو قُرِعَتْ بالمزاج كدَّرها
فليسَ لِلشَّارب الحصيف سوى
أن تتراءى له فَيَبْدُرها
ثم أتت سرّعاً مجامرُهُ
تمنحها نَدَّها وعنبرها
يا لذة ً للعيون قد عَلِمتْ
بأنها جُمِّعت لتبهرها
أو شهوة ً للنفوس ما برحت
تُبدي لنا حسنها لنشهرها
يا حسرتي كيف غاب وهب ولم
يكن لنا حاضراً فيحضُرها
إذا أتى سالماً كمُنيتنا
أعادها محسناً وكررها
أحسنُ من كل ما بَدأتْ
به أخلاقُهُ إذْ بدا وأظهرَها
من كرمٍ يستبي مُعاشِرَهُ
وعشرة ٍ لا نذُمُّ مَخبرها
وخدمة ٍ للصديق دائمة ً
تَجشَّمها النفسُ كي يوقرها
تواضعٌ لا تشوبُهُ ضَعة ٌ
وشيمة ٌ لا يرى تفترها
أيا خلال كَمُلْنَ فيه لقد
حسَّنها الله ثم كثَّرها
ويا أبا القاسم اغتنِمْ مِدَحي
تغنمْ من المكرُمات أفخرَها
واعلم بأني امرُؤٌ إذا سنحتْ
للفظه المأثُراتُ حبَّرها
ثم حدا نطقَها بفطنته
فساقها مُوشكاً وسيَّرها
ها إنها مِدحة ٌ مبالغة ٌ
إن امرُؤٌ منصِفٌ تدبَّرها
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> زارتْكَ بعد النومِ غيرَ زَوورِ
زارتْكَ بعد النومِ غيرَ زَوورِ
رقم القصيدة : 61262
-----------------------------------
زارتْكَ بعد النومِ غيرَ زَوورِ
بين الظَّليم ومَكنِس اليعفورِ
فكأنما نفحاتُها بعد الكرى
نفحاتُ وانية ِ الهُبوب حسيرِ
قالت مُعَرِّسُنا بآخرِ مُنَّة ٍ
تُزجي لطيمَة َ عازبٍ مَمْطورِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لو يدومُ الشبابُ مُدَّة َ عمري
لو يدومُ الشبابُ مُدَّة َ عمري
رقم القصيدة : 61263
-----------------------------------
لو يدومُ الشبابُ مُدَّة َ عمري
لم تَذُمْ لي بشاشة ُ الأوطارِ(77/423)
كلُّ شيءٍ له تَناهٍ وحدٌّ
كلُّ شيءٍ يجري إلى مِقدار
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فِيمَ اجتهادي في محاولة الغِنَى
فِيمَ اجتهادي في محاولة الغِنَى
رقم القصيدة : 61264
-----------------------------------
فِيمَ اجتهادي في محاولة الغِنَى
وما للغنى عند الجواد به قدرُ
يفوز بجمع المال من كان باخلاً
وماليَ إلاّ الحمد من ذاك والشكر
وما أنا إلاّ مُحرِزُ المجدِ والعلا
وذلك كَنْزي لا اللُّجَيْنُ ولا التبر
وإن يقضِ لي اللهُ الرجوعَ فإنهُ
عليَّ لَهُ إلاَّ أُفارقكم نذرُ
ولا أبتغي عنكم شُخوصاً ورحلة ً
يدَ الدهر إلا أن يُفرقَنا الدهر
فما العيش إلا قرب من أنتَ آلفٌ
وما الموتُ إلا نأيُه عنك والهجر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سَقياً لعيش مضى ما فيه تكديرُ
سَقياً لعيش مضى ما فيه تكديرُ
رقم القصيدة : 61265
-----------------------------------
سَقياً لعيش مضى ما فيه تكديرُ
أيامَ تحكُمُ فينا الأعينُ الحورُ
إذ الوصال بوصْلِ الدهر متصلٌ
مستصِدٌ حبلُهُ والهجرُ مهجورُ
نُمسي ونُصبح لا واشٍ يُطيف بنا
ولا رقيبٌ خفيُّ اللحظ محذورُ
والشملُ مؤتلفٌ والدارُ جامعة ٌ
منّا ورَبْعُ الهَوى واللَّهوِ معمورُ
حتى رمتنا صروفُ الدهر قاصدة ً
بفُرقة ٍ حين خانتْنا المقادير
واستصحبَ الدمعُ عيناً غيرَ راقئة ٍ
لما غدتْ بحدوجِ الجيرة ِ العير
لا تُنكرا جزعي يا صاحبيَّ على
ما فات والصبُّ إمّا هام معذور
وعلِّلانيَ إنّ الصبر ممتنِعٌ
والحزن مكتنِعٌ والدمع محدور
فليس يُذهِب ما في القلب من حَزن
إلا كؤوسٌ لها في الجسم تفتيرُ
أو شدوُ مُحسنة ٍ غنَّتْ على طربٍ
صوتاً تَراطنَ فيه البَمُّ والزيرُ
يا دارُ أقوتْ بأوْطاسٍ وغيَّرها
من بعدِ ساكنها الأمطارُ والمورُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بُدِّلَ الطرفُ من النوم السهرْ
بُدِّلَ الطرفُ من النوم السهرْ
رقم القصيدة : 61266
-----------------------------------
بُدِّلَ الطرفُ من النوم السهرْ(77/424)
حين صدّ الظبيُ عَنِّي وهجرْ
رشأٌ أودع قلبي حسرة ً
وحَمى عينيَّ بالدمع النظر
رِدْفُهُ دِعصٌ وأعلى خِصرِه
غُصُنٌ غضٌّ تَجلاّه قمر
وله ثغرٌ شتيت نبتُهُ
وبعينيْه مع السُّقم حور
بأبي ذاك حبيباً هاجراً
لم يدعْ لي الحُبُّ عنه مصطَبر
عَلِّلاني عن مُلمَّاتِ الذِّكَر
وانفيا بالكأس عن قلبي الفكر
واسْمعاني الآن صوتاً طال ما
كادتِ النفسُ عليه تنفطِر
حبذا الحج وأيامُ مِنًى
ومُصلاّنا وتقبيلُ الحجر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وشيخ يُنظِّف أعفاجَه
وشيخ يُنظِّف أعفاجَه
رقم القصيدة : 61267
-----------------------------------
وشيخ يُنظِّف أعفاجَه
غُلامٌ له حادرٌ أشقرُ
فَمَبْعرُهُ مثلُ حُلقومه
وإن قلتُ مَبعرهُ أطهر
أحبَّ الطهارة من داخلٍ
فلم يرض منها بما يظهر
وما استدخل الأيرَ من شهوة ٍ
ولكن به المذهبُ الأكبر
رأى طُهر ظاهره لا يتمْ
مُ أو يظهر الأدَمُ الأحْمَرُ
وصان أناملَهُ أن تمَسْ
سَ ما يُتحامَى وما يُقْذَر
لذلك ليست تزال استه
يخضخضها مِخْوَض أعجر
يَغيبُ وبُرنُسُهُ أحمرٌ
ويبدو وبُرْنسه أصفر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مِنِّي الهجاءُ ومنك الصبر فاصطبرِ
مِنِّي الهجاءُ ومنك الصبر فاصطبرِ
رقم القصيدة : 61268
-----------------------------------
مِنِّي الهجاءُ ومنك الصبر فاصطبرِ
لِشرِّ منتظَرٍ يا شرَّ منتظِرِ
أنت اللئيم فإن تصبر فمن قحَة ٍ
على الهوان وإن تجزع فمن خور
رأيت عيبك شعري حين تألَمُهُ
شبيه عضِّ أخيك الكلب بالحجر
انظر إلى الكلب مرمياً لنعلم أن
لم تتَّركْ شَبهاً منه ولم تذر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قوم إذا وَعدوا العُفا
قوم إذا وَعدوا العُفا
رقم القصيدة : 61269
-----------------------------------
قوم إذا وَعدوا العُفا
ة َ تربصوا بهمُ الدوائرْ
وتوقعوا فجآتِهم
كتوقُّع الوحش النوافر
وكأنهمْ من خوفهمْ
حُمُرٌ نوافر من قَساور
فأقلُّ ما يُرضيهِمُ
أن يَسجُنوهمْ في المقابرْ(77/425)
ما فيهمُ عن مُنكَرٍ
ناهٍ ولا بالعُرف آمر
بل كلهمْ بالشر أمْ
مَارٌ عن الخيرات زاجر
فالحمد زورٌ عندهمْ
والذمُّ من خير الذخائر
والجود عارٌ عندهم
والبخلُ من أعلى المفاخر
غرضٌ لطالب شهوة ٍ
غرض لرام بالنواقر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مديحُك مَنْ تبتغي رِفْدَهُ
مديحُك مَنْ تبتغي رِفْدَهُ
رقم القصيدة : 61270
-----------------------------------
مديحُك مَنْ تبتغي رِفْدَهُ
هجاءٌ وإن كنتَ لا تُظهِرُه
لأنك طالبتَ ما عندَهُ
كأنك ترقيهِ أو تسحره
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سألتك حاجة ً فسعيْتَ فيها
سألتك حاجة ً فسعيْتَ فيها
رقم القصيدة : 61271
-----------------------------------
سألتك حاجة ً فسعيْتَ فيها
بتعذيرٍ نتيجتُهُ اعتذارُ
وهان عليك مُنقلَبي كئيباً
ولِلْحَسراتِ في الأحشاء نار
وليس لصاحبِ الحاجاتِ إلاّ
كريمٌ فيه جِدٌّ وانشمار
إذا ما نام عنها سائلوها
تَنَبَّه لا يَقَرُّ له قرار
سواء عنده في كلِّ حالٍ
أفاتَتْ حاجة ٌ أم فات ثارُ
كأن أخاه عُضْوٌ منه فيها
ففيه تحُزُّ بالفَوْت الشِّفار
ويلْحَى نفسَهُ أن يعذِروه
وليس له على القدر الخيار
له عند الغُدُوِّ لها وفيها
حِذَار الفَوْت قلب مستطار
يُحامي أن يفوت بها قَضاءٌ
كأن المكرماتِ له ذِمار
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ماأنسَ لا أنسَ خبازاً مررتُ به
ماأنسَ لا أنسَ خبازاً مررتُ به
رقم القصيدة : 61272
-----------------------------------
ماأنسَ لا أنسَ خبازاً مررتُ به
يدحو الرُّقاقة َ وشكَ اللمحِ بالبصرِ
ما بين رؤيتها في كفه كرة ً
وبين رؤيتها قوراءَ كالقمر
إلا بمقدارِ ما تنداح دائرة ٌ
في صفحة الماء يُرمَى فيه بالحجر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> غَلِط الطبيبُ عليّ غلطة مُوردٍ
غَلِط الطبيبُ عليّ غلطة مُوردٍ
رقم القصيدة : 61273
-----------------------------------
غَلِط الطبيبُ عليّ غلطة مُوردٍ
عجزتْ مَحالتُه عن الإصدارِ(77/426)
والناس يَلحَوْن الطبيب وإنما
خطأ الطبيب إصابة المقدار
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بني صامتٍ قد أصبحت دارُ خالدٍ
بني صامتٍ قد أصبحت دارُ خالدٍ
رقم القصيدة : 61274
-----------------------------------
بني صامتٍ قد أصبحت دارُ خالدٍ
مقدسة َ البُطنان ملعونة َ الظهرِ
بها شهداء السلم لم يشهدوا الوغى
ولا سمعوا باسم الرباط ولا الثغر
ولكن كما ألقتهمُ أمهاتهمْ
قذفنَ بهمْ في كل مظلمة القعر
وما استمتعوا من صدر أمٍّ بضمة ٍ
ولا سقطوا في قعر مهد ولا حجر
فعزّ علينا أن تكون رمامُهم
ودائعَ دار الفاسقين إلى الحشر
هي الدار يُؤوي ليلُها كلُّ فاسقٍ
وفاسقة ٍ مقبوحة السر والجهر
لها رب سَوْء مثلُهاخَلِقتْ له
وِفاقاً وكان الأمرُ يُقْدَرُ للأمر
إذا جُمِعَتْ ضِيفانُهُ ونساؤهُ
فبطنٌ على بطنٍونحرٌ على نحر
خليطان فوضى من رجالٍ ونسوة ٍ
يبيتون يُحْيُون الفسوق إلى الفجرِ
فمن لعنة ٍ تغشَى ضجيعَيْ خطيئة ٍ
ومن رحمة تغشى شهيدين في قبر
كأني أراهم بين رجس ورجسة ٍ
تُحَنْدِسُ من سوءاتهم ليلة ُ القدر
يبيتون لم يخشَوْا من الله نِقمَة ً
ولا حَفِلوا منه بكيدٍ ولا مكر
تكاد نجوم الليل وهْي زواهرٌ
تَهاوَى عليهم أو تَحار فلا تسري
فلو وافقتْهم ليلة القدر لم تزل
تَقاعسُ عن ميقاتهم آخرَ الدهر
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا العباس قد ذَكتِ الجِمارُ
أبا العباس قد ذَكتِ الجِمارُ
رقم القصيدة : 61275
-----------------------------------
أبا العباس قد ذَكتِ الجِمارُ
وطاب الليلواجتُويَ النهارُ
وفي الغُدوات والآصال بَرْدٌ
يُحَبُّ له الكساء المُستزار
وقد كاد الربيع يكون كهلاً
شهيدايَالشقائق والبَهار
وإن حُبس الكساء تَجهَّمتْهُ
إذا ما جاء أيامٌ حرار
وقالتجئت والكَتان أولى
بلابسه وأنت اليوم عارُ
وما للمَلمس الصوفيِّ معنًى
إذا طاب ارتداء واتِّزار
فعجّل بالكساء فإن قلبي(77/427)
إليه مستهامٌ مستطار
ولا تُخسِسْهُ معتلاًّ عليه
بإعجاليكحاشاك الضِّرار
فليس يليق بالسادات مطلٌ
يُزوَّر في عواقبه اعتذار
أعيذك أن تقابل مثل وُدي
بعارفة ٍ يكدرها انتظارُ
فإنك لم تزل غرضَ اختياري
وفيك لمن تخيرك الخيار
وكيف تدافعوني عن كساء
وحُبكُمُ شعاري والدثار
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا حسن طال المِطال ولم يكن
أبا حسن طال المِطال ولم يكن
رقم القصيدة : 61276
-----------------------------------
أبا حسن طال المِطال ولم يكن
غريمك ممطولاًوإني لَصابرُ
وقفت عليك النفس لا أنا وارد
على طول أيامي ولا أنا صادر
إذا كنتَ تنسى والمذكِّر غائب
وتدفع أمري والمذكِّر حاضر
فيا ليت شعري والحوادث جمة
متى تُنجز الوعد الذي أنا ناظر
عذرتك لو كان المطال وقد سقَى
جنابي ربيعٌ من سمائك باكر
فأمَّا ولم يُبللْ جنابي بقطرة ٍ
فما لك مني في مطالك عاذر
وإن كنتُ لا ألحاك إلا بهاجسٍ
تَناجَى به تحت الصدور الضمائر
متى استبطأ العافون رِفدك أم متى
تقاضاك أثمانَ المحامد شاعر
لِيهنىء رجالاً لا تزال تجودهم
سحائب من كلتا يديك مواطر
تظل تُجافي المن عنهم تَحفِّياً
وقد غتَّهم معروفُك المتواتر
منحتهُمُ مالاً وجاهاً كلاهما
لهم منه حظ يملأ الكف وافر
وعطَّلْتَني عمّا غَمرتهُمُ به
ورَيْعيَ أزكى ريعٍ ما أنت عامرُ
عُنِيتُ بهم حتى كأنك والدٌ
لهم وهم دوني بنوك الأَصاغر
وغادرتني خلف العناية ضائعاً
وللهِ ماذا يا ابن يحيى تُغادِر
أراني دها شِعري لديك اقتصارُهُ
عليك وإن لم تبتذله المَعاشر
وإن لم يُنَوِّه ربه باسم نفسه
فأنت له من أجل ذلك حاقر
ولم أر شيئاً أخلقتْه صيانة
سِوايَ وشعرِي مُذْ بدَتْ لي المَناظر
ولو شئتُ لم تَذهب على حَوَّلِيَّتي
هَناتٌ لأسماء الرجال شواهر
وقُوفٌ على بابٍوتشييعُ موكبٍ
وإنشاد جُمَّاعٍوتلك مَقادر
ولو أنني أرضى بهن خلائقاً
لأضحى لي اسم بطرفِ الشمس باهر
ولكنني أُعطي الصيانة حقّها
فهل ذاك للأحرار عندك ضائر(77/428)
يخوفني من ذاك أنك إنما
تخُصُّ بجَدْواك القوافي الحواسر
ويُؤْمنني من ذاك أن لستَ جاهلاً
فتسترُ بالأسماء ما أنت ساتر
على أَنني قد جاش صدري جيْشة
فقلت وقد تعصي الحليمَ الهواجر
أرى الدهر في نصر الأباطيل مُجلباً
وفي الله يوماً للحقائق ناصر
ألم تحزنِ الأداب حزناً يَشفُّها
وتجري له منها الدموع البوادر
قوافٍ مصوناتٌ تُقرَّب دونها
قوافٍ بأبواب الرجال سوافر
أما وأبي أبكارِ شعرٍ عقائلٍ
نُكِحن بلا مهروهن مهائر
لئن أُحظِيَتْ يوماً عليهن ضَرة ً
لمَا هُنَّ من تُحظَى عليه الضرائرُ
وإنك لَلْمرءُ الجَليُّ بصيرة
ولكن مع الأهواء تَعشَى البصائر
وقد قيلكم من رشدة ٍ في كريهة ٍ
ومن غَيَّة ٍ تُلقَى عليها الشراشر
وكم أَمة ٍ ورهاءَ قد فاز قِدحها
بما حُرِمتْه السيدات الحرائر
ومن دونِ ما قد سُمْتني في كرائمي
يقول امرُؤٌنعم البُعولُ المقابر
وما كنَّ في بعلٍ بِجِدِّ رواغب
ولو كان كُفءَ الشمس لولا المفاقر
سيسأَلني الأقوام عما أَثبْتني
به فبماذا أنت إياي آمر
أأخبرهم بالحق وهْي شَكِيَّة
أم الإفكِفالإسلام عن ذاك زاجر
وإن امرأً باع الثناء من امرىء ٍ
فباء بحرمان وإثمٍ لخَاسر
أتحرمني الجدوى وأطريك كاذباً
فتحظَى وأشقَى بالذي أنا وازر
شهدت إذاً أني لنفسي ظالم
وأنك إن كلفتَني ذاك جائر
وهبني كتمتُ الحق أو قلتُ غيرهُ
أتخفَى على أهل العقول السرائر
أبى ذاك أن السر في الوجه ناطق
وأن ضمير القلب في العين ظاهر
وحسبك من شكواي في كلِّ مجلسٍ
نَئيمي وأنفاسي عليك الزوافر
وصمتيومطِّي حاجبيوإشاحتي
بوجهي إذا سمَّى ليَ اسمك ذاكر
سُئِلتَ فلم تحرم سواي وإنه
لوِتْرٌ وإني لو أشاء لثائر
ولكنّ عفوي عفوُ حرٍّ ولم يكن
ليسبقَني لولاه بالوتر واترُ
ولو ثُوِّبتْ تلك المدائحُ أُلحِقتْ
بها أخرياتٌ للثواب شواكر
إذا أُنشِدَتْ قال الأُلى يسمعونها
ألا ليتنا لمُنْشديها منابر
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا(77/429)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقول وقد رأيت أبا المثنى
أقول وقد رأيت أبا المثنى
رقم القصيدة : 61277
-----------------------------------
أقول وقد رأيت أبا المثنى
أَثَوْرٌ أنت ويحك أم ثبِير
لعمرك ما عَرُضْتَ وطُلْتَ حتى
تعاون فيك أعوان كثير
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شكوت إلى بدري هواه فقال لي
شكوت إلى بدري هواه فقال لي
رقم القصيدة : 61278
-----------------------------------
شكوت إلى بدري هواه فقال لي
ألست ترى بدر السماء الذي يسري
فقلتبلى قالالتمسهُ فإنه
نظيري وشِبهي في علويّ وفي قدري
فإن نلتهُ فاعلم بأنك نائلي
وإن لم تنلهُ فابغ أمراً سوى أمري
فكان كلا البدرين صعباً مرامهُ
ليَ الويل من بدر السماء ومن بدري
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هي الفتاة إذا اعتلّت مفاصلُها
هي الفتاة إذا اعتلّت مفاصلُها
رقم القصيدة : 61279
-----------------------------------
هي الفتاة إذا اعتلّت مفاصلُها
بالنومواعتلت الأفواهُ بالسَّحرِ
طابت هناك لِحينٍ لا يطيب لهُ
إلا الرياض كأنْ ليست من البشر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أما رأيتَ الدهر كيف يجري
أما رأيتَ الدهر كيف يجري
رقم القصيدة : 61280
-----------------------------------
أما رأيتَ الدهر كيف يجري
يُظهر ما أَكتمه من عمري
بأَحرفٍ يخطها في شعري
يمحو بها غضَّ الشباب النضر
إذا محا سطراً بدا في سطر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يقول وقد سددوا نحوه
يقول وقد سددوا نحوه
رقم القصيدة : 61281
-----------------------------------
يقول وقد سددوا نحوه
أيوراً كمثل أيور الحمُر
ألا وأبيكِ ابنة َ العامريْ
ي لا يَدَّعي القوم أني أفر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كان العزيرُ زماناً
كان العزيرُ زماناً
رقم القصيدة : 61282
-----------------------------------
كان العزيرُ زماناً
لا دَرّ در العُزيرِ
إنْ سيل عن قائل الشع
رقَرَّظ الناس غيري
وكان ذاك لأني(77/430)
لم أهدِ للشيخ أيري
حتى إذا شمْت فيه
أيراً كجُردان عَير
أضحى يَرى الناس أني
في الشعر فوق زهيرِ
وقال ليذاك قولي
ما احتل قَسُّك دَيري
نحن الرواة ُ الأُلَى سا
ر ذكرُهم أيَّ سير
وقولنا القوخل يروى
قِدْماً بشرٍّ وخير
فاشدُد يديك بنفعي
ولا تعرَّض لضَيري
علمتُ أن هجائي
لما جفا البرجَ طيري
وأنه لي حرب
إذا ضنِنتُ بميري
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتك تعطي المال إعطاءَ واهبٍ
رأيتك تعطي المال إعطاءَ واهبٍ
رقم القصيدة : 61283
-----------------------------------
رأيتك تعطي المال إعطاءَ واهبٍ
إذا المرءُ أعطى المالَ إعطاء مشتري
ولست بمُبتاع المحامد باللُّهى
فتُلفَى جواداً جودُهُ جودُ مَتْجَرِ
ولست بمجبولٍ على ذلك الندى
فتلفَى جواداً جوده جود مُجبرِ
ولكن رأيتَ العرفَ عرفاً لعينه
فجدت ببذل العرف جود مُخَيَّر
وفي الناس من يعطي عطاءَ مُتاجرٍ
وآخرَ يعطي كالسحاب المسخَّر
وأنت وَسطْتَ الحالتينولم تزَل
لك الواسطاتُ الزُّهْر من كل جوهر
فدونك مدحاً أخطأ الناس بابهُ
زماناً طويلاًمعْشرٌ بعد معشرِ
ومهما يصْنه الناس عن غير أهله
فغير مصونٍ عنك يا ابن المدبرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كما لو أردنا أن نُحيل شبابنا
كما لو أردنا أن نُحيل شبابنا
رقم القصيدة : 61284
-----------------------------------
كما لو أردنا أن نُحيل شبابنا
مَشيباًولم يأن المشيبُتعذّرا
كذلك تُعيينا إحالة ُ شيبنا
شباباً إذا ثوبُ الشباب تحسرا
أبى الله تدبيرَ ابنِ آدمَ نفسَهُ
وألاّ يكون العبد إلا مدبّرا
ولا صِبغ إلا صبغُ من صبغ الدجى
دجوجيَّة والصبح أنور أَزْهرا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أَملي فيه ليأسي قاهرُ
أَملي فيه ليأسي قاهرُ
رقم القصيدة : 61285
-----------------------------------
أَملي فيه ليأسي قاهرُ
فلذا قلبي عليه صابرُ
وهو المحسِن والمجمِل بي
وأنا الراجي له والشاكر
طرفُه يُخبرني عن قلبه
أنني يوماً عليه قادر(77/431)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أيها المُبدي الشماتة انتظِرْ
يا أيها المُبدي الشماتة انتظِرْ
رقم القصيدة : 61286
-----------------------------------
يا أيها المُبدي الشماتة انتظِرْ
عُقْباكإن الموتَ كأسُ مُديرِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وهَبْ خادماً لم يوفِ نُعماك شكرَها
وهَبْ خادماً لم يوفِ نُعماك شكرَها
رقم القصيدة : 61287
-----------------------------------
وهَبْ خادماً لم يوفِ نُعماك شكرَها
فبُدّل عرفٌ عنده بنَكيرِ
فما ذنبُ طفلٍ كان تسبيبَ كونِه
رجاؤكيا مرجوَّ كلّ فقير
أَيحسُن أن جَرَّ العيالَ رجاؤكم
وخاس نداكم وهْو خير خفير
غياثكُمُ يا آلَ وهبٍ فإنني
وإنْ لم أكن أعمى أَضرُّ ضرير
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مديحُك مَن تطالبُ منه رِفداً
مديحُك مَن تطالبُ منه رِفداً
رقم القصيدة : 61288
-----------------------------------
مديحُك مَن تطالبُ منه رِفداً
هجاءٌ منك فيه بالضميرِ
لأنك لم تثِقْ منه بمجدٍ
يَنوب عن المديح ولا بِخير
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أُناديك يا من ليس في سمعه وَقْرُ
أُناديك يا من ليس في سمعه وَقْرُ
رقم القصيدة : 61289
-----------------------------------
أُناديك يا من ليس في سمعه وَقْرُ
نداءَ مُحقٍّ لا يُنَهْنههُ الزجرُ
فهل يَسمع الإحسانُ والحسنُ والحجا
تظلُّمَ مظلومٍ ظُلامتُهُ الهَجر
ومنعُ الجَدا المبذولِ حتى كأنني
لَقًى لا يُرجَّى فيه حمدٌ ولا أجر
أَقاسمُدَع قَدْري وما يستحقهُ
وقَدرُك فارفعْهُ فما مثلُه قَدر
وصِلْني بأعْفَى نائِليكَ مِنَ الجدَا
أو اليأسِ تُمْهَر حرمة ً ما لها مَهْر
أَأَعدُو وأَمري لا يسوء مُنافسي
وأمرُك أمرٌ لا يعارضه أمر
وقد أَمَّلتْك النفسُ بعد تحوُّمٍ
لأَبردُ من هذا على قلبيَ الجمر
وكم رُمتُ صبراً إذا جُفيتُ وما أرى
إليه سبيلاً أو يُفاضحني الجهر
على أن نفسي جَرَّبَتها فأُلْفِيَتْ
وليْلَتُها دهرٌ وساعتها شهر(77/432)
فصرِّحْ فتصريحُ الصريح شبيهُهُ
وحاشاك ضداكالخيانة ُ والغدر
وصُنْ قدرَ نفسٍ عندها عَصبِيَّة ٌ
تُريها بحقٍّ أنّ تأميلك الوَفْر
وتُقْنِعُها بالذُّل وهْيَ عزيرة ٌ
يُكانِفها من عزمها الصبر والنصر
ولكنها مُنَّتْ بِمَنْزورِ حظِّها
لديك وهل شيءٌ تجود به نزرُ
وطاب لها المعروفُ منكَ كأنما
بدا فيه طعمٌ من سجاياكَ أو نَشر
وكلُّ غِنى ً في ظلّ غيركَ تافهٌ
ولو أنني كِسرى وداريَ اصْطَخر
عرضتُ على نفسي الغِنَى منك تارة ً
ومِنِّيَ أُخرى والغِنى مِنَي الصبر
فمالتْ إلى نيل الغنى منكإنهُ
غنى خالصٌوالصبر قِدْماً غنى فقر
وأُقْسِمُ إن لم تُغْنِني أهنأَ الغنى
لأمْتَطينَّ الصبر إذْ حَرَن الدَّهْرُ
ألا فامتعِضْ من قَوْلتي لك عندها
رَوِيتُ بريقي حين أظمأَني البحر
ويا سوءتا للمجد والفخرِ بعدها
وقد حُقَّ أن يُستحسنً المجدُ والفخرُ
ويا عَجَبَاًوالدهرُ جمٌّ عجيبهُ
أيُسْكِرُ ماءٌ حين لا تُسكْرُ الخمر
ويا عجَباًوالدهر جم عجيبهُ
أَيُنْبِتُ طَلٌّ حين لا يُنبت القَطرُ
ويا عجباَوالدهر جم عجيبهُ
أَيُقمِرُ نَجْمٌ حين لا يُقمِرُ البدرُ
ويا عجباًوالدهر جم عجيبهُ
أتَبْهَرُ نارٌ حين لا يَبْهر الفجرُ
أأدعو لِغَوْثي قاسماً وعزيمتي
فتُغْني ولا يُغْني ندَى كفهِ الغمرُ
دعوتُ فما جاش الندى ودعوتها
فجاش بها قلب يُشَيِّعهُ صبر
جرى وجرتْ فاستهدَمتْ وهْو واقفٌ
عجبت لهذا الأمرِ بل عَجِبَ الأمر
ويَعضُدُني صبري ويُغْفِلُ قاسمٌ
مُعاضدَتي والعَقْر من زمني عَقر
وقد سار مدحي شرقَ أرضٍ وغربها
وغنَّى به القوم المقيمون والسَّفرُ
وقِيل مُرجِّي قاسمٍ ووليُّه
ونافَسني في ربح صَفْقَتيَ البَحْرُ
لَعمرِي لقدغَوَّثْتُ غير مُقَصِّرٍ
ليجبر من حالي وقد أمكن الجبر
وكم قائلٍأبلغتَ فيما تقولهُ
فقلتلقد غَنَّيْتُ إنْ ساعد الزَّمر
أيُمطَرُ من صُغرَى بنانك جانبي
وقد أَمطرَتْ قوماً أناملُك العشر
لئن كان نَذْراً منك ظلمُك حُرمتي(77/433)
ومَدحي وتأميليلقد قُضِيَ النذر
وإن كان ذنباً صِدقُ وُدِّي فإنني
مُصِرٌّ وإن عافانيَ الصَّفح والغُفر
حُنُوّاً بني وهب علينافإنه
على ذاك منكم يصلح الناسُ والعصر
لقد حزَّر الحُزَّار منكم لعبدكم
وفاءً وإفضالاً فلا يخطىء ِ الحَزر
وماأهَّلوا بَذري لِذاك وإن زكا
ولكن لكم خِيمٌ يُريع به البَذر
وبايعَ بعد الفتح قومٌ سبقتهم
فلِمْ أنا في نُعماك رِدْفوهُمْ صدر
ولم يصفَ من شيءٍ صفاءَ طَويتي
فلِمْ شرْبُهم صفو ولِمْ مَشربي كدر
وما جاش مَدٌّ مثلُ مدحيَ فيكُمُ
فلِمْ كسبُهم مَدٌّ ولِمْ مكسبي جَزْر
وماليَ لا أنفك أبغي مُسَنَّداً
ولي مثلكُمْ ظَهْرٌ وما مثلكم ظهرُ
عفاءٌ على الدنيا تفاحَشَ عَكسُها
فخاب بها مثليوفاز بها عمرو
ألا إنها من صورة لقبيحة ٌ
مَنَ اللائي لا يرضى بها وجهك النضرُ
وما بيَ إلا أنْ يراها مُمَيِّزٌ
فَيَتْبَعها من رأيه نظرٌ شزر
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا ابنَ الوزيرَينْلا مُواربة
يا ابنَ الوزيرَينْلا مُواربة
رقم القصيدة : 61290
-----------------------------------
يا ابنَ الوزيرَينْلا مُواربة
قد مازجَ الصفْوَ عندكَ الكدرُ
أليس بدٌّ من الذُّعاف مع الشَّهْ
د بلى والذنوبُ تُغْتَفَر
مالي بدار الهوان مُصْطَبَرٌ
ولا بدار الضَّياع مصطبر
ولو كستْني للسماء زينتَها
تاجاًوأَمضَى احتكاميَ القَدر
وأنت إن شِئتَ كان بينهما
مَعْدًى لذي حُرمة ٍ ومُعْتصَرُ
أودى بصبريَ الأذى وبرَّح بي ال
فَقْرُوأنتَ المَلاذ والعَصَر
قد رفع الله قدر مثلِك بال
قُدْرة يا من يُطيعُهُ القَدَر
أن تمنح الصفوَ جُلُّهُ كدرٌ
أو تمنح النفعَ جُلُّهُ ضررُ
حسبي نصيراً على أخي كرمٍ
أنْ ليس لي مِنْ أَذاه منتصَر
هبْني أمرأً لم يكن له خطرٌ
ولم يزل يُزدرَى ويحتقَر
جاءك مستشفِعاً بطَولك أن
تَزْهاهُ حتى يُرى له خَطر
ألم يكن واجباً عليك له
ذاك بحقٍّ إنْ صُحِّحَ النظر
بلى فما بالُ من له خطرٌ(77/434)
ومدحُهُ فيك كله غُرر
جاءك يبغي المزيد منك فقد
صار حديثاًوعندك الخبر
أضحى عدوٌّ وقد كان يَحْسُدُهُ
ودمعُهُ رحمة ً له دِرَر
أظْلمَ ليلي وأنت لي قمرٌ
فَنَوِّرِ الليلَأيها القمر
أجدَبَ سرحي وأنت لي مَطرٌ
فزحزحِ الجدبَ أيها المطر
أرابَ دهري وأنت لي وَزَرٌ
فدافعِ الريبَأيها الوَزَرُ
أخطأتُ قصدي وأنتَ لي بصرٌ
فاركبْ بيَ القصد أيها البصر
كم قائلٍ حين جاءهُ خَبري
تالله ما قُدِّرتْ له الخِيَر
إنْ لا يغادَر وشِلْوُهُ جَزَرٌ
بين سباع فقدْرُهُ جَزر
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أَمُتُّ بجودٍ من ودادٍ ومن شُكرِ
أَمُتُّ بجودٍ من ودادٍ ومن شُكرِ
رقم القصيدة : 61291
-----------------------------------
أَمُتُّ بجودٍ من ودادٍ ومن شُكرِ
وأعلم أني قد مَتتُّ إلى حُرِّ
إلى مُنعمٍ بَرٍّإلى مُفضِلٍ بحرٍ
إلى ماجدٍ غَمرٍإلى قمرٍ بدر
إلى مَعدِنِ الآداب والعلم والحجا
ومُنتجَع الآمال في البدو والحضر
إلى كَنَفِ العافينأمْنِ ذَوي الحذْر
غياثٍ مِنَ الإقتارسِتْرٍ من السُّتْر
إلى طيِّب الأَعراق والسِّيد الذي
أدالتْ يداه اليسرَ جوداً من العُسر
قصدتُ بأسباب إليك كثيرة ٍ
ووعدٍ قديمٍ منك لم يَقْضِه نُكر
فبادرْ بإنْجازٍ لوعدك إنما
لذي اللُّب مِنْ أيامه طيِّبُ الذكر
وجُدْ يا أبا إسحاق لي بعمامة ٍ
كما كان يُعنَى بي أخوك أبو الصقر
فإنك بي أولَى من الناس كلِّهم
وأنت حقيقٌ بالتلطف في أمري
وإني امرؤ ليست تضيع صنيعَة ٌ
لديَّ لجذمي بالثناء وبالنشر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أسأتُ فأحسَنَ بي جُهْدَهُ
أسأتُ فأحسَنَ بي جُهْدَهُ
رقم القصيدة : 61292
-----------------------------------
أسأتُ فأحسَنَ بي جُهْدَهُ
ولو شاء عاقَبني وانتصرْ
وكان المقال له واسعاً
ولكن تطوَّل لما قَدَرْ
فأصبحتُ بالجود عبداً له
أُقِرُّ بذاك وإن كنتُ حُر
ومن كَثُرَتْ نِعمة ٌ عندهُ
عليه أَقرت وإن لم يُقِر(77/435)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فاجأ الناس خالداً وابنَ عشْر
فاجأ الناس خالداً وابنَ عشْر
رقم القصيدة : 61293
-----------------------------------
فاجأ الناس خالداً وابنَ عشْر
قد علاه يخوض يالأير جَعْرَهْ
فرأى الناسُ آية ً من صَبِيٍّ
فوق شيخ له جلالٌ وَكَبْره
طفِقوا يَعجبون منه فقال الشْ
شَيْخلا تُنْكِرُن للهِ قُدْره
سُخِّر الفيلُ وهُوَ أعظم مني
لضئيل الرجال يركب ظهره
احذِرُوا خالداًولا تَعذِلوهُ
أيها الناس قد تبيَّنتُ عذره
هو شيخٌ مُسخَّرُ الظهر لا ين
فك من سُخرة ٍ على إثر سُخره
أنا من فارسٍ كمثلك من قَح
طانَ إن لم أدعْك في الناس شُهْره
لسْتَ مِمّنْ لقيتَ قَبليَ أوْلَى
لك منيما كلُّ سوداءَ تَمْرهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قلْ لِعمَّارِ بن عمَّا
قلْ لِعمَّارِ بن عمَّا
رقم القصيدة : 61294
-----------------------------------
قلْ لِعمَّارِ بن عمَّا
ر أَلا تُعظِمُ قدري
بحِرِ اخْتِكَ وحِرِ والدَ
تك لاتعْبَثْ بشعْري
وأذِقْني فرجَ الزَّوْ
جة مُنقاداً لأمري
وتذكَّرْ حين تنسى
حِرَ عمتكَ وأيري
حِرُ خالتك للجي
ران لكن لستَ تدري
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيامكمْ يابني الجراح قد جَرَحَتْ
أيامكمْ يابني الجراح قد جَرَحَتْ
رقم القصيدة : 61295
-----------------------------------
أيامكمْ يابني الجراح قد جَرَحَتْ
كُلَّ القلوب ففيها منكُمُ ثارُ
ما منكُمُ رجلٌ تَمَّتْ رياستُهُ
إلا مَشُومٌ عظيمُ الكِبر جَبَّارُ
لا قَدَّس الله بالإقبال دولتَكُمْ
فإنَّ إقبالكمْ لِلناس إدبار
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بحُرمة ِ أيري يا كُنَيْزة ُ إنهُ
بحُرمة ِ أيري يا كُنَيْزة ُ إنهُ
رقم القصيدة : 61296
-----------------------------------
بحُرمة ِ أيري يا كُنَيْزة ُ إنهُ
لديكِ وجيهٌ ذو مكان وذو قَدْرِ
أعضِّي شبا الموسَى بأنفكِ عضة ً
فأنفُكِ أولى بالخِتان من البظر
أحلَّكِ ربي شبهَ أنفِكِ عاجلاً(77/436)
فما شِبهُهُ شيْءٌ لَدَيَّ سوى القبر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أضحَى ابن شاهينَ للورَى عجباً
أضحَى ابن شاهينَ للورَى عجباً
رقم القصيدة : 61297
-----------------------------------
أضحَى ابن شاهينَ للورَى عجباً
بلِحية ٍ لم تَطُلْ بمقدارِ
كثيفة ٍ في النباتِ وافرة ٍ
أوْفت على طوله بأشبار
لو أنها شِعرة ٌ يُنَوِّرُها
لم تكفِها نَوْرة ٌ بدينار
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولحية ٍ ذاتِ أصوافٍ وأوْبارِ
ولحية ٍ ذاتِ أصوافٍ وأوْبارِ
رقم القصيدة : 61298
-----------------------------------
ولحية ٍ ذاتِ أصوافٍ وأوْبارِ
منها يُحاك أثاثُ البيت والدارِ
منها متاعٌ إلى حينٍ لصاحبها
وللعيال وللإخوان والجار
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أُراني وما أحدثتُ بعدك سيِّئاً
أُراني وما أحدثتُ بعدك سيِّئاً
رقم القصيدة : 61299
-----------------------------------
أُراني وما أحدثتُ بعدك سيِّئاً
تغيَّرتُ والإبريز لا يتَغيَّرُ
فيا عجباً والدهرُ جَمٌّ صُرُوفُه
يَفي ليَ إعساري وجودُكَ يغدِر
وفَى لي بغَيضٌ والتوَى مَنْ أُحِبُّهُ
وللشَّيب أوفى والشبيبة ُ أغدر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أَحِبَّاؤنا ما كان لي عنكُمُ صبرُ
أَحِبَّاؤنا ما كان لي عنكُمُ صبرُ
رقم القصيدة : 61300
-----------------------------------
أَحِبَّاؤنا ما كان لي عنكُمُ صبرُ
وهل لِصبورٍ عن أحبته عذرُ
فيا ليتَ شِعري عنكُمُ كيف كنتُمُ
وكيف التي من وجهها يطلعُ البدر
ومَن نشرها مِسْكٌوألحاظها سحرٌ
ومَبسِمُها دُرٌّوريقتها خمر
وقد زَعَمتْ ألاّ تزالَ كعهدنا
وإن طال بي غَيْبٌ وطال بها العُمْرُ
وإني لأَخشى والزمانُ مُغَيِّرٌ
على النأْي يوماً أن يميل بها الغدر
وكيف بمُشتاقٍ تضمَّن جسمَهُ
على شوقِه مِصرٌ ومُهجَتَه مِصْر
أقام الحرب الزَّنج في دار غربة
حوادثُها في أهلها القتل والأسر
ومن دونه هولٌومن تحته ردًى
ومن فوقه سيفٌومن تحته بحر(77/437)
إذا شام برقاً لاح من نحو أرضه
تضايقَ عما ضمَّ من وَجدِه الصبر
وبَلَّتْ دماً مِنْ بعد دمعٍ رداءه
لدى خلوات منه أجفانُه الغُزر
وإن رام من حَدِّالبطيحة مَطْلِعاً
ثَنَتْ شأوَهُ عنه المواصير والجِسر
كفى حزناً أن المُقِلَّ مُشَردٌ
وذو الخفض في أحبابه مَن له وفرُ
إذا كان مالي لا يقوم بهمَّتي
سماحاً وإن أوفَى على عُسرتي اليُسرُ
ففيمَ اجتهادي في محاولة الغنى
وما للغنى عند الجواد به قَدْر
يفوز بجمع المال من كان باخلاً
وما ليَ إلا الحمدُ من ذاك والشكر
وما أنا إلا محرزُ المجد والعلا
وذلك كَنزي لا اللُّجَيْنُ ولا التبر
فإن يقضِ لي اللهُ الرجوعَ فإنه
علَيَّ له أن لا أفارقَكُمْ نذر
ولا أبتغي عنكم شُخوصاً وفُرقة ً
يَدَ الدهر إلا أن يُفرقَنا الدهرُ
فما العيش إلا قربُ من أنت آلِفٌ
وما الموتُ إلا نأيُهُ عنكَ والهجرُ
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قال الحيادعهافخالفه الهوى
قال الحيادعهافخالفه الهوى
رقم القصيدة : 61301
-----------------------------------
قال الحيادعهافخالفه الهوى
وداعي الهوى أقوى علَيَّ وأقدر
حيائيَ في وجهي وفي قلبيَ الهوى
وقلبيَ لا وجهي يَوَدُّ ويَهجُر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تصبَّرتُ عنك فما أصْبرُ
تصبَّرتُ عنك فما أصْبرُ
رقم القصيدة : 61302
-----------------------------------
تصبَّرتُ عنك فما أصْبرُ
وإنِّيَ فيك لمستبصِرُ
وإن حاربَ الرأيُ فيك الهوى
فلا شك في أَنني مُقْصِر
تصنَّعْ لرأيٍ فإني أرا
هُ يُنكِر منك الذي أُنكِر
وصانعْ هوايَ فإني أرا
هُ يغفِر منك الذي أَغفِر
وما ذاك إلا عمًى في الهوى
وأعميَ الهوَى مرة ً يُبصر
فناصِرْ هوايَ على ضدِّه
فإنّ الهوى فيك مُسْتَنْصِرُ
وإلاّ فإني مما مضى
مُنيبٌ إلى الرأي مُستغفِر
أيا أملي هبك لم تُقْضَ لي
يدٌ من يديك أَلاَ خِنْصِر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فَعَلتْ بنا مُقَلُ الجآذرْ(77/438)
فَعَلتْ بنا مُقَلُ الجآذرْ
رقم القصيدة : 61303
-----------------------------------
فَعَلتْ بنا مُقَلُ الجآذرْ
فعلَ الخناجر بالحناجرْ
ما فتَّرتْ في قتلنا
تلك المكحَّلة ُ الفَواتر
ترمي القلوب بأسهمٍ
يصدُرْن عن قِسيِّ المَحاجر
فكأنما قَتَّلْنَنَا
أبصارُهنَّ على بصائر
العصر العباسي >> البرعي >> بكى الغريبُ بفقدِ الدارِ والجارِ
بكى الغريبُ بفقدِ الدارِ والجارِ
رقم القصيدة : 59304
-----------------------------------
بكى الغريبُ بفقدِ الدارِ والجارِ
إنَّ الغريبَ غزيرٌ دمعهُ الجاري
أهاجهُ الركبُ إذْ قالوا الرحيلُ غداً
أم شاقهُ لمعُ ذاكَ البارقِ الساري
أمْ باتَ يرقبُ ناراً بالحمى وقدتٍ
ياموقدَ النارِ لا عذبتَ بالنارِ
هبَّ النسيمُ بأرواحٍ يمانية ٍ
تهدي إلى الشأمِ ذاكَ المنزلُ الداري
فبتُّ والقلبُ مجروحٌ جوارحهُ
حيرانَ أضربُأخماساً بأعشارِ
نامَ الخليَّونَ منْ حولي وما علموا
أني سميرُ صباباتٍ وتذكارِ
ذكرتُ جيرة َ نجدٍ يومَ دارهمُ
داري وسمارُ ذاكَ الحيِّ سماري
و ذبتُ وجداً لأرضٍ لي بها وطرٌ
هيهاتََ كمْ بينَ أوطاني وأوطاري
يا ممرضي بربا نجدٍ أعدْ مرضي
عسى يعودنَّ عوادي وزواري
فقد وهبتُ لغزلانِ العذيبِ دمى
و لمْ أطالبْ عيونَ العينِ بالثارِ
لولا فراقُ الفريقِ النازلينَ على
حكمِ الهوى ما وشى دمعي بأسراري
فكمْ تقسمَ قلبي نية ٌ عرضتْ
مقسومة ٌ بينَ أنجادٍ وأغوارِ
يا معملَ العيسِ منْ شامٍ إلى يمنٍ
معوداً حملَ أهوالٍ وأخطارِ
سلمْ على الحيِّ منْ نيابتي برعٍ
و قلْ لهمْ حينَ تنبيهمْ بأخباري
رأيتهُ حولَ بيتِ اللهِ في زمرٍ
منْطائفينَ وحجاجٍ وعمارِ
و قد قضى عملَ النسكينِ محتسباً
و نالَ ما نالَ منْ غفرانِ غفارِ
لكنهُ ضاقَ ذرعاً أنْ يحجَّ ولمْ
يزرْ شفيعَ البرايا صفوة َ الباري
محمدٌ دعوة ِ الحقِّ الرسولُ إلى
عربٍ وعجمٍ وبدوٍ ثمَّ حضارِ
سر ُّ السرارة ِلب ِّ اللبِّ خيرُ فتى(77/439)
منْ فتية ٍ سادة ِ الساداتِ أخيارِ
مستودعُ الحسنِ والإحسانِ ذو كرمِ
بالخيرِ أجودُ منْ ريحِ الصبا الذاري
مستغرقٌباسمه ِ كلّ َ المحامد ِ منْ
علمٍ وحلمٍ وإفضالٍ وإيثارِ
حياكِ يا طيبة َ الغرا صوبُ حياً
يهمى بمنسجمٍ في الحيِّ مطارِ
حيثُ النبوة ُ مضروبٌ سرادقها
على رياضِ جنانٍ ذاتِ أنهارِ
اللهُ أكبرُ ذا فردُ الجلالة ِ ذا ال
كاسي منَ الكيسِ والعاري منَ العارِ
ذابهجة ُ الكونِ ذا سرُّ الهداية ِ ذا
روحُ الوجودِ المصطفى ذا خيرُ مختار
إنجيلُ عيسى معَ التوراة ِ بشرنا
ببعثهِ مسنداً عنْ كعبِ أحبارِ
و كمْ لهُ في علاماتِ النبوة ِ منْ
مصنفاتٍصحيحاتٍ وآثارِ
كبرء مرضى وفيضِ الماءِ منْ يدهِ
و أنسِ نافرِ وغزلانٍ وأطيارِ
و نطقِ ضبٍّ ونسجِ العنكبوتِ كما
باضَ الحمامُ لثاني اثنينِ في الغارِ
و العضوُ كلمهُ والجذعُ حنَّ وفي
معناهُتسليمُ أحجارٍ وأشجارِ
و الغيمُ ظللهُ والبدرُ شقَّ لهُ
و الثديُ فاضَ بدرٍ منهُ مدرارِ
و كمْ لأشرفِ رسلِ اللهِ منْ شرفٍ
لمْ تبلغِ الخلقُ منهُ عشرَ معشارِ
يا منقذَ الخلقِ منْ نارِ الجحيمِ وهمْ
على شفا جرفٍ هارٍ بمنهارِ
يا عدتي يا رجائي في النوائبِ يا
عزي وكنزي ويسري بعدَ إعساري
إسمعْ غرائبَ مدحٍ لا أريدُ بها
تحصيلَ دارٍ ودينارٍ وقنطارِ
بلْ أرتجي منكَ في الدارينِ مرحمة ً
و في الإقامة ِ بينَ الدارِ والدارِ
فما مدحتكَ بالتقصيرِ معترفاً
إلا لتخفيفِ آصاريو أوزاري
و أينَ ينزلُ مدحي فيكَ بعدَ ثنا
سبعِ المثاني وسجعي وأشعاري
عليكَأزكى صلاة ِاللهِدائمة َ
تبقى بقاءَ عشياتٍو أبكارِ
تندى عليكَعبيراًطيباًو على
مهاجرينَ وآلٍثمّ َأنصارِ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> البرعي >> يالأبرقِ الفردِ أطلالٌ قديماتُ
يالأبرقِ الفردِ أطلالٌ قديماتُ
رقم القصيدة : 59305
-----------------------------------
يالأبرقِ الفردِ أطلالٌ قديماتُ
لآلِ هندٍ عفتهنَّ الغماماتُ(77/440)
و ملعبٍ لعبتْ هوجُ الرياحِ بهِ
كأنهمْ فيهِ ما ظلوا ولا باتوا
تنكرَ العلمُ الغربيُّ منْ أضمٍ
و أقفرتْ بعدَبينَِالركبِراماتُ
تشتيتهمْجمعَ الأحزانَ في كبدي
فالهمُّ مجتمعُ والركبُ أشتاتُ
فإنْ أنستْ غياباتُ الفؤادِ بهمْ
فهمْ أحيبابُ قلبي يا غياباتُ
فيا حماماتِ وادي البانِ شجوكَ في
ظلِّ الأراكِ شجاني يا حماماتُ
و يا أثيلاتِ نجدٍ ما لعبتِ ضحى
إلا لعبتِ بقلبي يا أثيلاتِ
تهيجُ لوعة ُ قلبي المستهامِ إذا
هبتْ بنشرِ الصبا النجديِّ هباتُ
فكيفَ حالُ بعيدِ الدارِ مغتربٍ
لهُ إلى الشامِ حناتٌ وأناتُ
يهدي التحية َ منْ نيابتي برعٍ
إلى نبي عطاياهُ جزيلاتُ
محمدٍ سيدِ الخلقِ الذي امتلأتْ
منْ نورهِ الأرضُ والسبعُ السمواتُ
أسرى بهِ اللهُ منْ أرضِ الحجازِ إلى
أن قبلتْ نعلهُ الحجبُ الرفيعاتُ
أدناهُ منْقابَ قوسٍ حينَكلمهُ
بالغيبِ منْ بعدِ ما قالَ التحياتُ
وزادهُ منهُ تشريفاً وشفعهُ
في الخلقِ لاعدمتْ منهُ الشفاعاتُ
فالبدرُ والبحرُ والقطرُ الملثُّ حياً
و الفضلُ والفخرُ فيهِ والكراماتُ
تاللهِ ما ارتفعتْ للدينِ مرتبة ٌ
لولا مراتبهُ الشمُّ المنيعاتُ
أحيا الزمانَ فأيامُ الزمانِ بهِ
يومانِ في اللهِ إنعامٌ وغاراتُ
و قلَّ شوكة َ أهلِ الشركِ مرتضياً
للهِ رباً فما العزى وما اللاتِ
فالخيلُ تصهلُ والأرماحُ شاجرة ٌ
و البيضُ والبيضُ مسراها العجاجاتُ
ما استمطرتهُ ثغورُ المشركينَ حياً
إلا سقتها القنا والمشرفياتُ
مني السلامُ على القبرِ الذي اعتكفتْ
فيهِ العلى وانتهتْ فيهِ النهاياتُ
و جادَ طيبة َ مرفضٌ تلوحُ بهِ
زهرُ الرياضِ وتخضرُ البشاماتُ
أرضٌ سمتْ برسولِ اللهِ أشرفَ منْ
تشرفتْ فيهِ آباءٌ وأماتُ
متى أرى النورَ منْ أرجاءِ قبتهِ
متى تباشرني منهُ البشاراتٌُ
فإنْ ولهتُ إلى قبرِ ابنِ آمنة ٍ
فهو الذي ختمتْ فيهِ الرسالاتِ
ذاكَ الحبيبُ الذي ترجو عواطفهُ
و برهُ الخلقُ أحياءٌ وأمواتُ
البدرُ شقَّ لهُ والغيمُ ظللهُ(77/441)
و الجذعُ حنَّ وسبحنَ الحصياتُ
و شاة ُ جابرِ يومَ الجيشِ معجزة ٌُ
نعمَ النبيُّ ونعمَ الجيشِ والشاة ِ
و كانَ في الشمسِ نوراً ليسَ تشخصهُ
ظلٌّ بذلكَ جاءتنا الرواياتُ
لهُ فخارٌ وتعظيمٌ ومرتبة ٌ
و معجزاتٌكثيراتٌو آياتُ
مولايَ مولايَ فرجْ كلَّ معظمة ٍ
عني فقدْ أثقلتْ ظهري الخطيئاتُ
و عدْ عليَّ بما عودتني كرماً
فكمْ جرتْ لي بخيرٍ منكَ عاداتُ
و امنعْ حمايَ وهبْ لي منكَ مكرمة ً
يا منْ مواهبهُ خيرٌ وخيراتُ
و اعطفْ عليَّ وخذْ يا سيدي بيدي
إذا دهتني الملماتُ المهماتُ
فقدْ وقفتُ ببابِ الجودِ معتذراً
و العفوُ متسعٌ والعذر أبياتُ
و قلْ غداً أنتَ منْ أهلِ اليمينِ إذا
زخرفتْللداخلينَ الخلدَ جناتُ
و إنْ مدحتكَ بالتقصيرِ معترفاً
فمدحكَ الوحيُ والسبعُ القراآتُ
قلْ لا يخفْ بعدها عبدُ الرحيمِ ومنْ
يليهِ أهلٌ وصحبٌ أو قراباتُ
صلى عليكَ إلهي يا محمدُ ما
لاحتْ بنوركَ منْ بدرٍ علاماتُ
و اللآلُ والصحبُ والأزواجُ كلهمُ
فهمْ لساداتِ أهلِ الفضلِ ساداتُ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> البرعي >> هيَ العيسُ نوليها الحنينُ فتسعدُ
هيَ العيسُ نوليها الحنينُ فتسعدُ
رقم القصيدة : 59306
-----------------------------------
هيَ العيسُ نوليها الحنينُ فتسعدُ
و نزجرها نحوَ الحبيبِ فتصعدُ
يذكرها الحادي بجيرة ِ طيبة ٍ
فيأخذها شومٌ مقيمٌو مقعدُ
وإنْسمعتْ سجعَالحمامِ تذكرتْ
بسلع حمامات تبيت تغردُ
و إنْ وقدتْ نارٌ بأحدٍ تبادرتْ
إليها وفي أحشائها النارُ توقدُ
فلاَ تذكرايا صاحبيَّلها الحمى
و لا جيرة ًخلوا الغوير فأنجدوا
و لكنْعداها بالحجازِو أحمدٍ
فما قصدها إلا الحجازُ وأحمدُ
سرتْ فرأتْ منْ نحوِ بدرٍ على الربا
طلائعَبدرٍنورهُيتصعدُ
و دانتْثنياتُالوداعِفهاجها
نسيمٌحجازيٌّيهبُّو يركدُ
لعلًَّنسيمَالريحِيهدي تحيتي
إلى منْلهُعنْ أيمنِ العرشِ مقعدُ
فيقرئهُمنيالسلامُمكرراً(77/442)
فخيرُالتحياتِالسلامُالمرددُ
نبيٌّلهُجودٌو مجدٌمؤثلٌ
و جاهٌو تمكينٌمكينٌو سؤددُ
على حبهِيستمسكُالطيرُفي الهوا
و تهبطُأملاكُالسماءِو تصعدُ
و يهتزُّريحانُالقلوبِ لذكرهِ
إذا ذكرَارتاحتْقلوبٌو أكبدُ
و ذلكَمنْأوتيَالنبوة َأولاً
و آدمُبينَالماءِ والطينِمفردُ
فكانَلهُفي العرشِسبقٌو رفعة ٌ
و كانَلهُفي الأرضِ بعثٌ ومولدُ
هنيئا ً لذاكَالبدرُشرَّفَقدرهُ
و أعطى منَالتمكينِماليسَينفدُ
و شقَّاسمهُ منْأحرفِاسمِإلههِ
فذو العرشِمحمودٌو هذا محمدُ
ينادى بأسماءِ الملائكَوالعلاَ
على أنهُ أعلى وأزكى وأمجدُ
و يذكرُ في التهليلِ معْ ذكرِ ربهِ
و إنْ قيلَ في التأذينِأشهدُأشهدُ
ويعلو على الأملاكِوالرسلِرفعة ً
فهاهوَ للأملاكِ والرسلِ سيد
فلا غيرهُ في الفضلِِ يخترقُ العلى
ولا تحتَ ساقِ العرشِ للهِ يسجدُ
نبيٌّ أتى والناسُ فيجاهلية ٍ
من الدينِ والأصنامِفي الأرضِ تعبدُ
فقامَ على التوحيدِ بالسيفِ داعياً
إلى اللهِفهوَالهاشميُّالموحدُ
وغيضَبحرُالشركِحينَتلاطمتْ
على أهلهِأمواجهُوهوَ مزبدُ
وغادرَحيَّالمشركينَبلا قعاً
منكرة ً لما عصواوتمردوا
تروحُوتغدوالطيرُفي عرَصاتها
وأسيافهُفيهمْتسلُّوتغمدُ
فآياتهُبالمعجزاتِ نواطقٌ
وراياتهُ بالنصرِ والفتحِ تعقدُ
فذلكَنورُ اللهِفي كلِّوجهة ٍ
منَالأرضِوالسيفُالصقيلُالمهندُ
غنائمهُ حلٌ ومكة َقبلة ٌ
لهُو الطهورُالتربُو الأرضُمسجدُ
و كمْمنْكراماتٍلهُ وخصائصٌ
لمشهدهافوقَالسمواتِمشهدُ
مدحتُرسولَاللهِمفتخراًبهِ
و قمتُبحمدِاللهِأنثىو أنشدُ
و قلتُلعلَّ اللهَيمحوجرائمي
بهِو ابنِ مسعودِ المقصرِ يسعدُ
رجوناكَفي الدارينِيا علمَالهدى
لأنكَ فيالدارينِ هادٍو مرشدُ
أقلْعثراتٍإنَّبنا زمنٌنبا
فأنتَأبرُّالناسِقلباً وأجودُ
و لا نرتجيمولى ًسواكَلعلمنا
بأنكَموجودٌو غيركَيفقدُ
أتتكَمنَالنيابتينِحروفها
تخالُحروفاًو هيدرٌمنضدُ
و قائلهاعبدُالرحيمِبنُأحمدٍ
عسى أنهُفي نظمِمدحكَيحمدُ(77/443)
فحققْرجائيفيكَيا غاية َالمنى
و قلْأنتَمنا في الجنانِمخلدُ
و لا تطردِالمسكينَمعَحسنِظنهِ
فحاشاً علاكمْأنْيرجى ويطردُ
و كيفَيخافُالذبَكلُّمقصرٍ
وعفوكَيا مولايَللذنبِمرصدُ
فهلْ منكَإذنٌفي الزيارة ِإنني
أسيرٌبأغلالِالذنوبِمقيدُ
بعدتُبزلاتيو طالتْإقامتي
فلا الموتُمأمونٌ ولا العمرُ مسعدُ
فواحسرتي يا خيرَمنْوطئَالثرى
إذا لمْيكنْبيني وبينكَ موعدُ
عليكَسلامٌلا يبيدُمباركٌ
جديدٌعلى مرِّالجديدينسرمدُ
Free counter
العصر العباسي >> البرعي >> همُ الأحبة ُ إنْ جاروا وإنْ عدلوا
همُ الأحبة ُ إنْ جاروا وإنْ عدلوا
رقم القصيدة : 59307
-----------------------------------
همُ الأحبة ُ إنْ جاروا وإنْ عدلوا
فليسَ لي معدلٌ عنهمْ وإنْ عدلوا
و كلُّ شيءٍ سواهمْ لي بهِ بدلُ
منهمْ ومالي بهمْ منْ غيرهمْ بدلُ
إني وإنْ فتتوا في حبهمْ كبدي
باقٍ على ودهمْ راضٍ بما فعلوا
شربتُ كأسَ الهوى العذرى ِّ من ظمأٍ
و لذَّلي في الغرامِ العلُّ والنهلُ
فليتَ شعريَ والدنيا مفرقة ٌ
بينَ الرفاقِ وأيامُ الورى دولُ
اهلْ ترجعُ الدارُ بعدَ البعدِ آنسة ً
و هلْ تعودُ لنا أيامنا الأولُ
يا ظاعنينَ بقلبي أينما ظعنوا
و نازلينَ بقلبي أينما نزلوا
ترفقوا بفؤادي في هوادجكمْ
راحتْ بهِ يومَ راحتْ بالهوى الإبلُ
فو الذي حجتِ الزوارُ كعبتهُ
و منْ ألمَ بها يدعو ويبتهلُ
لقد جرى حبكمْ مجرى دمي فدمي
بعدَ التفرقِ في أطلالكمْ طللُ
لم أنسَ ليلة َ فارقتُ الفريقَ وقدْ
عافوا الحبيبَ عنِ التوديعِ وارتحلوا
لما تراءتْ لهمْ نارٌ بذي سلمِ
ساروافمنقطعٌ عنها ومتصلُ
لا درًَّ درَّ المطايا أينما ذهبتْ
إنْ لمْ تنخْ حيثُ لا تثنى لها العقلُ
في روضة ٍ منْ رياضِ الجنة ِ ابتهجتْ
حسناً وطابَ بها للنازلِ النزلِ
حيثُ النبوة ُ مضروبٌ سرادقها
و طالعُ النورِ في الآفاقِ يشتملُ
و حيثُ منْ شرَّفَ اللهُ الوجودَ بهِ
فاستغرقَ الفضلَ فرداً مالهُ مثلُ
محمدٌ سيدُ الساداتِ منْ مضرٍ(77/444)
سرُّ السرارة ِ شمسٌ مالهُ طفلُ
شواردُ المجدِ في مغناهُ عاكفة ٌ
و ريفُ رأفتهِ غصنُ الجنى الخضلُ
تثنى عليهِ المثاني كلما تليتْ
كما استنارتْ بهِ الأقطارُ والسبلُ
بحرٌ طوارقهُ بٌّر ومكرمة ٌ
بدرٌ على فلكِ العلياءِ مكتملُ
ما زالَبالنورِمنْ صلبٍ إلى رحمٍ
منْ عهدِ آدمَ في الساداتِينتقلُ
حتى انتهى في الذرى منْ هاشمٍ وسما
فتى ً وطفلاً ووفيَّ وهوَ مكتهلُ
فكانَ في الكونِ لا شكلٌيقاسُبهِ
و لاَ على مثلهِالأقطارُتشتملُ
به الحنيفة ُمرساة ٌقواعدها
فوقَ النجومِو نهجُالحقِّمعتدلُ
و منهُظلُلواءِالحمدِيشملنا
إذا العصاة ُعليهمْمنْلظى ظللُ
و إنهُالحكمُ العدلُالذينسختْ
بدينِملتهِالأديانُو المللُ
يا خيرَ منْ دفنتْفي التربِ أعظمهُ
فطابَمنْ طيبهنَّ السهلُ والجبلُ
نفسيالفداءُلقبرٍأنتَساكنة ُ
فيهِالهدىو الندىو العلمُو العملُ
أنتَالحبيبُالذينرجو عواطفهُ
عندَ الصراطِإذاما ضاقتِ الحيلُ
نرجو شفاعتكَ العظمى لمذنبنا
بجاهِوجهكَعناتغفرُالزللُ
يا سيدييارسولَاللهِخذْبيدي
فيكلِّحادثة ٍماليبهاقبلُ
قالوانزيلكَلايؤذىو ها أناذا
دميوعرضي مباحٌ والحمى هملُ
و ذاالمسمى بكَاشتدَّالبلاءُبه
فارحمْمدامعهُفي الخدِّتنهملُ
و حلَّعقدة َ همٍعنهُمابرحتْ
و اشرحْبهِصدرَأمْقلبها وجلُ
و صلْ بمرحمة ٍ عبدَ الرحيمِ ومنْ
يليهِ لا خابَفيهِ الظنَُو الأملُ
صلىو سلمَربيدائما ً أبدا ً
عليكَيا خيرَمنْيحفى وينتعلُ
و الألِو الصحبِما غنتْمطوقة ٌ
و ما تعاقبتِالأبكارُ والأصلُ
العصر العباسي >> البرعي >> عاهدوا الربعَ ولوعاً وغراماً
عاهدوا الربعَ ولوعاً وغراماً
رقم القصيدة : 59308
-----------------------------------
عاهدوا الربعَ ولوعاً وغراماً
فوفوا للربعِ بالدمعِ ذماما
كلمامرواعلى أطلالهِ
سفحواالدمعَبذي السفحِانسجاما
نزلوابالشعبِمنْشرقيهِ
مستظلينَأراكاً وبشاما
ينثرُالطلُّعليهمْلؤلؤا
يشبهُاللؤلؤَحسناً وابتساما
و إذاهبتْصبانجدٍلهمْ(77/445)
فهمتهمْعنْربانجدٍكلامً
يا رفيقيبنواحيرامة ٍ
غنَّليبالأبرقِالفردِو راما
كمْبدورٍفي خدورِالمنحنى
يستعيرُالبدرُمنهنَّالتماما
حبهمْحلَّسويدا ً مهجتي
و فؤاديبعدَمافتَّالعظاما
أيهااللائمُأذنيلا تعي
زخرفَالقولِفدعْعنكَالملاما
أولعَالحبُّبدمعيو دمي
فعلامَاللومُفي الحبِّعلاما
عذريَالوجدُو قلبي فيهمُ
يكرهُالمسكَو يرتاحُالخزاما
و الفتى العذرى ُّلاينفكُعنْ
عهدة ِالشوقِو إنْذاقَالحماما
ليتَشعريهلْأدانيشعبهمْ
بعدَبعدىو ترى عينيالخياما
ماعليكمْسادتيمنْحرجٍ
لوْتردونَ لياليناالقداما
إنْتناهتْدارناعنْداركمٍ
فاذكرواالعهدَوزورونامناما
هيجتنينسمة ٌ نجدية ٌ
قلبتْ قلبيعميداً مستهاما
كلماناحتْحماماتُالحمى
فيأراكِالشعبِناوحتِالحماما
و اأحيبابيالألى عاهدتهم
عقلواعقليبمنْأهوى هياما
عرضواالكاسَعلينامرة ً
فانتهى السُّكرُو مافاضوا الختاما
ثملتْأرواحنامنْ ذكرهمْ
لمْ نرَ الراحَو لا ذقناالمداما
يا ندامايَفؤاديعند كم
ما فعلتمْ بفؤادييا ندامى
همتُفاستعذبتَُتعذيبيبكمْ
فاجرحواقلبيو لا تخشواأثاما
أنتمْمنْدميالمسفوحِفي
أوسعِ الحلِّو إنْكانَحراما
و اصرمواحبليو إنْشئتمْ صلوا
لذَّ لي الحبُّو صالاً وانصراما
أناراضٍبالذي ترضونهُ
لكمُ المنة ُ عفواًو انتقاما
كنتُفيالشعبِو كانواجيرتي
لوْ صفاليذلكَالعيشُو داما
قسما ً بالبيتِو الركنِالذي
طابَتقبيلاًو مسحاً والتزاما
إنَّفيطيبة ََقوماًجارهمْ
فيمحلِّالنجمِيعلوأنْيسامى
روضة ُالجنة ِفيأوطانهمْ
و ثرى آثارهمْيبريالجذاما
كلُّمنْلمْيرَفرضا ً حبهمْ
فهمْفيالنارِو إنْصلى وصاما
همْنجومُأشرقَالكونُبهمْ
بعدَماكانتْنواحيهِظلاما
فتحواالأرضَبعليابأسهمْ
و استباحوايمينا ً منهاو شاما
فيهمُالبدرُالذيأنوارهُ
لمْيطقْمنْبعدها الحقُانكتاما
الأعزُّالمنتقى منْهاشمٍ
طيبُالعنصرِحاشاأنْيضاما
المدانيقابَقوسينِالذي
كانَللأملاكِوالرسلِإماماً
إرتضاهُاللهُنوراًللهدى
و انتضاهُلدمِالأعداحساما(77/446)
خصهُاللهُبدينٍقيمٍ
نسخَ الأديانَ ندباًو التزاما
و كتابٌ أحكمتْ آياته
عصمة ُاللهِلمنْرامَاعتصاما
يهتديكلُّمنِاستهدى بهِ
سبلَالرشدِو يعمى منْتعامى
فرضَالعمرة َو الحجَّ لنا
و صلاة ًو زكاة ًو صياما
يا رسولَاللهِيا ذاالفضلِيا
بهجة َالمحشرِجاها ً ومقاما
ياوجيهَالوجهِفيالدارينِيا
شافعَ الخلقِإذالدواخصاما
عدْعلى عبدِالرحيمِالملتجي
بحمى عزكَيا غوثَاليتامى
و رفاقيالكلِّقمْبيو بهمْ
فيالملماتِإذااحتجنامقاما
و أقلنيسيدي منْعثرتي
و اكتسابيالذنبَمنْخمسينَ عاماً
نحنُفيروضِثناكمْنجتني
ثمراتِالمدحِنثرًاو نظاماً
لوْسماالمجدُلأقصى غاية ٍ
كنتَللمجدِسناءً وسناما
يدكَالعلياعلى كلِّيدٍ
زادكَاللهُعلوا ً واحتراماً
و كساروحكَمنهُرحمة ً
و صلاة ً ترتضيها وسلاما
تقتضيحقكَعني دائماً
و تعمَالآلَو الصحبَالكراما
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> البرعي >> قفْ بذاتِ السفحِ منْ أضمٍ
قفْ بذاتِ السفحِ منْ أضمٍ
رقم القصيدة : 59309
-----------------------------------
قفْ بذاتِ السفحِ منْ أضمٍ
وانشدِ السارينَ في الظلمِ
هلْرووا علماً عنِ العلمِ
أمْرأواسلمى بذيسلمٍ
ليتَشعريبعدَما رحلوا
أيَّأكنافِالحمى نزلوا
أبذاتِالبانِأمْعدلوا
ينشدونَالقلبَفيالخيمَ
فسقى مرعاهمُ المطرُ
و سرى روحُالصباالعطر
فيرياضٍطلهادررٌ
بينَ منثورٍ ومنتظمِ
نورهاالقاني ملتهبٌ
فيرقومٍ لونها ذهبُ
فيهِمنْحبِّالندى حببُ
فوقَزهرٍمنهُمبتسمُ
مذْتراءتْليخدورهمُ
و بدتْ للعينِدورهمُ
هيجتْ وجديبدورهمُ
يالقلبيبالغرامِ رمى
فجهاتُ الصبرِ مظلمة ٌ
و مرامى الهجرِمؤلمة ٌ
و هيَأرواحٌمقسمة ٌُ
هيجتْلعثَ اللمى ألمى
كمْصباقلبيبهاو لها
كمْأذابتْمهجتيو لها
كمْحفظتُ العهدَ ليو لها
قبلَسنِّالحلمِبالحلمِ
أنافيتأليفِ قافيتي
غيرَمجتازٍ إلى فئة ِ
سقمى َفيالحبِّعافيتي
ووجوديفيالهوى عدمى
و صفكمْصافٍعنِالشبهِ
يا عزيزَالشكلِو الشبه(77/447)
و عذابٍ ترضونَبهِ
فيفميأحلى منَ النعمِ
قسما ً بالنجمِ حينَ هوى
ماالمعافىو السقيمُسوى
فاخلعِالكونينِعنكَ سوى
حبِّمولى العربِو العجمِ
سيدَالساداتِمنْ مضرٍ
غوثَأهلِالبدوِو الحضرِ
صاحبُالآياتِو السورِ
منبعُ الأحكامِو الحكمِ
قمرٌ طابتْ سريرتهُ
و سجاياهُ وسيرته
صفوة ُ الباريو خيرتهُ
عدلُ أهلِالحلِّ والحرمِ
ما رأت عيني وليسَ ترى
مثلَ طهَ في الورى بشرا
خيرُ منْفوقَالثرى أثرا
طاهرُالأخلاقِ والشيمِ
جاوزَ السبعَالطباقَ إلى
قابَ قوسينِاستمرَّعلا
و أحالتهُ الحظوظُ على
سرِّ علمِ اللوحِ والقلمِ
نالَعبدُاللهِ موهبة ً
ولعظمِ الفضلِ موجبة َ
يا أعزَّ الناسِ مرتبة َ
عدْ بفضلِ الجودِ والكرم
عدْبفضلِ الجودِمنكَعلى
صاحبِ النيابتينِ فلا
يعترى عبدَالرحيمِبلا
وارعَ حقَّالصحبِو الرحمِ
قلْ لهمْ أنتمْ منَالسعدا
و اشملِالأدنينَ والبعدا
و إنْكنتَ الشفيعَ غدا
للورى فالقاسميُّ سمى
أنتَ عبدُاللهِذوالشرفِ
وهوَ عبدُاللهِذو السرفِ
صدهُعنْمذهبِالسلفِ
كثرة ُ العصيانِ واللممِ
صا رَ بالأوزارِ مرتهناً
ظالماً للنفسِ ممتهناً
لذنوبٍكالجبالِ جنى
هتكَ أعراضٍ وسفكَدمِ
ضاقَ عنهُ وجههُ مذهبهًِ
عزَّعنهُ نيلُ مذهبهِ
قمْ عداة َ الحشرِبيو بهِ
يومَجمعِالخصمِوالحكمِ
لمٍيخبْمنْكنتُ موئلهُ
يامنِالرحمنُ فضَّلهُ
ما على الجانيوأنتَلهُ
عصمة ٌ منْ أوثقِالعصمِ
بكَ مزنُ الجودِ ماطرة ًٌ
و بحارُالخيرِ زاخرة ٌ
فجميعُ الرسلِ قاصرة ٌ
عنْمساعيطاهرِالقدمِ
وصلاة ُاللهِ كلَّضحى
و سلامُ اللهِ مابرحا
جاوزوا ختماً ومفتتحا ً
حيثُ كنتمْ خيرَفيالقدم
المصطفى منصبَ الشرفا
ذوالوفاأعلى الورى شرفاً
أحمدُ المختارُ والخلفا
شهداءُ اللهِ فيالأممِ
العصر العباسي >> البرعي >> أبنيَّ دونكَ عبرتي وتنهدي
أبنيَّ دونكَ عبرتي وتنهدي
رقم القصيدة : 59310
-----------------------------------
أبنيَّ دونكَ عبرتي وتنهدي
كمداً عليكَ فكمْ أعيدُ وأبتدي(77/448)
أبنيَّ طالَ بكَ السقامُ فليتني
أفديكَ لوْ ولدٌبوالدهِفدى
أ بنيَّ ما بيدي لمثلكَ حيلة ٌ
لكنْ أمدُّ إلى ابن آمنة يدي
إنْ ضاقَ بي وبكِ الخناقُ فلم يضقْ
عني وعنكَ عريضُ جاهِ محمدِ
ذاكَ الغياثُ المستغاثُ بهِ الذي
لولاهُ ما كانَ الوجودُ بموجدِ
ذاكَ المتوجُّ بالمهابة ِ والعلى
شمسُ النبوِ عصمة ُ المسترشدِ
وَ غيمُ مرحمة ٍ يمدُّ ظلالهُ
و يفيضُ نائلهُ لكلِّ موحدِ
هوَ صاحبُ الأحكامِ والحكمُ التي
طلعتْ طلائعها هدى للمهتدى
قمرٌ تسلسلَ منْ ذؤابة ِ هاشمٍ
في السرِّ منها والصريحِ الأمجدِ
ملأتْ محامدهُ الزمانَ وأسرعتْ
شهبُ النجاة ِ لمغورٍ ولمنجدِ
رؤوفٌ بأمتهِ رحيمٌ مشفقٌ
متعطفٌ بالودِّ للمتوددِ
نرجوهُفي الدنيا لنجحِ مرادنا
و نلوذُ منهُ إلى الشفاعة ِ في غدِ
و هوَ الذي منْ قابَ قوسينِ انتهى
في القربِ يفتحُ كلَّ بابٍ موصدِ
و لهُ الفضيلة ُ والوسيلة ُ رفعة ً
و الفضلُو الزلفى وصدقُ المقعدِ
و الرسلُ تحشرُ تحتَ ظلِّ لوائهِ
و تؤمُّ كوثرهُ الهنىء َ الموردِ
جبلٌ نلوذٌ منَ الخطوبِ بعزهِ
وبهِ نصولُعلى الزمانِ المعتدى
جعلَ الصنائعَ في الرقابِ قلائداً
و بنى المحامدَ في عراصِ الفرقدِ
يتوسلُ المتوسلونَبجاههِ
فيردُّ عنهمْكلَّ خطبٍ أنكدِ
جادَ الغمامُ على رباهُ إلى ربا
سلعٍ فما والى بقيعَ الغرقدِ
و سقى جوانبَ روضة ٍ قدسية ٍ
محروسة ٍ في ظلِّ ذاكَ المسجدِ
فهناكَ أرواحُ النفوسِ عواكفٌ
شغفاً بأحمدَذائباتِالأكبدِ
طوبى لطيبة َ حيثُ حلَّ بربعها
شمسُ الفخارِ ففاقَ شمسَ الأسعدِ
نزلَ المكانَ فكانَ محترماً بهِ
ومحا الفسادَ فسادَ كلَّ مسودِ
علمٌ تظللَ بالغمامة ِ وارتوى
منْ ذلكَ الضرعِ الأجدِّ الجلمدِ
و الجذعُ حنمَّ لهُ وسبحتِ الحصى
في كفهِ نصُّ الحديثِ المسندِ
هو عدتي هوَ عمدتي هوَ ذخرتي
هوَ نصرتي هوَ منقذي هوَ منجدي
ياسيدَّ الثقلينِ كنْ لي مسعداً
فالدهرُ يا مولايَليسَبمسعدي
هذا سميكَ أحمدٌ فاقَ الحشا(77/449)
أتراكَ تغفلُ عنْ سميكَ أحمدِ
ألمٌّألم َّ به ِ فقطع َ بالبكا
كبدي وظني فيكَ غاية ُ مقصدي
فاسألْ لهُ الرحمنَ نظرة َ راحمٍ
بشمولِ عافية ٍ وعفوٍسرمدِ
واجزِ بهِ عبدَ الرحيمِ براءة ً
منْ حرِّ نارِ جهنمَّ المتوقدِ
و عليكَ صلى اللهُ ما هبَّ الصبا
منْ طيبِ طيبة َ عنْ شذا الندِّ الندي
و على صحابتكَ الجميعِ وكلُّ منْ
والاكَ يشهدُ حسنَ ذاكَ المشهدِ
العصر العباسي >> البرعي >> مثِّلْ لعينكَ خدراً في الحمى ضرباً
مثِّلْ لعينكَ خدراً في الحمى ضرباً
رقم القصيدة : 59311
-----------------------------------
مثِّلْ لعينكَ خدراً في الحمى ضرباً
و انشد فؤاداً مع الاحباب مغتربا
و ابكِالمنازلَبعدَ الظاعنينَ دماً
إنْ لمْترَ الدمعَ يقضي عنكَ ما وجبا
و لا تلمْ في الهوى العذرى ِّ ذا شجنٍ
في الغورِ هبَّ لهُ ريحُ الصَّبا فصبا
إنْ حدثَ الركبُ عنْ نجدٍ بكى شجناً
و إنْ رأى النارَ في نجدٍ بكى طربا
و الورقُ ساجعة ٌ تغرى الغرامَ بهِ
و البرقُ يلهبهُ وجداً إذا التهبا
يودُّ لوْ أنَّ أيامَ الحمى َ رجعتْ
و قلما ردَّ شيءٌّ بعدَ ما ذهبا
فيا حويدَالمطايا ذا الكثيبُو ذا ال
مرعى الخصيبُ فدعها ترتعي العذبا
في روضة ٍ تجدْ ظلَّ النسيمِ بها
نشوانَ ينثرُ منْ حبِّ الندى حببا
و إنْ وردتْ بها ماءَ العذيبِ فقلْ
سقى العذيبَ منَ الأمواهِ ما عذبا
و خلِّ عنها إذا ارتاحتْ لرائحة ٍ
منْ طيبِ طيبة َ أو ريَّا رياضِ قبا
و إنْ وصلتَ بها بابَ السلامِ فقلْ
مني السلامُ على أوفى الورى حسبا
محمدٌ خيرُ منزولٍ بساحتهِ
كهفُ الأراملِ والأيتامِ والغربا
أغرُّ أرسلهُ الرحمنُ مرحمة ً
للخلقِ بالحقِّ يهدي العجمَ والعربا
نورُ الوجودِ تمامُ الوجدِ إنْ نزلتْ
بهالوفودُ بسوحٍ ضيقٍ رحبا
ملاذُ كلِّ صريخِ ما صدمتُ به
خطباً فكلَّ ولا أستعطيتهُ فأبى
تندى الغمامُ إذا استمطرتها مطراً
و ابنُ العواتكِتندى كفهُ ذهبا
و تسلبُ الشمسُ ثوبَ النورِ آفلة َ(77/450)
و نورُ أحمدَ شقَّ التربَ والشهبا
إنَّ ابنَ عبدِ منافٍ شمسٌ قدِ ابتهجتْ
لما رآها سنا أهلِ الضلالِ خبا
كمْ عاندتهُ قريشٌ في نبوتهِ
و كمْ أضافوا إليهِ السحرَ والكذبا
و ضلة ً نبزوهُ بالجنونِ ولمْ
يبقوا لأسمائهِ من ضدها لقبا
حتى رماهمْ بجيشٍ لا كفاءَ لهُ
يهدي إلى الملحدينَ الحربَ والحربا
بيضُ المفارقِ والهيجاءُ مظلمة ٌ
كأنهمْ في ظهورِ الخيلِ نبتُ ربا
فيهمْ عتيقٌ وفاروقٌو صنوهما
عثمانُ والحيدريالضاري إذا وثبا
أئمة ٌ شرَّ فَ اللهُ الوجودَ بهمْ
ساموا العلاَ فسموا فوقَ العلا رتباً
و منْ نزارٍ وفرعى تغلبٍ عربٍ
أربابُ سمرٍ وبيضٍ تلتظى لهبا
الغائضي غمراتِ الموتِ متخذي
هامَ الكماة ِ على أرماحهمْ عذبا
الشاربي الموتَ صرفاً في الهياجِ فما
يدرونَ طعناً وضرباً كانَ أمْ ضربا
محبة َلنبيٍّبينَأظهرهمْ
اختارهُ واجتباهُ اللهُ وانتخبا
مؤيداً بكتابِ اللهِمعتصماً
باللهِ منتصراًللهِ محتسباً
يا أشرفَ الخلقِ منْ حافٍ ومنتعلِ
و منتقى منْ مشى منهمْ ومنْ ركبا
كانَ ابنُ مسلمٍ جارَ الجنبِ منْ برعٍ
فكنتُ منْ بعدِ جاركَالجنبا
أهدي إليكَ منَالنيابتينِعلى
شوقي إليكَ حروفاً تشبهُ الشهبا
فصلْ برحمة ٍ عبدَ الرحيمِ ومنْ
يليهِ أهلاً وأرحاماً ومصطحبا
و إنْدعافأجبهُ واحمْجانبهُ
و صلهُما قطعتْ أيامهُالسببا
لا نلتَ قوة َ ضعفي إنْ نبا زمني
و في يدي منكَ سيفٌ ما هوى فنبا
و لا عدمتكَ في الدارينِ معتمداً
بجاهوجهكَ مثلي يتقى التربا
فقمْ بحالي وحالِ المسلمينَ إذا
ضاقَ الخناقُ ورضْ لي كلَّ ما صعبا
مني عليكَ صلاة ُ اللهِ دائمة ٌ
تنمي فتستغرقُ الأعصارَ والحقبا
تزيدُ قدركَ يا سرَّ الوجودِ علاً
و الآلِ والصحبِ نعمَ السادة ُ النجبا
ما حنَّ رعدٌ وما غنتْ مطوقة ٌ
و ما تغنتْ حماماتُ الحمى طرباِ
Webstats4U - Free web site statistics
العصر العباسي >> البرعي >> فؤادي بربعِ الظاعنينَ أسيرُ
فؤادي بربعِ الظاعنينَ أسيرُ
رقم القصيدة : 59312(77/451)
-----------------------------------
فؤادي بربعِ الظاعنينَ أسيرُ
يقيمُ علىآ ثارهمو أسيرُ
ودمعي غزيرُ السكبِ في عرصاتهم
فكيفَ أكفُّ الدمعَ وهوَ غزيرُ
و إنْتباريحي بهمْ وصبابتي
لهنَّ رواحٌ في الحشا وبكورُ
أحنُّ إذا غنتْ حمائمُ شعبهم
وينزع قلبي نحوهم ويطير
واذكر من نجدٍ حوارس باسهم
فتنجد أشواقي بهم وتغيرُ
فياليتَشعري عنْ محاجرَ حاجرٍ
وعنْ أثلاتٍ روضهنَّ نضيرُ
وعنْ عذباتِ البانِ يلعبنَ بالضحى
عليهنَّ كاساتُ النسيمِ تدور
ومنْبانَ لي أروى منَ الشعب شربة ً
وانظرْ تلكَ الأرض وهيَ مطير
واسمعُفي سفحِ البشامِ عشية ً
بكاءَ حماماتٍ لهنَّهديرُ
فياجيرة َ الشعبِ اليمانِ بحقكمٍ
صلوا أو مروا طيفَ الخيالِ يزورُ
بعدتمْ ولمْ يبعدْ عنِ القلبِ حبكمْ
و غبتمْ وأنتمْ في الفؤادِ حضورُ
أغارُ عليكمْ أنْ يراكمْ حواسدي
و أحجبُ عنكمْ والمحبُّ غيورُ
أحيبابَ قلبي هلْ سواكمٍ لعلتي
طبيبٌبداءِالعاشقينَخبيرُ
غرستمٍبقلبيلوعة ًثمراتها
همومٌلها حشوُالحشاءِسعيرُ
جيوشُهواكمْكلَّلمحة ِناظرِ
على حصنِقلبي بالغرامِتغيرُ
أعيروا عيوني نظرة ًمنْجمالكمْ
و ما كلُّمنْيبغي الوصالَيعيرُ
أقام َ على قلبي وسمعي وناظري
رقيبٌ فما يخفى َ عليه ِ ضميرُ
مرادي هواكمْ والهوانُ كرامة ٌ
لحلوِ هوا كمْو السعيرُ يسيرُ
أعدْ على ديني ودنيايَ بركمْ
فتنقلبُ الأحزانُ وهي سرورُ
و تأخذ قلبي نشوة ٌ عند ذكركم
كما ارتاحَ صبٌ خامرتهُ خمورُ
و إني لمستغنٍ عن الكونِ دونكمْ
و أما إليكمْ سادتي ففقيرُ
أصومُ عنِالأغيارِ قطعاًو ذكركمْ
لصومي سحورٌ في الهوى وفطورٌُ
و ليلة ُقدريليلة ٌبتُّ آنساً
بكمْولأقلامِالقبولِِ صريرُ
و ضحوة ُ عيدييومَ أضحى بقربكمْ
عليَّ منَ اللطفِ الخفيِّ ستورُ
فجودوا بوصلٍ فالزمانُ مفرقٌ
و أكثرُ عمرِ العاشقينَ قصيرُ
و لا تغلقوا الأبوابَ دونيلزلتي
فأنتمْ كرامٌو الكريمُ غفورُ
و قدْ أثقلتْظهري الذنوبُ وإنما
رجائيلغفارِ الذنوبِ كبيرُ(77/452)
و جاهُ رسولِاللهِ أحمد نصرتيع إذا لم يكن لي في الخطوب نصيرصومدح رسول الله فأل سعادتي
أفوزُ بهِ يومَ السماء تمورُسقط بيت ص
نبيٌّ تقيٌأريحيٌمهذبٌ
بشيرٌلكلّ ِ العالمينَ نذيرُ
إذا ذكرَارتاحتْ قلوبٌ لذكرهِ
و طابتْ نفوسٌو انشرحنَ صدورُ
عدمناعلى الدنيا وجودَ نظيرهِ
لقدْ قلَّ موجودٌوعزَّ نظيرُ
و كيفَ يسامى خيرُمنْ وطيءَ الثرى
و في كلِّ باعٍ عنْ علاهُ قصورُ
و كلُّ شريفٍ عندهُ متواضعٌ
و كلُّ عظيمِالقريتينِ حقيرُ
لئنْ كانَ في يمناهُ سبحتِ الحصى
فقد فاضَ ماءٌ للجيوشِ نميرُ
و خاطبهُ جذعٌو ضبٌو ظبية ٌ
و عضوٌخفيٌّسمهُ وبعيرُ
و درَّ لهُ الثديُ الأجدُ كرامة ً
كما انشقَّ بدرٌ في السماءِ منيرُ
و مثلُ حنينِ الجذعِ سجدة ُ سرحة ٍ
و أنسِ غزالِ البرِّ وهيَ تفورُ
و باضَ حمامُ الأيكِ في إثرهِ كما
بنتْ عنكبوتٌ حينَ كانَ يسيرُ
و إنّ َ الغمامَالهاطلاتِتظلهُ
بروحِنسيم ٍ إنْألم َّ هجيرُ
و يومَ حنينٍ إذْرمى القومَ بالحصى
فولوا وهمْعميُ العيونِ وعورُ
و جنِّدَ في بدرٍ ملائكة َ السما
فجبريلُ تحتَ الرايتينِ أميرُ
و منْ قومهِ في البئرِ سبعونَ سيداً
قتيلاًومثلُ الهالكينَ أسيرُ
و منْ عزمهِتخريبُ خيبرَ مثلَ ما
قريظة ُ قرضٌو النظيرُ نضيرُ
و أنَّ رسولَ اللهِ منْ مكة ٍ سرى
إلى القدسِ والروحِ الأمينِ سميرُ
فجازَ السماءَ السبعَ في بعضِ ليلة ٍ
و لكنَّ بعدَ السبعِأينَ يصيرُ
فلاحَ لهُ منْ رفرفِ النورِ لائحٌ
منَ النورِ للهدى البشيرُ يسيرُ
و شاهدَ فوقَ العرشِ كلَّ عجيبة ٍ
و ما ثمَّ إلاَّ زائرٌ ومزورُ
حبيبٌ تملى بالحبيبِ فخصهُ
و شرفهُ بالقربِ وهوَ جديرُ
و قالَ لهُ سلنيرضاكَ فإنني
على كلِّ شيءٍ في رضاكَ قديرُ
فعادَ قريرَ العينِ في خلعِ الرضا
و قدْ شملتهً بهجة ٌ وحبورُ
محمدٌ قمْ بي في الخطوبِ فإنَّ لي
تجارة َ مدحٍ فيكَ ليسَ تبورُ
عرائسَ لا ترضى بغيركَ ناكحاً
لهنَّ عزيزاتُ المهورِ مهورُ
علتْ وغلتْ إلا عليكَ فأرخصتْ(77/453)
لترخصَ حورٌ في القصورِ قصورُ
مؤلفهاعبدُ الرحيمِ كأنها
كواكبُ في جوِّ السماءِ تنيرُ
لبسنَ معانيهابمدحكَبهجة ٌ
فلاحَ لها نورٌ وفاحَ عبيرُ
فقلْ أنتَ في الدارينِ في حزبناومنْ
يليكَ صغيرٌ سنهُ وكبيرُ
و صلى عليكَ اللهُ واختصَّ واجتبى
فأنتَ هدى للعالمينَ ونورُ
و عمَّر ضاءَالآلِ والصحبِ إنهمْ
لدينكَ ياشمسَ الزمانِ بدورُ
العصر العباسي >> البرعي >> متى يستقيمُالظلُّ والعودُ أعوجُ
متى يستقيمُالظلُّ والعودُ أعوجُ
رقم القصيدة : 59313
-----------------------------------
متى يستقيمُالظلُّ والعودُ أعوجُ
و هلْ ذهبٌ صرفٌ يساويهِ بهرجُ
و منْ رامَ إخراجَ الزكاة ِ ولمْ يجدْ
نصاباً يزكيهِ فمنْ أينَ يخرجُ
هيَ النفسُ والدنيا وإبليسُ والهوى
بطاعتهمْ عنْ طاعة ِ اللهِ أزعجُ
أروحُ وأغدو شارباً كأسَ غفلة ٍ
بماءِ الأماني الكواذبِ يمزجُ
و أمسى وأضحى حاملاً في بطاقتي
ذنوباً تكادُ الأرضُ منهنَّ تخرجُ
إذْ قلتُ للنفسِ استعدي بتوبة ٍ
أبتْ وشقيُّ الحظِ لا يتحججُ
و إنْ قلتُ للقلبِ استقمْ بي تعرضتْ
لهُ شهواتٌ نارها تتأججُ
فكمْ أتزيا بالعبادة ِ والتقى
رياءً وبابُ الرشدِ عني مرتجُ
أريدُ مقامَ الصالحينَ وليسَ لي
كمنهجهمْ في الدينِ دينٌ ومنهجُ
و إنْ حضرَ الإخوانُ للذكرِوالبكا
حضرتُ كأني لاعبٌ متفرجُ
فوا خجلتي شيبٌ وعيبٌو قدْ دنا
رحيلي ولا أدري علامَ أعرجُ
و للمرءِ يومٌ ينقضي فيهِ عمرهُ
و موتٌ وقبرٌ ضيقٌ فيهِ يولجُ
و يلقى نكيراً في السؤالِ ومنكراً
يسومانِ بالتنكيلِ منْ يتلجلجُ
و لا بدَّ منْ طولِ الحسابِ وعرضهِ
و هولِ مقامِ حرهُ يتوهجُ
و ديانُ يومِ الدينِ يبرزُ عرشهُ
و يحكمُ بينَ الخلقِ والحقُّ أبلجُ
فطائفة ٌ في جنة ِ الخلدِ خلدتْ
و طائفة ٌ في النارِ تصلى فتنضجُ
فيا شؤمَ حظي حينَ ينكشفُ الغطا
إذا لمْ يكنْ لي منْ ذنوبي مخرجُ
و ليسَ معي زادٌ ولا ليوسيلة َ
بل هاشميٌّ بالبهاءِ متوجُ
ألوذُ بهِ ذاكَ الجنابُفاحتمي(77/454)
بمنْ هوَ عندَ الكربِ للكربِ مفرجُ
و أدعوهُ في الدنيا فتقضى حوائجي
و إني إليهِفي القيامة ِ أحوجُ
إذا مدح الشعراء أرباب عصرهم
مدحت الذي من نوره الكون أبهجُ
و إن ذكروا ليلى ولبنى فإنني
بذكر الحبيب الطيب الذكر ملهجُ
أما ومحل الهدى تدمى نحورها
و من ضمه البيت العتيق المدبجُ
لقد شاقني زوار قبر محمد
فشوقى مع الزوار يسري ويدلجُ
تظل الهوادي بالهوادج ترتمي
و مالي في ركب المحبين هودجُ
و تمسى بروق الأبرقين ضواحكاً
فتغرى غرامى بالبكا وتهيج
و أرتاح من أرواح أطيب طيبة
إذا المسك في أرجائها يتأرجُ
بلادٌ بها جبريلُ يسحبُ ريشهُ
و ينزلُ منْ جوِّ السماءِ ويعرجُ
نبيٌّ تغارُ الشمسُ منْ نورِ وجههِ
بهى ٌّ نقى ُّ الثغرِ أحورُ أدعجُ
تزيدُ بهُ الأيامُ حسناً ويزدهي
به الدينُ والدنيا به تتبرجُ
مكارمُ أخلاقٍ وحسنُ شمائلٍ
و شيمة ُ جودٍبحرهُ متموج ُ
غياثٌ لملهوفٍ وغوثٌ لرائدٍ
و ليثٌ إذا صالَ الكمى ُّ المدججُ
يخاصمهُ الأعداءُ والسيفُ حاكمٌ
عليهمْ وريحُ النصرِ في القومِ تتأججُ
و منْ خلفهمٍ بأسٌ شديدٌ ونجدة ٌ
و رأيٌيراهُالسمهريُّالمزججُ
فعزُّ حماهمْ بالحماة ِ مذللُ
و رأسُ علاهمْ بالكماة ِ مشججُ
فكمْ منْ أسيرٍ في الوثاقِ مقيدٌ
و كمْ منْ قتيلٍ بالدماءِ يضرجُ
بضربٍ تلبيهِ الجماجمُ والطلا
و طعنٍ ذيالاتُ الحشا منهُ تسرجُ
إليكَشفيعَالمذنبينَ بجارني
فرائدُفي سلكِ المحامدِتدرجُ
مؤلفها عبدُ الرحيمِ كأنها
نجومٌلهافيجوِّ جودكَأبرجُ
فصلني بما يمحو رسومَحواسدي
و يشرحُصدري بالسرورِ ويبلجُ
و أكرمْ لأجلي منْ يلينيفكلنا
إلى الريمنْفياضِفضلكَينهجُ
و صلى عليكَ الله ما هبتِالصبا
و مالاحَفجرٌنورهُ متبلجُ
و فازَ بحظٍ منكَ أربابُ هجرة ٍ
إليكَ وأوسٌ ناصروكَ وخزرجُ
Free counter
العصر العباسي >> البرعي >> أتأمرني بالصبرِوالطبعُأغلبُ
أتأمرني بالصبرِوالطبعُأغلبُ
رقم القصيدة : 59314
-----------------------------------(77/455)
أتأمرني بالصبرِوالطبعُأغلبُ
و تعجبُ منْ حالي وحالكَ أعجبُ
و تطلبُ مني سلوة ً عن ربائبٍ
و راهنَّ أرواحُ المحبينَ تطلبُ
فما قرَّ لي دمعٌو لا كفَّ مدمعٌ
و لا طابَ لي عيشٌو لا لذَّ مشربُ
زمانيَ أشكو منكَ عتبكَ دائماً
فلا أنا اشكواٌّ ولا أنتَ معتبُ
ترومُ ذهوليعنْ فريقٍمفارقٍ
و ركبً بأكنافِ الأباطحِ طنبوا
و تسألنيعنْ زينبَ ابنة َ مالكٍ
و ما سألتْ عني ولا عنكَ زينبُ
مروعتي بالبينِ هلْ منْ زيارة ٍ
تعيشُ بها الأرواحُ منْ قبلِ تذهبُ
فلمْ يبقَ شيءُ غيرُ فضلة ِ مهجة ٍ
و قلبٍ على جمرِ الغضى يتقلبُ
أورى بذكرِ الركبِ وهوَ مشرقٌ
و أبكي فيبكيني الفريقُ المغربُ
إلى الجيرة ِ الغادينَ شوقي وإنني
على ولهي أبكي الرسومَ وأندبُ
إذا وصلوا طابَ الزمانُ بوصلهمْ
و إنْ هجروا فالهجرُ عندي أطيبُ
نحنُّ لتردادِ الحنينِ حشاشتي
و يستعذبُ التعذيبَ قلبي المعذبُ
و طيفِ خيالٍزارني بعدَ هجعهٍ
لدى وطنٍ ينأونَ عنهُ ويقربُ
يعللني ذكرى ليالٍ تقدمتْ
و لكنهُ منْ حيثُ يصدقُ يكذبُ
و ساجعة ٍ تبكي فأبكي وإنها
لتعجمُ شكواها وأشكو فأغربُ
ألا ليتَ شعري عن ربا الأثلِ هلْ غدا
و راحَ على العلاتِ فيهنَّ صيبُ
وذرَّ فريسَ العقيقينِ هيدبٌ
على كلِّ شعبِ منهُ يرفضُ هيدبُ
و هلْ روعَ البرقُ الرياضَ بضاحكٍ
يفضضُ أزهارَ الرياضِ ويذهبُ
يظلُّ يناغي الشمسَ لؤلؤُ ظلهِ
و يصبحُ درُّ النورِ بالنورِ يلهبُ
و هلْ عذباتُ البانِ رنحها الصبا
فعانقها ثمَّ انثنى وهي تلعبُ
أحيبابَ قلبي فرَّقَ الدهرُ بيننا
فلمْ يبقَ شيءٌ بعدكمْ فيهِ أرغبُ
سوى الكرمِ الفياضِ والصفحِ والرضا
أرجيهِ بالظن الذي لا يخيبُ
منَ الهاشميِّ الطيبِ الطاهرِ الذي
إليهِ العلا والفضلُ والفخرُ ينسبُ
أعزَّ الورى أصلاً وفعلاً ومنشا
و أعلى وأسما في الفخارِ وأحسبُ
و أحسنُ خلقِ اللهِ خلقاً وخلقهُ
و أطولهمْ في الجودِباعاً وأرحبُ
و أكرمُ بيتاً منْ لؤى ِّ بنِ غالبِ(77/456)
و منْ غيرهمْ وابنُ الأطايبِ أطيبُ
تسلسلَ منْ أعلى ذؤابة ِ هاشمِ
أشمُّ رحيبُ الباعِ أروعُ أغلبُ
سرى ليلة َ المعراجِ يقصدُ حضرة ً
بها الكأسُ منْ راحِ المحبينَ تشربُ
وحفتْ بهِ الأملاكُ منهمْ مبشرٌ
بما نالَ منْ فضلٍ ومنهمْ مرحبُ
و أدناهُ ربُّ العرشِ منهُ على العلا
فكانَ كقابِ القوسِ أو هوَ أقربُ
و آتاهُ في الحشرِ الشفاعة َ واللوا
على الرسلِ والحوضِ الذي ليسَ ينضبُ
فآياتهُ بالمعجزاتِنواطقٌ
و راياتهُ بالفتحِ والنصرِ تنصبُ
صفوهُ بما شئتمْ فواللهِ ما انطوى
على مثلهِ في الكونِ أمٌّ ولا أبُ
أينبي الصفا المكيُّ عنْ جيرة ِ الحمى
و منْ ضمهُ البيتً العتيقُ المحجبُ
و عنْ عرفاتٍو المحصبِ منْ مني
فأمنيتيخيفا منى والمحصَّبُ
و منْ لي بأهلِالدارِ منْ أهلِ طيبة ٍ
فوجديَ موجودُو قلبي مقلبُ
إلى روضة ٍمنْبينِ قبرٍ ومنبرٍ
عليها رياحُ الخلدِ تصبو وتجنبُ
شذاها منَ الفردوسِ مسكٌ وعنبرُ
على غاية ِ الوصفينِ أذفرُ أشهبُ
ألا بلغوا عني المحبينَ أنهمْ
و إنْ سكنوا قلبي عنِ العينِ غيبُ
أحنُّ إليهمْ منْ ديارٍ بعيدة ٍ
و أسألُ عنهمْ منْ يجيءُ ويذهبُ
غرامي بهمْ فوقَ الغرامِ ومهجتي
تذوبُ ودمعي في المحاجرِ يسكبُ
و منْ كانَ مشغوفاً بحبِّ محمدٍ
و حبِّ أبي بكرٍ فكيفَ يعذبُ
سلامٌ على الصديقِ إذْ هوَ لمْ يزلْ
لخيرِ البرايا في الحياتينِ يصحبُ
فثانيه ِ في الغارِ الخليفة ُبعدهُ
لأمتهِنعمَالحبيبُالمقربُ
أجابَ وقدْ صموا وأبصرَ إذْ عموا
و صدَّقَ بالحقِ المبينِ وكذبوا
و صاحبهُ الفاروقُ ذاكَ المباركُ ال
أغرُّ أميرُ المؤمنينَ المهذبُ
ضجيعُ رسولِ اللهِ مظهرُ دينهِ
غضنفرهُ في اللهِيرضي ويغضبُ
بهِ اتسعَ الإسلامُ واتضحَ الهدى
و لمْ يبقَ غيرُ الحقِّ للناسِ مذهبُ
و عثنمانُ ذو النورينِ منْ سبحَّ الحصى
بكفيهِ وارى الزندِ والبرقُ خلبُ
كثيرُالبكاو الذكرِمنفقُمالهُ
و جهزَ جيشَ العسرِ والعامُ مجدبِ
لدى الحشرِ يلقى اللهَ وهوَ مطهرٌ(77/457)
بريءٌ شهيدٌ بالدماءِ مخضبُ
و منْ كعليٍّ كرَّمَ اللهُ وجههُ
كريمٌ بهِ الأمثالُ في الجودِ تضربُ
أخو الحلمِ بحرُ العلمِ حيدرة ُ الرضا
إمامٌ بهِ صدعُ الهداية ِ يشعبُ
هزبرٌو لكنَّ صيدهُ الصيدُ في الوغى
و مخلبهُ الرمحُ الأصمُ المكعبُ
و عمَّيْ رسولِ اللهِ والحسنينِ منْ
بهمْ شرفاتِ المجدِ تزهو وتعجبُ
ومنْ قومهقومٌ إلى اللهِ هاجروا
و خلوا معاني دورهمْ وتغربوا
و راضوا على حبِّ الحبيبِ نفوسهمْ
فكانَ لوجهِ اللهِ ذاكَ التقربُ
و آواهُ قومٌ آخرونَ وناصروا
وذبوا العدى واستمنوا وتغلبوا
أولئكمُ الأنصارُ والسادة ُ الألى
نشَاَمنهمُ فرعٌ طويلٌ ومنصبُ
سلامٌ على ذاكَ النبيِّ وآلهِ
و أزواحهِ والصحبِ ما جنَّ غيهبُ
غداة َ اللقا منهمْ أسودٌ ضراغمٌ
بسرِّ سرابيلِ الحديدِ تجلببوا
يخوضونَ بحراً دونهُ البحرُ منْ دمِ
وأمواجهُ بيضٌ وسمرٌ وشذبُ
فكلُّ طويلِ الباعِ مقتحمُ الوغى
أغرُّ طويلُ العمرِ لاقيهِ يعطبُ
يجودُ على شوقِ الرماحَ بنفسهِ
وبردى بهِ في غمرة ِ الموتِ مقربُ
و سربالهُ في الروعِ درعٌ درية ٌ
و أبيضُ منْ ماءِ الحديدِ مشطبُ
عليهمْ سلامُ اللهِ إذْ مهدوا الهدى
و دانَ لهمْ بالسيفِ شرقٌ ومغربُ
على حبِّ منْ هابتْ لسطوة ِ بأسهِ
وهيبتهِالعظمى نزارٌ ويعربُ
نبيُّ حجازيٌّ رضيٌّمكرمٌ
كريمٌ جوادٌ صادقُ الوعدِ منجبُ
إلى صاحبِ الجاهِ العريضِ رمتْ بنا
همومٌ لها في ابنِ العواتكِ مطلبُ
منَ الخيرِ والنيابتينِ تراسلتْ
إلى مقصدٍ منْ دونهِ الهولُ يركبُ
فقامتْ على بابِ النبيِّ محمدٍ
مقامَ ذليلٍ خائفٍ يترقبُ
و حطتْ ببحبوحِ المكارمِ والرضا
لدى سيدٍ منهُ المكارمُ توهبُ
على الساحة ِ الخضراءِ والمشهدِ الذي
يكادُبزوار ِ النبيِّ يرحبُ
سلامٌ على ذاكَ الحبيبِ فإنني
إليهِ على بعدي أحنُ وأطربُ
عسى يارسولَ اللهِ نظرة ُ رحمة ٍ
إلينا وإلا دعوة ٌ ليسَ تحجبُ
فأنتَ حمانامنْ زمانٍ معاندٍ
بهِ ينكرُ المعروفُ والدينُ يسلبُ(77/458)
سميُّكَيا مولايَطالَ عكوفهُ
على كعبة ِ العصيانِ والرأسُ أشيبُ
فخذْ بيدِ المقريِّ واشفعْ لهُ ولي
فواللهِ إني مذنبٌ وهوَ مذنبُ
و قمْ يا رسولَ اللهِ بي وبصاحبي
و قلْ ذا كهذا لا خلافٌ مرتبُ
فقدْ عظمتْ أوزارنا وذنوبنا
و لمْ نأتِ شيئاً للكرامة ِ يوجبُ
و قطعتِ الأيامُ أسبابُ بيننا
و لكنْ إليكمْ يلجأُ المتسببُ
أحاطَ بنا طوفانُ زلاتنا وما
لنا فيهِ إلا فلكُ صفحكَ مركبُ
إذا ما هممنابالزيارة ِ عاقنا
بعادكَ عنا لا الجفا والتجنبُ
إليكَ توسلنا بكَ اصفحْ وجدْ وعدْ
فما منكَ بدٌّ لا ولا منكَ مهربُ
و قلْ أنتما مني ولي ومعي وبي
و عندي فأهوالُ القيامة ِ تصعبُ
نلوذُ وندعو المسلمينَ لظلكمْ
إذا أخذَ الجللُ بما كانَ يكسبُ
فما منكَ إلا نفحة ٌ هاشمية ٌ
علينا وإلا رحمة ٌ تتشعبُ
وصلى عليكَ اللهُ مادرَّ عارضٌ
و ما لاحَ في السبعِ الطرائقِ كوكبُ
صلاة ً تعمُّ الآلَو الصحبَدائماًفما حملت من ناقة فوق رحلها أبر وأفى ذمة من محمد
بلا غاية ٍ ما دامتِ الصحفُ تكتبُسقط بيتين ص
العصر العباسي >> البرعي >> و لا في بقاعِ الأرضِ حياً وميتاً
و لا في بقاعِ الأرضِ حياً وميتاً
رقم القصيدة : 59315
-----------------------------------
و لا في بقاعِ الأرضِ حياً وميتاً
و لا فوقَ آفاقِ السماء كأحمد
العصر العباسي >> البرعي >> تعلقتُ بالأسبابِ دونَ مدبري
تعلقتُ بالأسبابِ دونَ مدبري
رقم القصيدة : 59316
-----------------------------------
تعلقتُ بالأسبابِ دونَ مدبري
فقطعها بي فانقلبتُ إلى خسرِ
و لو أننياستغنيتُ باللهِ وحده
عنِ الخلقِ لمْ أحتجْ لزيدٍ ولاعمرو
فيا واسعَ اللطفِ الخفيِّ تولني
بلطفكَ واشرحْ سيدي بالرضا صدري
و ألبسْ حمى ذلي بعزكَ عزة ً
و أسبلْ على السترَيا مسبلَ السترِ
ولا تمنحي الورى بعظيمة ٍ
يضيقُ لها ذرعي ويفنى لها صبري
و إنْ رأتْ الأعداءُ كيفَ تكيدني
فخذها بكفِّ الكفِّ منْ حيثُ لا أدري
و صنْ ماءَ وجهي عنْ سؤالِ مذلة ٍ(77/459)
بفضلكَ وأشملني لدى العسرِ باليسرِ
و جوهرْ بنورِالعلمِ قلبي وقالبي
و ضعْ إصرَ أوزاري التي أنقضتْ ظهري
و أكرمْ لأجلي منْ يليني رحامة ً
و حطْ أنسهمْ بالخيرِ منْ شررِ الشرِّ
و كنْ سيدي عونيوغوثي دائماً
و عزي وحرزي دائماً وغنى فقري
العصر العباسي >> البرعي >> صلِّ الرغائبَ عشراً واثنتينِ وكنْ
صلِّ الرغائبَ عشراً واثنتينِ وكنْ
رقم القصيدة : 59317
-----------------------------------
صلِّ الرغائبَ عشراً واثنتينِ وكنْ
في كلِّ ركعة ٍ اقرا الحمدَ منفردا
و القدرَ معها ثلاثاً مثلَ ما ذكروا
واقرا اثنتينِ وعشراً معهما الصمدا
و صلِّ منْ بعدِ إكمالِ الصلاة ِ على الن
بي سبعينَ واسجدْ مثلَ منْ سجدا
و فيهِ سبحْ وقدسْ مثلها وإذا
رفعتَقلْ ربي سبعينَ احصها عددا
واسجدْ لربكَ واخلصْ في السجودِ وسلْ
تعطَ فمنْ جدَّ في إخلاصهِ وجدا
العصر العباسي >> البرعي >> لم يبقَ في الحيِّ منْ ربعٍ ولا طللِ
لم يبقَ في الحيِّ منْ ربعٍ ولا طللِ
رقم القصيدة : 59318
-----------------------------------
لم يبقَ في الحيِّ منْ ربعٍ ولا طللِ
إلا رهينة ُ دمعٍ أوْ دمٍ طلل
مشاهدٌ للهوى العذري لو ذكرتْ
أنستْ بما كانَ في صفينِ والجملِ
راحَ الفراقُ بأرواحِ الرفاقِ فكمْ
دمٌ يراقُ بغيرِ البيضِ والأسلِ
و ربَّ معتصمٍ بالصبرِ تيمهُ
بعدُ الفريقِ وفقدُ الجيرة ِ الأولِ
تباعدَ العهدُ عنْ دارٍ رضعتُ بها
معَ المحبينَ دارِ اللهوِ والغزلِ
حياكَ يا دارَ همْ بالرقمتينِ حيا
يهمى بمنهمرٍ في الروضِ منهملِ
و فاحَ بالعنبرِ الهنديروحُصبا
في عبقريٍّ ربى أبهى منَ الحللِ
و لاحَ في الشعبِ ذاكَ الطلُّ مبتسماً
عنْ ثغرِ زهرٍ بنارِ النورِ مشتعلِ
فلا ترى العينُ إلا ما تسرُّ بهِ
منْ مورقٍ خضرٍ أوْ مونقٍ خضلٍ
رعياً لجيرة ِ مجدٍ يومَ كنتُ وهمْ
في ظلِّ شملٍ على اللذاتِ مشتملِ
و في الخدورِ بدورُ في محاجرها
سحرٌ منَ الحسنِ يدني آجلَ الأجلِ
نعسٌمكحلة ٌ لمسٌمعسلة ٌ(77/460)
يا حبذااللعسَ الممزوجُ بالعسلِ
ليتَ الفريقُِ الذي فارقتهمْعلموا
أنَّ الخليَّ فؤادي منهُ غيرُ خلى
تهفو نوازعُ قلبي كلما هتفتْ
حمائمُ الأيكِ في الإشراقِ والطفلِ
و ما وقوفي معَ الركبانِ في دمنٍ
بالغورِ لا ناقتي فيها ولا جملي
و فيعواجة َنارٌبتُّأرقبها
كأنها نارُ موسى ليلة َ الجملِ
أو نورُ هديٍ يريكَ الشمسَ طالعة ً
في نقطة ِ المجدِ لا في نقطة ِ الحملِ
حيث ُالصفاتُ بفضلِ الذاتِ شاهدة ٌ
في مشهدِ الحكمى الفردِ والبجلى
السيدينِ الكريمينِ اللذينِ هما
في الصالحينَ كخيرِ الخلقِ في الرسلِ
طودى ْ علاً وإمامى ْ أمة ٍ وسطٍ
منْ سادة ٍ ذكرهمْ في الوحى حيثُ تلى
مخصصينَ ببشرى رحمتي وسعتْ
مخاطبينَ بكنتمْ خيرَ في الأزلِ
لزيمهمْ بعرى التوفيقِ معتصمٌ
و للنزيلِ لديهمْ أكرمُ النزلِ
و جارهمْ في الحمى الأعلى ومادحهمْ
يحظى بما شاءَ في الدارينِ منْ أملِ
أولاكَ في الأوليا أضحتْ ولا يتهمْ
كأنها ملة ُ الإسلامِ في المللِ
صفهمْ بما شئتَ منْ علمٍ ومنْ عملٍ
و اضربْ لمثلهمُ الأعلى منَ المثلِ
ياظاميءَ القصدِ ذا المرعى الخصيبِ فعجْ
نحوَ الكثيبِ لدى شربٍ ومغتسلِ
و انظرْبعينكَآثاراًمباركة ً
تمحو بها ما اجترحناهُمنَالزللِ
لا تبغِ بالربعِ عنْ تلكَ الربا بدلاً
فالشمسُ طالعة ٌ تغنيكَ عنْ زحلِ
حيثُ الجنابُمنيعٌ والحمى حرمٌ
معظمٌأزلي الفضلِ لمْ يزلِ
أهذهِطيبة ٌ ما بينَ منبرها
و قبرها روضة ٌمسلوكة ُالسبلِ
أمِالصفا والمصلى والنقا ومنى
والحجرُ والحجرُ المخصوصُ بالقبلِ
سرٌّ عليهِ قلوبُ الخلقِ عاكفة ٌ
لدى وليينَ حازوا فضلَ كلِّ ولى ِ
يا منْتشبهُ منْ جهلٍ بهِ بهما
ليسَ التكحلُ في العينينِ كالكحلِ
إنَّ الفضائلَ حيثُ الشخصُ متحدٌ
و الناسُ أجمعُ في شخصينِ عنْ رجلِ
سيفينِ في غمدٍقلبينٍ في كبدٍ
روحينِ في جسدٍ نورينِ في بدلِ
بدرينِ في الخضرة ِ القدسية ِ ارتقيا
ذؤابة َ العزِّ والحظِّ العليِِّّ على ِ
يا لاثماً تربَ أرضٍ شرفتْ بهما(77/461)
جددْ بها عهدَ ودٍغيرَ منفصلِ
واسجدْ لربكَ شكراً وادعُ مبتهلاً
فكمْ هنالكَ منْ داعٍ ومبتهلِ
و انزلْ بمنْ حلَّ في القبرينِ مصطحباً
حسنَ الظنونِ وسلْ ما شئتهُ تنلِ
و لا تقلْ كانَ هذا في حياتهما
فالجاهُ جاههما والحالُ لمْ يحلْ
يا سادتي حصحصَ الحقُّ العدا هدموا
مجدى فغلوا يدا الأشرارِ بالشللِ
كونوا لمادحكمْ عبدَ الرحيمٍ حمى
و فرجوا عنهُ ما في القلبِ منٍ شغلِ
كهلُ كبيرُ وأطفالٌ وحاشية ٌ
لا يقدرونَ على التحويلِ والنقلِ
و باغضٌ يشمتُ الأعداءَ بي حسداً
منهُ فسوموهُ ذلَّ الويلِ بالنكلِ
إني انتصرتُ بكمْ واللهُ أصركمْ
أينَ الحمية ُ منكمْ بالحماية ِ ليِ
و أيُّ نقصٍ عليكمْ أنْ أكونَ لكمْ
مولى يليني الجنابَ الرحبَ حيثُ يلي
كمْعمًَّبركماللهِدرُّكما
بالخيرِ يا سيدي حافٍ ومنتعلُ
و كمْ دعا بكما نفسي فداؤكما
مستنصرٌ فانثني بالنصرِ عنْ عجلِ
لمَ لا وظلكما صافٍ وبحركما
طامٍ فما حاجة الظامي إلى الوشلِ
و أنتما أملُ الراجي وعطفكما
أهلُ الغريبِ وأمنُ الخائفِ الوجلِ
و نحنُ دنيا وأخرى في ذمامكما
نرجو النجاة َ إذا ضاقتْ عرا الحيلُ
لا زلتما لمنارِ الدينِ تكرمة ً
و عصمة ً ماجرى التفصيلُ في الجملِ
و ها كما عقدَ جيدِ الحورِ ألفهُ
مهاجريٌّقليلُ العلمِ والعملِ
أعدهُ في الأعادي سبفَ نصرتهِ
و درعَ عصمتهِ في الحادثِ الجللِ
و جادَ قبريكمافي كلِّآ ونة ٍ
روحُ الإلهِ بصوبِ العارضِ الهطلِ
واستوطنتْ رحمة ُ الرحمنَ تربكما
تفيضُ بالفضلِ في الإصباحِ والأصلِ
العصر العباسي >> البرعي >> قسمتَ قلبكَ في الهوى فتقسما
قسمتَ قلبكَ في الهوى فتقسما
رقم القصيدة : 59319
-----------------------------------
قسمتَ قلبكَ في الهوى فتقسما
و قتلتَ نفسكَ وهيَ أقدارُ السما
ترمى بعينكِ في عيونِ مطافلٍ
لحظاتها بالسحرِ تقتلُ منْ رمى
و تحنُّ إنْ ذكروا معاهدَ رامة ٍ
يابعدُ رامة ًَ منْ مرامكَ مرتمى
للظاعنينَعلى عهدٌ أنني(77/462)
أجري المدامعَ حينَ أذكرهمْ دما
و أنوحُ في آثارهمْ متعللاً
منْ بعدِ بعدهمْ بعلَّ وربما
و أنا الفداءُ لذي جمالٍ باهرٍ
أنجدتُ يومَ البينِ عنه وأتهما
لكنني استمتعتُ منهُ بنظرة ٍ
كالحلمِ أو كالبرقِ حينَ تبسما
فرأيتُ بدراً تحتَ ليلٍ حالكٍ
و عجبتُمنْحسنٍ ِ أنارَ وأظلمنا
ترعى النواظرُ في محاجرِ خده
ِ روضاَ أقامَ الحسنُ فيهِ وخيما
و يردنَ منْ ثغرِ الحبيبِ ملسعاً
و معسلاً ومؤشراًو موشما
ظمئتْ مراشفناإليهِ وريها
في ذلكَ اللعسِ المعسلِ وا للمى
لمْ يدرِ عني ذو المحاسنِ أنني
أودعتهُ روحي ورحتُ متيما
خالستهُ يومَ العذيبِ حشاشتي
و جلوتهُبدراًتقلدَأنجما
طرحَ السلامَ بطرفهِ فأذابني
ما ضرهُ لو حينَ سلَّمَ سلما
يا صاحبيَّو للزمانِ تقلبٌ
بالناسِ لوْ أنصفتمالعذرتما
لا تكثرا عذلي فإنَّ سجيتي
شجنٌ حشا الأحشاءَ جمراً مضرما
و متى أعوجُ إلى عواجهِ نازلاً
بالربعِ منْ ذاكَ الجنابِ مسلما
و أهلُّ بالإحرامِ زائرَ سادة ٍ
منْ زارَ تربتهمْأهلَّ وأحرما
هيَ روضة ٌ مزجتْ بطينة ِ طيبة ٍ
وسمتْ فنافستٍ الحطيمَ وزمزما
و عراصُها خيمُ الغنى ومنَ المنى
و خضمُّ برٍّ في البرية ِ قدْ طما
ذا ابنُ الحسينِ وذا أخوهُفتى ً أبيٌّ
بكرهما سرُّالوجودِهما هما
قمرانِبالذكرِالجميلِتجملاً
و تجللاَو تسربلاو تعمما
غوثانِإنْعدتِالعواديأوقسا
قلبُالزمانِفما أبرَّو أرحما
إنْتقصدِالبجلى َّعشتَمبجلاً
أو لذتَبالحكمى ِّقالَتحكما
فلذاو ذاخلقٌأرقُّمنَالصبا
و ألذُّمنْماءِالعذيبِعلى الظمأ
أمحمدٌ ومحمدٌ للهِمنْ
جبلينِيحميكلُّمنْبكمااحتما
لكمابيحملُعرشَربكَهمة ٌ
و يدٌمنَالأيديالتيبنتِالسما
و إليكماجرتِالإشارة ُليلة َ ال
معراجِإذْحيَّاالرسولَو سلما
كانَالورى عدماًو آدمُلمْيكنْ
فدعاالنبيُّبروحهِ روحيكما
و أقيمَكرسيُّالنبوة ِِ غاية ً
لولاَ سميكماسما لسبقتما
فجذبتمابسلالِ الأنوارِ في
سبقِ العناية ِفافعلاَماشئتما
و شربتماكأسَالوصالِروية ً(77/463)
فيحضرة ٍقدسية ٍجمعتكما
و لبستمامنْعبقريِّكرامة ٍ
حللَالرضالاالعبقريِّ المعلما
فغدتْرياضُالأرضِرضوانية َ
بكماتشعشعَ نورهافتبسما
و ثنتْخزامى القربِعطفَسرورها
طرباًو عادحمامها مترنما
إنَّالولاية َخلعة ٌمرموقة ٌ
بكماوعزَّمنْسموكماسما
و الهدى ُ تاجٌ للزمانِمرصعٌ
بجواهرِالعلمِالذيعلمتما
تجريبأمركماالأمورُإلى مدى
عزلاًو تولية ًكماأحببتما
و يحيطُسركماالوجودَفكلُّما
في الكونِ لا يخفيهِشيءٌ عنكما
إنيأعدكمالدفعِمكارهِال
دنياوالاخرى حيثُكنتُو كنتما
هلْ عطفة ً بجلية ٌ حكمية
نبوية ٌصمدية ٌ ليمنكما
أبني بهامجديو أمنعُ جانبي
و أردُّأنفَمنِابتغانيمرغما
عارٌعلى أهلِالحفائظِإنْرأوا
روعَالثعالبَيفترسنَ الضيغما
سلاَّسيوفكما وذباعنْحمى
عبدِالرحيمِ ومنْيليهِ تكرما
قولاَلمنْيبغيأذاه معانداً
شلتْ يداهُ وعمَّعينيهِ العمى
و خذاعلى أيديعدايَو أدركا
حبلَالجلالة ِقبلَأنْيتصرما
أينَالحمية ُبالحماية ِليفقدْ
أعذرتُيا أهلَالحماية ِو الحمى
لا زلتماغيما ً يمدُّ ظلاله
ستراًعلى مثلىو يمطرُ أنعما
ثمَّ الصلاة ُعلى النبيِّو آلهِ
صلىو سلمَربناو ترحما
ماناح َ في عذبِالعذيبِمغردٌ
أو لاحَبرقُالأبرقينمغتما
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> البرعي >> سامرتَليلكَبالغويرِفطالا
سامرتَليلكَبالغويرِفطالا
رقم القصيدة : 59320
-----------------------------------
سامرتَليلكَبالغويرِفطالا
و مكثتَوحدكَتندبُالأطلالاَ
و عجبتَمنْدمعٍيصوبُو خلفهُ
كبدٌتذوبُو زفرة ٌ تتوالى َ
و أمرتَ قلبكَأنْيقرَّفما ارعوى
و نهيتَجفنكَأنْيسيلَفسالاَ
و زعمتَأنكَفي الهوى مستنجدٌ
صبرا ً فكانَالصبرُمنكَ محالاَ
للهِمنْتهفونوازعَ قلبهِ
إنْبارقٌ بالأبرقينِتلالاَ
تبكيهِ ساجعة ُ الرباإنْغردتْ
و تهيجُداءًفي حشاهُعضالاَ
إنَّالعيونَالنجلَو هيَغواقلٌ
تمسىو تصبحُ للعقولِ عقالاَ
بأبيمودعة ٌ تخافتَ صوتها
خوفَ الرقيبِ وعينها تتمالاَ(77/464)
سارقتهاطرفَ الحديثِو ربماال
تفتتْيميناًوالتفَّشمالاَ
قالتْتفارقنافقلتُ لهانعمْ
قالتْفتنسانافقلتُلها لا لا
قالتْ فأينَ تريدُ قلتُ أريدُ منْ
لم ْ يخشَ زائرُ سوحهِإهمالا
أعني المكينَ ابنَ المكينِ الصالحِ اب
ن الصالحينَ الماجدَ المفضالا
مولايَ إسمعيلُ نجلُ محمدٍ
فرعٌ لذاكَ الأصلِ طابَ فطالا
أثرى بنو الدنيابهِو بأهلهِ
عملاًو علماً تضربُ الأمثالا
قمرٌ تسرُّ بهِ العيونُ وتمتلى
منهُ القلوبُ لنورهِ إحلالا
يا راكباً ظهرَ العزائمِ راجياً
نجحَ المطالبِ واصلَ الترحالا
و تحلَ في حرمِ المضيضا روضة ً
قدسية ً مملوأَة ً أبدالا
أرضاً مباركة ً يقبلُ تربها
وتحطُّ في عرصاتها الأحمالا
و بها صبيحة َ كلَّ سبتٍ موقفٌ
للأنسِ ينسيكَ التقى واللالا
إنْ فاتني الحجُّ المباركُ زرتها
ورجوتُ أجرَ المحرمينَ حلالا
و عاقني عنْ قصدِ طيبة َ عائقٌ
فهنا معارفُ لا تذمُّفعالا
هذي البحورُ المكدشية ُ قدْ طفتْ
فاغرفْ بكفكَ واتركِ الأوشالا
و بمشهدِ القبرِ اليماني سيدٌ
علمٌ يزيدُ بهِ الكمالُ كمالا
مستودعُ البركاتِ خيرُ ثماركنْ
إذْكانَ غوثاً للورى وثمالا
سرُّ النبوة ِ في الولاية ِ كامنٌ
يمحو ويثبتُ كلَّحالٍ حالا
بحرٌ يموجُ بكلِّ خيرٍ لجهُ
و غمامُ مرحمة ٍندى وظلالا
يا منْ يخوفني منَ الزمنِالذي
عكسَ الأمورَ وحوَّلَ الأحوالا
فأبو الثلاثة ِ في الخطوبِ وسيلتي
مهما استغثتُ أو استنلتُ نوالا
و يدُالثلاثة ِبعدهُيدُ نصرتي
و لسانُ حالي حجة ًو جدالا
ياسادتي والدهرُ غيرُ مساعدٍ
إنَّ الليالي بالأمورِ حبالى
أنا غرسُ نعمتكمْ وروضُ غمامكمْ
و نزيلُ عزكمُ المنيعُ مثالا
فارقتُ قوميإذْ ذهبتُ مغاضباً
و تركتُ فيهمْ إخوة ً وعيالا
و جعلتُ عيناً لا تنامُ عليهمُ
عينا وحسبي ذو الجلالِ تعالى
ووصلتكمْ أرجو بجاهِ وجوهكمْ
و بجاهِ سيدنا الجمالِ جمالا
فبمثلكمْ نرجو الجنانَ ونأمنَ الن
يرانَ يومَ نشاهدُ الأهوالا
قوموا قيامَ المصطفى بخزاعة ٍ(77/465)
وامحوا الرسومَ وفتحوا الأقفالا
و استنجدوا لهمُ السرية َ واقمعوا
زمناًتكونُ الحربُ فيهِ سجالا
واحموا حمى لا يستباحُ وأرسلوا
شهبَ الهلاكِ على العدا إرسالا
عارٌ على الأسدِ الغضنفرِ أنْ يرى
ضبعَالفلاتتصيدُ الأشبالا
حاشا جلالتكمْ ومنصبُ مجدكمْ
أنْ تتركوني للخطوبِ مجالا
فلو أنها طارتْ شرارة ُ بأسكمْ
غضباً على الجبلِ الأشمِ لزالا
عودوا عليَّ بحسنِ شيمتكمْ فإنْ
لمْ ترحمونيفارحموا الأطفالا
مازلتُ أرجوكمْ لكلِّملمة ٍ
عظمتْ وأحسنَ فيكمُ الآمالا
و أعدُّ كمْ ليعدة ًووسيلة ً
و لمنْأرادَ بيَالنكالَنكالا
إنْلمْ يكنْ في غيمكمْ غيثٌولا
طللٌ على روضٍ ذوي أوحالا
فالأولياءُ جبالُ عزٍّ أينما
كانوا وكنتمْ للجبالِ جبالا
دمتمْ منى للطالبينَ وموسمُ ال
راجينَ ما اعتنقَ الجنوبَ شمالا
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> البرعي >> حياكَ يا ربعَ ليلى كلُّ هطالِ
حياكَ يا ربعَ ليلى كلُّ هطالِ
رقم القصيدة : 59321
-----------------------------------
حياكَ يا ربعَ ليلى كلُّ هطالِ
يسقى بقية َ أظلالٍ وأطلالِ
و باتَ رعدٌ سواريهِ يحنُّ إلى
تجديد عهدٍ بذاكَ المعهدِ البالي
سقى الخمائلَ منْ وادي البشامِ إلى
سفحِ الخزامِ فشعبِ الشيحِ والضالِ
ملاعبَ اللهوِ لا دهرى القديمُ بها
دهري القديمُ ولا حالي بها حالي
ذهبنَ أيامُأهليهاكماذهبتْ
نسائمَ الريحِ بينَ المهمة ِالخالي
منْ لي بردِّ نعيمٍ لا لحاقَ بهِ
و جيرة ٍ عنْ يمينِ الحي حلالِ
يومَ الغرامُِغريميو الحمى وطني
و أعينُ العينِ شغلي دونَ أشغالي
و اللهو ديني ودارُ الظاعنينَ إلى
داري وفي الحي أعمامي وأخوالي
هيهاتَ ذاكَ زمانٌ فاتَ أطيبهُ
بالغورِ منْ غيرِ تفصيلٍ وإجمالِ
إذا تذكرتُ أيامي بهِ وكفتْ
عيني بعبرة ِ باكي العينِ مثكالِ
ماالحبُّ إلا لقومٍ يعرفونَ بهِ
لايشعرونَ بلوامٍو عذالِ
و راحة ُ الصبِّ أنْ يروي الصبابة َ عنْ(77/466)
دمعٍ يسيلُ لدمعِ غيرِ سيالِ
فما على القلبِ أن تهفو نوازعهُ
إلى حبيبٍ بدينِ الحبِّ مطالِ
للهِ درُّ اللياليما فصمنَ عرى
صبريالجميلِ ولا همتْ بأذيالي
و العزُّ طودٌ منيعٌ لا يحلُّ بهِ
إلا نزيلُ حمى أسدٍ وأشبالِ
المكدِ شيَّينَ سرَّ الصالحينَ فهمْ
أهلُ الهدى والندى والمفخرِ العالي
غمائمُ الجودِأعلامُ الوجودِ فهمْ
سهمى المعلى وفألي أسعدَ الفألَ
لزيمهمْ في رياضِ الخيرِ مغتبطٌ
و جارهمْ في نعيمٍ ناعمِ البالِ
يا رائحاً منْ ربا النيابتينِ على
و جناءَ مجفرة َ الجنبينِ شملالِ
دعها تنخْ في ديارِ الغانمية ِ في
روضٍ أريضٍ لذي جودٍ وإفضالِ
في ريفِ رأفة ِ قطبٍ عالمٍ علمٍ
أغرُّ يكثرُ فيهِ ضربُ الأمثالِ
المكدشيِّ الغياثِ المستغاثُ بهِ
لحلِّ منعقدٍأو فتحِ أقفالِ
فرِدِالحقيقة ِ سنيِّ الطريقة ِ يا
للهِ منْ قائلٍ بالحقِّفعالِ
غوثٌ لملتجيءٍ غيثٌ لمنتجعِ
ليثٌ على ملة ِ الإسلامِ رئبالِ
إنَّ الفقيهَ جمالَ الدينِ مدَّلنا
عنْ سر معناهُ ظلاًغيرَ زوالِ
الصائمُ القائمُ المحيِ الظلامَ وما
أدراكَ ما سرُّ ذاكَ القانتِ التالِ
لما تمكنَ منهُ الحبُّ منْ قدرٍ
سقاهُ غباً بكأسٍ منهُ سلسالِ
فقامَفي مشهدِ التوفيقِ ممتثلاً
للحقِّ بالحقِّلا بالحولِ والحالِ
صفهُ بما شئتَ منْ علمٍ ومنْ عملٍ
و انزلْ بأغلبَ لا جافٍ ولاعالي
و يابنهِ شرفِ الدينِ الذي وصلتْ
بهِ المحامدُ حرفَ الميمِ والدالِ
تدرُّ بالنعمة ِ الخضراأناملهُ
فتخجلُ السحبَ منْ جودٍ بإجزالِ
و صنوهُ عمرٌ ما صنوهُ عمرو
سامى الذوائبَ واقى العرضِ بالمالِ
ذو العلمِ والحلمِ والتبريزِ إنْ نجمتْ
بينَ العوالمِ عميا ذاتُ إشكالِ
و سابقِ الدينِ روضِ الرائدينَ لهُ
فضلٌيقهقرُ عنهُ كلَّ مفضالِ
نيطتْ مكارمُ أخلاقِ الكرامِ بهِ
فكلَّ عنهُ لسانُ القيلِ والقالَ
تلكَ الثلاثة ُ جاهى عندَوالدهمْ
و حصنُ عزى وكنزي عندَ إقلالي
للهِ درُّ فروعٍ طابَ عنصرهمْ
زهرٌ لزهرٍو أبدالٌ لأبدالِ(77/467)
يقفونَ في إثرهمْآثارَ والدهمْ
حكمُ التوابعِ في عطفٍ وإبدالِ
أولاهمُالفضلَ منْ صفى سرائرهم
عنْ فخرِ مفتخرٍ أوْ كبرِ مختالِ
و في المضيضا شموسٌ ما قصدتهم
إلا رأيتُ بقاعَ الأرضِ تطوى لي
غبارُ تربتهمٍ تمحى الذنوبُ بهِ
فكمْ بتربتهمْمنْ حطِّ أثقالِ
و كمْ هنالكَ منْ حاجٍّ ومعتمرٍ
بغيرِ سعيٍو إحرامٍ وإهلالِ
قومٌ جرى حبهمْ مجرى دمي فهمُ
روحٌ لروحي وأوصالٌ لأوصالي
حلتْ محاسنهمْ جيدَ الزمانِ فما
أصفى الزمانَ وأبهى جيدهُ الحالي
و زخرفتْ بهجة ُ الدنيا صنائعهمْ
للعربِ والعجمِ في سهلٍ وأجيالٍ
يا ظامىء َ القصدِ زرنيلَ النواتلِ ولا
يسدُّ عينكَ عنهُ لامعُ الآلِ
تلقى بني مكدشِ الأجوادِ بحرَ غنى
يغنيكَ عنْ وردِ ضحضاحٍ وأوشالِ
يا سيدي يوسفَ اسمعْ ما أقولُ ولا
تهملْ جنابي فلستمْ أهلَ إهمالِ
لي منكَ بلْ منْ نبيكَ الغرِّ واقية ٌ
باللهِ تغتالُعني كلَّ مغتالِ
و البيتُ بيتكمْ والغرسُ غرسكمُ
و الدهرُ ما بينَ إدبارٍ وإقبالِ
فاحموا حماكمْ وقولوا لا تخفْدركاً
منْ اعتداءِ عدوٍ أو قلى قالي
فلي ظنونٌ وآمالي بكمْ حسنتْ
لاخيبَ اللهُ منكمْ حسنَ آمالي
دمتمْ ودامتْ رياضُ الدينِ مسفرة ً
منكمْبشيبٍ وشبانٍ وأطفالِ
و جادَ تربَ المصيصا كلُّمنسجمِ
يهمى بعارضِ تعظيمٍ وإجلالِ
العصر العباسي >> البرعي >> منْ أينَ يخلقُ وجدكَ المتجددُ
منْ أينَ يخلقُ وجدكَ المتجددُ
رقم القصيدة : 59322
-----------------------------------
منْ أينَ يخلقُ وجدكَ المتجددُ
و يزولُ عنكَ حنينكَ المترددُ
و قدْاستفزكَ بالرحيلِ بمودعٌ
قالَ الرحيلُ غداُ عدمتكَ يا غدُ
لمَ لا توافقُ منْ ينوحُ على ربا
نجدٍ وتبكيهِ الطلولُ الهمدُ
أتطيبُ نفساًو الفريقُبزينبٍ
منْ ذى الأراكة ِ يهبطونَ ويصعد
بانَ الخليطُ ولمْ تفزْ منْ وصلهمْ
بأقلَّ مايتزودُالمتزودُ
هبْ أنَّ جفنكَ دمعهُمتفجرٌ
و قليبكَ المسكينُ صخرٌأصلدُ
تصلى الحنينَ إلى غويرِ تهامة ٍ
هيهاتَ منكَ تهامة ٌ يا منجدُ(77/468)
و تنوحُ إنْ عبرَ النسيمُ يمانياً
فينمُّ دمعكَ بالغرامِ وتجحدُ
أفلا شجتكَ على الأراكِشجية ٌ
وقفتْ بأيمنَ ذي الأراكِ تغردُ
ألفتْ مواصلة َ السجوعِ وربما
غنتْ فذابتْ منْ بكاها الأكيدُ
فأنا الفداءُ لمنْ يهيمُبمثلها
مثلي فأدنو للوصالِ وتبعدُ
ذهبية ُ القسماتِ رائعة ُ الصبا
ترنو فيحسدهاالغزالُ الأغيدُ
يا نازلينَ على العذيبِ وثهمدٍ
بأبي وبي كيفَ العذيبُ وثهمدُ
أخزامهُ وبشامهُ وأراكهُ
خضرٌ على ما تعهدونَ وأعهدُ
و هلِ النسيمُ نسيمهُ بالروحِ والرَّ
يحانُ في عذباتهِ متردد
فوراءَ خدعِ الشعبِ أهيفُ لمْ يدعْ
في حسنهِ للحسنِ شيئاً يفقدُ
أمسى يعللني جنى عسلٍ لدى
لعسٍ على بردٍ أذوبُ وتجمدُ
ولهي بهِ ولهي بهِ وصبابتي
كصبابتيوالشوقُ أزيدُ أزيدُ
و جفا الزمانُ فلا عذولِمعرضٌ
عنيوعنهُ ولا صديقٌ مسعدُ
لولا الجنابُ المكدشيُّحمايتي
و رعايتيألجاإليهِ فأسعدُ
و بنو الفقيهِ محمدٌ شهبُ الهدى
عزي وكنزيو الفقيهُ محمدُ
سحبٌ يمرُّ بكلِّ خيرٍظلهمْ
ملاءٌلهمْ في كلِّ صالحة ٌ يدُ
زهرٌمهذبة ُالأصولِأئمة ٌ
مهدية ٌ لهمُ العلى والسؤددُ
فمنارهمْفوقَ الكواكبِ رفعة ً
و نوالهمٍ في الناسِ بحرٌ مزبدُ
ساداتُ ساداتِ الورى وأبوهمُ
للكلِّ منْ كلِّ الأفاضلِ سيدُ
العالمُ العلمُ الممكنُجاههُ
قمرٌ تحلُّ بهِ الأمورُ وتعقدُ
بدلٌ منَ الأبدالِ بلْ علمُ منَ ال
أعلامِ أروعُ زاهدٌ متعبدُ
هوَ بهجة ُ الدنيا وعصمة ُ أهلها
و الحقُّ يشهدُ والخلائقُ تشهدُ
سرٌّ سرى منْ يوسفَ بنِ محمدٍ
لمحمدٍ فهو الجمالُ الأمجدُ
حامى الحمى شرفُ الوجودِو إنما
ذا النورُ منْ تلكَ الغزالة ِ يصعدُ
الطيب ُ ابنِالطيبينَعناصراً
طابتْذؤابتهُو طابَالمحتدِ
قيدتُ آماليبهمْو بحبهمْ
و الحبُّيطلقُأهلهُ ويقيدُ
و رجوتهمْحياًو ميتاًأنهمْ
حصنى إذا مكرَ الزمانُالأنكدُ
أمحمدُ العلم ُ بنَإسماعيلَ يا
منْ نورهِ متشعشعٌمتوقدِ
بركاتُ وجهكَ عمتِ الدنيا ومنْ
فيهافجاركَ جارهُ لا يضهدُ(77/469)
وترابُ قبركَ للزيارة ِ كعبة ٌ
منْ حبِّ ساكنهِ الرواحلَ تسأدُ
يهوى إليهِ الزائرونَ كأنهُ
حرمٌ بهِ حجرٌوركنٌأسودُ
والحجُّ يقصدُ كلَّ عامٍ مرة ً
و بكًَ المضيضا كلَّ وقتٍ تقصدُ
كمْ حجة ٍ مبرورة ٍ وزيارة ٍ
يرجو بها في الجنتينِ تخلدُ
فغدتْ وراحتْ في ثراكمٍ بكرة ً
و عشية ً سحبٌ تجودُ فتعمدُ
مولايَ لي فيكمْ زروعُسجية ٍ
أرجو بها ثمرَ السعادة ِ يحصدُ
و لقدْ نزلتْ بسوحكمْو جعلتكمْ
حرماً يلاذ ُ بهِو غوثاً يقصدُ
و جنابكمْ عزيوكنزُ مطالبي
و لسانُ حالي في الصديقِ وفي العدو
و غريبة ٍعربية ٍ كلماتها
غررٌتفوقُالدرَّوهوَمنضدُ
وصلتْ منَ النيابتينِ ومالها
غيرُ البحورِ المكدشية ِ موردُ
التائبونَ العابدونَ الحامدو
نَالسائحونَ الراكعونَ السجدُ
القائمونَ وفي المضاجع ِ لذة ٌ
الصائمونَ وفي الهجيرِ توقدُ
دمتمْ دوامَ الأينِيا شهبَ الهدى
و عليكمُ مني السلامُ السرمدُ
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر العباسي >> البرعي >> هبَّ النسيمُ فملستْ منهُ أشجارُ
هبَّ النسيمُ فملستْ منهُ أشجارُ
رقم القصيدة : 59323
-----------------------------------
هبَّ النسيمُ فملستْ منهُ أشجارُ
و غردتْ في بشامِ الشبحِ أطيارُ
و ضاحكَالبرقُ أزهارَ الرياضِ فمنْ
فضى ِّمذهبها نورٌ وأنوارُ
فهزني الشوقُلا دمعي يكفُّو لا
قلبي إذا ما رمتُ الصبرَصبارُ
و طالَ عهديبدارٍ كنتُ ساكنها
قدْحالَ منْدونها نجدٌ وأغوارُ
فليتَشعري هلِالأيامُتسعدني
بوصلِقومٍنأتْبي عنهمُالدار
أحنُّو جداً وتذكارا ً لهمْبهمْ
و الحبُّأقتلهُوجدٌو تذكارُ
يا جيرة َ الحيِّ كيفَالمنجدونَو هلْ
بالشعبِ في سمراتِالحيِّسمارُ
و هلْألمتْصبانجدٍمودعة ً
للظاعنينَو سارتْأينماساروا
و أينَحلوامنَالواديو هلْضربت
لهمْعلى العلمِالغربيأخدارُ
يا هائمَالقلبِثقْبالصبرِ معتصماً
فكلُّشيءٍلهُحدٌو مقدارُ
و إنْبليتَبأحكامِالزمانِِفلا
تجزعْفللدهرِإقبالٌو إدبارُ
و اعلمٍبأنكَجارُالأهدليِّو في(77/470)
ذمامِمحترمٍ يحميبهِالجارُ
فانزلْيتربتهِإيمانزلتَو سلٍ
أهذهِ طيبة ٌو الخلقُزوارُ
أمْمشهدُالكعبة ِالبيتِالحرامِ وفي
أكنافها الوفدُحجاج وعمارُ
بجاهِمنْشرفتْهذى البلادُبهِ
كمابأحمدَقدْما شرفَالغارُ
سقى الكثيبُكثيبَالسدرِصوبَحياً
غمامهُبصنوفِالخيرِمطارِ
ففيهِسرٌّمنَالأسرارِمبتهجٌ
فيسمتِكلِّوليٍّمنهُأسرارُ
مهذبٌشرَّفَ اللهُالوجودَبهِ
و إنماو لدُالمختارُمختارُ
ظلٌّظليلٌ وغيثٌيستغيثُبهِ
عجمٌو عربٌو بدوٌثمَّحضارُ
لهُالحماية ُفيالدنياويومَ غدٍ
تمحى بهِعنْجميعِالخلقِأوزارُ
و لوْأشارَإلى نارِالسعيرِخبتْ
إذْذاكَو انطفأتْمنْنورهِالنارُ
و لوْدعابجمادِالأرضِمعجزة ً
لباهُتربٌو أشجارٌ وأحجارُ
و كمْلهُمنْكراماتٍإذا قرنتْ
بالبحرِتخجلهُو البحرُتيارُ
حلتْمحاسنهُالأيامَو امتلأتْ
منهاجهاتٌكثيراتٌو أقطارُ
و فيالمراوعة ِالغراءِشهبُهدى
همْفي حظائرِقدسِاللهِ أزهارُ
آلُالنبيِّو أبناءُ الوصيِّفهمْ
في الأرضِو العرضِساداتٌ وأخيارُ
قومٌسمعوابرسولِاللهِمرتبة ً
فكلُّأفعالهمْفيالمجدِآثارُ
سبعُالمثانيثناءٌيمدحونَ بهِ
و مدحُغيرهمُسجعٌ وأشعارُ
و فيهمُالفردُيحييالأريحيِّلهُ
فوقَالخليقة ِأخطارٌو أقدارُ
بدرٌمنيرٌإمامٌعالمٌعلمٌ
سيفٌمنَالسرِّماضيالحدِّ بتارُ
مباركُالوجهِيرجى فيضُنائلهِ
و منهُتقضى لباناتُو أوطارُ
أماو آلُعلى الأهدليِّفهمْ
لخلعة ِالكونِ تطريزٌو أنوارُ
لا بعثُ شعراًنفيسا ً بالخسيسِو لوْ
هلكتُجوعا ً فللأشعارِأسعارُ
و لا تعاظمنيفيمدحِمنصبهمْ
مالٌو دارٌو دينارٌو قنطارُ
بلْأطلبُالخلدَفيأدنى محبتهمْ
و ما على َّ إذاأحببتهمْعارُ
فهمْثمالىو منهمْنصرتيو غنى
فقريو قبلة ُقصدي أينما ساروا
أولاكَإنْ عاهدوا أوفواوإن وهبوا
أغنوا وإنيستشاروانصرة شاروا
كأنما الكونُ شخصٌميتٌو همُ
للكونِروحٌو أسماعُو أبصارُ
و لمْيزلْجارهمْيحميو سائلهمْ
يعطى وعارضهمْبالخيرِمطارُ
العصر العباسي >> البرعي >> تطاولَ ليلي بعد ليليبثهمدِ(77/471)
تطاولَ ليلي بعد ليليبثهمدِ
رقم القصيدة : 59324
-----------------------------------
تطاولَ ليلي بعد ليليبثهمدِ
و أحرقَ طولُ الهجرِ قلبي وأكبدي
و لما انتهى صبري وعزَّ تجلدي
سرى طيفُ ليلى واطمأنَّ بمرقدي
لتجديدِ عهدٍ لمْ يكنْ بمجددِ
فما بكَ ياطيفَ الخيالِ لكَ الهنا
و أسراكَ وهناًمنْ هناكَ إلى هنا
تذكرنيعهداًتقادم بيننا
فبتُّ بليلٍ طيبٍ مثمرِ الجنى
و أصبحتُ في يومٍ نغيصٍ منكد
لقدْ فرقَ الهجرانُ شملاً تجمعا
و هيجَّ أشجانَ النفوسِ وأوجعا
و فتتَ أكبادَ القلوبِ وقطعا
رعى اللهُ أيامَ الوصالِ ولا رعى
زماناً على الأحبابِ بالهجرِ معتدي
أما والهوى العذريِّ إنْ بعدوا فما
تغيرتُ عنْ حفظِ الودادِ وإنما
بليتُ بمنْ أنجدتُ وأتهما
يقولونَ لي سلواً وصبراً عنِ الحمى
و ما كان صبري عنْ أولاكَ بمسعدي
لعمركَ ضاقتْ بي الجهاتُ وأظلمتْ
و لمْ أدرِ عنْ ذاتِ اللمى أينَ يممتْ
و إني إذا ورقُ الحمامِ ترنمتٍ
ذكرتُ خياماً بالأباطحِ قسمتْ
فؤادي على أهلِ الطرافِ الممددِ
ترى تجمعُ الأيامُ بعدَ شتاتها
مطافلَ غزلانِ الحمىو حماتها
و تضربُ خدرُ الحسنِ في عرَصاتها
و في الخدرِ بنتُ العشرِ في لحظاتها
ملامحُ ترمى الصبَّ في كلِّ مصعدِ
بنفسي فتاة ٌ أغلقَ البينُ رهنها
يذكرني غصنَ الشبيبة ِ غصنها
و لمْ أدرِ ما أثنى عليها لأنها
كلؤلؤة ِ الغواصِ يجمعُ حسنها
زرودُ النقا تحتَ القنا المتأودِ
خليليَّ دعْ نفسي تموتُ بحزنها
ورددْأحاديثَ الفريقِ وثنها
و إنْ خطرتْ في الشعرِ ليلى فغنها
لقد فضلتْ كلَّ الحسانِ بحسنها
كما فضلَ الساداتُ يحيى بنُ أحمدَ
كريمُ السجايا ماجدٌ طيبُ الثنا
إذ سئلَ الإحسانَ جادَ فأحسنا
وإنْ لمْ تجدْ مزنُ الغمامة ِ أرضنا
فيحيى غمامُ الخيرِ يمطرُ بالغنى
و بالنعمة ِ الخضرا على كلِّ مجتدى
حسا الراحَ منْ خمرِ المكارمِ وانتشى
وشيدَّ بيتاً للعوارفِ مذْ نشا
يصرفهُ فعلُ المروءة ِ حيثُ شا
و منْ مثلُ يحيى وهوَ أفضلُ منْ مشى(77/472)
على الأرضِ قطعاً منْ مغيرٍ ومنجدِ
فتى عمَّتِ الدنيا عواطفُ عطفهِ
و أمطرَ منْ فيها غمائمُ لطفهِ
و عطرَ أفقَ الأرضِ منْ عرفِ عرفهِ
و إنَّ عمادَ الدينِ في بطنِ كفهِ
فوائدُ بحرٍ بالمكارمِ مزبدِ
فللهِ منْ دينُ السماحة ِ دينهُ
يجودُ إذا ما القطرُ ضنَّ ضنينهُ
و يلقاكَ ملَّ العينِ طلقاً جبينهُ
تدرُّبأرزاقِ المفاة ِ يمينهُ
بفيضِ الأيادي البيضِ والكرمِ الندى
فيا ظامىء َ الآمالِ ليلكَ والسرى
وزرْ بحرَ جودٍ مخصبِ السوحِ مخضرا
أتظمأ وذا يحيى بنُ أحمدَ في الذرى
شريفٌ منيفٌ طالَ مجداً ومفخرا
بأحمدِ والسبطينِ خيرِ محتدِ
يسركَ إنْ أوما إلى الخطِّ كاتباً
و إنْ قرأ القرآنَ أبدى عجائبا
يغادرُ أكبادَ القلوبِ ذوائباً
و يصدعُ بالتبريزِ إنْ قامََ خاطباً
و ينسيكَ تطريبَ الحمامِ المغردِ
فتى جدهُ البدرُ الأمينُ المطهرُ
و أعلى معاليهِ البتولُ وحيدرُ
و ما هوَ إلا بالمحامدِ يذكرُ
أديبُ أريبٌ فيصلٌ متبحرٌ
فصبحُ صبيحٍ زندهُ غيرُ مصلدِ
قطعتُ حبالَ لفقرِ حينَ وصلتهُ
وأدركتُ منهُ كلًَّ شيءٍ أملتهُ
فللهِ منْ يعلو على الشعرِ نعتهُ
يلذُ مديحي فيهِ مهما مدحتهُ
و يسكرُ منْ غيرِ السلافة ِ منشدي
جمعتُ معاني المدحِ تاجاً لأجلهِ
ونظمتهُ عقداً يليقُ بمثلهِ
و أنزلتهُ في دارهِ ومحلهُ
و ما منْ يقولُ الشعرَ في غيرِ أهلهِ
كمادحِ قومٍ شرفوابمحمدِ
أمولايَ صنى عنْ زمانٍ تبدَّلاَ
و ضعضعني حملُ الذنوبِ وأثقلا
و لم ألقَ غوثاً أستغيثُ بهِ بلا
و صلتكَ يا فردَ المكارمِو العلى
لعلَّ يداً بيضاً تمدُّ بها يدي
جعلتُ القوافي نحوَ جودكَمنهجا
لعلى َ ألقى منْأذى الدهرِ مخرجا
و لي فيكَ يابدرُ الدجى أحسنُ الرجا
فأنتَ ثمالُ الخيرِ والخيرُ يرتجى
لديكَ ووجهُ الخيرِ وجهكَ سيدي
مدحتكَ يا ذا الفضلِ والمفخرِ السنى
بمنْ غيركمْ ألجأ إذا الضرُّ مسني
وهلْ يطلبُ الإحسانُ منْ غيرِ محسنٍ
فرشْ حسنَ ظني بالعوارفِ واكسني
واقضِ لباناتي وودعْ وزودِ(77/473)
بحقكَ يا مولى على لهُ الولى
أجرني عذاباً رحمة ً وتفضلا
حنانيكَ يا منْ جودهُ ملأَ الولا
بقيتَ لأهلِ الأرضِ قصداً ومو ئلاَ
و بابكَ يا فردَ العلى غيرُ موصدِ
ومدتْ بكَ النعمى غمائمُ جودها
مظلة ً في غورها ونجودها
و مدتْ لأهلِ الفضلِ شمسُ سعودها
و لا زلتَ في الدنيا مناخَ وفودها
و غيمَ غناها المستفيضِ بمسجدِ
العصر العباسي >> البرعي >> خطرتْ كغصنِ البانة ِ المتأودِ
خطرتْ كغصنِ البانة ِ المتأودِ
رقم القصيدة : 59325
-----------------------------------
خطرتْ كغصنِ البانة ِ المتأودِ
ورنتْ بناظرة ِ الغزالِ الأغيدِ
و غدتْ تشيرُ إلى السلامِ بطرفها
و بكفها المخضوبِ خوفَ الحُسدِ
فنظرتْ معسولَ المنى فوقَ القنا
و الليلُ تحتَ نقابِ شمسِ الأسعدٍِ
فكأنَّ حالية َ المحاسنِ صورتْ
منْ فضة ٍ عجنتْ بماءِ العسجدِ
أو درة ٍ مكنونة ٍمعجونة ً
بهوى النفوسِ وذائباتِ الأكبدِ
تلهوُ العيونُ بمذهبٍ ومفضفضٍ
منْ حسنها ومنظمٍومنضدٍ
سلبتْ ببهجتها العقولَ وتيمتْ
مهجاً يروحُ بها الغرامُ ويغتدي
للهِ موقفنا بمنعرجِ اللوى
في الشعبِ منْ دونِ الفريقِ المنجدِ
جاذبتهاطرف العتاب فأعرضتْ
عني وقالتْ ما أراكَبمُسعدي
فطفقتُأثني عطفها متغزلاُ
بالأبرقينِو بالعذيبِو ثهمدِ
و طمعتُ منها بالحديثِو قلتْهلْ
منْشربة ٍيا أهلَهذا الموردِ
ما الماءُمنْطلبيو لكنْربما
مدتْبهِفتنالُمنْيدهايدي
فأتتْبهِمنْحينهاو كأنها
شمسٌتمدُّبكوكبٍمتوقِد
فسرقتُمنْحسنِالمليحة ِلمحة ً
قطعتْعرى كبديبغيرِمهندِ
إنْتفترحنيزينبُابنة ُمالكٍ
أدباًو معرفة ًأعيدُو أبتدي
فالشعرُليو الحسنُخالصة ُلها
و يدُالصنيعِلأحمدَ بنِمحمدِ
قمرُالكمالِثمالِكلِّمؤملِ
كنزِالمرجى كهفِكلِّمشردِ
علمٌتخيرهُالمهيمنُللورى
سيفاً على الأعداءِليسَبمغمدِ
رفعتْلهُالآثارُفيفلكِالعلى
رتبا ً بناهافي عراصِالفرقدِ
شرفٌأنافُإلى منافِخزيمة ٍ
و سمى بفاطمَو الوصىو أحمدِ
و هوَابنُسرِّا لصالحينَو قطبهمْ(77/474)
و جمالُجملتهمْ وروضهمُ الندى
الأهدلُالشيخُالمباركُجدهُ
و أبوهُساميالفرعِساميالمحتدِ
و المجدُو الكرمُالعريضُرداؤهُ
و شعارهُو دثارهُفيالمشهدِ
بذلٌإذاطارتْشرارة ُبأسهِ
طمستْمحلَّالزائغِالمتمردِ
و فنى يزورُالوفدُساحة َجودهِ
لورودِبحرٍبالمكارمِمزيدِ
للهِّدرُّأبيالفضائلِ إنهُ
يورى بزندٍ منهُليسَبمصلدِ
لمْيهدمِالدنيابحطمِحطامها
إلا ليزرعَما سيحصدُفي غدِ
يامدعٍفيالفخرِنيلَمنالهِ
أعلمتَأنكَمدع ٍ أمْمعتدي
رفعتْبنو الحسنينِدونكَمنْثنا
سبعِالمثانيو الحديثِالمسندِ
كرمٌيلوحُعلى شمائلهمْكما
لاحتْمصابيحُالدجى للمهتدي
و محامدعلتِالمحامدَفاغتدتْ
سيراً بهاأهلُالمكارمِتقتدي
إنْتدعُأحمدَ يبتدركَ ملبياً
منْليسَيعرفُلابغيرِتشهدِ
جمعتْبمنصبهِالفضائلُمثل ما
جمعتْْمفرقة ُالحروفِبأبجدِ
هوَبهجة ُالدنياو عصمة ُأهلها
و غياثهامنْكلِّخطبٍأنكدِ
مولايَجئتكَو الديارُبعيدة ٌ
و طمعتُفيكَو أنتَغاية ُمقصدي
و رجوتُمنكَلبانة ً أمحو بها
فحوى كتابِبالذنوبِمسودِ
فأمدنيبيدٍ تطولُبهايدي
و صنيعة ٍيرويبهاقلبيالصدى ِ
و اعطفْبزادٍبعدَذاكَمبلِّغٍ
و بكسوتينِلمنشيءٍو لمنشدِ
لأعودَمنكَبخيرِما أملتهُ
مترديامنْجودكَالمترددِ
و بقيتَفيكنفِالإلهِ وسترهِ
متفيئاًظلَّالنعيمِالسرمدي
في حيثُ لا الراجييخيبُ ولا الأذى
يخشى َولابابُ النوالِ بموصدِ
العصر العباسي >> البرعي >> رفاقي الظاعنينَمتى الورودُ
رفاقي الظاعنينَمتى الورودُ
رقم القصيدة : 59326
-----------------------------------
رفاقي الظاعنينَمتى الورودُ
و ذياكَ العذيبُ وذا زرودُ
فعوجوا بي على آثارِ ليلى
فما يدري الغريبُ متى يعودُ
و زوروا شعبها فعلى فؤادي
و قلبي منْ نسيمهِ برودُ
رفاقي الظاعنينَ ترفقوا بي
فقلبي في هوى ليلى عميدُ
أعيدوا لي الحديثَ بذكرِ ليلى مررت على بقية ربع ليلى فساعد لوعتي دمع يجود
أعيدوه فديتكمأعيدواسقط بيت ص
و حييتُ الطلولَ فلمْ تجبني
و كيفَ تجيبني سفعٌ ركودُ(77/475)
نأتْ وتباعدتْ ليلى وعزتْ
على َّ وما تباعدتِ العهودُ
رعى اللهُ الزمانَ زمانَ ليلى
و لا رعى التفرقُ والصدودُ
فما أحلى هواها في قؤادي
و إنْ بخلت على بما أريدُ
جرى قلمُ السعادة باسمِ ليلى
فطابَ بذكرها عيشي الرغيدُ
فكيفَ يلومني في حبِّ ليلى
خليُّ القلبِ أدمعهُ جمودُ
وإنْ فتى رمتهُ جفونُ ليلى
وماتَ على الفراشِ هوَ الشهيدِ
و إنْ فتى يمرُّ بأرضِ ليلى
ويلثمُ حيثُ موطئها سعيدُ
نعمْ يبلى الزمانُ وحبُّ ليلى
جديدٌ ليسَ يبليهِ الجديدُ
وقفتُ عشية ًببلادِ ليلى
و بتُّ وأدمعي درٌّ نضيدُ
و نهنهتُ الغرامَ فهيجتني
سواجعُ في الأراكِ لها نشيدُ
لحى اللهًُ الزمانَ فقدْ بلاني
بصبرٍ ناقصٍ وجوى ًيزيدُ
يفيدُ صنيعة ً ويقيتُ أخرى
و يمنحُ نعمة ً ولها حسودُ
و ماقدرَ الزمانَو في قفارٍ
غمامٌ فيضهُ كرمٌ وجودُ
فلمُّ بقبرِ سيدنا النهارى
فتبيضُ المطالبُ وهيَ سودُ
جنابُ جلالة ٍ وربيعُ برٍّ
ربتْ في ريفِ رأفتهُ الوفودُ
فيا طربَ النفوسِ إلى صعيدٍ
يكفرُ ذنبها ذاكَ الصعيدُ
صعيدٌ تظهرُ البركاتُ منهُ
و تطلعُ في جوانبهِ السعودُ
فمنْ دارِ السلامِ لهُ نسيمٌ
و منْ نورِ الجلالِ لهُ عمودُ
بهِ الكرمُ الذي يغني ويقني
و لا عرضٌ لديهِ ولا نقودُ
لدى ملكٍ يقلُّ الملكُ عنهُ
و تحتقرُ العساكرُ والجنودُ
سما فاستخدمَ الأشياءَ فيما
يشاءُ ولا إماءُ ولا عبيدُ
فتى ً غرسَ المحامدَ واجتناها
فضائلَ ليسَ يحصرها عديدُ
محمدُ يا فتى عمرُ بنِ موسى
أضامُ وأنتَ لي ركنٌ شديدُ
يواعدني العدوُّ بغيرِ جرمٍ
أتعجزُ أنْيحلَّ بهِ الوعيدُ
أما ترثي لأطفالٍ صغارٍ
أبوهمْ منْ محلتهمْ طريدُ
يمرُّ العيدُ بالصبيانِ لهواً
و ليسَ لهمْ معَ الصبيانِ عيدُ
فأينَ مكارمُ الأخلاقِ يا منْ
ببهجة ِ وجههِ ابتهجَ الوجودُ
فثمَّ بواعثٌ بعثتْ غرامي
و أهوالٌ يشيبُ لها الوليدُ
و ما جسمي على الحدثانِ صخرٌ
و لا قلبي على السلوى حديدُ
فكنْ يدَ نصرتي وجنابَ عزي
إذا ما جارَ جبارٌعنيدُ(77/476)
و قلْللمعتدينَ على َّ بعدا
لمدينَ مثلَ ما بعدتْ ثمودُ
فلا عددٌ ولا مددٌيقيهمْ
و لا مصرٌ ولا قصرٌ مشيدُ
و أنتَ المستعانُ لكلِّ خطبٍ
وما يبدي الزمانُ وما يعيدُ
و سيفكَ في النوائبِ غيرُ نابٍ
وسهمكَ ماءُ موردهِ الوريدُ
إذا عبدُ الرحيمِ دعاكَ يوماً
على بعدٍ فقدْحضرَ البعيدُ
حماكَ اليومَ لي ولمنْ يليني
و يشملنا غداً منكَ الخلودُ
بقيتَ لملة ِ الإسلامِ نوراً
تضيءُ بكَ التهائمُ والنجودُ
و حيا أرضاً اشتملتكَغيثٌ
يسبحُ في جوانبهِ الرعودُ
و صلى ذو الجلالِ على نبي
بهِ منشي المدائحِ مستفيدُ
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> البرعي >> أهابَ سحيراً بالفراقِ مهيبُ
أهابَ سحيراً بالفراقِ مهيبُ
رقم القصيدة : 59327
-----------------------------------
أهابَ سحيراً بالفراقِ مهيبُ
فلباهُ وجداً في الحشا ولهيبُ
و حققَ ظني بالرحيلِ مودعٌ
مدامعهُ في وجنتيهِ تصوبُ
فما كذبتني رمزة ٌ معنوية ٌ
أشارَ بها ريُّ البنانِ خضيبُ
يردُّبطرفيهِ السلامَ وحولهُ
رقيبٌ ومنْ حولِ الرقيبِ رقيبُ
حمتهُ عن التوديعِ زرقُ أسنة ٍ
تكادُتذيبُ الصخرَ وهو صليبُ
فمنْ أينَ يصفو العيشُ بعدَ أحبة ٍ
ركائبهمْ بينَ الشعابِ شعوبُ
و هلْ سلوة ٌ بعدَ الفراقِ لهائمٍ
شجٍقلبهُ قبلَ الفراقِ كئيبُ
و بينَ الخيامِ البيضِ منْ أيمنِ الحمى
قلوبٌدعتها للرحيلِ قلوبُ
إذا لم أذبْ بعدَ الفريقِ صبابة ً
فمن أيِّ شيءٍ بعدَ ذاكَ أذوبُ
يشوقني روحُ النسيم فلوعتي
لها كلما هبَّ النسيمُ هبوبُ
أظلُّ على أطلالهمْ وربوعهمْ
أحنُّ كأني في الحنينِ رقوبُ
وأندبُ سفحَ البانِ أيامَ صبوتي
إليهِ وبردَ اللهوِ فيهِ تشيبُ
دعتني أضاليل المنى غيرة مرة
فما كدت بعد الظاعنين أجيبُ
و أطمعني حكمُالهوى أنْ يعيدَ لي
طلوعَشموسٍ لمْ يشبهُ غروبُ
فما عاضني بالأبلقِ الفردِ عائضٌ
و لا شاقني بعدَ الكثيبِكثيبُ
و هيهاتَ ما كلُّ المنازلِ رامة ٌ(77/477)
و لاَكلُّبيضاءَ الجبينِعروبُ
و كمْ منْ سمى ٍّ ليسَ مثلَسميه
و إنْكانَيدعى باسمهِفيجيبُ
فيا ذاكراُ عنْذي الأركِأعدْلنا
حديثكَعنْأهلِالأركِيطيبُ
سمعتكَتحكي عنْخييماتِعالجٍ
عسى َ لكَعهدٌبالخيامِقريبُ
صفِ الأثلَ والمرعى الخصيبِ لحاجرٍٍ
هلِ الأثلُ والمرعى الخصيبُ خصيب
و ما فعلَ الرملُ العقيقيُّ هلْ ذرتْ
عليهِ شمالٌ أمْصبا وجنوبُ
و هلْ سمرتْبعدي لغوبٌ على اللوى
فأينَ اللوى منى وأينَ لغوبُ
أماو مريضاتُالجفونِألية ٌ
لمنْلمْيكدْعنْحبهنَّيثوبُ
ليدرِ شهابُ الدينِ أحمدُ أنني
لداعيهِفيكلِّالأمورِمجيبُ
هوَالطيبُابنُالطيبينَو عمدتي
عليهِو ظنيفيهِليسَيخيبُ
لقدْنابَعني كلَّأمرٍأخافهُ
فلمْأخشَأمراً للزمانِينوبُ
كفاني صروفَالدهرِمنْبعدِما سطتْ
على َّمخاليبٌلها ونيوبُ
ذاَد الخطوبَالسودَعنيبجودهِ
فماساورتنيللخطوبِخطوبُ
فللهِبرٌّأريحيٌّمهذبٌ
عنِالرجسِأواهٌأغرُّمنيبُ
حفيٌّو فيٌّمشفقٌمتعطفٌ
عزبزٌمنيعُالجانبينِمهيبُ
كريمٌمنَالغرِّالكرامِو سيدٌ
منَالنجباءِالصالحينَنجيبُ
يطولُيداًبالجودِللرفدِإنما
هوَالبحرُجود ٌ والكرامُقليبُ
لنامنهُخلقٌأريحيٌّو منظرٌ
بهى ٌّو صدرٌبالنوالِرحيبُ
أمولايَجانيمنكَبعدَافتراقهِ
كلامٌيكادُالطفلُمنهُيشيبُ
أطلتَملاميفيأمورٍكثيرة ٍ
فلمٍأدرِمنٍأيِّالذنوبِأتوبُ
و أمرضنيمنكَالعتابُو ليسَلي
سواكَإذاعزَّالطبيبُ طبيبُ
إذا عزني ضيفانُصبريغدرتني
أليسَلنابعدَالحضورِمغيبُ
أراكَعلى بعدِالطريقِتلومني
إذاقيلَليتلكَالطريقُقريبُ
فقدْكنتُفيذابانَأعثرُمرة ً
و أسفطُأخرى كلُّذاكَلغوبُ
إلى أنْدهتنيفي جوانبِأرضهِ
مصائبُتذوي الغصنَ وهوَرطيبُ
فحينئذٍأنسمتُلا عجتُموطئاً
عوانيَ ذئبٌ أوْعدانيَ ذيبُ
و طلقتُذابانَالثلاثَو لمْأعدْ
إليهِو ماليفيهِ وهو شغوب ُ
و كيفَقفولينحوَبيتِ نويرة ٍ
و قدْ ساءنييومٌهناكَعصيبُ
ذكرتُكلامَالغشمريِّ وصنوهِ
و ما فعلاهُ والغريبُ غريب ُ
سمعتهما حينَابنُعمكَلمْيقمْ(77/478)
يقولانِذياكَالملامُ مريبُ
و سلْعليهِابنُالفواجرِخنجراً
صقيلاًيرى للنملِفيهِدبيبُ
فذَ بيتُعنْأعراضنابصوارمٍ
منَالشعرِما فلَّتْلهنَّغروب ُ
و لولاكَ بلْلولاَأبوكَعليكما
تزاحُهمومٌأوْتزالُ كروب ُ
فخذْبيدييا آلَشمسِ عمارة ٍ
و لوْأنَّذنبييُذ بلُوعسيبُ
و كنْ عصمتيمنْجورِدهرٍمعاندٍ
بهِالحرُّ عبدٌو الصدوقُكذوب ُ
فماأنتَإلاَّسيدٌو ابنُسيدٍ
و بركما غيمٌعلى َّسكوبُ
أبوكَحبيبيقدسَاللهُروحهُ
و أنتَابنهُو ابنُالحبيبِحبيبُ
تداركتنيباللطفِو الدهرُعابسٌ
وأخصبتَربعيوالزمانُجديبُ
و كمْلكَعنديمنْيدٍ لوْوزنتها
لماوزناهامنوحٌو شعيبُ
سأطلبُمنكَالصفحَحتى يكونَلي
لديكَ منَالصفحِالجميلِ نصيب ُ
إذاكنتَأهلَالعفوعنْكلِّمذنبٍ
و لمٍتعفِ عنيإنَّذالعجيبُ
فهاكَمنَالدرِّالنضيدِغريبة ً
تروقُأعاريضاًلهنَّضروبُ
منَاللاءِلمْيسبقْإليهنَّشاعرٌ
سواى َو لمْينطقْبهنَّأديبُ
عليكَسلامٌسرمديٌ مباركٌ
روائحهُمسكٌيفوحُو طيبُ
العصر العباسي >> البرعي >> ردْ بالمطى ِّ مواردَالغزلانِ
ردْ بالمطى ِّ مواردَالغزلانِ
رقم القصيدة : 59328
-----------------------------------
ردْ بالمطى ِّ مواردَالغزلانِ
و انشدْفؤاداًبينَأهلِالبانِ
واعكفْ على الدمنِ التي بمحجرٍ
و دعِالحنينَ لأبرقِ الحنانِ
واندبْ زمانَ اللهوِ في عرصاتها
و مواقفَ الفتياتِ والفتيانِ
أيامَ ليلى العامرية ِ جارتي
و خباؤها المضروبُ قيدَ عنانِ
و الربعُ محبوسُ الجنابِ عنِ النوى
و الناسُ ناسي والزمانُ زماني
ياليتَ شعري والرمانُ مفرقٌ
أيعودُ لي زمني بشعبِ زمانِ
وأبيتُ في سمراتِ رامة َ سامراً
و أطلُّ تحتَ ظلالها المتداني
هيهاتَ ذاكَ زمانُ أنسٍ عزّ أنْ
أنساهُ أو ألقاهُ أو يلقاني
قالوا تعزَّ عنِ الهوى فأجبتهمْ
ما أبعدَ الذكرى منَ النسيانِ
أمْ كيفَ نسلو في الغويرِ وربعنا
شامٌ وربعُ المنجدينَ يماني
و حياتهمْ وسماتهمْ مالذََ لي
زمنُ الصبا إلا وهمْ جيراني
طرقَ النسيمُ الحاجريُّلحاجري(77/479)
سحراً فعانقَ ناعمَ الأغصانَ
و سقى الحيا روضَ الربافتبسمت
عنْ أبيضٍ يققٍ وأحمرَ قاني
و تطارحتْورقُ الحمائمِ بالحمى
طرقَ السجوعَ بطيبِ الألحانِ
و بكيتُ أوطاني وربعِ هوايَ في
زمنِ الصبا حييتُ منْ أوطانِ
و بغيتُ غيثاً مستعيراً جودهُ
منْ جودِ عبد اللهِ ذي الإحسانِ
أعني الوليَّابنَ الوليَّ المنتقى
صافي السريرة ِ صفوة ِ الرحمنِ
سيفُ الصلاحِ يدُ السماحِ فتى أبي
بكرٍ حمى الغرباءُ والضيفانُ
بحرٌ يموجُ غنى لملتمسٍ الغنى
و حياً يصوبُ كصيبِ العقبانِ
الحاملُ الأثقالِ والحامي حمى ال
إسلامِ والداعي إلى الإيمانِ
و الصائمُالوقداتِ والمتهجدُ ال
ماحي دجى الظلماتِ بالقرآنِ
أضحى عفيفَ الدينِ فردَ جلالة ٍ
يعلو ويسمو أنْ يقاسَ بثاني
لما سمعتُ بهِ سمعتُ بواحدٍ
و رأيتهُ فإذا هوَ الثقلانِ
فوجدتُ كلَّ الصيدِ في جوفِ الفرا
ولقيتُ كلَّ الناسِ في إنسانِ
و الشمسُ تخجلُ منْ بهاءِ جبينهِ
و البحرُ يغرقُ بينَ خمسِ بنانِ
نعمتْ بساحتهِ الوفودُ فما دروا
أديارُ ترغمُأمْرياضُجنانِ
و نووا عكوفاَ حولهُ كعكوفهمْ
في الحجِّ بينَ البيتِ والأركانِ
يا سائلي عنهُ اعتمدهُفإنهُ
سرُّ الوجودِ وبهجة ُ الأزمانِ
ينميهِ بينَ خؤولة ٍ وعمومة ٍ
جدانِ في التفضيلِ مستويانِ
بدرانِ مبتدرانِ في أفقِ العلى
جبلانِ مرتفعانِ ممتنعانِ
و ضبا نعيمٍِ وابنِ عبدِ اللهِفي
أسرارهِ نورُ الهدى الرباني
فحوى فخارهما وطالَ هداهما
شرفاً فنعمَ النجمِ والقمرانِ
للهِ منْفاقَالكرامِمكانهُ
فعلاَ على النظراءِ والأقزانِ
بجلالة ِ الآباءِ والأجدادِ وال
أعمامِ والأخوالِ والإخوانِ
بركاتها في المسلمينَ عميمة ٌ
كالغيثِ يشملُ سائرَ البلدانِ
و لهُ كراماتٌ يؤلفُ بعضها
باللطفِ بينَ الماءِ والنيرانِ
و لقدْ يشيرُ إلى السماءِ بطرفهِ
فيجابُ قبلَ تصافحِ الأجفانِ
و يرى بنورِ اللهِ منهُ فراسة ً
مالاَ تراهُ بنورها العينانِ
و هوَ الذي تقوى الإلهَ شعارهُ(77/480)
و دثارهُ في السرِّ والإعلانِ
حزمٌ يصولُ على الخطوبِ ببأسهِ
و يرودُ روضَ الخيرِ كلَّ أوانِ
و أغرَّ يستسقى الغمامُبوجههِ
وبهِ يعمُّ الخيرُ كلَّمكانِ
و بحبهِ تحيا النفوسُ لكونهِ
فيها مكانَ الروحِ في الأبدانِ
تهدي مدائحنا إليهِ فتكتسي
منهُ معاني الشعرِ حسنَ معاني
و يلذُّللشعراءِ طيبُ ثنائهِ
فكأنهمْ يتلونَ سبعَ مثاني
مازلتُ أشكرهُ نداهُ وكلما
طالتٍ يداهُ عليَّ طالَ لساني
مولايَ جئتكَ والخطوبُ عوابسٌ
و الدهرُ يصرفُ نابهُ لهوانِ
زمنٌ يعاندني ودينٌأدنى
كصفا المشرقِ أدَّ منْ ثهلانِ
و علاجُ فقرٍ لا يفارقُ منزلي
مالي بسطوتهِعليَّ يدانِ
فتولني وأقلْ بجودكَعثرتي
و أقلْ نوبَ نوائبِ الحدثانِ
وانظرْ إلى َّبعينِ لطفكَ نظرة ً
أحيي بها أملي وأصلحُ شاني
و أمدني بندكَ وامسجْ بالغنى فقري
و أرغمْ أنفَ منْ يشناني
فعساكَ إنْ أكرمتنيأحييتني
و أمتَّ ْ ربَّ فلانة ٍو فلانِ
و بقيتَ جاهي في الزمانِ ووجهتي
و يدي وسبقي في العدا وسناني
و اسلمْ ودمْجبلاًنلوذ بظلهِ
و غياثِ قاصٍ في الأنامِ وداني
في حيثُ مثوى الضيفِ مختلفَ القرى
كرماً وجارُ الجنبِ غيرُ مهانِ
العصر العباسي >> البرعي >> سقاكِ خيامَ الغورِ صوبَ الحيا عهدا
سقاكِ خيامَ الغورِ صوبَ الحيا عهدا
رقم القصيدة : 59329
-----------------------------------
سقاكِ خيامَ الغورِ صوبَ الحيا عهدا
يجددُ عنا في معاهدكِ العهدا
و لا برحتٍ فيكَ الرياحُ مريضة َ
تناغى الغصونَ الخضرَ والقضبَ الملدا
و تنثرُ درَّ الطلِّ في ظلِّ روضة ٍ
ترشُّ يدُ الأنداءِ في وردها الوردا
كأنَّ صبا نجدٍ سقتها مدامة ً
عبيرية ً تهدي لمنْ لمْ يجدْ وجدا
فماسَخزاماها وباتَ حمامها
يغنى وظلُّ الرندِ يعتبقُ الرندا
رعى اللهُ إذْ كنا برامة َ جيرة ً
و محكمُ أصلِ الوصلٍِ قدْ نسخَ الصدا
و أبكارُ بكرٍ يسترقنَ عقولنا
بسحرِ عيونٍ إنْ رنتْ قتلتْ عمدا
أحيبابَ قلبي كيفَ أكتمُ حبكمْ(77/481)
وأجحدهُ والدمعُ لا يعرفُ الجحدا
صلوا واهجروا فالقلبُ راضٍ بفعلكمْ
فلمْ أرَ لي عنكمْ ولا منكمُ بدا
و أحلى الهوى إنْ متُّ في أسرِ حبكمْ
فكمْ من أسيرٍ للصبابة ِ لا يفدى
و ما ضقتُذرعاًدونَ إدراكِ مطلبٍ
و في الردِّ منْ لمْ يخشَ سائلهُ الردا
أعادَ علينااللهُمنْبركاته
و مدَّلنا الرحمنُفيعمرهِمدَّا
إلى صارمِ الدينِ انتهى أملي فلمْ
أجدْ قبلهُ قبلاُ ولا بعدهُ بعدا
متى تأنهِتنزلْ بواحدِ أمة ٍ
هدى وندى جاءَ الزمانُ بهِ فردا
سجاياهُ للراجي ربيعٌ مباركُ
و سبعٌ سمانٌ للزمانِ إذا اشتدَّا
و ساحتهُ على مأوى الغريبِ ومالهُ
على رغمِ أنفِ البخلِينهبهُ الوفدا
فتى ينسبُ الشيخُ المباركُ جدهُ
كما ينسبُ الأشرافُ خيرَ الورى جداً
سقى اللهُ منْ قبرى عواجة َ مشهداً
كريماً تخذناهُلحاجتناقصدا
أفي روضة ِالقبرينِروضة َ أحمدٍ
فتحدى لها عيسٌ إلى طيبة ٍ تحدى
أمِ التزمَ الزوارُ حجاً وعمرة ً
إليها فزموا العيسَ تطوى الفلا وجدًا
حوى قبرها حجراً وبيتاً ومذبحاً
و ركناً يمانياً وآخرَ مسودا
فكمْ قبَّلوا ترباً وكمْ مسحوا ثرى
و كمْ وضعوا إصراً وكمْ فتحوا عقدا
و كمْ ئملوا وجداً وكمْ ولهوا هوى
و كمْ سفكوا دماً وكمْ عفروا خداً
و باتوا وظلوا في رياضٍ أنيقة ٍ
يقلُّعليها الندُّلوْفرشتْندا
تحفهمُالأملاكُ منْكلِّجانبٍ
و تغشاهمُ الأنوارُعنْطالعٍسعدا
لدى حكمي لمْ تكنْمعجزاتهُ
و آياتهُتحصى برملِالفلاعدا
إذاقالَ يا مولايَلبَّاهُسلْتنلْ
لطائفَ منْ لوْ شاءَ أسرى بهِعبدا
و لوْسيرَ الأجبالَ سارتْ وإنْ دعا
ذرى صخرة ٍِ لبتْ لهُالصخرة الصلدا
و لوْ سارَ فوقَ البحرِ أوْ طارَ في الهوى
لأمكنهُ والحقُّ ما جاوزَ الحدا
سرائرُ نورانية ُ حكيمة ُ
بها اللهَ زانَ الأرضَ والعرض والخلدا
هنيئاً لكَ التنظيمُ يا ابنَ محمدٍ
محامدُ في الدارينِ تستغرقُ الحمدا
رعيتَ رياضَالمجدِ طفلاً وناشئاً
و كهلاً ومنْ ذا يدَّعي معكَ المجدا
تلوذُ بكَ الآمالُ وهي غريبة ٌ(77/482)
فتؤنسها جوداً وتوسعها رفداً
و ينزلُمنكَ الضيفُ أخصبَ ساحة ٍ
فتجلوا لهمْ وداً وتصفوا لهمْ ورداً
عفافٌ وإنصافٌو حسنُشمائلٍ
تفوقُ شمولَ الراحِ ممزوجة ٌ شهداً
أيا سيدي شهرٌكريمٌو غربة ٌ
و دينٌأقاسيهِو لستُبهِجلدا
و غيبة ُأطفالٍو بعدُمنازلٍ
و إخوانِ ِ صدقٍ ذبتُ منْ أجلهمْفقدا
فقضِّ لباناتي وأنجحْ مطالبي
و ما استطعتَ منْ برِّ فلا تألني جهدا
بقيتَ لدينِ اللهِ عزاًُو للعدا
حساماً وللراجينَ عارفة َ تسدا
و لازلتَ للأبدالِ خالفَ سالفٍ
و نورَ منارٍ نستضيءُ بكَ الرشدا
Personal homepage website counter
العصر العباسي >> البرعي >> دمُ المحبِّ على الأطلالِ مطلولُ
دمُ المحبِّ على الأطلالِ مطلولُ
رقم القصيدة : 59330
-----------------------------------
دمُ المحبِّ على الأطلالِ مطلولُ
و سيفُ سحرِ عيونِ العينِ مسلولُ
هنَّ الحواجبِ منْ تحتِ الحجابِ لها
منا أسيرٌ ومجروحٌ ومقتولُ
وللنوىو الهوى العذري في كبدي
و قفٌ صريحٌ وتحبيسٌو تسبيلُ
ما حدذَّثَ الركبُ عنْ سلمى بذي سلمٍ
إلا استمعتُ وماءُ العينِ مهمولُ
و لا تغنتْ بذاتِ الأسلِ ساجعة ٌ
إلا وهيجتني سجعٌ ومأمولُ
فكيفَ يسلو فؤادي بالغويرِ ولي
بالمنجدينَ أمانيٌّ وتضليلُ
و في الستائرِ بنتُ العيسِ نفحتها
مسكٌ ومبسمها بالشهدِ معسولُ
مسكٌ يفوحُ وأنوارٌ تلوحُ على
فضيَّ خدًًّ بماءِ الحسنِ مطلولُ
هيَ الشفاءُ لدائي لوْ ظفرتُ بها
و ليسَ منا دوا للداءِ مبذولُ
منْ منصفي منْ قضيبٍ في كثيبِ نقاً
أعلاهُ بدرٌ عليهِ الليلُ مسدولُ
فما برحنَ تباريحي على كبدي
بفارغِ القلبِ قلبي فيهِ مشغولُ
يالائميفي هوى قومٍ أحبهمُ
و الناسُ في الحبِّ معذورٌ ومعذولِ
إنْ كانَ شوقكَ معلوماً على صفة ٍ
فإنَ شوقي معلومٌ ومجهولُ
عليكَ نفسكَ إنَّ العمرَ عارية ٌ
و مرتقى روضة ِ الآمالِ مهزولُ
و إنْ جفاكَ صديقٌ أو نبا زمنٌ
فحسبكَ الليلُو البزلُ المراسيلُ
و اقصدْ زبيدَ سقاها اللهُ منْ بلدٍ(77/483)
فربعها بوليِّ اللهِ مأهولُ
زرْ أحمدَ بنَ أبي بكرٍ فهمتهُ
في الدينِ منْ دونها غفرٌ وإكليلُ
واسجدْ لربكَ شكراً عندَ رؤيتهِ
و الثمْ بنانَ يدٍ في باعها طول
وانزلْ منَ الدينِ والدنيا بنورهما
فالعسرُ يسرٌ بهِ والعقدُ محلولُ
واستنجدَ ابنَ أبي بكرٍ تجدهُ فتى
يقضيفيمضي وأمرُ اللهِ مفعولُ
سرُّ السرارة ِ لبُّ اللِّبِّ منْ مضرٍ
أغرُّأنجابهِغرٌّبهاليلُ
يرتاحُ للجودِ إنْ حفَّ الوفودَ بهِ
كأنهُ بشمولِالراحِ مشمولُ
ربُّ العلومِاللدنياتِ ما رسمتْ
خطاو لا ضمها درسٌ وتحصيلُ
لهُ طلائعُربانية ٌمزجتْ
بالنورو العلمِ معقولٌ ومنقولُ
فما صريحٌ ومبنيٌ ومطردٌ
و ما دليلٌ وتعليلٌ وتأصيلُ
بحرِ الحقيقة ِ في ضمنِ الشريعة ِ عنْ
بحرِ معانيهِ تجميلٌ وتفصيلُ
و كمْ لهُ حججٌ علمية ٌ وبهِ
يحلُّ رمزٌ وألغازٌ وتشكيلُ
يا منْ إذا لذتُ بهِ حاطني وثنى
نابَ النوائبِ عني وهوَ مفلولُ
و منْ لهُ عندَ خلقِ اللهِ مرتبة ٌ
و عندَ خالقهِ فضلٌ وتبجيلُ
أنتَ الذي أنتَ فردٌلا نظيرَ لهُ
كالشمسِ ليسَ لها بالشهبِ تمثيلُ
يداكَ بحرُ كراماتٍ وبحرُ غنى
فما الفراتُ وما سيحونُ والنيلُ
جاوزتَ غاية َ أهلِ الفضلِ منفرداً
بالفضلِ فاتسعتْ فيكًَ الاقاويلُ
أومسيتَ في حللِ التوحيدِ مفتخراً
بمنْ لهُ الفخرُ بالتعظيمِ موصولُ
سكرانُ منْ كأسِ راحٍ روحَ نسمتهِ
سرُّ العناية ِ والأذهالِ مذهولُ
هلْ عطفة ٌ منكَ يا مولايَ تبلغني
منكَ المرادُ ففيكَ البرُّ مأمولُ
عدني بخيرٍ فأهلُ الخيرِ أنتَ ولمْ
يحطْ بإنجازِ وعدٍ منكَ تطويلُ
و قدْ علمتَ بأنَّ الدهرَذو غيرٍ
وللوفاءِ على الإطلاقِ تفضيلُ
فاشفعٍ لصاحبِ محوالٍ ورفقتهُ
إنْ كانَ يرجى لحالِ القومِ تحويلُ
وارحمْ مساكينَ في السجنِ استمرَّ بهمٍ
دهرٌ مضى وغريمُ الدينِ ممطولُ
كمْ فيهِ منْ شيخٍشبهَ الخلالِ إذا
رأيتهمْ قلتَ ما هذي التماثيلُ
لهمْ حريمٌو أرحامٌو حاشية ٌ
و أمهاتٌو آباءٌ مثاكيلُ(77/484)
فاعطفْ عليهمْ وراجعْما استطعتَ بهمْ
فجاهُ وجهكَ في الدارين مقبولُ
و الأمرُ أسرعُ نجحاً إنْ هممتَ بهمْ
من لمحة ِ الطرفِ لولا منكَ تسهيلُ
الخيرُ أنفعهُ للناسِ أعجلهُ
لا خيرَ في كلِّ خيرٍ فيهِ تأجيلُ
لا زلتَ للجودِ يا بدرَ الوجودِ أخاً
مجدٍ عليهِ منَ التقوى سرابيلُ
ودمتُ في النعمة ِ الخضراءِ ما سجعتْ
ورقٌ وما تليتْ حم~ تنزيلُ
نسخة مهيئة للطباعة
العصر العباسي >> البرعي >> يا جيرة َالحيِّ هذا الأثلُ والبانُ
يا جيرة َالحيِّ هذا الأثلُ والبانُ
رقم القصيدة : 59331
-----------------------------------
يا جيرة َالحيِّ هذا الأثلُ والبانُ
فكيفَ حالُالأحيبابِ الأولى بانوا
و هلْ مررتمْ بنعمانَ الأراكِ على
نعمٍ فأحلى الهوى نعمٌ ونعمانُ
عهدي بهمْ وديارُ الحيِّ آنسهٌ
بالمنجدينَ وهمْ في الحيِّ جيرانُ
و العيشُ أخضرُ والدنيا مساعدة ٌ
و قاتلُ الحبِّ والمقتولُ إخوانُ
و الشيحُ متشيحٌ بالطلِّ مبتهجٌ
و الوردُ مبتسمٌو الزهرُ ألوانُ
و المسكُ تذريهِ أرواحُ النسيمِ وفي
خمائلِ الشعبِ تغريدٌ وألحانُ
و في الخدورِ بدورٌ في ملاحظها
سحرٌ وفي حسنها ماءٌ ونيرانُ
و بنتُ عشرٍ سقاها الحسنُخمرَ صبا
فالقلبُ منها بغيرِ السكرِ سكرانُ
نعسٌ مكحلة ٌ لعسٌ معسلة ٌ
فيهنَّحسنٌ وما فيهنَّ إحسانُ
تريكَ في الرملِ حقفَ الرملِ فوقهما
ليلٌ وشمسٌ ورمانٌ ومرانِ
أتلكَ لؤلؤة ٌ غرٌّمحاسنها
أم فضة ٌ شانها ورسٌ وعقيانُ
أمْ تلكَ حورية ٌ نورية ٌ خلقتْ
منْ درة ٍ حليها درٌّ ومرجانُ
فاقتْ ببهجتها كلَّ الحسانِ كما
فاقَ الكرامَ عفيفُ الدينِ عثمانُ
فردُ الجلالة ِ خرقٌ لا نظيرَ لهُ
أموالهُلصنوفِ المجدِ أثمانُ
غيثٌ يفيضُ بمرفضِّ الندى أبداً
كلُّ إلى صوبِ ذاكَ الغيثِ ظمآنُ
بحر منَ الجودِ ملآنٌ يموجُ غنى
فالناسُ تغرفُ منهُ وهوَ ملآنُ
رحبُ المنازلِ ما غبتْ منازلهُ
وفدٌووفدٌ وضيفانٌ وضيفانُ
أبوهُ سيدُ عدنانٍ فبوركَ منْ
فرعٍ منيفٍ نماهُ الأصلُ عدنانُ(77/485)
و جدهُ الأهدلُ المشهورُ سيرتهُ
مباركٌ كلهُ يمنٌ وإيمانُ
لا يغلقَ البابَ عنْ راجي النوالِ ولا
يقابلُ الوفدَ إلا وهوَ جذلانُ
إنَّ ابنَ أحمدَ شمسٌ في جلالتهِ
و ليسَ كالشمسِ بهرامٌ وكيوانُ
ر تعناُآمالنا في ريفِ رأفتهِ
فنحنُ نبتُ رجاهُ وهوَ هنانُ
لهُ بفاطمة َ الزهرا وحيدرة ٍ
و أحمدٍ شرفٌ يسمو وبنيانُ
قومٌ حموا عنْ حواشيهمْ وطالَ بهمْ
فوقَ الكواكبِ عمارٌ وسلمانُ
فإنْ طغى الدهرُ أوْ نابتْ نوائبهُ
فالأهدليونَ حصنٌ أينما كانوا
حالي بهمْ مستقرٌ بعدَ نفرتهِ
عني وربعي لخيلِ الخيرِ ميدانُ
يا سيدي ياعفيفَ لدينٍجئتكَ في
حوائجٍ أغفلتْ والدهرُ يقظانُ
فرشْ جناحي ببذلِ المكرماتِ وصلْ
حبلي فإني إلى نعماكَ غرثانُ
إنْ لمْ تقمْ بي وتمددْ بالنوالِ يدي
فالحظُّ منتقصٌ والربحُ خسرانُ
فاسمحْ بعارفة ٍ بيضاءَ تنعشني
فما يساميكَ بالإحسانِ إنسانُ
و اكسُ الأديبَ منَ البزِّ النفيسِ ولاَ
ترددْلبيدِ القوافي وهو عريانُ
بقيتَ للدينِ والدنيا وأهلهما
نوراً على كلِّ نورٍ منهُ عنوانُ
ماحنَّ رعدٌو ما غنتْ مطوقة ٌ
و ما تعانقَ أغصانٌ وأغصانُ
العصر العباسي >> البرعي >> قفْ بذاتِ الأراكِ واندبْ طلولا
قفْ بذاتِ الأراكِ واندبْ طلولا
رقم القصيدة : 59332
-----------------------------------
قفْ بذاتِ الأراكِ واندبْ طلولا
أقفرتْ عنْ نوارِ دهرا طويلا
و رسوماً بالأبلقِ الفردِ أضحتْ
لمها الرملِ مسمراً ومقيلاَ
واسقها منْ عريضِ دمعٍ غزيرٍ
دائمَ السكبِ لا يغبً مسيلاَ
فلعلَّ الدموعَ تطفيءُ ناراً
منْ فؤادٍ صبا وتشفي غليلاَ
إنّ َ بينَ الأراكِ فالبانِ فالري
انِ للظاعنينَ رسماً محيلا
أنكرتْ ربعهُ الرياحُ جنوباً
و شمالاً شامية ً وقبولاَ
و أحالتْ منهُ المعالمَ فالآ
ثارَ فالربعَ فالكثيبَ المهيلا
يا خليلي عساكَ تعذرُ ذو الوج
دِ كما يعذرُ الخليلُ الخليلاَ
لا تسلني عنِ الغويرِ وأهليهِ
و سلهمْ هلْ خلفوني قتيلاَ
فالفريقُ الذينَ حلوابنجدِ(77/486)
ما يزالونَ في الفؤادِ حلولا
ما على الناسِ منْ بقية ِ روحٍ
أسكنتهُ الهمومُ جسماً نحيلاَ
و فؤادٍ يرضى بهجرِ المحبي
نَ ويستعذبُالعذابَ الوبيلا
إنَّ دعجَ العيونِ منْ غيرِ عيبٍ
آلفتهُ الضنا قليلاُ قليلاَ
أيها الراكبُ المجدُّ ارتحلْ منْ
شجرٍواقطعْ الفيافي ذميلا
واطوِ أرضَ الجنوبِ غوراً ونجداً
فرسخاً فرسخاً وميلاً فميلاَ
لا تملْ بالمطيِّ عنْ ذروة ِ العزِّ
بعزِّالمنيعِتنعمْمقيلا
في رياضِ شرفنَ بالأشرفِ الفر
دِ الذي جازَ الأرضَ عرضاً وطولاَ
تبعيّ َأتى به ِ اللهُللإسلا
مِ والمسلمينَ ظلاً ظليلاَ
واسألِ الحيَّ عنْ محبٍّ صحبنا
هُقديماً وكانَ براً وصولاَ
حيَّ عبدَ الرحمنِ أعني وجيهَ الدينِ
سيفَ الهدى الجرازَ الصقيلا
أكرمُالخلقِ منْ بني أكرمَ الخا
قِ فروعاً منيفة َ وأصولا
الإمامُالذييدلُّعلى
الحقِّبآثارهِ ويهديالسبيلا
و الجوادُ الجوادُ والأمجدُ
الأمجدُ والسيدُ النبيلُ النبيلاَ
الفتى الماهرُالمهذبُ فرداً
في بني الدهرِ إنْ طلبتْ مثيلاَ
فاقتبسْ منْ هداهُعلماًو حلماً
واستنلهُ تلقى فراتاً ونيلا
و تيمَّمهُ سائلاً تغنَ جوداً
دونهُ الزاخرُ العريضُ الطويلاَ
أيها القادمونَ منْ أرضِ نجدٍ
و هلْ وجدتمْ بهمْ قلبي نزيلاَ
إن قوماً أحبهمْ هجروني
بعدَ وصلٍ فصارَ قلبي عليلا
يا حبيبي لو ساعدتني الليالي
بالتلاقي لجئتُ سعياً عجولاَ
غرضي أن أجددَ العهدَ لكنْ
لمْ أجدْ منْ عثارِ دهري مقيلاَ
إنْ تكنْ حلتُ عن ودادي فقلبي
لا يرى عنْ ودادكمْ أنْ يحولاَ
أوْ تناسيتنيفلستُ بناسٍ
أو مللتَ الهوى فلستُ ملولاَ
طالماهبتِ الجنوبُ فأه
ديتُ إليكمْ معها السلامَ الجزيلاَ
شفني الشوقُ نحوكمْواستحالتْ
أنعمٌما رضيتَأنْتستحيلاَ
كيفَ يا سيدي بلغتَقريباً
منْ بلاديوما استطعتَ وصولاَ
لا تعنفْ عليَّ بالهجرِ فاللهُ
تعالى يقولُ صبراً جميلاَ
لي حولانِ أرتجي بثَّأشوا
قي إليكمْفما وجدتُرسولا
واختصرتُ العتابَ وهوَ كثيرٌ(77/487)
خشية َ إنْ سرحتهُ أنْ يطولاَ
و تلطفتُ في السؤالِ رجائي
أنْ ترى للجوابِ فيهِ دليلاَ
فبحقِّ الذيهداكَ وأعطا
كَهدى ً شافياًوقولاً ثقيلاَ
أذكرُ الشارفيَّبالخيرِ مهما
قمتَ تدعو البرَّ الرحيمَ الوكيلاَ
و عليكمْ مني السلامُ إلى أنْ
ينفدَ الدهرُ بكرة ُ وأصيلاَ
العصر العباسي >> البرعي >> خيالُ سعادَ أسعفَ بالمزارِ
خيالُ سعادَ أسعفَ بالمزارِ
رقم القصيدة : 59333
-----------------------------------
خيالُ سعادَ أسعفَ بالمزارِ
فزارَ منَ الغويرِ بلا أزورارِ
سرى تهديهِ نسمة ُ ريحِ نجدٍ
جعلتُ فداهُ منْ سارٍ وساري
سرى منْ أبرقِ العلمينِ وهناً
خفيَّ الشخصِ مأمونَ الأثارِ
ألمَّ بمضجعي فظفرتُ منهُ
بما ظفرَ الفرزدقُ منْ نوارِ
تنمُّ بهِ رياحُ المسكِ عرفاً
و شمسُ الحسنٍ منْ خلفِ الخمارِ
بنفسي منْ علقتُ بهِ غراما
فبعتُ القلبَ منهُ بلا خيارِ
أذوبُ صبابة ً وأحنُّ وجداً
إليهِ بفيضِ أجفانٍ غزارِ
عسى علمٌ عنِ العلمينِ أو عنْ
وسيماتِ المحاسنِ منْ نزارِ
فبينَ البانِ والأثلاتِ ربعٌ
لظبيِ الأنسِ لا ظبي الصحارى
تسفهني العواذلُ فيهِ جهلاً
وما عذري سوى خلعِ العذارِ
أخي سرْ منهجي واصبرْ كصبري
لشربِ الملحِ أو رعي المزارِ
فإني قدْ مشيتُ بكلِّ فجِّ
وقاسيتُ الملماتِ الطواري
و ذقتُ مرارة َ التجريبِ حتى
تبينتُ النحاسَمنَ النضارِ
فخلِّ معاشراتِ الناسِتسلمْ
و عاملهمْبحلمٍ واصطبارِ
و إنْ ضاقَ الخناقُ عليكَ فانزلْ
بسيدنا ابنِ سيدنا النهاري
كريمٌ تعلقُ الآمالُ منهُ
بعزِّ الجارِ محمودُ الجوارِ
إمامٌ قائمٌبالحقِّ ساعٍ
بنصحِ الخلقِ بحرَ الإعتبارِ
عمادُ المتقينَ ومنتقاهمْ
وقطبُ الدينِ مرتفعُ الفخارِ
هوَ العلمُ المليءُ بكلِّ علمٍ
هوَ البحرُ المحيطُ على البحارِ
هوَ النجمُ المضيءُ لكلِّسارِ
هوَ القمرُ المنزهُ عنْ سرارِ
ملاذٌ مؤملٌ وغياثُ راجٍ
و غاية ُ مطلبٍ وغنى افتقارِ
و سيفٌ في يمينِ اللهِيقفو
بهمتهِ طريقة َ ذي الفقارِ(77/488)
ربتْ في ريفِ رأفتهُ البرايا
و طيرُ الجوِّ بلْ وحشُ القفارِ
نما منْ دوحة ٍ فيها تسامتْ
فروعُ الدينِ ثابتة ُ النجارِ
وجيهُ الوجهِ ذو كرمٍ عريضٍ
وذو صفحِ تراهُ على اقتدارِ
و شمسُ علاهُ ليسَ لها أفولٌ
وزندُ نداهُ في الأزمانِ وارى
يلوذُ بجاههِ منْ خافَ ظلماً
فيلقاهُقريبَ الإنتصارِ
غمامَ المكرماتِ لكلِّ راجٍ
و ثهلانُ السكينة ِ والوقارِ
وأسرعُ منْ يجابْ لهُ دعاءٌ
إذا رمقَ السماءَ بلا افتخارِ
يرى بطلائعِ الأنوارِ مالَ
تراهُ العينُ سراًكالجهارِ
و كلُّ الكونِ دونَ حياطِ قافٍ
بمرأى منهُ متضحِ المنارِ
لقدْ شرَّفَ الوجودَ بنورِ أحيا
مواتَ الدِّينِ مشتهرَ العشارِ
قصيرَ الوعدِ وافى العهدَ حاوى
مقاليدَ الهدى عفَّ الإزارِ
لدنِّيِّ العلومِيجيبُ عنهُ
لسانُ حقيقة ِالحبرِ الحواري
أجبني يا فتى عمرَ بنِ موسى
أقلني يا محمدُ منْ عثاري
فكمْ لكَ منْ يدٍ ورهينِ جودٍ
و مولى نعمة ٍ وعتيقِ نارِ
سمى ُّ أبيكَ جاركَ فيكما لي
ظنونُ حماية ٍ وجوارِ جارِ
فقوما بي وقولاَ أنتَ منا
إذا النيرانُ طائرة ُ الشرارِ
فكمْ أنقذتمابهداكمامنْ
شفا جرفٍ منَ النيرانِ هارِ
و إنْ مكرتْ بيَ الأعداءُ ظلماً
فكونا نصرتيوخذا بثاري
و إنْ خفتُ الذنوبَ فبشراني
بعقبى الدارِ في دارِ القرارِ
و ها هيَ منْ لسانِ مهاجريٍّ
أجاذبها على بعدِ الديارِ
ليلقى راحة َ الدارينِ فيها
و يعطى الأمنَ في أهلٍ ودارِ
و جادَ ثراكما في كلِّ حينٍ
غزيراتِ الغوادي والسواري
و باتتْ كلُّ وارفة ٍوظلتْ
على الحرمِ المعظمِفي قعارِي
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> البرعي >> ألفَ التذكرَّ مبدئاً ومعيداَ
ألفَ التذكرَّ مبدئاً ومعيداَ
رقم القصيدة : 59334
-----------------------------------
ألفَ التذكرَّ مبدئاً ومعيداَ
أملاً لبعدِ الظاعنينَ بعيداَ
دنفٌ يبيتُ يحنُّ في آثارهمْ
ويظلُّ يندبُ دمنة ً وصعيداَ
ذكرَ الفريقَ المنجدينَ فباتَ منْ(77/489)
ذكرِ الفريقِ المنجدينَ عميدا
رحلوا عشية َ فارقوهُبعقلهِ
و قضوا عليهِ بأنْ يموتَ شهيدا
يسقى الغرامَ بعبرة ٍ مسفوحة ٍ
جعلتْ محاجرَ خدهِ أخدودا
لو حملتْ هوجُ المطيِّ غرامة ً
ما جاوزتْ وادي الأراكِ وجودا
يا صائدَ الظبياتِ باعكَ قاصرٌ
كمْ رامَ غيركَ أنْ يصيدَ فصيدا
تمسي سميرَ النجمِ وحدكَ ساهراً
والركبُ دونكَ في الرحالِ هجودا
و تظلُّ تنشدهمْ فؤاداً لمْ يكنْ
معَ غيرِ غزلانِ الحمى منشودا
فتعالَ نسمعكَ السجوعَ برامة ٍ
سحراً ونذكركَ النقا وزرودا
و اسنحْ نقصُّ عليكَ منْ أنبائها
ما كانَ منها قائماً وحصيدا
يا ليتَ شعري هلْ لعيشٍ بالحمى
زمنٌ تألفَ شملهُ فيعودا
وطنٌ عهدتُ بهِ حبيباًزائراً
و هوى ً يطيبُ ومعهداًمعهودا
و زمانُ أنسٍبالوصالِ وجيرة ٍ
كانوا فبانوا منزلاًو صدودا
نزلوازبيدَ فليتَ كلَّ غمامة ٍ
تسقى منازلَ نازلينَ زبيدا
أرضٌغدا روضَ المروءة ِ ناضراً
فيها وطلعُ المكرماتِ نضيدا
و بلادٌ اشتملتْ جوانبهاعلى
أملِ العناة ِ صوادراً وورودا
قمرُ الفتوة ِ عصمة ُ العربِ الذي
لولاهُ لمْ يكنِالجداموجودا
إنَّ ابنَ إسماعيلَ أحمدَلمْ يزلْ
في سلكِ أربابِ الوفامعدودا
زرهُتجدهُ العالمينَ ودارهُ ال
دنياو سائرَ منْ لقيتَ وفودا
متفيئينَ ظلالَ كلِّ كرامة ٍ
في ريفِ رأفة ِ منْ سمافيسودا
أعلى الورى شرفاًو أطولهمْ يدا
و أمدهمْ ظلاًو أصلبَ عودا
ما زالَ في شرفِ الولاية ِ جوهراً
يسموبهِ شرفُ الوجودِوجودا
يا ظاميءَ الآمالِ في طلبِ الغنى
قفْ حيثُ تلقى الطالعَ المسعودا
وانزلْعلى الكرمِ العريضِفربما
أغنتكَ دجلة َ عنْ ثمادِ ثمودا
بموطإِ الأكنافِ تمطرُ كفهُ
للسائلينَ ملابساًو نقودا
خلقٌ أرقُّمنَ النسيمِ ونفحة ٌ
تغنى العديمَ وتنجدُ المجهودا
و سريرة ٌ مرضية ٌو عزيمة ٌ
علوية ٌسمتِ السماءَ صعودا
اللهُ أكبرُ ذاالذي منْ أمهُ
لنداهُ ولي َ الفقرُعنهُ شريدا
ذا البحرُعلماًذا النجومُ طلائعاً
ذا الصخرُ حلماًذا الغمامة ُ جودا(77/490)
ذا العالمُ السنيُّ ذا العلمُ الذي
بالعلمِو الحلمِاستقامَ رشيدا
قسطاسُ قسطِ حقيقة ٍو شريعة ٍ
قبسُ الرضا قبسُ الهدى توحيدا
كنزُ المعارفِ منبعُ الحكمِ الذي
آراؤهُ شهبٌ يقدنَ وقودا
حبرُ المناظرة ِ المحيطِ فراسة ً
بالعلمِ علماً منهُلا تقليدا
في سيرهِ سيرٌ وفي تبريزهِ
إبريزُمكرمة ٍ يلوحُ فريدا
عشقَ المعاني الغرُّ وهوَ مراهقٌ
فاقتضَّ أبكارَ الفنونِ وليدا
مولايَ جئتكَ والخطوبُ وجوهها
سودٌو لولا الفقرُ لمْ تكُ سودا
وافيتُ منْ أرضِ المذابِ ولمْ أزلْ
في الأرضِ نحوَ زبيدَ أطوى البيدا
أنا من علمتَ رهينُ فضلٍفائضٍ
و حليفُ ودٍ يبتغى تجديدا
أنهى إليكَ صروفَ دهرٍ خانني
ومودداًبالصدقِ عادَ حسودا
و خصاصة ً تفنى النفوسُ لها وإنْ
تكنِ النفوسُ حجارة ً وحديدا
فانظرْ إليَّ بعينِ عطفكَربما
ألفى بكَ الحظَّ الشقيِّ سعيدا
فلأنتَ بعدَ أبي أبٌأحببتني
في اللهِ حبَّ الوالدِ المولودا
و قرنتني بعلاَ علاكَو رشتني
منْ فيضِ فضلكَ طارفاً وتليدا
فاسلمْ ودمْ في أرفعِ الدرجاتِ يا
ركناً لمنْ يأوى إليهِ شديدا
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> البرعي >> أعدِ الوداعَ فما أراكَ تراني
أعدِ الوداعَ فما أراكَ تراني
رقم القصيدة : 59335
-----------------------------------
أعدِ الوداعَ فما أراكَ تراني
و أطلْ بكاكَ لبينِ أهلِ البانِ
فغدا يفارقكَ الفريقُ فتنثني
متحسراً لتفرقِ الخلانِ
و أراكَ تنكرُ حبَّ زينبَ بعدما
شهدتْ عليكَ مدامعُ الأجفانِ
و لمَ اختدعتَ فبعتَ قلبكَ يومَ ذي
سلمٍ بلا ثمنٍ فهلْ لكَ ثاني
لولاَ النسيمُ الحاجريُّ وروحهُ
ما بتَّ تندبُ روضة َ الريحانِ
و بأبرقِ الحنانِ منزلُ زينبٍ
أفلاَ تحنُّ لأبرقَ الحنانِ
نزلوا على الريانِ منْ سفحِ اللوا
فإذا بنا ظمأٌ إلى الريانِ
و ها لهمْ منْ جيرة ٍ ما طابَ لي
زمنُ الصباإلا وهمْ جيراني
و أنا الفداءُ لهاجرٍ متعتبٍ
نسخَ الوصالَ بمحكمِ الهجرانِ
أكرمتهُ فأهانني وحفظتهُ(77/491)
فأضاعني وأطعتهُ فعاصني
ليتَ الذي كتبَ الفراقَ يعيدُ لي
زمني وجيراني بشعبِ زماني
و يهبُّ روحُ الأنسِ منْ قبلِ الحمى
و أرى خييماتِ الحمى وتراني
و إلى الجنابِ الأهدلي رمتْ بنا
نجبٌخلطنَ السهلَبالأحزانِ
و نزلنَ منْ كنفي سهامِ بساحة ِ ال
قمرِ المنيرِ سنا سما الإيمانِ
سيفُ الهداية ِ أحمدُبنُمحمدٍ
علمُالعناية ِقارئُالقرآنِ
هوَ في المراوعة ِ الخصيبة ِآية ٌ
بشرية ٌشهدتْبه الثقلانِ
و دلائلُ الخيراتِ فيهِ فإنهُ
كالشمسِِلا تخفى بكلِمكانِ
لا تقصدنَّ سواهُفهوَخليفة ُ الرحم
نِ وابنُ خلائفِ الرحمنِ
وانزلْ عليهِ فما نزلتْ بسوحهِ
إلا نزلت على أبي الضيفان
أبا محمدٍ أنتَ غاية ُمطلبي
في النائباتِو صارمي وسناني
و بنورِو جهكَ رفعتي وكرامتي
و أمانُخوفي بعدَ خوفِ أمانِ
صورتَ منْ حسبٍ ومنْ نسبٍ ومنْ
أدبٍو منْيمنٍو منْ إيمانِ
خلقتَ منْ شرفٍ ومنْ كرمٍ ومنْ
ملكٍ ومنْ قمرٍ ومنْ إنسانِ
مزجتْ طباعكَ بالسماحة ِ والوفا
فحوتْجميعَالحسنِ والإحسانِ
شرفٌأنافَإلى منافٍ وانتهى
كرماً فما داناهُ بعدُمدانِ
منْدوحة ٍنبوية ٍعلوية ٍ
في أصلها الزهراءُ والحسنانِ
و الأهدليونَ الكرامُ فروعها
و ثمارُ ذاكَ المنصبِ الصنوانِ
لولاَ على ُّ الأهدليُّالسامي الذرى
ما افترَّ نورُ جواهرِ الأكوانِ
منْأينَيدركُمدحهُهيهاتَلا
و اللهِما قاصٍإليهِو دانى
و هوَالمصفى منْ ذؤابة ِهاشمٍ
فردُالزمانِو فردُ كلِّزمانِ
و أبوهُحيدرة ٌو أحمدُجدهُ
و أخوهُعبدُالقادرِالجيلاني
أضحى مراراً في سهامٍبتربة ٍ
مزجتْبسرِّالبيتِذي الأركانِ
شهدتْ مشاهدهُاو أشرقَنورها
و علتْمراتبهاعلى كيوانِ
فيهِالإمامُابنُالأئمة ِإنهُ
في الناسِ مثلُالزهرِفي البستانِ
سلفُ أبو خلفٍغدتْآئارهمْ
في الجودِمثلُشرائعِالاعيانِ
ملأٌبنوملإٍبحورُنوافلٍ
و بدورُ أندية ٍو حلوُمجانِ
ماذاتعاملُيا شهابَالدينِمنْ
بالرغمِباعَ الربحَ بالخسرانِ
فقرٌ وإفلاسٌُ ودهرٌ خائنٌ
و همومُعائلة ٍو ضيقُمكانِ(77/492)
و عظيمُدينٍلا يقومُبحملهِ
رضوىو لا الصخراتُمنْثهلانِ
و حواسدٌ وصوامتُ قدْ قطعوا
نسبي وباعوني بسوقِ هوان
هلْ منكَ لي يا ابنَ الأهيدلِ عطفة ٌ
تغنى بها فقري وتصلحُشاني
و تقيلني منْ عثرتي وتريحني
بالجودِ منْ همي ومنْ أحزاني
فوَ حقِّ منْ تعنو الوجوهُ لوجههِ
ذي العزة ِ الباقي وكلٌّفاني
مالي إلى أحدٍ سواكَ علاقة ٌ
ترجى ولا سببٌيقودُعناني
و سمعتُمنْأمِّالعيالِتوعداً
و تهدداً ما كانَ في حسباني
رجبٌو شعبانٌقطعتُمداهما
صبراً وعزَّالصبرُفي رمضانِ
فبحقِّحقكَ برني وأمدني
بعورفٍو عواطفٍو حنانِ
فلقدْقصدتكَمادحاً لكَلائداً
بكَمستجيراً منْعنادِزماني
فقنيبجاهكَ منْ همومِالفقرِ في
الدنيا وفي الآخرى منَ النيران
و بقيتَ يا قمرَ الكمالِ مكرماً
و منعماً بالروحِ والريحانِ
ماهبَّ نجدى ُّالنسيمِو ماشدتْ
و رقاءُ ساجعة ٍعلى الأغصان ِ
و تقولُيا سبوحُيا قدوسُيا
رباهُيا غوثاهُ يا منانِ
اقترح تعديلا على القصيدة
العصر العباسي >> البرعي >> ماطرَّوجدَ الهوى العذريَّ لوْ هانا
ماطرَّوجدَ الهوى العذريَّ لوْ هانا
رقم القصيدة : 59336
-----------------------------------
ماطرَّوجدَ الهوى العذريَّ لوْ هانا
عنْ قلبِ صبٍّ أطاعَ اللهوَ ولهانا
ما تأتلي نسماتُ الغورِ تنشقهُ
مسكاً فيمسى إلى الحنانِ حنانا
يسقي خمائلَ نجدٍ منْ مدامعهِ
إنْ لمْ يجدها عريضُ المزنِ هتانا
باللهِباللهِيا ذاكَ النسيمِ أعدْ
علماً عنِ العلمِ العربيِّ أحياناً
هلْباكرتهُ الغوادي وهي مثقلة ٌ
بالريِّ تسقى الأراكَ الغضَّ والبانا
و هلْ بنجدٍ وسفحِ البانِ منْ إضم
ما يذهبُ القلبُ عنْ نعمٍ ونعمانا
كمْ غلطة ٍ منْ نوارِ بالحمى بدرتْ
لنا وعينًُ الهوى العذرى ِّ ترعانا
زاغتْ بنا فرصة ٌ بالليلِ ممكنة ٌ
فأيقظتنا وباتَ الليلُ وسنانا
و افتْ وبتُّ وإياها تعللني
منْراحَ لهوِ الهوى سكرى وسكرانا
لما تشعشعَأفقُ المشرقين على
رغمى وكادَيبينُ الفجرُ أو بانا(77/493)
و فا رقتني وفارقتُالسلوَّفهلْ
بعدَالتفرقِنلقاها وتلقانا
لاشئَ أصعبُ منْ هجرٍتقدمهُ
و صلٌ فليتَالهوى العذرى ِّ ما كانا
يا ظامئَالقصدِدعْ وردَ الثما وردْ
بحرَ الشهابِ بنِ فخرِ الدينِ معدانا
زرْ أحمدَ بنَ أبي بكرٍ وأيِّفتى
إذا دعوناهُللمعروفِلبانا
زرْ بحرَ علمٍغدا كلَّالعلومِبهِ
و طودَ حلمٍيحاكى طودَثهلانا
تلقاهُإنْفاضَ جوداً حاتماً كرماً
حمى وإنْ قالَأما بعدُ سحبانا
ذاكَالمعدُّلحملِ المشكلاتِ حوى
علمَ المذاهبِ تبريزاً وإتقاناً
العالمُ العاملُ الفردُ الذي امتلأتْ
منْ صيتهِالأرضُأجبالاً وأحزاناً
كنزُ المعارفِ عدلُالدينِ لا برحتْ
آثارهُللهدى نوراً وبرهانا
أمينُمكنونِ أسرارِ الملوكِ إذا
ما أودعَالسرَّأفشى السرَّ كتمانا
مهذبُالعرضِ فردُالجودِ إنْ وكفتْ
كفاهُ أنساكَ سيحاناً وجيحانا
لا تطلبنَّ بهِ في عصرهِ بدلاً
أتبدلُ الشمسَ بهراماًو كيوانا
ياأيها الوالدُالبرُّ الشفيقُ أجبْ
عنْ كلِّ منْ زادهُ التذكيرُ نسيانا
تاجرتُ بالشعرِ أبغي الربحَفانعك
ستْ حالي على َّفعادَالربحُ خسرانا
و خاننيمن ْ أصيحابيو غيرهمُ
منْ لمْ يكنْ قبلُ صفرِ الكفِّ خوانا
قالوا أتشكو منَ الإخوانِ قلتُ وما
أفادَكونُ بني يعقوبَ إخوانا
ألقوا أخاهمْ على قربِ الرحامة ِ في
غيابة الجبِّ باكي العينِ حيرانا
و بعدُ باعوهُ عبداً آبقاً ورموا
بهِ على غيرِ جرمٍ ذئبِ كنعانا
و كمْ رجالُ كثيبرٌ كنتُآملهمْ
و لمْ يزلْ لابسَ الآمالِ عريانا
لا يورقُالعودُ منْ رعدٍ بلا مطرٍ
إذا يروى سرابُ القاعِ ظمآنا
و أنتَ مالي ومأمولي ومعتمدي
مازالَ حوضكَ لي بالجودِ ملآنا
حاشا جلالكَ بلْ حاشا نوالكَأنْ
أكونَ في بحركَ الفياضِ عطشانا
دعِ المقاديرَ تطويني واتنشرني
حتى تبلغني معروفكَ الآنا
فما نزلتْ على مولى سواكَ ولاَ
أرجو وراءكَ بعدَ اللهِ إنسانا
يامنصبَ الحسنِ والإحسانِ خذ بيدي
فداكَ منْ لمْ يكنْ حسناً واحسانا
وجدْ عليَّ ببذلِ المكرماتِ وصلْ(77/494)
حبلى فلستُ ببذلِ الجودِ منانا
وانظر إلى َّ بعينٍِ منكَ مشفقة ٍ
وانعشْ بعزمكَ لي أهلاً وجيرانا
ودمْمنيعَ الحمى منْ كلِّ نائبة ٍ
في رتبة ٍ ملئتْ يمناً وإيمانا
العصر العباسي >> البرعي >> إلى صارمَ الدينِ الفتى بنِ محمدِ
إلى صارمَ الدينِ الفتى بنِ محمدِ
رقم القصيدة : 59337
-----------------------------------
إلى صارمَ الدينِ الفتى بنِ محمدِ
رمتْ بي مقاديرٌجرتْو خطوبُ
و حطتْ بيَ الآمالُ في خيرِ منزلِ
لدى خيرِ منْ يأوى إليهِ أديبُ
فوافيتُ أعلى الناسِ نفساً ومنصباَ
و أخصبَ ربعاً والزمانُ جديبُ
فتى سرُّ توحيدِ الإلهِ وسيفهِ
بهِ العيشُ يحلو والزمانُ يطيبُ
هوَ الكوثرُ الفياضُ في آلِ فارحٍ
أغرُّ ينادي للندى فيجيبُ
غمامٌ يعمُّ الخلقَ ظلاً ونائلاً
لكلٍّ منَ الراجينَ فيهِ نصيبُ
عليكَ سلامُ اللهِ جئتكَزائراً
و شاني وقيتَ الشانئينَ عجيبُ
أؤملُ منكَ البرَّ والبرُّ واسعٌ
و أرجو نداكَ الجمَّ وهوَ قريبُ
فقمْ بي وعاملني بما أنتَ أهلهُ
فإنَّ رجائي فيكَ ليسَ يخيبُ
و صنْ ماءَ وجهي عنْ زمانٍمعاندِ
وصلْ حبلَ أنسي والغريبُ غريبُ
و دمتَ منارَ الدينِ ما لاحَ بارقٌ
و ما اهتتزَّ غصنٌ في الأراكِ رطيبُ
و لا زلتَ مأمولي وغوثي ونصرتي
على نائباتِ الدهرِ حينَ تنوبُ
العصر العباسي >> البرعي >> لأعينِ العينِ فعلُ البيضِوالأسلِ
لأعينِ العينِ فعلُ البيضِوالأسلِ
رقم القصيدة : 59338
-----------------------------------
لأعينِ العينِ فعلُ البيضِوالأسلِ
لولا امتزاجُ الثغورِ اللعسِ بالعسلِ
ترمي حواجبها قلبَ المشوقِ بها
فتسلبُ اللبَّ بالتدعيجِ والكحلِ
نزلنَ بالحبِّ حباتِ القلوبِ فما
رحلنَ إلا بوجدٍ غيرَ مرتحلِ
رفقاً بذي شجنٍ ذاقَ الهوى فرمتْ
بهِ الصبابة ُ بينَ العذرِ والعذلِ
يبكي بنارٍ بأكنافِ الحمى وقدتْ
و لمعُ برقٍ بذاتِ البانِ مشتعلِ
و يندبُ الطللَ المهجور منْ أضمٍ
فدمعهُ طللٌ في ذلكَ الطللِ(77/495)
و كلما اشتغلتْ بالسجعِ ساجعة ٌ
في الغورِ أغرتهُ بالتسجيعِ والغزلِ
ما ضرَّ أيامَ نجدٍ أنْ تعودَ لنا
بجمعِ شملٍ على اللذاتِ مشتملِ
أيامَ أنسى برضوانية ٍ رضعتْ
درَّ الصبا في رياضِ الدلِّ والكسلِ
شمسٌ مقلدة ٌ شهبَ النجومِ فما
شهبُ النجومِ وشمسٌ بلا طفلِ
بيضاءَ حورية ٌ نورية ٌجمعتْ
محاسنُ الحسنِ بينَ الحلي والحللِ
سحارة ُ الطرفِ إنْ لاحتْ ملامحها
يوماً لذي العقلِ أمسى مطلقَ العقلِ
تهتزُّ عطفاً كخوطِ البانِ مالَ بهِ
مرَّ النسيمِ وخلى الغصنَ ذا ميلِ
كمْ لامني في هواها اللائمونَ وقدْ
رضيتها حكماً عدلاَ عليَّ ولي
و إنْ نأتْ دارها عني شددتُ عراً
ظني بيمنى وليَّ اللهِ خير ولي
محمدُ بنُ عليٍّ خيرُ منْ نزلتْ
بهِ الوفودُ لنيلِ الجودِ بعدَ علي
الصالحُ البدلُ ابنُ الصالحِ البدلِ
ابنِ الصالحِ البدلِ ابنِ الصالحِ البدلِ
اليغنميُّ الذي تاهَ الوجودُ بهِ
على أواخرِ أهلِ الخيرِ والأولِ
سرُّ السرارة ِ لبُّ اللبِّ منتخبٌ
يرتاحُ للجودِ شبهُ الشاربِ الثملِ
ماتنكرُ الكوثرَ الفياضِ إنْ وكفتْ
كفاهُ في المحلِ ضلَ العارضِ الهطلِ
أفعالهُ سيرٌ في المجدِ أيسرها
محيي المحامدَ بينَ السهلِ والجبلِ
بحر يمدُّعلى العافي عوارفهُ
بالأنعمِالخضرلاَ بالعلِّ والنهلِ
بنى ٌَ بحطمِ حطامِ المالِ مرتبة ً
منْ دونها زحلٌ كالأرضِ منْ زحلِ
يا رائدَ البرَِ عجْنحوَ المذابِ ففي
ذاكَ الجنابِ وليٌّ بالنوالِملي
و زرْ قبورَ أولاكَ الصالحينَ فهمْ
للهِ في الأرضِ أبدالٌ منَ الرسلِ
و في زيارتهمْ نجحُ المطالبِ منْ
محوِ الذنوبِ وسترِ الحوبِ والزللِ
إنمَّ اليغانمَ سرُّ اللهِ في برعٍ
شهبُ الهدى والندى والعلمِ والعملِ
غمائمُ الجودِ أقمارُ الوجودِ لهمْ
خصائصُ الذكرِ ما الذكرُ الحكيمِ تلى
و إنهمْ وسطٌ في أمة ٍ وسطٍ
بالخيرِ خاطبها التنزيلُ في الأزلِ
جنابهمْ هوَ حبلُ اللهِ المنيفِ سمتْ
في العزِّ قلتهُ العليا على القللِ(77/496)
يا سيدي يا جمالَ الدينِ يا عضدي
يا ناصري في حدوثِ الحادثِ الجللِ
يا واحداً هوَ كلُّ الناسِ لاعجبٌ
أنْ يجعلَ اللهُ كلَّ الناسِ في رجلِ
يكفيكَ في سبقِ أهلِ السبقِأنهمُ
جادوا وجدتَفكنتَ الفردَ في المثلِ
و الناسُفي السعيِ كاسمِ الماءِ مشتركٌ
و إنما الفرقُ بينَ اللجِّ والوشلِ
أضحتْ يمينكَ للراجينَ روضَ غنى ً
حلوَ الجنى كرماً يا واهبَ الجملِ
تمدُّ للخيرِ باعاً ما بهِ قصرٌ
يفيضُ فضلاً على حافٍ ومنتعلِ
مولايَ صلْ سببي وامدد يدي عجلاً
بحقِّ منْ خلقَ الإنسانَ منْ عجلِ
و انظرْ إليَّ بعينٍ منكَ مشفقة ٍ
لتستفيدَ مزيدَ الشكرِ منْ قلبي
منْ كانَ يأملُ مصراً والخصيبَ ندا
فذا خصيبيوذا مصري وذا أملي
بقيتَ للدينِ والدنياو أهلهما
ركنَ الكرامة ِ في الإصباحِوالأصلِ
ما استقبلتْ وجهكَ الزوارُ واستبقتْ
غبارَ نعلكَ يا مولايَ بالقبلِ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> البرعي >> محدثي عنْ فريقٍ فارقوا العلما
محدثي عنْ فريقٍ فارقوا العلما
رقم القصيدة : 59339
-----------------------------------
محدثي عنْ فريقٍ فارقوا العلما
و أودعوني في توديعهمْ ألما
وزودوا القلبَ هماً لا انقطاعَ لهُ
و بدلوا جثتي بالصحة ِ السقما
هلاَّ وقدْ عسفتْ هوجُ المطيِّ بهمْ
سمعتهمْ يذكرونَ العهدَ والزمما
باتوا وفي القلبِ منهمْ نية ٌ عرضتْ
باتتْ تقسمهُ بالبينِ فانقسما
ماضرَّ سكانَ نجدِ قبلَ ما رحلوا
أنْ لا يكونَ زمانُ الوصلِ مغتنما
كنا وكانوا وكانَ الشملُ مجتمعاً
و الوصلُ متصلاً والصرمُ منصرما
فصرتُ منْ بينَ أهلِ البانِ ذا شجنٍ
لا يرتضى الدمعُ منْ أنْ يكونَ دما
قالوا ندمتَ على منْ كانَ منْ زمنٍ
فقلتُ ماليَ أنْ لاَ أظهرَ الندما
جادَ الغمامُ على سفحِ البشام إلى
شعبِ الخزامى فروى الضالَ والسلما
و لا عدا الأثلاتِ الخضرِ عارضة ٌ
حتى يحيي رسومَ الحيَّ والخيما
ياحاديَ العيسِ لا ترتعْ بذي سلمٍ
و لا بنجدٍ وزمَّ الأينقَ الرسما(77/497)
واقصدْ ربا الخيمة ِ الغراءِ مقتبساً
منْ نورِ أبلجَ يلقى الوفدَ مبتسما
ذاكَ المعلمُ عبدُ اللهِ أجودُ منْ
أعطى وأشرفَ منْ فوقَ الثرى شيما
الفاضلُ الكاملُ المحمودُ سيرتهُ
سامي الفخارِ الأغرُّ العالمُ العلما
الصائمُ القائمُالتاليإذا هجعتْ
عنهُ العيونُ وجنَّ الليلُ وادَّهما
نقرُّ عينكَ منهُعندَ رؤيتهِ
كأنهُالبدرُفي جوِّ السماءِ سما
أتى بهِ اللهُ نوراًلا خفاءَ بهِ
و كانَ سراًمنَ الأسرارِ منكتما
باللهِباللهِ إنْ شاهدتَ طلعتهُ
لا تلثمِ الكفَّ حتى تلثمَ القدما
واجعلْزيارتهُللهِخالصة ً
و كنْ بهِ بعدَ حبلِاللهِمعتصما
اللهُ أكبرُ هذا خيرُ منْ فخرتْهذا الذي تظهر الأشيا فراسته كأنه بخفي الغيب قد علما
بهِ المذاهبُ هذا سيدُ العلماسقط بيت ص
موقع أدب (adab.com)
العصر العباسي >> البرعي >> راحَ الزمانُ ولاَ علمٌ عنِ العلمِ
راحَ الزمانُ ولاَ علمٌ عنِ العلمِ
رقم القصيدة : 59340
-----------------------------------
راحَ الزمانُ ولاَ علمٌ عنِ العلمِ
و لا سلامٌ على سلمى بذي سلمِ
باتتْ تقسمُ قلبي نية ٌ وقفتْ
قلبيعلى الجيرة ِ الغادينَ عنْ إضمِ
فبتُّأندبُ وصلاًغيرَ متصلٍ
بالمنجدينَ لصرمٍ غيرِ منصرمِ
رضيتُ حكمَ الهوى العذري لي ولهمْ
فما ارتضوا سفحَ دمعي دونَ سفكَ دمي
أدرجُ القلبَ منْ شهرٍ إلى سنة ٍ
عنهمْ وأرضيهِ دونَ الوصلِ بالحلمِ
يانازلاُ بربانجدٍأعدْ خبراً
عنْ معهدٍِ بعقيقِ الرملِ منهدمِ
و دمنة ٍقسمتْ بالبينِ أربعها
بينَ الزمانَ وبينَ الريحِ والديمِ
لمْ يبقَ منها سوى الأطلالِ خامدة ً
أوِ الجآ ذرِ والآرامِ في الأطمِ
و ما رعيتُ هواها إذْ مررتُ بها
إلاَّ بدمعٍعلى الخدينِ منسجمِ
أطارحُ الدارَ تسليمي ولوْ عقلتْ
لأخبرتني عنْ عادٍ وعنْ إرمِ
يالائمي دعْ فؤادي للهمومِ فلوْ
لاقيتَ بعضَ الذي لاقيتُ لمْ تلمِ
و خلِّ قلبي لنارِ الوجدِ محرقة ً
و الجفنَ للدمعِ والأعضاءِ للسقمِ
كمْ حوَّلَ الدهرُ حالاتي وها أنا ذا(77/498)
ألقاهُحينَ لقاني غيرَ مهتضمِ
و كمْ تغيرتِ الايامُ والتبستْ
فما تغيرتْ أخلاقي ولا شيمي
لا أشربُ المرَّ موثوقاً بهِ طعما
ولا أقولُ على ما فاتَ وا ندمي
و لا يخوفني دهرُ يحولُ ولا
هول يهولُ ولا تهديدُ مصطلمِ
وفيِ قعارٍِ جنابٍ ما نزلتُ بهِ
إلا أمنتُ أمانَ الصيدِ في الحرمِ
ألوذُ بالمشهدِ المحروسِ منتصراً
كأننيِ منهُ فيِ ركنٍ وملتزمِ
حيثُ الجلالة ُ مضروبٌ سرادقها
و النورُ مبتسمٌ يجلوُ دجى الظلمِ
اللهُ أكبرُ ذا الطودُ المنيفُ ذراً
ذا العالمُ العلمُ ابن العالمِ العلمِ
هذا النهاريُّ الذي فيِ ضمنِ تربتهِ
حجٌ ومعتمرٌ للأينقِ الرسمِ
ذا البدرُ ذا القطرُ ذا البحرُ المحيطُ غنى
زاكى ِ المناصبِ ساميِ القدرِ والهمم ِ
هذا محمدُ الساميِ فتى عمرٍ
لبُ اللبابِ ابنُ أمِّ الجودِ والكرمِ
ذا الكاملُ الفاضلُ الفياضُ نائلهُ
غوثُ الشعائرِ غيثُ الخيرِ والنعمِ
ذا الأبلجُ المنتقى منْ أمة ٍ وسطٍ
مخاطبينَ بكنتمْ خيرَ فيِ القدمِ
أغرُّ كالشمسِ لا يخفى على أحدٍ
إلا على أحدٍ عما يراهُ عميِ
لو صورَ الخلقُ منُ قولٍ ومنْ كلمِ
لكانَ معنى لمعنى القولِ والكلمِ
و إنْ يكنْ بشراً منْ قومٍ اشتبهوا
خلقاً فما صفرٌ كالأشهرِ الحرمِ
لمْ تلههِ بهجة ُ الدنيا وزخرفها
و لا التفاخرُ بالأتباعِو الخدمِ
لهُ الكراماتُ والأحوالُ ظاهرة ٌ
في الشرقِ والغربِ بينَ العربِ والعجمِ
فالكائناتُ لديهِ غيرُ غائبة ٍ
و الأرضُ بينَ يديهِ خطوة ُ القدمِ
و الحجبُ والعرشُ والكرسيُّ بارزة ٌ
فيِ عينهِ في بروزِ اللوحِ والقلمِ
يدعو الفتى باسمهِ حقاً وينسبهُ
صدقاً على بعدهِ والبعدُ كالاممِ
مكاشفٌ بخفياتِ الأمورِ فما
غيبٌ يخافُ ولا سرٌّ بمكتتمِ
تبدي فراستهُ أنوارَ حكمتهِ
و ما أمينٌ على غيبٍ بمتهمِ
مولايَ مولايَ كمْ أدعوكَ مفتقراً
و كمْ أشافهكَ الشكوى فما لفمِ
فاسمعْ ولبِّ ندائيِ بالإجابة ِ يا
منزهَ السمعِ عنْ وقرٍ وعنْ صممِ
إنَّ الفقيرَ الحجازي صاحبي عثرتْ(77/499)
بهِ كبائرهُ فضلاً عنِ اللممِ
و قدْ وصلتُ إلى هذا الجنابِ وليِ
فيكَ الظنونُ ومنْ وافى َ حماكَ حمى
مستنجداً بكَ منْ هولِ المعادِ فخذْ
بذمة ٍ منكَ لي يا وافيَ الذممِ
إنْ لمْ تقمْ بيِ نهوضاً كلما اعترضتْ
ليَ الحوادثُ لمْ أنهضْ ولمْ أقمِ
و كيفَ حيلة ُ منْ يمسى ويصبحُ في
بحرٍ محيطٍ منَ الأوزارِ ملتطمِ
فانظرْ إلى َّ بعينِ اللطفِ منكَ لكيْ
يلقانيَ الخطبُ نحوي ملقى ِ السلمِ
و اكفِ السنا حيِ علياًّ طولَ غربتهِ
و صنهُ منْ جورِ دهرٍ خائنٍ خصمِ
و كنْ لقائلها عبدَ الرحيمِ إذا
ضاقَ الخناقُ لهُ منْ أمنعِ العصمِ
فلمْ يزلْ بكَ فيِ أمن وفيِ دعة ٍ
و فيِ جناب عزيزِ القدرِ محترمِ
فأنتَ يا موسمَ الزوارِ ملجؤنا
عما نحاذرُ في الدارينِ منَ نقمِ
قلْ أنتما منْ أصيحابيِ وحاشيتيِ
و منْ خصائصِ أتباعيِ ومنْ حشميَ
و عمَّ بالخيرِ أهلينا وجيرتنا
و منْ يلينا منَ الأصحابِ والرحمِ
منى السلامُ على أنوارِ قبركَ ما
تجاوبتْ ساجعاتُ الأيكِبالنعمِ
و جادَ مشهدكَ الميمونَ منسجمٌ
يخصُّ مستودعَ الأحكامِ والحكمِ
العصر العباسي >> البرعي >> قالَ مستودعُ الغيوبِ النهاري
قالَ مستودعُ الغيوبِ النهاري
رقم القصيدة : 59341
-----------------------------------
قالَ مستودعُ الغيوبِ النهاري
وهوَ في حضرة ِ العزيزِ الباري
حينَ أوتى مفاتحُ الأسرارِ
طمحتْ رفعتي على الأبصار
و اصطلى كلُّ عاشقٍ منْ ناري
كلُّ منْ فيِ مقامِ صدقٍ صديقيِ
و فريقُ الموحدينَ فريقيِ
نفرَ الضد خوفَ شهبِ حريقيِ
و انتحى كلُّ فارسٍ عنْ طريقيِ
و خيوليِ تحيطُ بالأقطارِ
رفعتْ رؤيتي بمقعدِ صدقِ
و سما بيِ سرُّ اعتقادي ونطقيِ
فثنائيِ فيِ كلِّ غربٍ وشرقِ
و شموسيِ تضيءُ فيِ كلِّ أفقِ
و حساميِ يلوحُفيِ الأبصارِ
العصر العباسي >> البرعي >> مضى زمنُ الصبا فدعِ التصابي
مضى زمنُ الصبا فدعِ التصابي
رقم القصيدة : 59342
-----------------------------------
مضى زمنُ الصبا فدعِ التصابي(77/500)
قبيحٌ منكَ شبتَ وأنتَ صابيِ
تظلُّ تغازلُ الغزلانَ لهوا
و تكثرُ ذكرَ زينبَ والربابِ
و تلبسُ للبطالة ِ كلَّ ثوبِ
و تنسى ما يسودُ فيِ الكتابِ
و قدْ بدلتَ بعدَ قواكَ ضعفاً
و دلَّ الشيبُ منكَ على الثبابِ
فخذْ زاداً يكونُ بهِ بلاغٌ
و تبْ فلعلَّ فوزكَ فيِ المتابِ
و أجمعْ للرحيلِ ولا تعولْ
على دارِ اغترارٍ واغترابِ
فخيرُ الناسِ عبدٌ قالَ صدقاً
و قدمَ صالحاً قبلَ الذهابِ
و راقبَ ربهُ وعصى هواهُ
و حاسبَ نفسهُ قبلَ الحسابِ
خليليَّ اربعاَ بربوعِ نجدٍ
نجددْ عهدَ معهدها الخرابِ
و تنزلْ منزلَ الخلانِ منها
و نروي منْ مناهلها العذابِ
مآثرَ جيرتي وديارَ أنسى
و مألفَ كلِّ عيشٍ مستطابِ
سقى شعبَ الأراكِ وما يليهِ
منَ الأقطارِ منسجمُ السحابِ
و روى روضة َ العلمينِ حتى
تناهى الريُّ مخضرَّ الروابيِ
يناغى ِ الشمسَ منها درُّ ظلِّ
يريكَ النورَ يسفرُ بالتهابِ
كأنَّ فواتحَ الأزهارِ منها
خلائقَ سيدي عمرَ العرابيِ
إمامٌ نورهُ ملأ النواحي
وأوضحَ هدية ُ سبلَ الصوابِ
يعزُّ مكانة ً ويجلُّ قدراً
برفعة ِ منصبٍ زاكى ِ النصابِ
و يكبرُ أنْ يخاطبَ أو يسمى
بسرِّ السرِّ أو لبِّ اللبابِ
كراماتٌ لهُ ومكاشفاتٌ
فشتْ فيِ الكونِ بالعجبِ العجابِ
فراسة ُ مؤمنٍ بحضورِ قلبٍ
يشاهدُ فيِ ابتعادٍ واقترابِ
و غوثٌ يستغاثُ بهِ وسيفٌ
يصولُ على النوائبِ غيرَ نابي
و بدرٌ يستضاءُ بهِ وبحرٌ
منَ الخيراتِ ملتطمُ العبابِ
و أمة ُ أمة ٍ عملاً وعلماً
نقى ُّ العرضِ عنْ عارٍ وعابِ
نلوذُ بهِ إلى جبلٍ منيفٍ
جوانبهُ محصنة ُ الهضابِ
و نستسقيِ الغمامَ إذا جدبنا
بدعوتهِ ونفتحُ كلَّ بابِ
و نستعدي بهِ وبتابعيهِ
على الأعداءِ في النوبِ الصعابِ
فإنَّ لسرهِ خضعتْ وذلتْ
رقابُ العجمِ والعربِ الصلابِ
و منْ شرفِ الولاية ِ أنَّ هذا
لسانُ أولى ِ الحقائقِ في الخطابِ
يخاصمُ خصمها ويجيبُ عنها
إذا افتقرَ السؤالُ إلى جوابِ
و يكسو المذهبَ السنيَّ حسناً(78/1)
و ينشرُ ظلَّ رايتهِ العقابِ
و يبني دونَ دينِ اللهِ سوراً
بيوتُ علاهُ سامية ُ القبابِ
لقدْ شرفَ الزمانُ بهِ وأضحتْ
وجوهُ الخيرِ سافرة َ النقابِ
توافيهِ الوفودُ بحسنِ ظنٍ
فترجعُ غيرَ خائبة ِ الركابِ
و ترعى ريفَ رأفتهِ البرايا
فتنعمُ فيِ خلائقهِ الرحابِ
و عزُّ حماهُ ملجأُ كلِّ راجٍ
و شعبُ نداهُ مجتمعُ الشعابِ
فيا مولايَ قربنيِ نجياً
و أكرمنيِ بأنعمكَ الرغابِ
فلمْ أسألكَ ديناراً وداراً
و لا ثوباً سوى ثوبِ الثوابِ
و فقدْ وافيتُ بحركَ وهوَ طامٍوجئتك زائرا بغريب مدح حواشيه أرق من العتاب
و غيري غرهُ لمعُ السرابِسقط ص
و أشهى منْ فكاهة ِ بنتِ عشرٍ
و تقبيلِ المعسلة ِ الرضابِ
تغادرُ أنفسَ الأحبارِ سكرى
بكاسِ المدحِ لا كأسِ الشرابِ
فصلْ حبليِ بحبلكَ واصطنعني
فكمْ لكَ منْ صنائعَ فيِ الرقابِ
و قلْ عبدُ الرحيمِ ومنْ يليهِ
معي يرجو غداً كرمَ المآبِ
و اقضِّ حوائجي فعساكَ تجزى
بمغفرة ٍ وأجرٍ واحتسابِ
لأدركَ منكَ فيِ الدنيا والاخرى
نصيبي منْ دعاءٍ مستجابِ
بقيتَ لملة ِ الإسلامِ نورا
و جيهَ الوجهِ محترمَ الجنابِ
و دمتَ مكرماً بعلوِّ قدرٍ
و بوركَ فيِ صحابكَ منْ صحابِ
و صلى اللهُ لمحة َ كلِّ طرفٍ
تخصُّ الدرَّ منْ صدفِ الترابِ
محمد َ الذي فضلَ البرايا
و فاقَ المرسلينَ بقربِ قابِ
و آلَ الهاشمي وتابعيهِ
غيوثَ رغائبٍ وليوثَ غابِ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> البرعي >> بارقٌ بالأبرقِ الفردِ سرى
بارقٌ بالأبرقِ الفردِ سرى
رقم القصيدة : 59343
-----------------------------------
بارقٌ بالأبرقِ الفردِ سرى
و تراءى لي بنجدٍسحرا
و سقى خيف مني عارضة
و أثيلات النقا والسمرا
و أتيحت بالمصلى ديمة
غادرت وادي المصلى خضرا
فأنارَ النورُ منْ فيضهِ
في ربا تلكَ النواحيزهرا
فرياضُ الشعبِ رضوانية ُ
ينثرُ الطلُّ عليها دررا
يا نسيمَ الريحِ منْ كاظمة ٍ
أهدِ لي ذاكَ النسيمَ العطرا
وأعدْ ليِ بالحمى ساجعة ً(78/2)
فرقتْ بينَ جفوني والكرى
منْ عذيري منْ حبيبٍ راحلٍ
أخذَ النومَ وأعطى السهرا
وعذولي لا منى فيِ الحبِّ لوْ
ذاقَ كأسَ الحبِّ مثليِ عذرا
لا يظنُّ الدهرُ أني مهملٌ
بعدَ مدحي منْ يجيزُ الشعرا
قيلَ لي مانلتَ منْ نائلهِ
قلتُ كلُّ الصيدِ في جوفِ الفرا
ذا الوجيهِ الوجهِ في الدارين ذا
سيدي الشيخِ العرابي عمرا
صفوة ُ الحقِّ الذي أنوارهُ
عمتِ الدنيا فشاعتْ في الورى
واحدُ الأمة ِ زهداً وهدى
غوثُ أهلِ الأرضِ كهفُ الفقرا
قبلة ُ الوفدِ المرجي جودهُ
بل إمامُ الصالحينَ الكبرا
كعبة ُ المجدِالذي منْ زارهُ
حجَّ في زورتهِ واعتمرا
و الذي ماجئتهُمستسلماً
كفهُ إلا استلمتُ الحجرا
غيمُ برّ ٍ طلهُمرحمة ٌ
لمْ يزلْ صيبهُمنهمرا
سادتيلا تهملوا مادحكمْ
فلقدْلذتُ بكمْمنتصرا
إنَّأدنى واجبَ الخدمة ِأنْ
تبلغوا عبدَ الرحيمِ الوطرا
فصلوا حبلي وشدوا عروتي
وارفعوا قدري إذا خطبٌ عرا
لا تخصوابالدعا أنفسكمْ
و اذ كروا منْ غابَ فيمنْ حضرا
واسألوا الرحمنَ يهديرحمة َ
تشملُ الأمو اتَ في بطنِ الثرى
و صلاة ُ اللهِ تغشى روضة ً
أحمدُ المختارُ فيها قبرا
و ضجيعيهِ وسبطيهِ ومنْ
آثرَ الهجرة َ أو منْ نصرا
و جميعَ الصحبِ والآلِإذا
بارقٌ بالأبرقِ الفردِ سرى
اقترح تعديلا على القصيدة
العصر العباسي >> البرعي >> وجدٌ تحركَ في قلبي فما سكنا
وجدٌ تحركَ في قلبي فما سكنا
رقم القصيدة : 59344
-----------------------------------
وجدٌ تحركَ في قلبي فما سكنا
فقداً لمنْ بنواحي مكة ٍ سكنا
أحبة ٌ همْ مني قلبي وهمْأملي
و همْ علاقة ُ نفسي إذْ نأوا وطنا
علقتْ في الركبِ آمالي غداة َ غدوا
كأنْ في الركبِ روحاً فارقَ البدنا
أجرى دموعي فرادى بعدهمْ وتنى
و ما ثنى العذلُ عطفَ الصبرِ حينَ ثنى
أودُّ طيفَ خيالٍ لوْ يزورُ وهلْ
يستضعفُ الطيفَ طيفٌ حاربَ الوسنا
كمْ قلتَ واحزناً للقلبِ بعدهمُ
وليسَ ينفعني إنْ قلتُ واحزنا
أحبابَ قلبي عسى منْ نحوكمْ خبرٌ(78/3)
لهائمٍ يندبُ الأطلالَ والدمنا
و هلْ يعيدُ عليَّ الدهرُ قربكمْ
بعدَ النوى فهواكمْ زادني شجنا
فبي غنى عنْ جميعِ الكونِ غيركمُ
و ليسَ لي عنكمُ يا مالكي غنى
قلوبٌ امتزجتْ بالودِ ما بلغتْ
و إنْ بعدتمْ فمعنى سرُّ كمْ معنا
و أنتمْ أنا وأنا أنتم ولا عجبٌ
إنْ كنتُ أنتمْ وأنتمْ في الوجودِ أنا
روحي هنا بعضَ أرواحٍ هناكَ وأر
واحٌ هناكَ هيَ الروحُ المقيمُ هنا
أحبكمْ وأحبُّ الدارَ آنسة ً
منكمْ وأسألُ عنكمْ منْ نأى ودنا
فليتَ شعري هلْ في الدارِ متسعٌ
حتى تعودُ الليالي الذاهباتُ لنا
أمْ ترحمونَ أحيبابي جوى كبدٍ
كادت تذوبُ إليكمْ لوعة ً وضنى
فو الذي حجَّتِ الركبانُ كعبتهُ
و ما حواهُ المصلى والبقا ومنى
ما حلتُ في الحبِّ عنْ حالِ الودادِ لكمْ
و لاَ خلعتُ لماضي حبكمْ رسنا
يا خائضاً غمراتِ الشوقِ متخذاً
حسنَ التوكلِ زاداً والرضا سفنا
دعِ المقاديرَ تجري وارضَ ما فعلتْ
و اكتمْ هواكَ ولا تستعتبِ الزمنا
إنَّ الفضائلَ في الأخطارِمودعة ً
فابغٍالفضائلَ واجعلْ روحكَ الثمنا
و إنْ أرادَ الهوى منكَ الهوانَ فقلْ
حكمُ المنية ِ في حبِّ الحبيبِ منى
و الراحُ يستلبُ الأرواحَ عندهمُ
حيثُ الحضورُ مغيبٌ والبقاءُ فنى
فاحفظْ هواهمْ ومتْ في حبهمْ كمدا
إنْ كنتَ حراً على الأسرارِ مؤتمنا
فالكونُ مسترقٌ منهمْ محاسنهُ
و الدينُ يلبسُ منهمْ بهجة ً وسنا
أرائحَ الشامِ بلغْ سيدي عمرا
تحية ً منْ محبٍّ يسكنُ اليمنا
و الثم يمينَ إمامٍماجدٍعلمٍ
أحيا الهوى والندى والفرضُ والسننا
مباركُ الوجهِ تستكفي الخطوبُ بهِ
و نستقي بدعاهُ العارضِ الهتنا
مولايَ أنتَ مرادي حيثُ كنتُ وكمْ
و شى الوشاة ُ وقالوا عابداً وثنا
لا أشكرُ الدهرَ يهدي ظلَّ أنعمهِ
إلى ما لمْ يريني وجهكَ الحسنا
فاذكرْ أبا القاسمِِ الخاطي عبيدكَ في
تلكَ المساكنِ كمْ منْ خائفٍ أمنا
و صلْ بمرحمة ٍ عبدَ الرحيمِ ورشْ
منهُ الجناحَ فكمْ أوليتهُ مننا
مني عليكَ سلامُ اللهِ ما سجعتْ(78/4)
ورقُ الحمى وثنى روحُ الصبا غصنا
العصر العباسي >> البرعي >> ذرونيَ أبكي بعدَ جيرة ِ ثهمدِ
ذرونيَ أبكي بعدَ جيرة ِ ثهمدِ
رقم القصيدة : 59345
-----------------------------------
ذرونيَ أبكي بعدَ جيرة ِ ثهمدِ
و أحدثُ عهداً في بقية ِ معهدي
و أندبُ آثارَ الفريقِ بلوعة ٍ
و لاعجِ وجدٍ بعدهمْ متجددِ
و مالي لا أبكي وقدْ عزموا النوى
غداة َ افترقنا منْ مغيرٍ ومنجدِ
فما ودعوني يومَ جدَّرحيلهمْ
ولا زودوني نظرة َ المتزودِ
و لا رحموا قلباً يحومُ على الحمى
و لا حفظوا ميثاقَ عهدٍ مؤكدِ
فليتَ الهوى العذريِّ أعقبَ راحة ً
لمطلقِ دمعٍ عنْ غرامٍ مقيدِ
و ليتَ زمانَ الوصلِ أرخى عنانهُ
فتبلغني الآمالُ غاية َ مقصدي
خليليَّ منْ حيَّ ابنِ خولانَ أسعدا
رفيقكما فالدهرُ ليسَ بمسعدِ
و لا تسألاني عنْ فؤادٍ مضيعٍ
فإنَّ فؤادي في الطرافِ الممددِ
و يا ممرضي بالغورِ غورِ تهامة ٍ
أعدْ مرضي فيهمْ وعدْ لي تعودي
و خلِّ عيونَ العينِ تسترقُ النهى
و ترمي العميدَ الصبَّ في كلِّ معمدِ
فقد لاحَ لي تحتَ الستائرِ طلعة ٌ
أذابتْ بنورِ الحسنِ قلبي وأكبدي
إذا نزلَ العشاقُ في عرصاتها
رأوا عجباً منْ نورها المتصعدِ
فكمْ حولها منْ هائمينَ بحبها
و بينَ يديها منْ ركوعٍ وسجدِ
رعى اللهُ أيامأ مضتْ بسويقة ِ
و لذة َ عيشِ بالأباطحِ مرغدِ
يقولونَ كمْ تحكى وكمْ تذكرُ الحمى
و تستنشدُ الأشعارَ منْ كلِّ منشدِ
فقلتُ لهمْ خلوا سبيلي فإنني
أروحُ على حكمِ الغرامِ وأغتدي
و ما شاقني برقٌ بأبرقِ رامة ٍ
و لا نغماتٍ منْ حمامٍ مغردِ
و لا نسماتُ الريحِ تنثرُ لؤلؤاً
منَ الطلِّ عنْ زهرٍ كدرٍّ منضدِ
بلى شاقني الوجهُ السعيدُ الذي به
تشعشعَ نورُ الحقِّ فيِ كلِّ مشهدِ
أعادَ علينا اللهُ منْ بركاتهِ
و أوردنا منْ برهِ خيرَ موردِ
فذلكَ يستسقى الغمامُ بوجههِ
و يفتحُ فيِ أسرارهِ كلَّ موصدِ
إذا ما رأتْ عيناكَ بهجة وجههِ
رأت بدرَ تمّفي منازلِ أسعدِِ(78/5)
و إنْ لثمتْ يمناكَ يمناهُ فالتزمْ
بركنٍ سوى ركنٍ منَ البيتِ أسودِ
لهُ سيرة ٌ مرضية ٌ وسريرة ٌ
تضيءُ بنور السنة ِالمتوقدِ
إمامٌ بهِ الدنيا تجلى ظلامها
و لاحَ سبيلُ الرشدِ عنْ خيرِ مرشدِ
سما بشعارِ الصالحينَ وهديهمْ
و أحيا منارَ الدينِ بعدَ محمدِ
إذا ما ذكرنا الأكرمينَ فإنهُ
هو الكوثرُ الفياضُ والعارضُ الندي
و مهما امتدحنا الصالحينَ فمدحه
بهِ نختمُ الذكرَ الجميلَ ونبتدي
فللهِ منْ غوثٍ لكلِّ مؤملٍ
و سيفٍ على الأعداءِ ليسَ بمغمدِ
و معقلِ عزٍّ يلتجا بجنابهِ
و يروى ببحرٍ منْ عطاياهُ مزبدِ
فيا سيدي إنَّ الزمانَ معاندي
و أنتَ لنا نورٌ بكَ الناسُ تهتدي
وظلكَ ممدودٌ على كلِّ مسلمٍ
وفضلكَ مبذولٌ لكلِّ موحدِ
ولكنني أشكو إليكَ نوائباً
يعزُّ لها صبري ويفنى تجلدي
فلا قرَّ قلبي بلْ ولا كفَّ مدمعي
ولا لذَّ لي عيشي وشربي ومرقدي
و في بيتِ رغمٍ إخوتي وأحبتي
مقيمونَ في ليلٍ منَ الهمِّ سرمدِ
وإنَّ الفقيهَ المعجلى ضاقَ ذرعهُ
لعتبكَ يا مصباحَ غورٍ وأنجدِ
أتاهمْ كلامٌ منكَ يا با محمدٍ
يهدُّ الرواسي فاقتصدْ وترودِ
فإنْ كانَعنْ ذنبٍفعفوكَ واسعٌ
و إنْ لمْ يكنْ ذنبٌ فلا ترضِ حُسَّدي
و حاشاكَ تحمى الأرضَ شرقاً ومغرباً
و تهملُ إخوتي وتظلمُ مسجدي
فأسبلْ عليهمْ سترَ صفحكَ واحمهمْ
بجاهكَ يا مولايَ منْ كلِّ معتدي
و قمْ بي فإني وابنِ عمي وكلَّ منْ
يلينا نرجي جاهَ وجهكَ سيدي
و هاكَ منَ الدرِّ النضيدِغرائباً
مؤلفها عبدُ الرحيمِ بنُ أحمدِ
و لمْ أبغِ منكمْغيرَ صالحِ دعوة ٍ
يطولُ بها باعي وتعلو بها يدي
و بعدَ صلاة ُ اللهِ ثمَّ سلامهُ
على خيرِ فرعٍ طالَ منْ خيرِ محتدِ
محمدٍ السامي الفخارِ وآلهِ
حماة ُ ثغورِ الدينِ منْ كلِّ ملحدِ
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> البرعي >> سلامٌ حواشيهِ كدرٍّ منضدٍ
سلامٌ حواشيهِ كدرٍّ منضدٍ
رقم القصيدة : 59346
-----------------------------------
سلامٌ حواشيهِ كدرٍّ منضدٍ(78/6)
يروحُ إلى قطري لهابَ ويغتدي
تحية ُ مجروحٍالفؤادِ هدية ٌ
إلى ابنِ سليمانَ بنْ راشدَ سيدي
تخصُّ خضمَّ العلمِ القطوفَ ومنْ جنى
جنى ثمراتِ الخيرِ منبسطِ اليدِ
إمامٌ يحلُّ المشكلاتِ غوامضاً
غزيرُ المعاني فاتحٌ كلَّ موصدِ
لهُ حججٌ علمية ٌ في خفيها
طلائعُ نورِ السنة ِ المتوقدِ
و ماهوَ إلا سرُّ شكلِ نبي الورى
و عروة ُ عزِّ الدينِ دينِ محمدِ
لهُ الطرقُ المثلى لهُ الفضلُ والعلى
لهُ الشرفُ الأعلى بهِ الناسُ تهتدي
متى تأتهِ تعشو إلى نارِ فضلهِ
تجدْ خيرَ نارٍ عندها خيرُ موقدِ
إليكَ عفيفَ الدينِ حاملَ خدمة ٍ
على البعدِ منْ عبدِ الرحيمِ بنْ أحمدِ
فتى ً منْ بني الأسدِ وافاكَ زائراً
لتأسيسِ عهدٍ لا لعهدِ مجددِ
توسلَ بي قرباً إليكَ لعلهُ
عليكَ احتساباً في القراءة ِ يبتدي
فآنسْ غريباً لا بليتَ بغربة ٍ
و أسعدهُ بالتدريبِ يا خيرَ مسعدِ
ودمتَ منيعَ الدارِ والجارِ والحمى
حميدَ المساعي فائضَ العارضِ الندي
و طلتَ مكاناً في العلى ومكانة ً
كأنكَ شمسُ في منازلِ أسعدِ
و حييتَ ماغنتْ مطوقة ُ الحمى
على عذباتِ الأثلِ في شعبِ ثهمدِ
Free counter
العصر العباسي >> البرعي >> رياضُ نجدٍبكمْ جنانُ
رياضُ نجدٍبكمْ جنانُ
رقم القصيدة : 59347
-----------------------------------
رياضُ نجدٍبكمْ جنانُ
فضية ٌ نورها حسانُ
و تربُ واديكمْ بنجدٍ
مسكُ وحصباؤهُجمانُ
و الروحُ منْ شعبكمْ عبيرٌ
و الزهرُ وردٌ وزعفرانُ
و الجارُ في ربعكمْ عزيزٌ
و الحرُّ في أرضكمْ يصانُ
فكمْ سفكتمْ دمي ودمعي
أما على القاتلِِ الضمانُ
كمْ حنَّ قلبي إلى لقاكمْ
و دوننا الغورُ والرعانُ
و كدتُ أخفي الهوى ودمعي
منْ شدة ِ الوجدِ ترجمانُ
يالائمينَ اقصروا ملامي
رفقاً بمنْ قلبهُ ملانُ
لا تذكروا الظاعنينَ عندي
فلي وللظاعنينَ شانُ
قالوا هواهمْ عليَّ حتمٌ
قلتَ عهودَ الهوى رزانُ
قالوا فكمْ تكتبُ المعاني
قلتُ المعنى بهمِ المعان
قالوا فدعهمْفقلتُ كلاَّ(78/7)
لعلَّ دهراً قسا فلانواِ
قالوا فقدْ فارقوكَ ربعاً
قلتُ همُ الناسُ حيثُ كانوا
ليتَ الصبا الجاجريَّ ينبى
عنْ جيرة ِ البانِ يومَ بانوا
هلْ عهدهمْ عهدهمْ بنجدٍ
باقٍ أمْ استئمنوا فخانوا
يا محسناًبالزمانِظنا
لمْ تدرِما يفعلُالزمانُ
لاتتبعِ النفسَ في هواها
إنَّ اتباعَ الهوى هوانُ
واخجلتي منْ عتابِ ربيإلى متى أنت في المعاصي تسير مرخى لك العنان
إنْقالَأسرفتَيا فلانَُسقط بيت ص
لم ينهكَ الشيبُ عنْ حدودي
و لا رسوليو لا القرآنَُ
لوْ خوفتكَ الجحيمُ بطشي
لشوقتْ قلبكَ الجنانُ
أنتَ شجاعٌ على المعاصي
و أنتَ عنْ طاعتي جبانُ
عندي لكَ الصلحُ وهوَ بري
و عندكَ السيفُ والسنانُ
ترضى بأنْ تنقضي الليالي
و ما انقضتْ حربكَ العوانُ
فاستحي منْ كاتبٍ كريمٍ
يحصى بهِ الفعل واللسانُ
فاستحي منْ شيبة ٍ تراها
في النارِ مسجونة ًتهانَ
أيُّ أوانٍ تتوبُ فيهِ
هلْبعدَ قطعِ الرجا أوانُ
آثرتَ غيري عليَّ لكنْ
كما يدينُ الفتى يدانُ
ياسيدي هذهِ عيوبي
و أنتَ في الخطبِ مستعانُ
يا منْ لهُ في العصاة ِ شأنٌ
و شأنهُالعطفُ والحنانُ
يا منْملابرهُ النواحي
لمْ يخلُ منْ برهِ مكانُ
عفواًفإنيرهينُ ذنبي
حاشاكَ أنْ يغلقَ الرهانُ
فاغفرْ لعبدِ الرحيمٍوالطفْ
بخائفٍ ما لهُأمانُ
و سامحِ الكلَّ فيِ ذنوبٍ
غداً بها تشهدُ البنانُ
وصلِّ يا ذا العلاَ وسلمْ
على منْ أخلاقهُ حسانُ
محمدٌ منْ عليهِ أنزلْ
طهَ وطسَ والدخانُ
العصر العباسي >> البرعي >> علْعرَّسَ الظاعنُ المشيمُ
علْعرَّسَ الظاعنُ المشيمُ
رقم القصيدة : 59348
-----------------------------------
علْعرَّسَ الظاعنُ المشيمُ
بالأبرقِ الفردِ يا نسيمُ
أمْ راحَ فيِ الركبِ يومَ راحوا
لهمْ لرسمِ الحمى رسيمُ
فليتني كنت فيِ المطايا
أوْ خلفَ آثارهمْ أهيمُ
فكمْ دعا البينُ منْ قلوبٍ
فيِ ركبهمْ مالها منْ جسومُ
يا نازلينَ اللوى اليمانيِ
هلْ عندَ أحيبابنا علومُ
ما حالُ ربعِ الفريقِ بعدى ِ(78/8)
و كيفَ الاطلالُ والرسومُ
ليتَ الصبا الحاجريَّ حيا
أرضاً فؤادي بها مقيمُ
و ليتَ عيني ترى بنجدٍ
روضاً تناعتْ بهِ الغيومُ
و حيثُ ماءُ العذيبِ عذبٌ
عليهِ ورقُ الحمى تحومُ
إذا دعتْ بالسجوعِ قلبيِ
أجابها دمعي السجومُ
أحبابَ قلبي مضى زمانيِ
و نغصتْ عيشيَ الهمومُ
و فرقَ الموتُ أهلَ عصري
فلا صديقٌ ولا حميمُ
و خلفَ الدهرُ خلفَ سوءٍ
كأنني بينهمْ يتيمُ
و الآنَ حانَ الرحيلُ مني
و هذهِ الدارُ لا تدومُ
و ما تزودتُغيرَ ذنبٍ
عذابهُ دائمٌ أليمُ
يصرخُ الواعظُ بيِ وقلبيِ
كأنهُ صخرة ٌ صميمُ
أبارزُ اللهَ بالخطايا
و الله سبحانهُ حليمُ
فكمْ خلعتُ العذارَ جهلاً
و لمتُ في الغيِّ منْ يلومُ
و كمْ تعاميتُ عنْ رشادي
و منهجُ الحقِّ مستقيمُ
لا أنتهيِ عنْ قبيحِ فعلى ِ
و لا أصلي ولا أصومُ
عصيتُ طفلاً وصرتُ أعصيِ
و الشيبُ في مفرقي يحومُ
شيبٌ وعيبٌو حملُ ذنبٍ
و الذنبُ بعدَ المشيبِ شومُ
يا جامعَ المالِ منْ حرامٍ
سيقتضى مالكَ الغريمُ
و تقتضيوزرهُو تلقى
في النارِ يغليبكَ الحميمُ
و كيفَ يهنيكَ صفوُ عيشٍ
ختامهُعلقمٌعقيمُ
ياواسعَ اللطفِ جد ليبفضلٍ
و رحمة ٍ منكَيا كريمُ
إنْ قالَ عبدُ الرحيمِ ذنبي
فقلْأناالمشفقُا الرحيمُ
و إنْشكامنْ خصومِ سوءٍ
فحلَّماتعقدُالخصومُ
و سامحِالكلِّ في ذنوبٍ
أنتَبهاسيديعليمُ
و صلِّيا ذاالعلىو سلمْ
على الذيفضلهُ عميمُ
محمدٌسيدُ البرايا
و آلهِالسادة ُالنجومُ
العصر العباسي >> البرعي >> تنبهوا يا رقودُ
تنبهوا يا رقودُ
رقم القصيدة : 59349
-----------------------------------
تنبهوا يا رقودُ
إلى متى ذا الجمودُ
فهذه الدارُ جمعُ
تفنى ومابها يبيدُ
الخيرُ فيها قليلٌ
و الشرُّ فيها عتيدُ
و العمرُينقصُ فيها
وسيئاتيُتزيدُ
و كلما مرَّ يومٌ
منها فليسَ يعودُ
فاستكثروا الزادَ فيها
إنَّ الطريقَ بعيدُ
و لا تطيعوا نفوساً
شيطانهنَّمريدُ
يا منْ يريدُ خلودا
هيهاتَ منكَ الخلودُ
سلِ ابنَ آدمَ جدَّا(78/9)
تعزى إليهِ الجدودُ
و أينَ شيثٌ ونوحٌ
و أينَ عادٌ وهودُ
و مدينٌو شعيبٌ
و صالحٌ وثمودٌ
و أينَ فرعونُمصرٍ
و تبعٌ والجنودُ
يا تائهاًفي المعاصي
عدْ واعتذرْ يا طريدُ
و جاهدِ النفسَ فيها
تمتْ وأنتَ شهيدٌ
منْ قبلِ تلقى بقبرٍ
يذرى عليكَ الصعيدُ
و العظمُ في التربُ يبلى
و يأكلُ اللحمَ دودُ
يا منْ تعدى حدودا
أما نهتكَ الحدودُ
لنا عليكمْ عهودُ
فأينَ تلكَ العهودُ
ذلوا ولوذوابعزي
يلقى المريدَ المريدُ
و استمطروا غيمَ بري
إنَّ الجوادَ يجودُ
و استعطفونيبعذرٍ
إنْ كانَ عذري يفيدُ
واخشوا عواقبَ مكرٍ
أبدي بهِ وأعيدُ
إنْ كانَ فضلي عظيما
فإنَّبطشي شديدٌ
أينَ الألى نازعوني
ملكي وهمْ لي عبيدُ
أنساهمُ الذكرَ عزٌّ
و عدة ٌو عديدُ
فالفالُ فيهمْ سعيدُ
و الطالعاتُسعودٌ
و المالُ يجبى إليهمْ
و العيشُ حلوٌ رغيدُ
ماتوا وضاقتْ عليهمْ
بعدَ القصورِ اللحودِ
و الملكُ ملكي ويبقى
وجهي ويفنى الوجودُ
ولي وللخلقُ يومٌ
يشيبُ منهُ الوليدُ
و يشملُ الناسَ وعدٌ
يرجى ويخشى وعيدُ
و الصحفُ تلقى إليهمْ
منهنَّ بيضٌ وسودُ
غداً ينادى المنادي
و همْ إليهِ وفودُ
كلُّ عليهِحفيظٌ
و سائقٌ وشهيدُ
و حولهُ عنْ يمينِ
و عنْ شمالٍقعيدُ
يا منكرَ البعثِ هذا
ما كنتَ منهُ تحيدُ
الحقُّ يقضى والاعضا
منهمْ عليهمْ شهودُ
و في جهنمَّ نارٌ
لها العصاة ُ وقودُ
إذا نضجتْ جلودٌ
بدَّلتَ فيها جلودُ
و الظلُّ فيها سمومٌ
و الحليُّ فيها حديدُ
و ذا طعامٌ ضريعُ
و ذا شرابٌ صديدٌ
يا واسعَاللطفِ يا منْ
هوَ الوليُّ الحميدُ
يا منْ لهُ في البرايا
عطفٌو برٌ وجودُ
قلْ حينَ يمحى شقائي
عبدَ الرحيمِ سعيدُ
اعطفْ عليهِ
بفضلٍ ورحمة ٍ يا ودودُ
وأبلغِ الكلَّ منا ياسيدي
ما يريدُ وصلِّ فضلاً على منْ
بذكرهِنستفيدُ محمدٍ
ما تلالا برقٌ وحنتْ رعودُ
العصر العباسي >> البرعي >> كمْ إذا أراها نحوَ طيبة َ يرتمي
كمْ إذا أراها نحوَ طيبة َ يرتمي
رقم القصيدة : 59350(78/10)
-----------------------------------
كمْ إذا أراها نحوَ طيبة َ يرتمي
عنقاً بنياتِ الجديلِ وشدقمِ
طرقتْ سحيراً وهيَ تبتدرُ الفلا
و لها حنينُ الراعدِ المتزرجمِ
منْ كانَ فيِ أرضِ الحجازِ منادياً
فلقدْ دعاها يا مطية ُ قدمي
نادى بها صوتاً فأرقَ جفنها
فبكتْ ولبتْ بالضميرِ المبهمِ
شكرتْ منَ النيابتينِ فلمْ تزلْ
تطوى المهامة َ معلماً فيِ معلمِ
و استقبلتْ أرضَ الحطيمِ وزمزمٍ
فصبتْ إلى أرضِ الحطيمِ وزمزمِ
حادى المطى َّ قفِ المطى َّ لعلها
تحظى بحظٍّ منْ غرامِ المغرمِ
و أملْ إلى حرم الأمينِ صدورها
فإذا بدا الحرمُ الأمينُ فيممِ
و اشغلُ ببيتِ اللهِ طرفكَ خشية ً
و طفِ القدومَ بهِ طوافَ المحرمِ
و هناكَ فاستغفرْ لذنبكَ ربما
تحظى بغفرانِ الذنوبِ وتكرمِ
فإذا انتهيتَ إلى الحجازِ فحيِّ منْ
فيهِ وصلِّ على النبيِّ وسلمِ
الأبطحيِّ المنتقى منْ غالب
تاجِ النبوة ِ عصمة َ المستعصمِ
سمتَ السمواتِ العلى أنوارهْ
فتبسمتْ منْ نورهِ المبتسمِ
و أضاءَ في الآفاقِ صبحُ جبينهِ
نوراً وليسَ الصبحُ بالمتكتمِ
و سرائرُ التقوى سرتْ بمحمدٍ
حتى استنارَ دجى الهزيعِ المظلمِ
فخرتْ بأحمدَ آلُ كعبٍ يالهُ
اسماً سمتْ فيهِ الصفاتُ عنِ السمى ِ
إذ كانَ آلَ كنانة َ بنِ خزيمة
تاهتْ بفرعٍ منْ خزيمة َ ينتمي
عقدتْ لؤيُّ لوا الفخارِ بفخرهِ
و أنافَ عبدُ منافٍ فوق الأنجمِ
و سما بنهرِ كلِّ فخرٍ شامخٍ
و رقتْ خزيمة ُ فيهِ ذروة أخزمِ
و بهاشمٍ هشمتْ ثرائدُ جودهمْ
كرماً ولولا هاشمٌ لمْ تهشمِ
و لغالبٍ غلبَ الرقابُ خواضعٌ
هوَ باسمٍ قالَ النصرُ أولَ منْ سمى
هوَ أهل دينِ اللهِ لما اختارهُ
داعٍ إلى الدينِ الحنيفِ القيمِ
هوَ فيِ يمينِ اللهِ سيفٌ مصلتٌ
يفري بهِ الرحمنُ هامَ المجرمِ
ليثَ الفراسة ِ يومَ يشتجرُ القنا
متفيئاً ظلُّ القنا المتحطمِ
ماضي العزيمة ِ حينَ يقتحمُ الوغى
غلبَ الكتائبَ يالهُ منْ معلمِ
خلقتُ منَ الشيمِ الشريفة ِ نفسهُ(78/11)
هوَ للخليفة ِ عروة ٌ لمْ تفصمِ
السيدُ العدلُ التقى ُّ المنتقى
و الأكرمُ ابنُ الأكرمِ ابنِ الأكرمِ
أعظمْ بهِ يومَ القيامة ِ إنهُ
أهلُ الشفاعة ِ عندَ أعظمِ أعظمِ
أعنى ِ المظللَ بالغمامة ِ والذيِ
فاضتْ أناملهُ بغيثٍ مسجمِ
و بفضلهِ درتْ حليمة ُ حينَ مس
سَ الضرعَ منها بالبنانِ وبالفمِ
و النوقُ حينَ تكلمتْ بفخارهِ
و لغيرِ ذاكَ البدرِ لمْ تتكلمِ
و كلامُ عضوٍ الخيبرية ِ عندما
مدتْ بعضوٍ للرسولِ مسممِ
و الخمسة ُ الأفراصُ والشاة ُ التي
كانتْ لحزبِ اللهِ أحسنُ مطعمِ
و سمعتُ أن الشاة َ أرسلَ كفهُ
بحياتها قبلَ انتهاشِ الأعظمِ
و دعا بإذنِ اللهِ ابنيْ جابرٍ
بعدَ الفنا فهناكَ وجدُ المعدمِ
و التفتِ الأشجارُ عنهُ لحاجة ٍ
فأتتَ كعقدٍ عندَ ذاكَ منظمِ
و رجالُ مكة أخجلوا إذا أحضروا
لهبوطِ بدرٍ في السماءِ متممِ
أفتنكرُ التزميلَ منْ جبريلهِ
لما تمثلَ بالهزبر الضيغمِ
و دعاهُ فاقرأُ باسمِ ربكَ معلناً
و افخرْ بتنزيلِ الكتابِ المحكمِ
ناداهُ باسمِ اللهِ يا علمَ الهدى
أعلمتَ منْ ناداكَ أمْ لمْ تعلمِ
يامنْ إذا ناديتهُ لملمة ٍ
لبى ندايَ برحمة ٍ وتكرمِ
مولايَ لا واللهِ ماليِ ملجأٌ
إلا حماكَ فجدْ وأولِ وأنعمِ
و اعطفْ على عبدِ الرحيمِ برحمة ٍ
يا ملجأَ المستعطفِ المسترحمِ
إنْ كنتَ جارَ الجنبِ في نيابتي
برعٍ فمنْ حصني سواكَ وملزمي
قصدي ومقصودي رضاكَ ولمْ أزلْ
ماليِ ومأموليِ إليكَ ومغنمى ِ
أنا فيِ جواركَ منْ مكايدة ِ الورى
أنا فيِ زمامكَ منْ زفيرِ جهنمِ
أنا في حماكَ منَ المكارهِ إنهُ
منْ جاءَ مضطراً حماكَ فقدْ حمى
و عليكَ صلى اللهُ يا علمَ الهدى
ما انهلَّ فياضُ الحيا المتسجمِ
اقترح تعديلا على القصيدة
العصر العباسي >> البرعي >> لي في نوالكَ يا مولايَ آمالُ
لي في نوالكَ يا مولايَ آمالُ
رقم القصيدة : 59351
-----------------------------------
لي في نوالكَ يا مولايَ آمالُ
منْ حيثُ لا ينفعُ الأهلونَ والمالُ(78/12)
أوصى إليكَ لعلميِ أنَّ لطفكَ بيِ
دونَ الورى لمْ يحلْ عني إذا حالوا
فأرضِ عني خصومي واقضِ يا أمليِ
ديني فإن حقوقَ الخلقِ أثقال ُ
و لمْ يضقْ بي منكَ العفوُ إنْ ختمت
ليِ بالشهادة ِ أقوالٌ وأفعالُ
كنْ لي إذا أغمضوا عيني أو انصرفوا
باكينَ أسمع منهمْ كلَّ ما قالوا
و امننْ بروحِ وريحانٍ على إذا
ضاقَ الخناقُ فهولُ الموتِ أهوالُ
و جاءني ملكُ الموتِ الموكلُ بي
و بالنفوسِ فللأعمارِ آجالُ
و استخرجَ النفسَ أملاكٌ مطهرة ٌ
لها إلى لطفكَ المأمولُ ترحالُ
جاؤا إليكَ بها يا ربي يقدمها
لحضرة ِ القدسِ جبريلٌ وميكالٌ
ثم َّانثنتْ عنْ قريبٍ نحوَ مغتسلٍ
في حيثُ يرجوكَ مغسولٌ وغسالُ
و ليسَ لي ولمثلي غيرُ جودكَ يا
منْ لا تدانيهِ أشباهٌ وأمثالُ
أصبحتُ بينَ يديكَ اليومَ مطرحاً
و لي بنفسيِ عنِ الأغيارِ أشغالُ
فأولني يا غفورُ العفو منكَ فلاَ
يبقي على َّ منَ الأوزارِ مثقالُ
وإنْ نزلتُ إلى بيتِ الخرابِ ولا
أبٌ هناكَ ولا عمٌّ ولا خالُ
و عاودتْ حركاتي وهيَ ساكنة ٌ
ولاَ عدوٌّ يعاديني ولاَ مالُ
ألهمنيِ يا خالقيِ ذكرَ الجوابِ ففي
ذاكَ المقامِ جوا باتٌ وتسآلُ
هناكَ لا أملٌ يرجى ولا عملٌ
يجزي ولا حيلة ٌ عندي فأحتالُ
إفتحْ لروحيِ إلى الفردوسِ بابَ رضا
يهدي رياحُ رياضٍ ظلها ضالُ
و الطفْ ورائيِ بأطفالٍ وأمهمُ
إنْ كانَ خلفيِ أو يلادٍ وأطفالُ
حتى إذا نشرَ الأمواتُ وارتعدتْ
فرائضُ الخلقِ منْ بعضِ الذي نالوا
وعادتِ الروحُ فيِ الجسمِ الضعيفِ وقدْ
تفرقتْ منهُ أعضاءٌ وأوصالُ
مربى ِ الصراط إلى حوضِ ابنِ آمنة ٍ
لأستقى منهُ ريا فهوَ سلسالُ
يا واسعَ اللطفِ قدْ قدمتُ معذرتي
إنْ كانَ يغني عنِ التفصيلِ إجمالُ
فجدْ على َّ ولا طفنى بعفوكَ عنْ
ذنبي فشأنكَ إنعامٌ وإفضالٌ
و قلْ كفيتكَ يا عبدَ الرحيمِ أذى الدَّ
ارينِ فانزلْ حمى ما فيهِ إهمالُ
و احنبنيَ العجبَ والشحَّ المطاعَ ومرْ
نفسي تخالفْ هواها فهوَ قتالُ(78/13)
وعدْ على َّ بنورٍ منكَ مبتهجٍ
يزكو بهِ بصرى والسمعُ والبالُ
و ارحمْ بنيَّ وآبائيحاشيتي
يعمهمْ يا إلهيِ منكَ إقبالُ
ماذا أقولُ ومني كلُّ معصية ِ
و منكَ يا سيدي حلمٌ وإمهالُ
و منْ أكونَ وما قدري وماعمليِ
فيِ يومِ توضعُ في الميزانِ أعمالُ
و هلْ يطيقُ خلوداً في لظى بشرٌ
منْ نطفة ٍ أصلها المسكينُ صلصالُ
أمْ كيفَ ييأسُ منْ روحِ الإلهِ غداً
عبدٌ عليهِ منِ الإسلامِ سرْ بالُ
رباهُ رباهُ أنتَ اللهُ معتمدي
فيِ كلِّ حالٍ إذا حالتْ بيَ الحال ُ
ثمَّ الصلاة ُ على المختارِ منْ مضرٍ
ما لاحَ فيِ الغورِ آلٌ بعدهُ آلُ
يس خاتمَ رسلِ اللهِ كلهمْ
و الصحبُ والآلُ نعمَ الصحبُ والآلُ
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> قولا له هل دارَ في حوبائهِ
قولا له هل دارَ في حوبائهِ
رقم القصيدة : 59352
-----------------------------------
قولا له هل دارَ في حوبائهِ
أن القلوبَ تُحومُ حولَ خبائهِ
رئم إذا رفعَالستائرَ بيننا
أعشاني اللألاءُ دون روائهِ
نمَّ الضياءُ عليه في غسقِ الدُّجى
حتى كأن الحسن من رقبائه
أهدى لنا في النوم نجداً كلّهُ
ببدوره وغصونهِ وظبائهِ
وسفرنَ في جنح الدجى فتشابهتْ
في الليل أنجمُ أرضه وسمائهِ
وجلا جبيناً واضحاً كالبدر في
تدويره وبعاده وضيائه
حتى إذا حطَّ الصّباح لثامه
ومضى الظلامُ يجرُّ فضلَ ردائه
و الزهرَ كالحدق النّواعسِ خامرت
نوماً وما بلغتْ إلى استقصائه
حيّا بكأس رضابه فرددتها
نفسي فداءُ رضابهِ وإبائه
ورأى فتى ً لم يبق غيرُ غرامه
وكلامه وعظامه وذمائه
قلبي فداؤك وهو قلبٌ لم يزلْ
يذكي شهابَ الشوق في أثنائه
جاورتهُ شرَّ الجوارِ وزرته
لما حللت فناءه بفنائه
احرق سوى قلبي ودعه فإنني
أخشى عليك وأنت في سوادئه
فمتى أجازي من هويتُ بهجره
وصدوده والقلب من شفعائه
ما أبصرتْ عيناي شيئاً مونقاً
إلا ووجهك قائمٌ بإزائه
إني لأعجب من جبينك كيف لا
يطفي لهيبَ الوجنتين بمائه
لا يطمعنّك نورُ كوكب عامر(78/14)
فوراء قرب سناه بعدُ سنائه
حتى سيوف رجاله وهي القضا
أشوى جراحاً من عيون نسائه
لله عزمٌ من وراء تهامة ٍ
نادى فثرتَ ملبّياً لندائه
حتى ظفرتَ من المظفر بالمنى
عفواً وتهتَ على الزمان التائه
بمهذّبٍ لولا صفيحة ُ وجهه
لجرى على الخدين ماء حيائه
لا خلقَ أعظمُ منهُ عندي منة ً
إلا زمان جاد لي بلقائه
ينبيكَ رونقُ وجهه عن بشره
و السيفُ يعرف عتقهُ من مائه
سمح الخليقة والخلائق وجههُ
بشرٌ يبشّرُ وفدهُ بعطائه
زان الرئاسة وهي زينٌ للورى
فازداد رونقُ وجهها بعلائه
كالدّر يحسنُ وحده وبهاؤه
في لبّة الحسناء ضعفُ بهائهِ
ما زالَ يطرد ماله بنواله
حتى حسبنا المالَ من أعدائه
يبني مآثره ويهدمُ مالهُ
و المجدُ ثالثُ هدمه وبنائه
وترى العلاءَ يحفّهُ بيمينهِ
وشماله وأمامه وورائه
وترى له حلماً أصمَّ ونائلاً
ندساً يجيب الوعد قبل دعائه
من للكرام بأنْ ترى أبواعهم
كذراعه ومديحهم كهجائه
هيهاتَ يشركهُ الورى في مجده
أبداً وإن شركوه في أسمائه
حلوُ الثناءِ ممدّحٌ يلهيك عن
حسن الثنايا الغرّ حسنُ ثنائه
نطقَ العداة بفضله لظهوره
كرهاً وقد حرصوا على إخفائه
لما تزايد في العلوِّ تواضعاً
لله زاد الله في إعلائه
يسقي الفتى الصادي إلى معروفه
بالريّ ماءَ حبابه وحبائه
إن حلّ حلّ الجودُ في أفنائه
أو سار سار النصرُ تحت لوائه
بعساكر من جنده وعساكر
من بأسه وعساكر من رايه
يخفي النوالَ بجهده فيذيعهُ
وإماتة المعروف من إحيائه
سلبتْ خلائقهُ الرياضَ أريجها
والماءَ طيبَ مذاقه وصفائه
أعدى أنابيبَ اليراع بفهمه
ونفاذه فمضين مثل مضائه
إن المخالبَ في يديْ ليث الشّرى
تمضي وتنبو في يمين سوائه
يرضي الكتيبة والكتابة والندى
بفعاله ومقاله وسخائه
يجلو الخطابة والخطوبَ بكفّه
قلمٌ يرجى الرزقُ في أثنائه
وكتيبة قرأتْ كتاباً منك فان
فضّت كما فضّتْ ختام سحائه
لما تأمّلَ ما حواهُ كميُّها
رقصتْ بناتُ الرعب في أحشائه
وكأنَّ أسطرهَ خميسُ عرمرم(78/15)
وهلالَ رايتهِ استدارة ُ رائه
كذب المبخل للزمان وأنت من
جدوى أناملهِ ومن إهدائه
زان البلادَ وأهلها بك فاستوى ال
أموات والأحياءُ في آلائه
أم الزمانُ وإن أساء ملامتي
أألوم دهراً أنت من أبنائه
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> لأبي العلاء فواضلٌ مشهورة
لأبي العلاء فواضلٌ مشهورة
رقم القصيدة : 59353
-----------------------------------
لأبي العلاء فواضلٌ مشهورة
حلّت محل الفرقدين علاء
فلذاك قدّمهُ الأمير على الألى
كانوا لهُ لولا الإله رعاء
جزل المواهب والمراتب قد حوى
جوداً ورأياً باقياً وعناء
يا من إذا ذكر الكرام فإنهُ
فيها المقدّم نجدة ً وعطاءَ
وإذا الأماكنُ أظلمت أقطارها
بالبخل كان لمعتفيه ضياءً
إني دعوتك للنوائب دعوة ً
لما رأيتك للأنام نجاء
وإذا الزمانُ نبا بحرٍّ نبوة
قصد الأكارمَ غدوة وعشاء
ولقد ظننت بك الجميل فكن كما
أملتُ تغنم مدحة وثناءً
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> فؤادي الفداءُ لها من قببْ
فؤادي الفداءُ لها من قببْ
رقم القصيدة : 59354
-----------------------------------
فؤادي الفداءُ لها من قببْ
طوافٍ على الآلِ مثلِ الحببْ
يعمن من الآل في لجّة ٍ
إذا ما علا الشخصُ فيها رسب
تولّينَ عني وولّى الشبابُ
ولم أقضِ من حقهِ ما وجبْ
لولا التّقى لبردتُ الغليل
بماء الرّضابِ وماء الشنب
وأدركتُ من عيشتي نهبة ً
فلم أجد العيشَ إلا نهب
أعنى ولي عند داعي الهوى
دموعٌ تجيب وقلبٌ يجب
ولي نفسٌ عندَ تذكاره
يقوّم عوجَ الضّلوعِ الحدب
أيا من ليلٍ ضعيفِ الهرب
حرونٍ وصبحٍ بطيء الطلب
كأنَّ على الجوِّ فضفاضة ً
مساميرها فضّة ٌ أو ذهب
كأنَّ كواكبهُ أعينٌ
تراعي سنا الفجر أو ترتقب
فلما بدا طفقتْ هيبة ً
تستّرُ أحداقها بالهدب
وشقّتْ غلائلَ ضوءِ الصّبا
ح فلا هوَ بادٍ ولا محتجب
وميثاء خيّمَ وسميُّها
وألقى على كلِّ أفقٍ طنب(78/16)
ولما بدا نبتها بارضاً
شكيراً تراه كمثل الزغب
تخطاه واسترضع المعصراتِ
لهُ من غوادي الوليّ الهدب
فأصبح أحوى كحوِّ اللثاتِ
عليه من النور ثغرْ شنب
فمنْ شامهُ قال ماء يرف
ومن شمّهُ قال مسكٌ يشب
أنخنا به ونسيم الصبا
يناغي ذوائبنا والعذبْ
وألقت ثغورُ الأقاحي اللثامَ
وشقت خدودُ الشقيق النّقب
وبتنا ترشّفُ أنضاؤنا
رضابَ ثنايا أقاح عجب
بقلبيَ من كلِّ أكرومة ٍ
شجونٌ ومن كلِّ مجدٍ شعب
ولا بدَّ في المجد من غربة ٍ
تباعدُ في الأرض أو تقترب
أحاولُ أبعدَ غاياته
بكلِّ بعيدِ الرضى والغضب
بأسد شرى ً فوق أكتافها
من السمهرية غاب أشب
إذا طاردوا خاطروا بالرما
حوإن نازلوا خاطروا بالقضب
ببيضٍ ترقرقَ ماء الفرن
د فيهنَّ بين سواقي الشّطب
بخوص الرماحِ وكم قد وصلتُ
بما لا أحبُّ إلى ما أحِب
إذ الطعنُ في ضربات السيو
ف مثلُ الخنادقِ فيها القلب
ولون الأسنّة ِ مما خضبن
كلونِ الدّخانِ عليه اللّهب
ألا هل لنيلِ المنى غاية ٌ
فإنا إلى غيرِ قصدٍ نخب
عسى الله يظفرنا بالتي
يحاول ذو أربٍ أو حسب
ويسعدناباعتمار الوزير
كما أسعد الله جدَّ الأدب
فتى يقع المدحُ من دونه
وإن قيل جاوز حدَّ الكذب
ويقصر عنهُ رداء الثناء
ولو يرتديه سواه انسحب
معين الندى ماء معروفه
يجمُّ إذا ماءُ عرفٍ نضب
بعيدُ المدى أبداً يبتغي
من النفع والضرِّ أعلى الرتب
صريحُ المقال صريح الفعال
صريح النوال صريحث النسب
صفاتٌ يدور عليها المديح
مدارَ الكواكب حول القطب
دعوناه بالجود من بعد ما
بلوناه في كلِّ بدء وغب
فقد يمنح القذَّ من لا يشحُّ
وقد يهب البدر من لا يهب
وليس الكريمُ الذي يبتدي
بنعماه لكنهُ من يرب
فتى ً يفعلُ المكرماتِ الجسام
ويسترهنَّ كستر الريب
توسط مجدَ بني المغربيّ
كما وسط القلبُ بين الحجب
همُ أورثوا الفضل أبناءهم
وغابوا وفضلهم لم يغب
كذا الشمسُ تغشي البلادَ الضياء
فإن غربت أودعته الشهب
ملوا بالنوال أكفَّ الرجالِ
وبالمأثرات بطون الكتب(78/17)
أبا قاسم حزتَ صفو الكلام
وغادرتَ ما بعدهُ للعرب
فليس كلامك إلا النجومَ
علوت فناثرتها من كثب
رأيت الفصاحة حيثُ الندى
وهل ينظم الروض إلا السحب
وقد شرفَ الغيثُ إذ بينهُ
وبين بنانكَ أدنى نسبْ
وأرعن أخرسَ من كثرة ال
لغاتِ بأرجائه واللجب
يلاقي النجومَ بأمثالها
من البيضِ من فوقه واليلب
إذا واجه الشمسَ ردّ الشعاع
وإن واجه الريح سدّ المهب
ثنيتَ بأرقشَ ذي ريقة ٍ
تجلى الخطوبُ به والخطُب
يبينُ لهُ القلب عما أجنَّ
ويسعده الدهرَ فيما أحب
أشدُّ مضاءً من المرهفاتِ
إذا حلها أجلٌ مقترب
إذا ما جعلتَ لهُ لهذماً
من النقس طال الرماحَ السُّلُب
وطالت به مفخراً أنها
وإياهُ في الأصلِ بعضُ القصب
تقلّمُ أقلامكَ الحادثا
تِ قسراً وتهتمُ نابَ النّوب
فمن مبلغٌ مصراً قولاً يعمُّ
ويختص بالملك المعتصب
لقد كنتَ في تاجه درّة ً
فعوّض موضعها المخشلب
إذا سدّ موضعها لم يسدْ
وإن ناب عن فعلها لم ينب
إذا اغترب الليثُ عن خدرهِ
غدا الشاء يرتعُ فيه العشب
أتيتك ممتدحاً للعلاء
ولم آت ممتدحاً للنشبْ
ولو شئت أدركت أن الجوا
د في السلم غيرُ منيع السلب
وقد كنت أثني عنان المديح
عن الناس أجذبهُ ما انجذب
أأُعطي المهنّد منلا يميزُ
بين الفرندْ وبين الخشب
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> الحلم أولى بمن شابتْ ذوائبهُ
الحلم أولى بمن شابتْ ذوائبهُ
رقم القصيدة : 59355
-----------------------------------
الحلم أولى بمن شابتْ ذوائبهُ
والحمد أحرى بمن دامتْ تجاربهُ
والمرءُ من لم يضقْ ذرعاً بنائبة ٍ
ولا يرى الهول إلا وهو راكبهُ
أبا العلاء الذي جلت مآيبه
من قبل قصدي لهُ درت سحائبه
لولا المطهّر ما تهدي أناملهُ
إلى العفاة لعافَ الشعرَ صاحبهُ
يجود عوداً وبدءاً قبل تسألهُ
فإن سألتَ فنلْ ما أنت طالبهُ
إن أخلفَ المزنُ لم تخلفْ أناملهُ
أو أمسك الغيثُ لم تمسك مواهبهُ
مباركُ الوجه ميمونُ النقيبة
وهابُ الرغيبة معدومٌ ضرائبهُ(78/18)
يريك فيبدءات الرأي أحسنَ ما
تأتي به بعد أحوالٍ عواقبهُ
يا كاتباً جرت الأقدار حين جرت
أقلامهُ في الورى شاعتْ مناقبهُ
قضت على المال للعافي أناملهُ
كما قضت في أعاديه قواضبهُ
وواجداً ُطرُقاً للحمد واصفه
وعادماً طرقاتِ الذمِّ عائبهُ
لا يغفل الخير ما لاقيت غرتهُ
بحيث حلّ ولا تدجوغياهبهُ
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> إن الحمولَ غداة َ غربة غربِ
إن الحمولَ غداة َ غربة غربِ
رقم القصيدة : 59356
-----------------------------------
إن الحمولَ غداة َ غربة غربِ
ولّت بأحسن سافرٍ ومنقّب
فخلستُ منها لحظة ً فكأنني
أبصرتُ لمعة كوكبٍ متصوبِ
ولحظنني فكأنما انفجرتْ لنا
تلك البراقعُ عن جآذرِ ربرب
ونثرنَ من صدف الجفون لبيننا
درّين بين مضرس ومحبب
دانينَ غزلانَ الصريمة ِ فالتقى
في الروض غير مربربٍ بمربرب
وإذا ارتقين إلى عوارض تلعة ٍ
بسمتْ بدر من أقاح أشنب
ولثمنَ نوّارَ الأقاحي غدوة ً
بألذ في الأفواه منه وأعذب
والطلّ يجري كلَّ مقلة ِ نرجس
من فوق خدّ شقائقٍ لك معجب
أبصرتُ ملعبها القديمَ فدلّني
نشرث العبير الوردُ نحو الملعب
فوقفتُ فيها ذا لسانٍ أعجمٍ
عن ذكر ما ألقى ودمع معرب
أبكي ويبكي من يعنف في الهوى
حتى أؤنّب في البكاء مؤنبي
ودموعنا صنفان صنفٌ ساكبٌ
يجري وآخر حائرٌ لم يكسب
عذبُ المطال لأنهُ من عندها
ولو انهُ من غيرها لم يعذُب
إن يحظني كلفٌ به فإلى جوى
أو يحظها بينٌ فنحو تجنُّب
إن الحجازَ على تنائي أهله
ناهيك من بلدٍ إلي محببِ
فسقاهُ منهمرُ السحاب كأنهُ
يدُ جعفرِبن محمد بن المغربي
فردٌ يردّ شعاعَ طرفك ضوؤه
فيظلّ محتجباً وإن لم يحجب
هو نهبة ٌ للمعتفين فإن بدا
لك مالهُ وأطقت نهباً فانهبِ
سمحُ الخلائق والطرائق حظّهُ
مما حواه دونَ حظّ الأجنبي
بالجودِ من فضلٍ لديك مشرّقٍ
أبداً ومالٌ في البلادِ مغرّب
لهجُ اللسان لزائريه بمرحبٍ
إن الندى عنوانهُ في مرحب
قد أخصبت هممي به ولربما(78/19)
أنزلتُ طارقها بوادٍ مجدب
غربت خلائقهُ وأغرب واصفٌ
فيهِ فأغرب مغربٌ في مغرب
فكأنه في كلّ معركة ٍ لهُ
ليثٌ بدا في فعله المتغضّب
طابتْ محامده فطاب وإنما
تزهى العلى بالطيب ابن الطيّب
ليس الدخيلُ إلى العلى كمعرق
ورثَ العلى بأبٍ كريم عن أب
يفتضّ أبكارَ المعاني قائلاً
أو كاتباً ويديمُ هجر الثيّب
متيقظ أخثى عليهِ إذا ارتأى
من رأيهِ المتوقّد المتلهب
لما كملّتَ نطقتُ فيك بمنطق
حق فلم آثم ولم أتحوّب
حتى لو ان الدهر ظلَّ مصادمي
لهددتُ منكبهُ الشديدَ بمنكبي
في كفه قلمٌ ينوبُ بحدّه
عن حدَّ كلّ مثقفٍ ومشطبِ
قلمٌ أقام ولفظهُ متداولٌ
ما بين مشرق شمسها والمغربِ
ويفضُّ ختم كتابهِ عن كتبهِ
كالدرِّ إلا أنهُ لم يثقبِ
لله آل المغربي فإنهم
كنزُ الفقيرِ ونجعة المتأدب
وإليهم لو أنصف الناس انتهتْ
شعب الفصاحة ِ وابتدت في يعربِ
أهل الفصاحة والصباحة والرجا
حة والسماحة والكلام المعرب
شهروا بفضلهم وهل يخفى على
ذي ناظر شية الصباحِ الأشهب
لو يسترون نفوسهم قال النّدى
لشواهدِ العلياء قومي فاخطبي
قوم لهم صدرُ الدسوت إذا همُ
جلسوا وإن ركبوا فصدرُ الموكب
لم تخلُ أرضٌ منهم من صيّبٍ
وسماءُ مجدٍ منهم من كوكب
ومهذبون مهذبون ولن ترى
في النائبات مهذّبا كمهذَّبِ
كهف اللهيف وروضُ مرتاد الندى
وغنى الفقير وأوبة المتغرب
وأبو عبيد الله درّة تاجهم
وسوادُ ناظرهم وقلبُ المقنب
ولو ان إنساناً من الناس ادّعى
لهم الفضائل كلها لم يكذب
هم حلّة ُ المجدِ القديم وجعفرٌ
ما بينهم مثلُ الطراز المذهب
يا طالبَ الرزق الجليل ومن غدا
في الناس راجي الفضل من متطلب
لا تطلبنّ الرزق إلا منهمُ
فإن استربت بما أقول فجرّب
كيف التأخّرُ عنهم ولقاؤُهم
من بعد تقوى الله أنجح مطلب
Webstats4U - Free web site statistics
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> ألمَّ وليلى بالكواكب أشيبُ
ألمَّ وليلى بالكواكب أشيبُ
رقم القصيدة : 59357(78/20)
-----------------------------------
ألمَّ وليلى بالكواكب أشيبُ
خيال على بعد المدى يتأوبُ
ألمَّ وفي جفني وفي جفن منصلي
غراران ذا نوم وذاك مشطب
أعاصي الهوى في حال نومي ويقظتي
فسيّان عندي وصلها والتجنّبُ
لحى الله قلبي ماله الدهرَ عاكفاً
عليها ومن شأن القلوب التقلب
ثوى برهة في ثاية الحي وانبروا
فولوا به في جانب الظّعن يجنبُ
لها مقلة ٌ في رؤية العين مقلة ٌ
وإن جربت فهي الحسام المجرّب
وأسودها في القلب أسود سالخ
وأبيضها في الجسم أبيض مقضب
وما سقم جفنيها بضائر طرفها
إذا صح غرب السيف فالجفن معطب
ولم أنسها تصفرُّ من غربة النوى
كما اصفرّ وجه الشمس ساعة تغرب
فقد شفّ من تحت البراقع وجهها
كما شفّ من تحت الجهامة كوكب
يبين ويخفى في السراب كأنه
سنا درّة في البحر تطفو وترسب
أُقلّت وقد حفّ الحسان بها كما
أحاط بسفعاء الملاطم ربرب
فلما أتوا روضاً يرفُّ تبسمت
أقاحيه فيه استبشروا ثم طنّبوا
وضاحكن نوّار الأقاحي فقال لي
خليلي أي الأقحوانين أعجب
فقلت لهُ لا فرق عندي وإنما
ثغورُ الغواني في المذاقة أعذب
ألم ترني أصبحتُ ممن يروقه
سنانٌ خضيب لا بنان مخضّبُ
يساعدني في الروع أبيضُ صارم
وفي ثغرِ الموماة وجناء غلّب
أظلُّ بأجواز الفلاة كأنني
عليها عقاب وهي تحتي مرقب
وتشكل أغفال الطريق بحمرة
من الدم في أخفافها حين تثقب
وإني وإن أصبحتُ بالشام ثاوياً
أحنُّ إلى أرض الحجاز وأطرب
محببة نحوي تهامة مثلما
إلى هبة الله العلاء محبب
ديارٌ يطيب العيشُ فيها وإنهُ
لدى ابن على ٍّ إن تأملت أطيب
حسام له من حيث ما شيم مضربٌ
غمام لهُ من حيث ماشيم صيبُ
لقد أنجبتْ آباؤهُ إذ أتت به
وكم من نجيبِ سيد ليس ينجبُ
ألائمهُ في الجود لا تعذلنّهُ
على طبعه فالطبع أولى وأغلبُ
له غرة ٌ للبشر فيها ترقرقٌ
يرحب بالعافين قبل يرحّب
ولم يستفدْ بالمدح ما ليس عنده
وهل ينفع التحجيل من هو أشهب
أرى المدح ينبو عنهُ حتى كأنه
وحاشاه يهجي بالمديح ويثلب(78/21)
ينوط نجادي رأيه وحسامه
بصدر كمثل البرّ بل هو أرحب
فيفري بسيف البأس وهو مجرَّد
ويفري بسيف الرأي وهو مغيب
ويرهب في تعبيسه وابتسامه
إذا ابتسم الصمصام فهو مقطّب
يردُّ أديم الأرض أشقر من دمٍ
إذا لفّه بالخيل أشقر مقربُ
أغرّ كأن الوجه منه مفضض
وما قارب الأرساغ فهو مذهّب
يعوم به في غمرة الحرب سابحٌ
يقرّب بعد الهمِ حين يقرّب
ويصدق في الهامات إيماض سيفه
على أن ايماض الصوارم خّلب
كأن سنان الرمح سلكٌ بكفه
وجمع أعاديه الجمانُ المثقّبُ
وتشكره أقلامهُ ساعة الرضى
وتشكره أرماحه حين يغضب
له قلم فيه المنّية والمنى
ومنه العطايا والرزايا تشعّبُ
إذا كان في يمناه نابَ عن الظبى
وهل ينثني في إصبع الليث مخلبُ
تريك المعالي أن وفدك محسنٌ
إليك وما تحوي يمينك مذنب
فكم طيّب تفني وعلياء تقتني
ومكرمة ٍ تؤوي ومال تغرب
أبا قاسم قلدتني منك أنعماً
أقصّر عن شكري لها حين أطنب
ولو كان لي في كلّ منبت شعرة ٍ
لسانٌ فصيح في مديحك يعرب
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> قفوا جددوا عتباً على من لهُ العتب
قفوا جددوا عتباً على من لهُ العتب
رقم القصيدة : 59358
-----------------------------------
قفوا جددوا عتباً على من لهُ العتب
فكم راغب في الصفح ممن لهُ الذنب
فقوا عرجوا عوجوا على ذي صبابة
بأحشائه نارٌ تأجج لا تخبو
حمى النوم عن عينيَّ ذكرُ ظبا الحمى
فبان الكرى عنها ولم يبن السكب
ألا في سبيل الله دهرٌ فجعته
تباكرني فيه المدامة ُ والشرب
وعيرانة ٍ زيّافة تحذفُ الحصى
غريريّة ٍيغتالها القيد واللصب
طواها الردى واجتاحها لازم السّرى
فلم يبق فيها لا عنيق وجذب
قطعتُ عليها بالدياجي وبالضحى
وفي حومة التهجير والآل منصبُّ
إلى بلد ذلت لعزّ ملوكه
ملوكُ البرايا والأعاجم والعُربُ
به طيئٌ طالت على مضر ولن
تقومَ لها في الحرب تغلبها الغلب
أشاد لها مجداً تليداً مؤبداً
وشرّفه الخرصان والمرهف العضب
إذا أقبلت أفراسه نحو جحفل(78/22)
تقدّمها الإقبال والخوف والرّعب
وإن بنت الأعداء أمراً رماهمُ
صباحاً بخيل لا تردُّ ولا تكبو
عليها رجالٌ طيّبون إذااعتزوا
فمعنٌ أخ والخال أكرم به كعب
سرى بهمُ نحو السراة وقد طغوا
وساقوا إمام الدين وهو لهم قطب
فصبّحهم في دارهم شرّ صبحة ٍ
عليهم وقد والاهم الطعن والضرب
أباد حماة القوم واجتاح أرضهم
ولولاه لم يطرق لمعقلهم خطبُ
وقد علم المولى الإمام بأنهُ
أخو عزمة ٍ خدّامها السبعة الشهب
بحبل أبي الذوّاد أصبحتُ ممسكاً
وحسبي به إن كان ينفعني الحسب
فذاد الردى عنّي تتابعُ رفده
وأرغم حسادي حباه الذي يحبو
فأصبحت في نعماء غادٍ ورائحٌ
تروح بي الوجنا وتغدو بي الصّهب
فدونكها من شاعر لك ناشر
مناقب طيّ حيث لا ينشر الثلب
قواف زهت لما بمدحك وشحتْ
على الدّر والياقوت فهي بها قلبُ
إذا أنشدت في ناد قوم أكارم
يخروّن للأذقان إن ذكرَ الربُّ
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> خليليَّ قد طال الكرى بكما هبّا
خليليَّ قد طال الكرى بكما هبّا
رقم القصيدة : 59359
-----------------------------------
خليليَّ قد طال الكرى بكما هبّا
فقد مرّ ريعانُ القطا بكما سربا
ورقّت حواشي الليل واعتلّتالدجى
وعاد النّدى تندى مدامعهُ صبّا
كأن السرى والصبح يرقص بالفتى
فؤاد جبان فوجئ الخوف والرعبا
وقائلة ما أنسَ ولا أنسَ قولها
وقد نثرت من جفنها لؤلؤاً رطبا
عذيرك من مفجوعة ٍ قد تركتها
لصرفِ النوى من غير جرم بها غضبى
أمامك مَن مِنْ دون قرواش في الوغى
تنال به من عتب أيامك العتبا
فقلت وقد قامت وأطراف كفها
بردني ودمعي مثلُ أدمعها سكبا
ذريني أشم أنواءه ثم كاثري
بمالك حاشاه القطر والسحبا
همام معاذ الله لو مدّ طرفه
إلى الشمس إكراماً لها لزهت عجبا
ترى حولهُ بيض اللهى ودمَ العدى
وسمر العوالي والمطهمة َ القبّا
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> وليل كسا الآفاق ثوبَ ظلامه
وليل كسا الآفاق ثوبَ ظلامه
رقم القصيدة : 59360(78/23)
-----------------------------------
وليل كسا الآفاق ثوبَ ظلامه
وآلى يميناً في الإقامة يمكثُ
ثويت وقلبي فيه للهمّ حلفة
أكابده والخوف بالنفس يعبثُ
أصبّر روحي لا تراعي بل اصبري
سيدركهُ نورُ الصباح فيحنثُ
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> لو جادهنَّ غداة رمنَ رواحا
لو جادهنَّ غداة رمنَ رواحا
رقم القصيدة : 59361
-----------------------------------
لو جادهنَّ غداة رمنَ رواحا
غيثٌ كدمعي ما أردن بارحا
ماتت لفقدِ الظاعنين ديارهم
فكأنّهم كانوا بها أرواحا
ولقد عهدتُ بها فهل أرينّهُ
مغدى ً لمنتجع الصّبى ومراحا
بالنافثات النافذات نواظراً
والنافذين أسنّة وصفاحا
وأرى العيونَ ولا كأعين عامر
قدراً على القدرِ المتاح متاحا
متوارثي مرض الجفونِ وإنما
مرضُ الجفون بأن يكنَّ صحاصا
من كان يكلفُ بالأهلة فليزر
ولديْ هلالٍ رغبة ً ورباحا
لا عيب فيهم غيرُ شحِّ نسائهمْ
ومن السماحة ِ أن يكنَّ شحاحا
طرقتهُ في أترابها فجلتْ لهُ
وهناً من الغررِ الصّباح صباحا
وبسمنَ عن برَدٍ تألّف نظمهُ
فرأيتُ ضوء البرق منهُ لاحا
أبرزنَ من تلك العيونِ أسنة ً
وهززنَ من تلك القدود رماحا
يا حبّذا ذاك السلاح وحبّذا
وقتٌ يكون الحسنُ فيه سلاحا
بيضٌ يلحّفها الظلام بجنحه
كالبيض لحفها الظَّليمُ جناحا
ما عندهنّ العيشُ إلا جنّة ٌ
صاغَالوليُّ لنورها مفتاحا
يلثمن فيها الأقحوانَ بمثله
عبثاً وإعجاباً به ومراحا
وتميلهن من الصبا أنفاسها
فتخالُ أنفاسَ الرياح الراحا
يتركن حيث حللن وهو لطيمة ٌ
مما نثرنَ به العبيرَ فطاحا
يهدي ثراه إلى البلاد وربما
حيّت برياهُ الرياحُ رياحا
عجنا به هلكى فأهدتْ ريحهُ
أصلاً إلى أجسادنا الأرواحا
أبصرت وصلَ الغانياتِ خديعة ً
فرأيتهنَّ وإن حسنَّ قباحا
واعتضت من طرفي الطموح إلى الصبا
طرفاً إلى فلك العلى طمّاحا
أهوى الفتى يعلي جناحاً للعلى
أبداً ويخفض للجليس جناحا
وأحبُّ ذا الوجهين وجهاً في الندى(78/24)
ندياً ووجهاً في اللقاء وقاحا
وفلاً كأعمار النّسور مسحتها
بيد المطيّة ِ أعيت المساّحا
خاضت غمارَ سرابها فكأنها اب
ن الماء خاض لصيده الضحضاحا
وإلى ابن عبد الواحد القاضي ارتمت
بلداً كساحة ِ صدرهِ فياحا
شكلتْ مناسمها الطّريق بحمرة
نقباً فأوضحت الفلا إيضاحا
فأتته قوساً فوقها من ربّها
قدح إذا كان الرجال قداحا
مغبوطة بهزالها في قصده
ومن المفاسدِ ما يعدن صلاحا
قد صيغَ من كرمٍ فلو يدُ باخل
لمستهُ فاضت بالنوال سماحا
وكذاكَ ينقلبُ الظّلامُ بأسره
نوراً إذا ما جاور المصباحا
لو مسَّ من إقباله حجراً جرى
ماءً على ظهر الثرى طفّاحا
فازرع رجاءك كلّهُ بفنائهِ
فإذا زرعتَ فقد حصدت نجاحا
يرمي الكتيبة بالكتابِ إليهمُ
فيرونَ أحرفهُ الخميسَ كفاحا
من نقشه دهماً ومن ميماته
زرداً ومن ألفاته أرماحا
ساست أقاليمَ الورى أقلامهُ
فأجمَّ أطرافَ القنا وأراحا
يمججن ريقاً إن أردتَ جعلته
شهداً وإن أحببتَ كان ذباحا
ما زال هذا الثغرُ ليلاً دامساً
حتى طلعتَ لليله إصباحا
فجلتْ لهُ الأيامُ بعد عبوسها
وجهاً كوجهك مشرقاً وضاحا
وحكمت في مهج العدو بحكمة
قرنت برأيك غدوة ورواحا
فسفكتَ ما كان الصلاحُ بسفكهِ
وحقنتَ بعضَ دمائه استصلاحا
فوفودُ شكرِ المسلمينَ وغيرهم
تأتي إليك أعاجماً وفصاحا
غادرتَ أسد بني كلاب أكلباً
إذ زرتهموزئيرهنّّ نباحا
فنسوا النساء ودمّروا ما دبروا
ورأوا بقا أرواحهم أرباحا
يتلو هزيمهمُ السنانُ كأنهْ
حرّان يطلبُ في قراه قراحا
والسُّمرُ قد لفّتهمُ أطرافُها
لفاً كما اكتنف البنان الراحا
فمعفَّرٌ حسدَ الحياة َ وهاربٌ
حسدَ الرُّفات القبر والصفّاحا
حتى إذا اقتنت القنا أرواحهم
قتلاً وفرقت الصّفاح صفاحا
رفعوا أصابعهم إليك ونكّسوا
أرماحهم فثنينَ منك جماحا
وتركتَ أعينهم بصورٍ في الوغى
صوراً وقد جاحَ الورى ما جاحا
فغدوتَ قد طوّقتَ حمدك حامداً
ومقلداً قلدتَ منهُ وشاحا
شاء المهيمنُ أن تسير مشرفاً(78/25)
حلباً فقيّضَ ما جرى وأتاحا
وأردت إصلاح الأمورِ فأفسدت
فنهضت حتى استحكمت إصلاحا
كانوا يرونك مفرداً في جحفلٍ
ووراء سورٍ إن نزلت براحا
إنَّ النفيس إذا أبيح أبى لهُ
عزُّ النفاسة أن يكون مباحا
انى ترومُ الرومُ حربك بعدما
صليت بحربكَ محرباً ملحاحا
لم يرمِ قطُّ بك الإمامُ مراده
إلا جلوتَ عن الفلاح فلاحا
ولقد غدوتَ أبا الحسين لجيشهِ
للقلب قلباً والجناح جناحا
للعرف عرفٌ نشرهُ في سرّه
كالمسك مهما ازداد صوتاً فاحا
وأخ دعوتك بعدَ طولِ نعاسهِ
فارتاع نحو الجرس ثم ارتاحا
نازعتهُ فيك القوافي فانثنى
فكأنّما نازعتهُ الأقداحا
مدحاً يصدّقه فعالكَ آنفاً
إن الكريمَ يصدِّق المدّاحا
ولو ارتقى شخصُ امرئٍ كمحله
يوماً لصافحتِ النجوم صفاحا
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أرحتُ نفسي من عداتِ الملاح
أرحتُ نفسي من عداتِ الملاح
رقم القصيدة : 59362
-----------------------------------
أرحتُ نفسي من عداتِ الملاح
لليأس روحٌ مثل روح النجاح
وربما حكمتُ في مهجتي
نشوانَ من ماء الصبا والمراح
وكيف لا تدركهُ نشوة ٌ
واللحظ راحٌ وجنى الريق راح
لو لم تكن ريقتهُ خمرة ً
لما تثنّى عطفهُ وهو صاح
يبسمُ عن ذي أشرٍ مثلما
يلتقطُ الظبيُ بفيه الأقاح
تهدي الصّبا رياه من روضة ٍ
تطلُّ أحياناً وحيناً تراح
أنيقة ٌ يجمع أرجاؤها
بيضَ المقاصير وبيضَ الأراح
ولو درى مسرى الصّبا نحوها
سدَّ من البخل مهبَّ الرياح
كم مرة أعجزنا حلّهُ
فساقهُ النوم إلينا سفاح
أفلتهُ مني وقد صدّتهُ
برقدة ٍ صوتُ منادي الفلاح
تسلبنا اليقظة ُ ما زفّه
لنا الكرى من كلِّ خود رداح
فنحن في نومٍ وفي يقظة ٍ
بين دنو منهم وانتزاح
وموقفٌ لولا التقى لالتقى
فيها نجادي ونظامُ الوشاح
قلتُ لخليّ وثغورُ الربى
مبتسماتٌ وثغورُ الملاح
أيهما أحلى ترى منظراً
فقال لا أعلم كلٌّ أقاح
كيف رجوعي في الهوى بعدما
خلعتهُ خلع رداءٍ فطاح
وانجاب عن فوديَّ ليلُ الصّبى(78/26)
لكلِّ ليلٍ مدلهمٍّ صباح
فازورّت البيضُ بأبصارها
مطروفة ً عيني وكانت صحاح
من كان يهواك لشيءٍ مضى
إذا مضى عنك تولى وراح
وخلة ٍ أظهرَ ما أضمرتْ
سيري فقالت اقلى ً واطراح
وانحل سلكُ الدمع من جفنها
فشجّت الخمر بماءٍ قراح
وليس يمضي عزمتي لو درتْ
مغرٍ ولا يعطفها قولُ لاح
لو علمت أن العلى في السّرى
قالت على الرشد انحُ ما أنت ناح
آليتُ أستسقي سوى منصلي
إن الغوادي يمرادي شحاح
المجد شرب لم يزل ماءه
مرقرقاً فوق صفاح الصفاح
لكلِّ معتاد ضرابَ العدى
من فوق معتاد ضرابَ اللقاح
يديرُ والموتُ لهُ فاغرٌ
طرفاً حيياً فوق طرف وقاح
ينصلُ في الطعن حراب القنا
كأنها ألسنة ٌ في الجراح
يعتصب المجدَ على نفسه
وقد يبيح الطعنُ غيرالمباح
ومجهلٍ مشتبهٍ طرقهُ
كأنما هنَّ خطوطُ مراح
يسعدني فيه وفي غيره
ذوو صدورٍ كفلاة ٍ فساح
كأنما أشباحُ أنضائنا
قسيُّ نبعٍ وكأنّا قداح
حتى اجتلينا بعد طول السّرى
بغرّة ِ الكامل وجهَ الصباح
فقال لي صحبي أبدرُ السّما
فقلتُ لا بل هو بدرُ السماح
هل يقبلُ الضيمَ فتى ً حبُّه
في الكفر والاسلام حيُّ لقاح
ينبيك عن سؤدده بشرهُ
مخايلُ السؤدد خرسٌ فصاح
صعبٌ أبيُّ النفس سهلُ الندى
إن المعالي شدّة ٌ في سماح
تذكّرُ التيجانُ آباءهُ
به وتلك القسمات الملاح
إذا رأتهُ قلقتْ هزة
كأنما في كلِّ تاج جناح
تبكي لكسرى وتراي ابنهِفهل ترى التيجان منه على بدرٍ لبدر التمِّ منه افتضاح يختمُ ما استفتحَ آباؤهوللعُلى خاتمة ٌ وافتتاحقد عَدلَ الدهر باعلائهوكلُّ ما في الدهر ظلمٌ صراحواصطلح الناسُ على فَضْلِهواختلفوا بعدُ فليس اصطلاحشَرّفتُ نفسي بامتداحي لهُفقد تعجَّلتُ
فيستحيل الارتياع ارتياحسقط بيت منص إلى ص
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> لست في بينها الغداة بلاحِ
لست في بينها الغداة بلاحِ
رقم القصيدة : 59363
-----------------------------------
لست في بينها الغداة بلاحِ
ما على النفس في التقى من جناح(78/27)
تبعتها أرواحنا فتولت
بقطار عريٍ من الأرواح
واستقلت يوم النوى فرمتها
حدق القوم من جميع النواحي
طرفها سائفُ الملاحظ رامٍ
رامحٌ عامل بكلّ السلاحِ
أقرح الدمعُ خدّها فرأينا
خمرة ً شعشعتْ بماءٍ قراح
فترشفتُ ريقها فكأني
أرشف الطل من رياض الأقاحي
ثم أبقى النجادُ بالضم منها
في مجال الوشاح مثلَ الوشاح
كلّ يوم حدابها تقصد الروض
بروض من الوجوه الصباح
فتراهنَّ في الهوادج يلمعن
كمثل السلاف في الأقداح
إنما هذه العيونُ السقيما
تُ سقامٌ لذي القلوب الصِّحاح
لا يغرنّك لين صعب قيادي
فعلى قدره يكون جماحي
كم هوى ً قد تركتهُ مثلَ سطرٍ
قد محاه من الصحيفة ماح
وظلام قطعته بظليم
كورهُ قائم مقامَ الجناح
فاجتلينا منه بوجه أبي القا
سم وجه المنى ووجه الصباح
صافحتْ منه أنملاً نشأتْ بي
ن صرير الأقلام والأرماح
فكفاني صرفَ الزمان بكفٍّ
خلقت من مكارمٍ وسماح
وصلتٍ بالندى بنانُ أبي القا
سم قبل اتصالها بالراح
لا تلمه في الجود فالجود عضوٌ
من يديه فما له من براح
مرح بالنوال نشوانُ منه
إن للجود نشوة ً كالراح
فهو في سكرة ٍ من الجود صرفاً
ليس منها إلى القيامة صاح
لم يخب ظنُّ آملٍ فيه إلا
أن تكون الظنون غير النجاح
لو أتتهُ الركبانُ تمتاحهُ النفس
وحاشاه أن يقول أشاحي
ما رأينا في الجود كابن عليٍّ
أحداً يشتهي صفاحَ الصفاح
ويزور الوغى بطرفٍ حيي
أن يرى هارباً وطرفٍ وقاح
ويردّ الرايات بالدم تحكي
لهبَ النار في نسيم الرياح
ثم أيدٍ لهُ طوال إذا ما
خطرت بالرماح مثل الرماح
في قبيل تراهم في متونِ الخي
ل كالريش في متون القداح
سبطة ٌ سمحة ٌ على المال يجري
فيضها بالسماح لا بالسلاح
فهو يختال بين عرضٍ منيع
من مقال العدى ومال مباح
من أياديه رائحات اغتباقي
ومن الغاديات منهُ اصطباحي
منه مالي ورحلتي وعدادي
وجوادي وحلتي وسلاحي
ولهُ مهجتي وشكري ونشري
واعتدادي بفضله وامتداحي
من يتاجر مثلي يجده جواداً
برؤوس الأموال والأرباح(78/28)
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> طرقت خيالاً بعد طول صدودها
طرقت خيالاً بعد طول صدودها
رقم القصيدة : 59364
-----------------------------------
طرقت خيالاً بعد طول صدودها
وفرتْ اليك السجن ليلة عيدها
أنّى اهتدت لا التيهُ منشؤها ولا
سفحُ المقطم من مجرّ برودها
في ليلة ليلاء ألزم فضلها
بيضَ الليالي أن تدين لسودها
حقُّ الليالي البيض قسمُ سوادها
خالاً وخالاً زينة لخدودها
أسرتْ إليه من وراء تهامة ٍ
وجفاه داني الدرِّ غيرُ بعيدها
مستوطناً دارَ البنود وقلبهُ
للرعب يخفق مثلَ خفق بنودها
دارٌ تحط بها المنونُ شباكها
فتروحُ والمنجاب حلّ صيودها
فتعثرت بعرى الأداهم فالتقى
جرسان جرسُ حليها وحديدها
قيد وسلسلة وأدهمُ مصمتٌ
محنُ الكرام عظيمة ٌ كصفودها
وتأوهت عن زفرة لو صادفت
حجراً جرى ماءً لفرطِ وقودها
وأصاب درُّ الدمع لؤلؤ ثغرها
ثم استفاض قبلَّ درّ عقودها
فعففتُ ثم ولو هممتُ بضمّها
منعتْ من استقصائه بنهودها
ما صحَّ من تلف الحياة ضجيعها
لكن ألاح وصحّ من تنكيدها
بثّ الفضائل خلفه وأمامه
ففناءُ مهجته كمثل خلودها
كالشمس تودع في الكواكب نورها
فتنوبُ للسارين عن مفقودها
محنٌ قد احتشدتْ وقلبٌ واثقٌ
بالله والزيديّ في تبديدها
بفؤاد أسرتها ودرّة تاجها
وسوادِ ناظرها وبيتِ قصيدها
بأغرَّ يحسده أفاضلُ عصره
قدرُ الفضيلة ِ مثل قدرِ حسودها
حاشا من اعتمدت عليه دولة ٌ
من أن يضيق بفكّ بعض عبيدها
ولربَّ مصطنع يداً تقليدهُ
صدرَ الحسام أخفُّ من تقليدها
وأراه لا يرضى بفعل صنيعة ٍ
حتى يتابعها كفاءَ حدودها
صلة ُ اللهيف هي الصلاة ُ بعينها
وتمامها بركوعها وسجودها
والله لو ضمن الرُّقاد حميته
عيني فما اكتحلت بطيبِ هجودها
ونظمتُ أجفانَ العلى لجبينها
نظماً وأسفلها إزاء خدودها
وصفدتُ نفسي بالوفاء وضيقه
إن الوفاء لمن أشدَّ قيودها
ولقيتُ نعمتهُ بأحسن خلة
تلقى بها النعماءُ عند ورودها
حزتُ العلاء إفادة ً وولادة(78/29)
فأعنت طارفَ رتبة ٍ بتليدها
إن المآثرَ كالخضاب نصولها
عجّل إذا لم تسعَ في تجديدها
نفسُ الشريف كحلّة ٍ موشية ٍ
فإذا تناهت طرزت بجديدها
وإذا اعتبرت فروعهُ بأصوله
أيقنت أنّ دخانهُ من عودها
ومحاسن الأشياء في تركيبها
طوقُ الحمامة ِ خلقة في جيدها
وفضائلُ الإنسان تتبع أصلهُ
قطع الصّوارم تابعٌ لحديدها
أدنى بنيها من ولادة خامل
لا ينسلُ الأشبالَ غير أسودها
تفديك طائفة ٌ إذا ما فوخرت
فزعتْ إلى أجداثها ولحودها
لغوٌ كحرف زيدَ لا معنى لهُ
أو واو عمروٍ فقدها كوجودها
وأعدتَ ما بدتْ جدودك من على ً
سبحان مبديها بكمُ ومعيدها
يا ابن الأئمة من قريش دعوة ً
نظمت دعاويها بسلك شهودها
دلّتْ عليك فأجزأت عن غيرها
يغني اشتهارُ الحال عن تحديدها
إن كان أولادُ الوصيّ كواكباً
فاعلم بأنك أنت سعدُ سعودها
نقلتْ فضائلهم إليك كأنها
زرجونة ٌ نقلت إلى عنقودها
أنضيع نفساً أنت من تامورها
وصميمها كالجزء من توحيدها
جعلتكَ واسطة إلى منجاتها
وأباك واسطة ً إلى معبودها
لا أبخل الأيام بخلاً بعد ذا
حسبي بأنك نفحة ٌ من جودها
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> إن كنت تصدق في ادعاء وداده
إن كنت تصدق في ادعاء وداده
رقم القصيدة : 59365
-----------------------------------
إن كنت تصدق في ادعاء وداده
فافككهُ من أسر الهوى أو فاده
لا تمحُ بالهجران نورَ وصاله
فصميم حبك في صميم فؤاده
وأمتهُ بالهجران قبل مماته
وأعده في الإسعاف قبل معاده
رفقاً بهٍ فهو الجموح إذا أبى
شيئاً فلا يغررك لين قياده
زوّدهُ من نظر فأقنع من ترى
من كان لحظ العين أكبر زاده
لا أنت عند اليسرمن زواره
يوماً ولا في العسر من عواده
أرأيت سيفاً غيرَ لحظك صارماً
يفري رقابَ القوم في أغماده
أمضى اللحاظ أكلّهن وكلما
أكللت لحظك زدتَ في إحداده
إن الهوى ضدُّ العقول لأنهُ
ضريت جآذرهُ على آساده
وافى إليّ كتابهُ عن نبأة
كانت بعاداً مردفاً لبعاده
أفدي الكتاب بناظري فبياضه(78/30)
ببياضه وسواده بسواده
يا عاذل المشتاق دعه بغيه
إن أنت لم تقدر على إسعاده
أرواك فقدانُ الهوى وبقلبهِ
ظمأ إلى عذب الرّضاب براده
وأظن عين سعادَ قد قلبت له
هاءً فكلّ سهاده بسعاده
يخفي ضراماً من هواها مثلما
يخفي ضرامَ النار عودُ زناده
فتهاجر الأجفان آخر عهده
يومَ الفراق بظعنهم ورقاده
تسعى صروفُ الدهر في إصلاحه
يوماً وطولُ الدهر في إفساده
أبداً يجيل الطرف في أمثاله
صوراً وفي الأفعال في أضداده
وإذا جفاك الدهرُ وهو أبو الورى
طرّاً فلا تعتب على أولاده
فلأنهضنَّ بجحفلٍ فرسانهُ
من سمرة ٍ ونحافة ٍ كصعاده
ولأقضينَّ الدهر غيرَ مقصرٍ
ما كان أسلفنيه من أحقاده
بل كيف تخطيني العلى وأنا امرؤٌ
أرتاد عاريهن من مرتاده
يا صاح إنّ الدهر قدّم بالغنى
وعداً فما أدناك من ميعاده
هذي طرابلسٌ وما دون الغنى
إلا نداؤك بالحسين فناده
شفع ابن حيدرة ٍ على ثانيه في
هذا الزمان وكان من أفراده
بأبي محمد الذي تأوي العلى
ما بين قائم سيفه ونجاده
بمهذَّب صعب الإباء حرونه
في حقّه سلس الندى منقاده
متجلّلاً ثوب الرئاسة معلماً
ببهائه ووفائه وسداده
سالمهُ ما كانت حياتك مغنماً
فإذا مللتَ من الحياة فعاده
حاز العلاء بجِدّه وبجَده
فاختال بين طريفه وتلاده
لم يجعل الآباءَ متّكلا ولا
آباؤه اتكلوا على أجداده
نزقٌ يعدُّ المجدَ بيتَ قصيده
والمطل مثل زحافه وسناده
يثني النوال إذا أتاه بمثله
إن النوال يلذُ في ترداده
ما العرف إلا جوهرٌ فجمعتهُ
في العقد معنى ليس في أفراده
ما إن حسبت الخيل تألف ضيغماً
حتى تبدّى فوق ظهر جواده
يكسو المدجَّج مجسداً بدمائه
فيعود منهُ بضد لون حداده
والبيض من تحت الغبار كأنها
جمرٌ تألقّ في خلال رماده
والمجد تحت ظبى السيوف يحوزه
من كان رقع حدادها كجلاده
كم جحفل غادرتَ فيه وديعة ً
قصباً من الخطّي في أجساده
صدرتْ صدور قناك تشكر ريها
منهً وكان الوردُ في إيراده
أما الإمام فشاكر لك أنعماً
عمّتْ جميعَ عباده وبلاده(78/31)
فأنرت ما سدّت أكفُّ جياده
وهتكتما نسجت يدا زراده
كم طرزتْ أرضُ العدوّ دماً إذا
طرزتَ طرسك نحوهم بمداده
خفَّفتَ بالأقلام عن أرماحه
وبمحكم الآراء عن أجناده
ياذا الذي يعدي اليراع بفعله
وبفضله وببأسه وبآده
كذب المبخّل للزمان وأنت من
جدوى أنامله ومن أرفاده
أبداك فرداً وابتغى لك في الورى
مثلاً فلم يقدر على إيجاده
لما علوتَ الناسَ جدتَ عليهمُ
والطّودُ يقذف ماءه بنفاده
تبغي صيانة ما حويت ببذله
في خفية ٍ وبقاءه بنفاده
تخفي نداك وليس يخفى والنّدى
كالمسك يهتف ريحهُ بزناده
حيّاك من ذي سؤدد ورعاك من
أحياك واسترعاك أمر عباده
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أتروم تغطية َ الهوى بجحوده
أتروم تغطية َ الهوى بجحوده
رقم القصيدة : 59366
-----------------------------------
أتروم تغطية َ الهوى بجحوده
ونحولُ جسمك من أدلِّ شهوده
هيهات تستر منهُ فجراً واضحاً
من بعدما صدع الدجى بعموده
قد قلتُ إياك الحجازَ فإنهُ
ضريتْ جآذره بصيد أسوده
وأردت صيد مها الحجاز ولم يسا
عدك القضاءُ فصرت بعض صيوده
يا سائلي عمن هويت وحالتي
ما حالُ مفقود الفؤاد عميده
قد كان يرجفُ في ليالي وصله
قلبي فكيف يكونُ عند صدوده
قلبٌ تزيدُ بماء جفنيَ نارهُ
وهجاً فكيف الرأي في تبريده
لم ترض في قتلي سهام لحاظهِ
عمداً فأتبعها رماحَ نهوده
لما رأى لحظات طرفي رتعاً
تجني شقيقاً من رياض خدوده
سدل اللثام وصدَّ عني شارداً
ونأى فأسهر مقلتي بشروده
لا حظّ لي في قربه وبعاده
عدمُ البخيل وفقده كوجوده
قطع التنفُّسُ عقده من غمة ٍ
ظلّت تردّدُ في سواد وريده
وبكى لفرقتنا فواقاً فالتقى
درّان درُّ دموعه وعقوده
وجلا كمثل البدر في تدويره
وضيائه والفجر في توريده
يا ليته جعلَ القطيعة َ موعداً
منهُ فيخلفها كخلف عهوده
أخفي هواه وهو نارٌ مثلما
يخفي الزنادُ ضرامهُ في عوده
أبصرتهُ في رفرف من جيشه(78/32)
من كلّ مضطمر الحشا أملوده
يلتفُّ نورُ الأقحوان بمثله
في ريحه وبياضه وقدوده
فصنعن عندي منّة ً فجحدتها
نيلَ الغواني شكره بجحوده
يحففن أغيدَ يقتني داءَ الهوى
ويروح بين مروطه وبروده
حسنُ الشمائل أوحدٌ في حسنه
كمحمّد بن سلامة ٍ في جوده
البحر بعضُ حدوده والفضلُ بع
ض شهوده والنصرُ بعض جنوده
تبدو أماراتُ الكريم بوجهه
من بشره وحيائهِ وسجوده
أضحى قريبَ الجود منبعثَ الجدا
نفسي فداءُ قريبه وبعيده
ومكرّماً للوافدينَ ومالهُ
وفدٌ وليس مكرّماً كوفوده
وإذا أراد أثاب في طلبِ العلى
والمال عند مضيهِ وعتيده
يربي على جهد الكرام كثيرهُ
ويزيد فوق كثيرهم بزهيده
أبواعهم في المجد مثل ذراعه
وقيامهم في الفضل مثل قعوده
وعلى مقادير الرجال فعالهم
قطعُ المهنّد تابعٌ لحديده
قد هذَّبتْ إقليمهُ أقلامهُ
وانقاد سيّده انقياد مسوده
قطُّ العدى في قطّها ومدادها
مدُّ الحياة ِ لخلّه ووديده
نبل إذا ما راشها ببنائه
ورمى أصاب صميم قلب حسوده
بيض الأماني في بياض كتابه
وكذا المنايا سودها في سوده
وعجبتُ من قلم بيمناه ألمْ
يغرقهُ بحرُ بنانه بمدوده
لم يقتنع بالمجد عن آبائه
وهمُ فما اقتنعوا بمجدِ جدوده
أولى البرية أن يسمّى ماجداً
من كان طارف مجده كتليده
حيّاك من أحيى العلى بك مثلما
نشر الندى بك وهو بين لحوده
لو كان هذا الدهرُ شخصاً ناطقاً
أثنى عليك بنثره وقصيده
ينبي سلامك وابتسامك عن ندى ً
وكذا الغمامُ ببرقه ورعوده
ما زال هذا الدهرُ بين مناحس
حتى طلعتَ فكنتَ سعدَ سعوده
ثق بالإله فكلّ أمر أنت في
تأسيسه فالله في تشييده
قد كان فضلك موهماً لعطائهِ
فالآن بشرك موقنٌ بمزيده
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> ألمتْ ودوني من تهامة بيدها
ألمتْ ودوني من تهامة بيدها
رقم القصيدة : 59367
-----------------------------------
ألمتْ ودوني من تهامة بيدها
وعهدي بها عني كثير صدودها
يمانية ٌ للبدر شبّه وجهها
وللظّبي منها مقلتاها وجيدُها(78/33)
سرت تستزيد الودَّ بيني وبينها
وهل ليَ ودّ غيرها فأزيدها
ألمت وصحبي بين شعب رَمت بهم
ولي هممٌ في رفعة ٍ أستزيدها
وقد علقوا أنضاءنا برؤوسهم
ولو خليت كان الكلالُ قيودها
وساعدها في النوم بيضٌ أوانس
قصار الخطى سود السوالف غيدها
تضّوع منهن العبيرُ كأنما
أتتك بفأر المسك غبّاً برودُها
أغضُّ من الرود الجنيّ خدودها
وأرشق من غصن الرياض قدودها
فكم من يدٍ أولينني فجحدتها
وشكر أيادي الغانيات جحودها
سل الله تهويم الكرى ليس غيره
لعل الكرى يوماً إليك يعيدها
أيا حبذا أرضُ العراق وحبذا
تهائمها من أجله ونجودها
على أنهم بانوا وبين جوانحي
هوى مثل لذع النار شب وقودها
ولم أنسها يوم النوى وقد التقى
جمانان جاري دمعها وعقودها
لها مبسمٌ تحكي المساويك إنه
بعيد الكرى عذبُ الثنايا برودها
فدع ذكر سعدى إن فيك بقية ً
ألا إنما يبغي المها من يصيدها
أترضى بعيش المقترين وهذه
أناملُ نور الدولة انهلّ جودها
دعا جودُ ذي العزّين هوجاءَ لم تزل
من اليمن الأقصى نداهُ يقودها
فجاءته مكتوباً على حُرِّ وجهها
حرامٌ إلى غير الأمير وخيدها
سليل ملوك من ذؤابة عامرٍ
ترجّى عطاياها ويخشى وعيدها
تخرُّ لهُ الأملاك في الأرض سجّداً
وقلّ لهُ تعفيرها وسجودها
إذا ما ابتدا يوماً بنعمى أعادها
ويا رُبّ مبدي نعمة ٍ لا يعيدها
يحنُّ إلى أسمائهِ كلُّ منبر
فلو يستطيع اهتزّ واخضر عودها
يدافع عن أحسابهابنوالهِ
ويحملُ عن أسيافها ما يؤودها
ويردي أعاديها بكلّ كتيبة ٍ
يرد عيونَ الناظرين حديدُها
هو البحر إلا أنهُ طاب وردهُ
وكم من بحار لا يطيبُ ورودها
رأيت الورى لو زار آل مسيّب
لقاسمه درَّ الرَّضاع وليدها
تقرّ عقيلٌ بل نزارٌ بفضلهم
ولو أنكرتْ يوماً أقرّتْ جلودها
ملوك أضافت ما اجتبت بسيوفها
وزادت على ما أورثتها جدودها
يلوحُ ضياء الملك فوق جباهها
إذا خفقت راياتها وبنودها
فلو كان جودُ المرء يخلدُ ربه
لدام على رغمِ العدوِّ خلودها(78/34)
غيوثٌ ولكن قطرها المال والندى
ليوثٌ ولكنَّ الملوك صيودها
لقد بلغت كعب مناها وربُّها
يتمُّ لها نعماءها ويزيدها
ودانَ لهُ شرقُ البلاد وغربها
وذلَّ لهُ شمسُ الملوك وصيدها
فكم صعدت خطابها كلّ منبر
ولولاكم والله قلّ صعودها
أتى العيد فاسلم ألفَ عام بمثله
فأنت لأبناء المظالم عيدها
إذا ما حللتَ الأرض غابت نحوسها
وأقبل من كلّ الجهات سعودها
وكيف يحلِّ الجدبُ أرضاً تحلها
وكفُّك غيثٌ لا يزال يجودها
فكم ليلة سرنا إليك سوارياً
سواءٌ عليها ميلها وبريدها
ومالت ركاب القوم بالنوم فالتقت
مناكبُ أبناء السُّرى وخدودها
وغنى مغنّينا بمدحك مثل ما
عوى بشرورى آخر الليل سيدها
وقد وعدتني النفس عندك بالغنى
فأخلق بها أن لا تخيب وعودُها
ولولاك ما جبنا الفلاة ولا انطوى
لأنضائنا طيّ الرداء بعيدها
سأكسوك من مدحي على النأي حلة
يدوم على مرّ الجديد جديدها
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أرى دهري تفضل واستفادا
أرى دهري تفضل واستفادا
رقم القصيدة : 59368
-----------------------------------
أرى دهري تفضل واستفادا
بنابغة ٍ نسيتُ بها زيادا
وحين أتاك ذاك أفاد هذا
فانسى من أتاك لمن أفادا
وما أعني سواك أباعليّ
فكن حيثُ اشتهيتَ تكن مرادا
فإن أغزلت كنتَ لها وشاحاً
وإن أجزلت كنت لهُ نجادا
بهرت فلو تبينُ على حسود
لقال بغير شهوتهِ أجادا
سمت بك همّة ٌ لم ترضَ حتى
غدا فلكُ النجوم لها جوادا
يكون لها الهلالُ اليوم نعلاً
وفي عشر يكون لها بَدادا
أتاني عنك ذكرٌ لو تأدّى
إلى الأموات كان لها معادا
ثناءٌ أم ثنايا أقحوان
تبسمُّ غب أدمعها فرادى
حظيتَ به فكنتَ هناك قُساً
وكان الناس كلهم إيادا
حثثتُ إليك في ميدان طرسي
من الألفاظ مضمرة جيادا
ولو أسطيع كان بياضُ عيني
لها طرساً وأسودها مدادا
وقد أسستَ مكرمة ً فشيّد
فمثلك من إذا أبدى أعادا(78/35)
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> بدا البرق من نجدٍ فحن إلى نجد
بدا البرق من نجدٍ فحن إلى نجد
رقم القصيدة : 59369
-----------------------------------
بدا البرق من نجدٍ فحن إلى نجد
أيا بارقاً ماذا نشرت من الوجد
وما حنَّ من وجدٍ بنجدٍ وإنما
يحنّ إلى نجد لمن حلّ في نجد
سقى العهد من هند عهادٌ من الحيا
ضحوك ثنايا البرق منتحبُ الرعد
يحلّ عقود القطر بين معاهدٍ
تحلُّ بها من قبل دريّة العقد
فتاة ٌ أرى الدنيا بما في نقابها
وألقى بما في مرطها جنة َ الخلدِ
هي الشمس تخفى الشمسُ عنها إذا انتمتْ
قضاعية ُ الأخوال فهرية ُ الجدّ
دجوجية الفرعين شمسية الرُّوا
كثيبية الأردافِ خوطية القدّ
وناظرة من ناظريْ أم جؤذرٍ
خذول به أو مقلتي رشأ فرد
من الورد خداها من الدرّ ثغرها
على أن ريّاها من العنبر الورد
تظل تعاطيك المنى من مقبّلٍ
بأعذب من خمرٍ وأطيب من شهد
ألا قاتل الله الحمامَ فإنها
بكتْ فشجت قلباً طروباً إلى هندٍ
وما ذكره هنداً وقد حال دونها
قنا الخطّ أو بيضٌ رقاقٌ من الهند
وأسدٌ على جردٍ من الخيل ضمَّر
وهيهات من يحميك أسداً على جرد
ويهماء تكبو بين أورادها القطا
ويوهي السّرى فيها قوى الضّيغم الجلد
مطوّحة ٌ لولا الدراريُّ ما درى
دليلٌ بها كيف السبيلُ إلى القصد
سباريتُ ما فيهنَّ زادٌ لراكبٍ
سوى ما حوتْ فيها الأداحيُّ من الربد
على أنه لو جارت الريحُ ربدها
لكلّت لغوباً عن نعام بها ربد
كيهماءَ كلّفتُ المطيَّ اعتسافها
إلى الشّرف العالي إلى الكرم العدِّ
إلى القمر الهادي إلى ابن مفرّج
إلى الحسب الزاكي إلى الكوكب السعد
إلى السيف سيف الدولة الملك الذي
تبيت ذُرى أبياته مألف الحمد
إلى الأسد الضّرغام في حومة ِ الوغى
إذا احمرَّ من غاب القنا حدقُ الأسد
من الأجأئيين الذين جيادهمْ
بأحياء من عاداهم أبداً تردي
نجومُ بني قحطان في طخية ِ الدُّجى
إلى عددٍ عدٍّ وألسنة ٍ لدِّ
وجأواءَ رجراجية ٍ أجائية ٍ(78/36)
حبتها يدا داود بالحلق السّرد
لها من حديد الهند كلُّ معلل
بماء الرّدى ماضي الغرارين والحدّ
ومن أسلات الخطّ كلُّ مديدة ٍ
تروقك بالنّبراس ذاتُ شبا عرد
ومن نسل زاد الركبكلُّ مطَّهم
حباه سليمانُ بنُ داودَللأزد
لفقت بأخرى كلَّف الضمر ربها
بسمر القنا والبيض قرع صفا صلد
فلما تداعت بيتها وشعارها
فكان لديها الموتُ أحلى من القند
دعوتَ لها من سرّ معن فوارساً
تلذّ المنايا لذّة العيشة ِ الرّغد
فنكرٌ بذي نكر إذا مااستحى الفتى
وعرفٌ لآمال امرئ لك مستجد
أمحمودُ قد أحسنتَ أحسنت منعماً
وما أنا للإحسان مستحسنٌ وحدي
فعش للعلى فالعزّ مستضعف القوى
وما بحرك الفيّاض مستنزف الرفد
ولكنني أشكو أموراً تركنني
يتيماً ومن أكناف عزّي على بُعد
أخا الهم لا أدري من الهم والأسى
أأكتم ما بين الجوانح أم أبدي
وإني إلى الفهم الذي لك أشتكي
هموميَ من طول اغترابي ومن كدي
فذو العلم من ذي الفهم في كلّ راحة
ولكنه من ذي الغباوة في جهد
ومن يجمع الفهم الذي لك في الندى
فذاك الذي لم يكبُ في مدحه زندي
عقيدَ الندى والحادثاتُ كثيرة ٌ
ومثلك مدعوٌّ لحادثة إدِّ
أليس عجيباً أنّ شخصكم الذي
أريدُ به عزّي أريق به رفدي
وأعجب من هذاك أن أبا الندى
بدا عنهُ إقصار وما ذاك عن قصد
فواعجباً هلاّ تفرّد مجدكم
بغرّاء يبقى ذكرها سمراً بعدي
بمكرمة إن قلت فيها قصيدة ً
نظمتُ بنظميها قلائدَ للمجد
فإن قلت ردّوني إلى الشرق لم يكن
عليكم من الأشياء أيسر من ردّي
وإن قلت سدُّوا خلّتي وخصاصتي
فأمثالكم سدُّوا الخصاصات بالرفد
أما منكم أوس أما حاتمٌ لكم
وما لهما ندّ ومالك من ندّ
أما بكم الأمثال تضربُ في الندى
أما أركبُ الآمال نحوكم تحدي
أما عم أهلَ الحزن والسهّل جودكم
أما مالكم يغدو على الجود يستعدي
أما ركزت أرماحكم حيث شئتمُ
أما كلّ منْ شئتم سيوفكم تردي
أما مذحجٌ فيكم أما الأزد أزدكم
أما لكمُ كلبٌ وأسد بني فهد
أما تبَّعٌ سارت إلى الصّين خيلهُ(78/37)
أما حميرٌ شادتْ حصونَ سمرقند
أما قاد قابوساً أسيراً لتبعّ
أما شدّ كبلاً كعبهُ أيما شدّ
أمالكم أنصار دين محمدٍ
سراة بني قيس ورهط بني سعد
ألستم بجندٍ للنبيّ ورهطه
فبورك من رهط وبورك من جند
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> ألمت بنا بعد الهدوّ سعادُ
ألمت بنا بعد الهدوّ سعادُ
رقم القصيدة : 59370
-----------------------------------
ألمت بنا بعد الهدوّ سعادُ
بليل لباس الجو منهُ حداد
ألمت وفي جفني وجفن مهنّدي
غراران ذا سيفٌ وذاك رُقاد
فما برحت حتى تجلّى لي الدجى
كما فارق العضبَ الحسام غماد
وحدَّق بالليل الصباحُ كأنه
بياضٌ بعين والظلامُ سواد
أناة ٌ كمثل الشمس نوراً وعادة ً
ففيها دنوٌّ مطمعٌ وبعاد
فإن ترني أخفي هواها تجلداً
فيا ربما أخفى الضّرامَ زنادُ
ولم أنسها والبينُ يجري دموعها
على مشرقٍ للعين فيه مرادُ
يروقُ بدمع اللّهو والحزن خدُّها
فماعنه طرفٌ إن رآه يحاد
وإن سفحت بالكحل دمعاً فخدُّها
من النور طرسٌ والدموعُ مداد
بها مرضٌ في لحظها وهو صحة ٌ
ولكن مريضُ اللحظ ليس يعاد
أليس عجيباً أن تصيدَ قلوبنا
مهاة ٌ وعهدي بالمهاة تصاد
سقاها إذا ما المزنُ أخلفَ أرضها
بنانٌ عليَّ إنها لعهاد
أغيثُ جداه الماء لا شيء غيره
كغيثٍ جداه طارفٌ وتلاد
بنانٌ على بذل المواهب سبطة ٌ
ولكن على قبض الرماح جعاد
يجول به في الحرب نهدٌ كأنهُ
عقاب ولكنّ الجناح بداد
وقد خضبت أسيافه فكأنها
من الدم جمرٌ والغبار رماد
لهُ كرمٌ كالبحر يزداد كلما
يرجّى فما يخشى عليه نفاد
عصيتُ إليه النفس حتى أتيتهُ
ففزتُ وعصيانُ النفوس رشاد
وأعلقت أسبابي بمختص دولة
غراس الأماني في ذراه حصاد
بأبلج سوقُ الحمد ينفقُ عنده
وفي سوقه إلا لديه كساد
تُهزُّ يمينُ الملك منه مثقفاً
يقيه لسانٌ كالسّنان حداد
لهُ حملاتٌ في المكارم مقدماً
إلى جوده والمكرمات طراد
لقد نشر الطيمومُ أموات طيّئٍ
بعليائه والمجد حيث يشاد
فإن لم يعد من مات منهم فذكره(78/38)
وذكر الفتى قبل المعاد معاد
رأيت علياً في الفضائل كاسمه
علياً لهُ شمُّ الجبال وهادُ
فإن شاركوه باسمه فلربّما
يشارك باسمٍ ناطقٌ وجماد
بصيرٌ بترك الجود في مستحقه
وما كلّ من يُعطي الجزيل جواد
لقد زدتَ هذا الدهرَ حسناً وهيبة
كأنك في صدر الزمان نجاد
فلو صوّر الله البريّة واحداً
لصوَّرهم جسماً وأنت فؤاد
حملت العلى بالجود حتى اقتنصتها
وللمجد وحشٌ بالنوال يصاد
فقد سُدت طيَّاً وهي للناس سادة
وكلّ جوادٍ سيّد سيساد
وطيُّ عمادُ الناس في كلّ موطن
وأنت لها يا ابن الكرام عماد
تقودُ ذرى قحطان آل مفرّجٍ
ولو لم يكن آل المفرّج قادوا
إذا أسسوا شادوا وإن وعدوا وفوّا
وإن بدؤوا في المكرمات أعادوا
أفادوا مديحي واستفدت ثوابهم
وكلّ مفيدٍ إن رأيت مفادُ
رأيتُ العلى شخصاً وقحطانُ وجههُ
وطيّ لهُ عينٌ وأنت سواد
إليك فرتْ بي كلَّ فقر ومهمهٍ
مضمّرة ٌ مثل العَلاة سناد
ثنى الفقرُ من اخفافها فكأنما
عليهنَّ من ماء الدماء جساد
وعاذلة ٍ قالت تأنّ فربما
يروقك بعضُ النبت وهو كباد
فقلت لها كفي فآل مفرّج
بحار ندى والعالمون ثمادُ
يعلِّل ظني منْ أبوه مفرج
إلا إن أولاد الجياد جياد
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> ألا هل لعهد العامريّة جاحدُ
ألا هل لعهد العامريّة جاحدُ
رقم القصيدة : 59371
-----------------------------------
ألا هل لعهد العامريّة جاحدُ
وعنديَ من صدق المودة شاهدُ
حكى لك عني أنني متبغّض
فلا تسمعي ما قال فيَّ الحواسد
فوالله ما الإعراض عنك ملالة ً
أأسطيع إعراضاً وشوقيَ زائد
ولكنْ حذاراً من وشاة ٍ عيونهم
علينا وإن أبدت هجوداً رواصد
أناديك من شوق إليك وصبوة
وما بين دارينا مدى متباعدُ
وكم سرتُ في طرق السّلو فلم أجد
سبيلاً وضاقت في هواك المقاصد
وكم طلبت عيناي في الناس ماجداً
كريماً فناداني الندى ليس ماجدُ
سوى من عليه الحمدُ وقفٌ وعنده
بلوغُ المنى إن جاء يرجوه قاصد
أبا الفضل عبد الله يابن محمدٍ(78/39)
على وجهه للمكرماتِ شواهد
لهُ في سماء الفخر من طيب أصله
وإحسانه في المعتفين مشاهد
كريم على أبوابه النُّجح ثابتٌ
إذا مرّ عنها وافدٌ جاء وافد
وما خيّب الدهر الخؤون لطالبٍ
ولاذَ بها إلا أتتهُ الفوائد
عليها ازدحام للعفاة وحولها
على كلّ فترٍ للعفاة موارد
لئن نام عن جدوى أبي الفضل طالبٌ
فما جوده عما يحاولُ راقد
تكادُ تناجيه بأعذب منطقٍ
على الخلق من حسن الفعال المحامد
ومن لم يكن يعطى الخلود فإنه
بحمد الورى في الدّهر لو مات خالد
عوائدهُ ألا يخيّب سائلاً
فيا حبّذا في الناس هذي العوائد
أبا الفضل إن الشعر عندك نافقٌ
وعند الذي سامى علّوك كاسد
إذا ضلت القصَّاد عن حوض ماجد
يكونُ لها من مكرماتك راشد
وإن عدلَ المحرومُ عنك فإنه
إذا حالفَ الإقبال نحوك عائد
أرى الغيثَ مفقوداً من الدهر برهة ً
وجودك باقٍ مالهُ الدَّهر فاقد
يزيد على فيض البحار انسكابهُ
وعدّتها سبعٌ وإنك واحدُ
ولو مات هذا الجودُ يا ابن محمدٍ
فأنت له دون البريّة والد
ترفعتَ عن مدحِ الأنام جلالة
فسارت بشرّ الحمد عنك القصائد
فنجمك في برجِ السّعادة بالغ
ومجدك في أعلى المنازلِ صاعد
نفوسُ الورى تهواك يا ابن محمدٍ
فما لك في إحسانِ كفّك حاسد
إذا رُمتُ أن أُثني عليك بصالح
فما ليَ في خلق الإله معاند
وإن رمتُ أن أُ ثني عليك بغيره
فماليَ في كلّ الأنام مساعد
فدم سالماً يا ابن المنيع مجدّداً
فلا طرقتكَ الحادثاتُ الشدائد
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> حازكِ البينُ حين أصبحت بدراً
حازكِ البينُ حين أصبحت بدراً
رقم القصيدة : 59372
-----------------------------------
حازكِ البينُ حين أصبحت بدراً
إن للبدر في التنقُّل عذرا
فارحلي إن أردتِ أو فأقيمي
أعظم الله للهوى فيَّ أجرا
لا تقولي لقاؤُنا بعد عشر
لستُ ممن يعيشُ بعدكِ عشرا
كلما قلتُ قد تنكّر َقلبي
من هوى خلّة ٍ تعلَّقَ أخرى
همُّهُ كلّ غادة ٍ يشبه اللؤُ
لؤُ منها لوناً ولفظاً وثغرا(78/40)
ذات وجه يجلو لك الشمس وهناً
تحت فرع يُدجى لك الليل ظهرا
حدرَ الدمعُ كحلها فوقَ خدٍّ
كان طرساً في الحسن والدمع سطرا
إنّ يومَ الفراق غيرُ حميدٍ
ردَّ جزع العيون بالدمع دُرّا
منع الغمض حين أمسى وأضحى
سالكاً بين كل جفنين بحرا
كل جفن يرى أخاهُولا يس
طيعَ خوضاً ولا يصادف عبرا
ولعهدي بعاذل لي فيها
ظلَّ يوم الفراق ينشُد صبرا
سائلاً سائلَ المدامع لما
نهرتهُ أجرى لهُ النهر نهرا
إنّ خُلفَ الميعاد منك طباعٌ
فعدينا إذ تفضَّلتِ هجرا
وسقامُ الجفون أسقمني في
ك فليت الجفونَ تبرا فأبرا
هل أعارت خيالك الريح ظهراً
فهو يغدو شهراً ويرتاح شهرا
زارني في دمشق من أرض نجدٍ
لك طيف أسرى ففكك أسرى
فاجتلينا بدورَ نجدٍ بأرض ال
شام بعد الهدوّ بدراً فبدرا
وأراد الخيال لثمي فصير
تُ لثامي دون المراشفِ سترا
فاصرفي الكأس من رضابك عني
حاشَ لله أن أرَشَّف خمرا
ولو أن الرضابَ غيرُ مدامٍ
لم تكوني في حالة ِ الصّحو سكرى
قد كفانا الخيالُ منك ولو زر
تِ لأصبحتُ مثل طيفك ذكرا
قد قطعتُ الزمان عوماً وخوضاً
وجرعتُ الخطوب حلواً ومراً
وتبينتُ الدهر حتى لو ارتا
بَ بأمر شفيتهُ منهُ خبرا
فإذا العيشُ في الغنى فإذا فات
ك فالحظْ بعينيك العيشَ شزرا
عدَّ ذا الفقرَ ميِّتاً وكساهُ
كفناً بالياً ومأواهُ قبرا
وإذا شئت معدناً من نضار
فاشهرِ البتر إن في البتر تبرا
واجنب الخيل فوق كل نجاة ٍ
تكتسي بالسراب طوراً وتعرا
كلما مرّت الركابُ بأرضٍ
كتبت أسطراً من الدّم حمرا
ثم أتبعتها الحوافرَ نقطاً
فغدت تنقري لمن ليس يقرا
تتبارى بكلِّ خبتٍ رحيب
يشبه ابن الحسين خلقاً وصدرا
لو تكلّفنهُ خيالات حبٍّ
أصبحت بينهُ لواغبَ حسرى
فإذا قابلت محمداً العيس
فقبّل مناسمَ العيس شكرا
إنّ أمراً حدا إليهِ ركابي
هو بي محسنٌ ولو كان شرا
من إذا شمتَ وجههُ بعد عسر
قلبَ اللهُ ذلك العسرَ يسرا
وإذا قلَّ نيلهُ كان بحراً
وإذا ضاقَ صدرهُ كان برّا
وإذا فاض في نوالٍ وبأس(78/41)
غرّق الخافقين نفعاً وضرّا
بأس من يأمن المنية في الحرب
وجدوى من ليس يحذرُ فقرا
ملكٌ بشرهُ يبشِّرُ راجي
هِ وللغيث قبل يمطرُ بشرى
عبّر البشر منهُ عن عتق أصل
إن في الصارم العتيق لأثرا
صحّة من ولادة ٍ عنونتهُ
بحروف من النّبوة تقرا
فلهُ رؤية ٌ تقود إليهِ
طاعة العالمين طوعاً وقسرا
هو بعض النبيّ والله قد صا
غ جميع النبي والبعض طهرا
وابن بنت النبي مشبههُ عل
ماً وحلماً واسماً وسراً وجهرا
نسب ليس فيه إلا نبيٌّ
أو إمامٌ من العيوب معرّى
ضمنت راحتاهُ جوداً معيناً
فهو يزدادُ حين ينزح عذرا
يتبع الرمح أمره إن عش
رين ذراعاً بالرأي تخدم شبرا
ولديه دنياً لمن رام دنيا
ولديه أُخرى لمن رام أُخرى
قسمت باعهُ العلا فغدى لل
يُمن يمنى منهُ ولليسر يسرى
أقفل الحلم سمعهُ عن قبيح
إن في أكثر الوقار لوقرا
مستبد إذا استمدّ برأيٍ
يترك الليل بالإضاءة فجرا
وإذا راش بالأنامل منهُ
قلماً واستمدَّ ساءَ وضرَّا
قلم دبَّر الأقاليمَ حتى
قال فيه أهل التناسخ إمرا
مدت العمر مدّة منه في السلم
وأخرى في الحرب تبترُ عمرا
وترى في شباته الرُّزء والرز
ق وفيها البوارُ والبرُّ مجرى
ظفراً في يد الأماني تلقاهُ
وتلقاهُ للمنيّة ظفرا
لا تقيم الأموالُ عندك يوماً
فإلى كم يكون مالك سفرا
أنصف المال من نوالك يا منْ
بيديه أمر المظالم طرّا
حرتَ في بذله وأحكامك العدل
فإن كان قد أساءَ فغفرا
ترتقي الدّست والمنابرَ والخي
ل فتختالُ كلُّها بك كبرا
لو جرت في المنابر الروحُ ظلت
من سواكم عيدانها تتبرّا
كلما اعتاق همتي بحرُ يأسٍ
مدَّ من فوقهِ رجاؤك جسرا
والتقى بي في كل أرضٍ ثناء
لك أهدى من النجوم وأسرى
وعجيبٌ أنّي اعتمدت بنظمي
أحسن العالمين نظماً ونثرا
فكأني حبوتُ داودَ درعاً
بعدما ليَّنَ الحديد وأجرى
ومن الشعر في الحضيض حضيضٌ
ومن الشعر في الكواكب شعرى
وادّعائي للنّقد عندك لغوٌ
أنت أهدى لما يقال وأدرى
أنت بحرُ الندى فلا زلتَ مدّاً(78/42)
لا رأينا بساحل لك جزرا
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> صددت إذ عادَ روضُ الرأس ذا زهر
صددت إذ عادَ روضُ الرأس ذا زهر
رقم القصيدة : 59373
-----------------------------------
صددت إذ عادَ روضُ الرأس ذا زهر
الشيبُ عندكِ ذنبُ غيرُ مغتفر
لا درّ دُرّ بياض الشيب إن لهُ
في أعين الغيد مثلُ الوخز بالإبر
سواد رأسك عند الهائماتِ به
معادلٌ لسوادِ القلب والبصر
قد كان مغفرُ شعري لاقتير لهُ
فصيرتهُ قتيراً صبغة الكبر
أهتز عند تمني وصلها طرباً
وربّ أمنية ٍ أحلى من الظَّفر
تجني عليَّ وأجني من مراشفها
ففي الجني والجنايات انقضى عمري
أهدى لنا طيفها نجداً وساكنهُ
حتى اقتنصنا ظباء البدو في الحضرِ
يخنسنَ بين فروج المعلمات كما
يكنسنَ بين فروع الضّال والسّمرُ
فبات يجلو لنا من وجهها قمراً
من البراقع لولا كلفة ُ القمر
وراعها حرُّ أنفاسي فقلت لها
هواي نارٌ وأنفاسي من الشرر
وزاد درَّ الثنايا درُّ أدمعها
فالتفَّ منتظمٌ منهُ بمنتثر
فما نكرنا من الطّيف الملمِّ بنا
ممن هويناهُ إلا قلة َ الخفر
باتت تبيحُ لنا مالا تجودُ به
من الرّضاب اللذيذِ البارد الخصر
فسرتُ أعثر في ذيلِ الدّجى ولهاً
والجوُّ روض وزهرُ الليل كالزّهرِ
وللمجرّة ِ فوق الأفق معترض
كأنها حببٌ يطفو على نهر
وللثريا ركودٌ فوق أرحلنا
كأنها قطعة ٌ من فروة النمر
وأدهمُ الليل نحو الغرب منهزمٌ
وأشقرُ الفجر يتلوهُ على الأثر
كأن أنجُمهُ والصبحُ يُغمضها
قسراً عيونٌ غفت من شدّة السّهرَ
فروَّع الشّربَ لما ابتلّ اكرعهُ
في جدول من خليج الفجر منفجر
ولو قدرتُ وثوبُ الليل منخرقٌ
بالصبح رقّعتهُ منهنَّ بالشعر
قالت أنساك نجداً حبُّ مطرف
فقلت خبركِ يغنيني عن الخبرَ
أخذتِ طرفي وسمعي يوم بينكم
فكيف أهوى بلا سمع ولا بصر
وقد أخذتِ فؤادي قبلُ فاطلعي
هل فيه غيرك من أنثى ومن ذكر
فإن وجدت سوى التوحيد فيه هوى
إلا هواك فلا تبقي ولا تذري
بيضاء يسحب ليلاً حسنهُ أبداً في(78/43)
الطول منه وحسن الليل في القصر
يحكي جنا الأقحوان الغضّ مبسمها
في اللونِ والريح والتفليج والأشر
لو لم تكن أقحواناً ثغرُ مبسمها
ما كان يزدادُ طيباً ساعة َ السحرِ
لها على الغيد فضلٌ مثل ما فضلت
كفّا الرئيس أبي عمرو على المطر
وهبهُ باراهما في غزر نيلهما
فهل يباريهما في الجود بالبدر
ذو صورة أفرغَ الرحمنُ صيغتها
في قالب المجد لا في قالب البشر
وماء وجه ينبّي عن صرامته
إن الفرند دليلُ الصّارم الذكر
بحرٌ ولكنهُ تصفو موارده
والبحر منبعثٌ بالصفو والكدرَ
لا تنكرنَّ نفيساً من مواهبه
فليس يُنكر قذفُ البحر بالدّرر
صعبُ الإباء ذليلُ الصفح مبتعد ال
محلّ داني الندى مستحكم المرر
يامن يرومُ لهُ شبهاً يشاكلهُ
لقد طلبت محالا ليس في القدر
فمجده ونداه المحضُ في حضر
ومالهُ وثناهُ العض في سفر
يزيد معروفهُ بالستر منزلة
كما يزيد بهاء الخود بالخفر
ترى مياه الندى تجري بأنمله
ترقرقَ الماءِ في الهنديّة البتر
عرفتُ آباءه الشمَّ الكرامَ به
كذاك يعرفُ طيب الأصل بالثمر
قوم علواو أضاؤوا الأفق واتصلت
أنواؤُهم كفعال الأنجم الزُّهر
قد كنت أهواهُ تقليداً بمخبره
فصرت أهواهُ بالتقليد والنظر
وكنتُ أُكبره قبل اللقاء لهُ
فازددت للفرق بين العين والأثر
لا غروَ أن سمح الدهرُ البخيل به
وطالما فاضَ ماء النّهر من حجر
جاد الزمان فأعطى فوقَ قيمته
وربما جادت الأصدافُ بالدّرر
يحل من كلِّ مجدٍ شامخ وسطاً
توسط العين بين الشَّفر والشَّفر
لولاهُ لم يقضِ في أعدائه قلمٌ
ومخلب الليث لولا الليثُ كالظفر
فيه المنى والمنايا كالشجاع به الدرّيا
ق والسمُّ جمّ النفع والضرر
ما ضرّ إلا وضلت بيضُ أنصله
في الهام أو سمُر الأرماح في الثغر
وغادرت في العدى طعناً يحفُّ به
ضرب كما حفّت الاعكان بالسّررَ
يارُبَّ معنى ً بعيدِ الشأو أسلكه
في سلكِ لفظٍ قريبِ الفهم مختصر
لفظاً يكونُ لعقد القول واسطة ً
ما بين منزلة الإسهاب والخصر
إن الكتابة سارت نحو أنملهِ(78/44)
والجود فالتقيا فيه على قدر
تردّ أقلامهُ الأرماحَ صاغرة ً
عكساً كعكس شعاع الشمس للقمر
يجلو بياضَ المعاني سودُ أحرفها
إن الظلام ليجلو رونق السّحر
وفي كتابك فاعذر من يهيمُ به
من المحاسن ما في أحسن الصُّورِ
الطرسُ كالوجه والنوناتُ دائرة ٌ
مثلُ الحواجبِ والسيناتُ كالطُّررِ
تحكي حروفك لا معنى مواقعها
وليس كل سوادٍ أسود البصرِ
وليس كل سوادٍ بصّ أسودهُ
فيما سوى العين معدوداً من الحورَ
ولا يعدّان في عين امرئٍ حوراً
إلا إذا اجتمعا فيها على قدر
فرّغتَ نفسك للأحرار تغرسهم
وهمُّ غيرك غرس النَّخل والشجر
لما وطئت دمشقاً بيع ما وطئت
منها التراب بسعر العنبر الذّفر
وهذه صلة ٌ لا يشعرونَ بها
أجدت حتى بوطء الرجل في العفر
فمن تجد منهمُ يمدحك مادحهُ
والمدح في أرج النُّوار للمطر
وكلما شحَّ أهلُ الدهر زدتَ ندى ً
بظلمة الشعر تبدو زينة الغرر
أما العراق فيثني جيدَ ملتفتِ
شوقاً إليك ويرعى عينَ منتظر
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أتانيَ عن تاج الزمان تعتُّب
أتانيَ عن تاج الزمان تعتُّب
رقم القصيدة : 59374
-----------------------------------
أتانيَ عن تاج الزمان تعتُّب
يضيّقُ وسع الأرض فضلاً عن الصدر
ولم أمتدحهُ آخراً لجهالة ٍ
وهل للذي لا يعرف الشمس من عذر
ولكنني لما رأيتُ صفاته
ختمن العلى طرّاً ختمت به شعري
وقد أخَّر الله النبيَ لفضله
وقدّمهُ في رتبة الفضل والأجر
أعرتهُم من درِّ وصفك جوهراً
تحلّوا بهِ ما بين سحر إلى نحر
وباهوا به عارية ً لا تملكاً
فإن شئتَ ردّوا ما استعاروا من الدّر
فلما تمادى الأمرُ نادت بيَ العلى
غلطت فأعطالقوس ويحك من يبري
فعادَ مديحي نحو أبلجَ حدِّثوا
بلا حرجٍ عن جوده وعنِ البحر
وغاية ُ هذا الفضل أنت وإنما
يوافى إلى الغانيات في آخر الأمر
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أسيلة خدٍّ دونهُ الأسلُ السمرُ
أسيلة خدٍّ دونهُ الأسلُ السمرُ
رقم القصيدة : 59375(78/45)
-----------------------------------
أسيلة خدٍّ دونهُ الأسلُ السمرُ
ودون ارتشاف الرّيق من ثغرها ثغرُ
أناة ٌ براها الله اكمل صورة
فأردفت الأرداف واختصر الخصر
ويقصر ليلي ماألمت لأنها
صباح وهل يبقى الدجى وهي الفجر
مرى البين جفنيها على الخدِّ فالتقى
بأدمعها والمبسم الدرُّ والدَّرُ
وقالوا تسلوا عن لذيذ رضابها
فقلتُ وهل حلت لشاربها الخمرُ
ألم تعلمي أنّ العناء هو الغنى
وأن ابتذال التِّبر في حقها بتر
إذا كان ترحالي بنية ِ آيبٍ
فباطنهُ وصلٌ وظاهره هجر
ذريني أهب للمجد شرخ شبيبتي
فإن لم أبادرها استبدَّ بها العمر
فلم أرَ هذا العمر إلا مسافة ً
إذا مرّ يومٌ مرّ من ذرعها فترُ
فسلنيَ بالدنيا فقلبي صحيفة ٌ
على ظهرها من كلِّ نائبة ٍ سطرُ
أوسّع صدري كلَّ يوم بزفرة ٍ
على أنه وسعٌيضيق لهُ الصدر
أكلف أقلامي تبلّغني المنى
وقد عجزت عنها الردينية ُ السُّمر
وإن لم تنل بالبيض تخضبُها الدما
فأهون بأقلامٍ يخضِّبها الحبرُ
إذا فات من أربى على العشر رمحه
لقاها فقد فاتت فتى ً رمحهُ شبر
سأنفي الأذى عني وشيكاً بفتية ٍ
طعانهمُ نظمٌ وضربهم نثر
وبيداء لولا أنها هي مجهل
لشبهتها في الوسع صدرك يا بشرُ
قطعتُ بملء الغرضتين وصارمٍ
كعزمك من ماء الفرند به أثر
لقد جمع الرحمنُ فيك محاسناً
بأيسرها يُستعبدُ العبد والحرُّ
يكفِّرُني قومٌ بشكري صنيعة
إليّ وكفر المنعمين هو الفقرُ
ينوطُ نجادي رأيه وحسامهِ
بصدر كمثل البرّ أو دونهُ البر
ويحلمُ عن ذي الجهل حتى كأنه
وحاشاه من فرط الوقارِ به وقرُ
ومن يعتصم منه بعصمة ٍ خدمة ٍ
يحد عنه شيئان المذلَّة ُ والفقرُ
وما تنجحُ الأقلامُ إلا بكفِّه
ومخلبُ غير الليث في كفّه ظفر
سهامٌ إذا ما راشها ببنانهِ
أصيب بها قلبُ البلاغة والنحرُ
وإن سحبَ القرطاس من وقعها به
تجلت وجوه الخطب والخطب الغر
تخبر عما في القلوبِ كأنما
سوادُ سويداوائهن لها حبر
ويا عجباً للدّست كيف جفافهُ
وفي كلِّ عقدٍ من أنامله نهر(78/46)
ولا عجبٌ أن يلفظ الدرَّ قائلاً
وهل عجب أن يلفظ الدُّرر البحر
ويغشى ولا يُغشى بنور جبينهِ
عجيبٌ وهل يُغشى بأنواره البدر
رعاك الذي استرعاك أمرَ عباده
وحيّاك من أحياك يا أيها الحَبر
فداؤك مقبوض اليدين عن الندى
إذا جادَ كان الديكَ بيضتهُ وترُ
إذا كان أولادُ الزّمان بوجههم
عبوس فبشر في أسرَّتهِ بشرُ
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> وليَّ ولم يقض من أحبابه وطرا
وليَّ ولم يقض من أحبابه وطرا
رقم القصيدة : 59376
-----------------------------------
وليَّ ولم يقض من أحبابه وطرا
لما دعاه منادي الشوق لا وزرا
قد كان يكذبُ أخبارَ النوى أبدا
فالآن يصدق خبر الرحلة الخبرا
كم عاهدَ الدمعُ لا يغري بجريته ال
واشي فلما استقلت ظعنهم غدرا
وللمحبّ شهيدٌ غيرُ مكتتم
من مقلتيه أسرّ الحبَّ أو جهرا
وفي الهوادج رئمٌ لو عصرتَ ضحى
ماءَ النضارة من خدّيه لا نعصرا
هيفاءُ فاترة ُ الألحاظ مقلتها
وأقتل اللحظ للعشاق ما فترا
إن كنت ممن لهُ في نفسه أربُ
فامنع جفونكَ يوم الموقف النظرا
مرّت بنا فيه أعرابية فتنت
بالحسن من حجَّ بيت الله واعتمرا
ترمي الحجيجَ فتصميهم ويرشقها
راميهمُ فيوليّ سهمهُ هدرا
رمتك واستترت في خدرها وكذا ال
قنّاصُ إن رامَ صيدَ الأبدة استترا
فربّ صبّ تمنّى أنه حجرٌ
في البيت حين أكبَّت تلثم الحجرا
إن الحجاز سقاهُ الله غادية ً
أرضٌ مولدة ٌ في الأعين الحورا
سل اللياليَ هل أُعطي القيادَ وهل
جردنَ مني إلا صارماً ذكرا
عضباً يزينك بين القوم َملبسهُ
وإن ضربتَ به في معرك بترا
كن مثل دهرك إن حاربته أبداً
إن يستقم فاستقم واعثر إذا عثرا
وإن صفا لك لونُ الدّهر فاصف لهُ
وإن تلوّن ألواناً فكن نمرا
واجعل أبا طاهر من كل نائبة ٍ
جاراً تجدهُ منَ الأيام منتصرا
لا تطلبِ الجودَ إلا من أنامله
وكيف تطلبُ بعد الرؤية ُ الأثرا
أغرُّ لو لمست كفاه جلمدة ً
صلداً لأنبعَ في أقطارها نهرا
تعودت كفُّهُ بذل النَّوالِ فلو(78/47)
أراد تغييرها عن ذاك ما قدرا
فقد وصلتُ بآمالي إلى ملكٍ
تعنو الملوكُ لهُ فضلاً من الأُمرا
لأنَّ راحتهُ بحرٌ فليس لها
ردٌّ ومن ذا يردُّ البحر إن زخرا
لا تنكرن نفيساً من مواهبه
فالبحرُ من شأنه أن يلفظ الدُّررا
ينبيك عن جودِ كفيه تبسُّمُهُ
والبرق عادتهُ أن يقدم المطرا
قد وافق الفلك الدوَّار بغيته
وحالف النصر والتأييدَ والظَّفرا
لو لم يفد سفري ذا غيرَ رؤيته
لكنت أربح من فوق الثرى سفرا
تعنو لابلجَ طلق فوقَ عرته
تاجٌ من النّور يعلوه إذا سفرا
إذا تبدى نهاراً خلتَ غرّتهُ
شمساً وإن لاح ليلاً خلته قمرا
ملك إذا عشتُ مختصاً بحضرته
يوماً عدلتُ به من عيشتي عمرا
تعدي السيوف بيمناه صرامتهُ
فلو أشار بنابي الشَّفرتين برى
نلقى الكهامَ إذا ما كان حاملهُ
صمصامة ً ذكراً صمصامة ً ذكرا
قد زاد شعريَ حسناً أنني رجلٌ
نظمتُ من وصفه في الشعر ما نثرا
إذا غدا المدحُ في وصف امرئٍ غرراً
غدت مناقبهُ في مدحه غررا
قد جلَّ جودك قدراً بل علا شرفا
من أن تقاس إلى الاشباه والنُّظرا
أقلّ قدرك أن تدعى الأميرَ كما
أقل قدري أن أُدعى من الشُّعرا
فليهن دجلة َ أنّ البحرَ جاورها
وليسحب القصر ذيل التيه إن قدرا
فالقصرُ قد حاطهُ بحران دجلتهُ
بحرٌ وكفُّك بحرُ يقذف الدُّررا
إن كنت أشرعت باباً أو فتحت فكم
فتحتَ في المجد باباً يدهشُ البشرا
وعير مستنكر ذا في عُلاك ولو
كان المسامير منه أنجماً زهرا
فاسعد به فلو أنَّ الدهرَ أنصفهُ
للامست حافتاه الشمسَ والقمرا
لوأنَّ ذا العرش لم يختم نبوته
حتماً لأنزلَ في تفضيلك السُّورا
قضى الإله لك الحسنى وقدّرها
ومن يردُّ قضاء الله والقدرا
كم جبت نحو عبيد الله من بلدٍ
لولاه لم اعتسفهُ طالَ أو قصرا
ولم تكن آمدٌ والله يحرسها
داري ولم تكُ خيلي تألف الحضرا
لو أنه جاد بالدنيا بأجمعها
لسائل لاستحى من ذاك واعتذرا
ومن يكن مثلهُ في بعد همته
يرى العظيم من الأشياء محتقرا
أفديه ما أشرقت شمس النَّهار ضحى(78/48)
وحن ليل ولاح الصبحُ فانفجرا
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> الليل حيثُ حللن فيه نهارُ
الليل حيثُ حللن فيه نهارُ
رقم القصيدة : 59377
-----------------------------------
الليل حيثُ حللن فيه نهارُ
فلذا ليالي وصلهنَّ قصارُ
يا صاح أبصر في السراب ظواعناً
كالدرِّ يطفو فوقه التيارُ
تقف العيونُ إذا وقفنَ وأينما
دارت بهنَّ العيسُ فهي تدار
أرأيتَ من عنِّفت فيه فقال لي
أمَّا الوجوهُ فإنها أقمار
فاسفح بنجد ماء عينك إنما
للعامريّة كل نجد دار
ولها به من كلّ ماء مشربٌ
وبكلّ مسقط مزنة ٍ آثارُ
قوم إذا ما المزنُ طنَّب طنبوا
أو سار نحو ديارِ قوم ساروا
فتوقَّ أعينَ عامر وسيوفها
كلٌّ وجدك صارمٌ بتار
إياك إياك العيونَ فإنها
قضُبٌ وأشفارُ الجفون شفارُ
لم أدر إذ ودّعنني أمقبّل
لحلاوة في الرّيق أم مشتار
ألبسنني سربالَ ضمٍّ ما له
إلا رؤوسُ نهودها أزرار
أجني الرُّضاب من الغصون وحبذا
وتلك الغصونُ وحبّذا الأثمار
في روضة ٍ جمعت لمرتاد الصّبا
أمراً يحلُّ لمثله ويُسار
بوجوههن ووشيهنَّ ونورها
إن الثلاثة َ عندك النّوار
إن أظلمت قطعُ الرّياض أضالها
نوّارُها فكأنها الأنوار
وتمازجت حتى كأنّ قطينها
مما تضمّنَ نبتُ أرض قار
من كلّ بدرٍ يستسر زمانه
ولكلِّ بدرٍ مطلعٌ وسرار
لا يرتجى درك لثأري عنده
جرح الحداءة والمهاة جبار
في طرفها يقضي غرارٌ من كرى ً
ولكل ماضي الشّفرتين غرار
أوليت طرفك ناشبٌ أم سائف
أم نافثٌ للسحر أم خمار
قد كنت أعذلُ في الهوى قدماً وقد
يرمي الطبيب بغير ما يختار
خضتُ الأمور وعمتُ في غمراتها
ومن الأمور مخائض وغمار
فرأيت دهري قد يضيءُ وليس من
شأن الزمان الضوء والإسفار
وصحوت من سكر الصبا ولربما
يعتادني في الحين منهُ خُمار
وحصرتُ نفسي بالعفاف عن التي
تصمُ الكريمَ وفي العفاف حصار
فظفرت من كفّ المظفّر بالمنى
إذ ساعدت بلقائه الأقدار
ملكٌ له مننٌ تملكني بها(78/49)
وبمثلها يتملك الأحرار
أضحى مقرَّاً للضيوف وماله
ضيفٌ وليس لهُ لديه قرار
ينبيك عنهُ ولو تنكّر بشرهُ
إن البشاشة للكريم شعار
جمع الإله لهُ العلى وبه كما
جُمعت بطرف الرّقدة الأشفار
فالوجهُ بدرٌ والعزيمة ُ صارمٌ
والكفُّ برٌّ والبنان بحار
يعدي اللئيمَ بجوده فلو انه
حجرٌ جرت في عرضه الأنهار
ما طرّز القرطاسَ إلا طرزّت
أيدي العدى مهجاً عليه تمار
وتمجُّ في قرطاسهِ أقلامهُ
ظلماً مواقع نقسها أنوار
فصريرها في سمعنا من حسنه
نغمٌ وفي سمع الأعادي نار
تقصُ الليوثَ الغُلب وهي ضعائف
وتطولُ سمرَ الخطّ وهي قصار
إن المخالب في يدي ليث الشّرى
قضبٌ وفي يد غيره أظفار
ما كل من حمدتهُ كابن عليٍّ ال
أقلام يحمدهُ القنا الخطار
هلاّ سالتَ بني كلاب بأسهُ
والنقعُ بين الجحفلين مثار
والبيضُ تطفو في الدماء كأنها
حببٌ ومسفوح الدماء عقار
تهدي الأسنة ُ كلّ رمح طائش
لنحورهم فكأنها أبصار
زرعوا وقد حصدوا فإن يتعرّضوا
أخرى فهذا المهر والمضمار
كرّوا فلم ينفعهم إقدامهم
ومضوا فلم ينفعهم الإدبار
وقفلتَ عنهم غانماً وقلوبهم
فيها لخوفك عسكرٌ جرّار
قد حار شعري في علاك كأنها
شمسٌ وطرفُ المرء ثمَّ يحار
فافرج أبا الفرج الخُطوبَ فقد غدت
وصروفها سور عليَّ يدار
يخفي الزمانُ فضائلي فكأنني
وكأنها في قلبه إضمار
لم أخفَ إلا للعلوّ وإنما
تخطي السهى لعلوّه الأبصار
نفديك من غير الزمان ولم تزل
بفداءِ مثلك تُذخرُ الأعمار
Personal homepage website counter
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> علا بك نجمُ الدين فاشتدَّ ناصره
علا بك نجمُ الدين فاشتدَّ ناصره
رقم القصيدة : 59378
-----------------------------------
علا بك نجمُ الدين فاشتدَّ ناصره
ورفرفَ بالتوفيق واليمن طائره
تسايرك العلياءُ والمجدُ مثل ما
يصاحب شخصاً ظلهُ ويسايره
طلعتَ لدين الله شمساً تحفها
غمائمُ جود ما تغبُّ مواطره
فلا ضوءَ شمس الدين يقشعُ غيمها(78/50)
ولا الغيمُ منها مانعُ الضوء ساتره
لقد نسيت طيٌّ بجودك حاتماً
وأغنامهم عن غائب الفخر حاضره
وخوّلهم ما ينبتون به العلى
ويغنون ما تبقى عليهم مآثره
فمن جاد من طيّ شكرناك دونهُ
لإعطائك الطول الذي هو ناشره
ومن يردِ الغدران يرجع ثناؤه
على المزن إن الغدرَ مما تغادره
يشُلُّ العدى خوفُ الأمير إذا ونت
كتائبهُ عن سلمهم ومناسره
إذا ما احتمى بالجيش ملك فإنما
بذكر أبي الذّواد نحمي عساكره
كفاهُ من الأعوان في الرّوع بأسهُ
فأغنتهُ عن نصر الجيوش بواتره
وما الليثُ محتاجٌ إلى نصر غيره
إذا سلمت أنيابه وأظافره
هو السالب الأعداء في ساحة الوغى
ويسلبه في ساعة ِ السّلم زائره
مواهبهُ مما أفادت سيوفهُ
ولولا بروقُ المزن ما انهلَّ ماطره
هو البحر إن صادمتهُ تبقَ وسطهُ
غريقاً وإن تستجد تأت جواهره
ولم أرَ جوداً غيرَ جود ابن دغفل
معيناً إذا استرفدتهُ فاز زائره
مفرَّقة ٌ في كلَّ وفد هباتهُ
مقسمة ٌ في كل نجدٍ خواطره
إذا ما أتى بالجود نحلفُ مالهُ
نظيرٌ أتت من راحتيه نظائره
فقد شرَّد الأموالَ نفياً كأنما
تألَّى يميناً أنها لا تجاوره
فتى جدّهُ في المكرماتِ وهزلهُ
وباطنهُ في المأثرات وظاهره
فللجود والهيجاء والحلم شطرهُ
وللنقض والإبرام والحزم سائره
غدا كلُّ مجدٍ محدقاً بمفرّج
كما كشفت إنسانَ عين محاجره
ونيطت بهِ الآمالُ والحربُ والعلى
وليداً وما نيطت عليهِ مآزره
يخبّرنا عن جودهِ بشرُ وجههِ
وقبلَ انصداع الفجر تبدو بشائره
ويصدق فيهِ المدح حتى كأنما
يسبّح من صدق المقالة شاعره
وروّع أملاكَ البريّة يافعاً
فكيف بهِ لما استمرت مرائره
إذا المهرُ بذَّ الخيل في عنفوانه
فكيف تدانيه إذا فرَّ فاطره
يجول بهِ نهد المراكل لم تزل
تواطئُ هاماتِ الرّجال حوافره
يظلُّ عليها متلئباً كأنه
خطيبُ أناسٍ والرؤُوس منابره
كميٌّ تحاماه الكماة ُ كأنما
تناط على ليث هزبرٍ مغافره
يكادُ لادمان القراع حسامهُ
يسابقهُ نحو الطُّلى ويبادره(78/51)
فإن تعلُ قحطاناً ففي الليل أنجمُ
ولا يستوي أغفالهُ وزواهره
ولا يستوي حدّ الحسام وصفحه
ولا أول الرمح الأصمّ وآخره
يشابههُ في رؤية العين غيره
ويبعد شبهاً حين تأتي مفاخره
أرى الناسَ مثل الماء مشتبهَ الروا
ولا يتساوى إذ يكون تجاوره
لقد جادني من جود كفّيه وابلٌ
فأصبحتُ روضاً والقوافي أزاهره
وأعلم أني لستُ مدرك وصفه
أيدرك عرض الجوّ بالكف شابره
وماليَ في مدحيه شيء لأنني
نظمتُ من الدرّ الذي هو ناثره
ليهنك عيدٌ قد أطلت سعوده
وشهرُ صيام ودعتك أواخره
وقد كسبت أيامهُ منك رفعة ً
كذي المسك يُعدي ريحه من يجاوره
فعش عمر هذا المدح فيك فإنه
سيبقى إلى يوم القيامة غابره
رصدت العلى في ملتقى طرُقِ الندى
فلا غرو أن صارت إليك مصائره
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> عصرت معدا معك الأناة ُ المعصرُ
عصرت معدا معك الأناة ُ المعصرُ
رقم القصيدة : 59379
-----------------------------------
عصرت معدا معك الأناة ُ المعصرُ
ولمثل فرقتها المدامعُ تذخرُ
رحلت ضحى ولكلّ قلبٍ حيرة
في حسنها ولكلّ عين منظرُ
عبث النعيمُ بها فصوَّر جسمها
خلقاً جديداً والنعيمُ يصور
بكرت طلائعُ للمشيب بلمتي
إن المشيب إساءة ٌلا تغفر
ويقال إن الشيء يألف شكلهُ
والبيضُ عن بيض المفارقِ تنفر
لا نحلها فلكلّ لومِ موضعٌ
والعرف في بعض المواضع ينكر
والشيبُ صبحٌ والسواد دُجنّة
والليلُ أصلح للوصال وأستر
كنا نضيف إلى الغراب فراقنا
فإذا المشيب هو الغرابُ الأزهر
كيف السبيلُ إلى لقائك في الدجى
والليلُ حيث حللتِ منه مقمر
يتحيّف القمر المحاق تحيفاً
وهلال خدك كل وقت مبدر
وتحلّ بالبيداء حصناً سوره
زرقُ الأسنّة والعجاجُ الأكدر
يقتاد من ألحاظنا لوداده
فكأنها جندٌ لديه وعسكر
تعصي قلوبُ ذوي الهوى أربابها
فيهِ فكلٌّ في هواه مسخّرُ
وكأنهُ من يمن حيدرة َ استعا
ر النصر فهو على القلوب مظفّر(78/52)
أو من جلالته استعار جمالهُ
فعيوننا عنهُ تكلُّ وتحسرُ
ملك لهُ في كل أرضٍ نعمة ٌ
وبكلّ معترك ثناءٌ يؤثر
ولسيفه في كلِّ هامٍ موردٌ
ولرمحه في كل صدرٍ مصدرُ
متقلّد من رأيهِ وحسامه
سيفين ذا يخفى وذلك يظهر
صيغت لحيدرة بن يملولٍ يدٌ
منها المنايا والمنى تتحدّر
يجلو إذا عبس اللئيم لوفده
وجهاً لماء البشر فيه مخبرُ
طلقٌ كصفح السيف إلا أنه
في جانبيهِ من البشاشة جوهر
وترى عداه إذا رأوه وحده
جيشاً لهُ ظهر الحصان معسكر
كم ردّ دون الدارعين بنفسه
جيشاً يضيقُ به الفضاءُ الأقور
للنَّقع فيه وللجوارح فوقهُ
ستران أدكن ذا وذاك محبر
تعرى الوهاد وتكتسي من جنده
طرزاً وتنتقب الجبالُ وتسفر
قسم الفلا شطرين تحت مسيره
شطراً يسير به وشطراً ينصر
إن شئتَ أنصار الحمام فناده
والخيل تعثر بالقنا يا حيدر
وكأنّ صدرَ قناته يوم الوغى
سلكٌ وابطال الفوارس جوهر
متيقظ في كلّ جارحة ٍ لهُ
مخصوصة ٌ قلبٌ وعينٌ تنظر
للجود ما تحوي يداه وما حوى
والمجد ما يخفي الحياءُ ويظهر
أما الإمام فإنهُ لك شاكرٌ
واللهُ أرضى منهُ عنك وأشكر
آليتُ أستسقي الغمائم بعدها
ويمينُ حيدرة َ الغمام الأكبر
أوليتني من غير معرفة ٍ جرت
نعماً فجئتك بالمدائح أشكر
وغرستُ عندي نعمة ً لك أثمرت
ومن الفعال مقدّم ومؤخرُ
فدمشق قد ضاءت بحسن رياضها
إذ كنتَ فيها أنت سعدٌ نير
فظلامها فجر ومن حصبائها
درٌّ وتربتها عبيرٌ أذفرُ
أنت الربيعُ وليس تحيي بلدة
حتى يجاورها الربيعُ الممطرُ
أكثرتَ جودك ثم قلتَ ونفس من
يهيب النفس من العطايا أكثر
يا صاح ليس بمنكر أن يجتني
من مثل هذا البحر هذا الجوهر
بالنّصح قدَّمك الإمام على الورى
ومن الفعال مقدّمٌ لا ينكرُ
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> يغالبني فرطُ الغرام على الصبر
يغالبني فرطُ الغرام على الصبر
رقم القصيدة : 59380
-----------------------------------
يغالبني فرطُ الغرام على الصبر
ولا صبر لي عن صورة الشمس والبدر(78/53)
ويعذلني في الحبِّ خلوٌ ولو درى
به كفَّ عن عذلي وقصر عن زجري
تحيرتُ في أمري وإني لعارف
بأمري ولكني غلبت على أمري
وصار عليَّ القلبُ والطرف في الهوى
نصيرين للظبي الذي لج في الهجر
ألا أيها الظمآن ها ماء مقلتي
ويا قابس النيران ها النارَ من صدري
أبى لجفوني فيك أن تطعم الكرى
وللقلب أن يخلو من الهمّ والفكر
وذبتُ فلو ألقيتُ في كأس خمرة ٍ
لما غصّ بي في كأسها شاربُ الخمر
وكم لذة لي قد نعمتُ بطيبها
ولم تكُ فيما بيننا ريبة تجري
تطوف علينا بالمدام سبيّة ٌ
لها جفن عين قد تكحّل بالسحر
بدت تحت أرواق الظلام كأنما
تواجهني من وجهها ليلة ُ القدر
وليلٍ جثمنا تحتهُ فتطايرت
لوقع المطايا جاثماتُ القطا الكُدري
تسير بنا حتى إذا عزَّ جانبٌ
من السهل أدنتنا إلى الجانب الوعر
كواكبُ ركب في كواكبِ ظلمة ٍ
تسير كما تسري وتجري كما تجري
إلى سيّدٍوافت فأوفاني المنى
إلى غرّة أوفت على غرّة البدر
إلى السيد المفضال والماجد الذي
حوى المجدَ قدماً بالمفاخر والقدر
ولما ونت بزلُ المطايا حثثتُها
بقولي لها سيري إلى معدن الفخر
فلما أحسّست أنك القصدُ أسرعت
رواحاً وأغنتني عن السوط والزَّجر
فكان لسعدٍ لا لنحس مناخها
على باب من أغنت يداه عن القطر
كريم لهُ من أظلم الناس شاعرٌ
يشبههُ بالغيث والقطر والبحر
وما زال ذا ذهنٌ صحيح وخاطرٍ
وذكر وفكرٍ لا يقاس إلى فكر
وإن ناب خطبٌ لم يكن دفعهُ سوى
صدورِ العوالي والمهنّدة ِ البُتر
رمت صفحة ُ الأعراب كفَّ سحابه
بسهم الندى فاهتزّ في صفحة الدهر
أديبٌ لبيبٌ ماجد متكرّمٌ
كريم المحيّا طيّبُ الأصل والذكر
ألا أيها القيلُ الكريمُ ومن سما
بمجد وإحسانٍ على قمة النّسر
تقيك الردى نفسٌ عليَّ كريمة
تحبّك حبَّ الأمن في زمن الذعر
لقد رفع الرحمنُ قدركَ في الورى
كما في الليالي شرفت ليلة ُ القدر
فإن كنت من جنس البرايا وفقتهم
فللمسك نشرٌ ليس يوجد في العطر
إليك عروساً من قريض زففتها(78/54)
إليك فخذ يا أبرع الناس بالشكر
فما عزة الانسان إلا حديثهُ
فعش أنت في خير الحديث الذي يجري
وعش أبداً مالاح في الجو طائر
وما هتفت ورقاءُ في غُصن نضر
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> خليليَّ هل من رقدة أستعيرها
خليليَّ هل من رقدة أستعيرها
رقم القصيدة : 59381
-----------------------------------
خليليَّ هل من رقدة أستعيرها
لعلي بأحلام الكرى أستزيرها
ولو علمت بالطيف عاقته دوننا
لقد بخلت جهلاً بما لا يضيرها
إذا انتقبت أعشى النواظر وجهها
ضياءً وإشراقاً فكيف سفورها
فما ضرّها رفعُ الستور وإنما
يردّك عنها نورها لا سُتورها
ليهن مروطَ الخسرواني إنهُ
يباشر منها بالحرير حريرها
هلالية الانساب والبعد والسنا
فلسنا بغير الوهم يوماً نزورها
يحفُّ بها في الظّعن من سر عامرٍ
بدورُ دجى ً هالاتهنَّ خدورها
إذا زينَ الحليُ النساء فإنه
تزيّنهُ أجيادها ونحورها
وإنّ بقلبي نحوهنَّ لغلَّة ٌ
يقوّم معوجَّ الضلوعِ زفيرها
نزلن بروض الحزن فابتسمت به
ثغور أقاحٍ والعيونُ ثغورها
وفتّح ذيلُ الطل أجفان زهرهِ
فلاحظنا زرقُ العيون وحورها
فهل عند غصن البانة اللّدن أنه
تناسبهُ أجيادها وخصورها
أيا من لعينٍ لا يغيضُ معينها
ورمضاء قلبٍ ما يخفُّ هجيرها
إذا خطرت من ذكر علوة خطرة ٌ
على كبدي كاد النوى يستطيرها
وأطلب منها ردَّ نفس بكفّها
وهل ردّ نفساً قبلها مستعيرها
وأهوى تداني أرضها لا لبغية
ولكنَّقلبي حيث سارت أسيرها
فطمتُ فطام الفِلو نفسي عن الصبى
فريعت له ثم استمر مريرها
وسرتُ ولليل الأحم شبيبة
على كل أفق والصباحُ نثيرها
بفضلة مرقال أمون كأنها
يناط على بعض الأهلَّة كورها
تبارى فتبري كلّ حرف كأنما
على سية ٍ من نبع قوس جديرها
يخيل لي أن الفيافي مصاحف
ودامي آثار المطيّ عشورها
هداهنّ في الظّلماء من دولة الهدى
ودولة طيّ شمسها ومنيرها
كتبنا على أعناقها وخدودها
حرام إلى غير الأمير مسيرها
نقيسُ عطاياه وليس مواهبٌ(78/55)
تقايس هذا الدّر إلا نحورها
له منطق ينبيك عن بأسه كما
يدلُّ على بأس الأسود زئيرها
فللبيض والجدوى بطونُ بنانه
معاً ولتقبيل الملوك ظهورها
ولو أن تقبيلاً محا الكفّ لانمحت
براجم كفّيه وبان دثورها
تقرّ لهُ بالسبق طيٌّ وإنهُ
ليسبق أجواد الرجال حسيرها
فأشرفُ أعضاء الرجال قلوبها
وأشرفها إن قبَّلتهُ ثغورها
يقلّدها طوقَ العطايا فإن نبت
عن الشكر عاد الطوق غلاً يديرها
ويصغر كلّ الناس في جنب طيئٍ
ويصغر في جنب الأمير كبيرها
إلا إن وجه المجد طيٌّ وعينهُ
كرامُ حنينٍ والمفرّج نورها
وقد كان أولاها يطول بحاتمٍ
كما بأبي الذواد طال أخيرها
فلو قيس أهل الأرض دع عنك حاتماً
بخنصره أربى عليهم قصيرها
فإن كنت مرتاباً بقولي فهذه
مواهبُ كفّيه فأين نظيرها
ألا إن للعلياء والمجد كتبة
تلوحُ على وجه الأمير سطورها
ولا دولة ٌ إلا ويهتزّ تاجها
ويرتج من شوق إليه سريرها
وتختال أعوادُ المنابر باسمه
فيرقص تيهاً بالوقور وقورها
وللعربِ العرباء منهُ معاقلٌ
تُطلُّ على الشّعرى العبور قصورها
شرائفها زرقُ الأسنة والقنا
دعائمها والضرب والطّعن سورُها
بعزّ أبي الذواد عزَّ ذليلها
وذلت أعاديها وسُدّت ثغورها
إذا قيل في الهيجاء هذا مفّرج
فأنجب فرسان العداة فريرها
تفرّ الأعادي باسمهِ قبل جسمهِ
وهمهمة ُ الأسد الضواري زئيرها
يزينُ دمُ الأبطال أكتافَ درعه
كما زان أثوابَ العروس عبيرُها
ويفري بيمناه الكليل من الظُبى
ويزداد طولاً في يديه قصيرها
كذا الليث يفري كل ظُفر بكفه
وتنبو بكفٍّ من سواه ظفورها
وما ذكرُ الأسياف إلا كغيره
إذا لم يؤيّد بالذكور ذكورها
يخوضُ به زرق الأسنة سابق
على مثلهِ خوض الوغى وعبورها
شمالٌ اذا ولّى جنوبٌ إذا أتى
وإن يعترض فهو الصِّبا ودبورها
يرضّ الحصى منهُ حوام كأنما
مناسرُ أفواه النّسور نُسورها
لقد ضاع أمرُ لا يكون يديره
وأنساب مجد لا يظلُّ يعيرها
وخابت جيوشٌ لا تكونُ أميرها
لدى الروع أو يؤتى إليك أمورها(78/56)
فإنك ما أنسلت إلا أجادلاً
تخطّف بازاتِ الملوك صقورها
قعدت بمرصاد لكلّ فضيلة ٍ
فلا رتبة ٌ إلا إليك مصيرها
وكيف يفوت المجدُ أبلجَ أروع
شموس العلى في أصله وبدورها
أبى عزُّ طيٍّ أن تقبّل منّة
لغيرك أو تحدى لغيرك غيرها
فهم مثل أشبال الضّراغم لم تكن
لتطعمَ إلا ما يصيدُ كبيرها
لكل امرئٍ منهم من المجد رُتبة ٌ
على قدرٍ أو خطة يستديرها
فيلقاك بالجود الجنيِّ غنيّها
ويلقاك بالوجه الطليق فقيرها
تفيضُ على العلات ماء جنابها
وماءَ أياديها على من يزورها
تباشرُ بالأضياف حتى كأنما
أتاها مع الضيف المنيخ بشيرها
إذا ضاق صدرُ المجتدي وفناؤهُ
فقد رَحُبت ساحاتها وصدروها
هي الأسد لكن يأمن الغدرَ جارها
ولا يأمن الآسادَ من يستجيرها
تنافس في عزّ المعالي كأنها
عقائلُ لكنّ العطايا مهورُها
وأحييتَ بالآلاء أموات طيئٍ
بذكرك من قبل النشور نشورها
أرى المجد إنساناً وقحطان قلبه
وسوداؤهُ طيٌّ وأنت ضميُرها
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> هي البدرُ لكن تستسرّ مدى الدهر
هي البدرُ لكن تستسرّ مدى الدهر
رقم القصيدة : 59382
-----------------------------------
هي البدرُ لكن تستسرّ مدى الدهر
وكلُّ سرار البدر يومان في الشهر
هلاليّة ٌ نيل الأهلة دونها
وكل نفيس القدر ذو مطلب وعر
ومن دونها سوران سور من النوى
وسورٌ من الأسياف والأسل والسمر
طوى طيفها في النوم نحوي مفاوزاً
من الأرض تنضي راكب البر والبحر
فيا ليلة ً كانت لهُ بسوادها
وبهجتها كالخال في وجنة الدهر
لها سيفُ جفنٍ لا يزال جفنه
ولم أرَ سيفاً قطُّ في غمده يفري
عيونُ هلال في القلوب ولحظها
أحدُّ وأمضى من سيوفهم البتر
ويقصر ليلي أن المت لأنها
صباح وهل لليل بقيا مع الفجر
أقول لها والعيس تحدجُ للنوى
أعدي لبيني ما استطعت من الصبر
وقد كانت الأجفانُ للجزع معدناً
فصارت لفيض الدمع من صدف البحر
سأنفق ريعان الشبيبة آنفاً
على طلب العلياء أو طلب الأجر(78/57)
أليس من الخسران أن ليالياً
تمرّ بلا نفعٍ وتحسب من عمري
تبدّل وجهُ الأرض من كلّ وجهة
ليأخذ بالتعبيس من رونق البشر
وقد كان نجماً واضحاً كمحمّد
ومثل علاه أو خلائقه الغرّ
تميّزه عن كلِّ شبهٍ فضائلٌ
شهرن لهُ في الأرض كالواو في عمرو
ويعرف قبل الخير بالبشر فضلهُ
كما يعرف الصمصامة ُ العضب بالأثر
فلا تعجبن أن يلفظ الدرَّ قائلاً
فلم يخلُ بحرٌ زاخر قطُّ من درّ
إذا جلب الأقلام نحو يمينه
فقد جلبت من شطِّ بحر إلى بحر
تذكِّرُ أعواد المنابر جدّه
وآباءه والأمر يذكر بالأمر
فلو أنّ أعواد المنابر أنصفت
لما نصبت يوماً لغير بني الطّهر
تبيّن في الطفل النجابة ُ منهم
كما يستبين العتق والسبق في المهر
رأيت العلى تحتاج أصلاً وبينة
وهل يطبع الدينار إلا من التبر
ونيط به أمر المظالم إنما
ينوط أخو الحزم الحمائل للصدر
فأضحى ظلامُ الليل نوراً بعدله
وهل لظلام الليل نفع مع الفجر
وزين أقطار البلاد بحكمه
وأحكامهُ في الأرض كالظلم في الثغر
وإني وإذكاريك أمري كقائل
لهذي النجوم وهي تسري ألا فاسري
رعاك الذي استرعاك أمر عباده
وحياك من أحياك للنفع والضرّ
لهُ قلمٌ يفري رقابَ عداته
وهل مخلبٌ في أصبع الليث لا يفري
إذا شحب القرطاس من وقعه به
تجلبت وجوه الخطب والخطب الغرِّ
تجمَّعُ أقسامُ العلى في كتابه
فكان العلى في الكلّ والشطر في الشطر
ألائمهُ في الجود دعهُ فإنهُ
على كلِّ حال يعدل البخل بالكفر
أمنتجعَ الغيث انتجع بحرَ كفه
فما الغيث إلا في أنامله العشر
وما المجد إلا روضة ٌ هو زهرها
وليس يروق الروض إلا مع الزهر
عجبتُ لهذا الدّست كيف جفافه
وقد ضم بحراً منك ليس بذيجزر
وقالوا لنا في الدّهر بخلٌ وماسخا
بمثلك إلا أهل ذا الزمن الحرِّ
ينمّ عليك الفضل في كلّ موطن
حللتَ كما نمَ النسيم على العطر
فداؤُك حيّ مثل ميتٍ لبخله
يظنّ اقتناء المال خيرا من الذكر
يموت لئيم القوم من قبل موته
ويقبرُ من قبل الدخول إلى القبر(78/58)
فعش عمر مدحي فيك إن مدائحي
من الخالدات الباقيات إلى الحشر
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> تعاتب سعدى إن تنقل دارها
تعاتب سعدى إن تنقل دارها
رقم القصيدة : 59383
-----------------------------------
تعاتب سعدى إن تنقل دارها
وأية شمس يستقلّ نهارُها
أعارتك سقم الجفن والجفن ضامنٌ
محاسن أخرى جمّة ما يعارها
بمقلتها يقضي غرار من الكرى
وما تقطع الأسيافُ لولا غرارُها
إذا نزلت أرضاً أضاءت بوجهها
فسيِّان منها ليلها ونهارها
كواكب لكنّ الحدوج بروجها
بدور ولكن الخدورَ سرارها
تألَّق من تحت اللثام كأنما
يلاث على شمس النهار خمارها
جرحت بلحظي خدّها فتعمدت
فؤادي فأصمته وذاك انتصارها
فدعها وقتلي إنها من قبيلة
إذا وترت لم يمطل الدهر ثارها
بكيتُ فحنت ناقتي فأجابها
صهيل جوادي حين لاحت ديارها
خططنا بأطراف الأسنة ِ أرضها
فأهدت إلينا مسك دارين دارها
ولاحت ثنايا الأقحوان ولو رأت
محاسنها من أهواه طال استتارها
وإني وإن عاصيتُ في بيشة الهوى
ليعجبني غزلانها وصوارها
أرى الحبَّ ناراً في القلوب وإنما
تصعُّدُ أنفاس المحب شرارها
توقَّ عيون الغانيات فإنها
سيوفٌ وأشفار الجفون شفارها
وهل للمنى إلا أبو الفضل كعبة ٌ
يكون إليه حجّها واعتمارها
تخيرتهُ إن الكرام مناهلٌ
وما تستوي غدرانها وبحارها
فقبلتُ إذ عاينتهُ خف ناقة ٍ
حباني بهِ تهجيرها وابتكارها
تعرّقُ ظهرها فكأنما
تضمّن منه ذا الفقار فقارها
وزنّاهُ بالدنيا فزادَ وإنما
يبيّنُ أقدارَ الرجال اختبارُها
وما يُعرف الإنسان إلا بغيره
وما فُضّلت يمناك لولا يسارها
لهُ ماءُ وجهٍ مخبر عن مضائه
ورونقُ ماء الماضيات شعارها
يخاف عداه سيفه ولسانهُ
وترهبُ أنياب الليوث وزارها
صلاتُ يديه كالصلاة فتركها
ذنوبٌ لديه ما يرجَّى اغتفارها
إذا غرست أسيافه في مغرس
من الحرب أمست والرؤوس نثارها
حكى دغفلاً في بأسه ونواله
كما تتبع الخيل الجيادَ مهارُها
إذا عدلَت عنهُ العُلى نحو غيره(78/59)
وحاشاه ألجاها إليه اضطرارُها
تحوز المنايا والمنى منهُ انملُ
طوال القنا تزهى به وقصارها
ولم أر أسداً غير آل مفرجٍ
ترجى عطاياها ويؤمن زارها
إذا أبرمت أمراً فللجود أمرها
وإن هي لم تبرم ففيه اشتوارها
جبالُ حلومٍ أثقلَ الحلمُ سمعها
عن اللغو حتى قيل وقرٌ وقارها
ومن شأنها إسرافها في عطائها
فإن قيل ذا عارٌ فذلك عارها
وأحمد في مدحيك والمدح حلية ٌ
صياغتها منّي ومنك نضارُها
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أتلك حُدوجٌ أم نجوم سوائرُ
أتلك حُدوجٌ أم نجوم سوائرُ
رقم القصيدة : 59384
-----------------------------------
أتلك حُدوجٌ أم نجوم سوائرُ
وتلك غوان بينها أم جآذر
بدورٌ دهاهنَّ الفراق فجأة ً
وقد يفجأ الإنسان مالا يحاذر
تهيم ببدرٍ والتنقّل والنوى
على البدر محتوم فهل أنت صابر
لهُ من سنا الفجر المورّد غُرّة ٌ
ومن حلك الليل البهيم غدائر
ألم ترَ خيلي والنجوم كأنها
على غسق الليل النجوم الحوائرُ
فثرن إليه مثل ما ثار للهدى
ودولته داع إليه وناصر
ينال من الأعداء خوف أبي الندى
وهيبته ما لاتنالُ العشائر
إذا ما تبدى للملوك تناثرت
على بُسطه تيجانها والمغافر
تخرُّ لهُ الأملاك إن بصروابه
سجوداً ولو أن القنا متشاجر
وتلثمُ بعد الأرض منه أناملاً
إذا التطمت قيل البحار الزواخر
بنانٌ يها ألقى مراسيهُ الندى
مقيماً كما ألقى عصاه المسافر
هو الملك البحر الذي قيل في الورى
فإن لم أجاوره فمن ذا أجاور
فألقيت رحلي منه عند موفق
يجود بما يحوي وما هو ذاخر
بعيد المدى داني الندى واكف الجدا
لهُ كرمٌ ثاوٍ وذكرٌ مسافر
أصاب العلى في أول الأمر إنما
تصيب بأولاها الرماح الشواجر
هو الطاعن النجلاء لا يبلغ امرؤٌ
مداها ولو أن الرماح مسابر
تراه كأنّ الرمح سلكٌ بكفه
غداة الوغى والدارعون جواهر
يردّ أنابيب الرّماح سواعداً
ومن زرد الماذيِّ فيها أساور
لها بين أوداج الكماة مواردٌ
وبين صدور المارقين مصادرُ
تعمّد حبات القلوب كأنما(78/60)
خواطرها عند القلوب خواطر
يلبيه من آل المفرّج إن دعا
أسودٌ لها بيض السيوف أظافر
رأيتهم عقداً ولكن أبو الندى
بمنزلة الوسطى وكلٌّ جواهر
حكوا شمس دين الله بأساً كما حكى
أسود الشّرى أشبالهن الخوادر
تراه لقرع البيض بالبيض مصغياً
كأنَّ صليل الباترات مزاهرُ
توسّط طياً نسبة ً ومكارماً
كما وسطت حسن الوجوه النواظر
وحفّت به الأرجاء من كلّ جانب
كما حفّ أرجاء العيون المحاجرُ
فما مات طائيٌّ وحسانُ خالدٌ
ولا غاب منهم غائب وهو حاضر
وكان لهم من جود كفّيه أولٌ
فصار لهم من جود كفّيك آخر
ولو راء ما يبنيه حاتم طيّها
لقال كذا تبنى العلى والمآثر
بسيفك نالت طيئٌ ما لو أنها
تمنته لم تبلغ إليه الضمائر
وعلّمهاقتل الملوك وأسرها
فتى منك في صيد الفوارس ماهر
فقد تشكرُ الأيام أنك زنتها
وما كلّ مفعول به الخير شاكر
وما زلت ذخراً للإمام وعدة ً
لكل إمام عدة ٌ وذخائر
فلما جرى ما كان أفقر قلبه
لأنك نفّاعٌ إذا شئت ضائر
تولِّي إماماً ثم تعزلُ مثله
فإن تدع مأموراً فإنك آمر
يشرّف أبناء الملوك إذا بدت
لها فيك يوماً ذمة ٌ وأواصرُ
ويقهر منهم من ينازع ملكه
وأولى الورى بالملك من هو قاهر
وينصرك السيف اليماني عليهمُ
لأن اليماني لليماني مضافرُ
لذلك يمشي في يديك كليلها
وتنبو بكفي من سواك البواتر
أحاط بك التوفيقُ من كلّ وجهة ً
وجاءتك من كلّ البلاد البشائر
ويلقي إليك الأمرَ كلُّ خليفة ٍ
فقدّم وأخر فعل من لا يشاور
إذا كرهت أعداؤك اسمك وانثنت
لهُ هرباً حنت إليك المنابر
وما أنا إلا روضة ٌ إن مطرتها
تحولّ هذا المدح أزهر زاهر
فإن جادني من جود نعماك رائحُ
فقد صادني من صوب يمناك باكر
وإني لأرجو أن أنال من الغنى
بشعريَ مالم يحوه قطُّ شاعر
إذا ما سترتُ المدح أثناء منطقي
فللجود مني حين يطويه ناشر
فعش عمر مدحي فيك إن مدائحي
مخلّدة ما دام في الأرض غابر
طلبت العلى بالجد والجد بينٌ
وحظك من كلّ الفريقين وافر
كأنك مغناطيس كلِّ فضيلة(78/61)
فلا فضل إلا وهو نحوك سائر
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> ظفر الأسى بمتيَّمٍ لم يظفرِ
ظفر الأسى بمتيَّمٍ لم يظفرِ
رقم القصيدة : 59385
-----------------------------------
ظفر الأسى بمتيَّمٍ لم يظفرِ
قصرَ المنامُ وليلهُ لم يقصر
ومن الصبابة ِ أن هاتيك الدُّمى
أدمت محاجره لسفح محجّر
أعرضن عن متعرّض ومللن من
متململ وضحكن من مستعبر
يحيا حياة تصبّر فإذا أتت
علق الصبابة مات موت تذكر
شوقٌ نأى جلَدي به وتجلّدي
وهوى ً هوى صبري لهُ وتصبّري
كادت تجدّ الوجد لولا فتية
من منذرٍ أو عصبة ٌ من مبصر
مقسومة ٌ بالجنس بين مخفّفٍ
ومثقّلٍ ومؤنث ومذكر
تعطيك بالألفاظ غلظة ضيغم
وتريك باللحاظ رقّة جؤذر
يا جائراً والدّهرُ أجورُ حاكمٍ
والحادثاتُ بمنجدٍ أو مغور
ما ضاف بي همّ به فقريتهُ
إلا مدالجه المطيّ الضمر
والصبح قد أخذت أنامل كفّه
في كلّ جيبٍ للظلام مزرر
فكأنما في الغرب راكب أدهمٍ
يحتثه في الشرق راكبُ أشقر
يسري لأبعد سؤددٍ من مشيه
ويروم أقرب موردٍ من مصدر
لعزيز دولة آل أحمد في الوغى
والسّلم بدرُ سريرها والمنبر
شرفٌ يريك مهلهلاًفي تغلبٍ
يوم الكلاب وتبّعاً في حمير
كم للعُفاة ٍ إليه من سبّابة ٍ
تومي وكم يثنى لهُ من خنصر
وكأنما يرمي العدى من بأسه
بأسود خفّان وجنّة عبقرٍ
في حيثُ ينفذُ عاملاً في جوشنٍ
طعناً ويبذل صارماً في مغفر
محمّر أطراف السيوف كأنما
يطبعنَ من ورد الخدود الأحمر
أنسيتني ذلّي بعزّ صنائعٍ
علمتنيه خبرة المتخبر
فعلامَ أطلبُ من سواك مزيدة ً
وقد استزدنا منك معدن جوهر
بيمينك الطُّولى عليَّ وطولها
قصّرتَ عن تعريضِ كلِّ مقصر
فاسلم فكم قرّبتَ من متباعدٍ
صعبٍ وكم يسّرتَ من متعسر
وكما تقدمتالأنامُ فضائلاً
فإذا هم وردوا الردى فتأخر
نسخة مهيئة للطباعة
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أوقد البين في الخميس خميسا
أوقد البين في الخميس خميسا(78/62)
رقم القصيدة : 59386
-----------------------------------
أوقد البين في الخميس خميسا
للأسى والفؤاد فيه وطيسا
لا ذكرت الخميس إذ فجأنني
كنَّ فيه ولست أنسى الخميسا
إذ تولت جموعهم عن محلّ
حلّ صبري وهاج وجداً رسيسا
مربع بان أهله ثم أضحى
مقفراً موحشاً وكان أنيسا
ثوّر الحزن عيس وجدٍ مقيم
بفؤادي لما أثاروا العيسا
ونظرتُ الدموع إذ قطر العيس
وحمّلت قطر دمعي نفوسا
عُدن مثل الشقيق في اللون لمّا
عاد قلبي لصبغة الهم حيسا
وذر الدهرَ يتبع اليسر عسراً
والهوى بالنوى ونعماه بؤسا
يضحك اليوم ذا وفي الغد يُبك
يهِ فكلاً ترى ضحوكا عبوسا
وإذا أعقب النحوس سعوداً
للفتى أتبع السعود نحوسا
وهي تعطي الخسيسَ حظاً نفيساً
ثم تعطي النفيس حظّاً خسيسا
فترى الفاضل الأديب أخا الفهم
على عظم قدره منحوسا
دهرنا والدٌ ونحن بنوه
فأت في حبّه لنا التنفيسا
قسمَ الحظ في بنيه بجور
فبذا أصبح المروسُ رئيسا
جعلَ العلمَ والفطانة فينا
والنهيُّ والحجى الجليل النفيسا
ظاهر القَسم فيه جورٌ وفي البا
طنِ عدلٌ بجانب التاليسا
فاستعن في الأمور بالله واصبر
إن ذا الفضل لا يكون بؤوسا
ولقد قلتُ للزمان مقالاً
حين أكدى وعاد جدباً بئيسا
أيهذا الزمانُ إن كنت صخراً
فبكلتا يديّ آية ُ موسى
ولئن كنتَ ناكلاً بكريم
فمعي من حذاقة ٍ طبُّ عيسى
إن لي يا أبا الحسين فؤاداً
فارغاً من هوى الورى منكوسا
وهو ملآن منك ودّاً مصفى
قد نفى المذق عنهُ والتدليسا
أنت في المجد والمعالي يتيمٌ
قد غدا مجدها عليك حبيسا
من يناويكم وأنتم أناسٌ
لم تزالوا على النجوم جلوسا
وإذا ناقصٌ أرادك بالنقص
ثنى المجد رأيهُ منكوسا
صغُرَ الناسُ في زمانك وازددت
علاءً وسؤدداً قدموسا
وأتاك المديحُ يختال مهرا
ولقد رُمته فكان شموسا
هذه مدحة ٌ بوصفك تعلو
كلَّ مدح فقد غدا مطموسا
هاكها كالعروس في الزّيّ تجلى
من جمال بها تفوقُ العروسا
لفظها يترك الطّروس رياضاً
وسوى لفظها يشين الطروسا(78/63)
فتخال البيوتَ منها بروجاً
والمعاني أهلّة ً وشموسا
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أبان لنا من دره يوم ودّعا
أبان لنا من دره يوم ودّعا
رقم القصيدة : 59387
-----------------------------------
أبان لنا من دره يوم ودّعا
عقوداً وألفاظاً وثغراً وأدمعا
وأبدى لنا من دلّه وجبينه
ومنطقه ملهى ومرأى ًومسمعا
فقلت أوجهُ لاح من تحت برقع
أم البدرُ بالغيم الرقيق تبرقعا
أصمَّ منادي بينهم حين أسمعا
وروّع قلباً بالفراق مروّعا
رعى الله قلباً بالحجاز عهدتهُ
وإن كنت لا ألقاه إلا مودّعا
أحب النوى لا عن قلى ً غير أنني
أرى أمَّ عمرو والنوى أبداً معا
يوفّي هواها حقّهُ فتصونه
وليس يطيب الحبُّ إلا ممنّعا
وفيها وفي أترابها ليّ منظرٌ
هو العيشُ لو صادفتَ في الروض مربعا
تحجّبنَ ما يطلعنَ إلا لنيّة ٍ
بنفسي شموسٌ تجعلُ الغرب مطلعا
ولما أتينَ الروض ينشرنَ بزّه
تضوّعن مسكاً خالصاً وتضوعا
وقدت كمام الزهر عنهُ فخلتهُ
عيوناً وخلتُ الطل منهن ادمعا
وما أبدع الشمل المشتت بيننا
ولو جمع الشمل الشتيت لأبدعا
سأقلع غرس الحبّ قبل عتوّه
فأعجلهُ من قبل أن يتفرعا
وأورد آمالي الصواديَ من يدي
أبي غانم بحراً من الجود مترعا
سحاب إذا استسقيتَ جاد إجابة ً
وإنلم ترد سقياه جاد تبرُّعا
وبحر إذا ما غصتَ لقّاك درّه
وإن لم تغص ألقى لك الدرَّ مسرعا
ندى الوجه من فرط الصّرامة كلما
جرى الماءُ في صمصامهِ كان أقطعا
ولولا العطايا أنها سنّة ٌ لهُ
لما قال للدنيا إذا عثرت لعا
فإنيلبس الدنيا فللجود لا لها
وإن يهجر الدنيا فعنها ترفّعا
يقطّع آناء النهارِ على الطوى
صياماً وآناءَ الظلام تضرّعا
يراقب إحياء المسا لوروده
إذا راقب المرءُ المساء ليهجعا
إذا كان حفظ الدين ما أنت صانع
فلستَ ترى في الناس إلا مضيعا
وكم قائل لي كيف مدحُك هكذا
فقلتُ صفوه إن للحلق مقنعا
إذا ما مدحت ابن الحسين بوصفه
البعض منهُ جئت بالمدح أجمعا
ولو أن إنساناً لعُظم محله(78/64)
ترفع عن قدر الثّناء ترفعا
فتى مالهُ للوافدين وإنما
يضاف إليه في الكلام توسعا
وليس يعدُّ الجود جوداً لأنه
يرى ما أتاه واجباً لا تبرّعا
إذا شرعت أقلامهُ في كتابهِ
رأيت العوالي في الكتائب شرّعا
وإن صُدعت أطرافهن بمدية ٍ
رأيتَ لها شمل الحديد مُصدعا
تخرُّ غداة الروع في الطرس سجداً
لبيض كبيض الهند في الهام ركعا
تظلُّ سيوفُالهند عند صريرها
تتبعها فيماأراد تتبعا
ولو مسَّ أنبوبَ اليراع رأيتهُ
تلبي أنابيب الرماح إذا دعا
وما أحد في كتبة ٍ أو كتيبة
بأسجع منهُ في الكتاب وأشجعا
فصيح إذا ما جال لم يرَ مغنماً
من العيش إلا أن يقول ويسمعا
سعى للعلى حتى إذا ما أصابها
أتته العلى تسعى إليه بما سعى
وتحرزُ ما يغنى به فكأنما
تخال الغنى مثل الغناء مرجعا
فطرتَ على دين الندى فاكتسبتهُ
فحزت المعالي فطرة ً لا تصنّعا
ورتبتهُ فوق السماوات رتبة ً
فلم تبق في جود لغيركَ مطمعا
فهنئت ذا العيد الذي هو حاضرٌ
وهنّئت ألفاً مثله متوقعا
زمانك أعياد فهنّئت كلها
ولست أخصّ اليوم إلا لأجمعا
كرهتَ جوار المال من كرم فما
يرى مالك الخزّانُ إلا مودِّعا
تواضع من فرط الرجاحة انهُ
إذا وزن الشيء الرفيع ترفعا
لقد ألبس الله البلاد وأهلها
بشخصك تاجاً بالمعالي مرصّعا
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> ألمَّ خيالها بعد الهجوع
ألمَّ خيالها بعد الهجوع
رقم القصيدة : 59388
-----------------------------------
ألمَّ خيالها بعد الهجوع
فعادت إذ رأت سيفي ضجيعي
وهاجت لي بزورتها زفيراً
يكادُ يقيم معوجَّ الضّلوعِ
فباتت بين أعناق المطايا
تردد في المجيء وفي الرجوع
فقمتُ منادياً فإذا سُهيلٌ
من الخفقان كالقلبِ المروع
كأنّ نجومَ ليلك حين ألقى
مراسيهُ مساميرُ الدّروع
وفي الحيّ الحجازيين سربٌ
كأنّ وجوههم زهرُ الربيع
ينوبُ بوجهه عن كل شمسٍ
تغيبُ من الغروب إلى الطلوع
شفعتُ إليه في نومي فأعيا
فجاء به المنامُ بلا شفيع
ولا أنسى بروض الحزن رئماً(78/65)
يبثُ الوجد عن قلبٍ وجيع
وأحداقُ الحدائق ناظرات
إليَّ بأعين الزهر البديع
ترقرق لؤلؤُ الأندء فيها
كما امتلأت عيونٌ من دموع
ولستُ بواثق بجفون عيني
وقد أظهرنَ ما أخفت ضلوعي
ومن يستكتم الأجفان حبّاً
فقد ألقى هواه إلى مذيع
سقى الله الحيا نجداً فإني
لذو قلبٍ إلى نجدٍ نزوع
سقاه وابلٌ غدقٌ ملثٌّ
لهُ جودٌ كجود أبي المنيع
ولو يحكي أناملهُ سحابٌ
لكان الدهرُ منهُ في ربيع
نزلت به فقابلني بوجهٍ
أغرّ كغرة ِ الفجر الصديع
وماءٍ من بشاشته زلال
وروض من مكارمه مريع
لهُ يدُ محسن وحياءُ جانٍ
وجود مبذّرٍ وعُلى جموع
ورأي مجرّب وقتال غر
وذمة حافظٍ وندى مصيع
إذا ذُكر النوالُ اهتزّ شوقاً
إليه كهزّة ِ السيف الصنيع
يحنّ إلى العطاء حنين قيسٍ
إلى ليلى لعرفانِ الرّبوع
فلا تحمده في بذل العطايا
فليس لغير ذاك بمستطيع
فمقبض سيفه مجرى العطايا
ومضربُ سيفه مجرى النّجيع
منى ومنَّية كالصّلّ يُطوى
على الترياق والسُّم النقيع
ولو بارى بجودِ يديه بحراً
لآلَ البحرُ كالآل المروع
إذا وازنتهُ بالناس طرّاً
رأيتَ البعضَ يعدلُ بالجميع
يناط الرأيُ منهُ بألمعي
يرى الحدثان من قبل الوقوع
بذي حلم أصمّ عن الدنايا
وذي جود لسائله سميع
مفيدٍ متلفٍ حلوٍ ممرّ
على العلاّت ضرّار نفوعِ
بصدر مثلِ ساحته رحيب
وبذل مثل نائله سريع
إذا لاحت بنوه لنا شهدنا
لطيب الأصل من طيب الفروع
نجوم سبعة ٌ عددَ الثريا
وموضعها من الحسب الرفيع
فلا زالوا كأنجمها ائتلافاً
من الحدثان في حصنٍ منيع
تراه وحوله منهم ليوثٌ
إذا انهلّ القنا في كلّ روع
حكوه شمائلاً وعلى ً وجوداً
وبأساً عند معترك الجموع
يراهم مثل ما اطردت كعوبٌ
وراء سنانها الماضي الرفيع
يُهزّ أبو المنيع بهم سيوفاً
لتقويم المخالف والمضيع
فدام لهم به وله سرورٌ
بهم حتى الممات بلا فجيع
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أما الخيال فما يغبُّ طروقا
أما الخيال فما يغبُّ طروقا
رقم القصيدة : 59389(78/66)
-----------------------------------
أما الخيال فما يغبُّ طروقا
يدنو بوصلك شائقاً ومشوقا
وافى يُحقق لي الوفاء ولم يزل
خدنَ الصّبابة بالوفاء خليقا
ومضى وقد منع الجفون خفوقها
قلبٌ لذكرك لا يزال خفوقا
هل عهدنا بلوى الشقيقة راجعٌ
فيعود لي فيه الوصالُ شقيقا
أيام تسلكُ بي الصبابة ُ مجهلاً
لا يعرفُ السّلوانُ فيه طريقا
أهوى أنيقَ الحُسن مقتبل الصبا
وأزور مخضرَّ الشباب أنيقا
لا ألحظُ الأيامُ لحظة َ وامقٍ
حتى يعودَ زماننا موموقا
وركائب يخرجنَ من غلس الدجى
مثل السّهام مرقن فيه مروقا
نحو الهُمام القائد القرم الذي
قرنَ الإلهُ بعزمه التوفيقا
ملك يروقكَ منظراً ومقالة ً
أبداً ويوسعُ بالصوارم ضيقا
يلقي الندى برقيق وجهٍ مسفرٍ
وإذا التقى الجمعان عاد صفيقا
رحب المجالس ما أقام فإن سرى
في جحفل ترك الفضاء مضيقا
وإذا طما بحرُ الكريهة خاضه
وأمات من عاداه فيه غريقا
حُجبت به شمسُ النهار وأشرقت
شمسُ الحديد بجانبيه شروقا
أضحى أبوالفضل السميدع في الورى
فرداً وأصبح في الذُّرى مرموقا
وحسامهُ أبداً بوار عداتهِ
ونوالهُ في العالمين محيقا
الله صوّره جواداً خلقة
أعلى به نور الزمان أنيقا
أضحى السخاءُ بجعفر متخيماً
فغدا به عقد الزمان وثيقا
يختالُ في حلل الرّجاء ويمتطي
همماً أقامت للمكارمِ سوقا
فلضاع أمر لا تبيت تديرهُ
ولضلَّ ركب ما انتحاك طريقا
فهناك يومُ العيد يوم عائد
أبداً عليك موفقاً توفيقا
فاسلم لدهر أنت دُرة ُ تاجه
لا زلتَ رباً للفخار حقيقا
واسلم لمكرمة ٍ شغلتَ بحبها
قلباً بحبّ المكرمات علوقا
وبديع شعر يانع حبّرتهُ
فنظمتُ منه لؤلؤاً وعقيقا
شعشعتُ منه اللفظ ثم نظمته
فكأنما شعشعتُ منهُ رحيقا
موقع أدب (adab.com)
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> بعثت إليك بطيفها تعليلا
بعثت إليك بطيفها تعليلا
رقم القصيدة : 59390
-----------------------------------
بعثت إليك بطيفها تعليلا
وخضابُ ليلكَ قد أراد نصولا(78/67)
فأتاك وهناً والظلامُ كأنهُ
نظمَ النّجومَ لرأسهِ إكليلا
وإذا تأمّلتَ الكواكبَ خلتها
زهراً تفتّحَ أو عيوناً حُولا
أهدت لنا من خدِّها ورُضابها
ورداً تحيينا به وشَمولا
ورداً إذا ما شُمَّ زاد غُضاضة ً
ولو انهُ كالوردِ زادَ ذُبولا
وجلت لنا برداً يُشهّي بردُهُ
نفسَ الحصور العابدِ التقبيلا
برداً يذيبُ ولا يذوبُ وكلما
شربَ المتيمُ منهُ زاد غليلا
لم أنسها تشكو الفراقَ بأدمعٍ
ماعتدنَ في الخدِّ الأسيل مسيلا
فرأيت سيف اللحظ ليس بمغمدٍ
من تحت أدمعها ولا مسلولا
إن دام دمعك فاحذري غرقاً به
وإذا توالى القطرُ عاد سيولا
حطّي النقاب لعلّ سرب عيوننا
في روضِ حسنك يرتعين قليلا
لما انتقبتِ حسبتُ وجهك شعلة ً
خلل النقاب وخلتهُ قنديلا
هام الفؤاد بأنجمٍ من حيثُ ما
أبصرتهنّ رأيتهن أفولا
رحلوا ولونُ الليل أدهم مصمت
فامتار منهم غرّة ً وجُحُولا
ينحون حيث ترى الموارد طفّحاً
والروضَ غضَّاً والنسيم عليلا
فالأقحوانة ثمَّ تلقى أختها
كفم يحاول من فمٍ تقبيلا
كلف الفراقُ بمن هويتُ فكلما
دانيتهُ شبراً تأخّر ميلا
قتلتني الأيامُ حين قتلتها
علماً فأبصر قاتلاً مقتولا
مالت عليّ وقد جعلتُ مطيتي
ما بين أجفان الدياجي ميلا
حَملت جميلاً من ثناء محمدٍ
لتزور وجهاً كالثناء جميلا
ملك يروقك منظراً ومقالة ً
كالسّيف يحسنُ رؤية ً وصليلا
أضحى السخاء مخيماً في كفِّه
حمدَ المحلَّ فما يريد رحيلا
أو هل يريد الجودُ بعد يمينه
وهو النهاية ُ في العلوّ سولا
لا أستزيدُ الدّهرَ بعد لقائه
حسبي برؤيته البهية ِ نزولا
عمَّ الرعيّة َ والرُّعاة َ نوالهُ
والفاضل المأمول والمفضولا
كالغيث إن جادت يداه بديمة ٍ
أغنى بها المعروفَ والمجهولا
يرتدُّ فكرك بالفضائل حاسراً
عنهُ وطرفكَ بالضياء كليلا
وتحوزُ من إحسانه وعيانه
وبيانه وبنانه المأمولا
زاد العفاة على الديات ولم يكن
أردى سوى فقر العفاة قتيلا
ودعا لسائله وأعلن شكرهُ
حتى حسبنا السائل المسؤولا(78/68)
أتراه يحسب وفده شركاءه
ويرى التفرُّدَ بالثراء عليلا
يا من يفنِّده على صلة النّدى
أنلوم في صلة الخليل خليلا
اللهصوّره جواداً خلقة ً
وتريد منهُ أن يكون بخيلا
خُلقَ ابن ابراهيم جوداً كله
فمتى تطيق لخلقه تبديلا
لو ذقتً من طعم الندى ما ذاقهُ
لعصيت فيه لائماً وعذولا
اهرب بنفسك لا يهبّكَ فربما
أعطى العذول الوفدَ والمعذولا
ولربما فتشت بعض عطائهِ
فوجدتَ فيه السيّد البهلولا
قتل العداة بجوده وبسيفه
والسيفُ أسهلُ عندهم تقتيلا
فانصاع قد مُلئت مضاربُ جوده
شكراً ومضربُ سيفه تفليلا
يلقى العدى من كُتبه بكتائبٍ
يجرُونَ من زَرَدِ الحروف ذيولا
وترى الصحيفة حُلبة ً وجيادَها
أقلامهُ وصريرهنَّ صليلا
في كفه قلمٌ أتمُّ من القنا
طولاً وهنَّ أتمُّ منه طولا
قلمٌ يقلِّم ظفرَ كلِّ مُلمَّة ٍ
ويردُّ حدَّ شباتها مفلولا
ويضيءُ منه الطّرسُ ساعة يكتسي
صدأ المداد ولا يضيءُ صَقيلا
ما قطَّ قطُّ لكتبه أقلامهُ
إلا نقمن على العُداة ذُحولا
نبلٌ حباها من رؤُوس بنانهِ
ريشاً ومن حلكِ المداد نصولا
ففرت شواكلَ كلِّ أمرٍ مشكل
ورددنَ مفصلَ ماله مفصُولا
يدعو النبيَّ من الجدودِ وحيدراً
ومن العُمومة ِ جَعفراً وعقيلا
نسبٌ ترى عنوانهُ في وجهه
لا شبهة ً فيه ولا تأويلا
نغنى به عن حجة ٍ ودلالة
من ذا يريد على النّهار دليلا
يحكي النبيَّ شمائلاً وفضائلاً
من لم يكن كأبيه كان دخيلا
لولا الرسالة ُ بعد جدك أحمدٍ
ختمت لقلنا قد بُعثتَ رسولا
أشبهتهُ خلقاً وأخلاقاً وما
خالفته جملاً ولا تفصيلا
لولا أبوك لما امتلا سمعُ امرئٍ
في الأرض تكبيراً ولا تهليلا
ياابن الذين إذا اعتراهم طارقٌ
تركوا بيوتً المال منهُ طلولا
الطيبين مناقباً ومآرباً
ومراتباً ومناسباً وأصولا
والمسرعين إلى المكارم كلما
وجدوا إلى إتيانهن سبيلا
إن حاربوا ملؤوا القلوب أسنّة ً
أو كاتبوا ملؤواالطروس فصولا
كم جبتُ أرضاً مثلَ صدرك في الندى
عرضاً وأخرى مثلَ باعك طولا(78/69)
حتى وصلتُ إليك يابدرَ العلى
بمطية ٍ مثلِ الهلال نحولا
جعلت رجاءك حادياً من خلفها
وضياء وجهك هادياً ودليلا
إني جدير بالنجاح لأنني
أمَّلتُ للأمر الجليل جليلا
لا زال فعلُكَ بالمقال مرصّعاً
أبداً وعرضُك بالعفاف صقيلا
ما غردت وُرق الحمائم في ذرى
فَنن الأراكة بكرة ً وأصيلا
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> إيهاً أبا حسنٍ حللتَ من العلى
إيهاً أبا حسنٍ حللتَ من العلى
رقم القصيدة : 59391
-----------------------------------
إيهاً أبا حسنٍ حللتَ من العلى
بين السنَّام وبين ذرو الكامل
أنى سخا بك ذا الزمانُ وإنهُ
لمبخَّل بالكامل ابن الكامل
يا أيها الأستاذُ لا من غفلة ٍ
والله قد يُدعى وليس بغافل
قل للأمير وليس كلّ محرِّك
للسانه عند الملوك بقائل
أهدي ويهدي آخرون فنستوي
ما الفرقُ بين فُضُولهم وفضائلي
واعلم يقيناً أنّ كل صنيعة ٍ
عندي تعدّ ذخيرة ً في الحاصل
لو كنتُ بالبيداء لم يكُ بدعة ً
عطشي ولكنّي بجنب الساحل
وهو الربيعُ وكيف يحيا موضعٌ
لم يُحيه سحُّ الربيع الهاطل
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> إعترافي بعظم فضلك فضلُ
إعترافي بعظم فضلك فضلُ
رقم القصيدة : 59392
-----------------------------------
إعترافي بعظم فضلك فضلُ
وعدُولي عن كنه وصفك عدل
كلما رمتُ وصفَ قدرك أفي
تُ صفاتي تدنو وقدرك يعلو
فوق طرف من العلاء لهُ الزُّه
رُ مسامير والأهلّة نعل
قد حلا الدهر من حلولك فيه
ولقد يمزج الزعاف فيحلو
فظلام الزّمان نور وبؤسٌ ال
دهر نعمى وحرّه منك ظلُّ
وإذا هزّك الإمام لحربِ
أو لسلم فأنت نصرٌ ونصل
تخمد الحرب حين تغمُدُ بأساً
وتسيل الدماءُ حين تُسلُّ
ثابتَ الجأش طائشَ الجود دا
ني العفو نائي المدى معزٌّ مذلُّ
قولهُ حكمة ُ وأفعالهُ عد
لُ وآراؤهُ السديدة ُ فصلُ
هو بعض الأنام في رؤية العي
ن وإن عدَّ فاضل فهو كلُّ
لا يشينُ النوال منهُ بمطل
إن طوّقَ العطاء بالمطل غُلُّ(78/70)
يهزمُ الجيشَ بالكتاب كأنّ ال
كتب منهُ كتائبُ ما تفلُّ
وكأنَّ السطور فيها صفوفُ
وكأنَّ الحروفَ خيلُ ورجل
كلّ فصل فيه من القطع والوص
ل كهام العُداة قطعُ ووصلُ
فيه محيا قومٍ ومهلكُ قومٍ
أسجالٌ من القنا أم سجلُّ
وإذا راش بالأنامل أنبو
ب يراع فإنما هو نبل
قلم دبَّر الأقاليم حتى
ظل فيه داعي التناسخ يغلو
قلمُ صدرهُ سنان وآخرا
ه حسامٌ وبين ذلك صلُّ
يا أبا غانم أرى الغانم السا
لم من في يمينهِ منك حبلُ
مدحتك العلياءُ من قبل مدحي
وهو مدحُ بنفسه مستقلُّ
لا أهنّيك إذ وليتُ لعلمي
أن ما ازددتَ فيه عنك يقلُّ
ولو أن الإمام ولاّك أمر ال
شرق والغرب كنتَ عنهُ تجلُّ
قد تهيأتُ للرحيل إلى الأ
هل فجد لي بما لهُ أنت أهل
أين ما كنت في البلاد بنفسي
فثنائي يحلّ حيثُ تحلّ
قد تملكتَ بالمكارم حرّاً
وهو رقٌ محرّم ما يحلُّ
لا أذمّ الزمان إذ كنتَ فيه
ما لدهر سخا بمثلك بخلُ
اقترح تعديلا على القصيدة
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> هبُوا أنّ سجني مانع لوصاله
هبُوا أنّ سجني مانع لوصاله
رقم القصيدة : 59393
-----------------------------------
هبُوا أنّ سجني مانع لوصاله
فما الخطبُ أيضاً في امتناع خيالهِ
نعم لم تنم عيني فيطرق طيفه
زوالُ منامي علّة ُ لزوالهِ
فدى الصبّ من لم ينسهُ في بلائه
وينسى اسمهُ من كان في مثل حاله
ومن صار سجني قطعة ً من صدوده
وطولُ التنائي قطعة من ملاله
ولم تر عيني حاسدين تباينا
عليه سوى قلبي وتربُ نعاله
وإني لأطويه حذاراً وإنما
يخاف اغتيال الجرح عند اندماله
ألا بأبي الغصنُ النضيرُ وإنما
كنيتُ به عن قدّه واعتداله
ولا بأبي بدر المحاق وإنما
يفدّى إذا حاكاه عند كماله
ولا حبذا نورُ الأقاحي عابساً
ويا حبّذاهُ ضاحكاً في ظلالهِ
فإن فاقهُ ثغرُ الحبيب فإنما
أقرّ بما أعيا وجود مثالهِ
وما حُسن هذا الشعر إلا لنفثة ٍ
لهُ في فمي من قبل قطع وصاله
نطقت بسحرٍ بعدها غير أنهُ(78/71)
من السّحر ما لم يختلف في حلاله
كذاك ابن سيرين بنفثة يوسف
تكلم في الرؤيا بمثل مقاله
ألا اصرف إلى صدغيه لحظكَ كلّهُ
ودع لحظهُ مستعملاً من نصاله
ترى فيهما نونين عطّل واحد
وآخر معجومٌ بنقطة خالهِ
وما الوقفُ إلا في الوزارة إنها
عقيلتهُ محفوفة ٌ باعتقاله
أتستغربُ العلياءُ أحمد ناشئاً
وقد بان منه الفضلُ قبل فصاله
صغيراً تربّيه المعالي وفاضلاً
تسودَّ من إقباله في اقتباله
أراني وقد أعيا على الفكر أمره
على أن فكري غائض فياحتفاله
إذا ما حوى أعلى المراتب ناشئاً
فماذا الذي يبقي لحين اكتهاله
نعم إنّ غاياتِ الجواد إذا انتهى
إليها تبقى فضلة ٌ في خلاله
رأوا فضله فاستحسنوه وأمسكوا
وقوفاً على أقدارهم بخصاله
فأبقوا لهُ في الفضل كثرة شكرهم
وأبقى لهم في الفخر قلة َ ماله
وعقلٌ كعذب الماء من يظم عقله
لعقل سواه فهو عذبٌ زلاله
إلى أدبٍ مثل الهواء أو الهوى
مع الروح يجري جائلاً في مجاله
وذهنٍ لو الكافور يمنع حرّه
لأزرى بفخر المسك عند اعتماله
وما كان ذا التشبيه إلا تحاملاً
عليه ولكن فضلهُ في احتماله
ويا سيدي عبدٌ دعاك معوّلاً
عليك ولم يخطر سواك بباله
وهل يستعين المرء من قعر هوّة ٍ
لإخراجه إلا بأقوى حباله
وأنتم أناس فضلهم غامرُ الورى
فما بال مثلي داثراً في انخماله
أأبصرتموه شافعاً بسواكمُ
وأنتم بعيدُ وهو في ضيق حاله
وإذ صار سعد وابنهُ معقلاً لهُ
فما العذر من إطلاقه من عقاله
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أذهبت رونق ماء الصبح في العذل
أذهبت رونق ماء الصبح في العذل
رقم القصيدة : 59394
-----------------------------------
أذهبت رونق ماء الصبح في العذل
فاربع فلستَ بمعصوم من الزلّل
لكل سهم يعدّ الناس سابغة
تردّه عنك إلا أسهم المقل
هام الفؤادُ بشمس ما يزايلها
غربُ من البين أو غيم من الكلل
ينتاب دمعُ النّوى واللهفُ وجنتها
فقلما انفكّ ظهر الخدّ من بلل
لا شيء أكفر من مسواك إسحلة(78/72)
يعله الريق لم يُورق ولم يطل
يخفى شهابُ الهوى في برد ريقتها
كما استكن نقيعُ السُّم في العسل
وفي أصول الثنايا باردٌ عللُ
نفسي الفداءُ لذاك البارد العلل
إياك إياك تطريقاً بأعينها
فهي الأسنة في العسّالة الذُّبُل
مابال طرفك لا تنجو رميَّتهُ
كأنما هو رامٍ من بني ثعل
صدّت بنجدٍ وزارت في طرابلس
وبيننا عنق للسفن والإبل
في خرد نهّدٍ يعكسن أعيننا
لضوئهنّ كعكس الشمس للمقل
تنقادُ نحو هواهنّ القلوبُ كما ان
قادت إلى هبة الله العُلى بن علي
غدا عن السُّمر بالسُّمر الكعوب وعن
بيض الوجوه ببيض الهند في شغل
يزيّنُ الدولة َ الغراء موضعهُ
إذا تزيّنتِ الأملاك بالدّول
ينبي تبسُّمهُ عن بشره أبداً
والغيثُ أول صوب العارض الهطل
يزينها فوق ما زانته فهو بها
في حلّة ٍ وهي من علياه في حلل
يبشّ بالوفد حتى خلتُ وافده
وافى يهنّيه بالتأخير في الأجل
علا فلا يستقرّ المالُ في يده
وكيف تمسكُ ماءً قنة ُ الجبل
يقضي بحكم الهدى في المشكلات كما
يقضي بحكم الظُّبى في ساعة الوهل
قد حالف الفضلَ في أحكامه أبداً
والعدلُ خير اقتناء الفارس البطل
تخشى العدى أبداً صدر الجواد فقد
ظنّ العدى أنهُ صدرٌ بلا كفل
في جحفل لجب لولا تبسّطهُ
لخلتهُ شُبهاً من كثرة ِ الأسل
كأنّ حُمر المذاكي الخمر تحتهمُ
وبيضهم حببٌ يطفو على القلل
أملتُ فيه الغنى من قبل رؤيته(78/73)
فالآن أكبرتهُ عن ذلك الأمل
أملّتُ ذلك علماً أنهُ رجلٌ
فرد فأبصرت كلّ الناس في رجل
يصغي إلى سائل جدوى يديه كما
يصغي المحبُّ الى التغريد والغزل
لو شاء قال ولم يكذب بمخبره
عن كلّ فضلٍ أراده أن ذلك لي
لأنه اخترعَ العلياء مبتدئاً
وسائرُ الناس من تالٍ ومنتحل
قد أحكم الحاكمُ المنصور دولتهُ
بآل حيدرة ٍ في السهل والجبل
ورفهت كتبهُ أقصى كتائبه
عن الزيارة للأعداء والقفل
ترضى الدراريعُ عنهم والدروع وأص
دافُ القنا وصدورُ البيض والأسل
تاهت بهم دولة الإسلام واعتدلت
بعزمهم كاعتدال الشمس في الحمل
شادوا وسادوا بما يبنون من كرم
أساس مجدهم المستحكم الأزلي
تشابهوا في اختلاف من زمانهم
عند اللهى والنهى والقول والعمل
كالرمح أولهُ عونٌ لآخره
وآخر الرمحِ عون الأكعب الأول
تبعتَ في الجود والعليا أباك ولم
تكذب كما تبع الوسميَّ صوب ولي
غيثان أنهما جادت أنامله
في بلدة نبتت بالمال والخول
حلّيتما الدين والدنيا بعزّكما
فلا أذلهما الرحمنُ بالعُطل
ولا رأينا بعيني دهرنا رَمداً
فأنتما في مآقيه من الكحل
وعشتما أبداً في ظلّ مملكة
قد استعاذت من التغيير والدول
مارقرق المزن فوق الأرض أدمعهُ
وحنّ ذو شجنٍ يوماً لمرتحل
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> محلَّ العلى أنى حللتَ محلّها
محلَّ العلى أنى حللتَ محلّها
رقم القصيدة : 59395
-----------------------------------
محلَّ العلى أنى حللتَ محلّها
وفيك وإن حاز الورى البعضُ كلُّها
ومذ كنتَ يا بكار تسمو بهمة ٍ
كثيراً إذا ماتت وفي الناس قُلّها
لقد يمّمَت عُليا تميمٍ وطال في
سماء العُلى من فخر فرعك أصلها
وكانت سجايا الفضل بكراً فعندما
ولدت قضى الرحمن أنك بعلها
فليس يرى في الفضل مثلك ماجدُ
وليس يرى في غير مثلك مثلُها
ففضلك مشكورٌ ولو لم يكن بها
يمتُّ إذا لم يسر في الناس فضلها
متى ظمئت منا قرائحُ فهمنا
فأنت بريّ من نهال تعلّها
وإن عُقّدت يوماً مسائلُ حكمة ٍ(79/1)
فأنت بلا إعمال فكر تحلُّها
تصححُ أنى شئتَ منها سقيمها
وتأتي إلى ما صحّ منها تعلّها
سواءٌ إذا مارمتَ إيضاح علمها
دقيق معانيها عليك وجلُّها
ضمانٌ عليها إنّ قدرك يرتقي
بهافي معالٍ لا يرام أقلها
برعتَ على أبناء سنك رفعة ً
فأنت فتاها في الفخار وكهلُها
أبا قاسم إن تستجد وصف مدحتي
فمنك معانيها وأنت محلّها
فلا فضل لي بل فضلها منك كلُّه
ولكن كساني حُلة الفخر أهلُها
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> ألمَّ بمضجعي بعد الكلال
ألمَّ بمضجعي بعد الكلال
رقم القصيدة : 59396
-----------------------------------
ألمَّ بمضجعي بعد الكلال
خيالٌ من هلال بني هلال
بمنطمس الصّوى لو حار طيفٌ
لحار بجوّه طيف الخيال
فأحيا ذكر وجدٍ وهو ميتٌ
وجدّد رسم شوق وهو بال
فتاة ٌ ما تُنال وكلّ شيءٍ
نفيسُ القدر ممتنع المنال
وما تندى لسائلها بوصلٍ
وقد يندى البخيلُ على السؤال
ويحجبُ بينها أبداً وبيني
ظلامُ النَّد أو غيمُ الحجال
بمقلتها لعمر أبيك سحرُ
به تصطاد أفئدة ُ الرجال
سمعنا بالعجاب وما سمعنا
بأن الليث من قنص الغزال
لقد بذل الفراقَ لنا رخيصاً
لقاءُ العامريّة وهو غال
وأبدى من محيّاها نهاراً
يجاور من ذوائبها ليالي
أحن إلى الفراق لكي أراها
وإن كان الفراقُ عليَّ لا لي
أشارت بالوداع وقد تلاقت
عقودُ الثغر والدمعُ المسال
وأبكاني الفراقُ لها فقالت
بكاءُ متيّمٍ ورحيلُ قال
فقلت لها أودّع منك شمساً
إلى شمس الهدى شمس المعالي
فتى عمّ الملوك فمن سواهم
نوالاً منهُ منسكبَ العزالي
كذاك الغيث إن أرسى بأرضٍ
تجلل كلُّ منخفض وعال
ترى في سرجه ليثاً وغيثاً
وعند الغيث صاعقة ٌ تلالي
مليءٌ بالعطايا والرزايا
وبالنعم السوابغ والنَّكال
تبوّا الجودُ يمناه محلاً
فليس يهم عنها بارتحال
كأنّ الجودَ بعضُ الكفّ منه
فما للبعض عنها من زوال
يصافح منهُ كفاً من عطايا
تحفّ بها بنانٌ من نوال
ولم أر قبله أسداً تلبَّي
إلى الهيجاء إن دُعيت نزال(79/2)
أظافرهُ من البيض المواضي
ولبدتهُ من الزَّردِ المُذال
تراه إذا تشاجرتِ العوالي
يفرّ من الفرار إلي القتال
وكم كسبته جردُ الخيل مجداً
وليس لهنّ منهُ سوى الكلال
يوسّطها الوشيج وفي كُلاها
أنابيبٌ من الأسل الطِّوال
يتابع جوده ويظنّ بخلاً
وفوق الجود أغراس الفعال
كأن صلاته لهمُ صلاة ٌ
فليس تتمُّ إلا أن يوالي
مكارم ما ألمَّ بها كريمٌ
سواه ولا خطرن له ببال
ورثتَ الفضلَ عن جدّ فجدٍّ
إلى هود النبي على التوالي
تنقّل من كريم في كريمٍ
كما ارتمت المنازل بالهلال
نصرتَ ابنَ النبي كما نصرتم
أباه لقد حذوت على مثال
فإن حاربتَ فيه فرُبّ حرب
لكم في نصرة التّقوى سجال
فزيّن مجدك الحقبَ البواقي
ومجدُ جدودك الحقب الخوالي
وجود الناس من موجود طيٍّ
وجودُهُم لجود بنيك تالِ
يسومون النفوس بكلّ عضب
يكلُّ فيرخص المهجَ الغوالي
إذا أبصرتهم فوق المذاكي
رأيت الأسد من فوق السعالي
كأنهم عليها وهي تعدو
لؤامُ الريش من فوق النّبال
إذا ابتدروا إلى الهيجاء قلنا
سهام يبتدرن إلى نصال
بأيمان كأبحرها غزار
وأحلامٍ كأجبلها ثقال
رأيت الناس مثل كعوب رمح
فمنهنّ السوافلُ والأعالي
ومن ذا يستطيع وأيّ قلب
بجيش الفخر يفخرُ في مقال
وحاتم طيّءٍ لك عن يمينٍ
وزيدُ الخيل منك على الشمال
وهذان اللذان يُقرّ طوعاً
بفضلهما المخالفُ والموالي
وفيك عن القديم غنى ً ويُغني
ضياءُ الصبح عن شعلٍ الذُّبال
إذا ما جاء شمسُ الدِّين غطى
سناه كلَّ شمس أو هلال
ثأرتَ بقاتلي عمرو بن هندٍ
وما أنساكه طولُ الليالي
صفوتَ خلائقاً وندى ً وأصلاً
فقد أزريتَ بالماء الزّلال
ولو يحلو كماءِ المزن خلق
لما شرقَ امرؤٌ فيه بحالِ
أرجّي في ظلالك أن أُرجى
ويلقي العزَّ قوم في ظلالي
ففضلك قد غدا للفضل جيداً
وهذا المدحُ عقدٌ من لآلي
وقد يسبيك جيدُ الخود عطلاً
ويسبي ضعفُ ذلك وهو حالي
رأيتُ العرض يحسن بالقوافي
كماحسن المهنّد بالصِّقال
بغير مفرج تبقى كريماً
لقد حدّثت نفسك بالمحال(79/3)
أقول إذا ملأتُ العينَ منه
وقاك الله من عين الكمال
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> عبسن من شعرٍ في الرأس مبتسمِ
عبسن من شعرٍ في الرأس مبتسمِ
رقم القصيدة : 59397
-----------------------------------
عبسن من شعرٍ في الرأس مبتسمِ
ما نفَّرَ البيضَ مثلُ البيض في اللِّمم
ظنّت شبيبتهُ تبقى وما علمت
أنَّالشبيبة مرقاة ٌ إلى الهرمِ
ما شابَ عزمي ولا حزمي ولا خلُقي
ولا وفائي ولا ديني ولا كرمي
وإنما اعتاض رأسي غيرَ صبغته
والشّيبُ في الرأس دون الشّيب في الهمم
بالنفسِ قائلة في يوم رحلتنا
هواك عندي فسر إن شئتَ أو أقم
فبحتُ وجداً فلامتني فقلنَ لها
لا تعذليه فلم يلؤمُ ولم يَلُم
لمَّا صفا قلبهُ شفّت سرائرهُ
والشّيءُ في كل صافٍ غيرُ مكتتم
بعضُ التفرُّق أدنى للّقاء وكم
لاءمتَ شملاً بشملٍ غير ملتئم
كيف المقامُ بأرضٍ لا يُخافُ بها
ولا يُرجّى شبا رُمحي ولا قلمي
فقبَّلتني توديعاً فقلتُ لها
كفِّي فليس ارتشاف الخمر من شيمي
لو لم يكن ريقُها خمراً لما انتطقت
بلؤلؤ من حباب الثّغرِ منتظم
ولو تيقَّنتُ غيرَ الراح في فمها
ما كنتُ ممن يصدُّ اللثمَ باللثمِ
وزاد ريقتها برداً تحدُّرُها
على حصى بردٍ من ثغرها شبم
إني لأطرفُ طرفي عن محاسنها
تكرُّماً وأكفُّ الكفَّ عن أمم
ولا أهمُّ ولي نفسٌ تنازُعني
أستغفر الله إلا ساعة الحلم
لا أكفرُ الطيفَ نعمى أنشرت رمماً
منا كما تفعل الأرواحُ بالرِّمم
حيَّا فأحيا وأغنتنا زيارتُهُ
عن اعتساف الفلا بالأينُقِ الرُّسم
وصل الخيال ووصلُ الخَود إن سمحت
سيَّانِ ما أشبه الوجدان بالعدم
فالدّهرُ كالطيف بؤساه وأنعمهُ
عن غيرِ قصدٍ فلا تمدح ولا تلمُ
لا تحمد الدهرَ في بأساء يكشفُها
فلو أردت دوامَ البؤس لم يدمِ
خالف هواك فلولا أنَّ أهوانهُ
شجوٌ لما اقتنصَ العقبان بالرّخم
ترجو الشفاء بجفنيها وسقمهما
وهل رأيت شفاءً جاء من سقم
وتشتفي بصبا نجدٍ فإن خطرت(79/4)
كانت جوى ً لك دون الناس كلهم
وكيف تُطفي صبا نجد صبابته
والريح زائدة ٌ في كل مضطرم
أصبو وأصحو ولم يكلم ببائقة ٍ
عرضي كما تُكلُم الأعراض بالكلم
لا تحسبن حسب الآباء مكرمة ً
لمن يقصِّرُ عن غايات مجدهم
حسنُ الرجال بحسناهم وفخرُهم
بطَولهم في المعالي لا بطُولهم
ما اغتابني حاسدٌ إلا شرفت به
فحاسدي منعمٌ في زيِّ منتقم
فالله يكلأُ حسادي فأنعمهم
عندي وإن وقعت عن غير قصدهم
ينبِّهونَ على فضلي إذا كُبتت
صحيفتي في المعالي عُنونت بهم
يا طالبَ المجد في الآفاق مجتهداً
والمجدُ أقربُ من ساق إلى قدمِ
قل نصرُ دولة دين الله لي أملٌ
قولاً وقد نلتَ أقصى غاية الهمم
كم حدتُ عنهُ فنادتني فضائلهُ
يا خاتمَ الأدب امدح خاتم الكرم
وقادني نحوهُ التوفيقُ ثم دعا
هذا الطريقُ إلى العلياء فاستقم
وقصره عرفات العُرف فاغن بهِ
وكفُّهُ كعبة ُ الافضال فاستلم
ترى الملوك على أبوابهِ عصباً
وفداً فدع غيرهم من سائر الأمم
يحفُّهُ كلُّ محفوف بموكبهِ
عزّاً ويخدُمه ذو الجند والخدم
تظلُّ مزدحمات في مواكبهِ
تيجان كل مهيب الناس والنِّقم
تفيؤوا ظلَّ ملكٍ منهُ محتشمٍ
ورُبَّ ملكٍ مذال غيرِ محتشم
والملكُ كالغاب منهُ خدرُ ذي لبدٍ
ومنهُ مرتبعٌ للشاء والنعم
هم أعظمُ الناس أقداراً ومقدرة ً
لكن أتى فضلُهُ من فوق فضلهم
إذا بدا طبَّق التقبيلُ ساحتهُ
فما على الأرض شبرٌ غير ملتثم
فساحة ُ الثغر ثغرٌ أشنبٌ رتلٌ
مفلَّجٌ فهو مرشوفٌ بكل فم
فلو تؤثر في الأفواه أنملهُ
وأرض موكبه لم يخل من رثم
كأنَّ أرضك مغناطيسٌ كلِّ فمٍ
فالطبعُ يجذُبُها بالطَّوعِ والرَّغم
لما علوتَ غمرتَ العالمين ندى ً
والمزنُ يعلو فيروي الأرض بالديم
ترقا وما رقأت نعماك عن أحدٍ
بوركتَ من عال ومنسجم
مقسَّم في العلى لليُمن يمنتهُ
واليسر يسرتهُ والكلُّ للكرم
إن قال لا فهي آلاءٌ مضاعفة ٌ
وإن يقل نعماً أفضت إلى نعم
تبدو صرامتهُ في ماء غرّتهِ
والماء بعضُ صفاتِ الصارمِ الخذمِ(79/5)
هو الجريء على مالٍ يجودُ به
والكرُّ في الجود مثل الكرِّ في البهم
مفرّق الجودِ مقسومٌ مواهبهُ
في علية الناس والأوساط والحشم
والغيث إن جاد بالمعروف وزّعهُ
بين الشناخيب والغيطان والأكم
به إلى كل شربٍ للعلى ظمأ
برحٌ ومهما ارتوى من مائهنَّ ظمي
ويعتريه إلى بذلِ اللهى نهمٌ
والظّرفُ أجمعُهُ في ذلك النَّهم
إليك نظَّمتُ أجواز الفلاة على
خرقاء تهوي هويَّ الجارح القرمِ
كأنما البيدُ من دامي مناسمها
مصاحفٌ كتبت أعشارُها بدم
أخفافها شاكلاتٌ كلَّ مشكلة ٍ
بجمرة معلماتٌ كلَّ منعجم
وأدهمٍ واضح الأوضاح مشترك
بين النَّهارِ وبينَ اللَّيلِ منقسِم
للضوء أرساغهُ إلا حوافره
فإنهنَّ مع الجلباب للظُّلم
محلولِكٌ علق التحجيل أكرعهُ
كما تعلّق بدء النار في الفحم
جرى فجلَّى فحيَّا الصُّبحُ غرَّتهُ
لثماً ومسَّح بالأرساغ والخدم
وقبَّل الفجرَ كي يُجزيه قُبلتهُ
فارتدَّ باللَّمظ المشفوع بالرَّثم
أضحى بعدلك ثغر الثغر مبتسماً
وكان قبلُ عبوساً غيرَ مبتسم
ما ينقم الثغر إلا أن محوت به
ليلاً من الظلم كانوا منهُ في حرم
قد عظَّم الله أملاكاً ملكتَ بهِ
بني عقيل وما يحوون من نعم
لو لم تحزها أبا نصرٍ لما وجدت
كفءاً يشاكلُ في أخذ ولا كرم
لو تطلب الشمس غير البدر ما اتَّصلت
بمثله في سناء القدر والعظم
زادت إلى عزَّها عزّاً به مضرٌ
وربّما صيدت العلياءُ بالحرم
خمسون ألفاً يُغطّي البرَّ جمعهمُ
بموج بحرٍ من الماذيِّ ملتطم
من كلّ من يتلقى وجهَ زائره
بكوكبٍ بهلال الفطر ملتثم
مجرَّبون على محبورة ٍ غنيت
عن لأعنّة فاستغنوا عن الحُزم
في الوحش زادهم والمزنُ ماؤهم
تحمَّلتهم فأغنتهم عن الأدم
تصاهل الخيلُ من تحت الرماح بهم
فليس يفضي بهم شيءٌ إلى هرم
ونغمة ُ السيف أحلى نغمة ٍ خُلقت
إذا ترنم بعد البيض في اللِّمم
والعيش في ظهر أفرانٍ مكلَّمة ٍ
بمثلهنَّ وفرسانُ بمثلهم
إذ الأسنَّة في الهيجاء ألسنة ٌ
يُعربن عن كل مقدام ومنهزم(79/6)
محمرة من دم الأبطال أنصلُهم
كأنَّما نصلوا الأرماحَ بالعنم
قد كدتُ أنكرُ شعري حين حاولهُ
مني وحاشاك أملاكٌ بلا همم
لا يألمون لنقص البخل وهو بهم
مبرّحٌ كيف للأموات بالألم
يحكيك في الخلق لا في الخُلق أكثرهم
وربما شُبِّه الإنسان بالصّنم
ولستُ أنكرُ قدر الشعر إنّ بهِ
نقلَ المآثر عن عادٍ وعن إرمِ
خيرُ المناقبِ ما كان البيانُ لهُ
سِلكاً وفُصِّل بالأمثال والحكم
رث كلّ من بخلت كفاه من ملك
فأكثر الناس خزّان لغيرهم
ذو الجود يورثُ في محياه أنعمه
والنّكس يُورث بعد الموت والعدم
وقيمة ُ المرء ما جادت به يدُهُ
وقدرك الأنفسُ الغالي من القيم
والفضل أشياء شتى أنت جملتُها
وصيغة ٌ أنت معناها فدُم تدُم
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أخذن زمام الدَّمع خوف انسجامه
أخذن زمام الدَّمع خوف انسجامه
رقم القصيدة : 59398
-----------------------------------
أخذن زمام الدَّمع خوف انسجامه
فلما استقلُّوا حُلَّ عقد ذمامهِ
غدوا بهلالٍ من هلال بن عامر
مرامُ هلال الأفق دون مرامه
تردد فيه الحسنُ من عن يمينه
ويسرته وخلفِهِ وأمامه
جلت لكَ وجهاً من براقعه كما
جلا الورد أنفاس الصّبا من كمامه
يشفُّ سناهُ من وراء سُتوره
كما شفَّ ضوءُ البدر تحت جهامه
وما زوّدت نيلاً بلى إن جفنها
أعار فؤادي شعبة ً من سقامه
فظلّت متى تنزح من العين عبرة ٌ
تجمُّ بملء العين أو بجمامه
هي البدرُ لولا كلفة ٌ في أديمه
هي الظبي لولا دقة ٌ في عظامه
هي البدرُ لكن تستسرُّ زمانها
وهل يستسرُّ البدر عند تمامه
لقد صدع البينُ المشتتُ شملنا
كصدع الصفا لا مطمعٌ في التئامه
فإن يكُ شخصي بالثغور فمهجتي
بنجدٍ سقاهُ المزنُ صوبَ غمامه
فهل ترين عيناي بيضَ خُدوره
مجاورة ً بالدوِّ بيضَ نعامه
فأشتمُّ من حوذانهِ وعراره
وقيصومه وشيحهِ وبشامهِ
وإني لنعم المرءُ خامرهُ الهوى
وما خامر الفحشاءَ حوبُ أثامه
إذا ما أراد الطيفُ في النوم لثمهُ
غطا فمه عنهُ بثني لثامه(79/7)
فكيف يرجّي منهُ حالَ انتباهه
صبُوّاً وهذا فعلهُ في منامه
إذا ما دعا للهجرِ خلٌّ فلبّه
إليه ولو كان الردى في صرامه
ولم ألتمس بالعتب إصلاح قلبه
وهل يشترى قلب امرئ بخصامه
يضرّ مقامُ الأكرمين بهم كما
يضرّ بماء المُزن طول مُقامه
فلا تعتقن من محمل السيف عاتقاً
ولا فرساً من سرجهِ ولجامه
فموتُ الفتى في العزِّ مثلُ حياته
وعيشتهُ في الذلّ مثلُ حمامه
ومن فاتهُ نيلُ العلى بعلومهِ
وأقلامه فليبغها بحُسامه
صريرُ شبا الأقلام عندَ كلامها
فداء صليل السيف عند كلامه
ورأيك في الرمح المقوَّم إنما
قوام العلى مستودعٌ في قوامه
وجُردٍ جعلنا آمداً أمداً لها
ببيداء يوم المرء فيها كعامه
يلوك بهيم الخيل فيها لجامهُ
إلى أن تراهُ أرثماً بلُغامه
يذرنَ جمامَ الماء من كلِّ منهل
ليكرعن من شرب العُلى في جمامه
وما عدمت في الدهر خيلي أكارماً
ولكنّها تبغي كريمَ كرامه
أبا طاهر محيي النّدى بعد موته
نداهُ وباني المجد بعد انهدامه
كريمُ المحيّا يألف الجود كفُّهُ
كما يألف الآجالَ صدرُ حسامه
تظلّ المنايا تقتدي بسنانه
كما يقتدي كل امرئٍ بإمامه
رُويداً فإن الجود مثلُ رضاعه
لديه وترك الجود مثل فطامه
هو البحرُ لا تطلب بعد ذلك ردّه
ومن ذا يردُّ البحرَ عند التطامه
هنيُّ الندى يفتض ختم نواله
ووجهُك نضرُ ماؤهُ بختامه
غدا سعيهُ والله يشكره لهُ
سناماً لهذا المجد فوق سنامه
فلو ملك الآفاق دع عنك آمداً
غلام لهُ مااستكثرت لغلامه
ولم ينل العلياءَ بالجدّ وحدهُ
ولكن بعالي جدّه واعتزامه
وطعن كأن الجيش في الروع جوهر
ورمحُ عبيد الله سلكُ نظامه
وضرب يظلّ السيفُ في الهام خاطباً
به وصليلُ السيف مثلُ كلامه
تمجُّ دروعُ القومِ منهُ دماءهم
كما مجَّ فيضَ الخمر نسجُ فدامهِ
يطولُ بكفّيه القصيرُ من القنا
ويفري بيمناه غرارُ كهامه
كما أن ظُفر الليث يفري بكفهِ
وينبو بكفيّ غيره عن مرامهِ
وقورٌ فما إن يقلقُ الخطبُ حزمه
ولا جسمهُ في السرج فقد حُزامه(79/8)
يخال على الجرداء بعضَ عظامها
فروسية ً أو تلك بعضُ عظامه
كريمٌ يسوسُ الحاسدين بعفوهِ
فإن كفروهُ ساسهم بانتقامه
فلا يغرر الأعداء منه ابتسامه
فإنَّ قطوبَ السيف عند ابتسامه
إذا ما رماه المرء عن قوس بغضه
أصبن المنايا قلبه بسهامه
وكم غادر قد شب نار عداوة ٍ
له فدحاه كيدُه في ضرامه
فصفحاً فما زال الزمانُ كما ترى
أكارمه مرميَّة ٌ بلئامه
وأصلح ببعض القوم بعضاً فإنه
يُداوي بلحم الصِّلِ شرُّ سمامه
لكلِّ امرئ منهم دواءٌ فداوه
كذاك وقُد كلَّ امرئ بزمامه
رعاك الذي استرعاك أمره عباده
وحيّاك من أحياك غوثَ أنامه
ودم يدُمِ المعروفُ في الناس إنما
دوامُك هذا علة ٌ لدوامه
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> بعثن غداة تقويض الخيامِ
بعثن غداة تقويض الخيامِ
رقم القصيدة : 59399
-----------------------------------
بعثن غداة تقويض الخيامِ
منيّة كلِّ صبّ مُستهام
وملن إلى الوداع وكلُّ جفن
يُفيض الدمع كالقدح الجُمام
جرت عبراتهن على عبير
كما اصطفق الحبابُ على المدام
ظباء صادها قنّاص بينٍ
فأبدلها الهوادجَ بالخيام
أراميهنّ باللحظات خلساً
فترجع نحو راميها سهامي
برود ريقهنّ وكيف يُحمى
ومجراه على بردٍ تؤام
وأقسم ما معتقة ٌ شمولٌ
ثوت في الدنَّ عاماً بعد عام
إذا ما شاربُ القوم احتساها
أحسَّ لها دبيباً في العظام
بأطيب من مجاجتهن طعماً
إذا استيقظن من سنة المنام
ولم أرشف لهنَّ جنى ولكن
شهدن بذاك أعواد البشام
إذا كشفت براقعهن قلنا
ضياءُ البدر من تحت الجهام
سقامُ جفونهنَّ سقام قلبي
وهل يبرا السَّقام من السَّقام
واني عند مقدرتي ووجدي
بهنَّ مع الشبيبة والغرام
أعفُّ عن الخناعند انتباهي
وأحلمُ عنهُ في حال المنام
هوى لا عيبَ فيه ولا أثامٌ
إذا ما الحبُّ أفسد بالأثام
وأقسمُ صادقاً لو همَّ قلبي
بفعل دنيئة خدلت عظامي
وأظلمهنَّ إن ناديتُ يوماً
بإحداهن يا بدرَ التمام
كما ظلم الندى من قاس يوماً
ندى كفّ المفرّج بالغمام(79/9)
فتى جُبلت يداهُ على العطايا
كما جُبل اللسان على الكلام
نزلتُ به فقربني كريمٌ
تقسّمهُ العُلى خير اقتسام
فيسراه لنيل أو عنان
ويمناه لرمح أو حسام
وطوّقني صنائعَ ليس تخفى
وكيف خفاءُ أطواق الحمام
لقد أحيى المكارمَ بعد موتٍ
وشاد بناءها بعد انهدام
ويقسم ماله في كل وفد
كلحم البدن في البلد الحرام
بصفحة ِ خدّهِ للبشرماءٌ
كمثل الماء في صفحِ الحُسام
ولم أرَ قبله أسداً يلاقي
ضيوفاً بالتحيّة ِ والسّلام
يزُر الدرعَ منهُ على هزبرٍ
أبي شبلٍ مخالبهُ دوامِ
فتى لقيَ الوغى قبل اثغارٍ
وقادَ جيوشها قبل احتلام
فليس يُراح للغمرات حتّى
يُراع الحوت في اللجج العظام
يغادرُ قرنه والرمحُ فيه
صليباً بين رُهبان قيامِ
تكفّنه البواترُ في دماءٍ
وتدفنه الحوافرُ في القتام
تفيض دمُ العدى من كلِّ درع
كفيض الخمر من خلل الفدام
وتسمعهم كلام الموت جهراً
بآذان من الطعن التُؤام
ولم يكُ طعنهُ أذناً ولكن
يكون السمع من قرع الكلام
يمهّد في الطّلى أشداقَ عنس
تحلّب بالدما بدل اللُّغام
لهُ من نفسه أبداً منادٍ
يناديه إلى الرُّتب الجسام
فيوم الجود حيّ على العطايا
ويوم الحرب حي على الزّحام
لو أن المجد يدرك بالهوينى
لما فضل الكرام على اللئام
تجمّلُ كلَّ مملكة ٍ يداه
وإن كانت جمالاً للأنام
كذاك الدرُّ أحسن ما تراه
على عنق الخريدة في النّظام
ونعمة ُ غيره عار عليه
كمثل الحُلي للسّيف الكهام
رآه الله للعلياء أهلاً
فأعلاه على قمم الكرام
فقابلَ فضلَ خالقه بشكرٍ
وإن الشكر داعية ُ الدوام
بنوه لجيشه أبداً امام
بمنزلة ِ النُّصول من السِّهام
فبورك ولده أبداً سهاماً
وبورك سهم دين الله رامي
سواءٌ فيهم قولُ المنادي
هلموا للطّعان أو الطعام
نزلتم طيباً حرماً وكنتم
مكان الركن منها والمقام
أتتك رسائلُ السلطان ترضى
وتقنعُ من هباتك بالزمام
أماناً من جميع الناس طرّاً
فأنعم بالأمان وبالدوام
إليك جعلتُ صدرَ المهر سلكاً
أسدّ به الموامي بالموامي(79/10)
إذا ورد القرارة بعد أينٍ
حشا فاه على فأس اللّجام
فكم ملك إغادر عن يميني
وعن يُسراي إذ كنتم أمامي
ولست بذي عمى عن رزق سوء
أغادره ولكن عن تعام
إذا قنعَ الهزبُر بقوتِ كلبٍ
فليس الفرقُ إلا في الأسامي
رضعت الجود قبل الدرِّ طفلاً
وما لرضاع جودك من فطام
فجود سواك رمية ُ غير رامٍ
وجودك رمية من كفِّ رام
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> نفسي الفداءُ للحظها من رام
نفسي الفداءُ للحظها من رام
رقم القصيدة : 59400
-----------------------------------
نفسي الفداءُ للحظها من رام
ولطرفها من أنصلٍ وسهام
ولثغرها من ضوء برق لامعٍ
لو أتبعتهُ لنا بصوب غمام
قالوا تأسَّ بجفنها في سقمهِ
شتان بين سَقامه وسقامي
سقم الجفون وإن تزايد صحة ٌ
أبداً وسُقمي كل يوم نام
أتبعتهم يوم الرحيل بمهجتي
تبعَ الفلاءِ الخيل بعد فطام
وأقمتُ بعدُ وللزمان عجائبُ
منها ترحّل مهجتي ومقامي
رحلوا بمثل البدر إلا أنهُ
عند المحاق يكون بدرَ تمام
وجلون من خلل البراقع أوجهاً
كالورد بين أكنة الأكمام
وأرى خيال العامريّة أنهُ
وافٍ إذا غدرت بعقد ذمام
فلثمنني فجعلت ثمَّ تحرُّجاً
بيني وبين اللَّثم ثني لثامي
وهجرتُ رشفَ رُضابهن لأنه
خمرٌ ولست براشفٍ لمُدام
وهبوه غير الخمر لستُ بذائقٍ
في فعليَ الشبهات شبه حرام
عفُّ الظواهر والضمائر لم أزل
متنزهاً في يقظتي ومنامي
دع عنك ذكر العامرية إنه
وأبيك مغناطيس كلِّ غرام
أما فضائلها على أترابها
فكفضل حيدرة ٍ على الحكام
خير القضاة على القضاء اختاره
بعد اختبار منه خير إمام
فقضى بحكم الجور في أمواله
وقضى بحكم الله في الأيتام
ألف اتباعَ العدل في أحكامه
حتى بتقسيم الطُّلى والهام
تتيقّن الأموالُ حين تحلُّ في
كفّيه أن ليست بدار مُقام
وإذا أتى مالٌ خزائنهُ بدا
بوداعه الخزّان قبل سلام
طلقُ الجبين مع اليمين مُوقرٌ
في الحالتين النقض والإبرام(79/11)
ومهذّب الأقوال والأفعال وال
أخوال والآباء والأعمام
ومعين ماء الجود يشربُ وفده
فيه ويصدر وهو بحرٌ طام
وترى بوجه أبي الحسين بشاشة ً
مثل الفرند بصفح كلِّ حسام
ويلوح منه على أسرّة وجهه
نور الهدى وسكينة ُ الإسلام
فخر الفصاحة والسماحة والنُّهى
والبأس والآلاء والإنعام
يُخفي النوالَ إذا أتاه تكرماً
حتى كأنَّ الجود فعلُ أنام
تدنو سهامُ الوصف دون علائه
أو يصيب الشمس سهم الرامي
أعدى ندى كفيه صوروأهلها
والبدرُ يقلبُ طبع كلِّ ظلام
ولو أن صوراًجنة ٌ ما استكثرت
وأبيك من غلمانه لغلام
يعفو فيفعل حلمهُ بعدوه
ما تفعل الأسيافُ بالأجسام
والحِلم في بعض المواطن نعمة ٌ
تسطو بها أبداً على الأقوام
والليث أعبس ما بدا وجهاً إذا
أبصرته في صورة البسّام
وإذا تنمر مغضباً فانظر إلى
جيش على ظهر الجواد لهام
جيش لهُ ظهر الحصان معسكر
ذو يمنتين وساقة ٍ وأمام
وكأنما جمع الأعادي جوهرٌ
وسنانهُ في الجمع سلك نظام
لبق الأنامل بالرّماح وطالما
أغنى عن الأرماح بالأقلام
ما قطَّ قطُّ إلى العدى قلماً له
إلا وناب به عن الصّمصام
قلم يقلّم ظُفر كلِّ مُلمة ٍ
ويكفُّ كفَّ نوائب الأيام
وترى بحافته المنايا والمنى
ومقاتل الأعداء والأعدام
من آل حيدرة الذين شعارُهم
فيضُ النّدى الهامي وضرب الهام
قهروا بحار الأرض أجمع بالندى
وجبالها برجاحة الأحلام
يتسنمون من المعالي مرتقى ً
عنهُ تزلّ مواطئ الأقدام
يتتابعونَ إلى العلاء تتابعاً
كتتابع الأقدام في الأقدام
يقعون من هذا الزمان وأهله
كمواقع الأعياد في الأيام
ألفيت منهم في طرابلس ندى
ترك الكرام لديّ غير كرام
القوم جسم أنت روحهم وهم
في الناس كالأرواح في الأجسام
لا زلتَ في نعَم يخلّد ملكها
كرم الإلهِ القادر العلاّم
Free counter
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> هل الوجد الا أن تلوح خيامها
هل الوجد الا أن تلوح خيامها
رقم القصيدة : 59401
-----------------------------------(79/12)
هل الوجد الا أن تلوح خيامها
فيقضى بإهداء السلام ذمامها
وقفت بها أبكي وترزم ناقتي
وتصهل أفراسي ويدعو حمامها
ولو بكت الورق الحمائم شجوها
بعيني محا أطواقهن انسجامها
وفي كبدي أستغفر الله غلة
إلى بردٍ يثني عليه لثامها
وبرد رضاب سلسل غير أنه
إذا شربتهُ النفس زاد هيامها
فيا عجباً من غلَّة كلما ارتوت
من السلسبيل العذب زاد اضطرامها
كأن بُعيد النوم في رشفاتها
سلاف رحيق رق منها مدامها
ويعبق ريَّاها وأنفاسها معاً
كنافجة قد فضَّ عنها ختامها
ولم أنسها يوم التقى در دمعها
ودر الثنايا فذّها وتؤامها
وقد بسمت عن ثغرها فكأنهُ
قلائد در في العقيق انتظامها
وقد نثرت در الكلام بعتبها
ولذّ بسمعي عتبها وملامها
فلم أدر أيُّ الدر أنفس قيمة
أأدمعها أم ثغرها أم كلامها
وقد سفرت عن وجهها فكأنهُ
تحسر عن شمس النهار جهامها
ومن حيث مادارت بطلعتها يرى
لاشراقها في الحسن نور أمامها
فألقت عصاها في رياض كأنها
تشق عن المسك الفتيق كمامها
وضاحكها نور الأقاحي فراقني
تبسمه رأد الضحى وابتسامها
نظرت ولي عينان عين ترقرقت
ففاضت وأخرى حار فيها جمامها
فلم أرَ عيباً غير سقم جفونها
وصحة أجفان الحسان سقامها
خليليَّ هل يأتي مع الطيف نحوها
سلامي كما يأتي إليَّ سلامها
ألمت بنا في ليلة مكفهرَّة
فما سفرت حتى تجلَّى ظلامها
أتت موهناً والليل أسود فاحم
طويل حكاه فرعها وقوامها
فأبصر مني الطيف نفساً أبية ً
تيقظها من عفة ٍ ومنامها
إذا كان حظي أين حل خيالها
فسيان عندي نأيها ومقامها
وهل نافعي أن تجمع الدار بيننا
بكل مكان وهي صعب مرامها
أسيدتي رفقاً بمهجة عاشق
يعذبها بالبعد عنك غرامها
لك الخير جودي بالجمال فإنه
سحابة صيف لا يرجّى دوامها
وما الحسن إلا دولة فاصنعي بها
يداً قبل أن تمضي ويغبر ذامها
أرى النفس تستحلي الهوى وهو حتفها
بعيشك هل لنفس حمامها
وعيس أذابت نيتي جل نيها
فرحليَ من بعد السنام سنامها
تسارع بالبيداء خوصاً كأنها(79/13)
قسي ولكنَّ الرجال سهامها
فلو حزمت من ضميرها بخزامها
لجالت على أوساطهن خزامها
جنبنا إليها كل عوجا كأنما
يناط على أعلى الرماح لجامها
كأني في البيداء بيت قصيدة
تناشدني غيطانها وأكامها
إلى أن لثمنا كف حسان إنها
أمان من الفقر المضر التثامها
فلما استلمنا راحة ابن مفرِّج
تدفق بالجود الصريح غمامها
هو الملك يبلي بسطهُ قبل وقتها
سجود ملوك فوقها وقيامها
وإن قبّلت منهُ ركاباً وراحة
فقد فاز بالحظ الجزيل سهامها
إذا عاينته من بعيد ترجلّت
فإن هي لم تفعل ترجل هامها
تصادم تيجان الملوك ببابه
ويكثرُ في يوم السّلام ازدحامها
نمتهُ إلى أعلى المراتب عُصبة ٌ
يسوّد من قبل البلوغ غُلامها
هي الأسد إلا أنها تبذُلُ القرى
لطارقها والأسد يُحمى طعامها
إذا ما استهلّ الطفلُ منهم تهللت
وجوهُ المعالي واستهلّ ركامها
وإن فطموا أطفالهم بعد بُرهة ٍ
فعن درّها لا عن عُلاها فطامها
جلادٌ على مُرّ الجلاد إذا ارتمت
كلام الأعادي بالدما وكلامها
غلائلها أدراعها وسماعُها
صليل المواضي والدماء مدامها
تظلّ المنايا حيث ظلّت سيوفها
وتُمسي العطايا حيث أمست خيامُها
فما السعدُ كلُّ السعد إلا عطاؤها
وما النحسُ كل النحس إلا انتقامها
وأكثر ما فيها من العيب أنها
تُروِّع بالضيف المنيخ سوامها
ألا إنّ طياًللمكارم كعبة ٌ
وحسانُ منها ركنُها ومقامها
بناصر دين الله أيّد نصرها
وجاز على كلّ الملوك احتكامها
بعيدٌ مداه ليس تألفُ كفُّهُ
من المكرمات الغرّ إلا جسامها
ولو أنّ للانواء جودَ يمينهِ
لجادت بآمال النفوسِ رهامها
ولو أن للأقمار ضوء جبينه
لما زال عنها نورها وتمامها
وليس بمشغول البنان عن الندى
إذا شغل الكف اليمينَ حسامها
سجية نفس للمكارم همها
وشمة نفس للمعالي اهتمامها
إذا اسودت الحربُ استضاءت بسيفه
من الضّرب أو ينجابُ عنه قتامها
لدى فازة ٍ للنّقع أوتادُ مثلها
عتاق المذاكي والرماح دعامها
تظل كعوبُ الرمح فيها رواكعاً(79/14)
إلى كلِّ قلبٍ والسّنان إمامها
تُحكم في قُصرى الضّلوع قصارها
وتمرقُ في صمّ العظام عظامها
فمن زردٍ فوق العوالي كأنها
خواتمُ أودى في البنان التحامها
ومن زردٍ قد طار أنصافه كما
تطاير عن أعلى البنان قُلامها
إذا طلعت راياتهُ لعُداته
فليس عجيباً فلها وانهزامها
لقد علقت قحطانُ منك أبا الندى
بعروة مجدٍ لا يُخافُ انفصامها
وكانت سيوفاً دثراً فشحذتها
فطيّر ماضيها الطُّلى وكهامها
فإن كابدت جدباً فأنت ريبعها
وإن باشرت حرباً فأنت حُسامها
بذكر الذي أوليتَ كان افتخارها
وفضل الذي أوليتَ كان كرامها
قليل لك الأرضون ملكاً وأهلها
عبيداً فهل مستكثر لك شامها
فسر وافتح الدنيا فأنَّ ملوكها
بها وبهم نقصٌ وأنت تمامها
ألا إنّ أوصاف الأمير جواهرٌ
وإن مديحي سلكها ونظامها
وقد بلغت نفسي إليك فإن يكن
لها في الغنى حظّ فذا العامُ عامها
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> همُ علّموا عيني سؤال المعالمِ
همُ علّموا عيني سؤال المعالمِ
رقم القصيدة : 59402
-----------------------------------
همُ علّموا عيني سؤال المعالمِ
بنوعين هطّال عليها وساجمِ
أبوا ظنة ً بي أن أرى غير مغرمٍ
فهمُّوا بقلبي أن يرى غير هائم
كأنهمُ إذ أزمعوا سلبوا الكرى
جفوني فما أحظى بلذّة ِ نائم
وهبت نصيبي من سُلوي لعاذلي
وصارمتُ حبلي من محبّ مكاتم
وما بحت حتى استنطق الشوقُ أدمعي
وذكَّرني عهد الحمى المتقادم
فسرت أشيم الجود في كلّ معدن
وأنتقد الناسَ انتقادَ الدراهم
فلم أرَ مثل اليمن ربَّ إمارة ٍ
حميد بن محمود حليف المكارم
هو الجبلُ العالي الذي شُرفاتُه
تُعلَّى على أسّ النجوم النواجم
فإن قال قوم إنهُ مثلُ حاتم
ففي كلّ عضو منهُ أمثال حاتم
فيا طيئاً طيّ الأمير ومن غدا
لهُ شرف عالي الذّرى والدعائم
بقيت ليوميك اللذين علاهما
مصنفة في عُربها والأعاجم
فيوم وغى ً يسطو فقسوة جائر
ويوم رضى يحنو بعطفة راحم
ولما رأى الله الندى في عباده(79/15)
مقاماً وركن الجود ليس بقائم
حباك ببحر من نوال إذا طما
ثوى البحر في تياره المتلاطم
لئن سلّمت طيٌّ إليك عنانها
فأصبحت أسنى ذخرها للعظائم
وعدّل فيها عدة الدولة الذي
يُشار إليه في كتاب الملاحم
فما عدم التوفيق عن مستحقه
وليس الخوافي في الورى كالقوادم
Free counter
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> قسماً بوصلك إنَّ بُعد مرامهِ
قسماً بوصلك إنَّ بُعد مرامهِ
رقم القصيدة : 59403
-----------------------------------
قسماً بوصلك إنَّ بُعد مرامهِ
أغرى فؤاد متيمٍ بغرامهِ
ويلومهُ فيك العذول وفي الهوى
شغل لهُ عن عذله وملامه
ولربما هجر الصِّبا واقتاده
سحرُ العيون إلى الصبا بزمامه
وبنفسيَ الرشأ الذي لحظاتهُ
في القلب أسرع من غرار حُسامه
هل يشفين كبدي ببرد عناقه
أو يُظفرن كفي بحل لثامه
قد كنتُ آمل عطفه لو لم يجُر
صرفُ الفراق عليَّ في أحكامه
ولقد ملأت يديَّ من عصر الصِّبا
وعففتُ عن حرمانه وأثامه
نهنه فؤادك عن ملابسة الصبى
وارغب بنفسك عن تحمل ذامه
أو ليس في قرب الوزير جميع ما
ألهاك عن يوم الوصال وعامه
قل للوزير ابن الفرات ولم تزل
تتوكف الآمال صوب غمامه
إن صدّني عنك الزمانُ فإنه
صدّ أرى لقياك في أحلامه
إن ينأَ عنك فربَّ نأي حسنت
عقباه للمشتاق قرب حمامه
أوعدت بالصبر الجميل فإنه
صبرُ الجفون عن الكرى ولمامه
فبأي وجه أشتكي الزمن الذي
أيامُ قربك كنّ من أيامه
وجمالُ وجهك في السفور فإنه
وجهٌ حكاه البدرُ عند تمامه
ووحق ودّك وهي أبعدُ غاية
يجري إليها البر في أقسامه
ما حال قلبي عن هواك ولا جرى
حسن التصبر منك في أوهامه
إني وإن عاد الزمان إلى الذي
أهواه بعدَ جماحه وعُرامه
لا أشكر المعروف إلا منك أو
ما قرّبت كفّاك بُعدَ مرامه
أو حيث لا يجبُ الثناءُ بغير ما
أولى الوزيرُ القربَ من إنعامه
كم قد تملّكني الزمان فعاد لي
مستخدماً إذ صرتُ من خدّامه
وإلى الوزير رفعتُ فيه ظُلامة
عُنوانها من عبده وغلامه(79/16)
يا من إذا بدأ الجميلُ جرى إلى
أقصى مدى الغايات في استتمامه
إرغب بعبدك أن يدنس لفظهُ
بشكاة ِ صرف زمانه وخصامه
وأجره من أيامه وأقله من
إجرامه وأنره في إظلامه
يا من يباري الغُرَّ من أخواله
كرماً ويحكي الصّيد من أعمامه
كالبدر عندَ تمامه والغيثِ في
إرهامه واللّيث في إقدامه
ما المرهفاتُ البيضُ من أسيافه
كالمرهفات السود من أقلامه
ويقولُ عند سماع رائقِ لفظهِ
لا فرقَ بين لسانه وحُسامه
يا ابن الفرات وما الفراتُ بجدولٍ
من بحرك المورود فيض جُمامه
اسمع مديح فتى لبرّك شاكر
متبدّهٍ في نثره ونظامه
واسلم على رغم الحوادث ما دعت
وتجاوبت في الأيك ورق حمامه
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> ذكر الحمى فبكى لسجع حمامهِ
ذكر الحمى فبكى لسجع حمامهِ
رقم القصيدة : 59404
-----------------------------------
ذكر الحمى فبكى لسجع حمامهِ
وغدا غريماً للنّوى بغرامه
يا منزلاً ما كنت أحسبُ أنني
أحيا إذا ما بنتُ عن آرامه
منّي السلامُ على رُباك تحية
إن كنت تقنع من جوى ً بسلامه
وإذا السحاب عداك صوب غمامه
فسقاك دمعُ العين صوبَ سجامه
مغنى غنيتُ لدى شموس فنائه
ونعمتُ وصلاً من بدور خيامه
من كلّ معلولِ اللّحاظ أعلّني
وجداً وعلّلني بكأسِ مدامه
لم أنسهُ إذ زارني متلثماً
كالغصن في حركاته وقوامه
عانقتُ غصن البان تحت وشاحه
ولثمتُ بدر التمّ تحت لثامه
وجعلت أرعى العينَ روضَ جماله
متمتّعاً والسمع درُّ كلامه
هذا ودون إزاره ليَ عفة ٌ
صدّت بحمد الله عن آثامه
نعمٌ شكرتُ بها الأمير لأنهُ
خلعَ العفاف عليَّ في إنعامه
ملأ القلوبَ مهابة ً ومحبّة ً
منهُ فبات النجمُ دون مرامه
وأنال من بذل الندى في يومه
مالم ينلهُ سواه عند قيامه
وسخا فأدرك قاعداً من مجده
ما لم ينلهُ سواه عند قيامه
طلقُ المُحيا للعُفاة ِ وإنما
يلفى العبوس به على لوامه
تتقاصر الأفهامُ دون صفاته
ويغُضّ عنه الطرفُ من إعظامه
يقظان في كسب العلاء وإن ينم(79/17)
فكأنه يقظانُ عند منامه
يلقى الوزارة َ وهي دونَ محلّه
ويرى المخدَّم وهو من خُدامه
تنبو الصفائح عن صحائف كتبه
وتقلّم الأرماح من أقلامه
ويذمّ صفوَ حياته من لم يبت
مستعصماً بولائه وذمامه
كالغيث في إسجامه والليثِ في
إقدامه والسيف في إخذامه
إن شاء عدَّ الغُر من أخواله
أو شاءَ عُدَّ الغُرَّ من أعمامه
قومٌ إذا ما المجدُ أصبح قسمة ً
فلهم أعالي رأسه وسنامه
من كلّ من يسمو بإرث سريره
والتاج عن كسراه أو بهرامه
يكبو زنادُ الذمّ عن أعراضه
ويضيءُ طرز المدح من أكمامه
فضلٌ لو أن الدهرَ قدّم عصره
لأبان نقص زياده وهشامه
فاسلم على رغم الحسود ولا تزل
للدّهر رُكناً دائماً بدوامه
حتى يُسّر بك الوليُّ ويغتدي
أنفُ الحسود به لصيق رغامه
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> لمن الرسومُ بعرصة ِ البردانِ
لمن الرسومُ بعرصة ِ البردانِ
رقم القصيدة : 59405
-----------------------------------
لمن الرسومُ بعرصة ِ البردانِ
أقوت غداة َ ترحّلِ الأظعانِ
دمنٌ عفين فأصبحت غربانها
يردين بين منازل الضّيفان
ولقد تعمُّ الضيفَ فيها مُكرماً
ما شاء بين غلائق وجفان
طرقتك علوة ُ بالعراق وأهلها
ما بين تثليث إلى نجران
أنى اهتدت لك بين شُعث قد رمت
بهم البلادنوائبُ الحدثان
متوسّدين ذراع كلِّ مطية ٍ
عجفاءَ مثل حنية الشريان
طرقت وفي جفني وجفن مهنّدي
وهناً غراراً رقدة ويمان
في بدّن مثل البدور لتمها
يسليننا بنواظر الغزلان
ينضاع منهنّ العبيرُ كأنما
يحملن فأر المسك في الأردان
وبسمن عن بردٍ هممتُ برشفه
لولا الحياءُ وخشية الرحمن
يُرخصنَ في النوم الوصال وطالما
أغلينَ صفقتهُ على اليقظان
ثم انتبهتُ فما رأيت يمانياً
إلا سُهيلاً دائم الخفقان
فدعوتُ أصحابي فقام أخفُّهم
نوماً يميل تمايل السكران
تكبو بأعناق الركاب وكلّها
مُلق لفرط كلالهِ بجران
ولقد شجاك الظاعنون ولم تزل
يشجو فؤادك باكرُ الأظعان
رحلوا غداة البين كل شملّة ٍ(79/18)
عيرانة ٍ وشمردلٍ عيران
رعت الحميمَ فآض فوق ظهورها
من نيهنَّ كهبة الركان
عاجلننا بفراقهنّ فُجاءة
قبل الصباح وناعب الغربان
وسفحن للبين المدامعَ فالتقى
دُرّان دُرُّ مدامع وجُمان
الآن تسألُ دارهم عن أهلها
أو هل تجيبك غيرُ ذات لسان
لم يبقَ فيها غيرُ شعبٍ جثَّمٍ
قد قُلّدت قطعاً من الأرسان
يا غلو إن جار الزمانُ بحكمه
فينا وكل اثنين يفترقان
فاستبدلي بي إن رغبت مشيعاً
لبقاً بضرب جماجم الأقران
لا تجعلي مثلاً كراعي ثُلّة ٍ
يبتاع عيراً ناهقاً بحصان
أو كامرئٍ يوماً أراق سقاءه
لبريق آل كاذب اللمعان
إني إذا نبذَ المحبُّ عنانهُ
بيد الحبيب قبضتُ ثني عناني
تباً لقلبٍ ليس فيه موضعُ
إلا لحب فلانة ٍ وفلان
وإذا الفتى ألِفَ الهوانَ فنبني
ما الفرقُ بين الكلب والانسان
موتُ الذليل كعيشه ويدُ الفتى
شلاّء أو مقطوعة ٌ سيان
فلئن سلمتُ لأقضين لُبانتي
بذميل كل شملّة ٍ مذعان
أرمي الفجاج بها لألقي رحلها
في حيث تلقى أرحلُ الفتيان
عند الأمير غريبٍ بن محمدٍ
ملك الملوك وفارس الفرسان
ملكٌ يطوف المعتفون ببابه
كطوافهم بالبيت ذي الأركان
طلقٌ يلوح على أسرّة وجهه
نور الهدى وسكينة ُ الايمان
ألقى الإلهُ عليه منه محبّة ً
فتراه محبوباً بكلِّ جنان
متواضعاً لله جلّ ولو يشا
صقع الملوك لهُ على الأذقان
ملك يُهينُ النفسَ في يوم الوغى
وهوانها في الحرب غيرُ هوان
فيمينهُ للمشرفية والنّدى
وجبينهُ للبيض والتّيجان
جبل الأنام على الخلاف ولا أرى
في جوده رجلين يختلفان
يهتزُّ للمعروف وهو سجيّة ٌ
للأكرمين كهزّة ِ النشوان
لله درُّ يد الخطوب فإنها
صدأُ اللئام وصيقلُ الفتيان
جرّدن مثل أبي سنانٍ صارماً
في كل ناحية لهُ حدّان
كالليث إلا أنَّ جارك آمنٌ
والليثُ ليس بآمن الجيران
فاسلم وإن رغم الحسودُ مخلداً
أبداً ليومي نائل وطعان
ياربَّ جيش قد كففت بمثله
والخيل تعثرُ في النجيع القاني
بشوازب فيه كأنَّ فروجها
أبوابُ خالية من السكان(79/19)
ومعرّض دون الكتيبة نفسهُ
للموت بين مثقّف وسنان
أو جيتهُ نجلاء تنفخ بالدّما
نفخاً كجيب الناكل المرنان
وعصابة مال الكرى برؤوسهم
ميل الصِّبا بذوائب الأغصان
سفِع الهجيرُ جباههم وخدودهمُ
فكأنما يُطلين بالقُطران
من كلّ أشعت ضُمَّ في أقطاره
ليلٌ عليه بحاصب شفان
يعوي لتنبحهُ الكلاب كما عوى
ذئب بأعلى قُلة الصّمان
نادتهُ نارُك وهي غيرُ فصيحة ٍ
وهناً بخفق ذوائب النيران
فهوى بصحبته لديك وأدركوا
منك المنى وعطا يديك أماني
وغدوا عبيدك بالجميل وإنما
يستعبد الأحرار بالاحسان
أنسيتنا كعبَ بن مامة والفتى
معن بن زائدة ٍ أخا شيبان
وتركتَ حاتم تابعاً لك مثل ما
تبع الثريا كوكبُ الدبّران
تشري الثناءَ بما غلا ولو أنهُ
في منزل من دونه القمران
متيقناً أن الثناء مخلَّد
باقٍ وأن المال شيء فان
أو هل يباريك السحابُ وجوده
ماءٌ وجود يديك بالعقبان
بل كيف تُجدب بلدة ٌ تأوي بها
ويداك في أرجائها بحران
والدهر عينٌ أنت إنسان لها
لا خير في عين بلا إنسان
ظني بك الحسنى فإن أوليتها
فليشكرنَّكَ ما بقيتَ لساني
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> حُييتما من دمنتي طللينِ
حُييتما من دمنتي طللينِ
رقم القصيدة : 59406
-----------------------------------
حُييتما من دمنتي طللينِ
عطلين موحشتين مقفرتين
عفّى عراصُهما على طول البلى
نوءُ الرشا وبوارحُ الفرعين
ومحاهما من آلِ محوة والصِّبا
أذيالُ غاديتين رائحتين
وكأنما أبقين من رسميهما
طرسين من أثواب ذي القرنين
يا من رأى ظُعن الخليط كأنها
نخلُ الربى أو دوم ذي الحدقين
يقطعن بالأحداج بطن مقضّبٍ
قلت الربى ومشارق الجبلين
من كلّ بيضاءَ الجبين خريدة ٍ
صفر الحشا سحّارة العينين
تصطاد ألباب الرجال كأنما
ترمي ببعض عزائم الملكين
وتختال مبسمها ولؤلؤ عقدها
دُرّين مؤتلفين منتظمين
وإذا مشت قطف الخطى فكأنها
ملكُ الخورنق ماس في بردين
تزهو على القمر المنير بوجهها
وتتيهُ من حسنٍ على الثقلين(79/20)
فبنرجس العينين سحر إن رنت
أو أسفرت فشقائق الخدّين
ولها سلاحٌ لا يضرّ دنوُّهُ
والبعد منهُ جالبٌ للحين
ريانة الخلخال ظامئة الحشا
هركولة ٌ خرعوبة الساقين
ريا العظام نديّة أعطافها
رخص البنان دقيقة الخصرين
قد كان لي عيش بهنَّ فخانهُ
صرفُ النوى وتقلّب العصرين
أيام لم يُقصِ المحبّين النوى
عنا ولم ينعق غراب البين
قالت بريهة إذ شجتها رحلتي
ورنت مناظرتين باكيتين
فحسبت أدمعها ولفظ عتابها
دُرّين مفترقين منتثرين
أنّى تريدُ ترحلاً عن أرضنا
نفديك بالأبوين والأخوين
فأجبتها صبراً فإني ناهضٌ
عنكِ الغداة صبيحة الإثنين
ولأقتلنَّ العُدمَ قتلة ثائر
بالجود من نفحات كفّ حسين
الماجد ابن أبي هشام ذي النّدى
محض الفخار مهذّب الجدين
ورثَ المعالي عن أبيه وجده
فنشا بمجد معلم الطرفين
بيت السماح جماهريٌّ مجدهُ
تعلو به يمن على النّجمين
يُفضي لهيبته الزمان إذا انتضى
عضب المنابر باتر الحدّين
متقلدٌمن رأيه وحُسامه
سيفين قد نيطا إلى كتفين
نعمٌ تباح لراهب أو راغبٍ
جمّ المواهب باسط الكفّين
حاز الفخار بجدِّه وبجَدّه
فهو المفضّل كامل الشرفين
ياأيها المولى الأجلُّ ومن لهُ
همم تجاوز مطلع القمرين
ما أنت فاعلهُ الغداة بشاعر
رثِّ الثياب مشعثِّ القدمين
قد طاف في طلب العُلى وادي القرى
والعزِّ من عدن إلى السّدين
وإلى عمان وفارس ثم انتحى
بالريّ نحو جزيرة البحرين
وأقام في شيراز سبعة أشهر
وأناب من كل بخف حنين
وأنا على الأيام أعتبُ عاتبٍ
ونداك يقضي بينهن وبيني
لا زلت في رُتَب المعالي ساحباً
ذيلَ المكارم مُسبل الكمين
ما نوّر الإصباحُ جلبابَ الدّجى
وتجاوب الطيران في غصنين
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أحياه بعد الله إذ حياه
أحياه بعد الله إذ حياه
رقم القصيدة : 59407
-----------------------------------
أحياه بعد الله إذ حياه
طيف يسري الهم عنه سراه
أهدى السلامَ على تنائي أرضه
يا حبذا المهدى ومن أهداه(79/21)
أهداه أحورُ من ظباءتهامة
كالظبي ألحاظ الظباء ظباه
كلت لواحظ مقلتيه وإنما
لحظ العيون أكله أمضاه
يعدي ولا يعديه سقم جفونه
والسيف ليس يضره حداه
ما العيش غير جواره في روضة ٍ
ينضاف رياها إلى رياه
يثني النسيم الأقحوان بمثله
فيها كما تتلاثم الأفواه
نفسي الفداء له على هجرانه
أبداً ومن لي أن أكون فداه
أستودع الله الحجاز وأهله
وسقاهم سيل الحيا وسقاه
أهوى الحجاز وطلحهُ وسيالهُ
وأراكه وبشامهُ وعضاه
فسقى الإله سهوله وحزونه
ومروجه ووهاده ورباه
غيثاً يطبّق بالفلاة ِ فيستوي
بالروض منظرُ أرضه وسماه
كيمين عباس أبي الحسن الذي
بهر الأنام سناؤه وسناه
ملك يُقرّ بفضله وببذله
وبعدله أصحابهُ وعداه
جبل الأنام على الخلاف ولا أرى
رجلين يختلفان في علياه
قد صاغه الرحمنُ من كرمٍ فلو
لمستهُ راحة ُ باخلٍ أعداه
اليُمن في يمناه كيف تصرفت
أحوالهُ واليسر في يسراه
يجلو جبيناً للعفاة ترقرقت
وتدفقت للبشر فيه مياه
ويبشِّر العافين بشرُ جبينه
بالنُّجح قبل تنالهم جدواه
ولجوده من نفسه داعٍ إذا
ناداه حيّ على الندى لبّاه
يدري الجوادُ إذا استوى في متنه
أن الفقير إلى الحِزام سواه
فكأنه لثباته في طرفه
عضوٌ تمكن في سواءِ قراه
لا يقتني العلياءَ إلا بالظُّبي
قدماً إذا قصُرت صدورُ قناه
والبيضُ ألسنة نواطقُ ما لها
إلا الجماجم والرقاب شفاه
ماضي العزائم لو أناب عزيمة ً
عن حدّ كل مهنّد أغناه
يا من يفنّده على إعطائه
لوم السحائب أن تسُجّ سفاه
أتلومه في الجود وهو رضاعهُ
قدماً ومن بعد الرضاع غذاه
فإذا نهاه عاذلٌ عن جوده
لم يُثنه وكأنهُ أغراه
لا يُستطاع لفضله وصفٌ ولو
أنّ العباد بأسرهم أفواه
فقد اغتدى في كلّ شيء كاملاً
فوقاه من عين الكمال الله
إقدام حيدرة ٍ وبأس محمدٍ
فيه ولا يعدوهما أبواه
نسباً ترى عنوانهُ في وجهه
فلو أنّ أميّاً يراه قراه
أشبهتَ في العلياء جدَّك أحمداً
إن الأكارم في العُلى أشباه
قسم الندى فحوى الأنام بأسرهم(79/22)
منه اسمهُ وحويتمُ معناه
فمن ادعى بعد النبي وآله
معنى الفضائل كُذّبت دعواه
لو ينسلُ المعروفُ كنت ابناً لهُ
أو كان مولوداً لكنت أباه
من كان نحو ابن الإمامة سيرهُ
فالنُّجح والتوفيق مكتنفاه
ما قال لا مذ كان إلا قوله
عند الشّهادة لا إله سواه
وقد اعتزمت على الرحيل فإن رأى
إمضاءَ أمر وليّه أمضاه
ولقد علمت بأن موتي عنده
عزّاً يفوق العيش عند سواه
لكنه هجم الشتاء وعنده
ممن تكون تهامة مثواه
يا أيها الملك الذي لم اغترب
عن أرض قومي خطوة ً لولاه
أيجوز أن أشكوك ضيقة عيشة ٍ
والمال عندك راهن والجاه
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> يهن علاك مداها القصي
يهن علاك مداها القصي
رقم القصيدة : 59408
-----------------------------------
يهن علاك مداها القصي
ومجد يؤثل عنها سني
لقد حلَّ سؤددك المرتقى ال
ذي لا يُرام إليه رقي
وذلّ بعزمك صرفُ الزما
ن حتى أطاعك منهُ العصيّ
ورُضتَ الحوادث ذا حنكة ٍ
فصيرت ما اعوجّ منها سوي
وأنت عميد العُلى لم تزل
وأنت حُلاحلها الأريحي
وقائلة ٍ رعتها خلة
أليس لك اليعمل الشِّدقمي
وهذا ابن يحيى إلى فضله
تنضّ الركاب وتُنضي المطي
فعش في ذراه فإن الوفود
لهم رغدُ العيش منهُ الهنيّ
جنابٌ مريع لوارده
بوادٍ خصيبٍ وشربٍ رويّ
فلما تيممتهُ قاصداً
تكنفني منهُ جود سنيّ
وقابلني البدرُ من وجههِ
وناطقني مصقعٌ هبرزي
تحار العقول بألفاظه
فيرتدُّ غُفلاً لديه الدهيّ
وقورٌ يراع لهُ هيبة
لذيذُ الفكاهة عذبٌ شهيّ
كأنّ تألق آرائه
سنا البرق يفترُّ عنهُ الحبيّ
يشفّ العيونَ بايماضها
كأنَّ القضاءَ لديه نجيّ
إذا ما انتضى العزمُ أقلامهُ
تذلل طوعاً لهُ السمهريّ
ولم يُنجِ منهنَّ حدّ الظبى
ولا الزَّغفُ والزّرد التبعي
فتلك اليراعُ اللواتي لها
شباة ٌ يفضُّ بها السابري
يُشبُّ بأطرافهن الوغى
فتُضحي وللهام فيها هُويّ
يزينُ المهارقَ من كتُبهِ
كما فوف البردُ الأتحمي
كنورِ الحديقة ِ في روضة ٍ(79/23)
تتابع وسميّها والوليّ
تروقُ العيون بأزهارها
وتبسمُ عن نشرها العنبري
فحين تفيأتُ أظلالها
ظللتُ وبالي لديه رخيّ
بحال قعدتُ بها عاطلاً
فصيغ لها من نداه الحُليّ
فتى يفعل المكرماتِ الجسام
ويسترهنَّ بطرفٍ حنيّ
ولما صفا ليَ ريقُ الحياة ِ
وساغ لي العذبُ منه المريّ
بذلتُ حدائقَ شكري لهُ
وأتبعت فيهنَّ مداحاً جنيّ
فقلتُ الذي رام مسعى أبي
حسين لقد خابَ سعياً بطي
إذا هو خودعَ عن مالهِ
تخادعَ وهو النبيه الدريّ
منحتك عذراءَ زُفّت إليك
كما ازدلفت للبناء الهديّ
إذا ما ثنى التيه أعطافها
تضوّع من نشرها المندليّ
فقد قصَّر المدحُ عن شكر من
أطاع لهُ الدهر قسراً أبي
تمل العلى ما بدا كوكب
وما أعقب الليلَ صبحٌ ذكيّ
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> وكم من أخٍ لو حرّم الماءَ لم أكن
وكم من أخٍ لو حرّم الماءَ لم أكن
رقم القصيدة : 59409
-----------------------------------
وكم من أخٍ لو حرّم الماءَ لم أكن
لهُ ولو أني متُّ ظمآن شارباً
فظن بهذا ودّهُ لي تطوعاً
وودّي لهُ فرضاً عليَّ وواجبا
فأعتقني ذا الظنُّ من سوء ملكه
وكنتُ لهُ عبداً فأصبحت صاحبا
ومن ظنّ أن لا بدّ منهُ أريتهُ
بصبريَ عنه ذلك الظنَّ كاذبا
أبيحُ لخلي من فؤاديَ جانباً
وأترك للهجران إن كان جانبا
على أنني ألقاه بالبشرِ حاضراً
وأحفظهُ بالغيب إن كان غائبا
وتلك سجايا لي أعمُّ بها العدى
وأشركُ فيهنّ العدى والأقاربا
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> لنفسكِ لم لا عذر قد نفدَ العذرُ
لنفسكِ لم لا عذر قد نفدَ العذرُ
رقم القصيدة : 59410
-----------------------------------
لنفسكِ لم لا عذر قد نفدَ العذرُ
بذا حكم المقدور إذ قُضي الأمرُ
لقد لفظتني كلُّ أرضٍ وبلدة ٍ
وما لفظتني عن مواطنها مصرُ
لعمري لقد طوَّفت في طلب العلى
وحالفني برٌّ وحالفني بحرُ
فشرَّقت حتى لم أجد ليَ مشرقاً
وغرّبتُ حتى قيل هذا هو الخضر
أرومُ جسيماتِ الأمور وإنما(79/24)
قصاراي أن أبقى إذا بقي الدهر
ولو كنت أرضى بالكثير وجدتهُ
ولكنَّ في نفسي أموراً لهاأمرُ
ظللت بمصر في السجون مخلداً
وإني لسيفٌ جفنهُ فوقهُ ستر
فقدت أخلائي الذين عهدتهم
وجانبني من كان لي عنده وفرُ
وأعظم ما بي يا محمدُ أننا
بأرض وفيها بينا البعد والهجرُ
ومالي من ذنب إليك اجترمتهُ
فقل لي مع الإخوان غيَّرك الدهر
تأمل أبا عبد الإله مقالتي
فإن الصديق الحر يعتبهُ الحر
أتذكر إذ كنا لدى الدهر رتَّعاً
ومصرٌ وأرض الشام إذ عيشنا نضر
فمالك تجفوني مع الدهر إذ عتا
أكل زمان عيشه هكذا مرُّ
فلا سائلٌ عني فأعذر صاحباً
ولا لك في ترك السؤال بنا عذر
فإن أحرم الإخوان والزَّور منهم
فإني امرؤٌ من شيمتي في الأسى الصبر
عتبتك عتب الذاكر الودَّ إذ غدا
أسيراً ومحبوساً وقد ناله ضرُّ
فلو كنتُ في أسر الزمان أقالني
ولكنني في أسر قوم بهم كبرُ
إذا جنني ليلي وهاجت بلابلي
وعاودني همي تجدد لي فكر
عليلٌ وما دائي سوى الضّيم منهمُ
فهل من دواءٍ إذ مدى الغاية القبر
فلو أبصرت عيناك ما بي من الأسى
بكيت بماينضي به الأبل السفر
على أنني لا أستكين لنكبة ٍ
ولا واضعٌ جنبي وإن مسني فقر
جنيت على نفسي بسعيي إليهمُ
وحظّيَ من أوفى مواثيقهم غدر
وماليَ من ذنبٍ سوى الشّعر إنني
لأعلم أن الذنب في نكبتي الشعر
لعل الليالي منصفات أخا نوى ً
بأحشائه من فرط حسرته جمر
أسير لدى قوم بغير جناية
ألا في سبيل الله ما صنعَ الدهر
لقد ضاقت الدنيا عليّ كأنها
لما قدَّر الرحمنُ في مقلتي فتر
وفي النّفس حاجاتٌ ودون مرامها
قيودٌ وحرّاس لهم حولنا زجر
فكن سائلاً عني فإنيَ هالك
وما لهُم عندي على حالة ٍ وتر
حذرتُ زماناً ثم أوقعني القضا
وهل حذرٌ يُنجي إذا نفد العمر
وأنت أخي في كلّ حال وإنما
عتبتك هذا العتب إذ نفث الصدر
أكل غريب هكذا هو هالك
بمصر ولم يشفع لهُ شافع حرّ
فلو أنني في بلدة غير هذه
إذاً لفداني المال والأسل السمر
وما نالني ضيمٌ ولا لان جانبي(79/25)
ولا نالني ضرّ ولا مسّني عسرُ
أبيت لها يقظان بين وساوسٍ
أراعي نجوم الليل ما طلع الفجرُ
إذا كان نفسي من أجلّ ذخيرتي
وأتلفتها لم يبق لي بعدها ذخر
فإن عشت أبديت الذي في ضمائري
وإن متّ إن الملتقى لهو الحشر
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أيا من نعاه لسانُ القريض
أيا من نعاه لسانُ القريض
رقم القصيدة : 59411
-----------------------------------
أيا من نعاه لسانُ القريض
وكالنَّد ينشر من عرفه
ومن كالثريا لهُ همة ٌ
وقد عُدّ ذلك من سخفه
يعزّ على الدهر ما أنت فيه
وإن حلّ ذلك من صرفه
فلا تقنطنّ فإنّ الخناق
يقطّعهُ الضيق من حرفه
فقد يقشع الغيم بعد الهطول
وإن طبّق الأرض من وكفه
وباري العباد لطيف بهم
فلا توئس النفس من لطفه
تبارك من عز في ملكه
وجلّ المهيمن عن وصفه
توسل إليه إذا الليل جنّ
فيما دهاك وفي كشفه
يريحك من سجن دار البنود
ويكفيك ما أنت مستكفه
من القيد والغلّ في أدهم
أليمُ عذابك من عنفه
يفكّ وثاقك من أُسرها
وراحة قلبك من لهفه
وأما بشرب حياض المنون
فقد سلم العيش من خسفه
وضاعف وجدي لما سُجنتُ
مقالة ُ من غاب من طرفه
يقول وبعضُ كلام السفيه
يقتّل إن هو لم يُخفه
أهذا التهامي من مكة
برجليه يسعى إلى حتفه
ألم يكفه أن ثوبَ الحيا
ة ضاق عليه ألم يكفه
أراد يطيرُ مطارَ الملوك
وظنّ الأسنة من زفِّه
وكان كقائد جيش الضّلا
ل عاين جبريل في صفّه
أصيفر يرعفُ من نحره
إذا رعفَ المرءُ من أنفه
وأحسب سيفَ ابن بنت
النبي يخضب خديه من عرفه
أرى ملك الموت يدنو إليه
وهو يعضّ على كفّه
أبالشّعر ويحك تبغي العلى
وأنت تُقصّر عن رصفه
ولم تك أهلاً بأن تستقرّ
على منبر الملك أو طرفه
لأنك أبورُ من شاعر
على خسّة ِ الشعر مع ضعفه
أرقت دماً بعد ما صنتهُ
وأشعلتَ جمراً ولم تُطفه
وأشفيت منتظراً للبوار
وصدرك حرّانُ لم تشفهِ
لعمرك إن لبيبَ الرجا
ل من كفِّ أو غضَّ من طرفه
إلى الله أشكو أموراً جرت
على غير قصدٍ وأستعفه(79/26)
وكم قائلٍ سجّنوه على
تطلّبه الملك من كهفه
أيطّلبُ الملك من ليس منهُ
ولا من بنيه ولا صنفه
ومن كان ذا حنكة ٍ بالعلو
م قاربه البؤس من حرفه
إذا نشفَ العودُ من أصله
فذلك أدهى إلى قصفه
وذو الفضل ينظُر في أمره
كذي النقص ينظر في عطفه
فإن مصارع بغي الرجا
ل تخترم الإلف من إلفه
وكلٌّ بما قالهُ آثم
سيقرا الذي قال في صحفهِ
وليس سوى نكبات الزمان
ورأيٌ يُضلك في ضعفه
على أهل مكة مني السلامُ
ومن يُصفني الوُدَّ أو أصفه
حياتي وبعد وفاتي إذا
هويت من اللحد في لحفه
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> جسمي نحيل بالحُبّ والحبِّ
جسمي نحيل بالحُبّ والحبِّ
رقم القصيدة : 59412
-----------------------------------
جسمي نحيل بالحُبّ والحبِّ
ذا من ربيبي وذاك من ربي
ناران نارٌ بالطب إن ظهرت
تخفى ونارٌ تخفى عن الطب
مولاي مهلاً فليس يجمل إن
عتبتَ بي غيرَ موضع العتب
بي جربٌ واقعٌ مضاربهُ
أمضى من المرهفات في الضرب
أغزر من ماء مقلتي فإذا
يئست منه أحرّ من قلبي
حُرمتُ من لبسة الثياب فقد
عريت إلا من لؤلؤٍ رطب
غير منير جسمي عليه إذا
هاج وصُلبي فليس بالصلب
كأن كفّي في اشتباكهما
جيشان حفا بالطعن والضرب
وليس غير الأظفار بينهما
من أسمرٍ ذابل ومن عضب
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> شقيتُ بما جمعتُ فليت شعري
شقيتُ بما جمعتُ فليت شعري
رقم القصيدة : 59413
-----------------------------------
شقيتُ بما جمعتُ فليت شعري
ورائي من يكون به سعيدا
أعاين حسرة أهلي ومالي
إذا ما النفسُ جاوزتِ الوريدا
أعدُ الزاد من تقوى فإني
رأيتُ منيّتي السّفرَ البعيدا
تبدّلَ صاحبي في اللّحد مني
وهالَ على مناكبيَ الصَّعيدا
وودعني وعزّ عليه أنّي
أودِّعه وداعاً لن أعودا
فلو أبصرتني من بعد عشر
رأيتَ محاسني قد صرنَ دُودا
وحيداً مفرداً يا ربِّ عفواً
بعبدك حين تتركهُ وحيدا
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> سقى دمعي الأحبَّة َ حيث ساروا(79/27)
سقى دمعي الأحبَّة َ حيث ساروا
رقم القصيدة : 59414
-----------------------------------
سقى دمعي الأحبَّة َ حيث ساروا
فما ترويهم الديمُ الغزار
تولّت ظعنهم والمرءُ تنبو
به الأحوال لا تنبو الديار
لهن من الخبا نحوي ابتدارٌ
كما ابتدرت من الزَّند الشَّرارُ
فأصمينَ الفؤادَ فقلتُ واهاً
أترمي قلبَ صائدها الصُّوار
أقيدوني جآذركم فقالوا
جراحة ُ كلِّ عجماء جُبار
وطاعنة ٍ برمحٍ من نهودِ
أسنة ُ مثلها الحَلمُ الصّغار
زرعتُ بخدها روضاً بلثمي
ففي وجناتها منهُ اخضرارُ
كأنّ مواقعَ التقبيل فيه
رمادٌ جامدٌ والخدُّ نار
لعينك وخزة ٌ في كلِّ قلبٍ
أأشفارٌ جفونك أم شفارُ
عذرتك إذ حُجبتِ وأنتِ بدر
له في كلِّ أوقاتٍ سرارُ
تجرّدُ مني الأيامُ نصلاً
لهُ في كلِّ نائبة ٍ غرارُ
تظنُّ أناتي الجُهلاء وقراً
وهذا الوقرُ أكثرهُ وقارُ
ولو ساد الصبورُ بغير حلمٍ
إذن لاقتادَ قائدهُ الحمارُ
فذرني والطغاة فبينَ رمحي
وبين قلوبِ أكثرهم سرارُ
إذا ما عرَّس الخطيّ فيهم
فإن رؤوسهم فيها نثارُ
كأن رؤوسهم حصباتُ حذفٍ
تساقطُ والفضاء لها جمار
حلفتُ لأنهضنَّ لهم بأسدٍ
لهم بشعار دين الله زار
إذا عمدوا ظلامَ الشرك يوماً
أزالوه كأنهم نهار
يؤدون النفوسَ إلى المنايا
كأن النّفس علقٌ مستعار
إذا بلغ الفتى عشرين عاماً
وأعجزهُ الفخارُ فلا اعتذار
إذا ما أوّلُ الخطّي اخطا
فما يُرجى بآخره انتصار
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> لقد كنت نبّالاً بلحظك صائداً
لقد كنت نبّالاً بلحظك صائداً
رقم القصيدة : 59415
-----------------------------------
لقد كنت نبّالاً بلحظك صائداً
فأردفتَ رمحاً حين أصبحت ناهدا
سلاحٌ ولكن لا يضيرُ مُدانياً
وينفُذُ فيه حدُّه متباعدا
يبرّز وردَ الخد ثم يُعيدهُ
ولم أر ورداً في الكمائم عائدا
لها مقلة ٌ بالسُّقم تعدي وما بها
سقام وهل تردي السموم الاساودا(79/28)
لها بَرَدٌ من ثغرها الريق ذوبهُ
فطاب ولولا ذاك لم يكُ باردا
وأقسم أني ما هممتُ بريبة
لغانية ٍ إلا إذا كنتُ راقدا
ولكنني لما رأيت جفونها
ممرَّضة ً أرسلت طرفيَ عائدا
ولو لم تكن أجفانها صدَفاً لما
نثرنَ غداة البين درّاً فرائدا
كلفتُ بحبّ البيض والقلب مولعٌ
بحبّ المواضي ما هجرتُ الخرائدا
ويسعدني سيفي على كل بغية
إذا لم أجد في العالمين مساعدا
توسدني العيسُ الطليحُ ذراعها
إذا لم توسدني الخريدة ُ ساعدا
وكنت إذا ما رمتُ رعي قرارة ٍ
من المجد أرسلت الردينيَّ رائدا
وكم رجلٍ أثوابهُ دون قدره
وقد يلبسُ السلك الجمان الفرائدا
فلا تُعجبن ذا البخل كثرة ُ مالهِ
فإن الشغى نقص وإن كان زائداً
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> سأطلَّبُ العلاءَ بكل ليث
سأطلَّبُ العلاءَ بكل ليث
رقم القصيدة : 59416
-----------------------------------
سأطلَّبُ العلاءَ بكل ليث
لهُ زارٌ بذكر الله وحده
لهُ مما تصوغ الهندُ ناب
ومما حاكه داود لبدُه
يردُّ الرمحَ أزرقَ في احمرار
كمقلة ِ أزرق كحلت برقده
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> ترى النازلين بأرض العراق
ترى النازلين بأرض العراق
رقم القصيدة : 59417
-----------------------------------
ترى النازلين بأرض العراق
وقد علموا أنّ وجدي كذا
فلا حبذا بلد بعدهم
وإن واصلوه فيا حبّذا
دنا طرب والهوى نازحٌ
فيا بُعد ذاك ويا قُرب ذا
هوى ماأطعت به العاذلين
وما طاعة ُ الحبّ إلا أذى
وقد كنت أقذي به ناظري
فمذ غاب صار لعيني قذى
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> دلَّ فأبدى الصدودَ والجزعا
دلَّ فأبدى الصدودَ والجزعا
رقم القصيدة : 59418
-----------------------------------
دلَّ فأبدى الصدودَ والجزعا
تيهاً وقد كان حقّق الطمعا
ولم يكن ذاك منهُ عن مللٍ
بل كان يهوى أذيتي ولعا
حتى إذا ما يئستُ منهُ دنا
وجدّد الوصلَ بعدما قطعا
ظبي تجرَّعتُ من تمنعه
قدّماً من الصاب في الهوى جرعا(79/29)
يتبعني في الهوى وأتبعهُ
أكرم بهِ تابعاً ومتّبعا
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> لوكان حرُّ الوجد يُعقب بعده
لوكان حرُّ الوجد يُعقب بعده
رقم القصيدة : 59419
-----------------------------------
لوكان حرُّ الوجد يُعقب بعده
بردَ الوصال غفرتُ ذاك لذاكا
لكن شجيتُ بمن يبيت مسلّماً
خالي الضلوع ولا يُحسّ شجاكا
إن يصبحوا صاحين من خمر الهوى
فلقد سقوك من الغرام دراكا
يا ليت شُغلك بالأسى أعداهم
أولا فليت فراغهم أعداكا
أَهوى ً وذلاً في الهوى وإطاعة
أبداً تعالى الله ما أشقاكا
يا قلبُ كيف علقتَ في أشراكهم
ولقد عهدتك تفلت الأشراكا
أكبيتَ حين تقصّدتك سهامهم
قد كنتُ عن أمثالها أنهاكا
إذ ذبتَ من كمد فقد جرّ الهوى
هذا السقام عليَّ من جرَّاكا
يا قلبُ ليتك حيث لم تدع الهوى
علّقتَ من يهواك مثل هواكا
لا تشكونّ إليّ وجداً بعدها
هذا الذي جرّت عليك يداكا
لأعاقبنّك بالغليل وإنني
لولاك لم أذقِ الهوى لولاكا
يا عاذلَ المشتاق دعه فإنهُ
يطوي على الزفرات غير حشاكا
لو كان قلبُك عنده ما لمته
حاشاك مما عنده حاشاكا
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> ألا يا غزالاً أعار الغزالا
ألا يا غزالاً أعار الغزالا
رقم القصيدة : 59420
-----------------------------------
ألا يا غزالاً أعار الغزالا
جمالاً وأعطى القضيب اعتدالا
يسرّك يا منيتي أن ترى
محبك من أسوأ الناس حالا
فلله دهرٌ مضى بالوصال
فما كان أحسن ذاك الوصالا
ولما ترحلتَ عني بكيت
بدمع سكوب يزيد اشتعالا
أناخوا جمالاً وحازوا جمالاً
أظنّ الأحبة راموا ارتحالا
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> قل للذي وردُ خدِّه القاني
قل للذي وردُ خدِّه القاني
رقم القصيدة : 59421
-----------------------------------
قل للذي وردُ خدِّه القاني
في لجّ بحر الغرام القاني
ما نلتُ من ثغر ريقك الهاني
عن ثغرِ كل الأنام ألهاني(79/30)
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> حكمُ المنيَّة في البريَّة جارِ
حكمُ المنيَّة في البريَّة جارِ
رقم القصيدة : 59422
-----------------------------------
حكمُ المنيَّة في البريَّة جارِ
ما هذه الدنيا بدار قرارِ
بينا يُرى الانسانُ فيها مخبراً
حتى يُرى خبراً من الاخبار
طُبعت على كدرٍ وأنت تريدُها
صفواً من الأقذاء والأكدار
ومكلّف الأيَّامٍ ضدَّ طباعها
متطلّبٌ في الماءِ جذوة نار
وإذا رجوتَ المستحيل فإنما
تبني الرَّجاء على شفيرٍ هار
فالعيشُ نوم والمنيّة يقظة
والمرءُ بينهما خيالٌ سار
والنفسُ إن رضيت بذلك أو أبت
منقادة ٌ بأزمة المقدار
فاقضُوا مآربكم عجالاً إنما
أعماركم سفرٌ من الأسفار
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا
أن تستردَّ فإنهن عوار
فالدّهر يخدعُ بالمنى ويغصّ إن
هنّا ويهدم ما بنى ببوارِ
ليس الزمانُ وإن حرصتَ مسالماً
خُلق الزمان عداوة ُ الأحرارِ
إني وترتُ بصارمٍ ذي رونقٍ
أعددتهُ لطلابة الأوتار
زرداً فأحكم كل موصل حلقة
بحبابة في موضع المسمار
فدحوا فويقَ الأرض أرضاً من دمٍ
ثم انثنوا فبنوا سماء غبار
قومُ إذا لبسوا الدروع حسبتها
سُحُباً مزرَّرة ً على أقمار
وترى سيوف الدَّارعين كأنّها
خُلُج تمدُّ بها أكفُّ بحار
لو أشرعوا أيمانهم من طولها
طعنوا بها عوضَ القنا الخطار
شوس إذا عدموا الوغى انتجعوا لها
في كلِّ أوبٍ نُجعة الأمطار
جنبوا الجياد الى المطيّ وراوحوا
بين السّروج هناك والأكوار
فكأنما ملؤوا عيابَ دروعهم
وغمودَ أنصلهم سراب قفار
وكأنما صنعُ السّوابغِعزّه
ماءُ الحديد فصاغَ ماءَ قرار
فتدرّعوا بمتون ماء جامد
وتقنّعوا بحباب ماءٍ جار
أُسد ولكن يؤثرون بزادهم
والأُسد ليس تدين بالإيثار
يتزين النادي بحسن وجوههم
كتزيُّن الهالات بالأقمار
يتعطفونَ على المجاور فيهم
بالمنفساتِ تعطّفَ الأظآر
من كل من جعل الظُّبى أنصاره
وكرمن فاستغنى عن الأنصار
والليثُ إن بارزتهُ لم يعتمد
إلا على الأنياب والأظفار(79/31)
وإذا هو اعتقل القناة حسبتها
صلاً تأبطهُ هزبرٌ ضار
زردُ الدّلاصِ من الطعان برمحه
مثلُ الأساور في يد الإسوار
ويجرُّ حينَ يجرّ صعدة رمحهِ
في الجحفل المتضايق الجرار
ما بين ترب بالدماء ملبَّدٍ
زلق ونقع بالطّراد مثار
والهونُ في ظلّ الهوينى كامنٌ
وجلالة ُ الأخطار في الإخطار
تندى أسرَّة ُ وجههِ ويمينُه
في حالة الإعسار والإيسار
ويمدُّ نحو المكرمات أناملاً
للرزق في أثنائهن مجار
يحوي المعالي غالباً أو خالباً
أبداً يداني دونها ويداري
قد لاح في ليل الشباب كواكب
إن أمهلت آلت إلى الاسفار
يا كوكباً ما كان أقصرَ عمره
وكذا تكون كواكبُ الأسحار
أثني عليه بأثره ولو أنَّهُ
لم يغتبط أثنيتُ بالآثار
وهلالَ أيام مضى لم يستدر
بدراً ولم يُمهل لوقت سرار
عجل الخسوفُ عليهِ قبل أوانهِ
فمحاه قبل مظَّنة ِ الإبدار
واستُلَّ من أتربه ولَداتهِ
كالمقلة استُلَّت من الأشفار
فكأنّ قلبيَ قبرهُ وكأنَّهُ
في طيِّه سرٌّ من الأسرار
إن يُحتقر صغراً فرب مفخّم
يبدو ضئيلَ الشخص للنظار
إن الكواكبَ في علوّ محلّها
لتُرى صغاراً وهي غيرُ صغار
ولدُ المعزّى بعضهُ فإذا انقضى
بعضُ الفتى فالكلُّ في الآثار
أبكيهِ ثم أقول معتذراً له
وُفِّقتَ حينتركتَ ألأم دار
جاورتُ أعدائي وجاورَ ربّهُ
شتّان بين جوارهِ وجواري
أشكو بُعادك لي وأنت بموضعٍ
لولا الرّدى لسمعتَ فيه سراري
والشرقُ نحو الغرب أقربُ شُقَّة
من بُعدِ تلك الخمسة ِ الأشبار
هيهاتَ قد علقتك أشراكُ الردى
واعتاقَ عمركَ عائقُ الأعمار
ولقد جريتَ كما جريتُ لغاية ٍ
فبلغتها وأبوك في المضمار
فإذا نطقتُ فأنت أوَّلُ منطقي
وإذا سكتُّ فأنت في إضماري
أخفي من البُرَ حاء ناراً مثل ما
يخفي من النار الزنادُ الواري
وأخفِّضُ الزفراتِ هي صواعد
وأُكفكفُ العبراتِ وهي جوار
وشهاب زندِ الحُزن أن طاوعتهُ
وارٍ وإن عاصيتهُ متوار
وأكفُّ نيران الأسى ولربّما
غُلب التصبُّرُ فارتمت بشرار
ثوبُ الرياء يشفُّ عما تحتهُ(79/32)
فإذا التحفت به فإنك عار
قصرت جفوني أم تباعد بينها
أم صوِّرت عيني بلا أشفار
جفتِ الكرى حتى كأنَّ غرارها
عند اغتماض العين حدُّ غرار
ولو استزارت رقدة لرمى بها
ما بين أجفاني إلى التيار
أُحيي ليالي التمِّ وهي تميتني
ويُميتهنَّ تبلّجُ الأنوار
حتى رأيت الصبحَ يرفع كفّهُ
بالضوء رفرفَ خيمة ٍ من قار
والصبح قد غمر النجوم كأنهُ
سيلٌ طغى فطما على النُّوار
لو كنت تُمنعُ خاضَ دونك فتية ٌ
منَّا بحار عواملٍ وشفار
وتلهبُ الأحشاء شيَّبَ مفرقي
هذا الضياء شواظُ تلك النار
شابَ القذالُ وكلُّ غصن صائرٌ
فينانهُ الأحوى إلى الإزهار
والشبهُ منجذبٌ فلم بيضُ الدُّمى
عن بيضِ مفرقه ذواتُ نفار
وتودّ لو جعلت سوادَ قلوبها
وسوادَ أعينها خضابَ عذاري
لا تنفر الظبياتُ عنهُ فقد رأت
كيف اختلافُ النبت في الأطوار
شيئان ينقشعان أول وهلة ٍ
شرخُ الشباب وخُلَّة ُ الأشرار
لا حبذا الشيبُ الوفيُّ وحبذا
ظلُّ الشباب الخائن الغدار
وطري من الدنيا الشباب وروقُهُ
فإذا انقضى فقد انقضت أوطاري
قصرت مسافتهُ وما حسناتهُ
عندي ولا آلاؤه بقصار
نزداد هماً كلما ازددنا غنى ً
والفقرُ كلُّ الفقر في الإكثار
ما زاد فوقَ الزاد خلَّف ضائعاً
في حادثٍ أو وارثٍ أو عار
إني لأرحمُ حاسديَّ لحرِّ ما
ضمت صدورهُمُ من الأوغار
نظروا صنيعَ اللهِ بي فعيونهم
في جنة ٍ وقلوبهم في نار
لا ذنبَ لي كم رمتُ كتم فضائلي
فكأنَّما برقعتُ وجهَ نهار
وسترتها بتواضعي فتطلَّعت
أعناقها تعلو على الأستار
ومن الرجالِ معالمٌ ومجاهلٌ
ومن النجوم غوامضٌ ودراري
والناس مشتبهون في إيرادهم
وتباين الأقوام في الأصدار
عمري لقد أوطأتهم طرُقَ العلى
فعموا ولم يقفوا على آثاري
لو أبصروا بقلوبهم لاستبصروا
وعمى البصائر من عمى الأبصار
هلاَّ سعوا سعي الكرام فأدركوا
أو سلّموا لمواقعِ الأقدار
ذهب التكرُّم والوفاء من الورى
وتصرّما إلا من الأشعار
وفشت خياناتُ الثقات وغيرهم
حتى اتهمنا رؤية الأبصار(79/33)
ولربما اعتضدّ الحليمُ بجاهل
لا خير في يُمنى بغير يسار
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> لله درُّ النائباتِ فإنها
لله درُّ النائباتِ فإنها
رقم القصيدة : 59423
-----------------------------------
لله درُّ النائباتِ فإنها
صدأ اللئام وصيقلُ الأحرار
هل كنتُ إلا زُبرة ً فطبعنني
سيفاً وأطلق صرفهن غراري
زمن كأمِّ الكلب ترأم جروها
وتصدُّ عن ولد الهزبر الضاري
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أبا الفضل طال الليل أم خانني صبري
أبا الفضل طال الليل أم خانني صبري
رقم القصيدة : 59424
-----------------------------------
أبا الفضل طال الليل أم خانني صبري
فخيّل لي أنّ الكواكب لا تسري
أرى الرملة َ البيضاء بعدك أظلمت
فدهري ليلٌ ليس يُفضي إلى فجر
وما ذاك إلا أنّ فيها وديعة
أبي ربُّها أن تسترد إلى الحشر
رزئت بملء العينِ يُحسب كوكباً
توّلد بين الشمس والقمر البدر
بأبلج لو يخفى لنمَّ ضياؤه
عليه كما نمَّ النسيم على الزهر
بنفسي هلالٌ كنتُ أرجو تمامه
فعاجلهُ المقدار في غرّة الشهر
وشبل رجونا أن يكون غضنفرا
فماتَ ولم يجرح بناب ولا ظفر
أتاه قضاءُ الله في دار غُربة ٍ
بنفسي غريب الأصل والقبر والقدر
أحمله ثقلَ التراب وإنني
لأخشى عليه الثقل من موطئ الذر
وأودعهُ غبراء غير أمينة ٍ
عليه ولكن قادَ شرٌّ إلى شرّ
فوالله لو أسطيع قاسمتهُ الرّدى
فمتنا جميعاً أو لقاسمني عمري
ولكنما أرواحنا ملكُ غيرنا
فما لي في نفسي ولا فيه من أمر
وما اقتضت الأيامُ إلا هباتها
فهلا اقتضتها قبل أن ملأت صدري
ومن قبل أن يجري هواه وإلفه
بقلبي جريَ الماء في الغصن النضر
ولا حزنَ إلا يوم واريتُ شخصه
ورحتُ ببعض النفس والبعض في القبر
وأعلمُ أنَّ الحادثات بمرصدٍ
لتأخذ كلي مثلَ ما أخذت شطري
أحين نضا ثوبَ الطفولة ناسلاً
كما ينسلُ الريش اللؤام عن النسر
وخلّى رضاعَ الثدي مستبدلاً به
أفاويق من درّ البلاغة والشعر
وألقى تميمات الصبى وتباشرت(79/34)
حمائلُ أغماد المهنّدة البُتر
وبان عليهِ الفضلُ قبل اثّغاره
ويبدو وإن لم يثَّغر كرمُ المُهر
وقامت عليه للعلاء شواهدٌ
كما استشهد العضبُ السريجيُّ بالأثر
وخبرنا عن طيبه ماءُ وجههِ
كتخبير ماء الظلم عن طيبة الثغر
وجادت به الأيام وهي بخيلة ٌ
وقد ينبعُ الماءُ الزلال من الصخر
طواه الرّدى طيَّ الرّداء فأصبحت
مغانيه ما فيهنّ منهُ سوى الذكر
فجادَ على قسر بباقي دمائه
وقد كان ممن لا يجودُ على القسر
فإن أبكِ فالقربى القريبة تقتضي
بكائي وإن أصبر فبقيا على الأجر
فبي منهُ ما يوهي القُوى غير أنني
بُنيت كما يُبنى الكريمُ على الصبر
وما صبرُ محزونٍ جناحُ فؤاده
يرفرف ما بين الترائب والنّحر
يقلّب عيناً ما تنام كأنها
بلا هُدُب يُثني عليها ولا شفر
غطا دمعها انسانها فكأنه
غريقٌ تسامى فوقهُ لججُ البحر
ينغص نومي كلَّ يوم ويقظتي
خيالٌ لهُ يسري وذكرٌ لهُ يجري
ويوسع صدري بالحديث ادِّكاره
على أنّ ذاك الوسع أضيق للصدر
وقالوا سيسليه التأسي بغيره
فقلت لهم هل يطفأ الجمرُ بالجمر
ايندمل الجرحُ الرغيبُ بمثلهِ
ألا لا ولكن يستطير ويستشري
وليتَ التأسي بالمصيبة ِ كان لي
كفافاً فلا يسلي هناك ولا يغري
فلا تسألوني عنهُ صبراً فإنني
دفنتُ به قلبي وفي طيّه صبري
فإلا تكن قلبي فإنك شطرهُ
قددت كما قدّ الهلالُ من البدرِ
أيا نعمة ً جلّت وولّت ولم أكن
نهضت بما لله فيها من الشّكر
وضاعف وجدي أن قضيت ولم تقم
مقام الشجا المعروض في ثغرة الثغر
ولم تلقَ صفّاً من عداك بمثلهِ
كما أسند الكتّابُ سطراً إلى سطر
وما خضتَ جيشاً بالدماءِ مضمخاَ
يُرى بيضهم مثل الحباب على الخمر
ولم تختصم حوليك ألسنة ُ القنا
فتحكم في الهيجاء بالعرف والنكر
بضربٍ يطير البيض من حرِّ وقعه
شعاعاً كم طار الشرار عن الجمر
ترى زردَ الماذي منه مفكّكا
يطيحُ كما طاح القُلام عن الظّفر
ولما تضف في نصرة الله طعنة ً
إلى ضربه كالتبن فوق شفا نهر
ولما تقم لله بالقسط موقفاً(79/35)
سأقضي ولما أقضِ من مثله نذري
ولم تمش في ظلِّ اللواء كما مشى
إلى الصّيد فهدٌ تحت رفرفة الصقر
ولم تخفق النيرانُ حولك للقرى
كما خفقت أطرافُ ألوية حُمر
ولم تقفُ أبكار المعاني وعُونها
فترغبَ فيها عن عوان وعن بكر
ولما تُبارِ النجم ضوءاً ورفعة ً
وصيتاً وأنوار وهدياً إذا يسري
ولم تخجل الروضَ الأنيق بروضة
مفوَّفة الأرجاء بالنظم النثر
ولما تقم في مشهدٍ بعد مشهدٍ
تُصدِّقُ أخبارَ المخايل بالخبر
وما قلت إلا ما ذكاؤك ضامنٌ
له كضماناتِ السحّائب للقطر
عليك سلامُ الله ربّك إن تكن
عبرت إلى الأخرى فنحن على الجسر
وما نحنُ إلا مثل أفراس حلبة ٍ
تقدَّمنا شيء ونحنُ على الأثر
ولما تجارينا وغاية ُ سبقنا
إلى الموت كان السبق للجذع الغمر
محاك الرّدى من رأي عيني وما محا
خيالك من قلبي وذكرك من فكري
فما أنسَ من شيء وإن جلّ قدرُه
فإنك مني ماحييتُ على ذكر
وإنيَ من دهر أصابك صرفُهُ
وأخطأني من أن يُصيب على حذر
رحلتَ وخلَّفتَ الذين تركتهم
وراءك بالأحزان والهمِّ والفكر
فلو لفظتك الأرضُ قلت تشابهت
مناظر من في البطن منها وفي الظهر
ولا فرق فيما بيننا غير أننا
بمس الأذى ندري وأنك لا تدري
رجوتك للدنيا وللدين قبلها
ورحتُ بكف من رجائهما صفر
أزورك إكراماً وبراً وفي البلى
لمثلك شغل عن وفائي وعن بري
ولما أتى بعد المشيب عدلتهُ
بعصر الشباب الغض بورك من عصر
وقلتُ شباب ابني شبابي وإنما
ينقّل معنى الشَّطر مني إلى الشطر
فولّى كما ولى الشبابُ كلاهما
حميدٌ فقيدٌ طيّب العهد والبشر
وكان كمثل العنبر الجون لبثهُ
فبان وأبقى في يدي عبق العطر
نقضتُ عهودَ الوُدّ إن ذقت بعده
سلوّاً ألا إن السلوَّ أخو الغَدر
وما أنا بالوافي وقد عشتُ بعدهُ
وربّ اعترافٍ كان أبلغَ من عذر
كفى حزناً أني دعوتُ فلم يُجب
ولم يكُ صمتاً عن وقار ولا وقر
ولم يكُ عن بعد المسافة صمتهُ
فما بيننا إلا ذراعان في القدر
ننافس في الدنيا غُروراً وإنما(79/36)
قُصارى غناها أن يؤول إلى الفقر
وإنا لفي الدنيا كركب سفينة ٍ
نظنُّ وقوفاً والزمان بنا يجري
وأفنيت أياماً فنيتُ بمرّها
وغاية ما يفنى ويُفني إلى قدر
إلى الله أشكو ما أجنّ وإنني
فقدتك فقد الماء في البلد القفر
على حينَ جزتُ الأربعين مصوباً
ولاحت نجوم الشيب في ظلم الشعر
إذا ما تولّى ابني وولّت شبيبتي
وولّى عزائي فالسلامُ على الدهر
العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أتى الدهر من حيث لا أتقي
أتى الدهر من حيث لا أتقي
رقم القصيدة : 59425
-----------------------------------
أتى الدهر من حيث لا أتقي
وخان من السبب الأوثق
مضى بأبي الفضل شطرُ الحياة
وما مرَّ أنفُس مما بقي
فقل للحوادثِ من بعده
أسفي بمن شئت أو حلقي
أمنتُك لم يبق لي من أخاف
عليه الحمام ولا أتقي
وقد كنتُ أُشفقُ مما دهاهُ
وقد سكنت لوعة ُ المشفق
ولما قضى دونَ أترابه
تيقّنت أن الردى ينتقي
مضى حين ودّعَ درَّ الرّضاع
لدرّ التفصّح في المنطق
وهز اليراع أنابيبهُ
وهنئ بالكاتب المفلق
وقيل سيشرُفُ هذا الغلامُ
وقالت مخايلهُ أخلق
كأنَّ اللثام على وجهه
هلالٌ على كوكبٍ مشرقِ
وما النومُ إلا التقاء الجفون
فكيف أنام وما تلتقي
يعزُّ على حاسدي أنني
إذا طرق الخطبُ لم أُطرق
وإنيَ طودٌ إذا صادفت
هُ رياحُ الحوادثِ لم يقلق
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> لعلك والموعود حق وفاؤه
لعلك والموعود حق وفاؤه
رقم القصيدة : 59426
-----------------------------------
لعلك والموعود حق وفاؤه
بد لك في ذاك القلوص بداءُ
فإنَّ الذي ألقي إذا قال قائلٌ
من الناس هلْ أحستها لعناءُ
أقول لمنْ يبدي الشمات وقوله
علي وإشماتُ العدوّ سواءُ
دعوتُ وقدْ أخلفتني الوأي دعوة
يزيدٍ فلمُ يضللْ هناكَ دعاءُ
بأبيضِ مثلِ البدر عظمَ حقهُ
رجالٌ منَ المصطفى ونساءُ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> طلبتُ فلمْ أدركْ بوجهي وليتني
طلبتُ فلمْ أدركْ بوجهي وليتني(79/37)
رقم القصيدة : 59427
-----------------------------------
طلبتُ فلمْ أدركْ بوجهي وليتني
فعدتُ فلم أبغِ الندى بعد سائبِ
ولو لجأَ العافي إلى رحلِ سائبٍ
ثوى غيرَ قالٍ أو غدا غيرَ خائبِ
أقول وما يدري أناسُ غدوا به
إلى اللحدِ ماذا أدرجوا في السبائبِ
وكل أمريءٍ سيركب كارها
على النعشِ العدا والأقاربِ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> ألا قدْ رابني ويريبُ غيري
ألا قدْ رابني ويريبُ غيري
رقم القصيدة : 59428
-----------------------------------
ألا قدْ رابني ويريبُ غيري
عشية حكمها حيفٌ مريبُ
وأصبحتِ المودة ُ عندَ ليلى
منازلَ ليس لي فيها نصيبُ
ذهبتُ وقدْ بدا لي ذاك منها
لأهجوها فيغلبني النسيبُ
وأنسى غيظ نفسي إن قلبي
لمن واددتُ فائتهُ قريبُ
فلا قلبٌ يبصرُ كل ذنبٍ
ولا راضٍ بغير رضاً غضوبُ
فدعها لستَ هاجيها وراجع
حديثك إنَّ شأنكما عجيبُ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> لئنْ أقمتُ بحيثُ الفيضُ في رجبٍ
لئنْ أقمتُ بحيثُ الفيضُ في رجبٍ
رقم القصيدة : 59429
-----------------------------------
لئنْ أقمتُ بحيثُ الفيضُ في رجبٍ
حتى أهلَّ به من قابلٍ رجبا
وراح في السفرٍ ورادُ وهيجني
أنّ الغريب إذا هيجته طربا
إنّ الغريب يهيج الحزنُ صبوتهُ
إذا المصاحبُ حياهُ وقد ركبا
قد قلتُ أمسِ لواردٍ وصاحبه
عوجا على الخارجيّ اليوم واحتسبا
و أبلغا أمَّ سعد أنّ غائبها
أعيا على شفعاء الناس فاجتنبا
لما رأريتُ نجيّ القوم قلتُ لهم
هل يعدونّ نجيّ القوم ما كُتبا
وقلت إني متى أجلب شفاعتكم
أتدمْ وإنَّ أشقَّ الغيّ ما اجتلبا
و إن مثلي متى يسمع مقالتكم
و يعرفِ العينَ ينزع قبلَ أنْ يجبا
إني وما كبّر الحجّاج تحملهم
بزل المطايا بجنب نخلة ِ عصبا
و ما أهل به الداعي وما وقفتْ
عُليا ربيعة تزمي بالحصا الحصبا
جهداً لمن ظنّ أنّي سوفَ أُّظعنها
عن ربع غانية ٍ أخرى لقد كذبا
أأبتغي الحسن في أخرى وأتركها(79/38)
فذاك حين تركتُ الدين والحسبا
ولا انقضى الهمّ من سعدى وما علقتْ
منّي الحبائلَ رُمْتُها حِقبا
وما خلوت بها يوماً فتعجبني
إلا غدا أكثر اليومين لي عجبا
يا أيها السائلي ما ليس يدركهُ
مهلاً فإنك قد كلّفتني تعبا
كم من شفيع أتاني وهو يحسب بي
حسباً فأقصره من دون ما حسبا
فإن يكن لهوها أو قرابتها
حبُّ قديم فما غابا ولا ذهبا
هما عليّ فإن أرضيتهما رضيت
عنيّ وإن غضبت في باطلٍ غضبا
كائن ذهبتُ فردّاني بكبدهما
عمّا طلبتُ وجاءاها بما طلبا
وقد دهيتُ فلمْ أصبحْ بمنزلة ٍ
إلا أنازع من أسبابها سببا
ويل أمها خلة ً لو كنت مُسْجِجحة ً
أو كنتَ ترجعُ من عصريك ما ذهبا
أنتِ الظعينهُ لا يرمى برمتها
ولا يفجعها ابنُ العم ما اصطحبا
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> لئن عانسُ قد شاب ما بين قرنها
لئن عانسُ قد شاب ما بين قرنها
رقم القصيدة : 59430
-----------------------------------
لئن عانسُ قد شاب ما بين قرنها
إلى كعبها وامتصّ عنها شبابها
صبت في طلاب اللهو يوماً وعلقت
حجاباً لقد كانت ستيراً حجابها
لقد متّعت في العيش حتى تمتعت
من اللهو إذ لا ينكر اللهو بابها
فبيني برغمٍ ثمّ ظلّي فربما
ثوى الزعمُ منها حيث يثوي نقابها
لبيضاء لم تنسب لجدّ يعيبها
هجانٍ ولم تنبح لئيماً كلابها
تأوّد في الممشى كأنّ قناعها
على ظبية ٍ أدماء طابت ثيابها
مهفهفة الأعطاف خفّاقة الحشا
جميلٍ محيّاها قليلٍ عتابها
إذا ما دعت بابني نزارٍ ونازعت
ذرا المجد لم يردد عليها انتسابها
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> أراني إذا غالبتُ بالصبر حبّها
أراني إذا غالبتُ بالصبر حبّها
رقم القصيدة : 59431
-----------------------------------
أراني إذا غالبتُ بالصبر حبّها
أبى الصبرُ ما ألقى بسعدى فأُغلبُ
وقد علمت عند التعاتبِ أنّنا
إذا ظلمتنا أو ظلمنا سنعتبُ
و إني وإن لم أجنِ ذنباً سأبتغي
رضاها وأعفو ذنبها حين تذنِبُ(79/39)
و إني إذا أذنبت فيها يزدني
بها عجباً من كان فيها يؤنّبُ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> سبحان ربّك تبْ مما أتيت به
سبحان ربّك تبْ مما أتيت به
رقم القصيدة : 59432
-----------------------------------
سبحان ربّك تبْ مما أتيت به
ما يسدد الله يصبحْ وهو مرتوجُ
وهل يسدّ وللحجّاج فيه إذا
ما صعّدوا فيه تكبير وتلجيجُ
ما زال مندُ أذَلّ اللهُ موطئهُ
و مندُ أذّن أنّ البيت محجوجُ
يهدي له الوفد وفد الله مطربهُ
كأنه شطبُ بالقدّ منسوجًُ
خلّ الطريق إليها إنّ زائرها
و الساكنين بها الشّمّ الأباليجُ
لا يسدد الله نقباً كان يسلكه البيض
إليها ليل والهوجُ العناجيجُ
لو سدّهُ الله يوماً ثمّ عجّ له
من يسلكُ النقبُ أمسى وهو مفروجُ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> أرقَ الحزينُ وعادهُ سهدهْ
أرقَ الحزينُ وعادهُ سهدهْ
رقم القصيدة : 59433
-----------------------------------
أرقَ الحزينُ وعادهُ سهدهْ
لطوارقِ الهمَّ التي تردهْ
وذكرت منْ لانتْ لهُ كبدي
فأبى فليسَ تلين لي كبدهْ
وأبى فليس بنازلٍ بلدي
أبداً وليسَ بمصلحي بلده
فصدعتُ حين أبى مودتهُ
صدعَ الزجاجة دائمُ أبدْه
وعرفتُ أنَّ الطيرَ قدْ صدقتْ
يوم الكدانة ِ شرَّ ما تعدهْ
فأصبرْ فإنَ لكلِِّ ذي أجلٍِ
يوماً يجيء فينقضي عددهْ
ماذا تعاتبُ منْ زمانكَ إذْ
ظعنَ الحبيبُ وحلَّ بي كمدهْ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> شهدتُ غداة خصم بني سليمٍ
شهدتُ غداة خصم بني سليمٍ
رقم القصيدة : 59434
-----------------------------------
شهدتُ غداة خصم بني سليمٍ
وجوهاً منْ قضائك غير سودِ
قضيتَ بسنة ٍ وحكمتَ عدلاً
ولمْ ترثِ الحكومة َ منْ بعيدِ
إذا غمزَ القنا وجدت لعمري
قناتك حين تغمزُ خير عودِ
إذاعضَّ الثقاف بها اشمأزتْ
إباء النقسِ بائنة َ الصعود
حمى حدباً لحوم بنات قومٍ
وهم تحت التراب أبو الوليد
وفي المئتين للمولى نكالٌ
وفي سلبِ الحواجب والخدودِ(79/40)
إذا كافاتهمْ ببناتِ كسرى
فهل يجدُ الموالي منْ مزيدِ
فأي الحقَّ أنصفُ للموالي
من أصهار العبيد إلى العبيدِ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> لوْ بينتْ لكَ قبلَ يوم فراقها
لوْ بينتْ لكَ قبلَ يوم فراقها
رقم القصيدة : 59435
-----------------------------------
لوْ بينتْ لكَ قبلَ يوم فراقها
أن التفرقَ منْ عشَّية أوْ غدِ
لشكوتَ إذْ علقَ الفؤاد بهائمٍ
علق حبائل هائم لم يعهدِ
وتبرجتْ لكَ فاستبتك بواضحٍ
صلتٍ وأسود في النصيف معقدِ
بيضاءُ خالصة ُ البياض كأنها
قمرٌ توسطَ ليل صيف مبردِ
موسومة بالحسن ذات حواسد
إنَّ الجمال مظنة ٌ للحسدِ
لم يطفها سرفُ الشباب ولمْ تضعْ
فيها معاهدَة النصيح المرشدِ
خودٌ إذا كثر الكلام تعوذت
بحمى الحياءِ وإنْ تكلمْ تقصدِ
وكأنَّ طعمَ سلافة ٍ مشمولة ٍ
تنصبُّ في إثر السواك الأغيدِ
وترى مدامعها ترقرِق مقلة ً
حوراءَ ترغبُ عنْ سواد الإثمدِ
ماذا إذا برزت غداة رحيلها
مِ الحسنِ تحتَ رقاقِ تلك الأبردِ
ولدتْ بأسعدِ أنجمٍ فمحلها
ومسيرها ابداً بطلقِ الأسعدِ
اللهُ يصحبها ويسقي دارها
خضلُ الرباب سرى ولما يرعدِ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> أستغفرُ الله ربي منْ مخدرة ٍ
أستغفرُ الله ربي منْ مخدرة ٍ
رقم القصيدة : 59436
-----------------------------------
أستغفرُ الله ربي منْ مخدرة ٍ
يوماًبدا ليَ منها الكشحُ والكتدُ
منْ رفقة ٍ صاحبونا في ندائهمُ
كلُّ حرامٌ فما ذموا ولا حمدوا
حتى إذا البدن كاستْ في مناحرها
يبلو المناسم منها مزبدٌ جسدُ
وحلقَ القومُ واعتموا عمائمهمْ
فحلَّ كلٌّ حرامٍ رأسه لبدُ
أقبلتُ أسالها مابالُ رفقتها
وما أبالي أغابَ القوم أم شهدوا
فقربتْ لي واحلولت مقالتها
وخوفتني وقالت بعض ما تجدُ
أنى ينالُ حجاريٌّ بحاجته
إحدى بني القينِ أدنى دارها برجُ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> إذا نزل ابن المصطفى بطنَ تلعة ٍ
إذا نزل ابن المصطفى بطنَ تلعة ٍ(79/41)
رقم القصيدة : 59437
-----------------------------------
إذا نزل ابن المصطفى بطنَ تلعة ٍ
نفى جدبها واخضرّ بالغيث عودها
وزيد ربيع النّاس في كل شتوة ٍ
إذا اختلفتْ أنواؤها ورعودها
حمولٌ لأشتات الدّيات كأنهُ
سراجُ الدجى إذ مارنتهُ سعودُها
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> ألا أبلغا أهل المخاضة ِ أنّني
ألا أبلغا أهل المخاضة ِ أنّني
رقم القصيدة : 59438
-----------------------------------
ألا أبلغا أهل المخاضة ِ أنّني
مقيمٌ بزوار آخر الدّهر معتمرْ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> إذا افتقرَ المولى سعى لك جاهداً
إذا افتقرَ المولى سعى لك جاهداً
رقم القصيدة : 59439
-----------------------------------
إذا افتقرَ المولى سعى لك جاهداً
لترضى وإن تال الغنى عنك أدبرا
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> كأني موفٍ للهلاكِ عشية ً
كأني موفٍ للهلاكِ عشية ً
رقم القصيدة : 59440
-----------------------------------
كأني موفٍ للهلاكِ عشية ً
بأسفلِ ذاتِ القشع منتظر القطر
وأنّتنّ تلبسَ الجديدة بعدما
طردتُ بطيّ الوطبِ في البلقُ والقفرِ
فكان الذي قلتنّ أعدد بضاعة ً
لتأخذ بيضاء الترائب والنّحرِ
كأنّ سموط الدّرّ منها معلقٌ
بجيداء في ضالٍ بوجرة أو سدرِ
تكون بلاغاً ثمّ لست بمخبر
إذا وديتْ لي ما وديتنّ ما أمري
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> أما لك أن تزور وأنتَ خلوُ
أما لك أن تزور وأنتَ خلوُ
رقم القصيدة : 59441
-----------------------------------
أما لك أن تزور وأنتَ خلوُ
صحيح القلب أختَ بني غفارِ
فما برحت تعيركَ مقلتيها
فتعطيك المنّية في استتارِ
و تسهو في حديث القوم حتى
تبيّن بعض أهلك ما تواري
فمت يا قلب ما بك من دفاعٍ
فينجيك الدفاع ولا فرار
فلم أر طالباً بدمٍ كمثلي
أودّ وحسنَ مطلوب بثار
إذا ذكرا بثأري قلتُ سقياً
لثأري ذي الخواتم والسوار
و ما عرفت دمي فتبوء منه(79/42)
برهنٍ في حبالي أو ضمارِ
وقد زعم العواذل أنّ يومي
و يومك بالمُحَصّب ذي الجمار
منَ الأعباء ثم زعمتِ أنْ لا
و قلتِ لذي التنازع والتماري
كذبتم ما السلامُ بقول زورٍ
ولا اليوم الحرام بيوم ثارِ
ولا تسليمنا حرماً بجرم
ولا الحبّ الكريم لنا بعارِ
فإن لم نلقم فسقى الغوادي
بلادك والرّويّاتُ السواري
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> يا أحسنَ النّاس لولا أنّ نائلها
يا أحسنَ النّاس لولا أنّ نائلها
رقم القصيدة : 59442
-----------------------------------
يا أحسنَ النّاس لولا أنّ نائلها
قدماً لمن يبتغي ميسوراً عسرُ
وإنما دلُّها سحرُ لطالبهِ
وإنَّما قلبها للمشتكي حجرُ
هلْ تذكرين كما لمْ أنس عهدكم
وقدْ يدوم لعهد الخلَّة ِ الذكرُ
قولي وركبكِ قدْ مالتْ عمائمهم
وقد سقاهم بكأس السّكرة السفرُ
يا ليت أنِّي بأثوابي وراحلتي
عبدُ لأهلكِ هذا العام مؤتجرُ
وقد أطلتِ اعتلالاً دون حاجتنا
بالحجّ أمسِ فهذا الحلُّ والنّفرُ
ما بال وأيكِ إذ عهدي وعهدكمُ
إلفان ليس لنا في الودّ مزدجرُ
فكان حظّكَ منها نظرة ً طرفت
إنسان عينك حتّى ما بها نضرُ
أكنت أبخل من كانت مواعده
ديناً إلى أجلٍ يرجى وينتظرُ
وقد نظرتُ وما ألفيتُ من أحدٍ
يعتاده الشوق إلاّ بدؤه النّظرُ
أبقت شجى ً لك لا ينسى وقادحة ً
في أسود القلب لم يشعر به بشرُ
جنية ٌ أو لها جن تعلّمها
رمي القلوب بقوس ما لها وترُ
تجلو بقادمتي ورقاءَ عن بردٍ
حوّ المفاخر في أطرفها أشرُ
خودٌ مبتلة ٌ ريّا معاصمها
قدرُ الثياب فلا طولٌولا قصرُ
إذا مجاسدها اغتالت فواضلها
منها روادفُ فعماتٌ ومؤتزرُ
إن هبت الريح حنت في تنسّيمها
كما يجاوب عود القينة ِ الوترُ
بيضاءُ تعشو بها الأبصارُ إن برزتْ
في الحج ليلة إحدى عشرة القمرُ
ألا رسول إذا بانت يبلغها
عنَّا وإنْ تمسِ تؤلفْ بيننا المررُ
أني بآية ِ وجدٍ قدْ ظفرتِ به
مني ولمْ يكْ في وجدي بكم ظفر
قتيلُ يوم تلاقينا وأنَّ دمي(79/43)
عنها وعمنْ أجارت منْ من دمي هدرُ
تقضينَ فيَّ ولا أقضي عليك كما
يقضي المليك على المملوك يقتسرُ
إنْ كان ذا قدراً يعطيك نافلة ً
منا ويعجزنا ما أنصفَ القدرُ
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> أقول له والدمع مني كأنهُ
أقول له والدمع مني كأنهُ
رقم القصيدة : 59443
-----------------------------------
أقول له والدمع مني كأنهُ
جمانٌ وهي منْ سلكة ِ متبادرُ
ألا أيها الناعي ابنَ ينبَ غدوة ً
نعيتَ الندى دارت عليكَ الدوائرُ
لعمري لقدْ أمسى قرى الضيف عاتماً
بذي الفرشِ لما غيبتكَ المقابرُ
إذا سوفوا نادوا صداك ودونه
صفيحٌ وخوارٌ من الترب مائرُ
ينادون منُ أمسى تقطعُ دونه
من البعد أنفاسُ الصدور الزوافرُ
فقومي اضرب عينيك ياهند لنْ تريْ
أباُ مثلهُ تسمو إليه المفاخرُ
وكنتِ إذا فاخرت أسميتِ والداُ
يزين كما زان اليدين الأساورُ
فإنْ تعوليه تشفِ يوم عويله
غليلك أوْ يعذركِ بالنوح عاذرُ
وتحزنكِ ليلاتٌ طولٌ وقدْ مضتْ
بذي الفرشِ ليلاتٌ تسرُّ قصائرُ
فلقاك ربُّ يغفر الذنب رحمة ً
إذا بليت يومَ الحساب السرائرُ
إذا ما ابن زاد الركب لمْ يمسِ ليلة ُ
قفا صفرٍ لم يقربِ الفرشَ زائرُ
وقدْ علمَ الأقوامَ أنَّ بناتهُ
صوادقُ إذْ يندبهُ وقواصر
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> يا ين َ الهشامين طراً حزتَ مجدهما
يا ين َ الهشامين طراً حزتَ مجدهما
رقم القصيدة : 59444
-----------------------------------
يا ين َ الهشامين طراً حزتَ مجدهما
وما تخونه نقضٌ وإمرارُ
لا تشمتنَّ بي الأعدادَ إنهم
بيني وبينك سماعُ ونظارُ
وإنَّ شكريَ إنْ ردوا بغيظهمُ
في ذمة ِ الله إعلانٌ وإسرارُ
فاكررْ بنائلك المحمود منْ سعة ٍ
علي إنك بلمعروفِ كرارَ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> أعينيَّ لا تستعجلاَ الدمعَ وانظرا
أعينيَّ لا تستعجلاَ الدمعَ وانظرا
رقم القصيدة : 59445
-----------------------------------(79/44)
أعينيَّ لا تستعجلاَ الدمعَ وانظرا
شبيه ابنِ أمَّ المؤمنين المودعِ
ولاَ تأسا أنْ يشعبَ الصدعَ بعدهُ
أريبٌ كفرع النبعة ِ المتزعزعِ
جديرٌ بأنْ يسعى ابن صدقٍ كما سعى
أبوه على مسعى أبٍ لمْ يضيعِ
فإنَّ أخلاء ابن زينبَ أصبحوا
شتات النوى منْ مصعدٍ ومفرعِ
وكانوا كحيًّ قبلهمْ ذعذعتْ بهم
نوائبُ من أيام دهرٍ مذعذعِ
فلما تبينتُ النعيَّ تبادرتْ
دموعي كسكب الواكف المتسرعِ
بمحكولة ٍ بالصاب ظلت كأنها
كلى الغرب أتاه طبابُ المرقعِ
على هالكٍ مستودعٍ قعرَ حفرة ٍ
على جالها الأعلى مقامُ المشيعِ
فكيف سلمتمْ لمْ تموتوا وعهدكمْ
به وهو يذري عن أكفًّ وأنرعِ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> كفاني الذي ضيعتَ مني وإنما
كفاني الذي ضيعتَ مني وإنما
رقم القصيدة : 59446
-----------------------------------
كفاني الذي ضيعتَ مني وإنما
يضيع الحقوق ظالماً من أضاعها
صنيعة َ منْ ولاك سوءَ صنيعها
وولي سواكَ أجرها واصطناعها
أبى لك كسبَ الخير رأيٌ مقصرٌ
ونفسٌ أضاق الله بالخير باعها
إذا هيَ حثنهُ على الخير مرة ً
عصاها وإنْ همتْ بشرًّ أطاعها
فلولاَ رجالٌ كاشحونَ يسرهم
أذاكَ وقربى لا أحبُّ انقطاعها
إذا كان إنْ زلتْ بك النعل زلة ً
فراقُ خلالٍ لا تطيقُ ارتجاعها
وإني متى أحملْ على ذاك أطلعْ
إليكَ عيوناُ لا أحبُّ اطلاعها
فإنْ تكُ أحلامٌ تردُّ إخاءنا
علينا فمنْ هذا يردُّ سماعها
سأنهاكَ نهياُ مجملاُ وقصائداُ
نواصح تشفي منْ شؤونٍ صداعها
ومنْ يجتلبْ نحوي القصائدٌ يجتلبإذا ما الفتى ذو اللُّبِّ حَلَّتْ قصائدٌإليه فَخلَّ للقوافي رِباعَها
قراه ويتبع من يجب اتباعهاسقط بيت ص
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> إني لأعجبُ مني كيف آفكهمْ
إني لأعجبُ مني كيف آفكهمْ
رقم القصيدة : 59447
-----------------------------------
إني لأعجبُ مني كيف آفكهمْ
أمْ كيفَ أخدع قوماُ ما بهم حمقُ
أظلُّ في البيد ألهيهمُ وأخبرهمْ(79/45)
أخبارَ قومٍ وما كانوا وما خلقوا
ولو صدقت لقلتُ القومُ قد قدموا
حينَ انطلقنا وآتى ساعة َ انطلقوا
أمْ كيف تحرمُ أيدٍ لم تخنْ أحداً
سيئاً وتظفر أيديهم وقدْ سرقوا
ونرتمي البومَ حتى لا يكون لهُ
شمسٌ ويرمون حتى يبرقَ الأفقُ
يرمون أحورَ مخضوباً بغير دمٍ
دفعاً وأنتَ وشاحاً صيدكَ العلقُ
تسعى بكلبين تبغيه وصيدهمُ
صيدٌ يرجى قليلاً ثم يعتنقُ
ما زلت أحدرهمْ حتى جعلتهمُ
في أصلِ محنية ٍ ما إنْ لها طرقُ
ولوْ تركتهمُ فيها لمزقهمْ
شيخا مزينة َ إنْ قالا انعقوا نعقوا
إنْ كنتمُ أدباً جاريْ صديقكمُ
والدهرُ مختلفٌ ألوانه طرقُ
فمتعوني فإني لا أرى أحداً
إلا له أجلٌ في الموت مستيقُ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> خليليَّ دلاني عباثرَ إنها
خليليَّ دلاني عباثرَ إنها
رقم القصيدة : 59448
-----------------------------------
خليليَّ دلاني عباثرَ إنها
يمرُّ على قيس بن سعيدٍ طريقها
هدتنا لها مشبوبة ٌ يهتدى بها
يضيءُ ذرا ذاتِ العظومِ حريقها
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> حرقَ يا صفاة ُ في ذراكِ
حرقَ يا صفاة ُ في ذراكِ
رقم القصيدة : 59449
-----------------------------------
حرقَ يا صفاة ُ في ذراكِ
بالنار إنْ لم تمنعي أرواكِ
تعلمي أنَّ بذي الأراك
أيتها الأروى ذوي عراكِ
قوماً أعدوا شبكَ الشباك
يبغون ضبعاً قتلتْ أباكِ
نعمَ ملوي الحيدِ المداكِ
إذا صوت الجالبُ في أخراكِ
ولم يقلْ منتصحاً إياكِ
بين مقاطيها ركبتِ فاكِ
فعدتُ والطعنُ على كلاكِ
مثل الأضاحي بيدِ النساكِ
يرمى بالاكتافِ على الأوراكِ
كما أطحتِ العبدَ عن صفاكِ
أما السيالي فلنْ ينساكِ
لوْ يرتميك الناس ما رماك
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> يسعى لكَ المولى ذليلاً مدقعاً
يسعى لكَ المولى ذليلاً مدقعاً
رقم القصيدة : 59450
-----------------------------------
يسعى لكَ المولى ذليلاً مدقعاً
ويخذللكَ المولى إذاشتد كاهلة(79/46)
فأمسكْ عليكَ العبدَ أولَ وهلة ٍ
ولا تنفلتْ منْ راحتيكَ حبائلهُ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> يسعى لكَ المولى ذليلاً دقعاً
يسعى لكَ المولى ذليلاً دقعاً
رقم القصيدة : 59451
-----------------------------------
يسعى لكَ المولى ذليلاً دقعاً
ويخذلكَ المولى إذا اشتدَّ كاهلهْ
فأمسكْ عليكَ العبدَ أول وهلة ٍ
ولا تنفلنْ منْ راحتيكَ حبائلهُ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> يأيها المتمني أنْ تكون فتى ً
يأيها المتمني أنْ تكون فتى ً
رقم القصيدة : 59452
-----------------------------------
يأيها المتمني أنْ تكون فتى ً
مثل لبن ليلى لقدْ خلى لك السبلا
إنْ ترحلِ العيس كي تسعى مساعيه
يشفقْ عليك وتعملْ دون ما عملا
لوسرتَ في الناس أقصاهم وأقربهم
في شقة ِ الأرض حتى يحرثوا الإبلا
تبغي فتى ً فوق ظهر الأرض ما وجدوا
مثل الذي غيبوا في بطنها رجلا
أعددْ ثلاث خصالٍ قدْ عرفنَ لهُ
هل سبَّ منْ أحدٍ أو سبَّ أو بخلا
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> ظللت لدى أبياتها وكأنني
ظللت لدى أبياتها وكأنني
رقم القصيدة : 59453
-----------------------------------
ظللت لدى أبياتها وكأنني
أسيرٌ معنى في مخلخلهِ كبلُ
أخيرُ إما جلسة ٌ عند كارهٍ
وإما مراحٌ لا قريبٌ ولا سهلُ
فإنكِ لو أكرمتِ ضيفكِ لم يعبْ
عليكِ الذي تأتين عمٌّ ولا بعلُ
وقدْ كانَ ينميها إلى ذروة ِ العلا
أبٌ لا تخطاه المطية ُ والرحلُ
فهلْ أنتِ إلاَّ جنة ٌ عبقرية ٌ ا
يخالط من خالطتِ من حبكم خبلُ
وهلْ أنتِ إلا نبعة ٌ كان أصلها
نضاراً فلم يفضحكِ فرعٌ ولا أصلُ
صددتِ امرأً عنْ ظلَّ بيتك مَا لهُ
بواديكِ لو لا كمْ صديقٌ ولا أهلُ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> وايدي الهدايا ما رأيتُ معاتباً
وايدي الهدايا ما رأيتُ معاتباً
رقم القصيدة : 59454
-----------------------------------
وايدي الهدايا ما رأيتُ معاتباً
من الناس إلا الساعدية أجملُ(79/47)
وقدْ أخطأتني يوم بطحاءِ معمر
لها كففٌ تصطادُ فيها واحبلُ
وقدْ قال أهلي حين كنيتُ كنية ً
أبا الجون فاكسبْ مثلها حين ترحلُ
وإنْ بات إيضاعي مسرة ٍ
لكنَّ فما تسخطنَ في العيش أطولُ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> ألمْ تروا أنَّ فتى ً سيداً
ألمْ تروا أنَّ فتى ً سيداً
رقم القصيدة : 59455
-----------------------------------
ألمْ تروا أنَّ فتى ً سيداً
راح على نعشِ بني مالك
لا أنفسً العيشَ لمن بعده
وأنفسُ الهلكَ على الهالك
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> وإني قدْ نصحتُ فلمْ تصدقْ
وإني قدْ نصحتُ فلمْ تصدقْ
رقم القصيدة : 59456
-----------------------------------
وإني قدْ نصحتُ فلمْ تصدقْ
بنصحي واعتددتَ فما تبالي
أراني قدْ بدا لي أنَّ نصحي
لغيكَ واعتدادكَ في ضلال
فكم هذا أذودك عنْ قطاعي
كتذويد المحلاة ِ النهالِ
فلا تبغِ الذنوب علي واقصدْ
لأمركَ منْ قطاعٍ أوْ وصالِ
فسوف أري خلالك منْ تصافي
إذا فارقتني وترى خلالي
وإنَّ جزاءَ عهدكَ إذْ تولي
بإنْ أغضي وأسكتَ لا أبالي
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> تثاقلتِ أنْ كنتُ ابن عمًّ نكحتهِ
تثاقلتِ أنْ كنتُ ابن عمًّ نكحتهِ
رقم القصيدة : 59457
-----------------------------------
تثاقلتِ أنْ كنتُ ابن عمًّ نكحتهِ
فملتِ وقدْ يشفى ذوو الرأي بالعذلِ
فإنكِ إلأا تتركي بعضَ ما أرى
تنازعكِ أخرى كالقرينة في الحبلِ
تلزكِ ما اسطاعتْ إذا كان قسمها
كقسمكِ حقاً في التلاد وفي البعلِ
متى تحمليها منكِ يوماً لحالة ٍ
فتبعها تحملكِ يوماً على مثلِ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> نعمَ الفتى فجعتْ بهِ إخوانهُ
نعمَ الفتى فجعتْ بهِ إخوانهُ
رقم القصيدة : 59458
-----------------------------------
نعمَ الفتى فجعتْ بهِ إخوانهُ
يومَ البقيع حوادثُ الأيامِ
سهلُ الفناءِ إذا حللتَ ببابهِ
طلقً اليدين مؤدبً الخدامِ
وإذا رأيت شقيقهُ وصديقهُ(79/48)
لمْ تدْرأيهما ذوو الأرحامِ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> وقصيرةة الأيام ودَّ جليسها
وقصيرةة الأيام ودَّ جليسها
رقم القصيدة : 59459
-----------------------------------
وقصيرةة الأيام ودَّ جليسها
لو دامَ جلسها بفقدِ حميمِ
كلفٌ بها وبه قديمُ صبابة ٍ
قدمتْ وما عهد الفتى بقديمِ
منْ محذياتِ أخي الهوى جرع الأسى
بدلال غانتة ٍ ومقلة ِ ريمِ
صفراء منْ بقرِ الجواءِ كأنما
ترك الحياءُ بها رداع سقيمِ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> باتتْ لعينكَ عبرة ٌ وسجومُ
باتتْ لعينكَ عبرة ٌ وسجومُ
رقم القصيدة : 59460
-----------------------------------
باتتْ لعينكَ عبرة ٌ وسجومُ
وثوبْ بقلبكَ زفرة ٌ وهمومُ
طيفٌ لزينتَ ما يزال مؤرقي
بعدَ الهدوَّ فما يكاد يريمُ
وإذا تعرض في المنام خيالها
نكأ الفؤادَ خيالها المحلوم
ُأجعلتِ ذنبكِ ذنبهُ وظلمتهِ
عند التحاكم والمدلُّ ظلومُ
ولئن تجنيتِ الذنوب فإنه
ذو الداء يعذر والصحيحُ يلومُ
ولقدْ أراك غداة َ بنتِ وعهدكمْ
في الوصل لا حرجٌ ولا مذمومُ
أضحتْ تحكمكِ التجاربُ والنهي
عنهُ ويكفله بك التحكيمُ
برأ الألى علقوا الحبائل قبلهَ
فنجوا وأصبح في الوثاق يهيمُ
ولقد أردتُ الصبر عنك ِفعاقني
علقٌ بقلبي منْ هواكِ قديمُ
يبقبى على حدث الزمان وريبهِ
وعلى جفائك إنه لكريمُ
ضعفتْ معاهدُ حبهنَّ مع الصبا
ومع الشباب فبنَّ وهو مقيمُ
وعتبتِ حين صححتِ وهو بدائه
شتان ذاك مصححٌ وسقيمُ
وأذيتهِ زمناً فعادَ بحمله
أنَّ المحبَّ عن الحبيب حليمُ
وزعمت أنك تبخلن وشفهُ
شوقٌإلك وإنْ بخلتِ أليمُ
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> ألأا أيها الباكي أخاه وإنما
ألأا أيها الباكي أخاه وإنما
رقم القصيدة : 59461
-----------------------------------
ألأا أيها الباكي أخاه وإنما
يبكى بيوم الفدفد الأخوانِ
أخي يوم أحجار الثمام بكيته
ولو حمَّ يومي قبلهُ لبكاني
تداعتْ به أيامهُ واخترمنهُ(79/49)
وأبقينَ لي شجواً بكل مكان
فليت الذي ينعى سليمان غدوة ً
بكى عندَ قبري مثلها ونعاني
ولو قسمت في الجن والإنسِ لوعتي
عليهِ بكى منْ حرها الثقلانِ
ولو كاننتِ الأيامُ تطلبُ فدية ً
إليه وصرف الدهر ما ألواني
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> أعيني جودا بالدموع وأسعدا
أعيني جودا بالدموع وأسعدا
رقم القصيدة : 59462
-----------------------------------
أعيني جودا بالدموع وأسعدا
بني رحمٍ ما كان زيدٌ يهينا
ولا زيد َإلا أنْ يجودَ بعبرة ٍ
على القبر شاكي نكبة ٍ يستكينها
وما كنت تلقى وجه زيدٍ ببلدة ٍ
من الأرض إلا وجهُ زيدٍ يزينها
لعمرُ أبي الناعي لعمت مصيبة ٌ
على الناس واختصت قصياَّ رصينها
وأنى لنا أمثالُ زيدٍ وجده
مبلغُ آياتِ الهدى وأمينها
وكان حليفيهِ السماحة ُ والندى
فقدْ فارقَ الدنيا نداها ولينها
غفدتْغدوة ً ترمي لؤيُّ بن غالبٍ
بجعدِ الثرى فوق امرىء ٍ مايشينها
أغرُّ بطاحيُّ بكتْ منْ فراقهِ
عكاظُ فبطحاءُ الصفا فحجونها
فقل للتي يعلو على الناس صوتها
ألاَ لا أعانَ اللهُ منْ لا يعنيها
وأرملة ٍ تبكي وقد~ شقَّ جيبها
عليه فآبتْ وهي شعتٌ قرونها
ولو فقهتْ ما يفقهُ الناس أصبحتْ
خواشعَ أعلامُ الفلاة وعينها
نعاهُ الناعي فظلنا كأننا
نرى الأرض فيها آية حان حينها
وزالتْ بنا أقدامن وتقلبتْ
ظهورُ روابيها بنا وبطونها
وآب أولو الألباب منا كأنما
يرونَ شمالاً فارقتها يمينها
سقى الله سقيا رحمة ٍ تربَ حفرة ٍ
مقيمٍ على زيدٍ ثراها وطينها
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> سقى الله أطلالاً بأكثبة ِ الحمى
سقى الله أطلالاً بأكثبة ِ الحمى
رقم القصيدة : 59463
-----------------------------------
سقى الله أطلالاً بأكثبة ِ الحمى
وإن كنَّ قدْ أبدين للناس ما بيا
منازل لوْ مرت بهنَّ جنازتي
لقال الصدى يا حامليَّ أربعا بيا(79/50)
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> ماذا يكلفكَ الروحات والدلجا
ماذا يكلفكَ الروحات والدلجا
رقم القصيدة : 59464
-----------------------------------
ماذا يكلفكَ الروحات والدلجا
البرطوراً وطورا تركب اللججا
كمْ منء فتى ً قصرت في الرزق خطوته
ألفيتهُ بسهام الرزقِ قدْ فلحا
لا تيأسنَّ وإنْ طالتْ مطالبة ٌ
إذا استعنت بصبرٍ أنْ ترى فرجا
إنَّ الأمور إذا انسدتْ مسالكها
فالصبر يفتح منها كلَّ ما ارتتجا
أخلقْ بذي الصبر أنْ يحظى بحاجنه
ومدمنِ القرع للأبواب أنْ يلجا
فاطلبْ لرجلكَ قبلَ الخطو موضعها
فمن علا زلقاً عنْ غرة ٍ زلجا
ولا يغرنكَ صفوٌ أنتَ شاربهُ
فربما كان بالتكدير ممتزجَا
لا ينتج الناس إلا منْ لقلحهم
يبدو لقاح الفتى يوماً إذا نتجا
لا يمنعنك يأسٌ منْ مطالبة ٍ
فضيقُ السبل يوماً ربما انتهجا
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> لا تتبعن لوعة ً إثري ولا هلعا
لا تتبعن لوعة ً إثري ولا هلعا
رقم القصيدة : 59465
-----------------------------------
لا تتبعن لوعة ً إثري ولا هلعا
ولا تقاسنَّ بعدي الهمَّ والجزعا
بل آئتسي تجدي إن ائتسيتِ أسى ً
بمثل ما قدْ فجعتِ اليوم قدْ فجعا
ما تصنعين بعينٍ عنكِ طامحة ٍ
إلى سواك وقلب عنك قد نزعا
إنْ قلت قدْ كنتُ في ودًّ وتكرمهٍ
فقد صدقتِ ولكنْ ذاك قدْ منعِا
وأي شيءٍ من الدنيا سمعت به
إلا إذا صار في غاياته انقطعا
لم تبقِ عيناً حسينٍ عندَ لحظهما
لغيرها في فؤادي بعدها طمعا
ومنْ يطيقُ مذك عند صبوته
ومن يقومُ لمستورٍ إذا خلعا
العصر العباسي >> محمد بن بشير الخارجي >> لأنْ أزجي عند العري بالخلقِ
لأنْ أزجي عند العري بالخلقِ
رقم القصيدة : 59466
-----------------------------------
لأنْ أزجي عند العري بالخلقِ
,اجتزي منْ كثيرِ الزاد بالعلقِ
خيرٌ وأكرمُ لي منْ أنْ أرى منناً
خوالداً للئام الناس في عنقي
إني وإنْ قصرتْ عنْ همتي جدتي
وكان مالي لا يقوى على خلقي(79/51)
لتاركٌ كلَّ أمرٍ كان يلزمني
عاراً ويشرعني في المنهل الرنقِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> رويدَكَ عن تفنيدِ ذي المُقلَة ِ العَبْرَى
رويدَكَ عن تفنيدِ ذي المُقلَة ِ العَبْرَى
رقم القصيدة : 59467
-----------------------------------
رويدَكَ عن تفنيدِ ذي المُقلَة ِ العَبْرَى
وقَصرُكَ أنَّ الدَّمعَ غاية ُ ما نَهوى
ولا تبكِ إلاّ بعدَ طولِ صبابة ٍ
وحسْبُك من فرطِ الصَّبابة ِ ما أَبكى
إذا الدمعُ لم يبرَحْ مَحَلاًّ يَحُلُّه
سرى الدمعُ من أَجفانهِ قَلِقَ المَسرى
حَماهُ الكَرى برقٌ تَأَلَّقَ بالحمى
إذا ما خَفَى وهْناً أبى الشوقُ أن يَخفى
وقى اللّهُ من شكوى الصبابة ِ خُلَّة ً
شكوتُ الذي أَلقى فأضعفَ في الشكوى
أُكاتمُ بَلْوى الحبِّ كيما أُبيدَه
وعينيتَفيضُ الدمعَعينٌ على البلوى
أُواصِلُ فيها الدمعَ يَدمَى مسيلُهُ
وأقطعُ أنفاساً مسالِكُها تَدمى
تذكَّرتُ إذ سَهْمُ الهَوى غير طائشٍ
وإذ أسهُمُ الأيامِ طائشة ُ المَهوى
وكم ليلة ٍ أحيَتْ نفوسَ ذَوي الهَوى
عِناقاً وكانت لا تموتُ ولا تَحيا
ويومَ أَرانا العيشَ يهتزُّ عِزَّة ً
بما قد حوى من غُرَّة ِ الرشأِ الأَحوى
جَلَوْنا به الكاساتِ والأفقُ عاطلٌ
إلى أن تَبَدَّى الأفقُ في حُلَّة ٍ تُجلى
فصافحَ منها الشَّرْبُ كلَّ مَشوقَة ٍ
عليها رِجالُ الفُرسِ يقدُمُهم كِسرى
نُحَيَّا ونُسْقى في الزُّجاجة ِ باطلاً
إذا نحنُ حقَّقْنا التحيَّة َ والسُّقيا
ويُلْبِسُه ساقي المدامة ِ حُلَّة ً
ولكنّه في كَفِّ شارِبه يَعْرَى
وليلٍ رَحيبِ الباعِ مَدَّ رِواقَه
على الأفقِحتى خِيلَ في حُلَّتَي ثَكْلَى
يُقِّيدُ ألحاظَ العيونِ حِجابُه
كأنَّ بَصيرَ القومِ من دونِه أعمى
ترَدَّيتُه حتَّى رأَيتُ رِداءَهُ
يَرِقُّ بمنشورٍ من الصبحِ لم يُطْوَ
ولاحَ لنا نَهْجٌ خَفِيٌّ كأنَّهُ
إذا اطَّرَدَتْ أثناؤُهحيَّة ٌ تَسعى
إلى سيِّدٍ يُعطي على الحمدِ مالَه
فيأخُذُ ما يَبقى ويُعطي الذي يَفنى(79/52)
وأبيضَ يَحمي كلَّ أبيضَ ماجِدٍ
إذا لاحَ فرداًفهوصاحبُه الأدنى
ومزمومَة ِ الأطرافِ مُصفَرَّة ِ القَرى
مؤلَّفة ِ الأعضاءِ من فِرَقٍ شتَّى
تَشرَّدَ من أولادِها كلُّ زائرٍ
فيا لَكِ أُمّاً ما أَعقَّ وما أَجفى
إذا طار عنها انفلَّفي كلِّ نَثلَة ٍ
دِلاصٍ كما ينفلُّ في الشَّمَطِ المِدْرَى
وإنْ حادَ عن نفسٍ هَدَاه لها الرَّدى
ولم يُرَ سارٍ قبلَه بالرَّدى يُهْدى
طلعْتَ عليه والذوابلُ تَلتوي
أسنَّتُها في نَحرِ كلِّ فتى ً ألوى
وأسفرْتَ والألوانُ تَرْبَدُّ خِيفَة ً
وبيضُ الظُّبا تَدْمَى وسُمْرُ القَنا تَفْنَى
تَقَيَّلْتَعبدَ اللّهِفي البأسِ والنَّدى
فما حِدْتَ يوماً عن طريقتِه المُثلى
وأنتَ رفعتَ الشِّعْرَ بعدَ انخِفاضِهِ
بجودِكَحتى صار في ذِروَة ِ الشِّعرى
فكم مِدحَة ٍ غِبَّ النَّوالِ تبسَّمَتْ
كما ابتسمَ النُّوَّارُ غِبَّ حَيَاً أروَى
ثَناءٌ أبانَ الفضلَ مني لحاسِدٍ
تبيَّنَ فيه ذِلَّة ُ العبدِ للمَولى
يجولُ فِجاجَ الأرضِ وهومقيَّدٌ
بقافية ٍ يَبلى الزمانُ ولا تَبلى
وما ضَرَّ عِقْدٌ من ثَناءٍ نظمتُه
وفصَّلتُهُ أن لا يعيشَ له الأعشى
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَمِنَ العيونِ ترومُ فَقْدَ عَنائِه
أَمِنَ العيونِ ترومُ فَقْدَ عَنائِه
رقم القصيدة : 59468
-----------------------------------
أَمِنَ العيونِ ترومُ فَقْدَ عَنائِه
هَيهاتِ ضَنَّ سَقامُها بشِفائِه
ما كان هذا البينُ أوَّلَ جَمرة ٍ
أذكَتْ لهيبَ الشَّوقِ في أحشائِه
لولا مساعدة ُ الدموعِ ودَفْعُها
خوفُ الفِراقِ أتى على حَوبائِه
مفقودَة ٌ شِيَة ُ الجوادِ لنَقْعِهِ
وحُجولُ أربعة ٍ لخَوْضِ دِمائِه
أوجحفلٌ لعبَتْ صدورُ رِماحِه
فكأنما انقضَّتْ نجومُ سَمائِه
لَجِبٌ توشَّحَتِ البسيطة ُ سيلَه
وتعمَّمت أعلامُها بعمائِه
متبسِّمٌ قبلَ النهارِكأنما
زَرَّ النهارُ عليه ثَوبَ ضَحائِه
ويُريكَ بينَ مُدجَّجٍ ومُدرَّعٍ(79/53)
خِلَعَ الرَّبيعِ الطَّلْقِ بينَ نِهائِه
يَثنيه في السَّيْرِ الحثيثِ بلحظِهِ
كالريحِ تَثني الغيمَ في غُلَوائِه
فكأنَّ أشتاتَ الجِبالِ تجمَّعَتْ
فتعرَّضَتْ من دونِهِ ووَرائِه
فهناك تَلْقى الموتَفوق قَناتِه
متبرِّجاَ والنصرَ تحتَ لِوائِه
أَعَدوَّهأوفَى عليكَ مشوَّقاً
بِقِراعِهإذ لستَ من أكفائِه
ومُشمِّراً قد شُلَّمن إدلاجِه
ليلُ التمامِ وملَّ من إسرائِه
ودقيقَ معنَى العُرفِ يجعلُ بشرَه
بدرَ العدوِّ وتلك من أكفائِه
وإذا النَّسيمُ وَشى إليك مصبِّحاً
بمسَرّة ٍفحَذارِ من إمسائِه
قد قلتُإذ سالَت عَدى أمامَه
سَيْلَ السَّرابِ جرى على بَطحائِه
ما بالُه مُغرى ً بوَصْلِ عدوِّه
وعدوُّه مُغرى ً بوَصْلِ جَفَائِه
يا موجِباً حقَّ السَّماحِ بنائلٍ
تتقاصَرُ الأنواءُ عن أنوائِه
والمبتني بيتَ العَلاءِ ببأسِه
فغدا عَلاءُ النجمِ دونَ علائِه
وإذا بحارُ المكرُماتِ تدفَّقَت
فجميعُها تمتارُ من أندائِه
كم مِنَّة ٍ لكَ ألبَسَتْني نِعْمَة ً
تَدَعُ الحسودَ يذوبُ من بُرَحائِه
صُنتُ الثناءَ عن الملوكِ نزاهة ً
وجعلتُه وَقْفاً على آلائِه
ألفاظُه كالدُّرِّ في أصدافِهِ
لا بل تَزيدُ عليه في لألائِه
من كلِّ رَيِّقَة ِ الكلامِكأنما
جادَ الشبابُ لها بِرَيِّقِ مائِه
فالشِّعرُ بحرٌ نلْتُ أنفَسَ دُرِّه
وتنافسَ الشعراءُ في حَصْبَائِه
وأنا الفداءُ لمن مَخِيلَة ُ بَرقِه
حظِّي وحظُّ سواي من أنوائِه
قَمرٌإذا ما الوشيُ حِينَأذالَه
كيما يَصونَ بهاءَه ببهائه
خَفِرُ الشَّمائلِ لومَلَكتُ عِنَاقَه
يومَ الوَداعِ وهَبْتُهُ لحَيائِه
ضَعُفَتْ مَعَاقِدُ خصرِه وعهودهُ
فكأنّ عَقْدَ الخصرِ عَقْدُ وَفَائِه
أدنوإلى الرُّقّباءِ لا من حبِّهم
وأصدُّ عنه وليس من بَغضائِه
للّهِ أيُّ محاجرٍ عنَّتْ لنا
بمُحَجَّرٍإذ ريعَ سِربُ ظِبائِه
ونواظرٍ وجدَ المحبُّ فتورَها
لمّا استقلَّ الحيُّفي أعضائِه
وَ حَياً أرقتُ لبرقِهفكأنه(79/54)
قَدَحُ الزِّنادِ يطيرُ في أرجائِه
سارٍ على كَفَلِ الجَنوبِمقابلٍ
حَزَنَ البلادِ وسهلَها بعطائِه
حنَّتْ رواعِدهُفأسبل دمعُهُ
كالصَّبِّ أتبعَ شدوَه ببكائِه
وسقَتْ غَمائِمُهُ الرِّياضَكأنما
جُودُ الأميرِ سقى رياضَ ثَنائِه
سَفَهاً لِمَنْ سمَّاه سيفَ حفيظَة ٍ
هلاَّ أعارَ السَّيفَ من أسمائِه
متجرِّدٌ للخطبِ عرَّاضُ القَنا
والمَشرفيّة ُ من مَشِيدِ بنائِه
ومواجهٌ وجهَ العدوِّ بصَعدَة ٍ
ينقضُّ كوكبُه على شَحنائِه
والرومُ تعلمُ أنَّ تاجَ زعيمِها
مُلقى ً بحدِّ السَّيفِ يومَ لِقائِه
لما حماه القّرُّ سفكَ دمائِهم
أضحى يَعدُّ القَرَّ من أعدائِه
حَمَدَ الغمامَ وذمَّه ولربَّما
ساء الحبيُّ وسَرَّ عندَ حبائِه
قَلِقٌيُفنِّيه الحديدُفينثني
جَزْلانَ مثلوجَ الحشا بفَنائِه
إنَّ الربيعَ مُبيدُ خضراءِ العِدا
ومُسيلُ أنفسِهم على خَضْرائِه
ولو أنهم قدَروا على أعمارِهم
وصلوا بها الأحوالَ عمرَ شِتائِه
إن عاقَه عما يحاولُ صِنوُه
وشبيهُه في بِشره وعَطائِه
فكأنَّني بجبينِه في مأزقٍ
متمزِّقٍ عنه دُجى ظلمائِه
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وشاحبِ اللِّبسة ِ والأَعضاءِ
وشاحبِ اللِّبسة ِ والأَعضاءِ
رقم القصيدة : 59469
-----------------------------------
وشاحبِ اللِّبسة ِ والأَعضاءِ
أشعثَ نائي العَهدِ بالرَّخاءِ
أفضى به العُدْمُ إلى الفَضَاء
فوجهُه للضِّحِّ والهواءِ
أغبرَ يحوي الرزقَ من غَبراءِ
خَفيفة ٍ ثقيلة ِ الأرجاءِ
كأنَّها هَلهلة ُ الرِّداءِ
كلَّفها لحظَ بناتِ الماءِ
بأَعيُنٍ لم تُؤتَ من إغضاءِ
كثيرة ٍ تُربى على الإحصاءِ
وأقبلَتْ تملأُ عينَ الرائي
بكل صافي المتنِ والأحشاءِ
أبيضَ مثلِ الفِضَّة ِ البيضاءِ
أوكذِراعِ الكاعبِ الحسناءِ
فحازَإذ خاطرَ بالحوباءِ
سعادة َ الجَدِّ من الشَّقاءِ
حَلَّ لنا في حُلَّتَي عَناءِ
من صنعة ِ الإذلاجِ والإسراءِ
والصُّبحُ حِملٌ في حَشا الظَّلماءِ
ونحن نُذكي شُعَلَ الصَّهباءِ(79/55)
فمرَّ والأوتارُ في مِراءِ
يَحمِلُ مِثلَ زُبدَة ِ السِّقاءِ
أطلقَه من لُجَّة ِ خَضراءِ
في لُجَّة ٍيلعبُ في ضياءِ
كأنه مُلقًى على الحَصباءِ
ينظُرُ من ياقوتَة ٍ زَرْقاءِ
في جَوْشَنٍ مُفَضَّضِ الأَثناءِ
قُدَّ لها من جَوْنَة ِ الضَّحاءِ
أومن حَبيرِ مُزنَة ٍ غرَّاءِ
غداؤنا بوركَ من غَذَاءِ
نُؤثرُه في الصَّيفِ والشِّتاءِ
على القَديدِ الغَضِّ والشُّواءِ
رِزْقاً رُزِقْناه بلا عَناءِ
نَعُدُّه من سابغِ النَّعماءِ
Personal homepage website counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَبالعُمْرِ خَيَّمَ أَم بالحَشاءِ
أَبالعُمْرِ خَيَّمَ أَم بالحَشاءِ
رقم القصيدة : 59470
-----------------------------------
أَبالعُمْرِ خَيَّمَ أَم بالحَشاءِ
قريبٌإذا هجعَ الركْبُنائي
ألمَّ وثوبُ الدُّجى مُخْلِقٌ
وثوبُ الصَّباحِ حديدُ الضِّياءِ
يُضيءُ لنا الخَيْفَ إيماضُه
وليس ببرقٍ خفى من خَفاءِ
وفاءٌ تصرَّمَ عن يَقْظَة ٍ
وكم يقظة ٍ عصَفَتْ بالوفاءِ
تولَّتْ عهودُك محمودة ً
بقُرْبِ الوِصالِ وبُعدِ الجَفاءِ
وأبقَت أسى ً ليس يَقضي الأُسى
عليه وداءٌ بعيدُ الدَّواءِ
وشوقاً أكافحُهُ باللِّوى
مكافحة َ القِرنِ تحتَ اللِّواءِ
وصبْراًإذا هَبَّ وَجْدُ الحَشا
تعلَّقْتُ منه بمثلِ الهَباء
ومَن غَرَّه الدهرُ ألفيتَه
ذليلَ الدموعِعزيزَ العَزاءِ
تجلَّى المشيبُ لتلك العيونِ
فبدَّلَهنَّ قَذى ً من جَلاءِ
ورُبَّ زَمانٍ سحَبْنا به
رِداءَ البِطالَة ِ سَحبَ الرِّداءِ
ومستسلماتٍ هززْنا لها
مَداري القِيانِ لسَفْكِ الدِّماءِ
وقد نَظَمَ العِلجُ أجسامَها
مع الجُدْرِ نَظْمَ صفوفِ اللِّقاءِ
نمُدُّ إليها أكُفَّ الرِّجالِ
فترجِعُ مثلَ أكُفِّ النِّساءِ
وَ جَعْدُ المياهِإذا صافَحَت
جداولَه الريحُسَبْطُ الهواءِ
غدَوْنا وأنوارُه كالبُرودِ
ورُحْنا وكُثبانُه كالمُلاءِ
تُقابلُنا الوحشُ في روضَة ٍ
كما قابَلَتْكَ نُجومُ السَّماءِ(79/56)
فهل من سَبيل ٍإلى نشرِه
إذا ركضَت فيه خيلُ الرَّخاءِ
وأقمارُه حينَ تُبدي له
محاسنُها الصُّبحَ سِلمُ المساءِ
وتجديدُهُنَّ بجرِّ الذّيولِوحدوا المدام إذا ماونت رأى الغناء
وجرِّ الزِّقاقِ أديمَ الفَضاءِسقط بيت
وتشتيتُنا شَمْلَ سِرْبِ الظَّبا
بمُدمَجة ٍ مثلِ سِربِ الظَّباءِ
إذا ما طُلِبْنَفخيلُ السِّباقِ
وإمَّا طَلَبْنَ فسفْنَ النَّجاءِ
وكم من خليلٍ رأى خُلَّتي
فصدَّ وكُنَّا خليلَي صَفاءِ
وحمراءَ تُمزَجُ في خِدرِها
بماءِ الصَّبابة ِماءِ البَهاءِ
تحذِّرُني أجَلي في السُّرى
وهل كنت آمِنَه في الثواءِ
ومن عَجَبٍ أنَّ حِلفَ الفُسو
قِ حالَفه عَدَمُ الأنبياءِ
سيُظْفِرُهُ بالمُنى زجرُه
إلى ابن المظفَّرِعِيسَ الرَّجاءِ
دَعَوْنا مُفرِّقَ شمْل َاللُّهى
سماحاً وجامِعَ شَملِ الثَّناءِ
بكَفٍّ تُرَقرِقُ ماءَ الحياة ِ
ووجهٍ يُرَقرِقُ ماءَ الحَياءِ
نضا الكِبَرَ إلاّ على حاسدٍ
تُجاذِبُهُ حُلَّة ُ الكِبرياءِ
وفازَ ولم يغْلُ في جَرْيِه
غَدَاة َ النِّضالِبسهمِ الغِلاءِ
كأنَّ سَجاياه من نَشْرِها
وإشراقِها عَبَقٌ في ذَكاءِ
له عَزَماتٌ تَفُلُّ السيوفَ
وتَسبِقُ بالفَوْتِ شأوَ القَضاءِ
ومكرُمة ٌ لوغَدَتْ مُزنة ً
لأَيقنَ منها الثَّرى بالثَّراءِ
نزلتُ بعَقْوَتِه مَنْزِلاً
خَصيبَ الجِنابِ رَحيبَ الفِناءِ
أَهَبَّ لنا فيه ريحَ النَّدى
رَخاءً تخبِّرُنا بالرَّخاءِ
أبِيٌّ تذِلُّ صُرُوفُ الزمانِ
لَدَيهفتنقادُ بعدَ الإباءِ
وخِرْقٌ تخَرَّقَ في المكرُماتِ
فغطَّتْ يداه حِجَابَ العَطاءِ
وثَبْتٌإذا ما اللَّيالي انبرَتْ
بريحٍ سمائمُها الجِرْبِياءِ
كأنَّ الخطوبَإذا حاولَتْه
تَقَطَّرَ منها بقُطْرَي حِراءِ
بَنَتْ مجدَه الغرُّ من يَعْرُبٍ
فآثرَ تشييدَ ذاكَ البِناءِ
بَقِيتَ فكم لك من شيمَة ٍ
كسَوْتَ بها المجدَ ثَوْبَ البقاءِ
ويومٍ تَوَرَّدُ فرسانُه
حياضَ الحُتوفِ ورودَ الظِّماءِ
كأنَّ صوارِمَه في العَجاجِ(79/57)
بوارِقُ تَصْدعُ حُجْبَ العَماءِ
تراءى السوابغُ في حومَتَيْهِ
كما اضَّرَدَتْ شمأَلٌ في نِهاءِ
كأنَّ الكُماة َ لإشراقِها
تَناهَبُ أعضاءَ شمسِ الضَّحاءِ
أضاءَ لعينيكَفي نَقْعِه
سَنا المَشرفيَّة ِ نهجَ السَّنَاءِ
وكنتَ إذا ما بلتْكَ العُلى
مَلِيّاً بتفريقِ شَمْلِ البَلاءِ
فحلِّأبا أحمدٍ حِلية ً
مُخلَّدَة ً ما لَها من فَناءِ
تُضرِّمُ غَيْظاً قلوبَ العِدى
وتملأُ بَرداً حَشا الأولياءِ
دعوتُكَ والدهرُ مُسْتَليمٌ
يَشوبُ الشَّجاعة َ لي بالدَّهاءِ
فكنتَ جديراً بفضلِ الغِنى
وكنتُ جديراً بفضلِ الغَناءِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أحوالُ مجدِكَ في العُلّوِّ سَواءُ
أحوالُ مجدِكَ في العُلّوِّ سَواءُ
رقم القصيدة : 59471
-----------------------------------
أحوالُ مجدِكَ في العُلّوِّ سَواءُ
يومٌ أَغَرُّ وشيمَة ٌ غَرَّاءُ
أصبحتَ أعلى الناس قِمَّة َ سُودُدٍ
والناسُ بعدَكَ كلُّهم أَكفَاءُ
أيمينُكَ البحرُ الخضمُّإذا طمتْ
أمواجُهُأَم صدرُكَ الدَّهناءُ
أَذْكَرْتَنا شِيَمَ اللَّيالي في النَّدى
والبأسِإذ هي شِدَّة ٌ ورَخاءُ
نَسَبٌ أضاءَ عَمودُه في رِفعة ٍ
كالصُّبحِ فيه ترفُّعٌ وضِياءُ
وشمائلٌ شَهِدَ العدوُّ بفَضْلِها
والفضلُ ما شَهِدَتْ به الأعداءُ
وإذا عَبَسْتَفصارِمٌ ومَنِيَّة ٌ
وإذا ابتسمْتَفمَوعِدٌ وعَطاءُ
وبنوقُبَيْصَة َ معشرٌ أخلاقُهُم
سيلٌفمنه حَياً ومنه دِماءُ
وإذا تتابَعَتِ النَّوائبُ أحسَنوا ؛
وإذا تشاجرَتِ الرِّماحُ أساؤا
فَضَلَتْ ليالي القَصْفِ ليلتُكَ التي
هي في المحاسنِ غادَة ٌ حَسناءُ
رَقَّتْ غياهبُهافهنَّ غَلائِلٌ
وسَخَتْ جنائِبُهافهنَّ رَخاءُ
وُصِفَتْ لكَ اللذّاتُ بينَ غَرائبٍ
للعيشِفي أفيائِهنَّ صَفاءُ
بِرَكٌ تحلَّتْ بالكواكبِ أرضُها
فارتْد وجهَ الأرضِ وهوسماءُ
رُفِعَتْ إلى الجوزاءِ فوَّاراتُها
عُمُداًتُصابُ بِصَوْبِها الجَوزاءُ
كادَتْ تَرُدُّ على الحَيا أَلْطَافَهُ(79/58)
لولم يُمِلْ أَطْرافَهُنَّ حَياءُ
مثلَ القَنا الخَطِّيِّ قُوِّمَ مَيْلُهُ
وجَرَتْ عليه الفِضَّة ُ البَيضاءُ
حتى إذا انتشرتْ جلابيبُ الدُّجى
وتكاثَفَتْ من دونِها الظَّلماءُ
فرَّجْتَها بصحائحٍ إن تَعْتَلِلْ
فلهنَّ من ضَرْبِ الرِّقابِ شِفاءُ
شَمعاً حملتَ على الرِّماحِ رماحَه
فقدودُهُنَّ وما حملْنَ سَواءُ
لقيَ النجومَ وقد طَلَعْنَ بمثلِها
وأعادَ جِنحَ اللَّيلِ وهوضَحاءُ
يا سيِّدَ الوزراءِ نِلْتَ من العُلى
والمجدِ ما يَعيا به الوزراءُ
هي ليلة ٌلا زِلْتَ تَلبَسُ مثلَها
في نِعمَة ٍ وُصِلَتْ بها السَّرَّاءُ
أَغنيتَ قوماًحينَ هَزَّ غناؤُها
عِطْفَيْكَرُبَّ غِنى ً حَداه غِناءُ
وقطعتَها والليلُ يصدعُ قلبَه
ضدانِنارٌ تستنيرُ وماءُ
نَعَمَ البريَّة ُ في بَقَائكَفلتَدُمْ
لهُمُ بطولِ بقاءِك النَّعماءُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> للّهِ آية ُ ليلة ٍ أحييتُها
للّهِ آية ُ ليلة ٍ أحييتُها
رقم القصيدة : 59472
-----------------------------------
للّهِ آية ُ ليلة ٍ أحييتُها
حتى الصباحِقليلة ِ الإغفاءِ
بمُدامَة ٍ شبَّهتُ فاضلَ كأسِها
من لونها في رقّة ٍ وصَفاءِ
بِسَوالِفِ العذراءِ لاحَ بياضُها
من فَوقِ جَيبِ غُلالَة ٍ زَرْقاءِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قد أغتدي نشوانَ من خَمرِ الكَرى
قد أغتدي نشوانَ من خَمرِ الكَرى
رقم القصيدة : 59473
-----------------------------------
قد أغتدي نشوانَ من خَمرِ الكَرى
أسحبُ بُردَيَّ على بُردِ الثَّرى
والصُّبحُ حَمْلٌ بينَ أَحشاءِ الدُّجى
والرِّيحُ كالرَّاحِ نأى عنها القَذَى
يَنُمُّ ريَّاها على زَهْرِ الرُّبى
بذاتِ أحداقٍ تَرى ما لا يُرى
مُلاءَة ٍ ما نُسِجَتْ لتُرتَدى
تُرِيكَ ضُعفاً ظاهراً وهوقُوى
وجِدَّة ٍ تحسِبُها العينُ بِلى
غبراءَ كَالدِّر تغشَّاها الصَّدا
تَعومُ في أبيضَ كالآلِ صَفا
ترسُبُ في أحشائِه صفرُ الحَشا
فتعتلي منه بأَحشاءٍ مِلا(79/59)
تضحكُ عن مثلِ صغيراتِ المِدى
كأنها عِقدُ لآلٍ قد وَهَى
أوعن نَقيِّ البطنِ مَوشيِّ القَرى
تومضُ فيها كالحُسامِ المُنتضَى
لم يدرِلمّا قصُرَت عنها الخُطى
أَظَلَّه منها رِداءٌ أَم رَدى
فذلك اللذاتُ لا صيدَ الطَّلا
يجري على آثاره الطَّرفُ الوأَى
حتى يُرَى عنه كليلاً قد ونى
العصر العباسي >> السري الرفاء >> اصْبر على مترادِفِ الضَّرَّاءِ
اصْبر على مترادِفِ الضَّرَّاءِ
رقم القصيدة : 59474
-----------------------------------
اصْبر على مترادِفِ الضَّرَّاءِ
فلعلَّ ذلك مُؤذِنٌ بشِفاءِ
ما حالَ مَنْ لَعِبَ السَّقَامُ بجسمِهِ
ظُلْماًفعضَّ نفيسة َ الأعضاءِ
حَظَرَ الطبيبُ عليه طيبَ غِذائِه
وأباحَه مكروهَ كلِّ غِذاءِ
ويعودُه أعداؤُه وأشدُّ مِنْ
مَرَضِ المريضِ عيادة ُ الأعداءِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ومُعطية ٍ صَفْوَ ما استودَعَتْ
ومُعطية ٍ صَفْوَ ما استودَعَتْ
رقم القصيدة : 59475
-----------------------------------
ومُعطية ٍ صَفْوَ ما استودَعَتْ
مسامحة ً عندَ إعطائِها
تُسِرُّ لنَدمانِها هيبة ً
على أنه عبد آلائِها
فتمنحُه صفوَ مكنونِها
وتَكتُمُه جُلَّ أقذائِها
وتُحدِثُ في الماءِ بردَ الشَّمالِ
إذا سُدَّ فُوها على مائِها
يُصوِّبُ في طَرفِ أنفاسِها
ويشربُ من جُرحِ أحشائِها
إذا القيظُ أخمدَ نيرانَه
تَواصَى النَّدامى بإقصائِها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ومنزلٍ رَقَّ بهِ الهواءُ
ومنزلٍ رَقَّ بهِ الهواءُ
رقم القصيدة : 59476
-----------------------------------
ومنزلٍ رَقَّ بهِ الهواءُ
وطابَ للشَّرْبِ بهِ الثَّواءُ
بَنِيَّة ٍ ما حولَها بِناءُ
كما أُقيمَ في يدٍ إناءُ
تَركُضُ فيه فرسٌ دهماءُ
تكنُفُها عَجاجَة ٌ بَيضاءُ
تجري فإن أعوزَها الفَضَاءُ
مَيدانُها وجسمُها سَواءُ
يَخفُرُها جارٌ له ضَوْضَاءُ
كِلاهُما لمعشرٍ نَعماءُ
يومُ سرورٍ ما به خفَاءُ
وليلة ٌ مُسْفِرَة ٌ غَرَّاءُ(79/60)
رَخاؤُهاإذ وَدَّعَتْ رَخاءُ
تَبرُدُ من نسيمِها الأَحشاءُ
غُرَّة ُ دَهرٍ كلُّه ظَلماءُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> خفقَتْ راية ُ الصَّباحِ وللنا
خفقَتْ راية ُ الصَّباحِ وللنا
رقم القصيدة : 59477
-----------------------------------
خفقَتْ راية ُ الصَّباحِ وللنا
رِ لهيبٌ كالراية ِ الصَّفراءِ
لمعَتْ للعيونِ بعدَ اسوداد
فأَضاءَت حنادسُ الظَّلماءِ
واستقَرَّتْ تحتَ الرَّمادِفَخِيلَتْ
ذَهَباً تحتَ فِضَّة ٍ بَيضاءِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أُحَذِّرُكُمْ أمواجَ دجلة َإذ غدَتْ
أُحَذِّرُكُمْ أمواجَ دجلة َإذ غدَتْ
رقم القصيدة : 59478
-----------------------------------
أُحَذِّرُكُمْ أمواجَ دجلة َإذ غدَتْ
مُصَنْدَلَة ً بالمَدِّ أمواجُ مائِها
وظلَّتْ صِغارُ السُّفنِ ترقُصُ وسطَها
كَرَقْصِ الريح عندَ انتشائِها
فكم من غريقٍ قد رأيتُ رِداءَهُ
تجُولُ مجالَ الطِّرْفِ فوقَ رِدائِها
وما أنْسَ من يومٍ ذَممتُ صنيعَه
فما أنسَ يومي واقفاً بفِنائِها
وقد عصفتْ بالجسرِ ريحٌ فأقبلتْ
سفائِنُهُ تَعْوَجُّ بعدَ استوائِها
فمن مُهجَة ٍ تَرتاعُ عندَ انخفاضِها
وسبَّابَة ٍ تهتزُّ عندَ اعتلائِها
تُفرِّقُها هُوجُ الرِّيَاحِ وتَعتلي
رُبا الموجِ من قُدَّامِها وورائِها
فهنَّ كدُهْمِ الخيلِ جالتْ صفوفُها
وقد نشَرتها روعة ٌ من ورائِها
ودجلة ُ كَدْراءُ الأديمِ سفيهة ٌ
تعافُ سجايا حَملِها وصفائِها
كأنَّ صنوفَ الطَّيرِ عاذَتْ بأرضِها
وقد سامَها ضَيْماً أُسُودُ سمائِها
أوالسَّبَجَ المسوَدَّ حُلَّتْ عقودُه
على تُربة ٍ محمرَّة ٍ من فَضائِها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لنا مُغَنٍّ حسنُ الغِناءِ
لنا مُغَنٍّ حسنُ الغِناءِ
رقم القصيدة : 59479
-----------------------------------
لنا مُغَنٍّ حسنُ الغِناءِ
وقهوة ٌ ضاحكة ُ الإناءِ
وغرفة ٌ فسيحة ُ الفِناءِ
طائرة ُ القِمَّة ِ في الهَوَاءِ
قريبة ٌ من كِلَلِ العَماءِ(79/61)
كهودَجٍ مُمَسَّكِ الرِّداءِ
يُوطِنُ في قُبَّتِها العَلياءِ
زَوْرٌ خفيفُ الروحِ والأعضاءِ
مُحَلِّقٌ في كَبِدِ السَّماءِ
وتارة ً يَلصَقُ بالغَبراءِ
في يَلْمَقٍ مُشَهَّرِ الأَثناءِ
كأنما طُوِّقَ بالدِّماءِ
يُطْرِبُ أويَخلُبُ قَلبَ الرائي
بين غِناءٍ منه أوبناءِ
وتحتَها ديباجَة ُ الفَضاءِ
قد رُصِّعَتْ باللؤلؤ الأنداءِ
مفروجَة ٌ عن قَلِقِ الأحشاءِ
أبيضَ ذي حاشية ٍ خضراءِ
معرَّجٍ كالأيْمِ في التَّواءِ
وقد توافتْ عُصْبَة ُ الوفاءِ
كأنها مِنطَقة ُ الجوزاءِ
فطاعنٌ منهم حشاً جَوفاءِ
مُختَضِبُ الكَفِّ من الصَّهباءِ
ومُجلِبٌ مُشَمِّرُ القِباءِ
يرفعُ دهماءَ على شَقراءِ
تلعبُ في حُلَّتِها السَّوداءِ
ذؤابة ٌ كالراية ِ الحمراءِ
فلا تَرُعْنا اليومَ بالجَفاءِ
وسِرْ إلينا غيرَ ذي إبطاءِ
نُغْرِقْكَ في بَحرٍ من السَّرَّاءِ
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> السري الرفاء >> مرحباً بالصَّبوحِ في الظَّلماءِ
مرحباً بالصَّبوحِ في الظَّلماءِ
رقم القصيدة : 59480
-----------------------------------
مرحباً بالصَّبوحِ في الظَّلماءِ
وبعَذراءَ من يَدَيْ عذراءِ
وبسُكرَيْنِ من لِحاظِ غَزَالٍ
ساحرٍ لحظُه ومن صَهباءِ
واحمرارِ الكؤوسِ في كَفِّ ساقٍ
صيغَ من ماءِ وردة ٍ بيضاءِ
ضحكت أوجهُ اللَّذاذة ِ بالفِك
رِ ولاحَتْ طوالِعُ السَّرَّاءِ
فكأنَّ السُّرورَ إلفٌ حبانا
منه بالوصلِ بعدَ طولِ جَفاءِ
وكأنَّ الهِلالَ نونُ لُجَينٍ
عرِقَتْ في صحيفة ٍ زَرقاءِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> غدوتُ بها مجنونة ً في اعتدائِها
غدوتُ بها مجنونة ً في اعتدائِها
رقم القصيدة : 59481
-----------------------------------
غدوتُ بها مجنونة ً في اعتدائِها
تُلاقي الوحوشُ الحَيْنَ عندَ لقائِها
لهنَّ شِياتٌ كَالذَّراريحِ أصبحتْ
مُؤَلَّفَة ً ظَلْماؤُها بضيائِها
وأيدٍإذا سَلَّت صوالِجَ فِضَّة ٍ(79/62)
على الوَحشِ يوماًأذهَبتْ بدِمائِها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قُلْ لِلأَمِيرِ المَاجِدِ السْ
قُلْ لِلأَمِيرِ المَاجِدِ السْ
رقم القصيدة : 59482
-----------------------------------
قُلْ لِلأَمِيرِ المَاجِدِ السْ
سَامِي عَلَى أكْفَائِهِ
وَالمُرْتَقِي أُمَمَ العَلاَ
ءِ بفَخْرِهِ وسَنَائِهِ
وَالمُسْتَبِدِّ بِعَزْمِهِ
كالسَّيْفِ عِنْدَ مَضَائِهِ
إِنَّ الكَرِيمَ إذَا بَنَى
لَمْ يَنْوِ هَدْمَ بِنَائِهِ
وَإذَا أَفَادَ صَنِيعَة ً
بَقِيَتْ بِطُولِ بَقَائِهِ
وَإذَا جْتَنَى ثَمَرَ المَدِي
حِ سَقَاهُ مِنْ أَنْوَائِهِ
أَنا غَرْسُهُ والغَرْسُ يَذْ
وِي إنْ خَلاَ مِنْ مَائِهِ
يَا خَيْرَ مَأْمُولٍ يَعُو
ذُ مُؤَمِّلٌ بفِنَائِهِ
هَذَا وَلِيُّكَ قَدْ كَسَا
هُ الدَّهْرُ ثَوْبَ عَفَائِهِ
فَاصْرِفْ صُرُوفَ زَمَانِهِ
وَالبَسْ جَدِيدَ ثَنَائِهِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وأَعيُنٍ تأنفُ من إغضائِها
وأَعيُنٍ تأنفُ من إغضائِها
رقم القصيدة : 59483
-----------------------------------
وأَعيُنٍ تأنفُ من إغضائِها
صافية ِ الأجفانِ من أَقذائِها
تُردي بناتِ الغُدْرِ في أثنائِها
يَحمِلُها طَبٌّ بحَسمِ دائِها
مجدِّدٌ ما رَثَّ من أعضَائِها
تجذبها والرِّزقُ في أحشائِها
بيضاؤُه تلمعُ في غَبرائِها
كأنَّما كَسَّرَ في أثنائِها
صوارماً تُعشيكَ من لألائِها
العصر العباسي >> السري الرفاء >> عفَتْ عني الخطوبُ به ولولا
عفَتْ عني الخطوبُ به ولولا
رقم القصيدة : 59484
-----------------------------------
عفَتْ عني الخطوبُ به ولولا
أياديه لَصِرْتُ إلى العَفاءِ
أرى الأيامَ تقصِدُني بكيدٍ
يقصِّرُ عنده كيدُ النِّساءِ
وما لي بالعدوِّ يدٌإذا ما
رماني بالشجاعة والدَّهاءِ
كُفِيتُ من الحوادثِ كلَّ خطبٍ
شديدِ البطشِ مكروهِ اللِّقاءِ
فما كشفَ القناعَ له قنوعي
ولا ملَّ الحياة َ به حيائي(79/63)
العصر العباسي >> السري الرفاء >> حبيبٌ حباكَ بلينوفرٍ
حبيبٌ حباكَ بلينوفرٍ
رقم القصيدة : 59485
-----------------------------------
حبيبٌ حباكَ بلينوفرٍ
فأكرمْ به وبإهدائه
تأمَّلتُ ما فيه فاقتادَني
إليه تزاويقُ وَشْيَائِه
له طَلْعَة ٌ بين أوراقِه
ضُحًى ثم يكمُنُ في مائِه
كغوَّاصِ لُجٍّ على فاقَة ٍ
يحاولُ أسبابَ إثرائِه
العصر العباسي >> السري الرفاء >> كأنما الجسرُ فُوَيقَ الماءِ
كأنما الجسرُ فُوَيقَ الماءِ
رقم القصيدة : 59486
-----------------------------------
كأنما الجسرُ فُوَيقَ الماءِ
وسفنُه جانحة ُ الأفياءِ
شِبْهُ الطِّرازِ لاحَ في الرِّداءِ
كأنه في خِلَعِ الظَّلماءِ
دُهْمٌ من الخيل على رَوَاءِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> وَ قَالَأَتَاكَ الحَلْيُ قُلْتُ مُمَازِحاً
وَ قَالَأَتَاكَ الحَلْيُ قُلْتُ مُمَازِحاً
رقم القصيدة : 59487
-----------------------------------
وَ قَالَأَتَاكَ الحَلْيُ قُلْتُ مُمَازِحاً
أَتَاكَ النَّوَى يا بَائِعَ المِلْحِ بالنَّوَى
وَ نَاوَلَنِي مُسْوَدَّة ً لَوْ قَرَنْتُها
إلَى القَارِ كَانَا في سَوَادِهما سَوَا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أجانبُها حِذاراً لا اجتِنَابا
أجانبُها حِذاراً لا اجتِنَابا
رقم القصيدة : 59488
-----------------------------------
أجانبُها حِذاراً لا اجتِنَابا
وأعتِبُ كي تُنَازِعُني العِتابا
وأبعُدُ خِيفَة َ الواشين عنها
لكي أزدادَ في الحبِّ اقترابا
وتأبى عبرتي إلا انسكابا
وتأبى لوعتي إلا التهابا
مرَرْنا بالعقيقِ فكم عقيقٍ
ترقرقَ في محاجرِنافذابا
ومن مغنى ً جعلنا الشوقَ فيه
سؤالاً والدموع له جوابا
وفي الكِلَلِ التي غابتْ شموسٌ
إذا شَهِدَتْ ظلامَ الليلِ غابا
حملْتُ لهنَّ أعباءَ التصابي
ولم أَحمِلْ من السُّلوانِ عابا
ولوبَعُدَتْ قِبابُكَ قابَ قوسٍ
من الواشينَ حَيَّينا القِبابا
نَصُدُّ عن العُذَيب وقد رأينا(79/64)
على ظَمإٍ ثناياكَ العِذابا
تثنِّي البرقِ يُذكِرُنِي الثَّنايا
على أثناءِ دجلة َ والشِّعابا
فأياماً عَهِدْتُ بها التَّصابي
وأوطاناً صَحِبْتُ بها الشَّبابا
ولستُ أرى الإقامة َ في مَقامٍ
يضُمُّ غرائبَ الحَمْدِ اغترابا
وقد شغلَ النَّدى الألبابَ فيه
فباتتْ تنظِمُ الكَلِمَ اللُّبابا
رياضٌ كلما سُقِيَتْ سَحاباً
بسيفِ الدولة ِ انتظرَت سَحابا
رحيبُ الصَّدرِ يُنزِلُ آمليهِ
من الأملاكِ أوسعَها رِحابا
ومنشى عارضٍ يُذكي التهاباً
على الآفاقِأويَهمي انسكابا
يُلاقي الرَّاغبين ندَى يديه
برَغبَتِه وإن كانوا رِغابا
إذا انتهبَتْ صوارمُه بلاداً
أعادَتْه مكارمُه نِهابا
ربيبُ الحرب إن جرَّ العوالِي
إلى الهيجاءِ راعَ بها ورابا
تودَّدَها حديثَ السِّنِّ حتى
أشابَ شَواتَها طعناً وشابا
يَعُدُّ حياضَ غَمْرتها عِذاباً
إذا ما عدَّها قومٌ عَذابا
أَأَبناءَ الصليبِ تواعَدَتْكم
قواضبُ تَنثُرُ الهامَ اقتضابا
إذا طارَتْ مُرفرفة ً عليه
عِقابُ الجيشفانتظروا العِقابا
وإن حسرَ الضريبُ مُلاءَتَيْه
عن الدَّربينفارتقبوا الضِّرابا
فقد عاق الشتاءُ الحَيْنَ عنكم
وعنه الحربَ فيه والحِرابا
سيُرضي اللّهَ ذوسخَطٍ عليكم
يقودُ إليكم الأُسْدَ الغِضابا
تقلَّبَ في بلادِ الرومِ حتى
أمالَ عروشَهم فيها انقلابا
كأنَّ الجوَّ لما انقضَّ فيها
أطالَ عليهم منه شِهابا
فلم يَثْنِ القَنا الخَطى حتى
أقادَ بكل ما كَعَبَ كَعَابا
ويومَ البَرقَموشِ كأنّ برقاً
تألَّقَ بالحُتوفِ له فصَابا
سموتَ له وبحرُ الموتِ سامٍ
فلما عبَّ فَرَّجْتَ العُبابا
بِذَبٍّ عن حريمِ اللّه أربَى
فلم تترُكْ لذي شُطَبٍ ذُبابا
سَلِمْتَ لبيضة ِ الإسلامِ ترمي
مراميَها انصلاتاً وانتدابا
وعادَ عليك عيدُك ما توارى
جبينُ الشمسِ أوخَرَقَ الحِجابا
وخُذْها كالتهابِ الحَلْيِ تُغْنِي
عن المِصباحِ في اللَّيلِ التِهابا
مُشَعْشَعَة ً كأنَّ الطَّبعَ أَجرى
على صَفَحاتِها الذَّهبَ المُذابا(79/65)
يَكُرُّ لها العَيِيُّ الفكرِ حَوْلاً
ويكبودونَ غايتِهاانكبابا
كذاكَ العَيرُ إن ما احتُثَّ يوماً
ليدخُلَ في غُبار الطِّرْفِ خابا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَكانَ لقلبِه عنكَ انقلابُ
أَكانَ لقلبِه عنكَ انقلابُ
رقم القصيدة : 59489
-----------------------------------
أَكانَ لقلبِه عنكَ انقلابُ
أمالَ به إلى الغَيِّ العتابُ
أشأنُ دموعِه إلا انسكابٌ
أذابَ ضلوعَه إلا التهابُ
يُجابُ الشَّوقُ فيكإذا دعاه
ويُمتَهَنُ العذولُفلا يُجابُ
ورفَّعْتَ القِبابَ ضُحى ًفقُلْنا
أَزُهْرٌ ما تضمَّنَتِ القِبابُ
ظعائنُ أشرقَتْ بالدمعِ عيني
وقد شَرِقَتْ بها تلك الشِّعابُ
محاسنُها لأعيُننا نِهابٌ
وأنفسُنا لأعيُنِها نِهابُ
نَشيمُ لها بوارِقَ جاوَزَتْنا
كما يجتازُ شائمَه السَّحابُ
أَآنسة َ الدُّمى لولا التثنِّي
ونافرة َ المَهى لولا السِّخابُ
صفا لك وُدُّنا من كلِّ شَوبٍ
وأحلى الودِّ ودٌّ لا يُشابُ
ومن عجبٍ ثَناي على رُضابٍ
تَضِنُّ به ثناياكِ العِذابُ
أجَدَّ وقوفُنا بالدارِ شوقاً
إليكَ وجِدَّة ُ الشَّوقِ اكتئابُ
وحنَّت في رُباكِ العِيسُحتى
كأَنَّ طُلولَهُنَّ لَها سِقابُ
سأُبرزُها سَوافرَ لا يُواري
محاسِنَهاإذا برزَتْنِقابُ
مُكرَّرَة ً على راووقِ فِكرٍ
مُرَوَّقَة ًكما راقَ الشَّرابُ
محبَّبة ًلها في كلِّ قلبٍ
وإنْ بَعُدَتْ مَناسِبُهااقترابُ
هي الكَلِمُ اللُّبابُ صَفاً وحُسْناً
وسيف ُالدَّولة ِ الملكُ اللُّبابُ
لأُدنى من غرائِبِها إليه
وكان لهنّ في الأرضِ اغتِرابُ
فها هي لا تَزَحْزَحُ عن ذَراه
ولا ترجوسواه ولا تَهابُ
هوالليثُ الذي إنْ يَحْمِ أرضاً
فكلُّ فِجاجِ تلك الأرضِ غابُ
مُهنَّدُهإذا ما زارَ ظِفرٌ
وعاملُه إذا ما صاب نابُ
وأينَ الليثُ من طَلْقِ المُحيَّا
يجُدُّ ثوابُه ويَني العقابُ
وسَهْلٍ حينَ يسألُ غيرِ صَعْبٍ
وقد زلَّتْ له العُربُ الصِّعابُ
له في كلِّ أُنمُلَة ٍ سَحابٌ(79/66)
يَسُحُّ وكلِّ جارحة ٍ شِهابُ
وحظُّ عُداتِه ومُؤَمِّليه
حَرائبُه النفائسُ والحِرابُ
وقد خضعتْ له كَعْبٌ وخافَت
سَطاه حينَ خوَّفَها كِلابُ
وريعَتْ مصرُ إذ وثب العِفَرْنا
بحَدِّ السَّيفِ وانسابَ الحُبابُ
وآفاقُ البلادِ له جميعاً
تراخَى العزمُ أوجدَّ الطِّلابُ
خلالٌ يحرُسُ العلياءَ منها
سَماحٌ أو طِعانٌ أو ضِرابُ
إذا دعَتِ الملوكُ إليه يوماً
فإذعانُ الملوكِ له جَوابُ
مقامُكَ حيثُ تتَّصلُ المعالي
وذِكرُكَ حيثُ ينقطعُ التُّرابُ
فداؤُكَ يا ابنَ عبدِ اللّهِ قَومٌ
يمينُكَ لُجَّة ٌ وهم سَرابُ
إذا عُدَّتْ جبالُكَ من عديٍّ
تطأطأَتِ الرُّبا لك والهِضابُ
ملوكٌ ذُلِّلَت بهمُ رقابٌ
كما عزَّت بعزِّهِمُ رقابُ
عِذابُ القَولِ إن قالوا أصابوا ؛
غِزارُ الجودِإن جادوا أطابوا
إذا نَزَلوا فأقمارٌ بليلٍ ؛
وإن ركبوافآسادٌ غِضابُ
هوالحسبُ الذي لا رَيبَ فيه ؛
وهل في الصُّبحِما وضحَارتيابُ
لئن سارَ الرِّكابُ بحُرِّ مَدحي
فقد سارت بجَدواك الرِّكابُ
ولي في ساحَتَيْكَ غديرُ نُعمى
صفا مَتناه واطَّرَدَ الحُبابُ
وظِلٌّ لا يُمازِجُه هَجيرٌ
وشَمسٌ لا يُكَدِّرُها ضَبابُ
وأيامٌ حَسُنَّ لديَّحتى
تساوى الشَّيبُ فيها والشَّبابُ
فإن تُلحِقْ ثوابَك بي ثياباً
فأيسرُ ما تجودُ به الثِّيابُ
إذا احتفلَ النَّدِيُّفأنت أَرْيٌ ؛
وإن حَمِيَ الحديدُفأنتَ صَابُ
وإن خفي الصوابُ على ملوكٍ
فإنَّ جميعَ ما تأتي الصَّوابُ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> السري الرفاء >> فتحٌ أعزَّ به الإسلامُ صاحِبَه
فتحٌ أعزَّ به الإسلامُ صاحِبَه
رقم القصيدة : 59490
-----------------------------------
فتحٌ أعزَّ به الإسلامُ صاحِبَه
ورَدَّ ثاقبَ نُورِ المُلْكِ ثاقبُه
سارت به البُردُ منشوراً صحائفُه
على المنابرِمحموداً عواقبُه
فكلُّ ثَغرٍ له ثَغرٌ يُضاحِكهُ
وكلُّ أرضٍ بها رَكبٌ يصاحبُه(79/67)
عادَ الأميرُ به خُضراً مكارِمُه
حمراً صوارمُهبيضاً مناقبُه
مؤيَّداً يتحامى الدَّهرُ صولَته
فليس يلقاهإلا وهوهائِبُه
يومٌ من النَّصرِ مذكورٌ فواضِلُه
إلى التَّنادِ ومشكورٌ مواهِبُه
إن لم يكنْ يومَه بدرٌفمن ظَفَرٍ
أُعطيتَ فيه ومن نصرٍ مَنَاقِبُه
سَلِ الدُّمُسْتُقَ هل عنَّ الرُّقادُ له
وهل يَعُنُّ له والرُّعبُ صاحبُه
لمّا رأى منك مغلوباً مغالبُه
يومَ اللِّقاءِ ومحروباً محاربُه
ونازِحاًصَهواتُ الخيلِ مجلِسُه
والبيضُ دون ذوي القُربى أقاربُه
حصونُه الشُّمُّإن أفضى عواملُه
وسُورُه دونَ ما تحمي قواضبُه
رأى الصَّوارمَ أجدَى من مكاتبة ٍ
لم يفتَتِحْهابإذعانٍ مُكاتبُه
فقارَبَ الحربَ حتى ما تُباعِدُه
وباعدَ السِّلمَ حتى ما يُقارِبُه
أموالُه لوفودِ الشُّكرِإن كثُرَتْ
وبالسُّيوفِ إذا قَلَّتْ مكاسبُه
ولن ير البُعدَ قرباً وهو طالبُه
ويحسِبَ الحَزْنَ سَهلاً وهو راكبُه
ولوأقامَ فُواقاًإذ دلفتَ له
تحتَ العَجاجِ لقد قامت نوادِبُه
لما تَراءَى لكَ الجمعُ الذي نَزحَتْ
أقطارُهُ ونأَتْ بُعداً جوانبُه
تركتَهم بينَ مصبوغٍ تَرائِبُه
من الدِّماءِ ومخضوبٍ ذوائِبُه
فحائِرٌ وشِهابُ الرُّمحِ لاحقُه
وهاربٌ وذُبابُ السَّيفِ طالبُه
يَهوي إليه بمثلِ النَّجمِ طاعنُه
وينتحيهِ بمثلِ البَرقِ ضارِبُه
يكسوه من دمه ثوباً ويسلبُه
ثيابَه فهو كاسيه وسالبُه
حَمَيْتَ يا صارمَ الإسلامِ حوزتَه
بصارمِ الحدِّ حتى عَزَّ جانبُه
رفعتَ بالحَرثِ الحصنَ الذي خفضَت
منه الحوادثُ حتى زالَ راتبُه
أعَدْتَه عَدَوياً في مناسبِه
من بعدِ ما كان روميّاً مناسبُه
فقد وقى عرضَه بالبيدِ واعترضتْ
طولاً على منكِبِ الشَّعرى مناكبُه
مُصغٍ إلى الجوِّ أعلاه فإنْ خفَقَتْ
زُهْرُ الكواكبِ خِلناها تُخاطبُه
كأنَّ أبراجَه من كلِّ ناحية ٍ
أبراجُها والدُّجى وَحْفٌ غَياهبُه
يا ناصرَ الدِّين لما عزَّ ناصرُه
وَ خَاطِبَ المجدِ لمّا قلَّ خاطبُه(79/68)
حتَّامَ سيفُكَ لا تُروى مضاربُه
من الدِّماءِ ولا تُقضَى مآربُه
أنت الغَمامُ الذي تُخشى صواعقُه
إذا تنَمَّرَ أو تُرجى مواهبُه
لم تحمَدِ الرومُ إذ رامتْك وثبتَها
والليثُ لا يحمَدُ العُقبى مُواثِبُه
رأتك كالدَّهرِ لا تكبوحوادثُه
إذا جَرَينَ ولا تنبونوائبُه
وجرَّبَتيا ابنَ عبد اللّهمنك فتى ً
قد أمَّنتْه الذي تُخشى تجاربُه
أصاخَ مُستمعاً للثغرِ تُنجِدُه
رِماحُه حين يدعو أورغائبُه
له من البِيضِ خِلٌّ لا يُباعِدُه
ومن قنا الخَطِّ خِدْنٌ لا يجانبُه
قد قلتُ إذ فيك عزَّ النصرُ وانتشرَتْ
صحائفُ الفَتحِ واختالَت ركائبُه
اليومَ صانَ رداءَ المُلكِ لابسُه
وشلَّتِ الحربُ يُمنى من يُحاربُه
وأصبحَ الدِّينُ قد ذلَّت لصولتِه
كتائبُ الشِّركإذ عزَّت كتائبُه
مالَت رِقابُ ثغورِ الشاممُصغية ً
إلى السرورِ الذي كانت تراقبُه
رأَت حُسامَك مشهوراًفلونطَقَت
قالت هوالعِزُّ لا فُلَّت مضاربُه
Free counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَخِلْتِ أنَّ جِناباً منكِ يُجتَنبُ
أَخِلْتِ أنَّ جِناباً منكِ يُجتَنبُ
رقم القصيدة : 59491
-----------------------------------
أَخِلْتِ أنَّ جِناباً منكِ يُجتَنبُ
وأنَّ قلبَ محبٍّ عنكَ يَنقلِبُ
هيهاتَضرَّمَ نارَ الشوقِ فالتهبت
ضِرامُ نارٍ على خدَّيكِ يَلتهبُ
إذا طلَبتْ رُبى نجدٍ مخِّيمة ً
فما لها في طِلابِ غيرِها أربُ
لم يَشهَدِ البَينُ تُبدي ما يغِّيبُه
إلا وإشهادُنا من خيره غَيَبُ
تنقَّبت بالكسوفِ الشمسُإذ طلعَت
شمسٌ تزيد ضياءً حين تنتقِبُ
مطلوبة ُ الودِّ لم يَقعُدْ بها هربٌ
من الفراقِ ولم يلحقْ بها طلَبُ
قريبة ٌ ودوامُ الهجرِ يُبعِدُها
والنَّجمُ أقربُ منها حين تَقتربُ
أشكو إلى الظَّلْمِ ما بي من ظُلامتِها
لوكانَ يُنصِفُ ذاكَ الظَّلْمُ والشَّنَبُ
وقد تناوَبني منها الخيالُفما
أصابَ إلا خيالاً قلبُه يَجِبُ
أنَّى اطمأَنَّ وحصباءُ العَجاجِ عِدى ً(79/69)
من دونِه وثَراها السُّمرُ والقُضُبُ
حتى تصدَّتْ له بالشامِ من كثَبٍ
والشامُ لا صَدَرٌ منها ولا كَثَبُ
يكفيك أن لَعِبت بي نية ٌ قُذُفٌ
كأنّ جِدَّ المنايا عندها لَعِبُ
وراعَني ووراءَ الليلِ طاردُه
وَرْيٌ من الشَّيبِ في آثارِها لَهَبُ
لمّا تبسَّمَ في الفَوْدَينِ مغترباً
حيَّيتُه وكلانا اليومَ مغتَرِبُ
قوِّض خيامَك عن دارٍ ظُلِمتَ بها
وجانبِ الذُّلَّ إنَّ الذُّلَّ يُجتنَبُ
وارحلْإذا كانت الأوطانُ مَضْيَعَة ً
فالمَنْدَلُ الرَّطبُ في أوطانِه حَطَبُ
أما ترى الدهرَ أعفى من نوائبِه
جارَ الأمير فما تنتابُه النُّوَبُ
أَجارَنا منه من إقبالِه رَغَبٌ
يُحيي العُفاة َ ومن إعراضه رَهَبُ
غَيثٌ تحلَّبَ في الآفاقِ رَيِّقُه
على العُفاة ِ ومَنشَى مُزْنِه حلَبُ
مرفوعة ٌ حُجْبُه للزائرينَ وهل
للصُّبحِ مزَّقَ جِلبابَ الدُّجى حُجُبُ
ومسرعٍ وهوثاوٍ في مكارمِه
كأنَّ إصعادَه من سُرعة ٍ صَبَبُ
غامَت يداهفلم تكذِبْ غيومُهما
والغيثُ رُبَّما أزرى به الكَذِبُ
فللشَّمالِ سَحابٌ صوبُها غدَقٌ ؛
ولليمينِ نِهابٌ صوبُها ذَهَبُ
لما توجَّه تِلقاءَ الثغورِ صفَت
كُدْرُ المياه بها واعشوشَبَ التَّرِبُ
وعرَّدَ الرُّومُ لما رامَهم هرباً
وهل من الحَينِ وافى جيشَه هربُ
لم تجلُبِ الخيلَ تَردى نحوَهم قُدُماً
إلا انثنتْ وذوو تيجانِها جَلَبُ
قُلْ للعُداة ِ خذوا للحربِ أُهبتَها
فعن قليلٍ تفرَّى منكم الأُهُبُ
فتُبعثوا وتكونوا في اللِّقاءِ يداً
إنَّ الحِمامَ إلى أرواحكم سَغِبُ
أو فاغنموا السِّلْمَ قبلَ الحَيْنِ واستلموا
ركناً تَحِنُّ إليه العُجْمُ والعَرَبُ
لحربُ آخذة ٌ منكم وتاركة ٌ
وإنما حربُ سيفِ الدولة ِ الحَرَبُ
إنَّ الهُمامَ الذي أضحى يغالبُكم
له على الدَّهْرِ فيما سامَه الغَلَبُ
فاستوهبوا العيشَ من إيثارِ طاعتِه
فإنما العيشُ ما يُعْطِي وما يَهَبُ
لن تكسِبوا العزَّ من عِصيانِ محتسبٍ
في الجودِ ما بغِرارِ السَّيفِ يَكتسِبُ(79/70)
ألوى فشنَّ على الأعداء غارتُه
من حيثُ يُؤمنُ أومن حيثُ يُرتَقَبُ
ظِلالُه حيثُ حلَّ القُضْبُ مُصْلتة ً
وخيلُه حيثُ سار الجَحْفَلُ اللَّجِبُ
أوفى على بطنِ هنزيطٍفأمطره
وَدْقاً خلال بروقِ البيضِ يَنسكِبُ
غيثٌ هوالمَحْلُ ما احمرَّتْ سَحائبُه
إلا تراجَعَ مصفرّاً به العُشُبُ
فكلما انتشرَتْ أبرادُ صيِّبِه
على البلادِ انطوَتْ أبرادُه القُشُبُ
وشارفَ البَحرَ في بحرٍإذا اضطربَتْ
حشاهُ خِلْتَ الجبالَ الشُّمَّ تضطربُ
مكوكَبُ النقعِ لورامَتْ كواكبُه
كواكبَ الجو ثابَتْ وهي تُنتَهَبُ
إذا سرَتْ حنَّتِ الجُردُ العِتاقُ به
وغرَّدَتْ في أعالي سُمْرِه العَذَبُ
كأنَّ شمسَ الضُّحى تخشاه بارزة ً
فَضَوْءُها بحجابِ النَّقعِ مُحتَجِبُ
ولَّى الشَّمَيْشَقُ لا يهفوبه طرَبٌ
إلى المحلِّ ولا يدنوبه سببُ
لم تَسْرِ خيلُكَ في أحشاء داجية ٍ
إلا سرى في دُجى أحشائه الرُّعُبُ
أجلى المواطنَ كُرهاًأن تورَّدَها
وَرْدٌ مواطنُه غابٌ القَنَا الأشِبُ
حتى نصبتَ على رَغم الصليبِ بها
منابرَ الدينِ مسموعاً بها الخُطَبُ
ثم انثنيتَ وآسادُ الشَّرى جَزَرٌ
بالمُرهَفاتِ وغِزلانُ النقا سَلَبُ
سَبْيٌ تحصَّنَ منه الجيشُ وارتبطت
قُبُّ الجيادِ فلا ماشٍ ولا عَذَبُ
تخيَّرَ المجدُ أعلى نسبة ٍ فغَدا
إلى عليِّ بنِ عبد اللّه يَنتسِبُ
ثلاثة ٌ منه تجلوكلَّ داجية ٍ
جبينُه وغِرارُ السَّيفِ والحَسَبُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> ما كفَّ شادِيَهُ اعتراضُ عتابِه
ما كفَّ شادِيَهُ اعتراضُ عتابِه
رقم القصيدة : 59492
-----------------------------------
ما كفَّ شادِيَهُ اعتراضُ عتابِه
بل زادَه طرباً إلى أطرابِه
وأرى الصبابة َ إرْبة ً لولم يَشُبْ
يوماً حلاوتَها الفراقُ بصَابِه
هوموقِفٌ برزَتْ بُدورُ خيامهِ
للبَينِ واعترضتْ شموسُ قِبابِه
راحوا بمثلِ الرِّيمِلولا ما أرى
من وَشْيِه وشُنوفِه وخِضابِه
مُترَدِّدٌ في الجَفْنِ ماءُ شُؤُونِه ؛(79/71)
متحدِّرٌ في الخَدِّ ماءُ شَبابِه
يهتزُّ غُصْنُ البانِ تحتَ ثيابهِ
ويُضيءُ بدرُ اللَّيلِ تحتَ نِقابِه
فالحُسْنُ ما يُخْفيهِ من تُفَّاحِه
خَفَراً وما يُبْديه من عُنَّابِه
أَيعودُأَيَّتُها الخيامُزمانُنا
أم لا سبيلَ إليه بعدَ ذَهابِه
أيامَ أدفعُ عتبَه بعِتابِه
عني وأمزُجُ كأسَه برُضابِه
فسقاكِ ساقي المُزْنِ أعذبَ صَوبِه
وحَباكِ مُذْهِبُ غَيمِه بذَهابِه
نزعَ الوُشاة ُ لنا بِسَهْمِ قطيعَة ٍ
تُرمى بسهمِ قطيعة ٍ تَرمي بِه
ليتَ الزَّمانَ أصابَ حَبَّ قلوبِهم
بقنا ابنِ عبد اللّهأوبحِرابِه
بسلاحِ مُعتَلِّ السِّلاحِ وإنَّما
يعتلُ بين طِعانِه وضِرابِه
ألوى إذا استلبَ المغاورُ بَزَّه
كانت نفوسُ الصِّيدِ من أسلابِه
ظَلَمَ التليدَ وليس من أعدائِه ؛
وحبا الحسودَ وليس من أحبابِه
فالغيُثُ يخجَلُ أن يُلِمَّ بأرضِه ؛
والليثُ يَفرَقُ أن يُطيفَ ببابِه
يغشى القِراعَ وينثني وسماتُه
في غَرْبِ مُنصُلِه وفي جِلبابِه
كالليثِ آثارُ اللقاء مُبيَّنٌ
في لِبدَتَيْهِ وفي شَبا أنيابِه
عَلِمَتْ ملوكُ الرومِ أنَّ حياتَها
ومماتَها في عَفوِه وعِقابِه
في كلِّ عامٍ غزوة ٌ يَقضي بها
أَرَبَ القَنا وينالُ من آرابِه
أوفى فسدَّ شِعابَهم بعَرَمْرَمٍ
يغشى الفضاءَ الرَّحْبَ سَيلُ عُبابِه
كالطَّوْدِ لا تَثْنيهِ عن مُتمنِّعٍ
حتى يَدُقَّ رِقابَه برقابِه
تُزْجي المَنُونَ جيادُه مخزومة ً
بالحزْمِأوتحدد الرَّدى برِكابِه
حتى تفسَّحَ في مجالسِ قَيصَرٍ
متحكِّماً في تاجِه ونهابِه
اللّهُ جرَّدَ من عليٍّ سَيفَه
فحمى وذَبَّ عن الهُدى بذُبابِه
قَوْلِيإذا ضاقت عليَّ مذاهبي
مَنْ لي برَحْبِ العيشِ بينَ رِحابِه
فارقتُ مشرَبَه الذي لا تنطفي
غُلَلُ الحَشا إلا ببَردِ شَرابِه
ودخلتُ أبوابَ الندامة ِ بعدَما
عصفَت بيَ الأحداثُ عن أبوابِه
هي زَلَّة ُ الرأي التي نَكَصَ الغِنَى
من سُوءِ عُقباه على أعقابِه
فوحَقِّ نِعمَتِه عليَّ وطَوْلِه(79/72)
قسَماًيقول السامعونكفى بِه
ما سَوَّلَتْ لي النَّفسُ هجرَ جَنابِه
عند الرحيلِ ولا اجتنابَ جِنابِه
أَنَّى وقد نِلتُ السماءَ بقُرْبِه
وبلغْتُ قاصية َ المُنى بثَوابِه
وحَوَيتُ فضلَ المالِ من إفضالِه
ومحاسنَ الآدابِ من آدابِه
لكنَّه رأيٌ حُرِمْتُ رَشادَهُ
وبَعُدْتُ عن تسديدِه وصوَابِه
لا أحمَدُ الأيامَ بَعْدَ بَتاتِها
سبباً وصلتُ إليه من أسبابِه
أَأَقومُ بين يَدَي سواه مؤمِّلاً
وأُنيخُ راحلة َ الرَّجاءِ ببابِه
هيهاتَلستُ بشائمٍ برقَ امرىء ٍ
حتى يكونَ سَحابة كَسَحَابِه
سَأَهُزُّ بالكَلِمِ المُهَذَّبِ عِطفَه
طَرَباً وأخلُبُ لبَّه بخِلابِه
بِدَعٌ لوانَّ الصَّبَّ يستَشفي بها
ألَم الفِراقِ شَفَتْه من أوصابِه
وأحشُّها والليلُ قد سترَ الرُّبا
بدُجاهأوحَجَبَ الصُّوى بحِجابِه
حتى يعودَ الشَّوْقَ لابسَ حُلَّة ٍ
من أرجوانِ الفَجرِأوزِريابِه
فعسى الزَّمانُ يَبُلُّ حَرَّ جوانحي
بصَفاءِ مَورِدِه وبَردِ جَنَابِه
فأفوزَ بالعَذْبِ النَّميرِ وينطوي
كَشْحُ الحسودِ على أليمِ عَذابِه
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> السري الرفاء >> شَعَفُ الحبائلِ من رُبى ً ومَلاعِبِ
شَعَفُ الحبائلِ من رُبى ً ومَلاعِبِ
رقم القصيدة : 59493
-----------------------------------
شَعَفُ الحبائلِ من رُبى ً ومَلاعِبِ
لم تخلُ من شَغَفِ ودمعٍ ساكبِ
أَوْحَشْنَ إلا من وُقوفِ متيَّمٍ
وعَطِلْنَ إلا من حُليِّ سَحائبِ
ولقد صَحِبْتُ العَيشَ مَرْضِيَّ الهَوى
في ظِلِّها الأوفَى خليعَ الصَّاحبِ
أيامَ لا حُكمُ الفِراقِ بجائِرٍ
فيها ولا سَهمُ الزَّمانِ بصائبِ
ولربَّما حالَت شَوازبُ أُسْدِها
بين المُحِبِّ وبين سِرْبِ ربائبِ
وتتبَّعَتْهُ ظِباؤُها بقَواضِبٍ
من لَحْظِها وحُماتُها بقواضب
إذ حيُّها حَيُّ السُّرورِ وظِلُّها
رَحْبُ الجِنابِ بِهِمْعَزيزُ الجانِبِ
خَفَقانُ ألويَة ٍ وغُرُّ صواهلٍ(79/73)
وبُدورُ أندية ٍ وجَرْسُ كَتائبِ
وغرائبٌ في الحُسْنِ إلا أنها
تَرمي القلوبَ من الجَوى بغَرائبِ
أَنْهَبْنَنا وردَ الخُدودِ وإنَّما
أنْهَبْنَ ذاكَ الوردَ لُبَّ النَّاهِبِ
إنْ كُنتِ عاتبة ً عليَّفما الرِّضا
عندي ولا العُتبى لأوَّلِ عاتبِ
نُبِّئْتُ أنَّ الأغبياءَ تَوثَّبوا
سَفَهاً عليَّ مع الزَّمانِ الواثبِ
دَبَّتْ عقاربُهم إليَّ ولم تكُنْ
لِتَدِبَّ في ليلِ النِّفاقِ عقاربي
مِنْ مُنْكِرٍ فضلي عليه ومُدَّعٍ
شِعري ولم أسمعْ بأخرسَ خاطب
هيهاتَما جَهْلُ الجَهولِ بمُسبلٍ
حُجُباً على نًجْمِ العلومِ الثَّاقبِ
وإذا العدوأثارَ حِقداً لم يزلْ
يكتَنُّ في رَسَبَي حشاً وترائبِ
فلْيَسْتَعِدَّ لطعنة ٍ من طاعنٍ
شاكي السِّلاحِ وضربة ٍ من ضاربِ
ذنبي إلى الأعداء فضلُ مواقفي
والفضلُ ذنبٌ لستُ منه بتائبِ
اللّهُ آثرَني بوهبٍ دونَهم
وأَخصَّني من وُدِّهِ بمواهبِ
مَلِكٌ إصاختُه لأوَّلِ صارخٍ
وسجالُ أنعُمِه لأَوَّلِ طالبِ
جَزْلانُ يرغبُ في العُلا فَتِلادُه
مُصْغٍ لدعوة ِ راغبٍأوراهبِ
كالغيثِ يلقَى الطالبين بوابلٍ
سحٍّ ويلقى الحاسدين بحاصبِ
فصَّلتُ عِقْدَ مدائحي بخِلالِه
فكأنَّما فصَّلتُه بكواكبِ
وإذا انتضَتْ يُمناه نِضْوسيوفِه
أَزكَى ضِرامَ الحربِ غير َمُحاربِ
أكرِمْ بسيفِكَ من صَموتٍ راجلٍ
في النائباتِ ومن فصيحٍ راكبِ
تهتزُّ أعضاءُ الشُّجاعِ مخافة ً
ما اهتزَّ بين أشاجعٍ ورَواجبِ
ما إن رأيتُ سِواه عَضْباً غِمْدُه
أحشاءُ حالية ِ المقلَّدِ كاعبِ
لم تَعْرَ من صِبْغِ الذَّوائبِ إذ غدَتْ
مَطمومة ً ليسَت بذاتِ ذوائبِ
وكأنما طلَعَتْ مشارقُ حَلِّها
من حِلية ِ الجثَانِ فوقَ مغاربِ
ما حاربَ الصُّبحُ المُضيءُ غياهباً
إلا أرتنا الصبحَ سِلْمُ غياهبِ
قد قلتُ إذ عاينتُ فضلَ بيانِه
وبيانَه كَمُلَتْ أداة ُ الكاتبِ
للّه درُّكَ يا ابنَ هارونَ الذي
أدنى العُفاة َ من السَّماحِ العازبِ
أغرَبْتَ في شِيَمٍ تلوحُ سِماتُها(79/74)
في كاهلٍ للمجدِ أوفي غاربِ
وشمائلٍ سارَتْ بهنَّ مدائحي
في الأرضِسَيْرَ شمائلٍ وجنَائبِ
نضَّرْنَ وجهَ المكرُماتِ وطالما
سفرَتْ لنا عن حُرِّ وجهٍ شاحبِ
ما لي أرى أوصابَ جسمِك غادرَتْ
قلبَ المكارمِ في عَذابٍ واصبِ
عُدْنا الغَمامَ الجَوْدَ منك ولم نَعُدْ
من قبلِهاصَوبَ الغَمامِ الصائبِ
لسنا نَذُمُّ أوائلَ النُّوَبِ التي
جاءت أواخرُها بحَمْدِ عواقبِ
فاسعَدْ بعافية ِ الإلهِ فإنها
هِبَة ٌ مُقابَلَة ٌ بشُكْرٍ واجبِ
وتَمَلَّ سائرة ً عليك مقيمة ً
مَلكتْ وَدادَ أباعدٍ وأقاربِ
شَرِقَتْ بماءِ الطَّبْعِ حتَّى خِلتُها
شَرِقَتْ لِرَيِّقِها ببردٍ ذائبِ
يَشتاقُ طلعتَها الكريمُإذا نأَتْ
شوقَ المحبِّ إلى لقاءِ حبائبِ
ويقولُ سامعُهاإذا ما أُنْشِدَتْ
أعقودُ حَمْدٍ أَم عُقودُ كَواكبِ
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> السري الرفاء >> تهيَّبه وِردُ الرَّدى لوتهيَّبا
تهيَّبه وِردُ الرَّدى لوتهيَّبا
رقم القصيدة : 59494
-----------------------------------
تهيَّبه وِردُ الرَّدى لوتهيَّبا
ربائبَ في الأظعانِ يُحْسَبْنَ رَبرَبا
مَلكْنَ بتقليبِ النَّواظرِ قلبَه
فقد أَمِنَتْ في الحبِّ أن يتقلَّبا
طوالعُ من حُمْرِ القِبابِ شموسُها
وما طلعَتْ منهنَّ إلا لتَغرُبا
سفَرْنَ فلاحَ الأُقحوانُ مفضَّضاً
على القُربِ منا والشَّقائقُ مُذَهَّبا
وجُدْنَ بألحاظٍ مِراضٍ كأنَّها
تُصرِّحُ بالعُتبى إلى مَنْ تعتَّبا
وقد أثمرَ العُنَّابَ والوردَ بَانُها
فأبدعَ في تلك الثِّمارِ وأغرَبا
محاسنُ عنَّت في مَساوٍ من النَّوى
فللّه ورْدٌ ما أمرَّ وأعذبا
رأَت جانبَ الأعداءِ سهلاً فأسهلَت
فلائقُ كانت بِغضة ً وتحبُّبا
عذيريَّ من قلبٍإذا سُمتَه الهَوى
أجابَ وإن ذكَّرتَه صبوة ً صبَا
وطيفِ حبيبٍ خافَ طيفَ رقيبِه
فزارَ وسارَ خائفاً مترقِّبا
إذا كان سُقيَا الخائفين تجنُّباً
فلا زالَ صَوبُ المُزْنِ يَسقيكَ صَيِّبا(79/75)
حَياً كلما حيَّتْ به الريحُ منزِلاً
ثَنَتْ فيه هُدَّاباً إليك وهَيدَبا
تلهَّبَ فيه البرقُ حتى كأنَّما
حريقٌ على أثباجِ ليلٍ تلهَّبا
فباتَ كأنَّ الريحَ في جَنَباتِه
تهُزُّ صفيحاً منه بالتِّبرِ مُذهَبا
وساجَلَ معروفَ الوزيرِ ومَنْ له
بعُرْفٍ يعُمُّ الأرضَ شَرْقاً ومغرِبا
هُمامٌ يعُدُّ السمهريَّة َ مَعقِلاً
يعوذُ به والمَشرَفيَّة َ مَكسِبا
حليمٌإذا أحْفَظْتَه زادَ حِلمُه
فكيفَ يرى عن مَذهَبِ الحقِّ مذهَبا
ومبتسمٍ والطعنُ يَخضِبُ رُمحَه
كأنْ قد رأى منه بَناناً مُخَضَّبا
رأيناه يومَ الجودِ أزهرَ واضحاً
ويومَ قِراعِ البيضِ أبيضَ مِقْضَبا
وخِلناه في بذلِ الألوفِ قَبيصة ً ؛
وخِلناه في سَلِّ السيوفِ المُهَلَّبا
ملوكٌ إذا الأيامُ دامَت رماحُهم
حَسِبتَهمُ الأيامَ صَدراً ومَنكِبا
يُنازِعُهم فضلَ النَّجابة ِ معشرٌ
ولولاهمُ لم يَعرِفِ الناسُ مُنجِبا
وهَجْرٍ تردُّ الخيلُ رأْدَ ضَحائِه
بأرهاجها قِطْعاً من الليلِ غَيهَبا
كأنَّ سيوفَ الهندِبينَ رماحِه
جداولُ في غابٍ علا وتأشَّبا
تَضايقَ حتى لوجرَى الماءُ فوقَه
حَماه ازدحامُ البِيضِ أن يتسرَّبا
وقَفْتَ به تُحيي المُغيرة َ ضارباً
بسيفِكَ حتى ماتَ حَداً ومَضرِبا
وصُلْتَ على الأعداءِ تلعَبُ بالقَنا
وأرواحِهم حتى ظننَّاه مَلعَبا
وكم مِقنَبٍ في الرَّوعِ يُحسَبُ واحداً ؛
وكم واحدٍ في الرَّوعِ يُحسَبُ مِقنَبا
فلوكنتَ من حربِ العُداة ِ بمعزِلٍ
دعوتُك في حربِ النوائبِ مِحرَبا
إذا غابَ عن ذي الرأي وجهُ رَشادِه
لجأتَ إلى رأيٍ يُريك المغيَّبا
أساءَ إلينا الدهرُ يا بنَ محمدٍ
فلما تنافَرنا إليك تجنَّبا
دعوتَ إلى الجَدوى ومثلُك مَنْ دعا
بِحَيَّ على ماءِ الحياة ِفثوَّبا
فما بَعُدَتْ نُعماكَ عن ذي قَرابَة ٍ
ولا جَانَبَتْ مِنْ سائرِ الناس أجنَبا
إليك ركبتُ الليلَ فَرداً فلم أقُل
أعاذلتي ما أخشنَ اللَّيلَ مَركَبا
لِيَصْدُرَ عنكَ الشِّعرُ مالاً مسوَّماً(79/76)
إذا نحن أوردناه دُرّاً مُثَقَّبا
فهل لك من جازٍ إذا اعترضت له
شهودُ قوافي الشِّعرِ جَدَّ فأسهَبا
وضاربة ٍ في الأرضِ وهي مُقيمة ٌ
كأنَّ مَطاياها الجَنوبُ أوالصَّبا
يثقِّفُها طِبٌّ بتثقيفِ مثلِها
ويخدُمُها حتى تَرِقَّ وتَعذُبا
مُطِلٌ على سهلِ الكلامِ وحَزْنِه
فما يصطفي إلا اللُّبابَ المُهَذَّبا
تركتُ رِحابَ الشامِ وهي أنيقة ٌ
تقولُ لِطُلاَّبِ المكارمِ مَرحَبا
مدبَّجة َ الأطرافِ مخضرَّة َ الثَّرى
مصقَّلة َ الغُدرانِ مَوشِيَّة َ الرُّبا
إذا نحنُ طاردْنا الغنيمة َ أمكَنتْ
بهنَّ وإن جُلْنا على الصيد أكثَبا
فما ذِمَّة ُ الأيامِ فيها ذميمة ٌ ؛
ولا جانبُ الدنيا بها متجنَّبا
ولكنَّ ذا القُربى أحقُّ بمنطِقٍ
إذا كان ذوالقُربى إلى الحمدِ أقرَبا
وذي شرفٍ إن عَدَّ ثَهْلانَ فاخراً
عددتُ له رَضْوى وقُدْساً وكَبكَبا
تعصَّبْتُ في شِعري عليه ولوحوَى
عصائبَ تيجانِ الملوكِ تعصُّبا
فلا زِلتَ مُبيَضَّ المكارمِ راخياً
بجُودٍ ومحمَرَّ الصوارمِ مُغضَبا
ودونَكها تتلونظيرتَها التي
هي الكوكبُ الدُّريُّ يجنُبُ كوكَبا
كأنَّ قَوافيها سهامُ مثقِّفٍ
تصعَّدَ فيها لحظُه وتصوَّبا
كأنَّك منها ناظرٌ في حديقة ٍ
تقطَّرَ فيها فارسُ القَطرِ أوكَبا
كلاماً يفوقُ المِسكَ طيباً كأنما
أتاك برَيحانِ النحورِ مطيَّبا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> قُمْ فانتصِفْ من صروفِ الدهرِ والنُّوَبِ
قُمْ فانتصِفْ من صروفِ الدهرِ والنُّوَبِ
رقم القصيدة : 59495
-----------------------------------
قُمْ فانتصِفْ من صروفِ الدهرِ والنُّوَبِ
واجمعْ بكأسِك شملَ اللهوواللَّعِبِ
أما تَرى الصبحَ قد قامت عَساكِرُه
في الشرق تنشُرُ أعلاماً من الذَّهَبِ
والجويختالُ في حُجْبٍ ممسَّكَة ٍ
كأنما البرقُ فيها قلبُ ذي رُعُبِ
تجنَّبتْك صروفُ الدَّهرِفانصرفَتْ
وقابلَتْكَ سعودُ العيشِ من كَثَبِ
فاخْلَعْ عذارَك واشربْ قَهوة ً مُزِجَتْ(79/77)
بقَهوة ِ الفَلَجِ المعسولِ والشَّنَبِ
والعيشُ في ظِلِّ أيام الصِّبافإذا
ودَّعْت طيبَ الشَّبابِ الغَضِّ لم يَطِبِ
جَرَيتُ في حَلْبَة ِ الأَهواءِ مُجتهداً
وكيفَ أَقْصُرُ والأيامُ في طَلَبي
تَوِّجْ بكأسِكقبلَ النائباتِيدي
فالكأسُ تاجُ يدِ المُثْرِي من الأدبِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> يُريكَ قوامَها الغصنُ الرطيبُ
يُريكَ قوامَها الغصنُ الرطيبُ
رقم القصيدة : 59496
-----------------------------------
يُريكَ قوامَها الغصنُ الرطيبُ
ولحظَ جفونِها الرشأُ الربيبُ
غَداة َ بَدا لها خدٌّ أسيلٌ
يُنَمنِمُ وشيَه كفٌّ خَضيبُ
وأدناها من الصبِّ التنائي ؛
كذاكَ الشمسُ يُدنيها الغروبُ
فمن خدٍّ تخدِّدُه دموعٌ ؛
ومن قلبٍ يُقلِّبُهُ حبيبُ
بظبيٍ في الخيامِ له مُرادٌ
وبدرٍ في الخدورِ له مَغيبُ
فكم بَعُدَ الرقيبُفأسعفَتْني
صروفُ الدهرِإذ بَعُدَ الرقيبُ
بصبحٍ من محاسنِه تجلَّى ؛
وليلٍ من ذوائبِه يذوبُ
رويدَك أيُّها القلبُ المُعنَّى
وقَصرُكَ أيُّها الدمعُ السَّكوبُ
تناءى الجودُ حتى ليس يدنو
وغابَ البِشرُ حتى ما يَؤبُ
وآخِرَ حاذقٌ في الشِّعرِ طِبٌّ
وقُدِّمَ سارقٌ فيه مُرِيبُ
كبعضِ الصَّيدِ يُرزَقُ منه مُخطٍ
ويُحرَمُ خيرَه الرامي المصيبُ
سأُغرِبُ في الثناءِ على ابنِ فهدٍ
فما هوفي الورى إلا غريبُ
تألَّقَ والخطوبُ لها ظَلامٌ
فأسفرَ والظَّلامُ له قُطوبُ
وقد قَرِحَتْ على الجُودِ المآقي ؛
وقد شُقَّتْ على الشِّعْرِ الجُيوبُ
حُلِيٌّ من حِلَى الآدابِ يُغْني
بحِليَتهِ وشيمَتِه الأديبُ
إذا شيمَتْ بوارقُه استهلَّت
سماءٌمن مواهبِهتصوَّبُ
سَمَتْ بأبي الفوارس في المعالي
ضرائبُ ما له فيها ضريبُ
فَمِنْ حَزمٍ تَدينُ له الليالي ؛
ومِنْ رأيٍ تَدِينُ به الغُيوبُ
وزادَ الأَزْدَ مأثَرة ً فأمسَى
لها من كلِّ مكرُمَة ٍ نَصيبُ
منَحْتَ وليَّكَ النِّعَمَ اللواتي
كفَتْه كلَّ نائبة ٍ تنوبُ
وبُيِّنَ رَحْبُ صدرِكَ من خلالٍ(79/78)
يَضيق ُبوسْعِها الصَّدرُ الرَّحيبُ
فلما راقَ ناظِرَة َ الليالي
شبابُ الأُنسِ عاجلَه المَشيبُ
متى يَثني إليه عِنانَ بِشْرٍ
فتَثْني عنه أوجُهُها الخطوبُ
فقد نشرَ الثَّناءَ عليك منه
خطيبٌ ليس يُشْبِهُه خَطيبُ
فسيَّرَ منه وَشْياً ليسَ يَبْلى
وأطلعَ منه شَمْساً لا تَغيبُ
وقد غرسَتْ يمينُك منه غَرْساً
فصُنْهُ أن يُلِمَّ به شُحوبُ
أَيقُرُبُ منك ذونَسَبٍ بعيدٍ
ويبعُدُ مَنْ له نَسَبٌ قريبُ
ومَدْحٍ فوَّقَتْه لك المعالي
فجاء كأنه بُردٌ قَشيبُ
إذا ما صافحَ الأسماعَ يوماً
تبسَّمَتِ الضَّمائرُ والقلوبُ
فمن حُسْنِ الصنائعِ فيه حُسْنٌ ؛
ومن طيبِ المحامدِ فيه طيبُ
وليسَ يَفُوحُ زَهرُ الرَّوضِ حتى
تفتِّحَهُ شَمالٌ أوجَنوبُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> عَلَّ طيفاً سرَى حليفَ اكتئابِ
عَلَّ طيفاً سرَى حليفَ اكتئابِ
رقم القصيدة : 59497
-----------------------------------
عَلَّ طيفاً سرَى حليفَ اكتئابِ
مُطفىء ٌ من صبَابة ٍ وتَصابِ
لم يُذِقْنا حلاوة َ الوَصْلِ إلاَّ
بين عَتَبٍ مبرِّحٍ وعِتابِ
كيفَ عنَّتْ لنا ظِباءُ كِناسٍ
غادَرَتْها النَّوى شموسَ قِبابِ
كلُّ ريمٍ يَشفي إذا رُمتَ منه ال
وَصْلَ حَرَّ الهوى ببَرْدِ الرُّضابِ
لطمَتْ خدَّها بحُمْرٍ لِطافٍ
نال منها عَذابَ بيضٍ عِذابِ
يتشكَّى العُنَّابُ نَورَ الأَقاحي
واشتكى الوردُ ناضرَ العنَّابِ
نحنُ في معدِنٍ من اللؤم مُطغٍ
دونَ عَذْبِ النَّدى أليمِ العَذابِ
قصدَتْنا يدُ الحوادثِ فيه
بسِهامٍ من الخُطوبِ صِيابِ
ودَعَتْنَا إلى العِراقِ هَناة ٌ
لأمورٍ تنقضُّ مثلَ العُقاب
كلُّ زنجيّة ٍ كأن سوادَ ال
لَيلِ أهدَى لها سوادَ الإهابِ
تَسحَبُ الذَّيْلَ في المسيرِفتختا
لُوطوراً تمرُّ مرَّ السَّحابِ
وتشُقٌّ العُبابَ كالحيَّة ِ السَّوْ
داءِ أبقَتْ في الرَّمْلِ أثْرَ انسيابِ
وإذا قُوِّمَتْ رؤوسُ المطايا
للسُّرى قُوِّمَت من الأذنابِ
مُهدِياتٌ إلى الأميرِ لُباباً(79/79)
من ثناءٍ يُثْنَى منَ الآدابِ
زهرة ٌ غَضَّة ُ النَّسيمِ غَذَاها
صفوماءِ العلومِ والآدابِ
فهي كالخُرَّدِ الأوانسِ يَخلِطْ
نَ شِماسَ الصِّبا بأُنْسِ التَّصابي
رِقَّة ٌ فوقَ رِقَّة ِ الخصرِ تُبْدِي
فطنة ً فوقَ فطنة ِ الأعرابِ
طالباتٍ أبا المُفَضَّلِ يَمْتُتْ
نَ إليه بأَوكَدِ الأسبابِ
خطبَتْ ودَّه ونائلَه الغَمْ
رَوكم أعرضت عن الخُطَّابِ
ملكٌ ما انتضى المهنَّدَ إلا
خِيلَ بدراً يسطوبحدِّ شِهابِ
خِيمُه في مواطنِ الحِلْمِكَهْلٌ
ونَداهُ في عُنفوانِ الشَّبابِ
راتعٌ في رِياضِ حمدِ أُناسٍ
رتَعوا منه في رياض ثَوابِ
قمرٌ أطلعَتْه أقمارُ ليلٍ ؛
أَسَدٌ أنجبَتْه آسادُ غابِ
جَلَبَ الخيلَ ضُمَّراً تُلْهِبُ العُشْ
بَ إذا ما أثَرْنَ نارَ الضِّرابِ
بخميسٍ كأنما حَجَبَ الشَّمْ
سَوقد ثارَ نقعُه بضَبابِ
وكأنَّ اللِّواءَ في الجولما
باشَرَتْه الصَّبا جَناحا عُقابِ
فإذا الرِّيحُ نبَّهتْهوقد أغْ
ضى تبدَّى لها وُثُوبَ الحُبابِ
في مقامٍ للموتِ تُحْتَسَبُ الأنْ
فُسُ في هَبْوَتَيْهِ أيَّ احتسابِ
حين أَوفَى على العِراقِ طُلوعَ ال
بَدْرِ في ليلِ حادثٍ مُسترابِ
فثنَى الأرضَ منه محمرَّة َ الأرْ
جاءِوالأفقُ حالكُ الجِلبابِ
آلُ حمدانَ غُرَّة ُ الكرمِ المحْ
ضِوصفوالصَّريحِ منه اللُّبابِ
أشرقَ الشرقُ منهمُ وخلا الغَرْ
بُولم يخلُ من نَدى ً وضِرابِ
نَزَلوا منه مَنْزِلاً وسَمُوهُ
بالنَّدى فهو مَوسِمُ الطُّلاَّبِ
يَنْجلي السِّلْمُ عن بدورٍ رَواضٍ
فيهوالحربُ عن أسودٍ غِضابِ
جادَنا منهمُ سَحائبُ جودٍ
أنشأَتها جَنوبُ ذاك الجَنابِ
فحمَلْنا مِلءَ الحقائبِ من أفْ
وافِ مدحٍ يبقى عَلى الأَحقابِ
واستقلَّت بنا سواعٍ تخوضُ ال
بحرَ خَوضَ النُّسورِ بَحْرَ السَّرابِ
شتَّتتْ شملَها الشَّمالُوأمسَت
كالغرابيبِ عُذِّبَتْ باغترابِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَتظُنُّ أنَّ الدَّهرَ يُسعِفُ طالباً(79/80)
أَتظُنُّ أنَّ الدَّهرَ يُسعِفُ طالباً
رقم القصيدة : 59498
-----------------------------------
أَتظُنُّ أنَّ الدَّهرَ يُسعِفُ طالباً
أوتُعتِبُ الأيّامُ منا عاتِبا
فُقِدَ النَّوالُفعادَ بَرقاً خُلَّباً
ومضى السَّماحُفعاد وعداً كاذِباً
وطوى الرَّدى شِيَمَ ابنِ فَهدٍ بعدما
نشرَتْ بدائعَ سُؤدُدٍ وغرائبا
ليتَ الرَّدى لمَّا سما لَكَ جَحفلٌ
ملأَ البلادَ أسنَّة ًوقواضبا
فيؤوبَ مغلوباً لديك مذمَّماً
وتؤوبَ محمودَ السجيَّة ِ غالبا
يَبكيكَ عَزمٌ لم يزلْ إشراقُه
في كلِّ مُظلِمَة ٍ شِهاباً ثاقبا
وسماءُ مجدٍ إن تَغَيَّمَ أُفقُها
أطلعْتَ فيها بالسيوفِ كواكبا
ورغائبٌ شَيَّدْتَها بمواهبٍ
لوأنهنَّ نطَقْنَ قُمْنَ خواطبا
في مَضجَعٍ وسِع الحسينَ وجُودُه
يَسَعُ البلادَ مشارقاً ومغاربا
لوأنَّ قبراً جادَ ساكنُ لَحْدِهِ
لم يَرجِعِ المرتادُ منه خائبا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لأبي الفوارسِ في السَّماحِ مآربٌ
لأبي الفوارسِ في السَّماحِ مآربٌ
رقم القصيدة : 59499
-----------------------------------
لأبي الفوارسِ في السَّماحِ مآربٌ
تُقضَى فَتَقضي للعُفاة ِ مآرِبا
مَلِكٌ أبرَّ على الملوكِ بهمَّة ٍ
زِيدَتْ بها الأزدُ الكِرامُ مَناقِبا
وأغرُّ يَحْسُنُ منظراً وضَرائباً
كالسَّيفِ يحسُنُ رَوْنقاً ومَضارِبا
ومُناسِبُ السَّيفِ الحُسامِفإنْ جرَى
في الجودِ أصبحَ للسَّحابِ مُناسبا
شِيَمٌ كأنفاسِ الرِّياحِ جرَتْ على
زَهْرِ الرَّبيعِ شَمائلاً وجَنائبا
طلبَ العُفاة ُ نوالَهفبَدا لهم
متهلِّلاً للحَمْدِ منهم طالبا
ورأى الزمانَ عليهم متعتِّباً
فغدا له بالمكرُماتِ مُعاتِبا
كم قد رأيتُ لِبشْرِهِ من شارِقٍ
يَحتَثُّ من جَدوى يديه سَحائِبا
فأريتُه زُهرَ الربيعِ مَدائحاً
ورأيت منه حَيَا الرَّبيعِ مَواهبا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> تَحِيَّة ُ الغيثِ مَنْهَلاًّ سحائبُه
تَحِيَّة ُ الغيثِ مَنْهَلاًّ سحائبُه(79/81)
رقم القصيدة : 59500
-----------------------------------
تَحِيَّة ُ الغيثِ مَنْهَلاًّ سحائبُه
على العقيقِ وإنْ أقوَتْ مَلاعِبُه
لا بل على الحيِّ منشوداً هوادِجُه
على الشُّموسِ ومذموماً رَكائِبُه
حتى تَرُدَّ عليه آية ً سلَكَتْ
ظِباؤُها الغيدُأوحلَّتْ ربائبُه
ففي الظعائنِ مجنوبٌ لغانية ٍ
تَغْنَى بوصلِ سواهأوتُجانبُه
وفي الديارِ سميعٌ ليس تُسمعُه
إجابة ً وخطيبٌ لا تُخاطبُه
حتى تبَدِّلَ للعُشَّاقِ زورَتَه
طَيفٌ يَصُدُّ عن العُشَّاقِ صاحبُه
سرى إلى البدرِ يُخفي البدرَ منتقباً
والبدرُ يأنَفُ أن تُخفي مناقبُه
إذا بدا الصبحُ من إشراقِ طلعتِه
أبدَتْ لكَ الليلَ مُسودّاً ذوائبُه
والحُسنُ ضِدَّانِ لا أدري إذا اجتمعا
أَنوارُه فتَنَتْني أَم غَياهبُه
حُلِيُّه وثناياه وعَنبرُه
كلٌّ ينُمُّ عليه أو يراقبُه
فلستُ أدريإذا ما سار في أُفُقٍ
شَمائلُ الأفقِ أذكى أَم جَنائبُه
أما القريضُفما تَحظَى محاسنُه
عندَ الملوكِ كما تَحظى معائبُه
وربما ظَلَمَ الدينارَ ناقدُه
وقد كَساه ضروبَ الحُسنِ ضاربُه
كأنني بنجيبِ الشِّعرِ قد رحلَتْ
عنهم إلى الشَّرفِ الأعلى نجائبُه
ولو تشاءَم لانقَضَّت صواعقُه
على العِراقِ كما ارفضَّت سَحائبُه
قل للذي قلَّدتْني كفُّه رسَني
وكنتُ أَدْنُوإليهوهوجاذبُه
لك الأمانُ إذا انسابت أراقِمُه
من المكامِنِ أو دبَّتْ عقاربُه
ليسَ الصديقُ الذي أعطاك شاهدُه
شَهْدَ الودادِ وخان الغيبَ غائبُه
كم مَنطِقٍ كسحيقِ المِسكِ ظاهرُه
لم يُقْضَ عندَ أبي إسحاقَ واجبُه
كانت مدائحُنا غرّاً محجَّلة ً
تُثني عليهفقد أضحَتْ تُعاتِبُه
وما أقولُ لِمَن طابَتْ عناصرُه
في رُتبة ِ المجدِوابيضَّتْ مَناسبُه
أغرُّ زانَ مديحي فضلُ سُؤدُدِه
كلؤلؤ العِقْدِ زانَتْه ترائبُه
وصادقُ الوُدِّ لا ترتدُّ خُلَّتُه
على الصَّديقِولا يَزْوَرُّ جانبُه
لا أستريحُ إلى زُورٍ ولا كَذِبٍ
يُهدَى إليهوشرُّ القولِ كاذبُه(79/82)
وليسَ للذَّمِّ فيه مَذْهَبٌ فَيُرى
أَنَّى ومِن ذهَبٍ صيغَتْ مَذاهبُه
نَبا عليَّفما أدري لنَبوتِه
أنيابُ دهري أَمضى أَم نوائبُه
هُو الحُسامُ لقومٍ ماءُ صَفحتِه
بشاشة ٌولأقوامٍ مضاربُه
والغيثُ إن برقتْ نحوي مخائِلُه
راحت تَصوبُ على غيري صوائبُه
هذا وما صَدِئَت قِدْماً مسامعُه
بما نظمْتُولا ضاعَت مواهبُه
ولي من الأدبِ المحمودِ أثمرُه
يُنمى إليه وأعرافٌ تناسِبُه
ورَغبة ٌ كلما جاءَت معرِّضة ً
بجاهِه أعرضَت عنها رغائبُه
وكم ضربتُ بماضٍ منه ذي شُطَبٍ
عَضْبٍ مضَارِبُه حلوضَرائبُه
وردْتُ في طَيِّبِ الأنفاسِ ذي ثَمرٍ
قريبة ٍ من يد الجاني أطايبُه
عَاقَبْتَني بجفاءٍ لا أَقومُ به
فهَل عقابُك محمودٌ عواقبُه
وعادَ رأيُك لي سُوداً مشارِقُه
وكنتُ أعهَدُه بيضاً مغاربُه
الشِّعرُ وَشْيُ بُرودٍ أنتَ سَاحِبُه
فَهْماًودُرُّ عقودٍ أنتَ ثاقبُه
فلِمْ مَنعْتَ على الإحسانِ مُحسِنَه
ما نالَ من جاهِكَ المبذولِ خاطبُه
وزاهرُ الحمدِ إن أَنْصَفْتَهُ زَهَرٌ
يَطيبُ رَيَّاهُإن طابَتْ مشاربُه
أكان في العَدلِ أن تَظما حدائِقُه
بسَاحَتْيكَ وأن تُروى سباسبُه
لقد نثرتُ على قَومٍ حصَى كَلِمٍ
لوشِئتَ لآنْتَثَرَتْ فيكم كواكبُه
لولاك ما ارتُدِيَتْ أطمارُهوغدَت
تُرَدُّوهي أنيقاتٌ سبايِبُه
لأصبِرَنَّ على إخلالِ عُرفِكَ بي
حتى يثوبَ إلى المعهودِ ثائبُه
عسى العتابُ يَرُدُّ العتْبَ منك رضاً
وربما أدركَ المطلوبَ طالبُه
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر العباسي >> السري الرفاء >> هذه الشمسُ أوشكَتْ أن تغيبا
هذه الشمسُ أوشكَتْ أن تغيبا
رقم القصيدة : 59501
-----------------------------------
هذه الشمسُ أوشكَتْ أن تغيبا
فأَقِلاَّ المَلامَ والتَّأنيبا
أوجَبَتْ لوعة ُ الفِراقِ على الصَّبْ
بِ جَوى ً يَقرَحُ الفؤادَ وَجيبا
لن يُرى غالبَ الصَّبابة ِ حتى
يَدَعَ اللَّومَ في الهوى مَغلوبا
حَثَّ غَرْبٌ من المدامعِ غرباً(79/83)
حينَ رامت تلك الشموسُ الغُروبا
أعرضَتْ خِيفَة َ الرَّقيبولولا
ه لكان الإعراضُ منها رَقيبا
وأَرَتْه بَرْقَ الثُّغورِفأبدى
بارقَ الشَّوقِ في حَشاه لَهيبا
والثَّنايا العِذابُ تَثني على الوجْ
دِ الحَشا أوتُضاعِفُ التَّعذِيبا
حَيِّ ربعاً لهنَّ يَزدادُ حُسْناً
ومَحَلاًّ منهن يزداد طِيبا
سَلَبَتْه النَّوى بدورَ تَمامٍ
تركتني من العَزاءِ سَليبا
قد قطعْنَ البلادَ شَرقاً وغَرباً
وبَلَوْنا الوَرى فُتوّاً وشِيبا
ونَزَلنا بكلِّ مُجتَذِبِ المن
زِلِ نَرْعى لديه رَبعاً جَديبا
قَرُبَ الوعدُوالنَّوالُ بعيدٌ
فأراني النَّوى بعيداً قَريبا
فدَعَوْنا أبا الفوارسِ للجُو
دِفكان القريبَ فيه المُجيبا
وهَزَزْناه للمكارمِ فاهْتَزْ
كما هَزَّتْ الرِّياحُ القَضيبا
فرأينا مُهذَّبَ الفِعْلِ يُكسَى
حُلَلَ المَدْحِ هُذِّبَتْ تَهذيبا
ونَسيبَ الحُسامِ أَسْرَفَ في الجُو
دِ فَخِلناه للسَّحابِ نَسيبا
يا غريبَ السَّماحِ والمَجدِ والسُّؤ
دُدِ أصبحْتَ في الأنامِ غريبا
مَلِكٌ عُدَّتِ الملوكُ من الأز
دِفكان الشريفَ منها الأديبا
راحَ يُبْدي لمن أتى مُستجيراً
من صُروفِ الزَّمانِ أو مُستَثيبا
خُلُقاً مُشرِقاً ووَجْهاً طَليقاً
ونَوالاً جَزلاًورأياً صلِيبا
قمرٌ لاحَ في سحابَة ِ جُودٍ
منه ما زال ذيلُها مَسحُوبا
ورأى البدرَ في دُجاه حميداً
والحَيا في أوانِه محبوبا
كلما مَدَّتِ الحوادثُ باعاً
مدَّ للمكرُماتِ باعاً رَحيبا
وإذا خاضَ غَمرة َ الموتِ رَدَّ السْ
سَيْفَ من غَمرة ِ الدِّماءِ خَضيبا
شِيَمٌ لا تَزالُ تُشجي قلوباً
من أعاديهأوتَسُرُّ قُلوبا
وخِلالٌ أغَضُّ من زَهَرِ الرَّوْ
ضِ كَسَتْهُ الثَّناءَ غَضّاً قَشيبا
فاطْلُبِ المكرُماتِ بالحمدِ منه
تَجِدِ الحمدَ عندَه مَطلوبا
يا بنَ فَهدٍ أحلَّني جُودُ كَفَّيْ
كَ مَحَلاًّ رَحبَ الجَنابِ رَحيبا
أنتَ أضحكْتَ لي الزَّمانَ فأبدى ال
بِشرَ منهوكان يُبْدي القُطوبا(79/84)
فمتى لم أَقُم بشُكْرِكَ في النّا
سِ خطيباًفلا وُقِيتُ الخُطوبا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> لقد طَمِعَ البِشريُّ فيَّ ولم يكنْ
لقد طَمِعَ البِشريُّ فيَّ ولم يكنْ
رقم القصيدة : 59502
-----------------------------------
لقد طَمِعَ البِشريُّ فيَّ ولم يكنْ
لِيَطْمَعَ فيَّ المرءُ وهو لبيبُ
خلعتُ عليه من ثنائيَ خِلعة ً
تَحِنُّ إليها أنفُسٌ وقلوبُ
فقطَّبَ حتى خِلتُ أن قد وَسَمْتُهُ
وذواللؤمِ فيه ضُجْرَة ٌ وقُطوبُ
وقاسَمَني جودَ الأمير كأنَّما
له في القوافي السائراتِ نَصيبُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أرى الشاعرَ المِلحيَّ راحَ بنا صَبَّا
أرى الشاعرَ المِلحيَّ راحَ بنا صَبَّا
رقم القصيدة : 59503
-----------------------------------
أرى الشاعرَ المِلحيَّ راحَ بنا صَبَّا
نباغضُه عَمْداً فيوسِعُنا حبَّا
دعانا ليستَوفي الثناءَ فأظلمَتْ
خلائقُ تستوفي لِصَاحِبها السبَّا
تيمَّمَ كَرخايافجاد قَليبُها
عليه وما شُربُ القليبِ لنا شُربا
وأحضَرَنا محبوسة ً طولَ ليلِها
معذَّبة ً بالنارِ مُسْعَرة ً كَرْبا
تحتَّتَ من رَطْبِ الذُّؤابَة ِ لحمُها
ومن يابسِ الحَبِّ الثقيلِ لها الحُبَّا
وساهرَها ليلاً يُضيِّقُ سِجنَها
فلما أضاءَ الصُّبحُ أوسَعَها ضَرْبا
إذا مسحَتْها الرِّيحُ راحتْ كأنما
تُمسِّحُ موتَى كشَّفَتْ عنهم التُّربا
وداذنة ٍ تنهَى الصَّباحَإذا بدا
وتُفسِدُ أنفاسَ النَّسيمِإذا هَبَّا
شَرابٌ يفُضُّ الطينُ عنهإذا بدا
ثلاثة َ أيامٍوقد شَبّ لا شبَّا
يُمدُّ بأطرافِ النهارِوما افتَرى
ولا كانَ خِدْناً للزُّناة ِ ولا تِربا
فلما تراءَتْ للجميعِ حبالُنا
عجبتُ لمضروبَيْنِ لا جَنَيَا ذَنبا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> تَناهى فاطمأَنَّ إلى العِتابِ
تَناهى فاطمأَنَّ إلى العِتابِ
رقم القصيدة : 59504
-----------------------------------
تَناهى فاطمأَنَّ إلى العِتابِ
وأحسنَ للعواذلِ في الخِطابِ(79/85)
وسارَ جَنِيبَ غُصْنٍ غيرِ رَطْبٍ
وكان جنيبَ أغصانٍ رِطابِ
خَلَتْ منه ميادينُ التَّصابي
وعُرِّيَ منه أفراسُ الشَّبابِ
وزهَّدَه خِضابُ الناسِ لمَّا
تولَّى عنه في زُورِ الخِضابِ
وردَّ كؤوسَه في الحَلْي تُجلَى
وكان يَردُّها عُطْلَ الرِّقابِ
وأيقنَ أنه ظِفرُ اللَّيالي
تبيَّنَ في شَبا ظِفْرٍ ونابِ
وإن غادرْتَ مِصباحاً ضئيلاً
فقد ساوَرْنَ أثقبَ من شِهابِ
رأيتُ رِداءَه عِبئاً عليه
وسهلَ طريقِه حَزَنَ الشِّعابِ
كأن لم يُغْنِ فتيانَ العوالي
بنَجدَتِهوفتيانَ التَّصابي
ولم يَعْدِلْ صفاءَ العيشِ فيهم
وبعضُهُمُ قَذاة ٌ في شَرابِ
ورُبَّ مُعَصْفراتِ القُمْصِ طافَتْ
عليه بها مُعَصفرة ُ النِّقابِ
وألفاظٍ له عَذُبَتْفأغنَتْ
غِناءَ الرَّاحِ بالنُّطَفِ العِذابِ
يكرِّرُها على راووقِ فِكْرٍ
فيبعثُها كرَقراقِ السَّرابِ
وخَرْقٍ طال فيه السَّيْرُ حتى
حَسِبناه يسيرُ مع الرِّكابِ
صَحِبْنا فيه تَرْحاتِ التَّنائي
على ثِقَة ٍ بِفَرْحاتِ الإيابِ
إلى الخِرْقِ الذي يَلقى الأماني
رحيبَ الصَّدْرِ منه والرِّحابِ
لقد أضحَتْ خِلالُ أبي حُصَيْنٍ
حصوناً في المُلِمَّاتِ الصِّعابِ
كساني ظِلَّ نائِلِهوآوى
غرائبَ مَنطِقي بعدَ اغترابِ
فكنتُ كروضَة ٍ سُقِيت سَحاباً
فأَثنتْ بالنَّسيمِ على السَّحابِ
عَطاءٌ يَسْتَهِلُّ البِشرُ فيه
فيبعثُه انسكاباً في التهابِ
كما سارَتْ مؤلَّفَة ُ الهَوادي
بلَمْعِ البرقِ مُذهَبَة َ الرَّبابِ
تَجرَّدَ للجِهادِفكان عَضباً
حديدَ الحَدِّ فيه غيرَ نابِي
ينازلُ مُصلَتاً من كلِّ أوبٍ
ويدخُلُ مُعلَماً من كلِّ بابِ
وأشيبَ عاينَ العلياءَ طِفْلاً
فقارعَ قبل تقريعِ العِتابِ
وحرَّمَ مِسْمَعَيْهِ على المَلاهي
وهُدَّابَ الإزارِ على التُّرابِ
يروعُكَوهومصقولُ السَّجايا
إذا ما هَزَّ مصقولَ الذُّبابِ
وقد شَغَلَتْ كعوبُ الرمحِ منه
يَديهِ عن مُلامَسَة ِ الكِعابِ
وخفَّ عليه ثِقْلُ الدِّرعِ حتى(79/86)
كأنَّ دروعَه سَرَقُ الثِّيابِ
وكم خَرقَ الحِجابَ إلى مَقامٍ
توارَى الشَّمسُ فيه بالحِجابِ
إذا شُنَّتْ به الغاراتُ كانت
نفوسُ المُعلَمينَ من النِّهابِ
كأنَّ سيوفَه بينَ العوالي
جداولُ يطَّرِدْنَ خِلالَ غابِ
وخَيْلٍ قادَها في جِنْحِ ليلٍ
تَطيرُ بِوَطْئِها نارَ الضِّرابِ
إذا مَرَقَتْ من الظَّلماءِ أذكَتْ
على المُرَّاقِ ثائرة َ العَذابِ
وقِرْنٍ شامَ صفحتَهفعادَى
صفيحة َ سيفِه عندَ الضِّرابِ
وقد وضحَتْ سطورُ البِيضِ فيه
كما وَضَحتْ سطورٌ في كِتابِ
مناقبُ تملأُ الحُسَّادَ غَيْظاً
وتُغْني الطَّالبينَ عن الطِّلابِ
وحُكمٌ تفْرُقُ الأعداءُ منه
كأنك فيه فاروقُ الصَّحَاب
يَوَدُّكَ فيه مَنْ تَقضي عليه
لشافي الحُكمِ أوكافي الصَّوابِ
إليكَ زَففتُها عذراءَ تأوي
حِجابَ القلبِ لا حُجُبَ النِّقابِ
أذَبْتُ لِصَوْغِها ذَهَبَ القوافي
فأَدَّتْ رونقَ الذَّهَبِ المُذابِ
تهاداها الملوكُ كما تَهادَتْ
أكفُّ البيضِ منظومَ السِّحابِ
تروقُكوهي ناجمة ُ المعاني
كما راقَتْكَ نَاجِمَة ُ الحَبابِ
Free counter
العصر العباسي >> السري الرفاء >> حسبُ الأميرِ سماحٌ وَطَّدَ الحَسَبا
حسبُ الأميرِ سماحٌ وَطَّدَ الحَسَبا
رقم القصيدة : 59505
-----------------------------------
حسبُ الأميرِ سماحٌ وَطَّدَ الحَسَبا
ورُتبة ٌ في المعالي فاتَتِ الرُّتَبا
أعطَى فقالَ العُفاة ُ النازلون به
أنائلاً أنشأَتْ كفَّاه أم سُحُبا
أَغرُّ لا يتحامَى قِرنَه بداً
حتى يرُدَّ غِرارَ السيفِ مُختَضَبا
كاللَّيثِ لا يسلُبُ الأعداءَ بَزَّهُمُ
في الرَّوْعِ لكن تَرى أرواحَهم سَلَبا
لا يعرفُ الغَدرَ ما ضُمَّتْ جوانِحُه
على الوفاءِولا يُبْقي إذا وَثَبا
أمَّا عَدِيٌّفقد عدَّتْه سَيِّدَها
نجابة ًوهي تُدْعى السادة َ النُّجُبا
أُسْدٌإذا حاولتْ أرضَ العِدا حملَتْ
على الكواهلِ أماً برة وأبا
لما همَمْتَ بآثارٍ مجدَّدَة ٍ
حدوْتَ للحاسِدِ الأحزانَ والكُرَبا(79/87)
أنشأْتَه منزلاً في قلبِ دجلة َ لا
تمتاحُ جَنَّتُه الغُدرانَ والقُلُبا
صفا الهواءُ به والماءُ فاشتَبَها
كأنَّ بينهما من رِقَّة ٍ نَسَبا
وأصبحَ الغيثُ مخلوعَ العِذارِ بِه
فليسَ يَخلعُ أبرادَ الحَيا القُشُبا
فَمِنْ جِنانٍ تُريكَ النَّوْرَ مُبتَسِماً
في غير إبَّانِهوالماءَ مُنسَكِبا
ومن سَواقٍ على خضراءَ تَحسَبُها
مُخضرَّة َ البُسْطِ سَلُّوا فوقها القُضُبا
كأَنَّ دُولابَهاإذ حَنَّمُغتَرِبٌ
نأَى فَحَنَّ إلى أوطانِه طَرَبا
باكٍإذا عَقَّ الرَّوْضُ والدَه
من الغَمامِغدا فيه أباً حَدِبا
مُشَمِّرٌ في مَسيرٍ ليسَ يُبْعِدُهُ
عن المحلِّولا يُهْدي له تَعَبا
ما زالَ يطلُبُ رِفْدَ البحرِ مُجتَهِداً
للبَرِّ حتى ارتدى النُّوَّارَ والعُشُبا
فالنخلُ من باسقٍ فيه وباسِقَة ٍ
يُضاحِكُ الطَّلْعَ في قُنْوانِهِ الرُّطَبا
أضحَت شماريخُه في الجومُطلِعَة ً
إما ثُرَيَّاوإمَّا مِعْصَماً خُضِبَا
تريك في الظِّلِّ عِقياناًفإن نَظَرَتْ
شمسُ النَّهارِ إليها خِلْتَها لَهَبا
و الكَرْمُ مُشتَبكُ الأَفنانِ تُوسِعُنا
أجناسُه في تساوي شِرْبِها عَجَبا
فكَرمة ٌ قَطَرَت أغصانُها سَبَجاً ؛
و كرمة ٌ قطرتْ أغصانُها ذَهَبا
كأنَّما الوَرَقُ المُخضَرُّ دونَهما
غيرانُ يكسوهُما من سُنْدُسٍ حُجُبا
و الماءُ مُطَّرِدٌ فيه ومُنْعَرِجٌ
كأنَّما مُلِئَتْ حيَّاتُه رُعُبا
و بركة ٌ ليس يُخْفي مَوجُ لُجَّتِها
من القَذى ما طفَا فيها وما رَسَبا
تُسدي عليها الصَّبا بُرْداً فإن ركَدَتْ
رأيتَه دارسَ الأفوافِ مُستَلَبا
قد كالَمتْ بنجومٍ للحَبابِ ضُحًى
فإن دَجا الليلُ عَادَتْ أنجُماً شُهُبا
ترى الإوزَّ سُروباً في ملاعِبها
كما تأمَّلتَ في ديباجَة ٍ لَعِبا
يَرِفُّ منه على أمواجِها زَهَرٌ
أربى على الزَّهْرِ حتى عاد مُكْتَئِبا
مُسَلِّمٌو سباعُ الطَّيرِ حائمة ٌ
يخطَفْنَ ما طارَ في الآفاقِ أو سَرَبا
كأنما الجارحُ المرهوبُ يَحذَرُه(79/88)
فليسَ يُوفي عليه جارحٌ ذَهَبا
و سهمُ فوَّارَة ٍ ما ارتَدَّ رائدُه
حتى أصابَ من العيُّوقِ ما طلَبا
أوفى ولَمْ تَثْنِهِ حربُ الشَّمالِو قد
لاقَتْهفاعترَكا في الجوِّ واحترَبا
كأنَّ بِركَتَه دِرْعٌ مُضاعَفَة ٌ
تُقِلُّ رُمحَ لُجَيْنٍ منه مُنتَصِبا
و القصرُ يَبسِمُ في وَجهِ الضُّحى فترَى
وجهَ الضُّحى عندما أبدى لنا شَحَبا
يبيتُ أعلاهُ بالجوزاءِ مُنتَطِقاً
و يَغتدي برداءِ الغَيمِ مُحتَجِبا
تَطَأْمنَ نَحوَهُ الإيوانُ حينَ سَما
ذُلاًّ فكيف تُضاهي فارسُ العَرَبا
إذا القصورُ إلى أربابِها انتسَبتْ
أضحى إلى القِمَّة ِ العَلياءِ مُنتَسِبا
فَصِلْه لا وَصَلَتْكَ الحادثاتُو لا
زالَتْ سُعُودُكَ فيه تُنْفِذُ الحِقَبا
بَرٌّ وبحرٌ وكُثبانٌ مُدَبَّجة ٌ
ترى النفوسُ الأماني بينها كَثَبَا
و منزِلٌ لا تزالُ الدَّهرَعَقوتُه
جديدة َ الرَّوْضِ جَدَّ الغيثُ أو لَعِبا
حصباؤُه لؤْلؤٌ نَثْرٌو تُربَتُه
مِسكٌ ذكيٌّفلو لم تَحمِه انتُهبا
و كلُّ ناحية ٍ منه زَبَرْجَدَة ٌ
أجرى اللُّجَيْنُ عليها جدولاً سَرِبا
فإنْ دعاكَ إليه ذِكْرُ مأدُبَة ٍ
فما نَشَأْتَو فيها للعُلى أدَبا
و إن دعاكَ له ظِلٌّ فرُبَّ وَغى ً
جعلْتَ ظِلَّكَ منها السُّمرَ والعَذَبا
لا تُكْذِبَنِّ فإني في مدائحِكم
مُصَدَّقُ القَوْلِلا أستحسِنُ الكَذِبا
مَنْ رامَ في الشِّعرِ شأوي كَلَّ عنهو مَنْ
ناوَى أبا تغلِب في سُؤدُدٍ غُلِبا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> نسالمُ هذا الدهرَو هو لنا حَرْبُ
نسالمُ هذا الدهرَو هو لنا حَرْبُ
رقم القصيدة : 59506
-----------------------------------
نسالمُ هذا الدهرَو هو لنا حَرْبُ
و نعتُبُو الأيامُ شيمَتُها العَتْبُ
و نَخطُبُ صُلحَ النَّائباتِو لم يزَل
لأنفسِنا من خَطْبِها أبداً خَطْبُ
تَهُمُّ بنا أفراسُها وسيوفُها
فلا هذه تَكبو ولا هذه تَنبو
و كنا نعُدُّ المَشرفِيَّة َ والقَنا
حصوناًإذا هزَّت مضاربَها الحربُ(79/89)
فلما مضى المِقدارُ قلَّ غناؤها
فلم يمضِ حَدٌّ من ظُباهاو لا غَرْبُ
تبلَّدَ هذا الدهرُ فيما نرومُه
على أنَّهفيما نحاذرُه نَدْبُ
فسَيْرُ الذي يرجوه سَيْرُ مُقيَّدٍ
و سيرُ الذي يَخشى غوائلَه وَثْبُ
إذا فاجأتْنا الحادثاتُ بمصرَعٍ
فليس سِوى الجَنْبِ الكريمِ لنا جَنْبُ
فعَزِّ الأميرَ التَّغلِبيَّ ورهطَه
بمن غَرَبَتْ عنه الغَطارفَة ُ الغُلْبُ
بسيِّدَة ٍ عمَّت صَنائِعُها الوَرَى
فأعربَ عن معروفِها العُجْمُ والعُرْبُ
و مُشرِفَة ِ الأفعالِ لم يَحوِ مثلَها
إذا عُدِّدَ النِّسوانُشرقٌ ولا غَربُ
تَساوَتْ قلوبُ الناسِ في الحزنإذ ثَوَتْ
كأنَّ قلوبَ الناسِ في موتِها قَلْبُ
و كانَتْ سهولُ الأرضِ دونَ هِضابِها
فلما حَواها السَّهلُ ذَلَّ له الصَّعبُ
فإن كانَفيمن غَيَّبَ التُّرْبُتِربُها
فمريمُمن دونِ النساءِلها تِربُ
و طُوبى لماءِ المُزنِ لو أنَّ ظهرَها
لرَيِّقِه ما فاضَ رَيِّقُه السَّكبُ
و أقسِمُ لو زادَتْ على المِسكِ تُربة ٌ
لزادَ على المِسكِ الذكيِّ بها التُّربُ
فضائلُ يُنفِدنَ الثَّناءَ كأنما
ثَناءُ ذواتِ الفضلِ من حُسنِها ثَلْبُ
لقد جاورَت من قومِ يُونُسَ مَعْشراً
أحبَّت بروحٍ لا يجاورهُ كَرْبُ
فقد بردَت تلك المضاجعُ منهم
فأشرقَ ذاك النُّورُ فيها فما يخبو
فللهِ ما ضَمَّ الثَّرى من عَفافِها
و ما حَجَبتْها من طهارتِها الحُجْبُ
لَئِن كان وادي الحُصنِ رحباً لقد ثوى
بعَرصَتِه المعروفُ والنائلُ الرَّحبُ
و إن عَذُبَتْ رَيَّاهأو طابَ نَشرُه
فقد مَلَّ في بطحائها الكرَمُ العَذْبُ
عَجِبْتُ له أنّى تضمَّنَ مثلَها
و لا كِبَرٌ يَعروه ذاكو لا عُجْبُ
و لو عَلِمَتْ بطحاؤُه ما تضمَّنَت
تطاولَتِ البطحاءُ وافتخرَ الشِّعبُ
تُذالُ مصوناتُ الدموعِ إزاءَها
و تَمشي حُفاة ً حولَها الرَّجْلُ والرَّكْبُ
فلا زالَ رَطْبُ الرَّوضِ من رَيِّقِ النَّدى
كأنَّ النَّدى من فوقِه اللُّؤلؤُ الرَّطْبُ(79/90)
أبا تغلِبٍ صبراًو مازلتَ صابراً
إذا زَلَّحَزمٌ ثابتٌ أو هَفا لُبُّ
فقد أعقَبَتْ منكم أُسودَ شجاعة ٍ
و كم مُعقِبٍ في الناسِ ليسَ له عُقْبُ
و أنتم جَنابُ المكرُماتِو لم يكن
لتهفو رواسيهاو إن عَظُمَ الخَطْبُ
فكلُّ حياً للجودِ أنتم سَحابُه ؛
و كلُّ رحى ً للحربِ أنتم لها قُطبُ
و لو أنه غيرُ الحِمامِ صَببتُم
عليه سَحاباً قَطْرُهُ الطَّعنُ والضَّربُ
أرى أرضَكم أضحتْ سماءً بعزِّكم
فأنتم لها الأقمارُو الأنجمُ الشُّهبُ
تموتُ عِداكم قبلَ سَلِّ سيوفِكم
و يَفنيهِمُ من قبلِ حَربِكمُ الرُّعبُ
و كيفَ تنالُ الحربُ منكمو إنما
بأمركم تمضي العواملُ والضَّربُ
إذا أنتَ كاتبتَ العِدا مُثِّلت لها
ظُباكَفنابت عن كتائِبك الكُتْبُ
دعانا الأميرُ التغلبيُّ إلى النَّدى
فنحن له شَرْبُ النَّدىو هو الشُّربُ
نصاحبُ أياماً له عَدَوِيَّة ً
محاسنُ أيامِ الشبابِ لها صَحْبُ
هو الغيثُ نال الخافقَينِ نوالُه
إلى أن تساوَى عندَه البُعْدُ والقُرْبُ
يزورُ النَّدى زُوَّارَه متواتراً
عليهمو زُوّارُ الحَيا أبداً غِبُّ
أأعداءَه كفُّوا فإنَّ نصيبَكموليس على البحر الذي راح زاخراً ملام إذا لم
إذا رمتُمُ إدراكَ غايتِه النَّصْبُسقط بيت
و هل يستوي عذْبُ المياهِ ومِلحُها
و هل يتكافا الخِصبُ في الأرضِ والجَدبُ
فإن عَجِزَ الأقوامُ أو بانَ نقصُهم
فليس لمن بانَتْ فضيلتُه ذَنبُ
رأيتُكَ طِبّاً للقريضِو لم يكن
ليَنظِمَه إلا الخبيرُ به الطِّبُّ
و لا بدَّ أن أشكو إليك ظُلامة ً
و غارة َ مِغوارٍ سجيَّتُه الغَصْبُ
تخيَّلَ شِعري أنه قَومُ صالحٍ
هلاكاًو أن الخالديَّ له السَّقْبُ
رعَى بين أعطانٍ له ومَسارحٍ
و لم يرْعَ فيهنَّ العِشارُ ولا النُّجبُ
و كان رياضاً غضَّة ًفتكدَّرتْ
موارِدُها واصفرَّ في تُربها العُشبُ
تساقُ إلى الهُجْرِ المَعَارِفِ خَيْلهُ
وَتُسْبلهُ الغُرُّ المحجَّلة ُ القُبُّ
غُضِبْتُ على ديباجِه وعُقودِه(79/91)
فديباجُه غَصبٌ وجوهرُه نَهبُ
و أبكارُها شَتَّى أذيلَ مَصونُها
و ريعَت عَذاراها كما رُوِّعَ السِّربُ
يعرِّيكُمُ من عَصبِه وبُرودِه
عصائبَ شَتَّى لا يَليقُ بها الغَصبُ
فإن رِيعَ سِربي أو تُمرِّدَ دونَه
و لم يُنجِني منه الحماية ُ والذَّبُّ
فعندي هِناءٌ للعدوِّ يُهِينُه
إذا اختلفتْ منه خلائقُه الجُربُ
فكنتُإذا ما قلتُ شِعْراً حدَت به
حُداة ُ المطايا أو تغنَّت به الشَّربُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> شَفاه قُرباً وقد أشفَى على العطَبِ
شَفاه قُرباً وقد أشفَى على العطَبِ
رقم القصيدة : 59507
-----------------------------------
شَفاه قُرباً وقد أشفَى على العطَبِ
خيَالُ نائية ٍ حيَّاهُ من كَثَبِ
ألمَّ يُتحِفُهُ بالوَرْدِ من خَفَرٍ
في وجنتَيْهِو بالصَّهباءِ من شَنَبِ
فباتَ عذبَ الرِّضا والظَّلمِ ليلتَه
و ربما باتَ مُرَّ الظُّلمِ والغَضَبِ
إذا تجلَّى جلا الخدَّينِ في خَفَرٍ
و إن تثنَّى ثَنى العِطْفَينِ من تَعَبِ
و كيفَ بالجِدِّ منهاو هي لاعبة ٌ
تُهدي إلى الصبِّ جِدَّ الشوقِ في اللَّعِبِ
تعرَّضَت ليَ في بيضِ السوالفِ لا
يُسلِفنَ وعداًو لا يُقْرَفْنَ بالرِّيَبِ
من بارزٍبحِجابِ الصَّونِ مُحتَجِبٍ
و سافرٍ بنِقابِ الوَرْدِ مُنتَقِبِ
حتى كأنَّ سُجُوفَ الرَّقْمِ ضاحية ً
تكشَّفَت عن دُمًى منهن أو لُعَبِ
هلاّ ونحنُ على كُثْبِ اللِّوى اعترَضَت
تلك المحاسنُ من قُضبٍ ومن كُثُبِ
أيامَ لي في الهَوى العُذريِّ مأرُبة ً
و ليسَ لي في هوى العُذَّالِ من أَرَبِ
سقى الغمامُ رُباهَا دمعَ مُبتَسمٍ
و كم سقاها التَّصابي دمعَ مُكتَئِبِ
و لو حَمدْتُ بها الأيامَ قلتُسقَى
ربوعَها أحمدُ المحمودُ في النُّوَبِ
سأبعثُ الحمدَ مَوشِيّاً سبايبُه
إلى الأميرِ صحيحاً غيرَ مُؤتَشِبِ
إنَّ المدائحَ لا تُهدى لناقِدها
إلا وألفاظُها أصفى من الذَّهَبِ
كم رُضتُ بالفِكْرِ منها روضة ً أُنُفاً(79/92)
تفتَّحَ الزَّهْرُ منها عن جَنَى الأدبِ
إذا الرجا هَزَّ أرواحَ الكلامِ بها
أتتك أحسنَ من مُهتزَّة ِ القَصَبِ
لَفظٌ يروحُ له الرَّيحانُ مُطَّرِحاً
إذا جعلناه رَيحاناً على النُّخَبِ
أما تَراه أبا العَبَّاسِ مُعتَرِضاً
على السُّها ويَدي تجنيهِ من قُرُبِ
خُطى المكارمِ فردُ الحسنِ مُغترباً
يلوذُ منه بفَردِ الجودِ مُقترِبِ
مُقسَّمٌ بين نَفْسٍ حُرَّة ٍ ويَدٍ
مقابلٌ بينَ أمٍّ بَرَّة ٍ وأبِ
مِصباحُ خَطبٍ له في كُلِّ مُظلِمَة ٍ
صُبحٌ من العِزِّ أو صبحٌ من الحسَبِ
إذا بلَوْنا عَدِيّاً يومَ عادية ٍ
كانت ضرائبُها أحلى من الضَّربِ
قَومٌ همُ البيضُ أفعالاًإذا اطَّرَدَتْ
جداوِلُ البِيضِ في غابِ القَنا الأشِبِ
راحَ الصِّيامُفولَّى عنك مُنقَضِباً
ورحتَ عنه بأجرٍ غيرِ مُنقَضِبِ
فعادَ فِطرُكَ في نَعماءَ سابغة ٍ
و في سُعودٍ إليها ساقة ُ الحِقَبِ
أتاكَ والجوُّ يُجلى في مُمَسَّكة ٍ
و الأرضُ تختالُ في أبرادِها القُشُبِ
إذا ألحَّ حُسامُ البَرقِ مُؤتَلِقاً
في الرَّوضِ جَدَّ خطيبُ الرَّعدِ في الخُطَبِ
فللخمائلِ بُسطٌ غيرُ زائلة ٍ
و للسَّحائبِ ظِلٌّ غيرُ مُستَلَبِ
تَمَلَّها يا ابْنَ نَصرٍفهي سيفُ وغى ً
ماضي الظُّبا وشِهابٌ ساطعُ اللَّهَبِ
تَسريفتخفُقُ أحشاءُ العدوِّ لها
كأنها راية ٌ خفّاقة ُ العَذَبِ
تكادُ تَبرُقُ لو أن الثناءَ له
كتيبة ٌ برَقت من قَبلُ في الكُتُبِ
فلو هتَفتَ بها في يومِ مَلحَمة ٍ
قامت مَقامَ القَنا والبِيضِ واليَلَبِ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَهوِنْ عليَّ بعَبدِ اللّه إن غَضِبا
أَهوِنْ عليَّ بعَبدِ اللّه إن غَضِبا
رقم القصيدة : 59508
-----------------------------------
أَهوِنْ عليَّ بعَبدِ اللّه إن غَضِبا
فما له عنديَ العُتبَى إذا عَتِبا
كَسَوتُه حَبَراتِ المَدحِ مُذهَبة ً
و قلتُ قد مُلِئَتْ كَفِّي به ذَهَبا
و قد ضربْتُ بسيفٍ مُرهَفٍ فنَبا
و قد قدحْتُ بزندٍ مُضرَمٍفَخَبا(79/93)
حتى إذا الإذنُ من نَجواه قرَّبَني
و رفَّعَ الحاجبُ الأستارَ والحُجُبا
و قفتُ بين يَديَ نَجواه من حُمُقٍ
أَصُبُّ في أُذُنَيه الزُّورَ والكَذِبا
إذا وعَى المدحَ لم يطرَبْ لبهجتِه
و إن تصافَعَ قَومٌ عندَه طَرِبا
العصر العباسي >> السري الرفاء >> هيَ الدنيا وزينتُها الشَّبابُ
هيَ الدنيا وزينتُها الشَّبابُ
رقم القصيدة : 59509
-----------------------------------
هيَ الدنيا وزينتُها الشَّبابُ
و في اللذَّاتِ بعدَهما ارتيابُ
فلا تذهَبْ بك الأطماعُ واذهبْ
كؤوسَكَ لي فقد حانَ الذَّهابُ
نَزَلْنا منزلاً من سُرَّمَرَّى
به اللذاتُ صافية ٌ عِذابُ
حديثٌ كابتسامِ الرَّوْضِ جادَتْ
عليه بفيضِ أدْمُعِها السَّحابُ
و أقداحٌ تَفُوح المِسكَ طيباً
ويَكمَدُ عندَها الذَّهَبُ المُذابُ
إذا ما الرَّاحُ والأُترُجُّ لاحا
لعينِك قلتَ أيُّهما الشَّرابُ
العصر العباسي >> السري الرفاء >> هَفا طَرَباً في أوانِ الطَّرَبْ
هَفا طَرَباً في أوانِ الطَّرَبْ
رقم القصيدة : 59510
-----------------------------------
هَفا طَرَباً في أوانِ الطَّرَبْ
فَأَنْخَبَ أقداحَه بالنُّحبْ
و غنَّى ارتياحاً إلى عارضٍ
يغنَّي وعَبرتُه تَنسَكِبْ
غيومُ تُمَسِّكُ أُفقَ السَّما
وبَرقٌ يُكتِّبُها بالذَّهَب
وخضراءُ تَنثُرُ فيها الصَّبا
فريدَ ندى ً ما لَه من ثُقَب
فأنوارُها مثلُ نظمِ الحِلَى
وأنهارُها مثلُ بِيضِ القُضُب
شَهِدْتُ بها في نَدامَى سلَوا
عن الجِدِّ واستهتَروا باللَّعِب
وأغناهمُ عن بديعِ السَّماع
بدائعُ ما ضُمِّنَتْهُ الكُتُب
و أحسنُ شيءٍ رَبيعُ الحَيا
أُضيفَ إليه ربيعُ الأدَب
العصر العباسي >> السري الرفاء >> الماءُ يَلعَبُ كالأراقمِ مَوجُه
الماءُ يَلعَبُ كالأراقمِ مَوجُه
رقم القصيدة : 59511
-----------------------------------
الماءُ يَلعَبُ كالأراقمِ مَوجُه
والسُّفْنُ بالأذناب فيه عَقارِبُ
و الصَّوتُ من دُولابِ كلِّ متوَّجٍ(79/94)