وتُراعُ منهُ الأسد في الأخياس
يهتزّ عودك للنسيم وإن جرت
نُكبَاً مُعَصِّفة ً فعودك عاس
وتَخفُّ للداعي اللهيف وإن بدا
روعٌ يخفُّ له فطودُك راس
كم خفَّ نهضُك للدعاة وكم رَسَتْ
قدماك في يومٍ عَراك عماسِ
لك عدلُ ذي تقوى وظلم أخي ندى
لا ظلم غصَّابٍ ولا بخّاس
فإذا وهبت ظلمت مالك مُحسناً
وإذا حكمت وزَنْت بالقسطاس
إن كنتَ يوماً مدرِكي بإغاثة ٍ
فاليوم يا ابن السادة الرُّواس
أنا بين أظفار الزمان وخائف
منه شبا الأنياب والأضراس
والنائبات لمن نسيت ذواكرٌ
لكنهن لمن ذكرتَ نَواس
فامنُنْ عليَّ بنظرة ٍ تنجِي بها
شِلوي من الفَرّاسة النُّهّاس
فكم اشتليتَ من امرىء ٍ مُستلحمٍ
وفرستَ من مستأسدٍ فراس
وهب الإله لما بنيتَ من البُنا
شَرَف الذُّرى ووثاقة الآساس
خذها وإن قلّت لمثلك تُحفة ً
من فاخرات ملابس اللُّباس
إن شئت قلت مليحة ٌ ما ضرّها
أن لم يقلها المكتني بنُواس
أو شئتَ قُلتَ جميلة ٌ ما عابها
أنْ لم يقلها المكتنِي بفراس
يا حُسنها بكراً وعند ولادِها
ما أنت مانحها وذاتَ نِفاس
هل أنتَ ذاكرُ موعدٍ قدَّمتهُ
أم أنت ناسٍ ذاك أم متناس
بي من درورِكَ واختصاصك جانبي
بالجدب حرُّ صَلاً وحَزُّ مَواس
طال الغليل وقد سقيتَ معاشراً
دوني وما صبروا على الإخماس
ن
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما نكهتْ في مجلس شُنطفٌ
ما نكهتْ في مجلس شُنطفٌ
رقم القصيدة : 61373
-----------------------------------
ما نكهتْ في مجلس شُنطفٌ
إلا خَشينا قتلَها نفسا
مقْصوعة الخِلقة دَحداحة
تطرحها القِلة ُ في المَنْسا
نكهتَها تقتلُ جُلاَّسها
لقرب مَفساها في المحسَى
واسعة ُ الثقبين بغَّاءة ٌ
قد أقطعت بِيعتها القَسا
خافت على عُذرتها غيلة ً
فاتخذت فقحتها ترسا
وإن تشاجت سمعت هاتفاً
يهتفُ من خلفٍ بها تعسا
تالله أدرِي عند إبذارها
أأبذرتْ أم أندرت جَعْسا
أندرْ لها ضِرساً إذا أبذرت
بل لاتدع في فمها ضرسا
أغضبني الشعر فعاقبتهُ
بوجهها فاعتدَّهُ حبسا(73/129)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أشجَتْكَ أطلال لخو
أشجَتْكَ أطلال لخو
رقم القصيدة : 61374
-----------------------------------
أشجَتْكَ أطلال لخو
لة َ كالمَهَارِق دُرَّسُ
أودت بهنَّ الباكيا
تُ الضاحكات الرُّجسُ
والعاصفاتُ القاصفا
تُ المُعصراتُ الرُّمسُ
ما إن بها إلا الجآص ذر والظباء الكنس
ولقد تحلُّ بها الحسا
ن القاصرات الأُنسُ
من كل رودٍ كالقضي
ب نَماهُ دِعصٌ أوعسُ
خَوْدٌ لها وجه علي
ه من القسامة ملبسُ
كالبدر حفته السعو
د وغاب عنه الأَنحسُ
ولها غدائرُ حُلَّكٌ
فوق الرَّوادفِ مُيَّسُ
ولها وشاحٌ جائلٌ
زَجْل وحِجلٌ أخرس
وكأنما يرنو بمق
لتها غزالٌ أعيس
ذَعَرتْه نَبأة ُ قانصٍ
فلهُ لِذاك توجس
حتى متى تبكي الديا
رَ وفرعُ رأسك مُخلِس
هل يرجعُ الدمعُ الذي
سَلَبتْهُ عنك الأَحرُس
قُولا لدبسٍ شرّ من
يطأ الترابَ ويُرمس
تباً لدهر أنت في
ه مقدَّم ومرأَس
لو أن إبليساً رآ
كَ لكاد ذعراً يُبلس
ولَراعهُ وجهٌ من التْ
تَحْسين قيءٌ أملس
وكأن صوتك حين تص
دُح صوتُ رعدٍ يَرْجِس
فإذا صدحتَ مؤذناً
كادت تموتُ الأنفس
وُترت قلوبُ العالمي
ن ضَعِيفُها والأَليَس
ودعوا عليك بقاصما
تٍ في الظهورِ تؤيِّس
فكأنما دعوات من
يدعو جميعاً تُنكس
وإذا مَرَرْتَ فللأَنا
م إليك طرف أشوسُ
ووجوهُ من يلقاك من
هم قاطباتٌ عُبس
فَطَوال دهرك أنت مش
توم وعرضُك أدنس
وإذا جلست أذَى خُشا
مُك من يَضُمُّ المجلس
فكأنما الكرياس ين
فخ منك حين تنفَّس
وإذا نهضتَ كبا بوج
هك للجبين المَعطِسُ
فالأنف منك لِعُظْمه
أبداً لرأسك يعكِسُ
حتى يظنّ الناس أنْ
نَك في التراب تَفرَّسُ
ولأنت أجدر بالذي
قال الفتى المُتَنطس
إن كان أنفك هكذا
فالفيل عندك أفطسُ
يا من له في وجهه
أزَجٌ عليه مكنَّسُ
ما إن رأينا عاطساً
بأبي قُبيسٍ يعطسُ
وإذا جلستَ على الطري
قِ ولا أرى لك تجلسُ
قيل السلام عليكما
فتجيب أنت ويخرسُ
خذها إليك طما بها
متلاطم متبجِّسُ
شُنعاً شواردَ كالسها(73/130)
م جِبارُها لا تَدرُسُ
كشفت عيوبك مثل ما
كشف الظلامَ المَقْبسُ
ن
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيركب عمرٌ حوله من يحفُّهُ
أيركب عمرٌ حوله من يحفُّهُ
رقم القصيدة : 61375
-----------------------------------
أيركب عمرٌ حوله من يحفُّهُ
ويُعوِزُني قوتٌ أعولُ به عِرسِي
كذبتَ لقد أغنى عُفاتي قاسم
وإني لأُعطي الحق ما حَملتْ خمسي
سوى أنني أشكو إذا ما امتدحتُهُ
فضائل تُعييني وتُعيي بني جنسي
وإيعادُهُ إياي منه وقد صفتْ
ظلالي ولم تُذمم سَجاياه في غرسي
هو الشمس يَغشاني سناها ونفعُها
وتُعجزُ لمسي حين يطلبُها لمسي
صفا وجفا واشتدّ وجدي بقُربهِ
وفي دينكم ضربي وفي دينكم حَبسي
وإني لأرجو أن ينكِّر مُنعماً
على زمن قد طال إعمالُهُ بخسي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قل للأمير وما بالحقِ من باسِ
قل للأمير وما بالحقِ من باسِ
رقم القصيدة : 61376
-----------------------------------
قل للأمير وما بالحقِ من باسِ
دع عنك ضربك أخماساً لأَسداسِ
من اثنتين فلا تبخل بواحدة ٍ
إمَّا النوالُ وإمّا راحة ُ الياس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> طاب نيروزك في يوم الخميسْ
طاب نيروزك في يوم الخميسْ
رقم القصيدة : 61377
-----------------------------------
طاب نيروزك في يوم الخميسْ
وجرى مجرى سعيد لا نَحيسْ
لم يكن إلا سروراً كلهُ
وحبوراً وحباءً للجليس
ظلَّ معروفك ينهلُّ لنا
من يَمينيكَ نفيساً من نفيس
فصلِ النيروز واشفع وِترهُ
بأخٍ وامنُنْ عليه بأنيس
والبسِ النعمى جديداً ثوبها
أو ترى نفسك في العمر اللبيس
مُصغياً نحو الملاهي ناعماً
بين أشباه المها والخندريس
يا بني وهبٍ غدت نعماؤكم
قد ثوت في داركم مثوى حبيس
ما لها عنكم زوالٌ أبداً
فأْمنوا من روعة اليوم البئيس
نحوكم تجري الأَحاظي كلها
وإليكم تنتهي أخرى العَجيس
فالبسوها وامنحونا فضلها
يا بني كل رئيس لرئيس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يُرجف القرد بأني
يُرجف القرد بأني(73/131)
رقم القصيدة : 61378
-----------------------------------
يُرجف القرد بأني
زائل العقل موسوَسْ
حاولَ القردُ لعَمْري
عكْسَ أمرٍ ليس يُعْكَسْ
أتُراهُ يَتَظنَّى
أن عينَ الشمسِ تُطمس
إنْ أُوسْوَسْ فحقيقٌ
يُسْعَدُ القرد وأُنْحس
أصبح الناشِىء ُ ممن
يتغنَّى وهو أخرس
نافِقاً عند أُناسٍ
تَعِسوا والدهرُ أتعس
قلْ لَه عنّي وإن أص
بحتُ أطْرَى وأكيس
تِه على الدهرِ وقل ما
شِئتَ واظلمْ وتغْطْرس
لم يُقدَّس منك شيءٌ
ولك الجَدُّ المقدَّس
كيف لا يشتدُّ وِسْ
واسِي وأشعارُك تُدرَس
وضياءُ الشمسِ لا يُقْ
بَس والظَّلماءُ تُقْبَس
لم أكن أَنْفس شيئاً
وعلى مثلك أَنْفَس
قيل لي إنك شُعِّر
تَ فَضاق المتنفَّس
ثم عَزَّيت فؤادي
بعدما حار وأَبلس
قلتُ إنا لَبِخيرٍ
إنْ أخونا لم يُفرَّس
ما اقتنى مثلك دهر السْ
سُوء إلا حين أفلس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سهَّل عندي خَلتي أنني
سهَّل عندي خَلتي أنني
رقم القصيدة : 61379
-----------------------------------
سهَّل عندي خَلتي أنني
طال على خسفكم مَحْبِسي
فالآن ما اسْتَجشأتُ من مَطْعَمِي
عندي وما استخشنتُ من مَلبسي
جُزيتُم عن طيب ما أغتذي
خيراً وعن نعمة ما أكتسي
أعجِبْ بأن رَوَّيتُم غُلتي
ومن سوى منهلِكم أحْتسي
كم من أناس أَمَّلوا فضلكم
مَحْرسهم أضيق من محرسي
ومن أيادي فضلكم أنكم
لا تُعْدِموني من به أَأْتسي
لا شيء إلا ذَمَّكُم وحدهُ
أصبح معموراً به مجلسي
قِستُ بما ألقاه من ظلمكم
فقري وما أخطأتُ في مِقْيسي
فكان مسُّ الفقرِ فيما أرى
ألْيَنَ إرغاماً على مَعْطسي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وشَمولٍ أرقَّها الدهر حتى
وشَمولٍ أرقَّها الدهر حتى
رقم القصيدة : 61380
-----------------------------------
وشَمولٍ أرقَّها الدهر حتى
ما تَوارى قَذَاتُها بلبوس
وردة ِ اللون في خدود النَّدَامى
وهي صفراء في خدود الكؤوس
سهلة في الحلوق لا غَوْل فيها
وهي خشناء صعبة في الرؤوس(73/132)
وكأن الشعاعَ منها على الكفْ
فِ جِسادٌ على مَداك عروس
تتلقى بالعبس وهي تحيي
بنسيم فيه حياة النفوس
سقط بيتين جمعتْ آيتينمُحيية ً طوراً وطوراً مميتة ً للنفوس لطفت فاعتدت تَحل من الأجْ ساد من لطفها محل النفوس
جمعتْ آيتينمُحيية ً طو
راً وطوراً مميتة ً للنفوس
لطفت فاعتدت تَحل من الأجْ
ساد من لطفها محل النفوس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما في حياة عبيد الله منفعة ٌ
ما في حياة عبيد الله منفعة ٌ
رقم القصيدة : 61381
-----------------------------------
ما في حياة عبيد الله منفعة ٌ
عندي سوى أنّه تعويذُ عباسِ
يردُّ عنه عيون الحاسدين له
وكلّ سحرٍ ووسواس وخنَّاس
عليه وجهٌ يرد العينَ خاسئة ً
والعين تفلق متن الجندل القاسي
شتان ما بين عبّاسٍ وصاحبه
في الفضل والخير عند الله والناس
فالله يفديه من كأس المنون به
فوجهه آثَرُ الوجهين بالكاس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتُ أباك الخيرَ شَقَّ من اسمه
رأيتُ أباك الخيرَ شَقَّ من اسمه
رقم القصيدة : 61382
-----------------------------------
رأيتُ أباك الخيرَ شَقَّ من اسمه
لك اسمك إذ قال القوابلُ فارسُ
طلعت عليه يوم تمِّك طلعة ً
مباركة ً لم تحتضرها المناحسُ
فلما رأى فيك النجابة َ محضة ً
كساكَ من الأسماءِ ما هو لابس
وزادك حرفاً لا يراه مُميِّزٌ
يخالف بين اسميكما بل يجانِسُ
تقاربتما في اسميكما وكذا كما
تكونان في المعنى إذا قاس قائِسُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتُ خضابَ المرء عند مشيبه
رأيتُ خضابَ المرء عند مشيبه
رقم القصيدة : 61383
-----------------------------------
رأيتُ خضابَ المرء عند مشيبه
حِداداً على شرخ الشبيبة يُلْبَسُ
وإلاَّ فما يُغري امرءاً بخضابه
أيطمع أن يَخفى شَبابٌ مُدَلَّسُ
وكيف بأن يَخفى المشيبُ لخاضبٍ
وكل ثلاث صبْحُه يتنفسُ
وهبْه يُوارِي شَيْبه أين ماؤهُ
وأين أديم للشبيبة أملسُ(73/133)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عجب الجاهلون أن أبصروهُ
عجب الجاهلون أن أبصروهُ
رقم القصيدة : 61384
-----------------------------------
عجب الجاهلون أن أبصروهُ
نَزَّه الناس في بساتين رأْسِهْ
كيف لو أبصروهُ وهو مُجدٌّ
يُعمل الكفّ في مَصافع نفسه
قلتُ للسائِليَّ عن غضبي كا
ن علي وعن قِلاي لعِرسِه
ضرطتْ عِرسهُ على رأس أيري
فتوهّمتُ أن ذاك بِدَسه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أرى خالداً يرمي صَفاتي عَداوة ً
أرى خالداً يرمي صَفاتي عَداوة ً
رقم القصيدة : 61385
-----------------------------------
أرى خالداً يرمي صَفاتي عَداوة ً
ويشتِمُ عرضي سادراً في المجالسِ
ولو كان من قحطانَ حقاً كما ادعى
لمَا جازَ أن يَنْسى أياديَ فارس
أخالد لِمْ ناقضتَ أصلَكَ ضَلَّة ً
وقد كنتَ شيخاً عالماً بالمقايس
أتَنمى إلى قحطان ثم تسبُّني
ضَلِلْتَ سبيل الأَدعياء الأَكايس
هجرتَ المُسيغي الماءَ قحطانَ بعدما
لقوا من أبي يَكْسوم إحدى الدهارس
ولو كنتَ ذا طبٍّ بتصحيح دعوة ٍ
بكيتَ على أصدائهم في النَّواوس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عجبَ الشيخ خالدٌ من أناسٍ
عجبَ الشيخ خالدٌ من أناسٍ
رقم القصيدة : 61386
-----------------------------------
عجبَ الشيخ خالدٌ من أناسٍ
يَعْكسون الأمور أعجبَ عكْسِ
أنكروا أن يكون مسلكَ أيرٍ
ثُقْبَة ٌ لا تزال مسلكَ جَعْس
لكن الشيخ خالد يحبس الأص
لع فيها برغمهم أيَّ حبسِ
ويرى أن رفع أم سُويدٍ
فوق مقدارِها مَهانة ُ نفسِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ماذا يريدُ الناسُ من خالدٍ
ماذا يريدُ الناسُ من خالدٍ
رقم القصيدة : 61387
-----------------------------------
ماذا يريدُ الناسُ من خالدٍ
وثقلُ قَرْنيه على رأْسِهْ
الرجزصَدَّا عن الأَطلالِ لَمَّا استيأسا
من أن تُحيِر النُّطق أو أن تَنْبسا
فليُبعد الله الكتابة َ انَّها
لا شكَّ إذ قبِلتْك غيرُ مُقدسة
اصبحتَ قَنَّعت الكتابة خَزية ً(73/134)
قد كان قنَّعها أبوكَ الهندسة
تُكنى أبا يعلى ولستُ باهلِها
ما لم يَقْلها القائِلُون مُنكَسه
دَنَّست يا ابن أبي امية َ كُنية ً
غَنِيتْ زماناً وهي غَيرُ مُدَنَّسه
كاملتالله با ابن ابي أمية قُل لنا
إن كنتض مَسْعَدَة ً فأين المَنْحَسَه
هل نَقموا منه سوى جوده
ويب نفْس فيه عن عِرسه
أليسَ فيهم رجلٌ مُنصفٌ
فينصف البائس من نفسه
قد وَلِعُوا بالشيخ يؤذونهُ أليسَ فيهم رجلٌ مُنصفٌفينصف البائس من نفسههل نَقموا منه سوى جودهويب نفْس فيه عن عِرسه كاملتالله با ابن ابي أمية قُل لنا إن كنتض مَسْعَدَة ً فأين المَنْحَسَهدَنَّست يا ابن أبي امية َ كُنية ًغَنِيتْ زماناً وهي غَيرُ مُدَنَّسه تُكن
عجَّله الله إلى رمسه
خوفاً على أدوائه أن تُنْكَسا
بَل ذو الحِجى لا يَستحير أَخْرَسا
إلاَّ إذا اسْتَجْهله فرطُ الأَسى
لا يَحرِمُ الله الطلولَ الدُّرَّسا
سُقياً تُردِّيهن نوراً أملسا
أَقاحِيا أو حَنوة ً أو نَرْجسا
تكادُ رَيَّاه إذا تنفَّسا
تُنْشيء في تلكَ المَواتِ أنفُسا
تَربُّه الأنوارُ رَبا مِرغَسا
بكلِّ محموم الظلال أَغبسا
إذا أضاءَ البَرقُ فيه أَرْجَسا
إن لمْ يَؤُبْ جُنحَ الظَّلام غَلَّسا
فقد لَهَوْنا بالطلولِ أحْرُسا
أيام يُؤْوينَ الظِّباء الأُنَّسا
والدهرُ يجني أنعماً وأبؤسا
أنا ابنُ أعلى كلِّ من تفرَّسا
بيتاً وأزكاهُمْ ثرى ومَغْرسا
والوارثُ المجدَ الطويلَ مِقْيَسا
والباعَ والعِزَّ التَّليدَ الأَقعسا
عن كل وضَّاح يُجلِّي الحنْدِسا
تَمَّمَ بي من مَجده ما أَسَّسا
فأيُّها المُلْقي عليَّ الأَحْلُسا
شمسُ الضُّحى أبرعُ من أن تُطْمسا
يعقوبُ لاقيتَ هِزَبراً مِفْرَسا
يزيدُه عضُّ الحروب حَمَسا
تَنجابُ عنه الغمَراتُ أمْلسا
يَخالهُ القِرنُ إذا تَشَرَّسا
يُديرُ في المِحجرِ منه قَبَسَا
يَستوقِفُ الألفَ إذا تَبَهْنسا
حِجراً على الآسادِ حيثُ عَرَّسا
أذاكَ أم قِرنَ صِيالٍ أسْوَسا
لا مُمتَطى الظهرِ ولا مُخيَّسا(73/135)
أصْيدَ يأبى رأسُه أن يُعكَسا
أهْوَجَ إن وَزَعْتَه تَغْطرسا
يُغشى الفحولَ البزلَ بَرْكاً مِهرسا
إذا أَحسَّ البَكْرُ منه جَرَسا
لَطَّ العَسِيبَ باستِه واخْرَمَّسا
أذاك أم كبشَ نِطاح أَرْأسَا
يُولي الكباشَ هامة ً كَروَّسا
يَهْوينَ منها للرؤُوسِ كُوِّسا
كأنما يَصدِمنْ منها عِرمِسا
أعْيَتْ على الرَّادينَ أن تُؤيَّسا
حتى تَراها بالجَريض نُسَّسَا
سَكرى وما باتتْ تُعلّ الأكؤُسا
أذاكَ أمْ أفعى نآدا دهْرسَا
أمْلَتْ له الأحداثُ حتى عَنَّسا
ببطنِ وادٍ وَحَدا فيه خَسا
ما بضَّ واديه ندى ولا اكتسى
نبتاً لدُن آوَاه إلا أيْبَسا
إذا استدرَّ في المَشيبِ وَسْوسا
وسوسة َ الحِمِّ إذا تحسْحسا
يُعجِلُ من أَنْحى عليه المِنهسا
من أن يُرَجِّي البرء أو أن يَيْأسا
أو أن يُراعي الجارياتِ الخُنَّسا
بل شاعِراً ثَبْتَ المقامِ أَحْوسا
مِردى ً بأمثال القَوام مِرْدسا
يُرسلهُنَّ نَقْرساً فنقرسا
تَقْرُو القبورَ مَرْمَسا فمرمَسَا
حتى يُوافينَ العَجوزَ المُومسا
أُمكَ والشَّيخَ اللَّئيم مَعْطسا
لا بُورِك الزَّوجان بل لا قُدِّسا
يا ابنَ السِّفاحِ يقناً لا مَحْدسَا
وابن التي لم يَلقَ من تحسَّسا
أَرْوَض منها للزِّنا وأَسْوسا
ريَّا بماءٍ غُصنُها حتى عَسَا
تبيعُ من أَرْبحَهَا وأَوْكسا
سِيَّان من أَسْنَى لها وخسَّسا
ثم أَعدَّتْ كَسْبَها المحبَّسا
فادّخرتْ مِنه الرغيبَ المنْفِسا
لتُرغبَ المقْتر فيه المُفلسا
إذا تَحَنَّى ظهْرُها وقوَّسا
ولمْ يرَ الزّناة ُ فيها مَلْبسا
كَذَاكَ تَلقَى الحُوَّل المُجرَّسا
يأخذُ من لِيانه لِما قَسَا
تَفْري الغراميلَ إذا الليل غَسا
أحْوَقَ يَقْذِي مُشْفَراهُ نَجَسَا
أَوْسَعَ من طَوْقِ الرَّحا وأَسْلسَا
يَبلعُ ما يَبْلعُ حُوتُ يُونُسا
لو انتحاهُ سَهْمٌ أَعْمى قَرطسا
أينَ عَسى يَعدِلُ عنه لاعسا
تكادُ من غُلْمتِه أن تُسْلَسا
إذا اعترى النومُ العيونَ النُّعسا
أَجْسمها جَوْفُ الدُّجى أن تَهمِسا(73/136)
كَأَنما أَرَّقهَا داءُ النَّسَا
حتى تُلاقي بعضَ من تَعَسَّسَا
سكرانَ ليلٍ عابراً أو حرسا
لو فرشوها الجندل المُضرَّسا
إذاً لخَالتْهُ هناكَ السُّنْدسا
لاَقتْ بعَينيكَ الأَيورَ الدُّحَّسا
فَقَذَفتْ مِنك بأعمى أَطْمسا
يَرى النهار ظُلماتٍ دُمَّسا
واسْتخلفتْ بِنتَكَ تَعْساً أتعسا
متى تُلاقِ الرَّاهبَ المبرنَسا
تقْبِضْ عليه قَبضَ رام مَعْجِسا
حتى إذا كان حَراً أن يُقْلِسا
وانتَفَجَتْ أَوْرادُه واقعَنْسسَا
كعُنق الهَيْق إذا تَوَجَّسا
وَرَضيتْه منظراً وَملْمسَا
رَدَّتْه في أرْحَامها مُكَوَّسا
فلو رآها شَيْخُها ما عَبَّسا
وقال بُوركتِ كمِيًّا مِدْعسا
تنوَّقَا بوركتما تَنطَّسا
وبالرِّفاءِ والبنينَ أعْرِسا
دونَكَها تَكْسوك ثوباً أطْلسَا
يُخاوضُ المجلس فيها المجْلِسا
ما أقْمرَ ابْنا أَبدٍ واشْمسا
لو اسْتعنْتَ في المعاني هِرْمسا
أو اسْتَجشّمَتْ في الكلام فَقْعَسا
كي يُصرِخَاك مِثلها لأُبْلِسا
ن
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سُلالة نُورٍ ليس يُدرِكُهُ اللَّمسُ
سُلالة نُورٍ ليس يُدرِكُهُ اللَّمسُ
رقم القصيدة : 61388
-----------------------------------
سُلالة نُورٍ ليس يُدرِكُهُ اللَّمسُ
إذا ما بدا أغضى له البدر والشمسُ
به أمْست الأهواءُ يجمعُها هوى
كأن نفوسَ الناسِ في حُبِّه نفسُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لله ورَّاقٌ مررنا به
لله ورَّاقٌ مررنا به
رقم القصيدة : 61389
-----------------------------------
لله ورَّاقٌ مررنا به
في صَفِّ أصحابِ القراطيسِ
من أصبرِ الناسِ على صفعه
كأنها وقعة فِطِّيس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قل للأمير إذا مثلتَ له
قل للأمير إذا مثلتَ له
رقم القصيدة : 61390
-----------------------------------
قل للأمير إذا مثلتَ له
يا ركن أهل إقامة الخمسِ
يَهنيك أن الفطر حين بدا
نُشرَ السرور به من الرَّمسِ
نَطَقتْ بناتُ اللهو فيه معاً
من بعض خفض الصوتِ والهمسِ(73/137)
وجرى لنا فَلَك الكؤوس به
فأمات هَمَّ النفسِ ذي الهَجْسِ
ومن السعادة ِ أن رأيتَ أبا ال
عباسِ ملءَ العينِ والنفسِ
سَلَّفتَ فيه فراسة ً صَدَقتْ
فحمدتَ ما سلَّفتَ بالأَمسِ
أجْنى جنًى طابتْ مذاقَتهُ
إذا كان غَرسَ مباركِ الغرسِ
كم فيه من جدِّية عَذَرتْ
مشتق كُنيْته من العبسِ
ومحامد نادت مُسمِّيه
تالله ما سمَّيت بالعكِسِ
فاسعد بطول حياته أبداً
يُفضي به حَرْسٌ إلى حَرسِ
واشرب على رغم العدو وما
يلقاه من تعسٍ ومن نكسِ
كأساً كأنك حين تشربها
قمرٌ يُقبِّل عارض الشمسِ
مشمولة ً كالمسك عاتِقة ً
لطُفتْ عن الإدراك باللمسِ
لنسيمِها في قلب شاربها
روح الرجاء وراحة اليأسِ
حياك بالشاهسْفَرَمِّ ضُحى
والجلّسان ونفحة الكأسِ
فطرٌ ونيروزٌ يُجاوره
طلعاً معاً بالسعد لا النحسِ
غَدِقَيْن مُخضَّلين شأنهما
إعمال نفي البؤس والبأسِ
هذا يُبدي الجلد منك وذا
يسقيك من صفراءَ كالوَرْس
نضْحٌ ونشحٌ يغمسانك في
فرح ونُعم أيَّما غمسِ
هذا لذاك ورُبَّ قافية ٍ
قد قلتُها كالطعنة الخلسِ
وأقول عودا قول ذي لسنٍ
لم يُؤتَ من عيٍّ ومن أَلسِ
لولا كلابٌ غيرُ آلِيتي
نبحاً إذا أسْمعتُها جَرسي
متعرض للفَرْس نابِحُها
والليثُ لا يرضاه للفرسِ
يؤذى بتكرار النُّباح وما
من مَنْهسٍ فيه لذي نَهسِ
فالكفُّ عن أمثاله غَبَنٌ
ومِراسُهُ من أعظم الوكسِ
كالبيْن بانت عاجلاً يده
والبيهقي كبا من التَّعسِ
وكصاحبٍ لي غيبُه دِغلٌ
أنا منه في قَرص وفي نخسِ
لولا أولئك غير مُعتذرٍ
بالعجز عن وَطءٍ ولا ضَرْسِ
أهديتُ قافية ً مصنَّعة ً
في الخدر قد سميتْ من الحبسِ
لقريع مجدٍ لا كِفاءَ لَهُ
من مُصعب للرأس فالرأسِ
ممن يُنيلُ وما استُنيل كما
يُكسَى المدائحَ غير مستَكسِ
أعني عبيد الله خير فتى
بالحق ما في ذاك من لبَسِ
ذاك الذي يجزي الجزاء فلا
يُثني عليه الشعر بالبخسِ
يا من يقولُ بغير مدحتهِ
البدرُ مُمتنعٌ من اللَّمسِ(73/138)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> راع قلبي مشيبُ رأس خليسِ
راع قلبي مشيبُ رأس خليسِ
رقم القصيدة : 61391
-----------------------------------
راع قلبي مشيبُ رأس خليسِ
راع جهلي والكَيْس بالتكييسِ
حالكٌ غيَّرته جُونٌ وعِيسٌ
فهو لونان بين جُون وعيسِ
والليالي وناسِخاتُ الليالي
تُوشكُ القَدْحَ في الصحيح المليسِ
كم صَليبٍ من الصفا آيستْهُ
عُقبُ الدهر أيما تأييس
لَمَسَتْني أكفُّهن فأبقتْ
أثراً لا يروق عَيني لميس
وكذاك الفتى بموقف موقو
فٍ على حادث الزمان حبيس
خائفٍ من مبارز وكمينٍ
وجِلٍ من مُجاهرٍ ودسيس
تَرْحاً للزمان من مُستأيسٍ
ولمن يرتجيه من مُستئِيس
كلما استدرجَ المؤمِّل فاغْتَرْ
رَ رماهُ بفيلق دَرْدَبيس
ثم يُدعَى جريحُه السالم الغا
نم إذا أخْطَأتْه حال الفَريس
بينما من يروده في مراعي الرْ
رُطب إذ صار في مراعي اليبيس
ثم يأتي مكان رأسٍ برجْلَي
نِ ضلالاً لذاك من تَرْئيس
كم له من بطانة لا يُعفى
صَرْفُهُ عارها سَجيسَ عَجيس
مُحْدثي رفعة ٍقَديمي سَفالٍ
غلّسُوا فيه أيَّما تَغْليس
سُئِّلوا كيف نَوْمَة التارِك المج
دَ فقالوا كَنوْمة التَّعريس
لابسي ملبسٍ من الجهل لا ين
فك عينَ الجديد غير اللبيس
أُبْهمَ القومُ غير شك وأُنِّس
تَ فعادوا فضيلة التأنيس
قلتُ دالية ً أعانتنيَ الجنْ
نُ عليها لا شك دون الأَنيس
مادحاً صاعداً بها وعلاءً
مُطنباً في الخسيس وابن الخسيس
فكأنِّي هَيَّاتُها لحماريْ
ن يَرُودان في خَلِيس الوديس
لم يُصيبَا في أمرها فأصيبَا
بعذابٍ من الإله بئيس
ظَلَمَاها فعوقبا بيد الله
فخرَّا من حالق مَرْمَريسِ
ويد الله تلك ناصر دين ال
لَّه ليثُ البِراز لا العِرِّيس
والشهابُ الذي تهاوَى فأهوَى
كل عِفْريتِ فتنة عِتْريس
من بني هاشم ومن آل عبَّا
س بَنى الله بيْتَه في الدَّخيس
يا لها حُلة ً نسيجة وَحْدٍ
لم يكن حَظُّها سوى التدنيس
يا لها حِيلة ً أُجيدت لشَمْطا
ءَ وأخرى مَبْنيَّة التَّقويس(73/139)
صاعد وابنه وما للخسيسيْ
ن وللمدح بالكلام النفيس
لم يكن من حُلَى الخَبِيثَين لكن
من حُلى كل ماجد نِقْريس
وحُلى السادة الأكابر ليست
من حُلى الجاثليق والقِسيس
لاحَظَاها بغير عيني سُليما
نَ فلم يَصبُوا إلى بلقيس
حَسُنت كلها وطابت فسادتْ
في الضَّعيفَينِ سورة الخَنْدريس
وكذا الخندريس تُضْحي وتًمْسي
آفة َ العقل غير ذي التأسيس
ذاتُ طَعْمٍ ومنظرٍ ونَسيمٍ
وحُمَيا وهِزَّة ٍ ورَسيس
حُكْمها في العقولِ تذكية الأَقْ
وى ورمي الضعيف بالتَّهويس
لم يكن آفة ُ القصيدة ِ إلا
ذاك فاترك مقال ذي التلبيس
ظلمَ الشعرُ صاعداً وكذا كم
ظلمتْهُ الملوكُ بالتَفْريس
بل هو الظالم الذي ظل يرقى
راكباً مركباً من التدليس
يتعاطى الكبيرَ بعد صغير
لم يُطقْ حَمْله بأقصى النَّسيس
كاتبٌ ضاق باليراعة ذَرْعاً
فتعاطى القناة نزوَ السريس
واعْتزى كاذباً إلى آل كعب
وانتمى زِيُّه إلى باذَغيسِ
واستباح الأموال يُعمِلُ فِيهِنْ
نَ بلا مدفع ولا تنفيس
نفقات كادت تُفَلِّسُ بيت ال
مال أقصى نهاية ِ التفليس
وتولى وزارتين فأضحى ال
حقُّ غضبانَ ظاهر التعبيس
وبتدبيره عصى ابْن سجستا
نَ ومن قبلِه أخو تنِّيس
شؤم رأيٍ أتى على الشرق والغر
بِ من المدَّعي الدعيِّ النحيس
قالتْ الخيلُ للدعي دع المَعْ
و ولا تخلطنَّه بالغَسيس
لست من شكلنا وليس من الفا
ل عُطاسٌ يكون عن تعطيس
لم تضَع للتي تَكدَّس بالأَب
طال بل للحصاد والتكديسِ
خارَ أصحابُه لَدُنْ صَحِبُوهُ
فغدا اللِّيسُ منهم غير لِيس
وغدت ذِلة النصارى على المل
ك فأضحى أوزاعَ شِلوٍ نَهيس
عجباً من موفق الرأي ولَّى
كلبَ خَسٍّ مكان رئْبال خِيس
ومن النُّكر حَوكيَ المدحَ فيه
وهو أولى بالوطء والتضريس
لم يكن صاعدٌ مكاناً لمدحٍ
لا ولا موضعاً لقوْدِ خَميس
يا لتَفْضيله ومدحيَ فيه
وهو أهل الهجاء والتخسيس
كيف أعطاهُ غير حَقَّيه عدلٌ
لا يُعير النديمَ حق الجليس
كيف قلتُ الفصيح في فاحش العُجْ(73/140)
مة ِ كالطَمْطَميَّ من بَدْليس
قال يوماً كنا بطوس فنادو
هُ ألا اخفض فقال كنا بطِيس
وإذا رام أن يفوه بقدّو
س أبَى مِرْنة ً سوى قديس
غلبت لكنة النصارى على في
ه فأعيت علاج بُقْراطيس
ربما أرتجته فارتج شدقا
هُ من العي كارتجاج القريس
ما أراني غَلِطْتُ في العبد بل قل
ت بتقليد سيدٍ بِرْعيس
ومن اختاره الأميرُ مدحنا
هُ وكان السعيدَ غير النحيس
ومن ازْورَّ عنه يوماً هجونا
هُ وكان النحيس عين النحيس
وَلَمَا غُولِط الأميرُ ومن أي
ن وما غَوْر دَهْيِه بمقيس
بل إخالُ الأمير جرّبَ والمر
ءُ يُحب التجريبَ للتجريس
كان كالمتلف البضاعة في المت
جر حتى استفاد كيْسا بكيس
ثم صال الأمير بالثعلب الحا
ئن صول المحقِّ لا الغِطريس
فكم انشق مدفنٌ عن دفينٍ
وكم انعقَّ مَكْبس عن كبيس
وثنَى بابنه السفيه المعنَّى
بأساطير أَرِسْطَاطاليس
والذي لم يُصخ بأذْنيه إلا
نحو ذو ثوريوسَ أو واليس
عاقداً طرفَه ببهرامَ أو كي
وانَ أو هِرمسٍ أو البرجيس
أو بشمس النهارِ والبدر والزُّه
رة ِ عند التثليث والتسديس
واجتماعاتهن في كل قيد
وافتراقاتهن عن كل قِيس
كي يروم القضاء قَسْراً وأولى
أن يُرام القضاء بالتخييس
يشْهد الله أنه كان نجلاً
ما تلقَّتْه لِقوة ٌ عن قبيسِ
سِلمُ عيٍّ محارباً كل شيءٍ
وافرٍ حظه من التقديس
دهَّرته جهالة ٌ نصَّرته
ثم عادت عليه بالتمجيس
لم يزل سادراً يسيرُ ويَسري
من هواه المضلِّ في إمْليس
وكذا صاعداً أبوه ألا بُع
داً لإبليسَ وابنه لاقيس
تركت آل مَخْلدٍ سخطة ُ ال
لَّه كطَسْم بحقِّهم وجَديس
هل ترى رائياً لهم من خيال
هل ترى سامعاً لهم من حَسيس
بَهَظُوا الأرض بالكنوز وقد أض
حَوا وما يملكون من هَلْبسيس
نازعوا النحل في جناها فحَالَتْ
حاصبات القَليس دون القليس
ها أنا المنذرُ المحذِّر من يظْ
لم شعراً من سُوقَة ٍ ورئيس
فَلَهُ ناصرٌ من الله إن جَا
دَ وإن لم يجُدْ فمن إبليس
لم يزل بين نكبة وهجاءٍ
ظالمُ الشعرِ في أَحرِّ وطيس(73/141)
كالحاً في وثاقه الدائم الجِدْ
دَة أو عرضه اللبيس الدَّريس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حان كلامُ المُعاتب الخُرُسِ
حان كلامُ المُعاتب الخُرُسِ
رقم القصيدة : 61392
-----------------------------------
حان كلامُ المُعاتب الخُرُسِ
في ردّ تلك المعاهدِ الدُّرُسِ
يا أيها السيد المجرِّد لي
سيفَ جفاءٍ ولستُ ذا تُرُس
حتى متى نحن من إساءَتِنا
وعَتْبِنا في وقائع حُمُس
لم تُخلني قطُّ من صنائعك ال
غُرِّ ولا من حُروبك الضُّرس
تصرُّفِ الغيثِ في صواعِقِه
وتارة ً في سِجاله البُجُسِ
أصبحتُ في مأتمٍ برفضِكَ إيْ
يَاي ومما منحتَ في عُرُس
لقد تَلَوَّنت لي فدع جُدد ال
أخلاق وارجع بنا إلى اللّبس
تلك التي لم تزل تخلَّقها
غير المهينات لا ولا الشُرُسِ
تلك اللواتي حديثُ مُلستِها
زادٌ لركب الصَّحاصح المُلُس
أيام فوزي بك الضواحك أس
تعدي على مُعْقباتها العُبُس
لا تُبْدِلنِّي بما اقتنيتُ من ال
آمال هَجَس المخاوف الهُجُس
يا فرقداً يهتدي السُّراة ُ به
يا قمراً يُستضاءُفي الدُّمُس
أقسمتُ بالعطف منك حين ترى
مِني شماسَ الخلائِق الشُّمُس
وإن هَذِي اليمينَ لا كَذِباً
لبعضُ أيمان عَبدِك الغُمُس
لو أنني ما حَييتُ في منَح
منك وقوفٍ عليَّ أو حُبُس
ما قُمنَ عندي مَقامَ ذكرك إيْ
يَايَ إذا ما خَلوتَ للأُنس
لا تحسبني استَعضْتُ منك لُهى
كَفَّيك إنِّي بكم من النُفُس
والله لا بعتُ باللُّهى أبداً
رُؤْية َ ذاك الجلالِ والقُدُس
إنِّي إذاً إن فعلت ذلكُم
لَبائع المُثمِنات بالوُكسِ
أليس في لمحة ٍ لمحتُكها
دفعٌ لنحس الكواعبِ النُحُس
بلى لعمري فكيف يطمع في
بَخْسي خداعُ المَناحس البُخُس
لا تَجْعلني لما أرى غَرضاً
تلعبُ فيه مَحادِسُ الحُدُس
رَضيتُ في نصف مُدتي بمُلا
قاتك بل رُبعها بلِ الخُمُس
بلْ كل دَوْرٍ يدوره أَحدٌ
ولا رضَّى دون تابع السُّدُسِ
نصيبُ عينيَّ منك في سُبُع ال
عُمر رِضا لي لا للعِدَى التُّعس(73/142)
فابْذلْه مُتِّعتَ بالقِيان وأُع
دمتَ وجوه الحوافظ الشُّكس
فإن قَضى الله للحوافِظ رز
قاً قَضَاهُ للسُّلُس
لا زلتَ للحادثاتِ مُهْتضماً
في منْعة ٍ من أكفها الخُلُس
تعُلك الكرمَ من ذخائرها
على بغام الشوادِن اللُّعُس
المدْنَفَاتِ العيون لا رمداً
الفاتراتِ الجفونِ لا النُّعس
مربَّيَاتِ الحجورِ في ترفٍ
ظباءِ فيح القُصور لا الكُنُس
يا جَبَل الحِرزِ والثمار ألا
تعصمني من سِباعك النُّهسِ
لي عصبة لا تزال تُدْحس لي
عندك تَعْساً للعصبة الدُّحُس
ليست كأُسْد الشَّرى مُجاهرة ً
بالبطش لكن كالأذؤبِ الطُلس
لولا ارتقابيك قد رميْتُهُم
من كَلِمي بالدَّهارِس الدُّبس
تلك التي لا يزال جَنْدَلُها
يترك شُمَّ الأُنُوف كالفُطُس
والشعر جَيْشٌ شنَنْتَ غارته
قِدْماً فأي الديار لم يَجُس
وكم رماني العدى بداهية ٍ
كاستْ على رأسها ولم أكُسِ
لا يرمني الجاهلون وَيْبَهمُ
فإنني ذو مَلاطسٍ لُطُس
دعني أَسُسْهُمُ لمعشرٍ عجزوا
عنهم وأيُّ العتاة لم أسُس
بِشُرَّدٍ تُقْتدى مواقعُها
بألف صينٍ وألف أندلُس
لو راضت الفحل من بني عُدُسٍ
لأَذعنَ الفحل من بني عُدُسِ
أنت ابن كسرى وما تَباعَدت الرْ
رُوم بأنسابها عن الفُرُس
الملكُ إن كنتَ ناظراً نسَبٌ
بين ابن بَهرامَ وابن تَوفُلُس
دونك رأيي فما كواكبه
في الظُلمِ الداجياتِ بالطُمسِ
دونك عزمي فما مَعاوِنه
عند قيام الخطوبِ بالجُلُس
عبدك غرس جَناه مكرمة ٌ
أنتُم لأمثاله من الغُرُس
فارببهُ واحرسْ جَناه تَحْظَ به
وصُنهُ عن مَسِّ معشرٍ نُجُس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا عمرو فخراً فقد أُعْطيتَ منزلة ً
يا عمرو فخراً فقد أُعْطيتَ منزلة ً
رقم القصيدة : 61393
-----------------------------------
يا عمرو فخراً فقد أُعْطيتَ منزلة ً
ليست لِقَسٍّ ولا كانت لشمَّاسِ
للناس فيل إمامُ الناس مالكُهُ
وأنت يا عمرو فيل الله لا الناس
عليك خُرطوم صدقٍ لا فُجعتَ به
فإنه آلة ٌ للجود والباس(73/143)
لو شِئتَ كسباً به صادفتَ مُكتسَباً
أو انتصاراً مضى كالسيف والفاس
من ذَا يقومُ لخرطوم حُبيتَ به
إذا ضربتَ به قِرناً على الراس
أو من يَرَاهُ فلا يُعْطيك خِلْعَتَه
لا تُكذَبنَّ فما بالصدق من ناس
سَقَيتني كأس ذلٍ يوم تَحْجُبني
فاشربْ بكأسي فإن الكاس بالكاس
حَسوتُ منها مراراً يا أبا حسنٍ
فاصبر فإنك أيضاً مثلها حاس
لا تَحمدنّي وشعري إن لبست بنا
وإنْ خَضَمْتَ بأَشداقٍ وأضراس
واشكر لخرطومك المُجدي فأنت به
من قبل شِعري وقبلي طاعمٌ كاس
لأَنت أشهرُ قبل الشِّعر من عَلمٍ
عليه نارٌ ومن مرآة بُرجَاس
حملتَ أنفاً يراهُ الناسُ كلُّهُم
من رأسِ ميل عياناً لا بمقياس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> صرمتَ اليوم حبلَكَ من لَميسِ
صرمتَ اليوم حبلَكَ من لَميسِ
رقم القصيدة : 61394
-----------------------------------
صرمتَ اليوم حبلَكَ من لَميسِ
على ما في فؤادك من رسيس
كأنك قابلتْك بأنف عمروٍ
ورأسٍ مثل حُلَّتهِ خَليس
متى يستنشق الفيلين عفواً
بلا حسٍّ هُناك ولا حَسيس
وتشكو الخندريس أذى إذا ما
تنفَّس في كؤوس الخندريس
على عمرو عَفاء من نديمٍ
إذا حُمدَ النديم ومن جليس
سمعتُ بعمرو الجنَّي قِدماً
ولم أره يكون مع الأنيس
فأظهره الإله لنا بعمرو
أبي الخرطوم ذي الأنفِ الرئيس
نفيسٌ في الأنوفِ على خسيس
وقد تجد النفيسَ على خسيس
إذا عيناك قوبلتا بعمرو
ذكرتَ حديث طَسمٍ أو جديس
من الخِلقِ التي تُركت قديماً
ومن طُرُزِ العمالقة اللبيس
دسيسٌ لليهود إلى النصارى
ليفضَحهم فَقُبِّح من دسيس
يَصَمُّ عن المواعظ والملاهي
ويعجبه حديث الفَنْطليس
ألا يا ابن الوزير ألا انتزعْهُ
ولا تغرسه قُبِّح من غَريس
وقائلة ٍ أتخشى بأس عمروٍ
وأنت كعهدنا رئبالُ خِيس
فقلتُ أخافُهُ وصدقتِ إني
هِزبرٌ لا يزالُ على فَريس
ولكن أيُّ ليثٍ قِرْنُ فيلٍ
كفى بالفيل من قرن بئيس
عجبتُ لوقْفتي بباب عمرو
ولم يكُ قط بالعلق النَّفيس
ولكن ما خسرتُ وذاك أني(73/144)
وُعظتُ بلؤمه أُخرى العجيس
هو الكيْسُ اشتريناه بكيسٍ
ومن لا يشتري كيساً بكيس
ألا يا عمرو فضلك في النصارى
كفضل الأربعاء على الخميس
فلا تبخل بعرضك حين تُهجَى
فإنك منه في خَلقٍ دَريسِ
وقد فعلتْ بك القالاتُ قبلي
كفعلِ النار بالحطب اليبيس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حاجَيْتُ فضلاً وهو ذو فطنة ٍ
حاجَيْتُ فضلاً وهو ذو فطنة ٍ
رقم القصيدة : 61395
-----------------------------------
حاجَيْتُ فضلاً وهو ذو فطنة ٍ
ما زال للحكمة درَّاسا
ما هَنَة ٌ عمَّت بني آدم
يعيِّر الناسُ بها الناسا
يَعتمدُ العامدُ إتيانَها
فلا يرى القومُ بها بأسا
حتى إذا جاء بها فلتة ً
نكَّس من سَوْءتها الراسا
يا وهبَ ذو الضرطة ِ لا تبتئس
فإن للأستاه أنفاسا
قد تنطق الأستاهُ في مجلسٍ
وتُملأُ الأفواهُ إخراسا
فاضرط لنا أخرى بلا حِشمة ٍ
كأنما خرَّقت قِرطاسا
لتُؤنس الأولى بها مُحسِناً
فإنها تَطلبُ إيناسا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تَغنَّى العُلَيْليُّ في مجلسٍ
تَغنَّى العُلَيْليُّ في مجلسٍ
رقم القصيدة : 61396
-----------------------------------
تَغنَّى العُلَيْليُّ في مجلسٍ
فما زال يُصفَع حتى خَرسْ
وظَلْنا نُمازحُه باللِّطا
م وقفدِ القذال إلى أن نَعَسْ
فغنَّيتُهُ حين دام البلاء
وكادت مفاصلُه تنبجسْ
ودرَّت حماليقُهُ والتوى
كما يلتوي حين يُثني الهَرِسْ
عليك السلام أبا مُنْتنٍ
فإني أعدُّك فيمن رُمس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لأن أصلِّي كصلاة الفُرسِ
لأن أصلِّي كصلاة الفُرسِ
رقم القصيدة : 61397
-----------------------------------
لأن أصلِّي كصلاة الفُرسِ
لله والنجم وعينِ الشمس
أو أن أُصلي من وراء قَسٍّ
قُرآنهُ تمجيدُ روح القُدسِ
أحْسن عندي من صلاة الخمس
خَلْفَ رِباحٍ بأذانٍ دَبس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألم تُسأل اليوم الظباءُ الكوانسُ
ألم تُسأل اليوم الظباءُ الكوانسُ
رقم القصيدة : 61398(73/145)
-----------------------------------
ألم تُسأل اليوم الظباءُ الكوانسُ
متى ظَعنتْ أشباهُهنَّ الأوانسُ
لئن أضمرتْهُنَّ الحدوجُ ولن ترى
بدوراً بدتْ ليست لَهُنَّ حنادِسُ
لَربَّت يومٍ جَلاَهُنّ لي ضُحى ً
وللأرض من وشي الربيع ملابس
يَسُفن الخُزامى بين أكناف عازبٍ
غَذته الغواذي وهو بالماء راغسُ
كَسَاهُ من النُّوار أبيضُ ناصعٌ
وأحمر قِنوانٌ وأصفرُ وارس
تشب خزاماه إذا الشمسُ طَفَّلتْ
مصابيحُ لم يقبِس لها النار قَابس
يُغَازلن منه روضة ً بعد روضة ٍ
زَرَابيُّها مبثُوثة ٌ والطَّنافس
يظل بها النوار للشمس راكعاً
يَدورُ إذا دارت له وهو ناكس
وتصرفُ أحياناً عن الشمس وجهَهُ
وجوهٌ تضاهي الشمس بل لا تجانس
إذا الشمس يوماً قابلتهنَّ لم يكد
يُميزها مِنهُنَّ إلاّ المُقايس
خرجن يُبارينَ الربيع وروضَهُ
بما هُنَّ من تلك البُرودِ لوابس
يَرُدن خلال الروض واليومُ داجنٌ
على أنّ يوم الدَّجن مِنهن شَامس
كأن العناقيدَ الجِعادَ تهدَّلتْ
بهنَّ على أعْجازهنَّ الفَرادس
بدورٌ وكثبانٌ تُواصل بينها
غصونٌ رَوِيَّات المُتون مَوَائس
غصونٌ غَذَاهُنَّ النعيم بمائه
ولم يُسقهنَّ الماء في الأرض غَارس
حملن ثُدِيا لم يجدنَ بِدرَّة ٍ
ولم تَبْتذلهنَّ الأكفُّ اللوامس
غرائر ما لم يدَّرين لريبة ٍ
نوائرُ من هُجْر الحديث شوامِس
عليهنَّ من إحسانهنَّ ملابسٌ
طَواهرُ لم تعْلق بِهن المدانِس
بأمثالهنَّ انقاد ذو الحلم للهوى
جَنيباً وأبكتهُ الرسومُ الدوارس
بني طاهر ما من رأى ما بلغتُمُ
بمستنكرٍ أن يلمس النجم لامسُ
إذا عُدِّدت آلاؤُكم آل طاهرٍ
أقرَّ بها منا مَسُوس وسائس
بلغتم من العلياء والمجد رُتبة ً
طوى كشحه من رَامها وهو يائس
ولِمْ لا وأثمانُ المعالي لديكُمُ
رِغابُ العطايا والنفوسُ النفائس
مسامعكم نَصبٌ لداعي كريهة ٍ
تساقي المنايا رحلُها والفوارس
وطوراً لملهوفٍ تَعرَّق لحمهُ
عن العظم ذؤبانُ الخطوبِ النَّواهسُ(73/146)
تَجيبون كلتا الدَّعْوتين كأنكمْ
غيوثٌ وأحياناً ليوثٌ عنابسُ
لأيديكُمُ في الموْطنين كليهما
نقائذُ من أيدي الردى وفرائس
مكارم للماضين منكم تقدَّمت
وأخرى على الباقين منكم حبائس
سأُثني على الدهر المذَمم إذ أتى
بأمثالكم أولاً فإنيَ باخس
تضمَّنتُ أن لا يبخل الدهرُ بعدها
بأي نفيسٍ بعدكم هو نافس
بِكم نَعشَ الله الخلافة َ بعدما
هوى جَدَّها من حالق وهو تاعس
تدارك ذاتَ البيْنِ إصلاحُ طاهرٍ
وقد شمَّرت غِبراءُ تَجري وداحس
إذ الدين هَرْجٌ والخلافة ُ فِتْنَة ٌ
يُبلِّدُ منها الأحزمُونَ الأَكايس
ولما أبت بغداذ إلا شِمَاسها
ولجَّ بها من جِنة النفر ناخس
تخمَّطها بالبيض والسُّمر عُنوة ً
أبو الطَّيب الليثُ الهِزبر الخُنابس
فجاسَ بخيل النصر عُقرَ ديارها
وما جاسها من قبلِ ذلك جائس
به أَلَّف الله القلوبَ فأصبحت
مَقاومُ تلك الحرب وهْي مَجالس
وما زال منكم للخلافة مِدرة ٌ
يُناضل عنها تارة ٌ ويُرادس
أوائلكُمْ داووا أوائلَ دائِها
وأنتم لها إن تاح للداء ناكس
بأحكامِكم تَمضِي السيوف مضاءها
وتقضي قضاياها الرماحُ المداعِس
إذا القومُ راموا شأْوَكُم خلَّفتْهُم
جدودٌ لِئامٌ أو جدودٌ قواعِس
أَعُمُّكُمْ مدحاً وأختصُّ منكُمْ
فتاكم عبيدَ الله والرأسُ رائس
همام له في المجد والخير مِقْيسٌ
طويلٌ إذا ما طاولتْه المَقايس
رأى الملكانِ الهاشميان فضلَهُ
برأيٍ جَلَتْ عن صفحتيه المَداوس
وكيف بأن تخفَى محاسن مِثله
وهُنَّ لأبصار القلوبِ مَقابسُ
إلى مِثله تُلقى الرعاءُ عِصِيَّها
إذا عاثَ في الشاء الذئاب اللَّعاوس
فتى غيرُ مفزاع إذا الحربُ زمجرتْ
زماجِرَها وارتاعَ منها الضغابِس
سواء عليه عندها أَتَرنَّمتْ
مَزاهرُ قيْناتٍ له أو معاجس
مَهيب إذا ما كان في القوم أمْسكتْ
عن الهدر والخطر القُروم القَناعس
له هيبة ٌ لم يكْتَسبْها بكلْفة ٍ
إذا اكتسبتْ ذاك الوجوهُ العوابس
حَييٌ وفيه جُرأة ٌ وصرامة ٌ
إذا هابَ حوماتِ الأُمورِ المُغامس(73/147)
وليس يَعيبُ السيفَ لينُ مَهَزِّه
إذا كان عَضْباً تجتويه الأَيابس
يُساهي مُساهيه كريماً مُغَفَّلاً
وأمَّا مُداهيه فحوتاً يُقامس
له خُلُقا خيرٍ ونفعٍ كلاهما
يُحاذره عاتٍ ويَرجُوه يائس
من لمبْشرين المؤْدَمِين خلائقاً
له تحت أيدي اللاّمسين مَلامس
يلين لمن أعطاه سمعاً وطاعة ً
ويخشنُ محموداً على من يمارس
له عزماتٌ ليس للسيف مِثلُها
مضاءً ولا للسيل والسيلُ مارس
ورأْيٌ كرأي العين صدقاً وصحة ً
إذا أخطأتْ بالحادسين المَحادس
يرى آخر العقبى بأول نظرة ٍ
وبينهما غيبٌ من الليل دامس
حياة ٌ لمن واله حتفٌ على العدى
مُصابُ الرمايا لا تَوقاهُ تارس
هو الأجل القاضي على كل حائن
وفيه لمن أَمْلى له الله حارس
وفيٌّ وتلكم شيمة ٌ طاهرية ٌ
له سلفٌ فيها قديمٌ قُدامس
يرى الوعدَ مثل العهد سِيان عنده
إذا خاس بالوعد المؤكدِ خائس
جميلُ المحيا بين عينيه غرة ٌ
تُضيء لساري الليل والنجمُ طامس
جوادٌ إذا سامَ المكارمَ نفسه
فليس له منها شريكٌ مشاكس
وكم من يدٍ تُعطي اللهى ووراءها
ضميرٌ بما جادت به متقاعسُ
إذا بذل المعروفَ أَغْضى جُفُونَهُ
وطأْطأ رأساً لم يذلِّله عاكس
لكي لا يرى في وجه حُرٍّ مذلة ً
على أنها من يُغض والوجه عابس
يُساجل أنواءَ الربيع إذا جَرَتْ
ويخلُفُها في المحْل والعودُ يابس
وحُقَّ لمن بين النجوم مقامُهُ
مُبَاراتُها إن النظير منافس
كفى الماحلين السائلين بجوده
وأغنى تِجار الحمدِ عمَّن يُماكس
به صدَّق الله الأماني حديثَها
وقد مرّض دهرٌ والأماني وساوس
فتى ً آنس الآدابَ من بعد وحشة ٍ
وجدَّد منهاجَ العلا وهو دارس
رأى الشعرَ ديوان المكارم فاغتدى
يُدارس منه أهْلَهُ ما يدارس
فتى لو تُجاري الريحُ في المجد أَوْلَهُ
غدا شأْوُها عن شأوه وهو خانس
دعا الصمَّ حتى أسمع الصمَّ جُودُهُ
وأنطق حتى قال فيه الأَخارس
تطاول أفلاكٌ فقصَّر جدُّهم
ونال الثريا عفوهُ وهو جالس
غدا والعلا أفعالُهُ وخصالُهُ
وهن لأقوامٍ هُمومٌ هواجس(73/148)
لعمرِي لئن طابتْ عُصارة ُ عوده
لقد كرمتْ أعراقه والمغارس
زهى الملكُ والإسلامُ ممن مضى له
بخمسة ِ آباءٍ لهم منه سادس
فأوَّلهم قاد الجيوش وذادها
زُريقٌ وعبد الله للقوم خامس
أولئك آباءٌ بمثل تُراثهم
تَشَاوس وسط المحفل المتشاوس
وكم من ملوكٍ قَبلهم سَلفوا لهُ
لياليَ كانت تملكُ الناسَ فارس
لتهْنك يا ابن الأكرمين إمارة ٌ
بطالع سعدٍ جانبتْه المنَاحسُ
مَقَالة ُ لا مُسْتَعْظمٍ ما وَليتَهُ
ولو كان ما هبَّتْ عليه الروامس
وإن التي سُرْبلتها لتطُولُها
إذا قاسَهَا يوماً بقدرِك قائس
يَدُل على إقبال أمْرك أنه
غريسة ُ حينٍ فيه تحيا الغَرائس
فَقُلِّدتَ ما قُلِّدتَ والعودُ مورقٌ
بجدته والعرق ريانُ قالس
وليتَ التي تهوى إليها نَوازعاً
قلوبُ الورى واليعمُلات العرامس
ولما تولاها اسمُكَ الخير أصبحت
وجانبُها الوحشي باسمك آنس
تَلَقَّتْكَ في بَزِّ الربيع وحَلْيهِ
تِهامة ُ والأنجادُ وهي عرائس
ولو زُرتها في وغرة القَيْظ أمرْعت
بوَجْهِكَ وانهلّ الغمامُ الرواجس
وأضحى وأمس كل ما بين بَلْدحٍ
به حرماً حتى القفارُ البسابس
تَجلَّلها أمنٌ وعدلٌ فظبيُها
مع الذئبِ راعٍ كيف شاء وكانس
إليك ذعرتُ الوحشَ من كل مأمنٍ
لهن به عن سَخْلهن مَلاحس
إليكَ تداعتني القوافي ولم أقل
إليك تداعتني الفيافي البسابس
أتيْتُك من أدنى مزاري يخبُّ بي
إليك رجائي لا القِلاصُ العرامس
أجاوزُ بيتاً بعد بيتٍ وأمتطي
هواجسَ فكرٍ بعدهُنَّ هواجس
دعوتُ غريب الشعر باسمك فارعوي
إليَّ مُجيباً وهو باسمك آنس
فألَّفت منه إذ تجمَّع وحشُهُ
وهنَّ رُتوعٌ بالفلا وكوانس
فجاءتْ قوافيه تُباري صدورَهُ
كما تتبارى القاربات الخوامس
مَنْحتُكَها تحدو المطيَّ على الونَى
وتنفي الكرى عن ذي السُّرى وهو ناعس
من اللائي لا يُخزي الوجوه نَشيدُها
إذا منشدٌ باهَى بها من يُجالسُ
تهزُّ قناة َ الظهر عن أرْيَحيَّة ٍ
كما هز رُمحاً للطِّعانِ مُداعس
وما زلت لَبَّاساً مديحاً تَحُوكُهُ(73/149)
مساعيك لم يَلبسْه قبلك لابس
ولا مدحُ ما لم يمدح المرءُ نفسهُ
بأفعال صدقٍ لم تَشُبها الخسائس
ليأمنْ صروفَ الدهرِ من أنت جارُهُ
فقد أفلَتْ عنه النجومُ النواحس
إذا ما بنو الحاجات كان مجازُهم
على ملك كانت عليك المحابسُ
وينصرف العافُون تُثْني عيابهُمْ
عليك ولم ينبسْ من القوم نابس
فعش سالماً لا زال مجدُك باقياً
وإن رغمتْ من حَاسدِيك المعاطس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أعزِزْ عليَّ أبا إسحاقَ أنْ ذهبت
أعزِزْ عليَّ أبا إسحاقَ أنْ ذهبت
رقم القصيدة : 61399
-----------------------------------
أعزِزْ عليَّ أبا إسحاقَ أنْ ذهبت
منكَ الليالي بعلق جدِّ منفوسِ
أخٍ بل ابنٍ وإن سمّيته ابن أخٍ
مُعطًى من الحظ فضلاً غير مَخْسُوسِ
يا لهف نفسيَ أن أضحت مجالسهُ
وكلها منه خالٍ غيرُ مأنوس
يا لهف نفسيَ أن أضحت ملابسهُ
وكلها منه عُطلٌ غير ملبوس
أما لئن بات مرموساً لقد نَشرت
له الفضائلُ ذكراً غير مرموس
بدرٌ تنزَّل من أعلى منازله
ثم استقل فأمسى غيرَ ملموسص يا أيها القبر لا تطمس محاسنَهُ
فَهُنَّ من بيت نورٍ غير مطموس
بيتِ الحديث وبيتِ الفقه كم قَبَسٍ
فيه لقابِس نورِ الله مقبوس
صبرا جميلاً أبا إسحاقَ من كثَبٍ
فإنما العيش من نُعمى ومن بُوس
والدهرُ كالليث فَرّاس ونحن له
فرائسُ ليس فيها غير مفروسِ
وما قويٌّ علمناه بمحترِسٍ
ولا ضعيفٌ رأيناه بمحروس
إذا سعى لهلاك الناس لم ترهُ
يخشى رئيساً ولا يأوي لمرؤوس
بَينا سرورٌ بموهوب لأسرته
عاد السرورُ شجا فيه لمخلوس
كذلك الدهر فاعرفه بشيمته
نُضْحي له بين منزوعٍ ومغروس
إن اللياليَ والأيام مُوقِعة ٌ
بذي النعيم وذي المِسْحِين في البوس
كم من هرقل وكسرى قد أُصيبَ له
ومَرْزُبانٍ ونُعمان وقابوس
بين اعتباطٍ كحطم الأُسد أو هَرَمٍ
يعيثُ فينا دبيباً عِيثة َ السوس
أُعْطيتَ رزءك حقاً من أسى وبكاً
وللتجلد حقٌّ غير منجوس
وبعد كرب الرزايا والهلاع لها
رَوحٌ من الله آتٍ غير محبوس(73/150)
والله يا آل حماد مجِيرُكُمُ
من كل يومٍ كحد السيف منحوس
ومن عيونٍ إليكم جد طامحة ٍ
كأنصل النبل من خُزْرٍ ومن شوس
فما لسان الخنا فيكم بمنطلقٍ
ولا كتابُ الخنا فيكم بمدروس
ولا نثَا سيءٌ فيكم بمتَّسقٍ
ولا نثا حسنٌ فيكم بمعكوس
ولا استغاثتكُم في كل نائبة ٍ
إلاّ بتكرار سُبُّوحٍ وقُدُّوس
ن
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لله درُّك يا عباس قارئة ً
لله درُّك يا عباس قارئة ً
رقم القصيدة : 61400
-----------------------------------
لله درُّك يا عباس قارئة ً
لقد عَلَوتَ فلم يبْلُغك مقياسُ
إن كان داودُ أبقى بعده خَلفاً
في حُسنِ نغمٍ وجُرمٍ فهْو عباسُ
صوتٌ نديٌّ وأنفاسٌ مساعدة ٌ
كأنما نَفسٌ منهن أنفاسُ
يظلُّ سامعه لُدْناً مفاصِلهُ
كأنما فتَّرتْ أوصاله الكاسُ
أحيا لنا سلَف القُراء كلِّهمُ
فأسمعونا وهم هامٌ وأرماسُ
لا ينكر الله إثباتي فضيلتَهُ
ولا الملائكة ُ الأبرارُ والناس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيعيبُ مشي جاهلٌ لو أنه
أيعيبُ مشي جاهلٌ لو أنه
رقم القصيدة : 61401
-----------------------------------
أيعيبُ مشي جاهلٌ لو أنه
يمشي لأصبحَ ضُحكة ً في الناسِ
بل رُجمة ً لهُمُ سماجة منظرٍ
بل رحمة ً لتتابع الأنفاس
لو رُمتها لنثرتَ فَرْثَكَ دُونَها
من ضيقِ صدرٍ واتساع مَفاسي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا إنّما الدنيا كجيفة ِ مَيْتة ٍ
ألا إنّما الدنيا كجيفة ِ مَيْتة ٍ
رقم القصيدة : 61402
-----------------------------------
ألا إنّما الدنيا كجيفة ِ مَيْتة ٍ
وطُلاَّبها مثل الكلابِ النواهِس
وأعظمهمْ ذمّاً لها وأشدُّهم
بها شعفاً قومٌ طوال القلانِس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> زارت على غفلة ٍ من الحَرسِ
زارت على غفلة ٍ من الحَرسِ
رقم القصيدة : 61403
-----------------------------------
زارت على غفلة ٍ من الحَرسِ
تُهدي إليّ السلام في الغَلَس
كأنما البدر حين قابلها السْ
سَعد تجلَّى في حالك الغبس(73/151)
أنّى تجشمتِ نحو أرحلنا ال
هول ولم ترهبي أذى العسس
قالت ترامى بنا إليك من الشْ
شَوق مُغصٌّ بالبارد السَّلس
كم زفرة ٍ لي تبيت تُنهض أح
شائي ودمع عليك منبجِس
وأنت لاهٍ بغيرنا ولنا
منك هوى ممسِكٌ على النفَس
عجبْتُ من ذِلَّتي ومن قلبك ال
قاسي علينا وخُلْقِكَ الشَّكِس
لا تأمننَّ الهوى وسطوتَه
واخْشى رَداه ومنه فاحْترس
واجز مُحبِّيك بالوصال ولا تَط
غَ وفيهم للأجرِ فالتمس
فقلتُ إنّي عليك مُنعطفٌ
وعنكِ ما عشتُ غيرُ محتبس
لا تنكريني فإنني رجلٌ
شَيَّد مجدي ربيعة ُ الفرَس
أخرسُ عن غِيبة الصديق وعن
طِيب نَثاه فلستُ بالخَرس
مُقتبسٌ للثناء والحمد بالبذ
لِ وللذَّم غيرُ مقتبس
يأمن غدْري أخو الصفا ولا أع
رف إلا الوفاءَ من أُنُس
فلم نزل من نعيم ليلتنا
باللهو في مثل ليلة العُرس
ثم تغنَّتْ صوتاً شربت له
على اقتراح رِطلين في نفس
قد كنتُ في منظرٍ ومستمعٍ
عن غزو بهراءَ غيرَ ذي فرس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> طيلسانٌ سامريٌّ
طيلسانٌ سامريٌّ
رقم القصيدة : 61404
-----------------------------------
طيلسانٌ سامريٌّ
يتداعَى َ لا مِساسا
قد طَوى قَرناً فقرناً
وأُناساً فأناسا
لَبِس الأيامَ حتى
لم يدع فيها لِباسا
غاب تحت الحسِّ حتى
ما يُرى إلا قِياسا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يدعو الحمامُ بها الهديلَ تأسِّياً
يدعو الحمامُ بها الهديلَ تأسِّياً
رقم القصيدة : 61405
-----------------------------------
يدعو الحمامُ بها الهديلَ تأسِّياً
وتبارياً فوق الغصونِ المُيَّسِ
فَمُفَجَّعٌ خلجَ الفراقُ قرينَه
وممتَّعٌ بقرينه لم يَبْأسِ
متهزِّجٌ بَهجاً بألفة ِ شَملِه
هَزَجاً يخفُّ له الوقورُ المجلِس
وشجٍ أماويتُ الشجى في صوته
لأياً تنالُ مسامعَ المتوجِّس
فكأن لذة صوته ودَبِيبها
سِنة ٌ تمشَّى في مفاصل نُعَّس
بان الشبابُ وأيُّ جار مَضِنَّة ٍ
ودَّعت منه وأيُّ عِلقٍ مُنْفِس
لله دَرُّ العيش إذ أوطارُهُ(73/152)
طُرَفٌ وإذ لذَّاته لم تُعْنَس
عُذراتُهُ مَختومة ٌ وثمارُهُ
مكهُومة ٌ وجديدُه لم يُلْبس
وتصيبُ بَعضَهمُ المصيبة ُ مرة ً
فتنوب نَوبتُها أخاه فَيَأتسي
حتى كأن كلومهم مأْسوَّة ً
بكلوم إخوتهم تَعادِي أنفس
فَبِع الأنيس من الأنيس فبيعُهم
وأبيك أكيسُ للأريب الأكيس
هل ما ترى من منظر أو مَسمعٍ
أو مطعمٍ أو منكحٍ أو مَلْبس
إلاّ وهم شركاءُ في مُتعاته
فمَن السليمُ من الشريك الأشْكَس
لا بدّ للشركاء أن يتشاكسوا
في هذه الخمس التي لم تُسْدَس
فَتَوقَّل النجواتِ من لمم الأذى
واحللْ لكل مَحِلَّة ٍ لم تُؤنس
إن الحياة نفيسة ٌ مَوقوتة ٌ
فانفَس بها عمّا يُريبُك وانفس
لو أن هذا الموتَ لم يَعْمُمْهُمُ
لَتَغاير الموتى سَجيسَ الأَوجَس
فَلْينجُ من طَلبَ السلامة منهُمُ
وحبالُهُ بحبالهم لم تُمرس
يسطو بسيف في المخاطبِ ناطقٍ
شَفعٍ بآخر من الضرائب أخرس
هذا يُصمِّم في الفُصُوصِ وذاكُمُ
في أيما فصٍّ أصاب وأَبؤس
ماضي القضاء يكاد يسبق عَضُّهُ
ظهرَ القَطاة صَليله في القَوْنَس
أرواحُها الأرواحُ تَمَعج بينها
فترى بها منفُوسة ً لم تُنفَسَ
فإذا أعارتْها الصَّبا حركاتِها
أنستْ كأُنس الناطق المتنفس
ولقد أديرُ عيونهن كأنني
شمسٌ تدير ضُحًى عيون النرجس
إحدى محابسكَ القديمة ِ فاحبس
واسأل معاهدها وإن لم تنبس
دلت معالمُها على أغفالها
فعرفتُ دارسَها بما لم يدرس
حتى إذا حسرتْ ظلالُ عمايتي
أعرضتُ عنه بصفحة ِ المستيئس
لَضَلَلتُ إن أمَّلتُ مرجع ما مضى
أو منطق الرَّبع الأصم الأخرس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا شئتُ حيَّتني رياحينُ جنة ٍ
إذا شئتُ حيَّتني رياحينُ جنة ٍ
رقم القصيدة : 61406
-----------------------------------
إذا شئتُ حيَّتني رياحينُ جنة ٍ
على سُوقها في كل حينٍ تَنفَّسُ
وإن شئتُ ألْهاني سماعٌ بمثله
حمامٌ تغنَّى في غصونٍ تُوَسوسُ
تُلاعبها أيدي الرياح إذا جرتْ
فَتَسمو وتَحنو تارة ً فتنكِّس(73/153)
إذا ما أعارتها الصَّبا حركاتِها
أفادت بها أُنسَ الحياة فتؤنس
تَوامض فيها كلما تَلع الضحى
كواكبُ يذكو نورُها حين تُشمس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كريمٌ أتاه أنني قلتُ مُنكراً
كريمٌ أتاه أنني قلتُ مُنكراً
رقم القصيدة : 61407
-----------------------------------
كريمٌ أتاه أنني قلتُ مُنكراً
فظن ولم يوقن وما حك بالنفسِ
فعاقبني والحلمُ بيني وبينهُ
عقاباً بلا ضرب أليمٍ ولا حَبسِ
ولكن بشمِّ المسك والبان ذُوِّفا
فلا يكن الحساد من ذاك في لَبِسِ
ولا يأملوا إظلام جانب مثلهِ
عليَّ فلا إظلام في جانب الشمسِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أَرْقْتُ كأَنِّي النجمُ يجري ويكنسُ
أَرْقْتُ كأَنِّي النجمُ يجري ويكنسُ
رقم القصيدة : 61408
-----------------------------------
أَرْقْتُ كأَنِّي النجمُ يجري ويكنسُ
مدى ليلتي أنْضُو دُجَاها وألبسُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أغرَّ أناساً أن تجافَيتُ عنهُمُ
أغرَّ أناساً أن تجافَيتُ عنهُمُ
رقم القصيدة : 61409
-----------------------------------
أغرَّ أناساً أن تجافَيتُ عنهُمُ
وراخيتُ من أخْطامهم فتنفَّسُوا
وما ذاك أنِّي نصبُ كل مُناضلٍ
ولا أن عرضي جذلُ من يتمرسُ
ولكنني مستضلعٌ بجريرتي
فغيريَ من يمشي الضَّراء ويهمسُ
سلاحي لسانٌ لا يُفلُّ وجُنَّتي
أديمٌ صحيحٌ يضرحُ العار أملس
فلا سارقٌ شخصي من العين رَهبة ً
ولا خافضٌ رِزِّي لمن يتوجس
أنا ابن الرخاميِّ الذي تعرفونهُ
شهابٌ منيرٌ صخرة لا تؤيّس
زئيري نذيري فاهرُبوا قبل وقعة ٍ
تُقَضقِضُ أصلاب الرجالِ وتَفرس
دعوا تلكم الأحقاد وهي دفينة ٌ
ولا تعبثوا أدواءهُن فتنكَسوا
ولا تأمنوني إن جرى الصلحُ مرة ً
فقد تعطف الحربُ الضروس فتضرس
وإن لكم فيمن وسمت لعبرة
تحنك من غراتكم وتجرس
خذوهم عظات قبل أن يأخذوكم
أسى إن تقوى الشر أحجى وأكيس
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا
وقد قالها من قبلي المتلمس(73/154)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وظلماءَ ما في سُدِّها من خَصَاصة ٍ
وظلماءَ ما في سُدِّها من خَصَاصة ٍ
رقم القصيدة : 61410
-----------------------------------
وظلماءَ ما في سُدِّها من خَصَاصة ٍ
لعين ولا فيها لذي الرأي مَحْدِسُ
عفا جُلبُها آي الهدى من سمائها
وغطَّى على أضوائها فهْي طُمَّسُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> صقيلٌ صقال الطبع لم يُكسَ غيرُهُ
صقيلٌ صقال الطبع لم يُكسَ غيرُهُ
رقم القصيدة : 61411
-----------------------------------
صقيلٌ صقال الطبع لم يُكسَ غيرُهُ
صقالاً ولم يَعْهدهُ مذ قُدَّ مِدْوَسُ
ولو شئت ما طلتُ القوافيَ جريها
مدى ما تمادَى شأوُها المتنفسُ
ولكنني أُعطي الكلامَ حقوقَهُ
وفاءً وحقُّ الشعرِ عندك يُبْخَس
فذاك وإنِّي أستقي من قريحتي
وأقدحُ إذ غيري من الناس يقبِس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بَروكٌ لحاجاتِ الغواة ِ مُلظة
بَروكٌ لحاجاتِ الغواة ِ مُلظة
رقم القصيدة : 61412
-----------------------------------
بَروكٌ لحاجاتِ الغواة ِ مُلظة
ولو لبثْت حولاً تُساط وتُنخسُ
كفيل أبي يكسومَ عند بُرُوكه
غداة َ نهاه عن نواهُ المغمِّسُ
تُقارفُ منهنَّ الليالي مخازياً
تكاد لها قَمراؤُهَنَّ تَحنْدسُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حفزتُ إليك الشعرَ بالشعر ترتمي
حفزتُ إليك الشعرَ بالشعر ترتمي
رقم القصيدة : 61413
-----------------------------------
حفزتُ إليك الشعرَ بالشعر ترتمي
غواربُهُ حتى كأنك أخرسُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عجباً من موفق الرأي ولَّى
عجباً من موفق الرأي ولَّى
رقم القصيدة : 61414
-----------------------------------
عجباً من موفق الرأي ولَّى
كلبَ خسءٍ مكان رئبال خيس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وأحسنُ ما في الوجوه العيونُ
وأحسنُ ما في الوجوه العيونُ
رقم القصيدة : 61415
-----------------------------------
وأحسنُ ما في الوجوه العيونُ(73/155)
وأَشبَه شيءٍ بها النرجسُ
يظلّ يلاحظ وجه الندي
م فرداً وحيداً فيستأنسُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا شيخ عَدِّ عن الجلوسْ
يا شيخ عَدِّ عن الجلوسْ
رقم القصيدة : 61416
-----------------------------------
يا شيخ عَدِّ عن الجلوسْ
أُوجعتَ ضرباً بالقُلوسْ
لك لحية ٌ مخضوبة ٌ
بعصير أظلاف التيوس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فظلّتْ تَلَقَّى طلَّ مُرفضِّ دمعِها
فظلّتْ تَلَقَّى طلَّ مُرفضِّ دمعِها
رقم القصيدة : 61417
-----------------------------------
فظلّتْ تَلَقَّى طلَّ مُرفضِّ دمعِها
مَلاطمُ وردٍ عن محاجرِ نرجسِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولا حَليَ للأرضِ من نورِها
ولا حَليَ للأرضِ من نورِها
رقم القصيدة : 61418
-----------------------------------
ولا حَليَ للأرضِ من نورِها
كحلي السماء سوى النَّرجسِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما رَشَأ الأنسِ بمستأنِس
ما رَشَأ الأنسِ بمستأنِس
رقم القصيدة : 61419
-----------------------------------
ما رَشَأ الأنسِ بمستأنِس
إلى بياض الشَّعَر المُخْلِسِ
بل صَدْفة ُ المبغض من حُكمه
في الشيب تتلو نظرة المُبلِسِ
وصحبة ُ المعتِم من شأنِه
وليس منه صحبة ُ المغلسِ
ماذا على الدهر وعَوْداته
لو صاح يا ليل الصِّبا عسعسِ
فاسودَّ مبيضٌّ كسا نُورُهُ
قَلْبي ظلاماً حالك الطرمسِ
أستلبِسُ الله النُّهى إنه
أحْصَنُ ملبوس لمستلبسِ
فاجأني الشيب على صبوة ٍ
أيُّ يد في الغيِّ لم تَغمِسِ
نورٌ ونار لهما وقدة ٌ
لو قُرِنا بالماء لم يَجمُسِ
ما أعدلَ الحبّ على جَورهِ
في خُلطة الأحمقِ والكيِّس
قلبي على وعظ النهى مولع
بجالبٍ للداء مستنكِس
أحببت روداً من بنات الصبا
أي بنات القلب لم تَخلِس
منَّاعة ً للرشف منَّاحة ً
للطرف إن تُبَرئْكَ تستنكِس
ترنو بطرف مؤنِس قاتلٍ
لولا عمى الأهواء لم تؤنس
لا عوقبتْ نحلة لِمْ حلأَّت
عن ريقها حائمة َ المخمُس
ضَنَّت بماء العيشِ لكنها(73/156)
من يقتَبسْ نار الجوى تُقبِس
يا نحلة َ الشهد التي أيأست
منه وإن غرت فلم تُؤيس
ما حققتْ معنى اسمها نحلة ٌ
قيل أقلسي أَرياً فلم تَقلِس
يا هل أحسَّت ليلة المنحنَى
أم ذهلت عنّي فلم تَحسس
وسَواسُ وجدٍ ضافني هاجَهُ
وسواسُ حَليٍ ضافها مُجرِس
كأنما ناجى به صدرُها
صدري فماذا فيه لم يَهجس
يا أيها السَّامي بألحاظه
للبيض في البيض ألا نكِّس
تلك المها أصبحن مثل المها
ليست لقُنّاصِ بني سِنْبس
قالت لك العينُ وآرامُها
ما أنت بالمرعَى ولا المكنِس
أخْيَبُ ذي قوسٍ رمى ظبية ً
من هتف الدهر به قَوِّس
فلا تَعُوجَنَّ على قاطعٍ
مطية َ الوصل ولا تَحبِس
واعدل إلى ذي خُلة ٍ حافظٍ
معاهدَ المورِقِ في المؤيس
كالأَردشيريِّ الذي بَيَّنَتْ
في عُودِه حُرِّية المغرِس
بلّغْ عبيد الله مُلِّيتَهُ
أني إذا ما غاب في مَحْبس
لكنني ما دمتُ في ظِلِّه
من غامر النعمة في مَغمسِ
يا واهب التاج الذي لم يزل
من زينة اللابس والمُلْبِس
أقسمتُ بالمجد وأسبابه
إنك منه غيرُ ما مُفْلس
نفَّلتني ودَّ عقيدِ الندى
عفواً بجدواك ولم تَعبِس
ودَّ المكنى لا تُحابَى به
باسم رسول المنعِم المبئس
الحسنِ المحسنِ في فعله
أنفِسْ به من عُقدة ٍ أنفس
آنسني والدهر لي مُوحشٌ
بمؤنسٍ ناهيكَ من مُؤنِس
بمُفضلٍ ما شئتَ من مُفضلٍ
ومُقبسٍ ما شِئتَ من مُقبِس
منبلج الرأي غزير الندى
صاحب يوم مُمْطرٍ مُشمس
نواله كالغيث في أزمة
ورأيه كالنجمِ في حِنْدِس
إذا قضى بالحدس ذو شُبهة
تتبَّع الحق ولم يَحدس
من آل وهبٍ شاد بنيانه
كلُّ أشمّ المجد والمعْطِس
بدرُ سماء وسناً باهرٍ
لا يمحق الله ولا يَطمس
أسعدُ بالحلم من المشتري
وبالحجى والعلم من هِرْمس
حرٌّ متى يظفر بذي ذلة ٍ
يغفر ولا يظفرْ ولا يَضْرس
يَعفو إذا الجاني ابتغى عَفْوَهُ
لكنه فارسٌ مُستفْرِس
ممن إذا أُغْضِبَ في قُدرة
كقُدرة ِ القَسْور لم يفرِس
يقابلُ الحسنى بأمثالها
ويقرعُ الدهرِسَ بالدهرس
مَكايدُ من مَسَّحتْ عِطفَهُ(73/157)
مسَّحه الحَيْنُ فلم يَشْمس
يأخذ بالعينين أخذَ العمى
ويَعقِل الرِّجْلَين كالنِّقرس
خِرق إذا أسنى أفاعيلَهُ
قال لِمُسني شكرِه خسِّسِ
طالبَ تسهيلٍ على شاكرٍ
لا زاهداً في راغبٍ مُنفس
وذاك أدعى لذوي حمدهِ
إنْ سمعت فطنة ُ مستوْجسِ
فما يزال الدهر مستوفياً
للحمد في صورة مُسْتَبْخِس
مُقتسمٌ بين صبا ذي النهى
وحكمة ِ المُوضِح لا المشْكِس
فلسفة ٌ شَفْعُ مُلوكِية ٍ
أظرِفْ بمن حازهما أَنطِس
إذا صَبتْ زُهْرتُه صبوة ً
قال لها هِرمسُه هَندِس
وإن عدا هِرْمسه حدَّهُ
قالت له زُهْرتُه نفِّس
فما اجتلاهُ غير مُستحسن
ولا ابتلاهُ غيرُ مستنْفس
كم مجلسٍ مرَّ له كلهُ
كأنه باكورة المجلس
ذكَّرني فيه بأخلاقه
دمع الندى في حَدَق النرجس
أرْجو سنائي لمُجازاتِه
لكنني راجٍ كمستيئس
كيف أجازي كوكباً نيِّراً
أسْعد أيامي ولم يُنحس
لو لم تر السبعة َ بمثاله
في اللَّوح لم تَجْر ولم تكْنِس
ولو أطاعتها مقاديرُها
جرتْ لتلقاهُ ولم تخنس
يُطمعني في شكره قدرتي
على القريض المُطمِع المؤيس
وتارة ً يُؤيسُني أَنني
أَحْزنتُ في الشكر ولم أُدهِس
شكر امرىء ٍ قصَّر عن شكره
أقصى حَويلِ الماتح الممرِس
مستأنس الجزء إلى قبضتي
والكلّ منه غير مستأنس
يا أيها المُوجس في نفسه
خوفاً من الأيام لا توجس
لله بالشام وفي بابلٍ
بيتان بيتُ القدس والمقدِس
بيتٌ قديم ذائعٌ ذكرهُ
وبيتُ شاهٍ بالعلا مُعرس
يُصبح من حاول مَعْروفَهُ
مُلتمساً أفضى إلى مُلمِس
ولا ترى راحتُهُ عِرمِساً
عند مُناخ الرِّسْلة العِرمس
بين أياديه وأيامنا
تفاوتُ الناعس والمُنعِس
من آل وهبٍ شاد بنيانَهُ
كلُّ أَشَمِّ المجدِ والمعطِس
وعرضه أملسُ ما خيَّمتْ
آمال راجيه على أمْلَسِ
أستحرِس الله له إنه
أفضل محروسٍ لمستحرِس
المُنطِق المخرسُ سَقياً له
رعْياً له من مُنطقٍ مُخرِس
أنطق مُدَّاحاً وكَمَّتْ به
أفواهُ حسَّادٍ فلم تَنْبِس
ومدحه المأخوذُ من مجدِه
ما قال لي وجدي به دَلِّسِ(73/158)
بل قال أجلي الليل عن صُبحه
للعين فاصدقْ عنه أو لبِّس
وسائل عنه وعن أهله
قلتُ له جهراً ولم أهمس
أنت الذي أحوجهُ جَهْلهُ
في رؤية الشمسِ إلى مَقْبِس
بلَغْتهمْ فاحطُطْ بوادِيهمُ
تحططْ بأحوَى النبتِ مُسْتَحلس
لا خير في نزع يدي نابلٍ
بعد لحوق النَّصل بالمعجس
لآل وهبٍ مِننٌ جَمَّة ٌ
من يَرَها من حاسدٍ يُبلس
كم قال لي تأمِيلهُم سِرْ بنا
وقال لي تمويلهم عَرِّس
كم زوَّجتني بدأة ٌ منهمُ
وقالتْ العودة لي أعرِس
غَرَستُ أنواعاً فما أثمرتْ
وأثمروا لي حيثُ لم أغرِس
قلتُ لمن قال استزِد فَضْلَهم
جاهِرْ بتهديدك أو وسوِس
أَصابعي خمسٌ حباني بها
من لا يراني قائلاً سَدِّس
سمعاً بني وهبٍ فلم أستعِر
لكم حُليَ قومٍ ولم أعكس
ما قلتُ إلا بعض ما فيكُم
فليقُمْ الحاسد وليجْلس
لم أهتضمْ دِيني ولم أنتهك
عرضي بما قلت ولم أدْنِس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وقت شاربيها النارَ عمداً بنفسها
وقت شاربيها النارَ عمداً بنفسها
رقم القصيدة : 61420
-----------------------------------
وقت شاربيها النارَ عمداً بنفسها
وما كان جسمُ الفار جسماً يلامسُهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كيف لا يشتد وَسْواسي
كيف لا يشتد وَسْواسي
رقم القصيدة : 61421
-----------------------------------
كيف لا يشتد وَسْواسي
حيث أشعارك تدراسي
ما اقتنى مثلك دهر السْ
سُوء إلاّ حين إفلاسي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كأنه في الكف من خفة ٍ
كأنه في الكف من خفة ٍ
رقم القصيدة : 61422
-----------------------------------
كأنه في الكف من خفة ٍ
مقدارُهُ من صُفرة الشمسِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وكأن جُرذان المحلة كلّها
وكأن جُرذان المحلة كلّها
رقم القصيدة : 61423
-----------------------------------
وكأن جُرذان المحلة كلّها
في حلقهِ يقرضن خُبزاً يابسا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولقد تربّع لا تربّع بعدها
ولقد تربّع لا تربّع بعدها(73/159)
رقم القصيدة : 61424
-----------------------------------
ولقد تربّع لا تربّع بعدها
وغداً يتيهُ بعُودِهِ متقاعسا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مودة ُ إخوانِ النبيذِ سُلافة ٌ
مودة ُ إخوانِ النبيذِ سُلافة ٌ
رقم القصيدة : 61425
-----------------------------------
مودة ُ إخوانِ النبيذِ سُلافة ٌ
يبولونها عند انقضاء المجالسِ
فبينا نراهم أهلَ إلف وأُثْرة ٍ
وبينا نراهم بينهم حربُ داحسِ
فأمّا إذا نادينهم لملمة ٍ
فنادُوا التصاويرَ التي في الكنائس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أُفضِّلُ الورد على النرجس
أُفضِّلُ الورد على النرجس
رقم القصيدة : 61426
-----------------------------------
أُفضِّلُ الورد على النرجس
لا أجعل الأنجم كالأشمس
ليس الذي يقعد في مجلسٍ
مثل الذي يمثلُ في المجلس
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا سرّها أمرٌ وفيه مآثم
إذا سرّها أمرٌ وفيه مآثم
رقم القصيدة : 61427
-----------------------------------
إذا سرّها أمرٌ وفيه مآثم
قضيتُ لها فيما تريد على نفسي
وما مرّ يومٌ أرتجي فيه راحة ً
فأذكرها إلا بكيتُ على نفسي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لله درُّ عصابة ٍ جالستُهم
لله درُّ عصابة ٍ جالستُهم
رقم القصيدة : 61428
-----------------------------------
لله درُّ عصابة ٍ جالستُهم
وُقُرِ المجالسِ عند طيشِ الطائِشِ
من ذي رُعينٍ في الجماجم والذُّرى
أو ذي نواس الخير أو ذي فائِشِ
صُفُحٍ إذا وُتروا لغير مذلة ٍ
طلبٍ لجارهمُ بخدشِ الخادشِ
لا يَنْبِشونَ عُيوبَ من آخاهُمُ
سَفهاً ولؤْماً عند نَبش النابشِ
بل يسترُون على البراءة ودّهُ
من كل عيبٍ غير عيبٍ فاحش
قومٌ يردّون الحُشاشَة بعدما
لم يبق منهم نَبْضة في الرّاهشِ
وتحاول البطل البئيسَ رماحُهُمْ
فيظل بين لواطم وخوامشِ
يتناولون عدوّهم ووليّهم
عن قدرة ٍ بمهالك ومعايشِ
كم فيهمُ من نحلة ٍ مجَّاجة ٍ
عسلَ الشفاء وأُفعوانٍ ناهشِ(73/160)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كَنَز الله في كنيزة َ نتناً
كَنَز الله في كنيزة َ نتناً
رقم القصيدة : 61429
-----------------------------------
كَنَز الله في كنيزة َ نتناً
خالص النوع ليس مما يُغشُّ
بخَرٌ يصدعُ الصَّفا وخُشامٌ
وصُنانٌ فإنّما هي حَشُّ
فإذا ما تحدّثتْ أو تغنّت
طفقتْ آنفُ النّدامى تُخَش
وتراها تستكتم الطيبَ والمَرْ
تك أسرار نَتْنها وهْي تَفْشُو
وتصدّى للنيك في زينة الدُّن
يا وما تُشتَهى ولا تُسْتَهشُّ
ريحُها وهي حية ٌ ريح ميتٍ
باتَ في القبرِ ثم أبداهُ نبش
تنفرُ الأنفسُ السواكنُ منها
حين تَدنُو فإنما هي وحْش
عُوِّضَت من ذوائبٍ وقرونٍ
حملَ أنفٍ فيه لفرخين عُش
ثمّ من أقبح البريّة طُراً
زُفَّها عاجِلاً إلى القبرِ نَعش
وجهها الأغثر المجدّر يحكي
جعسَ أمسٍ أصابَ أعلاه طش
جُدريُّ ما شانها وهو شينٌ
كل أثْرٍ في ذلك الوجهِ نقش
كل شيءٍ محا حُلاها فزَينٌ
كل شيءٍ وارَى التراب ففرش
غيرُ مستنكرٍ مع المسخ قُبحٌ
غير مُستشنَعٍ مع الحفْرِ حَرْش
ومجال الوشاح منها وثير
ومجال الخلْخال والحجل حَمش
وبها غُلمة ٌ تزيد على الني
ك استعاراً كالنّارِ حين تُحش
ولها كَعْثب كَظِلف غزالٍ
فيه صدعٌ كأنما هو خَدش
ما تحب النّكاح إلا نطاحاً
من بعيدٍ كما تراجَع كبش
وإذا أقْفَلَتْ على الأير كالكل
بة يوماً فقُفْلُها ما يُفَش
لا يُعدُّ الرُّشا لها نائكُوها
هي أولى بأن تُنَاكَ وتَرشو
صوتُها بالقلوب غيرُ رفيقٍ
بل له بالقلوب عُنفٌ وبطش
وتُغني فتُورثُ السمع وقْراً
فَعَلَيْها لمن تغنّته أرْش
تَدَّعي غُنّة الشباب ويأبى
ذاك صوتٌ لها جريشٌ أجش
فإذا رقّقَتْهُ بالجهد منها
خِلتَ أن في حلقها شعيراً يُجش
تَتَناغى وعودُها بنهيقٍ
كنهيقِ الحمارِ ناغاه جَحْش
هي وَخْشٌ وإنّ دهراً سَمِعْنا
فيه من مِثلها غناءً لوخْشُ
قال بعض المُجّان لما رآها
ولذيذٌ بمثلها الطنز هشّ
فزت بالحسن يا كنيزة طراً
أنت بلقيس لو أعانك عرش(73/161)
عوّذتْ وجهكِ الأفاعي من العي
ن بنفثٍ فيه من السُّم رَشُّ
وقليلٌ لوجهك النفثُ منهنْ
نَ حقيرٌ أو يتبع النفثَ نهش
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لم يَبْرِنا تركُك العيادة بال
لم يَبْرِنا تركُك العيادة بال
رقم القصيدة : 61430
-----------------------------------
لم يَبْرِنا تركُك العيادة بال
أمسِ ولو كنتَ عُدت لم تَرِش
لستَ الذي من تَعُده يُشْفَ من الس
سُقم ومن لم تَعُده لم يَعِشِ
لله ما أنت لو عتبتَ ولم
تحقد كما إذ عتبتَ لم تَطشِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أرى للناس كلِّهمُ معاشاً
أرى للناس كلِّهمُ معاشاً
رقم القصيدة : 61431
-----------------------------------
أرى للناس كلِّهمُ معاشاً
ومالي يا أبا حسنٍ معاشُ
ولي مَوْلى يريشُ سهامَ غيري
فما لي لا أرى سَهمي يُراشُ
بلى قد راشني ريشاً أثيثاً
وطالعني بما فيه انتعاشُ
وأرْوى غُلَّتي لو كنتُ أُروى
بما تُروَى به الهِيمُ العِطاش
ولكن آفتي ظمأٌ قديمٌ
وهل ريٌّ إذا ظمىء َ المُشاش
نعم لو كان ساعدني قضاءٌ
وفى بالرِّي بحرٌ مُسْتجاش
فصبراً قد أرشَّ الغيثُ صبراً
وجودُ الغيث يقدمُهُ الرّشاش
العصر العباسي >> ابن الرومي >> غضبتَ وظِلتَ من سَفهٍ وطيشٍ
غضبتَ وظِلتَ من سَفهٍ وطيشٍ
رقم القصيدة : 61432
-----------------------------------
غضبتَ وظِلتَ من سَفهٍ وطيشٍ
تُهزهِزُ لحية ً في قدّ رَفْشِ
فما افترقتْ لمغضبكَ الثُريا
ولا اجتمعتْ هناك بناتُ نعشِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إلهي أجرني من شُنيفٍ وزيرك
إلهي أجرني من شُنيفٍ وزيرك
رقم القصيدة : 61433
-----------------------------------
إلهي أجرني من شُنيفٍ وزيرك
من الجرُذ القرّاض والهرِّذي الخَدْشِ
فإني رأيتُ الخائنين كليهما
يعيثان في الأعراض بالقرض والخمشص ولي سطوة ٌ بعد الأناة ِ مُبيرة ٌ
وإطراقة ُ الثُعبان تُؤذن بالنهشِ
أرى ابنَ ابنِ عثمان يُحب غُلامَه
إذا باتَ يُعلي من مُخلخَله الحمِش(73/162)
يبيتُ أخو الشّطرنج أصبر فقحة
وأقوى على وقع الطعانِ من الهَرش
وأما يد البصريِّ في كل صفحة ٍ
فأقْلعُ من ميلٍ وأغرفُ من رفْش
يُبادر في قلع الطعام كأنه
وكيلُ يتيم أو مُريبٌ على نَبش
سأنقشُ سطراً بيِّناً في جبينه
بأنّ له فصَّيْ زجاجٍ بلا نقش
سهوتُ أقيلوني فإنِّي مغفلٌ
وإن له شأناً أجلّ من الحرش
أأوعِده بالشعر وهو مُسلّطٌ
على الإنس والجنّان والطير والوحش
ألم أره لو شاء بلع تِهامة ٍ
وأجبالِها طاحتْ هناك بلا أرش
أعِذْني من تلك البلاعيمِ إنها
دَهَنشارُ والدُّردور يا صاحب العرشن يُغيرُ على مال الوزير وآله
فينفشُ في رُغفانِهم أيّما نفش
على أنه يَنعى إلى كل صاحبٍ
ضُروساً له تأتي على الثور والكبشِ
يُخبّر عنها أنّ فيها تثلُّما
وذلكمُ أدهى وأوكدُ للجرش
ألم تعلمُوا أن الرّحا عند نقرها
وتجرِيشها تأتي على الصُّلب والهش
فلا تَقْبَلُوا ذاك التفارق واحْذَروا
شَبَاه ولو أمسى مُسجًّى على نعش
هو الطاحنُ الأزْوادَ في كل حالة ٍ
من الدهر والوثَّابُ عنها إلى الحش
له فسواتٌ في السراويل جمة ٌ
إلى فسواتٍ تسبقُ الفتحَ بالفش
وقد نلتُ من عرضِ العُثيميِّ ما كفى
فلا تكُ وخْشاً للتعرضِ للوخش
على أنّني قد نِكتُه وهو باركٌ
فلم أشفهِ حتى تراجعتُ كالكبش
فدعْ ذِكره لا قدس الله ذكره
وما أنت من ذكر الحمولة ِ والفرش
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا قُل لنحويِّك الأخفش
ألا قُل لنحويِّك الأخفش
رقم القصيدة : 61434
-----------------------------------
ألا قُل لنحويِّك الأخفش
أنِسْتَ فأقصِرْ ولم تُوحِشِ
وما كنتَ عن غيَّة ٍ مُقصِراً
وأشلاءُ أُمك لم تُنْبِش
تحدّيتَ صِلاً وفي نفْثه
نذيرٌ فأقلِع ولم تُنهشِ
أبا حسن إنّني سائلٌ
فأعدِد جوابا ولا تَدْهشِ
أليسَ أبوك بني آدمٍ
فأنّى طُمسْتَ ولم تُنقَش
ولمْ جئتَ أسودَ ذا حُلكة ٍ
ولم تأتِ كالحية الأرقش
لقد غُشّ فيك أبٌ غافلٌ
فما دُهمة ٌ فيك لم تُغشَش
أبٌ ذو فِراشٍ ولكنه(73/163)
لأيِّ البرية لم يُفرَش
أما والقريض وأسواقه
ونَجْشك فيه من النُّجش
ودعْواك عرفان نُقّاده
بفضلِ النَّقي على الأنمش
لئنْ جِئتَ ذا بَشرٍ حالكٍ
لقد جئتَ ذا نسبٍ أبرش
وما واحدٌ جاء من أمه
بأعجب من ناقدٍ أخفش
ألا يا ابن تلك التي كارمتْ
أيورَ الزناة ِ ولم تَرتش
وأضحتْ تَعِيرُ مع العائِري
نَ في زُمرة البَقَشِ الأبقش
ولمْ لا تَعيرُ ولم تضربُوا
عليها حجابَ بني دَنقَش
ولم تحرسوا خَلَواتِ استِها
برقبة ِ زَخْشٍ ولا خُتَّش
فما ظَنُّكُمْ بالتي لم تزمْ
مُ يا للرجال ولم تُخْشَش
أليستْ تسيرُ على وجهِها
بسيرة سَيْدُوكَ أو دَنْهش
وأنَّى تعفُّ وفي طيزها
سعيرٌ يهرُّ على الحُشَّش
تظلُّ إذا قلّ قثَّاؤها
تَموشُ البقايا مع الموَّش
تُناك ودَيُّوثُها نائمٌ
يَفُشُّ الفُسَيّا مع الفُشّش
وكم جَاهَرتْه وقالت له
تَغَافل كأنَّك في مَرْعش
إذا مااحْتشتْ لم تَخف سُخطَهُ
لأن الفتى مثلها مُحتشِ
وماذا ينيكُون من شيخة ٍ
قد استكْرشَتْ كلَّ مُستَكرش
كسا طيزها شمطٌ لابدٌ
على القملِ كالصوف لم يُنْفَش
إذا ذُكرتْ لم يكن ذِكرُها
بأيسر نتناً من المَنْبَش
عذيريَ من ابن التي لم تزل
تُقلَّبُ كالطائر المَرْعش
لها كلّ يومٍ إلى فاسقٍ
حَنينُ قطامٍ إلى جَحْوش
إلى أن قَرى في حشاها الزِّنا
حنيناً من الرّنَش الأرنش
أُسيْودُ جاءَت به قردة ٌ
سُوَيداءُ غاوية ُ المفْرَش
أتتنا به في سَواد استها
وأُذْناه في صفرة المشمش
عظيمَ كَشاخِنة ٍ قائداً
طويل السلامة لم يُخدَش
كأن سنا الشَّتم في عرضه
سنا الفجر في السَّحَر الأغبش
تسمّعْ أحاديثَها صاحياً
فإنك من حُمقٍ مُنْتَش
أتت بك أمك من أمة ٍ
فإن كنت أعمى فلا تطرش
أتأْكُلُ منِّي ولمّا تَجُعْ
وتشربُ مني ولم تَعْطش
ولؤْمُكَ لؤمٌ له فضلَهُ
رَوَيناهُ قِدماً على الأعْمش
تَبَيّن والشمسُ معدومة
وأظلمَ والليلُ لم يَغْطَش
أقولُ وقد جاءني أنه
ينوشُ هِجائي مع النُّوَّش
إذا عكس الدهرُ أحكامَهُ(73/164)
سطا أضعفُ القوم بالأبطش
أما ومُحلِّيك بالأسوَدَيْ
ن لون الدُّجى والعمى الأغطش
لتعترفنّ هجاءً يُري
ك مَوتك عيْشَك في العُيّش
رويداً تَزُرك على رِسلها
وتَجري كعهدِك لم تُنكش
قواف إذا أنت أُسمِعتها
ضحكت إليها ولم تَبْشش
كما ضحِكَ البغلُ لوى الزيا
رُ جحْفَلة ً منْه لم تهشش
تروحُ بها سيداً نابها
وإن كُنتَ في الوَبَش الأوبش
ولهفي ربِحتَ وأخسرْتني
نَبلْتَ وطشتُ مع الطُّيش
وقد كان في الحلم لي فُسحة ٌ
ولكن عثرتَ ولم تُنعش
وإنِّي لمِبْرى ً لمن كادني
وما شِئتَ من صَنعٍ مريش
أحينَ غدا مِقْولي مبرَداً
حجشت شباه ألا فاجْحَش
أُخيَّك لا تستطِش حِلمَهُ
فما سَهمُهُ عنك بالأطيشِ
عرضْتَ لشِوك قتاداته
وما شَوْكُهُنّ بمستنقش
غدا الحارِشُون معاً للضِّبا
ب لا للمقُرّنة النُّهش
وأغداك حَيْنُك من بينهم
لحرش الأفاعي مع الحُرّش
وأنت قليبٌ لها مَستقًى
ولكنَّ جالك لم يُعرش
ظريفٌ وفي الظّرف مستأنسٌ
وفي الجهل موضعُ مستوحش
ونُبئتُ أنك في مَلطمٍ
لحر هجائي وفي مخمشِ
وأنت المعوَّد أمثالها
فأنّى نَفَشْتَ مع النُّفش
غُررت ببارقة ٍ أنْذَرَتْ
بصاعقة ٍ من لَظى مُحْمَش
أراك توهَّمتَها بغُشة ً
صُعِقتَ لعمري ولم تُبغش
وما كلُّ من أفحشَتْ أُمهُ
تعرّض للقذَع الأفحش
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إنّ كفيكَ لقفلٌ
إنّ كفيكَ لقفلٌ
رقم القصيدة : 61435
-----------------------------------
إنّ كفيكَ لقفلٌ
مُحكمٌ يا ابن جُراشهْ
فعمودُ القُفل يُمنا
كَ ويُسراك الفَراشهْ
ليس ينجو الفلسُ من كفْ
فَيْكَ إلا بالحُشاشه
هكذا كلّ لئيمٍ
خالط اللؤمُ مُشاشه
ضيِّق الصدر بخيلٍ
ضيّق الله معاشه
وكساهُ الخوفَ والذل
لة َ وابتز رياشه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا ترجُ يا بيهقيُّ إفْراشي
لا ترجُ يا بيهقيُّ إفْراشي
رقم القصيدة : 61436
-----------------------------------
لا ترجُ يا بيهقيُّ إفْراشي
لن يَقبلَ الموتُ رشوة َ الراشي(73/165)
أضرمْتَني ثم حِلتَ تُطفئني
هلاَّ تضرعتَ قبل إكماشي
يا هارباً والصباحُ فاضِحهُ
هلاّ ترحّلْتَ تحت إغباشي
لم تَتْرك البغي يا حُذَيْفَتَهُ
حتى أظلّتك خيلُ قِرواش
والت جهلاً من المَراح إلى
هَيجاءَ ليست بذات إفراشِ
كفاقىء ٍ عينَه مُواءلة ً
من عائرٍ نالها بإعماش
أإن ألمتَ الجراحَ ويحكَ تس
تقتِل لاقيتَ حَرّ أعراش
دعاك خدشٌ إلى استثارة فَرْ
رَاسٍ من الأُسدِ غير خدَّاش
أغْضبك الكسعُ بالهجاء على
خزَّامة ٍ للغضاب خشّاش
فاغضبْ على عِرسِكَ التي تركتْ
عِرضَكَ عَهْناً لك نفّاش
ما ضرّ ناري التي صَلِيتَ بها
يا ابن ساتها من فِراشِكَ الغاشي
هل كُنتَ فيما حَشَشْتَ هَاوِيتي
من ذاك إلا كبعضِ حُشَّاشي
أم كُنتَ إلا كفارة ٍ خَرَقَتْ
بَرْزخَ طامي الحِدابِ جيّاش
فعاجَلَتْها بوادرٌ بَدَرَتْ
من موج غضبانَ غير بشَّاشِ
وأصبحتْ يلعبُ العباب بها
في لجَّة ٍ منه لُعبة الدّاشي
طاحت جُباراً وما أضرَّ به
بَثْقٌ ولا ناله باتّكاشِ
أغَشَّها البحرُ عن إغاضتِه
بالغتِّ فالغثِّ أيّ إغشاشِ
بُعداً لتكْش أحانه قدرٌ
في حُيَّنٍ من ذويه أتكاش
غرَّك عقلٌ آراك أنك لا
تَغلَبُ والعقل غير غَشَّاش
أأنت يا بيهقي تَشْتمني
ويك لقد طِرتَ غير مرتاش
مارست شوك القتاد مني بكفْ
فَيك فكُن في احتيالِ منقاش
يا ابن التي عاهَرتْ مُجاهرة ً
بعد مَشيبٍ وبعد إرعاش
شمطاءُ تزني وخَرقُ مَنخِرها
مُعشِّشٌ فيه ألفُ خُفاش
بظراءُ يلقى الزناة عُنْبَلُها
بمخلبٍ للأيور خَداش
تجهشُ للموت نفسُ نائِكِها
من نتنٍ فيها أشدّ إجهاش
كأن فاها إذا تنسَّمه
تساط فيه فُروث أكراشِ
مُنيتُها أن تكون أجرتُها
من كسب لِصٍّ وكدح نبّاش
تلقى من القملِ والصُّؤاب به
ما شِئتَ من سمسم وخشخاشِ
تَفْرقُ فيشُ الزناة عن حَرِها
عُثْنُونَ است كرفش رفاش
يكثرُ ممَّن ينيكُها عجبي
لم يبق حشَّ بعير حشّاشِ
ترمي خياشيمه بأسْهُمها
رمياً كرمي الرماة بالشاشِ(73/166)
يتركُ تقبيلُها مُقَبِّلهاسقط أبيات وشطرع وهو إلى العود غيرُ منحاشِ ترمي خياشيمه بأسْهُمهارمياً كرمي الرماة بالشاشِ يكثرُ ممَّن ينيكُها عجبيلم يبق حشَّ بعير حشّاشِ تَفْرقُ فيشُ الزناة عن حَرِهاعُثْنُونَ است كرفش رفاش تلقى من القملِ والصُّؤاب به ما شِئتَ م
ص تقصد أن يصفو الحرامُ لها
ما ظَلَمتْها سياط عيّاش
يُقهقر الفحلُ وهْي باركة ٌ
ثم يَصُك استها بإكماش
كأنه الكبشُ في تراجُعهِ
لنطح كبيشٍ بحثِّ كبَّاش
كم أكل البيهقيُّ أجْرتها
في بطن زوشٍ سليل أزْواشِ
يا سائلي عنه ما صناعتُه
ناهيكَ من مِقودٍ ونجّاش
يقود حَوْلاءَه وينجشُ إن
غنت لغيري بحشوها حاش
فِراشُ غيٍّ يبيتُ يَفْرشه
لكلِّ غاوٍ أخسُّ فرَّاش
يَعْتاش من طَبلها ومن حَرِها
شرَّ معاشٍ لشرِّ مُعْتاش
يا من على نَيكها يُحرِّضُني
لستُ لأشْباهِها بهشّاش
أطلب لفشِّ استها سواي فما
مِثلي لأمْثالها بفشّاش
ما أكرمَ البيهقي من رجلٍ
كم من نديم له ومن غاش
ينيكُ حوْلاءَهُ بحضرته
غير مُراعٍ له ولا خاش
أسمحُ مني وقد وهبتُ له
مملكة ً بعد حالِ كدَّاش
كسبتُه صُحبة الملوك بشت
ميه فَرَاشُوه خيرَ أرياش
أضحى جليساً لسادة ٍ نُجبٍ
وإنّما كان كلبَ أوباش
وانْتَشْتُه من خُمولِ والده السْ
ساقِط فانتشت شرّ مُنتاش
أستغفرُ الله من مقاومتي
إياه لا من قبيح إفحاشي
أصبحتُ تبَّرتُ مجدَ كل أبٍ
إلى معالي الأمور بهّاش
وضعتُ بالبيهقي من شرفٍ
لم تكُ أبياتُهُ بأحْفاش
يا زوجَ زيَّافة ٍ مُقَرْقرة ٍ
ذات فراخٍ وذاتِ أعشاش
تبيتُ تحت الظلام سارية ً
إلى المعاصي ربيطة َ الجاشِ
تحملُ طِيزاً كأن غُلمتَه
لذعُ مكاوٍ ولسعُ أحْناش
قُبحاً لرأسٍ غدوتَ تحملهُ
فيه عَريش لشرِّ عرَّاش
لا تحمدنّ البليغَ في قذعٍ
من عَرك أمتار كل فحّاش
ولا تلمهُ إذا رماك به
سِرُّ مخازيك قبْله فاش
يا أصلم الكُوش هاك ضَامِنه
جدعَ أنوفٍ وصلم أكواش
شنعاءَ لو جُلِّل النهارُ بها
بُدِّل من ضوئه بإغطاش(73/167)
شوهاءَ معشُوقة ً يُخلِّدها
حِفظ حفيظٍ ورقشُ رقّاش
محمولة ً لا تزال تَسمعها
من راكبٍ مُنشد ومن ماش
فيها هِجاءٌ إذا صُدِمتَ به
أطرش أذنيْك أيّ إطراش
يلوح في الوجه عَلْبُ مِيسمها
ما أثبتَ الصخرُ نَقشَ نقّاش
لا كغُثاء تظلُّ تلفظه
تخليطُ خرقاءَ مَيْش ميّاش
تهجَى فتهجُو فلا تزيدُ على
تكشيف جهلٍ وهدر فَرخاش
تأتي من الشعر في هجائك بال
وخشِ كما أنت وخش أوخاش
فأنت عون لمن هجاك على
نفسِكَ ظُفرٌ لكل خمّاش
كشارب الآجن الأُجاج من ال
ماء فما ازداد غيرَ إعطاشِ
قد قمتُ يا بيهقيُّ معتذراً
عنك بشعرٍ بنفسه واش
وقلتُ إذا قيل باردٌ كسدتْ
من بَردِه سوق كل خيّاش
لا تعذلوه فإنه رجل
يروي من الطب ألفَ كُناش
مرّتْ به وَعْكتي فبرّد بال
يقطين عن نفسهِ وبالماش
أطغاك ما نِلتَ بي فدُونَكها
من صائلٍ بالطُّغاة بطّاش
من مجَّ عفوي وملَّ عافيتي
أمتَعتُه منهما بإيحاش
لو أفضل البيهقيُّ قافية ً
أنهشتُها البينَ أيّ إنهاش
تعرّق الشِّين بل تمشَّشها
ولن ترى الكلبَ غير مشّاش
يا بينُ كُلْ من شوائِهِ رغَداً
فقد شويناه غيرَ رشّاش
لا تَسترثْ ما أعده لكما
وارضَ لعيرين نبل عِكراش
أنا أميرُ الكلام لا كَذباً
أصدعُ بالفخر غيرَ فيَّاش
لا تعدمُ المصمياتِ من نبل بر
رَاءٍ لنبل الهجاءِ ريَّاشِ
ما يحرش الحارِشون ويلَهُم
من أفعوانِ أصمَّ نهاش
ينساب جنح الظلام في سَفَنٍ
في جِلده المقشعرّ نشّاش
له سَحيفٌ لدى مَزَاحِفه
يُجيبُ منه كَشيشَ كشّاش
كان أذْناهُما لسامعه
صوتُ رحا الجَش منه جشّاش
يُدهشُ قبل الوِثابِ منظرُهُ
ونفثُه السُّم أيُّ إدهاش
تُمطِر ناباه عند نَهشتِهِ
وبْلاً من الموتِ بعد إرشاش
فلينتَهِ الجاهلون ويْبهمُ
ليس الأفاعي ضبابَ حرَّاش
وليعلمِ الناسُ أنني رجلٌ
ورّادُ هيجاءَ غيرُ ورّاش
صَرّاعُ باغٍ وإنني لأخٌ
للعاثر الجدِّ جِدُّ نعّاش
يعصفُ جهلي بمن يُجاهلني
وإن حِلمي لغيرُ طيّاش
أُمطر مستمطري الصواعقَ وال
غيثَ شآبيبَ غير طشّاش(73/168)
كم ليَ في مَغْضبٍ وعند رضا
من وابلٍ للأكام حفّاش
ن
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا ينكر الناسُ هزلاً
لا ينكر الناسُ هزلاً
رقم القصيدة : 61437
-----------------------------------
لا ينكر الناسُ هزلاً
في عُرض شعرٍ نَقي
قد يضرط الشعرُ حيناً
في لحية ِ البيهقي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> نُبِّئتُ أن رجالاً لا خَلاقَ لهم
نُبِّئتُ أن رجالاً لا خَلاقَ لهم
رقم القصيدة : 61438
-----------------------------------
نُبِّئتُ أن رجالاً لا خَلاقَ لهم
ولا مُفَتَّش صِدقٍ عند تَفتيشِ
مُسلطين على الأحرار فحشُهمُ
وناكلين عن القومِ المفاحيشِ
من كل مقبوح غيبِ الودّ ظاهرهُ
ما شئت من حُسن تزويقِ وترقيش
يُنفِّشون حقيراً من أمورهمُ
ولا ترى قدرهم في وزن تنفيش
ويقرصون بجدٍّ في ممازحة ٍ
وإن قرصْتُ فما قرصي بتجميش
وَالمليكِ لئن دبّت عقاربهُ
لَيَمَنُونَّ بحيَّاتٍ مناهيش
عابوا قريضي وما عابوا بمعرفة ٍ
ولن ترى الشمس أبصارُ الخفافيش
وفي عَماها لها شغلٌ وإن طمحتْ
في الجو حتى تُرَى فوقَ المراعيش
فلا تَرُمْ أن ترى شمسي كهيئتها
بلا عيونٍ كما طارت بلا رِيش
لا يحسبنّي امرؤ ثمراً ولا أقِطاً
فإنني الصبرُ المأدومُ بالبيش
لا يخدشنّ سفيه القوم في أدمي
فما مواقع أظفاري بتخديش
إني امرؤ من أبى عفوي وعافيتي
أرشتْ شرِّي عليه أي تأريش
فليقذف النّابشون الشر ما نبشوا
فمُدية العنز في تلك الأنابيش
وقد كُفوا لو أراهمُ رأيهم سَدداً
خَرط القَتاد وإعمال المناقيشِ
يشكو عُرام الأفاعي من يُمسحُها
فاسأله كيف يراها بعد تحريش
أبعْدَ ما اقتطعوا الأموال واتخذوا
حدائقاً وكروماً ذاتَ تعريش
يُحاسدوني وبيتي بيتُ مسكنة ٍ
قد عَشَّش الفقر فيه أيَّ تعشيش
فليسحبُوا لي ذيول السَّلم ويبهمُ
ولم أُكمش ذُيُولي كل تكميشِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ضيِّقُ الصدر بخيلٌ
ضيِّقُ الصدر بخيلٌ
رقم القصيدة : 61439
-----------------------------------(73/169)
ضيِّقُ الصدر بخيلٌ
ضيَّق الله معاشهْ
وكساه الخوفَ والذلْ
لة وابتزَّ رياشَهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هَجَرتني ظُلماً لتحميلِ واشِ
هَجَرتني ظُلماً لتحميلِ واشِ
رقم القصيدة : 61440
-----------------------------------
هَجَرتني ظُلماً لتحميلِ واشِ
وأطالتْ بهجرها إيحاشي
هيَّجتْ لي ضدين ماءً وناراً
دمعَ عيني يَهْمي ولوعة َ جاشي
ما أرادَ الوشاة منِّي أراني ال
له بالسُّقم والضنى كلَّ واشي
نفّروا من هَويتُه ربما أب
صرهُ نحو خَلَّتي ذا انحياش
رُبّ يوم روّيتُ عينيّ منهُ
وعرُوقي من ريقهِ ومُشاشي
لي مُدَلَّجٍ في الصدودِ ليالٍ
ليس نومي فيهنَّ غير غشاش
وفؤادٌ مُضنًى وشوقٌ قديمٌ
وهوى كامنٌ وسُقميَ فاش
عدِّ من ذِكرهِ وسِمْ نَفْطويه
بقوافٍ من الهجاء فواشِ
سائراتٍ في الأرض شرقاً وغرباً
فاغدُ للإثمِ آمناً غير خاش
لا تخفْ مأثماً بشتمك إيْ
ياه ولو جِئتَ غاية الإفحاش
عِلجُ سوءٍ يهشُّ للحادر العب
لِ العظيم الجرْدانِ أيَّ اهتشاش
يدعي العقل والزكانة والعل
مَ ويُضحي من أطيش الطياش
لو بشاشٍ أضحتْ عظام الفياشي
لغدا الوغدُ سائراً نحو شاش
وإذا ما تكلم القردُ في النح
و وَحَفَتْهُ عُصبة الأوخاش
قال منه القفا وقد خافَ لطماً
رَبّ سلِّم من الأكُف الغواشي
كم رأينا الأكفَّ جادتْ قفاه
برذاذٍ من وقعها ورشاش
وهو فيما دعا إلى صفعه بال
يد والرِّجل دائمُ الإنكماش
ويك يا واسطيُّ فاسمع مقالي
ونصيحي فلستُ بالغشَّاش
لك أنثى تَزيفُ في كل عُشٍّ
وتَغدَّى في سائرِ الأعشاش
ولك الزّقُّ والحِضانُ وتحظى
هي حقَّاً بلذة ِ الإفتراش
ثم تهدي إليك يا نَفْطويه
فرْخَها صاغراً بحُكمِ الفِراش
هاك خُذها من شاعرٍ ذي بيانٍ
عن مخَازيك أيَّما نبَّاش
لم يَقُل مثلها النوابغُ قِدماً
لا ولا كان مِثلها للأعاشي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كأن الثآليل في وجهِها
كأن الثآليل في وجهِها
رقم القصيدة : 61441
-----------------------------------(73/170)
كأن الثآليل في وجهِها
إذا سفرتْ بدُدُ الكِشْمِشِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ووجه كبيضِ القَطَا الأبرشِ
ووجه كبيضِ القَطَا الأبرشِ
رقم القصيدة : 61442
-----------------------------------
ووجه كبيضِ القَطَا الأبرشِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> متشبثٌ بعلائقي متخلصٌ
متشبثٌ بعلائقي متخلصٌ
رقم القصيدة : 61443
-----------------------------------
متشبثٌ بعلائقي متخلصٌ
طوراً يماذِقني وطوراً يُخلص
متخصِّص بالمجد إلا أنه
بفساد ما يسعى له متخصص
حلو الصداقة مرُّها فصديقه
شرقٌ بماءِ إخائه متغصِّص
يعدو على الأسد المسالم ظالماً
ويهَرُّ كلبُ سفاهة ٍ فَيُبصبِص
ما إن يزال على هواي مخالفاً
ومعانداً للحق حين يُحصحِص
ترضيك جملة أمرهِ في ودِّه
لكنها تُشجيك حين تُلَخَّص
ما إن يزال مُمَسّحي لكنّه
ممن يمسِّح تارة ويشوِّص
يتطرفُ اللَّذاتِ دوني خائفاً
مني هناك كأنه متلصِّص
ويجمُّ عنها تارة ً فكأنه
حتى أكون شريكه متنغِّص
كم قد عزمتُ على الشخوص بخلَّتي
عنه فذبذبني مُقر مُشخِصُ
أصبحتُ منه في طريقٍ معوِصٍ
ولشرُّ مارُكبَ الطريقُ المعْوصُ
ولما تنقَّصْتُ الفتى لكنه
لجميله بقبيحه متنقِّصُ
مهلاً أخا ودي فإنيَ بالذي
تُسدي إليَّ محدِّثٌ فمفصِّصُ
ولديّ منكَ متى أثرتَ كوامني
ما لا يُقصِّصُه سواي مقصِّص
لا تخلطنَّ حلاوة ً بمرارة ٍ
إن المخلِّط في الإخاء منغِّص
كن ظلّ بيتٍ لا يزولُ ولا تكن
ظلَّ السحابِ يُظِل ثم يُقلِّص
وارغب بودِّي أن يُذالَ فإنني
في غير ذاك من الأمور أُرخص
إياك لا تستغل ما أرخصتُهُ
بطراً فأُغلي منه ما لا أُرخِّص
واعلمْ متى غنَّيتَ بي متهكماً
أني بمن غنَّى بذكريَ مُرقِص
سترى متى استنفرتني وطلبتني
أنِّي سأزهدُ عند ذاك وتحرصُ
وأقول فيك مقال طبٍّ صادقٍ
لا ما يقول الجاهل المتخرصُ
فليعلم المتَقنِّصون بأنه
ما كلُّ حينٍ يُطعمُ المتقنِّصُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبى القلب إلا وجده برُخاصِ(73/171)
أبى القلب إلا وجده برُخاصِ
رقم القصيدة : 61444
-----------------------------------
أبى القلب إلا وجده برُخاصِ
فليس له منها أوانُ خلاصِ
مهارة ٌ رآها في مَرادٍ من الصِّبا
تُراعي مها ليست لهن صياصي
كلؤلؤة البحرِ التي ظل بُرهة ً
يغوصُ لها الغواص كلَّ مغاص
تراها فلا تَزْهى سِنيها بطائلٍ
وإن كنت تزهى شخصها بشخاص
إذا قلتُ عِيبوها لديّ لعلها
تحلُّ بوادٍ عن فؤادي قاصي
أبوْا عيبَ من لا عيبَ فيه وإنهم
على عيبها عندي لجِدُّ حِراص
تمثَّلُ للأوهام عند مغيبها
تمثُّلَ قرنِ الشمس تحت نشاص
فيُحجمُ عنها العائبونَ مهابة ً
وما بهمُ إذ ذاك خوفُ قِصاص
إلى آلِ يحيى جاوزتْ بي مطيتي
أقاصي أرضٍ بعدهُن أقاصي
ولما تناهى بي مسيري إليهمُ
أنختُ قلُوصي في مُناخ قلاص
إلى معشر لا يطرقُ الضيفُ مثلهم
سماحة َ أخلاقٍ ورُحبَ عِراص
إذا استأثر المِبطان بَاتُوا وأصبحوا
خِماصاً وما ضِيفانُهم بخماص
تواصوا ببذل العُرف بل بعثتهم
عليه سجاياهم بغيرِ تَواصي
ولو أقصروا عن سعيهم لكفتْهُم
مواريثُ مجدٍ للسِّماك مُناصي
ولكن أبوا إلا مساعي سادة ٍ
مصاصٍ من السادات نجلِ مصاص
تغالوا مديح المادحين فأصبحت
بضائعُهُ في الناس غيرَ رِخاص
ولم يتغالوُهُ لكي يَرْقعُوا به
رثاثا من الأحساب ذات خصاص
هُمُ لوجوه الناس في المجد آنفٌ
وهمْ لرؤوس الناس فيه نَواصي
تيمَّمْتُ منهمْ بالمديح مُمدّحا
يطاوعُ فيه القولُ حين يُعاصي
عليُّ بن يحيي ذو الجناب الذي غدا
مراد القوافي روضهُ المتناصي
جوادٌ ينادي الهاربين عطاؤهُ
إلى أين مني لات حين مناص
عصى الله في الإسراف غيرَ معاندٍ
وليست معاصي ماجدٍ بمعاصي
إذا حاول العذَّالُ في الجودِ عذله
تفادوا وهل يَخْصي أسامة خاصي
يُهالونَ من بحرٍ تسامَى حِدابُه
وتقْمُصُ بالركبان أيَّ قُماص
أبا حسن لولا سماءٌ بعثتَها
لصوَّح نبتُ الأرضِ غيرِ عناص
فضلْت أخاك الغيثَ بالعلم والحِجى
وحاصصْتَه في الجود أيّ حِصاص(73/172)
على أنه يمضي وأنت مخيِّمٌ
سماؤك مِدرار وروضُك واصي
متى ما يجد يوماً سواك فإنه
بخيلٌ عصته من يديه عواصي
وأنت الذي يستنجدُ السيفُ رأيه
على كلِّ عاتٍ للخليفة ِ عاصي
لك الكيد يمضي في الكَميِّ ودونه
دِلاصٌ من الماذِيِّ فوق دلاصِ
تهزُّ به في الخَطب سيفا مُذكّرا
إذا هزّ أقوامٌ سيوفَ رَصاص
ولو حارب الدهرَ النساءُ وكِدنه
لأصبح مغلوباً أسيرَ عِقَاص
بك اجتمع الملكُ المبدّدُ شملهُ
وضُمَّت قواصٍ منه بعد قواصي
تداركتَه بالأمسِ من مُصمئلَّة ٍ
أشابتْ من الولدان كلَّ قُصاص
إذا أنا قلتُ الشعر فيك تغايرت
قوافيه حتى بينهُنَّ تناصي
يا مُستقرّ العار والنّقص
أغنتْ مخازيك عن الفحصِ
أنت الذي ليست لسوآتِه
ولا لنُعْمى الله من مُحصي
لولا أبو الغوث عميدُ العلا
والماجد الحر أبو حفص
جاءك عني منطقٌ مُمرِضٌ
أدْبَغُ للجلد من العَفْص
إني وإن غُيِّبتُ عن طيءٍ
أهلِ العلا والمجد والقَبْص
لواجدٌ فيك بلا فِرية ٍ
مشاتما تُغني عن النصِّ
معايبُ الناس وسوآتُهمُ
قد جُمعت لي منك في شخص
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رمَيْن فؤادي من عيون الوصاوص
رمَيْن فؤادي من عيون الوصاوص
رقم القصيدة : 61445
-----------------------------------
رمَيْن فؤادي من عيون الوصاوص
بلحظٍ له وقعٌ كوقع المشاقِص
وما اسْتَكْتَمت تلك الوصاوص أوجُها
قِباحاً ولا ألوانَ سودٍ عَنافِص
بل اسْتُودعت ألوانَ بيضٍ هجائنٍ
ذوات نجار صادق العِتق خالص
يصنّ وجوهاً كالبدورِ وضاءة ً
لهنّ ضياءٌ من وراء الوصاوص
قرى ماءَهُ فيهنَّ عشرين حِجة
نعيمٌ مقيمٌ ظِلُّه غيرُ قالص
كأن عيون الناظرين توسّمتْ
بهن شموساً من وراء نشائص
بريئات ساحاتِ المحاسِن مُلسها
كبيض الأداحي لا كبيض الأفاحص
ثقيلات أردافٍ نبيلات أسْوُقٍ
وما شئتَ من قُبِّ البطونِ خَمائص
من اللائي عمّتها المحاسنُ لا الأُلى
محاسِنُها من خلفها في خَصائص
غرائرُ إلا أنهن نوائرٌ
من الوحْش لا يصطادها نبلُ قانِص(73/173)
يُلاعبن أشباهاً لهن من المها
ذوات سخالٍ بينهن هوابص
ويجْنينَ نُوَّار الأقاحي تعالياً
عن الجانيات الكمْءَ بين القصائص
بمولية ٍ يأوي القطا في جنابها
إلى كالىء المرعى دميث المفاحص
بني مُصعب فزتمْ بكل فضيلة ٍ
وآثرتُم حُسّادكم بالنقائص
إذا عُد قبصُ المجد أضعف قبصكم
على كل قبص في يدي كل قابص
بكم حِيصَ فُتُق الملك بعد اتساعه
ولولاكُم أعيا على كل حائص
تدارك ذاتَ البين إصلاحُ طاهرٍ
وكانت على ظهرٍ من الشر قامص
إذا نظرتْ زُرق الرماح إلى الكُلى
كما نظرتْ زرق العيون الشّواخص
فما حَدُّكم عند اللقاء بناكلٍ
ولا خيلكم عن غمرة بنواكص
بوطئكُم ذلّ العُتاة وأصبحتْ
خدودُ العادي وهي تحت الأخامص
ولمْ لا وفيكم كل فارس بُهمة
يغادر فرسانَ الوغى بالمداحص
ترى خيلهُ علكَ الشكائمِ في الوغى
أجمّ لها من رعيها في الفصافص
بصيرُ سِنان الرمح يرمي أمامه
بطرفٍ له نحوَ المقاتل شاخص
فما يتّقيه العيرُ إلا بفأله
إذا اعتامه للطعن دون النحائِص
أشدُّ من السيل الغَشَمْشَم حملة ً
وأثبتُ من بعض الأسود الرَّهائص
يُسدى وجوهَ الكرِّ في كل مأزق
إذا بعضهم سدّى وجوه المحائص
كأن جيوب الدرع منه مجوبة ٌ
على قمرٍ بدرٍ وليثٍ فُصافص
تظل الأسود الموعِداتُ ببأسها
إذا ما رأته تتقي بالبصابص
يخافُ مُعاديه ويأمنُ جارهُ
كأمن حمام البيت ذاتِ القرامص
مفلَّلُ حد السيف من طول ضربه
قوانس بيض الدّارعين الدَّلامص
على أنه يُمضيهِ ليس بحدِّه
ولكن بعرقٍ مُصْعبيٍّ مُصامص
بأمثاله تَمضي السيوف مضاءَها
وتنفذ أطرافُ الرماح العوارص
وقِدما مضتْ أسيافكم ورماحكم
بأعراقكم دون الظُّبا والمخارص
وفيكم يجورُ الجود قِدما فنحوكُم
تَعاج صدورُ اليَعْمَلاتِ الرواقص
إذا كان أبوابُ الملوكِ مجازنا
فأبوابُكم مُلْقى رجال القلائص
تُناخُ إليكم كل دامٍ أظلّها
فتحْذَى أظلا للحصى جدّ واهص
وفيكم دعاميصُ الهداية كلما
ضللنا وحاشاكمْ صغار الدَّعَامص
تغوصُ على الرأي العويص عقولكم(73/174)
على حين لا يُرجَى له غوصُ غائص
إذا كان قومٌ في أُمورٍ كثيرة ٍ
رُماة الشَّوى كنتمْ رماة الفرائص
كمُلتمْ فمهما أسأل الله فيكمُ
من الأمر لا أسأله تكميلَ ناقص
ومنكم عبيدُ الله فُتُّم بسعيه
ذوي السعي فوتاً بائصاً أيَّ بائِص
فتى يُلحِم الطير الغِراثَ بسيفه
ويُطعم في الأعوام ذاتِ المخامص
يدرُّ لقاح البأسِ طوراً وتارة ً
يُدرُّ لقاح الجودِ غيرَ شصائص
جبانٌ من السوءات عنهنّ ناكصٌ
ويلقى المنايا مُقدما غيرَ ناكص
شفيقٌ على الأعراض يعلمُ أنها
إذا دُنِّستْ لم يُنقها موصُ مائص
جسورٌ على الأهوال يحسرللقنا
ويدّرعُ المعروف دون القوارص
يظلُّ معاديه وطالبُ رفده
على شرفيْ رفدٍ وموتٍ مُغافص
أبا أحمدٍ أصبحتَ لم تَبقَ رُتبة ٌ
من المجد إلا فُتَّها بمَراهص
فلو فاخرتك الشمسُ أضحت ضئيلة ً
لفخرِك مثلَ الكوكب المتخاوص
أرى كل معلومٍ فبالفحصِ عِلمهُ
وفضلُك معلوم بلا فحص فاحص
فإن لم ير الحسادُ من ذاك ما أرى
فلا نظروا إلا بعُورٍ بخائص
على أنه لولا دواعي مودّتي
رحلتُ ركابي عنك رحلة َ شاخص
فقد أوسعتْ خسفاً وهزلاً وإنما
يُناوصُ نيلَ الخير كل مُناوص
وإن كان رفدُ الناسِ غيرك إنما
يحلُّ إذا حلّت لحومُ الوقائص
أتنقُصُ بي معروفك الصّتَم بعدما
برئتُ من الأفعال ذاتِ المناقص
أُنيلتْ أكف السائليكَ ولم أُنلْ
بنيل ولا خَيصٍ من النيلِ خائص
فما شفّني من ذاك إلا تخوُّفي
عليك بما أوْليتني غمصَ غامص
وفيك بما أوْليتني يا ابن طاهرٍ
مقالٌ لعمري للعدو المُقارص
أثبتني الحرمان ثم قذفْتَ بي
جُفاء من الرُّبان أو ذي عوالص
بنظمي لك الدرّ الثمين قلائدا
وغوصي عليه في عميق المغاوص
وإن رجائي فيك خيَّب نِعمتي
فأضحتْ كإحدى الفاركاتِ النواشِص
وكم نشصتْ من نِعمة ٍ فعطفْتها
على بَعلها حتى غدتْ غير ناشص
أشارَ بإطلاقي يدي فأطعتُه
وما خِفتُ غِشا من صديق مُخالص
فأصبح سِربالي من العيشِ ضيّقا
كهيئة سربالٍ بغير دخارص
وباللهِ إني مما تخامصتُ بادنا(73/175)
بطينا وكم من بادنٍ متخامص
فلا أكن المُهريقَ فضلة مائهِ
غُرورا برقراقٍ من الآل وابص
ولا تبخسنِّي حق مَدحي فإنني
أرى باخسي سيانَ عندي وباخصي
أيظلمني من ليس في الأرض غيره
إذا نيصَ من ظُلمٍ مَناصٌ لنائص
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هل للقلوب من العيونِ خلائصُ
هل للقلوب من العيونِ خلائصُ
رقم القصيدة : 61446
-----------------------------------
هل للقلوب من العيونِ خلائصُ
أم لا فإن عزاءها معتاصُ
حرصتْ نفوسُ ذوي الهوى منها على
ما ليس يُدركُ والنفوس حِراصُ
كيف السبيلُ إلى اقتناصِ غرائرٍ
يدمى بأسهم لحظها القُنَّاصُ
بيضُ السوالف عذبة أفواهُها
ريّا الروادف والبطونُ خِماص
يجْرحْنَنَا بنواظرٍ ما إن لنا
منهن عند جراحهنّ قصاص
قلصتْ بمن لا صبر دون لقائه
نوقٌ تراهَقُ في البُرى وقِلاص
وحدا ينُص رِكابه وجهَ الضحى
يأْبى الكرى لمطيّه نصَّاص
خرقٌ لأهوال الدجى مُتدرّعٌ
في بحر كلّ هجيرة ٍ غوّاص
فعِراصُ قلبك بالصّبى معمورة ٌ
لما خلتْ ممن تُحبّ عراص
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا ابن بوران لاتَ حينَ مناصِ
يا ابن بوران لاتَ حينَ مناصِ
رقم القصيدة : 61447
-----------------------------------
يا ابن بوران لاتَ حينَ مناصِ
فاصبِر الآن أو فخذ في القُماص
سُمتني السلم والهجاءُ خليعٌ
جامحُ الغرب والقوافي عواصِي
ضلّ ما أطمعتْكَ نفسك فيه
من أمانيّ شيطانها النكَّاصِ
فاجعل الموتَ مُستراحَك منّي
فرجُ الموت دون رَوح الخلاص
أي نفسٍ تطيبُ عن ترك غُنمٍ
حاصلٍ وقتَ نُهزة ٍ وافتراص
أشُهِد الله إن تركتُكَ أني
لم أجرب حلاوة الاقتناص
شهوة منك إن وطئتَ حريمي
خِلتني شيخَك الدّميثَ العراصِ
يا ابن بوران يا نتيج الزواني
دعوة مثل دعوة ِ الاخلاص
خِلتني نُهزة ً لباغي قنيصٍ
وأنا الليثُ قانصُ القُناص
ساء تقديرُ مستثيرِ الأفاعي
ومُريغ الأسود في الأعياص
ثم لا يحتمي بركنٍ من العزْ
زِولا محرمٍ مخوفِ القصاص
تتأنَّى المحيض حتى إذا ما(73/176)
أسعدتْها به العُروقُ العواصي
باتت الليل في المحاريب تزْني
ليكون ابنها ابن شر معاصي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بلاغة ابن فراسٍ
بلاغة ابن فراسٍ
رقم القصيدة : 61448
-----------------------------------
بلاغة ابن فراسٍ
كجسمه من رُهوصِ
يُسيءُ طوراً وطوراً
تلقاه لصّ اللصوص
لا مُخطئاً سرقاتٍ
ولا مُصيب فُصوص
نبِّئتُ أن نساء
له ذوات خُصوص
يُصطَدْنَ صيد الشبابي
طِ جَهرة ً بالشُّصوص
أجاعَهُنّ فأعْمل
نَ حيلة ً في الخلوص
حتى إذا هي أعيتْ
ركبنَ كل قَمُوص
كم ذاتِ طرفٍ ربوخٍ
وذاتِ ساق رقوص
تُنَصُّ كلُّ فتاة ٍ
مِنهنّ نصّ القلوصِ
تُناك بالقلوتِ في بي
ت زائدٍ منقوص
زيادة ً من قرونٍ
على عَضُوضٍ مصوص
إلى مناقصَ مُستأ
ثرٍ بها مخصوص
وما تأوّلتُ شتْماً
فيه سوى المنصوصِ
ولا اقتصصْتُ حديثاً
عنه خلا مقصوص
العقلُ مِعشار عقل
والشخص مثل شُخوص
ما بالُ بخلك يا مِس
حلَ الحمارِ النَّحُوص
لم يُبْنَ عقلك بنيا
نَ جِسمك المرصوص
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رخصتْ معاملتي على رجلٍ
رخصتْ معاملتي على رجلٍ
رقم القصيدة : 61449
-----------------------------------
رخصتْ معاملتي على رجلٍ
وليغلُونّ عليه ما رَخُصا
ولأحرصنَّ على قطيعته
وبعاده أضعافَ ما حرصا
لأشربنَّ على تنقُّصّه
حتى كأني لستُ منتقِصا
إذ لا أرى في عيشتي شرقاً
بفراقِهِ كلا ولا غصصا
ما في فِراق مفارقٍ نغصٌ
حسبي بذكرى حُقرتي نغصا
من كان أشخص قلبهُ سأمٌ
عني فقلبي عنه قد شخصا
ولقد بدا لكن محايدة ً
ولقد جرى لكنه نكصا
ولقد يعود السيف مِقدحة ً
ويُبدَّل الغصن الرَّطيبُ عصا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا ما حلف النَّغْلُ
إذا ما حلف النَّغْلُ
رقم القصيدة : 61450
-----------------------------------
إذا ما حلف النَّغْلُ
ففي أيمانه رُخصَهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أنهضهُ في أوانِ إنهاضِهِ
أنهضهُ في أوانِ إنهاضِهِ
رقم القصيدة : 61451(73/177)
-----------------------------------
أنهضهُ في أوانِ إنهاضِهِ
غيثٌ دعا طرفهُ بإيماضِهِ
أبْرقَ برقاً كأن لائحهُ
من أُفقِ الخير نار حُرّاضِهِ
فشدّ أنقاضه بأرحُلها
إلى غزيرِ النّوال فيّاضِهِ
مشتركُ الحوضِ في الجميع إذا
ذادت عن الحوض كفُّ مُحتاضه
ينزلُ أضيافُهُ بذي كرم
مُبصبِص الكلب غير عضّاضه
يظلُّ يبكيهمْ إذا رحلُوا
بُكاءَ غَيْلان بنت فضّاضه
سمحٌ ببذل القِرى سماحَ فتًى
سَلَّمَ عِرض القرى لعرّاضه
لا يُشفق المستعيدُ نائله
من وشك إملاله وإعراضه
يفرضُ ما اطَّوَّع الجواد وما
مُطوِّعو الجود مثلَ فُرّاضه
لا يبذلُ الرّفد حين يبذُله
كمشتري الجودِ أو كمقتاضه
بل يفعلُ العُرفَ حين يفعلُه
لجوهر العرفِ لا لأعراضِه
يفديه قومٌ يتاجرون به
أغراضهُمْ فيه غيرُ أغراضه
في وعده من نواله عِوضٌ
أملأُ شيء لكفّ معتاضه
مُقلّمُ الدهر ما بدا ظُفرٌ
للدهر إلا انبرى بِمقراضِهِ
إذا دعا الشِّعرَ مادحوه له
أقبل مُعتاصُه كمرتاضه
أيسرُ ما يشكرُ القريضُ له
تسهيلهُ قرضَهُ لقرّاضه
يمّمه بالمديح شاعرهُ
طريدَ إملاقه وإنفاضه
يرجُو لديه غِنى يحطُّ به
رِحاله عن ظُهورِ أنقاضِه
كُفِّي من الدَّمع يا مثبِّطتي
عن زمِّ سامي التَّليل نهّاضِه
قد يُقعِد المرءَ طولُ رحلتِه
ويُصمتُ الرَّحل طولُ إنقاضه
كم تقنعُ النفس بالكفافِ وكم
تتركُ خوضَ الغِنَى لخُواضه
لي هِمة ٌ لم يكن ليرويها
إلا من البحرِ بعضُ أحواضه
حان رحيلي إلى أبي حسنٍ
مُبرمِ إقليمه ونقّاضه
حكيمه المقتدى بحكمته
طبيبه المرتَجى لأمراضه
سائس تدبيره ورائِضه
كخير سُوَّاسه وروَّاضه
حُوّله في الخطوبِ قُلّبه
حيّته في الدهاء نَضْنَاضه
صاحِب شورى الملوك مفْزعهم
إليه في الخطب عند إرْماضِهِ
إذا استشاروه جاءَ من كَثبٍ
بزُبدة الرأي دون مخاضه
تكلؤُهم منه في مضاجِعهم
عينا رُواعِ الفؤاد نبّاضه
يرعى عليهمْ أُمورَ مملكة ٍ
قامتْ بإخلاله وإحماضه
يُلطفُ كيد العدى ويُغْمضُه
طبّا بإلطافه وإغماضه(73/178)
لو فتكتْ مرة ً مكائِدُهُ
بالدهر أنستْه فتك برّاضه
مكائدٌ لو رمى بها جبلا
صارت جلامِيدُه كرضراضه
مِدره أهلِ الصلاة كم دُحِضتْ
للكفر من حجة ٍ بإدحاضه
يُردى بمِرْدى من الحِجاج له
دمّاغ رأس الضلالِ هضّاضه
حسبُ أخي جُنَّة ٍ بكيّته
وحسبُ ذي عُرّة بخضخاضه
يُثني عليه بذاك حاسدُه
على مُعاداته وإبغاضه
سابق مضمار كلّ مكرمة ٍ
أعيتْ على راكضٍ وتركاضِه
يدرك ما تُوفض السعاة ُ له
من المعالي بدون إيفاضه
أصبح كالكُل من جلالته
وسائرُ الخلق مثلُ أبعاضِه
إن لم يعبهُ بذاك عائبُه
فما له عائبٌ ولا عاضه
لولا عليُّ العِلا ومِنّتُهُ
غادرني الدهرُ بعض أحراضه
أنهضني بعدما رزَحْتُ وكمْ
من رازحٍ ناهضٍ بإنهاضه
يا حاسدي لا خلوتَ من حسدٍ
حظكَ منه أليمُ إمضاضهِ
أعتبني الدهر بعد معتِبهِ
فغاضب الدهر فيّ أوراضِه
زرتُ ابن يحيى الذي يؤمِّلُه
كلُّ أجبّ السَّنام مُنتاضِه
فردّني مُثرياً وفضفض لي
عيشي وقد كنتُ غيرَ فضفاضِه
ومهّدتْ مضجعي يداهُ فقد
لاءمَ جنبيّ بعد إقضاضه
وماصَ عِرضي فردّهُ يققا
كالثوب أنقتُه كفُّ رحّاضه
لمّا بدا لي بشيرُ غُرته
وراع دهري نذيرُ إنباضه
أقبلَ حظي عليّ مبتسماً
من بعد تعبيسِهِ وإعراضه
وظلّ دهري له مُلاوِذَهُ
من خوف سهم الرّدى ومقراضه
لا تعدم الدهرَ يا أبا حسنٍ
جبرَ كسير الجناح منهاضِه
كفُلتَ هذا الأنام تُقرضُهُم
عُرفاً إلى الله شكرَ إقراضه
حتى كفلتَ الفِراخ كامنة ً
في البيض قبل انقياض مُنقاضه
تكدحُ للناس كدحَ مجتهدٍ
ركّابِ ظهرِ الدُؤوبِ ركّاضه
خَفَضْت فيهم جناح مَرحمة ٍ
قد قلّ جدا عديدُ خُفاضه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مواهبُ وهَّاب وقَى بعضُها بعضا
مواهبُ وهَّاب وقَى بعضُها بعضا
رقم القصيدة : 61452
-----------------------------------
مواهبُ وهَّاب وقَى بعضُها بعضا
تُثيبك من مرزُوئِها الأجر أو ترضى
ذكورٌ حباك اللهُ منهُم بعصبة ٍ
فأعفى شبيه الكل واخْتَرمَ البعضا(73/179)
طوى واحداً منهم وبقّى ثلاثة ً
أعاركهُمْ من أحسن البسط والقبضا
وأعطاك ما تهواهُ من كل صالحٍ
وزادك طَولاً يملأ الطول والعرضا
ولا زلتَ في الأعمار خالفَ معشرٍ
وسابقهم في كلّ مكرمة ٍ ركْضا
يعدُّك أهل الفضل أفضلهم حجًى
وأهونهُم مالاً وأكرمهم عِرضا
تُنيل فتعتدُّ الثناء نوافلاً
تنفّلُها والفضل تبذُله فرْضا
ولا انفك ما تختاره وتحبُّه
يُطابقُه حتمُ القضاء الذي يُقضى
تعزّ عن الماضي وإن هصرتْ به
يدُ الدهر غصناً من غصونِكم غضا
وكن ماجداً لم يُغضَ عند هضيمة ٍ
فلما أحبّ الله إغضاءَهُ أغضى
وعُدَّ الذي أضحى الزمانُ استردّه
لدى الله كنزاً لا يضيّع أو قرضا
فإن الذي يُمضي الأمور مملّكٌ
على جِلَّة الأملاك إمضاءُ ما أمضى
وقد بلتِ الدنيا المخابرَ منكُمُ
فلم تبلُ إلا الصبر والكرمَ المحضا
وكنتُمْ بني وهبٍ حيانا ونَوُرنا
فكُونُوا سماءً وليكن غيركم أرضا
وإن كنت قد حرّمتني وحرْمتي
فأوسعتني منعاً وأوجعتني رفضا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لئن كنتُ في حفظي لما أنا مودعٌ
لئن كنتُ في حفظي لما أنا مودعٌ
رقم القصيدة : 61453
-----------------------------------
لئن كنتُ في حفظي لما أنا مودعٌ
من الخيرِ والشر انتحيتُ على عرضِي
فما عِبتني إلا بما ليس عائبي
وكم جاهلٍ يُزرَى على خُلُقٍ محضِ
وما الحقدُ إلا توأم الشكر في الفتى
وبعضُ السجايا ينتسبنَ إلى بعض
فحيثُ ترى حقداً على ذي إساءة ٍ
فثمَّ ترى شُكراً على حَسنِ القرض
إذا الأرض أدّتْ ريع ما أنت زارع
من البذر فيها فهي ناهيك من أرض
ولا عيبَ أن تُجزَى القروضُ بمثلها
بل العيبُ أن تدّان ديناً فلا تَقْضي
وخيرُ سجيّات الرجالِ سجيّة ٌ
توفّيك ما تُسدي من القرض بالقرض
ولولا الحقودُ المستكناتُ لم يكن
لينقضَ وترا آخر الدهر ذو نقض
أميّزُ أخلاق الكرام فأصطفي
كرائمها والزبد يُنْزع بالمخضِ
وأتركُ أخلاقَ اللئام لأهلها
وأرفضها مذمومة ً أيما رفض
وأُبقي على عِرضي من الطَّيخ إنه(73/180)
إذا طيخت الأعراض لم تَنقَ بالرحض
وإني لبرٌّ بالأقارب واصلٌ
على حسدٍ في جُلِّهم وعلى بُغض
ولم أقطع الأدنى مخافة َ شينه
ومني سَمارا كان أو غيره رُضّي
وإني لذو حلمٍ وجهلٍ وراءه
فمن كان مُختلا رضيتُ له حمضي
ولولا عُرام في الفتى فُلَّ حدُّه
ولولا ذُباحٌ في المهند لم يَمض
أسوغُ لخلاَّني مساغَ شرابِهِمْ
ويلقاني الأعداءُ كالحنظل الغضِّ
ولولا إباءٌ في الفتى ومرارة ٌ
لأغضي على أشياء يقذى بها المغضي
وما بي من وَهْن فأرضى بمُسخطٍ
ولا البغيُ من شأني فأسخط ما يُرضي
وفيّ أناة ٌ لا تُفاتُ بفرضة ٍ
لها سيرة ٌ موضوعة ٌ وهْي كالرَّكض
ويُمكنني عِرضُ الرميّ فأرْعوي
وأُبقي ولو أمكنْتُهُ لرمى عرضي
أكفُّ يدي حِلما وفضلَ تكرُّمٍ
وإني لرحب الذرع بالبسط والعضِّ
وإني لليثٌ في الحروبِ مظفرٌ
معارُ أداة َ الهصر بالظفر والعضّ
إذا ما هززتُ الرمح يوم كريهة ٍ
لجمعٍ فذاك الجمع أولُ منفضّ
تضاءلُ في عيني الجموعُ لدى الوغى
وإن هي جاءت بالقضيض وبالقضِّ
وما ضرّ بي الأقران عند لقائهم
بذبٍّ ولا طعني هنالك بالوخض
وما نجمُ رأيي في الخطوبِ بآفلٍ
ولا حينَ تنقضُّ النجومُ بمنقضّ
إذا الخُطة ُ الدهياءُ أكمنَ غيبُها
كمينا مخوفَ الشِّر فارضَ له نفضي
وتُطلعني الأسرار في مستكنِّها
على حركاتِ الحبضِ منهن والنَّبض
بظنِّ كرأي العين لا متقسَّمٍ
ولا حين ترفضُّ الظنونُ بمرفض
تفضُّ خواتيمَ السرائر لمحتي
وخاتمُ أسراري بعيدٌ من الفض
وإني لصبّارٌ على الحق يعتري
ولو كان في صبري له مابرى نحضي
عليمٌ بأن المجد يهزلُ أهله
وأن ليس عن طول الجُسومِ ولا العرض
تواكَلَ عُدّالي ملامَة ماجدٍ
يرى عذل العُدَّالِ في الجودِ كالحض
إذا ضاقت الأخلاقُ أفضتْ خلائقي
إلى سعة ٍ مثلي إلى مثلها يُفضي
وإني لرحّال المطيِّ على الونى
قليلُ مبالاة ٍ بإنضاء ما أُنضي
أبيعُ بمكروه السُّرى لذة الكرى
إذا رويت عين الدّثورُ من الغُمضِ
وما ذاك أنّي بالرفاهة جاهلٌ(73/181)
ولكن رأيتُ الخفضَ يُلصقُ بالخفضِ
أشدُّ لنيل المجدِ رحلي مُشمِّراً
وهل بعده شيءٌ أشدُّ له غرضِي
ولو شئتُ رويْتُ الجفون من الكرى
وألجأتُ أعطافي إلى جسدٍ بض
وإني لِنضْو المكرماتِ ونِقضُها
على أنني لا أشتكي سأم النَّقض
ولي همة ٌ تطوي إلى الريّ ظَمْأها
عيوفٌ لطَرْقِ الماء والثَّمدِ البرض
إذا ناهضَ العلياءَ قومٌ فقصَّروا
فإني حريٌّ أن يتم لها نهضي
أمُدُّ إلى الطُّولى يداً ذاتَ بسطة
وعين كريم لا يُقال لها غُضِّي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيا حسرتا إن أفسد الصيفُ صحتي
أيا حسرتا إن أفسد الصيفُ صحتي
رقم القصيدة : 61454
-----------------------------------
أيا حسرتا إن أفسد الصيفُ صحتي
فضاعف حاجاتي وأوْهَى قوى نَهْضي
أُريد كريماً قبل ذاك كقاسمٍ
يصونُ حياتي والممنَّعَ من عِرضي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يبيتُ أخو البلوى إذا الخِلوُ غمَّضا
يبيتُ أخو البلوى إذا الخِلوُ غمَّضا
رقم القصيدة : 61455
-----------------------------------
يبيتُ أخو البلوى إذا الخِلوُ غمَّضا
وفي قلبه جمر من الوجد لا الغضا
وأية بلوى كالبياض الذي بدا
وأيُّ فقيدٍ كالسَّواد الذي نضا
خليليّ إني نادبٌ عهد صاحبٍ
سقتْني لياليه الزُّلال المرضرضا
ولاح بديلٌ منه رذلٌ كأنما
سقتني لياليه الزُّعاف المخضخضا
بعيشكما لا تُكثرا عذل مكثرٍ
ملامة َ دهرٍ قد أغصَّ وأجرضا
شعارُ الفتى ذمُّ الزمان الذي أتى
ومن شأنه حمدُ الزمانِ الذي مضى
ولمْ لا وفي الآتي أخو العيش يُجتوَى
وفي الزمن الماضي أخو العيش يرتَضى
شبابٌ وشيبٌ ما استدار على الفتى
شبيهُهُما إلا أمر وأنقضا
نهارٌ وليلٌ أكَّد الحلْفُ أنه
إذا بنيا مبنى فشاداه قوَّضا
مضى زمنُ اللحظ الذي كان يستبي
قُلوبَ المها فاجعله دمعاً مُغيَّضا
أرى مُطرياتي عِبنَني ورفَضْنني
وذو الشَّيب أهلٌ أن يُعاب ويرفضا
وما انفكَّ موتوراً من ابيضّ رأسهُ
لقًى للهوى لا ينقُضُ الوترَ مَنْقضا(73/182)
وتلقى أخا الفرع البهيمِ مظفَّراً
إذا شاء أضْنى ذاتَ دلّ وأحْرضا
كذا الجند منصورٌ بتسويد زيّه
وتلقاهُ مخذولا إذا هو بيَّضا
لشتّان ما بين الشباب وضدّه
شبابُ الفتى يُصمي إذا الشيبُ أنبضا
ينفِّرُ هذ كل صيدٍ محصَّلٍ
ويصطادُ هذا كل صيدٍ تعرّضا
تحبَّب دهري بالشباب مُلاوة ً
فلما أحلّ الشيبَ رأسي تبغّضا
كأن شباباً كان لي فسُلبتُهُ
كساني منه سالفُ الدهرِ مِعْرضا
سأثني بآلاء الشبيبة ِ باسِطاً
لساني بها حتى أحينَ فأُقبضا
وأعنى وأغرى بالخضابِ ممرّضا
شبابا مريضا حقُّه أن يمرَّضا
وأُقسم أني لا أرى من شبيبتي
سوى قاسمٍ مستخلَفا متعوَّضا
هو المرء نعماهُ شبابٌ مجدَّدٌ
وإن حثّ شيبي بالشباب فأوفضا
فتًى لم يزل مذ عدَّ عشراً وأربعاً
لكل جليلٍ مرتضًى أو مُربَّضا
لو امتحنَ الله البحارَ بجودِه
لأضحتْ وأمست من عطاياه غُيَّضا
ولو لمستْ صُمَّ الصخورِ يمينُهُ
لأضحَتْ بسلسالٍ من الماء فيَّضا
وإن راض للسلطان خشناءَ صعبة ً
فناهيكَ روّاضا به ومروّضا
متى سلَّ سيفا مارقٌ سل رأيه
فقطّعه والسيفُ للسيف يُنتضى
وأحسنُ من روضِ الربيعِ خلائقاً
إذا ذهّبَ النَّوْرَ الربيعُ وفضَّضا
إذا الناس أضحوا ظاعنين عن امرىء ٍ
نبابهم أضحوا ببابيه خُفَّضا
أقاسمُ يا من يقسمُ الجودُ ماله
أثِبْ مِدَحاً غُرَّاً وودّا مُمحضا
ألم ترني أقرضْتُك الودّ طائِعاً
ولم تر قبلي مُعسراً قطُّ أقرضا
فلم برتُ حتى قيل في ظل سخطة ٍ
وأصبحتُ للتَّرحيم نَصْباً معرَّضا
ولِمْ لَمْ تُخيّب ظن من قال خائبٌ
وهزَّ لظنّي فيك رأساً وأنغضا
إذا ما أشاعَ الناسُ أنْ قد حبسْتني
ولم أتدرّع بينهم خِلعة َ الرضا
فقد نالني بعضُ الذي رضخُوا به
فهل لك في أن تُرحضَ الشك مرحضا
وما ذاك إلا بالذي أنتَ أهلهُ
وإن لم يُطق شُكري بنعماك مَنْهضا
لعمري لقد صُوِّرتَ أبيضَ مُشرقاً
فلم لا تُريني وجه نُعماك أبيضا
أُعيذ نَدى كفَّيك من أن يعوقه
لجاجٌ ومن قيل العدى كان فانقضى(73/183)
تذكَّر مديحاً لو هززتُ لبعضِه
صفاً قاسياً لاهتزَّ منه وروّضا
يُمخّضُ ودّي كل يومٍ وليلة ٍ
بذلك صدراً لا يزال ممخّضا
وألقاك مهزوزاً به وكأنما
ألاقيكَ مشحُوذاً عليَّ مُحرضا
لقد خابَ من أضحى إليك مُبغَّضاً
وأمسى إلى الأعداء فيك مُبغَّضا
أحاط به شرّان والفقرُ ثالثٌ
وفي واحدٍ ما شفّ قلباً وأرمضا
على أنني ما كنتُ عند ذوي النُّهى
مقيتاً ولا بين الكرام مُرفّضا
وقد كاد قلبي من جفائكَ ينْتزي
ولكنني خفّضتُ جأشاً مخفَّضا
ولم لا وقد جرّأتَ كلّ مُضاغنٍ
عليَّ فأضحى سيفُهُ ليَ مُنتضى
وأوهنْتَ ركني للعدي فتركْتَني
لمن رامني بالضَّيمِ عظماً مُرضَّضا
وقد كنتُ للأعداء قبلك مِقمعا
إذا الحية ُ النضناضُ يوماً تَنْضنضا
وكانوا يدبُّون الضّراء فأصبحوا
وكلُّ مبادٍ يركضُ الغيَّ مَرْكضا
فأصبحتُ مفروضاً عليّ اتقاؤهم
وما كان لو أعززت نصري ليُفرَضا
فيا ويح مولاك استغاث بمشربٍ
فأشرقَ واستشفى شفاء فأمْرضا
ولولا اعتقادي أنك الخيرُ كله
لأجمعتُ توديعاً قضى الله ما قضى
وإني وإن دارتْ عليّ دوائرٌ
لأعرضُ عمَّن صدّ عنّي وأعرَضا
وما زلتُ عزّافاً إذا الزادُ رابني
بخبثٍ وعيّافاً إذا الماءُ عَرْمضا
ومن عجبٍ أني بسطتُ بمنطقي
عليك لساناً في الإسارِ مقبّضا
ولولا رجاءٌ فيك حيٌّ لما غدتْ
عروقي ولا راحت من الخوفِ نُبَّضا
بل العجبُ الوحشيُّ خوفيك بعدما
غدوتَ غياثاً للّهيفِ مُقَيَّضا
وماليَ أخشى من عدِمتُ مَراضعي
من العيش إلا فضلَه المتبرَّضا
لأقربُ من إصعاق غيثٍ غياثُهُ
وإن رجّع الغيثُ الرُّعودَ وأومضا
ومن عجب أني اقتضيْتُك نائلاً
ووجهُك أولى أن يُعانى ويقتضَى
نظرتُ فلو ملّكتني ما ملكته
لما كنتُ من ذاك اللقاء معوّضا
ومن عجب أني أطيلُ تعتُّبي
عليك وقد أصبحتَ في الخلق مُرتَضى
ظلمتُك بالشكوى وأنت انتعشتني
وألبستني ثوبَ الحياة مفضفضا
وكم رمتُ حدّ السيف منك تسلُّطاً
عليك فلم تنقُضْ بيَ الكف مَنْقضا
حياءً وحلماً واعتلاءً عن التي(73/184)
يكون الجنى منها بناناً معضّضا
وها أنا من ذنبي وعتبي تائبٌ
إلى سيدٍ كم غضَّ عني وغمّضا
سأسْلم تفويضي إليك بأسره
ومثلي إلى عدلٍ كعدلك فوّضا
وما زلتَ تسمو للعلا منك نظرة ٌ
إذا شئتَ كانت منك طرفاً مغضَّضا
ودُونَكها من شاعرٍ لك شاكرٍ
وإن حرّك الخِيمَ الكريم وحضَّضا
قديرٍ متى شاء الإبانَة نالها
وإن شاء تدقيقاً أدقّ وأغمضا
إذا سُمته هجراً رأى بك راعياً
بصيراً بما يرعى أخلَّ وأحمضا
وإن سُمته مطلاً رأى بك عارضاً
من الغيثِ ألقى بَرْكه وتمخَّضا
وما ازدادَ فضلٌ فيك بالمدح شهرة ً
بل كان مثل المسك صادفَ مِخْوَضَا
لك الذّكَرُ اللاتي هي الظُّهرُ كله
إذا ما فمٌ يوم بهنّ تمضمضا
إذا حاضت الأفواه من مدح جاهلٍ
لئيمٍ فما أضحت بمدحك حُيَّضا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لهف نفسي على العيون المِراضِ
لهف نفسي على العيون المِراضِ
رقم القصيدة : 61456
-----------------------------------
لهف نفسي على العيون المِراضِ
والوجوه الحسان مثل الرياضِ
حال بيني وبين أيَّامهن ال
بيض ما احتلَّ مفرقي من بياضِ
نظرتْ نظرة ً إلى المُلمَّا
ت فأغرينَهنَّ بالإعراض
فالعيونُ المراض يصْدفن طوراً
ويُلاحظن عن قلوبٍ مِراض
وبحقّ تجهَّمُ البيض بيضا
أعقبَتْهُنّ أربعونَ مواضِي
ليس بيضٌ من المشيب رثاثٌ
شكلَ بيضٍ من الغواني بضاض
ورفيفُ السواد كالرّشق بالنَّبْ
لِ ولوحُ البياض كالإنباض
ذاك يصطادُك الظّباءَ وهذا
تتداعى ظباؤه بانفضاض
عجباً للشباب يرمي فيُصمي
وظِباءُ الأنيس عنه رواضي
والمشيبُ البريءُ يُعرضُ عنه
أو يُلاقى بجفوة ٍ وانقباض
وغناء الخضاب عن صاحب الشَّي
ب غناءُ الرُّقى عن الممراض
ملبسٌ فيه فرحة ٌ من غرورٍ
وهْو باقٍ وترحة ٌ وهو ناض
خُدعة ثم فزعة ٌ إن هذا
لحقيقٌ بكثرة الرُّفّاض
حَسَرتْ غمرة ُ الغواية ِ عنّي
ولقد خُضْتُها مع الخوّاض
أجتني الأقحوانَ والوردَ والنر
جسَ عفواً من الغُصونِ الغِضاض
ثم عادت عوائدُ الدهر تَمْحُو(73/185)
بالتَّقاضي محاسنَ الإقراض
كنتُ أرْني وكنت أرني فأغضض
تُ وأغضضتُ أيَّما إغْضاض
أدْركتني الخطوب ركضاً على ظه
ر خفيٍّ مسيرهُ ركاض
ويسيرٌ على الفتى الشيبُ ما لم
يقضِه حَتفَه المؤجَّل قاضي
ولهَانتْ على امرىء ٍ أخْطأتْه
شكَّة السهم صكَّة المعراض
عدّ ذكرَ الشباب والرُّزء فيه
واعزم الصبرَ عزمة َ ابن مُضاضِ
إنّ ذكرَ الحميد غيرُ حميدٍ
حين يعرُوك رائدا في ارتماضِ
كان شرخُ الشبابِ قَرْضَ الليالي
ووراءَ القروضِ قِدما تقاضي
وستسلاه بالتَّقادم لا بلْ
بالأُسَى بل بصاحبٍ مًعْتاض
إن خيراً من الشباب بنو الف
ياض للمُشْتري أو المقتاض
معشرٌ يغدرُ الشبابُ ويُوْفُو
ن وما المبْرمُون كالنُّقاض
من أُناسٍ ترى الفضائلَ فيهم
صِبغة َ الله فهي غيرُ نَواضي
سادة ٌ إن سألتَ عنهم أخا الإح
نة ِ أثْنى عليهمُ غيرَ راضي
برع المجد فيهمُ فحباهُمْ
مدحَ ذي وُدّهم وذي الإبغاض
لم يزالوا مُفَضَّلينَ على النا
س بحُكمي مُغضبٍ ومُراضي
لهُم بالنّدى تطوُّعُ أحرا
رٍ يقيمونه مُقام افتراض
لم تَقُمْ سُوقُهُمْ وسوق تجار ال
حمدِ إلا تفرُّقاً عن تَراضي
جُعِلَ الرّزق كالمناهل في الدُّن
يا وأيديهمُ له كالفراضِ
يبذُلونَ الحقوقَ لا عارضيها
فُدي الباذلُونَ بالعُرّاض
كم كَفوْنا من السنين جَرُوزاً
تَحْطُمُ العظمَ بعد بَرى النِّحاض
كم غدَوْنا كأن بِيضَ أيادي
يهم علينا سبائِبُ الرُّحَّاضِ
حَسَبٌ زائد الحِسابِ على الحُسْ
سَابِ أو عائلٌ على القُرّاضِ
أيها الطالب النّدى غير آلٍ
بيّن الحملِ مُفصح الإركاض
ضلّ منا الندى فلما نَشَدْنا
هُ وجدناهُ في بني الفيّاض
الرّغابِ السّجال للمعْتَفيهم
حين يَسْقُونَ والرّحابِ الحياض
نزلوا من مباءة ِ المجدِ قِدْماً
في مَناديحها الطِّوال العِراض
يبذْلُونَ الأموالَ طوراً وطورا
يقتنُونَ الأموال للأعراض
كَسَبُوها لمنحِها لا كقومٍ
كَسَبُوها لمنعها حُرّاض
ليس آلُ الفيّاض من ذلك الجي
لِ وليس الأمحاحُ كالأقياض(73/186)
حاشَ لله ثم للسادة الأمْ
حاضِ من ذاكُمُ بني الأمحاض
فاتقي الرَّتْق راتقي الفَتق هيّا
ضي أخي البغي جابري المنْهاض
حاملي الثِّقَل واضِعي كُل ثِقلٍ
ينقضُ الظهرَ أيّما إنقاض
لهُمُ عِزَّة ُ المصاعيب إن شىء
تَ وإن شئْتَ ذِلَّة ُ الأحفاضِ
عندهُم من حماية ٍ واحتمالٍ
ما تقاضاهُ للعلا متقاضي
وُزَراءُ الخلائف المسْتشارُو
نَ إذا حار خائِضُو الأخواض
قلَّما اعتلّت الخلافة ُ إلا
ضمِنُوا بُرْءَها من الأمراضِ
هُمْ شَفَوْها من السَّقامِ وكانت
حرضاً هالكاً من الأحراضِ
ومتى غرَّ عاملٌ ما تولّى
فهُمُ الهانئون بالخضْخاض
وإذا دُوفِعتْ بهم حُججُ البا
طل كانت رهائن الإدحاض
يُوسعونَ الخَصْمَ الألَدّ من الإشْ
جاءِ بالحق أو من الإجراض
وتُلاقي مع الكتابة فيهم
كُلّ خوَّاض غمرة ٍ وخَّاض
يحمل الرمح حملهُ القلم النّض
و مُشيحاً بين القنا الأرْفاض
مُستقلا بجولة الفارس الثَّقْ
ف عيَّيا بحيضة الجيَّاض
لو تراهُ خلفَ السّنان يُهاوي
هِ لأبصرْتَ ماضياً خلف ماضي
وتوهَّمتَ ذا وذاكَ شهابَيْ
نِ بليلٍ تتابعا في انقضاضِ
غيرَ مأمونة ٍ هنالك منه
ذاتُ نَفْثٍ كثامِر الحُمّاض
فوقَ جِرْيالها جُفاءٌ تراه
طائراً قفَّ ريشُهُ لانتقاض
وله بعد ذاك ضربٌ ترى البي
ضة َ تنقاضُ منه أيّ انقياض
فاغرٌ في جماجم القومِ أفوا
ه جمالٍ أواركٍ أو غواضي
وله قبْلَ ذا وذاك نضالٌ
بمنايا على الرَّمايا قواضي
وإذا أعمل الدَّهاءَ فصِلٌّ
يُغمضُ الكيدَ أيَّما إغماض
سامعٌ كلَّ نبضة ٍ في فؤادٍ
بفؤادٍ سمَعْمَع نبَّاض
تَجِدُ الناشىء َ الرُّعيْرعَ منهم
بيّناً ذاك فيه قبلَ الخِفاض
كم لهم في الوَغى مواطنُ تَبْيَضْ
ضُ لهن الوجوهُ أيّ أبيضاض
وجديرٌ بذاكَ أبْناءُ كسرى
وهلِ الأسْدُ ناسياتُ العِضاضِ
تلك أنيابُها حِدادٌ ولم تَلْ
قَ أظافيرُها شبا مِقراضِ
ثم كَمْ خَلْوة ٍ لهم يَمْخضونَ الرْ
رأى فيها ناهيكَ من مُخَّاضِ
ينفضُونَ الغُيوبَ بالحدْسِ نَفْضاً(73/187)
حين تَعْمَى بصائرُ النُّفَّاض
ويرُوضُونَ جامِحات المُلَّما
تِ إذا استصْعبتْ على الرُّواض
فهمُ في الغناءِ بالإرْب والبأْ
س أفاعي اللّصاب أُسدُ الغِياض
قد أعدَّتْهُم الملوكُ وكانوا
للمرامينَ نِعمَ حشْو الوفاض
لملاقاة ِ ليثِ غيلٍ هَصورٍ
ومُداهاة ِ حيَّة ٍ نَضْناض
عقْبُ صدقٍ من يَنْقرضْ ويُخلّف
هُ فليس انقراضُهُ بانقراض
يتخطَّى العِداتِ عمداً إلى البدْ
ل كَسَحّ الحيا بلا إيماض
مُستريحاً من العِدات مُريحاً
طالبي رِفدِه من التَّركاض
فإذا ألْقح العِدات لهمْ يو
ماً ولدْنَ الغِنى بغيرِ مخاض
مُجهضاتٍ نتائجاً سالماتٍ
أبدا من مناقِض الإجهاض
يتبارى إليه مُنْتجعُو العُرْ
فِ فيلقوْنَ مُزهِر الأرواض
ذا نوالٍ مُيمَّم نَعْتفيه
في طريقٍ مُذَلَّلٍ مُرتاض
ليس ينفكُّ يترك الكُومَ أنقا
ضاً ويبنى عرائك الأنقاض
نائلٌ لم يزلْ مُفاضاً علينا
بيمينه من ثراءٍ مُفاضِ
فاطو مَبْسوط كلّ أرضٍ إلى المبْ
سوطِ من فَضْلِهِ الطُوالِ العُراضِ
إنّ خلف الفضاءِ سَيْبا فضاءً
من عليٍّ يُلْقى إليه مُفاضي
لا تُشَدُّ الأغراض إلا إليه
ثم أطلق معاقدَ الأغراض
جَبَرتْني يدا أبي الحسن المِحْ
سانِ حتى جُبرتُ بعد انهياض
أُطلِقتْ كَفُّهُ بنفْعِي فأطلق
تُ مديحي فيه بغير إباض
ألجمَ الدهرَ لي وكان خليعاً
فمشى بي في القصيد بعد اعتراض
واطمأن الفِراش تحتي وقد كا
ن شديدَ النُّبوّ والإقضاض
وتلاهُ أبو محمد المح
مودُ في الناسِ دون الثَّرى الفضَّاض
حسُنَ المحسِنُ المحسَّنُ كُلا
لا كقومٍ مُحسَّني الأبعاض
من فتًى لو رضيتُ بالناس قَيْضاً
منه كنتُ الغبينَ عند القِياض
فسقاني امرؤ ترى لجة البح
رِ لديه حَوْضاً من الأحواض
يُنكر الفتكَ وهو أفتكُ بالده
رِ وأحداثِه من البرَّاض
ويرى كلّ غادرٍ مُستحاضاً
عجبا من مُذكرٍ مَستحاضِ
وإذا قادِرٌ تعرَّى من الحِل
مِ غدا في قميصه الفَضْفاضِ
يتجافى عن الذُّنوبِ اللواتي
قد أمَضَّتْهُ أيّما إمْضاضِ(73/188)
وله الوطْأة ُ التي ما أصابتْ
أقلَعَتْ منه عن رُضاض فُضاض
كُلّما ابْتِيضَ من سناءٍ سنامٌ
تمكو من سنامِه المبْتاض
وحَباهُم بمدحتي سيدٌ مِن
هُمْ حباني في دَهري الغضَّاض
ذو البناءِ العليّ أعْنِي عليَّا
لا يكُنْ ما بنى لوشكِ انْتقاض
ماجدٌ يزجر الخطوبَ فترْفضْ
ضُ عن الآمليه أيّ ارفضاض
مُتلفٌ مُخْلِفٌ مُفِيتٌ مُفيدٌ
خَيرُ جَمَّاع ثَرْوة ٍ فَضّاض
يفعلُ الخيرَ أو يحُضُّ عليه
سابقاً كُلّ فاعلٍ حضَّاض
ما رأى خلَّة المُحقّين إلا
خَلَطَ الجُودَ عندها بامتعاض
يُصبحُ المصبحون في سيبه الفَيْ
ياضِ أو في حديثه المسْتَفاض
رافعٌ طرْفه إلى حسناتِ ال
جُودِ عن سَيِئاتِهِ مُتغاضي
ذاكرٌ كسْبهُ المحامد ناسٍ
أنه مَسْلكٌ إلى الإنفاض
وكذا السادة ُ الحقيقُونَ بالسؤ
دَدِ أهلُ النُهوضِ والإنهاض
رَافِعو طرفِهِمْ إلى حَسَنِ المجْ
دِ وعمَّا يسُوءُ منه مَغاضي
لو يشاء انْتحى هناك على كُلْ
ل مُسيءٍ بمنسم رضَّاضِ
رُبّ مُخْتَلِّ معشرٍ قد كفاهُ
ومُخِلٍّ شفاهُ بالإحماض
جَدَّ سعياً فبلَّغتْه مساعٍ
لم تَزَلْ قبل حمله في ارتكاض
مَبْلغاً تُنغِضُ الرؤوس لراجي
هِ وحُقَّت هناك بالإنغاض
إنّ مُسْتنهضيكَ يا حسنَ الحُسْ
نَى لمستنْهضُو فتًى نهَّاض
رُبّ وانينَ أيْقظُوكَ لأمرٍ
ثُم نامُوا وأنت في إيفاض
نامَ عن شأْنِه أخو الشأنِ منهُم
حينَ لم تَكْتَحِلْ بطعْمِ اغْتِماض
بِعتَ حُلْو الكَرى بمُرِّ سُرى الظَّل
ماءِ تختاضُها مع المخْتاض
ثم هجَّرْتَ في الهجِير وقد شُبْ
بَ على جَمرِهِ من الرَّضراض
عالما أنّ رِفعة الذّكرِ للأرْ
فِع سيرا وليس للخفَّاض
قائلاً حبذا سُرى الليلِ دأْبا
واصطلاء الحرورَ ذي الإرماض
ما كَسوبُ العلا بمفترش الخفْ
ضِ وليس الصَّيودُ بالرّباض
دُونَكمْ منطِقا يسيرا عسيرا
فرْضُ أمثاله على الفُراض
ذا معانٍ يقولُ مُنْتقِدُوها
كلُّ بكرٍ رهينة ٌ بافتضاض
وقوافٍ يقول مُستمِعُوها
آذنْتَ كلُّ صعبة ٍ بارتياض(73/189)
فالبسوا خِلعتي تملَّيْتُموها
في اعتلاءٍ وضِدُّكم في انخفاض
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومن العجائبِ يا أبا الفيَّاض
ومن العجائبِ يا أبا الفيَّاض
رقم القصيدة : 61457
-----------------------------------
ومن العجائبِ يا أبا الفيَّاض
تبديلُك الإقبالَ بالإعراضِ
أعزِزْ عليَّ بما رأيت فإنه
مرضٌ بُليتَ به من الأمراض
ما إن أسيتُ لأن ظلمك هاضني
لكن أسيتُ لرأيكَ المنْهاضِ
يا من صِناعتُه الدعاءُ إلى العُلا
ناقضتَ في فعلَيْك أيّ نِقاض
أمِنَ العُلا تركُ الوفاءِ لصاحبٍ
لم تَقْضِه النكْراءَ عن إقراض
عجبا لحضَّاض الكرامِ على الذي
هو فيه مُحتاجٌ إلى حَضَّاض
وصفَ المكارم وهو فيها زاهدٌ
ورأى الجميلَ وفيه عنه تَغَاضي
لم ألقَ كالشعراءِ أكثر حارِضاً
وأشدَّ معْتية ً على الحُرَّاض
كم فيهمُ من آمرٍ برشيدة ٍ
لم يأْتِها ومُرَغّبٍ رفَّاض
يا حَسْرتا لمودَّة ٍ أدبية ٍ
لم نفترق عنها افتراقَ تراضي
ليس العتابُ بنافعٍ في قاطع
أعيا المشيبُ تتابعَ المقراض
الآن أيقنَ بعد غَدْرِكَ رائدي
أنَّ البروقَ كواذبُ الإيماض
خَذْ من حِبالك ما نكثتَ مُصاحِباً
يا صاحبَ الإنكاثِ والإنقاض
فيما أفاد بك الزمانُ من النُّهى
عِوضٌ وفاءٌ منك للمُعتاضِ
والودُّ حقٌ ما رأيتُ أداءَهُ
مُتَيَسِّراً لمطالبٍ بتقاضي
جَمَحَ الغِنى بك جَمْحة ً مذْكورَة ً
فادفع أعنَّتَهُ إلى الرُّواضِ
واسْوأتا إن ضاقَ ذَرْعُك بالغنى
عِند ادِّراعِ قميصه الفضْفاض
رتَّبْتَ قدْرَك دونَ ما مُلِّكتَه
لا ظُلمَ أنت عليه أعدلُ قاضي
ما سُخْطُنا لك خُطة ً مُسْخُوطة ً
تُضحي وأنت بها لنفسك راضي
أإن اجتنيتَ جنَى الكرامِ لقيتَني
بتجهُّمِ البيضاءِ نبْذَ بياض
يا جاني التمر اللذيذ مذاقة ً
ما لي أراك كآكل الحمّاض
لا تُزهَيَنَّ بما مَلكتَ فلم تكن
من قَبْلها حَرَضاً من الأحراض
قدْ كان قبرُ أبي شُراعَة مُطلِقا
لك أن تتيهَ بجرهِ الفيَّاض
أبديتَ لي حبْلَ التكبُّرِ فاحتقبْ(73/190)
عدلاً تبيتُ له بليلِ مخاض
ولما هجوْتُك بل وعظتُك إنني
لا أجعل الأعراض كالأغراض
فاكفُفْ سِهامَك عن أخيك فإنما
آسفتَه فرمَاك بالمِعراض
ومتى هجَوْتَ مُعاتِباً لك مُنصِفاً
فلديهِ عزمٌ في هجائك ماضي
واعلم بأنك إن وردْتَ على الذي
نهنهتَ عنه وردْتَ شرَّ حياض
ومتى نَفَحْتَ من الهِجاء بنفحة ٍ
عالت فريضتُها على الفُرَّاض
لستُ الحليمَ عن السَّفيه أخي الخنا
كلاّ ولا الواني عن الركَّاض
قد جرَّبَتْ منّي الوقائعُ باسلاً
أبقى الزَّمانُ به نُدوبَ عِضاضِ
أنا من يرى المكوى أقلَّ هِنائهِ
ويقابلُ الأخلالَ بالأحْماضِ
فليبْرأ الجَرْبَى فلستُ كمن لقُوا
ما أبعد المِكْوَى من الخضْخاضِ
أنا من سَمِعتَ به وحسْبُك خِبرة ً
بأخيك ذاك المُبرمِ النقَّاض
فمتى حَلُمتُ لقيتَ أحنفَ دَهرِهِ
ومتى جهلتُ مُنيتَ بالبرَّاض
فاعذِرْ أخاك على الوعيدِ فإنما
أنذرتُ قبل الرّمي بالإنباض
أنذرتُ نبلي أنها إن أُرسلتْ
لم تُبقِ باقية ً من الأعراض
واعلمْ وُقيتَ الجهل أن خساسة
بطر الغِنَى ومذلة الأنفاض
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لستَ عندي بقحطبيٍّ ولكنْ
لستَ عندي بقحطبيٍّ ولكنْ
رقم القصيدة : 61458
-----------------------------------
لستَ عندي بقحطبيٍّ ولكنْ
قحطبيٌّ وغيرُ ذلك أيضا
أنت للناس كُلِّهم ولأمٍّ
غاض فِيها ماء البرية غيضا
يا لئيم اللّئامَ لستُ مُريدا
لك لؤما بلؤْمكَ الدهرَ قَيْضا
لو تمسَّحتَ بالحطيم لحاضتْ
كعبة ُ اللهِ من مخازيك حَيْضا
أيَّ شيءٍ أقولُ أفحمْتَني عِيْ
يا وبحري يفيضُ بالشّعر فيضا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أرْواحُ فيك سُعوطٌ لا يقامُ له
أرْواحُ فيك سُعوطٌ لا يقامُ له
رقم القصيدة : 61459
-----------------------------------
أرْواحُ فيك سُعوطٌ لا يقامُ له
والوجهُ منكَ ذَرُورٌ فه إمْضاضٌ
في قَفدِ رأسكَ تنجيشٌ لقافدِهِ
وفي التَّغافلِ منا عنكَ إرماضُ
وما ذكرناك إلا كان مُتصلا
ببظر أُمكَ إمصاصٌ وإعضاضُ(73/191)
وما تكلَّمتَ إلا قُلتَ فاحشة ً
كأن فكَّيكَ للأعراضِ مقراض
مهما نطقتَ فنبلٌ منك مُرسَلة ٌ
وفُوكَ قَوْسُكَ والأعراضُ أغراض
إن مُتَّ عاش من الأعراض ميتُها
وإن بقيتَ فما للناسِ أعراض
يغيبُ وجهُكَ فالأمراضُ غائبة ٌ
وبالقلوبِ إذا شوهِدْتَ أمراض
وما تُفيضُ بعلمٍ لا ولا صفدٍ
وأنت بالسَّلح قبل السُّكرِ فيَّاض
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ذَرينيَ قُسطنطينُ آكلُ شهوتي
ذَرينيَ قُسطنطينُ آكلُ شهوتي
رقم القصيدة : 61460
-----------------------------------
ذَرينيَ قُسطنطينُ آكلُ شهوتي
وتُبشمنِي إني بذلك راضي
فأكثرُ ما ألقى من الزادِ كِظَّة ٌ
مَدَى يومِهَا واليومُ أسرعُ ماضِي
ولكنَّ أمراً قد بُليتُ بحُبّه
قواضيه إن أنْحَت عليَّ قواضي
تلذّين أُولاه ويُوردُ غِبُّهُ
حياضاً من المكرُوهِ بعد حِياض
فما هو إلا أن تَجُرَّ ذُيولها
ليالٍ على آثارِ ذاكَ مَواضي
وتَنْسين ذاكَ الهولَ حتى تُعاودي
رُكوبَ طوالٍ كالرّشاء عِراض
كأنك ما أُثقلْتِ تسعة أشهرٍ
بحملٍ ولا قاسيتِ ضربَ مخاض
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رُبَّ أُناسٍ فُرضوا فافترضُوا
رُبَّ أُناسٍ فُرضوا فافترضُوا
رقم القصيدة : 61461
-----------------------------------
رُبَّ أُناسٍ فُرضوا فافترضُوا
فعُرّضوا فاعترضوا فقبّضوا
فقبضُوا فقُبّضوا فانْقرضوا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما بالُ ديناريْك عنّي أعرضا
ما بالُ ديناريْك عنّي أعرضا
رقم القصيدة : 61462
-----------------------------------
ما بالُ ديناريْك عنّي أعرضا
وتصدّيا لشكايتي وتعرَّضا
أنقضتَ عزمكَ ليت شعري فيهما
حاشا لعزمكِ في النَّدى أن يُنقضا
إن كُنتَ في ثمنِ الحنوطِ أمَرْتَ لي
بهما تركتُهُما إلى أن أُقبَضا
قد طال تأميلي غدا وقد انقضى
عُمري وعمرُ المطل باقٍ ما انقضى
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إنّ هتْكَ الثيابِ في دهرنا ه
إنّ هتْكَ الثيابِ في دهرنا ه
رقم القصيدة : 61463(73/192)
-----------------------------------
إنّ هتْكَ الثيابِ في دهرنا ه
ذا شبيهٌ بالهتكِ للأعراضِ
فارفِ ما خرَّقتْ يداك بثوبٍ
ليّنٍ مَسُّهُ نقيّ البياضِ
واعفُ آثاركَ القِباحَ بآثا
رٍ حِسانٍ تحكي وجُوهَ الرّياض
قبلَ قول الإخوان من بكَّ هذا
وامتِعاضِ الإخوان أيّ امتعاضِ
فأقلُّ انتقامِهِم لأخيهمْ
مِنكَ لومٌ مُبرّحُ الإرماض
وتيقَّن أن القوافي أضحتْ
بالذي قد فعلتَ غيرُ رواضي
والقوافي الغِضابُ يفعلن في الأع
راضِ فعلَ السهامِ في الأغراض
وهو دينٌ وأحسنُ الأمرِ فيه
أن يكون القضاءُ قبل التقاضي
أنتَ مِنهنَّ بين حَمدٍ وذمٍ
أيها المرءُ فاقضِ ما أنتَ قاضي
أو تَفِي بالذي وعدْتَ من التَّع
ريضِ مما فيه رِضا المُعْتاض
العصر العباسي >> ابن الرومي >> دعْ صاعداً يقتني الدنيا وزِبرِجها
دعْ صاعداً يقتني الدنيا وزِبرِجها
رقم القصيدة : 61464
-----------------------------------
دعْ صاعداً يقتني الدنيا وزِبرِجها
في العلم باللهِ مما ناله عِوضُ
ما بالُ من جَوْهَرُ الأشياء قُنْيتُه
يأسى ويحسدُ قوماً حظُّهم عَرَضُ
إنّي لأعجبُ من قوم يشُفُّهم
حُبُّ الزخارفِ لا يَدْرُونَ ما العرضُ
ألا عُقُولَ ألا أحلامَ تَزْجُرهُمْ
بلى عُقولٌ وأحلامٌ بها مرضُ
سعيُ السُّعاة ِ لفضلِ المال بعد غِنًى
حِرمٌ كما طلبُ الأقواتِ مُفترض
أليس جُرماً تناسي المرءِ خَالقِهُ
إذا أليحتْ له الأذهابُ والفضَضُ
لا سيّما والذي يكفيه حاضِرُه
لعارفِ اللهِ من هاتيك مُمْتعضُ
لوآمنتْ أنفسٌ باللهِ ما شُغِلْت
عنه بما ليس في فقِدانِه مَضَضُ
كلاّ ولا اضطجعتْ إلا ومَضْجعُها
كأنه حائلٌ من دُونه القَضَض
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ذُلّي لزهوك أرضُ
ذُلّي لزهوك أرضُ
رقم القصيدة : 61465
-----------------------------------
ذُلّي لزهوك أرضُ
ولي هوًى فيك محْضُ
يا سيدي لك عبدٌ
يشقى وعِندكَ خفضُ
وفي يمينك بسطٌ
لِما يُحبُّ وقبضُ
فَلِمْ تجورُ عليه
وخدُّه لك أرض(73/193)
يُجدُّ في كل يومٍ
وصْلاً له منكَ نقض
منه هَوى واعتقادٌ
ومنك مقْتٌ ورفض
إن لم يكن كلُّ شيءٍ
يُبغيه منك فبعضُ
ولم يكنْ منكَ بذلٌ
لما يُريدُ فعَرضُ
بي عنْ صُدودِك ضعفٌ
ولي بشُكركَ نَهضُ
فاقرض الصَّبَّ قرْضاً
يُجْزي فما ضاعَ قرض
فما رثى لخُضُوعي
لكنْ قسا وهو غَضُّ
وقال طاردْتَ ظبْياً
ولم يُساعِدكَ ركض
لا تُطمِعَنَّ حليماً
في زُبدة ِ الماءِ مخْضُ
ما خِلتُ أن رميَّا
رميتَهُ فيه نبضُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وسألتَ عن خبر الجُرا
وسألتَ عن خبر الجُرا
رقم القصيدة : 61466
-----------------------------------
وسألتَ عن خبر الجُرا
مِض طالباً عِلْم الجُرامضْ
فهو الجُرامضُ حين يق
لبُ ضارحٌ فيقال حارض
وهو الجُراسمُ والقُمَنْ
جرُ والجُراسف والجُرابض
وهو الحُزاكل والغوا
مضُ قد تُفسَّرُ بالغوامض
وهو السَلجْكلُ شئْتَ ذا
لك أم أبيتَ بفرضِ فارض
فاعذر وإن حَمُض الجوا
بُ فرُبَّ منتفعٍ بحامض
ودعِ المَضَامِضَ بالفضو
لِ فإنها شرُّ المضامِضْ
أو لا فإنك باعثٌ
أسْدَ الجوابِ من المرابضْ
الصَّقْعُ مُحتاجٌ إلى
فرعٍ يكونُ له مُقايِضْ
ومن اللَّحى ما فيه فع
لٌ للمواسِي والمقارض
العصر العباسي >> ابن الرومي >> نظرتُ إلى الرغيفِ فردّ رُوحِي
نظرتُ إلى الرغيفِ فردّ رُوحِي
رقم القصيدة : 61467
-----------------------------------
نظرتُ إلى الرغيفِ فردّ رُوحِي
لدى حجرٍ يرُضُّ ولا يُرَضُّ
فتًى ما زالَ ينهضُ للمخازي
وليس له إلى العَلياءِ نَهْضُ
سجيَّتُهُ طِوالَ الدهر قبضٌ
وكلُّ سجيَّة ٍ بسطٌ وقبضُ
ولؤمُ الناسِ طولٌ دون عَرضٍ
ولكن لؤمُهُ طُولٌ وعَرض
تعادى كُلُّ شيء منه لؤما
فبعضٌ منه يهرُبُ منه بعض
يُخَفِّضُهُ المناذِل وهو نَصْبٌ
وينْصِبُهُ الفواعلُ وهو خَفضُ
أراني عنده يوماً رغيفاً
يُقاتِلُ عنه جيشٌ لا يُفضُّ
فقبَّلتُه الرَّغيف وقلتُ خيراً
وشُكرُ المحسنِ المأمولِ فرض
فلما أن فغرتُ فمِي عليه(73/194)
لأكْدمَهُ وفي الأحشاءِ مضٌّ
إذا رجلٌ يقول وليس يَكنى
ألا ترضى تُقَبِّل أو تَعَضُّ
فقلتُ وما سبيلُ الخبزُ فيكم
فقال سبيلُه بيْعٌ وقرضُ
ولستُ أقول من هو فاعرفوهُ
وهل في الأرض غيرُ الأرضِ أرضُ
سرى في عِرضهِ دنَسٌ قديمٌ
وتأْنيثٌ فما يَنْفيه رحضُ
فليس لرأيه في الخيرِ فتلٌ
ولا لدهائهِ في الشرّ نَقْض
تراهُ وكلُّ شيءٍ فيه مذْقٌ
ولكن لؤْمُهُ مذ كان مَحْضُ
مَخضتُ فما اتّقى مخضِي بزبدٍ
وهل يُعطيكَ زُبدَ الماءِ مخض
أريْناه الطبيبَ فجسّ مِنه
فأقسم ما لجودٍ فيه نبضُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> نُبّئتُ أن ابن خنسا
نُبّئتُ أن ابن خنسا
رقم القصيدة : 61468
-----------------------------------
نُبّئتُ أن ابن خنسا
ء قد تناولَ عِرضي
وقد رأى الناسُ جِدي
في الحادثات ونَهْضِي
وقال قومٌ عَهِدْنا
كَ لا تُرامُ فتُغضي
فقلتُ وتْرِي إيّا
ه قد تقدّمَ نقضي
أقْرضْتُهُ قرض سُوءٍ
فهَمُّه ردُّ قرضي
وما على المُقرضِ القر
ضَ لومة ٌ حين يقضي
وترْتُهُ في عجوزٍ
جعلتُها غِمْدَ بعضِي
أولجتُ في ثُقَبْتيها
أيراً بطُولي وعرضي
جعلتُ دفعيه فيها
ما عِشتُ نفلي وفرضي
وما أزال سماء
من فوقها وهْي أرضي
كم قد ركضتُ حشاها
والنَّغلُ يسمعُ ركضي
فإن أسرَّ وأبدا
بغضي فحُقَّ ببغضي
ما شتْم من أمه الده
رَ مركبي بمُمِض
وكيف سُخطي عليه
وطِيزُها المترضِّي
فليشتم النَّغلُ عرضي
بالشَّتم لا المتقضِّي
فلستُ أهجُرُ كأسي
ولستُ أهجر غمضي
ولستُ أركبُ للكل
بِ في قضيضي وقضّي
قل لابن خنساءَ سائل
نَوَاتها كَيف رَضي
إذ لاتزالُ تُسقّى
من رائبي بعد مَخضي
إني لأعجبُ منها
ومنك يا متَوضّي
تشيَّعتْ لي قديما
ودِنتَ أنت برفضي
أخِلتني بظرَ خنسا
ء فاستلنتَ معضِّي
خذها فقصرُك منها
شتمٌ سيبقى وتَمضي
وقد هجمتَ لعمرِي
فانظر إلى أين تُفضي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا من يَعدُّ من الجواهرِ عُرفَه
يا من يَعدُّ من الجواهرِ عُرفَه
رقم القصيدة : 61469(73/195)
-----------------------------------
يا من يَعدُّ من الجواهرِ عُرفَه
ويعد حَمدِيه من الأعراضِ
غالطتَ نفسك أو غَلِطت وربما
وقعتْ سهامُك في سوى الأعراضِ
فاستقضِ عقلكَ لا هواك فإنه
عند التباس الأمر أعدلُ قاضي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا من يتيهُ بموعدٍ لم يقضِهِ
يا من يتيهُ بموعدٍ لم يقضِهِ
رقم القصيدة : 61470
-----------------------------------
يا من يتيهُ بموعدٍ لم يقضِهِ
ذُقْ غِبَّ صولة شاعرٍ لمْ تُرضِه
قصدتْ سهامُ الشعر غُرة َ مالِهِ
فأصَبْنَ دون المالِ غُرة َ عِرضهِ
ما مرّ من يومِ عليه وليلة ٍ
إلا وبعضُ غُلامه في بعضِه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رُبّ هيفاءَ رَدَاحٍ
رُبّ هيفاءَ رَدَاحٍ
رقم القصيدة : 61471
-----------------------------------
رُبّ هيفاءَ رَدَاحٍ
ذاتِ بُدنٍ وبياض
بعلُها شيخٌ جليلٌ
لو تراهُ قُلتَ قاضي
نكتها بين يديه
وافترقنا عن تراضي
لم يُبالِ الشيخُ عاراً
وهو عن يومين ماضي
خالدَ اللؤمِ أمُغْضٍ
أنت لا بل مُتغاضي
بكَ عرَّضتُ وإن كن
تَ قليل الامتعاض
ثم صرَّحتُ وما مع
نى احتشامي وانقباضي
ليس مثلي يتركُ القصْ
دَ ويمشي في العِراض
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قينة ملعونة ٌ من أجلها
قينة ملعونة ٌ من أجلها
رقم القصيدة : 61472
-----------------------------------
قينة ملعونة ٌ من أجلها
رفَضَ اللهوَ معا من رفضَهْ
تضغطُ الصوت الذي تشدو به
غُصَّة ٌ في حلقها معترضهْ
فإذا غنَّتْ بدا في جِيدها
كلُّ عرقٍ مثلَ بيت الأرضَهْ
يتجافى عُودها عن سخلة ٍ
أبدا في بطنها مُرتكضهْ
وتُحيل الظاءَ ضاداً فإذا
هي قالت عِظة ً قالت عِضَهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أبا نصرٍ وما للمرءِ في
يا أبا نصرٍ وما للمرءِ في
رقم القصيدة : 61473
-----------------------------------
يا أبا نصرٍ وما للمرءِ في
زِبرج الدنيا من الحمدِ عِوضْ
منعُكَ الطِّحن صديقاً مخلصاً
تاركٌ عرضكَ للذم غَرضْ(73/196)
جادَ بالجوهر قومٌ للعلا
أفترْضى البخل عنها بالعرَضْ
لا لعمري وامتعضْ من خُطة ٍ
مثلكَ استنكفَ منها وامتعض
لا تكن ممَّنْ أمَرَّتْ كفُّهُ
حبل ودٍّ ثم ثنَّى فنقض
لا ولا ممَّن إذا بُسطتْ
يده بالنَّفع والدفع انقبض
وأحقُّ الناس بالحسرة ِ من
رفع اللهِ بناه فانخفض
لا تُضيِّع مثل وُدي إنه
صادقُ الصحة ما فيه مَرَض
واصطنعْ عندي صنيعاً إنني
من إذا استنهض بالشكر نَهَضْ
وادّخرْ من منطقي أحدوثة ً
تنشرُ الذّكر إذا الذّكر انقرضْ
لا يراها ساقطٌ نافلة ً
ويراها الحُرُّ فرضاً مُفتَرضْ
واتخِذني جُنة ً بل نَجدة ً
لاتجِدني في الملمَّات حَرَض
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أتاني عِتابٌ من أخٍ فاغتفرْتُه
أتاني عِتابٌ من أخٍ فاغتفرْتُه
رقم القصيدة : 61474
-----------------------------------
أتاني عِتابٌ من أخٍ فاغتفرْتُه
وما بي فيه ما حُرمتُ من الغُمضِ
ولكنّ عتباً منك في غير كُنهه
أضاق محلِّي من سمائي ومن أرضي
بدأتَ بقولٍ ليّنٍ منك حضَّني
على شُكر مُهدي مِثلهِ أيما حض
فقدَّمتُ بالإغضاء عن كلِّ ذلة ٍ
مواعيدَ ذي مجدٍ وذي كرم محض
وأنَّبتني حتى كأنك إنَّما
تتَبعتَ هاتيكَ المواعيد بالنَّقض
عذلتَ فلم تترك مقالاً لعاذلٍ
فيا عجباً للعذل من صافحٍ مُغضي
أما كان من صفحٍ سوى أن عضضتني
بأنياب تأنيبٍ ضروباً من العضِّ
أتزعُمُ أني إن وُليت قَريَّة ً
رأيت ازوراري عن صديقي من الفرض
أبى الله أن أطغى بشيءٍ وليتهُ
وعلمي أن الله ذو البسط والقبْضِ
ولو شِئتُ أن أطغى على الناس كُلّهم
طغوتُ بمجد واسع الطول والعرضِ
وما كان ما أنكرتَ مني لعلة ٍ
سوى شُغلٍ في غير لهوٍ ولا خَفِض
ولكنه تدبيرُ عيشٍ بمثلِهِ
تشاغلُ عني غير معتقدٍ رفضي
وأنّي على ما كان منك لراجعٌ
إليك بودي شاكرٌ سالف القرض
عليمٌ وإن أسخطتني فرطَ ساعة ٍ
بأنك تُرضيني إذا قلَّ من يُرضي
وأنك ممن ينتضيه صديقهُ
فيمضي إذا كلَّ الحسامُ فلم يَمض
نهوضٌ بأعباء الملمَّات دونه(73/197)
إذا بلَّح المستنهَضُ الفاترُ النهض
ومن يبلُغ المعشارَ مما بلغتَه
فشُحِّي عليه مثل شُحِّي علي عرضي
فمهلاً هداك الله عن ذي مودة ٍ
تلقّاك مظلوماً بصفحة ِ مُسترضي
قولا له ينطحُ الجدار إذا
أعيا وصُمَّ الصَّفا إذا امتعضا
ولا يُحَمِّل ضعيفَ مُنَّتهِ
حربيِ فما مثله بها نهضا
وليس تُجدي عليه مَوعِظتي
إن قدَّرَ الله حيْنَهُ وقضى
كأنني بالشَّفي مُعتذراً
إذا القوافي أذقنهُ المضضا
ينشدني العهدَ يومَ ذلك وال
تعهدُ خِضَابٌ أذاله فنضا
لا يأمنني السفينة بادرتي
فأنني عارضٌ لمن عرضا
عندي له السَّوط إن تلوَّم في الس
ير وعندي اللّجام إن ركضا
فليْسر المرءُ سيرة ً وسطاً
فليس ما لا يُطيقُ مُفتَرَضا
أسمعتُ إنباضتي أبا احسن
والنصحُ لا شك نُصحُ من مَحضا
وهو معافى من السُّهاد فلا
يجهل فيشري فراشُه قضضا
من ذا تراه غدا يتَّرِسُه
إن وتْرِيَ بالنَّوافذ انتفضا
أقسمتُ باللهِ لا غفرْتُ له
إن واحدٌ من عُروقهِ نبضا
أضحى مغيظاً عليَّ عليَّ أنْ غضب الله
عليه ونِلتُ منه رِضا
يا ويحَهُ من فتى وحسرتُه
عن قُبضتْ رُوحُهُ وما قَبضا
قُولا لنحّوِينا ابي حسن
إن حسامي متى ضربتُ مضى
وإن نبلي متى هممتُ بانَّ
ارْمي نصلتُها بجمر غضا
لا تَحسبَنَّ الهِجاء يحفلُ بالْر
رفع ولا خفضِ خافضٍ خَفضا
ولا تخَلْ عَوْدتي كبادئي
سأسْعط السم من عصى الحُضضا
اعرفُ بالأشقياء بي رجُلا
لا ينتهي أو يصيرَ لي غرضا
يُليحُ لي صفحة َ السلامة والس
لِم ويُخفي في قَلبه مرضا
قال فقلنا ثم استقا فأعر
فيناه ثم استحال فانتقضا
ممَّن إذا جاهلٌ تعرَّض لي
أصبحَ في جُنده قد افترضا
يجرُّ بين الصفوفِ حربتهُ
وهو جديرٌ بأن يُرى حَرضا
إذا لم ينفِّل هناك نافلة ً
تكونُ من نفسهِ له عِوضا
قد قبضَ الجندُ والمكلَّفُ
لم يقبض على أنه قد اعترضا(73/198)
ولو شئتَ لاحتجَّت عليك براءتيقُولا لنحّوِينا ابي حسنإن حسامي متى ضربتُ مضى وإن نبلي متى هممتُ بانَّ ارْمي نصلتُها بجمر غضا لا تَحسبَنَّ الهِجاء يحفلُ بالْر رفع ولا خفضِ خافضٍ خَفضا ولا تخَلْ عَوْدتي كبادئيسأسْعط السم من عصى الحُضضا اعرفُ بالأشقياء بي رجُل
بما ليس فيه إن تأملت من رَحض
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ريقٌ غريضٌ وثغرٌ مِنكَ إغريضُ
ريقٌ غريضٌ وثغرٌ مِنكَ إغريضُ
رقم القصيدة : 61475
-----------------------------------
ريقٌ غريضٌ وثغرٌ مِنكَ إغريضُ
هما المُنَى لو يُدنّي منك تركيضُ
خَفّض عليك ولا تَخْدعْكَ غانية ٌ
فيها لجأشك بالتعليل تخفيضُ
حوَّضتَ ودّاً لكي تُسقى على ظمأ
فما سُقيتَ ولا أغناك تحويضُ
يا شُقة النفس لا إمرارَ ينفعُني
لديك ما عارضَ الإمرارَ تنقيضُ
أشكو إلى اللهِ أني ما يُحبّبني
إليك حُبِّيك بل حُذياه تبغيض
صُدِّي فقد حانَ إقبالي على نفرٍ
فيهم على الخير اقبالٌ وتحضيض
فريضتي آلَ إبراهيمَ إنهمُ
لِما تُطوِّع من طولٍ مفاريضُ
قومٌ مفاريض للحُسنى بفضلهمُ
فرضا يُؤدَّى وللسُّوأى مرافيضُ
بيضٌ إذا سوَّد الأحسابَ وارثُها
أضحوا وآثارهمْ في إثرها بيضُ
نلقاهُمُ قُعُداً عن كل فاحشة ٍ
وهم مقاويمُ في الجُلَّى مناهيض
لهمْ مع العِزّ عن مَولى صنيعهمُ
أيدٍ قصارٌ وأبصارٌ مغاضيض
لا يُعدمون أثيثَ الريش جارهُم
إذا تحيَّفت الريشَ المفاريض
لديهمُ الدهرَ تصريحٌ بفضلهمُ
إذا ما لهم بتقاضي الشكر تَعريض
ومنهُمُ كل تصحيحٍ إذا وعَدُوا
وفي وعيدهم بالشرِّ تمريض
يا لائمي وهو الجاني وقد فَرَطَتْ
شنعاءُ فيها لجلد الوجه تقبيضُ
هلاَّ تكونُ لميمونٍ أخا فِطنٍ
لغامِض العلمِ تكفيكَ المَعاريضُ
فتًى أياديه لا طَرْقٌ على حَمأ
لكن عيونٌ مجاريها رَضارِيض
أفنتْ ذخائرَهُ أطرافُ ذي كرمٍ
لم يَقْنِها لِندامٍ منه تعضيض
يقظانُ لا رعْيُهُ الإخوانَ ترجية ً
كلا ولا رميهُ الأعداءُ تنبيض(73/199)
موَّفق الرأي كم جادت أناملهُ
بالحق عفوا وللشُّكَّال تمحيض
يأتيك بالحقّ من أهدى مقاصِده
والقولُ ضوضاءُ والآراءُ تخويض
لولا أبو القاسم المقسومُ نائلهُ
غاض النَّدى أو لأضحى وهو تَبْريض
رأيت في يد أقوام لعوْدهمُ
حَسْما وفي يده للعودِ تربيض
يُضحي إذا خَرِسوا بالعَبْس مالهُمُ
فيه على ما له بالبشرِ تحريض
يُعطيكَ حتى إذا أموالهُ اعتذرت
أضحى وفي جاهه منهنَّ تعويض
يُغيضُ المالَ بالجدوى وآونة ً
فيضٌ من الصنع لا يُعْييه تغييضُ
كساني البِشر لا زالت تجلّلهُ
من أنعُم الله أثوابٌ فضافيض
إن لمْ تروَّض بقاعُ الأرض آبية ً
فإن جودَ ابن إبراهيم ترويضُ
كم قد وردْنا فلم تكدُرْ موارِدُهُ
ولا بدا في لقاءٍ منه تحميضُ
كأنه الحق يصفو كلما اعتلجتْ
فيه من البحثِ والفحص المحاويضُ
يا طالباً مُجهِضاً تمَّت نتيجتُها
إذ لا يقوم على التمّ المراكيض
عِداتُ ميمونٍ الميمونِ طائرُهُ
تلقاك وهي المتمَّاتُ المجاهيض
فوَّضتُ أمري إليه إنه رجلٌ
فيه إلى المجد والعلياء تفويض
وهل عن الخضب للمرتاد منصرفٌ
أم هل عن الأمن للمرتاد تنفيض
لا يعدم المجدُ يا ميمونُ منك يداً
بيضاء منها لوجه المجد تبييض
كم ساهرٍ نام لمَّا بتَّ تكلؤُهُ
لولا سُهادك لم يأخذه تغميض
إذا تعرَّض عِرّيضٌ بمنكرة ٍ
فأنت مذ كنتَ بالمعروف عريض
ليَّنت لي كل شيءٍ بعد قسوتِه
فالعظمُ لي مخة والجذعُ إغريض
وكيف حمدِيك إن أوليتَني حَسنا
وإنما العُرف من كفَّيك تقبيض
كأن إشفاقي عليه إذا
غدوتُ إشفاقي على عِرضي
قد لقى الناس وقاساهُمُ
عيشين من ضنك ومن خفضِ
جاد ابن حرب لي به بعدما
أيْقن منه بالبلى المحضِ
وطيلسانِ إن توهَّمتَه
قددْتَه بالطُّولِ والعرضِ(73/200)
قد صار جُودُكَ طبعاً فيك لا عَرَضاًسريعوطيلسانِ إن توهَّمتَهقددْتَه بالطُّولِ والعرضِ جاد ابن حرب لي به بعدماأيْقن منه بالبلى المحضِ قد لقى الناس وقاساهُمُ عيشين من ضنك ومن خفضِ كأن إشفاقي عليه إذاغدوتُ إشفاقي على عِرضي لو أنه بعض بني آدم كان أسيرَ الله ف
وراض طبعك سُؤآل مراويض
لو أنه بعض بني آدم
كان أسيرَ الله في الأرض
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألبسُ حِلمي عند لُبسي له
ألبسُ حِلمي عند لُبسي له
رقم القصيدة : 61476
-----------------------------------
ألبسُ حِلمي عند لُبسي له
حتى تراني ساكنَ النَّبض
كأنما كفّاي قد غُلَّتا
عن حركاتِ البسطِ والقبضِ
خوفاً على نضوٍ براه البِلَى
فبعضُهُ يبكي على بعضِ
أدبُّ مشياً وهو في صيحة ٍ
يشكو ويستعفي من الركضِ
يا طيلساناً أنا وقْفٌ له
أرفوه بالفرض وبالقرض
حتى متى أنت كذا مبتلًى
بالسلِّ لا تحيا ولا تقضي
أصبحتُ من رفوك مثل الذي
يأمُل زُبدَ الماءِ بالمخضِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا لم يكُنْ عندي سوى ما يكُفُّني
إذا لم يكُنْ عندي سوى ما يكُفُّني
رقم القصيدة : 61477
-----------------------------------
إذا لم يكُنْ عندي سوى ما يكُفُّني
فشُحِّي عليه مثل شَكِّي على عِرضي
لأني متى أتلفتُه احتجتُ حاجة ً
تُذيل مصونَ العِرض في طلب القرضِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا أذِنَ اللهُ في حاجة ٍ
إذا أذِنَ اللهُ في حاجة ٍ
رقم القصيدة : 61478
-----------------------------------
إذا أذِنَ اللهُ في حاجة ٍ
أتاك النجاحُ بها يركضُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولا رُشدَ إلا بتوفيقِهِ
ولا رُشدَ إلا بتوفيقِهِ
رقم القصيدة : 61479
-----------------------------------
ولا رُشدَ إلا بتوفيقِهِ
وإن محَضَ الرأيَ من يمحضُ
ومن ذا يُدَبِّرنا غيرهُ
ومن يُبرمُ الأمرَ أو ينقضُ
تبارك مَنْ لمْ يزل نورُهُ
يزيدُ بياناً ولا يغْمضُ(73/201)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أين حظّي من العِداتِ المواضِي
أين حظّي من العِداتِ المواضِي
رقم القصيدة : 61480
-----------------------------------
أين حظّي من العِداتِ المواضِي
والأماني فيك الطّوال العِراضِ
أين عُقبى صبري وشُكري ونَشري
أين من فائتِ الزمانِ اعتياضي
يا جمال الدنيا وغيثَ بني الده
رِ وبدرَ الدجى وليثَ الغِياض
والذي أصبحتْ أياديه تَحكي
ها لدى مُعتفيه زهرُ الرياضِ
كيف ترضى بأن أرى في زمانٍ
أنت فيه محكَّمٌ غيرَ راضي
مُخلقاً بعد جِدة ٍ راجلاً بعْ
د ركوبٍ نِقضاً من الأنقاض
صادياً لا أنال رِيا ومَثوا
ي ببحرٍ بموجِه فيَّاض
خذ بكفي من عثرة ٍ لستُ إلا
بك أرجُو من كِسرها إنهاضي
وابسط العُذر في التخلفِ فالرج
لة عونُ الحيا والانقباض
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قصرُكَ الشيب فاقضِ ما أنت قاضِ
قصرُكَ الشيب فاقضِ ما أنت قاضِ
رقم القصيدة : 61481
-----------------------------------
قصرُكَ الشيب فاقضِ ما أنت قاضِ
مِن هوى البيضِ قبلَ حين البياضِ
إن شرخَ الشبابِ قرضُ الليالي
فتصرّف فيه قُبيل التقاضِي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أهنأُ العرفِ ما أتى من خليلٍ
أهنأُ العرفِ ما أتى من خليلٍ
رقم القصيدة : 61482
-----------------------------------
أهنأُ العرفِ ما أتى من خليلٍ
يحسبُ القرضَ للأخلاءِ فرضا
أحملُ الأمر وهو عبءٌ ثقيلٌ
للأخلاءِ حملَ بعضي بعضا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما للجآذر تتَّقيك عيونُها
ما للجآذر تتَّقيك عيونُها
رقم القصيدة : 61483
-----------------------------------
ما للجآذر تتَّقيك عيونُها
بخدودِها ولقد تراك فتُومضُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كأن خبوءَ الشمسِ ثم غُروبُها
كأن خبوءَ الشمسِ ثم غُروبُها
رقم القصيدة : 61484
-----------------------------------
كأن خبوءَ الشمسِ ثم غُروبُها
وقد جعلتْ في مَجنحِ الليل تَمرضُ
تخاوصُ عينٍ مسَّ أجفانَها الكرى(73/202)
يُرنِّقُ فيها النومُ ثم تغمِّضُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وساقٍ صبيحٍ للصَّبوحِ دعوتُهُ
وساقٍ صبيحٍ للصَّبوحِ دعوتُهُ
رقم القصيدة : 61485
-----------------------------------
وساقٍ صبيحٍ للصَّبوحِ دعوتُهُ
فقام وفي أجفانهِ سِنة ُ الغمِض
يطوفُ بكاساتٍ علينا كأنجُمٍ
فمن بين مُنقضٍّ ومن غير منقض
وقد نشرتْ أيدي الجنوبِ مطارفاً
على الجو دُكناً وهي خضرٌ على الأرضِ
يطرّزها قوسُ السماءِ بحمرة ٍ
على أخضرٍ في أصفرٍ وسط مُبيضِّ
كأذيالِ خَودٍ أقبلتْ في غلائلٍ
مُصبَّغة ٍ والبعضُ أقصرُ من بعضِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> للسُّود في السودِ آثارٌ تركن بها
للسُّود في السودِ آثارٌ تركن بها
رقم القصيدة : 61486
-----------------------------------
للسُّود في السودِ آثارٌ تركن بها
لمعاً من البيضِ تَثني أعين البيضِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تَسعى لكي تجمعَ وسْطيهما
تَسعى لكي تجمعَ وسْطيهما
رقم القصيدة : 61487
-----------------------------------
تَسعى لكي تجمعَ وسْطيهما
كأنها مِسمار مقراضِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبداً نحنُ في خلاف فمنِّي
أبداً نحنُ في خلاف فمنِّي
رقم القصيدة : 61488
-----------------------------------
أبداً نحنُ في خلاف فمنِّي
فرطُ حبٍّ ومنك لي فرط بُغضِ
فبصدغيكَ فوق خَطِّ عذارٍ
ظُلماتٌ وبعضُها فوقَ بعضِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبصرت باقة َ نرجسٍ
أبصرت باقة َ نرجسٍ
رقم القصيدة : 61489
-----------------------------------
أبصرت باقة َ نرجسٍ
في كف من أهواه غضَّهْ
فكأنها قصبُ الزُّمرْ
رُد أنبتتْ ذهباً وفضّهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حَذارِ فإن الليث قد فرّ نابهُ
حَذارِ فإن الليث قد فرّ نابهُ
رقم القصيدة : 61490
-----------------------------------
حَذارِ فإن الليث قد فرّ نابهُ
وقد أوترَ الرامي المصيبُ فأنبضا(73/203)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> آيستُ من دهري ومن أهله
آيستُ من دهري ومن أهله
رقم القصيدة : 61491
-----------------------------------
آيستُ من دهري ومن أهله
فليس فيهم أحدٌ يُرضى
إن رُمتُ مدحاً لم أجدْ أهله
أورمتُ هجواً لم أجد عِرضا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أتيتُك شاعراً فهجَوْتَ شعري
أتيتُك شاعراً فهجَوْتَ شعري
رقم القصيدة : 61492
-----------------------------------
أتيتُك شاعراً فهجَوْتَ شعري
وكانت هفوة ً مني وغلطهْ
لقد أذكرتني مثلاً قديماً
جزاءُ مُقبِّلِ الوجْعاءِ ضِرطه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا ذا الذي كُنْيتي
يا ذا الذي كُنْيتي
رقم القصيدة : 61493
-----------------------------------
يا ذا الذي كُنْيتي
أما رعيتَ الودّ والخُلْطهْ
أشقيتَ سمعي بنُغاشيّة
عيّارة ٍ كَدَّاشة ٍ مِلْطهْ
إذا تغنَّت رحلت نِعمة ٌ
عن أهله وانصرفتْ غِبطَهْ
في الصوتِ منها أبداً بُحَّة ٌ
تُهمني أن بها خَبْطه
نغْمتُها نغمة ُ مزكومة
قد جمعتْ في أنفها مَخْطه
ما حقُّها عندي إذا أقبلتْ
تَعْوي سوى قولي لها نَحْطه
وقفدة ٍ تسجُدُ من وقعها
ولطمة ٍ في موضع النُّقطة
قاسيتُ منها ليلة مُرة ً
وخُطة ً أيَّتما خُطه
قلتُ وخُبِّرتُكَ وصلتَها
حاشَ له من هذه الغلطهْ
ماذا يرى في وجه مَسْلولة ٍ
لا رفعَ اللهُ لها سَقْطهْ
خضراء كالعقربِ في صُفرة ٍ
نمشاءَ كالحية ِ في رَقطهْ
قمعيَّة ٍ ذاتِ فمٍ واسعٍ
يصبُو إليه من به ثَلْطهْ
من يبلُهُ الله بتقبيلِها
أشبّ ما كان يمت عبطه
في وجهها من أنفها روْشنٌ
أما يراه صاحبُ الشُّرطه
أقسمتُ أن لو كان لي أنفُها
قططتُ من خُرطُومِه قطّه
كأنما خلقتها نِقمة ٌ
مُنزلة ٌ تقدمُها سخطه
قميئة الخَلق على أنها
أعتقُ في الدنيا من الحِنطه
سِقطة سوءٍ أبداً تحتها
سِقطٌ لدى الغائطِ أو سِقْطه
نحيفة الجسم ولكنّها
تَهْوَى العنيفَ الجافيَ الضَّبطه
واسعة الثُّقبين بغّاءة
تُعجبها الدّسة والخَرْطَه(73/204)
إذا رأتْ فيشلة ً ضخمة ً
خرّتْ لها قائلة حِطّه
كأنها من جُودِها باستها
لكل أيرٍ في استها خِطّهْ
تودُّ أن الأير في فَرْجها
زادَ على قامتها بسطهْ
وتُسعِطُ .... من إبطها
بسعطة ٍ يا نتنَها سَعْطَهْ
ونكهة ٍ تلذعُ أنف الفتى
كأنها في أنفهِ شرطهْ
إن الذي يقوى على ...
يقوى إذا مات على الضغطة ْ
من يَشتريها شرّ ما سلعة ٍ
من يشتريها بئسَتْ اللّقطه
عل زائدٌ فيها على فسوة ٍ
هل زائدٌ فيها على ضرطه
ستعلمُ البظراءُ أنْ قد هَوتْ
في ورطة ٍ أيتما ورطه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بدا الشيبُ إلا ما تُداوي المواشطُ
بدا الشيبُ إلا ما تُداوي المواشطُ
رقم القصيدة : 61494
-----------------------------------
بدا الشيبُ إلا ما تُداوي المواشطُ
وفي وضح الإصباحِ للَّيلِ كاشطُ
أرى خُطّتي كرهٍ يُحيطان بالفتى
إذا ما تخطَّتْهُ الحتوفُ العوابطُ
لكلِّ امرىء ٍ من شيبه وخِضابهِ
عناءٌ مُعنٍّ أو بغيضٌ مُرابطُ
مقاساتُه التسويدَ برحٌ وإن بدا
له شيبهُ لم تبدُ منه مغابط
وحظُّ أخي الشيبِ المسوَّدِ شيبهُ
مقالة أهل الرشدِ غاوٍ مغالط
مُمَوِّه زُورٍ مُبتغٍ صيد محرمٍ
جنيبُ هوى للجهل بالغيِّ خالطُ
يُخادعُ بالإفك النساءَ عن الصِّبى
وهل بين لون الإفك والحقِّ غالطُ
فلا كُلفُ التسويد تُحذيه حُظْوة ً
ولا مُونُ التزويرِ عنه سَواقطُ
لأخسر به من عاملٍ قُدِرتْ له
مع السنِّ أعمالٌ ثِقالٌ حوابطُ
إذا أنا لاقيتُ الحِسانَ موانحي
قِلًى في رِضى ً ضاقتْ عليَّ البسائطُ
قلى لمشيبي في رِضا عن خليقتي
فهُنّ دَوانٍ والقلوبُ شواحِطُ
لجَجْنَ قِلى إن لجَّ شيبي تضاحُكاً
كما لجَّ في النَّفْر المِهارُ الخوارطُ
مَنعْنَ قضاءَ الحاجِ غيرَ عواتبٍ
على أنهنَّ المعْرِضاتُ الموائطُ
وقد يتوافى العتبُ منهنَّ والهوى
فيُعطينني حُكمي وهنّ سواخط
دع المرْدَ صحباً والكواعبَ مأْلفاً
فأخدانك اليوْمَ الكهولُ الأشامط
وشرعُك من ذِكرِ الغواية ِ إنه(73/205)
بذي شيبة ٍ فرطٌ من الجهل فارط
جرى بعد إسقاطٍ قُسوطٌ وهكذا
صُروفُ الليالي مُقسطاتٌ قواسط
وكل امرىء ٍ لاقى من الدهرِ رائشاً
فسوف يُلاقيه من الدهرِ مارِط
كفى المرءَ وعظاً أربعون تفارطتْ
ولو لمْ يعظْه شيبُهُ المتفارطُ
وكيفَ تصابى المرء والشيبُ شاملٌ
وليس جميلاً منه والشيبُ واخِطُ
وما عُذرُ ذي شيبٍ يلوحُ سِراجُه
إذا هو أمسى وهو في الإثم وارطُ
أرى المالَ أضحى للجواد مَراقياً
وتلك المراقي للبخيل مهابطُ
وكلُّ مديحٍ لم يكن في ابن صاعد
وكل معادٍ صاعداً فهو هابط
وكلُّ مُوال صاعداً فهو صاعدٌ
وكل مُعادٍ صاعداً فهو هابطُ
تحمَّل أثقالَ الموفَّق ناصحاً
مكارِهُ ما يُلقى لديه مناشِطُ
هو الكاتبُ النِّحريرُ والمِدرهُ الذي
به انفرجتْ عنّا الخطوبُ الضواغطُ
له قلمٌ في السِّلم كافٍ وربما
تحوَّل رُمحاً حين تَحمي المآقطُ
يُدرُّ له طوراً خراجاً وتارة ً
تسيلُ له منه الدماءُ العبائطُ
ويقْلسُ أريَ النحل للمستميحهِ
وللمتعدِّي ما تمجُّ الأراقط
وأمَّا أبو عيسى فينجمُ رأيهُ
مع الحقِّ والآراءُ عُشْي خوابِط
لوالدهِ منه إذا غابَ خالفٌ
ضليعٌ إذا ما استُكفِيَ الأمرَ ضابط
حكيم عليم يغمُرُ الناس حلمه
إذا فرَطتْ من جهل قومٍ فوارطُ
على أنه ممَّن يهابُ عدوُّه
شذاه كما هابَ القتادة َ خارِطُ
لذيذٌ على الأفواه مُرٌّ مساغُهُ
إذا هو رامتْهُ الحلوقُ السَّوارطُ
متى ذِيقَ لم يلفظهُ من فيهِ ذائقٌ
وعزَّ فلم يسْرطه إذ ذاك سارط
ضعيف على المرء الضعيف وإنه
لأشوسُ عدَّاءٍ على الدهرِ قاسط
تنوبُ أباه النائباتُ فلا يني
يُكانفُهُ في أمرهِ ويُحاوط
له منه رأيٌ عند كلِّ مُلمة ٍ
متى يُمضهِ يشرطْ له الفلجَ شارط
إذا ما توالتْ بالمُشاوِرِ كُتْبُه
توالتْ إليه بالفتوح الخرائط
متى حُسِبتْ أحسابكُم آل مخلدٍ
أبت ضبطَها أيدي الحساب الضوابط
وأنتم أُناسٌ تاجُ قحطانَ فيكُمُ
وداركُمُ دار المقاول ناعط
يمانُون ميمونُو النقائب لم يزل(73/206)
لكم نَسبٌ في محتدِ القوم واسِط
وأمَّا بواديكم فقد ملأ الملا
عديدٌ لهم دثرٌ وعزٌ عُلابط
منازلُ فيها للرماح مغارسٌ
قديماً وللخيل العِراب مَرابِط
ونادٍ بهيٍّ لا يزالُ حديثُهُ
حديثاً لأقوامٍ وللدرٍّ لاقطُ
يجدُّ ففيه حِكمة ٌ مستفادة ٌ
ويفْكَهُ أحياناً وما فيه لاغطُ
كَراكرُ في هام الرَّوابي محلُّها
على أنه لم يخلُ منهن غائِطُ
خِلالَ الروابي للجيادِ صواهلٌ
وفوق الروابي للقدورِ غطاغِط
ترى كلَّ مِرزامٍ ركودٍ كأنها
إذا هدرتْ فحلٌ من البُختِ طائط
لها إبلٌ وقْفٌ عليها ولم تزلْ
تقوتُ الرواعي ضبْغها لا العوافط
من اللاتي يحميها الأباطيلَ أهلها
وهنّ إذا ما نابَ حقٌّ شوابط
حبائسُ لا يُفدى من الضيف لحمها
حليبٌ له من درِّها وعُجالِطُ
إذا دفعتْ ألبانُها عن دمائِها
أبى ذاك خِرق سيفُهُ الدهرَ عابِطُ
له كلَّ يوم في السَّوام عقيرة ٌ
تكوسُ وقرنٌ فيه نُجْلٌ نواحط
إذا القومُ راموا سعيكم خلَّفتْهُم
جدودٌ لئام أو جدودٌ هوابط
لكم من مساعيكم قلائدُ جوهرٍ
مساعي أبي عيسى لهن وسائط
فتى خُلقتْ كفَّاه للجودِ آلة ً
فأُطلقتا منذ أطلقتْهُ القوامط
وجدنا أبا عيسى العلاء بن صاعدٍ
ربيعاً مريعاً ليس فيه خطائِطُ
إذا وُضعتْ أكوارُنا بفنائهِ
فقد رُفعتْ عنا السنونَ القواحِطُ
دعتْ طالبي جدوى يدريه وشأوِهِ
صنائعُ معْلُوطٍ بهنَّ المعالطُ
نوال أبي عيسى قريبٌ ومن بغى
منالَ أبي عيسى فأدناه شاحِطُ
سما فوق من يسمو وجادَ بسيبه
فزايلَ والمعروفُ منه مُخالِط
هو النخلة ُ الطُّولى أبت أن تنالها
يدانِ ولكن ينْعُها مُتساقُط
أو المزن ينأى أن يُمسَّ وما يني
على الأرض منه وابلٌ أو قطاقِط
عجبتُ إذا كفُّ العلاء تهلَّلتْ
على مُستميحٍ كيف يقنطُ قانط
لنأمنْ به سُخط المليكِ فلم يكن
يَلينا نظيرُ الغيث واللهُ ساخط
وإرقادُ قوم قد تركتُ لرفدِهِ
وعند ورود اليمِّ تُنسى المطائط
وقائلة ٍ هلاَّ وأنت وليُّه
غدوتَ وللأيدي إليك مباسط(73/207)
يدٌ تبتغي عُرفاً وأخرى خفاءة ً
إذا ضافت الناسَ الهناتُ البطائِط
فقلتُ لها فيئي إليكِ ذميمة ً
فلن تُبصر النورَ الجليَّ الوطاوط
ألمْ تعلمي أنَّ العلاءَ على الهُدى
إذا ضلّ ثيرانُ الفلاة ِ النواشطُ
وأنْ ليس حظي ساقطاً عند مِثلهِ
ولا حَظُّه عن حمدِ مثليَ ساقِطُ
له فيّ تدبيرٌ وللهِ قبلهُ
سيثمرُ لي ما أثمر الطلعَ حائطُ
ومن يحتمل مطلَ الغِراس بحملِها
يُمتِّعنه بالخِصب والعامُ قاحِطُ
سيُمطر عيداني جَداهُ فأغتدي
وفي ورقي للخابطين مخابط
ولستُ وإن غالتهُ عني واسطٌ
بغائلة ٍ عني عطاياهُ واسط
عطايا تزورُ المستنيلَ ولو غدا
سرنديبُ أدنى داره وشلاهِط
فليس يرى منِّي سِوى الصَّبر شيمة ً
ولو مسَّني جهدٌ من العيشِ ضاغط
متى لاحَ أني حين أحرمُ جازعٌ
فقد بانَ أني حين أكرمُ غامطُ
تأمَّله مبسوطَ اليدين بفضلهِ
فثمّض يدُ اللهِ التي هو باسطُ
تأتَّتْ معاني المدح فيه كأنما
عليها بإسعافِ القوافي شرائط
وأطربَ فيه الشعرُ حتى كأنما
تجاوبَ قيناتٌ به وبرابط
وما زادَ مُطرٍ في نسيمِ خلالِه
بمدحٍ ولكن حرَّك المسكَ سائطُ
فقل أيها المُطري العلاءَ بن صاعدٍ
وإن كثُرتْ من حاسديه المساخِطُ
نطقْتَ بحقٍّ ساعدته بلاغة ٌ
وفي الناسِ هادٍ حين يسري وخابِطُ
وغيرُ عجيبٍ أن أطاعكَ منطقٌ
لأن الذي مجَّدْتَ بحرٌ غطامِطُ
طفِقْت تُحلِّي البحر دراً ودُرُّه
عتيدٌ فلم تبعد عليكَ الملاقط
نظمتَ له منه حُلياً تزينُهُ
ونُطتَ عليه خير ما ناط نائط
ولم تشترط أجراً فأجرك واجبٌ
وأوجبُ أجرٍ أجرُ من لا يشارطُ
فثِقْ بالذي ترجوه وأمنْ من الذي
تُحاذِرُهُ قد أخطأتاك الموارطُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أحاطَ بحرمتي ما كان منِّي
أحاطَ بحرمتي ما كان منِّي
رقم القصيدة : 61495
-----------------------------------
أحاطَ بحرمتي ما كان منِّي
وعفوك واسعٌ بهما مُحيطُ
فما لي أستقيلُ ولا مُقيلُ
أضاق الرَّحبُ وانقبض البسيطُ
بغيتُ وأنت أولى من تَغاضى(73/208)
لمعترفٍ وقد يبغي الخليطُ
وكم من عثرة ٍ لجوادِ قومٍ
وما هو عندهمُ بئسَ الربيطُ
وإقراري بأنْ لا عُذرَ عذرٌ
يلوحُ كأنه الفلقُ الشَّميط
ومن عجب ذليلٌ مستكينٌ
يُطالبهُ عزيزٌ مستشيطُ
أدلَّ عليك إخلاصٌ ونصحٌ
وودٌ لا يميلُ ولا يميطُ
فهبْ جُرمي لتأميلي فقِدْما
وهبتَ الجُرمَ وهو دم عبيطُ
ولا تُطِل الفتورَ عن اصطناعي
وأنت لكلِّ مكرُمة ٍ نشيط
وما زلتَ الذي ريَّا نثاهُ
كريَّا الروض يثنيهِ السَّقيط
تيّقظ للعُلا والمدّعُوها
لهمْ في نومهم عنها غطيطُ
فكم حُقنتْ بصفحكَ من دماءٍ
مُحلِّلة ٍ وقد كادتْ تشيطُ
وكم نِيلت بجودك من أحاظٍ
يبيتُ لرحل صاحبها أطيطُ
وكيف تحيدُ عن سننِ المعالي
وبيتُك بيْنها البيتُ الوسيط
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أعقب القربَ من حبيبك شحطُ
أعقب القربَ من حبيبك شحطُ
رقم القصيدة : 61496
-----------------------------------
أعقب القربَ من حبيبك شحطُ
ولأيدي الخطوب قبضٌ وبسط
خانكَ الدهرُ أسوة َ الناسِ كلا
بل وفى إنّ ما ترى منهُ شرط
شرطَ الدهرُ فجْعَ كل مُحبٍ
وهو فظٌّ على المحبِّين سلُط
بعُدتْ خُطوة ُ النَّوى بغزالٍ
يقْصرُ الدَّلُّ خطوهُ حين يخطُو
أهيف الغصنِ أهيلُ الدِّعصِ لما
يقتسمْ مِثلهُ وشاحٌ ومِرطُ
بختريُّ كأنه حين يمشي
يتثنى به من البان سبْط
يجتني حبة َ الفؤاد بعينٍ
ليس في حُكْمِها على الصبِّ قِسط
وبجيدٍ كأنما نيطَ فيه
من نجوم السماءِ عقدٌ وسمط
طيِّبٌ ريقُهُ إذا ذُقتَ فاه
والثُّريا بالجانب الغورِ قُرْط
وكأن الأنفاسَ تصدر منه
عن خُزامى بها من النَّور وخط
لم تُعوِّضكَ دارهُ منه لمَّا
ظِلتَ تبكي وللصبابة فَرطُ
غيرَ وحشية ٍ تزيدُك شوقاً
حين تَرنو وتارة ً حين تَعطو
بدلٌ بالحبيبِ وكْسٌ كما استُب
دلَ بالجنتينِ أثلٌ وخمَط
بان بينونة َ الشباب حميداً
نحو أرضٍ مزارُها مُستِشطُّ
فسقتْ أرضهُ سحائبُ دُهمٌ
أشعلتها بُروقُها فهي نَبْطُ
أيُّهذا الممارسي بيديه(73/209)
قدكَ لن يُؤلمَ القتادة َ خرطُ
هل لقوم إلاّ بقوميَ حلٌّ
أم لقومٍ إلا بقوميَ ربطُ
إذ بنو يعربٍ كأصحاب موسى
وإذ الجيْشُ يوم ذلك قِبطُ
قومي المنجدون قحطانَ بالخي
لِ لها في عجاجة النَّقع نَحط
جأروا بالدعاء يستصرخونا
فأجبنا الدعاءَ والدارُ شحط
فكشطْنا سماء ذُلٍ عليهم
لم يكن يُرتجَى لها الدهرَ كشطُ
عَمِروا حِقبة ً كثَلَّة ِ ضأنٍ
خُليت بينها سَراحينُ مُعط
فأويْنا لهم وما عطفتْنا
رحَمٌ بيننا هناكَ تئطُ
بل حِفاظٌ فينا إذا قيل حاموا
وسماحٌ فينا إذا قيل أعطُو
فسمَتْ سموة ً لجمع أبي يك
سومَ غُلبٌ من أُسد خفَّان ضُبطُ
فاقتضيناهُمُ الديونَ وقِدْماً
لم يفُتنا بها الغريمُ المُلِطُّ
برماحٍ مَداعسٍ وصِفاحٍ
مرهفاتٍ لهنَّ قدُّ وقط
فحمينا نساءَ قحطان حتَّى
عاد دون الفتاة ِ سترٌ يلطُّ
وأرى الأدعياءَ منكمْ غِضاباً
يا لقحطانَ أكّد السُّخط سخطُ
غضباً فليُصرم الغيظُ في الأح
شاءِ منكم ما ضرَّمُ النارَ نفطُ
قُل لقومٍ وسمتُهُم بهجاء
لمكاويه في السَّوالف علطُ
ليكُنْ بعضكم لبعض ظهيراً
ثم قوموا لسطوتِي حين أسطو
أنا كفءٌ لكم ومالي عليكمْ
من ظهيرٍ وهل لأقرعُ مشط
لسواءٌ إن استمدّ ذليلٌ
بذليلٍ أو مُدَّ بالماء ثأط
أبلغا خالداً بأنك لا الشت
مُ ولا الكَلْمُ في أديمِك عَبْط
قلتُ إذ قيل لي هجاكَ خليقٌ
غيرُ مستنكرٍ لعشواء خبط
مثلهُ في السَّفاه من علقته
عُقدة ٌ لا يحُلُّها عنه نشط
أيمانٌ وتشتُم الفرس أوْلى
لك لا يلتقي رُقيٌّ وهَبْط
لا لعمرُ الألى نفوكَ وقالوا
قحطبيٌّ مُدَلسٌ ما أشطّوا
بل أراهُمْ إذا تدبّرتُ رأيي
ظلموا في مقالهم وألطوا
أنتَ لا شك قحطبيٌّ ولكنْ
لستَ حاشاك قحطبياً فقطُّ
بل مِنَ الماءِ كلِّه فيك شوبٌ
ومن الناس كلهم لك رهطٌ
ضرْطٌ في قفاك يحسبهُ السَّا
معُ ثوباً من الحرير يُعط
نِسبة ٌ أوْقعتْكَ في بحر هُزءٍ
أنت فيه مدى الليالي تُغَط
لكَ منها اسمُها الشنيعُ ولكن
دون محصُولها زِحامٌ وضغط(73/210)
فالْهُ عن نِسبة ٍ نصيبُكَ منها
لفظة ٌ نِصفُها المُقدَّم قحطُ
يا غريبَ التمَّام كيف أتمَّتْ
بِك أمٌّ جنينُها الدهرَ سِقط
لم تكن تُلبثُ الأيورُ جنيناً
فى حشاها إلا مدى ما يُحط
رُبّ غرمولِ نائكٍ لم تَهُلْه
شعراتٌ تلوحُ في استك شُمط
فانتحَى منك في عجانٍ كأنْ قد
خطَّ فيه تلك الغضونَ مخطُّ
يا بن تلك التي إذا ما استعفَّت
هدرتْ في استها شَقائقُ رُقط
تدفعُ الحاجة ُ الخبيثين مِنها
من مسيلٍ فجعرُها الدهرَ ثلط
كلما حطّ رحلهُ بك ضيفٌ
باتت الليلَ رِجلُها لا تُحَط
أُمُّ شيخٍ تُناكُ بين يديه
حين لا حاجبٌ هناكَ يمُطُّ
ألزم اللُّؤمُ أنفك الذُلّ حتى
هو سيّانِ ذِلة والمِقَطُّ
ذاك تحت المُدى مُذالٌ وهذا
دُمَّل الذلة الذي لا يُبَط
وإذا ما عراكَ ندمانُ كأسٍ
لم يشُبْها القِنديدُ والإسفنطُ
بتَّ تيساً له قرونٌ عوالٍ
وهو تيسٌ له نبيبٌ وقَفْط
نِمتَ عن عرسك الحصانِ إلى الصُب
حِ وباتت براكب النيكِ تمطو
تُسمعانِ الأصمّ صوتين شتَّى
هي في نخرة ٍ وأنت تغط
فتبيتان في فضائح شُنعٍ
لم يكن ليلُها عليك ليغطو
هاكها مُؤيِداً هي الدهرَ في وج
هكَ وسْمٌ وفي الصحائف خَط
العصر العباسي >> ابن الرومي >> طلعتْ شنطفٌ فقلنا جميعاً
طلعتْ شنطفٌ فقلنا جميعاً
رقم القصيدة : 61497
-----------------------------------
طلعتْ شنطفٌ فقلنا جميعاً
كيف أصبحت يا فُسا القُنَّبيطِ
فأجابت بشرِّ حالٍ فقُلنا
لمْ فقالتْ خَتنتُ نفسي بِليطِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أتانيَ أن البيهقي يسُبُّني
أتانيَ أن البيهقي يسُبُّني
رقم القصيدة : 61498
-----------------------------------
أتانيَ أن البيهقي يسُبُّني
هوتْ أمهُ في أيِّ مورطة ٍ ورِطْ
وأيَّتما بلوى جناهَا لنفسه
وأيَّتما نُعمى وعافية ٍ غُمِطْ
تعرَّض لي مُغرًى بخرطِ قتادتي
وهلْ يؤلم الخرطُ القتادَ إذا خُرِطْ
وما كان ذنبي غير أن سامني استَهُ
وثفر التي يُؤوِي فقلتُ له أمِط
عليك بأيرٍ غير أيري فإنه(73/211)
جوادٌ له من غير طُرزك مرتبط
أقولُ لجلادٍ عُميرة َ ظالماً
فإن بساطَ النيكِ للنيكِ قد بُسط
عليك أبا اسحاق فاجعلهُ نجعة ً
فإن أبا اسحاق نُجعة ُ من قَحِط
إذا شئتَ نيكَ البيهقيّ وعِرسهِ
فلا تتوسلْ بالوسائل واختبط
أباحَ الورى حولاءَهُ لا بأُجرة
سوى أنه شيخٌ إذا خُبِطتْ خُبط
وإن الخفوقَ الطِّيز تحبُو سِبالهُ
حِباءين شتى من خفيقٍ ومن ضَرِطَ
فيقبضُ في عُثنونِه نفحاتِها
فيا لك من كبشٍ على شكله رُبط
يصولُ علينا البيهقيُّ بمذهبٍ
يرى الظَّرفَ فيه بالشطارة ِ قد خُلط
ويُلقَى إلى حُوت آسته حوتُ يونسٍ
وثعبانُ موسى في لِزازٍ فتسترطْ
فيا سوأتا للظرفِ والفتكِ أصبحا
يُناكان في شيخ يُناك لدنُ قِمطْ
وإن ابتذالي فيه شعري لحادثٌ
تكادُ السموات العُلا منه تنكشِطْ
يعيبُ انقباضي مُعجباً بانبساطه
ومن ينبسطْ للحُر والعبدِ ينبسط
ويزْعُمُني صحَّفْتُ في الشعر كاذباً
مُلِطَّاً وكم نكَّلتُ من كاذبٍ مُلطْ
فقولا له بِئسَ الجنى ما جَنَيْتَه
لنفسك يا ثلطاً جَنياً كما ثُلِطْ
غدا الأسلُ الريانُ همَّك وحدَهُ
إذا هو للوجعاء منك وقد مُلْط
وأنت ترى ما يلفظ الناسُ كلهم
به أسلاً من حُبِّك الأسلَ السَّبطْ
أيا غلطاً في الخلقِ لا من إلهه
ولكن من الدهر الذي رُبَّما غلط
أأنت تُغنّي بي وأنت مُعلِّمٌ
أُشَيْوَهُ مخبولٌ بكُوعكَ تمتخط
تُراعي سِقاط المنشدين ولا ترى
سقاط التي أضحت لغيرك تمتشط
حليلَتُكَ المشهورُ في الناس أنها
عمولٌ من الأعمال أحبطَ ما حُبط
حُويلاءُ تَزني لا تراقبُ قُبحها
ولا نَتنَ حشَّيها المجيفينِ والإبط
ولا خُبثَ ريحٍ من مبالٍ مُلعَّنٍ
ولا شعراً في السِّفل والعلو قد شمط
ولا اللهَ بل قد راقبتْ فتأوَّلتْ
فِريّا من التأويل بُوِّل بل ثُلطْ
رأتْ تركها اللَّذاتِ من خَوفِ ربِّها
قُنوطاً وأن الله إن قَنِطتْ سخِط
فمالتْ مع الرَّاجي الممتَّع نفسهُ
ولم تر أعمال القُنوطِ مع القِنط
عَتِبْتَ عَلينا أن عففنا عن التي(73/212)
تؤاجرُها فاستنشق الغيظ وآستعِط
لساني حسامٌ قد أجدتُ اختراطَهُ
عليك ولكن أير غيري فاخترِط
فقد سُمتُ أيري نيكَ عِرسكَ جاهداً
ونيكَكَ يا بن الزانييْنَ فما نشط
ستضحكُ من شِعري وأنت معبِّسٌ
تميَّزُ من غيظٍ عليَّ وتختلط
كما ضحك البغل المزيَّر إذ لوى
جحافلهُ بيْطارهُ غيرَ مُغتبط
ويعلمُ ذو التمييز أنك مُوجعٌ
توقَّر باديه وخافيه يختلطْ
هجوتُكَ وغدا يرفعُ الشَّتمُ قدرهُ
فشعريَ مرحومٌ وأنت الذي غُبطْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أحْدثَ الصَّفع في دِماغِ أبي أحْ
أحْدثَ الصَّفع في دِماغِ أبي أحْ
رقم القصيدة : 61499
-----------------------------------
أحْدثَ الصَّفع في دِماغِ أبي أحْ
مَق لا شكَّ خف واختلاطا
فرأى حَمْلهُ مَؤُونَة َ حربي
حمْلُه النائكينَ شُقرا سِباطا
إنَّ لي مشية ً أغربلُ فيها
آمنا أن أُساقط الأسقاطا
لا كمنْ لو مشى لظلَّ يداني
فقحة ً لا تُفارقُ المِسْواطا
وجِلَ القلبُ أن تجيء هناتٌ
من عِجانٍ لا يستفيقُ لُواطا
مِشية ً لو مَشيتَها يا أبا أحْ
مق لم تملك الحِتارُ ضُراطا
بل سُلاحاً فيه الأجِنَّة ُ والأغْ
راسُ تَحكي أمشاجُهُنَّ المخاطا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتُ جليسي لا يزال يروعُهُ
رأيتُ جليسي لا يزال يروعُهُ
رقم القصيدة : 61500
-----------------------------------
رأيتُ جليسي لا يزال يروعُهُ
بياضُ القذى في لحيتي فيُميطُهُ
فكيفَ به عمَّا قليلٍ إذا رأى
قذى الشيب قد عفَّى عليها سقيطُهُ
وخِطتُ بألوانِ التكاليف وهْيَها
وما الدهر أوْهاهُ فمن ذا يخيطُهُ
سلامٌ على ليلِ الشبابِ تحيَّة ً
إذا ما صباحُ الشيبِ لاح شميطهُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لشاعرنا خالدٍ في استه
لشاعرنا خالدٍ في استه
رقم القصيدة : 61501
-----------------------------------
لشاعرنا خالدٍ في استه
مآربُ أخرى سِوى الغائطِ
يُغنِّي النَّدامى بها تارة ً
ويُؤْتَى على شيبه الواخِطِ
يُقضِّي بها الشيخُ أوطارهُ(73/213)
برغم المعنِّف والسَّاخِطِ
ولم يهجُرِ الشيخُ لذَّاته
ويجفُ المعاصي كالقانطِ
له زوجة ٌ شرُّ ما زوجة ٍ
تلقَّطها شرُّ ما لاقطِ
مشهَّرة ٌ لو مشى خَلْفَها
نييُّ لَقيلَ له شارط
تناك وقرنانُها حاضرٌ
بمنزلة الغائبِ الشاحِط
فإن غارَ قالتْ له نفسُهُ
تغافلْ كأنكَ في واسط
أخالدُ كم لك من صافعٍ
وكم في سِبالكَ من ضارط
وأنت صبورٌ لعضِّ الهوا
نِ كصبر البعير على الضاغط
أذلكَ حُبُّك عُجرَ الفيا
شِ يا آبنَ المقاوِل من نَاعط
حلفتُ لئن لم تكُن ساقطاً
فما في البريّة من ساقط
لئن لزَّك الجهلُ في عُقدة ٍ
من الشرِّ تأبى على الناشط
لكمْ أهلك الجهلُ من جاهلٍ
وكم أوْرطَ الليلُ من خابطِ
ومثلك في النُّوك قد كادني
فأصبح ذا عملٍ حابِطِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سألتُ يوماً خالداً
سألتُ يوماً خالداً
رقم القصيدة : 61502
-----------------------------------
سألتُ يوماً خالداً
ذا المجد والبيت الوسيطِ
لمْ ذلَّ عِزُّكَ للقُمُدْ
د فقال قول المستشيطِ
ميِّز بعقلك أيِّنا ال
مخنوق في بيت الضَّريطِ
حتى تراه في الخُنا
قِ يغطُّ أنواع الغطيط
بل أيِّنا منِّي ومن
ه يغتُّ في السَّلح العبيط
قلتُ القُمُد فقال لي
اسكُتْ إذن يا بن النَّبيط
لم لُمتني متغطْرساً
لا درّ درُّك من خليط
صدق المفوَّهُ خالدٌ
ذو المِقولِ العضْب البسيط
إن المُحاطَ به لأوْ
لى بالذليل من المُحيطِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بؤساً لقومٍ تحدَّوني بجهلهمُ
بؤساً لقومٍ تحدَّوني بجهلهمُ
رقم القصيدة : 61503
-----------------------------------
بؤساً لقومٍ تحدَّوني بجهلهمُ
والجهلُ يُورطُ قوماً شرَّ إيراطِ
هبهمْ أدلُّوا على حلمي أما علِمُوا
أن القوافي لا ترضى بإسخاطي
قالوا أتشتمُ مجنوناً فقلتُ لهمْ
لا بدّ للمسِّ من كيٍّ وإسعاط
عندي دواءُ أبي حفصٍ ورُقيتُهُ
إن كان ذلك أعيا طبّ بقُراطِ
كم مثلهِ من شقيٍّ قد وصلتُ له
في حلبة ِ الكَدِّ أشواطاً بأشواطِ(73/214)
شغلْتُهُ بالهواهي عن معيشتِه
وذاك أنِّي عليه غيرُ مُحتاطِ
دعني وإيّا أبي حفصٍ سأتركه
حجَّام ساباط بل ورَّاق ساباطِ
قد كان أجدى عليه من مُشاتمتي
شُغلٌ يردُّ عليه فضل قِيراط
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا رُبَّ بصريِّ رصاصيِّ الشَّمط
يا رُبَّ بصريِّ رصاصيِّ الشَّمط
رقم القصيدة : 61504
-----------------------------------
يا رُبَّ بصريِّ رصاصيِّ الشَّمط
عاندني فلو تنفَّستُ ضَرَطْ
في الرأسِ واللحية ِ منه شُهْبة ٌ
زَرقاءُ والوجه لطرموسِ النَّبط
كأنه جوزة ُ هندٍ أخذتْ
فقُشِّرتْ أطرافها دون الوسطْ
ينتقدُ الشعرَ ولا يعْرفهُ
أكثر من قولته هذا النمطْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هبّتْ لوهبٍ ريحُ سوءٍ عاصفٍ
هبّتْ لوهبٍ ريحُ سوءٍ عاصفٍ
رقم القصيدة : 61505
-----------------------------------
هبّتْ لوهبٍ ريحُ سوءٍ عاصفٍ
بارى بها شهرَ الرياح شُباطا
من فقحة ٍ حقَّ اتساعُ حِتارها
إذ لا تُفارقُ دهرها مِسواطا
لو أنها هبّتْ خِلال معسكرٍ
لم يُبقِ فيه حفيفُها فسطاطا
مرّتْ على آذانِنا وأُنُوفِنا
فأساءتِ الأسماعَ والأسْعاطا
ونَعَتْ إلينا مُفلِحا سقياً لهُ
من فارسٍ مَنَعَ الحريمَ وحاطا
فكأنها وكأن مقتلَ مُفلحٍ
يوم القيامة قدَّمَ الأشراطا
يا ضرطة ً سبق البريد بريدُها
ركضاً وخلَّف شوطُها أشواطا
أصبحتِ أنبلَ ضرطة ٍ وأجلَّها
إذا كان عِلمُك بالغيوبِ أحاطا
يا وهبُ إن تكُ قد ولدتَ صبيَّة ً
فبحمْلهم شُقراً عليك سِباطا
من كان لا ينفكُّ يُنكحُ دهْرَهُ
ولد البناتَ وأسقط الأسقاطا
تَلِدُ النساءُ من الرجالِ وإنَّما
يلدُ الرجالُ من الرجال ضُراطا
لو كنتُ مِثلكَ ثم جِئتُ بمثلها
لضربتُ فاضحتي بها أسواطا
ولما وطئتُ بساط دارِ خليفة ٍ
حتى المماتِ ولا اخترقتُ سِماطا
قد أعظمتْ جُرماً فعاقِبها به
واجعل لها غير الأيورِ سياطا
إن العقوبة َ بالأيورِ تزيدُها
زللاً إلى ما قدّمتْ وسقاطا
قال الوزيرُ وقد رمَيْتَ برأسها(73/215)
قُمْ فالتمسْ مهداً لها وقِماطا
هذي عُقوبة ُ منْ يكدُّ عبِيده
حتى يُعرِّقَ مِنْهمُ الآباطا
ويُلفِّقُ الأخبارَ لا متحرِّجاً
فيها ولو بدمِ النبي أشاطا
شهدتْ ولادتُكَ الشهيرة أنها
من فقحة ٍ لا تستفيقُ لُواطا
يا وهبُ ويحكَ قد علمتَ بوَهيها
أفلا دعوت لرتقتِها خيَّاطا
عطستْ وحُقّ لها العُطاسُ لأنّها
مزكومة ٌ أبداً تسيلُ مُخاطا
دعْ خِدمة َ الخلفاءِ لا تَعرِضْ لها
وتعاطَ ويحك غيرَ ما تتعاطى
يحتاطُ للخلفاءِ في سُلطانهم
من كان في أمر آستِه مُحتاطا
ما هذه النُّفخُ التي أغفلْتَها
يا من يفوقُ بطبِّه بُقراطا
كنّا نقولُ إذا مَررْتَ مُواكباً
للهِ دَرُّكَ كاتباً خطّاطا
فالآن صِرتَ إذا مررْت فقولنا
لا در درُّكَ كاتباً ضرَّاطا
يا آل وهبٍ حدِّثوني عنكُمُ
لمْ لا تَروْنَ العدلَ والإقساطا
ما بالُ ضرطتكُم يُحلّ رِباطُها
عفواً ودِرْهَمُكُم يُشد رِباطا
صُرُّوا ضُراطكُم المُبذّرَ صرَّكم
عِند السُّؤالِ الفَلْسَ والقيراطا
أو فاسمحُوا بضراطِكُم ونوالكُمْ
هيهلتَلستُمْ للنَّوالِ نِشاطا
لو جُدْتُمُ بهما معاً فتواءَما
فرشاً لكم عند الرِّحالِ بِساطا
لكنَّكم فرَّطتُمُ في واحدٍ
وهو الضُّراط فعدِّلُوا الإفراطا
فُضِحتْ كتابتُكم وقُنِّع مجدُكم
خِزياً وأسقط جاهُكم إسقاطا
فاستأنِفوا الأعمالَ إن ضُراطَكُم
بالأمس أحبطَ ما مضى إحباطا
فإذا شهدتُمْ مشهداً وأبُوكُمُ
لم تُشبهوا يعقوبَ والأسباطا
قُبِّحْتُمُ ولداً وقُبِّحَ والداً
لا تَهْتَدونَ من الرَّشادِ صِراطا
لا قُدِّس الخَلَفُ المخلَّفُ منكُم
ولداً ولا فُرَّاطُكمْ فُرّاطا
فلكونِكُم في صُلبِ آدمَ نُطفة ً
كانت محورة ُ أمرهِ إهباطا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أغلاءٌ وبلاءٌ
أغلاءٌ وبلاءٌ
رقم القصيدة : 61506
-----------------------------------
أغلاءٌ وبلاءٌ
وبريديٌّ ضرُوطُ
وأعادٍ قد أحاطوا
لحق الناسَ القُنوطُ
تَخِذُ الأمة ُ وهباً
عجباً أن قال طوطُ
كيف لا يضرطُ ألفاً(73/216)
واستُهُ الدهرَ تلوطُ
حادثٌ يا آل وهبٍ
فيه للقدرِ سُقوطُ
يتناعرُونَ كانهمْ قد أوثقوا
خاقان أو هزموا كتائبَ ناعط
بعثوا عليه بنِينهُمْ وبناتهمْ
من بين ناتفة ٍ وى خر سامط
أسر المؤذَّن خالدٌ وضُيوفُه
أسر الكَميِّ هفا خِلال المآقِط
فُضِحتْ تلك البلاغا أسر المؤذَّن خالدٌ وضُيوفُهأسر الكَميِّ هفا خِلال المآقِط بعثوا عليه بنِينهُمْ وبناتهمْمن بين ناتفة ٍ وى خر سامط يتناعرُونَ كانهمْ قد أوثقواخاقان أو هزموا كتائبَ ناعطأكلوهُ فانتزعتْ به أسنانهم وتهشَّمتْ اقفاؤهم بالحائِط
تُ وهاتيكَ الخُطوط
أكلوهُ فانتزعتْ به أسنانهم
وتهشَّمتْ اقفاؤهم بالحائِط
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أشجتكَ منزلة ٌ بمَرجَيْ راهِط
أشجتكَ منزلة ٌ بمَرجَيْ راهِط
رقم القصيدة : 61507
-----------------------------------
أشجتكَ منزلة ٌ بمَرجَيْ راهِط
كلاّ ولا دِمنٌ عفتْ بشلاهِط
بل معشرٌ وعدتْهُم فجراتُهُمْ
بمغابطٍ فإذا هُمُ بمهابِط
ظَلُّوا وقدْ أسروا المؤذِّن بينهُمْ
وكأنَّما هزموا كتائب ناعط
وخلو بشلوِ ذبيحهم فرأيتهم
من ناتفٍ رِيشاً وآخر مارطِ
مُستعملين أكُفَّهُمْ في أمرهِ
ببوادرٍ سبقتْ أناة َ السَّامط
طبخُوهُ ثم أتوا به قد أُبرِمتْ
أوتارُهُ لمنادفٍ وبرابِط
متجمِّلاً لدجاجهِ مُتجلِّداً
كتجلُّدِ المجلودِ بين ربائط
ولقد رمتْه يومَ ذلك قِدْرُهُم
بغُطامطٍ من غَليها وغُطامِط
حملوا عليها كلَّ ماءٍ عِندهُم
وفُراتَ كُوفَتِهم ودِجلة َ واسط
واهاً لذاك الدِّيك بين مساقطٍ
منه عهدناها وبين ملاقط
قوَّامَ أسحارٍ مؤذِّن حارة ٍ
سفَّاد زَوجاتٍ كميَّ مآقط
ينفي مناعِسهُ بنفسٍ شهْمة ٍ
ويُشاهدُ الهيجا بجأشٍ رابط
وثبَتْ عليه عِصابة ٌ كُوفيَّة ٌ
ببوادرٍ من بأسِها وفوارِط
من ناشىء ٍ محضِ الحُلاقِ وشيخة ٍ
شوهاءَ لائطة ٍ وشيخ لائط
يعدُو الأصاغرُ والأكابرُ خَلفهُ
عَدْوَ الكلابِ على الشَّبوبِ النَّاشطِ
قسطوا عليه قُسوطَ غامِطِ نعمة ٍ(73/217)
والمؤبِقاتُ بمرصدٍ للغامِط
ولربَّ مقسوطٍ عليه بغرَّة ٍ
حَلَّتْ بليَّتُهُ برأس القاسِطِ
ومن الجرائمِ ما يكونُ عقابُهُ
نقداً فكمْ نابٍ هُنالك ساقطِ
أكلُوهُ فانتثرتْ له أسنانُهُم
وتهشَّمتْ أقفاؤهُمْ بالحائط
من بين نابٍ إنما هو بَيْرمٌ
عِظماً وبين ثنيَّة ٍ كالشَّاحط
وطواحنٍ قد خُرِّقتْ جنباتُها
فكأن أنكَلَها سِلاحُ مرابط
وكأن وقع مشارطٍ من ريشه
في تِلكُمُ الأحناكِ وقعُ مشارط
مازال يشرطُهُمْ فمنه شرطة ٌ
ومن العكوفِ عليه ضرطة ُ ضارط
سقياً لمنتصرٍ هُناكَ لنفسه
يفْري فَرِيَّ مُزايلٍ ومُخالط
لقي الأنامِلَ والمراضع مُقدِماً
لم يَنهزمْ عنها بأجرٍ حابط
وغدتْ تصيحُ عظامُه وعُروقهُ
ليُفيقَ ذو جزعٍ عليه فارط
لا تبكينّ على قتادة ِ خارطٍ
وابكِ الدماء على بنانِ الخارط
وغدتْ مشايخُهُمْ وقد كتبوا لنا
بنواصح التَّوبات كُتب شرائطَ
أكلوا مؤذِّنهُم فأضحوا كُلُّهُمْ
فد عُوجلوا بعقابٍ ربٍّ ساخطِ
يتزحَّرون بأنفسٍ مجهودة ٍ
تبكي وتندرُ ندرة ً في الغائطِ
أبصارهُم نحو السماءِ كأنما
بَصَروا بها تُطوى بكفَّي كاشِطِ
من باسطٍ كفَّ الدُّعاءِ وقابضٍ
كفّ الدواءِ حِذار موتٍ ذاعط
عَسُرتْ عليه لظلمه أنفاسُهُ
فكأنَّهُ في لحدِ قبرٍ ضاغِطِ
يدعو بنيَّة قانطٍ لا شُفِّعتْ
من دعوة ٍ وُصلت بنيَّة قانط
يتنفَّسون لكل ضرطة ِ ضارطٍ
أسفاً لها ولكل ثلطة ِ ثالط
يا لهفَ أنفسهِمْ على ضرطاتِهمْ
بالأمس من ذاك السُّلاح الواخط
لو أنها وُهبتْ لهم في يَومِهم
أضحوا وهم من رَوْحها بمغابط
بُعداً لهم بُعداً لهم بُعداً لهم
من قابضٍ كفَّاً وآخر باسِط
سخطُوا مودَّتُهم وخانُوا جارهُم
لا فارقَ الأوداجَ مُدْية ُ ساحط
ديكٌ تناوحتِ الديوكُ لفقدهِ
مازال شيخَ عشائرٍ وأراهِط
ومن العجائبِ أنهم ورِطوا به
في المُهلكاتِ أشدّ ورطة ِ وارِط
ورأوا بقيَّتَهُ أصحَّ معاذة ٍ
للطِّفل بين موازجٍ وقوامِط
فمتى اشتكتْ أطفالُهم من جِنَّة ٍ
دلفُوا لهم من مالهِ بمساعِط(73/218)
ومتى رأوْا دِيكاً ولو من فرْسخٍ
أبصرتَهُم يعْدونَ عدوَ مُبالط
لا مُقبلينَ إليه لكن هُرَّباً
منه حِذار معاطبٍ ومَوارِط
فهُمُ لغوغاءِ القبيلة ِ لعبة ٌ
في عسكرٍ متضاحكٍ مُتضارطِ
ودَّت حديثَهُم الولاة ُ فربَّما
نفذتْ به في اليوم عشرُ خرائِطِ
ما كان ديكاً بل حديداً بارداً
ولربَّ شيءٍ للظنونِ مُغالط
لاقى هُنالك كلَّ ذلك لم يخم
عنه وهمْ من ضارطٍ أو ناحط
وأقولُ موعظة ً لرائد منزلٍ
تَهديه معرفة ٌ وآخر خابط
لا تنزلنَّ بمنزلٍ مُتكوِّفٍ
وتنحَّ عنه إلى المحَلِّ الشَّاحط
إن الغوائل في المقاحِط جمَّة ٌ
فتوَّق غائلة َ المرادِ القاحط
وآعمدْ إذا شئتَ الجِوار إلى الذَرى
إن المكاره أولعتْ بالهابط
جاورتُ في كُوفان شرَّ عصابة
من صامتٍ عيَّاً وآخر لاغِطِ
دقُّوا فلو أولجتهم لتولَّجوا
من دِقَّة ٍ في سمِّ إبرة خائطِ
دلفوا لجارِهمُ بشرٍّ لازمِ
وتجانفوا عنه بخيرٍ مائطِ
ألفيتُهُم من شرٍّ قُنية ِ مقتنٍ
للمقتنين وشرِّ لقطة ِ لاقط
وثبوا عليّ سفاهة ً فوسْمتُهُمْ
وسمَ المسطِّع بعد وسم العالط
قوم يبيتُ الرشدُ فيهم ضائِعاً
والغيُّ بين دواهنٍ ومواشِط
المشترين فياشلاً لنسائهم
بدراهمٍ ووظائفاً بقرارط
ما شئتَ من عقل ضعيفٍ واهنٍ
فيهم ومن خبلٍ شديد ضابطِ
لو أنَّ لؤم الناسِ قيس بلؤمِهم
ما كان فيه قيسُ نقطة ِ ناقطِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيا هَنْتاه هل لك في هَريسٍ
أيا هَنْتاه هل لك في هَريسٍ
رقم القصيدة : 61508
-----------------------------------
أيا هَنْتاه هل لك في هَريسٍ
بلُحمانِ النَّواهِض والبطوطِ
وأضلاعِ الرِّخال مُربّيَاتٍ
بكسب المروِ والعجمِ اللقيطِ
صنيعة ِ خابِر صنعٍ مُجيدٍ
أخي علمٍ بصنعتها مُحيطِ
أملَّ الليلَ يعقدُها بضربٍ
فجاءَ بها تمدَّد كالخُيوطِ
وبين يدَيك من مُريٍ عتيقٍ
توارثُه القرون عن النَّبيط
فتبركُ فوق صفحتِها بُروكاً
كما برك البعير على الخبيط
فيا للهِ من لقمٍ هُناكم(73/219)
تجاوبُ بالشَّحيج وبالغطيط
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ترى الرَّعية َ إما راغياً وسطاً
ترى الرَّعية َ إما راغياً وسطاً
رقم القصيدة : 61509
-----------------------------------
ترى الرَّعية َ إما راغياً وسطاً
أو رابضاً حجرة ً من مرتعٍ وسطِ
فليس في الناسِ مغبوط بمغْبطهِ
لأنه ليس فيهم غير مُغتبطِ
يا طالبَ العُرفِ أعْيتهُ وسائلُهُ
دع الوسائلَ والأسباب واختبطِ
اليوم تبلغُ ما أمَّلت من أملٍ
وما تمنَّيتَ من أمنيَة ٍ شطَطِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألذُّ من فائقة ِ الإبهَطِّ
ألذُّ من فائقة ِ الإبهَطِّ
رقم القصيدة : 61510
-----------------------------------
ألذُّ من فائقة ِ الإبهَطِّ
ومن شِوا سَمْطٍ نظيفِ السَّمطِ
ولحمِ طيرٍ وصدور البط
خُرطومُ سلسالٍ من الإسْفنط
في قرية ٍ من قرياتِ القبْطِ
بسرَّ من را في نسيم الشَّط
قِبطية ٌ في حُلل ومِرط
لعبة ُ عاجٍ صورة في خَرط
جاءت به مُشدَّداً بالشَّرطِ
خوادمٌ يحملنهُ بضبطِ
كأنه بعضُ رجالِ الزُّطِ
قالت نحُطُّ الهدْي قلنا حُطي
وكايلي واحتكمي وخُطِّي
وهذه نُقودُنا فاشتطِّي
فاحتضنتِ حقويه تحت الإبط
وانتزعت عنه شِناقَ الرَّبط
فارفضَّ ينهلُّ بغير ضبط
كأنه جُرحٌ عظيمُ البطِّ
يكتالُ ما فيه بغير شرط
............. زق النَّفطِ
ما زلتُ أُسقاها وأسقي رهطي
حتى تنادَى القومُ قطُّ قط
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وقائلٍ لمْ هجوتَ الوردَ معتمداً
وقائلٍ لمْ هجوتَ الوردَ معتمداً
رقم القصيدة : 61511
-----------------------------------
وقائلٍ لمْ هجوتَ الوردَ معتمداً
فقلتُ من بُغضِهِ عندي ومن سِخطِهْ
يا مادح الورد لا ينفكُّ عن غَلطِهْ
ألستَ تُبصرهُ في كفِّ مُلتقطِهِ
كأنه سُرمُ بغلٍ حين يُخرجُه
عند الرياث وباقي الروث في وسطِهِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألستَ ترى اليوم المليح المُغايظا
ألستَ ترى اليوم المليح المُغايظا
رقم القصيدة : 61512(73/220)
-----------------------------------
ألستَ ترى اليوم المليح المُغايظا
رعاكَ مليكٌ لم يزل لك حافظا
غدا الدَّجْنُ فيه يقتضي اللهو أهله
وقد يقتضيكالحقَّ من ليس لافظا
فطوراً ترى للشمس فيه سيّارة ً
وطوراً ترى الشمس طرْفاً مُلاحظا
غدا بالذي أهداه خِلاً مُلاطفاً
وإن كان ضِداً بالصيام مغالظا
تحفَّى فقد أضحى الندى فيه فائضاً
وأعفى فقد أضحى الأذى فيه فائظا
وقد عدم المعصومُ فيه رقيبه
كما عدِم القيناتُ فيه الحوافظا
ولكنه الشهرُ الذي غاب لهوُهُ
فعادت ملاهي الناسِ فيه مواعظا
أصامكموه اللهُ في ظلِّ غِبطة ٍ
وأبْقاكُم غيْظاً لذي الغِلِّ غائظا
جزاءً بما لقَّيْتُموهُ طلاقة ً
وخالفتُم فيه الشهاوَى اللَّعامِظا
ألا أيها المكنيُّ باسم محمدٍ
فدتْك نفوسُ اللاحظيك الملاحظا
حكى يومُنا هذا نداكَ وحُسنَه
إذا ما غدا يحمي نثاك مُحافظا
على أنه لم يحْكِ فعلك إنما
حكى وعْدكَ الغوثَ النفوسَ الفوائظا
ولم يحك شيئاً من ذكائك إنه
إذا كنتَ فيه شاتياً كنت قائظا
فعش لابن حاجاتٍ وصاحب دولة
إذا الأمر أضحى فادحَ الثِّقلِ باهظا
ولا زلتَ محمودَ البلاء جميله
إذا استخرَجَتْ منك الهناتُ الحفائظا
أراكَ إذا ما كنتَ صدراً لموكبٍ
أثار عجاجاً واستثرت مغائِظا
وظلَّت عيون الناس شتى شؤونُها
فغضّتْ ومدّت عند ذاك لواحظا
يصادون من لولاه لاقت كُفاتهم
شدائدَ من شغْب الخطوب غلائظا
جَللْتَ فلم تعدم من الناس مُغضِياً
ورُقْتَ فلم تعدم من الناس لاحظا
وإن كنتَ يوم الحفل صدراً لمجلس
تركتَ خصيمَ الحق أخرس واعظا
تظلُّ إذا نامت عُقولُ ذوي العمى
وإن حدَّدوا زُرقاً إليك جواحظا
تغاضى لهم وسنانَ بل مُتواسِناً
وتوقظهم يقظان لا متياقظا
وترمي الرمايا في المقاتل عادلاً
إذا أكثرت نبلُ الرُّماة العظاعظا
حلوتَ ولم تضعفْ فلم تكُ طُعمة ً
ولا أنت مجَّتْك الشِّفاهُ لوافظا
بقيتُمْ بني وهبٍ فإن بقاءكم
صلاحٌ وإن ساء العدوّ المُغايظا(73/221)
ومُلِّيتُمُ للحظ ركناً موطَّداً
يُمليكُمُ للعزِّ ركناً مُدالظا
مقايظنا فيكم مشاتٍ بجُدكم
وكانت مشاتينا بقومٍ مقايظا
عجبتُ لقوم ينفسونَ حُظوظكُمْ
وأنتم أناسٌ تحملون البواهظا
وكنتمْ قُدامى حين كانوا خُوافياً
وكنتم صميماً حين كانوا وشائظا
يغيظُهُم استحقاقكم وحقوقكم
فلا عدموا تلك الأمور الغوائظا
أيا حسناً أحسِنْ فما زلتَ مُحسناً
تيقَّظ للحسنى فتشْأى الأياقظا
أفِضْ من ندى لو حُمِّل المزنُ بعضهُ
لراحت روايا المزنِ كظائظا
أعيذُك أن تغشاك فيَّ ونيِّة
ولستُ على مَوْلى ً سِواكَ مواكظا
أجرني أن أُلفي لغيركَ سائلاً
مُكاتبَ أقوامٍ وطوراً مُلافظا
ولا تُسْرِحَنِّي في اليبيسِ مُشاتياً
كفاني لعمري باليبيس مُقايظا
ألم تجدوني آل وهبٍ لمدحكم
بنظمي ونثري أخطلاً ثم جاحظا
نسجتُ لكم حتى تُوهِّمتُ ناسجاً
وقرَّظتكم حتى تُوهمتُ قارظا
وكنتم غُيوثاً خارقاتٍ شواتياً
روائع ثرَّاتِ العزالي قوائظا
فإن أنا لم تحظُظْ لديكم وسائلي
فمن ذا الذي تُلفى لديه حَظائظا
على أنه لا حمد لي إن منحتُكم
مسامحَ مجد جارني لا مناكِظا
يسيرٌ على المدَّاح أن يمدحوكُمُ
أصابوا لألفاظ المديح ملافظا
ولو حاولوه في سواكمْ لصادفوا
مناكبَ دفع دون ذاك مدالظا
منحتُكها حوليَّة ً بِنتَ يومها
عُكاظية أُشجِي بها المتعاكظا
ففوّق قِداحي واهدِها بنصالها
وريِّش ورعِّظ لا عدمتُك راعظا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مذ صِرتِ همِّي في النوم واليقظهْ
مذ صِرتِ همِّي في النوم واليقظهْ
رقم القصيدة : 61513
-----------------------------------
مذ صِرتِ همِّي في النوم واليقظهْ
أتعبتُ مما أهذي بك الحفظهْ
وعظْتُ نفسي فخالفتْ عِظتي
وخالفَ القلبُ فيك من وَعَظهْ
وكيف بالصبرِ عنكِ يا حسنا
يأمر بالسيئات من لحَظَهْ
يا من حلا في الفؤاد منظره ال
حلوُ فما مجَّه ولا لفظهْ
عذَّبني منكِ يا معذبتي
ونُزْهتي في المنام واليقظهْ
وجهٌ إلى كم تصيد رِقتُهُ(73/222)
قلبي وقلبٌ كم أشتكي غِلظه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما يوفيك حقَّك التقريظُ
ما يوفيك حقَّك التقريظُ
رقم القصيدة : 61514
-----------------------------------
ما يوفيك حقَّك التقريظُ
كُفْءُ تقريظك العليمُ الحفيظُ
فيك أشياءُ من يواليك مسرو
رٌ بها والعدوُّ منها مغيظُ
لك فيها تيقظٌ غير محتا
ج إلى أن يُعينه تيقيظُ
كم تحفظتَ من وصية مجدٍ
لم يُنفِّلكَ حفظَها تحفيظ
أنت غيثٌ يقيظُ فينا حياهُ
إذ حيا الغيثِ لا يكاد يقيظ
إن يكن ما فعلتَ بِرّاً لطيفاً
إن ميثاق شكره لغليظ
منك قِدحي ومنك نصلي والفُوْ
قُ ومنك الترييش والترعيظ
أيُّ شيء أقول يا من عداه
في نداه التنكيد والتنكيظ
أنتَ قبل التقريظَ من كمَّل ال
لَّه فماذا يزيدُك التقريظُ
جَهَد الناس أن يدانوك في المج
د فما قارب الصميم الوشيظُ
وجرى الشعر في مداك فلم يل
حقك ترقيقه ولا التغليظُ
أنتَ حلوٌ وأنت مرٌّ وما تُلْ
فَظ كلاَّ وكل مُرٍّ لفيظ
أريحيٌّ مُلحَّظٌ في النوادي
للأيادي يهزُّك التلحيظ
هِبزريٌ موعّظٌ بذوي الذَّمْ
مِ فقد صان عرضَك التوعيظ
تحمل الثقل حملَ غير بهيظٍ
وأخو شكرِ ما فعلتَ بهيظ
فالبس العمر سابغاً ومُعادي
ك حضيض وأنت عالٍ حظيظ
ذو ندى ً غامرٍ يفيض فتضحى
أنفسُ الحاسدين فيه تفيظُ
بعطايا موفِّراتٍ هي الإرْ
واء بعد الإشباع لا التلميظُ
لا تزال يا أبا الحسين أخا الإح
سان والحسن غائظاً من تغيظ
لك بطنٌ من الفضول خميصٌ
ووليٌّ من الفضول كظيظ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا ترى نرجساً يُشبّه بالور
لا ترى نرجساً يُشبّه بالور
رقم القصيدة : 61515
-----------------------------------
لا ترى نرجساً يُشبّه بالور
د إذا ما أدرتَ فكراً ولحظا
ومن الورد ما يشبّه بالنر
جس علماً بأن في ذاك حظا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أوَّلُ الشهرِ أولُ الأسبوعِ
أوَّلُ الشهرِ أولُ الأسبوعِ
رقم القصيدة : 61516
-----------------------------------(73/223)
أوَّلُ الشهرِ أولُ الأسبوعِ
طلعَ الطالعانِ خيرَ طُلوعِ
مُقبلٌ فيه مقبلٌ بسعودٍ
وقعا بالسَّواء خيرَ وقوعِ
ضمَّ صدريهما اتفاقٌ ينادي
يا له مُسعِفاً برأب الصُّدوعِ
مثلَ ما ضمَّ عاتبين اعتناقٌ
عند وصلٍ مجدِّدٍ ورُجوع
جاء شهرٌ تحبهُ يا بن يحيى
لا لما فيه من سجايا المَنُوع
بل لما فيه من وِفاقكَ فيما
يصحبُ الدِّين من تُقًى وخُشوع
وصلاة ٍ تقيمها كلَّ إنْيٍ
من سجودٍ تُطيلهُ وركوع
وعفافٍ في القلبِ والطَّرفِ والأط
رافِ عن كل مَحرمٍ ممنوعِ
رهبة ً للإله بل رغبة ً من
ك بقدرٍ عن الخنا مرفوعِ
أقبل الطائرُ المباركُ محمو
داً جميلَ المرْئيِّ والمسموعِ
ولك الفضلُ يا بن يحيى عليه
غيرَ مُستنكرٍ ولا مدفوع
إن يكن جاء خيرُ باعثِ جوعٍ
فسيلقاك خيرُ قاتِل جوع
شكرَ اللهُ رَبَّه لك عنه
خيرَ صنعٍ في مثله مصنوع
لك نُعمى عليه تخنع للحقْ
قَ مُقرّاً بها أشدَّ الخُنُوعِ
جاء في الصيف فاغتدى وهو من ظِلْ
لكَ بل من نداكَ كالمربوعِ
وقديماً مددتَ ظلَّك في القي
ظِ عليه دون الحُرور السُّفوعِ
ما عليه أن لا يرى فيه راءٍ
آخرَ الدهر صوبَ غيثٍ هَمُوع
قد كفاه ما يَمْتري منك فيه
خوفُكَ الله من ندًى ودموع
فابْقَ حتى ترى لشهركَ هذا
ألفَ مثلٍ بمثله مشْفوع
ناعمَ البال ذا عدوٍّ شقيٍّ
آمنَ السِّرب ذا عدوٍّ مروع
سالم النفس ثاوي الوفر لاتعْ
دمَ حالَ المرزوءِ لا المفجوعِ
مُتلفاً مخلفاً مُفتياً مفيداً
جِذمَ مالٍ مُستهلكٍ مرجوعِ
لا مُغِبَّاً ندى ولا مَدَدُ اليُسْ
ر من اللهِ عنك بالمقطوعِ
مُمْجِداً مُنجداً كأنك عِدٌّ
دائمُ السَّقي زاخرُ الينبوع
ذا ثراء مُبذَّرٍ في العطايا
دون عِرض موفَّرٍ مجموع
لا تصونُ الأموالَ بل تقتنيهنْ
نَ لصونِ الأحساب مثلَ الدروع
في سرورٍ من شيمة ِ الشاكر الصا
برِ لا شيمة الفروحِ الجزوع
يا بن يحيى لينزعِ المتعاطي
ما تعاطاه فهو شهرُ نُزُوع
إن من ظنَّ أنه لك نِدُّ
لشبيه المصدِّق المخدوعِ(73/224)
لا يقارعْكَ يا بن يحي عن السؤ
دِد شيءٌ فلستَ بالمقروعِ
أنت أصلُ الأصول في الفضل والخي
رِ إذا حُصِّلا وفرعُ الفروع
لو تُسامي بمجدكَ البدرَ والشم
سَ إذاً أوْطآكَ خدَّيْ خُضوعِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قل للأُلَى حرموني إذ مدحتُهُمُ
قل للأُلَى حرموني إذ مدحتُهُمُ
رقم القصيدة : 61517
-----------------------------------
قل للأُلَى حرموني إذ مدحتُهُمُ
إمّا الثوابُ وإما ردُّكمِ خِلَعي
تاللهِ لكنّ زيْناً في النَّدى لكُمُ
عارٌ عليَّ بما أبديت من ضَرعي
فإن أبيتُم عليّ الخلتين معاً
فلا يلومُ مُليم ناله قذعي
لا قاتَل اللهُ ربُّ الناس لؤمَكُم
بل قاتل الكاذبَ المكذوب من طمعي
أما لئن كَثُرتْ في مدحِكُمْ بِدعي
لتكثرنَّ غداً في شتمكم بِدَعي
إني حمدتُكُم والذمُّ حقكُمُ
لمَّا جعلْتم إلى الرحمنِ مُنْقَطعي
أديتموني فأحسنتم ببخسكمُ
حقَّ الأديب فهذا حين متَّزعي
ولو جُدِعْتُ على أني مدحتُكُمُ
ما شانني شينَ مدحي فيكُمُ جَدَعي
ما جاء من سوء بذري خُبثُ ريعكُمُ
عند ازدراعي بل من خُبث مُزْدرعي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أبا المستهلِّ حالفتَ جوعاً
يا أبا المستهلِّ حالفتَ جوعاً
رقم القصيدة : 61518
-----------------------------------
يا أبا المستهلِّ حالفتَ جوعاً
وخواءً حتى تلذَّ الضّريعا
يا امرأ التَّيس يا حليفَ القوافي
حلق اللهُ رأسكَ المصفوعا
سلحة ٌ في قفاك تنْشقُّ عنه
ثم تبتدُّ عارضيكَ جميعا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وهبَتْ له عَيْنِي الهُجوعا
وهبَتْ له عَيْنِي الهُجوعا
رقم القصيدة : 61519
-----------------------------------
وهبَتْ له عَيْنِي الهُجوعا
فأثابها منه الدُّموعا
ظبيٌ كأن بخصره
من ضُمره ظمأً وجوعا
ومن البليّة ِ أنني
عُلِّقتُ ممنُوعاً مَنُوعا
مَنْ سائلٌ قمر الدُّجى
ما بالُهُ تركَ الطُّلوعا
ويْلي عليه بل على
نفسٍ أبت إلا خضوعا
ما كنتُ قبل تَعَرُّضي
لهواه أحْسِبُني جَزوعا(73/225)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لئامٌ كالخنازير
لئامٌ كالخنازير
رقم القصيدة : 61520
-----------------------------------
لئامٌ كالخنازير
خساسٌ كاليرابيعِ
إذا ما امتُدحوا قالوا
وقعنا في النقاقيع
رأيتُ المُهْدِي الشعر
إليهم فرطَ تضييع
كمن دحرجَ دُرَّ البح
رِ في بحرِ البلاليعِ
أشِعْ عنهم خزاياهم
وسمِّعْ كلَّ تسميعِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> طال المِطالُ ولا خلودَ فحاجة ٌ
طال المِطالُ ولا خلودَ فحاجة ٌ
رقم القصيدة : 61521
-----------------------------------
طال المِطالُ ولا خلودَ فحاجة ٌ
مقضية أو بردُ يأسٍ ينقعُ
واعلم أني لا أسرُّ بحاجة ٍ
إلا وفي عُمري بها مُستمتَعُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تعمَّمتُ إحصاناً لرأسيَ بُرْهة ً
تعمَّمتُ إحصاناً لرأسيَ بُرْهة ً
رقم القصيدة : 61522
-----------------------------------
تعمَّمتُ إحصاناً لرأسيَ بُرْهة ً
من القرِّ طوراً والحرور إذا سفعْ
فلما دهى طولُ التعمُّم لمَّتي
فأزرى بها بعد الجثالة والفَرعْ
عزمتُ على لُبسِ العمامة ِ حيلة ً
لتستُر ما جرَّتْ عليَّ من الصَّلعْ
فيا لك من جانٍ عليَّ جناية ً
جعلتُ إليه من جنايته الفزع
وأعجِبْ بشيءٍ كان دائي جعلتُه
دوائي على عمدٍ وأعجب بأن نفع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> الأرضُ تنقصُ من أطرافها أبداً
الأرضُ تنقصُ من أطرافها أبداً
رقم القصيدة : 61523
-----------------------------------
الأرضُ تنقصُ من أطرافها أبداً
لكن كنيزة ُ طولَ الدهر تتَّسعُ
لها حِرٌ واسعٌ لا شيءَ يُشبِعُهُ
كحوتِ يُونَس مهما شاء يبتلعُ
تفسُو لتقطع عنا نتن نكْهتها
عند الغناء ولكن ليس ينقطع
وفي الفُساء لعمرُ اللهِ مَقطعة ٌ
لكلِّ نتنٍ ولكنْ أمرُها شنعُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أتتني عنْكَ المؤيسات فلم ألمْ
أتتني عنْكَ المؤيسات فلم ألمْ
رقم القصيدة : 61524
-----------------------------------
أتتني عنْكَ المؤيسات فلم ألمْ(73/226)
وقلت سحابٌ جادني ثم أقلعا
فلا يُبْعد اللهُ السحابَ وصوبهُ
ولا أعصفتْ ريحٌ لكي يتقشَّعا
هو الغيثُ يسقي بلدة ً بعد بلدة ٍ
من الأرض حتى يسقي الأرض أجمعا
وليس بمبعوثٍ ليُنصفَ مَرتعاً
فيُرضيَهُ السُّقيا ويظلم مَرْتعا
وما ضرّني من نافعٍ أن يُضرني
وذاك لحبي أن يضرَّ وتنفعا
رضيتُ بما ترضى فإن شئتُ مرة ً
سواه فلا استنشقْتُ إلا بأجدعا
ولا خير لي فيما أُحِبُّ وتجتوي
لأنك من قلبي كنفسي موقعا
على أنك الشيءُ الذي لا أرى له
مثالاً سوى الشمس المُنيرة ِ مطلعا
لك المثل الأعلى على الناس كلِّهم
وإن غِيظت الأكبادُ حتى تصدَّعا
خضعتُ فإن خلتَ الخضوعَ خديعة ً
فما زلتَ خدَّاعاً وزلتَ مخدَّعا
على أنك المُذْكي على كل خُطَّة ٍ
تضمنتَها قلباً من الجمر أصنعا
وأنك منْ ساسَ الأمور بحكمة ٍ
فما ريم ما أحْمَى ولا ضِيمَ ما رعى
ذكاءَ فتاءٍ لا تجاريبَ كبرة ٍ
ترى الغيبَ عنه حاسراً لا مُقنَّعا
ولكنَّكَ المخدوعُ صفحاً ونائلاً
فتصفحُ وضّاحاً وتمنحُ أروعا
ولا أنا من جدوى يديك بآيسٍ
وإن هوّل الظنُّ الكذوبُ وشنَّعا
فإن كنتَ من جدواك لا بد مانعي
فلا تمنعنِّي أن أقول وتسمعا
ولا تحمِّينِّي أن أراك مطالعاً
إذا كادت الأحشاء أن تتطلعا
ومُتِّعتَ بالعمر الطويل محكَّماً
ولا زلتُ بالإنصاف منك ممتَّعا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عيدٌ يطابق أولَ الأسبوع
عيدٌ يطابق أولَ الأسبوع
رقم القصيدة : 61525
-----------------------------------
عيدٌ يطابق أولَ الأسبوع
وقعتْ به الأقدارُ خيرَ وقوعِ
للفألِ بالإقبال فيه شاهدٌ
عدلُ الشهادة ليس بالمدفوعِ
غابتْ نجومُ النَّحس عنه وأصبحتْ
فيه نجومُ السعد ذاتَ طُلوعِ
وأظلَّه جودُ الأمير وقد ذكتْ
نارُ المصيف فظلّ كالمربوع
يا أيها الملك الذي نهضتْ به
للمجد خيرُ محاتَد وفروعِ
أنعمْ صباحاً نعمة ً موصولة ً
بعُرى نعيمٍ ليس بالمقطوعِ
وافتح بعيدك ألفَ عيد بعده
ألفٌ برغم عدوِّكَ المقموع(73/227)
ولك الوفورُ فإن رُزْئتَ رزيئة ً
فرزيئة المرزوء لا المفجوع
نفحاتُ كفَّي ماجدٍ متخادع
عنهنَّ للسؤَّال لا المخدوعِ
متلافُ أموالٍ صناعة ُ كفِّه
تفريقُ كل مُؤثَّلٍ مجموع
ما زال يبْذُلها ويعلمُ أنها
لمقاتِل الأعراضَ خيرُ دروعِ
واها لمُسلمها إذا هي أُسلِمتْ
من مانع للمحرمِ الممنوع
جُنَنٌ يقينَ إذا سلبن وما وقى
عرضَ الكريم كملبسٍ مخلوع
يا رُبَّ ذي حِسدٍ يودُّ لك الردى
ولأنت واضعُ إصرهِ الموضوعِ
لولاك مارس كلِّ خطب مُضلع
يحمي جفون العين كلَّ هُجوعِ
إذ لا يكون لذي المِراس غناؤهُ
إلا الدموعَ يحثُّها بدموع
أخليتَ من تلك الهمومِ ضلوعَه
فشحنتَ بالشحناء شرَّ ضُلوع
وغدا يودُّ لك التي لو نالها
ريم الصغار بمعطسٍ مجْدوعِ
وَجَبَتْ جُنوبُ عِداكَ إنَّ جُنُوبَهُم
أولى الجنوبِ بوجبة ِ المصروعِ
بدلاً من القُربانِ عنك وإن غدا
قربان سوْءٍ ليس بالمرفوع
وكفاهُم شرفاً لهم وصيانة ً
عن شقوة ٍ ومذلة ٍ وخضوع
إن يُقْتَلوا دون الأمير فدى ً له
ومن المكاره نافعُ المرجوع
أوليس موتُ الحاسديك وإن مَضوْا
وبهم غليلٌ ليس بالمنقوع
خيراً لهم من أن يروا بك حادثاً
مُستشنَعَ المرئيِّ والمسموع
لا كان ذاك فلو رأوْه لأصبحوا
حلفاءَ خوفٍ لا ينام وجُوع
ووهتْ أمورهُمُ هناك فعالجوا
من وهْيها ما ليس بالمرقوع
وعلتْ وجوهَهُمُ التي بيَّضْتَها
قتراتُ ذُلٍّ قامع وخشوع
فبكوا على الجبلِ الذي كان الذَّرى
من هيج كل ملمَّة ٍ زُعْزُوعِ
لا أُخِّروا ليقدموك وقُدِّموا
برضى صبورٍ أو بِسُخْط جزوعِ
يا آل طاهرٍ المطهَّر كاسمه
كم فيكُمُ للخير من يَنبوع
يَنْبوعٍ معروف ورأي ناجعٍ
في مُعضلِ الأدواء أيَّ نُجوعِ
لم يخلُ نائلهُ ولا آراؤه
من سدِّ خلاَّتٍ ورأب صُدوعِ
آراءُ داهية ٍ بعيدٍ غورهُ
ولُهَى قريب مُستقاه نَزوع
منكم عبيد اللَّهِ وترُ زمانِه
ولرُبّ وترٍ ليس بالمشفوع
طلاَّعُ كل ثنيَّة ٍ في باذخٍ
صعبِ المراتب ليس بالمطلوع
وعلى يديه جرى صلاح شؤونِكُمْ(73/228)
ورجوعُ إرثِ أبيكُمُ المنزوع
أثنتْ فضائله عليه من ندى
يغشى العفاة َ ومن حِجى ً مطبوع
وتُقى هلوعٍ من وعيد إلهه
من نائبات الدهر غير هلوع
وفضائلٌ أُخَّرٌ سواها لاتُرى
في تابع أبداً ولا متبوع
حتى استمال من العدوِّ مودَّة ً
ما ألقيتْ لمقدِّرٍ في رُوع
فتقبلوا لطفَ الإله وصُنْعَه
بقبول ملطوفٍ له مَصْنوع
ولقد أمرتُ بذاك منكم معشراً
خنعوا بشكر اللَّهِ أيَّ خنوع
رجعتْ حقوقُكُمُ رجوعَ نزائعٍ
نزعتْ إلى وطنٍ أشدَّ نزوع
فرعيتُمُوها رعْية ً محمودة ً
معدومة المهزول والمسبوع
وكفيتمونا ما أهمَّ فكلُّنا
يرعى مريع العيش غيرَ مَرُوع
فجريتُمُ جَرْيَ النسيم بسُحرة ٍ
منا ومجرى البارد المجروع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا الصقر من يشفع إليكَ بشافعٍ
أبا الصقر من يشفع إليكَ بشافعٍ
رقم القصيدة : 61526
-----------------------------------
أبا الصقر من يشفع إليكَ بشافعٍ
فمالي سوى شعري وجودِك شافعُ
وجُودُك يكفي دون كلِّ ذريعة ٍ
إذا لم تكن للطالبين ذرائعُ
أتيتُك في عرضٍ مصون طويتُه
ثلاثين عاماً فهْوَ أبيضُ ناصعُ
ومثلُك من لم يلْقَ في ثوبِ بِذْلة ٍ
ولا مَلْبسٍ قد دَّنستْه المطامع
وحلأتُ نفسي عن شرائعَ جمة ٍ
لترويني مما لديك الشرائع
وأنت الذي نادى المولِّين جودُهُ
ودلَّتْ عليه الراغبين الصنائع
وما قادني ظنُّ إليك مشبِّهُ
ولكن يقينٌ ثاقبُ النُّورِ ساطع
فإن تفعل الحُسنَى فشكريَ راهن
وإن تكن الأُخرى فعُذْريَ واسع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ليهنِك حقٌّ ردَّه اللَّه منعِماً
ليهنِك حقٌّ ردَّه اللَّه منعِماً
رقم القصيدة : 61527
-----------------------------------
ليهنِك حقٌّ ردَّه اللَّه منعِماً
عليك به لا بل على الناس أجمعا
ولاية ُ بغدادَ التي بك أذْعَنَتْ
لراكبها حتى أخبَّ وأوضعا
ولو لم تُذلِّلها له وهي صعبة ٌ
تشمَّس منها ظهرُها وتمنَّعا
وليتَ فولّيت البلادَ وأهلها
صنائعَ لم تترك لغيرك مَصْنعا(73/229)
فعش سامي العِرنين عيشَ محسَّدٍ
ولا عطس الحساد إلاّ بأجدعا
وعذري من التقصير في القول أنني
حسيرُ سقام عضَّ جسمي فأوجعا
وإني لبالمرصاد للقول بعدها
إن اللَّه عافاني وما زلتُ مِصْقعا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لهان على سُليمى كم قتيلٌ
لهان على سُليمى كم قتيلٌ
رقم القصيدة : 61528
-----------------------------------
لهان على سُليمى كم قتيلٌ
يُغادر في المَكر وكم صريع
إذا ما استبدلتْ مُلكاً بملكٍ
وأمْرع حيث ما نزلتْ ربيعُ
فأولى يا بني العباس أولى
لكم منه وأمركُمُ جميعُ
أراه يُضيع ثغراً بعد ثغرٍ
وذلك في فسادِكُمُ سريعُ
وليس بقوة الأعداء ذاكُم
ولكن عظمُ صاحبكم خريعُ
ترى العمل الجسيم إذا تولَّى
سياسته كعبدٍ يستبيع
فإن هو بيع من أمَمٍ عليه
وإلا فالإباقُ له شفيع
يقول إذا عصتْهُ بلاد قومٍ
فجاوزَها إلى أخرى تُطيع
إذا لم تستطع شيئاً فدعْهُ
وجاوزْهُ إلى ما تستطيع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولما أجمعوا بيناً وشُدَّتْ
ولما أجمعوا بيناً وشُدَّتْ
رقم القصيدة : 61529
-----------------------------------
ولما أجمعوا بيناً وشُدَّتْ
حدوجُهُمُ بأثناء النُّسوعِ
وشجَّعنا على التَّوديعِ شوقٌ
تحرَّق بين أثناء الضلوعِ
تلاقينا لقاءً لافتراقٍ
كلانا منه ذو قلبٍ مروع
فما افترَّتْ شفاهٌ عن ثغورٍ
بل افترتْ جفونٌ عن دموع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> من كان يبكي الشبابَ من جَزع
من كان يبكي الشبابَ من جَزع
رقم القصيدة : 61530
-----------------------------------
من كان يبكي الشبابَ من جَزع
فلستُ أبكي عليه من جزعِ
لأن وجهي بقبحِ صورته
ما زال لي كالمشيبِ والصَّلعِ
أشبَّ ما كنتُ قط أهرمَ ما
كنتُ فسبحان خالقِ البدعِ
إذا أخذتُ المرآة أسْلفني
وجهي وما مُتُّ هول مطَّلعي
شُغِفْتُ بالخرَّد الحِسان وما
يصلحُ وجهي إلا لذي ورع
كي يعبدَ اللَّه في الفلاة ِ ولا
يشهدَ فيه مشاهد الجُمع(73/230)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> توهَّمْتُ قد سوَّفتَ بالغوث راجياً
توهَّمْتُ قد سوَّفتَ بالغوث راجياً
رقم القصيدة : 61531
-----------------------------------
توهَّمْتُ قد سوَّفتَ بالغوث راجياً
لغوثك لا بل طالباً يتضرَّعُ
وقد سبقت كفيكَ كفَّا مُماجدٍ
أتسلو عن المعروفِ أم تتوجَّعُ
نوالك يابن الأكرمين مُناهزاً
به فُرصاً قد أمكَنَتْ فهي شُرَّعُ
ولا يرْينكَ اليوم تدفع حقَّه
إلى غده وانظر غداً كيف تصنعُ
هنالك لا أرضى بشيءٍ سوى الغنى
إذا الدهرُ أعطاك الذي كان يمنع
ألم تر أن المطل عند ذوي الحجا
رياضة ُ وغدٍ شيمة ٌ لا تطوَّع
يخادعها عن فَضْلها وهي خبَّة ٌ
ويؤْنسها بالمعتفَى وهي تفزع
وأنتَ فتى فتيان أهلِ زمانه
وبارعهُمُ طَوْلاً فلِمْ لا تَبرَّعُ
تخادعُ حياتِ الرجالِ فتعتلي
وتسأل ما فوق السؤال فُتخدعُ
فبادرْ أكفاً يبْتدرن إلى العلا
وغاير عيوناً نحوها تتطلَّع
ولا تُشْجينَّ السائلين بمطلهم
فتشكي وتُعطي والعطاءُ مضيَّع
ولستَ إذا قطَّعتِ نفساً بجامعٍ
تفاريقها من بعد ما تتقطَّع
كأنِّي إذا استهلَلْتُ بين قوابلي
بدا ليَ ما أَلقى ببابك أجمع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شمِّري نحو العطاءِ المُنتَجَعْ
شمِّري نحو العطاءِ المُنتَجَعْ
رقم القصيدة : 61532
-----------------------------------
شمِّري نحو العطاءِ المُنتَجَعْ
واستدلي بالثناء المستمَعْ
رجع الملكُ جديداً كالذي
كان في بدْأته حين طلعْ
دولة ٌ سبَّبها ذو كُنية ٍ
وسم الملك بها وهو جذع
كنية ٌ السَّفاح أهداها له
مع ميراثِ النبيّ المتَّبعْ
ولقد كُنِّيها من بعده
معشر لم يلبسوا تلك الخلع
أو كسُوها فأساءوا لُبْسَها
بالتَّعري من سرابيل الورع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولستُ مُقارعاً جيشاً ولكن
ولستُ مُقارعاً جيشاً ولكن
رقم القصيدة : 61533
-----------------------------------
ولستُ مُقارعاً جيشاً ولكن
برأيي يستضيء ذوو القِراعِ(73/231)
وإني للقويُّ على المعالي
وما أنا بالقويِّ على الصِّراعِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قالوا هجاك أبو حفصٍ فقلتُ لهم
قالوا هجاك أبو حفصٍ فقلتُ لهم
رقم القصيدة : 61534
-----------------------------------
قالوا هجاك أبو حفصٍ فقلتُ لهم
لا شبَّ قرنُ أبي حفصٍ ولا زُرعا
لئن هجاني وفرطُ الجهل أوقعه
لقد تزوَّج أيضاً بعدما صلعا
قد قلتُ إذ قيل قد زُفَّت حليلتُه
صبراً كأني بقرن الشيخ قد طلعا
طلقتُها منه إن عفَّتْ له أبداً
ما أبصرتْ منه ذاك المنظر الشَّنِعا
أقبِح بوجهِ أبي حفصٍ وعفَّتِها
هذان شيئان لا واللهِ لا اجتمعا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لخالدٍ بيتُ سوءٍ مثلُ ساكنِهِ
لخالدٍ بيتُ سوءٍ مثلُ ساكنِهِ
رقم القصيدة : 61535
-----------------------------------
لخالدٍ بيتُ سوءٍ مثلُ ساكنِهِ
بلعنة ِ اللَّه محفوفُ الترابيعِ
يأوي إليه نُسيَّاتٌ له مُجنٌ
سليْنَ بالفسق همَّ العُرى والجوعِ
من كل بيضاء ما في وصلها طمعٌ
لطامعٍ بل رجاءٌ غيرُ مقطوع
لا يتَّقين بأيديهن مسَّ يدٍ
لكن بأرجلٍ سمحاتٍ مطاويع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بكيتَ فلم تترك لعيْنِكَ مدمعاً
بكيتَ فلم تترك لعيْنِكَ مدمعاً
رقم القصيدة : 61536
-----------------------------------
بكيتَ فلم تترك لعيْنِكَ مدمعاً
زماناً طوى شرخَ الشباب فودّعا
سقى اللَّه أوطاراً لنا ومآرباً
تقطَّع من أقرانها ما تقطَّعا
لياليَ تُنْسيني الليالي حسابَها
بُلَهْنِيَة ٌ أقضي بها الحولَ أجمعا
سدى غِرَّة ٍ لا أعرفُ اليومَ باسمه
وأعمل فيه اللهو مرأى ً ومسمعا
إذ ما قضيتُ اليوم لم أبكِ عَهْدَه
وأخلفتُ أدنى منه ظِلاًّ وأفنعا
فأصبحتُ أقتصُّ العهود التي خلتْ
بآهة محقوقٍ بأن يتفجَّعا
أحِنُّ فأستسقي لها الغيثَ مرة ً
وأُثني فأستسقي لها العين أدمُعا
لأحسنتِ الأيامُ بيني وبينها
بديئاً وإن عفَّت على ذاك مَرْجعا
أعاذلُ أن أُعطي الزمان عِنانه(73/232)
فقد كنتُ أُثْنِي منه رأساً وأخدعا
ليالي لو نازعتُه رجْعَ أمسِه
ثنى جيده طوعاً إليَّ ليرجعا
وقد أغتدي للطير والطير هُجَّعٌ
ولو أوْجستْ مَغْدايَ ما بتْن هُجَّعا
بِخلَّين تمَّا بي ثلاثة إخوة ٍ
جُسومُهمُ شتَّى وأرواحُهمْ معا
بني خلَّة ٍ لم يُفسد المَحْلُ بينهُمْ
ولا طمعَ الواشون في ذاكَ مطمعا
مطيعين أهواءً توافت على هوى ً
فلو أُرسِلتْ كالنبلِ لم تعدُ موقعا
تُجَلِّي عُيون الناظرين فجاءة ً
لنا منظراً مُرْوى ً من الحُسن مُشبعا
إذا ما رفعنا مُقبلين لمجلس
طلعنا جميعاً لا نُغادر مطلعا
كمنطقة ِ الجوزاءِ لاحت بسُحرة ٍ
بعقْبِ غمامٍ لائحٍ ثم أقشعا
إذا ما دعا منه خليلٌ خليله
بأفديك لبَّاه مجيباً فأسرعا
وإن هو ناداه سحيراً لدُلجة ٍ
تنبَّه نبهانَ الفؤاد سَرعْرعا
كأن له في كل عُضوٍ ومَفصِلٍ
وجارحة ٍ قلباً من الجمر أصمعا
فشمَّر للإدلاج حتى كأنما
تلُفُّ به الأرواح سمعاً سَمْعمعا
كأنِّي ما روَّحتُ صَحْبي عشيَّة
نُساجل مُخْضرَّ الجنابين مُترعا
إذا رنَّقتْ شمسُ الأصيل ونفَّضتْ
على الأفق الغربي ورساً مُذعذعا
وودَّعت الدنيا لتقضي نحْبها
وشوَّل باقي عمرها فتشعشعا
ولاحظتِ النُّوارَ وهي مريضة ٌ
وقد وضعتْ خدّاً إلى الأرض أضرعا
كما لاحظتْ عُوَّاده عينُ مُدنفٍ
توجَّع من أوصابه ما توجَّعا
وظلّتْ عيونُ النَّور تَخْضلُّ بالندى
كما اغرورقتْ عينُ الشَّجيِّ لتَدْمَعا
يُراعينها صُوراً إليها روانياً
ويلْحظنَ ألحاظاً من الشّجو خشَّعا
وبيَّن إغضاءُ الفِراقِ عليهما
كأنَّهما خِلاَّ صفاء تودَعا
وقد ضربتْ في خُضرة ِ الروض صُفرة ٌ
من الشمس فاخضرَّ اخضراراً مشعشعا
وأذكى نسيمَ الروضِ ريعانُ ظلِّه
وغنَّى مغنِّي الطير فيه فسجَّعا
وغرَّد رِبْعيُّ الذباب خلاله
كما حَثحثَ النشوانُ صَنْجاً مُشرَّعا
فكانتْ أرانينُ الذبابِ هناكُمُ
على شَدواتِ الطير ضرباً موقَّعا
وفاضتْ أحاديثُ الفكاهاتِ بيننا
كأحسنِ ما فاضَ الحديثُ وأمتعا(73/233)
كأن جُفوني لم تبتْ ذاتَ ليلة ٍ
كراها قذاها لا تلائم مضجعا
كأنِّيَ ما نبَّهتُ صحبي لشأنهم
إذا ما ابنُ آوى آخرَ الليل وَعْوعا
فثاروا إلى آلاتهِمْ فتقلّدوا
خرائطَ حُمرا تحمل السُّمَّ مُنقَعا
منمَّقة ٌ ما استودعَ القومُ مثلها
ودائعَهُمْ إلا لكي لا تُضيَّعا
محمَّلة ٌ زاداً خفيفاً مَنَاطُهُ
من البُنْدق الموزُون قلَّ وأقنعا
نكيرٌ لئن كانتْ ودائعُ مِثلها
حقائبَ أمثالي ويذهبْنَ ضُيَّعا
علام إذاً توهي الحِمالة ُ عاتقي
وكان مصوناً أن يُذَالَ مُودِّعا
وما جشَمَتْني الطيرُ ما أنا جاشمٌ
بأسبابها إلا ليجْشمن مُضلِعا
فَلِلَّهِ عينا من رآهم وفد غَدَوْا
مُزبين مشهوراً من الزَّيِّ أرْوعا
إذا نبضوا أوتارهم فتجاوبَتْ
لها زَفَراتٌ تصرعُ الطير خَوْلعا
كأنَّ دَويَّ النحلِ أحرى دويَّها
إذا ما حفيفُ الريح أوْعاه مَسمعا
هنالك تغدو الطيرُ ترتاد مصرعاً
وحُسبانُها المكذوبُ يَرتاد مرتعا
وللَّه عينا من رآهُمْ إذا انتهوا
إلى موقف المَرْمى فأقبلْن نُزَّعا
وقد وقفوا للحائناتِ وشمَّروا
لهنَّ إلى الأنصافِ سُوقاً وأذرعا
وظلُّوا كأن الريحَ تَزْفِي عليهمُ
بها قَزَعاً ملءَ السماء مقزَّعا
وقد أغلقوا عقد الثلاثين منهُمُ
بِمجدولة ِ الأقفاءِ جدلاً موشَّعا
وجدَّتْ قِسِيُّ القوم في الطير جِدَّها
فظلَّتْ سجوداً للرُّماة ِ ورُكَّعا
هنالِكَ تلقَى الطَّيرُ ما طَيَّرتْ به
على كل شعبٍ جامعٍ فتصدَّعا
وتُعقَب بالبين الذي برَّحتْ به
لكل مُحِبٍّ كانَ منها مُروَّعا
فظلَّ صحابي ناعمين ببؤسها
وظلَّتْ على حوض المنيَّة شُرَّعا
فلو أبصرتْ عيناك يوماً مُقامنا
رأيتَ له من حُلَّة الطير أمْرعا
طرائحَ من سُودٍ بيض نواصعٍ
تَخَالُ أديمَ الأرض منهن أبقعا
نُؤلِّف منها بين شتى وإنما
نشتَّت من ألاّفها ما تجمعا
فكم ظاعنٍ منهن مُزِمِعِ رحلة ٍ
قَصرْنا نَواه دون ما كان أزمعا
وكم قادمٍ منهن مرتادِ منزل
أناخَ به مِنَّا مُنيخٌ فجعجعا(73/234)
كأن لُبابَ التِّبر عند انتضائها
جرى ماؤه في لِيطها فَتريَّعا
تراك إذا أَلقيتَ عنها بَنَاتِها
سَفَرْتَ به عن وجه عذراء بُرقعا
كأن قَراها والفرُوزَ التي به
وإن لم تجدها العينُ إلا تتبعا
مَزرُّ سحيقِ الورْسِ فوق صلاءة ٍ
أدبَّ عليها دارجُ الذرِّ أكرعا
لها أولٌ طوعُ اليدين وآخرٌ
إذا سُمته الإغراقَ فيها تَمنَّعا
تدين لمقرونٍ أمرَّتْ مريرَهُ
عجوزٌ صناعٌ لم تدع فيه مَصْنَعا
تأيَّتْ صميم المتن حتى إذا انتهى
رِضاها أمرَّته مَرائر أربعا
تَلذَّ قرينيه عقودٌ كأنها
رؤوس مدارَى ما أشدَّ وأوكعا
ولا عيبَ فيها غير أن نذيرَها
يروع قلوبَ الطيرِ حتى تَصعصعا
على أنها مكفولة ُ الرزق ثَقْفة ٌ
وإن راع منها ما يروع وأفزعا
مُتاحٌ لراميها الرمايا كأنما
دعاها له داعي المنايا فأسمعا
تؤوب بها قد أمتعتك وغادرتْ
من الطير مفجوعاً به ومُفجَّعا
لها عولة ٌ أولَى بها ما تُصيبُه
وأجدرَ بالإعوال من كان موجَعا
وما ذاك إلا زجرُها لبناتها
مخافة َ أن يذهبن في الجوِّ ضُيَّعا
فيخرجن حَيْناً حائناً ما انتحينَه
وإن تَخذ التسبيحُ منهن مَفْزعا
تقلبُ نحو الطير عيناً بصيرة ً
كعينكَ بل أذكى ذكاء وأسرعا
مربعة ً مقسومة ً بشباكها
كتمثال بيت الوشْي حيك مُربَّعا
لإبدائها في الجو عندَ طحيرها
عجاريفَ لو مَرَّتْ بطودٍ تزعزعا
تقاذفُ عنها كلُّ ملساءَ حدرة ٍ
تمر مروراً بالقضاء مشيَّعا
أمونٍ من العظعاظ عند مروقها
وإن عارَضَتْها الريحُ نكباء زعزعا
يحاذرها العفريتُ عند انصلاتها
فيُعْجله الإشفاقُ أن يتسمَّعا
تقول إذا راع الرميِّ حفيفُها
رويدك لا تجزعْ من الموت مجزعا
فإن أخطأته استوْهلتهُ لأختها
فَتلْحَقُه الأخرى مَروعاً مُفزَّعا
وإن ثقفَتْه أنفذته وقدّرتْ
له ما يوازيه من الأرض مصرعا
فيقضي المُذكِّي في الصريع قضاءهُ
وهاتيك يأبى غرْبُها أن تُورَّعا
أتتْ ما أتتْ من كيدها ثم صمَّمت
تدرُّ دريراً يخطفُ الطير ميْلعا
كأن بنات الماءِ في صرح مَتْنه(73/235)
إذا ما علا رَوْقُ الضحى فترفَّعا
زاربيُّ كسرى بثَّها في صِحانِه
ليُحضرَ وفداً أو ليجمع مَجمعا
تُريك ربيعاً في خريفٍ وروضة ً
على لجَّة ٍ بدعاً من الأمر مُبدعا
تخايلُ فوق الماء زهواً كما زهت
عوائدُ عيدٍ ما ائتلين تصنُّعا
تلبَّسُ أصنافاً من البزِّ خلعة
حريراً وديباجاً وريْطاً مُقطَّعا
فبيْن خُيابوذٍ زهته شياته
فزيَّنه ريشٌ تراه موزَّعا
يمدُّ إليه حسنُه وجمالهُ
خلال بناتِ الماء عيناً وإصبعا
وأخضرَ كالطاووسِ يُحسبُ رأْسهُ
بخضراءَ من حُرِّ الحرير مقنَّعا
يتيه بمنقارٍ عليه حبائلٌ
تخيَّلن في ضاحيه جَزْعاً مجزَّعا
يلُوح على إسطامه وشيُ صُفرة ٍ
ترقَّش منها متْنُه فتلمَّعا
كملعقة ِ الصِّينيِّ أخْدَمَها يداً
صَناعاً وإن كانت يدُ اللَّه أصنعا
وعينين حمراوين يطرفُ عنهما
كأن حجاجيه بفصَّين رصِّعا
ومن أعقفٍ أحذاه مِنقارُهُ اسمه
أضَدَّ بديعُ الخلقِ فيه فأبدعا
مزينٌ بسربالٍ من الريشِ ناصعٍ
له زِبرجٌ يحكي الثَّغامَ المترَّعا
مشينَ بجيدٍ ذي سوادٍ وزُعرة ٍ
ورأْسٍ شبيه الجيد أسودَ أقرعا
مطرَّفُ أطرافِ الجناحِ كأنَّه
بنانُ عروسٍ بالخضابِ تقمَّعا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا ما شنطفٌ نكهتْ أماتتْ
إذا ما شنطفٌ نكهتْ أماتتْ
رقم القصيدة : 61537
-----------------------------------
إذا ما شنطفٌ نكهتْ أماتتْ
فمن نُدمائها قتلى وصرعى
لها وجهٌ رأيتُ البطَّ فيه
كشقِّ عجانها والدُّودُ يسعى
يُلاقي الأنفُ من فمِها عذاباً
وترى العينُ فيه شرَّ مرعى
وإن سكوتَها عندي لبُشرى
وإن غِناءها عندي لمَنْعى
فقرِّطْها بعقرب شهْرُزورٍ
إذا غنتْ وطوِّقها بأفعى
ودعها حيث لا تُسعى وتُرعى
حماها اللَّه أن تُسقى وتُرعى
فإن جاءت فلا أهلاً وسهلاً
وإن ذهبتْ فلا حفظاً ورُجْعى
ولا رُزقتْ شِفاءً من غليلٍ
إذا بركت لنائكها وأقْعى
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيا شجراتِ اللَّه ليس بقاطعٍ
أيا شجراتِ اللَّه ليس بقاطعٍ(73/236)
رقم القصيدة : 61538
-----------------------------------
أيا شجراتِ اللَّه ليس بقاطعٍ
لك الدهرُ شِرباً أنتِ فيه شوارعُ
تحيَّر دُفَّاع من الماءِ خَلفه
لسُقياك دُفَّاع له مُتدافعُ
إذا قدَّر الجُهّالِ وشكَ انقطاعه
أتى مددٌ من ربِّه متتابعُ
فلا يرتجي الأعداءُ فيكم رجاءهم
فليس لغرس اللَّه ذي العرش قالعُ
ولا يطمعُ الحساد في قطعِ شِربكم
فليس لما أجرتْ يدُ اللَّهِ قاطع
يدُ اللَّه درعٌ لا تزال تقيكُمُ
وتُرس لكم ترفضُّ عنه القوارعُ
وليستْ على ما يحفظ اللَّه ضيعة ٌ
ولكنَّ ما لا يحفظِ اللَّهُ ضائع
تعيشون ما عشتمْ وللحبل واصلٌ
تقوم به الدنيا وللشَّملِ جامع
وللدين أنصارٌ وللملك شِيعة ٌ
وللعرف معطاء وللجار مانع
وما تتقذَّاكم عيونٌ جليَّة ٌ
ولا تَلْفِظُ التقريظَ فيكم مسامع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تتجافى جُنُوبُهُمْ
تتجافى جُنُوبُهُمْ
رقم القصيدة : 61539
-----------------------------------
تتجافى جُنُوبُهُمْ
عن وطىء المضاجِعِ
كلُّهم بين خائفٍ
مستجيرٍ وطامِعِ
تركوا لذَّة الكرى
للعيون الهواجِعِ
ورعَوْا أنجم الدَّجى
طالعاً بعد طالع
لو تراهمْ إذا هُمُ
خطروا بالأصابع
وإذا همْ تأوَّهوا
عند مر القوارع
وإذا باشروا الثرى
بالخدودِ الضوارع
واستهلَّتْ عيونُهم
فائضاتِ المدامِع
ودَعوْا يا مليكنا
يا جميلَ الصنائعِ
أعف عنا ذنوبنا
للوجوه الخواشعِ
أعف عنا ذنوبنا
للعيون الدوامع
أنت إن لم يكن لنا
شافعٌ خيرُ شافع
فأُجيبوا إجابة ً
لم تقعْ في المسامع
ليس ما تصنعونه
أوليائي بضائع
تاجروني بطاعتي
تربحوا في البضائع
وآبذلوا لي نُفُوسكُم
إنها في ودائعي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كلُّ الهدايا قد رأيتُ صنوفَها
كلُّ الهدايا قد رأيتُ صنوفَها
رقم القصيدة : 61540
-----------------------------------
كلُّ الهدايا قد رأيتُ صنوفَها
إلا الكلامَ ففيه ما لم يُسمع
فجعلتُ إهدائي إليك مدائحاً
مثل الرياض من الكلامِ المبدعِ(73/237)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كل شيء أُهديه غير بديعٍ
كل شيء أُهديه غير بديعٍ
رقم القصيدة : 61541
-----------------------------------
كل شيء أُهديه غير بديعٍ
لك عندي إلاَّ اعتذاراً بديعا
أيُّ شيءٍ أهدي إليك وفي وج
هك ما تشتهي النفوسُ جميعا
منك تُهدي الدنيا إلينا الهدايا
فيُباري بها خريفٌ ربيعا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حسامٌ لا يليق عليه جفنٌ
حسامٌ لا يليق عليه جفنٌ
رقم القصيدة : 61542
-----------------------------------
حسامٌ لا يليق عليه جفنٌ
سريعٌ في ضريبته ذريعُ
ترى وقعاتِه أبداً خطايا
إلى أن يسْبطرَّ له صريعُ
ويُرعد متْنُه من غير هزٍّ
كريعان السَّراب زَهاه ريعُ
يقول القائلون إذا رأوْه
لأمرٍ ما تُغُوليتِ الدروع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عجبتُ لعمرُ اللَّهِ من جارِ جارة ٍ
عجبتُ لعمرُ اللَّهِ من جارِ جارة ٍ
رقم القصيدة : 61543
-----------------------------------
عجبتُ لعمرُ اللَّهِ من جارِ جارة ٍ
لعرسكِ محمودٍ إذا الضيفُ ودعه
وإن كان يلقاه بأجهمِ طلعة ٍ
ويُنزله في غير رُحبٍ ولا سَعَهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لطرفها وهو مصروفٌ كموقِعهِ
لطرفها وهو مصروفٌ كموقِعهِ
رقم القصيدة : 61544
-----------------------------------
لطرفها وهو مصروفٌ كموقِعهِ
في القلبِ حين يروعُ القلبَ موقعُهُ
تصدُّ بالطَّرفِ لا كالسَّهم تصرفُهُ
عني ولكنه كالسهم تنزعُهُ
ونزعُها السهمَ من قلبي كموقعه
فيه وكلُّ أليمُ المسِّ مُوجِعُهُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سأقسم دمعي إذ غدرت فدمعة ٌ
سأقسم دمعي إذ غدرت فدمعة ٌ
رقم القصيدة : 61545
-----------------------------------
سأقسم دمعي إذ غدرت فدمعة ٌ
على مِدحٍ سيَّرتَها فيك ضُيَّعِ
وأخرى على مافيك من حسن منظرٍ
غدوتَ وقد أصحبتَهُ قُبحَ مسمعِ
وأخرى على رأي أُصبتُ برشدِهِ
فضلَّ وأدّاني إلى شرِّ مطمع
وأخرى على جدٍّ سعيدٍ يصونني(73/238)
وحسبك أن أبكيتَ حرّاً بأربع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أبا سهلٍ نثاك المستمَعْ
يا أبا سهلٍ نثاك المستمَعْ
رقم القصيدة : 61546
-----------------------------------
يا أبا سهلٍ نثاك المستمَعْ
ونداك المرتجَى والمنتَجَعْ
ولك النعمة لا أجحدُها
ما بدا ضوءُ نهارٍ فسطعْ
غيرَ أني بعد هذا قائل
قولَ ذي ودٍّ ونصحٍ إن نفعْ
لك عِرض ليس من عاداته
أن يُرى فيه من الذمِ طَبعْ
وقليلُ الرَّين فيه بيِّنٌ
وكذا العرضُ إذا العرض نَصَع
والأخُ المخلصُ إن أقذيته
فالقذى فيك إلى أن يُنْتزع
وأنا الخلُّ الذي استخلصتَه
فرأى موضع نُصح فصدع
ليس يرضى ماجدٌ من نفسهِ
بنوالٍ كلَّ يوم يُرتجعْ
لك جارٍ كلما قلتُ جرى
فتشوقتُ له قيل انقطعْ
فرحٌ يُنتَجُ منه ترح
وأمانٌ يُجتَنى منه فزعْ
كل يوم لي منه روعة
وفعالٌ الحرِّ أولى بالرَّوع
لا تكن كالدهرِ في أفعاله
كلما أعطى عطاياه فجع
ليس لي عندك حقٌّ غير ما
تتقاضاه المعالي والرِّفع
والذي يحكم فيه بيننا
كرمٌ منك وجودٌ قد بدع
وأرى الشافعَ في تعجيله
قد تراخى بعدما كان شفَعْ
لا أحبُّ الرزقَ يجري أمرهُ
كلَّما أملتُهُ مجرى المُتع
أوثِق العقدة َ إن أنكحتني
ما تراني كفأه أوْ لا فَدَعْ
جُد بإدرارك ما أجريتَهُ
أو بإعتاقي من رق الطمع
وجوادٍ ناكثٍ قلتُ له
بعدما قفَّى العطايا بالرِّجع
لا تُخادع في متاعٍ زائلٍ
فكأنْ قد طار منه ما وقع
حسبُ من خادع في معروفهِ
أن ما صحَّ من الدنيا خُدع
إنما ضيَّع مُثرٍ ما اقتنى
واقتنى غيرَ كِذابٍ ما اصطنعْ
ليت شعري آمَلال جرَّه
حين ساهرتُك طولُ المجتمَعْ
أم عوارٌ فاحشٌ مني بدا
وخلالُ الخير والشرِّ لمعْ
ذاك أم هذا دهاني في الذي
كنتُ أرجوه فأجْلَى وانقشع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أحسنَ ما كان الدقيقُ مَوقعا
أحسنَ ما كان الدقيقُ مَوقعا
رقم القصيدة : 61547
-----------------------------------
أحسنَ ما كان الدقيقُ مَوقعا
من رجلٍ أفلس حتى أدْقعا(73/239)
إذا أتى يسعى حثيثاً مسرعا
من بعد ما مسَّ الغلاء الأشْنعا
ولحِق السَّبعينَ أو ترفَّعا
عن ذاك لا يرحم من تضرَّعا
ومدّ ذو العَيْلة فيه الإصْبعا
يشكو إلى اللِّه ويَمري المدمعا
وأصبح القومُ البِطانُ جَوَّعا
وخَشي الجائعُ أن لا يشبعا
يا من تناهى منظراً ومسمعا
جمال وجهٍ وثناءً أروعا
أفزعني الدهر فكن لي مفزعا
فكم تسمَّحت وكم تمنَّعا
وكم تحسنت وكم تشنَّعا
ولم يزل فضلك فيه مرتعا
للمقحطين الممحلين مَمْرعا
وكُبْرُ ظنِّي أن تقول مُسْمعا
لبيكَ لبيكَ لعاً ودَعْدَعا
بُدِّلَتَ من بؤسك عيشاً خَرْوعا
يشهد أني حافظٌ من ضيَّعا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولي أصدقاءٌ كثيرو السلا
ولي أصدقاءٌ كثيرو السلا
رقم القصيدة : 61548
-----------------------------------
ولي أصدقاءٌ كثيرو السلا
م عليَّ وما فيهمُ نافعُ
إذا أنا أدلجتُ في حاجة ٍ
لها مطلبٌ نازح شاسعُ
فلي أبداً معهم وقفة ً
وتسليمة ٌ وقتُها ضائعُ
وفي موقف المرءِ عن حاجة
تيمَّمها شاغلٌ قاطِع
ترى كل غثٍّ كثير الفضو
ل مصحفهُ مصحفٌ جامع
يقول الضمير له طالعاً
ألا قُبِّح الرجلُ الطالع
يُحدِّثني من أحاديثه
بما لا يلذَّ به السامع
أحاديث هنَّ كمثل الضَّري
ع آكله أبداً جائعُ
غدوتُ وفي الوقت لي فسحة ٌ
فضاق بي المنهلُ الواسعُ
تقدّمتُ فاعتافني أسْرهُ
إلى أن تقدَّمني التَّابع
وفاتت بلقيانه حاجتي
ألا هكذا النكد البارع
أولئك لا حيُّهم مؤنِس
صديقاً ولا مَيْتُهم فاجِع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أأحمدُ لا واللَّهِ لا ذقتَ فيْشتي
أأحمدُ لا واللَّهِ لا ذقتَ فيْشتي
رقم القصيدة : 61549
-----------------------------------
أأحمدُ لا واللَّهِ لا ذقتَ فيْشتي
فإن شئتَ فانسبني إلى الخُنثِ أو دعِ
أإيَّاي تستغوي بما أنت قائل
طمعتَ لعمر اللَّه في غير مطمعِ
ألا طالما حرَّضتني غير مُؤْتلٍ
على آستك تحريضَ امرئ بي مولع
تحومُ على أيري ولست تذوقه(73/240)
ولو مِتَّ فاصبر للحُكاك أو اجْزع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فِطرٌ توسّط يومُه الأسبوعا
فِطرٌ توسّط يومُه الأسبوعا
رقم القصيدة : 61550
-----------------------------------
فِطرٌ توسّط يومُه الأسبوعا
وافقْتَ فيه من السعودِ طُلوعا
واهاً له فطرٌ غدا بربيعه
وربيعك الغَدِق الحيا مرْبوعا
فالناسُ والأنعام طرّاً قد غدوْا
في المرتعيْن الممْرعَيْنِ رتُوعا
وكأن فيه من فعالك سُندساً
وكأن فيه من الرياض قُطوعا
ما أفرح الملبوسَ من أيامنا
بك لاعُدِمتَ وأكسفَ المخلوعا
تتحسَّرُ الأيامُ عنك وكلُّها
تشكو فِراقك آسفاً مفجوعا
رحلَ الصيامُ وشهرهُ وكلاهما
لهِجٌ بذكرك ما يُفيق نُزوعا
ولقد تناجتْ بالرجوعِ مُناهُما
لو مُلِّكا بعد المُضيِّ رجوعا
أقسمتُ بالشهر الذي أخْضلته
بالجودِ والتقوى ندى ودُموعا
للَبِستَه لبساً أطابَ نسيمه
يا بن الأطايب محتِداً وفروعا
وخلعته خلع العروس شعارها
قد ردَّعته من العبير رُدوعا
أعبقتَه من طيب ريحك نفحة ً
كادت تكون ثناءك المسموعا
لم لا يكون كذا وقد أُلبِستَه
فلبستَ فيه سكينة ً وخشوعا
وكددْتَ فيه بالبكاء مدامعاً
وجهدْتَ فيه بالزَّفير ضلوعا
ورفدت فيه كلَّ أشعث بائس
ما زال عن طلباته مدفُوعا
أحييتَ في الشهر المبارك ليلَهُ
وفقيره وقتلتَ عنه الجوعا
بيد إذا قستِ الأناملُ فجَّرتْ
من كل أُنملة ٍ لها ينبوعا
أنشأْتَ تكحلُ بالهجوعِ معاشراً
بعد السُّهاد وما اكتحلتَ هجوعا
ما كان ليلك مذ أهلَّ هلاله
إلا سجوداً كُلُّه وركوعا
وطوى نهاركَ فيه صومٌ طاهرٌ
جعل المآثم مَحْرما ممنوعا
صومٌ غدتْ عين الخنا مطروفة ً
فيه وراح لسانه مقطوعا
وتساجلتْ عيناك في آنائه
ويداك صوباً لا يزال هَمُوعا
جعل الإله عوارفاً أسديتَها
حُللاً على ابنك ذي العلا ودروعا
هذي تُزينه وتلك تُجِنُّه
من كل مكروه أحمَّ وقوعا
واسعد أبا سهلٍ بعيدك نازلاً
فوق الحوادث منزلاً مرفوعا
في حيث تلقى أنف مجدك شامخاً(73/241)
ويرى عدوُّك أنفه مجدوعا
وتبيتُ من وقع القوارعِ آمناً
ويبيتُ من يهوى رداك مَروعا
أضحى أبو روْحٍ سليلُك مَورِداً
أضحى بنو الآمال فيه شُروعا
خِرقٌ له كفٌّ يكون سماحُها
كرماً إذا كان السماحُ ولوعا
متكلفٌ فوق الطباعِ مكارماً
سمَّينَه المتكلِّف المطبوعا
لولاه لم تلق النَّوال مفرَّقاً
أبداً ولا شملَ العلا مجموعا
ما الطالبُ المخدوع طالبُ رفده
ووجدتُ طالب شأْوِه المخدوعا
عمر الإله بعُمره في غبطة ٍ
خِططاً تُضيء بوجهه ورُبوعا
حتى ترى الساداتِ أتباعاً له
وتراه مثلك سيِّداً متبوعا
أقسمتُ ما لقَّيتَ ذُلَّ مطالبٍ
كبراً ولا عِزَّ الزمان خضوعا
من كان عند المعضلاتِ مُضعَّفاً
أو كان عند المجْحفات منوعا
فكم اجتُديتَ فما وُجدت مبخَّلاً
وكم امتُحِنتَ فما وُجِدْتَ جزوعا
أصبحت تحفظ كل مجدٍ ضائعٍ
حفظاً كحفظك دينك المشروعا
وأراك نلتَ من الأمور أجلَّها
بدْءاً وفُزت بخيرها مَرجوعا
ولقد أقول لسائلي عن مجدكم
غلب المصابيحَ الصَّباحُ سطوعا
للَّه سؤددُ آل سهلٍ سؤدداً
لم يمسِ مغموراً ولا مفْروعا
قوماً تراهم يفتُقون مكارماً
مرْتُوقة ً أو يرتقون صُدوعا
لا يعدمون صنيعة ً مصنوعة ً
تُهدي إليهم منطقاً مصنوعا
يُعطون ما يُعطونَه وكأنما
يستودعون الأرض منه زُروعا
من لم يزاول عُرْفهم ونكيرهم
لم يضْحَ مُشتاراً ولا ملسوعا
ولما شهدتُ لهم بغير جليَّة ٍ
ولما رفعتُ بقدرهم موضوعا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شفيعك من قلبي مكين مُشفَّعُ
شفيعك من قلبي مكين مُشفَّعُ
رقم القصيدة : 61551
-----------------------------------
شفيعك من قلبي مكين مُشفَّعُ
وحظُّك من ودِّي حريزٌ مُمنَّعُ
فلا تسأليني في هواكِ زيادة ً
فأيسرُهُ مرضٍ وأدناه مُقْنِعُ
لو أنَّ ازديادي في الهوى ينقصُ الهوى
إذاً لخلا منه المحبون أجمعُ
كلانا ادَّعى أن الفضيلة في الهوى
له وكلانا صادق ليس يُدفَع
يقاسي المقاسي شجوَه دون غيره
وكلُّ بلاءٍ عند لاقيه أوْجع(73/242)
وكنتُ ومالي في نهاريَ مؤْنسٌ
ولا سكنٌ في الليل والناسُ هجَّعُ
أبيتُ رقيبَ الصبح حتى كأنَّني
أُرِّجى مكان الصبح وجهِكَ يطلع
أُصعِّد أنفاسي وأحدرُ عبرتي
بحيث يرى ذاك الإله ويسْمعُ
ولولا مدى يومٍ لنفسي تفلَّتتْ
على إثر أنفاسي التي تتقطَّع
إلى اللهِ أشكو لا إلى الناس إنما
مكان الشكايا من يضرُّ وينفع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إن كنتَ صفْعاناً وُلي ضيعة ً
إن كنتَ صفْعاناً وُلي ضيعة ً
رقم القصيدة : 61552
-----------------------------------
إن كنتَ صفْعاناً وُلي ضيعة ً
وأنت بذْبَخْتُ ولا تُصفَعُ
فإنما تُدعى إذاً ضيعة ً
لأن من يملكها الأضيعُ
هذا لعمري عجبٌ عاجبٌ
يا من قفاه منظرٌ مَسْمَع
لو صحَّ ما قُلْتَ لكان الغنى
يضرُّ والفقرُ الذي ينفع
دفعتُ من أمك في طيزِها
إن كان ما قلتَ الذي يدفع
ويحك ما أسخاك من لابسٍ
أكلُّ ما تلبسه تخْلع
ما كل من كان له نَحْلَة ٌ
ينْحلُها الناسَ كما تصنع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا ليت شعري لو سُئلت وقد
يا ليت شعري لو سُئلت وقد
رقم القصيدة : 61553
-----------------------------------
يا ليت شعري لو سُئلت وقد
أنشدتَ مدحي فيك من سمعهْ
ماذا أثْبت عليه قائلهُ
هل كنت تلقى في الجواب سعهْ
كلاَّ لأنك إن صدقتَ فقد
أقررتَ أنك أرضعُ الرَّضعهْ
ومتى كذبتَ فتلك شرُّهُما
والإفك يجْمَعُ مأثماً وضَعَه
وإن استرحتَ إلى السكوت فما
لك فيه من لؤم الكرام دعه
أتراك تُوهمهم إذا سألوا
فسكتَّ أمراً لا تُلام معه
كلاّ ولكن يعلمون معاً
أنْ قد سلكتَ مسالك الخدَعَهْ
كتم اللسانُ عليك فاستمعت
فِطنٌ لما جمجمت مستمِعهْ
وكذا عقولُ ذوي العقول على
أسرار أهل الجهل مطَّلِعه
قد كنتُ تبتُ من الهجاءِ فإن
شاء اللئام أعدتُها جَذِعه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا سامعاً بالأمس قينة خالد
يا سامعاً بالأمس قينة خالد
رقم القصيدة : 61554
-----------------------------------(73/243)
يا سامعاً بالأمس قينة خالد
ولربَّ يوم في الخسار مُضَيَّعِ
نِعْم الغناءُ سمعتَ إلاَّ أنه
نعم الشراب عليه دُهن الخروعِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولي طيلسانٌ ناحلٌ غير أنه
ولي طيلسانٌ ناحلٌ غير أنه
رقم القصيدة : 61555
-----------------------------------
ولي طيلسانٌ ناحلٌ غير أنه
ثَبوتٌ لهبَّات الرياح الزعازعِ
وما ذاك إلا أنه مُتهتِّك
يخلِّي سبيل الريح غيرَ منازِعِ
أراه كضوء الشمس بالعين رؤية ً
ويمنعني من لمسه بالأصابع
شكى ثِقل اسم الطيلسان لضعفِهِ
فسميتهُ ساجاً فها ذاك نافعي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وقع الفِراقُ وما يزالُ يروعني
وقع الفِراقُ وما يزالُ يروعني
رقم القصيدة : 61556
-----------------------------------
وقع الفِراقُ وما يزالُ يروعني
فكأنَّ واقع شَرَّه متوقَّعُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا رُبَّ لهفانَ على صنيعَهْ
يا رُبَّ لهفانَ على صنيعَهْ
رقم القصيدة : 61557
-----------------------------------
يا رُبَّ لهفانَ على صنيعَهْ
قصَّر فيها بيدٍ مُضيعَهْ
وقد أتتْ سامعة ً مُطيعهْ
ثم ابتغاها صعبة ً منيعهْ
فلم يجدها المشتري مبيعَهْ
وعظمت في فوتها الوضيعه
حتى إذا أعيتْ على الذريعة
عَضَّ البنان عضَّة ً وجيعه
من حَرَّ ما لاقى من الفجيعه
يا بن فراسٍ إنها وديعه
أودعتَنيها فدع الخديعهْ
ثم السلامُ وهي القطيعهْ
لا زلتَ ذا أحدوثة ٍ شنيعه
مقذوفة ٍ في أذنٍ سميعه
تدعوإليك نقمة ٌ سريعه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عاصيتُ كلَّ هوى مُطاعِ
عاصيتُ كلَّ هوى مُطاعِ
رقم القصيدة : 61558
-----------------------------------
عاصيتُ كلَّ هوى مُطاعِ
ومُلّكتُ قلبِي بالزَّماعِ
ورعيتُ حقَّ مودتي
إذا لم أجدك لها براعِ
ونهيتُ نفسي عن هوا
ك فَسَمَّحتْ بعد النزاعِ
فعلى مودتك السلا
م فإنه خيرُ الوداع
إذا تفرقتْ الفجا
ج بنا بفرقة لا اجتماع
ليس التضرعُ للهوى
من شيمة البطل الشجاعِ(73/244)
فاذهب فقبلك ما سلو
تُ عن الشبيبة والرضاع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قلتُ لخودٍ ضفْتُها مرة ً
قلتُ لخودٍ ضفْتُها مرة ً
رقم القصيدة : 61559
-----------------------------------
قلتُ لخودٍ ضفْتُها مرة ً
من أهل بيت الشرف الأرفع
وقد بدت ساقٌ لها خَدلة ٌ
كأنما تمشي على خروع
يتبعها ردفٌ لها راجح
ينوخ فيها أكثرُ الإصبع
يا ربة َ المنزل هل عندكم
من مَطْعم للزُّبِّ أو مطمع
قالتْ على كم أنت من شُعبة ٍ
فقلت قول القائل الأروعِ
على ثلاثٍ ضيفكم قائماً
فهل تقومون على أربعِ
قالتِ نعم واللَّه يا دافني
وصائني عن ذلة المصرع
نحن أصحاءُ بلا عِلَّة ٍ
فما لنا الآن وللمضجع
قلتُ لقد قلتِ ألا فعلي
فأيّ ردفٍ ثمَّ لم تُشرع
ردفٌ إذا لاقاك مستهدفاً
قالت له الشهوة قم فادفع
فلم أزل أشفي حرارتها
بمثل رأس الرَّجل الأصلع
وخير ما تقْريكَهُ حرة ٌ
أن تُدخل الأصلع في الأفلع
نعم القِرى ذاك ولكنه
يصلح للشبعان لا الجُوَّع
أحسبها أُمِّ الفتى مُدِرك
خطيب أهلِ الأدبِ المِصْقع
تلك التي لو عَدَلت فيشتي
عن خَرْقها الواسع لم يُرقعِ
سوف يرى الديُّوثُ من ذا غدا
يَخْزي ويلقي الذل في المجمعِ
قد كان لولا أنه حائنٌ
في منظرٍ عنِّي وفي مسمع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بك تمَّتْ لي السلامة يا سا
بك تمَّتْ لي السلامة يا سا
رقم القصيدة : 61560
-----------------------------------
بك تمَّتْ لي السلامة يا سا
لمُ يا سيد الأنام جميعا
إذ لك اسمٌ من السلامة مشتقْ
قٌ وإذ كنتَ لي إليها شفيعا
فقُلتَ تمِّي لخَادمي فأطاعَتْ
ك بحقٍّ ومن أطاعَ أُطيعا
فابق ما دام طيبُ نَشْرك في الن
اسِ وما عاقب الخريفُ الربيعا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أصبح يعقوبُ وتبجيلُهُ
أصبح يعقوبُ وتبجيلُهُ
رقم القصيدة : 61561
-----------------------------------
أصبح يعقوبُ وتبجيلُهُ
للخبز مرئيٌ ومسموعُ
رغيفُه في قَدْر ديناره
بتلكُمُ السِّكة مطبوعُ(73/245)
بل آية ُ الكرسي مكتوبة ٌ
فهو طوال الدهر ممنوع
لا يشتكي ضيفٌ له كِظَّة ً
لكنه يقتله الجوع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بدعة ُ عندي كاسمها بدعهْ
بدعة ُ عندي كاسمها بدعهْ
رقم القصيدة : 61562
-----------------------------------
بدعة ُ عندي كاسمها بدعهْ
لا إفك في ذاك ولا خُدعَهْ
يجتمع الظَّرفُ لجلاَّسِها
والحسنُ والإحسانُ في بقعهْ
يا أيها السائلُ عن حظِّها
للناس جزءٌ ولها تسعهْ
كأنَّما غنَّت لشمس الضحى
فألبسَتْها حسنَها خِلعهْ
ممن قضى الله بإحسانه
ما أحسنت قُمْريَّة ٌ سجعهْ
لها مسيرٌ في أغانيها
توسَّط الإبطاءَ والسُّرعهْ
كأنما رقَّة ُ مسموعها
رقة ُ شكوى سبقتْ دمعه
تُهدي إلى قلبك ما يشتهي
كأنها قد أطلعت طِلعه
تحسن في البدأة لكنها
أحسن من بدأتها الرجعة
لو أسندت مَيْتاً إلى نحرِها
أو عودها ثابَ من الضَّجعه
غنَّت فلم تُحوِج إلى زامر
هل يحوج الصبح إلى شمعهِ
وشيع الزَّمرُ أعاجيبَها
من ظبية ٍ أوفت على تلعه
فكان تاجاً زاد في بهجة ٍ
لا كُمَّة ً غطَّت على صلعه
ويح ابن أيوبَ لقد فاته
منها السماع اللذُّ والصنعه
فما يبالي بعدما ناله
مما وصفنا ما دهى سَمْعهْ
وكم شقيٍّ ملكت قلبَه
فقطَّعته قِطعة ً قطعَهْ
عانده في أمرها نحسُهُ
وساعدتها الأنجم السَّبعهْ
كذاك من يقرُبُ من خطة ٍ
تكن له الخطة ُ بالشُّفعة ْ
ظلَّت وقد أبدتْ لنا وجهها
في ضَحوة الجمعة كالجمعه
كأنما تجلو لأبصارنا
من شمس يوم غائم لمُعَه
أقسمتُ لومكَّنتُ من شدوها
وكان وِتْراً لا أرى شَفْعَه
لم أحفِل الملك ولا ملكه
ما حنَّت النِّيبُ ولا نزعه
وكان قلبي أبداً ظرفه
وكان سمعي أبداً قمْعَه
وخِلتني ما دمتُ تلقاءها
من جنَّة الخلد على تُرعه
طفِّل على من حَصُلت عنده
فبعض تطفيل الفتى رفعه
واستفتح البابَ الذي دونها
تفتحْ لدى فَتْحِكَهُ قلعه
تلك ربعٌ فانتجِع روضَه
فلن يعابَ الحر بالنَّجعه
حافظْ على مجلسها جاهداً
فإنه ناهيك من مُتْعه(73/246)
وحدِّث الناس به فاخراً
فإنه ما شئت من سُمعَهْ
أسْمَعْنيها سيدٌ ماجدٌ
يفوز بالمجد لدَى القرعهْ
لكنه عوَّدني ظالماً
أن يُتبِع الفرحة بالفجعه
بَيْناهُ قد ألبسني نخوة ً
بالعطف إذ ألبسني خَشعه
وبينما وجهي به مُسفرٌ
إذ برقَعَتْ وجهي به سُفْعه
يُفيق لي من سُكر لذَّاته
إفاقة ً تتبعها هَجْعه
أُدْعَى فأسعى فأرى حاجباً
جهماً لديه المنعُ والمنْعه
فشافعٌ يُحْفُزُه شافع
ورقعة ٌ تحفزها رقعه
والنفس في لَبسٍ وفي حيرة
والجسم نِضوٌ يشتكي ظلْعه
من دَفعة ٍ تتبعها جذبة ٌ
وجذبة ٍ تتبعها دفعهْ
يجذبني للدفع ذو قوة ٍ
يدفعني للجذب في سُرعه
ويحي كم تَعْذَبُ لي جرعة ٌ
منه وكم تَملُحُ لي جرعه
كأنه في فعله نحلة
تُتبع منها مجَّة ً لسعه
خيرُ حديث من أخٍ صدقُه
يا من أبتْ أعراقُه وضْعَهْ
عبدك إن أنصفتَ من بانة ٍ
فإن تعدَّيْتَ فمن نَبْعهْ
ها هو مُبدٍ لك مكنونَهُ
فقد أضاقت حالُهُ ذَرْعهْ
ولو رجا وُدِّك دون الجَدا
ما كظَّ ما قد سُمْتَه وُسْعه
لكنَّه يلحظُ منك القِلى
عن ظنَّة ٍ قد زلزلت رَبْعه
وما بكتْ عيناه من حسرة ٍ
ولا شكا بين الحشا لذعه
ولا رآه اللَّه مستعطِفاً
أصلَ الرضا منك ولا فرعَهْ
فكيف استعطف مُستنفري
لا لطماحٍ يُبتغي قَذْعه
ولا لذنب جئْتُه موجِبٍ
ردِّي إذا جئتُ ولم أدْعَه
والحرُّ ما استنفزتَه نافرٌ
ولو تلقَّى أنفُه جدْعه
في بُلَغ الإخوان لي عصمة ٌ
وفي رجاء اللَّه لي شَبعه
متى توددتُ إلى مُبغِضِ
أو يممَتْ بي قدمي صُقعه
فلا أقالَ اللَّهُ لي عثرة ً
ولا أقلَّ اللَّه لي صَرعَه
أما درى مَن جار في حُكمه
من مَلكٍ أني أرى خَلْعهْ
شرطي من الأملاك من لاأرى
لي كلَّ يومٍ معه وقعه
لا يُتبِع الصفوة لي بالقذى
ولا الطمأنينة َ بالفَزعَهْ
ممن يؤاخي سيفُه غِمْدَه
ولا يؤاخِي سيفُه نِطعَه
ولا يرى أني إذا زرتُهُ
قصدتُ للهَرْسة والمقعه
دع ذا وجاوزه إلى غيره
وارض لمن أغضبته طبعه
وأَمَنْ شواظاً فار من غيظه(73/247)
يَكفِك حلمٌ راجح قمعه
حاشاه أن تتبعه عِزة ٌ
من عزة تتبعها خَضعه
ولو رأيت اليأس من عفوه
لم ير مني هذه الخنعه
وما على عبدٍ أخي طاعة ٍ
ضيَّعَه مولى ً ولم يَرْعه
أغضبه حتى طغا جهلُهُ
فلم يَقُل في لوْمه قذعه
يا أيها المأمول في دهره
زعْ من عُرامي بالندى وَزْعَهْ
بادرْ بمعروفك آفاتِه
فبِنية ُ الدنيا على القُلْعَهْ
وازرع زُروعاً ترتضي رَيْعَها
يوماً فكلٌّ حاصدٌ زرعهْ
قد كنتُ من عُرْفك ذا سلوة ٍ
لو لم تكن ذوَّقتني طلعهْ
لكن تشوفتُ إلى يَنْعه
بطلِعهِ فامنح يدي يَنْعه
هل يمنع الحرُّ جَنَى حظِّه
من هَزَّ هزّاً ليِّناً جِذعه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رفعتُ إلى وُدِّيك أبصارَ همَّتي
رفعتُ إلى وُدِّيك أبصارَ همَّتي
رقم القصيدة : 61563
-----------------------------------
رفعتُ إلى وُدِّيك أبصارَ همَّتي
لترفع من قدري فهل أنت رافعُ
وإني وصدقُ المرءِ من خير قوله
لَراضٍ بحظِّي من ضميرك قانعُ
ومستيقنٌ أني لديك بربوة ٍ
لها شرف مما تُجِنُّ الأضالعُ
ولكنَّ بي من بعد ذلك حاجة ً
إلى أن يرى راءٍ ويسمعَ سامع
ليُكبَتَ أعدائي ويرغمَ حُسَّدي
ويَقْمعهم عن شِرَّة البغي قامع
فقد شكَّ في حالي لديك معاشر
وفي مثل حالي للشكوك مواضع
ولن يوقنَ الشُّكاك ما لم يقم لهم
على السِّر برهانٌ من الجهر ناصع
أأن قلتُ إني ما انتجعتُك مُجدباً
أبا أحمدٍ تُحميَ عليَّ المراتع
فلستُ غنيَّاً عنك ما ذرَّ شارقٌ
ولو سال بالرِّزق التِّلاعُ الدوافعُ
شهدتُ متى استغنيتُ عنك بأنَّني
غنيٌّ عن الماء الذي أنا جارعُ
فكيف الغنى عمن بمعروفه الغنى
وعمنْ بكفَّيه الغيوثُ الروابعُ
مديحي وإن نوهتُهُ لك مِبذَلٌ
وخدِّي وإن صعَّرتُه لك ضارع
لمثِلك يستبقي العفيفُ سؤاله
ويقنَى الحياءَ الحرُّ والرمح شارع
أتَعْلمني من مَدْحِ غيرك صائماً
صياماً له قِدْماً علا فِيَّ طابع
وحلأتُ نفسي عن شرائعَ جمة ٍ
لترويَني مما لديك الشرائع
وما كنتُ أخشى أن تخيب ذريعتي(73/248)
لديك إذا خابت لديك الذرائع
فلا أكنِ المحرومَ منك نصيبَه
بلا أُسوة ٍ إني لذلك جازع
متى استبطأ العافون رِفدَك أم متى
تقاضاك أثمانَ المدائح بائع
وقد وعدتْ عنك الأماني مَواعدا
مَطَلْن بها والحادثاتُ فواجع
أُحاذر أن يرْمينيَ الدهرُ دونها
بحَتْفٍ وحاشاك الحتوف الصوارع
وإني لأرجو أن يكون مِطالُها
لتجنِيَني ما أثمرتْ وهو يانع
قَبولُك مَيلي وانقطاعي وخدمتي
قُصارِي ولكنْ للقضاء توابعُ
ومقصودُ ما يُبغَى من السيف مضربٌ
حسام إذا لاقى الضَّريبة قاطعُ
على أنه من بعد ذلك يُبتَغى
له رونقٌ يستأنق العينَ رائع
كذلك محضُ الودِّ منك فريضتي
ونافلتي فيك الجدا والمنافعُ
فكن عندما أمّلتُ منك فلم تكن
لتُخلفني منك البروقُ اللَّوامع
وعشْ أبداً في غبطة ٍ وسلامة
وأمنٍ إذا راعتْ سواك الروائع
فأنت لنا وادٍ خصيبٌ جنابهُ
وأنت لنا طودٌ من العزِّ فارع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فتى إن أُجِدْ في مدحه فلأنّني
فتى إن أُجِدْ في مدحه فلأنّني
رقم القصيدة : 61564
-----------------------------------
فتى إن أُجِدْ في مدحه فلأنّني
وجدتُ مجالا فيه للقول واسعا
وإنْ لا أجد في مدحه فلأنني
وثِقتُ به حتى اختصرتُ الذرائعا
ومن يتَّكلْ لا يحتفلْ في ذريعة ٍ
ولا يسَع إلا خافضَ البال وادعا
كفَى طالباً عرفاً إذا أَمَّ أهلَه
من المدح ما أعفَى به الشعرُ طائعا
على أنه لو زارهم غير مادِحٍ
كفاهُ بهم دون الشوافعِ شافعا
أبا حسن إنْ لا أكن قلتُ طائلاً
فإني لم أُنهض من الفكر واقعا
مدحتُك مدح المستِنيم إلى امرىء ٍ
كريم فقلتُ الشعر وسنانَ هاجعا
وإن أكُ قد أحسنتُ فيه فإنه
بما أحسنتْ قبلي يداك الصنائعا
فعلتَ فأبدعتَ البدائع فاعلاً
فأبدع فيك القائلون البدائعا
فلا زلت تُسدي صالحاً وأُنيرُهُ
فتُحسن متبوعاً وأُحسن تابعا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا ليس شيبُك بالمتَّزعْ
ألا ليس شيبُك بالمتَّزعْ
رقم القصيدة : 61565(73/249)
-----------------------------------
ألا ليس شيبُك بالمتَّزعْ
فهل أنت من غَيّه مرتدِعْ
وهل أنت تاركُ شكوى الزمان
إذاً لست تشكو إلى مستمعْ
عتبتَ على المُقرِض المقتضِي
وما ظَلَمَ المُسلِفُ المرتجِعْ
بلى إن من ظُلْمِهِ لوْمَه
وما ألأَمَ المعطِيَ المنتزِع
وطول البقاء حبيبُ الفتى
ولكن بأيِّ مَقيت شُفِع
نحب البقاءَ وفيه الغَنا
ءُ والعيش متَّصلٌ منقطِع
إذا المرءُ طالت به مدّة ٌ
علا الشيبٌ مفرِقه أو صلِع
فمحبوبُهُ مع مكروهه
إذا ما اجتنى منه أَرْيا لُسعْ
وشيخوخة المرء أمنية ٌ
متى ما تناهى إليها هَلِعْ
ألا فعزاءَكَ عمَّا مضى
فليس يؤوب إلى من جَزعْ
ولا تعدلُ الدهر في غدره
بإخوانه فعليه طُبع
ألا وازدرِعْ ما جدا مِدحة ً
فإنك حاصدُ ما تزدرع
ولا تعدوَنَّ ابن عبد العزي
ز والحكمُ حكمك إن لم يَرع
ولمْ لا يَريع لزُرَّاعه
كريمٌ أثير ومدحٌ زُرع
ألا فامْرِ أخلافَ معروفه
فإنك إن تَمْرها ترتضع
يُكنَّى بليلى على أنه
ينوبُ عن الفَلق المنْصدِع
وإن كان كالليل في ظلِّه
وفي وُسْعه كلَّ شيء وسعْ
فتى ضاف بغدادَ يقري اللُّهى
فكلُّ بريِّقه مُرتبع
ولم يُر ضيفٌ قَرَى قبله
مَضيفاًولا كان فيما سُمعْ
فتى لا تزال لسؤَّاله
عطايا على سائل تقترع
تنادتْ قرائنُ أمواله
ألا للتفرق ما نجتمعْ
جوادٌ غدا كل ذي خَلة ٍ
بما ضرَّ ثروته منتفعْ
جلا عِرضه وجلا سيفه
جميعاً فما فيهما من طَبِعْ
فهذا لزينته آمنا
وذاك لِبذلتِه إن فَزع
يُلاقي القوافيَ في درعه
ويَلقى الحروبَ ولم يدَّرع
وما يعرف الدرعَ إلا الندى
أو الصبرَ في كل يوم مَصِع
إذا قيل عافيه عافٍ أُني
ل قلتُ لهم بل جَنابٌ رُبع
إذا امتِيح جَمَّ لممتاحِه
ويأبى صفَاه إذا ما قُرع
قريبُ النوال بعيدُ المنا
ل يقْربُ في شرفٍ مرتفع
كمثل السحاب نأَى شخصُهُ
ولم يَنْأ منه صبيبٌ هَمِع
ولا عيب فيه سوى نائلٍ
يلاقي السؤال بخدٍّ ضرع
على أنه قد كفى السائلي
ن فاتّرعوا وهو لا يتَّرع(73/250)
أعفَّ العُفاة َ فقد أصبحت
عطاياه تنتجع المنتجِع
فسائله شامخ باذخٌ
ونائله خاشعٌ منقمِعْ
تولَّتْ سماحتُه أمرَه
وفيها خلال الخليع الورِعْ
فخانتْهُ واقتطعت ماله
ألا حبذا الخائنُ المقتطِعْ
ولكنَّها وفَّرت عرضه
وصانته عن كل قِيلٍ قذِعْ
ولم تضطلع باختزان الثرا
ء لكنها بالعلا تضطلعْ
أطاع السماحة َ في ماله
فأيُّ الثناء له لم يُطع
فلا يعجِب الناسُ من مِقولٍ
غدا في مدائحه ينْزرع
وحسبُ الكريم إذا ما حبا
وحسب اللئيم إذا ماشبع
يرى المالَ يُعطَى كمثل القذا
أُميط وليس كأنفٍ جُدع
متى ينخدِعْ لك عن ماله
فليس عن المجد بالمنخدع
يُميت الرياءَ ويحيى الندى
فيُعطي ويُخفي الذي يصطنع
على أنه المسكُ يأبى ثنا
ه إلا انتشاراً وإن لم يَمع
يُسِرُّ العطايا وآلاؤُه
يَرَيْنَ إذاعة َ ما لم يُذِع
ومن فعل الخير مستخفياً
أشاعتْ مساعيه ما لم يُشِعْ
أبا ليلة ِ البدر خُذها إلي
ك تصْدقُ فيك ولا تخترع
مهذَّبة مثل ممدوحها
من الخِلع الَّلائي لا تُختَلَع
هي الدهرُ تاجٌ على ربِّها
وقُرْطانِ في أُذنَيْ مستمع
يقول الوعاة ُ إذا أُنشدتْ
أألصخرُ يقتلِع المقتلع
أتيتُ نوالَك من بابه
ولستُ الخدوعَ ولستَ الخِدِع
وما ساءني فوتُ ما فاتني
وإن كان كالعضو منِّي نُزع
لأني على ثقة ٍ أنَّني
متى رمتُ رِفْدك لم يمتنع
سَبقتَ بأشياء أسديتَها
وأنت المَخيلة ُ لا تَنْقشِع
ومُدَّتْ وسائلُ أُعدِمتُها
وأنت الوسيلة ُ لا تنقطع
فما فاتني فكأنْ لم يفتْ
وما ضاع لي فكأنما لم يضِعْ
وأقسم باللَّه إن لم أهبْ
نصيبيَ منك وإن لم أبِع
ولكنَّني في يدَيْ عِلَّة ٍ
وأرجو بيُمنك أن تَتَّزع
وإن يكُ لي سببٌ قاطع
فما أملي فيك بالمنقطعْ
ومن يعترض مثلكم لا يقف
ومن يقتحم مثلكم لا يكِعْ
وكم من مسيءٍ أتى سابقاً
ويا رُبَّ محسن قومٍ تَبِع
ومن حارِبتْه اللَّيالي اشتكى
ومن سالمته الليالي مُجِعْ
ومسبعَة ُ الدهر مشحونة
ومن حلَّ بين سِباعٍ سُبِع
فلا تحرمنِّي على علَّتي(73/251)
فأحظى بحظَّيْ لهيفٍ وجِع
جرى الشعراءُ لكي يُبْدعوا
فلم يجدوا غير ما تصْطنع
وحاولتَ إبداعَ أكرومة
على أوَّليك فلم تستطع
فأصبحتُمُ قد تكافأتُمُ
ولا بدْعَ حاولتُمُ مُمتنِع
فلا تطلبوا بعدها بدعة
وكونوا كسائر من يَتَّبع
أقولُ وقد أرهنوك الأمي
ر لا بالذميم ولا بالجدعِ
ولا بالهِدَان ولا بالدَّدا
نِ كلا ولا بالجبان الهلعِ
ولا بالقليل ولا بالذلي
لِ كلاَّ ولا بالبخيل الجشِع
وَفَى للأَمير أناسٌ غدا
رهينَتَهُمْ كلُّ مرعى ً مَرِعْ
وفَى للأمير أناسٌ غدا
رهينتَهُمْ كلُّ طودٍ فرع
فأنَّى يَخيس أناسٌ غدتْ
رهينتُهم كلَّ خَير جُمِع
وفى حاجبٌ راهناً قوسَه
وراقَب فيها الحديثَ الشَّنعْ
وقومكَ أحْنَى على رهنهم
وما البدرُ من عودِ نبع فُرعْ
وآلُ أبى دُلفٍ معشرٌ
يروْن المكارم دِيناً شُرع
إذا أُبدىء الطَّوْلُ منهم أُعي
د أو أُوتر العُرف فيهم شُفِع
ترى في ذَرَاهُم غنى المجتدي
وعزَّ الذليل وأمنَ الفَزع
وفيهم مذاقان للذائقي
ن حلوٌ لذيذ ومرٌّ بشِع
بنوا في الجبال جبال العلا
فتلك الجبال لها تختشع
وما امتنعوا من عدوٍّ بها
ولكنها بهمُ تمتنع
سمتْ بجدودهمُ رتبة ٌ
جدودُ الملوك لها تصطرع
هُمُ المبدِعون بديعَ العلا
إذا كان غَيْرَهُمُ المتَّبع
وما الدين إلاَّ مع التابعي
ن لكنَّما المجد للمبتدِعْ
يضيق على مادحي غيرهم
مَقالٌ لمدَّاحهم يتَّسِعْ
هُمُ يبسطون لسان العَيي
ي مجداً يُصنَّعُ غير الصَّنعْ
وهم يقطعون لسان البلي
غ جُوداً يُقنِّع غير القنع
يفوِّه مُداحَهُمْ أنهم
يمدُّونهم من إناء تَرِع
ويُسكتُ مداحَهم أنهم
يجودونهم من نَجاء هَمِع
فكم بسطوا من لسان امرىء ٍ
فأسرف في الطُّول حتى ذُرع
وكم قطعوا من لسان امرىء ٍ
وإن كان لم يَدْمَ لمَّا قُطع
هُمُ غضبوا للعلا فاشتروا
مدائح بيعتْ فلم تَسْتَبع
سمَوْا فاشتروها بأحسابهم
ولم يشتروها لِوَهْيٍ رُقعْ
وكم راقعٍ حسباً واهياً
بمدحٍ وإن كان لا يرتقعْ
ولم يُعلهم جودُهم بل عَلَوا(73/252)
فجاءوا بكل نوال مُنع
علوا فَسَقَوْا كلَّ من تحتهم
فكم من عليلٍ بهم قد نُقع
كسقف السماء أغاث العبا
دَ شكراً لرفعه إذ رُفعْ
وحقُّ العلوِّ على المعتلي
حُنوٌّ وعطفٌ على المتَّضِعْ
كأنكُمُ يا بني قاسمٍ
كواكبُ من قمرٍ تنقلعْ
هو البدرُ أدَّاكُمُ أنجماً
تواضع في فَلَكٍ يرتفع
كساكمْ أبو دلفٍ خِيمَهُ
فكلٌ بسكَّته منطبع
وكنتم أناساً لكم شيمة ٌ
قد استشعر اليأسَ منها الطَّمِع
وفي الناس مما خُصصتُمْ بهِ
تفاريقُ لكن متى تجتمع
وما بات عانيكُمُ كانعاً
ولا هَمُّ جارِكُمُ مكتنِع
وقِدْماً وُددتم وعُودِيتُمُ
وهيهات من ضُرَّ ممن نُفع
فليس يعافكُمُ ذائقٌ
وليس يُسيغكُمُ مبتلع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هل أنت من مرتجيك مستمِعُ
هل أنت من مرتجيك مستمِعُ
رقم القصيدة : 61566
-----------------------------------
هل أنت من مرتجيك مستمِعُ
يا من إليه يُوائل الفزعُ
أصغِ إليه فلم يُحابك في ال
مدح ولا قال وهو مخترعُ
يا من إذا أشرقت محاسِنُهُ
ظلت رؤوسُ العداة تنقمِعُ
ومن إذا غرَّبتْ مكائدُهُ
كادت قلوبُ العتاة ِ تنخلعُ
ومن إذا أمطرتْ فواضله
عاد الصَّفا وهو معشِب مَرع
ما أعذر القِرنَ في تذبذبه
يُهوي إليك الشَّبا وينقدِع
قد علم القرن عند حَيْصته
عنك بأيِّ السيوف تضطبِع
وقد درى حين زال مَطمعُه
فيك بأيِّ الدرع تدَّرع
أنت الذي أصبحتْ عَوارفه
درعاً له والدروعُ تنصدع
وأنت من لم تزل مكائده
سيفاً له والسيوف تنقطع
تصرع من شئت عند لُبسهما
يوم الوغى والجدودُ تصطرع
يدب في غيرك المديح ول
كنَّا رأيناه فيك ينذرع
وتهطل الدهرَ فيك ديمتُهُ
لكنها عن سواك تنقشِع
وأين مُعطٍ وقلبُه بهِج
ممن تمنَّى وقلبه وجِع
لا يزلِ الشرُّ عنك مندفعاً
وسيلُ خيرٍ إليك يندفع
يا سيداً لم نزل بعَفْوتِهِ
إذا عَدِمنا الربيعَ نرتبعُ
ولم نزل من ثُدِيِّ نعمتِه
إذا فقدنا الرضاع نرتضعُ
ومن علمناه غيرَ متَّبِع
في المجد بل لا يزال يبتدع
ومن عرفناه غير مبتدعٍ(73/253)
في الدين بل لا يزال يُتَّبَعُ
أعاذك اللَّه أن نراك وأف
عالُك بعد العُلوِّ تتَّضع
عُدْ لي فليس الجميل فاحشة ً
تركبها تارة ً وتتَّزع
ولا طريقاً تخاف غَيْلته
تركبه تارة ً وترتدع
والعائدُ العرفَ بعد بدأته
ينفعُ إخوانه وينتفع
والبادئ العرف لا معادَ له
يُعير إحسانه ويرتجعُ
لو كنتَ ممن يحب ثروته
أو كنت ممن جَداه ممتنعُ
إذاً عذرناك في المِطال به
لكنَّ عذر الجواد منقطعُ
ما دَفْعُ مثلي والحال موجبة
والصدر رحبٌ والوجهُ متَّسع
لا تمنعنِّي لُهى ً ممنَّحة ً
أضحت عليها الأكُفُّ تقترع
يا من أراه رضا لمنتجعٍ
إن قال أيَّ الرجال أنتجعُ
رِشْنى تجدْني رضى ً لمصطنِعٍ
إن قلتَ أي الرجال أصطنعُ
كم سائلٍ عن نداك قلت له
مخدَّعٌ بالسؤال منخدعُ
وسائلٍ عن حِجاك قلتُ له
يحطُّ أمواله ويرتفع
وسائل عن ثناك قلتُ له
لا يسأم الدهرَ منه مستمِع
وكلهم كان في مسائِله
أعمى عن الصبح وهو منْصدع
يستوضح الصبح بالمصابح وال
مصباح عند الصباح مختشِع
لا زلت ما عشتَ للعدوِّ شجى ً
في حيث لا يستطيع منتزع
تسطو وتعفو وأنت مقتدر
لا ورَعٌ عند ذاك بل ورِع
ما أقبح المطلَ من أخي كرم
وعيبُ من قلَّ عيبُهُ شنع
ولم تعِدْني بل المنى وعدتْ
والحرُّ من خُلِف طيفه جَزِع
متى تعلَّلتَ أم متى عرف ال
إقلاعَ شُؤبوب سَيْبك الهمِع
ألست من لم تزل تحملُهُ ال
علياءُ أعباءها فيضطلع
ويرتجي خيره اليَؤوسُ إذا
لم يرجُ ما عند غيره الطمِعُ
ويعتفي فضلَه العزوف إذا
لم يلتمس فضلَ غيره الجشعُ
ويشمخ المعتفي عليه إذا
لاقَى بخيلاً وخدُّه ضرعُ
تفترق الصالحاتُ في فرقٍ
وفيك دون الجميع تجتمعُ
بلى بلى أنت أنت فلا
يقطعْك دون التمام مقتطعُ
يا ذاكرَ الغُنم عند مَغرِمه
وذاكر الريعِ حين يزدرع
أولعْ بيَ العارفاتِ في يدك الس
محة ِ إن الزمان بي وَلِعُ
والغوثُ منه أوانَ ينتهي الشْ
شِلو ولا غوثَ حين يبتلع
أبا الحسين اهتزز فإنك لا الن
اكل في موطن ولا الطَّبِع(73/254)
ولينعطف منك منعطفٌ حسنُ الطْ
طَاعة لا مانع ولا جزع
يا من دعاني إلى الغنى أَثرٌ
لطابع الجود فيه منطبع
شهدتُ أَنِّي اعتقدتُ منك أخاً
لم يخدع الرأيَ فيه مختدع
متيَّماً بالعلا أخا شعفٍ
يخطبُ أبكارها ويفترع
يمزح بالجود لا السفاه فإن
جدَّ فزَوْل ذو عقدة ٍ مَصعُ
ما زلت بالإذن لي وبالأذَن ال
مُجدي وأيُّ الجميل تتَّدعُ
تمْهد لي مطلبي وآونة ً
تمهد لي مضجعي فأضطجع
خذها كصُمِّ الصخور أقلعتُها
من جبل شامِخ فتنقلع
مجدك ذاك الذي أناف على النْ
نَجم أصيلٌ من طوْده فَرعُ
ومن أبى ما أقول فيك فحيْ
ياه بموسى قَعْساه مجتدِع
وبعدُ فاسلم على الزمان ولا
زالت يدُ السوء عنك تندفع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لما حقُّ من صدَّ عن مشربٍ
لما حقُّ من صدَّ عن مشربٍ
رقم القصيدة : 61567
-----------------------------------
لما حقُّ من صدَّ عن مشربٍ
لبعض القذى فيه أن يمنعَهْ
بلى حقُّه أن يُصفَّى له
ليلتذَّ عند الصدى مكرعَهْ
أبى اللَّه قطعك رزقَ امرىء ٍ
أبى الفضلُ والطَّوْل أن يقطعه
وعلمك أن السَّدى كلَّه
ستُنشَرُ ذكراه في مجمعهْ
وما ذاك إلا عقابُ امرىء ٍ
رأى السيفُ من حَيده موضعه
منعتَ الكفاف الذي لم تزل
تجود به كفك الموسِعَهْ
فإن كنتَ مسلِمَ ذي حرمة ٍ
لقول أعاديه ما أضيعهْ
فعجلْه بالسيف كي تستري
ح إن كنتَ من قتله في سَعه
أتُسلِمنا للردى ستَّة ً
وقد كنت ترحمَنا أربعه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وفقحة ٍ كالحوت في ابتلاعها
وفقحة ٍ كالحوت في ابتلاعها
رقم القصيدة : 61568
-----------------------------------
وفقحة ٍ كالحوت في ابتلاعها
يعجز بيتُ المال عن إشباعها
من الغراميل وعن إرضاعها
ماء الرجال غاية ارتضاعها
يعوي عبيدُ اللَّه من إضباعها
واسعة ُ الخرق على رُقَّاعها
فالأرضُ كالبقعة من بقاعها
لو ذُرعت شقت على ذُرَّاعها
فهو سخي النفس عن إقطاعها
ليت لعينيه من اتساعها
ما لاسته من صحنها وقاعها(73/255)
مص وفقحة ٍ كالحوت في ابتلاعها
يعجز بيتُ المال عن إشباعها
من الغراميل وعن إرضاعها
ماء الرجال غاية ارتضاعها
يعوي عبيدُ اللَّه من إضباعها
واسعة ُ الخرق على رُقَّاعها
فالأرضُ كالبقعة من بقاعها
لو ذُرعت شقت على ذُرَّاعها
فهو سخي النفس عن إقطاعها
ليت لعينيه من اتساعها
ما لاسته من صحنها وقاعهانه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سهولة الشريعهْ
سهولة الشريعهْ
رقم القصيدة : 61569
-----------------------------------
سهولة الشريعهْ
تغني عن الذريعه
يا ذا اليدِ المنيعهْ
والأذن السميعهْ
والهمة ِ الرفيعهْ
يا قابل الخديعهْ
وفاعل البديعهْ
هل لك في صنيعهْ
تجعلها وديعهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا قُلْ لذي العَطَن الواسعِ
ألا قُلْ لذي العَطَن الواسعِ
رقم القصيدة : 61570
-----------------------------------
ألا قُلْ لذي العَطَن الواسعِ
أخي المجد والشرف اليافعِ
ليهنِك أنك مستقبِلٌ
دوامَ المزيد بلا قاطِعِ
وأنْ لَسْتَ ممنوعَ أمنية ٍ
وأن لستَ للخير بالمانعِ
وأن لست كَلاًّ على ناظرٍ
وأن لست وقراً على سامعِ
فلا زال جدُّك مستعلياً
له قوة الغالب الصارع
ولا زال سعدُك مستصحِباً
مساعدة َ القدَر الواقع
إلى أن تَحُلَّ ذرى مرغِمٍ
أُنوفَ أَعاديكمُ جادع
على أنني بعد ذا قائلٌ
ولستَ لقوليَ بالدافع
ألستُ المحبَّ ألستُ المرِبْ
بَ من قبلِ برقكم اللامع
ألستُ المحقَّ ألست المدقْ
قَ في المُعييات على الصانِعِ
فما لي ظُلمتُ وما لي حرم
تُ منكم وضِعتُ مع الضائع
ألم تعلمونيَ علمَ اليقي
ن والحقُّ كالفَلق الساطع
طلعتُ بأَيمن ما طائر
عليكم وأَسعدِ ما طالِع
فجاءتكُمُ دولة ٌ عضَّة ٌ
تَفيَّأُ في ثمرٍ يانعِ
ألم أكُ أدعو بتمكينكم
سِراراً مع الساجد الراكع
ألم أك أَثني بآلائكم
جهاراً مع المعلن الصادع
ألم تعلموا أنني جئتكمْ
مجيءَ المخالص لا الطامع
وأني خدمتُ وأني استقمت
إذا ضَلَعت شيمة ُ الضالع
وأني نصحتُ وأني مدح(73/256)
ت بالمنطق الرائق الرائع
أمن بعد ما سار معروفكم
إلى ساكن البلد الشاسع
وقام الخطيب بإحسانكم
على منبر المسجد الجامع
يَشيع شقائي بحرمانكم
وشكري مع الشائع الذائع
ألا ليت شعري قولَ امرىء ٍ
تراخت مثوبته جازع
إذا أنا أخطأني نفعُكُمْ
فهل بعدَكم ليَ من نافعِ
سيجري على مثل مجراكُمُ
أخو ثقتي جريَ لا نازِع
وأيُّ البريَّة لا يقتدي
بأفعالكم غيرَ ذي وارِع
فللَّه ماذا جنتْ سادة ٌ
على خادمٍ لهمُ خاضعِ
حَمَوْه المعاش وأسبابه
وهم خير مزدرَعِ الزارِع
أيحسن رفعي بكم صرختي
أهل هل عن الظلم من رادع
وقد طبَّق الأرضَ إنصافُكم
فعمَّ المطيعَ مع الخالع
ألا لا تكن قصَّتي سُبَّة ً
فما ذكر مثليَ بالخاشع
قبيحٌ لدى الناس أن تُرتِعوا
وأن لا يَروْني مع الراتع
وأن تَشْرعَ الدُّهمُ في بحركم
وأن لا يروْني مع الشارع
وأن تَترأَس حُثَّالة
بكم ويروْني مع التابع
فلا تضعوا عالياً ربما
جنَى وضعُهُ ندمَ الواضع
يراجِع بعض رَويَّاته
وقد وقعتْ صفقة ُ البائع
فتُوحشه جَورة ٌ جارها
فشاعتْ مع الخبر الشائع
ويأسَى على مدحِ المستمرْ
رِ بالحمد والشكر لا الظَّالع
وحسبُ أخي الظلم من غفلة ٍ
بمَكوى ملامته اللاذِعِ
ألا من لمن طردتُه الغيو
ثُ عن موقع السَّبَل الهامعِ
ألا من لمن وَكَّلَتْه البحا
رُ ظلماً إلى الوَشَل الدامعِ
أَقاسمُ يا قاسمَ العارفا
تِ يا كوكب الفلك الرابعِ
أَعَزْمُك أنك إن أنت صِرْ
ت في ذِروة الفَلَك السابعِ
وجاوزته سامياً نامياً
إلى ثامنٍ وإلى تاسعِ
جريتَ على نهج ذاك الرضا
بضيق القناعة للقانع
أبى اللَّه ذاك وأن العلا
نمتْكَ إلى الفارع الفارع
أُعيذك من نائلٍ حائلٍ
ومن بادئٍ ليس بالراجع
أيشبعُ مولى وعبدٌ له
يجوع مع الجائع النائع
جَمالُك ياذا السنا بارعٌ
فَصِلْهُ بإجمالك البارع
وزد في ارتفاعك فوق الورى
بأن تتواضعَ للرافع
بذلتَ من القوت لي عصمة ً
فأوْسِع عليَّ من الواسع
وما لي وإن كنتُ ذا حرمة ٍ
سوى طيب خيمك من شافعِ(73/257)
على أنَّ لي شُغُلاً شاغلاً
بعَتْبك ذي الموقع القارعِ
أقول وقد مسَّني حَدُّه
مقالَ الذليل لك الباخع
ضربتَ بسيفك يا ابن الكرا
م غيرَ الشجاعِ ولا الدارع
فصِلني بعفوك إنِّي أرا
ه أكبر من ضَرَع الضارع
وهَبْ حُسن رأيك لي محسناً
ليهجعَ ليلي مع الهاجع
فما بعدَ رأيك من مُنية ٍ
وما بعد عتبك من لائع
إذا ما الفجائع بقَّين لي
رضاك فما الدهر بالفاجع
رضاك ظلالٌ جِنانية ٌ
وعتبك كاللهب السافع
صدقتُك في كل ما قلتُهُ
يميناً وما كذبُ الطائع
فإن كان قولي فيما ترا
ه من خُدَع الراقىء الرَّاقع
فسامح وليّك إن الكري
مَ قد يتخادع للخادع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا أولي النعمى دعا اللَّه أن يرى
إذا أولي النعمى دعا اللَّه أن يرى
رقم القصيدة : 61571
-----------------------------------
إذا أولي النعمى دعا اللَّه أن يرى
بأصحابها يوم اختبار الصنائعِ
فللَّه ما أغناهم عن جزائه
إذا كان مقروناً بيوم الفجائع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> غنِّ أبا حفصٍ إذا جئتَه
غنِّ أبا حفصٍ إذا جئتَه
رقم القصيدة : 61572
-----------------------------------
غنِّ أبا حفصٍ إذا جئتَه
بشعره فيَّ بإيقاعِ
وليكن الإيقاع في رأسه
من حاذقٍ بالقفد صفَّاعِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أغرُّ مُخيلاتِ الأماني لَمُوعها
أغرُّ مُخيلاتِ الأماني لَمُوعها
رقم القصيدة : 61573
-----------------------------------
أغرُّ مُخيلاتِ الأماني لَمُوعها
وأشقَى نفوس الشائميها طَمُوعُها
دعتْنا إلى حمد الرجال وذمِّهم
هموعُ سحاباتٍ لهم ودموعُها
وللدهر فينا قسمة عجرفية
على السخط والمرضاة ِ منَّا وقوعُها
فهيماء في ضحْل السارب كُرُوعها
وهيماء في بحر الشَّراب كَروعُها
وسافلة يُزرى عليها سفُولُها
ويافعة ٌ يزرى عليها يُفوعُها
وفي هذه الدنيا عصائبُ لم تزل
لخطَّة ضيم لا لحقٍّ خُنوعها
فلا في الهَناتِ المحفِظاتِ إباؤها
ولا في الحقوق الواجبات بخُوعها(73/258)
فلا يأمنوا وليحذروا غبَّ أمرهم
فبغيُ الجدود العاليات صُروعُها
ومن أمنِ نفسٍ أن تخاف ولم يكن
لتأمنَ من مكروهة ٍ لا تروعُها
سينفر من أمن العواقب آمنٌ
بلا من مُناه ما جناه خَدوعُها
وللناس أفعالٌ يجازى مِدادُها
وللدهرِ أحوال يكايَلُ صُوعُها
لعلَّ ذرى ً تهوي وعلَّ أسافلاً
ستعلو وخَفَّاض المباني رَفوعها
فكم من جدودٍ ذل منها عزيزُها
وكم من جدود عزَّ منها ضروعها
ألا أبلغا عني العلاء بن صاعد
رسالة ذي نفسٍ قليل هُلوعُها
فإن تحتجز فاللَّه جمٌّ عطاؤه
وإن تحتجب فالشمس جمٌّ طلوعها
أبت نفسُكَ المعروفَ حتى تبتَّلت
إلى اليأس نفسٌ واطمأن مَروعها
ولكنكم لا تُبطنون محبة ً
لنخلتكم ماسحٌ أرضاً صقوعُها
فقد عزفت عن كل ما كنت أبتغي
لديك فأمسَى كبرياءً خُضوعها
سأظلفُ من نفسٍ بذلتُ سجودها
وكان حقيقاً أن يُصان ركوعها
هي النفس أغْنتها عن الدهر كلِّه
قناعتُها إذ لم يفُتْها قنوعها
عفاء على الدنيا إذا مستحقُّها
بَغاها ومن تُبغَى لديه منوعُها
جزتكم جَوازي الشَّرِّيا آل مخلدٍ
وأقوتْ من النعمى عليكم ربُوعُها
ولا انفرجت عنكم من الكره خطَّة ٌ
ولا التأمت إلا عليكم صُدوعُها
ولا صمدت إلا إليكم مُلمَّة ٌ
ولا كان فيكم يومَ ذاك دُفوعُها
ليهنيكُمُ أنْ ليس يوجد منكمُ
لَبوسُ ثيابِ المجد لكن خَلوعها
وأن ركايا الماءِ فيكم جَرُورها
إذا كان في القوم الكرام نَزوعها
نظرنا فأجدى من عطاياكُم المنى
وأندى على الأكباد منهن جوعُها
وجدناكُمُ أرضاً كثيراً بذورُها
رِواءً سواقيها قليلاً رُيوعها
فلا بوركت عينٌ تسيح لسقيها
كما لم تبارك في الزروع زروعها
جَهدناكُمُ مَرْياً فقال ذوو النُّهى
لقد أشبهت أظلافَ شاة ٍ ضروعها
ألا لا سقى اللَّه الحيا شجراتِكم
إذا ما سماءُ اللَّه صاب هُمُوعُها
فما بردت للاَّغبين ظلالُها
ولا عذُبت للسائغين نُبوعُها
أبتْ شجراتٌ أن تطيب ثمارُها
وقد خَبُثتْ أعراقُها وفروعُها
نكحتُمْ بلا مهرٍ قوافيَ لستُمُ(73/259)
بأَكْفائِها فاللائعاتُ تلوعُها
رويدَكُمُ لا تعجلوا ورويدَها
ستغلو لدى قومٍ سواكم بَضوعُها
سُتمهَر أبكاري إذا وخَدتْ بها
خَنوف المهاري بالفلا وضبوعها
وإنِّي إذا ما ضقْتُ ذرعاً ببلدة ٍ
لجَوّاب أقطار البلاد ذَروعها
وليس القوافي بالقوافي إن اتُّقى
هجوعُكم عن حقِّها وهجوعُها
وليس بأشباه الأفاعي عرامة ٌ
متى لم يطل بالعيث فيكم وُلوعُها
وكانت إذا أبدتْ خشوعاً فخيبت
أبى عزُّها أن يستقاد خشوعها
ومن لم تجد في فضل كفَّيه مرتعاً
ففي عرضه لا في سواه روعُها
ألا تلكم الغيدُ العَطابِيل أصبحتْ
إلى غيركم أرشاقُها وتلُوعها
عذارى قوافٍ كالعذارى خريدُها
يقود الفتى نحو الصبا وشَموعُها
كسوناكُم منها ونحن بغرة ٍ
مدائح لم تُغبَط بربح بُيوعها
وكم نزعت منا إليكم مطامعٌ
فأضحت وعنكمْ لا إليكم نُزوعها
لقد ضُلِّلَتْ وَجْناءُ باتت وأصبحت
يُهزُّ إليكم رحلُها وقطوعها
قضى ربُّها أن لا تحلَّ نسوعُها
يدَ الدهر إذ شُدَّت إليكم نسوعُها
تسربلتُمُ النعمى فطال عِثاركم
بأذيالها واسودَّ منها نصُوعُها
وما عَطِرتْ أثوابها إذ علتكُمُ
ولا حسُنَتْ في عين راءٍ دروعها
ولم تظلموا أن تعقروا في ملابسٍ
مذيَّلة أبواعُكم لا تبوعُها
على أنكم طُلتُم بحظِّ علائكم
فلجَّ بعيدانٍ لئامٍ منوعها
بسقُتْم بسُوقَ النخل ظلماً فأبشروا
ستسموبكم عما قليل جذوعُها
وقُلتُم رجَحنا بالرجال بحقنا
وأيُّ رجال لم تَزِنْكم شسُوعها
وهل أنتُم إلا مُذيعو مَناسبٍ
تردُّ عليكم ما ادعاه ذيوعُها
أحلُّكم ورهاء يُرذم أنفُها
فيمخِطُها من شدة الموقِ كُوعُها
مفكَّكُ أوصالٍ معلَّل فقحة ٍ
عضوضٌ بسُفلاه الأيورَ بَلوعُها
ضعيف اللُّتيَّا في الدماغ سخيفُها
قويُّ اللُّتيَّا في الحِتارِ لَذوعها
يلاحظ دنياه فأحلى متاعِها
طَواميرُها في عينه وشَموعها
وما عَدمْتَ وَجْعاءُ عبدونَ سلحة ً
ولا طَهُرتْ إلا وفحلٌ يقُوعها
أنُوفَكُم أعني بما قلت آنفاً
بني مخلد حَيَّ الأنوفَ جُدُوعُها(73/260)
أفدتُمْ ثراء فاستفدتم عُروبة ً
وقد فضح الأنساب منكم شيوعُها
وإن بيوت البدو لو تصدقوننا
لأبنية ما ظلَّلتكم نُطوعُها
ولو أنكم كنتمُ دهاقين سادة
لما راقكم جوعُ العريبِ ونُوْعُهَا
أبتْ ذكَر حُزوى منُكم واشتياقكم
إليها قلوب ذِكْرُ جُوخَى يضُوعها
فديتم بني وهب فإنِّي رأيتُهم
أبوْا قذعة ً يحتجُّ فيها قذوعُها
وأقنعهم من مدهم ما كفاهمُ
وأعلى نفوسِ الراغبين قَنُوعُها
وما درك الدِّهقانِ في قيل قائلٍ
ألا ذاك خصَّافُ النعال رَقُوعها
ألا ذاك بنَّاء الحياضِ وَرودُها
ألا ذاك حلاّب اللِّقاح رَضُوعها
وإن كان في عدنانَ نورُ نبوَّة ٍ
فَروْجٌ لظلماء الضلال صَدُوعها
ومن حكمها لعنُ الدَّعيِّ وثلْبُه
إذا واصلَ الأرحام عُدَّ قطوعُها
أرى سَقم الدنيا بصحة حظِّكم
شفى داءها ضرَّارُها ونَفوعُها
وهذا أبو العباس حيّاً مؤمّلاً
ضروب الرؤوس الطامحاتِ قَموعُها
فتى من بني العباس كهلٌ جَلالُه
رَكوبٌ لأشراف النِّجاد طلوعُها
فَروقٌ لأَلباس الأمور فَصُولُها
ضَمومٌ لأَشتاتِ الأمور جَموعُها
وللَّه والأيام فيه وديعة ٌ
تُداوَى بها البلوى وشيكٌ نجوعُها
وما برحتْ في كل حال تسُوسها
له شِيَمٌ زهْر المحاسن روعُها
فصبراً لأيامٍ له ستروْنها
يطولُ عليكم أيها القومُ سُوعُها
وقد شمتُمُ منه ومن أوليائه
بوارقَ لم يُخلِفْ هناك لَموعُها
ألا تلك آسادُ الشَّرى وبروزُها
فدتْها خنازير القرى وقُبوعها
بدوا وحَجرتم ظالمين بني استها
فبتُّمْ وفي الأستاه منكم كُسُوعُها
وما يستوي في الطير صقرٌ وهامة ٌ
لعمري ولا شحَّاجُها وسَجُوعُها
جمحتم إلى القصوى من الشرِّ كلِّه
وللدهر فيكم روعة ٌ سيرُوعُها
وأبطركم أكل الحرام فأمْهِلوا
لكلِّ أكولٍ هَوعة ٌ سيهوعُها
كأن قد دسعتُم بالخبيث ولم تزل
لكم دَسعات لا يُسقَّى دسوعها
ستكْسَع منكم دولة ٌ حان بينُها
بدولة ِ صدق قد أظلَّ رجُوعها
نقوم بها من آل وهبٍ عصابة ٌ
تحنَّت على نصح الملوك ضُلوعُها(73/261)
لهم دولة ٌ منصورة ٌ بفعالهم
أبى النصرُ أن تنفضَّ عنها جُموعُها
تَقَدَّمُهُمْ في كل فضلٍ سيوفُها
ومعروفهم في كل أزْلٍ دروعُها
هنالك يشفى من صدور غلِيلُها
إذا ما الدواهي طال فيكم شرُوعها
أرتني سعودي ذلك اليومَ أنه
برود نفوسٍ حُلِّئتْ ونُقوعُها
ولا رقأتْ إبَّان ذاك دماؤهم
ولا أعين فاضت عليكم دُموعُها
منحتكموها شُكم نفْسٍ أبيَّة ٍ
قليلٍ عن الطَّاغي الأبيِّ كُيوعُها
فدونكمُ شوْهاء فوْهاء صاغها
مُشَوَّهُ أقوالٍ وطوراً صَنوعُها
وما كنتُ قوَّال الخنا غير أنني
قؤول التي تُشْجِي اللئيم سَموعُها
رؤوم صفاة ٍ أنبتتْ وتفجَّرت
رجومُ صفاة ٍ أصلدتْ وقَروعها
وإني لمَنَّاح الأنوف تحيَّتِي
فإن جهلتْ حقي فعندي نُشوعُها
فإن شمختْ من بعد ذاك فإنني
قَذوع لآنافٍ قليلٍ قُذُوعها
بحدٍّ جرتْ جريَ الرياح فأصبحت
سُطوعُ حياء النيِّرين سُطوعها
فمن صدَّ من نَفَّاحها وبَرُودها
فعندي له لفَّاحها وسَفُوعها
وإنِّي لطلاّبُ التي أنا أهلُها
وغيري إذا ولّت قفاها تَبوعُها
وما أنا في حال العطايا فَروحها
وما أنا في حال البلايا جَزُوعها
لقد سرَّت الدنيا وضرَّت جُناتَها
فمجَّاجُها للقوم أَرْياً لسَوعُها
فلا تأس للدنيا ولا تغتبطْ بها
فوهَّابُها سلاَّبها وفَجوعُها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيرضى الأميرُ أطال الإله
أيرضى الأميرُ أطال الإله
رقم القصيدة : 61574
-----------------------------------
أيرضى الأميرُ أطال الإله
بقاء الأمير عزيزاً مطاعا
بأن فَلَّ حرمانُه مِقْولي
فأَحْذاه بعد المضاء انقطاعا
وكانت قوافيَّ في مدحه
مِئين فقد صرن فيه رُباعا
وما كان إلا حساماً أُضِيع
ومهما أضيع من الأمر ضاعا
فلو شاء صيْقلُهُ ردَّه
جديداً وولاّه كفَّاً صَناعا
تُعيد شَباه إلى حاله
وتُلْقى على صفحتيه شعاعا
ليومٍ تقنَّعُ فيه الرجال
وتحسِر فيه النساء القناعا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> راع فؤادي منك ما راعَهْ
راع فؤادي منك ما راعَهْ(73/262)
رقم القصيدة : 61575
-----------------------------------
راع فؤادي منك ما راعَهْ
ولاعَهُ صدُّك ما لاعَهْ
أمرضت قلبي ثم ماعُدته
كلاَّ ولا داويت أوجاعَهْ
يا مالكاً قلبي وتعذيبَهُ
مهلاً فما مُلّكْتَ إقلاعهْ
تِهْ عند تمليكك تخليصه
أو عند إحسانك إمتاعه
حَقَّ لك الكِبر على عاشقٍ
نارُك في جَنْبيه لذَّاعهْ
لو كنتَ قد مُلِّكتَ إنقاذه
منكَ كما ملِّكَت إيقاعهْ
يا ناقص القدرة كم غيَّة ٍ
ليستْ لها نفسٌ بتيَّاعهْ
لا تحسبنِّي للهوى طُعْمة ً
إن استجاشَ الرأيُ أشياعَه
أنا الذي إن شئتُ هان الهوى
خَوَّفَ أو أطمع إطماعَهْ
يا عجباً من شنطفٍ إنها
أضحتْ تغنِّي غيرَ مرتاعه
ما أصفق الوجه الذي أُعطيتْ
ساق إليه الخزيُ أنواعه
ألقِ إليها أذُناً واستمع
أبرد ما غنَّته كرَّاعه
وأُمُر لها ثَمَّ بروميَّة ٍ
للرقص والإيقاع جمَّاعهْ
رقَّاصة ٍ في البطن كبَّادة ٍ
موقِعة ٍ في الرأس صفَّاعهْ
تعْساً لها تعْساً إذا ما عَوتْ
ونزعة ً للنفس نزاعهْ
تفسُو فما تنفكُّ عن فَسوِها
دَواخنٌ في البيت مُنباعَهْ
دحداحة ُ الخِلقة ِ حدباؤها
قامتُها قامة ُ فَقَّاعه
قصيرة القامة مقصُوعة ٌ
للقمل فوق الطَّبل قصَّاعه
تطفرها من قِصرٍ فأرة ٌ
وبظرُها يُتعب ذرَّاعه
مشؤومة للخير حصَّادة ٌ
لكنَّها للشر زرَّاعه
تضلُّ في السربال من قلَّة
كصَعْوة في جوف قُفَّاعه
وعْواعة ُ البطن فإن رجَّعت
يوماً غناءً فهي وعْواعه
لو أنها مِلكي ولي ضيْعة ٌ
نصبتُها للطير فَزَّاعه
أقبِحْ بذاك الخَلقِ من منظرٍ
وزَّع فيه القبحُ أوزاعهْ
بالحُمق والغُلمة مصروعة ٌ
بالإبط والنكهة صرَّاعهْ
لا تعرفُ اللَّه ولكنَّها
سجَّادة ٌ للأير ركَّاعهْ
مُنيتُها أيرٌ عريض القفا
مضلَّعٌ تغمِز أضلاعهْ
حتى إذا قام على سُوقه
سدَّت به ثُقبة َ بلاَّعه
لها حِر أشمط متكرشٌ
شابَ وما تترك إرضاعه
تجهد أن تشبعه دهْرَها
لو أنها تستطيع إشباعه
منقلب الشُّفرين مُستضحِكٌ
ما هو إلا جيب دُرَّاعه(73/263)
نُوسِعها ذمَّاً على أنها
بذَّالة ٌ ليست بمنَّاعه
تقتُل بالبذل فاعجبْ بها
ضرَّارة في زيِّ نفَّاعه
كم عَصت اللَّه وما أحسنتْ
فقحتُها شيئاً سوى الطاعه
خفَّاضة ٌ للرأس لكنها
لرجلها والردف رفَّاعه
قد لمعَتْ من بَرصٍ واضحٍ
مؤَزَّرٍ في الوجه لمَّاعه
لو عرضتْ شيراز صوَّارها
وعِينها لانتابها الباعه
صفعانة ٌ تأخذ من رأسها
لطيزها في الفسق رتاعه
مبتاعة ٌ دفعاً بصفْعٍ ألا
قبَّحها الرحمن مبتاعَهْ
ترقع من فروتها صَدْعها
وحيلة ُ الإنسان رقَّاعهْ
قلتُ لداعي الشعر في شتمها
مهلاً فقد أبلغت إسماعَهْ
ستسمع الآذانُ في شنطفٍ
قوافياً للجهل ردَّاعهْ
ليست عن الثأر بنوامة ٍ
ولا عن الوتر بهجَّاعه
إن صكَّت الوجه فسفَّاعة ٌ
أو صكَّت الرأس فقمَّاعه
يا من تُغنِّينا بما ساءنا
دونَكِها للأنف جدَّاعه
أسمعتِنا سوءاً فأْسمعتِه
فاستمعي إن كنتِ سمَّاعه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا عليَّ للناس ألسنة ٌ
أبا عليَّ للناس ألسنة ٌ
رقم القصيدة : 61576
-----------------------------------
أبا عليَّ للناس ألسنة ٌ
إن قلتَ قالوا بها ولم يَدَعُوا
والبغيُ عونٌ على المدلِّ به
فأشْنأْه واجعله بعضَ ما تدعُ
أوْلا فكن رامياً وكُن غرضاً
ترمي وتُرمَى وتحصلُ الشُّنَع
وقالة ُ السوءِ غيرُ راجعة ٍ
يوماً إذا نوَّهتْ بها السُّمَع
يا ليتَ شعري وليت شعرك إن
قلتَ وقلنا واستحكم القذَع
ما ينفعُ الصارمُ اللسانِ إذا
غُودر يوماً وعرضُه قِطَعُ
لا نفع في ذاك إن نظرتَ وإن
قوَّم منك الحياءُ والورعُ
فارجعْ وبُقيا أخيك باقية ٌ
واندم وفي الحلم فُسحة تسع
أو لا فأيقِن بأنَّني رجلٌ
تكثُر فيما يقوله البِدع
والشهدُ عندي لمن أناب بما
ءِ المزن أوْ لا فالصَّاب والسَّلَعُ
وقد هجوتُ امرءاً يجَلُّ عن ال
مدح وعندي الحفاظُ لا الجزع
ومن هجا ماجداً أخا شرفٍ
فليس إلاَّ من نفسه يَضعُ
والنَّبل مبريَّة ٌ مُنَصَّلة ٌ
يحفزُهُنَّ القِسيُّ والشِّرعُ(73/264)
وكلُّ سهمٍ رمتْ يدايَ به
فليس إلا في مقتلٍ يقع
فلا تَعُد بعدها لذكر أبي
بكرٍ ولا تخدعنَّك الخُدع
فوالذي تسجد الجباه له
ما بعدها في هوادتي طمع
ذلك عرضٌ أبيتُ لا بل أبى ال
لَّه له أن يمسَّه طَبَعُ
ودُونَه نُصْرة ٌ مؤيدة ٌ
مني ولي بالحفاظ مُضْطَلعُ
والظلمُ مخذولة ٌ كتائبُهُ
تُضرَبُ أدبارُها وتكتسعُ
والحق منصورة ٌ حلائبه
تكثرُ أعوانهُ ويُتَّبعُ
أنذرتُ حربَ الهجاء مُلْقِحَها
فما لها غيرَ حتفه رُبَع
وليس فيها الرؤوس تُنْدَرُ بل
فيها أنوف الرجال تجتدَع
ذاك مقامٌ كما سمعت به
محاسنُ القوم فيه تُنتزع
وليس فيه شيءٌ تراه سوى ال
أعراض دون النفوس تُدَّرع
والعيشُ بعد الممات مرتجعٌ
وليس عِرضٌ يُودِي فيُرتَجَع
ونحن في منظرٍ ومستمعٍ
ما مثله منظرٌ ومستمع
فليتَّزع بالعِظات متَّزعٌ
ما دام يُجدي عليه مُتَّزِع
إيَّاك أن يستَنير مني أق
دامُك صِلا في رأسه قَرَع
قد جفَّ واديه من تنفُّسِه
فما به في الربيع مرتبِعُ
لا ماءَ فيه ولا نبات وهل
خَصبٌ بوادي البوار أو مرَعُ
إيَّاك إياك أن تُطيف به
وإن تداعت لنصرك الشِّيعُ
فربَّ إقدام ذي مخاطرة ٍ
أحزمُ منه النُّكوص والهَلعُ
لا تنتجعْ صيفة ً لها وهجٌ
حامٍ فما في المصيف منتجَعُ
ولا تزعزع حلمي وتأملُ أن
تَرسو إن الجبالَ تُقْتلع
فليس حلميَ حلماً يُبَلِّغني الذْ
ذلَّ وإن كان فيه مُتَّسعُ
وليس جهليَ جهلاً يُبلِّغني الظ
ظُلم وإن كان فيه مُمتنِعُ
أنا الذي ليس في مغامِزِه
لينَ ولا في قناتِه خَضَعُ
أنا الذي لا يذلُّ صاحبُه
ولا يُرى في وليِّه ضرَعُ
أنا الذي تحشُد الرواة له
فكلُّ أيام دهره جُمَعُ
أنا الذي ليس في حكومته
جورٌ ولا في طريقه ضَلَعُ
وأنت بكرٌ على الهجاء فَصُنْ
عرضَك إنَّ الأبكار تُفْترع
قارعتَ قبلي معاشراً قُرَعاً
فازت فَخف أن تخونك القُرعُ
وذقتَ من غير موردي جُرعاً
ساغت فخفْ أن تُغصَّك الجرُع
متى تعاطيتَ جرْعَ واحدة ٍ
من موردي فالشَّجا له تَبَعِ(73/265)
فلا تُجرِّب على الحياة فما
كلُّ التجاريب فيه مُنتفَع
وما تعدَّيتُ بل ردعتك بال
وعْظِ وللصالحين مرتَدع
وأنت ممَّن يهاب معصية ال
حقِّ ولا يستخفُّه الفزع
وفي القوافي لقائلٍ سَعة ٌ
إن شئتَ والدهر بيننا جذَع
وقد عرفتَ القريض أصلحك ال
لّه وفيه الأغلالُ والخِلعُ
فاجتنب الشرَّ فهو مجتنبٌ
واتَّبِعِ الخيرَ فهو متَّبَعُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أصلٌ نما بك ربُّه فَرْعَهْ
أصلٌ نما بك ربُّه فَرْعَهْ
رقم القصيدة : 61577
-----------------------------------
أصلٌ نما بك ربُّه فَرْعَهْ
من بعدما التمس العِدى قَلْعهْ
يا من تجلَت للوجود به
بعد السَّوادِ تَشُوبه سُفعهْ
ما ينقِمُ الحسادُ منك سوى
أمنٍ شَننْتَ عليهمُ دِرعهْ
بل عزُّ مثلك لا كفاءَ له
بنَّيت بعد حفوفه ربْعه
مُلكٌ شَرَوْه من عدوِّهمُ
سفهاً فكنتَ أحق بالشَّفعه
ورياسة ٌ كانت مطلَّقة ً
منهم فكنتَ أحق بالرجعه
يا آخراً أضحى لأوَّله
كالسجدة اتصلت بها الركعه
قد قلتُ حين ملكتَ أمرهُم
شملٌ أراد مليكهُم جمعه
يا من إذا دُعي المديحُ له
لبَّى الدعاة َ وجاء في سُرعه
هُنِّئتَ ما أوتيتَ مغتبطاً
بمزيد ربٍّ شاكراً صُنعه
وفَّيتَ حقَّ الشرطتين وما
وُفِّيت حقك لا ولا رُبعه
لكنها باكورة ٌ بكرتْ
مما نؤمِّل فَانتظر ينعَهْ
واسلم على رَيب الحوادثِ ما
سجعَ الحمامُ مرجِّعاً سجعهْ
الآن نام الخائفونَ وما
كانت تذوقُ عُيونهم هجعهْ
لم تُمسِ عينُ اللَّه راعيَة
أحداً يبيتُ وأنت لم تَرْعَهْ
أضحى عبيد اللَّه سيدُنا
في المجد وِتْراً لا يرى شَفعهْ
يغري خطوبَ الدهر منْصلتاً
كالسيف أحمدَ ضاربٌ وَقْعه
يقع الربيعُ وجودُ سيدنا
فإليه تُصرَفُ دونه النُّجعه
جودٌ يزيد اللَّه صاحبَه
وثَوابه المذخور لا السُّمعه
وله إذا ما الرأي حيَّره
خطبٌ يشنِّع ورده قرعه
رأيٌ كأن الدهر أطلعه
من سرِّ كلِّ خفيَّة ٍ طِلعه
فتَّاقُ ما يعيا الدهاة ُ به
رتاقُ مالم يرتقوا صَدْعه(73/266)
كم غبطة ٍ لمعاشر صدرتْ
عنه وكم لمعاشرٍ فجْعه
فالناس طرّاً بين مرتقِبٍ
سطواته ومؤمِّلٍ نفعه
كالعارض التهبتْ صواعقه
وسقى البلاد فلم يدع بُقعهْ
أحْذاه عبداللِّه شِيمتَه
والأصلُ يسقي ماؤُه فرعهْ
يندى ويَصلُبُ عُودُه فترى
لَدْنَ المهزَّة صادقَ المنعهْ
كالخيزُران لعاطِفيه وإن
عجمتْه نائبة ٌ فكالنَّبعهْ
ملكٌ يباشر نارَه صَردٌ
فتظل مُدفِئة ً بلا لذعه
فإذا اصطليتَ حريقه بطراً
فهناك لستَ بآمنٍ سفْعه
متسربلٌ حلماً بطانته
عزٌّ وليس بكائنٍ فقعه
يُحيي ويُردي وهو مقتدرٌ
حلو المجاجة ِ قاتلُ السَّبعه
فعَّال مُنقِذة ٍ ومُهلكة ٍ
قوَّالُ مثلهما بلا قَذعه
لا يرأَمُ العوراءَ منطقُه
كلا وليس يُعيرها سمعه
يسعُ الجسيمَ من الفِعال وما
يرضى نداه لقَدْره وُسْعَهْ
وأتى الأميرُ لقد جرى فسعى
مسعاه غيرَ مُطالعٍ طِلْعهْ
وجرى أبو العباسِ يتبعه
سعياً فقال ألا كذا فاسْعَه
ولدٌ أقرّ لعين والدهِ
طالت لوالده به المُتعهْ
وَزَعت يداه ما يُحاذره
من دهرنا فأجادتا وَزعَهْ
لم يرعَ سرحَ الملك رِعْيته
راعٍ ولا قَمَع العدى قمعهْ
عجباً لطائفة ٍ تقيسُ به
من لا يوازنُه ولا شِسْعه
أنَّى تقاسُ شُعيلة ٌ خمدتْ
بالشمس في الإشراق والرفعه
قومٌ بغوا بيقينهم بَدلاً
ممن أبت سقطاتُه رفعه
مُستبطني ضَغْن له وبه
رفعوا جنوبهُمُ من الصَّرعه
وعليهمُ للعز أُبَّهة ٌ
من بعد ما رَهَقتهم الخشعه
مالوا بودِّهمُ إلى رجلٍ
جعل البوارَ لأهله شِرعه
طالت به عَثراته فكبا
وكَبوا وكلٌّ راكبٌ ردْعه
يَهوُون في أَهويَّة ٍ قَذَفٍ
من يُمن صاحبِه بها يَنْعه
حتى تداركهمْ فأنقذهم
صَلتُ الجبين مبارك الطلعه
لو قارعَ الأكفاءَ كلَّهمُ
عن سؤدد وقعت له القُرعه
فجزوه أن حفروا له حفراً
جذبَ المهيمنُ دُونها ضَبعهْ
وأبيهمُ ما كان ريعهُمُ
لأخيهمُ بمُشاكلٍ زَرْعهْ
إن المُريد بمثله بدلاً
لكن يريدُ بدُرَّة ٍ ودَعهْ
يا زَينهمْ إذ كان أشأمَهم
شيناً وليس الأنفُ كالسَّلعه(73/267)
شَهدوا غداة رقعتَ وهْيهمُ
أن قد أجدْتَ ولم تُسىء رقعه
يا بيهقيٌّ دع القريضَ لذي
حِذقٍ يعاونُ علمُه طبعَهْ
فادفِن سُلاحاً ظلْتَ تَسلحُه
من فيك لا اسِتك دُفعة ً دُفعهْ
أخطأتَ في المصراع مفتتِحاً
وأتيت إذ عَجَّزته بدعه
سكَّنت ميماً غير ساكنة ٍ
وجعلتَ ربَّك أنجماً سبعه
حكَّمتها في من لو انتظمتْ
تاجاً لقلَّ لمثله خِلعه
وزعمتَ سيدنا الأميرَ سما
بالجود حتى صافح الهقعه
وهو الذي أدنى مَواطِئه
فوق الذي سمَّيت والهنعه
وجعلتَ أقصى ما تجود به
للمستميح نَواله الجُرْعه
ثَلْطٌ على ثَلطٍ وضعتَ به
ووضعتَ بعد هدائِل القَصعهْ
من كان مثلكَ في جماعته
أضحى وقيمة ُ رأسه قرعهْ
وشكوتَ جُوعك في ذَرى ملكٍ
فنقضْتَ مدحك فيه بالشُّنعهْ
أقبلتَ تشكو في ضيافته
طولَ الطَّوى متمنياً نجعه
كذباً عليه بعد زَعْمِكه
نصَبَ الجفان بربوة ٍ تلعه
أقبِح بإفكٍ في مناقضة ٍ
كالنبذة الشمطاء في الصَّلعه
وحكيت أنك مذ أطفتَ به
في عِيشة ٍ تَقتاتُها لُمْعَهْ
وزعمتَ صُرَّتك اغتدتْ عُطلاً
لا درهمٌ فيها ولا قطعه
وهو الذي يُضحي مجاوره
من جنة الفردوس في تُرعه
وجعلتَ ذكر الصَّفع خاتمة ً
مسترزِقاً من صافعٍ صَفْعه
فثوابُ مثلك صفع أَخْدعه
بل بَصقة ٌ في الوجه بل نَخعه
ما زلتَ في معنى ً يُحاك وفي
لفظٍ يساءُ كقولك الضبعه
وذكرتَ رهطاً تسعة ً جَدعوا
أنف الفتيلِ فأوعبوا جَدْعه
فجعلتَ صاحبهم طويساً وما
لاقى طويسٌ أولئك التسعهْ
أفلا قُدَار جعلتَ تاسعهم
كَسْعُ است قاطع زبرها كسعهْ
وذكرت بالحولاءِ بحربة
ونعتَّها فجعلتها ربعهْ
وجعلت تحفتها مغازلة ً
لك أن تقول مجيبة ً نزعه
ووصفت كأساً لا يُشاكلها
فجعلتها صهباءَ كالدَّمعه
لا دمعة ٌ صهباءُ نعلمها
إلا دمُ استك خاضباً فُصعه
ووصفتَ ضوء الصبح محتفلاً
فجعلته كإضاءة الشَّمعه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أبا الصقرِ زادكَ اللَّه في ال
يا أبا الصقرِ زادكَ اللَّه في ال
رقم القصيدة : 61578(73/268)
-----------------------------------
يا أبا الصقرِ زادكَ اللَّه في ال
مجد علوّاً وفي المكارم باعا
مع أنْ قد علوتَ في المجد حتى
لم تدعْ فيه مبلغاً مُستطاعا
أنت شمسٌ أضاءتْ الشرقَ والغر
بَ وأضحى لها إلينا شُعاعا
بك عادت آمالنا وهي آما
لُ وقد كُنَّ مرة ً أطماعا
شهد اللَّه والخليفة والنا
س جميعاً شهادة ً إجماعا
أنك الكاتبُ الذي يأمنُ السلطا
ن منه إضاعة واقنطاعا
والجوادُ الذي إذا نال حظّاً
لم يكن عند نيله منَّاعا
تجمعُ الفيء للخليفة جمعاً
لا يشذُّ الفتيل منه ضياعا
وإذا ما أخذت سهمك منه
لم تكن عند أخذه جمَّاعا
أبتِ الجمعَ منك روحاءُ من
كفيك تزداد ما حييتَ اتساعا
هي خرقاءُ حين تعطي وكانت
حين تستخرجُ الخراجَ الصناعا
عجباً من يديك والفيء أنَّى
يجمعان الشتيت منه الشُّعاعا
وهما آفتانِ للمال حتمٌ
منهما أن يكون نهباً مُشاعا
ضلَّة ً للمهنِّيك بأن وُلِّ
يتَ ما تستحقه إقطاعا
أنتَ أعلى مَن أن يقول لك القا
ئل يَهنيك أو وَلِيت الضياعا
ولأولَى بأن يَهنئك النا
سُ ضياعٌ حفظْتها الرِّعاءُ من أن تضاعا
ورعايا حميتَها بعد أن
شارك في حفظها الرِّعاءُ السباعا
فهنيئاً لمن رعيت هنيئاً
آمن للَّه سربهم أن يُضاعا
وهنيئاً لك الثواب إذا هُن
نِىء والٍ بأن أصاب مَتاعا
والثناء الجميل فيك إذ صُيْ
ير للسامعين طُرَّاً سماعا
ما يُداني إيناقُ منظرك الأب
صارَ إيناقَ ذِكرِك الأسماعا
جعل اللَّه جدَّك الظاهرَ الأع
لى إذا جدَّت الجدود اصطراعا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سأرحلُ يا أسماءُ عن دار معشرٍ
سأرحلُ يا أسماءُ عن دار معشرٍ
رقم القصيدة : 61579
-----------------------------------
سأرحلُ يا أسماءُ عن دار معشرٍ
جوادُهُمُ بالعُرف مُعطٍ كمانعِ
يجودُ به جودَ المُقضِّي بنفسه
حِذارَ القوافي كارهاً غير طائعِ
إلى ملكٍ لا يملك البخلُ مالَه
ولا يدَّري معروفَه بالذرائع
جواد به من أريحيَّة ِ جودِهِ(73/269)
تباريح يُعْجِلْنَ اختيار الصنائع
من القوم لا يَستحمِدون ببذلهم
ولكنهم يُعطونَ جود طبائع
ولو تاجَروا لم يعبَثوا بتجارة ٍ
ولا انخدعت تلك الحلومُ لخادِع
أرى مجدَهم مثل الجبال فإنها
بُنى اللَّه إذ مجدُ الورى كالصنائع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لجَّ الفؤادُ فليس يلذعه
لجَّ الفؤادُ فليس يلذعه
رقم القصيدة : 61580
-----------------------------------
لجَّ الفؤادُ فليس يلذعه
عذلٌ ولا النكباتُ تَردعُهُ
أوهَى معاقدَ صبره كُلفٌ
لم يوهِهِ يوماً تمتُّعهُ
بمسنَّع ظلت محاسنه
تُخفي بها بدراً وتُطلعهُ
فإذا دنا أنأى أخا كَلفٍ
وإذا نأى أدناه مضجعهُ
لم تَعْرُني وهناً حِبالتُه
إلا عرا قلبي تفجُّعه
كلاَّ ولمْ أُلْمِمْ بمضْجعه
إلا طغى جفني ومدمعه
ظغيانُ مُرتجسِ الذُّرى خَضلٍ
لحنينه زَجَلٌ يُرجِّعُه
حيرانَ منبجس الكُلى عصفت
بعد الهدوء عليه زَعْزعه
وكأنما نتجتْ رَواعدُه
وبوارقٌ باتت تُشيِّعُهُ
يمَّاً تلاطم في غزارته
آذيُّه وطمى تولُّعه
سقياً لأطلالٍ عفتْ فعفا
من بعدهن العيشُ أجمعُه
عهدي بريِّق لهوها خَضِلاً
أرقَّ الرياض يرف مُمرِعُه
أيام صيدِ جنانها بقرٌ
حُم تضمَّنهُنَّ أَجْرعهُ
يغدو الأريبُ لها ليصرعَها
وعيونها لِلَّحظِ تصرُعُه
من كل آنسة ِ الحديثِ لها
وجهٌ كأن الشمسَ مطلِعهُ
ولها دُجى ليلٍ تجلَّلها
فتظل تُدريه وتَرْفعهُ
ومنضَّدٍ رفَّتُ مَراشِفُه
علا المُدام به مُشعشعُهُ
ودَّعنَ من كادت حُشاشته
لوداعهن ضحى ً تُوَدِّعهُ
فتصدعوا ومضوا لِطيِّتهم
فعرى الفؤاد لهم تصدُّعُه
تاللَّه تفتأ باكياً لهُمُ
حتى يخدَّ الخدَّ أدمعُه
ولما دموعُ العين راجعة ٌ
ماعشتُ وصلاً فات مرجعُه
أفلا تَسلاّهم بمنجردٍ
كالسيل آنفَ منه أَصمعُه
وسمتْ نواظره فجلتْ به
جِنّاً تفرِّعه وتُقرعُه
وكأن أذنيه شَبا قلم
وحيٌ يخطِّطه مُرفِّعه
رحُبتْ خواصره وجبهتُه
والمنخران وتَمَّ أتلَعُه
فأناف مَتْناه على ثبج
طلعتْ على الترهيف أضلُعه(73/270)
واشتدَّ عِلباءاه وانقوَسا
دون العِذار فضاق برقُعُه
وتحنَّبتْ ساقاه وانشنجت
أنساؤه فقمصْنَ أكرعُهُ
فكأنما ائتلقت بأجنحة ٍ
يسبقن لمح الطرف أربَعه
تُضْحي الرياح إذا تمطَّر في
شأوَيْه حَسْرى ليس تتبعه
شرسُ السَّجية إن شرَسْتَ له
ويَلينُ إن لا ينتَ أخْدَعَهُ
طِرْفٌ كأن على مَعاقده
شرقاً من الجاديِّ يرْدَعه
أَمطاكَه جزلٌ مواهبه
كلفٌ بربِّ العُرف يصنعُه
يهبُ الجزيلَ ولا يكدره
بأذى ً ولا بالمنِّ يُتبعُه
لا بل يؤيدُهُ ويَشفعُه
بندى ً يحلُّ لديك موقعُهُ
ويراه محتقَراً لديه وإن
أضحى لسانُ الشكر يرفعُهُ
كم من يدٍ سبقت إليَّ له
حسناءَ جاد لها تبرُّعهُ
فشكرتُه فأثابني نِعَماً
أوهى لها شكري يُضَعْضعه
ملكٌ إذا افتخر الملوك سما
كرمُ النّجار به ومَنزعُهُ
فَعَلا وقصَّر دونَ مَبلغه
من مجدِ من ناواه أرفَعُهُ
وله من العز التليد إذا
عُدَّتْ بنو شيبان أَمنعُهُ
سيما العزيزِ تَجبُّرٌ ويُرى
في العز سيماه تَخَشَّعُهُ
وإذا بنو الموتِ استطالهمُ
وهجٌ تغشَّى الموتَ أيْنَعُهُ
ودَعوا نَزالِ فطاح بالورِع ال
هيَّابة المنخوب مَهْلعه
غادى كتائبَهم بعَدْوته
أجَلٌ يُطحطِح من يُروِّعه
متقلِّداً في الروع ذا شُطبٍ
كالرجع أبدع فيه مُبْدعه
مما تقلَّد في كتائبه
يومِ الوغى واختار تُبّعهُ
عضباً كأن شُعاعه لهبٌ
يَغنَى به في الليل رافعُه
وكأنما كُسيتْ عقيقتُه
وَشْياً تأنَّق فيه صانعُه
أو دبَّ فيه الذرُّ فاختلفتْ
تفرَّاه أكرُعه وأذْرُعه
بأبي وأمي أنتَ تِرْبُ ندى ً
في بيت مكرمة ٍ تريُّعه
إن الوزارة َ لم تزل بها
شوق إليك يُرى تنزُّعُهُ
خَطَبْتَك إذا وافقتَ خِطبتها
وسواك أقصاه تسرُّعُهُ
اللَّه وفَّق مُبتَغيك لها
وحَباك أمراً كنتَ تدفعُهُ
نظراً من اللَّه العزيز لمنْ
أمسى نظامُ الملك يجمعه
أفَلتْ نجوم الغي حين بدا
للرشد نجمٌ أنت مُصدعه
وأقمتَ للحق المنار على
لقم الطريق فبان مَهْيعه
ونشرتَ مَيْت العدل من جدثٍ(73/271)
قد كان فيه طال مهجعُه
أمِنَتْ بيُمنك في مراتعها
شاءُ الفلا وذُعِرنَ أضبُعُه
ولقد يَرى أوسٌ ويُونس من
جنَّاتها صعبّاً ممنعه
حَسُنتْ بك الدنيا وعادلها
كَفٌّ طليلُ الأيك مونعُه
وملأت مشرقَها ومغربَها
عدلاً تغشَّى النَّاس أوسَعُه
فتملَّ معتلياً سلامة ما
قُلِّدته وهَناك مكرعُه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سألتُك إغنائي عن الناس كُلِّهمْ
سألتُك إغنائي عن الناس كُلِّهمْ
رقم القصيدة : 61581
-----------------------------------
سألتُك إغنائي عن الناس كُلِّهمْ
فأغْنيتَني عنهم وعنكَ جميعا
فلستَ تراني الآن إلا مُسلِّماً
عليك مُشيعاً للثناء مُذيعا
وأما ارْتيادي نائلاً فمحرَّمٌ
عليَّ فإني قد غَدَوْتُ ربيعا
ألا هكذا فليمنع اليوم من غدٍ
وإلا فلا يا من يريد صنيعا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بتُّ وباتَ الصبيانُ في أرقٍ
بتُّ وباتَ الصبيانُ في أرقٍ
رقم القصيدة : 61582
-----------------------------------
بتُّ وباتَ الصبيانُ في أرقٍ
من بَحَّة ٍ لم تزل تُفزِّعُنا
يبكون من خوفها ويُسهرني
بكاؤهم فالبلاء يجْمَعنا
نحتالُ للنوم كي يواتيَنا
بكل شيء وليس ينفعنا
لا حفظ اللَّه تلك مُسْمِعة ً
ما يكره السامعون تُسْمعنا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وطويلُ القرن إلا أنه
وطويلُ القرن إلا أنه
رقم القصيدة : 61583
-----------------------------------
وطويلُ القرن إلا أنه
لاحقٌ بالأرض كالقرد الجزعْ
طال قرناه معاً فارتفعا
وأبتْ قامتهُ أن ترتفعْ
فهْو إن فكرت في رجل
شبَّ قرناه ولكن ما زُرِعْ
سوف تدري من تمرَّستَ به
يا أبا حفصٍ أخا الرأس القرع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> نحن تركناه قصراً أصلعا
نحن تركناه قصراً أصلعا
رقم القصيدة : 61584
-----------------------------------
نحن تركناه قصراً أصلعا
من بعد ما كان طويلاً أفرعا
ما زال يكسوه إذا ما استصفعا
صفعاً .. حتى قرَّعا(73/272)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأس أبي حفصٍ عظيم المَنْفعهْ
رأس أبي حفصٍ عظيم المَنْفعهْ
رقم القصيدة : 61585
-----------------------------------
رأس أبي حفصٍ عظيم المَنْفعهْ
كم من يد أمستْ به مُمتَّعه
لو عدَمتْه لبكتْ بأربعه
وأصبحتْ لفقده مفجَّعهْ
رأسٌ جلاه الدهرُ حتى قرَّعه
فلم يَدع في جانبيْه قَزعهْ
كأنما قرَّعه ليصفعَهْ
للَّه تلك الهامة ُ المربعهْ
إذا بدت كالفيشة ِ المقصَّعه
مصقولة ً مدهونة ً مصنَّعه
ثم هوتْ فيها يدٌ كالمِقْمَعه
بصفعة ٍ هائلة ٍ مشعشَه
كأنها نُفاخة ٌ مفرقعه
يا ليت لي يافوخه وأخْدَعَه
ملكَ يدٍ من فضل ربٍّ ذي سَعَه
بل ليتني أسمع تلك القَعْقَعه
مَكانَ أعلى مُسْمع ومُسْمِعه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قالوا هجاك أبو حفصٍ فقلت لهم
قالوا هجاك أبو حفصٍ فقلت لهم
رقم القصيدة : 61586
-----------------------------------
قالوا هجاك أبو حفصٍ فقلت لهم
تأنَّ في بيته مَنْ سوف يَرْدعُهُ
ما حاز منزله عِرساً ولا أمة ً
إلا ومنْ أجلِ هجوي سوف يَصْفعُه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا تحسب الشيخَ أبا حَفْصلٍ
لا تحسب الشيخَ أبا حَفْصلٍ
رقم القصيدة : 61587
-----------------------------------
لا تحسب الشيخَ أبا حَفْصلٍ
يعيش من أقلامه الصُّلَّع
لكنْ من اللَّه ومن زوجه
تستدخلُ الأصلع في المخدع
ليستْ بذي بأسٍ ولكنها
قوَّامة ُ الليل على الأَربع
من كسبِها عاش أبو حفصلٍ
وطال ما عاش مع الجوَّع
وربما عاد على نفسه
بكسْب رأسٍ جيِّد المَصْفع
يمكِن بالأكلة ِ من صفْعه
في ساحة ِ الرأس وفي الأخْدع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> دخلتُ على خالدٍ مرة ً
دخلتُ على خالدٍ مرة ً
رقم القصيدة : 61588
-----------------------------------
دخلتُ على خالدٍ مرة ً
وقد غاب في ذاته الأصلعُ
فقلتُ أشيخٌ كبيرٌ يناك
فقال أجلْ خَلِقٌ يُرْقَعُ
فقلت له على أربع
فقال نعم هكذا أنْجَعُ
إذا لم أكْبُ على أربعٍ(73/273)
فلمْ خلِقتْ لي إذاً أربعُ
تركت السجود لأربابه
فدعنيَ إذْ فاتني أركع
قبيحٌ بمثلي على سِنِّه
يناك فيُبطَح أو يُضجع
لأهلِ الجرائم وضْعُ الصدو
ر لا لي والمصرعُ الأضرع
فأعرضتُ عن رجلٍ فاسقٍ
لشيطانه فيه مُستمتَعْ
إذا فَعل السوءَ قال الخنا
ليشبه منظرَه المَسْمعُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وجهك يا شنطفُ هَولُ المُطَّلعْ
وجهك يا شنطفُ هَولُ المُطَّلعْ
رقم القصيدة : 61589
-----------------------------------
وجهك يا شنطفُ هَولُ المُطَّلعْ
يأخذني منه انتفاض وفزعْ
ويطلع النحس به إذا طَلعْ
يا ويح أثوابك لو قد تُنْتَزع
لنُزعتْ عن برص وعن لمُع
والرأسُ فيه قَزعٌ من القرع
والفرجُ كالبالوع ما شئتِ بَلع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا تناهٍ والتَّناهي انقطاعُ
يا تناهٍ والتَّناهي انقطاعُ
رقم القصيدة : 61590
-----------------------------------
يا تناهٍ والتَّناهي انقطاعُ
كن كما سمَّاك مولى ً لَكاعُ
كنْ لدنياهُ انقطاعاً وشيكاً
وانقلاعاً ليس فيه انخداعُ
وانصداعاً ليس فيه التئامٌ
وافتراقاً ليس فيه اجتماعُ
خُنه ما أعطاكَ معطِي العطايا
مثلما خان السحابَ انقشاع
فهْو للسلطان عُرٌّ وعارٌ
واتِّضاع ليس فيه ارتفاع
رقعة ٌ في الملك ليست بزينٍ
أيُّ ثوبٍ زَينتْه الرِّقاع
طَلُقتْ نُعْمى ابن مَعدانَ منه
بثلاثٍ ليس فيها رِجاع
أو بقول الناس عَوْداً وبدْءاً
يا لقومٍ باخ ذاك الشُّعاع
فتَرتْ تلك الرياحُ الجوارِي
كلُّها وانحطَّ ذاك الشِّراع
وَحَمت آلَ الفرات الليالي
أن يروْا أسرابَ نُعمى تُراع
أيها المصروع في كل حالٍ
استمعْ مني ففيك استماع
قد عجبنا أنك المرءُ يشقى
عنده ناسٌ وتحظى سباع
بيتُك البيت القصيرُ السَّوارِي
ما بنى فيه ضيوفٌ جياع
واستك الاستُ التي منذ شُقَّتْ
أبداً فيها فهودٌ شباعُ
أَيها المصروعُ من كلِ وجهٍ
صَرَعاتٌ ما جناها صراع
بل بغاءٌ مستحِرٌّ وخَبْلٌ
مستمرٌّ مذ غَذاك الرِّضاعُ(73/274)
صرعة ً بيدي لها فوك سلحا
من كلامٍ يجتويه السماعُ
بعد أخرى يلفظُ الثلطَ عنها
فقحة ٌ فيها هناك اتساع
قلت إذ قالوا جبانٌ كذبتم
وأثمْتُم بل شجاع رَوَاع
كلُّ صبرٍ كان في الناس طُراً
كُلفة ٌ والصبر فيه طِباع
أبداً عند ابن معدان فحلٌ
يُشْتَرى جهراً وأنثى تباع
همُّ أيرٍ ثَم نومٌ طويلٌ
وهمومٌ استٍ هناك القِراع
فإذا ليمت على ذاك قالت
ليس لي بالجاهلين ارتقاعُ
تعمر الحياتُ في كل يومٍ
منه حجراً ليس فيه امتناع
فقحة ٌ فيها اتساعٌ متى لم
يَحْشُه ضاقتْ عليه البقاعُ
هي في مقدار قُبلٍ ودُبرٍ
أفْضيا فالذَّرعُ ذرع مُشَاعُ
هل شجاعُ القوم إلا شجاعٌ
أبداً ينسابُ فيه شجاعُ
قيل إن العبد عبدٌ كفورٌ
ما لفحشاءٍ لديه قِناع
قلت لا بل ذاك عبد شكورٌ
يشكرُ المولى ومَفْساه باع
وترى البَلوى التي في حَشَاه
نعمة ً فيها لنفس متاعُ
ولدفعُ الفحلِ أشهى إليه
من دفاع اللَّه إذ لا دفاع
إن دنياً ملَّكتْهُ رغيفاً
لَمباحٌ ما لها بل مضاعُ
مُلحِدٌ لا يعبدُ اللَّه لكنْ
كلُّ غُرمولٍ قَفاه ذِراع
ومتى أنحى عليه جماعٌ
عدَّ أن قد كان منه الجماعُ
فله من ناكة ِ الرُّوم وُدٌّ
وله منهم أخوهُمْ سُواعُ
وله منهم أخوه يغوثٌ
وله منهُمْ يَعوقٌ مطاع
وله نسرٌ ولاتٌ وعُزَّى
ما له لا حُطَّ ذاك البَعاع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا بن شهرِ الصيامِ أنتَ رقيعُ
يا بن شهرِ الصيامِ أنتَ رقيعُ
رقم القصيدة : 61591
-----------------------------------
يا بن شهرِ الصيامِ أنتَ رقيعُ
ووضيعٌ كما يكون الوضيعُ
كلُّ شعرٍ جهدتَ نفسك فيه
وتكلَّفتَ نظمه تفقيعُ
لم يقله إلا مُوَطِّنُ نفسٍ
أنه عند بثه مصفوع
فاترك الشعر وارتدع من قريب
واعدُ عنه إلى الذي تستطيعُ
فستلهيك إبرة ٌ وخيوطٌ
وإلى الأصل ما تؤولُ الفروع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هبْكَ الفراتَ الذي بالروم مطلعِهُ
هبْكَ الفراتَ الذي بالروم مطلعِهُ
رقم القصيدة : 61592
-----------------------------------(73/275)
هبْكَ الفراتَ الذي بالروم مطلعِهُ
أليس والدجلة ُ والعوراءُ تقطعُه
منْ أنتَ يا من أبوه نصفُ ساقية ٍ
من ياشِكوتي وكيف الأرضُ ترضعهُ
أما رضِيتَ بأن تحظى ببيدرة
من كوخ مصلحة ٍ بالقلس تذرعه
حتى وليتَ رقاب الناسِ كلهُمُ
من شئتَ تخفضه منهم وترفعُه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ضراطُ ابن ميمون فيه سَعَه
ضراطُ ابن ميمون فيه سَعَه
رقم القصيدة : 61593
-----------------------------------
ضراطُ ابن ميمون فيه سَعَه
وضرْطُ أبي صالح فيه دَعَهْ
فيضرطُ هذا على رِجِلِهِ
ويضرطُ هذا على أربعهْ
إذا ما تضارط هذا وذا
سَمِعْتَ رُعوداً لها قعقعهَ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا كنتَ لا تستطيع الجما
إذا كنتَ لا تستطيع الجما
رقم القصيدة : 61594
-----------------------------------
إذا كنتَ لا تستطيع الجما
عَ وأنتَ لأهل الزنا مَجمعُ
فإنك في ذاك مثل المِسن
نِ يحدُّ الحديدَ ولا يقطعُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ادْعني يا أخا العلا وادع عوَّا
ادْعني يا أخا العلا وادع عوَّا
رقم القصيدة : 61595
-----------------------------------
ادْعني يا أخا العلا وادع عوَّا
ساً ولو كان قبل موتي بساعَهْ
ولك اللَّهُ والنبي وأهلو
هُ شُهوداً والمسلمونَ جماعهْ
أنني لا أرُوْعُ قلبك بالأكْ
لِ لما فيه عندكم من بشاعه
فإذا جاءني رسولُكَ أحكم
تُ أمورِي بالأكلِ قبل المجاعه
وتزوَّدْتُ عند ذاكَ من الما
ءِ بحسب الإمكان والاستطاعهْ
فإذا البَوْلُ لَطَّني لم يكن قصْ
دي إلى المُستراح والبلاَّعهْ
وتوجَّهْتُ في الخفاء إلى الشطْ
ط ففي مثله لمثلي قَناعه
وَفَرشْتُ المنديل تحتي وصيَّرْ
تُ تُكايَ خُفِّي مع الدُّراعه
فارضَ مني بذاك اليمين وإن
كان يميناً عليك فيها شَناعه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولحية ٍ يحملُها مائقٌ
ولحية ٍ يحملُها مائقٌ
رقم القصيدة : 61596
-----------------------------------
ولحية ٍ يحملُها مائقٌ(73/276)
مثل الشِّراعين إذا أشرعا
تقُوده الريح بها صاغراً
قوداً عنيفاً يُتعب الأخْدعا
فإن عدا والريح في وجهه
لم ينبعث في وجهه إصبعا
لو غاص في البحر بها غوصة ً
صاد بها حيتانَه أجمعا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لما تؤذن الدنيا به من شُرورها
لما تؤذن الدنيا به من شُرورها
رقم القصيدة : 61597
-----------------------------------
لما تؤذن الدنيا به من شُرورها
يكون بكاءُ الطفل ساعة َ يوضعُ
وإلا فما يُبكيه منها وإنها
لأَفسحُ مما كان فيه وأَوْسعُ
إذا أبصر الدنيا استهلّ كأنه
يرى ما سيلقَى من أذاها ويسمع
كأني إذا استهللتُ بين قوابلي
بدا ليَ ما ألقى ببابك أجمع
وفي بعض أحوال النفوس كأنها
ترى خلف ستر الغيب ما تتوقَّع
أقول لوجهٍ حالَ بعد بياضِه
وإسفاره واللون أسودُ أسفعُ
ألا أيها الوجه الذي غاض ماؤه
وقد كان فيه مرة يتريَّعُ
ذق الهُونَ والذل الطويل عقوبة ً
كذا كلُّ وجه لا يعفُّ ويقنعُ
وَفَرْتُ عليه الماء عشرينَ حجة
ففرَّق منه الحرص ما كنتُ أجمعُ
فلا تحْمِ أنفاً إن ضَرعْتَ فإنه
كذا كل من يستشعر الحرصَ يضرَع
سعيتَ لإيقاظ المقادير ضَلَّة ً
وما كانت الأقدَارُ لو نمت تهجع
ولو جهد الساعون في الرزق جُهدهم
لما وقعتْ إلا بما هي وُقَّعُ
أكنتَ حسبتَ الله ويحك لم يكن
تعالى اسمه إلا بصنِعك يصنع
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كيف يزهو من رَجيعُهْ
كيف يزهو من رَجيعُهْ
رقم القصيدة : 61598
-----------------------------------
كيف يزهو من رَجيعُهْ
أبدَ الدهر ضجيعُهْ
هو منه وإليه
وأخوه ورضيعُهْ
ليس يخلو منه إلاَّ
وقتَ ما لا يستطيعُهْ
ثم يُلجيه إلى ال
حش بصُغْرٍ فيطعيه
فإن استعصى عليه
فهْو لا شك صريعُه
ثم يُبدي منه صوتاً
وَدَّ لو صُمَّ سميعه
لَبِحسبِ المرء عاراً
يوجع القلبَ وجيعُه
أنه عبدٌ لجعسٍ
يشتريه ويَبيعُهُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا ما أغاروا فاحتوَوْا مال معشرٍ
إذا ما أغاروا فاحتوَوْا مال معشرٍ(73/277)
رقم القصيدة : 61599
-----------------------------------
إذا ما أغاروا فاحتوَوْا مال معشرٍ
أغارتْ عليهم فاحتوتْه الصنائعُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وأما نومُكُمْ عن كل خيرٍ
وأما نومُكُمْ عن كل خيرٍ
رقم القصيدة : 61600
-----------------------------------
وأما نومُكُمْ عن كل خيرٍ
كنوم الفهد لا يَخْشى دفاعا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لئن أخطأْتُ في مدحِي
لئن أخطأْتُ في مدحِي
رقم القصيدة : 61601
-----------------------------------
لئن أخطأْتُ في مدحِي
ك ما أخطأَتَ في منعي
لقد أَنزلتُ حاجاتي
بوادٍ غير ذي زرعِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قالوا هجاكَ أبو المزَّاق قلتُ لهم
قالوا هجاكَ أبو المزَّاق قلتُ لهم
رقم القصيدة : 61602
-----------------------------------
قالوا هجاكَ أبو المزَّاق قلتُ لهم
ولمْ هجاني فقالوا للذي بَلَغَهْ
أَنْهى إليه نصيحٌ غيرُ متَّهمٍ
أنْ قد تركتُ مَغيضَي عِرْسه رَدَغهْ
فقلتُ ما ناك مثلي مثل زوجته
لكنْ إخال عدوّاً كاشحاً نَزَغَهْ
وما أراه على حالٍ تعفُّ له
أنثى ولو حَمُقتْ حتى تكونَ دُغَه
تاللَّه تَغنَى بذاك القردِ غانية ٌ
وإن أجدَّ لها ثوباً وإن صبغَهْ
لا يهجونِّي فإني لستُ هاجيَه
ولا يرى ذاك مني أو يرى صُدُغَهْ
وما امتهاني به شعري وخِلقتُهُ
تهجوه عنِّي وعن غيري بكل لغة
سيَّان عندي أنالتني عَضِيهتُه
أم مصَّ بظْرَ التي أدته أمْ مَضَغَهْ
لا تَعجبوا أنَّ طولَ الصفع هوَّسَهُ
بل اعجبوا أن طول الصفع ما دَمَغَهْ
أبيْهقيٌّ تقولُ الشعرَ في زمني
أولى له ما لمثلي تنْبعُ النَّبغَهْ
لئن تصدَّى لِنَابَيْ حيَّة ٍ ذكرٍ
نضْنَاضة ٍ لا يبلُّ الدهرَ من لَدغَهْ
لمَا أدلَّ بمجلودٍ ولا كرمٍ
لكن بعرضٍ طويلِ الهونِ قد دبغَهْ
هاجيك يا نائك الحولاءِ في حرجٍ
ما قتْلُه وَزغاً يأوي إلى وزَغَه
أراه حياً وإن طالَ النقيقُ به
أقلَّ منه إذا ما فادغٌ فدغه(73/278)
يَحمي من القتلِ أوزاغاً تنقُّ لنا
دمٌ لهنَّ يعافُ الكلبُ أن يلَغَهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قبَّلتْه فمجَّ في جوفِ فيها
قبَّلتْه فمجَّ في جوفِ فيها
رقم القصيدة : 61603
-----------------------------------
قبَّلتْه فمجَّ في جوفِ فيها
ذَرْقَ بازٍ من ناطفٍ ممضُوغِ
يا لها ريقة ً لقد رشفتها
من فمٍ شَدْقمٍ رحيبِ الفُروغِ
ريقة ٌ لو تمُجُّ مجَّاً على الأف
عى لباتتْ بليلة ِ الملدوغِ
كرْهة ُ الريح تَزْهقُ النفسُ منها
مُرَّة ُ الطعْمِ فهي سلحٌ بِدوغِ
جشَّمتُها المُرَّيْن من حب أيرٍ
بالغٍ كلَّ مبلغٍ مبلوغ
حدثتني به كنيزة ُ عنه
غيرَ إفك من الحديث مَضوغِ
قلتُ هل يبلغُ اللهاة فقالت
أيْ لعمر الإله أيَّ بلوغِ
أوْقَح الناسِ كلِّهم ليس يخفى
ذاك في جلدِ وجهها المدبوغ
لستُ أَرْبي بقدرها عن تاللّ
ه ولكن بثوبها المصبوغِ
وبقدرالغناءِ إذا تدَّعيه
لا بحقٍّ بل باطل مدْمُوغ
قد مَججْناكِ يا كنيزة ُ رِيّاً
فانبُغي في زناكِ كلَّ نُبُوغ
وأديمي ليَ الصدودَ ورُوغي
عن وصالي فَمُنْيتي أن تروغي
أنا في نعمة ٍ بصدِّك عنِّي
أكَّد اللَّهُ نِعمتي بالسُّبوغ
لو تسوَّغتِ في الحلوقِ بشهدٍ
أو رحيقٍ مُشعْشعٍ لم تَسُوغي
لم تروغي عن المحجة في وصْ
لك بل أنتِ شكلة ٌ لم تروغي
أنتِ والعبدُ جيفة ٌ صادفتها
كلبة ٌ في الدماءِ ذاتُ ولوغ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا رامياً غَرَضَ القطي
يا رامياً غَرَضَ القطي
رقم القصيدة : 61604
-----------------------------------
يا رامياً غَرَضَ القطي
عة ِ بالجفاء مُبلِّغا
قد قلتُ إذا حاولتَها
بلغَ المحاوِل ما ابتغَى
ما كان ودٌّ خُنْتَه
حظّاً فخُنْه مسوَّغا
لهفي لأيامٍ مضت
مشغولة ً بك فُرَّغا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قال يوماً لأسودٍ
قال يوماً لأسودٍ
رقم القصيدة : 61605
-----------------------------------
قال يوماً لأسودٍ
ناكه وسط ممرغهْ
حُكّ دَرْزي بخصْتيتيْ
ك قليلاً بنغنغه(73/279)
ثم قَفِّ بضرطة ٍ
ذاتِ هولٍ مترغه
قال
واللَّه بيَّغه
قلتنكها فإنها
فقحة ٌ تعرف اللغه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وبديعٍ من البدائع يَسْبي
وبديعٍ من البدائع يَسْبي
رقم القصيدة : 61606
-----------------------------------
وبديعٍ من البدائع يَسْبي
كل عقلٍ ويطبيَّ كُلَّ طرْفِ
وُفِيَ الحسنَ والملاحة َ حتى
ما يُوفِّيه واصفٌ حقَّ وصفِ
قدحٌ كان للرشيد اصطفاه
خَلَفٌ من ذكوره غيرُ خَلفِ
كفَم الحِبِّ في الحلاوة ِ بل أح
لى وإن لا يناغي بحرف
صيغ من جوهرٍ مصفّى ً طباعاً
لا علاجاً بكيمياء مُصَفِّ
تنفذُ العينُ فيه حتى تراها
أخطأتْهُ من رقَّة المستَشَف
كهواءٍ بلا هباءٍ مَشوبٍ
بضياء أَرقِقْ بذاك وأصف
وَسَطُ القدرِ لم يكبر لجرَّع
متوالٍ ولم يُصغِّر لرِشف
لا عجولٌ على العقول جهولٌ
بل حليمٌ عنهنَّ في غير ضَعفِ
يُمْتع الشاربين بالشُّرب فيه
وبلذَّات كلِّ قصفٍ وعَزفِ
ما رأى الناظرون قدّاً وشكلاً
فارساً مثلَه على بطنِ كف
ليس يخلو إذا تعاطاه قومٌ
من أكفٍّ يمْسحْنه بتحَفِّي
ما رأوْهُ إلا اسُتِخفَّ حليمٌ
لم يكن قبل ذاك بالمستخَفِّ
تُؤثرِ العينُ أن تَنزَّه فيه
عند قول الكرى لذي العين أغفي
فيه نونٌ معقربٌ عطفَتْهُ
حكماءُ القيونِ أحسنَ عطف
مثل عطفِ الأصداغ في وَجَناتٍ
من غزالٍ يُزهَى بحسنٍ وطرف
ذَخرتْهُ لك العواقبُ عندي
يتخطاه كلُّ حينٍ وحتف
فتمتعْ به وعِشْ في سرورٍ
ألفَ عامٍ ولستُ أرضى بألف
ثم إني مشمِّرٌ من ثيابي
فمُلاقيكَ من عتابي بزحف
أمِنَ العدلِ أن حُرمْتُ وغيري
من عطاياكَ بين غَرفٍ وجَرف
عَمَّ من عَمَّ مدحُه الناس طرّاً
منك جودٌ سماؤه ذاتُ وكف
وعداني أن أستخِصَّك مدحي
يابن يحيى وتلك خُطة ُ خسف
ليس ترضى بما فعلتَ قوافٍ
أنت منها مصدِّرٌ ومُقفِّي
مِدَحٌ فيك صنْتُها كلَّ صونٍ
تحت عِرضٍ ظَلِفْتَه كلَّ ظلفِ
بعضها قد بدا وبعضٌ يُراعي
أن يُرى للعطاء موضعَ كشفِ
لا تُكذِّب مَخيلة ً لك أضحتْ(73/280)
يخطفُ الطرفَ لمعُها كلَّ خطفِ
لُهوة ٌ أو فإسوة ٌ يابن يحيى
أتأسَّى بها فتُبرد لهفي
رِش جناحي أوْ سمِّ لي مُستريشا
لك أضحى وريشُه غيرُ وحفِ
وعليَّ فارطَ العتاب فإنِّي
واطىء ٌ من مَعاتبي كلَّ رضْف
قائلٌ فيك للعدوِّ مقالاً
فيه كبْتٌ له وإرغامُ أنف
أيهذا المُسائلي بعليٍّ
أنا طَبٌّ به فسائل وأحْفِ
لعليٍّ في ذِروة المجد بيتٌ
لم يسقَّف سوى المساءِ بسقف
شاد بنيانه إلى النجم جودٌ
يهدمُ المالَ باعتداء وعسفِ
يا لقومٍ لجوده كيف يَبني
وهو سيلٌ وكلُّ سيل معفِّي
لو تكون الجبالُ مالاً أو البح
رُ لغاداهما بنسفٍ ونزف
هل تراه ومالهُ غيرُ نهبٍ
أم تراه وجاهُه غيرُ وقف
ما يرى نُهزة ً من العُرفِ إلا
ثَقفتها يدُ امرىء ٍ منه ثَقْف
قُذِفتْ خِيفة ُ الملامة منه
في فؤادٍ مشيَّع كلَّ قذف
فهو ما شئتَ من جبانٍ شجاعٍ
آمنٍ راجِف الحَشا كل رجْفِ
حاسرٍ للسِّلاح مجتابِ درعٍ
دون أدنى قوارِص القول زَعْفِ
يتَّقي نفحة َ اللسانِ ويغشى
كلَّ طعن وكلَّ ضرب طِلَخفِ
يَقْبلُ البخس في الثناء عليٌّ
ويكيل الجزاءَ كيلَ مُوفِّي
ما أفترينا في مدحه بل وصفنا
بعض أخلاقه وذلك يكفي
لو مدحناه بالذي ليس فيه
وقعَ المدحُ منه موقعَ قَرْفِ
ولكُنَّا كناحِلي المسكِ عَرفا
من سواه مكانَ أطيبِ عَرِفِ
ما لنا في مديحه غيرُ نظمٍ
للمساعي التي سعاها ووَصْفِ
هذه غيبتي برغم عدوٍّ
يَغضفُ الأذْنَ دونها كلَّ غضفِ
وبرغم اللُّهَى التي راغمتني
فهي عني مصروفة ٌ كلَّ صرفِ
من يكن كهفُه سواك فحسبي
بك في النائبات من كلِّ كهفِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حاجتي أيها الأمير كتابٌ
حاجتي أيها الأمير كتابٌ
رقم القصيدة : 61607
-----------------------------------
حاجتي أيها الأمير كتابٌ
لا يُخَلُّ التوكيدُ منه بحَرفِ
ساحرٌ ماهرٌ لو استعطف البي
ضَ لِشيبِ الرجال جُدن بعطفِ
فيه من نجحه رُقى ً نافذاتٌ
آخذاتٌ بكل سمعٍ وطرفِ
يُنزل القطر من ذرى المزن عفْواً(73/281)
ويحطُّ الوعول من كلِّ كهفِ
زلِّ عن نية ٍ فساعد فيه
حُسنَ معناه حسنُ لفظٍ ورصفِ
وأتى من وفائه بغية َ النف
س يَمسُّ العليل مسَّاً فيشفي
واصفٌ حرمتي وواجبَ حقِّي
ومكاني لديك أبلغَ وصفِ
شافع لي إلى سميِّك في إج
راء ألفٍ له حقيقة ألف
واختيار المكان ما استطاع لآسمي
مع تعجيله سراحي وصَرفي
وليضفْ ذلك الأمير إلى ما
هو مُجدٍ من سيْب أفضل كفِّ
فقديماً ما جاد بالمال والجا
ه وأنفُ العدوِّ أرغمُ أنف
ليس ممن يُسدُّ دون وليٍّ
بابَ عُرفٍ لفتحه باب عُرف
ولئن أصبحتْ أياديك شَفْعاً
كلُّ إلف منها مقارنُ إلفِ
فاليمينان يفعلان جميعاً
فوق ما تفعلُ اليمينُ بِضعفِ
ولهذا أدَّاهما ذو اليميني
ن تراثاً إليك يا خير خَلْفِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وصاحبٍ لم يكن ليصحبَهُ
وصاحبٍ لم يكن ليصحبَهُ
رقم القصيدة : 61608
-----------------------------------
وصاحبٍ لم يكن ليصحبَهُ
مثلي لولا صَبايَ أو خَرَفي
ظلمتُ نفسي به فأنصفني
بصونه عن سَفاله شرَفي
دابَرني فانصرفتُ عنه فأح
مدتُ بحمد الإِله مُنصرَفي
وكنت أعطي مودَّتي سرفاً
فقد تركتُ القبيح من سرفي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أبا إسحاق وآقلبْ
يا أبا إسحاق وآقلبْ
رقم القصيدة : 61609
-----------------------------------
يا أبا إسحاق وآقلبْ
نظمَ إسحاق وصحِّفْ
واترك الحاءَ على حا
لٍ فما للحاء مَصرِفْ
يشهد اللَّه لقد أص
بحتَ عين المتخلِّفْ
لا عزيزاً تظلم النا
س ولا حرّاً فَتُنصِفْ
يا مرجّى ً غير مُجدٍ
وظنيناً غيرَ مخلف
يا عذابَ المجتَديه
وغُرورَ المتعفِّف
يا فقيد المثلِ والحا
مدِ موجودَ المعنِّف
لك في الناس نثا ذك
رِ كثير المتأفِّفْ
إن من ضيَّع مدحاً
فيك والمُسرف مُسرفْ
لَكَمنْ ألقى ثمين الدْ
دُرِّ في حَشٍّ مجيَّف
لم أجدْ عُذرَك للمح
تالِ فيه المتلطِّف
غيرَ بطنٍ لك سأْ
آلٍ إذا أصبحت مُلحف
ليس في مالك عن بط
نك من فضلٍ فيُردِف
يا عدوّ الزاد يا ثُع(73/282)
بان موسى المتلقِّف
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مدحتُ سليمان الذي قيل إنه
مدحتُ سليمان الذي قيل إنه
رقم القصيدة : 61610
-----------------------------------
مدحتُ سليمان الذي قيل إنه
كريم وبعضُ القول زورٌ وزخرفُ
مديحاً إذا ما الطيرُ مرَّت رِعالُها
بمنشده ظلّت هنالك تعكُف
فما نلتُ منه نائلاً غير أنني
عرفت بشأو العبد كيف التخلُّفُ
وما كان مدحي من طريدِ هزيمة
على عَقِبيه سلحهُ بعدُ ينظُفُ
حديثٌ بأطراف الأسنة ِ عهدُه
فأحشاؤه من شدة الخوف ترجُف
فيا أسفي أن نِيط مدحي بمثله
ويا أسفي أن كان حظي التأسفُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قِرنُ سليمانَ قد أضرَّ به
قِرنُ سليمانَ قد أضرَّ به
رقم القصيدة : 61611
-----------------------------------
قِرنُ سليمانَ قد أضرَّ به
شوقٌ إلى وجهه سيدنفُهُ
أعرض عن قِرنه وصدَّ فما
أصبح شيء عليه يعطفُهُ
كم يَعِدُ القرنَ باللقاء وكم
يكذبُ في وعده ويُخلفُه
لا يعرف القِرنُ وجهَه ويرى
قَفاه من فرسخ فيعرفُهُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما القلبُ في إثْرِهم بمختطَفِ
ما القلبُ في إثْرِهم بمختطَفِ
رقم القصيدة : 61612
-----------------------------------
ما القلبُ في إثْرِهم بمختطَفِ
ولا بذي صبوة ٍ ولا كلِف
سلوتُ عن خِطة الخليط وعن
مرتبَع منهم ومخترفِ
إن محلَّ الأنيس بعدَهُمُ
للمرء ذي السنِّ شرُّ معتكَف
وصلُ الغواني صبا الشباب وغش
يان المعاني حقّاً صبا الخَرِف
فعدِّ عن ذكرهم وعن دِمنٍ
بمَدرجٍ للرياح منتسَف
ما رعينا عهدَ كلِّ خائنة ٍ
قاسية ٍ غير ذاتِ منعطف
تحميك معروفَها الممنَّع بال
بخل ولينَ المردِّ بالصَّلف
بيضاء قد شيف خَلْقُها وأبى
مذموم أخلاقها فلم يُشَفِ
تضمَنُ عن وجهها ومخبرِها
حُسنَ رُواءٍ وقبح مُنكشَف
منَّاعة ٌ نَيْلها المحبَّ وما
تنفكُّ من صدِّها على خففِ
من اللواتي إذا ظفِرن بنا
أنزفن ألبابنا سوى نُزَف
حُكَّمن فينا فما عدَلن وإن(73/283)
عُدِّلن بين الجفاءِ والقَضف
كم من دموعٍ سفحنها هدرٍ
ومن دماءٍ سفكنها ظلف
بكل أحوى أحمَّ في حوَرٍ
وكل أقنى أشمَّ في ذَلف
مضى أوان الصبا وحينُ البِطا
لات وهذا أوانُ مصطَرِفِ
ولائمٍ أنْ حللتُ شاهقة ً
تزلُّ منها الوعول عن قنَف
لم ير لي خلّة ً تُعاب سوى ال
خَلة أو رغبتي عن الحِرف
صدقُ يقينٍ أن لا مقدِّر لل
أرزاق إلا مخلِّقُ النُّطف
قلتُ وقد لام في القناعة بال
مجد وحلفِ المعاش ذي الشظف
همُّ رجال العلا تنافسُهم
فيها وهم الحمير في العلف
ما سرَّني اللؤم والغضارة ُ في ال
عيش بديلاً بالمجد والقَشَف
لي عفة ٌ حسبُ من تكون له
من الغنى غُفَّة ٌ من الغُففِ
كأن كفِّي بها مملَّكة ٌ
دجلة َ تسقي منابتَ السَّعف
ما قصَّر العسر بازدلافي لل
مجد مُشيحاً في كل مزدَلف
أرِقَّ مالي ولو أشاء لأص
بحتُ وأمسيتُ منه في كَثَفِ
إني أعافُ الخبيث يعلمُه ال
لَّه إذا ما الخبيثُ لم يُعَفِ
أطمحُ كالنَّسر في السُّكاك ولا
أخْلدُ إخلادَه إلى الجيف
شاد لي السُّورَ بعد توطئة ال
أسِّ أبٌ قال أنت للشرف
وأبذل البلغة َ الكفاف من ال
قوت إذا ما المستضيف لم يُضف
أبني البناء الذي يقيم على ال
دهر ويُودي خَوَرْنقُ النجف
وأرتجي أن تدوم لي دِيمٌ
من عارض في السماء ذي وَطَف
أعني أبا الصقر أنه ملك
في منصبٍ للعيون مشترف
من معشر فيهم السماحة ُ وال
حلم وفيهم قَعاقع الحجَف
أرْكبَه الله ذروة ً تمكتْ
من شرفٍ من يكن بمرتدفِ
يا راكباً نحوه ليسأله
يمِّمْهُ واحرف بكلِّ محترف
ولا تَشُحَّنَّ أن تُشاركَ في
جدواه فالبحرُ غيرُ منتزف
بلِّغه مدحي فإنه كَلمٌ
يفْعَمه مسْكُه ولم يُذَف
من قولِ علاَّمة له لججٌ
يغرق فيهن صاحب النُّتف
قلْ لأبي الصقر قولَ ذي سددٍ
قرطسَ بالحقِّ غرَّة الهدف
يا أيها السيد الذي اعترفتْ
له الصناديدُ كلَّ مُعترَف
أصبحتَ يُطريك كل مضطغنٍ
منحرفٍ عنك كلَّ منحرَفِ
أنطقه فضلُك المبرِّز بال
حقِّ فأداه غير مُعتنَف(73/284)
وأصدقُ المدح مدحُ ذي حسد
ملآن من بغِضة ٍ ومن شنَف
أنت الذي أخصبتْ رعيتُه
حتى شكا البُدْنَ صاحبُ العَجف
واتسق النَّظمُ في النظام به
فائْتلف الشملُ كلَّ مؤتلف
وأنصف الظالم المظلَّمَ فال
عصفورُ جارُ العقاب في لَجَفِ
تكد للمجد كدحَ مجتهدٍ
أو لمحلِّ النعيم والترف
ما زلتَ تسعى لكلِّ صالحة ٍ
وإن تكلَّفتَ أثقل الكُلفِ
تجري إلى كل غاية ٍ شَططٍ
وتنتوي كلَّ نية ٍ قَذفِ
يا مُحييَ الشعرِ والسماح وقد
كانا جميعاً مُضَمّنَي جَدف
أدْعَى كتابٍ إلى الجميل وأوْ
عاه لما يُشتهى من الخُرف
يا مُبرىء الحِسبة التي سَقُمتْ
بل التي أشرفتْ على التَّلف
دوايتَ أدواءها وقد دنِفتْ
حيناً من الدهر أيَّما دنفِ
براجح الوزن من سَراة بني ال
عباس يقفو مذاهب السَّلفِ
أبلجُ يجلو بضوء غُرَّته
ونور تقواه حالكَ السُّدفِ
إذا رأى وجهه ومنصِبه
ضنَّ بذاك الجمال والشَّرف
فعفَّ عن كل ما يشينهما
وكفَّ أحكامه عن الجَنَف
ينهاه عن مَأثمٍ تُقى ورعٍ
فيه وعن مَدْنسٍ نُهي أَنفِ
له ذكاءُ الفتى وقد كمُلتْ
فيه على ذاك حُنكة ُ النَّصفِ
ممَّن إذا الغمر رَام مغمزه
لم يؤتَ من قسوة ٍ ولا قصفِ
يغدو شديداً على المُريب وتَلْ
قاه لمن تاب ليِّن الكنفِ
يذعَرُ بالهيبة الهزبر ويس
تَنْزِلُ بالعدل أعْصَمَ الشَّعف
فلو يرى هَدْيَه النبيُّ أو ال
عباسُ قالا بوركتَ من خلف
كم قائلٍ صادقٍ وقائلة ٍ
لمن يخاف العداء لا تخف
إن مقام المظلومِ عند أبي ال
عباس أضحى مقام مُنتصِفِ
شمَّر للقوت وهو من ذَهبٍ
عزّاً وللنقد وهو من خزفِ
فأوسع الفاسدين مصلحة ً
في غير إثمٍ هناك مقترفِ
ونكِّل الباعة التي عَمَرتْ
تجمع بين التطفيف والحشفِ
وأنكر النُّكر بعدما اكتنَت ال
فتنة ُ في فتكها أبا دُلفِ
يفديه آمينَ كلُّ ملتحِفٍ
على الخيانات كلَّ ملتحَفِ
واسعدْ به أيها الوزير فقد
أُعطيتَه طاهراً من النطف
قلَّدك اللَّه منه لؤلؤة ً
كم صانها عن سواك بالصَّدفِ
قلَّدتَهُ أمَرنا فقام به(73/285)
غير أخي لُوثة ٍ ولا لفَف
ومثلُك اختار مثله وكذا
من كان بالمسلمين ذا لطف
أقسمتُ ما في الذي تسوس به الدْ
دين ومُلكَ الملوك من وكَف
كلأَ ولا سرت بالرَّعية في ال
وَعْث فأتعبْتَها ولا الظَّلف
بل أنت ذو السيرة التي قصدت
قِدماً وحادتْ عن كلِّ معتسَف
وهكذا سيرة ُ الجواد إذا
لمْ يؤتَ من هُجنة ٍ ولا قرف
يختلف الناسُ في سواك وما
تُوجدهم موقعاً لمختلف
أنت الذي أجمعتْ جماعتهم
أنك من لا يشولُ في الكفَف
جمعت ما يجمع الوزير فما
تنفكُّ من حاسدٍ على أسف
إرْبٌ يُكاد العدى به وندى
يَقْرنُ بين القلوب بالألفِ
ذهبتَ بالدَّهْى والسماح معاً
والناسُ من ذاك وذاك في طرفِ
وأنت كالبحر لا كِفاء له
في بُعْد غورٍ وقُرب مغترفِ
وحلمُك المنقِذُ النفوسَ إذا
أشرفن من معطَبٍ على حَففِ
أنْسيتنا جودَ حاتمٍ وحجى
عمرو الدواهي وحلم ذي الحنفِ
ولو تبذَّلتَ للحروب للألْ
فيتَ شبيهاً بالليثِ ذي الغَضفِ
لا سَبِط الخطو في المَهارب حا
شاك ولكن في كل مُزدَحف
خذْها مديحاً كأنَّه وُشُح الدْ
دُرِّ إذا ما جرتْ على الهَيَف
أحلى مذاقاً على اللسان من الشْ
هَدِ بماء الغمام في الرَّصف
مدحٌ رأى أنك الكفيُّ له
فلم يجد عنك وجهَ منصرَف
وكلُّ مدح يقال فيك إلى التْ
تقصير أدنى منه إلى السَّرَف
نُهدي لك الشعرَ ثم نحقرُهُ
وإن غدا من نفائس التُّحف
لأنه ليس فيك من بِدع ال
أشياء كلاًّ ولا من الطُّرف
ولا نرى أنه يَزيدك في
مجدك من مُتْلدٍ ومطَّرف
ما يرفع الشعرُ أو يشرِّف من
بدرٍ بزُهر النجوم مكتنف
ينزل من مجده وسؤدَدِه
بين قديم وبين مؤتنف
العصر العباسي >> ابن الرومي >> دهرٌ علا قدرُ الوضيع به
دهرٌ علا قدرُ الوضيع به
رقم القصيدة : 61613
-----------------------------------
دهرٌ علا قدرُ الوضيع به
وهوى الشريف يحطُّه شرفُهْ
كالبحر يرسب فيه لؤلؤه
سِفلاً وتطفو فوقه جِيَفه
فاصبر على هول الخطوب لها
قلبٌ نماه إلى العلا سلفُهْ
لا مُظهراً في عَقب نائبة ٍ(73/286)
أسفاً وليس يقوده شَعفه
طوعَ الصديق يقود رِبْقته
لا بُطؤه يُخشَى ولا عُنفه
نِكْلِ العدوِّ يرى به أسفاً
جهْماً عبوساً مُوحشاً كنفُه
فلقلَّ ما أنحَتْ على أحدٍ
بالجور إلا سوف تنتصفه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> له شِمالان حاز إرثَهُما
له شِمالان حاز إرثَهُما
رقم القصيدة : 61614
-----------------------------------
له شِمالان حاز إرثَهُما
عن ذي اليمينين شَدَّ ما اختلفا
ما أبْيَن اليُمن في نقيبته
على أعاديه حيث ما انصرفا
بجود ما انقادتْ البلادُ له
حتى إذا ما استثارها ضعُفا
كأنَّه الدهرَ من هزائمه
يلعنه الله أينما ثقِفا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا زلتَ غوثاً إذا ناداك ملهوفُ
لا زلتَ غوثاً إذا ناداك ملهوفُ
رقم القصيدة : 61615
-----------------------------------
لا زلتَ غوثاً إذا ناداك ملهوفُ
بحيث أنت ومن والاك مكنوفُ
تا للَّهِ ما ضاع معروف نَفَحْتَ به
نحوي ولا بار مدح فيك موصوف
قد قلت إذ طلعتْ نعماكَ تخبرني
إني بفضلك ما عُمِّرت ملْحوفُ
لا يعتبد أحدٌ شعري بنائله
فإنه بأبي العباس مظلوفُ
أيقنتُ إذا وامضتْني منك بارقة ٌ
أني بسيبك مربوعٌ ومخروفُ
ما زلتُ أذكر معروفاً بعثت به
خلفي وقصرك بالمدّاح محفوفُ
والفلْس ربٌّ يخرُّ الساجدون له
والشعر منصرَفٌ عنه ومصروفُ
وآمرين بغير الرشد قلتُ لهم
لا ألفِظُ العذبَ إن العذبَ مرشوف
تاللَّه أبى قليلاً طاب ملبسه
وهل قليلُ مُسوس الماء معيوف
أليس قد جاءني والطير ساكنة ٌ
والنفس آمنة ُ والوجه مكفوف
أنَّي أُرتّبُ شعري فوق نافلة ٍ
عاجتْ عليَّ ووجه الرِّزق مصروف
لئن زهوتُ بشيء لا زمان له
إنِّي إذاً لزهيد الرأي مضعوف
لو كنتُمُ من ذوي التمييز أعجبكم
زوٌجٌ إلى زَوجة ٍ تهواه مزفوف
عُرفٌ يزُفُّ إلى كفٍّ مدفَّعة ٍ
طرف العيون بنور اللَّه مطروف
ما أستقلُّ قليلاً أنت باذله
ذكراك إيايَ بالمعروف معروف
أليس قد لاحظتني منك خاطرة ٌ
إن الشريف لمِن دوني لمشروف(73/287)
وجهْتَ نحويَ معروفاً تعاظمني
إلاَّ لقدرك إن الحق مكشوف
والعودُ أحمد قولٌ قد جرى مثلاً
وعرفُ مثلك بالعوداتِ موصوف
فأَجره ليَ إن النفس قد ألِفتْ
آثار كفيك والمعروف مألوفُ
لا ينقطعْ وثنائي غيرُ منقطعٍ
كلاّ بل الحِسْي قبل البحر منزوفُ
جدواك أكرمُ من أن لا أصادفها
وقفاً ومدحي عليك الدهرَ موقوفُ
قد سار باسمك مدح لم أوفِّكه
وقد يبلِّغك الغاياتِ محذوفُ
فاكمل بحيث ترى فيه نقيصَتَه
فالبدر وافٍ بحيث الشهر منصوفُ
يا أحمد الخير يا من لا يعدُّ له
بدءٌ جميل بسوءِ العوْد مخلوفُ
سلِّم من الريث والإقلاع جائزتي
فالعُرف بالريث والإقلاع مأْووفُ
وما أزيدك إقبالاً على كرمٍ
وإن غَدا وهو عند الناس مشنوف
أنت الذي لو سكنّا ظل يعطفُهُ
لينُ المهزِّ إذا ما اكتزَّ معطوف
قد كان يحميك حمدَ لناس علمُهُمُ
بأن قلبك بالمعروف مشعوف
وواضعٍ قدماً في المجد قلتُ له
إن المقام الذي حاولتَ زُحلوف
خلِّ العلا لأبي العباء يكفِكَها
وألعب فحسبُ وليد الحي خُذروف
فتى له عزماتٌ في مذاهبه
تمضي فتقضي وصفُّ الزحف مصفوفُ
يا من يعاديه مهلاً إنه رجلٌ
مزلزَلٌ بأعاديه ومخسوفُ
يكيدُ فالسيف مقطوعٌ هناك له
والدرع مهتوكة ٌ والرمح مقصوفُ
فقِرنه الدهرَ مغلوبٌ وهاربه
طِلبٌ ولو حملته الريح مثقوفُ
سالمه تسلمْ وإن خالفتَ موعظتي
فأنت في مخلب العنقاء مخطوفُ
خُذها فإنك أخَّاذٌ نظائِرها
منوَّه بك في العزَّاء مهتوف
يا أجبن الناس من ذمٍّ وأجرأَهم
والجيشُ بالجيش في الهيجاء ملفوف
يا راعياً أصبح القوم الخِماص به
في بِطنة ٍ ما لمن ضافته شُرسوفُ
ولِّيت أمراً فلا المُرعي أمانتَه
فيها مخونٌ ولا المرعيُّ معسوفُ
يا من إذا اختبرت يوماً مذاقتُه
ففيه طعمان معسول ومذعوفُ
يا من مَعاطفه لا الصمُّ حاش له
ولا مكاسره الخوّارة الجُوف
أدعوك دعوة َ ملهوفٍ معوّلة ٌ
وكم أجيب بغوثٍ منك ملهوف
وإنِّني لأرجِّي منك تلبية ً
وذاك في قلب من يدعوك مقذوف(73/288)
كأنني بك قد أَلْبستني نِعَماً
كأنَّها الفُوف لا بل دونها الفوفُ
ولان لي كلُّ شيء بعد قسوته
فالجذْعُ جُمَّارة ٌ والعظمُ غضروفُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أنا غيرانُ ولا زوجة َ لي
أنا غيرانُ ولا زوجة َ لي
رقم القصيدة : 61616
-----------------------------------
أنا غيرانُ ولا زوجة َ لي
بل على النعمة عند ابن خلفْ
ويمينُ الله لو أن يدى
ملكَتْ تنكيرَ نُكرٍ ما طَرفْ
أسفي لو أن قولي أسفي
كان يشفينيَ من حر الأسفْ
كيف لا يغضبُ حرٌّ ماجدٌ
فاتك الهمة من أهل الأَنف
يا بني العباس أنتُمْ عِترة
طَهُرتْ من كل رجسٍ ونَطَف
قد رمى الناس به أختكمُ
من سفيهٍ وحليم مُسْتَخف
زعموا لما رأوا أختكمُ
أسرفتْ في أمره كلَّ السرف
إن هذا الأمرَ أمرٌ معوِرٌ
دونه سِتر رقيقُ المستشَف
ولقد مانُوا وقالوا باطلاً
غير أن السهمَ قد ناغَى الهدف
فاغسلوا العار الذي لِيط بكم
بدم الخلاَّل غسْلاً في لَطف
لهف نفسي أن عِلْجاً مثله
ناعمُ البال وأنتم في شظفْ
وله آنية ٌ من فضة ٍ
بعدما كانت رواقيدَ خزف
لو تراه ثانياً من عِطفه
مائلاً في السَّرج من فرط الصلفْ
شامخاً بالأنف من نخوته
فهو لم يُسترعَف الخل رَعَفْ
لرأتْ عيناك منه عجباً
مُنسِياً كل عجيبٍ مطَرف
نحن أحياء على الأرض وقد
خسفَ الدهر بنا ثم خَسف
أصبح السافلُ منا عالياً
وهوى أهل المعالي والشرف
ربِّ أنصفني من الدهر فما
ليَ إلا بك منه منتصَف
فاستجب يا ربِّ وارحم دعوة ً
من لهيف القلب ذي دمعٍ ذَرِف
وأَدِلْنا من زمان جائرٍ
واسمعن يا رب منا وانتصِف
من غَشومٍ كلما لِنَّا له
زاد بغياً وتمادى في العُنف
كأخي الثأر الذي قد فاته
طلبُ الثأر فأضحى ذا أسف
يسفُل الناس ويعلو معشرٌ
قارفوا الأقرافَ من كل طرف
ولعمري إن تأملناهُمُ
ما عَلوا لكن طفوْا مثل الجيف
جيف تطفو على بحر الغنى
حين لاتطفو خبيئاتُ الصدف
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لِيوقن من يعارضني بأنِّي
لِيوقن من يعارضني بأنِّي(73/289)
رقم القصيدة : 61617
-----------------------------------
لِيوقن من يعارضني بأنِّي
سأرهق ما بنى مبنى مُنيفا
فإن أربى عليَّ بنيتُ قصراً
يطول بسُوره الشرف الشريفا
فإن أربى عليَّ بنيتُ طوداً
يجوز النجم والسقف المطيفا
نظرتُ بعين إنصافٍ وعدلٍ
فلم أرَ قطُّ ميزاني خفيفا
ولم أرَ هائبي إلا قويَّاً
ولا مُستضعفي إلا سخيفا
فتى الكُتَّابِ لا تَعرِض لشعري
فتظلمَ صاحباً مولى حليفا
أعِدْ نظراً وكن حَكَماً فإني
أراك فقيه طائفة ٍ حنيفا
وقل في صاحب لم يُلفَ إلا
حكيماً في مذاهبه ظريفا
أَريباً في مآربه أديباً
لبيباً في مخاطِبه حصيفا
نزيهاً في مطالبه نبيهاً
عفيفاً في مكاسبه نظيفا
شريفاً في مَناسبه عريقاً
خفيفاً في ملاعبه ذفيفا
تفرَّد بالكتابة ثم أضحى
يُنازعني القريضَ لكي يحيفا
حوى دوني الحليلة َ ثم أنحى
يُريغ إلى حليلته اللطيفا
كربِّ التسع والتسعين أضحى
يُنازعُ ربَّ واحدة صعيفا
إخالُك تؤنس العدوان منه
وترضى بالملام له رديفا
وأنت الخصم والحَكَم المنادَى
فقلْ سَدداً وأنجدْ مستضيفا
وسدِّدْ في معاملتي وقاربْ
ولا تكُ في محاربتي عنيفا
ولا تعرِضْ لواحدتي وأقبل
على الكبرى وكن رجلاً عفيفا
ولم أمنعك وِردَ البحر كلا
ولا إلطافَهُ اللطف الطريفا
ولكن دع زحامي في طريقي
فإنك واجد سعة ً وريفا
وإن لم تهوَ إلا السير فيه
فإنك لن تصادفه مُخيفا
رضيتُ وإن قذيتُ بكل شيءٍ
رضيتُ به ولم أخلق طفيفا
فدونك طاعتي وصريح ودِّي
وهبتُ لك الوصيفة َ والوصيفا
ولو خَصمٌ سواك أراد ظُلمي
لأسمعتُ الأصمَّ له حفيفا
بأمثالٍ من المَثُلاتِ شُنْعٍ
تسير فتخرق الأفق المُطيفا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا آل وهبٍ ألا يَنْهَى سماحُكُم
يا آل وهبٍ ألا يَنْهَى سماحُكُم
رقم القصيدة : 61618
-----------------------------------
يا آل وهبٍ ألا يَنْهَى سماحُكُم
إلحاحَ كلِّ ملثِّ الودق وكَّافِ
أآنس الغيثُ ضعفاً من أكفِّكُمُ
بل ساجلتْه فاغْرتهُ بإسرافِ(73/290)
شبهتُه بنَداكم عند غتِّكُم
بفضلكم كلَّ إسرافٍ وإلحافِ
تاللَّه أجهلُ ما عُقبى مؤمِّلكُمْ
علمي بفوز يديه علمَ عرَّاف
أصبحتُمَ شأتكمْ إثباتُ أجنحة
وشأنُ سابور قدماً نزع أكتافِ
من ذا يُساويكُمُ أَمَّن يقاربكم
في رُحب أفنية ٍ أو لين أكناف
أو حلم أندية أو خصبِ أودية ٍ
أو طيبِ أردية ٍ أو حسنِ أعطاف
كفيتُمونا خطوباً لا كفاءَ لها
يا آل وهبٍ كفانا فقدكُمْ كافي
ما نسألُ الدهر إتحافاً بغيركُمُوافرنَذيري من عسى ولعلَّ نسيومن أختيهما حتى وسوفا فكم عَلَّلن قبلي من قرونٍإلى أن شافها الحدثان شَوْفا ولم نرَ قَطُّ أغدرَ من زمانٍولا بنذوره في الغدر أوفى فإن قدّمت خوفاً جرَّ مناًوإن قدمتَ أمناً جرَّ خوفا
فأنتمُ كلُّ إتحاف وإتراف
نَذيري من عسى ولعلَّ نسي
ومن أختيهما حتى وسوفا
فكم عَلَّلن قبلي من قرونٍ
إلى أن شافها الحدثان شَوْفا
ولم نرَ قَطُّ أغدرَ من زمانٍ
ولا بنذوره في الغدر أوفى
فإن قدّمت خوفاً جرَّ مناً
وإن قدمتَ أمناً جرَّ خوفا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عسى ولعل طيَّبتا حياتي
عسى ولعل طيَّبتا حياتي
رقم القصيدة : 61619
-----------------------------------
عسى ولعل طيَّبتا حياتي
وصاحبتاهُما حتى وسوفا
تبشِّرني برَوْح اللَّه بشرى
تشوفُ عن القلوب الهمَّ شوفا
ولولا أنها لي مستراحٌ
ظللتُ محالفاً حزناً وخوفا
وذافَ ليَ القنوطُ لذيذَ عيش
بمرِّ الصَّابِ والذِّيفان ذَوْفا
إذا ولما جشمتُ ولا ركابي
رجاء الخير تَجْوالا وطوْفا
أرى الشيطان يوعدني شروراً
ووعدُ اللَّه بالخيرات أوفى
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا تَلْحيني في المنْطق السخيفِ
لا تَلْحيني في المنْطق السخيفِ
رقم القصيدة : 61620
-----------------------------------
لا تَلْحيني في المنْطق السخيفِ
فإنني في حالة اللَّهيف
أصبحتُ أغنى الخلق عن كنيفِ
وأحوجَ الناس إلى رغيفِ
فَجُدْ على عبدك بالطَّفيف
إلى مجيء الصَّفد الشريف
فإنني في قَبْضتي عنيف(73/291)
وتحت وطءٍ ليس بالخفيف
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يدافِع آناءَ الملالة ِ وجْهُهُ
يدافِع آناءَ الملالة ِ وجْهُهُ
رقم القصيدة : 61621
-----------------------------------
يدافِع آناءَ الملالة ِ وجْهُهُ
ويختدع العينَ اختداعَ الزخارفِ
إذا غبنتني طَرْفَتي منه نظرتي
تمنَّيْتُ عيناً جفنُها غيرُ طارفِ
فليتَ جفون العاشقين تغمدَتْ
عيونَهُمُ من قبل جري المعارف
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا عليٍّ طلبتُ عيبك ما اس
أبا عليٍّ طلبتُ عيبك ما اس
رقم القصيدة : 61622
-----------------------------------
أبا عليٍّ طلبتُ عيبك ما اس
طعْتُ فألفيتُ عيبَك السَّرفَا
وذاك عيبٌ كأنه ذَفَرُ ال
مِسك إذا شُمَّ نشره رُشفا
أوْ ديمة الغيث كلما طمِع الطْ
طَامعُ في أن يكفَّها وَكفا
وحبذا أن يكونَ عيبُ فتى ً
عيباً إذا مرَّ ذكرهُ شغفا
ولم يكن يا أخا العلا طلبي
عيْبَك لا بِغضة ً ولا شنفا
لكنْ لإشفاق نفس ذي مِقَة ٍ
ما زال عن ودِّكم ولا انحرفا
أبصرَ أشياء فيك مُنفِسة ً
إذا رآها مذمَّمٌ لهفا
يُصبح من أخطأتْه ذا أسفٍ
ومن رأى الحظ فائتاً أسِفا
وإنني خِفْتُ أن تصيبك بال
عين عيونٌ تُقرطِس الهدفا
فارتدتُ عيباً يكون واقية ً
فلم أجده ألية ً حلفا
فقلتُ في اللَّه ما وقى رجلاً
إنْ مِيحَ أعفَى وإنْ أُريبَ عفا
كان له اللَّه حيث كان ولا
زالتْ يميناه حوله كنَفا
صدقْتُ فيما صدقتُ من طلبي
فيك مَعابا ولم أزد ألِفا
يا حسن الوجه والشمائل وال
أخلاق والعقل كيفما انصرفا
يا من إذا قلتُ فيه صالحة ً
عند عدوٍّ أقرَّ واعترفا
عندي عليلٌ أَرُدَّ مُنَّته
بطيِّب الطِّيب كلما ضَعُفا
فابعث بشيءٍ من البخورِ له
كبعض معروفك الذي سلفا
وَلْتَكُ أنفاسه تشاكل ذك
راك وحسبي بطيبها وكفى
من نَدِّك الفاخر المفضَّل في النْ
نَدَّ على غيره إذا وصِفا
ذاك الذي لو غدا يفاخرُهُ
نسيمُ نَوْرِ الرياض ما انتصفا
ولا يكنْ دُخنة َ المُعزِّم لل(73/292)
عِفريتِ من شمَّ نشرها رَعفا
لا تُدخلنَّ الجفاءَ في لَطَفٍ
فربَّما ألْطفَ امرؤ فجفا
حاشاك من ذاك في ملاطفتي
يا ألطف الناس كلِّهم لطفا
أطِبْ وأقلِلْ فإن أطبْتَ وأك
ثرت نصيبي فيا له شرفا
وليس يُروي كثيرُ مائك بل
ما طابَ منه لشاربٍ وَصَفا
إن الكثيرَ الخبيثَ مقتحمٌ
في العين والقلب يبعث الأنفا
ولا تَلُمني على اشتطاطي في ال
حكم ولا في سؤالك التُّرفا
من حَسَّن اللَّه وجهه وسجا
ياه وأعطاه كُلِّف الكلفا
وَجْهُك ذاك الجميل سحَّبني
عليك حتى سألتك التُّحفا
وحسبنا أن كلَّ ذي كرمٍ
إذا ركبتَ المكارمَ ارتدفا
يا در العقد إن لي فِكراً
تَفْلق عن دُرِّ مدحك الصَّدفا
فاسعَ لشكري تجدْه حينئذٍ
شكر قديرٍ تعجَّل الخَلَفا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سقتْه ابنة ُ العَمْريِّ من خمر عينها
سقتْه ابنة ُ العَمْريِّ من خمر عينها
رقم القصيدة : 61623
-----------------------------------
سقتْه ابنة ُ العَمْريِّ من خمر عينها
ووجنتِها كأسا تُميتُ وتُدنفُ
فقل أمزجيها بالرُّضاب لعلَّه
يُسكَّنُ من سكر الهوى ويخفِّفُ
فصدَّتْ مِليّاً ثم جادت بريقة ٍ
يزيدُ لها سكر المحبِّ فَيُضعفُ
فراح بِضعْفي سُكره من مِزاجها
وقد تُسأل العدلَ الولاة ُ فتَعْسفُ
فهل من مِزاجٍ زاد في سُكر شاربٍ
سوى ريق ذات الخال أم لستَ تعرفُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تكايدنا شُنطفُ
تكايدنا شُنطفُ
رقم القصيدة : 61624
-----------------------------------
تكايدنا شُنطفُ
وشعرتُها تنْطفُ
فتنثر أبْعارَها
وترصف ما ترصفُ
تقول بلا كُلفة ٍ
وتكلُفُ ما تكلُفُ
أعِدُّوا إذا أندرتْ
سماديَّة ً تُجرَفُ
مشوهة ً قحبة ً
عنابلها تُنْقَف
يُهَملج تقحيبُها
وتكريعها يَقْطف
إذا فقدتْ فسْوَها
فأنفاسُها تخلُف
تَشرَّفُ بالموبقا
تِ لو أنها تشرف
ولو أنها في القُيو
د تحجُلُ أو ترسفُ
لهَامتْ إلى مُدمجٍ
لها منه أحرفُ
تظل إذا خاضها
وأحشاؤها تَرْجفُ
وتَقْوى على دسِّه(73/293)
وعن سلَّه تضعف
على أنها لا تنا
ك بالغُرم أو تلْطف
تراها إذا شوهدت
وَصفَّاعها يعنفُ
ومن ذا يرى قردَة
تُغنِّي فلا يسْخفُ
أشنطفُ ما يشتهِي
جماعك من يظرفُ
ولا أنتِ ممن يرو
ق عيناً ولا يَطِرف
نأى القبحُ عن يوسف
وأنتِ له يوسفُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إن فِطراً حيَّا الخليفة َ بالنر
إن فِطراً حيَّا الخليفة َ بالنر
رقم القصيدة : 61625
-----------------------------------
إن فِطراً حيَّا الخليفة َ بالنر
جس والعرِس حقُّ فطر ظريفِ
يلتقي فيه بالسعادة واليُم
نِ شريف البنَى وبنتُ شريف
قمر العالمين تُهدى إليه الشْ
مسُ في جلة ٍ من التتريفِ
بنتُ مولاه أختُ مولاه لا شكْ
ك السديد الحصيفِ وابنِ الحصيفِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> باتَ الأميرُ وباتَ بدرُ سمائنا
باتَ الأميرُ وباتَ بدرُ سمائنا
رقم القصيدة : 61626
-----------------------------------
باتَ الأميرُ وباتَ بدرُ سمائنا
هذا يودعنا وهذا يكْسفُ
قمرٌ رأى قمراً يجودُ بنفسه
فبكى عليه بَعْبرة لا تَذْرِفُ
لهفي لفقد محمدٍ من هالكٍ
ولمثله يَتَلهَّف المتلهِّف
فتكتْ به الأيامُ وهي عليمة ٌ
أن سوف تُتلِفُ منه مالا تُخْلِف
ورمته إذ وضعَ السلاحَ وطال ما
هابتْه وهو لنبلها مستهدف
أجدِرْ بمغترٍّ بعيشٍ خانه
أن لا يزخرفَه لديه مزخرفُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لم أرَ شيئاً صادقاً نفعُه
لم أرَ شيئاً صادقاً نفعُه
رقم القصيدة : 61627
-----------------------------------
لم أرَ شيئاً صادقاً نفعُه
للمرء كالدرهم والسيْفِ
يقضي له الدرهم حاجاتِه
والسيفُ يحميه من الحيْفِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> الشيبُ أحلمُ والشبيبة ُ أظرفُ
الشيبُ أحلمُ والشبيبة ُ أظرفُ
رقم القصيدة : 61628
-----------------------------------
الشيبُ أحلمُ والشبيبة ُ أظرفُ
والرُّشْد أسلمُ والغواية ُ أترفُ
ذهبَ الشبابُ فبان ما لا يُرتجى
وأتى المشيب فجاء ما لا يُصرفُ(73/294)
وكلاهما لابدّ منه لمن نجا
من أن يعاجله ردى مُسْتسلفُ
والمرءُ أما من مخاوف دهره
فحَرى ً وأما بالمُنى فمسوَّف
ولربماعدلتْ عليك صروفُهُ
فأصابك المأمولُ والمتخوَّف
أصبحت أنظر في الأمور فأجتوي
منها عيوبَ عواقبٍ تتكشف
والشيبُ أغراني بذاك ولم يزل
يُغري الغويَّ برشده ويعنِّف
عجباً لذمِّي ما يزيدُ هدايتي
غضباً لآخر كان بي يتعسَّف
سقت الشباب سجالٌ غيثٍ وكف
يروينه وسجالُ دمع ذُرَّفُ
وأظلَّ أزماناً خلتْ ومعاهداً
ورَقٌ تظل غصونُه تتعطف
أيامَ يُنسيني الخطوبَ وذكرَها
شرخُ الشبيبة ِ والصِّبا والقَرقف
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا ليتَ شعري والحوداثُ جمَّة ٌ
يا ليتَ شعري والحوداثُ جمَّة ٌ
رقم القصيدة : 61629
-----------------------------------
يا ليتَ شعري والحوداثُ جمَّة ٌ
أرضيتَ من بعدِ الندى بحليف
لا يُلفَ وعدُكَ والبنفسجُ كاسمه
في حِلية ِ التنكير والتصحيف
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وقفَ الهوى بك بعد طولِ وجيفه
وقفَ الهوى بك بعد طولِ وجيفه
رقم القصيدة : 61630
-----------------------------------
وقفَ الهوى بك بعد طولِ وجيفه
وأفاق من يلحاك من تعنيفِه
ولقد يَرُوقكَ بارتجاج نبيله
قمرُ النساء وباهتزاز قضيفِه
قَبحَ الهوى ملكُ السماء فلم يزل
دَيْنا يدينُ قويُّه لضعيفه
ولحا الصِّبا بعد المشيب فإنه
شأوٌ يريكَ الحُر خلَفَ وصيفه
يا جارتي أوْدَى بياضُ مُسرَّحي
وبريقُه بسواده ورفيفه
والشيبُ ضيفٌ لا يزال موكلا
بمَعقَّة ٍ ومساءة ٍ لمُضيفه
وأرى قوامي لجَّ في تقويسه
ولقد يلجُّ اللين في تعطيفِه
إن يَحمني بيضُ المشيب وشيبه
مَرْعايَ من بيض الشباب وهِيفه
أو يَقْرني دَهري مذيقَ حَليبه
فلقد قراني من وَريِّ سديفه
ومنعَّم كالماءِ يشفي ذا الصدى
كشفائه ويشفُّ مثل شفيفه
ممن له حُسن الرَّحيق وطيبُه
ومراحُ شاربه ومشيُ تريفِه
تلقى جنى التفاح في وجناته
وترى جنى العُنَّابِ في تطريفِه
متّعتُ منه مسامعي ومراشفي(73/295)
بنثير لؤلئِه وماء رصيفه
روّيتُ سامعتيَّ من ترجيعه
بيتي زيادٍ في سقوط نصيفه
وطفقتُ أرشف ريقَه عن ثغره
حتى شَفيتُ جوى الهوى برشيفه
فالآن بُدِّل صحوه من لهوه
لاهٍ وطول عزوفه بعزيفِه
أنى لذي شيب نسيم نسيمه
أنى له التتريف من تنريفه
نسخَ الزمانُ سخافة ً بحصافة ٍ
فأتى حصيفُ الرأي دون سخيفِه
وطوى المشيبُ تَغزُّلي بتجملي
فطوى لذيدَ تمتُّعي بعفيفه
ما زال مرتادُ الزمان مطوِّفاً
حتى أصاب الرشدَ في تطويفِه
عفَّى بإسماعيلَ في شيبانه
ما كان من حَجَّاجه وتثقيفه
لبس الزمانُ من الوزير وعهدِه
بُرداً تحار العين من تفويفه
ناهيكَ من حُسن الرَّواءِ جميله
عفِّ المغيَّبِ في الخلاء نظيفه
أوليس تطريفُ الزمانِ بمثله
ما شئْت أو ما شاء من تطريفِه
خُصَّ الوزير ببيتِ مجدٍ زاده
بيديه تشريفاً على تشريفه
لو لم يُسقَّف بالسماء بناؤه
عَجَزتْ ظلال المزنِ عن تسقيفه
يا حاسباً حسَب الوزير وحقُّه
أن يعجز الحُسَّاب عن تنْصيفِه
أنَّى تروم يداك إحصاءَ الحصى
ويداه دائبتان في تضعيفِه
لم يخلُ دهرٌ فيه إسماعيلهُ
من أمن خائفه وخوف مخيفه
منجاة ُ هاربه محل طريده
مَنهاة طالبه غياثُ لهيفه
قدرٌ يبور المترفون بسيفه
بحرٌ يلوذ المعتفون بسفينه
وهبَ الزمانُ له فضائلَ نفسه
ورجالِه فحكاه في تصريفه
لا حزم قَشْعمِه تراه يفوتُه
في النائبات ولا شذى غِطريفه
وكأنما إشراقُه وسماحُه
إغداقُ مشتاه وصحو مصيفه
وترى له نِعماً كجوِّ ربيعه
وكروْضه وكطِّيبات خريفه
بسطتْ يداه العدلَ في سلطانه
حتَّى استوى بدنيه وشريفه
جُزي الوزيرُ عن الرعية صالحاً
بنواله والرفق في تثقيفِه
يعِدُ العقوبة َ فهي في تأخيره
ويرى المثوبة فهي من تسليفِه
يا سائلي عن جوده بجزيله
ورضاه من شكرِ امرىء ٍ بطفيفه
أضحى حليفاً للسماح ولم يكن
ليراه ربك غادراً بحليفه
نغدو بمدح فيه أيسرُ حقِّه
فنحوز كل تليده وطريفه
واسوأتي واللَّه من تطفيفه
إذ لا تخاف هناك من تطفيفه(73/296)
نمتاحه والجَوْرُ في توظيفنا
ويسُوسُنا والعدل في توظيفِه
متطوِّلٌ نشتطُّ في تكليفنا
أبداً ولا يشتط في تكليفِه
أمواله وَقْفٌ على تثقيلنا
وثناؤنا وقف على تخفيفه
وبه نحُوك الشعرَ فيه لأننا
تَبَعٌ لمفتقر الفعالِ مَقِيفه
يبني العلا ونقول فيه فإنما
تأليفُنا يُحذى على تأليفه
عجباً له أنَّى يشيب معاشراً
يتعلمون الشعر من توقيفه
كم جاد فيه من مديحٍ لم يَجدْ
عن نحت شاعره ولا تحذيفه
غيث نعيش بصوبه ونرى العِدى
ضعفين تحت لهيبه ورجيفِهِ
متبادرين قصيفَه بوميضه
متناذرين حريقَه بقصيفِه
ليثٌ تَراعى الوحشُ حول حريمه
وترى الأسودَ مجانباتِ غريفه
متبادراتِ دليفه بزئيره
مُتناذرات وثوبه بدليفهِ
كم قد نجا منه الرفيق وما نجا
منه العنيفُ بلفِّه ولفيفه
كالريح والزرعُ استكانَ لمرِّها
وعتتْ فلم تقدر على تقصيفه
وتماتن الجِزع الأبيُّ مُهزُّه
فأتت عليه ولم تُرَع بحفيفه
ملك تضمَّن لي بلوغَ محبتي
عند اعتلال الدهر أوتخويفه
فإذا رهِبتُ أقلّني في رَبعه
وإذا رغبتُ أحَلني في ريفه
ما قلتُ فيه كأن إلا أعوزتْ
أشبَاهُه فعجزتُ عن تكييفه
لكنني استفرغتُ في تشبيهه
جُهدَ المُطيق وحدثُ عن تحريفه
فأريتُ معناه العقولَ كما يُرى
معنى كلام المرء في تصحيفه
ولواصفٍ في جُملة ٍ من وصفه
شغلٌ لعمر أبيك عن تصنيفِه
يا من إذا ناديتَه بصفاتِه
دون اسمه بالغت في تعريفِهِ
كم ظلِّ يأسٍ مطبِق كشَّفتَه
عند اعتقاد اليأس من تكشيفه
بك طِيف تدبيرٌ يكيِّف لطفه
سدَّا صلاح الناس في تكييفه
يبني الكثيفَ من اللطيف وإنما
تكثيفُ ذي التحصين من تلطيفِه
متخصراً قلما نحيفاً جسمُه
في وزن ضخم الشأن غيرِ نحيفه
للَّه أيُّ مصدَّر ومردَّفٍ
يهتزُّ بين ثقيله وخَفيفه
ناهيك عن صدر ومن تَسْنينه
ناهيك من ردفٍ ومن تسنيفه
كُسِيَ المهابة َ كلها بغَنائه
في كلِّ نازل مضلِعٍ ومُطيفه
فترى السنان يلوح في تصديره
وترى الحسام يلوحُ في ترديفه
وظليم أسفارٍ إذا افترش الفلا(73/297)
بارى الظَّليم فزفَّ مثل زفيفه
كلفتُه حملي إليك فخفَّ بي
وابتاع خطوتَه بقرب أليفه
يمَّمتُ وجهك أهتدي بنجومه
عند احتشاد الليل في تسجيفه
وصدتُ عما قال فيك مجرِّبٌ
لا عن مقالة عائف ومعيفه
ومؤمَّل أغنيْتَه ومؤمِّلٍ
رجَّى غناك لججتَ في تسويفِه
لم تألُ في تقديم مالك غائظاً
لمسابقٍ لم تألُ في تخليفِه
فاسلم وكن أبداً أمام عِنانه
سبقاً وكن عُمراً وراء رديفه
وأما وأشراف الرجال أليَّة ً
من مخلص يغنيك عن تحليفه
ليشنّفنهمُ بمدحِك صائغٌ
لا تكبر الآذان عن تشنيفه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتُ الدهر يرفعُ كلِّ وغدٍ
رأيتُ الدهر يرفعُ كلِّ وغدٍ
رقم القصيدة : 61631
-----------------------------------
رأيتُ الدهر يرفعُ كلِّ وغدٍ
ويخفضُ كل ذي شِيمَ شريفه
كمثل البحر يغرق فيه حيٌّ
ولا ينفكُّ تطفو فيه جيفَهْ
أو الميزانِ يخفض كلّ وافٍ
ويرفعُ كل ذي زنة ٍ خفيفهْ
كذلك دأبُه فينا وإنا
على ما كان في حُصُنٍ مُنيفه
بناها أوَّلُونا فاعتصمنا
بها وبأنفُسٍ فينا عفيفه
إذا ما جهْلُه أربى علينا
حملناه بألبابٍ حصيفه
وندْرأُ بؤسه بالصبر حتى
نُفرِّجه بأذهانٍ لطيفه
إلى أن يرحم الله المرجَّى
لكلِّ شديدة ٍ منه عنيفه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> دنيا علا شأنُ الوضيع بها
دنيا علا شأنُ الوضيع بها
رقم القصيدة : 61632
-----------------------------------
دنيا علا شأنُ الوضيع بها
وهوى الشريفُ يحطُّه شرفُهْ
كالبحر يرسب فيه لؤلؤُهُ
سُفلاً وتطفو فوقه جيَفُهُ
فاصبرْ على هولِ الخطوبِ لها
قلبٌ نماه إلى العلا سَلفُه
لا مَظهراً في عَقْبِ نائبة ٍ
أسفاً وليس يقوده شَغفهْ
طوعَ الصديق يقود رِبقتَهُ
لا بُطؤه يُخشى ولا عُنفه
نِكَلٍ العدوِّ يرى به أسفاً
جهماً عَبوساً موحشاً كنفُهْ
فلقلَّ ما أنحتْ على أحدٍ
بالجور إلا سوف تنتصِفُه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> المَرْثديون ساداتٌ تُعدُّ لهم
المَرْثديون ساداتٌ تُعدُّ لهم(73/298)
رقم القصيدة : 61633
-----------------------------------
المَرْثديون ساداتٌ تُعدُّ لهم
من وائلٍ مأثرات المجدِ والشرفُ
تصرَّم المجدُ بالأقوامِ عن هرِمٍ
ومجدهم حَدَثٌ في العين أو نَصفُ
وما عليٍّ بن عبد اللَّه إن وُرِدت
جَمَّاتُه بثماد الضحلِ تُنتزفُ
متى وصفناه ألفينا محاسنه
من الوفورِ على أضعاف ما نصفُ
تفْديك أنفسُ مُلْتاحين أعينهُمُ
معلقاتٌ بريٍّ منك يؤتَنَفُ
سقيا الزُّجاج وإن جلَّت مُصرَّدة ٌ
فسقناها عليها القارُ والخزفُ
أنتِفْ لنا لهوَ أيامٍ نعيشُ بها
فالدهرُ أجمعَ إن راعيتَه نتُف
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أيها النَّفر الذين تعجَّبوا
يا أيها النَّفر الذين تعجَّبوا
رقم القصيدة : 61634
-----------------------------------
يا أيها النَّفر الذين تعجَّبوا
من قصة امرأة العزيز ويوسِف
هاتيكم فُتِنتْ بأحسنِ من مشى
ممَّن عرفناه ومن لم نعرِف
وبحقِّها وبحقِّه فُتنَتْ به
أنثى وأغيدُ كالقضيب الأهيفِ
فدعُوا التعجُّبَ منهما وتعجَّبوا
من قَشْعمين كلاهما كالأُسقُفِ
فُتِنَ المهرَّم بالمشيَّخ منهما
قلْ لي فأية ُ طُرفة لم أُطرَف
بايتُّه في بيته فأملَّني
يشكو إليَّ هوى عميد مدنفِ
شيخٌ يراودُ مثلَه وكلاهما
قد زَحزَح السبعين عنه بنيِّف
ما زال ينشُرني ويلثمُ فَيْشتي
حتى ركبتُ قَرا حمارٍ أعجف
كشَّفتُ منه ثيابَهُ عن سوءة ٍ
شوهاء شُقَّتْ عن عجان أعرف
وكأن شيبَ عجانه حول استه
بَدَدُ الخليطِ على جوانب مُعْلف
قاسيتُ منه ليلة ً مذكورة ً
لولا دفاعُ اللَّه لم تتكشفِ
فكأنَّ ليلتَه عليَّ لطولها
باتتْ تَمخَّضُ عن صباح الموقف
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا ضحكتُمْ ضحكنا في مَفارحكُمْ
إذا ضحكتُمْ ضحكنا في مَفارحكُمْ
رقم القصيدة : 61635
-----------------------------------
إذا ضحكتُمْ ضحكنا في مَفارحكُمْ
وإن بكيتم فمنا الأدمعُ الذُّرفُ
وإن رضيتُمْ رضينا عن مُسالمِكْم
وإن غضِبتم فنحن الشِّيعة الأنفُ(73/299)
حتى إذا ما رتعتُم في ربيعِكُمُ
فنحن إذ ذاك فيه وحدَنا العُجفُ
يا رُبَّ عهدٍ ووعدٍ من ذَوي كرم
يُستهلكان ويبقى الغدرُ والخُلفُ
حتى متى تتقضَّى دولة ٌ أنفٌ
يا أهل ودِّي وتأتي دولة ٌ أنف
وليس منكم لمن يرجو منافعكم
في العسر واليسر إلا الرُّد والحلف
كأنكم قد نسيتم والذكاء لكم
أن الكرام إذا ما استُعطفوا عُطف
أتشبعون ونَطوِي في جواركُمُ
من عُسرة ٍ تُلَدُ الإخوانُ لا الطُرفُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا الفضلِ لا تحتجبْ إنني
أبا الفضلِ لا تحتجبْ إنني
رقم القصيدة : 61636
-----------------------------------
أبا الفضلِ لا تحتجبْ إنني
صفوحٌ عنِ المُخلفِ الوعد عافِي
وإني إذا لم يَجُدْ صاحبي
بجدواه قابلتُه بالعفافِ
أمِنتَ أمنت فلا تحفِل
نْ لي باختلافٍ ولا بانصراف
ثكلت أخاك فهو العز
يزُ إن لم أصُنْ رغبتي في غِلاف
وإن لم أصُمْ بعدها مدَّتي
من الكشْك ما دام في الناس جافي
سألتُك لا حاجة ً فاحتجز
تَ مني وطالبتني بالكفاف
كأني سألتك قوتَ العبا
د في سنة البقراتِ العجافِ
قليْتُ الرجال أشدَّ القلَى
وعِفتُ جداهم أشدّ العياف
مدحتُك مدحَ امرىء ٍ واثقٍ
ومولى ً وَصُولٍ وخلٍّ مُصافي
فكافأتني بازْورارٍ يفُو
ق كلَّ ازورارٍ وكلَّ انحرافِ
وأصبحتَ ملتحفاً عندها
على ما ملكتَ أشد التحافِ
كأنِّي كتفتُك لما حَللْ
تُ فيك لساني أشدَّ الكتافِ
وقد كنتُ خِلتُك مثل الفرا
تِ لا تَمنع الرِّي من ذي اغترافِ
وما كنتُ أحسبُ أنِّي لدي
ك من طُرزِ أهل الرِّثاثِ الخفاف
سألتُ فقيزين من حِنطة ٍ
فجدتَ بِكُدٍّ من المنع وافي
وأتبعتَ منعك لي بالحجا
ب مهلاً هُديتَ ففي المنع كافي
سألتُك حبَّاً لكشك القدو
ر أنساً بتلك السجايا الظِّراف
فماطلتني ثم راوغتني
فكدَّرْتَ من وُدِّنا كل صافي
كأني سألتُك حَبَّ القلو
ب ذاك الذي من وراء الشَّغاف
أخِفتَ المجاعة َ يا هاشميْ
يُ متَّهما لأمانِ الآلاف
وقد هتف اللَّه في وحيه
به لقريش أشدَّ الهتاف(73/300)
أم اكتنفتْ أُذنك العاذلا
تُ باللوم في ذاك كل اكتناف
عليك السلامُ ولولا الإخاءُ
لجاءتك بعد قوافٍ قوافي
لقد ساءني أن تكون انهزم
تَ قبل الوِقاف وقبل الثقافِ
ولو كان غيرك ثَمَّ استحال
لَلاقَى ملامي كصخر القذاف
وهل ينكر الحقُّ أنِّي امرؤٌ
من اعْوجَّ قوَّمتهُ بالثقاف
كأني أراك وقد قلتَ جا
ء يأخذ حِنطتنا بالخراف
مواليَنا أنصفوا أنصفوا
فظلمكُمُ ظاهرٌ غير خافي
سمحتم بضيعتكُم للخَسا
رِ يأكلها ناعلٌ بعد حافي
حمت من مواليكُمُ خيرها
ولكنَّها للأقاصي صَوافي
وإنِّي لأظلِمُ في لوْمكم
وإن كان فيكم ومنكم تجافي
لأني أرى الناس قد خُبِّلوا
وأصبح زِيُّهُمُ من خلافِ
فأقدامهم في قَلنْسيِّهم
جنوباً وهامُهُمُ في الخِفاف
بني هاشم أين عن ضيفكم
هشيمُ ثريدكم في الصحاف
أماءُ سواقيكمُ في الخسو
فِ أم بذرُ حنطتكم في خُساف
ألمْ يبْنِ هاشمكمُ مجدكم
وعبا منافكُمُ في النِّيافِ
عليك برأيك في حاجتي
ففيه لعمري من الداء شافي
ولا تأسَ من رجعتي إن محو
تَ سوءَ اقترافٍ بحسن اعترافِ
ولا تعتذر غير ما معذر
فليس لما بيننا من تلافي
إلى أن يردَّ قناعُ المشي
بِ لي حالكاً كجناح الغُدافِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا ابن أبي الجهم احتقبْ هذا اللَّطفْ
يا ابن أبي الجهم احتقبْ هذا اللَّطفْ
رقم القصيدة : 61637
-----------------------------------
يا ابن أبي الجهم احتقبْ هذا اللَّطفْ
فإن فيه طُرَفا من الطُّرفْ
يا جُثَّة التَّلِّ ويا وجه الهدفْ
يا روثَة الفيل ويا لحم الصَّدفْ
يا أجرة البيت قضاءً وسَلَف
يا ليلة الخانِ إذا الخانُ وكف
يا غَمَّ آبٍ عند سُكان الغُرف
يا بردَ كانونٍ لعارٍ بالنجفْ
يا ثلجَ ماءٍ مالحٍ فيه جِيَفْ
يا خزفَ التُّنورِ يا شرَّ الخزفْ
يا سُوءَ كيلٍ وغَلاءٍ وحَشفْ
يا نوبة الفقر ويا سنَّ الخرف
يا طِيرَة الشُّؤْم ويا فأل التَّلف
يا سُدة ً في المِنخرين من نَغَفْ
من كان يشكو فرط حُبٍّ وشغف
فإنَّ بي منك لبُغضاً وشَنَفْ(73/301)
أدناهما مثلُ السَّقام والدَّنف
بيتك بيتٌ نَطِفٌ كلَّ النَّطف
لا يلتقي فيه العفاف والشرف
بل تلتقي فيه بظورٌ وقُلفْ
كم طائراً أغفلتَه حتى جَدفْ
أحسنُ ماهر به سوءُ العلف
لا زلتَ من دهرك في شرِّ كنفْ
يليك منه جَنَفٌ بعد جنف
مالك في بغضك إن مِتَّ خلف
إلا بنيك الخَلف من شر سلف
العصر العباسي >> ابن الرومي >> طافَ الخيالُ وعن ذكراك ما طافا
طافَ الخيالُ وعن ذكراك ما طافا
رقم القصيدة : 61638
-----------------------------------
طافَ الخيالُ وعن ذكراك ما طافا
فكان أكرمَ طيفٍ طارقٍ ضافا
طيفٌ عَراني فحياني وأتْحفني
بالنرجس الغضَّ والتفاح إتحافا
عينانِ جاورتا خدَّين ما خُلِقا
إلا شقاءً يراه الغِرُّ إترافا
وكم ألمَّ فأهدتْ لي محاسنُه
من الفواكه والريحان أصنافا
رُمانَ عدنٍ وأعناباً مهدَّلة ً
وأقُحواناً يُسقَّى الراحَ رفَّافا
ويانعاً من جَنى العُنَّاب تُتبعه
قلب المودَّع تذكارا وتأْسافا
أسرى بأنواع ريحانٍ وفاكهة
يأْبينَ قطفاً وإن خيَّلن إقطافا
للَّه ضيفُك من ضيف قَرَى نُزلاً
من الغرور عميدَ القلب مِكلافا
قِرى ً هو البرحُ إعقاباً وإن وجدتْ
منه النفوسُ مذاق العيش إسلافا
أقرَّ عينيَّ في ليلى وصبَّحني
وجداً أفاضهما بالماء شفَّافا
لا خيرَ في قُرَّة ٍ للعين مُعقبة ٍ
دمعاً يخدِّد في الخدين ذرَّافا
أعجِبْ بوجدِ مزورٍ قاد زائرَهُ
بل لم تزل ذِكَرٌ يجلبن أطيافا
هبَّ الضميرُ ونام الطرف فاجتلبتْ
ذكراك والنومُ زَوْراً طالماً جافى
صافيته فحباك النومُ زورتَه
وكان ذلك حقُّ النُّبه لو صافى
وافاكَ والليلُ قد ألقى مراسيه
خيالُ من ليس بالوافي ولو وافى
في شيعة ٍ كالنجوم الزهر معتمة ً
أحدقْن بالبدر أشباهاً وألاّفا
بيضٍ كُسينَ حُلياً لا كِفاء لها
حُسناً فأكْسفنها بالحسن إكسافا
شُبهن بالدرِّ إذ أُلبسن فاخِرهُ
بل كن دُرّاً وكان الدر أصدافا
يا حسنَ ليلٍ وإصباح جمعنهما
والليلُ مُلقٍ على الآفاق أكنافا(73/302)
غُرٌّ تجلَّلنْ أسدافاً مرجلة ً
على وجوه وِضاءٍ جُبن أسدافا
ومِسْنَ في حُللِ الأفوافِ عاطرة ً
فخلتُهنَّ لَبسن الروض أفوافا
من كل مجدولة ٍ إن أقبلتْ عطفتْ
أعطافُها من قلوبِ الناس أعطافا
وإن تولَّتْ فرَيّا الخَلقِ تُتبعها
أرادفها من قلوبِ الناس أردافا
لو أنَّ لي عند من أحببتُه مِقة ً
لَصدّق الحُلمَ إلثاماً وإرشافا
لكنَّ هيفاءَ تلقى اللَّه صادية ً
إلى الدِّماء التي حُرِّمن مهيافا
تَبّاً لحكم الغواني والمُقرِّبه
فما رأى فيه راءٍ قَطُّ إنصافا
أُسعِفن بالمُلك عفواً فائْتلين معاً
أنْ لا يرى طالبٌ منهم إسعافا
يا سائلي بالغَواني من صبابته
سائلْ بهنَّ فقد صادفتَ وَصَّافا
هنَّ اللواتي إذلاقيتَهن ضُحى ً
لاقيتَ صَداً وإشراقاً وإخطافا
مثل السيوفِ إذا لاقيتَ مُصْلَتها
لاقيتَ حداً وإمهاءً وإرهافا
أرضيْننا حسن قدٍّ زانه بشَرٌ
صافٍ وأسخطتنا مطلاً وإخلافا
بخلن عنَّا بما يسألنَ من وتَح
نزرٍ وأجحفن بالألباب إجحافا
وإنني للَذي غادرنَه عُطُلا
بغير لبٍّ وإن أحسنتُ أوصافا
أَسْقمن قلبي بألوانٍ مصحَّحة ٍ
وأعينٍ أُدِنفتْ بالغنج إدنافا
يا مُكذباً ليَ في دعوايَ شكَّكه
أن فتَّر الدمعُ وبْلا منه وَكَّافا
بواطنُ الحبِّ أدهَى من ظواهره
كما علمتَ وشرُّ الداء ما اجتافا
ما للأحبة ِ قد ضمَّن صَبْوتنا
بعد الإنابة سِكِّيتاً وهتَّافا
طوراً حماماً وطوراً منزلاً خَرِساً
ما لم ترجِّع به الأرواحُ زَفزافا
أو طارقاً في حريم النوم يطرقُنا
أو بارقاً لعزاء القلب خطَّافا
أو حنَّة ً من حنين النِّيبِ ما برحتْ
تَهيج للصبِّ أبراحاً وأشعافا
كلٌّ يُجدُّ لنا شجواً يذكرنا
إلفاً فيمنحُنا الأحزانَ أُلاّفا
لا تعجبنَّ لمرزوقٍ أخي هَوجٍ
حظّاً تخطَّى أصيل الرأي طَرافا
فخالقُ الناس أعراءً بلا وبرٍم طافَ الخيالُ وعن ذكراكِ ما طافا
فكان أكرمَ طيفٍ طارقٍ ضافا
طيفٌ عَراني فحياني وأتْحفني
بالنرجس الغضَّ والتفاح إتحافا(73/303)
عينانِ جاورتا خدَّين ما خُلِقا
إلا شقاءً يراه الغِرُّ إترافا
وكم ألمَّ فأهدتْ لي محاسنُه
من الفواكه والريحان أصنافا
رُمانَ عدنٍ وأعناباً مهدَّلة ً
وأقُحواناً يُسقَّى الراحَ رفَّافا
ويانعاً من جَنى العُنَّاب تُتبعه
قلب المودَّع تذكارا وتأْسافا
أسرى بأنواع ريحانٍ وفاكهة
يأْبينَ قطفاً وإن خيَّلن إقطافا
للَّه ضيفُك من ضيف قَرَى نُزلاً
من الغرور عميدَ القلب مِكلافا
قِرى ً هو البرحُ إعقاباً وإن وجدتْ
منه النفوسُ مذاق العيش إسلافا
أقرَّ عينيَّ في ليلى وصبَّحني
وجداً أفاضهما بالماء شفَّافا
لا خيرَ في قُرَّة ٍ للعين مُعقبة ٍ
دمعاً يخدِّد في الخدين ذرَّافا
أعجِبْ بوجدِ مزورٍ قاد زائرَهُ
بل لم تزل ذِكَرٌ يجلبن أطيافا
هبَّ الضميرُ ونام الطرف فاجتلبتْ
ذكراك والنومُ زَوْراً طالماً جافى
صافيته فحباك النومُ زورتَه
وكان ذلك حقُّ النُّبه لو صافى
وافاكَ والليلُ قد ألقى مراسيه
خيالُ من ليس بالوافي ولو وافى
في شيعة ٍ كالنجوم الزهر معتمة ً
أحدقْن بالبدر أشباهاً وألاّفا
بيضٍ كُسينَ حُلياً لا كِفاء لها
حُسناً فأكْسفنها بالحسن إكسافا
شُبهن بالدرِّ إذ أُلبسن فاخِرهُ
بل كن دُرّاً وكان الدر أصدافا
يا حسنَ ليلٍ وإصباح جمعنهما
والليلُ مُلقٍ على الآفاق أكنافا
غُرٌّ تجلَّلنْ أسدافاً مرجلة ً
على وجوه وِضاءٍ جُبن أسدافا
ومِسْنَ في حُللِ الأفوفِ عاطرة ً
فخلتُهنَّ لَبسن الروض أفوافا
من كل مجدولة ٍ إن أقبلتْ عطفتْ
أعطافُها من قلوبِ الناس أعطافا
وإن تولَّتْ فرَيّا الخَلقِ تُتبعها
أرادفها من قلوبِ الناس أردافا
لو أنَّ لي عند من أحببتُه مِقة ً
لَصدّق الحُلمَ إلثاماً وإرشافا
لكنَّ هيفاءَ تلقى اللَّه صادية ً
إلى الدِّماء التي حُرِّمن مهيافا
تَبّاً لحكم الغواني والمُقرِّبه
فما رأى فيه راءٍ قَطُّ إنصافا
أُسعِفن بالمُلك عفواً فائْتلين معاً
أنْ لا يرى طالبٌ منهم إسعافا
يا سائلي بالغَواني من صبابته(73/304)
سائلْ بهنَّ فقد صادفتَ وَصَّافا
هنَّ اللواتي إذلاقيتَهن ضُحى ً
لاقيتَ صَداً وإشراقاً وإخطافا
مثل السيوفِ إذا لاقيتَ مُصْلَتها
لاقيتَ حداً وإمهاءً وإرهافا
أرضيْننا حسن قدٍّ زانه بشَرٌ
صافٍ وأسخطتنا مطلاً وإخلافا
بخلن عنَّا بما يسألنَ من وتَح
نزرٍ وأجحفن بالألباب إجحافا
وإنني للَذي غادرنَه عُطُلا
بغير لبٍّ وإن أحسنتُ أوصافا
أَسْقمن قلبي بألوانٍ مصحَّحة ٍ
وأعينٍ أُدِنفتْ بالغنج إدنافا
يا مُكذباً ليَ في دعوايَ شكَّكه
أن فتَّر الدمعُ وبْلا منه وَكَّافا
بواطنُ الحبِّ أدهَى من ظواهره
كما علمتَ وشرُّ الداء ما اجتافا
ما للأحبة ِ قد ضمَّن صَبْوتنا
بعد الإنابة سِكِّيتاً وهتَّافا
طوراً حماماً وطوراً منزلاً خَرِساً
ما لم ترجِّع به الأرواحُ زَفزافا
أو طارقاً في حريم النوم يطرقُنا
أو بارقاً لعزاء القلب خطَّافا
أو حنَّة ً من حنين النِّيبِ ما برحتْ
تَهيج للصبِّ أبراحاً وأشعافا
كلٌّ يُجدُّ لنا شجواً يذكرنا
إلفاً فيمنحُنا الأحزانَ أُلاّفا
لا تعجبنَّ لمرزوقٍ أخي هَوجٍ
حظّاً تخطَّى أصيل الرأي طَرافا
فخالقُ الناس أعراءً بلا وبرٍه
كاسِي البهائم أوباراً وأصوافا
مازلتُ أعرفُ أهلَ العجز في دَعَة ٍ
لا يكلَفون وأهلَ الكَيْس كُلاَّفا
أما ترى هذه الأنعام قد كُفيت
فما تُساومُ بالأخفاف خُفَّافا
يكفي أخا العَجز ما يقضي القديرُ به
من لا ترى منه عند الحكم إجنافا
وكلبِ خصبٍ زهاه الحظ قلتُ له
لا تستوي والأسودَ السودَ غُضَّافا
أطغاكَ جهلٌ بما أعطتْكَ مرحمة ٌ
قدِماً أطالتْ على الحُرَّاص رفرافا
دع من قوافيك ما يكفيكَ إن لها
في مدحِ أحمدَ إعناقاً وإيجافا
فامدح به الشعرَ مدحاً تستفيد به
وفْراً وتكبِتُ حُسَّاداً وشُنَّافا
أضحى أبو جعفر الطائيُّ منتجَعاً
ومستجاراً لمن رجَّى ومن خافا
قَرمٌ إياسٌ وأوسٌ من عشيرته
وحاتمٌ كَرُم السُّلافُ سُلافا
تقدموا وعَلوا قِدماً وشُمّ بهم
رَوْح الحياة ِ فكان القومُ أُنافا(73/305)
كانوا مراعيَ للأرباع مُمرعة ً
في كلِّ حينٍ وللمرتاعِ أكهافا
سُلاَّفُ صدقٍ فلا زال المليكُ لهم
بمثل أحمدَ في الخُلاَّف خَلاَّفا
أغرُّ أبلجُ ما ينفكُّ مُعتقلاً
للحمد مبتذلاً للمال مِتلافا
مُسَهِّلاً سُبل الجدوى لطالبها
لِعرضه ولدين اللَّه ظَلاَّفا
أزمانُه بنداه الغَمرِ أَشْتية ٌ
وإن غدتْ بجناه الحلو أصيافا
كأنه والعُفاة َ الطائفين به
بنيَّة ُ اللَّه والحجاج طُوافا
أفردْتُه برجائي وانفردتُ به
وظل قومٌ على الأوثان عُكَّافا
يدعون من لا يُجيب الهاتفين به
وإن أمَلُّوه تَدْعاءً وتهتافا
ألفيت من خالص الياقوت جوهرَه
لما وجدتُ صنوف الناس أخزافا
يُضحي إذا خَزِي المَدّاحُ مادُحه
كذائف المسك لا يُخزيه ما ذافا
كم حالبينَ ضُروعَ العيش دِرَّته
يَمرون منهن ضرَّاتٍ وأخلافا
لولا أبو جعفر الطائي ما مُنحوا
إلا قروناً من الدنيا وأظلافا
سَهْلُ الخليقة ِ لم يَشْرك سياسته
عنفٌ وإن كان بالمِلحاح مِعنافا
إذا المصاعيبُ لم تُركَبْ تجلَّلها
قسراً فأعطت مع الإركاب إردافا
ما نعرفُ الوعدَ والإيعادَ من رجلٍ
سواه إلا أمانياً وإرجافا
مُنابذ لأعاديه وثروتِه
فليس يألُوهما ما اسطاع إتلافا
ممن يرى المنعَ إسرافاً وحُقَّ له
أليس ما يُتلف الأعراضَ إسرافا
إذا لوى القومُ يوماً دَين مادِحهِم
أعطى عطاياهُ قبل المدح إسلافا
إلى ذَرَاه أنيخت بعد متعبة ٍ
أنضاءُ رَكبٍ أملُّوا الأرض تطوافا
ثم استُثيرتْ فثارت وهي مُثقلة ٌ
وقد أتته تُباري الريحَ أحفافا
أمسى أبا منزلٍ والجودُ خادِمَه
والأرضُ داراً له والناس أضيافا
أوْلى المضيفين بالدفء الملوذ به
مشتى ً وأجدرهم بالظلِّ مُصطافا
يُرعي العفاة َ رياض العُرفِ مؤتنفاً
بهم ويرعَى رياض الحمد مِئنافا
أضحتْ سياستُه رصْفاً ونائلهُ
نثراً فأنطق نثَّاراً ورصَّافا
سما فحلّق منه أجدلٌ لَحِمٌ
لما أسفَّت بَغاثُ الطير إسفافا
من العِتاق يُجلِّي قَشْعماً دَرِباً
حتى إذا ما استبان انقضَّ غِطرافا(73/306)
ما زال فاروقَ ما التفت شواكلُهُ
وللجيوش بشرواهنَّ لفَّافا
لم تستمع قطُّ ذكراه ولم تره
إلا تواضعتَ واسوضعتَ إشرافا
ألقى إليه أمين اللَّه حرْبته
فصادفتْ منه لَقْف الكفِّ لقَّافا
مظفَّراً هزَّ عِطفيْها مُظفَّرة ً
إذا تلقَّت صدوراً صرن أكتافا
منصورة ً في يدٍ منصورة ٍ أبداً
من مُحرِبٍ لم يزل في الروع دلاَّفا
يُغشي القناة قناة َ الظهر معتمداً
على القناتين قَصَّاماً وقصَّافا
مصمِّماً غير وقافٍ وآونة ً
تلقاه عند حدود اللّه وقَّافا
ما انفكَّ يقتل مُرَّاقا ويأسِرهم
أمضَى من الحَيْن أرماحاً وأسيافا
حتى غدا الطَرفُ الأقصى به وسطاً
من بعد ما كانت الأوساطُ أطرافا
أجْلى السِّباع وأخلى كلَّ مَسْبعة ٍ
فغادر الأرضَ أحراماً وأخيافا
ثم استهلَّ على الدنيا بنائله
حتى غدتْ فلواتُ الأرض أريافا
لا يوهن اللَّه بطشاً منه تعرفُهُ
مُزلزلاً بأعادي اللَّه خَسَّافا
ولا يَغِضْ ماء كفٍّ منهُ ممطرة ٍ
تُساجل المزنَ تهطالا وتَوْكافا
إذا رمى أحمدُ الطائي طائفة ً
أضحت مَقاتلها للنبل أهدافا
وإن سقى أرضَ أُخرى صَوْب راحته
هزَّتْ جِناناً من النعماء ألفافا
ظهيرُ صِدق إذا آخيَّة ٌ ضعُفت
وزادها ظُهراء السوء إضعافا
عمَّ التدابيرَ إلطافاً يرد به
على الأواخيِّ إثخاناً وإكثافاً
راخَى خناق بني اللأْواء كلِّهم
وشدَّ آساس ملك كنَّ أجرافا
أخو عطايا إذا ماشاء بدَّلها
ضرباً يخذف بالأوصال خذرافا
وراء بيض أياديه إذا غُمِطتْ
بيضٌ يطيحُ بها بيضاً وأقحافاً
إن سالمَ استنزل الأرزاق واسعة
أو حارب اتَّخذ المقدار سيَّافا
سائل صديقاً عن الطائي هل ذهبتْ
دماءُ قتلاه أو جرحاه أطلافا
ألم ترَ القتلَ أقوى طائعين له
عقوبة ً لم يقارف فيه أحيافا
يداً خؤوناً ورجلاً منه أقسمتا
تَستعملان طَوال الدهر إسكافا
وإن يكن كان أردى مُفلِحاً عَرَضاً
فقد تَصيبُ سهامُ الدهرِ خطرافا
وقد يَميل على من كان مال له
ويُعقِب البؤسَ من غذَّاة سرهافا(73/307)
أردى كُليباً لجسّاسٍ وكان له
ربّاً وأعدَى على بِسطامَ شِرخافا
واسألْ به فارساً إذ سار تطلبه
سيراً حثيثاً يغول الأرضَ خَشَّافا
في فيلقٍ بات في الظلماء كوكبَها
يَهْدي وأصبح للأبصار طرَّافا
ففوَّز اللُّص حتى قاد من معه
وكلُّ مالٍ إذا ضيَّعتَه سافا
من بعد ما كَلبوا جوعاً فكلُّهُم
أضحى ظليماً بشري الدوِّ نقَّافا
جاروا عن القصد فاستنهاهُمُ حكمٌ
عدلٌ وما جار في حكم ولا حافا
وانحازَ عن بِددٍ منهم وما ادَّكرتْ
خيلُ الأميرِ أواريّا وأعلافا
لكي تطاردَ كي يغترَّ مارقة ً
أخرى إذا ما دهاها كرَّ عطافا
وللهنَاتِ لِقاحٌ ليس يعرفه
عَيرٌ وإن كان للأبوال كرافا
تحت الأمورِ أمورٌ لو تبيَّنها
عَيرُ الفلاة ِلأضحى العير خضَّافا
ما كان دهرُ قصيرْ جدْعَ مَعْطسه
لمَّا أطفَّ له موساه إطفافا
لكن أراد به أمراً فأدركه
ولم يُردِّد على مافات إلهافا
فلينتظر فارسٌ أورادَ عائدة ٍ
لا يستطيع لها الزوَّادُ كفْكافا
وأين يهربُ من خيلٍ تَخالُ بها
عقبانَ مُبردَة يطلبن إلجافا
دوَّخن شيبان أمّاً في رؤوسهمُ
تُدوي الطبيبَ إذا أغشاه مجرافا
وقلن ذوقوا جَنَاكم إن جانَيكُمْ
ما زال للحنظلِ الخُطبان نقافا
كم جاهلٍ كان بالطائي جرَّبه
صِلاًّ إذا طلب الأعداء زحَّافا
يحرِّم الغسلَ إيلاءً ويُطلقه
بِرّاً فيوخفه بالثأر إيخافا
ووقعة ٍ منه في الأعرابِ قد جعلتْ
أوطانَهم إسوة َ الأحقاف أحقافا
تحالفوا مذ تحدَّاهم فخلتُهُم
على الهزائم لا الإقدامِ أحلافا
ظلوا قتيلاً ومصفوداً وذا هربٍ
تقضي بإدراكه الطير التي اعتافا
أسيرُ قتلٍ وإن أضحى طليق يدٍ
قد أزهقت نفسه الآجالُ إزهافا
ومن سرتْ نقمُ الطائي تطلبه
ألفى الذي وعدته الفوتَ مخلافا
يا هارباً منه إن الليلَ غاشية ٌ
لا بدّ منها وإن أوشكت إحصافا
كيف النَّجاء لناجٍ من أخي طلبٍ
مثل الظلام إذا ما عمَّ أغدافا
كأنما كلّ نفسٍ حين يطلبُها
قد أُعلقت سبباً منه وخُطَّافا
فاطلبْ رضاه وأيقن أن سخْطته(73/308)
لا حِرز منها إذا طوفانُها طافا
تلقَ ابن حُرَّين لا تلقاه مُجترِماً
فَظّاً على مستميح العفو حَلافا
بل سيداً قُرنت بالحلمِ حفظتُه
فلم تفز قطُّ إلا كان مِيقافا
يَهمُّ بالطَّول همَّامٌ به عجلاً
وإن أراد عِقابا كفَّ كفافا
يسوسُ نفساً على الأغياظ صابرة ً
مص طافَ الخيالُ وعن ذكراكِ ما طافا
فكان أكرمَ طيفٍ طارقٍ ضافا
طيفٌ عَراني فحياني وأتْحفني
بالنرجس الغضَّ والتفاح إتحافا
عينانِ جاورتا خدَّين ما خُلِقا
إلا شقاءً يراه الغِرُّ إترافا
وكم ألمَّ فأهدتْ لي محاسنُه
من الفواكه والريحان أصنافا
رُمانَ عدنٍ وأعناباً مهدَّلة ً
وأقُحواناً يُسقَّى الراحَ رفَّافا
ويانعاً من جَنى العُنَّاب تُتبعه
قلب المودَّع تذكارا وتأْسافا
أسرى بأنواع ريحانٍ وفاكهة
يأْبينَ قطفاً وإن خيَّلن إقطافا
للَّه ضيفُك من ضيف قَرَى نُزلاً
من الغرور عميدَ القلب مِكلافا
قِرى ً هو البرحُ إعقاباً وإن وجدتْ
منه النفوسُ مذاق العيش إسلافا
أقرَّ عينيَّ في ليلى وصبَّحني
وجداً أفاضهما بالماء شفَّافا
لا خيرَ في قُرَّة ٍ للعين مُعقبة ٍ
دمعاً يخدِّد في الخدين ذرَّافا
أعجِبْ بوجدِ مزورٍ قاد زائرَهُ
بل لم تزل ذِكَرٌ يجلبن أطيافا
هبَّ الضميرُ ونام الطرف فاجتلبتْ
ذكراك والنومُ زَوْراً طالماً جافى
صافيته فحباك النومُ زورتَه
وكان ذلك حقُّ النُّبه لو صافى
وافاكَ والليلُ قد ألقى مراسيه
خيالُ من ليس بالوافي ولو وافى
في شيعة ٍ كالنجوم الزهر معتمة ً
أحدقْن بالبدر أشباهاً وألاّفا
بيضٍ كُسينَ حُلياً لا كِفاء لها
حُسناً فأكْسفنها بالحسن إكسافا
شُبهن بالدرِّ إذ أُلبسن فاخِرهُ
بل كن دُرّاً وكان الدر أصدافا
يا حسنَ ليلٍ وإصباح جمعنهما
والليلُ مُلقٍ على الآفاق أكنافا
غُرٌّ تجلَّلنْ أسدافاً مرجلة ً
على وجوه وِضاءٍ جُبن أسدافا
ومِسْنَ في حُللِ الأفوفِ عاطرة ً
فخلتُهنَّ لَبسن الروض أفوافا
من كل مجدولة ٍ إن أقبلتْ عطفتْ
أعطافُها من قلوبِ الناس أعطافا(73/309)
وإن تولَّتْ فرَيّا الخَلقِ تُتبعها
أرادفها من قلوبِ الناس أردافا
لو أنَّ لي عند من أحببتُه مِقة ً
لَصدّق الحُلمَ إلثاماً وإرشافا
لكنَّ هيفاءَ تلقى اللَّه صادية ً
إلى الدِّماء التي حُرِّمن مهيافا
تَبّاً لحكم الغواني والمُقرِّبه
فما رأى فيه راءٍ قَطُّ إنصافا
أُسعِفن بالمُلك عفواً فائْتلين معاً
أنْ لا يرى طالبٌ منهم إسعافا
يا سائلي بالغَواني من صبابته
سائلْ بهنَّ فقد صادفتَ وَصَّافا
هنَّ اللواتي إذلاقيتَهن ضُحى ً
لاقيتَ صَداً وإشراقاً وإخطافا
مثل السيوفِ إذا لاقيتَ مُصْلَتها
لاقيتَ حداً وإمهاءً وإرهافا
أرضيْننا حسن قدٍّ زانه بشَرٌ
صافٍ وأسخطتنا مطلاً وإخلافا
بخلن عنَّا بما يسألنَ من وتَح
نزرٍ وأجحفن بالألباب إجحافا
وإنني للَذي غادرنَه عُطُلا
بغير لبٍّ وإن أحسنتُ أوصافا
أَسْقمن قلبي بألوانٍ مصحَّحة ٍ
وأعينٍ أُدِنفتْ بالغنج إدنافا
يا مُكذباً ليَ في دعوايَ شكَّكه
أن فتَّر الدمعُ وبْلا منه وَكَّافا
بواطنُ الحبِّ أدهَى من ظواهره
كما علمتَ وشرُّ الداء ما اجتافا
ما للأحبة ِ قد ضمَّن صَبْوتنا
بعد الإنابة سِكِّيتاً وهتَّافا
طوراً حماماً وطوراً منزلاً خَرِساً
ما لم ترجِّع به الأرواحُ زَفزافا
أو طارقاً في حريم النوم يطرقُنا
أو بارقاً لعزاء القلب خطَّافا
أو حنَّة ً من حنين النِّيبِ ما برحتْ
تَهيج للصبِّ أبراحاً وأشعافا
كلٌّ يُجدُّ لنا شجواً يذكرنا
إلفاً فيمنحُنا الأحزانَ أُلاّفا
لا تعجبنَّ لمرزوقٍ أخي هَوجٍ
حظّاً تخطَّى أصيل الرأي طَرافا
فخالقُ الناس أعراءً بلا وبرٍ
كاسِي البهائم أوباراً وأصوافا
مازلتُ أعرفُ أهلَ العجز في دَعَة ٍ
لا يكلَفون وأهلَ الكَيْس كُلاَّفا
أما ترى هذه الأنعام قد كُفيت
فما تُساومُ بالأخفاف خُفَّافا
يكفي أخا العَجز ما يقضي القديرُ به
من لا ترى منه عند الحكم إجنافا
وكلبِ خصبٍ زهاه الحظ قلتُ له
لا تستوي والأسودَ السودَ غُضَّافا
أطغاكَ جهلٌ بما أعطتْكَ مرحمة ٌ(73/310)
قدِماً أطالتْ على الحُرَّاص رفرافا
دع من قوافيك ما يكفيكَ إن لها
في مدحِ أحمدَ إعناقاً وإيجافا
فامدح به الشعرَ مدحاً تستفيد به
وفْراً وتكبِتُ حُسَّاداً وشُنَّافا
أضحى أبو جعفر الطائيُّ منتجَعاً
ومستجاراً لمن رجَّى ومن خافا
قَرمٌ إياسٌ وأوسٌ من عشيرته
وحاتمٌ كَرُم السُّلافُ سُلافا
تقدموا وعَلوا قِدماً وشُمّ بهم
رَوْح الحياة ِ فكان القومُ أُنافا
كانوا مراعيَ للأرباع مُمرعة ً
في كلِّ حينٍ وللمرتاعِ أكهافا
سُلاَّفُ صدقٍ فلا زال المليكُ لهم
بمثل أحمدَ في الخُلاَّف خَلاَّفا
أغرُّ أبلجُ ما ينفكُّ مُعتقلاً
للحمد مبتذلاً للمال مِتلافا
مُسَهِّلاً سُبل الجدوى لطالبها
لِعرضه ولدين اللَّه ظَلاَّفا
أزمانُه بنداه الغَمرِ أَشْتية ٌ
وإن غدتْ بجناه الحلو أصيافا
كأنه والعُفاة َ الطائفين به
بنيَّة ُ اللَّه والحجاج طُوافا
أفردْتُه برجائي وانفردتُ به
وظل قومٌ على الأوثان عُكَّافا
يدعون من لا يُجيب الهاتفين به
وإن أمَلُّوه تَدْعاءً وتهتافا
ألفيت من خالص الياقوت جوهرَه
لما وجدتُ صنوف الناس أخزافا
يُضحي إذا خَزِي المَدّاحُ مادُحه
كذائف المسك لا يُخزيه ما ذافا
كم حالبينَ ضُروعَ العيش دِرَّته
يَمرون منهن ضرَّاتٍ وأخلافا
لولا أبو جعفر الطائي ما مُنحوا
إلا قروناً من الدنيا وأظلافا
سَهْلُ الخليقة ِ لم يَشْرك سياسته
عنفٌ وإن كان بالمِلحاح مِعنافا
إذا المصاعيبُ لم تُركَبْ تجلَّلها
قسراً فأعطت مع الإركاب إردافا
ما نعرفُ الوعدَ والإيعادَ من رجلٍ
سواه إلا أمانياً وإرجافا
مُنابذ لأعاديه وثروتِه
فليس يألُوهما ما اسطاع إتلافا
ممن يرى المنعَ إسرافاً وحُقَّ له
أليس ما يُتلف الأعراضَ إسرافا
إذا لوى القومُ يوماً دَين مادِحهِم
أعطى عطاياهُ قبل المدح إسلافا
إلى ذَرَاه أنيخت بعد متعبة ٍ
أنضاءُ رَكبٍ أملُّوا الأرض تطوافا
ثم استُثيرتْ فثارت وهي مُثقلة ٌ
وقد أتته تُباري الريحَ أحفافا
أمسى أبا منزلٍ والجودُ خادِمَه(73/311)
والأرضُ داراً له والناس أضيافا
أوْلى المضيفين بالدفء الملوذ به
مشتى ً وأجدرهم بالظلِّ مُصطافا
يُرعي العفاة َ رياض العُرفِ مؤتنفاً
بهم ويرعَى رياض الحمد مِئنافا
أضحتْ سياستُه رصْفاً ونائلهُ
نثراً فأنطق نثَّاراً ورصَّافا
سما فحلّق منه أجدلٌ لَحِمٌ
لما أسفَّت بَغاثُ الطير إسفافا
من العِتاق يُجلِّي قَشْعماً دَرِباً
حتى إذا ما استبان انقضَّ غِطرافا
ما زال فاروقَ ما التفت شواكلُهُ
وللجيوش بشرواهنَّ لفَّافا
لم تستمع قطُّ ذكراه ولم تره
إلا تواضعتَ واسوضعتَ إشرافا
ألقى إليه أمين اللَّه حرْبته
فصادفتْ منه لَقْف الكفِّ لقَّافا
مظفَّراً هزَّ عِطفيْها مُظفَّرة ً
إذا تلقَّت صدوراً صرن أكتافا
منصورة ً في يدٍ منصورة ٍ أبداً
من مُحرِبٍ لم يزل في الروع دلاَّفا
يُغشي القناة قناة َ الظهر معتمداً
على القناتين قَصَّاماً وقصَّافا
مصمِّماً غير وقافٍ وآونة ً
تلقاه عند حدود اللّه وقَّافا
ما انفكَّ يقتل مُرَّاقا ويأسِرهم
أمضَى من الحَيْن أرماحاً وأسيافا
حتى غدا الطَرفُ الأقصى به وسطاً
من بعد ما كانت الأوساطُ أطرافا
أجْلى السِّباع وأخلى كلَّ مَسْبعة ٍ
فغادر الأرضَ أحراماً وأخيافا
ثم استهلَّ على الدنيا بنائله
حتى غدتْ فلواتُ الأرض أريافا
لا يوهن اللَّه بطشاً منه تعرفُهُ
مُزلزلاً بأعادي اللَّه خَسَّافا
ولا يَغِضْ ماء كفٍّ منهُ ممطرة ٍ
تُساجل المزنَ تهطالا وتَوْكافا
إذا رمى أحمدُ الطائي طائفة ً
أضحت مَقاتلها للنبل أهدافا
وإن سقى أرضَ أُخرى صَوْب راحته
هزَّتْ جِناناً من النعماء ألفافا
ظهيرُ صِدق إذا آخيَّة ٌ ضعُفت
وزادها ظُهراء السوء إضعافا
عمَّ التدابيرَ إلطافاً يرد به
على الأواخيِّ إثخاناً وإكثافاً
راخَى خناق بني اللأْواء كلِّهم
وشدَّ آساس ملك كنَّ أجرافا
أخو عطايا إذا ماشاء بدَّلها
ضرباً يخذف بالأوصال خذرافا
وراء بيض أياديه إذا غُمِطتْ
بيضٌ يطيحُ بها بيضاً وأقحافاً
إن سالمَ استنزل الأرزاق واسعة(73/312)
أو حارب اتَّخذ المقدار سيَّافا
سائل صديقاً عن الطائي هل ذهبتْ
دماءُ قتلاه أو جرحاه أطلافا
ألم ترَ القتلَ أقوى طائعين له
عقوبة ً لم يقارف فيه أحيافا
يداً خؤوناً ورجلاً منه أقسمتا
تَستعملان طَوال الدهر إسكافا
وإن يكن كان أردى مُفلِحاً عَرَضاً
فقد تَصيبُ سهامُ الدهرِ خطرافا
وقد يَميل على من كان مال له
ويُعقِب البؤسَ من غذَّاة سرهافا
أردى كُليباً لجسّاسٍ وكان له
ربّاً وأعدَى على بِسطامَ شِرخافا
واسألْ به فارساً إذ سار تطلبه
سيراً حثيثاً يغول الأرضَ خَشَّافا
في فيلقٍ بات في الظلماء كوكبَها
يَهْدي وأصبح للأبصار طرَّافا
ففوَّز اللُّص حتى قاد من معه
وكلُّ مالٍ إذا ضيَّعتَه سافا
من بعد ما كَلبوا جوعاً فكلُّهُم
أضحى ظليماً بشري الدوِّ نقَّافا
جاروا عن القصد فاستنهاهُمُ حكمٌ
عدلٌ وما جار في حكم ولا حافا
وانحازَ عن بِددٍ منهم وما ادَّكرتْ
خيلُ الأميرِ أواريّا وأعلافا
لكي تطاردَ كي يغترَّ مارقة ً
أخرى إذا ما دهاها كرَّ عطافا
وللهنَاتِ لِقاحٌ ليس يعرفه
عَيرٌ وإن كان للأبوال كرافا
تحت الأمورِ أمورٌ لو تبيَّنها
عَيرُ الفلاة ِلأضحى العير خضَّافا
ما كان دهرُ قصيرْ جدْعَ مَعْطسه
لمَّا أطفَّ له موساه إطفافا
لكن أراد به أمراً فأدركه
ولم يُردِّد على مافات إلهافا
فلينتظر فارسٌ أورادَ عائدة ٍ
لا يستطيع لها الزوَّادُ كفْكافا
وأين يهربُ من خيلٍ تَخالُ بها
عقبانَ مُبردَة يطلبن إلجافا
دوَّخن شيبان أمّاً في رؤوسهمُ
تُدوي الطبيبَ إذا أغشاه مجرافا
وقلن ذوقوا جَنَاكم إن جانَيكُمْ
ما زال للحنظلِ الخُطبان نقافا
كم جاهلٍ كان بالطائي جرَّبه
صِلاًّ إذا طلب الأعداء زحَّافا
يحرِّم الغسلَ إيلاءً ويُطلقه
بِرّاً فيوخفه بالثأر إيخافا
ووقعة ٍ منه في الأعرابِ قد جعلتْ
أوطانَهم إسوة َ الأحقاف أحقافا
تحالفوا مذ تحدَّاهم فخلتُهُم
على الهزائم لا الإقدامِ أحلافا
ظلوا قتيلاً ومصفوداً وذا هربٍ
تقضي بإدراكه الطير التي اعتافا(73/313)
أسيرُ قتلٍ وإن أضحى طليق يدٍ
قد أزهقت نفسه الآجالُ إزهافا
ومن سرتْ نقمُ الطائي تطلبه
ألفى الذي وعدته الفوتَ مخلافا
يا هارباً منه إن الليلَ غاشية ٌ
لا بدّ منها وإن أوشكت إحصافا
كيف النَّجاء لناجٍ من أخي طلبٍ
مثل الظلام إذا ما عمَّ أغدافا
كأنما كلّ نفسٍ حين يطلبُها
قد أُعلقت سبباً منه وخُطَّافا
فاطلبْ رضاه وأيقن أن سخْطته
لا حِرز منها إذا طوفانُها طافا
تلقَ ابن حُرَّين لا تلقاه مُجترِماً
فَظّاً على مستميح العفو حَلافا
بل سيداً قُرنت بالحلمِ حفظتُه
فلم تفز قطُّ إلا كان مِيقافا
يَهمُّ بالطَّول همَّامٌ به عجلاً
وإن أراد عِقابا كفَّ كفافا
يسوسُ نفساً على الأغياظ صابرة ً
ما زال يُؤلفها الكروه إيلافا
مغفلٌ حين يُستعفَى وتحسبه
عند انتقاد وجوه الناس صرّافا
تلقاه للعيب ستاراً وإن دمستْ
ظلماءُ لاقيْتَه للغيب كشافاً
إذا ارتأى تَبِعتْ آثارُه سَدداً
لا كالذي يتبعُ الآثار مُقْتافا
ما إن يزال له رأيٌ يُصيب به
لو أنه حيوانٌ كان عرَّافا
تخاله باتقاءِ الذنب مُتَّقياً
في يوم هيجاءَ مِرداة ٍ وقذَّافا
يخشى الملام ويغشى الحرب مرتدياً
فيها رداءً من الكتاب هفهافا
لم يُلفه الغمز خوَّاراً وتعطفه
بالرِّفق منك فتلقى منه عطَّافا
يلين للريح إن هزَّته ليِّنة ً
ولا يلين إذا هزَّته مِعصافا
لا يترك الحقَّ مغبوناً لسائمه
خسْفاً ولا يتعدى الحقَّ حيَّافا
كم قد أعد لقومٍ حسن مقدرة ٍ
وكم يُعدُّون أكفافاً وأجدافا
قَراهُمُ الصفح إذ حلُّوا بَعقوتِه
وأتبع الصفحَ إكراماً وإلطافاً
لم يَعْدُ أن أرعف الأقلام يرفدُهم
ولو عتوا رعفَ الخِرصان إرعافا
جاءوا يخافون ناراً لا خمودَ لها
فأُزلفتْ لهمُ الجناتُ إزلافا
لكن تَطاردَ كي يغترَّ مارقة ً
أخرى إذا ما دهاها كرَّ عطَّافا
ورائدٍ قال ألفينا خلائقه
كالشَّهد طعماً ومثل المسك مُستافا
خلائقٌ علمتْنا كيف نمدحه
ورقَّقتنا وكنا قبلُ أجلافا
كم قد بدأْنا وعاودْنا فأوسعَنا(73/314)
بذْلاً ولم نستطع للبحر إنزافا
بحرٌ من العُرف لا تلقى الظِّماء به
محلَّئين ولا الورَّاد عُيَّافا
تمت معانيه منه في امرىء ٍ نَصفٍ
زوالٍ أطال على الأحوال توقافا
قد سنَّ شفرتيه البأسُ بُغيته
وشاف من صحْفتيه الجودُ ما شافا
كذا الأهلة ُ تستوفي محاسنَها
إذا نضت ما شهور الحول أنصافا
ممن يرى كلَّ ما يفنى بمنزلة ٍ
سيان ما التذَّ منها والذي عافا
لا بالمروع إذا أهوالُها عَظمَتْ
ولا المروق إذا زيَّافُها زافا
تبلو به محنة ُ الدنيا وفِتنتُها
طوْداً كهمِّك إرساءً وإشرافا
لا يُستخَفُّ لدى ريح تهبُّ له
ولا عليه ولا تلقاه رجَّافا
يجُنُّ قلباً وقوراً في جوانحه
مستنفراً عند ذكر الله وجَّافا
لا عيب فيه سوى عتقٍ يَردُّ به
عتق الجواد إذا جاراه إقرافان طافَ الخيالُ وعن ذكراكِ ما طافا
فكان أكرمَ طيفٍ طارقٍ ضافا
طيفٌ عَراني فحياني وأتْحفني
بالنرجس الغضَّ والتفاح إتحافا
عينانِ جاورتا خدَّين ما خُلِقا
إلا شقاءً يراه الغِرُّ إترافا
وكم ألمَّ فأهدتْ لي محاسنُه
من الفواكه والريحان أصنافا
رُمانَ عدنٍ وأعناباً مهدَّلة ً
وأقُحواناً يُسقَّى الراحَ رفَّافا
ويانعاً من جَنى العُنَّاب تُتبعه
قلب المودَّع تذكارا وتأْسافا
أسرى بأنواع ريحانٍ وفاكهة
يأْبينَ قطفاً وإن خيَّلن إقطافا
للَّه ضيفُك من ضيف قَرَى نُزلاً
من الغرور عميدَ القلب مِكلافا
قِرى ً هو البرحُ إعقاباً وإن وجدتْ
منه النفوسُ مذاق العيش إسلافا
أقرَّ عينيَّ في ليلى وصبَّحني
وجداً أفاضهما بالماء شفَّافا
لا خيرَ في قُرَّة ٍ للعين مُعقبة ٍ
دمعاً يخدِّد في الخدين ذرَّافا
أعجِبْ بوجدِ مزورٍ قاد زائرَهُ
بل لم تزل ذِكَرٌ يجلبن أطيافا
هبَّ الضميرُ ونام الطرف فاجتلبتْ
ذكراك والنومُ زَوْراً طالماً جافى
صافيته فحباك النومُ زورتَه
وكان ذلك حقُّ النُّبه لو صافى
وافاكَ والليلُ قد ألقى مراسيه
خيالُ من ليس بالوافي ولو وافى
في شيعة ٍ كالنجوم الزهر معتمة ً(73/315)
أحدقْن بالبدر أشباهاً وألاّفا
بيضٍ كُسينَ حُلياً لا كِفاء لها
حُسناً فأكْسفنها بالحسن إكسافا
شُبهن بالدرِّ إذ أُلبسن فاخِرهُ
بل كن دُرّاً وكان الدر أصدافا
يا حسنَ ليلٍ وإصباح جمعنهما
والليلُ مُلقٍ على الآفاق أكنافا
غُرٌّ تجلَّلنْ أسدافاً مرجلة ً
على وجوه وِضاءٍ جُبن أسدافا
ومِسْنَ في حُللِ الأفوفِ عاطرة ً
فخلتُهنَّ لَبسن الروض أفوافا
من كل مجدولة ٍ إن أقبلتْ عطفتْ
أعطافُها من قلوبِ الناس أعطافا
وإن تولَّتْ فرَيّا الخَلقِ تُتبعها
أرادفها من قلوبِ الناس أردافا
لو أنَّ لي عند من أحببتُه مِقة ً
لَصدّق الحُلمَ إلثاماً وإرشافا
لكنَّ هيفاءَ تلقى اللَّه صادية ً
إلى الدِّماء التي حُرِّمن مهيافا
تَبّاً لحكم الغواني والمُقرِّبه
فما رأى فيه راءٍ قَطُّ إنصافا
أُسعِفن بالمُلك عفواً فائْتلين معاً
أنْ لا يرى طالبٌ منهم إسعافا
يا سائلي بالغَواني من صبابته
سائلْ بهنَّ فقد صادفتَ وَصَّافا
هنَّ اللواتي إذلاقيتَهن ضُحى ً
لاقيتَ صَداً وإشراقاً وإخطافا
مثل السيوفِ إذا لاقيتَ مُصْلَتها
لاقيتَ حداً وإمهاءً وإرهافا
أرضيْننا حسن قدٍّ زانه بشَرٌ
صافٍ وأسخطتنا مطلاً وإخلافا
بخلن عنَّا بما يسألنَ من وتَح
نزرٍ وأجحفن بالألباب إجحافا
وإنني للَذي غادرنَه عُطُلا
بغير لبٍّ وإن أحسنتُ أوصافا
أَسْقمن قلبي بألوانٍ مصحَّحة ٍ
وأعينٍ أُدِنفتْ بالغنج إدنافا
يا مُكذباً ليَ في دعوايَ شكَّكه
أن فتَّر الدمعُ وبْلا منه وَكَّافا
بواطنُ الحبِّ أدهَى من ظواهره
كما علمتَ وشرُّ الداء ما اجتافا
ما للأحبة ِ قد ضمَّن صَبْوتنا
بعد الإنابة سِكِّيتاً وهتَّافا
طوراً حماماً وطوراً منزلاً خَرِساً
ما لم ترجِّع به الأرواحُ زَفزافا
أو طارقاً في حريم النوم يطرقُنا
أو بارقاً لعزاء القلب خطَّافا
أو حنَّة ً من حنين النِّيبِ ما برحتْ
تَهيج للصبِّ أبراحاً وأشعافا
كلٌّ يُجدُّ لنا شجواً يذكرنا
إلفاً فيمنحُنا الأحزانَ أُلاّفا(73/316)
لا تعجبنَّ لمرزوقٍ أخي هَوجٍ
حظّاً تخطَّى أصيل الرأي طَرافا
فخالقُ الناس أعراءً بلا وبرٍ
كاسِي البهائم أوباراً وأصوافا
مازلتُ أعرفُ أهلَ العجز في دَعَة ٍ
لا يكلَفون وأهلَ الكَيْس كُلاَّفا
أما ترى هذه الأنعام قد كُفيت
فما تُساومُ بالأخفاف خُفَّافا
يكفي أخا العَجز ما يقضي القديرُ به
من لا ترى منه عند الحكم إجنافا
وكلبِ خصبٍ زهاه الحظ قلتُ له
لا تستوي والأسودَ السودَ غُضَّافا
أطغاكَ جهلٌ بما أعطتْكَ مرحمة ٌ
قدِماً أطالتْ على الحُرَّاص رفرافا
دع من قوافيك ما يكفيكَ إن لها
في مدحِ أحمدَ إعناقاً وإيجافا
فامدح به الشعرَ مدحاً تستفيد به
وفْراً وتكبِتُ حُسَّاداً وشُنَّافا
أضحى أبو جعفر الطائيُّ منتجَعاً
ومستجاراً لمن رجَّى ومن خافا
قَرمٌ إياسٌ وأوسٌ من عشيرته
وحاتمٌ كَرُم السُّلافُ سُلافا
تقدموا وعَلوا قِدماً وشُمّ بهم
رَوْح الحياة ِ فكان القومُ أُنافا
كانوا مراعيَ للأرباع مُمرعة ً
في كلِّ حينٍ وللمرتاعِ أكهافا
سُلاَّفُ صدقٍ فلا زال المليكُ لهم
بمثل أحمدَ في الخُلاَّف خَلاَّفا
أغرُّ أبلجُ ما ينفكُّ مُعتقلاً
للحمد مبتذلاً للمال مِتلافا
مُسَهِّلاً سُبل الجدوى لطالبها
لِعرضه ولدين اللَّه ظَلاَّفا
أزمانُه بنداه الغَمرِ أَشْتية ٌ
وإن غدتْ بجناه الحلو أصيافا
كأنه والعُفاة َ الطائفين به
بنيَّة ُ اللَّه والحجاج طُوافا
أفردْتُه برجائي وانفردتُ به
وظل قومٌ على الأوثان عُكَّافا
يدعون من لا يُجيب الهاتفين به
وإن أمَلُّوه تَدْعاءً وتهتافا
ألفيت من خالص الياقوت جوهرَه
لما وجدتُ صنوف الناس أخزافا
يُضحي إذا خَزِي المَدّاحُ مادُحه
كذائف المسك لا يُخزيه ما ذافا
كم حالبينَ ضُروعَ العيش دِرَّته
يَمرون منهن ضرَّاتٍ وأخلافا
لولا أبو جعفر الطائي ما مُنحوا
إلا قروناً من الدنيا وأظلافا
سَهْلُ الخليقة ِ لم يَشْرك سياسته
عنفٌ وإن كان بالمِلحاح مِعنافا
إذا المصاعيبُ لم تُركَبْ تجلَّلها(73/317)
قسراً فأعطت مع الإركاب إردافا
ما نعرفُ الوعدَ والإيعادَ من رجلٍ
سواه إلا أمانياً وإرجافا
مُنابذ لأعاديه وثروتِه
فليس يألُوهما ما اسطاع إتلافا
ممن يرى المنعَ إسرافاً وحُقَّ له
أليس ما يُتلف الأعراضَ إسرافا
إذا لوى القومُ يوماً دَين مادِحهِم
أعطى عطاياهُ قبل المدح إسلافا
إلى ذَرَاه أنيخت بعد متعبة ٍ
أنضاءُ رَكبٍ أملُّوا الأرض تطوافا
ثم استُثيرتْ فثارت وهي مُثقلة ٌ
وقد أتته تُباري الريحَ أحفافا
أمسى أبا منزلٍ والجودُ خادِمَه
والأرضُ داراً له والناس أضيافا
أوْلى المضيفين بالدفء الملوذ به
مشتى ً وأجدرهم بالظلِّ مُصطافا
يُرعي العفاة َ رياض العُرفِ مؤتنفاً
بهم ويرعَى رياض الحمد مِئنافا
أضحتْ سياستُه رصْفاً ونائلهُ
نثراً فأنطق نثَّاراً ورصَّافا
سما فحلّق منه أجدلٌ لَحِمٌ
لما أسفَّت بَغاثُ الطير إسفافا
من العِتاق يُجلِّي قَشْعماً دَرِباً
حتى إذا ما استبان انقضَّ غِطرافا
ما زال فاروقَ ما التفت شواكلُهُ
وللجيوش بشرواهنَّ لفَّافا
لم تستمع قطُّ ذكراه ولم تره
إلا تواضعتَ واسوضعتَ إشرافا
ألقى إليه أمين اللَّه حرْبته
فصادفتْ منه لَقْف الكفِّ لقَّافا
مظفَّراً هزَّ عِطفيْها مُظفَّرة ً
إذا تلقَّت صدوراً صرن أكتافا
منصورة ً في يدٍ منصورة ٍ أبداً
من مُحرِبٍ لم يزل في الروع دلاَّفا
يُغشي القناة قناة َ الظهر معتمداً
على القناتين قَصَّاماً وقصَّافا
مصمِّماً غير وقافٍ وآونة ً
تلقاه عند حدود اللّه وقَّافا
ما انفكَّ يقتل مُرَّاقا ويأسِرهم
أمضَى من الحَيْن أرماحاً وأسيافا
حتى غدا الطَرفُ الأقصى به وسطاً
من بعد ما كانت الأوساطُ أطرافا
أجْلى السِّباع وأخلى كلَّ مَسْبعة ٍ
فغادر الأرضَ أحراماً وأخيافا
ثم استهلَّ على الدنيا بنائله
حتى غدتْ فلواتُ الأرض أريافا
لا يوهن اللَّه بطشاً منه تعرفُهُ
مُزلزلاً بأعادي اللَّه خَسَّافا
ولا يَغِضْ ماء كفٍّ منهُ ممطرة ٍ
تُساجل المزنَ تهطالا وتَوْكافا(73/318)
إذا رمى أحمدُ الطائي طائفة ً
أضحت مَقاتلها للنبل أهدافا
وإن سقى أرضَ أُخرى صَوْب راحته
هزَّتْ جِناناً من النعماء ألفافا
ظهيرُ صِدق إذا آخيَّة ٌ ضعُفت
وزادها ظُهراء السوء إضعافا
عمَّ التدابيرَ إلطافاً يرد به
على الأواخيِّ إثخاناً وإكثافاً
راخَى خناق بني اللأْواء كلِّهم
وشدَّ آساس ملك كنَّ أجرافا
أخو عطايا إذا ماشاء بدَّلها
ضرباً يخذف بالأوصال خذرافا
وراء بيض أياديه إذا غُمِطتْ
بيضٌ يطيحُ بها بيضاً وأقحافاً
إن سالمَ استنزل الأرزاق واسعة
أو حارب اتَّخذ المقدار سيَّافا
سائل صديقاً عن الطائي هل ذهبتْ
دماءُ قتلاه أو جرحاه أطلافا
ألم ترَ القتلَ أقوى طائعين له
عقوبة ً لم يقارف فيه أحيافا
يداً خؤوناً ورجلاً منه أقسمتا
تَستعملان طَوال الدهر إسكافا
وإن يكن كان أردى مُفلِحاً عَرَضاً
فقد تَصيبُ سهامُ الدهرِ خطرافا
وقد يَميل على من كان مال له
ويُعقِب البؤسَ من غذَّاة سرهافا
أردى كُليباً لجسّاسٍ وكان له
ربّاً وأعدَى على بِسطامَ شِرخافا
واسألْ به فارساً إذ سار تطلبه
سيراً حثيثاً يغول الأرضَ خَشَّافا
في فيلقٍ بات في الظلماء كوكبَها
يَهْدي وأصبح للأبصار طرَّافا
ففوَّز اللُّص حتى قاد من معه
وكلُّ مالٍ إذا ضيَّعتَه سافا
من بعد ما كَلبوا جوعاً فكلُّهُم
أضحى ظليماً بشري الدوِّ نقَّافا
جاروا عن القصد فاستنهاهُمُ حكمٌ
عدلٌ وما جار في حكم ولا حافا
وانحازَ عن بِددٍ منهم وما ادَّكرتْ
خيلُ الأميرِ أواريّا وأعلافا
لكي تطاردَ كي يغترَّ مارقة ً
أخرى إذا ما دهاها كرَّ عطافا
وللهنَاتِ لِقاحٌ ليس يعرفه
عَيرٌ وإن كان للأبوال كرافا
تحت الأمورِ أمورٌ لو تبيَّنها
عَيرُ الفلاة ِلأضحى العير خضَّافا
ما كان دهرُ قصيرْ جدْعَ مَعْطسه
لمَّا أطفَّ له موساه إطفافا
لكن أراد به أمراً فأدركه
ولم يُردِّد على مافات إلهافا
فلينتظر فارسٌ أورادَ عائدة ٍ
لا يستطيع لها الزوَّادُ كفْكافا
وأين يهربُ من خيلٍ تَخالُ بها(73/319)
عقبانَ مُبردَة يطلبن إلجافا
دوَّخن شيبان أمّاً في رؤوسهمُ
تُدوي الطبيبَ إذا أغشاه مجرافا
وقلن ذوقوا جَنَاكم إن جانَيكُمْ
ما زال للحنظلِ الخُطبان نقافا
كم جاهلٍ كان بالطائي جرَّبه
صِلاًّ إذا طلب الأعداء زحَّافا
يحرِّم الغسلَ إيلاءً ويُطلقه
بِرّاً فيوخفه بالثأر إيخافا
ووقعة ٍ منه في الأعرابِ قد جعلتْ
أوطانَهم إسوة َ الأحقاف أحقافا
تحالفوا مذ تحدَّاهم فخلتُهُم
على الهزائم لا الإقدامِ أحلافا
ظلوا قتيلاً ومصفوداً وذا هربٍ
تقضي بإدراكه الطير التي اعتافا
أسيرُ قتلٍ وإن أضحى طليق يدٍ
قد أزهقت نفسه الآجالُ إزهافا
ومن سرتْ نقمُ الطائي تطلبه
ألفى الذي وعدته الفوتَ مخلافا
يا هارباً منه إن الليلَ غاشية ٌ
لا بدّ منها وإن أوشكت إحصافا
كيف النَّجاء لناجٍ من أخي طلبٍ
مثل الظلام إذا ما عمَّ أغدافا
كأنما كلّ نفسٍ حين يطلبُها
قد أُعلقت سبباً منه وخُطَّافا
فاطلبْ رضاه وأيقن أن سخْطته
لا حِرز منها إذا طوفانُها طافا
تلقَ ابن حُرَّين لا تلقاه مُجترِماً
فَظّاً على مستميح العفو حَلافا
بل سيداً قُرنت بالحلمِ حفظتُه
فلم تفز قطُّ إلا كان مِيقافا
يَهمُّ بالطَّول همَّامٌ به عجلاً
وإن أراد عِقابا كفَّ كفافا
يسوسُ نفساً على الأغياظ صابرة ً
ه ما زال يُؤلفها الكروه إيلافا
مغفلٌ حين يُستعفَى وتحسبه
عند انتقاد وجوه الناس صرّافا
تلقاه للعيب ستاراً وإن دمستْ
ظلماءُ لاقيْتَه للغيب كشافاً
إذا ارتأى تَبِعتْ آثارُه سَدداً
لا كالذي يتبعُ الآثار مُقْتافا
ما إن يزال له رأيٌ يُصيب به
لو أنه حيوانٌ كان عرَّافا
تخاله باتقاءِ الذنب مُتَّقياً
في يوم هيجاءَ مِرداة ٍ وقذَّافا
يخشى الملام ويغشى الحرب مرتدياً
فيها رداءً من الكتاب هفهافا
لم يُلفه الغمز خوَّاراً وتعطفه
بالرِّفق منك فتلقى منه عطَّافا
يلين للريح إن هزَّته ليِّنة ً
ولا يلين إذا هزَّته مِعصافا
لا يترك الحقَّ مغبوناً لسائمه
خسْفاً ولا يتعدى الحقَّ حيَّافا(73/320)
كم قد أعد لقومٍ حسن مقدرة ٍ
وكم يُعدُّون أكفافاً وأجدافا
قَراهُمُ الصفح إذ حلُّوا بَعقوتِه
وأتبع الصفحَ إكراماً وإلطافاً
لم يَعْدُ أن أرعف الأقلام يرفدُهم
ولو عتوا رعفَ الخِرصان إرعافا
جاءوا يخافون ناراً لا خمودَ لها
فأُزلفتْ لهمُ الجناتُ إزلافا
لكن تَطاردَ كي يغترَّ مارقة ً
أخرى إذا ما دهاها كرَّ عطَّافا
ورائدٍ قال ألفينا خلائقه
كالشَّهد طعماً ومثل المسك مُستافا
خلائقٌ علمتْنا كيف نمدحه
ورقَّقتنا وكنا قبلُ أجلافا
كم قد بدأْنا وعاودْنا فأوسعَنا
بذْلاً ولم نستطع للبحر إنزافا
بحرٌ من العُرف لا تلقى الظِّماء به
محلَّئين ولا الورَّاد عُيَّافا
تمت معانيه منه في امرىء ٍ نَصفٍ
زوالٍ أطال على الأحوال توقافا
قد سنَّ شفرتيه البأسُ بُغيته
وشاف من صحْفتيه الجودُ ما شافا
كذا الأهلة ُ تستوفي محاسنَها
إذا نضت ما شهور الحول أنصافا
ممن يرى كلَّ ما يفنى بمنزلة ٍ
سيان ما التذَّ منها والذي عافا
لا بالمروع إذا أهوالُها عَظمَتْ
ولا المروق إذا زيَّافُها زافا
تبلو به محنة ُ الدنيا وفِتنتُها
طوْداً كهمِّك إرساءً وإشرافا
لا يُستخَفُّ لدى ريح تهبُّ له
ولا عليه ولا تلقاه رجَّافا
يجُنُّ قلباً وقوراً في جوانحه
مستنفراً عند ذكر الله وجَّافا
لا عيب فيه سوى عتقٍ يَردُّ به
عتق الجواد إذا جاراه إقرافا
كم رام ذو الجدِّ والأجداد غايتَهُ
فقام ذو الجدِّ والأجداد زحافا
يا ذا العلاء الذي أرسى قواعِدَه
على الحضيض وجاز النجمَ أعرافا
أما وقدرِك إن اللَّه عظَّمه
لقد غدا فوقَ ما خُوِّلت أضعافا
وما رمتك يدٌ بالحظ خاطئة ٌ
كلا لعمري وما أعطتك إسرافا
وما أرى الناس أمراً أنت صاحبُهُ
ظهراً تبدَّل بالإسراج إيكافا
فاسلم على الدهر في نعماءَ سابغة ٍ
حتى يُمسِّيَك العصران إدلافا
من كان أصبح ظَلاَّما لسُوقَته
من الملوك فقد أصبحتَ مِنصافا
لا تترك الدهر مغروراً بغرته
ولا تُرَى للصحيح الجِلدِ قرَّافا
ما كابد الأسرَ عانٍ في يدي زمن(73/321)
إلا رجا بك فاءً واصلتْ كافا
ولا وأى عنك حسنُ الظن مَوعدَهُ
إلا غدت وهي حَاء واصلت قافا
وعائب لك بالإسراف قلت له
لا زلتَ عن حَسن الأفعال صدَّافا
أصبحتَ في رفضك الإسراف محتقباً
أجر امرىء ٍ آفَ منه النجل ما آفا
عُوِّضت من وزر مجدٍ أجر منقصة ٍ
بلوى من الله فاترك ذكر من عافى
ماذا تعيبُ لحاك الله من ملكٍ
لم يرض قط من المعروف سَفْسافا
أنال حتى أعفَّ المُلحفين معاً
بنائل سدَّ أفواهاً وأجوافا
إن كان أثبتَ بالإسراف سيئة ً
فقد محاها بأن لم يُبق إلحافا
أهلاً بمعصية ٍ باءتْ بمعصية ٍ
وعمَّت الناس إغناءً وإعفافاً
وهائبٍ لك لم يسألك قلتُ له
دع عنك عجزك لا يعقبك تلهافا
سَلِ الأمير ولا تحرمك هيبتُه
فقد غدا لجبالِ المالِ نسَّافا
سلْه وإن عزَّ واستعلتْ مراتبه
وكان حداً على الأعداء جلاَّفا
لا يُؤيسنَّك غَدقٌ من جُرامته
وإن سما واستحدَّ الشوك والتافا
فليس تمنعُ مما فيه مَنْعتُهُ
إلا إذا خرَّق الخَرافُ خرّافا
إليك رادفتُ عزمي فوق ناجية ٍ
كالريح تعصفُ بالرُّكبان إعصافا
أرسى عليك قُتود الرحل أن خُلقت
أخفَّ ما دبَّ فوق الأرض إخفافا
تُقلِّب الليل عيناً غير نائمة ٍ
ومُنْسماً بحصى المِعزاء خذَّافا
سفينة ٌ من سَفين البرِّ محكمة ٌ
تجري إذا ما اتخذْتَ السوط مجدافا
جاءت بعسَّافِ أهوالٍ على ثقة ٍ
أن سوفَ تلقاكَ للأموال عسَّافا
أهدى إليك هديّاً من كرائمه
يُحفُّها حَشَدُ الآمال زفافا
حسناء معجبة ً للناس مطربة ً
لا تستعين على الإطراب عزَّافا
من سيدات القوافي ما يزالُ لها
راوٍ تظلُّ به السادات حُفَّافا
مَليٌّ من الحمد والتحميد حاملة ً
ألطافَ حُرٍّ يُرجِّي منك ألطافا
أهدى غرائبَ يرجو أن تحوز له
غرْبا يروِّيه من جدواك غرّافا
أذال فيها لك النفسَ التي لقيت
من العفاف وطول الظَّلف إقشافا
فحاكها والذي يبغي كفايته
وإن شتا غيره في الريف أوصافا
حوكَ امريء لم يكن من قبل مكتسباً
بالشعر سألة ً للناس مِلحافا(73/322)
كخصف آدمَ من أوراق جَنَّته
ولم يكن قبل ذاك الخصف خصَّافا
كساك من زينة الدنيا لتكسُوه
من سِترها فاكسِه ياخير من كافا
وافعل به غير مأمورٍ بعارفة ٍ
فعلاً يزفُّ نَعَام الشكر إزفافا
أطرِفه بالجود في دهرٍ غدا عُطُلاً
من كلِّ عُرف فلم يُعدمك إطرافا
من كان أغضبه قولي وآسَفَهُ
فزاده اللَّه إغضاباً وإيسافاً
وليحذر الشاعرُ العرِّيض بادرتي
فربما صادق العرِّيض حذَّافا
لا يجهلنَّ حليم إنني رجلٌ
من كان أخطل جهلٍ كنت جحَّافا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رحم اللَّهُ صالح بن وصيفٍ
رحم اللَّهُ صالح بن وصيفٍ
رقم القصيدة : 61639
-----------------------------------
رحم اللَّهُ صالح بن وصيفٍ
فلقد كان جدَّ شهمٍ ظريف
كان لا يصطفي المخنث خِدناً
بل يراه مثل الكنيف المُجيف
معشرٌ قربهم من الناسِ عَرّ
لصحيحٍ وقُذْرة لنظيف
فادحَروا عنكم المخانيثَ دخراً
وليوكَّل بذاك كل شريف
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبى لأخي الدنيا التَّبتُّلَ أنها
أبى لأخي الدنيا التَّبتُّلَ أنها
رقم القصيدة : 61640
-----------------------------------
أبى لأخي الدنيا التَّبتُّلَ أنها
لها زيفة ٌ في كل حين تزيفُها
إذا ما جلاها في الرياض ربيعُها
يروق عيونَ الناظرين رفيفُها
وأخرى إذا ما أينعتْ ثمراتُها
ورقّت حواشيها وطابَ خريفها
تراءى لنا في زُخرفين كليهما
إذا استوجفَ الأهواءُ خفَّ وجيفها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> الدينُ والعلمُ والنَّعماءُ والشرفُ
الدينُ والعلمُ والنَّعماءُ والشرفُ
رقم القصيدة : 61641
-----------------------------------
الدينُ والعلمُ والنَّعماءُ والشرفُ
تأبى لجارك أن يُمنَى له التَّلفُ
مؤيَّداتٌ من الأركان أربعة ٌ
يأوي إليهن محرومٌ ومُضْطعَفُ
أبا عليٍّ وأنت المرءُ ليس لنا
جارٌ سواه إذا خِفْنا ولا كنَفُ
أشكو إليك ظُلاماتٍ يُتَابعُها
من ليس يَحْسُن منه الظُّلم والجنَفُ
مُؤَمَّلِي والذي أُشجي الخطوبَ به(73/323)
أضْحى وأمسى وأدنَى ظُلمْه سَرفُ
أظلّني سوءُ رأيٍ منه متَّصِلٌ
وليس لي من بلاءٍ سيِّءٍ سلفُ
إلا مدائح ما تنفكُّ سائرة ً
لركْبها كل يوم نيَّة قذفُ
وخدمة ً سبقَتْ أيامَ دولتِه
ما مثلُها زُلْفَة إن عُدَّت الزُّلف
يَمَّمْتُه إذ وجوه الناسِ كُلهِمُ
فيها إلى الجانب المعمور مُنْصَرفُ
مازلت ممتَطيا تلقاءه قدمي
لا يَطبينيَ عنه السَّعي والحَرفُ
أُهدِي له الأنسَ في أيام وحشتِه
وعنديَ الصَّبْرُ والتأميلُ والظَّلفُ
لا أجتدِيه ولا أمتاحُ نائله
ولا أزولُ ولي في الأرضِ مُصْطَرفُ
حتى إذا فتح اللَّهُ الفتوحَ له
أصبحتُ لولا استتاري كِدْت أخْتَطفُ
ظلماً توحَّدني منه بلا سبب
وليس لي منه أن حاكمتُ منتصَفُ
تظاهرتْ غُمَمٌ سودٌ وليس لها
إلا بوجهك بعد اللَّهِ مُنْكَشَفُ
ولم تزل يا ابن بدرٍ بدرَ مُضْحية ٍ
يبدو فيَنْجَابُ للساري به السُّدفُ
فداوِ حالي بما فيه مَصَحَّتُها
فإن حالي حالٌ داؤها الدَّنَفُ
كَلِّم رئيسي كلاماً في تعطُّفِه
إن الكرام إذا ما اسُتْعطِفوا عَطَفوا
وليس دهْرِي إلا أنْ يتَاركني
بِحَيْثُ لا جفوة ٌ منه ولا لَطَفُ
لا رغبة عن مُطيف بالمطيف به
لكنَّ نفسي شَموسٌ حين تُعْتَنَفُ
وإنني لبَصيرُ العين ثاقبُها
أنْ لا نظيرَ له في الناسِ يُؤْتَنَفُ
لكنه عمَّ تجوِيداً وتوفية ً
وخصَّني منه سوءُ الكيلِ والحشَفُ
وإنني لَلضَّنين القبضتين به
وللضَّنينُ بقدري حين أُعْتَسَفُ
وإن تركيَ حظّاً من صحابته
لحاجة قُرنتْ في النفس والأسفُ
ممن لحاني بظهر الغيب قلت له
لا تُشغِلَنَّك عن أعمالك الكُلَفُ
مولايَ لا عِوضٌ منه ولا خَلَفٌ
والقدْر لا عوضٌ منه ولا خَلَفُ
ها إنها خُطبة قام الخطيبُ بها
بكْرٌ ولكنها في حزمها نَصَفُ
وقد قصدتُك كالصادي أُليح له
في مهمهٍ ماء مُزنٍ صانه رصَفُ
فليس لي يا ابنَ بدر عنك مُنْصرَفُ
ولا بُودِّي وشُكْرِي عنك مُنحرَفُ
وكيف لي بخلافٍ فيك أركبُهُ
وليس في فضلك المشهور مُختَلَفُ(73/324)
فاحشُد لغائر قدرٍ إن حشدْت له
نما وزاد وإلا فهو مُنْتَسَفُ
يامن إذا ماأناخ المُستضامُ به
أضحى يقاتل عنه العز والأنَفُ
يامن إذا اهتُضم القدر استقاد له
فلم يَبِتْ وهْو مطلولٌ ولا طلفُ
ما عُفْرُ شابة في أعلى معاقله
ولا عُقَابُ شَرَوْرَى ضمَّها لَجَفُ
يوماً بأمنعَ منِّي يومَ تَمْنَعُني
كَلاَّ ولا قَسْورٌ في أذنِه غَضَفُ
دوني الدروعَ إذا ماكنتَ لي وزراً
والبَيْضُ والبِيض والخطي والحجف
فإنني لعزيز يومَ تنصُرني
وفيك عند اعتداء الدهر مُنْتَصَفُ
يا أبعد الناس غوراً حين نَسْبُرُه
وأقربَ الناس غَوْرا حين يُغْتَرَفُ
أصبحتَ بحر غَناءٍ غيرَ منتزفٍ
لاقَاهُ بحرُ ثناءٍ ليس يُنْتَزَفُ
فالْفَظْ بِدُرِّ نثيرٍ ما له صدفٌ
أَلْفَظْ بدرِّ نظيمٍ ما له صدفُ
كن لي كما كنتَ للراجين كُلِّهِمْ
لازال قَصْرك بالرَّاجِين يُكْتَنَفُ
قل للكرامِ بني وهب معاقِلنِا
قَوْلاً يقرُّبه طوْعاً ويُعْتَرفُ
العادلين موازيناً إذا حكموا
والرَّاجحين إذا ما شالت الكِففُ
يا آل وهبٍ أدام اللَّهُ دولتكم
لقد رعيتُم فلا خوفٌ ولا عَجفُ
حتى غدوتم لآمالِ الورى قِبَلاً
لها عليها طوالَ الدهرِ مُعْتكفُ
فما لعبدِكُمُ المسكين بينكُمُ
كأَنَّه لَمرامِي دهره هدفُ
وأنتُمُ النخلة ُ الطُّولى التي بسقَتْ
قِدْماً وبورك منها الأصل والطَّرفُ
ولم تزل ليَ آمال مسلَّفة ٌ
وفيكم الآن للخُرَّافِ مُخترفُ
فإن زوى عني الجُمَّارُ طلعَته
فلا يُصِبْني بحدّي شوكه السَّعفُ
أمري وأمْركم بازٌ على علمٍ
مرمَّق بعيون الناسِ مشْتَرفُ
فاللَّه اللَّه في أحدوثة ٍ حَسُنَتْ
لا تَهدِموها بظُلْمٍ إنها الشرفُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> زَلِقَتْ في سُلاحها
زَلِقَتْ في سُلاحها
رقم القصيدة : 61642
-----------------------------------
زَلِقَتْ في سُلاحها
بالبَطبطَيْن شُنطفُ
ثم قَفَّتْ بضرطة ٍ
لم يَعُقْها توقُّفُ
ضرطة ٌ تُسكِتُ الرعو
د وفيها تَقَصُّفُ
ثم قامت مُدلَّة ً(73/325)
تتشاجَى فَتَعْنُفُ
قيل قُومي إلى الصرا
ة فهذا تكلُّفُ
ما مع الحالة التي
أنت فيها تظرفُ
ما التشاجي بِطيِّبٍ
منك والسَّلْح يَنْطُفُ
فمضت تقصد الصَّرا
ة وفيها تكَسُّفُ
ولأذيالها على
قدميها تلفُّفُ
وتداعتْ لها الأكفْ
فُ وفيها تَعَجْرُفُ
أخذ الصفعُ رأسَها
وهْي تعدو وتقطُفُ
فانقضى ذلك التشا
جي وزال التصلُّف
قردة ٌ تدَّعي الغنا
ءَ وفيها تخلُّفُ
قَحْبة تركب الأ
ر وفيها تعسُّفُ
ليس في أنْفُس الكرا
مِ إليها تَشَوُّفُ
ذاتُ طيز بُظُورُهُ
أبدَ الدهرِ تُنْقَفُ
يبلغ الفيلَ والبعي
رَ وفيه تلهُّف
كعصا صاحبِ العصا
جلَّ ذاك التلقُّف
تطعم الأير تينة ً
قد علاها التحشُّفُ
طالبتني بأن أني
ك وعندي تعفُّفُ
قلت هيهات أو يحْل
لَ لأير التكفُف
حَرُم النَّيْك أو يطي
بَ مَبالٌ ويَنْظُفُ
ومن الفائت الذي
ما عليه تأسُّفُ
نيك سوداءَ كالدجى
حين يدجو ويكثفُ
حلْيُها الشيبُ لا أكا
ليلُ تحلو وتَطْرُفُ
فعلى الوجه كُرْفُس
وعلى الرأس كُرْسُفُ
منظرٌ لا يروق عي
ناً وإن كان يطْرُفُ
كان للحسْنِ يوسفٌ
وهْيَ للقُبحِ يوسفُ
يضَع الشَّتْم قَبْحُها
وهي بالشَّتم تَشْرُفُ
تجحد اللَّه ربَّها
وعلى الأيْرِ تَعْكُفُ
مسحُ شيرازِ عينِها
شُغلُها والتنغُّفُ
وَغْدَة ٌ لم يزلْ لها
بالمخازي تشرُّفُ
لو غدتْ وهْي كعبة ٌ
ما استحِلَّ التطوُّفُ
همُّها الدهرَ مُدْمَجٌ
لحِفَافَيْهِ أَحْرُفُ
هَرِمَتْ فهْي في قُيو
دٍ من الكُبْر ترسُفُ
يا أبا القاسم الذي
في ذَراه التضَيُّفُ
والذي لم يزلْ له
في المعالي تصرفُ
والذي لم يزل يجِلْ
لُ ومعناه يلطُفُ
قد شَتَوْنا فكم نُصَيْ
ِف طال التَّصَيُّفُ
فاكفنا برْدَ قردة
تتشاجَى فتَسْخَف
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بنفسي أميرٌ أنصفَ الناس كُلَّهم
بنفسي أميرٌ أنصفَ الناس كُلَّهم
رقم القصيدة : 61643
-----------------------------------
بنفسي أميرٌ أنصفَ الناس كُلَّهم
سوايَ فإنِّي لستُ في ذاك أُنصَفُ(73/326)
أتى المطلُ والتسويفُ دونَ ثوابه
وعهدي به قبلَ المديح يسلِّفُ
أؤَمِّل في النيروز رِبعيَّ جُوده
وخِرْفيّه في المهرجان فأخْلَفُ
وما خلتُ أني أستَريثُ سماءه
ويُربَعُ غيري من جَناها ويُخْرفُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا تطاولتَ فاذكْر
إذا تطاولتَ فاذكْر
رقم القصيدة : 61644
-----------------------------------
إذا تطاولتَ فاذكْر
أن الرياح ستُعْصِفْ
وأن كلَّ طويلٍ
هبَّتْ له مُتقَصِّفْ
فالدهْر إن جُرتَ يوماً
يُديلُ منك ويُنْصِف
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيها الماجدُ الذي بهرَ المُدْ
أيها الماجدُ الذي بهرَ المُدْ
رقم القصيدة : 61645
-----------------------------------
أيها الماجدُ الذي بهرَ المُدْ
داحَ مجداً وجاوزَ الأَوْصافا
لا عدِمْتَ الفلاحَ ياجامعَ البِرْ
ر مسيراً ومُنْتَوى ً وانصرافا
طُفْتَ بالبيتِ ثم أُبْتَ من الحَجْ
جِ فأصَبْحتَ للعفاة مَطافا
زُرتَ بغداد زورة الغيث أغْفَى
بالقُرى وهو زائرٌ فأضافا
وكفَتْ بالندى يداكَ على النا
سِ وما زلتَ عارِضاً وكَّافَا
فتَعدَّوْا على الزمان بعَدْوا
كَ وكانوا لا يأملون انتصافا
قلتُ لما رأيتُ ملتمِسي
عُرْفُكَ عرْفاً إليكَ بل أعرافا
نصر اللَّه سيداً أصبح الناس
سُ على صُلْبِ ماله أحْلاَفَا
وَلَعمري لقد نُصِرت بأن
عُوِّضتَ حَمْداً وجَنة ً ألفافا
ولئن أتْلَفَتْ يميناك عَرضاً
لَبِعرض وَقيتَه الإتلافا
ودعاني يا ابن الملوك إلى فَضْ
لك فضلٌ بَذَلْتَهُ إسرافا
فأعِذني منْ أنْ أرى بين ظَنِّي
ويقيني في ما رجوتُ اختلافا
أو أرى المجد قاعداً ليَ عن
كفِّك وعداً مثمراً إخلافا
وأنِلْني يا من رأيت سُؤالِي
ه سواءً في نَيْله والعفافا
لا يكن حسرة ً نداك على النف
س فأقنى الغنى وأرضى الكَفافا
وكفاني بها وعيداً لواع
صان حوض المعروف عن أن يُعافا
يعتدي سيداً مرجّى ً مَخوفاً
فإذا أسخط المرجِّين خافا
ليست الإِمرة ُ التي تتولَّى
بالهُوَيْنا فلاَ تَسُسْهْا جُزافا(73/327)
إنما إمرة ُ الجواد على الأح
رار فاعدل وأعمل الإنصافا
لا تدع معشراً سماناً يَكظو
ن سماناً وآخرين عجافا
أعقب المُجدِبين من أهل خصب
قد رَعَوْا روضك المريع ائتنافا
وأدِلْ مُعطشيكَ من أهل ريٍّ
شربوا العرف من يديك سُلافا
أو تطوَّلْ على الجميع فقد أو
تيْتَ عند اكتنافهم أكنافا
أنت نعم المُضيفُ والناس أضيا
فُك فاعمُم ببرِّك الأضيافا
فحرامٌ عليك تبْدية الأذْ
ناب حتى تقدِّم الأعرافا
ومن الجَوْر والعُنود عن الحقْ
قِ وبعض الأحكام تجري اعتسافا
شاعر سلَّف الثناء وأكدى
وابن صمتٍ يسلَّف الأسلافا
لا يخيبنَّ ناظمٌ لك سمِطاً
بات يفري عنْ دُره الأصدافا
صُنْ مديحي ومطلبي عن أناسٍ
لم أزلْ عن لقائهم صدَّافا
جُعلوا قبلة َ الرجاء وصدواً
بجدواهمُ فبُدِّلوا أهدافا
معشرٌ ينكرون معرفة َ العُرْ
ف ويأبى هناكَ إلا اعترافا
فليعظك امرؤٌ غدا في يديه
حسبٌ مبتلى ً ومالٌ معافى
صافِ دون الأموال عرضَك واعلم
أنه دون بذلها لن يصافى
لا وعيداً أقول ذاك ولكن
قلت حاءً من المقال وقافا
أن أهلَ القريض طوراً يرقُّو
نَ وطوراً تراهُمُ أجلافا
وإذا أُسْخِطوا رَأَوْا ذمَّ سابو
رَ ولو كان ينزع الأكتافا
هم إذا شئت نحلُ شهدٍ
وإن شئتَ أفاعٍ رُقْش تمجُّ الزعافا
لا يكوَننَّ ما سمعناه من جو
دك في كل مَحْفِلٍ أرجافا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شهدتُ بعض المخاني
شهدتُ بعض المخاني
رقم القصيدة : 61646
-----------------------------------
شهدتُ بعض المخاني
ث والطريفُ طريفُ
فقام مِن جنْبِ عمروٍ
وللشَّقِيِّ حفيفُ
فقلتُ أنَّى ولم قُمْ
تَ خائفاً يا سخيفُ
فقال لا تلحينِّي
فأنفُ عمرو مُخيفُ
فقلت صَحِّفْ مُخيفاً
فأنف عَمرو مُجيفُ
بل أنف عمرٍو وفوهُ
بالوعة ٌ وكنيف
فقال رأيٌ قويٌ
رآه شيخٌ ضعيفُ
إن كان عمرو رأى مث
له فعمروٌ حنيفُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إن اليزيديِّينَ قَوْمٌ أحرزُوا
إن اليزيديِّينَ قَوْمٌ أحرزُوا
رقم القصيدة : 61647(73/328)
-----------------------------------
إن اليزيديِّينَ قَوْمٌ أحرزُوا
إرثَ الخلافة ِ ليس فيه خِلافُ
قومٌ عناقِفهُم لحى ً ولحاهمُ
ريحٌ ولكنَّ العقولَ ضِعافُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا شريفاً لقَرْنِه إشرافُ
يا شريفاً لقَرْنِه إشرافُ
رقم القصيدة : 61648
-----------------------------------
يا شريفاً لقَرْنِه إشرافُ
وطريفاً له بناتٌ طِرافُ
ناطحِ الأيِّل المقرَّنَ والكب
شَ مع الكركدنِّ ليس تخافُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولوطيِّ قُدَّامٍ وخلْفٍ عذلْتُه
ولوطيِّ قُدَّامٍ وخلْفٍ عذلْتُه
رقم القصيدة : 61649
-----------------------------------
ولوطيِّ قُدَّامٍ وخلْفٍ عذلْتُه
فقال أخو العَوجاءِ قولاً مُثقفا
أنا السيفُ ذو الحدين تَمَّت صرامتي
ولستُ كمثلِ السيف ذي الحد والقفا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لها جبهة ٌ فيها سطوحُ نصيفِ
لها جبهة ٌ فيها سطوحُ نصيفِ
رقم القصيدة : 61650
-----------------------------------
لها جبهة ٌ فيها سطوحُ نصيفِ
وصدغٌ لها غالٍ بنصف رغيفِ
كأن بقايا المسك في صحن خدها
بقايا سمادٍ في جدار كنيف
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا درة َ البحرِ ضمها الصدفُ
يا درة َ البحرِ ضمها الصدفُ
رقم القصيدة : 61651
-----------------------------------
يا درة َ البحرِ ضمها الصدفُ
ويا هلالاً من دونه السُّدَفُ
قلبي عن العالمين منصرِفٌ
وليس لي عن هواك مُنْصَرَفُ
حَتَّامَ لا نلتقي على دَعة ٍ
وطِيبِ عيشٍ منا فنأْتَلفُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> الزُّبُّ زبٌّ للنِسا
الزُّبُّ زبٌّ للنِسا
رقم القصيدة : 61652
-----------------------------------
الزُّبُّ زبٌّ للنِسا
ءِ يَمِقْنَه وَيَخَفْنَهُ
أصْبَحْنَ يستحلينه
جدّاً ويستنظفنه
أعظَمْنَه فدعونه
رِيا وإن صَحَّفْنه
لو يستطعْنَ أكلنَهُ
من شهوة ٍ وَرَشَفْنَهُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتُكَ بَيْنا أَنت خِلٌّ وصاحبٌ(73/329)
رأيتُكَ بَيْنا أَنت خِلٌّ وصاحبٌ
رقم القصيدة : 61653
-----------------------------------
رأيتُكَ بَيْنا أَنت خِلٌّ وصاحبٌ
إذا أنْتَ قد ولَّيْتَنا ثانياً عِطْفا
فإنَّك إذ أحْنَى حُنَوَّك مُعْقِبٌ
بِعاداً لمنْ باذلْتَه الوُدَّ والعَطفا
لكَالْقَوسِ أحنى ما تكون إذا حنتْ
على السهمِ أنأى ماتكون له قذفا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هُبَّا خليليَّ قد قضَّيتُما وطراً
هُبَّا خليليَّ قد قضَّيتُما وطراً
رقم القصيدة : 61654
-----------------------------------
هُبَّا خليليَّ قد قضَّيتُما وطراً
من الكرى فاستعيضا لذة ً أُنُفا
لا تبلغا الدهر أقصى إربة ٍ لكما
فاستبدلا لكما من آخرٍ طَرفا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا فُقْتَ الضئيل بِحسن جسمٍ
إذا فُقْتَ الضئيل بِحسن جسمٍ
رقم القصيدة : 61655
-----------------------------------
إذا فُقْتَ الضئيل بِحسن جسمٍ
فلا يسبقكَ بالشِّيمَ الشريفَهْ
فيُصْبِحُ أفضل الرجلين جِسماً
وتصبح أعظمَ الرجليْن جيفه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قد قلت إذ مدحوا الحياة فأكثروا
قد قلت إذ مدحوا الحياة فأكثروا
رقم القصيدة : 61656
-----------------------------------
قد قلت إذ مدحوا الحياة فأكثروا
للموتِ ألفُ فضيلة لا تُعْرفُ
فيه أمان لقائِهِ بلقائه
وفِراقُ كُلِّ مُعاشر لا يُنْصِف
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وليس نسيمُ المسك ريحَ حَنُوطِهِ
وليس نسيمُ المسك ريحَ حَنُوطِهِ
رقم القصيدة : 61657
-----------------------------------
وليس نسيمُ المسك ريحَ حَنُوطِهِ
ولكنَّه ذاكَ الثناءُ المخلَّفُ
وليس صريرُ النعش ماتسمعونه
ولكنه أصلابُ قوم تُقَصَّفُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تسدِّي الفتى الأقدارُ من حيثُ لا يَرى
تسدِّي الفتى الأقدارُ من حيثُ لا يَرى
رقم القصيدة : 61658
-----------------------------------
تسدِّي الفتى الأقدارُ من حيثُ لا يَرى(73/330)
ويُخْطئه مظْنُونها ومَخُوفُها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ثلاثة ُ أشياءٍ بها الهم يُكشَف
ثلاثة ُ أشياءٍ بها الهم يُكشَف
رقم القصيدة : 61659
-----------------------------------
ثلاثة ُ أشياءٍ بها الهم يُكشَف
تَمِيلُ إليها النفسُ مِنِّي وتُصْرفُ
شرابٌ وبُستانٌ وقَطر سحابة ٍ
إذاَ قطرتْ أنواؤها ليس تُخْلفُ
ورابعة ٌ راحٌ براحة ِ شادنٍ
بوجنته التُّفاحُ بالشمِّ يُقْطفُ
وخامسة ٌ وصل الحبيب فإنه
لذيذٌ وأما غيرها فتكلُّفُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سقى الله قصراً بالرُّصافة شاقني
سقى الله قصراً بالرُّصافة شاقني
رقم القصيدة : 61660
-----------------------------------
سقى الله قصراً بالرُّصافة شاقني
باعلاه قصريُّ الدلالِ رُصافي
أشار بقضبانٍ من الدر قُمِّعَتْ
يواقيتَ حمراً تستبيح عفافي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كلانا واجدٌ في النا
كلانا واجدٌ في النا
رقم القصيدة : 61661
-----------------------------------
كلانا واجدٌ في النا
س ممَّن حلَّهُ خلفا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حبَّذا حِشمة ُ الصديق إذا ما
حبَّذا حِشمة ُ الصديق إذا ما
رقم القصيدة : 61662
-----------------------------------
حبَّذا حِشمة ُ الصديق إذا ما
حَجَزتْ بينه وبين العقوقِ
حين لا حبَّذا انبساطٌ يؤدّي
ه إلى بخسِ واجباتِ الحقوقِ
وُكِّلتْ حاجتي إليك فأضحت
وهي مني بموضع العَيوقِ
وجعلت الصديق أولى بأن يل
غى ويرضى بخلَّبات البروقِ
أحمدُ اللَّه ما وردتُ من الإِخ
وان غير المُكدِّر المطروق
وإلى اللَّه أشتكي أن ودِّي
ليس ممن ودِدتُ بالمرزوق
مِقتي غيرَ وامقٍ تقرعُ القل
ب فطوبى لوامقٍ موموق
كم ترى لي ذخيرة ً عند خِلٍّ
سقطت من جِرابه المخروق
أيها المعشرُ الهداة إلى الرُش
دِ أبينوا لنا بيان الصَّدوق
أين مَنْجاتُنا إذا ما لقينا
من مُسيغ الشجا شجا في الحلوق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قُل للَّذين مدحتُهم فكأنما(73/331)
قُل للَّذين مدحتُهم فكأنما
رقم القصيدة : 61663
-----------------------------------
قُل للَّذين مدحتُهم فكأنما
مُسِخوا كلاباً غير ذاتِ خَلاقِ
رُدُّوا عليّ صحائفاً سوَّدُتها
فيكم بلا حقٍّ ولا استحقاقِ
ما كان مثلي مادحاً أمثالَكم
لولا اتهامي ضامنَ الأرزاقِ
أسخطتُ خلاَّق البرية فيكُمُ
فبلغتُمُ مني رِضى الخلاَّق
أغرقتُ في نَزعي لكم ولربما
حُرِم الرُّماة ُ الصيدَ بالإغراق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا تَشِم للمزنِ برقا
لا تَشِم للمزنِ برقا
رقم القصيدة : 61664
-----------------------------------
لا تَشِم للمزنِ برقا
إن نأى المُزن فسُحقا
وانتجعْ أُفق بني حم
اد الأنْدَين أُفقا
شائماً فيهم بروقاً
من كريمٍ صيغ طلقا
لَبِقاً بالمجدِ طَباً
خَرِقاً بالمالِ خِرقا
يشتري الحمدَ فيُغلى
وهو الأربحُ صفقا
شمْ بُروق الحَسن الأَح
سنِ أخلاقاً وخُلقا
سيدٌ من آل حما
دٍ مُرَعّى ومُسقَّى
عمِّ ألطافاً وبِرّاً
إذ جفا الدهرُ وعقَّا
أصلحَ اللَّه وأعلى
آل حمادٍ وأبقى
وحَباهُم بنماءٍ
يمحقُ الحُساد محقا
فقأ اللَّه عيوناً
نحوهم خُضراً وزُرقا
من أناسٍ أصبحوا
في دينهم سوداً وبُلقا
خافقي الأحشاءِ طارتْ
تِلكُمُ الأحشاءُ خَفُقا
حَسَدوا أذكى وأزكى
أنفساً منهم وأتقى
ولشتَّان لعمري
بين من يهوِي ويرقى
ليس من يذهب عُلواً
مثل من يذهب عمقا
آلُ حماد أناسٌ
كَرمُوا فرعاً وعِرقا
جعلوا الأعراضَ بَسلاً
وعُروض المالِ طَلقا
فإذا الغاياتُ مُدَّتْ
برزوا في المجد سبقا
يابن بيت الحُكم والحك
مة ِ والنعمة ِ حقا
يابنَ من أصبح بين ال
حَقِّ والباطلِ فَرْقا
شَهد اللَّه يميناً
تنتُقُ الأجيال نتقا
أنَّ إسماعيل يَهدي
هَدْيَ إسماعيل صِدقا
رُبَّ حُكمٍ منه قد أض
حى لحكم اللَّه وفقا
ألجمَ الظُلمَ فأدمى
حنكاً منه وشِدقا
يا عليّاً يتكنَّى
بعليٍّ عشْ مُوقّى ً
كم فعالٍ لك أضحَى
لعبيدِ القُوتِ عتقا
ثم لم تتركه حتى
صار للأحرار رِقا(73/332)
ليس عن عمدٍ ليشقَوا
بكَ من دائك يُشقَى
بل لك المَنُّ الذي أص
بح للأعناقِ رِبقا
كم نظيرٍ لك في الثر
وة ِ أكدى حين أبقى
رُحْت كَيْ تَجْبر عظماً
وغَدَا يَنْهشُ عِرْقا
والفتى الأوسعُ صدراً
يَفْضُل الأوسَعَ خُلْقا
يابن إسماعيلَ فَوْزاً
سُدْت من أفْصَح نُطْقا
حَسْبُنا بِشْرُك بَرْقاً
ونَدَى كَفَّيْك وَدْقا
بَخْبَخٍ أيِّ سحابٍ
بخبخٍ وَدْقاً وبَرْقا
آلَ حمادٍ غَدَوْتُمْ
أخصلَ الرامين وشْقَا
هنَّأ اللَّه وليّ الْ
عَهْد مِنكم ما تلقَّى
فلقد لُقِّي نُصْحاً
مِنْكُم لم يكُ مذْقا
أنتمُ أصلحتُم الشر
قَ وقد كان مُلَقّى ً
كادتِ الأرضُ تُشقَّى
مِنْ دِماءٍ وتُسَقَّى
فسعيتُمْ لصلاحِ ال
أمرِ سعياً سدَّ بَثْقا
ورَفأْتُم فيه للملْ
كَة والدولة خَرْقا
ورقيْتُم حية السل
طان والحيّاتُ تُرقَى
فرتَقْتُم منْه فَتْقاً
وفَتقْتُم منْه رَتْقا
وكشفْتُم ظُلماتٍ
لم تدعْ للناس شَرقا
لا عَدِمْتُم عندَ أمرٍ
مُعْضلٍ رَتقاً وفَتْقاً
تلك مَسْعاة ُ أُناسٍ
جَمَعُوا حَزْماً ورفْقا
قَرْمطتْ في المجد أَيْدٍ
ومشَقْتُم فيه مَشْقا
لستُ أختارُ على شِقْ
ق أراكمُ فيه شقا
ما أرى مَدْحي لمجْدٍ
غيرِ ذاكَ المجد لفْقَا
أنْتُمُ الحُكّامُ والأَعْ
لامُ والأَعْلَونَ مرْقى
وبكم يستفْتحُ الرزْ
قَ مَن استفتحَ رِزقا
لو خلا الأبرارُ منكم
أصبحَ المشرَبُ رنْقا
أو خلا الفُجار منكم
ملأوا الآفاقَ فسْقا
فبقيتم لصلاحٍ
بكُمُ لا شك يَبْقَى
تَفْلِقُون الهامَ والأف
هامَ بالأحكامِ فَلْقا
تُوسعون الناسَ تنفِي
ساً وأهلَ الظُّلمِ خَنْقَا
ما يُسيءُ الرأيَ فيكمْ
رجلٌ يحملُ طِرْقا
لا تَعُدوا حِذْقَ مُطري
كُمْ وإنْ برَّز حِذْقا
إنَّما صادفَ دُرّاً
في بُحُور فتنقَّى
منكمُ حَلاَّكمُ الما
دِحُ ما جَلَّ وَدَقَّا
وجدَ المجْرَى دميثاً
فجرى لا يتوقى
لو تعدَّاكُم لأَعْيا
ما تأنَّى أو لَشَقَّا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لئن أصبحْتُ محرُوماً
لئن أصبحْتُ محرُوماً(73/333)
رقم القصيدة : 61665
-----------------------------------
لئن أصبحْتُ محرُوماً
نوالَك غيرَ مرزُوقِهْ
على أنِّي صريحُ الودْ
دَقِدْماً غيرُ مَمْذُوقِه
لَكَم من وامقٍ في النا
سِ لا يَحظى بمَوْمُوقه
ولستُ بأولِ العُشَّا
قِ لم يَسْعد بمعشُوقِه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أرى الضَّيْمَ ذُلاً على أَنَّني
أرى الضَّيْمَ ذُلاً على أَنَّني
رقم القصيدة : 61666
-----------------------------------
أرى الضَّيْمَ ذُلاً على أَنَّني
أرى النصرَ من صاحب المَنِّ رِقا
فلا تسأل النصرَ إلا امرأً
تراه بِنَصرِك يَقْضِيكَ حقا
لَساءَ اتّقاؤك إمَّا اتقيْ
تَ أن تستضَام بأن تُسَترقَّا
فكم للمظالمِ حمالة ً
وعِشْ عيشَ حُرٍّ مُلَقّى ً مُوَقَّى
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وإنِّي لذُو حَلِفٍ حاضِرٍ
وإنِّي لذُو حَلِفٍ حاضِرٍ
رقم القصيدة : 61667
-----------------------------------
وإنِّي لذُو حَلِفٍ حاضِرٍ
إذا ما اضطُرِرْتُ وفي الحال ضِيقُ
وهل من جُناحٍ على مُرْهَقٍ
يُدافِع بِاللَّهِ مالا يُطِيقُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> صبراً أبا الصقرِ فكم طائرٍ
صبراً أبا الصقرِ فكم طائرٍ
رقم القصيدة : 61668
-----------------------------------
صبراً أبا الصقرِ فكم طائرٍ
خرَّ صريعاً بعد تحليقِ
زُوَّجتَ نُعمى لم تكن كُفْأَهاً
فصانها اللَّه بتطليقِ
وكل نُعمى غير مشكورة ٍ
رَهْنُ زوالٍ بعد تمحيق
لا قُدِّست نُعمى تَسرْبَلَتها
كم حُجة ٍ فيها لزنديقِ
صبراً لهاجٍ ذاد عنك الكرى
وشابَ دنياك بترنيق
أرَّقه مدحُكَ لا مُجدياً
فاقتصَّ تأريقاً بتأريق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا ذا الذي ضَنَّ بمعروفه
يا ذا الذي ضَنَّ بمعروفه
رقم القصيدة : 61669
-----------------------------------
يا ذا الذي ضَنَّ بمعروفه
عنِّي وقد قاسيتُ فيه الأرقْ
أقلنيَ العثرة َ إني امرؤٌ
ما زلتُ في الصحو كثير الزلقْ
رَضيتُ مما كنتُ أمَّلتُهُ(73/334)
بأجر ورَّاقي وغُرمِ الورقْ
فاجعلهما حظِّي وعجِّلهما
وارضَ من المطل بما قد سبق
إن جديد المطل مستقبحٌ
وأقبحُ المطلَيْن مطلٌ خَلق
ولستُ أهجوكَ بشيءٍ سوى
إنشادِ شعري فيكَ وسط الحلق
وأن إذا استخبر مستخبرٌ
ما ثُوِّبَ المادحُ قلتُ القلق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما للبضائِع بين الناس كُلِّهُم
ما للبضائِع بين الناس كُلِّهُم
رقم القصيدة : 61670
-----------------------------------
ما للبضائِع بين الناس كُلِّهُم
غيرُ الفياشلِ قد بارتْ بها السوقُ
واللَّهِ لو أن قُسطنطينة افْتُتِحتْ
برمح أشجعِ من خبَّتْ به النُّوقُ
ما نالَ منها ولا من فضلِ نجدته
ما نالَ من ثفر قسطنطينة َ الحُوق
تُكدي الرِّماح ويُكدى الذائدونَ بها
لكنَّ أير أبي العباس مَرزوقُ
تراه يغدو فيغدو موكبٌ زجل
تَرْدي الهماليجُ فيه والتعانيق
إذ لا يرى لأبي العباس حينئذٍ
حقّ السلام لقد أزرى به المُوق
يزوَرُّ كِبراً وما أضعافُ قيمَته
من الخَساسة ِ عند اللَّه ثُفروق
هذا وليس عليه من غباوته
بين السَّفين وبين الخيل تفريق
أرى دمَ العِلج يَغْلي في ترائبه
على الحميم ولكن ليس مُهريق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رجت منك نفسي سَبقكَ الغيث بالندى
رجت منك نفسي سَبقكَ الغيث بالندى
رقم القصيدة : 61671
-----------------------------------
رجت منك نفسي سَبقكَ الغيث بالندى
فحمَّ قضاءُ اللَّهِ للغيثِ بالسبقِ
فَكُنْ ثانياً للغيث إذ كان بادئاً
ولا تُسبقَ الشأوين يا واحدَ الخَلقِ
ولا تمتعض أن نسبِّق الغيثُ مرة ً
فما بين ذي سبقٍ وتاليه من فرقِ
وأنت فتبقى الدهرَ والغيثُ يَنْقضي
وتنهلُّ بالجدوى وينهلُّ بالودقِ
أبِشرٌ بلا جدوى وأنت مخَيلة ٌ
مملأة بالماءِ صادقة ُ البرقِ
وعش لملوك الناس ما ذرَّ شارق
لترتقَ في فتقٍ وتفتقَ في رتق
وتسمو إلى العلياءِ حتى تنالها
وتَسْتنبيء الغيب الخفيَّ من العمق
وتلقى وجوه الأولياءِ وحَسبُهم(73/335)
بوجهكَ ذاكَ الطَّلق في يومك الطلق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبعدَ لِقايَ دُونك كلَّ قفرٍ
أبعدَ لِقايَ دُونك كلَّ قفرٍ
رقم القصيدة : 61672
-----------------------------------
أبعدَ لِقايَ دُونك كلَّ قفرٍ
يَعزُّ الشخص فيه أن يُلاقَى
وإعمالي إليكَ به المطايا
وقد ضربَ الظَّلامُ له رِواقا
ورفضي النومَ إلا أن تراني
أُعانق واسط الكورِ اعتناقا
تسوقُ بنا الحُداة ُ فليس نَدْري
أشَوْقاً كان ذلك أم سِياقا
أصادفُ ضَرَّة المعروفِ شَكْرَي
لديكَ ولا أذوق لها فُواقا
ففي أست أمِّ الذي استرعاكَ خيلاً
وأنت تقل أن ترعى عَناقا
وخوَّلك الصهيلَ وكان منه
كثيراً أن يُسمِّعك النهاقا
غدا يعلو الجياد وكان يعلو
إذا ما استفره السِّبْتَ الرِّقاقا
أعنتها الشُّسوعُ فإن عَراها
حِفاءُ الكدِّ أَنعلها طِراقا
فزُوِّج بعد فقرٍ منه نعمى
أراني اللهُ صُبحتها الطَّلاقا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا نجدة َ الرومِ في بطارقها
يا نجدة َ الرومِ في بطارقها
رقم القصيدة : 61673
-----------------------------------
يا نجدة َ الرومِ في بطارقها
وحكمة َ الروم في مهارقها
هل فيكما نُصرة ٌ مؤزَّرة ٌ
لزاهق النفسِ أو كزاهقها
غُيِّب عن عينه مُغَافصة ً
أفضلُ ما اعتدَّه لفاتقها
يا حرَّ صدري على الخُطوبِ وما
تطْويه بالغيبِ من بوائقها
أُخرجتُ من جَنَّتي مفاجأة ً
آمَنَ ما كنتُ في حدائقها
بيْنَا استماعي هديلَ هادلها
إذ راع قلبي نعيقُ ناعقها
فارقني قاسمٌ لطيَّته
يا لهفَ نفسي على مُفارقها
بانَ عن العين وهو في فكري
أدْنى إلى النفس من مُعانِقها
وكم أناسٍ مباينين غَدَوا
ألصقَ بالنفس من مُلاصقها
يا لهف نفسي على مُوفّقها
يا لهف نفسي على مُوافقها
كان حياة ً صفتْ بعافية ٍ
هيهات منها مَلالُ ذائقها
هل يخلفُ البدرُ وجه سيدنا
كلا ولا الشمسُ في مشارقها
أو يخلفُ البدرُ نور ضحكته
إذا انجلى الليلُ عن بوارقها
أو يخلُف الغيث راحتيه لنا(73/336)
كلا وأخلاقِه وخالِقها
أو يخلفُ البحرُ ما تجيشُ به
أفكارُه تلك من دقائِقها
فتى ً إذا ما الشواكلُ التبستْ
شقَّ الأباطيلَ عن حقائقها
ذو شيمة ٍ لم تزل مواعدُها
في الصدق تجري على موائِقها
واللَّه لولا تطُّيري سفحتْ
عيني دمَ القلبِ من حمالقها
لكن على غيره البكاءُ ولا
زالت أمانيه طَوْعَ سائقها
يرمي به العمرُ في خوالفه
وحَلبة ُ المجدِ في سوابِقها
ويا ندامايَ لاعِدِمتكُمُ
يا صفوة النفس من أَصادقها
طلَّقتُ من بعدكم مَناعمَ أص
بحتُ أرجِّي رِجاعي طالقها
كأسيَ مُذ غبتُمُ معطّلة ٌ
لم تجرِ عندي على طرائقها
غابِقُها ذاهلٌ وصابحها
عن شأنها ذاهلٌ كغابقها
والعودُ والنايُ صامتان معاً
أو مُسعدا عبرة ٍ ودافقها
ظعنتمُ والربيع منصرمٌ
والأرضُ تبكي على شقائقها
فكان في ظعنكم لها شُغلٌ
على كلِّ ما محَّ من روانِقها
ليس لبغداذَ غيرَكم شجَنٌ
ولا سوى ذكرِكم بشائقها
صبراً جميلاً فإنها بُكَرُ ال
عيش ولا بدّ من ودائقها
لكنَّ آصالها مُؤمَّلة ٌ
آمَننا اللَّه من عوائقها
كأننا بالقيان تُسمعنا
مثل المها العين في أبارقها
من كل رُودٍ إذا تضمَّنت ال
ألحانَ أَربتْ على مُخارقها
أمانة َ اللَّه إنها زِنة ُ ال
غبراءِ مَبسوطها وخالقها
ألا قرأتم على مؤمَّلنا
سلام صَادي الأحشاءِ خافقها
وَقلتُمُ غير كاذبينَ له
عن آمِل النفس فيه واثقها
ناشرِ ذكرٍ إذا التقت عُصَبٌ
حَالت به المِسكُ في مَناشِقها
ألية ً يا أبا الحُسين بآ
لائِكَ إني لَغيرُ ماحِقها
إن يكُن الظُّلم منك يرهَقُها
فظلمُ مولاكَ غيرُ راهقها
كم نعمة ٍ منكِ لا يُقرّ بها
يَنطقُ عنها ذرورُ شارقها
يا سارقَ الغُرِّ من صنائِعِه
مولاك ماعاش غيرُ سارقها
وفائِقِ الحالِ حَشْوه شِيمٌ
يعلمه اللُّهُ غيرَ فائِقها
أضحى يَرومُ العُلا فقلتُ له
دعْ رائقاتِ العُلا لرائقها
يا من يُحبُّ العلا مُنافقة ً
هيهات أعيت على مُنافِقها
فلا تُحاول خِداعَ كيِّسة
تضنُّ بالصفوِ عن مُماذقها(73/337)
ولا تخل أنها مُصادقة ٌ
أُخرى الليالي سوى مُصادقها
لن يجمع المَال والعلا مقة ٌ
بل وامقُ المالِ غير وامِقها
فكِلْ إلى قاسمٍ ولا يتها
وخلِّ معشوقة ً لعاشقها
ذَاكَ الذي لم تزل شمائلهُ
أحلى من الهِيف في مَناطِقها
خُذها كدُرِّ الفتاة منتظمَا
أوعِتَر المسكِ في مَخَانقها
وإنني مُلحقٌ بها فِقَراً
سَوابقُ الشِّعر من لواحِقها
لا يُخطىء ُ السالكون قصدْهُم
ميلاً إلى فتنة ٍ وناعقها
وليعدل الجائرونَ عن قُحمٍ
بمن أتاها مَحيقُ حائقها
خِلافة ُ اللَّه في ملوك بني ال
عباسِ من خير رِزقِ رازقها
قبيلة لستَ عادماً رشَداً
في كهلها لا ولا مُراهقها
فالحلمُ والعلمُ في أَشائبها
والجودُ والبأسُ في غرانقها
يكفيك أن أصبحتْ خلافَتُهُمْ
وابنُ سليمان حبلُ عاتقها
وأن إفضالَه ونائلَه
لطالبي الفضلِ من مرافقها
يا لك من نحلة ٍ مُعسَّلة ٍ
وحية ٍ منه في سُرادقها
به استقامت أمورُ مملكة ٍ
عوجاءَ واستوسقت لواسقها
كأن تصريفَهُ الخطوبَ لها
نتقُ جبالٍ عَنَتْ لناتقها
جلتْ هناك الخطوبُ وارتفعت
شاهاتها الصِّيد عن بَياذِقها
تُعدُّ منه لحربها قلماً
يُفرِج للرمح في مَضايقها
ويهتدي عامِه السيوف به
من هام قَومٍ إلى مَفارقها
أحصنُ من سورِ كلِّ عالية ِ السْ
سُور حِفاظاً ومن خنادقها
كم نوبة يُذعَرُ الزمانُ لها
يُعدُّه أهلُه لطارِقها
ورِشْدة ٍ كان من مَفاتحها
وغَيَّة ٍ كان من مَغالقها
يلقى دهاءُ الرجال حيلتَهُ
أملاً بالضعف من أَحامقها
يتركُ بالحوْل حَول حُوَّلها
وهو سواءٌ ومُوقُ مائقها
يرمي بدهياءَ من فلائقه
في وجه دهياءَ من فلائقها
كم زاحمَ الدهرَ فوق مَدْحضة ِ
زَلجٍ فما زلَّ عن زَحالقها
كم أنشأ المُزَن من ندى ً وردى ً
لمعتفي دولة ٍ وفاسقها
فأمطر البرَّ من مَغَاوثها
وفاجرَ القوم من صواعقها
يا آل وهبٍ سمتْ بكم رُتبٌ
يقصِّرُ السُّؤل عن سوامقها
يا عترة ً لم تزل مَمدَّحة ً
يُنكَّبُ الطعن عن خلائِقها
فاتت فما ذمُّنا بلاحقها(73/338)
كلا ولا مدْحُنا بسابقها
يَكرمُ مخبوركم على مِحن
من الليالي ومن صوافقها
كأنكم أنصل مهنَّدة ً
يُبدي لنا الصقلُ عن سفاسَقها
أضحى نثا المُلك والملوكِ بكمْ
أذكى من المسك في مَفارِقها
وفاتَ صِنديدُكم بسابقة ٍ
طالِبُها الدهرَ غيرُ لاحقها
وازَتْ عُراها ملوك مِلَّتنا
فكنُتُم ثَمَّ من وثائقها
فعوَّلتْ منكم هناك على
فاتقِ أحوالِها وراتقها
واستحفظتْهُ قِوامَ دوْلتها
وما يلي ذاك من علائِقها
وكفَّلتْهُ برفد يابسها
ووكَّلته بكيدِ مارقها
فحطَّت الفقر عن عواتقنا
وحطَّت الهمَّ عن عواتقها
وبيَّن الجريُ من صواهِلها
خِلاَف ما كان من نواهقها
فلا تخافوا أَمِنتمُ أبداً
ما أينع الطَّلعُ في بواسقها
جعلتُمُ عُرفكم مَعاقلكُم
من الليالي ومن طوارقها
وجاعلُ العُرف من معاقله
أنجى من العُصم في شواهقها
نعماؤكُمْ في الأنام قد طرفَتْ
عَينٌ من اللَّه عينَ رامقها
وعصبة ٍ يحذقون مدْحكمُ
من مجدكم جاءَ حِذقُ حاذقها
لو مدحتْ غيرَكم فحولُهُم
لقصَّر اللومُ عن شَقاشقها
كم مِدحة ٍ لوعَدتُكُم خَرست
كُنتم سبيلاً لنطق ناطقها
ومدحة ٍ لوعَدتكمُ كَذبتْ
كُنتم سبيلاً لصدقِ صادقها
وكيف لا تُبرز العقولُ لكم
وصائفَ الشعر في قَراطِقها
وفي سواكم كسادُ كاسدها
وفي ذَراكم نفاقُ نافقها
لكنني قائلٌ لبارقة ٍ
منكم لغير صَبيبُ وادِقها
عَدْلكِ يا مُزنة ً هجرتُ كَرى
عَينيَّ قِدْماً لِشيم بارقها
أأتّقي الدهرَ ذا الهنات بكم
وأعظمي طُعمة ٌ لعارِقها
تالله ما عِزَّتي لهاضِمها
فيكم ولا هيبتي لخارقها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مُتهلِّلُ زجِلٌ تحنُّ رواعدٌ
مُتهلِّلُ زجِلٌ تحنُّ رواعدٌ
رقم القصيدة : 61674
-----------------------------------
مُتهلِّلُ زجِلٌ تحنُّ رواعدٌ
في حَجرتيه وتستطيرُ بروقُ
سَدَّت أوائِلُه سبيلَ أواخرٍ
لم يدر سائقهنَّ كيف يسوقُ
فسجا وأسعد حالبَيْه بدرة ٍ
منه سواعُد ثرة ٌ وعروق
وتنفَّستْ فيه الصَّبا فتبجستْ(73/339)
منه الكُلى فأديمُهُ معقوق
حتى إذا قُضيتْ لقيعان المَلاَ
عنه حقوقٌ بعدهنَّ حقوق
طَفِقتْ رواياه تجرُّ مَزادَها
فوق الرُّبا ومَزادُها مشقوق
وتضاحك الروض الكئيبُ لصوبه
حتى تفتَّق نَوْره الْمَرتُوق
وتنسَّمتْ نَفَحَاتُه فكأنه
مِسكٌ تضوَّع فأره مفْتوقُ
وتغرَّد المُكَّاء فيه كأنه
طَرِبٌ تعلَّل بالغناء مَشوق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تناسيتَ أمري واطّرحتَ حقوقي
تناسيتَ أمري واطّرحتَ حقوقي
رقم القصيدة : 61675
-----------------------------------
تناسيتَ أمري واطّرحتَ حقوقي
وعاديتَ بِري واصطفيتَ عُقوقي
ما ذاك إلا أنني سهمُ نُصرة ٍ
فنحو العِدا نصلي ونَحْوَكَ فُوقي
أَتُغفِلَ ريِي بعدما قد غرسْتي
قديماً وساختْ في ثراكَ عروقي
ولاحتْ بروقٌ منك أخلفَ رعدُها
على أنني ما أخلفَتْك بروقي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتُ أبا إسحاق والفحلُ فوقه
رأيتُ أبا إسحاق والفحلُ فوقه
رقم القصيدة : 61676
-----------------------------------
رأيتُ أبا إسحاق والفحلُ فوقه
وللأير في الأحشاءِ منه خفيقُ
فأومَى بأن نكني فقلتُ له انتظر
فراغَ أخينا والمكانُ مضيقُ
فقال مجيباً وهو في سَكراته
له نخراتٌ بينهنَّ شهيق
لعمرُكَ ما ضاقت بلادٌ بأهلها
ولكنَّ أخلاقَ الرجالِ تضيق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ترى أصفرها الفاق
ترى أصفرها الفاق
رقم القصيدة : 61677
-----------------------------------
ترى أصفرها الفاق
عَ في أبيضها المُونقْ
كعين الناظرِ الضاح
كِ في محجرِه المُشرقْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إلى الزُّهَّاد في الدنيا
إلى الزُّهَّاد في الدنيا
رقم القصيدة : 61678
-----------------------------------
إلى الزُّهَّاد في الدنيا
جِنانُ الخُلدِ تشتاقُ
عبيدٌ من خَطاياهُم
إلى الرحمن أُبَّاقُ
حدتْهُمْ نحوَه الرغب
ة ُ والرهبة ُ فانساقوا
وزافت لهم الدنيا
وعاقتهمُ فما انعاقوا
عليهم حينَ تلقاهُمْ
سَكيناتٌ وإطراق(73/340)
بقاياهم من الخدم
ة أشباحٌ وأرْماق
تَوَهَّمهم وقد مالتْ
لسُكر النوم أعناق
وقد قاموا ولا يهج
عُ من ذاق الذي ذاقوا
يضجُّون إلى اللَّه
ودمعُ العين مُهْراق
مليكَ الناس أعتِقنا
فإعتاقُك إعتاق
مليكَ الناس خلِّصنا
إذا ما كُشِّفتْ ساق
مليكَ المُلكِ هل مما
تَطوَّقناه إطلاقُ
ففي أعناقنا طرّاً
من الآثامِ أطواقُ
رَجوناكَ ولا يُخلِ
فُ من رجَّاكَ مصداقُ
وخفناكَ وقد تعفو
وقلبُ المرء خفَّاق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا من غدا بين تأميلٍ وإشفاق
يا من غدا بين تأميلٍ وإشفاق
رقم القصيدة : 61679
-----------------------------------
يا من غدا بين تأميلٍ وإشفاق
منِّي ومن حَسْبُ نفسي أنه باقي
أما دبسَّية ُ الكبرى بحضرتكم
تحدو الكؤوسَ بماخوريِّ إسحاقِ
فلا أراد بلى إن كادكم قدرٌ
بجلَّنارٍ وقاني زهدَكم واقي
الحمد للَّه لا أُدْعى لصيدكُمُ
إلا إذا كان صيداً مثل إخفاق
لا زلتُ مَدْعى ً لمبلوٍّ أساعده
على الكريهة لا مهلى ً لمشتاق
هل من سبيل إلى تجديد ودِّكمُ
وهل يجدَّد شيءٌ بعد إخلاق
لا نُكر قد تُصبح العيدانُ مورقة ً
كما تبدَّل عُرياً بعد إيراق
يا وجه ذي كرمٍ حالتْ بشاشتُهُ
لن تحسن الشمسُ إلا ذاتَ إشراق
أشكو إلى اللَّه ظلماً لا انكشاف له
ما زلت أُرزَق منه شرَّ أرزاقِ
غامتْ عليَّ بلا ظلٍّ ولا ورقٍ
سماءُ مولى ً مُظلٍّ مشمسٍ ساقي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألم ترَ أن المال يُهلكُ أهلَهُ
ألم ترَ أن المال يُهلكُ أهلَهُ
رقم القصيدة : 61680
-----------------------------------
ألم ترَ أن المال يُهلكُ أهلَهُ
إذا جمَّ آتيه وسُدّ طريقُهُ
ومن جاورَ الماءَ العزيز مَجمُّهُ
وسدّ سبيل الماء فهو غريقه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> من ظن أن الإستزادة في الهوى
من ظن أن الإستزادة في الهوى
رقم القصيدة : 61681
-----------------------------------
من ظن أن الإستزادة في الهوى
تَؤول بمعشوقٍ إلى هجر عاشقِ(73/341)
طلبتُ لديكم بالعتاب زيادة ً
وعطفاً فأعتبتم بإحدى البوائق
فكنت كمستسقٍ سماءً مُخيلة ً
حَيا فأصابتهُ بإحدى الصواعقِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> نحمدُ اللَّه حين منَّ وأبقى
نحمدُ اللَّه حين منَّ وأبقى
رقم القصيدة : 61682
-----------------------------------
نحمدُ اللَّه حين منَّ وأبقى
بعدما كادَ كوكبُ الأرض يرقَى
كاد يهوي من السماء إلى الأر
ض شهابٌ أضاء غرباً وشرقا
أيها الدهرُ إنه واحدُ النا
س فِرفقاً بواحد الناس رفقا
وتنمَّر للشانئين أبا إس
حاقَ بُعداً للشانئيه وسُحقا
قلتُ للمُظهر الشماتَة أظهر
تَ بإظهارك الشماتة َ فِسقا
لو تكون المُحقَّ كنت محباً
لامرىء لم يزل يُعزُّ المحقا
قد أقال الإِله بالرغم من ان
فك من لم يزل يُقيلُ وأبقى
ووقى نفسه وهذَّب بالشك
رِ تقواهُ فعاد أتقى وأنقى
ووقاه محْقَ البصيرة ِ لكن
محق الذنب والخطيئة محقا
إن يُقَل بعد عَثرة ٍ فحقيقٌ
لم يزل مثله مُلقى مُوقى
غيرُ نُكرٍ أن يأسر اللَّه عبداً
بعد عتق وأن يجدَّد عتقا
ليرى العبدُ فضل ربٍّ كريمٍ
ويرى الربُّ منه صبراً وصدقا
أيها الحاكم الذي طاب فرعاً
في نصاب الهدى وأصلاً وعرقا
شكَر اللَّهُ منك أنك ما أعْ
ززتَ بُطلاً ولا تهضَّمتَ حقا
رُبَّ خطبٍ صدعت فيه بحكم الل
ه لولم تكن لأصبح رتقا
وفسادٍ أصلَحتُه بتأني
كَ ولو لم تكن لأصبح فتقا
فابق في غبطة ٍ وصحة جسمٍ
فحقيقٌ بأن تصح وتبقى
ووقتك الردى نفوسُ رجالٍ
أنت أخشى للَّه منهم وأتقى
وكُنَّا إذا لم تُعطينا الحقَّ عصبة ٌ
طعنَّا كُلاها أو ضربنا فروقَها
نُنادم أقواماً لغير هوادة ٍ
صَبوحَ المنايا تارة ً وغبرقَها
ولسنا نهرُّ الموت حتى نذوقَه
ومن ذا يهرُّ الكأس حتى يذوقها
نُلقَّى عقوقاً من رجالٍ مَبرة ٍ
فإن لجَّ لقَّينا عقوقاً عقوقها
أُناة ً إذا باغس ابى أن يودَّنا
عليها أقمنا للعداوة ِ سُوقها
ننزعنا إلى آبائنا في إبائهم
وهل تُشبه العيدانُ إلا عروقها
سنترك ما ساء العد من فعالنا(73/342)
إذا تركت شمس النهار شروقها
طويللعمرُكَ ما اعطى الرجال حُقوقَهم
كإعطائهم بيض السيوف حُقوقَها
وما لقينا لك من مادحٍ
إلا مُلقَّى منطقٍ صادقٍ
حق أتاح اللهُ لي قَوْلَهُ
وقد يُتاح الصدقُ للناطق
كي تُبين الهدى وتجعل بين السريعقد كان من رأب الصدُوع التيذكرت قتلُ الأحوالِ الفاسقِ مع انحطاط السِّعر ثم الذيتلاهما من مُهلَكِ المارق وانفتق الجو بريحٍ غدترَوْحا بمنِّ الفاتق الراتق وانقلبَ المُضطافُ في شهرنامُرتبعا من جودك الدافق ومن ندى كفَّيك جاد الشّر
حقِّ والباطل المُموِّه فرقا
قد كان من رأب الصدُوع التي
ذكرت قتلُ الأحوالِ الفاسقِ
مع انحطاط السِّعر ثم الذي
تلاهما من مُهلَكِ المارق
وانفتق الجو بريحٍ غدت
رَوْحا بمنِّ الفاتق الراتق
وانقلبَ المُضطافُ في شهرنا
مُرتبعا من جودك الدافق
ومن ندى كفَّيك جاد الشّرى
شُؤبوبُ الحقَّ بلا عائق
وكُلّ ما كنتُ تفاءلتُه
فوافقَ الحقَّ بلا عائق
كلُّ الخلالِ التي فيكم محاسنكم
تشابهتْ منكمُ الأخلاقُ والخِلقُ
كأنكم شجرُ الأترجِّ طاب معا
حملاً ونَوراً وطاب العودُ والورقُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> صدورٌ فوقهن حِقاق عاجِ
صدورٌ فوقهن حِقاق عاجِ
رقم القصيدة : 61683
-----------------------------------
صدورٌ فوقهن حِقاق عاجِ
وحَليٌ زانه حُسنُ اتساقِ
يقولُ الناظرون إذا رأَوهُ
أهذا الحلي مِن هذي الحقاقِ
وما تلك الحقاقُ سوى ثُدِيٍّ
قُدِرن من الحقاق على وفاق
نواهدُ لا يُعدُّ لهنَّ عيبٌ
سوى مَنعِ المحبِّ من العِناق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> صحائفٌ لي فيها ذنوبٌ كثيرة ٌ
صحائفٌ لي فيها ذنوبٌ كثيرة ٌ
رقم القصيدة : 61684
-----------------------------------
صحائفٌ لي فيها ذنوبٌ كثيرة ٌ
لديك وكفَّاراتُها ان تُخرقَّا
فبالمال إن المال ربٌّ تُجلِّهُ
تطوَّل بها مردودة ً كي تُمزَّقا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تباركَ اللَّهُ خالقُ الكرم ال
تباركَ اللَّهُ خالقُ الكرم ال(73/343)
رقم القصيدة : 61685
-----------------------------------
تباركَ اللَّهُ خالقُ الكرم ال
بارع من حَمأة ٍ ومن عَلقِ
ماذا رعيناهُ في جناب فتى
كالبدر يجلو غواشي الغسقِ
أزمانُه كلها بنائله
مثلُ زمان الربيع ذي الأنقِ
أشهرُ في الناس بالجميل من ال
أبلقِ بين الجياد بالبَلق
فتى ً يرى المجد ما أخلَّ به التْ
مجيدُ كالحقِّ غيرِ ذي الطبق
فيشتري عاليَ الثناءِ ولو أ
مْلقَ من ماله سوى العُلَق
تلقاهُ كالمرَبع المَريع إذا
شِئتَ وطوراً كالموردِ الرّفق
فراتعٌ فيه غير ذي غَصصٍ
وكارعٌ فيه غيرُ ذي شرق
يُكنى أبا الفضلِ وهو منتَجعُ ال
فضل وماقلتُ ذاك عن ملق
وخيرُ مايكتنى الرجالُ به
كنية ُ لا نِحلة ٍ ولاسَرق
عبد المليكِ المقلِّدُ المنَن ال
زُهرَ قديماً معاقدَ الرِّيق
يتَّخذُ المال حين يملكُهُ
واقية ٌ كالدروع والدَّرق
من آلِ عباس الكرامِ ذوي ال
سؤدَدِ والفائزين بالسبقِ
بحرُ بحورٍ إذا نزلتَ به
أصبحتَ من موجه بمصطفَق
يفهقُ بالنائلين ساجلُه
عند السؤالين أيَّما فهق
منطلقُ الكفِّ واللسان إذا
سُوئل وامْتيح أيَّ منطَلق
بنائلٍ من ندى وآخرَ من
عِلمٍ ففيه أتمُّ مرتَفق
يجري إلى كلِّ غاية ٍ شَططٍ
لم تُلتَمس قبله ولم تُطَق
كما جرى الطِّرفُ غيرَ ذي صَككٍ
يفلُّ من غربَه ولاطَرقِ
شاهدُ أعراقه التي كَرُمت
صفاءُ أخلاقه من الرَّنق
أصبحَ من فضله يحلُّ من ال
أهواء طرّاً بملتقى الفِرق
ظِلْنا لديه بمنزلٍ خصبٍ
في مَرَعٍ تارة ً وفي غَدقِ
يُسمعنا الشدوَ عنده غَرِدٌ
كالسطر في المُسمعين لا اللَّحق
يشدو فيحيي لنا السرورَ وإن
ألفاهُ مَيْتاً في آخر الرَّمق
متى يقدَّر لمن ينادمُهُ
مصطبَحٌ يتصل بمغتبَقِ
يَسقي الندامى فيشربون له
كشرب فرعونَ ساعة َ الغرق
قديمُه مطربٌ ومُحدَثُهُ
فهو جديدُ الجديد والخَلق
ماعيبُه غير أنه رجلٌ
يدعو ذويحلمنا إلى النزق
يقلقُ من حسن مايجيء به الزْ
زَميت بل يطمئنُّ ذو القلق
كُنيتُهُ شِقَّة ُ السلامة والس(73/344)
سلم سلامٌ لتلك في الشققص أبو سليمان ذو الإِصابة وال
إحسان وابنُ الملوكِ لا السُّوقِ
ياحُسنَ ذاك الغناءِ يشفُعُه
هدير تلكَ الحمائم الحزقِ
من ذي تلاوينٍ وشْيُه حَسَنٌ
ومن بَهَم الدُّجى ومن لَهق
ونحن نسقي شرابَ ذي فجرٍ
ثناؤه من فواكه الرُّفَق
لايمنع الريَّ طالبيه ولا
يسقي نديماً له على تَأَق
وفَّاه قوَّامُه قيامَهُمُ
وأنفقتْ كفُّه بلا فرق
على دنانٍ كأنها جثثٌ
من قوم عادٍ عظيمة الخلق
فجاء شيء إذا الذباب دنا
منه دنوا دنا من الزَّهق
يلقاك في رقة ِ الشراب وفي
نَشْرِ الخزامى وصفرة الشَفقِ
ظاهرهُ ظاهرٌ يُحرِّمه
وما على شاربيه من رَهق
له صريحٌ كأنه ذهبٌ
ورغوة ٌ كاللآلىء الفِلق
يختالُ في منظرٍ يزيِّنُه
من الرحيق العتيق مستَرقِ
تديره جونة ٌ تحرق بالد
لِّ إذا البيضُ جُدنَ بالرمق
سوداءُ لم تنتسب إلى برص الشُ
قر ولا كُلفة ٍ ولابَهق
ليست من العُبَّس الأكفِّ ولا ال
فُلح الشفاه الخبائث العَرق
بل من بنات الملوكِ ناعمة ٍ
تنشُر بالدَّل مَيِّت الشَّبق
في لين سَمُّورة ٍ تخيَّرها ال
فرَّاء أو لين جَيِّد الدَّلقِ
تُذكركَ المِسك والغواليَ والسْ
سُكَ ذواتِ النسيم والعَبقِ
هيفاءُ زينت بخمص محتضَنٍ
أوفى عليه نهوَدُ معتنَق
غصنٌ من الأبنوس أُلِّف من
مؤتَزرٍ مُعجِب ومنتطق
يهتزُّ من ناهدَيه في ثمرٍ
ومن دَواجي ذُراه في ورق
أكسبها الحبَّ أنها صُبغتْ
صِبغة َ حَبِّ القلوب والحدقِ
فانصرفتْ نحوها الضمائرُ وال
أبصار يُعنِق أيما عَنقِ
يفترُّ ذاك السوادُ عن يَققٍ
من ثغرها كاللآلىء النَّسقِ
كأنها والمِزاحُ يُضحكها
ليلٌ تَفرَّى دُجاه عن فلق
سحماءُ كالمهرة ِ والمُطهَّمة الدْ
دهماء تنضو أوائلَ الصِّيق
تجري ويجري رَسيلُها معها
شأويْن مستعجلين في طَلق
لها هَنٌ تستعيرُ وقدتَهُ
من قلب صبٍّ وصدرِ ذي حنق
كأنما حرّه لخابره
ما ألهبتْ في حَشاه من حُرق
يزدادُ ضِيقاً على المراس كما
تزدادُ ضيقاً أُنشوطة ُ الوَهق(73/345)
له إذا ما القُمُدُّ خاطه
أزْمٌ كأزم الخِناقِ بالعنقِ
يقولُ من حدَّث الضمير به
طُوبى لمِفتاح ذلك الغَلق
أخْلِق بها أن تقومَ عن ذكرٍ
كالسيف يفري مُضاعفَ الحلَق
إن جفونَ السيوفِ أكثرها
أسْودُ والحق غيرُ مختلق
خُذها أبا الفضل كُسوة ً لك من
خَرِّ الأماديح لا من الخِرق
وصفتُ فيها الذي هَوِيتُ على ال
وهم ولم تُختبَر ولم تُذقِ
إلا بأخبارك التي وقعتْ
منك إلينا عن ظبية البُرقِ
حاشا لسوداء منظرٍ سكنتْ
داركَ إلا من مَخبرٍ يقق
وبعضُ مافُضِّل السَّواد به
والحقُّ ذو سُلّمٍ وذو نفق
أن لا تعيبَ السَّواد حُلكتُهُ
وقد يعاب البياضُ بالبهق
واهاً لها خِلعة ً تشُقُّ أخا الضْ
ضِغن ولا تُستشقُّ عن حَرق
أتاك طوعاً ودادُ قائلها
ولم يَعْدُ كارهاً ولم يُسَقِ
وإن منعت الصِّحاب أكسية ً
تقي أذى القُرِّ أو أذى اللَّثقِ
مستأثراً دونهم بلُبسكها
لامعقِباً فِيقة من الفِيَق
أعقبهُم لاتقم بمخترق الذ
ذَمِّ فتُلفَى بأيِّ مخترق
لحاجتي إن بعثتها لي في
إسكافَ والدَّير وجهُ متفق
أولا فما سُدَّ باب معذرة ٍ
كلا ولا سُدَّ بابُ مرتزق
ن
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقولُ وقدقالتْ لطالب رِفدها
أقولُ وقدقالتْ لطالب رِفدها
رقم القصيدة : 61686
-----------------------------------
أقولُ وقدقالتْ لطالب رِفدها
رويدك إن الرفق أبقى وأَلحق
إذا أنتَ لم تُسعِف جديداً بحاجة ٍ
فأنت إذا أخلقتَ بالرد أخلقُ
وقالت تأنَّ القلبَ يعلقْ به الهوى
ونعلم يقيناً هل لحبك مَصْدَق
هُنالك تُؤتَى كلَّ نيلٍ طلبتَهُ
وتفتح باباً كان دونك يُغلق
فقلتُ لها لم تبعدي غير أنه
مبادرة ُ الآفاتِ ياحبّ أوثق
أحاذرُ موتاً فاجعاً أو شييبة
أفاتُ بها أَو ألفة ً تتفرَّق
وأشياءَ شتى من قِلى وملالة ٍ
ومن بدلٍ يحلى بعينٍ فيُعشق
فكيف تُرجِّي أن يدوم وِصالُنا
على حالة ٍ والدهرُ لونان أبلقُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قُل لمنْ يملك رِقيِّ
قُل لمنْ يملك رِقيِّ(73/346)
رقم القصيدة : 61687
-----------------------------------
قُل لمنْ يملك رِقيِّ
سيدي قد حان عتقي
أنتَ لي مولى ظلومٌ
لاتكافئني بعشقي
غير أنِّي بكَ صَبٌّ
شهدَ اللَّه بصدقي
أيها القائلُ صبراً
طال بي صبري ورِفقي
جعل اللّهُ مليكي
في جنان الخلدِ رزقي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> له قلمٌ يستتبع السيفَ طائعاً
له قلمٌ يستتبع السيفَ طائعاً
رقم القصيدة : 61688
-----------------------------------
له قلمٌ يستتبع السيفَ طائعاً
تطوع ذُناباه التي لا تُفارقُهْ
وما ذنَّب الأقلامَ إلا ممثِّلاً
بهن سيوفَ الهندِ كيف تُطابقُه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتُ التقاط جَنَى نخلة ٍ
رأيتُ التقاط جَنَى نخلة ٍ
رقم القصيدة : 61689
-----------------------------------
رأيتُ التقاط جَنَى نخلة ٍ
إذا ساقطْتهُ ولم تَرْقَها
أكنَّ لكفِّك من شوكها
وإن هي لم تُوفها حقَّها
لقد أحسنتْ نخلة ٌ أنزلتْ
على كف ممتاحِها رزقها
وما جشَّمتْ كفَّه شوكَها
ولا جشَّمت رجله سُحقها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا حسنٍ خانَ ذاك النبي
أبا حسنٍ خانَ ذاك النبي
رقم القصيدة : 61690
-----------------------------------
أبا حسنٍ خانَ ذاك النبي
ذَ عِرقٌ تفصَّد منه العروقُ
غدا وهو تَرعفُ منه الأنو
فُ كرهاً وتشرقُ فيه الحلوقُ
وروحي تتوقُ إلى غيره
وأنت إلى العُرف عندي تتوق
فصلني بدستيجة ٍ عذبة ٍ
فأني إليها مشوق مشوق
أصلك بدستيجة مثلها
من الخلِّ تغلو وللخلّ سوق
لابدّ منها وأنت الذي
بصغرى أياديه تقضَى الحقوقُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لستُ أبكي على نوالِ صديقٍ
لستُ أبكي على نوالِ صديقٍ
رقم القصيدة : 61691
-----------------------------------
لستُ أبكي على نوالِ صديقٍ
راعني بعد بِرِّه بالعقوق
إنما أشتكي فساد ودادٍ
حال مَجناهُ من جفافِ العروقِ
أحمدُ الخالقَ الذي لو رعاني
لم يكل حاجتي إلى مخلوق
صرتُ كَلاًّ على الصديق مُصاغاً(73/347)
طالباً منه غير مامرزوق
تلك عندي مُصيبتان ويكفي
بعض إحداهما شجاً في الحلوق
يا أبا سهل الذي اعتدَّ حقي
ظالماً من مُحقَّراتِ الحقوقِ
أنا باللَّه عائذٌ من عُنوقٍ
سُمْتني أخْذَهن من بعد نوقِ
سمتني الخَسْفَ والجفاء وغرّب
تَ بذاك الجفاءَ بعد الشروق
وتلوَّنت لي وأخلفني نوْ
ؤكَ إلا تملُّقا ببروق
إنَّ هذا لحادثٌ لم أخَلْه
في طُروقِ الخطوب ذات الطروق
كم عِداتٍ نسختَها بعداتٍ
حلَّ إنَجازُها من العيُّوق
لاتُصدِّق مقالة ابن خُرخشا
ذ فما عائبٌ لكم بصدوق
زعم الشيخُ أن مولدك المي
مونَ في الغدر غيرُ ما مسبوق
مولدٌ فيه كوكبٌ لك يُحذي
كَ مَلالاً لكل إلفٍ عَلوق
ولما رِيعتِ القلوبُ ولا لي
عتْ بشيء كمبغضٍ موموق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قد قلتُ بيتاً لك تلقاءهُ
قد قلتُ بيتاً لك تلقاءهُ
رقم القصيدة : 61692
-----------------------------------
قد قلتُ بيتاً لك تلقاءهُ
نادرة ٌ توجبُ إحناقي
فلا تُنادر قائلاً عنده
أخافُ أن يحزنَ مِعناقي
ضاق خِناقي فالتمس قطعة ً
ولاتكن عَوْناً لخنَّاقي
فما أخو ودِّي بتلعابة ٍ
يلعبُ بالنار لإحراقي
يُضحي إذا جَاددتهُ عابثاً
والجِدُّ من خُلقي وأخلاقي
عِندك ماءٌ فأجزْ غُصتي
أو لا فإياكَ وإشراقي
أمرضني عُسري وقد خُلتُني
عند مُداواتِكَ إفراقي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا تُكثرنَّ ملامَة العشاقِ
لا تُكثرنَّ ملامَة العشاقِ
رقم القصيدة : 61693
-----------------------------------
لا تُكثرنَّ ملامَة العشاقِ
فكفاهُمُ بالوجْد والأشواقِ
إن البلاءَ يطاقُ غيرَ مضاعفٍ
فإذا تضاعف كان غير مُطاقِ
أتلومُهم للنَّفعِ أم لتزيدَهُم
باللوم إقلاقاً على إقلاقِ
ما للذي أضحى يلومُ ذوي الهوى
أمسى صريعَ مواقع الأحداق
أنَّى يُعنِّف كل معنوفٍ به
يَثني يديه على حشا خفَّاقِ
تهدِي الحمامة ُ والغراب لقلبه
شَجواً بساقٍ تارة ً وبغاق
ويشوقُهُ برقُ السحاب وإنما
يُعنى ببرق المبسم البرَّاق(73/348)
متصعِّداً زفراتُهُ متحدِّراً
عبراتُهُ أبداً قريحَ مآقي
لم يُسقَ فوه من الثغور شفاءَهُ
فلوجنتَيه من المدامع ساقي
يبكي الشَجيُّ بعبرة ٍ مُهراقة ٍ
بل بالدماء على دم مُهراق
تُضحي أحِبتُهُ تولَّى سَفْحه
عند الفراقِ وعند كلِّ تلاقي
يجزُونَه طولَ الجفاءِ بأنه
لم يخْلُ من شغفٍ مَدَرِّ فُواق
شهدَ الوفاءُ وكل شيءٍ صادقٍ
أن الجزاء هناك غيرُ وفاقِ
أصغتْ إلى العشّاقِ أُذني مرة ً
ومن الجميل تعاطفُ العُشاق
فشكا الشَجِيُّ من الخَلِّي ملامة ً
وشكى الوفيُّ تَلوُّنَ المذاق
فَدع المحبَّ من الملامة ِ إنها
بئس الدواءُ لموجعٍ مِقلاق
لاتُطفئن جوى ً بلومٍ إنه
كالريحِ تُغرِي النارَ بالإِحراق
وأَرى رُقَى العُذال غير نوافعٍ
لاسيما لمتيم مشتاق
ما للمحب إذا تفاقَم داؤُهُ
غيرُ الحبيب يَزورُهُ من راقي
أخذ الإله لنا بثأرٍ قُلوبنا
من مصمياتٍ للقلوب رِشاقِ
رقَّتْ مياهُ وجوههنَّ لناظرٍ
وقلوبُهنَّ عليه غيرُ رِقاقِ
هِيفُ القدودِ إذا نَهضَن لملعبٍ
وإذا مَشيْنَ ثوادقُ الإيناق
حَرنتْ بهن روادفٌ ممكورة ٌ
ومتونُهنَّ الغيدُ في إعناق
يهززنَ أغصاناً تَباعُد بالجَنى
وتروق بالإِثمار والإِيراق
ومن البلية ِ منظرٌ ذو فتنة ٍ
نائي المنافع شاعفُ الإيناق
ومن العجائب أنْ سمحنا للهوى
بدمائنا وبخلنَ بالأرياق
مُزنٌ يُمطن الرَّيّ عن أفواهنا
ويُجدْنَ للأبصارِ بالإبراقِ
صَيدٌ حُرمناه على إغراقنا
في النَّزعِ والحرمانُ في الإِغراق
وأما ومن لو شاءَ ما خلق الهوى
ولما ابتلى أصحابَهُ بفراق
مامنْ مزيدٍ من بليَّة ِ عاشقٍ
وندى وخيرٍ في أبي إسحاق
للَّه إبراهيمُ واحدُ عصره
ما أشبه الأخلاقَ بالأعراق
أضحتْ فضائلهُ تؤمُّ به العُلا
وكأنهنَّ إلى السماءِ مَراقي
لَصفحتُ عن دهري به وذنوبُه
قد أوبَقَتْهُ أشدَّما إيباقِ
ملكٌ له فِطنٌ دقاقٌ في العلا
تركتْهُ والأخلاقُ غيرُ دقاقِ
يستعبدُ الأحرارَ إلا أنه
يستعبدُ الأحرارَ بالإعتاق(73/349)
ومتى أصابكَ منه رِقُّ صنيعة ٍ
فكطوقِ زَيْنٍ لاكغُلِّ وثاقِ
ياربَّ أسرَى للخطوب أصابَهُم
منه بإعتاقٍ وباسترقاقِ
ولما تعمَّد رقَّهم لكنه
لابدّ للمعروفِ من أرباق
والرقُّ في الإعتاق حكمٌ للعلا
حكمتْ به والأسر في الإطلاق
رقُّ الصنائع في الرِّقاب وأسرُها
مامنهما وأبيكَ إلا باقي
يامن يُقبِّل كفَّ كل ممخرقٍ
هذا ابن أحمد غيرُ ذي مخراق
قَبِّل أنامله فلسن أناملاً
لكنهنَّ مفاتحُ الأرزاق
حظيتْ وفازتْ من أناملِ سيدٍ
نفع المسودَ فساد باستحقاق
نفخاته مُلكٌ وفي تأميله
رَوْحُ القلوبِ ومُسكَة ُ الأرماق
وإلى ابن أحمدَ أرقلتْ بي ناقتي
في كل أغبرَ قاتمِ الأعماق
جُبتُ الخروقَ بكل خِرقٍ ماجدٍ
إن الخروق مسالك الأخراق
نأْتمُّ أروعَ نهتدي بجبينه
واللَّهُ ضاربُ قُبة ٍ ورواق
كالبدر تم وكَلَّلته سُعُودُه
لازال شانئه هلالَ مُحاق
قالتْ سعودي يوم فزتُ بقربه
قسماً لفزتَ بأنفس الأعلاق
حُرٌّ تُذكرهُ الخطوبُ خلاقة ً
في الحال تُنسي الحر كلَّ خلاق
يلقي الرجالَ ثناؤه وعطاؤُهُ
بذكاء رائحة ٍ وطيب مذاق
خِرقٌ يعمُّ ولا يخصُّ بفضله
لكنه كالغيثِ في الإطباق
عَفَّتْ مدائحهُ وعفَّ فما ترى
منكوحة ً إلا بخير صداق
ألفيتُ عاذله يروضُ سماحهُ
ليعوقَ منه وليس بالمُنعاقِ
شكراً بني حوَّاءَ إنَّ أخاكُمُ
من خير ما رزقتْ يدُ الرزَّاق
أضحى ابن أحمد ساح ماءُ سماحه
فيه وماءُ شبابه الغيداق
وأمدَّ من ماءِ الحياء بثالثٍ
صافي القرارة ِ رائق الرقراق
للَّه أمواهٌ هناك ثلاثة ٌ
تُغذَى بهن مكارمُ الأخلاق
أوفَى بأعلى رتبة ٍ وتواضعتْ
آلاؤُه فأحطن بالأعناقِ
كالشمس في كبدِ السماءِ محلُّها
وشعاعُها في سائرِ الآفاقِ
بل كالسماء وكلِّ مازِينتْ به
وكأرضها في قُربه من لاقي
يامن يُسائل من له بكفائه
من للسماء وأرضها بطباق
آسى هناتٍ مستشار خليفة ٍ
كافي شآمٍ مستماح عِراق
مازال مشتركَ القِرى في دَهره
بين الطوارق منه والطُّراق
فقرى لطارِقه يُحَلُّ نَطاقُها(73/350)
من بعد ماشُدَّتْ أشد نطاق
وقِرى ً يليه لطارقٍ طَلَب القرى
فجرى له بالعين والأوراق
قسم الزمانَ على ضياء ساطعٍ
وندى كمعروف السماءِ بُعاق
من لمحة ٍ بمشورة ٍ لمُملك
أو نفحة ٍ بجدى ً لذي إملاق
فَلَهُ إذا الأيامُ أشبه خيرُها
يوم الضعيفة ِ صُبِّحت بطلاقِ
يومٌ كيوم الصحو في إشراقه
وغدٌ كيوم الغيثِ في الإغداقِ
لابل كِلاَ يوميه يُصبحُ فائزاً
بمحامدِ الإغداق والإشراق
ياقُربَ مُستقَياته لوروده
يابُعد أغوارٍ هناك عماق
قل للإمام إذ اجتباه لأمره
ظَفرتْ يداك بفاتقٍ رتّاق
مِفتاحُ رأي حين يُغلقَ بابه
مِغلاقُ شر أيما مغلاق
متوقِّد الحركاتِ تحسبُ أمرَهُ
لمعانَ برقٍ أو حفيف بُراق
فإذا تفرَّد للخطوب بفكره
فله سكينة ُ حية ٍ مِطراق
وإذا التقى أمرُ الوزيرِ وأمرُهُ
سدَّا طريق الحادث المُنباق
شهدَ الخليفة إذ أعانا بأسَهُ
أن النِّصالَ تُعان بالأفواق
إنِّي رأيتُك يابن أحمد سيدا
فينا بحق واجبٍ وحقاق
لاحظتُ رِفدك عند إرفاد الورى
فرأيتهُ كاليمِّ عند سواقي
جادُوا وُجدْت فأحدقتْ بثمادهم
غمراتُ بحرك أيما إحداق
فتزاجروا عن غَيِّهم وتصارحوا
نُصحاً جلا الشُبهات بعد مِلاق
ورأيتُ رأيكَ بين آراء العدا
كالسيف بين جماجمٍ أفلاق
كادوا وكدتَ فأزهقْت مادبَّروا
إحدى هَناتكَ أيما إزهاق
أرهَقتهمْ قدر البوارِ بقوة ٍ
وُهبت لرأيكَ أوشك الإرهاقِ
ما للدهاة لدى محالك مَوْئلُ
لافي سلالمِهم ولا الأنفاقِ
أنت الذي كبح المكائدَ كيدُهُ
حتى ركضْن دَوَامِيَ الأشداقِ
للَّه دَرُّكَ من مضرٍّ مُرفقٍ
متألِّهِ الإضرار والإرفاق
كم ظِلِّ يومٍ مُمطرٍ لك مُصعقٍ
متحمد الإمطار والإصعاق
لَبستْ محاسِنُك المحامد إنها
نظرتْ فلم ترَ غيرها من واقي
خُذها شَروداً في البلاد مقيمة ً
سمراً لذي سمرٍ وزاد رفاق
أنت الذي ماقال فيه مُقرِّظٌ
قولاً فأسلَمَهُ بلا مصداق
أنت الذي للوعد منه وعنده
سَبقٌ وللإنجاز وشكُ لحاق
من ذا يعدُّ الحمد غيرك مغنماً(73/351)
ويرى المواهب أفضلَ الإِنفاق
من ذا يعدُّ النَّفل فرضاً واجباً
أو يجعلُ الميعادَ كالميثاق
يَفديك من يُثني عليه صديقُهُ
بعبوسِ كبرٍ وابتسام نفاق
يامن يجودُ لدى السؤالِ بطرفهِ
ولدى النَّوالِ بأحسنِ الإِطراق
يامن صفتْ لي في ذَراهُ شرائعي
حتى تركتُ تتبُّع الأرزاق
أضحى المديحُ يُساق نحوكَ إنه
يُلفى ببابك نافقَ الأسواق
فالْبَسْه مالَبِسَ الحمامُ حُلْبهُ
في الأيك من وشحٍ ومن أطواق
وعمِرتَ ماعمرت مكارِمُكَ التي
تَبلى ثياب الدهر وهي بواقي
واسلمْ أبا إسحاق لابسَ غبطة ٍ
وعِداكَ للإبعاد والإِسحاق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيها البيهقي أحسنتَ في شعر
أيها البيهقي أحسنتَ في شعر
رقم القصيدة : 61694
-----------------------------------
أيها البيهقي أحسنتَ في شعر
كَ إحسانَ ذي طباعٍ وحذقِ
قرَّطَ اللَّه بظر أمك بالدُر
رِ فقد أنجبتْ بشاعر صدقِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لم يزلْ قلْبُهُ إليهم مَشوقا
لم يزلْ قلْبُهُ إليهم مَشوقا
رقم القصيدة : 61695
-----------------------------------
لم يزلْ قلْبُهُ إليهم مَشوقا
ثم أضحَى لديهمُ معلوقا
بانَ قلبي فشاقني وجديرٌ
حُقَّ للقلب بائناً أن يشوقا
يا فتى بان قلبُهُ وهو ثاوٍ
قُل لحاديك قد أنى أن تَسوقا
جَلَّ مِقدارُ ما نأى عنك فارحل
عِرمساً تترك الحَصى مدقوقا
فاطلُب القلب والذين سَبَوْهُ
عائقاً كل عائقٍ أن يعوقا
لم تدعني حبائلُ الشادنِ الأك
حل حتى نشِبتُ فيها نشوقا
علَّقتني حبالة ٌ منه ما انفكْ
ك فيها بنَبْله مَرْشوقا
أحلالٌ أن يحزق الصيدَ صبراً
من رأى في حباله محزوقا
طالب اللَّهُ مُقلتيه السَّحوري
نِ بحقِّي وقدَّه الممشوقا
منع العينَ قُرة ُ العين أن تل
تذَّ طعمَ الرُّقاد بل أن تذوقا
ما أنى مُسعِداً حماماً سجوعاً
فيه أو زاجراً غراباً نعوقا
ويْكَ ياعائب الحبيب لتسلى
عنه مهلاً طلبْتَ أحوى عقوقا
بأبينا حديثُ من عِبْتَ مسمو
عاً وبالنفس وجههُ مرموقا(73/352)
قد رضينا الحبيبَ لوكان مَرْ
ضِيَّا لدينا بعهده موثوقا
أيها الذائقُ المُمِرَّاتِ صبراً
إنَّ شهداً في إثرها ملعوقا
آل نوبختَ ليس يعدمُ راجي
كُمُ صبوحاً من رفدكم وغَبوقا
كم نوالٍ لكم بكورٍ طروق
قد كفى نوبة ً بكوراً طروقا
رُبَّ وادٍ أحلَّ من بعد إحرَا
مٍ فأضحى عفاؤه محلوقا
جُدتُم جودة ً فأصبح رائي
ه بآثارها عليه مَروقا
طَفِقتْ تمطر العفاة سماءٌ
من جَداكم فما أساءتْ طُفوقا
حَسبُكم ويبَ غيركم قد تركتم
كل حرٍّ بفعلكم مرقوما
أيَّ جيدٍ ترونه ليس يُمسي
في عري عارفاتكم مربوقا
وإذا ماجريتُم في مدى الحك
مة خَلّفتُمُ الطَّلوبَ اللحوقا
وتُقاسون بالسَّراة ومازل
تُمْ تفوقونَ فائقاً لامفوقا
فتكونونَ للوجوه أنوفاً
وتكونون للرؤوس فُروقا
قد وسطتم وفقتُم وتقدّمْ
تُمْ فأنذرتُ حاسداً أن يموقا
لاتلجنَّ في معاندة ِ الحقْ
قِ فتُعتدَّ جاهلاً مألوقا
كم عدو لكم غدا يجتديكم
ولقد بات نابُهُ محروقا
فاجتدى نخلة ً قريباً جَناها
قد أنافتْ على النخيل بُسوقا
لايراها أشاءة ً من يُسامي
ها ولا من بغَى جناها سحوقا
أيها الطالبون خيراً وشراً
إنَّ شوْكاً فيها وإنَّ عُذوقا
لاتزلْ عينُ شانيءٍ تتقذا
كم مَعوراً إنسانُها مبخوقا
ووقاكُمْ به الإِلهُ ولقَّا
هُ من الجائحات حداً حلوقا
لم أقل إذ صحبتكُمْ بعد أقوا
م تبدَّلتُ بعد نوقٍ عنوقا
يحذقُ الناس ماتعاطوا وما أح
سبُ مدحاً في مثلكم محذوقا
يا أبا سهلٍ الذي راع في السؤ
دد لا لاحقاً ولاملحوقا
بل سَبوقاً إلى البعيد من الغايا
تِ عند الجراء لامَسبوقا
والذي أبصَر السحابُ عطايا
ه فأضحى يشيمُ منه البروقا
ورآه العيُّوقُ في فلكِ المج
دِ فأمسى يخالُهُ العيُّوقا
والذي يَبهرُ البدورَ ببدرٍ
لايُرى كاسفاً ولاممحوقا
وإذا رامَهُ عدو رآه
جبلاً فوق رأسِه منتوقا
وإذا امتاحَهُ وليٌّ رآه
عارضاً واهي الكُلى معقوقا
وإذا الخصْمُ لبَّس الحقَّ بالبا
طلِ كان المميِّز الفاروقا
مالقينا مثل البُثوق اللواتي(73/353)
مُنحتْ منك بعد برٍّ عُقوقا
لاقُصوراً من الكرامة عنا
غيرَ أن اللقاء أضحى معوقا
تركت لي حشاً عليك خَفوقا
وفؤاداً إليك صبَّاً مشوقا
عجباً من خليفة ٍ وأميرٍ
كلَّفا البحر أن يَسدَّ البثوقا
كيف يُرجى لسدَّ بثْقٍ جوادٌ
لم يزل ماءُ جُوده مبثوقا
أريحيٌّ تُخاف بائقة ُ الطوفا
نِ من بطنِ كفه أن تبوقا
وليَ السَّد وهو أقومُ بالفت
ح وإن كان قد يسدُّ الفتوقا
وجديرٌ شرواه أن يرتقَ المف
توق طوراً ويفتق المرتوقا
شقَّ بحراً من البحارِ وأرسى
جبلاً شامخاً يفوقُ الأنوقا
هزَّ للماء هذمة ً كعصا مو
سى فأضحى عموده مفروقا
بَيْن فرقيه برزخٌ مثل رضوى
عفق البثقَ فانتهى معفوقا
وثنى النِّيلَ نحو مَسْلِكه الأرْ
شِد لما اعتدى وجار فُسوقا
يابن نُوبختَ وابن أبنائه الصي
د كذا تُشْبه الغصونُ العروقا
لاعَدمناك حُوّلا قُلبيا
مخلطا مزيلا فَتُوقا رتوقا
لتقلَّدتَ حفر اسناءة النِّي
ل كميشا تُخال سيفاً دلوقا
تسبقُ الفجرَ بالغدوِّ عيها
ثم لاتستفيقُ إلا غُسوقا
لازماً بطنها تراها قناة ً
وترى طِينها هناك خَلوقا
وترى السَّافياتِ تجري بها الأر
واحُ مسكاً يَذْرونه مسحوقا
كم حُلوقٍ بَلَلْتها قد أفاءت
لك ذِكراً في الناس يشجي الحُلوقا
كان مما حدَّثتُ ضيْفك أن قل
تُ وقد حَلَّ في ذُراك طروقا
لو ترانا في بطن إسناية ِ النِّي
ل لأبصرتَ هارباً مرهوقا
هارباً من مَغوثة ٍ كم أغاثت
من لهيفٍ ونفَّست مخنوقا
تقدُم الماء وهو يتبعُنا في
ها مُخلَّى سبيلُه مدْفوقا
كلما استقبلْتُه فيها صعودا
ءُ شققْنا له هناك شُقوقا
فإذا ما احزأَلَّ فيها نَجوْنا
منه عدواً فلا يسيء اللُّحوقا
والمساحي تسوقُهُ نحو مجرا
هُ فيا حُسنه هناك مسوقا
عجباً أن تفرَّ منه وقد حُم
مِل من ميرة ِ الحياة ِ وسوقا
بل لتطريقنا له وهو المه
روبُ منه ولم يكن ذاك مُوقا
دأبُنا ذاك سائرَ اليوم حتى
ملأ الماءُ بطنها المشقوقا
لو تراها وقد تسامتْ ذُراها
خِلت أمواجَها جمالاً ونوقا(73/354)
صنعُ والٍ يُمسي ويصبح مصبو
حاً بإتعاب جسمه مَغبوقا
وهبَ النفسَ للعلا فجَزَتْهُ
رتبة ً تفرع النجوم سُموقا
يا أبا سهلٍ الذي راق مرئي
اً وطابَ المخبور منه مَذوقا
لم تزل مبدئاً مُعيدَ الفضلِ
وبما أنت فاعلٌ محقوقا
لا عجيبٌ صفاءُ ودِّك للخِل
ل إذا كان خيمُك الرَّاووقا
مثلُ ذاك الطِّباع صُفَّي من الأق
ذاء مستأثراً بذاك سَبُوقا
قد قرأنا كتابك الحسن النَّظ
مِ فخلْناهُ لؤلؤاً منسوقا
ووقفنا على خطَابك إيا
يَ فأصبحتُ وامقاً موموقا
وبأني معشوقُ نفسك لا تُضْ
حِي وتُمسي إلا إليَّ مشوقا
فرأينا تطولاً وسمعنا
منطقاً مونقاً كوجهك رُوقا
إن تكن عاشقاً لعبدك تَعشقْ
عاشقاً لم تزل له مَعشوقا
ولأنت المحقوقُ بالعشق لا المر
زوقُ لكن إخالُني المرزوقا
غير أني إذا تأمَّلتُ إخلا
صك ودِّي أهَّلتني أن أروقا
أنا من إن عشقته فلودٍّ
خالصٍ منه لم يكن ممذوقا
وكأني وقد طويتُ إليك النا
سَ جاوزتُ نحو ماءٍ خُروقا
ولعمري لقد وَردْتُكَ عذباً
لاجوى آجناً ولا مطروقا
دائمَ العهد لا يُنقِّلكَ الغد
رُ إذا خِيل بعضهُم زاووقا
إن تكن جاحداً لنُعماك عندي
لاتجدني لها كفوراً سَروقا
تلك شمسٌ لها لديك غروبٌ
وتلاقي لها لديَّ شروقا
إن هذا من الأمور لَبِدعٌ
حين ترعي الأمور عيناً رَموقا
شرقُ شمسٍ فيه تغيب وغربٌ
فيه تُبدي صباحها المفتوقا
أنت من راشني أثيثَ رياشي
وكسا اللحم عظمِيَ المعروقا
واتّقاني بحقِّ سلطان ودّي
قِسمة ً ماذممتُها وطسوقا
مُجرياً ذاك سُنَّة ً لي ما دا
م نهارٌ لليلهِ موسوقا
ولما كنتَ مستودع الما
ءِ سِقاءً مُهزَّما مخروقا
لا ولا مثل زارعٍ في سباخٍ
غادرت جُلَّ زرعه ماروقا
أنا ممن يستقرِض العُرف مف
عولاً ويقضِي أضعافه منطوقا
ورأيناك لاتقاضي إذا أق
رضت قرضاً إلا لساناً نطوقا
بل وجدناك لامُريغاً جزاءً
بل إلى البذل لا سواه تؤوقا
حاشَ للَّه لم تكن عند إفضا
لٍ إلى غير ذاته لتتوقا
يا مُهاناً تِلادُهُ كل هُونٍ(73/355)
متحفَّى بضيفه مَرفوقا
سالماً عِرضُه وإن بات بالأل
سن من عاذلاته مسلُوقا
نُصبَ وفدين ركب ماءٍ وطوراً
ركب ظهرٍ يعول سباسب خُوقا
لاكمن أعتَب العواذل مذْمو
ماً فأضحى أديمُهُ ممزوقا
كم وعيدٍ أخلفت لو حُقَّ أمسى
من أصابت سماؤه مصعوقا
وعِداتٍ أنجزَت عفواً وحاشى
عِدة منك أن تَشوك بروقا
ياسَميَّ الصدوقِ في الوعد إس
ماعيلَ أنى يكون إلا صَدوقا
ورَعاً أن تُقارف البخل كفَّا
كَ وهيهاتَ أن تُلاقي فروقا
رابط الجأش في الخطوب وماتع
دمُ قلباً من خوف ذمٍّ خَفوقا
تركُب السيفَ في المعالي ولكنْ
تتقي شفرة َ اللسان العَروقا
وتشيمُ الأمورَ غير مُضاهٍ
راعيَ الثَّلة النؤومَ النعوقا
قد بلونا يومَيْك يابن عليٍّ
فحمدنا المغيومَ والمطلوقا
يومك الحاتميِّ والتارك الخص
مَ مزلاً مقامُهُ زُحلوقا
لك يومٌ من الندى ذو سماءٍ
لم تزل ثرَّة َ الفروغ دفوقا
شفْعَ يوم من الحجى ذي حجاجٍ
تدع الشبهة َ الثَّبوت زَلوقا
تنتحي مقتلَ الخصيم وقَوراً
لاخفيفاً عند الخُفوف نَزوقا
منطقياً تُصرِّف الجنس والفص
لَ وما ولَّدا جَموعاً فروقا
بارَ حمدُ الرجال بين ملوك النْ
ناس حتى أقمتَ للحمد سوقا
وغدا الشعرُ في فنائك مبرو
راً وقد كان برهة ً معقوقا
فابقَ يفديك من يفي بك مَفْ
ديَّاً ومن ليس عادلاً ثُفروقا
إن تقدَّم مُنافسيك فلن يُذ
كر للنصل إن تقدَّم فُوقا
غير ماطاعنٍ على من يُسامي
كَ ولكن لفائقٍ أن يفوقا
لو مدحناكَ بالمديح الذي قد قي
ل في الناس لم يكن مسروقا
ولكُنَّا في ما فعلناه كالحكا
م رَدُّوا على مُحقٍّ حقوقا
مدح الأولونَ قوماً بأخلا
قكَ من قبل أن تُرى مخلوقا
نَحَلوهم ذخائراً لك بالبا
طلِ منقِيلهم وكان زَهوقا
فانتزعنا الغُصوبَ من غاصبيها
فحبا صادقٌ بها مصدوقا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> طلعَ الرَّقيُّ في شاشية ٍ
طلعَ الرَّقيُّ في شاشية ٍ
رقم القصيدة : 61696
-----------------------------------
طلعَ الرَّقيُّ في شاشية ٍ(73/356)
وعليه سيفُهُ والمنطِقهْ
فبدا للناس منه منظرٌ
عجبٌ سبحان ربٍّ خَلقَهُ
إن إكنُ أبصرتُ شخصاً مثله
فثيابي في الجوالي صدَقهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قولا لِذات الرَّكبِ المحلوقِ
قولا لِذات الرَّكبِ المحلوقِ
رقم القصيدة : 61697
-----------------------------------
قولا لِذات الرَّكبِ المحلوقِ
هل لك في أيرٍ عظيم الحُوقِ
أنعظ من بلبلة الإبريقِ
....................
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كان أناسٌ يرون أنَّي في ال
كان أناسٌ يرون أنَّي في ال
رقم القصيدة : 61698
-----------------------------------
كان أناسٌ يرون أنَّي في ال
آداب صفوٌ ماشابه رَنَقُ
وكان لي بينهم وعندهُمُ
مضطربٌ واسعٌ ومرتفَقُ
حتى إذا ما صَحِبتُكم نظروا
وأنْتُم منتلاحظ الحَدقُ
فقلَدوا رأيكم فزَهَّدهمْ
فيَّ فعلقي لديهمُ خَلِق
رجوت منكم حياً فأخلفني
كلاًّ ولكن أصابني صَعَق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا سُليمان ظِماءً
يا سُليمان ظِماءً
رقم القصيدة : 61699
-----------------------------------
يا سُليمان ظِماءً
قُطعتْ عنك السواقي
شِختَ فأذنْ بفراقٍ
وتجهَّز لانطلاق
بِنت عني بطلاقٍ
وطَلاقٍ وطلاقِ
فرطتْ فيك ثلاثٌ
آخذاتٌ بالخناقِ
فالبس اليأس من الرجُ
عى وطالبْ بالصَّداق
نحن قومٌ مالدينا
للمولِّي من خَلاق
نأكلُ اللحم ونَرمي
بكراديس العُراق
ماعلينا بعد شُرب ال
خمرِ من طرح الزقاق
قد تبدَّلنا بك المُر
دَ فدعْ باب النِّفاق
وفُتِنَّا ببدورٍ
منهم ذاتِ اتساق
وشُغِفنا بغصونٍ
منهُمُ هيفٍ رِشاق
فاترك الركض وسَلِّمْ
ذاك للخيل العتاق
أنت راضٍ حين تجري
بعد سَبْقٍ بلَحاقِ
فاصطبر ياحبَّ نفسي
كل بدرٍ لمُحاقِ
ومتى خانكَ صبرٌ
فاجتلبْ ماء المآقي
وابكِ أيامَ حياة ٍ
أنت منها في سِباق
قدَ مَشقْنا في قراطي
سكَ هاتيكَ الرِّقاق
وسبقنا في ميادي
نك أصحاب السِّباق
كم سقاني فُوكَ من ري
قكَ بالكأسِ الدِّهاق
ربما التفَّتْ إلى الصب(73/357)
ح لنا ساقٌ بساقِ
في نقابٍ من لثامٍ
وإزارٍ من عناق
ذهبتْ نضرة ُ خَدَّي
ك وما شيءٌ بباقي
فالزمِ المنقاشَ واعلمْ
أنه دهرُ ارتفاق
ليس من دائكَ هذا
غير طول النَتْف راقي
أين سلطانٌ عزيزٌ
لك في أرض العراق
كنتَ في مُلك من المُر
دة ِ مرهوبَ الشقاقِ
قد مَحاجَورُك فيه
كلَّ حقٍّ وحقاقِ
لم يكن مُلكُكَ يُرضي
مَلِكَ السبعِ الطِّباق
فرماهُ بزوالٍ
أوْدهاهُ بانفتاق
هربتْ منك المودّا
تُ على ظهر البُراق
فاسلُ عنَّا قد سقانا
عنكَ بالسلوة ِ سَاقِي
كنت شيئاً فتلاشي
ت وماشيءٌ بباقي
فوردْنا منك عذباً
وصدرنا عن زُعاق
كنت عقَّاً بالمحبي
ن فعقّتك عَقاق
فاله عما فات منه
ما إلى النجم مَراقي
لن ترى موقف مستع
دٍ على حَرِّ اشتياق
لا ولا نفسَ مُحبٍّ
ترتقي بين التراقي
فك مأسُوركَ ذو القد
رة من ذاك الوثاقِ
لم يدع منه عِذارا
كَ هوى ً غير اختلاق
ذُق عقاب العذر واعلم
أنه غيرُ مُطاق
قد أكلناكَ لذيذاً
طيباً حُلو المذاق
ولفظناك كريهاً
غيرَ مكروهِ الفراق
خيرُ أحوالك أن تسْ
لم من دَاءِ الحُلاق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أخالقي ربٌّ وربٌّ رازقي
أخالقي ربٌّ وربٌّ رازقي
رقم القصيدة : 61700
-----------------------------------
أخالقي ربٌّ وربٌّ رازقي
مارازقي تاللَّه إلا خالقي
فلا تشوِّه خَلَّتي خلائقي
ولايُعوِّجْ طمعي طرائقي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قد حَلفنَا على الصفاء جميعاً
قد حَلفنَا على الصفاء جميعاً
رقم القصيدة : 61701
-----------------------------------
قد حَلفنَا على الصفاء جميعاً
فاجتهدنا وذاك جُهدُ المُطبقِ
فبأَيِّ الأحكام توجبُ تصدي
قكَ حتماً ولا ترى تَصديقي
وبأَيِّ الأحكامِ قولُكَ برها
نٌ وقولي من خُلبَّات البُروقِ
ليس في العدل أن تُحكَّمِ في قو
لك فارجع إلى سواء الطريقِ
مامن الدعوتين إن ضِفتَ دعوى
غيرُ محتاجة ٍ إلى تحقيق
ولنا إن رددتَ ما تدَّعيه
ردُّ ماتدعيه ضيقاً بضيق
ووصفت الذي يحقُّ على الإخ(73/358)
وانِ من رعيهم ذمامَ الصديق
ورأيت النفوسَ أيسرَ من خَذْ
ل صديقٍ عند احتضار الحقوق
ولعمري لقد صدقتَ ولوقد
خِيض من دُونه أجيْجُ الحريق
غير أن الطباع تستتبع المط
بوعَ في كل فسحة ٍ ومضيق
حِشمتي خلقة ٌ ولي من الخِل
قة ِ أن تستقيدَ للمخلوق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أغِثنا فأنت المرءُ يُهتف باسمه
أغِثنا فأنت المرءُ يُهتف باسمه
رقم القصيدة : 61702
-----------------------------------
أغِثنا فأنت المرءُ يُهتف باسمه
إذا الأمرُ أضحى آخذاً بالمُخنَّقِ
ولا تُمطل الغَصَّانَ بالماء إنه
متى يُمطلِ الغصَّان بالماء يَزْهِقِ
تكذَّب أقوامٌ علينا وأعلقوا
مخالبهم في لحمنا كلَّ مُعلق
وصدَّقهم من قد عرفتُ مكانه
فمزِّق منا الشِّلو كل مُمزق
نحن بحالٍ تُذكر المرء فرضَهُ
لدى كُل واري الزِّند مثلك مُعرق
فلا يسبقنْكَ السابقونَ بكشفها
فما زلت بالخيراتِ غير مُسبَّق
وماليَ من قرضٍ لديك أعُدُّه
ولكن متى يحمله طُولُك يلحق
نعائي إليك النفسَ إن لم تُلافِها
فقد جعلتْ بين الحيازم ترتقي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أنا راعٍ لما صفا منكَ قدماً
أنا راعٍ لما صفا منكَ قدماً
رقم القصيدة : 61703
-----------------------------------
أنا راعٍ لما صفا منكَ قدماً
عائفٌ منكَ آجنا مطروقا
فانس ذكري فإن قلبي ناسٍ
لك ماعاقب الغروبُ الشروقا
كُن كأن لم تُلاقني قطُّ في النا
س ولاتجعلَنَّ ذكراي سوقا
وتيقَّن بأنني غيرُ راءٍ
لك حقاً حتى ترى لي حُقوقا
وبأني مُفوِّقٌ ألف فُوقٍ
لكَ إن فوّقت يمينك فُوقا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> غُموضُ الحقِّ حين تَذبُّ عنه
غُموضُ الحقِّ حين تَذبُّ عنه
رقم القصيدة : 61704
-----------------------------------
غُموضُ الحقِّ حين تَذبُّ عنه
يقلِّلُ ناصرَ الخصم المُحقِّ
تضلُّ عن الدقيق عقول قومٍ
فتحكمُ للمجلِّ على المُدقِ
وعند اللَّهِ خالق كلَّ شيءٍ
تميّز كل ذي كذبٍ وصدقِ
وماينفك لي أبداً خُصومٌ(73/359)
أقابل منهُمُ خرقاً برفق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لايبعدنَّ شبابكَ الغرنيقُ
لايبعدنَّ شبابكَ الغرنيقُ
رقم القصيدة : 61705
-----------------------------------
لايبعدنَّ شبابكَ الغرنيقُ
أيامَ منظره عليك أنيقُ
سَقياً لأزمانٍ مضتْ أيامُها
بيضاً كأن غروبهن شروق
إذ للشبيبة صبوة ٌ تُصبى بها
وبشاشة ٌ يصبى بها وتروقُ
يهتز فيك لأريحيات الصِّبا
غصنٌ تفيأه الظباءُ وَريقُ
هيهاتَ أيتها الكواعبُ كالدُّمى
مالي بكنَّ مع المشيب صَديقُ
مني عليكنَّ السلامُ تحية ً
إن الشبابَ هَراقَه مُهريقُ
لم تجمع الأيامُ شمل أحبة ٍ
إلا وشرطُ صروفها التفريق
يا آل طاهرٍ المطهر كاسمه
إن اللسان بمدحكُم لطليقُ
إن ينسني عصرَ الشباب وعهدَه
عصْرٌ فعصركُمُ لذاك خليق
قد قلتُ للدهر الملحِّ بصرفه
لما اعتصمتُ بحبلكم ستفيق
أمسى مجاوركم يحلُّ فعهدُكم
ما للخطوب بها عليه طريقُ
من خانَ أو نكثَ العهود فعهدُكم
عهدُ أُمرَّ على الوفاء وثيقُ
وكأن وعدكُمُ تقيَّل عهدكم
فلقاحُهُ بنتاجِه مرهوقُ
لتُعذ بسيبكُمُ المطامعُ والمُنى
فعليكُم لعداتها التصديق
ما زلتُمُ تَرقون في دَرَج العُلى
حتى أشار إليكم العيّوق
مهما سرقتُ عن الأوائل فيكُمُ
فلغير باعٍ بالمديح يضيق
لكنهم نحلوا سواكم مجدكُم
فرددتُ حقكُمُ وذاك حقيق
ما المدحُ مسروقٌ لكم من غيركم
بل منكُمُ في غيركم مسروق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> علاكَ قناعُ المشيبِ اليقَقْ
علاكَ قناعُ المشيبِ اليقَقْ
رقم القصيدة : 61706
-----------------------------------
علاكَ قناعُ المشيبِ اليقَقْ
وثوبُ المشيب جديدٌ خلَقْ
علاكَ فأبرق إبراقة ً
تُراع لها ظبياتُ البُرقْ
وأنَّى تراعُ بما أومِنَتْ
به من حِبالك ذاتِ العُلُقْ
ومن نَبلِكَ المرْسلاتِ التي
صوائبُها في الرمايا نَسق
بلى في المشيب لها رائعٌ
وإن هو أطفأ فيها الحُرقْ
وشرخُ الشباب وإن صادها
أحبُّ إليها لذاك الأنَقْ
أعاذلتي إن بكيتُ الشبا(73/360)
ب إنِّي لم أبكِ ثوباً سَحقْ
لقد علم الدهر أن الشبا
ب ثوبٌ لدى الناس لا كالخرق
لذاكَ يدبُّ خفياً له
فيسلبه سَلباً لا كالسرق
ولو كان يسلبه جهرة ً
للاقَى القنا دونه والدرق
وحُقَّ له مع إقدامِهِ
إذا ابتزَّ مثل الشباب الفرق
رعانا الأميرُ أبو أحمدٍ
فأرعى المَريَع وأسقى الغدق
وضمَّ الشَّتيتَ ولمَّ الجمي
عَ وانتظم الشَّمل حتى اتفق
وأغنى الفقير وحاط الغنيْ
يَ مالم يحط والد ذو شفقْ
عُبيدُ الإله بن عبد الإله
هِ خيرُ الملوك وخير السُّوقْ
فأضحى وأمسى وقد أجمعت
عليه بأهوائهن الفِرق
وظلُّوا وباتوا به آمني
ن في ظلِّ عيش أثيث الورق
لياليهُم مثل أيامهمْ
ضياءً وأُنساً وما من أرق
وايامُهمُ كلياليهُمُ
سُكوناً ورَوْحاً ومامن غسق
يداه يَمينان لكنه
إذا شاءَ علَّ الظُّبا بالعَلقْ
وطوراً شمالان لكنه
إذا شاء سحَّ الندى فانبعقْ
مهيبٌ إذا سار في جيشه
وقد لاح كوكبُهُ فائتلق
أشارتْ إليه قلوبُ الورى
وكفَّ البنانُ وغضَّ الحدق
بلا سببٍ فالتمس رِفده
فإنك تقربُ ماءً رَفَقْ
وهل يستعدُّ الرشاء امرؤٌ
لِورد الفرات إذا ما فَهقِ
ألا فارجُهُ واخشَهُ إنه
هو البحر وفيه الغنى والغَرَقْ
ألا فارجُهُ واخشه إنه
هو الغيث فيه الحيا والصعقْ
مضرٌ بملتمس ضُرَّه
وفيه لمرتفِقُ مُرتفَق
هو السيفُ إن أنت أنحيته
لرأسك أو رأس قِرنٍ فلق
هو الماءُ فاشربه ذا غُلَّة ٍ
وذا غُصَّة ٍ وتوَقَّ الشرق
هو النار فاصطلها واستضِئْ
بها في الدجى وتوقَّ الحرق
إذا ماوعى مدْحَه المادحو
ن طابَ نسيمُهُم والعرق
فتنشر أرواحهم نَشرة ً
ومامنهمْ ذو لسانٍ نطق
فإن أنشدوا مدحَهُ غادروا
من المسكِ في كلِّ شيء عبق
إذا كذَب الناسُ أوكُذِّبوا
لدى القولِ والفعل يوماً صدقْ
وحلمٌ يوازن مثقالُه
جبالَ الشَّرى وجبال السَّلقْ
به يجمعُ الملكُ أشتاتَهُ
إذا ماعصا الناس طارت شِقق
يباشر شوك القنا حاسراً
ويلبس دون اللِّسان الحَلق
إذا بتَّ والفكرَ تستخرجا
ن مفتاح أمرٍ عسير الغَلق(73/361)
وأنتَ لأمرِ العُلا مؤثرٌ
على كل ناعمة ِ المُعتَنقْ
وأبدَى لك الصبحُ عن واضح
ين رأيِكَ منبلجاً والفلقْ
فللَّه صبحُك ماذا جلا
وللَّه ليلُك ماذا وسق
وإمَّا أجرتَ من الحادثا
تِ جاراً فليس عليه رهق
يرى الدهرُ جارك في شاهقٍ
تأزَّر من لجَّة ٍ وانطلق
وقد علقَتْ قبضتاهُ عُرى
بها عَصَم اللَّه تلك الوُثق
فهل من سبيل إلى مثله
أبَى اللَّه ذاك على من خلق
فدونكها يابن سيف الملو
كِ لهو المجالِس زاد الرفق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سبقتْ إليَّ صنيعة ٌ من مُحسنٍ
سبقتْ إليَّ صنيعة ٌ من مُحسنٍ
رقم القصيدة : 61707
-----------------------------------
سبقتْ إليَّ صنيعة ٌ من مُحسنٍ
وأراكَ تأنفُ أن تكون اللاحقا
وإذا جمعت إلى اللِّحاق محبة ً
للسبق بالإِحسان كنتَ السابقا
ماقدرُ ماتُجدي عليك بِطالتي
قدرٌ تبيعُ به لساناً ناطقا
إن لم تكن في فعلِ خيرٍ قائداً
فاطلب بجهدك أن تكون السائقا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قُل للسَّفيه شُنيفٍ
قُل للسَّفيه شُنيفٍ
رقم القصيدة : 61708
-----------------------------------
قُل للسَّفيه شُنيفٍ
دَعْنِي وعادِ بُليقا
أخاكَ ذاك المُراعي
خُويِّنا أو طُبيقا
يامن حسبناه بدءاً
عِلقاً فكان عُليقا
لم يجعل اللَّهُ فضلا
شاركتني فيه ضَيقا
بل واسعاً لا كرزقٍ
يدعُوه داعٍ رزيقا
فلم تكالبْت فيه
يا مشْحذياً خُليقا
لكن رضعت عُريقا
للؤم ساء عريقا
صبراً لصوب سحابٍ
قد شِمتَ منه بُريقا
لقيت أم رُبيقٍ
وسوف تلقى رُبيقا
فاستنجدنَّ طُويناً
ومُكسباً وزُريقا
أقرانَ ظهرك أو فاب
غِ من حذارى نُفيقا
بل قد أقمتَ بذكري
كَ ياشنيفُ سُويقا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مستبعدٌ هيهات إعتاقُهُ
مستبعدٌ هيهات إعتاقُهُ
رقم القصيدة : 61709
-----------------------------------
مستبعدٌ هيهات إعتاقُهُ
مستأسَرٌ يعسر إطلاقُهُ
صبٌّ رقيقُ القلبِ خفَّاقُهُ
عنَّاه فظٌّ القلب خفّاقُهُ
محبًّبٌ قُلِّل إحسانُه(73/362)
جداً وإن كُثِّر عُشاقُهُ
لدنٌ من الأغصانِ في روضة ٍ
من نرجسٍ تنظر أحداقه
يحسنُ في التجريد إثمارهُ
وفي الشفوف الخضر إيراقُهُ
فاقتْ دجى الليل دجى فرعِهِ
وفاق ضوْءَ الصبح إشراقُه
أخلِق إذا جُرِّد رُمَّانُهُ
في العين أن يَكثر رُمَّاقه
وهو المنى إن زيد في حُسنه
حريرة ُ الحرِّ وأعلاقُهُ
لاضرَّهُ ظُلْمي ولا نابَه
إقراحُهُ قلبي وإقلاقه
وإن غدا أظلم من قاسمٍ
ذاك الذي يجفو وأشتاقهُ
ياعجباً من ناظري إنه
أضحت تقذَّاني آماقُهُ
أعرض عني وجفا جانبي
تقديمُهُ البِر وإلحاقُهُ
والعذل شيءٌ منه منقاده
والفضلُ شيء منه مُنساقه
ما أقرب المعروفَ من كفِّه
فلِم أغبَّتني أفواقه
واغبرَّ في دولته جبي
وهو ربيعٌ عمَّ إغداقُهُ
وحسبهُ ذُكرى بإحسانه
فأيٌّ شيء منه يعتاقه
لا أشتكي البدر على بُعده
لقد أضاءتْ لي آفاقه
ليس بمكفورٍ ولا ضائعٍ
إيناسُهُ نفسي وإرفاقه
لي أملٌ فيه إذا أخلقتْ
آمالُ قوم راث إخلاقه
تحيا به نفسي وتلتذُّه
وقد دنا بل آن إحقاقه
فاعقد لسان اللوم عن قاسم
أو فليكن بالشكر إطلاقه
وكيف يلحى خادمٌ سيداً
إليه مَحياهُ وإنطاقه
لايُسرقنَّ الحقُّ من قاسمٍ
فليس يُخفي الحق سُرَّاقه
من قاسمٍ صيغت أماديحُهُ
ومن حمام الأيك أطواقه
لقاسمٍ في كلِّ حالاته
شمائل السيف وأخلاقه
مضاؤه إن أنت أعملْتَه
وقدُّه الحلو ورقراقُهُ
فتى يُقرُّ القلبَ إحسانُهُ
كما يقر العين إيناقُهُ
إن طُلِبَ الخيرُ فمفتاحُهُ
أو طُلب الشر فمغلاقُهُ
جرَّبتُهُ في وعده فاستوى
ميعادُهُ عندي وميثاقه
ماقيل في القاسم مدح له
إلا وفي القاسم مصداقه
بفعله لا بأقاويلنا
أربتْ على الأطلاق أطلاقه
سيَّان في ميزان تقديره
إفادة ُ المال وإنفاقه
يوجد مسبوقُوه في فضله
تترى ولا يوجد سُبَّاقُه
وكيف لا يثمر أحلى الجنى
مَن وزراءُ الصدق أعراقُه
غيثٌ مغيثٌ عرْفُهُ ودْقُه
وبشرُهُ بالناس إبراقه
إذا تعاطى مغرقٌ مدْحه
أقصرَ والتقصيرُ إغراقُه
قد حمل اللَّه بحُملانه(73/363)
من حملته نحوه ساقه
يابن سليمان الذي باسمه
تحيا لهذا الخلق أرماقُهُ
ياعُدَّة َ الملكِ وأملاكه
لحادثٍ ينباق مُنباقه
يامن له الكيدُ الذي لم يزل
يفْلق صُمَّ الصخر أفلاقُهُ
مامفزع العافي إذا شفَّه
حرمانه واشتدَّ إملاقه
يامعقل الجاني على نفسه
إذا جنى مافيه إيباقه
لردِّك المصر إلى أمنِهِ
رُدَّتْ إلى مِصْرِك أبَّاقُهُ
وبابنك المُرْخِص أموالَه
تُغُولي الحمدُ وأعلاقُهُ
لولا مكانَ الحمد من قاسمٍ
أوشك أن تكْسد أسواقُه
قيِّم مُلكٍ وابنُ قَوامه
فتّاقُ ما أعيا ورتَّاقُه
فالنُّجح ما يُنجح إمضاؤه
والحزم ما يُنتج إطراقُه
من أهل بيتٍ ساسة ٍ راضة ٍ
لديهمُ السمُّ ودرياقه
تجري على بُطنان أيديهم
نقائمُ اللَّه وأرزاقه
ذو العرف لا يُبعد متَّاحُهُ
والنُّكر لا تُدر أعماقه
كم جامحٍ أصبحَ إذ راضه
تَدْمى لطول الكبح أشداقه
شهابُ نورٍ ضامنٌ للهدى
وليس بالمأمون إحراقه
غيْثٌ مغيث ضامنٌ للحيا
وليس بالمأمون إصعاقه
يُضحي إلى بذل السدى والندى
وهو مشوقُ القلب مشتاقه
يستعبد الحرَّ له عُرفُه
وقصده في ذاك إعتاقه
قلتُ لمن جاراهُ لا يستوي
صهَّال مضمارٍ ونهاقه
حُقِّق للسيد تأميلُهُ
فيه ولا حُقِّق إشفاقه
وطال للحقِّ به عُمرهُ
ودام للباطل إزهاقه
واحتلَّ من عاداهُ في منزلٍ
حميمُه آنٍ وغسّاقه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أطبقتُ للنوم جفناً ليس ينطبقُ
أطبقتُ للنوم جفناً ليس ينطبقُ
رقم القصيدة : 61710
-----------------------------------
أطبقتُ للنوم جفناً ليس ينطبقُ
وبتُّ والدمعُ في خدي يستبقُ
لم يسترح من له عين مؤرقة ٌ
وكيف يعرف طعم الراحة الأرِقُ
محمدٌ وعليٌّ فتَّتا كبدي
إذا ذكرتُهُما والعيس تنطلقُ
خِلانِ حلَّ بقلبي من فِراقهما
ماكنتُ أخشى عليه قبلَ نفترق
قلبٌ رقيقٌ تلظَّت في جوانبه
نارُ الصبابة حتى كاد يحترقُ
ودِدْتُ لم تمَّ لي حجّي بقربهما
ماكلٌّ ما تشتهيه النفسُ يتفقُ
لايعجب الناس من وجدي ومن قلقي(73/364)
إن المشوقَ إلى أحبابه قلق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لايكشفُ الله عن وهب بن إسحاق
لايكشفُ الله عن وهب بن إسحاق
رقم القصيدة : 61711
-----------------------------------
لايكشفُ الله عن وهب بن إسحاق
من البلاء سماء ذاتَ إطباقِ
قالوا الخبيثُ قد استسقى فقلت لهم
لايشفِه طِبُّ ذي طِبٍّ ولا راقِ
قد كان يكثر من هاضوم غُلمته
بجهده لو وقاه حتفَه واقي
لايُرْجَ بعدك للهاضوم منفعة ٌ
إن مِتَّ من الماء ياوهب بن إسحاق
إذا دعا لك داعٍ قلتُ حينئذٍ
لازال من وصَب الشكوى على ساق
إنْ رأيت حَيائي خِلْته خُنثاً
قد غُرَّ من غُرَّ من أفعى بإطراقِ
بمثل ظنِّكَ هذا يا أبا حسنٍ
أمنِتَ كل ممرِّ المتنِ غِرْناقِ
حتى عَثوا في نساءٍ كالدُّمَى عُربٍ
إذ لم يكن بينهم بابٌ بمغلاق
أحسنتَ ظنَّك جداً بالرِّجال فكن
على محاذرة ٍ منهم وإشفاق
لاتَعدم الماء من سُقيا ويُعقبه
سُقياك في النار من مُهْلٍ وغسَّاقِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وثُديٍّ ناهداتٍ
وثُديٍّ ناهداتٍ
رقم القصيدة : 61712
-----------------------------------
وثُديٍّ ناهداتٍ
لم يخُضِّدها العناقُ
بينها حَليٌ نفيسٌ
كُفُؤهُ تلك الحقاقُ
في صدور سالياتٍ
لم يُلذِّعها الفراق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وزائرة ِ الخيال بلا اشتياقٍ
وزائرة ِ الخيال بلا اشتياقٍ
رقم القصيدة : 61713
-----------------------------------
وزائرة ِ الخيال بلا اشتياقٍ
تأوَّبها ولكن باشتياقي
فيا كذب اللقاءِ وقد تلاقى
خيالانا ويا صدق الفراقِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مالي يُزاحمني الخُلصانُ في طرقي
مالي يُزاحمني الخُلصانُ في طرقي
رقم القصيدة : 61714
-----------------------------------
مالي يُزاحمني الخُلصانُ في طرقي
ولا أزاحمُهُ بالشعر في طُرُقِهْ
لايجْهلنَّ على حلمي أخو ثقة ٍ
فالجهل من خُلُقي إن كان من خُلقِهُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياليتَ شعري والحوادث جمة ٌ(73/365)
ياليتَ شعري والحوادث جمة ٌ
رقم القصيدة : 61715
-----------------------------------
ياليتَ شعري والحوادث جمة ٌ
هل أشتكي دهري وأنت صديقي
وشكايتي الأيامَ دون شكايتي
إن خانني عند النهوضِ فريقي
إني أعوذُ بما تأكد عقدُهُ
بيني وبينك أن تُضيع شقيقي
أو أن يجورَ به الزمانُ عن الغنى
أَوْ بي وأنت طريقه وطريقي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هل للمسمَّى بما تُكنّى الكلابُ به
هل للمسمَّى بما تُكنّى الكلابُ به
رقم القصيدة : 61716
-----------------------------------
هل للمسمَّى بما تُكنّى الكلابُ به
قوْلاً سيُلحقُهُ عاراً فيلحقُهُ
يا مبتلى ببلاءٍ لا ثوابَ له
يوم الحساب ولكن سوف يوبقُهُ
ماقلْتُ فيك هجاء خلتَهُ كذباً
إلا بدت منك سوْءاتٌ تُحقِّقه
أنى اجتبيتَ أبا حفصٍ وصُحبَتَه
حتى غدوتَ تؤاخيه فتصدُقُه
باللَّه ربِّك هل شبهت صلعته
برأس أير عظيمٍ كنت تعشقُهُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فيم التنازعُ والشِّقاقُ
فيم التنازعُ والشِّقاقُ
رقم القصيدة : 61717
-----------------------------------
فيم التنازعُ والشِّقاقُ
والأمرُ بينكما وفاقُ
ألبنتُ بنتكما معاًفلخالد فيها ولا بالله ربك حقا ولخصمهِ فيها ولا دة من بكفيه الطلاق
شهدتْ به السبع الطِباق
فلخالد فيها ولا
بالله ربك حقا
ولخصمهِ فيها ولا
دة من بكفيه الطلاق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا ذا الطواحنِ قل لي
يا ذا الطواحنِ قل لي
رقم القصيدة : 61718
-----------------------------------
يا ذا الطواحنِ قل لي
باللَّهِ ربِّك حقا
أَهُنَّ أدْوَم طحناً
أم شُفر أختِكَ سحقا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بكعبة ٍ اللَّه بل بخالقها
بكعبة ٍ اللَّه بل بخالقها
رقم القصيدة : 61719
-----------------------------------
بكعبة ٍ اللَّه بل بخالقها
أقسمُ لوأن خالداً غرقا
وجاءَهُ منقذٌ لينقذَه
وهو كظيمٌ يعالجُ الشَّرقا
ماوقعتْ كفُّهُ وقد جعلتْ
من شِدة الكرب تطلبُ العُلقا(73/366)
إلا على فيشة المُغيث له
تعمُّداً منه أو كما اتفقا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عدوكَ من صديقكَ مستحيلٌ
عدوكَ من صديقكَ مستحيلٌ
رقم القصيدة : 61720
-----------------------------------
عدوكَ من صديقكَ مستحيلٌ
فلا تستكثرنَّ من الصديق
كذاك الداءُ أكثرَ ماتراه
من الأشياء تحلو في الحلوق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> الدمعُ في العين لانومٌ ولانظر
الدمعُ في العين لانومٌ ولانظر
رقم القصيدة : 61721
-----------------------------------
الدمعُ في العين لانومٌ ولانظر
ولامحالة َ من معنى ً لهُ خُلقا
ولم أجد ذلك المعنى وعيشكما
إلا البكاءَ إذا مافاجعٌ طرقا
فخلِّيا أدمعي تقرو مسارِبها
فإنها عَبَرٌ إن لم يفض خنقا
رُزْئي أجلُّ فلا تكذِب ظنونُكما
من أن يُصدَّق مجلودي ولوصدقا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عزَّتْ مطالب دُنيا كلِّ ذي أدبٍ
عزَّتْ مطالب دُنيا كلِّ ذي أدبٍ
رقم القصيدة : 61722
-----------------------------------
عزَّتْ مطالب دُنيا كلِّ ذي أدبٍ
وهان مطلبُ دنيا الأنوكِ الخَرقِ
وقدًّر اللَّه فيها أن يُذَللها
فهان مَطلبها للجاهل الحمقِ
فليس ينفكُّ ذو علمٍ وتجربة ٍ
من مأكلٍ جشبٍ أو مشربٍ رنِق
وذو الجهالة منها في بُلهنية ٍ
من مسمعٍ حسنٍ أو منظرٍ أَنق
تبارك العدل فيها حين يقسُمهاطويل ايا ربَّ وجة ٍ في لتراب عتيقِويا رب حُسنٍ في التراب رقيق ويا رب حزمٍ في التراب ونجدة وياربَّ رأيٍ في الراب زنيقِ ألا كلْ حي هالكٌ وابن هالكٍ وذو نسب في الهالكين عريق فقُل للغريب اليومَ إنك راحلٌإلى منزلٍ داني المحلَّ سحيق
بين البرية قَسْماً غير متفق
ايا ربَّ وجة ٍ في لتراب عتيقِ
ويا رب حُسنٍ في التراب رقيق
ويا رب حزمٍ في التراب ونجدة
وياربَّ رأيٍ في الراب زنيقِ
ألا كلْ حي هالكٌ وابن هالكٍ
وذو نسب في الهالكين عريق
فقُل للغريب اليومَ إنك راحلٌ
إلى منزلٍ داني المحلَّ سحيق(73/367)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وماتُعدمُ الدنيا الدنية ُ أهلَها
وماتُعدمُ الدنيا الدنية ُ أهلَها
رقم القصيدة : 61723
-----------------------------------
وماتُعدمُ الدنيا الدنية ُ أهلَها
شُواظ حريق أو دخان حريق
يجرَّعُ فيها مالكٌ فقد هالكٍ
فيشجى فريقٌ منهمُ بفريق
فلا تحسب الدنيا إذا ماسكنْتها
قراراً فما دُنياكَ غيرُ طريق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> طويل إذا امتحن الدنيا لبيب تكشَّفتْله عن عدوًّ في ثياب صديقِ متى غمرتْ دنيا أخاها بمائِها
طويل إذا امتحن الدنيا لبيب تكشَّفتْله عن عدوًّ في ثياب صديقِ متى غمرتْ دنيا أخاها بمائِها
رقم القصيدة : 61724
-----------------------------------
طويل إذا امتحن الدنيا لبيب تكشَّفتْله عن عدوًّ في ثياب صديقِ متى غمرتْ دنيا أخاها بمائِها
فليس وإن أرْوَتْه غير غريق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا امتحن الدنيا لبيب تكشَّفتْ
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشَّفتْ
رقم القصيدة : 61725
-----------------------------------
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشَّفتْ
له عن عدوًّ في ثياب صديقِ
عليك بدارٍ لا يزول ظلالُها
ولايتأذى أهلُها بمضيق
فما يبلغُ الراضي رضاهُ ببلغة ٍ
ولاينقعُ الصادي صداه بريق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قالوا أأرهنت دماً
قالوا أأرهنت دماً
رقم القصيدة : 61726
-----------------------------------
قالوا أأرهنت دماً
فقلتُ أرهنتُ ثقهْ
عند الذي أعرفه
برحمة ٍ وشفقهْ
ذاك الذي يحكي لنا ال
مسكُ قديماً عرقه
ولايرى اللَّه العلا
تسلك إلا طُرقه
ذاك الذي من مائه
أنبت عودي ورَقه
ومن أماديحي له
من كِيسه لا سرقه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا جعفر هل أنت قابلُ شاعرٍ
أبا جعفر هل أنت قابلُ شاعرٍ
رقم القصيدة : 61727
-----------------------------------
أبا جعفر هل أنت قابلُ شاعرٍ
كذوبٍ يُريد الانقياد إلى الصدقِ
مضت حقبة ٌ وهو الخبيث مآكلاً(73/368)
يحاول طيب الرزق من مطلب الرزق
وقد كان ممن يشهدُ الزور مرة ٌ
بأنزرِ منزورٍ وما ذاك بالطلقِ
ويعرض علق الصدر من حُرِّ شعره
على القوم لا يدرون ماقيمة العلقِ
أحلَّ حرامَ المدح في غير أهله
فجوزي حرماناً فلم يؤتَ من حذقِ
وليس له من توبة غيرُ مدحه
ذكياً كريم الفرع مثلك والعرقِ
فأعتقه من رق المذلة إنه
على ثقة ٍ في نفسه منك بالعتقِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سائل أبا الصقر إذا جئته
سائل أبا الصقر إذا جئته
رقم القصيدة : 61728
-----------------------------------
سائل أبا الصقر إذا جئته
عن أمِّه ذاتِ البساتيق
وضرْبِها الكامخَ في طيزها
بين دِنانٍ ودواريقِ
قاد أبا الصقر إلى ما أرى
من فعله قائدُ توفيق
عرّض لي بعد مواعيدِه
دون المُنى عارضُ تعويق
ياعجباً ليس لأنْ ردَّني
من بعد إيماضٍ وتبريق
ولا لأن أخلَفَني وعدَه
لكن لإيماني وتصديقي
أعجبْ بمثلي سائلاً مثلَه
مهر استه ذاتِ الأفاويق
بحقِّه المسكين لم يُعطني
غير الهَواهي والمخاريق
ماكان من كان يبيع استَه
من نائكيه بالدوانيق
مشترياً حمداً بما جمَّعتْ
كفاه من تلك التفاريق
لم يجمع المالَ ببذل استه
من فِرقٍ شتى وتفريق
اللَّه صديقي في ذمّه
بل لؤمُه المشهور صدِّيقي
شأنك والضيقَ كما لم تزل
بل وكِّدِ الضيق بتضييقِ
من جمع الأموال من مثل ما
جمَّعته لم يلجَّ في ضيق
ماكنتُ أهلاً حين أَمّلتُه
إلا لتجهيل وتحميق
بأي حقٍّ لي أو حرمة ٍ
أملتُ أن يُبْلعني ريقي
هل كنتُ في العزّاء عوناً له
أيامَ يُرمَى يالمزاريق
أو شاهداً مالقيتْه استُه
إذ ذاك من شقٍّ وتخريق
أو حاملاً أثقالَ أحمالِه
تلك التي لا في جَواليق
ولا صناديقَ سوى رزمة ٍ
تُدَسُّ في شر الصناديق
أو رقَّع المدْحُ الذي قلتُه
وهْيَ استه الواهية الريق
كلا فما يَحْفى على مثله
أمر تفاقيع وتشقيق
سبحان من خَوَّله نعمة ً
أنستْه جهد البؤس والضيق
إذ تلعب الناكة في مَتنِه
مابين تزليق وتسليق
بكل جُردانٍ له فيشة ٌ(73/369)
كأنها قرعة ُ إنبيق
كم من حروبٍ قد أناختْ له
بلا عَجاجٍ وبلا ضيق
بل كان منها في ندى مالِهِ
بل في بحارٍ ذاتِ تغريق
درَّت عليه دِررٌ جِمَّة
من نُطفٍ ذات أفاويق
فاستُ أبي الصقر وماحولها
أهوية ٌ ذات زَحاليق
يالَكَ في الهيجاء من فارس
مشتهر بالصبرِ بطريق
يظلُّ مركوباً بها راكباً
مَذاكيَ الجُرد المعاتيق
يركبُ من راكبه شُنعة ً
زِينتْ بتتويجٍ وتطويق
مُطاعِناً والطعنُ من قِرنه
وليس منه غيرُ تدريقِ
سبحان واقيه سوى دُبره
وقْعَ جِرابٍ ذاتِ تذليقِ
جازتْ عن الجلد إلى عرضهِ
فمزَّقتْه كلَّ تمزيق
خفِّض أبا الصقر فكم طائرٍ
خرَّ صريعاً بعد تحليق
زُوِّجت نُعمى لم تكن كُفْأها
فصانها اللَّه بتطليق
وكل نعمى غير مشكورة
رهنُ زوالٍ بعد تمحيق
لاقُدِّسْت نعمى تسربلتها
كم حُجة ٍ فيها لزنديق
صبراً أبا الصقر للوم امرئٍ
أصْلاك ناراً ذات تحريق
شرَّد عن عينيك حُلو الكرى
وشاب دنياك بترنيق
أرقه مدحُك لا مُجدياً
فاقتصَّ تأريقاً بتأريق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وثقيل جليسهُ في سباقٍ
وثقيل جليسهُ في سباقٍ
رقم القصيدة : 61729
-----------------------------------
وثقيل جليسهُ في سباقٍ
ساعة ٌ منه مثل يوم الفراقِ
كشجى الحلقِ لا يسوغ ولا يل
فَظ بين اللُّهى وبين التراقي
قد قضى اللَّه موتَه منذ حين
واحتوى الموتُ نفسه وهو باقِ
لا أُسمِّيه باسمه قد كفاني
أنه وحدَه بغيضُ العراقِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومعاشرٍ بصقوا على ما قلتُه
ومعاشرٍ بصقوا على ما قلتُه
رقم القصيدة : 61730
-----------------------------------
ومعاشرٍ بصقوا على ما قلتُه
لم أرضَ أوجههم مَمجَّ بصاقي
فبصقتُ في الأحراح من نسوانهم
وطعنتهن بأيما مِزْراقِ
ومججبُ في أرحامهن مجاجة ً
أوجدتُهن لها ألذَّ مذاق
وكذاك أجزي كل مُنفقِ بصقة ٍ
في غير موضعها من الإنفاق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومائقٍ فوق صدره هَنة ٌ
ومائقٍ فوق صدره هَنة ٌ
رقم القصيدة : 61731(73/370)
-----------------------------------
ومائقٍ فوق صدره هَنة ٌ
جازتْ بشبرٍ مشكّ منطقتِهْ
إذا أَراد الكرى توسَّدها
فقد كفتْه مكانَ مَرْفقته
علامة ُ الفسق طولُ لحيته
وآية الفحلِ طول شقشقته
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لشنطفَ كعثبٌ خلق
لشنطفَ كعثبٌ خلق
رقم القصيدة : 61732
-----------------------------------
لشنطفَ كعثبٌ خلق
تَشْعَبُ جوفَه طُرُقُ
مَريحٌ منتنِأبداً
على جَنباته لثقُ
كمثل البحر يُخشَى في
ه هول المَدِّ والغرقُ
يسيل لعابُه أبداً
وتأكل بطنَه الحُرقُ
كقدر لا يزال يسي
ل من أثقابها المرقُ
تخوض فياشِلُ الأوغا
د لجَّته وتخترق
كثيرُ الضحك فالشفتا
ن منه ليس تنطبق
تعوَّد ذاك خُلقاً فه
و طول الدهر مُنفلق
لها إبطٌ كريح الميْ
تِ منه الرشح والعرق
تقول لمن تُصابره
مكانَك ليس نفترق
وأشهى من أغانيها
إليَّ النارُ والفلق
وأحمى من أحاديثٍ
تُحدِّثنا بها الدَّمقُ
قُصَيِّرة حُقَيِّرة ٌ
قليلٌ قدرُها شفَقُ
تملٍّقنا وليس يطي
بُ منها ذلكَ المَلقُ
وتدعونا إلى بثق
بشرِّ الماء يَنبثق
فيأخذنا لذاك الزَّم
عُ والإشفاق والفَرق
وتَظهُر عِفَّه وتمي
ل نحو فتى شَبق
كأن الرأس منها لم
يركَّب تحته عُنق
وتخضب رأسها والوج
هُ يشهد أنها خَلق
وليس لطيبها عَبَقٌ
ولكن نَتْنُها عبق
لقد كَمُلت مقابحُها
فلا خَلق ولا خُلق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> نَكِهَتْ شنطف ففاح كنيفٌ
نَكِهَتْ شنطف ففاح كنيفٌ
رقم القصيدة : 61733
-----------------------------------
نَكِهَتْ شنطف ففاح كنيفٌ
وأتاها امرؤٌ فصاح الغريقا
غرّقته في كعثبٍ مثل مدِّ ال
بحرِ مازال للأيور طريقا
يحذرُ الفيلُ أن يموت غريقاً
فيه لا أن يموت فيه خنيقا
صابرتْني يوماً وقالت أغِثني
بجماعٍ به أطفِّي الحريقا
قلتُ بي طاقة ٌ على الموتِ لكنْ
لستُ للقرب منك ويكِ مطيقا
قلَّصتْ درْعها وألقتْ على الأرْ
ضِ قفاها وأبدت المفلوقا
فرأيتُ اللهاة منها وأعرض(73/371)
تَ وغادرتُها تُطيل الشَّهيقا
إنما شنطفٌ أتانٌ وديق
خاب من ينكح الأتان الوديقا
فرق اللَّه بين جسم وروح
تشتهي نيك شنطفٍ تفريقا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وأقصر عنه الطرفَ خوف ملالتي
وأقصر عنه الطرفَ خوف ملالتي
رقم القصيدة : 61734
-----------------------------------
وأقصر عنه الطرفَ خوف ملالتي
عليه وحَوْبائي إليه تتوقُ
وما مثلهُ خِيفَ الملالة ُ والقِلى
عليه ولكنَّ المحب شفيقُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> طلبتُ لديكم بالعتاب زيادة ً
طلبتُ لديكم بالعتاب زيادة ً
رقم القصيدة : 61735
-----------------------------------
طلبتُ لديكم بالعتاب زيادة ً
وعطفاً فأعتبتم بإحدى البوائق
فكنتُ كمستسق سماءٌبخيلة
حيا فأصابته بإحدى الصواعِق
ومن ظن أن الاستزادة في الهوى
تؤول بمعشوق إلى هجر عاشق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أشكو الفراق إلى التلاقي
أشكو الفراق إلى التلاقي
رقم القصيدة : 61736
-----------------------------------
أشكو الفراق إلى التلاقي
وإلى الكرى سهرَ المآقي
وإلى السُّلوِّ تفجُّعي
وإلى التصبُّر ما أُلاقي
وإلى الذي شطتْ به
عني النَّوى طول اشتياقي
وطوتْ حشايَ على الجوى
لما طوتْه يدُ الفراق
صبراً فرُب تفرقٍ
آتٍ بقربٍ واتفاق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لما استكنَّ الكرى في كل ناظرة ٍ
لما استكنَّ الكرى في كل ناظرة ٍ
رقم القصيدة : 61737
-----------------------------------
لما استكنَّ الكرى في كل ناظرة ٍ
وبات جفنٌ من الواشي به شرقا
سرى إليَّ على خوفٍ يحاذره
زورٌ أتى تحت جنحِ الليل منسرقا
أخفى من الطيف إلا أن بهجته
حُسناً جلت بسنا أنواره الأفقا
مضمَّخٌ بغوالٍ علَّ مفْرِقه
أيدي حواضنِه مسكابها عبقا
تشكو إلى قلقٍ حيران مكتئبٍ
صبٍ إلى قُربه الأحزان والقلقا
صوتاً ترانيَ مجنوناً أخا كلفٍ
إذا سليمانُ يوماً قد به نطقا
قد سحب الناس أذيال الظنون بنا
وفرّق القوم فينا ظنهم فِرقا(73/372)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أرَّقني بعد أن عجبتُ له
أرَّقني بعد أن عجبتُ له
رقم القصيدة : 61738
-----------------------------------
أرَّقني بعد أن عجبتُ له
أبيضُ كالأقحوانِ مُتَّسقا
أضحكُ منه كأنه بَردٌ
أرسله الموتُ بعدما برقا
عاد عليه الزمانُ يُثرمُهكامل أشجتك داعية ٌ مع الإشراقهتفتْ بساقٍ في ذوابهِ ساقِ ايكية ٌ تدعو بشجو إن دعا ريبُ الزمان قرينَها بفراقِ تدعو اماويتَ الشجى في صوتها ابداً تراه منتحلاً من الأطواق لو تستطيع تسلَّبت من طوقها لو كان منتحلاً من الأطواق
شيئاً فشيئاً كأنما استُرقاب
أشجتك داعية ٌ مع الإشراق
هتفتْ بساقٍ في ذوابهِ ساقِ
ايكية ٌ تدعو بشجو إن دعا
ريبُ الزمان قرينَها بفراقِ
تدعو اماويتَ الشجى في صوتها
ابداً تراه منتحلاً من الأطواق
لو تستطيع تسلَّبت من طوقها
لو كان منتحلاً من الأطواق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا أحدقوا بي في المَكرِّ حجزتهم
إذا أحدقوا بي في المَكرِّ حجزتهم
رقم القصيدة : 61739
-----------------------------------
إذا أحدقوا بي في المَكرِّ حجزتهم
بسورٍ من الضرب الدَّراك وخندقِ
وشيَّعني قلبٌ هناك مشيعٌ
وظُلة موتٍ ذاتُ حالٍ ومَصْدقِ
تزيد على عشرينَ رِطلاً ومثلها
وتهتزُّ ريّا من دباجٍ ورونقِ
وفي عرضِها بالشبر وقفاً وطولِها
بخمسة أشبارٍ بشبرٍ مفرق
إذا هي لم تفرِ الجماجم خَذرفتْ
خذاريفَ شتى من أكفٍ وأسوقِ
لها هبَّة ٌ بعد المضاء كأنها
هزيز الصَّبا بين الأباء المُحرَّق
فمن أخطأته استوهلته وأيَّهم
أصابتْ فهبهُ نطفة ً لم تخلّقِ
كأن لقاء الهام إذ خذرفتْ به
لقي حنظل بالصحصحانٍ مُفلَّقِ
كأنهمُ لما أطافوا بجانبي
أطافوا بركنٍ من عماية أخلق
تزلُّ عِتاقُ الطير عن قذفاته
أشمَّ بنافٍ بالعماءِ مُنطَّق
فلما رأوا رأي الجلية إنما
تصلّوا بأُلهوبٍ من النار مُحرقِ
تولَّوا وقد هرُّوا هرير مذاقتي
ومن يرْعني يوم الكريهة يَسبق
وأحمس حزبُ اللَّهِ ركضاً وراءهم(73/373)
وضرباً متى تحدو الوسائقَ يوسق
فأعطوْا بأيديهم وألقوْا سلاحهم
وشاع التنادي أمكنَ الأسرُ أوثِقِ
وبلَّتْ برأس التركشوأعصفتْ
له تحت منسوج العجاج المشبرق
تحليتُهُ والنقعُ مُرخٍ سدوله
بنظرة خطَّافِ الكلاليب أزرق
فأضربُه في مفرق الرأس ضربة ً
تعودتُها من مَفْرقٍ بعد مفرق
وهانَ عليه أن يطول ثراؤه
على الجانب الغربي من قْنص أبْسقِ
فأدلى له التأميرُ والأمر بعدها
وقد حلقت بالعبد أولى محلق
وأمستْ له الأنبارُ مثوى كرامة ٍ
وأمست لهم مثوى هوانٍ ومُرهق
وكانوا كأوصال القناة ِ تتابعتْ
وكنتَ لهم مثل السنان المزلّقِ
فكادُهُم رب السماء بمؤيدٍ
من الكيد أخاذٍ بسمع ومنطق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> طرقت بنشوة ِ روضة ربعية
طرقت بنشوة ِ روضة ربعية
رقم القصيدة : 61740
-----------------------------------
طرقت بنشوة ِ روضة ربعية
بات الندى في نَورِها يترقرقُ
خُلقٌ تخلَّقه زمانُك مرة ً
وإلى الخليقة ِ يرجع المتخلِّقُ
لو أمتع المرءَ الشبابُ حياتَه
أزرى به أن المآرب تخلقُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا المرءُ أرقني مدحُهُ
إذا المرءُ أرقني مدحُهُ
رقم القصيدة : 61741
-----------------------------------
إذا المرءُ أرقني مدحُهُ
وأغفل حقِّيَ أرَّقْتُهُ
بشتمٍ إذا بات يصلَى به
توهَّم أنِّي حرَّقته
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قد أخلق الناسُ الهدايا كلها
قد أخلق الناسُ الهدايا كلها
رقم القصيدة : 61742
-----------------------------------
قد أخلق الناسُ الهدايا كلها
إلا الكلامَ فإنه لم يخلقِ
فجعلتُ إهدائي إليك قصيدة ٌ
بكراً بخاتَم ربِّها لم تُفتقِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كأنها والخزرُ من أحداقها
كأنها والخزرُ من أحداقها
رقم القصيدة : 61743
-----------------------------------
كأنها والخزرُ من أحداقها
والخطط السود على أشداقها
تُركٌ جرى الإثمد من آماقها(73/374)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إني لأحكم في عودٍ تُحَرِّقُهُ
إني لأحكم في عودٍ تُحَرِّقُهُ
رقم القصيدة : 61744
-----------------------------------
إني لأحكم في عودٍ تُحَرِّقُهُ
يامُعرقاً في شقاقي أيَّ إعراقِ
تُسيء بي حين لا أجزيك سيئة ً
والعود يجزيك تدخيناً بإحراقِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يقولون لي ألفاظ هجوكَ عندنا
يقولون لي ألفاظ هجوكَ عندنا
رقم القصيدة : 61745
-----------------------------------
يقولون لي ألفاظ هجوكَ عندنا
إلى القلب من ألفاظ مدحك أسبقُ
فقلت لهم كذبٌ مديحي فيكُمُ
وهجوي لكم صدقٌ وللصدق رونقُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شكوى لو أنيَ أشكوها إلى حجر
شكوى لو أنيَ أشكوها إلى حجر
رقم القصيدة : 61746
-----------------------------------
شكوى لو أنيَ أشكوها إلى حجر
أصمَّ ممتنع الأركان انفلقا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وسمتْ همتي فجازت العْي
وسمتْ همتي فجازت العْي
رقم القصيدة : 61747
-----------------------------------
وسمتْ همتي فجازت العْي
يوقَ بُعدا وجازت العيّوقا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تيسٌ تنفَّق بالدلال ليُشتَهى
تيسٌ تنفَّق بالدلال ليُشتَهى
رقم القصيدة : 61748
-----------------------------------
تيسٌ تنفَّق بالدلال ليُشتَهى
فازداد مقتاً بالدلال وما نفقْ
فكأنه من يُبسه وسواده
محراك تنوَّر تلوَّى فاحترقْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> خيريُّ ورد أتاك في طبق
خيريُّ ورد أتاك في طبق
رقم القصيدة : 61749
-----------------------------------
خيريُّ ورد أتاك في طبق
قد ملأ الخافقين من عبقهْ
قد خلع العاشقون ماصنع ال
هجر بألوانهم على ورقهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إن جاء من يبغي لها منزلاً
إن جاء من يبغي لها منزلاً
رقم القصيدة : 61750
-----------------------------------
إن جاء من يبغي لها منزلاً
فقل له يمشي ويستنشقُ(73/375)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يابن داود يا فقيه العراق
يابن داود يا فقيه العراق
رقم القصيدة : 61751
-----------------------------------
يابن داود يا فقيه العراق
أفتنا في قواتل الأحداقِ
هل عليهن في الجروح قصاص
أم مباحٌ لها دمُ العشاق
كيف يفتيكُمُ قتيل صريعٌ
بسهام الفراق والاشتياق
وقتيل التلاقي أحسنُ حالاً
عند داود من قتيل الفراقِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كأن الكأس في يدها وفيها
كأن الكأس في يدها وفيها
رقم القصيدة : 61752
-----------------------------------
كأن الكأس في يدها وفيها
عقيقٌ في عقيق في عقيق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كأن الثريا إذ تجمَّع شِملها
كأن الثريا إذ تجمَّع شِملها
رقم القصيدة : 61753
-----------------------------------
كأن الثريا إذ تجمَّع شِملها
رياض ربيع فُصِّلت بشقيق
وقد لمعت حتى كأن بريقها
قلائد در فُصِّلت بعقيق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومدامة كدم الذبيح شربتُها
ومدامة كدم الذبيح شربتُها
رقم القصيدة : 61754
-----------------------------------
ومدامة كدم الذبيح شربتُها
والبدر يجنح من خلال المشرقِ
وكأنما زهرُ الكواكب حوله
درر نُثرن على بساط أزرقِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامن بغرتَه الهلالُ أما ترى
يامن بغرتَه الهلالُ أما ترى
رقم القصيدة : 61755
-----------------------------------
يامن بغرتَه الهلالُ أما ترى
قمر السماء وقد بدا في المشرق
كخريدة نظرتْ إلى إلفٍ لها
فتلثَّمتْ خجلاً بكُمٍّ أزرق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وقفتْ وقفة ً بباب الطاقِ
وقفتْ وقفة ً بباب الطاقِ
رقم القصيدة : 61756
-----------------------------------
وقفتْ وقفة ً بباب الطاقِ
ظبية ٌ من مخدّرات العراقِ
بنتُ سبع وأربع وثلاث
أسرتْ قلب صبِّها المشتاقِ
قلتُ من أنت ياغزال فقالت
أنا من لُطف صنعة الخلاَّق
لاتَرُمْ وصلنا فهذا بنان
قد صبغناه من دم العشاق(73/376)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قالت شقائق قبره
قالت شقائق قبره
رقم القصيدة : 61757
-----------------------------------
قالت شقائق قبره
ولرب أخرسَ ناطقُ
فارقته ولزمتُه
فأنا الشقيق الصادقُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وشفوفُ البدنِ النا
وشفوفُ البدنِ النا
رقم القصيدة : 61758
-----------------------------------
وشفوفُ البدنِ النا
عم في الثوب الرقيقِ
ورحيقٌ كحريق
في أباريق عقيقِ
إن ذا من ورد خدْ
دَيكِ لِصباغ رفيق
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حَيَّتْكَ عنّي السُّعودُ والفلك
حَيَّتْكَ عنّي السُّعودُ والفلك
رقم القصيدة : 61759
-----------------------------------
حَيَّتْكَ عنّي السُّعودُ والفلك
والله والصالحون والمَلَكُ
وأرْضعتْك الحظُوظُ دِرَّتَها
رضاعة ً مِن ورائِها حَشك
نحيَّة ً سلَّفتْكها مِقتي
قبلَ التَّلاقي لركبِها رَتَكُ
يلْتَذُّها السَّمْعُ منك حين توا
فِيك وممّن يُحيرها الحنكُ
ياأيها القادمُ الذي انبلجَتْ
غُرَّتُهُ فانجلى بها الحلكُ
اقدِمتُم سالمين والمجدُ مق
صورٌ عليكُم والفضلُ مشتركُ
وحرمة ُ الجارِ والمطيفِ بكم
ممنوعة ٌ والثراءُ منتهكُ
يا طالبي ما يُحاكُ من حُللٍ ال
حمدُ بأغلى ما تُطبعُ السِّكك
طلبتُم حقَّكم وفي الحقِّ أنْ
يقرَن ما تطلبون والدَّركُ
لازلتُم سادة ً مضاحكَ للم
لك وأعداءُ حظِّكم ضُحكُ
مسترفدي الجاهِ والأكفِّ على
أبوابكم للعُفاة ِ معتركُ
دعاءُ مستعصمٍ بكم أبداً
ما دام فيه السكون والحركُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عسُرتْ علينا دعوة ُ السَّمكِ
عسُرتْ علينا دعوة ُ السَّمكِ
رقم القصيدة : 61760
-----------------------------------
عسُرتْ علينا دعوة ُ السَّمكِ
أنَّى وجودُك ضامنُ الدركِ
يا من أضاءَ شهابُ غرتِهِ
فجلا ظلامَ الليل ذي الحلكِ
اذْكر هداكَ اللهٌ موعِدنا
ودعِ السكون له إلى الحرك
واعلمْ وُقيتَ الجهلَ أنك في
قصرٍ تليهِ مطارحُ السمكِ(73/377)
والفضلُ من كفيك مشتركٌ
لكنّ فضلك غيرُ مُشتركِ
وحريمُ مالكَ جِدُّ منتهكٍ
لكنَّ عِرضك غيرُ مُنتهكِ
والعُرف تُسديه إلى لسنٍ
خيرُ المتاعِ وأفضلُ التِّركِ
وثناءُ مثلي غيرُ مُطَّرحٍ
وسؤالُ مثلِكَ غير مُتَّرِك
وبناتُ دجلة َ في فنائكُم
مأسورة ٌ في كلِّ مُعتركِ
تُفرى بأمثالِ الدروع وأح
ياناً بمثلِ نوافذِ الشِّكك
بيضٌ كأمثال السبائك بل
مشحونة بالشحم كالعُكك
تغني عن الزيات قاليها
وتُبخِّر الشاوين بالوَدَكِ
حَسُنتْ مناظرهاوساعَدها
طعمٌ كَحَلِّ معاقد التِّكَك
والنَّاقة ُ الغَرْثان يرقبها
قلقُ الخواطرِ متعبُ الملكِ
مُتَسحِّباً منكم على كرمٍ
يا آل بشر لا على حسكِ
والهازباءُ هدية ذهبتْ
مذ جاوزت أُسْكُفَّة َ الحنكِ
وافى فألقيناه في مِعدٍ
لم نُلقهُ للنسلِ في بِركِ
فمضى وأحوجَنا إلى خلفٍ
من سيِّدٍ كالبدرِ في الفلكِ
وكذا المطاعم كلُّها جُعِلتْ
مُسكاً مجدَّدة ً على مُسكِ
هي خِلْعَة ٌ ليست بباقية ٍ
كالخزِّ والسمورِ والفنكِ
هاتيك كالشيء المقيمِ لنا
والزادُ كالمجتاز في السِّكَك
فليصطدِ الصيادُ حاجتنا
تصطدْ مودَّتنا بلا شركِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> الحمدُ للهِ الذي نجَّى السمكْ
الحمدُ للهِ الذي نجَّى السمكْ
رقم القصيدة : 61761
-----------------------------------
الحمدُ للهِ الذي نجَّى السمكْ
من الشُّصوص الجائلات والشبكْ
علّمه يونسُ من تسبيحِه
ما كان أدّاه إلى تسريحه
فهو من الصَّيادِ في أمانِ
ما دمتُ أبغيهِ وفي ضمانِ
إني عليه لعظيم البركهْ
فلْيدْع لي ما صحبته الحركهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شبهي بوجنتك الملي
شبهي بوجنتك الملي
رقم القصيدة : 61762
-----------------------------------
شبهي بوجنتك الملي
حة مُوجبٌ حقي عليكا
فبحرمتي لما استجب
تَ لجاعلي سبباً إليكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بُنيَّ إنَّ فضول الحظِّ مبشمة ٌ
بُنيَّ إنَّ فضول الحظِّ مبشمة ٌ
رقم القصيدة : 61763(73/378)
-----------------------------------
بُنيَّ إنَّ فضول الحظِّ مبشمة ٌ
فخذ لقوتك بعض الحظ واتُّركِ
وكن قلنسوة المملوك تحظ بها
ولا تكوننَّ نعليْ بذلة الملك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أصبحتَ عاديتَ للصبا رشدكْ
أصبحتَ عاديتَ للصبا رشدكْ
رقم القصيدة : 61764
-----------------------------------
أصبحتَ عاديتَ للصبا رشدكْ
جهلاً وأسلمتَ للهوى قَوَدكْ
حتى متى لا تُفيقُ من سِنَة ٍ
ولا يداوي مفنِّدٌ فندكْ
تُعملُ في صيدِ كل صائدة ٍ
ختلكَ طوراً وتارة طَرَدكْ
نرمي التي إنْ أصابَ ظاهرها
سهْمُك شكَّتْ بحدِّه كبدَكْ
يا صاحبَ اللومِ هبْ لذي شغفٍ
عوْنَك فيما عراهُ أو جَلَدَك
أوسِعْه عذراً ولُمْ مُعدّبه
وقل له عن أخٍ قد اعتقدك
يا حسن الجيدكم تُدلُّ على الصَّب
ب كأن قد نحلته جيدَكَ
يا واضح الثغر كم تُدِلُّ على الصب
ب كأن قد أذقته بردك
أدْلِلْ عليه إذا فعلتَ به
أفعَالك اللائي أشبهتْ غَيَدَكْ
حظِّيَ من لؤلؤْيْك منعُك مَن
ظومَك منّي وتارة بدَدَكْ
لا لثمَ ثغرٍ ولا محاورة ً
يُحلى به من هواه قد عبدك
يا مورداً صادقً العذوبة ِ أش
كوكَ وأشكو الحماة ُ أنْ أردَكْ
إذا افترقنا وَشَى الوشاة ُ وإنْ
كان التلاقي وجدتُهم رصَدَكْ
وأنتَ في منعِ ما أُحبُّ مع ال
قومِ فمن ذا يجير مُضطَهَدَكْ
يا ليتَ روحي وروحَك التقتا
في جسدي أو أُحِلَّتا جسدكْ
عجبت من ظلمِكَ القويَّ ولو
شاءَ ضعيفٌ ثناكَ أو عقدكْ
دعْ ذا وقلْ في مديحِ ذي كرمٍ
قَوَّمَ إفْضالُ كفِّهِ أودَكْ
ممَّن إذا ما رجوتَ نائلهُ
أنجزَكَ الظنُّ فيهِ ما وعدَكْ
ما حوذرتْ نكبة ٌ مُزلزِلة ٌ
بالناسِ إلا جعلتَه سندكْ
أوْلاك ما يوجبُ اعتيادكَ أد
ناه وما منَّهُ ولا اعْتَبَدَكْ
إسحاقُ أُمْتِعْتَ بالسلامة ِ وال
أمْنِ ولا فارقَ التُّقى خلدَكْ
وكثَّر اللهُ من فتاك أبي إس
حاقَ في ظلِّ نعمة ٍ عَدَدكْ
واعتمدَ اللَّهُ بالمكارهِ مَن
قدّرها فيك أو بِها اعتمدكْ(73/379)
كم غائبٍ غابَ ثم عاد فأل
فاكَ أخا سؤدَدٍ عَهِدكْ
ترغبُ في حمدِ حامديك ولا
تحرمُ جدوى يديْك من جحدكْ
لا يرهبُ القاصدوك مِنْحَسة ً
قد قصدَ الحظُّ بابَ من قصدَكْ
يا جبل اللهِ في بسيطته
لا هدَّكَ اللهُ بعدما وطَدَكْ
حقاً لقد سَلَّكَ الهُدى ذكَراً
عضْباً وكان الضلالُ قد غمدكْ
كأنّهما يشهدُ النبي أو الصّدْ
ديق أو صاحبيْه مَن شهدَكْ
ورثتَ عباسَك الوسامة والرأ
ي فما ينكر امرؤ سَدَدَكْ
وعِلْمُ عبدِ الإلهِ إرثُك لا
شكَّ فمِنْ ثمَّ تستقي مدَدكْ
ولم تزلْ مذ نشأتْ ممتثلا
نُسْكَ عليٍّ ميمِّماً صمدَكْ
وما تعديتَ من محمدٍ ال
حلمَ إذا ما المميِّزُ انتقدكْ
وحزمُ منصورك المشادُ به
فيك ومن ثمَّ تحتذي لَددَكْ
وساقَ عيسى إليك آصرة الشْ
شَيْخَيْنِ رفْداً فنِعْمَ ما رفدكْ
وإن بغاك امرؤ بحيث بنى
أحمدٌ أعلى بنيانه وجدكْ
وما تخلفتَ عن خصال أبي إس
حاق من سعيه ولا جَهدكَ
آباءُ صِدْقٍ إذا بنيتَ من ال
مجد بناءً وجدتَهم عَمَدكْ
مِنْ كلِّهم فيك شيمة فتلتْ
حبلَكَ شَزْراً وأحكمت عِقدَكْ
وتُرْفَدُ الخيرَ من جدودك أو
يُلْقى بك النَّسْبُ صاعداً أُدَدَكْ
أقولُ للمنبرِ الشريفِ وقدْ
طال مدى ما اقتضاكَ وارتصدَكْ
صبراً فلو قد علاك فارسُك ال
أصْيَدُ أحيا بريحهِ صَيَدَكْ
أبشرْ به منبر العَروبة ِ وأن
ظُرهُ كأني أراهُ قد صعِدكْ
إذ لا تجوزُ الصوابَ خطبتُهُ
ولايضلُّ الهدى إذا اقتعدكْ
وكيف لا تكثرُ الحنينَ من الشو
قِ إليه وجدُّه مهدَكْ
يا غرسَ ذي العرشِ لا شريكَ لهُ
أنبتَك اللهُ ثم لا حَصَدَكْ
بقيتَ للمكرماتِ ما بقيتْ
ولا فقدتَ الندى ولا فقدكْ
وحائرِ الرأْيِ فيك قلتُ له
أراكَ شبَّهت بحره ثَمَدَكْ
يا رَمِدَ العينِ قُمْ قبالَتَهُ
فداوِ باللحظ نحوه رَمَدَكْ
أقصِرْ عن الجهلِ يا مُماجَدَه
فقد قضى اللهُ أنه مَجدَكْ
نافستَ في المُنفِساتِ مَنْ وسعتْ
إحدى مناديح صدرهِ بلدكْ
ألومُ منْ يرتجي لحاقكَ في المج(73/380)
دِ كما لا ألومُ من حَسَدَكْ
جاراك أهلُ العلاء فانقطعتْ
أنفاسُهم قبل قطعِهم أمدَكْ
جَرَوا فملُّوا الجِراء في طَلَقٍ
وذاك ما لاتمله أبدكْ
أقسمتُ باللهِ والنبيِّ لقد
قضتْ مساعيك حقَّ منوَلدكْ
يا منْ يَؤمُّ الوزيرَمعتِمداً
أبلغتَ خير البلاغِ معتمدَكْ
قلْ لأبي الصقرِ إن مَثَلْتَ له
واجمع لما أنت قائلٌ حشدكْص لا يَعْجَبِ الناسُ أن تسودَهُم
حقُّ أياديك أن تطيلَ يدكْ
تاللهِ تدرِي الأكفُّ تشكر إط
لاقَك أصفادهن أمّ صفدَكْ
ما نسأل الله أن تنالَ من الخيرا
تِ إلا عديدَ مَنْ حمدكْ
ينصرفُ الوفدُ يحمدُون معاً
يومك فيهم ويأملون غدكْ
إنَّ الذئابَ التي تُغيرُ على النا
سِ تناهتْ من خوفها أسدَكْ
نصبْتَ للسلمين محتِسباً
كثَّرَ مُعْطِيكَهُ به عُدَدَكْ
فقد أتى كلُّ ما تراه من الأم
ر رشاداً وما عدا رشدَكْ
لا زلتَ يا خيرَ سيدٍ عضُداً
له ولا زال كائناً عضُدكْ
وساخطٍ ما رضيتَ قلتُ له
ارضَ رِضاه أو افترشْ ضمدكْ
عشْ في ذراهُ ودعْ عداوتَه
وأنت في الخلد ترتعي رغدكْ
وإنْ تتابعتَ في شِقاقِكَهُ
فاعددك في النار تصطلي وقدكْ
يا من يعادي السماءَ أنْ رفعَتْ
كلْ خيرَها تحتها ودع نكدَكْ
ن
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قلْ للأمير أدامَ اللَّهُ نعماكا
قلْ للأمير أدامَ اللَّهُ نعماكا
رقم القصيدة : 61765
-----------------------------------
قلْ للأمير أدامَ اللَّهُ نعماكا
وزادَ جدَّك إسعاداً وأبقاكا
يسقي السحابُ فتحكيه فتشبهُه
ولا يشبَّه سقياه بسقياكا
نضحتَ بالماء في يومٍ وقد نفحتَ
في عامهِ كلِّه بالماء كفاكا
وما أردتَ بإغباب الندى قسماً
إجمامَ مالكَ بل إجمام حَسْراكا
اجممت حسرى آياديك التي ثَقلتْ
على الكواهل حتى آدها ذاكا
كي يستريحوا فيزدادوا براحتِهم
فضلَ اضطلاعِ بما تُسدي يميناكا
وما مللتَ العطايا فاسترحْتَ إلى
إغبابها بل همُ ملوا عطاياكا
وما نهتْهم عن المرعَى وخامتُه
لكنه أسنقَ الراعين مرعاكا(73/381)
تدَّبرَ الناسُ ما دبرْتَهم فإذا
عليهمُ لا على الأموالِ بُقياكا
أمسكتَ سيْبَكَ إضراءً لرغبتهم
وما بخلتَ وما أمسكتَ مُمْساكا
هذا على أنّ ظني فيك يخبرني
أن قد أتيتَ من الإفضال مأتاكا
وإن لهوتَ بنضحِ الماء آونة ً
فما أراه عن المعروفِ ألهاكا
بل قد أقمتَ لعيد اللهوِ سُنَّتهُ
وما عدوتَ من الإحسان مجراكا
لاشأنَ يُلهيك عن شأنِ النَّدَى أبداً
إلا نظيرٌ له من شأنِ تقواكا
قد كنتُ أخطىء ُ في أيامِ تهنئتي
بالمهرجانِ وبالنَّيروز إياكا
وكان أصوبَ من هذاك تهنئتي
إياهما بك لو لُقِّيتُ هذاكا
إنَّ الزمانَ الذي تحيا فتبلغهُ
يا بنَ الكرام لمغبوطٌ بمحْياكا
فالآن أُهدي إلى النيروز تهنئتي
والمهرجانِ إذا آنا فزاراكا
ليشكرا لك أنْ فخمْتَ شأنهما
عن غير مَيْلٍ إلى الإلحادِ حاشاكا
لم تأتِ مأتاك في تعظيم قدرهما
من بابِ دينك بل من بابِ دنياكا
كادا يقاسان بالعيدين إذْ وُسِما
بوسمِ يَوْميْنِ من أيامِ مَلهاكا
ليسا بعيديْ صلاة ٍ غيرَ أنهما
عيدا نوالٍ لمن يعترُّ جدواكا
لراحتيك إذا وافى صباحَهما
جِدٌّ وأنت تراه من هُوَيناكا
تعطي رغابَ العطايا لاعباً فكِهاً
وأنت تُحي خلال الهزل هُلاّكا
فمهرجانُك والنيروز قد غدوا
سيان عند ذوي التقوى وعيداكا
إذ فيهما كل بر أنت فاعله
في يومِ فطرِك أو في يوم أضحاكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تكلَّمي في كِمامِكْ
تكلَّمي في كِمامِكْ
رقم القصيدة : 61766
-----------------------------------
تكلَّمي في كِمامِكْ
سُقِّيتِ كأسَ حِمامِكْ
فإنَّ في فيك حُشّا
يفوح عند كلامِكْ
عُوفيتِ دون النَّدامى
من شمِّه بخُشامِكْ
ما أشتهي بعدوٍّ
أن يُبتَلَى بِلثامِكْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رعاية ُ حقِّنا حقٌ عليْكا
رعاية ُ حقِّنا حقٌ عليْكا
رقم القصيدة : 61767
-----------------------------------
رعاية ُ حقِّنا حقٌ عليْكا
لما نعتدُّ من مَيْلٍ إليكا
ونَصْرُك باسِطُ النُّعمى علينا(73/382)
نهاية ُ ما نُؤَمِّلُهُ لديكا
فدُونَك من مَوَدَّتِهِ نصيباً
رِغيباً قد ملأتَ به يديكا
أبا العباسِلا تُغْلَبْ عليه
فقد أضْحَى ولم يُغْلَبْ عليكا
متى راعيتَه من جانبيه
رعاك بعينه من جانبيكا
ولم تعدم به سيفاً ودرعاً
كهمّك عُدَّة ً في حالتيكا
ومثلك لا يُدَل على رشادٍ
كفاك بلمحة ٍ من ناظريكا
أبا العباس قد أسديت فعلاً
وصلتَ به إخاء مُؤاخِيَيْكا
وفيه فرصة ٌ لك فانتهزْها
فإن اللَّه يكبتُ حاسديكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أنِلْني أو ادْلُلْنِي على من يُنيلني
أنِلْني أو ادْلُلْنِي على من يُنيلني
رقم القصيدة : 61768
-----------------------------------
أنِلْني أو ادْلُلْنِي على من يُنيلني
وتلك أشقُّ الكُلْفتَينِ عليكا
متى ليْتَ شعري أنت واجدُ واحدٍ
تنيلُ يداهُ بعد منعِ يديكا
أبى ذاك أن الخيرَ منك معانُهُ
وأنَّ مشارَ العالمينَ إليكا
يدي لامرىء ٍ يبغي النوالَ رهينة ٌ
متى نالهُ إن لم ينلْه لديكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يفْدِي الأباعِدُ مَنْ تلي ويليكا
يفْدِي الأباعِدُ مَنْ تلي ويليكا
رقم القصيدة : 61769
-----------------------------------
يفْدِي الأباعِدُ مَنْ تلي ويليكا
ويقي بناتُك بالنفوس بنيكا
ويقيك كلَّهمُ الحتوفَ ولم تَمُتْ
نفسٌ تلاقي حتفَها وتقيكا
لا تبعدنّ كريمة ٌ أودعْتَهاإني لأرجو أن يكون صداقُهامن جنة ِ الفردوسِ ما يُرْضيكا لا تأسينَّ لها فقدْ زَوَّجتَهاكُفؤا وضمَّنت الصَّداقَ مليكا لم أُفسِّرْ غريبها لك لكِنْلامرئٍ يجهلُ الغريبَ سواكا
صِهراً من الأصهارِ لا يُخزِيكا
إني لأرجو أن يكون صداقُها
من جنة ِ الفردوسِ ما يُرْضيكا
لا تأسينَّ لها فقدْ زَوَّجتَها
كُفؤا وضمَّنت الصَّداقَ مليكا
لم أُفسِّرْ غريبها لك لكِنْ
لامرئٍ يجهلُ الغريبَ سواكا
فعساها تَمُرّ بالعينِ ممَّنْ
ليْسَ في العلمِ جارياً مَجْراكا
فابسُطِ العُذْرَ لي وأنتَ حَمِيدٌ
مع ما أنت باسِطٌ من نداكا(73/383)
أنت أعْلى من أن تُفات بعلم
أو يُداني مدى عليمٍ مداكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لمّا استقلّ بك الطريقُ إلى العدا
لمّا استقلّ بك الطريقُ إلى العدا
رقم القصيدة : 61770
-----------------------------------
لمّا استقلّ بك الطريقُ إلى العدا
لا زلتَ تسلُك نحو رُشْدٍ مَسْلكا
غشِيتْكَ مِنْ نصرِ الإلهِ سحابة ٌ
نالت حواشِيها وليَّك زِيرُكا
فسما إلى الزَّنْج الأخابثِ سَمْوة ً
كانت لجمعهمُ هلاكاً مُهْلِكا
وبكيدِهم كِيدُوا له لا كيدِهِ
واللَّهُ حيَّنَهُم لذاكَ فأوْشَكا
شبُّوا له ناراً فأحرقَهم بها
ملكٌ إذا طلبَ الأعاديَ أدْرَكا
كانتْ أحقَّ من السيوفِ بأخذِهِمِ
فحمت مُباحَ دمائهم أن تُسفكا
رامُوا بكيدِهِمُ وليَّ مُظَفَّرٍ
لو كاده جبلٌ إذاً لتدكدكا
واهاً لها عِظَة ٌ لهم ولغَيْرِهِمْ
حُقَّ امْرؤٌ وعظتْه ألا يُؤْفَكا
فلْيَصرِفِ الصَّفَّارُ عنك عِنانَهُ
وليترِك الغيَّ المبينَ مُتْركا
وَلْيُبْقِ أن أبْقى على حَوْبائهِ
وعلى بقيَّة ِ شِلوه أن تُهْتَكا
فلقد رأى ما فيه مُعْتَبَرٌ له
إنْ عبرة ٌ نفَعَتْ وإن قلبٌ ذَكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سُليمانُ مَفْسدة ُ المملكَهْ
سُليمانُ مَفْسدة ُ المملكَهْ
رقم القصيدة : 61771
-----------------------------------
سُليمانُ مَفْسدة ُ المملكَهْ
فأهلكَهُ اللَّهُ واستدْركهْ
رعى طبرستان رعيَ المُضِي
عِ وهْيَ إلى الحَشْرِ مُسْتَهْلكَهْ
وما كان براً على ضَعْفِهِ
ولا فاجراً قَبْلُ ما أفتكه
هو الأسد الوَرْدُ في قصرِهِ
ولكنَّه ثعلبُ المعْرَكَهْ
وأحسِبُ فرعونَ في كفره
وهامانَ ما سلكا مسلَكَهْ
توقَّعْ لبغدادَ إذْ ساسها
زِفافاً فقدْ أصبحَتْ مُمْلكهْ
سَيَتْبَعُها طبرِسْتانها
تَصَبَّر لذاك فما أوشكَهْ
أتاها فزلزل أرْكانَها
وأشْلَى ابْن أوْسٍ على الصًّعْلَكَهْ
وقد كادَ يَهْوي بهاعَرْشُها
ولكنْ تباركَ من أمسكَهْ
وجدتُ مُوَلِّيَهُ مُلْقياً(73/384)
بكلْتا يديْهِ إلى التَّهْلُكَهْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا الصَّقْرِ لا تَدْعُني للبِرا
أبا الصَّقْرِ لا تَدْعُني للبِرا
رقم القصيدة : 61772
-----------------------------------
أبا الصَّقْرِ لا تَدْعُني للبِرا
زِ أو استعدُّ كأقْرانِكا
أرى النفْسَ يقْعُدُ بي عَزْمُها
إذا ما هممتُ بإتْيانِكا
لِما وَضَعَ الدهرُ من هِمَّتِي
وما رفع اللَّهُ منْ شأنِكا
أهابُكَ هَيْبة َ مُسْتَعْظِمٍ
لَقَدْرِكَ لا قَدْرِ سُلْطانِكا
وبعدُ فما حالتي حالة ٌ
أراني بها أهْلِ غِشيانكا
فلَيس بعزْمِي نهوضٌ إلي
كَ إنْ لم تُعِنْهُ بأعْوانكا
ولو شِئْتَ قلت أقمْ راشداً
فلا ذنبَ لي بل لِحرْمانكا
ولكن أبتْ لك ذاك العُلا
وطيبُ عُصارة عِيدانِكا
أزِرْني نوالكَ آنسْ به
وأعتدْ عتادي للُقْيانكا
فلستُ بأولِ من زاره
من الأبعدِين وجيرانكا
أترغب عن خُلق فاضلٍ
حَمِدْناه عن بعضِ أخْوَانكا
يسيرُ السحابُ بأثقاله
ولَيْس له رحبُ أعطانكا
فيسقي منازلنَا صوبهُ
وليسَ له مجدُ شيبانِكا
وما كانَ يُمكن شيئاً سوا
ك فهو أحقُّ بإمكانِكا
فقُلْ لسحابِك سرْ نحوه
مُغِدّا فجُدْه بتَهتانِكا
فكم سائلٍ لك أغنيتَه
وأوطانُه غيرُ أوطانِكا
وكم واهنِ الركن أنضتَه
إليك بقوة أركانكا
وقد كان مثليَ ذا عِلَّة ٍ
ولكن أُزيحَتْ بإحسانِكا
وسُنَّة ُ مجدِك أن تُستقى
سجالُ نداكَ بأشْطانِكا
برفْدِك ينهِضُ من يرتجِي
لديْكَ الغِنَى وبِحُملانكا
لذلكَ يُثْني عليك الورى
بأطيبَ من ريح أرْدانكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> نادمْتُ بدرَ السماءِ في فَلكْه
نادمْتُ بدرَ السماءِ في فَلكْه
رقم القصيدة : 61773
-----------------------------------
نادمْتُ بدرَ السماءِ في فَلكْه
أجْزِلْ بِحظّ الوليّ من مَلِكهْ
نادمْتُهُ والحُظُوظُ نافِرة ٌ
فاصْدَدْتُ وحْشِيَّهُنَّ في شركه
مِنْ بعدِ ما خاسَ بي وأسْلَمَنِي
طوْعاًإلى الدهرِ ضامِنُو دَرَكَهْ
هَتَفْتُ للدهرِ باسمِ قاسِمهِ(73/385)
فانْهَزَمَ الدهرُ وهْو في شِكَكهْ
القاسمِ القاسم الرفّاد إذا
أيأسَ ضَرْعُ المُدِرّ من حَشَكَهْ
أبي الحسين الذي به حَسُن السْ
سُلْطانُ وابيضَّ بعدما حلكهْ
فتى ً له منظر ومختَبَرُ
صاغَهُما اللَّهُ من حُلى فَلَكهْ
حديثُ سنّ كبيرُ معرفة ٍ
مُحْتَكٌ قبل حين محتنِكهْ
يعارَك الحُول الأريبَ بهِ
ليث تُفادي الليوث من عَركه
صِيغَ الحجا من سُكُونِه صِيغا
راقتْ وصيغَ الذكاءُ من حَرَكهْ
يجمعِ ضدَّيْنِ من جلالته
في كل قلب ولُطْف منسلكهْ
مستحْكمُ الرأي غيرُ مُخْدَجِهِ
مُصَمّمُ العزمِ غيرُ مُرتَبكه
قد حاز ما في الشبابِ من أنقِ ال
حُسْنِ وما في المشيبِ من حُنَكه
فهو رضيُّ العين حين تُبْصِرُه
والرأي عَفواً وبعْدَ مُعْتَركه
جاهِرْ به المُلْكَ والملوكَ معاً
ولا تُسَتّرْهُ خوف مُنْتَهكه
أخُو فعالٍ كأنَّ زُهْرَ نُجو
مِ الليلِ مطبوعة ٌ على سككه
مُشْتركُ الحظ لا محصَّله
مُحَصَّلُ المجد غيرُ مشتركه
منتهَكُ المالِ لا ممنَّعه
مُمَنَّعُ العِرضِ غيرُ منتَهكه
يحلُو على سَمعه السؤالُ وما
زالتْنَعَمْحُلْوة ً على حَنَكه
كأنما القْطُر من ندى يده
والبرَقُ من بِشْرِهِ ومن ضَحَكه
لم يجْعَلِ الغدْر للوفاءِ أخاً
مُذْ كان في فَتْكه ولا نُسُكه
طبيعة ً لاتزالُتُخْلِصُها ال
أيَّامُوالتّبر عِنْد مُنْسبكه
كم حسناتٍ له مُشهَّرة
أسِرَّها ما استطاع من مَلَكِه
صيَّرني جودُهُ إلى فُسح ال
عيشِ فأغنيتُ طالبي مُسكه
في منزلٍ بر كلّ بادية
من صَحْنِهِ والبحار من بركه
تَصْبَحُني فيه كُلُّ شارقة
جَدْوى حثيث النوالِ مُدَّركه
أُقاتِلُ الحرَّ في غلائلهِ
والقُرَّ في خَزّهِ وفي فَنكِهِ
لو دونيَ البحرُ جاء نائلُهُ
أسْبحَ من فُلكه ومن سَمَكِه
يا بنَ عُبَيْد الإلهِ يا بنَ أبي القا
سمِ شافيَ السلطانِ من نُهَكه
يا بنَ الوزير السَّديد منزَعُهُ
برغْمِ أنفِ العِدا ومؤتفكه
يا بنَ الذي أصبحَتْ مآثرُهُ
من ضحكاتِ الزمان بعد ضُحَكه(73/386)
الجامع الشملَ بعدَ فرقته
والواصلِ الحبلَ بعد منْبتكه
شكريك فرض ولست بالغه
ولستُ في حالة ٍ بمُتَّرِكه
خُذْها تهادي إليك طائعة ً
مثلَ تهادي الغدير في حُبَكُه
نُعْماك في منزلي مخيمة ٌ
والشّعرُ في نَصّه وفي رَتَكه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أعوذ بحقْوِيْك العزيزيْن أن أُرى
أعوذ بحقْوِيْك العزيزيْن أن أُرى
رقم القصيدة : 61774
-----------------------------------
أعوذ بحقْوِيْك العزيزيْن أن أُرى
مُقِرَّاً بضيمٍ يتركُ الوجهَ حالِكا
ولي وطينٌ آليت ألا أبيعَهُ
وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
عهْدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمة ً
كنعمة ِ قومٍ أصبحوا في ظِلالكا
فقد ألفَتْهُ النفسُ حتَّى كأنه
لها جسدٌ إن بانَ غودِرْتُ هالكا
وحبَّب أوطانَ الرجالِ إليهمُ
مآربُ قضَّاها الشبابُ هنالكا
إذا ذكروا أوطانَهُم ذكَّرته
عُهودَ الصبا فيها فحنّوا لذلكا
وقد ضامني فيه لئيمٌ وعزَّني
وها أنا منه مُعْصِمٌ بحبالكا
وأحْدث أحْداثاً أضرَّت بمنزلي
يريغُ إلى بيْعَيْهِ منه المسالكا
وراغمني فيما أتى من ظُلامتي
وقال لياجهدْ فيّ جُهْدَ احتيالكا
فما هو إلا نسجُك الشعرَ سادراً
وما الشعرُ إلا ضلَّة ٌ من ضلالِكا
مقالة ُ وغْدٍمثلُه قال مثلها
وما زال قوَّالاً خلافَ مقالكا
صدوفاً عن الخيراتِ لا يرأمُ العلا
ولا يحتَذي في صالحٍ بمثالِكا
مِن القومِ لا يرعَوْنَ حقاً لشاعرٍ
ولا تَقْتَدي أفعالُهم بفعالكا
يُعيّر سُوَّالَ الملوكِ ولم يكُن
بعارٍ على الأحرارِ مثلُ سُؤالكا
مُدِلاًّ بمالٍ لم يُصْبهُ بحِلّه
وحَقِّ جلال اللَّهِ ثم جلالكا
وحَسْبي عن إثم الأليَّة زاجرٌ
بما امتلأَتْ عيني به من جمالكا
وإني وإنْ أضحى مُدِلاًّ بماله
لآمُلُ أن أُلفَى مُدِلاًّ بمالكا
فإن أخطأتْني من يَمينيْكَ نعمة ٌ
فلا تخطِئْنه نقمة من شمالكا
فكم لقي العافون عَوْداً وبدأة ً
نوالكَ والعادون مر نكالكا
وقد قلت للأعداءِ لمَّا تظاهروا
عليّ وقد أوعدتهم بصيالكا(73/387)
حذارِ سهامي المُصميات ولم تكن
لتُشوى َ إن نصَّلتها بنصالكا
وما كنتُ أخشى أن أُسام هضيمة ً
وخدَّاي نَعْلا بِدْلة ٍ من نعالكا
فجلّ عن المظلوم كل ظلامة ٍ
وقتْك نفوسُ الكاشحين المهالكا
وتلك نفوسٌ لو عُرِضن على الردى
فِداءً رأى ألاّ تفي بقبالكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رقَّ آبٌ وما ترقُّ لعبدكْ
رقَّ آبٌ وما ترقُّ لعبدكْ
رقم القصيدة : 61775
-----------------------------------
رقَّ آبٌ وما ترقُّ لعبدكْ
من جَوَى قلبِهِ ومن طولِ صدَّكْ
ومن الجَورِ أن يسالمَ قلبي
حدَّ آب وأن يُشاك بحدّك
حالَ شهرٌ مُذممٌ عن سجايا
هُ وما حُلْتَ عن تنكر عهدكْ
أحمدُ اللَّهَ ما كذا وعدتْني
عنك فحواك من وثاقة ِ عقدِك
قد عرفنا مقدارَ سُخطِك فاجهدْ
أن نرى العفوَ منك أيسر جهدك
إنَّ خُلف الوعيد ليس بعارٍ
لكن العارُ كلُّه خلفُ وعدك
ولقد كان في عِداتك عفوٌ
واغتفارٌ يسْتنطقاني بحمدك
فاعفُ عنّيتخلُّفي واختلالي
عفوكَ الحرَّ والقَ غييّ برُشدك
قد فعلتُ القبيح وهو شبيهي
خطأً فافعلِ الجميلَ بعمدك
وَفَدَتْ رغبتي إليك وما زل
تَ تُحيّي بالنُّجح أوجه وفْدك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إنَّ ائتمانَكَ آفاتِ الزمانِ على
إنَّ ائتمانَكَ آفاتِ الزمانِ على
رقم القصيدة : 61776
-----------------------------------
إنَّ ائتمانَكَ آفاتِ الزمانِ على
نفسٍ تمرُّ بها لوعاتُ هجرانِكْ
لشاهدٌ حالفٌ للحالفينَ لها
بأنَّ سرَّك فيه مثلُ إعلانِكْ
قد أوبقتني ذنوبٌ لستُ أعرِفُها
فاجعلْ تغمُّدَها من بعض إحسانكْ
وارفُق بنفسٍ فلم تعْمَهْ وأنْ
جَهِلْتمقدارُ زلتها مقدارُغفرانك
فإنْ أبيتَ لَأيمانٍ مؤكدة ٍ
فبَذْلُك العفوَ كفاراتُ أيمانك
عاقبتني بعقابٍ لا أقومُ له
وأنت تَحرَجُ من تقويمِ غلمانِك
لا تجعلنّي قذاة َ الكأسِ مقلية ً
بعد اعتداديَ من منفوسِ ريحانك
واذكر وُقيتَ من النسيان أسوَأة
كوني سُرورَك في أيام أحزانك
أيام آتيك ندماناً فتقبلُني(73/388)
ولا ترى أنَّ ندمانا كندمانك
عفواً فإننا عبيدٌ إن صمدْتَ لنا
بالجدّ قاتلتَ منا غيرَ أقرانك
بحقّ منْ أنت راجيه وخائفُهُ
جُدْ باغتفارٍ واخْمدْ بعض نيْرانك
وزِنْ ذنوبي بما أسلفتُ من حسنٍ
فإنني لستُ أخشى ظُلمَ ميزانك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> اشرب على ذكرِ الأحبَّة إنهم
اشرب على ذكرِ الأحبَّة إنهم
رقم القصيدة : 61777
-----------------------------------
اشرب على ذكرِ الأحبَّة إنهم
عمّا قليل قادمونَ عليكا
لاتنسيَنّهُمُ فإنَّ لديهمُ
شوقاً وشوقاً للحديثِ إليكا
وكأنني بهمُ إليك وإنّما
شمسُ النهارِ بهم هناك لديكا
ولقد ملأتَ يديهُم بِكَ غِبطة ً
ولقد ملأتَ بهم كذاك يديكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقسمتُ أن أخا نفاكا
أقسمتُ أن أخا نفاكا
رقم القصيدة : 61778
-----------------------------------
أقسمتُ أن أخا نفاكا
قد برَّ مجتهداً أباكا
أحياهُ حين نفاك عن
ه وكان قد لقيَ الهلاكا
فكأنَّه عيسى المسي
حُ ونَشْرهُ الموتى بذاكا
وكأنكَ الدجَّالُ من
عورٍ وإعوارٍ هناكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أنا شِبهٌ لخدِّكا
أنا شِبهٌ لخدِّكا
رقم القصيدة : 61779
-----------------------------------
أنا شِبهٌ لخدِّكا
ورسولٌ لعَبْدكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أنَّى تشاغلتَ عن أبي حَسَنِكْ
أنَّى تشاغلتَ عن أبي حَسَنِكْ
رقم القصيدة : 61780
-----------------------------------
أنَّى تشاغلتَ عن أبي حَسَنِكْ
مُستفسداً ما امتننتَ من مِنَنكْ
أيَّ جناياته اضطغنتَ له
فليس هذا أوانَ مضطغنكْ
ياقادماً سرَّني بمَقْدمه
قد ساءني ما أراه من ظَعنِكْ
أشكيتني بعد نعمة ٍ حَسَمَتْ
شكواي صرفَ الزمانِ في زمنِكْ
تركتني ضاحيا بمُرْتَمَضٍ
وكنتُ تحت الظليل من فَنَنِكْ
ياأعذبَ الماءِ لِمْ أسنتَ على
مَنْ حقُّه أن يُعاذَ من أسنك
من ذا تنصحَتَ من ثقاتِك في
صُرمي وماذا أطعتَ من ظننك
لأيّ جُرمٍ غدوتَ تَلْفظُني(73/389)
وكنتُ أحلى لديك من وسنِك
متى تقاعستُ عن لجامِك أو
خلعتُ رأسَ المُطيع من رسنِك
ألم أكن في حروبِك البطل ال
مُبَلَّى والمستشارَ في هُدنِك
ألم أكنْ من سيوفِك القَلْعي
اتِوإن شئتَ كنتُ من جُننك
مبتذلاً أنفسي وممتهناً
نفسي فيما هويت من مَهنِك
يا واسعَ العفْوِ والمذاهبِ في ال
إفضالِ أين الرحيبُ من عطنك
إلا يكنْ ما امتننت من مننٍ
في مُنَّتي حملُها ففي مُنَنك
يا حَسن الخلْقِ والخلائقِ وال
أفعالِ أنَّى عدلتَ عن سَننك
إن كنت أخطأتُ أو أسأتُ فلا
يظهر قبيحي كذا على حَسنك
غلّبْ عليه جميلَ فعلِك بي
إن هناتي تغيب في شحنك
أعْيَنُنا سيدٌ لأحْوَصنا
منك ومنِي فعدّ عن إحنك
إن كان غابَ الصوابُ عن حَوصي
فلن يغيبَ الجميلُ عن عينِك
يا عجباً من لئيم مُمتحني
إن عزّ يوما كريمَ ممتحنك
قد زاد في شكوايَ إطراحُك إي
يايَ وما كان ذاك من سُننِك
الحمدُ للَّهِ كنتَ من فِتني
ولم أكنْ عندَ ذاك من فَتنك
أصبحتَ فيما يُعدُّ من شجني
ولستُ فيما يُعدُّ من شجنك
طالت شكاتي فما اكترثتَ ولا
ألجاتَ كفَّ الأسى إلى ذقنك
بل ظلتَ تستعرضُ البقاعَ ولا
تسخى بتعريجة ٍ إلى سكنِكْ
موضعِ أسرارِكَ التي سُترتْ
وزيركَ المرتضي ومؤتمنِكْ
ياحسرتا ما أحطتُ معرفة ً
بأنَّ شجوي يزيدُ في أرنك
وكنتُ أستوهبُ الإله ضنى ً
لا بل نُحُولا يزيد في سمنك
ياشاعراً يرْعوي لدِمنته
هلاَّ جعلتَ الصديق من دِمنِك
أما تلقَّنتْ عن أئمتك الزُّه
رِ بذاك الصحيح من لعنِك
إنَّ أحقَّ امرىء ٍ حَزنْتَ له
من يستعيذُ الإلَهَ من حَزنِك
إن تكُ قد بِعْتَني فمن غَبنَى
أُبكَى وأبكي وليس من غبنك
تعتاضُ منّي وليس لي عِوضٌ
منك متى ما خرجتُ من قرنك
وأيُّ شيءٍ أدقُّ من ثمني
وأيُّ شيءٍ أجلُّ من ثمنِك
قد ارتهنتُ الفؤادَ عندك فاح
فظْهُ وأحسِنْ جوار مُرتَهنك
لاتمتحنّي بمنع وجهك عينيْ
يَ فلا صبرَ لي على مِحنك
ليس من العدلِ أن تعذّبني
بالهجرِ بعد الظهورِ في زَينك(73/390)
ونائلٍ منك قلتُ حسبيَ بال
له إلهاً فاعكُف على وَثَنك
لستَ ترى الشمسَ غيرَ مُظلمة ٍ
فلا انجلى ناظراكَ من كمنك
ولفَّكَ اللَّهُ في لفائفِ غما
ئكَ حتى تُلفَّ في كفنك
ذاك جوادٌ أراكَ مجتهداً
تطلبه واطئاً على ثُنَنك
ياعجباً من مُفاخرٍ حَمقٍ
يقيسُ أحفاشهُ إلى حضنك
أنَّى يُساميك في صليبة أح
رارِك أو مُعتفيكِ من يمنِكْ
ومن يسامي امرأً ومُعتقُهُ
كسيفِ المقولِ آبن ذي يزنِك
دُونَكَهَا ناظراً بغَفْلَتكَ الحرْ
رة ِ لا الألمعيَّ من طبنِك
واعذرْ حميداً إذا أذِنَت لها
واغفرْ خطيئاتها لدى أذنِكْ
يقولُ فيك المديحَ قائلُنا
وأينَ ذاك الضّياح من لَبنِك
فيغتدي سُبحة ً لفيك ولو
شِئتَ بحقّ لكان من لُعنك
عجْبتُ من ناسج نسائجَهُ
جهَّزَ أبرادَهُ إلى عَدَنك
لا بل من العادلين عنك وإن
حاكوا خِلاف الرضيّ من يُمنِك
يُهدَى لك الآبداتِ ممتدحٌ
وإنما الآبداتُ من فِطنك
فتكتسيهنّ ماجداً عِطرالط
طِينة ِ لا يشتكينَ من درنِك
طوبى لمُهدٍ إليك خَلْعتَهُ
طوبى لمنشورة ٍ على بدنك
لازلتَ للناس موْرداً غَدِقاً
دلْوُكَ للمستقين في شَطنك
تُقرضنا العرفَ بالثناءِ وتع
تد زكيَّ القروضِ من عَيَنك
كم غُرْبة ٍ آنستْك في وطنٍ
للمجدِ آثرتَها على وطنك
علمِتَ أن الخيار في بِطن ال
أضيافِ فاخترتها على بِطنك
أقول للدهر إذ بصرتُ بمك
نونك مثل الجميلِ من عَلَنك
يادهرُ زوِّجه من كرائمك النْ
نَعماءَ وادفعْ أذاكَ عن خَتَنك
قدْحي فقيرٌ إلى رياشك مس
تغنٍ بما قد براه من سَفَنك
فامنحني العطفَ في جوابك لي
واعفني إن رأيت من لَسَنك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا عرتك الخطوبُ يابن حريثٍ
لا عرتك الخطوبُ يابن حريثٍ
رقم القصيدة : 61781
-----------------------------------
لا عرتك الخطوبُ يابن حريثٍ
لا ولا نالكَ الفناءُ الوشيكُ
فلعمري ماحاتمٌ بمُدانٍ
لك لولا الشَّنارُ والتهتيكُ
أنت شيخٌ عطاؤه حيوانٌ
إذ عطاياهُمُ الجمادُ السبيكُ(73/391)
ياضعيفاً في رأسه ألفُ قرنٍ
عدداً كلُّها غليظٌ سميك
يا فتى حينَ يلبسُ الكشخَ غرٌّ
وبه دون فلْسِهِ تحنيك
لم تزل نسوة ٌ لديه قِراهُ
منذ ناغى ثُديَّها التفليك
ليمَ في أختِه فقال مجيباً
تِلك نعلٌ وحقُّها التشريك
منحَ الله جدَّة َ الشُّركِ الشي
خَ ولا انفكَّ ذلك التفكيك
هكذا يفضحُ الرجالُ لعمري
وكذا يحلم السفيهُ الركيك
ولقد لامها فأربت عليه
ورُقاهُ في مثلها لا تُحيك
قال مالي متى حَبِلتِ فقالت
لك لطمٌ أخفُّهُ التتريك
تلك أختٌ فمن بلاك بعرسٍ
قل لنا أيها السمين الوديك
بع بُناناً فأنت عنها غنيٌّ
إنما يقتني الدجاجة ديك
لا وجُردانِكَ المُطلّ عليه
ذلك البطنُ لا استطعتَ ...
ومحالٌ قبول عِرسكَ منك ال
خسف مالم يَشْركك فيها شريك
مَلكَتها الفحولُ دونك يا شي
خُ جهاراً ولم يقع تمليك
ليُبرِّد حشاك أن شواها
فوق أعناقهم وأنت المليك
وليسكِّن جواك إذ حلقْتُه
أنْ سيدمي خُصاهُمُ التشويك
قد صدقناك عن بُنانك يا شي
خُ فلا يستفزَّك التشكيك
كلَّ يوم لها بغيرك عُرسٌ
لك منه الدعاء والتبريك
ولماذا تردُّها عن هواها
جثة ٌ فَدْمة ٌ وعقلٌ نهيك
وقرونٌ يسير في سَمكها القم
لُ حِثاثاً والسير حَوْلٌ دكيك
هي في شأنها وأنت فريدٌ
في هوانٍ ضجيعك التدليكُ
يا ثقيلَ القرونِ يا جبلَ العا
رِ أما يستفزك التحريكُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وكنتُ إذا أنفذتُ فيكَ قصيدة ً
وكنتُ إذا أنفذتُ فيكَ قصيدة ً
رقم القصيدة : 61782
-----------------------------------
وكنتُ إذا أنفذتُ فيكَ قصيدة ً
فأنجزتُها استغفرتُ ربي هنالكا
فيحسبُ قومي ذاك مني تأثُّماً
ومن خشية ِ التقصيرِ أفعلُ ذلكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أستغفر الله من هجائيكا
أستغفر الله من هجائيكا
رقم القصيدة : 61783
-----------------------------------
أستغفر الله من هجائيكا
وليس هاجيك آثماً فيكا
لكنني أتقِي وأشفقُ من
تقصير ما قلتُ عن مخازيكا
يا خالد اللؤمِ غيرَ مُؤتشب(73/392)
سبقْتَ باللؤم من يُجاريكا
أنت صريحُ اللئام لا كذباً
وهم إذا حُصّلوا مواليكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أصبحتَ يابن حريث اللؤم مُرتبكاً
أصبحتَ يابن حريث اللؤم مُرتبكاً
رقم القصيدة : 61784
-----------------------------------
أصبحتَ يابن حريث اللؤم مُرتبكاً
مثل الغطاطة ِ في أنشوطة الشَّرِك
فإن نزتْ نَشَقَتْ فيها أو اختنقتْ
وإن ونتْ وتراخَتْ فهي للدَّركِ
فلا السكونُ ينجّيها متى سكنتْ
ولا يُنفّسُ عنها شدة ُ الحركِ
كذاك أنت إذا استحميتني ابتركت
فيك القوافي ابتراكاً غير متركِ
وإنْ سكتَّ ذليلاً غيرَ منتصرٍ
ورتْك وَارية ُ الأحقاد والحسكِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يايومَ إسحاقَ بنَ عبدِ الملك
يايومَ إسحاقَ بنَ عبدِ الملك
رقم القصيدة : 61785
-----------------------------------
يايومَ إسحاقَ بنَ عبدِ الملك
لم تُبقِ لي صبراً ولم تتركْ
يايوم إسحاقَ الذي غالهُ
أيَّ حريمٍ ليَ لم تَنْتهكْ
جرَّعتني دونَ الورى ثُكلَهُ
بل كلُّهمْ في ثُكلِهِ مشتركْ
من ذا الذي لم يُبكه فقدُهُ
من حدثٍ غرّ ومن مُحتنِكْ
لمَّا أتاني نعُيهُ بغتة ً
كاد حجابُ القلبِ أن ينهتكْ
كيف عزائي عن فتى ً لا يُرى
شبيهُهُ في أيّ فجّ سُلك
كأنه في كلّ أحوالِهِ
من ذهبٍ لا شكَّ فيه سُبك
يالهف نفسي أن أرى يومَه
وأنْ أرى بيتاً له ما سُمك
يالهفَ نفسي أن أرى ماله
مقتسماً من بعدِه قد مُلك
مالُ امرىء ٍ ما كان قُفلاً له
بل كان في تفريقهِ مُنهمك
سقياً لأخلاقٍ له لا تُرى
في سوقة ِ الناسِ ولا في مَلك
أيُّ سماحٍ ضُمَّ في قبرهِ
وماءِ وجهٍ في ثراهُ سُفكِ
مضى ولم يُفتَك به إذ مضى
لكن بروحي وبجسمي فُتك
قد كان حسبي من بني آدمٍ
لو أنه عُمّرَ لي أو تُرك
ياقمراً كان إذا ما بدا
بين نجومِ الليل لم تشتبك
أصبحتُ مذ غُيّبتَ عن ناظري
كأنني في حَيرة ِ مرتبك
يرحمكَ الرحمنُ من هالك
لو تُقبَل الفدية غاليتُ بك(73/393)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> غدا كلُّ ذي شعرٍ يُدل بشعرِهِ
غدا كلُّ ذي شعرٍ يُدل بشعرِهِ
رقم القصيدة : 61786
-----------------------------------
غدا كلُّ ذي شعرٍ يُدل بشعرِهِ
وماليَ إدلالٌ بغيرِ نَداكا
رجوتُ رجائي فيكَ لاببلاغتي
ولكن بجودٍ حالفتْهُ يداكا
على أن ذا الإبلاغَ فيك رأيتُه
إذا هو أسرى يهتدي بهداكا
فليس بمحمودٍ لأن صوابَهُ
جدا منك يأتيه أمام جَداكا
وما حمدُ من سددتَه ورفدتَه
وما قال إلا مايقول عداكا
وماقولهم إلا الجميل لأنهم
متى أهْجروا كذبتهم بسَداكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شهرُ القيام وإن عظمت حرْمَته
شهرُ القيام وإن عظمت حرْمَته
رقم القصيدة : 61787
-----------------------------------
شهرُ القيام وإن عظمت حرْمَته
شهرٌ طويلٌ ثقيلُ الظلّ والحركهْ
يمشي الهُوَيْنا وأمَّا حين يَطْلُبنا
فلا السُّلَيْكُ يدانيه ولا السُّلْكه
كأنه طالبٌ ثأراً على فرسٍ
أجدَّ في إثرمطلوبٍ على رَمَكَهْ
أذمُّهُ غيرَ وقتٍ فيه أحمدُهُ
منذُ العِشاءِ إليهِ أن تسقع الديكهْ
وكيف أحمدُ أوقاتاً مذممّة ً
بين الدُّؤوب وبين الجوع مشتركَهْ
ياصدقَ من قال أيامٌ مباركة
إن كان يكنى عن اسم الطول بالبركهْ
لو كان عمري طريقاً مالقيتُ به
إلا الصيامَ وإلا شهرهُ نبكهْ
شهرٌ كأنّ وقوعي فيه مِنْ قلقي
وسوءُ حالي وقوعُ الحوتِ في الشَّبكَهْ
لو كان مولى ً وكنا كالعبيد له
لكان مولى ً بخيلاً سَيّىء َ الملَكهْ
قد كاد لولا دفاعُ اللَّه يُسلِمُنا
إلى الرَّدى ويُؤدينا إلى الهَلَكه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما أحسن العفوَ من المالكِ
ما أحسن العفوَ من المالكِ
رقم القصيدة : 61788
-----------------------------------
ما أحسن العفوَ من المالكِ
لا سيما عن هائمٍ هالكِ
ياأيُّها السالكُ من مُهجتي
مسالكاً أعيتْ على السالك
محكْتَ في هجرِك لي ظالماً
ولسْتُ في حُبّك بالماحِك
ياقمراً أوْفى على سَرْوة ٍ
وسرْوَة ً أوفت على عانك(73/394)
عبدُك منهوكٌ بسُقْمِ الهَوى
فداوهِ من سُقْمِك الناهِك
كم قد شكا منك إلى ذاهلٍ
وكم بكى منك إلى ضاحِكِ
ثم غدا من بعدِ ذا كلّه
أعْطَفَ مملوكٍ على مالِك
كذَّبْتَ مني مَدْمعاً صادِقاً
لقولِ واشٍ كاذبٍ آفك
فصِرْتَ تلقاني على ذِلَّتي
بمثْلِ حَدّ الصارم الباتِك
يافِضَّة ً بيضاءَ مسْبُوكة ً
جادتْ وصفَّتْها يدُ السابِك
بالصُّبْحِ من غُرَّتك المُجْتَلى
واللَّيْلُ من طُرَّتِك الحالِكِ
لاتَتْرُكَنّي رحمة ً بعدما
هتكْتَني أفديك من هاتِكِ
يكفيكَ أن أصبحتُ ياسيّدي
أُحْدُوثة َ الناسِكِ والفاتِكِ
لا لذَّة ُ الفاتِكِ مَوْجُودة ٌ
عندي ولا لي سلوة ُ الناسِك
تركتني فرْداً فكم قائلٍ
ياشَغَفَ المتروكِ بالتَّارك
أصبحْتُ أهواك وأنت الذي
ما لِدَمي غيرُك من سافِك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا ما مدَحْتَ المرءَ تطلب رفدَه
إذا ما مدَحْتَ المرءَ تطلب رفدَه
رقم القصيدة : 61789
-----------------------------------
إذا ما مدَحْتَ المرءَ تطلب رفدَه
ولم تَرج فيه الخيرَ إلابِذَلكا
فأنت له أهْجَى البريَّة نيَّة ً
وإن كنتَ قد أطريْتَهُ في مقالِكا
وأمْدَحُ ماتُلْفَى لمن أنتَ سائلٌ
إذا ماطرحْتَ المَدْح عند سُؤالكا
وطالبْتَ جدْواه بغيرِ وسيلة ٍ
كما طالبتْ يُمْناكَ ما في شِمالكا
مدّلاً عليه واثِقاً بسماحِهِ
ترى مالهُ دلاّ عليه كمالكا
هل المدحُ إلا تركُك المدحَ مُلقياً
على كرمِ المسئولِ عبء اتكالكا
ترى جودَهُ يُغنيك عن كل وُصْلة ٍ
وعن كُلِّ ماتُدْلَى به من حِبالكا
ولا تتمارى في إحاطة ِ علمِهِ
بمَكْنون ما أخطرْتَ فيه ببالكا
فتمدحُهُ بالفَهم والجودِ صامتاً
ولم يحتفلْ ذو منطقٍ كاحتفالكا
هنالك أسْمَعْتَ القلوبَ مديحَهُ
وإن أنتَ لم تُسْمِعْهُ أذْناً هنالكا
مديحاً يعيه القلبُ لا السمعُ سالكاً
مسالكَ ليس القولُ فيهنَّ سالِكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أبا العباس قرضٌ
يا أبا العباس قرضٌ
رقم القصيدة : 61790(73/395)
-----------------------------------
يا أبا العباس قرضٌ
لي مُدْ حين لديكا
وقضاءُ الفرْضِ فرضٌ
ياأخا المجدِ عليكا
فاقْضني ديْناً حميداً
مكَّنَ اللَّهُ يديكا
حُقَّ بالإنصافِ خصمٌ
رفعَ العَدْوَى إليكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أنجِز الوعدَ إنَّ خيرَ مواعي
أنجِز الوعدَ إنَّ خيرَ مواعي
رقم القصيدة : 61791
-----------------------------------
أنجِز الوعدَ إنَّ خيرَ مواعي
دِك ماجاءَ خَلْفه مصداقُكْ
لاتَدَعْ منْ وعدْتَه حين تل
قاهُ قذاة ً تُجيلُها آماقُك
هو بغْلٌ وعدْتَنِيهِ فإن أخْ
لَفْتَ ضاهَتْ أخلاقهُ أخلاقُك
فاتَّقِ اللَّه أن يشينَك خُلفٌ
فالمعالي وأهلُها عشاقُك
لاتلوَّنْ تلونَ البغل في البغ
لِ ولا يَخْتلف عليّ مذاقُك
فيسير القصيدُ فيك بذمً
مُرْمِضٍ جَرّهُ لك استحقاقُك
إنَّ طولَ المطالِ يُغري بإرها
قكَ من لا يَسُرُّه إرهاقُك
فتخيَّرْ من اثنتيْنِ ولا يُغْ
لِق عليكَ المذاهبَ استغلافُك
قودكَ البغلَ أو إباقكَ في ال
أرضِ عليه وأين مني إباقك
والقوافي إذا طلبنك يوماً
غيرُ ما معجزٍ لهن لحَاقُك
ليس منّي وإن فررتَ مَفرُّ
أنا شيءٌ إليه منهُ مساقُك
لاسلاليمُك الطّوال تُنجّي
ك من سَطْوَتي ولا أنفاقُك
إنّ خيراً من ارتفاقِكَ بالْبغ
لِ إذا عُدت الأمور ارتفاقُك
شُكْرُ حُرّ إذا جَرَى بك شأْوَاً
نحو علياءَ برَّزتْ أطلاقُك
أو لحِقْتَ المبرّزينَ فأصبحْ
تَ قليلاً إلى العُلا سُبَّاقُكْ
يَبلُغُ الشُكْرُ والثناءُ بك الغا
ية َ لا ينتهي إليها عِتاقُك
وبناتُ الحميرِ أوْلى بتحلي
فِك عنها إذا مَرَتْهنَّ ساقك
ليت شعري وأنتَ غَيْثٌ مُغيث
دائمٌ للمؤمّلين انبعاقك
واحدٌ في الفعال يُغْرِق مُدَّا
حُك من قبل أن يُرى إغراقُك
هل يرى الناسُ بعدما حقَّقُوني
بك حتى لقيلَ لي إسحاقُكْ
أنَّ قدْري لديْكَ مَنْعِيَ بَغْلاً
ذاك أمْرٌ أبَتْهُ لي أعْراقُك
مَنْ أخَفْ خُلْفَهُ فما زال ميعا
دُك عندي كأنَّه ميثاقُكْ(73/396)
فاهْتِكِ المَطْلَ بالوفاءِ كما يه
تِك مُحْلَولِكَ الدُّجَى إشراقُكْ
لسْتَ مِمَّن له وثاقٌ من البُخْ
لِ فادُعو بأنْ يَفُكَّ وثاقُك
قد قرضناك في التقاضي بمزحٍ
ليس من مثلِه يضيقُ خِناقُك
فاحتمِلْنا فكَمْ سماحٍ وحِلْم
واحتمالٍ يُظَلُّ منها رِوَاقُكْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لم يظلمِ الدهْرُ أنْ توالتْ
لم يظلمِ الدهْرُ أنْ توالتْ
رقم القصيدة : 61792
-----------------------------------
لم يظلمِ الدهْرُ أنْ توالتْ
فيكم مُصيباتُه دارِكا
كُنْتُمْ تجيرُون مِنْ يُعادي
منْه فعاداكُم لِذاكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قل للمُسوّدِ حين شيَّبَ هكذا
قل للمُسوّدِ حين شيَّبَ هكذا
رقم القصيدة : 61793
-----------------------------------
قل للمُسوّدِ حين شيَّبَ هكذا
غِشُّ الغواني في الهوى إياكا
كَذَبَ الغواني في سوادِ عذاره
فكَذَبْنه في وُدّهن كذاكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيُّها الأعورُ لِمْ جشَّمْتَني
أيُّها الأعورُ لِمْ جشَّمْتَني
رقم القصيدة : 61794
-----------------------------------
أيُّها الأعورُ لِمْ جشَّمْتَني
أن أشُقَّ الرمسَ عن والدتِكْ
بئسما بدَّلتَها في لحدِها
بالذي رجَّتْهُ من عائدتِكْ
إن تكن ثبَّجتَ شعري ظالماً
فرماكَ اللَّهُ في واحدتِك
بظلامٍ تُسلم الكفَّ له
أبدَ الدهرِ إلى قائدتك
قد رمينا ما تبرّدْتَ به
بلظى ذوَّب من جامدتك
بدَرت بادرة ٌ من شَرري
ألهبتْ ناري في خامِدَتك
بعدما أتْرزَ أرواح الورى
برْدُماً لاقوهُ من واردتك
فاستعاذوا لك من بادرتي
واستعاذوا بي من بادرتك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيا بن المُعَلَّى ولا تكن
أيا بن المُعَلَّى ولا تكن
رقم القصيدة : 61795
-----------------------------------
أيا بن المُعَلَّى ولا تكن
حريصاً على تضييعكَ اسمَ أبيكا
وصدّقْ أناساً فضَّلوك فأطنبوا
وكذّب من الحُسّادِ مُنْتقِصيكا
منحتُكَ مصباحاً فأعشاك ضوؤُهُ(73/397)
وقد كان ظَنّي أنه سَيُريكا
جعلتك في حظٍّ شريكاً فخنتني
ولو شئتُ لم أجعلكَ فيه شريكا
أمن حُبّك الأدابَ خالفتَ حُكمَها
فخُنتَ بظهر الغيبِ مؤتمنيكا
نسختَ كتابي ثم كافأتَ نَسْخَهُ
بتضييعهِ أخلفتَ ظَنّي فيكا
فقلتُ أعِرني مانسختَ أردُّه
على إثْر نَسْخَيْهِ فلم تَرتيكا
فقلتُ فكلِّف مَنْ رأيتَ انتساخَهُ
فماطَلْتني حَولاً بذاك دكيكا
أفِقْ أيها النَّشْوانُ قبل ملامة ٍ
تُعضُّك أطرافَ البنانِ وشيكا
أيرضى مُعيرٌ من كتابٍ بنسخِه
وتأبى عليه ذاك جُرتَ مليكا
فلا تَكُ إما خائناً أو مُضيّعاً
ولكنْ أميناً حافظاً كذويكا
ووكّلْ يديك السمْحتين بحاجتي
وهَبْ لي يوماً من شهورِ سنيكا
وقِسْ راحة ً تجني عليك مسبَّة ً
بمَتْعَبة ِ تَحْميكَها وتقيكا
أخوكَ فلا تجعلْهُ ضدَّك والتمسْ
لضدّك ما يُلفَى له كأخيكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبقِ من مالك الممزْ
أبقِ من مالك الممزْ
رقم القصيدة : 61796
-----------------------------------
أبقِ من مالك الممزْ
زَقِ حظاً لآملكْ
ما مِنَ العدلِ والتُّقى
أن ترى قتلَ سائلكْ
أنا إن مِتُّ لا أشْك
كُ قتيلٌ لنائلكْ
أيُّها البحرُ طال بي
ظمئي في سواحلك
كم ترى العينُ حسرة ً
ريَّها في جداولك
سيدي كم تذودُني
حُرمتي عن مناهلك
قد غدا كلُّ معدم
واجداً من فواضلك
مثلما كلُّ واحدٍ
معدمٌ من فضائلك
غيرَ حُرٍّ منعتَهُ
فرضهُ من نوافلك
خائفٌ أن ينالَ جُو
دُكَ قصوى عقائلك
وَهْوَ في غيرِ طائلٍ
فأغِثْهُ بطائلك
لا تَلمْهُ فإنه
خائفٌ من أناملك
إنما خافَ من سما
حِك لا من غوائلك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> غصنٌ من الأبنوس رُكّب في
غصنٌ من الأبنوس رُكّب في
رقم القصيدة : 61797
-----------------------------------
غصنٌ من الأبنوس رُكّب في
مؤتزرٍ معجبٍ ومنتطقْ
ألا يابن القنوطِ عجبتُ جداً
لمُستدعاكَ شرّي والتماسِكْ
وكيف طمعتَ في استضعافِ ليثٍ
مخالبُهُ شوارع لاختلاسِك
وثبْتَ على الهزبر وأنت كلبٌ(73/398)
ولم تحسِبْه ينشطُ لافتراسِكْ
فدونَكَ قد بُليتَ به مليئاً
بحطم قناة ِ ظهرك وانتهاسكْ
وكنتَ مُكلَّفاً تعتسُّ شراً
فقد صادفت حتفك في اعتساسك
وأجدِرْ باحتراقكْ حين تعشو
إلى نارٍ وأبْعِدْ باقتباسك
إذا نحن انتضينا مُنصلَينا
عرفت حديدَ قرنِك من نحاسك
ضمنتُ لك احتباسَ الحلمِ حتى
أطيل على الهوان مدى احتباسك
أتاني عنك أنك عِبتَ شعري
وما زلتَ المضلَّل في قياسك
فقلتُ عساهُ كان به نُعاسٌ
وعندي مايُطير من نعاسك
هجاء إن سكنتَ له تمادى
وإن شامَسْتَ ذلَّل من شِماسك
تفوحُ له فواتحُ منك تحكي
صديدك ميتاً عند انبجاسك
أقِلني لا عَدِمَت أخاَ عُفوّاً
يُقيلُكَ عند عَثْرِك وانتكاسك
جهلتُ الأبنوسَ فقلتُ غصنٌ
ولم أحسبه بعضَ قرون راسك
وقد فهمتني فرجعتُ عما
نكرتَ عليَّ فاكففْ حدَّ باسك
وأنت فتى ً أحطتَ بكلّ علمٍ
لغوصك في است أمك واغتماسك
وقد نُوظرتَ في أشياء شتَّى
فلم تعرف فُساءك من عُطاسك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لم أُفسّر غريبها لك لكنْ
لم أُفسّر غريبها لك لكنْ
رقم القصيدة : 61798
-----------------------------------
لم أُفسّر غريبها لك لكنْ
لامرىء يجهل الغريبَ سواكا
أنت أعلى من أنْ تُعلَّم علماً
ويُدانَى مدَى عليمٍ مداكا
غير أني أمّلتُ حُظوة ً شعرِي
حين ترعى رياضهُ عيناكا
فشرحتُ الغريب فيه رجاء
أن يُروّاهُ ذاتَ يوم فتاكا
أو سِواهُ من أهلِ وُدّكَ ممَّنْ
ليس في العلمِ جارياً مجراكا
لالعُجب قدّرتُ ذاك ولكن
ني أرجّي بحسن رأيك ذاكا
يسْبكُ فيها نِطفة ً سبَّاكُها
لا عُوفيتْ من شروكة ٍ تُشاكُها
ولا نأى عنْ نفسها هلاكُها
كامل قل للمُسوِّد حين شيَّبَهكذا
غِشُّ الغواني في الهوى إياكا
هيهات غرَّك أن يُقالغرائرٌ
أيُّ الدُّهاة ِ كدهْيَهنَّة دهاكا
تحسبَنْكَ خدعتهنَّ بخُدعة ٍ
بل أنت ويْحك خادَعَتْك مُناكا
ونَيْكَة َ عاتية ٌ تناكُها
لا برحَتْ مُستعِراً حُكاكُها
كأنما إيمانُها إشراكُها(73/399)
هِمتُها الاضجاعُ أو إبراكُها
ما زال يتلو عُرسها إملاكُها
دائرة ٌ في فِسقها أفلاكُها
ما زال يتلو عُرسها إملاكُها
دائرة ٌ في فِسقها أفلاكُها
قُبحاً لها منطفسٍ مناكُخا
يسوطُ حُشًّاً مُنتناً محراكها
واقعتُها شائلة ً أوراكُها
فصادفتْ فيشلي أحناكُها
دحداحة مِحراكُها
قد هرمتْ ولم يُخلْ إدراكُها
فابسِط العذرَ لي وأنت حميدٌرجزدحداحة مِحراكُهاقد هرمتْ ولم يُخلْ إدراكُهاواقعتُها شائلة ً أوراكُهافصادفتْ فيشلي أحناكُها قُبحاً لها منطفسٍ مناكُخايسوطُ حُشًّاً مُنتناً محراكها ما زال يتلو عُرسها إملاكُها دائرة ٌ في فِسقها أفلاكُها ما زال يتلو عُرسها إملاك
مع ما أنت باسطٌ من نداكا
كذب الغواني في سواد عذراه
فكذبْنه في وُدّهن كذاكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لك الخيرُ إني أستزِيدُ ولا أشكو
لك الخيرُ إني أستزِيدُ ولا أشكو
رقم القصيدة : 61799
-----------------------------------
لك الخيرُ إني أستزِيدُ ولا أشكو
ولا أكْفُر النَّعماءَ ما جرتِ الفُلْكُ
بلى رُبَّما حاولْتُ توثيقَ عُروة ٍ
وليس لحظٍّ منك أحرزْتُه تَرْكُ
فلا تَلْحَيَنّي في العتاب فإنَّما
عركْتُ أديماً لا يقصّفُه العَرَكُ
أأحمدُ نفسي أن تُطيبَ لك الثَّنا
وأنت الذي تذكو وأنت الذي تزكو
حُرِمْتُ إذاً حظّي من الخير كلّه
ولا كان لي في المجد اسُّ ولا سَمْكُ
ومالي أستعدي وعدلُك شاملٌ
ومالي أستجفي ومُلكك لي مُلكُ
وكُنْتُ متى استحلَلْتُ إخفارَ حُرمة ٍ
سفكْتُ دماءً لا يحلُّ لها سَفْكُ
ولو كان حظّي منك حظّاً مقارباً
صبرْتُ لهضميْ فيه لكنَّه المُلْكُ
ولو كان رُزئي حسنَ رأيِك نكبة ً
ربطتُ لها جأشي ولكنَّه الهلْكُ
وماكان مَنْ تَحْنُو عليه مُحامياً
ليُلْقَى عليه من زمانٍ له بَرْكُ
وما انْبَتَّ حبلُ الوصْل منك أُعِيدهُ
بفضلك لكنْ ليس في متنِهِ حَبْكُ
ومامَرِضَتْ تلك العناية ُ مَرْضَة ً
تُميتُ ولكنْ قد تطرّقها نَهْكُ
وماضلَّ رأيٌ فيك مُذْ عرف الهدى(73/400)
ولاشابَ أيماني بسُؤْددك الشكُّ
أتاني بظهْر الغَيْبِ أنَّك عاتبٌ
وتلك التي رحْبُ الفضاءِ لها ضَنْكُ
وأنْتَ الذي يُمضي الأمور بحُكْمه
فلا منْعهُ لوْمٌ ولا بدْلُه مَحْكُ
وإنَّ جفاءً منك محضاً وقسْوة ً
لتَركُك خِلاَّ لا يساعده التركُ
أتحسبُني أدللتُ إدلالَ جاهلٍ
عليْك بمدْحٍ لا يخالطُهُ إفْك
وإني لم أحْمِلْ بمدْحِكَ مَحْمَلاً
من الإثْم ينهى عنه نُسْكٌ ولا فَتْكُ
ولا حمدَ لي في أن نَشْرك طيّبٌ
ولا حمدَ للمجداحِ أنْ نفحَ المِسْكُ
بلى ربما أنصفْتَهُ فحمدْتَهُ
أليس له في نَشْرِ أرواحِه شرك
تذكَّرْ هداكْ اللَّه إنّي سابكٌ
وأنك تبرٌ لا يُغيِّرهُ السَّبْكُ
ومالي في دُرٍّ تحلَّيْتَ عِقْدهُ
مِنَ الصُّنْعِ إلا جوْدة النظْمِ والسلكْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياأبا حفصِ المُبرّزَ في الشّعْ
ياأبا حفصِ المُبرّزَ في الشّعْ
رقم القصيدة : 61800
-----------------------------------
ياأبا حفصِ المُبرّزَ في الشّعْ
رِ لقد جُدْتَ للأكُفّ برأسِكْ
أنت لا شك أكرمُ الجِن والإن
سِ وإلا فعضَّ فُوك بجعْسِكْ
حَلِفٌ أن أبالي إلى الحِنث فيه
بل يُباليه من يَعَضُّ بضِرْسِك
ربّ صفعٍ مُشَعشعٍ لي في رأ
سكَ شهَّاك وقْعُهُ صفْع نفسِك
فتمطَّيْتَ قيسَ باعٍ تمامٍ
وتناولْتَ من قفاك بخَمْسكْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أخالدُ قد عاديْتَ فيَّ كَراكا
أخالدُ قد عاديْتَ فيَّ كَراكا
رقم القصيدة : 61801
-----------------------------------
أخالدُ قد عاديْتَ فيَّ كَراكا
وأتعبتَ في حَوكِ القريضِ قُواكا
فلا تَهْجُنِي إني أخُوك لآدمٍ
وحَسْبي هجاءً أن أكون أخاكا
أخالدُ لاقُدّستَ من بعلِ زوجة ٍ
يُصنّعُها في بيته لتناكا
تُقرّبها للنائكين مطية ً
جهاراً وربُّ العالمين يراكا
بلا رُزْءِ دينار ولا رزء دِرهم
سوى أنَّهم يشفون منك حُكاكا
أما لكَ ياشَرَ الخلائق حمية ٌ
ولا غيرة أن يِستباح حماكا
بلى ربما استخليتهم فضلَ خلوة ٍ(73/401)
فغِرْتَ عليهم واستشطْتَ لذاكا
تغارُ على عُسْبِ الرجال وإنما
يغارُ على عُقْرِ النساءِ سِواكا
عشوتَ إلى ناري بحُلم فراشة ٍ
فصادفتها نزَّاعة ً لشواكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أخالدُ لو ألِمْتَ مَضيضَ شيءٍ
أخالدُ لو ألِمْتَ مَضيضَ شيءٍ
رقم القصيدة : 61802
-----------------------------------
أخالدُ لو ألِمْتَ مَضيضَ شيءٍ
مُمِضّ مُرْمِضٍ لألْمتَ جَهْلَكْ
أشيْخٌ من ذوي يمَنٍ صميم
وتشتم فارساًناقضتَ أصلك
بهذا الفعلِ سرَّك أن تُسمَّى
جواداً مُفْصِلاً فأبَحْتَ أهلك
لقد أخزيْتَ منْ تُنْمى إليه
ثكْلُتك عاجلاً وثكِلْتُ عقْلَكْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياخالدَ بن الخالدا
ياخالدَ بن الخالدا
رقم القصيدة : 61803
-----------------------------------
ياخالدَ بن الخالدا
ت مخازياً لا درَّ مَحْضُك
ودّعْ فإنَّك قدْ دنا
منك الرحيلُ وشُدَّ غَرْضُك
لأسيّرَنَّك في البلا
دِ بِما أقمْتَ وطال خَفْضُك
ولأكحُلَنَّك بالسُّها
دِ بما رقدْت وطاب غُمضُك
أهجوْتَني وحسِبتني
ممَّن يضيعُ لديه قرضُك
أخطأت في التقدير يا ب
نَ المومسات وعال فرضك
أيُّ القبائلِ يُنتحَى
بالشتم حين يُسبُّ عرضك
لا أيُّهنَّ وكيف ذا
ك ومِنْ جميع الناس بعضك
لا تسْمُ عينُك في العيو
ن فلو عقلتَ لطال غضك
أتناك ذاك وذاك طو
لك في الرجال وذاك عرضك
سبحان شيطانٍ يُسَخْ
خِر نائكيك وذاك بفُضّك
لو كنْتَ تنفُضُ عارِضيسبحان شيطانٍ يُسَخْخِر نائكيك وذاك بفُضّك بذيء
كَ من التُّرابِ لطال نَفْضُكْ
لو كنت ما خُتم الرحي
قُ به لعُنّفَ مَنْ يَفُضُّك
بظلامة ِ الشوكيّ نا
لك من عِقابي ما يَهُضُّكَ
فاخْرُجْ له من حَقّه
وأنِبْ عسى يُنجيك ركْضُك
البدْرُ للشَّوْكيّ غَيْ
رَ مدافَعٍ والأرضُ أرضُك
دافعْتَه عن بِنْته
والغصْبُ ما يحويه قبضُك
كي تستهبّ بها الفحو
لِ إذا كَبِرْتَ وذاب نَحْضُك
داء تمكَّن في عجا
نِك قبل أن يشتد نهضُك
لا تعتذر مما أتيْ(73/402)
تَ من القبيح فمنك رُبْضُك
العارُ منك وأنت من
هُ فليس من عار يُمضّك
صبراً ستعْلَمُ أيّما
زُبْدٍ يُصَرّح عنه مَحْضُك
في أيّما مُتورَّدٍ
دلاَّكَ يامغرورُ دحْضُك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أمُّ حفصٍ صلْعة الشَّ
أمُّ حفصٍ صلْعة الشَّ
رقم القصيدة : 61804
-----------------------------------
أمُّ حفصٍ صلْعة الشَّ
يخِ أبي حَفْصٍ فديْتُك
أنا واللَّه عميدٌ
بك صبٌّ مُذْ رأيتُك
نعِّمِي كفّي فإني
بِعْتُ عِرْضِي واشتَرَيْتُك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامَنْ يُسائلُ عن عشيرة ِ خالدٍ
يامَنْ يُسائلُ عن عشيرة ِ خالدٍ
رقم القصيدة : 61805
-----------------------------------
يامَنْ يُسائلُ عن عشيرة ِ خالدٍ
الناسُ كُلُّهُمُ عشيرة ُ ذاكا
فمتى هجوْتَ أبا الوليد هَجَوْتَهُم
وهَجَوْتَ في عُرْض الهجاء أباكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أمكُّوكَ الخسار سأنتحيكا
أمكُّوكَ الخسار سأنتحيكا
رقم القصيدة : 61806
-----------------------------------
أمكُّوكَ الخسار سأنتحيكا
بإحدى الفاقرات ولا أقيكا
أتأمُرُ بالتقزُّزِ من كلامي
وذكرك يُصْدِىء الذهبَ السبيكا
زعَمْتَ بأنني نَحْسٌ وإني
مُجيبُك مُعْلِناً لا أتقيكا
توهَّم زَحْفَ موسى نحو حُسْنٍ
على مَنْقوصتيه لكي ينيكا
وقد دانتْ لطاعته فكانت
دجاجتَه وكان هناك ديكا
فأنشقَ أنفها من نَتْن فيه
كما أنشقْتَنا من نَتْن فيكا
وماطلَ فوقها نَزْواً مريضاً
كنزوِ مُسَخَّرٍلا يَشْتَهيكا
فإنك واجدٌ ثم احتمالاً
وصبراً مثل صبرِ مُسَخّريكا
لقد صبرتْ على قذرٍ وقُبْح
ولم تَسْعَدْ ولم تُرْضِ المليكا
فما هذا التقزُّز من كلامي
وأمّكَ لم تُقَزَّزْ من أبيكا
ولا مِنْ حَمْلها إياك منْه
وقد حمل الخنا بطنٌ يعيكا
حلفْتُ على التي بُلِيتْ بمُوسى
لقدْ جعلَتْ له فيكُم شريكا
أقِرْدٌ مُقعَدٌ وتَعِفّ أنثى
له كلا وإفكِ مُعَلّليكا
أحاذِرُ أن تكون سليلَ شتَّى
وأحذرُ مثلَ ذاك على بنيكا(73/403)
عجِبْتُ ولا تعجُّبَ من ضلالٍ
بدا للناسِ منك ومن ذَويكا
وكثرة ِ ناسليكَ لقد أرانا
سُقوطَك قِلة ُ المُتنازِعيكا
رأيْتُك من بني حواءَ طُرا
وما في دهمهم مَنْ يدّعيكا
وماأنْفيك عن موسى لأني
أرى موسى يُكثّر غائظيكا
ولكنْ جَمَّ فيك مُشاركُوهُ
وإن أصبحْتَ بينهُمِ تَريكا
رمْوا بك عن حِرٍ عَمِقٍ وآلُوا
عليك أليَّة َ المُتناكريكا
فلا تعرضْ لدعوى غيرِ مُوسى
فلَيْسَ الأكرمُونَ بقابليكا
عليك عليك موسى فانتحلْهُ
فإن الناسَ غيرُ مُدافعيكا
هو الزمنُ الذي أضحى وأمسى
أقلَّ اللَّه فيه مُنافسيكا
أبوكَ المُقعَدُ المعتوهُ أدنى
إليك اللَّؤمَ والعقلَ الركيكا
رأيتُ أخاك يطلبُ منك قوتاً
وقد كثَّرْت فيه مؤنّبيكا
فلم تسمحْ له بكَفافِ وجْهٍ
ولا شفَّعْتَ فيه أقْربيكا
وعرّضتَ الخبيثة لي سفاهاً
فعِفْتُ خبيثها حَولا دكيكا
فلمَّا استُكْره الكِلمُ المُقفَّى
تجشَّمها تجشمَ نائكيكا
فقُبحاً يوم تُبعثُ يا بن موسى
لوِجَهْكَ مُرْدِفا قُبحا وشيكا
أتَسْمَح باست أمِّك للقوافي
وتبخَلُ بالكفاف على أخيكا
غدوْتَ مُحالفاً مالاً بديناً
جعلتَ فداءَهُ حسباً نهيكا
أتاكَ شقاؤكَ يابن موسى
لتكسِبَ بي شماتَة َ حاسديكا
ولم أعلَمْك تطلُبُني بذَحْل
ولكني إخالُك مستنيكا
ولو أنّي نزوْت بألفِ أيْرٍ
ومِتَّ لما وجدْتَ لديَّ تيكا
ومابي في احتمائك من سقامٍ
ولكنّ المُصحّح يحتميكا
وهل مِن قائلٍ لك لا يراه
سراة ُ الناس مغْبوناً هتيكا
أيورٌ طاعنتْك وأنت ماء
وطالتْ عنك غفلة ُ مُدَّعيكا
أعر شتراً بعينك منك فِكْراً
وطالبْ بالجناية ِ واتريكا
تشامخُ إنْ لقيتَ ذوي المعاليٍ
وتَسْفُلُ للعبيد فتعتليكا
وكان الحُُّ عندك عبدَ سَوْءٍ
وعبدُ السُّوءِ ربا يَسْتَنيكا
وما تنفكُّ مُتضعاً ومَنِياً
لعبدٍ تشتريه فيَشْتريكا(73/404)
أتنتحِلُ التقزُّزَ يابن حُسْنٍ وما تنفكُّ مُتضعاً ومَنِياًلعبدٍ تشتريه فيَشْتريكا وكان الحُُّ عندك عبدَ سَوْءٍوعبدُ السُّوءِ ربا يَسْتَنيكا تشامخُ إنْ لقيتَ ذوي المعاليٍوتَسْفُلُ للعبيد فتعتليكا أعر شتراً بعينك منك فِكْراًوطالبْ بالجناية ِ واتريكا أيورٌ ط
وحَجَّامُ القبيلة ِ يمْتَطيكا
أيا شتراً على بخرٍ أليمٍ
إلى قذرٍ توقّ مُهاتريكا
أكلْتَ السمَّ يوم أكلتَ لحمي
فلا يغررْك قولُ مهنئيكا
ستأكلُ من فريك الشَّتْم صدراً
كما أكلتْ مشايخُك الفريكا
وأُعقبك المدُوس على فراغ
وأعقب مثلَ ذاك مُؤازريكا
فصبراً للهجاء ستَجتَويه
على أنَّ الهجاءَ سَيَجْتَوِيكا
بل الإعراضُ عنك عليَّ فرضٌ
وإن قدمْتُ بعض الهُجر فيكا
ظلمتُكَ إذ هَجَوْتُكَ يابن موسى
وحقُّك أن أكثّر مادحيكا
لأنك نِلْت مني فاجتباني
بذاك جميعُ من لا يجتبيكا
ومَن لا يجتبيك الناسُ طرّاً
وضِعفاً ذاك من لا يَرتضيكا
ولكنْ لابحمدِك ذاك لكن
بحمدِ مُكثّر المتنقّصيكا
قِلاك براءة ٌ وهَواك عُرٌّ
ودينُ الناس حمدُ مُذمّميكا
فصِلْني بابتراكك في انتقاصي
فشُكري فوق شكرِ الشاكريكا
أقرْنَ صديقنا الحسن بن موسى
علوْتَ فليس خطْبٌ يرتقيكا
وكم قد قلت حين يُريب رَيْبٌ
مقالة آمِلٍ من آمليكا
سوى أني أمِصُّك رأس أيري
وودُّك أنني من ناكحيكا
تألَّفُني بذاك وتبتغيني
وإنْ كنتُ امرأً لا أبتغيكا
فتمنحني عيالك منحَ سَمْحٍ
إذا نيكتْ حليلُته ونيكا
وتُعرم غُلْمتني ويقوم أيري
إذا عز السّفاح فأعتريكا
وأنت أخي أعِدُّك للَّياليوتُعرم غُلْمتني ويقوم أيريإذا عز السّفاح فأعتريكا بذيء فتمنحني عيالك منحَ سَمْحٍإذا نيكتْ حليلُته ونيكا بذيءتألَّفُني بذاك وتبتغينيوإنْ كنتُ امرأً لا أبتغيكا سوى أني أمِصُّك رأس أيريوودُّك أنني من ناكحيكا بذيء وكم قد قلت حين يُري
إذا عرتِ الخطوُب وأرتَجيكا
رأيتُك حِصْن من يرتاد حصناً
فطوبى نائليك ونازليكا(73/405)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتُ منكسر السّكَّانِ ظاهرهُ
رأيتُ منكسر السّكَّانِ ظاهرهُ
رقم القصيدة : 61807
-----------------------------------
رأيتُ منكسر السّكَّانِ ظاهرهُ
هَوْلٌ وتأويلُه فألٌ لمنجاكا
كسرٌ لناكسِ دارٍ كنْتَ تحذَرُهُ
وصحة ٌ لك تُحيينا بمحياكا
لأن لفظة سُكَّان إذا قلَبتْ
حروفهاناكس لا شك في ذاكاص فازجره ناكسَ دارٍ هَدَّ قوتَه
لك المليكُ الذي مازال مولاكا
ولايرُعْكَ رجوعٌ بعد مُعتزم
ففي رُجوعك تبشيرٌ برُجْعاكا
رجعتَ حين نهاك اللَّهُ مُزْدَجرا
وكيف تَمضي ورب الناس يَنهاكا
نهاكَ بالريح حتى حلّ مَنْحسة
من المناحس ماكانت لتلقاكا
فإن أقمتَ ففي خفضٍ وفي دعة ٍ
وإن ظعنتَ فربُّ الناس يرعاكا
لازلْتَ في كلّ أمرٍ أنت فاعلُه
مبارك البدءِ مغبوطاً بعقباكا
ن
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قدْ لَعَمْري اقتصصتَ من كُلّ ضِرْسٍ
قدْ لَعَمْري اقتصصتَ من كُلّ ضِرْسٍ
رقم القصيدة : 61808
-----------------------------------
قدْ لَعَمْري اقتصصتَ من كُلّ ضِرْسٍ
كان يجني عليك في رُغفانِكْ
لم تَجِدْ حيلة ً لنا إذ وَترنا
ك فحاربْتنا بشرّ دِنانكْ
أضرستنا مُدامة ٌ منه تحكي
ضجرة ً تعتريك من ضِيفانِك
قد رددناه فادَّخِرْهُ لسِكْبا
جك والنائبات من أزمانِك
واتخذْه على خِوانك أُدْماً
فهو أوْلى بالخِلّ من إخوانِك
هذه صحة ُ المُحاماة عن خُب
زِك بحتاً فكيف عن لحمانك
لوسطَوْنا على الهريسة وافى
سيفُك الهامَ سابقاً لسنانك
قدعضضْناك عضَّة ً بمُزاحٍ
هو من طِرْزِك المليحِ وشانِكْ
وذهبْنا إلى امتحانِك للبُقْ
يا وما كان عمْدُنا لامتهانِكْ
فدعِ العَتْب والعتابَ فلسنا
إن عَزَمْتَ القتال من أقرانك
لاتلمنا فأنت تفاحة ُ الأر
واحِ لا راعَها خُلُوُّ مكانك
طِيبُها عند شمَّها يتقاضى
عضّها المُخْلصين من خُلاّنك
فانتقِم إن آثرْتَ من طِيبِ أعْ
راقٍ سقَتْك القبول في أغضانك(73/406)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ذُقْ أباجعفر مغبَّة َ جُرْمِكْ
ذُقْ أباجعفر مغبَّة َ جُرْمِكْ
رقم القصيدة : 61809
-----------------------------------
ذُقْ أباجعفر مغبَّة َ جُرْمِكْ
واجْنِ ماأثْمرتْ سفاهة ُ حِلْمِكْ
ماتعرضْتَ لي وجَدّك حتى
قرنَ اللَّه كلَّ نحْسٍ بنَجْمك
أبِعَقْلِ المُعلّمين يُعابُ الشّع
رُ أيري في القعر من بظر أمك
لستَ عندي أن عِبْتَ شعري ملُوماً
لك عُذْرٌ لديَّ في ضيقِ علمك
لقَرِيضي يابن الزّواني معانٍ
قصُرَتْ دونها مذاهبُ فهْمِك
هُنْتَ عندي فلا مديحُك يُهْدِي
لي سروراً ولا أُساء بذَمّك
أنت نغل من ألف نُطفة ِ فَحْلٍ
عدداً رُكّبَتْ مفاصِلُ جِسمك
قد أردْتُ الإعراضَ عنك احتقاراً
لك لاأنَّني جَنَحْتُ لسِلْمِك
فتذكْرتُ موبقاتِ ذُنوبي
فرجَوْتُ الخروجَ منها بشَتْمك
فاحمدِ اللَّهَ قد رُزِقْتَ هجاءً
بعد طول الخُمول نوَّه باسْمِك
فخُذْنَهْ فإنْ قَنِعْتَ وإلا
فعَلَيْنا من بعدُ توفيرُ قسْمك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامَنْ جلا دهْرُنا دُجاهُ بهِ
يامَنْ جلا دهْرُنا دُجاهُ بهِ
رقم القصيدة : 61810
-----------------------------------
يامَنْ جلا دهْرُنا دُجاهُ بهِ
وعَنْ تباشيرِ وجْهِهِ ضَحكا
ومَنْ به رُدَّ سِتر عَوْرته
من بعد ماكان ستْرها هُتِكا
ومَنْ إذا حُجَّة ٌ مُجَلَّيَة ٌ
لاحت لعينيه لم يكن محِكا
ومن أبَى اللَّهُ أن نُرى أبداً
بِعرْضِهِ في مَذمَّة ٍ معكا
أستودعُ اللَّه حُسْنَ رأيِكَ في
عَبْدٍ تلافيته وقَدْ هلكا
يغيبُ إن غاب والنصيحة ُ والوِدْ
دُ رفيقاه حيثُما سَلكا
طافتْ به علة ٌ فعالجها
فاعْتركَتْ والعلاجُ مُعْتركا
وقد أناخَتْ به مُماطلة ً
فقد صغا من مطالها وبكى
وخوفُه العَتْبَ منكَ يُفْرِشُهُ
جرر الغضا ليله أو الحَسَكَا
وحقهُ أن تكونَ تُؤْمِنْه
منْ كلّ شيءٍ يخافهُ الدَّركا
وإنَّ إخلالَه ليَكرُثُهُ
لكنَّ عَوْداً بعينه بركا
وهو يرجِّي بيُمن وجهِك ذي اليُم(73/407)
نِ قديماً أن يقطع الشَّركا
يُمن إذا مَسَّ ذا الوقود خَبا
عَفْواً وإن مَسَّ ذا الخمود ذكا
كم ساقَ مِنْ صحة ٍ وعافية ٍ
إلى شديدٍ ضناهُ قد نُهكا
حتى استقلَّتْ به قُواهُ كما
كان وأضحَى سكُونُهُ حَركا
وكلُّ جارٍ غدوتَ تَعْصِمُه
فليس ذاكَ الحريمُ منهكا
وعبدُك العبدُ لا يُخلّفه
عن حظّه غيرَ ما نثاه لكا
فأْذنْ له في علاج علَّته
واقبلْ من العُذْر ما نثا وحكى
أولافَهَبني اعتذرتُ معذرة ً
أفِكتُ فيها كبعضِ من أفِكا
أليسَ للنقصِ كنتُ عبدَك لا
شكَّ وللفضلِ كنتَ لي مَلكا
لابل لَعَمْرِي كذا الحقيقة ُ يامن
طابَ فَرعاً ومحتداً وزكا
فاغفُلْ فما زِلتَ في الإقالة ِ والصَف
حِ غريراً في الرأي مُحتنِكا
وابذلْ ليَ العفو والتجاوزَ والإغ
ضاءَ حتى يُقالَ مااتَّركا
أحِسنْ ودَعني أُسيءُ يَخْلصْ لك ال
حمدُ وإلا أتاكَ مُشتركا
وقلْ مُدلٌّ بحرمة ٍ قدمتْ
على رءوفٍ بكلٍّ من ملكا
صادفَ فضلاً من سيدٍ فصفا
إلى الهُوينَى ومشتكى فشكا
لازلت تعلو يداك مصطنعاً
للخير حتى تصافحَ الفلكا
ولاتزل لي بالشكرِ قافية ٌ
فيك تسيرُ الوجيفَ والرَّتكا
تلذُّ من كلّ سامع أُذناً
حُسناً ومن كل مُنشدٍ حنكا
ويروى وليس في السيئاتِ أكسبها
بعهدٍ أمرٍ إذا امرؤٌ فتكا
فأْمَنْ وآمِنْ فتى ً قد انسكبت
أخلاقُه مذ ذاك وانسبكا
أمَّنك اللَّه ماتخافُ ولا
أجرَى بغيرِ اعتلائك الفلكا
وَمَنْ رعى حيث لاأمانَ له
فلازلتَ بمرعى ً مجانبٍ شركا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أريدُ جداكَ وأستمنحُكْ
أريدُ جداكَ وأستمنحُكْ
رقم القصيدة : 61811
-----------------------------------
أريدُ جداكَ وأستمنحُكْ
وأغشَى ذَراكَ ولا أمدَحُكْ
ومثلُك يمنحُني فضلَهُ
ولكنَّ مثليَ لا يَمْنحُك
ومالي أراكَ عديلَ الثنا
ءِ مني وتلكَ العُلا تُرجحكْ
وماليَ أُطربك مُستصلحاً
وأخلاقُكَ الدهرَ تستصلحك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أسومُكَ مايسومُ العبدُ مثلي
أسومُكَ مايسومُ العبدُ مثلي(73/408)
رقم القصيدة : 61812
-----------------------------------
أسومُكَ مايسومُ العبدُ مثلي
مَليكاً من بني الأملاك مثلَكْ
أسومُكَ أن تدرَّ عليَّ رزقي
وتنبذَ خِدمتي لتُبينَ فضلَكْ
وقد أغربتُ جِداً في سُؤالي
لتُغربَ في العلا وأمنتُ بخلك
ولم أجهلْ هنالكَ جور حُكمي
ولكنّي عرفتُ هناكَ نُبلك
فإن تفعلْ فأنتَ لِذاكَ أهلٌ
وإن تمنع فلستُ ألومُ عدلك
ولستَ بعادمٍ ما دمتَ حياً
مديحكَ سالكاً في كل مسلك
حلفتُ بمن يَردُّكَ لي مَردّاً
كريماً إنه بالأمر أَمْلك
لئن أخفَى حِذاري عنكَ شخصي
لمَا أرسلتَ من كفَّي حبلك
ولم أهربْ على ثقة ٍ وعلمٍ
بأني إن رميتَ أفوتُ نَبلك
ولكنّي هربتُ على يقينٍ
بأنك مُغمدٌ في الحلم نصلك
ومابي رغبة ٌ من عبدِ عبدٍ
لديكَ وإن جعلتَ أذاي شُغلك
ولكني أصونُ عليك قدْرِي
ورُبَّ مصونة ٍ لي فيك بل لك
ومالي أستخفُّ بقدْرِ نفسي
وقد أوطأتُها يومين رحْلك
وقد نبهتهَا ورفعتَ منها
وشكّلَ قدرَها التشريفُ شكلك
وحَسْبِي رفعة ً وعلوَّ قدْرٍ
بأني مرة ً قبَّلْتُ رِجْلَكْ
فلا تسخط عليَّ ولاتذلني
وشبّه بالمحاسن منكَ فِعلك
وصُنْ حُرَّاً بذلتَ لهُ العطايا
فقد شانَ ابتذالُك منه بَذْلك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سبحان مُجري الفُلكِ والفَلَكِ
سبحان مُجري الفُلكِ والفَلَكِ
رقم القصيدة : 61813
-----------------------------------
سبحان مُجري الفُلكِ والفَلَكِ
ومُصَوّرِ الإنسانِ والمَلَكِ
إن السعيدَ لمدركٌ دركاً
وأخو الشقاوة ِ فهو في الدَّركِ
والشرُّ بين الناسِ مشتركٌ
والخيرُ فيهمْ غير مُشترك
يتقارعونَ الموت عن مُسكٍ
ومع القِراعِ إفاتة ُ المُسك
وكفاهُمْ من قتلِ أنفسِهم
باثنين من وضحٍ ومن حلكِ
في الليلِ كافٍ والنهارِ إذا
هرجاهُمُ بمناحس الفلكِ
وإلى الخمودِ مآلُ ذي لهَبٍ
وإلى السكونِ محارُ ذي حَرك
طارَ الحِمامُ وغاص مُقتدراً
فأماتَ حيَّ الطير والسمك
لاتُكذَبنَّ فما لذي نفرٍ
فيها حريمٌ غيرُ مُنتهك(73/409)
إن الزمانَ إذا غدا فعدا
قتلَ الملوكَ بكلّ مُعترك
ضَعُفَ العوامل في أسنَّتها
ضعفُ المعازل عنه في الفلك
نَسِيَ المتالفَ قلبْ مُنْهَمِكٍ
فما يزاول كل منهمَك
وغدا الرّجالُ على مكاسبهمْ
يتبادرون مطارحَ الشَّبكِ
والعينُ تُبصرُ أين حبَّتُها
لكنها تعمى عن الشَّرك
لذكرتُ هذا الموتَ فارتبكتْ
نفسي هناك أشدَّ مُرتَبك
ماضرَّ ذاكِرهُ وناظرهُ
ألاَّ ينام على سِوى الحسكِ
ياجِبلة ً أملاكُها تركٌ
حتَّامَ ذُبُّكُمُ على التّرك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> غدا الدهرُ مفترّاً أغرَّ المضاحِكِ
غدا الدهرُ مفترّاً أغرَّ المضاحِكِ
رقم القصيدة : 61814
-----------------------------------
غدا الدهرُ مفترّاً أغرَّ المضاحِكِ
عن ابن عبيد اللَّهِ تاج الممالِكِ
عن الكوكبِ الدُّريّ في كلّ حِندسٍ
عن اللَّمعة ِ البيضاء في كُلّ حالكِ
عن القاسمِ المقسومِ في الناسِ رفدُهُ
إذا لم تطب عن ملكها نفسُ مالك
عن ابن سليمان بن وهب فتى العُلا
على رغم أوغادٍ كُهولِ الحسائك
أغرُّ يُكنَّى بالحسين مُسلّم
له الحُسْنَ والإحسانَ كلُّ مُماحك
وزيرُ ولي العهدِ وابن وزيره
أخو المجدِ ركَّابُ الأمورِ التوامك
تُكشّفُ منه محنة ُ المُلكِ شيمة ً
مهذبة ً والتبرُ عند السبائك
وإن سترتَ وجهَ الحقائِق شبهة ً
رمى سِترها بالصائباتِ الهواتك
ويُفزَعُ في الجُلَّى إلى عَزَماتِهِ
فيستلُّ منها كالسيوف البواتِك
يعارِكُ بالتدبير كلَّ شديدة ٍ
فيصرعُها لاهُدَّ ركنُ المُعارِك
فتى ً عَطِرتْ ذكراهُ وانهلَّ جُودُهُ
تهلَّلَ باكٍ من حيا المُزنِ ضاحك
فعافيه في نَضْح من الغيث صائبٍ
ومُطريه في نضح من المسكِ صائك
ذكا وزكا فالعُرفُ من وبلِ ديمة ٍ
سماكية ٍ والعرف من طِيبِ ذانك
ألاحَ بُروق البشرِ تدعُو عُفاتَهُ
فجاءوا فأعفى بالرغابِ الوشائك
فنُفّلتِ الأيدي غِناها بمدحِهِ
ونُفّلتِ الأفواهُ طيب المساوِك
أقولُ لسئّالٍ به مُتجاهلٍ
مَحِلتَ وقد آنت إنابة ُ ماحك(73/410)
توهَّمْ مصابيحَ السماءِ سبائكا
وصُغْ مثله من صفو تلك السبائك
فتى ً أسهلتْ خيراتُهُ لعفاتِهِ
فأحزن في تلك المعاني السَّوامك
ومن كثُرتْ في ماله شركاؤهُ
غدا في معاليه قليلَ المُشارك
فتى ً لا يُبالي حين يحفظُ مَجده
متى هلكتْ أموالُهُ في الهوالِكِ
له راحة ٌ روْحاءُ يسفكُ ماءَها
وليس لماء الوجهِ منه بسافك
مُقبَّلٌ ظهر الكفِّ وهَّابُ بطنِها
مواهبَ ليستْ بالخِساس الركائك
يسوقُ إلى تقبيلها القومَ أنها
غِياثٌ لهم بل عِصمة ٌ في المهالك
نرحِّلُ آمالاً إلى بابِ قاسمٍ
فيرجعنَ أموالاً عِراض المبارك
حباني بما يعيا به كُلُّ رافدٍ
وحبرتُ مايعيا به كلُّ حائك
فأعدَمتُه مدحَ الغِثاثِ مدائحاً
وأعدمني رفدَ الأكُفِّ المسائك
ومالربيعٍ ممطرٍ من مُجاوِد
ومالبقيع مُزْهر من مُحاوِك
وهبْتُ له نفسي ووُدي ونُصرتي
ولو صكَّ وجهي حدُّ أبيضَ باتِك
أقولُ لأقوامٍ تعاطوْا علاءَه
فأعْيتْهُم الخضراءُ ذاتُ الحبائك
دعوا آل وهْبٍ للمعالي فإنَّهُمْ
بقايا اللَّيالي الآخذاتِ التوارِك
أناسٌ يسوسُون البلادَ وأهلها
بشدة ِ أركان ولين عرائك
سراة ٌ إذا ماالناسُ أضحتْ سراتُهم
لنا ضُحكاً أضْحوا لنا كالمضاحك
يودُّ الورى لويشترون شهورهم
بأحوال أعوامٍ سواهُم دكائك
وشاهد زُور للكَفور ابن بلبلٍ
فقلتُ له أطغَيْتَ أطغى البوائك
وقد كنتُ من مُدّاحِهِ غير أنني
تناوكْتُ مضطراً مع المتناوِك
فلم يُجزني إلامواعيدَ أعصفتْ
بهن أعاصيرُ الرياحِ السواهِك
بلى قد جزاني لو شكرتُ جزاءهُ
جزاءَ مَنيكٍ في إسته غير نائك
وليس جزاءً أنْ عفا إذ مَدَحْتُه
وقد كنتُ أهلاً للعِصي الدَّمالك
ولستُ بهجَّاءٍ ولكن شهادة ٌ
لديَّ أوَّدِّي حقها غيرَ آفِك
وما أنا للحمِ الخبيثِ بآكلٍ
وإنّ له منّي للَوْكة َ لائكِ
إذا استمسكَتْ كفي بعروة قاسمٍ
فلسْتُ على صرْفِ الزمانِ بهالك
أرانا عِياناً كلَّ عفوٍ ونائل
سمعْنا بمذكورَيْهما في البرامِكِ
تداركَني مِنْ عثرة ِ الدهرِ قاسمٌ(73/411)
بما شئتُ من معروفِهِ المتدارك
فأصبحْتَ في أيكٍ من العيشِ مثمرٍ
وأمسيْتُ في عِيّى من العز شائك
فتى ً في نثاهُ شاغلٌ عن سؤالهِ
سبوق العطايا للطَّلوب المُواشك
فليس لأبشارِ الوجوه بمُخْلق
وليس لأستارِ الخفايا بهاتِك
فتى ً لاأُسمّيه فتى ً لحداثة ٍ
ولكن لهاتيك السجايا الفواتك
سجايا أبت إلاانتصافاً لجارِها
من الدهر إما عضَّ رحْلٌ بِحارك
يُواحِكُ عند العذل في بَذْلِ مالهِ
وعندَ ارتيادِ الحقّ غيرُ مُواحك
وسائلة ٍ عن قاسمٍ ومكانِهِ
فقُلْتُ لها إن العلاءَ هنالك
كريمٌ تفي أفعالُه بانتسابهِ
وذو نسب في آلِ ساسانَ شابك
أظلُّ إذا شاهدْتُ يومَ نعيمِهِ
كأني في الفردوسِ فوقَ الأرائك
بمرأى ً من الدنيا جيملٍ ومَسْمعٍ
لدى ملكٍ بالحق لامُتمالك
مقابلَ وجهٍ منه أبيضَ مشرقٍ
كبدر الدجى بين النجوم الشوابك
يحيّيه أترجُّ تسامى حياله
وشاهَسْفَرمٌّ تحته كالدَّرانك
وفاكهة ٍ فيها مشمٌّ ومطعمٌ
تردُّ موداتِ النساءِ الفوارِك
ولو عُدم الريحانُ حَيَّاهُ نشرهُ
بمثلِ سحيقِ المسكِ فوقَ المداوك
بنفسي وأهلي ذاك وجهاً مباركاً
تلقَّى بأوفى الشكرِ نُعمَى المبارك
تحثُّ الحسانُ المُحسّناتُ كؤوسهُ
بِمَدْحٍ له قد سار جمَّ المسالِك
فيهتزُّ للجدوَى على كل مجتدٍ
وكانتْ ملاهي مثلِه كالمناسك
له مَجْلِسٌ ماإن يزال مُصدَّراً
بأحسنَ من بَيْض النعام الترائك
يُغنّينه فيه المحسناتُ لمحسن
لُهاهُ من الأمداحِ غيرِ الأوافكِ
ولم يتغنَّ المحسناتُ لمحسنِ
بمثلِ مديحٍ ذامِلٍ فيه راتكِ
شهدْنا له يوماً أغرَّ محجَّلاً
أقام لنا اللذاتِ فوق السنابك
لأمّ عليّ رَبْرَبٌ فيه آنِسٌ
من العينِ مثلِ العين حُفَّتْ بعانِك
من الوُضَّحِ اللُّعْسِ الشّفاه كأنما
يَفُهْنَ بأفواه الظباءِ الأوارك
يُرفّعْنَ أصواتاً لِداناً وتارة ً
يُنَمنمنَ وشْياً غيرَ وشي الحوائك
كفلْنَ لنا لمَّا اصطفَفْنَ حيالنا
بترحيل أضيافِ الهُمزمِ السّوادك
فمابرحتْ تُهدي إلينا عجائبٌ(73/412)
عجائبَ تُصبي كلَّ صابٍ وناسك
فتاة ٌ من الأتراكِ ترمي بأسهُم
يُصِبْنَ الحَشا في السّلمِ لا في المعارك
كأنَّ زميرَ القاصياتِ أعارَها
شجاهُ وسجعَ الباكيات الضواحك
وبستان بستانٌ يُقِرُّ عيونَنا
بما فيه من نُواره المتضاحك
غناءٌ ووجهٌ مونقانِ كلاهما
يهيلانِ جُولَيْ ذي الحِجى المتماسك
ظللنا لها نَصْباً تشكُّ قلُوبنا
بذاك الشجا الفتانِ لا بالنيازك
وماجُلَّناربالمُقَصِّر شأوُها
ولا المتعدِّي قصد أهدى المسالك
لطيفة ُ قدّ الثدي تُسند عودَها
إلى ناجمٍ في ساحة ِ الصدر فالك
تطامَنَ عن قدّ الطوالِ قوامُها
وأربى على قدّ القصارِ الحواتك
ورقاصة ٍ بالطبلِ والصنجِ كاعبٌ
لها غُنْجٌ مِخناثٍ وتَكريهُ فاتك
أُتيحَ لها في جسمِها رفدُ رافدٍ
وإن نالها في خصرها نَهْك ناهك
إذا هي قامَتْ في الشُّفوفِ أضاءها
سناها فسفّتْ عن سبيكة ِ سابك
تخطَّى اسمَ عيَّارٍإلى اسمِ مؤاجَرٍ
مُسمٍّ لها ما شئتَ من مُتفاتِك
فدتْ تلكم الأسماءَ بل حاملاتِها
زيانبُ أرضِ اللَّهِ بعد العواتك
وجوهٌ كأيامِ السُّعودِ تشبُّها
لنا طُرَرٌ مثلُ الليالي الحوالك
سبايا إليهن استباءُ عقولِنا
مماليك مُلّكْن اقتدارَ الممالك
نوازلُ بين الانبساطِ إلى الخنا
وبين انقباضِ المُخبتاتِ النواسِك
موالِكُ يسفُكْنَ الدماءَ ولاتَرى
لهُن اكتراثاً بالدموعِ السوافك
إذا هُنَّ أزْمعْنَ الفراقَ فكلُّنا
أسِيٌّ على تلك الشموس الدوالك
أقاسمُ ما تتركْ فلستَ بآخذٍ
أبَيْتَ وما تأخذْ فلستَ بتارك
فلا تتركنّي أيُّها الحرُّ عُرضة ً
لدهرٍ غدا للحرّ غير متارك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيها السيدُ الجليلُ أدامَ اللَّه
أيها السيدُ الجليلُ أدامَ اللَّه
رقم القصيدة : 61815
-----------------------------------
أيها السيدُ الجليلُ أدامَ اللَّه
في طول مدَّة ٍ تأييدكْ
إن من أعجب العجائبِ قِرْداً
يتحدَّاكَ ناقضاً توكِيدَكْ
مستخفّاً بمن خصصتَ من القومِ
ويُشجيه أن نكيدَ مكيدك(73/413)
قُلْتُ إذ جاءني توعُّدُ عمروٍ
بعدما سالم الزمانُ عبيدك
ورعَى اللَّه مَنْ رَعَيْتَ من النا
س ولم يَرْعَ من رآه طريدَك
جاريَ اللَّه من وعيدِك ياعم
رو فذاك الوعيدُ وليس وعيدَك
بل وعيدُ الذي زهْتك به نف
سُكَ حتى أهديْتَ لي تهديدَكْ
لاتُطاوِلْ بأنْ حباك وأن زا
دك لاأحسن الإلهُ مزيدك
ليس حظّي بدون حَظّكَ منه
بل أبى اللَّهُ أنْ أكونَ نديدَك
وهْو لي جُنَّة ٌ تُفلُّ شَبا بأ
سِك بل عُدة ٌ تفضُّ عديدَك
فازجُر النفسَ عن توعدِ مثلي
قبلَ أن يأخُذ الحُسامُ وريدك
إنني إنْ خشيتُ بأسَك ياعم
رو المخازي لمُخلصٌ توحيدَك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أسَلُ الذي عطفَ الأعن
أسَلُ الذي عطفَ الأعن
رقم القصيدة : 61816
-----------------------------------
أسَلُ الذي عطفَ الأعن
نَة والمواكبَ نحو بابِكْ
وأراكَ نفسك مالكا
ما لم يكن لك في حسابِك
وأذلَّ موقفي العز
يز عليَّ في أقصى رحابك
ألاَّ يُطيلُ تجرُّعي
غُصَصَ المنية ِ من حجابِك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رُدّي التحية َ من وراءِ حجابِك
رُدّي التحية َ من وراءِ حجابِك
رقم القصيدة : 61817
-----------------------------------
رُدّي التحية َ من وراءِ حجابِك
رَدّ الإلهُ قُلوبَنا بإيابِكِ
قد كُنْتُ آنسُ بالمرورِ ببابك
فالآن أُوحَشُ إذ غدَوْا بركابِك
ماالمَوْتُ في سكراتِهِ بأشدَّ مِنْ
وجْدي عشيَّة َ آذنوا بذَهابِك
فتيقَّني أنْ قد قتلْتِ فتى ً له
قلبٌ تشحَّطَ في أليمِ عذابِكِ
ماللْمطيِّ تخاذلتْ أركانُهُ
لمّا غدا مُتقاذِفا بقبابِك
وتزايلَتْ أوصالُه عن رحْلِهِ
إذْ بتَّ حَبْلي من عُرا أسبابِك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> الخيرُ مَصْنوعٌ بصانِعِهِ
الخيرُ مَصْنوعٌ بصانِعِهِ
رقم القصيدة : 61818
-----------------------------------
الخيرُ مَصْنوعٌ بصانِعِهِ
فمَتَى صنعْتَ الخيرَ أعقبكا
والشَّرُّ مفعولٌ بفاعِلِهِ
فمتى فعلْتَ الشر أعطبكا(73/414)
تاللَّهِ ماألهبْتَ مُصْطلِياً
إلاّ لنَحْسٍ فيك ألْهَبكا
فاحْرِصْ على ألاّ تُسيءَ عسى
ألا يكونَ النَّحْسُ كَوْكبكا
واعْلَمْ بأنَّ اللَّه مُنتقِمٌ
فاجعَلْ تُقاة َ اللَّهِ مَهْرَبكا
لاتحسبِنَّ اللَّه مُطَّرحاً
مَن بِتَّ تَضْحَكُ منه حين بكى
أويَسْتقيدَ له وينْصُره
ويصيبَ بالتَكْديرِ مَشْرَبكا
فأنِبْ إليهِ تُصبك رحْمَتَه
وارْهَبْ إذا مااللَّهُ أرهبكا
ومتى أقالكَ فاخْشَ سَطْوَتَه
فهْوَ القديرُ إذا تطلَّبَكا
لاتُطمِعَنَّك فيه رأفتُهُ
إنَّ المطامع تنصِبُ الشَّبَكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> نبلُ الرَّدى يقصِدْن قصدَكْ
نبلُ الرَّدى يقصِدْن قصدَكْ
رقم القصيدة : 61819
-----------------------------------
نبلُ الرَّدى يقصِدْن قصدَكْ
فأحِدَّ قبْل الموت حدكْ
قدْ عدَّ قبْلَكَ مَنْ رأيْ
ت ولسْتَ تلْبثُ أن يَعُدَّك
فدعِ البِطالة َ والغوا
ية َ جانباً وعليْكَ رُشْدكْ
فكأنني بك قد نُعيص تَ وقد بكى الباكُون فقْدَك
وتركْتَ منزِلَكَالمشي
دَ مُعَطَّلاً وسكَنْتَ لحدَك
وخلوْتَ في بيتِ البلى
وخَلا بِك المَلكانِ وحْدك
وسلاك أهلُك كلُّهم
ونسوْا على الأيامِ عَهْدك
يتمتَّعُونَ بما جمعْ
تَ ولا يَرِوْن عليه حمدَك
مُتمهّدون وأنت تح
ت الرَّمْس يَرْعَى الدُّودُ جِلْدك
قد سلَّموك إلى الضَّري
حِ ووسَّدُوا بالتّرْبِ خَدَّك
كم قدْ دَفَنْتَ أحِبَّة ً
حَلُّوا محلَّ النفسِ عندك
انظُرْ إلى أهليهمُ
فكذلك الباقون بعْدَك
فانظُر لنفسكَ مُكْمِلاً
فيما يُحبُّ اللَّهُ جُهْدَك
ن
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بينما أنت في احْتيالِ فياشِكْ
بينما أنت في احْتيالِ فياشِكْ
رقم القصيدة : 61820
-----------------------------------
بينما أنت في احْتيالِ فياشِكْ
ونزاعِ الرّجالِ بنْتَ فِراشِكِ
إذ حداكَ الشقاءُ نحوي فأقْبل
تَ وما ذاك مِن رَباطة جأشِكْ
أيُّها القحطبيُّ ماضرَّ ناري
ماهوى في جحيمها من فراشك
سخْلٌ ما عَدَتْ فراشك لكن(73/415)
لم تكُن قطَّ من بناتِ فراشِك
لا تغرنَّكَ المطامِعُ منه
إنَّه ليس من ضِباب احتراشِك
غيرَ أني أراكَ جمَّشْتَ أيْري
وحسبْتَ انجِماشهُ كانجماشِكْ
لك أنْثى تَزِيفُ في كُلّ عُشّ
وتُربَّى الفراخَ في أعشاشِك
أنت يا شيخُ نائمٌ فتنبَّهْ
وانتصِحْنِي فلسْتُ من غُشَّاشِك
لسْت ممن يمكنُ الماءَ في الرّحْ
مِ ولا للنّساء جُل اهتشاشك
كيف باللهِ برْدُ صِدقي على قل
بك أم كيف طعمُه في مُشاشك
وكذا لا تزالُ عُمْركَ أو تع
جِز عن مَسّهنَّ من إرْعاشك
مُغرماً بالأيورِ كَهْلاً وطفلاً
مُنْذُ داواكَ مصُّها من عُطاشكْ
ضحِكَتْ منك محكماتُ القوافيمُغرماً بالأيورِ كَهْلاً وطفلاًمُنْذُ داواكَ مصُّها من عُطاشكْ بذيءوكذا لا تزالُ عُمْركَ أو تعجِز عن مَسّهنَّ من إرْعاشك كيف باللهِ برْدُ صِدقي على قلبك أم كيف طعمُه في مُشاشكلسْت ممن يمكنُ الماءَ في الرّحْمِ ولا للنّساء جُل اهت
حين عارَضْتَ وابلي برشاشِك
مايُدانيكَ بعدها خبثُ نشرٍ
بعد عَشرٍ صداك عند انتباشِك
أأن استبعتْك قحطبة ُ الأن
جاد كلباً قصدْتني بهراشِكْ
أفهلاَّ انتظرْت تصحيحك الدع
وة َ في القومِ طرْتَ قبلَ ارتياشِك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بيهقيٌ مَزْدقِيٌّ ذَكَرَ تشغرُ للناكة ِ أنْثاهُ وتَبْرك وإذا آتٍ أتاهاقال عوّليني بمهركْ وإذا آبٍ أب
بيهقيٌ مَزْدقِيٌّ ذَكَرَ تشغرُ للناكة ِ أنْثاهُ وتَبْرك وإذا آتٍ أتاهاقال عوّليني بمهركْ وإذا آبٍ أب
رقم القصيدة : 61821
-----------------------------------
بيهقيٌ مَزْدقِيٌّ ذَكَرَ تشغرُ للناكة ِ أنْثاهُ وتَبْرك وإذا آتٍ أتاهاقال عوّليني بمهركْ وإذا آبٍ أباها قالنيكيه ببظرك بذيء لا تُكفّي عنه أوينظُر في أمْري وأمْرِكِ جعل الرحمنُ عُمْريصلة ً في طول عُمْرِك إنما آكُلُ بإسْتيوفمي من فضلِ ثَغْرِك
كافرٌ باللَّهِ مُشرِكْ سقط أبيات
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ذَكَرَ تشغرُ للنا
ذَكَرَ تشغرُ للنا
رقم القصيدة : 61822(73/416)
-----------------------------------
ذَكَرَ تشغرُ للنا
كة ِ أنْثاهُ وتَبْرك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وإذا آتٍ أتاها
وإذا آتٍ أتاها
رقم القصيدة : 61823
-----------------------------------
وإذا آتٍ أتاها
قال عوّليني بمهركْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وإذا آبٍ أباها
وإذا آبٍ أباها
رقم القصيدة : 61824
-----------------------------------
وإذا آبٍ أباها
قالنيكيه ببظرك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا تُكفّي عنه أوين
لا تُكفّي عنه أوين
رقم القصيدة : 61825
-----------------------------------
لا تُكفّي عنه أوين
ظُر في أمْري وأمْرِكِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> جعل الرحمنُ عُمْري
جعل الرحمنُ عُمْري
رقم القصيدة : 61826
-----------------------------------
جعل الرحمنُ عُمْري
صلة ً في طول عُمْرِك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إنما آكُلُ بإسْتي
إنما آكُلُ بإسْتي
رقم القصيدة : 61827
-----------------------------------
إنما آكُلُ بإسْتي
وفمي من فضلِ ثَغْرِك
ياأبا إسحاق قل فيْ
يَ كشِعْري لا كشعرِك
حسرتي للورقِ المك
توبِ فيه مثلُ هذرك
لالعِرضي من هجاءٍ
صاغه فاسدُ فكرِك
ياأبا إسحاق واقلبْ
ثمَّ صحّفْ حرّك
فهُمُ من خائفٍ شرْ
رِك أو راجٍ لخَيْرِكْ
أنتَ للتاسِ إلهٌ
لا يدينون لغَيْرك
صُلْ على الناس جميعاً
وتَخَمَّطهُمْ بسيْرك
إنها كُنية ُ من كامجزوء الرملصُلْ على الناس جميعاًوتَخَمَّطهُمْ بسيْرك أنتَ للتاسِ إلهٌلا يدينون لغَيْرك فهُمُ من خائفٍ شرْرِك أو راجٍ لخَيْرِكْ نال مُوسى بعصاهدُونَ ما نِلْتَ بأيركْ بذيء
نَ به عرٌّ كَعرّك
نال مُوسى بعصاه
دُونَ ما نِلْتَ بأيركْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هاجرْتُ عنك إلى الرجا
هاجرْتُ عنك إلى الرجا
رقم القصيدة : 61828
-----------------------------------
هاجرْتُ عنك إلى الرجا
لِ فكان عُرْفُهُمُ كنُكركْ
فرجَعَتُ مِنْ كَثَب إلي(73/417)
كَ مُفرِّغاً نفسي لشُكرِك
ولما أرُومُ بما أقولُ زيا
دة ً في رفع ذِكرِكْ
لكِنَّهُ حقٌّ أوفّي
هِ عوانَكَ بعْدَ بِكْرِكْ
كم نعمة ٍ لك ملء فِكْ
رِي لا تُلاحِظها بفِكْرِك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قلْ للمكنَّى باسمِ خيرِ الورى
قلْ للمكنَّى باسمِ خيرِ الورى
رقم القصيدة : 61829
-----------------------------------
قلْ للمكنَّى باسمِ خيرِ الورى
صلَّى عليهِ ربُّنا والملَكْ
ياحسنَ المرأى وماتحتهُ
بالحقّ لابالمنظرِ المُؤتِفك
نفسي تقيك السوءَ من مُقتدٍ
بالمجدِ في كل سبيلٍ سلك
أصغِ إلى قولي بأُذْنِ امرىء ٍ
يرى العطايا خيَر مالٍ ملك
لايقرعُ السنَّ لها نادماً
ولايرى المعروفَ شيئاً هلك
اخلعْ على نفسَك لي خلعة ً
باقية ً مادام هذا الفلك
يلْبسها محتملاً ثِقلها
عنك وما زيّنه فهو لك
درّعْ يماناً جسْمَها واَّدَّرعْ
زينتها تشركه خيرَ الشّرك
أن أبا القاسم مستأهلٌ
عارفة ً من عُرفِكَ المشترك
قد كنتَ قدَّمتَ بها موعداً
وليس في المطل بها من دَرَكْ
لن يندمَ المعطي على عُرفِهِ
بل يأسفُ المُبقي على ماترك
يفديك مَنْ همَّ بثوبٍ له
ثم فداهُ عِرضُهُ المنتهك
عرَّضْنَ عرضاً ووقى ملبساً
أغرى به اللاحين حتى انتهك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إنّي إذا ماالخصمُ في الغيّ ابتركْ
إنّي إذا ماالخصمُ في الغيّ ابتركْ
رقم القصيدة : 61830
-----------------------------------
إنّي إذا ماالخصمُ في الغيّ ابتركْ
ولجَّ في غربِ السفاهِ ومحَكْ
أعلكتُه نِكْل الجموحِ ماعلك
وشاعرٍ أخطلَ يلغو بالضَّحك
حاربني إذ لم تُحَنّكْهُ الحُنَك
حتى إذ ماالأمر بالأمرِ ارتبك
وازدحَمَ الوِردُ عليه واعترك
واعتبطَ الشرُّ عليه وابترك
وألَّ إذ صكته صكاً بعد صك
مسوّماتٌ تترك السمع أسك
تتبعُ ذَيْلَ الريح أخرى ماسهك
أحين قال الناس ذكا واحتنك
ودِرَّ لي درُّ الكلامِ وحشك
وأوجف السير بشعرِي ورتك
تاح ابنُ بوران لي الوغدُ الأرك(73/418)
بؤساً له في أيَّما فتكٍ فتك
لاغرو أن حُيّن بي حتى هلك
إن البغاثَ للصُّقور والشبكْ
حذارِ من غضبٍ إذا مس بتك
لم يتعمدْ مثلة ًفكٌّ وفك
أنا ابن كسرى شاد بيتي وسمك
نحن البهاريمُ يقيناً غيرُ شك
نحن أولو العزِّ الذي لا يُنتهك
طال سنامُ المجد فينا وتمك
والتفَّ عيصُ المجدِ فينا واشتبك
إيهِ عن الشائمِ أصحابَ فدك
أمكن صدقُ القولِ فاعدُ المؤتفِك
واهتك ومانهتكُ إلا منهتك
بورانُ مَلْهى من غوى ومن فتك
وابنٌ لحشيه جِذلُ المعرتك
واثلثْ بحمدونة َ دعموصِ السِّكك
شرُّ ثلاث تحت بُطنانِ الفلك
يبتْنَ في جوفِ الظلامِ ذي الحلك
يشرك فيهن البعولَ مَنْ شرك
لو سلكتْ فيه بعيراً لانْسلكَ
أو سبكتْ فيه حديداً لانسبك
فيه أُكالٌ سدِكٌ أيّ سدك
إن تُركَ استشرى وإن حُكَّ استحك
لو جاهدته ساعة ً فلم تُنَكْ
كانت كمن صام وصلّى ونسك
للهِ أو صابر أطرافَ السّك
دلهنّ الدهر درات الحشك
يسحَبْنَ أو يوكينَ إيكاء العُكك
إذا رأينَ الحادرَ العبل المِصَك
مَهَرْنهُ مِنْ بُلَغِ لاقوتِ المُسَك
يخلطن بالمشية من غيرِ صكك
لفتحِ أستاهٍ كأمثالِ البرك
لولا الدّاراة ُ لما فيها انسفك
بهوٌ ترى ما خلفه إلى الحنك
كالبحر إلا الفلكُ فيه والسمك
ليس لها معوّجٌ دون الدرك
تواجه الفحلَ بمسلاس الشرك
ثم مضتْ مهملة ً بل ملك
تسيرُ في الغيّ الوجيف والرتك
يا بن التي أفسقُ منْ تحت الفلك
أملتْ على كاتبها حتى ارتبك
إلا أبوك قُصرة ً كالفنك
يا بن البغايا والفراشِ المشترك
تحت الزّناة ِ وجدتْه كالفنك
يا بن الزنا وحدك لا شريك لك
من كلّ حوساءَ إذا جدَّ العركْ
لو أنّهااستلْقتْ على شوكِ الحَسكْ
مستودقاتٌ بهميم كالودك
يُعْجلُهنّ الذفقُ عن حلّ التّككْ(73/419)
ماوطئتْ رجلُ امرىء حيث سلكمستودقاتٌ بهميم كالودكيُعْجلُهنّ الذفقُ عن حلّ التّككْ من كلّ حوساءَ إذا جدَّ العركْلو أنّهااستلْقتْ على شوكِ الحَسكْ تحت الزّناة ِ وجدتْه كالفنكيا بن الزنا وحدك لا شريك لك إلا أبوك قُصرة ً كالفنكيا بن البغايا والفراشِ المشترك يا
إلا وهُن العُدَواء والببك
ماأخذ الشاتمُ إلاماترك
وهل على الشاتمِ إلا مامَلك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تخذتُ عرضَك مندية ً أَمَشُّ به
تخذتُ عرضَك مندية ً أَمَشُّ به
رقم القصيدة : 61831
-----------------------------------
تخذتُ عرضَك مندية ً أَمَشُّ به
كفّي إذا غمِرت من عرضِك الزّهِك
فكفّي الدهرَ لاتنقي أناملها
من لحمك الغثِ أو من عرضك الودِكِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا ياقاتل الديك
ألا ياقاتل الديك
رقم القصيدة : 61832
-----------------------------------
ألا ياقاتل الديك
بتخنيق وتفكيك
لكي ينسلَّ في الليل
بلا علمِ المماليك
إلى الخودِ وقد أهدى
لها بعضَ المساويك
مساويكِ المفاليس
من الناس المنابيك
فوافاها وقد حرْ
رَكَ منها أيَّ تحريك
وقد لاحظها الفا
سقُ من بين الشبابيك
وقالت طالما قاسى
اخونا طول تدليك
فإن ملَّكتُه نفسي
فمحقوقٌ بتمليك
ما إنْ زال يعلوها
على تلك الدَّرانيك
بتمريس لثديين
مرينيْن بتفليك
وتحكيكٍ لشُفرين
حقيقين بتحيك
ولكم يكتسي الطيزُ
له حليه تتريك
يكيلان بقُفزانٍ
ضخامٍ لا مكاكيك
فشكتْ في الذي قال
قد جاء بتشكيك
أليس النعلُ لم يُخلق
لشيء غيرِ تشريك
وقد خادعها الغاوقال استدخلي هذافما أحسنه فيك ولا بدلتنُّورك من بعض المحاريك وأبدي فيشة ً تُفضيإلي الحلقِ بتحكيك بذيء عتتْ قدما كأرماحِ الصعاليكفما تصبرُ للحقولا تأذي بتشويك وقال ارضى بفُتياى فلا بأس بمُفتيك أليس النعلُ لم يُخلقلشيء غيرِ تشريك فشكتْ في الذ
وي بأفديكِ وأحميك
وقال استدخلي هذا
فما أحسنه فيك
ولا بد لتنُّو
رك من بعض المحاريك
وأبدي فيشة ً تُفضي(73/420)
إلي الحلقِ بتحكيك
عتتْ قدما كأرما
حِ الصعاليك
فما تصبرُ للحق
ولا تأذي بتشويك
وقال ارضى بفُتياى
فلا بأس بمُفتيك
وإبليس لها يدعومجزوء الرمللي صديقٌ جاهليٌّأخنقُ الناسِ لديكِأعونُ الناسِ لنياكٍ على ظلم منيك بذيء وله في حرمة الجار محايا الشريك قلتُ لمْ تفعل هذاقال كي ارضى مليك
وللشيخ بتبريك
لي صديقٌ جاهليٌّ
أخنقُ الناسِ لديكِ
أعونُ الناسِ لنيا
كٍ على ظلم منيك
وله في حرمة الجا
ر محايا الشريك
قلتُ لمْ تفعل هذا
قال كي ارضى مليك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لنا صديقٌ ماردٌ
لنا صديقٌ ماردٌ
رقم القصيدة : 61833
-----------------------------------
لنا صديقٌ ماردٌ
يُكثرُ خَنْقَ الدّيكَهْ
قلت أهلاً فقد لحا
ك أهل المملكة
فقال دعني إنني
خرقتُ تلك الشَّبكهْ
وانحزتُ عن حزب الهد
ى وكنت ممَّنْ تركه
هل هو إلا قولهم
واهاً له ما أنيكه
والقول ما أنيكه
أحسنُ من ما أنوكه
بل سهمُ تركيّ له فضلهٌ
يرمي به بعض التنابيك
هذا الذي يصبحُ من ذاقه
يذلّ لي ذُلَّ المماليك
عرْدٌ فيشة ضخمة ٌ
كأنها بعض المكاكيك
إذا رآها رجلٌ ماجنٌ
برّك فيها أيُّ تبريك
يا ربٌ خودٍ غضة ٍ بضة ٍ
قد حنكتْها أيَّ تحنيك
أولجتُ فيه فيها الذي في استها
آلة تحنيك وتسويك
وقيل ما هذا فأبرزته
وقلتذا بعض المساويك
قد بخَّرته لك هِركَوْلة ٌ
ومسَّكته أيَّ تمسيك
فُزتَ بقدرٍ طيبٍ طعمُها
وكعثبٍ زينَ بتشويك
للَّه أفعالُك تلك التي
بِتُّ بها فوقَ الدرانيك
ورُحت منها طاعماً ناعماً
كأنما فزتَ بتمليك
للهِ أفعالك تلك التي
لحتْكَ من جوعٍ وتدليك
يا قاتلَ السنورِ والديكِ
بِلّيّ أعناقٍ وتفكيك
فلا تلمني يا أخيسريع يا قاتلَ السنورِ والديكِبِلّيّ أعناقٍ وتفكيكللهِ أفعالك تلك التيلحتْكَ من جوعٍ وتدليك ورُحت منها طاعماً ناعماًكأنما فزتَ بتمليك للَّه أفعالُك تلك التيبِتُّ بها فوقَ الدرانيكفُزتَ بقدرٍ طيبٍ طعمُهاوكعثبٍ زينَ بتشويك قد بخَّرته لك هِركَ(73/421)
بل ادعُ لي بالبركة
هذا الذي أصبحت من أجله
أفتك من بعض الصعاليك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حزني منكِ يابنة الأملاك
حزني منكِ يابنة الأملاك
رقم القصيدة : 61834
-----------------------------------
حزني منكِ يابنة الأملاك
أيُّ ذلّ لقيتُه في هواكِ
لم أزلْ ناسكاً فأصبحتُ في ال
حبّ خليعاً في حلبة ِ الفُتَّاكِ
أين تلك العهودُ لما التقينا
يوم شعب الغضا ووادي الأراك
ومواثيقُنا بأنْ لستِ تهْويْ
نَ سوانا ولانحبُّ سواك
أخلبتِ القلوبَ حتى إذا مكّنْ
تِ منا أبعدتِها من رضاك
لاتسيئي ملك المماليك والمم
لوكُ ذو واجبٍ على الملاك
وارأفي بالأسير أو لا فَمُنّي
بسراحٍ وأنعمي بفكاك
واجعلي حظنا لديكِ من الودْ
دِ استماعاً من النفوسِ الشواكي
كيف للعين بالرُّقادِ وللقل
بِ بصبر وللقُوى بحراك
وبأحشائي منك وعدٌ قديم
وهوى ً زرعُه على الدهر زاك
وسقامٌ أغصَّ مُحتسي المغتصْ
صِ من مُسمعاته بالبواكي
برزتْ في مها تغصُّ بسِمْطي
بردٍ بُكرة ً على المسواك
واستشاطتْ من شكوِنا ثم قالت
شغلي عن مقالة الأفاك
لو به ماشكاهُ منا لما عرْ
رَضنا في نسيبه للهلاك
ثم ولَّتْ كالشمسِ أعلى قضيبٍ
فوق دِعصٍ رابٍ على الأوراكِ
بأبي تلك حين لجَّ بها الإع
راضَ من واصلٍ ومن ترّاك
نال قلبي من حبها مثلَ مانا
ل بني هاشمٍ من الأتراك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مُقَلَ العين لاعدمتُ كَراكِ
مُقَلَ العين لاعدمتُ كَراكِ
رقم القصيدة : 61835
-----------------------------------
مُقَلَ العين لاعدمتُ كَراكِ
فيم عرضتِ مهجتي للهلاكِ
إن تكوني أنحلتِ جسمي فقد
أبكيتِ عيني مع العيون البواكي
أمرضتني إمراضَ أجفانك الوُطْ
فِ بألحاظك الحِدادِ البواكي
يوم أوقعتِ من خلال سجو
فِ الرّقْمِ قلبي من الهوى في شِباك
ثم أوقعتني ومتّعتِ بالغم
ضِ برعي النجوم والأفلاك
بأبي السافكاتُ بالعهد منكنْ
نَ دماءَ الجبابِر الفُتّاك
الدقاقُ الخصورِ في هَيف القدْ(73/422)
دِ عِراضُ الأعجازِ والأوراك
الرقاقُ الثغورِ يبسمْنَ عنهنْ
نَ بروقاً لنا لدى التَّضحاك
العذابُ الأفواه تشهدُ بالطي
بِ عن طيبها غصونُ الأراك
المُضلات للحلومِ من العبَّا
د والمُفتنات للنساك
كيفما كنتِ لي فلستِ ترى
لي لذة ً للحياة حتى أراك
أنا مذْ موقفي لوقتِ وداعٍ
منك بادي النحولِ من جرّاك
صرفتك الأيامُ عني وماتص
رفُ قلبي إلى وصالِ سواك
لم ينل صاحبُ الزنوج من الإس
لام طراً ما نالني من هواك
كنتُ أرجوك مثلَ ماكنتُ بالغي
ب لضعفي عن هجرهم أخشاكِ
فطواكِ الزمانُ عني فيا لي
ت طواني المنونُ حين طواكِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بأبي وأمّي أنتُم
بأبي وأمّي أنتُم
رقم القصيدة : 61836
-----------------------------------
بأبي وأمّي أنتُم
من عصبة ٍ ياآلَ مالكْ
ماللزمانِ يزفُّكم
في كلّ يومٍ للمهالك
أفناكُمُ إلاّ تزا
لَ حُماتكم بين الشوابكْ
ثبتتْ لكم أعراقُكُمْ
حتى ثويتم في المعاركْ
بأبي وجوهُكُم التي
دَميتْ بأطراف السنابك
ولقد تكونُ أهلَّة ً
للناس في الظُّلمِ الحوالكْ
أنصابُ فيكمْ بالرَّدى
وتسدُّ دونكُمُ المسالك
أمست سبيلُ مزاركم
ممنوعة ً من كل سالك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياأبا قاسمٍ قطعْتَ من العا
ياأبا قاسمٍ قطعْتَ من العا
رقم القصيدة : 61837
-----------------------------------
ياأبا قاسمٍ قطعْتَ من العا
داتِ ماكان وصلُه بك أنكى
وكفانا مكان مافات منه
فضلُ من أضحك الأنامَ وأبكى
وتركناك والذي قد تخير
تَ ولسنا نرى لوصلك تركا
وسنزدادُ في الحِفاظِ وفي الودْ
دِ إذا ازددتَ في القطيعة ِ مَحْكا
إن خيرَ الثمار ماردّه الأكْ
لَ مردّاً أُنيطَ ذكراه عنكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ماضرهُ جُدَرِيٌّ حلّ وجِنتَه
ماضرهُ جُدَرِيٌّ حلّ وجِنتَه
رقم القصيدة : 61838
-----------------------------------
ماضرهُ جُدَرِيٌّ حلّ وجِنتَه
لولا النجومُ إذاً لم يحسن الفلكُ
إن العيون لتشتاقُ الرياضَ إذا(73/423)
ماالزهرُ أشرقَ فيها وهوْ مُشتبك
ولن يزيدَ بَهاءً تاجُ مملكة ٍ
حتى يرصعَهُ بالجوهرِ الملك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامَنْ يُعمِّي على حليلتِه
يامَنْ يُعمِّي على حليلتِه
رقم القصيدة : 61839
-----------------------------------
يامَنْ يُعمِّي على حليلتِه
شيباً يريها خضابُه حَلِكا
أعجِبْ بتزويرك الخضابَ على
من تتولاه في الخلاء لكا
لن تنقَل الشيبَ عن خليقته
ماعشتَ حتى تُصرّف الفلكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هل حسنُ في نحلِك
هل حسنُ في نحلِك
رقم القصيدة : 61840
-----------------------------------
هل حسنُ في نحلِك
أو جائز في مِلَلِكْ
لهُوك عن مُؤمّلك
بالأمس في قُطْرُبُّلك
مع الفتى الكهلِ الملكْ
مؤمّلي مؤمَّلكْ
معوّلي معولك
مفضّليِّ مفضَّلِك
مبجَّلي مبحَّلِكْ
مخوّلي مخولك
مذلَّلي مذلَّلك
مقتبلي مقتبلك
ممثّلي ممثّلك
ومعقلي ومعقِلك
وموْئلي وموئِلك
لا ذاكري في نَقلك
كلا ولا في مَنزلِك
كلا ولا في نَهلِك
كلا ولا في غزلِك
كلا ولا في جدلِك
سأنتحي في عذلك
أو تنتهي عن نحلكْ
وعن دواهي غِيَلك
والمتَّقي من خَتَلك
إذا انبرتْ من حِيلك
وعش لنا في خَوَلكِ
مرفَّلاً في حُلَلِكْ
يلقاك في مُستقبلك
سؤلُك في منتهلِك
مزحزحا عن أجلك
مُبحبحاً في أملك
مصحَّحاً من عِلَلِك
مسلَّماً من زللِك
مستيئساً من خَلَلِك
متبرعاً في بِذلك
فيك غنى عن بذلك
في سكرة من جَذَلِك
بين مثاني كِلَلِكْ
على تمادي نَغلِك
وما أرى من دَغَلك
وعُطلتي من قَبِلك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لايَحْزُنَنكَ مَن يمو
لايَحْزُنَنكَ مَن يمو
رقم القصيدة : 61841
-----------------------------------
لايَحْزُنَنكَ مَن يمو
تُ فلم يمُتْ من ماتَ قَبلكْ
ماماتَ إلا من تطا
وَلَ عُمرهُ وأُذِيقَ ثُكْلَكْ
لا ذاق ثُكلكَ ذائقٌ
حتى يرى في الناسِ مِثْلك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياطيبَ ريقٍ باتَ بدرُ الدُّجى
ياطيبَ ريقٍ باتَ بدرُ الدُّجى(73/424)
رقم القصيدة : 61842
-----------------------------------
ياطيبَ ريقٍ باتَ بدرُ الدُّجى
يمجّهُ بين ثناياكا
يروى ولا ينهاكَ عن شُربِه
والماءُ يرويكَ ويَنهاكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> الناسُ كلُّهمُ فدى ً لكْ
الناسُ كلُّهمُ فدى ً لكْ
رقم القصيدة : 61843
-----------------------------------
الناسُ كلُّهمُ فدى ً لكْ
إني رضيتُهمُ فِدى ً لكْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يجودُ البخيلُ إذا ما رآكَ
يجودُ البخيلُ إذا ما رآكَ
رقم القصيدة : 61844
-----------------------------------
يجودُ البخيلُ إذا ما رآكَ
ويسطو الجبانُ إذا عاينَكْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لازالَ يومُك عِبرة ً لغدِكْ
لازالَ يومُك عِبرة ً لغدِكْ
رقم القصيدة : 61845
-----------------------------------
لازالَ يومُك عِبرة ً لغدِكْ
وبكتْ بشجوٍ عينُ ذي حَسدِكْ
فلئن نُكِبْتَ لطالما نكبتْ
بكَ هِمة ٌ لجأتْ إلى سندك
لو تسجُد الأيام ماسجدَتْ
إلا ليومٍ فتَّ في عضُدك
يانعمة ً ولّتْ غضارتُها
ماكانَ أقبح حُسنَها بيدك
فلقد غدتْ برداً على كَبِدي
لمّا غدتْ حَراً على كبدك
ورأيتُ نعمى اللَّه زائدة ً
لمّا استبان النقصُ في عددِك
ولقد تمنّتْ كلُّ صاعقة ٍ
لو أنها صُبَّتْ على كبدك
لم يبقَ لي مما بَرى جسدي
إلا بقاءُ الروحِ في جسدك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أباعثمان أنت عميدُ قومِكْ
أباعثمان أنت عميدُ قومِكْ
رقم القصيدة : 61846
-----------------------------------
أباعثمان أنت عميدُ قومِكْ
وجودُك للعشيرة ِ دونَ لَومِكْ
تمتعْ من أخيك فما أُراهُ
يراكَ ولاتراهُ بعد يومِك
العصر العباسي >> ابن الرومي >> طباهجة ٌ كأعرافِ الديوكِ
طباهجة ٌ كأعرافِ الديوكِ
رقم القصيدة : 61847
-----------------------------------
طباهجة ٌ كأعرافِ الديوكِ
تروقُ العين من شرط الملُوكِ
هلُمّ إلى مُساعدتي عليها
فلستَ لمثلِ ذلكَ بالتَّروكِ(73/425)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ونرجسٍ كالثغور مبتسمٍ
ونرجسٍ كالثغور مبتسمٍ
رقم القصيدة : 61848
-----------------------------------
ونرجسٍ كالثغور مبتسمٍ
له دموعُ المحدِقِ الشاكي
أبكاهُ قطرُ الندى وأضْحكَهُ
فهْو مع القطر ضاحكٌ باكي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أخالدُ قد أصبحت قيَّم نسوة ٍ
أخالدُ قد أصبحت قيَّم نسوة ٍ
رقم القصيدة : 61849
-----------------------------------
أخالدُ قد أصبحت قيَّم نسوة ٍ
كَملْنَ خلاعل السوء مِثْلَ كمالِكا
لعينيكَ مايفعلْنَ غيرَ مُكاتم
وماذاك إلا من هَوان سِبالكا
نساءٌ إذا ماأظهر اللَّهُ آية ً
تُحاذرِ منها الصالحاتُ المهالكا
رفعنَ لمُرتادِ الزنا أرجُلَ الزنا
عُروضاً ويدي الداعيات هُنالكا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا كُنتَ مضطري إلى القول بالذي
إذا كُنتَ مضطري إلى القول بالذي
رقم القصيدة : 61850
-----------------------------------
إذا كُنتَ مضطري إلى القول بالذي
عتبْتَ له فاعدِر وقل فيّ بالعدلِ
أرى العرفَ شِرباً لا يصحُّ صفاؤه
إذا وقعتْ فيه قذاة ٌ من المطلِ
تأملْ أباسهلٍ بعينٍ بصيرة ٍ
ولاتخلطنَّ الجِدَّ في ذاك بالهزلِ
أسخَّى عن الدارِ المقيمِ نعيمُها
سِوى أنها شيء يُنال على مهلِ
أم اختيرت الدنيا على تلك زوجة ً
لشيءٍ سوى تعجِيلها حاجة َ البعلِ
ألا مالحاجاتٍ تساعى وحاجتي
مقيّدة ٌ تمشي الهُوَيْنا على رِسلِ
وياليتها تمشي الهُوينا على الصَّفا
ولكنها تمشي العرضنَة َ في الوحلِ
تسحبت عِلما إن لي متسحبّاً
عليك دِميثا في دَهاسٍ من الرمل
وماليَ إدلالٌ عليك بنعمة ٍ
سوى نِعمٍ أولْيتَنِيها أبا سهلِ
وأنت الذي يعتدُّ نُعماه مِنَّة ً
لقابِلها لا عن غباءٍ ولاجهل
ترى النعمة َ المُسْداة َ منك كنعمة
عليك تُجازيها فدهرُك للبذل
إذا أنت أنهلْتَ العُفاة عللتَهم
فجدوى على جدوى وفضلٌ على فضل
ولن يُرويَ الساقي حوائمَ وِردِه
إذا لم تكن سقياه عَلاّ على نهلِ(73/426)
فلا عِدم الوُرّادِ منك هشاشة ً
لِسَقْيهمُ سجْلاً رويّا على سجْلِ
رضِيتُك للخُلاّن إلا لِواحدٍ
شهدْتَ له بالفضل في الظَّرفِ والعقل
مججتَ له أرياً فلما استراثه
لسعْتَ ولسْعُ المجتني سُنَّة النحلِ
فكُنْ نحلة ً تُجدي بغير معرّة ٍ
وجُدُ مُعفياً فيه من العدل والعذلِ
وفز ببقاءِ البَعْدِ إن بقاءه
مدى الدهرِ واستأثِر بسابقة ِ القَبْلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياأبا المُسْتَهل ماذا تقول
ياأبا المُسْتَهل ماذا تقول
رقم القصيدة : 61851
-----------------------------------
ياأبا المُسْتَهل ماذا تقول
في جَوارَشْنَ جُلُّهُ زنجيلُ
لاتُضِعْهُ فإنك ابنُ دلالٍ
والدَّجاجُ السمينُ طعمٌ ثقيلُ
قلْ لنا بالذي يُزيرك في النو
مِ خيالَ الرغيفِ كيف تقولُ
سلحة ٌ في قفاك تنشقُّ عنه
ثم تَبتَدُّ عارضيْك تسِيلُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أذَقْتَنا ودّك حتى إذا
أذَقْتَنا ودّك حتى إذا
رقم القصيدة : 61852
-----------------------------------
أذَقْتَنا ودّك حتى إذا
قلنا لذيذٌ كِدْتَ أن تغلو
خِفْت متى واصلتْ إملالنا
فخفْ إذا هاجرْتَ أن نَسْلو
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أتَرْضى بأنَّ أصبح لم يحُلْ
أتَرْضى بأنَّ أصبح لم يحُلْ
رقم القصيدة : 61853
-----------------------------------
أتَرْضى بأنَّ أصبح لم يحُلْ
وقد حال ماعَوَّدْتَنِيهِ من البذلِ
أبى اللَّهُ أن ترضى بتلك خليقة ً
لأنك أولى بالوفاءِ من النخلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> جرَّدتَ عَزْما لماءِ النيلِ تصرفُه
جرَّدتَ عَزْما لماءِ النيلِ تصرفُه
رقم القصيدة : 61854
-----------------------------------
جرَّدتَ عَزْما لماءِ النيلِ تصرفُه
عن البثُوقِ إلى إسناءة ِ النيلِ
تجريدَكَ العزمَ للأموالِ تعدِلُها
إلى الحقائقِ عن سُبْلِ الأباطيلِ
إذا الأصابعُ مُدّتْ نحو ذي مِننٍ
مُدتْ إليك بفعَّالِ الأفاعيل
كما إذا هي مُدت نحو ذي لسن(73/427)
مُدّتْ إليك بقوَّالٍ الأقاويل
جلَّتْ مساعيك أن تُنْثي إذا نُثيتْ
إلا بِقيلِك أو شرواهُ في القِيلِ
ماأحدثَ الدهرُ توعيراً لمُلتمسٍ
إلا دِعيتَ أبا سهلٍ لِتسهيلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاح شيبي فرحتُ أمرحُ فيه
لاح شيبي فرحتُ أمرحُ فيه
رقم القصيدة : 61855
-----------------------------------
لاح شيبي فرحتُ أمرحُ فيه
مرحَ الطّرفِ في العِذارِ المحلَّى
وتولَّى الشبابُ فازدَدْتُ ركضاً
في ميادينِ باطِلي إذ تولّى
إنْ مَنْ ساءه الزمان بشيء
لأحقُّ امرىء ٍ بأن يتسلى
أترى أن أسوءَ نفسي لما
ساءني الدهر لالعمريَ كلا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أرسلني عاشِقٌ بحاجتِهِ
أرسلني عاشِقٌ بحاجتِهِ
رقم القصيدة : 61856
-----------------------------------
أرسلني عاشِقٌ بحاجتِهِ
فجئت بين الرجاء والوَجَلِ
لاتُخْجِلني بالردّ حسْبُك ما
ترى بخدي من حُمرة ِ الخجلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ردّني صالحٌ وقال اعتلالا
ردّني صالحٌ وقال اعتلالا
رقم القصيدة : 61857
-----------------------------------
ردّني صالحٌ وقال اعتلالا
أنا أخشى ضراوة َ السُّؤالِ
خاف فتحِي بابَ السؤال عليه
أغلق اللَّه عنه باب السؤالِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كأنّ له في الجو حبلاً يبوعه
كأنّ له في الجو حبلاً يبوعه
رقم القصيدة : 61858
-----------------------------------
كأنّ له في الجو حبلاً يبوعه
إذا ماانقضى حبلٌ أُتيح له حَبْلُ
يعانقُ أنفاسَ الرياح مودّعاً
وداعَ رحيلٍ لا يُحَطّ له رحْلُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا كان امرؤ لأتيِّ مالٍ
إذا كان امرؤ لأتيِّ مالٍ
رقم القصيدة : 61859
-----------------------------------
إذا كان امرؤ لأتيِّ مالٍ
قراراً كنتَ أنت له مَسيلا
وقالوا لو أطلتَ المدحَ فيه
فقلتُ لهم ولم أظلم فَتيلا
لعمرُ أبيكمُ إنّ ابن يحيى
لأقربُ مُسْتَقى ً من أن أُطيلا
ولو أنّي قربْتُ بهِ جَرُوراً(73/428)
عبأتُ لوِردِهِ مَرساً طويلاً
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يابن التي كانت إذا سُئلتْ
يابن التي كانت إذا سُئلتْ
رقم القصيدة : 61860
-----------------------------------
يابن التي كانت إذا سُئلتْ
عما استبان بها من الحَبلِ
قالت رِياح وهْي كاذبة
وتعللت في ذاك بالعللِ
مامُهرت مهراً ولانُكِحَتْ
إذْ ذاك في حَلي ولا حُلَلِ
أتُرى الرياحُ تحولتْ حَبلاً
إنّ الرياحَ لجمة ُ النُّقل
أبني رياح إن نعمتَكمرجزكروّس يمضي بآدِ أصلهِإذا مضى الرمحُ بذَلقِ نَصْلِهِ أقعتْ عليهِ فَيْشة ٌ من شكْلِهِفطحاءُ يمضي مثلها بمثلهِ بذيء
عارُ الزمانِ وعُرة الدولِ
كروّس يمضي بآدِ أصلهِ
إذا مضى الرمحُ بذَلقِ نَصْلِهِ
أقعتْ عليهِ فَيْشة ٌ من شكْلِهِ
فطحاءُ يمضي مثلها بمثلهِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> له عِرسٌ له شركاء فيها
له عِرسٌ له شركاء فيها
رقم القصيدة : 61861
-----------------------------------
له عِرسٌ له شركاء فيها
كسابلة ٍ تضمهمُ سبيل
يحِلّ لبعلها مائة ٌ سِواها
لأن نصيبه منها قليل
إذا لم يُرضِها نشزتْ عليه
فتحرصُ أن يكون لها خليلُ
وهل عِرضُ الفتى إلاغَبيط
يميل غِبطُها لولا العديل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تذَّكرْتُ ماسخَّى بنفسيّ عنكُم
تذَّكرْتُ ماسخَّى بنفسيّ عنكُم
رقم القصيدة : 61862
-----------------------------------
تذَّكرْتُ ماسخَّى بنفسيّ عنكُم
فلم أرهُ مالاً ولم أره أهْلا
بلى خطراتٌ مِن طويلة كلّما
خطرْنَ وجدْتُ الوعْر من بعدِكُم سهلا
إذا مُثّلتْ لي لحية الليفِ خطرة
سلوتكمُ كرهاً وأن كنتُ لاأسلا
وماخِلْتُ نفسي تقتضيني لقائكم
فأمنحها لولا شناءتُه المطلا
أرى قربكم عِدلَ الحياة وروحَها
ويعدل عندي قُربه الموت والقتلا
وكيف تلذ العينُ وجهَ حبيبها
وفيها قذاة لاتزال لها كُحلا
خذوا بإباقي لحية َ الليفِ أو خُذُوا
بتشريده عني معزمكم فضلا
لئنْ كان للصبيان أُمٌّ دميمة ٌ(73/429)
تُخَنّقُهم صَرعاً وتُوسِعهم خبلا
فإن أخانا لحية الليفِ بعلُها
ألا قبح اللَّه الحليلة والبعلا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا المرءُ لم يُظهر لطالبِ رِفدِهِ
إذا المرءُ لم يُظهر لطالبِ رِفدِهِ
رقم القصيدة : 61863
-----------------------------------
إذا المرءُ لم يُظهر لطالبِ رِفدِهِ
عُبوساً ولابِشْراً فليْسَ بطائلِ
وذاك امرؤ لا باخلٌ همَّ بالندى
فسيىء َ ولاسمْحٌ فسُرَّ بسائِلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رُبَّ كعاب في حجابٍ لم تزلْ
رُبَّ كعاب في حجابٍ لم تزلْ
رقم القصيدة : 61864
-----------------------------------
رُبَّ كعاب في حجابٍ لم تزلْ
مثلِ الغزالِ عنقاً ومُكتحَلْ
لم تكتحِلْ مقلتُها سوى الكَحَل
ولايحلّي جِيدها إلا العَطل
مازِلت منها في مِطالٍ وعللْرُبَّ كعاب في حجابٍ لم تزلْ
مثلِ الغزالِ عنقاً ومُكتحَلْ
لم تكتحِلْ مقلتُها سوى الكَحَل
ولايحلّي جِيدها إلا العَطل
مازِلت منها في مِطالٍ وعللْ
حتى إذا ماقَدَرُ البينِ نزل
خلسْتُ منها نظرة على وجل
آخِرُها أولُها من العجل
ثم أجنَّتها غياباتُ الكِلل
فكان مانلتُ وكانت في المَثل
كالشمسِ غامتْ يومَها حتى الطَّفل
ثم انجلتْ والشطرُ منها قد أفل
فنلت مِنها نظرة على عجل
مص رُبَّ كعاب في حجابٍ لم تزلْ
مثلِ الغزالِ عنقاً ومُكتحَلْ
لم تكتحِلْ مقلتُها سوى الكَحَل
ولايحلّي جِيدها إلا العَطل
مازِلت منها في مِطالٍ وعللْ
حتى إذا ماقَدَرُ البينِ نزل
خلسْتُ منها نظرة على وجل
آخِرُها أولُها من العجل
ثم أجنَّتها غياباتُ الكِلل
فكان مانلتُ وكانت في المَثل
كالشمسِ غامتْ يومَها حتى الطَّفل
ثم انجلتْ والشطرُ منها قد أفل
فنلت مِنها نظرة على عجلهن
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاتغافلْ يا أبا الصق
لاتغافلْ يا أبا الصق
رقم القصيدة : 61865
-----------------------------------
لاتغافلْ يا أبا الصق
رِ وليستْ فيك غفلَهْ
إن حرمانَك مَنْ لم(73/430)
تحرمِ العافينَ قبلَه
مثْلة ٌ منك به في النْ
ناسِ تُنسي كلَّ مثلهْ
وجزاءُ المدحِ بالمث
لة ِ شيءٌ لسْتَ أهله
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رمضانُ يزعمُه الغواة ُ مباركٌ
رمضانُ يزعمُه الغواة ُ مباركٌ
رقم القصيدة : 61866
-----------------------------------
رمضانُ يزعمُه الغواة ُ مباركٌ
صدقُوا وجدّك إنه لَطويلُ
شهرٌ لعمرُك لا يقلُّ قليلهُ
وكذا المبارك ليس منه قليل
تتطاولُ الأيام فيه بجهدِها
فكأنَّ عهدَ الأمسِ منه محيل
لو أنه للقاطعين مسافة ً
لحسبتَ أن الشبر فيها مِيل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقاسمُ يامن لم يزلْ ذا نقيبة ٍ
أقاسمُ يامن لم يزلْ ذا نقيبة ٍ
رقم القصيدة : 61867
-----------------------------------
أقاسمُ يامن لم يزلْ ذا نقيبة ٍ
بجدٍّ وحدٍّ منه غير كليلِ
أتيتك مشتطّاً عليك مثقَّلاً
لأنك حمَّالٌ لكلّ ثقيلِ
ولي حاجة ٌ في أن تُنيل وأن ترى
مكاني بلا منّ مكان مَنيلِ
وفي أن يكونَ النَّيلُ نيلاً معجَّلاً
كثيراً تراه لي أقل قليل
وأن تتلقاني مُجلاًّ مُصانِعاً
كما صانعَ الجانِي ولّى قتيلِ
وأن تتولاّني إذا اعتلَّ مذهبيٍ
برفق طبيب مُحْسِنٍ بعليلِ
وفي أنْ إذا أطرقتُ إطراقَ خادمٍ
طفِقتَ تراعيني بعينِ خليل
وفي أن تمدّ الظلَّ لي وتديمَه
فما ظِلُّ خيرٍ زائلٍ بظليلِ
وفي هذه كلُّ اشتطاطِ وإنها
لتعظُمُ إلا عندَ كلّ جليل
وفي أنني قدرتُ فيك احتمالها
شفيعُ وجيهٍ عند كلّ نبيل
ومابرحتْ نفسي تنقَّى ثمارَها
وتعطيكُها إعطاءَ غيرَ بخيلِ
وتحتقرُ الحظَّ الجزيلَ تقيسُه
بقدْرِك ياوهّابَ كلّ جزيل
ألم ترَ أني إذْ تضاءلَ سائلٌ
تضاؤلَ مقموعِ الرجاءِ ذليلِ
سموْتُ بنفسٍ لم تضاءلْ مخافة ً
لتفعلَ بي أفعالَ غيرِ ضئيل
وطال مقالي في احتكامي وربّما
رأيتُ طويلَ القولِ غيرَ طويلِ
ومالي عديلٌ في اشتراطي شرائطي
وإنك للغادي بغيرِ عديلِ
فإن يكُ من آبائك الخيرُ سنة ً
فمثلك من لم يعدُها لسبيلِ(73/431)
وإلا فكنْ لي أولاً في استناتِها
فما زلتَ مهدِيّاً بغيرِ دليل
رفعْتُك فوق الفاعلين بسومِها
فلا ترضى مما دونها ببديلِ
لكيما يقولُ اللَّه والحقُّ والهوى
جميلٌ تقصّى فعلَ كلّ جميلِ
وماأنا فيما رمْتُه بمفنَّدٍ
وماأنا فيما قلْتُه بمُحيلِ
وكيف اقتصادِي في سؤاليكَ بعدما
أفضتَ من الخيراتِ كلَّ سبيلِ
قالوا هجاك أبوحفص الوراق ولحيتُه
فقلتُ ماأنصفاني في الذي فعلا
ليعتزلْ أحد القِرْنين ثم يرى
حربي إذا قذفت أرجاؤها الشعلا
أبى له اللؤُم أن يغني بوحدته
وأن يصادف إلا عاجزاً وكَلا
ماكان قِرني لولا عونُ لحيتِه
فقلْ له عني احلِقها وكنْ رجلا
إذا المجنونُ قد قامَ
وللغُرمولِ دِلدالُ
ووافتْهُ من الأيدي
كرانيبٌ وأسطالُ
فلما كثُر القيل
على المجنونِ والقالُ
فصاح الشيخ بالناسِ
وفي الحمام أجيالُ
فأوعى جوفه المجنو
ن جُردنا له حال
وكان الشيخُ رجراجاً
له لحمٌ وأوصال
وقد ضمَّهما الحِما
مُ والمجنون صوّالُ
نزا بعضُ المجانين
على شيخٍ له مالُ
فإن غدتْ أجرة الحلاّقِ تعوزُههزجنزا بعضُ المجانينعلى شيخٍ له مالُ وقد ضمَّهما الحِمامُ والمجنون صوّالُ وكان الشيخُ رجراجاًله لحمٌ وأوصال فأوعى جوفه المجنون جُردنا له حال فصاح الشيخ بالناسِوفي الحمام أجيالُ فلما كثُر القيلعلى المجنونِ والقالُ ووافتْهُ من ا
فقد أبحتُ يديهِ نتفها خُصل
يُعيد القولَ مرَّات
يرونا نشتهي قالوا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أصبحتُ بين خصاصة ٍ وتجملٍ
أصبحتُ بين خصاصة ٍ وتجملٍ
رقم القصيدة : 61868
-----------------------------------
أصبحتُ بين خصاصة ٍ وتجملٍ
والمرءُ بينهما يموتُ هزيلا
فامددْ إليَّ يداً تعوّدَ بطنُها
بذلَ النّوالِ وظهرُها التقبيلا
نبتِ البقاعُ بجنب عبدِكَ ضاحياً
فامهدْ لعبدك في ذَراك مَقِيلا
وأفي عليه الظلَّ بعد زوالهِ
لازال ظِلُّكَ ماحييتَ ظليلا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياأبا أيوب هذي كنية ٌ
ياأبا أيوب هذي كنية ٌ(73/432)
رقم القصيدة : 61869
-----------------------------------
ياأبا أيوب هذي كنية ٌ
من كُنَى الأنعامِ قِدْما لم تزل
لقد وُفّقَ مَنْ كنّاكها
وأصاب الحقَّ فيها وعَدَلْ
أنت شِبهٌ للذي تُكنَى به
ولبعضِ الخَلْقِ من بعض مَثلْ
لستُ ألحاكَ على ماسُمْتني
من قبيحِ الرد أو منعِ النَّفل
قد قضى قول لبيدٍ بيننا
إنما يجزى الفتى ليس الجمل
كم حذوناك لترقى في العلا
وأبى الله فلا تعل هبل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يارجلاً أوفى على كلُّ رجلْ
يارجلاً أوفى على كلُّ رجلْ
رقم القصيدة : 61870
-----------------------------------
يارجلاً أوفى على كلُّ رجلْ
يامَنْ متى تقصرُ الناسُ بَطلْ
يامَنْ غدا يسلك في أهدى السُّبل
ياذا الأيادي والسحابات الهُطل
مابالُنا نُجْفَى على رُخْصِ الرُّسلْ
عندكم وما شُغلتم بشُغلُ
لابأسَ إن كان صفاءٌ لم يَحُل
حاشاكمُ غدرَ بني الدنيا المُلُل
أنَّى تزولون ونحن لم نَزُل
كيف يكونُ النقصُ أوْلى بالكُمُلْ
وبهجة ُ الزينة ِ أوْلى بالعُطلْ
أو ينكُلُ الماضونَ أو يمضي النُّكل
أو يغفلُ الأذكونَ أو يذكو الغُفل
أقسمتُ لاتفعل إلا ماجَمُل
وكُنتُم قِدْماً بني وَهب فُعُل
كلَّ فعالٍ لا يراه مَنْ نَذُل
بل مَنْ علتْ رتبتُه ومَنْ نبل
لم يأتكُم من دُبرٍ ولاقُبل
ولاعن الأيمانِ منكمْ والشُّمل
ولامِنَ العُلو ولامما سفُل
لومٌ ولالؤمٌ ولستُم بالعُجُل
ولالنُعْمَى عن وليّ بالنُّقل
ولاعلى الضارعِ بالأُسد البُسُل
لكم عن الحاسرِ أظفارٌ كُلُل
لاتعرفُ البغي وأنيابٌ فلُلُ
إنك إن ناقشتني ولم تؤُل
إلى مُساهاة ِ المساميح البُذُل
وملتَ عنّي وعدلتَ في العدل
وضعتُ خدّي ضارعاً ولم أصُل
ولم أُهزهزْ حَربتي ولم أجلْ
حرْبُك لا يشهدُها المرءُ الفُضُل
لاسيما مَنْ دقَّ جداً وضؤُل
بل مَنْ علتْه دِرْعُه ومن جَزُل
وماجِمالي للفراق بالذُّلل
بل هي عن ذاك وثيقاتُ العُقُل
وعن سبيلِ عاندٍ عنك ضُلُل
وهي إذا أمَّتك أطلاقٌ ذمُل(73/433)
نوازعٌ لا يتَّرعِنَ للجُدُل
فأينَ لي عنكَ فأقلني أو فقل
حمّلتني ماليس في وسعِ البُزُل
نهضٌ به ولم أخُن ولم أغل
لاهَوْلَ إن صَدُّكَ عني لم يهُل
تلك التي تُبدي المشيبَ في القُذُل
سُمْ مثل ماقد سُمتني من لم تَعُل
ولاتُناقش من له فيكَ أُكل
واعفُ ودع لؤمَ القرى لمن رذُل
قد كان عندي طيّباً من النُّزل
ذاك التحفّي فأعِدْهُ إنْ سَهُلْ
بل في المعالي حملُهُ وإِنْ ثَقُلْ
وليس أخلاقُكَ بالجُنْد الخُذُلْ
المستعينين بها ولا الجُهل
لا تجعلنّي عِظة مثلَ الفُتل
تُضيءُ للناسِ وهم فوق المُثَل
محترقاتٌ للمفاريح الجُذل
أيُّ امرىء ٍ وازنتَهُ فلم يَشُلْ
قُلنا ولو نصبرُ عنكمْ لم تقُل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ليُطمِعْكَ في رَجَعاتِ الملو
ليُطمِعْكَ في رَجَعاتِ الملو
رقم القصيدة : 61871
-----------------------------------
ليُطمِعْكَ في رَجَعاتِ الملو
ل أن الملولَ يَملُّ المَلالا
يملُّ القطيعة َ مُعتادُها
كما ملَّ من قبلِ ذاك الوصالا
ولكن ملُولُكَ من لا يُري
عُ فاصرمْه أولا فرجِّ المُحالا
يُداوي الأطباء ذا علة ٍ
وأنَّى يُداوون داء عُضالا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا بن يحيى غُدِرتَ غدراً مُبيناً
يا بن يحيى غُدِرتَ غدراً مُبيناً
رقم القصيدة : 61872
-----------------------------------
يا بن يحيى غُدِرتَ غدراً مُبيناً
ورماك الزمانُ بالإقلالِ
أتراني قنعتُ منكَ بعذرٍ
لم تجدهُ إلا بلطفِ احتيالِ
طالما عِشتَ خافضاً فتجهَّزأو فأعتبْ يجتمع الدهرَ وفورُ الأعراض والأموالِ طويل تلقيت أبوابَ السماءِ بغرة ٍمُسَّومة ٍ فاستقبلتكَ تهلِّلُ وكفّ معاذَ اللهِ من بخلِ مثلهاأترفعُ للسَّقيا فتُسقى وتبخلُ
لركوب العوارم الأمثال
أو فأعتبْ يجتمع الده
رَ وفورُ الأعراض والأموالِ
طويل تلقيت أبوابَ السماءِ بغرة ٍ
مُسَّومة ٍ فاستقبلتكَ تهلِّلُ
وكفّ معاذَ اللهِ من بخلِ مثلها
أترفعُ للسَّقيا فتُسقى وتبخلُ(73/434)
تجورون أحياناً وأنتم أُولو عدلِ
كما لو هجاكُمْ شاعرٌ حلَّ قَتْلَهُ
أما قد احسنَ استدعاءَ حامِلِه
طفلٌ على بطن أم الطفل محمولُ
ياتونَ لم يدعُهُم داعٍ سوى كمرٍ
لها حقائقُ أولاها الأباطيلُ
تحضَّنتْ خُلَّتي عُوداً فحضَّنها
طفلاً أتاها وفي أطفال تطفيلُ
جرَّ الصبيُّ الذي كانت تُناغِمُهُ
لنا صبباً وللتنزيلِ تأويلُ
كأنني بك قد سوئِلت حينئذ
فقلتَ قيْلاَ سديداً دُونَه القيل
في بيتهاوالذي حجَّ الحجيجُ له
وهل جنى الغيّ عن جانبيه معدو
يا ليت شعري وعِلمُ الغيب محتجيبٌ
في بيتٍ من ذلك المولودُ مكفول
واعدد لها سبعة أو تسعة ً كملا
يقدمْ عليم دهينُ الرأس مكحولُ
لا تمتعِض التي صاحتْ قوابلُها
قد التقتْ دجلة ُ العوراءُ والنيلُ
ما زال يحرثُ منها النيك أسفلها
والنيكُ يحرث ما لا يحرث البيل
ولا تَغاضبْ لتسفيل القريض بها
فكلُّ ما لقيتْ بالأمس تَسفيلُ
طفلٌ اراد وصيفاً كيّساً فبكى
حتى أتاهُ مليحُ القدّ مجدول
إذا ترعرعَ فهْو الدهرَ هِمتُهُ
وفي يديهِ لى الأبياتِ منقولُ
يخال في فِتِن اللاهي ضلالَته
وإنما فِتنُ الجهلِ الأضاليل
والجاثليقُ مع الإنجيل يدرسُهُ
كأن عثُنونَهُ الكشخانُ إنجيل
للهِ فتيانُ لهو مالَ مائلهُم
إلى التعاليلِ والعيشُ التعاليل
كانت أفاعيلُ مما أنت كارهُهُ
وشيعتها بمكروهٍ أقاويل
ألية ً يا كنى الفيلِ صادقة ً
لقد تحمَّلتَ ما لا يحملُ الفيلُ
أعزِرْ عليَّ بأن سُرَّتْ بليلتها
وأنت صبٌّ عميدُ القلب متبول
فاحدْ على نعمة ِ التكثيرِ واهبها
إذا لم يقعْ بدَلَ التكثيرِ تقليلُ
قد كثر الله فيها وهْي سالمة ٌ
والشملُ مجتمعٌ والحبلُ موصول
فقائلٌ لك قولاً لا أطوّلُهُ
وفي الأقاويل تقصيرٌ وتطويل
وغنني مُسلفٌ إياكَ تهنئتي
وللصنائع تعجيلٌ وتأجيلٌ
كأنني بكَ والخلاّنُ يؤمئذٍ
يُهنئونكَ جيلاً بعده جيلُ
ألم تُسبّلْ سبيلاً لا عُدولَ بها
عما يُحبون والحيراتُ سبيلُ
وما يريد بُغاة ُ النيكش من رجلٍ(73/435)
فيما أتى لطريق النيكِ تسهيلُ
ولا تُكلّف فتى اودى بعُذرتها
عقلاً فإنَّ دم الأستاه مطُلولُ
غدا عليها بنو اللذاتِ فابتذلوا
من سُؤْلِ نفسك ما صان السراويلُ
يا أحمد بن سعيدٍ لو بصرت بها
وذيلُها لأيورِ القومِ منديلُ
يا احمد بن سعيدس لو بصُرتَ بها
إذ الأكفُّ لساقيها خلاخيلُ
زلَّ الحِمارُ وكانت تيكَ مُنْيَتُه
إن الحمارَ حمارُ السوءِ مَوْحُول
قالتْ محبٌّ وقد عضَّ الزيّار بها
بين الندامى وسيفُ النيك مسلولُ
غَنَّتْ نهاراً وباتتْ وهْي زامرة ٌ
حتى الصباحِوللأحوالِ تحويلُ
باتتْ عروساً بازواجٍ وباتَ لها
عِرسٌ لعمْرُكَ لم يشهدهُ جبريلُ
نُبِّئْتُ أنَّ محبَّاً باتَ كعثبُها
زيداً وزيدٌ بحكم النحوِ مفعولُ
فيه مصائبُ منها ما أُصيبُ بها
وفي المصائبِ للميزان تثقيلُ
يا أحمد بن سعيد لا تَمتْ جزعاً
فالحبُّ طعمانِممرورٌ ومعسولُ
إحدى المصائب فاصبرْ يا بنَ أمّ لها
وهل على حدثان الدهر تعويلُ
هوَّن عليكَ فإنَّ الأمر وافقَها
وكان منها اعتناقٌ فيه تقبيلُ
وشِيبَ بشوبٍ من عيارتها
بادٍ وإنْ قالت الحسناءُ مجهولُ
لاتبخلن بمالٍ لستَ مالكَه
فلا يفُوتَّنك تبخيلٌ وتضليلُ
ولا تُحرّمْ على الفتيان مُتعتَها
فليس في الفتْكِ تحريمٌ وتحليلُ
وأحمدْ إلهَك واسألهُ سلامَتَها
واقبلْ فإن قليلَ الحبّ مقبول
فانعمْ بحُبلاكَ واعلمْ أنها جَزَرٌ
للنيكِ قد فُعلتْ فيها الأفاعيلُ
تيجان أهلِ التصابي من قرونهمُ
قِدْماً ومن صفوة فيها الأفاعيلُ
فاصبرْ على التاج أن التاج محتملٌ
وإن تحمَّلت تاجاً طُولُهُ مِيلُ
واعلم جُزيتَ ابا العباس نافلة ً
أنَّ المحبَّ له تاجٌ وإكليلُ
نذُلْ ثواباً لك الحسناءُ موعدَها
لكنَّ نائلها للمُرْدِ مبذولُ
صبراً جميلاً فإن الصبَّ مصطبرٌ
على القرونِ وإن ألوَى بها الطُّولُ
تساكرتْ كي يقول القائلون لها
لا يُسلبُ الحرُّ إلا وهْو مقتولُ(73/436)
ع كذاك فأوفوا مدْحَه ديَّة َ القتلِ بسيطيا أحمد بن سعيد لا تَمتْ جزعاًفالحبُّ طعمانِممرورٌ ومعسولُ فيه مصائبُ منها ما أُصيبُ بهاوفي المصائبِ للميزان تثقيلُ نُبِّئْتُ أنَّ محبَّاً باتَ كعثبُهازيداً وزيدٌ بحكم النحوِ مفعولُ باتتْ عروساً بازواجٍ وباتَ لهاعِر
العصر العباسي >> ابن الرومي >> من عذيري مِنَ الخلائفِ ضلّوا
من عذيري مِنَ الخلائفِ ضلّوا
رقم القصيدة : 61873
-----------------------------------
من عذيري مِنَ الخلائفِ ضلّوا
في سليمانَ عن سواءِ السبيلِ
وضعوا الرّفدَ والكرامَة َ منه
فيّ مقامَ العقابِ والتَّنكيلِ
نقلوهُ على الهزائمِ بغدا
دَ كأنْ قد أتى بفتحٍ جليل
ماأراهُمْ بذلك الفعلِ إلا
زهَّدوا الناسَ في البلاءِ الجميل
منْ يخوضُ الردى إذا كان من فَرْ
رَ أثابوهُ بالثوابِ الجزيل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فدَتْكِ النفسُ وهي أقلُّ بذلٍ
فدَتْكِ النفسُ وهي أقلُّ بذلٍ
رقم القصيدة : 61874
-----------------------------------
فدَتْكِ النفسُ وهي أقلُّ بذلٍ
صِلي حُسنَ المقالِ بحُسنِ فِعْلِ
أريني منكِ في أمري نُهوضاً
يُبيّن أن شُغلكِ بي كشغلي
أراكِ إذا حثثْتُكِ في كِتابي
ذكرتِ عناية ً ليستْ بهزل
وإن أغفلتُ حثَّكِ نمتِ عنّي
ولستُ لذاكَ يا أملي بأهل
تحرَّوا في فَكاكِ الأسر عنّي
تحرّي مثلكم في فكّ مثلي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياشبيه البدرِ في الحس
ياشبيه البدرِ في الحس
رقم القصيدة : 61875
-----------------------------------
ياشبيه البدرِ في الحس
نِ وفي بُعد المنالِ
جُدْ فقد تنفجرُ الصخ
رة ُ بالماءِ الزُّلالِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تخذتكُمُ دِرعاً وتُرساً لتدفعوا
تخذتكُمُ دِرعاً وتُرساً لتدفعوا
رقم القصيدة : 61876
-----------------------------------
تخذتكُمُ دِرعاً وتُرساً لتدفعوا
نِبَالَ العدا عنِّي فكنتُمْ نصالَها
وقد كنتُ أرجو منكُم خيرَ ناصرٍ(73/437)
على حينِ خذلان اليمين شِمالها
فإنْ أنتُمُ لم تحفظوا لمودّتي
ذِماماً فكونوا لاعليها ولالها
قفوا موقفَ المعذورِ عنّي بمعزلٍ
وخلّوا نبالي والعِدا ونبالها
فكم مِن أعادٍ قد نصلْتُ رُماتَها
وكم من رجالٍ مااستَنْبَتُ اعتزالها
وماأوْحشتْني وِحدة ٌ معْ مذلَّة ٍ
إذا الحربُ صفتْ خيلَها ورجالها
هي النفسُ إمّا أن تعيش بغبطة ٍ
وإلا فغنمٌ أن تزولَ زوالها
عفاءٌ على ذكرِ الحياة ِ إذا حمتْ
على المرءِ إلا رنْقها وسِمالها
قُلْ لمنْ ألبسَ الجمالَ جمالا
بالمعاني وهيبة ً وجلالا
أيُّها البدرُ لاتزل في كمالِ ال
أمرِ بدراً وفي النَّماءِ هِلالا
كيفُ كانتْ عُقْبى اقتصادكِ كانت
صحة ً مستفادة ً واندِمالا
واعتدالاً مِنَ المزاجِ كما أُو
تيتَ في الخُلْقِ والخلاق اعتدالا
فعلَ اللَّهُ ذاك أنك مازل
تَ المرضِيَّ ماارتضى فعَّالا
ياعليّ المكانِ لا يتعالى
كوضيعٍ مكانُهُ يتعالى
شكرَ اللَّهُ بذلكَ القُربِ للنا
سِ وإغناءَ فضلكَ السؤالا
ماتزالُ القريبَ من كلّ عافٍ
يشتكي خلة ً ويشكو هزالا
ولعمري لئنْ قربْتَ لقاءً
ونوالاً لقد بعُدتَ منالا
ولقد أوجبتْ عليك يد اللَّ
ه حقّ أنْ تُحسنَ الأعمالا
شُكرَ أنْ فضَّلتْك مرأى ً ورأياً
ومحلاًّ حتى فضلتَ الرجالا
جعل اللَّهُ طينة َ الناسِ صلصا
لا وأجراكَ سائحاً سلسالا
وبحقي أقول فيك بأني
لم أجدْ موعدَ المُنى فيك آلا
لمْ تزلْ مانحي سؤالاً وطوراً
مانحي عِشرة ً أراها نوالا
عِشرة ً تملأُ القلوبَ نسيماً
ونعيماً ونخوة ً واختيالا
ونوالا يُنيلُني كلّ سؤلٍ
ويقيني الخضوعَ والتسآلا
فمتى ماأردتُ كنتَ جنوباً
ومتى ماأردتُ كنتَ شمالا
وتمامُ اليد استماعُكَ فضلاً
من كلامي لا يُعجبُ العُذَّالا
إنما الحسنُ نسخة ٌ فيكَ خُطتْ
بيدِ اللَّهِ فامتثلها امتثالا
وامتثالُ الجميلِ مافي حُلاه
نسخُهُ من جمالهِ الإجمالا
لك نفسٌ وطينة ٌ لاتُذمَّا
نِ فشبِّه بجوهرَيْكَ الفعالا
شاكراً إنْ غدوتَ مُعطى ً قَبُولا(73/438)
واقتبالاً مقابِلاً إقبالا
ولما قلتُ هذه مستزيداً
صلة ً مستجدة ً بل وِصالا
واعتذاري من امتياحِيكَ ذنبٌ
فأقِل عثرتي عمرتَ مُقالا
قد لعمري أتَيْتُ جرماً عظيماً
باعتذاري وقد أسأت المقالا
واعتذاري من اعتذاري بوجهٍ
أنت أعديتَهُ الحياءَ الزُّلالا
فغدا يكثُرُ امتياحكَ في اليو
مِ وأمسى يبُلُّني إخضالا
عهدُ كفّى بفضل كفيكَ عهدٌ
يمنعُ السائل الملحَّ السؤالا
غيرَ أني أرى الجوائزَ وبْلاً
وأرى الرزقَ ديمة ً وظلالا
فاترٌ دائمٌ وجَمٌّ مُخلٌّ
وأخو الحزمِ يكرهُ الإخلالا
واجتماعُ الرّفدينَ فهْو محالٌ
عند قومٍ ولن تراهُ محالا
وقليلٌ يدومُ أرْجى وأحجى
بمقلّ ينفِّلُ الأنفالا
أنا عبدٌ عدوتُ طوري وأصبح
تُ كأني لاأعرفُ الإقلالا
وأدلَّتْ خليقتي وبناني
حين صادفتْ حاملاً إدلالا
كلّما جُدتَ لي تبعتُك في الجو
دِ فبدَّرتُ يمنة ً وشمالا
ليس إلا لأنّ نفسي تُريني
كلَّ شيءٍ بجود كفيْك مالا
وكذا أنتم لكم كلَّ يوم
مستنيلٌ إذا أُنيلَ أنالا
تمنحونَ اللُّهَى وتَغْذُوننا الجو
دَ فينثالُ بالعطايا انثيالا
فارتَهنْ خِدمتي بإجراءِ جارٍ
أرتضيهِ كفاية ً واتصالا
والذي أرتضيه جزءٌ صغيرٌ
ولك السؤددُ العظيمُ احتمالا
فأزِح عِلَّتي فإن كفافي
يمنعُ العذرَ مَنْ أرادَ اعتلالا
إن مقدارهُ متى تزِنُوهُ
تجدوه من إلفكُمْ مثقالا
قلَّ مقدارُ ماسألتُ من الرز
قِ وإنْ هَوَّلَ احتكامي وهالا
ومتى شِئْتَ أنْ تزيدَ فماذا
يمنعُ الغيثَ أن يُسحَّ السّجالا
أو يردُّ الفراتَ أو يردعُ السَّي
لَ إذا وافقَ المسيلَ فسالا
ليس في وسع قُوَّتي منعي المف
ضالَ في دولة ِ الغِنى الإفضالا
ياحيا سحَّ مُزنُه الوابلَ الهطا
لُ أرْدفْه دِيمة ً مِهطالا
ياغياثي إذا استرثتُ غِياثي
وثمالي إذا فقدتُ الثمالا
إن ذاك الكمالَ فيك غريمٌ
يتقاضاك في الأيادي الكمالا
والعطايا مجدداتٌ لكفي
كَ فجدّدْ لغرسِ كفيكَ حالا
آل وهب هنَّيتُمُ هبة اللَّ
هِ فما زلتُمْ لها أشكالا(73/439)
لكم هيبة ٌ تشرّدُ بالأسْ
دِ وعدلٌ يستنزلُ الأوعالا
قلتُ إذ رُدَّتِ الأمورُ إليكُم
نزل الملكُ دارهُ المحلالا
كانتِ الأرضُ ظُلمة ً وحروراً
أوسعا الناس فتنة ً وضلالا
فاخترعتم من الذكاءِ شُموساً
وابتدعتمُ من السماح ظلالا
قد نظرنا بأعينٍ صافياتٍ
صادقاتٍ إذا مُخيلٌ أخالا
فوجدنا فُضولكم صفواتٍ
ووجدْنا فضول قومٍ فضالا
كم رجاءٍ فيكم أثار جِمالاً
وعطاءٍ منكم أناخَ جِمالا
لابرحتُم مؤمَّلينَ مُنيلي
ن نَوالاً يحقّقُ الآمالا
يرتجي فضلكمْ مرجٍّ ويتلو
علَّكُم بالفواضِلِ الإنهالا
فتشدُّونَ لابنِ بؤسَى رِحالاً
وتحطونَ لابن نُعمَى رحالا
إنْ تكونوا علوْتُمُ وعلا النا
سُ فلستم وغيركمْ أمثالا
سادة ُ الناسِ كالجبالِ وأنتُمْ
كالنجوم التي تفوقُ الجِبالا
يمَّمتْ ربْعكم حُداة ٌ خِفافٌ
من رياحٍ تُزْجي سحاباً ثِقالا
مَنْ يخَفْ من زوالِ نُعمى عليه
آل وهبٍ فلن تخافوا زوالا
عشقتْ نعمة ُ الإله أخاكُم
وفتاهُ فما تريدُ الزَّيالا
في أبي القاسم المحبَّب والقا
سم مايمنعُ المَلُلَول الملالا
لم نجد عاشقاً إذا عَدَل المع
شوقُ في حُكمِهِ يريدُ انتقالا
إنْ رأت نِعمة ٌ نظيرَ أخيكم
وابنَه فلْتبدّلِ الأبدالا
لستُ ألحَى ألية ً حاسديكُمْ
غيرَ أني أقولُ طِلقاً حلالا
جُعِلتْ تلكم الخدودُ نعالاً
لكُمُ الدهر إن صلُحنَ نِعالا
ليَ منكم موالَي اللَّه مولى ً
مثلُهُ إن حكاه مثلٌ يُوالى
ماوجدناهُ للرَّغائبِ مُحتا
لا وإن كان للعُلا محتالا
قاسمٌ قاسمُ العطايا الصفايا
زادهُ اللَّه بالعلا استقلالا
سائلي عن أبي الحسين بدا الصب
حُ فأغنى أن تستضيء الذُّبالا
ذاكَ شخصٌ مهيأُ لاختيالٍ
وهْو يختالُ أن يُرى مختالا
ذو عقودٍ أبَيْن إلا انعقاداً
وحقود أبيْن إلا انحلالا
فترى عِرضَهُ عليه مصُوناً
وترى ماله عليه مُذالا
ولما المرءُ صائناً بكريم
أو يُرى المرء صائناً بدَّالا
تمَّ ذاك الجمالُ والحسنُ فيه
بخلالٍ لم تشكُ منها اختلالا(73/440)
عيبُ تلك الخِلالِ إن لم يملَّحْ
نَ بعيبٍ يكون فيهنَّ خالا
مالها عُوذَة ٌ سوايَ فإنّي
أردعُ العينَ أنْ تُصيبَ الجمالا
هاكَها والهاً إليك عروبا
تتثنَّى رشاقة ً ودلالا
لم أقُلْ هاكها لشيءٍ سوى العا
دة والشّعْرُ يركبُ الأهوالا
منطقٌ يطرحُ الكُنى ويسَمّي
منْ يُكنَّى ولا يُبالي مُبالا
جاهليٌّ كما علمتَ ولكِنْ
لاتراه يعاملُ الجُهَّالا
واعتدادي عليك بالمدح شيءٌ
جعلَ العقل دونَهُ لي عِقالا
ليس للمدحِ في معانيكَ إلا
أنه زادَ نُورَهُنَّ اشتعالا
أنت كالسيفِ ماؤُهُ منه والشع
رُ يدا صيقل تُجيدُ الصّقالا
والذي يكتسى بك الشعرُ أسْنى
مِن سناهُ عليك لاإشكالا
وأبْسُط العُذرَ في اختصارِ وليٍّ
لم يخف من إطالة ٍ إملالا
لاولا خال أنَّ حقك يقضى
بيسير وذاك مالنْ يخالا
حاشى لله أن إخالك تستث
قلُ مما يزينك الأثقالا
بل متى لم تكن تحبُّ وتهوى
من أماديح مادحيكَ الطوالا
أم متى لم أرَ الكثيرَ قليلاً
لك بالحقّ نية ً وانتحالا
غيرَ أنّي إذا بلغتُ مُرادي
لم أزِدْ فيه بعد ذاكَ قِبالا
فأردتُ اقتصاص حالي فلمْ أُلْ
قِ إلى غيرهِ من القول بالا
لو قصدتُ المديحَ في هذه الط
بة ِ ماطلْتُكَ الجراءَ مطالا
قائلاً كلما فعلتَ وأفعا
لُك لاشكَ تغمُرُ الأقوالا
غيرَ أني أقولُ حتى يرى اللّ
هُ مضاهاة َ قوليَ الأفعالا
ثم إني أقولُ من بعدِ هذا
إنك الواحدُ العزيزُ مِثالا
قال وجدْتُ الكعوبَ من قصبٍ
مختارُها شدة ً أسافلُها
أفِرْقَة ٌ وافقتْك طاعتها
أمْ عُصبة ٌ فُضّلتْ غراملُها
قلْنا له لمْ هواكَ في سفلِ النا
س وشرُّ الأمورِ سافلُها
مُعاملٍ كلَّ عُصبة ٍ سفلتْ
ولا ترى عِلْية ً يُعاملها
وطائفٍ باستِهِ على طبقٍ
يبغي لها حَرْبة ً تُطاولُها(73/441)
ومقالي بطول قدْري ولو قُلْوطائفٍ باستِهِ على طبقٍيبغي لها حَرْبة ً تُطاولُهامُعاملٍ كلَّ عُصبة ٍ سفلتْولا ترى عِلْية ً يُعاملها قلْنا له لمْ هواكَ في سفلِ الناس وشرُّ الأمورِ سافلُها أفِرْقَة ٌ وافقتْك طاعتهاأمْ عُصبة ٌ فُضّلتْ غراملُها قال وجدْتُ الكعوبَ
تُ مقالي بطول قدْرِك طال
واسْتُ الفتى سِفْلة فغايتُها
ووكدُها سِفلة يُشاكلها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وفارسٍ ماشئْتَ من فارسٍ
وفارسٍ ماشئْتَ من فارسٍ
رقم القصيدة : 61877
-----------------------------------
وفارسٍ ماشئْتَ من فارسٍ
يهزم صفَّين من القمْلِ
إذا سرى في الجيش أغناهُم
ضريطُهُ جُبناً عن الطَّبْلِ
إقدامُهُ تضبيعهُ حذره
من هوجٍ فيه ومن خبلِ
يحوَلُّ أو يُثَوَّلُ من صُفرة
حتى تراه عازبَ العقلِ
ينزعُ طولَ الدهر من جُبنهِ
لكنه نزعٌ على مَهْلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> غضبتْ لي السماءُ والأرضُ والنا
غضبتْ لي السماءُ والأرضُ والنا
رقم القصيدة : 61878
-----------------------------------
غضبتْ لي السماءُ والأرضُ والنا
سُ على ابن اللُّبُونِ إسماعيلِ
ولما أسْخَطَ السماءَ مع الأر
ضِ مع الناسِ غيرُ سُخْطِ الجليل
أنكر اللَّهُ أن يُرى مثلُ مدحي
في أبي الفقْرِ وهْو غيرُ مُنيل
فرماهُ بكوكبٍ هاشميٍّ
كان أدْهى له من السّجّيل
ولقد كادَ مااستطاعَ ولكنْ
جُعل الكيدُ منهُ في تضليلِ
سال ذاك النجيعُ من ذلك العب
د ودْمعُ الباكيهِ كلَّ مسيل
ولْيُطِلْ مُعْوِلٌ عليه عَوِيلاً
إنه في لظى ً طويل العويلِ
لاسقى اللَّهُ جسمَهُ من حيا المُز
نِ ولارُوحَه من السلسبيل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيا مَنْ له الشَّرَفُ المستقلُّ
أيا مَنْ له الشَّرَفُ المستقلُّ
رقم القصيدة : 61879
-----------------------------------
أيا مَنْ له الشَّرَفُ المستقلُّ
من جودِهِ العارضُ المستهَلُّ
ويامن أضاء كشمسِ الضُّحى
فأضحى عليه به نَستَدلُّ(73/442)
بوجهِك ذاك الجميلِ آمتثِلْه
في الفعل بي واسْتمع مايُمِلُّ
فمن مِثله تسْتمِل الفعا
لَ كفُّ كريمٍ عدتْ تستملُّ
أتهتزُّ في ورقٍ ناضرٍ
وليس لعبدِكَ في ذاك ظِلُّ
ولم يأتِ ذنباً ترى شخصه
عِياناً ولامثلهُ من يزلُّ
فإن قلْتَ قصّر فيما عليه
فهْو المُقَصر وهو المُخِل
ولكنّ عفوكَ عفوٌ يحل
إذا كان قدرُك قدراً يجل
وإنّي أُريبُك يامَنْ به
دِفاعي الرُّيُوبَ التي قد تظل
ولكنّ ظنّك بي لا يزالُ
أسوأ ظنّك أو أستقل
وحتى نقدِّم مالاتَشُكُّ
في أنني معهُ لاأضلُّ
هنالِك تُوقنُ أنّي الوليُّ
وأنّي المحبُّ وأني المُجِلُّ
إذا أنْتَ أوليتني صالحاً
فأنت على غيْبِ شكري مُطِلُّ
وهل يلتقي في سليمي الصدور
ذكْرى صنيع جميلٍ وغِلُّ
بحالي ضنى ً من توانيكُم
فحتَّى متى سادتي لاتُبلُّ
وتَضييعَ مثليَ مالا يحلُّ
واللَّه يكره مالا يَحلُّ
أحقاً رضيتَ بأنَّ الغنى
عدوٌّ لعبدك والفقر خِلُّ
وأني إذا ماأُعزَّ امرؤ
فلي مُستضيم ولي مُستَذلُّ
وسيْبُك يغْمُر ظُلابَهُ
وسيْفُك عن ظالمٍ لا يَكلُّ
أيعجِزُ فضلُك عن خادمٍ
وأنت بأمر الورى مستقلُّ
وبَذْري يسير كبذر القرَاحِ
واعلم بأني قراحٌ مُغِل
أغل الثناءَ الذي تعلمو
ن أنْ ليس منه قليلٌ يقلُّ
فصِلْني بما فيه لي عصمة ٌ
فإن جنابَك مُجْنٍ مُظِلُّ
وأعْزِز وليَّك إن القبي
حَ كلَّ القبيح وليٌّ يُذل
ولاتَلْحَينّي في أنْ أذِلَّ
صِفْراً من الإلّ فالوُدُّ إلّ
وطولك أحظى شفيع لديْ
كَ حين يُمَل الشفيعُ المُمل
إذا كنْت هشّاً تُلقّي السّؤا
لَ وجهاً يُهلُّ إليه المُهِل
فإنّي عليك بأن ليس لي
أداة ُ المُدلّ مُدل مدل
ولِمْ لاوأنت رحيب الفنا
ء بحر يُنيخ إليك المُكلُّ
ترى الحمدَ ينشرُ مِسكاً يفو
حُ والمالَ يُطوَى لحاماً تَصِلّ
وتعتدُّ شُكري الذي يُسْتقلْ
لُ فوق جداكَ الذي لا يَقِلُّ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقبلتْ دولة ٌ هي الإقبالُ
أقبلتْ دولة ٌ هي الإقبالُ
رقم القصيدة : 61880(73/443)
-----------------------------------
أقبلتْ دولة ٌ هي الإقبالُ
فأقامتْ وزال عنها الزوالُ
دولة ٌ ليس يُعدَمُ الدهر فيها
باطلٌ مزهقٌ وحقٌّ مُدال
طالعتْ للعيون فيها مصابي
حُ أضاءتْ لضوئها الآمالُ
شمسُ دَجْنٍ ومشترٍ غيرِ منحو
س وبدر متمَّمٌ وهلالُ
ملك وابنُهُ ومِدرَه مُلْكٌ
وابنُه هكذا يكون الكمالُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاتعذلِ النفسَ في تعجُّلها
لاتعذلِ النفسَ في تعجُّلها
رقم القصيدة : 61881
-----------------------------------
لاتعذلِ النفسَ في تعجُّلها
فإننا خلْقَتان من عَجلِ
وإنَّ فوْتَ الذي أُبادرُهُ
أرمضُ لي مِنْ مُرددِ العذل
أخشى كسادي على النساء إذا
أسنَنْتُ والسن جَمَّة ُ الخبل
وإنني منْ كسادهنَّ على
سِنّي لأولى َ بالخوفِ والوَجل
كم من نشاطٍ لهُنَّ عندي في ال
يومِ وكم بعد ذاك من كَسَل
والعَيْشُ طعمانِ عند ذائقهِ
مُرُّ التوالي مستعذَبُ الأولِ
من عسلٍ تارة ً ومن صبرٍ
لهفي لتأخير عُقبة ِ العسلِ
لو أنها أُخّرَتْ لطابَ بها ال
عيش وإن جاوزتْ شفا الأجلِ
أعجزنا كرنا الشبابَ وأن
تثمر صِدقاً مواعدُ الأمل
كم تحسبُ العيشَ دار عُرْ
جَتنا وإنما العيشُ دارُ مُنْتقلِ
فبادِرِ الدهرَ بالمناعمِ والْ
لذاتِ واحذرْ مِنْ وَشْك مُرْتَحل
فإنْ تعذَّرنَ أن يُجبنك بالقوْ
وَة فاحتَلْ لطائفَ الحيل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ذُكِر الأخفشُ القديمُ فقُلنا
ذُكِر الأخفشُ القديمُ فقُلنا
رقم القصيدة : 61882
-----------------------------------
ذُكِر الأخفشُ القديمُ فقُلنا
إن للأخفش الحديثِ لفضلا
وإذا ماحكمْتُ والرومُ قومي
في كلام مُعرَّب كنت عدلا
أنا بين الخصوم فيه غريبٌ
لاأرى الزورَ للمحاباة أهلا
ومتى قلتُ باطلاً لم أُلقَّب
فيلسوفاً ولم أسوّم هِرَقْلا
بدأ النحوُ ناشئاً فغذاه
أحدثُ الأخْفشين فانصاتَ كهلا
وتعاصَى فقاده بيديه
أحدثُ الأخْفشَين فانقاد رَسْلا
أيُّهذا المُسائلي بعليّ(73/444)
زادك اللَّهُ بالمعالم جهلا
أنت كالمستثير شمساً بنارٍ
ولعمري لَلشمسُ للعينِ أجلى
لاتسائلْ به سواه من الن
ناس تجده بحضرة ِ الحفلِ حَفْلا
قائلاً بالصوابِ يقرع فصّاً
بجواباته وينطق فصْلا
كلّما شذتِ الفروعُ عن الأص
لِ ثناها فألحقَ الفرعَ أصلا
وتراهُ تَدينُه كلُّ عوْصا
ءَ كما دانَتْ الحليلة ُ بَعْلا
ياظِماءً إلى الصواب رِدُوه
يَسْقِكم بالصواب عَلاًّ ونهلا
هو بحرٌ مِنَ البحورِ فراتٌ
ليس ملحاً وليس حاشاه ضحلا
قلْ له يامقوّمي وسمّي
وكنيِّي ومَن غدا ليَ شَكْلا
قد أردْتُ الإطنابَ فيك فقالتْ
ليَ غاياتُك البعيدة مهلا
ورأيتُ اليسيرَ يكفي من الحَلْ
ي إذا النصلُ كان مثلكَ نصلا
لك من نفسك الحُلَى اللواتي
أنفت أن يكون حلْيُكَ نَحْلا
ولعمري ماأنت كالسيف صقلاً
حين نَنْضُوك بل مضاء وصقلا
منظري لناظرٍ مَخْبَريُّ
لمُريغٍ لديك نقضاً وفتلا
ذو أفاعٍ لمن يُعاديك صُمٍّ
كائنات لمن يواليك نحْلا
تقلسُ الأرْيَ والسّمامَ ونا
هيك بهذا وذا شفاءً وخبلا
فدعِ الشكرَ لي فلم أكسُك المد
حَ سليباً ولم أُحَلِّك عُطْلا
أنت مَنْ لم يزلْ يُحلّي ويُكسي
كلَّ مدحٍ فلستَ تُوسم غُفْلا
وحرامٌ عليّ عِرضُك بَسْل
أبداً مارأيت عِرضيَ بَسْلا
فالزمِ الصّدْق إنه للفريقي
يْنِ نجاة ٌ والخَتْلُ يجزيك خَتلا
وخِفيُّ الحديثِ يَنْمِي فيحييَ
بعدما ماتت الضغائن ذحلا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياعصمة ً لستُ منها باغياً بدلا
ياعصمة ً لستُ منها باغياً بدلا
رقم القصيدة : 61883
-----------------------------------
ياعصمة ً لستُ منها باغياً بدلا
يانعمة ً لست عنها باغياً حِوَلا
يابنَ الوزيرينِ يامَن لاانصرافَ له
عن سدّه خَللاً أو عفوِه جَللا
يامَنْ إذا قلتُ فيه القولَ سددني
إجلالهُ فكُفيت الزَّيغ والخطلا
ومنْ إذا ما فعلتُ الفعلَ أيَّدني
إقبالهُ فوقيت العَثْرَ والزللا
كم فعلة ٍ لك بي أرسلتَها مثلاً
ومدحة ٍ فيك لي أرسلتُها مثلا(73/445)
أحللْتَني قُلل الآمال في دَعَة ٍ
أحلَّك اللَّه من آمالِك القُللا
للَّه طولٌ سيجزي غيرَ ما كذب
طَوْلاً قصُرتْ به ساعاتِيَ الطُّوَلا
تُبخّلُ البحرَ نفسي ماعرضتَ لها
أو تزدري البدرَ أو تستصغر الجبلا
بل كلُّ ذلك يجري في خواطرها
وماجهلتُ ولاضاهيتُ مَنْ جهلا
وسائلين بحالي كيف صُورتُها
فقلتُ قد نطقتْ حالي لمن عقلا
قالوا أتأملُ مأمولاً فقلتُ لهم
يؤمّل المرءُ مالم يبلغِ الأملا
مثلُ المسافرِ لا ينفكُّ من سفرٍ
حتى إذا هو وافى رَحْلَه نزلا
وقد بلغْتُ الذي أملتُ من أملٍ
يابن الوزيرِ وماأعطى ومابذلا
فما أؤْملُ إلا طولَ مُدته
أطالها اللَّه حتى يُرغمَ الأجلا
أبى الحسين أخي الحُسنى وفاعلها
تمَّ البيان تمامَ البدرِ بل فضلا
لاتجمعنّ إلى ذكراه نِسبَته
فقد كفاكَ مكان النسبة ِ ابنُ جلا
هل يطلبُ الصبحَ بالمصباحِ طالبُه
مااستُهلك الصبحُ عن عين ولاخملا
رحلْتُ ظني إلى جدواه بل ثقتي
فأخَّر الوعدَ لكنْ قدم النَّفلا
سُقْياً لها رحلة ً ماكان أسعدُها
لقد كفتْني طوالَ المُسندِ الرّحلا
صادفْتُ منه بليغاً في مواهبهِ
تعطي يداه تفاريقَ الغنى جُملا
وليس يقنعُ مَنْ تمَّتْ بلاغتُه
أن يوجزَ القولَ حتى يوجزَ العملا
جرى نداه إلى غاياته طَلَقاً
سرَّ العفاة وساء السادة َ النُّبلا
مازلتُ في بدرٍ منه وفي حُللٍ
لم تمتثل عِذراً منهم ولاعللا
حتى اكتسى من مديحي فيه أوشِية ً
شتى ً فرُحْنا جميعاً نسحبُ الحُلَلا
فتى ً وإن كان كهلاً في جلالته
كهلٌ وإن كان غضا غصنه خَضِلا
ماظُنَّ يوماً به إتيانُ سيئة ٍ
حُقتْ ولاظُنّ فيه صالح بطلا
ومارجا فضله راجٍ فأخلفه
ولاتمنّاه إلا قالَ قد حصلا
إذا التقى سيبُهُ والطالبُونَ لهُ
لاقوهُ بحراً ولاقى شكرهم وشلا
يلقى الوجوهَ بوجهٍ ماؤهُ غَدِقٌ
لاتسأمُ العينُ منه النهلَ والعَللا
المالُ غائبهُ والحمدُ آئبه والمج
دُ صاحبهُ إنْ قال أو فعلا
لم يُزهَ بالدولة ِ الزهراءِ حاشَ له(73/446)
مِنْ شيمة ٍ تستحقُّ اللومَ والعذلا
وكيفَ يلقاك مزهواً بدولَة ٍ
منْ صانه اللَّه كي تُزهَى به الدولا
ياربّ زِدْ في معاني ماتُخوِّلهُ
ولاتزدْ في معانيه فقد كَملا
قلْ للإمام أدامَ اللَّهُ غبطتَهُ
لامحَّ نورك مِنْ بدرٍ ولاأفلا
ياخيرَ مُعتضدٍ باللَّهِ معتمدٍ
عليه معتقد مااستودَع المِللا
لولاك لم تلبسِ الدنيا شبيبتَها
ولااكتسى الدينُ سيماهُ ولااكتهلا
أضحى بيُمنِك دينُ المصطفى نُسكاً
محضاً كما أضحتِ الدنيا به غزلا
مالتْ علينا غصونُ العيش مُثقلة ً
حملاً وقامَ عمودُ الحقِّ فاعتدلا
يامَنْ وجدناهُ فرداً في سياسته
إن صالَ عدَّل ميلاً أو قضى عدلا
يامؤنسَ الإنس والوحشِ التي ذُعرتْ
ومن أخافَ الأُسودَ السودَ والجبلا
في قاسم خادم كافٍ كفاكَ به
كأنَّه لك من بين الوَرى جُبِلا
مباركٌ لاتمُجُّ العينُ طلعتَه
ولايرى الرائي في مخبوره فشلا
مثلُ الحُسامِ الذي يُرضيكَ رونقُهُ
وإن ضربْت به في موطنٍ فصلا
لو امتريتَ به الأرزاقَ أنزلها
ولو قرعْتَ به الأجالَ مانكلا
ممن يُبيّن عن لُبّ بعارضة ٍ
والطّرفُ يُعربُ عن عتقٍ إذا صهلا
وإن جرى الأرقُش النضناض في يده
جرى شجاعٌ يمجُّ السمَّ والعسلا
تجيل طرفَك فيما خطَّ حاملُهُ
فلا ترى رهلاً فيه ولاقحلا
كأن تعديلَ أشباهٍ يصورها
تعديلُ أهيفَ لم يسْمنْ ولاهَزُلا
خطٌّ إذا قابلته العينُ قابلها
روضُ الربيع إذا ما طُلَّ أو وُبلا
كأنمّا الشكلُ والإعجامُ شاملهُ
من البيانِ ولم يُعجَمْ ولاشُكلا
ولو وصلتَ به التدبيرَ أمكَنَهُ
أن يفتقَ الرتقَ أو أن يرتقَ الخللا
تكفي من النَّبلِ أحياناً مكايدُهُ
وربّما خلفتْ أقلامُهُ الأسلا
قال الأماثلُ عجباً باختياركَه
لافاقَ سهمُكَ من رامٍ ولانصلا
ومارميتَ ونبلُ القوم طائشة ٌ
إلاّ أصبتَ وإلا قيلَ لاشللا
ماعيبُ عبدِك إلا أنَّ قيمتَهُ
تنهى أخا العدلِ أن يعتدَّه خولا
يكاد يحميك من أرفاقِ خدمتِهِ
إشفاقُ نفسِكَ أن تلقاه مبتذلا(73/447)
أبا الحسين ادّرعها إنَّ ملبَسَها
باقٍ عليك إذا ماملبسٌ سَمَلا
ياقابلَ الناسِ والمقبولَ عندهُم
يامقبلاً نحو باب الخير مقتبلا
لك القبولُ مع الإقبالِ لا ارتحلا
عن عُقرِ دارك ماعاشا ولاانتقلا
يحتالُ قومٌ لرفدِ الرافدين لهم
لكنّ رَفدَكَ مُحتالٌ ليَ الحيلا
ماإن يزالُ نوالٌ منك يسألني
حمدي وأيُّ نوالٍ قبله سألا
إن وهزّيك بالأشعار أنسُجُها
للغافل المتعدي جدُّ مَنْ غفلا
أو الشجاعُ الذي لاشيءَ يُفْزِعُه
ولاتُردُّ عوادِيه إذا حملا
إذا استُجيش من الطوفانِ ناجية ً
ماإنْ أرى لي بها حَوْلا ولاقِبَلا
أستوهبُ اللَّه حظاً من معونَتِه
على دفاعي ندى كفَّيكَ إن حفلا
لوْ اتبعَ الناسُ أمري غيرَ معتبرٍ
إذاً لعدونيَ المقدامَة البطلا
كُنْ في مَدى المجدِ للأمجادِ كلِّهم
صدراً وكن في مدى أغمارِهم كفَلا
تبقى ويمضون عُمراً لاانقطاع له
مُفضِّلاً بعطاء اللَّه ما اتصلا
أمورُكَ الدهرَ أمثالٌ وأمثلة ٌ
إذا أمورُ الناسِ أصبحتْ مثلا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قُلْ لأيوبَ والكلامُ سجالُ
قُلْ لأيوبَ والكلامُ سجالُ
رقم القصيدة : 61884
-----------------------------------
قُلْ لأيوبَ والكلامُ سجالُ
والجوابات ذاتَ يومٍ تُدالُ
اسكتوا بعدَها فلا تذكروا الشْ
شُؤم حياً فأنتُمُ الآجالُ
أنا شؤمي فيما تقولون عزْ
زالٌ ولكن شؤمكمُ قتَّالُ
بالذي أدْرَكَ المؤّيدَ منكم
وابنَ سعدانَ تضربُ الأمثال
زُرتموه والصالحاتُ عليه
مقبلاتٌ فأدبر الإقبالُ
حين درَّتْ له أفاويقُ دنيا
هُ دلفتُم له فكان الفِصالُ
إن شؤماً حُلَّتْ به عقدة ُ العُه
دِ لشؤمٌ تزول منه الجبال
ليس بدْعاً من الحوادثِ أن يُع
زَلَ والٍ وأن تموتَ الرّجالُ
إنما البدعُ أن تزولَ أُمورٌ
لم يكن يهتدي إليها الزوالُ
كالذي حاقَ بالمؤيدِ منكُمْ
بعدما نُوّطتْ به الآمالُ
ذلك الشؤمُ يابني أمّ شيخٍ
يُمكنُ القائلين فيه المقالُ
ذاكَ شؤمٌ فيهِ سِمام الأفاعي
ناجزُ النقد ليس فيه مِطالُ(73/448)
ذاكَ شؤمٌ كالسيل عفَّى على ال
قَطْرِ جُلالٌ كما يكون الجلال
ذاك شؤمٌ لو جاور البحرَ يومي
نِ لأمسى وليس فيه بلال
ذاك شؤمٌ لو كان في جنة الخل
د لحالت بأهلها الأحوالُ
ذاك شؤمٌ لا يثلم الدهر حدّي
ه ومالم يزل فليس يُزالُ
ذاك شؤمٌ شؤمُ البسوسِ وغبرا
ء وشؤم الورى عليه عِيال
كالذي أدركَ المؤيدَ منكم
وهْو في رأسِ نجوة ٍ لا يُنال
وهاذرٍ يبلُغني هَدْرهً
لو شئتُ عفَّى قطرَه سَيلي
أعملنُهُ يركضُ في غَيّهِ
والخيلُ تُبقي الجَريَ للخيلِ
ياأيها الأعمى الذي سبَّني
محلَّلٌ مانلتَ من نيلِ
شِعرُكَ لاتثبتُ آثارُهُ
من غرَّة ِ اليومِ إلى الليلِ
مدَبُّ ذَرّ في نقا هائل
مرّت به مُعصفة ُ الذيل
عفا فما يسطيعُ يقتافُهُ
ناظر لُقمانَ ولاقيل
لوكانَ في شِلوكَ لي مَبْطشٌ
لقد دعتْ أمُّكَ بالويلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> خليليّ قد علَّلتماني بالأسى
خليليّ قد علَّلتماني بالأسى
رقم القصيدة : 61885
-----------------------------------
خليليّ قد علَّلتماني بالأسى
فأنعمتُما لو أنني أتعلَّلُ
أللناسُ آثاري وإلا فما الأسى
وعيشِكما إلا ضلالٌ مضلّلُ
وماراحة ُ المرزوءِ في رزءِ غيره
أيحمل عنه بعضَ مايتحمَّلُ
كلا حامِلَيْ أوْقِ الرزيئة ُ مُثقلٌ
وليس مُعيناً مثقلَ الظهر مُثقلُ
وضربٌ من الظلم الخفيّ مكانُهُ
تَعزّيك بالمرزوءِ حين تأمَلُ
لأنك يأسُوكَ الذي هو كَلمُهُ
بلا جُرمٍ لو أن جورَكَ يعدلُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وماراحة ُ المرزوءِ في رُزءِ غيره
وماراحة ُ المرزوءِ في رُزءِ غيره
رقم القصيدة : 61886
-----------------------------------
وماراحة ُ المرزوءِ في رُزءِ غيره
أمُشرِكُهُ في حمل ما قد تحملا
كِلا حاملي أوقِ الرزية ِ مثقلُ
وليس مُعيناً مثقلُ الظهر مُثقلا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حذارِ عُرامي أو نظارِ فإنما
حذارِ عُرامي أو نظارِ فإنما
رقم القصيدة : 61887
-----------------------------------(73/449)
حذارِ عُرامي أو نظارِ فإنما
يُظلكُم قَطعٌ من الرّجز مُرسلُ
ولاتحسبنَّ الصلحَ أنصلَ التي
ولاأنني في هُدنة ِ العلم أغفلُ
ولكنني مستجمعُ الحلم مُغبرٌ
أُفَوّقُ نبلي تارة وأنصّلُ
فإن هاجتِ الهيجاءُ أو عادَ عودُها
على بدئها لم يُلقَ مني أعزلُ
ولي بعد إعطائي الوثيقة َ حقَّها
بدائه لا يخذُلنني حينَ أعجلُ
تلافي بيَ الشأوَ المُغرّب وادعاً
وتَسبقُ بي ماقدَّمَ المتمهلُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> العدلُ فرضٌ وبذلُ الفضل نافلة ٌ
العدلُ فرضٌ وبذلُ الفضل نافلة ٌ
رقم القصيدة : 61888
-----------------------------------
العدلُ فرضٌ وبذلُ الفضل نافلة ٌ
يابنَ الكرامِ فعدلاً ثم إفضالا
ملكتَ مالكَ جُوداً لا يُقامُ له
والعدلُ أفضلُ ماملكتَهُ المالا
أعطيتَ قوماً ومااستكفيتَهم عملاً
أسنى عطاءٍ وماجاءوك سُؤَّالا
وحظُّ كتّابِك الأشقين أنْ بخسوا
حقوقهم وهمُ الأوفَونَ أعمالا
كُتّابُ دولتِك الميمونِ طائرُها
أضحوا وهم أسوأ الكتّاب أحوالا
عبيدُ خِدمتكَ المُعطوكَ جهدَهُمُ
في غاية ِ الجهد إقتاراً وإقلالا
فاعطفْ عليهم بفضلٍ منك ينعشُهُم
ياواحدَ الناس إحساناً وإجمالا
صُنْ مَنْيصونك عن ثُقلٍ تُحمله
يَزِدْكَ صوناً ويحملْ عنك أثقالا
لاتحتقرهُمْ وإن أصبحتَ فوقهُم
فالسَّمكُ بالأُسّ مدعومٌ وإنْ طالا
فارفُقْ بأسّ بناءٍ ذِروتُهُ
فقد غدوتَ ومانالوهُ زِلزالا
كذا فليعدّ رجالُ العلا
أقاويلَ تُشبهُ أفعالَها
وهل عائبُ الأرض أن حُمّلتْ
من الجن والإنس أثقالها
أمِ العيبُ حملي رماحَ الكُما
ة ِ لا زلتُ ما عشتُ حمَّالها
أتنقمُ إن سفلَتْ كِفَّتي
لرجحانها ذاكَ أعلى لها
وماذا على طالب لذة ً
بأيَّة ِ جارحة ٍ نالَها
فقال ولكنني عارفٌ
أصيبُ وأركبُ أمثالها
أخالُكَ مستنكراً فعلتِي
فقلتُ لعمْرِي وفعَّالها
بصرْتُ بفحلٍ على خالدٍ
فقالَ وكم حكمة ٍ قاله(73/450)
إن البناءَ متى مادتْ قواعدُهُمتقارب بصرْتُ بفحلٍ على خالدٍفقالَ وكم حكمة ٍ قالهأخالُكَ مستنكراً فعلتِيفقلتُ لعمْرِي وفعَّالها فقال ولكنني عارفٌأصيبُ وأركبُ أمثالهاوماذا على طالب لذة ً بأيَّة ِ جارحة ٍ نالَها أتنقمُ إن سفلَتْ كِفَّتيلرجحانها ذاكَ أعلى لها
مالَ البناءُ ولن يبقى إذا مالا
ولا يلَحَ لاحٍ أبا غانمٍ
فعولَ الكرائمِ قوَّالها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياأيُّها الهاربُ منْ دهرهِ
ياأيُّها الهاربُ منْ دهرهِ
رقم القصيدة : 61889
-----------------------------------
ياأيُّها الهاربُ منْ دهرهِ
أدركَكَ الدهرُ على خَيلهِ
يسوقُ من نُفرته طرة ً
إلى مدى ً يقصرُ عن ثيله
فوجهُهُ يأخذُ من رأسهِ
أخذ نهارَ الصيفِ من ليلهِ
قلتُ ميلي إلى القرودِ بصُغْرٍ
ليس لفْقُ النّكالِ غير النكالِ
طالبتني بأن أنيك وما القر
دُ ولو حل نيكهُ بحلالِ
صاح بي عُمرُها وقد غازلتني
لا تُعرِّجْ بدارسِ الأطلال
ضامرٌ وجهُ طيزها غيرَ تر
كيّ ولكن ينموزجيُّ السُّؤال
بنتُ سبعين بل ثمانين بل تس
عينَ بل ضعفُها من الأحوال
لو غدا طولُ بظرِها لقناة ِ الظْ
ظهرِ منها لألحقتْ بالطول
قردة ٌ نردة ٌ نواة حصاة ٌ
بومة ٌ ثومة ٌ عظامٌ بوالي
وإذا ما تنادرتْ رخُصَ الثل
جُ وأضحى فحمُ الغضا وهْو غالِ
وهي تختالُ بين بُرقعٍ قبحٍ
وقميصٍ من الضَّنى والهزالِ
فهي شيءٌ كأنّما صاغة ُ اللهُ
لصفع القفا وقفد القذال
ضُيِّقتْ عينُها ووُسِّع فُوها
ومشقُّ استِها وثَقبُ المبال
قصُرَتْ شنطفٌ وقلَّتْ وذلَّتْ
غيرَ بظر تجرُّه كالطحالِ
مثلُ الذي يُرقّعُ من جَيبهخفيف قصُرَتْ شنطفٌ وقلَّتْ وذلَّتْغيرَ بظر تجرُّه كالطحالِ ضُيِّقتْ عينُها ووُسِّع فُوهاومشقُّ استِها وثَقبُ المبالفهي شيءٌ كأنّما صاغة ُ اللهُلصفع القفا وقفد القذال وهي تختالُ بين بُرقعٍ قبحٍوقميصٍ من الضَّنى والهزالِ وإذا ما تن
وهْياً بما يأخذُ من ذيلِه
قالت الخَلقُ كلُّهم قد قَلَوْنِي(73/451)
قلتُ أعييتِ حيلة َ المحتالِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كريمٌ كثُرتْ قِدْما
كريمٌ كثُرتْ قِدْما
رقم القصيدة : 61890
-----------------------------------
كريمٌ كثُرتْ قِدْما
وطابتْ فيه أقوالي
فما قلَّل غُرَّامي
ولا كثَّرَ أموالي
إذا عانيتُ مدحِيهِ
أراهُ ذاك إغفالي
إلى أن أزمعَ السير
وقد أزمعَ إهمالي
فإن يظعن أبو الصقر
وقد أخلفَ آمالي
فإن اللهَ لي باقٍ
ولن يُحبطَ أعمالي
أبا الصقرِ ألا أوْلى
لتأميلي وأولى لي
لقد طاوَلَ إعراضُك
بالمعروفِ إقبالي
عقلتَ الرّفدَ عن كَفّي
وسارتْ فيكَ أمثالي
لئِن رُحتُ وما حَسَّ
ن إحسانُك من حالي
وأغفلتَ مجازاتي
وتمجيدكَ أشغالي
لما حاسنت إحساني
ولاجاملتَ إجمالي
وحَسبي أن رأتْ عيني
على مثلِكَ إفضالي
لقد أفرطتَ في رفعي
بلا عمدٍ وإجلالي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تفرَّستُ في الشّطرنج حتى عرفتها
تفرَّستُ في الشّطرنج حتى عرفتها
رقم القصيدة : 61891
-----------------------------------
تفرَّستُ في الشّطرنج حتى عرفتها
فإن صحَّ رأيي فهي بالوعة ُ العقلِ
إليها يُغيضُ العقلُ ماشابَ صفوه
من الهَذياناتِ الشنيعة ِ والهَزلِ
وماذاك في الشطرنج عيبا لأنه
عناءٌ عظيمٌ إن جنحْنا إلى العدلِ
أليس عناءً أنها آلة ُ الفتى
لتصفية العقل المشوبِ من الجهل
بلى إن ترويقَ الشرابِ من القذى
لنفعٌ وتخليصُ الخيار من الرذلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قد أناسي الهمَّ تجوا
قد أناسي الهمَّ تجوا
رقم القصيدة : 61892
-----------------------------------
قد أناسي الهمَّ تجوا
هُ بصفراء شمولِ
تُجذلُ البالَ وتغتا
لُ مدَى الهمّ الطويلِ
وتُبقّي جِدَّة اللذْ
ذاتِ في عينِ الملولِ
أستشفُّ الروضة َ الخض
راء عن شمسِ الأصيلِ
ولقد يُلهِينيَ الطَّي
ر بترجيع الهديلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاأسرق الشعرَ وغيري قالَهُ
لاأسرق الشعرَ وغيري قالَهُ
رقم القصيدة : 61893(73/452)
-----------------------------------
لاأسرق الشعرَ وغيري قالَهُ
يكفيني ارتجالَهُ انتحالَهُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أرى لعبة َ الشطرنج إنْ هي حُصّلَتْ
أرى لعبة َ الشطرنج إنْ هي حُصّلَتْ
رقم القصيدة : 61894
-----------------------------------
أرى لعبة َ الشطرنج إنْ هي حُصّلَتْ
أحقُّ أمورِ الناسِ ألاَّ يُحصَّلا
تعلَّة ُ توّابيْن جاعا وأرْملا
ببابٍ قليلٍ خيرهُ فتَعللا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وذِكرُكَ في الشعرِ مثلُ السنا
وذِكرُكَ في الشعرِ مثلُ السنا
رقم القصيدة : 61895
-----------------------------------
وذِكرُكَ في الشعرِ مثلُ السنا
دِ والخرمِ والخزمِ أو كالمحالِ
وإيطاءِ شعرٍ وإكفائهِ
وإقوائهِ دون ذِكرِ الرُّذالِ
وماعِيبَ شعرٌ بعيبٍ له
كأن يُبتَلى برجال السّفال
يُتاحُ الهجاءُ لهاجي الهِجا
ء داءٌ عُضال لداءٍ عُضال
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاتَصدِفا عن دِمن المنازلِ
لاتَصدِفا عن دِمن المنازلِ
رقم القصيدة : 61896
-----------------------------------
لاتَصدِفا عن دِمن المنازلِ
اللائي أصبحنَ قِرَى النوازِل
مُستضعفاتٍ لصبيب هاطل
طوراً وطوراً لسفيٍّحافل
من كلّ أحوى قَصِف الأرامِل
وكلّ عَجْلي ذاتِ ذيلٍ ذائل
حتى كأنْ لم تكُ بالأواهلِ
صاولَ منها الدهرُ غيرَ صائلِ
كالثائرِ الطَّالبِ بالطوائلِ
فلمْ يُرع عن دِمنٍ ذلائلِ
خواشعٍ أطلالُها خواملِ
ولن تراهُ غافلاً عن غافلِ
ولاإذا عامَلَ بالمُجاملِ
لادرَّ درُّ الدهرِ من مُعامل
مُجامل مَنْ ليس بالمجامِل
مماحلِ من ليس بالمماحِل
ملتحفِ المكرِ على نَياطِل
مشتمل الشوطِ على مَقاولِ
يهدمُ مايَبني بلا مَعاول
عُوجا خليليّ من العياهل
عوجة َ راعي منزلٍ لآهل
نلبسْ بقايا الخِلع السَّوامِل
من المَغاني لامِنَ السرابل
قد تُحفَظُ الأبرادُ في الرَّعابِل
سقيا لها إذ نحنُ في غَياطِل
من عيشنا ذِي الظُّللِ الظَّلائلِ
كالبُكرِ الطَّلاَّتِ والأصائل(73/453)
في نفحاتِ الشَّمألِ البلائل
واهاً لها والظّلُّ غير زائل
والدهرُ لم يثقُلْ على الكواهل
مُرّا على جَنَّاتِنا الذوابل
نَبكِ مع الوُرْقِ بها الهوادل
معاهدَ الأيام واللَّيائل
لاالسُّودِ تاللهِ ولا الأطاول
ميلا إليها مَيلة المُمائل
لاتُعرِضا عنها بوجهٍ خاذل
بِحقّ أُدْماناتِها الخوازل
أبكارِهنّ الغيدِ والمطافل
وإن توجَّدْنا على البخائلِ
المُستمنحات بلا وسائل
صفوَ الهَوى من مُهجة ِ المُغازل
المُوقظاتِ للهوى الغوافل
الفارغاتِ الهِمم الشواغل
التابلاتِ المرءَ غيرَ التابِل
والنافثاتِ السّحرَ سحرَ بابِل
بالأعينِ الصَّحائح العلائل
واهاً لها من أعيُنٍ كَلائلِ
معدودة ٍ في عُدَد المَناصِل
سلبْنَ من أصورة ِ الخمائل
مَكاحلا تُغني عن المكاحل
خُطَّ لها كحلٌ بلا ملامِل
ساءتْ ظِباءُ الوحَش من بدائل
بالمُخرِساتِ ألسُنَ الخلاخل
إخراسَهُنَّ ألسُنَ العواذل
اللائي يمدُدْنَ إلى المُناول
بِيضاً سِباطاً ليس بالعَوامل
غيرَ جليفاتٍ ولاهَزائل
يَصِلْن راحا عَطِرَ الجَداول
يالك من راحٍ ومن أنامل
نوائشٍ ألبابَنا نوائل
تخالها بدْهة ً عن الخائل
سَبائكا رُكبنَ في وذَائلِ
تُجنَى بها حبة ُ قلبِ الذاهلِ
أنذرْتُكَ البيضَ فقِفْ أو وائل
هُنَّ العِدا في صورة ِ الخلائلِ
وأين تَنجُو من غرامٍ داخل
تلك اللَّطيفاتِ من المداخل
تسمو إلى الأملاك في المعاقل
من بقرٍ مبثوثة ِ الحبائل
للأُسدِ في آجامها البواسِل
ياللمُجدَّاتِ بنا الهوازل
الشَّافياتِ الخَبْلَ والخوابل
القاطعاتِ القيظَ في الغَلائلِ
والقُرَّ في الخَزّ وفي المراجل
بُطّنَ بالسَّمورِ والحواصلِ
تلك الحَوالِي لابل العواطل
الخالعاتِ نِحَل النّواحل
عن جَيَّدٍ تيّاهٍ عن المراسل
مُستغنياتٍ بعطايا الجابل
وربما استعددنَ للمُواصلِ
غيرَ أخي الكيدِ ولا المُقاتِل
فزُرْنَهُ في العُددِ الكوامِل
من الحُليّ الجمّة ِ الصَّلاصل
والسَّلَبِ الرائع لاالمباذل
والمسكِ في أبشارهنّ الشامل(73/454)
والعنبرِ المنشور كالقساطل
يهتفن هل من فارسٍ مُنازِل
أولى فأولى لابنِ أمّ هابل
نازل أقرانَ بني الثَّواكل
ومن عظيم الفِتنِ الهوائل
عقائلُ الدرّ على العقائل
في وَشْيهنّ الفاخِر المَخايل
والمِسك صِرْفاً كدم الأباجلِ
قاتلهُنّ اللهُ من قواتِل
صوارع بالكيد أو خواتل
رُوعِ المَحالي فُتُنِ المَعاطِل
يلقيننا في الوشُح الجوائل
أطغى من الأبطالِ في الحمائل
يهززْن أوصالَ قنا عواسل
قنا ظُهورٍ لا قنا قنابِل
بين عواليهنَّ والسوافِل
نشرُ قرونٍ جعدة ِ السلاسل
مثلِ الدجى مسدُولة السدائل
إلى خدودٍ ذاتِ ماء جائل
كأنها صفائحُ الصياقل
صُبغنَ لابالصّبغِ الحوائل
إلى ثُغورٍ عذبة ِ المَناهل
كأُقحوانِ الديم الهواطل
ذات رُضابٍ مثلِ أرْي العاسل
إلى ثُدِيٍّ فرَّغٍ حوافل
ترنو إلى أجيادِها العطائل
على صدورٍ لسنَ بالقواحل
تَلمسُ منِهنَّ يدُ المُباعل
رُمانَ لاقطفٍ ولامُكاتِل
من كلّ ريَّا حُلوة ِ الشمائلِ
ناعمة ٍ ذاتِ مُحب ذابل
حسناءَ مِثل الأملِ المقابل
في العُمُرِ المقتبلِ المُماطل
معدومة ِ الأمثالِ والعَدائل
إن قلتَ مثلَ البدرِ لم تُماثل
أوقلتَ مثل الشمس لم تُعادِل
مُهتزَّة ٍ فوق كثيبٍ هائِل
مُرتجّة ٍ تحت قضيبٍ مائل
عرّج على أيٍ لهنّ ماثل
فاستسقِ غيثاً بعد دمعٍ هامل
له وواقفْ خيمَه وسائل
حافظْ على عهدٍ لهنَّ حائل
عليه فاربَعْ لا على الجنادل
ولاعلى مَبرِك ذاكَ الجامل
ماقَدْرُ إصرارِكَ بالجمائل
في وقفة ٍ من مُخبرٍ أو سائل
لابل دعِ الهزلَ لكلّ هازل
وَلهُ عن الباطلِ غيرِ الحاصل
زايلَ عهدُ الظاعن المُزائل
مارِعية ُ المقتولِ عهدَ القاتل
ما صِلة ُ الواصِلِ غيرَ الواصل
في موقفٍ مستهدفٍ للعاذل
مُفيّلٍ رأيكَ غيرَ الفائل
يستنكثُ الداء على عَقابِل
ماذاكَ للعاقِل بالمُشاكل
والعقلُ قِدْما مَعقلٌ للعاقل
والصبرُ من خير مآلٍ آئل
فاعدِلْ إلى الأحجى من المَعاذل
والتمِسِ الفوزَ ولا تُواكل
واستنجحِ العزمَ ولاتُماطل(73/455)
عساكَ أن تحظى بنفلِ النَّافل
ماأقربَ النُّهزة َ من مُعاجل
وأبعدَ العثرة َ من مُماهل
وفي التأنِّي رشدُ المُحاول
مالمْ تَفُتْهُ فرصة ُ المُزاول
ليس نضيجُ اللحم للمُناشل
شتَّان لحماً منضجٍ وناشل
وتوأمُ النقصِ غُلُّو الفاتل
إذا تعدَّى فيه حدَّ الجادل
فاقصدْ إذا فرَّطتَ من مُباذل
ولاتُكثِّرْ فيه بالأباطل
وازجُرْ عن الجَهلِ ولاتُجاهل
وادعُ إلى الخيرِ ولاتُقاتل
ليس حميداً سائقٌ كعاتل
شمّر لكي تَسبُلَ ذيلَ الرافل
فالفَقرُ في أذيالك الذَّوائل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حِبْرُ أبي حفصٍ لعابُ الليلِ
حِبْرُ أبي حفصٍ لعابُ الليلِ
رقم القصيدة : 61897
-----------------------------------
حِبْرُ أبي حفصٍ لعابُ الليلِ
كأنه ألوان دُهْم الخيلِ
يجري إلى الإخوانِ جَريَ السَّيلِ
بغيرِ وزنٍ وبغير كيلِ
كأنه من نَهرِ الرُّفيل
يحدُو به جودٌ كميشُ الذيلِ
نَيْلاً ومازال جزيلَ النيل
قيْلاً من الأقيال وابن قيل
ليس بتَنْبالٍ ولازُميل
إنِّي إليه لشديدُ الميل
ساعٍ لما يرضى كثيرُ الحيل
وإن دعا حاسدُهُ بالويل
كما دعا الجَمَّالُ من سُهيل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عيني لعينكَ حينَ تنظرُ مَقتلُ
عيني لعينكَ حينَ تنظرُ مَقتلُ
رقم القصيدة : 61898
-----------------------------------
عيني لعينكَ حينَ تنظرُ مَقتلُ
لكن عينَكَ سهمُ حتفٍ مُرسَلُ
ومن العجائب أن معنى ً واحداً
هو منك سهمٌ وهو مني مقتلُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبابكر لك المثْلُ المعلَّى
أبابكر لك المثْلُ المعلَّى
رقم القصيدة : 61899
-----------------------------------
أبابكر لك المثْلُ المعلَّى
وخدُّ عدوّكَ التَّربُ الذليلُ
رأيتُ المطْلَ مَيداناً طويلاً
يَروضُ طِباعَهُ فيه البخيلُ
يُراودُ عن جَداهُ نَفسَ سوءٍ
ترى أن الجَدا رُزءٌ جليل
فما هذا المِطالُ فداكَ أهلي
وباعُكَ بالندى باعٌ طويل
أظنُّك حين تقدُر لي نَوالاً
يقلُّ لديك لي منه الجزيل(73/456)
ويُعوزِك الذي ترضى لِمثلي
وإن لم يُعْوزِ الرأيُ الجميل
وعينُ الماجِد المفضالِ عينٌ
كثيرُ نوالهِ فيها قليل
وفيما بين مَطلِك واختلالي
يموت بدائه الرجلُ الهزيلُ
فلا تَقْدرْ بقدركَ لي نوالاً
ولاقَدرِي فتحقِرُ ماتُنيل
وأطلِقْ ماتَهُمُّ به عساهُ
كفافي أيها الرجلُ النبيل
وإلا فالسلامُ عليكَ منّي
نبتْ دارٌ فأسرعَ بي رحيلُ
وإني قائلٌ لك قولَ لاهٍ
نبيلٍ شأنُه شأنٌ نبيلُ
إذا ضاقتْ على أملٍ بلادٌ
فما سُدَّتْ على عزمٍ سبيلُ
وإن يكُ جانبٌ لاظِلٌّ فيه
فلي في جانبٍ ظلٌ ظليلُ
وبئس الظلُّ ظلٌّ ليس فيه
لذي سببٍ يمرُّ به مَقيل
وكل مُطالبٍ يزدادُ بُعداً
فمنه تَعوُّضٌ وبه بديل
وهذا الموتُ للأحياء طُراً
قرارٌ والحياة ُ لهم مثيل
سيرعى ظِمْأَه قرنٌ فقرنٌ
ويُوردُ حوضه جيلٌ فجيل
وصرفُ الدهرِ يسلك في مدارٍ
يُجيلُ خطوبه فيها مُجيل
فآونة ً يُدالُ على أناسٍ
وآونة ً يديلهُمُ مُديل
وليس على يدٍ بقرار أمنٍ
ولاليدٍ بثروتها كفيل
فما لي إثرَ منصرفٍ حنينٌ
ولا بي نحو منحرفٍ مَميل
وقد يتيسر الميئوسُ منه
كما يتعذرُ الأمرُ المُحيل
ومن يكُ من ثنائي مستقيلاً
فإني من جَداه مستقيل
وأعجب ماأراني الدهرُ أني
وفي عهدي وعهدك مستحيل
ولو صمتَ لم يُعجزك نفعي
وأنَّى يعجزُ المرءُ الحَويل
سألتمس المنافعَ من مَليكٍ
إذا طالبتُه فهو الكفيل
وتعلمْ أيُنا المغبونُ منا
عِياناً أو يقوم لك الدليل
أحَدُّكَ عند لائمتي حديدٌ
وحدُّكَ عند منفعتي كليل
ستحكم بيننا القُلسُ النَّواجي
ويُبعد بين دارينا الذميل
لجأتُ إليكم فخذلتموني
وضِفْتكُم فما قُرِيَ النزيلُ
ورمتُك فاستطلْتُ بلا نوالٍ
فما لنزاهتي لاتستطيلُ
سلوتُ مراضعي وصِبا شبابي
فكيف يعزُّ أن يُسْلَى خليل
سيجزي اللهُ ماأوليتموني
لكم صاعٌ بصاعِكُمُ مَكيل
وأحسبُ أن عِرضَك عن قليلٍ
أبا بكر هو العِرضُ الفتيل
ولي عِرضٌ تكانفهُ لسانٌ
كأنّ كليهما سيفٌ صقيل
فهذا غيره الدنسُ المُخزّي(73/457)
وهذا غيره الطِبعُ الكليلُ
صحبتَ ذوي المكارمِ آل وهبٍ
بلؤمِك إذ أمالهمُ الدليلُ
فأيقنَ كلُّنا أنْ سوفَ تحمي
جُرامتَها بشوكتها النخيل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا كان صبريَ للعاجلِ
إذا كان صبريَ للعاجلِ
رقم القصيدة : 61900
-----------------------------------
إذا كان صبريَ للعاجلِ
مُلاوة َ صبريَ للآجلِ
فما ليَ أتركُ مالا يزولُ
وأعملُ للعَرضِ الزائلِ
أأصبرُ هذا المدى كُلَّه
لغير رغيبٍ ولاطائلِ
ويعجُزني صبرُ أضعافِه
لما دونَه أمَلُ الآملِ
شهدْتُ إذاً أنني مائقٌ
وأنْ لستُ بالرجلِ العاقلِ
يُباعُ النفيسُ بما دونَهُ
لإيثار مستسلفٍ عاجلِ
فما عُذرُ مَنْ باع أسنى الحظو
ظِ بالوَكْسِ من مُوكِس ماطل
أأتركُ آخرتي ضَلة ً
وأخدُم دنيايَ بالباطل
وأُسخطُ ربّي وأُرضي العبا
دَ بغيرِ ثوابٍ ولانائلِ
شهدتُ إذاً أنني جاهلٌ
بحظّي وزدتُ على الجاهِل
أبا أحمدٍ طال هذا المطا
لُ وَحَسْبُك بالدهر من غائل
فأنجِزْ عِداتك أو أعطني
أماناً من الحَدَثِ النازل
تذكَّر فكم ليَ من مِدحة ٍ
تركَّضتُ في ذَيْلها الذائل
وكائنْ كسوتُكَ من حُلة ٍ
مشيتَ بها مِشية َ الرافل
وكم لك من بارقٍ خُلَّبٍ
كذوبٍ ومن عِدة ٍ حائل
يُحصَّلُ في الزّق نفخُ اليرا
عِ وما لِعدانك من حاصل
ولو لم تكنْ عُقُماً عُقَّراً
لقد جاوزتْ مدّة َ الحاملِ
منحتُك مدحي فلم تجزهِ
ألا ضلّ سعْيَ من عاملَ
كأني في كلّ ما قُلتُهُ
زَرَعتُ حصا في صفا صامل
رجعتُ إلى فضلِ مَنْ فضْلُهُ
على الإنس والجنّ والخابل
دفعْتُ لساني إلى صيْقلٍ
وأسلمتُ عِرضي إلى غاسل
وكم كنتُ نبَّهتُ من خاملٍ
وكم كنتُ حلَّيتُ من عاطل
فلو كنتُ أعشقُ جدوى يدي
كَ لحان ذهولي مع الذَّاهلِ
إذا مدحَ المادحُ الناقصي
نَ ذكَّرهُم فوزَة َ الفاضلِ
فأهدى لهم مِدحة ً حسْرة ً
لتقصيرهِم عن مَدى الكاملِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> غدوْنا إلى ميمونَ نطلبُ حاجة ً
غدوْنا إلى ميمونَ نطلبُ حاجة ً(73/458)
رقم القصيدة : 61901
-----------------------------------
غدوْنا إلى ميمونَ نطلبُ حاجة ً
فأوسعَنا منعاً وجيزاً بلا مطلِ
وقد يعدُ المرءُ البخيلُ كراهة ً
ألاءً رجاءً أن يُعانَ على البذْل
وقال اعذروني إن بُخْلي جِبِلَّة ٌ
وإنّ يدي مخلوقة ٌ خلقة َ القُفل
طبيعة ُ بُخْلٍ أكَّدتْها خليقة ٌ
تخلَّقْتُها خوفَ احتياجي إلى مثلي
فألقى إلينا عِذرة ً لانردُّها
وكان مُلقًّى حجة َ اللؤمِ والبخل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاتسمُ الحمدَ أبا أحمدٍ
لاتسمُ الحمدَ أبا أحمدٍ
رقم القصيدة : 61902
-----------------------------------
لاتسمُ الحمدَ أبا أحمدٍ
فليس ذاك العِلقُ من بالهِ
فتى ً إذا حاولْتَ معروفَهُ
حمَّلْتَهُ أثقل أثقاله
يستطرفُ الطارفَ من مالهِ
ويألفُ التالدَ من مالهِ
فليس في ماليْهِ من مَطمعٍ
إذا عراهُ بعضُ سُؤّاله
أحوجَهُ إلى مِثله اللَّ
هُ يوماً لكي يُجزَى بأفعاله
وقلَّلَ الأحياءَ من مثلهِ
وكثَّر الموتى بأمثاله
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قد بلى الله يونسَ بن بُغاءٍ
قد بلى الله يونسَ بن بُغاءٍ
رقم القصيدة : 61903
-----------------------------------
قد بلى الله يونسَ بن بُغاءٍ
ببلاءِ النبيّ يونسَ قَبْلَهْ
يبلعُ الحوتُ بعضه كلَّ يوم
ليْتَه يبلعُ المسكينَ جُمْله
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وما في الناسِ أجودُ من شجاعٍ
وما في الناسِ أجودُ من شجاعٍ
رقم القصيدة : 61904
-----------------------------------
وما في الناسِ أجودُ من شجاعٍ
وإنْ أعطى القليلَ من النوالِ
وذلك أنّه يُعطيك مِماً
تُفيء عليهِ أطرافُ العوالي
وحسبُك جودُ مَنْ أعطاكَ مالاً
جباهٌ بالطّرادِ وبالنّزال
شرى دمَهُ ليحويَهُ فلمّا
حواهُ حوى به حمدَ الرجال
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومولًى يجرُّ الشرَّ لي غيرَ مؤْتَل
ومولًى يجرُّ الشرَّ لي غيرَ مؤْتَل
رقم القصيدة : 61905
-----------------------------------(73/459)
ومولًى يجرُّ الشرَّ لي غيرَ مؤْتَل
ويجني فيمضي وهْو عني بمعزلِ
إذا كانَ زنداً كنتُ مِسعارَ نارِهِ
وكم قادحٍ ناراً لآخَر مُصطلي
سمَّاك خُرءاً بخلّ
لاشكَّ شيخٌ مغفلْ
لأن في الخُرء نفعا
للنخلِ والنخلُّ يؤكل
وأنت مافيك نَفْعٌ
ولا لنفعٍ تُؤمَّلْ
فلسْتَ خُرْءاً بخلّ
لكن صديدٌ بحنظل
وإنّ هذين عندي
في الخَلْقِ منك لأمثل
وللمنافِع إن عُدْ
دَتِ المنافعُ أخْيَل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> جاركمُ لا يُعادُ من عِللهْ
جاركمُ لا يُعادُ من عِللهْ
رقم القصيدة : 61906
-----------------------------------
جاركمُ لا يُعادُ من عِللهْ
وضيفكُم لا يسدُّ من خَللهْ
فاستعملوا الظلمَ والجفاءَ به
فليس تلك السبيلُ من سُبُله
ماضرَّ مجفُوّكم جفاؤكُم
بالأمس في عيْشه ولاأمَلِه
لاإنْ جفوْتُم قضى العليلُ ولا
إن عُدْتُم تُنْسِئون في أجله
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قصيدة ٌ كرَّها مُثقّفها
قصيدة ٌ كرَّها مُثقّفها
رقم القصيدة : 61907
-----------------------------------
قصيدة ٌ كرَّها مُثقّفها
عليكَ إذ ثُقفتْ على مَهَلِ
أعجله الوقتُ عن رياضتها
فأقبلتْ ريّضاً على عجل
ثم استراضتْ فجاء مركَبُها
مُمْتَهَدَ الظهرِ مُردفَ الكَفَلِ
لم أحتشمْ كرَّها عليك ولا
سدَّد منها مواضعَ الخلل
لأنني عالمٌ بأنك لاتع
تِبُ فيما أصلحتُ من عملي
وليس مثلي ينامُ عن خَلَلٍ
في مدح ممدوحِه ولازلَلِ
لاسيما في مديح ممتدَحٍ
يحرُم في مَدْحِ كلّ منتحِل
والشعر ماكان غير مُنْتَحَلٍ
يَحْرُمُ في مدح كل مُنْتَحِلِ
فَلْيَسْتَعِدْهَا الأميرُ ثانية ً
على الذي في المعادِ من ثِقل
وليحتمل عبدَه الأميرُ وإن
ثقَّلَ تثقيلَ غيرِ محتمل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاح شيبٌ فنهنَه الحلمَ جهلا
لاح شيبٌ فنهنَه الحلمَ جهلا
رقم القصيدة : 61908
-----------------------------------
لاح شيبٌ فنهنَه الحلمَ جهلا
ومشى جائرٌ على القصدِ رسْلا(73/460)
إنَّ في الحلم للسّفاهِ وفي عي
سى بن شيخٍ لكلّ عاتٍ لنِكلا
دانَتِ الأرضُ سيفَ عيسى بن شيخٍ
خ مادانتِ الحليلة ُ بعْلا
قام لله والإمام بحقّ
قد أطالت به الصناديدُ مَطْلا
فتحَ المُغلقاتِ من سُبُل الأر
ضِ وسدَّ الثغورَ خَيْلاً ورَجْلا
قالتِ الحربُ إذ تخمَّط عيسى
يابن شيخٍ لقد تخمَّطتَ فحلا
صالَ المشرفيُّ صولاتِ صِدْقٍ
لم تدعْ فيهم لذي الذَّحل ذحلا
وأخاف المُخيف ذا العيْث حتَّى
أمِن الخائفُ المشتَّتُ شمْلا
قلتُ للسائلي بعيسى بن شيخٍ
زادكَ اللهُ بالمعالم جَهْلا
أنت كالمستضيء شمساً بنارٍ
ولعمري للشَّمسُ للعين أجْلى
كلُّ مجدٍ تراه في الناس حياً
هو أحياهُ بعدما مات هزلا
كان عيسى في نشره ميتَ الجو
دِ كعيسى مكلّم الناس طِفلا
جبلٌ عاصم ووادٍ خصيبٌ
لاترى الدهرَ في جنابيه مَحلا
ذو أفاعٍ لمن يُعاديه صُمّ
كائناتٍ لمن يُواليه نَحْلا
تَقلِسُ الأرْيَ والسّمامَ وناهي
كَ بهذا وذا شفاءً وخَبْلا
أوسعَ الراغبين فضلاً كما أو
سع أهلَ العنادِ نفْياً وَقَتْلا
واحدُ الجودِ لاتمجُّ سؤالاً
أُذناهُ ولاتُليقانِ عَدْلا
أيها الوافدُ المُيمّمُ عيسى
اغترفْ لي من ذلك البحرِ سَجْلا
ولك اللهُ إنْ عرضْتَ عليه
حاجتي أن تقول أهلاً وسهلاً
ذاك ظني بسيّد الناسِ طراً
وابن منْ سادَهم غُلاماً وكهلا
قُلْ له عن مؤمّلٍ من بعيدٍ
ديمة ً من نَدى يديه وَوَبْلا
إنَّ جوْراً عمومُك الناسَ بالفض
لِ سوى واحدٍ مُحقّ فعدْلا
لاتكُنْ حسرة ً عليَّ فقدْ أوسعْ
تَ هذا الأنام غيريَ فضلا
وشفيعي إليك حاملُ شعرِي
وهْو من لا تراهُ للرد أهلا
مع أني إذا شفعْتُ بأخلا
قِك كانت شفاعة ُ الناس فضلا
قد أردْتُ الإطنابَ فيك فقالت
لي غاياتُك البعيدة ُ مَهْلا
ورأيتُ القليلَ يكفي من المد
حِ إذا المرءُ طاب فرعاً وأصْلا
حسْبُ ذي الهزّ باليسير من الهزْ
زِ إذا النَّصْلُ كان مثلكَ نصْلا
قد تُثيبُ القليلَ مدحاً من القو
مِ كثيراً من المثوبة ِ جَزّلا(73/461)
أبِلْها خُلة ً برغمِ عدوّ
جعلَ اللهُ خدَّهُ لك نعلا
ورَميْتَ الذين ترمي فكانت
لك آجالهُم قِسِيّاً ونَبلا
لستُ أخشى صروف دهري إذا ما
عقدَ اللهُ لي بحبلك حَبْلا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قُلْ لأبي سهلٍ الذي ترك ال
قُلْ لأبي سهلٍ الذي ترك ال
رقم القصيدة : 61909
-----------------------------------
قُلْ لأبي سهلٍ الذي ترك ال
وعْر بمعروفهِ وقد سهُلا
رأيتُني يا أخا السّماح وإيْ
اكَ عجيباً حديثُنا مَثلا
تولي فأُثني فتُتْبِعِ النهلَ ال
أولَ من عارفاتك العَللا
فهكذا دأبُنا تجودُ فأنْ
أثْنيْتُ أتبعْتَ ناقة ً جملا
مانفلٌ جاءني فقُمْت به
في الناس إلا أردفْتَه نفلا
الله عوْني على صنيعِك بي
فما أرى لي بحملهِ قِبَلا
كلَّفْتُ تخفيف ماامتَنَنْتَ به
شُكريك فازداد كاهلي ثِقلا
ياآلَ نوبختَ لاعدمتُكمُ
ولاتبدَّلتُ منكُم بدلا
إن صحَّ علمُ النجومِ كان لكم
حقاً إذا ما سواكم انتحلا
كم عالمٍ فيكم وليس بأن قا
سَ ولكن بأن رقى فعلا
أعلاكُم في السماء مجدكُمُ
فلستُمُ تجهلون ماجُهلا
شافهتُم البدَر في السؤالِ عن ال
أمرِ إلى أن بلغتُم زُحَلا
وكلُّ مابين ذا وذاك فما
تخشون أنَّي سلكتُمُ الزللا
لم تدركوا قطُّ بالحسابِ بل ال
أحساب علماً لكم ولاعملا
ماجعل الله بين علمكُم
وبينكم غيرَ مَجدِكم وُصَلا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أجدرُ مالٍ أن يكون نائلاً
أجدرُ مالٍ أن يكون نائلاً
رقم القصيدة : 61910
-----------------------------------
أجدرُ مالٍ أن يكون نائلاً
هدية ٌ تكسِبُ شكراً عاجلا
فبادِر الآن الثناءَ الكاملا
تلاقِ خلف الفكر منه حافلا
واقسم لنا الكامخ قَسْماً عادلاً
قَسْمَ يدِ اللهِ لك الفضائلا
ولاتَرى فعلكَ فِعْلاً خاملا
إن أنت أسعفْتَ صديقاً مائلا
بحاجة ٍ نَزَّر فيها سائلا
بل فاضلٌ وافق شكراً فاضلا
لن يرهَب العدلَ ولا العواذلا
في أن يُنيلَ التُّحفَ القلائلا
مَنْ قد أنالَ النعمَ الجلائلا(73/462)
وكان بالعُرْف سحاباً هاطلا
يُتبعُ بالفرائض النوافلا
أصاب حقاً أم أصاب باطلا
حاشاي أن يصبحَ رأيي فائلا
فأغتدي أخرى الأنام قائلا
وتغتدي أمنع خلق فاعلا
أقسمْتُ لولا أن أصيب عاذلا
أعمى عن المزحِ غبيّاً غافلاً
يُلزمُني الجهلَ ولستُ جاهلا
في أن مَهرتُ كامخاً عقائلا
حواليَ الأجيادِ لاعواطلا
لقد جعلتُ القطرَ منها وابلا
والظّلفَ رأساً والذُّنابي كاهلا
حتّى تراها شُرَّداً مواثلا
طوالعَ الأنجُمِ لا أوافلا
تنشدها المحافل المحافلا
تُولي الصديقَ نحلَها العواسلا
وشانئيكَ رُقشَها القواتلا
وتُورثُ الحُسادَ خَبْلاً خابلا
ما خالفتْ قوائمٌ جحافلا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولما رأيتُ القيلَ ينبو شنيعُه
ولما رأيتُ القيلَ ينبو شنيعُه
رقم القصيدة : 61911
-----------------------------------
ولما رأيتُ القيلَ ينبو شنيعُه
عن السمع لم أعدم لطافَ المحايلِ
فصدرْتُ أعجازَ الهجاءِ مناسباً
تحُطُّ الوعولَ من رؤوس المعاقل
ليخرقْنَ أسداد المسامِع قبْله
فينْغلُّ في أزرار تلك الغلائل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لعدوّك الحدُّ الأفلُّ
لعدوّك الحدُّ الأفلُّ
رقم القصيدة : 61912
-----------------------------------
لعدوّك الحدُّ الأفلُّ
ماعِشْتَ والخدُّ الأذلُّ
ولك اعتلاءُ الجَدّ في
خفضٍ وعيشٍ لا يُمَل
ياحجة الله التي
لخصيمها السعيُ الأضلُّ
مازلتُ أعلمُ أن جي
شاً أنت فيه لا يفلُّ
أنَّى تُرادى َ صخرة ٌ
يُردَى بها الملِك الأجلُّ
نفسي فداؤُك يومَ أش
به أورقَ القوم الأبل
إذْ كلُّ رأيٍ آفلٌ
وهلالُ رأيك يستَهلُّ
أنت الذي نعشَ الموا
لي رأيهُ حتى استقلوا
من بعدِ ماكَبتِ الجدو
دَ بِهم فأشفُوا أو أضلوا
لو لم تكن أنت الطبي
بَ لهم هناك ماأبلُّوا
شمَّرْتَ نحوَ عدوِّهم
وكأنّك السَّمعُ الأزلُّ
وتلَوْك في سَنن الرشا
د فشمَّروا ثم اشمعلّوا
ولربَّ شِمّيرٍ يجُر
رُ بعقْبهِ الذيلُ الرّفلُ
فثنوْا أعنَّتهم بعزْ
زٍ باذخٍ لا يستذلُّ(73/463)
بك أفلح السيفُ الحسا
مُ وأنجحَ الرمحُ المِتَلُّ
لولاك جارا عن مقا
تِل معشرٍ جارُوا وضلُّوا
لكن أريتهُما الهدى
بمعالم لك لاتضلُّ
وعقدْتَ من عُقد المكا
يدِ للعِدا مالا يُحلُّ
تلك التي من زاولتْ
فعروشٍ دولتِه تُثَل
صفرَتْ يدُ الصفار بل
شُلَّتْ وحُقُ لها تشلُّ
أرمَتْ سواداً أنتَ في
ه لقد أتتْ أمراً يجلُّ
ماأُطلقتْ في ذاك إل
لا حين آن لها تُغَلُّ
ملَّ الذينَ اشتاقهُم
عند اللقاءِ ولم يملوا
وسلاهمُ وبصدْرِهِ
منهم غليلٌ لا يُبَلُّ
ولَّى يرى الأرضَ العري
ضة َ ماله فيها محلُّ
ويرى جوارحَ جسمه
وأخفُّهن عليه كلّ
لايطمئن من الحِذا
رِ بهِ المبيتُ ولاالمظلُّ
بيْنَاه في جيشٍ كرُك
نِ مُتالع إذ قيل فلُّ
كثرَ الثرى بجنوده
لكنْ محقْتَهمُ فقلّوا
وضربْتَهم بسيوفِ كي
دٍ مُغمداتٍ لاتُسلُّ
لو هزَّ أدناها الأشلْ
لُ فرى الحديدَ بها الأشلُّ
قد طال ماغلب الكثي
رَ من العديد بها الأقلُّ
لولا الذي أبْلَتْ لما أغ
نى سيوفَ الهند سلُّ
شرعتْ شرائعَ للظُّبا
فيها لها نهْلٌ وعَلّ
فانصاع جمعُ المارقي
ن كأنَّهُم نَعَمٌ تُشَلُّ
ولّوا وحَبُّ قُلوبهم
بالطَّعْن من دبرُ يُحلُّ
والأرضُ تُسْقى من دما
ئِهمُ فتُوبلَ أو تُطل
فبكل قاعٍ منهمُ
بطلٌ لجبهتِه يُتَلُّ
يَتلاومون وينشدو
ن من الهوادة ِ ماأضلّوا
لازلْتَ نجماً يُهتدَى
بك في الظلام ويُستدلُّ
مِرْدَى خطوبٍ للملو
ك برأيهِ عَقْدٌ وحَلُّ
ينبوعَ حزمٍ يُستقى
منه الصوابُ ويستملُّ
في ظل عيش لا يزا
ل من النعيم عليهِ ظِلُّ
تَضْفو عليك فُضُولُه
فيُعاشُ فيه ويُستظلُّ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قوْمي بنو العباسِ حلمُهمُ
قوْمي بنو العباسِ حلمُهمُ
رقم القصيدة : 61913
-----------------------------------
قوْمي بنو العباسِ حلمُهمُ
حِلْمي هَواك وجهلُهُم جهلي
نَبْلي نِبالُهُمُ إذا نزلتْ
بي شدة ٌ ونِبالُهم نَبلي
لاأبتغي أبداً بهم بدلاً
لفَّ الإلهُ بشمِلهم شملي
ومتى وردْتُ حياضهم معهم(73/464)
لم يشْربوا صفواتها قبلي
قومٌ غدا بِرّي وتَكْرِمَتي
من شُغْلِهم ومديحُهم شُغلي
المُنعمونَ عليَّ أنعُمَهم
والحامِدون لكلّ ماأُبلي
أنا منهُمُ بقضاءِ مَنْ خُتمت
رسلُ الإله به وهم أهلي
مولاهُمُ وغذِيّ نعمتهِم
والرُّومُ حين تَنصُّني أصلي
حُكماءُ هذا الناسِ رُوقَتُهم
أتعيبُ اصلي ويكَ أم فَصْلي
ومتى اعتصَمْتُ بهم فهم جبلي
ومتى رعيتهمُ فهُم سَهلي
ومتى صفدْتُ ففضلهُم صفدي
ومتى أجرْتُ فحبلُهم حَبْلي
ومتى دعوتُهمُ لنائبة ٍ
حَدِبوا عليّ ولم يَرَوْا خَذْلي
يَهَبون دون دمي دماءهُمُ
وأرى قليلاً دونهم قتلي
وإذا غدوتَ وجمعُهم حَشَدي
لم تُستَطعْ خَيْلي ولا رَجلي
يامَنْ يميلُ إلى عدوّهمُ
ماأنْتَ من جِدّي ولاهَزْلي
من لا يرى شمسي إذا طلعتْ
فقد استقاد عماهُ لي تبلي
حسبي عماهُ من عُقوبتِه
وكفاهُ من عذلِ امرىء عذلي
لايأملنَّ معاشرٌ جِيَفٌ
جزْري خباءثهم ولاأكلي
أكرمْتُ نصلي عن لُحومِهمُ
وخُلقتُ يعرف مَضْربي نَصلي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إن أنتَ لم تَرْعَ وأنت المفضالْ
إن أنتَ لم تَرْعَ وأنت المفضالْ
رقم القصيدة : 61914
-----------------------------------
إن أنتَ لم تَرْعَ وأنت المفضالْ
لنا حقوقاً أوجبتْها أقوالْ
فيها أماديحٌ صِيابٌ أمثالْ
فلْترعَ فينا لاعَدَتْك الآمالْ
حقَّ الذي أعطاك وهْوَ الفعّال
أنك مسئولٌ وأنا سُؤَّال
تفاوتَتْ منَّا ومنك الحال
فأنت معمور ونحن أعطال
وأنت مَوْسومٌ ونحن أغفال
سالمَك المالُ وعادانا المال
وشكر تفضيلِ الرجال الأفضال
فافعلْ جميلاً ساعدتْك الأفعال
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياراغباً نزعت به الآمالُ
ياراغباً نزعت به الآمالُ
رقم القصيدة : 61915
-----------------------------------
ياراغباً نزعت به الآمالُ
ياراهباً قذفتْ به الأوجالُ
ذهب النوالُ فما يُحسُّ نوالٌ
وعفا الفعالُ فما يحسُّ فعالُ
أودى الزمانُ بمن يعلّم أهلهُ
كيف النعيمُ فكيف ينعم بالُ(73/465)
سلبَ الزمانُ جمالَه عن نفسهِ
فغدا وراحَ وما عليه جمالُ
ذهَب الذي هبتْ يداهُ وفيهما
للراغبين منالُه ومصالُ
ذهب الذي نالتْ يداه من العلا
مالاينالُ من المديحِ مقالُ
ياسوءتا للأرض كيف تماسكَتْ
وقد استُزيلَ وحقُها الزلزال
وكفَى من الزلزالِ بعد محمدٍ
أنْ لَيْسَ يُعْرَفُ بعده إفضالُ
ذهب الذي كان الصيامُ شعارَه
ولضيفهِ الإنزالِ والآكال
فكأنه رمضانٌ في إخباتِه
وكأنه في جوده شوّالُ
ذهب الذي أوصاه آدمُ إذ مضَى
بعياله فهمُ عليه عيالُ
ذهب الذي ماكان يمطل وعدَه
وله إذا جارى السماحَ مِطالُ
أودى محمدُ بنُ نصر بعدما
ضُربت به في سروه الأمثال
ملكٌ تنافست العلا في عمرهِ
وتنافستْ في يومِه الآجالُ
من لم يعاين سيرَ نعشِ محمدٍ
لم يدرِ كيف تسيَّرُ الأجبالُ
ياحفرة ً غلبتْ عليه جَنّة ً
كانت به وبنفسِها تختالُ
الآن أيقن من يشكُّ ويمتري
أن البقاعَ من البقاعِ تُدالُ
إمّا أصيب فللنجومِ مغاورٌ
تغتالُهُنّ وللجبالِ زوالُ
ولقد يُعزّينا عليه أنَّهُ
وافى كمالَ العُمرِ منهُ كمالُ
أسدٌ مضى وتخلفتْ أشبالُه
وعليَّ أن تستأسِدَ الأشبالُ
ولمَا حَظيتُ بعُرفه ولقد جَرَتْ
بوفاتِه مِحنٌ عليّ ثِقال
وخلوتُ ممّا نالهُ من مالِه
غيري وقد شقيتْ به الأموالُ
ولمَا عرضتُ له فخاب تعرُّضي
لكن عففتُ وألحف السؤَّالُ
وذخرتُه للدّهرِ أعلمُ أنه
كالحصن فيه لمنْ يؤول مآلُ
وتمتعتْ نفسي بروحِ رجائه
زمناً طويلاُ والتمتعُ مالُ
فرأيتُه كالشمسِ إن هي لم تُنل
فضياؤها والرفقُ فيه يُنالُ
والحقُّ يأمرُ أن يقال وحقُّه
أنْ لا يخالفَ أمره القُوّالُ
لهفي لفقدِكَ يامحمدُ إنه
فُقدت به النفحات والأنفال
باللهِ أقسم أن عُمرك ماانقضى
حتّى انقضى الإحسانُوالإجمالُ
صلّى الغُدوُّ عليك والآصالُ
وتغمدتكَ بظلّها الأظلالُ
وبكتك أوعية ُ الدموع وتارة ً
غيثٌ كعَرفك مُسبل هطَّال
وعفا الثَرى عن حُرّ وجهٍ لم يزلْ
حُرَّ اللقاء إذا عرا السؤّالُ
وتماسكت أوصال كفّ لم تزلْ(73/466)
بنوالها تتماسك الأوصال
يازينة َ الدنيا وزينة َ أهلِها
وثمالَ من أعيا عليه ثمال
حالتْ بدارِك بعدَك الأحوالُ
وتغولتْ بقطينها الأغوالُ
وبكاك مِنْ بستانِ قصركِ زاهرٌ
لثناك من نفحاتِه أشكالُ
وبكت حمائمُه وعاد غناؤها
نوحاً يُهاجُ بمثلِهِ البلبال
أعزِز عليَّ بمنزلاتِك أن غدتْ
تبكي السروجُ لهنّ والأجلالُ
أعزِز عليَّ بصافناتك أن غدتْ
تبكي السروجُ لهنّ والأجلال
أعزِز عليَّ بعارفاتك أن غدتْ
يبكي الرجاءُ لهنَّ والتأمالُ
أعزِز عليَّ بأصدقائك أن غدوا
ولشخصكَ الغالي بهم إخلالُ
أصِقالَ كل مروءة ٍ مجفوة ٍ
ماللمروءة ِ مذ أَفَلْتَ صِقالُ
أصبحتَ بعدَ منَافح ومَجامرٍ
لثرى ً يُهالُ عليك أو ينهالُ
أمَّا وحليتُك المُذالة ُ للبِلى
فاذهبْ فكلُّ مصونة ٍ ستذال
العصر العباسي >> ابن الرومي >> طرفتُ عيونَ الغانيات وربما
طرفتُ عيونَ الغانيات وربما
رقم القصيدة : 61916
-----------------------------------
طرفتُ عيونَ الغانيات وربما
أمالتْ إليَّ الطَّرفَ كُلّ مميلِ
وماشبتُ إلا شيبة ً غير أنه
قليلُ قذاة ِ العينِ غيرُ قليلِ
لاشيءَ إلاَّ وفيه أحسنُهُالكاملقد كنتُ أبكي منْ صريمة ِ خلة ٍكان الشبابُ معوّضي أمثالها فالآن حقَّ لي البكاءُ على الذيكان المُضمَّنَ عطفها ووصالها وعلى الذي لو كان أخلفَ خُلة ًمن خُلة ٍ أو ردّها فامالها كم خُلّة ٍ لي صارمتني بعدَهلو كان أوجدني بها أبدالَ
فالعينُ منه إليه تنتقلُ
قد كنتُ أبكي منْ صريمة ِ خلة ٍ
كان الشبابُ معوّضي أمثالها
فالآن حقَّ لي البكاءُ على الذي
كان المُضمَّنَ عطفها ووصالها
كم خُلّة ٍ لي صارمتني بعدَه
لو كان أوجدني بها أبدالَها
وإذا شبابُك بتَّ منك حِبالَهُ
بتَّتْ له منك النساءُ حبالها
فوائدُ العينِ منه طارفة ٌ
كأنما أُخرياتُها الأُولُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لايهنىء الناسَ مايرعونَ من كلأٍ
لايهنىء الناسَ مايرعونَ من كلأٍ
رقم القصيدة : 61917(73/467)
-----------------------------------
لايهنىء الناسَ مايرعونَ من كلأٍ
ومايُريحونَ من أهلٍ ومن مالِ
بعد ابن زُرعة ٍ الثاوي ببلقعة ٍ
أمسى ببلدة ٍ لاعمٍّ ولاخالِ
ياويحَ للأرض أضحى ظهرُها عُطُلاً
من ابن زُرعة ٍ لكنْ بطنُها حالي
لئنْ جلا وأقمنا إنَّه لفتى ً
أمسى وكلُّ مقيمٍ بعده جالي
أما لئن هيجَ بلبالَ القلوبِ به
لكمْ كفاها قديماً هَيْج بلبالِ
من لم تلدْ مثله أرضٌ ولاثكلتْ
والأرضُ جِدُّ ولودٍ جدُ مِثكال
نأى ولم ينأ نأياً ينطوي أبداً
لزائريهِ بنصّ أو بإرقالِ
وماأخٌ بقريبٍ حينَ تحجُبُه
نبائثُ الأرضِ في مُنهالة الجالِ
إذا الثرى قِيدَ نصفَ الرمحِ غيَّبه
فقد هَوى في مهاوٍ ذاتِ أهوالِ
حسبُ الخليلين نأيُ الأرض بينهما
هذا عليها وهذا نحتها بالي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياحسنَ الوجه والشمائلِ وال
ياحسنَ الوجه والشمائلِ وال
رقم القصيدة : 61918
-----------------------------------
ياحسنَ الوجه والشمائلِ وال
أخلاقِ والرأي والأفاعيلِ
مابالُ غيريَ يحظى لديك ولا
أحظى بشيءٍ سوى التعاليلِ
ولو تخلّيت من علائقِ تأ
ميلكَ قفَّيتَ بالأباطيلِ
لكنني فيك غيرُ ماعُطُلٍ
من حسنِ ظنٍ وبُعدِ تأميل
وماأُحابيكَ في المديح ولا
شِيدتْ معاليكَ بالأقاويلِ
صِلني برزقي وفائتي صِلة ً
ألذَّ من نَشْطة ِ السراويلِ
بلا دفاعٍ ولا مماطلة ٍ
مُعجلاً ذاك كلّ تعجيلِ
ولاتكنْ مثلَ معشرٍ جعلوا
أعراضَهم فدية َ المناذيل
بحقّ ذاك الذي يقومُ مقا
مَ التاجِ للمَلكِ والأكاليل
لابلْ مقامَ السلاحِ ذلقه الصْ
صيقلُ للفتية ِ البهاليل
لا بل مقامَ الدفاع والطفرِ ال
حاضر في ساعة ِ البلابيل
يُمناً ورأياً مجنَّباً أبداً
كلّ ضلالٍ وكلَّ تضليلِ
سيّدنا بدرُنا مؤَملنا
واحدنا في الفَعال والقيلِ
أبي الحسينِ الذي به رجعتْ
محاسنُ الملكِ بعد تبديلِ
ملأَّهُ اللهُ ماحباهُ به
لابزوالٍ ولابتحويلِ
ممتعاً بالصفاءِ منك وبال
إخلاصِ يجزيك غيرَ تأجيل(73/468)
موفقاً فيك للصنائع يُسدْي
ن مافاض ساحلُ النيل
ألبسكَ الله يا أبا عُمر
ثوبَ بهاء وتاجَ تبجيلِ
يامن إذا مااجتباه منتقدٌ
دلَّ على حكمة ٍ وتحصيل
خذ صِلة ً من أخيك كافية ً
يلقاكَ مابعدَها بتفصيلِ
راجحة الوزنِ وهْي شائلة ٌ
عن قَدْرِك الراجح المثاقيل
من قول حُرّ مُخوّل لك بال
إحسان تُوليهِ كلَّ تخويل
قال ببعضِ الذي منحتَ ولم
يمدحْكَ بالزور والتهاويل
أطاقتْ براذينُكُم حِمَلكُم
لأنّ البهائمَ لا تعقلُ
الم تروا الأرضَ إذ ثُقّلتْ
كتثقيلكم خُلقتْ تجمِلُ
وكانَ البغاء دواءَ الثقي
لِ كيما يكونَ هو الأسفلُ
ولكن خُلقكم بلطفِ اللطيفِ
لأن تَحْمِلوا لا لأن تُحمَلوا
ثقُلتُم فلو كنتُم تُنكَحو
ن باتت نساؤكم تُطحلُ
جمعتُم لشِقْوتكم أُبنة ً
إِلي ثقل ماله مَحْلُ
بناتِ ثوابة َ ما في الأنا
مِ أخْلقُ منكم ولا أثقلُ
ولاتَزَلْ من لبوس عافية ٍمتقارببناتِ ثوابة َ ما في الأنامِ أخْلقُ منكم ولا أثقلُجمعتُم لشِقْوتكم أُبنة ًإِلي ثقل ماله مَحْلُثقُلتُم فلو كنتُم تُنكَحون باتت نساؤكم تُطحلُ ولكن خُلقكم بلطفِ اللطيفِلأن تَحْمِلوا لا لأن تُحمَلوا وكانَ البغاء دواءَ الثقيلِ كيم
وسِترِ نعماءَ في سرابيل
وللِ في خلقه حكمة ٌ
بها خُوِّل الناسُ ما خُوّلوا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مااستشرفتْ منك العيون ضئيلا
مااستشرفتْ منك العيون ضئيلا
رقم القصيدة : 61919
-----------------------------------
مااستشرفتْ منك العيون ضئيلا
لكنْ عظيماً في الصدورِ جليلا
أقْبلتَ في خِلع الولاية ِ طالعاً
والناسُ حولَك يوفضون قَبيلا
فكأنك البدرُ المنيرُ مكللاً
من طالعاتِ سعودهِ إكليلا
كم من غليلٍ يومَ ذلك هجتَهُ
لازلتَ في صدرِ الحسودِ غليلا
منْ كان حمَّلهُ لَبوسَ ولا ية ٍ
وأعازه التعظيمَ والتبجيلا
فبذاتِ نفسِكَ مايكون جمالُها
وبمائهِ كان الحسامُ صقيلا
تبّا لمَنْ تَعميَ بصيرة ُ رأيهِ
حتّى يراك بما سِواك نبيلا
إني لأكبِرُ أنْ أراك مهنَّأً(73/469)
إلاَّ بما يتجاوزُ التأميلا
لأحقُّ منك بأن يُهنأ معشرٌ
رُزقُوكَ حظاً في الحظوظ جزيلا
أنصفتَهم وأقمتَ عدلكَ فيهمُ
ميزانَ قِسطٍ لا يميلُ مَميلا
فهَدتْ عيونُهُم وأفرخَ روعُهم
وأقام منهم مِنْ أرادَ رحيلا
منْ بعدِ ماسألَ الحميمُ حَميمَهُ
مابالُ دفّكَ بالفراش مذيلا
لايعدموك فقد نصحْتَ إمامَهم
ووضعْتَ إصْرهُمُ وكان ثقيلا
أرفقتَهم في خرجِهم ووفرتِهم
وكذا المُدِرُّ يُقدّمُ التحفيلا
فتنافسوا بك في العمارة ِ بعدما
طالَ العِداءُ فعُطّلتْ تعطيلا
فقضاكَ ريْعُ العدلِ ماأعطيتهم
أوفى قضاءٍ واصطنعْتَ جميلا
والعدلُ مغزرة ٌ لكلّ حلوبة ٍ
والجَوْرُ يُعقبُ رِسلَها تشويلا
لِمْ لاتكونُ لدى إمامِك مُرتضى ً
لاينبغي بك في الكُفاة ِ بديلا
وإذا وليتَ فليسَ يعْدَمُ قائلاً
ماكان رأيُ إمامِنا ليفيلا
تَجبي له مالَ البلادِ وحمدها
إذ لاتضيعُ من الحقوقِ فتيلا
قال الإمام وقد جمعتهما له
حظانِ مثلُهما بمثلكِ نِيلا
أنت الذي يَمري اللّقاح برفقهِ
ملءَ الوِطابِ ولا يُجيع فصيلا
أسمعتَهُ شكرَ الرعيَّة ِ بعدما
جارَ الولاة ُ فأسمعوه عويلا
كسبتْ له التجويرَ قبلك عصبة ٌ
فكسبْتَ بعدهُمُ له التعديلا
ولقد قطعتَ إليه كلَّ حِبالة
لايستطيعُ لها الدهاة ُ حويلا
ولقد ركبْتَ إليه كُلَّ مخوفة ٍ
لو زلَّ راكبُها لطاحَ قتيلا
ووهبتَ نفسكَ للمتالفِ دونَهُم مااستشرفتْ منك العيونُ ضئيلا
لكنْ عظيماً في الصدورِ جليلا
أقْبلتَ في خِلع الولاية ِ طالعاً
والناسُ حولَك يوفضون قَبيلا
فكأنك البدرُ المنيرُ مكللاً
من طالعاتِ سعودهِ إكليلا
كم من غليلٍ يومَ ذلك هجتَهُ
لازلتَ في صدرِ الحسودِ غليلا
منْ كان حمَّلهُ لَبوسَ ولا ية ٍ
وأعازه التعظيمَ والتبجيلا
فبذاتِ نفسِكَ مايكون جمالُها
وبمائهِ كان الحسامُ صقيلا
تبّا لمَنْ تَعميَ بصيرة ُ رأيهِ
حتّى يراك بما سِواك نبيلا
إني لأكبِرُ أنْ أراك مهنَّأً
إلاَّ بما يتجاوزُ التأميلا
لأحقُّ منك بأن يُهنأ معشرٌ(73/470)
رُزقُوكَ حظاً في الحظوظ جزيلا
أنصفتَهم وأقمتَ عدلكَ فيهمُ
ميزانَ قِسطٍ لا يميلُ مَميلا
فهَدتْ عيونُهُم وأفرخَ روعُهم
وأقام منهم مِنْ أرادَ رحيلا
منْ بعدِ ماسألَ الحميمُ حَميمَهُ
مابالُ دفّكَ بالفراش مذيلا
لايعدموك فقد نصحْتَ إمامَهم
ووضعْتَ إصْرهُمُ وكان ثقيلا
أرفقتَهم في خرجِهم ووفرتِهم
وكذا المُدِرُّ يُقدّمُ التحفيلا
فتنافسوا بك في العمارة ِ بعدما
طالَ العِداءُ فعُطّلتْ تعطيلا
فقضاكَ ريْعُ العدلِ ماأعطيتهم
أوفى قضاءٍ واصطنعْتَ جميلا
والعدلُ مغزرة ٌ لكلّ حلوبة ٍ
والجَوْرُ يُعقبُ رِسلَها تشويلا
لِمْ لاتكونُ لدى إمامِك مُرتضى ً
لاينبغي بك في الكُفاة ِ بديلا
وإذا وليتَ فليسَ يعْدَمُ قائلاً
ماكان رأيُ إمامِنا ليفيلا
تَجبي له مالَ البلادِ وحمدها
إذ لاتضيعُ من الحقوقِ فتيلا
قال الإمام وقد جمعتهما له
حظانِ مثلُهما بمثلكِ نِيلا
أنت الذي يَمري اللّقاح برفقهِ
ملءَ الوِطابِ ولا يُجيع فصيلا
أسمعتَهُ شكرَ الرعيَّة ِ بعدما
جارَ الولاة ُ فأسمعوه عويلا
كسبتْ له التجويرَ قبلك عصبة ٌ
فكسبْتَ بعدهُمُ له التعديلا
ولقد قطعتَ إليه كلَّ حِبالة
لايستطيعُ لها الدهاة ُ حويلا
ولقد ركبْتَ إليه كُلَّ مخوفة ٍ
لو زلَّ راكبُها لطاحَ قتيلا
ووهبتَ نفسكَ للمتالفِ دونَهُه
ورأيتَ ذلك في الإمام قليلا
شهدَ الخليفة ُ والرعية ُ أنه
ماكان جولُكم عِند ذلك مَهيلا
شهدَ الخليفة ُ والرعية ُ أنه
ماكان رأيك عند ذاك سحيلا
أنتَ الذي قطعَ الحبائلَ بعدما
أزِمَت أزامِ وعضَّلتْ تعضيلا
فنجوتَ من أيدي الأخابثِ سالماً
ورهنتَهم لهفاً عليك طويلا
ولئنْ نجوتَ لقد ركبْتَ عزيمة ً
حَذَّاءَ تسبقُ داعراً وجديلا
وأجلتُ رأياً أحوذياً مثلَهُ
فيما ينوبُ من الخطوبِ أُجيلا
ولقلَّ ماينجو امرؤٌ من مثلها
بالرأي إلاّ أنْ يكونَ أصيلا
دبَّرتَ تدبيرَ المدّبرِ إنه
ماكان عندَ مَضلَّة ٍ ضِلّيلا
بلْ كنتَ للملكِ السعيدِ وديعة ً
أمرَ الإلهُ بحفظِها جبريلا(73/471)
بل ذا وذاك وإن وُهبتَ لأمة ٍ
تعفو فضولَكَوأصيلا
ولقد بلاك الطالبونَ فثبَّطُوا
أن يُدركوكَ وخُذّلوا تخذيلا
ورأوا مكانك ريثَما أخليتَهُ
كمكانِ بعضِ الراسياتِ أزيلا
فسرَوْا على حَرَدٍ إليك وأعملوا
طلباً يحثُّ به الرعيلُ رعيلا
فسُتِرتَ دونهمُ بسترِ كثافة ٍ
حتى خفيتَ وما خفيتَ ضئيلا
فثنوا أعنة ً راجعين بخيبة ٍ
كرجوعهم أيامَ ساقوا الفيلا
ولعلّهم لو أدركوك لأُرسِلتْ
طيرُ العذابِ عليهمُ السّجيلا
ولمَا خفيت بأن وجهك لم يكن
في كل ليلٍ دامسٍ قنديلا
لكن بأن خالوا بدراً باهراً
وإذا أخال شبيهُ شيءٍ خِيلا
ماقدَرُ ليلٍ أن تكونَ لبستَهُ
فاخْتِينَ نُوركَ تحتَه واغتيلا
أنَّى تَجلّك الدجى بأبدرِها
لن تستطيع لك الدجى تجليلا
ولمّا خفيتَ بأن نَشْركَ لم ينلْ
أقصى مدى نشرٍ ونيَّفَ ميلا
لكن بأنْ حسبوه رَيا روضة ٍ
هبّتْ لها ريحُ الشمال بليلا
واللهُ ثبّطهُم بذاك فكذَّبوا
فيك اليقينَ وصدّقوا التخبيلا
كم ليلة ٍ نسي الصباحَ مساؤها
قد بِتَّ فيها بالسُّهادِ كحيلا
مانمتَ نومَ غريرة ٍ في خِدْرها
لكن سُريْتَ سُرى الرجال رجيلا
ولعمرُ جمعِ الزنجِ يومَ لقيتُهم
ماصادفوك يراعة ً إجفيلا
شهدتْ بذلك في جبينك ضربة ٌ
كانتْ على صِدقِ اللقاء دليلا
تركتْ بوجهك للحفيظة مِيسماً
مارجَّعتْ وُرقُ الحمامِ هديلا
من بعدِ ما غادرتَهم وكأنما
قعرتْ بهم عُصفُ الرياحِ نخيلا
مازلت تنكؤهم بحدّ شائكٍ
لم تألهُم قرحاً ولاتقتيلا
تقريهُمُ طعناً أبجَّ وتارة ً
ضرباً يُزيّلُ بينهم تزييلا
حتى إذا ألبَ الجميعُ وأللَّوا
تلقاءَ نحرك حَدَّهُمْ تأليلا
أسرُوك إذ كَثَروكَ لالعزيمة ٍ
فشلت عليك ولالصبرٍ عِيلا
لكنْ رمَوْكَ بدُهمِهم وكأنهُم
جيشٌ أجابَ دعاءَ إسرافيلا
فانقدْتَ طوعَ الحزمِ لامستقتلاً
خَرِقاً ولاسلسَ القيادِ ذليلا
ورأيتَ أن تَبقى لهم فتكيدهمم مااستشرفتْ منك العيونُ ضئيلا
لكنْ عظيماً في الصدورِ جليلا
أقْبلتَ في خِلع الولاية ِ طالعاً(73/472)
والناسُ حولَك يوفضون قَبيلا
فكأنك البدرُ المنيرُ مكللاً
من طالعاتِ سعودهِ إكليلا
كم من غليلٍ يومَ ذلك هجتَهُ
لازلتَ في صدرِ الحسودِ غليلا
منْ كان حمَّلهُ لَبوسَ ولا ية ٍ
وأعازه التعظيمَ والتبجيلا
فبذاتِ نفسِكَ مايكون جمالُها
وبمائهِ كان الحسامُ صقيلا
تبّا لمَنْ تَعميَ بصيرة ُ رأيهِ
حتّى يراك بما سِواك نبيلا
إني لأكبِرُ أنْ أراك مهنَّأً
إلاَّ بما يتجاوزُ التأميلا
لأحقُّ منك بأن يُهنأ معشرٌ
رُزقُوكَ حظاً في الحظوظ جزيلا
أنصفتَهم وأقمتَ عدلكَ فيهمُ
ميزانَ قِسطٍ لا يميلُ مَميلا
فهَدتْ عيونُهُم وأفرخَ روعُهم
وأقام منهم مِنْ أرادَ رحيلا
منْ بعدِ ماسألَ الحميمُ حَميمَهُ
مابالُ دفّكَ بالفراش مذيلا
لايعدموك فقد نصحْتَ إمامَهم
ووضعْتَ إصْرهُمُ وكان ثقيلا
أرفقتَهم في خرجِهم ووفرتِهم
وكذا المُدِرُّ يُقدّمُ التحفيلا
فتنافسوا بك في العمارة ِ بعدما
طالَ العِداءُ فعُطّلتْ تعطيلا
فقضاكَ ريْعُ العدلِ ماأعطيتهم
أوفى قضاءٍ واصطنعْتَ جميلا
والعدلُ مغزرة ٌ لكلّ حلوبة ٍ
والجَوْرُ يُعقبُ رِسلَها تشويلا
لِمْ لاتكونُ لدى إمامِك مُرتضى ً
لاينبغي بك في الكُفاة ِ بديلا
وإذا وليتَ فليسَ يعْدَمُ قائلاً
ماكان رأيُ إمامِنا ليفيلا
تَجبي له مالَ البلادِ وحمدها
إذ لاتضيعُ من الحقوقِ فتيلا
قال الإمام وقد جمعتهما له
حظانِ مثلُهما بمثلكِ نِيلا
أنت الذي يَمري اللّقاح برفقهِ
ملءَ الوِطابِ ولا يُجيع فصيلا
أسمعتَهُ شكرَ الرعيَّة ِ بعدما
جارَ الولاة ُ فأسمعوه عويلا
كسبتْ له التجويرَ قبلك عصبة ٌ
فكسبْتَ بعدهُمُ له التعديلا
ولقد قطعتَ إليه كلَّ حِبالة
لايستطيعُ لها الدهاة ُ حويلا
ولقد ركبْتَ إليه كُلَّ مخوفة ٍ
لو زلَّ راكبُها لطاحَ قتيلا
ووهبتَ نفسكَ للمتالفِ دونَهُ
ورأيتَ ذلك في الإمام قليلا
شهدَ الخليفة ُ والرعية ُ أنه
ماكان جولُكم عِند ذلك مَهيلا
شهدَ الخليفة ُ والرعية ُ أنه
ماكان رأيك عند ذاك سحيلا(73/473)
أنتَ الذي قطعَ الحبائلَ بعدما
أزِمَت أزامِ وعضَّلتْ تعضيلا
فنجوتَ من أيدي الأخابثِ سالماً
ورهنتَهم لهفاً عليك طويلا
ولئنْ نجوتَ لقد ركبْتَ عزيمة ً
حَذَّاءَ تسبقُ داعراً وجديلا
وأجلتُ رأياً أحوذياً مثلَهُ
فيما ينوبُ من الخطوبِ أُجيلا
ولقلَّ ماينجو امرؤٌ من مثلها
بالرأي إلاّ أنْ يكونَ أصيلا
دبَّرتَ تدبيرَ المدّبرِ إنه
ماكان عندَ مَضلَّة ٍ ضِلّيلا
بلْ كنتَ للملكِ السعيدِ وديعة ً
أمرَ الإلهُ بحفظِها جبريلا
بل ذا وذاك وإن وُهبتَ لأمة ٍ
تعفو فضولَكَوأصيلا
ولقد بلاك الطالبونَ فثبَّطُوا
أن يُدركوكَ وخُذّلوا تخذيلا
ورأوا مكانك ريثَما أخليتَهُ
كمكانِ بعضِ الراسياتِ أزيلا
فسرَوْا على حَرَدٍ إليك وأعملوا
طلباً يحثُّ به الرعيلُ رعيلا
فسُتِرتَ دونهمُ بسترِ كثافة ٍ
حتى خفيتَ وما خفيتَ ضئيلا
فثنوا أعنة ً راجعين بخيبة ٍ
كرجوعهم أيامَ ساقوا الفيلا
ولعلّهم لو أدركوك لأُرسِلتْ
طيرُ العذابِ عليهمُ السّجيلا
ولمَا خفيت بأن وجهك لم يكن
في كل ليلٍ دامسٍ قنديلا
لكن بأن خالوا بدراً باهراً
وإذا أخال شبيهُ شيءٍ خِيلا
ماقدَرُ ليلٍ أن تكونَ لبستَهُ
فاخْتِينَ نُوركَ تحتَه واغتيلا
أنَّى تَجلّك الدجى بأبدرِها
لن تستطيع لك الدجى تجليلا
ولمّا خفيتَ بأن نَشْركَ لم ينلْ
أقصى مدى نشرٍ ونيَّفَ ميلا
لكن بأنْ حسبوه رَيا روضة ٍ
هبّتْ لها ريحُ الشمال بليلا
واللهُ ثبّطهُم بذاك فكذَّبوا
فيك اليقينَ وصدّقوا التخبيلا
كم ليلة ٍ نسي الصباحَ مساؤها
قد بِتَّ فيها بالسُّهادِ كحيلا
مانمتَ نومَ غريرة ٍ في خِدْرها
لكن سُريْتَ سُرى الرجال رجيلا
ولعمرُ جمعِ الزنجِ يومَ لقيتُهم
ماصادفوك يراعة ً إجفيلا
شهدتْ بذلك في جبينك ضربة ٌ
كانتْ على صِدقِ اللقاء دليلا
تركتْ بوجهك للحفيظة مِيسماً
مارجَّعتْ وُرقُ الحمامِ هديلا
من بعدِ ما غادرتَهم وكأنما
قعرتْ بهم عُصفُ الرياحِ نخيلا
مازلت تنكؤهم بحدّ شائكٍ
لم تألهُم قرحاً ولاتقتيلا(73/474)
تقريهُمُ طعناً أبجَّ وتارة ً
ضرباً يُزيّلُ بينهم تزييلا
حتى إذا ألبَ الجميعُ وأللَّوا
تلقاءَ نحرك حَدَّهُمْ تأليلا
أسرُوك إذ كَثَروكَ لالعزيمة ٍ
فشلت عليك ولالصبرٍ عِيلا
لكنْ رمَوْكَ بدُهمِهم وكأنهُم
جيشٌ أجابَ دعاءَ إسرافيلا
فانقدْتَ طوعَ الحزمِ لامستقتلاً
خَرِقاً ولاسلسَ القيادِ ذليلا
ورأيتَ أن تَبقى لهم فتكيدهمه
أجدى ومثلُك أحسنَ التمييلا
وقتالُ من لاتستطيع قِتالهُ
في الناس يكسبُ رأيكَ التفييلا
ومنِ اتَّقى التحيينَ فيما يتَّقي
فكذاك أيضاً يتَّقي التجهيلا
بل أعجلوكَ عن المِراس كأنهم
عُنفٌ من السيلِ استخفَّ حميلا
لافُلَّ حدُّك من حسامٍ صارمٍ
ترك القِراعُ بحدّهِ تفليلا
لو حُكتَ في السيفِ الذي كافحتَهُ
ماحاك فيك لأسرعَ التهليلا
لو مَسَّهُ الألمُ الذي أحذاكه
أو دونَ ذاك لما استفاقَ صليلا
أو فلَّ فيه حُرُّ وجهك فلة ً
في حُرّ وجهك ريعَ منه وهيلا
لله نفسٌ يومَ ذاك أذلْتها
ولرُبَّ شيءٍ صينَ حين أُذيلا
لوقفْتها نصبَ الكريهة ِ موقفاً
ماكان تعذيراً ولاتحليلا
لاجاهلاً قدْرَ الحياة ِ مغمَّراً
بل عارفاً قدْرَ الحياة بسيلا
مثل الهزبرِ المستميتِ إذا ارتدى
أشباله من خلفِهِ والغيلا
والحربُ تغلى بالكُماة ِ قدورَها
والموتُ يأكلُ ماطهتْه نشيلا
تخِذوا الحديدَ مغافراً وأشلَّة ً
وتخذتَ صبركَ مِغْفراً وشليلا
نفسٌ طلبتَ بها العلا فبلغتها
وركبتَ منها كاهلا وتليلا
وإذا أذلتَ النفسَ في طلب العلا
فلتلفَيَنَّ لما ملكتَ مُذيلا
أتُراك بعد النفس تبخلُ باللُّهى
اللهُ جارُكَ أن تكونَ بخيلا
ما كنتَ تمضي باللقاء مُصمماً
فتكون في شيءٍ سٍواهُ كليلا
مَنْ جاد بالحَوْباء جاد بمالهِ
فالمالُ أيسرُ هالكٍ تعجيلا
ونظرتُ مابخُلَ امرىء ٍ وسماحُهُ
والرأي يُوجدُ أهلهُ التأويلا
فالبخلُ جُبنٌ والسماحُ شجاعة ٌ
لاشكَّ حين تُصحِّحُ التحصيلا مص مااستشرفتْ منك العيونُ ضئيلا
لكنْ عظيماً في الصدورِ جليلا(73/475)
أقْبلتَ في خِلع الولاية ِ طالعاً
والناسُ حولَك يوفضون قَبيلا
فكأنك البدرُ المنيرُ مكللاً
من طالعاتِ سعودهِ إكليلا
كم من غليلٍ يومَ ذلك هجتَهُ
لازلتَ في صدرِ الحسودِ غليلا
منْ كان حمَّلهُ لَبوسَ ولا ية ٍ
وأعازه التعظيمَ والتبجيلا
فبذاتِ نفسِكَ مايكون جمالُها
وبمائهِ كان الحسامُ صقيلا
تبّا لمَنْ تَعميَ بصيرة ُ رأيهِ
حتّى يراك بما سِواك نبيلا
إني لأكبِرُ أنْ أراك مهنَّأً
إلاَّ بما يتجاوزُ التأميلا
لأحقُّ منك بأن يُهنأ معشرٌ
رُزقُوكَ حظاً في الحظوظ جزيلا
أنصفتَهم وأقمتَ عدلكَ فيهمُ
ميزانَ قِسطٍ لا يميلُ مَميلا
فهَدتْ عيونُهُم وأفرخَ روعُهم
وأقام منهم مِنْ أرادَ رحيلا
منْ بعدِ ماسألَ الحميمُ حَميمَهُ
مابالُ دفّكَ بالفراش مذيلا
لايعدموك فقد نصحْتَ إمامَهم
ووضعْتَ إصْرهُمُ وكان ثقيلا
أرفقتَهم في خرجِهم ووفرتِهم
وكذا المُدِرُّ يُقدّمُ التحفيلا
فتنافسوا بك في العمارة ِ بعدما
طالَ العِداءُ فعُطّلتْ تعطيلا
فقضاكَ ريْعُ العدلِ ماأعطيتهم
أوفى قضاءٍ واصطنعْتَ جميلا
والعدلُ مغزرة ٌ لكلّ حلوبة ٍ
والجَوْرُ يُعقبُ رِسلَها تشويلا
لِمْ لاتكونُ لدى إمامِك مُرتضى ً
لاينبغي بك في الكُفاة ِ بديلا
وإذا وليتَ فليسَ يعْدَمُ قائلاً
ماكان رأيُ إمامِنا ليفيلا
تَجبي له مالَ البلادِ وحمدها
إذ لاتضيعُ من الحقوقِ فتيلا
قال الإمام وقد جمعتهما له
حظانِ مثلُهما بمثلكِ نِيلا
أنت الذي يَمري اللّقاح برفقهِ
ملءَ الوِطابِ ولا يُجيع فصيلا
أسمعتَهُ شكرَ الرعيَّة ِ بعدما
جارَ الولاة ُ فأسمعوه عويلا
كسبتْ له التجويرَ قبلك عصبة ٌ
فكسبْتَ بعدهُمُ له التعديلا
ولقد قطعتَ إليه كلَّ حِبالة
لايستطيعُ لها الدهاة ُ حويلا
ولقد ركبْتَ إليه كُلَّ مخوفة ٍ
لو زلَّ راكبُها لطاحَ قتيلا
ووهبتَ نفسكَ للمتالفِ دونَهُ
ورأيتَ ذلك في الإمام قليلا
شهدَ الخليفة ُ والرعية ُ أنه
ماكان جولُكم عِند ذلك مَهيلا
شهدَ الخليفة ُ والرعية ُ أنه(73/476)
ماكان رأيك عند ذاك سحيلا
أنتَ الذي قطعَ الحبائلَ بعدما
أزِمَت أزامِ وعضَّلتْ تعضيلا
فنجوتَ من أيدي الأخابثِ سالماً
ورهنتَهم لهفاً عليك طويلا
ولئنْ نجوتَ لقد ركبْتَ عزيمة ً
حَذَّاءَ تسبقُ داعراً وجديلا
وأجلتُ رأياً أحوذياً مثلَهُ
فيما ينوبُ من الخطوبِ أُجيلا
ولقلَّ ماينجو امرؤٌ من مثلها
بالرأي إلاّ أنْ يكونَ أصيلا
دبَّرتَ تدبيرَ المدّبرِ إنه
ماكان عندَ مَضلَّة ٍ ضِلّيلا
بلْ كنتَ للملكِ السعيدِ وديعة ً
أمرَ الإلهُ بحفظِها جبريلا
بل ذا وذاك وإن وُهبتَ لأمة ٍ
تعفو فضولَكَوأصيلا
ولقد بلاك الطالبونَ فثبَّطُوا
أن يُدركوكَ وخُذّلوا تخذيلا
ورأوا مكانك ريثَما أخليتَهُ
كمكانِ بعضِ الراسياتِ أزيلا
فسرَوْا على حَرَدٍ إليك وأعملوا
طلباً يحثُّ به الرعيلُ رعيلا
فسُتِرتَ دونهمُ بسترِ كثافة ٍ
حتى خفيتَ وما خفيتَ ضئيلا
فثنوا أعنة ً راجعين بخيبة ٍ
كرجوعهم أيامَ ساقوا الفيلا
ولعلّهم لو أدركوك لأُرسِلتْ
طيرُ العذابِ عليهمُ السّجيلا
ولمَا خفيت بأن وجهك لم يكن
في كل ليلٍ دامسٍ قنديلا
لكن بأن خالوا بدراً باهراً
وإذا أخال شبيهُ شيءٍ خِيلا
ماقدَرُ ليلٍ أن تكونَ لبستَهُ
فاخْتِينَ نُوركَ تحتَه واغتيلا
أنَّى تَجلّك الدجى بأبدرِها
لن تستطيع لك الدجى تجليلا
ولمّا خفيتَ بأن نَشْركَ لم ينلْ
أقصى مدى نشرٍ ونيَّفَ ميلا
لكن بأنْ حسبوه رَيا روضة ٍ
هبّتْ لها ريحُ الشمال بليلا
واللهُ ثبّطهُم بذاك فكذَّبوا
فيك اليقينَ وصدّقوا التخبيلا
كم ليلة ٍ نسي الصباحَ مساؤها
قد بِتَّ فيها بالسُّهادِ كحيلا
مانمتَ نومَ غريرة ٍ في خِدْرها
لكن سُريْتَ سُرى الرجال رجيلا
ولعمرُ جمعِ الزنجِ يومَ لقيتُهم
ماصادفوك يراعة ً إجفيلا
شهدتْ بذلك في جبينك ضربة ٌ
كانتْ على صِدقِ اللقاء دليلا
تركتْ بوجهك للحفيظة مِيسماً
مارجَّعتْ وُرقُ الحمامِ هديلا
من بعدِ ما غادرتَهم وكأنما
قعرتْ بهم عُصفُ الرياحِ نخيلا
مازلت تنكؤهم بحدّ شائكٍ(73/477)
لم تألهُم قرحاً ولاتقتيلا
تقريهُمُ طعناً أبجَّ وتارة ً
ضرباً يُزيّلُ بينهم تزييلا
حتى إذا ألبَ الجميعُ وأللَّوا
تلقاءَ نحرك حَدَّهُمْ تأليلا
أسرُوك إذ كَثَروكَ لالعزيمة ٍ
فشلت عليك ولالصبرٍ عِيلا
لكنْ رمَوْكَ بدُهمِهم وكأنهُم
جيشٌ أجابَ دعاءَ إسرافيلا
فانقدْتَ طوعَ الحزمِ لامستقتلاً
خَرِقاً ولاسلسَ القيادِ ذليلا
ورأيتَ أن تَبقى لهم فتكيدهم
أجدى ومثلُك أحسنَ التمييلا
وقتالُ من لاتستطيع قِتالهُ
في الناس يكسبُ رأيكَ التفييلا
ومنِ اتَّقى التحيينَ فيما يتَّقي
فكذاك أيضاً يتَّقي التجهيلا
بل أعجلوكَ عن المِراس كأنهم
عُنفٌ من السيلِ استخفَّ حميلا
لافُلَّ حدُّك من حسامٍ صارمٍ
ترك القِراعُ بحدّهِ تفليلا
لو حُكتَ في السيفِ الذي كافحتَهُ
ماحاك فيك لأسرعَ التهليلا
لو مَسَّهُ الألمُ الذي أحذاكه
أو دونَ ذاك لما استفاقَ صليلا
أو فلَّ فيه حُرُّ وجهك فلة ً
في حُرّ وجهك ريعَ منه وهيلا
لله نفسٌ يومَ ذاك أذلْتها
ولرُبَّ شيءٍ صينَ حين أُذيلا
لوقفْتها نصبَ الكريهة ِ موقفاً
ماكان تعذيراً ولاتحليلا
لاجاهلاً قدْرَ الحياة ِ مغمَّراً
بل عارفاً قدْرَ الحياة بسيلا
مثل الهزبرِ المستميتِ إذا ارتدى
أشباله من خلفِهِ والغيلا
والحربُ تغلى بالكُماة ِ قدورَها
والموتُ يأكلُ ماطهتْه نشيلا
تخِذوا الحديدَ مغافراً وأشلَّة ً
وتخذتَ صبركَ مِغْفراً وشليلا
نفسٌ طلبتَ بها العلا فبلغتها
وركبتَ منها كاهلا وتليلا
وإذا أذلتَ النفسَ في طلب العلا
فلتلفَيَنَّ لما ملكتَ مُذيلا
أتُراك بعد النفس تبخلُ باللُّهى
اللهُ جارُكَ أن تكونَ بخيلا
ما كنتَ تمضي باللقاء مُصمماً
فتكون في شيءٍ سٍواهُ كليلا
مَنْ جاد بالحَوْباء جاد بمالهِ
فالمالُ أيسرُ هالكٍ تعجيلا
ونظرتُ مابخُلَ امرىء ٍ وسماحُهُ
والرأي يُوجدُ أهلهُ التأويلا
فالبخلُ جُبنٌ والسماحُ شجاعة ٌ
لاشكَّ حين تُصحِّحُ التحصيلاه
جَبُنَ البخيلُ من الزمان وصَرْفِهِ(73/478)
فتهيَّبَ الإفضالَ والتنويلا
واستشعرتْ نفسُ الجوادِ شجاعة ً
فرجا الزمانَ على الزمانِ مُديلا
وإذا امرؤُ مُنح الشجاعة لم يجدْ
عنه السماحُ لرحلهِ تحويلا
ولقلَّ ماجاد امرؤٌ ليستْ له
نفسٌ ترى حدَّ الزمانِ فليلا
ليشمّرِ الغادي إليك ذُيولَه
كيما يروحَ مُرفَّلاً ترفيلا
فلربَّ تشميرٍ إليك رأيتُهُ
بالأمسِ أعقبَ أهلهُ تذييلا
جُعل البخيلُ لما يفيدُ قرارة ً
لكنْ جُعلتَ لما تفيدُ مَسيلا
صرفتْ يداك إلى المكارم والعلا
عن مالك التثمير والتأثيلا
شذَّبتَ في دارِ الفناءِ أثيلهُ
ليكون في دارِ البقاءِ أثيلا
ماسوَّلتْ نفسٌ لصاحبها الغنى
إلا انبريتَ تُصدّقُ التسويلا
تَعِدُ المنى عنك الغنى فتفي به
وتقيمُ جودَك بالوفاء كفيلا
وتفي بما يعدُ الكذوبُ كأنما
كُفّلتَ ذلك دونَهُ تكفيلا
ولو استطعتَ إذا وفيتَ بوعدِهِ
نفَّلتَه حُسنَ الثنا تنفيلا
ولرُبَّ مرجوّ سواك مُؤمَّلٍ
ألفاه راجيهِ عليك محيلا
فقبلتَ منه حوالة ً مكروهة ً
ورأيتها حظاً إليك أُميلا
ونقدتَ صاحبَها الثوابَ مُعجّلاً
إذا ما سألتَ بنقدهِ تأجيلا
يفديك مَنْ تفدي بمالك عرضهُ
وتذودُ عنه الذمَّ والتبخيلا
لولاك أصبحَ عرض كُلّ مبخَّلٍ
شلواً يُمزقه الهجاء أكيلا
الناسُ أدهمُ أنت فيه غُرة ٌ
جُعلَ الأفاضلَ تحتَها تحجيلا
لو كنتَ في عصرِ النبيّ محمدٍ
أوحَى الإلهُ بمدحِك التنزيلا
شاركتَ إبراهيم في اسمٍ واحدٍ
ونسختَه شبهاً كإسماعيلا
لم يُبقِ إبراهيم إرثَ خليفة ٍ
إلا وقد قُبّلتها تقبيلا
ولئنْ تقدّمك الخليلُ بزُلفة ٍ
لبمثلِ ماتُسديه كان خليلا
تقواك تقواهُ وبرُّك برهُ
للهِ درُّكُما أباً وسليلا
ولقد دعوتَ اللهَ مثلَ دعائهِ
عند البلاء فزلَّ عنك زليلا
يفتنُّ فيك المادحونَ وكلُّهم
يتجنّبُ التشبيه والتمثيلا
فُتَّ العديلَ فما يقالُ كأنه
مَنْ ذا رأى لك في الأنامِ عديلا
هذا أبا إسحاق موقفُ عائذٍ
بك من نوائبَ لم يَدَعْنَ ثَميلا
يتواعدُ الأيامَ منك بجحفلٍ(73/479)
ينفي الأوابدَ هدة ً وصهيلا
شئزَ المقيلَ بحيث عبدُك ضاحياً
فامهدْ لعبدك في ذَراك مقيلا
وأفىء ْ عليه الظَّلَّ بعد زواله
لازال ظلُّك ماحييت ظليلا
يامنْ عليه عيالُ آدمَ بعْدَهُ
أكفلْ أخاك وإن غدوتَ مُعيلا
يامنْ تكفَّل للعبادِ برزقهِم
أتخالُني فيمنْ كفلْتَ دخيلا
سوّيتَ بين الخلقِ إلا واحداً
قد كان يأملُ عندك التفضيلا
لاتقسمِ الضّيزَى كقسمة ِ معشرٍ
نصبوا موازينَ الفواضل مِيلا
صُنْ عرضَ عبدكِ أن يُذالَ فإنه
ماكان قطُّ لبِذلة ٍ منديلا
صُنْ وجهَ عبدك عن سؤال معاشرٍ
ألفاهُمُ شرَّ البرية ِ حِيلا
منْ مانعٍ مرعى ً وآخرَ باذلٍ
مرعَى توخَّمُه الكرامُ وبيلا
إنْ منَّ منَّن فاستمرَّ مريرُهُ
مِنْ مِنَّة ٍ فُعلت ومنّ قِيلا
فكأن مايُسديه شهدٌ مُعجِبٌ
فيه الذُّعافُ مثمَّلاً تثميلا
أصبحتُ أرجو منك عاجلَ نائلٍ
مازال مرجواً لديك مَنيلا
وكأنني بي شاكرٌ لك قائلٌ
لاقَيْتُ خيرَ مُنفّل تنفيلا
لاقيتُ من لاقى الزمانَ تحامياً
عني فَنَكّلَ صرفهُ تنكيلا
وأقال جَدّي بعد طولِ عِثارهِ
لازلتَ للجدِ العثورِ مُقيلا
لاقيتُ إبراهيمَ واحدَ عصرِه
وكَفى به من جُملة تفصيلا
لاقيتُ مَنْ ألوى بنحسي سعدُهُ
لازال سعداً للنحوسِ مُزيلا
قالت لحراماني سماحة ُ كفهِ
لن تستطيعَ لسنتي تبديلا
صدقتْ مُنَى نفسي لديه عِداتِها
ولقد عهدتُ عداتِها تعليلا
وارتشتُ ريشَ غنى ً أطار جديدُه
مارثَّ من حالي فطار نسيلا
أنت الذي ماقيل حين مدحتُهُ
خاطبتَ رسماً بالفلاة مُحيلا
بل قيل لي لافال رأيك مادحاً
أمَّلْتَ مأمولاً وشِمتَ مُخيلا
أصبحتُ بين خصاصة ٍ وتجمُّلٍ
والمرءُ بينهما يموتُ هزيلا
فامددْ إليّ يداً تعوَّد بطنُها
بذلَ النوالِ وظهرُها التقبيلا
ووسيلتي أني قصدتُك لاأرى
إلا عليك لحاجتي تعويلا
وأجبتُ مَنْ قال اتصِلْ بوصيلة ٍ
حسبي بسؤددِ منْ مدحتُ وصيلا
مافي خلائق مَنْ مدحتُ نقيصة ٌ
أبغي لها بوسيلة تكميلا
جُعلَ الرشاءُ لمنْ طُوالة ُ شُربهِ(73/480)
لا لامرىء ٍ مثلي يؤمُّ النيلا
ساحتْ مواردُهُ فليسَ رشاؤهُ
إلا شرائعَ سُهِّلَتْ تسهيلا
علامَ تقتسمُ الوسائل بينهم
حمدي فيذهبُ جُلُّهُ تضليلا
لاأُشركُ الشركاءَ في حمدِ امرىء
منه أؤمّلُ وحْدَهُ التمويلا
أنَّى أخوِّلُ من سواه محامدي
وهو الذي أرجو به التحويلا
وكلتُ مجدَك باقتضائك حاجتي
وكفى به متقاضياً ووكيلا
إني رأيتُك جنة ً عدنية ً
قد هُدّلتْ ثمراتُها تهديلا
حملتْ فذللتِ الغصون بحملِها
وكفتْ أكُفّ جُناتها التذليلا
أحسنتُ فيك الظنَّ وهي وسيلة ٌ
شُفِّعتُ إنْ أحسنتُ فيك القيلا
ولو التقيتَ وحاتماً لحسبتَهُ
أعداه جودَك أن عراك نزيلا
فقد اكتُنِفْتَ بكل أمرٍ لاتَرى
معه إلى بخسِ الجزاء سبيلا
خذها أبا إسحاقٍ صنعة َ شاعرٍ
صنع أطالَ لفكرهِ التمهيلا
وأطاعه حرفُ الروي فلم يجىء ْ
فيه بمفعولٍ يشوبُ فعيلا
كثرتْ معاني المدحِ فيك فهيَّأتْ
للمادحِ التكثير والتطويلا
فأطلتُ إيفاءً لمجدك حقَّهُ
بل لستُ فيك وإن أطلتُمُطيلا
ولمَا جعلْتُك إذ أطلتُ كموردٍ
قذفٍ أُمِرَّ رشاؤُه فأطيلا
ن
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تطوَّلْ ياقريع بني فراسٍ
تطوَّلْ ياقريع بني فراسٍ
رقم القصيدة : 61920
-----------------------------------
تطوَّلْ ياقريع بني فراسٍ
فإنك من ذوي الأيدي الطوال
وكلٌّ يدٍ أطالَ الحظُّ منها
بلا طَوْلٍ مُقَصِّرَة ُ المنالِ
وما يبقَى على الحدثانِ شيءٌ
سوى شرفٍ من الأفعالِ عالي
هي الدنيا تزولُ بساكنيها
فأفضلها البعيدُ من الزوالِ
وقد مُكّنْتَ من دَرَجٍ وِثاقٍ
فلا تَجْبُنْ من الرُّتَب العوالي
واعدِدْ سحنة ً للحظّ ليستْ
لعمروٍ إنه مني ببالِ
فإن الحظَّ لاشركاءَ فيه
وليس بمؤنسٍ حظٌّ مخالي
لَكا لمرعَى الخصيبِ بلا سَوامٍ
أو البلدِ الرحيبِ بلا حِلالِ
فلا تأنس أبا حسنٍ بحظّ
ومَعمرُهُ من الأخيارِ خالي
ألا يومَاً إلى مثلي مُذالاً
بكم في حَشْوة السَّقَطِ المذالِ
وقد حظيَتْ بحظكُمُ رزايا(73/481)
يُطأطىء ُ ذكرُها صيدُ القَذالِ
كعمروٍ أو كأندادٍ لعمروٍ
ألا يا قومُ للكفر الجُلال
أتُشحنُ روضة ٌ عَرُضَت وطالتْ
بأشباهِ النعامِ أو الرّئالِ
دعوتُك خاضعاً من تحتِ تحتٍ
فلا تشمخْ فتُدعَى من مُعالِ
وينصرني عليك الناسُ نصراً
يطولُ به على الطاغي دلالي
وقبلَكَ مانُصرتُ على ظلومٍ
وما أعملتُ أطرافَ الإلالِ
ولكني أَويتُ من اعتصامي
إلى عَيْطاءَ شاهقة ِ القِلالِ
وتلك أعزُّ لي منْ كل رمحٍ
وصَمصام إذا دُعِيتْ نَزالِ
وكم عزَّ الذليل بلا قتالٍ
وكم ذلَّ العزيزُ مع القتالِ
حلفتُ برأي سيدِنا المُصَفَّى
إذا فالاه غامضة ً مُفالي
ونقصي بعد رُجْحاني لديه
وقد يئسَ الموازنُ من عَدالي
لقد أوقعتَ من أمرين أمراً
أتى منه فسادي أو خبالي
فإما أنْ تكون ثللتَ عرشي
وإمَّا أن تكون أهَلْتَ جالي
أتلتمسُ الشفاءَ لديك حالي
فتُمنَى منك بالداء العُضال
مِطالٌ منك قد أضنى اصطباري
وظلمٌ منك قد أفنى احتيالي
وكان مطالُ مدحي بالمساعي
هداك الله أحسن من مطالي
فماطِلْني الجزاءَ تؤُلْ بمدحي
من الأمدِ البعيدِ إلى مآل
حلفتُ لقد حكمتَ بغيرِ عدلٍ
أمنتَ وأنت تشغلني اشتغالي
لحيتَ ليَ الزمانَ وأنت عُطلٌ
وضافرت الزمان وأنت والي
وكيف ولِمْ أمنتَ عليك عتبي
وسَيْلي بالأوابد وانثيالي
أكنتَ ظننت سهوي عن حقوقي
أم استيقنتَ جبني وانخذالي
أم استعهدتَ حلمي واغتفاري
أم استكفيتَ حزمي في حَوالي
كلا الحسبين يوجب أن يُضاهَى
فساجِلني فإنك ذو سِجال
أخفتَ عواقب السوء فخَفْها
فكلُّ إساءة ٍ مَجْنى وَبال
أم استعليتَ عن إتيانِ سوءٍ
فكنْ في ذاك فوقي أوحِيالي
كلا الأمرينِ من كرمٍ وحزمٍ
فإنك فيه ذو عمٍّ وخالِ
وعظتُك أيها الإنسانُ وعظي
فلا أكُ واعظَ الدّمنِ الخوالي
وأنت الحيُّ كُلُّ الحيّ فاتركْ
غروبَ الوعي للرممِ البوالي
ورَجّ تغافلي لك وانخداعي
ولاترجُ اختداعي واغتفالي
تواردْنا ونحنُ على ودادٍ
فلا نصدرْ ونحنُ على تَقالي
فلستُ بمنْ يُعلَّلُ بالهَواهي(73/482)
ولستُ بمنْ يفزَّعُ بالسعالي
وسعتَ الناسَ إنصافاً وبراً
وإفضالاً فهم لك كالعيالِ
سواي فإنني أُوسعت خسفاً
بلا جُرمٍ وأعجبَكَ احتمالي
على أني أعادي مَنْ تُعادي
كما أني أوالي منْ توالي
بلَى ذنبي ولستُ أتوبُ منه
ولو أني قُليتُ على المقَالي
لسانٌ بالثناء عليك رطبٌ
وقلبٌ من مديحك في مَجال
أعِدْ نظراتٍ أبا حسنٍ فإني
أراك وهِمتَ في أمري وحالي
ولا والله ماتَسْوَى أمورٌ
تراها قيمتي أبداً قِبالي
أزور فلا أرى منك اهتشاشاً
كما أني أَغيبُ فلا تبالي
وقد يؤتَى هَجورٌ من سُلُوّ
كما يؤتى زَؤُورٌ من ملالِ
ولم أكثر فأوجبْ عُذر قالٍ
ولم أهجر فأوجبْ عذرَ سالي
فما بالُ الجفاء جفاءُ سالٍ
وما بالُ اللقاء لقاءُ قالي
لقد أشجيتَني بالظلم حتى
جعلتُ تعجّبني جُلَّ اشتغالي
وكم أرضيتَ من قومٍ وقومٍ
خُدودهُم تَسافلُ عن نِعالي
أبيتَ فِصالهم من بعد رِيّ
وما أرويتني وترى َ فصالي
بُخِستُ وفُضّلوا حتى كأنّي
حُبِيتُ بنقصِهم وحُبوا كمالي
على أني أحاولُ بعضَ حَقّي
وأيسر ماأَسدُّ به اختلالي
أراك إن اعتزلتك ذاتَ يومٍ
أبا حسنٍ سيوحشُك اعتزالي
فكيف إن ارتحلتُ إلى بلادٍ
تَباعدُ عنك تصبرلارتحالي
أليس من الشدائد أن تراني
على وُدّي وقد شُدَّتْ رحالي
بل وكفتْك وحشتُنا جميعاً
إذا بكرتْ لطِيَّتها جمالي
ولكنْ قد وثقتَ بصدقٍ وُدّي
وآمَنك اختبارُك من زيالي
ولِمْ لا واعتقادُك في فؤادي
مُساكنُ مهجتي أخرى الليالي
هَويتُك ناشئاً قبل التلاقي
هوى ً حدثاً تكهلَ باكتهالي
ولم يكُ للرُّواءِ هواي لكنْ
لمحمودِ الشمائلِ والخصالِ
وكلُّ مودة ٍ قبلَ اختيارٍ
فتلك هوى طِباعٍ لاانتحال
رأت مافيك نفسي رأيَ حدسٍ
فلم يخطىء سَدادي واعتدالي
فلما أن لقيتك واعترفنا
جلا عني ظلامَ الليلِ جالي
وقال الرأيُ لي قولاً فصيحاً
وقعت على الهدى بعد الضلالِ
فكيف أميل بين هوى ً ورأي
إلى صُرمٍ وقد شدَّ اعتقالي
لقد حرسا وصالك من ملالي
وصرمي شئت صرمي أو وصالي(73/483)
فلو بودلتُ بالدنيا جميعاً
علقتُكَ وانحرفتُ عن البِدال
ولايظلمْك من قبلِ التلاقي
هوى ً سبقَ اختياري وانتحالِي
ولاحاباك بعدَ الخُبر رأيٌ
رأى فضل اليمينِ على الشمالِ
وكم أصبحتَ معتلاً عليه
فجادل عنك أنواعَ الجدالِ
وأيسرُ حجة ٍ للرأي مما
تكامل فيك يَعصِفُ باعتلالي
ومثلك يا أبا حسنٍ حقيقٌ
بصَوْني عن فراقك واعتقالي
لشكرِ محبتي قبل التلاقي
وشُكْم مودتي بعدَ التبالي
أعيذك أن يَرى مثلي عدوٌ
لديك بحال مطَّرَح مُذالِ
فيوسعُ رأيكَ المحمود ذماً
ويطعنُ في اختياركَ غيرَ آلي
وهبْ أني عدمتُ الفضلَ طراً
سوى علمي بفضلك في الرجالِ
أما في ذاك عندك مايعفّي
عل مابعد ذلك مِنْ خلالي
كفافي يا أبا حسن يسيرٌ
وشكري ذو المثاقيلِ الثقالِ
وكم شيء له بَذْرٌ يسيرٌ
ورَيْعٌ مثلُ أطواد الجبالِ
أنا السيفُ المجرّدُ في الأعادي
أبا حسن فلا تُغفلْ صقالي
أترضَى أن تقلّدني حساماً
وبي طَبَعٌ وجفني غيرُ حالي
معاذَ الله أن ترضى بهذا
وأنت بحيثُ أنت من المعالي
فجدد لي الصقالَ وحلّ جفني
يكنْ لك يومَ تُلبسني جمالي
وصنّي يومَ سلمك إنَّ صوني
يسرُّك يوم حربك بابتذالي
ألم تعلم هداك الله أني
أبَرُّ على المُناضل والمُغالي
متى حققتُ لم أقعُدْ بحقي
وإن جادلْتُ لم يُخشَ انجدالي
رويدَك إنني كاسيكَ بُرداً
جديداً من قريضٍ غيرِ بالي
تَنافسُه مَسامعُ سامعيه
ويَطوى مُنشديه على اختيالِ
مديحاً إنْ تُثبه يكن مديحاً
من الحُلل المحبَّرة الغوالي
وإن تظلمْه تجعلْه هجاء
أشدَّ على الكريم من النبالِ
وليس بلفظة ٍ لي فيك لكنْ
بما للناسِ منْ قيلٍ وقالِ
يرون مدائحاً جُزيتْ بظلم
فألسنهُم أحدُّ من النصالِ
وكم من ناصر لي لم أُرِدهُ
يماحل ظالمي عني مِحالي
وأعوانُ الضعيف أُولو احتشادٍ
لنصرته وعنه ذو نضال
وكم شعرٍ مدحتُ به ظلوماً
فصار هجاءَه لا بافتعالي
ولو أني أشاء سكتُّ عنه
مجاهرة ً ودبّ له اغتيالي
ولكنَّ المحقَّ له نصيرٌ
من الأيام والعُقَب المتالي(73/484)
وذمُّ الناس مجلوبٌ رخيصٌ
لأيسرِ علَّة ٍ والحمدُ غالي
وأهلُ الظرف منصورون قِدْماً
لهم من كل طائفة ٍ موالي
فلا تبعثْ عليكَ لسانَ حفلٍ
وحفلٍ بعد حفلٍ واحتفالِ
أقاسي ساهراً إذا لا تقاسي
رياضتي القريضَ ولاارتجالي
وأركبُ أخمصي إذ لاتُراعي
حَفَايَ كيف كان ولاانتعالي
سأدعو الله مبتهلاً إليه
عليك مع الدعاة على الإلالِ
وإن لم يبتهل جهراً لساني
عليك فنيّتي لك بابتهالِ
بكت على أيري بعين استها
حّتى لقدْ بلَّتْ مناديلا
قلتُ وما تهوَيْنَ من عاجزٍ
لم يمشِ من صحرائِكم ميلا
ولم يغصْ في بحركم قامة ُ
حتى أراه عزرائيلا
قالتْ صغيرٌ كاسَ في فعلِه
فلم أحاولْ عنه تحويلا
لم يملأ الآفاقَ لكنّه
قد دَوَّخَ الآفاقَ تجويلا
حتّى إذا صادمتَ خرطومَها
باليأسِ تنزيلا وتأويلا
وقلتُ لما حاولتُ رجعتي
لَساء تسويلكُ تسويلا
ثم تخلصتُ ففاصلتُها
فَصَلها الجزارُ تفصيلا
وظُلْتَ لما غاصَ في بحرها
آملُ أن يرجع تأميلا
واستدخلت إيري فعودْتُه
بربٌ أن يرجع تأميلا
حَلَّت سراويلي على واسعٍ
ما خِلتُه إلا سراويلاً
يا طالبَ التفضيلِ في شنطفٍ
حسبُك بالجملة ِ تفصيلا
لا تعذلوا بظراء زمردة ً
تُضحى لها الأيدي خلاخيلا
صادمَ حافاتِ حِرّي كُلَّها
مُكلّلَ الرأسِ ثآليلا
فعُدْ ونِكني الآن قلت اغربي
لا أشتهي العُمش المهازيلا
هل يُخجلُ التسفيلُ مَنْ كَلُّه
يصلحُ للتسفيل تسفيلا
تسفيلُنا أملحُ من وجهِها
فما تبالي القال والقتيلا
عذرتُ ذاك الوجه أنَّهُ
يصلح للرأسِ منديلا
فانصرفت مكروبة ً شنطفٌ
تساجلُ الدمعَ المثاكيلا
ما ذُقتِه عَوْداً ولو سُبّلت
وقوفُه في الفسق تسبيلا
ثمّ تحمّلْتِ وكلّلتِه
من فاخر الدُّر أكاليلا
أقسمتُ لو ألبستِه جمّة ً
يوسعُها كفُّك ترجيلا
ولستِ والله تذوقينه
إلا إذا هوَّمْت تخييلا
منِ اغتدَى بعدَك يخشَى لظَّى
لم يعتقد في الله تعديلا
ولستْ أخشَى النارَ لظَّى
لم يعتقد في الله تعديلا
وكلُّ منْ ظنَّك محظورة ً
معتقدٌ في الله تبخيلا(73/485)
أنت حلالٌ غيرُ محجوزة .
حسبي بتشويهك تحليلا
احللتُ تنكيلي بباب استها
فكانَ للتنكيل تنكيلا
لكنها مَرَّتْ على سمعها
قصة ُ هابيل وقابيلا
قد عذَّبَ الله امرءاً ناكها
طورينِ تعجيلاً وتأجيلاً
ما أحسن الأرقم طوقاً لها
وأحسنَ الأسود إكليلاً
لو حُسّنَتْ معشارَ ما قُبّحتْ
خُوّلتِ الأهواءُ تخويلا
غولً يبيت الشّرب من قبحها
خُوّلتِ الأهواءُ تخويلا
إذا بدا الفيلُ وخرطومُه
قلنا أعارت بظرها الفيلا
أزرَي بها الله فلم يعطها
إلا بطولِ البظر تفضيلا
فاحشة ُ النقصانِ لكنها
قدكُمّلتْ بالبظر تفضيلا
قبَّلها جلمودُ عرادة ٍ
يُحسنُ للبخراءِ تقبيلا
مسمومة ُ الريق إذا قبّلت
صَحَّفت التقبيل تقبيلا
لها ضُراطٌ ريحهُ عاصفٌ
تُطفىء بالليل القاناديلا
ضرّابة ٌ بالطبلِ ضرّاطة ٌ
تُجيبُ بالتطبيل تطبيلاً
إذا تغنتْ شنطف مرة ً
فاصفحْ ودعْ عنك الأباطيلا
من نَتْن حشَّيها وتشويهها
ومن لظَّى تبَّاً وتضليلاً
لا تعبدُ اللهَ ولكنها
تعبدُ بالليلِ الغراميلا
ليست تواري من أخٍ سوءة
طالبة ً إذ ذاك تنويلا
تحققتْ بالفسق في دارهِ
وزادت التكريعَ تطفيلا
لو رامت التوبة َ لم تستطيعْ
لسُنَّة ِ الشيطانِ تبديلا
يابسة العودِ وقد ذُللتْ
قطوفُها للنيك تذليلا
إذا تغنّتْ سطعتْ نكهة ٌ
تتركنا عنها مشاغيلا
في سكرة ِ الموتِ لنا مُذهلٌ
عنها وما أسرفتُ تمثيلاً
واللهِ ما أدري إذا كَرَّعتْ
أأحسنتْ أم أقبحَتْ قيلا
افادها تَبراكُها غُرة ً
وبذلُها الرّجلين تحجيلاً
واضحة َ الأثْرين من طول ما
تُناك إبراكاً وتجديلاً
في وجهها سميا وفي ساقها
من فعلها تلك الأفاعيلا
منْ رتل الآية ألفيتُها
ترتّلُ الشهقة ترتيلاً
عَطَّلتِ الأرباب لا قُدّستْ
وما ترى للأير تعطيلا(73/486)
أما يرعى جلالَ الحقّ حُرٌّسريعإذا تغنتْ شنطف مرة ًفاصفحْ ودعْ عنك الأباطيلاضرّابة ٌ بالطبلِ ضرّاطة ٌتُجيبُ بالتطبيل تطبيلاًبذيءلها ضُراطٌ ريحهُ عاصفٌتُطفىء بالليل القاناديلا بذيءمسمومة ُ الريق إذا قبّلتصَحَّفت التقبيل تقبيلاقبَّلها جلمودُ عرادة ٍيُحسنُ لل
وإن حَجدت بَصيرتُه جلالي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا أنتَ أزمعتَ الصنيعة َ مرَّة ً
إذا أنتَ أزمعتَ الصنيعة َ مرَّة ً
رقم القصيدة : 61921
-----------------------------------
إذا أنتَ أزمعتَ الصنيعة َ مرَّة ً
فلا تعتصرْ ماء الصنيعة بالمطْلِ
ولاتخلطِ الحسنَى بسوءٍ فإنه
يجشّمُنا أن نخلطَ الشكر بالعذلِ
أترضَى بأن تُكنَّى بسهلٍ وأن تُرى
وما مطلبُ الحاجات عندَك بالسهلِ
أنِفْتُ لعشاقِالمكارمِ أن تُرى
مواعيدُهم مثلَ البوارق في المَحْل
ولاسيّما بعدَ المشيبِ وبعدَها
أراهم هديَ منهاجِهم سُرُج العقل
تعلَّمْ أبا سهلِ بأنيَ عالمٌ
على علمِ ذي علمٍ بعلمي وذي جَهْل
وأني أرى حسنَ الأمورِ وقبحَها
بألوي من الآراء مستحكم الجدْلِ
وممّا أرى أنَّ النوالَ إذا أتى
على الكرهِ كان المنعُ خيراً من البذلِ
ولمْ لا وقد ألجأتَ ملتمِسَ الجدا
إلى الطلب المذموم والخُلْق والوَغلِ
واعطيته المنزور بعد مطاله
فخَستَ منه وانتسبتَ إلى الفَضلِ
أرى الجزل من نيل الرجالِ هنيؤُهُ
ومانائلٌ جزلٌ مع المطلِ بالجزلِ
وها إنني من بعدها متمثّلٌ
بوَفْقٍ من الأمثال في منطقٍ فصلِ
مطلتَ مطال النخل فاثبتْ ثباتَهُ
واجنِ جَناه أو فدعْ نكدَ النخْلِ
ولا يكُ ماتُجديه كالبقل خِسَّة ً
وكالنخل تأخيراً فما ذاك بالعَدْل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سُئلَ الأير ماتريدُ إلى الكعْ
سُئلَ الأير ماتريدُ إلى الكعْ
رقم القصيدة : 61922
-----------------------------------
سُئلَ الأير ماتريدُ إلى الكعْ
ثَبِ قال الدخولُ قيل ألا ادْخُلْ
قال أبغي الخروجَ قيل ألا فاخ
رُجْ فقال الخروج ماليس يَسْهُلْ(73/487)
إنّما شأني الترددُ فيه
داخلاً خارجاً أغيب وأَنْصُلْ
شهوة ُ القلب لبْثُه بين أيدٍ
وشفائي ترددي بين أرْجُلْ
هَمُّ ذاك العِناقُ والنيك هَمي
وكلانا في شأنه ليس يَغفُل
وليَ الدهرَ طعنة ٌ ذاتُ غَوْرٍ
غير أن لستُ حينَ أطعنُ أَقْتُلْ
وتَرى لي كريمة ُ القومِ حقاً
وذِماماً وحُرْمة ً حين أمْثُلْ
وعليها يخفُّ لي لا لغيري
كلُّ شيء من التكاليف يَثْقُلْ
ولهذا تُجيبني حين أدعو
غيرَ معتاصة ٍ فأعلو وتَسْفُلْ
كلُّ حبّ تَعمُّلٌ وهَوى الحس
ناء إياي من خلاف التعمُّلْ
ومتى طاوعتْ فذاك طِباعٌ
ومتى مانَعَتْ فذاك تدلُّلْ
وعليها تجمّلٌ فإذا ما
عاينتْني فما عليها تَجَمُّلْ
ولديها تبتُّلٌ فإذا ما
غاب في الخاقِ باق زال التَبتُّل
وليَ العطرُ والملابسُ
كلهو التفتُّلْ
وإذا خَسَّ في المعاشر قدْري
فلديها يجلُّ قدْري وينبُل
وبها ترعوي حياتي إذا مِتْ
تُ وتشتدُّ قوّتي حين أذبل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وأخرقَ تُضرَّمُهُ نفحة ٌ
وأخرقَ تُضرَّمُهُ نفحة ٌ
رقم القصيدة : 61923
-----------------------------------
وأخرقَ تُضرَّمُهُ نفحة ٌ
سفاهاً وتطفئه تَفْلَهْ
فأخلاقُه تارة ً وَعْرة ٌ
وأخلاقُه تارة سهْلَه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بررْتُك بالهجرانِ لمّا رأيتَني
بررْتُك بالهجرانِ لمّا رأيتَني
رقم القصيدة : 61924
-----------------------------------
بررْتُك بالهجرانِ لمّا رأيتَني
على حسْبِ ماتُبدي أعُقُّك بالوصْلِ
ولستُ أبالي كيف كانت فروعُنا
إذا نحنُ كنا في الإخاء على أصل
وإني وإنْ لم تأتني وحجبتَني
لأعتدُّك النصلِ المُبرَّ على النصلِ
نَصرتَ بظهر الغيب غيبي وحُطتني
وقمت بعُذْري قاطعاً فيه بالفصلِ
فلا زِلتَ مستورَ المقاتلِ تعتلي
وتحظى على الخَصْم المناضل بالخَصْل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> دعِ الأجمالَ مُرتَجِلَهْ
دعِ الأجمالَ مُرتَجِلَهْ
رقم القصيدة : 61925
-----------------------------------(73/488)
دعِ الأجمالَ مُرتَجِلَهْ
تَخُبُّ بركبها عَجِلَهْ
وعَاطِ أخاك عاتقة ً
بقَارِ الدَّنّ مشتمله
تراها حينَ تبذُلها
كجمرِ النار مُشْتَعله
إذا ما الدنُّ أسبلَها
لنا من عَيْنِه الهَمِله
حسبتَ سبائك العقبانِ
تجري منه منتزلهْ
يطوف بكأسِها رشأٌ
كغصنِ البانة ِ الخضلَهْ
وما للغصنِ نضرتُه
ولا حركاتُه الشَّكِله
وما للغصن مقلتُه
ولا ألحاظُهُ الثمله
وما للغصنِ غرَّتُه
ولا وجناتُه الخجله
وما للغُصنِ طُرَّتُه
ولا أصداغُهالزَّجِله
قوائمهُ بما حملتْ
هُ من أردافِه وَحِلَه
إذا ما قابَل الأبصا
رَ ظلَّتْ فيه منتضله
يُعذّبُ قلبَ مَنْ يهوا
ه بين قطيعة ٍ وصِله
وتشفعُ ذاك مُسمعة ٌ
لنا بالسّحْرِ مُكْتَحله
قد اكتهلت صناعتُها
لرُودٍ غير مُكْتَهله
تُجِيد الشدوَ مُوقعة ً
وضاربة ً ومُرتجله
إذا غنتكَ ذُقْت العي
شَ من نَغماتها الصَّحله
مخففة ٌ ولم تبلغْ
مقالة َ قائل نحلَهْ
مثقَّلة ٌ ولم تبلغْ
مقالة قائل رهِلهْ
ولكن بين ذلكُم
قواماً فهي مُعتدِله
يودُّ الصبُّ لو أمستْ
بسالفَتَيْه منتعِله
محاسن كلّ مخلوقٍ
لها في الحسنِ مُمتثِله
كأن علي روادفها
ستور الليلِ مُنسدله
ولكن لا وفاء لها
فنفس محبها وجِلَه
فقُل لمتيَّمٍ أضْحتْ
له بالدلّ مختبله
عليك أبا الحُسين أخاً
وخَلّ الساحة الدَّغِله
فتى ً كمُلت محاسِنُهُ
فنفسُ خليلهِ جَذِلَهْ
من الشعراءِ والعلما
ءِ أهل الألسنِ الجَدلهْ
مَهَذَّبة ٌ خلائقُهُ
بما حُمّلتْ مُحتمِلَهْ
فتى لا عقدُه واهٍ
ولا عَزَماتُهُ فَشِله
نلقبه شَنُوفيّاً
برغم عُداته السفِلَهْ
شنوفٌ من صنوفِ العِلْ
مِ بالآذانِ متصلة ْ
ولا يعدم أبو بكر
يداً بثرائه مَذله
لعرض الجار صائنة ٌ
لعرض المال مبتذله
ولا نعدمْ سجايا في
ه للخيرات مُعتمله
إذا الحرية ُ انتقلتْ
فليستْ منه مُنتقله
هو الجَمّاش للعليا
ء لا للغادة الغزِله
له لَقَبٌ من التجمي
شِ يشبه نَفْسَه الجذِله
وأخطَلُ دَهْرِه شعراً
بغير سَجيَّة ٍ خَطِله(73/489)
وأحنفُ دهره حِلماً
بغير سريرة ٍ نَغِله
كِلا هذا وذاك حَياً
تبيت بُروقُه عمِله
كفى بهما إذا ظَلَّتْ
ستورُ الليل مُنْسَدله
حملتُ لذا وذاك يداً
قواي بحملها بَعِلَه
فنفسي في مقامهما
إلى الرحمن مُبْتَهِله
بعثتُ قريحتي لهما
فجاءت وهي مُحْتَفله
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا الصقرِ قد أصبحتَ في ظلّ نعمة ٍ
أبا الصقرِ قد أصبحتَ في ظلّ نعمة ٍ
رقم القصيدة : 61926
-----------------------------------
أبا الصقرِ قد أصبحتَ في ظلّ نعمة ٍ
إليها انتهى تأميلُ كُلّ مؤمّلِ
فدونَك ظلُّ المستديمِ لظلِها
وإن كنتَ فيه دائباً غيرَ مُؤتلي
وما دَعمَ الأقوامُ ظُلَّة َ نَعمة ٍ
بمثلِ مُحقّ تحتها متظّللِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بالجانبِ الشرقي شمسٌ أشرقتْ
بالجانبِ الشرقي شمسٌ أشرقتْ
رقم القصيدة : 61927
-----------------------------------
بالجانبِ الشرقي شمسٌ أشرقتْ
فتضاءلت شمسُ النهارِ خمولا
يبدو لأبصارِ العيونِ ضياؤها
فترى الخفيَّ وتعرفُ المجهولا
فإذا غدا بصرٌ يباهرُ نورَها
رَجَعته مطروفَ الشعاع كليلا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أدللْ على الخير تلحقْ شأوَ فاعِلِه
أدللْ على الخير تلحقْ شأوَ فاعِلِه
رقم القصيدة : 61928
-----------------------------------
أدللْ على الخير تلحقْ شأوَ فاعِلِه
وإن قَدَرتَ فكُنْ أدنى وسائِلِه
واعلم بأن ابتذال الوجه تُخْلقُهُ
إلا ابتذالكَه في نَفع آمله
وبذْلَة ُ الوجه أحياناً تُجدّده
كما تجددُ سيفاً كَفُّ صاقله
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامَنْ أغارُ عليه من غلائِله
يامَنْ أغارُ عليه من غلائِله
رقم القصيدة : 61929
-----------------------------------
يامَنْ أغارُ عليه من غلائِله
ومَنْ أرِقُّ عليه من خلاخلِهِ
أما تغار على ودَّي لصحبتهِ
أما ترقُّ لقلبي من بلابله
ظبيٌ يرى كُلَّ وجهٍ من مَخاتلنا
ونَدَّريه فنْعمى عن مَخاتِلِه
نحتالُ فيه فينجو من حبائلنا(73/490)
ونحن نَنْشَبُ تترى في حَبائله
فظٌّ نُميط الأذى عنه فيُتعسنا
وليس في السيفِ عفوٌ عن صياقلهِ
لاتعجبا أن دمعاً فاض عن حُرَقِ
ماء أفاضته نار من مراجله
أراق دمعي هوى ظبيٍ أراق دمي
يا للقَتيل بكى منْ حُبّ قاتلِه
ما للمُعنَّى مُلَقَّى من عَواذِله
ما يستحقُّ المُعنَّى من عَواذلِه
إن الوزيرَ غدا وَصّالَ قاطِعِه
فاعمدْ إليه ودعْ قطّاع واصلِهِ
يَمَّمَ أبا الصقرِ إن اللَّه فَضَّلَهُ
وفات كل نظيرٍ في فضائله
من كُلّ طُولٍ وطَوْلٍ في شمائله
وكلّ جودٍ وجَوْدٍ في أناملهِ
إذا ارتدى السيف لم يُمسكْ بقائمهِ
ليستقلَّ ولم يخططْ بسافلهِ
سيفٌ تردّ سيفٌ غيرُ ذي طَبَعٍ
كأنما الرمحُ يمشي في حمائلهِ
لاشيءَ أقربُ حيناً من مُناضِلِه
أو من مُطاعنه أو من منازلهِ
من لا يرى المال إلا هَمَّ خازنهِ
ولايرى الزادَ إلا ثِقْل آكلهِ
مما حفظناه من أمثال حكمتِه
لن يملكَ المال إلا كفُّ باذله
مِنْ كُلّ كُفءٍ فقير من فضائلهِ
وكل عافٍ غنيٌ من فواضلهِ
خِرْقٌ يشحُّ على صُغَرى محامِدِهِ
كيما يشح على كُبرى طوائله
غيرانُ حينَ يحامي عن مكارمهِ
كالليث كادحَ ليثاً عن حلائلهِ
تلقاه عند مُباراة النظير له
كالسّيلِ دافعَ سيلاً عن مَسايلهِ
مُنابذٌ لأعاديه وثروتِه
كلا الفريقين يرمي في مَقاتلهِ
يُكشّفُ الدهرَ عنه في تصرفِه
عن نُصلٍ قَلَعيّ من مناصِلِه
كأنه بين أحوالٍ تَدَاوَلُه
بدرٌ تهاداه شتى ً من مَغازله
أحيا به اللَّهُ قوماً بعد هُلكهمُ
وأهلك الله قوماً في غوائلهِ
كالبحرِ أروى بني الدنيا وأغرقهم
فهم رِواءٌ وغَرْقى في سواحلهِ
أضحى الملوكُ وأضحينا نحمّلُه
تحميل منْ ليس يُخشى وهْيُ كاهلهِ
عليه أثقالُ أمرِ اللهِ يحملُها
والناس يالك من عبءٍ وحاملهِ
كأنه وحدَه جيشٌ له لَجَبٌ
صواهل الأرض شتى من صواهله
فللرعاة أحاظٍ من نصائحِهِ
وللرعايا أَحاظٍ من نوافِلهِ
ترى دعاوَى قومٍ فوق حاصلِهِم
وما دعاويه إلا دونَ حاصلهِ
للأريحية مشيٌ في مفاصلِه(73/491)
وليس للراح مشيٌ في مفاصله
ذو الفضلِ في دهرِه لا عند ناقصهِ
بل عندَ كاملِه بل عندَ فاضلهِ
ياكوكبَ الدهر قِدْماً في غياهبه
يامَعْلمَ الدهر قدْماً في مَجاهله
أصبحتَ في الذروة ِ العليا من شرف
منازلُ الناسِ شتًّى في أَسافله
فهم أنابيبُ رُمحٍ أنت عاملُهُ
لابل سنانُ طرسٍ فوقَ عاملهِ
يامَعْقِلاً غيرَ مخشيٍّ غوائلُهُ
لمنْ أتته الدواهي من معاقلهِ
أنت المخاطبُ لا يُهدَى لسائلهِ
سُوءَ استماع ولا يصغى لعاذله
أماترى الدهرَ قد ألقى كلاكله
على امرىء بينكم مُلْقى ً كلاكله
يا آلَ هَمّامِهِ يا آلَ مُرَّته
يا شيبانه يا آل وائله
مالي حُرِمتُ وحُظَّ الناسُ كلهُمُ
ممن ذنوبيَ خيرٌ من وسائله
أعيذُ عدلك أن يُلفَى بحضرتِه
خصمي وحقي مغلوبٌ بباطله
ماحَقُّ ميدانِ مجدٍ أنتَ صاحبهُ
إجراءُ ناهقِة ِ قُدّامَ صاهِلِه
سائلْ بيَ الشعرَ إني من مَصاعبهِ
فإن أبيتَ فهبني من أَزامِله
أُعيذُ مُزنك أن يشقَى ببارقهِ
شَيْمي وتسعدُ أقوامٌ بوابِله
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عَدّ عنك المنازلا
عَدّ عنك المنازلا
رقم القصيدة : 61930
-----------------------------------
عَدّ عنك المنازلا
والطلولَ المواثلا
إن للشعر في سلي
مانَ عنهُنَّ شاغلا
مَلِكٌ لا يرى اللُّهى
تستحقُّ الوسائلا
حسبُ راجيهِ عندَهُ
أنه جاء سائلا
لايرى المنَّ قائلاً
ويرى المنَّ فاعلا
سيبهُ عُقرُ مالهِ
وهْو يُدْعَى فواضلا
ويراهُ فرائضاً
ويُسَمَّى نوافلا
فتيمَّمْهُ واثقاً
لاتيممهُ آملا
وإذا كادت الأعا
لي تُلاقي الأسافلا
وطىء الأرضَ وطأة ً
فأقرَّ الزلازلا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا حسنٍ قد قلتَ لو كان فَعّالٌ
أبا حسنٍ قد قلتَ لو كان فَعّالٌ
رقم القصيدة : 61931
-----------------------------------
أبا حسنٍ قد قلتَ لو كان فَعّالٌ
فحسبُك قد سارتْ بخَطْبك أمثالُ
وأصبح ماقد قلتُه وثوابُهُ
عناؤك والحرمانُ والقيل والقالُ
ظللتَ على شرّ الحجارة ِ عاكفاً(73/492)
وليستْ لعُبّادِ الحجارة ِ أعمالُ
ذهبتَ وإسماعيلُ في غير مذهبٍ
وأكثرُ تُبّاعِ المطامِع ضُلالُ
فمنّاكَ ظنٌّ أن تنالَ نوالَه
ومَنَّاهُ ظنُّ أن تدومَ له الحالُ
وأنَّى يُرَى للَّهِ إهمالُ مُفسدٍ
وأنى يُرى للفضل في الناس أفضالُ
تمنيتُما مالا يكونُ فأقصِرا
فقد لاح من غَراءَ كالفجر إقبال
تجلّتْ سليمانية ٌ عَبدليّة ٌ
يُحقَّقُ فيها للمحقين آمالُ
فلا يتعاظمْك الدَّعيُّ وحالهُ
وإن للأحلام في النوم أهوالُ
كأني به في محبسٍ وثيابُهُ
من العُمر والنعماء والعزّ أسمال
غلائلُهُ الأمساحُ يأكلنَ جلدَهُ
وحليتُهُ أقياد سُخطٍ وأغلالُ
يُغَنيه بعد المُسمعاتِ إذا مشى
حديدٌ له منه سوارٌ وخلخالُ
كأني به قد قيلَ بعدَ ذهابِه
ذميماً وقد لفَّتهُ نارٌ وأنكالُ
تردَّى مُضيعُ الماءِ والمال في لظى
وَغَالتهُ من أفعالِه الشنعِ أغوال
فلا ذاقَ عفوَ اللَّه عرة ُ دولة
نبيهُ المخاري للخبائثِ أكَّالُ
وضيعُ المباني شامخُ الأنفِ طامحٌ
قصيرُ المساعي للكبائر حَمَّال
أضاع وخان الفيء واستضعف الورى
وأصبح يغتال الملوك ويحتال
كتضييعه ماءَ الرجالِ وخونِه
وليست لأرحام المخانيثِ أحمالُ
ولو أن فحلاً كان يحبلُ مرة ً
إذن ناله مما تَجلّل إحبال
فأزهق مكرُ اللَّهِ ذي الحَوْلِ مكرَهُ
عقاباً ومكرُ اللهِ للمكر قتّالُ
وأصبحَ يبكيهِ نساءٌ وصبية ٌ
تَساندَ أيتامٌ عليهم وأرمالُ
وماعجبٌ أن خانتِ الماء رَملة ٌ
ولا مُنكَرٌ أن ضَيّع الماءَ غِربالُ
وقد كان رَجَّى غلطة ً من أميرنا
وهل يملك الدنيا مَسيحٌ ودجال
وكنا نراه كاتباً أو مؤاجراً
فواثَبنا منه الوليدُ وبَلاَّل
وما كان إلا ثعلباً كان حَينُهُ
فأودى به عَبْلُ الذراعين رِئبال
فأصبحَ مطوياً لمثواهُ أربعٌ
تباعٌ ومشروباً لمثواه أرطال
صيامٌ شُرْبٌ يستحثُّ كؤوسَه
أراعدُ بالخابور نوقٌ وأجمال
لقد خُلّطتْ فيه البذورُ بحقِها
إذا خلّطَ التدبير أهوجُ بطال
ولاتبتئس بالعسر فاليسرُ بعده(73/493)
وهل دونَ ماترجوه باللَّه أقفال
لعلك واللَّهُ المبلّغُ أن تُرى
وآمالك الممطولة الوعدِ أموال
بأيدي بني وهبٍ فإنَّ سحابَهَمْ
سَحابٌ يعمُّ الناسَ بالغيث هَطّالُ
أوليتك تنقادُ الأماديحُ فيهمُ
وليست على الأفكارِ منهن أثقالُ
لكل بديلٍ حين يخلو مكانُهُ
وما لبني وهب من الناس أبدال
هُمُ جبلُ اللهِ الذي لو أزالَهُ
وحاشاهُمُ مازال للأرضِ زلزال
وهم آمناتُ اللَّهِ بين عباده
فلو فُورِقوا مافارق الناسَ بلبال
ولم يُخلَقوا أبطالَ عَسفٍ وشدة ٍ
ولكنَّهُمُ بالرفِق واللينِ أبطالُ
وليسوا بأجذالِ الطعانِ ذوي القنا
ولكنهم للطعن بالرأي أجذالُ
وبالرأي لا بالرمحِ والسيفِ مُصلتاً
تَواصلُ أوصالٌ وتنبتُّ أوصالُ
يسوسونَ أقلاماً خماصاً بطونُها
وهم وهْي أشباه من الخمص أشكالُ
خِماصٌ بأيديهم خِماصٌ عَفائفٌ
عن الغَيّ لم يخبث لهاقطُّ آكالُ
علي أنهم جوداً بحارٌ زَواخرٌ
وإن طولبوا بالحلمِ يوماً فأَجبال
ميامينُ يُضحَى من تولَّوا أمورَهُ
مَلياً بأن يُجبى له الحمدُ والمالُ
عليك وليَّ العهدِ بالقوم إنهم
إذا وُكّلوا بالملك لم يكُ إخلالُ
ولم يكُ في تلك الظهارة ِ سُبْهٌ
ولم يكن في تلك البطانة ِ إدغال
ويَهنيك أن أصبحتَ دنيا وجنة ً
فأصبحتِ الدنيا بدنياك تختال
ولازلتَ جارَ المجد في رأس هضبة ٍ
تفوتُ الردى ما حَلَّت الهضبَ أوعال
حياتك تخليدٌ وعيشُك نعمة ٌ
وبُرداك إعظامٌ وتاجُك إجلالُ
وفيك منَ الخيراتِ ما رام رائمٌ
وما ارتاد مُرتادٌ وما اقتال مُقتال
وإن رفرفتْ يوماً عليك مُلمَّة ٌ
فرفرف جبريل عليك وميكال
وياطالبَ المعروفِ من غيرِ وجهه
إليهم فثَمّ النيْلُ لاشك والنالُ
إليهم فما بدءُ الوفادة ِ غُمَّة ٌ
عليهم ولاعودُ الزيادة إملالُ
هنالك أعراقٌ كرامٌ وأوجهٌ
وِسامٌ وأخلاقٌ جسامٌ وأفعالُ
أناسٌ إذا علُّوا رأوا أن علَّهم
عُفاتَهمُ تلك الفواضلَ إنهالُ
وما القومُ بالجهّال بل أهل سؤددٍ
تغابوا ولاحوهم على ذاك جهل جهالُ(73/494)
كرام إذا همُّوا بتشييد سؤددٍ
نسوا عنده ما شيَّد العم والخالُ
كأنهمُ ما ورّثوا ما كفاهُمُ
وقد شاد أعمام بُناهم وأخوالُ
تبارى لهم مدح ومنح كلاهما
وإنْ رغِم الحسادُ في الأرض جوَّالُ
وإمَّا عَراهم مادحوهم تحاشدوا
لتصديقهم فالقول للفعل مُنثال
إذا استُنْطِقُوا قالوا وإن سئلوا سالوا
وإن ساوروا نالوا وإن طاولوا طالوا
تُصاغُ بنعمَى آلِ وهبٍ أجِنَّة ٌ
ويُغذى بها من بعد ذلك أطفالُ
ويكتهلُ الشبانُ تحت ظلالها
وتهرَم أجيالٌ عليها وأجيال
وإنَّ عبيدَ اللَّه للرَّأْسُ منهمُ
ولولا مكان الرأْسِ لم تك أوصال
تلافي عبيدُ اللَّه دينَ محمدٍ
فداوتْهُ كفَّاهُ وفي الدينِ إعضالُ
وردَّ بناء الملكِ سوراً مشيَّداً
وقد بقيت منه رسومٌ وأطلالُ
أبو القاسم المقسومُ في الناس عَوْنُهُ
إذا اقتسم الآفاقَ خوفٌ وإمحالُ
فتى ً لم يزلْ يسعَى لدُنْ كان ناشئاً
لتنجَزَ آمال وتمطل آجال
وتبذل كفَّاهُ عقائلَ ماله
ليسكتَ سُؤَالُ وينطقَ عذّالِ
إذا حالتِ الأفعالُ ألفيْتَ فعلَهُ
وأُولاهُ إحسان وأُخراه إجمالُ
كسا المجدَ من أبرادهِ بعدَ عُرْبِهِ
وحلَّى العلا من حَلْيه وهي أعْطالُ
وأيُّ ابنِ تدبيرٍ وراعي رعية ً
ووالي رُعاة ٍ حين تنهال أجوالُ
أخو الرأي والعزم اللذين كلاهما
شهابٌ سماويٌّ وأبيضُ قصَّال
له عزماتٌ لاتُفاتُ بفرصة ٍ
وفيه أناة قبل ذاك وإمهالُ
يبادرُ إلا أنّه غيرُ مرهَقٍ
ويملي فلا الإمهال إذ ذاك إهمالَ
فلا في تأنّيه المبادىء إِغفالٌ
ولافي تلافيه العواقبَ إعجالُ
مدحتُ به مَنْ لامعاناة ُ مدحه
عناءٌ ولاتقويلُ راجيه إعوالٌ
وقاهُ وقاءٌ مَنْ يدُ اللَّهِ محصِنٌ
لنعماه أَنْ يغتالها الدهرَ مغتالُ
ومُتّعَ بابنْيهِ وبالسُّؤْلِ فيهما
لتكرمَ أفعالٌ وتحسُنَ أقوالُ
ولاخُلّيُوا من ثروة ٍ وسماحة ٍ
لِتُقْسَمَ أنفالٌ وتُصْلَح أحوالُ
ولا عُرّيا من نجدة ٍ وسلامة ٍ
لِتْنَجَابَ أهوالٌ وتؤمنَ أوجالُ
يروْنَ العطايا في المكارمِ والعلا(73/495)
فرائضَ محكوماً بها وَهْيَ أنفالُ
غيوثٌ لها ضوءُ الشموسِ وإنها
شُموسٌ لها صوْبٌ مِلثٌّ وأظلالُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لعمري لقد سهَّلْتَ ماليس بالسهل
لعمري لقد سهَّلْتَ ماليس بالسهل
رقم القصيدة : 61932
-----------------------------------
لعمري لقد سهَّلْتَ ماليس بالسهل
فسمعاً لوعظٍ أو فوعظاً على رِسْل
أسهَّلْتَ عندي والسفاهة ُ كاسمها
رزيئة َ وُدّ ليس من ناجمِ البقْلِ
ولكن من الفَرس الكريم الذي سمتْ
بواسِقُهُ غير الأشاءِ ولا الجعل
ألا في سبيل الله وُدٌّ رَببْتُهُ
بماءِ الصفاءِ العذب في الخُلُقِ السهلِ
فلما تطعمْتُ الثمارَ وجدتُها
أمرَّ من البلوى وأدهَى من القتلِ
ألا لا أُراني أيها الناس لاقياً
من الناس من يرعى لخير ولا فضلِ
ولا مُعظّماً خِلاًّ لغير ثرائه
وإن كان ذا تقوى وإن كان ذا عقلِ
وكم واعدٍ عدلاً على خلطائه
إذا قُلّد الأحكامَ تاب من العدلِ
ينوحُ على الأحرارِ في جوْرِ غيره
ويُوسعُهمْ جَوْراً ويَشْرَى على العذلِ
فلو ساس من ألحاه جَهْلٌ عَذَرْتُه
ولكنّ من ألحاه عالٍ عن الجهل
إليك أبا عبدِ الإله بعثتُها
على ثقة ٍ بالحلمِ منك وبالبذلِ
جريتُ مع الإدلال شأواً مُغَرّباً
فإن قلتَ لي مهلاً مشيتُ على مَهْلِ
ولكنني لابُدَّ لي من مقالة
أقومُ بها ليستْ بظلمٍ ولاهَزْلِ
ألستَ الذي أصفيتُه واصطفيتُه
وآثرته قِدْماً على المالِ والأهل
ألست الذي أمَّلتُهُ وادَّخرتُه
فمالي وقد أمرعتَ أرتعُ في المحلِ
تجاوزْ حديثَ البخس والوكسِ كلَّه
وخذْ في حديثٍ جلَّ عن ذلك الفصلِ
أتحْدِثُ أمراً مثلَ أمرِك جامعاً
فأُخْرِجَ منه مخرجَ الساقط النذلِ
أكنتُ قذاة َ العين دونَ الألى دُعوا
أم السوءة َ السوآء في ذلك الحفلِ
أكانَ تخلّي مغرسي واشتغالُه
سواءً وقد صُنّفْتُ في جوهر النخل
ألا صاحبٌ يبكي لمصرع صاحبٍ
وإنْ كان لم يُكْلَمْ برمحٍ ولا نصلِ
ألا أين عني المعْظِمون لحرمتي
فقد فَضَلَتْها عندكم حرمة ُ الوغلِ(73/496)
ألا أين عني الصائنونَ لصفحتي
فها هي قد أضحت أذلَّ من النعلِ
ألا أين عني الحافظونَ صنيعَهم
ألا أين مني حافظو البعْدِ والقَبْلِ
أأفضتْ بيَ الأيامُ درَّ درُّها
إلى ما ترى عيني من الهُون والأزلِ
تيقَّظْ أبا عبدِ الإله فإنها
مَناعس لاتعشَى امرءاً فائز الخصْلِ
أتهجرني والحبلُ في خيرٍمعقدٍ
وتحنو وتدنو عند مضطرب الحبل
وما ذاك عن ذنبٍ سوى أنَّ خُلَّتِي
بلا مَلقٍ فيما علمت ولاخَتْلِ
تأمَّلْ فإنا والبهائمَ أُسْوَة ٌ
سوى عدلنا في النقضِ طوراً وفي الفتلِ
فَضَلنا بإيثارِ الجميلِ وفعلِه
ونحن سواءٌ والبهائم في الأكلِ
أما لتأذّينا على الناس حرمة ٌ
لديكم أما للشكل حَقٌّ على الشكلِ
أما للتشاكي والتباكي ذمامُهُ
لياليَ ذادونا عن العَلّ والنَّهْلِ
ضربتُ لك الأمثالَ تنبيه واعظٍ
وحاشاك من قِيلٍ وحاشاك من قَوْلِ
وتجمعنا من بَعْدِ قُرْبَى كتابة ٌ
وإنْ قلَّ عِلْمي بالجريب وبالأشل
ألم ترَ أنَّ الغدر أردَى ابنَ بلبلٍ
وقد كان ذا خيلٍ وقد كان ذا رَجْلِ
ومازلتَ تلحاهُ على مثل ما أرى
فنكبْ هداك اللَّه عن سنن النبلِ
ولا تعتذرْ إلا بما أنت أهلهُ
فلم تُؤتَ من فرعٍ ولم تُؤتَ من أصلِ
وكم عاتبٍ أهدى إليك عتابَه
فكافأته بالجاه والنائل الجزلِ
كذاكَ عَهِدنا السؤدَد الطفلَ فيكم
فكيف تراه وهْو في نُهْيَة ِ الكهلِ
ولا تشتغلْ عني بلومِك خطبتي
فتودعَ صدر الودّ ذَحلا على ذَحْلِ
إلى الله أشكو أن شعري مُظَلَّم
وأني من الأيام في مَنْهل ضحلِ
ثناؤكُمُ للبحتري وودكُمْ
ومدحي لكم حاشا هواكم من الخبلِ
فإن قلتُم للحكم بالحق فضلُه
فما للدبغِ النحلِ من عسلِ النحلِ
أسارتْ له فيكم أماديحٌ مثلُها
يُحمّلُ ثقلَ الحق مستثقِلي الحملِ
أمِ الخلة ُ الأخرى التي تعرفونها
بل الخلة ُ الأخرى وما النكث كالجدل
ألم يتجهمْكُمْ بمدحٍ كأنه
شَبا الحدّ أسَرى في البقاعِ من النمل
هجاكم بمنْزُورِ الهجاءِ ووغدِه
وماحلية الحسناءِ بالعاجِ والذَّبلِ(73/497)
فنال التي أجرَى لها وهْو وادعٌ
مصونٌ وقد أسقاكُم حَمأة السجلِ
فكان هجاءٌأن هجاكم وأنه
أبى شَغْلَكُم أشعارَه غاية الشَّغْل
فعارضْتُهُ فيكم بمدحٍ كأنه
شبابٌ جديدٌ أو صقالٌ على نصل
فكافأتموني بالذي هو أهْلُه
من المنع والحرمان والرفضِ والخذلِ
وكافأتموه بالذي أستحقَّهُ
من البرّ والإحسانِ والعطفِ والوصلِ
هطلتُ فأطفأتُ الصواعقَ عنكُم
فلم تَفْرِقوا بين الصواعقِ والهطلِ
بلى قد فرقتم فرقَ عاكِس خُطَّة ٍ
وما المغزِلُ المعكوسُ بالمحكمِ الغرلِ
إلى الله أشكو أنَّ بحريَ زاخرٌ
وأني من المعروف في منهل ضحل
ولو كفَّ وجهي قوتُه صنتُ ماءه
ومنطقَهُ عن موقعِ الجوْدِ والوبلِ
وأعفيتُ نفسي من أناسٍ أراهمُ
يعدُّونني رَذْلاً وما أنا بالرذلِ
ويرمونني دون امرىء لو نضلْتُه
لكان لهم حظانِ في ذلك النضلِ
مديحٌ يُعالي ذكرَهُمْ وحماية ٌ
لأعراضِهم أمدادُها عِدَّة الرملِ
وما ذاك عند البحتريّ لصاحب
ولابعضُه في باب فرضٍ ولانفلِ
ومابي قصْبُ البحتري وثلبُهُ
وإن صال فحلٌ ذاتَ يومٍ على فحل
شهدتُ له بالعِتْق في الشعر مخلصاً
وما أنا فيه بالهجين ولا البغْلِ
ألا ذاكَ مجَّاجُ السُّلافِ علمتُه
وإني لمجاجٌ لما ليس بالنطل
ولكنَّ حظاً ناله وحُرمتُهُ
أرى خشلَه معرى ً ومعوى من الخشل
لقد أنكرتني بعلبك وأهْلُها
بل الأرضُ بل بغدادُ صاحبة ُ التَّبلِ
أرى لصديقي أَمْنَ ظُلمي ولا أرى
له أمَن إنصافي وإن كان في وعلِ
فلا يغترر من امرؤ بدماثة ٍ
فإني امرؤ أوى إلى جَلَدٍ عبْلِ
وفي السيف فصل تحت صقلٍ يزينه
وفيَّ الذي فيه من الصقل والفصلِ
وماهذه مني وعيداً بجهلة ٍ
ولكنها الإخبارُ عن عزمة ِ بتل
أُمِرُّ وأُحْلِي منطقي في عتابكم
وكلُّ عتابٍ ذو سَجاح وذو كَحلِ
وفي غيرتي خفَّتْ وزفَّتْ نعامتي
ألا فاعذروها أن تَزِفَّ من الرأْلِ
ولاتنكروا صقلي الإخاءَ فإنه
إذا طبعَ الصمصام حودثَ بالصقل
ومهما أقلْ فيكم فإني أخوكُم
على كلّ حالٍ من مريرٍ ومن سحلِ(73/498)
وما أنا للحمِ الخبيثِ بآكل
وما أنا للحمِ الذكي بمستحلي
إلى كم يُحازُ الرزقُ دوني وإنما
إلى الله رزقي وحده لا إلى بعلِ
وماكنتُ للزوجات قِدْماً بضَرة
فيهجرني بعلٌ فترضى عن البعل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياسيداً لم تزلْ فروعٌ
ياسيداً لم تزلْ فروعٌ
رقم القصيدة : 61933
-----------------------------------
ياسيداً لم تزلْ فروعٌ
من رأيه تحتها أصول
أمثلُ عمروٍ يَسُومُ مثلي
خسفاً وأيامُه فطولُ
أمثلُ عمروٍ يُهين مثلي
عمداً ولا تنتضي النُّصولُ
ألا يرى منك لي امتعاضاً
كالسيف فيه الردى يجولُ
ياعمرو سالتْ بك السيولُ
لأمّك الويل والهبولُ
وجهك ياعمرو فيه طولُ
وفي وجوه الكلاب طولُ
فأين منك الحياءُ قل لي
يا كلبُ والكلب لا يقول
والكلبُ من شأنه التعدّي
والكلب من شأنه الغلولُ
مُقابح الكلب فيك طراً
يزولُ عنها ولا تزولُ
وفيه أشياءٌ صالحاتٌ
حَماكَها الله والرسولُ
فيه هريرٌ وفيه نبحٌ
وحظُّهُ الذلُّ والخمولُ
والكلب وافٍ وفيك غدرٌ
ففيك عن قدْره سُفول
وقد يحامي عن المواشي
وما تحامي ولاتصول
وأنت من أهلِ بيْتِ سوءٍ
قصتُهم قصة ٌ تطولُ
وجوهُهم للورى عِظات
لكن أقفاءهم طبول
نستغفرُ الله قد فعلنا
مايفعل المائق الجهول
ما إن سألناك ماسألنا
إلا كما تُسْأَلُ الطُّلولُ
صَمْتٌ وعيبٌ فلا خطابٌ
ولاكتابٌ ولا رسولُ
إن كنت حقاً من الندامى
فمنْ ندامى الملوك غولُ
وجهٌ طويلٌ يسيل فوه
أحسنُ منه حِرٌ يبول
بل فيك سُرْبٌ وطولُ خطْمٍ
ولم يزلْ هكذا النغُول
فإن تكن آلة ُ الندامى
هذين فيما ترى العقول
طولُ خطومٍ على وجوه
فتوحٍ أفواهُها تهولُ
فما إذاً سادة الندامى
إلا البلاليعُ والفُيولُ
إنَّ رئيساً يراك يوماً
لَصابرٌ للأذى حمولُ
ما مَلَّني من أطاق صبراً
عليك بل بختي الملُولُ
مستفعل فاعل فعولُ
مستفعل فاعل فعولُ
بيت كمعناك ليس فيه
معنى سوى أنه فضولُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياعليّ العلا ابن قاسمِ القا(73/499)
ياعليّ العلا ابن قاسمِ القا
رقم القصيدة : 61934
-----------------------------------
ياعليّ العلا ابن قاسمِ القا
سم في طالبي النوال نوالَهْ
وابن مارمة الذي يُضربَ المج
دُ له أو بمثلهِ أمثالَه
والذي أضحتِ المروءة ُ والخي
رُ حليفيْهِ والحقوقُ عيالَهْ
والذي بذلُه بغيرِ ابتذالٍ
والذي طَوْلُه بغير استطالهْ
والذي لم يرثْ كريم المساعي
والعلا وابتناءها عن كَلالهْ
والذي يأمن من المِطَال مرجّي
ه ولا يأمنُ المجاري مطالهْ
والذي لا يزالُ كلُّ حكيمٍ
راشدِ الأمرِ يستعين مثالهْ
ماترى في اصطناع حر شكور
قد أراه الرجاءُ مالَكَ مالَهْ
ساقهُ نحوك الزمانُ وقادت
ه أفاعيلُ كفّك الفعَّاله
وعلى ظهره من الدَّيْنِ ثِقْلٌ
يرتجى أن تحطَّهُ لامحالَه
واعتقادُ الرجاءِ يوجبُ حقاً
عند من هذّب الإلهُ خصاله
ومعي ذاك والمودة ُ والشك
رُ ضميراً سجمجماً ومقاله
وشهدي على رجائك أنْ لم
أتوسل وأنْ تركتُ الإطالة
وإذا المستقِي دنا مستقاه
فحقيقٌ أن لا يطيلَ حباله
وكفاني من الوسائل أخلا
قُك يا أيّها القريبُ المناله
فأدِلني على الزمانِ فمازل
تَ على صرِفه كرمَ الإدالهْ
وأجرني من أن يقولَ حسودٌ
خابَ أو أن يقولَ لي أولى له
فلأنت الذي إذا أمَّه الآ
ملُ عُدَّتْ آمالُه أموالَهْ
والذي يشتري الثناء فَيْغْلي
حين لا يسأل النجار الإقاله
لك مني جمَّ البديهة بالشك
رِ على الحادثات باقي العُلاله
وقليلُ الخلافِ يصلح إن شئ
تَ جليساً ويرتضي للوكاله
إن تجالسْهُ فالدماثة منه
أو توكله تَبْلُ منه جزاله
مستقلٌ متى عبأْتَ عليه
عبءَ دهرٍ لم تذممِ استقلاله
فيه أشياءٌ لا يدعنَ ملولاً
يتجنّى عليه ذنبُ الملاله
فاختبرْه في الحالتين جميعاً
تجدِ الجدَّ عنده والبطالة
واعتقلْه فإنه أيها السي
يدُ إن بُرْتَه أطلْتَ اعتقاله
وعزيزٌ على مَدْحِيَ نفسي
غير أني جَشَّمتُه للدلالة
وهْو عيبٌ يكادُ يسقط فيه
كلُّ حرٍ يريدُ إظهارِ آله
واعتسافي العيوبَ حرصاً على قر(73/500)
بك حقُّ إنْ لم ترد إبطاله
يا محبَّ الجمال ليس جميلاً
بجميلٍ ألاَّ يريك جماله
وإذا المرء لم يلوح بما في
ه تخطاه رائدٌ بجهاله
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رواغي رواغُ الخائف القلبِ لا السالي
رواغي رواغُ الخائف القلبِ لا السالي
رقم القصيدة : 61935
-----------------------------------
رواغي رواغُ الخائف القلبِ لا السالي
وهجريَ هجر النافر الجأش لا القالي
ولو شئتَ شبهتَ الذي أستحقه
بحالك هاتيك الجليلة لا حالي
فرفعت من قدري وخفضتَ عيشتي
وأمَّنْتَ روْعاتي وحققتَ آمالي
ولو كان هذا أو أقل قليله
لكان لزومُ الباب ما عشتُ من بالي
أرِدني لذاك الطولِ لا لي فإنه
عظيمٌ وزِنْ حمدي وإنْ خَفَّ مثقالي
وإن لم تردني فانصرافي إذا غدا
يوافق ما تهوى يسكن بلبالي
وما بي سخائي عنك لكن تتبعي
رضاك وهل يسخو بمثلك أمثالي
وهل أنا إلا كالطريدِ طردتهُ
إذا طردتني عن فنائك أوْجالي
محاسنك أحفظها وإن كنت قد محت
مقابح أعمالي محاسن أعمالي
فأحسِنْ ولا تخلل فأنت أهلُهُ
وهبْ لي صفحاً عن سقاطي وإحلالي
وإني لأعطِي الظنّ فيك حقوقَهُ
إذا جُلْتُ في أحوال فكري أجْوالي
إخالك لو عاينتني في حفيرتي
بكيت عظامي الباليات وأوصالي
وسرك أن أحيا كما كنت مرة
ببذل الفداء الجزل والثمن الغالي
فلا تجفُني حياً ولا تبكِ رمتي
كمنصرف عني يسائلُ أطلالي
ولا تتمنَّ العيشَ لي وهو فائتٌ
ونَبْتزَّنِيه عامداً وهو سِربالي
تحدثت الأملاء أنك حابسي
على غير إجرامٍ وأنك مغتالي
وما قيل أملاء الرجالِ وقالهم
بأسهلَ من قيلي عليك ومن قالي
فأبق على أحدوثة الصنع إنها
صنيعُك تشكو لا صنيعي وأقوالي
ولا تهجُ أفعالً حِساناً فعلتها
لأني امرؤ أخطأت في بعض أفعالي
فإن هجاء المرءِ بالفعلِ نفسَهْ
هو الشيء يبقى والمقولُ هو البالي
وما قلت لولا ما تظني سوى الذي
أراه جديراً أن يحسّنَ أحوالي
فلا تكره السوءَى من القولِ مغرياً
بها الناس صلاها لديك مع الصالي(74/1)
كمبغض أمرٍ غامسٍ فيه نفسه
وقد كان عنه في ذرى المنظر العالي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وكم قائل قد قال فيك مرة ً
وكم قائل قد قال فيك مرة ً
رقم القصيدة : 61936
-----------------------------------
وكم قائل قد قال فيك مرة ً
أتصحبُ ذا بخلٍ ولستَ بذي بخلِ
فقلت أنا المفتاحُ والقُفْلُ صاحبي
وهل يوجدُ المفتاح إلا مع القفلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> خليلي عوجا بالديار فإنّما
خليلي عوجا بالديار فإنّما
رقم القصيدة : 61937
-----------------------------------
خليلي عوجا بالديار فإنّما
دعوتكما باسم الخلال لتفعلا
ديارُ التي أرعيتُها بارِض الهوى
وأمطرتُها وسميَّ دمعِي أولا
جعلتُ لها صدري مراداً ترودُه
وبوأتها من حبة ِ القلب منزلا
فما عَلقتْ من قبلها النفس معْلقاً
ولا اتخذت من بعدها متعلَّلا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سألتك بالأصلِ الذي أنت فرعُهُ
سألتك بالأصلِ الذي أنت فرعُهُ
رقم القصيدة : 61938
-----------------------------------
سألتك بالأصلِ الذي أنت فرعُهُ
وأشفعُ بالفرْعِ الذي أنت أصلُه
إذا أنت ودعت الوزيرَ فقل له
توخَّ ابن رومي بما أنت أهله
وإني أرى المسكينَ لا شكّ ضائعاً
متى هو لم يوصَلْ بحبلك حبلُهُ
أجِبه إذا نادى وأنجده صارخاً
ودعدِعه إن زلَّتْ عن الدحض نعلُه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عنَّفتُ شيخيْ في مواثبة ٍ
عنَّفتُ شيخيْ في مواثبة ٍ
رقم القصيدة : 61939
-----------------------------------
عنَّفتُ شيخيْ في مواثبة ٍ
تَواثباها وقد يَعْوَجُّ معتدلُ
فقلت للأكبر الألْحى هَبا لكما
الأذان وهذا المذهب الخطل
فقال نحنُ ديوك الله عادتُنا
أنا نؤذنُ أحياناً ونقتتلُ
لا سيّما عند خضبِ الشيخ لحيَته
ورأسه واختضابُ الشيخ منتصل
نحن الديوكُ بحقّ يومٍ ذلكُم
إذا بدت حمرة الحناء تشتعلُ
فإن أجدنا سفادَ السانحات لنا
فثَمَّ تقوى معانينا وتكتهل
فاعذرْ على ما ترى فينا فحِلفتنا(74/2)
ديكية ٌ ليس فيها جانب دغلُ
وبين كلّ الديوكِ الأَن ملحمة ٌ
ليستْ بمعدومة ٍ ماحنَّت الإبل
فقلتُ لا بل يقولُ القائلون لكم
ديوك إبليس والأقوال تنتضِلُ
فيكم من الشرّ ما يزرى بخيركُم
فأين تذهبُ عنه أيُّها الثَّمِلُ
فقالأخطأت فالق الدينَ منتقلاً
إن كنت مما يسوءُ الدينَ تنتقلُ
إنَّ الأذان لَخيرٌ عندَ مسلمنا
قليلهُ لكثير الشر محتمل
والصالحاتُ بحكم الله معصِفة ٌ
بالصالحات وحكمُ الله يمتثَلُ
فسمّنا أفضلَ اسمينا فحقّ لنا
إن كنت ممن بثوب الذين يشتمل
فقلت أحسنت بل أحسنتما عملاً
وقدوة ً وأساءَ اللائم العجلُ
وقلت للدين إذ أُكّدتْ معادنُه
ودّع هريرة إن الركب مرتحل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا حسنٍ صِلْ حاجتي بوصالها
أبا حسنٍ صِلْ حاجتي بوصالها
رقم القصيدة : 61940
-----------------------------------
أبا حسنٍ صِلْ حاجتي بوصالها
وإلا فدعْ لي صفحتي بِصقالِها
بدأتَ بمعروفٍ فثنّ بمثلِه
حميداً وأطلقْ حاجتي من عقالِها
وإلا فاعتِق طامعاً من مطامعٍ
يروح ويغدو عانياً في حبالها
بذلتُ لك التقريظَ غيرَ مماطلٍ
لا تبلُني في حاجتي بمطالها
فعنديَ بذلُ الشكر عندَ قضائها
وعنديَ بذل العذر عند اعتلالها
متى تكسُني من حاجتي ثوب نفعِها
فأنت الفتى المكسوُّ ثوبَ جمالها
جرت سننٌ للفاعلين ذوي العلا
وأنت حقيق يا ابنهم بامتثالها
فجدْ لي بوجهٍ صونُه في ابتذاله
وكم من وجوه صونها في ابتذالها
وما من علاءٍ في يدٍ عند ملكها
ولكنه لاشكّ عند فعالِها
فعجّل ولا تمطلْ بما أنت أهلُه
فخيرات أفعال الفتى في عِجالها
وما لرجال المخلفين عداتِهم
من الفَعِلات الزُّهْر غير انتحالها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتكمُ تُبدونَ في الحربِ عدة ً
رأيتكمُ تُبدونَ في الحربِ عدة ً
رقم القصيدة : 61941
-----------------------------------
رأيتكمُ تُبدونَ في الحربِ عدة ً
ولا يمنعُ الأسلابَ منكم مقاتلُ
فأنتم كمثلِ النخلِ يظهر شوكَة(74/3)
ولا يمنع الجُرَّامَ ما هو حامل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تنافستك من الأعياد أربعة ٌ
تنافستك من الأعياد أربعة ٌ
رقم القصيدة : 61942
-----------------------------------
تنافستك من الأعياد أربعة ٌ
شتّى على أربَعٍ شتى من المِللِ
الفُصحُ والفِطر والنيروزُ يقدمُه
عيدُ الفطيرِ ازدحامُ الوردِ بالنهلِ
جاءت سراعاً تباري في أزمتها
تكاد تسبقُ شوقاً مبلغ الأمل
في مدة ٍ عدة ُ العشرينَ أولُها
متى شفتْ بكَ ما لاقتْ من العللِ
وغير بدْع أنِ اشتاقت إلى ملكٍ
في كلّ مجدٍ وخير سائر المثلِ
به أديلت توالي الدهرِ فانتصفت
أيامُه الآنَ من أيامه الأول
أضحتْ به أخرياتُ الدهر لابسة ً
فخراً يقومُ مقامَ الحلي والحلل
فاسلم على الدهرِ يا بن الأكرمين له
لا بل لمعتصم منه وذي أمل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا يُعدمُ اللهُ يديك الصَّولا
لا يُعدمُ اللهُ يديك الصَّولا
رقم القصيدة : 61943
-----------------------------------
لا يُعدمُ اللهُ يديك الصَّولا
على الأعادي وعلينا الطَّولا
أصبحتُ في أمر صديقٍ زوْلا
جمعتَ فيه قوة ً وحولا
وما تهيبت هناك هَوْلا
حتى رأى الويلُ عليه العوْلا
من بعدِ ما أنضى البلاد جوْلا
وعاد فحلاً يستضيم الشَّوْلا
أولى له أولى به وأولى
فاسلم بديئاً للعلا وأولى
في ظلّ عيشٍ لم يخالط غَولا
تُجِدُّ فعلاً وتجدُّ قولا
أنت الكريم ليس فيه لوْلا
قد أصبح الخيرُ عليه استولى
يا من أمرَّ حاله وأحولى
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فتى يقطعُ الآمالَ غر مُخيَّبٍ
فتى يقطعُ الآمالَ غر مُخيَّبٍ
رقم القصيدة : 61944
-----------------------------------
فتى يقطعُ الآمالَ غر مُخيَّبٍ
ولكنهُ يعطي قصار المؤملِ
إلى أين بالآمالِ بعدَ نواله
إلى أين وافى السَّفْرُ آخر منزلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا لقومٍ لأحمدَ بن بُنان
يا لقومٍ لأحمدَ بن بُنان
رقم القصيدة : 61945
-----------------------------------(74/4)
يا لقومٍ لأحمدَ بن بُنان
ولما قال من عجيب المقال
قال لمَّا اشترى غلاماً كفاهُ
كثرة َ الغُرم واكتراءَ الرجال
صنتُ مالي عن الفساد بمالي
حان لي أن أصونَ مالي بمالي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يابني طاهرٍ طهُرتم وطبتم
يابني طاهرٍ طهُرتم وطبتم
رقم القصيدة : 61946
-----------------------------------
يابني طاهرٍ طهُرتم وطبتم
وزكوتم فروعُكم والأصولُ
جارُكم مَحْرمٌ وأعراضُكم بَسْ
لٌ ولكنَّ مالكمُ مبذولُ
كاد يُكدِي بطونَ أيديكم البَذْ
لُ ويُخفِي ظهورَها التقبيلُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتُ الأخِلاّء في دهرنا
رأيتُ الأخِلاّء في دهرنا
رقم القصيدة : 61947
-----------------------------------
رأيتُ الأخِلاّء في دهرنا
بظهرِ المودّة ِ إلا قليلا
بِطاءً عن المبتغِي نصرَهم
إلى أن يغادرَ شلواً أَكيلا
فإن حشدوا لأخ مرة ً
أدلُّوا عليه دلالاً ثقيلا
فلا تفزعنّ إلى نصرِهمْ
وكن للمظالم ظهراً ذليلا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا نَسّيا نفسي حديثَ البلابلِ
ألا نَسّيا نفسي حديثَ البلابلِ
رقم القصيدة : 61948
-----------------------------------
ألا نَسّيا نفسي حديثَ البلابلِ
بمشمولة صفراءَ من خَمرِ بابلِ
فما العيش إلا في ندامِ سُلافة ٍ
تنادَمها العصران غير ثَمائِل
نضا الدهرُ عن أسآرها جُلَّ لونها
فغادرها من لونها في غلائل
سرابية ً آلية ً تصرع الشذا
وترفع من شخص القذى المتضائل
ثوت تصطلي شمس الظهائر برهة ً
إلى أن أفادت لونَ شمس الأصائل
إذا ما تمشت في عظام ابن كبرة ٍ
مشى ليّنَ الأوصال رِخو المفاصل
ترد له غصنَ الشباب وقد ذوى
رطيباً كغصن البانة المتمايل
إذا نزلت بالهم في دار أهلهِ
شكى الضيم شكوى أهلٍ ضيم نَازل
بماءٍ جَلتْ عن جُرّ صفحته القذى
حريقَ لها ذيل كَميش الذلاذل
إذا اطَّردت أنفاسُها في سَراته
تَسلسل عاريَ المتن جعد السلاسل
قرتْهُ السواري بين أكناف روضة ٍ
تَراعَى بها عينُ النعاج المطَافل(74/5)
به عبَقٌ كالمسك مما تسحَّبت
عليه الصَّبا تَفْلى خُزامى الخمائل
إذا ساورته الراح في الصحن لألأتْ
وجوهُ الندامى بالبروق العوامل
كأنهما شوبان ذوبُ سبائكٍ
من التبر معلولٌ بذَوب وذائلِ
شربتُ على صحو المشيب وطال ما
شربت على سُكرِ الشباب المخايل
وأعذرُ شُراَّب المُدامة شاربٌ
لتقصير أيام المشيب الأطاول
وللكأس أخرى أن تكون تعلَّة ً
لذي الشيب عن ذكر الشباب المزايل
إذا ما تذكرتُ الشباب جعلتها
رقوءاً لأسرابِ الدموع الهوامل
أدرتُ على لهو الحديث كؤوسها
ونادمتُها الخُلانَ بين الخلائل
طلبتَ بها سلمَ الهموم وربما
طلبتُ بها جَرَّ الذيول الذوائل
وحدثتُ نُدماني أحاديثَ مامضى
من العيشِ أقْفُوها بأنَّه ثاكل
أعاذلتي في الراح أشيهت فارعوِي
لشأنك إني لا أدينُ لعاذل
فلو أسمحتْ عنها القرينة ُ أسمحت
لشيبٍ كنُوار الثُّغامة شامل
وقالت دع الشبانَ والكأس إنها
حِمى ً بعد مرّ الأربعين الكوامل
ألم يكفِها أن المشيبَ أفاتني
نصيبي من وصل الحسانِ العطائل
إلى أن غدت باللوم لادر درُّها
لتمنعني درَّ الكؤوس الحوافل
فتشفع لي حرمان حظ بمثله
رماها عن اللَّوماء رامٍ بشاغل
أأترك عَفْو الكأس حرانَ صادياً
لعلاَّنَ من ريق الكواعب ثامل
خليٍّ من الأحزان في ظل جنة ٍ
قريبٍ جَناها من يد المتناول
يروح ويغدو في الغواني مُساعفاً
بحاجات موموقٍ حظي الوسائل
يميد به مأدُ الشباب فترعوي
إلى جانبيه كالظباء العواطل
مُسقًّى بأفواهٍ كأنَّ رُضابَها
جَنى النحل شارتْ أرْيَه كفُّ عاسل
لذاك عن الصهباءِ أبردُ علة ً
وأجدرُ أن يغْنى بتلك المناهل
إليك فإنا للهوينا وشأنِها
وآلُ زريق للأمورِ الجلائل
ألم تعلمي أنْ قد كفونا شؤوننا
فلم يطرقوا منهنّ أوْلى لآيلِ
همُ أهملونا في مُصاب غُيوثِهم
سُدى ً ورعوْنا بالقنا والقنابل
فأصبحَ شملُ الناسِ شملَ رعية ٍ
وسِربهُم في العيش سربَ الهوامِل
وهم حملونا مِنة ً بعد منة ٍ
على أننا منها خفافُ الكواهل(74/6)
سأنْثُونثا آلائكُم آل مصعب
نثا الروضِ آلاء السحاب الهواطل
وما نفحاتُ الروض تثنِي على الحيا
بأطيبَ من ذكراكمُ في المحافلِ
أكفُّكُم في الأرضِ أعينُ مائِها
وأقدامُكم فيها مِراس الزلازل
أقولُ عليماً لا محيطاً بفضلكم
ولاخابطاً في القول عشوة جاهلِ
إذا شئتُ جاريتُ القوافيَ فيكمُ
مداها وما كثَّرتُ حقاً بباطلِ
وما يتناهى القولُ فيكم لغاية ٍ
تناهيَ ذاتٍ بل تناهِيَ قائلِ
ألا أيها المُجري ليدركَ شأوهم
لهنَّك أيمُ اللهِ أنصبُ عاملِ
إذا القول أعيا القائلين بُلوغُه
فكيف به لا كيف ذاك لفاعلِ
فقِفْ خاسِئاً عنهم حسيراً فإنما
طلبتَ منيعاً من حَويل المحاولِ
اصمُّ عن الفحشاءِ والعذلِ في الندى
طويلُ التمادي في شقاقِ العواذلِ
يجودُ فيعطي ماله في حقوقه
على منهجٍ بين السبيلين عادلِ
وإن هاجَه هيجٌ من العذلِ أصبحتْ
فواضلهُ مشفوعة ً بفواضل
كدجلة َ يجري ماؤُها في سبيله
فلا ينتحي عن قصده للمعادل
فإن كفكفتْه الريحُ من شطرِ وجهه
طما فاغتدى آذيُّه في السواحلِ
ولو عدَّهم قِرناً كفِيَّاً لبأسهِ
إذن ما أتاهم من وجوه المخاتِل
طويل أبا حسن حمدي متى ما بغيتُه
رخيصّ وغن أعرضتَ عنه فغالِ
لك الفضلُ لا تلقاء آخرَ ناقصٍ
ولكنه تلقاءُ آخر فاضل
فلو شئتَ إشرافاً عليها وقدرة ً
قبضتَ على اطرافها بالأنامل
تدانتْ لك الأقطارُ ضبطاً وخبرة ً
فأصبحتْ لَدَيْكَ الأرضُ كِفّة حابلِ
ولو أنهم ساموا مخايل جِدة ٍ
غذن لنجوا منها نجاءَ الموائلِ
فغرتُهم منه الغرورُ فأصبحتْ
مقاتلُهم نُصْبَ المنايا القواتل
أراهم هوينا المستخفّ بشأنهم
وربَ مجدّ في الأمور كهازِل
وما نزل الإصحارَ غلا كقانصٍ
اريب توارى عند بثّ الحبائلِ
ولكنه كالليثِ يختلّ صيده
ويبرز للأقرانِ غيرَ مخاتلِ
فلا ترتهنْ ذمَي بمطلك إنني
بمَنْ لا يبالي الذمَّ غيرُ مبالي
حلفتُ لئنْ سفَّتَ حلمي لتقطعنْ
إليك قوافي الشعرِ كلَّ عقالِ
ولا ذنبَ للمظلومِ إن باتَ مُرصِداً(74/7)
لسوءِ فعال منكَ سوءَ مقال
إذا كاتبٌ لم يمتثلْ رأى صاحب
طريقتُه المثلى فيُّ مثال
علوتَ علواً لم تكن قطُّ أهله
وأنت جديرٌ بعده بسَفالِ
كذاك يرى من حانَ حينُ سُقوطِه
ومن آذنتْ نَعماؤه بزوالِ
فقل لي وقد خالفتَ واحدَ عصرهِ
أرأيك عن آرائه مُتعال
جوادٌ رأى مَنحاً لم ترَ ما يرى
وما زالتَ مذؤوماً ذَميمَ فَعالِ
لعمري لقد خالفتَ فيَّ مُسدَّداً
له في مضيق الرأي رحبُ مجالَ
ونكّبْ سبيلاً أنت فيه فقد غدتْ
سبيلك في أمري سبيلَ ضلال
أفق صاغراً من نومه لجهل إنها
تعودُ على نُوّالها بوبالِ
أيزخرُ لي بحرُ النوالِ بفضله
وتمطلني في غير حين مِطال
وكم قد أهان الشعر الشعرَ قبلَك معشرٌ
فلاقى مُهينوه هوانَ سِبالِ
وما زال في عُرضِ الأناة ِ وكيدُهُ
بكل سبيل مُرصدٌ بالغوائل
فضم إليه جأُشه ثم راعها
بشدة ِ مكروه الفجاءة باسل
يشيعه بروق الموت من صفحاته
وفي حدّة ِ مصداقُ تلك المخايل
وصولُ الخُطى بالسيف والسيف بالخطى
إذا الطعن حُشَّتْ نارهُ بالسوافل
فإنْ طاعَنوه كان أولَ طاعنٍ
وإنْ نازلوه كان أولَ نازلِ
تهاتفت البطالُهَدَّك فارساً
شهدْنا لقد صدَّقت بشرى القوابل
وقد شمّرتْ عن ساقها غير أنها
تركّضُ في ذيلٍ من النقعِ ذائلِ
إذا ما جلتْه الحربُ عارضَ رُمْحَهُ
على لاحقِ الآطالِ نهدِ المآكلِ
يُمرّ العطايا والمنايا لأهلها
بأخفضِ بالَيْه مُجدّاً كهازل
وحيدٌ فريدٌ في المكارم آنسٌ
بوحدتِه مستأثرٌ بالفضائلِ
ولا بِدْعَ منه بدؤه أريحية ٌ
تحطّ الولايا عن ظهور الرواحل
إذا حالَ بدءٌ دون عُرفٍ فبدؤهولا بِدْعَ منه بدؤه أريحية ٌتحطّ الولايا عن ظهور الرواحل وحيدٌ فريدٌ في المكارم آنسٌبوحدتِه مستأثرٌ بالفضائلِ يُمرّ العطايا والمنايا لأهلهابأخفضِ بالَيْه مُجدّاً كهازلإذا ما جلتْه الحربُ عارضَ رُمْحَهُعلى لاحقِ الآطالِ نهدِ ال
إلى عودِه المأمولِ أحظى الوسائل
إذا كان سلماً فالمقاتلُ كالشَّوى
وإن كان حرباً فالشوى كالمقاتل(74/8)
ويومٍ عصيب ظلُّه مثلُ ضِحّه
بل الضحُّ أعفى من ظلالِ المناصلِ
تباذلَ أعلاقَ المضنّة ِ تحتَهُ
رجالٌ عِدى يا للعدو المباذلِ
وحوشٌ رعاها حَيْنها حول غابة ٍ
أسامة ُ فيها مُلبدٌ بالكلاكل
فليس ابنُ الله عنهم بنائمٍ
ولا الله عما يعملونَ بغافلِ
دعوا الحربَ تستكملُ لهم أدواتها
ولا تُعجلوها أن تَعضّ ببازل
هو المرءُ ذو الوعد المعجَّل نجْحُه
كما قد عهدتم والوعيد المماطلِ
فلا تحسبوا تعجيله نقماتِه
لأعدائه تعجيله رفدَ سائلِ
ولا فاته طولُ الأناة ِ بفرصة ٍ
إذا ضاع أمر العاجز المتخاذلِ
وما اعجلْته الحربُ غبرامَ أمرهِ
إذا أعجل المنخوبَ حولُ الجوائلِ
ألا هَبَلتْ أمُّ المعادِيه نفسهُ
وأين امرؤ عاداه إلا ابن هابل
قضى بين جمعيْة وكم من كريهة ٍ
قضى بين جميعها بإحدى الفواصل
إلى أن تظل المضرحياتُ بينهم
تدفّ بطاناً دُلَّحاً بالحواصل
وأنت جديرٌ بعده بسَفالِ
إذا كاتبٌ لم يمتثلْ رأي صاحب
طريقتُه المثلى فأيُّ مثال
أإيايَ تستدعي نوائَر شِرة ٍ
مللتَ صفاءَ العيشِ كلَّ ملالِ
متى أنت صاليت العتاة مَساخطي
فليس يُصاليك الجحيمَ مُصالي
إذا كنتَ لم تلبس لَبوسَ تَجملٍ
بعرفٍ فلم تلبسْ لبوسَ جمالِ
فهل أنت إلا لُعنة ٌ لمُعاين
ومختبَرٌ نَصبٌ لكل نضالِ
أتبغي إلى الشُنع التي فيك سادساً
وفيك من السؤاتِ خمسُ خصال
بُغاءٌ وتشوية ٌ ونُوكٌ ولكنة ٌ
وشؤمٌ كملتَ الشؤمَ كلّ كمالِ
وماصلحَ الرأسُ الذي أنت حامِلٌ
أبا حسنٍ إلا لقفد قَذالِ
أَضيفَ بني عبدونَ أَحسن تزوداً
ولاتهتم فيهم بطعن مَبَالِ
فليس الزنا في دينهم بمحرَّم
وليس القِرى في حُكمهم بحلالِ
وما حرمة ٌ يؤْوونُها بمصونة ٍ
ولا درهمٌ يوعونُه بمُذالِ
حلفتُ على استخفافِه بي أنَّهُ
مُنيخٌ بأثقالٍ عليه ثِقالِ
أتُدعَمُ بالعُرجِ المشائيمِ دولة ٌ
يراها مليكُ الناسِ ذاتَ جلالِ
أبى اللَّهُ إسنادَ الهضابِ وحملَها
بغير هضابٍ مِثلَها وجبالِ
إذا ارتضعَ الدنيا أخو اللؤم وحْدَهُ(74/9)
فذاك رضاعٌ مؤذِنٌ بفِصالِ
ن
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لي صديقٌ صامتيٌّ
لي صديقٌ صامتيٌّ
رقم القصيدة : 61949
-----------------------------------
لي صديقٌ صامتيٌّ
قحطبي باحتيالِهِ
أكرمُ الجنة والإن
س على قلة ماله
لا أُسميه عَساهُ
لا يُراءى بفعاله
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قالوا هجاك أبو حفص فقلتُ لهم
قالوا هجاك أبو حفص فقلتُ لهم
رقم القصيدة : 61950
-----------------------------------
قالوا هجاك أبو حفص فقلتُ لهم
باللهِ أدفعُ ما لاتدفع الحِيُلُ
ألا لئيمٌ جزاه اللَّهُ صالحة ً
يهجوه عني فبي عن عرضهِ كسلُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا احتضر الشحُّ النفوسَ فخالدٌ
إذا احتضر الشحُّ النفوسَ فخالدٌ
رقم القصيدة : 61951
-----------------------------------
إذا احتضر الشحُّ النفوسَ فخالدٌ
هناك جوادُ النفس بالنفس والأهلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيت فِقاحَ الناس للخَرْجِ وحدّه
رأيت فِقاحَ الناس للخَرْجِ وحدّه
رقم القصيدة : 61952
-----------------------------------
رأيت فِقاحَ الناس للخَرْجِ وحدّه
وفقحتَه الشتراءَ للخرج والداخلِ
أخالدُ يابنَ الخالداتِ مخازياً
رويدك تُدرككَ القوافي على رَسْلِ
ستُدعى حليماً بعد جهلٍ وشرة ٍ
وكم جاهلٍ علَّمتُهُ الحلمَ بالجَهْلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أخالدُ يابنَ الخالداتِ مخازياً
أخالدُ يابنَ الخالداتِ مخازياً
رقم القصيدة : 61953
-----------------------------------
أخالدُ يابنَ الخالداتِ مخازياً
خلودَ الرواسي من هضاب مُواسِلِ
لقد حلَّ حُبُّ الأير منك بمنزلٍ
رفيعٍ فما يسطيعُه عذلُ عاذلِ
هوى كالجوى ألهاك عن كلّ لذة ٍ
وعن كل مكروهٍ من الأمر نازلِ
فكيف وأنّى ليت شعري فرغَت لي
وقد كنتَ في شغل بدائك شاغل
أراني عظيمَ القدرِ عندكَ بعدَها
وإن كنتَ تبغيني ضروبَ الغوائلِ
إذا الناسُ قاموا في القيامة حُسّراً
فهمُّك إذ ذاك اعتراض الفياشل(74/10)
كأني أرى تجوالَ عينيك لم تُرَعْ
بروعٍ ولم تُشغل بتلك الشواغلِ
تلاحظُ سوءاتِ الرجالِ وقد بدتْ
هنالك ترميها بعيَنيْ مُغازلِ
ترى كلَّ هولٍ في القيامة نزهة ً
سروراً ولهواً باجتلاء الغرامل
وقد ذَهِلتْ عن طِفلِها كلُّ مُطفلٍ
رؤومٍ وألقتْ حملها كلُّ حاملِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إني رأيتُك حالماً أنشدتني
إني رأيتُك حالماً أنشدتني
رقم القصيدة : 61954
-----------------------------------
إني رأيتُك حالماً أنشدتني
بيتين قاداني عليك على أمَلْ
أيعوذُني متعوذٌ من دهرِهِ
فأعيذَ مالي بالمعاذر والعِلَلْ
إني لأستحي المكارمَ أن أرى
مالاً يُصان وحُرَّ وجهٍ يبتذل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قطعَ اللَّهُ عذرَ مَنْ أبواهُ
قطعَ اللَّهُ عذرَ مَنْ أبواهُ
رقم القصيدة : 61955
-----------------------------------
قطعَ اللَّهُ عذرَ مَنْ أبواهُ
هاشميانِ أن يكون بخيلا
خرجا سالمينِ من كلّ ذم
وأحالا عليه ذمّاً ثقيلا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا ما مدحتُ الناقصين فإنما
إذا ما مدحتُ الناقصين فإنما
رقم القصيدة : 61956
-----------------------------------
إذا ما مدحتُ الناقصين فإنما
تُذكّرهم مافي سواهم من الفضلِ
فتهدي لهم حزناً طويلاً وحسرة ً
وإن منعوا منك النوالَ فبالعدلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قلبتُ بطونَ الشعر قبلَ ظهورِهِ
قلبتُ بطونَ الشعر قبلَ ظهورِهِ
رقم القصيدة : 61957
-----------------------------------
قلبتُ بطونَ الشعر قبلَ ظهورِهِ
فلم أرَ قولا لم تقدّمه بالفعلِ
وما استطرفَ الأقوامُ لي فيك مِدحة ً
لأني بما علَّمتهم بك من جهلِ
أُعرفُهم منك الذي يعرفونه
وأسلافُهم من قبلِ شعري ومن قبلي
فيُعرضُ عنه السامعونَ وإنني
لذو المذهب المحمود والمنطق الجزلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاتَغْشَ إلا ملكاً في منزلِهْ
لاتَغْشَ إلا ملكاً في منزلِهْ
رقم القصيدة : 61958(74/11)
-----------------------------------
لاتَغْشَ إلا ملكاً في منزلِهْ
يُعرضُ في مشربهِ ومأكلهْ
وفي تلهّيه وفي تعلُّله
ومايريه الحقَّ من تفضلِهْ
على أخٍ يأوي إلى تطوُّله
عن أمهِ وعرسه وعُدَّله
لاعبدُه مستمكنٌ من مقتلِهِ
ولا مُلاهيه لدى تنقلهِ
ومن عجيبِ الأمرِ بل من مُعْضله
مُخوَّلٌ يصغي إلى مُخوله
يوهمُ بالصبرِ على تدللِهِ
إنَّ به داهية ً في أسفله
ماذاك من أمرِ الفتى بأجمله
ولا بأسْناهُ لدى تأملِه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قذفُكَ بالفحشاءِ مَنْ لم يكنْ
قذفُكَ بالفحشاءِ مَنْ لم يكنْ
رقم القصيدة : 61959
-----------------------------------
قذفُكَ بالفحشاءِ مَنْ لم يكنْ
يُعرَفُ بالفحشاءِ تضليلُ
بل سوءة ٌ غابتْ فأحضرتَها
جهلاً وغرَّتك الأباطيلُ
وأنت لا شكّ أخو ريبة ٍ
بادرَ أنْ يبدره القيلُ
ينحلُ مافيه ليخفَى له
وقلَّ ما تُغني التعاليل
هيهاتِ لن يرجَعَ ماقد مضى
قد سبقتْ فيك الأقاويلُ
إن التي تبغي مواراتها
كأنّها في الليل قنديلُ
صاحَ بما جمجمتْ من سوءة ٍ
ذِكْرٌ وتوراة وإنجيلُ
وليس تأويلُ أخي شبهة ٍ
لكنّه نصٌّ وتنزيلُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أحمل الوزرَ والأمانة َ والدي
أحمل الوزرَ والأمانة َ والدي
رقم القصيدة : 61960
-----------------------------------
أحمل الوزرَ والأمانة َ والدي
نَ جميعاً وكلّ ثقلٍ ثقيلِ
غيركم يا بني ثوابة َ يامَنْ
ليس شيء لبغضهم بعديلِ
لو تُسمَّونَ بالذي تستحقو
ن خُصصتم بأحرف التثقيلِ
شهدَ اللَّهُ أنكم كلُّ شيء
باردٍ جامدٍ ثقيلٍ وبيلٍ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يحجبني عمروُ وقدْ عاشَ حقبة ً
يحجبني عمروُ وقدْ عاشَ حقبة ً
رقم القصيدة : 61961
-----------------------------------
يحجبني عمروُ وقدْ عاشَ حقبة ً
حبيبتُه خُفٌّ ومركبُه نَعْلُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تلوّنُ أخلاقِ الفتى من مَلالِهْ
تلوّنُ أخلاقِ الفتى من مَلالِهْ
رقم القصيدة : 61962(74/12)
-----------------------------------
تلوّنُ أخلاقِ الفتى من مَلالِهْ
ووشْكُ ملالِ المرءِ شرُّ خلالهْ
وإني لمشتاقٌ إلى ظلّ صاحبٍ
مشوقٌ إلى تشبيهِ حالي بحالهِ
إذا الدهرُ أعطاني رأى مثلَ رأيهِ
فباراه جوداً واقتدى بفعاله
وإنْ ضنَّ دهرٌ مرة ً بعطية ٍ
تناولني في ضِيقتي بِنواله
إلى أن يسدّ الله فقري فلا يرى
صديقي في حالي مسدّاً لمالِهْ
وأكره للسمحِ اليدين اعتلالهُ
على صاحبٍ قد عدّه من عيالهِ
أمستكثرٌ لي أن مُنحتُ منيحة ً
أخٌ لا أرى الدنيا تفي بقباله
حمى جانباً قد كان أرعاه مرة ً
لأنّ سحاباً بلّني ببلاله
وقد كان أحجى أن يباريَ في الندى
فيسقيني من مُروياتِ سجالهِ
ومن ضنَّ أن أُعطَى سِواه كمن رأى
جمالَ أخيه كافياً من جمالهِ
وما تركُ عِلقٍ منفس كاقتنائه
ولا رفضُ فعل صالحٍ كامتثاله
أبى لأبي سهلٍ سوى الطَّول أنه
يلاقي اعتلالَ المالِ دون اعتلالهِ
سيعطفه أني محقٌّ وأنه
حكيمٌ وأن العدلَ من حالِ بالهِ
وما مثلُ إسماعيلَ جارَ قضاؤُه
وعدلُ الفتى في حكمه كاعتدالهِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيّها السيدُ الذي اختاره السيْ
أيّها السيدُ الذي اختاره السيْ
رقم القصيدة : 61963
-----------------------------------
أيّها السيدُ الذي اختاره السيْ
يِدُ إلفاً وموضعاً للخِلالِ
لم يوفقْكَ للموفّق إلا ص
دقُ ذاك التوفيق والإقبالِ
جمعَ اللَّهُ فيك للناصرِ الد
ينَ خصالاً حميدة ً في الخصالِ
فيك للناظرين والقلبِ حظْ
ظان على رغم حاسدٍ مغتالِ
منظرٌ معجِبٌ من الحسنِ حالٍ
تحته مخبرٌ من الفضلِ حالي
وإذا ما الجليسُ حُلّي هاتي
ن أبى أن يُباعَ بالأبدالِ
أنت مرأى ً ومسمعٌ كلُّ مافي
ك مُسلّ لهمّ ذي الهَم جالي
فيك جدٌّ لمنْ أجدَّ وهزلٌ
لا كهزلِ المُهازلِ البطّالِ
شهدَ اللَّهُ والأميرُ جميعاً
والوزيرُ الخبيرُ بالأحوال
أنك الصاحبُ الخفيفُ على القل
بِ وإن كنت راجحَ المثقال
لستَ في ناظرٍ قذاهُ ولا أن
تَ على خاطرٍ من الأثقال(74/13)
يصطفيك الأميرُ للأنسِ والعَوْ
نِ على الحادث العياءِ العُضالِ
وحقيقٌ كلاكما بأخيه
شكلُ أهلِ الكمالِ أهلُ الكمالِ
فليالي أميرِنا بكَ في الطي
بِ كأسحارِها ذواتِ الظلال
ولأيامِ دهره بك روحٌ
مثلُ روح الغدو والآصالِ
ليسَ فيهن وقدة ٌ تلفح الأو
جُهَ بل كلهن من أظلالِ
لم يعبهنَّ عند ذي الجهلِ إلاّ
أنَّ ساعاتِهنَّ غيرُ طوالِ
إن أراد الحديثَ منك تنكَّب
تَ سبيلَ الإخباثِ والإقلالِ
وتحدّثتَ مكثراً ومُطِيباً
بأحاديثَ جمّة ِ الأشكالِ
من طرازِ الملوكِ فيها الفكاها
تُ وفيها سوائر الأمثالَ
يجتلبنَ النشاطَ من أبعدِ البُع
دِ ويدفعنَ في نحورِ الملالِ
كنسيمِ الرياضِ في غلسِ الليل
إذا ساقه نسيمُ الشمال
ثم تأتيهِ بالحديثِ فتأتي
برحاه على سواءِ الثّفالِ
ذا مقالٍ موافقٍ لمقامٍ
ومقامٍ موافقٍ لمقال
عن لسانٍ أرقَّ حدّاً من السي
فِ دليلٍ على طباع زُلال
حاملٍ نغمة ً يشبهُها السم
عُ هديلَ الحمام فوق الهَدال
رافدْتها إشارة ٌ ألبستْها
كلَّ نُور وكل رقراقِ آلِ
ببنانٍ كأنهنّ مدارٍ
وأساريعٌ في دِماث الرمالِ
فلذك الحديثِ حسنُ الملاهي
وله دونهنّ فضلُ الجلالِ
فهْو شيءٌ تَلذه أُذُنُ السّا
مِعِ من ذي هدى ً ومن ذي ضلالِ
كالسّماعِ الذي يحرَّك للهُيْ
يَاب إطرابَهُم وللبخَّالِ
فيهشّونَ عند ذلك للجو
دِ على القانعينِ والسُّؤالِ
ويُراحون للقتالِ لدى الحر
بِ ويغشونَ هائلَ الأهوالِ
ذاك أغرى بك الأميرَ فأصبح
تَ بيمنَى يديهِ دونَ الشمالِ
وله فيك آلتانِ لحربٍ
ولكيدٍ كهمة ِ المؤتال
قُفلٌ سرّ أخوه مفتاحُ رأي
والمفاتيحُ إخوة ُ الأقفالِ
لك إطراقة ٌ إذا ناب خطبٌ
هي أدهى من سورة الأبطالِ
يستثيرُ المكايدَ الصُّمعَ منها
أيُّ صِلّ هناكف العِرْزالِ
أبصرَ الفرصة َ الأميرُ لعمري
فيك وهْو المسدَّدُ الأفعالِ
وتجلّى بعين صقرٍ أبو الصق
رِ على رأس مَرْقبٍ متعالي
فرأى فيك ما رأى مجتبيهِ
فاجتبي منك حظَّه غيرَ آلِ
فالتقى فيك حسنُ رأي أميرٍ(74/14)
ووزيرٍ كلاهُما خيرُ والي
فإذا ماذُكِرتَ بالغيبِ قالاً
ذاك حقاً يتيمة ُ اللئَّالِ
يا ثمالَ المؤملينَ أبا إس
حاقَ عندَ انقطاع كلِّ ثمالِ
أنتَ ذاك الذي عهدتك قِدْماً
لايغاليك في المعالي مُعالي
لو تُجاريك في مكارمك الري
حُ لخِيلت معقولة ً بعقالِ
ربّ ذي حاجة ٍ أرقْتَ لها لي
لاً طويلاً وباتَ ناعمَ بالِ
نامَ عمّا عناهُ منها وما نم
َت ولو نمتَ باتَ في بلبالِ
فلأكن بعضَ منْ غرستَه بين فض
لِ شُكريكَ يا أخا الإفضالِ
سيرَى كلَّ شاكرٍ لك عُرفاً
أنني سابقٌ له وهْو تالِ
لم أكلفكَ أن تكونَ شفيعاً
لي إلاَّ إلى امرىء ٍ مفضالِ
أبلجِ الوجهِ كالهلالِ بلِ البد
رِ بل الشمس بل فقيدِ المثالِ
لايضاهيه في المحاسن إلا ما
تسديه كفّهُ من فعالِ
أريحيٌّ يعطي العطية في العط
لة أضعافَ أختها وهْو والِ
محسنٌ مجملٌ وليس ببِدعٍ
ذاك مِنْ مثلهِ ولا بمجالِ
ذانكَ الحسنُ والجمالُ حقيقاً
نِ بكُنه الإحسان والإجمالِ
أحسنَ اللَّه خلقه فبداه
في انتساخٍ لحسنِه وامتثالِ
يستملانِ فعله من كتابٍ
خُطَّ في وجههِ بلا استملالِ
ليسَ ممّنْ إذا ألحّ شفيعٌ
أخلقَ الوجهَ عنده بابتذالِ
من رجالٍ توقَّلوا في المعالي
بالمساعي توقُّلَ الأوعالِ
بل ترقَّى إلى العلا طالبوها
وتدلَّى على العلا من معالي
يتبارى إليهِ وفدانِ شتى
وفدُ شكرٍ يحثُّ وفدَ سؤالِ
بل عطاياه لاتزال تبارى
وافداتٍ إلى ذوي الآمالِ
بالغاتٍ إلى المقصّر عنها
نائلاتٍ بعيدَ كلّ منالِ
يرقدُ الطالبون وهْي إليهم
أرِقاتُ الوجيفِ والإرقال
رحلتْ نحو مَنْ تثاقلَ عنها
وكفتْهُ مؤونة َ الترحال
لا تزُل عنه نعمة ٌ لو أزيلت
لم تجدْ عنه وجهة ً للزوال
فالْقَ في حاجتي أخاك أبا الصق
رِ مُجدّاً مشمرَ الأذيالِ
فهْو مستعذِبٌ لقاءك إيْ
ياه يراه كالبارد السلسالِ
متصدٍّ لحاجة ٍ لك قد أش
فَى جداه على شفاً مُنهال
ومتى ما لقيتَه كان غيثاً
أمرَتْه الجنوبُ بالتهطالِ
ليسَ منْ كنتَ ريحَه ببعيدٍ(74/15)
من سماءٍ تبلُّه ببلالِ
وامرؤٌ يستقي بجاهك أه
لٌ بسجالٍ رويَّة ٍ وسجالِ
لك وجهٌ مشفَّعٌ مَنْ رآه
زاحَ عنه هناك كلُّ اعتلالِ
يُنزل القطرَ من ذُرى المُزن في ال
مَحْلِ على كل جَرْدة ٍ ممحالِ
ليس ينفكُّ للشفاعة ِ مبذو
لاً وما إنْ يزاد غيرَ صقالِ
وكذاك الكريمُ سئّالُ حاجا
تِ سواه وليس بالسئّالِ
صنتُ نفساً أذلتَ في العُرف منها
لا عدمناك من مصونٍ مُذالِ
كم منيعِ الجدا شفعتَ إليه
لخليلٍ رأيتَه ذا اختلالِ
جاد إذ صافحتْ يداك يديه
ورأى وجهك العظيمَ الجلالِ
ففككت البخيلَ من غُلّ بُخلٍ
وفككتَ الخليل من سوءِ حالِ
فإذا أنت قد فككت أسير
ينِ وقِدماً فككت من أغلالِ
ومنْحتَ الذميمَ منحة َ حمدٍ
ومنحت العديم منحة مالِ
فإذا أنت قد أنَلْتَ نوالي
ينِ وقِدماً أنلت كُلَّ نوال
قائلُ المدحِ فيك بدءاً وعوداً
غيرُ مستكرهٍ ولامحتالِ
بل إذا قالهُ أتَتْه المعاني
والقوافي تنثال أيَّ انثيالِ
فابقَ مابُقّيتْ مآثُرك الغُرْ
رُ فقد خُلّدتْ خلودَ الجبال
أنا من أتبع الولاءَ الموالا
ة َ فلا تنسَ حقَّ مولى ً مُوالي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تجلدَّ عمرٌ وللهجاء تجملاً
تجلدَّ عمرٌ وللهجاء تجملاً
رقم القصيدة : 61964
-----------------------------------
تجلدَّ عمرٌ وللهجاء تجملاً
وما زلتُ أرعى حرمة َ المتجملِ
فأقسمتُ لا أهجوه ماعشتُ بعدها
وقد تُسفر الحسناءُ للمتأملِ
ومن عادتي تكذيبُ ظنٍّ مُحاذري
كما عادتي تصديقُ ظن المؤملِ
فقولا لعمروٍ أنت حرٌّ سِيابُه
لشيمة ِ حرٍّ محسنِ الحلم مجْمِلِ
فإنْ هو لم يحفلْ بنقمي ونعمتي
فعندي له عَوْدُ المتمّ المكمّلِ
هجاءٌ إذا ما استافه قبلَ ذَوْقِهِ
رأى فيه شوباً من ذعافِ المُثمَلِ
ولست أُراه لا يبالي وإن بدا
تضرُّمُه في ظَاهرٍ متعملِ
رأيت بعينيه الكذوبينِ مايرى
متى حلتُ كيّاتي له لم يُمَلمِل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عدلتُ عن الصّبا صَعَري وَمَيْلي
عدلتُ عن الصّبا صَعَري وَمَيْلي(74/16)
رقم القصيدة : 61965
-----------------------------------
عدلتُ عن الصّبا صَعَري وَمَيْلي
وشمرّتِ الخطوبُ فضولَ ذَيْلي
وأوضح لي المشيبُ سبيلَ رشدٍ
وكنتُ كخابطٍ عَشواءَ ليل
العصر العباسي >> ابن الرومي >> كسِلَ الأيرُ أو ينشّطه أيرٌ
كسِلَ الأيرُ أو ينشّطه أيرٌ
رقم القصيدة : 61966
-----------------------------------
كسِلَ الأيرُ أو ينشّطه أيرٌ
وكذا لم تأنَّس الأشكالُ
فهْو يعلو طوراً ويعلوه طوراً
قِرنُه هكذا البقاعُ تُدالُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حيّ المعاهدَ والمنازلْ
حيّ المعاهدَ والمنازلْ
رقم القصيدة : 61967
-----------------------------------
حيّ المعاهدَ والمنازلْ
المقفراتِ بل الأواهلْ
بُدلنَ آراماً خوا
ذلَ بعدَ آرامٍ خواذلْ
حرَّكنَ شجْوك للسؤا
لِ وما أحَرْنَ جوابَ سائلْ
فابعثْ بهنّ من الدمو
عِ وقِفْ بهن من الرواحل
وسلِ الملائحَ بالملا
ئِحِ والعطابلَ بالعطابِلِ
اللائي أشْبَهنَ الغصو
نَ المستقيماتِ الموائلْ
وكَملْنَ كلَّ وسامة ٍ
في غير أسنانٍ كواملْ
حُلّين حَلياً خِلقة ً
مجبولة ً لانحلَ ناحلْ
فإذا عطلْن من الحُلْي
ي فلسْن منه بالعواطل
وإذا غدونَ يمِسْن في
تلك الغلائِل والمراسلْ
غارت عليهن الثُّديْ
يُ هناك من مس الغلائلْ
وإذا لبسْنَ خلاخِلاً
كذَّبْنَ أسماء الخلاخل
تأبى تخلُخَلُهنَّ أسْ
وُقُ مُرجحناتٍ بخادل
لكنهنّ بخائِلٌ
لهْفي على تلكَ البخائلْ
قد غُلِّظتْ تلك القلو
بُ ولُطّفتْ تلك الأناملْ
لي شاغلٌ في حبهنْ
نَ عنِ التي تدعى بشاغل
بظراء تُمسخُ لامُها
راءً إذا رأتِ الفياشِل
ولربما جُنَّتْ لها
فترى عواليها سوافل
عجباً لبردِ غنائها
وغناؤها ثُكْلُ الثواكلْ
ما باله كالزمهري
رِ مُهيجاً وجَعَ المفاصل
هلاَّ استحرَّ لأنه
ثكلٌ وللشّبَقِ المُدَاخلْ
حُلقتْ ذوائبُها التي
خُلقت لصُنَّاع المناخِل
بل لحية ُ الرجلِ الذي
أضحى بها جَمَّ البلابل
ماذا يُضبعُ من الوسا
ئِلِ في هواها والرسائل(74/17)
لكن شهوته اللّبا
ءُ فما يُحبُّ سوى الحوامل
وهي التي قد أقسمتْ
أن لا تُعَدَّ مع الحوائل
أتراك تسلمُ يا سلا
مة ُ أن تكون من الثيَاتل
وقد احتملْتَ بها قرو
ناً لا ينوء بهنّ حاملْ
كنْتَ القصيرَ فقد غدوْ
تَ بطولهنّ من الأطاول
لا تَخْلونَ بشاغلٍ
حتى تُعِدَّلها قوابلْ
إن التي عُلّقْتَهاقالوا تُعاهِرُ في الدوربِ فقلتُ كلا بل تُعاظلْ
تَزْنِي الفرائض والنوافلْ
قالوا تُعاهِرُ في الدور
بِ فقلتُ كلا بل تُعاظلْ
لكن أراك تُحِبُّها
حُبَّ المُشاكلِ للمشاكل
أشْبهتها في بردِ أعلا
ها اوفي حَرّ الأسافلْ
كم قد سترْتُ معايباً
لمعتْ بها فيكَ المخائل
ووقفتُ دونك للخصو
مِ بموقفِ الخَصْم المُجادل
قالوا صديقك سيدٌ
بادي النباهة ِ غيرُ خاملْ
نمَّتْ بذاك شواهدٌ
فيه أنمُّ من الجلاجلْ
ولربَّ عيبٍ قد تَبَيْ
يَنَ بالشواهدِ والدلائل
صدقُوا وماكذبوا عليْ
ك فلم أناضح أو أناضلْ
إني لأعلم أنك المطعو
نُ في غيرِ المقاتلْ
وإن استترتَ بقحبة ٍ
لك عند ناكتها طوائل
ما إنْ تزال فريسة ًوإن استترتَ بقحبة ٍلك عند ناكتها طوائل بذيء
في خَلْوة ٍ تحت الكلاكلْ
أنشأتَ تَخدَعُنا وأمْ
رُكَ بيّنٌ بادي الشَّواكل
وعدلتَ من طبلٍ إلى عو
دٍ وأنت من الطوابلْ
بل ليتَ كنتَ من الطوا
بِل بل أنت من سَقْط الزَّوامل
وخضبْتَ خُنْثَك بالتغزْ
زُلِ والبُغاءُ هناك ناصلْ
مثل التي أضحت تكا
تمُ حَملها والضَّرعُ حافل
نتنحَّلُ المتعشقا
تِ وأنت بغَّاءٌ حُلاحِل
أنَّى يصلنك لا وصلْ
نَ ولو بقين بلا مُواصِل
أنت الذي فاق الورى
في القُبح من حافٍ وناعلْ
فبصُرْن فيك بفارسٍ
يغشى الحروبَ ولا يقاتلْ
تبغى بها تقويم أيْ
رِكَ وهو كالسكران مائل
ولقد شهدنك راكباً
فوق الغِلاط من الغرامل
فعلامَ يمنحنَ الهوى
غيرَ الجميل ولا المجامل
وتُناك غيرَ مُساترٍ
للغانيات ولا مخاتلْ(74/18)
وأرى غِناءك في المجاوتُناك غيرَ مُساترٍللغانيات ولا مخاتلْبذيء فعلامَ يمنحنَ الهوى غيرَ الجميل ولا المجامل ولقد شهدنك راكباًفوق الغِلاط من الغرامل تبغى بها تقويم أيْرِكَ وهو كالسكران مائل فبصُرْن فيك بفارسٍ يغشى الحروبَ ولا يقاتلْ
لسِ مثلَ ذكرك في المحافلْ
وأراك فيه ناهقاً
وتظنّ أنك فيه صاهلْ
وتُراك فيه فارساً
والحق أنك فيه راجلْ
وتُراكَ فيه عالياً
والحق أنك فيه سافلْ
وأراكَ تعملُ صالحاً
تُعتدُّ فيه أضلَّ عامِلْ
أكفلْتَ نَغْليَ شيخة ٍ
ولدتهما من غيرِ طائلْ
ولدتْهُما من غيرِ شي
خِك ذي الفضائل والفواضلْ
وكذا الكريمُ ابنُ الكرا
مِ يعولُ أيتامَ القبائل
اذهبْ فإنك بعدَها
كهفُ اليتامَى والأراملْ
أقسمتُ أنك جاهلٌ
والمُمتري في ذاك جاهل
أتعولُ ويحك إخوة ً
لا من أبيك وأنت غافل
ويُريبُني كلَّ الإرا
بة ِ منك تأنيثُ الشمائل
قد كان شيخُك باسلاً
بطلاً فمالك غيرُ باسل
إني لأحسبُ أن أُمْ
مَك لبَّستْ حقّاً بباطل
واغتالت الشيخَ الشقيْ
يَ فقيَّرتْه وهْو غافل
خذها إليك تحية ً
تَلقى المعاطس بالجنادل
يامعشرَ السفهاءِ وال
متمردين ذَوي المجاهلْ
فأبتْ جوامحُ للقريض غوالبٌ
جاش الضميرُ بهن جيشَ المِرجلِ
لو أمهلتكَ مدى ثوائك في استها
لسلمْتَ لكن داؤها لم يُمهلِ
وراتك ايسر مهلكا ورزية
من دعستين بأيرِ عيرٍ أغرلِ
فاعْصب ملامَة ناظريْك برأسها
لا بالإله وبالنبي المرسلِ
ما استوجبا منك الكُفورَ بجرمها
فدع الهوادة َ في الحكومة ِ واعدلِ
سقياً لأمك من صديد جهنم
لا من صبيبِ البارقِ المتَهللِ
لمضَتْ من الدنيا وما أسِفت على
مستمتَعٍ من مَشْربٍ أو مأكلِ
إلا مُباضعة َ العبيدِ فإنها
عنها وعن خطراتها لم تذهل
الموتُ يغشاها وخاطرُ قلبِها
ذكْرُ الأيور كأنها لم تُشغل
واستخلفتكَ وما نَسلتْ مكانها
فابذلْ لناكتها عجانَك وابذلِ
ولقد حبوتَهُم بفاعلة ِ التي
ذاعتْ لها مِدحُ الجوادِ المفضلِ
أزناة َ بابِ الشام طراً أبشروا(74/19)
من بنتِ شاعركم بخيرِ مُقبلِ
خلفت عليكم أمهُ وتكفّلت
بكُم وعدّة ُ عشرها لم تُكملِ
أأبي يوسف دعوة ً من حاقرٍ
مستصغر يأبى دعاءك من علِ
خذها إليك تذود غاشية َ الكرى
عن أهلها وتُضيق رحبَ المنزلِ
وتُخيلك الماءَ النقاحَ كأنه
في فيك مازجه نقيعُ الحنظلِ
ولقد وزعتُ الشعرَ عنك تعظُّماً
وتنزهاً وكففتُ غربَ المِقولِ
لا تسخطنّ على الإله فإنما
أعمالُ طعنِ فحولها بالفَيْشل
حرَّى تُسَكّن نَعْظَ ألف حزوَّرٍ
شبقٍ وغُلَّة ُ دائِها لم تُبلل
خضراءُ لونِ الريقِ لو نفثتْ به
مَيْثاء ألقحها الحيا لم تُبْقَل
أسألت رسمَ الدارِ أم لم تسأل
دِمناً عفتْ فكأنها لم أتحلِلِ
دُرُساً براهُنَّ البِلى بريَ الضَّنا
جسمي لبينِ قطينها المتحمّلِ
فلو استطاعتْ إذ بكيْتُ دُثورَها
لبكت نُحولي بالدموع الهُمَّلِ
ولقدْ عهدْت عِراصَها مأنوسة ً
أيامَ تعهدُني كسيفِ الصيْقَل
رودُ الشبيبة ِ لا أُعاصي لذة ً
تدعو هواي ولا أدينُ لعُذَّلي
وإذا أشاءُ غدوْتُ غير مُنهنهٍ
فأروح مقْتَنِصَ الغزالِ المُطْفل
بؤسي الزمان وليسَ يبرحُ آخِرٌ
من صرفهِ يعفو محاسنَ أوَّل
وأنا المقابلُ في أكاسرِ فارسٍ
وابنُ الملوكِ الصّيدِ غير تنحُّل
رفعوا يفاعي كابراً عن كابرٍ
حتى استقلَّ إلى السّماك الأعزل
في حيث يقصرُ باعُ كُلّ مساوِرٍ
دوني ويحسرُ ناظرُ المتأمّل
فضلاً له بك يا ابن طاحنة ِ الرَّحى
رَوْمي وبيتُك بالحضيضِ الأسفل
يا بن السّفاح شهادة ً مقبولة ً
مثلَ الشهادة ِ بالكتابِ المنزلِ
إن التي ولدتْك تخبرُ أنها
حملتْك من نُطفٍ لعدة ِ أفحُل
بظراءُ لو نطحتْ بمُقدم بظرها
ثهلانَ حلحله ولم يتحلحلِ
بخراء لو نكهتْ على صُمّ الصّفا
صدعتْ بنكهتها متونَ الجندل
ذفراء لو بلَّتْ برشْح أديمها
جسدَ امريءٍ لم يَنْقَ منه بجدولِ
أنذرتكم قبل الخسو
فِ بما ترون من الزلازلْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ليس الكريم من اشترى بنوالهِ
ليس الكريم من اشترى بنوالهِ
رقم القصيدة : 61968(74/20)
-----------------------------------
ليس الكريم من اشترى بنوالهِ
حمدَ الرجالِ وإن أنال جزيلا
لا تلمْهُم فإن لومَك لا ين
فع وآرفُق باكلِك الطفشيلا
وتغضّبت من كلامِ أناسٍ
أكثروا إذ ضرطت قالا وقيلا
خفيف لُمْتَ يا وهبُ اهلَ دهركَ فيما
أنتَ أوجدتَهم إليه السبيلا
يا ليت شعريَ عن وهب وفقحتهِ
وكيف عاتبها في الحشّ حين خلا
بئسَ التحية ُ حياها الوزير ضُحًى
والحفل من سرواتِ القومِ قد حَفلا
ثم استمرّتْ فصارتْ في البلاد له
كأنها ارسلتْ من دبره مثلا
حيا أبو حسنٍ وهبٌ ابا حسنٍ
بضراطة ٍ طيرتْ عُثنونه خُصلا
لكنه من جادَ جُودَ طبيعة ٍ بسيطحيا أبو حسنٍ وهبٌ ابا حسنٍبضراطة ٍ طيرتْ عُثنونه خُصلا بذيءثم استمرّتْ فصارتْ في البلاد لهكأنها ارسلتْ من دبره مثلابذيءبئسَ التحية ُ حياها الوزير ضُحًى والحفل من سرواتِ القومِ قد حَفلا يا ليت شعريَ عن وهب وفقحتهِوكيف عاتبها
ورأى الفعالَ مِن الفعال جميلا
واتخذْ حشوة ً واعفِ جِعرا
ك من الطعن بالأيور قليلا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبوه بلبلٌ ضاوٍ ويُكْنى
أبوه بلبلٌ ضاوٍ ويُكْنى
رقم القصيدة : 61969
-----------------------------------
أبوه بلبلٌ ضاوٍ ويُكْنى
أبا صقرٍ فكنيتهُ مُحالهْ
يجودُ بعرْضهِ للشتمِ عفواً
ويبخلُ بالقُلامة ِ والخُلالهْ
وللأوغادِ أموالٌ تراها
مصوناتٍ بأعراضٍ مُذاله
ولم يكُ مَنْ نماهُ أبٌ كريمٌ
لِيبذُلَ عرضه ويصونَ ماله
تمحّل نِسبة ً أعيت أباه
وكان المرءُ يعجزُ لا المحاله
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا شاخَ قوم شيَّبوا وابن بلبلٍ
إذا شاخَ قوم شيَّبوا وابن بلبلٍ
رقم القصيدة : 61970
-----------------------------------
إذا شاخَ قوم شيَّبوا وابن بلبلٍ
تَشيبَن لما شاخَ بالتَّنحلِ
ولا جورَ إلا جورهُ في اكتنائه
أبا الصقر أنَّى ذاك وهو ابنُ بلبلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قل لابنُ بلبل لِمْ غلطْتَ
قل لابنُ بلبل لِمْ غلطْتَ(74/21)
رقم القصيدة : 61971
-----------------------------------
قل لابنُ بلبل لِمْ غلطْتَ
وأنتَ شهمٌ قُلقلُ
أنّى يكون أبا الصق
ر من أبوه بلبلُ
نسبٌ يناقِضُ كنية ً
ما مثلُ ذا بك يجمُل
أغفلت عمّا فيهما
ما عذرُ مثلك يُقبلُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شهرُ الصيَّام مباركٌ لكنّما
شهرُ الصيَّام مباركٌ لكنّما
رقم القصيدة : 61972
-----------------------------------
شهرُ الصيَّام مباركٌ لكنّما
جُعلتْ لنا بركاتُه في طولهِ
سافرْ بفكركَ منه في نأي المدى
ممدودِه ممطولهِ موصولهِ
منْ كان يألفهُ فكيف خروجُهُ
عني بجدعُ الأنف قبلَ دخولهِ
إني ليعجبني تمامُ هلالهِ
وأسرُّ بعد تمامِه بنحولهِ
شهرٌ يصدُّ المرءَ عن مشروبهِ
مما يحلُّ له ومِنْ مأكولهِ
لا أستثيبُ على قبولِ صيامِهِ
حسبي تصرُّمه ثواب قبولهِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سُؤلي أنْ توقنَ أنّي امرؤٌ
سُؤلي أنْ توقنَ أنّي امرؤٌ
رقم القصيدة : 61973
-----------------------------------
سُؤلي أنْ توقنَ أنّي امرؤٌ
قد امَّحي من صدرهِ الغِلُّ
كيلا ترى أني مستأهلٌ
يوماً عصيباً مالُه ظِلُّ
وأنتَ في حِلٍّ وإنْ نالني
منك الذي لا يسعُ الحِلُّ
لا يغضبُ العبدُ على ربهِ
ويُغضبُ الصاحبَ الخِلُّ
ولستَ بالصارفِ عنك الهوى
والرأيَ أنت الدّقُّ والجِلّ
والإلُّ والذمة ُ قد أُكّدا
فلتُرقبِ الذمة ُ والإل
قد كان برسامٌ وبحُرانه
فلا يكنْ بعدهما سِلُّ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> دعْ لباكٍ رسومَه وطلولَهْ
دعْ لباكٍ رسومَه وطلولَهْ
رقم القصيدة : 61974
-----------------------------------
دعْ لباكٍ رسومَه وطلولَهْ
ولحادٍ ركابه وحُمولهْ
ولغاوٍ سفاهَهُ وصِباهُ
وللاهٍ سماعهُ وشَمُولهْ
وإذا ما صمدْتَ للشعرِ يوماً
فتيمّمْ فصوله لا فضوله
إنما أحمدُ المحمَّدُ شخصٌ
من سماحٍ ونجدة ٍ مجبولهْ
فارسُ المجدِ لم يزلْ غيرَ نُكرٍ
يركبُ المجدَ صعبهُ وذلولَه
فلِسؤّالهِ إذا ما استماحو(74/22)
هُ عطاءً سُيوبُه المبذوله
ولأعدائهِ إذا ما أرادو
هُ بكبدٍ سيوفُه المسلوله
شغَلَ المجدُ قلبه ويدي
ه والقوافي بمدحهِ مشغوله
سهَّلَتْهُ ووعَّرتْهُ سجايا
خالطتْها وعورة ٌ وسُهوله
لم نجدها مذمومة ً قطُّ في النا
سِ ولكن محمودة ٌ معذوله
لم يزلْ غُرّة ً يتيهُ بها الده
رُ إذا ما الكرام كانوا حُجوله
أيها السيدُ الذي ليس تنفكْ
كُ أياديه عندنا موصوله
فهي معروفة ٌ لدينا وإن كا
نتْ لديه مجحودة ً مجهوله
نِعَمٌ في الوجوه يُقرُّها النا
سُ جميعاً منقوطة ً مشكوله
شهدَ الله والملائكة الأبرا
ر طُراً شهادة ً مقبوله
أنك الحاكم الذي أوتي الحك
مُ به حكمه فأُعطِيَ سُوله
وأصابتْ آراؤه مَفْصِلَ الحَقْ
قِ فكم خُطّة ٍ به مفصولهْ
لبستْ تاجَ فخرِها بك بغدا
دُ وأثوابَ زينِها المصقوله
ثبَّتَ اللَّهُ دولة ً لك أضْحَت
كلُّ بلوى بَعدلها معدوله
فالرعايا محميَّة في حماها
والمراعي مطلولة ٌ مَوْبوله
ما تزالُ الدماءُ مضمونة ً في
ها وأرزاقُ أهلِها مكفوله
عاقني أن أطيلَ أنك تستغ
رقُ عرضَ الثناء مجداً وطوله
وارتياعي في كلّ يومٍ من الإز
عاجِ عن منزلٍ أُحِبُّ نزوله
فيه عافاني الإلهُ من الشك
و وفكَّ البلاء عني كُبُوله
بعدَ جهدٍ حملتُ منه ضروباً
ليس أثقالهنّ بالمحموله
ومُصابٍ بشقة ِ الروحِ مني
ضمَّنَ الجسم سُقْمَه ونحوله
بأخي بل بوالدي بل بنفسي
ليتَ نفسي من قبله مثكوله
رابني صائني ظهيري وزيري
غالني الدهر فيه لُقّي غوله
لم أرِثه سوى شجاة ٍ أرتْني
عسكر الموت رجله وخيوله
وإليك الشكاة ُ منها ومن أش
ياءَ تبتزَّ ذا الحجى معقولَه
بعضُها أن عزمة ً منك أقْذَتْ
مُقلتي فهي بالقذى مكحوله
لا تذوقُ المنامَ إلا غِراراً
حسرتي فيه غيرُ ما معسوله
كلَّ يومٍ تزورني منك رَوعا
تُ على مَأْمنِ الحشا مدلوله
أنا باللَّهِ عائذٌ وبحِقْوي
كَ وآلاءِ كفَّك المسئولة
لاتردَّنني إلى ظلمِ الكر
خِ وأخلاقِ أهلهِ المرذوله
سيما في حريمِ شهرك ذي الحر(74/23)
مة ِ غيرِ المذالة ِ المخذولهْ
حَرَمُ اللَّهِ حَرَّمَ اللَّهُ ذو العر
شِ على الظلمِ والعداءِ دخُولَه
وحقيقٌ بِرعِيهِ من غدا في
هِ ومافيه خلة ٌ مفضوله
ولعمري لأنتَ ذاك وما أن
شَر عنك المحاسنَ المنحوله
لم تزلْ من فعالكَ البدأة ُ
الحرُّ يشْرى بعودة ٍ مأموله
فاحتَسِبْ فيه تركَ إزعاجِ مثلي
بعضَ أعمالِ بِرك المعموله
يا بنَ أنصارِ دولة ِ الحقِ بالنْي
يَة ذاتِ الصفَاءِ لا المدخوله
والذي برزوا سماحاً وبأساً
فأحاديثُ مجدهِم منقوله
لاتُطلُّ الدماءُ إن طلبوها
وعطايا أكُفّهم مطلوله
ليسَ فيهم مطالبُ الناسِ
بالشكر ولافيهم المُسمَّى قبوله
لاتكن عارضاً رجوتُ حياهُ
فغدا مُرسِلاً عليّ سيوله
بينما النفسُ في بهائِك ترجو
ملكَ دارٍ معمورة ٍ مأهوله
وتُراعى آمالها منك نجا
زَ مواعيدٍ للمنى ممطوله
إذ يتاني الرسولُ منك بأمرٍ
يشبهُ الموتَ نفسَه أو رسوله
وهْو إزعاجُها بأعنفِ عُنفٍ
عن محلٍّ قد استطابتْ حلوله
ويحَ نفسي وما لراجيك ويحٌ
أتُراها بسيفها مقتوله
حاشَ للَّه إنها لتريني
بك إشراقَ نجمِها لا أفوله
ليسَ من عادة ِ الأميرِ المُرَجَّى
أن يغولَ امرءاً رجا أن يعوله
أنا إنْ لم تذدْ يميناك عني
غيرُ شكٍّ فريسة ٌ مأكوله
فليصلْ كفي الأميرُ بحبلٍ
عاصمٍ من حباله المجدولهْ
كم وكم قدّرتُ بدفعك عنها
ردَّ أظفارِ دهرِها مغْلوله
كم وكم قدرتُ بسعيك فيما
ترتجيهِ من الأمور حصُوله
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لازلْتَ تفخمُ والثناءُ ضئيلُ
لازلْتَ تفخمُ والثناءُ ضئيلُ
رقم القصيدة : 61975
-----------------------------------
لازلْتَ تفخمُ والثناءُ ضئيلُ
ويعزُّ عِرضُك والثراءُ ذليلُ
حَمَّلتني ما لا أُطيقُ وإنما
شأنُ الكريم الحملُ لا التحميلُ
كلفتني ماتستحق وبعضُه
ثِقْلٌ على المتكلفين ثقيلُ
إن كنتَ تطلبُ في المديح مُشاكلاً
لك في الرجال فما إليه سبيلُ
أتُرى عديلك في المديح مواتياً
هيهاتِ مالكَ في الأمورِ عديلُ(74/24)
اعجزتْ وعيشِك عن حقوقك طاقتي
أأطيقُها وحدي وأنت قبيلُ
بل موسمٌ بل أمة ٌ بل عالمُ
بل عالمونَ وكل ذا فقليلُ
وكذاك معروفُ الكرام كفاية ٌ
أبداً وأكثر مَدْحِهم تعليلُ
يأتي القليلُ من الضئيلِ بحقّهِ
كيما يكونَ من الجزيل جزيلُ
ويدُ البخيل لما استفاد قرارة ٌ
ويدُ الجواد لما استفاد مَسِيلُ
هل أنتَ مستمعٌ فأنطق بالتي
يُشفى بها من ذي الغليل غليلُ
فلكم نطقتُ من الصوابِ بخطبة ٍ
فيها البيان إذا أحال محِيلُ
إن العيوبَ مع التتبّع جمة ٌ
وكثيرُهنّ إذا اغتفرت قليل
فاجعلُ تَصَفُّحكَ المديحَ تفرساً
في غيبِ ما تُسدِي غداً وتُنيلُ
فلذاكَ أجدرُ أن يعانيهِ الفتى
ولذاك أخْلق أن يقال نبيلُ
دع مادحيك يُقصرونَ ولاتكنْ
ممّنْ يقال مُقصرٌ وبخيلُ
إني أعيذك أن يقولوا كاتبٌ
ألِف الحسابَ فشأنه التحصيل
وأجلٌّ منها أن يقولوا ماجدٌ
ألِف السماحَ فشأنه التسهيل
والبسْ جمالك عند كلّ قبيحة ٍ
إن التجمّلَ بالرجالِ جميلُ
ماذا يضرُّ فتًى جليلاً قدرهُ
من أن يدقّ المدحُ وهْو جليلُ
وأحقُّ زوجٍ أن يُنتّجَ شكْله
حسناء تُذكرُ عاثرٌ ومُقيلُ
وإذا نظرتَ فإن أخلقَ منهما
لنِتاجِ مجدٍ جاحدٌ ومُنيل
أفيُغفرُ الكفرانُ وهْو كبيرة ٌ
ويؤاخذ التشبيهُ والتمثيلُ
فعلامَ أُعذلُ في امتثال مقالة ٍ
قد قالها جيلٌ سواي وجيلُ
ضرب الركامُ لكل تهمة ِ مُتهمٍ
مثلاً وشاعَ بذاك قبلي قيلُ
أفضِل وأغِضْ جفونَ عينكِ رأفة ً
بذوي العيوبِ يجبُ لك التفضيلُ
ولقد تُصيبُ بديلَ كل مُبرّزٍ
من مادحيك وليسَ منك بديلُ
كم قال جودُك للمنهنِه بدأة ً
هيهاتِ ليس لسُنّتي تبديلُ
وكذا يقولُ لمن ينهنه عوْده
هيهاتِ ليس لنعمتي تحويلُ
ولراحتيك بدأة ٌ وعُوادة ٌ
وليومِ عُرفك بكرة ٌ وأصيلُ
يامَنْ يطالبُ نفسَه بحقوقنا
مثلُ الغريم فرِفده تعجيلُ
وينامُ عنا حينَ نلوي شُكرَهْ
فِعْلَ الكريمِ فكشرهُ تأجيلُ
يامنْ إذا حرَّكتَهُ لكريمة ٍ
ألفيتَه والجُولُ منه مَهِيلُ
حتّى إذا نبهتَهُ لعظيمة ٍ(74/25)
ألفيته والرأيُ منه أصيلُ
آمالُ نفسي فيك غيرُ مَطامعٍ
لكنهنّ مزارعٌ ونخيلُ
أجملتُ من وصفي خلالك جُملة ً
وعلى التجاربِ بعدها التفصيلُ
فليختبرْك السائلون فإنّهم
إن جرَّبُوك أتاهمُ التأويلُ
ليفسِرنَّ لهم فعالكَ أنه
أبداً بصدقِ المادحيك كفيلُ
لازلتُ مرغوباً إليك مُيمّماً
مثلَ الصباحِ عليك منك دليلُ
وإذا تأمّلك المعاشِرُ أمَّلوا
ولمن تأمل ماجداً تأميلُ
ما وجَّه التأميلُ نحوك آملٌ
إلا التقى التأميلُ والتمويلُ
شهدتْ بخيرٍ غُرة ٌ وضَّاحة ٌ
من حقّها التعظيمُ والتبجيلُ
ووفت بموعِدها يدٌ نفَّاحة ٌ
من حقّها الإفضالُ والتقبيلُ
ترجو سواك لدى َ التفكّهِ بالمنى
لكن عليك يُحَصْحص التعويلُ
لازال تعويلٌ عليك مصدّقاً
وعلى عداك وحاسديك عويلُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قِني يا إلهي شحٌ نفسي فإنني
قِني يا إلهي شحٌ نفسي فإنني
رقم القصيدة : 61976
-----------------------------------
قِني يا إلهي شحٌ نفسي فإنني
أرى الجودَ لي حظاً وشيمتي البخلُ
وما ذاك أني لاأجودُ بنائل
ولكن ليّ ما لا يحصّنه قُفلُ
وقد كان حقُّ الجودِ بذلي ذخائري
إلى أن يراني اللَّهُ يُعوِزني الأكلُ
ولكنّ نفسي آثرتْ نُبلَ مالِها
وماحيثُ نبلُ المال مايوجدُ النبلُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامَنْ يعيبُ لدينا الراحَ مجتهداً
يامَنْ يعيبُ لدينا الراحَ مجتهداً
رقم القصيدة : 61977
-----------------------------------
يامَنْ يعيبُ لدينا الراحَ مجتهداً
أسأتَ قولاً وقد أحسنْتَ في العمل
تركْتَها مُؤثراً للأكرمينَ بها
وعبتَها عيبَ ذي جهلٍ وذي خطلِ
فبُؤْ بحمدٍ وذمّ وتستحقُّهما
كما خَلَطْتَ الذي أسْدَيتَ بالعذل
ماكنتَ إلا كساقٍ خاضَ مِجْدَحُه
شوباً من الصابِ في شربٍ من العسلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> خانك الصبرُ يومَ قيلَ الرحيلَ
خانك الصبرُ يومَ قيلَ الرحيلَ
رقم القصيدة : 61978
-----------------------------------(74/26)
خانك الصبرُ يومَ قيلَ الرحيلَ
إنّ خطبَ الفراقِ خطبٌ جليلُ
وتزودتَ من سليماك زاداً
فيه للطالبِ الشفاءَ غليلُ
نظرتَ حضرة َ الوداعِ بعينٍ
غسلتْها الدموعُ وهْي كحيلُ
يحدُرُ الماءُ من محاجرِ عيني
ها على خدّها مسيلٌ أسيلُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا ما أخو الخمسين أمَّل مثلها
إذا ما أخو الخمسين أمَّل مثلها
رقم القصيدة : 61979
-----------------------------------
إذا ما أخو الخمسين أمَّل مثلها
فيا ويحه إن خاب أو أدرك الأملْ
هو الموتُ أو نيلُ التي في منالها
ذهابُ الشبابِ الغضّ واللهوِ والغزلْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لازلتَ تبلغُ أقصى السُؤْلِ والأملِ
لازلتَ تبلغُ أقصى السُؤْلِ والأملِ
رقم القصيدة : 61980
-----------------------------------
لازلتَ تبلغُ أقصى السُؤْلِ والأملِ
ممتّعَ النفسِ بالسّراءِ والجَذلِ
ولاعدمْتَ نماءً لاانتهاءَ له
في الحال والمال والأحبابِ والخولِ
يامَنْ تزيّنتِ الدنيا بدولتِه
فأصبحتْ وهْي في حلي وفي حُلل
أورادٌ بحركم مثلي ومنصرفٌ
في الصادرين بلا علّ ولانهلِ
ألستُ أصلحُ سمساراً لبركُمُ
ولاوكيلاً ولاعوناً على عملِ
بلى وإنْ كان راعي الناسِ أهملني
فليسَ حقّي إهمالي مع الهَمَلِ
أني لأخوضُ للأهوالِ من أسدٍ
عادٍ وأنهضُ بالأثقال من جملِ
مازلتُ أنهضُ في الجُلَّى أُحمَّلها
بنجدة ٍ وبرأي غير ذي خلل
عندي إذا غرّر الكافون أو عجزوا
حزمُ الجبانِ تليه جرأة ُ البطلِ
ولستُ كالمرءِ يؤتَى عند عزمِته
من التهوّرِ يوماً لا ولا الفشلِ
إني بما شئت من إتقانِ ذي خللٍ
كل الوفاء ومن تقويم ذي ميلِ
وإنْ نَفَثْتَ إليّ السرَّ مؤتمناً
لم أفشِ سرَّك عن عمدٍ ولازللِ
فهبْ لراجيكِ إذناً منك تلقَ به
مُؤدباً غيرَ ذي جهل ولاخطلِ
لايسألُ الحاجة َ المعوجَّ مسلكُها
ولايحاوِل أمراً بيّنَ الحولِ
بل كلّ مايوجبُ الإنصافَ منك له
مع الوسائل والأسبابِ والوُصَل
من ارتجاعِ عقارٍ لجَّ غاصبُه(74/27)
وردّ دينٍ له في الظلمِ مُعتقَل
وشعبة ٍ من مَعاشٍ لاتُكلَّفه
مُرَّ السؤالِ ولامستثقلَ الرّحلِ
وكلّ ذاك خفيفٌ إن نشطتَ له
يامنْ يخفُّ عليه كل ذي ثقلِ
أقولُ إذ غصبتني كفُّ جارية
اللَّه أكبر من ودٍّ ومن هُبل
فاز الغواني بما أملنَ من أملٍ
فما يبالينَ ما لاقينَ من أجلٍ
متى غلبن رجالَ الجدّ في زمنٍ
كما غلبنَ رجالَ اللهو والغزلِ
وإن أعجبَ شيءٍ أنت مُبصرُه
في كل ما حُمّلتْهُ الأرضُ من ثقلِ
كفٌّ خضيبٌ من الحناء غاصبة ٌ
كفاً خضيباً من الأبطالِ والعضلِ
ياحسرتاً لي ويا لهفاً ويا عجباً
إنْ هذه الحال لم تُنكَرْ ولم تُزَلِ
في دولتي أنا مغصوبٌ وفي زمني
عودي ظمِىء ٌ بلا ريٍّ ولا بللِ
أُمسي وأصبحُ مظلوماً بلاجنفٍ
من الوزير ومحروماً بلا نَحِل
لكنْ لأمر خفيٍّ لا يحيطُ به
علمي وإن كنتُ ذا علمٍ وذا جدلِ
وإنني لأرَجِّي أن يصبّحني
سعدُ السعودِ بحظ منه مُقتبل
وما أرجيّ سماحاً منه مُطَّرفاً
لكن سماحاً تليداً فيه لم يزلِ
ومافمي بمفيق من معاتبة ٍ
حتى يشافه تلك الكفّ بالقُبلِ
فليأمرِ السيدُ الحُجّابَ حضرتَه
بصونِ وجهٍ مصونٍ غيرِ مبتذلِ
حتّى يلاقيني أجفى جُفاتِهمُ
بلا فتورٍ يُرى فيه ولا كسلِ
وليجعلِ الإذنَ رسماً لا زوالَ له
كالإذنِ للقومِ من أصحابهِ النُبُلِ
وما خرقتُ ولا ضيّقت في مهلٍ
بل قد رقَقْتُ وقد أوسعت في المهَلِ
ولو عجلتُ وجدتُ اللَّه يعذرني
في قولهخُلق الإنسان من عجل
ها أنتَ تعلمُ أن الصبر من صبرٍ
تمزجُه بالنجحِ إن النُجح من عسلِ
وما عليَّ ملامٌ إنني رجلٌ
ظمئْت خمساً ولم أشرع على وشل
لكل شرعتُ على بحرٍ له حدبٌ
تغشى غواربَه الركبانُ كالظّلَلِ
متى أنال الذي أمَّلتُ من أملٍ
إن لم أنلْ بك ما أمَّلتُ من أمل
أنَّى يكون ربيعي ممرعاً غَدِقاً
إن لم يكن هكذا والشمس في الحَمَلِ
يا آلَ وهبٍ أعينوني على رجلٍ
أعلى وأثقل في الميزان من جبلِ
حُرمتُ منه وقد عمَّت فواضلهُ
وتلْكُمُ المثلة ُ الكبرى من المُثَلِ(74/28)
ألحاظُهُ لا تراعيني ونائلُهُ
لا في التفاريق تأتيني ولا الجُملِ
مضتْ سنونُ أراعي نجمَ دولتِكم
فيها وأعتدها قسْمي من الدُّولِ
إن غابَ حظكُم استعبرتُ من أسفٍ
له وإن قفلَ استبشرتُ بالقفلِ
وإن رمَى الدهرُ من يرمي صفاتُكم
ناديتُه لا رماك اللَّه بالشللِ
حتى إذا أطلع اللَّه السعودَ لكم
خُصصتُ بالعطلة الطُّولى من العُطلِ
طال المطال على حقي ودافعَه
من ليس منه دفاع الحق بالعلل
ولم يفتْ فائتٌ تأسى النفوسُ به
كنائلِ الكفِّ ذاِت العُرفِ والنفلِ
مالٌ مولٍّ وأسبابٌ مخيَّبة ٌ
في دولة الفوزِ ما هذا بمحتملِ
حتّام يا سائس الدنيا تؤخرني
وإنني لنظيرُ الصدرِ لا الكفلِ
لكلّ قومٍ رسومٌ أنت راسمُها
ولستُ فيهم بذي رسْم ولا طللِ
لا في التّجار ولا العُمالِ تنصبُني
وإنني لقليلُ المِثل والبدلِ
أنا المشارُ إليه بالبنانِ إذا
عُدَّ المراجيحُ والمرموق بالمُقلِ
وما وفاني بمدخولٍ إذا كَلَحَتْ
دهياءُ تفترُ للأقوامِ عن عُصُلِ
يدومَ عهدي على حالٍ لمصطنعي
ولا أعرّد عنه ساعة َ الوهلِ
ولا أقولُ إذا نابتهُ نائبة ٌ
مالي بعادية الأيام من قبلِ
كم في احتيالي وتدبيري لذي فزعٍ
من ملجأ ومُغاراتٍ ومُدّخلِ
وما أقُرّضُ نفسي كي أدلسَها
ولا أريغ لديك الحظَّ بالحيلِ
لكن تنصّحتُ في نفسي لأهديَها
إليك والنفسُ علِقُ ليس بالجللِ
ومن تسوَّقَ مرتاعاً بسلعته
مستشعرَ الخوفِ مملوءاً من الوجلِ
فقد تقدمتُ في أمري على ثقة ٍ
مني يشيعها أمنٌ من الخجل
فاخبرْ وجرّبْ تجدْني حين تخبرني
أمْضى من السيف في الأعناق والقُللِ
وارم المهماتِ بي في كلِّ حادثة ٍ
ترتاعُ منها أسودُ الغابِ والأسلِ
تجدْ لديَّ كفاياتٍ مُجرّبة ً
أشفى من الباردِ المثلوجِ للُغلل
لا تطرَحني فإني غير مطرحٍ
ولا تُذلَّني فإني العِلقُ لم يُذلِ
خذني عتاداً لما في الدهرِ من نُوَبٍ
محذورة ولما في الحال من نُقلِ
هذا على أنني أرجو لكم مُهلاً
موصولة ً مدة الدنيا إلى مُهَلِ(74/29)
وحقُّكم ذاك إن اللَّه فضّلكُم
تفضيلهُ الضحوة َ الأولى على الطّفلِ
براكم الله من حزمٍ ومن كرمٍ
أزكى من الماءِ بل أذكى من الشُعل
وما افتقرتم إلى مدحٍ يزينكُم
تالله يا زينة َ الأيامِ في الحفلِ
وكيف ذاك ومنكم كلَّ مقتبسٍ
من السناءِ وعنكم كلَّ ممتثل
تغنون عن كلِّ تقريظٍ بفضلكُم
غنى الظباء عن التكحيل بالكَحَل
تلوحُ في دولة ِ الأيامِ دولتُكمِ
كأنها مِلة ُ الإسلام في الملل
فأنتمُ أولياءُ اللَّه كُلُّكُمُ
في جنة الخلد سُكناهم بلا حول
ما إن لدولتكم إبانٌ مُنقرضٌ
كلا لعمري ولا ميقاتُ مرتحلِ
أنجى الإلهُ من المريخ زهرتكم
ومشتريكم فقد أنجاهُ من زحلِ
خُذها فما عجزتْ كلا ولا قَصُرتْ
عن رتبة السبعِ في أترابها الطُولِ
واسلمْ سلامَة َ مأمولٍ فواضلهُ
إذا رأوْه لبني الآمال كالقبلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بني طاهرٍ إمّا منعتم نوالكمُ
بني طاهرٍ إمّا منعتم نوالكمُ
رقم القصيدة : 61981
-----------------------------------
بني طاهرٍ إمّا منعتم نوالكمُ
فلا تمنعوا مني شفاءَ غليلي
دعوني ألومُ النفسَ إذ أمَّلتكم
وأندبُ مدحي فيكمُ بعويلِ
ولاتبخلوا عني بعرضٍ فكلكُم
بني طاهرِ بالعرضِ غيرُ بخيلِ
صِلوني بأعراضٍ لكم قد تمزقتْ
تمزُّقَ أطمارٍ على ابن سبيلِ
يكُنَّ مناديلي إذا ما تنازعتْ
لحُومَكُم كفّي وكفّ أكيلي
ولاتستقلوها رياءً وسُمعة ً
فما مثلُها في مثلكم بقليلِ
بني طاهرٍ مهما أخالَ على امرىء ٍ
فلومُكُمُ في الناسِ غيرُ مُخيل
لعُمر قوافٍ عاجتِ العيسَ نحوكم
لقد وقفَتْ من ربعِكم بمُحيلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> م طل دمع هريق في الأطلالص بعد إقوائها من الحُلاَّلِ
م طل دمع هريق في الأطلالص بعد إقوائها من الحُلاَّلِ
رقم القصيدة : 61982
-----------------------------------
م طل دمع هريق في الأطلالص بعد إقوائها من الحُلاَّلِ
فلَّ ما طُلَّتِ الدماءُ اللواتي
سفكَتْها سواكنُ الأطلال
أيُّ حقٍّ لها فيرعاه راعٍ(74/30)
من نوالٍ لأهلِها ووصالِ
فانْصِرَافاً عن الوقوفِ عليها
إنها من مواقِفِ الضُّلالِ
لن ترى الدهَر موقفاً لرشيدٍ
يشتري النُّكس فيه بالإبلالِ
ليسَ تُجدي على المُسائلِ دارٌ
غيرَ هيجِ السقامِ بعد اندمال
وكفاه بما تسلّفَ منها
من قديمِ الخبالِ بعد الخبالِ
تهجُر الوحشُ كلَّ وادٍ عراهُ
مرة ً ذو حِبالة أو نِبالِ
وعساها لم تُمْنَ فيه برمي
نالها صبرة ً ولا باحتبال
وترى الناسَ يرأمون عِراصاً
يختبلن الصحيح أي اختبال
بعدما لقوْا بها البرحَ المبرْ
رِحَ من حابل ومن نَبَّالِ
ولعمري لكانت الإنسُ أحجى
باجتنابِ الأمورِ ذات الوبالِ
بل يظل الأسيرُ منهم إذا فُكْ
كَ طويلَ الأسى على الأكبالِ
واقفاً في معاهدِ الأسر يبكي
من هوى آسراتِه غيرَ سالِ
يُتْبع النفسَ كلَّ بيضاءَ شالتْ
من دماءِ الرجال ذاتَ انتقالِ
مع أني وإن رُزِئتُ عليهم
واحتَلبتُ الصّبا بغير اكتهالِ
غيرُ ناسٍ على تناسيَّ جهلي
عهدَ أسماء بالحِمى والمطالِ
من فتاة ٍ تحلُّ كلَّ ربيعٍ
بمغانٍ من المها ومحلالِ
حينَ يغدو بنو الظباء فيلقو
نَ خليطيْ جآذرٍ ورِئال
وكذاك الزمانُ يمحلُ بالإل
فَيْنِ محلاً يجني بعادَ زِيال
حبَّذا عهدُهَا الذي عاد شوقاً
وحنيناً إلى العهودِ الخوالي
والزمانُ الذي لبسنا به العي
شَ جديداً كأنه بُردُ حالِ
والمحلّ الذي تبدّلَ عِيناً
بعد عين من الأنيسِ الخوالي
إنْ نُبادلْ بسكنه فعلى ضنْ
نٍ بتلك الأعلاقِ عند البِدالِ
ليتَ شعري هل ذلك العهد مرجو
عٌ بعطفٍ من النَوى وانفتالِ
إذ غصونُ اللجيْنِ لا البانِ منه
فوق كثبان لؤلؤ لا رِقال
ليس غيرُ العيونِ فيهنَّ من نَوْ
رٍ وغير الثُّديّ من أحمالِ
بينها غادة ٌ تُشارك فيها
بهجة َ الشمسِ صورة ُ التمثال
من ذواتِ الحظوظ في البُدنِ إلا
طيَّ بينِ الصدور والأكفالِ
تقسِم الحَلي بين قُب خماصٍ
تحت أثنائه وجسمٍ خِدالِ
يتشاكى وشاحها وأخوه ضدّ
شكوى السّوار والخلخالِ
جاع شاكٍ وكُظَّ شاكٍ(74/31)
وما ذاك لخبث الغذاء والإرقالِ
بلكلا الشاكيين نُزّل منها
نُزُلا طيباً من الأنزال
شدّ من متنِها هوى بعضها بعضاً
وقد همّ خصرُها بانخزالِ
كاد لولاه أن يلين قضيبٌ
من كثيب على شفير انهيالِ
بل حمَى جسمَها وقد أسلمتهُ
رقة ٌ سابرية ٌ لانحلالِ
مستعارٌ رنَوّها مِنْ مَهاة ٍ
مستعارٌ عُطوُّها من غزال
بل هي المستعارُ ذلك منها
للمها والظباء غيرَ انتحالِ
ظبية ٌ إن عطتْ جنتْ ثمراتٍ
من قلوبٍ ولم تُنشْ غصنَ ضالِ
ذاتُ جيدٍ عُطوله أحسن الحل
ي عليه وليس بالمعطالِ
روضة ُ الليلِ عاطرُ النَّشر فيه
حين تعتلُّ نكهة ُ المِنفال
أيّما منظرٍ تزودْتُ منه
يومَ رُدّت جِمالُها لاحتمال
ذات يومٌ رأيتها فيه مليءٌ
للعين من بهجة ٍ وحُسْنِ دلالِ
لبست حلة َ الشبابِ وظلتْ
تتهادى في غصنهِ الميّالِ
صبغة ٌ أرجوانية ٌ في صفاءٍ
وقوامٌ مهفهفٌ في اعتدالِ
وزهاها سوادُ فرعٍ بهيمٌ
فهْي سكرى لذاك سُكْر اختيالِ
لتزِدْ في اختيالها ولعمري
إنها في مزِية المختالِ
أقبلَتْ في القبولِ تمشي الهوينا
وهي حُسناً كالحظ في الإقبالِ
قد تجلّت على محاسنَ ليستْ
عند فقد الحُلي والإعطالِ
ظاهرتْ شِكَّة ً عليها بأخرى
لامرىء ٍ غير مُؤْذنٍ بقتالِ
ويحَ أعدائها أذلك منها
فرطُ حشدٍ لحاسرٍ مِعزالِ
لاتُظاهرُ سلاحَها لمُحبّ
فكفاهُ بسهمِها القتَّالِ
أيها العائبي بخفّة ِ لحمي
بجلى منه كُسوة ُ الأوصالِ
وهنيئاً لك الفضولُ من اللح
مِ ففاخِر بها ذواتِ الحجالِ نه طُلَّ دمعٌ هُريق في الأطلالِ
بعد إقوائها من الحُلاَّلِ
فلَّ ما طُلَّتِ الدماءُ اللواتي
سفكَتْها سواكنُ الأطلال
أيُّ حقٍّ لها فيرعاه راعٍ
من نوالٍ لأهلِها ووصالِ
فانْصِرَافاً عن الوقوفِ عليها
إنها من مواقِفِ الضُّلالِ
لن ترى الدهَر موقفاً لرشيدٍ
يشتري النُّكس فيه بالإبلالِ
ليسَ تُجدي على المُسائلِ دارٌ
غيرَ هيجِ السقامِ بعد اندمال
وكفاه بما تسلّفَ منها
من قديمِ الخبالِ بعد الخبالِ(74/32)
تهجُر الوحشُ كلَّ وادٍ عراهُ
مرة ً ذو حِبالة أو نِبالِ
وعساها لم تُمْنَ فيه برمي
نالها صبرة ً ولا باحتبال
وترى الناسَ يرأمون عِراصاً
يختبلن الصحيح أي اختبال
بعدما لقوْا بها البرحَ المبرْ
رِحَ من حابل ومن نَبَّالِ
ولعمري لكانت الإنسُ أحجى
باجتنابِ الأمورِ ذات الوبالِ
بل يظل الأسيرُ منهم إذا فُكْ
كَ طويلَ الأسى على الأكبالِ
واقفاً في معاهدِ الأسر يبكي
من هوى آسراتِه غيرَ سالِ
يُتْبع النفسَ كلَّ بيضاءَ شالتْ
من دماءِ الرجال ذاتَ انتقالِ
مع أني وإن رُزِئتُ عليهم
واحتَلبتُ الصّبا بغير اكتهالِ
غيرُ ناسٍ على تناسيَّ جهلي
عهدَ أسماء بالحِمى والمطالِ
من فتاة ٍ تحلُّ كلَّ ربيعٍ
بمغانٍ من المها ومحلالِ
حينَ يغدو بنو الظباء فيلقو
نَ خليطيْ جآذرٍ ورِئال
وكذاك الزمانُ يمحلُ بالإل
فَيْنِ محلاً يجني بعادَ زِيال
حبَّذا عهدُهَا الذي عاد شوقاً
وحنيناً إلى العهودِ الخوالي
والزمانُ الذي لبسنا به العي
شَ جديداً كأنه بُردُ حالِ
والمحلّ الذي تبدّلَ عِيناً
بعد عين من الأنيسِ الخوالي
إنْ نُبادلْ بسكنه فعلى ضنْ
نٍ بتلك الأعلاقِ عند البِدالِ
ليتَ شعري هل ذلك العهد مرجو
عٌ بعطفٍ من النَوى وانفتالِ
إذ غصونُ اللجيْنِ لا البانِ منه
فوق كثبان لؤلؤ لا رِقال
ليس غيرُ العيونِ فيهنَّ من نَوْ
رٍ وغير الثُّديّ من أحمالِ
بينها غادة ٌ تُشارك فيها
بهجة َ الشمسِ صورة ُ التمثال
من ذواتِ الحظوظ في البُدنِ إلا
طيَّ بينِ الصدور والأكفالِ
تقسِم الحَلي بين قُب خماصٍ
تحت أثنائه وجسمٍ خِدالِ
يتشاكى وشاحها وأخوه ضدّ
شكوى السّوار والخلخالِ
جاع شاكٍ وكُظَّ شاكٍ
وما ذاك لخبث الغذاء والإرقالِ
بلكلا الشاكيين نُزّل منها
نُزُلا طيباً من الأنزال
شدّ من متنِها هوى بعضها بعضاً
وقد همّ خصرُها بانخزالِ
كاد لولاه أن يلين قضيبٌ
من كثيب على شفير انهيالِ
بل حمَى جسمَها وقد أسلمتهُ
رقة ٌ سابرية ٌ لانحلالِ
مستعارٌ رنَوّها مِنْ مَهاة ٍ(74/33)
مستعارٌ عُطوُّها من غزال
بل هي المستعارُ ذلك منها
للمها والظباء غيرَ انتحالِ
ظبية ٌ إن عطتْ جنتْ ثمراتٍ
من قلوبٍ ولم تُنشْ غصنَ ضالِ
ذاتُ جيدٍ عُطوله أحسن الحل
ي عليه وليس بالمعطالِ
روضة ُ الليلِ عاطرُ النَّشر فيه
حين تعتلُّ نكهة ُ المِنفال
أيّما منظرٍ تزودْتُ منه
يومَ رُدّت جِمالُها لاحتمال
ذات يومٌ رأيتها فيه مليءٌ
للعين من بهجة ٍ وحُسْنِ دلالِ
لبست حلة َ الشبابِ وظلتْ
تتهادى في غصنهِ الميّالِ
صبغة ٌ أرجوانية ٌ في صفاءٍ
وقوامٌ مهفهفٌ في اعتدالِ
وزهاها سوادُ فرعٍ بهيمٌ
فهْي سكرى لذاك سُكْر اختيالِ
لتزِدْ في اختيالها ولعمري
إنها في مزِية المختالِ
أقبلَتْ في القبولِ تمشي الهوينا
وهي حُسناً كالحظ في الإقبالِ
قد تجلّت على محاسنَ ليستْ
عند فقد الحُلي والإعطالِ
ظاهرتْ شِكَّة ً عليها بأخرى
لامرىء ٍ غير مُؤْذنٍ بقتالِ
ويحَ أعدائها أذلك منها
فرطُ حشدٍ لحاسرٍ مِعزالِ
لاتُظاهرُ سلاحَها لمُحبّ
فكفاهُ بسهمِها القتَّالِ
أيها العائبي بخفّة ِ لحمي
بجلى منه كُسوة ُ الأوصالِ
وهنيئاً لك الفضولُ من اللح
مِ ففاخِر بها ذواتِ الحجالِ
قلَّ ما توجدُ الفضائل إلا
في خِفاف الرجال دونَ الثقالِ
يُنظم الدرُّ في السلوك وتأبى
عزة ُ الدرّ نظمهُ في الحبالِ
كم غليظٍ من الرجال ثقيلٍ
ناقصُ الوزن شائل المثالِ
من أُناسٍ أوتوا حلومَ العصافي
ر فلم تُغنهم جسومُ البغالِ
وقضيفٍ من الرجال خفيفٍ
راجِحُ الوزن عند وزن الرجال
مكن أناسٍ ذوي جسوم شِخاتٍ
قد أُمّرتْ على نفوسٍ نبالِ
حظُّهم وافرٌ من الروحِ روحِ ال
لهِ لاوافرٌ من الصلصال
لم يخالطُهم من الحمأ المس
نونِ إلا طيفٌ كطيف الخيالِ
من كهولٍ جحاجحٍ تُعرف الحن
كة ُ فيهم وفتية ِ أزوالِ
خُلقوا للخطوبِ يمضون فيها
فهمُ مرهفونَ مثلَ النصالِ
يتلظَّوْن حدة ً وذكاءً
كتلظّي ثوائر الأصلالِ
يستشفونَ رقّة ً وصفاءً
عن رقيقٍ من الطّباع زُلالِ
مثل ما تستشف آنية ُ البلْ(74/34)
لورِ عن ماء مُزنة ٍ سلسال
بين تلك الثيابِ أرواحُ نورٍ
علقت منهمُ بأشبال آلِ
جُثثٌ لُطّفتْ على قدرِ الأر
واح إن الآلات كالعمالِ
لم تكن آلة ٌ ليخلقها الخا
لقُ إلا شبيهة َ المؤتالِ
هم مفاتيحُ كلِّ قفلٍ عسيرٍ
وأطباءٌ كلّ داءٍ عُضالِ
هم مصابيحُ كلّ ليلٍ بهيمٍ
وأدلاءُ كلّ أمر ضلالِ
فَلْيَعِبْ عائبٌ سواهم وإلا
فليلاطِم أسنّة ً في عوالِ
ما يعيبُ العماة ُ لولا عماهم
من مصابيحَ أُذكيتْ في ذُبالِ
لو رأى اللَّه أن في البُدنِ فضلاً
ما زَوى الفضلَ عن عليّ المعالي
ما زوى اللَّه عن علي بن يحيى
وزواه عني فلست أبالي
من فتًى أسْمنَ المكارمَ حتى
هزَّلتْه وحبذا من هُزالِ
لم يُثقَّل ولم يشذَّبْ وإن كا
نتْ له هيبة ُ الطوال البِجال
طالهُ بالعظام قومٌ فأضحى
بمساعيهِ وهْوَ فوق الطّوالِ
فليطلهم بالصالحاتِ البواقي
وليطولوهُ بالعظامِ البوالي
ماجدٌ سائرُ النَدى في فَيافٍ
مقفراتٍ منأهله أفلالِ
سالكاً فجَّهُ بغيرِ صحابٍ
وهو ما شئتَ من مَهيبٍ مُهال
يا لقومٍ لأُنسه وهداهُ
بين تلك المهامِه الأغفالِ
أآنَسَتْهُ من مجدهِ مؤنساتٌ
أوحشتهُ بقلة ِ الأشكال
وهداهُ من وجههِ ضوءُ بدرٍ
نورُه الدهرَ غيرَ ذي اضمحلالِ
من رجالٍ توقَّلوا في المعالي
بالمساعي توقُّلَ الأوعالِ
بل ترقَّى إلى العلا طالبوها
وتدلَّى إلى العلا من معالِ
منحتْه فضولهُ كلَّ فضلٍ
حلَّ بين النبيلِ والتنبالِ
بل أبى بذله الفضولَ تعدّ
من ظلومٍ كرائمَ الأموالِ
يفضل المفضلون إلا ابن يحيى
فهو عالٍ عن خُطة ِ الإفضالِ
غيرُ راضٍ لسائليه بقصدٍ
عند إثرائهِ ولا إقلالِ
فإذا ماله تعذّر وصّى
جاهَه بعدَه على السُّؤَّالِ
فتراه لهم رِشاءً وطوراً
جُمة ً يستقونها بالعقال
كلُّ منْ يبنِ لا يبنِ من النا
سِ عيالٌ عليه أو كالعيالِ
ما يقاسي العفاة ُ من عضّ دهرٍ
ما يقاسى فيهمُ من العذَّالِ
بل هو المرءُ يحجمُ العذلُ عنه
لا لخوفِ الخنا بل الإجلالِ
يتبارى إليه وفدانٌ شتَّى(74/35)
وفد شكرٍ يحثُّ وفدَ سؤالِ
بل عطاياه لاتزال تُباري
وافداتٍ إلى ذوي الآمال
موغلاتٌ في كل فجّ من الأر
ضِ تفوتُ الرياحَ في الأيقال
بالغاتٍ إلى المقصّر عنها
نائلاتٍ بعيدَ كلّ منالِ
يرقدُ الطالبون وهي إليهم
أرِقاتُ الوجيفِ والإرقالِ
رحلتْ نحو مَنْ تثاقل عنها
وكفتْه مؤونة َ الترحالِ
لاتزُل عنه نعمة ٌ لو أُزيلتْ
لم تجد عنه وِجهة ً للزوالِ
فلئنْ كان للرعية غيثاً
أصبحت في حياه كالأهمالِ
إنه للجموح يجمحُ في الغَيْ
ي لنِكْل من أعظم الأنكالِ
في يدِ الله والخليفة ِ منه
سيفُ كيدٍ على ذوي الإخلالِ
هو أجلى عن الخليفة ِ لمَّا
سلَّت السيفَ فتنة ُ الجُهَّالِ
ردَّ بالأمس عرقها في ثراهام طُلَّ دمعٌ هُريق في الأطلالِ
بعد إقوائها من الحُلاَّلِ
فلَّ ما طُلَّتِ الدماءُ اللواتي
سفكَتْها سواكنُ الأطلال
أيُّ حقٍّ لها فيرعاه راعٍ
من نوالٍ لأهلِها ووصالِ
فانْصِرَافاً عن الوقوفِ عليها
إنها من مواقِفِ الضُّلالِ
لن ترى الدهَر موقفاً لرشيدٍ
يشتري النُّكس فيه بالإبلالِ
ليسَ تُجدي على المُسائلِ دارٌ
غيرَ هيجِ السقامِ بعد اندمال
وكفاه بما تسلّفَ منها
من قديمِ الخبالِ بعد الخبالِ
تهجُر الوحشُ كلَّ وادٍ عراهُ
مرة ً ذو حِبالة أو نِبالِ
وعساها لم تُمْنَ فيه برمي
نالها صبرة ً ولا باحتبال
وترى الناسَ يرأمون عِراصاً
يختبلن الصحيح أي اختبال
بعدما لقوْا بها البرحَ المبرْ
رِحَ من حابل ومن نَبَّالِ
ولعمري لكانت الإنسُ أحجى
باجتنابِ الأمورِ ذات الوبالِ
بل يظل الأسيرُ منهم إذا فُكْ
كَ طويلَ الأسى على الأكبالِ
واقفاً في معاهدِ الأسر يبكي
من هوى آسراتِه غيرَ سالِ
يُتْبع النفسَ كلَّ بيضاءَ شالتْ
من دماءِ الرجال ذاتَ انتقالِ
مع أني وإن رُزِئتُ عليهم
واحتَلبتُ الصّبا بغير اكتهالِ
غيرُ ناسٍ على تناسيَّ جهلي
عهدَ أسماء بالحِمى والمطالِ
من فتاة ٍ تحلُّ كلَّ ربيعٍ
بمغانٍ من المها ومحلالِ
حينَ يغدو بنو الظباء فيلقو(74/36)
نَ خليطيْ جآذرٍ ورِئال
وكذاك الزمانُ يمحلُ بالإل
فَيْنِ محلاً يجني بعادَ زِيال
حبَّذا عهدُهَا الذي عاد شوقاً
وحنيناً إلى العهودِ الخوالي
والزمانُ الذي لبسنا به العي
شَ جديداً كأنه بُردُ حالِ
والمحلّ الذي تبدّلَ عِيناً
بعد عين من الأنيسِ الخوالي
إنْ نُبادلْ بسكنه فعلى ضنْ
نٍ بتلك الأعلاقِ عند البِدالِ
ليتَ شعري هل ذلك العهد مرجو
عٌ بعطفٍ من النَوى وانفتالِ
إذ غصونُ اللجيْنِ لا البانِ منه
فوق كثبان لؤلؤ لا رِقال
ليس غيرُ العيونِ فيهنَّ من نَوْ
رٍ وغير الثُّديّ من أحمالِ
بينها غادة ٌ تُشارك فيها
بهجة َ الشمسِ صورة ُ التمثال
من ذواتِ الحظوظ في البُدنِ إلا
طيَّ بينِ الصدور والأكفالِ
تقسِم الحَلي بين قُب خماصٍ
تحت أثنائه وجسمٍ خِدالِ
يتشاكى وشاحها وأخوه ضدّ
شكوى السّوار والخلخالِ
جاع شاكٍ وكُظَّ شاكٍ
وما ذاك لخبث الغذاء والإرقالِ
بلكلا الشاكيين نُزّل منها
نُزُلا طيباً من الأنزال
شدّ من متنِها هوى بعضها بعضاً
وقد همّ خصرُها بانخزالِ
كاد لولاه أن يلين قضيبٌ
من كثيب على شفير انهيالِ
بل حمَى جسمَها وقد أسلمتهُ
رقة ٌ سابرية ٌ لانحلالِ
مستعارٌ رنَوّها مِنْ مَهاة ٍ
مستعارٌ عُطوُّها من غزال
بل هي المستعارُ ذلك منها
للمها والظباء غيرَ انتحالِ
ظبية ٌ إن عطتْ جنتْ ثمراتٍ
من قلوبٍ ولم تُنشْ غصنَ ضالِ
ذاتُ جيدٍ عُطوله أحسن الحل
ي عليه وليس بالمعطالِ
روضة ُ الليلِ عاطرُ النَّشر فيه
حين تعتلُّ نكهة ُ المِنفال
أيّما منظرٍ تزودْتُ منه
يومَ رُدّت جِمالُها لاحتمال
ذات يومٌ رأيتها فيه مليءٌ
للعين من بهجة ٍ وحُسْنِ دلالِ
لبست حلة َ الشبابِ وظلتْ
تتهادى في غصنهِ الميّالِ
صبغة ٌ أرجوانية ٌ في صفاءٍ
وقوامٌ مهفهفٌ في اعتدالِ
وزهاها سوادُ فرعٍ بهيمٌ
فهْي سكرى لذاك سُكْر اختيالِ
لتزِدْ في اختيالها ولعمري
إنها في مزِية المختالِ
أقبلَتْ في القبولِ تمشي الهوينا
وهي حُسناً كالحظ في الإقبالِ(74/37)
قد تجلّت على محاسنَ ليستْ
عند فقد الحُلي والإعطالِ
ظاهرتْ شِكَّة ً عليها بأخرى
لامرىء ٍ غير مُؤْذنٍ بقتالِ
ويحَ أعدائها أذلك منها
فرطُ حشدٍ لحاسرٍ مِعزالِ
لاتُظاهرُ سلاحَها لمُحبّ
فكفاهُ بسهمِها القتَّالِ
أيها العائبي بخفّة ِ لحمي
بجلى منه كُسوة ُ الأوصالِ
وهنيئاً لك الفضولُ من اللح
مِ ففاخِر بها ذواتِ الحجالِ
قلَّ ما توجدُ الفضائل إلا
في خِفاف الرجال دونَ الثقالِ
يُنظم الدرُّ في السلوك وتأبى
عزة ُ الدرّ نظمهُ في الحبالِ
كم غليظٍ من الرجال ثقيلٍ
ناقصُ الوزن شائل المثالِ
من أُناسٍ أوتوا حلومَ العصافي
ر فلم تُغنهم جسومُ البغالِ
وقضيفٍ من الرجال خفيفٍ
راجِحُ الوزن عند وزن الرجال
مكن أناسٍ ذوي جسوم شِخاتٍ
قد أُمّرتْ على نفوسٍ نبالِ
حظُّهم وافرٌ من الروحِ روحِ ال
لهِ لاوافرٌ من الصلصال
لم يخالطُهم من الحمأ المس
نونِ إلا طيفٌ كطيف الخيالِ
من كهولٍ جحاجحٍ تُعرف الحن
كة ُ فيهم وفتية ِ أزوالِ
خُلقوا للخطوبِ يمضون فيها
فهمُ مرهفونَ مثلَ النصالِ
يتلظَّوْن حدة ً وذكاءً
كتلظّي ثوائر الأصلالِ
يستشفونَ رقّة ً وصفاءً
عن رقيقٍ من الطّباع زُلالِ
مثل ما تستشف آنية ُ البلْ
لورِ عن ماء مُزنة ٍ سلسال
بين تلك الثيابِ أرواحُ نورٍ
علقت منهمُ بأشبال آلِ
جُثثٌ لُطّفتْ على قدرِ الأر
واح إن الآلات كالعمالِ
لم تكن آلة ٌ ليخلقها الخا
لقُ إلا شبيهة َ المؤتالِ
هم مفاتيحُ كلِّ قفلٍ عسيرٍ
وأطباءٌ كلّ داءٍ عُضالِ
هم مصابيحُ كلّ ليلٍ بهيمٍ
وأدلاءُ كلّ أمر ضلالِ
فَلْيَعِبْ عائبٌ سواهم وإلا
فليلاطِم أسنّة ً في عوالِ
ما يعيبُ العماة ُ لولا عماهم
من مصابيحَ أُذكيتْ في ذُبالِ
لو رأى اللَّه أن في البُدنِ فضلاً
ما زَوى الفضلَ عن عليّ المعالي
ما زوى اللَّه عن علي بن يحيى
وزواه عني فلست أبالي
من فتًى أسْمنَ المكارمَ حتى
هزَّلتْه وحبذا من هُزالِ
لم يُثقَّل ولم يشذَّبْ وإن كا
نتْ له هيبة ُ الطوال البِجال(74/38)
طالهُ بالعظام قومٌ فأضحى
بمساعيهِ وهْوَ فوق الطّوالِ
فليطلهم بالصالحاتِ البواقي
وليطولوهُ بالعظامِ البوالي
ماجدٌ سائرُ النَدى في فَيافٍ
مقفراتٍ منأهله أفلالِ
سالكاً فجَّهُ بغيرِ صحابٍ
وهو ما شئتَ من مَهيبٍ مُهال
يا لقومٍ لأُنسه وهداهُ
بين تلك المهامِه الأغفالِ
أآنَسَتْهُ من مجدهِ مؤنساتٌ
أوحشتهُ بقلة ِ الأشكال
وهداهُ من وجههِ ضوءُ بدرٍ
نورُه الدهرَ غيرَ ذي اضمحلالِ
من رجالٍ توقَّلوا في المعالي
بالمساعي توقُّلَ الأوعالِ
بل ترقَّى إلى العلا طالبوها
وتدلَّى إلى العلا من معالِ
منحتْه فضولهُ كلَّ فضلٍ
حلَّ بين النبيلِ والتنبالِ
بل أبى بذله الفضولَ تعدّ
من ظلومٍ كرائمَ الأموالِ
يفضل المفضلون إلا ابن يحيى
فهو عالٍ عن خُطة ِ الإفضالِ
غيرُ راضٍ لسائليه بقصدٍ
عند إثرائهِ ولا إقلالِ
فإذا ماله تعذّر وصّى
جاهَه بعدَه على السُّؤَّالِ
فتراه لهم رِشاءً وطوراً
جُمة ً يستقونها بالعقال
كلُّ منْ يبنِ لا يبنِ من النا
سِ عيالٌ عليه أو كالعيالِ
ما يقاسي العفاة ُ من عضّ دهرٍ
ما يقاسى فيهمُ من العذَّالِ
بل هو المرءُ يحجمُ العذلُ عنه
لا لخوفِ الخنا بل الإجلالِ
يتبارى إليه وفدانٌ شتَّى
وفد شكرٍ يحثُّ وفدَ سؤالِ
بل عطاياه لاتزال تُباري
وافداتٍ إلى ذوي الآمال
موغلاتٌ في كل فجّ من الأر
ضِ تفوتُ الرياحَ في الأيقال
بالغاتٍ إلى المقصّر عنها
نائلاتٍ بعيدَ كلّ منالِ
يرقدُ الطالبون وهي إليهم
أرِقاتُ الوجيفِ والإرقالِ
رحلتْ نحو مَنْ تثاقل عنها
وكفتْه مؤونة َ الترحالِ
لاتزُل عنه نعمة ٌ لو أُزيلتْ
لم تجد عنه وِجهة ً للزوالِ
فلئنْ كان للرعية غيثاً
أصبحت في حياه كالأهمالِ
إنه للجموح يجمحُ في الغَيْ
ي لنِكْل من أعظم الأنكالِ
في يدِ الله والخليفة ِ منه
سيفُ كيدٍ على ذوي الإخلالِ
هو أجلى عن الخليفة ِ لمَّا
سلَّت السيفَ فتنة ُ الجُهَّالِ
ردَّ بالأمس عرقها في ثراهاه
نابتاً بعدُ أيّما استئصالِ
أسندتْ ركنَها إليه فأرسى(74/39)
ولقد كان زالَ كُلَّ مزالِ
آلهاً أوّلها وحُقّ لأمرٍ
آلهُ أن يؤولَ خيرَ مآلِ
لم يكنْ للصّفاحِ لولا عليٌّ
شوكة ٌ في العدى ولا للإلالِ
كيدُه كاد حدَّ كلّ سنانٍ
وشبا كلّ مُرهفٍ فصّال
كان مثلَ الرحا هناك وكانتْ
عُددُ الحربِ كلها كالثفالِ
أيها السائلي بجمعِ ابن ليث
لجَّ ذاك النعامُ في الإجفالِ
قفلوا خاسرينَ بل أقفلَ القوْ
مُ وهم كارهون للإقفالِ
بل عَدَتْ جُلَّهم عوادي المنايا
عن نوى المقفلين والقُفّالِ
فجلتهم مثقّفاتٌ ظِماءٌ
تتقيها النُّحورُ بالإرغالِ
ظلّ مُرّانهنَّ أشطانَ مَوْت
لدِلاهن في الصُّدورِ تَدالِ
وفلتْهُم مُهنَّداتٌ حِدادٌ
تُحْسن الفَلْي عن سواءِ المفالي
فثوى هامُهم بمثوى هوانٍ
ليس فيه سوى الرياحِ فوالي
قد أُذيلت لهم لحًى كالجوا
ليق تليها عنافِق كالمخالي
ونجا فلُّهم على فلّ خَيْلٍ
كُنّ أقبلن كالقطا الأرسال
بعدما قدّروا لهن مُروجاً
من سيوحٍ مَريعة ودوالي
بين بغداد والحديثة يخصمْ
نَ بها الريفَ آمنات الرعالِ
أمَّل القومُ ثوبة َ البُدنِ فيهنْ
نَ فأعجلن ثوبة َ الأبوالِ
صادفوا دونَ ذاك شوكَ القنا ال
لدن وودُّوا لو كان شوكَ السيالِ
أسرعتْ فيهم مكائدُ كانت
قبلُ دبت لهم دبيبَ النّمالِ
بثّ منها الحكيمُ فيهم سهاماًم طُلَّ دمعٌ هُريق في الأطلالِ
بعد إقوائها من الحُلاَّلِ
فلَّ ما طُلَّتِ الدماءُ اللواتي
سفكَتْها سواكنُ الأطلال
أيُّ حقٍّ لها فيرعاه راعٍ
من نوالٍ لأهلِها ووصالِ
فانْصِرَافاً عن الوقوفِ عليها
إنها من مواقِفِ الضُّلالِ
لن ترى الدهَر موقفاً لرشيدٍ
يشتري النُّكس فيه بالإبلالِ
ليسَ تُجدي على المُسائلِ دارٌ
غيرَ هيجِ السقامِ بعد اندمال
وكفاه بما تسلّفَ منها
من قديمِ الخبالِ بعد الخبالِ
تهجُر الوحشُ كلَّ وادٍ عراهُ
مرة ً ذو حِبالة أو نِبالِ
وعساها لم تُمْنَ فيه برمي
نالها صبرة ً ولا باحتبال
وترى الناسَ يرأمون عِراصاً
يختبلن الصحيح أي اختبال
بعدما لقوْا بها البرحَ المبرْ(74/40)
رِحَ من حابل ومن نَبَّالِ
ولعمري لكانت الإنسُ أحجى
باجتنابِ الأمورِ ذات الوبالِ
بل يظل الأسيرُ منهم إذا فُكْ
كَ طويلَ الأسى على الأكبالِ
واقفاً في معاهدِ الأسر يبكي
من هوى آسراتِه غيرَ سالِ
يُتْبع النفسَ كلَّ بيضاءَ شالتْ
من دماءِ الرجال ذاتَ انتقالِ
مع أني وإن رُزِئتُ عليهم
واحتَلبتُ الصّبا بغير اكتهالِ
غيرُ ناسٍ على تناسيَّ جهلي
عهدَ أسماء بالحِمى والمطالِ
من فتاة ٍ تحلُّ كلَّ ربيعٍ
بمغانٍ من المها ومحلالِ
حينَ يغدو بنو الظباء فيلقو
نَ خليطيْ جآذرٍ ورِئال
وكذاك الزمانُ يمحلُ بالإل
فَيْنِ محلاً يجني بعادَ زِيال
حبَّذا عهدُهَا الذي عاد شوقاً
وحنيناً إلى العهودِ الخوالي
والزمانُ الذي لبسنا به العي
شَ جديداً كأنه بُردُ حالِ
والمحلّ الذي تبدّلَ عِيناً
بعد عين من الأنيسِ الخوالي
إنْ نُبادلْ بسكنه فعلى ضنْ
نٍ بتلك الأعلاقِ عند البِدالِ
ليتَ شعري هل ذلك العهد مرجو
عٌ بعطفٍ من النَوى وانفتالِ
إذ غصونُ اللجيْنِ لا البانِ منه
فوق كثبان لؤلؤ لا رِقال
ليس غيرُ العيونِ فيهنَّ من نَوْ
رٍ وغير الثُّديّ من أحمالِ
بينها غادة ٌ تُشارك فيها
بهجة َ الشمسِ صورة ُ التمثال
من ذواتِ الحظوظ في البُدنِ إلا
طيَّ بينِ الصدور والأكفالِ
تقسِم الحَلي بين قُب خماصٍ
تحت أثنائه وجسمٍ خِدالِ
يتشاكى وشاحها وأخوه ضدّ
شكوى السّوار والخلخالِ
جاع شاكٍ وكُظَّ شاكٍ
وما ذاك لخبث الغذاء والإرقالِ
بلكلا الشاكيين نُزّل منها
نُزُلا طيباً من الأنزال
شدّ من متنِها هوى بعضها بعضاً
وقد همّ خصرُها بانخزالِ
كاد لولاه أن يلين قضيبٌ
من كثيب على شفير انهيالِ
بل حمَى جسمَها وقد أسلمتهُ
رقة ٌ سابرية ٌ لانحلالِ
مستعارٌ رنَوّها مِنْ مَهاة ٍ
مستعارٌ عُطوُّها من غزال
بل هي المستعارُ ذلك منها
للمها والظباء غيرَ انتحالِ
ظبية ٌ إن عطتْ جنتْ ثمراتٍ
من قلوبٍ ولم تُنشْ غصنَ ضالِ
ذاتُ جيدٍ عُطوله أحسن الحل
ي عليه وليس بالمعطالِ(74/41)
روضة ُ الليلِ عاطرُ النَّشر فيه
حين تعتلُّ نكهة ُ المِنفال
أيّما منظرٍ تزودْتُ منه
يومَ رُدّت جِمالُها لاحتمال
ذات يومٌ رأيتها فيه مليءٌ
للعين من بهجة ٍ وحُسْنِ دلالِ
لبست حلة َ الشبابِ وظلتْ
تتهادى في غصنهِ الميّالِ
صبغة ٌ أرجوانية ٌ في صفاءٍ
وقوامٌ مهفهفٌ في اعتدالِ
وزهاها سوادُ فرعٍ بهيمٌ
فهْي سكرى لذاك سُكْر اختيالِ
لتزِدْ في اختيالها ولعمري
إنها في مزِية المختالِ
أقبلَتْ في القبولِ تمشي الهوينا
وهي حُسناً كالحظ في الإقبالِ
قد تجلّت على محاسنَ ليستْ
عند فقد الحُلي والإعطالِ
ظاهرتْ شِكَّة ً عليها بأخرى
لامرىء ٍ غير مُؤْذنٍ بقتالِ
ويحَ أعدائها أذلك منها
فرطُ حشدٍ لحاسرٍ مِعزالِ
لاتُظاهرُ سلاحَها لمُحبّ
فكفاهُ بسهمِها القتَّالِ
أيها العائبي بخفّة ِ لحمي
بجلى منه كُسوة ُ الأوصالِ
وهنيئاً لك الفضولُ من اللح
مِ ففاخِر بها ذواتِ الحجالِ
قلَّ ما توجدُ الفضائل إلا
في خِفاف الرجال دونَ الثقالِ
يُنظم الدرُّ في السلوك وتأبى
عزة ُ الدرّ نظمهُ في الحبالِ
كم غليظٍ من الرجال ثقيلٍ
ناقصُ الوزن شائل المثالِ
من أُناسٍ أوتوا حلومَ العصافي
ر فلم تُغنهم جسومُ البغالِ
وقضيفٍ من الرجال خفيفٍ
راجِحُ الوزن عند وزن الرجال
مكن أناسٍ ذوي جسوم شِخاتٍ
قد أُمّرتْ على نفوسٍ نبالِ
حظُّهم وافرٌ من الروحِ روحِ ال
لهِ لاوافرٌ من الصلصال
لم يخالطُهم من الحمأ المس
نونِ إلا طيفٌ كطيف الخيالِ
من كهولٍ جحاجحٍ تُعرف الحن
كة ُ فيهم وفتية ِ أزوالِ
خُلقوا للخطوبِ يمضون فيها
فهمُ مرهفونَ مثلَ النصالِ
يتلظَّوْن حدة ً وذكاءً
كتلظّي ثوائر الأصلالِ
يستشفونَ رقّة ً وصفاءً
عن رقيقٍ من الطّباع زُلالِ
مثل ما تستشف آنية ُ البلْ
لورِ عن ماء مُزنة ٍ سلسال
بين تلك الثيابِ أرواحُ نورٍ
علقت منهمُ بأشبال آلِ
جُثثٌ لُطّفتْ على قدرِ الأر
واح إن الآلات كالعمالِ
لم تكن آلة ٌ ليخلقها الخا
لقُ إلا شبيهة َ المؤتالِ(74/42)
هم مفاتيحُ كلِّ قفلٍ عسيرٍ
وأطباءٌ كلّ داءٍ عُضالِ
هم مصابيحُ كلّ ليلٍ بهيمٍ
وأدلاءُ كلّ أمر ضلالِ
فَلْيَعِبْ عائبٌ سواهم وإلا
فليلاطِم أسنّة ً في عوالِ
ما يعيبُ العماة ُ لولا عماهم
من مصابيحَ أُذكيتْ في ذُبالِ
لو رأى اللَّه أن في البُدنِ فضلاً
ما زَوى الفضلَ عن عليّ المعالي
ما زوى اللَّه عن علي بن يحيى
وزواه عني فلست أبالي
من فتًى أسْمنَ المكارمَ حتى
هزَّلتْه وحبذا من هُزالِ
لم يُثقَّل ولم يشذَّبْ وإن كا
نتْ له هيبة ُ الطوال البِجال
طالهُ بالعظام قومٌ فأضحى
بمساعيهِ وهْوَ فوق الطّوالِ
فليطلهم بالصالحاتِ البواقي
وليطولوهُ بالعظامِ البوالي
ماجدٌ سائرُ النَدى في فَيافٍ
مقفراتٍ منأهله أفلالِ
سالكاً فجَّهُ بغيرِ صحابٍ
وهو ما شئتَ من مَهيبٍ مُهال
يا لقومٍ لأُنسه وهداهُ
بين تلك المهامِه الأغفالِ
أآنَسَتْهُ من مجدهِ مؤنساتٌ
أوحشتهُ بقلة ِ الأشكال
وهداهُ من وجههِ ضوءُ بدرٍ
نورُه الدهرَ غيرَ ذي اضمحلالِ
من رجالٍ توقَّلوا في المعالي
بالمساعي توقُّلَ الأوعالِ
بل ترقَّى إلى العلا طالبوها
وتدلَّى إلى العلا من معالِ
منحتْه فضولهُ كلَّ فضلٍ
حلَّ بين النبيلِ والتنبالِ
بل أبى بذله الفضولَ تعدّ
من ظلومٍ كرائمَ الأموالِ
يفضل المفضلون إلا ابن يحيى
فهو عالٍ عن خُطة ِ الإفضالِ
غيرُ راضٍ لسائليه بقصدٍ
عند إثرائهِ ولا إقلالِ
فإذا ماله تعذّر وصّى
جاهَه بعدَه على السُّؤَّالِ
فتراه لهم رِشاءً وطوراً
جُمة ً يستقونها بالعقال
كلُّ منْ يبنِ لا يبنِ من النا
سِ عيالٌ عليه أو كالعيالِ
ما يقاسي العفاة ُ من عضّ دهرٍ
ما يقاسى فيهمُ من العذَّالِ
بل هو المرءُ يحجمُ العذلُ عنه
لا لخوفِ الخنا بل الإجلالِ
يتبارى إليه وفدانٌ شتَّى
وفد شكرٍ يحثُّ وفدَ سؤالِ
بل عطاياه لاتزال تُباري
وافداتٍ إلى ذوي الآمال
موغلاتٌ في كل فجّ من الأر
ضِ تفوتُ الرياحَ في الأيقال
بالغاتٍ إلى المقصّر عنها
نائلاتٍ بعيدَ كلّ منالِ(74/43)
يرقدُ الطالبون وهي إليهم
أرِقاتُ الوجيفِ والإرقالِ
رحلتْ نحو مَنْ تثاقل عنها
وكفتْه مؤونة َ الترحالِ
لاتزُل عنه نعمة ٌ لو أُزيلتْ
لم تجد عنه وِجهة ً للزوالِ
فلئنْ كان للرعية غيثاً
أصبحت في حياه كالأهمالِ
إنه للجموح يجمحُ في الغَيْ
ي لنِكْل من أعظم الأنكالِ
في يدِ الله والخليفة ِ منه
سيفُ كيدٍ على ذوي الإخلالِ
هو أجلى عن الخليفة ِ لمَّا
سلَّت السيفَ فتنة ُ الجُهَّالِ
ردَّ بالأمس عرقها في ثراها
نابتاً بعدُ أيّما استئصالِ
أسندتْ ركنَها إليه فأرسى
ولقد كان زالَ كُلَّ مزالِ
آلهاً أوّلها وحُقّ لأمرٍ
آلهُ أن يؤولَ خيرَ مآلِ
لم يكنْ للصّفاحِ لولا عليٌّ
شوكة ٌ في العدى ولا للإلالِ
كيدُه كاد حدَّ كلّ سنانٍ
وشبا كلّ مُرهفٍ فصّال
كان مثلَ الرحا هناك وكانتْ
عُددُ الحربِ كلها كالثفالِ
أيها السائلي بجمعِ ابن ليث
لجَّ ذاك النعامُ في الإجفالِ
قفلوا خاسرينَ بل أقفلَ القوْ
مُ وهم كارهون للإقفالِ
بل عَدَتْ جُلَّهم عوادي المنايا
عن نوى المقفلين والقُفّالِ
فجلتهم مثقّفاتٌ ظِماءٌ
تتقيها النُّحورُ بالإرغالِ
ظلّ مُرّانهنَّ أشطانَ مَوْت
لدِلاهن في الصُّدورِ تَدالِ
وفلتْهُم مُهنَّداتٌ حِدادٌ
تُحْسن الفَلْي عن سواءِ المفالي
فثوى هامُهم بمثوى هوانٍ
ليس فيه سوى الرياحِ فوالي
قد أُذيلت لهم لحًى كالجوا
ليق تليها عنافِق كالمخالي
ونجا فلُّهم على فلّ خَيْلٍ
كُنّ أقبلن كالقطا الأرسال
بعدما قدّروا لهن مُروجاً
من سيوحٍ مَريعة ودوالي
بين بغداد والحديثة يخصمْ
نَ بها الريفَ آمنات الرعالِ
أمَّل القومُ ثوبة َ البُدنِ فيهنْ
نَ فأعجلن ثوبة َ الأبوالِ
صادفوا دونَ ذاك شوكَ القنا ال
لدن وودُّوا لو كان شوكَ السيالِ
أسرعتْ فيهم مكائدُ كانت
قبلُ دبت لهم دبيبَ النّمالِ
بثّ منها الحكيمُ فيهم سهاماًه
وقعتْ في مواضعِ الآجالِ
يا ابن يحيى حلفْتُ لو غِبْتَ عنها
أعضلَ الداءُ أيّما إعضالِ
بهُدَاك اهتدتْ حيارى المنايا(74/44)
يومَ ضلَّت مقاتلَ الأقيالِ
ظاهرَ الأولياءُ منك ظهيراً
ناصحَ الجيب غيرَ ذي إدغالِ
يوم جاء الصَّفَّارُ تكنُفُه الكُفْ
فارَ حُمرَ العيون صُهبُ السبالِ
بخميسٍ له لجيبُ صهيلٍ
راغَ في عُرضهُ رُغاء الجمالِ
فيه مستلئمون كالجِلة الجرُ
بِ طلاهُنَّ بالعبيبة ِ طالِ
غير أن احتكاكهن من العُرْ
رِ بحد اللقاء لا الأجذالِ
أقبلوا مُقبلاً تمخَّضَ منه
حاملاً كالنساء بالأحمالِ
فوق شقر من الحرائر جرد
لاحقاتِ البطونِ بالآطالِ
مُسْرجاتٍ مجللاتٍ تجافي
فَ حديدٍ مواضعَ الأجلالِ
ملبساتٍ من التهاويلِ زياً
يستفزّ القلوبَ قبل التّبال
راعت الناسَ يومَ ذلك حتَّى
قال قومٌ أخَيْلهُم أم سَعالي
وأبى قلبُك المشيَّعُ إلا
جرأة َ الليثِ مثلك الرئبالِ
فتفاءلتُ إذ بدتْ في شعورٍ
كشعورِ المعيز أصدقَ فالِ
قلتُ شاءٌ مجنَّباتٌ لأُسدٍ
عُوّدتْ جرَّها إلى الأشبالِ
والموالي بمسمع من وليّ
جاهَدَ النصر ليس بالخذّال
واستثاروا عجاجة الكرّ قِدماً
مُشْرعي كلّ ذابلٍ عسّال
من رماح إذا عَسَلْنَ تضَمَنْ
نَ قِرا كلّ عاسل بسَّال
قد مشتْ فيهمُ حُميا حفاظٍ
كحُميا سُلافة ِ الجِريال
بعدما سُهّلتْ لهم سُبل ال
كرّ بتدبيرٍ ناقضٍ فتَّال
راضَ بالرأي مصعبَ الخطبِ حتّى
عاد مثل الطَّليح في التَّذلال
وجرتْ عند كرِّهم ريح نُصرٍم طُلَّ دمعٌ هُريق في الأطلالِ
بعد إقوائها من الحُلاَّلِ
فلَّ ما طُلَّتِ الدماءُ اللواتي
سفكَتْها سواكنُ الأطلال
أيُّ حقٍّ لها فيرعاه راعٍ
من نوالٍ لأهلِها ووصالِ
فانْصِرَافاً عن الوقوفِ عليها
إنها من مواقِفِ الضُّلالِ
لن ترى الدهَر موقفاً لرشيدٍ
يشتري النُّكس فيه بالإبلالِ
ليسَ تُجدي على المُسائلِ دارٌ
غيرَ هيجِ السقامِ بعد اندمال
وكفاه بما تسلّفَ منها
من قديمِ الخبالِ بعد الخبالِ
تهجُر الوحشُ كلَّ وادٍ عراهُ
مرة ً ذو حِبالة أو نِبالِ
وعساها لم تُمْنَ فيه برمي
نالها صبرة ً ولا باحتبال
وترى الناسَ يرأمون عِراصاً(74/45)
يختبلن الصحيح أي اختبال
بعدما لقوْا بها البرحَ المبرْ
رِحَ من حابل ومن نَبَّالِ
ولعمري لكانت الإنسُ أحجى
باجتنابِ الأمورِ ذات الوبالِ
بل يظل الأسيرُ منهم إذا فُكْ
كَ طويلَ الأسى على الأكبالِ
واقفاً في معاهدِ الأسر يبكي
من هوى آسراتِه غيرَ سالِ
يُتْبع النفسَ كلَّ بيضاءَ شالتْ
من دماءِ الرجال ذاتَ انتقالِ
مع أني وإن رُزِئتُ عليهم
واحتَلبتُ الصّبا بغير اكتهالِ
غيرُ ناسٍ على تناسيَّ جهلي
عهدَ أسماء بالحِمى والمطالِ
من فتاة ٍ تحلُّ كلَّ ربيعٍ
بمغانٍ من المها ومحلالِ
حينَ يغدو بنو الظباء فيلقو
نَ خليطيْ جآذرٍ ورِئال
وكذاك الزمانُ يمحلُ بالإل
فَيْنِ محلاً يجني بعادَ زِيال
حبَّذا عهدُهَا الذي عاد شوقاً
وحنيناً إلى العهودِ الخوالي
والزمانُ الذي لبسنا به العي
شَ جديداً كأنه بُردُ حالِ
والمحلّ الذي تبدّلَ عِيناً
بعد عين من الأنيسِ الخوالي
إنْ نُبادلْ بسكنه فعلى ضنْ
نٍ بتلك الأعلاقِ عند البِدالِ
ليتَ شعري هل ذلك العهد مرجو
عٌ بعطفٍ من النَوى وانفتالِ
إذ غصونُ اللجيْنِ لا البانِ منه
فوق كثبان لؤلؤ لا رِقال
ليس غيرُ العيونِ فيهنَّ من نَوْ
رٍ وغير الثُّديّ من أحمالِ
بينها غادة ٌ تُشارك فيها
بهجة َ الشمسِ صورة ُ التمثال
من ذواتِ الحظوظ في البُدنِ إلا
طيَّ بينِ الصدور والأكفالِ
تقسِم الحَلي بين قُب خماصٍ
تحت أثنائه وجسمٍ خِدالِ
يتشاكى وشاحها وأخوه ضدّ
شكوى السّوار والخلخالِ
جاع شاكٍ وكُظَّ شاكٍ
وما ذاك لخبث الغذاء والإرقالِ
بلكلا الشاكيين نُزّل منها
نُزُلا طيباً من الأنزال
شدّ من متنِها هوى بعضها بعضاً
وقد همّ خصرُها بانخزالِ
كاد لولاه أن يلين قضيبٌ
من كثيب على شفير انهيالِ
بل حمَى جسمَها وقد أسلمتهُ
رقة ٌ سابرية ٌ لانحلالِ
مستعارٌ رنَوّها مِنْ مَهاة ٍ
مستعارٌ عُطوُّها من غزال
بل هي المستعارُ ذلك منها
للمها والظباء غيرَ انتحالِ
ظبية ٌ إن عطتْ جنتْ ثمراتٍ
من قلوبٍ ولم تُنشْ غصنَ ضالِ(74/46)
ذاتُ جيدٍ عُطوله أحسن الحل
ي عليه وليس بالمعطالِ
روضة ُ الليلِ عاطرُ النَّشر فيه
حين تعتلُّ نكهة ُ المِنفال
أيّما منظرٍ تزودْتُ منه
يومَ رُدّت جِمالُها لاحتمال
ذات يومٌ رأيتها فيه مليءٌ
للعين من بهجة ٍ وحُسْنِ دلالِ
لبست حلة َ الشبابِ وظلتْ
تتهادى في غصنهِ الميّالِ
صبغة ٌ أرجوانية ٌ في صفاءٍ
وقوامٌ مهفهفٌ في اعتدالِ
وزهاها سوادُ فرعٍ بهيمٌ
فهْي سكرى لذاك سُكْر اختيالِ
لتزِدْ في اختيالها ولعمري
إنها في مزِية المختالِ
أقبلَتْ في القبولِ تمشي الهوينا
وهي حُسناً كالحظ في الإقبالِ
قد تجلّت على محاسنَ ليستْ
عند فقد الحُلي والإعطالِ
ظاهرتْ شِكَّة ً عليها بأخرى
لامرىء ٍ غير مُؤْذنٍ بقتالِ
ويحَ أعدائها أذلك منها
فرطُ حشدٍ لحاسرٍ مِعزالِ
لاتُظاهرُ سلاحَها لمُحبّ
فكفاهُ بسهمِها القتَّالِ
أيها العائبي بخفّة ِ لحمي
بجلى منه كُسوة ُ الأوصالِ
وهنيئاً لك الفضولُ من اللح
مِ ففاخِر بها ذواتِ الحجالِ
قلَّ ما توجدُ الفضائل إلا
في خِفاف الرجال دونَ الثقالِ
يُنظم الدرُّ في السلوك وتأبى
عزة ُ الدرّ نظمهُ في الحبالِ
كم غليظٍ من الرجال ثقيلٍ
ناقصُ الوزن شائل المثالِ
من أُناسٍ أوتوا حلومَ العصافي
ر فلم تُغنهم جسومُ البغالِ
وقضيفٍ من الرجال خفيفٍ
راجِحُ الوزن عند وزن الرجال
مكن أناسٍ ذوي جسوم شِخاتٍ
قد أُمّرتْ على نفوسٍ نبالِ
حظُّهم وافرٌ من الروحِ روحِ ال
لهِ لاوافرٌ من الصلصال
لم يخالطُهم من الحمأ المس
نونِ إلا طيفٌ كطيف الخيالِ
من كهولٍ جحاجحٍ تُعرف الحن
كة ُ فيهم وفتية ِ أزوالِ
خُلقوا للخطوبِ يمضون فيها
فهمُ مرهفونَ مثلَ النصالِ
يتلظَّوْن حدة ً وذكاءً
كتلظّي ثوائر الأصلالِ
يستشفونَ رقّة ً وصفاءً
عن رقيقٍ من الطّباع زُلالِ
مثل ما تستشف آنية ُ البلْ
لورِ عن ماء مُزنة ٍ سلسال
بين تلك الثيابِ أرواحُ نورٍ
علقت منهمُ بأشبال آلِ
جُثثٌ لُطّفتْ على قدرِ الأر
واح إن الآلات كالعمالِ(74/47)
لم تكن آلة ٌ ليخلقها الخا
لقُ إلا شبيهة َ المؤتالِ
هم مفاتيحُ كلِّ قفلٍ عسيرٍ
وأطباءٌ كلّ داءٍ عُضالِ
هم مصابيحُ كلّ ليلٍ بهيمٍ
وأدلاءُ كلّ أمر ضلالِ
فَلْيَعِبْ عائبٌ سواهم وإلا
فليلاطِم أسنّة ً في عوالِ
ما يعيبُ العماة ُ لولا عماهم
من مصابيحَ أُذكيتْ في ذُبالِ
لو رأى اللَّه أن في البُدنِ فضلاً
ما زَوى الفضلَ عن عليّ المعالي
ما زوى اللَّه عن علي بن يحيى
وزواه عني فلست أبالي
من فتًى أسْمنَ المكارمَ حتى
هزَّلتْه وحبذا من هُزالِ
لم يُثقَّل ولم يشذَّبْ وإن كا
نتْ له هيبة ُ الطوال البِجال
طالهُ بالعظام قومٌ فأضحى
بمساعيهِ وهْوَ فوق الطّوالِ
فليطلهم بالصالحاتِ البواقي
وليطولوهُ بالعظامِ البوالي
ماجدٌ سائرُ النَدى في فَيافٍ
مقفراتٍ منأهله أفلالِ
سالكاً فجَّهُ بغيرِ صحابٍ
وهو ما شئتَ من مَهيبٍ مُهال
يا لقومٍ لأُنسه وهداهُ
بين تلك المهامِه الأغفالِ
أآنَسَتْهُ من مجدهِ مؤنساتٌ
أوحشتهُ بقلة ِ الأشكال
وهداهُ من وجههِ ضوءُ بدرٍ
نورُه الدهرَ غيرَ ذي اضمحلالِ
من رجالٍ توقَّلوا في المعالي
بالمساعي توقُّلَ الأوعالِ
بل ترقَّى إلى العلا طالبوها
وتدلَّى إلى العلا من معالِ
منحتْه فضولهُ كلَّ فضلٍ
حلَّ بين النبيلِ والتنبالِ
بل أبى بذله الفضولَ تعدّ
من ظلومٍ كرائمَ الأموالِ
يفضل المفضلون إلا ابن يحيى
فهو عالٍ عن خُطة ِ الإفضالِ
غيرُ راضٍ لسائليه بقصدٍ
عند إثرائهِ ولا إقلالِ
فإذا ماله تعذّر وصّى
جاهَه بعدَه على السُّؤَّالِ
فتراه لهم رِشاءً وطوراً
جُمة ً يستقونها بالعقال
كلُّ منْ يبنِ لا يبنِ من النا
سِ عيالٌ عليه أو كالعيالِ
ما يقاسي العفاة ُ من عضّ دهرٍ
ما يقاسى فيهمُ من العذَّالِ
بل هو المرءُ يحجمُ العذلُ عنه
لا لخوفِ الخنا بل الإجلالِ
يتبارى إليه وفدانٌ شتَّى
وفد شكرٍ يحثُّ وفدَ سؤالِ
بل عطاياه لاتزال تُباري
وافداتٍ إلى ذوي الآمال
موغلاتٌ في كل فجّ من الأر
ضِ تفوتُ الرياحَ في الأيقال(74/48)
بالغاتٍ إلى المقصّر عنها
نائلاتٍ بعيدَ كلّ منالِ
يرقدُ الطالبون وهي إليهم
أرِقاتُ الوجيفِ والإرقالِ
رحلتْ نحو مَنْ تثاقل عنها
وكفتْه مؤونة َ الترحالِ
لاتزُل عنه نعمة ٌ لو أُزيلتْ
لم تجد عنه وِجهة ً للزوالِ
فلئنْ كان للرعية غيثاً
أصبحت في حياه كالأهمالِ
إنه للجموح يجمحُ في الغَيْ
ي لنِكْل من أعظم الأنكالِ
في يدِ الله والخليفة ِ منه
سيفُ كيدٍ على ذوي الإخلالِ
هو أجلى عن الخليفة ِ لمَّا
سلَّت السيفَ فتنة ُ الجُهَّالِ
ردَّ بالأمس عرقها في ثراها
نابتاً بعدُ أيّما استئصالِ
أسندتْ ركنَها إليه فأرسى
ولقد كان زالَ كُلَّ مزالِ
آلهاً أوّلها وحُقّ لأمرٍ
آلهُ أن يؤولَ خيرَ مآلِ
لم يكنْ للصّفاحِ لولا عليٌّ
شوكة ٌ في العدى ولا للإلالِ
كيدُه كاد حدَّ كلّ سنانٍ
وشبا كلّ مُرهفٍ فصّال
كان مثلَ الرحا هناك وكانتْ
عُددُ الحربِ كلها كالثفالِ
أيها السائلي بجمعِ ابن ليث
لجَّ ذاك النعامُ في الإجفالِ
قفلوا خاسرينَ بل أقفلَ القوْ
مُ وهم كارهون للإقفالِ
بل عَدَتْ جُلَّهم عوادي المنايا
عن نوى المقفلين والقُفّالِ
فجلتهم مثقّفاتٌ ظِماءٌ
تتقيها النُّحورُ بالإرغالِ
ظلّ مُرّانهنَّ أشطانَ مَوْت
لدِلاهن في الصُّدورِ تَدالِ
وفلتْهُم مُهنَّداتٌ حِدادٌ
تُحْسن الفَلْي عن سواءِ المفالي
فثوى هامُهم بمثوى هوانٍ
ليس فيه سوى الرياحِ فوالي
قد أُذيلت لهم لحًى كالجوا
ليق تليها عنافِق كالمخالي
ونجا فلُّهم على فلّ خَيْلٍ
كُنّ أقبلن كالقطا الأرسال
بعدما قدّروا لهن مُروجاً
من سيوحٍ مَريعة ودوالي
بين بغداد والحديثة يخصمْ
نَ بها الريفَ آمنات الرعالِ
أمَّل القومُ ثوبة َ البُدنِ فيهنْ
نَ فأعجلن ثوبة َ الأبوالِ
صادفوا دونَ ذاك شوكَ القنا ال
لدن وودُّوا لو كان شوكَ السيالِ
أسرعتْ فيهم مكائدُ كانت
قبلُ دبت لهم دبيبَ النّمالِ
بثّ منها الحكيمُ فيهم سهاماً
وقعتْ في مواضعِ الآجالِ
يا ابن يحيى حلفْتُ لو غِبْتَ عنها(74/49)
أعضلَ الداءُ أيّما إعضالِ
بهُدَاك اهتدتْ حيارى المنايا
يومَ ضلَّت مقاتلَ الأقيالِ
ظاهرَ الأولياءُ منك ظهيراً
ناصحَ الجيب غيرَ ذي إدغالِ
يوم جاء الصَّفَّارُ تكنُفُه الكُفْ
فارَ حُمرَ العيون صُهبُ السبالِ
بخميسٍ له لجيبُ صهيلٍ
راغَ في عُرضهُ رُغاء الجمالِ
فيه مستلئمون كالجِلة الجرُ
بِ طلاهُنَّ بالعبيبة ِ طالِ
غير أن احتكاكهن من العُرْ
رِ بحد اللقاء لا الأجذالِ
أقبلوا مُقبلاً تمخَّضَ منه
حاملاً كالنساء بالأحمالِ
فوق شقر من الحرائر جرد
لاحقاتِ البطونِ بالآطالِ
مُسْرجاتٍ مجللاتٍ تجافي
فَ حديدٍ مواضعَ الأجلالِ
ملبساتٍ من التهاويلِ زياً
يستفزّ القلوبَ قبل التّبال
راعت الناسَ يومَ ذلك حتَّى
قال قومٌ أخَيْلهُم أم سَعالي
وأبى قلبُك المشيَّعُ إلا
جرأة َ الليثِ مثلك الرئبالِ
فتفاءلتُ إذ بدتْ في شعورٍ
كشعورِ المعيز أصدقَ فالِ
قلتُ شاءٌ مجنَّباتٌ لأُسدٍ
عُوّدتْ جرَّها إلى الأشبالِ
والموالي بمسمع من وليّ
جاهَدَ النصر ليس بالخذّال
واستثاروا عجاجة الكرّ قِدماً
مُشْرعي كلّ ذابلٍ عسّال
من رماح إذا عَسَلْنَ تضَمَنْ
نَ قِرا كلّ عاسل بسَّال
قد مشتْ فيهمُ حُميا حفاظٍ
كحُميا سُلافة ِ الجِريال
بعدما سُهّلتْ لهم سُبل ال
كرّ بتدبيرٍ ناقضٍ فتَّال
راضَ بالرأي مصعبَ الخطبِ حتّى
عاد مثل الطَّليح في التَّذلال
وجرتْ عند كرِّهم ريح نُصرٍه
تحتَ عُثنونِ ذلك القسطال
بابتهالِ امرىء تقيٍّ ذكيٍّ لي
لُه قبلَ ذاك ليلُ ابتهالِ
فإذا الكلبُ عن حِماهم طريدٌ
قد كفاه الطرادُ دونَ النزالِ
صدَّ عنهم وكان صبَّاً إليهم
حين لاقاهمُ صدودَ مُقالي
وتلته على الوحَى واثقاتٍ
من صبيبِ الدماءِ بالأنعالِ
غيرَ مُرتاعة ٍ لفورِ نجيعٍ
من صريعٍ ولا لصوتِ انجدالِ
فوقها طالبون كانوا قديماً
يطلبون الإدبارَ بالإقبالِ
يتقاضوْن في الغُلول نضالاً
من ديونِ السلاح بعد نضالِ
لهم في الظهور سبحٌ طويلٌ
بعد طعنِ الكُلى وضربِ القلالِ(74/50)
لم يخيموا عَنِ النزال ولكن
نزل النصرُ قبلَ دعوى نَزال
شمَّروا في الوغى وذُلّل يعقو
بُ وألوى التشميرُ بالأسبالِ
والموالي مشمِّرون وكم
ذيلٍ حباهُ التشميرُ بالأسبال
ذلّل الحيل حين شمَّرتْ لل
حربِ فما زادها سوى الأثقالِ
ولعمرُ القنا الذي استدبرتْه
لو تمتّعْن منه باستقبالِ
ضلَّ يعقوبُ إذ يعدُّ التهاوي
لِ لمن لا يُهالُ بالأهوالِ
لزَمتهُ زِجاجَها لعيونٍ
ليس فيها كوالىء بل كوالي
لا رأتْ يَومَك الفظيعَ الموالي
فالموالي لما صنعت مَوالي
كدتَ أعداءَهم بكيدٍ عظيم
ذبَّ للقومِ في شخاصٍ ضِئالِ
فاجتَلى هامَهم بسيفِ دهاءٍ
لم يزل قاطعاً بغير استلالِ
وبك استيقظوا وقد زاول الغا
درُ قبلَ القتالِ بابَ الختالِ
قلتُ إذ سطَّر الأساطيرَ مهلاً
رُمْتَ من لا يُزلُّ لاسترسالِ
أرسلوا نحوه السهامَ جواباً
لرسلاتِه وللإرسالِ
عظُمت غفلة ُ امرىء مُبتداه
رام من ذَراكَ باستغفالِ
جادلتْ تُرّهاتهم فاستنز
لتْها إلى النار أيما إزلال
حكمة ٌ منك ربما جُعل السي
فُ لساناً لها غداة الجدالِ
بعدما قلتَ لاسمِ كيدك زرهم
مجلباً في عساكر الأرجالِ
فمضى بادئاً ومعناه خا
فٍ غيرَ رُعبٍ يصولُ كلَّ مَصالِ
ظلّ لما أطلّ تنفلُّ عنه
عزماتُ الطغاة ِ كل انفلالِ
وقديماً ذُكرتَ فاشتملٍ المَجْر
على الرعبِ منك كل اشتمالِ
وغدا ربّه يرى كلَّ شيءٍ
كائداً شديدَ المحالِ
وجِلا قلبهُ بلا أخذِ حِذرٍ
غير مافي حشاه من قلقالِ
لو تدلّى إليه حبلٌ من اللَّه
رآه حبلاً من الأحبالِ
واسم كيد المجرِّب الكيدَ كيْ
دٌ ظَاهِرٌ قبل بطان ختَّال
ليس ينفكُّ صائلاً في صدورٍ
صولة ً بالقلوبِ قبل الصّيالِ
ما عجبنا من انفلال ابن ليثٍ
عن حسام لمثله فلاّل
حُوَلٌ يغرقُ المداهون منه
في غمار يَرونها كالضحالِ
بل لإقدامه مع الرُّعبِ لكن
ساقهُ الحينُ راكبَ استبسال
مستطارَ الفؤاد مُشْعَرَ خوفٍ
لا طمأنينة ٍ ولا استرسالِ
ثكِلت أمُّ منْ تعادي وما كن
تَ تعادي إلا بني مِثكالِ(74/51)
لك إطراقة ٌ إذا ناب خطبٌ
هي أدهى من سَوْرة الأبطالِ
يستثيرُ المكائدَ الصُّمعَ منها
أيَّ صِلّ هناك في العِرزال
وقى اللَّه ابن يحيى عن الأمْ
مَة شراً قد همَّ باستفحالِ
فتنة ٌ كان أهلُها قد تعدَّوا
قدْحَ نيرانها إلى الإشعالِ
أطفأتْها دماؤهم بل سيوفٌ
أبهلتْهنَّ أيما إبهالِ
وامرؤٌ مصلحٌ إذا عاينَ القوْ
مَ أرادوا الأديمَ بالإنغال
جَرّدَ الرأي والعزيمة َ والجِدْ
دَ وولَّى الوكالَ أهلَ الوكال
ومضى كالقضاءِ يأذنُ في سَفْ
كِ دماءِ العِدا لأسْدٍ بسّالِ
وكذاك القضاء يأذن في القدَ
ل وفيه عن القتال تعالي
قائلُ المدحِ في علي بن يحيى
غيرُ مستكرهٍ ولامحتالِ
بل إذا قاله أتَتْهُ المعاني
والقوافي تنثال أيَّ انثيال
لاتطالبهُ بالثوابِ فما ردْ
دُ ثوابٍ من مثلهِ بحلال
لن يحلَّ الثوابُ إلا إذا ما
كان في المدحِ موضعٌ لاعتمالِ
فاطوِ كشحاً عن الثوابِ لديه
والتمسْ نيل ماجدٍ منه نالِ
بذلَ المالَ للرعيّة والنف
سَ لراعيه ديدَني بذالِ
للندى والردى مواطنُ كُرهٍ
لايُطاليه حرَّهنَّ مُصالِ
ملك أوْرثَتْه ساسانُ اليونا
نُ من والدٍ وعمّ وخالِ
بيتَ نارٍ وبيتَ نورٍ من الحك
مة طالا شواهقَ الأجبالِ
لستُ أنفك قائماً يا بن يحيى
فيك بالمدح غيرَ ذي إخلالِ
وإلى اللَّه بعد هذا تشكّي
حاجتي منك خلة َ الإغفالِ
أصبحتْ حاجتي إليك تُرجَّى
في عقال أمرَّ من عقالِ
وأُراني إليك دون أناسٍ
لاتُداني بحورُهم أوشالي
ولهذا ومثلهِ غير شكٍّ
كان بينَ القوابل استهلالي
ما بكاءُ الوليدِ إلا لأمرٍ
حُقَّ من مِثله مشيبُ القذال
أتُراه بكى من الرَّوح والرُّح
ب على غمة ٍ وضيقِ مجالِ
لا ولكنْ جلَّى هناك عليه
ما سيلقى من العجائب جالي
أبصرتْ نفسُه الذي هو لاقٍ
فرأت منه منظراً لأهوالِ
من خطوبٍ تغشى به كلَّ حدّم طُلَّ دمعٌ هُريق في الأطلالِ
بعد إقوائها من الحُلاَّلِ
فلَّ ما طُلَّتِ الدماءُ اللواتي
سفكَتْها سواكنُ الأطلال
أيُّ حقٍّ لها فيرعاه راعٍ(74/52)
من نوالٍ لأهلِها ووصالِ
فانْصِرَافاً عن الوقوفِ عليها
إنها من مواقِفِ الضُّلالِ
لن ترى الدهَر موقفاً لرشيدٍ
يشتري النُّكس فيه بالإبلالِ
ليسَ تُجدي على المُسائلِ دارٌ
غيرَ هيجِ السقامِ بعد اندمال
وكفاه بما تسلّفَ منها
من قديمِ الخبالِ بعد الخبالِ
تهجُر الوحشُ كلَّ وادٍ عراهُ
مرة ً ذو حِبالة أو نِبالِ
وعساها لم تُمْنَ فيه برمي
نالها صبرة ً ولا باحتبال
وترى الناسَ يرأمون عِراصاً
يختبلن الصحيح أي اختبال
بعدما لقوْا بها البرحَ المبرْ
رِحَ من حابل ومن نَبَّالِ
ولعمري لكانت الإنسُ أحجى
باجتنابِ الأمورِ ذات الوبالِ
بل يظل الأسيرُ منهم إذا فُكْ
كَ طويلَ الأسى على الأكبالِ
واقفاً في معاهدِ الأسر يبكي
من هوى آسراتِه غيرَ سالِ
يُتْبع النفسَ كلَّ بيضاءَ شالتْ
من دماءِ الرجال ذاتَ انتقالِ
مع أني وإن رُزِئتُ عليهم
واحتَلبتُ الصّبا بغير اكتهالِ
غيرُ ناسٍ على تناسيَّ جهلي
عهدَ أسماء بالحِمى والمطالِ
من فتاة ٍ تحلُّ كلَّ ربيعٍ
بمغانٍ من المها ومحلالِ
حينَ يغدو بنو الظباء فيلقو
نَ خليطيْ جآذرٍ ورِئال
وكذاك الزمانُ يمحلُ بالإل
فَيْنِ محلاً يجني بعادَ زِيال
حبَّذا عهدُهَا الذي عاد شوقاً
وحنيناً إلى العهودِ الخوالي
والزمانُ الذي لبسنا به العي
شَ جديداً كأنه بُردُ حالِ
والمحلّ الذي تبدّلَ عِيناً
بعد عين من الأنيسِ الخوالي
إنْ نُبادلْ بسكنه فعلى ضنْ
نٍ بتلك الأعلاقِ عند البِدالِ
ليتَ شعري هل ذلك العهد مرجو
عٌ بعطفٍ من النَوى وانفتالِ
إذ غصونُ اللجيْنِ لا البانِ منه
فوق كثبان لؤلؤ لا رِقال
ليس غيرُ العيونِ فيهنَّ من نَوْ
رٍ وغير الثُّديّ من أحمالِ
بينها غادة ٌ تُشارك فيها
بهجة َ الشمسِ صورة ُ التمثال
من ذواتِ الحظوظ في البُدنِ إلا
طيَّ بينِ الصدور والأكفالِ
تقسِم الحَلي بين قُب خماصٍ
تحت أثنائه وجسمٍ خِدالِ
يتشاكى وشاحها وأخوه ضدّ
شكوى السّوار والخلخالِ
جاع شاكٍ وكُظَّ شاكٍ(74/53)
وما ذاك لخبث الغذاء والإرقالِ
بلكلا الشاكيين نُزّل منها
نُزُلا طيباً من الأنزال
شدّ من متنِها هوى بعضها بعضاً
وقد همّ خصرُها بانخزالِ
كاد لولاه أن يلين قضيبٌ
من كثيب على شفير انهيالِ
بل حمَى جسمَها وقد أسلمتهُ
رقة ٌ سابرية ٌ لانحلالِ
مستعارٌ رنَوّها مِنْ مَهاة ٍ
مستعارٌ عُطوُّها من غزال
بل هي المستعارُ ذلك منها
للمها والظباء غيرَ انتحالِ
ظبية ٌ إن عطتْ جنتْ ثمراتٍ
من قلوبٍ ولم تُنشْ غصنَ ضالِ
ذاتُ جيدٍ عُطوله أحسن الحل
ي عليه وليس بالمعطالِ
روضة ُ الليلِ عاطرُ النَّشر فيه
حين تعتلُّ نكهة ُ المِنفال
أيّما منظرٍ تزودْتُ منه
يومَ رُدّت جِمالُها لاحتمال
ذاك يومٌ رأيتها فيه مليءٌ
للعين من بهجة ٍ وحُسْنِ دلالِ
لبست حلة َ الشبابِ وظلتْ
تتهادى في غصنهِ الميّالِ
صبغة ٌ أرجوانية ٌ في صفاءٍ
وقوامٌ مهفهفٌ في اعتدالِ
وزهاها سوادُ فرعٍ بهيمٌ
فهْي سكرى لذاك سُكْر اختيالِ
لتزِدْ في اختيالها ولعمري
إنها في مزِية المختالِ
أقبلَتْ في القبولِ تمشي الهوينا
وهي حُسناً كالحظ في الإقبالِ
قد تجلّت على محاسنَ ليستْ
عند فقد الحُلي والإعطالِ
ظاهرتْ شِكَّة ً عليها بأخرى
لامرىء ٍ غير مُؤْذنٍ بقتالِ
ويحَ أعدائها أذلك منها
فرطُ حشدٍ لحاسرٍ مِعزالِ
لاتُظاهرُ سلاحَها لمُحبّ
فكفاهُ بسهمِها القتَّالِ
أيها العائبي بخفّة ِ لحمي
بجلى منه كُسوة ُ الأوصالِ
وهنيئاً لك الفضولُ من اللح
مِ ففاخِر بها ذواتِ الحجالِ
قلَّ ما توجدُ الفضائل إلا
في خِفاف الرجال دونَ الثقالِ
يُنظم الدرُّ في السلوك وتأبى
عزة ُ الدرّ نظمهُ في الحبالِ
كم غليظٍ من الرجال ثقيلٍ
ناقصُ الوزن شائل المثالِ
من أُناسٍ أوتوا حلومَ العصافي
ر فلم تُغنهم جسومُ البغالِ
وقضيفٍ من الرجال خفيفٍ
راجِحُ الوزن عند وزن الرجال
مكن أناسٍ ذوي جسوم شِخاتٍ
قد أُمّرتْ على نفوسٍ نبالِ
حظُّهم وافرٌ من الروحِ روحِ ال
لهِ لاوافرٌ من الصلصال
لم يخالطُهم من الحمأ المس(74/54)
نونِ إلا طيفٌ كطيف الخيالِ
من كهولٍ جحاجحٍ تُعرف الحن
كة ُ فيهم وفتية ِ أزوالِ
خُلقوا للخطوبِ يمضون فيها
فهمُ مرهفونَ مثلَ النصالِ
يتلظَّوْن حدة ً وذكاءً
كتلظّي ثوائر الأصلالِ
يستشفونَ رقّة ً وصفاءً
عن رقيقٍ من الطّباع زُلالِ
مثل ما تستشف آنية ُ البلْ
لورِ عن ماء مُزنة ٍ سلسال
بين تلك الثيابِ أرواحُ نورٍ
علقت منهمُ بأشبال آلِ
جُثثٌ لُطّفتْ على قدرِ الأر
واح إن الآلات كالعمالِ
لم تكن آلة ٌ ليخلقها الخا
لقُ إلا شبيهة َ المؤتالِ
هم مفاتيحُ كلِّ قفلٍ عسيرٍ
وأطباءٌ كلّ داءٍ عُضالِ
هم مصابيحُ كلّ ليلٍ بهيمٍ
وأدلاءُ كلّ أمر ضلالِ
فَلْيَعِبْ عائبٌ سواهم وإلا
فليلاطِم أسنّة ً في عوالِ
ما يعيبُ العماة ُ لولا عماهم
من مصابيحَ أُذكيتْ في ذُبالِ
لو رأى اللَّه أن في البُدنِ فضلاً
ما زَوى الفضلَ عن عليّ المعالي
ما زوى اللَّه عن علي بن يحيى
وزواه عني فلست أبالي
من فتًى أسْمنَ المكارمَ حتى
هزَّلتْه وحبذا من هُزالِ
لم يُثقَّل ولم يشذَّبْ وإن كا
نتْ له هيبة ُ الطوال البِجال
طالهُ بالعظام قومٌ فأضحى
بمساعيهِ وهْوَ فوق الطّوالِ
فليطلهم بالصالحاتِ البواقي
وليطولوهُ بالعظامِ البوالي
ماجدٌ سائرُ النَدى في فَيافٍ
مقفراتٍ منأهله أفلالِ
سالكاً فجَّهُ بغيرِ صحابٍ
وهو ما شئتَ من مَهيبٍ مُهال
يا لقومٍ لأُنسه وهداهُ
بين تلك المهامِه الأغفالِ
أآنَسَتْهُ من مجدهِ مؤنساتٌ
أوحشتهُ بقلة ِ الأشكال
وهداهُ من وجههِ ضوءُ بدرٍ
نورُه الدهرَ غيرَ ذي اضمحلالِ
من رجالٍ توقَّلوا في المعالي
بالمساعي توقُّلَ الأوعالِ
بل ترقَّى إلى العلا طالبوها
وتدلَّى إلى العلا من معالِ
منحتْه فضولهُ كلَّ فضلٍ
حلَّ بين النبيلِ والتنبالِ
بل أبى بذله الفضولَ تعدّ
من ظلومٍ كرائمَ الأموالِ
يفضل المفضلون إلا ابن يحيى
فهو عالٍ عن خُطة ِ الإفضالِ
غيرُ راضٍ لسائليه بقصدٍ
عند إثرائهِ ولا إقلالِ
فإذا ماله تعذّر وصّى
جاهَه بعدَه على السُّؤَّالِ(74/55)
فتراه لهم رِشاءً وطوراً
جُمة ً يستقونها بالعقال
كلُّ منْ يبنِ لا يبنِ من النا
سِ عيالٌ عليه أو كالعيالِ
ما يقاسي العفاة ُ من عضّ دهرٍ
ما يقاسى فيهمُ من العذَّالِ
بل هو المرءُ يحجمُ العذلُ عنه
لا لخوفِ الخنا بل الإجلالِ
يتبارى إليه وفدانٌ شتَّى
وفد شكرٍ يحثُّ وفدَ سؤالِ
بل عطاياه لاتزال تُباري
وافداتٍ إلى ذوي الآمال
موغلاتٌ في كل فجّ من الأر
ضِ تفوتُ الرياحَ في الأيقال
بالغاتٍ إلى المقصّر عنها
نائلاتٍ بعيدَ كلّ منالِ
يرقدُ الطالبون وهي إليهم
أرِقاتُ الوجيفِ والإرقالِ
رحلتْ نحو مَنْ تثاقل عنها
وكفتْه مؤونة َ الترحالِ
لاتزُل عنه نعمة ٌ لو أُزيلتْ
لم تجد عنه وِجهة ً للزوالِ
فلئنْ كان للرعية غيثاً
أصبحت في حياه كالأهمالِ
إنه للجموح يجمحُ في الغَيْ
ي لنِكْل من أعظم الأنكالِ
في يدِ الله والخليفة ِ منه
سيفُ كيدٍ على ذوي الإخلالِ
هو أجلى عن الخليفة ِ لمَّا
سلَّت السيفَ فتنة ُ الجُهَّالِ
ردَّ بالأمس عرقها في ثراها
نابتاً بعدُ أيّما استئصالِ
أسندتْ ركنَها إليه فأرسى
ولقد كان زالَ كُلَّ مزالِ
آلهاً أوّلها وحُقّ لأمرٍ
آلهُ أن يؤولَ خيرَ مآلِ
لم يكنْ للصّفاحِ لولا عليٌّ
شوكة ٌ في العدى ولا للإلالِ
كيدُه كاد حدَّ كلّ سنانٍ
وشبا كلّ مُرهفٍ فصّال
كان مثلَ الرحا هناك وكانتْ
عُددُ الحربِ كلها كالثفالِ
أيها السائلي بجمعِ ابن ليث
لجَّ ذاك النعامُ في الإجفالِ
قفلوا خاسرينَ بل أقفلَ القوْ
مُ وهم كارهون للإقفالِ
بل عَدَتْ جُلَّهم عوادي المنايا
عن نوى المقفلين والقُفّالِ
فجلتهم مثقّفاتٌ ظِماءٌ
تتقيها النُّحورُ بالإرغالِ
ظلّ مُرّانهنَّ أشطانَ مَوْت
لدِلاهن في الصُّدورِ تَدالِ
وفلتْهُم مُهنَّداتٌ حِدادٌ
تُحْسن الفَلْي عن سواءِ المفالي
فثوى هامُهم بمثوى هوانٍ
ليس فيه سوى الرياحِ فوالي
قد أُذيلت لهم لحًى كالجوا
ليق تليها عنافِق كالمخالي
ونجا فلُّهم على فلّ خَيْلٍ
كُنّ أقبلن كالقطا الأرسال(74/56)
بعدما قدّروا لهن مُروجاً
من سيوحٍ مَريعة ودوالي
بين بغداد والحديثة يخصمْ
نَ بها الريفَ آمنات الرعالِ
أمَّل القومُ ثوبة َ البُدنِ فيهنْ
نَ فأعجلن ثوبة َ الأبوالِ
صادفوا دونَ ذاك شوكَ القنا ال
لدن وودُّوا لو كان شوكَ السيالِ
أسرعتْ فيهم مكائدُ كانت
قبلُ دبت لهم دبيبَ النّمالِ
بثّ منها الحكيمُ فيهم سهاماً
وقعتْ في مواضعِ الآجالِ
يا ابن يحيى حلفْتُ لو غِبْتَ عنها
أعضلَ الداءُ أيّما إعضالِ
بهُدَاك اهتدتْ حيارى المنايا
يومَ ضلَّت مقاتلَ الأقيالِ
ظاهرَ الأولياءُ منك ظهيراً
ناصحَ الجيب غيرَ ذي إدغالِ
يوم جاء الصَّفَّارُ تكنُفُه الكُفْ
فارَ حُمرَ العيون صُهبُ السبالِ
بخميسٍ له لجيبُ صهيلٍ
راغَ في عُرضهُ رُغاء الجمالِ
فيه مستلئمون كالجِلة الجرُ
بِ طلاهُنَّ بالعبيبة ِ طالِ
غير أن احتكاكهن من العُرْ
رِ بحد اللقاء لا الأجذالِ
أقبلوا مُقبلاً تمخَّضَ منه
حاملاً كالنساء بالأحمالِ
فوق شقر من الحرائر جرد
لاحقاتِ البطونِ بالآطالِ
مُسْرجاتٍ مجللاتٍ تجافي
فَ حديدٍ مواضعَ الأجلالِ
ملبساتٍ من التهاويلِ زياً
يستفزّ القلوبَ قبل التّبال
راعت الناسَ يومَ ذلك حتَّى
قال قومٌ أخَيْلهُم أم سَعالي
وأبى قلبُك المشيَّعُ إلا
جرأة َ الليثِ مثلك الرئبالِ
فتفاءلتُ إذ بدتْ في شعورٍ
كشعورِ المعيز أصدقَ فالِ
قلتُ شاءٌ مجنَّباتٌ لأُسدٍ
عُوّدتْ جرَّها إلى الأشبالِ
والموالي بمسمع من وليّ
جاهَدَ النصر ليس بالخذّال
واستثاروا عجاجة الكرّ قِدماً
مُشْرعي كلّ ذابلٍ عسّال
من رماح إذا عَسَلْنَ تضَمَنْ
نَ قِرا كلّ عاسل بسَّال
قد مشتْ فيهمُ حُميا حفاظٍ
كحُميا سُلافة ِ الجِريال
بعدما سُهّلتْ لهم سُبل ال
كرّ بتدبيرٍ ناقضٍ فتَّال
راضَ بالرأي مصعبَ الخطبِ حتّى
عاد مثل الطَّليح في التَّذلال
وجرتْ عند كرِّهم ريح نُصرٍ
تحتَ عُثنونِ ذلك القسطال
بابتهالِ امرىء تقيٍّ ذكيٍّ لي
لُه قبلَ ذاك ليلُ ابتهالِ
فإذا الكلبُ عن حِماهم طريدٌ(74/57)
قد كفاه الطرادُ دونَ النزالِ
صدَّ عنهم وكان صبَّاً إليهم
حين لاقاهمُ صدودَ مُقالي
وتلته على الوحَى واثقاتٍ
من صبيبِ الدماءِ بالأنعالِ
غيرَ مُرتاعة ٍ لفورِ نجيعٍ
من صريعٍ ولا لصوتِ انجدالِ
فوقها طالبون كانوا قديماً
يطلبون الإدبارَ بالإقبالِ
يتقاضوْن في الغُلول نضالاً
من ديونِ السلاح بعد نضالِ
لهم في الظهور سبحٌ طويلٌ
بعد طعنِ الكُلى وضربِ القلالِ
لم يخيموا عَنِ النزال ولكن
نزل النصرُ قبلَ دعوى نَزال
شمَّروا في الوغى وذُلّل يعقو
بُ وألوى التشميرُ بالأسبالِ
والموالي مشمِّرون وكم
ذيلٍ حباهُ التشميرُ بالأسبال
ذلّل الحيل حين شمَّرتْ لل
حربِ فما زادها سوى الأثقالِ
ولعمرُ القنا الذي استدبرتْه
لو تمتّعْن منه باستقبالِ
ضلَّ يعقوبُ إذ يعدُّ التهاوي
لِ لمن لا يُهالُ بالأهوالِ
لزَمتهُ زِجاجَها لعيونٍ
ليس فيها كوالىء بل كوالي
لا رأتْ يَومَك الفظيعَ الموالي
فالموالي لما صنعت مَوالي
كدتَ أعداءَهم بكيدٍ عظيم
ذبَّ للقومِ في شخاصٍ ضِئالِ
فاجتَلى هامَهم بسيفِ دهاءٍ
لم يزل قاطعاً بغير استلالِ
وبك استيقظوا وقد زاول الغا
درُ قبلَ القتالِ بابَ الختالِ
قلتُ إذ سطَّر الأساطيرَ مهلاً
رُمْتَ من لا يُزلُّ لاسترسالِ
أرسلوا نحوه السهامَ جواباً
لرسالاتِه وللإرسالِ
عظُمت غفلة ُ امرىء مُبتداه
رام من ذَراكَ باستغفالِ
جادلتْ تُرّهاتهم فاستنز
لتْها إلى النار أيما إزلال
حكمة ٌ منك ربما جُعل السي
فُ لساناً لها غداة الجدالِ
بعدما قلتَ لاسمِ كيدك زرهم
مجلباً في عساكر الأرجالِ
فمضى بادئاً ومعناه خا
فٍ غيرَ رُعبٍ يصولُ كلَّ مَصالِ
ظلّ لما أطلّ تنفلُّ عنه
عزماتُ الطغاة ِ كل انفلالِ
وقديماً ذُكرتَ فاشتملٍ المَجْر
على الرعبِ منك كل اشتمالِ
وغدا ربّه يرى كلَّ شيءٍ
كائداً شديدَ المحالِ
وجِلا قلبهُ بلا أخذِ حِذرٍ
غير مافي حشاه من قلقالِ
لو تدلّى إليه حبلٌ من اللَّه
رآه حبلاً من الأحبالِ
واسم كيد المجرِّب الكيدَ كيْ(74/58)
دٌ ظَاهِرٌ قبل بطان ختَّال
ليس ينفكُّ صائلاً في صدورٍ
صولة ً بالقلوبِ قبل الصّيالِ
ما عجبنا من انفلال ابن ليثٍ
عن حسام لمثله فلاّل
حُوَلٌ يغرقُ المداهون منه
في غمار يَرونها كالضحالِ
بل لإقدامه مع الرُّعبِ لكن
ساقهُ الحينُ راكبَ استبسال
مستطارَ الفؤاد مُشْعَرَ خوفٍ
لا طمأنينة ٍ ولا استرسالِ
ثكِلت أمُّ منْ تعادي وما كن
تَ تعادي إلا بني مِثكالِ
لك إطراقة ٌ إذا ناب خطبٌ
هي أدهى من سَوْرة الأبطالِ
يستثيرُ المكائدَ الصُّمعَ منها
أيَّ صِلّ هناك في العِرزال
وقى اللَّه ابن يحيى عن الأمْ
مَة شراً قد همَّ باستفحالِ
فتنة ٌ كان أهلُها قد تعدَّوا
قدْحَ نيرانها إلى الإشعالِ
أطفأتْها دماؤهم بل سيوفٌ
أبهلتْهنَّ أيما إبهالِ
وامرؤٌ مصلحٌ إذا عاينَ القوْ
مَ أرادوا الأديمَ بالإنغال
جَرّدَ الرأي والعزيمة َ والجِدْ
دَ وولَّى الوكالَ أهلَ الوكال
ومضى كالقضاءِ يأذنُ في سَفْ
كِ دماءِ العِدا لأسْدٍ بسّالِ
وكذاك القضاء يأذن في القت
ل وفيه عن القتال تعالي
قائلُ المدحِ في علي بن يحيى
غيرُ مستكرهٍ ولامحتالِ
بل إذا قاله أتَتْهُ المعاني
والقوافي تنثال أيَّ انثيال
لاتطالبهُ بالثوابِ فما ردْ
دُ ثوابٍ من مثلهِ بحلال
لن يحلَّ الثوابُ إلا إذا ما
كان في المدحِ موضعٌ لاعتمالِ
فاطوِ كشحاً عن الثوابِ لديه
والتمسْ نيل ماجدٍ منه نالِ
بذلَ المالَ للرعيّة والنف
سَ لراعيه ديدَني بذالِ
للندى والردى مواطنُ كُرهٍ
لايُطاليه حرَّهنَّ مُصالِ
ملك أوْرثَتْه ساسانُ اليونا
نُ من والدٍ وعمّ وخالِ
بيتَ نارٍ وبيتَ نورٍ من الحك
مة طالا شواهقَ الأجبالِ
لستُ أنفك قائماً يا بن يحيى
فيك بالمدح غيرَ ذي إخلالِ
وإلى اللَّه بعد هذا تشكّي
حاجتي منك خلة َ الإغفالِ
أصبحتْ حاجتي إليك تُرجَّى
في عقال أمرَّ من عقالِ
وأُراني إليك دون أناسٍ
لاتُداني بحورُهم أوشالي
ولهذا ومثلهِ غير شكٍّ
كان بينَ القوابل استهلالي
ما بكاءُ الوليدِ إلا لأمرٍ(74/59)
حُقَّ من مِثله مشيبُ القذال
أتُراه بكى من الرَّوح والرُّح
ب على غمة ٍ وضيقِ مجالِ
لا ولكنْ جلَّى هناك عليه
ما سيلقى من العجائب جالي
أبصرتْ نفسُه الذي هو لاقٍ
فرأت منه منظراً لأهوالِ
من خطوبٍ تغشى به كلَّ حدّه
وصروفٍ ترمي به كل جال
فبكى مُعولاً لذلك ومحقو
قٌ بطول البكاءِ والإعوالِ
أوليست أعجوبة ٌ أن أراني
وحكيمٌ يعدُّني في الرُّذالِ
أصبحَ الشعرُ باليمين لديهِ
غيرَ شِعري فإنه بالشمالِ
ليت شعري علامَ تحرمُ مثلي
يا ثمالي وليس حينَ ثمال
رُزِق الشعرُ منكَ والقائلُوه
كلَّ حظّ فما لشعري ومالي
والقوافي يشهدْنَ لي صادقاتٍ
باضطلاعي بهن واستقلالي
وبأن الذي كسوتُك منهن
ن طِرازٌ ما كان بالهلهال
غيرَ أني قعدتُ عنكَ بوجهٍ
لم تُوقّحه عادة ُ التسآل
مُشفِقٌ أن ترى وأنت كريمٌ
ضرعَ المستنيل للمستنالِ
واثقاً منك بالعطايا التي
تَسْعى إلى القاعدين غيرَ أوالِ
ناظراً أن تَردَّ نقياً يراهُ
عضّ دهرٍ مصمّمٍ صوالِ
والذي يوجب اختلافٌ وحرصٌ
فقعودي أولى به واتكالي
وعدانِي عن التظلُّم منه
ما دهاني به من الأوجال
حالتي رثَّة ٌ فساقطْ حميداً
بجديدِ الرّياش عني نُسالي
دعَة الواثقين أوجبُ حقاً
من هُويّ الحُراص فوقَ الرمال
فأزِرْني لُها يديك فما زِل
نَ نِشاطاً للهمة ِ المِكسال
للبداءات يابنَ يحيى عُوادا
تٌ فعاوِد وللهوادِي توالي
أتبعِ الكفَّ ساعداً قلّما مث
لك أسدى يداً بلا استكمالِ
قد لعمري أنْهلتَني لو أتمتْ
نعمة َ العلّ نعمة ُ الإنهال
ليس من جدتَه بوسْميّ عُرفٍ
غانياً عن وليَك المتوالي
لايقولنّ قائلٌ فلتة ٌ منه
تلاها من الندامة ِ تالِ
والعطايا مالم تُكرَّرِ مرِاراً
بين قيلٍ من الأعادي وقالِ
وإذا ما أصاب رامٍ بفذّ
عُدَّ من خطيآتِه في النضالِ
لن يُسمَّى مسدّداً أو يوالي
من يديه الصّيابَ كلَّ توالي
اخضل الشكرُ بالندى فتضوّع
ريحُ ريحانِه على الإخضالِ
قد أمَحَّ الذي كسوتَ من النع
مَى فأصبحتُ منه في أسمال(74/60)
فأعِدْه لازلتَ لابسَ نُعمى
سابغاتٍ جديدة َ السربالِ
أنا من قال مُطنباً فيك قولاً
باقي الذكرِ سائرَ الأمثالِ
فاحمِ أنفاً من المجازاة عن با
قٍ بفانٍ وعن جديدٍ ببال
فلنُعمى يديك أولى بأن تَنْ
مَى على الدهر من رواسي الجبالِ
وتعلَّم أنّي وإن أنا أُذِلل
تُ بما قلتُ فيك من أقوالِ
عارفُ النفسِ أنني لم أجاوزْ
فيك قولَ العِدا بجهِد احتفالِ
مثل لا يجاوزون الذي قلتُ
إلى غيره بوجهِ احتيالِ
ليس يستطيعُ أن يقول المعادي
فيك إلا الذي يقول المُوالي
وتطوّلْ بركبة ٍ أرتجيها
منك تُدعى فتاحة َ الأقفالِ
تتشكّى سبيلها خيلُ صدقٍ
ولاتشكَّى سآمة َ الأعمال
لم أجشّمك أن تكون شفيعاً
لي إلا إلى فتًى مفضالِ
أبلجُ الوجهِ كالهلالِ بل البد
رِ بل الشمسِ بل فقيد المثال
لايُضاهيهِ في المحاسن إلا
ما يُسدّيه كفُّه من فعالِ
محسنٌ مجمِلٌ وليس ببِدْعٍ
ذاكَ من مثله ولا بمحالِ
ذانكِ الحسنُ والجمال حقيقا
ن بكُنه الإحسان والإجمال
أحسنَ اللَّهُ خَلْقه فبداه
في انتساخٍ من حسنِه وامتثالِ
يستملاّن فعله من كتابٍ
خُطّ في وجههِ بلا استملالِ
أريحيٌّ معطي العطية في العُط
لة ِ أضعافَ أختها وهْو والي
والجوادُ الطباعِ من لاتراه
حائلاً جودُه مع الأحوالِ
ليس ممن إذا ألحَّ شفيعٌ
أخلق الجاه عنده بابتذالِ
وإذا صوَّحتْ نتائجُ وعدٍ
قد ترامْت به شهورُ المِطالِ
كشف الوعدَ من نتائج صدقٍ
مُعجلاتٍ لم تَضْوَ في الإعجال
وعجيبٌ من الحوافلِ أن تج
مع بين التعجيلِ والإجزال
أقسمَ المجدُ أنه لا يجلْ
ِلي وعده عن ضوًى ولا عن حِيال
وعسى حاسدٌ يقول فهلاّ
نزلتْ دِرَّة ٌ بلا استنزالِ
كيف لا يسبق الشفيعَ نداه
بعطايا تنهلُّ كلَّ انهلالِ
ولعمري ماذاك إلا لفضلٍ
عميتْ عنه أعينُ الجُهال
لأبي الصقر إخوة ٌ هم لديه
بمحلّ من الأخوة ِ عالِ
ليس مستأثراً عليهم يدَ الده
رِ بعِلق من المحامِد غالِ
فهو يستجلب الشفاعَة منهم
لا لنقصٍ في جَودِهِ بل كمالِ(74/61)
يتوخّى من ذاك أن يشركوه
من حُلى المجدِ في الذي هو حالِ
ويفوزوا بالحمدِ من حيث لا يصْ
لون غُرماً يصْلاه للحمد صال
هكذا يفعلُ الجوادُ إذا كا
ن جواداً بالمنفِسات الغوالي
وحقيقُ من كان شرواه في الفض
لِ بتنفيل أفضلِ الأنفال
مِثله عرّض الأخلاء للحم
دِ لهم بحق الخلالِ
فمتى نوَّل امرؤٌ بشفيعٍ
فلحمدٍ إلى الشفيعِ مُمالي
ذاك ظنّي به وليس بظنْ
بل يقينٌ ذو غُرة ٍ كالهلالِ
فليطلْ رغمَ حاسديه على الفض
لِ طُوالاً يجوز حدّ الطّوال
إنما يشفعُ الكِرامُ من النا
س إلى كلّ ماجدٍ فعّالِ
لن يعيب السحابَ أن يتولّى
منه أيدي الرياحِ حلّ العزالي
فالْقَ في حاجتي أخاك أبا الصق
رِ تجدْه مشمّر الأذيالِ
واهتبلْ عُطلة َ الكريمِ ففيها
يستَقى من جِمامة كلُّ دال
فرعتْ ماجداً فأصبح يبني
سورة َ المجدِ جاهداً غيرَ آلِ
هي حال الجوادِ يعدمُ فيها
كلّ شيء لجودِهِ مُغتالِ
فافتَرِصها وكفُّه لي مِلاء
من نوالٍ ووجهه لي خالي
لاتُخفِ بخلَه وبادِر نَداه
فهو للفال أغولُ الأغوالِ
تلقَ من ليس وجهُه يقذي الع
ينَ ولا درَّه على أميالِ
وهو مُسْتروحٌ لقاءك إيا
ه يرى أنه نسيمُ الشمالِ
مُتصدّ لحاجة ٍ لك قد أش
فَى نداه على شفًى منهالِ
ومتى ما لقيته كان غيثاً
أمرته الجنوبُ بالتهطال
ليس منْ كنت ريحَهُ ببعيدٍ
من سماءٍ تَبُلُّه ببلالِ
وامرؤٌ يستقى بجاهك أهلٌ
بسجالٍ رويَّة وسجالِ
لك وجهٌ مشفَّعٌ من رآه
زاح عنه هناك كلَّ اعتلال
ينزل القطرُ من ذرا المزن في المَحْ
ل على كل جردة ٍ ممحال
ليس ينفك للشفاعة ِ مبذو
لاً وما إنْ يزدادُ غيرَ صقالِ
وكذلك الكريمُ سآل حاجا
تٍ سواه وليس بالسئّالِ
صنتَ نفساً أذلتْ في المجد منها
لاعدمناك من مصونٍ مذالِ
كم منيعِ الجَدَا شفعْتَ إليه
لخليلٍ رأيتَه ذا اختلالِ
جاد إذ صافحتْ يداك يديهِ
ورأى وجهكَ العظيمَ الجلالِ
ففكَكْتَ البخيلَ من غُلّ بُخلٍ
وفككتَ الفقيرَ من سوءِ حالِ
فإذا أنت قد فكَكْتَ أسير(74/62)
ين وقِدْماً فككتَ من أغلالِ
ومنحْتَ الذميمَ منحة َ حمدٍ
ومنحتَ العديمَ منحة َ مالِ
فإذا أنت قد أنلتَ نوالي
نِ وقدماً أنلْتَ كلَّ نوالِ
فلأكنْ بعضَ مَنْ غرست تَبي
يَنْ فضلُ شكريك غير ما إذلالِ
سترى كلَّ منْ ندبتَ إليه
أنَّ شكري لشُكرهِ ذو عيالِ
ولقاءُ الوزير في الحاجة الأخ
رى فلا تنتظر استعجالي
فوا أيدي المطيّ نحو الألّ
بل وأيدي الحجيج فوقَ الآلِ
إن نُعماكما تشملُ قوماً
منهمُ المرءُ لا يفي بقبالي
لو قضى الدهرُ للمُحق لأضحوا
لايسوّي خدودهم بنعالي
يأكلون الآكالَ دوني وليسوا
لشكر المُؤثِرين بالأُكَّالِ
أنكِرا منكراً من الأمرِ نُكراً
واعدِلا بي هُديتما إعدالي
فقديماً أنكرتما الحظّ والحر
مانَ لم تجرِيا على استئهال
يا عليَّ العُلا أيا حسن الحسنى
ابن يحيى الحيا لدى الإمحالِ
إن ظني فلا يقع دون ظني
همُّك الطامح البعيدُ المغالي
أن سترقى بي المراقي حتى
أتعالى في باذِخ مُتَعالي
أنت ذاك الذي عهدتك قِدماً
لايغاليك في المساعي مغالي
لوتجاريك في مكارمك الري
ح لخيلت مشكولة ً بشكال
رُب ذي حاجة ٍ أرقْتَ لها
ليلاً طويلاً وباتَ ناعمَ بالِ
نام عمّا يعيّنه منها وما نم
تَ ولو نمت بات ذا بلبالِ
غيرَ ما سُمْتَني وتاللَّهِ أدري
أيُّ كسْبي ترى به إبْسالي
ما أرى ذاك غيرَ نحلي لك
الودَّ وحوكي ثيابه وانتحالي
إن تقاضيتُك احتجزتَ وإن طا
ل سكوتي قابلْتَه باهتمال
وغريبٌ مستنكرٌ من سجايا
ك تناسِي الغريمِ ذي الإهمالِ
أين تغليسك البكورَ لحاجا
تِ نيام عنها ذوي استثقالِ
أين تهجيرك الرواحَ على الأيْ
نِ مُجدَّا للاعبٍ بطال
أين تشميرك الذيولَ ومستكْ
فيك في بال فاكهٍ ذيّالِ
أينَ سعيٌ عهدتُه لك بِلغٌ
أتراني وافقْتُ شوطَ الكلالِ
أم لذنبٍ نبوْتَ عني فلِمْ با
ن اكتسابُ الذنوبِ للأطفالِ
إنما كلَّ ما أتى ليَ في ظِلْ
لك حَوْلٌ أو دونه بليالِ
وهبِ الذنبَ واقعاً أين إم
هالُك ذاك الشبيهُ بالإهمالِ
ما عرفناك بالبوادرِ كلا(74/63)
بل عرفناك بالعطايا العِجال
أم ملال عراكَ مني فأنَّى
حان قبل اللقاءِ حينُ الملال
وهبِ الحين حينه أتُراه
خان أخلاقه تجمُّل قال
لا لَعمري لاسيّما صنوُ مجدٍ
فيه مافيك من حميدِ الخصال
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وقفاتُ رأيك في الخطوبِ تأملُ
وقفاتُ رأيك في الخطوبِ تأملُ
رقم القصيدة : 61983
-----------------------------------
وقفاتُ رأيك في الخطوبِ تأملُ
ونفاذُ عزمِك في الأمورِ توكُّلُ
للَّه درُّك من عِمادِ خِلافة
ماذا تصون بك الملوكُ وتبذلُ
مازلتَ تَعمِدُ للمخوَّفِ صيانة ً
وتُسلُّ فيه كما يُسلُّ المُنصلُ
فرقَ الشكوكَ وفي الشكوكِ تلبُّسٌ
جمع الأمورَ وفي الأمور تزيُّلُ
جلبَ المعاشَ وفي المعاشِ تعذُّرٌ
حقَنَ الدماءَ وفي الدماء تبزُّل
هنأ الموفَّق أنه حظٌّ له
ظفرتْ يداه به يُطيبُ ويُجزِل
كافي المشاهدِ لا يخورُ ولا يني
ثبتُ السجية ِ ليسَ فه تغوُّل
متسربِلٌ ثوبَ الشبابِ ولم يزلْ
بالحزمِ فيه وبالوقارِ تكهُّل
فيه إذا افتُرِضَ البدارُ تسرُّعٌ
وله إذا حُذر العِثار ترسُّل
حمَّال أثقالٍ يقومُ بحملِها
كالطَّوْدِ ليس بجانبَيْهِ تخلخُل
فليعلمِ الملك المظفَّرُ أنه
ما للسلامة ِ ما أقام ترحُّلُ
سُدَّتْ على الخَللِ المداخلُ كُلُّها
ولقد يُرى في كل بابٍ يدخُلُ
نِعْمَ الوزيرُ اختارهُ لأُمورهِ
في كل نائبة ٍ ونعم المدْخَلُ
رجلٌ له أنَّي وكيف نسبْتَه
في الأكرمينَ تصعُّدٌ وتنزُّل
يقظانُ فيه تساقُطٌ وتغافُل
إذْ في سواه تسقُّطٌ وتغفُّلُ
مصقولة ٌ أخلاقُه لاتُجتَوى
مشحوذة ٌ عزماتُه لاتَنْكلُ
ولاّهما رأياً له ومروءة ً
فالرأيُ يُشحذُ والمروءة ُ تُصقَلُ
تفدى بآباء البرية ِ بلبلاً
وفداهُ بالأبناءِ طُرَّا بلبلُ
وكناهُ بالصقر العُقابِ كناية ً
ولخَير إخوتك الذكيّ القُلقُل
ذاك الذي لا ينقضي معروفُه
إلا بمعروفٍ له لا يَعْطُلُ
ذاك الذي سبق الكرامَ فما لهُم
إلا امتثالٌ خلفه وتمثُّلُ
إنْ قال قالوا ما يقولُ وإن أبى(74/64)
فضلاً أبَوْه فما عداهُ تثقُّلُ
ولهم إذا نزلوا اليفاعَ تحوّلٌ
عنْه وليس له هناك تحوُّلُ
وترى تبدّله فتحسبُ زينة ً
وكأن زينة آخرين تبدُّل
وترى تعمُّلهم فتحسبُ هيبة ً
وكأن هيبتَه هناك تعمُّل
هو جَوْهرٌ والناسُ أعراضٌ وهم
يتبدّلون وليس فه تبدُّل
هذا مقالُ الحاسديك برغْمِهم
ولهم من الحسدِ المُمِضّ تململُ
وبنور شمسكَ أبصروكَ فإنها
تجلو عمى الأبصارِ عمّن يُكْحَلُ
ما قرّظوك محبّة ً لكنهم
لهمُ بذاك تتوُّجٌ وتكللُ
ومن العجائبِ أن أسائلَ مثلهم
وصفاتُك الحسنى بوصفك تكفُل
أنشأْتُ أسألهم بمثلكِ بعدما
أرجَت بريّاك الرُّبى والأهْجُلُ
فكأنني بسؤالهم متنورٌ
شُعلَ الذُّبالِ وللنهارِ ترحُّلُ
يا من تعرَّفتِ العُفاة ُ بجودِهِ
إنّ التشاغُل باللئام تبطُّلُ
إني امرؤ أودى الزمانُ بثروتي
وألحَّ يكلمُني وكفُّك تُدمل
فشددتُ نحوك أرحُلي مستيقناً
أني امرؤ ستُشد نحوي أرحلُ
أرجو لديك تعجُّلاً وتأجلاً
ولمرتجيك تعجُّل وتأجُّل
فليستمحْكَ فما مطامِعُ نفسِه
حُلُمٌ ألمَّ ولا مُناه تعلُّلُ
وعْدُ المنى وعْدٌ عليك نجاحهُ
وفلاحهُ والوعدُ عنك تكفُّل
ألفيتُ حاصلَ وعدِ غيرِك خِلفة ً
ورأيتُ رفدك قبل وعدك يحصُلُ
مستحمِداً لاتُستذمُّ ومُشرِقاً
لاتدلهمّ ونابهاً لا يخمُلُ
لم تلهُ عن حقّ المليكِ ولم تُضعْ
حقَّ الملوكِ فأيُّ حقّ يبطُلُ
عاونْتَهم ولزمْتَ طاعة َ ربّهم
ففضلْتَ بالحسنى ومثلك يفضلُ
وأحقُّ من دعتِ الملوكُ لأمرِها
مَنْ عندَه عوْنٌ وفيه تبتُّلُ
ممّن يبيتُ مع البراءة ِ خاشعاً
للَّه فيه تخوُّفٌ وتوجُّل
تتحلَّل الشُبهاتُ في طرقاتِه
وله بأفنية ِ الحذارِ تظلُّلُ
وسُلوكُ مَنْ طلب البوارَ تخمُّطٌ
وسُلوكُ من طلب النجاة تخلُّلُ
فيمَنْ سواك على الضعاف تحامُلٌ
أبداً وفيك عن الضعاف تحمُّلُ
ولمعشرٍ لا يُنعمون تطاولٌ
ولراحتيك الثَّرتين تطوُّلُ
ولقد نَفيْتَ عن التطوّلِ عيبهُ
فغدا وأصعبهُ مراماً يسهل
ولربّ شيءٍ ذي محاسنَ جمَّة(74/65)
وله مقابحُ إن أُديم تأمُّل
عيبُ التطوّلِ أنه لا واجبٌ
ونراك توجبه وفيك تنصُّلُ
كمَّلْتَ بالإيجاب منه محاسناً
قد كنتُ أحسبُ أنها لاتكمُلُ
وإذا تجمّلَ بالنطول أهلهُ
فله بما قد زِدْتَ فيه تجمُّلُ
وقرنْتَ بالإيجاب أن صفّيْته
من كل إذلالٍ كمن يتنقّل
يأبى لك التفضيلُ إلا أن تُرى
وعلى التطوّلِ من يديك تفضل
لبروق وجهك في الوجوهِ تهلُّلٍ
ولصوبِ كفك في الأكف تهللُ
وترى نوافلَ ما أتيت فرائضاً
والفرض عند بني الزمان تنفُّل
متغافلاً عن ذكر ما أسديْتَهُ
وإذا وعدْتَ فذاكرٌ لاتغفُل
متواضعاً أبداً وقدرُك يعتلي
متضائِلاً أبداً وأمرُك يعبُلُ
فُقْتَ الأنام صنيعة ً وصنائعاً
لازلت تستعلي وقِرنك يسفُل
فإذا الأماثلُ خايروك صنيعة ً
فكأن أيمنُهم هنالك أشمل
وفرعْت من شيبانَ ذِروة َ هضْبة ٍ
تعلو السحابَ فأي شأنك يضؤل
لمْ لا تلوذبك الخلافة ُ بعدما
أثبتّ مرساها وفيه تزلزلُ
أثبتّ آساسَ البنية ِ بالصفا
لكنّ أجرافاً لهن تهيُّلُ
فأنمتَ ليلَ الخائفين مكحَّلاً
فيه السهادَ وللدُّثور تزمُّل
تَرعى وتمثُل في صِلاتِك تارة ً
لمن احتباك فخلفُه لك يَمْثُل
تغدو وفيك تشدد وتودُّدٌ
كالدهرِ فيه توعُّر وتسهُّل
وبشيرُ من عاملْتَه ونذيرهُ
في حالتَيْك تبسُّم وتبسُّل
وكأن شخصَك حينَ يعقدُ حبوة ً
جبلٌ تخاشَع في ذُراه الأجبُل
وإذا وقرْتَ أو اهتَزَزْتَ لصولة ٍ
أرسى يلملمُ أو تزعزعَ يذبل
وسألتُ عنك الحاسدين فكُلُّهم
قالوا مقالاً ليسَ فيه تقوُّل
ذاك الوزيرُ بحقّه وبصدقِه
يُصْفي النصيحة َ للمولك وينخلُ
ذاك المؤمَّلُ للرعاة ِ ومن رعَوْا
إنْ صحَّ للمُتأملين تأمُّل
لا مَطْل فيك لطالبٍ منك الغنى
وإذا طلبتَ فإن شأوَك يمطلُ
وإذا اختُبرتَ فللعُفاة تعوّدُ
يدعو إليك وللعِداة ِ تنكُّلُ
وإذا سُئلْتَ فلا نداك تكلُّفٌ
وإذا مُدِحْتَ فلا ثناك تمحُّلُ
وكأن لهوتَك التي تعطى لُهاً
كأنَّ سَجلكَ في العاطِش أسجُلُ
وكأن ذمّتك التي هي عِصمة ٌ(74/66)
ذِمَم الورى وكأنَّ حبلكَ أحبلُ
فمتى دعا المعتافَ نحوك مرة ً
فألٌ دَعتني من فعالِك أفْؤُل
خُذْها إليك مُقرة ً بمعايِبٍ
ترجو تغمُّدَها لديك وتأمُلُ
وأقلُّ حقّك أن تُرى متجاوزاً
عن شاعرٍ في القولِ منه تهلهُلُ
ماضره ألا يجيدَ ومالهُ
بسوى نداكَ إلى جداك توسُّل
بل ما عليك من المدائح أُحكِمتْ
أم هُلهلَت في وشيِ نفسك ترفُل
ما قد كسْتك يداك مما أسدتا
كافٍ ومدْحُ المادحين تأكُّلُ
من كان يزعمُ طيبَ نشرِك آتياً
مما يقول فذاك منه تنحّلُ
تتصرّف الأرواحُ كيف تصرّفَتْ
وثراك من مسكٍ حباه قرنفلُ
لم تُذْكِ نشرَكَ في البلادِ مدائحٌ
لِركابِها في الخافِقيْنِ تقلقلُ
يكفيك نقلُ الشعر ذكركَ إنه
ذكرٌ له بِسدى يديك تنقُّلُ
أغنى العيانُ عن السّماعِ وما يُرى
فهْو اليقين وما يُقال تختُّل
بلغتْ مآثرْك البعيدَ فما الذي
نرويه عنك بمدحنا أو تنقلُ
هذا لذاك وإنْ أجاد مُجيدُنا
فلما فعلْتَ عن المقال تمهُّلُ
وبأن أجَدْتَ أجاد مدحاً مادحٌ
قسماً بمدحك ليس عنك تحلُّل
لولا البدائعُ من فعالك لم يكن
للمادحين إلى البديعِ تغلغُل
أرجو وإن رذُلتْ مدائحُ قُلتُها
أن لا يكونَ لديك مَدْحٌ يرذُل
لتخلُّف الشعراءِ عندك رأفة ٌ
ولسبق سابقهم لديك تقبُّلُ
فمتى تقدّمَ أو تأخّر شاعرٌ
عن شأوِ صاحبه ففيك تحمُّلُ
ما كلُّ مثلومِ الكلامِ بساقطٍ
قد يُقتَنى سيفٌ وفيه تفلُّل
ويقومُ طِرفٌ دون شوطِ رسيله
ويحليانُ حُلًى لهن تصلصلُ
عشقْتك أبكارُ القريض وعُونُه
فغدتْ إليك عواصياً منْ يعذل
ورأت لهاك عفاتَها أكفاءها
فغدت هناك عواصياً من يعضلُ
كم من قوافٍ لا يُنالُ وصالُها
قد أصبحت ولها إليك توصُّل
باتت معاولها عليك تقاتُلٌ
وغدت إليك لها إليك تقتُّلُ
متغزلات عند أروع مالَهُ
إلا مع المِدَح الوِضاءِ تغزُّلُ
بل لاتغزُّلٌ عند من لبنانه
رُفضَ التغزُّلُ بل هناك تبعُّلُ
سأسوء قوماً بامتداحِك همُّهم
في أن تُذَمّ وفي صنيعك يرذُلُ
لهمُ إذا أجملتُ فيك تجمُّلٌ(74/67)
ولهم إذا فصّلْتُ فيك تفصُّلُ
فاسلمْ لمدحِ المادحين ولاتزل
ذا نائل يُحبَى وكيدٍ يَقْتُل
فكِرٌ كمقدار السماءِ إذا انتحى
لم يعصمِ الأوعالَ منه توقُّلُ
ومناصحٌ تعلَى ونبْلٌ يعتلي
وصفائح تعلو وسُمر تنهلُ
لمُنابذيك ولابن سلمك جنة ٌ
لثمارها أبداً عليك تهدُّل
أنا من تحلله الزمانُ بتركه
ولمستجيرك بالأمان تجللُ
عزْبٌ من النعم الجِسامِ مقدّرٌ
بل أن يقدّرَ لي بهنّ تأهلُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقاسمُ لاتسددْ سبيلي إلى الرضا
أقاسمُ لاتسددْ سبيلي إلى الرضا
رقم القصيدة : 61984
-----------------------------------
أقاسمُ لاتسددْ سبيلي إلى الرضا
فأنت المولّى فتحَ كلّ سبيلِ
ولاتجعلنّ الظنّ ماعشتَ صاحباً
فلستَ تراه صاحباً لنبيلِ
أتقبل دعوى الظنّ وهْي مُخيلة ٌ
وتتركُ مثلي وهْي غيرُ مُخيل
وقد سار مدحي فيك كلَّ مسيرة
مزحزحة ٍ بل سال كلَّ مسيل
فإن قلت قد صحَّ الذي أتت جاحدٌ
فهبْ ذنبَ جانٍ لاعتذارٍ ذليل
أطال عليّ الليلُ أنْ قد منعتني
رضاكَ وكان الليلُ غيرَ طويلِ
وأنك صدقتَ الظنونَ وما أتت
على ما ادّعتْ من قصتي بدليلِ
وإنّ العدا مذ عُلتني وحَجبتني
رأوْا وجه قالٍ عند ذاك وقيل
وإن جُدتَ لي بالكُثْر قالوا مبغَّضٌ
فدى نفسه مَنْ قُربُه بجزيلِ
وإن جدتْ لي بالقُلّ قال خطيبُهم
قليل رُمَى في وجهه بقليلِ
وجودُك بالفضلِ الذي قدْ بذلته
شفاءٌ فلا تمزجه لي بغليلِ
وكلّ الذي أسلفتني من صنيعة ٍ
جميلٌ فلا تُردفه غيرَ جميلِ
أنلتَ فإن شئتَ الإقالة محسناً
أقلتَ ولم أعهدْك غيرَ مُقيل
وقالوا عليلٌ قلتُ كلاّ وإن يكنْ
عليلاً فما إحسانُه بعليلِ
كساهُ الذي أعلاهُ بُرْءاً وصحة ً
وكانت له الأيامُ خيرَ خليلِ
وأضحى وأمسى والسلامة ُ عنده
لحافَ مبيتٍ أو فراش مقيلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومعتذرٍ من نعمة ٍ قد أفادها
ومعتذرٍ من نعمة ٍ قد أفادها
رقم القصيدة : 61985
-----------------------------------(74/68)
ومعتذرٍ من نعمة ٍ قد أفادها
وآخر مُمتنٌّ عليَّ بباطلِ
فدتْ نفسُ هذا نفسُ هذا من الردى
وممن كل محذورٍ من الأمرِ نازلِ
وكيف وأنَّى لامرىء ٍ غير فاضلٍ
من الناسِ أن يُرضَى فداءً لفاضلِ
رأيت المُكنَّى بالحسين تحاسنتْ
أفاعليهُ حتى علا كلَّ فاعلِ
إذا طال شكرٌ طولَ كفّيه مرة ً
ثنى الطّوْل طلابا بتلك الطوائلِ
حباني فلم يترك فعالاً لفاعلِ
وقلتُ فلم أتركْ مقالاً لقائلِ
بلى قد تركت القولَ في اليومِ كلّه
لغير غداً بل لي غداً في المحافلِ
سأمجِّده من آجلٍ بعد عاجلٍ
ويمجدني من آجلٍ بعد عاجلِ
فتًى نصبَ الشّطرنج كيما يرى به
عواقبَ لاتسمو لها عينُ جاهلِ
وأجدى على السلطان في ذاك أنه
يريدُ بها كيف اتقاء الغوائل
وتصريفُ مافيه إذا ما اعتبرتُه
مثالٌ لتصريفِ القنا والقنابِل
تأمَّلْ حِجاهُ في دقايق هَزْله
تجدْه حجاه في الهناتِ الجلائلِ
رأى خيرَها لمّا التقينا ولم يزلْ
يرى خير ما في الدسْتِ رأية َ عاقِلَ
فأبصر أعقابَ الأحاديثِ في غدٍ
بعيني عتيقٍ من عِتاق الأجادلِ
إذا قلّبَ الآراء في الدستِ مرة ً
رأيتَ مُجدّاً في مَخيلة ِ هازلِ
وما كان ممنْ يصطفيها فُكاهة ً
كبعضِ الملاهي أو كإحدى المشاغلِ
شهدتُ لقد نادْمتُه فوجدتُه
سميعاً فقيه القلب عن كل سائلِ
أصمَّ عن الفحشاءِ والعذلِ في الندى
طويلَ التمادي في شِقاق العواذلِ
يجودُ فيعطي ماله في حقوقه
على منهجٍ بين السبيلين عادلِ
فإن هاجه هيجٌ من العذلِ أصبحتْ
فرائضهُ مشفوعة ً بنوافلِ
هو النيلُ يجري في سواءِ سبيلهِ
فلا تنتحي عن قصدِهِ للمُعادلِ
فإن كفكفتْه الريحُ عن وجه جريهِ
طما واغتدى آذيُّه في السواحل
له راحة ٌ روحاءُ تشهد أنها
مغيضٌ لصنعٍ أو مفيضٌ لنائلِ
جزتْه يدّ أغلتْ يديه بحقّهِ
جزاء امرىء ٍ عن حقّه غيرِ غافلِ
ولاخملَ المعروفُ منه فإنه
تحمَّلَ منه نابهاً غيرَ خاملِ
قصرتُ له من طولِ شكري ولم تغض
بحوري ولا ألفيتُه غيرَ طائل
ولكنه فجرٌ بدا قبل شمسِه(74/69)
ونَغْشَه قطرٍ بشّرتْ قبل وابل
رويدَ المُكنَّى بالحسينِ رويدَه
سأجري به في المُشبهاتِ الأطاولِ
وماذاك عن جودي وفضل مثوبتي
ولكنه عن فضله المتكاملِ
سيضطرني حتى أكررَ مدحَه
تتابعُ كرَّاتٍ له بالفواضل
ولم تكُ جدواه عطية َ باخلٍ
ولكنها منه سجية ُ باذلِ
أخٌ لم يزلْ يرمي مقاتِلَ عُسْرتي
رمى اللَّه عنه قِرنه بالمقاتلِ
أبى اللَّه أن يلقى الندى منه هفوة ً
إذا ما الندى أضحى خطيئة َ باخِلِ
وقد زاح المزاحُ وآن جدٌّ
كجدّ الليثِ حفّتْهُ الشبولُ
ولست بمُوعدٍ بالشر لكن
كذا تدْلي شقاشقها الفحولُ
لك الآلاءُ عندي والأيادي
فلمْ مست تخالطُها تُبُول
وقد سيرْتُ أنكمُ غيوثٌ
تجودُ ولا تكون لها وُحواُ
وما من مُزْنِكم ما فيه دجنٌ
ولا من ريحكم هَيْفٌ جَفُولُ
وإني للفتى القوّالِ فيكم
وإنك للفتى فينا الفعُولُ
ومالي لا أقول وقد اقرَّتْ
لي الشبانُ طُراً والكهول
وأوضاح الأغرّ مفضلاتٌ
ولكن دونَ غرتهِ الحُجُول
وعهدُك صِغة ُ الله استُجدَّتْ
فلاتك كالخضابِ لها نُصولُ
ولاحِظْني بطرفِكٍ لا جديداً
ولا مستكرهاً فيه فولُ
قضيتُ من الدُّعابة ِ نخبَ لهو
وما ترك المداعبة َ الرسولُ
يصيب مقاتلي ومعي سلاحي
وأنتم حاضرون ولا أصول
ونِعم الجذْل للتدبير نأوي
إليه إذا تضعضعت الجذولُ
ضمومٌ كلما انفرجتْ صدوعٌ
صدوعٌ كلما التبست شكولُ
فدبّر لي عليك عساك تُنقى
ضميرك لي وقد ينقي الغسُولُ
ومما اشتكي أني فريدٌ
وأن الناس كلهم بُعول
أباتَ المالُ نسوتهم حبالي
وبتُّ وزوجتي بِكرٌ بتولُ
ومالي زوجة إلا الأماني
مُعلّلة بلا لقحٍ تشولُ
وقلبي بينكم عانٍ بعانٍ
عليه من روادفهِ كُبولُ
يُقابلُ والعيونُ مُصحَّحات
ويدبر والعيونُ إليه حُولُ
فيا لهفي ويا أسفي امثلي
لكلّ مذلة ٍ جملُ ذلولُ
أأثْني حربتي عن كل قرنٍ
وأنتم حاضرون ولا أصول
وأتبع نائلاً بغنى وشيكٍ
إنَّ القطر تتبعه مرقالٌ ذَمُول
ورفّلْني ونفلْني فعندي
ثناءٌ فيك مِرقالٌ ذَمُول
وليس معارضتي إلا زهير(74/70)
ومن ابكته حَوْمَلُ والدخول
علي أني أرى التسببَ امسى
وهي أو كاد يدركُه البُطول
وليس يشدُّه لا كتابٌ
مُضمَّنُ عزمة ٍ فيها بُذول
وما أنا بالمقتصر في التقاصي
ولا انت الدَّفوعُ ولا المطولُ
وإني للمغفلُ حين يُرعى
وإنك أنت لا الراعي الغفولُ
صحبتك جاعلا سيماك فألي
وحسبي حين تشتبه الفُؤول
ولم أزجرْ هناك الطيرَ لكنْ
ثناؤك حين تحتفل الحُفولُ
أرجّي من نوالِك فيضَ بحرٍ
إذا ما أنكد الوشل الضَّمولُ
وما الراجي بمحروم لديكم
ولا المشنوءُ عندكم السؤول
وقد سر المكارمَ ان أدلْتُم
كما سر المجمَّرة َ القفولُ
ولا خطر التِّسحبُ لي ببالٍ
كما يتسحب الحَمقُ الجهولُ
وما استبطأتُ طولك في عتابي
كما يستبطئ الخِرْقُ العَجُول
وليس حُصولُ فائدة ِ حصولاً
إذا ما أخطأالغرض الحصولُ
وما أمتن شكري وامتداحي
وهل لك من حُلى مدحي عُطول
ألست معانَ معرفة وعُرفٍ
فكيف يغُول مدحَك من يغولُ
عطايا تُعتفى منها العطايا
وعقلٌ تسْتَقى منه العقول
وما ارتفعت كهمتك الثريا
ولا ألتْ كجاريك الوعولُ
فزدني منك تقريباً وبشراً
فإن الجنسَ تتبعهُ الفصول
وما بي نيل ما استوهبتُ لكن
حَبُّ لحُبّ ساكنها الطُّلولُ
ولم تزل الكرامة ُ أو سواها
فروعاً تستبان بها الأصولُ
وحَظّي بالوصولِ ليك حظي
ولكن الوصالَ هو الوصولُ
وإذنُ الوجهِ لا الحجابِ إذنٌ
وفي الأحشاء لا الدارِ الدخولُ
وما أفعالكم بمفعلاتٍ
وقولي في مدائحكم مقولُ
يُتابُع في أغراضه صوبَ نبله وافرأساء الرأيُ أم عزبَ الرسولُوقد حضرتْ شمولٌو الشمولُأظنُّ الرأي ساء ولم وأنيَّوذاك النُّور ليس له أفولُأحينَ بسطتَ فضلك زال عنيكريمٌ مكن حِفاظِك لا يزولُ وحالتْ صفحة ٌ ما كان رأيٌيريني أنها أبداً تحول ايا أملي أتمرعُ بطْنَ ك
إذا كان بعضُ الصوبِ فلتَة َ نابل
بدأت بمعشرٍ ليسوا عيالاً
عليك فلو بدات بمن تعولُ
بل الثقلان كلهمُ عيالٌ
عليك لأنك الغيثُ الهطولُ
ونحوك تُعمِل السَّفرَ المطايا(74/71)
وفي أذرائك الإنسُ الحُلولُ
كأن عفاة َ فضلك في مجال
وكيف تريث عودة ُ من يجولُ
يردُّهمُ انهيالك بالعطايا
وما ينهالُ منك هناكُ جولُ
فلا تتقدمُ الضعفاء منا
إلي معروفك الجُلُد الحُمول
أفُكّه معشرٌ ولهم فضولٌ
واغللنا وليس لنا فضولُ
كمصباحِ الكرام بني بويبٍ
أبى حسن لشانئهِ الهُبول
وما بي أن انافسه نفيساً
وكيف يُنافسُ الحرُّ البذول
كأنك بي اقولُ وقد اتاني
رسولُك بعدما غالته غولُ
وتضمنُ ذاك أعراقٌ كرامٌ
تهزُّك لي وأخلاقٌ سُهولُ
نعم وتزيدني ما أنت أولى
به ويُحقُّ فضلك ما أقولُ
أساء الرأيُ أم عزبَ الرسولُ
وقد حضرتْ شمولٌو الشمولُ
أظنُّ الرأي ساء ولم وأنيَّ
وذاك النُّور ليس له أفولُ
أحينَ بسطتَ فضلك زال عني
كريمٌ مكن حِفاظِك لا يزولُ
وحالتْ صفحة ٌ ما كان رأيٌ
يريني أنها أبداً تحول
ايا أملي أتمرعُ بطْنَ كفّ
لعافٍ واللقاءُ له مُحول
ألا إنَّ القصاصَ لخِيمُ سوءٍ
أبتْه لك العمومة ُ والخؤول
فمالك في القصاص فدتك نفسي
وقدْرُتك عن منافستي يطولُ
حلفت لتجزلنّ لي العطايا
ورأيك أنك البرُّ الوصولُ
أما في الطّوْل جمعمك بين بريّ
وتقريبي وقد وقعَ القبول
تحية ُ روح ندمانٍ ومجنى
فكاهاتٍ تُجَرُّ الذيولُ
وإن نفاستى حظاً عليه
للؤمٌ في الخليفة ِ بل سُفولُ
ولكنَّ المكانة َ منكَ حظُّ
تجورُ لها الفلاسفة ُ العُدول
عذلتكمُ على استمرار ظُلمي
ولولا الظلم ما عذلَ العذولُ
على أني أرى ما نلتموه
إلي لدى تأمُّله يؤولُ
إذا ما ليلة ٌ قصُرتْ عليكم
فليس لها هناك عليّ طولُ
وأرجو توبة ً منكم نصوحاً
وبعضُ القوم توبتهُ خُتُول
منحتُكها مطفَّلة ً تُباري
ذبابَ السيف ليس لها نُكول
ولو اني أشاءُ لقلت غيري
ظلامتُها جفاؤك يا ملولُ
تشكَّى ما اشتكاه أنينُ مُضنى
وتحكى ما حكى دمعٌ همولُ
فإن تكُ محضري كَلاّ ثقيلاً
ففي الكرماء تُحتَمل الكلول
وما بي سلوة ٌ فأقول سيروا
فإن الريح طيبة ٌ قبولُ
ووجهُ مثلُ بدر السعيد أمسى
وليس عليه من ليل سُدولُ(74/72)
ولستُ كمنْ له قلمٌ مطاعٌ
تُهال الرَّجلُ منه والخيولُ
وإن عاد الرئيس لبخس حقي
غضبتُ وغضبتي أمرٌ يهولُ
وفُكَّه معشرٌ ضعفاء مثلي
ولكنَّ كلَّهم طبنٌ حيول
كشهريّ لديك ومعشريّ
طفلين شأنهما الوُغول
إذا شاءا أطافا كلَّ يومٍ
بحيث يخالفُ النهمُ الأكولُ
وكلّ فتى له وجهٌ وثيقٌ
متى ما شاء أمكنه النزولُ
وإنا في صناعتنا لرهطٌ
ودولتُنا بدولتكم تدولُ
طفيليون من نحلُل ذراهُ
فأمُّ طعامِه الأمُّ الثكُولُ
ولكن خانني شركاءُ سوء
وغلّوا لا صفا لهُم الغُلول
وإن عادوا إلى اخرى سواها
تُتبعتِ الطوائلُ والذحولُ
وأحسبهم ستنذرهم بيأسٍ
عقول لا تباعِ بها العقولُ
وأنت إذا المثابة ُ ظلَّلتْنا
دليلُ هُدى يلوذ به الضَّلُول
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبدرَ السماءِ وغيثَ السما
أبدرَ السماءِ وغيثَ السما
رقم القصيدة : 61986
-----------------------------------
أبدرَ السماءِ وغيثَ السما
ءِ لازلتَ حياً مُدالاً مُديلا
أتاني أنك راعيتني
وساءلتَ عني سؤالاً طويلا
فأكبرتُ ذاك وأعظمْتُه
وإنْ كان فيما تسدّي قليلا
ورفَّعتُ رأساً به خشعهُ
وأثقبتُ للدهرِ طرْفاً كليلا
وأصبحتُ أخطِرُ ذا نخوة ٍ
عزيزاً وأضحى عدوي ذليلا
وأقسمتُ بالله أن لا يزا
ل مقدارُ نفسيَ عندي جليلا
ولمْ لا يُجلُّ امرؤٌ نفسه
وأنت ترى فيه رأياً جميلا
ويا لهفَ نفسي لما طلبْ
تُ أن كان بختيَ بختاً عليلا
أيطلبني سيدٌ لا أزا
ل أبغي بجهدي إليه سبيلا
فأخْفى عليه ويخفى عليْ
يَ أي فدٍ بغاني مُغيماً مُخيلا
ليُمطرني مطرة ً لا يزا
ل عُودي منها وريقاً ظليلا
أقولُ لنفسي وقد أثْخنت
فأبدتْ عويلا وأخفت غليلا
عزاؤكِ يا نفسُ لاتهلكي
فإن لأمرك أمراً أصيلا
وإن أمامك مندوحة ً
ومولًى كريماً ورفداًجزيلا
ومنْ شأنه أن إذا همْ
مَ ثمَّ مستكثراً أن يُرى مستحيلا
وإن سبق الرأيَ وعدٌ له
بمُنفسِه جلَّ أن يستقيلا
أراه بحقٍ مليكاًعليْ
يَ مقتدراً ويراني خليلا
سيطلبني فضلهُ عائداً(74/73)
كما يتتبّعُ سيلٌ مسيلا
جعلتُ بذاك سنا وجهِه
بشيراً وجودَ يديه كفيلا
ولن أتقاضاه حسبي به
على نفسهِ للمعالي وكيلا
ولست أرى شاعراً عادلا
يكون لسماه عندي عديلا
جعلت الصباحَ على نفسه
دليلاً لعيني وحسبي دليلا
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا ما جلتهُ الحربُ أعرضَ رمحُه
إذا ما جلتهُ الحربُ أعرضَ رمحُه
رقم القصيدة : 61987
-----------------------------------
إذا ما جلتهُ الحربُ أعرضَ رمحُه
على لاحقِ الأقرابِ نهدَ المراكلِ
تهاتفت الأبطال هنَّك فارساً
شهدْنا لقد صدّقْتَ بشرى القوابلِ
فإن طاعنوه كان أولَ طاعنٍ
وإن نازلوه كان أول نازل
يشيّعه قلبٌ رُواع وصارمٌ
صقيلٌ قديمٌ عهدُه بالصياقلِ
يشيم بروقَ الموتِ من صفحاتِه
وفي حدّه مِصداقُ تلك المخايلِ
ويوم عصيب ظِلّه مثل ضِحّه
بل الضّح أعفى من ظلالِ المناصلِ
يبادلُ أعلاقَ المظنّة ِ تحتهُ
رِجالٌ عِدًى يا للعدو المبادَل
إلى أن تظل المَضْرحيّاتُ بينهم
تدف بِطانا دُلّحا بالحواصل
وقد شمّرت عن ساقها غير أنها
تركَّضُ في ذيل من النقعِ ذائل
قضى بين جمعيه وكم من كريهة
قضى بين جمعيها بإحدى الفواصل
ألا هبلتْ أمُّ المعادِيه نفسه
وأيُّ امرىء عاداه إلا ابن هابلِ
أكفُّكُم في الأرضِ أعينُ مائها
وأقدامكم فيها مَراسي الزلازل
همُ أهملونا في مُصابِ عيونهم
سُدًى ورعونا بالقنا والقنابلِ
فأصبح شملُ الناس شملَ رعية
وسربهُم في العيشِ سربَ الهواملِ
وكم حملونا نعمة ً بعد نعمة ٍ
على أننا منها خِفافُ الكواهلِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ترفّعْ إلى النجم العليّ مكانُه
ترفّعْ إلى النجم العليّ مكانُه
رقم القصيدة : 61988
-----------------------------------
ترفّعْ إلى النجم العليّ مكانُه
ونَل كل ما منّاه نفسَك فضلُها
ولاتتكبّرْ عند ذلك كله
فواللَّهِ مانلتَ التي أنت أهلُها
عذرتُك لو نلتَ التي أنت دونَها
من الأمرِ أو نلتَ التي أنت عِدلها
ولاعذرٌ إن نِلتَ التي أنت فوقها(74/74)
على هذه الصغرى التي قلّ عذلُها
أمثلُ الذي قد نلتَ يكبُرقدْرُه
لدى نفسك الكبرى التي ليس مثلُها
ولاعذرٌ للحالِ التي ضنَّ فرعُها
علينا بما فيه إذا اشتدّ أصلُها
عهدْنا لك الكفَّ التي جلَّ بذلُها
فلِمْ قلّ لما زادك الله بذْلُها
وما قلّ إلا عندَ عبدِك وحده
وقد جِيد حَزْنُ الأرضِ منها وسهلُها
أضأتَ لأهل الأرضِ غيري وأظلمتْ
لذلك نفسٌ حالف الليلَ رحلُها
وصبّتْ على غيري فجادت بطلّها
سماؤك حتى غرّق الناس هَطلُها
فأنت لعمري في العلو نظيرُها
وفي المجد مولاها وفي الحسنِ شكلُها
فجدْ مِثلَ ماجادت سحابة ُ رحمة ٍ
مطبّقة ٌ عمَّ الخلائقَ وبلُها
مضى قبلكم قومٌ أطاعت نفوسُهم
هواها فأداها إلى الشرّ نحلُها
وكانوا جرادَ الأرض يُفنون ريعَها
وأنتم تمجُّ الشهدَ للناس نحلُها
بل المثلُ الأعلى لكم من عصابة ٍ
غلامُ العلا منكم قديماً وكهلُها
العصر العباسي >> ابن الرومي >> نأمّل أبا عبد الإله فإنه
نأمّل أبا عبد الإله فإنه
رقم القصيدة : 61989
-----------------------------------
نأمّل أبا عبد الإله فإنه
هو ابنُ فرات شمسُ من يتأمّلُ
علتْ وأضاءتْ للعيونِ وربّما
غدا كلُّ طرْفٍ وهْو عنها مُفَلّل
فلا تكن المطروفَ عنها وصادها
تُضيء لك والإجمالُ بالمرء أجمل
أبو حسن ذو الحسنِ والخيرِ منظرا
ومُختبراً أعلى وأسنى وأجْملُ
فما ذنبه في ذاك إن كان ربّه
قضى أنه أعلى وذو الرغم أسفلُ
ولو لم يقلد فيه غيرُ وزيرهِ
وغيرُ ابنه وهو المرَّجى المؤمَّلُ
ورأيها ما لا يُفيَّل مثله
إذا أخطأ التوفيقَ رأيٌ مُفيَّلُ
إذاً لاعدمتَ الشكَّ والريبَ كلّهُ
فكيفَ ومصباحُ الفراتيّ مُشعَلُ
وفيه لعيني ناظرٍ متوسَّمٌ
شهودٌ وأعلامٌ من الفضلِ مُثّلُ
وفي ذاك ماجلّى عماية َ عامه
وقشّعها لكن ليلكَ أَلْيلُ
ولو كان ليلاً واحداً زال ظلُّه
ولكنه ليلٌ بليلٍ مُجلَّلُ
دجا ليلُ نحسٍ في سرارٍ وأطبقتْ
عليه السواري فهو أسود أطول
ومازلتَ ذا ظلمٍ قديمٍ وظلمة ٍ(74/75)
من الجهلِ تخفى عنك أنك تجهلُ
فلا تجرحنّ القولَ فيك فإنه
وإن لم يكن عدلاً عليك مُعدّلُ
وحسبُك جهلاً أن سعيت مشمّراً
لتجتثَّ أصلا تحته تتظلّلُ
سعيتَ بمن أحياك من بعد ميتة ٍ
وأدّى وفاءً ماوفاه السّموأل
وفي بغيك البادي عليك شهادة ٌ
بأنك مطروقُ الدماغِ مُخبّلُ
ولم أرَ ما تعتدُّه من ذنوبهِ
سوى أن أبى تبديلَ ما لا يبدّلُ
أكلفتَه هضمَ الخراجِ وحَطْمه
لك الفيءُ عدواناً وأنت مؤمَّل
فلما أبى قلتَ القبيحَ ولم تزل
تُبخّل ذا الإنصافِ قِدماً وتبخلُ
وقال فقال الحق دافع لومه
ببيّنة ٍ إذْ لم تزلْ تتقوّلُ
وكم حاجة ٍ مقرونة ٍ بخيانة ٍ
أباها وإن سيىء امرؤ متذللُ
وكم حاجة ٍ مستحسنٍ حملُ ثقلها
تحمّلَ منها فوق ما يُتحمّل
وليس على مال الخليفة ِ محملٌ
لبُطلٍ وفيه للحقائق محملُ
أمينٌ على مال الملوك كأنه
حِذاراً ونصحاً حية ٌ يتقلْقَل
ينالُ بكُنهِ اللوم كلَّ مخفَّف
عن الناس والسلطانُ بالحقّ مثقَلُ
يبيتُ إلى أن يجمع الفيءَ كلَّه
أخا فِكَرٍ مما به يتململُ
وهل حقُّ سلطانٍ يطالبُ أهله
أبو القاسم المحتاطُ إلا محصّلُ
ومن عتبك الغثِ الذي قد عتبته
على ابن فرات موضعٌ ليسَ يَعقل
فما صُنعُ عبدٍ في قضاء مليكهِ
وتقديرهِ وهْو المدينُ المحوَّل
ولابِدْعٌ أن ضمّ الوزيرُ كُفاته
إليه وألغى اللغو والرَّذْلُ يُرذل
رآك وقوماً أشبهوكَ نفاية ً
إماطتُها عند الأماثل أمثلُ
وهل ساقطٌ وافتْهُ دولة ُ حكمه
وحفظٌ على السلطان إلا مُبَّطلُ
وهل وثنٌ بعد النبي محمد
وبعد كتاب الله إلا مُعطّلُ
فلا تُلحمنّ الشعر عِرضك إنه
حريقُ هجاء نارهُ تتأكّلُ
ولاتُهدفِ الإقْذاع سمعَك إنه
وجدّك لاتُبلى عليك المفضّلُ
وقد قُرعت من ذي أناملك العصا
وإن راب ريبٌ بعدها سُلَّ معولُ
وإن أنت لم تردَعك رادعة النُّهى
فعنديَ مشحوذ الغِراريين مقصلُ
وإني لذو نظمٍ ونثرٍ كأنني
بحدّيهما رمحٌ مزجٌّ منصّلُ
وإن رمتَ من يُعنى به الحقّ والهوى
فإنك مخسوفٌ به أو مزلزلُ(74/76)
فلا تلحينّي إن لحيتك إنني
بنُصرة ِ إخوان الصفاء موكل
تنمرتُ للأعداء من دون صاحبي
وحاميتُ عن تاجٍ به أتجمّلُ
أبيْتُ فلا يُرعَى حماه بحضرتي
ولا لحمُه ماعشتُ باللحم يؤكل
وهبْتُ له طوعاً حفاظي وإنه
لأوْهبُ مني للحفاظ وأبذلُ
وإني ليحميه لساني وإنه
لأقْول مني في الخطوبِ وأفعلُ
وماحمسي من دونه أن رأيتني
وإياه في الهيجاء أمضي وينكُل
ولكنه فرضٌ يؤدَّى إلى العلا
ونافلة من بعده تُتنفّلُ(74/77)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامنْ سكونُ النفس في تأميلهِ
يامنْ سكونُ النفس في تأميلهِ
رقم القصيدة : 61990
-----------------------------------
يامنْ سكونُ النفس في تأميلهِ
وبلوغها المأمولَ في تأميلهِ
قدري لديك مُظاهرٌ لبليتي
فاصرفْ بطرفك عن جلالِ جليله
أصبحتُ يحقر لي تطوّلك الغنى
فتخطّ قدْري وانسَ نُبلَ نبيلهِ
وابذلْ لعبدِك ماتيسَّر إنه
في حالة ٍ تقذى جفونَ خليلهِ
ولتبلغنَّ به الغنى لكنّه
لابدّ قبلَ غناه من تعليله
لاتحقرنّ له التي في بذلها
إحياءُ مهجتِه وقتلُ غليلهِ
وافرضْ له من فضل كفك قُوتَه
واعزمْ إذا اتّسعتْ على تنقيلهِ
واملك عليه جماح نفسك إنها
تأبى من المعروفِ غيرَ جزيلهِ
واعذرهُ في استعجالهِ بغياثهِ
لشديدِ حاجته إلى تعجيلهِ
ولكان أوسعَ مُهلة ً من غيره
لوتحسنُ الحوجاءُ في تمهيلهِ
واعلمْ ولستُ معلَّما بحقيقة ٍ
أن النوى تأبى ازدراءَ ضئيلهِ
كلُّ لنوابِل معونة ٌ لمناله
عندَ الضرورة ِ زينة ٌ لمُنيله
ليس الجوادُ من اشترى شمسَ العلا
وحياة ً سمعتُها بموتِ هزيله
يامن يجود من الجَدا بكثيرهِ
ويُغيث قبلَ كثيرهِ بقليلِهِ
فاقصدْ لحق الرأي لاجورِ الهدى
فلأنت أعلى ناظراً بجميله
وعليك عند بلوغنا آمالنا
بعريصِ فعلك في الورى وطويله
ولكم جوادِ الكفّه بخَّل سائلاً
فرماه بالحرمان عن تبخيله
ولربما شقي الفتى بجوداه
ولربما حظي الفتى بنجيلهِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لتعطِ الولاية من فضلها
لتعطِ الولاية من فضلها
رقم القصيدة : 61991
-----------------------------------
لتعطِ الولاية من فضلها
فتى سلَّفَ المدحَ في العُطْلُه
فلم يؤتَ في المدحِ من جوده
ولم يؤتَ من سعة المهله
أتجعل شغلك غير امرىء
جعلتَ مدى عمره شغله
ومهما فعلتَ فأنكرته
فأنت أبا الصقر في الجمله
العصر العباسي >> ابن الرومي >> خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
رقم القصيدة : 61992(75/1)
-----------------------------------
خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
وعهد الليالي والغواني مُذمَّمُ
فظلم الليالي أنهن أشبْنني
لعشرين يحدوهن حوْل مُجرّم
وظُلم الغواني أنهن صرمنني
لظلم الليالي إنني لمُظلَّم
تنكرن لي أن نكّر الشيبُ لمَّتي
وفي الشيب للسودِ الذرى متحرّم
فإن أغد محزوم السهام فربما
غدا بي مُلقى غرة الصيد مُطعَم
ورب مَهاة صدتها بين نظرتي
ونظرتها أيامَ رأسيَ أسحمُ
أُعارض مرمى الوشح غير مخاتلٍ
فأستدرج الأقناص من حيث تعلم
رأيتُ سوادَ الرأْسِ واللهو تحته
كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ
فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه
فلم يَبْقَ إلا عهدُه المتوهَّم
وصفراءَ بكرٍ لاقذاها مُغيّبٌ
ولاسِرُّ من حَلّتْ حشاهُ مُكتّمُ
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجم
هي الورسُ في بيضِ الكؤوس وإن بدَتْ
لعينيك في بيضِ الوجوه فعنْدمُ
يظلُّ لها المزكومُ حين يسوفُها
سحابة َ يومِ وهْو بالمسك يُفعَم
لها لذَّتا طعم ورشٍّ وكأنه
دبيب نمالٍ في نقاً بات يُرهَم
مذاقٌ ومسرى في العروق كلاهما
ألذُّ من البرء الجديد وأنعمُ
كأنهما لثمُ الحبيب وضمُّهُ
وقد باتَ منه تحت خدّك مِعصمُ
إذا نزلتْ بالهم في دارِ أهلهِ
غدا الهمُّ وهو المرهَقُ المهضّمُ
أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجة ً
وعشراً يُصلّى حولها ويُزمزمُ
سقتْني بها بيضاءُ فُوها وكأسُها
شبيها مذاقٍ عند من يتطعمُ
سقيمة طرْفِ العينِ سُقماً بمثله
يصابُ صحيحات القلوبِ فتسقمُ
من الهيفِ لو شاءت لقامت
بكأسها وخاتمُها في خصرها متختَّم
كهمّ الخليّ اسودّ فرعٌ ومَكْحلٌ
لها خِلقة ً وابيضَّ ثغرٌ ومَلْغم مص خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
وعهد الليالي والغواني مُذمَّمُ
فظلم الليالي أنهن أشبْنني
لعشرين يحدوهن حوْل مُجرّم
وظُلم الغواني أنهن صرمنني
لظلم الليالي إنني لمُظلَّم
تنكرن لي أن نكّر الشيبُ لمَّتي
وفي الشيب للسودِ الذرى متحرّم
فإن أغد محزوم السهام فربما(75/2)
غدا بي مُلقى غرة الصيد مُطعَم
ورب مَهاة صدتها بين نظرتي
ونظرتها أيامَ رأسيَ أسحمُ
أُعارض مرمى الوشح غير مخاتلٍ
فأستدرج الأقناص من حيث تعلم
رأيتُ سوادَ الرأْسِ واللهو تحته
كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ
فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه
فلم يَبْقَ إلا عهدُه المتوهَّم
وصفراءَ بكرٍ لاقذاها مُغيّبٌ
ولاسِرُّ من حَلّتْ حشاهُ مُكتّمُ
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجم
هي الورسُ في بيضِ الكؤوس وإن بدَتْ
لعينيك في بيضِ الوجوه فعنْدمُ
يظلُّ لها المزكومُ حين يسوفُها
سحابة َ يومِ وهْو بالمسك يُفعَم
لها لذَّتا طعم ورشٍّ وكأنه
دبيب نمالٍ في نقاً بات يُرهَم
مذاقٌ ومسرى في العروق كلاهما
ألذُّ من البرء الجديد وأنعمُ
كأنهما لثمُ الحبيب وضمُّهُ
وقد باتَ منه تحت خدّك مِعصمُ
إذا نزلتْ بالهم في دارِ أهلهِ
غدا الهمُّ وهو المرهَقُ المهضّمُ
أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجة ً
وعشراً يُصلّى حولها ويُزمزمُ
سقتْني بها بيضاءُ فُوها وكأسُها
شبيها مذاقٍ عند من يتطعمُ
سقيمة طرْفِ العينِ سُقماً بمثله
يصابُ صحيحات القلوبِ فتسقمُ
من الهيفِ لو شاءت لقامت
بكأسها وخاتمُها في خصرها متختَّم
كهمّ الخليّ اسودّ فرعٌ ومَكْحلٌ
لها خِلقة ً وابيضَّ ثغرٌ ومَلْغم
وأشرقَ منها صحنُ خدٍّ مضرَّجٍ
يظلُّ بما فيه من الماء يُضرم
مُفدًّى يسمى باسمِ فيها مقبَّلاً
إذا قيل للخدّ الشتيم ملطّم
وأنَّى يسمّى ملْطماً وهوملثمٌ
فدى حُسْنَه من ذاك خَدٌّ مَلطَّمُ
على أنه مغرًى به العضُّ مُولعٌ
وليس له ذنبٌ سوى الحُسنِ يُنقَمُ
يُعضُّ وما أسدى إلى العين شيئاً
وليس بمظلومٍ وإن كان يُظْلم
يظلّ إذا أبدى لنا منه صفحة ًخصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
وعهد الليالي والغواني مُذمَّمُ
فظلم الليالي أنهن أشبْنني
لعشرين يحدوهن حوْل مُجرّم
وظُلم الغواني أنهن صرمنني
لظلم الليالي إنني لمُظلَّم
تنكرن لي أن نكّر الشيبُ لمَّتي(75/3)
وفي الشيب للسودِ الذرى متحرّم
فإن أغد محزوم السهام فربما
غدا بي مُلقى غرة الصيد مُطعَم
ورب مَهاة صدتها بين نظرتي
ونظرتها أيامَ رأسيَ أسحمُ
أُعارض مرمى الوشح غير مخاتلٍ
فأستدرج الأقناص من حيث تعلم
رأيتُ سوادَ الرأْسِ واللهو تحته
كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ
فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه
فلم يَبْقَ إلا عهدُه المتوهَّم
وصفراءَ بكرٍ لاقذاها مُغيّبٌ
ولاسِرُّ من حَلّتْ حشاهُ مُكتّمُ
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجم
هي الورسُ في بيضِ الكؤوس وإن بدَتْ
لعينيك في بيضِ الوجوه فعنْدمُ
يظلُّ لها المزكومُ حين يسوفُها
سحابة َ يومِ وهْو بالمسك يُفعَم
لها لذَّتا طعم ورشٍّ وكأنه
دبيب نمالٍ في نقاً بات يُرهَم
مذاقٌ ومسرى في العروق كلاهما
ألذُّ من البرء الجديد وأنعمُ
كأنهما لثمُ الحبيب وضمُّهُ
وقد باتَ منه تحت خدّك مِعصمُ
إذا نزلتْ بالهم في دارِ أهلهِ
غدا الهمُّ وهو المرهَقُ المهضّمُ
أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجة ً
وعشراً يُصلّى حولها ويُزمزمُ
سقتْني بها بيضاءُ فُوها وكأسُها
شبيها مذاقٍ عند من يتطعمُ
سقيمة طرْفِ العينِ سُقماً بمثله
يصابُ صحيحات القلوبِ فتسقمُ
من الهيفِ لو شاءت لقامت
بكأسها وخاتمُها في خصرها متختَّم
كهمّ الخليّ اسودّ فرعٌ ومَكْحلٌ
لها خِلقة ً وابيضَّ ثغرٌ ومَلْغم
وأشرقَ منها صحنُ خدٍّ مضرَّجٍ
يظلُّ بما فيه من الماء يُضرم
مُفدًّى يسمى باسمِ فيها مقبَّلاً
إذا قيل للخدّ الشتيم ملطّم
وأنَّى يسمّى ملْطماً وهوملثمٌ
فدى حُسْنَه من ذاك خَدٌّ مَلطَّمُ
على أنه مغرًى به العضُّ مُولعٌ
وليس له ذنبٌ سوى الحُسنِ يُنقَمُ
يُعضُّ وما أسدى إلى العين شيئاً
وليس بمظلومٍ وإن كان يُظْلم
يظلّ إذا أبدى لنا منه صفحة ً
تلذّ بها أبصارنا وتنعَّم
نُولّيه أطرافَ الثنايا وإنّه
ليَدْمَى من الألحاظِ بل حين يُوهمُ
بذاك قضى قاضي الهوى وهْو ظالمٌ
على الخَدِّ للعين التي هي أظلم(75/4)
ومازال في القاضي الغشومِ تحاملٌ
على الخَصمِ للخصمِ الذي هو أغشمُ
تفكَّهُ منها العينُ عند اجتلائها
بفاكهة ليست يدَ الدهر تُوخَمُ
عناقيدُ فردوسٍ وتفاحُ جنّة ٍ
تتوقُ إليها كُلّ نفسٍ وتقرم
يناغيهما رمانُ صدرٍ يعيذه
من العين ياقوتٌ ودرٌّ مُنظم
وبين ثمار الرأس والعين عبهرٌ
يضاهيه منها أقحوانٌ مَديَّم
رياضٌ وجناتٌ يهزُّ ثمارها
ونوارها غُصنٌ ودِعصٌ مركَّم
تفاوتَ منها الخلقُ في حسن صورة ٍ
تفاوتَ إبداعٍ فرابٍ وأهْضمُ
وخَدْلٌ وممشوقٌ وأبيض ناصع
وأسودُ غِربيبٌ وأقنى وأخثم
إذا استعرضْتها العينُ دقَّ موشحٌ
لها ورَبا ردفٌ وجَلَّ مُخدّم
مراكبُ للذَّات منها مضمَّرٌ
وما مسَّه ضُمرٌ ومنها مُطهَّم
لها فِرقٌ شتًّى من الحُسنِ أجْمعتْ
على أن يُلقَّى البرْح منها المُتيَّم
أما عجبٌ إجماعُ مختلفاتِها
على قتلِ من لاقَتْهُ لاتتأثَّم
كذا السهمُ يصمى وهو شتَّى نجارهُ
حديدٌ وريشٌ وابنُ غِيل مُقوَّمُ
خلوتُ بها فرداً إذا شئتُ علَّني
بكأسٍ لها ريَّا بنانٌ مُنعَّمُ
وإن شئتُ ألهاني غناءان خِلْفة ً
فصيحٌ ومما تنطق الطير أعجمُ
لدى روضة ٍ فيها النَّوْرِ أعينٌ
تُرقرق دمعاً بل ثغورٌ تبسَّمُ
يضاحك روقَ الشمس منها مُضاحكٌ
مدامِعُه من واقعِ الطلّ سُجَّمُ
كمستعبِر مستبشرٍ بعد حزنهِ
لبيْنِ خليطٍ قوّضوا ثم خيَّموا
يغازلني فيها غزالان منهما
ربيبُ الفيافي والربيب المتوَّمُ
إذا نصبا جيديهما فكلاهما
سواءٌ وإبريقٌ لديَّ مُفدَّمُ
ثلاثة ُ أظبٍ نَجْرُها غيرُ واحدٍ
لذي اللهو فيها كلها مُتنعَّمُ
غزال وإبريق رذُومٌ وغادة
تُحرّكُ من أوتارها وتُنَغّمُ
فظبي يُغنّيه وظبي يُعلُّهُ
وظبي يرودُ التلعَ أو يتجرثَمُ
لعيني مُراعي شخصه فيه مأس
وملهى ً وللمستطعم الصيد مطعم
فقد عكفتْ منها عليهِ بما اشتهى
هنالك أظْآر من العيشِ رُوَّمُ
وركبِ قنيصٍ قد شهدتُ جيادهم
تُحمْحِمُ في ثيرانِ وحشٍ تَغَمْغمُ
مها كالمها إلا جبالَ متونها(75/5)
وإلاّ مكانَ الوشمِ أو حيث تُلْطَم
وإلاَّ مخَطَّ الكحلِ من كلّ مقلة ٍ
وإلا قروناً تدَّرِي فتزنم
يُزنّجُ منها الناسبون وشيظة ً
وجمهورها في الناسبين مُرَوَّمُ
دُفعنا إليها وهْي زُهرٌ كأنها
خلالَ أنيقِ النَّوْرِ نورٌ مجسَّمُ
فما ذرَّ قرنُ الشمسِ حتى رأيتها
تعصفرها مثعنجرات تَهزمُ
دلفنا لها بالسمهريّ فطالعٌ
إلى مصرعٍ يرتاده ومُحَرْجمُ
وقد حاولتْ منجًى فقالت رماحُنا
لِمُمْعِنِها عرّجْ فهذا المخيَّمُ
فلم يُنْجِها إحضارُها وهْو مُلْهَبٌ
ولاذبَّ عنها اللُّها وهو مُتْأمُ
قرونٌ لها منها حرابٌ قرائنٌ
ولكنَّ خصمَ السمهرياتِ يُخْصَمُ
وقد طال ماذادتِ بها غير أنه
أتيح لها رأسٌ من الكيدِ مِصْدَم
بحيثُ يضمُّ الثورَ والعيْرَ مرتعٌ
يراعيهما فيه الأصكُّ المصلَّم
وشُنَّتْ لها في آل أخدرَ غارة ٌ
كما شُبَّ أُلْهوبُ الحريقِ المضرَّمُ
تنادمَ فيها الموتُ أحمر قاتماً
قريعَ المها والأخْدَريُّ المكدَّمُ
نديمان من شتّى وكأسٌ كريهة ٌ
أباها من الشُّرَّابِ إلا المجشَّمُ
فظلّ لنا يومٌ من اللهو مُمتعٌ
وظلّ لها يومٌ من الشرّ أيْومُ
ورحنا على القُبّ العتاقِ وكلُّها
من العلقِ الوحشيِّ أقرحُ أرثمُ
تخايلُ منه في خضاب تخاله
طِلاءً من الحناء قاناه بقَّمُ
كأنّ لها حَظَّيْن مما تصيدُه
على أنها منه مدى الدهر صُوَّمُ
وأنقذ منا العُفْرَ والرُّبْدَ ميلُنا
إلى العينِ والحُقْب التي هي أوسمُ
وكان لنا في كلّ حقّ وباطلٍ
جُنوحٌ إلى الشأن الذي هو أفخمُ
ومعتركٍ تبدو نجومُ حديده
وقد لفّه ليلٌ من النقع أطخمُ
شهدتُ القنا فيه تقصّفُ والظُّبا
تُفلَّلُ والبيضَ الحصينَ تحطَّمُ
فلم أكُ ممنْ حاصَ عن غمراتِه
ولاغاصَ فيها حيث غاصَ المغمَّمُ
ولكنني غامست خَوْضَة َ هَوْلِها
جهيراً شهيراً حين ضلّ المقرقمُ
ولم أغشها إلاَّ عليماً بأنّها
هي المجدُ أو مطرورة ُ الحدّ صَيْلَمُ
وليلٍ غشا ليلٌ من الدَجْنِ فوقهُ
فليس لنجم في غواشيه منجمُ(75/6)
عفا جِلْبُهُ آيَ الهدى من سمائه
وأعلامَهُ من أرضهِ فَهْيَ طَسْيَمُ
لبستُ دجاه الجونَ ثم هتكتُه
بوجناء يَنْميها غريرٌ وشدْقَمُ
عُذافرة ُ تنقضّ عن كلّ زَجْرة ٍ
كما انقضّ من ذي المنجنيق الململمُ
يخوضُ عليها لجة َ الهوْلِ راكبٌ
هو السيف إلا أنه لا يُثَلّمُ
نجيبٌ من الفتيان فوق نجيبهِ
من العيس في يهماء والليل أيهمُ
فريدْينِ يمضيها وتمضيه في الدجى
كسمراء يُمضيها وتُمضيه لهذمُ
يريها الهدى حدْساً وتنجو برحله
ودون الهدى سدٌّ من الليل مُبْهَمُ
على ظهرِ مَرْت ليس فيه مُعرَّجٌ
ولكنْ مَخَبٌّ للركاب ومَسْعَمُ
من اللائي تنبو بالجنوبِ وكلها
لأيدي المهاري أملسُ المتنِ أدرمُ
خلاءٌ قواءٌ خيرُ من مرعى مطيَّة
وموردها فيه النَّجاءُ الغشَمْشَمُ
ينوحُ به بومٌ وتعزفُ جنة ٌ
فيعوي لها سِيدٌ ويضْبَحُ سَمْسَمُ
يُخال بها من رنّ هذي وهذه
إذا اختلف الصوتان عُرْسٌ ومأتَمُ
تعسَّفتُه إمَّا لخفضٍ أناله
وإمَّا سآمَ الخفضِ والخفضُ يُسْأمُ
وللسيف حيناً مرقدٌ في حجابه
وحيناً مهبٌّ صادق ومُصمَّمُ
وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها
سواداً كأن الوجه منهُ مُحمَّمُ
أظلّ إذا كافحتها وكأنني
بوهَّاجها دونَ اللثام مُلثَّمُ
نصبتُ لها مني محاسرَ لم تزلْ
تُصلَّى بنيرانِ العُلا فهي سُهَّمُ
بديمومة ٍ لا صلَّ في صحصحانِها
ولا ماءَ لكنْ قورُها الدهرَ عُوَّمُ
ترى الآلَ فيها يَلْطُم الآلَ مائحاً
وبارحُها المسمومُ للوجه ألطمُ
بذلك قد عللتُنفسي كُلّه
ولكنْ بنو الأيام تُغْدَى وتُفْطَمُ
سأُعْرض عما أعرضَ الدهرُ دونَه
وأشربُها صِرْفاً وإن لامَ لُوَّمُن خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
وعهد الليالي والغواني مُذمَّمُ
فظلم الليالي أنهن أشبْنني
لعشرين يحدوهن حوْل مُجرّم
وظُلم الغواني أنهن صرمنني
لظلم الليالي إنني لمُظلَّم
تنكرن لي أن نكّر الشيبُ لمَّتي
وفي الشيب للسودِ الذرى متحرّم
فإن أغد محزوم السهام فربما
غدا بي مُلقى غرة الصيد مُطعَم(75/7)
ورب مَهاة صدتها بين نظرتي
ونظرتها أيامَ رأسيَ أسحمُ
أُعارض مرمى الوشح غير مخاتلٍ
فأستدرج الأقناص من حيث تعلم
رأيتُ سوادَ الرأْسِ واللهو تحته
كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ
فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه
فلم يَبْقَ إلا عهدُه المتوهَّم
وصفراءَ بكرٍ لاقذاها مُغيّبٌ
ولاسِرُّ من حَلّتْ حشاهُ مُكتّمُ
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجم
هي الورسُ في بيضِ الكؤوس وإن بدَتْ
لعينيك في بيضِ الوجوه فعنْدمُ
يظلُّ لها المزكومُ حين يسوفُها
سحابة َ يومِ وهْو بالمسك يُفعَم
لها لذَّتا طعم ورشٍّ وكأنه
دبيب نمالٍ في نقاً بات يُرهَم
مذاقٌ ومسرى في العروق كلاهما
ألذُّ من البرء الجديد وأنعمُ
كأنهما لثمُ الحبيب وضمُّهُ
وقد باتَ منه تحت خدّك مِعصمُ
إذا نزلتْ بالهم في دارِ أهلهِ
غدا الهمُّ وهو المرهَقُ المهضّمُ
أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجة ً
وعشراً يُصلّى حولها ويُزمزمُ
سقتْني بها بيضاءُ فُوها وكأسُها
شبيها مذاقٍ عند من يتطعمُ
سقيمة طرْفِ العينِ سُقماً بمثله
يصابُ صحيحات القلوبِ فتسقمُ
من الهيفِ لو شاءت لقامت
بكأسها وخاتمُها في خصرها متختَّم
كهمّ الخليّ اسودّ فرعٌ ومَكْحلٌ
لها خِلقة ً وابيضَّ ثغرٌ ومَلْغمه
وأشرقَ منها صحنُ خدٍّ مضرَّجٍ
يظلُّ بما فيه من الماء يُضرم
مُفدًّى يسمى باسمِ فيها مقبَّلاً
إذا قيل للخدّ الشتيم ملطّم
وأنَّى يسمّى ملْطماً وهوملثمٌ
فدى حُسْنَه من ذاك خَدٌّ مَلطَّمُ
على أنه مغرًى به العضُّ مُولعٌ
وليس له ذنبٌ سوى الحُسنِ يُنقَمُ
يُعضُّ وما أسدى إلى العين شيئاً
وليس بمظلومٍ وإن كان يُظْلم
يظلّ إذا أبدى لنا منه صفحة ً
تلذّ بها أبصارنا وتنعَّم
نُولّيه أطرافَ الثنايا وإنّه
ليَدْمَى من الألحاظِ بل حين يُوهمُ
بذاك قضى قاضي الهوى وهْو ظالمٌ
على الخَدِّ للعين التي هي أظلم
ومازال في القاضي الغشومِ تحاملٌ
على الخَصمِ للخصمِ الذي هو أغشمُ(75/8)
تفكَّهُ منها العينُ عند اجتلائها
بفاكهة ليست يدَ الدهر تُوخَمُ
عناقيدُ فردوسٍ وتفاحُ جنّة ٍ
تتوقُ إليها كُلّ نفسٍ وتقرم
يناغيهما رمانُ صدرٍ يعيذه
من العين ياقوتٌ ودرٌّ مُنظم
وبين ثمار الرأس والعين عبهرٌ
يضاهيه منها أقحوانٌ مَديَّم
رياضٌ وجناتٌ يهزُّ ثمارها
ونوارها غُصنٌ ودِعصٌ مركَّم
تفاوتَ منها الخلقُ في حسن صورة ٍ
تفاوتَ إبداعٍ فرابٍ وأهْضمُ
وخَدْلٌ وممشوقٌ وأبيض ناصع
وأسودُ غِربيبٌ وأقنى وأخثم
إذا استعرضْتها العينُ دقَّ موشحٌ
لها ورَبا ردفٌ وجَلَّ مُخدّم
مراكبُ للذَّات منها مضمَّرٌ
وما مسَّه ضُمرٌ ومنها مُطهَّم
لها فِرقٌ شتًّى من الحُسنِ أجْمعتْ
على أن يُلقَّى البرْح منها المُتيَّم
أما عجبٌ إجماعُ مختلفاتِها
على قتلِ من لاقَتْهُ لاتتأثَّم
كذا السهمُ يصمى وهو شتَّى نجارهُ
حديدٌ وريشٌ وابنُ غِيل مُقوَّمُ
خلوتُ بها فرداً إذا شئتُ علَّني
بكأسٍ لها ريَّا بنانٌ مُنعَّمُ
وإن شئتُ ألهاني غناءان خِلْفة ً
فصيحٌ ومما تنطق الطير أعجمُ
لدى روضة ٍ فيها النَّوْرِ أعينٌ
تُرقرق دمعاً بل ثغورٌ تبسَّمُ
يضاحك روقَ الشمس منها مُضاحكٌ
مدامِعُه من واقعِ الطلّ سُجَّمُ
كمستعبِر مستبشرٍ بعد حزنهِ
لبيْنِ خليطٍ قوّضوا ثم خيَّموا
يغازلني فيها غزالان منهما
ربيبُ الفيافي والربيب المتوَّمُ
إذا نصبا جيديهما فكلاهما
سواءٌ وإبريقٌ لديَّ مُفدَّمُ
ثلاثة ُ أظبٍ نَجْرُها غيرُ واحدٍ
لذي اللهو فيها كلها مُتنعَّمُ
غزال وإبريق رذُومٌ وغادة
تُحرّكُ من أوتارها وتُنَغّمُ
فظبي يُغنّيه وظبي يُعلُّهُ
وظبي يرودُ التلعَ أو يتجرثَمُ
لعيني مُراعي شخصه فيه مأس
وملهى ً وللمستطعم الصيد مطعم
فقد عكفتْ منها عليهِ بما اشتهى
هنالك أظْآر من العيشِ رُوَّمُ
وركبِ قنيصٍ قد شهدتُ جيادهم
تُحمْحِمُ في ثيرانِ وحشٍ تَغَمْغمُ
مها كالمها إلا جبالَ متونها
وإلاّ مكانَ الوشمِ أو حيث تُلْطَم
وإلاَّ مخَطَّ الكحلِ من كلّ مقلة ٍ(75/9)
وإلا قروناً تدَّرِي فتزنم
يُزنّجُ منها الناسبون وشيظة ً
وجمهورها في الناسبين مُرَوَّمُ
دُفعنا إليها وهْي زُهرٌ كأنها
خلالَ أنيقِ النَّوْرِ نورٌ مجسَّمُ
فما ذرَّ قرنُ الشمسِ حتى رأيتها
تعصفرها مثعنجرات تَهزمُ
دلفنا لها بالسمهريّ فطالعٌ
إلى مصرعٍ يرتاده ومُحَرْجمُ
وقد حاولتْ منجًى فقالت رماحُنا
لِمُمْعِنِها عرّجْ فهذا المخيَّمُ
فلم يُنْجِها إحضارُها وهْو مُلْهَبٌ
ولاذبَّ عنها اللُّها وهو مُتْأمُ
قرونٌ لها منها حرابٌ قرائنٌ
ولكنَّ خصمَ السمهرياتِ يُخْصَمُ
وقد طال ماذادتِ بها غير أنه
أتيح لها رأسٌ من الكيدِ مِصْدَم
بحيثُ يضمُّ الثورَ والعيْرَ مرتعٌ
يراعيهما فيه الأصكُّ المصلَّم
وشُنَّتْ لها في آل أخدرَ غارة ٌ
كما شُبَّ أُلْهوبُ الحريقِ المضرَّمُ
تنادمَ فيها الموتُ أحمر قاتماً
قريعَ المها والأخْدَريُّ المكدَّمُ
نديمان من شتّى وكأسٌ كريهة ٌ
أباها من الشُّرَّابِ إلا المجشَّمُ
فظلّ لنا يومٌ من اللهو مُمتعٌ
وظلّ لها يومٌ من الشرّ أيْومُ
ورحنا على القُبّ العتاقِ وكلُّها
من العلقِ الوحشيِّ أقرحُ أرثمُ
تخايلُ منه في خضاب تخاله
طِلاءً من الحناء قاناه بقَّمُ
كأنّ لها حَظَّيْن مما تصيدُه
على أنها منه مدى الدهر صُوَّمُ
وأنقذ منا العُفْرَ والرُّبْدَ ميلُنا
إلى العينِ والحُقْب التي هي أوسمُ
وكان لنا في كلّ حقّ وباطلٍ
جُنوحٌ إلى الشأن الذي هو أفخمُ
ومعتركٍ تبدو نجومُ حديده
وقد لفّه ليلٌ من النقع أطخمُ
شهدتُ القنا فيه تقصّفُ والظُّبا
تُفلَّلُ والبيضَ الحصينَ تحطَّمُ
فلم أكُ ممنْ حاصَ عن غمراتِه
ولاغاصَ فيها حيث غاصَ المغمَّمُ
ولكنني غامست خَوْضَة َ هَوْلِها
جهيراً شهيراً حين ضلّ المقرقمُ
ولم أغشها إلاَّ عليماً بأنّها
هي المجدُ أو مطرورة ُ الحدّ صَيْلَمُ
وليلٍ غشا ليلٌ من الدَجْنِ فوقهُ
فليس لنجم في غواشيه منجمُ
عفا جِلْبُهُ آيَ الهدى من سمائه
وأعلامَهُ من أرضهِ فَهْيَ طَسْيَمُ(75/10)
لبستُ دجاه الجونَ ثم هتكتُه
بوجناء يَنْميها غريرٌ وشدْقَمُ
عُذافرة ُ تنقضّ عن كلّ زَجْرة ٍ
كما انقضّ من ذي المنجنيق الململمُ
يخوضُ عليها لجة َ الهوْلِ راكبٌ
هو السيف إلا أنه لا يُثَلّمُ
نجيبٌ من الفتيان فوق نجيبهِ
من العيس في يهماء والليل أيهمُ
فريدْينِ يمضيها وتمضيه في الدجى
كسمراء يُمضيها وتُمضيه لهذمُ
يريها الهدى حدْساً وتنجو برحله
ودون الهدى سدٌّ من الليل مُبْهَمُ
على ظهرِ مَرْت ليس فيه مُعرَّجٌ
ولكنْ مَخَبٌّ للركاب ومَسْعَمُ
من اللائي تنبو بالجنوبِ وكلها
لأيدي المهاري أملسُ المتنِ أدرمُ
خلاءٌ قواءٌ خيرُ من مرعى مطيَّة
وموردها فيه النَّجاءُ الغشَمْشَمُ
ينوحُ به بومٌ وتعزفُ جنة ٌ
فيعوي لها سِيدٌ ويضْبَحُ سَمْسَمُ
يُخال بها من رنّ هذي وهذه
إذا اختلف الصوتان عُرْسٌ ومأتَمُ
تعسَّفتُه إمَّا لخفضٍ أناله
وإمَّا سآمَ الخفضِ والخفضُ يُسْأمُ
وللسيف حيناً مرقدٌ في حجابه
وحيناً مهبٌّ صادق ومُصمَّمُ
وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها
سواداً كأن الوجه منهُ مُحمَّمُ
أظلّ إذا كافحتها وكأنني
بوهَّاجها دونَ اللثام مُلثَّمُ
نصبتُ لها مني محاسرَ لم تزلْ
تُصلَّى بنيرانِ العُلا فهي سُهَّمُ
بديمومة ٍ لا صلَّ في صحصحانِها
ولا ماءَ لكنْ قورُها الدهرَ عُوَّمُ
ترى الآلَ فيها يَلْطُم الآلَ مائحاً
وبارحُها المسمومُ للوجه ألطمُ
بذلك قد عللتُنفسي كُلّه
ولكنْ بنو الأيام تُغْدَى وتُفْطَمُ
سأُعْرض عما أعرضَ الدهرُ دونَه
وأشربُها صِرْفاً وإن لامَ لُوَّمُ
أعمُّهُمُ مدحاً وأختصُّ منهمُ
وأخاهم عبيدَ اللَّه والحق يُلْزَمُ
فتى منهمُ في فضله متقدّمٌ
على أنه في سِنهِ متقدَّمُ
يُعدُّ إذا عُدَّ الملوك مبدَّأً
كما عُدَّ رأساً للشهور المحرَّمُ
له في المعالي والمكارم إخوة ٌ
وليس له فيها على ذاك تَوْأمُ
بنى بالمساعي سُؤدداً لا يُزيلُهُ
صروفُ الليالي أويزولَ يَلمْلَمُ
فتًى لا أسمّيه فتى لحداثة ٍ
ولكن لأخلاق له لاتَكَهَّمُ(75/11)
من الأريحياتِ التي تُمتَرى الندى
فتَنْدَى وتلقَى عمرة ً فتقحَّمُ
إذا النعلُ شمَّتْ في المجالسِ مرة ً
فإن له نعلاً تُشَمُّ وتُلْثَمُ
وما دُبِغتْ بالمسك بل صُوفحت به
له قدمٌ في كلّ مجدٍ تَقدم
فتى ليس من يومٍ يمر ولا يُرَى
لنعماه فيه أو لبؤساء ميسمُ
يُمرُّ العطايا والمنايا لأهلها
على هِينة منه ولا يتندّمُ
له فعلاتٌ من سماحٍ ونجدة ٍ
لمنْ يعتفي عُرْفاً ومن يتعرَّمُ
يقومُ لها المالُ المؤثَّل والعِدَى
إذا قام للنار الحصادُ المحزَّمُ
فتى عزمه سيفٌ حسامٌ وسيفُه
قضاءٌ إذا لاقى الضريبة َ مُبْرمُ
يباشرُ أطرافَ القنا وهْو حاسرٌ
ويلقى لسانَ الذمّ وهْو مُلأمُ
مُقبَّلُ ظهرِ الكفّ وهّابُ بطنها
له راحة ٌ فيها الحطيمُ وزمزمُ
فظاهرُها للناس رُكن مُقبَّلٌ
وباطنها عينٌ من العُرفِ غيلمُ
فتى لو رأى الناسُ الأمورَ بعينهِ
لما جهلوا أن المحامد مَغْنَمُ
يدُلُّ عليه السائلين ارتياحهُ
ووجهٌ بسيما الأكرمين مُسوَّمُ
إذا سئل استحيا من اللَّه أن يُرى
بموضعٍ مَرْجُوٍ وراجيه يُحرمُ
يرى شرَّ يومَيْ ماله يومَ كسبهِ
وأفضلَ يوميه إذا ناب مَغْرَمُ
فتى حسنتْ أسماؤه وصفاته
فأضحت بها أيدي الكواعب تُوشمُ
ولو وسمَ الناسُ الجباهَ بمدحهِ
إذاً لاستلذوا الوسمَ والوسمُ يؤلمُ
إذا ما أسرَّتْ أنفسُ القومِ ذِكْرَه
تبينتهُ فيهم ولم يتكلموا
تطيبُ به أنفاسهُ فتذيعُهُ
وهل سِرُّ مسكٍ أُودِعَ الريحَ يُكْتَم
فتى كَمُلتْ فيه الفضائلُ كلُّها
هنيئاً له الحظُّ الوفاءُ المتمَّمُ
فلاة خلَّة ٌ منها أضرَّتْ بخلَّة
على أنه في كُلّها متقسَّمُ
وما اقتسمتْ شتى الفضائل واحداً
فكاد من التقصير فيهنَّ يسلمُ
إلى أيّ مافيه قصدتَ حسبته
هو الغرضُ المقصودُ فيه الميمَّمُ
ليُنْظَمَ فيه ذلك الدرُّ سُلّكَتْ
مريرتُه والدرُّ في السلك يُنظَمُ
خلالٌ جفا عنها الجفاة ُ خلائفاً
وخلقاً وهل للدرّ في الحبل مَنْظمُ
ومازال عبدُ اللَّه يعلم أنّه(75/12)
قديماً لهاتيك الشناشنِ أخزمُ
تبينُ فيه وهْو في المهدِ أنه
سيرفعُ من بُنْيانه وسيدْعَمُ
وأنْ سوف يحييه بماهو فاعلٌ
إذا هو واراه الضريحُ المطمطمُ
لذلك أقفاه وسماه باسمه
وفي الحقّ يُقْفَى مثلهُ ويكرمُ
وماكان لاستصغارهِ اسمهُ
أبى ذاك من معناه فخم مفخَّمُ
ولكنَّ أسماءَ الأحبّة ِ لم تزلْ
تُصَغَّر في أهليهمُ وترخَّمُ
وماضرَّ من أضحى له اسم مُصغَّرٌ
ومعنى مُجلٌّ في الصدورِ معظّمُ
هو الغرة البيضاءُ من آل مُصْعب
وهم بعده التحجيل والناس أدهمُ
لتَفتَرَّ عنه في مواطن جَمَّة ٍ
رُزَيْق فما مفترُّها عنه أهتم
كفاها به من مَضْحَكٍ يومَ زينة
ومن مَكْلح في الحربِ حين تَجَهَّمُ
ثنايا لعمري وُضَّحٌ لا يشيِنُها
ونابُ عضاضٍ مِقْصلٌ حين يَضْغَمُ
ألكْنِي إلى عمرو بن ليث رسالة ً
لها حين يدوى الغيبُ غيبٌ مُسلَّمُ
فإنا غدونا نحمدُ اللَّه أوَّلاً
فواتحَ من حمدٍ بحمدك تُختَمُ
على نعمة ٍ ألبستناها جديدة ً
هي الوشي حُسْناً والحبير المنمنمُ
لك المسمعُ المصغى إليه إذا غدت
لبوساً لنا والمنظرُ المتوسَّمُ
رعيتَ سدانا بالأمير فكلّنا
بذلك ممنونٌ عليه ومُنعَمُ
توخّى بنا المرعى المرِىء نباتُه
وجنَّبنَا المرعى الذي يُتَوَخَّمُ
وذبَّ الذئابَ الطُّلْسَ عنا فأصبحتْ
ومنها طريدُ الخوفِ والمتحرَّم
وأثبتَ للأمرِ الذي يستديمه
أواخيَّ صدْقٍ أقسمتْ لاتَجَذَّمُ مص خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
وعهد الليالي والغواني مُذمَّمُ
فظلم الليالي أنهن أشبْنني
لعشرين يحدوهن حوْل مُجرّم
وظُلم الغواني أنهن صرمنني
لظلم الليالي إنني لمُظلَّم
تنكرن لي أن نكّر الشيبُ لمَّتي
وفي الشيب للسودِ الذرى متحرّم
فإن أغد محزوم السهام فربما
غدا بي مُلقى غرة الصيد مُطعَم
ورب مَهاة صدتها بين نظرتي
ونظرتها أيامَ رأسيَ أسحمُ
أُعارض مرمى الوشح غير مخاتلٍ
فأستدرج الأقناص من حيث تعلم
رأيتُ سوادَ الرأْسِ واللهو تحته
كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ(75/13)
فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه
فلم يَبْقَ إلا عهدُه المتوهَّم
وصفراءَ بكرٍ لاقذاها مُغيّبٌ
ولاسِرُّ من حَلّتْ حشاهُ مُكتّمُ
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجم
هي الورسُ في بيضِ الكؤوس وإن بدَتْ
لعينيك في بيضِ الوجوه فعنْدمُ
يظلُّ لها المزكومُ حين يسوفُها
سحابة َ يومِ وهْو بالمسك يُفعَم
لها لذَّتا طعم ورشٍّ وكأنه
دبيب نمالٍ في نقاً بات يُرهَم
مذاقٌ ومسرى في العروق كلاهما
ألذُّ من البرء الجديد وأنعمُ
كأنهما لثمُ الحبيب وضمُّهُ
وقد باتَ منه تحت خدّك مِعصمُ
إذا نزلتْ بالهم في دارِ أهلهِ
غدا الهمُّ وهو المرهَقُ المهضّمُ
أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجة ً
وعشراً يُصلّى حولها ويُزمزمُ
سقتْني بها بيضاءُ فُوها وكأسُها
شبيها مذاقٍ عند من يتطعمُ
سقيمة طرْفِ العينِ سُقماً بمثله
يصابُ صحيحات القلوبِ فتسقمُ
من الهيفِ لو شاءت لقامت
بكأسها وخاتمُها في خصرها متختَّم
كهمّ الخليّ اسودّ فرعٌ ومَكْحلٌ
لها خِلقة ً وابيضَّ ثغرٌ ومَلْغم
وأشرقَ منها صحنُ خدٍّ مضرَّجٍ
يظلُّ بما فيه من الماء يُضرم
مُفدًّى يسمى باسمِ فيها مقبَّلاً
إذا قيل للخدّ الشتيم ملطّم
وأنَّى يسمّى ملْطماً وهوملثمٌ
فدى حُسْنَه من ذاك خَدٌّ مَلطَّمُ
على أنه مغرًى به العضُّ مُولعٌ
وليس له ذنبٌ سوى الحُسنِ يُنقَمُ
يُعضُّ وما أسدى إلى العين شيئاً
وليس بمظلومٍ وإن كان يُظْلم
يظلّ إذا أبدى لنا منه صفحة ً
تلذّ بها أبصارنا وتنعَّم
نُولّيه أطرافَ الثنايا وإنّه
ليَدْمَى من الألحاظِ بل حين يُوهمُ
بذاك قضى قاضي الهوى وهْو ظالمٌ
على الخَدِّ للعين التي هي أظلم
ومازال في القاضي الغشومِ تحاملٌ
على الخَصمِ للخصمِ الذي هو أغشمُ
تفكَّهُ منها العينُ عند اجتلائها
بفاكهة ليست يدَ الدهر تُوخَمُ
عناقيدُ فردوسٍ وتفاحُ جنّة ٍ
تتوقُ إليها كُلّ نفسٍ وتقرم
يناغيهما رمانُ صدرٍ يعيذه
من العين ياقوتٌ ودرٌّ مُنظم
وبين ثمار الرأس والعين عبهرٌ(75/14)
يضاهيه منها أقحوانٌ مَديَّم
رياضٌ وجناتٌ يهزُّ ثمارها
ونوارها غُصنٌ ودِعصٌ مركَّم
تفاوتَ منها الخلقُ في حسن صورة ٍ
تفاوتَ إبداعٍ فرابٍ وأهْضمُ
وخَدْلٌ وممشوقٌ وأبيض ناصع
وأسودُ غِربيبٌ وأقنى وأخثم
إذا استعرضْتها العينُ دقَّ موشحٌ
لها ورَبا ردفٌ وجَلَّ مُخدّم
مراكبُ للذَّات منها مضمَّرٌ
وما مسَّه ضُمرٌ ومنها مُطهَّم
لها فِرقٌ شتًّى من الحُسنِ أجْمعتْ
على أن يُلقَّى البرْح منها المُتيَّم
أما عجبٌ إجماعُ مختلفاتِها
على قتلِ من لاقَتْهُ لاتتأثَّم
كذا السهمُ يصمى وهو شتَّى نجارهُ
حديدٌ وريشٌ وابنُ غِيل مُقوَّمُ
خلوتُ بها فرداً إذا شئتُ علَّني
بكأسٍ لها ريَّا بنانٌ مُنعَّمُ
وإن شئتُ ألهاني غناءان خِلْفة ً
فصيحٌ ومما تنطق الطير أعجمُ
لدى روضة ٍ فيها النَّوْرِ أعينٌ
تُرقرق دمعاً بل ثغورٌ تبسَّمُ
يضاحك روقَ الشمس منها مُضاحكٌ
مدامِعُه من واقعِ الطلّ سُجَّمُ
كمستعبِر مستبشرٍ بعد حزنهِ
لبيْنِ خليطٍ قوّضوا ثم خيَّموا
يغازلني فيها غزالان منهما
ربيبُ الفيافي والربيب المتوَّمُ
إذا نصبا جيديهما فكلاهما
سواءٌ وإبريقٌ لديَّ مُفدَّمُ
ثلاثة ُ أظبٍ نَجْرُها غيرُ واحدٍ
لذي اللهو فيها كلها مُتنعَّمُ
غزال وإبريق رذُومٌ وغادة
تُحرّكُ من أوتارها وتُنَغّمُ
فظبي يُغنّيه وظبي يُعلُّهُ
وظبي يرودُ التلعَ أو يتجرثَمُ
لعيني مُراعي شخصه فيه مأس
وملهى ً وللمستطعم الصيد مطعم
فقد عكفتْ منها عليهِ بما اشتهى
هنالك أظْآر من العيشِ رُوَّمُ
وركبِ قنيصٍ قد شهدتُ جيادهم
تُحمْحِمُ في ثيرانِ وحشٍ تَغَمْغمُ
مها كالمها إلا جبالَ متونها
وإلاّ مكانَ الوشمِ أو حيث تُلْطَم
وإلاَّ مخَطَّ الكحلِ من كلّ مقلة ٍ
وإلا قروناً تدَّرِي فتزنم
يُزنّجُ منها الناسبون وشيظة ً
وجمهورها في الناسبين مُرَوَّمُ
دُفعنا إليها وهْي زُهرٌ كأنها
خلالَ أنيقِ النَّوْرِ نورٌ مجسَّمُ
فما ذرَّ قرنُ الشمسِ حتى رأيتها
تعصفرها مثعنجرات تَهزمُ(75/15)
دلفنا لها بالسمهريّ فطالعٌ
إلى مصرعٍ يرتاده ومُحَرْجمُ
وقد حاولتْ منجًى فقالت رماحُنا
لِمُمْعِنِها عرّجْ فهذا المخيَّمُ
فلم يُنْجِها إحضارُها وهْو مُلْهَبٌ
ولاذبَّ عنها اللُّها وهو مُتْأمُ
قرونٌ لها منها حرابٌ قرائنٌ
ولكنَّ خصمَ السمهرياتِ يُخْصَمُ
وقد طال ماذادتِ بها غير أنه
أتيح لها رأسٌ من الكيدِ مِصْدَم
بحيثُ يضمُّ الثورَ والعيْرَ مرتعٌ
يراعيهما فيه الأصكُّ المصلَّم
وشُنَّتْ لها في آل أخدرَ غارة ٌ
كما شُبَّ أُلْهوبُ الحريقِ المضرَّمُ
تنادمَ فيها الموتُ أحمر قاتماً
قريعَ المها والأخْدَريُّ المكدَّمُ
نديمان من شتّى وكأسٌ كريهة ٌ
أباها من الشُّرَّابِ إلا المجشَّمُ
فظلّ لنا يومٌ من اللهو مُمتعٌ
وظلّ لها يومٌ من الشرّ أيْومُ
ورحنا على القُبّ العتاقِ وكلُّها
من العلقِ الوحشيِّ أقرحُ أرثمُ
تخايلُ منه في خضاب تخاله
طِلاءً من الحناء قاناه بقَّمُ
كأنّ لها حَظَّيْن مما تصيدُه
على أنها منه مدى الدهر صُوَّمُ
وأنقذ منا العُفْرَ والرُّبْدَ ميلُنا
إلى العينِ والحُقْب التي هي أوسمُ
وكان لنا في كلّ حقّ وباطلٍ
جُنوحٌ إلى الشأن الذي هو أفخمُ
ومعتركٍ تبدو نجومُ حديده
وقد لفّه ليلٌ من النقع أطخمُ
شهدتُ القنا فيه تقصّفُ والظُّبا
تُفلَّلُ والبيضَ الحصينَ تحطَّمُ
فلم أكُ ممنْ حاصَ عن غمراتِه
ولاغاصَ فيها حيث غاصَ المغمَّمُ
ولكنني غامست خَوْضَة َ هَوْلِها
جهيراً شهيراً حين ضلّ المقرقمُ
ولم أغشها إلاَّ عليماً بأنّها
هي المجدُ أو مطرورة ُ الحدّ صَيْلَمُ
وليلٍ غشا ليلٌ من الدَجْنِ فوقهُ
فليس لنجم في غواشيه منجمُ
عفا جِلْبُهُ آيَ الهدى من سمائه
وأعلامَهُ من أرضهِ فَهْيَ طَسْيَمُ
لبستُ دجاه الجونَ ثم هتكتُه
بوجناء يَنْميها غريرٌ وشدْقَمُ
عُذافرة ُ تنقضّ عن كلّ زَجْرة ٍ
كما انقضّ من ذي المنجنيق الململمُ
يخوضُ عليها لجة َ الهوْلِ راكبٌ
هو السيف إلا أنه لا يُثَلّمُ
نجيبٌ من الفتيان فوق نجيبهِ(75/16)
من العيس في يهماء والليل أيهمُ
فريدْينِ يمضيها وتمضيه في الدجى
كسمراء يُمضيها وتُمضيه لهذمُ
يريها الهدى حدْساً وتنجو برحله
ودون الهدى سدٌّ من الليل مُبْهَمُ
على ظهرِ مَرْت ليس فيه مُعرَّجٌ
ولكنْ مَخَبٌّ للركاب ومَسْعَمُ
من اللائي تنبو بالجنوبِ وكلها
لأيدي المهاري أملسُ المتنِ أدرمُ
خلاءٌ قواءٌ خيرُ من مرعى مطيَّة
وموردها فيه النَّجاءُ الغشَمْشَمُ
ينوحُ به بومٌ وتعزفُ جنة ٌ
فيعوي لها سِيدٌ ويضْبَحُ سَمْسَمُ
يُخال بها من رنّ هذي وهذه
إذا اختلف الصوتان عُرْسٌ ومأتَمُ
تعسَّفتُه إمَّا لخفضٍ أناله
وإمَّا سآمَ الخفضِ والخفضُ يُسْأمُ
وللسيف حيناً مرقدٌ في حجابه
وحيناً مهبٌّ صادق ومُصمَّمُ
وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها
سواداً كأن الوجه منهُ مُحمَّمُ
أظلّ إذا كافحتها وكأنني
بوهَّاجها دونَ اللثام مُلثَّمُ
نصبتُ لها مني محاسرَ لم تزلْ
تُصلَّى بنيرانِ العُلا فهي سُهَّمُ
بديمومة ٍ لا صلَّ في صحصحانِها
ولا ماءَ لكنْ قورُها الدهرَ عُوَّمُ
ترى الآلَ فيها يَلْطُم الآلَ مائحاً
وبارحُها المسمومُ للوجه ألطمُ
بذلك قد عللتُنفسي كُلّه
ولكنْ بنو الأيام تُغْدَى وتُفْطَمُ
سأُعْرض عما أعرضَ الدهرُ دونَه
وأشربُها صِرْفاً وإن لامَ لُوَّمُ
أعمُّهُمُ مدحاً وأختصُّ منهمُ
وأخاهم عبيدَ اللَّه والحق يُلْزَمُ
فتى منهمُ في فضله متقدّمٌ
على أنه في سِنهِ متقدَّمُ
يُعدُّ إذا عُدَّ الملوك مبدَّأً
كما عُدَّ رأساً للشهور المحرَّمُ
له في المعالي والمكارم إخوة ٌ
وليس له فيها على ذاك تَوْأمُ
بنى بالمساعي سُؤدداً لا يُزيلُهُ
صروفُ الليالي أويزولَ يَلمْلَمُ
فتًى لا أسمّيه فتى لحداثة ٍ
ولكن لأخلاق له لاتَكَهَّمُ
من الأريحياتِ التي تُمتَرى الندى
فتَنْدَى وتلقَى عمرة ً فتقحَّمُ
إذا النعلُ شمَّتْ في المجالسِ مرة ً
فإن له نعلاً تُشَمُّ وتُلْثَمُ
وما دُبِغتْ بالمسك بل صُوفحت به
له قدمٌ في كلّ مجدٍ تَقدم(75/17)
فتى ليس من يومٍ يمر ولا يُرَى
لنعماه فيه أو لبؤساء ميسمُ
يُمرُّ العطايا والمنايا لأهلها
على هِينة منه ولا يتندّمُ
له فعلاتٌ من سماحٍ ونجدة ٍ
لمنْ يعتفي عُرْفاً ومن يتعرَّمُ
يقومُ لها المالُ المؤثَّل والعِدَى
إذا قام للنار الحصادُ المحزَّمُ
فتى عزمه سيفٌ حسامٌ وسيفُه
قضاءٌ إذا لاقى الضريبة َ مُبْرمُ
يباشرُ أطرافَ القنا وهْو حاسرٌ
ويلقى لسانَ الذمّ وهْو مُلأمُ
مُقبَّلُ ظهرِ الكفّ وهّابُ بطنها
له راحة ٌ فيها الحطيمُ وزمزمُ
فظاهرُها للناس رُكن مُقبَّلٌ
وباطنها عينٌ من العُرفِ غيلمُ
فتى لو رأى الناسُ الأمورَ بعينهِ
لما جهلوا أن المحامد مَغْنَمُ
يدُلُّ عليه السائلين ارتياحهُ
ووجهٌ بسيما الأكرمين مُسوَّمُ
إذا سئل استحيا من اللَّه أن يُرى
بموضعٍ مَرْجُوٍ وراجيه يُحرمُ
يرى شرَّ يومَيْ ماله يومَ كسبهِ
وأفضلَ يوميه إذا ناب مَغْرَمُ
فتى حسنتْ أسماؤه وصفاته
فأضحت بها أيدي الكواعب تُوشمُ
ولو وسمَ الناسُ الجباهَ بمدحهِ
إذاً لاستلذوا الوسمَ والوسمُ يؤلمُ
إذا ما أسرَّتْ أنفسُ القومِ ذِكْرَه
تبينتهُ فيهم ولم يتكلموا
تطيبُ به أنفاسهُ فتذيعُهُ
وهل سِرُّ مسكٍ أُودِعَ الريحَ يُكْتَم
فتى كَمُلتْ فيه الفضائلُ كلُّها
هنيئاً له الحظُّ الوفاءُ المتمَّمُ
فلاة خلَّة ٌ منها أضرَّتْ بخلَّة
على أنه في كُلّها متقسَّمُ
وما اقتسمتْ شتى الفضائل واحداً
فكاد من التقصير فيهنَّ يسلمُ
إلى أيّ مافيه قصدتَ حسبته
هو الغرضُ المقصودُ فيه الميمَّمُ
ليُنْظَمَ فيه ذلك الدرُّ سُلّكَتْ
مريرتُه والدرُّ في السلك يُنظَمُ
خلالٌ جفا عنها الجفاة ُ خلائفاً
وخلقاً وهل للدرّ في الحبل مَنْظمُ
ومازال عبدُ اللَّه يعلم أنّه
قديماً لهاتيك الشناشنِ أخزمُ
تبينُ فيه وهْو في المهدِ أنه
سيرفعُ من بُنْيانه وسيدْعَمُ
وأنْ سوف يحييه بماهو فاعلٌ
إذا هو واراه الضريحُ المطمطمُ
لذلك أقفاه وسماه باسمه
وفي الحقّ يُقْفَى مثلهُ ويكرمُ(75/18)
وماكان لاستصغارهِ اسمهُ
أبى ذاك من معناه فخم مفخَّمُ
ولكنَّ أسماءَ الأحبّة ِ لم تزلْ
تُصَغَّر في أهليهمُ وترخَّمُ
وماضرَّ من أضحى له مُصغَّرٌ
ومعنى مُجلٌّ في الصدورِ معظّمُ
هو الغرة البيضاءُ من آل مُصْعب
وهم بعده التحجيل والناس أدهمُ
لتَفتَرَّ عنه في مواطن جَمَّة ٍ
رُزَيْق فما مفترُّها عنه أهتم
كفاها به من مَضْحَكٍ يومَ زينة
ومن مَكْلح في الحربِ حين تَجَهَّمُ
ثنايا لعمري وُضَّحٌ لا يشيِنُها
ونابُ عضاضٍ مِقْصلٌ حين يَضْغَمُ
ألكْنِي إلى عمرو بن ليث رسالة ً
لها حين يدوى الغيبُ غيبٌ مُسلَّمُ
فإنا غدونا نحمدُ اللَّه أوَّلاً
فواتحَ من حمدٍ بحمدك تُختَمُ
على نعمة ٍ ألبستناها جديدة ً
هي الوشي حُسْناً والحبير المنمنمُ
لك المسمعُ المصغى إليه إذا غدت
لبوساً لنا والمنظرُ المتوسَّمُ
رعيتَ سدانا بالأمير فكلّنا
بذلك ممنونٌ عليه ومُنعَمُ
توخّى بنا المرعى المرِىء نباتُه
وجنَّبنَا المرعى الذي يُتَوَخَّمُ
وذبَّ الذئابَ الطُّلْسَ عنا فأصبحتْ
ومنها طريدُ الخوفِ والمتحرَّم
وأثبتَ للأمرِ الذي يستديمه
أواخيَّ صدْقٍ أقسمتْ لاتَجَذَّمُ
ه فلا تسهمنَّ الحظَّ فيه فإنه
جزيلٌ ومامَنْ كان مثلك يُسْهَمُ
تحمّل ما حُملتَه من أمانة ٍ
فناءَ بها منه ضليعٌ عَثمثُم
حليم إذا ما الحلمُ أُحمِدَ غِبُّهُ
وأدَّى إلى العُقْبى التي هي أسلمُ
جهولٌ على الأعداء جهلَ نكاية ٍ
يداوَى به جهلُ الجهولِ فيُحْسمُ
وحاشاه من جهلِ الغباوة أنه
أطبُّ بأحناء الأمور وأحكمُ
عَفُوٌّ إذا ما الذنبُ لم يعْدُ حدَّه
إلى الوِتْرِ تَبَّاعٌ قفا الوتر أرقمُ
أخوذٌ بوثقي عروتَيْ كلّ خُطَّة ٍ
تروكُ الهوينا للتي هي أحزمُ
حلا لشفاه الذائقين وإنه
على لهوات الآكلين لعلْقَمُ
وداوَى من الأدواءِ حتّى أماتها
بأدوية ٍ لم يدرِ ماهنّ حِذيمُ
فذو الزيغِ يُسْتَأنَى وذو الغيث يُنْتَحَى
وذو النفر يُسْتَدْنى وذو الشَّغْب يُوقمُ
وكانت همومٌ لاتزال تهمُّها(75/19)
رجالٌ فقد عادت مغايظَ تكظمُ
ولاغروَ أن ذلّتْ له بعد عزّة ٍ
أنوفٌ عِدًى أضحتْ تُخَشُّ وتُحزَم
تكنفُ هذا الدين والملكَ منكما
يلمْلم في أنضادهِ ويرْمرمُ
رسا جبلا حَزْمٍ وعزمٍ وقوة ٍ
بمثلهما تحمى القواصي وتُعْصَمُ
لتحملْ رقابٌ مائلاتٌ رؤوسها
حذارِ وإلا فالمليمون ألومُ
هو السيفُ يجني كلَّ رأسٍ دنا له
وقدماً إذا استصرم الدومُ يصرمُ
فأقصرَ قومٌ وانتهوا عن سفاهم
وهامُهمُ بين المناكب جُثَّمُ
وإلا فإني ضامنٌ أنْ يبُزَّها
مجاثمَها سيفٌ من البأسِ مخذمُ
بكفَّي عبيد الله يهوي بحدّه
إلى حيث أهوى الحقُّ لا يتلعثم
همام إذا اعوجّتْ عوالي رماحِهِ
غدت بين أحناء الضلوع تُقوَّمُ
له الراية السوداء تخفقُ فوقَها
مع النصر رايات من الطير حُوَّمُ
يحمنَ عليها واثقاتٍ بأنها
ستُجزَر أشلاءَ الطغاة وتُلْحَمُ
وماحربهُ حربٌ إذ نابذ العدا
ولكنها أرضٌ عليهم تُدمْدِمُ
أخو الرأي والبأسِ اللذيْن كلاهما
يُكادُ به الجيش اللُّهام فيُهْزمُ
يُرى أو يُلاقى وحدَه فكأنما
يُرى أو يُلاقى ألفُ ألفٍ مصممُ
له عندَ قدْحِ الرأي من خطراته
وعند انتضاء العزم للأمر يدْهَمُ
سُكونٌ كإطراقِ الشُّجاع وسورة ٌ
كسورته لابل أشدَّ وأعْرَمُ
هو الليث طوراً بالعراء وتارة ً
له بين أجامِ القنا متأجَّمُ
مُساورُ قِرنٍ أو مجيلُ جوائلٍ
من الرأي مكرُ الله فيهنَّ مدغَمُ
ليطرقْهُ ضيفٌ أو لتطرقه نوبة ٌ
فما للقرى عن طارقيه مُعتَّمُ
لكلّ نزيل قد أعدَّ عتاده
فللضيف ترحيب ومَثْوًى مكرمُ
وإن كانت الأخرى ولانزلتْ به
فبأسٌ بمثليْه منالشر يؤدمُ
يدبرهُ رأيٌ سديدٌ بمثله
تُرمّ مصاعيبُ الأمور وتخطم
إذا ما أصاب الخطبَ لم يك فلتة ً
ولاهفوة ً في إثرها متندَّمُ
به يهتدي الضُّلالُ عند ضلالهم
إلى سنَنَ القصدِ الذي هو أقومُ
عجبتُ لرأي يُستضاءُ ودونه
سماءُ سماحٍ لاتزال تَغَيَّمُ
ليفخرْ عبيدُ اللَّه فهْو الذي له
بفضلِ الحجى والبأسِ والجود يُحكَمُ(75/20)
ومافخرَ مَنْ لَو فاخر الفخر أصبَحَتْ
مقاليدُه عفواً إليه تسلَّمُ
له الحلم لو يُلْقَى على الناسِ بعضُه
تعافوا فلم يُسفَك على الأرضِ محجمُ
إلى البأس لو يمنى به الدهر مرة ً
لأغضى كما يغْضى الذليل المهضَّمُ
إلى الجود لو يُعْدِي أقلُّ قليلهِ
أكفَّ الورى لم يُحْمَ للمال مَحْرَمُ
خلائِقُ لو فُضَّتْ على الناسِ كلّهم
محاسنُها لم يبق في الناس مَشْتَمُ
وإن عُدَّتِ الآدابُ يوماً وأهلُها
فذكراه ريحانُ القلوبِ المشمَّمُ
هو المرسَلُ الأمثالُ في كلّ منطقٍ
يظلَّ بماء العين في الخدّ يُرْسَمُ
من الشعراء الأعذبين قريحة ً
وعلاَّمَة ٌ بحرٌ من العلم مُفَعمُ
إذا ما جَرى في حلبة عربية ٍ
تخلّف عن شأويه قُسٌّ وأكثَمُ
جواد ثنى غرْبَ الجيادِ بغربه
فظلَّ يجاري ظلّها وهْيَ صُيَّمُ
سبوق متى يطلبْ سبوقٌ لحاقَه
يفتْهُ به غَمْرُ البديهة مرْجَمُ
لحوقٌ إذا خاضَ العجاجة َ شقَّها
فلا الشأو مقصورٌ ولا الوجه أقتمُ
حلفتُ بأصوات الوفود التي لها
بصحراءَ جمع مَجْأَرٌ ومُهَيْنَمُ نم خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
وعهد الليالي والغواني مُذمَّمُ
فظلم الليالي أنهن أشبْنني
لعشرين يحدوهن حوْل مُجرّم
وظُلم الغواني أنهن صرمنني
لظلم الليالي إنني لمُظلَّم
تنكرن لي أن نكّر الشيبُ لمَّتي
وفي الشيب للسودِ الذرى متحرّم
فإن أغد محزوم السهام فربما
غدا بي مُلقى غرة الصيد مُطعَم
ورب مَهاة صدتها بين نظرتي
ونظرتها أيامَ رأسيَ أسحمُ
أُعارض مرمى الوشح غير مخاتلٍ
فأستدرج الأقناص من حيث تعلم
رأيتُ سوادَ الرأْسِ واللهو تحته
كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ
فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه
فلم يَبْقَ إلا عهدُه المتوهَّم
وصفراءَ بكرٍ لاقذاها مُغيّبٌ
ولاسِرُّ من حَلّتْ حشاهُ مُكتّمُ
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجم
هي الورسُ في بيضِ الكؤوس وإن بدَتْ
لعينيك في بيضِ الوجوه فعنْدمُ
يظلُّ لها المزكومُ حين يسوفُها(75/21)
سحابة َ يومِ وهْو بالمسك يُفعَم
لها لذَّتا طعم ورشٍّ وكأنه
دبيب نمالٍ في نقاً بات يُرهَم
مذاقٌ ومسرى في العروق كلاهما
ألذُّ من البرء الجديد وأنعمُ
كأنهما لثمُ الحبيب وضمُّهُ
وقد باتَ منه تحت خدّك مِعصمُ
إذا نزلتْ بالهم في دارِ أهلهِ
غدا الهمُّ وهو المرهَقُ المهضّمُ
أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجة ً
وعشراً يُصلّى حولها ويُزمزمُ
سقتْني بها بيضاءُ فُوها وكأسُها
شبيها مذاقٍ عند من يتطعمُ
سقيمة طرْفِ العينِ سُقماً بمثله
يصابُ صحيحات القلوبِ فتسقمُ
من الهيفِ لو شاءت لقامت
بكأسها وخاتمُها في خصرها متختَّم
كهمّ الخليّ اسودّ فرعٌ ومَكْحلٌ
لها خِلقة ً وابيضَّ ثغرٌ ومَلْغم
وأشرقَ منها صحنُ خدٍّ مضرَّجٍ
يظلُّ بما فيه من الماء يُضرم
مُفدًّى يسمى باسمِ فيها مقبَّلاً
إذا قيل للخدّ الشتيم ملطّم
وأنَّى يسمّى ملْطماً وهوملثمٌ
فدى حُسْنَه من ذاك خَدٌّ مَلطَّمُ
على أنه مغرًى به العضُّ مُولعٌ
وليس له ذنبٌ سوى الحُسنِ يُنقَمُ
يُعضُّ وما أسدى إلى العين شيئاً
وليس بمظلومٍ وإن كان يُظْلم
يظلّ إذا أبدى لنا منه صفحة ً
تلذّ بها أبصارنا وتنعَّم
نُولّيه أطرافَ الثنايا وإنّه
ليَدْمَى من الألحاظِ بل حين يُوهمُ
بذاك قضى قاضي الهوى وهْو ظالمٌ
على الخَدِّ للعين التي هي أظلم
ومازال في القاضي الغشومِ تحاملٌ
على الخَصمِ للخصمِ الذي هو أغشمُ
تفكَّهُ منها العينُ عند اجتلائها
بفاكهة ليست يدَ الدهر تُوخَمُ
عناقيدُ فردوسٍ وتفاحُ جنّة ٍ
تتوقُ إليها كُلّ نفسٍ وتقرم
يناغيهما رمانُ صدرٍ يعيذه
من العين ياقوتٌ ودرٌّ مُنظم
وبين ثمار الرأس والعين عبهرٌ
يضاهيه منها أقحوانٌ مَديَّم
رياضٌ وجناتٌ يهزُّ ثمارها
ونوارها غُصنٌ ودِعصٌ مركَّم
تفاوتَ منها الخلقُ في حسن صورة ٍ
تفاوتَ إبداعٍ فرابٍ وأهْضمُ
وخَدْلٌ وممشوقٌ وأبيض ناصع
وأسودُ غِربيبٌ وأقنى وأخثم
إذا استعرضْتها العينُ دقَّ موشحٌ
لها ورَبا ردفٌ وجَلَّ مُخدّم(75/22)
مراكبُ للذَّات منها مضمَّرٌ
وما مسَّه ضُمرٌ ومنها مُطهَّم
لها فِرقٌ شتًّى من الحُسنِ أجْمعتْ
على أن يُلقَّى البرْح منها المُتيَّم
أما عجبٌ إجماعُ مختلفاتِها
على قتلِ من لاقَتْهُ لاتتأثَّم
كذا السهمُ يصمى وهو شتَّى نجارهُ
حديدٌ وريشٌ وابنُ غِيل مُقوَّمُ
خلوتُ بها فرداً إذا شئتُ علَّني
بكأسٍ لها ريَّا بنانٌ مُنعَّمُ
وإن شئتُ ألهاني غناءان خِلْفة ً
فصيحٌ ومما تنطق الطير أعجمُ
لدى روضة ٍ فيها النَّوْرِ أعينٌ
تُرقرق دمعاً بل ثغورٌ تبسَّمُ
يضاحك روقَ الشمس منها مُضاحكٌ
مدامِعُه من واقعِ الطلّ سُجَّمُ
كمستعبِر مستبشرٍ بعد حزنهِ
لبيْنِ خليطٍ قوّضوا ثم خيَّموا
يغازلني فيها غزالان منهما
ربيبُ الفيافي والربيب المتوَّمُ
إذا نصبا جيديهما فكلاهما
سواءٌ وإبريقٌ لديَّ مُفدَّمُ
ثلاثة ُ أظبٍ نَجْرُها غيرُ واحدٍ
لذي اللهو فيها كلها مُتنعَّمُ
غزال وإبريق رذُومٌ وغادة
تُحرّكُ من أوتارها وتُنَغّمُ
فظبي يُغنّيه وظبي يُعلُّهُ
وظبي يرودُ التلعَ أو يتجرثَمُ
لعيني مُراعي شخصه فيه مأس
وملهى ً وللمستطعم الصيد مطعم
فقد عكفتْ منها عليهِ بما اشتهى
هنالك أظْآر من العيشِ رُوَّمُ
وركبِ قنيصٍ قد شهدتُ جيادهم
تُحمْحِمُ في ثيرانِ وحشٍ تَغَمْغمُ
مها كالمها إلا جبالَ متونها
وإلاّ مكانَ الوشمِ أو حيث تُلْطَم
وإلاَّ مخَطَّ الكحلِ من كلّ مقلة ٍ
وإلا قروناً تدَّرِي فتزنم
يُزنّجُ منها الناسبون وشيظة ً
وجمهورها في الناسبين مُرَوَّمُ
دُفعنا إليها وهْي زُهرٌ كأنها
خلالَ أنيقِ النَّوْرِ نورٌ مجسَّمُ
فما ذرَّ قرنُ الشمسِ حتى رأيتها
تعصفرها مثعنجرات تَهزمُ
دلفنا لها بالسمهريّ فطالعٌ
إلى مصرعٍ يرتاده ومُحَرْجمُ
وقد حاولتْ منجًى فقالت رماحُنا
لِمُمْعِنِها عرّجْ فهذا المخيَّمُ
فلم يُنْجِها إحضارُها وهْو مُلْهَبٌ
ولاذبَّ عنها اللُّها وهو مُتْأمُ
قرونٌ لها منها حرابٌ قرائنٌ
ولكنَّ خصمَ السمهرياتِ يُخْصَمُ(75/23)
وقد طال ماذادتِ بها غير أنه
أتيح لها رأسٌ من الكيدِ مِصْدَم
بحيثُ يضمُّ الثورَ والعيْرَ مرتعٌ
يراعيهما فيه الأصكُّ المصلَّم
وشُنَّتْ لها في آل أخدرَ غارة ٌ
كما شُبَّ أُلْهوبُ الحريقِ المضرَّمُ
تنادمَ فيها الموتُ أحمر قاتماً
قريعَ المها والأخْدَريُّ المكدَّمُ
نديمان من شتّى وكأسٌ كريهة ٌ
أباها من الشُّرَّابِ إلا المجشَّمُ
فظلّ لنا يومٌ من اللهو مُمتعٌ
وظلّ لها يومٌ من الشرّ أيْومُ
ورحنا على القُبّ العتاقِ وكلُّها
من العلقِ الوحشيِّ أقرحُ أرثمُ
تخايلُ منه في خضاب تخاله
طِلاءً من الحناء قاناه بقَّمُ
كأنّ لها حَظَّيْن مما تصيدُه
على أنها منه مدى الدهر صُوَّمُ
وأنقذ منا العُفْرَ والرُّبْدَ ميلُنا
إلى العينِ والحُقْب التي هي أوسمُ
وكان لنا في كلّ حقّ وباطلٍ
جُنوحٌ إلى الشأن الذي هو أفخمُ
ومعتركٍ تبدو نجومُ حديده
وقد لفّه ليلٌ من النقع أطخمُ
شهدتُ القنا فيه تقصّفُ والظُّبا
تُفلَّلُ والبيضَ الحصينَ تحطَّمُ
فلم أكُ ممنْ حاصَ عن غمراتِه
ولاغاصَ فيها حيث غاصَ المغمَّمُ
ولكنني غامست خَوْضَة َ هَوْلِها
جهيراً شهيراً حين ضلّ المقرقمُ
ولم أغشها إلاَّ عليماً بأنّها
هي المجدُ أو مطرورة ُ الحدّ صَيْلَمُ
وليلٍ غشا ليلٌ من الدَجْنِ فوقهُ
فليس لنجم في غواشيه منجمُ
عفا جِلْبُهُ آيَ الهدى من سمائه
وأعلامَهُ من أرضهِ فَهْيَ طَسْيَمُ
لبستُ دجاه الجونَ ثم هتكتُه
بوجناء يَنْميها غريرٌ وشدْقَمُ
عُذافرة ُ تنقضّ عن كلّ زَجْرة ٍ
كما انقضّ من ذي المنجنيق الململمُ
يخوضُ عليها لجة َ الهوْلِ راكبٌ
هو السيف إلا أنه لا يُثَلّمُ
نجيبٌ من الفتيان فوق نجيبهِ
من العيس في يهماء والليل أيهمُ
فريدْينِ يمضيها وتمضيه في الدجى
كسمراء يُمضيها وتُمضيه لهذمُ
يريها الهدى حدْساً وتنجو برحله
ودون الهدى سدٌّ من الليل مُبْهَمُ
على ظهرِ مَرْت ليس فيه مُعرَّجٌ
ولكنْ مَخَبٌّ للركاب ومَسْعَمُ
من اللائي تنبو بالجنوبِ وكلها(75/24)
لأيدي المهاري أملسُ المتنِ أدرمُ
خلاءٌ قواءٌ خيرُ من مرعى مطيَّة
وموردها فيه النَّجاءُ الغشَمْشَمُ
ينوحُ به بومٌ وتعزفُ جنة ٌ
فيعوي لها سِيدٌ ويضْبَحُ سَمْسَمُ
يُخال بها من رنّ هذي وهذه
إذا اختلف الصوتان عُرْسٌ ومأتَمُ
تعسَّفتُه إمَّا لخفضٍ أناله
وإمَّا سآمَ الخفضِ والخفضُ يُسْأمُ
وللسيف حيناً مرقدٌ في حجابه
وحيناً مهبٌّ صادق ومُصمَّمُ
وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها
سواداً كأن الوجه منهُ مُحمَّمُ
أظلّ إذا كافحتها وكأنني
بوهَّاجها دونَ اللثام مُلثَّمُ
نصبتُ لها مني محاسرَ لم تزلْ
تُصلَّى بنيرانِ العُلا فهي سُهَّمُ
بديمومة ٍ لا صلَّ في صحصحانِها
ولا ماءَ لكنْ قورُها الدهرَ عُوَّمُ
ترى الآلَ فيها يَلْطُم الآلَ مائحاً
وبارحُها المسمومُ للوجه ألطمُ
بذلك قد عللتُنفسي كُلّه
ولكنْ بنو الأيام تُغْدَى وتُفْطَمُ
سأُعْرض عما أعرضَ الدهرُ دونَه
وأشربُها صِرْفاً وإن لامَ لُوَّمُ
أعمُّهُمُ مدحاً وأختصُّ منهمُ
وأخاهم عبيدَ اللَّه والحق يُلْزَمُ
فتى منهمُ في فضله متقدّمٌ
على أنه في سِنهِ متقدَّمُ
يُعدُّ إذا عُدَّ الملوك مبدَّأً
كما عُدَّ رأساً للشهور المحرَّمُ
له في المعالي والمكارم إخوة ٌ
وليس له فيها على ذاك تَوْأمُ
بنى بالمساعي سُؤدداً لا يُزيلُهُ
صروفُ الليالي أويزولَ يَلمْلَمُ
فتًى لا أسمّيه فتى لحداثة ٍ
ولكن لأخلاق له لاتَكَهَّمُ
من الأريحياتِ التي تُمتَرى الندى
فتَنْدَى وتلقَى عمرة ً فتقحَّمُ
إذا النعلُ شمَّتْ في المجالسِ مرة ً
فإن له نعلاً تُشَمُّ وتُلْثَمُ
وما دُبِغتْ بالمسك بل صُوفحت به
له قدمٌ في كلّ مجدٍ تَقدم
فتى ليس من يومٍ يمر ولا يُرَى
لنعماه فيه أو لبؤساء ميسمُ
يُمرُّ العطايا والمنايا لأهلها
على هِينة منه ولا يتندّمُ
له فعلاتٌ من سماحٍ ونجدة ٍ
لمنْ يعتفي عُرْفاً ومن يتعرَّمُ
يقومُ لها المالُ المؤثَّل والعِدَى
إذا قام للنار الحصادُ المحزَّمُ
فتى عزمه سيفٌ حسامٌ وسيفُه(75/25)
قضاءٌ إذا لاقى الضريبة َ مُبْرمُ
يباشرُ أطرافَ القنا وهْو حاسرٌ
ويلقى لسانَ الذمّ وهْو مُلأمُ
مُقبَّلُ ظهرِ الكفّ وهّابُ بطنها
له راحة ٌ فيها الحطيمُ وزمزمُ
فظاهرُها للناس رُكن مُقبَّلٌ
وباطنها عينٌ من العُرفِ غيلمُ
فتى لو رأى الناسُ الأمورَ بعينهِ
لما جهلوا أن المحامد مَغْنَمُ
يدُلُّ عليه السائلين ارتياحهُ
ووجهٌ بسيما الأكرمين مُسوَّمُ
إذا سئل استحيا من اللَّه أن يُرى
بموضعٍ مَرْجُوٍ وراجيه يُحرمُ
يرى شرَّ يومَيْ ماله يومَ كسبهِ
وأفضلَ يوميه إذا ناب مَغْرَمُ
فتى حسنتْ أسماؤه وصفاته
فأضحت بها أيدي الكواعب تُوشمُ
ولو وسمَ الناسُ الجباهَ بمدحهِ
إذاً لاستلذوا الوسمَ والوسمُ يؤلمُ
إذا ما أسرَّتْ أنفسُ القومِ ذِكْرَه
تبينتهُ فيهم ولم يتكلموا
تطيبُ به أنفاسهُ فتذيعُهُ
وهل سِرُّ مسكٍ أُودِعَ الريحَ يُكْتَم
فتى كَمُلتْ فيه الفضائلُ كلُّها
هنيئاً له الحظُّ الوفاءُ المتمَّمُ
فلاة خلَّة ٌ منها أضرَّتْ بخلَّة
على أنه في كُلّها متقسَّمُ
وما اقتسمتْ شتى الفضائل واحداً
فكاد من التقصير فيهنَّ يسلمُ
إلى أيّ مافيه قصدتَ حسبته
هو الغرضُ المقصودُ فيه الميمَّمُ
ليُنْظَمَ فيه ذلك الدرُّ سُلّكَتْ
مريرتُه والدرُّ في السلك يُنظَمُ
خلالٌ جفا عنها الجفاة ُ خلائفاً
وخلقاً وهل للدرّ في الحبل مَنْظمُ
ومازال عبدُ اللَّه يعلم أنّه
قديماً لهاتيك الشناشنِ أخزمُ
تبينُ فيه وهْو في المهدِ أنه
سيرفعُ من بُنْيانه وسيدْعَمُ
وأنْ سوف يحييه بماهو فاعلٌ
إذا هو واراه الضريحُ المطمطمُ
لذلك أقفاه وسماه باسمه
وفي الحقّ يُقْفَى مثلهُ ويكرمُ
وماكان لاستصغارهِ اسمهُ
أبى ذاك من معناه فخم مفخَّمُ
ولكنَّ أسماءَ الأحبّة ِ لم تزلْ
تُصَغَّر في أهليهمُ وترخَّمُ
وماضرَّ من أضحى له مُصغَّرٌ
ومعنى مُجلٌّ في الصدورِ معظّمُ
هو الغرة البيضاءُ من آل مُصْعب
وهم بعده التحجيل والناس أدهمُ
لتَفتَرَّ عنه في مواطن جَمَّة ٍ(75/26)
رُزَيْق فما مفترُّها عنه أهتم
كفاها به من مَضْحَكٍ يومَ زينة
ومن مَكْلح في الحربِ حين تَجَهَّمُ
ثنايا لعمري وُضَّحٌ لا يشيِنُها
ونابُ عضاضٍ مِقْصلٌ حين يَضْغَمُ
ألكْنِي إلى عمرو بن ليث رسالة ً
لها حين يدوى الغيبُ غيبٌ مُسلَّمُ
فإنا غدونا نحمدُ اللَّه أوَّلاً
فواتحَ من حمدٍ بحمدك تُختَمُ
على نعمة ٍ ألبستناها جديدة ً
هي الوشي حُسْناً والحبير المنمنمُ
لك المسمعُ المصغى إليه إذا غدت
لبوساً لنا والمنظرُ المتوسَّمُ
رعيتَ سدانا بالأمير فكلّنا
بذلك ممنونٌ عليه ومُنعَمُ
توخّى بنا المرعى المرِىء نباتُه
وجنَّبنَا المرعى الذي يُتَوَخَّمُ
وذبَّ الذئابَ الطُّلْسَ عنا فأصبحتْ
ومنها طريدُ الخوفِ والمتحرَّم
وأثبتَ للأمرِ الذي يستديمه
أواخيَّ صدْقٍ أقسمتْ لاتَجَذَّمُ
فلا تسهمنَّ الحظَّ فيه فإنه
جزيلٌ ومامَنْ كان مثلك يُسْهَمُ
تحمّل ما حُملتَه من أمانة ٍ
فناءَ بها منه ضليعٌ عَثمثُم
حليم إذا ما الحلمُ أُحمِدَ غِبُّهُ
وأدَّى إلى العُقْبى التي هي أسلمُ
جهولٌ على الأعداء جهلَ نكاية ٍ
يداوَى به جهلُ الجهولِ فيُحْسمُ
وحاشاه من جهلِ الغباوة أنه
أطبُّ بأحناء الأمور وأحكمُ
عَفُوٌّ إذا ما الذنبُ لم يعْدُ حدَّه
إلى الوِتْرِ تَبَّاعٌ قفا الوتر أرقمُ
أخوذٌ بوثقي عروتَيْ كلّ خُطَّة ٍ
تروكُ الهوينا للتي هي أحزمُ
حلا لشفاه الذائقين وإنه
على لهوات الآكلين لعلْقَمُ
وداوَى من الأدواءِ حتّى أماتها
بأدوية ٍ لم يدرِ ماهنّ حِذيمُ
فذو الزيغِ يُسْتَأنَى وذو الغيث يُنْتَحَى
وذو النفر يُسْتَدْنى وذو الشَّغْب يُوقمُ
وكانت همومٌ لاتزال تهمُّها
رجالٌ فقد عادت مغايظَ تكظمُ
ولاغروَ أن ذلّتْ له بعد عزّة ٍ
أنوفٌ عِدًى أضحتْ تُخَشُّ وتُحزَم
تكنفُ هذا الدين والملكَ منكما
يلمْلم في أنضادهِ ويرْمرمُ
رسا جبلا حَزْمٍ وعزمٍ وقوة ٍ
بمثلهما تحمى القواصي وتُعْصَمُ
لتحملْ رقابٌ مائلاتٌ رؤوسها
حذارِ وإلا فالمليمون ألومُ(75/27)
هو السيفُ يجني كلَّ رأسٍ دنا له
وقدماً إذا استصرم الدومُ يصرمُ
فأقصرَ قومٌ وانتهوا عن سفاهم
وهامُهمُ بين المناكب جُثَّمُ
وإلا فإني ضامنٌ أنْ يبُزَّها
مجاثمَها سيفٌ من البأسِ مخذمُ
بكفَّي عبيد الله يهوي بحدّه
إلى حيث أهوى الحقُّ لا يتلعثم
همام إذا اعوجّتْ عوالي رماحِهِ
غدت بين أحناء الضلوع تُقوَّمُ
له الراية السوداء تخفقُ فوقَها
مع النصر رايات من الطير حُوَّمُ
يحمنَ عليها واثقاتٍ بأنها
ستُجزَر أشلاءَ الطغاة وتُلْحَمُ
وماحربهُ حربٌ إذ نابذ العدا
ولكنها أرضٌ عليهم تُدمْدِمُ
أخو الرأي والبأسِ اللذيْن كلاهما
يُكادُ به الجيش اللُّهام فيُهْزمُ
يُرى أو يُلاقى وحدَه فكأنما
يُرى أو يُلاقى ألفُ ألفٍ مصممُ
له عندَ قدْحِ الرأي من خطراته
وعند انتضاء العزم للأمر يدْهَمُ
سُكونٌ كإطراقِ الشُّجاع وسورة ٌ
كسورته لابل أشدَّ وأعْرَمُ
هو الليث طوراً بالعراء وتارة ً
له بين أجامِ القنا متأجَّمُ
مُساورُ قِرنٍ أو مجيلُ جوائلٍ
من الرأي مكرُ الله فيهنَّ مدغَمُ
ليطرقْهُ ضيفٌ أو لتطرقه نوبة ٌ
فما للقرى عن طارقيه مُعتَّمُ
لكلّ نزيل قد أعدَّ عتاده
فللضيف ترحيب ومَثْوًى مكرمُ
وإن كانت الأخرى ولانزلتْ به
فبأسٌ بمثليْه منالشر يؤدمُ
يدبرهُ رأيٌ سديدٌ بمثله
تُرمّ مصاعيبُ الأمور وتخطم
إذا ما أصاب الخطبَ لم يك فلتة ً
ولاهفوة ً في إثرها متندَّمُ
به يهتدي الضُّلالُ عند ضلالهم
إلى سنَنَ القصدِ الذي هو أقومُ
عجبتُ لرأي يُستضاءُ ودونه
سماءُ سماحٍ لاتزال تَغَيَّمُ
ليفخرْ عبيدُ اللَّه فهْو الذي له
بفضلِ الحجى والبأسِ والجود يُحكَمُ
ومافخرَ مَنْ لَو فاخر الفخر أصبَحَتْ
مقاليدُه عفواً إليه تسلَّمُ
له الحلم لو يُلْقَى على الناسِ بعضُه
تعافوا فلم يُسفَك على الأرضِ محجمُ
إلى البأس لو يمنى به الدهر مرة ً
لأغضى كما يغْضى الذليل المهضَّمُ
إلى الجود لو يُعْدِي أقلُّ قليلهِ
أكفَّ الورى لم يُحْمَ للمال مَحْرَمُ(75/28)
خلائِقُ لو فُضَّتْ على الناسِ كلّهم
محاسنُها لم يبق في الناس مَشْتَمُ
وإن عُدَّتِ الآدابُ يوماً وأهلُها
فذكراه ريحانُ القلوبِ المشمَّمُ
هو المرسَلُ الأمثالُ في كلّ منطقٍ
يظلَّ بماء العين في الخدّ يُرْسَمُ
من الشعراء الأعذبين قريحة ً
وعلاَّمَة ٌ بحرٌ من العلم مُفَعمُ
إذا ما جَرى في حلبة عربية ٍ
تخلّف عن شأويه قُسٌّ وأكثَمُ
جواد ثنى غرْبَ الجيادِ بغربه
فظلَّ يجاري ظلّها وهْيَ صُيَّمُ
سبوق متى يطلبْ سبوقٌ لحاقَه
يفتْهُ به غَمْرُ البديهة مرْجَمُ
لحوقٌ إذا خاضَ العجاجة َ شقَّها
فلا الشأو مقصورٌ ولا الوجه أقتمُ
حلفتُ بأصوات الوفود التي لها
بصحراءَ جمع مَجْأَرٌ ومُهَيْنَمُه
لأصبح مَنْ سامَى الأميرَ كرائمٍ
منالَ الثريا وهو أعسم أجذَم
أبا أحمد أنت الأميرُ بحقه
على كل حال والمعاطسُ رُغَّمُ
ألست الذي يُعدى على الدهر إن عدا
ويُنْصفُ منه كلُّ من يتظلم
بحسبك هذي ما حُييت إمارة ً
تُجَلُّ بها حقَّ الجلال وتُعْظَمُ
ولاية َ لاعزْل وكلُّ منيحة ٍ
من الخيم أبقى من سواها وأدومُ
من اللائي يجبي أهلُها الحمدَ التي
جِبا أهلها دينارُ عيْن ودرهم
سلكتَ سبيل المجد وحدَك ممعناً
ولم يبقَ منها موطىء يُتَرسَّمُ
فلم نَرَكَ استوحشتَ منها لوحْدَة
ولاجُرْتَ عن قصد لأنك مُعلَمُ
وهل يوحشُ الإفرادُ من هو وحدَه
خميسٌ تضيق الأرض عنه عرمرمُ
فأصبحتَ قد غادرتَ كلَّ ثنيَّة
لها منهجٌ يهدي الأدلاَّء لَهجمُ
وفي الناس من يسمو بهمة ِ غيره
إلى ذروة المجد التي تُتَسَنَّمُ
ينامُ عن المعروف إلا مبارياً
بمعروفه معروفَ من يتكرمُ
وينكص في الهيجاء إلا مباهياً
وإن كان للْحامي هنالك مَقدَمُ
فياتي منالعلياء والمجد ما أتى
كمقتحمٍ في غمرة وهو مُقْحَمُ
كذاك المبادي والمسامي وإنما
يُسامَى كريمٌ بالمكارم مُلزَمُ
ولاحمد إلاَّ لامرىء ذي قريحة
يهشُّ أخوها للتي هي أكرمُ
هشاشته للماء تنسجُ متنهُ
شمالٌ خَريقٍ وَهْوَ حَرَّان أهْيَمُ(75/29)
على حينَ لم تبعثه إلا طبيعة ٌ
تَيَقَّظُ للعلياء والناسُ نُوَّمُ
بمثلك فَلْتَرمْ الملوكُ ثغورَها
فما جانبٌ يُولَى بمثلك أثلمُ
علمتك فيك الخيرُ والشرُّ كلُّه
وكلك خيرٌ عندَ منَ يتفهم
وقد لُمسَتُ من صفيحتيك مرمسٌ
وجُرّبْتَ قِدْماً والمجرَّبُ أعلمُ صم خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
وعهد الليالي والغواني مُذمَّمُ
فظلم الليالي أنهن أشبْنني
لعشرين يحدوهن حوْل مُجرّم
وظُلم الغواني أنهن صرمنني
لظلم الليالي إنني لمُظلَّم
تنكرن لي أن نكّر الشيبُ لمَّتي
وفي الشيب للسودِ الذرى متحرّم
فإن أغد محزوم السهام فربما
غدا بي مُلقى غرة الصيد مُطعَم
ورب مَهاة صدتها بين نظرتي
ونظرتها أيامَ رأسيَ أسحمُ
أُعارض مرمى الوشح غير مخاتلٍ
فأستدرج الأقناص من حيث تعلم
رأيتُ سوادَ الرأْسِ واللهو تحته
كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ
فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه
فلم يَبْقَ إلا عهدُه المتوهَّم
وصفراءَ بكرٍ لاقذاها مُغيّبٌ
ولاسِرُّ من حَلّتْ حشاهُ مُكتّمُ
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجم
هي الورسُ في بيضِ الكؤوس وإن بدَتْ
لعينيك في بيضِ الوجوه فعنْدمُ
يظلُّ لها المزكومُ حين يسوفُها
سحابة َ يومِ وهْو بالمسك يُفعَم
لها لذَّتا طعم ورشٍّ وكأنه
دبيب نمالٍ في نقاً بات يُرهَم
مذاقٌ ومسرى في العروق كلاهما
ألذُّ من البرء الجديد وأنعمُ
كأنهما لثمُ الحبيب وضمُّهُ
وقد باتَ منه تحت خدّك مِعصمُ
إذا نزلتْ بالهم في دارِ أهلهِ
غدا الهمُّ وهو المرهَقُ المهضّمُ
أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجة ً
وعشراً يُصلّى حولها ويُزمزمُ
سقتْني بها بيضاءُ فُوها وكأسُها
شبيها مذاقٍ عند من يتطعمُ
سقيمة طرْفِ العينِ سُقماً بمثله
يصابُ صحيحات القلوبِ فتسقمُ
من الهيفِ لو شاءت لقامت
بكأسها وخاتمُها في خصرها متختَّم
كهمّ الخليّ اسودّ فرعٌ ومَكْحلٌ
لها خِلقة ً وابيضَّ ثغرٌ ومَلْغم
وأشرقَ منها صحنُ خدٍّ مضرَّجٍ(75/30)
يظلُّ بما فيه من الماء يُضرم
مُفدًّى يسمى باسمِ فيها مقبَّلاً
إذا قيل للخدّ الشتيم ملطّم
وأنَّى يسمّى ملْطماً وهوملثمٌ
فدى حُسْنَه من ذاك خَدٌّ مَلطَّمُ
على أنه مغرًى به العضُّ مُولعٌ
وليس له ذنبٌ سوى الحُسنِ يُنقَمُ
يُعضُّ وما أسدى إلى العين شيئاً
وليس بمظلومٍ وإن كان يُظْلم
يظلّ إذا أبدى لنا منه صفحة ً
تلذّ بها أبصارنا وتنعَّم
نُولّيه أطرافَ الثنايا وإنّه
ليَدْمَى من الألحاظِ بل حين يُوهمُ
بذاك قضى قاضي الهوى وهْو ظالمٌ
على الخَدِّ للعين التي هي أظلم
ومازال في القاضي الغشومِ تحاملٌ
على الخَصمِ للخصمِ الذي هو أغشمُ
تفكَّهُ منها العينُ عند اجتلائها
بفاكهة ليست يدَ الدهر تُوخَمُ
عناقيدُ فردوسٍ وتفاحُ جنّة ٍ
تتوقُ إليها كُلّ نفسٍ وتقرم
يناغيهما رمانُ صدرٍ يعيذه
من العين ياقوتٌ ودرٌّ مُنظم
وبين ثمار الرأس والعين عبهرٌ
يضاهيه منها أقحوانٌ مَديَّم
رياضٌ وجناتٌ يهزُّ ثمارها
ونوارها غُصنٌ ودِعصٌ مركَّم
تفاوتَ منها الخلقُ في حسن صورة ٍ
تفاوتَ إبداعٍ فرابٍ وأهْضمُ
وخَدْلٌ وممشوقٌ وأبيض ناصع
وأسودُ غِربيبٌ وأقنى وأخثم
إذا استعرضْتها العينُ دقَّ موشحٌ
لها ورَبا ردفٌ وجَلَّ مُخدّم
مراكبُ للذَّات منها مضمَّرٌ
وما مسَّه ضُمرٌ ومنها مُطهَّم
لها فِرقٌ شتًّى من الحُسنِ أجْمعتْ
على أن يُلقَّى البرْح منها المُتيَّم
أما عجبٌ إجماعُ مختلفاتِها
على قتلِ من لاقَتْهُ لاتتأثَّم
كذا السهمُ يصمى وهو شتَّى نجارهُ
حديدٌ وريشٌ وابنُ غِيل مُقوَّمُ
خلوتُ بها فرداً إذا شئتُ علَّني
بكأسٍ لها ريَّا بنانٌ مُنعَّمُ
وإن شئتُ ألهاني غناءان خِلْفة ً
فصيحٌ ومما تنطق الطير أعجمُ
لدى روضة ٍ فيها النَّوْرِ أعينٌ
تُرقرق دمعاً بل ثغورٌ تبسَّمُ
يضاحك روقَ الشمس منها مُضاحكٌ
مدامِعُه من واقعِ الطلّ سُجَّمُ
كمستعبِر مستبشرٍ بعد حزنهِ
لبيْنِ خليطٍ قوّضوا ثم خيَّموا
يغازلني فيها غزالان منهما
ربيبُ الفيافي والربيب المتوَّمُ(75/31)
إذا نصبا جيديهما فكلاهما
سواءٌ وإبريقٌ لديَّ مُفدَّمُ
ثلاثة ُ أظبٍ نَجْرُها غيرُ واحدٍ
لذي اللهو فيها كلها مُتنعَّمُ
غزال وإبريق رذُومٌ وغادة
تُحرّكُ من أوتارها وتُنَغّمُ
فظبي يُغنّيه وظبي يُعلُّهُ
وظبي يرودُ التلعَ أو يتجرثَمُ
لعيني مُراعي شخصه فيه مأس
وملهى ً وللمستطعم الصيد مطعم
فقد عكفتْ منها عليهِ بما اشتهى
هنالك أظْآر من العيشِ رُوَّمُ
وركبِ قنيصٍ قد شهدتُ جيادهم
تُحمْحِمُ في ثيرانِ وحشٍ تَغَمْغمُ
مها كالمها إلا جبالَ متونها
وإلاّ مكانَ الوشمِ أو حيث تُلْطَم
وإلاَّ مخَطَّ الكحلِ من كلّ مقلة ٍ
وإلا قروناً تدَّرِي فتزنم
يُزنّجُ منها الناسبون وشيظة ً
وجمهورها في الناسبين مُرَوَّمُ
دُفعنا إليها وهْي زُهرٌ كأنها
خلالَ أنيقِ النَّوْرِ نورٌ مجسَّمُ
فما ذرَّ قرنُ الشمسِ حتى رأيتها
تعصفرها مثعنجرات تَهزمُ
دلفنا لها بالسمهريّ فطالعٌ
إلى مصرعٍ يرتاده ومُحَرْجمُ
وقد حاولتْ منجًى فقالت رماحُنا
لِمُمْعِنِها عرّجْ فهذا المخيَّمُ
فلم يُنْجِها إحضارُها وهْو مُلْهَبٌ
ولاذبَّ عنها اللُّها وهو مُتْأمُ
قرونٌ لها منها حرابٌ قرائنٌ
ولكنَّ خصمَ السمهرياتِ يُخْصَمُ
وقد طال ماذادتِ بها غير أنه
أتيح لها رأسٌ من الكيدِ مِصْدَم
بحيثُ يضمُّ الثورَ والعيْرَ مرتعٌ
يراعيهما فيه الأصكُّ المصلَّم
وشُنَّتْ لها في آل أخدرَ غارة ٌ
كما شُبَّ أُلْهوبُ الحريقِ المضرَّمُ
تنادمَ فيها الموتُ أحمر قاتماً
قريعَ المها والأخْدَريُّ المكدَّمُ
نديمان من شتّى وكأسٌ كريهة ٌ
أباها من الشُّرَّابِ إلا المجشَّمُ
فظلّ لنا يومٌ من اللهو مُمتعٌ
وظلّ لها يومٌ من الشرّ أيْومُ
ورحنا على القُبّ العتاقِ وكلُّها
من العلقِ الوحشيِّ أقرحُ أرثمُ
تخايلُ منه في خضاب تخاله
طِلاءً من الحناء قاناه بقَّمُ
كأنّ لها حَظَّيْن مما تصيدُه
على أنها منه مدى الدهر صُوَّمُ
وأنقذ منا العُفْرَ والرُّبْدَ ميلُنا
إلى العينِ والحُقْب التي هي أوسمُ(75/32)
وكان لنا في كلّ حقّ وباطلٍ
جُنوحٌ إلى الشأن الذي هو أفخمُ
ومعتركٍ تبدو نجومُ حديده
وقد لفّه ليلٌ من النقع أطخمُ
شهدتُ القنا فيه تقصّفُ والظُّبا
تُفلَّلُ والبيضَ الحصينَ تحطَّمُ
فلم أكُ ممنْ حاصَ عن غمراتِه
ولاغاصَ فيها حيث غاصَ المغمَّمُ
ولكنني غامست خَوْضَة َ هَوْلِها
جهيراً شهيراً حين ضلّ المقرقمُ
ولم أغشها إلاَّ عليماً بأنّها
هي المجدُ أو مطرورة ُ الحدّ صَيْلَمُ
وليلٍ غشا ليلٌ من الدَجْنِ فوقهُ
فليس لنجم في غواشيه منجمُ
عفا جِلْبُهُ آيَ الهدى من سمائه
وأعلامَهُ من أرضهِ فَهْيَ طَسْيَمُ
لبستُ دجاه الجونَ ثم هتكتُه
بوجناء يَنْميها غريرٌ وشدْقَمُ
عُذافرة ُ تنقضّ عن كلّ زَجْرة ٍ
كما انقضّ من ذي المنجنيق الململمُ
يخوضُ عليها لجة َ الهوْلِ راكبٌ
هو السيف إلا أنه لا يُثَلّمُ
نجيبٌ من الفتيان فوق نجيبهِ
من العيس في يهماء والليل أيهمُ
فريدْينِ يمضيها وتمضيه في الدجى
كسمراء يُمضيها وتُمضيه لهذمُ
يريها الهدى حدْساً وتنجو برحله
ودون الهدى سدٌّ من الليل مُبْهَمُ
على ظهرِ مَرْت ليس فيه مُعرَّجٌ
ولكنْ مَخَبٌّ للركاب ومَسْعَمُ
من اللائي تنبو بالجنوبِ وكلها
لأيدي المهاري أملسُ المتنِ أدرمُ
خلاءٌ قواءٌ خيرُ من مرعى مطيَّة
وموردها فيه النَّجاءُ الغشَمْشَمُ
ينوحُ به بومٌ وتعزفُ جنة ٌ
فيعوي لها سِيدٌ ويضْبَحُ سَمْسَمُ
يُخال بها من رنّ هذي وهذه
إذا اختلف الصوتان عُرْسٌ ومأتَمُ
تعسَّفتُه إمَّا لخفضٍ أناله
وإمَّا سآمَ الخفضِ والخفضُ يُسْأمُ
وللسيف حيناً مرقدٌ في حجابه
وحيناً مهبٌّ صادق ومُصمَّمُ
وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها
سواداً كأن الوجه منهُ مُحمَّمُ
أظلّ إذا كافحتها وكأنني
بوهَّاجها دونَ اللثام مُلثَّمُ
نصبتُ لها مني محاسرَ لم تزلْ
تُصلَّى بنيرانِ العُلا فهي سُهَّمُ
بديمومة ٍ لا صلَّ في صحصحانِها
ولا ماءَ لكنْ قورُها الدهرَ عُوَّمُ
ترى الآلَ فيها يَلْطُم الآلَ مائحاً(75/33)
وبارحُها المسمومُ للوجه ألطمُ
بذلك قد عللتُنفسي كُلّه
ولكنْ بنو الأيام تُغْدَى وتُفْطَمُ
سأُعْرض عما أعرضَ الدهرُ دونَه
وأشربُها صِرْفاً وإن لامَ لُوَّمُ
أعمُّهُمُ مدحاً وأختصُّ منهمُ
وأخاهم عبيدَ اللَّه والحق يُلْزَمُ
فتى منهمُ في فضله متقدّمٌ
على أنه في سِنهِ متقدَّمُ
يُعدُّ إذا عُدَّ الملوك مبدَّأً
كما عُدَّ رأساً للشهور المحرَّمُ
له في المعالي والمكارم إخوة ٌ
وليس له فيها على ذاك تَوْأمُ
بنى بالمساعي سُؤدداً لا يُزيلُهُ
صروفُ الليالي أويزولَ يَلمْلَمُ
فتًى لا أسمّيه فتى لحداثة ٍ
ولكن لأخلاق له لاتَكَهَّمُ
من الأريحياتِ التي تُمتَرى الندى
فتَنْدَى وتلقَى عمرة ً فتقحَّمُ
إذا النعلُ شمَّتْ في المجالسِ مرة ً
فإن له نعلاً تُشَمُّ وتُلْثَمُ
وما دُبِغتْ بالمسك بل صُوفحت به
له قدمٌ في كلّ مجدٍ تَقدم
فتى ليس من يومٍ يمر ولا يُرَى
لنعماه فيه أو لبؤساء ميسمُ
يُمرُّ العطايا والمنايا لأهلها
على هِينة منه ولا يتندّمُ
له فعلاتٌ من سماحٍ ونجدة ٍ
لمنْ يعتفي عُرْفاً ومن يتعرَّمُ
يقومُ لها المالُ المؤثَّل والعِدَى
إذا قام للنار الحصادُ المحزَّمُ
فتى عزمه سيفٌ حسامٌ وسيفُه
قضاءٌ إذا لاقى الضريبة َ مُبْرمُ
يباشرُ أطرافَ القنا وهْو حاسرٌ
ويلقى لسانَ الذمّ وهْو مُلأمُ
مُقبَّلُ ظهرِ الكفّ وهّابُ بطنها
له راحة ٌ فيها الحطيمُ وزمزمُ
فظاهرُها للناس رُكن مُقبَّلٌ
وباطنها عينٌ من العُرفِ غيلمُ
فتى لو رأى الناسُ الأمورَ بعينهِ
لما جهلوا أن المحامد مَغْنَمُ
يدُلُّ عليه السائلين ارتياحهُ
ووجهٌ بسيما الأكرمين مُسوَّمُ
إذا سئل استحيا من اللَّه أن يُرى
بموضعٍ مَرْجُوٍ وراجيه يُحرمُ
يرى شرَّ يومَيْ ماله يومَ كسبهِ
وأفضلَ يوميه إذا ناب مَغْرَمُ
فتى حسنتْ أسماؤه وصفاته
فأضحت بها أيدي الكواعب تُوشمُ
ولو وسمَ الناسُ الجباهَ بمدحهِ
إذاً لاستلذوا الوسمَ والوسمُ يؤلمُ
إذا ما أسرَّتْ أنفسُ القومِ ذِكْرَه(75/34)
تبينتهُ فيهم ولم يتكلموا
تطيبُ به أنفاسهُ فتذيعُهُ
وهل سِرُّ مسكٍ أُودِعَ الريحَ يُكْتَم
فتى كَمُلتْ فيه الفضائلُ كلُّها
هنيئاً له الحظُّ الوفاءُ المتمَّمُ
فلاة خلَّة ٌ منها أضرَّتْ بخلَّة
على أنه في كُلّها متقسَّمُ
وما اقتسمتْ شتى الفضائل واحداً
فكاد من التقصير فيهنَّ يسلمُ
إلى أيّ مافيه قصدتَ حسبته
هو الغرضُ المقصودُ فيه الميمَّمُ
ليُنْظَمَ فيه ذلك الدرُّ سُلّكَتْ
مريرتُه والدرُّ في السلك يُنظَمُ
خلالٌ جفا عنها الجفاة ُ خلائفاً
وخلقاً وهل للدرّ في الحبل مَنْظمُ
ومازال عبدُ اللَّه يعلم أنّه
قديماً لهاتيك الشناشنِ أخزمُ
تبينُ فيه وهْو في المهدِ أنه
سيرفعُ من بُنْيانه وسيدْعَمُ
وأنْ سوف يحييه بماهو فاعلٌ
إذا هو واراه الضريحُ المطمطمُ
لذلك أقفاه وسماه باسمه
وفي الحقّ يُقْفَى مثلهُ ويكرمُ
وماكان لاستصغارهِ اسمهُ
أبى ذاك من معناه فخم مفخَّمُ
ولكنَّ أسماءَ الأحبّة ِ لم تزلْ
تُصَغَّر في أهليهمُ وترخَّمُ
وماضرَّ من أضحى له مُصغَّرٌ
ومعنى مُجلٌّ في الصدورِ معظّمُ
هو الغرة البيضاءُ من آل مُصْعب
وهم بعده التحجيل والناس أدهمُ
لتَفتَرَّ عنه في مواطن جَمَّة ٍ
رُزَيْق فما مفترُّها عنه أهتم
كفاها به من مَضْحَكٍ يومَ زينة
ومن مَكْلح في الحربِ حين تَجَهَّمُ
ثنايا لعمري وُضَّحٌ لا يشيِنُها
ونابُ عضاضٍ مِقْصلٌ حين يَضْغَمُ
ألكْنِي إلى عمرو بن ليث رسالة ً
لها حين يدوى الغيبُ غيبٌ مُسلَّمُ
فإنا غدونا نحمدُ اللَّه أوَّلاً
فواتحَ من حمدٍ بحمدك تُختَمُ
على نعمة ٍ ألبستناها جديدة ً
هي الوشي حُسْناً والحبير المنمنمُ
لك المسمعُ المصغى إليه إذا غدت
لبوساً لنا والمنظرُ المتوسَّمُ
رعيتَ سدانا بالأمير فكلّنا
بذلك ممنونٌ عليه ومُنعَمُ
توخّى بنا المرعى المرِىء نباتُه
وجنَّبنَا المرعى الذي يُتَوَخَّمُ
وذبَّ الذئابَ الطُّلْسَ عنا فأصبحتْ
ومنها طريدُ الخوفِ والمتحرَّم
وأثبتَ للأمرِ الذي يستديمه(75/35)
أواخيَّ صدْقٍ أقسمتْ لاتَجَذَّمُ
فلا تسهمنَّ الحظَّ فيه فإنه
جزيلٌ ومامَنْ كان مثلك يُسْهَمُ
تحمّل ما حُملتَه من أمانة ٍ
فناءَ بها منه ضليعٌ عَثمثُم
حليم إذا ما الحلمُ أُحمِدَ غِبُّهُ
وأدَّى إلى العُقْبى التي هي أسلمُ
جهولٌ على الأعداء جهلَ نكاية ٍ
يداوَى به جهلُ الجهولِ فيُحْسمُ
وحاشاه من جهلِ الغباوة أنه
أطبُّ بأحناء الأمور وأحكمُ
عَفُوٌّ إذا ما الذنبُ لم يعْدُ حدَّه
إلى الوِتْرِ تَبَّاعٌ قفا الوتر أرقمُ
أخوذٌ بوثقي عروتَيْ كلّ خُطَّة ٍ
تروكُ الهوينا للتي هي أحزمُ
حلا لشفاه الذائقين وإنه
على لهوات الآكلين لعلْقَمُ
وداوَى من الأدواءِ حتّى أماتها
بأدوية ٍ لم يدرِ ماهنّ حِذيمُ
فذو الزيغِ يُسْتَأنَى وذو الغيث يُنْتَحَى
وذو النفر يُسْتَدْنى وذو الشَّغْب يُوقمُ
وكانت همومٌ لاتزال تهمُّها
رجالٌ فقد عادت مغايظَ تكظمُ
ولاغروَ أن ذلّتْ له بعد عزّة ٍ
أنوفٌ عِدًى أضحتْ تُخَشُّ وتُحزَم
تكنفُ هذا الدين والملكَ منكما
يلمْلم في أنضادهِ ويرْمرمُ
رسا جبلا حَزْمٍ وعزمٍ وقوة ٍ
بمثلهما تحمى القواصي وتُعْصَمُ
لتحملْ رقابٌ مائلاتٌ رؤوسها
حذارِ وإلا فالمليمون ألومُ
هو السيفُ يجني كلَّ رأسٍ دنا له
وقدماً إذا استصرم الدومُ يصرمُ
فأقصرَ قومٌ وانتهوا عن سفاهم
وهامُهمُ بين المناكب جُثَّمُ
وإلا فإني ضامنٌ أنْ يبُزَّها
مجاثمَها سيفٌ من البأسِ مخذمُ
بكفَّي عبيد الله يهوي بحدّه
إلى حيث أهوى الحقُّ لا يتلعثم
همام إذا اعوجّتْ عوالي رماحِهِ
غدت بين أحناء الضلوع تُقوَّمُ
له الراية السوداء تخفقُ فوقَها
مع النصر رايات من الطير حُوَّمُ
يحمنَ عليها واثقاتٍ بأنها
ستُجزَر أشلاءَ الطغاة وتُلْحَمُ
وماحربهُ حربٌ إذ نابذ العدا
ولكنها أرضٌ عليهم تُدمْدِمُ
أخو الرأي والبأسِ اللذيْن كلاهما
يُكادُ به الجيش اللُّهام فيُهْزمُ
يُرى أو يُلاقى وحدَه فكأنما
يُرى أو يُلاقى ألفُ ألفٍ مصممُ
له عندَ قدْحِ الرأي من خطراته(75/36)
وعند انتضاء العزم للأمر يدْهَمُ
سُكونٌ كإطراقِ الشُّجاع وسورة ٌ
كسورته لابل أشدَّ وأعْرَمُ
هو الليث طوراً بالعراء وتارة ً
له بين أجامِ القنا متأجَّمُ
مُساورُ قِرنٍ أو مجيلُ جوائلٍ
من الرأي مكرُ الله فيهنَّ مدغَمُ
ليطرقْهُ ضيفٌ أو لتطرقه نوبة ٌ
فما للقرى عن طارقيه مُعتَّمُ
لكلّ نزيل قد أعدَّ عتاده
فللضيف ترحيب ومَثْوًى مكرمُ
وإن كانت الأخرى ولانزلتْ به
فبأسٌ بمثليْه منالشر يؤدمُ
يدبرهُ رأيٌ سديدٌ بمثله
تُرمّ مصاعيبُ الأمور وتخطم
إذا ما أصاب الخطبَ لم يك فلتة ً
ولاهفوة ً في إثرها متندَّمُ
به يهتدي الضُّلالُ عند ضلالهم
إلى سنَنَ القصدِ الذي هو أقومُ
عجبتُ لرأي يُستضاءُ ودونه
سماءُ سماحٍ لاتزال تَغَيَّمُ
ليفخرْ عبيدُ اللَّه فهْو الذي له
بفضلِ الحجى والبأسِ والجود يُحكَمُ
ومافخرَ مَنْ لَو فاخر الفخر أصبَحَتْ
مقاليدُه عفواً إليه تسلَّمُ
له الحلم لو يُلْقَى على الناسِ بعضُه
تعافوا فلم يُسفَك على الأرضِ محجمُ
إلى البأس لو يمنى به الدهر مرة ً
لأغضى كما يغْضى الذليل المهضَّمُ
إلى الجود لو يُعْدِي أقلُّ قليلهِ
أكفَّ الورى لم يُحْمَ للمال مَحْرَمُ
خلائِقُ لو فُضَّتْ على الناسِ كلّهم
محاسنُها لم يبق في الناس مَشْتَمُ
وإن عُدَّتِ الآدابُ يوماً وأهلُها
فذكراه ريحانُ القلوبِ المشمَّمُ
هو المرسَلُ الأمثالُ في كلّ منطقٍ
يظلَّ بماء العين في الخدّ يُرْسَمُ
من الشعراء الأعذبين قريحة ً
وعلاَّمَة ٌ بحرٌ من العلم مُفَعمُ
إذا ما جَرى في حلبة عربية ٍ
تخلّف عن شأويه قُسٌّ وأكثَمُ
جواد ثنى غرْبَ الجيادِ بغربه
فظلَّ يجاري ظلّها وهْيَ صُيَّمُ
سبوق متى يطلبْ سبوقٌ لحاقَه
يفتْهُ به غَمْرُ البديهة مرْجَمُ
لحوقٌ إذا خاضَ العجاجة َ شقَّها
فلا الشأو مقصورٌ ولا الوجه أقتمُ
حلفتُ بأصوات الوفود التي لها
بصحراءَ جمع مَجْأَرٌ ومُهَيْنَمُ
لأصبح مَنْ سامَى الأميرَ كرائمٍ
منالَ الثريا وهو أعسم أجذَم(75/37)
أبا أحمد أنت الأميرُ بحقه
على كل حال والمعاطسُ رُغَّمُ
ألست الذي يُعدى على الدهر إن عدا
ويُنْصفُ منه كلُّ من يتظلم
بحسبك هذي ما حُييت إمارة ً
تُجَلُّ بها حقَّ الجلال وتُعْظَمُ
ولاية َ لاعزْل وكلُّ منيحة ٍ
من الخيم أبقى من سواها وأدومُ
من اللائي يجبي أهلُها الحمدَ التي
جِبا أهلها دينارُ عيْن ودرهم
سلكتَ سبيل المجد وحدَك ممعناً
ولم يبقَ منها موطىء يُتَرسَّمُ
فلم نَرَكَ استوحشتَ منها لوحْدَة
ولاجُرْتَ عن قصد لأنك مُعلَمُ
وهل يوحشُ الإفرادُ من هو وحدَه
خميسٌ تضيق الأرض عنه عرمرمُ
فأصبحتَ قد غادرتَ كلَّ ثنيَّة
لها منهجٌ يهدي الأدلاَّء لَهجمُ
وفي الناس من يسمو بهمة ِ غيره
إلى ذروة المجد التي تُتَسَنَّمُ
ينامُ عن المعروف إلا مبارياً
بمعروفه معروفَ من يتكرمُ
وينكص في الهيجاء إلا مباهياً
وإن كان للْحامي هنالك مَقدَمُ
فياتي منالعلياء والمجد ما أتى
كمقتحمٍ في غمرة وهو مُقْحَمُ
كذاك المبادي والمسامي وإنما
يُسامَى كريمٌ بالمكارم مُلزَمُ
ولاحمد إلاَّ لامرىء ذي قريحة
يهشُّ أخوها للتي هي أكرمُ
هشاشته للماء تنسجُ متنهُ
شمالٌ خَريقٍ وَهْوَ حَرَّان أهْيَمُ
على حينَ لم تبعثه إلا طبيعة ٌ
تَيَقَّظُ للعلياء والناسُ نُوَّمُ
بمثلك فَلْتَرمْ الملوكُ ثغورَها
فما جانبٌ يُولَى بمثلك أثلمُ
علمتك فيك الخيرُ والشرُّ كلُّه
وكلك خيرٌ عندَ منَ يتفهم
وقد لُمسَتُ من صفيحتيك مرمسٌ
وجُرّبْتَ قِدْماً والمجرَّبُ أعلمُه
فمن كان ذا جهلٍ فإنك مُبْشَرٌ
ومنْ كان ذا حلم فإنك مؤدَمُ
وما سدٌ قولٌ في فعالك خَلَّة
ولاوَجَدَ المدّاحُ نقصاً فتمَّمُوا
وماجاوزوا إذْ أطنبوا فيك أنْ دَعَوْا
بأسمائك اللائي بها كنتَ تُوسَمُ
وما اتخذوا مدحاً إليك وسيلة ً
لأنك سيْحٌ يستقي ماءَة الفم
ولكن رأوا دونَ الكلام ونظمِهِ
حقيقيْن إذ أنتَ المنادَى المكلمُ
وما ملّئتْ منك الصدُورُ بهيبة ٍ
ولا عِظَمٌ إلا وشأنك أعظمُ
إذا مادحٌ أسدَى وألحمَ باطلاً(75/38)
فمدحك مسدًى بالذي فيك مُلحَمُ
أقول لشاك بثَّهُ لم تزلْ به
من الحال أسمالٌ رِثاثٌ تُرمَّمُ
ألا أيها الشاكي إليَّ خَصاصة
تضارِعهُ في السنّ بل هيَ أقدمُ
ويشفق منها في بقية عمرهِ
أمنتَ وأنفُ الدهر أجدعٌ أكثمٌ
أمن ضيقِ مثْوى المرء في بطن أمه
إلى ضيق مثواه من القبر يُسْلَمُ
ولم يلقَ بين الضيق والضيق فُسْحَة ً
أبى ذاك أن الله بالعبد أرحم
أنَّ عبيدَ الله للناس عصْمة ٌ
بأيديهم منها عُراً لاتُفَصَّمُ
سيزجر عنك الدهرَ إن شئت زجرة ٌ
يصيخ لها خوفاً ولا يترمرم
هو المرءُ أما مالُه فمحلَّلٌ
لعافٍ وأما جاره فمحرَّمُ
لجيرانه منه مَحَلٌّ ممنَّعٌ
يضيم به الدهرَ الذليل المضيَّمُ
وكفٌّ صَنَاعٌ تجبرُ الكسرَ منهمُ
وتدملُ من ذي كَلْمهم حين يُكْلمُ
وتحتاطُ من كرّ الزمانِ عليهمُ
فتنهاه عنهم بالتي هي أحسُمُ
تتبع أظفارَ الزمان تَتَبُّعاً
بآثارها في أهله أو تُقَلَّمُ
فسرْ راشداً لاتَثْنينَّكَ طِيرة ٌ
كذوبٌ ولا رأي عن القصد أضْجَمُ
إلى ملكٍ لاتبرحُ الطيرُ دونه
وإن برحتْ للركبِ لم يتشأَّموا
إذا ماغدا الغادي إليه فإنه
على ثقة ٍ أنْ ليس في الطير أشأمُ
ترغَّم في السير القلاصُ ولاترى
قلوصاً إذا سارت إليه تُرَغَّمُ
وإن حَفِيتْ لم تُحْذ نعلاً وذُكّرتْ
به فرأيتَ المرْو بالبيد تُرْثَمُ
يثوْبُ لها بعد الحفا عند ذكرِه
أظلُّ وقاحٌ يرضخُ الصخرَ ميثَمُ
وإن ظمئتْ قالتْ لها النفسُ شمري
فعند ابن عبدالله عِدٌّ قَلَيْذَمُ
وما تَضْربُ الأكباد نحو فنائه
من العيس بل عفوا تَحُبُّ وَتَسْعَمُ
إلا رُبَّ قولٍ فيه أمكن قائلاً
ولو رامه في غيره ظلّ يكْعَمُ
تفورُ ينابيع القريض بمدحهِ
إذا جعلتْ في آخرينَ تَسدَّمُ
أطاعت معاني الشعر فيه وأصبحتْ
قوافيهِ حتّى قيل لي أنت مُلْهَمُ
به درتِ الدنيا ولولاه أصبحتْ
يعلّلُنا منها أجَدُّ مُصَرَّمُ
وكان سَنام العيش قبلَ ابن طاهر
أجَبَّ فقد أضحى به وهْو أكْوَمُ
كريم التغاضي عن قوافٍ يزرنَهُ(75/39)
له مغمز فيهن بادٍ ومُعْجَمُ
يُثيبُ على النياتِ إن قال قائل
فجار عن القصد الذي يتيمَّمُ
غفورٌ لمن لم يوفِهِ كُنْهَ حقّهم خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
وعهد الليالي والغواني مُذمَّمُ
فظلم الليالي أنهن أشبْنني
لعشرين يحدوهن حوْل مُجرّم
وظُلم الغواني أنهن صرمنني
لظلم الليالي إنني لمُظلَّم
تنكرن لي أن نكّر الشيبُ لمَّتي
وفي الشيب للسودِ الذرى متحرّم
فإن أغد محزوم السهام فربما
غدا بي مُلقى غرة الصيد مُطعَم
ورب مَهاة صدتها بين نظرتي
ونظرتها أيامَ رأسيَ أسحمُ
أُعارض مرمى الوشح غير مخاتلٍ
فأستدرج الأقناص من حيث تعلم
رأيتُ سوادَ الرأْسِ واللهو تحته
كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ
فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه
فلم يَبْقَ إلا عهدُه المتوهَّم
وصفراءَ بكرٍ لاقذاها مُغيّبٌ
ولاسِرُّ من حَلّتْ حشاهُ مُكتّمُ
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجم
هي الورسُ في بيضِ الكؤوس وإن بدَتْ
لعينيك في بيضِ الوجوه فعنْدمُ
يظلُّ لها المزكومُ حين يسوفُها
سحابة َ يومِ وهْو بالمسك يُفعَم
لها لذَّتا طعم ورشٍّ وكأنه
دبيب نمالٍ في نقاً بات يُرهَم
مذاقٌ ومسرى في العروق كلاهما
ألذُّ من البرء الجديد وأنعمُ
كأنهما لثمُ الحبيب وضمُّهُ
وقد باتَ منه تحت خدّك مِعصمُ
إذا نزلتْ بالهم في دارِ أهلهِ
غدا الهمُّ وهو المرهَقُ المهضّمُ
أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجة ً
وعشراً يُصلّى حولها ويُزمزمُ
سقتْني بها بيضاءُ فُوها وكأسُها
شبيها مذاقٍ عند من يتطعمُ
سقيمة طرْفِ العينِ سُقماً بمثله
يصابُ صحيحات القلوبِ فتسقمُ
من الهيفِ لو شاءت لقامت
بكأسها وخاتمُها في خصرها متختَّم
كهمّ الخليّ اسودّ فرعٌ ومَكْحلٌ
لها خِلقة ً وابيضَّ ثغرٌ ومَلْغم
وأشرقَ منها صحنُ خدٍّ مضرَّجٍ
يظلُّ بما فيه من الماء يُضرم
مُفدًّى يسمى باسمِ فيها مقبَّلاً
إذا قيل للخدّ الشتيم ملطّم
وأنَّى يسمّى ملْطماً وهوملثمٌ(75/40)
فدى حُسْنَه من ذاك خَدٌّ مَلطَّمُ
على أنه مغرًى به العضُّ مُولعٌ
وليس له ذنبٌ سوى الحُسنِ يُنقَمُ
يُعضُّ وما أسدى إلى العين شيئاً
وليس بمظلومٍ وإن كان يُظْلم
يظلّ إذا أبدى لنا منه صفحة ً
تلذّ بها أبصارنا وتنعَّم
نُولّيه أطرافَ الثنايا وإنّه
ليَدْمَى من الألحاظِ بل حين يُوهمُ
بذاك قضى قاضي الهوى وهْو ظالمٌ
على الخَدِّ للعين التي هي أظلم
ومازال في القاضي الغشومِ تحاملٌ
على الخَصمِ للخصمِ الذي هو أغشمُ
تفكَّهُ منها العينُ عند اجتلائها
بفاكهة ليست يدَ الدهر تُوخَمُ
عناقيدُ فردوسٍ وتفاحُ جنّة ٍ
تتوقُ إليها كُلّ نفسٍ وتقرم
يناغيهما رمانُ صدرٍ يعيذه
من العين ياقوتٌ ودرٌّ مُنظم
وبين ثمار الرأس والعين عبهرٌ
يضاهيه منها أقحوانٌ مَديَّم
رياضٌ وجناتٌ يهزُّ ثمارها
ونوارها غُصنٌ ودِعصٌ مركَّم
تفاوتَ منها الخلقُ في حسن صورة ٍ
تفاوتَ إبداعٍ فرابٍ وأهْضمُ
وخَدْلٌ وممشوقٌ وأبيض ناصع
وأسودُ غِربيبٌ وأقنى وأخثم
إذا استعرضْتها العينُ دقَّ موشحٌ
لها ورَبا ردفٌ وجَلَّ مُخدّم
مراكبُ للذَّات منها مضمَّرٌ
وما مسَّه ضُمرٌ ومنها مُطهَّم
لها فِرقٌ شتًّى من الحُسنِ أجْمعتْ
على أن يُلقَّى البرْح منها المُتيَّم
أما عجبٌ إجماعُ مختلفاتِها
على قتلِ من لاقَتْهُ لاتتأثَّم
كذا السهمُ يصمى وهو شتَّى نجارهُ
حديدٌ وريشٌ وابنُ غِيل مُقوَّمُ
خلوتُ بها فرداً إذا شئتُ علَّني
بكأسٍ لها ريَّا بنانٌ مُنعَّمُ
وإن شئتُ ألهاني غناءان خِلْفة ً
فصيحٌ ومما تنطق الطير أعجمُ
لدى روضة ٍ فيها النَّوْرِ أعينٌ
تُرقرق دمعاً بل ثغورٌ تبسَّمُ
يضاحك روقَ الشمس منها مُضاحكٌ
مدامِعُه من واقعِ الطلّ سُجَّمُ
كمستعبِر مستبشرٍ بعد حزنهِ
لبيْنِ خليطٍ قوّضوا ثم خيَّموا
يغازلني فيها غزالان منهما
ربيبُ الفيافي والربيب المتوَّمُ
إذا نصبا جيديهما فكلاهما
سواءٌ وإبريقٌ لديَّ مُفدَّمُ
ثلاثة ُ أظبٍ نَجْرُها غيرُ واحدٍ
لذي اللهو فيها كلها مُتنعَّمُ(75/41)
غزال وإبريق رذُومٌ وغادة
تُحرّكُ من أوتارها وتُنَغّمُ
فظبي يُغنّيه وظبي يُعلُّهُ
وظبي يرودُ التلعَ أو يتجرثَمُ
لعيني مُراعي شخصه فيه مأس
وملهى ً وللمستطعم الصيد مطعم
فقد عكفتْ منها عليهِ بما اشتهى
هنالك أظْآر من العيشِ رُوَّمُ
وركبِ قنيصٍ قد شهدتُ جيادهم
تُحمْحِمُ في ثيرانِ وحشٍ تَغَمْغمُ
مها كالمها إلا جبالَ متونها
وإلاّ مكانَ الوشمِ أو حيث تُلْطَم
وإلاَّ مخَطَّ الكحلِ من كلّ مقلة ٍ
وإلا قروناً تدَّرِي فتزنم
يُزنّجُ منها الناسبون وشيظة ً
وجمهورها في الناسبين مُرَوَّمُ
دُفعنا إليها وهْي زُهرٌ كأنها
خلالَ أنيقِ النَّوْرِ نورٌ مجسَّمُ
فما ذرَّ قرنُ الشمسِ حتى رأيتها
تعصفرها مثعنجرات تَهزمُ
دلفنا لها بالسمهريّ فطالعٌ
إلى مصرعٍ يرتاده ومُحَرْجمُ
وقد حاولتْ منجًى فقالت رماحُنا
لِمُمْعِنِها عرّجْ فهذا المخيَّمُ
فلم يُنْجِها إحضارُها وهْو مُلْهَبٌ
ولاذبَّ عنها اللُّها وهو مُتْأمُ
قرونٌ لها منها حرابٌ قرائنٌ
ولكنَّ خصمَ السمهرياتِ يُخْصَمُ
وقد طال ماذادتِ بها غير أنه
أتيح لها رأسٌ من الكيدِ مِصْدَم
بحيثُ يضمُّ الثورَ والعيْرَ مرتعٌ
يراعيهما فيه الأصكُّ المصلَّم
وشُنَّتْ لها في آل أخدرَ غارة ٌ
كما شُبَّ أُلْهوبُ الحريقِ المضرَّمُ
تنادمَ فيها الموتُ أحمر قاتماً
قريعَ المها والأخْدَريُّ المكدَّمُ
نديمان من شتّى وكأسٌ كريهة ٌ
أباها من الشُّرَّابِ إلا المجشَّمُ
فظلّ لنا يومٌ من اللهو مُمتعٌ
وظلّ لها يومٌ من الشرّ أيْومُ
ورحنا على القُبّ العتاقِ وكلُّها
من العلقِ الوحشيِّ أقرحُ أرثمُ
تخايلُ منه في خضاب تخاله
طِلاءً من الحناء قاناه بقَّمُ
كأنّ لها حَظَّيْن مما تصيدُه
على أنها منه مدى الدهر صُوَّمُ
وأنقذ منا العُفْرَ والرُّبْدَ ميلُنا
إلى العينِ والحُقْب التي هي أوسمُ
وكان لنا في كلّ حقّ وباطلٍ
جُنوحٌ إلى الشأن الذي هو أفخمُ
ومعتركٍ تبدو نجومُ حديده
وقد لفّه ليلٌ من النقع أطخمُ(75/42)
شهدتُ القنا فيه تقصّفُ والظُّبا
تُفلَّلُ والبيضَ الحصينَ تحطَّمُ
فلم أكُ ممنْ حاصَ عن غمراتِه
ولاغاصَ فيها حيث غاصَ المغمَّمُ
ولكنني غامست خَوْضَة َ هَوْلِها
جهيراً شهيراً حين ضلّ المقرقمُ
ولم أغشها إلاَّ عليماً بأنّها
هي المجدُ أو مطرورة ُ الحدّ صَيْلَمُ
وليلٍ غشا ليلٌ من الدَجْنِ فوقهُ
فليس لنجم في غواشيه منجمُ
عفا جِلْبُهُ آيَ الهدى من سمائه
وأعلامَهُ من أرضهِ فَهْيَ طَسْيَمُ
لبستُ دجاه الجونَ ثم هتكتُه
بوجناء يَنْميها غريرٌ وشدْقَمُ
عُذافرة ُ تنقضّ عن كلّ زَجْرة ٍ
كما انقضّ من ذي المنجنيق الململمُ
يخوضُ عليها لجة َ الهوْلِ راكبٌ
هو السيف إلا أنه لا يُثَلّمُ
نجيبٌ من الفتيان فوق نجيبهِ
من العيس في يهماء والليل أيهمُ
فريدْينِ يمضيها وتمضيه في الدجى
كسمراء يُمضيها وتُمضيه لهذمُ
يريها الهدى حدْساً وتنجو برحله
ودون الهدى سدٌّ من الليل مُبْهَمُ
على ظهرِ مَرْت ليس فيه مُعرَّجٌ
ولكنْ مَخَبٌّ للركاب ومَسْعَمُ
من اللائي تنبو بالجنوبِ وكلها
لأيدي المهاري أملسُ المتنِ أدرمُ
خلاءٌ قواءٌ خيرُ من مرعى مطيَّة
وموردها فيه النَّجاءُ الغشَمْشَمُ
ينوحُ به بومٌ وتعزفُ جنة ٌ
فيعوي لها سِيدٌ ويضْبَحُ سَمْسَمُ
يُخال بها من رنّ هذي وهذه
إذا اختلف الصوتان عُرْسٌ ومأتَمُ
تعسَّفتُه إمَّا لخفضٍ أناله
وإمَّا سآمَ الخفضِ والخفضُ يُسْأمُ
وللسيف حيناً مرقدٌ في حجابه
وحيناً مهبٌّ صادق ومُصمَّمُ
وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها
سواداً كأن الوجه منهُ مُحمَّمُ
أظلّ إذا كافحتها وكأنني
بوهَّاجها دونَ اللثام مُلثَّمُ
نصبتُ لها مني محاسرَ لم تزلْ
تُصلَّى بنيرانِ العُلا فهي سُهَّمُ
بديمومة ٍ لا صلَّ في صحصحانِها
ولا ماءَ لكنْ قورُها الدهرَ عُوَّمُ
ترى الآلَ فيها يَلْطُم الآلَ مائحاً
وبارحُها المسمومُ للوجه ألطمُ
بذلك قد عللتُنفسي كُلّه
ولكنْ بنو الأيام تُغْدَى وتُفْطَمُ
سأُعْرض عما أعرضَ الدهرُ دونَه(75/43)
وأشربُها صِرْفاً وإن لامَ لُوَّمُ
أعمُّهُمُ مدحاً وأختصُّ منهمُ
وأخاهم عبيدَ اللَّه والحق يُلْزَمُ
فتى منهمُ في فضله متقدّمٌ
على أنه في سِنهِ متقدَّمُ
يُعدُّ إذا عُدَّ الملوك مبدَّأً
كما عُدَّ رأساً للشهور المحرَّمُ
له في المعالي والمكارم إخوة ٌ
وليس له فيها على ذاك تَوْأمُ
بنى بالمساعي سُؤدداً لا يُزيلُهُ
صروفُ الليالي أويزولَ يَلمْلَمُ
فتًى لا أسمّيه فتى لحداثة ٍ
ولكن لأخلاق له لاتَكَهَّمُ
من الأريحياتِ التي تُمتَرى الندى
فتَنْدَى وتلقَى عمرة ً فتقحَّمُ
إذا النعلُ شمَّتْ في المجالسِ مرة ً
فإن له نعلاً تُشَمُّ وتُلْثَمُ
وما دُبِغتْ بالمسك بل صُوفحت به
له قدمٌ في كلّ مجدٍ تَقدم
فتى ليس من يومٍ يمر ولا يُرَى
لنعماه فيه أو لبؤساء ميسمُ
يُمرُّ العطايا والمنايا لأهلها
على هِينة منه ولا يتندّمُ
له فعلاتٌ من سماحٍ ونجدة ٍ
لمنْ يعتفي عُرْفاً ومن يتعرَّمُ
يقومُ لها المالُ المؤثَّل والعِدَى
إذا قام للنار الحصادُ المحزَّمُ
فتى عزمه سيفٌ حسامٌ وسيفُه
قضاءٌ إذا لاقى الضريبة َ مُبْرمُ
يباشرُ أطرافَ القنا وهْو حاسرٌ
ويلقى لسانَ الذمّ وهْو مُلأمُ
مُقبَّلُ ظهرِ الكفّ وهّابُ بطنها
له راحة ٌ فيها الحطيمُ وزمزمُ
فظاهرُها للناس رُكن مُقبَّلٌ
وباطنها عينٌ من العُرفِ غيلمُ
فتى لو رأى الناسُ الأمورَ بعينهِ
لما جهلوا أن المحامد مَغْنَمُ
يدُلُّ عليه السائلين ارتياحهُ
ووجهٌ بسيما الأكرمين مُسوَّمُ
إذا سئل استحيا من اللَّه أن يُرى
بموضعٍ مَرْجُوٍ وراجيه يُحرمُ
يرى شرَّ يومَيْ ماله يومَ كسبهِ
وأفضلَ يوميه إذا ناب مَغْرَمُ
فتى حسنتْ أسماؤه وصفاته
فأضحت بها أيدي الكواعب تُوشمُ
ولو وسمَ الناسُ الجباهَ بمدحهِ
إذاً لاستلذوا الوسمَ والوسمُ يؤلمُ
إذا ما أسرَّتْ أنفسُ القومِ ذِكْرَه
تبينتهُ فيهم ولم يتكلموا
تطيبُ به أنفاسهُ فتذيعُهُ
وهل سِرُّ مسكٍ أُودِعَ الريحَ يُكْتَم
فتى كَمُلتْ فيه الفضائلُ كلُّها(75/44)
هنيئاً له الحظُّ الوفاءُ المتمَّمُ
فلاة خلَّة ٌ منها أضرَّتْ بخلَّة
على أنه في كُلّها متقسَّمُ
وما اقتسمتْ شتى الفضائل واحداً
فكاد من التقصير فيهنَّ يسلمُ
إلى أيّ مافيه قصدتَ حسبته
هو الغرضُ المقصودُ فيه الميمَّمُ
ليُنْظَمَ فيه ذلك الدرُّ سُلّكَتْ
مريرتُه والدرُّ في السلك يُنظَمُ
خلالٌ جفا عنها الجفاة ُ خلائفاً
وخلقاً وهل للدرّ في الحبل مَنْظمُ
ومازال عبدُ اللَّه يعلم أنّه
قديماً لهاتيك الشناشنِ أخزمُ
تبينُ فيه وهْو في المهدِ أنه
سيرفعُ من بُنْيانه وسيدْعَمُ
وأنْ سوف يحييه بماهو فاعلٌ
إذا هو واراه الضريحُ المطمطمُ
لذلك أقفاه وسماه باسمه
وفي الحقّ يُقْفَى مثلهُ ويكرمُ
وماكان لاستصغارهِ اسمهُ
أبى ذاك من معناه فخم مفخَّمُ
ولكنَّ أسماءَ الأحبّة ِ لم تزلْ
تُصَغَّر في أهليهمُ وترخَّمُ
وماضرَّ من أضحى له مُصغَّرٌ
ومعنى مُجلٌّ في الصدورِ معظّمُ
هو الغرة البيضاءُ من آل مُصْعب
وهم بعده التحجيل والناس أدهمُ
لتَفتَرَّ عنه في مواطن جَمَّة ٍ
رُزَيْق فما مفترُّها عنه أهتم
كفاها به من مَضْحَكٍ يومَ زينة
ومن مَكْلح في الحربِ حين تَجَهَّمُ
ثنايا لعمري وُضَّحٌ لا يشيِنُها
ونابُ عضاضٍ مِقْصلٌ حين يَضْغَمُ
ألكْنِي إلى عمرو بن ليث رسالة ً
لها حين يدوى الغيبُ غيبٌ مُسلَّمُ
فإنا غدونا نحمدُ اللَّه أوَّلاً
فواتحَ من حمدٍ بحمدك تُختَمُ
على نعمة ٍ ألبستناها جديدة ً
هي الوشي حُسْناً والحبير المنمنمُ
لك المسمعُ المصغى إليه إذا غدت
لبوساً لنا والمنظرُ المتوسَّمُ
رعيتَ سدانا بالأمير فكلّنا
بذلك ممنونٌ عليه ومُنعَمُ
توخّى بنا المرعى المرِىء نباتُه
وجنَّبنَا المرعى الذي يُتَوَخَّمُ
وذبَّ الذئابَ الطُّلْسَ عنا فأصبحتْ
ومنها طريدُ الخوفِ والمتحرَّم
وأثبتَ للأمرِ الذي يستديمه
أواخيَّ صدْقٍ أقسمتْ لاتَجَذَّمُ
فلا تسهمنَّ الحظَّ فيه فإنه
جزيلٌ ومامَنْ كان مثلك يُسْهَمُ
تحمّل ما حُملتَه من أمانة ٍ(75/45)
فناءَ بها منه ضليعٌ عَثمثُم
حليم إذا ما الحلمُ أُحمِدَ غِبُّهُ
وأدَّى إلى العُقْبى التي هي أسلمُ
جهولٌ على الأعداء جهلَ نكاية ٍ
يداوَى به جهلُ الجهولِ فيُحْسمُ
وحاشاه من جهلِ الغباوة أنه
أطبُّ بأحناء الأمور وأحكمُ
عَفُوٌّ إذا ما الذنبُ لم يعْدُ حدَّه
إلى الوِتْرِ تَبَّاعٌ قفا الوتر أرقمُ
أخوذٌ بوثقي عروتَيْ كلّ خُطَّة ٍ
تروكُ الهوينا للتي هي أحزمُ
حلا لشفاه الذائقين وإنه
على لهوات الآكلين لعلْقَمُ
وداوَى من الأدواءِ حتّى أماتها
بأدوية ٍ لم يدرِ ماهنّ حِذيمُ
فذو الزيغِ يُسْتَأنَى وذو الغيث يُنْتَحَى
وذو النفر يُسْتَدْنى وذو الشَّغْب يُوقمُ
وكانت همومٌ لاتزال تهمُّها
رجالٌ فقد عادت مغايظَ تكظمُ
ولاغروَ أن ذلّتْ له بعد عزّة ٍ
أنوفٌ عِدًى أضحتْ تُخَشُّ وتُحزَم
تكنفُ هذا الدين والملكَ منكما
يلمْلم في أنضادهِ ويرْمرمُ
رسا جبلا حَزْمٍ وعزمٍ وقوة ٍ
بمثلهما تحمى القواصي وتُعْصَمُ
لتحملْ رقابٌ مائلاتٌ رؤوسها
حذارِ وإلا فالمليمون ألومُ
هو السيفُ يجني كلَّ رأسٍ دنا له
وقدماً إذا استصرم الدومُ يصرمُ
فأقصرَ قومٌ وانتهوا عن سفاهم
وهامُهمُ بين المناكب جُثَّمُ
وإلا فإني ضامنٌ أنْ يبُزَّها
مجاثمَها سيفٌ من البأسِ مخذمُ
بكفَّي عبيد الله يهوي بحدّه
إلى حيث أهوى الحقُّ لا يتلعثم
همام إذا اعوجّتْ عوالي رماحِهِ
غدت بين أحناء الضلوع تُقوَّمُ
له الراية السوداء تخفقُ فوقَها
مع النصر رايات من الطير حُوَّمُ
يحمنَ عليها واثقاتٍ بأنها
ستُجزَر أشلاءَ الطغاة وتُلْحَمُ
وماحربهُ حربٌ إذ نابذ العدا
ولكنها أرضٌ عليهم تُدمْدِمُ
أخو الرأي والبأسِ اللذيْن كلاهما
يُكادُ به الجيش اللُّهام فيُهْزمُ
يُرى أو يُلاقى وحدَه فكأنما
يُرى أو يُلاقى ألفُ ألفٍ مصممُ
له عندَ قدْحِ الرأي من خطراته
وعند انتضاء العزم للأمر يدْهَمُ
سُكونٌ كإطراقِ الشُّجاع وسورة ٌ
كسورته لابل أشدَّ وأعْرَمُ
هو الليث طوراً بالعراء وتارة ً(75/46)
له بين أجامِ القنا متأجَّمُ
مُساورُ قِرنٍ أو مجيلُ جوائلٍ
من الرأي مكرُ الله فيهنَّ مدغَمُ
ليطرقْهُ ضيفٌ أو لتطرقه نوبة ٌ
فما للقرى عن طارقيه مُعتَّمُ
لكلّ نزيل قد أعدَّ عتاده
فللضيف ترحيب ومَثْوًى مكرمُ
وإن كانت الأخرى ولانزلتْ به
فبأسٌ بمثليْه منالشر يؤدمُ
يدبرهُ رأيٌ سديدٌ بمثله
تُرمّ مصاعيبُ الأمور وتخطم
إذا ما أصاب الخطبَ لم يك فلتة ً
ولاهفوة ً في إثرها متندَّمُ
به يهتدي الضُّلالُ عند ضلالهم
إلى سنَنَ القصدِ الذي هو أقومُ
عجبتُ لرأي يُستضاءُ ودونه
سماءُ سماحٍ لاتزال تَغَيَّمُ
ليفخرْ عبيدُ اللَّه فهْو الذي له
بفضلِ الحجى والبأسِ والجود يُحكَمُ
ومافخرَ مَنْ لَو فاخر الفخر أصبَحَتْ
مقاليدُه عفواً إليه تسلَّمُ
له الحلم لو يُلْقَى على الناسِ بعضُه
تعافوا فلم يُسفَك على الأرضِ محجمُ
إلى البأس لو يمنى به الدهر مرة ً
لأغضى كما يغْضى الذليل المهضَّمُ
إلى الجود لو يُعْدِي أقلُّ قليلهِ
أكفَّ الورى لم يُحْمَ للمال مَحْرَمُ
خلائِقُ لو فُضَّتْ على الناسِ كلّهم
محاسنُها لم يبق في الناس مَشْتَمُ
وإن عُدَّتِ الآدابُ يوماً وأهلُها
فذكراه ريحانُ القلوبِ المشمَّمُ
هو المرسَلُ الأمثالُ في كلّ منطقٍ
يظلَّ بماء العين في الخدّ يُرْسَمُ
من الشعراء الأعذبين قريحة ً
وعلاَّمَة ٌ بحرٌ من العلم مُفَعمُ
إذا ما جَرى في حلبة عربية ٍ
تخلّف عن شأويه قُسٌّ وأكثَمُ
جواد ثنى غرْبَ الجيادِ بغربه
فظلَّ يجاري ظلّها وهْيَ صُيَّمُ
سبوق متى يطلبْ سبوقٌ لحاقَه
يفتْهُ به غَمْرُ البديهة مرْجَمُ
لحوقٌ إذا خاضَ العجاجة َ شقَّها
فلا الشأو مقصورٌ ولا الوجه أقتمُ
حلفتُ بأصوات الوفود التي لها
بصحراءَ جمع مَجْأَرٌ ومُهَيْنَمُ
لأصبح مَنْ سامَى الأميرَ كرائمٍ
منالَ الثريا وهو أعسم أجذَم
أبا أحمد أنت الأميرُ بحقه
على كل حال والمعاطسُ رُغَّمُ
ألست الذي يُعدى على الدهر إن عدا
ويُنْصفُ منه كلُّ من يتظلم(75/47)
بحسبك هذي ما حُييت إمارة ً
تُجَلُّ بها حقَّ الجلال وتُعْظَمُ
ولاية َ لاعزْل وكلُّ منيحة ٍ
من الخيم أبقى من سواها وأدومُ
من اللائي يجبي أهلُها الحمدَ التي
جِبا أهلها دينارُ عيْن ودرهم
سلكتَ سبيل المجد وحدَك ممعناً
ولم يبقَ منها موطىء يُتَرسَّمُ
فلم نَرَكَ استوحشتَ منها لوحْدَة
ولاجُرْتَ عن قصد لأنك مُعلَمُ
وهل يوحشُ الإفرادُ من هو وحدَه
خميسٌ تضيق الأرض عنه عرمرمُ
فأصبحتَ قد غادرتَ كلَّ ثنيَّة
لها منهجٌ يهدي الأدلاَّء لَهجمُ
وفي الناس من يسمو بهمة ِ غيره
إلى ذروة المجد التي تُتَسَنَّمُ
ينامُ عن المعروف إلا مبارياً
بمعروفه معروفَ من يتكرمُ
وينكص في الهيجاء إلا مباهياً
وإن كان للْحامي هنالك مَقدَمُ
فياتي منالعلياء والمجد ما أتى
كمقتحمٍ في غمرة وهو مُقْحَمُ
كذاك المبادي والمسامي وإنما
يُسامَى كريمٌ بالمكارم مُلزَمُ
ولاحمد إلاَّ لامرىء ذي قريحة
يهشُّ أخوها للتي هي أكرمُ
هشاشته للماء تنسجُ متنهُ
شمالٌ خَريقٍ وَهْوَ حَرَّان أهْيَمُ
على حينَ لم تبعثه إلا طبيعة ٌ
تَيَقَّظُ للعلياء والناسُ نُوَّمُ
بمثلك فَلْتَرمْ الملوكُ ثغورَها
فما جانبٌ يُولَى بمثلك أثلمُ
علمتك فيك الخيرُ والشرُّ كلُّه
وكلك خيرٌ عندَ منَ يتفهم
وقد لُمسَتُ من صفيحتيك مرمسٌ
وجُرّبْتَ قِدْماً والمجرَّبُ أعلمُ
فمن كان ذا جهلٍ فإنك مُبْشَرٌ
ومنْ كان ذا حلم فإنك مؤدَمُ
وما سدٌ قولٌ في فعالك خَلَّة
ولاوَجَدَ المدّاحُ نقصاً فتمَّمُوا
وماجاوزوا إذْ أطنبوا فيك أنْ دَعَوْا
بأسمائك اللائي بها كنتَ تُوسَمُ
وما اتخذوا مدحاً إليك وسيلة ً
لأنك سيْحٌ يستقي ماءَة الفم
ولكن رأوا دونَ الكلام ونظمِهِ
حقيقيْن إذ أنتَ المنادَى المكلمُ
وما ملّئتْ منك الصدُورُ بهيبة ٍ
ولا عِظَمٌ إلا وشأنك أعظمُ
إذا مادحٌ أسدَى وألحمَ باطلاً
فمدحك مسدًى بالذي فيك مُلحَمُ
أقول لشاك بثَّهُ لم تزلْ به
من الحال أسمالٌ رِثاثٌ تُرمَّمُ(75/48)
ألا أيها الشاكي إليَّ خَصاصة
تضارِعهُ في السنّ بل هيَ أقدمُ
ويشفق منها في بقية عمرهِ
أمنتَ وأنفُ الدهر أجدعٌ أكثمٌ
أمن ضيقِ مثْوى المرء في بطن أمه
إلى ضيق مثواه من القبر يُسْلَمُ
ولم يلقَ بين الضيق والضيق فُسْحَة ً
أبى ذاك أن الله بالعبد أرحم
أنَّ عبيدَ الله للناس عصْمة ٌ
بأيديهم منها عُراً لاتُفَصَّمُ
سيزجر عنك الدهرَ إن شئت زجرة ٌ
يصيخ لها خوفاً ولا يترمرم
هو المرءُ أما مالُه فمحلَّلٌ
لعافٍ وأما جاره فمحرَّمُ
لجيرانه منه مَحَلٌّ ممنَّعٌ
يضيم به الدهرَ الذليل المضيَّمُ
وكفٌّ صَنَاعٌ تجبرُ الكسرَ منهمُ
وتدملُ من ذي كَلْمهم حين يُكْلمُ
وتحتاطُ من كرّ الزمانِ عليهمُ
فتنهاه عنهم بالتي هي أحسُمُ
تتبع أظفارَ الزمان تَتَبُّعاً
بآثارها في أهله أو تُقَلَّمُ
فسرْ راشداً لاتَثْنينَّكَ طِيرة ٌ
كذوبٌ ولا رأي عن القصد أضْجَمُ
إلى ملكٍ لاتبرحُ الطيرُ دونه
وإن برحتْ للركبِ لم يتشأَّموا
إذا ماغدا الغادي إليه فإنه
على ثقة ٍ أنْ ليس في الطير أشأمُ
ترغَّم في السير القلاصُ ولاترى
قلوصاً إذا سارت إليه تُرَغَّمُ
وإن حَفِيتْ لم تُحْذ نعلاً وذُكّرتْ
به فرأيتَ المرْو بالبيد تُرْثَمُ
يثوْبُ لها بعد الحفا عند ذكرِه
أظلُّ وقاحٌ يرضخُ الصخرَ ميثَمُ
وإن ظمئتْ قالتْ لها النفسُ شمري
فعند ابن عبدالله عِدٌّ قَلَيْذَمُ
وما تَضْربُ الأكباد نحو فنائه
من العيس بل عفوا تَحُبُّ وَتَسْعَمُ
إلا رُبَّ قولٍ فيه أمكن قائلاً
ولو رامه في غيره ظلّ يكْعَمُ
تفورُ ينابيع القريض بمدحهِ
إذا جعلتْ في آخرينَ تَسدَّمُ
أطاعت معاني الشعر فيه وأصبحتْ
قوافيهِ حتّى قيل لي أنت مُلْهَمُ
به درتِ الدنيا ولولاه أصبحتْ
يعلّلُنا منها أجَدُّ مُصَرَّمُ
وكان سَنام العيش قبلَ ابن طاهر
أجَبَّ فقد أضحى به وهْو أكْوَمُ
كريم التغاضي عن قوافٍ يزرنَهُ
له مغمز فيهن بادٍ ومُعْجَمُ
ص يُثيبُ على النياتِ إن قال قائل
فجار عن القصد الذي يتيمَّمُ(75/49)
غفورٌ لمن لم يوفِهِ كُنْهَ حقّه
غفورٌ لمن لم يوفهِ كُنْهَ حقّه
من المدح معطاء على ذاك مقثم
وما لعبيدِ الله وهو ابنُ طاهر
على شاعرٍ لم يوفه المدح منقمُ
إذا ما أثيبَ الشعرٌُ إن جاد وشْيه
أثابَ على الحمد الذي فيه يرقم
وما تلك إلا همَّة ٌ طاهرِيِّة ٌ
تميلُ إلى الأمر الذي هو أجْسَمُ
قَلتْ زُخْرفُ الدنيا فلم يكُ قصدَها
بُرودٌ تُوشَّى أو رياطٌ تُسَهَّمُ
ولكن صميمُ الحمدِ لا شيء غيرهُ
أو الأجرُ إن ذُخر مقدَّمُ
تَبيَّنَ أنالمجدَ ليستْ سبيلُهُ
سَبيلَ الملاهي عالمٌ لا يُعلَّمُ
فلم يَنْحُ بالمعروف نحوَ فُكاهة ٍ
ولا نحوَ لهوٍ فيه عارٌ ومأثَمُ
ولو سام سَوْمَ اللهو قامتبلهوه
فِصاحٌ بايديهن خُرْسٌ تَكلَّمُ
أولئك لو يلهو بهنّ كَفَيْنهُ
وكان له فيهم ملهى ومَنْعَمُ
أبا المجدِ لا يفقدُك مدة َ عُمرة ِ
عزيزاً فإن المجدَ بعدكَ ييْتَمُ
ولا آمتِ العلياءُ منك فإنها
لمثلك قبل اليومِ كانتْ تأيَّمُ
شفيتِ من الحرمان قوماً وإنه
لأدْوَى من الداء العَياء وأعْقَمُ
وأحييتَ موتى الشعر بعد فنائها
وربَّ مسيح لم تناسبه مريمُ
ولي فيك آمال وقد عَلَقَتْ يدي
بعروتك الوثقى فهل أنا مُسْلَمُ
أتيتك في عرضٍ جديدٍ طويتُه
إلى أن لبستُ الشيبَ فالرأس أشيمُ
ومثلُكَ منْ لم يُلْقَ في عرْضِ بِذْلَة ٍ
وما عذرُ من يلقاك والعرضُ أدْسَمُ
وقد كنتُ ذا وفرٍ من المال فاقتفى
به جَذَعٌ جَمُّ الحوادثِ أزءلَمُ
وأني لأرجو أن تراني صروفُه
منيعاً كأني في جوارك أعْصَمُ
وما بطَّأَتْ بي عنك نفسٌ مُمَثَّلٌ
لها فيك ظنّ بِالمغيبِ مرجَّمُ
ولا فَهّة ٌ من عاجز متخاذلٍ
إذا نابه يوماً الأمر مُعْظَمُ
بل الثقة ُ الوسْنَى وما زال أهلُها
قديماً إذا استيقظ الناس نَوَّمُوا
وإنَّ همومي بعدها وعزائمي
لأيقظ من نارِ الحريق واسهم
وفي ثقة تدعو إلى الرَّيْثِ مَعْجَبٌ
لقوم ولكنْ أنتَ أَنت المفهَّم
إذا استعجم التأويل يوماً على امرىء
فأعوصُ ما فيه لديك مُتَرْجَمُ(75/50)
رمَى بي في أخرى عُفاتك أنني
رأيتُ العطايا منك لا تُتَغَنَّمُ
لأنك لا يَعْتَدُّ جُودُكَ فُرصة ً
تفوتُ وإن أضحتْ لُهاك تُقَسَّمُ
ولو خفت فوتاً بادرتْ بي عزيمة ٌ
لها فرسٌ عندي من الجدّ مُلْجَمُ
ولكنني ممن يرى بَذْلك اللُّها
متى شاءها حتماً من اللهِ يُحْتَمُ
أرى المالَ تحويه كمالي وديعة ٌ
لدى مُودَعٍ لم تؤمنْ منه مُتْهَمُ
على أن ما أرجوه منك مُحَّصل
وما كل ما أودعتُه متسلَّمُ
وما زالتُ كالمثرِي يطولُ تنمسي
رجاءك مغبوطاً بما أتنسمُ
يُعَدُّ رجائي فيك مالا محصلاً
أُدَنَّرُ في قوْمي به وأدرهُم
ويحسدنيه المحاسدون فموضعي
به منهمُ مقذاة ُ عينٍ ومَرغَمُ
ويُلْزمني فيه الزكاة َ معاشرٌ
ولم يَحْوِه ملكي وبالحقّ ألزموا
فهل بعد هذا كله أنا آئب
خميص الحشا أم طاعن ما اطعم
أبتْ لك تخييبَ المجِّين شيمة ٌ
تَذِرُّ إذا ضنَّ البخيل وترأمُ
منحْتكها حوليَّة َ النسْخِ لم تزل
تعاني مدى حَوْلٍ دكيكٍ وتُخْدَمُ
يرى جَهليُّ تبجيلَ قدْرِها
بحقّ وإسلاميُّهُ والمُخَضْرَمُ
إذا مِسْتَ فيها قيل وشيٌ محيَّرٌ
على قمرٍ أو قيل رَبْطٌ مُسَهَّمُ
فدونَكها مغبوطة ً بك لو غدا
سواك لها مولًى غدتْ وهي تُرْجَمُ
وعشْ عيشَ ثاوٍ خير دار فمالَهُ
على غير زادٍ صالحٍ مُتَلَوَّمُ
وراءك جَدٌّ لا ينام كلاءة
ودونك عزٌّ ذو مناكبَ مزْحمُ
ولا زلتَ ممدوحاً لمطريك مَصْدَقٌ
إذا كان للمطرينَ في الناس مَزْعَمُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يُعيّرني لُبْسَ العمامة ِ سادراً
يُعيّرني لُبْسَ العمامة ِ سادراً
رقم القصيدة : 61993
-----------------------------------
يُعيّرني لُبْسَ العمامة ِ سادراً
ويزعم لُبسها لِعيب مُكَتَّم
فقولا له هبني كما ينا صلعة
ألستُ حصينَ الخلفِ عفَّ المقدم
وأَنَّى تعيبُ الصُّلْعَ والأير منهمُ
أنت بِحُبّ الأير عينُ المتيَّم
ألا ربما قبلتَ أيرا مُعَمَّما
بجعرك فاحفظ فيَّ حقَّ المعمَّمِ(75/51)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ليهنَكَ أن أفطرتَ لامتطلعاً
ليهنَكَ أن أفطرتَ لامتطلعاً
رقم القصيدة : 61994
-----------------------------------
ليهنَكَ أن أفطرتَ لامتطلعاً
إلى الفطر كي تغشى من اللهو مَحْرما
ولأنهما فيه وإن كنت إنما
تحب من الأضياف من كان أَنْهما
وماكنتَ لولا حُبُّك الجودَ بالذي
تُحبّ من القوم الشَّنىء َ المذمَّما
بدا الفطْر فاستقبلتَه باسطاً يداً
بمعروفك المعروف لا فاغرا فما
ظللتَ وذو الهمّ القصيرِ قد انتشى
من الزادِ حتى مال سكراً فنوما
طعامُك إطعامُ الطعام ولم يزلْ
لديك طعام يابنَ يحيى مُقدَّما
نصبتَ وكانت عادة ً تستعيدها
موائدَ غادرنَ المجاوعَ رُعَّمَا
عليهنَّ خيراتٌ حسانٌ كأنها
مضاحِكٌ من رِبْعيِّ روضٍ تبسما
نحرتَ لصُغْرِاهنَّ حتى تركْتنا
نرى الفطر أضحى من إراقتكَ الدما
وكنتَ إذا أفطرتَ شمرتَ مُجْلباً
لتُطْعمَ والجبسُ الهِدانُ ليُطْعما
حلفتُ لأُضحى الفطر حين لبستَه
بلُبسك إياه مَزيناً مُكَرَّما
ولِمْ لا وقد أصبحتَ للمُلك مِدْرَها
وللمجد سُرسُورا وللدّين مَعْلَمَا
غدوتَ غداة َ الفطر عيداً لعيدهِ
ومازلتَ للأعياد عيداً معظّما
ولما تأملتَ الهلال ابن ليلة
تَكَبَّرَ إذا عاينتَه وتعظَّما
طغَى بك غيان المحبّ ارعوى له
حبيبٌ قَراه الصدَّ حولاً مجرَّما
ويا عجباً أن لا يكونَ بدا لنا
كشمس الضحى لابل أجلَّ وأعظما
أليس حقيقاً من تأملتَ وجهه
بذاك بل كلَّ الحقيق وينعما
لعمري لقد ودعتَ بالأمس صاحباً
عفيفاً وإن كان الذي اعتضتَ أَكرما
مضى صاحب عفٌّ وأَعقب صاحباً
جواداً أراه كان منك تعلَّما
غدا مُطمعاً من دان دينَ محمد
ومن فضلِك الفياضِ في الناس أَطعما
خليلٌ أتى من بعد ماغابَ نوبة ً
وكنتَ إليه جِدَّ ظمآن أهْيما
وليس لشيء ماخلا بَذْلك القِرى
نهاراً وقدماً كنت بالبذل مغرما
وقد كان ماتَقريه بالليل كافياً
ولكن ترى ما ازددت من ذاك مغنما
ولستَ براضٍ عن زمانك أو تَرى(75/52)
فعالَك فيه ما أضاء وأَظلما
ومثلك لا يَستحسنُ البُرْدَ ملبساً
إذا كان من إحدى نواحيه مُعلما
ولكنْ إذا أعلامُه كَمُلَتْ له
فذاك إذا ما كان أيضاً مُسَهَّما
ومازلتَ تَقلى الجودَ إلا مُكمَّلا
وتأبى اصطناع العُرف إلا مُتَمَّما
وتبني العلا حتى يخالك معشرٌ
وما أَبعدوا تبني إلى المجد سُلَّما
فعِش أبداً مادام مجدُك باقياً
ولم يَعْنِ من يعنيه إلا يرمرما
تَصومُ ولم تعدمْ من العلم عصمة ً
وتُفر محموداً ولم تأتِ مأثما
تقوت بنات النفسِ أقواتَ حكمة ٍ
وتطوي حشا دون الخبائث أهضما
حَشًا لم يزلْ تقوَى اله يكفُّهُ
بما خفَّ من زاد وما آب مطعما
العصر العباسي >> ابن الرومي >> اسلمْ على الأيامِ
اسلمْ على الأيامِ
رقم القصيدة : 61995
-----------------------------------
اسلمْ على الأيامِ
مُعَمَّراً ألف عامِ
في ثوب نُعمى جديد
مُذيَّلٍ بالتمام
ياحجة َ اللَّه والمس
لمينَ والإسلام
ويا عصا كلّ راعٍ
وسيفَ كل محامي
يا رائضَ الملك قِدْماً
لكلّ مَلْك هُمامِ
ياعروة ً في الملَّما
ت غيرَ ذاتِ انفصام
ماعلة ٌ بك لا بَلْ
بكلّ حيّ ونامي
بل بالسَّدَى والندى الغَمْ
ر والأيادي الجسامِ
بل بالمكرام والمج
د والمساعي العظامِ
بل بالمشورة في الخُطْ
طَة ِ العياء العُقَامِ
بلْوى اختبارٍ وليستْ
حاشاك بلوى انتقامِ
فيها بريدٌ من الأج
ر قبلَ أجر الصيام
لا استسهلت علَّة ٌ بع
دَها طريقُ اللّمام
إليك لكنْ إلى مع
شرٍ سواك لئامِ
قد قلتُ إذا بلغتْني
لعاً برغم الجِمام
ودَعْدَعاً لابن يحيى
من عاثرٍ بسقام
لايحدث اللَّه فَلاّ
في حدّ ذاك الحسامِ
نستودع اللّه نفساً
فيها نفوسُ الأنام
نفسُ امرىء كلُّ شيء
بحبله ذو اعتصامِ
لم يبقَ للكرم النثْ
رِ غيرُه من نِظام
ولا لراعي مَعالٍ
سواه راعي ذِمامِ
لامسَّهُ الدهرُ إلا
بنعمة وسلامِ
ومادعونا له وح
ده ولا لِفئامِ
بل للبرية طراً
مأمومِها والإمامِ
أنوفُ قومٍ تَمنَّوْا
لك العثار دَوامي
لو تمَّ ما قدّروه(75/53)
لجبَّ كلُّ سَنَامِ
لايفرحوا فوشيكاً
تبدو وطرفُك سامي
فيصبحُ الناسُ طراً
في نعمة المنْعَامِ
مستبشرين بإبلا
لِ سيدٍ قَمْقامِ
لم يشمتِ اللَّهُ فيه
لئامَهم بالكرامِ
شمسٌ كأنْ قد تجلّتْ
تجوب كلَّ ظلامِ
والشمس أحسن ماتُج
تلى بِعَقْبِ الغَمامِ
يا دهرُ هل أنت أعمى
هواك أم متعامي
إذا رميتَ فأبصرْ
سوادَ مَنْ أنتَ رامي
شِمْ بعدَها عن عليّ
نَبْلَ الردى والغرامِ
واجعلْ نحور عِداه
أغراضَ تلك السهامِ
أقسمتُ لولا قضاءٌ
من حاكم الحكام
به عززتُ وأص
بحتُ نافذَ الأحكامِ
إذا لقيتَ عليَّ ال
علا عزيزَ المرامِ
مُداهياً ذا دهاء
معارماً ذا عُرام
من لو يزاحمُ ركنَي
ك آذنَا بانهدامِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقسمتُ والحنثُ له آثامُ
أقسمتُ والحنثُ له آثامُ
رقم القصيدة : 61996
-----------------------------------
أقسمتُ والحنثُ له آثامُ
بمن له المشْعَرُ والمقامُ
أنكَ ما راضَ لك الصيامُ
طرْفاً ولافرْجاً له عُرامُ
ولا لساناً سيفُه حُسامُ
عادته التكْذابُ والتأثامُ
لوجهك الإجلالُ والإكرامُ
عن ذاك والتبجيلُ والإعظامُ
يفديك مَنْ في سيره اقتحامُ
مالم يُكفكِفْ غربَه اللجامُ
راض سواك الجوعُ والأُوامُ
وراضك الإيمانُ والإسلامُ
والولدُ الصالح والأعمامُ
رياضة ً أيسرُها الإحكامُ
أولئك الساداتُ والأقوامُ
حَلّوْكَ آداباً لها نظامُ
أدابَ أملاك لهم أحلام
تُشْفَى بها الأدواء والأسقامُ
لا صَدَيَتْ هاتيكم العِظامُ
ولا أغَبَّتْ سقْيها الرّهامُ
حتى تُرَوَّى تلْكُمُ الرّمامُ
بل أدبتْك الفطرة ُ التَّمامُ
ومحتد أعراقُه كرام
من قبل أن تلزمك الأحكام
وقبلَ قِيلِ الناس يا غلامُ
فُطِمتَ مذ آن لك الفِطَامُ
من كل ما تَتْبعُهُ الآثامُ
فجئتَ لا يرهقكَ الملامُ
تسيرُ في القصْد ولا زمامُ
يُلْزمك القصْدَ ولاخطامُ
إذا اعتدى في لومك اللُّوَّامُ
وحاولوا الذامَ فأعيا الذامُ
قالوا امرؤ لما له ظلاَّمُ
ذلك عيبٌ مابك احتشامُ(75/54)
منه ولافيك به اكتتامُ
لازال مالٌ لك يستضامُ
في ظلّ عزٍ منك لا يرامُ
يهضِمُه منك امرؤ هَضَّامُ
للحمال يرضى ظلمَه الحكامُ
سيشكر الشهرُ لك الحرامُ
أنَّكَ لمَّا هَرَّهُ الطَّغامُ
ونَبَحَتْ في وجههِ اللئامُ
ولم يُعَظّمْ حقَّه أقوامُ
فيهمْ عليهِ بالخنا إقدَامُ
كأنهمْ من جهلهم أنعامُ
ليس على أفواههم خِتام
ولا لضيفٍ عندهم ذمامُ
بَشَّ به منك فتى بسامُ
طَلْقُ المحيَّا ماجدٌ قَمْقَامُ
أبيضُ يُستَسَقى به الغمامُ
سامية ٌ همتُه هُمام
عُرضتُه الإطعامُ لا الطعامُ
وقوتُه الحكمة ُ لا الحُكَّامُ
تَرْعى جَنَابَيْ داره الأيتامُ
والأمهات الجُوّعُ العِيامُ
عُروة ُ صدقٍ مالها انقصامُ
لكلّ ملهوف بها اعْتصَامُ
متيَّمٌ بالعُرْف مستهامُ
للجود في أمواله احتكَام
لايلتقي راجيه والإعدامُ
أو يلتقي الإضْحاءُ والإعْتَامُ
بحران ما بينهما التئامُ
للخير فعَّالٌ به هَمّامُ
تُورقُ من معروفهِ السّلامِ
يلقحُ منه البلد العقام
له إذا ما اصطُنع ابتسامُ
يعود منه الطَّولُ والإنعام
إذ كلُّ غَيْث عوْدُهُ جَهامُ
يعطي عطايا مالها انصرامُ
حَتْمٌ عليه كَرُّها لِزامُ
لها على سُؤاله ازدحامُ
ذاتُ سماء مالَها إنْجامُ
يعقب إنجاماً لها إنْجامُ
من كل أرض برقُها يُشام
ليس على آفاقها قَتامُ
جَلْدٌ فما تؤلمُه الآلامُ
في الله صَوَّامٌ له قوامُ
لايعتريه الأيْنُ والسَّآمُ
كأنَّما الجهدُ له استجمام
يثني عليه النورُ والظلامُ
من كلّ فحشاءَ له إحْرامُ
ما زال والرشد له إمامُ
ترعية ً للدين لا ينام
عنه إذاا استثقل النوامُ
ثبتٌ إذا زُلزلت الأقدامُ
بحجة اللَّه له رِجَامُ
صَدْقٌ إذ ما حَمِس الخصامُ
لولاه أضحتْ تُعبدُ الأصنامُ
وعادت الأنصاب والأزلامُ
فَصُمْ وأفطِرْ مارساً شَمامُ
في نِعمٍ يوليكَها المِنعامُ
لها تمامٌ ولها دوامُ
يمرُّ عامٌ ويكرُّ عامُ
بها إلى أن تنفذ الأعوام
موفورة ً منها لك الأقسامُ
وحظُّ مَنْ يحسدك الإرغامُ
وحرُّ غيظ دونَهُ الضّرام(75/55)
تَمطُلُهمْ بيومِكَ الأيامُ
ويعتفيهم دونكَ الحِمامُ
فأنتَ روحٌ والورى أجسامُ
ليس لهم إلا بها قوامُ
لم يفنَ مافيكَ بل الكلامُ
وانقضتِ الخطُبة ُ والسلامُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا عليلاً جعل العِلْ
يا عليلاً جعل العِلْ
رقم القصيدة : 61997
-----------------------------------
يا عليلاً جعل العِلْ
لَة مفتاحاً لظُلمي
شَهِدَتْ وجنتُكَ الحَم
راءُ أَنَّ الزعمَ زَعمي
ليس في الأرضِ عليلٌ
غير جَفنيك وجسمي
بِكَ سقمٌ في جفون
سقمها أكَّد سقمي
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما لحيتاننا جفتنا وأنَّى
ما لحيتاننا جفتنا وأنَّى
رقم القصيدة : 61998
-----------------------------------
ما لحيتاننا جفتنا وأنَّى
أخلفَ الزائرونَ مُنظريهمْ
قد أزحنا اعتلالهم وجَعَلنا
سَبْتهم جمعة ً فما يُشكيهمْ
جاء في السبت زَوْرُهم فأتينا
من حفاظٍ عليه مايكفيهمْ
وجَعَلناه يومَ عيدٍ عظيم
فكأنا اليهودُ أو نحكيهم
واحتملنا مقالة الناس فينا
ولهم كلُّ ما احتملنا وفيهم
وأراهمُ مُصَممّينَ على الهج
رِ فلِمْ يُسخطونَ من يُرضيهم
قُل لهم يُعتبونَنا أيها الحُرْ
رُ ويُولوننا كما نُوليهم
أو يقولونَ لانجيئُك مَجَّا
ناً فنرتادُ كافياً يشتريهم
ليس شيء سوى الوفاءِ أو التص
ريح بالعذر فاعلمَنْ ينجيهم
قد سَبتْنا وإنما كان قومٌ
يومَ لا يَسبتون لا يأتيهم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> هل حاكمٌ عدلُ الحكو
هل حاكمٌ عدلُ الحكو
رقم القصيدة : 61999
-----------------------------------
هل حاكمٌ عدلُ الحكو
مة ِ مُنصفٌ لي من ظَلومِ
باتتْ بظاهِرها وسا
وسُ من حُلى كالنجومِ
وبباطني منها وسا
وس من هموم كالخصومِ
كم بين وسواس الحُلَي
ي وبينَ وسواسِ الهمومِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يغزو العِدا في ليل زن
يغزو العِدا في ليل زن
رقم القصيدة : 62000
-----------------------------------
يغزو العِدا في ليل زن
جٍ حالكٍ ونهارِ رومِ
فالليل عَونٌ والنها(75/56)
رُ له على الأمر المرومِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تعلَّم حوتُ يونسَ من
تعلَّم حوتُ يونسَ من
رقم القصيدة : 62001
-----------------------------------
تعلَّم حوتُ يونسَ من
ه تسبيحاً به سَلِما
فذاك الحوتُ يَدرسُ ذا
لك التسبيحَ ما سَئِمَا
وأحسب هازباءكُم
تعلّم منه ماعلما
فليس ينالُهُ صيدٌ
وكيف يُنالُ معتصما
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شاهدت في بعض ماشهدت مُسمعة ً
شاهدت في بعض ماشهدت مُسمعة ً
رقم القصيدة : 62002
-----------------------------------
شاهدت في بعض ماشهدت مُسمعة ً
كأنّما يومها يومانِ في يَومِ
تظلُّ تُلقى على من ضَمَّ مجلسُها
قولاً ثقيلاً على الأسماع كاللَّومِ
لها غناءٌ يثيبُ اللَّهُ سامعَهُ
ضِعفي ثوابِ صلاة ِ الليل والصومِ
ظَللتُ أشربُ بالأرطالِ لاطَرَباً
عليه بل طَلَباً للسكرِ والنومِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أرى الحُرَّ يجري برُّه ويدومُ
أرى الحُرَّ يجري برُّه ويدومُ
رقم القصيدة : 62003
-----------------------------------
أرى الحُرَّ يجري برُّه ويدومُ
وذو اللُّؤمِ يُجري برُّه ويقومُ
وأنت أبَا العباس بدرٌ مكمّلٌ
تحفُّ به وسطَ السماءِ نجومُ
وسَطتَ القرومَ الصّيدَ من آل مرثدٍ
وما مثلهم فيما عَلمتُ قُرومُ
فيا ليت شعري ما الذي حَطَّ رتبتي
لديكَ فحاجاتي إليك هُمومُ
أألحوتُ حوتُ الأرضِ أم حوتُ يونسَ
لك الخيرُ أم حوتُ السماءِ أرومُ
أَيا سمكاً بين السّماكين عزَّة ً
إلى كم يرانا اللَّهُ منك نَصومُ
رأيتُكَ ذا شوكٍ وشوك من الأذى
فتركُكَ مجدٌ والتماسُك لومُ
إذا لم تكن إلا ببذلِ وجُوهِنا
فأنت علينا بالغلاءِ تقومُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومن نكد الدنيا إذا ما تنكرتْ
ومن نكد الدنيا إذا ما تنكرتْ
رقم القصيدة : 62004
-----------------------------------
ومن نكد الدنيا إذا ما تنكرتْ
أمورٌ وإن عُدَّت صغاراً عظائمُ
إذا رُمتُ بالمِنقاش نتفَ أشاهِبي(75/57)
أُتيحَ له من دُونهنَّ الأداهمُ
فأَنتفُ ما أهوى بغير إرادتي
وأَتْركُ ما أَقْلى وأنفي راغمُ
يُراوغ منقاشي نجومُ مَسائحي
وهُنَّ لعيني طالعاتٌ نَواجم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ندمْتَ على أن كنتَ يوماً دعوْتني
ندمْتَ على أن كنتَ يوماً دعوْتني
رقم القصيدة : 62005
-----------------------------------
ندمْتَ على أن كنتَ يوماً دعوْتني
ونفسي على أني أَجبتك أَنْدمُ
ولو لم يكن ما قُلتُ أتأمتَ دعوتي
ولي لحسناءِ المبخَّل توأَمُ
ظلمتُك إذا عتَّبتُ بابك أخمصي
وأنت ترى أن المروءَة مغرمُ
فإن شئتَ فاعذرني وإن شئت فالحني
كلانا مُليم غيرَ أني ألْوَمُ
لُؤمتُ وللنفسِ الكريمة ِ رَجعة ٌ
إلى الحَمأ المسنونِ ثم تُكرَّمُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عَرفْتُ مقاديرَ الرجالِ بنكبة ٍ
عَرفْتُ مقاديرَ الرجالِ بنكبة ٍ
رقم القصيدة : 62006
-----------------------------------
عَرفْتُ مقاديرَ الرجالِ بنكبة ٍ
أفدْتُ به غُنماً وإن عُدَّ مَغرما
كفاني لعمري أيها الناسُ خبرتي
بكم بعدَ جهلي واغتراري مغنما
ألا طال ماحمَّلتُ قلبي ظالماً
تكاليفَ مِن إعظام مَنْ ليس مُعْظما
فقد حطّها عني الإله بمحنة ٍ
أراني بها رُشْدي ومازال مُنعما
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إقامة ُ الدِّقل الصينيَّ تُكْلفها
إقامة ُ الدِّقل الصينيَّ تُكْلفها
رقم القصيدة : 62007
-----------------------------------
إقامة ُ الدِّقل الصينيَّ تُكْلفها
ولاإقامة أير هدَّهُ الهَرَمُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تجري المحاسنُ من قرونِ رؤوسها
تجري المحاسنُ من قرونِ رؤوسها
رقم القصيدة : 62008
-----------------------------------
تجري المحاسنُ من قرونِ رؤوسها
حتى تمسَّ قُرونها الأقْداما
ما أَبْصرتْ عيناي قبلَ وجوهها
وفروعها نوراً يُقلُّ ظلاما
من كل ناعمة ِ الشباب غريرة ٍ
تَسبي العقولَ وتزدهي الأحلاما
في سُنة ِ القمرِ التمامِ وسِنّه(75/58)
واحسبْ لياليَه لها أعواما
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أنا صبٌّ مُستهامُ
أنا صبٌّ مُستهامُ
رقم القصيدة : 62009
-----------------------------------
أنا صبٌّ مُستهامُ
ممن هَوى من لا يُرامُ
شادِنٌ من نشرِه المس
كُ ومِن فيه المُدام
وله نثرٌ من الدُرْ
رِ مليحٌ ونِظامُ
فالنظامُ المضْحك الوا
ضحُ والنثرُ الكلام
قاتلٌ بالصدّ محي
إن بدا منهُ ابتسام
فاتنُ الطُّرَّة ِ والغُرْ
رة ِ مافيه ملامُ
يلتقي في وجهه ضِدْ
دانِ نورٌ وظلامُ
فهْو بالليل نهارٌ
فوقه ليلٌ رُكامُ
حار في خدَّيهِ ماءٌ
مازجَ الماءَ ضِرامُ
فمن الماءِ اطَّراد
ومن النار اضْطرام
أورثتْ قلبي سقاماً
نظرة فيها سقامُ
من ضعيفِ الركنِ لكنْ
لحظُ عينيهِ سهامُ
واهنُ البطشِ ولكن
ليس بي منه انتقام
من يكن من أمة ِ الحس
نِ فمن أهوى إمامُ
أو يكنْ للحسن خَلفاً
فهْو للحسن أَمامُ
هو بالدَّل فتاة ٌ
وهو بالزي غلام
فله في مهج العشْ
اق حكمٌ واحتكامُ
بي من حُبّيه بلوى
ما يوازيه اكتتامُ
بي مايعجز عن أَد
ناه رضوى وشَمامُ
ولقد قام بذاك الثّق
ل جِلدٌ وعظامُ
أيها الذاهلُ عني
نمتَ عمَّن لا ينامُ
سيدي كم يَسعد الوا
شي ويشقى المستهامُ
طال بي صدُّك والصدْ
دُ على الضبّ غرامُ
أبدا تُضحي وألحا
ظك من وجهي صيامُ
والرضابُ العذبُ من في
ك على فيّ حرامُ
أعلَى عينكِ عينٌ
أم على فيك ختامُ
سيدي إن لم يكن من
ك عناقٌ ولثامُ
فلحاظٌ كوميض البر
قِ في الأفق يُشامُ
فإن استكثرتَ أو عا
قك عن ذاك احتشامُ
فكتابٌ أو رسولٌ
معه منك سلامُ
ذاك حسبي منك إن أعْ
يا لقاءٌ أو لمامُ
هبك لاتهوي ألا
تُرعَى لمن يهوى ذِمامُ
أنا شاكيك إلى مَنْ
هو للعدْل قَوامُ
وإلى مَن يُذْعَر العا
رمُ منه والعُرام
وإلى مَن منه يُخشى
وإليه يُستنامُ
وإلى مَن يؤُثر لحقْ
قَ إذا اشتدَّ الخصامُ
صاحب الحسبة ِ والعز
زِ الذي لا يُستضامُ
حسْبة ٌ أدرك فيها
طعمَ السوء الفِطام
فتناهَى طاعموها
وعلى القوم كِعام(75/59)
حسبة ٌ ليس عليها
لذوي الغش مُقام
فاتَ أهلَ الحطْم ذا
ك الحطمُ فيها والحُطامُ
فعلى التّنين منها
وعلى الليْث لجامُ
كلما راموا فساداً
عَزَّهم ذاك المرامُ
عاقَهم عن ذاك من في
ه على الحق اعتزامُ
سيّد من آل عبا
س ذَوي المجد همامُ
مَعشرٌ مازال منهم
من له العز اللُّهام
فجميع الناس أقدا
مٌ وهم للناس هامُ
يا أبا العباس لا فا
رقَ نعماك التمامُ
والتقى عندّك شُكْرٌ
ومزيدٌ ودوامُ
أنتَ للدنيا إذا جا
رت خِطامِ وزمامُ
أنتَ يقظانٌ لهذا ال
خَلْق والخَلْقُ نيامُ
فهُمُ بالحمد والشك
ر قُعودٌ وقيامُ
حَسَمَ الإدغالَ عزمٌ من
ك صَمْصامُ حُسام
وأعانَتْك على ذا
لك أعراقٌ كرامُ
فيك للباطل تشتي
تٌ وللحقّ انتظامُ
فيك للأموالِ تب
ذير وللحمد اغتنامُ
بَطنُ يُمناكَ لنا زم
زمٌ يغشاها الحِيامِ
وقِراها الركن أضحى
يتهاداه اسْتلاَمُ
فهْيَ ما أزْبد بحرٌ
لأعاليه التِطامُ
بين تقبيل وعُرْف
أوْرَقَتْ منه السّلامُ
جعلتْك الفذَّ في النا
س أياديك التؤامُ
فيك للخيرِ شهي
دان وِسامٌ وقَسام
ولقد قيل قديماً
شيمة ُ الخير الوسَامُ
كلُّ حسناءَ لها ذا
م وما إنْ فيك ذامُ
أنت مصباحٌ وغيثٌ
بهما يحيا الأنامُ
لك آراءٌ ووجْهٌ
هُنَّ أنوارٌ عِظامُ
وبنانٌ مستهلٌّ
جودُه سَحٌّ سِجام
فبأنوارك نُضْحَى
وبسقياك نُغامُ
جمع الصحو لنا وال
قَطْر إذ قلَّ الرّهامُ
وجهُك الساطعُ نُوراً
وعطاياك الجِسام
كلُّ أيامِك يومٌ
فيه شَمْسٌ وغَمامُ
فبإشراقك فينا
يَنجلي عنا القَتام
وبجدْواك علينا
تلقَح الأرضُ العقامُ
فالْبِس العيدِ سعيداً
وأعاديك رِغام
أَلفَ عام كل ما أد
بر عامٌ كرّ عام
وتخطَّاك إلى حسْ
سادٍ نُعماك الحِمام
نسك اللَّهُ بهم عنْ
ك وإن قيل طغام
ما زكتْ منهم دماءٌ
لا ولا طابتْ لحامُ
غيرَ أن قد قيل أولى
من فَدى الناسَ اللئامَ
فيهمُ للسيف والنا
ر وإن خَسُّوا طعامُ
ولتُمتَّع بأبي إس
حاق ما غنَّى الحمام
كوكب الصبح هلال الأفُ
ق والأُفْق الشآم(75/60)
أو ترى منه فِئاماً
بعدَهم منك فئام
لك باللَّه اتصال
وانتصار واعتصام
فيكفّيك من الل
ه إذا خِيف ارتطام
بل إذا خيف اجتياح
وإذا خيف اصطلام
عُروة ٌ ما تقواها
آخرَ الدهر انفصامُ
ليس في حكمك إح
جامٌ ولا فيه اقتحامُ
لا ولا تغرس غرساً
يجتنَى منه نِدامُ
كن بهذا الوصف ما اخ
ضرَّ بشَام وثُمام
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا نلتَ مأمولاً على رأس برهة ٍ
إذا نلتَ مأمولاً على رأس برهة ٍ
رقم القصيدة : 62010
-----------------------------------
إذا نلتَ مأمولاً على رأس برهة ٍ
حسبْتُك قد أحرزت غُنماً من الغُنم
ولم تذكر الغُرْم الذي قد غرمْته
من العُمُر الماضي ويا لك من غُرْم
رأيتُ حياة َ المرء رهناً بموته
وصحتَه رهناً كذلك بالسُّقم
إذا طاب لي عيشي تنغصتُ طيبه
بصدق يقيني أن سيذهبُ كالحُلم
ومن كان في عيش يراعي زواله
فذلك في بؤسٍ وإن كان في نُعم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيها الآملُ البعيدُ من الغُنْ
أيها الآملُ البعيدُ من الغُنْ
رقم القصيدة : 62011
-----------------------------------
أيها الآملُ البعيدُ من الغُنْ
م تذكر ما دونه من غرامهْ
مايفي غُنْم غانمٍ نال مأ
مولاً بعيداً بغُرمه أيامَه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> اقضِ لي حاجتي ولاتمطلني
اقضِ لي حاجتي ولاتمطلني
رقم القصيدة : 62012
-----------------------------------
اقضِ لي حاجتي ولاتمطلني
فأرى الغُنم من نداكا غراما
مايفي غُنْمُ غانمٍ نالَ مأ
مولاً بعيداً بغُرمه الأياما
العصر العباسي >> ابن الرومي >> إني إذا ما الصديقُ أكرمني
إني إذا ما الصديقُ أكرمني
رقم القصيدة : 62013
-----------------------------------
إني إذا ما الصديقُ أكرمني
ثم غدا يستردّ إكْرامي
جعلْتُ من لذتي مراغمتي
إياه حتى يملَّ إرغامي
ليس بجَوْرٍ عليه أقْصده
بل منعُه زورتي وإلمالي
ورفْعُ نفسي عن استماحته
ببذلِ وجهي له وإعظامي(75/61)
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عينيّ جودا على حبيبكما
عينيّ جودا على حبيبكما
رقم القصيدة : 62014
-----------------------------------
عينيّ جودا على حبيبكما
بالسَّجل فالسجلِ من صَبيبكما
لاتجمُدا لاتَ حينَ معذرة ٍ
مالم تذوبا لمُستذيبكما
فاستغزِرا دِرَّة السؤالِ على
بدرٍ كما بَلَّ قضيبكما
هذا فؤادي والرُّزء رزءكما
تبكي له عين مستثيبكما
فاستنكفا أن يكون غيرُكما
أبكى لما فات من نصيبكما
العصر العباسي >> ابن الرومي >> عيدٌ يعود كعود عُرفك دائماً
عيدٌ يعود كعود عُرفك دائماً
رقم القصيدة : 62015
-----------------------------------
عيدٌ يعود كعود عُرفك دائماً
نلقاك فيه مثلُ عرضك سالما
تُعطي فيهدم جودُ كفك ثروة ً
وتشيد أنت معالياً ومكارما
ولعلَّ ماتلقي لمجدٍ بانيا
إلا امرءاً أضحى لمالٍ هادما
وجرت ظباؤك للوَلى أَيامنا
سُنُح الوجوه وللعدو أشائما
وطرفْتَ عيناً لاتزال لها قذى
ووطئت أنفاً من حسودك راغما
ورأت أبا العباس عينُك بالغاً
ماقد بلغتَ مُحارباً ومُسالماً
وأخاه هارون الذي أضحى له
في الصالحات مُشاكلاً وملائما
أخوان أيهما بلوتَ وجدْتَه
في كل نائبة مفيداً عاصما
وإذا هما عند الفعال تَباريا
فكأنما باري ابنُ مامة َ حاتما
الأحسنَين ظِهارة ً وبِطانة ً
والأطْيبين مَشارباً ومَطاعما
الألينين مَلامساً ومعاطفاً
والأصلبين مَغامِزاً ومعاجما
نلقى أبا العباس بدراً طالعاً
وشقيقَه هارون نَجماً ناجما
وأباهُما شمسا تُمدُّ بنورها
نوريهما أبداً مِداداً دائما
وشقيقة ٍ قالت أراه مُفكراً
حتى أراه من السكينة نائما
فأجبتُها إني امرؤٌ هيامَة ٌ
في كل وادٍ ما أُفيقَ هَماهِما
أُمسي وأصبحُ للشوارِد طالباً
بهواجسٍ حول الأوابد حائما
متوخياً حظي بذاك مؤدياً
فرضاً لخيرِ الطاهريّة لازما
ملكٌ يُطيع الجودَ في أمواله
عند السؤالِ ولا يُطيع اللائما
مازال يحبوني الجزيلَ وإنما
أحبوه مدحي صادقاً لازاعما
ومتى يقوم بحق مدحك شاعرٌ(75/62)
حتى يُرى في كلِّ وادٍ هائما
يابنَ الأُلى لم يوجَدوا إلا وهُمْ
عظماءُ دهرٍ يدفعون عظائما
وابنَ الأُلى لم يعدُ دهرٌ طورَه
إلا غدوا خُطماً له وخزائما
الناكلين عن المآثِم والخنا
والنافذين بصائراً وعزائما
أعني عبيد اللَّه خيرَ عبيده
إلا أئمتنا العظامَ جراثما
يامَنْ يُحِبّ المجدَ حبّاً صادقاً
ويرى مغارمَه الثقالَ مغانما
يامن إذا كًسَى المديحَ معاشِر
حلياً لهم كُسي المديح تمائما
عُوذاً لأخلاق وخَلْقٍ أصبحا
في الحُسن أمثالاً لنا ومعالما
عجباً لمن نسي العواقبَ جوده
نسيانَ جودِك كيف يُدعى حازما
ولمن عفا عمن هفا متمادياً
يوما كعفوك كيف يُدعى صارما
ولمن سَقَى مُهجَ النفوسِ سيوفَهُ
عللا كسقيك كيفَ يُدعَى راحما
ولمن حمى الدنيا حمايتكَ التي
شَهرتْك كيف يُعدُّ غيثاً ساجما
لكنك الرجل الذي لم نَلْقَه
إلا على سنن المحجة قائما
تأتي الأمورَ وتتقي إتيانها
طَبَّاً بما تأتي وتترك عالما
تعطي وتمنع ما اعتديتَ وتارة ً
تعفو وتبطشُ مُنصفاً لاظالما
لم تَقْرِ إبهاميك فاك ندامة ً
يوماً إذا عضّ الرجالُ أباهما
كم قد عفوْتَ فما أبحْتَ محارما
بلْ كم بطشْتَ فما انتهكت محارما
كم قد منحْتَ فما أضعْت منيحة ً
بل كم منعتَ مُحامياً لاحارما
يا آل طاهر المُطهَّر كاسمه
لاتعدموا نعماً ترف نواعما
قد قلتُ للمتكلّفي مَسعاتِكم
إن الخوافي لن تكون قوادما
سُدتم فكنتم للوجوه معاطساً
شُمّا وكنتم للرؤوس جماجما
فإذا وُزنتم بالأباعدِ منكُم
كنتم ذُراً والآخرون مَناسما
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وما سدَّ قولٌ في فعالك خلة ً
وما سدَّ قولٌ في فعالك خلة ً
رقم القصيدة : 62016
-----------------------------------
وما سدَّ قولٌ في فعالك خلة ً
ولا وجد المدَّاحُ نقصا يتمَّمُ
ولااتخذوا مدحاً إليك وسيلة
لأنك سَيْح يستقي ماءَهُ الفمُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا سليمانُ لا ألومك في ردْ
يا سليمانُ لا ألومك في ردْ
رقم القصيدة : 62017(75/63)
-----------------------------------
يا سليمانُ لا ألومك في ردْ
دِك شعري وهل تُلام البهيمَهْ
دلَّهتك اثنتانِ عن فهم شعري
خوفُ أن تُجتَدى وخوفُ الهزيمة
بل رأيت المديحَ فيك قبيحاً
كَلبوسٍ على عروسٍ ذميمَهْ
بل قد ارتحْتَ واهَتزَزَت لشعري
فأرتك الإمساك نفسٌ لئيمه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولقد يُؤلفُنا اللقاءُ بليلة ٍ
ولقد يُؤلفُنا اللقاءُ بليلة ٍ
رقم القصيدة : 62018
-----------------------------------
ولقد يُؤلفُنا اللقاءُ بليلة ٍ
جُعلت لنا حتّى الصباحِ نظاما
نجزي العيونَ جزاءهن عن البكا
وعن السهاد ولا نُصيبُ أثاما
فنبيحهن مُرادَهن يَردْنه
فيما ادَّعين ملاحة ً ووساما
ونكافىء الآذانَ وهي حقيقة ٌ
أن لاتزالَ تكايدُ اللواما
فنثيبهُنَّ من الحديث مثوبة ً
تشفي الغليلَ وتكشفُ الأسقاما
ونكافىء الأفواه عن كتمانها
إذ لا يزالُ لها الصُّماتُ لجاما
فنبيحنّ ملاثماً ومراشفاً
ما ضرَّها أن لاتكون مُداما
نجزي الثلاثة ُ أنصباءَ ثلاثة ً
مقسومة ً آناؤها أقساما
العصر العباسي >> ابن الرومي >> حقُّ الأديب لازمٌ لذي الكرمْ
حقُّ الأديب لازمٌ لذي الكرمْ
رقم القصيدة : 62019
-----------------------------------
حقُّ الأديب لازمٌ لذي الكرمْ
فإن تناسى حقَّه فقد ظلم
أما رآه لم يزل أعنَى الخَدمْ
بالأدبِ الشعري طوراً والحِكم
مستملياً من عَرَب ومن عجمْ
مُنحرِفاً عن كلّ كسبٍ يُغتنم
حتَّى إذا ما قام في شخصٍ عَمَم
من أدبٍ ذي قيمة ٍ تعلو القيمْ
باتَ الخليُّ نائماً ولم ينم
فتّاق أرتاقٍ وغوَّاصَ حُوَم
بل بات يمري فكره تحت الظُّلم
مريَ أنوف إليهم أطراف الحلم
بمدحٍ أحسنَ من نشر الرممْ
أو من شباب ناشىء بعد هرمْ
أو من شفاء طاردٍ ضيفَ سقمْ
أو نعمٍ ملبوسة بعد نقمْ
أو من ثغورٍ واضحات تبتسمْ
أو من صدور كاعبات تُلتزَم
أو من ثُدِيّ ناهداتٍ تُستَلم
أو من تناغي النَّقرات والنغمْ
بين رياض أقلعتْ عنها دَيمْ(75/64)
وأعقبتْها بعدها عُقبى وَهَم
أَرضعَ فيها الغيثُ شتّى ونظم
بكى على عابسها حتى ابتسم
ذو غُمة ضامنة ٍ كشفَ الغُمم
مُتَّصل الإيماض رجَّاس الهزم
قصائد نُظمْن كالدُّر التُّوَم
مثلَ التلاقي واقعاً بعد الندمْ
أومن هُدوّ بعد إقلاق الم
كأنما من كلّ قلب تُنتطم
يُخْترمُ الدهر وليست تختَرم
ألَّفها ذو طَبن وذو فَهَم
وسُهمة في الفكر ليست كالسُّهم
مُؤتمنُ في علمه لامتّهم
يلقي إليه سَلَمٌ بعد سلمْ
مُعوّلا على كريم ذي نعمْ
متَّكلاً فيما بنى وما نظمْ
وما رجا من الأُحاظي والقِسم
على كريم حرب لاسلم نغم
مُستحسنُ الشاهد محمود السّيمْ
منخفضُ النظرة طمَّاحُ الهممْ
حلاَّه من جوهره الغالي القيم
وهّابُ أمداحٍ لوهَّاب نعمْ
يأمُل أن ترعَى له تلك الحُرم
وأن تثاب بالغنى منه القدم
ماحقُّ هذا دفعهُ إلى العدمْ
حكمتُ فيه قاسماً نعم الحَكم
بَخْبِخ لشمس الأوْج لا نارِ الظُّلمْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ترى الأفَدامَ يعتلفون ثوماً
ترى الأفَدامَ يعتلفون ثوماً
رقم القصيدة : 62020
-----------------------------------
ترى الأفَدامَ يعتلفون ثوماً
ويغْشون المجالسَ كالهمومِ
فشَهْمُ القومِ مأثومٌ بخمر
وفدمُ القوم مأثومٌ بثومِ
فإن عيّرتُهم بالنتن قالوا
كذا نكهاتُ أفواه القُرومِ
فسوء الفعل يردفُ سوء قول
ونتْنُ الثوم يردف نتنَ لوم
ألا قُبحاً على قبح وسُحقاً
لهاتيك المناظرِ والجُسومِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أحبُّ كلّ غادة ٍ
أحبُّ كلّ غادة ٍ
رقم القصيدة : 62021
-----------------------------------
أحبُّ كلّ غادة ٍ
ألحاظُها تَكلمُ
فإن أحارت طفقت
ألفاظها تَرنمُ
ماء صباها غدق
ونارها تَضرم
فالوجهُ منها جنة
وحَرُّها جهنمُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لم يُبكني رسمُ منزل طسما عم بل صاحبٌ حال عهدُهُ حُلما
لم يُبكني رسمُ منزل طسما عم بل صاحبٌ حال عهدُهُ حُلما
رقم القصيدة : 62022
-----------------------------------(75/65)
لم يُبكني رسمُ منزل طسما عم بل صاحبٌ حال عهدُهُ حُلما
ص خلٌّ جفاني لنعمة ٍ حدثت
له فجازته بالذي حكما
لم أجنِ ذنباً إليه أعلمُهُ
ولاجناه إلى الذي خدما
لكن تجنّتْ عليه نعمتهُ
كما تجنَّى عليَّ إذا صرما
ناكرني ظالماً فناكره
صاحبُه فاستقادَ وانتقما
لايخلُ من نعمة وموعظة
تنهى الفتى أن ينفّر النعما
دعوة ذي خلة ٍ ومَعْتبة ٍ
يهوَى اللُّها للصديق لا النقما
لم يدعُ إذ فار صدرُه غضباً
إلا بما الحظُّ فيه إن قُسِما
دعا بنُعمى وخاف فِتْنتَها
على أخٍ فابتغَى له العِصما
وأحسنُ الظن عند ذاك به
فلم يحَفْ أن يَظُنَّ أو يَهما
ولا أراه يرى العتاب من الش
شتم وأنى يظن من علما
ولن يرى المنصف المميز من
عاتب في نبوة كمن شتما
فليغْنَ في غِبطة ٍ تدومُ له
ووعْظِ بَلْوى تزورُه لَمما
حتى يراه الإلهُ مُعترفاً
بالحقّ يرعى الحقوق والحُرَما
ولايراه الذي إذا سبغتْ
عليه نعماهُ نابِذَ الكرما
إيها أبا القاسمِ الذي ركب ال
غشم جِهاراً ونفسَه غشما
قل ليَ لِمْ تَتِه بمعرفة ال
حقّ وإحكامُ نفسِك الحكما
وتِهت أن نِلْتَ رُتبة ً وَسطاً
لاشططاً في العُلو بل أَمما
هل فُزْتَ في الدولة المباركة ال
غرّاءِ بحظِ من سلما
لا أصْلَ ديوانها ولِيتَ ولا
كُنْتَ كمن زَمَّ أو كمنْ خطما
ولم تُفِدْ بالعلاء فائدة ً
إلا علاءً بَغيْتَ فانهدما
صحِبْتَه فاعتليْتَ ثم أتى
بغيُك والبغيُ ربما شأما
ولو تلقيتَ بالتواضعِ ما
أُوتيت منه لتمَّ والتأما
حملتَ طغيانك العظَيم على
أمرِك فانهد بعدما اندعما
أصبحت أن نِلْتَ فضلَ منزلة ٍ
أُنسيتَ تلك المعاهدَ القُدَما
مُطَّرحَ الأصدقاء مرتفعَ الهمْ
مة عنهم تراهُمُ قُزما
وإنَّني حالفٌ فمجتهدٌ
مُنكَّبٌ عن سبيل من أثِما
ما رفعَ اللَّه همة ً طمحتْ
تلقاءَ غدرٍ ألية ً قسما
كلاّ ولا حطَّ هِمة ً جنحتْ
نحو وفاء كزعمِ من زعما
أمحضُك النصحَ غيرَ محتشمٍ
هل ماحِضٌ نصحَه من احتشما
ذمَّ الأخلاءُ صاحباً حفظ ال(75/66)
مالَ وأضحى يُضيّع الذمما
من لبَّس الكِبر عند ثروتِه
على أخيه فنفسَه هضما
نبَّه مِن قدرِه على صغر
خَيَّلة حادثُ الغنى عِظما
كدأْبِ من لم يرثْ أوائِلُه
سابقة ً في العلا ولاقَدما
ضئيلُ شأنٍ أصابَ عارِفة ً
ففخَّمتْ كِبرهُ وما فخما
نَمَّ على نقصِه ويا أسفي علي
ه يا ليت أنه كتما
ماهكذا يفعل الأريبُ من النا
س إذا كان ناقصاً فنما
فكيفَ مَنْ لم يزلْ وليسَ به
نقصٌ ولا كان سافلاً فسما
سَقْياً لأيامك التي جمعتْ
إنصافَك الأصدقاءَ والعدما
ولا سقَى اللَّه برهة ً ضمنتْ
ضديهما وابلاً ولادِيما
لاخيرَ في ثورة ٍ تحضُّ على ال
غدرِ صُراحاً وتمرِضُ الشيما
ناشدْتُك اللَّه والمودّة في ال
له فإني أعُدَّها رحما
في أن تكون الذي يتيه
من نعمة ٍ كمن لؤما
مثلَ التي ظوهرت ملابسها
وماحلا خَلقُها ولا ضخُما
فاستشعرتْ نخوة ً وأعجَبها
مرأى رأته بما اكتست غمما
ولم تزلْ قبلَ ذاك ساخطة ً
خلقا شهيداً بصدقِ من ذأما
لاعنة ً وجهها وجاعلة ً
صفحتهُ عُرضة ً لمن لطما
هاتيك تُزهَى بما اكتستهُ ولا
تُزْهى التي بَذَّ خلقُها الصنما
ممكورة ٌ كالكثيب يفرعهُ
غصنٌ وبدرٌ ينوّر الظُّلما
خُذها شروداً بعثتُها مثلاً
تسيره لابل نَصبتُها عَلما
فيها عِتابٌ يردُّ عادية َ الجا
ئر حتى يُراجع اللَّقما
وكنتُ لا أهملُ الصديق ولا
أعتبُ حتى أُعدَّ مجترما
لكنني قائلٌ له سَدداً
متنخلٌ في عتابه الكَلما
أعالجُ الصاحبَ السقيم ولا
أخرقُ حتى أزيدَهُ سقما
أثقّفُ العودَ يقومَ ولا
أعنفُ في غَمزه لينحطما
ولست آسَى َ على الخليطِ إذا
اعتدَّ زِيالي كبعضِ ماغنما
لاأجتني من فِراقِه أسفاً
أو يَجْتنِي من جفائه نَدما
أروعُهُ عن هَناتِه وأُخلْ
ليه إذا ما تقحَّم القُحَما
فلا تَخلْ أنني أخفُّ ولا
أهلعُ صَدَّ الخليل أو رَئما
إن أنت أقبلتَ لم أطِر فرحاً
وإن تولَّيت لم أَمُت سدما
إني لوصَّالٌ مَنْ يُواصلني
جَذام حبلِ القرين إن جذما
ولستُ أتلو مُولياً أبداً(75/67)
ولا أنادي من ادّعى صمما
قوَّمَتني غير قيمتي غلطاً
شَاور ذوي الرأي تعرف القيما
أمتَّ وُديك عَبطة َ فمَهٍ
دَعْهُ على رسله يمت هرما
هلاَّ كمثلِ الحسينِ كنتَ أبي
عبدِ الإلهِ المكشّف الغُمَما
الباقطائي ذي البراعة والسؤ
ددِ والمحتدِ الذي كرما
أخٌ دعاني لكي أشاركَهُ
فيما حَوته يداهُ محتكما
دعا فلبّيتُهُ وجئتُ فأل
فيتُ ضليعاً بالمجد لابَرما
لو ساهم الأكرمين كلُّهمُ
في المجد والخير وحده سَهُما
مُقَبلُ الكفّ غيرُ جامدِها
يلثُم فيها السماحَ مَنْ لثما
لافُقدتْ كفّهُ ولابرحت
ركنا لعافي النوال مستَلما
يَلقَى الغنى لا الكفافَ سائلهُ
والنِعمَ السابغات لا النقما
يعيدُ ما أبدأتْ يَداهُ من العر
لم يُبكني رسمُ منزلٍ طسما
بل صاحبٌ حال عهدُهُ حُلما
خلٌّ جفاني لنعمة ٍ حدثت
له فجازته بالذي حكما
لم أجنِ ذنباً إليه أعلمُهُ
ولاجناه إلى الذي خدما
لكن تجنّتْ عليه نعمتهُ
كما تجنَّى عليَّ إذا صرما
ناكرني ظالماً فناكره
صاحبُه فاستقادَ وانتقما
لايخلُ من نعمة وموعظة
تنهى الفتى أن ينفّر النعما
دعوة ذي خلة ٍ ومَعْتبة ٍ
يهوَى اللُّها للصديق لا النقما
لم يدعُ إذ فار صدرُه غضباً
إلا بما الحظُّ فيه إن قُسِما
دعا بنُعمى وخاف فِتْنتَها
على أخٍ فابتغَى له العِصما
وأحسنُ الظن عند ذاك به
فلم يحَفْ أن يَظُنَّ أو يَهما
ولا أراه يرى العتاب من الش
شتم وأنى يظن من علما
ولن يرى المنصف المميز من
عاتب في نبوة كمن شتما
فليغْنَ في غِبطة ٍ تدومُ له
ووعْظِ بَلْوى تزورُه لَمما
حتى يراه الإلهُ مُعترفاً
بالحقّ يرعى الحقوق والحُرَما
ولايراه الذي إذا سبغتْ
عليه نعماهُ نابِذَ الكرما
إيها أبا القاسمِ الذي ركب ال
غشم جِهاراً ونفسَه غشما
قل ليَ لِمْ تَتِه بمعرفة ال
حقّ وإحكامُ نفسِك الحكما
وتِهت أن نِلْتَ رُتبة ً وَسطاً
لاشططاً في العُلو بل أَمما
هل فُزْتَ في الدولة المباركة ال
غرّاءِ بحظِ من سلما
لا أصْلَ ديوانها ولِيتَ ولا(75/68)
كُنْتَ كمن زَمَّ أو كمنْ خطما
ولم تُفِدْ بالعلاء فائدة ً
إلا علاءً بَغيْتَ فانهدما
صحِبْتَه فاعتليْتَ ثم أتى
بغيُك والبغيُ ربما شأما
ولو تلقيتَ بالتواضعِ ما
أُوتيت منه لتمَّ والتأما
حملتَ طغيانك العظَيم على
أمرِك فانهد بعدما اندعما
أصبحت أن نِلْتَ فضلَ منزلة ٍ
أُنسيتَ تلك المعاهدَ القُدَما
مُطَّرحَ الأصدقاء مرتفعَ الهمْ
مة عنهم تراهُمُ قُزما
وإنَّني حالفٌ فمجتهدٌ
مُنكَّبٌ عن سبيل من أثِما
ما رفعَ اللَّه همة ً طمحتْ
تلقاءَ غدرٍ ألية ً قسما
كلاّ ولا حطَّ هِمة ً جنحتْ
نحو وفاء كزعمِ من زعما
أمحضُك النصحَ غيرَ محتشمٍ
هل ماحِضٌ نصحَه من احتشما
ذمَّ الأخلاءُ صاحباً حفظ ال
مالَ وأضحى يُضيّع الذمما
من لبَّس الكِبر عند ثروتِه
على أخيه فنفسَه هضما
نبَّه مِن قدرِه على صغر
خَيَّلة حادثُ الغنى عِظما
كدأْبِ من لم يرثْ أوائِلُه
سابقة ً في العلا ولاقَدما
ضئيلُ شأنٍ أصابَ عارِفة ً
ففخَّمتْ كِبرهُ وما فخما
نَمَّ على نقصِه ويا أسفي علي
ه يا ليت أنه كتما
ماهكذا يفعل الأريبُ من النا
س إذا كان ناقصاً فنما
فكيفَ مَنْ لم يزلْ وليسَ به
نقصٌ ولا كان سافلاً فسما
سَقْياً لأيامك التي جمعتْ
إنصافَك الأصدقاءَ والعدما
ولا سقَى اللَّه برهة ً ضمنتْ
ضديهما وابلاً ولادِيما
لاخيرَ في ثورة ٍ تحضُّ على ال
غدرِ صُراحاً وتمرِضُ الشيما
ناشدْتُك اللَّه والمودّة في ال
له فإني أعُدَّها رحما
في أن تكون الذي يتيه
من نعمة ٍ كمن لؤما
مثلَ التي ظوهرت ملابسها
وماحلا خَلقُها ولا ضخُما
فاستشعرتْ نخوة ً وأعجَبها
مرأى رأته بما اكتست غمما
ولم تزلْ قبلَ ذاك ساخطة ً
خلقا شهيداً بصدقِ من ذأما
لاعنة ً وجهها وجاعلة ً
صفحتهُ عُرضة ً لمن لطما
هاتيك تُزهَى بما اكتستهُ ولا
تُزْهى التي بَذَّ خلقُها الصنما
ممكورة ٌ كالكثيب يفرعهُ
غصنٌ وبدرٌ ينوّر الظُّلما
خُذها شروداً بعثتُها مثلاً
تسيره لابل نَصبتُها عَلما
فيها عِتابٌ يردُّ عادية َ الجا(75/69)
ئر حتى يُراجع اللَّقما
وكنتُ لا أهملُ الصديق ولا
أعتبُ حتى أُعدَّ مجترما
لكنني قائلٌ له سَدداً
متنخلٌ في عتابه الكَلما
أعالجُ الصاحبَ السقيم ولا
أخرقُ حتى أزيدَهُ سقما
أثقّفُ العودَ يقومَ ولا
أعنفُ في غَمزه لينحطما
ولست آسَى َ على الخليطِ إذا
اعتدَّ زِيالي كبعضِ ماغنما
لاأجتني من فِراقِه أسفاً
أو يَجْتنِي من جفائه نَدما
أروعُهُ عن هَناتِه وأُخلْ
ليه إذا ما تقحَّم القُحَما
فلا تَخلْ أنني أخفُّ ولا
أهلعُ صَدَّ الخليل أو رَئما
إن أنت أقبلتَ لم أطِر فرحاً
وإن تولَّيت لم أَمُت سدما
إني لوصَّالٌ مَنْ يُواصلني
جَذام حبلِ القرين إن جذما
ولستُ أتلو مُولياً أبداً
ولا أنادي من ادّعى صمما
قوَّمَتني غير قيمتي غلطاً
شَاور ذوي الرأي تعرف القيما
أمتَّ وُديك عَبطة َ فمَهٍ
دَعْهُ على رسله يمت هرما
هلاَّ كمثلِ الحسينِ كنتَ أبي
عبدِ الإلهِ المكشّف الغُمَما
الباقطائي ذي البراعة والسؤ
ددِ والمحتدِ الذي كرما
أخٌ دعاني لكي أشاركَهُ
فيما حَوته يداهُ محتكما
دعا فلبّيتُهُ وجئتُ فأل
فيتُ ضليعاً بالمجد لابَرما
لو ساهم الأكرمين كلُّهمُ
في المجد والخير وحده سَهُما
مُقَبلُ الكفّ غيرُ جامدِها
يلثُم فيها السماحَ مَنْ لثما
لافُقدتْ كفّهُ ولابرحت
ركنا لعافي النوال مستَلما
يَلقَى الغنى لا الكفافَ سائلهُ
والنِعمَ السابغات لا النقما
يعيدُ ما أبدأتْ يَداهُ من العر
ف جوادٌ لا يعرف السأما
يُتبِعُ وسمِيّه الولَي وقد
أغنى جديب البقاع إن وسما
ألغتْ مواعيدَه فواضلهُ
فلم يَقُل قطُّ لا ولا نعما
يفعل ما يفعل الكريمُ ولو
رقرَقتَهُ من حيائه انسجما
محتقراً ما أتى وقد غمر الآ
مال طُولاً وجاوز الهمما
فتى أخافتني الخطوبُ فعوْ
وِلتُ عليه فكان لي حَرما
موَّلني جُودُهُ فأمنني
حِفاظُه أن أعيش مهتضما
ممنْ إذا ما شهدت أَنَّ له ال
فضلَ نفَى عن شهادتي التُّهما
لوسكتَ المادحونَ لاجتلبَ ال
مدحُ له نفسه ولانتظما(75/70)
لم أشكُ من غيره عتومَ قِرى
حتى فراني الغنى وما عتما
وهل تُسرُّ الرياضُ عارفة َ الْ
غيثِ إذا ما أريجُها فغما
أسرَارُه عندنا ودائعُ معْ
روفٍ تَوارَى فتطلعُ الأكما
كم قد كتمنا سَدى ً له كنثا ال
مسكِ لدى فتقهِ فما اكتتما
يسألُنا دفْنَ عُرفهِ ثَقة ً
بنشره نفْسَهُ وما ظلما
يغدُو على الجُودِ غادياً غَدِقاً
وربَّما راحَ رابحاً هَزِما
لَوْ حزَّ مِنْ نفسه لسائله
أَنْفَسَ أعضائه لما أَلِما
يفديه من لا يفي بفديته
يوماً إذا نابُ أزمة ٍ أزما
من كل كَزّ أبى السماح فما
يمنحُ إلا أديمَهُ الحلَمَا
لايبذُلُ الرفدَ مُعْفِياً وإذا
كُلّمَ فيه حَسبتَهُ كُلما
يامنْ يجاريه في مذاهبه
أمازحٌ أمْ تُراك مُعْتزما
حاولتَ ماليس في قواك مِنَ الْ
أمر فلا تجْشَمنَّ ما جَشما
مَسْمعُ معروفه ومنظرُهُ
يكفيك فاقنع ولاتَمُتْ نَهَما
حسبُك من أن يكون معبداً ال
مُحْسِنَ ترجيعهَ لك النغما
ويا مُسرًّا له المكايد أم
سيت فلا تكذبنَّ مُجْتَرما
قد حَتَمَ اللَّهُ أَنْ يبورَ أعا
دَيه فأَنَّى تردُّ ما حَتما
في كفك السيفُ إن ضربتَ به
نَفْسَك أو مَنْ تريدُها خَذَما
فأغمدِ السيفَ عنك وانْتَضهِ
لمن يعاديك يلحقوا إرما
إنَّ أخاك الذي تُزاولُه
ما زال مذ قال أهلُه حَلُما
سراجَ نورٍ شهابَ نائرة
يَهْدِي ولا يُصْطَلى إذا اضطرما
يَنْعَشُ بالرأي والسَّماح إذا ارْ
تاحَ ويُغْرَى فيصرع البُهَما
سرْ في سناه إذا أضاء وإي
يَاك وأُلْهُوبَهُ إذا احْتَدَما
شاورْهُ في الرأي واستحمهُ وإيْ
يَاكَ وفلقاً منْ كيده رَقَما
سَيّدُ أكفائه وإن عَتَبَ الْ
حاسدُ منْ ذاكُمُ وإنْ أَضما
تلقاه إنْ حاسنوهُ أَحسنَهُمْ
وَجْهاً وأذكاهمُ هناك دما
تلقاه إنْ ظارفوه أظرفَ من
رَوْحِ نسيم الصَّبا إذا نَسَمَا
تلقاه إنْ جاودوه أجودَهُمْ
بكل مَنْفوسَة يداً وفما
تلقاه إن شاجعوه أشجعَ مِنْ
قسْوَرَة ِ الغيلِ هيجَ فاعتزما
تلقاه إن خاطبوه أصدقَهُمْ
قيلاً وأرخاهُمُ به كَظَما(75/71)
تلقاه إن كاتبوه آنَقَهُمْ
وَشْياً وأجراهُمُ بهِ قَلَمَا
يجلو العمَى خطه إذا كَحَلَ ال
عينَ ويشفى بيانُه القَزَما
وهو الذي اختاره العلاءُ أبو
عيسى حكيمُ الإقليم مذ فُطماه لم يُبكني رسمُ منزلٍ طسما
بل صاحبٌ حال عهدُهُ حُلما
خلٌّ جفاني لنعمة ٍ حدثت
له فجازته بالذي حكما
لم أجنِ ذنباً إليه أعلمُهُ
ولاجناه إلى الذي خدما
لكن تجنّتْ عليه نعمتهُ
كما تجنَّى عليَّ إذا صرما
ناكرني ظالماً فناكره
صاحبُه فاستقادَ وانتقما
لايخلُ من نعمة وموعظة
تنهى الفتى أن ينفّر النعما
دعوة ذي خلة ٍ ومَعْتبة ٍ
يهوَى اللُّها للصديق لا النقما
لم يدعُ إذ فار صدرُه غضباً
إلا بما الحظُّ فيه إن قُسِما
دعا بنُعمى وخاف فِتْنتَها
على أخٍ فابتغَى له العِصما
وأحسنُ الظن عند ذاك به
فلم يحَفْ أن يَظُنَّ أو يَهما
ولا أراه يرى العتاب من الش
شتم وأنى يظن من علما
ولن يرى المنصف المميز من
عاتب في نبوة كمن شتما
فليغْنَ في غِبطة ٍ تدومُ له
ووعْظِ بَلْوى تزورُه لَمما
حتى يراه الإلهُ مُعترفاً
بالحقّ يرعى الحقوق والحُرَما
ولايراه الذي إذا سبغتْ
عليه نعماهُ نابِذَ الكرما
إيها أبا القاسمِ الذي ركب ال
غشم جِهاراً ونفسَه غشما
قل ليَ لِمْ تَتِه بمعرفة ال
حقّ وإحكامُ نفسِك الحكما
وتِهت أن نِلْتَ رُتبة ً وَسطاً
لاشططاً في العُلو بل أَمما
هل فُزْتَ في الدولة المباركة ال
غرّاءِ بحظِ من سلما
لا أصْلَ ديوانها ولِيتَ ولا
كُنْتَ كمن زَمَّ أو كمنْ خطما
ولم تُفِدْ بالعلاء فائدة ً
إلا علاءً بَغيْتَ فانهدما
صحِبْتَه فاعتليْتَ ثم أتى
بغيُك والبغيُ ربما شأما
ولو تلقيتَ بالتواضعِ ما
أُوتيت منه لتمَّ والتأما
حملتَ طغيانك العظَيم على
أمرِك فانهد بعدما اندعما
أصبحت أن نِلْتَ فضلَ منزلة ٍ
أُنسيتَ تلك المعاهدَ القُدَما
مُطَّرحَ الأصدقاء مرتفعَ الهمْ
مة عنهم تراهُمُ قُزما
وإنَّني حالفٌ فمجتهدٌ
مُنكَّبٌ عن سبيل من أثِما
ما رفعَ اللَّه همة ً طمحتْ(75/72)
تلقاءَ غدرٍ ألية ً قسما
كلاّ ولا حطَّ هِمة ً جنحتْ
نحو وفاء كزعمِ من زعما
أمحضُك النصحَ غيرَ محتشمٍ
هل ماحِضٌ نصحَه من احتشما
ذمَّ الأخلاءُ صاحباً حفظ ال
مالَ وأضحى يُضيّع الذمما
من لبَّس الكِبر عند ثروتِه
على أخيه فنفسَه هضما
نبَّه مِن قدرِه على صغر
خَيَّلة حادثُ الغنى عِظما
كدأْبِ من لم يرثْ أوائِلُه
سابقة ً في العلا ولاقَدما
ضئيلُ شأنٍ أصابَ عارِفة ً
ففخَّمتْ كِبرهُ وما فخما
نَمَّ على نقصِه ويا أسفي علي
ه يا ليت أنه كتما
ماهكذا يفعل الأريبُ من النا
س إذا كان ناقصاً فنما
فكيفَ مَنْ لم يزلْ وليسَ به
نقصٌ ولا كان سافلاً فسما
سَقْياً لأيامك التي جمعتْ
إنصافَك الأصدقاءَ والعدما
ولا سقَى اللَّه برهة ً ضمنتْ
ضديهما وابلاً ولادِيما
لاخيرَ في ثورة ٍ تحضُّ على ال
غدرِ صُراحاً وتمرِضُ الشيما
ناشدْتُك اللَّه والمودّة في ال
له فإني أعُدَّها رحما
في أن تكون الذي يتيه
من نعمة ٍ كمن لؤما
مثلَ التي ظوهرت ملابسها
وماحلا خَلقُها ولا ضخُما
فاستشعرتْ نخوة ً وأعجَبها
مرأى رأته بما اكتست غمما
ولم تزلْ قبلَ ذاك ساخطة ً
خلقا شهيداً بصدقِ من ذأما
لاعنة ً وجهها وجاعلة ً
صفحتهُ عُرضة ً لمن لطما
هاتيك تُزهَى بما اكتستهُ ولا
تُزْهى التي بَذَّ خلقُها الصنما
ممكورة ٌ كالكثيب يفرعهُ
غصنٌ وبدرٌ ينوّر الظُّلما
خُذها شروداً بعثتُها مثلاً
تسيره لابل نَصبتُها عَلما
فيها عِتابٌ يردُّ عادية َ الجا
ئر حتى يُراجع اللَّقما
وكنتُ لا أهملُ الصديق ولا
أعتبُ حتى أُعدَّ مجترما
لكنني قائلٌ له سَدداً
متنخلٌ في عتابه الكَلما
أعالجُ الصاحبَ السقيم ولا
أخرقُ حتى أزيدَهُ سقما
أثقّفُ العودَ يقومَ ولا
أعنفُ في غَمزه لينحطما
ولست آسَى َ على الخليطِ إذا
اعتدَّ زِيالي كبعضِ ماغنما
لاأجتني من فِراقِه أسفاً
أو يَجْتنِي من جفائه نَدما
أروعُهُ عن هَناتِه وأُخلْ
ليه إذا ما تقحَّم القُحَما
فلا تَخلْ أنني أخفُّ ولا(75/73)
أهلعُ صَدَّ الخليل أو رَئما
إن أنت أقبلتَ لم أطِر فرحاً
وإن تولَّيت لم أَمُت سدما
إني لوصَّالٌ مَنْ يُواصلني
جَذام حبلِ القرين إن جذما
ولستُ أتلو مُولياً أبداً
ولا أنادي من ادّعى صمما
قوَّمَتني غير قيمتي غلطاً
شَاور ذوي الرأي تعرف القيما
أمتَّ وُديك عَبطة َ فمَهٍ
دَعْهُ على رسله يمت هرما
هلاَّ كمثلِ الحسينِ كنتَ أبي
عبدِ الإلهِ المكشّف الغُمَما
الباقطائي ذي البراعة والسؤ
ددِ والمحتدِ الذي كرما
أخٌ دعاني لكي أشاركَهُ
فيما حَوته يداهُ محتكما
دعا فلبّيتُهُ وجئتُ فأل
فيتُ ضليعاً بالمجد لابَرما
لو ساهم الأكرمين كلُّهمُ
في المجد والخير وحده سَهُما
مُقَبلُ الكفّ غيرُ جامدِها
يلثُم فيها السماحَ مَنْ لثما
لافُقدتْ كفّهُ ولابرحت
ركنا لعافي النوال مستَلما
يَلقَى الغنى لا الكفافَ سائلهُ
والنِعمَ السابغات لا النقما
يعيدُ ما أبدأتْ يَداهُ من العر
ف جوادٌ لا يعرف السأما
يُتبِعُ وسمِيّه الولَي وقد
أغنى جديب البقاع إن وسما
ألغتْ مواعيدَه فواضلهُ
فلم يَقُل قطُّ لا ولا نعما
يفعل ما يفعل الكريمُ ولو
رقرَقتَهُ من حيائه انسجما
محتقراً ما أتى وقد غمر الآ
مال طُولاً وجاوز الهمما
فتى أخافتني الخطوبُ فعوْ
وِلتُ عليه فكان لي حَرما
موَّلني جُودُهُ فأمنني
حِفاظُه أن أعيش مهتضما
ممنْ إذا ما شهدت أَنَّ له ال
فضلَ نفَى عن شهادتي التُّهما
لوسكتَ المادحونَ لاجتلبَ ال
مدحُ له نفسه ولانتظما
لم أشكُ من غيره عتومَ قِرى
حتى فراني الغنى وما عتما
وهل تُسرُّ الرياضُ عارفة َ الْ
غيثِ إذا ما أريجُها فغما
أسرَارُه عندنا ودائعُ معْ
روفٍ تَوارَى فتطلعُ الأكما
كم قد كتمنا سَدى ً له كنثا ال
مسكِ لدى فتقهِ فما اكتتما
يسألُنا دفْنَ عُرفهِ ثَقة ً
بنشره نفْسَهُ وما ظلما
يغدُو على الجُودِ غادياً غَدِقاً
وربَّما راحَ رابحاً هَزِما
لَوْ حزَّ مِنْ نفسه لسائله
أَنْفَسَ أعضائه لما أَلِما
يفديه من لا يفي بفديته(75/74)
يوماً إذا نابُ أزمة ٍ أزما
من كل كَزّ أبى السماح فما
يمنحُ إلا أديمَهُ الحلَمَا
لايبذُلُ الرفدَ مُعْفِياً وإذا
كُلّمَ فيه حَسبتَهُ كُلما
يامنْ يجاريه في مذاهبه
أمازحٌ أمْ تُراك مُعْتزما
حاولتَ ماليس في قواك مِنَ الْ
أمر فلا تجْشَمنَّ ما جَشما
مَسْمعُ معروفه ومنظرُهُ
يكفيك فاقنع ولاتَمُتْ نَهَما
حسبُك من أن يكون معبداً ال
مُحْسِنَ ترجيعهَ لك النغما
ويا مُسرًّا له المكايد أم
سيت فلا تكذبنَّ مُجْتَرما
قد حَتَمَ اللَّهُ أَنْ يبورَ أعا
دَيه فأَنَّى تردُّ ما حَتما
في كفك السيفُ إن ضربتَ به
نَفْسَك أو مَنْ تريدُها خَذَما
فأغمدِ السيفَ عنك وانْتَضهِ
لمن يعاديك يلحقوا إرما
إنَّ أخاك الذي تُزاولُه
ما زال مذ قال أهلُه حَلُما
سراجَ نورٍ شهابَ نائرة
يَهْدِي ولا يُصْطَلى إذا اضطرما
يَنْعَشُ بالرأي والسَّماح إذا ارْ
تاحَ ويُغْرَى فيصرع البُهَما
سرْ في سناه إذا أضاء وإي
يَاك وأُلْهُوبَهُ إذا احْتَدَما
شاورْهُ في الرأي واستحمهُ وإيْ
يَاكَ وفلقاً منْ كيده رَقَما
سَيّدُ أكفائه وإن عَتَبَ الْ
حاسدُ منْ ذاكُمُ وإنْ أَضما
تلقاه إنْ حاسنوهُ أَحسنَهُمْ
وَجْهاً وأذكاهمُ هناك دما
تلقاه إنْ ظارفوه أظرفَ من
رَوْحِ نسيم الصَّبا إذا نَسَمَا
تلقاه إنْ جاودوه أجودَهُمْ
بكل مَنْفوسَة يداً وفما
تلقاه إن شاجعوه أشجعَ مِنْ
قسْوَرَة ِ الغيلِ هيجَ فاعتزما
تلقاه إن خاطبوه أصدقَهُمْ
قيلاً وأرخاهُمُ به كَظَما
تلقاه إن كاتبوه آنَقَهُمْ
وَشْياً وأجراهُمُ بهِ قَلَمَا
يجلو العمَى خطه إذا كَحَلَ ال
عينَ ويشفى بيانُه القَزَما
وهو الذي اختاره العلاءُ أبو
عيسى حكيمُ الإقليم مذ فُطما
يُمْنَى يَدَيْ ذي الوزارتين وعيْ
نَاه ومُفْتَرُّه إذا ابتسما
قائدُ أهل السماح كُلّهُمُ
يعطونه في يَمينه الرُّمَما
فتى إذا قال أو إذا فعل ال
أفْعالَ ألقى الورَى له السَّلَما
أحسنُ مافي سواهُ من حَسَن
أنْ يَحْكِي الصورة َ التي رَسَما(75/75)
يرسمُ للعُرْجِ ما يقوّمُهُمْ
تقويمَ كفّ المقوّم الزُّلَمَا
يقظانُ إنْ نام أو تنبه كالن
نار إذا ما حَششتها الضرَّمَا
لايعْزُبُ الرأيُ عن بديهته
يوما إذا ورْدُ حادثٍ دَهَما
وربما جال فكْرُهُ فرأى الْ
غيبَ وإن كان مُلْبساً قتَمَا
أحْوَسُ لا يسبق الرَّوية َ بال
عزْم ولا يَنْثَني إذا عَزَما
إذا ارتأى خلتَهُ هناك يرى
وهْو كمن يَرْتَئى إذا رَجَمَا
فُصّلَ حتى كان خالقَه
خَيَّرَه دون خَلْقه القسَما
كم غمرة لو سواه غامسها
كانت ضَحَاضيحُها له حُومَا
أما وتوفيقُ رأيه لقد اعْ
تَامَ ومَا كان يجهل العَيما
أيمنُ ذي طائر وأَجْدرُه
أن تلزَم الصالحاتُ مَنْ لزما
الراجح الناصحُ الظّهارة وال
غَيْبِ إذا الصّنْوُ كان مُتَّهَمَا
واهاً لها جملة ً كفتْكَ من التَّ
فْسير إن كنتَ عاقلاً فَهما
خرْقٌ رأى الدهْرَ وهْو يثْلُم في
حَالي فما زال يرَتقُ الثُّلَما
ثم تلاهُ أبو محمدٍ ال
محمود في فعله فما سَئما
الحسنُ المحْسِنُ المحسَّنُ أخ
لاقاً وخَلْقاً برغم مَنْ رَغما
فتى إذا عاقَ جودَهُ عَوَزٌ
فكَّر فيما عناك أوْ وَخما
للَّه درُّ امرىء تيمَّمَ جدْ
واه على أي معدنٍ هجما
يُسْترفَدُ المالَ والمشورة َ وال
جاه إذا الخطب شيَّبَ اللِّمَما
بحرٌ من الجدِّ والفكاهة والنْ
نائل تلقاهُ ذاخراً فَعِمَا
مَشْهَدُهُ روضَة ٌ مُنَوَّرَة ٌ
أُرْضعَت الليلَ كلَّه الرّهَمَا
تعاوراني بكلّ صالحة ٍ
لاعَدماً صالحاً ولاعُدما
لذاك أضحتْ محامدي نَفَلاً
بينهما بالسَّواء مُقْتَسَما
وما أبو أحمدٍ بدونهما
لراهبٍ أو لراغب حُرما
عبدُ الجليل الجليلُ إن طرقَ الطْ
ارق مُسْتَرْفداً ومُعْتَصما
إخوة ُ صدْقٍ ثلاثة ٌ جُعِلوا
لكل مَجد مُشَيَّد دِعَما
فأنت تَعْتدُّهُمْ ثلاثَة أشْ
خاص وإن تبلُهُمْ تجدْ أُمَما
أبقاهُم مَنْ أعزَّني بهم
ما أفلَ النَّيّران أَوْ نجما
بَنى شَهْنَشاه الذي وطئتْ
عزتُهُ المعرِبينَ والعَجما
إن يَكُ آباؤكم بنوا لكُمْ(75/76)
طوْداً من المجد يفرَعُ القمَمَا
فقد قضى حقَّهُم فَعالُكُم ال
آن بمَحياهُ تلكُمُ الرّمِما
أحيتْ أفاعيلُكم أوائلَكُمْ
أحسابَهُمْ لا النفوسَ والنَّسَما
وهل يضر امرءاً له حَسَبٌ
حيٌّ أن احْتَلَّ جسْمُه الرَّجَمَا
دونكموها وما أَمُنُّ بها
غراءَ تحكي اللآليء التُّؤما
وكيفَ مَنّي وما رمَمْتُ بها
لكم بناءً وَهي ولا انثلما
مدحتُ منكم مُمَدَّحينَ على الدْ
دَهر أماديحَ تَقْدُم القِدما
لم أبتدعْ بدعة ً بمدحكُم
قد قَرَّضَ الناسُ قبلِي الأدَمَا
ويتيمة ٍ من كَرمها ومُدِيمها
لم يُبْقِ منها الدهرُ غيرَ صَميمها
لطُفتْ فقد كادتْ تكون مُشاعة ً
في الجو مثلَ شُعاعها ونسيمها
صفراء تنتحل الزجاجة لونَها
فيُخالُ ذوبُ التبرِ حشوَ أديمها
رَيْحانة ٌ لنديمِها دِرْياقة ٌ
لسليمها تَشفي سقامَ سقيمها
ن
العصر العباسي >> ابن الرومي >> رِكْبتُك الخيرُ التي لم يزل
رِكْبتُك الخيرُ التي لم يزل
رقم القصيدة : 62023
-----------------------------------
رِكْبتُك الخيرُ التي لم يزل
لها جوادٌ مسرج مُلحَمُ
لاتلهُ عنها إنها حُجَّة ٌ
من حُجج المَدْح كما تعلمُ
وأسودُ الناسِ لهم سيّدٌ
فمُسْتَنْهَضٌ في الحاجِ مُستَخدَم
عجِبْتُ من منْع امرىء جاهَهُ
مامَنْعُ من يُجْدي ولا يغْرم
يثْلِم وفْرَ المال إعطاؤه
لكنَّ وفرَ الجاه لا يُثْلم
فمنْ رأى في بَذْلِهِ بَذْلَة ً
للوجه والأوهامُ قد تُوهَم
فتلك من آرائه شُبهة ٌ
مثلك من أمثالها يَسْلم
ليس لذي الجودِ سوى عِرْضِه
مِنْ ملكه دون الندى مَحرمُ
وكل ما أنفقَ من مالِه
أو جاهِه فهْو لهُ مَغْنمُ
قد كادتِ الآمالُ من طول ما
تلْقاهُ من مَطْلك ما تُهْدَم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا يازينة َ الدنيا جميعاً
ألا يازينة َ الدنيا جميعاً
رقم القصيدة : 62024
-----------------------------------
ألا يازينة َ الدنيا جميعاً
وواسطة القلادة ِ في النظامِ
نطقْتَ بحكمة ٍ جلَّى سناها(75/77)
عن المعنى اللطيفِ دُجى الظلام
تلذُّ كأنها روْحٌ وراحٌ
وتمشي في العروقِ وفي العظام
ولولا أنت قلَّ الواجِدوها
على سعة المذاهبِ في الكلامِ
ولم تُدلل بها فيقول زارٍ
أتاركة ً تدلُّلها قطامِ
فلو أنَّ الكلامَ غدا جزوراً
إذاً لذهبْتَ منه بالسنام
يقول أميرُنا إذْ ذاقَ منه
كريقِ النحلِ أو دمْعِ الغمام
أهزَّة ُ منطق كالسِّحْرِ لُطْفاً
عرتني أم سماعٍ أم مُدام
إذا قالت حذام فصدِّقوها
فإنَّ القولَ ما قالَتْ حذام
ولو عِيبتْ هنالكمُ لديهِ
لقال نكيرهُ صمِّي صمام
ومن قبل العبارة ما لقيتُم
بمعنًى فيه مصلحة ُ الأنامِ
فعافيْتُم إماماً من أثامْ
وأعفيتم قياماً من غرام
فكيف نُرى وكيف تَروْنَ مَعْنًى
حوى دفعَ الغرامِ مع الأنام
لقد أنعمتُم نُعْمى ونُعْمى
على المأْمومِ منّا والإمام
وجِئْتُم في الحياطة ِ والتَّوقِّي
بتلك المُنجِياتِ من الملام
بلِ المستوعبان الشُّكرَ مِنا
ومن أعلامِ مِلَّتِنا الكرام
وأصبحتم بذاك وقد سلِمْتُم
على ربِّ السلامة ِ والسلام
رأيتُ الشعرَ حين يقالُ فيكم
يعودُ أرقَّ من سَجْع الحمام
ويلبسُ حين نخلعُه عليكم
وساماُ من وجوهِكُمُ الوِسام
ويجسُمُ قَدْرُهُ ويزيدُ نُبلاً
بأقدارٍ لكم فيه جِسامِ
فتمَّتْ نعمة ٌ المولى عليكم
ولاقرن الفناءُ إلى التمام
وزاد ودام صنعُ اللَّه فيكم
وطاب مع الزيادة ِ والدوام
وعَيْش أبيكَ ذي النعم الجواري
على الدنيا وذي المِنن العِظام
لما لؤم المُبَشِّر يومَ نادى
أقرَّ اللَّهُ عيْنَك بالغُلام
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سليمانُ ميمونُ النقيبة ِ حازمُ
سليمانُ ميمونُ النقيبة ِ حازمُ
رقم القصيدة : 62025
-----------------------------------
سليمانُ ميمونُ النقيبة ِ حازمُ
ولكنَّه حتْم عليه الهزائمُ
ألاعوِّذُوه من توالي فتوحهِ
عساه تَرُدُّ العينَ عنه التمائم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> جاء سليمانُ بني طاهرٍ
جاء سليمانُ بني طاهرٍ
رقم القصيدة : 62026(75/78)
-----------------------------------
جاء سليمانُ بني طاهرٍ
فاجتاح مُعنَّز بني المُعْتَصِمْ
كأنَّ بغدادَ لدن أبصرتْ
طلعتَه نائحة ٌ تلتدمْ
مستقبلٌ منه ومُسْتَدْبرٌ
وجهُ بخيلٍ وقفا مُنْهَزِمْ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فتًى لم يَخْلُقِ اللَّهُ
فتًى لم يَخْلُقِ اللَّهُ
رقم القصيدة : 62027
-----------------------------------
فتًى لم يَخْلُقِ اللَّهُ
يديه لسوى اللَّقْمِ
فما يرتاحُ للمدحِ
ولايرتاعُ للشَّتمِ
فرتْ جِلْدتَه الألس
نُ عن شحمْ وعن لحم
كأنَّا إذ سألْناهُ
وقفنا سائلي رسْم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومُسمعٍ لاعدمْتُ فُرقَتَه
ومُسمعٍ لاعدمْتُ فُرقَتَه
رقم القصيدة : 62028
-----------------------------------
ومُسمعٍ لاعدمْتُ فُرقَتَه
فإنها نعمة ٌ من النعمِ
يطولُ يومي إذا قُرِنْتُ به
كأنني صائمٌ ولم أصُم
إذا تغنَّى النديمُ ذكَّرهُ
أخْذَ السياق الحثيثِ بالكظمِ
يفتحُ فاهُ من الجهادِ كما
يفْتَح فاهُ لأعظم اللُّقم
مجلسه مأتمُ اللذاذاتِ وال
قَصْفِ وعُرسُ الهموم والسَّدمِ
ينشدنا اللهو عند طلعته
من أوحشتْه البلاد لم يقم
كأنني طولَ ما أُشاهِدُهُ
أشربُ كأسي ممزوجة ً بدمي
تشهدُه فرْطَ ساعتين فيُنْ
سِيكَ عهوداً لم تُؤْتَ من قِدم
يُريكَ ماقد عَهِدْتَ في أمسك ال
أدنى كشيءٍ في سالِفِ الأُمَم
عِشرتُهُ عشرة ٌ تُبارك في الأع
مارِ لولا تعجُّلُ الهرمِ
إذا الندامى دعوْهُ آونة ً
تنادموا كأسهم على ندمِ
نبردُ حتى يظلَّ يُنشِدنا
هل بالديار الغداة َ من صمم
يستطعمُ الشربَ أن يقال لهُ
أحسنْتَ والقومُ منه في وَكم
وكيفَ للقوْم بالتَّصنُّع لا
كيفَ ولو صُوِّروا من الكَرمِ
تظهرُ في وجهه إساءتُه
كأنّها مَسْحة ٌ من الحُمَم
يسْوَدُّ من قُبْحِ مايجيء به
حتّى كأنْ قد أُسِفَّ بالفحم
ماذُقْتُ شيئاً ولستُ ذائقه
أوْقَعَ من صَمْتِه على القرمِ
نرتاح منه إلى الأذان كما
يرتاح ذو شُقة ٍ إلى علم(75/79)
يشدو بصَوْتٍ يسوءُ سامِعَهُ
تبارك اللَّهُ بارىء النسمِ
أبحَّ فيه شُذور حَشرجة ٍ
منظومة ٍ في مقاطعِ النغم
نَبْرتُهُ غُصَّة ٌ وهِزَّتُه
مثلُ نبيب التيوسِ في الغنم
لو قُدِّسَ اللَّهُ ذو الجلال به
لم يرفعِ اللَّهُ طيِّب الكلِم
يُفزَّع الصبية الصغارُ به
إذا بكى بعضهُم ولم ينم
يقسو له القلبُ حين يسمعُه
على أحِبَّائهِ بلا جُرَم
أحلفُ باللَّهِ لا شريكَ له
فإنها غاية ٌ من القسم
ما عرَّفَ اللَّهُ قبلهُ أحداً
ما فَضْلُ نعمائهِ على النقمِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> خلافتنا حربٌ ولُقْيانُنا سِلْمُ
خلافتنا حربٌ ولُقْيانُنا سِلْمُ
رقم القصيدة : 62029
-----------------------------------
خلافتنا حربٌ ولُقْيانُنا سِلْمُ
ألا هكذا فلْيُثْمِرِ العقلُ والعِلمُ
عذرتُك من جَهلي بحلمي مُلاوة ً
فأقْصِر ولا يَغْرُرْك من جهلي الحلمُ
وإلاّ فإني مُوقعٌ بك وقعة ً
لكُلِّ سفيهٍ من مواعظها قِسْم
وأيْقِنْ بأنَّ العلم إن كان صورة ً
فإني له رُوحٌ وأنت له جِسم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامَنْ أُؤمل دونَ كُلِّ كريمِ
يامَنْ أُؤمل دونَ كُلِّ كريمِ
رقم القصيدة : 62030
-----------------------------------
يامَنْ أُؤمل دونَ كُلِّ كريمِ
وتُحِبُّ نفسي دونَ كُلِّ حميمِ
أخرتُ تسليمي عليكَ كراهة ً
لِزِحامِ من يلقاكَ للتَّسليم
وذكرتُ قِسمَتَكَ التَّحفِّي بينهم
عندَ اللقاءِ كفِعْلِ كُلِّ كريمِ
فنفِسْتُ ذاك عليهمُ وأرَدْتُهُ
من دونهم وحْدي بغير قسيم
فصبرْت عنك إلى انحسارِ غُمارهِم
والقلبُ حولَكَ دائمُ التحويمِ
صبرَ امرىء ٍ يُعطي المودة َ حقَّها
لاصبرَ مذمومِ الحفاظِ لئيم
والسعيُ نحوك بعد ذاك فريضة ٌ
وقضاءُ حقِّكَ واجب التقديم
فاعْذِر فداك الناسُ غيرَ مُدافع
عن طيبِ خيمِك فهو أطْيَبُ خيم
ومتى استربت بخُلَّة ٍ مُعْوجَّة ٍ
فتتبع العوجاءَ بالتقويم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> بخيلٌ يُصَوِّمُ أضْيافَهُ(75/80)
بخيلٌ يُصَوِّمُ أضْيافَهُ
رقم القصيدة : 62031
-----------------------------------
بخيلٌ يُصَوِّمُ أضْيافَهُ
ويَبْخَلُ عنهمْ بأجرِ الصيامِ
يدُسُّ الغلامَ فيوليهمُ
جفاءً فيُشْتَمُ مَوْلى الغُلام
فهم مُفْطِرونَ ولا يُطعْمونَ
وهم صائمون وهم في أثام
فيحتال بُخلاً لأن يُفْطِروا
على رَفَثِ القولِ دون الطعام
لقد جاء باللؤمِ من فصهِ
وتمَّ له البُخلُ كُلَّ التمامِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> غضبٌ ألحُّ من السحابِ الأسحمِ
غضبٌ ألحُّ من السحابِ الأسحمِ
رقم القصيدة : 62032
-----------------------------------
غضبٌ ألحُّ من السحابِ الأسحمِ
ورضاً أعزُّ من العُرابِ الأعصم
لم يَبْقَ من أحدٍ أفاخر بكم
إلا رآني أمسِ غيرَ مُكرَم
عمَّ الأذينُ بإذْنه وتخلفت
حالي فلم أُذْكر ولم أتوهم
لكنْ نُبذْتُ مع اللَّفيفِ بمَسْمع
وبمنظرٍ للشَّامتينَ ومَعْلمِ
بلْ ما أصابتني هناك شماتة ٌ
لكنْ غُبِطْتُ بأنَّني لم ألطمِ
وأشدُّ من ظُلم الأذينِ وسائلي
عِلْمي بظَنِّكَ أنَّني لم أُظْلم
عطفاً عليَّ أبا الحسين فإنَّني
من أوليائك في الزمانِ الأقْدم
أنا من عراكَ وبابُ داركِ مُوحِشٌ
من كلِّ مُؤتنفٍ عليَّ مُقدَّم
إنّي أُعيذُكَ يا مُؤَمَّل دَهْرِه
من أنْ يراك المجدُ دافعَ مَغْرَم
بل أنتَ مُعْفًى من جميع حوائجي
إلاّ لقاءك في السواد الأعظم
لا أبتغي ما كنْتُ آمُلُ مرَّة ً
حسْبي بوجهِك فهو أفضلُ مَغْنم
بل أستقيلُك لستَ ممن يُبْتَغى
منهُ المودة ُ باحتمال الدرهم
أنت الذي أحظى الوسائل عنده
أن يُجْتَدى ولا أسألنَّك فاعلْم
حسْبي جداك إلى هواكَ وسيلة ً
ستُحبُّني إنْ نِلْتُ نَيْلَكَ فاسْلَم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا سيِّدَ العربِ الذي قُدِرْت له
يا سيِّدَ العربِ الذي قُدِرْت له
رقم القصيدة : 62033
-----------------------------------
يا سيِّدَ العربِ الذي قُدِرْت له
باليُمنِ والبركاتِ سيّدة ُ العجَمْ(75/81)
اسْعَدْ بها كسعودِها بك إنها
ظفرتْ بمافوق المطالبِ والهِمَم
ظفرتْ بماليء ناظريها بهجة ً
وضميرها نُبلا وكفَّيْها كرم
شمسُ الضُّحى زُفَّتْ إلى بدرِ الدُّجى
فتكشَّفتْ بهما عن الدنيا الظُّلم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> فرحَ الناسُ أن تَهيَّأ في الفِطْ
فرحَ الناسُ أن تَهيَّأ في الفِطْ
رقم القصيدة : 62034
-----------------------------------
فرحَ الناسُ أن تَهيَّأ في الفِطْ
رِ لهم بالنهارِ أكلُ الطعامِ
ورأينا الإمامَ يفرحُ في الفط
رِ بعاداته من الإطعام
أيَّدَ اللَّهُ مُلكَهُ ورعاهُ
وسقاهُ وحاطهُ من إمام
فهو المُرتجَى لأن يعْضُد اللَّ
هُ به ماوهي من الإسلام
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أُهنِّىء الفطر بوجهِ الإمام
أُهنِّىء الفطر بوجهِ الإمام
رقم القصيدة : 62035
-----------------------------------
أُهنِّىء الفطر بوجهِ الإمام
أليس قد عاينَ بدرَ الأنام
أليس قد شاهَدَ من قُرْبِهِ
من نِعمِ اللَّهِ العظامِ الجسامِ
أمتعهُ اللَّهُ بأعياده
في غِبطة ٍ دائمة ٍ ألفُ عامِ
وسره اللَّه بمولاته
وانصرمت أشهرُها من غلام
العصر العباسي >> ابن الرومي >> مدحْتُ أبا المغيرة ذاتَ يومٍ
مدحْتُ أبا المغيرة ذاتَ يومٍ
رقم القصيدة : 62036
-----------------------------------
مدحْتُ أبا المغيرة ذاتَ يومٍ
فخيَّبني وأربحني دراهِمْ
وذلك أنني نافرتُ قوماً
على أنّي سأرجِعُ غيرَ غانم
وقال القوم بل ستنالُ غُنْماً
لأنك قد مدحْتَ فتى المكارمِ
فصدَّقني جزاهُ اللَّه خيراً
وأكْذَبهم وألزمهم مغارم
ولو فَطِنوا لقالوا قد نَفَرْنا
لأنَّك قد رجَعْتَ وأنت سالم
أليس أبو المغيرة لم يُصَلَّتْ
عليك بمُرْهَفِ الحدين صارم
ولم يَسْلُبْك ثوبكَ إنّ هذا
لأعظمُ مايكونُ من المغانم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> اسْعَدْ بعيد أخي نُسْكٍ وإسلامٍ
اسْعَدْ بعيد أخي نُسْكٍ وإسلامٍ
رقم القصيدة : 62037
-----------------------------------(75/82)
اسْعَدْ بعيد أخي نُسْكٍ وإسلامٍ
وعيدِ لهوٍ طليق الوجهِ بسَّامِ
عيدان أضحى ونوروزٌ كأنهما
يومَا فعالِك من بؤسٍ وإنعامِ
من ناصحٍ بالذي تحيي النفوسَ به
وحائلٍ بين أرواحٍ وأجسامِ
كذاك يوماكَ يومٌ سيْبُهُ دِيَمٌ
على العُفاة ويومٌ سَيْفهُ دامي
لله أضحى ونيروزٌ لبستهما
على عفافٍ وجُودٍ غيرِ إلمام
أضْحتْ يمينُك في النَوْروز فائضة ً
بالمال لا الماء فيْضاً غيرَ إرهامِ
لَهَوْتَ فيه بجد النَّفح واجتَنَبتْ
دعابة َ النضح نفسٌ همُّها سامي
ثم انصرفْتَ إلى الأضحى وسُنَّته
فأي مِطعانِ لباتٍ ومِطعام
ألحمتنا الكُومَ فيه فألُ مارِقة ٍ
ستُلحمُ الطيرَ منها أيَّ إلحام
لازلت تنحر في أمثاله أبداً
شتَّى نحائرِ أعداء وأنعام
فمن لحامٍ تريباتٍ بلا وضم
إلا الثرى ولحام فوق أوضام
فِعْلَ امرىء غير ظَلاَّم لمُنصفِهِ
للظالمين وللأموالِ ظلاَّم
فكفُّهُ كفُّ تقبيلٍ يُفازُ به
ووجهُه وجهُ إجلالٍ وإكرام
كأنّه شمسُ إصحاء وحاشى له
من أن يُقاسَ إليه بدْرُ إعتام
فيه بشاشة وصّالٍ ورونقُهُ
وفيه إن راب ريبٌ حَدُّ صرّام
لا تَغتَر بحياء فيه من شرسٍ
فالماءُ في كُل عَضْبِ الغرب صَمْصام
وزيرُ سِلم وحَرْبٍ لا كفاءَ له
مازال حَمَّال أرماحٍ وأقلام
إذا ارتأى الرأي في خَطْبٍ أُتيحَ له
فيه السدادُ بفكرٍ أوبإلهام
فلم يَهِمْ بين إنكارٍ ومعرفة ٍ
ولم يخمِ بين إحجام وإقدام
خبِّرهُ بالداء واسأله بحيلته
تُخْبَرْ وتَسْلَ أخافهمٍ وإفهام
كم اشترى بكرى عينيه من سهرٍ
وباع في اللَّهِ لذَّاتٍ بآلام
للَّهِ مُطروه ما أضحّوا لأنفسِهم
ولا له يومَ زاروه بِلُوّام
آبوا بحظ بلا إثم وكم صدروا
عن آخرين بحرمان وآثام
مُطَلَّبٌ بعطايا ما يُنهنهها
عذْل العواذِل طَلاَّبٌ بأوغام
مُعاوِدٌ نَقْضَ أوتارٍ وآونة ً
مُعاودٌ عفوَ زلاّتٍ وأجرام
يُعْطى فينطق ذا الإفحام نائله
ويُفحم الفحل شِعرا أيّ إفحام
يغدو وقد حل عافوه بذي كرم
إدْلالُ سُؤَّاله إذلالُ غُرَّام(75/83)
لابل ترى لهمُ فيما حوت يدُهُ
وهو المحكَّم فيه حُكمَ حكَّام
أخو سماح يمُتُّ الأبعدونَ به
حتى كأنّهمْ منَّوْا بأرْحام
مستأنسين ببشرٍ منه آنسهُم
من قبله بشرُ حُجابٍ وخدام
ما استام بالحمدِ مُستام فماكَسهُ
وهل يرُدُّ جوادٌ حُكْم مُسْتام
ترى له في المساعي جدَّ مجتهِدٍ
لم يكْفهِ كُلُّ كُرَّام لِكُرَّام
ولو يشاء كفاهُ أنَّه رَجُل
من بين أكرم أخوالٍ وأعمام
لكنْ أبى بوفاءٍ من تُراثِهُمُ
إلا نُشوراً لهم من بعد إرمام
تلقى أبا الصقر في الجُلَّى وحُجْزتُه
مَقْسومة ٌ بين أيدٍ خيرَ إقسام
من خائفٍ وهْنَ سُلطانٍ وذي عَوَزٍ
قد أعصما بالمرجَّى أيَّ إعصام
كلا الفريقين منه ثمَّ مُعْتصمٍ
بعُروة الأمنِ من خوفٍ وإعدام
دهرٌ نهى الدهر عن جيرانِ دولتِه
فأحرم الدهرُ فيها أيَّ إحرام
جانٍ على الناس حامٍ عُقرَ بيضتهم
لاتدم الطَّول من حانٍ ومن حامِ
تنافس الناسُ في أيام دولته
فما يبيعون أياماً بأعوام
لايبعد اللَّهُ أياما له جمعتْ
إلى سكونِ ليالٍ أُنسَ أيام
يفدي أبا الصقرِ قومٌ دون فديتِه
كأن مُدَّاحَهُم عُبَّادُ أصنام
ماهمَّ بالدينِ والدنيا فنالهُما
إلا قريعُكُم يا آل همَّام
رأيت أشرافَ خلقِ الله قد جُعلوا
للناس هاما وأنتم أعينُ الهام
أنتم نجومُ سماءٍ لا أُفول لها
وتلك أشرفُ من نيرانِ أعلام
ماينقض الدهرُ من حالٍ ويُبرمها
إلا بنقضٍ لكم فيه وإبرام
كم من غرامٍ يُلاقي المالُ بينكُم
من غارمٍ في سبيل المجد غنَّام
أقسمتُ بالله ما استيقظتُم لِخنا
ولا وُجدتم عن العليا بنوام
ضاهت صنائعُ أيديكم وقائعَها
فأصبحتً ذات إنجادٍ وإتهام
ماتفترُونَ عن التنفيسِ عن كظم
ولا تُفيقون عن أخذٍ بأكظام
مُسوّمين على جُردٍ مسومة ٍ
مثل القداحِ بأيدي غيرِ أبرام
خيلٌ إذا أُسرجت أو أُلجمت لكُم
ذلَّ العزيزُ لإسراجٍ وإلجام
حتى إذا حملتكُم في وشيجكُم
سارت هناك بآسادٍ وآجام
كأن قسطلها والزرقُ ناجمة ٌ
ليلٌ عليه سماءٌ ذاتُ إنجام(75/84)
حتى إذا الزرقُ غابت في مطاعِنها
عادت هناك سماء ذات إثجام
وخافكُم كل شيءٍ فاكتسى نفقاً
كأنه في حشاهُ حرف إدغام
سُدتم بخفَّة ِ أقدامٍ مُسارعة
إلى الكرائه في رُجحان أحلامِ
وجود أيغد كأن الله أنشأها
من كلِّ غيث ضَحوكِ البرق زمزامِ
لاتعدموا بسط إيمانٍ مضمنة ٍ
ضرا ونفعا ولا تقديمَ أقدام
تغدون والمنعم المنعامُ منعمكم
ورُبَّ منعِم قوم غيرُ منعام
طالتْ على أناسِ أيديكم وماظلمتْ
ببارعِ الطول قمقامٍ لقمقام
فما اشتكى الفضلُ منكم لؤمَ مقدرة ٍ
ولاشكى العدلُ منكم جور أحكام
لكم لدى الحُكم إلزامٌ بحُجتكم
على الخصومِ وصفحٌ بعد إلزام
أضحى الكرامُ وإسماعيل بينهم
في كل حالٍ مُعلًّى بين أزلام
غاب الموفَّقُ واستكفاه غيبتَهُ
فلم يصادفه بين الذم والذام
مازال مذ سُدَّ ثغر الحادثات به
يرمي الفرائصَ منه أيُّما رامي
إذ لاتقحُّم في حين الأناة لهم
ولا أناة َ له في حين إقحام
ولا تهورَ فيه عند ملتزم
ولاتهيّبَ فيه عند إحجام
شادَ الأمورَ التي ولاه بنيتها
على قواعد إتقان وإحكام
برحب ذرعٍ وصدرٍ لم يزل بلداً
فيه ينابيعُ رأي غيرُ أسدام
تلك الينابيعُ مازالت موارِدُها
فيها سقامٌ وفيها برءُ أسقام
ونائم قال قد أدركتُ غايته
عفوا فقلت له أضغاث أحلام
دع عنك ما تتمنى لن ترى أبداً
سِفلاً كعُلو ولا خَلفا كقُدَّام
تلقى أبا الصقرِ ضرغاماً بشِكَّتِه
إذا تبسَّل ضِرغامٌ لضرغام
واجتبى الناس إلا أنه رجل
لايعرفُ الخاء بين الباء واللامِ
واسلمْ أبا الصقرِ للإسلام تمنعهُ
منعَ امرىء ٍ لا يرى إسلامَ إسلام
مازال معدنَ معروفٍ ومعرفة ٍ
له فوائدُ وهَّابٍ وعلام
أنت الذي غدهُ في اليوم منتظر
وخيرُ قابله المنظورُ في العام
قد كاد يحميكَ حمدَ الناسِ علمهُمُ
بأن جُودك عن وجدٍ وإغرام
يامُعمِلَ الجود قد أنضيت مركبة
نضا فأعقبه منه يومَ أجمام
وليبق جودك من جَدواك باقية ً
لخادم لك محقوقٍ بإخدام
العصر العباسي >> ابن الرومي >> أحبُّ أن تشتمني(75/85)
أحبُّ أن تشتمني
رقم القصيدة : 62038
-----------------------------------
أحبُّ أن تشتمني
بوزنِ ما تشتمُهُ
أو تُوقعَ الإكرام لي
وللذي أُكرمهُ
فإن ما تفعلهُ
بحضرتي يُحشمُهُ
وكل ما يألَمه
فإنني إيلمه
وإنني يظْلُمني
كلُّ امرىء يظلمه
لأنني يلزمني
كلُّ الذي يلزمه
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وشمألٍ باردة النسيمِ
وشمألٍ باردة النسيمِ
رقم القصيدة : 62039
-----------------------------------
وشمألٍ باردة النسيمِ
تشفي حزاراتِ القلوبِ الهيمِ
إذا غدتْ في الشارقِ المُغيم
ألوت عن المهمومِ بالهمومِ
ونفَّستْه نفسَ المهموم
مشَّاءة في الليل بالنميم
بين نشيرِ الروضِ والخيشوم
كأنها من جنة ِ النعيم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لو أنكم بعد غُصتي بكُمُ
لو أنكم بعد غُصتي بكُمُ
رقم القصيدة : 62040
-----------------------------------
لو أنكم بعد غُصتي بكُمُ
سوغتموني الغنى من العدمِ
دعوتُ ربي بأن يُبدِّلني
مما منحتم قليلَ ذي كرمِ
وكان أكلي لحومكم حنقا
أشفى من المُشفياتِ للقرمِ
بشمتُ بالأمس من خبائثكم
فالخُمصُ منكمْ خيرُ من البشم
أو أنكم صحتي وعافيتي
فررتُ من قربكم إلى السقم
لو أنكم لي شبيبة ٌ أنفٌ
هربتُ من قُربكم إلى الهرم
لاباركَ الله في صنائعكم
أهكذا لم تزل على القدم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> يعقوبُ ويلُ أبيك أيَّة ُ هُوة ٍ
يعقوبُ ويلُ أبيك أيَّة ُ هُوة ٍ
رقم القصيدة : 62041
-----------------------------------
يعقوبُ ويلُ أبيك أيَّة ُ هُوة ٍ
دلاَّك في لهواتها الإقدامُ
بل أيُّ شأنٍ رمتَ مني لم يكن
لولا سفاهُك مثلهُ فيرامُ
حاولتَهُ والهولُ يزخرُ دونَه
كالبحرِ جلَّلَ متنه الإظلامُ
غطَّى عماكَ على هَداكَ فجئتني
وعلى بصيرة ِ هادييك غمام
عشوَ الفراشة ِ نحو موقدِ مُصطلٍ
فانتاشها من جانبيه ضِرام
فاقبضْ حصائدَ مازرعتَ قصائداً
شُنُعا تجدِّدُ عارها الأيام
يابن العواهر قولة ً وضعت بها(75/86)
عن ظهري الأوزارُ والآثام
ليس الحرامُ عضيهتي لك مُفحشاً
بل مهنتي فيكَ القريضَ حرام
ولقد ردعتُ الشعرَ عنك تنزها
إذ لامني في شتمك الأقوام
فأبتْ جوامحُ للهجاء نوازعٌ
لايستطيعُ جِماحهن لجام
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شربتُ وقد كان الشبابُ مُحلِّلا
شربتُ وقد كان الشبابُ مُحلِّلا
رقم القصيدة : 62042
-----------------------------------
شربتُ وقد كان الشبابُ مُحلِّلا
من الراحِ ماكان الكتابُ مُحرِّما
وقد طابقَ الشيبُ الكتابَ فحرمتْ
على فيك تحريمين إن كنت مسلما
ومابعد تحريمين في الكأس مشربٌ
لمن كان من أهل الحِجا متوسِّما
وقد كان قبلَ الدين في الشيبِ واعظٌ
لمن كان من شُرَّابها متأثما
كما كان قبل الذين في الشيب زاجرٌ
لمن كان من شُرابها متكرما
فدعْ شُربها إذ أصبح الرأسُ مشرقاً
مُحاذرة ً أن يُصبحَ القلبُ مُظلما
ولاتَرينْك السنُّ واللَّهُ والنُهى
على الشيبِ والإسلامِ واللومِ مُقدِما
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سلوتُ الرضاعَ والشبابَ كليهما
سلوتُ الرضاعَ والشبابَ كليهما
رقم القصيدة : 62043
-----------------------------------
سلوتُ الرضاعَ والشبابَ كليهما
فكيف تُراني ساليا ما سواهما
وما أحدثَ العصران شيئاً نكرتُهُ
هما الواهبان الساليان هما هما
رأيتُ احتسابَ الأمر قبل وقوعهِ
حمى مُقلتي أن يطولَ بُكاهما
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قدمتَ قُدومَ البُرء بعد سقامِ
قدمتَ قُدومَ البُرء بعد سقامِ
رقم القصيدة : 62044
-----------------------------------
قدمتَ قُدومَ البُرء بعد سقامِ
على دارِ إسلامٍ ودار سلامِ
مدينة بغداد التي كان جَدُّكم
تخيّرها للمُلكِ دارَ مُقامِ
يُبشِّرنا النصرُ الذي قد مُنحْتَهُ
بأنك عند الله خيرُ إمام
ظفرتَ بما تبغي وسيفُك مغمدٌ
وماكان لو جرَّدته بكهام
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لانتقامُ المظلومِ أرْبى على الظَّا
لانتقامُ المظلومِ أرْبى على الظَّا(75/87)
رقم القصيدة : 62045
-----------------------------------
لانتقامُ المظلومِ أرْبى على الظَّا
لمِ من ظُلمه على المظلومِ
صاحبُ الظلم إن تأمَّلتَ كالرَّا
تِع في المرتعِ الوبيل الوخيم
يجتلي أمرهُ فيعلم أنْ قد باع
ليلَ الكرى بليل السليم
فهو من لوم نفسهِ حين يخلو
في غرام وفي عذاب أليم
قد أمرتْ حياتُه وشجته
بُرحاء النَّدام والتنديم
لو تجافى الخصيمُ عنه وأغضى
لكفاهُ بنفسه من خصيم
وأخو الإنتقام ناعمُ بالٍ
يتشفَّى بكلِّ ثأرٍ مُنيم
لم يجدْ نفسه ألامتْ فيل
حاها ولم ينصرف بخد لطيم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لأموركَ التكميلُ والتتميمُ
لأموركَ التكميلُ والتتميمُ
رقم القصيدة : 62046
-----------------------------------
لأموركَ التكميلُ والتتميمُ
ولقدرك التعظيمُ والتفخيمُ
يامن تحسَّنَ بالمحامِد عالما
أن الذميمَ من الرجالِ ذميمُ
يامن تحصَّن بالمرافد مُوقنا
أن البخيلَ من الرجالِ رجيم
يامن أظلَّ على الكريم برتبة ٍ
فهو البديعُ ومن حكاه كريم
يامن إذا سوَّمتُ شعري باسمه
لم يُخزِ شعري ذلك التسويم
من كان خِلاًّ للعُفاة ِ وصاحباً
فأقول إنك للعفاة حَميمُ
فُتَّ الرجالَ فلا كَسَعْيِكَ للعلا
سهيٌ نراه ولاكخِيمك خيمُ
بالبرّ تسترهُ ويشهرُ نفسه
أبدا وتكتمُه وفيه تميم
العرفُ غيث وهو منك مؤمَّلٌ
والبشر برقٌ وهو منك مشيم
ألقحتَ أم الجُودِ بعد حِيالها
ونتجت أمَّ المجدِ وهي عقيم
وحقرتَ أعظمَ ماتُنيلُ من الجدا
فأتاه من تلقائنا التعظيم
متواضعاً أبدا وأنت بربوة ٍ
مُتضائِلاً أبدا وأنت عظيم
فإذا تفاخرتِ الرجالُ فإنما
منك السكوت ومنهم التسليم
شهدوا وهم علماءُ أنك سيدٌ
وسكتَّ مَكْفيا وأنت عليم
لم لا وأنت إذا سألنا مُفضلٌ
ومتى هفونا هفوة ً فحليم
وإذا شكرنا البدءَ منك فعائدٌ
ومتى شكونا جفوة ً فرحيم
ورجاؤنا فيك اليقينُ بعينه
ورجاؤنا في غيرك الترجيم
نغدو وأبواب الملوك مخازناً
وببابك التعريج والتخييم(75/88)
لله أخلاقٌ مُنحتَ صفاءها
مثل الرحيق مزاجهُ التسنيم
بعثتْ سماحك في ثرائك عائثاً
فالمالُ ينغلُ والأديمُ سليم
شكر الإله لك اصطناعاً شاملا
لم يُحمَ من ذخرٍ عليه حريم
بل كيف يشكرك اصطناعَ صنائع
صدقُ التذاذكِ فعلهن قديم
أعجِبْ بأمرك أن أَجرتَ وإنما
إسداؤكَ النّعمى لديك نعيمُ
لكنَّ فضلَ اللَّهِ غيرُ مُحرَّمٍ
إذ عاقَ فضل مُبخَّلٍ تحريمُ
يُسنى الجزاء على الفعالِ لذيذه
وأليمه إن كان منه أليم
يا آل حماد العلا مافيكمُ
إلا كريمٌ ماجدٌ وحكيم
بكمُ تغيم سماؤنا في جَدْبنا
وتقشعُ الشبهاتُ حين تغيم
وأقول بعد فريضة من مدحكم
لا اللغو خالطها ولا التأثيم
ومن المقال فرائضٌ ونوافل
والفرضُ مفترضٌ له التقديم
لك عادة ٌ في القطن غيرُ ذميمة ٍ
وهو الرياش وأنت إبراهيم
ولفوته عامانِ تُوبع فيهما
ولعجزِنا وسكوتنا التظليم
ما إن ظلمتَ فلا ألمتَ بل الذي
تركَ امتياحكَ ظالمٌ ومُليم
ولما رغبنا عنك لكنْ صدَّنا
خلقٌ بحرمان الحظوظِ زعيم
عرضَ اللئيمُ من الحياءِ فعاقنا
إن الحياءَ من الكريم لئيم
وقد استقلْنا والندامة ُ توبة
وقد اقتضينا والمحقُّ غريم
فاقسمْ لنا من ريع قطنك حِصة ً
إن الكريمَ لمرتجيه قسيم
وأطِبْ وأكثر إن فعلتَ فلم تزل
تهبُ الجسيمَ فلا تقول جسيم
بيدين من متفضلٍ متطولٍ
مذ كان لم يعدم جداهُ عديم
كلتاهما لمقبِّلٍ ومؤملٍ
يرجو غياثكَ زمزمٌ وحطيم
لاتُبطلنَّ صنيعة ً أوليتها
إن الصنيعة َ حقُّها التتميمُ
حاشا لمرتضعٍ ثُديَّ كفاية ٍ
لك أن يراهُ الناسُ وهو فطيمُ
وأصخْإلى مِثلي فإني ضاربٌ
مثلا ومنك الفهمُ والتفهيمُ
الأرض تُنبتُ كلَّ حينٍ نبتها
ولها جميمٌ تارة ً وهشيم
ولأنت أكرمُ شيمة ً إذ لم تزل
ليديك نبتُ لا يهيجُ عميم
ولما أخالُ الأرضَ توقظُ جُودها
لمنافع شتى وأنت مُنيم
لأحقُّ أن يبقى على عاداتِه
خرقٌ صريح في الكرام صميم
حاشاك تقطعُ ما الترابُ مُديمه
أتراكَ تقطع والتراب يديم
انى وعزمُكَ في السماح كأنه(75/89)
سيفُ الشُّراة ِ شعارهُ التحكيم
عزمٌ تَناذره العواذلُ بعدما
علم العواذلُ أنه التصميم
إني على ثقة ٍ بأنك ماجدٌ
فكأنني فيما أقول خصيم
وأطيلُ في حاجي عليك تسحُّبي
فكأنني فيما ملكتَ سهيم
والمجدُ ضامك لي وأنت بنجوة ٍ
فيها ثُويُّ العِز ليس يريم
فاقبل من المجد المؤثَّل ضيمَهُ
فلقد يعزُّ المرءُ وهو مضيم
ذكَّرتُك المعروفَ غيرَ مُعلَّم
ولمثلك التذكيرُ لا التعليم
أنّى يقوَّمُ من كفاهُ قوامُه
سبق القوام فأُسقط التقويم
والمالُ ينفق والصنيعة ُ عقدة ٌ
والوفرُ يَظْعن والثناء مقيمُ
ولأُنشقنَّكَ من ثنائي نفحة ً
كالمسك يجلبُه إليك نسيمُ
ولأكسونّك من فعالك حلة ً
قد زانها التحبير والتسهيم
ولأطربنّك أو تميدَ مُرنَّحا
حتى كأنك للغريض نديم
ولأتركنك في الرجال وغيرهم
وكأن ذكرك في الحشا تتييم
خذها أبا العباس من متنخِّلٍ
يُطريك منه محسنٌ ومديم
وليومِك التأخيرُ ما امتدَّ المدى
بمعمَّر ولشأوِك التقديم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> شكوتُ الزمانَ فقال الزمان
شكوتُ الزمانَ فقال الزمان
رقم القصيدة : 62047
-----------------------------------
شكوتُ الزمانَ فقال الزمان
وكان خصيماً ألدَّ الخصامِ
لك الذنبُ لاليَ فيما شكوتَ
بمدح اللئامِ وتركِ الكرام
عليك أبا الصقر ذاك الذي
يمحصُ عني ذنوبَ اللئام
بجدواه يُغفرُ لي لومُهم
ويُغمدُ عني لسان الملام
فلا يُخلني الله من مثله
يقومُ بعذري عند الأثام
العصر العباسي >> ابن الرومي >> وكم من بخيلٍ قد تأدَّب حيلة ً
وكم من بخيلٍ قد تأدَّب حيلة ً
رقم القصيدة : 62048
-----------------------------------
وكم من بخيلٍ قد تأدَّب حيلة ً
ليحجم عنه المادحون فأحجموا
إذا فكروا في مدحه ذات بينهم
فمنهم أخو التغريد والمتلوِّمُ
يقولون من يُهدي إلى البحر حلية ً
ومخرجها منه وفي ذاك مزعمُ
أتى البخلَ من بابٍ لطيفٍ ومسلكٍ
خفى عن المقتصِّ لا يُتوهم
فأفحم عنه كل طالب حاجة ٍ
وليس عليه لامرىء ٍ متكلَّم(75/90)
إذا زاره من طالبي العرفِ مادحٌ
هجا شعره بالحق لا يتجرم
فحاول معسور المديحِ وصعبه
بمنزورِ جدواه ولا يتذمم
منوعٌ وجيزُ المنع غيرُ مدافعٍ
يرى أن وشك المنع أمضى وأصرع
بخيلٌ بجدواه بخيلٌ بأن يُرى
نسيم المُنى من نحوه يَتَنَسَّم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> قولا لطوطٍ أبي عليٍّ
قولا لطوطٍ أبي عليٍّ
رقم القصيدة : 62049
-----------------------------------
قولا لطوطٍ أبي عليٍّ
بصريِّنا الشاعر المنجِّمْ
المنذر المُضحكِ المُغنِّي
الكاتب الحاسب المعلمْ
الفيلسوفِ العظيمِ شأنا
العائفِ القائف المُعزِّم
الماهِن الكاهِن المُعادي
في نصرِ إبليسَ كلَّ مسلم
الأعور المُعور الملاقي
بمؤخر السوء كلَّ مقدمْ
ياوجه طوطٍ رأى قُمدا
فسال طولا وقال قحِّمْ
وجه زكا قُبحُه برأسٍ
قمْقم من قحفه المقمقم
ما إن بدا في الندى يوماً
إلا اشتهتْه يدا مُقرقِم
وقال قومٌ وما تعدَّوا
كأنه رأسُ شِيقبرقم
رأسُ ابن عرسٍ ووجه نمس
فاصفع بشر النعال والطم
يابن الزيوف التي أراها
طارت فصيدتْ بكَفِّ قِرْطم
ولم تزل قبل ذاك وقْفا
للرجل في بيت كلِّ مجرم
تعرضُ عرضَ الطعام جهراً
في كل وقت على مسلَّم
وكلهمْ قائلٌ هنيئاً
لايرتضى وطأها بمنسمِ
إن كنتَ كلباً أراك حربي
حينُك فاركب هواك واعزم
واسرج المركبَ المعرَّى
قبلَ ورودِ الوغي وألجِم
واكتب على عرضكَ المُلقَّى
قواصد النبل ربِّ سلِّم
فليس سهمي بسهمِ رامٍ
لكن سهمي شهابُ مُضرم
افتح بسوء الثناءِ واختم
في ابن أبي قرة المزمزمِ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> سفهتُ على عمروٍ سفاهة َ جاهلٍ
سفهتُ على عمروٍ سفاهة َ جاهلٍ
رقم القصيدة : 62050
-----------------------------------
سفهتُ على عمروٍ سفاهة َ جاهلٍ
وأبصرتُ مافي الحلمِ إبصارَ عالمِ
فأقسمتُ لا أهجوه ماعاش بعدها
ولو نالني بالمنكراتِ العظائمِ
وما كرمٌ أن يُمنح المرء مِقْولا
فيعمدُ في عاثر الرأي نادِم
غدوتُ إلى عمرو غدوَّ محاربٍ(75/91)
ورحتُ إلى عمروٍ ورواحَ مُسالم
فلا يتلقَّ السلم مني بجفوة ٍ
فأعطفُ حربي عادلاً غير ظالم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> من عذيري من الخلائف حَلُّوا
من عذيري من الخلائف حَلُّوا
رقم القصيدة : 62051
-----------------------------------
من عذيري من الخلائف حَلُّوا
بمحلِّ المُليم كلِّ المُليمِ
حفظوا حقَّ مُصعبٍ في سلي
مانَ بتضييع كلِّ أمرٍ جسيم
نقَّلوه على الهزيمة ِ بغ
دادَ كأن قد أتى بفتح عظيم
لم يكن مثله يُولَّى ولكن
حفظوا في الحديث حقَّ القديم
ضيّعوا حُرمة الخلافة جهلا
ورعوا حرمة العظام الرميم
سوف تُغني العظامُ عنهم إذا ما
أصبح الملك مستباحَ الحريم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لعمرك ما ضيف ابن موسى بصائمٍ
لعمرك ما ضيف ابن موسى بصائمٍ
رقم القصيدة : 62052
-----------------------------------
لعمرك ما ضيف ابن موسى بصائمٍ
إذا ضافه يوما وإن عُدَّ صائما
دعانا فعدّانا صياما بمُشبِع
من العلم مُروٍ يتركُ البالَ ناعما
فكان قِرًى قبل القِرى مُتعجلاً
شهياً مرياً للنفوس ملائما
ولم نر مثل العلم زاداً مُقدَّماً
له محملٌ خِفٌّ وإن كان عاصما
وعللّنا من قبله بمناظرٍ
لهونا بها حتى نسينا المطاعما
أثاثٌ يحار الطرفُ فيه كأنه
ربيعٌ تصدَّى للربيع مُراغما
فقل في ربيع في ربيع أراكه
ربيعٌ يرى حمدَ الرجال مغانما
ثلاثة ُ أشكال نُظمن وربما
أتاح مُتيحٌ للفرائد ناظما
ظللنا يذودُ الجوعَ عنا كأنه
يذبُّ عدوا أن يُبيح محارما
بمستمعٍ طورا وطورا بمنظرٍ
يرى من رآه أنه كان حالما
فما زال يُوفي خدمة المجدِ حقَّها
إلى أن دعاه المجد أفديك خادما
خفيفا ذفيفا قالص الذيل قاعدا
لإعداد ما يُرضي النزيلَ وقائما
وقرَّب منا الفرقدين ولم نكن
ننال ذراري السماء القوائما
بُنيان تلتذُّ الأنوفُ نثاهما
إذا ذاقت الأفواهُ تلك الملاثما
سعيدان ميمونان تعرف فيهما
من اليُمن آياتٍ له ومعالما
أبرَّا على الولدان حُسنا ونازعا(75/92)
جحاجحة َ القومِ السجايا الكرائما
ظللنا نباري سُنة الشمس يومَنا
بوجهيهما لانسألُ الحيفَ حاكما
إذا نحن فاتحْنا أخا الكُبرِ منهما
سؤالا وجدْنا واعي القلب عالما
فإن نحن ناغمناه أخاه استفزنا
سروراً ففدينا الغزالَ المُناغما
وما منهما إلا الذي ما أتى له
من السن ما يبتز عنه التمائما
فلما أحل الزادَ للقوم وقتُه
أتى بطعامٍ أذكر القومَ حاتما
قديرٌ من الخرفان كان رضيفُه
شِواءً من الرُّقط الثقيل مغارما
وكان إذا ما زاره الزَّورُ مرة ً
توقع معلوفُ الدجاج الملاحما
وأرّخ بالحلواء تأريخَ مُحسنٍ
وخيرُ المساعي خيرهُن خواتِما
ولا شِعر إلا ما يُقفَّى رويُّه
إذا قام بالشعر الرواة ُ المقاوما
شهدنا له جُودا أراناه ماجدا
وبُقيا على النعمى أرتناه حازما
وما أحسن النُّعمى إذا هي جاورت
فتى ً يحفظ النعمى ويبني المكارما
فلا زال موطوءَ البساطِ بأخمصٍ
حبيبٍ إليه يألفُ الوفرَ سالما
مُفيدا مفيتا يُسبغُ اللَّهُ فضلهُ
عليه ويُوليه الأخلاءَ دائما
وفي هذه من دعوة ٍ لي شِرْكة ٌ
ولا بأس قد يدعو الصديقُ مقاسما
ومن يدعُ يوما للفراتِ فإنما
دعا للذي يرويه ظمآنٌ حائما
فمُتِّع بابنيه متاعا يسرُّه
على رغم من أضحى لذلك راغما
وغيرُ كثيرٍ لابن موسى فعالُهُ
وإن فعلَ المستحسناتِ الجسائما
يشيدُ بنًى ألفى أباه يشيدُها
ومثل ابن موسى رام تلك المراوما
ومثل أبيه الخير أعقبَ مثله
سقى الله هاتيك العظام الرَّمائما
العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولقد مُنعتُ من المرافق كُلِّها
ولقد مُنعتُ من المرافق كُلِّها
رقم القصيدة : 62053
-----------------------------------
ولقد مُنعتُ من المرافق كُلِّها
حتى مُنعتُ مرافقَ الأحلام
من ذاك أبي ما أراني طاعما
في النوم أو متعرِّضا لطعام
إلا رأيتُ من الشقاءِ كأنني
أُثنى وأكْبح دونه بلجامِ
وأرى الحبيبَ إذا ألمَّ خيالهُ
ومرام قُبلته أعزّ مرام
إلا منازعة تجُرُّ جنابة ً
وتَشُبُّ في الأحشاءِ أيّ ضَرام(75/93)
فأهب قد وجب الطهورُ ولمأنَلْ
ممَّنْ هويت سوى جوًى وسقام
طرد الكرى عني وراغَ بحاجتي
وقضى عليّ بأجرة الحمّامِ
سبحانَ ربٍّ لا يزال يُتيحه
ليزيدني في الغُرْمِ والإغرام
العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاتَصْنَعَنّ صنيعة ً مبتورة ً
لاتَصْنَعَنّ صنيعة ً مبتورة ً
رقم القصيدة : 62054
-----------------------------------
لاتَصْنَعَنّ صنيعة ً مبتورة ً
وإذا اصْطنعْتَ إلى الرجالِ فتمِّمِ
لاتُطعمنّهمُ وتقطعُ طعمة ً
أشبِعْ إذا أطعمْتَ أولا تُطْعم
العصر العباسي >> ابن الرومي >> تقول المعالي حين سميت بسالم
تقول المعالي حين سميت بسالم
رقم القصيدة : 62055
-----------------------------------
تقول المعالي حين سميت بسالم
بديلاً أبَيْنا والأُنوفُ رواغمُ
يُديروننا عن سالم ونُديرُهمْ
وجِلدة ُ بينِ العَيْنِ والأنْفِ سالمُ
العصر العباسي >> ابن الرومي >> راع المها شيْبي وفيه أمانُها
راع المها شيْبي وفيه أمانُها
رقم القصيدة : 62056
-----------------------------------
راع المها شيْبي وفيه أمانُها
مِنْ أنْ تصيدَ رميَهنَّ سِهامي
وعققْنَني لمّا ادَّعيْنَ عُمومَتي
ومن النساءِ معقَّة ُ الأعمامِ
غُضّني الملامة قد كفاك ملامتي
ضيفَ ثوى عندي بدار مُقام
سقط البواكرُ والروائحُ خِلْفة ً
أيامَ لم استسقِ للأيام
أيامَ أجني العيشَ حُلوَ ثمارهِ
في ظل حالكة ِ السوادِ سُخام
أذْرى غبارَ الشيبِ فوق مفارقي
ركضُ السنين الراكضات أمامي
وأراه عمَّمني وعمَّم زوجتي
واخْتَصَّني من دونِها بلِثام
العصر العباسي >> ابن الرومي >> م أعاذِلَ غُضِّي بَعض هذي الملاوِم
م أعاذِلَ غُضِّي بَعض هذي الملاوِم
رقم القصيدة : 62057
-----------------------------------
م أعاذِلَ غُضِّي بَعض هذي الملاوِم
وكُفِّي شآبيبَ الدموعِ السواجِمِ
فما أنا بالغاوي فأُلْحى ولا الذي
يُقادُ إلى مكروهِه بالخزائم
إليك فإني لاصدوفٌ عن الهدى
ولا مُمْكِنٌ من مخطمي كلَّ خاطم(75/94)
على أن هذا الدهرَ قد ضام جانبي
ولستُ حقيقا أن أقرَّ لضائمِ
وعِند ابنِ كِسْرى لابنِ قَيْصَر مَقْعَدٌ
إذا سامَهُ العصران إحدى الهضائمِ
دعيني أزرْ بالود والمدحِ معشراً
هُمُ الساهمونَ المجدَ كُلَّ مُساهمِ
إذا امتدحُوا لم يُنْحَلوا مجدَ غيرهِم
وهل تُنحلُ الأطواقَ وُرقُ الحمائم
ويَفْتَنُّ فيهم مادح بعدَ مادحٍ
وليس لصدقٍ مستتب بعادمِ
أولئك قوْمٌ قائلُ المدحِ فيهمُ
حَظِيٌّ بحظى سالمِ الدين غانمِ
كرام لآباءٍ كرام تنازعوا
تُراثَ فياريز لهُم وبهارِم
تدلّوا على هامِ المعالي إذا ارتقى
إليها أُناسٌ غيرهم بالسلالمِ
ذوُو الأوجُه البيضِ الفداعم زُيِّنت
وزيدتْ كمالاً بالرؤوس الغيالم
رؤوس مرائيسٌ قديماً تعمَّمتْ
لعمْرُكَ بالتيجانِ لا بالعمائم
تُساقُ إليهم كُلَّ يومٍ لطائمٌ
من الحمد فيها مثلُ نشرِ اللطائم
وقد جرًّبَ المنصورُ منهم نصيحة ً
وجدا سعيداُ نِعْم ركنُ المُزاحِم
به صدموا الأعداء دُونَ مُناهُمُ
قديماً فهدُّوا ركن كُلِّ مُصادِم
ولمَّا اجتباهم ذو الغناءَيْنِ صاعِدٌ
غدا وهْو مسرورٌ بهم غيرُ سادمِ
ومِنْ يُمنهِمُ إذ قلَّدوا ما تلقّدوا
بوارُ الأعادي وانقضاءُ الملاحِمِ
رمى الحائنَ المشؤومَ يُمْنَ جُدودِهم
بداهية تَمحو سوادَ المقادم
فقُلْ لبني العباسِ إذ حركوهُمُ
يدي لكم رهْنٌ بمُلكِ الأقالمِ
لتَلْقَ بني نوبختَ يوماً بأمَّة
هواك وقد هانت صِعابُ المجاسمِ
وقد غُفِرتْ للدهرِ كلُّ جريمة ٍ
تُعدُّ له من سيئات الجرائم
أسرَّكَ أني قد أقمْتُ وأنَّني
على صير أمرٍ ليس لي بمُلاوم
أروح وأغدو واجما بين معشرٍ
شماتَى بحالي كلُّهم غيْرُ واجم
رأيتُ من الآراء ماليْسَ حقُّه
وجدِّكَ أنْ يُثْنَى له عزْمُ عازِم
فجئني برأي يمْنَعُ الفُلْكَ جَرْيها
ويمْلكُ غربَ اليعْمُلاتِ الرواسمِ
وإلاّ فإني مستقِلٌّ فرائم
بِهِمَّتي العياءِ عُليا المراوِم
ولستُ إذا ما الدهرُ أصبحَ جاثِماً
عليّ بمُلْقٍ تحته بركَ جاثم(75/95)
ومهما أخِمْ عنه فلست عن التي
تُبلِّغني آمالَ نفسي بخائم
يدي سائلي الأمّ الرؤوم التي غدتْ
تسومك حرمانَ الغِنى بالملاوم
أألبسطَ بالتسآلِ تستحسنين لي
أمِ القبضَ في غُل من الفقرِ آزِم
هما خُطتا خَسْفٍ ولابُدَّ منهما
أو السَّيرُ لاشيءٌ سواه لرائم
سألقى بنعمانية ِ الخير مُنْعِماً
أعيشُ بها في ظلِّهِ عيشَ ناعِم
يُعاشرني في غربتي خيرَ عِشْرة ٍ
ويقلبني من سُربتي بمغانم
فلا تُنظري جري الأيامِنِ وأْمني
بيُمنِ الذي يمَّمْتُ جَرْيَ الأشائمِ
ولاتُشْفقي من حَدِّ نحْس على امرىء ٍ
يسيرُ إلى سعدٍ لغُنْمِ غنائمِ
أخٌ لي في حُكم التفضّلِ سيدٌ
بحُكْم صميمِ الحقّ غيرُ مُوائمِ
يرى أنَّني من خيرِ حظ لصاحبٍ
وأعْتَدُّهُ من خيرِ حظٍّ لخادمِ
ويدمُجُ أسبابَ المودة ِ بيننا
مودتُنا الأبرارَ من آلِ هاشمِ
وإخلاصُنا التوحيدَ للَّهِ وحدَه
وتذبيبنا عن دينه في المقاوِم
بمعرفة ٍ لا يَقْرعُ الشكُّ بابها
ولا طعْنُ ذي طعنٍ عليها بهاجِمِ
وإعمالُنا التفكير في كُلِّ شُبْهة ٍ
بها عُجْمَة ٌ تُعيي دُهاة َ التراجِم
يبيت كِلانا في رضى الله ماخَضاً
لحِجتِه صدراً كثيرَ الهماهِمِ
جدعْنا أنوفَ الإفْكِ بالحقِ عنْوة ً
فلم نَتركْ منهُنَّ غير شراذِم
وإغرامُنا بالظرفِ من نَثْرِ ناثرٍ
تخالُ به دُرًّا ومن نظْمِ ناظمِ
يُفيدانِ آداباً يجنِّبْنَ ذا النُّهى
قِرافَ المخازي وارتكابَ المآثم
إذا نحنُ قُلْنا ماتَرَيْنَ أرَيْننا أعاذِلَ غُضِّي بَعْضَ هَذي الملاوِم
وكُفِّي شآبيبَ الدموعِ السواجِمِ
فما أنا بالغاوي فأُلْحى ولا الذي
يُقادُ إلى مكروهِه بالخزائم
إليك فإني لاصدوفٌ عن الهدى
ولا مُمْكِنٌ من مخطمي كلَّ خاطم
على أن هذا الدهرَ قد ضام جانبي
ولستُ حقيقا أن أقرَّ لضائمِ
وعِند ابنِ كِسْرى لابنِ قَيْصَر مَقْعَدٌ
إذا سامَهُ العصران إحدى الهضائمِ
دعيني أزرْ بالود والمدحِ معشراً
هُمُ الساهمونَ المجدَ كُلَّ مُساهمِ(75/96)
إذا امتدحُوا لم يُنْحَلوا مجدَ غيرهِم
وهل تُنحلُ الأطواقَ وُرقُ الحمائم
ويَفْتَنُّ فيهم مادح بعدَ مادحٍ
وليس لصدقٍ مستتب بعادمِ
أولئك قوْمٌ قائلُ المدحِ فيهمُ
حَظِيٌّ بحظى سالمِ الدين غانمِ
كرام لآباءٍ كرام تنازعوا
تُراثَ فياريز لهُم وبهارِم
تدلّوا على هامِ المعالي إذا ارتقى
إليها أُناسٌ غيرهم بالسلالمِ
ذوُو الأوجُه البيضِ الفداعم زُيِّنت
وزيدتْ كمالاً بالرؤوس الغيالم
رؤوس مرائيسٌ قديماً تعمَّمتْ
لعمْرُكَ بالتيجانِ لا بالعمائم
تُساقُ إليهم كُلَّ يومٍ لطائمٌ
من الحمد فيها مثلُ نشرِ اللطائم
وقد جرًّبَ المنصورُ منهم نصيحة ً
وجدا سعيداُ نِعْم ركنُ المُزاحِم
به صدموا الأعداء دُونَ مُناهُمُ
قديماً فهدُّوا ركن كُلِّ مُصادِم
ولمَّا اجتباهم ذو الغناءَيْنِ صاعِدٌ
غدا وهْو مسرورٌ بهم غيرُ سادمِ
ومِنْ يُمنهِمُ إذ قلَّدوا ما تلقّدوا
بوارُ الأعادي وانقضاءُ الملاحِمِ
رمى الحائنَ المشؤومَ يُمْنَ جُدودِهم
بداهية تَمحو سوادَ المقادم
فقُلْ لبني العباسِ إذ حركوهُمُ
يدي لكم رهْنٌ بمُلكِ الأقالمِ
لتَلْقَ بني نوبختَ يوماً بأمَّة
هواك وقد هانت صِعابُ المجاسمِ
وقد غُفِرتْ للدهرِ كلُّ جريمة ٍ
تُعدُّ له من سيئات الجرائم
أسرَّكَ أني قد أقمْتُ وأنَّني
على صير أمرٍ ليس لي بمُلاوم
أروح وأغدو واجما بين معشرٍ
شماتَى بحالي كلُّهم غيْرُ واجم
رأيتُ من الآراء ماليْسَ حقُّه
وجدِّكَ أنْ يُثْنَى له عزْمُ عازِم
فجئني برأي يمْنَعُ الفُلْكَ جَرْيها
ويمْلكُ غربَ اليعْمُلاتِ الرواسمِ
وإلاّ فإني مستقِلٌّ فرائم
بِهِمَّتي العياءِ عُليا المراوِم
ولستُ إذا ما الدهرُ أصبحَ جاثِماً
عليّ بمُلْقٍ تحته بركَ جاثم
ومهما أخِمْ عنه فلست عن التي
تُبلِّغني آمالَ نفسي بخائم
يدي سائلي الأمّ الرؤوم التي غدتْ
تسومك حرمانَ الغِنى بالملاوم
أألبسطَ بالتسآلِ تستحسنين لي
أمِ القبضَ في غُل من الفقرِ آزِم
هما خُطتا خَسْفٍ ولابُدَّ منهما(75/97)
أو السَّيرُ لاشيءٌ سواه لرائم
سألقى بنعمانية ِ الخير مُنْعِماً
أعيشُ بها في ظلِّهِ عيشَ ناعِم
يُعاشرني في غربتي خيرَ عِشْرة ٍ
ويقلبني من سُربتي بمغانم
فلا تُنظري جري الأيامِنِ وأْمني
بيُمنِ الذي يمَّمْتُ جَرْيَ الأشائمِ
ولاتُشْفقي من حَدِّ نحْس على امرىء ٍ
يسيرُ إلى سعدٍ لغُنْمِ غنائمِ
أخٌ لي في حُكم التفضّلِ سيدٌ
بحُكْم صميمِ الحقّ غيرُ مُوائمِ
يرى أنَّني من خيرِ حظ لصاحبٍ
وأعْتَدُّهُ من خيرِ حظٍّ لخادمِ
ويدمُجُ أسبابَ المودة ِ بيننا
مودتُنا الأبرارَ من آلِ هاشمِ
وإخلاصُنا التوحيدَ للَّهِ وحدَه
وتذبيبنا عن دينه في المقاوِم
بمعرفة ٍ لا يَقْرعُ الشكُّ بابها
ولا طعْنُ ذي طعنٍ عليها بهاجِمِ
وإعمالُنا التفكير في كُلِّ شُبْهة ٍ
بها عُجْمَة ٌ تُعيي دُهاة َ التراجِم
يبيت كِلانا في رضى الله ماخَضاً
لحِجتِه صدراً كثيرَ الهماهِمِ
جدعْنا أنوفَ الإفْكِ بالحقِ عنْوة ً
فلم نَتركْ منهُنَّ غير شراذِم
وإغرامُنا بالظرفِ من نَثْرِ ناثرٍ
تخالُ به دُرًّا ومن نظْمِ ناظمِ
يُفيدانِ آداباً يجنِّبْنَ ذا النُّهى
قِرافَ المخازي وارتكابَ المآثم
إذا نحنُ قُلْنا ماتَرَيْنَ أرَيْننا
إباحة َ معروفٍ ومَنْع محارِم
يصوبْنَ ذا الإقرارِ بالحق كلِّه
ويلْحَيْن ذا الإقرارِ عند المظالمِ
يسمِّحن ذا البخلِ الرتوبِ وتارة ً
يُشَجِّعنْ ذا الجبنِ الرَّجوفِ القوائمِ
ويُنطِقْن أهل الصمتِ في كل مَحْفلٍ
مهيبٍ كمِثلِ المأزقِ المتلاحِم
على ذاك أسَّسنا الخلالة بيننا
فهلْ مَنقم فيما اعتددْت لناقم
أعنْ مثل ذاك الحرِّ تَستَلْفتينني
إلى كُلِّ عبد الخيمِ وغدِ الشكائم
أخي ما أخي لامُرْتجي الخيرِ خائبٌ
عليه ولا ذو المدح فيه بآثمِ
وهَلْ مأثَمٌ في مدحِ من كان مدحُه
يوازِنُ عندَ اللَّهِ تسبيحَ صائم
فتًى تركَ الأشعارَ طُرًّا مدائِحا
وكانت زماناً جُلُّها في الشتائمِ
إذا هطلتْ بالعُرْفِ عشْرُ بنانِه
فقدْ هَطَلَتْ بالعُرْفِ عشْرُ غمائمِ(75/98)
يقودُك مكرورُ التجاريبِ نحوهُ
وهل تَجْتوي شهْداً تجاريبُ طاعِمِ
وما ذائقٌ روحَ الحياة ِ بآجِمٍ
مذاقَتَهُ يوما ولابعْضِ آجِم
تُلاقيه مَبْغيًّا عليه مُحَسَّداً
ولسْتَ ترى في عِرْضهِ قرمَ قارمِ
وماذاك من بُقْيا العِدا غيرَ أنَّهُمْ
رأوا رمْيَه بالذامِ ذاماً لذائمِ
رقيقُ طرازِ الظَّرفِ لكنَّ جُودَه
كثيفُ الحيا ذو عارِضٍ متراكم
كتومٌ لما أولى أخاهُ مُحدِّثٌ
أخاهُ بنُعْمى اللَّهِ غيرُ مُكاتمِ
إذا الناسُ سمَّوا مايُنيلُ من اللُّهى
نوافلَ سمَّاهُنَّ ضربة َ لازِمِ
نهضْتُ إليه بالخوافي مُؤمِّلا
به أن تَريْني ناهضاً بقوادمِ
ولما أنختُ العزمَ ثم امتطيْتُه
إلى الماجدِ القمقامِ رأسِ القماقمِ
رأى حظيَ الحُسَّادُ قبلَ حُصولِهِ
فقد سلَّفوني عضَّهُم بالأباهِمص أعاذِلَ غُضِّي بَعْضَ هَذي الملاوِم
وكُفِّي شآبيبَ الدموعِ السواجِمِ
فما أنا بالغاوي فأُلْحى ولا الذي
يُقادُ إلى مكروهِه بالخزائم
إليك فإني لاصدوفٌ عن الهدى
ولا مُمْكِنٌ من مخطمي كلَّ خاطم
على أن هذا الدهرَ قد ضام جانبي
ولستُ حقيقا أن أقرَّ لضائمِ
وعِند ابنِ كِسْرى لابنِ قَيْصَر مَقْعَدٌ
إذا سامَهُ العصران إحدى الهضائمِ
دعيني أزرْ بالود والمدحِ معشراً
هُمُ الساهمونَ المجدَ كُلَّ مُساهمِ
إذا امتدحُوا لم يُنْحَلوا مجدَ غيرهِم
وهل تُنحلُ الأطواقَ وُرقُ الحمائم
ويَفْتَنُّ فيهم مادح بعدَ مادحٍ
وليس لصدقٍ مستتب بعادمِ
أولئك قوْمٌ قائلُ المدحِ فيهمُ
حَظِيٌّ بحظى سالمِ الدين غانمِ
كرام لآباءٍ كرام تنازعوا
تُراثَ فياريز لهُم وبهارِم
تدلّوا على هامِ المعالي إذا ارتقى
إليها أُناسٌ غيرهم بالسلالمِ
ذوُو الأوجُه البيضِ الفداعم زُيِّنت
وزيدتْ كمالاً بالرؤوس الغيالم
رؤوس مرائيسٌ قديماً تعمَّمتْ
لعمْرُكَ بالتيجانِ لا بالعمائم
تُساقُ إليهم كُلَّ يومٍ لطائمٌ
من الحمد فيها مثلُ نشرِ اللطائم
وقد جرًّبَ المنصورُ منهم نصيحة ً(75/99)
وجدا سعيداُ نِعْم ركنُ المُزاحِم
به صدموا الأعداء دُونَ مُناهُمُ
قديماً فهدُّوا ركن كُلِّ مُصادِم
ولمَّا اجتباهم ذو الغناءَيْنِ صاعِدٌ
غدا وهْو مسرورٌ بهم غيرُ سادمِ
ومِنْ يُمنهِمُ إذ قلَّدوا ما تلقّدوا
بوارُ الأعادي وانقضاءُ الملاحِمِ
رمى الحائنَ المشؤومَ يُمْنَ جُدودِهم
بداهية تَمحو سوادَ المقادم
فقُلْ لبني العباسِ إذ حركوهُمُ
يدي لكم رهْنٌ بمُلكِ الأقالمِ
لتَلْقَ بني نوبختَ يوماً بأمَّة
هواك وقد هانت صِعابُ المجاسمِ
وقد غُفِرتْ للدهرِ كلُّ جريمة ٍ
تُعدُّ له من سيئات الجرائم
أسرَّكَ أني قد أقمْتُ وأنَّني
على صير أمرٍ ليس لي بمُلاوم
أروح وأغدو واجما بين معشرٍ
شماتَى بحالي كلُّهم غيْرُ واجم
رأيتُ من الآراء ماليْسَ حقُّه
وجدِّكَ أنْ يُثْنَى له عزْمُ عازِم
فجئني برأي يمْنَعُ الفُلْكَ جَرْيها
ويمْلكُ غربَ اليعْمُلاتِ الرواسمِ
وإلاّ فإني مستقِلٌّ فرائم
بِهِمَّتي العياءِ عُليا المراوِم
ولستُ إذا ما الدهرُ أصبحَ جاثِماً
عليّ بمُلْقٍ تحته بركَ جاثم
ومهما أخِمْ عنه فلست عن التي
تُبلِّغني آمالَ نفسي بخائم
يدي سائلي الأمّ الرؤوم التي غدتْ
تسومك حرمانَ الغِنى بالملاوم
أألبسطَ بالتسآلِ تستحسنين لي
أمِ القبضَ في غُل من الفقرِ آزِم
هما خُطتا خَسْفٍ ولابُدَّ منهما
أو السَّيرُ لاشيءٌ سواه لرائم
سألقى بنعمانية ِ الخير مُنْعِماً
أعيشُ بها في ظلِّهِ عيشَ ناعِم
يُعاشرني في غربتي خيرَ عِشْرة ٍ
ويقلبني من سُربتي بمغانم
فلا تُنظري جري الأيامِنِ وأْمني
بيُمنِ الذي يمَّمْتُ جَرْيَ الأشائمِ
ولاتُشْفقي من حَدِّ نحْس على امرىء ٍ
يسيرُ إلى سعدٍ لغُنْمِ غنائمِ
أخٌ لي في حُكم التفضّلِ سيدٌ
بحُكْم صميمِ الحقّ غيرُ مُوائمِ
يرى أنَّني من خيرِ حظ لصاحبٍ
وأعْتَدُّهُ من خيرِ حظٍّ لخادمِ
ويدمُجُ أسبابَ المودة ِ بيننا
مودتُنا الأبرارَ من آلِ هاشمِ
وإخلاصُنا التوحيدَ للَّهِ وحدَه
وتذبيبنا عن دينه في المقاوِم(75/100)
بمعرفة ٍ لا يَقْرعُ الشكُّ بابها
ولا طعْنُ ذي طعنٍ عليها بهاجِمِ
وإعمالُنا التفكير في كُلِّ شُبْهة ٍ
بها عُجْمَة ٌ تُعيي دُهاة َ التراجِم
يبيت كِلانا في رضى الله ماخَضاً
لحِجتِه صدراً كثيرَ الهماهِمِ
جدعْنا أنوفَ الإفْكِ بالحقِ عنْوة ً
فلم نَتركْ منهُنَّ غير شراذِم
وإغرامُنا بالظرفِ من نَثْرِ ناثرٍ
تخالُ به دُرًّا ومن نظْمِ ناظمِ
يُفيدانِ آداباً يجنِّبْنَ ذا النُّهى
قِرافَ المخازي وارتكابَ المآثم
إذا نحنُ قُلْنا ماتَرَيْنَ أرَيْننا
إباحة َ معروفٍ ومَنْع محارِم
يصوبْنَ ذا الإقرارِ بالحق كلِّه
ويلْحَيْن ذا الإقرارِ عند المظالمِ
يسمِّحن ذا البخلِ الرتوبِ وتارة ً
يُشَجِّعنْ ذا الجبنِ الرَّجوفِ القوائمِ
ويُنطِقْن أهل الصمتِ في كل مَحْفلٍ
مهيبٍ كمِثلِ المأزقِ المتلاحِم
على ذاك أسَّسنا الخلالة بيننا
فهلْ مَنقم فيما اعتددْت لناقم
أعنْ مثل ذاك الحرِّ تَستَلْفتينني
إلى كُلِّ عبد الخيمِ وغدِ الشكائم
أخي ما أخي لامُرْتجي الخيرِ خائبٌ
عليه ولا ذو المدح فيه بآثمِ
وهَلْ مأثَمٌ في مدحِ من كان مدحُه
يوازِنُ عندَ اللَّهِ تسبيحَ صائم
فتًى تركَ الأشعارَ طُرًّا مدائِحا
وكانت زماناً جُلُّها في الشتائمِ
إذا هطلتْ بالعُرْفِ عشْرُ بنانِه
فقدْ هَطَلَتْ بالعُرْفِ عشْرُ غمائمِ
يقودُك مكرورُ التجاريبِ نحوهُ
وهل تَجْتوي شهْداً تجاريبُ طاعِمِ
وما ذائقٌ روحَ الحياة ِ بآجِمٍ
مذاقَتَهُ يوما ولابعْضِ آجِم
تُلاقيه مَبْغيًّا عليه مُحَسَّداً
ولسْتَ ترى في عِرْضهِ قرمَ قارمِ
وماذاك من بُقْيا العِدا غيرَ أنَّهُمْ
رأوا رمْيَه بالذامِ ذاماً لذائمِ
رقيقُ طرازِ الظَّرفِ لكنَّ جُودَه
كثيفُ الحيا ذو عارِضٍ متراكم
كتومٌ لما أولى أخاهُ مُحدِّثٌ
أخاهُ بنُعْمى اللَّهِ غيرُ مُكاتمِ
إذا الناسُ سمَّوا مايُنيلُ من اللُّهى
نوافلَ سمَّاهُنَّ ضربة َ لازِمِ
نهضْتُ إليه بالخوافي مُؤمِّلا
به أن تَريْني ناهضاً بقوادمِ(75/101)
ولما أنختُ العزمَ ثم امتطيْتُه
إلى الماجدِ القمقامِ رأسِ القماقمِ
رأى حظيَ الحُسَّادُ قبلَ حُصولِهِ
فقد سلَّفوني عضَّهُم بالأباهِم
وغانٍ عن الشورى بذكراهُ زارهُ
فآبَ ولم تُقر له سِنُّ نادم
كأني إذا يمَّمْتهُ ومُحمداً
سموتُ إلى أوسِ بن سعدى وحاتم
أرائمتي رجِّي من اللَّه رحمة ً
مُوكَّلة ً بالأمهاتِ الروائمِ
وإنّ الذي تَسترْحِمُ الأمُّ لابنِها
بها وبه لاشكَّ أرْحَمُ راحم
دعي رعْية ً ليستْ تدومُ وعوِّلي
على خلفٍ من رِعية اللَّه دائمِ
فإنَّ الذي يُمطيني البحرَ مَرْكباً
سيحفَظُني من مَوْجه المُتَلاطِم
كِلي رعيتي عند المغيبِ إلى الذي
رعانا قديماً في غُيوبِ المشائمِ
هو الكاليءُ الراعي ونَحْنُ وغيرُنا
بعيْنَيْهِ مَرْعيُّونَ رعْيَ السوائمِ
فمَنْ ظنَّ أنَّ الناسَ يرْعَوْنَ دونَهُ
نفوسهُمُ فلْيَعْتَبِر بالبهائمِ
فإنْ هي كانتْ مُلْهَماتٍ رشادها
على جَهْلها فليعترف للمُخاصمِ
ألا فاستخيري الله لي عِنْدَ رِحْلتي
فذلك أجْدى من مَلامَ اللوائم
ألا واستخِيري الله لي إنَّ جارهُ
بمَنْجًى بعبدٍ من ممرِّ القواصمِ
وظُنِّي جميلاً بالذي لم تزلْ له
عوائدُ من إحسانِهِ المُتقادمِ
وقولي ألا إنَّ اكتئاباً لشاخِصٍ
سيُعْقِبُهُ اللَّهُ ابتهاجاً بقادمِ
وقالتْ أَتَضْحي قلت للظِّلِ ذاكُمُ
فكم من نسيم هبَّ لي من سمائمِ
أيُبكيكَ سفكي ماء وجْهي برحلة ٍ
تُنَزِّهُني عن سفكه في الألائمِ
صيانة ُ وجهٍ لا أبا لك بذْلهُ
لمِا ذبَّ عنهُ الذُّلَّ يا أُمَّ سالم
وما صانَ كِنٌّ قطُّ وجْهاً أذالهُ
سؤالُ مصونِ المالِ عندَ المغارمِ
منيعِ الجَدا لو يُسألُ النِقْرَ لم يَكُن
لتأخُذَهُ في البُخْلِ لومة ُ لائمِ
أبى الله وُردي حَوْضَ ذاك وأن أُرى
تحومُ رجائي حَوْلهُ في الحوائم
ولي مثلُ إسماعيلَ عنه مُراغمٌ
وهل كأبي سهْل لحُرٍّ مُراغم
وما اكتَنَّ مُكْتَنٌّ ولاوفْرَ عنده
فلم يصْلَ نيرانَ الهُموم اللَّوازِم(75/102)
وللجاحمُ المشبوبُ في القلب والحشا
أحرُّ إذا استثْبتُّ من كُلّ جاحِم
فلا تَظْلمي قلبي لوَجْهي فإنّني
أرى ظُلْم خيري شرَّ خُطّة ِ سائمِ
ولا الوجهُ أولى أن يعرض للصّلَى
من الملكِ المحجوبِ تحت الحيازِم
ونحن بنو اليونانِ قوم لنا حجا
ومجدٌ وعيدان صلاب المعاجِم
وحلمٌ كأركانِ الجبالِ رزانة ِ
وجهل تفادى منه جنُّ الصرائمِ
إذا نحنُ أصبحْنا فخاماً شؤونُنا
فلسْنا نُبالي بالوجوهِ السواهِمِ
ولسنا كأقوام تكونُ همومُهم
بياضُ المعاري وامتهادُ المآكم
لحا اللَّهُ هاتيكَ الهمومَ فإنها
همومُ ربيباتِ الحجالِ النواعِمِ
وما تتراءى في المرايا وُجوهُنا
بلى في صِفاح المرهفاتِ الصوارمِ
إذا ما انْتضيْناهاليوم كريهة ٍ
أرَتْنا وجُوه المُخْدراتِ الضراغمِ
ولم تتخذْها عند ذاك مَرائياً
كفى شاغِلاً عن ذاك حزُّ الحلاقمِ
وقد علمَتْ أن لم تُسلَّلْ نصالُها
لذلك بلْ سُلَّتْ لضربِ الجماجمِ
فتلك مرائينا التي هي حَسْبُنا
ووجهُ أبي سَهْلٍ قريعِ الأعاجمِ
إذا ما بدا للناظرين يُشبهُ
سنا رأيهِ في الحادثِ المُتَفاقمِ
فتى يلبسُ الناسُ المدائحَ كالحُلى
ويلبسها من بينهم كالتمائمِ
يُعاذُ بها وَجْهٌ وسيمٌ ومَخْبَرٌ
كريمٌ لدى أزمِ الخطوبِ الأوازِم
وإنَّ امرءا يضْحى له المدح عوذة
لمعلمُ دنيا طائلٌ في المعالم
وما الخيرُ إلا حُسنُ مرأى ً ومَخْبَرٍ
إذا نفذت يوْماً بصيرة ُ حاكم
لئِنْ راحَ مقسوماً لهُ الفضلُ إنَّهُ
لأهْلٌ له واللَّه أعدلُ قاسمِ
فمن شاء فلْيبكِ الدماءَ نفاسة ً
وإن شاءَ فليضْحك إلى فِهْر هائم
وطئتم بني نوبختَ أثبت وطْأة ٍ
وأثقلها ثِقلاً على أنْفِ راغمِ
وهُنئتُمُ مانلتُم من كرامة
إلى كرم فُزْتُمْ به ومَكارِم
وجدتُكم مثلَ الدنانيرِ أُخلِصتْ
وسائرَ هذا الخلق مثلَ الدراهمِ
ورثْتم بيوت النار والنور كلَّها
ذوي العلم قِدماً والشؤونِ الأعاظم
بيوتُ ضياء لاتبوخُ وحكمة ٍ(75/103)
نُجومية ٍ منهاجُها غيرُ طاسمن أعاذِلَ غُضِّي بَعْضَ هَذي الملاوِم
وكُفِّي شآبيبَ الدموعِ السواجِمِ
فما أنا بالغاوي فأُلْحى ولا الذي
يُقادُ إلى مكروهِه بالخزائم
إليك فإني لاصدوفٌ عن الهدى
ولا مُمْكِنٌ من مخطمي كلَّ خاطم
على أن هذا الدهرَ قد ضام جانبي
ولستُ حقيقا أن أقرَّ لضائمِ
وعِند ابنِ كِسْرى لابنِ قَيْصَر مَقْعَدٌ
إذا سامَهُ العصران إحدى الهضائمِ
دعيني أزرْ بالود والمدحِ معشراً
هُمُ الساهمونَ المجدَ كُلَّ مُساهمِ
إذا امتدحُوا لم يُنْحَلوا مجدَ غيرهِم
وهل تُنحلُ الأطواقَ وُرقُ الحمائم
ويَفْتَنُّ فيهم مادح بعدَ مادحٍ
وليس لصدقٍ مستتب بعادمِ
أولئك قوْمٌ قائلُ المدحِ فيهمُ
حَظِيٌّ بحظى سالمِ الدين غانمِ
كرام لآباءٍ كرام تنازعوا
تُراثَ فياريز لهُم وبهارِم
تدلّوا على هامِ المعالي إذا ارتقى
إليها أُناسٌ غيرهم بالسلالمِ
ذوُو الأوجُه البيضِ الفداعم زُيِّنت
وزيدتْ كمالاً بالرؤوس الغيالم
رؤوس مرائيسٌ قديماً تعمَّمتْ
لعمْرُكَ بالتيجانِ لا بالعمائم
تُساقُ إليهم كُلَّ يومٍ لطائمٌ
من الحمد فيها مثلُ نشرِ اللطائم
وقد جرًّبَ المنصورُ منهم نصيحة ً
وجدا سعيداُ نِعْم ركنُ المُزاحِم
به صدموا الأعداء دُونَ مُناهُمُ
قديماً فهدُّوا ركن كُلِّ مُصادِم
ولمَّا اجتباهم ذو الغناءَيْنِ صاعِدٌ
غدا وهْو مسرورٌ بهم غيرُ سادمِ
ومِنْ يُمنهِمُ إذ قلَّدوا ما تلقّدوا
بوارُ الأعادي وانقضاءُ الملاحِمِ
رمى الحائنَ المشؤومَ يُمْنَ جُدودِهم
بداهية تَمحو سوادَ المقادم
فقُلْ لبني العباسِ إذ حركوهُمُ
يدي لكم رهْنٌ بمُلكِ الأقالمِ
لتَلْقَ بني نوبختَ يوماً بأمَّة
هواك وقد هانت صِعابُ المجاسمِ
وقد غُفِرتْ للدهرِ كلُّ جريمة ٍ
تُعدُّ له من سيئات الجرائم
أسرَّكَ أني قد أقمْتُ وأنَّني
على صير أمرٍ ليس لي بمُلاوم
أروح وأغدو واجما بين معشرٍ
شماتَى بحالي كلُّهم غيْرُ واجم
رأيتُ من الآراء ماليْسَ حقُّه(75/104)
وجدِّكَ أنْ يُثْنَى له عزْمُ عازِم
فجئني برأي يمْنَعُ الفُلْكَ جَرْيها
ويمْلكُ غربَ اليعْمُلاتِ الرواسمِ
وإلاّ فإني مستقِلٌّ فرائم
بِهِمَّتي العياءِ عُليا المراوِم
ولستُ إذا ما الدهرُ أصبحَ جاثِماً
عليّ بمُلْقٍ تحته بركَ جاثم
ومهما أخِمْ عنه فلست عن التي
تُبلِّغني آمالَ نفسي بخائم
يدي سائلي الأمّ الرؤوم التي غدتْ
تسومك حرمانَ الغِنى بالملاوم
أألبسطَ بالتسآلِ تستحسنين لي
أمِ القبضَ في غُل من الفقرِ آزِم
هما خُطتا خَسْفٍ ولابُدَّ منهما
أو السَّيرُ لاشيءٌ سواه لرائم
سألقى بنعمانية ِ الخير مُنْعِماً
أعيشُ بها في ظلِّهِ عيشَ ناعِم
يُعاشرني في غربتي خيرَ عِشْرة ٍ
ويقلبني من سُربتي بمغانم
فلا تُنظري جري الأيامِنِ وأْمني
بيُمنِ الذي يمَّمْتُ جَرْيَ الأشائمِ
ولاتُشْفقي من حَدِّ نحْس على امرىء ٍ
يسيرُ إلى سعدٍ لغُنْمِ غنائمِ
أخٌ لي في حُكم التفضّلِ سيدٌ
بحُكْم صميمِ الحقّ غيرُ مُوائمِ
يرى أنَّني من خيرِ حظ لصاحبٍ
وأعْتَدُّهُ من خيرِ حظٍّ لخادمِ
ويدمُجُ أسبابَ المودة ِ بيننا
مودتُنا الأبرارَ من آلِ هاشمِ
وإخلاصُنا التوحيدَ للَّهِ وحدَه
وتذبيبنا عن دينه في المقاوِم
بمعرفة ٍ لا يَقْرعُ الشكُّ بابها
ولا طعْنُ ذي طعنٍ عليها بهاجِمِ
وإعمالُنا التفكير في كُلِّ شُبْهة ٍ
بها عُجْمَة ٌ تُعيي دُهاة َ التراجِم
يبيت كِلانا في رضى الله ماخَضاً
لحِجتِه صدراً كثيرَ الهماهِمِ
جدعْنا أنوفَ الإفْكِ بالحقِ عنْوة ً
فلم نَتركْ منهُنَّ غير شراذِم
وإغرامُنا بالظرفِ من نَثْرِ ناثرٍ
تخالُ به دُرًّا ومن نظْمِ ناظمِ
يُفيدانِ آداباً يجنِّبْنَ ذا النُّهى
قِرافَ المخازي وارتكابَ المآثم
إذا نحنُ قُلْنا ماتَرَيْنَ أرَيْننا
إباحة َ معروفٍ ومَنْع محارِم
يصوبْنَ ذا الإقرارِ بالحق كلِّه
ويلْحَيْن ذا الإقرارِ عند المظالمِ
يسمِّحن ذا البخلِ الرتوبِ وتارة ً
يُشَجِّعنْ ذا الجبنِ الرَّجوفِ القوائمِ(75/105)
ويُنطِقْن أهل الصمتِ في كل مَحْفلٍ
مهيبٍ كمِثلِ المأزقِ المتلاحِم
على ذاك أسَّسنا الخلالة بيننا
فهلْ مَنقم فيما اعتددْت لناقم
أعنْ مثل ذاك الحرِّ تَستَلْفتينني
إلى كُلِّ عبد الخيمِ وغدِ الشكائم
أخي ما أخي لامُرْتجي الخيرِ خائبٌ
عليه ولا ذو المدح فيه بآثمِ
وهَلْ مأثَمٌ في مدحِ من كان مدحُه
يوازِنُ عندَ اللَّهِ تسبيحَ صائم
فتًى تركَ الأشعارَ طُرًّا مدائِحا
وكانت زماناً جُلُّها في الشتائمِ
إذا هطلتْ بالعُرْفِ عشْرُ بنانِه
فقدْ هَطَلَتْ بالعُرْفِ عشْرُ غمائمِ
يقودُك مكرورُ التجاريبِ نحوهُ
وهل تَجْتوي شهْداً تجاريبُ طاعِمِ
وما ذائقٌ روحَ الحياة ِ بآجِمٍ
مذاقَتَهُ يوما ولابعْضِ آجِم
تُلاقيه مَبْغيًّا عليه مُحَسَّداً
ولسْتَ ترى في عِرْضهِ قرمَ قارمِ
وماذاك من بُقْيا العِدا غيرَ أنَّهُمْ
رأوا رمْيَه بالذامِ ذاماً لذائمِ
رقيقُ طرازِ الظَّرفِ لكنَّ جُودَه
كثيفُ الحيا ذو عارِضٍ متراكم
كتومٌ لما أولى أخاهُ مُحدِّثٌ
أخاهُ بنُعْمى اللَّهِ غيرُ مُكاتمِ
إذا الناسُ سمَّوا مايُنيلُ من اللُّهى
نوافلَ سمَّاهُنَّ ضربة َ لازِمِ
نهضْتُ إليه بالخوافي مُؤمِّلا
به أن تَريْني ناهضاً بقوادمِ
ولما أنختُ العزمَ ثم امتطيْتُه
إلى الماجدِ القمقامِ رأسِ القماقمِ
رأى حظيَ الحُسَّادُ قبلَ حُصولِهِ
فقد سلَّفوني عضَّهُم بالأباهِم
وغانٍ عن الشورى بذكراهُ زارهُ
فآبَ ولم تُقر له سِنُّ نادم
كأني إذا يمَّمْتهُ ومُحمداً
سموتُ إلى أوسِ بن سعدى وحاتم
أرائمتي رجِّي من اللَّه رحمة ً
مُوكَّلة ً بالأمهاتِ الروائمِ
وإنّ الذي تَسترْحِمُ الأمُّ لابنِها
بها وبه لاشكَّ أرْحَمُ راحم
دعي رعْية ً ليستْ تدومُ وعوِّلي
على خلفٍ من رِعية اللَّه دائمِ
فإنَّ الذي يُمطيني البحرَ مَرْكباً
سيحفَظُني من مَوْجه المُتَلاطِم
كِلي رعيتي عند المغيبِ إلى الذي
رعانا قديماً في غُيوبِ المشائمِ
هو الكاليءُ الراعي ونَحْنُ وغيرُنا(75/106)
بعيْنَيْهِ مَرْعيُّونَ رعْيَ السوائمِ
فمَنْ ظنَّ أنَّ الناسَ يرْعَوْنَ دونَهُ
نفوسهُمُ فلْيَعْتَبِر بالبهائمِ
فإنْ هي كانتْ مُلْهَماتٍ رشادها
على جَهْلها فليعترف للمُخاصمِ
ألا فاستخيري الله لي عِنْدَ رِحْلتي
فذلك أجْدى من مَلامَ اللوائم
ألا واستخِيري الله لي إنَّ جارهُ
بمَنْجًى بعبدٍ من ممرِّ القواصمِ
وظُنِّي جميلاً بالذي لم تزلْ له
عوائدُ من إحسانِهِ المُتقادمِ
وقولي ألا إنَّ اكتئاباً لشاخِصٍ
سيُعْقِبُهُ اللَّهُ ابتهاجاً بقادمِ
وقالتْ أَتَضْحي قلت للظِّلِ ذاكُمُ
فكم من نسيم هبَّ لي من سمائمِ
أيُبكيكَ سفكي ماء وجْهي برحلة ٍ
تُنَزِّهُني عن سفكه في الألائمِ
صيانة ُ وجهٍ لا أبا لك بذْلهُ
لمِا ذبَّ عنهُ الذُّلَّ يا أُمَّ سالم
وما صانَ كِنٌّ قطُّ وجْهاً أذالهُ
سؤالُ مصونِ المالِ عندَ المغارمِ
منيعِ الجَدا لو يُسألُ النِقْرَ لم يَكُن
لتأخُذَهُ في البُخْلِ لومة ُ لائمِ
أبى الله وُردي حَوْضَ ذاك وأن أُرى
تحومُ رجائي حَوْلهُ في الحوائم
ولي مثلُ إسماعيلَ عنه مُراغمٌ
وهل كأبي سهْل لحُرٍّ مُراغم
وما اكتَنَّ مُكْتَنٌّ ولاوفْرَ عنده
فلم يصْلَ نيرانَ الهُموم اللَّوازِم
وللجاحمُ المشبوبُ في القلب والحشا
أحرُّ إذا استثْبتُّ من كُلّ جاحِم
فلا تَظْلمي قلبي لوَجْهي فإنّني
أرى ظُلْم خيري شرَّ خُطّة ِ سائمِ
ولا الوجهُ أولى أن يعرض للصّلَى
من الملكِ المحجوبِ تحت الحيازِم
ونحن بنو اليونانِ قوم لنا حجا
ومجدٌ وعيدان صلاب المعاجِم
وحلمٌ كأركانِ الجبالِ رزانة ِ
وجهل تفادى منه جنُّ الصرائمِ
إذا نحنُ أصبحْنا فخاماً شؤونُنا
فلسْنا نُبالي بالوجوهِ السواهِمِ
ولسنا كأقوام تكونُ همومُهم
بياضُ المعاري وامتهادُ المآكم
لحا اللَّهُ هاتيكَ الهمومَ فإنها
همومُ ربيباتِ الحجالِ النواعِمِ
وما تتراءى في المرايا وُجوهُنا
بلى في صِفاح المرهفاتِ الصوارمِ
إذا ما انْتضيْناهاليوم كريهة ٍ
أرَتْنا وجُوه المُخْدراتِ الضراغمِ(75/107)
ولم تتخذْها عند ذاك مَرائياً
كفى شاغِلاً عن ذاك حزُّ الحلاقمِ
وقد علمَتْ أن لم تُسلَّلْ نصالُها
لذلك بلْ سُلَّتْ لضربِ الجماجمِ
فتلك مرائينا التي هي حَسْبُنا
ووجهُ أبي سَهْلٍ قريعِ الأعاجمِ
إذا ما بدا للناظرين يُشبهُ
سنا رأيهِ في الحادثِ المُتَفاقمِ
فتى يلبسُ الناسُ المدائحَ كالحُلى
ويلبسها من بينهم كالتمائمِ
يُعاذُ بها وَجْهٌ وسيمٌ ومَخْبَرٌ
كريمٌ لدى أزمِ الخطوبِ الأوازِم
وإنَّ امرءا يضْحى له المدح عوذة
لمعلمُ دنيا طائلٌ في المعالم
وما الخيرُ إلا حُسنُ مرأى ً ومَخْبَرٍ
إذا نفذت يوْماً بصيرة ُ حاكم
لئِنْ راحَ مقسوماً لهُ الفضلُ إنَّهُ
لأهْلٌ له واللَّه أعدلُ قاسمِ
فمن شاء فلْيبكِ الدماءَ نفاسة ً
وإن شاءَ فليضْحك إلى فِهْر هائم
وطئتم بني نوبختَ أثبت وطْأة ٍ
وأثقلها ثِقلاً على أنْفِ راغمِ
وهُنئتُمُ مانلتُم من كرامة
إلى كرم فُزْتُمْ به ومَكارِم
وجدتُكم مثلَ الدنانيرِ أُخلِصتْ
وسائرَ هذا الخلق مثلَ الدراهمِ
ورثْتم بيوت النار والنور كلَّها
ذوي العلم قِدماً والشؤونِ الأعاظم
بيوتُ ضياء لاتبوخُ وحكمة ٍ
نُجومية ٍ منهاجُها غيرُ طاسم
ترون بها ما في غدٍ رأْيَ ناظرٍ
بعين من البرهان لا وهمَ واهم
علوم نجوم في قلوبٍ كأنها
نجومٌ أُجنَّتْ في نجومِ نواجم
أريتُم بها المنصور فوزة َ قدْحِهِ
وقد ظنها إحدى الدواهي الصيالم
وأحسنتُم البشرى بفتحٍ مغيَّبٍ
تراءى له في شخصِ إحدى الهزائم
وقد كان ردَّى بالرحال ركابه
وودَّعَ دنياه وداعَ المُصارم
رأى أن أمر الطالبيين ظاهرٌ
فعاد بأكوارِ القِلاص العياهم
فطأمنتُم من جأشه ووهبتُم
له نفساًمِ الكاذباتِ الكواظم
فما رام حتى أقبلتْ بُشراؤه
مع الفتح فوق الشاحجاتِ الصلادم
وما زلتُم مصباحَ رأي ومَفْزعاً
لمَنْ بعده في المُنكرات العوارم
وأنتمْ لمن ترعَوْن حرزٌ لخائفٍ
وغوثٌ لملهوفٍ وزادٌ لرازم
إذا حزّ في الأطراف قومٌ فإنكُمْ
تحزُّون من أموالكُمْ في المعاظم(75/108)
غدوْتمْ رؤوساً آلُ إسحاق هامُها
بحقهمُ والهام فوق اللهازم
أما والهدايا الداميات نحورُها
ضحى والمطايا الداميات المناسم
لقد أيَّد السلطانُ منكم بناءه
بأركانِ صدقٍ ثابتاتِ الدعائم
أعُمُّكُمُ مدحاً وأختصُّ منكُمُ
فتاكم أبا سهلٍ ولستُ بظالم
فتًى لاأسميه فتًى لحداثة
ولكن لهاتيك السجايا الكرائمِ
له رونقُ العَضْبِ الصَّقيل وحَدُّه
براعة َ أخلاقٍ وصدقَ عزائم
يضمهما غمدٌ محلًّى بحلية
أبى الله أن يحظى بها غيرُ صارم
أخو خمسِ خلاَّتٍ حسانٍ روائع
قد اتسقت فيه اتساقَ البراجم
جمالٌ وإفضال وظرف ونجدة
ورأيٌ يريه الغيب لارجمُ راجم
ومَن لكَ في الدنيا بأورعَ ماجدٍ
رقيقِ الحواشي صادقِ البأس حازم
فتًى يرأم المولى ويشمخ للعدا
بأنفٍحميٍّ لا يذل لخارم
يلين بعطفٍ غيرِ كزٍّ لعاطفٍ
ويأبى بعطفٍ غيرِ لدنٍ لهاضم
حلا لشفاه الذائقين وإنه
لكالصاب في أحلاقهم والبلاعم
يروح ويغدو مانحاً غير تاركٍ
شِماسَ المُحامي مانعاً غيرَ حارم
عطاردٌ الحُلُو الظريفُ مسالما
وبهرامٌ الشريرُ غيرَ مُسالم
فتًى حَسُنتْ أسماؤه وصِفاتُه
فأضحتْ وُشُوقاً في بطونِ المعاصم
ولو وسمَ الناسُ الجباهَ بمدحه
إذا لاستلذَّ الناسُ لذْعَ المياسم
رأيتُ الورى من عالم غيرِ عاملٍ
إذا اختُبِروا أو عاملٍ غيرِ عالم
وأما أبو سهل فإني رأيته
بِمُجتَمع الخيرات لا زعمَ زاعم
طلبتُ لديه المالَ والعلمَ راغباً
فألفيتُه بعضَ البحورِ الخضارمِ
وعُذتُ به من كل شيء أخافُه
فألفيتُه بعضَ الجبال العواصمِ
أجاب دعائي إذ دعوتُ معاشراً
فمنْ نائم عني ومِنْ مُتناوم
بتلبية ٍ لا أحفِلُ الدهرَ بعدها
بذي صَمَم عني ولا مُتصامم
وأعْجبْ بمَنْ يُدْعى سواه فينبري
مجيباً عن المستبهِم المتعاجم
فتًى لو رأى الناسُ الأمورَ بعينه
رأوْها بأذكى من عُيونِ الأراقم
رأى داءَ مجد المرء فضل ثرائه
كما داءُ جسم المرء فضلُ المطاعم
فأنحى على فضل الثراء بجوده
ومازال للأدواء أحسم حاسم(75/109)
أقول لمن يسعى لشق غُباره
سيُعييكُم تَوْثابُ تلك الجراثم
فخلوا مراعاة الأماني إنني
أراكمْ بها في حال يقظانَ حالم
وقتكَ أبا سهلٍ يدُ الله إنني
أراك يداً دفَّاعة ً للعظائم
وعشتَ بمقذى من عيون شوانىء
سعيداً بِمَدْمًى من أنوفٍ رواغم
ومَشْجى حلوق لاتسيغك بغضة
ومَدْوَى صُدورٍ كامناتِ السخائم
تُجَدِّدُ آثار الملوك ولم تزل
لما أسَّسوه بانياً غيرَ هادم
نشرتَهُمُ عن حسن فعلٍ فعلتَه
فواتِحهُ موصولة ٌ بالخوائم
فأصبح حيًّا أحدثُ القوم معهداً
ومن كان في أُولى العصور القدائم
وما كافأ الأخلافُ أسلافَ قومهم
بأفضلَ من نشر العظام الرمائم
إليكَ ركبنا بطن جوفاء جونة ٍ
تخايلُ في درعِ من القار فاحِمِ
نُواهقُ أشباهاً لها ونظائراً
مُلمَّعة ً بالودع سُفْعَ الملاطم
إذا هي قيستْ بالنُّسور تشابهتْ
بأجنحة ٍ خفاقة ٍ وخراطم
نُسورٌ وليستْ بالفراخ فتَزْدهي
إذا شاغبتْ موجاً ولا بالقشاعم
تطير على أقفائها وظهورهاه أعاذِلَ غُضِّي بَعْضَ هَذي الملاوِم
وكُفِّي شآبيبَ الدموعِ السواجِمِ
فما أنا بالغاوي فأُلْحى ولا الذي
يُقادُ إلى مكروهِه بالخزائم
إليك فإني لاصدوفٌ عن الهدى
ولا مُمْكِنٌ من مخطمي كلَّ خاطم
على أن هذا الدهرَ قد ضام جانبي
ولستُ حقيقا أن أقرَّ لضائمِ
وعِند ابنِ كِسْرى لابنِ قَيْصَر مَقْعَدٌ
إذا سامَهُ العصران إحدى الهضائمِ
دعيني أزرْ بالود والمدحِ معشراً
هُمُ الساهمونَ المجدَ كُلَّ مُساهمِ
إذا امتدحُوا لم يُنْحَلوا مجدَ غيرهِم
وهل تُنحلُ الأطواقَ وُرقُ الحمائم
ويَفْتَنُّ فيهم مادح بعدَ مادحٍ
وليس لصدقٍ مستتب بعادمِ
أولئك قوْمٌ قائلُ المدحِ فيهمُ
حَظِيٌّ بحظى سالمِ الدين غانمِ
كرام لآباءٍ كرام تنازعوا
تُراثَ فياريز لهُم وبهارِم
تدلّوا على هامِ المعالي إذا ارتقى
إليها أُناسٌ غيرهم بالسلالمِ
ذوُو الأوجُه البيضِ الفداعم زُيِّنت
وزيدتْ كمالاً بالرؤوس الغيالم
رؤوس مرائيسٌ قديماً تعمَّمتْ(75/110)
لعمْرُكَ بالتيجانِ لا بالعمائم
تُساقُ إليهم كُلَّ يومٍ لطائمٌ
من الحمد فيها مثلُ نشرِ اللطائم
وقد جرًّبَ المنصورُ منهم نصيحة ً
وجدا سعيداُ نِعْم ركنُ المُزاحِم
به صدموا الأعداء دُونَ مُناهُمُ
قديماً فهدُّوا ركن كُلِّ مُصادِم
ولمَّا اجتباهم ذو الغناءَيْنِ صاعِدٌ
غدا وهْو مسرورٌ بهم غيرُ سادمِ
ومِنْ يُمنهِمُ إذ قلَّدوا ما تلقّدوا
بوارُ الأعادي وانقضاءُ الملاحِمِ
رمى الحائنَ المشؤومَ يُمْنَ جُدودِهم
بداهية تَمحو سوادَ المقادم
فقُلْ لبني العباسِ إذ حركوهُمُ
يدي لكم رهْنٌ بمُلكِ الأقالمِ
لتَلْقَ بني نوبختَ يوماً بأمَّة
هواك وقد هانت صِعابُ المجاسمِ
وقد غُفِرتْ للدهرِ كلُّ جريمة ٍ
تُعدُّ له من سيئات الجرائم
أسرَّكَ أني قد أقمْتُ وأنَّني
على صير أمرٍ ليس لي بمُلاوم
أروح وأغدو واجما بين معشرٍ
شماتَى بحالي كلُّهم غيْرُ واجم
رأيتُ من الآراء ماليْسَ حقُّه
وجدِّكَ أنْ يُثْنَى له عزْمُ عازِم
فجئني برأي يمْنَعُ الفُلْكَ جَرْيها
ويمْلكُ غربَ اليعْمُلاتِ الرواسمِ
وإلاّ فإني مستقِلٌّ فرائم
بِهِمَّتي العياءِ عُليا المراوِم
ولستُ إذا ما الدهرُ أصبحَ جاثِماً
عليّ بمُلْقٍ تحته بركَ جاثم
ومهما أخِمْ عنه فلست عن التي
تُبلِّغني آمالَ نفسي بخائم
يدي سائلي الأمّ الرؤوم التي غدتْ
تسومك حرمانَ الغِنى بالملاوم
أألبسطَ بالتسآلِ تستحسنين لي
أمِ القبضَ في غُل من الفقرِ آزِم
هما خُطتا خَسْفٍ ولابُدَّ منهما
أو السَّيرُ لاشيءٌ سواه لرائم
سألقى بنعمانية ِ الخير مُنْعِماً
أعيشُ بها في ظلِّهِ عيشَ ناعِم
يُعاشرني في غربتي خيرَ عِشْرة ٍ
ويقلبني من سُربتي بمغانم
فلا تُنظري جري الأيامِنِ وأْمني
بيُمنِ الذي يمَّمْتُ جَرْيَ الأشائمِ
ولاتُشْفقي من حَدِّ نحْس على امرىء ٍ
يسيرُ إلى سعدٍ لغُنْمِ غنائمِ
أخٌ لي في حُكم التفضّلِ سيدٌ
بحُكْم صميمِ الحقّ غيرُ مُوائمِ
يرى أنَّني من خيرِ حظ لصاحبٍ(75/111)
وأعْتَدُّهُ من خيرِ حظٍّ لخادمِ
ويدمُجُ أسبابَ المودة ِ بيننا
مودتُنا الأبرارَ من آلِ هاشمِ
وإخلاصُنا التوحيدَ للَّهِ وحدَه
وتذبيبنا عن دينه في المقاوِم
بمعرفة ٍ لا يَقْرعُ الشكُّ بابها
ولا طعْنُ ذي طعنٍ عليها بهاجِمِ
وإعمالُنا التفكير في كُلِّ شُبْهة ٍ
بها عُجْمَة ٌ تُعيي دُهاة َ التراجِم
يبيت كِلانا في رضى الله ماخَضاً
لحِجتِه صدراً كثيرَ الهماهِمِ
جدعْنا أنوفَ الإفْكِ بالحقِ عنْوة ً
فلم نَتركْ منهُنَّ غير شراذِم
وإغرامُنا بالظرفِ من نَثْرِ ناثرٍ
تخالُ به دُرًّا ومن نظْمِ ناظمِ
يُفيدانِ آداباً يجنِّبْنَ ذا النُّهى
قِرافَ المخازي وارتكابَ المآثم
إذا نحنُ قُلْنا ماتَرَيْنَ أرَيْننا
إباحة َ معروفٍ ومَنْع محارِم
يصوبْنَ ذا الإقرارِ بالحق كلِّه
ويلْحَيْن ذا الإقرارِ عند المظالمِ
يسمِّحن ذا البخلِ الرتوبِ وتارة ً
يُشَجِّعنْ ذا الجبنِ الرَّجوفِ القوائمِ
ويُنطِقْن أهل الصمتِ في كل مَحْفلٍ
مهيبٍ كمِثلِ المأزقِ المتلاحِم
على ذاك أسَّسنا الخلالة بيننا
فهلْ مَنقم فيما اعتددْت لناقم
أعنْ مثل ذاك الحرِّ تَستَلْفتينني
إلى كُلِّ عبد الخيمِ وغدِ الشكائم
أخي ما أخي لامُرْتجي الخيرِ خائبٌ
عليه ولا ذو المدح فيه بآثمِ
وهَلْ مأثَمٌ في مدحِ من كان مدحُه
يوازِنُ عندَ اللَّهِ تسبيحَ صائم
فتًى تركَ الأشعارَ طُرًّا مدائِحا
وكانت زماناً جُلُّها في الشتائمِ
إذا هطلتْ بالعُرْفِ عشْرُ بنانِه
فقدْ هَطَلَتْ بالعُرْفِ عشْرُ غمائمِ
يقودُك مكرورُ التجاريبِ نحوهُ
وهل تَجْتوي شهْداً تجاريبُ طاعِمِ
وما ذائقٌ روحَ الحياة ِ بآجِمٍ
مذاقَتَهُ يوما ولابعْضِ آجِم
تُلاقيه مَبْغيًّا عليه مُحَسَّداً
ولسْتَ ترى في عِرْضهِ قرمَ قارمِ
وماذاك من بُقْيا العِدا غيرَ أنَّهُمْ
رأوا رمْيَه بالذامِ ذاماً لذائمِ
رقيقُ طرازِ الظَّرفِ لكنَّ جُودَه
كثيفُ الحيا ذو عارِضٍ متراكم
كتومٌ لما أولى أخاهُ مُحدِّثٌ(75/112)
أخاهُ بنُعْمى اللَّهِ غيرُ مُكاتمِ
إذا الناسُ سمَّوا مايُنيلُ من اللُّهى
نوافلَ سمَّاهُنَّ ضربة َ لازِمِ
نهضْتُ إليه بالخوافي مُؤمِّلا
به أن تَريْني ناهضاً بقوادمِ
ولما أنختُ العزمَ ثم امتطيْتُه
إلى الماجدِ القمقامِ رأسِ القماقمِ
رأى حظيَ الحُسَّادُ قبلَ حُصولِهِ
فقد سلَّفوني عضَّهُم بالأباهِم
وغانٍ عن الشورى بذكراهُ زارهُ
فآبَ ولم تُقر له سِنُّ نادم
كأني إذا يمَّمْتهُ ومُحمداً
سموتُ إلى أوسِ بن سعدى وحاتم
أرائمتي رجِّي من اللَّه رحمة ً
مُوكَّلة ً بالأمهاتِ الروائمِ
وإنّ الذي تَسترْحِمُ الأمُّ لابنِها
بها وبه لاشكَّ أرْحَمُ راحم
دعي رعْية ً ليستْ تدومُ وعوِّلي
على خلفٍ من رِعية اللَّه دائمِ
فإنَّ الذي يُمطيني البحرَ مَرْكباً
سيحفَظُني من مَوْجه المُتَلاطِم
كِلي رعيتي عند المغيبِ إلى الذي
رعانا قديماً في غُيوبِ المشائمِ
هو الكاليءُ الراعي ونَحْنُ وغيرُنا
بعيْنَيْهِ مَرْعيُّونَ رعْيَ السوائمِ
فمَنْ ظنَّ أنَّ الناسَ يرْعَوْنَ دونَهُ
نفوسهُمُ فلْيَعْتَبِر بالبهائمِ
فإنْ هي كانتْ مُلْهَماتٍ رشادها
على جَهْلها فليعترف للمُخاصمِ
ألا فاستخيري الله لي عِنْدَ رِحْلتي
فذلك أجْدى من مَلامَ اللوائم
ألا واستخِيري الله لي إنَّ جارهُ
بمَنْجًى بعبدٍ من ممرِّ القواصمِ
وظُنِّي جميلاً بالذي لم تزلْ له
عوائدُ من إحسانِهِ المُتقادمِ
وقولي ألا إنَّ اكتئاباً لشاخِصٍ
سيُعْقِبُهُ اللَّهُ ابتهاجاً بقادمِ
وقالتْ أَتَضْحي قلت للظِّلِ ذاكُمُ
فكم من نسيم هبَّ لي من سمائمِ
أيُبكيكَ سفكي ماء وجْهي برحلة ٍ
تُنَزِّهُني عن سفكه في الألائمِ
صيانة ُ وجهٍ لا أبا لك بذْلهُ
لمِا ذبَّ عنهُ الذُّلَّ يا أُمَّ سالم
وما صانَ كِنٌّ قطُّ وجْهاً أذالهُ
سؤالُ مصونِ المالِ عندَ المغارمِ
منيعِ الجَدا لو يُسألُ النِقْرَ لم يَكُن
لتأخُذَهُ في البُخْلِ لومة ُ لائمِ
أبى الله وُردي حَوْضَ ذاك وأن أُرى(75/113)
تحومُ رجائي حَوْلهُ في الحوائم
ولي مثلُ إسماعيلَ عنه مُراغمٌ
وهل كأبي سهْل لحُرٍّ مُراغم
وما اكتَنَّ مُكْتَنٌّ ولاوفْرَ عنده
فلم يصْلَ نيرانَ الهُموم اللَّوازِم
وللجاحمُ المشبوبُ في القلب والحشا
أحرُّ إذا استثْبتُّ من كُلّ جاحِم
فلا تَظْلمي قلبي لوَجْهي فإنّني
أرى ظُلْم خيري شرَّ خُطّة ِ سائمِ
ولا الوجهُ أولى أن يعرض للصّلَى
من الملكِ المحجوبِ تحت الحيازِم
ونحن بنو اليونانِ قوم لنا حجا
ومجدٌ وعيدان صلاب المعاجِم
وحلمٌ كأركانِ الجبالِ رزانة ِ
وجهل تفادى منه جنُّ الصرائمِ
إذا نحنُ أصبحْنا فخاماً شؤونُنا
فلسْنا نُبالي بالوجوهِ السواهِمِ
ولسنا كأقوام تكونُ همومُهم
بياضُ المعاري وامتهادُ المآكم
لحا اللَّهُ هاتيكَ الهمومَ فإنها
همومُ ربيباتِ الحجالِ النواعِمِ
وما تتراءى في المرايا وُجوهُنا
بلى في صِفاح المرهفاتِ الصوارمِ
إذا ما انْتضيْناهاليوم كريهة ٍ
أرَتْنا وجُوه المُخْدراتِ الضراغمِ
ولم تتخذْها عند ذاك مَرائياً
كفى شاغِلاً عن ذاك حزُّ الحلاقمِ
وقد علمَتْ أن لم تُسلَّلْ نصالُها
لذلك بلْ سُلَّتْ لضربِ الجماجمِ
فتلك مرائينا التي هي حَسْبُنا
ووجهُ أبي سَهْلٍ قريعِ الأعاجمِ
إذا ما بدا للناظرين يُشبهُ
سنا رأيهِ في الحادثِ المُتَفاقمِ
فتى يلبسُ الناسُ المدائحَ كالحُلى
ويلبسها من بينهم كالتمائمِ
يُعاذُ بها وَجْهٌ وسيمٌ ومَخْبَرٌ
كريمٌ لدى أزمِ الخطوبِ الأوازِم
وإنَّ امرءا يضْحى له المدح عوذة
لمعلمُ دنيا طائلٌ في المعالم
وما الخيرُ إلا حُسنُ مرأى ً ومَخْبَرٍ
إذا نفذت يوْماً بصيرة ُ حاكم
لئِنْ راحَ مقسوماً لهُ الفضلُ إنَّهُ
لأهْلٌ له واللَّه أعدلُ قاسمِ
فمن شاء فلْيبكِ الدماءَ نفاسة ً
وإن شاءَ فليضْحك إلى فِهْر هائم
وطئتم بني نوبختَ أثبت وطْأة ٍ
وأثقلها ثِقلاً على أنْفِ راغمِ
وهُنئتُمُ مانلتُم من كرامة
إلى كرم فُزْتُمْ به ومَكارِم
وجدتُكم مثلَ الدنانيرِ أُخلِصتْ(75/114)
وسائرَ هذا الخلق مثلَ الدراهمِ
ورثْتم بيوت النار والنور كلَّها
ذوي العلم قِدماً والشؤونِ الأعاظم
بيوتُ ضياء لاتبوخُ وحكمة ٍ
نُجومية ٍ منهاجُها غيرُ طاسم
ترون بها ما في غدٍ رأْيَ ناظرٍ
بعين من البرهان لا وهمَ واهم
علوم نجوم في قلوبٍ كأنها
نجومٌ أُجنَّتْ في نجومِ نواجم
أريتُم بها المنصور فوزة َ قدْحِهِ
وقد ظنها إحدى الدواهي الصيالم
وأحسنتُم البشرى بفتحٍ مغيَّبٍ
تراءى له في شخصِ إحدى الهزائم
وقد كان ردَّى بالرحال ركابه
وودَّعَ دنياه وداعَ المُصارم
رأى أن أمر الطالبيين ظاهرٌ
فعاد بأكوارِ القِلاص العياهم
فطأمنتُم من جأشه ووهبتُم
له نفساًمِ الكاذباتِ الكواظم
فما رام حتى أقبلتْ بُشراؤه
مع الفتح فوق الشاحجاتِ الصلادم
وما زلتُم مصباحَ رأي ومَفْزعاً
لمَنْ بعده في المُنكرات العوارم
وأنتمْ لمن ترعَوْن حرزٌ لخائفٍ
وغوثٌ لملهوفٍ وزادٌ لرازم
إذا حزّ في الأطراف قومٌ فإنكُمْ
تحزُّون من أموالكُمْ في المعاظم
غدوْتمْ رؤوساً آلُ إسحاق هامُها
بحقهمُ والهام فوق اللهازم
أما والهدايا الداميات نحورُها
ضحى والمطايا الداميات المناسم
لقد أيَّد السلطانُ منكم بناءه
بأركانِ صدقٍ ثابتاتِ الدعائم
أعُمُّكُمُ مدحاً وأختصُّ منكُمُ
فتاكم أبا سهلٍ ولستُ بظالم
فتًى لاأسميه فتًى لحداثة
ولكن لهاتيك السجايا الكرائمِ
له رونقُ العَضْبِ الصَّقيل وحَدُّه
براعة َ أخلاقٍ وصدقَ عزائم
يضمهما غمدٌ محلًّى بحلية
أبى الله أن يحظى بها غيرُ صارم
أخو خمسِ خلاَّتٍ حسانٍ روائع
قد اتسقت فيه اتساقَ البراجم
جمالٌ وإفضال وظرف ونجدة
ورأيٌ يريه الغيب لارجمُ راجم
ومَن لكَ في الدنيا بأورعَ ماجدٍ
رقيقِ الحواشي صادقِ البأس حازم
فتًى يرأم المولى ويشمخ للعدا
بأنفٍحميٍّ لا يذل لخارم
يلين بعطفٍ غيرِ كزٍّ لعاطفٍ
ويأبى بعطفٍ غيرِ لدنٍ لهاضم
حلا لشفاه الذائقين وإنه
لكالصاب في أحلاقهم والبلاعم
يروح ويغدو مانحاً غير تاركٍ(75/115)
شِماسَ المُحامي مانعاً غيرَ حارم
عطاردٌ الحُلُو الظريفُ مسالما
وبهرامٌ الشريرُ غيرَ مُسالم
فتًى حَسُنتْ أسماؤه وصِفاتُه
فأضحتْ وُشُوقاً في بطونِ المعاصم
ولو وسمَ الناسُ الجباهَ بمدحه
إذا لاستلذَّ الناسُ لذْعَ المياسم
رأيتُ الورى من عالم غيرِ عاملٍ
إذا اختُبِروا أو عاملٍ غيرِ عالم
وأما أبو سهل فإني رأيته
بِمُجتَمع الخيرات لا زعمَ زاعم
طلبتُ لديه المالَ والعلمَ راغباً
فألفيتُه بعضَ البحورِ الخضارمِ
وعُذتُ به من كل شيء أخافُه
فألفيتُه بعضَ الجبال العواصمِ
أجاب دعائي إذ دعوتُ معاشراً
فمنْ نائم عني ومِنْ مُتناوم
بتلبية ٍ لا أحفِلُ الدهرَ بعدها
بذي صَمَم عني ولا مُتصامم
وأعْجبْ بمَنْ يُدْعى سواه فينبري
مجيباً عن المستبهِم المتعاجم
فتًى لو رأى الناسُ الأمورَ بعينه
رأوْها بأذكى من عُيونِ الأراقم
رأى داءَ مجد المرء فضل ثرائه
كما داءُ جسم المرء فضلُ المطاعم
فأنحى على فضل الثراء بجوده
ومازال للأدواء أحسم حاسم
أقول لمن يسعى لشق غُباره
سيُعييكُم تَوْثابُ تلك الجراثم
فخلوا مراعاة الأماني إنني
أراكمْ بها في حال يقظانَ حالم
وقتكَ أبا سهلٍ يدُ الله إنني
أراك يداً دفَّاعة ً للعظائم
وعشتَ بمقذى من عيون شوانىء
سعيداً بِمَدْمًى من أنوفٍ رواغم
ومَشْجى حلوق لاتسيغك بغضة
ومَدْوَى صُدورٍ كامناتِ السخائم
تُجَدِّدُ آثار الملوك ولم تزل
لما أسَّسوه بانياً غيرَ هادم
نشرتَهُمُ عن حسن فعلٍ فعلتَه
فواتِحهُ موصولة ٌ بالخوائم
فأصبح حيًّا أحدثُ القوم معهداً
ومن كان في أُولى العصور القدائم
وما كافأ الأخلافُ أسلافَ قومهم
بأفضلَ من نشر العظام الرمائم
إليكَ ركبنا بطن جوفاء جونة ٍ
تخايلُ في درعِ من القار فاحِمِ
نُواهقُ أشباهاً لها ونظائراً
مُلمَّعة ً بالودع سُفْعَ الملاطم
إذا هي قيستْ بالنُّسور تشابهتْ
بأجنحة ٍ خفاقة ٍ وخراطم
نُسورٌ وليستْ بالفراخ فتَزْدهي
إذا شاغبتْ موجاً ولا بالقشاعم
تطير على أقفائها وظهورها(75/116)
بمُصطخبِ التيار جم الزمازم
إذا أُعجلتْ لم يسترث طيرانُها
وإن أُمهِلتْ زفَّتْ زفيف النعائم
وقد أيقنتْ أن سوف تقطع زاخراً
إلى زاخرٍ بالعارفاتِ التوائم
وأن سوف يلقى أرْكُبَ البر رَكْبُها
لديه مُنيخي كلِّ ناج عُزاهم
هو البحرُ لا ينفك في جنباته
رُغاءُ المطايا لا نئيمُ العلاجم
رُغاءُ مطايا الراغبين خِلاله
أناشيدُ مدحٍ لم يقعْ في مشاتم
وهل مَشْتَمٌ في عرض من راح واغتدى
يرى زَوْره عِدلَ الشريك المُقاسم
وما عذرُ عافٍ لا يؤمُّكَ زائراً
ولو لم يجد إلا ظهور الشياهم
بل العذرُ مقطوعٌ ولو لم ينُؤْ به
سوى رِجْلهِ مكبولة ً بالأداهم
كأنِّي أُراني قد لقيتك ضاحكاً
إليَّ بوجهٍ سافر غيرِ قاتم
فظِلْتُ بيوم من ضيائك شامسٍ
رهين بيوم من سماحكَ غائم
وحققتَ آمالي معاً وكَفَيْتَني
هموماً كأطراف الزِّجاج اللهاذم
ولو أعرضت بيني وبينك أبحرٌ
زواخرُ تودي بالسفين العوائم
لسخَّرْتَ لي حيتانَهن حواملا
إليَّ لُها كفَّيْكَ غيرَ عواتمِ
نداكَ ندى يسعى إلى كل قاعدٍ
من الناس بل يسرى إلى كلِّ نائم
وما غاب عن مكنون صدرك غائب
وإن غاب عن عينيك يا بن الأكارم
مُنِحتُكها بيضاءَ في صدر حافظٍ
وإن مُثِّلتْ سوداءَ في رقِّ راقم
قذوفُ النَّوى جوابة ُ الأرضِ لاتني
تُقَلْقلُ في أنجادها والتهائم
غدتْ وهْيَ من حظ المسامع قد ذكت
بريّاك حتى استُنشئت بالخياشم
تسير بذكرٍ منك مازال قاطعا
بل الغَوْل طلاعاً ثنايا المخارم
صنيعة َ قوَّالٍ بفضلكَ صادع
وفي كل وادٍ لامتداحك هائم
تظل لها الأفواهُ عند نشيدها
عِذابَ الثنايا واضحات الملاغم
تُصيخ لها الآذانُ طوراً وتارة ً
يكبُّ عليها لاثماً بعد لاثم
فدونَكَها غيظاً لقوم يرونها
شجًى ناشئاً بين اللُّهى والغلاصم
إذا اكتحلوا بي مُقْبلاً فكأنما
جباهُهُمُ مزوية ٌ بالمحاجم
وقد جرَّبوا لحمي فذاقوا مرارة َ
نهتُهمْ فكفُّوا غيرَ خَرْقِ الأوارم
وما ضرَّها أن لم يُثِرْ خَطَراتِهِ
لها شيخُ يربوع ولاشيخُ دارم(75/117)