فقد أختنق
وحيدا بغير جماهير تعبدني
ولقد ألتحق
بكم كي أراقبكم ..كي أحاسبكم
فقد هلكت
وأما الذي كان يعبدني
فمن حقه أن يعيش معي فوق هذا التراب
وتحت التراب ..معي للأبد
أعدوا لي القبر قصرا يطل على البحر
قصرا مليئا بأجهزة الاتصال الحديثة
سآمر فورًا ، بنقل الوزارات والذكريات
ومجموعة الصور النادرة
سأنقل كل الحصون وكل السجون وكل
لأحكمكم في المقر الجديد
بصيغة دستورنا الحاضرة
ولكنني سأعدل بند الوراثة
أثبت الميت أن الذى كان حيا هو الميت فيه
لئلا يطالبنا الدود بالآخرة
أعدوا لي القبر أوسع من هذه الأرض
أقوى من الأرض
قصرًا يلخص بحرًا بنافذة من سحاب
على فرس الغيم والغيم أبيض يهتز حولي
ويرسم لاسمي تاجًا وقوس قباب
أعدوا لي العرش من ريش مليون نسر
ونادوا ملائكة الشعر: صلى عليه وصلى له
لينسى الهواء وينسى التراب ،
سأختار هذا الممر الصغير
لأقضى على الموت فيها .. وفى
وأفتح أخر باب ..
فمن كان يعبد منكم هنا الآخرة
ومن كان يعبدني .. فإني حى.. .وحى .. وحى ..
خطاب الفكرة .
إذا قدر الحزب للشعب أن يحمل الدرب
فكرة ..
وأن يرفع الأرض أعلى من الأرض فكره
وأن يفصل الوعي عن واقع الوعي من أجل
فكرة
أقول لكم ما يقول لى الحزب والحزب فوق
الجماعة
سنقفز فوق المراحل عصرا وعصرين ..فى
كل ساعة .
لنبني جنة أحلامنا اليوم فى نمط من مجاعة
ونمنع بيع الدجاج وبيض الدجاج
وملكية الظل ملكية خاصة
فلنؤمم إذن كل أشجارنا الجائعة
وكل نباتاتنا الضائعة
ثمانين نخله
وعشرين زيتونة
وألفا وسبعين فجله
سنلغي الزراعة
بحزب وشعب و فكره
أقول لكم ما يقرره الحزب ، والحزب سلطتنا
طبقه
هي القوة الصاعدة
ونعلن من أرضنا ثورة الفقراء على الفقراء
فليس على أرضنا أغنياء
على فقرنا ، فى إذاعتنا والجريدة
سنقطع دابر أعدائنا الطبقيين .. أهل العقيدة
السماء
إذا الشعب يوما أراد
فلابد أن يستجيب الجراد ..
فهيا بنا أيها الكادحون وصناع تاريخنا
الحر، هيا بنا
والعبرات(65/196)
وكل الروايات والأغنيات القديمة والوجع
العاطفي
وما ترك الغرب والشرق فينا من الذكريات
لنصنع من كل حبة رمل خليه
وننجز خطتنا المرحلية
فإن كانت الأرض عاقر
فإن القيادة حبلى بما يجعل الأرض خضراء
وهزوا الشعار، ليساقط الوعي فكره
فنحن الذين
ونحن الذين
سنحرق كل المراحل ..كى نصنع الطبقة
إلى سدة الحكم حتى نعبر عنها بحزب
ويا شعب .. يا شعب حزبك ، شد الحزام
عن القيمة الزاندة
ولكننا ندرك الآن أن الطبيعة أفقر منا
وندرك أن السلع
لننتج وعيًا جديدًا
وربوا الشعارات .. وادخروها
وإن صدئت طوروها
أولادكم فاطبخوها
وصلوا لها و أعبدوها
وان مسكم مرض .. علقوها
على موضع الداء فهى الدواء
وثروتنا في بلاد بغير معادن
وواقعنا ما نريد له أن يكون
وليس كما هو كائن ..
وهى رسالتنا الرائدة .
وإذا استثمرت جيدا
أثمرت بلدا سيدا
حالمًا سالمًا
بحزب وفكره
وصفوا التماثيل أعلى من النخل والأبنية
وصف التماثيل أفضل للوعى من أمهات
النخيل
تماثيل أفضل للوعي من أمهات النخيل
تذكركم بنشيد الطلائع : نحن أتينا لكي
ننتصر
ولابد للقيد أن ينكسر
ولابد مما يدل على الفرق بين النظام الجديد
وبين النظام العميل
ولابد من صورة الفرد كي يظهر الكل في
واحد
تماثيل تعلو على الواقع المندحر
وتخلق مجتمع الغد من فكرة تزدهر
فلا تجدعوا أنفها عندما تسغبون
ولا تملأوا يدها بالرسائل ضدي وضد
السجون
ولا تأذنوا للحمام المهاجر أن يستريح
عليها ..
ولا تبصقوا حولها ضجرا
ولا تنظروا شذرا
سأزرع التماثيل جيش الدفاع عن الأمنية
سنصمد مهما تحرش هذا الجفاف بنا
سنصمد مهما تنكر هذا الزمن
سنصمد حتى نهاية هذا الوطن
سنصمد حتى تجف المياه ..لآخر قطره
وحتى يموت الرغيف الأخير ..لآخر كسره
وحتى نهاية أخر متز كان يحلم مكى .بأخر
فإن مات هذا الوطن
فقد عشت من أجل فكره
ولا تسألوا الحزب من أجل أية فكره
نموت ؟
ستولد ثورة
ستولد فكره
سلام عليكم
سلام على فكرةٍ
سوف تولد من موت شعبٍ وفكره !
**(65/197)
وفى كل امرأة أفعوان .
اجلوهن في الصبح جلده ،
لئلا يوسوس فيهن شيطانهن ،
وفى الليل جلده
لئلا يعدن إلى لذة الإثم
واستغفروا الله ، وارموا
ولا تهجروهن فوق المخدة
وإن النساء حبيباتنا من قديم الزمان
إذا كان ابني هو ابني
وفى كل مرة ،
أرى رجلا واقفا بن قلبى وامرأتى
ولكنني .لا أراه
لأقتله أو لأقتلها ، بيد أنى أراه
ويقتلني كل يوم وفى كل سهره
يهاجمني عاشق سابق عند باب القرنفل
فكيف أحرر أحساد زوجاتنا من أصابع
غيري؟.
وكيف أغير جلدا بجلد .ونهدا بنهد.. ونهرا
بنهر؟.
وكيف أكون امرأة من بياض البداية ؟
وعندي من الليل ألحر من ألف ليلة
أكثر من ألف امرأة لا تغير فخ الحكاية
ولكن قلبي موله
وعرشي مؤله
وان النساء على كل معصية قادرات
وأن النساء حبيباتنا
فشب الدبيب بأجسادهن ، وضاجعن
وأول قط ، وأول ساعي بريد ، وأول كتاب
هذا الخطاب
وبرأن عائشة من ظنون عليٍ
ولكن تأوهن بعد العتاب
أصحراء حول الحميراء، مطلع ليل، وشاب
وكيف تحرش ملح بثوب الحرير الأخير ..
ضربن على سحرهن الحجاب
ولكن هذا الذي لا يرى قد رأى واستجاب
فهل تتغطى العواصف يوما بشال
السحاب ؟.
وماذا وراء الحجاب ؟. -
رغم الحزام ، ورغم الحرام ، ورغم العقاب
قوارير تكسر ..
وذاكرة للغياب
ففي أي بئر نخبئ زوجاتنا
وفى أي غاب ؟
وفى وسعهن ملاقاة أى هلالٍ ..
ينام على غيمة أو سراب ..
وفى وسعهن خيانتنا بين أحضاننا
والبكاء من الحب .. والاغتراب
وفى وسعهن إزالة أثارنا عن مواضع
أسرارهن .
كما يطرد المرء عن راحتيه الذباب
ويلبسن في كل يومين قلبا جديدا
كما يرتدين الثياب
فما نفع هذا الحجاب
وما نفع هذا العقاب ؟
وإن النساء على كل معصية قادزات
وان النساء حبيباتنا ..
تعبت .. ولو أستطيع جمعت النساء ..
بواحدة واسترحت
وأنجبت منها وليا على العهد حين أشاء
وليا على العهد مثلي وجدي
ويحفظ خير سلاله
لخير رسالة
ويجمعكم حول قصري ومجدي هاله
ولكنني قلق ، فالنساء هواء وماء
وفاكهة للشتاء(65/198)
وذاكرة من هواء
وان النساء إماء
وكيدي عظيم .. ولكن فيه موهبة للبكاء
وفيهن ما أحزن الأنبياء
وما أشعل الحرب بين الشعوب
وما أبعد الناس عن ملكوت السماء
فكيف أحل سؤال النساء؟.
وكيف أحرركم من دهاء النساء؟
على كل امرأة أن تخون معي زوجها
لأعرف أنى أبوكم
وأخذ منكم ومنهن كل الولاء..
وقد تسألون : وكيف تنفذ مذا القرار ؟
أقول : سأعلن حربا على دولة خاسرة
يشارك فيها الكبار
سأعلن حربا لمدة عام
تكون النساء عليكم حرام
وأبعث غلمان قصري- وهم عاجزون - إلى
كل بيت
ليأتوا إليَّ بكل فتاة وبنت
لأحرث من شئت منهن :
بعد الظهيرة - بنت
وفى الليل - بنت
وفى الفجر - بنت
لتحمل منى جميع البنات
وينجبن مني وليا على العهد .. مئى ..
سأختاره كيف شئت
صحيحا فصيحا مليح القوام
.. وبعدئذ أوقف الحرب ، من بعد عام
لأول مرة
وأنيَّ أبني
بلادا بلا دنس أو حرام
فألف سلام عليكم
وإن النساء حلال عليكم
فلا تهجروهن ، لا تضربوهن ، هن الحمام
وهن حبيباتنا ، والسلام عليكم .. .. عليهن
ألف سلام ..
وألف سلام !!
**
خطاب الخطاب :
إذا زادت المفردات عن الألف ، جفت عروق
الكلام
وشاع فساد البلاغة .. وانتشر الشعر بين
العوام ،
ما حولها من غمام
فأن تمدح الورد معناه ، أنك تهجو الظلام
وأن تتذكر برق السيوف القديمة معناه : أنك
تهجو السلام
أنك تهجو النظام
الأسى عن هديل الحمام .. .
بيننا من حطام
وتنشئ عالمها المستقل وتهرب من شرطتي
في الزحام
وتخلق واقعها فوق واقعنا ، أو تجردنا من
سياج المنام
التدخل بين النيام
أنا سيد الحلم ! لاتجلسوا حول قصرى
بغير الطعام
و لاتأذنوا للفراشات بالطيران الإباحى فى
لغة من رخام ..
كل عام .
.. ومن لغتي تعرفون الحقيقة فى لفظتين :
فلا تبحثوا فى القواميس عن لغةٍ لا تليق
فان زادت المفردات عن الألف عم الفساد ..
وساد الخراب ،
لأن الكلام الكثير غبار الذباب
خطاب النظام ..
وفى لغتي قوتي . واقعي لغتي واقعي(65/199)
وليس على النهر أن يتراجع عما فتحنا له
سنجرى معا فوق موج الدفاع عن الاندفاع
الكبير لفكر الصواب
وماذا لو اكتشف القوم أن الدروب إلى
الدرب معجزة من سراب !
وماذا لو ارتطم البر بالبحر والبحر بالبحر ،
إلى أين يا بحر تأخذنا ؟ والخطاب يواصل
قطعنا كثيرا من القول ، فليتبع الفعل
خطوتنا في طريق العذاب
صلبة للسحاب
هذا الخراب
ليسر الخطاب على موت أبنائنا الفائبين ..
ويعلو الضباب
إلى شرفة القصر .. والمنبر الحجرى المغطى
بعشب الغياب
لا تسألوا : من يذيع الخطاب الأخير : أنا أم
فقد يصدق القول . قد يكذب القائلون ،
ويحيا الغبار ويفنى التراب .
وقد تجهض الأم حين تشك بأن الجنين ابنها
ليعيش الخطاب
خطابي حريتي ، باب زنزانة من ثلاثين
بصدمة واقعها . لاتفير إيقاعها ، ولا تقدم
إلا الجواب ،
كلامي غاية هذا الكلام
خطابي واقع هذا الخطاب
نظام الخطاب ..
الكلام
إذا جف ماء البحيرات ، فلتعصروا لفظة
من خطاب السحاب
وإن مات عشب الحقول ، كلوا مقطعا من
وإن قصت الحرب أرضى ، فلتشهروا
مقطعا من خطاب الحسام
ففي البدء كان الكلام ، وكان الجلوس على
العرش
في البدء كان الخطاب .
وخمسين عاما .. ونام !
أما قلت يوم جلست على العرش إن العدو
يريد سقوط النظام
وان البلاد تروح وتأتى ؟ وان المبادئ ترسو
رسو الهضاب !
وان قوى الروح فينا خطاب سيبقى ، ولم
يبق غير الخطاب !
فلا تسرفوا في الكلام لئلا تبدد سلطة هذا
الكلام ..
ولا تدخلوا في الكناية كي لا نضل الطريق
الثوابت في وطن من وئام
وللشعر تأويله ، فاحذروه كما تحذرون الزنى
والربا والحرام .
.. وان زادت المفردات عن الألف باخ الكلام
وشاخ الخطاب
وفاضت ضفاف المعاني ليتضح الفرق بين
الحَمام وبين الحمام
.. وفى لغتي ما يدير شئون البلاد ، ويكفى
يكفى لنرفع سيف البطولة فوق السحاب .
وفى لغتي ما يعبر عن حاجة الشعب لححتفال
بهذا الخطاب
فلا تسرفوا في ابتكار الكثير من .المفردات
وشدوا الحزام(65/200)
فان ثلاثين مفردة تستطيع قيادة شعب يحب
السلام .
وإن خطاب النظام
نظام الخطاب ..
بواحدة واسترحت
وأنجبت منها وليا على العهد حين أشاء
وليا على العهد مثلي وجدي
ويحفظ خير سلاله
لخير رسالة
ويجمعكم حول قصري ومجدي هاله
ولكنني قلق ، فالنساء هواء وماء
وفاكهة للشتاء
وذاكرة من هواء
وان النساء إماء
يغيرن عشاقهن كما يشتهى كيدهن العظيم
وكيدي عظيم .. ولكن فيه موهبة للبكاء
وفيهن ما أحزن الأنبياء
وما أشعل الحرب بين الشعوب
وما أبعد الناس عن ملكوت السماء
فكيف أحل سؤال النساء؟.
وكيف أحرركم من دهاء النساء؟
على كل امرأة أن تخون معي زوجها
لأعرف أنى أبوكم
وأخذ منكم ومنهن كل الولاء..
وقد تسألون : وكيف تنفذ مذا القرار ؟
أقول : سأعلن حربا على دولة خاسرة
يشارك فيها الكبار
سأعلن حربا لمدة عام
تكون النساء عليكم حرام
وأبعث غلمان قصري- وهم عاجزون - إلى
كل بيت
ليأتوا إليَّ بكل فتاة وبنت
لأحرث من شئت منهن :
بعد الظهيرة - بنت
وفى الليل - بنت
وفى الفجر - بنت
لتحمل منى جميع البنات
وينجبن مني وليا على العهد .. مئى ..
سأختاره كيف شئت
صحيحا فصيحا مليح القوام
.. وبعدئذ أوقف الحرب ، من بعد عام
وأعلن عيد السلام
وأعرف مرة
لأول مرة
وأنيَّ أبني
بلادا بلا دنس أو حرام
فألف سلام عليكم
وإن النساء حلال عليكم
فلا تهجروهن ، لا تضربوهن ، هن الحمام
وهن حبيباتنا ، والسلام عليكم .. .. عليهن
ألف سلام ..
وألف سلام !!
**
خطاب الخطاب :
إذا زادت المفردات عن الألف ، جفت عروق
الكلام
وشاع فساد البلاغة .. وانتشر الشعر بين
العوام ،
وصار على كل مفردة أن تقول وتخفى
ما حولها من غمام
فأن تمدح الورد معناه ، أنك تهجو الظلام
وأن تتذكر برق السيوف القديمة معناه : أنك
تهجو السلام
أنك تهجو النظام
الأسى عن هديل الحمام .. .
بيننا من حطام
وتنشئ عالمها المستقل وتهرب من شرطتي
في الزحام
وتخلق واقعها فوق واقعنا ، أو تجردنا من
سياج المنام
التدخل بين النيام(65/201)
أنا سيد الحلم ! لاتجلسوا حول قصرى
بغير الطعام
و لاتأذنوا للفراشات بالطيران الإباحى فى
لغة من رخام ..
.. فمن لغتي تأخذون ملامح أحلامكم مرة
كل عام .
.. ومن لغتي تعرفون الحقيقة فى لفظتين :
حلال ، حرام
فلا تبحثوا فى القواميس عن لغةٍ لا تليق
فان زادت المفردات عن الألف عم الفساد ..
وساد الخراب ،
لأن الكلام الكثير غبار الذباب
خطاب النظام ..
وفى لغتي قوتي . واقعي لغتي واقعي
فقد تربح النظرية مايخسر الشعب ،
وليس على النهر أن يتراجع عما فتحنا له
من سياق وغاب
سنجرى معا فوق موج الدفاع عن الاندفاع
الكبير لفكر الصواب
وماذا لو اكتشف القوم أن الدروب إلى
الدرب معجزة من سراب !
وماذا لو ارتطم البر بالبحر والبحر بالبحر ،
وامتد فينا العباب !
إلى أين يا بحر تأخذنا ؟ والخطاب يواصل
أنرجع من حيث ضعنا ؟ إلى أين يرجع هذا
قطعنا كثيرا من القول ، فليتبع الفعل
خطوتنا في طريق العذاب
ولكن إلى أين نرجع يابحر ؟ والبر ذاكرة
صلبة للسحاب
قطعنا قليلا من الفعل : فليملأ القرل ساحة
هذا الخراب
ليسر الخطاب على موت أبنائنا الفائبين ..
ويعلو الضباب
إلى شرفة القصر .. والمنبر الحجرى المغطى
بعشب الغياب
لا تسألوا : من يذيع الخطاب الأخير : أنا أم
خطاب الخطاب ؟
فقد يصدق القول . قد يكذب القائلون ،
ويحيا الغبار ويفنى التراب .
وقد تجهض الأم حين تشك بأن الجنين ابنها
ليعيش الخطاب
خطابي حريتي ، باب زنزانة من ثلاثين
مفردة لا تصاب ،
بصدمة واقعها . لاتفير إيقاعها ، ولا تقدم
إلا الجواب ،
كلامي غاية هذا الكلام
خطابي واقع هذا الخطاب
نظام الخطاب ..
خطابي شد المسافات بين الكلام وبين معانى
الكلام
إذا جف ماء البحيرات ، فلتعصروا لفظة
من خطاب السحاب
وإن مات عشب الحقول ، كلوا مقطعا من
خطاب الطعام
وإن قصت الحرب أرضى ، فلتشهروا
مقطعا من خطاب الحسام
ففي البدء كان الكلام ، وكان الجلوس على
العرش
في البدء كان الخطاب .(65/202)
سنمضى معا ، جثة . جثة ، فى الطريق
وماذا لو ابتعد الفجر عنا ، ثلاين عاما
وخمسين عاما .. ونام !
أما قلت يوم جلست على العرش إن العدو
يريد سقوط النظام
وان البلاد تروح وتأتى ؟ وان المبادئ ترسو
رسو الهضاب !
وان قوى الروح فينا خطاب سيبقى ، ولم
يبق غير الخطاب !
فلا تسرفوا في الكلام لئلا تبدد سلطة هذا
الكلام ..
ولا تدخلوا في الكناية كي لا نضل الطريق
ونفقد كنز السراب
الثوابت في وطن من وئام
وللشعر تأويله ، فاحذروه كما تحذرون الزنى
والربا والحرام .
.. وان زادت المفردات عن الألف باخ الكلام
وشاخ الخطاب
وفاضت ضفاف المعاني ليتضح الفرق بين
الحَمام وبين الحمام
.. وفى لغتي ما يدير شئون البلاد ، ويكفى
يكفى لنرفع سيف البطولة فوق السحاب .
وفى لغتي ما يعبر عن حاجة الشعب لححتفال
بهذا الخطاب
فلا تسرفوا في ابتكار الكثير من .المفردات
وشدوا الحزام
فان ثلاثين مفردة تستطيع قيادة شعب يحب
السلام .
وإن خطاب النظام
نظام الخطاب ..
بواحدة واسترحت
وأنجبت منها وليا على العهد حين أشاء
وليا على العهد مثلي وجدي
صحيحا فصيحا يواصل عهدي
ويحفظ خير سلاله
لخير رسالة
ويجمعكم حول قصري ومجدي هاله
ولكنني قلق ، فالنساء هواء وماء
وفاكهة للشتاء
وذاكرة من هواء
وان النساء إماء
يغيرن عشاقهن كما يشتهى كيدهن العظيم
وكيدي عظيم .. ولكن فيه موهبة للبكاء
وفيهن ما أحزن الأنبياء
وما أشعل الحرب بين الشعوب
وما أبعد الناس عن ملكوت السماء
فكيف أحل سؤال النساء؟.
وكيف أحرركم من دهاء النساء؟
على كل امرأة أن تخون معي زوجها
لأعرف أنى أبوكم
وأخذ منكم ومنهن كل الولاء..
وقد تسألون : وكيف تنفذ مذا القرار ؟
أقول : سأعلن حربا على دولة خاسرة
يشارك فيها الكبار
ومن بلغ العاشرة ..
سأعلن حربا لمدة عام
تكون النساء عليكم حرام
وأبعث غلمان قصري- وهم عاجزون - إلى
كل بيت
ليأتوا إليَّ بكل فتاة وبنت
لأحرث من شئت منهن :
بعد الظهيرة - بنت
وفى الليل - بنت(65/203)
وفى الفجر - بنت
لتحمل منى جميع البنات
وينجبن مني وليا على العهد .. مئى ..
سأختاره كيف شئت
صحيحا فصيحا مليح القوام
.. وبعدئذ أوقف الحرب ، من بعد عام
وأعلن عيد السلام
وأعرف مرة
لأول مرة
بأن الولي على العهد .. إبنى
وأنيَّ أبني
بلادا بلا دنس أو حرام
فألف سلام عليكم
وإن النساء حلال عليكم
فلا تهجروهن ، لا تضربوهن ، هن الحمام
وهن حبيباتنا ، والسلام عليكم .. .. عليهن
ألف سلام ..
وألف سلام !!
**
خطاب الخطاب :
إذا زادت المفردات عن الألف ، جفت عروق
الكلام
وشاع فساد البلاغة .. وانتشر الشعر بين
العوام ،
وصار على كل مفردة أن تقول وتخفى
ما حولها من غمام
فأن تمدح الورد معناه ، أنك تهجو الظلام
وأن تتذكر برق السيوف القديمة معناه : أنك
تهجو السلام
وأن تذكر الياسمين وحيدًا ،وتضحك ، معناه :
أنك تهجو النظام
ولا تستطيع الحكومة شنق المجاز ونفى
الأسى عن هديل الحمام .. .
وبين الطباق وبين الجناس تقول القصيدة ما
بيننا من حطام
وتنشئ عالمها المستقل وتهرب من شرطتي
في الزحام
وتخلق واقعها فوق واقعنا ، أو تجردنا من
سياج المنام
فيصبح حلم الجماهير فوضى ، ولا نستطيع
التدخل بين النيام
أنا سيد الحلم ! لاتجلسوا حول قصرى
بغير الطعام
و لاتأذنوا للفراشات بالطيران الإباحى فى
لغة من رخام ..
.. فمن لغتي تأخذون ملامح أحلامكم مرة
كل عام .
.. ومن لغتي تعرفون الحقيقة فى لفظتين :
حلال ، حرام
فلا تبحثوا فى القواميس عن لغةٍ لا تليق
بهذا المقام ،
فان زادت المفردات عن الألف عم الفساد ..
وساد الخراب ،
لأن الكلام الكثير غبار الذباب
وأن نظام الخطاب
خطاب النظام ..
وفى لغتي قوتي . واقعي لغتي واقعي
ما يقول الخطاب
فقد تربح النظرية مايخسر الشعب ،
والشعب عبد الكتاب
وليس على النهر أن يتراجع عما فتحنا له
من سياق وغاب
سنجرى معا فوق موج الدفاع عن الاندفاع
الكبير لفكر الصواب
وماذا لو اكتشف القوم أن الدروب إلى
الدرب معجزة من سراب !(65/204)
وماذا لو ارتطم البر بالبحر والبحر بالبحر ،
وامتد فينا العباب !
إلى أين يا بحر تأخذنا ؟ والخطاب يواصل
خطبته في اليباب
أنرجع من حيث ضعنا ؟ إلى أين يرجع هذا
الكلام .. إلى أى باب ؟!
قطعنا كثيرا من القول ، فليتبع الفعل
خطوتنا في طريق العذاب
ولكن إلى أين نرجع يابحر ؟ والبر ذاكرة
صلبة للسحاب
قطعنا قليلا من الفعل : فليملأ القرل ساحة
هذا الخراب
ليسر الخطاب على موت أبنائنا الفائبين ..
ويعلو الضباب
إلى شرفة القصر .. والمنبر الحجرى المغطى
بعشب الغياب
لا تسألوا : من يذيع الخطاب الأخير : أنا أم
خطاب الخطاب ؟
فقد يصدق القول . قد يكذب القائلون ،
ويحيا الغبار ويفنى التراب .
وقد تجهض الأم حين تشك بأن الجنين ابنها
ليعيش الخطاب
خطابي حريتي ، باب زنزانة من ثلاثين
مفردة لا تصاب ،
بصدمة واقعها . لاتفير إيقاعها ، ولا تقدم
إلا الجواب ،
كلامي غاية هذا الكلام
خطابي واقع هذا الخطاب
لأن خطاب النظام
نظام الخطاب ..
خطابي شد المسافات بين الكلام وبين معانى
الكلام
إذا جف ماء البحيرات ، فلتعصروا لفظة
من خطاب السحاب
وإن مات عشب الحقول ، كلوا مقطعا من
خطاب الطعام
وإن قصت الحرب أرضى ، فلتشهروا
مقطعا من خطاب الحسام
ففي البدء كان الكلام ، وكان الجلوس على
العرش
في البدء كان الخطاب .
سنمضى معا ، جثة . جثة ، فى الطريق
الطويل على لغة من صواب
وماذا لو ابتعد الفجر عنا ، ثلاين عاما
وخمسين عاما .. ونام !
أما قلت يوم جلست على العرش إن العدو
يريد سقوط النظام
وان البلاد تروح وتأتى ؟ وان المبادئ ترسو
رسو الهضاب !
وان قوى الروح فينا خطاب سيبقى ، ولم
يبق غير الخطاب !
فلا تسرفوا في الكلام لئلا تبدد سلطة هذا
الكلام ..
ولا تدخلوا في الكناية كي لا نضل الطريق
ونفقد كنز السراب
ولا تقربوا الشعر ، فالشعر يهدم صرح
الثوابت في وطن من وئام
وللشعر تأويله ، فاحذروه كما تحذرون الزنى
والربا والحرام .
.. وان زادت المفردات عن الألف باخ الكلام(65/205)
وشاخ الخطاب
وفاضت ضفاف المعاني ليتضح الفرق بين
الحَمام وبين الحمام
.. وفى لغتي ما يدير شئون البلاد ، ويكفى
ويكفى لنستورد الخبز ،
يكفى لنرفع سيف البطولة فوق السحاب .
وفى لغتي ما يعبر عن حاجة الشعب لححتفال
بهذا الخطاب
فلا تسرفوا في ابتكار الكثير من .المفردات
وشدوا الحزام
فان ثلاثين مفردة تستطيع قيادة شعب يحب
السلام .
وإن خطاب النظام
نظام الخطاب ..
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> هب الهوا
هب الهوا
رقم القصيدة : 64437
-----------------------------------
هب الهواء وشجاك أن نسيمه
في ضفة الأردن ريح سموم
وأنا وأنت أذل من وتد ومن
عير باسطبل الهوان مقيم
والشعب أضيع عندهم من سائل
قذر يمد ذراعه للئيم
والمرهقوه على حساب شقائه
بمناعة من بؤسه ونعيم
هب الهوا فارتد لأنفك مرتعا
تعتز فيه منافذ الخيشوم
في نجد حيث المجد ينفح ظله
شمما بأنف الشيح والقيصوم
يا مدعي عام اللواء بلاؤنا
سيظل مهما خصصوه عمومي
خل الجريمة ان سر وقوعها
لو رحت تنشده تجده حكومي
لا يستقيم الظل يا ابن اخي اذا
ما كان اصل العود غير قويم
زيتون " برما " رغم انفك داشر
ما زال وهو كذاك منذ قديم
هب الهوا وانا وانت يهمنا
قبض المعاش بيومه المعلوم
وحكومة السفهاء لم نعرف لها
وجها بهذا الموطن المشؤوم
باعوا البلاد وحضرتي وجنابكم
لكن بلا ثمن الى " حاييم "
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> أهكذا حتى ولا مرحبا
أهكذا حتى ولا مرحبا
رقم القصيدة : 64438
-----------------------------------
أهكذا حتى ولا مرحبا !!
لله أشكو قلبك القلبا
أهكذا حتى ولا نظرة !!
ألمح فيها ومض شوق خبا
أهكذا حتى ولا لفتة !!
أنسم منها عرفك الطيبا
ناشدتك الله وأيامنا
ونشوة الحب بوادي الصبا
وغصة الذكرى وآلامها
وحرمة الماضي وما غيبا
لا تسأليني اي سر لقد
احال عمري خاطرا مرعبا
عمان ضاقت بي وقد جئتكم
أتنجع الآمال في " مادبا "
***
***(65/206)
يا هند برق لاح لي موهنا
تنورته العين مستهضبا
فاض " بحسبان " فهشت له
" حسما " و " وادي يتمها " رحبا
فرف بالقلب رسيس الهوى
وود صدع الشمل لو يرأبا
ود وما عل واشباهها
بمرجعات للصبا أشيبا
رب مقيل في ظلال الغضا
يدعم فيه المنكب المنكبا
ما تامني الوارف من ظله
ولا عناني منه ان اقربا
مخافة النفس بأرجائها
ظفر من الاشواق ان ينشبا
فحسبك الآلام تزجينها
قلبا من الآلام قد اتعبا
***
***
يا هند تالله سموم الأسى
سيان عندي لفحها والصبا
فلن يضير اليأس ان قانط
شام المنى تفتر فاستعذبا
وما عليه ان يكن برقها
ككل برق شامه خلبا
وما على التوبة من ناكث
أن يشرب اليوم وأن يطربا
وما على الخمار ان شرقت
به الخوابي والهدى غربا
***
***
كم رصعت أفقي نجوم المنى
ثم تهاوت كوكبا كوكبا
" بالسلط " غزلان كما قيل لي
هضيمة الكشح حصان الخبا
المجد والوجد بقاماتها
عن غاية اللطف لقد أعربا
ريانة الأرداف ألحاظها
سهم من الإبداع قد صوبا
لكن هوى قلبي وقد كان لي
قلب كباقي الناس هذي الظبا
أرآم هذا الحي من " مدين "
" فالبدع " " فالبتراء " حتى " ظبا "
***
***
كم قائل : فر ألم يأته
لا أرنبا كنت ولا ثعلبا
وهل يفر الحر من خطة
ساقت عليه جيشها الالجبا
كذبا ودسا وافتراء اذن
فلست من قحطان او يعربا
آباء صدق اورثوا حضرتي
من الخصال الغر ما اعجبا
ان تكذب الانساب اصحابها
فصادق الاعمال لن يكذبا
من كل قرم شامخ انفه
ان سامه العلج هوانا ابى
لا ينحت الرزء له أثلة
من عزة النفس وإن أسهبا
***
***
خيال اطفالي وقد زرتني
غداه امس العيد مستعتبا
من كوخ ارهاقي وهذا الحمى
حذار بعد اليوم ان تقربا
فالناس انسانان من همه
ان يرتوي ذلا وان يلعب
وآخر تأبى عليه الحجا
الا بأن يشقى وان يتعبا
ما قيمة الالقاب منصوبة
والظهر بالخزي قد احدودبا !؟
كم مطلق العنوان القابه
ما حققت سؤلا ولا مطلبا
يستنسب الري بصفع القفا
يا بئس ما اختار وما استنسبا
وراسف بالقيد ما ينثني(65/207)
يدأب حتى يبلغ المأربا
***
***
يا هند من " حسبان " قد بارق
رف رفيفا واضحا مسهبا
فهش للماضي وقد طالما
بذلك الماضي لقد شببا
فاستذرف العين فضنت على
اعينه الادمع ان تسكبا
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> توبة
توبة
رقم القصيدة : 64439
-----------------------------------
أمولانا أمولانا
هجرنا الدن والحانا
وبدلنا من المنظوم
والمنثور قرآنا
فمن هود الى طه
نرتلها ورحمانا
لتسبيح به برمت
مخارج قول سبحانا
ومن ورد فتحت له
بسوق الذكر دكانا
إلى ذقن أطلناها
بعثنون لتزدانا
لعل الرشد يمسكها
إذا ما الغي أرخانا
**
***
سلونا أم إحسان
وجارتها وإحسانا
وأصحابا ألفناهم
وخدنات وأخدانا
وطلقنا مغاني الأنس
أقداحا وندمانا
فلا كأس تعل لها
ة صادي الشوق تحنانا
ولا وتر يعيد إلى
جوانحنا جوى بانا
**
***
سددنا عن سماع خلا
أذان الشيخ آذانا
فال ذكرى تؤرقنا
ولا آمال ترعانا
ولا حسناء تؤنسنا
صبابتها بمنفانا
كأنا لم نكن بالامس
من سكان " عمانا "
ولم نسحب لكل هوى
" بوادي السير " اردانا
ولا شم الهيام بغا
نيات " الحصن " ريانا
ولم تعرف اخا النشوات بنت الكرم نشوانا
فلم نشرب ولم نطرب
ولم نلعب بدنيانا
ولا قوضت للآلام بالأوهام بنيانا
ولا في جرعة الوسكي قد أغرقت أحزانا
لعمر الخمر هذا الأمر كاد يكون بهتانا
أأوراد وأذكار
وقلب ذاب إيمانا
فيا سلواننا اللذات لا بوركت سلوانا !
أما بالنفس من أحوالها بالامس عنوانا ؟
أما بالقلب يا قلبي
بقايا من بقايانا ؟
*
أمولانا أمولانا
" بأيلة " طال مثوانا
وكم " بالحصن " فاتنة
تذوب أسى لذكرانا
سعادتنا برؤيتها
وغبطتها بمرآنا
تظن وكم لعمرك خيب القانون ظنانا
فقل للشوق أهل الذوق ما اهتموا بشكوانا
وأبلغ شيخنا " عبود " عنا بعض ما كانا
لنستفتيه . هل صحت
بهذا الشكل تقوانا
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> عبود
عبود
رقم القصيدة : 64440
-----------------------------------(65/208)
لقائل من هو عربيد !
هذا الذي بذكره تشيد ؟
وباسمه تبرم القصيد !
امترف معاشه رغيد ؟
وقومه غر أباة صيد ؟
ام شاعر ام كاتب مجيد ؟
ام فارس ام بطل صنديد ؟
*
لا ذا ولا ذياك يا منكود
عبود شيخ إسمه : عبود
عمته صيرها التنضيد
ذات التفاف بابه فريد !
وفقهه مختصر مفيد
موضوعه ، في الجنة الخلود
حصة من في كيسه نقود !
فخذ بهذا النهج يا بليد
فهو الطريق الواضح السديد
في موطن سكانه عبيد !
*
هيهات مني كل ما أريد
إن غدا وما غد بعيد
لسوف يبدي بعض ما أعيد
فحسبنا لبعضنا نكيد
ضل غوي واهتدى رشيد
إن فاز بالغنيمة اليهود
فحوضهم لا حوضك المورود
وظلهم لا ظلك الممدود
وسعيهم لا سعيك المحمود
فليهنك القيام والقعود !
وليهنك الركوع والسجود ّ
وحسبك التعظيم والتمجيد !
وقولهم إنك فيهم سيد !!
وسبحة حباتها تزيد
على مصابي بك يا عبود !
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> العبودية الكبرى
العبودية الكبرى
رقم القصيدة : 64441
-----------------------------------
يا مدعي عام اللواء وخير من فهم القضية
ومناط آمال القضاة وحرز إنصاف الرعية
ليس الزعامة شرطها لبس الفراء البجدلية
فيفوز عمرو دون بكر بالمقابلة السنية !
والعدل يقضي ان تعامل زائريك على السوية
*
يا مدعي عام اللواء وأنت من فهم القضية
الهبر جاءك للسلام فكيف تمنعه التحية ؟
ألأن كسوته ممزقة وهيئته زرية ؟؟
قد صده جنديك الفظ الغليظ بلا روية
وأبى عليه أن يراك فجاء ممتعضا إليه
يشكو الذي لاقاه من شطط بدار العادلية
ويقول إن زيارة الحكام ، لا كانت ، بلية
*
فاسرع وكفر ، يا هداك الله ، عن تلك الخطية
وادخله حالا للمقام وفز بطلعته البهية
ودع المراسم والرسوم لمن عقولهم " شوية "
فالهبر مثلي ثم مثلك أردني التابعية
*
يا هبر بي فقر كفقرك للإباء وللحمية
أو ما تراني قد شبعت على حساب الاكثرية
واكلت بسكوتا وهذا الشعب لا يجد القلية
ولبست اذ قومي عراة غير ما نسجت يديه
*(65/209)
فأدر كؤوسك ، يا ابا ناصيف ، مترعة روية
وأحل مقال الشيخ إن افتى بحرمتها عليه
إن الذي تسبى مواطنه تحل له السبية !!
عبود يا ناعي النهار على المآذن في العشية
قسما بماحص والفحيص وبالطفيلة والثنية
وبمن شقيت بهن وهي بأهلها مثلي شقية
ليس الهدى وقفا على فئة الشيوخ الازهرية
إن الحياة لها قواعد غير متن الخزرجية
فنبيذ ( قعوار ) اللذيذ وانه الناى الشجية
وهيامنا بالغانيات من الامور الجوهرية ،،
او ما تراني والمشيب كما تراه بعارضيه
ما زلت خفاق الفؤاد ولم تزل نفسي طرية
والقلب ما تنفك تملأ ساحه خطرات مية
دنف تطارده العجوز ، ولا تهادنه الصبية
إن القدود المأدبية والعيون العجرمية
اشواقها ستظل في قلبي وإن اوديت حية
ولسوف تبقى للصبابة في ثرى رمسي بقية
وهواي سوف يظل يهزأ بالقبور وبالمنية
*
يا أخت " رم " وكيف " رم " وكيف حال " بني عطية "
هل ما تزال هضابهم شما وديرتهم عذية
سقيا لعهدك والحياة كما نؤملها رضية
وتلاع وادي اليتم ضاحكة وتربته غنية
وسفوح ( شيحان ) الأغن بكل يانعة سخية
ايام لم يك للفرنجة في ربوعك أسبقية
والعلج ما انتصبت له في كل مومات ثنية
*
اين السوام وسرح قومك بالعشية يا عجية ؟
ومراحكم لم انكرته معاطن الابل المرية ؟
وجفته حيهلة الاماء وهسة العبد الونية
ماذا اصاب بني ابيك ؟ اما لهم فينا بقية ؟
صمتا فان العي في بعض المواقف شاعرية
وتحامق الضعف الهضيم نهاية في العبقرية
*
لما رأيت الكذب سر تفوق الفئة السرية
ورأيت كيف الصدق يذهب من يقول به ضحية
ونظرت أحلاس الوظائف سادة بين البرية
أيقنت أن الألمعية في ازدراء الألمعية
وحللت عقلي من عقال الهاجسين بحسن نية
وسبرت أغوار السراة وقستهم بالسرسرية
فوجدت رهط الهبر قد بز الأماثل أريحية
*
لا تنخدع بالبنطلون ولا تثق بجمال زية
ما كل زخرفة اباء وكل خطب عنجهية
كم فارس هو في الحقيقة عند راتبه مطية
ومدجج قاد السرية وهو قواد السرية(65/210)
هات اسقني ما للحياة بغير عربدة مزية
واسبأ لنا إن الزقاق مباءة الأمم السبية
واشرب على نمطي كما تأتم بالشيخ المعية
ترك التقى خير بعلم الله من نسك التقية
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> توبة عن التوبة
توبة عن التوبة
رقم القصيدة : 64442
-----------------------------------
وهمت فليس ما سميته الإيمان إيمانا
ولا هذا الذي قد خلته تقواك فحوانا
أتهذي بالسلو وقد غرام الغيد أضنانا
وقد للكأس تهفو نفس من يسلوه أحيانا
وذو الشوق القديم إذا تذكر عاد ولهانا
فدع عنك الهراء وقم نذع للناس إعلانا
ألا من يشتري بالحان والألحان تقوانا !
بسعر صلاة اسبوع ببعض الكأس ملآنا
وأجود صنف تسبيح بذكر الله ريانا !
يباع وجملة ( بالكمش ) لا يحتاج ميزانا
بنظرة شبه حسناء تطلع في محيانا
فهل وبهذه الأسعار شارية " بعمانا " ؟
*
لو أني أرأس الوزراء أو قاض كمولانا
لألغيت العقاب ولم أدع للنفي إمكانا
أما وانا من اتخذوه للإرهاق ميدانا
فمن سجن الى منفى لآخر شط ابوانا
فهات الكأس مترعة من الصهباء ألوانا
يطالعنا بها حبب كعين الديك يقظانا
وهب ( عمان ) ماثلة وظن حميد حمدانا
وهذا الكوخ ديوان الأمير وذاك ( رغدانا )
وقل للهبر يا باشا وسم هديب شوشانا
وعش رغم القوانين التي آذتك سلطانا
فمثلك من تمرد كلما ساموه إذعانا
لعمر الحق لن يتنكب الإخلاص خذلانا
وسوف يظل سيف النصر للأحرار معوانا
وسوف نهير من هذي الصروح " الهلس "بنيانا
فلا يخدعك ظاهرها ولا تهويل مولانا
وقل ان قيل لا عفو لعل العفو لا كانا
فعين العزم ترمقنا وعين الحزم ترعانا
ولطف الكاس إثر الكاس نشربها تولانا
فحسبي بالنخيل الباسق الفينان جيرانا
وبالنورية الحسناء والصحراء ندمانا
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> أقسم بالمصيف والمصطاف
أقسم بالمصيف والمصطاف
رقم القصيدة : 64443
-----------------------------------
أقسم بالمصيف والمصطاف(65/211)
ونشوة النّدمان بالسلاف
ومنتدى مرنح الاعطاف
أنّ فتى الضاد بلا خلاف
إسعاف ، يا حلوك من إسعاف !
***
***
والشّيح والجثجاث والقيصوم
مقالنا في معرض التسليم
إن أعرضت بكشحها الهضيم
عمي صباحا واسلمي ودومي
أوقع في الآذان من " شالوم "
***
***
لا تعجبوا يا قوم لادرنغاقي
لثغركم ببزة العملاق
بعد الذي كان من اخرنباقي
في موطن ما العيش بالغيداق
فيه على المفوه المصلاق
***
***
والله لولا أنهّا بيروت
وأنّه أستاذها الخريت
وخشيتي أن ينبري عفريت
يقول لي : إسعاف يا سكتيت
ما جيتكم ما جيتكم ما جيت
***
***
بيروت فندّ الفضل والتهذيب
والشيخ في بيروت كالشنخوب
وحقكم فاتني نصيبي
من فضله لفاتكم تقعيبي
ولم أكنّ والله بالخطيب
***
***
والوابل المسبوق بالرذاذ
تكريم أهل الضاد للاستاذ
ليس من اللغو ولا الإملاذ
كلا ولا طرمذة الطرماذ
بل واجب الفذّ على الافذاذ
***
***
آياته آياته آيات
بالشعر والتأليف بينات
فاحنوا له الهامات ، فالهامات
للفضل أن لم تنحن يا نات
فليس فينا أبدا أكيات
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> أنفاس عيد الفصح
أنفاس عيد الفصح
رقم القصيدة : 64444
-----------------------------------
هاتها واشرب فإنّ العيد فصح
وقبيح بالفتى في العيد يصحو
إنّ في الدير أبا فذّ النّدى
ونبيذ ورعابيب وصدح
ومسيح كيّس كهانه
دأبهم في الناس: إصلاح وصلح
هاتها واشرب فمثلي ماله
يا أخي عن دكة الخمار ندح
أنّ هذا العمر ليل ماله
يا أخي في غير أفق الكأس صبح
**
**
هاتها واشرب ودع عبّود من
شرح متن " الأمّ " يستهويه متح
لست صوفيا ولكنّي إذا
أحضر الذّكر فذكري فيه شطح
إنّها رجس ، ولكن ربنا
شأنه: عفو وإغضاء وصفح
وبفقه الدّنّ متن نصّه:
هامش الكأس لمتن الروض شرح
فدع الشيخ على منبره
يعظ الناس ، وينهاهم ويلحو
قدّر الله علينا شربها
ليس خطا قدّر الله فنمحو
**
**
إنّ في " الحمّر" عن " وج " غنى
" وبزيزاء " من " الرّوحاء " روح(65/212)
وكما تامك سفح من " منى "
تام هذا الشيخ في عمّان سفح
وحجازيّ الهوى ، أشواقه
أصبحت أنّى نحا الأردنّ تنحو
انّ في بعد الفتى عن موطن
سامه الغوغاء إرهاقا لربح
حسب من " أجياد " ليست صرحه
في ظلال المجد من " رغدان " صرح
وبآل " التل" أهلا وحمى
زهره ما يعتريه الدّهر صوح
(وبعثمان) واتراب له
روضة فينانة انسا ودوح
*
هاتها واشرب فقومي كاد من
فرط إيقاظي لهم صوتي يبحّ
فأنا يا " عوف " نشوان أسى
وخماري اليوم: آلام وبرح
وبقلبي من عشيات الحمى
ذكريات في حناياه تلحّ
وجماح الحرّ هيهات له
إن يثره الضيم ، إمساك وكبح
موطني الأردنّ لكنّي به
" كلّما داويت جرحا سال جرح "
وبنفسي رحلة عن أرضه
علّه يشفى من الإرهاق نزح
كلّ ما أرجوه لو أنّ منى
عاثر الجدّ إذا يرجو تصحّ
أن أرى لي بيت شعر حوله
من شلايا قومك السرحان سرح
في فلاة ليس للعلج بها
حيّة تسعى ، وثعبان يفحّ
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> يقولون إني إن شربت ثلاثة !
يقولون إني إن شربت ثلاثة !
رقم القصيدة : 64445
-----------------------------------
أناشكم وادي الشّتا وظباءه
وغزلان وادي السّير والاعين الدّعجا
وقلبا شجيا كلّما خطرت له
خواطر من ليلى ، بأشواقه عجّا
وحبّا قضى في المهد ، يا هند نحبه
فأرمسته عمرا بغصاته أجّا
دعوني بهذا الكاس والطاس أتقي
صروف الليالي ، كلّما خطبها لجّا
فإنّ بقلبي من عفاء جنوبه
وجوما من الذكرى ، وإني لها أشجى
يقولون إنّي إن شربت ثلاثة
فلا خير للأردن من همّتي يرجى
ثقي انّ من يهديه حبّ بلاده
وإن أدمن الصهباء ، لا يخطىء النّهجا
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> يقولون تب عنها !
يقولون تب عنها !
رقم القصيدة : 64446
-----------------------------------
يقولون تب عنها . لسوف أتوب
وسوف إذا ربي أراد أنيب
فأنكر ندماني ، وأهجر حانتي ،
وللرشد بعد الغيّ سوف أثوب
وسوف أغضّ الطرف إن عرضت له
محاسنها رعبوبة ولعوب(65/213)
وسوف الألى قالوا: " عرار" قد ارعوى
ومن يرعوي بعد الضّلال لبيب
يقولون: طب نفسا بما قد فعلته
فما يستوي مستهتر وأريب
**
**
أناشدكم وادي الشّتا وظباءه
وغزلان وادي السّير وهو حبيب
بغير هوى مضن ، وكأس مدامة
ولحن شجي، كيف كيف تطيب ؟؟
دعاني ، وقد ولى شبابي ، شبابها
دعاني ، وهل يعصي الشباب مشيب
وإنّي ، ولو جزت الثمانين حجة
لداعي صبابات الهوى لمجيب
لك الله يا قلبي ، لك الله خافقا ،
به من تباريح الهيام ندوب
هل المرء إلاّ أصغريه ، فما عسى
يقولون عنّي إن خلاك وجيب
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> إخواني الصعاليك
إخواني الصعاليك
رقم القصيدة : 64447
-----------------------------------
قولوا لعبّود علّ القول يشفيني
إنّ المرابين إخوان الشياطين
وأنّهم لا أعزّ الله طغمتهم
قد اطلعوا ، رغم تنديدي بهم ، ديني
فذا يقول: غريمي كيف تمهله ؟
وذاك يصرخ: لم تحبسه مديوني ؟
كأنّما الناس عبدان لدرهمهم
وتحت إمرتهم نصّ القوانين !
**
**
يا رهط " شيلوخ " من يأخذ بناصركم
يجن على الحقّ والاخلاق والدين
ومن يسّهل أمرا فيه مصلحة
لكم فملعون حقا وابن ملعون
فما كظلمكم ظلم الفرنج ولا
كفتككم بالورى فتك الطواعين
أأسجن الناس إرضاء لخاطركم
وخشية العزل من ذا المنصب الدّون ؟!
أم رغبة في تقاضي راتب ضربوا
نقوده من دماء في شراييني ؟
هذي الوظيفة ان كانت وجائبها
وقفا عليكم ، فعنها الله يغنيني
إنّ الصعاليك إخواني وإنّ لهم
حقا به لو شعرتم لم تلوموني
فالعزل والنفيّ ، حبا بالقيام به
أسمى بعينيّ من نصبي وتعييني
يا شرّ من منيت هذي البلاد بهم
ايذاؤكم فقراء الناس يؤذيني
إنّ الصعاليك مثلي مفلسون وهم
لمثل هذا الزمان " الزّفت " خبوني
والأمر لو كان لي لم تفرحوا أبدا
من أجلّ دين لكم يوما بمسجون
( فبلطوا البحر ) غيظا من معاملتي
وبالجحيم ، إن اسطعتم فزجوني
فما أنا راجع عن كيد طغمتكم
حفظا لحق ( الطفارى ) والمساكين(65/214)
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> قالوا أناب !!
قالوا أناب !!
رقم القصيدة : 64448
-----------------------------------
قالوا: أناب ، وما أناب
قالوا: أتاب ! وما أتاب ؟
هو لا يعيش ، ولن يعي
ش ، بغير باطية الشّراب
ذهب الشّباب فلا شبا
ب ولا هوى غضّ الإهاب
فأنا وأنت حياتنا
عرصاتها قفر يباب
سلماي ! أحلام الصّبا
وهواك قد آضا خراب
فدعي تباريح الجوى
أدع الملامة والعتاب
وأقول للشّرب المد
لّ بأنّه شرب الشّراب
لم يا نداماي الذي
ن حسبتهم سنا وناب
ومخلبا هوجاء تف
قأ عين من أذرى وعاب
سقيتموني لا لعا
لكمو لانكمو صحاب
كأسا زعمتم أنهّا
خمر فإذ هي كأس صاب !
**
**
يا "هبر" هات لي الربا
ب فقد حننت الى الرباب
بالأمس وهنا رفّ بر
ق فوق مختلف الهضاب
فأثار مختلف الشجو
ن بخافق ورع أناب
فإذا بطّراد الهوى
تزهيه أردية الشّباب
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> إلى " برفين "
إلى " برفين "
رقم القصيدة : 64449
-----------------------------------
إنّ الذين وصفتهم لم ينههم
عما أتوا شرف يعزّ ودين
هم كالكلاب فإن سمعت نباحهم
فتعذري بالصبر يا " برفين "
وكما وصفت لي الرجال فإنّه
يشكو إليك من الحسان حزين
عذبنه ورمينه وهجرنه
فحياته وحياتهنّ أنين
ماذا عليك اذا أسوت جراحه
وأريته التحنان كيف يكون
وجعلت منه فتى يعيش ونغمة
ترجيعها في الخافقين حنين
وأعدت للقلب الوجوم وجيبه
فهفا ورقّ ولم تذبه شجون
وافترّ عن أحلام عهد شبابه
فإذا بها وإذا بهنّ يقين
وإذا الحياة عذوبة ودعابة
وإذا الهدى والمهتدون جنون
واذا فتاوى الشيخ محض سخافة
وإذا به في فقهه مسكين
**
**
يا ظبية الوادي ، ولا واد إذا
ما كنت فيه ولا هناك حزون
إنّي أعيذك من بذيء شماتة
بهرائها يتبجح المأفون
ما أنت إلاّ بسمة علوية
بدموعها ربّ الجمال ضنين
قولي لمن ظلموك: ربّ ظلامة
شفعت لها عند الشيوخ عيون
إنّي فتاة طهارة أفتى بها
عبّود لمّا ساورته ظنون(65/215)
فغدا وبات الشيخ في أوراده:
" برفين يا برفين يا برفين "
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> شرب فطرب
شرب فطرب
رقم القصيدة : 64450
-----------------------------------
يا من تجشمه الألحاظ برح جوى
يزل ّ عن نغمات الناي والعود
فالشوق توحي به للقلب ذاكرة
كالشوق منبعث من منظر الغيد
وانعم عليّ بكأس من مراشفها
فالمجد للوجد لا للأعين السّود
قد استوت نشوتي فيه وواحدة
من نوعها في مغاني " بنت داود "
وإذ كؤوس الطلا رقاصة طربا
مما تساومني بنت العناقيد
إن كان من يعرب فيكم دم فلقد
من بعضه ، حان حين البذل والجود
قد استوت نشوتي فيه وواحدة
من نوعها في مغاني " بنت داود "
إذ آية الظّرف صرف في تنادمنا
يوحي إلى العزف أنواع الأغاريد
وإذ الكؤوس الطلا رقاصة طربا
مما تساومني بنت العناقيد
وأربعا ما وراء الحصن مقوية
إلا من الصّيد والشمّ الصناديد
إن كان من يعرب فيكم دم فلقد
من بعضه ، حان حين البذل والجود
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> عودة الهبر
عودة الهبر
رقم القصيدة : 64451
-----------------------------------
" الهبر " عاد وإنّ عو
دا مثل عود " الهبر " يحمد
فالهبر في دنيا الهما
لة رغم أنف الفضل أوحد
فاعرف مكانك من مكا
نته الرفيعة يا " معوّد "
واشهد فديتك إنّه المجد
المؤثل يوم ينشد
واعطف على الجنديّ
واستشهد مواطننا محمد
واسأل " فردريك بن بيك "
إذا شككت بذاك يشهد
" الهبر " لا تطرده عن
باب ، أمثل " الهبر " يطرد ؟!
أو ما تراه إذا هممت
تهينه أرغى وأزبد
واغبرّ في عثنونه
قمل هو الدّر المنضد
حرّ طليق لا يبا
لي العيش أسعف أم تنكد
لمّا أهانته الحيا
ة على نفائسها تمرد
ورأى بأنّ المال يست
خذي الرّجال فهبّ " يشحد "
إنّي ومن لا يحتفي
بجنابه لعلى يلندد
لله درّ " الهبر " إنّ
طرافه الأفق الممدد
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> يا حلوة النظر
يا حلوة النظر
رقم القصيدة : 64452(65/216)
-----------------------------------
إلى " ع "
يا حلوة النظرة
كم مرة نظرتك الحالمة
أصمت على غرة
سهما من السّحر
طاش ولكنّ الرؤى النائمة
في فجوة الصّدر
تلقفته بيد ناعمة
ولم تكن تدري
بأن قلبي هو ، يا ظالمة
صريع تلك النظرة الحالمة
يا حلوة النظرة
يا حلوة التقطيب
أليس معنى النظرة العابسة
ترمقني شزرا
أو ترمق المشيب
أنه لا تثريب
على الذي بالقامة المائسة
يستنفد العمرا
يستعذب التعذيب
****
يا حلوة التقطيب
نظرتك الشزرة
يا حسنها نظرة
( يا حلوة البسمة
نظرتك الحادبة الحانية
جنة عدن قطوفها دانية )
فأعطني قبلة من الأعين السود
ومن زلفك المعنبر شمة
ليس من بعد سحر عينيك ،
وسحر عينيك نعمة
****
يا هشة الطلعة
ما هذه الروعة
أنّ الهوى العذري
بالناس لا يزري
لأنه الرفعة
يا هشة الطلعة
يا حلوة اللفتة
كم مرة لفتتك الباسمة
قد كفكفت دمعتي الساجمة
والنظرة الحادبة الحانية
قد أيقظت أحلامي النائمة
فابتسم الحبّ ، وهشّ الهوى
وعادني الشوق ، وبرح الجوى
والقلب بعد الوحشة القاتمة
تألقت أضواؤه الخابية
وأورقت أغصانه الذاوية
وغردت أطياره الواجمة
فاشتهى قبلة من الأعين السود
ومن هذه الذؤابة شمة
وتمنى من قدك الأملود يا عذبة المراشف ، ضمة ،
ليس من بعد سحر عينيك في الدّنيا
وسحر عينيك ، نعمة
****
يا حلوة النظرة
نظرتك الحلوة
فيها من النشوة
ما يسكر الخمرة
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> أعن الهوى
أعن الهوى
رقم القصيدة : 64453
-----------------------------------
وعن الحنين
أعن الصّبابة والصّبا
وعن الجوى تتحدثين
هيهات أحلام الشّباب ، وقد تقلص ظلّه
هيهات
أتظنها ماتت ؟ نعم وأظنه
قد مات ، سله ! لعلّه
ما زال
والآمال
ما تنفك في جنباته
تشدو ، فتسمعنا العجيب من نغماته
وتريك من أهوائه الأهوال
متى
متى يا حلوة النظرات والبسمات والإيماء والخطر
متى أملي على الآلام والحدثان والدهر
أحاديث الهوى العذري
متى ؟
من لي بأن أدري !(65/217)
***
متى عن فتنة الكحل
وسحر الأعين النجل
وقد أرهقتها يا حلوة النظرات تزويقا
فجاءت فوق ما يرجوه معنى الحسن تحقيقا
سيجلو الجؤذر الوسنان للإنسان
سرّ النظرة الحلوة
وما فيها من النشوة
وما في النظرة الشزرة والتقطيب من سحر
متى ؟
يا ليتني أدري
***
متى بالله يا رجراجة الكفلين يا وثابة النهد
متى أعدو على الوجنات ألثمها واستعدي
عليها إن هي امتقعت حياءً حمرة الخد
متى يا حلوة الخطرات يا مياسة القدّ
يحل محل هذا النأي والتشريد والبعد
لقاء ؟!
صه فلن يجدي
تساؤل عاثر الجدّ
وقل لبلابل الصّدر
صهي حتى متى تتساءلين ( بذاك )
لا أدري
***
لقد هلّ الهلال ابن اثنتين فمن رأى من بينكم طيفه
قبيل تقدم السجّان يوصد كوة الغرفة
أجاء العيد وابتهج الصّغار وأبهجوا قصفه ؟!
فهذا نافخ بوقا وهذا ضارب دفّه
إذن لعبوا إذن طربوا
إذن قفزوا إذن وثبوا
كما يثب الغزال الغرّ وهو يطارد الخشفة
" وكم زحلوقة زلّ
لها العينان تنهلّ
يقوم حيالها طفل
ومنها حظه اللهفة
وكم تحفة
وكم طرفة
يمرّ بها ويرمقها
ولكن مغضيا طرفه
كما تغضين إذ أرجوك من عذب اللمى رشفة
متى يا ربعة القامة
متى هذا الذي تامه
هواك يراك
لا أدري
***
متى يا آية الآيات في تصفيفك الشعرا
متى سيتاح لي أن أستميح رجاءك للعذرا
غداة رغبت أنّ أبقى لديك دقيقة أخرى
ولكنّي ، لفرط حماقتي لم أستطع صبرا
وسارعت الخطى سرّا
كأنّي مجرم فرّا
ولا تسلي إلى أينا
إلى حيث الخداع يعانق النكران والغدرا
***
متى يا حلوة النظرات يا عربيدة الجيد
متى سيتاح لي تقبيل تلك الأعين السود ؟!
متى سيتاح ؟
لا أدري
***
لقد عمّ المساء ولفعت آفاقنا سدفه
وحيانا
وجوم لم يزل يعتادنا من ليلة الوقفة
ومزق صمتنا قيد تثاءب موقظا رسفه
و " وصفي " هبّ يغدق من " سجائره " بلا كلفة
هلمّ انظر بنيّ من الثقوب ، أليس للشعري
ولا للطائر النسري
بما يبدو لعينيك من سماء السجن من ذكر
كما عاجت بنا هذا المساء بها لقد عاجت
آيّ الذكرى(65/218)
وإنّي واثق من أنّها في هذه الساعة
ومن خلف الزّجاج بأعين وكفاء دماعة
إلى الشعرى العبور ترقرق العينين في لهفة
عسى أن يلتقي طرفي هناك بطرفها صدفة
متى يا حلوة النظرة
يكفّ زماننا عنّا ؟
ولو في عمره مرة
أذاه ونكتفي شره
متى ؟
من لي بأن أدري
متى ؟
يا ليتني أدري
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> طوبى لساقينا
طوبى لساقينا
رقم القصيدة : 64454
-----------------------------------
طوبى لساقينا
بالأمس قد ذرت
قرونه الدحنون
والتلعة افترت
عن عشبها المجنون
في غورنا الأرعن
***
طوبى لساقينا
طوبى له طوبى
طوبى لمن خالوا
إثما كما قالوا
طوبى لساقينا
فإنّه يا ناس
ورب هذا الكاس
لم يرتكب حوبا
سلمى ليالينا
في غورنا الأرعن
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> خير من مدير
خير من مدير
رقم القصيدة : 64455
-----------------------------------
مصعدها من الزّفرات حرّى
إذا نحرت به البكرات بطرا
وحمسها على سير حداء
أساليب الصبابة لقنتني
ومن ألبان وجنتها غذتني
قليتك زاهدا لما قلتني
" ولبس عباءة وتقرّ عيني "
لعمر أبيك خير من مدير
يقول : الأرز ليس به نشاء
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> سأفتح حانة
سأفتح حانة
رقم القصيدة : 64456
-----------------------------------
سأفتح حانة وأبيع خمرا
" بوادي السلط " لكن للندامى
وسوف حياتك الجوفاء تزهو
بأنّ " عرار " أثقلها هياما
وسوف إذا الربيع أتى وهشت
ربى " جلعاد " وانتحر ابتساما
سأطلق لحيتي وأطيل شعري
وأقري كلّ درويش سلاما
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> غرام
غرام
رقم القصيدة : 64457
-----------------------------------
حام السرور على قلبي فلست أعي
وهل يطيب مكان لست فيه معي ؟
بالله يا لمعان البرق ، أنت لها
منّى الرسول ، فقل ما شئت من ولعي
فليتق الله من قالوا : صبابتنا
وهم ، ومن خال انّي بالغرام دعي(65/219)
يا جيرة البان إنّ الكأس قد عصفت
بالرأس عصفا ، فنضو الكأس كيف يعي ؟
نار ، ورعد ، وماء كلّها اختلطت
في الصدر والنفس والعينين من جزع
يا آسيات ! بنا شوق تضيق به
منا الصدور ، فلا تخشين من صلع
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> جحش الهبر
جحش الهبر
رقم القصيدة : 64458
-----------------------------------
كوخي لقد حال إلى صومعة
فاليوم لا لهو ولا جعجعة
ولا ندامى إنهّم قد مضوا
ولا كؤوس بالطلا مترعة
ولا ترانيم ولا عازف
يسمع من يرغب أن يسمعه
هنا هدوء مطلق شامل
إذا نضوا عن وجهه برقعه
لا حبذا الكأس ومن أترعه
ومن سقانيه ومن شعشعه
أين ليالي لهوك الممتعة
يا " هبر " أيام الصّفا والدّعة
أيام فيكم لم يكن رائجا
سوق اجتلاء النّهد والقنزعة
جحشك يا " هبر " كعهدي به
ما زال لكن بدلوا البردعة
يا " هبر " أقصر إنّها " جورعة "
مقصورة عالخب والإمعة
وكلّ من مدّ ذراعا إلى
سنبلها فليفتقد إصبعه
لا بارك الله بكاس الطلا
ومن به طاف ومن أترعه
صدقت ريب الدّهر قد ضعضعه
وأحفظ الناس له ضيعه
هذي هي الدّنيا فمن يستطع
دفع أذاها عنه فليدفعه
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> عبود مات
عبود مات
رقم القصيدة : 64459
-----------------------------------
عبود مات بسكتة قلبية
وقضى وليس الموت بالبدعة
اليوم يوم الأربعا وغدا
يوم الخميس وبعده الجمعة
والأمة الحمقاء ليس لها
أيام غير الرّكل والصفعة
مات الفقير طوى فما ذرفت
عين الثرىّ عليه لو دمعة
يا ناس ، مشروع الدّموع به
هذا التعيس أحق بالشفعة
عبّود مات وما قضى وطرا
مما يسميه الورى متعة
ويح الغني من الفقير إذا
ما جاع ، وانتهك الطوى ربعه
عفوا لقد أخطأت ، إنّ لكم
في كلّ ليل أليل شمعة
اخرس ، فأهل الخير ليس لهم
يا مصطفى ، عن فعله رجعه
بالأمس ، عن روح الفقيد لقد
أكلوا شواء وأرغفا سبعة
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> عبود مات
عبود مات(65/220)
رقم القصيدة : 64460
-----------------------------------
عبود مات بسكتة قلبية
وقضى وليس الموت بالبدعة
اليوم يوم الأربعا وغدا
يوم الخميس وبعده الجمعة
والأمة الحمقاء ليس لها
أيام غير الرّكل والصفعة
مات الفقير طوى فما ذرفت
عين الثرىّ عليه لو دمعة
يا ناس ، مشروع الدّموع به
هذا التعيس أحق بالشفعة
عبّود مات وما قضى وطرا
مما يسميه الورى متعة
ويح الغني من الفقير إذا
ما جاع ، وانتهك الطوى ربعه
عفوا لقد أخطأت ، إنّ لكم
في كلّ ليل أليل شمعة
اخرس ، فأهل الخير ليس لهم
يا مصطفى ، عن فعله رجعه
بالأمس ، عن روح الفقيد لقد
أكلوا شواء وأرغفا سبعة
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> الحنين الى الجزيرة
الحنين الى الجزيرة
رقم القصيدة : 64461
-----------------------------------
أفي كلّ يوم أنت مضنى مروع
تشوقك أوطان وتصيبك أربع
تعشقتها طفلا صغيرا كأنّما
رضعت هواها قبلما كنت ترضع
فمنذ بها نيطت عليك تمائم
وأنت بها من دون تربك مولع
قضيت الصّبا صبّا وأنحيت نحوه
شبابا تقضى وهو بالوجد مشبع
تكاد حنينا ان تذوب إذا بدا
لعينيك برق بالجزيرة يلمع
تكاد إذا ريح الجنوب تنسمت
حنينا إلى وادي الأراكة تهرع
أتحسب كثبان المهامه يا فتى
جنانا بها أيك السعادة مفرع
فتشجيك ذكراها ، ويصيبك ذكرها
وتشتاق سكناها إذا ضاق موسع
وما هي ، لو أوتيت علما بأمرها ،
سوى بلقع من نضرة العيش بلقع
فمتع بما أعطيته من تمدين
جوانح جدا شاقهنّ التمتع
ولا تك جحّادا بنعمى حضارة
على بعضها عين البداوة تدمع
ألا ايّها الغرّ المرجى رحابة
بأرض بمن فيها من الناس تظلع
نزلت بواد غير ذي زرع ما جنى
خلا القحط من إخصابه المتوقع
فدع عنك إغواء الصبابة وارعو
فإنّك في سهل من الوهم ترتع
**
**
بنفسي وأهلي أفتديها مواطنا
مدى العمر ما انفكت لها النفس تنزع
قضيت الصّبا وجدا بها وصبابة
فهيات عن تهيامي العمر أقلع
ألا حبذا أرض الجزيرة موطنا(65/221)
وإن كان من دوح السعادة بلقع
**
**
أقول لنفسي حين راح كلامها
جزافا بإقناع الذي ليس يقنع
نعم ، جيدها عطل من الحليّ والحلى
ولكنّه بالمكرمات مرصع
وإنّ مغانيها وإن قلّ خصبها
لمن كلّ مرعى قام بالغرب أمرع
وأبيات شعر رصعت جنباتها
لمن كلّ قصر قام بالغرب أرفع
فيا حبذا بيت من الشّعر ما به
لعلج زنيم ، دأبه الغدر ، مطمع
ولا حبذا قصر مشاد بروضة
على الرغم مني فيه للعلج مربع
فلا خير في دار بأحرار أهلها
تضيق إذا خطب أناب ، وتظلع
وآل بعرض القفر يخدع ظامئا
لغلتنا من نهر ( لندن ) أنقع
وبوم يحيي الليل في حالك الدجى
بنعق له جأش المصاليت يجزع
أحبّ لسمعي من تغادريد آلة
لغير بلادي يا أخا العرب تصنع
وكلّ بلاد يلفظ الضاد أهلها
بلادي ، وإن كانت بمثلي تظلع
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> بقايا ألحان وأشجان
بقايا ألحان وأشجان
رقم القصيدة : 64462
-----------------------------------
عّفا الصّفا وانتفى من كوخ ندماني
وأوشك الشّك أن يودي بإيماني
شرّبت كأسا ولو أنّهم سكروا
بخمرتي وسقاني الصابّ ندماني
لقلت: يا ساق ! هلاّ والوفاء كما
ترى تنكّر ، هلا جدت بالثاني
سيمت بلادي ضروب الخسف وانتهكت
حظائري واستباح الذئب قطعاني
وراض قومي على الإذعان رائضهم
على احتمال الأذى من كل إنسان
فاستمرأوا الضيم ، واستخذى سراتهم
فهاكهم ، يا أخي عبدان عبدان
وإن تكن منصفا فاعذر إذا وقعت
عيناك فينا على مليون سكران
**
**
إليكها عن أبي وصفي مجلجلة
أبا طلال وما قولي ببهتان
وقلت: هذا هو الباشا وذاك لقد
عليه أنعمت إنعاما بنيشان
رفعت كلّ وضيع لا يقام له
إلاّ بسوق الخنا وزن بميزان
وقلت: أولاء قومي ينهضون بكم
وحسبكم أنهم من خير أعواني
هلاّ رعيت ، رعاك الله حرمتنا
هلا جزيت تفانينا بإحسان ؟!
مولاي شعبك مكلوم الحشا وبه
من غضّ طرفك والإهمال داءان
وليس ترياقه يا سيّدي وأخي ،
في ناب صلّ ولا في سنّ ثعبان(65/222)
مولاي ! إنّ المطايا لا تسير إلى
غاياتها ، إن علاها غير فرسان
**
**
خداك ، يا بنت ، من دحنون ديرتنا
روحي فداء الخديد الأحمر القاني
أما هواك ، فلن تنفك جذوته
توري زناد تباريحي وأشجاني
يا بنت ، وادي الشتا صرت جنادبه
ورجّعت جلهتاه الغرّ ألحاني
فلا عليك إذا أقريتني لبنا
وقلت : خبزتنا من قمح حوران
أما السّكاكر فلينعم بمأكلها
" صبري " و " منكو " و " وتوفيق بن قطان "
وليحيي " لدجر " و " الكوتا " وطغمتها
في ظلّ دوح من اللذات فينان
أما أنا والمناكيد الذين هم
قومي وصحبي وندماني وخلاني
فحسبنا نعمة الذلّ التّي نخرت
عظامنا وأعزت أهل عمان
**
**
" يا صاحبيّ فدت نفسي نفوسكما "
على المذلة والإذعان روضاني
لقد تنكّر لي أهلي ، وأنكرني
صحبي وأقرب من أدنيت أقصاني
فهاكني كيتامى الزّطّ لا أحد
يرثي لحالي ، ولا إنسان يرعاني
وليس لي ملجأ آوي إليه إذا
تهكم الصلفين الفظّ آذاني
ولا يراني أهل الخير ، يوم يدي
أمدها لهم ، أهلا لإحسان
أقول : هذا صديق صادق فإذا
بعد التجارب بي أمنى بخوّان
فهل عليّ ودأب الناس ثعلبه
ورفع كل وضيع القدر والشان
إذا عكفت على كأسي وقلت له :
يا أيّها الكأس ! أنتّ الحادب الحاني ؟!
يا صحابيّ ! أعيراني عيونكما
أمتاح من دمعها لكن بأشطاني
عسى يخفف كرب الثكل سائلة
تنساب ما بين جثمان وأكفان
قد أنضبت أدمعي من أعيني نوب
تبكي وتضحك قد حلت بأوطاني
يا صاحبيّ ! خذا عنّي ، فديتكما ،
سرّ الصبابة والألحان والحان
وناشدا الشوق هل شامت مرابعه
وجدا كوجدي ، وتحنانا كتحناني
**
**
ليلاي قيسك قد شالت نعامته
إلى فلسطين من " غور ابن عدوان "
هلاّ تجملت ، يا ليلى ، وقلت له :
مع السلامة إنّ الدرب سلطاني
شدوا الرّحال إلى ابن السّعود ففي
رحابه مجد غسان وعدنان
**
**
ماذا على الناس من سكري وعربدتي
ماذا على الناس من كفري وإيماني
ماذا على الناس من قولي لهم : أحد
ربي ، وقولي لهم : ربي له ثان(65/223)
ماذا على الناس من لهوي ومن عبثي
ماذا على الناس من جهلي وعرفاني
ماذا على الناس من جهلي ومعرفتي
ماذا على الناس من ربحي وخسراني
ماذا على الناس من صفوي ومن كدري
ماذا على الناس إن دهري تحداني
ماذا على الناس من فقري ، ومتربتي
ماذا على الناس من ضنّي وإحساني
ماذا على الناس من حبي مكحلة
بين الخرابيش أهواها وتهواني
**
**
قالوا : ذوو الشأن في عمان تغضبهم
صراحتي ، ولذا أفتوا بحرماني !
قالوا ذوو الشأن في عمان قد برموا
بمسلكي واصطفائي رهط مجان !
واستنكروا شرّ الاستنكار هرولتي
إلى الخرابيش مع صحبي وندماني
ما كان أصدق هذا القول لو عرفت
عمان مذ خلقت إنسان ذا شان !
قالوا : ( تمشكح ) في يافا وقد صدقوا
إنّي ( تمشكحت ) رغم العاذل الشاني
وقد جررت ولم أحفل بلومهم
بين الخرابيش عند الزّطّ أرداني
يافا عروس فلسطين التي غبرت
ما في يدي خلا شجوي وأشجاني
يا أهل يافا لقد طوقتم عنقي
شتى العقود فمن بر لإحسان
إلى الإشادة في ذكري ومعرفتي
وأعرف الناس بي يوصي بنكراني
ماذا عساه لساني أن يقول لكم
إن أوجب الأمر تقريظي وإحساني
إلا مقال ابن حجر يوم أنزله
بالأبلق الفرد ياهوديّ قحطاني
يا أهل يافا لقد بالأمس أرقني
برق تألق في أجواء حسبان
وحين رفّ لقدّ والله ذكّرني
بأنّني ذات يوم كنت عماني
فاستيقظت عبرتي من بعد هجعتها
وعادني ذكرهم من بعد نسيان
**
**
ليلاي دنياي أحلام مجنحة
تطير بي في فضاء أحمر قان
يا ليتها حلقت ليلى بأجنحتي
إذن لقلت لها : طوباك جنحاني
إذن لزغردت يا ليلى وقلت لها :
مع السلامة إنّ الدرب سلطاني
قالوا : يحب، أجل ، إنّي أحب متى
كانّ الهوى سبّة يا أهل عمان ؟
أما هواك فلا زلت الحفي به
ولا أزال عليه الحادب الحاني
أما لياليك ، يا ليلى ، فقد سحبت
سود الليالي عليها ذيل نسيان
طيري غدا والسلوقيّ استجاب إلى
بياع عظمات يا ليلى تحداني
فهل عليّ وهذا ما منيت به
إن صحت ، يا كأس انت الحادب الحاني(65/224)
فادني شفاهك من فيهي أمصمصها
وأدفئيني ، فإنّ البرد آذاني
أما الشّباب فقد أودت بجدته
ليلاي ليلاي إرهاقات سجّاني
ليلاي! إنّ الخلابيس العتاة عتوا
على فراشي واستصلوا بنيراني
فربتي ، بأبي أنت ، على كتفي
إني على نفسه إنّي أنا الجاني
ما زال وادي الشّتا دفلاه مزدهر
مالي ومالكمو يا جيرة البان
أما هواك فقد شالت نعامته
وقد حططت بوادي السّير ركباني
مالي وزمزم ماء غير سائغة
فأسقني جرعة من ماء حسبان
ودع هواهم فما بالرقمتين هوى
وليس حبّ ذوي حزوى بإمكاني
جيران وادي الشّتا كانوا وما برحوا
برغم أنفك ... جيراني
أمّا أنا فالهوى العذريّ يكلؤني
وأعين الخفرات البيض ترعاني
**
**
" لولا الهوى لم أرق دمعا على طلل "
ولا حننت إلى أطلال عمان
الحمد لله ليست مصر لي وطنا
وأحمد الله أني لست عماني
لا أنت منّي ولا أهلوك خلاني
ولا نداماك يا عمان ندماني
عمّان ! عمّان إنّ الكوخ قد عصفت
به الرياح فلست اليوم عماني
**
**
يا ميّ ! وادي الشّتا صرت جناديه
فطرّ شارب ذاك المجرم الجاني
ذاك الذي كان قلبي ، يوم كنت به
برا وكان عليّ الحادب الحاني
أيام كان الهوى العذريّ يكلؤني
وأعين الخفرات البيض ترعاني
يا ميّ ! دحنون وادي الحور حمرته
قد شابها ببياض طلّ نيسان
ناشدتك الله والأردنّ هل قبسا
خداك لونهما من لونه القاني
يا ميّ شبنا وما تبنا فهل نزلت
بما انتهينا إليه آيّ قرآن
يا ميّ ! يا ميّ ! قد حال الصبا هرما
إلى قذالي سبيلا هينا داني
والنّفس تزخر بالآمال ساخرة
مما تبيته يا ميّ ! أحزاني
**
**
يا حادي الركب ! قف واصمت على
مضض فالركب تحدوه سعلاة تحداني
قفا بعمواس يا ابنيّ وانتظرا
لو ساعة فهوى وصفي تحداني
وسائلا كلّ ركب مرّ عن ولدي
وسائلا الركب عن ( دحنون ) أوطاني
ويسألونك عنّي ، إنّني رجل
طرد الهوى ، مذ براني الله ، ديداني
**
**
أين الندامى ؟ مضوا كلّ لطيته
وخلفوني بهذا الكوخ وحداني
فلا كؤوس ، ولا ساق ، ولا وتر(65/225)
يشنف اليوم ، واويلاه آذاني
يا وحشة الكوخ ، أضفي فوق وحشتنا
دمعا نهلّه من سقف وجدان
فإنّ عبرتنا أودت بها نوب
كانت وما برحت تجتاح أوطاني
والصحب أضرب حتى عن إعارتنا
دمعا .تموح بقاياه بأشطاني
" لو كنت من مازن لم يستبح إبلي "
( عرص ) من الشام أو ( عكروت ) لبناني
قالوا : تعاقرها ؟ قولوا لهم علنا
إني أعاقرها في كل دكان
قال الأطباء : لا تشرب . فقلت لهم :
الشّرب لا الطب عافاني وأبراني
عليّ بالكأس فالدّنيا مهازلها
طغت على الناس لكن شرّ طغيان
**
**
قالوا : تدمشق ، قولوا : ما يزال على
علاته إربدي اللون حوراني
**
**
إليك عنّي ألقابا وأوسمة
قد أرهقت بضروب الخزيّ عنواني
رأسي لربي ، وربي لن أطأطئه
ولن أذلك يا نفسي لدّيان
شمس العدالة لم تشرق على نفر
مؤلف من مخاريق وخرسان
فليتق الله بي شعب محبته
كانت وما برحت ، ديني وديداني
وليتق الله بي شعب وفيت له
حق الوفاء وبالنكران كافاني
على مذابح قولي : سوف أسعده
ضحيت عمري فلم يسعد وأشقاني
**
**
الناس أحلاس من دامت سعادته
وكلّهم خصم من يمنى بخسران
غبر الوجودة إذا لم يظلموا ظلموا
فلا تثق منهم يوما بإنسان
خذني ( معاك ) فإنّ الناس قد برموا
بما يسمونه ظلمي وطغياني
خذني ( معاك ) ودعني في مضاربكم
أمتاح من بئركم لكن بأشطاني
خذني ( معاك ) فإنّي في مضاربكم
والله ، أنعم في سهوي ونسياني
ولا أبالي أأنتم معشر نزل
أم أنكم أهل ترحال وتظعان
ألم أقل لك : إنّ الناس أخلصهم
بوركت إنّ هاجمونا جدّ خوان
وأنّ وادي الشتا حوّ جآذره
وأنّ زمزم والأردنّ صنوان
**
**
يا أربعا ما وراء الحصن عامرة
بما تعانيه من ظلم وطغيان
قضى أساطين حزبي يا أخي ومضوا
فاشحذ مداك فإني اليوم وحداني
أودى الغريب ولم تجزع لمصرعه
لعلّ جثمان ذاك الميت جثماني
أين الأمين ؟ لقد شالت نعامته
وأصبح اليوم يا لله !! ألماني
لا زرت قبرك تحدوني ........
ولا رثيتك إبراهيم طوقان
نحن الألى قد وفينا في مودتنا(65/226)
يوم الرفاق تنادوا يا لقحطان
وعلقوهم على الأعواد ما علموا
أنّ العزائم لا تثنى بعيدان
**
**
قالوا : لشعرك عشاق بودهم
أن يجمعوا بعضه في شبه ديوان
فقلت : شعري أشلاء مبعثرة
كأنها عمري في كل ميدان
ويوم يأزف ميعاد النشور وما
يقضي به البعث من سر وإعلان
لسوف يسمع حتى الصمّ من غرري
آيات تلفظّها أفواه خرسان
**
**
يا أردنيات إن أوديت مغتربا
فانسجنها بأبي أنتنّ أكفاني
وقلن للصّحب : واروا بعض أعظمه
في تلّ إربد أو في سفح شيحان
قالوا : قضى ومضى وهبي لطيته
تغمدت روحه رحمات رحمان
عسى وعلّ به يوما مكحلة
تمرّ تتلو عليه حزب قرآن
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> ظلمات من الشقاء
ظلمات من الشقاء
رقم القصيدة : 64463
-----------------------------------
ظلمات من الشقاء حياتي
وسرابا رأيتها في سراب
وخيالا مقنعا بخيال
كلّما اشتقت للبكاء سرى بي
وعلى هاجري هدرت شبابي
ثم كفنته ببرد شبابي
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> إبراهيم طوقان
إبراهيم طوقان
رقم القصيدة : 64464
-----------------------------------
أحقا قد قضى نحبه
وفارقنا ولم يأبه
كأنّا ما عرفناه
ولا سبقت لنا صحبه
وأن " عريب" تبكيه
" وفدوى " دأبها ندبه
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> ومن منفى إلى غربة
ومن منفى إلى غربة
رقم القصيدة : 64465
-----------------------------------
هواك ظننته لعبة
وحبّك خلته كذبه
وقلبي كنت أحسبه
قضى واويلتا نحبه
وأحلامي وآمالي
وأيام الهوى العذبه
وتذكارات آمالي
قضت في جملة الحسبة
كفرت بكل عاطفة
لها بمبادئي نسبة
ورحت أظنّ أنّ الجر
ي في حلب الهوى سبّة
وعشت لغير تطلاب ال
علا والمجد لا أأبه
أبايع من يساومني
على الترفيه بالنكبة
فمن سجن إلى منفى
ومن منفى إلى غربة
ومن كرّ إلى فرّ
ومن بلوى إلى رهبة
فبي من كلّ معركة
أثرت عجاجها ندبة
تعالى الله والأردنّ
لا بغداد و " والرّطبة "(65/227)
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> وحادث غدر
وحادث غدر
رقم القصيدة : 64466
-----------------------------------
بدت مثل ضوء الشّمس قبل طلوعها
فلا الحرّ تشكوه ولا القرّ صائبه
وربّ قصيد قد سمعت فسرّني
فلا البطر يعروه ولا المين شائبه
لسيف عراثي صقيل أجاده
فتسمع ما يرضيك والصدق واجبه
وحادث غدر قد أرادوا فردهم
بغيظ إله الناس فانظر عجائبه
إله إذا ما شاء أيّد عبده
وإن شاء فالباغي تر الله غالبه
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> أخو طرب
أخو طرب
رقم القصيدة : 64467
-----------------------------------
بادر إلى اللذات قبل فوات
وهلمّ نهمل ، فالزّمان مؤات
أمّا الوقار فلا تدع أبدا له
أثرا ، يعرقل ظلّه خطواتي
إنّي أخو طرب ، أعيش لأنتشي
علّ الزّمان يدوخ من نشواتي
سكران ، قد صدقوا وربّ محمد ،
إنّي أخو طرب ، فتى حانات
أسقى ، وأشربها ، وأعرف أنّها
رجس ، ومن عمل اللعين العاتي
لكنّ فيها للأنام منافعا
قد تجمع الشملين بعد شتات
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> حسبك فتنة
حسبك فتنة
رقم القصيدة : 64468
-----------------------------------
يا حلوة النظرات ! حسبك فتنة :
حبّ الشباب ، وفتنة النظرات
وشذى كرّيا " المجدلية " في الهوى
وجوى كوجد " الأخيلية " عات
ومنى كأحلام الشّباب ، قوامها
أمل هجيراه الزمان مؤات
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> حبّ الزعامات
حبّ الزعامات
رقم القصيدة : 64469
-----------------------------------
كم صحت فيكم ، وكم ناديت من ألم
فلم تصيخوا لصيحاتي وأنّاتي
والله ما غالكم ، واجتث دوحتكم
بين الشعوب ، سوى حبّ الزعامات
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> أحلام العروبة
أحلام العروبة
رقم القصيدة : 64470
-----------------------------------
أصفيّ بنت حيىّ إنّ بنا جوى
كجوى دبيّة سادنا للاّت
لله أحلام العروبة إنّها(65/228)
ترعى الحصيد ولات حين رعاة
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> ما ذم شعرك
ما ذم شعرك
رقم القصيدة : 64471
-----------------------------------
ما ذمّ شعرك إلاّ معشر سمجوا
في حلبة الذوق إن أرسلتهم عرجوا
لو كان فيهم من الإنصاف منقبة
ما استنكروا لبسك ( البنجور ) يا " فرج "
إنّ التمدين في بغداد آيته
زيّ به عابك الغوغاء والهمج
ففي السموكن والبنجور مكرمة
بغيرها الناس في الزوراء ما لهجوا
وفي العراق على أكتاف بزتها
للقوم قامت على تبريزهم حجج
فقل لشانىء ( ريد نجوتكم ) سفها
هذا الرّقيّ الذي ما شابه عوج
وعج بقلبي على مغنى يجنّ به
فما عليك إذا أسعدته حرج
إنّي ، وإن كنت حرا ذا محافظة
عبد العيون التي في شكلها دعج
جآذر الحي من " غسان " ليس لنا
عند انتجاع الهوى عنكنّ منتهج
تالله إنّ الصّبا لفح السّموم إذا
ما فات هباتها من " مأدبا " أرج
والدّر إن لم يك الأردنّ معدنه
فمنه خير بعين المنصف السّبج
يقول " عبّود " من يترك وظيفته
طوعا ، فمجنون في أعصابه هوج
يا شيخ ! يا شيخ ! خلّ العقل ناحية
فهذه أزمة هيهات تنفرج
إن لم يذد عن حياض القوم صاحبها
ويحرس الحقّ فيهم فاتك لهج
لا يحمد الورد إلاّ النذلّ من قلب
عدا على أهلها الإملاق والأمج
قصور " عمّان " لا يخدعك مظهرها
قد يستوي نقشها الأزياف والصّلج
فما لغير الأذى في ربعها الق
ولا لغير القذى في جوّها رهج
فلا تغرنك ألقاب مطنطنة
ما كلّ لفظ به معناه يندمج
لو أنّ " عمّان " أهلوها بنو وطني
إذا لهذا الذي يلقاه لالتعجوا
إذا على نول ( غندي ) يوم أرهقه
طغيان مستعمري أوطانه نسجوا
إنّا نيام وأنتم مغمضون على
قذى ، فماذا عسى يأتي به الفرج
فليبك من شاء من يأس يكابده
ولتنفطر من أسى أفلاذها المهج
فما ( .... ) شأن في تضورنا
ولا على أهله في بيعنا حرج
أليس سنّ ابن " ست " الدّار يضحكها ؟!
فما على ككس اهل الدّار إن نشجوا
إنّ المساواة تنفي كلّ آصرة(65/229)
بين العبيد وأسياد الحمى تشج
أليس آباؤنا من قبلنا نشأوا
على الصّغار ، وفي مهد العصا درجوا ؟!
فابعد بعمّان دارا ، ما تجاوزها ،
والشّمس ضحيانة في غيرها ، دجج
واسترفد الخير من بيت ببادية
نار القرى فيه إنّ يمس المسا تهج
بيتا من الشّعر يكفي الضيم صاحبه
أنف حمي وليس الباب والرتج
عهدي " برغدان " احرارا إذا نفروا
لنصرة الحقّ لم يدم لهم ودج
ما بالهم ؟ لا أدال الله دولتهم
لا ينبسون ، وإن أنطقتهم ثبجوا
أليس لولا سنا رغدان ما انكشفت
في ليل عمّان عن أضوائها سرج
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> سهاد
سهاد
رقم القصيدة : 64472
-----------------------------------
لقد بتّ أمس كما بتّ انت
عثاري دثاري ويأسي وساد
وفي القلب جرح لقد حرّمت
عليه الليالي مباح الضماد
أنام ولكن ليصحو شقائي
وأصحو ولكن ليشقى الفؤاد
فهيهات منّي سبات الأماني
وهيهات منّي أماني الرّقاد
وإنّي سعيد بما قد لقيت
وإنّي شقيّ لأورى زناد
**
**
لقد بتّ امس كما بتّ أنت
جزوعا خشوعا مروع الفؤاد
كأنّ بنفسي كآبة رمس
بدا لي أمس بعرض الحماد
وما من طموحي وأحلام روحي
بكفيّ إلا رماد الرّماد
وأنت عليم بما قد لقيت
وما سألاقي وما بي يراد
أجل قد مللت تساقيّ بؤسا
بحانة يأسي بكأس اضطهاد
فحسبي شقاء يلاشي جهادي
ويكبي جيادي بكل طراد
أجل قد مللت بقاء مملا
وعيشا مذلا بهذي البلاد
" ولا صغار كزغب القطا "
ومأساة يتم وثوب حداد
وحزني عليك جزوعا وقد
نعتني إليك بنات المداد
لبعت الحياة وبأساءها
بسوق المنايا بأدنى مزاد
لقد بتّ أمس كما بتّ أنت
عثاري دثاري ويأسي وساد
وفي النّفس نار إذا خلت أن قد
عراها خمود تزيد اتقاد
ونار بروحي لقد صيّرت
أمانيّ قلبي كذرّ الرّماد
وربّ سموم لقد أذبلت
زهوري فآضت كشوك القتاد
فهيهات مني سبات المنى
وهيهات مني أماني الرّقاد
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> لكل مقال يا بثين جواب
لكل مقال يا بثين جواب(65/230)
رقم القصيدة : 64473
-----------------------------------
أمنددا بأبي طلا
ل ونهجه اللبق الرّشيد
ما أنت أول رائش
أصماه سهم من جحود
فاهتف بما تقضي عليك
به الغواية من قصيد
وانكر مآثره وته
بالسبق في حلب الكنود
وانعم بما مشليك يغدقه
عليك من النقود
حتى إذا صفرت يدا
ك من الحجى ومن الرصيد
وحماسك الجعجاع أس
فر عن مضاعفة القيود
وغدوت لا وطن ولا
أمل بطارف أو تليد
فسل اليهود عن الألى
باعوا بلادك لليهود
واستمرأوا انفاق قي
متها على كاس وخود
منهم أكان العبدلي أبو طلال ابن الشهيد
يا من يعيرنا لمس
عانا بتوسيع الحدود
وجهادنا لخلاص ما
لم يشر من وطن الجدود
ليس البطولة ثورة
رعناء بالأوطان تودي
لكنّها في دفعك ال
أخطار بالرأيّ السديد
" فأقعد فلست أخا العلا
والمجد وانعم بالقعود "
ما زلت أعزل والعد
وّ سلاحه حمر الحديد
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> إذا قالوا
إذا قالوا
رقم القصيدة : 64474
-----------------------------------
إذا قالوا : " أبو وصفي "
لقد " غوّر " قل : " جلعد "
وحطي سعفص كلمن
وهوز قبلها أبجد
لقد ظعنوا لقد شالوا
فبعدا للذي أبعد
تناسيت الهوى والوجد " يا للخبر الأسود "
ألا يا قلب هوّد إنّ
طردي للهوى هوّد
وبي وجد أعربد إن
دنا منّي أو عربد
هبيني ابن سيناء
أنا " محسوبك الأوحد "
وفي كوخي وصومعتي
و " مكتب موطني " الأمجد
أهشّ إذا بكى وجرى
واسخر منه إن ما جد
سليمى ، والهوى العذريّ
في أحكامه شدّد
ترى ماذا عساني أن
أقول لوحده الموجد
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> يا ربّ لا تبقني
يا ربّ لا تبقني
رقم القصيدة : 64475
-----------------------------------
يا ربّ لا تبقني إلى زمن
أكون فيه كلاّ على أحد
خذ بيدي ، قبل أن أقول لمن
ألقاه حين القيام : خذ بيدي
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> نَوَرٌ نسميهم
نَوَرٌ نسميهم
رقم القصيدة : 64476(65/231)
-----------------------------------
لا درّ درّك " جعفر يا " جعفر "
دعني بغيّ ضلالتي أتعثر
وإذا فقيه القوم أسهب واعظا
وبه اهتدى غيري فدعني أكفر
وإذا مريدوه الأفاضل أسرفوا
بالقول : هذا ماجن مستهتر
فأنخ على باب الصرّاحة ناقتي
حتى يموت بغيظه المتذمر
واضرب به وبفقهه وبوعظه
عرض الجدار فذا بذلك أجدر
عبّود قال ، فما لنا ومقاله
السكر في نظر الشريعة منكر
والخمر رجس والكؤوس برأس من
شربوا بها يوم الحساب تكسّر
إنّ الإله الحقّ جلّ جلاله
من أن يقول بقول شيخك أكبر
فهلمّ نشربها فلون حبابها
ذهب كشعر الشركسية أشقر
وتعال عند المنتشين بطبعهم
من حان ألحان الربابة نسمر
الطامعين وليس من أمل لهم
والقانطين وكلهّم مستبشر
الآخذين من الحياة بصفوها
والتاركين لغيرهم ما يكدر
الساخرين بكلّ شيء بينما
لا شيء إلاّوهو منهم يسخر
" نَوَرٌ " نسميهم ونحن بعرفهم
منهم وفي عين الحقيقة " أنَورُ "
**
**
أو لم تر العرفاء كيف تهودوا
أو لم تر المتعلمين تنصروا
والبائعين بلادهم بقلامة
قد أقدموا والمخلصين تقهقروا
فالحرّ فينا للعلوج مطية
والعفّ منا لليهود يسمسر
بعنا العروبة بالوظيفة وانبرى
ليبيع " غور أبي عبيدة " أزعر
لا تعجبنّ لفعلنا فنفوسنا
رغم الظواهر بالدناءة تزخر
يا " هبر "، يا طبال ، يا من قومه
من كلّ سفسطة تغلّ تحرروا
إنّا على ما قدروه لشأننا
من قيمة من شسع نعلك أحقر
حاك الصّغار لنا رداء رئاسة
يلهو بقرض خيوطه المستعمر
لا تحسبن يا " هبر " سؤددنا كما
يبدو، فغيرك بالحقيقة أخبر
هيهات لو تغني الظواهر ربّها
أسدا لكان الثعلب التنمر
**
**
فدع الرصانة والرزانة والحجا
برؤوس عبدان الفلوس تنقر
وهلمّ عند الضاربين بطبلهم
للناس أمثلة الصراحة نسمر
الراقصين على الحبال جدودهم
رقصا كرقص الأمس لا يتغير
الثابتين على مبادىء قومهم
الحافظين ذمام من لا يخفر
" نَوَرٌ " لئن كانوا فإنّ وفاءهم
مما يحار بأمره المتبصر
لا يكذبون ولا بتور فعالهم(65/232)
ولقلّما ظهروا بما لم يضمروا
ما زال من كنا نؤمل خيره
قد صار عن آراء " وزمن " يصدر
يا " هبر " شعبك بالحياة من أمتي
أضحى الأحقّ وبالكرامة أجدر
يا " هبر " هات لي الربابه وانطلق
بي حيث قومك أسهلوا أم أصحروا
أنا مثلكم أصبحت لا أرض ولا
أهل ولا دار ولا لي معشر
ولقائل لك بالعراق ، وملكه
واق يعيذك ما تخاف وتحذر
فهناك لا بلفور يزعج وعده
أحدا وليس هناك من يتبلفر
وهناك لا " بيك " تخاف جنوده
يوما ولا " ككس " هناك وهوبر
وهناك لا .. أوهل هناك دساكر
يا شيخ بالهيف المرنّح تزخر
وعيون ما ينفك يزعم أنّها
عيناه في نظراتهنّ الجؤذر
هيهات ما بعد " الصريح " وأهلها
للحصن لا شرقي " سال " "مغير"
ما في العراق وربّ زمزم أعين
إلاّ ومن خلف الزّجاجة تنظر
" عمص " ويحسبها السخيف لأنّها
سقيت بدجلة بابلية تسحر
فأقم " باربد " لا تغادر ساحها
إلاّ إلى القبر الذي به تقبر
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> بالجميل اللذيذ
بالجميل اللذيذ
رقم القصيدة : 64477
-----------------------------------
بالجميل اللذيذ لا تهجريني
أو تدرين ما الجميل اللذيذ!
ضجعة في الصّفا وقد رقد النا
س ، وعود ، وقينة ، ونبيذ
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> كلاج
كلاج
رقم القصيدة : 64478
-----------------------------------
خسأ الذي ظنّ اللجاج مجاجا
وتوهم الماء القراح أجاجا
إنّ ( القطايف ) لا تساوي لحسة
مما يسميه الورى ( كلاجا )
فاعذر أخا نهم إذا يوما على
" جبري" ومطعمه المبارك عاجا
أتقول : ما " الكلاج " يا لك أحمقا
ضلّ السبيل ، وأخطأ المنهاجا
أوما علمت بأنّه من قشطة
هي والسكاكر نطفة أمشاجا
فهو الطبيب لمن يودّ تداويا
وهو العلاج لمن أراد علاجا
لو أنّ " فوردا " صاغ لي سيارة
منه جعلت فمي لها ( كراجا)
أو شيد حبس للمؤبد سجنهم
منه ، لما طلبوا لهم إفراجا
أو أن طابخه أحاط (صدوره )
بالموت صار الموت لي منهاجا(65/233)
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> سكر الدهر
سكر الدهر
رقم القصيدة : 64479
-----------------------------------
سكر الدهر ، فقل لي : كيف أصحو
والنّدى يبخل ، والجود يشحّ
وأنا يا سيدي المفتي كما
قلت عنّي : حيث ينحو الحبّ أنحو
وحياتي ، لا تسل عن كنهها
إنّها حان وألحان وصدح
وأمانيّ شباب فاتها
مثلما فات بني الأردنّ نجح
وعثار الجدّ قد صيّرها
عبرة خرساء هيهات تسحّ
فهي أحيانا بشعري آهة
وهي أحيانا جوى يشجي وبرح
وهي طورا في مغاني قصفهم
عربدات تضحك الثكلى وردح
وهي أحيانا هوى ، طرد الهوى
يتبناه ، فيشفى ، ويصحّ
وهي أحقاد تلظى تارة
فإذا بي وبها : عفو وصفح
وهي أحيانا ظلام دامس
لا أرى أنّي له يطلع صبح
فافتني يا شيخ ! هل لي بعدما
جاءكم عنّي ،عمّا بي ندح
ودع الساقي يدر كأس الطلا
حسبه لله ، فالسّكر أصحّ
في زمان ليس للحقّ به
أيّ صوت إن أسفّ الدهر يلحو
**
**
سكر الدّهر ، ولم يفطن إلى
سكره حرّ أبيّ النفس قحّ
فانتفى الإنصاف ، والعدل عفا
وأسفّ الحكم ، فاستجبل سفح
وأنا ما ذقت إلا كاسة
عند قعوار وأخرى إذ ألحوا
ضربوا الأمثال بي عربدة
فلسكري عندهم : متن وشرح
هيه يا رمز الأماني والمنى
إنهم حيات ، رقطاء تفحّ
لا يغرنك تقبيلهم
يدك اليوم ، وتقريظ ومدح
فغدا سوف ترى موقفهم
منك ، يا مولاي ، إن أبرم صلح
فثرى الأردنّ أن لم يرو من
مائه الفياض ، لن يرويه ميح
**
**
أيّها الشيخ ! الذي دستوره
إنّما الإفتاء : توجيه ونصح
بعضهم يسكر للسكر وفي الن
اس من يسكر ، يا شيخ ليصحو
كتب الله علينا شربها
ليس خطّا كتب الله فنمحو
قد قلوت القيل والقال وما
ليس لي فيه غنى أو منه ربح
ونذرت الصمت ، لما قيل لي :
من يقول الحقّ يؤذي ويدحّ
أنا إن أصمت ، فصمتي حسبه
أنه صوت الأرقاء الأبح
أيّها الباكي على أوطانه
لا يردّ الروح للميت نوح
بارك الظلم ، وصفق للأذى
فهما نصر من الله وفتح(65/234)
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> زهرة في مفكرة
زهرة في مفكرة
رقم القصيدة : 64480
-----------------------------------
أهنا وبين صحيفتين سطورها
باحت بسرّ لم يكن بمباح
أودت بنضرتك السنون وأذبلت
كفّ السلو رواءك الوضاح
قد شبّ عن طوق الصباوة وانتضى
للحبّ في ساح الحياة سلاحي
أبنيّ واحدة بواحدة فقل
لأميمك الحسناء قول وقاح
أبتي لقد سالت جراح فؤاده
كيما يضمد بالغداة جراحي
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> خمدي بالسلاف
خمدي بالسلاف
رقم القصيدة : 64481
-----------------------------------
خمدي بالسّلاف دامي جروحي
وأنيري بالكأس إظلام روحي
واسقني من مدامة عصروها
من خدود العذراء أمّ المسيح
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> ظلم
ظلم
رقم القصيدة : 64482
-----------------------------------
ما أظلم الوجود
ما أظلم الوجود يا عبود
لولا شعاع للمنى يرود
أرجاء عمر مجّه الوجود
ومعدن جوهره العنقود
لو ذاق منه الأغتم البليد
وكان لا يبدي ولا يعيد
لآض وهو البلبل الغرّيد
***
كم مهمة ضاقت به الجنود
ذرعا ، فغير الذّعر لا تجيد
لم يثنني عن سيره تنديد
وبيده تضلّ فيه البيد
على أغرّ ، عوده صليد
إرقاله سيان والوخيد
عشمشم وما له محيد
عن سبل يسلكها الرشيد
حتى إذا بلغت ما أريد
وعدت لا تعثر بي الجدود
لمشمخر ركنه وطيد
عزّ به اللآباء والجدود
وذلّ فيه الابن والحفيد
بسعي أسيادك يا عبّود
عاد فؤادي شوقه العتيد
وخفّقت في أضلعي بنود
هوى قديم رثّه جديد
تبيد أيامي وما يبيد
هيهات لو ما قد مضى يعود
ما حويت بحرّها الكبود
فحسبك التذكار والترديد
الله ما أظلمه الوجود
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> بوركت الأعمال والجهود
بوركت الأعمال والجهود
رقم القصيدة : 64483
-----------------------------------
حتى إذا قيل لنا : أن عودوا
بوركت الأعمال والجهود
وعدت لم تعثر بي الجدود(65/235)
لمشخمر ، ركنه وطيد
عن مثله الآباء والجدود
ذادوا ومن يقتد بهم يسود
عاد فؤادي شأنه الوحيد
وخفّقت في أضلعي بنود
هوى قديم شوقه أكيد
تبيد أيامي ولا يبيد
فإن زعمت نقصه يزيد
فهو طريفي وهو التليد
هيهات لو ما قد مضى يعود
ما جويت بحرّها الكبود
فالّرجز المأثور والقصيد
ما هو بالقول الذي يفيد
إن كان عطلا جيده الفريد
من مدح قيل ، ذكره الحميد
منه استعارت عطرها الورود
أميرنا العلامة الصنديد
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> من ليالي الشوبك المحمية
من ليالي الشوبك المحمية
رقم القصيدة : 64484
-----------------------------------
زمّوا القلوص فما للبين تفنيد
ولا لجرح نكاه الضيم تضميد
زمّوا القلوص فما أدري أوجهتهم
" عمّان " أم أنهم من دونها نودوا
يا معشر الصحب بي وجد أكاد جوى
أذوب ما أضرمته الأعين السود
فهاتها من صميم الدنّ مترعة
كأنّها في جبين الشّرك توحيد
عسى لما بي من غصات حبّهم
فيما يجود به الخمّار تبديد
**
**
يقول " عبّود " إنّ الحشر يجمعنا
يا هند ! مالي وما يرويه " عبّود "
ما زال وصلك ما رفت ذوائبه
على فؤادي فظلّ الحبّ ممدود
فأيّ قلب هجير الهجر يلفحه
يغنيه فيء رواقاه المواعيد
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> رويدا إنّه العيد
رويدا إنّه العيد
رقم القصيدة : 64485
-----------------------------------
رويدا إنّه العيد
وإنّ الله موجود
وإنّي مثلما قالوا :
أخو نشوات عربيد
أليس السكر في الأعيا
د " عنعنة " وتقليد ؟!
"سليمى" إنّ بخلكم
على علاته جود
أليس الناس أحلاس
وأصل الكاس عنقود
وإنّي في الهوى الذري
طّراد ومطرود
أخو حان وألحان
شكاواه أغاريد
حياتي مثلما أنبو
ك إرهاق وتشريد
وسجن بعده منفى
وتعذيب وتبعيد
خلاك الذام يا " وصفي "
وأهلوك الأجاويد
ألما يأتهم أنّي
أخو نشوات عربيد
وأن القسمة الضّيزي
بها يفتيك عبّود
من العبدان قد سادوا
ومن قد سادهم سودوا(65/236)
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> بعد الأربعين
بعد الأربعين
رقم القصيدة : 64486
-----------------------------------
يا شيخ أين من الخريف ربيع
ما للشباب وقد خلاك رجوع
يا شبخ بعد الاربعين بقاؤنا
عبث فلهو لداتنا ممنوع
إما صبوت اليوم قيل لعمركم
يا ناس تهيام الشيوخ فظيع
واذا نظمت الشعر قيل تكلف
وإذا أدرت الكاس قيل حليع
وإذا بكيت جوى ونحت صبابة
قالوا وهجر ابن المئين دموع
يا شيخ تف على الحياة بلا هوى
وجوانح تزهو به وضلوع
لمن المضارب لا تسل هي للألى
أيامهم كحياتنا ترقيع
لله در الهبر إن قبابه
أدم وإن جنابه لمنيع
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> تسول شاعر !
تسول شاعر !
رقم القصيدة : 64487
-----------------------------------
بين الأنين وغصة الذكرى
أبعد بعمر ينقضي عمرا
وانفض يديك من الحياة إذا
يوما أطلقت عن الهوى صبرا
ما قيمة الدنيا وزخرفها
إن كان قلبك جلمدا صخرا
يغضي إذا حيته آنسة
ويهش إن نظرت له شزرا
وضلوعه قفراء موحشة
تتجشأ الكفران والغدرا
فكأنه وكأنها شبحا
قبر يلوك بشدقه قبرا
**
**
ظبيات وادي السير هل نفرت
من سربكن الظبية السمرا
فهي التي خطت أناملها
في سفر حبي آية غرا
وتلت علي من الهوى سورا
رتلتها مترنما شعرا
ومضيت أسال كل فاتنة
كرما وجودا نظرة شزرا
ونشرت أحلامي وقلت لها
زفي لنفسك ويحك البشرى
فالقلب قد عادته شيمته
وتدفقت قسماته بشرا
وتناقضت جنباته شغفا
وأقض وقع وجيبه الصدرا
ريانة الالحاظ من حور
زيدي رسالة حبنا سطرا
ما زال قلبك ما يزال به
رمق ونفسي لم تزل خضرا
سكرانة الألحاظ مرحمة
حني علي بنظرة سكرى
من عينك اليمنى فأن بخلت
فتصدقي من عينك اليسرى
وإذا مددت الى يديك يدي
فتلمسي لتسولي عذرا
فحياة أمثالي إذا صفرت
من عطف مثلك أصبحت صفرا
**
**
جراجة الكفلين من هيف
أوحى لرمح قوامك الخطرا
هلا اتقيت الله في كبد
حرى وعيش حلوه مرا
ورعيت حرمة شاعر دنف(65/237)
يشكو اليك العوز والفقرا
حبست سماؤك عنه صيبها
فتسول الفضلات والسؤرا
وثابة النهدين حاجتنا
لزكاة حبك لم تعد سرا
ما زال قلبك ما يزال به
رمق ونفسي لم تزل خضرا
ونصوص حكم هواك ما برحت
مطروحة بدوائر الإجرا
شبنا وحبك ما يزال فتى
غض الاهاب يغازل الدهرا
يبكي فتشرقني مدامعه
وتغصه زفراتي الحرى
فكأنه وكأنها شبحا
ذكرى تكفكف دمعها ذكرى
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> رثاء الهبر
رثاء الهبر
رقم القصيدة : 64488
-----------------------------------
اين جشميد ابن كايو كباد ؟
اين زالا ؟ زالوا جميعا وبادوا
وعلى الهبر قد رسا مثلهم
بالامس في مصفق المنون المزاد
لم تفطر مرائر الزط لما
غيبوه ولا اتفرت اكباد
ودوى طبلهم كما كان يدوي
يوم للهبر كانت الأمجاد
واستمر الندمان يسقون صرفا
من رحيق كرومه (جلعاد)
ومضى عازف الربابة يشدو
لحنه وانبرت لرقص " سعاد "
هبر ، حتى حمير قومك اذ
تنشج مغزى نشيجها انشاد
مت كما شئت فالندامى بلهو
ليس من شأنهم عليك الحداد
**
**
هبر ساقي السقاة ما زال
قد نحاك عما أصابه الوراد
واعوجاج الزمان يا هبر ما
زال اعوجاجا ينوء فيه السداد
وبياض النهار ما زال منه
حظنا كان يا تعيس سواد
لا تخف ظلمة القبور ففيها
يتساوى الافذاذ والاوغاد
وينام الصعلوك جنبا لجنب
والسراة الذين شادوا وسادوا
ايهذا التراب بوركت من
قاض لأحكامه استراح العباد
**
**
هبر ليست دنياك عبدة رق
لاناس بعرفها أسياد
كل حي لسوف تحمله
يوما لمثواك مرغما أعواد
والشقي الشقي من يحسب
العمر بناء لا يعتريه نفاد
إن حبل الردى مشاع وعنه
قفز الهبر وابن شداد عاد
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> والعلم في عمان أزياء
والعلم في عمان أزياء
رقم القصيدة : 64489
-----------------------------------
بالنفس ، يا شيخ ! من تقواك أشياء
ضاقت بها من فسيح الصّدر أرجاء
أكلّ يومين ترميني بموعظة
فضفاضة نسجها : فقه وإفتاء(65/238)
يا شيخ! يا شيخ ، إنّي لم أعد عرضا
للناس ، يرمونه بالعتب ما شاءوا
كلّ الألى بالغوا في نحت أثلتنا
عند الأميرين ، بالخزيين قد باءوا
**
**
مالي وللشام ، لا " ضحل " بغوطتها
ولا شماريخها " كالهضب " شماء
عيناي ما استأنست فيها بآنسة
ولا استساغت بها مرآي حسناء
دمشق! يا جنة الدّنيا وشامتها
إن لم يكن فيك عن لمياء أنباء
فالقلب أشهى إليه منك بلقعة
من سهل إربد لا عشب ولا ماء
وكلّ عين " حزيم الظبي " قرتها
لا تستبيها رياض منك غنّاء
في غير وادي الشتاء في غير أربعه
ما تورف الظّلّ للأشواق أفياء
إنّ الهوى والجوى والوجد معدنه
مذ آنست رسّها بالقلب حواء
ملاعب خلدت أسماءها غرر
من شعر من علمته الشوق " زيزاء "
وكرم " جلعاد "ما بعد التي عصروا
" بالسلط " منها تلذّ الشرّب صهباء
وبعد " قعوار " خمار يعاملنا
إن أنكرت جيبنا خضراء بيضاء
وبعد " عمان " ربع لا تزايلهم
بنعمة القيل ذي " رغدان " آلاء
الخمر رجس وفي تحريمها نزلت
آيات ما نصّها : لغز وايماء
" عبّود " يا شيخ ! يا من في مجالسه
" للأمّ " همس " وللمعراج " ضوضاء
بأيّ قول ، لقد صارت محرمة
على الندامى ، وأهل الحظ " بيراء"
للناس بالكاس آراء، فواعجبا !
أليس للكأس بالإنسان آراء !
دعني بربّ " السكاكي " من بلاغته
وقوله : مقتضى حال وإنشاء
أما " فراهيد " فاستغفر لصاحبها
وقوله : من عيوب الشعر " إقواء "
فجودة السّبك في الأقلام موهبة
ورائع النظم كالتنزيل إيحاء
يا شيخ ! ما العلم ؟ حسب المرء معرفة
أنّ الشفاه بوادي السّير لمياء
وأنّ وادي الشّتا حوّ جآذره
وأنّ مصطافها موآب أسماء
وأنّ للجهل فضلا لست صاحبه
بالعلم ، والعلم في عمّان أزياء
وأنّ آذان نوّاب البلاد سوى
عن الذي يقتضيه العلج صمّاء
مؤمل الخير من كف ترنحنا
صفعا ، حنانيك إنّ القوم أعداء
لو أنّ " برنيطة " كانت عمامتكم
لوظفوها ، ولم يخطئك إثراء
" مصائب الدّهر أنواع منوعة "
وشرّها أن تسود " السّت " سوداء(65/239)
وأن ينير سبيل العلم إمعة
وأن تريك سويّ النهج عجماء
لا وجه للعدل والإنصاف في بلد
كلّ ابن أنثى بها : أمّار نهّاء
والعلم كالجهل ، إنّي قد شططت ، وقد
نسيت أن في فمي من راتبي ماء
يا أزمة أنطقتني اليوم جمجمة
لا تشمتي ، فالحجا : شد وإرخاء
لا بدّ للحرّ من يوم ، يقول به :
" شرتي " وراتبكم والعزل أسواء
ها رفدكم ، فخذوا ، بعدا لنائلكم
فإنّه وصمة تالله ، شنعاء
لا تحسب الجرح فيمن لا يضج أسى
يا كوكس ، مندملا ، فالضيم نكّاء
والحقّ ، لا بدّ من إشراق طلعته
مهما استطالت على أهليه ظلماء
وقوة الضعف إن جاشت مراجلها
تنمرت نعجة ، واستأسدت شاء
هذا هو الشّعر ، لا نظم يطالعنا
به عجوز ، أخو ستين هذّاء
يقول ، وهو الذي ما اجتاز مرحلة
على جواد ، ولا لفّته بيداء
ولا رأى العيس يحدوها أخو رجز:
" يا رائد القوم إنّ القوم أنضاء "
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> على الأطلال
على الأطلال
رقم القصيدة : 64490
-----------------------------------
خليليّ ! ما انفك الفؤاد المعذب
وراء التصابي والصبابات يدأب
وما انفكت النّفس التي قد عرفتما
لتطراق طيف " الشركسيات " تطرب
وقلبي كما بالأمس ، ما انفك عاتيا
به الوجد يلهو ، والتباريح تلعب
فيوم " بوادي السّير " تأسره ظبية
ويوم بهذا الثغر يسبيه ربرب
إذا أفلتته الأعين النّجل لحظة
به ينشب الأظفار كف مخضب
وإن قلت: قد عاف الصبابة أو سلا ،
تناوشنه الأشواق حتى أكذب
خليليّ ! بنت النّور زمت قلوصها
وراحت بآفاق الدياجير تضرب
وأضنى فتاكم مكث يوم وليلة
على الرّحل ، ما أرخى بها الورك منكب
خليليّ ! أعلاق الأسى ، توقظ الأسى
وبعض انصداع القلب بالدمع يرأب
وقوفا بنا ، نستنزف العين عبرة
على الدّمنة القفراء وطفاء تسكب
فعوجا على الأطلال نقض حقوقها
ونلحو تصاريف الليالي ، ونعتب
ونشكو الرسوم المقويات الذي بنا
عسى ، أو لعلّ البثّ بالشجو يذهب
ونستنطق الأنقاض ، أنقاض أذرح(65/240)
بها للصّدى مزقى ، وللبوم منعب
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> إذا داعبه الحب
إذا داعبه الحب
رقم القصيدة : 64491
-----------------------------------
إذا داعبه الحبّ
فماذا يفعل القلب ؟
وهل حرج عليه وإن
يكن قد شاخ ، أن يصبو ؟
وأن يخفق للغزلا
ن ما مرّ به السّرب ؟
ألا يا أيّها الخفّا
ق، لي طرد الهوى دأب
وهب سني على الخمسي
ن قد أربت ، ولم ترب
أأغضى إن مكحلة ،
إليّ بها ، رمى الدّرب
أدرها ايّها الساقي ،
أدرها ، انتظم الشّرب
وقل للعاتبين عليّ طردي للهوى : " انكبوا "
ودع " عمّان " يسكرها ال
رّياء الوقح ، والكذب
لقد هزلت شويهاتي
فارفق ، حسبها حلب
أما تدري بأنّ لها
كما لك ، يا أخي ، ربّ
فلا كلأ ، ولا ملأ ،
ولا ماء ، ولا عشب
لبئس الحقّ لا يحمي
حماه الصارم العضب
على سوق مزيفة
مذ الكسحان ما دّبوا
بأدغالك يا زيتو
ن " برما " أستأسد الذئب
لقد آليت ، يا ندما
ن ، لا أمشي ، وأن أحبو
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> ازعق
ازعق
رقم القصيدة : 64492
-----------------------------------
ازعق عساه إذا زعقت يجيب
فالأمر جّد ، والخطوب تنوب
ازعق ، وصح بالمغمضين على القذى :
إنّ الأذى يا عالمين قريب
لا يطمع النائين عن مسّ الأذى
أطما بنوه ، وتلعة وشعيب
إنّ البلاء إذا سرى في أمة
حمّ القضا ، وتحقق المكتوب
ليلايّ ! ورد الخدّ لم عصفت به
حتت ، ولم عراه شحوب ؟
آرام رملتنا ! وعزّ ظبائها !
إنّي بكم ، وكمثلكم منكوب
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> أتذكر
أتذكر
رقم القصيدة : 64493
-----------------------------------
أتذكر والخمّار ، بورك سعيه ،
يجيء بخيرات العقول ، ويذهب
ليال لنا بالحانتين كأنّها
تسابيح درويش ، به الشك يلعب
فلا هي بالقول الذي صحّ صدقه
ولا هي بالمين الذي نتكذب
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> لقد كان لي قلب
لقد كان لي قلب(65/241)
رقم القصيدة : 64494
-----------------------------------
لقد كان لي قلب شفوق وأدته ،
فواراه من ليل التباريح غيهب
فلا ظبية الوادي تعنّ بباله
ولا ودّه بالقصر لمياء تخطب
وإنّي نسيت اليوم أمسي ، فلم أعد
لتطراق طيف الشركسيات أطرب
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> يقول لي الأقارب
يقول لي الأقارب
رقم القصيدة : 64495
-----------------------------------
يقول لي الأقارب والصّحاب :
رويدك ، سوف يقتلك الشّراب
ظننتهم أسود شرى وإذ بي
ببيّنهم ومينهم الكلاب
سقى عمّان ، لولا قاطنيها
حيا ثرّا ، يدهدهه السّحاب
أغصّ الكيس أم فرغ الوطاب
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> عودة المجاهد
عودة المجاهد
رقم القصيدة : 64496
-----------------------------------
قالوا : كبا جواده ، وما كبا
قالوا : نبا حسامه وما نبا
قالوا : خبا سراجه ، وما خبا
لكنّه حرّ أبى
أن يصفعن ويضربا
فشرقوا وغربا
واليوم قد عاد الى
موطنه " بيا هلا "
معززا مبجلا
يا مرحبا يا مرحبا
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> ما روما
ما روما
رقم القصيدة : 64497
-----------------------------------
فإن قيل : ما " روما " أجابوا بأنّها
مدينة " قحطان بن يعرب يشجبا "
و" برلين " فيها العزّ والرزّ والهدى
إذا لم ينولنّ " تشرشل " منصبا
ومن هو ( ... ) وابن أبي الهدى
وإن صعدا في المكرمات وصوبا
وعدنا " كحراث النّبور " لأهلنا
ولم نقض للأخوان حقا توجبا
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> لعنة الخمسين
لعنة الخمسين
رقم القصيدة : 64498
-----------------------------------
اطو الصحيفة واتئد بعتابي
ودع المشيب إليك ينع شبابي
أظننت نصف القرن لعبة لاعب
يلهو بحصب " دواحل " " وكعاب " ؟
أو" سيجة " ما انفك يعمر سوقها
لهو الشّيوخ ومتعة الشّياب ؟
يا لعنة الخمسين قدك ، فإنّني
ما زلت رغم ذكائه المتغابي(65/242)
دنياي ما تنفك منتجع الهوى
في كلّ نجعة صبوة وتصابي
فعلى الذي يرضاه ضلعك فاربعي
وإذا استطعت فمزقيه حجابي
واستوضحي " وادي الشّتا " وتلاعه
لم أخطأت أصمى السّهام شعابي ؟
تنبيك أنّي لم أشح عن خطتي
" سنتا "، وأنّ الحبّ ملء إهابي
والقلب ما ينفك رغمك خافقا
بهوى المكحلة المطير صوابي
هي سنة الحبّ الذي زاولته
زمنا ، وزاوله معي أصحابي
فأنا إذن ما زلت من كوخي على
علاته سقما ، ونضو شراب
أسقى ، وأشربها ، وأن لم تسقني
حسناء مثلك ، لا أسيغ شرابي
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> لعنة الخمسين
لعنة الخمسين
رقم القصيدة : 64499
-----------------------------------
اطو الصحيفة واتئد بعتابي
ودع المشيب إليك ينع شبابي
أظننت نصف القرن لعبة لاعب
يلهو بحصب " دواحل " " وكعاب " ؟
أو" سيجة " ما انفك يعمر سوقها
لهو الشّيوخ ومتعة الشّياب ؟
يا لعنة الخمسين قدك ، فإنّني
ما زلت رغم ذكائه المتغابي
دنياي ما تنفك منتجع الهوى
في كلّ نجعة صبوة وتصابي
فعلى الذي يرضاه ضلعك فاربعي
وإذا استطعت فمزقيه حجابي
واستوضحي " وادي الشّتا " وتلاعه
لم أخطأت أصمى السّهام شعابي ؟
تنبيك أنّي لم أشح عن خطتي
" سنتا "، وأنّ الحبّ ملء إهابي
والقلب ما ينفك رغمك خافقا
بهوى المكحلة المطير صوابي
هي سنة الحبّ الذي زاولته
زمنا ، وزاوله معي أصحابي
فأنا إذن ما زلت من كوخي على
علاته سقما ، ونضو شراب
أسقى ، وأشربها ، وأن لم تسقني
حسناء مثلك ، لا أسيغ شرابي
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> هوى الأربعين
هوى الأربعين
رقم القصيدة : 64500
-----------------------------------
أهوى ؟ ولات اليوم حين تصابي
وجوى ؟ وقد غمز المشيب شبابي ؟
والأربعون بقضّها وقضيضها
جثمت مزمجرة ، قبالة بابي
يا ميّ ! أشطان الخيال أرثّها
متح الوقائع من معين سرابي
وأزاهر الشوق الملحّ أحالها
لفح السّموم تغضبا بإهابي
فهواك لم يبرح يعطر نشره(65/243)
مسّ الجنون بحسنك الخلاب
وعيونك السوداء تنظر خلسة
وتشع سحرا من وراء حجاب
لفظتك أحلام الشّباب وأسهبت
في خلع نيرك أيّما اسهاب
فاربع على ضلع الرزانة والحجا
وانعم بمين وقارك الكذاب
وئد الهيام ، وطيش أيام الصبا
ما بين محبرة وبين كتاب
ضربوا " بزيّ " خيامهم وترنحت
طربا لمنزلهم أشمّ هضاب
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> غنينا بالبرهومة
غنينا بالبرهومة
رقم القصيدة : 64501
-----------------------------------
غنينا بالبرهرهة العروب
عن الحسناء بالوادي الخصيب
أنيبي عن معالمنا وتوبي
وللرشد المهيمن ويك ثوبي
وإن وعظتك وجنة " صالحات "
وأعمال الفتاة الغرّ " بيبي "
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> فسل ميشال
فسل ميشال
رقم القصيدة : 64502
-----------------------------------
فسل ( ميشال ) في عمّان عنّا
تجد رجلا بحالتنا خبيرا
بأنّا نشرب ( الكنياك ) صرفا
ويشرب غيرنا عرقا وبيرا
فكم قبض المعاش وما قبضنا
من أسباب المعاش ولا نقيرا
شعراء العراق والشام >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> يقول الشيخ
يقول الشيخ
رقم القصيدة : 64503
-----------------------------------
يقول الشيخ : تب عن حب ليلى
وريا والرّباب ( وكلفدارا )
فقل للشيخ : هل في الفقه نصّ
يبيح إليّ أن أحيا حمارا
شعراء مصر والسودان >> محمود أمين >> قمر العواصم
قمر العواصم
رقم القصيدة : 64504
-----------------------------------
مفتتح
عندما يزهو الحصار
ويستقيم الظل فى خشب البنادق
يرسم الطفل جدار
لاتنكسه المشانق
..
..فى زجاج من سكينة
يبدأ الطفل السفر
قبل ان تهوي المدينة
جاء يسندها..
حجر
..
..
نخل تشرد فى الاماسى والقرى
ماء صغبر السن يغرس جدولا
ويمر فيه الى طقوس من غياب
كأنها الارض استراحت
فى هزائمها
وافرغت الهواء من اليمام
واوصدت من خلفها قوس التراب
كأن منسيين جاءوا من رماد الوقت
وارتحلوا
وماتركوا سوى الموتى
على شجر الجنائز(65/244)
فى انتظار قبورهم
بين التلاشى ..والزبد
لا الدمع كان مصوبا نحو القتيل
ولاالدماء تطهرت فيها لآلئها
ولااحد هناك
سوى مواعيد
مؤجلة لصبح لم يتم
وقرب نافذة المدى
كان الفراغ معلقا
كالروح ..فى سقف الجسد
اذ ذاك..بين غمامتين
يهل من اعلى البكاء
على محفات الندى
طفل الينابيع الحزينة
راكضا خلف الدروب
وخارجا من قشرة الاسماء
مغمورا بزيت الشمس
ممهورا بفاصلة الأنين
محاصرا بالنرجس العلوي
يعبث فى مفاتن روحه
يستل من تابوته حجرا
.. ويعلنه : مدينة
انه الحجر الملثم بالاهلة والندى
قمر العواصم
قرطها المسنون من جهتيه
ابهى ماتناسته الاساطير القديمة
من تمائم
حين يصعد ..تنحنى كل العروش لمجده
وتغادر الاشياء منطقها
وينمو صولجان التوت بين الارض والمنفى
وتندلع المواسم
كيف تولد من حصى مدنٌ
تنكسها الحروب ..فلاتموت
وان هوت فى الارض تسندها البيوت
على مخدات الجماجم
..مدن تغازل ناقلات الجند
بالطفل المصفح
والقنابل ..بالسنابل
والدمار ..بروعة النوار
والغاز المُسيّل للدموع
بماتيسر من نسائم
..مدن تصوم
ولم تصبها- بعد- اعوام الرمادة
تخزن النهر الاخير بحوصلات الماء
فى زمن الجفاف
لتتقى السبع العجاف
وحين تسقط فى الظما ريحانة الاقصى
تهرول نحوها الخيل السبية
فى اريحا
كى تلقنها الشهادة
وتسير خلف النعش ارواح لقديسين
تتبعها الوف من براعم
..مدن تسلسلها المنازل فى مناكبها
وتركض -كالنخيل -الى مراعى الشمس
خلف غزالة
وعلى مروج سمائها
غيم يقاوم
..مدن نوافذها تحج البيت خلف يمامة
سجدت على نهر يصلى
وهو فى المحراب ..
قائم
..مدن تخبئ زهرة الياقوت تحت ثيابها
وينام فوق سريرها شجر
يطارحه الهوى -فى غفلة من امه-
سرب الحمائم
..مدن تقدس ماؤها العاري
بنار التجربة
دخلت كمالات الخروج
ورقرقت مرجانها
فتحت مراسيم التهيؤ
حررت صلصالها الناري
من عادية الاشياء ..والرؤيا
فداهمها الصباح المر
..والجبل الذى تأمره نرجسة الندى بالانحناء
لكى تمر سحابة نحو الجليل(65/245)
..وحائط ينمو على جسد الخرائب ..والطلول
..وكرنفالات الابادة
..رقة الجلاد
..تفاح الصبايا وهو يقفز فوق اسلاك الحدود
..تمارض القمح اليتيم لكى يروغ من الحصاد
....ورعشة الصبار فى الضلع الوحيد من المخيم
..دمية تلهو على قبر من المنفى يعود
..وعنفوان اللوز
..توقيع البنفسج فوق احذية الجنود
ومروحيات المظليين وهى تقاسم الاشجار قهوتها
..قرنفلة تعلم اختها الصغرى
القراءة والكتابة
فى العراء
..وزهوة القمر المهلل خارقا حظر التجول
فى الغيوم
..وكربلاءات التمني
..كركرات الدمع
..موسيقى الدماء
..وكيلو متر من وطن قديم
وكل مابخلت به مدن الرماد
يلوح فى مدن الحجر
حجر تخطته العناصر فى انصهارات التشكل
فاستوى مدنا
مداخلها امتزاج الطفل والبارود
فى طقسٍ
وكحل دروبها .. سفرُ
فأى مدائن ستكون تلك
المنتمي لبهائها . . طفلٌ
ويملك تاجها .. دون الملوك
... السيد الحجرُ
شعراء مصر والسودان >> محمود أمين >> طفل القرى
طفل القرى
رقم القصيدة : 64505
-----------------------------------
..
..
.. قادما من بياض السريرة
ذاهبا فى بقايا الرماد
يستر الليل عريه
.. والمنافي بلاد
..
..
يأتي علانية
بلا لغة
فيخلع روحه في الليل
يلبس قبره
ويسير متكأ على أضلاعه
كالرمح يدخل أبجديات المدن
بيديه جثته الأخيرة
وهو يركض فى فضاء ليّنٍ
تحدوه نرجستان
من شفق ٍوماء
طفل القرنفل
جاء من بدء التشكل
فارعاً .. كالحزن
رهّاجاً ..كفاتحة الغناء
كان يغرس عمره ..
ويمر فيه
مرصعاً بدم المهاري ..
والبراري
حين يدخل فى شقوق الأرض
يخرج من حوافيها نوارس
ترتدي مطراً
وتصعد..
راحلاً..
نحو الأماسي البعيدة
والقصيدة .. أخته
متمازجان
وآمران
كأنهم فى زهوة الريحان
والتيجان
سيدة .. وسيد
ينحلّ من ليل العراق
صبابة
ويهل ّ فى جسر الرصافة
للمها .. وعيونهن
فتى ..حسيني الهوى
خصب التوجد
ناداه حلمٌ..
عندها..
مسّ النهار جبينه المحتدّ
أيقظ قلبه المسكون بالأخضر
وكان النهر يسبقه..(65/246)
ويوسع فى الظما الممتد
كي يعبر..
قدماه سنبلتان
والنبع القديم على فراغٍ
يبتعد
و( سليم ) فاصلة الندى
للهاجس المائي..
آس النهر..
ميزان البراءة ..
نطفة منة خصب
روح لايلائمها جسد..
و( سليم ) مشكولٌ على جرحين
مسفوح ٌعلى أفقين
حدّهما..غمامٌ
أو زبد..
ويظل يكبر
كالمآذن فى تبتلها
كأوجاع البلاد
كرعشة الصوفي
عند مداخل الأوراد
ثم يشف
حتى ينتهي فى اللاأحد
و( سامراء ) عشب الروح
حالٌ يقبل الضدين
ساقية على قلبين
تنزح من حنين الروح لؤلؤه
وتسكب رهجها الأزلي
في جهة ..بزاوية الأبد
لكأمها كأسان في موال
راغا من أباريق الغناء
ولوّنا مرج العواصم..
وسامراء أول طعنة
فى خصر عاشقة
تذهّبها مفاتنها..
وآخر ماتكسر من مواسم
وسليم قادم
مثل أول عاشقٍ
وشم القوافل بالحداء
متوجاَ بالاشتهاء..
سبيكة ٌتدنو..
..
..
( شمّر فؤادك
موسم النار اقترب
والليل أوّله خرافة
ثم آخره .. غضب )
..
..
لم يقترف وطناً
ولم يسحبه طفل الريح
نحو الريح
أشرف من فضاء الارض سهواً
بينما العشاق يفترشون أحلام الصبايا
فاكترى حلما..ونام
مثل نهرٍمن عقيق
زبرجدٍ غطّى سهول الليل ..
سارية ..
قوافل من توجع..
فاصلٍ من بوح
قطفٍ من غمام
..
..
الأرض فارغة
وسرب الطحلب الليلي غطّى حبّتي عينيه
يصعد فى اتجاه القلب
ينقش ماتكدّس من رخام
( أي ريح ٍٍ اطفأت تفاح قلبي
فاستبد به الحنين..
عشبي الليلي يذبل ين أيديكم
وأنتم تورقون..
كل خبزٍ لايعمدني بماء الجوع
..آثم
كل سنبلة تعرّت للجياع
خطيئة تمشي..
هذا قميص الرمل ضاق
عن الصحاري والمدى
وأنا هنا ..طفل ٌنهاي الملامح
قد تقوّس عمره
والقلب جامح
فافتحوا الأرض العصية باسمنا
تلك التى لاتستحي أن تنبت الأبناء
ثم تردهم فى احشائها شهداء
مثقوبين في أرواحهم
بدم الغياب
والأرض عاشقة
تراودنا..
فنعطيها يواقيت العيون
فلانخون
والأرض تابوت ٌلمن لايولدون
شرانقٌ.. من صمت
مرأة ٌ لظل الميتين على التراب)
..
..
( كل المنافي مغلقة(65/247)
كل المداخل تستعد إلى الرحيل
فاصعد حبال المشنقة
ياأيها الولد الجميل )
..
..
نهضت رقية بعدما
اكتظت عناصرها
ومالت نحو عاشقها
تلملم حلمه الغافي
تلونه بكحل الليل
تمزجه بنعناع الحقول
( عيناك .. أحنى من رصاصة
ويداك أطهر من قتيل )
والآن سامراء
فليتحسس النخل القديم
مداره الأبدي
وليتراجع الموتى قليلاً
عند أول حافة للموت
لتصب كل الأرض في جهة
إلى حيث الفتى يغفو
(فكأنه ..للأرض .. ريحانة
ودماؤه..فى رملها ..قُبَلُ
إن صاحت النخلات : ظمآنة
لترقرقت .. من ريَهَ.. مُقَلُ )
ويعود نحو البدء
روحاً ترتدي جسدا..
ويرحل
كان يمعن في التلاشي
نحوشئٍ ..لانراه
وخلفه
يمشي هلالٌ
ليس ينضجه
مساء
شعراء مصر والسودان >> محمود أمين >> هلال على سلم الليل
هلال على سلم الليل
رقم القصيدة : 64506
-----------------------------------
يخونك نهرٌ
فترمي لخيلك اسمائها..
ترحل في جثة الليل..
تسرج لحظة فادح ٌ كُحلها
ثم توغل في بشر ٍ
لايلدون سوى الشجر المُر
ونخلة في مهب العراء
وحين تموت قليلا..
ويرتج حزنك..
بين السماوات..
والوعد
يحتد.. ماظنه القلب
ماء...
..
..
أكان جديرا بقلبك
أن ينضج اليوم
حتى تقشّر عنه البلاد
وتشوي له
المدن الصامدة..
خلف هذا التراب ..
حنين ٌ
وقرب دمائك ..والموت
عناقيد صبايا..
وأنت هلال ُ..
على سلم الليل
..
..
لماذا توجع الموت منك..
تلاقيتما
كان يحجل في ساحة الزهو
حين رآك َ..
أراك ألاعيبه
أرخى عمامته
دار على قدم ٍواحدة
شد إلى طائر فى السديم
بقوس ٍ
فأرداه
ثم ابتسم
..تقدمت ..
رقرقت من صولجان البراءة
فوق الشهيد
وشيئا..فشيئا
تخلّق..
دمدم القلب... بالدم
قام العدم
وابتسمت َ..
فألقى لك الموت قفازه
وقناع المهالك..
فر ّ..
سددت عليه المسالك
حتى استذل
فبادلك المجد َ
صرت َ الذي كانه
سيدا ً للمشيئة ..
طفت َعلى أوج المواعيد
أصلحت ميزانها
وأعدتَ القتيل
إلى دمه
والدماء لأغصانها
والغصون إلى سدرة ٍ
خالفت طقسها البابلي(65/248)
وحين تكاثر فيك النعاس ُ
وناداك شئ ٌ
تقدمت في جمرة من دماء ٍ..
إلى ذات قبر ٍ
توجع ..
حين رأى
روحك الظالمة
شعراء مصر والسودان >> محمود أمين >> هو الوجد
هو الوجد
رقم القصيدة : 64508
-----------------------------------
هوالوجد
يورق من غيمة
فى الهزيع الأخير من القلب
وينسلّ منها
كسيفٍ بهي
تحك عليه الدماء مناقيرها
ثم تصعد مابين ليلين
قرب زحام الأهلّة
تفتح آي اليواقيت
ترعى حفيداتها الذكريات
- حمر الحواصل -
من زغب الريح
ثم تتبع سرب الحنين المبارك
حيث يحط على شجر الروح
شعراء مصر والسودان >> محمود أمين >> دهشتان
دهشتان
رقم القصيدة : 64509
-----------------------------------
بدمعة تنوح كالطلل
وتخزن الآباد فى جيوبها
هدمت جثتي
وقمت عارياً
كأول الرماد
كنخلة ٍ ..
تموء فى العراء
وعند بابها تناوحت ثعالب ٌ
تفوح من قرى السماء
أو خرائب المدى
تسيل أحزن الجهاتِ
من قرنفل ٍ خفي
وحين شبّ ماؤه الذبيحُ
عن سلاسل الندى
حملت دهشتين
وافتتحت آية الغمام
وكان جدنا التراب واقفاً
على مداخل الدماء
يرتب الحنين
أو يروض الغياب
وكان عرشه..
حجر
شعراء مصر والسودان >> محمود أمين >> أؤسس غيماً
أؤسس غيماً
رقم القصيدة : 64510
-----------------------------------
أؤسس غيما ً
لمن يولدون هباء
ويحرسهم شجر معتمٌ
كان في بدئه
وجعا ً.. وحصى
ومنذ قرابة حزن ٍ
وموت ٍ معُاد
وأنا مرهق ٌ بالحنين
أ ُسمّي التراب المبرأ من ساكنيه
...( بلاد)
وأظمأ نخلة فى المنافي
..(حبيبة)
وأسرج آخر عروة
من صباي
أ زيح البراءة عني قليلا
وادخل كالطفل
قوس الحليب
أفاجئ أمي بالحزن
تفاجئني بالغياب
فيا واحدي..
هئ لنا حصة من تراب المواجع
كي نظمأ اليوم
أنا الزائل المتفرد
لا الدماء ترممه
ولا حجر الماء
يدنو إليه
صعدت القرى
خلف قمح يتيم
وكان الجياع يفرون باسمائهم
مثل ماء ذبيح
تفلّت من شجر الغيم
فتبذل الأرض
أوفى قرابينها
لكنه الخبز..
جاء بريئا
من التفاصيل
وطيبا...(65/249)
لايسامح
شعراء مصر والسودان >> محمود أمين >> أوجاع كليب
أوجاع كليب
رقم القصيدة : 64511
-----------------------------------
ـــــــــ
صوت:
لماذا انا دون كل رجال القبيلة
لماذا فتاتى..دون كل النساء
اهاجر وحدى..واُقتل وحدى
ووحدى احمل حزن الجليلة
..
..
الموت دونك..فاسترح
لن يأت ِ من يتقدم الموتى سواك
لن يُشعل السيف المرصع بالدما
الا يداك
والنار لو مست اظافرنا
فقد مست حشاك
والنار دونك فاسترح
..
قم ..وسافر
واعط وجهك للرياح
وللتراب جبينك المعصوب
صوتك ..للمدى
وأقصد الى المدن التى لم تستفق
من ألف عام
(نُبئت ان النار بعدك أوقدت)
فاشعل عيونك فى الظلام
فلسوف ينكرك الرفاق الطيبون
ولسوف ينكرك البنون
ولسوف تنكرك القبيلة كلها
لو جئتهم من غير نار
وبدون وجه مستعار
انت ارتعاش الوهج فى حدقات عينٍ
لم تنم الا لماما
جعلوك للموتى اماما
فاضمم يديك الى جراحك
لاتصوبها الى وجه الذين استمرأوا
يوما صباك
وانثرعلى الطرقات شيئامن سنين العمر
بعضا من خُطاك
..
تثائبت السماء
فأصدرت قمرا
وعلقناه فى سقف المدينة من سنين
وتناثر العشاق فوق وسائد الضوء المُشرّب بالحنين
كان الربيع لمرة أخرى يغادرنا
ويرحل صوب ذاكرة النهار
وأنت خلف الليل
تستقصى القوافل ان تجئ
بمثل هذا الخِصْب فى كفيك
تغرس من دماء القلب زنبقة
تموت على جدار
وحين سقطت فى الطرقات
مجدولا على الطرقات
وحين تقدم البربر
وحين تقهقر العسكر
جاءتك جرزان المدينة
لتلوغ فى دمك الموزع
بين أرصفة الطريق
وفى عيون الامهات
..
..
كان ظلك فوق هذا الدرب
تذكرة ..
لشئ لم يصل
..
..
ماالفائدة
فى أن تهاجر كل لؤلؤة
لتبحث عن بحار نحن نسرقها
وتسأل عن شطوط
نحن نحرقها
ويطويها العذاب
ماالفائدة
فى أن يظل الصارى المرفوع
فوق التبة الصفراء منتصباًَ
ووجهى فى التراب
...
..
الارض تعرف لون قاتلها
وترسم فى دفاترها القديمة
وجه من سكن التراب
لكى تظل على الروابى
سنبلة(65/250)
والارض تعرف من يخون ربيعها المغلول
فى زمن الجفاف
ومن يعانق مقصلة
والارض تعرف كل هذا
ثم تصمت حين يغشاها النعاس
فتستفيق على الجياد الصاهلة
شعراء مصر والسودان >> محمود أمين >> الشاعر
الشاعر
رقم القصيدة : 64512
-----------------------------------
ألا ياصاح خلّ الراح تسهر
وقم نحو السنا الرهّاج ننظر
..
يحاصر ماءه زيت الشموس
ويمزج عبر أنّات الكؤوس
..
تدور مع السواحل والمنائر
فتلمع في الدياجي(بنت شاعر)*
..
لها الآب... المدجج بالبهاء
ليقطف موسما من كبرياء
..
رؤاه بشارة.....ودماه آيه
وأحرفه فهارس من بداية
..
كرمح يخزن الريح العتية
ويفتح في الحصى والأبجدية
..
يدوس على عروش المستحيل
ويشبك في صباحات النخيل
..
من الحزن البهي الطلع يخرج
ويغزل من تباريح البنفسج
..
توضأ بالمدى..والقلب معبد
لينسج ألف نافذة ..وموعد
..
تراوده المدائن عن فؤاده
ويمرق خلف ليل ٍمن بلاده
يحث النجم إن يوما تأخر
..
..
..
يساوم كل عاصمة.. بشمس ِ
يساوم كل عاصمة.. بشمس ِ
ويرحل بين أزمنة..وطقس ِ
له الآتي .. ومخفورا بأمس ِ
له الآتي .. ومخفورا بأمس ِ
وحاضره بحلم ٍ لم يُفسّر
..
..
..
إذا نادى على الدمن البوالي
إذا نادى على الدمن البوالي
رمى نجم فتافيت الليالي
على رملٍ تكحل بالسؤال ِ
على رملٍ تكحل بالسؤال ِ
يحنّ لساكني (قو فعرعر)*
..
..
..وإن حرف توشح بالفواصل
رأيت معانيا ً خضر الحواصل
تسير بها غطاريف بواسل
من الفكر الذي في القلب أثمر
من الفكر الذي في القلب أثمر
..
.. بهيٌ أنت ياشجر القوافي
.. بهيٌ أنت ياشجر القوافي
كأن بحارك الخضر الضفاف ِ
عناقيد ... مهيأة القطاف
عناقيد ... مهيأة القطاف
لآلئها إلى الوجدان تبحر
..
..
..تسرب من أجندات الثواكل
ليوصي الدمع بالماء المقاتل
ليوصي الدمع بالماء المقاتل
ويرمي في الأزقة والمداخل
بطفل ٍ..عمره جرح تخثر
بطفل ٍ..عمره جرح تخثر
..
..
..
وعمر الطفل ..بالأحجار يُحصى
كمسبحة بها الطاغوت يُعصى(65/251)
كمسبحة بها الطاغوت يُعصى
وينضج بين أندلس ٍ وأقصى
كوعد..للخلود المُر..يكبر
كوعد..للخلود المُر..يكبر
..
..
..
هو الآتي علانية... ليفتح
بطفل النار قربانا ومذبح
بطفل النار قربانا ومذبح
ويغسل بالجراح دماً يُسبّح
ليزهر بين قافية .. ومنبر
ليزهر بين قافية .. ومنبر
..
..
..
يرج الغيم في بئر النجوم ِ
فيرغي الوهج بالماء القديم ِ
فيرغي الوهج بالماء القديم ِ
على كأس تعرّت للنديم
وبين النور والبللور تخطر
وبين النور والبللور تخطر
..
..
..
فقل ياصاح :ليل الراح ولّى
وخيط الصبح فى الدنيا تجلّى
وخيط الصبح فى الدنيا تجلّى
ولما يبق من صهباء إلا
حكايا..من بقايا..ليس أكثر
حكايا..من بقايا..ليس أكثر
..
..
..
..
هامش..
هامش..
الخندريس من اسماء الخمر
بنت شاعر..المقصود بها القصيدة
بنت شاعر..المقصود بها القصيدة
قو فعرعر..اسماء أماكن ذكرها امرؤ القيس فى مطلع قصيدة له
سما لك شوق بعدما كان أقصرا..وحلت سليمى بطن قو فعرعرا
شعراء الجزيرة العربية >> فهد عافت >> مدد
مدد
رقم القصيدة : 64513
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ولاااااااااا .. روح من قبلها .. ولا بعدها من بلد ..
لها يشعل الشمس ... قمح الرهان ..
على بعد صبحين من (ميمها )
يغسل الحبهان النساء بالمسا ..
دِما سيّلت من محبينها ..
و الرزق بالأمهات ..
الأحد..
سندبد ,, رغبة البحر..
قلت السما ... مثل شبكها ،
مسّها الأزرق الباتع ..إرتفعت ..
إرتفعت بلا عمد ..
تمريت في ( ميمها )
أيِّنا كان أنا .. وأيّنا كنت ذاك ..
هو اللي هنا .. قلت أنا .. وانا قال انا اللي هناك ..؟!!
لو نوى يسأل إثنينها .. وينها؟؟؟
طاش فيه البَرَد ..
وأربك الزر في الخيزران ..
أصبح الخير .. زان إسمها ..
كل ما ضيّعتها الجهات ..
إستدلت على شاعر في الثلاثين من وحدته .
بنت ..
لا تظلم الماء ... ولا تسلمه ..
ليلها..
فسّر العاشق بنجمة .. تحلمه ..
صبحها ..(65/252)
علّم الأرض ما لم تكن تعلمه ..
وفي خيلها و خلاليخيلها .. أفلا تشمسون ؟؟؟
الثلاثاء ..
ولد ..خارج من الدعاء ..
البنفسج ..
سجد .. في صلاة أربعاء..
قالها ..
قالها في الكلام ..
من الماء .. لما لا نهايات للبرتقال ..بفوانيسها ..
كان .. دعس الحمام .. واضح الوشم في ساعد الرمل ..
قال ..
أعرف أشياء عن العشب ..
لكنها .. علّمتني متى لازم اللوز يصحى ..
وكيف الخزامى تنامى ..
وكيف الخزامى تناااااااااام ..
و من وقتها ..
كلّما الشمس فاحت ... تريقتها ..
و السلام ..
الخميس إبتدا .. ظلّها بالندى سيّلت كلّها ..
كلّلت جلّها .. بالمدى ..
سُؤْلف الماء حكايتاها ..
والضفاف أعلنت فُلّها ...
و أعلن الغصن ..
عصفورتين وشتا ..من متى ما شدى ..
طفلةٍ في هبوب الغنا ..كلّما شعرها فلّها ..
أورق العشب في حمدها .. وأعشب الضي في ما عدا ..
حامدٍ ما حمد ..
مدد .. يا صبااااااااااااااح الأغاني ...
مدد ..
و لا قبلها من منافي ..
و لا بعدها .. من بلد ...
.
.
شعراء الجزيرة العربية >> فهد عافت >> فتنة الحفل
فتنة الحفل
رقم القصيدة : 64514
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
فتنة الحفل زيدي مشيتك بخترة
كل خطوة بروق وكل لفحه صهيل
باقي بين عقلي والجنون شعرة
اقطعيها ياشين عاشق مو هبيل
خلي الارض تاخذ شكل غير الكرة
خلي النار تاخذ رمز غير الفتيل
من غدى الليل شعرك قلت انا بسهرة
ومن غدى الصبح وجهك قلت مالي مقيل
ارقصي .. ارقصي بين حد الذنب والمغفرة
ارحلي في سكونك واسكني في الرحيل
ارجفي كنك الماء فززته حجرة
واثبتي كنك الفضه بعين البخيل
وانحني مثل غصن في طرفه ثمرة
واوقفي مثل فزعات بدوي اصيل
والفحي علمينا كيف تقدر مرة
تزرع الليل صبح وتزرع الصبح ليل
في عيونك سواد يستحيل اخرة
كامنً في بياضاً اوله يستحيل
واحد تخزرين وما يجيك خبرة
اشهد انه عزيز واشهد انه ذليل
اترك العقد بين الجد والغشمرة
يخبر الناس وش معنى جميل في جميل(65/253)
كن في الصدر ظبي عيوننا تذعرة
ينتفض يذعر الي مذعرينه قبيل
ومفرق الصدر حبة العرق تجهرة
كن لك عقد در وعقد من سلسبيل
بينهم حسد ربي بعد ما صورة
عقد وده يجف وعقد وده يسيل
آآه ولا لمحتك مقبله مدبرة
شفت مثلي نحيل زم حمل ثقيل
دام ذا عجز وش للناس بالمقدرة
دام ذا خصر وش لي بالخواتم بديل
وسط ثوباً خيوطه صمت في ثرثرة
به قليلاً كثيراً وبه كثيراً قليل
كل شيء بجسمك يفضحه يستره
فيه فتنه قصير وفيه حشمت طويل
كنه المخطي الي يطلب المعذرة
وكنه دامح الزله عن الي يعيل
في ردونه نقوش له سنابل ذرة
الله اعلم لو ان الريح هبت تميل
كل شيء ونقيضه فيك بالمسطرة
اقرب من النفس وابعد من المستحيل
كنك الكذب لكن محدا ينكرة
وكنك الصدق ولكن مافي يدينا دليل
باشت الغيد زيدي مشيتك بخترة
لاجل اطاول بحرفي شامخات النخيل
شاعر تلمس ايدينك على دفترة
تغرق في اوسط اوزانه بحور الخليل
شعراء الجزيرة العربية >> فهد عافت >> معدن "غالية البقمية"
معدن "غالية البقمية"
رقم القصيدة : 64516
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يفرك المعدن
ويطوي صفحه الشاشه
ريموت الكونترول
تنفتح لندن
على المغلق وتستفحل هشاشه
في العقول
الفم الماخور يتهجز الزواني
في فراشه
من عبارات يجغرفها العفن
يكمل نقاشه
السعوديه بلد ضد النساء
كرش يتهدل
وخفاش يتقندل
والمساء يفرك المعدن
عقارب ساعت الحائط تدندن
كف تضرب لحظه الحاضر
وتدخل قبل لاتاخذ من الاسمنت
تاشيره دخول
اول المشهد خيول
اول المشهد مراه
متوشحه بالكبرياء تهتف
هلا ياطاعة الله والرسول
ويتكحل سيفها المسلول
بالاحمر تغطه في صدور زيفها
حاول يمرغ كل تاريخ
اللبن والتمر
بتراب الكحول
ساعتين من الظلوع
من الدروع .. من الجموع
من الطلوع .. من الدموع
من النزول
وغالية وان عدوا الفريس عدو
فوق مية
فعلها ماله مثيل وزينها
زين بقمية
تلتفت للشمس
تسحب من ذيول الثالث من ايام
هذا الحرب ما يرخي
سدول(65/254)
ظلة يتنفس اهل الدين
من جموع السعودين منها
مايخلي غطرست طوسون باشا
تقترح من عنجهيه جيشها الغازي
حلول
واختلط تالي القتام
باول خيوط الظلام
وغاليه في غمرة التفكير
راحت وارتخى عنها اللثام
ومتنبهله سوى شايب
يقال اسمه شليويح
انكف عن الشعر عشرين عام
بس في اللحضة ذيك
فز في قلبه حمام
يومين والثالث صياحة
يدق نجرة لضيفانة
جيش وجانا به سباحة
طوسون فرح بطوفانة
وحنا على الموت نطاحة
نفصده وتشيب قيفانة
في بيرقاً تركز رماحة
بنتاً هي الموت واكفانة
في كل الاحوال ذباحة
بالسيف ولا من اجفانة
ينكسر فانوس ضي المشهد السابق
ويكنس شاعر تافة
من ابواب الكتابة
ماسوى رمانتين
قطفهم من صدر
خلة
ناعم العود
المولة
يروي القلب
ويبلة
والمجلة
تربط اول كل سطر بنابح
يحرس ثبات الشيء
اي كان فيما يفرض المكسب محلة
طال عمر الشاعر الي مالقينا
في تواصيفه كلام
امسيه صفق لها حتى الرخام
او كلام ماحترم غير التفاهة
ما استتفه شيء غير الاحترام
ياعزيزي منتهى الحكمه وقوفك
منتهى الابداع يوم انك مشيت
فضل من ربي جعل هرجك غلاف
وصار وصمتك
مانشيت
الثعالب شابعة
والمسالك واعرة
الدعاره طابعة
والمطابع داعرة
وابشرو في العدد المقبل
تنشر صورة احلى
شاعرة
وينكسر قاموس خزي المشهد الفاضح
وتظهر غالية
والكون يعلن مغربة
فوق تربة
ماعلينا
ان فنو ولا فنينا
هم كثير اعداد واعتادو
خذينا في الثلاث ايام
ضعف الي خذو
مهما خذينا
صوت ثالث
رايه العز بيدينا
صوت رابع
والله انا ماخلقنا
غير للايام هذي
صوت خامس
يشرق في عز المغيب
ويتحشرج من مشيب
والله ان مايعبرون
وبه حدينا
راسه يشم الهوى
هيجنا الرمث
وتكسر في السماء
برق السحابة
وغالية بنت
المهابة
ابتسمت بحزن
لكد خيل الصحابة
ينكسر فانوس ضي المشهد السابق
ويبس شارع في اللحظة
الي يثمر الاحمر من شجرة
الحديد
ومايسيل الى طفل يومي بصحف اليوم
وينزل قزازة رجل وبتلويحة
ايد
تتدهش اقدام الطفل بالركض
ويعطيه الجريدة(65/255)
ويتفرس في القزاز المرتفع
يرسم ظلالة
يثمر الاخضر من شجر
الحديد
ويبس الاحمر بحكمة
برتقالة
والجريدة
مابها الى ترجمة وحل في
مقالة
من صحيفه اجنبيه
غالية متطرفة خطرة
ارهابية
وتدعو للوهابية
وحكم ال سعود
وتتداخل في القصيد الازمنة
والمشهد الاول يعود
غالية والحق رافع
رايتة
ياهل التوحيد ياحمايتة
باكر الثامن من ايام الكرامة
في الليالي الفايتة
صار واحدنا يعرف لطرقهم في
الخيل .. والويل
وبقو هم جاهلين بطرقنا
هم كثار بغير دين
وجمعنا قله ... بدين
ومن هنا نكسب ويظهر
فرقنا
وفي ثمان ايام كر
وفي ثمان ايام فر
ثبت الله كل خير
وشتت الله كل شر
يقطع المشهد ويتنفس ورق
مصنع .. ومعهد .. جامعات
وخضرة في كل قلب
يصبها في كل شارع
اغنيات .. ومهرجانات .. ومزارع
وفي الاخير اطرف الصورة
على مخطوطة صفراء
تطبطب بنت في عنقودها
التاسع
كبرتي غالية
شوفي السعودية
كبيرة مثلها انتي كبرتي
مثلها انتي كبرتي
انتفينا انتفي كل السعوديات
صفحة تيبس بتاريخ
الجبرتي
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> صورة جانبية
صورة جانبية
رقم القصيدة : 64517
-----------------------------------
ظمأي دمي
وحجارةُ الوادي لساني
وأرى على زبد المغيب
هواءَ فاتنة يرنّ على حواف الكأسِ
منكسراً فتذهب كالوداعِ لشأنها
وأنا لشاني.
وحدي بلا أرقٍ يؤانسني،
بدون يدٍ تدلّ فمي على الذكرى
وتسأل عن مكاني.
ماذا أخبئ في دنان الوقت من أطيافها الأولى،
وماذا أستعيرُ لها من الأوصاف
إن عزّ المجازُ
وبلّل النسيانُ مرقدَها،
وهرولتِ المعاني؟
ظمأي دمي
وخيالُ مسراها لساني
لكأنما تتنزّل الأحلامُ عاريةً كصورتها،
وغامضةً كنصّ كتابة في الماءِ،
عنواناً يقود إلى فراغ العمرِ
أو "ذهبِ" الأماني،
أسميتُها أنثى فقام "أزيزُها"
من عتمة الأغصانِ،
يلمع مثلَ شكّي في وجود الشيء
أو ذكراهُ،
أذكر يوم قادتني لغرب النهرِ،
كان بريقها عيني
وكان رصاصُها دَيْني،
وحين سكنتُ في النسيانِ(65/256)
ضاع طريقها مني، وغرّبني زماني.
ظمأي أنا وحصانُ هودجها حصاني
ها إنني أصفو،
فأخرجُها من التابوت،
أنحت نبضَها جرساً من الساعاتِ
نعناعاً و"مَنّا"
وأقول يقتلني هواكِ وأنتِ منّا
ولسوف أدعوها إلى وجعي
لنشربَ،
أو لنلعبَ،
أو لنكتبَ،
ما تَقدّم من رفاتِ زماننا العربيِّ
أو ما قد تأخّر من علامات التداني.
ظمأي فمي
وعلى سواد العين صورتُها،
أليفٌ وجهُها كفمٍ مسَسْتُ،
كلذعةٍ أُولى على طرف اللسانِ.
يا أيها النهرُ الوحيد
أكنتَ تعرفها لَوَ أن جناحَها
قد رفّ فوق الجسرِ،
لو أني أريتُكَ صورةً عنها،
أتذكر خفّةَ الأشياءِ
خربشةَ الصغار على النهارِ
ورسمَ ميسمِها رهيفاً، ناحلاً، كالشعرِ
كالقبلات في شرخ الصِّبا،
أو رعشة الصبوات
وهي تهلّ من مطر الأغاني؟
هي زهرةُ الكلماتِ،
أولُ ما تعلّمنا من الأسرار والأفكارِ
أولُ سورةٍ في الأبجديّه.
وهي الأساطيرُ التي ما خطَّها بشرٌ
ولا أسرى بها شجرٌ
وما برحتْ تسكّ على الشبابيك الندية.
لمعانَ ما يطفو من المعنى
على شفق القبابِ
وما يفيض عن الهوية.
أَسميتُها أنثى،
فمن ذا لا يرى أنثاه في دمهِ
ومن ذا لا يرى "راياتِ يحيى"
وهي تخرج من عباءتها البهية؟.
وهي الصبيّةُ والبقيّةُ،
والسحابةُ والكتابةُ،
وهي أُولانا وأخرانا
زهورُ "شقاوةِ" الأطفال إن جمحتْ،
وأجملُ ما تُسمّى "البندقية".
ظمأي يدي،
وحجارةُ الأطفال تفتح اسمها
قمراً على تعبي
وتعلن عن رهاني.
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> الهوادج
الهوادج
رقم القصيدة : 64518
-----------------------------------
ما تبقى من العمر إلا الكثيرْ.
ما تبقى من العمر إلا الكثير،
فماذا أسمي البياض الذي يتعقّبني
غازياً أم أسيرا؟
قم من الليل، يا لابس الخيل كيما ترى
أفقاً
ناسكاً ونهاراً طهورا
إن قلبي ينوس وحيداً وقد فارقته البواكير
واستخلفته
الأساطير
ينزف ماء الزمان على الساعة الجامدةْ
واحدةْ:
كانت السنوات تعبّ العشيّات حتى شربنا
على ظمأٍ(65/257)
جمر ذاك الضباب العفيف.
واحدةْ:
صارت السنوات تغرّد في متن غربتها
وتبيح لنا من يباس سفينتها بيرقاً،
وتدندن ساعاتها
في الفناء الرهيف،
* * *
ما تبقى من العمر إلا يسير يقود يسيرا
قد خبرت المدينة.... أبراجها واحداً واحدا.
افترشت حصاني على بابها حينما لم أزل
نطفةً في الأزل
وتخيرت أجمل أسمائها
من هديل الحروف
ومسّ القبل
قد عرفتُ المدينة ... أنهارها والحصى
ودعوت النخيل بأحرفه اللّينات وباركته
شاهداً شاهدا
فاشهدوا أنني:
قد تحملت من وجد عشاقها ما تنوء به الذاريات
ورأيت الذي لم ير الأولون ولا علم الآخرون.
إذ سقيت بوادي القرى شربةً مست العظم حتى اكتوى
واغتوى القلب من غيه ما اغتوى
وتبدّت لي الفاتنات ثمانين حولا
فلا أنا مستوثق من جنوني
ولا أنا عن حبهن (أُرعوى)
يا نساء المدينة اخفقن كالطير مبهمة في البكور
وملهمة في السرى،
قد تلبست منكن حرقة عيسى الصحارى وإبل القرى
فأنا مهلك ناقتي بينكن على ملأٍ لأرى.
وأنا مستعيذ من الشدو بالصمت
مستمطرٌ ديمةً أربعت، ورياحاً تسوق هوادجها البدوية
في الماء،
طالعةً من عروق السحاب، ونازلةٌ في متون اليباب،
فلا كنت أول من نظر النجم يأوي الى ظلّها
ولا كنت آخر من أبصرا.
فإذا خاضت الناس في القول
واستأنست زمناً أخضرا
أعشبت طفلة الروح،
وانفلقت حبة الصبح
بين يديّ، فأطلقها
غضةً بضةً
تصف الكون باللون،
والتمر بالمن،
والراح بالروح،
تكتب بيني وبين بنيّ المواثيق
حتى إذا ما تغشّاني النوم
ملت إلى القلب في دعةٍ
ودعوت لنسلي بمغفرةٍ
واسترحت لحرقة مجد الكرى
* * *
ما تبقى من العمر إلا و ...إلا
ما تبقى من العمر إلا بياض الصبايا يلوّح للطير
أنا اهبطي من علٍ
واشربي باقيات يقيني
ما تبقّى سوى رعشة الثوب في بدني،
واختلاج الأعنة فوق جوادي،
وكأس حنيني.
ما تبقى من العمر إلا التي راودتني صغيرا،
اتعبتني كبيرا،
البلاد التي.
. . . . . . . .
. . . . .
. . . .
. .
سأغني لهودجها البدويّ،(65/258)
وأرقص بين يديها ومن
خلفها
مبصراً وضريرا.
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> أرشيف
أرشيف
رقم القصيدة : 64519
-----------------------------------
مثلما يحدث في الموتِ،
إذا غادرت للخارج، ِ فاضت
رحمة الأرشيف والذكرى
وغطّت صورتي
ظل الجرائد ْ
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> لوحة
لوحة
رقم القصيدة : 64520
-----------------------------------
في الفصل الأول من باب الألوانْ
نبتت في أغصان اللوحة امرأتانْ
قالت لي الأولى:
حين أرى أوراق الشجر العاري
يورق في ذاكرتي ظلُّ اخضر ...
هل ترسمني؟
سألتني الأخرى:
حين أطلّ على الساعة في الميدان ْ يحضر موعده الأبيض، قبل وصول الباص ،
فهل ترسمنا؟
قلت لها : يا سيدتي ، وأشرت إلى الأولى ،
حين أرى خطو امرأةٍ في الشارع
تحضر في ذاكرتي فتنة سوطٍ أسودَ يحمله بعض الجيران !
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> وصية
وصية
رقم القصيدة : 64521
-----------------------------------
لم أقل لأبي في الصبا ما يُسِّرّ الفتى لأبيهْ
وبأني تقوّيت بالمفردات لأعلو على كذبي
بخيال الصبّي النزيه
لم أقل قد رأيت فؤادي يطير بلا أجنحةْ
وبأني غداة عدى الذئب في غنمي
كنت أبحث عني ،قريباً من الغيم فوق البيوتِ،
وخلف ارتعاش ثياب الصبايا على " الأسطح "
لم أقل كان يتبعهن فؤادي فأسلمتُ مزرعتي للجرادِ،
وإذ جئتني غاضباً قلتُ يا أبتِ :
كيف أحمي الحقول وقلبي بلا أسلحة!
يا أبي لم أقل خانني بصري إذ رأيت الصبايا سواسيةً
يتحدّرن من جبلٍ في السماءْ
يتقاطرن من مطرٍ صاغ أصواتهن فماً
يتكلّم حين تنام النجوم ، ويغفو الهواءْ
وإذا أفسد الليل غاباته
جئن لي بالمصابيح ،حتى أفاق " جنوني"
و أشعلنني بالغناء ْ
ونحتن بأعشاش قلبي قواريرهن
و زوجنني
لفراغ البكاءْ .
يا أبي حين هيأتني لافتراع المياهِ،
وساءلتني: أي ليلٍ ستبني به وطناً للصغارِ
وأي صباحٍ ملثّم ؟
قلتُ:كل النساء سواء(65/259)
كل واحدةٍ تشبه الكلمات التي لم تلدْ بعدُ ،
أو تتكلّمْ
والزمانَ الذي لا يشيب ولا يتهدّمْ
والنخيلَ المغطاةَ كل صباحٍ بأشباه مريمْ.
يا أبي لم تُعني لأختارَ،
أو تمتحني لأحتار ،
أو تكسرِ الوهم كي أتعلّم
يا أبي
مذ دخلت المدينة أدركت أن الفتى
غارق في "مجاز" النساءْ
لم أقل: أي امرأةٍ سوف أُثقل أوصافها بفمي ،
وأدوّنُ في متنها سفري ،
وانتحاري السعيدْ
أيهن ستسرج في ليلها قمري ،
وأصير فتاها الوحيدْ
لم أقل هذهِ شبهيْ
سوف تكمل جملتُها باب بيتي،
وأصواتهُا سلّمي في الموسيقى، ولم
أتمرّنْ على ما يدلّ الفتى في المساء إلى نفسهِ،
أو يوجِّجُ ثلج الجنوب ببادية الشام ،
أو يتخلّقُ في المبتدأ،
خبراً للقصيد.
يا أبي خانني ما توهّمتُه في الصبا
حين خلت النساء سواء
: اللواتي ملأن كتابي بأوصافهن
واللواتي تخفّين في ضعفهن
واللواتي
حذِقن التشابهَ
حتى عشقت السواد الذي يشبه الأصدقاءْ .
ولهذا
تفرّق قلبي هوىً في القبائلِ
من ذا يدلّ عيوني عليه؟
يا أبي لم أقل في الصبا ما يُسِرُّ الفتى لأبيهْ
و هنا سأُسِرّ لأبني بما أنا فيهْ !!
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> حالات
حالات
رقم القصيدة : 64522
-----------------------------------
1- الطائر
رهيف الهوى سيّدٌ
وعينٌ ترى ما يلي
تخضبت بالكائنات
وقاسمتها قاتلي
يشاغبني وجهها
واصفو قلا تنجلي
ملئُ بما ليس لي
أن الطائر الجاهلي
كيف لم نختلف؟
أنت عرّيتني من صبايَ، وهيأتني حارساً للمسرّاتِ
يا ملاك الصدفْ
في كل هذي الغٌرَفْ
وأنا كنت رمحك في الصيد
كيف لم نختلف؟
لكنني دائماً لا أصيب الهدفْ!
2- هكذا
هكذا دون وهمٍ ولا ادعاء
دون مرثيةٍ لامعةْ
يتقدّم نحوي هواءٌ من القشّ أبيضَ،
يلمس شَعْري،
ويعْلَق كالثلج فوق جفوني
وإما أهشُ على ظنهِ بفمي
تتحدّر عني السنون وتذهب في إثرهِ طائعة !
3- مسائل صغيرة
قيل ما يحزنك اليوم وقد حر الصيد، من أحلامه الأولى،
وهيأت التوابيت لبيت القدس، و الأمة،(65/260)
وانحزت إلى نفسك سلطاناً على الصمتِ،
وبواباً على الذكرى،
فما يخرج منها غيرُ ما يُضحكُ أقرانك في الليلِ،
وما يجعل من سيرتها نصاً ضبابياً،
ومن أطرافها "فيلماً " من الكرتون
يلهو حوله الأحفادْ؟
قلت: لم أروِ لهم عن فتنة الصيد،
وعما يدهش الصيّاد!
قيل ما يُطربُ عينيك ولم تبرح جنوب الماءْ
لم تشرب من البئر التي تهوى
وقلبك، ذابلٌ ظمئٌ،
فما يروى ،
ولم تبصر من الأحلام إلا موتها المائل في الأصفادْ ؟
قلت:سحرُ الوهم في ما يشبه الميلاد
قيل ما يُثقلك الآن وقد قاربت من خمسينك الأولى،
وما زلت غلاماً صالحاً للذبح في الأعيادْ؟
قلت: قرناي جميلان وأخشى أن يراني عارياً،
دونهما، الجلاّدْ.
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> صلاة الغائب
صلاة الغائب
رقم القصيدة : 64523
-----------------------------------
السلام عليها,
مبرأةٌَ وهي تقطع سيف السنين التي يبست في الثياب,
ومتن التي اشتعلت في الكتاب,
وتنقض ما يجمع الشرق والغرب,
والسلم والحرب,
والاتفاق على ورق ناصل لا يعيد لأصلابها
شهقة من حنين الدليل لقبتها ,
وابتسام القتيل.
السلام عليها
كأن الجنازات خنجرها, وكأنا
نسير إلى وحشة من دمانا,
فمن دل إبرهة الحبشي على باب "بكة" ,
من قاد أفياله في الصخور,
وأدخل "أجناده" في البلاد سوانا؟
............
......
...
في الهزيع الأخير الذي يتنفس " سبع المثاني"
سوف أعصر لإثم القبيلة في قدحي
وأساقي شريك القنوط "زهابي".
هو مركبها لائقا" بالرحيل كما يشتهى
والنحيب الذي ما انتهى
وهو مقتلنا لائذا" بالمعاني
فلتصل علينا صلاة الغياب , وإني
أؤم الجماعة
مرتعشا"
في
مكاني.
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> كاف
كاف
رقم القصيدة : 64524
-----------------------------------
هي حاملة بالكتابة
وأنا غابة من كآبة
خمّنوا : أي طفل سيولد من " كافنا" / كهفنا
فارس كسؤال !
أم صبي خجول
كعيني " إجابة" ؟(65/261)
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> زيارة
زيارة
رقم القصيدة : 64525
-----------------------------------
دقتان على الباب
قال الذي لا ينام : تمهل
وقال السراج الوحيد: تفضل.
كنت بين الكراسي الصموتة أبحث عن ريحها
وابتهاج الحرائق في جيدها ..
ثم أقبل .
......
...
كان فستانها في الخزانة
منتشيا" يتململ !
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> شباك
شباك
رقم القصيدة : 64526
-----------------------------------
كهواء من معدن
تتشقق أوجاع الحائط كل صباح
أسكب بعض " الأنّات " بآنيتي
فيمد الحائط كفيه إليّ , ويجلس قرب الطاولة البيضاء
نتحدث عن حوض الورد , وعشب حديقتنا ؛
يحضنني ... لكن جراحي
تتقاطر من وخز الأشواك.
أحمل شنطتي " البنكية " , وأغادر
فيجرجر قدميه إليها
يجلس بين الأوراق , ويسألني :
لم نحمل معنا هذا الشباك ؟
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> كان وأختها
كان وأختها
رقم القصيدة : 64527
-----------------------------------
الزمان الذي كان لي خاشعاً
كان يضحك مثلي،
ويمشي ورائي.
والزمان الذي صرته راكعاً
يتقدّمني في الزيارات،
يلبس ثوبي،
ويشرب كوبي،
وحين يرى أصدقائي:
يقبّلهم واحداً واحداً
ثم يلعنهم واحداًواحداً
ثم يبكي بكائي!
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> الأصدقاء
الأصدقاء
رقم القصيدة : 64528
-----------------------------------
هؤلاء الذين يربّون قطعانهم في حشائش ذاكرتي
هؤلاء الذين يقيمون تحت لساني موائدهمْ،
كالهواء الأخيرْ.
مرةً أستعير لهم فرح امرأةٍ في الجريدة
تبكي عليّ،
مرَةً أُطلق السهم نحوي،
فأخشى عليهم جنون الصبيّ،
ومراراً أغسلهم بالحدائق كي يتركوا جثتي في المياهْ،
عارياً كقميصٍ بلا شفتينْ،
نائماً في رفاتي كما أشتهي،
سابحاً في صفاتي كما ينبغي،
وأتوّجني سيداً وأميرْ،
...
...
ولكِنْ!
كيف لي أن أرى - دون قطعانهم - سترتي،
فوق عرشي الضرير!(65/262)
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> بلاد
بلاد
رقم القصيدة : 64529
-----------------------------------
أصبُّ وجه البلاد الصحو فاتحةً
فيرقص الحجر الصافي يدا بيدِ
النار مائي
ووهم الوصل مائدتي،
والأسودان ذراعاي التي خلَعَت
غصن الزمان على مشتاقة الجسدِ
شُبّهت في غسق الرؤيا بفاكهةٍ
شوكية اللون تفاحية الولدِ
لعبتُ بالطين، بيتي من رخام أبي
وخلوتي من تواشيحٍ "بذي عنبٍ"
عنقاء تقطفني من غيمة الزبدِ
ما كنت أعشق ضلع الليل حين سجى
لكنه يوم غاب اشتقت للأرقِ
والريح رمح اشتهاءاتي وخاتمتي
والنهر مرثيتي العظمى
فيا عجبي
لساحلين يقودانِ إِلى الغرقِ
فتّانة الجرح إِنا راحلان إِلى
أعمارنا
وقميص الشمس ثوب غدي
فوضى الغمامة أجسادٌ وأنت بها
قوسٌ
يوردّني القاصي
ولم أردِ
هات السحابة منديلاً نلمّ به
أيامنا وحنين الماء للبَرد،
والبحر أولّه ماء المجاز فماً
وآخر الحزن في صحرائه،
وكمن
أخنى عليّ ولم أخنِ على لُبدِ
هل هذه ساعةٌ
أم هذه بلدي
قلوصها فضّةٌ في راحتي،
وأنا
زُوّجتُ أنثى
فلم تعقر
ولم تلدِ.
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> شِبه خاص
شِبه خاص
رقم القصيدة : 64530
-----------------------------------
كنْ على حذرٍ حين تعبر بين شاحنتين
وكنْ ماهراً
حين تجتاز سيارةً لست تعرف أرقامها
وتمهلْ اذا مرَّ "باص" طويل.
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> فاْعْ فَاْعْ فَاْعَ..
فاْعْ فَاْعْ فَاْعَ..
رقم القصيدة : 64531
-----------------------------------
ياابن الفراهيدي
كيف نسيت بحر الأطلسي
وكيف لم تتعلم الأسماء خارج بيتك "الشعري".
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> واحد.. صفر
واحد.. صفر
رقم القصيدة : 64532
-----------------------------------
يعود الجنود وقد عبأوا في السلاسل بنادقهم
واكتسوا بالحدادْ،
أكانت معاركهم لعبةً؟
أم أنّها لعبة في البلاد؟
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> بعد آوانه..(65/263)
بعد آوانه..
رقم القصيدة : 64533
-----------------------------------
قلت كيفكَ؟
كيف الوظيفة والأمنيات؟
قال: إنّا نعيش إلى أن يجيئ الممات.
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> النَّهار
النَّهار
رقم القصيدة : 64534
-----------------------------------
كان يضحك مثلي ويمشي ورائي
وحين يرى أصدقائي
يقبِّلهم واحداً واحداً ثم
يبكي بكائي.
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> لافتة مرورية
لافتة مرورية
رقم القصيدة : 64535
-----------------------------------
وكن سائقاً يعرف الرّيفَ والقرويات
يعلِّم أن الحياة
مطاردةٌ وشجارٌ مع السائقين.
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> رعود داخل باص
رعود داخل باص
رقم القصيدة : 64536
-----------------------------------
كان ينقصني كي أطلَّ على فرحي:
أن نكون معاً في عروق المدينة مثل
بريق التعارف في الحافلة.
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> فوهات الوجد
فوهات الوجد
رقم القصيدة : 64537
-----------------------------------
أمس كنت انتظرتكِ في آخر الشارع المغربي
انتظرتكِ في الشارع المشرقي
التهمت النساء الشبيهات،
كلَّ اللواتي يموج على الظَّهر شعر كثيف.
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> هوِّزْ، هوِّزْ
هوِّزْ، هوِّزْ
رقم القصيدة : 64538
-----------------------------------
خيلنا أرهقت راكبيها
وخيّالنا أجهد المركبهْ
بَ (فتحه) تَ
تَ (فتحه) بَ .
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> تقاعد الحمام
تقاعد الحمام
رقم القصيدة : 64539
-----------------------------------
لم أكن حجراً في الفراشْ
كنت أقرأ صمت الحمامات في راحتي
فلماذا تحيلين بهجتها - باكراً- للمعاش؟
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> وبعير للسكارى
وبعير للسكارى
رقم القصيدة : 64540
-----------------------------------
في الشارع الخلفي
واجهت البعير يشمُّ "عَرْفَجَةً"(65/264)
ويدور في الطرقات ملتهماً بقايا النّاس.
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> وآخر للعدل
وآخر للعدل
رقم القصيدة : 64541
-----------------------------------
سأقاضيك ياصاحبي
هاهنا فسحة للحوار
هاهنا وطن للحديث وقاضٍ يدوِّن مابيننا.
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> شتائم مرفوفة
شتائم مرفوفة
رقم القصيدة : 64542
-----------------------------------
أصطفي لي من الجن عشرين صاحبةً
ومن الإنس ألفْ،
فإذا ماأطلّت على البهو أعلى النساء
تطايرن كفاً بكفْ.
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> يايا، يا عبد الله!!
يايا، يا عبد الله!!
رقم القصيدة : 64543
-----------------------------------
صدر عاشقتي رائب كالحليب،
ويداها، فمي
يتقاسم نصفَ اليدين ونصفُ الشفاه يغيب.
شعراء الجزيرة العربية >> علي الدميني >> الخبت
الخبت
رقم القصيدة : 64544
-----------------------------------
أنشدت للرعيان ثوب قصيدةٍ في البرّ
عاقرني الفؤاد على النوى
وتباعدت نوق المدينةِ عن شياهيْ
آخيت تشرابي الأمور بنخلة ٍ
وغرست في الصحراء زهو مناخي
" لا تقرب الأشجار " ألقاها الكثيب عليّ
أرّقني صباحي
لكن قلبي يجمع الأغصان ، يشرب طعمها
ويؤلف الأوراق في تنّور راحي
" لا تقرب الأشجار " غافلني الفؤاد فمسّها ، وهبطت
من عالي شيوخ قبيلتي أرعى جراحي
هذا بياض الخبت ، أهمزُ مهرتي للبحر
ارسنها إلى قلبي ، فتجتاز المسافة
حجرٌ على رمل المسيرة ، هودجٌ ، حِملٌ ،
وأغصانٌُ من الرمان ، هل تقفز ؟
دعاني عُرفُ ثوب البحر، أفرغت الفؤاد من المخاوف وانهمرت
إلى مسيل الخبت ،
يا ابنَ العبد ألقِ إليّ أدوية البعير فإنني
سأنسقُ الأورامَ .
أستلُ الجراح من التفرد والزهادة.
وأضمّ هودج خولة القاسي، أزيّن وحشة الممشى
بعقد ِ
أو قلادهْ .
هذي بلادي لم أكن أغتابها في الليل،
بل أهذي بوقع تَحرّكِ الرعيان في عرصاتها البيضاء،
أفردها لهمس الريح
ألبسُها شتاءً ،(65/265)
ألتقي والماء في مرعى الطروش ِ
وأبتني قصراً من الصفصاف ،
قد أهذي
فأن لكل عاشقةٍ شهادهْ .
أفردت يا ابن العبدِ " ريحة " الجربِ الجديد
من البعير
فلا يُلمك أخوك
ما فّرطت في شَرف القطيع ِ ،
ولم تبع تيساً بناقة .
سلبوك ماء " الحسي " والخدرَ المريح،
وما سلبت الإبل مرعاها
ولا الصحراء ألقت في حشاياك البلادهْ .
مولايَ يا بن العبد
يا طرفة المفردِ
هل كنت تبغي الوِدّ
أم كنت لا تّقصدِ
قلبي على قلبك
وحقولنا تُحصد
من زهرةٍ في الشيح أقرأ فتحة الأبواب .. أرصد ما لكفك من مثالب
وأغذُ في الدهناءِ سير المهرةِ البيضاء
ارقبُ ذكريات طفولةِ الأجداد ،
رائحة الحليب ولذعة الأقِطِ البهيّ ،
وصوتَ طُرفة تائهاً في الريحْ
مستمسكاً بالشيح
والخاتم الأبيضْ .
في الشارع الخلفي
كان المدى خلفي
والوجه في الحائط
( يا الله على الممشى
بكره نصوب الخبت
والبحر ذا حائط )
غَرسَتْ على صدري
بقميصها الصدري
وشماً لريح البحر
وغدائر الليمون
حبيبتي أمّون
( وجهك من الكادي
ذا في الصدُر يطرون
يا قلب وقّف بي
ما اقدر على المندار
والله ما لي شَفّ
في كادي الديره
ما دام هذي الكف
ما لمست أمون ) .
في الشارع الخلفي واجهت البعير يشم " عرفجةً " تيبّس طلعها
ويدور في الطرقات ملتهما بقايا الناس ، والأطفال ،
يا جمل العشيرة
هل غربة نفقت ؟
هل طَلعةٌ نبتت ؟
أم جئت تبحث في تراث الناس عن جدثٍ
وتحفر في الطريق ملاذةً للروح
أين مرابض العربان ؟
أين مباهج الصحراء والفتيان، والرمل الذي أفردت
يا وجع العشيرة ؟
غطّى على غاشية،اء العين
إفرَادُ المحب ، ولوعة الوسنان
إلقاء العشيق بباطن الأفراد ،
أمّون التي أهوى ،
وألحان البحار البيّض
طرفة هل أتى جَرَبٌ فغطّى الناس ؟
أم رحمتك صحراء البلاد بدفئها في البرد ؟
إن الدهر غاشية، ووجهُ الشارع الخلفيّ لا يشفيك من دَرنِ التفرّدِ والبداوةْ
هذا نهارٌ أنت ترمقه وهذي حارة في الأرض ،
ليست رقعت في البر
هل تقدم ؟
أقدم فذا وطني،(65/266)
وذي الصحراء أجمع طيرها في القلب
التحف السماء وأشرب الأيام
اعصر منحنى الأوجاع
تفردني
فأعشقها
وتلمسني
فأقربها وتنحسر العداوة
لخولة أطلالٌ ، أجوس زواياها ، ببرقة ثهمد
إذا افرد تني الأرض جاوزت للغد
أبوح بطعم الحب أقتات موعدي
أعاتب أحبابي ، بلادي بفيئها
وأهلي وان جاروا عليّ فهم يدي .
شعراء الجزيرة العربية >> محمد الثبيتي >> أمضي إلى المعنى
أمضي إلى المعنى
رقم القصيدة : 64545
-----------------------------------
أمضي إلى المعنى
وأمتصّ الرحيقَ من الحريقِ
فأرتوي
وأعلُّ
من
ماءِ
الملامِ
وأمرُّ ما بين المسالكِ والمهالكِ
حيث لا يمٌّ يلمُّ شتاتَ أشرعتي
ولا أفقٌ يضمّ نثارَ أجنحتي
ولا شجرٌ
يلوذُ
به حَمامي
أمضي إلى المعنى
وبين أصابعي تتعانق الطرقاتُ
والأوقات، ينفضُّ السرابُ عن الشرابِ
ويرتمي
ظِلّي
أمامي
أفتضُّ أبكارَ النجومِ
وأستزيد من الهمومِ
وأنتشي بالخوف حين يمرّ منْ
خدر الوريدِ
إلى
العظامِ
وأجوب بيداء الدجى
حتى تباكرني صباحات الحجا
أَرِقاً
وظامي.
- إني رأيتُ.. ألم ترَ!؟
- عينايَ خانهما الكرى
وسهيلُ ألقى في يمين الشمسِ
مهجتَه وولَّى والثريا حلَّ في
أفلاكها
بدرٌ
شآميْ
يا بدرَها
وهدى البصيره
يا فخرَها
وهوى السريره
يا مُهرها
وحِمى العشيره
يا شَعرها
ومدى الضفيره.
في ساحة العثراتِ
ما بين الخوارجِ والبوارجِ
ضجّ بي
صبري
وأقلقني
مُقامي
فمضيت للمعنى
أُحدّق في أسارير الحبيبة كي
أُسمّيها
فضاقتْ
عن
سجاياها
الأسامي
ألفيتُها وطني
وبهجةَ صوتها شجني
ومجدَ حضورها الضافي منايَ
وريقَها
الصافي
مُدامي
ونظرتُ في عين السَّما
فخبتْ شَراراتُ الظما
وانشقَّ
عن مطرٍ
غماميْ
للبائتين على الطوى
والناشرين لما انطوى
والناظرين
إلى
الأمامِ
للنخل للكثبان للشيح الشماليِّ
وللنفحات من ريح الصَّبا
للطير في خضر الربا
للشمس للجبلِ
الحجازيِّ
وللبحرِ
التهاميْ.
شعراء الجزيرة العربية >> محمد الثبيتي >> وضاح
وضاح
رقم القصيدة : 64546(65/267)
-----------------------------------
صاحبي..
ما الذي غيركْ
ما الذي خدر الحلم في صحو عينيك من لف حول
حدائق روحك هذا الشَرَكْ
عهدتك تطوي دروب المدينة مبتهجًا وتبث بأطرافها
عنبرك
صاحبي..
هل ستهجس بالحب - بين اتساع الحنين وضيق الميادين -
لو طوقتك خيول الدرَكْ
هل ستوقظ أنشودة الروح في غابة الخيزران الأنيقة
لو أنكرت مظهرك
صاحبي..
لا تمل الغناء
فما دمت تنهل صفو الينابيع شق بنعليك ماء البركْ
شعراء الجزيرة العربية >> محمد الثبيتي >> تغريبة القوافل والمطر
تغريبة القوافل والمطر
رقم القصيدة : 64547
-----------------------------------
أدِرْ مهج الصبحِ
صبَّ لنا وطنًا في الكؤوسْ
يدير الرؤوسْ
وزدنا من الشاذلية حتى تفيء السحابه
أدِرْ مهجة الصبح
واسفح على قلل القوم قهوتك المرْةَ المستطابة
أدر مهجة الصبح ممزوجة باللظى
وقلّب مواجعنا فوق جمر الغضا
ثم هات الربابه
هات الربابه :
الأديمة زرقاء تكتظ بالدما
فتجلو سواد الماء عن ساحل الظما
ألا قمرًا يحمرُّ في غرة الدجى
ويهمي على الصحراء غيثًا وأنجما
فنكسوه من أحزاننا البيض حُلةً
ونتلو على أبوابه سورة الحِمى
ألا أيها المخبوء بين خيامنا
أدمت مطال الرمل حتى تورّما
أدمت مطال الرمل فاصنع له يدًا
ومدَّ له في حانة الوقت موسما
أدِرْ مهجة الصبحِ
حتى يئن عمود الضحى
وجددْ دم الزعفران إذا ما امّحى
أدر مهجة الصبح حتى ترى مفرق الضوء
بين الصدور وبين اللحى .
أيا كاهن الحي
أسَرَتْ بنا العيسُ وانطفأت لغة المدلجينَ
بوادي الغضا
كم جلدنا متون الربى
واجتمعنا على الماءِ
يا كاهن الحيِّ
هلاّ مخرت لنا الليل في طور سيناء
هلا ضربت لنا موعداً في الجزيره
أيا كاهن الحيِّ
هل في كتابك من نبأِ القوم إذ عطلوا
البيد واتبعوا نجمة الصبحِ
مرّوا خفافاً على الرمل
ينتعلون الوجى
أسفروا عن وجوه من الآل
واكتحلوا بالدجى
نظروا نظرةً
فامتطى علسُ التيه ظعنهمُ
والرياح مواتيةٌ للسفرْ(65/268)
والمدى غربةٌ ومطرْ .
أيا كاهن الحي
إنا سلكنا الغمام وسالت بنا الأرض
وإنا طرقْنا النوى ووقفنا بسابع أبوابها خاشعينَ
فرتلْ علينا هزيعًا من الليل والوطن المنتظر :
شُدّنا في ساعديك
واحفظ العمر لديك
هَبْ لنا نور الضحى
وأعرنا مقلتيكْ
واطو أحلام الثرى
تحت أقدام السُّليكْ
نارك الملقاة في
صحونا, حنّت إليك
ودمانا مذ جرت
كوثرًا من كاحليك
لم تهن يومًا وما
قبّلت إلا يديك
سلام عليكَ
سلام عليكْ .
أيا مورقًا بالصبايا
ويا مترعًا بلهيب المواويل
أشعلت أغنية العيس فاتسع الحلم
في رئتيكْ .
سلام عليكَ
سلام عليكْ.
مطُرنا بوجهك فليكن الصبح موعدنا للغناء
ولتكن سورة القلب فواحةً بالدماء .
سلام عليكَ
سلام عليكْ
سلام عليك فهذا دم الراحلين كتاب
من الوجد نتلوه
تلك مواطئهم في الرمالْ
وتلك مدافن أسرارهم حينما ذللت
لهم الأرض فاستبقوا أيهم يرِدُ الماءْ
- ما أبعد الماءَ
ما أبعد الماء
- لا .. فالذي عتقته رمال الجزيرة
واستودعته بكارتها يَردُ الماءَ
يا وارد الماء علَّ المطايا
وصبّ لنا وطنًا في عيون الصبايا
فما زال في الغيب منتجع للشقاء
وفي الريح من تعب الراحلين بقايا
إذا ما اصطبحنا بشمس معتقةٍ
وسكرنا برائحة الأرض وهي تفورُ بزيت القناديل
يا أرض كفِّي دمًا مشرَبًا بالثآليل
يا نخلُ أدركْ بنا أول الليل
ها نحن في كبد التيه نقضي النوافلَ
ها نحن نكتب تحت الثرى :
مطرًا وقوافل
يا كاهن الحيِّ
طال النوى
كلما هلَّ نجم ثنينا رقاب المطي
لتقرأ يا كاهن الحي
فرتل علينا هزيعًا من الليل والوطن المنتظر .
شعراء الجزيرة العربية >> محمد الثبيتي >> الأوقات
الأوقات
رقم القصيدة : 64548
-----------------------------------
وأفقت من تعب القرى فإذا المدينة شارع
قفر ونافذة تطل
على السماء
أفقت من سغب المدينة خائفا فإذا الهوى
حجر على باب
النساء
وأفقت من وطني فكانت حمرة الأوقات مسدلة
وكان الحزن متسعا لأن نبكي
فيغلبنا النشيد(65/269)
وتسيل أغنية بشارعنا الجديد
وأفقت من زمني فأيقظت الكرى وغسلت بالماء
المهذب
مقلتيك فسال ماء السيف بين شفاهنا والقبلة
الأولى
فأوغرنا صدور الطير كي تشدو مبخرة فنشعل
قبلة أخرى
على باب الهوى الشرقي . .
هذا صباح واقف بالباب
(هذا عاشق طفل يباغته الرفاق مضرجا
بالشهوة الأولى)
فيقطر من ملامحه حياء ناصع ويبوح باللون
البهي
ويرتقي شجر الفؤاد
متعثرا بالجوع والحمى وخارطة البلاد
وجه صباحي ، وأسئلة ، وصوت شاحب ،
وأصابع سمر
يلوثها المداد
- ماذا سمعت اليوم ؟
- أغنية تقول :
(ولي نجمة حينما لا تغيب
تكلل صدر الفضاء الرحيب )
فحينا أراها تطوف الشمال
وحينا تشق صباح الجنوب
على البعد تبدو غناء شجيا
لقلبي ، وريحانة من قريب
سماوية في زمان الشقاء
وأرضية في الزمان الخصيب
يجاذبها الرمل حبل الشعاع
وتشتاقها شرفات المغيب
كنا على طرف المدينة نمنح الإصباح بهجتها
ونرحل في سهوب
الضوء ، نقتسم المرارة والرغيف الحر والتعب
الشهي
ما أجمل الفجر العصي
ما أجمل الأطفال حين يهزهم فرح النبي
هذا صباح آخر بالباب . عاشق بكر ينام معطرا
بالريح
مرتديا غموض الليل ..
حين تفجر الرؤيا منامه
فيهب نحو الله ..
ويفز من فجر إلى فجر ونجمته أمامه
ويزل عن قدم الطريق المر مبتهجا
ويرسم حول خطوته علامة
- ماذا قرأت اليوم ؟
- أغنية جديدة :
(ما بال هذا النسر كم غنى غناء نابيا حتى
ادلهم التيه وانكشفت من البيداء سوأتها
فعاد يمص من ظمأ وريده
كم من يد صبت على آثاره لحنا رماديا
وكم بكر رأت يمناه قانية وشمت فيه
رائحة بليدة وارته صهباء الرمال عن الرجال وطوقت
بغبارها الذهبي هامته وجيده يا أشعثا عقر الطريق وشل بادرة
الخصوبة بعدما. وهنت قوادمه وأضحى ورده غشا وعقته الطريدة
قال الذي مسته نار الصالحين : إذا رأيت البدر مكتملا بأحداق
النساء وقامت
الجوزاء بين النخل سافرة تدور الأرض دورتها الجديدة .. .)(65/270)
شعراء الجزيرة العربية >> محمد الثبيتي >> موقف الرمال موقف الجناس..
موقف الرمال موقف الجناس..
رقم القصيدة : 64549
-----------------------------------
ضمني،
ثم أوقفني في الرمال
ودعاني:
بميم وحاء وميم ودال
واستوى ساطعاً في يقيني
وقال:
أنت والنخلُ فرعانِ
أنت افترعت بنات النوى
ورفعت النواقيس
هن اعترفن بسر النوى
وعرفن النواميس
فاكهة الفقراءِ
وفاكهة الشعراءِ
تساقيتما بالخليطين:
جمراً بريئاً وسحراً حلالُ
أنت والنخل صنوانِ
هذا الذي تدعيه النياشينُ
ذاك الذي تشتهيه البساتينُ
هذا الذي
دَخَلت إلى أفلاكه العذراء
ذاك الذي
خلدت إلى أكفاله العذراء
هذا الذي في الخريف احتمالُ
وذاك الذي في الربيع اكتمال
أنت والنخل طفلان
واحد يتردد بين الفصول
وثان يردد بين الفصول:
أصادق الشوارع
والرمل والمزارع
أصادق النخيل
أصادق المدينة
والبحر والسفينة
والشاطىء الجميل
أصادق البلابل
والمنزل المقابل
والعزف والهديل
أصادق الحجارة
والساحة المنارة
والموسم الطويل
أنت والنخل طفلان
طفل قضى شاهداً في الرجال
وطفل مضى شاهراً للجمال
أنت والنخل سيان
قد صرتَ دَيدَنَهُنَّ
وهن يداك
وصرتَ سماكاً على سمكهن
وهن سمَاك
وهن شهدن أفول الثريَّا
وأنت رأيت بزوغ الهلال
تسري الدماء من العذوق
إلى العروق
وتنتشي لغة البروق:
أي بحر تجيد؟
أي حبر تريد؟
سيدي لم يعد سيدي
ويدي لم تعد بيدي
قال:
أنت بعيد كماء السماء
قلتُ:
إني قريب كقطر الندى
المدى والمدائنُ
قفر وفقرُ
والجنى والجنائنُ
صبر وصبرُ
وعروسُ السفائنِ
ليلٌ وبحرُ
ومدادُ الخزائنِ
شطرٌ وسطرُ
قالَ:
يا أيها النخلُ
يغتابك الشجر الهزيل
ويذمُّك الوتد الذليل
وتظلُّ تسمو في فضاء الله
ذا ثمرٍ خرافي
وذا صبر جميل
قال:
يا أيها النخلُ
هل ترثي زمانك
أم مكانك
أم فؤاداً بعد ماء الرقيتين عصاك
حين استبد بك الهوى
فشققت بين القريتين عصاك
وكتبت نافرة الحروف ببطن مكة
والأهلة حول وجهك مستهلةُ
والقصائد في يديك مصائدُ(65/271)
والليل بحر للهواجس والنهارُ
قصيدة لا تنتمي إلا لباريها
وباري الناي
يا طاعنا في النأي
اسلم،
إذا عثرت خطاك
واسلم،
إذا عثرت عيون الكاتبين على خطاك
وما خطاك؟!
إني أحدقُ في المدينة كي أراكَ
فلا أراك
إلا شميماً من أراك.
شعراء الجزيرة العربية >> محمد الثبيتي >> التضاريس
التضاريس
رقم القصيدة : 64550
-----------------------------------
ترتيلة البدء :
جئتُ عرافاً لهذا الرملِ
استقصي احتمالات السوادْ
جئت ابتاع اساطيرَ
ووقتاً ورمادْ
بين عينيَّ وبين السبت طقسٌ ومدينهْ..
خدر ينساب من ثدي السفينةْ
هذه أولى القراءاتِ
وهذا ورق التين يبوحْ
قل: هو الرعد يعرِّي جسد الموتِ
ويستثني تضاريس الخصوبهْ
قل: هي النار العجيبهْ
تستوي خلف المدار الحرِّ تِنيناً جميلاً ..
وبكارهْ
نخلة حبلى ،
**
وصمتي لغة شاهقة تتلو أسارير البلادْ
هذه أولى القراءات وهذا
وجه ذي القرنين عادْ
مشرباً بالملح والقطران عادْ
خارجاً من بين اصلاب الشياطينِ
واحشاء الرمادْ .
حيثُ تمتدُّ جذور الماءِ
تنفضُّ إشتهاءات الترابْ
يا غراباً ينبش النارَ ..
يواري عورة الطينِ وأعراس الذبابْ
حيث تمتدُّ جذور الماءِ
تمتدُّ شرايين الطيورِ الحمرِ ،
تسري مهجة الطاعونِ ،
يشتدُّ المخاضْ
يادماً يدخل ابراج الفتوحاتِ
وصدراً ينبت الاقمارَ والخبز الخرافيَّ
وصدراً ينبت الاقمارَ والخبز الخرافيَّ
وشامات البياضْ .
القرين
وشامات البياضْ .
مقيمٌ على شغف الزوبعهْ
له جانحان .. ولي أربعه
يخامرني وجهه كل يومٍ
فالغي مكاني وامضي معه
أُفاتحه بدمي المستفيقِ
فيذرف من مقلتي ادمعهْ
وأغُمد في رئتيه السؤالَ
فيرفع عن شفتي إصبعهْ
- أما زلت تتلو فصول الرمالْ ؟
- أُقامر بالجرحِ ..
اقرع بوابة الإحتمالْ
- (( أأشعلت فاصلة الارتيابْ )) ؟
- دمي مشرع للتحول والانتصابْ
- أتدرك ما قالت البوصلهْ ؟
- زمني عاقرٌ .... قريتي أرملهْ
وكفي معلقة فوق باب المدينةِ
منذ اعتنقت وقار الطفولةِ(65/272)
وانتابني رمد المرحلهْ .
لدى سادن الوقت تشرق بي
جرعة الماء..
تجنح بي طرقات الوباء ..
تلاحقني تمتمات البسوسْ
أرى بين صدري وبين صراط الشهادة
شمساً مراهقةً
وسماءً مرابطةً
ويميناً غموسْ
- المغني
إبتداءً من الشيبِ حتى هديل الأباريقِ
تسترسلُ اللغة الحجريةُ
بيضاء كالقارِ ..
نافرة كعروق الزجاجةِ
قال المغنِّي :
يعاقرني كل يوم غياب القوافلِ
قلتُ :
يؤرِّقُك الزمن المتقابلُ.
للجرح بوابتانِ :
من الخمر والزنجبيلْ
للقصيدة بحر طويلٌ
وليل طويلٌ
ودهر طويلْ .
قال المغني :
لصوتي رائحة الجوعِ
قلتُ :
لوجهك لونُ البراريَ
للجرح وجهان :
من ظمإٍ نادمته الحناجرُ
من وطن للطريق المهاجرِ
يحتدُّ صوت المغني ..
يكبِّل في قامة الريح إمرأةً
وكتاباً ..
وقبراً قديمْ
- كيف أُغمد أوردتي في السديمْ ؟.
كيف أُخرج من شبق الطين ... موتاً يتيمْ . ؟؟
- إبتكر للدماء صهيلاً
تدثر بخاتمة الكلمات
بالبخور الذي يتناسل في الطرقات .
إبتكر للرماح صبوحاً
دماؤك موغلةٌ في القناديل
وجهك منتجع للغات .
إبتكرْ للطفولة شكلاً ..
كتاباً تطارحه الخوفَ ،
تقرأ فيه محاق الكواكبِ ،
تكتب فيه حروف الندمْ .
إبتكر للطفولة عرساً تعلِّق فيه التمائمَ
واللعبَ الورقية .. والاغنيات .
- الصعلوك
يفيق من الخوف ظُهراً
ويمضي إلى السوقِ
يحمل أوراقه وخطاهْ
- من يقاسمني الجوع والشعر والصعلكهْ
من يقاسمني نشوة التهلكهْ ؟؟
- أنت اسطورة أثخنتها المجاعاتُ
قل لي :
متى تثخن الخيل والليل والمعركهْ ؟.
يفيق من الجوع ظهراً
ويبتاع شيئاً من الخبز والتمر والماء
والعنب الرازقيِّ الذي جاء مقتحماً موسمَهْ
- من يعلمني لعبة مُبهَمَهْ
- ترجل عن الجدب واحسب خطاياهُ
واسفك دَمَهْ .
يفيق من الشعر ظهراً ..
يتوسد إثفيَّةً وحذاءْ
يطوح اقدامه في الهواءْ
- من يطارحني قمراً ونساءْ
- ليس هذا المساءْ
ليس هذا المساءْ
ليس هذا المساءْ .
- الصدى
يوشك الماء أن يتخثّر في رئة النهرِ :(65/273)
- هذا التراب يمزق وجهي
وهذا النخيل يمدُّ إليَّ يدَهْ .
يوشك النهر أن يتقيأَّ أجوبة الماءِ
- من قال أن النهار له ضفتانِ..
وأن الرمال لها أوردَهْ ؟!
- الفرس
يأبى دمي أن يستريحَ
تشدُّه امرأة وريحْ .
فرس تناصبني غوايات الرمالْ
كَسَرَتْ حدود القيظ .. واتجهت شمالْ .
ارقيتُ عفَّتها بفاتحة الكتابْ
قبلتها ..
فاهتز عرش الرمل وانتثرت قواريرُ السحابْ .
اسرجتها بالحلم والشهواتِ
والصبر الجميلْ
عانقتها ..
فامتدَّ صدري ساحلاً مراً
تنوء به تواريخ النخيلْ
ناجيتها :
صدئت لياليك القديمة فاحرقي خَبَثَ النحاسِ
وأشرعي زمن الصهيلْ .
مذ اهدرتك موانئ البحر القديمِ
وأرمدت عينيك منزلةُ الهلالْ
وقف السؤالْ
غمرتْ جنوبَ الشمس غاشيةُ الشمالْ .
مذ كنتِ خاتمة النساء المبهماتْ
يبست عيون الطير واشتعلت
حشاشات الرمادْ
إن قام ماء البحرْ .!
يأتي وجهك النامي على شفق البلادْ
يأتي طليقاً ... موثقاً بالريح والريحان ..
والصوت المدججِ بالجيادْ .
إن قام ماء البحرْ .!
صاغ الرمل بين مقاطع الجوزاءِ
مُهراً عَيطموساً فاتحاً
من قمة الأعراف ممتدٌ .....
إلى ذات العمادْ .
- البابلي
مسَّه الضرُّ هذا البعيد القريب المسجَّى
باجنحة الطير
شاخت على ساعديه الطحالب
والنمل يأكل اجفانه ..
.. والذبابْ
مات ثم أنابْ .
وعاد إلى منبع الطين معتمراً رأسهُ الأزليَّ ..
تجرع كأس النبوءةِ ،
أوقد ليلاً من الضوءِ ،
غادر نعليه مرتحلاً في عيون المدينةِ ..
طاف بداخلها الف عامٍ
وأخرج أحشاءها للكلابْ .
هوى فوق قارعة الصمتِ
فانسحقت ركبتاهُ
تأوّه حيناً ..
وعاد إلى أولِ المنحنى باحثاً عن يديهْ
تنامى بداخله الموتُ
فاخضرّ ثوب الحياة عليهْ .
مسَّهُ الضُّرُّ هذا البعيد القريب المسجَّى
باجنحة الطيرِ
شاخت على ساعديه الطحالبُ
والنمل يأكل اجفانه ..
والذبابْ
مات موت الترابْ .
تدلَّى من الشجر المرِّ .. ثم استوى
عند بوابة الريحِ
اجهش :
بوابةُ الريحِ
بوابة الريح(65/274)
بوابة الريحِ .....
فانبثق الماءُ من تحته غدقاً ،
كان يسكنه عطش للثرى
كان يسكنه عطش للقُرى
كان بين القبور مُكِبّاً على وجههِ
حين رفَّ على راسه شاهدان من الطير .
دار الزمانُ..
ودار الزمانْ..
فحطَّ على رأسه الطائرانْ .
مسه الضر هذا البعيد القريب المسجّى
باجنحة الطيرِ
شاخت على ساعديه الطحالبُ
والنمل يأكل اجفانهُ ..
والذبابْ
مات موت الترابْ
وارتدى جبلاً
وحذاء من النارِ
كان الصباح بعيداً
وكان المساء قريباً
وبينهما صفحة من كتابْ .
تلاها ..
وأسقط إبهامه فوقها
ثم تسرْبَلَ زيتونةً .. فأضاءْ
حينها... فرّ وجه المساءْ
حينها ... عَرَفتهُ النساءْ .
مسه الضر هذا البعيد القريب المسجَّى
باجنحة الطيرِ
شاخت على ساعديه الطحالبُ
والنمل يأكل اجفانه ..
والذبابْ
مات موت الترابْ .
تماثل للعشق ثم شكا ورماً بين نهديهِ ..
فاقتاده وثن عبقريٌ إلى حيثُ, لا تُشرق الشمسُ
بعد ثلاثٍ أتى مورقاً
وتكوّر في ملتقى الشاطئين
وحين تساقط من حوله الليلُ
كان يعاني الصداعْ
الصداعُ ...
الصداعْ .
دارت الشمس حول المدينةِ فانشطر البابليُّ
وأصبح نصفين
نصف يعب نخاع السنينِ
وآخرُ يصنع آنية للشرابْ .
مسه الضر هذا البعيد القريب المسجّى
بأجنحة الطيرِ
شاخت على ساعديهِ الطحالب
والنمل يأكل اجفانهُ ..
والذبابْ
مات ثم أنابْ .
مات ثم أنابْ
مات ثم أنابْ .
- البشير
انا خاتم الماثلين على النطعِ
هذا حسام الخطيئة يعبر خاصرتي
فأُسلسل نبعاً من النار يجري دماً
في عروق العذارى
انا آخر الموت ..
أول طفل تسوَّر قامته
فرأى فلك التيهِ
والزمن المتحجر فيهْ ..
رأى بلداً من ضبابٍ
وصحراء طاعنة في السرابْ .
رأى زمناً احمراً
ورأى مدناً مزق الطلق أحشاءها
وتقيحَّ تحت اظافرها الماءُ
حتى اناخ لها النخل اعناقهُ
فأطال بها .. واستطالْ
وافرغ منها صديد الرمالْ .
- الأجنّة
وأجنةٍ يستنبئون الريح عن زمن اللقاحِ
ويزجرون الطيرَ ..
ماذا عن مواعيد البكاء المرِّ(65/275)
واللعب الخرافيِّ المباح . ؟؟
ماذا عن الأعراسِ ،
ماذا عن دم الياقوتِ
والكتب المشاعهْ ؟
هل أورقت جثث العناكب تحت اجنحة النساء
هل أزهر الجرح القديم على مصابيح الشتاءْ .
سَخَتْ طيور النار
فانتهزوا الولاده
سخت طيور الماء
فانتهزوا الولاده .
وتماثلوا للإحتلام .. تماثلوا للهاجس الليليِّ
يا أرضَ ابلعي تعب العراةْ
هذا كتاب الرمل .. والشيطان مصلوبٌ
على باب البناتْ .
وعلى مسافات الردى بدوٌ وحاناتٌ..
وأرصفة تموجْ
وخيول ليلٍ أمطرت شبقاً على البيداءِ
فاحمرّت نبوءات البروجْ .
وقوافل الدهناء صاديةٌ..
إلى ماء السماءْ
حملت عيون الماء وابتهلتْ..
إلى ماء السماء
ماتت من الظمإِ الطويل وباركتْ..
ماء السماءْ .
قد كنت أتلو سورة الأحزاب في نجدٍ
واتلو سورة أخرى على نار بأطراف الحجازْ
قد كنت ابتاع الرقى للعاشقين بذي المجازْ .
قد كنت اتلو الأحرف الأنتى
وكان الصيف ميقاتاً لنار البدوِ ..
كان الصيف ميقاتاً لأعياد اليتامى
ياصباح الفتح والنوق التي أرختْ..
عنان الشمسْ
يا نجمةً قامت على أبوابنا بالأمسْ .
هذا الدم الحوليُّ ميثاق من الصلواتِ
معقود على الراياتِ ،
شمس تستظل بها سحابهْ
قمر ترابيٌ تدثر بالشعائر وانتمى للجوعِ..
واعتنق الكتابهْ
يفترُّ عن ريحانة وقبائل خضر وأسئلةٍ مذابهْ .
هذا الدمُ الحوليُّ
منصوب على تيماءَ
من يلقي بوادي الجن شيئاً من نحاسْ
من ذا يغنِّي : لا مساسْ .
من ذا يريق الراية الحمراءَ
من يحصي الخُطَا
من ذا يعرِّي قامة الصحراء
من سرب القطا .
شعراء الجزيرة العربية >> محمد الثبيتي >> القرين
القرين
رقم القصيدة : 64551
-----------------------------------
مقيمٌ على شغف الزوبعهْ
له جانحان .. ولي أربعه
يخامرني وجهه كل يومٍ
فالغي مكاني وامضي معه
أُفاتحه بدمي المستفيقِ
فيذرف من مقلتي ادمعهْ
وأغُمد في رئتيه السؤالَ
فيرفع عن شفتي إصبعهْ
- أما زلت تتلو فصول الرمالْ ؟
- أُقامر بالجرحِ ..(65/276)
اقرع بوابة الإحتمالْ
- (( أأشعلت فاصلة الارتيابْ )) ؟
- دمي مشرع للتحول والانتصابْ
- أتدرك ما قالت البوصلهْ ؟
- زمني عاقرٌ
قريتي أرملهْ
وكفي معلقة فوق باب المدينةِ
منذ اعتنقت وقار الطفولةِ
وانتابني رمد المرحلهْ .
لدى سادن الوقت تشرق بي
جرعة الماء..
تجنح بي طرقات الوباء ..
تلاحقني تمتمات البسوسْ
أرى بين صدري وبين صراط الشهادة
شمساً مراهقةً
وسماءً مرابطةً
ويميناً غموسْ
شعراء الجزيرة العربية >> محمد الثبيتي >> المغني
المغني
رقم القصيدة : 64552
-----------------------------------
المغني
إبتداءً من الشيبِ حتى هديل الأباريقِ
تسترسلُ اللغة الحجريةُ
بيضاء كالقارِ ..
نافرة كعروق الزجاجةِ
قال المغنِّي :
يعاقرني كل يوم غياب القوافلِ
قلتُ :
يؤرِّقُك الزمن المتقابلُ
للجرح بوابتانِ :
من الخمر والزنجبيلْ
للقصيدة بحر طويلٌ
وليل طويلٌ
ودهر طويلْ .
قال المغني :
لصوتي رائحة الجوعِ
قلتُ :
لوجهك لونُ البراريَ
للجرح وجهان :
من ظمإٍ نادمته الحناجرُ
من وطن للطريق المهاجرِ
يحتدُّ صوت المغني ..
يكبِّل في قامة الريح إمرأةً
وكتاباً ..
وقبراً قديمْ
- كيف أُغمد أوردتي في السديمْ ..
كيف أُخرج من شبق الطين
موتاً يتيمْ . ؟؟
- إبتكر للدماء صهيلاً
تدثر بخاتمة الكلمات
بالبخور الذي يتناسل في الطرقات .
إبتكر للرماح صبوحاً
دماؤك موغلةٌ في القناديل
وجهك منتجع للغات .
إبتكرْ للطفولة شكلاً ..
كتاباً تطارحه الخوفَ ،
تقرأ فيه محاق الكواكبِ ،
تكتب فيه حروف الندمْ .
إبتكر للطفولة عرساً تعلِّق فيه التمائمَ
واللعبَ الورقية .. والاغنيات .
شعراء الجزيرة العربية >> محمد الثبيتي >> الصعلوك
الصعلوك
رقم القصيدة : 64553
-----------------------------------
* يفيق من الخوف ظُهراً
ويمضي إلى السوقِ
يحمل أوراقه وخطاهْ
- من يقاسمني الجوع والشعر والصعلكهْ
من يقاسمني نشوة التهلكهْ ؟؟
- أنت اسطورة أثخنتها المجاعاتُ
قل لي :(65/277)
متى تثخن الخيل والليل والمعركهْ .
* يفيق من الجوع ظهراً
ويبتاع شيئاً من الخبز والتمر والماء
والعنب الرازقيِّ الذي جاء مقتحماً موسمَهْ
- من يعلمني لعبة مُبهَمَهْ
- ترجل عن الجدب واحسب خطاياهُ واسفك دَمَهْ .
* يفيق من الشعر ظهراً ..
يتوسد إثفيَّةً وحذاءْ
يطوح اقدامه في الهواءْ
- من يطارحني قمراً ونساءْ
- ليس هذا المساءْ
ليس هذا المساءْ
ليس هذا المساءْ .
شعراء الجزيرة العربية >> محمد الثبيتي >> الصدى
الصدى
رقم القصيدة : 64554
-----------------------------------
يوشك الماء أن يتخثّر في رئة النهرِ :
- هذا التراب يمزق وجهي
وهذا النخيل يمدُّ إليَّ يدَهْ .
يوشك النهر أن يتقيأَّ أجوبة الماءِ
- من قال أن النهار له ضفتانِ
وأن الرمال لها أوردَهْ .
شعراء الجزيرة العربية >> محمد الثبيتي >> الفرس
الفرس
رقم القصيدة : 64555
-----------------------------------
يأبى دمي أن يستريحَ
تشدُّه امرأة وريحْ .
فرس تناصبني غوايات الرمالْ
كَسَرَتْ حدود القيظ .. واتجهت شمالْ .
ارقيتُ عفَّتها بفاتحة الكتابْ
قبلتها ..
فاهتز عرش الرمل وانتثرت قواريرُ السحابْ .
اسرجتها بالحلم والشهواتِ
والصبر الجميلْ
عانقتها ..
فامتدَّ صدري ساحلاً مراً
تنوء به تواريخ النخيلْ
ناجيتها :
صدئت لياليك القديمة فاحرقي خَبَثَ النحاسِ
وأشرعي زمن الصهيلْ .
مذ اهدرتك موانئ البحر القديمِ
وأرمدت عينيك منزلةُ الهلالْ
وقف السؤالْ
غمرتْ جنوبَ الشمس غاشيةُ الشمالْ .
مذ كنتِ خاتمة النساء المبهماتْ
يبست عيون الطير واشتعلت
حشاشات الرمادْ
إن قام ماء البحرْ .!
يأتي وجهك النامي على شفق البلادْ
يأتي طليقاً ،
موثقاً بالريح والريحان والصوت المدججِ بالجيادْ .
إن قام ماء البحرْ .!
صاغ الرمل بين مقاطع الجوزاءِ
مُهراً عَيطموساً فاتحاً
من قمة الأعراف ممتدٌ .....
إلى ذات العمادْ .
شعراء الجزيرة العربية >> محمد الثبيتي >> البابلي
البابلي(65/278)
رقم القصيدة : 64556
-----------------------------------
* مسَّه الضرُّ هذا البعيد القريب
المسجَّى
باجنحة الطير
شاخت على ساعديه الطحالب
والنمل يأكل اجفانه ..
.. والذبابْ
مات ثم أنابْ .
وعاد إلى منبع الطين معتمراً رأسهُ الأزليّ..
تجرع كأس النبوءةِ ،
أوقد ليلاً من الضوءِ ،
غادر نعليه مرتحلاً في عيون المدينةِ ..
طاف بداخلها الف عامٍ
وأخرج أحشاءها للكلابْ .
هوى فوق قارعة الصمتِ
فانسحقت ركبتاهُ
تأوّه حيناً ..
وعاد إلى أولِ المنحنى باحثاً عن يديهْ
تنامى بداخله الموتُ
فاخضرّ ثوب الحياة عليهْ .
* مسَّهُ الضُّرُّ هذا البعيد القريب المسجَّى
باجنحة الطيرِ
شاخت على ساعديه الطحالبُ
والنمل يأكل اجفانه ..
والذبابْ
مات موت الترابْ .
تدلَّى من الشجر المرِّ .. ثم استوى
عند بوابة الريحِ
اجهش :
بوابةُ الريحِ
بوابة الريح
بوابة الريحِ .....
فانبثق الماءُ من تحته غدقاً ،
كان يسكنه عطش للثرى
كان يسكنه عطش للقُرى
كان بين القبور مُكِبّاً على وجههِ
حين رفَّ على راسه شاهدان من الطير ..
دار الزمانُ
ودار الزمانْ
فحطَّ على رأسه الطائرانْ .
* مسه الضر هذا البعيد القريب المسجّى
باجنحة الطيرِ
شاخت على ساعديه الطحالبُ
والنمل يأكل اجفانهُ ..
والذبابْ
مات موت الترابْ
وارتدى جبلاً
وحذاء من النارِ
كان الصباح بعيداً
وكان المساء قريباً
وبينهما صفحة من كتابْ .
تلاها ..
وأسقط إبهامه فوقها
ثم تسرْبَلَ زيتونةً .. فأضاءْ
حينها ،
فرّ وجه المساءْ
حينها ،
عَرَفتهُ النساءْ .
* مسه الضر هذا البعيد القريب المسجَّى
باجنحة الطيرِ
شاخت على ساعديه الطحالبُ
والنمل يأكل اجفانه ..
والذبابْ
مات موت الترابْ .
تماثل للعشق ثم شكا ورماً بين نهديهِ ..
فاقتاده وثن عبقريٌ إلى حيثُ
لا تُشرق الشمسُ
بعد ثلاثٍ أتى مورقاً
وتكوّر في ملتقى الشاطئين
وحين تساقط من حوله الليلُ
كان يعاني الصداعْ
الصداعُ ...
الصداعْ .(65/279)
دارت الشمس حول المدينةِ فانشطر البابليُّ
وأصبح نصفين
نصف يعب نخاع السنينِ
وآخرُ يصنع آنية للشرابْ .
* مسه الضر هذا البعيد القريب المسجّى
بأجنحة الطيرِ
شاخت على ساعديهِ الطحالب
والنمل يأكل اجفانهُ ..
والذبابْ
مات ثم أنابْ .
مات ثم أنابْ
مات ثم أنابْ .
شعراء الجزيرة العربية >> محمد الثبيتي >> البشير
البشير
رقم القصيدة : 64557
-----------------------------------
أنا خاتم الماثلين على النطعِ
هذا حسام الخطيئة يعبر خاصرتي
فأُسلسل نبعاً من النار يجري دماً
في عروق العذارى
أنا آخر الموت ..
أول طفل تسوَّر قامته
فرأى فلك التيهِ
والزمن المتحجر فيهْ ..
رأى بلداً من ضبابٍ
وصحراء طاعنة في السرابْ .
رأى زمناً احمراً
ورأى مدناً مزق الطلق أحشاءها
وتقيحَّ تحت اظافرها الماءُ
حتى اناخ لها النخل اعناقهُ
فأطال بها .. واستطالْ
وافرغ منها صديد الرمالْ .
شعراء الجزيرة العربية >> محمد الثبيتي >> الأجنّة
الأجنّة
رقم القصيدة : 64558
-----------------------------------
وأجنةٍ يستنبئون الريح عن زمن اللقاحِ
ويزجرون الطيرَ ..
ماذا عن مواعيد البكاء المرِّ
واللعب الخرافيِّ المباح . ؟؟
ماذا عن الأعراسِ ،
ماذا عن دم الياقوتِ
والكتب المشاعهْ ؟
هل أورقت جثث العناكب تحت اجنحة النساء
هل أزهر الجرح القديم على مصابيح الشتاءْ .
سَخَتْ طيور النار
فانتهزوا الولاده
سخت طيور الماء
فانتهزوا الولاده .
وتماثلوا للإحتلام .. تماثلوا للهاجس الليليِّ
يا أرضَ ابلعي تعب العراةْ
هذا كتاب الرمل .. والشيطان مصلوبٌ
على باب البناتْ .
وعلى مسافات الردى بدوٌ وحاناتٌ
وأرصفة تموجْ
وخيول ليلٍ أمطرت شبقاً على البيداءِ
فاحمرّت نبوءات البروجْ .
وقوافل الدهناء صاديةٌ
إلى ماء السماءْ
حملت عيون الماء وابتهلتْ
إلى ماء السماء
ماتت من الظمإِ الطويل وباركتْ
ماء السماءْ .
قد كنت أتلو سورة الأحزاب في نجدٍ
واتلو سورة أخرى على نار بأطراف الحجازْ(65/280)
قد كنت ابتاع الرقى للعاشقين بذي المجازْ .
قد كنت اتلو الأحرف الأنتى
وكان الصيف ميقاتاً لنار البدوِ ..
كان الصيف ميقاتاً لأعياد اليتامى
ياصباح الفتح والنوق التي أرختْ
عنان الشمسْ
يا نجمةً قامت على أبوابنا بالأمسْ .
هذا الدم الحوليُّ ميثاق من الصلواتِ
معقود على الراياتِ ،
شمس تستظل بها سحابهْ
قمر ترابيٌ تدثر بالشعائر وانتمى للجوعِ
واعتنق الكتابهْ
يفترُّ عن ريحانة وقبائل خضر وأسئلةٍ
مذابهْ .
هذا الدمُ الحوليُّ
منصوب على تيماءَ
من يلقي بوادي الجن شيئاً من نحاسْ
من ذا يغنِّي : لا مساسْ .
من ذا يريق الراية الحمراءَ
من يحصي الخُطَا
من ذا يعرِّي قامة الصحراء
من سرب القطا .
شعراء الجزيرة العربية >> محمد الثبيتي >> الأسئلة
الأسئلة
رقم القصيدة : 64559
-----------------------------------
اقبلوا كالعصافير يشتعلون غناءً
فحدقت في داخلي
كيف أقرأ هذي الوجوه
وفي لفتى حجر جاهليّْ.؟
بين نارين أفرغت كأسي..
ناشدت قلبي أن يستريحْ
هل يعود الصبا مشرعاً للغناء المعطّر
أو للبكاء الفصيح.؟
******
لو جرحت ذراعي ما ابتل كفي ولا معصمي
أيها النازلون فؤادي
هل صار نوراً دمي.؟
*****
قل لليلى تجئ صباح الأحد
إنها تقف الآن بين الزلال وبين الزبد
قل لها :
ظاهر الماء ملح وباطنه من زبد
قل لها :
أنت حل بهذا البلد
أنت حل لهذا الولد
**
كم هي الساعة الآن يا قائماً للصلاة ؟
قل هي الآن واقفةٌ..
قل تشير إلى نفسها
كيف تغدو المدينة لو جف ماء الحياة ..؟
******
حسناً أيها الفارس البدويّْ
هل تجرعت حزن الغداة
وصبر العشي ...؟؟
أرى وجهك اليوم خارطة للبكاء
وعينيك تجري دماً أعجمي.
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> أغاني الصبر
أغاني الصبر
رقم القصيدة : 64560
-----------------------------------
صابرونْ
نتسَلى بالسجائرْ
نتسلّى بالأساطيرِ .. وفي شرْبِ العقاقيرِ
وفي حرق ِ الدّ فاترْ
وتعَوّدْنا على وَأ ْ دِ أمانينا(65/281)
وتزييفِ أغانينا .. وتَقْنِين ِ المشاعرْ
ليسَ فينا رحمة ٌ كي يَرْحَمُونا
ليسَ فينا خاطرٌ كي يجبُرونا
ليسَ فينا نعمة ٌ كي يشكرونا
ليسَ فينا العشقُ للإنسان ِ كي يعشَقَنا الإنسانُ
أو تهوي لنا بعضُ العيونْ
نحنُ لا يفهمُنا آباؤُنا
فلماذا نقلِبُ الدنيا إذا لم يفهمونا الآخَرونْ ؟
نحنُ دوما ً حاسدونْ
نحنُ دوماً قائمونْ
نحنُ دوما ثائرونْ
كلُّنا مُستكبِرونْ
كلُّنا نشكو من الجرم ِ ونحنُ المجرمونْ
كلُّنا نستنكِرُ الظلمَ ونحنُ الظالمونْ
دولة ٌ واحدة ٌ في غابةٍ ....
نحنُ فيها كلُّنا مُختصِمونْ
واختلفنا ....
ولأحزابٍ تفرّ قنا ونحنُ الميِّتونْ
وتخاصَمنا على السّلطةِ ....
والناسُ علينا يضحكونْ
واتفقْنا ...
أننا فيها جميعا حاكمونْ
أيّها الناسُ ولا أفهمُ ماذا تفهمونْ
ولقد خيط َ لكم ثوبٌ وأنتم نائمونْ
أيّها الناسُ وقد يأخذني الشِّعرُ الجميلْ
فتقولونَ عميلْ
وكثيراًَ تُخْطِئونْ
فإذا كنتُ أنا حقا ً عميلْ
فعلى أنفُسِكُم ما تحكُمونْ؟
ليس فينا لغة ٌ كي يفهمونا الآخرونْ
نحنُ شُجْعانٌ على بعض ٍ ...
ولكنّا من الغيرِ كثيراً وجِلونْ
وخبيثونَ على بعض ٍ ...
ولكنّا مع الغيرِ كثيرا ً طيِّبونْ
نحنُ حتى الله ُ لا يُعْجِبُنا
ولقد يُزعِجُنا الحق ّ ُ ونحنُ المُزعِجونْ
هل تساءَ لتُم لِمَ الناسُ عليكم يضحكونْ ؟
هل تساء لتُم لِمَ الناسُ بنا يستَهزِئونْ ؟
رقصوا مثلَ الصعاليكِ فقمتم ترقصونْ
لَعِبوا بالرأس ِ ... قمتُم تلعبونْ
نثروا الشِّعْرَ فقمتم تنثرونْ
كلُّكم مُحترفونْ
كلُّكم في كلِّ شئ ٍ عالِمونْ
كلُّكم في كلِّ شئ ٍ مُبدِعونْ
كلُّكم لم ينشغِلْ بالناس ِ ...
والناسُ بكم منشغِلونْ
كلُّكم في الدين ِ آياتٌ ... وفي أحكامِهِ مجتهدونْ
كلُّكم يحترفُ الشِّعرَ ...
وفي النثرِ جميعا مبدِعونْ
كلُّكم يحترفُ القصّة َ .. والرقصة َ واللحنَ الحنونْ
فإذا أنتم جميعا مبدعونْ
فلماذا الناسُ منذ الوهلةِ الأولى ...(65/282)
الى الآن ِ علينا يركبونْ ؟
هل تظنّونَ لأنّا عَرَبٌ ؟
أم تظنّونَ لأنّا مُسلِمونْ؟
تَخْسَؤونْ
أيّها الناسُ و لا أفهمُ ماذا تفهمونْ
بعدما هدّوا قِوانا
بعدما اعتادوا على شُرْبِ دِمانا
فإلى أينَ يُريدونَ تُراهُمْ يَصِلونْ؟
صابرونْ.....................
نتسلّى بمَراراتِ أغانينا
وتكسيرِ أوانينا
و تمزيق ِ السّتائِرْ
نتسلّى بالدّموعْ
و بإشعال ِ وإطفاء ِ الشّموعْ
وبتزييفِ المظاهِرْ
لُعْبَة ً صرنا بأيديهِمْ وما زلنا نُكابِرْ
وتعَوّدْ نا على شُرْبِ أسانا بالقنادِرْ
وشَرِبْنا
وثمُلنا
ثمّ غنّيْنا
(على دربِ اليمُرّونْ )
ولقد تسخرُ من أحزانِنا حتى العيونْ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> أغاني النسيان
أغاني النسيان
رقم القصيدة : 64561
-----------------------------------
أحاولُ أنسى
فياليتَ أنسى.....
شقائي...عذاباتِ أيّامِنا الماضِيه
معي كلّ ُ ما مرّ َ بي في حياتي
على الرّ ُغم ِ من جنّتي العاليه
أحاولُ أنسى
وأختارُ قهرا ً
الى حالتي حالة ً ثانيه
أنا لستُ أدري ... وهذا شقائي
مطاليبَ نفسي أنا ماهيه
وأجهلُ شئ ٍ على خاطري
مزاجي وتركيبتي الثانيه
أحاولُ أنسى
أ ُبدِّلُ في كلِّ يوم ٍ بلاداً
وفي كلِّ يوم ٍ أ ُغيِّرُ مرسى
وآوي فراشي وفي كلِّ يوم ٍ
عروساً من الدّهرِ آوي وعُرْسَا
وبدّلتُ وجهاً ... وبدّلتُ شكلا ً
وبدّلتُ صوتاً ...
وبدّلتُ حِسّا
وغيّرتُ شَعْراً ... وغيّرتُ عُمْراً ..
وغيّرتُ قلبا ً ....
وبدّلتُ رأسا
وقد كدتُ أنسى
وغنى لي الدّهرُ جهراً وهَمْسَا
أصَدّ قتَ تنسى ؟
فبدّلتُ رأساً وبدّلتُ قلبا
وغرّبتُ شرقاً أحاولُ نسيانَهم
وشرّقْتُ غربا
وبدّلتُ حتى مسارَ الرياحْ
وبدّلتُ لونَ الظلام ِ
وبدّلتُ لونَ الصّباحْ
وطوّ فتُ في بلدةٍ في الشّمال
وفي قريةٍ في الجنوبْ
وحاولتُ أنسى الجراحْ
وأسرَجتُ ضوءاً هنا
وأطفأتُ ضوئي هناكْ
وأحسَسْتُ أني
تمَكَّنْتُ مِنْ أنْ أ ُنَحِّيك عني
ولو بعضَ حينْ
فغنّى المُغَنِّي(65/283)
(أنا يا طير ضيّعني نصيبي)
فأمطَرَتْ العينُ ماءً وطينْ
مساكينُ نحنُ
لقد خاننا حظُّنا والنصيبْ
وقد حرتُ ما بينَ أهلي وأعرافِهِمْ
ومابينَ أغلى حبيبْ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> التقرير
التقرير
رقم القصيدة : 64562
-----------------------------------
غريبُ الحالْ
يا مَن تسألينَ القادمات ِ من الطيورِعن الأحوالْ
أنا في كلِّ يوم ٍأنتهي وأضيعْ
وأقرأ ُعنْ وفاتي في وفيّاتي
أحاولُ أنْ أنامَ ولو غريباً في مَحَطّاتي
لأقرأََ َ بعضَ ما كتبوهْ
فأشعُرَ بعدَ ما حرمانْ .....
باني قد وجدتُ ولو للحظةٍ ذاتي
فكيف الحال ؟
أحاولُ أنْ أعودَ لكمْ
أنا مِن عالم ِ الحريةِ السفلى أخاطِبُكم
جباناً لو أكونُ أعيشُ في جَنّهْ
وأشربُ من بحارِ الخمرِ والعسل ِ
وحيثُ الحوُر تُحيي خافقاً قدْ ماتَ بالقبَل ِ
وحيثُ الماءُ والأشجارُ والغاباتْ
وحيثُ تزاحمُ اللذاتْ
وحيثُ الذاتُ تَكْشِفُ كلَّ ما يخبو بذاتِ الذاتْ
يُحِسُّ القادمونَ من الفناءِ بأنهم ماتوا
وهم من دونِما عملٍ و لا حسَناتْ
لقد دخلوا على الجنّاتْ !!
ولكنْ آه ..........
لقد أيقنتُ أني لا أعيشُ ودونما ترْحَالْ
فلا تتصوّري أني كما في قَرْيَتِي
والحالُ ذاكَ الحالْ
ولا تتصّوري أني بخيرْ
وأنتِ كالأطلالْ
أراكِ وفي المنام ِ مريضة ً تبكينْ
أيا أمّي التي حتى من الأولادِ لا تَجدينْ
ومني آه ....................
ماذا قد أخذت ِ ؟ وما الذي تُعطينْ ؟
سلامُ الله ِ يا أمّي لَكُمْ منْ خاطرٍ مكسورْ
ومنْ قلبٍ يدُقُّ ومن دَم ٍ مسجورْ
أجرّبُ أنْ أُحَمّلَ كلّ َ أشواقي على عصفورْ
ولكن كيفْ ؟؟
إذا كانَ الشتاءُ يَمُصُّ من وجهي سرابَ الصيفْ
إذا كان المَضِيفُ يشُقُّ جَيْبَ الضَيْفْ
سلامُ الله ِ يا أمّي عَليْكُم مِن غريبِ الحالْ
ومِمَّن أجنَبيّا طالْ
ومِمّنْ شكلَهُ تتنكّرُ الأشْكالْ
فلا تتصَوَّري مرَّ السحابُ وراحَتْ الفرصة
أذوقُ الموتَ... أعبرُ غُصّةً وأعودُ في غصّة(65/284)
وأدري قِصَّتِي ما بعدها قِصَّه
فلا تتصوِّري هذي التفاهة ُ سوف تُغريني
ويكفيني عذاباً أنهُ لا شئ َ يكفيني
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> العصفور والحجر
العصفور والحجر
رقم القصيدة : 64563
-----------------------------------
يا ليلُ شاقَتْني لياليها
واشتاقتْ السُّوقُ لِساقيها
ذكرتُهَا وقدْ نَسَتْ عَهْدِي
والنفسُ تشتاقُ لِناسِيها
يا ليلُ مَنْ أمسى يُمَاسِيها؟
و مَنْ غَدَا بَعْدِي يُلاقيها؟
يا ليلُ .......
كانَ في العراق ِ لي حَبيبْ
وكانَ لي نَهَرْ
وزَوْرَقٌ في الليل ِ يَهْجُرُ النجومْ
ويَتْبَعُ القمَرْ
وكانَ لي في الماءِ مِعْجَمٌ كبيرْ
وقِصَّة ٌ يَعْرِفُها الحَجَرْ
وكانَ لي جَيْشٌ مِن النخيلْ
وشاطئٌ يَغصُّ بالشجَرْ
فانقَلَبَتْ سفينتي وماتْ
الحبُّ ...... فالأشْجَارُ ...... فالنَهَرْ
وماتَ كلُّ شئ ٍ بعدَ ذلكَ القدَرْ
تحَوَّ لَ النهْرُ إلى حَجَرْ
وانْخَرَط َالماءُ إلى اليَبابْ
لكي يَمُوتَ الشوْ كُ حتى لو تموت زحْمَةُ الشجَرْ
وانْسَحَبَ القمرْ!
مدينتي الآنَ بلا قمَرْ
القمرُ الآنَ بلا قمَرْ
إنَّ النجومَ البيضَ تعشقُ النجومْ
وإنَّ في الجحيم ِالآنَ قلباً ينطرُ السَّحَابْ
ينتظرُ المَطرْ
مرِّي على قلبي مُرُورَ المَطرْ
وخَلُّصي بعضي مِن الكدَرْ
إنْ جَاءَ ني الصيفُ... فلا مَطرْ
أو جَاءَ ني الشتاءُ بالمياهِ لم يَجدْ شجَرْ!
حنينُ قلبي لا يَمُوتُ .. لو أموتْ
يا ليتني أموتُ لو يَموتْ
يا ليتني أعيشُ كالبَشرْ
لو إنني الآنَ أعيشُ في العراقْ
ما خِفْتُ يوماً مِنْ تقلُّبِ الدَهرْ
حبيبتي الآنَ....... بلا قمَرْ
لو ليلة ٌ أنامُ فيها بينَ نَخلتينْ
لو ليلة ٌ أزورُ فيها سيّدي الحُسَيْنْ
لو ليلة ٌ أزورُ فيها ذلكَ القمَرْ
لو ليلة ٌ أبيتُ فيها أحْرِسُ العراقْ
وأمْسَحُ الترابَ عنهُ والغبَرْ
لو تعلمينَ الآنَ ايُّها دموعْ
وأيُّها تخْرُجُ بانتِظارِ موعدِ السفرْ
لو تعلمينَ أيُّ خبْزٍ يأكلُ الغريبْ(65/285)
وأيُّ ماءٍ يشربُ الذي .. تعَوَّدَ الشُرْبَ مِن النَهَرْ
أدْمَنْتُ يا حبيبتي السفرْ!
وأدْمَنَتْ حتى العصافيرُ على حقيبتي
حقيبتي أحْمِلُ فيها الخبزَ والمياهَ والضجَرْ
تعَوَّدَ العصفورُ أنْ يَنامَ في العراءْ
وأنْ يُؤ َجِّلَ الأحْلامَ حتى يَسْقط َ الحَجَرْ
وليتَ شعري .......
أيّ ُ عام ٍ سوفَ يسقط ُ الحَجَرْ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> بين زاويتين
بين زاويتين
رقم القصيدة : 64564
-----------------------------------
وأحْبَبْنا
وأعلَنّا البداية َ من صباح ِ اليومْ
وحتى آخرِ العَصْرِ
جَمَعْنا أحرُفاً ثمّ استَرحنا ثمّ غنّيْنا
زرعْنا الآسَ والنَعناعْ
وأعدَدْ نا الدموعَ لساعةِ الهجرِ
فإنْ جرّدْ تَني ما كنتُ إلا ّ عبرة ً في غربةٍ تجري
نسينا أننا غرباءْ
نسيتُ بأنني شئ ٌ وأهلُ مدينتي أشياءْ
نسيتُ مدينتي .... قلَمي
نسيتُ ملابسي وحذائيَ المفتوقْ
نسيتُ الناصريّة َ كلَّها وبدأتُ أنسى السوقْ
نسيتُ شريعتي في غرفتي وهربتُ من ألمي
أتَذ ْ كُرُ أنني بالأمس ِ كنتُ مُعَلّقا ً بالباب ْ ؟
وحقِّ البابْ
وحقِّ حبيبةٍ ترنو من الشباكْ
تُبَلِّلُ شعرَها بدَمي
وحقِّكَ صاحبي كانت مصادفة ً
وقد غنّيتُ من ألمي
نعمْ يا صاحبي مسؤولة ٌ قدمي
وتلك خطوطُنا الأولى
ولكنْ زوّدوها حبّة ً فاسْتكمَلَتْ طولا
أرادونا نطيرُ ونتركُ الشجره
لذا فارقتُهُمْ وبَصَمْتُ بالعَشرَه
كذلكَ دائماً أبناءُ زاويتي
فضوليّونْ
لهذا غيّرَ البَحّارُ مجراهُ
وراحَ يدورُ من ضِفةٍ إلى أُخرى
صحيحاً كانَ مجرانا
ولكنْ يا أخي قد بدّلوا المجرى
لماذا قرّروا أن يدفنوني قبلَ موتي تحتَ أشجاري ؟
دعوا صوتي ... دعوني ... مالكم شأنٌ بأوتاري
دعوني ... كدتُ أنسى أنني مسجونْ
ظننتُ خرَجتُ من قفصي
رفعتُ جناحيَ المجنونْ
وطرتُ بغايتي حتى انتهتْ قِصَصِي
صباحاً أو ضحىً أو ليلْ
ضحِكنا أو بكينا فالنهاية ُ آخرَ العصْرِ
أنا بيَدَيّ قد هيّأ ْتُ أكفاني(65/286)
وأحضرتُ الطَّهُورَ وجئتُ بالسِّدرِ
حفرتُ براحتي قبري
كتبتُ ....... متى ؟
ومازالتْ متى ... حتى انقضى عمري
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> لا يا رنا
لا يا رنا
رقم القصيدة : 64565
-----------------------------------
ما ذا أكونُ و مَنْ أنا
لو ترحَلينَ غداً رَنا
سَتَصيحُ غربَتُنا لقدْ
وقعَ البناءُ بمَنْ بَنى
أرجوكِ ألاّ ترْحَلِي
أرجوكِ أنْ نبقى هنا
بالأمس ِ أفقِدُ موطِناً
واليومَ أفقِدُ موطِنا
لا يا رَنا
مَنْ ذا يُصَدِّقُ أننا
جِئنا الكُويتَ لكي نرى
بعيون ِ بعض ٍ أهلَنا ؟
مَنْ ذا يُصدِّقُ يا رَنا
لا أهلَنا عادوا
ولا بغدادَ قد عادَتْ لنا
ولأنّ ساعاتِ النهارِ قتَلْنَنا
صرْنا نُغَنِّي ليلَنا ...
يا ليلَنا .. يا ليلَنا
لم نبْكِ للأرض ِ العريضةِ يا رَنا
لكننا
نبكي بكلِّ خَسارَةٍ إنسانَنا
ولأنّ في عينيكِ أمواجاً لدجلة َ يا رَنا
شرَفٌ كبيرٌ أنْ أظلّ َ لماءِ دجلة َ مُدْمِنا
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> مسامير وحدود
مسامير وحدود
رقم القصيدة : 64566
-----------------------------------
تَعَوّ َدْ على الدّمْع ِ كي لا تموتْ
فللطيّبينَ البكاءُ
وللطيّبينَ الكدَرْ
أ ُناديكَ من مِحنتي وانتظاري
فلا تنتظرْ
تحَمَّلتُ كلّ َ العواصفِ وحدي
تحَمَّلتُ وحدي ولم أنكسِرْ
فأرجوكَ أنْ تحْتمِلْ
وأرجوكَ تنسى اللقاءَ الأخيرْ
وأنْ لا ترى في مُتون ِالضياعْ
قوانينَ لنْ تكتمِلْ
فقد لا تعُودُ الطيورُ لأعشاشِها في الحدودْ
وتنسى البساتينَ تبكي طويلاً
على طائرٍ لن يعودْ
تعَوَّدْ
لأنِّي تعَوَّدْتُ رغمَ انفلاتاتِ هذا الوجودْ
تعوَّدتُ أنْ لا أعودْ
فلا تنتظِرْ
سألتُكَ باللهِ تنسى اللقاءَ الأخيرْ
وتنسى الرموزَ إلى وقتِها
فإني أجَنّبُ عيني البكاءَ لأنكَ دومًا مُقيمٌ بها
تذكّرْتُ نفسي وحانَ الفراقْ
ومالتْ بها الريحُ نحوَ العراقْ
وحنَّتْ قليلا ً إلى أهلِها
تذكّرْتُ .... كيفَ الوُرَيْقاتُ لمّا يَجنُّ الشِتاءْ(65/287)
تُجَافِ الغصونَ لتستقبلَ الموتَ في ظلِّها
توقّفتُ إذ ْ كلّ ُ شئ ٍ حدودْ
وكلّ ُالعلاماتِ رُدَّتْ إلى أصلِها
وقد كنتُ أدنى لها مِن هناكَ
فكانتْ كما كانَ ظنّي بها
توقفتُ إني إذنْ لا أموتْ
لأنّي دخلتُ الفتوحاتِ مِن بابِها
وإنَّ الشبابيكَ مهما استجابتْ لسُرَّاقِها
فإنَّ الديارَ التي صادروها ستبقى لأصْحَابها
أُعَلِّلُ صمتي بأنّي غريبٌ
وتحتاجُ نفسي إلى مثلِها
أ ُعَلِّلُ حزني بأنَّ الكرامَ
إذا غابتْ النارُ عادوا بها
توقّفتُ والسارقونَ استراحوا
أنا الآنَ استدرجُ السارقينْ
وأسأ لُهُمْ عن بقايا السفينهْ
نَجَوْ نا
لماذا إذنْ لا نعودُ إلى رُشدِنا
وننسى السفينة َ ..... يَا لِلضَيَاعْ
فإنّ َ المساميرَ في جلدِنا
إذنْ كيفَ ننسى ؟
أ ُناديكَ من غربةٍِ لا تطاقْ
إلى قريةٍ في جنوبِ العراقْ
إلى قريةٍ في الجَنوبْ
إذا عانقَ النخلُ شمسَ الغروبْ
وكادت الى الشرق ِحزناً تعودْ
يَضِجُّ الحنينُ كما في الصباح ِ تضِجُّ الجنودْ
معًا نحنُ رغمَ انغلاق ِالحُدُودْ
ورغمَ انقطاع ِالبريدِ الذي بيننا
وإخفاق ِ كلِّ الردودْ
معًا نحنُ والماءُ من بَعْضِهِ
وللهِ نشكو الذي ليسَ من طينِنا
ومَن أرغمَ الماءَ أنْ ينحَني للسدودْ
معًا نحنُ والحبُّ بعضُ انتِمَاءْ
إذا زادَهُ اللهُ أمسى صُدُودْ
فقرّرْتُ أنْ لا أعودْ
وأعلنتُ عن رغبتي في الجفاءْ
وأعطيتُ حَقّ َ الشرائِع ِ حتى
بنى اللهُ لي منزلا ً في السَمَاءْ
لماذا أعودْ ؟
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> ليس عاراً
ليس عاراً
رقم القصيدة : 64567
-----------------------------------
ليسَ عاراً
أنْ تُلاقينا ليالينا كِباراً ...
وتُلاقينا الحبيباتُ صِغاراً
أنْ تَرَانا عاصِفاتُ الدّهرِ صَاحينَ ...
وتلقانا الحبيباتُ سُكارى
أَنْ نذوقَ الليلَ تلوَ الليل ِ ...
كي نُهْدي إليهنّ َ النهارا
أنْ نرى وَيْلَ منافينا ...
لتَسْكُنّ َ الدِّيارا
ليسَ عارَا
إنّ لِلْكُرْه ِ شِعاراتٍ ....(65/288)
وللقتْل ِ شِعاراتٍ ....
وللحُبِّ شِعارا
لا تَلومِيني على كُثْرِ كلامي
لا تلوميني لأني طولَ أيّام ِ غرامي
خارجا ً أُلْقِي سلامي
داخِلاً أُلْقِي سلامي
إنّ هذا الحُبّ َ يَغْزوني الى أقصى عِظامي
حيْثُ ما ظلّ َ لأحلامي سِوى ...
كُثْرِ الكلام ِ
لا تلوميني لأني ... قلتُ أهواكِ وأهواكِ ...
مع التقديرِ والشُكْرِ وكلِّ الإحتِرام ِ
لا تلوميني ...
فقد يخرُجُ هذا الحُبّ ُ من كلِّ كلامي
ليسَ هذا مُخجِلاً .. كي تغضبي مني
وتمْضِي لِخِصامي
ليسَ هذا مُخْجِلاً ...
حتى على العشْق ِ تُريدونَ حِصَارا ؟!
إنهُ العارُ إذنْ
لو تَحْسَبينَ الحُبّ َ عارا
ليسَ عارا
إغضَبي إنْ شِئْتِ ...
أو ثُورِي ...
فلا أخشى من الرِّيح ِ ولنْ أخشى الغُبارا
وارْجُميني ...
أنا ما عَوّدْتُ هذا القلبَ أنْ يخشى الحِجَارا
وسأبقى صارِخاً طولَ حياتي
يا رنا أصْرُخُ في كلِّ المداراتِ
لكي لا تفقِدي منّي المَدَارا
إنّ حُبِّي لكِ فخْرٌ
ليسَ عارا
ليسَ عارا
ليسَ عارا
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> قصة حب سياسية
قصة حب سياسية
رقم القصيدة : 64568
-----------------------------------
بأمريكا ولادتُها بأمريكا
وما زالتْ بأمريكا
تذكّرْ أينَ أنتَ وأينَ أمريكا
تذكّرْ أيُّها المغرورُ ماضيكا
تذكّرْ قرية ً مهجورة ً تبكي .......
يُفَرِّ قُها الزمانُ وتلتقي فيكا
تذكّرْ طائرين ِ بلا جناحين ِ
تذكّرْ عاصفاتِ الدّينْ
أعاصيرَ الخرائطِ واللغاتِ .....
طبائعَ التكوينْ
طبائعَ ألفِ جيل ٍ كيفَ تَمْحُوها ؟ !
وكيفَ تُبَدِّ لُ الأسماءْ ؟ !
وكيف ستجمعُ الأعداءَ بالأعداءْ ؟ !
وكيف ستُطْفِئُ النيرانْ ؟
وكيفَ ستجمعُ الأبراجَ في الميزانْ ؟ !
قضيّة ُ حبِّنا ليستْ لنا أبداً
قضيّة ُ موطن ٍ فتكتْ بهِ الأوطانْ
فمَنْ ذا قادني لغرام ِ أعدائي ؟
فوا أسفي لقد أحببتُ أعدائي
فلا الأعداءُ ترحمُني
ولا أهلي وآبائي
وعذراً ياعراقُ فهذهِ امرأة ٌ
ستوقدُ كلّ َ أضوائي(65/289)
وما معنِيَّة ٌ بمزاج ِ قادتِها
ولا معْنِيَّة ٌ بصراع ِ أُولاء ِ
فأهلُ بلادِها من طينْ
ومَنْ أحْبَبْتُها خُلِقتْ من الماء ِ
سفينتُنا تُعاكسُ كلَّ تيّار ٍ وإنًّ الماءْ
لأكبرُ من حقائق ِ هذهِ الأسماءْ
فكيفَ تُبَدِّ لُ الأسماءْ ؟ْ
وكيف ستجمعُ الأعداءَ بالأعداءْ ؟
ومَنْ يُصْغي إليكَ ومَن يُناجيكا ؟
إذا كانتْ ديارُ ك صادرتْ أحلى لياليكا
فهلْ تجدُ البقِيَّة َ تحتَ أمريكا ؟ !
تذكّرْ شارعَ الزيتون ِ في ذي قارْ
تذ َكّرْ خيبة َ الأسماكِ والأهوارْ
وأنت تُحِبّ ُ أمريكا
تذكّرْ نخلة ً متروكة ً للريحْ
يُفرِّ قُها الزمانُ وتلتقي فيكا
تذكّرْ طائريْن ِ بلا جناحَيْن ِ
وقيثاريْن ِ من ياقوتْ
تذكّرْ ثورة َ السّلُطاتِ وأنتَ تحِبُّ أمريكا
إذنْ ستَموتْ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> خاطرات إرهابي
خاطرات إرهابي
رقم القصيدة : 64569
-----------------------------------
رغمَ أنْفي
سوفَ أمتصّ ُ دِماكُمْ ........
سوفَ أمتصّ ُ إلى حدِّ التَشَفِّي
سوف أكْتَضّ ُ بتِرسانةِ أحقادي .....
وأشويكُم بكَفِّي
سوف أغتالُ الرؤى الخضراءَ
والزرقاءَ ....
والماءَ
و أغتالُ السّحاباتِ بسَيْفي
فإذا ما نَفِدَ البحْرُ من الأرواح ِ
وانصاع َ المساكينُ لِحَتْفي
أحْضِروا لي طبَقا ً من أذرُع ِ الأطفال ِ ...
كي أملأ َ جَوفي
أحْضِروا لي العودَ يا قَوْمي
لكي أ ُطرِبَ ضَيْفي
حيثُ يعلو عَزفَ عِزرائيلَ عَزفي
لو تَحَمَّلْتُمْ قليلا ً رَغَباتي
لو وقفتُم أيُّها الناسُ لِصَفِّي
لو تجاهلتُم سفاهاتي
وأصغيْتُمْ لأ قوالي
وأغلقْتُم ملَفِّي
لو عَرَفْتُم حقَّنا يا أيُّها الناسُ عليْكُمْ
وعَرَفتُم كم سَهِرْتُ الليلَ أقْلِيكم بأحداقي
وأغشاكُم بعطفي
لو عرفتُم كم تفاء لتُ بكُمْ
لو عَرَفتُم كم تساء لتُ وكم مِتّ ُ لكُمْ
لو عَرَفتُم كم أنا الآنَ أقاسي وأنا أدفُنُكُم
لو عَرَفتُمْ أنني أبْنِي لكم قبرا ً بكَفِّي
لَتَأسّفْتُمْ وقُلْتُمْ ....(65/290)
قَتْلُنا ما كانَ يكْفي
ليسَ يكفيني إذا حطّمْتُ أبراجَ السّماواتِ جميعا ً
والمجرّاتِ وما في الأرض ِ مِن فنِّ العِمارهْ
ليسَ يكفيني إذا حطّمتُ أهراماتِ مِصْرَ العربيّه
وإذا حَطّمتُ بغدادَ الحضارَهْ
ليسَ يكفيني إذا حطّمتُ في باريسَ ( إيفِلْ )
وإذا حطّمتُ في نيويورك أبراجَ التِّجارهْ
مُتْعَة ٌ عندي بأنْ تقفِزَ من أعلى الشبابيكِ الصّبايا
مُتْعة ٌ أنْ تأكُلَ النيرانُ آلافَ الضّحايا
مُتْعة ٌ أنْ يسقُط َ الفنّ ُ رمادا ً
ويصيرَ الفنّ ُ أكوامَ تُرابٍ وشظايا
مُتْعة ٌ عندي الذي حلّ َ بأمريكا
وما يجري ببغدادَ
وما يحْصلُُ في القُدْس ِ
وما يحدُثُ في أعلى جبال ِ الهَمَلايا
متعة ٌ عندي بأنْ أقتُلَكُم سِرّا ً
وأنْ يَحْمِلَ إنسانٌ برئ ٌ
ما أنا أفعلُ من تلكَ الخطايا
فأنا السَيِّدُ والمُختارُ .. والناسُ جميعا ً
في حساباتي أنا مِثْلُ المَطايا
غايَتي أكبرُ من حجمي ...
وقد أنفقتُ في تحقيق ِ غاياتي دَمِي الأنقى و لَحمي
ولكم في ما أ ُعانيهِ أنا دورٌ كبيرٌ ....
و عليكُم حَمْلَ آلامي وأوجاعي وهَمِّي
لا تُسيئوا أبدا ً يا قومُ فَهْمِي
باسْمِكُم كانت مشاريعي و كنتم ...
تعبُرُونَ الماءَ باسْمِي
وأنا أفعلُ ما تُمليهِ أفكاري وما يأتي بعِلمي
مُنْتهى المتعةِ أنْ يضطربَ الناسُ ...
وأنْ تختنِقَ الدنيا بظُلْمِي
لا تُسيئوا أبدا يا قومُِ فهمي
فأنا عندي وجوهٌ تتحدّاني ... ولن تكسرَ عظمي
غايتي أنْ أنشُرَ الخيرَ ...
وأنْ أرقى كثيرا ً و أ ُنَمِّي
غايتي أنْ يُصبِحَ الناسُ جميعا ً مثلَ قَوْمي
فإذا ما أنعمَ الله ُ عليكم و توصّلتُم لِفَهْمي
لن تلوموني على سابق ِ ظُلْمي
ثمّ ترجون َ بأنْ أ ُدْخِلَكُم أبوابَ عطفي
و تعودونَ لِصَفِّي
رغمَ أنفي
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> العيد بعيداً عن العراق
العيد بعيداً عن العراق
رقم القصيدة : 64570
-----------------------------------
العيدُ جاءْ
وحدي كما أنا دائما ً(65/291)
للسوق ِ ... للوطن ِ المعذ ّبِ ... للرجال ِ و للنساءْ
يا (كرمتي) يا (طار) يا نخلَ (المجرّةِ ) مَنْ يراكْ ؟
مَنْ ذا سيعرفُ ما تقولْ ؟
دقّتْ طبولُ الحربِ .. مَنْ لا يشتهي صوتَ الطبولْ ؟
دقّتْ قلوبُ الطيرِ والأطفال ِ
يا جدّتي ..
مقطوعة ٌ قدَمي
مقطوعة ٌ طرُ قي
فإذا الرياحُ جرتْ هناكْ
مَنْ فيكَ يعشقُ جارة ً سمراءَ تخنُقُها الشِباكْ ؟
ردّدتُ اغنِية ً قديمه
غنيتُ في (لاهاي) في المدُن ِ القديمه
غنيتُ في الغرْبِ الجميل ِ
غنيتُ في الصيفِ المعلّبِ بالشتاءْ
غنيتُ في الصيفِ المعلّبِ بالشتاءْ
ما أبردَ الأيامَ دونكَ يا عراقْ
ما أكثرَ الأوطانَ لكنْ كلها صورٌ بهيمه
ما أكثرَ الأوطانَ لكنْ كلها صورٌ بهيمه
أ و ليسَ هجرتُنا جَريمَه ؟
مقطوعة ٌ طُرُ قي
مقطوعة ٌ طُرُ قي
و مُغلَقة ٌ شبابيكُ القصورِ على الحبيبْ
و إذا مررتُ على العراق ِ و مِن بعيدْ
و إذا مررتُ على العراق ِ و مِن بعيدْ
ناديتُ يا بغدادُ ... يا ذي قار
يا نخلَ السّماوةِ ... يا عراقُ .. و لا مُجيبْ
يا نخلَ السّماوةِ ... يا عراقُ .. و لا مُجيبْ
إني غريبْ
لا أهلَ عندي .. لا ديارَ .. ولا حبيبْ
لا أهلَ عندي .. لا ديارَ .. ولا حبيبْ
إلا النجومُ الباكياتُ القائلاتْ
يا أيها الباكي السنينَ الغابراتْ
يا أيها الباكي السنينَ الغابراتْ
إنْ كنتَ تبكي للحبيبْ
حتى الهلالُ بلا حبيبْ
حتى الهلالُ بلا حبيبْ
فأعودُ كلّ َ دَمِي لهيبْ
وأنامُ كلّ َ دَمِي لهيبْ
وأنامُ كلّ َ دَمِي لهيبْ
كالنار ِ قد حوّلتُ عمري من سنينَ الى رمادْ
و متى ينامُ الفاقدونَ بلا بلادْ ؟
و متى ينامُ الفاقدونَ بلا بلادْ ؟
لا أهلَ عندي لا ديارَ و لا عراقْ
حتى العراقُ بدأتُ أشعرُ أنهُ عني بعيدْ
حتى العراقُ بدأتُ أشعرُ أنهُ عني بعيدْ
أني أريدُ ولستُ أدري ما أريدْ
غنّيتُ في الغربِ الجميل ِ إليّ يا وطني تعالْ
غنّيتُ في الغربِ الجميل ِ إليّ يا وطني تعالْ(65/292)
و دَع ِ الكلابَ تشيخُ يا وطني على زُمَر ِ الكلابْ
فالساسة ُ الجُهلاءُ أولى بالطلول ِ وبالخرابْ
فالساسة ُ الجُهلاءُ أولى بالطلول ِ وبالخرابْ
أخرُجْ لنفترِشَ السّماءْ
سفنٌ و ملاحونَ في المنفى وأشرعة ٌ وماءْ
سفنٌ و ملاحونَ في المنفى وأشرعة ٌ وماءْ
ماذا إذنْ لو جئتَ للمنفى أيا وطني
لنُصْبِحَ أصدِقاءْ
لنُصْبِحَ أصدِقاءْ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> البلورة
البلورة
رقم القصيدة : 64571
-----------------------------------
رغمَ قهْري
رغمَ ما ُيزعِجُني من عاهةٍ في أ ُمِّ ظهري
رغمَ فقري
رغمَ أني الآنَ في الخمسينَ من عمري
ولكني حضوريّ ٌ وعصري
رغمَ عاهاتي الكثيره
رغمَ أخطائي الكبيره
فأنا لي قامتي في عالم ِ الأبراج ِ
والناسُ مصابونَ بسِحري
وأنا أنذرتُكُم واللهُ يدري
وأنا حذ ّرتُكُم .. حذ ّرتُ حتى شابَ شَعْري
ولقد قلتُ لكم أنّ البحارْ
سوفَ تلقى حتفَها والنهرُ يجري
وأنا نبّأتُكُم لكنكم خنتُم رؤاي
وتجاهلتُم خرافاتي و صدّقتُم سواي
و إلى أن طالكم هذا الحصارْ
وأنا نبّأتُكُم قبلَ سنينْ
سوف ينهارُ ببرلينَ الجدارْ
وأنا نبّأتُكُم أنّ الكويتْ
سوف يغزوها حِمارْ
ولقد نبّأتُكُم ليلَ نهارْ
دولة ُ البحرين ِ تغدو مملكه
ولقد قلتُ لكم أنّ العراق
سوفَ يصطادونهُ في شبَكَه
ولقد أخبرتُكُُم أنّ الخليجَ العربي
سوف يغدو لقمة ً للسمَكه
ولقد حقّتْ رُؤاي
وعليكم أنْ تسيروا دونَ تفكيرٍ وراي
هذهِ بلّورتي مِثلُ عصى موسى
أنا هذي عصاي
هذهِ بلّورتي رَهنُ إشاراتي
وقد نالت رضا الناس ِ كما نالت رضاي
هذهِ بلّورتي صافية ٌ مثلُ الزُلالْ
هذهِ تجهلُ لي كلّ َ أموري
وأنا فيها تجاهلتُ الرِّمالْ
هذهِ تكشِفُ أسرارَ الرِّجالْ
هذهِ بلورتي والحمدُ للهِ عليها
جنّة ٌ فيها قشورُ البرتقالْ
هذهِ تقلِبُ لي أفعى لُفَيْفاتِ الحبالْ
معنا الآنَ اتصالْ
معنا نسرينُ من ذي قارْ
أهلا ً بديارِ الكرمِ ِ العالي ومصفاةِ الرجالْ
مرحباً بالناصريه(65/293)
شجرِ الطيبِ وميدان ِ الصفاتِ العربيه
كيف حالُ الناصريّه؟
هل هي الآنَ كما كانت أبيّه؟
هل هي الآنَ على نَفْس ِ الشّجَاعه
ولها نفسُ الهويّه؟
أيّ ُ بُرْج ٍ أنتِ يا نسرين ؟ لا تدرين ؟ حقّاً ؟
أنتِ حقاّ ً ناصريّه
اذكري باللهِ تأريخَ الولاده
إرفعي لي كفَّكِ الأيسَرَ واسترخي كثيراً
وكثيراً وزِياده
قُلْتِ في الثامن ِ والعِشرينَ من نيسانَ تأريخَ الولاده؟**
هل تُحِبِّينَ القِتالْ؟
هل تُحِبِّينَ ملاقاة َ الرجالْ؟
أنتِ يا نسرينُ بالتأكيدِ من بُرج ِ النِّعالْ **
معنا الآنَ اتّصالْ
مَنْ مَعي؟ مالكَ مصروعٌ شديدُ الإنفِعالْ؟
أنتَ ناريّ ٌ كما تبدو سريعُ الإشتِعالْ
أنتَ برجُ الثورِ طبعاً
هائجٌ لا تتقي حالاً و لا يعنيكَ حالْ
مَنْ معي ؟ حقا ؟ رئيسُ الرؤساءْ ؟
أيها القائدُ عفواً
لم أكنْ أعلمُ أنّ الزعماءْ
سوف يحتاجونني يوماً وينصاعونَ مثلَ الضعفاءْ
لم أكنْ أعلمُ أني سوف يأتيني رئيسٌ واحدٌ
أو يدُقّ ُ البابَ فرّاشٌ على بابِ رئيس ِ الوزراءْ
أنتَ برجُ الثورِ والثورُ أبٌ شرعاً لبعض ِ الزعماءْ
أهلُ هذا البرج ِ من عادتِهِم .. ضخّ ُ القراراتِ
وتكثيفُ الحِراساتِ وتأليفُ الدّعاءْ
أهلُ هذا البرج ِ منهم مجرمونْ
و يصيرونَ أخيراً رؤساءْ
أهلُ هذا البرج ِ منهم يُتْقِنونَ الإدِّعاءْ
أيها القائدُ أرفعْ مِنْ يَدِكْ
أيها القائدُ لا خوفَ عليكْ
سوفَ تبقى قاعداً في مقعَدِكْ
معنا الان اتِّصالْ
معنا بغداد .... يا ألفَ سلامْ
كيف حالُ الناس ِ يا بغدادُ ؟ مازالوا نيامْ ؟
كيف حالُ الأمن ِ والحِزبِ وأحوالُ النظامْ ؟
كلُّهُم والحمدُ للهِ تمَامْ ؟
أيّ ُ بُرج ٍ أنتِ يا بغدادُ ؟ برجُ القادِسيّه ؟
إرفعي لي كفَّكِ الأيسَرَ واسترخي إليّه
واكتُبي ما سوفَ أتلوهُ بدفترْ
أنتِ يا بغدادُ مثلُ الزئبق ِ الأحمرِ مهما حاصروه
لونُهُ لن يتغيّرْ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> أغاني العشرين
أغاني العشرين
رقم القصيدة : 64572(65/294)
-----------------------------------
بعدَ عشرينَ سنه
بعدما أسكتتْ الأيامُ آلافَ الجراح ِ المزمنه
بعدما غِبنا طويلا ً
وتحدّينا المقاديرَ .. و قرّرْ نا فراقَ المِدْخَنه
أصبحَ الهجرُ لنا حلا ّ ً
وقد يهجرُ طيرٌ وطنَه
وتحرّكتُ لتبديل ِ زماني
عذ ّبَ اللهُ الذي بدّلَ يوما ً زمنَه
لم تكوني لحظة َ الموتِ الى جنبي
ولم تعترِفي حُبّي
ولا يدفعُ غيري ثمَنه
أنتِ قبلَ الآنْ ... بعد الآنْ
حتى بعد ستينَ سَنه
ستظلّينَ لنا وكرا ً
وقد يهجرُ طيرٌ وطنَه
أنتِ من علّمَني كيفَ أ ُصَلّي
وعلى دربِ المُسيئينَ أطولُ الحسنه
أنتِ مَنْ قلّدَني الشّعْرَ
ومَن جنّبَني السِّحْرَ
ومَنْ جنّبَني كلّ َ الحروفِ النتِنه
أنتِ لن أنساكِ حدّ َ الموتِ .. لن أنساكِ
والأخلاصُ يا (ساميتي) ما أحسنه
أنتِ أوقاتي التي من بعدِها أشقى
وأحلامي التي تحوي جميعَ الأزمنه
منذ ُ عشرينَ سنه
وأنا أنزفُ شوقا ً
وأنا أهطلُ عشقا ً
وأنا حمّلتُكم وزرَ سحاباتِ شتائي الماطِرَهْ
وأنا حمّلتُكم كلّ َ عذاباتِ السنين َ الغابرَهْ
منذ ُ عشرينَ سنه
لم تعُدْ في خاطري ساحة ُ حُبّ ٍِ عامرَه
كلّ ُ شئ ٍ بعدما غبتم غبارْ
كلّ ُ شئ ٍ بعدَما غبتُم حجارْ
و تجاراتُ غرام ٍ خاسرَه
لم يَعُدْ ما بيننا منا رسولْ
لم يعدْ مَنْ بيننا يفهمُ منا ما نقولْ
وكلانا خسِرَ الماضي وقد يخسرُ حتى حاضِرَه
وعَجِزنا .. وصمَتْنا ... و سخِرنا من هوانا
من أمانينا الكبار ِ العاقره
ضيّعونا بالتقاليدِ وبالخوفِ من العِشق ...ِ
وبالخوفِ من الدّ نيا
وقد كانَ هوانا ذخْرَنا للآخِره
نعمة ٌ أنعَمَها اللهُ علينا
برسول ٍ من أصول ٍ طاهره
إنها بنتُ شريفٍ ساهره
جمَعَتْنا بعدَ ما شتّتَنا الدّهرُُ
و هزّ تْنا ظنونُ الخَونه
بعد عشرينَ سنه
بيتُنا صارَ خرابا ً
نهرُنا صارَ ترابا ً
وترى البُؤسَ على هام ِ النخيلْ
لم أجدْ في (الكرمةِ) الفيحاء ِ حُبّا ً أو حبيبا ً
بعدما أنتم همَمَتُم بالرحيلْ
بعدما أنتم ذهبتُم(65/295)
و غدا يفصِلُنا دربٌ طويلْ
كانَ هجرانُكِ أمرا ً مستحيلا ً
كانَ نسيانُكِ أمرا ً مستحيلْ
إسألي أمّي سؤالا ً
عندما تفقدني أين تراني ؟
جالسا ً حتى صلاةِ الفجر ِ في (مقهى جميلْ)
عطرُ كِ الساحِرُ في الشاي ِ
وفي القهوةِ والماء ِ
و حتى في الأواني
أنا أهواكِ بعقلي و ضميري و كياني
أنا أهواكِ بقلبي و لساني
لم أكنْ أحتملُ البُعْدَ ثواني
و لقد عذ ّبْتِني بالبعدِ ...
بالبُعْدِ الطويلْ
لستِ أنتِ السببَ الأوحدَ في هجري
ولا مَن حفرَتْ قبري
و لامَنْ عَذ ّبَتْني بالرحيلْ
إنها أمُّكِ (دوله)
وأبوكِ .....
رحِمَ اللهُ (جميل)
ليتهُ يُبْصِرُنا الآنَ
وقد عاثَ بنا الدّهرُ
وسبّتْنا الظروفُ الراهنه
بعد عشرينَ سنه
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> الماء والحسين
الماء والحسين
رقم القصيدة : 64573
-----------------------------------
أبْصَرْتُ وجهَكَ في بَريق ِ الماء ِ
عطشا ً تموتُ إذنْ أبا الشُّهداء ِ
أنا كلما ظمِئ َ الفؤادُ ظنَنْتُهُ
هَجَرَ الحُسينَ و صارَ من أعدائي
ماتَ الحُسينُ وعينُهُ منصوبة ٌ
للماء ِ والأنهارُ في إغماء ِ
إنْ كانَ قتلُكَ للبلادِ سعادة ً
فأنا بقتْلِكَ أتعسُ التُعَساء ِ
أتُراقُ في أرض ِ العراق ِ دماؤهُ
وأنا أ ُوَفِّرُ ما استطعتُ دمائي
قضَتْ السقيفة ُ حرقَ آل ِ محمّدٍ
لولا مُبادرة ٌ من الشُّرَفاء ِ
في كلِّ يوم ٍ يقتلونَ محمّدا ً
ما أشبهَ الخلفاءَ بالزعماء ِ
روميّة ٌ شقراءُ أكرمُ عندَهمْ
من ألفِ عائشةٍ ومن زهراء ِ
يُفْتي الخليفة ُ ما يشاءُ وأجرُهُ
ضِعْفان ِ والنيرانُ للعُقلاء ِ
دِينٌ تَقاسَمَهُ الجنودُ بجَهْلِهِمْ
حتى غدا حِكْرا ً على العُرَفاء ِ
ولهذهِ الأسبابِ صرنا أ ُمّة ً
مهزومة ً و مطِيّة َ الأعداء ِ
وإذا هَوَيْتُ لشُرْبِ ماء ٍ باردٍ
َهوَتْ الدّموعُ معي لشُرْبِ الماء ِ
أسَروا النِساءَ وأحرَقوا خِيَماً بها
صلّى الحُسينُ وعِيثَ بالضعفاء ِ
كانت زيارة ُ قبرِهِ سَكَنا ً لنا(65/296)
واليومَ مَنْ للشيعَةِ الغُرَباء ِ؟
ومُترجِمٌ معنى الحياةِ وطبعُه
مُتَذلِّلٌ مِنْ أعظم ِ العُظَماء ِ
طالَ الفِراقُ ولا سِواكَ مُؤرّ قي
يا مَنْ أعَزّ ُ عليّ َ مِنْ أبنائي
والفائزونَ همُ الذينَ بفقدِهِ
عَدّ تْهُمْ الدّنيا مِن الغُرَباء ِ
والفائزونَ همُ الذينَ بذِكْرِهِ
لَطَموا الصُّدورَ بيوم ِ عاشوراء ِ
إنْ كانتْ الأخطاءُ أجرا ً مُغرِيا ً
فأنا كفَرْتُ بعالَم ِ الإفتاء ِ
دِينٌ تَقاسَمَهُ الجنودُ بجَهْلِهِمْ
حتى غدا حِكْرا ً على العُرَفاء ِ
ومُفَسِّرُ القرآن ِ جيشٌ كاملٌ
والجُنْدُ همْ خيرٌ من الوزراء ِ
ولهذهِ الأسبابِ صرنا أ ُمّة ً
مهزومة ً و مطِيّة َ الأعداء ِ
أبصرتُ وجهَكَ في رقيق ِ الماء ِ
والعينُ قد جفّتْ وطالَ بُكائي
وإذا هَوَيْتُ لشُرْبِ ماء ٍ باردٍ
َوَتْ الدّموعُ معي لشُرْبِ الماء ِ
جسَدٌ على الفَلَواتِ ظلّ مُقَطّعا ً
والرأسُ عندَ أراذِل ِ الأ ُمَراء ِ
أسَروا النِساءَ وأحرَقوا خِيَماً بها
صلّى الحُسينُ وعِيثَ بالضعفاء ِ
ماتَ الحُسينُ وظلّ يحكمُ ناقصٌ
والموتُ للشُّجعان ِ لا الجُبَناء ِ
كانت زيارة ُ قبرِهِ سَكَنا ً لنا
واليومَ مَنْ للشيعَةِ الغُرَباء ِ؟
في أكثرِ الأوقاتِ بُؤسُكَ زائري
وأنا كبيرُ البؤس ِ والبُؤساء ِ
ومُترجِمٌ معنى الحياةِ وطبعُه
مُتَذلِّلٌ مِنْ أعظم ِ العُظَماء ِ
أشكو لكَ الذكرى التي أحيى بها
وهي التي تقضي على أحشائي
طالَ الفِراقُ ولا سِواكَ مُؤرّ قي
يا مَنْ أعَزّ ُ عليّ َ مِنْ أبنائي
قد أدمَنَتْ أعضاؤ ُنا أحزانَنا
حتى بَدَتْ بمَلابس ٍ سوداء ِ
والفائزونَ همُ الذينَ بفقدِهِ
عَدّ تْهُمْ الدّنيا مِن الغُرَباء ِ
والفائزونَ هم الذينَ بحُبِّهِ
قد شُرِّدوا وبهِمْ غنى الفُقَراء ِ
والفائزونَ همُ الذينَ بذِكْرِهِ
لَطَموا الصُّدورَ بيوم ِ عاشوراء ِ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> أعاصير ومنافي
أعاصير ومنافي
رقم القصيدة : 64574
-----------------------------------(65/297)
عدَتْكَ الليالي أنْ صبَرْتَ لياليا
وجنّبْتَ نهرانَ الدموع ِ النواعيا
تظلّ ُ عزيزا ً رغمَ أنكَ مُعْوِزٌ
وتبقى قريبا ً رغمَ كونِكَ نائيا
ولنْ تُرغِمَ الأحداثُ مثلَكَ عاقِلا ً
على قول ِ ما لا يرتقي بكَ راقِيا
تعوّدْتَ بالصّمتِ الكبيرِ مُدَوِّيا ً
وقرّعْتَ بالصمتِ الكبيرِ المُرائِيا
بكَ الوجعُ المقصورُ لونُكَ شاحِبٌ
وأنوارُ كَ البيضاءُ تركبُ داجِيا
لماذا تُقاسي ؟ والمُحِبُّونَ عرّجوا
وتسمعُ منهم رقصة ً و أغانيا
لماذا تُقاسي؟ والذين لأجلِهِم
تقاسي .. قَسَوْا فاهجُرْ وكن أنتَ قاسيا
و دَعْهم لأيام ٍ فَتَكْنَ بغيْرِهِمْ
فهل تتمنى أنْ ينالوا المراميا ؟
وهل تتمنى انْ يعودَ لكَ الذي
بهِ كنتَ في أغنى المواقفِ .. عاريا؟
وهل تتمنى انْ تعودَ لمنزِل ٍ
إذا أمْطَرَتْ ولّى مع الماء ِ جارِيا؟
بنوكَ وأمّ ٌ في العراق ِ و إخوةٌ
وأنتَ تُقَفّي بالمنافي المنافيا
وصوتُكَ يجري والرياحُ بعيدة ٌ
فكنْ عندَ قصفِ الريح ِ صوتا ًمُناوِيا
مللتُكَ ... لا ترمي السّهامَ ولم تعُدْ
تُجَنِّبُ مَنْ يرمي الرّماة ُ العَوالِيا
مللتُكَ ... لا يُؤذيكَ أنكَ مُهمَلٌ
وغيرُ كَ يصطادُ الغِنى والمغانيا
مللتُكَ ... قد ثارَ الترابُ ومَنْ بهِ
وأنت تُلاقي الطبلَ أخرَسَ غافِيا
مللتُكَ ... لا أنتَ الذي قد عَرَفْتُهُ
ولا أنا أنتَ الراكِبُ البحرَ عالِيا
مللتُكَ ... مهزوما ً يُضَيِّعُ وقتَهُ
ولم يقتنِصْ ممّا تولّى ثوانِيا
لقد أدبَرَ الوقتُ الكبيرُ وغايتي
ركِبْتُ لها ظهري أنا والقوافِيا
وهبتُ لها عمرا ً طويلا ً وها أنا
بها عاجِزٌ عنها ولم أدرِ ما هيا
مللتُكَ سكرانا ً .. مللتُكَ صاحِيا
مللتُكَ يقظانا ً .. مللتُكَ غافِيا
مللتُكَ متبوعا ً .. مللتُكَ شاعرا ً
مللتُكَ ساويتَ الذي لن يُساويا
مللتُكَ والدنيا تريدُ كَ ضاحِكا ً
و نحنُ وهبناكَ المحبّة َ باكِيا
مللتُكَ أمّا مُوجَعا ً أو مُواسِيا
وأمّا تُداوى أو تكونُ المُداويا(65/298)
فمٌ غاضِبٌ منهم وقلبٌ مُتَيّمٌ
جُهِلتَ حبيبا ً واشتهرتَ مُعادِيا
يُعاديكَ أصحابٌ لأنكَ صاحِبٌ
ويغضبُ جُهّالٌ لكونِكَ دارِيا
ويبغضُكَ القومُ الذينَ تُحِبُّهمْ
لأنكَ منهم .. لو تنكّرْتُ حالِيا
وذنبُكَ تعلو والرّقابُ قصيرة ٌ
كسَرْتَ رقابَ الناس ِ كونَكَ عاليا
وهم عاجزونَ الآنَ أين َ تركتَهم
تركتَ لهم ظهرا ً يُدافِعُ عارِيا
تجودُ بنفس ٍ أو تجودُ بدرهم ٍ
يروْنكَ شحّاذ َ المَحبّةِ واطِيا
أكنتَ عراقِيّا ً ؟ تكونُ الأضاحِيا
وكنتَ جنوبيّا ً تكونُ الأغانِيا
أ نالكَ شئ ٌ من هواكَ ؟ أ نِلْتَهُ؟
فمالكَ ضيّعتَ السنينَ الغوالِيا
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> عبدالعالي
عبدالعالي
رقم القصيدة : 64575
-----------------------------------
أدناكَ من ذكرِ الأحِبّةِ بالي
عالي الصّفاتِ وأنتَ عبدُ العالي
عَلّمتَني كلّ َ الحروفِ فما الذي
أعطاكَ هذا المستطيرُ الخالي؟
ووَصَلْتَ بي مالم تصِلْهُ وقلتَ لي
إياكَ أنْ تبكي على أطلالي
نَفسٌ تموتُ ولا تذلّ ُ لمِثْلِها
ودَمٌ يسيلُ ولا دموعُ رجال ِ
حتى إذا ما ماتَ (مقدادٌ ) لهُ
نادى امَّهُ الثكلى خذيهِ تعالي
قد كادَ ينفجرُ المعذ ّبُ قلبُهُ
لكنّهُ جبلٌ على الزلزال ِ
مطبوعة ٌ في الماءِ صورة ُ وجهِهِ
وقوافلُ الأيام ِ منهُ خوالي
إني لأحتَقِرُ المجالسَ بعدَهُ
من بعدِهِ وقفٌ على الجُهّال ِ
ويسيرُ والجبناءُ تحمِلُ همَّهُ
تُصمي الجبانَ حكاية ُ الأبطال ِ
عرَفوهُ فاعتقلوهُ في أسبابِهِ
جرُّوهُ مثلَ الليثِ بالأغلال ِ
وبكى النخيلُ وكانَ يعشقُ كفَّهُ
حتى النخيلُ يُحِبّ ُ عبدَ العالي
والطيرُ أرسَلَ للرئيس ِ رسالة ً
الشعبُ طارَ وأنتَ غيرُ مُبالي
ونرى من الظلم ِ الكبير ِ صقورَنا
مأسورة ًبملاعبِ الأطفال ِ
فاجلسْ لكي تبقى رئيسا ًجالساً
مادامَ شِسْعُ النّعل ِ شِسْعَ نِعال ِ
ماتَ الجميعُ وأنتَ حيّ ٌ ميِّتٌ
بكَ روحُ كلبٍِ أم حصى تمثال ِ
وقُصَيّ ُ بعدَ عُديّ َ مثلُ أبيهِما(65/299)
كلبان ِ من كلبٍ يُسمّى الوالي
وإذا جَهِلتَ العبدَ فانظرْ نسْلَه
يتطابقان ِ ولو بعشرِ خِصال ِ
هلا ّ نظرْتَ لنسل ِ عبد العالي
سترى الأسودَ بأجمل ِ الأشكال ِ
وعمادُ بعدَ أيادَ بعدَ ذهابِهِ
يتبدّلونَ وهم من الأبدال ِ
أنظرْ لهم لترى حقيقة َ أمرِهِم
حالان ِ منشغِلان ِ في أحوال ِ
أمّا أنا فعلى العهودِ مُراهن ٌ
وتظلّ ُ تخشى المُعضِلاتُ نزالي
مُتواضعٌ حدّ َ العِظام ِ لصاحِبي
وأنا المُذِلّ ُ الخصْمَ والمُتَعالي
مُسْتَهزِءٌ بالعصفِ في فيفائِها
والقِرشُ في موج ِ البِحارِ العالي
والشئُ مُنْجَذِبٌ إلى أمثالِهِ
والمالُ مُنْجَذِبٌ لأهل ِ المال ِ
والمالُ مُنْخَرِطٌ لنا لكنّنا
نحنُ الذينَ نجودُ بالأموال ِ
نُعطي فإنْ نفدَتْ فظنّ ٌ صادقٌ
باللهِ عندَ تَعَسُّرِ الأحوال ِ
ويجودُ أهلُ البُخل ِ في أعراضِهمْ
ويجودُ (حزبُ البعثِ ) بالأبطال ِ
شَبِعَتْ بطونُ الناس ِ من أقوالِهِمْ
وعقولُهُم ذهبَتْ مع الأقوال ِ
آمالُنا ذهَبَتْ ونحنُ بظِلِّهِم
متْنا من التفكيرِ بالآمال ِ
وبكُلِّ فردٍ من أولئكَ مُجرِمٌ
وتراهُ حُلْوَ الوجهِ وابنَ حلال ِ
فكِّرْ بنِسْيان ِ النهار ِ فإنّهم
يلِدونَ في الأسبوع ِ سبعَ ليالي
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> المرثاة
المرثاة
رقم القصيدة : 64576
-----------------------------------
نَبا وطنٌ بالساكنينَ الشّواهدِ
فأطفأ دمعُ العين ِ جمرَ المواقِدِ
ثلاثينَ عاماً غارقونَ بمائِنا
فما بينَ مفقودٍ و ما بينَ فاقدِ
ولو صارَفَتْني النائباتُ بِغَيْرِهِمْ
لَصارَفتُها سبعينَ ألفاً بواحِدِ
ومحروقةٍ بالثلج ِ تغسلُ قلبَها
ومِنْ نارِها تجري إلى كلِّ باردِ
***
***
وخيّمتُ في المنفى أسيرَ تغَرُّبِ
فلا إخوتي , لا أُمَّ حولي ولا أبي
ولا جارَ يُقريني ولا مِن رفيقةٍ
لقد قلّبَتْني الريحُ أسوأ َ مَقْلَبِ
أُطِلّ ُ على زادي ولا ضيفَ جالسٌ
فزادي بلا ملحٍ ٍ وملحٌ بمَشْربي
وتلكَ صفاتٌ أصبَحَتْ شرّ َ وصفةٍ(65/300)
ويكفيكَ أنْ تُمسي وتُصبِحَ أجنبي
***
***
بلا وجع ٍ تجري السّنونَ بمُوجَع ِ
تُقَطِّعُ أوصالي بنَصْلِي و مِبْضَعِي
أُبادِلُهمْ حُزناً أشدّ َ وقاحة ً
وأكثرَ إيلاما ً بصدري و أضلُعي
إذا صحتُ يا أهلي تهاوتْ مفاصلي
على بعضِها بعضا ً و سالتْ مدامعي
دعي عَجَلاتِ الدّهرِ تأخذ ُ حقَّها
وتُسْرِعُ في هذا الشّتاتِ المُضَيَّع ِ
***
***
طويلٌ عليّ َ الليلُ طولَ حياتي
أُسَلّي جراحاتي بقربِ مماتي
إذا ضاقت الأيامُ أضحكُ ساخرا ً
ألا ضِقْنَ فالموتُ المحتّمُ آتِ
اُعَرِّضُ نفسي للهلاكِ مسالِماً
فيهربُ من وجهي لوجهِ فلاةِ
لقد زادَني ضربُ الليالي شَجاعة ً
إلى حدِّ ضربِ الموتِ بالجَمَراتِ
***
***
وأدخلُ بيتي والمدامعُ مِن قبْلِي
معي كلُّكم رغمَ المسافاتِ يا أهلي
تفقّدْتُكم والدارُ فاقِدة ٌ مِثْلي
فلا حولَ لي مادامَ لا أحدٌ حَولِي
إذا طُرقَ البابُ استفاقتْ جوارِحي
وسارَعتُ في ثوبٍ من الدّمع ِ مُبْتلّ ِ
خلَتْ منكمُ الأيامُ بعدَ تآلُفٍ
إلى حدِّ ما عُدنا لنفرَحَ بالوصل ِ
***
***
عساكم سلاما ً دائما ً وعساني
فداءً لكمْ - دمتُمْ لنا بأمان ِ
أُتابعُ أخبارَ العِراق ِ بأعيُني
لقد شُلّ َ من كثرِ الكلام ِ لساني
أراهم بلا ذنبٍ على كلّ ِ بُقعةٍ
يموتونَ مقتولينَ في رمَضان ِ
أ إنسانة ٌ تهوي لموتِ فقيدِها
ويضحكُ إنسانٌ بعبرةِ ثاني؟
***
***
أنا بعدَكم ما عُدْتُ أقوى على حَمْلي
دَمِي مثلُ ماءٍ فوقَ نارٍ دَمِي يغلي
أنا بعدَكم بينَ الحُفاةِ مُعَطّلٌ
بأفضل ِ حال ٍ لستُ أفضلَ من نعلي
أنا بعدَكمْ مثلُ المغارةِ فارِغ ٌ
أسيرُ ظلام ٍ .. خيرُ مَنْ ألتَقي .. ظِلّي
مُوزّعة ٌ روحي على ألفِ قريةٍ
على كلِّ أنحاءِ العراق ِ, فمَنْ مِثْلي؟
***
***
إذا ناحَ طفلٌ في العِراق ِ بكى حالي
إلى أنْ غدا .. من دمعِهِ .. رجُلٌ خالي
دماءُ العراقيينَ تجري رخيصة ً
و يفخرُ كلبُ الرّوم ِ أنْ دَمُهُ غالي
مُقاومة ٌ فيها نِهاية ُ أهلِنا(65/301)
وأطفالُنا يغدونَ أشلاءَ أطفال ِ
يُقاومُ أعدائي ويشربُ مِنْ دَمي
يُدافِعُ عني أم يُقطِّعُ أوصالي؟
***
***
لقد غنّتْ الأيامُ دهراً على بابي
فما وَصَلَتْ يوماً للحظةِ إطرابي
أيَطرَبُ قلبي والعراقُ موزّعٌ ؟
ثلاثة َ أجزاءٍ وتسعة َ أبوابِ
أما ملّ َ هذا الطيرُ سقطَ همومِكمْ؟
أنا من حديدٍ أم من الطين ِ أعصابي ؟
أ للحدِّ هذا تجهلونَ وحيدَكمْ ؟
ولم تعرِفوا لليوم ِ يا وطني ما بي
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> الزوال
الزوال
رقم القصيدة : 64577
-----------------------------------
عسى أنْ لا غِيابَ ولا زوالُ
ولا جَبَلٌ يَحُولُ ولا تِلالُ
ولا طيفٌ يسوؤكَ في منام ٍ
ولا ضُرّ ٌ يَمَسُّكَ أو يَطالُ
ولا تتباعدُ الخُطواتُ مِنا
فلا تُجدي الخُيولُ ولا الجِمالُ
ولا أتتْ الدهورُ لنا بجيش ٍ
تذلّ ُ لهُ المدافِعُ و الرّجالُ
كثيرٌ أنْ يكونَ بكلِّ طفل ٍ
جمالُكَ والبراءة ُ والكمالُ
يُغنّي بعضَ أشْعاري وقلبي
تُقلِّبُهُ اللبَاقة ُ والدلالُ
فأشعرُ أنني ما زلتُ حيّاً
ولي وطنٌ هناكَ ولي رجالُ
ولي غصنٌ رقيقٌ ذو يَمَام ٍ
ولي أيكُ الحمائم ِ , والظِلالُ
لقدْ قالوا بأنّ الدربَ صعبٌ
فلا نجمٌ يُطالُ ولا هلالُ
ركبتُ بحارَها طولاً وعرْ ضاً
وصارَ - ألذ ّ َ أحلامي - المُحالُ
ألا ما ذا يُؤرِّقُ كلّ َ عيْن ٍ
ترانا ثمّ تهرُبُ يا جَمالُ ؟
كما لا نشتهي هجراً وقَفْنا
ننادي يا أحِبّتَنا تعالوا
تطيرُ بواحتي طيراً أليفا ً
ومِنْ أحلى صِفاتِكَ لا تُنالُ
تذكّرُني بماض ٍ ذي شجون ٍ
وتأخذني لما تطوي الرِّمالُ
كثيرٌ أنْ نُحَرِّمَ كلّ َ شئ ٍ
بهِ لوجوهِنا وجهٌ حلالُ
كثيرٌ أنْ نُطارِدَ كلّ َ خيطٍ
تجُرّ ُ بهِ الصواعقُ والنِبالُ
شرابُ العادِلينَ بها المنايا
وشربُ الظالمينَ بها الزلالُ
لهم ثمراتُها ولنا نواها
حقيقتُها لهم .. ولنا الخيالُ
ونُبْحِرُ و السفينُ بلا شراع ٍ
وإنّ الحربَ أحداثٌ سِجالُ
ننامُ على الهِدايةِ كلّ َ يوم ٍ(65/302)
ونصحوا والضلالُ هو الضَلالُ
تقودُ العالمينَ جذوعُ نخل ٍ
وهمْ خُشُبٌ مُسَنّدة ٌ ثِقالُ
نموتُ بظلِّ قادتِنا سكوتا ً
فلا نَعْلٌ يُصانُ ولا عِقالُ
وظلّ َ العاصِفُ الوهّاجُ يرْوي
هذاكَ محمّدٌ .. هذا بِلالُ
مَضتْ عقَباتُنا و مضى هوانا
الى أنْ زالَ شئ ٌ لا يَزالُ
وما فيها لناقِلةٍ كلامٌ
ولا فيها لسائِلةٍ سؤالُ
نصيبُكَ أنْ تعيشَ على حِمام ٍ
لكي لا يشْمَتَ الداءُ العضالُ
وحظُّكَ أنْ تنامَ على جراح ٍ
فلمْ تضحَكْ على دَمِكَ النِبالُ
تغيّرَتْ النفوسُ فلا مكانٌ
لِوِدّ ٍ في القلوبِ ولا مجالُ
عسى أنْ لا غِيابَ و لا زوالُ
يُفَرِّ قُنا ولا صَادٌ و دالُ
ولا ظَعَنَتْ ركائبُ من قصَدْ نا
ولا رحلوا ولا شُدّ َ الرِحالُ
ولا ضاقَ الفسيحُ و لا تلاشى
و لا طالَ الوجيفُ و لا النِزالُ
ولا وقرٌ بمسْمَع ِ مَنْ نُنادي
و لا نَهْرٌ ستطْمُرُهُ الرِّمالُ
ولا عجّ َ الشِّتاءُ على مَصِيفٍ
ولا صغُرَ الجنوبُ ولا الشّمالُ
عسى أنْ لا غِيابَ و لا زوالُ
وتقديراً وشكراً يا جمالُ
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> خواطر الوداع الأولى
خواطر الوداع الأولى
رقم القصيدة : 64578
-----------------------------------
إنى أسحب أقدامى
من تحت بساطك أرتحلُ ..
و أقول وداعاً قد سبقت
حزنى من بعدُ ومن قبلُ
نظرات صرت أُخبؤها
برموش الطرف المنهطلُ
أغلقت منابرك الأولى
خلف الأوهام و لا أملُ
الآن أُبارح أحلاماً
حمَلَتها فى شغف مُقَلُ
و أخذت عصاتى و رجعت
وعدك من حبى ينفصلُ
و أقول عساك تتابعنى
كلمات تصلُ و ما و صلوا
أحبابى بالوجد الراوى
آفاقى تيهاً يشتعلُ
أنا لست اكذب أنفاسى
إن سابق عينيك الوجلُ
سأمزق لحظاتٍ حُبلى
بحنين سكبته القبلُ
لا وصلك صار يؤرقنى
لا بعدك قد همس الوصلُ
لا أنت كما كنت سماحاً
لا القلب بصدرك ينتقلُ
لمدى الاحساس بما أحوى
أو شوق أصبح يُختزلُ
أهواك و قد كنتُ قديماً
أخشى أقداراً تقتتلُ
للقائى فى الزمن النائى
ببيوت أغرقها السيلُ(65/303)
إنى لا أملك أقدارى
لا أملكُ فى شمسك ِظلُ
لكنى املك احساساً
عذباً كالورد به طلُ
وجهى من بعدك مهترىء
من رمل جفائك يغتسلُ
بسمائك قد أزف فراقٌ
قد عشت بحسه أنفعلُ
و دماء فارقها الوله
و ديار ليست تكتملُ
لن اطرق الاّك نهاراً
إن عشش فى سقفى ليلُ
و أنا متكىءٌ فى صمتٍ
أتعلم سجعك أرتجلُ
الّمنى هجرك فى بلد
يقصدها الصمت و لا مَلَلُ
الآن سأختم كلماتى
لا أسفٌ يبدو لا خجلُ
هذى الأيام سأدفنها
لكن بالذكرى احتفِلُ.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> نجمة للبحر أنت
نجمة للبحر أنت
رقم القصيدة : 64579
-----------------------------------
وحملت نجمتك الانيقة فى فؤادى
ومشيت نحوك فانتهيت الى بلادى
ورسمت وجهك فى جبين الحلم
فى موج الورق
وغفوت فى صدر الشفق
استقبل الميعاد منك فلم يعد
لى من سمائك غير اطياف الأرق
يا همسة سكبت حبيبات الندى الحانها
ياوردة العطر الذى
غسل الدواخل بالعبق
ميلادك الآتى
بكل مواسم الافراح نحوى ليته
ينهى عن الحزن المقدس يأتنى
بالعشق والمطر الملون والشبق
ان جاء يخبرك الحنين
عن اشتياقى
والهنيهات التى ذابت
من الصبر المزيف والقلق
فتأكدى بالحق انى لم ازل
اسمو على قمم المشاعر سامقا
كالبرق فى زهو السهى
رمقت خواطره بهائك فاحترق
تلك القوارب فى مياه الشوق
تشرع فى الغرق
وانا وحيدا فى رمال الشط
والموج المهاجر من محيطك يحتوينى
مثل اشلاء الصفق
وشواهد الحزن المقام
فتعلمى ان الحياة ستنحنى اوصالها
يوما ويخنقها الزحام
وتعلمى ان العيون الساكنات
على بيوتك سوف يغمرها الظلام
وتأكدى ان المدارك فى ظلال الحب
تسمو مثل اسراب الحمام
هذا زمان لا يشبعه التمنع
او يعتقه الخصام
ان جاءك الاحساس منى شارعا
للريح اثواب التمنى
وابتهالات الكلام
فتأكدى انى اليك نذرت عمرى
كيفما تبقين اقطف من رياضك زهرتى
لك احتويها بين اضلع آهتى
كى لا يدثرها الغمام
وبأننى للقاك احمل
كل نجمات السماء كواكبا
تصطف حولك باحتشام(65/304)
ولأجل عرشك سوف تشرق كالضحى
وترود مجدك لو يرام
وتنير كونى حين يكسوه الانين ..
والآن وحدى فى انتظارك
والصقيع يلون الاعصاب بالشوق الدفين
سكن السحاب على بيوت الشعر عندى
واهتدى نهر القصائد بالرنين
فتعالى يا امل الخطى لسهى المواقف
علمى خصل الهوى معنى العواطف
واحملى للناس خيرك و الحنين
فعليك ازهرت الحقول
اليك اومأت الفصول
وغلفت دنياك احلام السنين
والبحر فى عينيك غاص من الجوى ..
ورنا على افق اشتهائك فارتوى
ومشى بخاصرة النوى
يقتات صدك والجنون ..
لو كان يدرى ما المواجع ما هوى
او كان لو علم الصبابة ما اكتوى
لكنه ارخى عليك حجابه
وانساب من بين العيون
يأتيك بالعشق المخضب والرؤى
بالصدق والمطر الحنون
ياوردة الشمس التى
فتحت كنوز السندسين وفجّرت
ليل المحارم كى تكون
ونمت على فيض العوالم و النهى
حُبلى بأسرار الفنون
ومعابد السحر المعتق والزهور ..
هذا حديث النبض يهمس للحدائق
بالنضار الساطع الوله الوقور
انى لأدرك اننا
فجران من عصر الخرافة ينهضان وحولنا
جزر المحالات الشقية تعتلى
كل الجسور
ما كنت احلم باعتناقك غير انى
فى مرايا وجنتيك تركت قلبى عاريا
ورحلت فى افق الحياة
اتوه فى ردهات حسنك والقصور
وهجرت فرحى فى صحارى لوعتى
ومشيت فى بر الغرابة
امتطى زهو الشعور
لا بدء لى الاّك انقل خطوتى
فى كل يوم للوراء وانزوى
فى آخر الاركان اكتب قصتى
فتضل يمناى السطور
انا لست اهرب من زمانى
بيد انى انزع الايام قبلك
من مدارى صادقا
و اعود اخترق العصور
كيما اجيؤك خلفها
متوشحا بالشوق انبض بالامانى
والخطى ترد الصعاب ..
آتى نقيا من حبيبات احتقانى
والجراحات التى نضحت هياما و اكتئاب
هذا الزمان حزينة اوتاره
وطنى و اهلى و الصحاب
و اراك فى كل الربوع
اراك فى صمت الخشوع
و فى عليات السحاب
من كل بيت فى بلادى تطلعين
و على ترانيم الرجاء
و فى دعاء الصالحين
و من تسابيح البهاء
و فى تواشيح الغياب
الليل يرمقنى
و يشرع فى ارتداء حجابه(65/305)
و البدر يكشف سر حزنى
و المدى يمضى وحيدا
فى دروب الخوف
يجتاز السواحل و الهضاب
و الارض فى كفيك تلقى دارها
و تضل فى الافق البعيد مدارها
وتهيم فى فلك ابتسامتك التى
فتحت مسامات الطريق ..
و هواك فى كل العوالم
كالفراشات الشجية اسلمت
اشواقها للريح ثم استرسلت
فى حرمة الاحساس تمتص الرحيق ..
الآن ادرك ثورة الاغصان
حين ترنحت جدر الهواجس
اومأت للنار حبات الندى
وتشبعت سحب البريق
الآن انى فى هدير الشوق
ضاعت انجمى
قد ضل فى فلكى شعاعك
و اختفى من غيمتى
مطر الحريق
عفوا ً :
سألتك بالذى
غطاك بالامل المبعثر فى بلادى
فى سماء الحب يسكن فى وهادى
فى زفيرى و الشهيق ..
ان تجمعى لى من حنايا مهجتى
ما ظل عندك من بقايا نهضتى
شوقى و توقى و الحريق
جيئى الىّ فاننى
لعلاك ارحل شارعا
كف الامان لمقلتيك و اننى
فى لج بحرك قد مضيت
بصحبتى موج الهوى
لحن المزامير العريق
واظل فى جوف احتراقى صاحيا ً
متدثرا بالعشق
ارحل فى فجاجك للعميق
حتى يسربلنى نهارك بالرؤى
و تمدى لى يدك الامينة برهة
طوق يمد الى غريق
و على امتدادك قد مضى
ليلى و اومأ راحلى
و هفا زمانى و اكتسى
لونى جلالك ايها الامل الرقيق
اهديتك النبض المضمخ بالمنى
و دلفت للزمن المبارك و ارتجيتك هاهنا ..
ازهو بعالمك الوريق
جيئى فانى فى انتظارك شدنى
قدر الحياة و لم تزل
لك فى مسارى
اسهم الاحساس تخترق الحواجز
تلتقى بالسحر فيك للآلئا
دررا ونهرا من عقيق
حتى يطل لنا اللقاء و ننته
لمداخل الاجراس تأذن بالدخول لعشقنا
و لبيتنا فوق الفضاء العامر الرحب الانيق
و بحانة الميلاد عندك ليتنى
ادنو و ارنو فى ربوعك انثنى
وبصدر حلمك اقتنى
عرش الكواكب علّنى
فى سندس الآمال اغفو لا افيق
ياليت قلبى ليته
ياليت ذاك الصبح يصدق وعده
يا ايها الوطن العشيق.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> رسالة من القطب الشمالي للوطن الغائب
رسالة من القطب الشمالي للوطن الغائب
رقم القصيدة : 64580(65/306)
-----------------------------------
اسلمت عشق الارض للوطن المغاير نجمة
سكنت جراح الشوق منذ البدء وامتلكت رؤاى
ان كان لى هزج الرؤى والسيف والنبض الموازى
شاعرا يروى خطاى
لملأت قطبيك اشتهاءً ثم سقتك فى دماى
انى يباغتنى هواى
و هواك والنذر المبارك يحملانى للثريات العلية كوثرا
فى ساعديه ندى القلوب
فى العمق شىء لم يزل للآن يسأل عن ملاقاة الغروب
و البيت و الوطن البعيد ملاذ وجهى حين تختنق الدروب
كيف الوثوب ؟
اشتاق للصف الطويل و للضياع و للهروب
اشتاق للوطن الممزق للتراب و "للهبوب"
اشتاق للآتين من جوف المعارك لا حصادا ً
يبتغون و لا حبوب
و لكل اصداف الرحيق لكل ظل بالطريق
و كل كف تبتغى خير الدعاء
الحلم بالخبز الردىء وبالتظاهر عند قطع الكهرباء
شىء يدور مع الدماء
العشق كان الانتماء
انى ابيع منى الحياة على البحار العاريات بلا حياء
هذى شعوب القطب سنبلة تبدت فوق اكتاف الجليد
لا زال شوقى عند خط الاستواء يدور من حولى وحيد
شبح اللقاء الآن قد اضحى طريد
يا ليل لا تغشى عيون القادمين اذا اتوك
محمّلين ببعض حبات الرمال ..
فالجوع فى وطنى ملاذ من لصوص الافتعال
و الجوع فخر للرجال
و لكل اوجاع الصبايا النائمين على الحلال
الجوع عار للوزارة و السياسة و الضلال
و الخبز جمر الحق يحرق من تحدى و استطال
و سنشعل الافق احمرارا من بقايا الاحتمال
كل الخواطر و الشجون على مسامى سوف يشفيها النضال
سأعود يا وطنى قريبا من رذاذ الثلج
للهب المقدس فى عيون الكادحين
واعود بالزاد الجديد الى الصغار التائهين
يوما جلست بشاطئ البحر الشمالى
والبحيرات اللواتى ما اغتسلن من الذنوب
يمددن لى كف المودة ثم يبدأن الهروب
يا طائر البطريق قُلّى ما يضيرك ان تؤوب
فتجئ صوبى من خطوط البرد
تفرد رشك القانى على ارض الجنوب
يا حزنى المكتوب
ماذا يفتديك وما يليك
فلا الديار تلوح فيك
ولا الحنين يفيق من عمق الحنين
سكن المسا ء الصبر و استرخى حريق الغائبين(65/307)
فعلمت ان الإرض تنبت فى ديارى
خصلة الإحساس فيضا من رحاب الياسمين
و برغم عشب الفقر
رأس الطحلب النامى كجنح الصقر
جرح الماء والاعياء
سوس الساسة المطحون فى الاحشاء
عمق الشارع المسكين
و برغم احزان الصغار على طواحين المدار
بكل متكأ حزين
يبقى لوجهك يا بلادى سندس الصبح المعتق و المبين
و لكل ازهار الحقول هناك شوقى
مترعا بوح التلاقى بين غابات السنين
يا ارض انى ما اهترأت ولا رحلت الى حدود الارض
الا كى اجيؤك حاملا
زفرات هذا البعد سيفا
يبتر الجهل اللعين
فمتى اعود سأفتديك بكل عمرى
فالسنابل فى جبينى لا تموت
انى عشقتك لا عقارا ابتغى
ابدا ً ولا حكر البيوت
انى عشقتك لا وزيرا كان حلمى
او رئيسا للوزارة مثل خيط العنكبوت
انى عشقتك لا زعيما للسيادة ساكنا بحر السكوت
فلقد عشقتك والنجيمات انبهارا
طفن من حول الأديم ..
لا كن هن المشرقات ولم يكن
فى عرفهن الشمس تعشق او تهيم
هذه خلايا النحل ابرقت الورود رسالة العشق القديم
و هناك ساق الطندب المشتاق للفأس الرحيم
تستقدم الصيف الجديد و تنحنى
للجدول الباكى و تنتظر النسيم
ياحسن اصلك فى بلادى قائما
و السحر و النجوى تقيم
انى حملت قوائمى
و سلكت دربى
و انتقلت الى الصراط المستقيم
فمتى اعود احمل الناس انعتاقى والسلام
كى نغرس الزيتون بالنيل العظيم شجيرتين
عليهما سرب الحمام ..
فى هدأة المطر المغير ارى زمانى قد مضى
و البحر ينأى و الغمام
يا سيف هل لى بالركائز
فالصحائف مثقلات بالشحوب
و بالتساقط والخواء ..
فلنهجر الشرخ المهين و نهتدى
بالوثب طفرا و ازدهاء
و نعود نحترف العطاء و نحتفى
بالصبر بركان النماء
يا امتى هذى رسالة من يحب
ومن يظل بوجنتيك كدمعة
صنعت تواريخ البكاء
و سقت لهيب الموت ثورة شوقك الملغوم
زلزالا يشق الازمنة ..
يا امتى ماذا لدى سوى هواك فهل انا
غير الهوى الاّك كهف لم يداخله السنا
فلعلنا
ندنو نقبل راحتيك ..
فلتغفرى لى كل طيف
مر بى من دون ان يجثو لديك(65/308)
و لتغفرى للناس حزنك والجوى
و انا الملام بكل حبى
فأحملينى فى يديك ..
يا امتى هذا ندائى فاسمعينى
كل مجدى فى الدنا وقف عليك ..
علمتنى معنى الوفاء فهل اوفى بالذى
استديتنيه و بالذى سيظل يكحل مقلتيك
حتما سيحتفل الشذى بك والورود وها انا
ابتاع موردى العتيق وكلنا
يا امتى نصبو اليك.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> واخترتك لي
واخترتك لي
رقم القصيدة : 64581
-----------------------------------
واخترتك لى ِ
من بين عيون الرؤيا و الاصرار
من كل خيوط المطر النازف و الاعصار
من كل عَلى ِ
اخترتك لى ِ ..
***
ان تصبح فى احساس الأمل الطالع
وحى الشارع والاسراء
ان تبقى فينا بحر روائع
فتح يولد فى الأحياء
يا شارة بدء الألق
الصادر من اعماق الشمس بكل زهاء
آفاق الحلم عليك وفاء
كن او لا
لعيونك نبع اللقيا
فجر فى الآفاق رحيق السقيا
رونق حب و استرخاء
سنعود اليك
وها ماضيك يسافر فيك
و اول ما فى صحوك كان الماء
يا اجمل من دفقات النور
و من اطياف الزمن النائم خلف السور
و كل بهاء
يا وجها علم شكل البدر
معانى الفجر
واشرق سحرا ثم اضاء
يا امرأة تغزل ضوء القمر
حريرا يسطع فى العلياء
يا امرأة تقتل فينا الخوف
و تطلع همسا كالايحاء
يا امرأة كانت نبض الشعر
و كانت فينا وحى اللحظة
كانت فينا بحر صفاء
من اى زمان اى مكان
اى خريف اى شتاء
قد جئت ربيعا غمر الصيف
وحول وجه الدنيا
فصلا آخر
حين أفاء
يا زهرة حب ولدت عفوا فى ذاكرتى
برقا اومأ فوق سمائى
لحنا غرد فى خيلاء
ادمنت السفر على رؤياك
وسقت الكون على يمناك
و بحت بحبك كل مساء
لم استسلم للأجراس تبث حريقى
لم يختار الحزن طريقى
لم يتدفق فى مقدرتى نهر بكاء
تاه بشط الغيم الوقت
و نام على عينيك الصمت
و عمق الحضرة والأصداء
اليك اكفّر من آثامى
وقت الشدة و الرمضاء
عساى اطوق وجه الأرض
بزهر ا لالفة
صدرا ينفس بالصعداء
احببتك
ادرك ان الغفو على ذكراك حياة اخرى
والالهام سراب الخير الظامئ فينا(65/309)
والأيام تدور بناء
ارْبىَ فيك رحيق الماضى
والمستقبل فى آفاقى
همسة صدق فى ضوضاء
تلغى فينا الحزن الساقى
نبع الوجد حنين مآقى
تنسج عصب الشوق دعاء
وانت الآن بصدر زمانى
عبق يرحل للأجواء
فرح جاش وضم مكانى
نجم عندى صار سماء
لك يا اجمل شئ جاء
احساسين من الايمان
وبسم الله من القرآن
وقنديلين وتل اباء
لك من فجر الخير غطاء
و من الوان الزمن ضياء
و من احساسى بالأشياء
لك اهداء
وبين حضورك والاصغاء
يطل الوطن بكل فضاء
ويبقى منك بريق رجاء
عشق يأتى ثم لقاء
عشق يأتى ثم لقاء .
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> ليلك شمس وقمر
ليلك شمس وقمر
رقم القصيدة : 64582
-----------------------------------
ساهرون فى بريق شمسك النضيرة الشعاع
وقائمون فى حضور ذاتك النقية التماع
ومرتوون بالحنين والصفاء والوداع
وانت فى ظلال كوكبى بهاء اغنية
وانت فى تشوق الغريب للديار امنية
وانت غابة الجمال اروع الطباع
وانضر الحقول حين تسطع الفصول
حين تسجد البحار و السهول
حين قارب الحياة فى عيون من احب يا بنيتى
يغازل الشراع
***
ولا أخالني افيق من تأوهى لأمطر الزمان شاعرية
تفيض موردا ً من الحنان صاحيا
وشاعرى يداعب المعانى التى تموت قبل ان
تطل من خيالى الذى
يظل من علوّك البعيد دانيا
وانت يا بنيتى جزيرة من البديع و البيان
وقطعة من الربيع تسبق الاوان
واروع الصغار منذ جادت العصور بالزهور
ومنذ ان تكونت بجوف كل حبلة ٍ
عيون نطفة ٍ
ومنذ ان تفجر الزمان
اليك يا اميرة المدائن الأمان
اليك من رحابة الحياة امتنان
اليك ما علىَّ من لواعج الفؤاد اقحوان
***
و تولدين يا مليكتى بليلة تخاف ان تغيب شمسها
و تخرجين و الرياح فى نوافذ السماء ترقب الولود فى تأوه
فيغمر الفضاء همسها
و من اميرة النساء تطلعين
و تحملين من عيونها وداعة السنين
و رونق الجلال والنضار والحنين
هنا بنيتى على مهاد اجمل البلاد تولدين
و تحملين سندسا من اخضرارها براعما و ياسَمين(65/310)
وترتوين من مياهها عذوبة
على شواطئ الشمال تحتويك باليمين
و تخرجين والنهار صاحيا
و العيون فى ترقب الشعاع ان يهل لا تلين
يا شاطئ السماح و الصباح
يا تلاحق العبير و الندى
يا اجمل الحدائق التى تكونت بساحل المدى
يا مقطعا يجئ من قصائد الزمان ساطعا انيق
يا فرحة تداخل الحزين بسمة وسامرا عميق
والليل من ضيائك الوضئ يستفيق
والبدر بعد بدرك المطل عاد مطرقا و غاص كالغريق
***
وحين تطلعين والربوع والقلاع حولنا
تحفنا زهاء
يهل من بلادى الجفاف والبكاء
والصغار كالحون والزمان فى استياء
وفى مدار سعدك النضير ليتنى اكاد لا افيق
اهيم فى عوالم الخيال اقطف البريق
هناك فى بلادى الضياع لم يزل
لعشقنا يريق
فلنحمل الرجاء لوحة
تظلل الطريق
ولنرشف الرحيق
على امتداد مسرح الحياة ابحرا
فيخمد الحريق
ليخمد الحريق
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> أصداء الرحيل والعودة
أصداء الرحيل والعودة
رقم القصيدة : 64583
-----------------------------------
الحزن أطرق فى جبينك هائما ً
والبحر اوغل مودعا احساسه
بالغربتين فغاص ما بين الشواطئ و اختبأ
هذى مسام الارض تفتح للسنابل بابها
فأفرد شراعك للتصافح و أتنى
ما تاه صاحبك القديم و ما صبأ
وسما هواك بأضلعى
متفجرا فى كل ركن من عميقى
شاهرا وهج الصبابة و التهابات النبأ
هيهات فى ليل المهابة ما احترقت
ولم يضل النجم عرشى
فليعد للحلم طيفك عابرا
بحر العوالم كى يحط على سبأ
***
ماذا يخفف من أنينك ايها الرامى على
جنح الحوائط شاهدا يقتات اشلاء المسافة والربا
اعياك احساس المدى بالبعد
والهمس المسافر للنجوم
يسوق للأفق البعيد ظلاله
شفقا يناور وجنتيك
مغازلاً ومداعبا ..
قد هزنى ولهى اليك
و قبلك الأيام لم تعرف شروقا ً للصباح
و ها هو القمر الموشح بالضياء
يعود بعدك شاحبا
الوقت كان السابح المقذوف فى غرف الفضاء
اخاله لا خطو يملك راجعا او ذاهبا
حتى افاء بك الجبين وضاق بعدك بالمسافة
كى تظل الأقربا ..(65/311)
وطنى واحساس المهابة عبرة الصوت الحزين
اذا اقام مودعا لقياك
يمضى فى الطريق مشتتا ً
لا انس بعدك يبتغى
لا سامرا او صاحبا
ما عادنى الاّ شذاك
و ها هى الذكرى اليك تشدنى
ان كنت قربك حاضرا
او عشت بعدك غائبا
لكننى سأظل بالباب الوحيد اليك اطرق آملا
ان يهطل الغيث المبارك ادهراً متعاقبة ..
وصمتُ لحظة عودة الاصداء من رهق التصنت
ثم عدت بطرقتين من الفؤاد
على شعيرات الصبا
ويجئ خطوك من عميق النفس يمشى مثقلا بالجرح
هوِّن من جحيمك
غابة الاقدار طوقت اختيارك
والدموع الساخنات سوائل للحرق
تخترق اشتعالك
و المدائن غرّبت احشائها تلك الجذور ..
ما كان يسكن فوق مخيلة التشبث باعتناقك
اننى مذ طال بعدى ها هنا عن ساعديك
اعود لا اجد احتضانك دافئا بالشوق
يا لهفى
و يا حزن القبيلة حين ترفض ان تزور
فى بعدى المسكون بالآهات
ظل هروبى الماضى اليك
مجنزرا بالثلج والاوهام والنوم الغريب
وساكنات القطب غلّفت ابتسامى بالفتور
اواه يا حزنى سأبدأ فى احتراف الرقص فى شمس الدواخل
سوف انتشر التهابا
فى عيون الجوع اعزف للقوافل
مقطع الوله المفارق
والغيوم المزن غيثك و القصائد والحبور
قد كان توقى فى بلاد الزيف اكبر من جحيم المعركة ..
قد كان وقتى بين اوراق البحوث
و بين اركان المعامل و العنابر
بين قصدير المشاعر يستثير الوقت
ان ينجو و يخرج ساخطا مما رأيت
فجئت اركض صوبك
قد عادت الآهات تخرج من تراب النار و الفولاذ
والصبر النحاسى الحواف
نبت الشعور على قميصى
واحتوانى فى الختام اللهث
نبضى رج كالبركان اذ هبط الطواف
كان الرحيل اليك من برج المطار الساحلى
محاذيا للأرخبيل
و كنت ارقب فى احمرار تلهفى
للقاك استرعى تواريخ الرحيل
اسد اذنى من ازيز الطائرات بهمس آهك
حين يشتد الجفاف
ومضى رحيلى فى اتجاه الغيم منتشرا
بأركان الفضاء يقوده ولهى اليك ..
هذا الشعور الدامئ المملوء بالخوف القديم
تشرّبت اوصاله طلل الترقب
كى يحوذ بناظريك
تمضى على شوك الدروب(65/312)
ممالك الاصرار عندى
نصبتك الصاحب الموعود باللقيا
فعد من كهف دفئك
واستحم برغوة المطر الجديد ..
البحر متكئٌ عليك
فمد يمينك للرياح و طوق الحزن الوليد
واشدد وثاقات انقسامك قد رمىَ
للظل عودك زهرة الجرح المجيد
كان المدرج نازفا وعلامة تستفهم المارين
ماذا يحملون من الشعور
الجند و السياح و المتربصون
يراقبون خطى المرور
آه من الموت المصاحب للحياة
بكل ارصفة الحبور
آه من الخوف المخيم فى المنازل
و الجروف
و فى المحابر و السطور
وطنى واحزمة المداخل
و الضياع بكل خارطة الدمار
اواه ياوطنى
و يا وجع المواطن يا زحام الانتظار
طالت عليك الغفوة الكبرى
سقتك الذاريات دخان قاذفة الشرار
كان القطار الراحل المملوء بالاوجاع
يخترق العيون الناظرات الى الغيوم توددا
ان تستجيب و لا مجيب
الداعى المسكون بالغليان و الزمن الرهيب
يتلاقيان على احتدام الرعد
حين يسوقنا خطو الغريب
فالشمس يا سودان شمسك
حين يأتلق الطبيب
و الحق وجهك و النهار اليك يمضى
والمدائن تستجيب
كنز من الاصرار يقبع تحت صحراء اللهيب
ماذا سنفعل فى دقيق هواننا المعجون
بالدمع المقاتل و النحيب
ماذا و جرح الغدر يرفض ان يطيب
البيت بيتى
و الديار الى تأتى
و القوافل فى الطريق بلا ربيب
فلينهض النهر الصبى
و يكتسى بالطيب و الحناء
و لتثب التلال
الآن يقترب الحبيب
امضى الى الاقمار حيناً ثم أدلف تاركاً
صدف الغشاء العاجز المثقوب و الشوق الكثيف
اواه يا زمن التلاقى بين اقواس الدجى
و الرمل و اللهب الموزع فى بطون الناس
فى الوطن الوليف
الثلج حولى والربيع هناك فى قمم الجبال
يراقب الصيف المشوق الى الخريف
حزنى و حزنك و المطاف عليهما ليل مخيف
متحديا سحب التلوث فى نفوس الناس تمطر
و الجباه الصاغرات و كل امواج النزيف
و الآن ثغرى بالسكون مكبلا
غضبى لنهبك ليس يطفؤه الرغيف
غضبى ستدرك ذات يوم فيضه
جزر الحياة النائمات على بحيرات المصيف
حتى تعود الى المواقف سيداً(65/313)
متصدرا موج المسافة طاهرا نضرا عفيف
وتظل دوما فى ذرى الاحداق وجها صافيا
وطنا نقيا سامقا فوق العوالم
ناديا عبقا شفيف.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> ظلال
ظلال
رقم القصيدة : 64584
-----------------------------------
لست اخشى من دخان الوَهْم
والسحب العقيمة والجراح
النار حولى و الملاذ الصاخب
المسكون بالموج العنيف و بالرياح
هطلت غيوم الهم اعصارا من القلق المسافر
من حدود الليل ينتظر الصباح
للقاك ارحل فى جحيم الحزن
للرمل الموزع فى ربوع نهارك الممتد
من فرحى لآخر منتهاك
على حدود الصبر والقلق المباح
لست ادرى ايها الشبح المرابض
فى نشاز تصدعى
كيف انعتاقى من بصيص الشوق
للخطو المغلف بالتوازن
والمشتت بين اطراف المدائن
و المشاعر و الجماح
خرجت اليك جماجم الأحياء
تلتقط العيون النائمات على
سواد الهجر تسلخ من غشاء الصمت
اكفان السهاد ..
الشاربون رزاز انفاس الحدائق
سائل اللهب المجمد فى تجاويف الدواخل
يحتمى بالرعب والخطر المرابض و الجهاد
خرج التردد من مسافات الغياب
يخط فى كف السحاب صبابة اللقيا
واثمال الحداد
الزيف يخنق انفرادك بالسهى
و الطيف يرحل من سمائك للوهاد
يا هامة الميلاد كُفّى من صهيلك
ان اضرام الهواجس فى سعير البدء
يخنق ميسم الصوت الجديد ..
النار تأكل من قميصك ساتر الفجر الوليد
هُبّى سهامى بالتسامح
وامطرى رؤيا المداخل باندهاشات النشيد
لا البدر ينزع من ضيائى
شعلة الوعد الموشح بالندى
لا السجع باسمك وجهتى
لا النهر لا المطر العنيد
و نزعت وجهك من خيالى
ثم سرت على طريق التيه وحدى
فى دهاليز الليالى
انبذ الحلم القديم
كيف انعتاقى من هجيرك ايها الصاحى
على مد العوالم تشعل الرؤيا جراحا
متعبات بالندى
و بكل اعماق الأديم
انى حبستك فى شهيقى موسما
يستنفر الصدر الأليم
فسبحت نورا فى دمائى
ينعش الوعد المباغت
يحتوى شبق المرايا
والحروف المثخنات بدامعى
بالعطف والكنف الرحيم
يا خانق الصوت الجرئ اراك تشرع(65/314)
فى ارتداء تأوهى
وهجا هلامى الرؤى
ثوبا يغلف محتواك بآهتى
و يحف دربك بالنضار ..
و كشفت عما غاص فيك من الغموض
من التناقض والتشتت بين اسراب القوافل
حين الهبك الشرار
واخذت تصرخ فى عيون توجّعى
آه لحسن لم يهذبه الشعار
نقش الدخان اذا ترامى بين
احراش الكلام سحائبا
لا تدرك المعنى المغلف بالرموز
وحسبت انك سامر الفلك الأنيق
وانك النجم الذى قد هام
ما بين الخفاء
و بين اعمدة البروز
اتقول يوماً رُ بّما ؟!
ماذا تريد من الطريق اذا هما
او وسوست لك فى هنيهات اللحاظ
مسافة الدرب الطويل ..
تأتى ثعابين الحقائق بالسموم
المترعات بلوعتى
و بكل اثقال الرحيل
وخرجت متكئاً عليك اعود
محمولا على ظهر التأمل
و التشتت بين صوتك و الصدى
و الهمس و الصمت الغريب
يا آخر الأشعار تجربة الوداع
اذا هفت سبل الولوج
لقمة الفرح الرهيب
وطنى واهلى والصحاب و عزَّتى
و خطاك و الدرب المهيب
يا دار احبابى و مجد مواقفى
يا زهو خطوى فى مشاوير الحياة
و محفل الوعد الحبيب
و اعود منك مسربلا بالطيف حينا
ثم اشرع فى الدخول اليك
من حيث الطلوع الى ممرات العصور ..
حسبى بأنك آخر الهذيان بالشعر الذى
قد علّم البركان معنى ان يثور
حسبى اسطر من هدير النبض
اغنية ستختم كل اوراق الشعور
حسبى من اللقيا عيونك تستبيح تساقطى
بين ابتسامك
و انغماسى فى محيطات النفور
يا سيدى و مرافق الاحداث ان طارت
حمامات السلام الى رهام الحزن
وهى وريقة
بالشعر او وتر الغناء ..
فالعذر انى قد دفعت لك الشواطئ
مرفأ تلقى عليه هدى زمانك
فى متاهات الفضاء
هذى اواخر قصتى
و عليك رفت اجنح الغيمات همسا
و استطاب الرحل اعراش المدى
فاستسلمت جدر السماء
و اليك اغلقت الليالى سر حزنى
امطرت سحب العواقب قطرتين من الرجاء
و استبشر الزمن احتفائى
بالهروب من الهروب الى منارات اللقاء
انى اغيب عن الحقيقة ان نكرتك من دوارى
ان فى رؤياك فجرى
والصعود الى تباريح الخيال
اذا تضمخ بالدماء(65/315)
و بك الطلوع الى مجرات المجال
على وسادات الهواء
فلنبتغى هزج القصائد مشعلا
يرنو على وهج الضياء
و الحلم و الميلاد و الوعد الذى لا يرتجى
و الخير و الحسن الموشّح و الدعاء
عذرى بأنك سيّدى
فاشدد وثاقى يا أسى
و اجعل لبابى قبلتين من الحبور
و من اهازيج الغناء
ان غبت عنك فذاك نذرى
للسحاب المستكين و للضياع الصارخ
المشدود نحوى
و الخواطر والبكاء
عد لى و ان قد جئت نحوك فاحتوينى
وامتثل لى ياقصيدى
كل اشكال العزاء .
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> من سيهز الآن اللحظة
من سيهز الآن اللحظة
رقم القصيدة : 64585
-----------------------------------
و سقط الظل بخلف الشمس وجف البحر ..
الصبر استشهد حين تولّت سبل الفرح
و ذبل الدهر
يا حزن الغابة و الأشجار و رمل النهر ..
لو انى اعرف كيف اقود
شعاع القمرِ و اركب زهوا ً
موج اللحظة و الاحساس ..
لو انى أدرك ان الزمن الخارج
من عينيك لكل الدنيا
ينزع منّا وجد الناس
لهربت اليك و حولى سحبك
تمطر جوفى بالايناس
و صعدت مدارَك علِّى اصدح
فوق سمائك كالأجراس
من أين اتيت وكيف تولّى وجهك عنّى
يا من فتح المجد اليك طريق النور ..
الطيب يفوح على اغصانك
و المستقبل حفّ طريقك بالبلور
يا قصب السبق أراك تبلّل
وجه الماء ببعض حبور
السبب النائم تحت فراشك
غلّف حدسى بالاعصار ..
و المطر ينوء و ريح حنينى و التيار
لا زال الجرح الدامى عندى
ينضح أملا و استنفار
يا صدف البحر ارى عينيك
تغازل حزنى
تشدد خطوى صوب النار
حولىِ ماؤك ثلج بكائى
ذهب القدرة و الإصرار
دارى دارك والاسوار قلاع جدارك
شط جحيمك و الأقدار
و الأنسام و جزر الغيب
تلوّن صمتى بالأسرار
فكيف يذوب صباح الشوق
وكيف تفيق ربوع الدار
يا هذا الشبح الساكن زمن الفرقة و التبريح ..
افرد ثوبك للأيام و قم و استقبل
صوت الريح
القلم الرابض بين يمينى
خنق عبيرى بالتلميح
حدِّث اشواقك ان تبتاع
ربيع العمر حديقة لحن
آه َ جريح ..
من ينبئك بغابة صبرى(65/316)
وتر الصحوة ردد طربا لحن الشوق ..
الزمن يدور على كفّيك
وجفن الغفو على أطلالك
عاد يظلّل بهو التوق
من يتوسد رمل المطر الراحل عنا
مسلك تيه و استجداب ..
لست أخالك يا أحزانى
حزمة ضوء تعبر دارى كى تنساب
عدت فقيراً فقر الزمن الخارج منا
للمستقبل بهو يباب
حيرىَ سُبلى و الأنفاس تسيل حنانا
دمع نام على الأهداب
جرجر تيهى سبع الوله
و كفكف وجهى حزن الغاب
و الأزهار و جدول عشقى
حولك ترشف ماء سراب
قم يا جرحى و استقبلنى
بعضى منك بحار عذاب
و بعضى نهر من إطْراب
سال عليك فهام و ذاب
صمتى تاه و جف سؤالى
غام نهارى خلف شهاب
يا زمن الغيب الآتى سراً
جئت اليك و كُلّى و له و استلهام ..
فجّر عفوك نبع الوحى
و أشعل همسك نار هيام
صدر الأرض انشطر بريقا
افق السحر بطرفك نام
و الأغصان السكرى رقصت
زهوا لهوا و استقدام
رام الزمن الجارف غضبىِ
و المستنقع و الأيام
حتى الموتى و الأحجار
و حطب الثورة و الآلام
ضاء الكون بوجهك حسنا
شاب الطلل على الأنسام
جرَف المدُ تراب الوقت
و شفق الغيم توسّد بينى سطح الحزن ..
صار الزمن بقايا حرف
يرضع ولهاً صدر المُزن ..
غط َّ رحيلك عرش الرؤيا
فجّر بصرك وجه الليل ..
نهض الموكب حين اشتبكت
فى الأهوال خيوط الويل
اخفق طيرك حين تولى
فرس النهر قطيع الخيل
تستقبلك رُبا السافنا
و الأوراق و وله الميل
كنت أعود اليك برحل
يسبق نحوك زحف السيل
كان جفاؤك طفل الظلم
و عطف سماحك قدح الكيل
كان الناتئ منك الأنفُ
و وجهك كان بخلف الظهر
و فوق الجبهة برز الذيل
سقط عليك الرطب النامى
و الأنهار دموع الرهبة و الخفقان ..
ظل الجمر حصاة البوح
و عبق البرهة ولهاً كان
كنت أخالك يوم البدء جيوش الرقة
تل عطاء موج حنان
كنت أخالك سحب العزة
وهج نضارٍ و استحسان ..
رحل الوعد و ذاب السعد
و تاهت فيك رؤى الانسان
رسم الشعر عليك حروفى
جرسا يقدح بالأشجان
فاشدد رحلى و استودعنى
بعدك اهجر كل مكان
فهل ستهز الآن اللحظة
تثقب جدرى بالعصيان(65/317)
وهل ستعانق سفنك شطّى
كنف ينضح بالغفران
لست اكذب حدسى بعدك
ليس العشق سهول أمان
وليس الفرح سواك ملاذ
ليس العمر رحى الأزمان
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> لوحة الظلام الراحل
لوحة الظلام الراحل
رقم القصيدة : 64586
-----------------------------------
وسرى على الآفاق طيفك
والممالك فى عيونك تحتمى
بالخيل و المطر المسلح و المشاعل و الرماح ..
و البحر يكتم سر أوجاع القبيلة
والحمائم تستريح
بغرفة العصب المهدد بالكساح
فسقيت عشقك دمعة الامال نهرا ناضرا
بالشوق يطفئ جمرة الصبر الشقى
و يحتوى ليل النواح
قد صار رملك فى صحارى النفس دارا
للظلال النائمات على تلال الجوع
تنتظر السماح
و انساب برقك بين اقواس التّمنى
ينثر الفرح الملوّن
يحمل الماء القراح ..
انا لا أخون و لا أكون
سوى جوارك يا جياد النور
هُبِّى للفواصل
قاومى غزو الجراح
الآن تهتز المخاوف
والطريق اللولبى يطل من عصب الكفاح
فلتسكت الغيمات جوع الأرض
و لنلقى على وتر الصبابة اغنيات السامرين
بحضرة الميلاد تختزن التأوه
حين يخرج من حبيبات اللقاح
نبَت المحيط على جبينك
و الصراع يلوح ما بين انحدارك
والخطى تنساق فى جنب المدار على الربى
ليلاً فينشطر الصباح
ذاك المطاف القادم المشحون بالهذيان
يخترق الوشاح
ويطل من كفيك سهما
طوّع القوس اختيارا
و استقر على شعيبات الفلاح
و ادور حولك و الزمان على حدودك
لم تهذبه التجارب
حين اقعده السلاح
هذا هوانك فجر الغضب الحليم
اتاك يمشى فاردا
للنار اثواب الردى
متصدرا سقف الرياح
ماذا سنكتب للنوى
فالقول يتّم مقلتيك
ولم يعد للقافلات لديك
من أجر الطريق سوى
فتات الشعر يسقط
أو يمجِّد شاهد الصنم المُزاح ..
فأقول انى و العواصف فى يديّا
اقول انك لم تزل حلم لديّا
وأن كفيك اشتهائى
حول صدرك ساعديّا
على تلالك ارتياح ..
وأقول دوما و النواة الصبر ذاتى
اننى حتما سآتى
ماطرا كالمزن يحفل بالرياح
وأدور حولك فى جبال الموج أعدو(65/318)
فالقوارب لم تعد للشط بعدك
وانزوى مجدى وراح
من بعد مجدك فى مدى المجهول
يعتزم التواصل للواحظ
حين تشرع فى التهامك بالعيون
وحين تغمرك اجتياح
غمرت سهولك عابرات الجسر للزمن البعيد
تقاوم الاخفاق
قد حاذت بدورك فى طلوع الشمس
و اختزلت زمان الموت
فاقترب النجاح
أهذى بحبك
و الشبابيك القريبة من ديارك
فى علا الاقدام تغلق منفذ التيار
تنهض من عرى الأوهام
تختزن الجماح
خرقت سهامك حاجز الصوتيت
أجهضت الحمامة
كانت الساعات و التوقيت صيفا
ساكنات فى جيوب النهر
كانت للشوارع خيمتين
وكان للالهام عرشا لا يطاح
وسقاك ليلى آخر الأنفاس
أوّل زفرتين من الهوى
و هواك قبل الغيث أيقظ تربة الاحساس
و الأمل المباح ..
هذا جزاء الشمس أن تلقى ظلامك
و الضياء الحر قد ازكى مقامك
هكذا فالقَدْرُ يا سنمار كلاّ
لا تودّد لا استماح
أتوسد الأعطاف جوفى بالغبار مكدراً
و بأضلعى نامت حبال الصوت
و انغلقت اسارير الصباح
و نما تدافعك القديم و أورَقت
أزهار رفضك للتداعى
و استعاد الصدر هيبتك الوقورة
ايها الوطن افتتاح ..
ويجئ آخر ما أقول مشبعا
بشذى المشاعر يا رياض الشوق
قد هفَت الفصول اليك زهوا
و المنابر و الصلاح
و يظل قولى
فيك مزدلفا يطول
يظل يرحل عائدا
لك يا سهول
وعائدا
لك يا حقول
وعائدا
لك يا بطاح .
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> الشوق الأخير
الشوق الأخير
رقم القصيدة : 64587
-----------------------------------
فى مشاعرى
تمازج البحار والسهول والقمم
وفى دواخلى يسافر النغم
الى غياهب السماء فى مدينة العدم
اليك يا رفيقتى
تودّد النهار و ابتسم
و هام فى الطريق وجده و لم يدم
توجعى و آهة القطار
حين تستظل فى حوائط الألم
فها هو المدى بكفك اليمين
أجج الحنين فى صعوده اليك
من قواقع الجنون لاتكاءة الوهم
خطاك يا صحيفة التكون الحديث
اغنيات من يشق من غباره تهجدى
بمسجد الحياة فى خناجر السأم
و أحمل الوفاء فى كتاب قصة الزمان
مشعلاً وهم(65/319)
اذا اتيت بالسكون يبحث الأمان
فى مضاجع الزخم
ويحمل الصمود فى ابتداعه قلم
ويكتب الرحال مخرجا
من الغيوم فوق جرحه القديم
حين نام والتأم
اكون من اكون فالحريق قصة
من الشعور تستكين فى تسامحى
وتنقش الأنين فى ترقبى وشم
خطاك يا حبيبتى بعيدة
عن احتواء دربى الطويل
فالمداخل الجريئة الوثوب لم تقم
و أننا و إن توحدت عيون شوقنا
فلا مفر من فراق همنا
ليصبح الصفاء فى وجودنا عشم
عليك ابتغى
توارد القصائد التى تشبعت
بعشقى السحيق فى القدم
ولست نادما
على اتكاء صمتك الأخير
لست غاضبا
من الخروج من دواخل العبير
واعلمى
بأننى الوحيد فى طريقه
تحطّم الندم
لكننى اخاف من تعلقى
ومقصد البكاء غاب عن شواردى
مسافة من الزمان
وحدة بغابة النقاء
فى غيابه انسجم
اخاف ما أخاف من رجوعك
التقهقرى للوراء
حين غاب صدق غايتى
من احتقان قصة الوفاء بالسقم
و كيف انطوى بعزتى
و أدمع السماح لم تزل
تشد صحوتى
الى شواطئ الضياع
فى ربوع من تحد و اقتحم
جسارتى و قوة الاباء فى اصالتى
فهيا يا تشتتا ألم
عارضا بأدمعى فناء و انهزم
و حينما جلست فى تأمل
اراقب الخواطر التى تدور فى أواخر الزحام
فى مسيرتى
لأجل ان يطل وعد ما اغتسلت
من دواره همم
علمت انها الحياة تحمل الأمان لحظة
ولحظة تفارق النِعم ..
وأننا لمقبلان فى مطافنا
بأنجم تهل فى أكفنا
فتقرأ المقاصد التى فى غيبنا
وتستجم ..
برؤية تقول فى اجتياحها
بأننا نهم
على تساقط الحنين أننا
بوهدة التشوق الجسور لم نقم
واننا مفارقان خطوة
تسير للوراء كل يوم ..
تأكدى حبيبتى بأننى بدأت عزلتى
لأجل ان تطيب مقلتيك من هواجس التُهم ..
واننى احاول الوثوب
من سحابك الوثير هاويا
بواقع الحياة كى انم
بصدرى الدخان فى انتشاره الطويل
حين حلمى الجميل هم
اقول انها الهموم يا حبيبتى
وانها الوساوس التى تشدنى
الى الخروج من تراجعى اليك
فى مداخل الرجوع يضطرم
لعلها الحروف قد تعودت
وداعى الذى يطل يا حبيبتى
اليك من منافذ الهرم(65/320)
فها أنا مسافر
لبيتى القديم فامنعى
توسّلى اليك فى دواخلى
ففى ختام ما أقول كان فاصلى
وكان شوقى الأخير نازفاً
و جارفاً
و كان آخر البكاء من تردد الحنين
فى فراقك الأليم دم
كان آخر البكاء من تردد الحنين
فى فراقك الأليم دم.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> دُخَان من الصمت والسكون
دُخَان من الصمت والسكون
رقم القصيدة : 64588
-----------------------------------
راحلٌ اليك عبر أذرع الدُخَان ..
خارجٌ من اللهيب ساطعٌ
على رصيف شارع الزمان
عيونك الوضيئة الرؤى نضيرة البيان
نقية كأنها الصفاء فى رحيق اقحوان
ما أعمق الصحائف التى رويت فى لقائها قضيتى
و وجهة الحديث و الأمان
وتطلبين أن اغيب يا حبيبتى
لعلها الأمانى التى
اخاف أن يتوه فوق وعدها المكان
لعلها ثوابت الرجاء تستغيث
فى قوائم الصعود من مزالق الهوان
أراك فى رمال بيتنا
دعائما ً من الوفاق تستحم فى
مياه عرسنا
وتستبيح شوقنا قصيدة
سَمت بأنضر السوالف امتنان
أراك ليتنى وهبت قوّتى
لأول الحقيقة التى خشيت أن تعود
فى مهبة الضياع ..
فعدت مالئا صمودى الجديد التياع
لاتهربى من التقاء نجمتى
فوحدتى تعلمت عناق كفة المسافة
الطويلة الذراع
وأتقنت تقبل الأنين فى خواطر الوداع
وأدركت هروب وجهك الجميل
حين يسطع الشعاع
فكيف ياحبيبتى
أراك فى عيون ما أحب غاضبة ..
و شاحبة ..
كنخلة من البعيد تستعيد فى بكائها
لواعج الفراق ..
ما أجمل الوعود حين تستريح فى الدنا
مشاعر العناق
عصفورة اراك ترحلين خلف خرطة المدى
والصمت فى سكونك الطويل يرقب الصدى
فتولدين فى تذكُّرى فرَح ْ ..
أنيقة كطفلة تعود من
زمان صحوى المبارك المرح
ولا تجئ مرتين
أو تحاول الوثوب فوق أبحر اللُّجين
او تقيم فى عميق سندس الربيع
طائر الروائع التى بحبها صدح ..
وحين ماج لون رسمك البديع
شكّلت مداخل الضياء ارتقاء قوسه
محابراً تجئ من قُزح ..
وحين اقتربت من حديقة الهوى
تشتت النوى
تعلم الزمان معنى ان يبوح يبتسم(65/321)
وصار للحياة طعم عشقك الوديع
سابحا بقمة الهرم
فهم باحتوائك الأمل
تحولت لغاة حبنا لمحفل بثغرك اكتمل
وفى سبيل لحظة بحضرة الصفاء
فى وجودك الذى تحولت
قصائد الجَمال فى حضوره خُصل
تمدد الحريق فوق بحره فذاب وارتحل
اليك قد لغيت كل ما تكوّنت
حوائط الكيان فى زمانها البعيد تنتظر
تدفق الغيوم فوق سرمد العوالم الوليدة المطر
فى سدرة النهى
و زهرة الرواء منتهى
اليك قد حضر
النيل و الأصيل و العبير و الشجر
فمعذرة ..
اذا مددت للغصون هامة الشجون أبحرا
ومعذرة ..
اذا طرقت باب بيتك الوليف دونما حذر ..
لأننى حضرت زائرا اليك اقصد السلام فى مدينتى
وأحمل الظلام فى دواخلى قمر
وان تفتحت مداخل الحريق فى دمائى التى
تشبعت بحبك النقى
حوّل النهار صحوها سقر
لا تفتحى أبواب عشقك الأمين للرياح لحظة
واننى فى حيرة ٍ
أخاف أن تكون مستقر
واغلقى مشاعرى على ّ
وارسلى الى ّ
عبر ثقب بابك السميك اغنية ..
لعلنى نظرت فى مداخل البريد يا حبيبتى
أفتش الرسائل التى تشكّلت فراشة
تطوف بالرحيق عبر رحلة
طويلة ومضنية ..
وكان ان حملت وردة اليك ما ارتوت ..
و ما تنفس العبير فوق صدرها و ما هوت
اليك فى زحام من يقدسوك سنبلة ..
تفجر الصدود فى جراح قلبى الحزين قنبلة ..
***
حمراء كانت الخطوط فى أكف وردتى
بلون نبضى الذى تعلم الرحيل والسفر
بكل ساحة بداخلى
يسائل العميق عنك و المداخل الأُخر
لعل وردتى تمزقت
فى ليلة من الصقيع
عند مدخل القدر
فكان رفضك الأخير رائعا
فى عمقه
وقاسيا فى صمته
و لا مفر ..
***
ستخرجين يا حبيبتى بلحظة
أخاف أن يضيع من يديك حسُّها
فليس من دقائق تسلّق الزمان فوق صدرها
فعاد امسها
وليس من حقيقة ستعلن الأسى
على جسور صحوة العصور
إن تراءى همسها
أخاف يا حبيبتى
و ها هو الظلام آخرا ً
يُسطر اللغاة فى حروفه
وريقة أدسها
اليك ثم اعلن الرحيل حافيا
فهل أتتك يا حبيبتى نجيمة ٌ
على امتداد غربها
تضئ شمسها ؟
شعارى الوحيد قد قذفته مخافة(65/322)
بركنه القديم وانتهى تصاعدى اليك
فاقبلى اعتذارى الشديد انها الحياة
قد أطل فى الطريق بأسها .
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> مداخل للخروج
مداخل للخروج
رقم القصيدة : 64589
-----------------------------------
وانتظرتك ..
لم يكن حلمى سوى فرح المدائن بالعبور
وحملت انفاس السنين وكا ن همّى
ان تجيئى بالشعور ..
لكنما صمت الحياة و غيمها
و الخوف و الشك الغيور
الهاك عن شوقى الذى
سمق السماء و طاف من بين العصور
يأتيك طفلا من بشائره الهوى
و هواك مزقه النفور
فأتيتنى ثلج الجفاء بمقلتيك
و سحرها ما عاد يحفل بالحبور
كفى يازمان الزيف مهلا
انها الآمال صبر و احتراق ...
قد سار دربى فى لهيب الشوق
يهمس للعناق ..
لكنما زهر الحنين و عطره
من دون حزن الناس فارقه المذاق
كيف الهوى يمتص من شفتيك الحان الفراق
و هواك عشش فى ضمير عوالمى
و هفا نضارا وائتلاق ..
كيف الطلوع الى جوانحك التى
يا بحر اغرقها الدفاق
انا و الجراح موائد
تقتات من صحن اللظى
ثمرا من الدمع المراق ..
نلقاك والساعات تخترق المدى
و عرائس البركان فى صدرى تساق
خطوات نبضى فى ارتعاشات النوى
ما قادت الرؤيا اليك و لم تفجرك اشتياق
هون ظلامك و احتفى
مطر الصبابة لم يعد فى ساعديك علامة
وعدا على صحف الوفاق ..
كذب المساء اذا توسد نجمه
و اتاك يختال انسيابا و اتساق
الرمل فى بهو الجزيرة عاشق
خطوات زحفك و الاساطيل التى
هلّت على ظهر البراق
مذ كان لى فى مقلتيك حديقة
تمتد فى فلك الرؤى
و تدور من حول التلال
اصغى اليك فها انا
ارتج فى بهو انتظارك
استغيث بنور صحوك و الخيال
تنساب من قلقى خيول الريح
وهم فراستى
فأعود محمولا بخاصرة المحال
النار و الاحساس حولى و الضحى
و البحر و القمم الطوال ..
يلهو عصير الدمع فى خد الحريق و يكتوى
بالبعد ان عز المنال ..
يكفى بأن لقاءنا فى واحة الدنيا
سلام من شعيبات الثريا
زهو حب و ابتهال
و هوى شعارى من حبال اليأس(65/323)
و اخترق الجدار الى جدارك
فاستتاب من الشوائب و الضلال
لا تحسبى يا بنت من زان المحابر
بالمساحيق التى رسمت خيوط الفجر
ذابت فى حُبيبات الجلال
لا تحسبى ان الخطوط على اكف الغيم
تعنى ان عرشك لا يطال
فهواك انغام الربا ان عاد يغشاها النسيم
وان توسدها الجمال
هيهات ان اصبو اليك
فكل ارصفتى ببحرك
تستحيل الى رمال ..
لهفى اليك استوحى اغنية الربيع
القادم المنثور فى شطر الزمان المستحيل ..
كان اهتمامى اعظم الآثام
حين الدمع اغرق مقلتى ّ
فلم تعد ذكراك فى عمقى تسيل ..
وهواك كان صبابتى وهوان خطوى
فاستميحى العذر
انى قد عزمت على الرحيل
و لتذكرى ماذا روت لك اغنياتى
فى بلاد احبة قد سافروا
فى وجنتيك الى سماوات الاصيل ..
و لتذكرى كيف ارتعاشى فى وجودك
كان يقذفنى الى فلك المحالات الطويل
و الشوق فى عينىَّ يرقص فى ارتعاد كلما
ازفت هنيهات النوى
و تمزق الفرح النبيل ...
او تذكرى ؟!!
أواه ان قصيدتى
ذاقت امر الذكريات و قدمتها
للمهالك راحتيك و روجتها للعيون كأنما
فى القصد كان الشعر مغتصبا دخيل ...
عفوا سأقضى رفقة العمر الجديد بدون وعدك
دون ان ترنو اليك عصاة موسى
و الربا و النجم و الحلم الجميل
عفوا ..
فما ادراك انى قد اعود و ربما
تلك الغصون ستنحنى
و الجدول المخبول يغفو
و السيوف الحمر تخرج من جديد للسماء ..
لا لن اعود فما عساك
تكفر الذنب المرابض فى النوافذ و الهواء
حتما سأحرق شارتى قرب المطار
فتطفئ الريح القصائد و البكاء
لم تهربين و قبلها
قد عشت كنزا فى دمائى
كنت فى قلبى رجاء ..
لابد انى قد عصيت الفهم يوما فاعذرينى
ان فى صمتى شقاء
لون المرايا قد سرى بصحيفتى
و هفا المدار عليك و احترق المساء
عفوا قصيدتى التى لم تكتمل يوما
ولم تجد احتفاء ..
عذرا حبيبتى التى لم تحتمل لون النقاء
سحب الغمام على عيونك سوف ترحل تختفى
وسنحتفى
بالصيف و المطر الخريف و بالربيع و بالشتاء
انا لا اود سوى خروجك من ستائر لوعتى
فالزهد لوّن صفحتى(65/324)
و الحزن قد عبر الفضاء
ان الكرامة فى المواقف عزّتى
و الصدق اسمىَ من عيونك و البهاء
و المجد يرسم فى الموانئ وثبتى
شمسا ً وبحرا ً من ضياء
فرحلت عنك وها انا
بصلابة الايمان انهض والاباء
حتما سيشتعل الطريق و عندها
لن يبقى غيرك من سيحلم باللقاء
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> مطر بزاوية الكلام
مطر بزاوية الكلام
رقم القصيدة : 64590
-----------------------------------
من كل اركان المدى تأتين
من وطن القصائد و العصافير الجريحة
من جروف النهر من رهق الحرائق والتعب ..
من هدأة الاخلاص
من مطر الخلاص
و رونق الفجر الجديد المستحب
تأتين من ألق الكلام
ومن هنيهات السلام
ومن مضخات الغضب ..
قد هب من رئتيك اعصار انفجارى
شتت الحزن انشطارى
شبع المطر الشوارع بالصخب
واستلهم البركان شوقى
هدهد التيار توقى
واحتمى فى اضلعى
بحر المشاعر و الطرب ..
من قال عنى ساهيا
شبح البيارق فى دمائى
صار يبحث فى مراقده القديمة
عن عيون ابى لهب
من قال عنى ذاك يوما
غلف الصدأ الذهب ..
ان جاء وجهى من ظلال العصر
يحجب نجمه
فعليك اشعاع المغارب قد كذب
للآن يا وطن انتمائى لم تزلزلنى
صراعات المقاصد لم يؤجج من حريقى
غير احساسى بخطفك من همومى
حين ضاجعت السماء غيومها
و اتتك حبلى بالنيازك والشهب ..
يا من على كتف المساء ترش حقلى بالندى
و تدور من حول الشواطئ راحلا
بين القواقع و السحب ..
والليل فى سور المدينة لم يزل
قمر يناور وجنتيك توددا
و يصوغ ملحمة ترابض بين اشلاء الكتب ..
الجرح فى اغصان اشجار المشاعر صاحيا
والنهر أدمى قصتى
وغصون قافتى تدلت
مثل اشلاء الحطب ..
النار ترضع من هجيرك لوعتى
و بدربك الآمال ترنو
و الحواجز و الجراحات التهابا
تستقى زيت الهواجس والخطب ..
نهل التداعى آهتى
وسقى الغدير اصابعى بنضاره
و الجسر من شطيك اومأ ثم هاجر واغترب
يابحر لا تأسى على لون المرايا
هذه الاوهام تصرخ فى عرى الأحشاء
تمخر فى دمائى تستبيح دواخلى(65/325)
و تشج عمقى بالحديد و بالخشب
الناس فى زمن التناثر قد غدوا
قطعا من الفلين تسدد مخرج التكوين
و الأمن الأمين المستتب ..
هلك الرجاء على أكف دعائنا
و استقبل الازميل تمثال التمنى بالبديع
و نصل قاطعه التهب ..
صنعتك يا احساس اشواق اشتهائى
فجرتك مشاعرى خيطا نديا
من شعاع الحب يخترق اكتئابى
هكذا يا مهد قم
شبح الخواطر قد وهب
فرحى لأقصى منتهاى
على حدود تفاعلى
مع ماء ازهار ابتسامتك التى
قصمت نخاع الأرض
نامت فوق اشجان الحياة ترمّها
و تضئ قنديل القصائد
ان تداعى واحتجب ..
اواه يا وجع الخطب
عجبى عليك الآن يأخذه العجب
فلتأتى يا أرض المغرة
يا بحيرات الزنوج و يا تواريخ العرب ..
كى تدرك الأقدار عند وثوبنا
معنى التساقط و الهرب
و لتشهد الأسوار وهد شروقنا
فجر تدلى مثل حبات العنب ..
لنقص للأغوار عند خروجنا
ما خبأته لنا الرؤى
من همس بارقها المسافر
بين اقواس الرياح
و بين ناصية المهب ..
و نقول اول ما نقول
اذا وجب
جهر الحديث
وشدو سامره اقترب
ان كان عشق الارض
يبدأ فى جمادى
سنعود بالتحرير
حتما فى رجب
سنعود بالتحرير
حتما فى رجب .
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> جدران الملاذ
جدران الملاذ
رقم القصيدة : 64591
-----------------------------------
يبقى زمان الموت اجمل
فى عيونك يا صبية
و هواك والفرح المؤجل
و الجراحات الندية
يكسون صدر الليل صحوا
شده وهج المواقف
فأستشف المجد فيّا ..
و البحر ينهض لاحتوائك
و الظلال المشرقية
تنساب فى عمق الخواطر
تلتقى فى شارع الايحاء
بالوطن المقدس و المشاوير الشجية
فأعود اخترق الغمامة
استريح على خيوط الضوء
انهض كالضحى
كالنار كالريح العتية
و الليل و الالهام و الشوق المرام
وكل اركان الخلّية ..
يأتوك فى صدر الشعاع حديقة و قصيدة
و جزيرة فى بحر قدرك
تبتغى فجر الهوية
انى رأيتك
و المداخل فى جبين الأرض تنمو
كلما همست مساحيق النضال
واشرقت شمس القضية
لو انهم قادوا اليك البرق
من طرف المدى(65/326)
للظل فى ركن المدينة
والممرات القصية ..
او انهم حبسوا جنود الحزن
فى جب المواجع بالمتاريس القوية
و استقبلوك على جدار الفتح
و الأمطار تخترق المواسم والفصولا ..
وتدق اجراس المدائن
تعتلى صرح الأماكن
تحتفى بالنصر
تقرعها الطبولا
لهوى َ نخاع الصبر من كل الفقارات
التى لم تلتوى للنار
لم ترضع سوى لهب الشرار
ولم تقف بالحق الا ان تقوله
وكما عرفتك
سوسن الميلاد ينبع من عيونك
يا جنون الحزن يا عطرا تمدد
فوق جدران الملاذ
ولوّن الشرفات بالسحب الخجولة
لم نكتف بالصمت حين الليل
دمدم بالرؤى
و البعد ارهق خاطرى
و دفاتر الأحزان عندى
و المعابر والسهولا
لم نكتف
لكن ويلات المواقف مددت اكتافها
فوق المداخل اغلقت ابوابها
بالشمع واحتضنت بكاء الريح
خلف موائد العصيان وامتطيت
جياد النازحين الى مدارات الزمان
وللنهايات المهولة
يا ايها الآتون من عمق المواجع
تخرجون من القواقع لامتدادات الموانع
و المدامع واحتدامات الشوارع و الحقولا
اواه لو همت سهامك باقتحامى
ذاب لونى و انزوى وجعى
و نامت فى دمائى قصتى
و تفجرت فى العمق نجوى
تسترد رؤى الطفولة
لما اتيتك والمياه الساحلية تنتشى
طربا لأغنية تداعت فى قوارب فرحتى
سلكت دروب البحر و اصطحبت نقاءك
و ابتسامتك التى غطت هموم الأرض
و اختصرت لياليها الطويلة
تاه الفضاء على عوالم وجنتيك
و ايقظت اسماعى الطرقات تأخذنى اليك
على مقاصدك النبيلة
قولى بأنى لم يداخلنى هواك بشاشة
مذ كان لى فى مقلتيك هنيهة
تمتد فى افق الحياة بحيرة
تنساب من كفيك تنضح فى دمائك سلسبيلا
يا ام احساسى الذى لم تستعره
مواقد الميعاد
و الليل المخيم فى حوانيت السهاد
وفى تواريخ البعاد المستطيلة ..
سطع الرجاء بسندسيك
فأغلقت آمالى الأحزان واخترقت
جدار العفو حتى تلتقى بصحائف الاذعان
تقطر من شرايين القبيلة
يا ايها الغليان وعد النار فيك مصدق
فتعال واستقبل شجونك واستتب لله
واحمل انهر الفرح القليلة
ما كان قصد السبق فيك مأملا(65/327)
لكن وعد القادرين على خيارات البقاء
يلونونك بالأساطير التى
لاذت بشرع الغاب
واحتفظت لوجهك بالسراب
وللهوى بالهمس والمقل الكحيلة
ماذا لعمرى قد دهاك
وانت غيثك والجراح تواعدا
يتلاقيان على خريف الصبر
معذرة لوعد لم يجمع اغنيات الفجر
كى يمضى على نفق الشعيبات الضئيلة
قد عشش الزيف الوسيم
واورثوك الصمت ذلا
لا هوى الوطن الرحيم
ولا توارت فى عيون الناس ذكرى او وسيلة
لا ليس يدفعنى اليك سوى جنونى
ايها المقتول عمدا
اننى ما زلت احمل فى جيوبى قصة
كتبت على ورق الشرافة
فى زمان الموت والخوف الذى
مازلت تخشى ان تزيله ..
اتقول لا
والسيف والبارود والقتلى بأركان الحدود
يجادلونك بالتى هى لا تعود
ولا تجود عليك الا بالسكوت
وبالصعود اليك بالغضب الذى
ويلاه ان تشعل فتيلهْ ..
الليل يسكن فى دهاليز الوعود
وها هى الآلام تخرج من براكين الوجود
ومن زمان ضل فى الدنيا سبيله ..
وانا الذى حملت دوافعه انتماءً
هاجرت اوراقه للغرب
حين الشمس لاذت بالغيوم
وارّقت اضواءها سحب الهموم
وهامة الاشجان والقلق الذى
ما عاد يروى من مدامعه غليله
قل لى بربك انت وعد النار و الاعصار
ام انت الذى ايامه الكبرى
على خرط الدمار
تقاوم الذكرى و انفاس الشرار
و تسقط التاريخ عمدا
ثم تستقبل قتيله ..
و لتسأل ا لأشجان يوما
ان تبقَّى فى دمائى مشعلا
اوحى اليك بأننى ساعى القرائن
و القوانين الوبيلة ..
وعلام كان الماء ينزف داميا
و يدور بالأرض التى
قد ماتت الخيرات فيها
من جفاف الغيث
و السحب التى اهترأت
فأوشكت القوافل ان تضل اليك اودية الدنا
و تتوه تفتقد السبيلا
و انا هنا يا امتى
تستقبل السلوى شكاتى
تحتوينى اذرعى
وسلام وحيى والمواقيت التى
نامت على مطر الدقائق
تستعيد الحق من مطر الرذيلة
الا عيونك يا بلادى لم تخبئ فرحتى
بك والجنون وكلنا
فى غرفة الآمال نعلن
عن مهبات ستغسل حزننا
وتؤكد الاصرار فينا
و الدروب المستحيلة
حتى نجئ وكلنا امل يمجد قدرنا(65/328)
لنظل نروى من ديارك سعدنا
والأنهر الخضراء والأرض الجليلة
وحياتنا بك وردة بيضاء
تخرج من حقول النور
سنبلة تصفق للعصور
وسندسين من الحبور
و وجه ثورتنا الجميلة .
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> مدائن الفرح
مدائن الفرح
رقم القصيدة : 64592
-----------------------------------
فى وهدة السكون والصفاء والخدر
تسلق الشعاع وجهك الجميل
كى يعانق السحر
ولم تمر غير برهة
ليدرك الشعاع انك القمر
و انك الضياء حين تستفيق غفوة الغيوم
من سحائب الضجر
وانك الزمان فى جلاله المثير
و الرحيل من حدائق اللقاء للنقاء
فى خواطر البشر
و لا مفر
من الوقوف عند مدخل الوجود و العوالم الأُخر
لنحمل النسيم بيننا وسائدا من الحرير
حين يهمس الشجر
وحينما يسافر الرجاء من رصيف مقلتيك
يحتمى بوجنتيك حائط القدر
موجة تعود من عميق بحرك الجليل
تحمل السماح فوق صدرها ثمر
وتارة تغازل الحنين فى بكائها
وتبدأ السفر
لأبعد الشواطئ التى رأيت فى رمالها
تشوقا لخطوك الأمين يفتح الممر
لمدخل الحياة والصلاة للذى
بدهشة الحضور ظل ينتظر
تساقط الشتاء وانتظار عودة الهواء
عكس منحنى حواجز المقر
وكان ان اتيت يانجيمة الحنان صدفة
توشحت مواسم الوفاء فى مسيرتى
وطيفها عبر
فجائنى الخبر
اميرة من البهاء سندسا ً من الزهاء
كوكبا ً من الدرر
اشاعت الحياة فى ربوعنا
فأشرق الزمان وازدهر
و انت والشموخ يا بنيتى
شرارتان من سكون وحينا المقدس الأنيق
و احتفاء صوتنا بهاجس صدر
وكلما رأيت فى حقولك الغصون
تملأ المكان نشوة
شعرت بارتياحى العميق
حين حلق العبير فى فضائك انتشر
و حين كان اختيار ان يكون فى حياتنا
وجودك الذى احال كل خصلة من الحياة
مشعلا من الهناء
موسما من الربيع والمطر
وابتدار حظنا المبارك الوليد
فى حضورك انتصر
خرجت من دياجر الضياع و انتظمت فى تتابعى
و حولى التداعى احتضر
و تاه واختفى تشتت الرحال
فى غياهب الزوال
ساكنا كأنه الحجر
وفى اتكاء صمتك الذى(65/329)
يعلم المواكب الهتاف
يجعل الضفاف مستقر
ويبعث الرنين فى قواقع الهدوء
يملأ المكان ضجة تسر
اراك تملئين بيتنا نضارة
وفرحة من البشاش تنتشر
اراك تخرجين من محافل الجلال
فى مسارنا
و دربنا الذى بقدرك اقتدر
كأنك الشهاب فى انطلاقه الوضئ
يخطف العيون و البصر
كأنك السماح فى نقائه البرئ
يصنع الامان من مخاوف الحذر
عامان يابنيتى تحوّلا قصيدة
لأجمل الغناء اذ تمدد السحاب فوق وحيك
الذى تعمد الغياب فى مضاجع السهر
ودار فى تداخل المدارك التى تشبعت
بلونك الرقيق
و انحدار نهرك العميق
فى تراجع المسافة انهمر
قصيدة و فرحة من العطاء جددت
منافذ الدماء فى دواخلى
واعلنت لسابع السماء ان ما انتظر
من الرواء غيث شوقنا
و همسنا المثابر القديم
فى متاحف الأديم
وعدُنا
ورونق المطاف فى حياتنا
يمزق الحريق و الخطر
هلم يا بنيتى الى ّ مدّدى
مواسم النماء فى تواصلى
وردّدى
قصائد البقاء
مقطعا من الحياء
وامزجى فواصلى روائعا تذر
تصدع الرياح فى مدائن الصعود
من منابر الصمود
اغنيات عشقنا
و سابقى تجدد الوعود
فى مداخل الحضر
ليحفظ الاله وعدك الأبى
يا بنيتى
و وجهك البهى
من عوارض النظر
و ليجعل الوفاء فى مسيرنا تسامحا
و وجهة من التصادق القويم
ابحرا من القصيد ليس يختصر
سنحفظ العهود بيننا مودة
و نجعل السلام قبلة
و غابة من الحبور
تملأ الفناء اوجها
تمدد الغرام فى جبينها ظهر
وحين لاح فى البعيد رسمها
تساقط الغمام حولها
فغام واستتر
اقول يا بنيتى
بأنك الوثوب فوق دنيتى
و انك العبور من جسور منيتى
و انت صدق نيتى
و آخر الحديث ان بدر
و انت اجمل الختام يا قصيدتى
فهات ما لديك من سحابة
تظلل الطريق
تستفيق
فوق ساحتى مهابة وبر
حديثى الأخير اننى
اظل راضيا عليك كلما
رحلت فى غياهب العمر
مسافر انا
وما الطريق غير وجهك الكريم يا بنيتى
تداخلا اليك
يا نبيلة العصور
ياحديقة الشعور
ياجزيرة السمر.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> الرؤى والمستحيل
الرؤى والمستحيل(65/330)
رقم القصيدة : 64593
-----------------------------------
و توجَّع الايحاء فى صدرى بحبك و الزمان ..
والليل عريان على فلك المدارك هائما ً
بهواك يحتضن الضحى والاقحوان
آتون و الساعات و اللقيا
و أفواج الهموم ترج بركان المكان
آتون يا بنت الهواجس فالخطى شربت
دياجير المدى والشوق رقرق
فى سنا المجهول يرحل كالدخان
اوراقنا رسل الحبيب و دورة الزمن الذى
خرق العصور و عاد يبحث فى عوالمه
القديمة عن اساطير الأمان ..
هذا الطريق اليك ينضح بالموانع
يختفى من تحت انقاض الجوى
و على دهاليز الغيوم
الخوف و الأقدار حولك و الوجوم
الفان عام فى انتظارك يا محطات الأمانى
يا عيون الموج و الشط الرؤوم
ألفان عام و الجراح تيمنا
بلقاك تختزل البكاء المر تستهوى
مساحيق الرجاء الشاحب الموعود بالدنيا
و احلام القدوم
كان انتظارك اجمل الأحداث عند ولودها
و اجل من طوق النجاة ارق من همس النجوم
كان انتظارى فى تلهف مقلتيك حديقة
شرقية الأزهار خضراء الهموم
كان الطريق الساحلى مشبعا بالعطر
مغسولا بقطرات الندى و مطهرا بالمزن
والسحب الندية و الزهور
البحر منك و انت انفاس الخلايا
و الحدائق و القصور
قالت دعوتك يا عصير الشوق احسست
انغماسك فوق صدرى و احتضنتك فى فؤادى
و انتظرتك فى مطارات الصقيع
اتُرى هواك يصادم التل المغلف بالمدافع
كى يرد الريح عنى
يحتوينى كالرضيع
أترى هواك يشد ينزع من خيالى حائط الخوف
المحنط فى دمائى
سوف يشرق كالربيع
قالت وكلى منك انزع من حيائك ثوب خوفى
و احتوينى فى حقولك قمحة
تأتى بزهرك للجميع
للقاك حين الحب فى عينيك يصدق وعده
اختار وجهك احتويك بأذرعى
فيذوب خوفى و الظنون
و أجئ صوبك عاريات أدمعى
يا بحر حبى و اشتهائى و الجنون
و أغوص فيك حمامة
سجعت بحبك و استحمت فوق بحرك و الفنون
صدرى اليك ربابة ترنو على وتر الحياة
سحابة تمطرك بالغيث الحنون
كفّاى حولك سندسين من الشعاع و ورد ثغرى
فى شفاهك مترعا
بالهمس والبوح الذى(65/331)
قد عاد يخترق السكون
لك ان تراءت يا محدثى الحقيقة
نبض قلبى و العيون
لك كل ما تهوى و تطلب من هجير لواعجى
عشقى وخاتم منتهاى الى حدودك
او نهايات المنون
فانظر وقل ماذا ستصنع فى هواى و ها أنا
وحدى اعودك يا بريد الحزن يا بحر الشجون
اواه يا وجع الغريب تداخلت حولى
جيوش الشوق و الأقدار هدتنى سحابات الأسى
و النار حولى و الهجير الساخن الآتى
على صهو الضباب ..
اقسمت بالحب الجديد اليك امشى واثقا
خطوى اليك يجئ من خلف الشهاب
ما انت الا ما غوى وهنى و جاهر سامرى
لك بالخضوع و بات عشقك فى هجير لواعجى
سدا على ظهر اليباب
انا و الرياح اليك نعبر ساحل الرمل الضرير
نشق انهار السراب
متفتحا كالضؤ يا بدر الحسان
اصاب راميك انتحارى
لست أهوى غير وجهك سنبلة ..
الطير من عينيك هاجر للشمال و ما أتى
فانزع عناوين الهموم المقبلة
حدثتهم عنى و عنك
حرقت سرِّى
فى سهول السابلة
ِلم لَم تغلف فرحتى بلقاك
حبك فى دمائى سوف يخنقه الشعاع ..
العشق ليس تباهيا متلفعا
بالجهر ينقله الرعاع
الحب فوق بلادنا حقلا من (الدنميت) تشعله
عيون الناس
انفاس المخاوف و الضياع
انا لست اخشى ان أجاهر بالهوى
لكن خيط النار اخشى ان يكبلك انصياع
اصبر على احساسك المزروع فيك حديقة
و اجهر بصمتك للبقاع
هذا زمانى يعبر اللأجيال يعشق
وجهك العبق النضير ..
قالت تقول الحق قلت تأملى
وجهى و صدرى
و ارمقى فى المسير
قالت اخاف عليك و من هدير الصدق
فى عينيك لو قد كذبته
عوالم الآمال و الوله المثير
أواه قالت انها سبل الحياة
تكاد تغرق فى الرؤى و المستحيل ..
النار منك تؤجنى
فامدد لى الطوق الأمين تواصلا
و افتح شبابيك القصائد للصدى
و اخرج من الصمت الطويل
هذى مساحيق الرجاء تطير من كفيك
تكحل مقلَتىِ
بالنور والحب النبيل
ما أنت الا و الهوى عندى قناديل
الأمانى و الوفاء وأنت خطوى و الرحيل
وحياتك الاحساس فانظر يا رفيق خواطرى
هذى حياتى انت فيها معبدى
محراب عشقى سامر الصحو الجليل(65/332)
هذى حياتى منك تبقى قصة منسوجة
بالحب والحسن المُعتّق و الندى
والعطر والوجه الجميل
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> الرسم بالايقاع
الرسم بالايقاع
رقم القصيدة : 64594
-----------------------------------
حُبلى دهاليز الأمانى
بالمشاوير الطويلة والخرافه ْ ..
نبضى وينبوع المحبة فى دمائى
طوّقا صدر المسافه ْ
فأجئ من ركن الممرات البعيدة
حاملا فيض الرزاز بشاشة
والنار تلهث و الشذى
عبر الجسور الى الرُصافة ْ
يا أيها الحرف الذى
سَكَبَته أنفاس النوى
و البدر يسطع فى سنا الابداع
يرحل خلف اعصار الجوى
و الشوق و الزمن المعافى
***
يا من تثير لواعج الأزمان
ترسم فى هنيهات الحياة
سحائب الآمال تخرج من
مسامات الهوى
و الاحتفالات المهابة ..
حسّى بروعة كل ما ينساب منك
و بالقوافى
حينما رمقت عيون الشعر رونق وجنتيك
و حينما نهضت خيالات الكتابهْ ..
قد طاف بالدنيا على كتف القصيدة
و احتوى آفاق احساس التسامح
بالجلال و بالمهابه ْ ..
أواه لو تدرى بأنك ايها المنساب
من عرق النضارة تحتوى
انغام لحظات التأمل و المنى
و تدك بركات المحالات القوية و الكآبه ْ ..
للحب إقدام جديد فانتظرنى
فى تواريخ الرحيل الى ربوعك
يا خُطاً عبرت خطوط السير
عكس توجه الشارات
لم تختم جوازات المرور و لا تصاريح السفر ..
و البحر يبحث عن شواطئه التى تاهت
على جدر الشموس و بين أشرعة القمر
عرس الطبيعة بالنهار و بالحديقة و المطر
هذى جداول غيمة الفرح المطل
على شبابيك الممر
ملأى برؤياك التى نسجت ظلال الحلم
ضمّخت الليالى بالضياء و بالسمر
هذا زمان التيه لا وعد يجئ و لا مفر
قدر علىَّ لقاؤنا المرسوم فى
فلك النجيمات الوحيدة و الشجر
قدر يظلل ساحة الدنيا
و يحملنى اليك على خيوط
من حرير صفائك الممتد سحرا
و الدجى زهوا لبهوك قد عبر
و يحف خط الاقتران كوامن التعبير حين يعز
مفترق الحبور و حين ينسكب القدر
السحر فيك بحيرة
من تيه سلسل مشرقيك ندية(65/333)
و هواك يسبح فى محيطات السحر
***
اهواك قل لهواك هون من جحيمك
و املأ الرؤيا عبيرا ً
من ديار الشوق
يختزل الدموع ..
فالوعد فيك صحيفة
كتبت مشاور الرحيل من احتفائى باختيارك
للنهايات التى لا تنتظر نبأ القوافى
حين تشرع فى الطلوع
انى رأيتك ايها الساقى
نهيرات النقاء حرارة اللقيا
و أنسام الهجوع
سحبا تسافر للعميق مليئة بالوعد
و الخير الجديد و باخضرارات الربوع
انى وعدتك بابتدارى فانتظرنى
قرب امسية العطاء
لأجل ان تثب الظلال
تدور أضواء الشموع
اهواك رغم تداخل الآمال
رغم تشتتى بين انشطارى فى بحارك
و اندثارى فى عصير توجّعى
شبح على الفلك الفسيح ْ..
الله ادرك مقلتىّ
برؤية الدنيا
و تعبير الرجاء لأجل أن أبقى
على جسر العبور من المغبة للضريح
الله يا قدرى
وناظر ما مشيت من الدروب الى هواك
بما حملت من التفرق
فى متاهات الفضاء الرحب
متكأ كسيح ..
أهواك لا نار المجوس تمسنى
لا البرق لا الغيم الكثيف ولا اشارات المسيح
أهواك يا غيبا تراءى للمساحات انتماء
غط من نبض العليل اذا تداعت
ساعة الرؤيا غماما
او تهاوت هامة الليل الجريح
يبقى مصيرك من مصير مواسمى
تحيا لتبصر قامة الدنيا تطول
على امتدادك محفلا
و تخط من خطو المقام اذا استراح على الربا
أو توسد مخمل العشق المريح
الرمز والقول المهاجر بين شطئان اللغات
يكبل القول الصريح
من بيننا رقدت اساطير الديانات القديمة
و الحضارات التى فى فتحها النبوىِّ
لم تشدد وثاقات الصبابة
بالمتاريس التى فى عصرنا البدوىِّ
تبرز فوق دابرها القبيح
انا يا زمان الجرح
عهد الناس بالصوت الصحابى الذى
بثته أجراس المدائن
قدمته الى المآذن
قمة الفتح الصريح
لهوى يطول على حدود الرسم بالايقاع
يغفل من تهالك صمته الممزوج بالاعصار
ينهش من بطون الشهب نار تصدعى
و يجيش حول كالفحيح
انا لا اقول سوى شكاتى
من مغاوير السكات
اذا تمطى فى نفوس النازحين الى البكاء
توسدوا زبد السراب
و يمموا شطر الدعاء(65/334)
و فجروا الزمن الشحيح
أهدى اليك نهاية الأحداث قصة شاعر
تاهت به سبل الرجوع لوحيهِ
وهفت به غفوا روايات المديح
لهواك ألفظ آخر الأنغام
أنفاس الحروف تحفنا مددا
يسطر من تعلقى القوى
بساحة الاشراق فيك قصيدة
لهواك تشهد موسم الفرح الصحيح
يا سائلى عما أكون أقولها لك ان تبدت غفلة
فى لحظة الاشفاق لحظة عطفك الأولى
شتولا تنبت الثمر الملئ ..ْ
بالخير تمضى فى مسير تكوّنى
خطوا الى كنفى يجئ
انى جراح من خريف العمر
تبحث لطف بلسمك الرطيب
يلطف الموت البطئ ..
النار فى عينى بعض سنابل
نامت على ليل الجراح
تغازل الفجر الوضئ
فتعال عد و اسرع لعلى
من سحابك أرتوى عشقا
وأشرب من ينابيع الصفاء البكر تعبيرا جرئ
قُلها فتحت لك الفصول مداخلا
للشمس تسطع من جديد بيننا
والنهر يمضى والمدى وطن لنا
والصحو والشبق البرئ
قلها سنخرج للحياة حمائما
جذلى بأنفاس العطور
و بلبلين على سماء الشوق
و الوطن المقدس
يطربان لشدو سامرنا المضئ .
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> رحيل
رحيل
رقم القصيدة : 64595
-----------------------------------
افتح مسام الريح
لا تقبل من الحزن النواح
هذى عيون الأرض تخرج
من حطام النار تحتضن الرياح ..
صنم الهواء استوقف البنيان
و اقتاد الخطوط على رصيف الصبر
و الوطن المهدد بالكساح
يا ليل ان رقص المدى
فى شاطئ الآلام مذبوحا
من الجرح المعلق فى حنايا الصمت
و الخوف المباح
سقط الغطاء و عم فى الكون السكون
الواجف الملعون
والوجع البراح ..
لا دونك الافصاح اقبل فى شرافته السنا
لا أغرق الاحساس حزنك بالسماح
ها انت فى كف المراجيح التى
تستقبل الاعصار تقبل
بالمواعيد المغلفة انشراح
ها أنت تعدو فى مضامير السقوط
من الجراح الى الجراح
من يا تُرى
فتح المدائن و القُرى
للجوع و السخط المغلف بالسكوت
و بانهيارات البيوت
و بالضجيج و بالصياح
عصب المواعيد التى للقاك ظلّت
تنزوى فى الظل قامت
فى انحناءات المدارك ترمق(65/335)
الطرقات تحلم بانعتاقات الصباح
لا تترك الغليان يفلت من جماجم
شحنة الأموات والقدر المهدد بالسلاح
الليل فى الأركان يهزأ
من برود النار فى اسرىَ
حروب مبادئ الكلمات
يسحب من ثنايا النصر
انسام الفلاح
و الطير وعدك و المدامع و الخطوب
و منبع الماء الذى بعيون وعدك
قد تفجّر فى حريق الأرض عرسا
أعلن البدء المؤزر فى دوافعك ارتياح
من عاد يتخذ القطيعة للمنافذ أغنيات
أودع الأيام ذكرى عمره المفقود
و اختتم الحديث و غادر الدنيا
على رأس الرماح
و الهجر ينمو و الوجوه الزرق تدنو
و الطوابير الطوال ..
تتلاقيان على مدار الوهم همّا ً
بات منغلقا و هجرا
غاص فى جوف المحال
اتراك تخرك تخرج من مضيق الأزمة الثكلى
و تطلع من جيوب الحصر
و الأنظار تخرج من جنون الانفعال
خابت دعاويك القديمة
فتتت احجارك الموجات و اصطدم
الحديد بحد سيفك فاستهل القول
حمدا ثم انكر و استطال
فتح النهار ظلاله و هوى الرحال
من كل أركان المسافة
من تعاويذ الخرافة
و احتمالات الضلال
تدعو لحق القصد تسكب من نبيذ
الفرقة الأولى بصبح الطالعين
من الخطيئة للحلال ..
البحر و البركان حولك و الغيوم الصادرات
من الجحيم الى الزوال
لا الشمس أدركها الغروب
و لا الدروب تحدثت لليل تنبئه
اتكاءات المدائن فى جيوب الحرب
تأذن بالخروج من البدائل
للدخول الى القتال
فلتهزأ النظرات من بدء الحصار
و من عناوين الزوال ..
فهلم وجه اختيارك للمعوذة
عادت الكلمات تأخذ من عصافير
الحياة رواءها و تعيد
للفلق ابتسامته الوحيدة
قبل بدء الامتثال
للنار و الرمضاء و الليل الرهيب
و للعوائق و الغلاء ..
ياحامل الأورام بشرنا بقرب
غيابك الآتى و حملنا متاع ضياعنا
الخالى من الأحلام و الزمن الطلاء
اتراك تقدر ان تبيع تواصلى
للحق تتركنى على حد الحواس ملوّنا
بالبؤس محمولا بعافية الوقوف
بساتر الوطن الفناء
لك ما تقول و للحياة قرارها
لكن ما تأبى دوافعك الدفينة أن
يبوح به الفضاء(65/336)
يبقى لغضبه ما تهب به مساحات النهوض
لأمة فقدت جياد الوصل و اختارت
طريق ختامها المحتوم من شجر البقاء
كذبت مقاصدك التى أصدرتها يوم الوصول
بدعوة الآيات تتلو ما ذكرت
من الوعيد و ما حملت من الرياء
سقط الجدار الهش و انهار البناء
من عاش و الأعوام تحمل ما ادّعاه
من السوابق تنهش الأحداث من أكتافه
وجع الهزيمة تستبيح رُباه
اختام الجفاء
ما كممت أغلالك الأفواه
ما خرت لطغيان جباه
و البحر يوما ما استقى
صوت الحقيقة سم اعلان الشقاء
إنىّ حملت على يمين الحلم وجدى
و اغتسلت من الخديعة و امتلأت منافذا
للريح تفتح صدرها
للشمس للغيم الشتاء
و حملت للوطن المعلق بين احراش
الحشائش واحتمال الغيث
ازهار الربيع ..
و نظرت للأطفال فى ميلاد عمق دواخلى
أكدتُ للأصرار أنا من دعاة السلم
أنا من حقول الظلم ننزع حشرجات
البؤس نلتحف الصقيع
فتنوء زفرات الحنايا يستحم الموج
فى ركن الجزيرة ترحل النجمات
من فلك العوالم للجميع
فتعال و احتمل انهيارى
وانزع الوجه الحضارى
فى عميق البؤس يرقد وعدنا
طفل رضيع
و الحزن فى عينيه يخترق الفواصل
يشرب من بحيرات الهواء منابع الضوء الرفيع
و الفغو و الخيلاء و الرمق الأخير
يعانق السد المنيع
لك ما تقول و فى اتكائك عودتى
و حياتك الفرقان فاحملنى اليك
و جرّنى للخير طفقان القوائم شدّنى
و نما بقربى و استخار الصبح و الوجه الوديع
ربّاه اخرجنا من الظلمات
جنّبنا شقوق الخوف من وهم تصدر زحفنا
و توّشَح الميلاد فينا و البروق الكامنات
على جيوب الليل و النجم البديع
و انزع من الوطن المهالك و احتمل
عصيان قَومى ِ
مسلك الطغيان فى الزمن الوضيع
هذا زمان علّم الانسان
أقدار الحياة و زيّن الطرقات
بالذوق الخليع
ربّاه أنت الحق فينا فانتشلنا
من حروب اللات من عهد الطغاة
و من تقارير الذى بالظلم جورا يستطيع
ربّاه منك اعود صوبك فاحمنى
و ابقى لدنياى الشفيع
رباه آخر ما أقول اليك أدعو توبتى
فامدد يديك و ضُمّنى(65/337)
أنت القوىّ بكل ما ألقى وأرقى
و المجيب لكل همسى
و المناصر و السميع .
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> أنت خيار الذاكرة
أنت خيار الذاكرة
رقم القصيدة : 64596
-----------------------------------
فى ذاكرتى
سكن البحر بيوت النمل
و نام الليل بكهف الرمل
وسطع الحزن
تمدّد وهْناً
ثم استقبل وجه النار ..
من أبوابى خرج الصيف
وبارِق فجرىِ
يوم حشدتُ فريق رجائى بالمستقبل
واستشهدت بدرب الصبرِ
و استقدمت المطر النافر و الإعصار ..
كان الزمن على خطواتى يغرق قبلى
كان يحاول أن يصطاد الوهم الصادق
من احساسى
كنت أقاوم جرح الغفلة
كنت أصلّى نافلتين
و بين الصبر و بين حدودى
نهض جدار
فى ذاكرتى خرق الحزن صخور الغار
خرج القلب غريبا يرحل بالطرقات
بلا أوراق تثبت شرع الأصل
و حق الدار ..
فى ذاكرتى صعب حَدْسى أن يختار
صار شهابا يخبو قلبى
ضل وحيدا ليس لديه حقائب أيدٍ
ليس لديه ثبوت هوية ..
خبر الغارة كان السائد عند البدو
وكان النذر السيّد فينا
كنت الرافض منهم وحدى
أن استقبل مال الدية ..
صرت أجمّع نمل السفح
أسوق اليهم روح الرغبة
نبع عطاء ظل غنيا ..
كنت أحاول أن أستخلص من أحشائى
ماء الغضب
و كنت احاول أن أتناسى هزة جوفى
حين تهاوى فوقى ليلا سقف اللوعة
حين صغار الجبل المحتشدين ببر خلاصى
قادوا نحوك حسن النية
كيف ابالى حين اللحظة حلو الخاطر
تطفئ جمرى
تعبر لى أغوار الأرض
لكى تنساب بقلبى برداً
نهر نقاء صار فتيّا ..
كيما تأتى رِفْقَة خطوى
زهرة حب ولِدت حبلى بالاشراق
جلالا يفتح للآفاق
حنايا القلب الثر نقيا ..
انى أشهد فى عينيها سر بقائى
انى اشهد لون نقائى
والبركان القابع فيّا ..
ها ألقاك لكى ما نبنى
حول الأرض سياج السعد
خيوط عبير تخرج منا
كى تلتف بعنق الرؤيا
شفقا منك أطل نديا
و سوف نهاجر اقصى القطب
لنشعل فيه بريق الدفء
نسجل فيه حديث السلوى
نار حنينٍ سودانية
و سوف نقود الحلم الينا
سوف نحاور طير النورس و البطريق(65/338)
وجزر الدهشة بالبلطيق
وسوف نلون سطح القطب
بماء الحب
و نرحل فجرا للأوطان
لنمسح عنها دمع الحزن
و نزرع فيها فرح المزن
فللإحساس هناك بقية
هذا عهدى
عزة نفسى و استعلائى
هذا وعدى
قول الحق
وانى أسقط كل زمانى
بعدك اشطب كل قضية ..
غيرك ألغى كل طريق
لا ينساب اليك و يأتى
منك يعود السحر رويّا ..
دونك تصبح كل الدنيا
شاهد حس مات لديّا
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> أبواب للصمت والعاصفة
أبواب للصمت والعاصفة
رقم القصيدة : 64597
-----------------------------------
تبقى المداخل مُغلقه
وهواك أقصى ما يكون
وأنت ابعد من حدود الملتقى
ياواهب الآمال والشمس المطلة مشرقا
يا صاحب الإيقاع فى الصمت المقدّس والتُقى
صاغتك قافلة الحياة قصيدة متدفقة
وروتك أوراق الحدائقِ
واحتوتك الأروقة
فخرجت من بين المحافل ناضرا ً
وسطعت من بين الوجوه المشرقة
تنساب من كفيك أنهار العزوبة
مترعات بالهوى
والبدر يأخذ من جلالك رونقا
ويطل من شفتيك وعدٌُ عابر
قد ظل فى الأحلام حلماً غارقا
والليل يخفق فى حضورك صدرُه
والنجم حولك فى العوالم عاشقا
وهج الحياة وكل أقدار المشاعر
فى جبينك تستحيل صواعقا
صنعتك أزهار الرياض
وكونتك الاغنيات العابقة
وروتك اطياف السماحة واحتوتك نمارقا
وهفا الزمان ودار سحراً فى العوالم وارتقى
صرح المجرات العلية وثبةً ومجازفة ..
انى رأيتك فى اتجاهات الرياح
مداخلاً للعاصفه ْ ..
ورأيت فى كل الخطوط قضّيتى
فى حد سيفك بارحات جارفة
ورأيت فى الأيام وجهى راحلاً
لك والغرام لديك ليس مناصفه
أو يستطيب المرء من عنت الغيوم
الساكنات على الأكف الراجفه
ويبوح بالشوق العنيد قصيدة وموالفه
هذا عبير النار يخرج من جحيمى
للعيون على حواف الأرصفه
ألقاك وعداً قد تدفق فى ثنايا صمتك
المكتوم احساسا
و قولاً من رحيق الوجد يوما
كنت أحسبه الحقيقة والزمان مواقفا
أو عاد فى الآمال فجر صدر الأصرار
للزمن المبارك معرفه(65/339)
أو قدّم الميلاد لليوم الجديد منافذاً
تلقاك والانفاس تبقى واجفه
متى ما تعود يصفق الغيم القديم بوجنتيك
وتلتقيك العاليات مغلّفه
لك يا خريف الحلم
أمطار الجراح تنهداً
فى لحظة الإخفاق تسقط واقفه
كيما يكون الحق حقاً
واللقاء العشق يبقى فى خطاك مصادفه
وتعود لى من كل أعماق المسافةِ
شاهرا وجع المآقى أدمعا متزارفه
ومحققاً ما كنت أخشى
ما شعرت بقربه ايماءة
سحباً برأسك سوف تبقى كاشفه
لا تحسب الميلاد بعدك مستحيل
والخطى متطرفه
لا تحسب البنيان يبقى فى العراء
وكل أرصفة الهواء
تظل دوماً فى انتظارك خائفه
لا تنتظرنى فى محطات الغروب
ولا تجادل من بقى فى كل أزمنة الهروب
يظل يعدو فى اتجاهك زاحفا
هذا الفضاء مليئة أوراقه
بسوابق الآلام والجدر الجريحة
والتهاب الأغلفه
لا تحمل الدنيا بكف ثم تلقى وعدها
صوت المشيئة لم يهذب للزمان مصارفا
لا تترك الإيمان يخرج من عيونك شاحباً
لاتترك العصيان ينمو
فى الدواخل مترفا
و اليك أذكر ما رأيت من الدجى
لون الظلام يرف يرسم
فى الأمان مخاوفا
و النهر و الكلمات
و القول الموشح و الثبات
يذوب فى همس العيون الخاطفه
من كل خطو فى مسار الصمت
أخرج يائساً
من كل عصر فى قديم البؤس
أجنى من رباك قطائفا
وسواعداً ولهَى
وهجراً واحتمال صبيةٍ
للموت فى عصب الزوايا
والجسور الزائفه
هذا حديثى فانتشلنى
من رؤاى وضمّنى
واستقبل الأشراق بينى
فى السماء صحائفا
انى هويتك لم يعد غير الختام لعلّه
حزن الخواطر فى سمائى ينمحى
والعشق يرجع
والزمان الوارفا
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> لهواك عافية المطر
لهواك عافية المطر
رقم القصيدة : 64598
-----------------------------------
لست أكتمك الخبر
هذى جذور البحر تعبرنى اليك
و لا مفر
سقط المساء على دروب العشق
و انتصب القدر
و نظرت نحوك هائما
بالسحر فاحترق النظر
ظلّت غصون الشعر مسدلة عليك
و ها أنا
فى الجوف احلم بالمطر
و أدور فى فلك المنى
وحدى و انتظر السفر(65/340)
ياشاديا ملك الزمان نضاره
و نما بقامته السنا
سقط التماسك من سمائى
و استوىَ عود الهوى عندى
و عافية الهنا
كلِفٌ أنا بك و السحاب مضمخ
بالعشق ينزق كالشهيد
رزازه طلل يعانق سوسنا
قدرى بحبك خاشعا
و أنا بحبك موقنا
!!!
ماكنت احسب حين غادرت الديار
تذكُّرى
فى هدب ذاكرة بقلبك
سوف يصبح عالقا
وحسبت أنى فى محطة عاشقيك مسافرا
سينام دوما فى الرصيف
و فى حواف الاروقة
و أكون فى دنياك غيما عابرا
و أكون فى رمل الطريق كذرة
عطشى لمائك حين صرت مفارقا
محرابك النذر القديم رميتنى
فوق الملاذ مروضا
و سقيتنى كأس النقاء معتقا
تبقى ملامحك الحضور فأقتنى
كنز الحياة جداولا و حدائقا
و تعود اذ ما جئت بالقلم الذى
رسم الشعار على الفؤاد
و حاط بى عشق تسامى و ارتقى
و أعود أسأل عن هواك لعلنى
كذّبتُ حدسى اذ لقيتك عاشقا
و اخذت اطرق الف باب للخيال
و امتطى صهو التمنى
راحلا خلف العصور
و شاهرا حبى اليك بيارقا
لو كنت اعرف اننى
يوما سألقاك امتدادا للحياة
لما غفوت دقائقا
و لما بكيت على الجراح
و ما اصطليت حرائقا
و محوت احزان الوجود لغيتها
و حرقت لعنات الهزيمة
و انتظرتك سامقا
لو كنت ادرك ان لقياك العوالم
والحضارة
ان رؤياك الربيع
و ان منبتك التُّقى
لحجبت وجه النار عنك باضلعى
و حملت عنك الوجد وعدا صادقا
و فَرشتُ دربى فى انتظارك لؤلؤا
و جعلت بيتى مغربا و مشارقا
لكنها إبر الحياة و وخزها
سنن لنا متوثقة
نحيا كأطيار الخليج مواسما
و القلب تصهره الشجون ببوتقة
و نعود كالامطار حينا
ثم نخرج للدنا
سحبا ستبقى فى السماء معلقة
لو كنت اعلم بالذى يأتى غدا
لبنيت للطوفان ليلا زورقا
وضحىً حملتك باتجاهى ها هنا
من دون خلق الله
كى لاتغرقا
واراك تصلب فوق جدران الوداع تعلّقى
و تدور حولى الرياح مصفقا
دوما و تتركنى وحيدا عاريا
امضى اليك مشتتا و ممزقا
او هكذا يبنى لنا القدر المسافة برزخا
متفجرا و صواعقا
و نظل كالليل الذى لم يلتق
بالصبح منذ تألقا(65/341)
كذبا علمت فحبنا
سيظل عطرا عابقا
و سنستريح على الربى
زهوا و نمضى للبعيد
الشوق يحملنا معا
آمالنا متدفقة
إن كنت أحلم بالُمنى متحجبا
عن كل اوراق الطبيعة
او حنينا اعمقا
فلننتشى فرحا
فاحداق العيون منابعا
تهدي إلينا رونقا
من خيرنا
فى الارض نجنى غرسه
و نعود كالاطفال ننسج عشنا
متزينا و منمقا
و سنلتقى أبداً على مر العصور
و نلتقى دوما بشط الملتقى
حتى يعود الخير فى اعماقنا
ونعود للدنيا
ربيعا مُشرقا.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> أطفال الحجارة
أطفال الحجارة
رقم القصيدة : 64599
-----------------------------------
وجمعت هواء الشرق
العابر ليلا فى الطرقات
لأصنع جسرا مد البصر
الى الاطفال بغزة هاشم
ينقل نبضى سيل رُصَاص ...
و الأحجار المطر النازل كالنابالم
يهز الدنيا
غضبا يحصد زيف الصلف الصهيونى
بحار قصاص
و فوق القدس الفجر الاخضر أم الناس
و أعلن بدء الزحف الاسطورى
سحاب يربض كالقناص
ليس لديك الآن مناص
فالريح التهبت و الرمان تحول جمرا
و الليمون تشبع ضوءا كالفسفور ..
البوم يحوم على الجبلين
نذير الشؤم
الوعد الصادر من بلفور
و اليوم تموسق لحن الطير
و صار القذف حجارة نار
من سجّيل ..
يا نهر الاردن
عرسك زان جروف النيل
و أنا مستلق تحت الخندق
بين الساتر و الكتفين
يطوّق كفّى مقبض سيف
يحمل زندى طلقة مدفع..
جاء النبأ الحارق يطرق أذن العالم
كالاجراس يرن و يطلع
همس الصخر الجاثم عزا
ينصت يسمع
عزف الحجر يحرر يافا
يأتى أروع
طبل الموكب رج التل ودك الغارة ..
حزن الجوع النابت وردا فى الانقاض
يحط القمح بكهف الحارة
نجم الصيف يضل مداره
و الاطفال الوهج الآتى
بحر يسكن جوف محاره
و البستان البيروتى مخيم وجد
مد الدرب بيارق همْ ..
جاء قرار الامم المتحدات الشاجب ذَمْ
ندد حينا ثم توعد ابن العم
فهل للامن المجلس يصحو
أم للمجلس أمن الطفل و فقر الدم
صدر الموتى و الفارين من الاوهام
و رئة الغم
عشق الارض توسد جرحى(65/342)
دار هتافا ملء الفم
يبحث مأوى للايتام
و باقة ورد ..
لكل ظلال المؤتمرين ببدر الوثبة
أو بالقمر الافريقى
بقوس النصر و رمل المد
ليس لتلك الثورة حد
بدأ العد
غنّوا الآن لفرح الغد
بفلسطين انتفض المجد
حجر الطفل على الأجواء مراكب سعد
جسد العرب سيبقى سد
وقت اللهو و عند الجد
فاكتب عنى هذا الوعد
سجّل باسمى صوت الرعد
تبقى القدس الأُم المهد
حق الآن علينا العهد
وحق الآن علينا العهد.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> باسم شعبى
باسم شعبى
رقم القصيدة : 64600
-----------------------------------
باسم ربّى
أفتح الأبواب للريح الجديدةْ
باسم شعبى
ألهب الأنفاس فى هذي القصيدة
!!!
جاء من أقصىَ المدينة ها هنا
رجل جريح
كان يمشى هائما
بين الزوايا و الضريح
كان وجه الشمس منه
نبضه قلب المسيح
لم يعد للحزن دار
هكذا يبدو مليئا بالوقار
يرقب الاعصار يمشى صوب خط الاستواء
يرتدى البحر قميصا
وازاراً و رداء
إنه الشعب الذى جئنا اليه
حاملين الروح قربانا لديه
كان صوتا لا تزعزعه المدافع
كان لحنا جاء من عمق المواجع
كان مزماراً يغنى
كان موّال التمنّى
يرجم الاصنام يهفو للشوارع
فيناضل ..
و يمجد المجد إحساسا يقاتل
لم تهدده المقاصل
ليزيح الظلم عنا
و يقيم النور فى أعماقنا
سحرا وجنة
يغضب الباشا فيأمر بالقصاص
نملأ الدنيا هديرا
ليس يثقبنا الرُصَاص
فجّر الاحساس فينا
واملأ الآفاق يا شعبى رنينا
قد أتى صوت تمرد
انها الطرقات تنهض
اننا من جنة الفردوس زهرة
اننا من صدر هذا الشعب زفرة
نخلة من غابة العصيان تطلع
نحن شعب ليس يركع
لا لطاغية تنكر او لمدفع
نحن شعب من صدار الحق يرضع
سوف تبقى فى بلادى
أيها الانسان اعظم
أنت روحى ان بقى جسدى محطم
فاجعل الاطفال تكبر
فى عيونك ثورة البركان تثأر
فى شفاهك طعم سكر
و المدى بحر تفجر
انه السودان اكبر
من قوانين الضياع
و من مرابيها الُمُظفِّر
من يكبر باسم (جعفر)
من يسبح باسم (جعفر)
من يصلّى باسم (جعفر)(65/343)
من أقام الدين جسراً
صوب كسرى او لقيصر
طيبة الاسلام فينا
و الشهادة تحتوينا
لا وجوها تحمل القربان
كى تدنو لعنتر
ساء فعلك فانجلى
يا أيها الطاغوت و انظر
إنه شعبى عظيما
مثلما قد جاء اقدر
كى يرد الظلم عنا
كى يحطم رأس هتلر
انه السودان حبى
وانتمائى
ليس أكثر.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> فى انتظار الوردة الاولى
فى انتظار الوردة الاولى
رقم القصيدة : 64601
-----------------------------------
إلى محمد "مولودى الاول" القادم من خلف الشمس كقبطان
___________________________
فى انتظارك كان صبرى مُنهكا بالالتياع
والصيف جوفى حين يختزن التلاقى
و المدارك و الصراع
و الوعد يسقط و الشتات الصدع يولد
و الضياع
و أظل أنتخب استيائى
كلما وجّهت شوقى قبلة العمر اليتيم ..
ماذا أصابك يا أديم ؟
الظل سافر و الشعاعْ
يلتف حولك و الخطوط الصاحيات
على المدار المستقيم
تختار حزنى سيداً
و تغلف الفرح القديم
الليل صدَّقنى وحيدا ً
لم اكذب يوم أمّنت السواقى
سر دوران الفصول
أثرى طريد فى الرمال
و هذه مهج الوصول
سرعان ماتنزاح تسترعى الخطى
و الجرح يأذن بالدخول
ماذا أقول؟
الآن سرى لم يعد حدث المدينة
والسراب غداً سيولد عند غابات السيول
و الجسر اطرق فى براكين العجب ..
سبحان من جعل التفاعل شاهدا
للفقر فى الوطن اللهب
ماذا يريقك يا جنون العشق
أمطار التمنى لم تزل تروى شجونك
بالحروف التائهات على وريقات الذهب
تهمى وتخضع للسيوف البارقات
كأنها مطر الغضب
ينثال فى أعماقنا وجعا
و يصرخ فى جبين السهد زيفا
حين يختنق الطرب
ربّاه
نورك لم يزل فى داخلى
وهجا تطالعه الجباه ..
هذا النبات الصخر
يرقد فى حقول الياسمين
تحفّه برك المياه
وأنا هنالك فى انتظارك مسدلا
كالليل يفرد جنحه
و النهر يبحث عن خطاه
!!!
فى الإنتظار البكر
تولد شارة الطلق العنيد
الآن يخرج للدنا طفل فريد
حمّلته فجر الامانة و القصيدة والنشيد
و لأجل أعينه البريئة و الوطن(65/344)
و لأجل جيل سوف يأتى
من براكين الزمن
و لأجل أوراق الشتاء
لأجل حبّات المطر
سنصافح الأقدار نسخر بالخطر
و نعلم الأجيال معنى حبنا
شوق توجع و استقر
لك يا محمد قبضة الكف النقى
سلامة المثوى و خاتمة السفر
لك يا بُنىّ النيل ينهض
ثم يهمس للشجر
فالآن وجهك قد حضر
قمر من الأفق البعيد
يطلُّ فى وقت السحر
فتدور أغنية النهار و ينزوى
حزن البشر ....
و تهاجر الأقدار ينكسر الجدار
ويسطع الالق الموشح
فى دروب المعركة
و الرعد و الأنداء و الراوى
كؤوس الفجر اشراقاً
سيشهد أنك ..
من يطفىء النار اللهيب
و يوقظ الوطن الذى
يوماً سيدرك قدرك
مذ كنت يوما يا محمد نطفة
حملتك طهرا امك
و سَقَتك نبع نقائها
فيضاً يطوف بعرشك ..
هى يا محمد دُنيتى
هى فرحتى
فلنحتفى زهواً بك
ياموطنى
قد جاء فارس عصرك
من يشعل الرمق الاخير
يدق نعش المملكة
يا أيها الوطن الرحيم
لك التحية وحدك
و لك السلام
نوافذ الأمل المقيم
لك الختام
و هذه الدنيا لك .
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> للحزن بقية
للحزن بقية
رقم القصيدة : 64602
-----------------------------------
و اليك يا وطنى سلام
من رحي السفر الطويل
و اليك رغم الذبذبات
وثيقة المجد الجليل
يوما رأيتك فى المنام سماحة
وضاحة بين النجوم
و الليل يحملنى خيوطا للضياع
وحيلتى و عزائى المحتوم أنت
اذا أتت تسعى مهاويك التى
قد اثقلتنى بالهموم
لكننى لما لمحتك تائها
ادركت اني لم تزل لى
فى الزمان هنيهة
تصحو اذا حضر الوفاق
أسفى على الوجه الذى
قد بات ينسج من ظلال المعتبين قميصه
و يظل ما امتدت به الايام
يحيا بالنفاق
ان الذى هزم الرذيلة قد دنا
أواه لاشمس سواك استشهدت
و علت على السارى تردد
أن من طرق الجوع مناديا
بالعروة الوثقى مدد .....
يتوجس النجم الحزين مخافة
بحر من الاحزان
يهدر فى دمائى
ظالما هذا الزمان
و قاسيا هجر الحقيقة
صاحيا كالدرب يستجدى خطاك
فهل تعود مدافعا للحق
عنوانا لماضيك الصمد
الدهر ينشدك التداعى(65/345)
فاستمع لله
قد ضربت خطاك وتيرتى
دارت على عينىِ وجوهك زاخرات بالغشاوة
متعبات بالذين تجرعوا
كأس النزيف ...
وهل اتاك حديث فرعون الذى
قد عاش يمرح فى البلاد
بكفه نعش الحقيقة
شاهد الزمن المخيف
الغيث غادر و الجياع اتوك
يلقون السلام تحية
فابسط لهم
بيضاء تخرج غير سوء
و احتمى بين النوافذ
خلف زورقك المرابض
عند شاطئك القديم ...
لا لاتدعنى ها هنا
فانا على الطيف اتكأت
غصونك الملقات فوقى
زاهيات بالنضارة بيد انّى
لم تزل كفّى تنازلك احمرارا
من لظى وجعى
و احساسى بمقدمك الجرىء
فعد لنا
يا سارى الغيب المسافر
للبعيد مع النسيم
ايّان وعدك ان صدقت
و اين حدسك
ان هاتيك الديار منيعة
و جدارها ذهب الغروب
و عطرها زيت الاديم
لك مارأيت و للجياع تحية
للنار برد للمسافة خطوة
للبحر رمل للحبيبة قبلة
للظلم يا وطنى سلام
للفقر حب و احترام
ولاجل اطفال تربّوا
فى زمان الهم بؤس و انقسام
اثوابهم رمل البقاع
عيونهم كالبرق لامعة
يمزّقها الظلام
و اذا بدأت فلا تقل
للنار يا نار احملينى شعلة
ان الذى سلك الطريق سينتهى
قدرى اليك يعود من
خلف المتاريس
اقطفينى ياجراحات المدينة وردة
فأنا رهينك يا بلادى
كيفما قد شئت ابقي
فوق صدرك جاثيا
فاستقدمينى عندما يثب الطريق
يوم تصطف النساء
وكل اطفال المجاعة
و العيون المدمعات
و حرقة الالم العميق
لتدك صرح العاديات
و تنتهى بالحق عنوانا لنا
و تقيم مجدا بالاصالة يقتدى
و يظل للسودان عزا
فوق عز
قد رمته سنين بؤس
أسود سقم سحيق
يا هاديا شهدت عليه صحيفتى
عد و انتظرنى عند شط الملتقى
و أجلس كأنك شاعر الموت
المحنَّط فوق ألسنة الحريق
و لاجل أن تلقى
وجوها كالحات بالضنى
و لاجل أيتام على الارض انمحت
آثارهم
بالضعف و الوهن الممدد
فى تجاويف العظام كأنهم
أعجاز نخل خاوية
متداعيات فى الصقيع
و منهكات باللظى
قطع من الاعياء ارهقها النحيب
و هدها ضنك المعيش
و حِدة الجوع الضرير
على الديار الخالية
يا مالك القصرين(65/346)
صحوتنا تهزك ان تساقط
للصغار اوانيا
و لحائفا اشلاؤهم روحى
و اشعارى و صدق حقيقتى
و الموت فى كنف البلاد هويتى
و بطاقتى
عنوانى الصحراء دارى
صحوة الريح الجريئة
فرحتى و بكائيا
لا لا تسل عنى الزمان فلم يعد
لى فى الزمان سوى
مساحات انتمائى
للفقير و للضرير
و للذين تجرعوا سم الشقاء
و اننى لك سوق ابقى داعيا
يا خير من عرف الاديم
تركت خلفك الفة البيداء ثكلى
و الرمال وكل اوجاع الفيافى
و التلال النائية ...
و لسوف تنفجر السماء
و يرعوىِ ذئب المدينة
سوف تخرج للبلاد
من البلاد رواسيا
و الحب امطار السخاء
تعود بالخير الجديد
و بابتدار العافية
يا أمتى وطن المبادىء اننا
قسما سنحمل همنا هما بك
و لأجل سعدك يا بلادى
قد دنت كل النجوم
اليك بالنور المشع
و نحن جندك و المسيرة باقية
و الريح و الاطفال
و النيل الجريح سواسيا
يتدافعون و يحملون جموعهم
فالحق اما ان نعيش
او الشهادة با بلادى آتية
فالان نحن القادمون و تارة
سندور حولك فاحتمى
بشريعة الغاب التى
قد راعها ان تصطفيك
فهل ستدرك ما هى
النار و الصحراء و الالم الدفين
و كل اوراق الفجيعة
و العيون الباكية
يا قلبى السودان دارى
و ازدهارى
فلتعش لك كل ابراج القلاع متينة
و لتحيا يا وطنى
مجيدا عاليا
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> من يطفىء الجراح غيرها
من يطفىء الجراح غيرها
رقم القصيدة : 64603
-----------------------------------
و نظرت حولك فى غياب الريح
أنتظر الضحى...
متلفعا ذكرى الوداع و قائما
للقاك أنهض كالخيول الجامحة
متربصا بالشط أرقب رحلة
للموج تأتى بالوعود الصادحة
بقواقع الذكرى و بالسحب التى
كتبت تواريخ البحار و راقبتنى
فى انتظارك منذ فجر البارحة
وحملت وجهك فى ضفاف الشوق
مرتحلا اليك
فهل تغيب النائحة ؟ !
هذى علامات الجلوس
على المحطات التى
قد وقعت احزانها
جرحا بأبواب الليالى
و السنين الرائحة ..
قد جاء طيفك حاملا
لون النقاء
وعابرا ليل اتكائى(65/347)
فى بساط الاضرحة ..
ينساب فى جوف الرمال
فترتوى طهرا بسلسلك المقدّس
نشوة سكرى
و حلما سابحا
مازال همّى يرتمى
حضنا بأنفاس البكاء
على تراتيل الرَحَى
و أنا لديك تركت كل قوافلى
و مشيت لا دارا قصدت
و لا نهارا قد دنا
لا أبتغى الاّك
جيئ فى زمان الجرح
ضمينى اليك
و فوق صدرك سوسنا
ماذا بك
تخشين فرق الازمنة ؟!
و زمانك الحسن الذى
يمتد فى جوف الخلايا
لا يبالى بالفصول و بالسنة
عمرى رهين بابتسامتك التى
كتبت بداية رحلتىِ
فبأى آلاء الهوى كذبت
قد شادت لك الدنيا
تلالا ً من مُنى ..
أن تحديتِ الذين يمزقون
الحلم فينا ارتضيك
و إن هجرت الخوف
من كل العيون القابعة
سنفتت الجدران
نقتلع الجسور
و كل طغيان القبيلة
و الحصون المانعة
علمتنِىِ معنى التحدى
جئتنى بخطى المسير
الى السماء السابعة ..
فعلام كنت تصاحبين
تغلغل السفن القديمة
فى المرافىء
ياطبيبتى التى رسمت
على الافق البعيد
خريطة الدنيا
و تاريخ الجراحات الندية و الدعة
خط الشعاع عليك
هالات الصفاء
فجاء حلما بارعا
كانت محطات المدائن
فى انتظارك أن تمرّى بالبيوت
و كان خط الاستواء..
يمتص منك حرارة الوهج الذى
من مقلتيك يحف أرجاء السماء
و الليل و الامطار و الوعد الذى
بك فى الوجود تألقا
يدنو على الشط الرحيم
فالحرف (ميم)
جيش من الزهو المقطر
فى تجاويف الاديم
والحرف (هاء)
سحب الهوى و الانتماء
فخر القبيلة بالطقوس
وبالشموس و باللقاء
(ألف) تمدّد فى الفضاء
عفوا إذا وفقت عيون الشعر
لا تقوى على هذا الضياء
و لك العزاء
قمم بصرحك لا بدايات لها تبدو
و لاحد انتهاء
فالحب أكبر من حروفى
من قوانين الطبيعة
من حدود الاشتهاء
و لك العزاء
يا طفلتى
و صديقتى
و حبيبتى
و طبيبتى
و ختام صوتى بالقريض
و بالدعاء
الشوق يعبث بالدماء
و الليل يسكن فى الخلايا
و الزمان العشق جاء
اهواك بعدك أنتفىِ
و أعود لا قمحا حصدت
و لا رجاء
يلقاك ما بين النجوم ..
و بين أقواس الكرى
حلما مُضاء
فلك البداية و النهاية(65/348)
و المقاصد و الذُرى
و لك الوفاء
و لك الطريق الرحب يمشى
و البهاء
يبقى هنالك فى انتظارك قائما
حتى اللقاء
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> صحو على نار انتظار
صحو على نار انتظار
رقم القصيدة : 64604
-----------------------------------
حدِّث الاشواق عن لهفى عليك
كى تعلم الاشواق أنى
مذ عرفتك لم تعد
تقوى على شوقى اليك
حدث الميلاد
بلغ الشاطىء التاريخ
سجل كل احساس لديك
و ارسم فراشات الهوى
طيفا يهيم على يديك
فالسحر منك يضيئه
سر الحياة على أرائك مقلتيك
!!!
قسما بوجهك أيها الساقى
عيون الشمس نور و انسجام ..
قسما بمجد يا رحيقا
سال شهدا للأنام
قسما بهاتيك العيون
الساطعات توهجا
قسما ببحر فوق صدرك لاينام
لاشىء يبقى غير حبك
فى زمانى يتّقد ..
لاشىء يسطع غير قلب يرتعد
للقاك يشرع فى الوثوب و يستعد
و الآن اقصد مقلتيك لعلنى
فى بهو عطفك اتئد
فهناك لا صبح يجىء
و لا خطابات ترد
و تفرقت كل الدقائق بين أن تأتى الىّ
و بين ألا ّ تبتعد
فتعال فى عمق انفعالى لاتغِب
و اكتب عناوين البريق المحتجِب
صلّى عليك البحر جهرا
كى تجىء و تقترب
!!!
وصل المساء على قطارك منهكا
و بكى الرحيق على اتكائك يا خطى
و أتيت انت كما النقاء يزورنا
بين الهوية ثابتا مترابطا
تمشى يمينك بالعلا ايماءة
تبنى يسارك بالسناء خرائطا
و رجعت أذكر فى البعيد صبابتى
من ساق قلبى بالمودة او سطا
يوما عليه و فى رحابة داره
لاشق بابا او أزال حوائطا
!!!
و البحر هذا البحر نجمى
و الحمامة تستريح ..
لو كان عودك دفء روحى
فاملأ الآفاق ريح
و اوثق خطاك بعروتى
و تعلم الشوق الفصيح
إنى وعدتك و التقى
غمر المنابر و الضريح
فمتى تعود فاننى
فى ظل لقياك الفسيح
ساظل أنتظر القدوم
و ارتجى صبحا جديد ..
متيمنا بالعشق و المطر المبارك
و المودة و النشيد
يا راحلا و البرد سيفك
عد لنا
عودا حميد
كيما نسافر للبعيد
فراشتين
تهاجران الى البعيد ..
تتسابقان على الرُّبى(65/349)
و توقّعان اللحن عيد ..
بوحا يردده المكان
كما يريد لنا الزمان
و ما نُريد.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> و تشرق فى عينيك شمس الوطن
و تشرق فى عينيك شمس الوطن
رقم القصيدة : 64605
-----------------------------------
و رأيت فى عينيك قوس توجعى
شادته كف النائبات
و شدّه ُ سهم العناء
و نظرت فى افق الهوى
فرأيت وجهك يمتطى ظهر البراق
يطل من فوق السماء
فخرجت من كل القواقع
شارعا للريح صدرى
فاتحا نبض احتقانى للمدى
و البدر يطرق باب بيتى
والدجى خلف النجيمات
استكان على الفضاء
يا أيها الموعود بالامطار
تصهل عند شرفتك الندية
خير هاتيك الخيول المشرقية
و السيوف تعود تدخل كربلاء
كيف التقيتك
سارعى لى بالملاذ
وغطّنى بالشمس يا عمق الضياء
فلقد عرفتك ذات يوم دون اذن
من تجاويف الفؤاد
ستدخلين الى الدماء
و علمت انك ها هنا
قديسة مولودة
و عليك اسرار النهايات
المليئة بالعوالم والقطوف الدانيات
على جبينك ينتهى رحل الليالى
ثم ينتحر البكاء
عذرا
سأفتح باب دنياى الجديدة
للرياح المغربية
سوف استلقى عليك فتلهمى
فى الشعارات
اجتررت عذاب أمس
مات قبلك فى العراء
لو أن لى ماض يعود
لبعت فى ذاك الضحى
تاريخ وجعى
كل ثانية بدونك قد مضت
او قد تداعت فوق انفاس المساء
و اذا التقيتك جف دمعى و امحى
و جرى امامى نهر دجلة
و الفرات امام بيتى
و الجداول من وريد النيل تسقى اضلعى
فأهيم وجدا و انتشاء
هذى عيون حبيبتى
ملأى بأقواس الحنين
و بالمودة و الصفاء
باللؤلؤ القمرى بالارض التى
للشمس تنبت كل يوم سنبلة
كل البيوت النائمات على الطريق
بلا انتهاء
فى انتظار الحلم ان يدنو
ليغسل كل اوجاع الهموم المقبلة
و على هدى فى ذات يوم قد لقيتك
و الحروف على تواليف التقائى بالقصائد
تكتسى لونا أنيق
ففتحت للشمس الجديدة باب بيتى
فى الصباح
غسلت وجهى بالندى
و مشيت ذيّاك الطريق
يا بحر ان رفضت مياهك شاطىء
فعلى صيفى ماء وجهك قد أريق
يا بحر أنت بداخلى طفل رقيق(65/350)
ثم التقينا و السنا متربص
و النهر يمضى فى ارتخاء
صوب معياد القدوم
حتى رأيتك بين حسِّى نخلة
ممشوقة تتطلعين الى النجوم
فلأى مجد ياخطوط التوق
كنت تسافرين
وتطلعين الى الوجوه صبية مكحولة
بشذى الجسارة
بالمواقف والثبات
واراك دوما فوق دنيا
من طواحين الحريق فراشة
تعلو على لهب الطغاة
وتغازلين البحر فى عينيَّ
حين أعود بالجرح الذى
لا يستفيق من النضال
بالضوء بالصحو المقدس
و السحاب على جناح الموج
يهمس للقناديل التى زمنا تدلت
تحت اسياف القتال
يا ايها المولود فى جنب القبيلة حائرا
كالظل فى وطنى
وحيدا
كالمسافة فى بلادى
شاحبا
كالطيف فى زمن الفجيعة
هكذا القاك يالحن الاسى
حجرا يفتت كل اركان الخيال
قد كنت لى وطناً جديداً
كنت لى بيتا وريقا و احتفال
قد كنت لى لما تهاوت فى الزمان
دعائم الوطن الممزق بالعراك..
قد كنت لى والشمس تأخذ فى الافول
جزيرة مأهولة بالضوء
يحرس باب شاطئها ملاك
فتعالِ فى قلب المشئية كى اراك
مسدولة من كل خاطرة
تدور على بيوت الشعر
تشرب من هواك
فلديك قربان المعابد لم يزل
تفديه دعوات الحجيج
و القادمون مع الضياع
من المحيط الى الخليج
و لكل خصالات تدلت
للضفائر
للعناقيد التى فى بيتنا العربى
للمطر البهيج
كانت جراحى
تلتقى بك فى طريق الحق
ترسم شارة الايذان
تغلق باب حزنى
والصدام محمل بالبندقية
بالنبال وبالحديد
قد كنت للبابا سلاما
للسماوات النشيد
قد كنت (للروم ) الاباطرة الأُلى
ولحصن طروادا
حصارا من جديد
وبقيت للاغريق آلهة الاولمب
وصرت للقطبين دفئا سابحا
فوق الجليد
قد كنت للعرش المفدى تاج كسرى
كنت للأتراك قصرا شاده عبد الحميد
و لقد رأيتك عند خط الاستواء
أميرة زنجية
و على يمينك صولجان
فى يسارك ينجلى قمر وليد
لدم العروبة كنت نبض الكبرياء
و للكفاح خلوده
و لكل مقصلة شهيد
قد كنت صحوا للغلابا
كنت فجرا زاهيا فى يوم عيد
لما استقيت بساحل البسفور
من فوديك آه تساقطى
مطرا يرخ على صحارى المتعبين(65/351)
لله درك ياحبيبتى التى
شادت قصور حضارتى
بالحب ازكت للبرية سندسا
يروى بأكواب الحنين
فالحب فى وطنى سيبقى مشعلا
وهجا يضىء على دروب العاشقين
والحب دوما سوف يبقى للجمال صحيفة
وردية
تنمو على جسر أمين
و الحب فى وطنى
سيبقى ما يشاء
و ما نشاء
و ما تشاء لنا السنين
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> النجم و الوعد القديم
النجم و الوعد القديم
رقم القصيدة : 64606
-----------------------------------
يممتُ شطرك فاستعدت توازنى
و نزلت بحرك فانتشلت كوامنى
يا سرّ وعدى و اقتدار تكونّى
انى زرعت الدرب نجما ً راقصا
و فرشت بالغيم المعتق مسكنى
و سقفت بابى مرمرا و لالئا
زيّنته بالبرق لما زارنى
فادخل سلاما آمنا و مؤمنا
فيض المكارم فوق صدرك ضمّنى
قدر الزمان امام عرشك ينحنى
ولقد فقدت الوقت لما شدّنى
قدرى
و قد تاهت دماى
توترت رئتاى
و العصب اكتوى
مذ طاش سهمك فى الفضاء
و صابنى
لكننى لما اتى برد الحياة و لفّنى
احسست بعدك أننى
شىء تحدّاه العدم
فسكبت عمرى فى انتظارك قائما
ورويت أوتار الليالى بالنغم
و كتبت فى صدر الزمان قصيدتى
لوّنتها بالعشق فالجرح التأم
ها أنت تحلم و الربيع سينقضى
و الصبر يجلس فوق صدرك كالهرم
لكنها قد عاتبتنى برهة
وأنا غرست البحر نخلة حبِّها..
ومشيت كالطاؤوس مختالا بها
وكأننى ملك الوجود
على حديقة قصرها
قد كان ضوء الصبح شعلة شمسها
قد صار كل الكون فى كفّى لها
!!!
و تغيب حينا ثم تسأل
عن هواى بنظرتين و تستكين ..
ها أنت ترفل فى ثياب العاشقين
و تطوف بالنجمات حولى من سنين
شىء تخبؤه العيون فيستبين
شىء يصفق كالرنين
شىء جديد فى السطور
شىء وقور
شئ بخاطرتى يمور
!!!
ورمت بنظرتها الاخيرة
ثم غاب الوعى عنّى
و مضيت وحدى فى ظلام الغيب
أقتات التمنى
بين الدهاليز ارتماء
و الذهول يحوم بينى
شىء يدور يلف يسرع
يستعيد الصحو منّى
لكننى لما أفقت وجدت قلبى
فى يديها
قد كان قلبى
قبل تاريخ الولادة فى يديها(65/352)
اتسألين عن الهوى عندى
وعن شىء جديد فى السطور
وهواك عندى نجمة
فى كل ناصية تدور
وأنا بحبك يا ابنة الوطن
الموشح فى السماء
صخر و غابات و ماء
و أنا بحبك سوف انهض سيّدا
متحديا زيف البشر ..
فعلى غصونك تستظل بلابلى
وعلى رصيفك استريح من السفر
وعلى حقولك قد غدوت مصفقا
ومهاجرا نحو القمر
كالطفل ارقد فى حماك
أذوب فى دفء السحر
ياليل لاتمضى فنجمى
فى سمائك قد ظهر
ومضيت انتظر الضحى
وغفوت أحلم بالمطر
وأذوب فى ليل البريق ..
يومان يلتهبان فى رأسى
فأفتقد الطريق
يومان وحدى كالغريق
والموت والليل الغريب
على جياد الصبر
يحترقان فى ابد من الصمت العميق
أنا لست اكذب حين اشهد
من أكون ...
طفلا تسربل بالهوى
وهوىً تشبّع بالجنون
يا قلعة السحر الجميل
و رونق البيت الحنون
دوما سأبقى عاشقا
و متيما عبر القرون
و أظل أهتف شاعرا
إما الحياة على هواك
أو المنون.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> الحزن العربي في الميزان
الحزن العربي في الميزان
رقم القصيدة : 64607
-----------------------------------
ورقىِ
يرشف قهوة صمتى
حبراً جاف ..
و الليل الساكن
عند الضفة قرب التل
يدق الباب
و يطرق جدر الموت الدامغ
صدر العرى جفاف
يا الله
اذا فردت اشرعة الشمس جناحيها
و أناخ هنا شجر الصفصاف
حزنك محمّرٌ يا وطنى
وعلى خديك تتوه ضفاف
غطّت اطراف الزمن الجالس
بين الكف وحزن الناس
الجرح العمق الصبر
الوجع اللاصق بالاحساس
الثورة تسكن لب النعش
ما بين المجلس و الناقوس الضارب
صدر العرش . .
وقفت حيتان الجير
و قطط الوحش
تستقبل عند الغابة همس العنكب
صوت النمل خطى الطاؤوس
فى اللحظة تلك انتصب الكبش
ملكا لقطيع الجاموس
قد قطع الحلم بشفرة موس
فانشطر العاج من الابنوس
اسقط يافخذ الشجر الميت نخر السوس
أكشف سرك نحن مجوس
نعبد فى السر وجوه السحرة و الهكسوس
و النار ستحرق ورق التوت . .
و الناس سكوت
الحزن القاتم يبنى بيتا فوق بيوت
كن صوفيا او كهنوت ..(65/353)
ستحل عليك اللعنة
فارجع و اسكن جوف الحوت
و ادفن رأسك فى تابوت
رطب النخلة يصبأ جهرا
يجمع علنا حزمة بؤس ..
الوطن المجهد عقد العزم على الاقرار
فهل ستحرر أرض القدس . .
لوّح بالصبر انا اغتالك عند الضفة
أو ابتاع حصان الجرأة سوقا أسود
او غليون . .
يا وجعا عربى الطعم
و يا زقوما سودانيا
شجر وطنك بالزيتون
أبنى للريح النصب
و ذكر فينا تاء التأنيث
نحو الخذلان السير حثيث ..
اتجيد النهب و تعرف كيف يكون النصب
بلا تأثيث
اواه وجعك ينقح يا قارون
عُد جِىء وتعال استذكر درسك
مطرك يضرب عرض القارة بالقانون
يا هذا البلد الآمن امن الحرب
أنا مجنون
اعتنق الشعر الساخط من كامب ديفيد
و المستعمر ورق الحائط بحر فنون
الوطن الان كسيح الالف
جريح اللام
ضعيف الواو
حزين الطاء
مذاب النون
كل الحركات عليه سكون
ياشجر الظل الحاكم تلك الدار ..
اراك تتمتم حين تحاور أهل الرأى
وحين تسير تميل قليلا
خط النار عليك شجون
كيف تنصل عنك الصبح
وكيف تساقط منك الحلم
وكيف تحطم سجن حظوظك
يوم عبورك بحر الظلم
كان الزمن الغابر يخبو
و الحيتان بماء العين ..
و الضدان عليك سلام
كيف ستنهض بالضدين
تعيش الفاقة رمل الوجع
عليك البؤس الجوع الدين
كم انفقنا فيك دمانا
ألم يسأل عن حطين
ثم افقنا يوما نحن
ملأنا الغابة و الصحراء
جمعاً يهدر عند القصر
و يملأ حسك بالضوضاء
كان العهد ديمقراطيا
و المستقبل مطر السعد ..
سقط المطر و نبت الزرع وحصد الرجل
و كبر المهد
كان الحد الفاصل صبرا
و القانون امام الحد
ليبق الساتر طوب الارض
و شرع الغاب خيوط دُخان
و الانسان الضائع يبقى
طيرا يبحث عن أوطان
و هل للطير الضائع حينا
بين العالم من اوطان ؟
ضاع الحق العربى ضاعت
طرق العودة للانسان
للتاريخ الساطع نورا
عهد العزة و الايمان
حس العرب النائم يبدو
جرحا نام على بركان
يا عربيا زرع الموت باسرائيل ..
سنابل نار تشعل لهبا ماء النيل
ركب الضفدع ذات مساء عربة فولفو(65/354)
شرب القهوة فى فكتوريا
دخن هيدجز تبغا حار ..
كان الطعم الغادر حنظل
كان لهيبا جمرا نار
عبر الضفدع شط العرب
رأى لالاء بين الصدف
و اكليلين من الازهار
صار النجم الثاقب يرحل
للغيمات بلا اسرار
حتى القمر النائم ارخى
ثم استرسل فى الاشعار
وقف الشعر العارى يشدو
لحناً عذبا فى بيروت ..
اضحى الشعر بلا اوزان
دون قواف دون بيوت
لغة الشعر هى الطلقات
و النيران هى الكلمات
خاف الضفدع ان يختطف
و أن يحترق مع الاموات
دعا بالهاتف جمع العرب
و اجتمع العرب
انفض العرب
اجتمع العرب
انفض العرب
ثم اقاموا
حفل عشاء ..
رقص الضفدع حتى السكر
و غمغم همهم فى استرخاء
ثم الجلسه
ختمت سرا
بدأت جهرا
ختمت سرا
و كان قرار الجلسة
تشكيلين من الوزراء
يا حكام العرب
أنا تعجبنى
كل بيوت الشعر
بيوت ملأى بالفقراء
بحب الدار
و بالايثار ..
بدمع يجرى
من نيسان الى آذار
وقف الراوى
ثم تحدث باستنكار :
بدءاً
كان العرب السادة يوما
كانوا القادة و الاحرار
صنعوا العزة
و الحرية
رمزا يسمق للثوار
ملكوا العلم و قتلوا الظلم
وجعلوا الله الحق شعار
كانوا النور وكانوا النار
ثم انقسم العرب ملوكا
و دويلات للتجار
لوجه الذئب الامريكى
و كل وجوه الاستعمار
يا عربيا
دمر هذا القصر دمار
و اقتل
من قد خان الموطن عمدا
خان الله
و خان الدار
عار العرب الاكبر فينا
كيف نحطم اكبر عار
كيف سنهزم اسرائيل
و نمحو عنا ذل العار
كيف نصلى يوم العيد بأرض القدس ؟
وكيف نُزكّى قبل الفطر بمال العرس ؟
وقف الراوى صار يقول:
عهد الردة سوف يزول
و سوف يزول حريق البؤس
و دمع الحرقة من ايلول
بحد السيف
و قفت صرخت
انين الطفل
يطن يرن
و صيحة حق ضاعت عبثا
رجع البحر من الاندلس
وحيدا اعمى
ضاع المشرق باسطنبول ..
كأن الظلم بعموريا
يسقط سهوا
حين امرأة ثكلى تتلو
للحكام راوية غول
كرّ عليها عند الفجر
وداس المصحف لما استعصت
سبل الهجرة للمجهول
ابن السرح على افريقيا
شيد عزا
صرح المجد عليه يطول(65/355)
كنا جندا حين تسير
تفور الارض
تضل تتوه خطوط الطول
يئن لليل اذا ما هبّت فى الصحراء
رياح الحق
من الفسطاط الى كابول
ونحن الان بمسرح طابا
سوف نفاوض اسرائيل
نرش الرمل بماء الورد
وسوف نقيم بلاج العودة
عند الساحل وقت المد
وسوف نحكّم اهل جنيفَ
كبار القوم
سوف نحاور سلما سلما
لن نتهور بعد اليوم
بقمة فاس
انشطر الجمع
اتى بيريز
يشد الغدر حصانا ابيض
والمؤتمر الدولى صاح
من سيمثل شارة فتح
وغرب الضفة ذات صباح
غزوة بدر الكبرى تطرق
و اليرموك تراقب ترمق
بيت المقدس كيف يباح
ان البصرة قدر العرب
و نخل البصرة ليس يطال
كيف سنصمت عمن دنّس
باسم الله
مياه البحر
وجعل البيت خيوط وبال
هذا الزيف الجامح يبقى
كوخا هشا من صلصال
كيف سيبقى الصوت جهورا
لما الصمت اطل دهورا
ثم استنطق
بعض سعال !؟!
عجب امرك يا دنيانا
آخر قولى
عجب عجبا ..
كيف يجىء الشعر نقيا
و الاحساس سيرقص طربا
جوف الحزن استنشق آهى
ورد الجرح تفتّق رعبا
نام الطفل بحيفا جوعا
كيف ننام علينا سحبا
تمطر شهدا
تورق زهرا
نبض العرب المتخم أربا
باع الارض و باع العرض
فهل سيبيع الآن الكعبه ..
هل سيبيع الآن الكعبه ؟!
عجبى يكبر كل مساء
وآخر قولى
عجب عجبا
عجب عجبا
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> عذاب القبر فى الخرطوم
عذاب القبر فى الخرطوم
رقم القصيدة : 64608
-----------------------------------
أنا عربىِ وا فريقى
و أشهد أننى مسلمْ
أنا زحف برغم القمع
سوف يظل يتقدم ..
و رغم تداخل الرؤيا
فلن يخبو و يستسلم
و فى السودان تاريخى
و من افريقيا دربى
أنا عربى
هدى الاسلام فى قلبى
و عنوانى هو المصحف ..
أنا الحرف الذى لايخطىء الفصحى
انا لوحة ...
لوجه النيل حين يعانق الدوحه
وصوت نابض أشرف
فللقيا قفا نبكِ
و للسقيا قفا نبكِ
وللازهار والأيكِ
قفا نبكِ
عذاب القبر فى الخرطوم لو يحكى
الى الاجيال قصتنا
مع الطغيان و الافكِ
فلا دُمتَ
و لا دامت لك الدنيا
و لا الاحكام اعرافا(65/356)
ولن تبقى لنا
كالسل فى الرئتين اجحافا
ولن نخشاك يا تمثالنا
المنحوت بالصلصال و الزئبقْ
ولن ننساك يامن حطم الزورق
سلَبْتَ الحق
بعت الجائع المحروم بالسُلطهْ
وكنت السيف و القاضى
و الجلاّد و الشُرطه ..
قطَعْتَ شَنقْت ثم رجمت
ذاك الطيّب الانسان
هتكت العرض و استعليت
ثم عفوت عن ذا السارق
المتخوم بالأدران
وباسم الله قد شهرت بالفقراء
قد اخللت بالميزان
وباسم الله كان الظلم
كان الجوع فى السودان
فهل تبقى لك البيعات
رغم الأنف
يامن عشت للشيطان
وهل يفديك اهل الدين
بالسبحات و التيجان
فلا ترحل
لأن الشعب يوما ما سيقصيكَ
و لا تهرب
لأنك ساعة الحسبان
لن ُتحسب بما فيك
فسوف نظل نحميك
لكى نقتص للايام
ماحصدته أيديك
فلا ترحل
وكن فى دارنا ملكا
على عرش من الذهب
و فجر فوقنا الاشجان
و اقذفنا على اللهب
و مارِس كل ما يحلو
من الارهاب و الغضب
و قل ما شئت من
آيات رب الكون
قل ماشئت بالكذب
فيوما ما سندعوك
بحق الله و الاسلام نرجوك
كيما تسأل المولىَ
فيدخلنا الى الجنة
بحق إمامنا أنت
أيَا صوتا هنا رنّ
ليعلن توبة القديس
بين الامس و الليلهْ
ويعلن انه الوالى
امام عادل أولىَ
فيا هذا الذى قد بات مهموما
على الملكوت و العرش
يئست الان من سلطانك الكاذب
بحق الشعب و الجيش
الا يكفيك ما يتّمت من طفل
و ما هدّمت من نجوى
و هل يرويك ما شرّدت من جيل
وما حطّمت من سلوى
لكى تبقى على الكرسى
فلا تأتى و لاتذهب
فجئت بكل نصاب ٍ
بلا اصل و لا مذهب
ثم أتيتَ بالدرويش
والمتملّق الأكبر
لكى يحشوك بالكلمات
كى تزهو و كى تفخر
وفى (دارفور)
كان الجوع يستشرىِ
و صدر جنوبنا يحرق
و عند الشرق امراض
و بؤس قاتم ازرق
و صوت الحق مخنوق
و شعب بائس يغرق
و لا رُبّان ينقذه
و لا مجداف او زورق
سواك الان يا مولاى
يا قديسنا الأحمق
فلا غفران او سِفراً
من التكوين ياشعبى سنحمله
إلى هذا الذى
قد عاش بالبهتان منزله
و ذاك الصدع فى الجدران
و الطوفان يتحّدر
و لن نصمت(65/357)
و لن نحمل على الأكتاف
غير مدافع تثأر
لقتل الحق مخنوقا
على عتب من المرمر
فمهلا ريثما تبقى
لك الايام تتنكر
و مهلا بعدها تدرك
بأن الشعب يتحرر
من الاغلال ما بقيت
من الطغيان و العسكر
فانهض ايها الوالى
فلن تنجو
ولن تقدر .
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> إذن هكذا احبها
إذن هكذا احبها
رقم القصيدة : 64609
-----------------------------------
و أحبُّها
وأظل انسج من حرير نقائها
ثوبى و أشهر حبّها
الجاهلية نصّبتنى صائبا
لما اهتديت بنورها ...
فحملتها
فى جنح قلبى مشعلا
و جعلت من روحى ملاذا عندها
و أتيت متكئا عصاى و قامتى
ترتاح فى ظل توشّح ِظلّها
وأنا أبيت على احتفائى بالهوى
لافارقتها مُقلتىِ
أو غاب عنى برهة طيف لها
و يجىء قلبى فى حضور مشيئتى
متصدرا أشواقه
فيظل ملتهباً بها
نار ابتعادى لحظة
هى كاللظى
و القرب منها جنتى
فوق السهى
و الشوق انهكه الطواف بأضلعى
و القلب اصبح راهبا فى صدرها
و دماى ما عادت دماى
ولم يعد فى داخلى
الا الصدى
أبداً يردد ذكرها
وأحن دوما أن اظل مسافرا
فى مقلتيها نحو فيض المُنتهى
و أظل أنهل و المُنى بجوانحى
عبق الحنين
و أستريح على النهى
إسمى هواها
صوت شعرى إسمها
و الروح عندى
و القوافى رسمها
و الأصل فى سحر الزمان
حبيبتى
والسحر أبداً
أن تكون هى المها .
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> كلمات للحبيبة والوطن
كلمات للحبيبة والوطن
رقم القصيدة : 64610
-----------------------------------
و دعوت صبحك أن يبيت
على رصيف الليل
لا ينأى بعيد ..,
ناديت طيفك أن يظل
على امتدادات الدنا
حلما عنيد
يا مالكا نبض العبارة
إنها الاشعار تزحم خطارى
فارحم ملائكة القريض
و قِف على مد القوافى و استبن
حتى يطل لك النشيد
قالت تسائلنى دروبى
ذات يوم عند شط صبابتى
ماذا عليك اذا اجتررت العمق
و اخترت المحطات الحبيبة للوطن
ماذا عليك اذا تداعت
كل أقبية الهواء
تهدّمت جدر الزمن
ماذا عليك و أنت تكتب للبريق(65/358)
و أنت تسجد للرحيق
مهاجراً ذات اليمين
و تارة ذات اليسار
و مرة نحو البشاشة و الشجن
ماذا عليك الآن
لو سقطت عناقيد الدموع
و كل أوراق المحن
!!!
ونظرت ناحية الغمام
أجر أنفاس المساء
متحدثاً كل اللغات
و عابراً سقف السماء
هو ماتقول
إذا أتتك مقاصدى
لا تستبين
هو مارأيت
إذا رأيت قوافلى
رحلت بلا رمل و طين
فاسمع من الشدو المبين
لو أنها خفقت تِلالى
فهى رايات الغرام
فالحب للوطن انتماء
و هى للوطن السلام
هى موطنى
و هى الصحارى و الحقول
و هى القبيلة و الوسيلة
و الوقوف على ظلال المنتهى
بين الحقيقة و الذهول
و هى النداء بكل أوراق السياسة
و الثقافة و الطبيعة و الوطن
و هى السماح اذا اقترن
بالحسن فى وهج الضحى
لا ضلّ بيتاً
أو تلفّح بالشجن
و هى الحبيبة و الوطن
هى من بلادى
زهرة للقطن فى قلب الجزيرة
عند أرض (أبى الحسن)
هى (للمشايخةِ) الأُلى
حسن الختام
هى للدعاء قبوله
هى للورى طِيب المقام
هى للزمان قصيدة
ملأى سرورا وابتسام
و هى التلاقى خلف أبواب الزمن
و هى الحبيبة و الوطن
!!!
أنا لم ازل للقاك يا وطنى
نشيدا يملأ الدنيا
دويا ثائرا
يجتاح أحجار السنين
أنا ذلك البيت الذى
للناس يفتح ساعديه
يصير دارا للحزين
أنا شتلة الوعد الجديد
على السهول
وقمحة
فى جوف كل الجائعين
و على المسافة قد تركت و ثائقى
وهجرتُ أوراق التنقل و الحنين
و شكرت كل المتعبين
و شكرت من حمل الضياع
على مدارات السنين
!!!
قد لازمتنى صورة الاطفال
فى وطن يموت من الصقيع
قد تابعتنى قصة الطغيان
تحكى للصغار على محطات الربيع
يُحكى بأن مليكنا
قد كان غولا
مص من أجسامنا حتى العرق
حتى نخاع العظم فينا
قد تداعى و احترق
وكذا الرمال تجفّفت
و غدا المساء بلا شفق
و النيل شمّر ساعدية مغادرا
و البحر اصبح راهبا
و النوم منتجع الأرق
قد كانت الأحزان تسكن
كل أعشاش الطيور
وأنا و قصة شاعر
تُحكى على مر العصور
ها يا وطن
النار تحرق فى القبور
لا عادنا الاموات فى وهج الامان(65/359)
ولا الجراح تطيّبت
بين الصدور
و الآن قد ذهب الامام
وتنفّست أعماقنا عطر النضال
بليل أبريل الجسور
لكننا للآن نغرق بين داعية
تنادى بالهوى
لاتاب يوما أو نوى
الفان جار يبحثون عن أقحوان
بين أنقاض الحريق
لا الحزن نام و لم نزل
للآن فى الدرك السحيق
و الشاطىء المقصود ينأى
و القوارب بين سارية الرياح كقشة
تطفو على كف الغريق
للقاك ياوطنى أدور مع المُنى
لاكل عزمى أو ونى
بيتى أمان الله
دارى
قبلة الزحف المقدس
نار حُبّى
ملء آفاق السنا
و أنا و وجه حبيبتى
سنهدم الحزن الُمخيّم فى الجبال
و نهزم البؤس المرابض ها هنا
وجهان للزمن الجديد
تعانقا فرحا بنا
و الآن أنهض ياقدوم
لعلّنى
فى ذات يوم التقيك
فهل يهمك من أنا
وطنى و وجه حبيبتى
من بين ساقية الحياة
على امتداد الأزمنة
لك أنحنى
يانعم من كان الديار
ونعم دارٍ
قد دعتك مواطنا
لك أنحنى
حتى تقبِّل جبهتىِ
هذى الحقول
على امتدادك موطنا
لك أنحنى
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> منك قادم اليك
منك قادم اليك
رقم القصيدة : 64611
-----------------------------------
لتبق يا وطن
هناك فى العميق شعلة
تنير مسلك الزمن
ستعلم الشوارع
البحار و الشطوط و القمم
بأننا عوالم من الردى تجىء
و أننا من المياه قطرة
و من موافقد اللهيب جمرة
و من قواعد الشموس نجمة تضىء
فكان عندما توحّدت
مقاطع الهتاف بيننا
و أشرقت قوافل النضال
فوق دربك الوضىء
رفضت كل اوجه الضلال
باسم من تنصلوا
و عدت حاملا حقيقتى
وصحوى الجديد
و السلام و الُمنى
و منك قادم اليك أهتدىِ بك
شارعا أسنّتى
و طابعا على الزمان شارتى
و لا أود غير بيتك الامين موطنا
و لا أحب غير ان اكون
فرحة الصغار
وقفة الكبار
حين تسقط الأنا
!!!
وعندما تجلجل السماء
يهطل المطر
و يعلم الفقير أنه الغنىُّ و القوىُّ
أنه الذى
لأجل لحظة المخاض
عاش ينتظر
بكفه الدعاء
وجهه النقاء
صدره السماء
صوته القدر
و أننا اذا بدت لنا
أظافر السباع
تنهش المضاجع التى نما(65/360)
على حريرها
هدؤونا البسيط و الأمان و الخدر
يذوب صمتنا الدفين
و اتكاؤنا على حواجز الغياب أمنين
ليسقط الجدار بيننا
ويخرج النهار من عيون شعبنا
فينهض البشر
اؤلئك الذين يحلمون بالكساء
هؤلاء من لأجل عيشهم
يمدّدون فى العراء
يلهثون خلف قطعة الرغيف
يحتمون بالرصيف و الشجر
!!!
و أنت يا وطن
هناك فى العميق لم يكن
زمانك الخداع
و لا على النُهى
تمددت اصابع الضياع
وبحره الذى
بمقلتيك يا حبيبتى
و شارة الوداع
و قلبى المسافر الوحيد فوقه
و مبحر الى البعيد دونما
قوارب و لاشراع
إلىّ يا حبيبتى
فاننى وهبتُ كل مالدىّ
واختصرت دربى الطويل فى شعاع
قذفته اليك تحتمى به
و عندما تطل أوجهى
مع الصباح مسرعة
سيعلم الظلام انه اسير قوقعة
و يعلم النهار أننا معه
و اننا سنرتقى
حدائق السماء مرة فنلتقى
حبيبتى
و وجهها الجميل و العيون و الوطن
وبيننا حقيقة الصراع تقهر الزمن
و بيننا سواعد من النضال تنبثق
الى عوالم الصمود وثبة فتنعتق
ومن شفاه مدفع
يضاجع المساء تنطلق
وفى عيون من نحب تأتلق
لأجل وجهك الكريم يا وطن
نموت نحترق
تعيش يا وطن
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> نافذة للحب والمطر
نافذة للحب والمطر
رقم القصيدة : 64612
-----------------------------------
أحبك
مهما كنت احبك
لا ينفك الدرب
مليئا بالاشواك
لأنى كنت قديما
حين أحس بطعم الحزن
النائم بينى
و المتدفق من دنياك
أهب حياتى
للانسان الصاحى عندى
و المتدافع كى يلقاك
ردّى خطوى
حين اجيئك لا فى كفّى
وجع الناس
و لا فى صدرى
غير شذاك
وحدى ادرك أن النهر القادم منى
جاءك حرا حين أتاك
و هل أنبأك الشعر بأنى
ذاك القائم رغم الجرح
يلملم فرحاً
زهو هواك .. ؟
!!!
ما كان زمانى شاطىء وجد
او احساسا جاء غريبا
او تمثالا للمجهول
ما كان البحر سوى ايمانى
يهدر طرباً حين يقول
ما كنت حزينا حين ولدت
و لن اتقوقع يوم اموت
و لن اتراجع عند البعث
و لن اتساقط كالمقتول
كونىِ منّى
آتى نحوك(65/361)
خطوا ينضح بالإشراق
ليس غريبا
ان يحملنى الحرف اليك
يشد الحبر على الاوراق
ليرسم وجهك فوق الجنة
بعض رحيق من اشواق
ما كذبت
اذا اشهرت هواى عليك
و ما نافقت
اذا احسست
بأن النبض رهين يديك
و ما اخفقت
اذا تابعت الشوق يسير
زمان الفرقة فى الاعماق
قولى قولك
مهما تبدى
انى آتٍ
احمل حبك فى الاحداق
!!!
سأحبك
رغم البعد الساحق عنى
رغم حريقى
رغم الآه
سأحبك
صوتا للاعصار
ولونا آخر للامطار
وحزنا أسمىَ لن انساه
جئتك وحدى
أحمل بعضى
أبدأ منك خطاى الاولى
صوب الحق
و نحو الله
كان الفرح خيالا عندى
و الاحساس محالا اكبر
و الميلاد بدربك تاه
!!!
فتشت عليك كنوز الارض
و كل الاوجه والاغوار
و حتى الزمن النائى عنّى
و الإطلالة و التيار
جئتك وقتا
أدرك فيه
بأن اللقيا حين تكون
يذوب الليل
يصير نهار
فهل القاك رفيقة دربى
أم ستكون النار النار
لأبقى وحدى عند الساحل
لا أوراق ولا أشجار
أنحت اسمك فوق الموج
و أنثر وردك فوق الرمل
و أبعث وجهك للاقمار
للآفاق
لكل الدنيا
للنجمات و للأزهار
بينى انت
وحب الناس
خطى المستقبل
و الاصرار
فكونى منى
كونى حبى
كونى الوطن
و كونى الدار
لئن تركونى
عمدا اغرق
او جعلونى
شبحا يحرق
او يتدثر بالاخطار
سأبقى وحدى
عند الساحة
حتى الموت
احطم باسمك
ما قد ظل من الاسوار
ليبقى موتى راية حق
شاهد فخر للأقدار
و يبقى الحب
اليك نبيلا
صرحا أقوى
لا ينهار.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> ثورة الميلاد
ثورة الميلاد
رقم القصيدة : 64613
-----------------------------------
كل المسافات التى فى مقلتيك تفجّرت
ريحا تقود كتائبا ..
كل القصائد و المواقيت العوالم
قد دعتك مواكبا
افرد لياليك العظام
و عطِّر التاريخ فرحة ..
و امدد لبرق العائدين
حديقة الميلاد قمحا
و ارحل مع الايمان
فى صحو الربي
صرحا فصرحا
و اكتب نشيدك بالدماء
مخضبا
سدد لصدر الظلم رمحا
وابسط يمينك بالهدى
ياثورة الميلاد مرحىَ
!!!
مذ زمان علم الاجيال(65/362)
معنى الخطو نحو الفجر
بالريح القوية ..
من تحدينا المدافع
بالالوف المشرئبة
للعناق و للتحية
مذ توشحنا انتماء
للتراب و للنجوم و للعلا
نفسا أبية ..
منذ علمنا البحار هديرها
وقفت لنا أبراج كسرى
و احتمت منا الجسور
تفجرت فينا القضية ..
!!!
فهل يعون اليوم درسا
أو تراهم يسمعون
زحف الرمال على المدى
فوق المنافذ و العيون
شطآن بركان تردد
فى المدارات المطلة ..
سقط المشير
و جف حلق الكاذبين
وثلة الماضى المضلة
!!!
نحن من أرض النضال
و من عميق الحزن و الفرح المهاجر قصة
تبقى على الافق اشتعال
نحن يا أبريل أجيال البطولات
انتفاضا لا يطال
نملأ الاجواء سحرا و انفعال
و على الافاق نختط التوهج
نحتوى عمق المحال
نستهلم الصخر العنيد فينحنى
و يطل وجهك كالهلال
ما أروعك
فى الساحة الحُبلى بألوان النضال
ما أروعك
ياشعب علمت المبادىء أن تظل
ملكت أقبية الجلال
و تدفقت أمطار خطوك زاحفات
بالحقيقة كى تضيىء بمقدمك
و البحر و الليل المسافر
و الزمان اصطف كى يبقى معك
و يردد الالاف اسمك يا وطن
ما أورعك ...
ها قد مشى بالنور فى هذى التلال
بريق ومض أطلعك
النائمون على الصحارى منذ الاف القرون
الان هم يستيقظون
وقف الزمن
فليبق وجهك يا وطن
قد شاهد التاريخ
جلجلة الشوارع
بالهتاف الانتفاضى الطويل
عيصاننا بدء الرحيل
ليدك أقواس الدجى
و يهد جدران العميل
و النيل يكتب فى ضفاف الليل
تاريخا جليل
جيل من الايمان
يولد بعد جيل
أبريل قد شهدت قوافيك الحضارة
تستبين و تستطيل
و أتى الصباح و لم تزل
أفواجنا ملآى بأوراق الندى
حُبلى كغابات النخيل
سقط المشير
و غاب فى بحر اللظى
عهد وبيل
!!!
قد كنت يا أبريل
فى صدر المواقيت الهتاف
قد كنت موجا من عميق البحر
يرحل للضفاف
قد كنت للفرح التوهج
للمشاوير الزفاف
قد كنت يا مطر المشيئة هاطلا
تروى مسافات الجفاف
قد كان اسمك فى ضمير
الصحوة الكبرى لنا
قد كان أوّل اعتراف
يحيا و يقطن بيننا
لا هزّه الجرح القديم(65/363)
و لا تملّكه الونىَ
فتعال و أشهد أننا
قد ازهرت فينا الفنون
توهجت قمم السنا
و تفجرت برك السماء خزائنا
فالثورة الميلاد تبدأ من هنا
اكتوبر الوهج الذى
غنّى لنا
قد جاء ابريل اخضرارا
من لدنك مواطنا
ترِبَت يداك وذاع صيتك
سيّدا متمكنا
!!!
و النور يهتف فى دماى و أضلعى
يا أمة القرشى
و تاريخ البطولات اسمعى
خطو الرجال القادمين
هديرهم يدوى معى
زغرودتين من الارادة
قد جرت بها أدمعى
لا فارقت قممى علاك
و لم يغب
فى العمق فجر تطلعى
نحو انطلاقك يا وطن
صبحا تصدرت الحقيقة
فاستراح توجّعى
!!!
من كان يدرك أن لليوم الجديد
نوافذا تدنو مع القمر المضىء
من كان يحلم بالمرافىء
و المواقيت المطلة أن تجىء
من كان يغسل لوعة الانسان
يرحل صوب ميلاد جرىء
ليمزق الظلم المذل
يهدم السجن القمىء
فلننطلق نحو النجوم
فأنت عنوان السماء
وأنت عالمى الوضىء
!!!
ها يا وطن
عادت حبيبتك القديمة
لونها
صدر السماء
قصدتك الاف الأكف
اليك ترحل الدعاء
و أنا
و أنت
وقصتى
زهر و ماء
وحديقتان من الهوى
و شذى عناق و انتماء
ها يا وطن
عادت حبيبتك القديمة
فانمحى
عهد التسلط
و انتهى
زمن البكاء
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> وطنى حزنك لا ينام
وطنى حزنك لا ينام
رقم القصيدة : 64614
-----------------------------------
اواجههم
اعريهم
لوجه الشمس اكشفهم
واهديهم
حقيقة امرهم جرحا
على بيت من الشعر
اميط لثامهم عنهم
و اكشف سر اعينهم
ذئاب وجهها حجرى
و لا ادرى بأى صحيفة ابدأ
بأى خرافة فيهم
بأى لغاتنا اقرا
لأى الارض انفيهم
فلا يوما لنا كانوا
نهارا قائما يذكر
و لا التعليم قوّمهم
و لا الاحساس بالمظهر
فهل يجدى
لك التنظير يا وطنى
بكل سياسة الدنيا ..
وهل يبقى لك الاحساس محلولا
بكف الساسة المُنية ؟
و هل عمالنا كانوا
تروسا لا تواجهها
جيوب عمالة كُبرىَ ؟
وهل زراعنا صاروا
محاريثاً تزين الارض بالخُضرة
وهل احزابنا عاشت
تضىء المجد بالفكرة
وهل حفت سواعدنا(65/364)
رؤي الاجيال بالذكرى
وهل اضرابنا يبقى
نضالا يولد البشرى ؟!
!!!
فحقاً ساقنا الوجدُ
و التاريخ يتأسّف
لنهش الناس و الأعراض
للتجريح
لا يدرى لأى جزيرة يزحف
لأى حقولنا يسعى
لأى سحابة يألف
ولم تشدو حمائمنا
نشيدا ساطعا اشرف
سوى خنق الهوى فينا
وقتل الحس بالإنسان
ننحره بأيدينا
فلن يفديك يا وطنى
من لا يفقه الدرس
ولن يحميك من داء
طبيب يفقد الحس
فيا حزنى على وطنى
وياحزنى على جيل
بلا رب و لا وثن
و ياحزنى على اهلى ..
على من حطم الاحساس
عند مداخل الامل ..
وياخجلى على رؤيا نواياكم
على سعى اتيتوه
وبئس السعى مسعاكم
وبئس وشاية جئتم
وبئس القول ذكراكم
هنا مجلسْ
هنا حزبٌ
هنا جبهةْ ..
هنا كذب هنا زورٌ
هنا شُبهةْ
هنا حس بفقد هوية الوطن ِ
هنا قبر لعملتنا
هنا بحر من الشجنِ
فيا وطنى
انا اعلنت عصيانى
لأى سحابة حُبلى
بغير بنيك أو دونك
سأبدأ رحلتى جرحا
يضمّده مدى طولك
أُصلّى فيك يا وطنى
صلاة الغائب الحاضر
وابدأ منك احساسى
بجرح نازف غائر
يجوب العرض و الطولا
و يكتب للدنا صحوى
بنار جروحى الاولى
انا شمسان
تقتحمان حد الشرق و الغرب
انا من خط للانسان
شاهد اول الدرب
انا سودانى المنبع
وقمة عمقى الفرقان
لا اجثو
و لا اركع
لغير الله
و الاوطان
للاحساس بالاروع
فهل يشفع
لمن باعوك يا وطنى
الى الدولار مرهونا ..
عطاءات و تسوية
و سر مات مدفونا
ولا زالت تراقبنا
عيون الأمن و العسكر
و وزراءٌ من الموتى
و أحزاب من المنفى
ليبقى السادن الأقدر
ليبقى اللص
نفس اللص
و الشحاذ نفس الجائع الأفقر
و الأسعار فى العلياء تتألق
و الانسان بين الغاب
و الصحراء يتمزق
و ثورتنا هنا تغرق
و ليس يضيرهم وطنى
يعيش يموت أو يحرق
فليس لمثلهم حسٌ
و نحن على المدى نصغر
شعب كالح المظهر
و نقبل مالهم فدية ..
و ننسى انهم تركوا
جرحا تحته مدية
بسم الموت يتدثر
فيا وطنى
سيأتى مجلس ثانى
بعد المجلس الأول
ويأتى مجلس ثالث
بعد المجلس الثانى
و نفس يميننا الرجعى(65/365)
و نفس يسارنا القانى
و نفس العسكر العسكر
ونفس الحزب
نفس القائد الملهم
و نفس الوجه والمنظر
و نفس ضياعنا المزرى
و الخطوات تتعثر
و نفس البنك و الدولار
نفس اللجنة الأولى
و الاعلام و الوجهاء
و الجهلاء باسم الدين
نفس القوم و المعشر
فيا وطنى
متى ندرى
بأن ننحاز للانسان
للتجديد والثورة
متى نلتف حول الأرض
حلف واحد الدورة
بلا حزبٍ
ولا جبهةْ
ولا ريبٍ و لا شبهةْ
بلا هم سوى السودان
ذاك الواحد الأكبر
سوى الفقراء و الجوعى
سوى الايمان يتصدر
صدر الساحة الكبرى
و كالبركان يتفجر
هو السودان فليبقى
مع الاشراق محمولا
بكف بنيه نبنيه
و بالاحساس نفديه
و فى الأعماق نحميه
فلا حزب سيحكمنا
و لا ملك و لا عسكر
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> إيقاع المحطات القديمة
إيقاع المحطات القديمة
رقم القصيدة : 64615
-----------------------------------
و مضى الزمان و لم أزل
ألقى التدحرج كلما أمضيت عهدا
فى الصعود الى عوالم مقلتيكِ
و ليتنى يوما يصافحنى المدى
فأشد ترحالى اليك ِ..
أقول إنى قد شهدتك
تخرجين الى الرعية
تحملين القلب عندى
فى يمينك وردة
تنمو على ضوء النجوم
الآن إنى قد فقدت
المدخل الخلفى للرؤيا
و انى بين ذاكرتى
تحاصرنى الهموم
وحدى أنا
خلف القطار
أهز صبرى
أعتلى سقف الجراح
و أستبيح هوى المواجع و السموم
أحسست أنك
قطعة الشمع التى
سالت عليها كل احزانى دموعا
عندما أوقدتُ فيك حرارتى
وهجا من العشق الذى
قد داس وجه سعادتى
و أنا يهددنى السقوط
يشدنى عهد الصبا
بين التداعى و الوجوم
الآن قف
فلتشهد الاحزان انى
أخفقت عندى محاولة الدخول
و كانت الحمى ملاذى
كان يأسى
قطعة الجمر التى قد مزقتنى
أرهقت كل العيون العابرات
من التردد و الشتات
الى الوقوف أمام وجهك لحظة
ترتاح فيها من مواجهة الغيوم
حينا عرفتك تبدئين النطق
ثم تسارعين الى التقهقر
خلف خط النار
لا اعفو عليك
و لا يطهرك الرجوع
بدورة التكرار
ملعون هنا
من يستعيدك للتتابع(65/366)
و القدوم
آه لئن ارقتنى
بالشعر أقذفه عليك
عمادة ترقى لها قمم العذوبة
سابحات فى الدنا
ورقى عليه العنفوان
هزمت جرحى
واستبنت كأننى
الوعد الأبّى الساطع الوله الرؤوم
!!!
لا لا تغيبى ريثما
ترضيك هجعة من سما
و بنى عليك من الرحابة
ما مشاه و ما رمىَ
قدرت بالايحاء
أنك بعتنى للشوق
أعلنت الحداد لأننى
فى غفلة الزمن اتكات
على جدارك
كنت أفتعل المواقف
أستحى من قول عُد
لا لم تمت فى العمق نرجسة
و لا فى الداخل احترقت فراشةْ
غطيتُ خدّك بالندى
وبنيت فى حلق الشفاه
خلية العسل الُمنقّى
ثم فى عينيك حلم و اندهاشة ْ
كم كان بينى
و السيوف القانصات على جبينك
ما حمدت الله أنى
مذ زمانى الشوق نحوك
قد تلقّتنى البشاشة
ما بعت نذرى بالهوى
ورميت سيفى
ساعة الصفر الممزق بالجنون
و لا تعلمت الجوى
هذى تعاريج المدينة
زاخرات بالخيول المتعبات
و زهرة الشمس الحزينة
كل ما حملت يداك
إلىّ فى جوف الزمن
قلبى
شبابيك الحنين سقتك اشعاع الرجوع
و لم يزل بعدى عليك مُحرّماً
قد صار بيتى
قبلة الخيل الجريحة
صار وقتى
للجباه مظلة
للعائدين بوجههم
ملح البنادق والعنا
عدنا زمانا دافئا
لاهزنا غدر الصحاب
و لا عبوس الازمنة
أُلقىِ عليك تحيتى
باسم الذين يهاجرون
و يخرجون الى العراء
فما أنا
من يستريح على الخطيئة
أو يسير على الظلال الداكنة
يبقى السماح مصيبتى
و أنال منك الجهر بالعصيان
يا ويحى لمستك فوق قنديلى
ضياء دائريا
و ارتياحا مُتقنا
عندى لك التاج الامين
و قاب قوسى حسرتى
و لقد حملتك ساعة الغضب العنيد
وعندها أفنيت خطوى
فى تتبعك الطويل
و لم ازل اهوى مسيرك
فليكن معياد هجرك قد دنا
لكنها الالام تنبت فى دماى
و بيننا
طفل فقدناه هنا
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> محصول النزيف
محصول النزيف
رقم القصيدة : 64616
-----------------------------------
قتلوك
و ا أسفى عليك و لهفتى
حرقوا صفاءك و العيون
و رونق البيت الجديد و فرحتى
نهبوك
فلتبقى لهم(65/367)
داراً يداخلها الضحى
شوقاً و تهجرها الرياح
و تحد احزان القبيلة لو تغيب
و لو يدور الفجر يسقطها الجراح
شنقوك ساعة ما بدأت
و عندما فجّرت زحفك للسماء
و للمشاوير التى
هدّمت بيتك عندها
و عقدت عزمك أن يجفّ النهر
ينشطر المدى
و يطل وجهك كالصباح
قد قُلت يوما أننى
أجهشت عندك بالبكاء
قد اغتسلت بماء وجهك
و اتجهت اليك أجهر بالهوى
أو لم تزل لك فى العيون
بقايا حزن
يوقظ العهد الجديد و يهتدى
بالنجم فى ليل الظلام لعلّه
يلقى لديك مقاصدَهْ
هدّدتنى بالنفى قلت بأننى
أحرقت فيك وثائقى
وتركت جوفى فى العراء مهددا
تجتاج بيتى كالذئاب عيونكم
لا حولَ دونك لا ثيابا أو ندى
فتماسكوا
من قبلُ كان الشعر
يأبى أن يقول الحق
يرفض أن يسافر كالصدى
و أتيت تسعى نحونا ...
أحزان الاف العصور تمدّدت
فى مقليتك
فكفّ عن هذا الضنى
و انظر فديتك فانطلق
و اهجر نوافذ بيتنا
و اترك مقامك للشعاع
و انظر لأجلك موطنا
و أنا هنا
لا زلت أحمل فى العميق مودتى
لا لم أعد طفلا يُغذّى بالخداع
و أبىِ هناك على الخليج
يجيد العاب الحواة
بدرهمين من اللجين
و قطعتين من الحرير
على بساطات الرعاع
لكننا حين ابتعدنا عن مطارات التخلف
فى ديارك و اتكأنا فى محطات الوداع
ودّعت وجهك و الصحاب
تركت ظلى خلف ظلك
يرتوىِ
بالنور ينعم لحظة
فاطلق وثاقات الشراع
من بين شارات المرور
و من عناوين الضياع
فالوطن ضاع..
قد تاه مابين المسافة و البقاع
ياليت أنّى ما احتملتك
ساعة الوجع المحنط فى البطون
مجنزرا باليأس مشدوداً
لأعواد المشانق
للحرائق
لاعتقالات البيارق
للهيب و للصراع
الأنهم تركو الصلاة بساح بيتك
غادروا أصل الخطيئة
جاهروا لك بالتمرد
جئت تشهد بالرياء
فألف لعنات عليك
و ألف مقصلة لك
لا الملك دونك وحدك
فالجرح ممهور بك
أو لم تقل يوما بأنك
سوف تبنى معبدا
لليل و الرعب الذى
لا زال يسكن
فى ضيافة صدرك
!!!
أصل الحقيقة و الشريعة أننا
لله دونك سوف نخضع
للارادة فلتقم
و اشهد بنفسك ماجرى(65/368)
و تعال وحدك كى ترى
لا الاهل اهلك
لا الزمان الآن نحوك قد سرى
و لقد مللنا من قدومك
فى محطات الهواء
سئمت وجهك
لم يعد لك مأرب
تمشى اليه محمّلاً
بالورد محمولا على كف الورى
فلأجل من اقحمت رأسك فى الثرى؟
و لأجل من كان التشتت و التمزق
و القرابين العظام
لأجل من أجحفتنا
بالظلم مارست التحكم فى مسير النهر
قد كانت لوجهك
كل هاتيك الاجنة تستباح و تدفنا
لكن بيتك يا أبىِ
سيظل يحفل بالورود
و بالجداول بالرحيق و بالسنا
إن كان وجهك يا أبىِ
قد بارح الارض الكريمة برهة
فالأرض لله القدير
و نحن دونك ها هنا
نحيا نقول الحق
تقوى الله ما أوصيتنا
عُد بعد عام يا أبىِ
لك فى الديار حدائق مملؤة
بالزهر و الماء النمير و بالوفاء و بالمُنى
عُد يا أبى
إن شئت وحدك ان تعود
فقد ملأت البيت بالصوت الوقور
عرفت كيف الناس بعدك لم تزل
جيلا من الصدق الذى
لا غاب عنّا لا ابتعد
يجثو على شط الديار
مهددا بالانفجار
فما تصدّع و ارتعد
أحدٌ أحدْ
!!!
أوصيتنى
بتلاوة القرآن
قلت لعلّنى
يوما سأمنحك الدعاء
و أننى
بالحق من يحتاج دعوات الأمان
و أنا الذى وزّعت نبضى للضيوف
ملأت قلبى بالحنان
أمّاه هل تدرين أنّى
قد ملأت العمر خبزا
و اعتزلت الناس بعدك و الزمان
و مضيت وحدى لا بريقا أو دُخَان
إلا الذى قدّرت أنّى
سوف أبدأ من سواحله ارتحالى
نحو أقبية المكان
أمّاه ساعات التكون قاسيات
فانظرى
هذا المساء
لكى أكون
لكى أظل
لكى أعيش
بلا سقوط و امتهان
سأموت دونك مرتين
و ألف مرات
سأخرج من دماىْ
و لتشهدى أمّاه أنى ها هنا
يوما سأبدأ هجرتى
كالطير يرحل للبحار
و بأننى يوما سأكتب قصتى
بالدمع فى جوف المحار
و أظل أرحل للبعيد
أسوق مجدك فى خطاى
و لتعلمى أمّاه أنّى
رغم هاتيك الجراح
و برغم محصول النزيف
و رغم ساقية الرياح
سوّيت أمرى
ثم جئت أقول حقا اننى
يوما تملّكنى هواى
و مضيت نحوك يا وطن
فبلغت سدرة مُنتهاى .
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> آخر الكلام أنت(65/369)
آخر الكلام أنت
رقم القصيدة : 64617
-----------------------------------
ماذا أقول الآن
غير الصدق
عفواً سادتى
أهواك و القسم العظيم
لئن أقول الحق
أقسم أن أدارى فرحتى
بلقاء وجهك يا ابنة الحسن التى
جاءت من الفلك المقدّس ساعية ..
قد عدت من شط المسافة
بالطفولة و العذوبة
و العيون عليها أضواء الشموس
بوجهك القمر استراح
النجم ينعم بالهدؤ
و بالسكنية
و امتداد العافية ..
ماكنت احسب أننى
ألقيت نفسى فى رحابك قابعا
أرنو اليك مهددا بالاحتراق
علىّ أنهار الصبا
و صدى الهموم الآتية
!!!
و أُسائل الاشياء عنك
الله
و الأوطان و البرق الحزين أمام بابىِ
و البداية و المدى
و أسائل التاريخ و الامم القديمة
و العوالم و الصدى
عن ثورة المطر الذى يجثو لديك
و مارد الضوء المرابض فى يديك
و كل أسراب الحمام القادمة ..
الذاهبات مع الغمام
تحف بيتك بالسلام
و بالصلاة القائمة ..
!!!
قولىِ
لئن أقسمت أن يستأثر الموتى
بضاحية الظلام
فلن يعاودنى الترنح
عندما ألقاك يا دارا
بدارى قد هوت ..
سأشيد قلعة اعتقادى فى الرمال
أسائل الآفاق عنك
عن السماء و ما حوت
يا ذلك الوجه الذى
بدأ التغلغل فى دمائى
لاتقف
فأنا جهادى أن أبثك فوق آياتى
نشيدا للترقب عبر أودية الهواء
و فى جبينى
ما يلوح بفوق كفّيه التصافح و الزمان
النور و الفرح المهاجر
و النهار على يمينك صولجان
يا وثبة الايمان
حين دعته كف الله
أن يمشى بقلبى
ثم يرقد فى أمان
عنوانى العشق الذى
ينمو و يرحل
يستحيل عوالما
تجثو على ظل المكان
الصبر يسكن فى عروقى
و الحنين اليك يمشى تائها
بين الدروب
و لا رنيناً
أو خبر
و أنا هنا
فوق المواقد انتظر
أين الخطاب
و أين تاريخ الحضور
و أين وجهك
لو يطل الآن
إنى فى خطر
عودى
فلا دار لدىّ سواك أنت
و لا ظلال او مطر
الا عيونك
حين تهدر فى المساء
رياح شوقى
وثبة بين الحدود
فتستكين و تنتظر
حتى الصباح اذا أتى
وجه بدائى تراءى و انشطر
لله درك يا أياد(65/370)
عمّدتها فى الحقيقة شمس شعرى
ثم غادرها الضجر
إنى اليك مسافر
فاستأصلى تلك الهموم
و دثرينى بالنجوم
تأملينى
و انثرينى للرياح
و شتّتينى فى بساتين السحر
عودى
فما الشعر الذى يزهو لديك
و لا لكلماتى التى أختارها
وصفٌ عليك
الان إنى ذاهب
بين الترقب والعنا ..
لكننى
رغم الحواجز لم أزل
وجها كريما أحسنا
قد كان أصلى ثابتا
كالطود غصنا
ما تدلّى و انثنى
و جرى على ارض الحقيقة شامخا
حتى استلقاه المُنى
عودى الىّ لعلّنى
ولعلهم
و لعلنا
نتدارك الماضى
و أخطاء القبيلة
و اشهدى
بالحق من اهداك احساسا
أنا.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> أوراق من شجر التكوين
أوراق من شجر التكوين
رقم القصيدة : 64618
-----------------------------------
ستعلم أيها الآتى
من الاعماق بالخير
بأنك سيّد الذات ِ
ولن تقوى على السير
!!!
فهذا السحر يجعلنى
أذوب ببحرها نورا
و أرحل للسهى برقا
على الاعتاب مسحورا
!!!
فيا لبيك مولاتى
من البدء الذى بكّر
من الزهو الذى قد شاع
يا ربّاه و استكبر
صفاء قربه تشعر
كأنك وارد الكوثر
كأنك تارك الدنيا
لتلقى جنة أكبر
!!!
فلا يبقى سوى هذا
الذى من نبعها يأتى
مع الاقدار بالسقيا
مع الاطراق و الصمت
لينصب شاهد اللقيا
و يشهد مصرع الوقت
و يرقب فوق مد الآه
تعبيرا بلا صوت
!!!
فحين يطوف عند الصحو
اشراقى يُحيّيها
و يسمو عازف القيثار
باللحن الذى فيها
احس بمولد الرؤيا
فهل رؤياى تأتيها ؟ ؟
!!!
فها الاشعار اسكبها
و انثر حولها النجوى
زُهى العينين يجعلنى
احس بأننى الأقوى
فأدرك اننى الآتى
الى الاعراش بالتقوى
الى الاسحار ياربّى
بلون الصمت و السلوى
!!!
بوهج الصحو و الشوق
و رقة حسنها النادى
على الاغصان يستلقى
و فى طرقات ميلادى
!!!
على سحب الشذى الاولى
تداعبنا المسافاتُ
و تعبر غابة الاشراق
فى الصبح المداراتُ
تناجيها المصابيحُ
فتزدان السماواتُ
و تمتد الاراجيحُ
و ترتحل القطاراتُ.(65/371)
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> إمرأة للريح و الورق
إمرأة للريح و الورق
رقم القصيدة : 64619
-----------------------------------
باعوك
يا بنت الوجاهة و الكلام
باعوك
ثم رموك
و اختاورك رمزا للسلام
حرقوا سنابل وجهك المُصفرّ بؤسا
ثم هدّوك انقسام
غطّوك بالوجه القديم
و بالشهادات العظام
بالظلم يقطر من يديك
يلف حولك كالظلام
وصموك بالعار البذىء
سقوك ذلا و انهزام
ثم افتقدت الاحترام
عنّى و عن كل المشارق
و الصداقات الوئام
حتى الفراشات البريئة
و الخنافس و الحمام
يتسابقون الى الهروب
و ينفذون مع الغروب
كيف اللجوء الى المسافة
للفراسة و الدروب
بالامس يا اشراق غرّد فى الضحى
عصفور طائرةٍ صغير
لبّى النداء و دثر الموت
التهالك و التمنع و النفير
باعوك للغول الكبير
باعوك للرعد المدافع
و الدوافع و الطلاء
باعوك رغم الإنتماء
باعوك زنبقة تصفق فى الهواء
باعوك ظلا من دماء
باعوك بالجهل المرابى
و الملاءات الملطخة افتراء
ستسافرين مع الغرابة
تستبيحين الدوار
تترنحين على الرصيف
و فوق انقاض الجدار
عبر الطواحين الصعاب
لا تحسبى
با بنت من حرق المدارك واستطاب
لا تحسبى
ان المدى ينقاد دوما بانسياب
لا تحسبى
ان القلوب لها رنين
لا تحسبى
من كان قربك يستكين
سيطوف حولك بالشذى
و يقيم صرحا للحنين
او يثقب الزمن الذى
يهتز فى عرش السنين
هو لن يعود ..
هو طاهر اسمى وانبل من وعود
هو راهب عشق الاصالة و الوفاء
هو شاعر
أقوى من الزمن الحزين
و من سراديب الشقاء
هو ماهر
يقوى على هدم الصراع
هو عاشق يهتز شوقا و التياع
هو يا (حُسين)
من تجرّع بعض كأسى مرتين
لا تأس يا ذاك الذى
نزع الغلالة و الوشاح
لا تأس من ليل الثعابين المطلة و الرياح
لا تخش تاريخا تلوّث بالقصَاص
لا تخش طلقات الرصَاص
فلقد زرعت الارتياح
نبتا على مد السماح
الله
لمّا كان لِى
مسحوق فرقعه الفقاقيع
الخرافة و النبال
ترتاد ازمنة الهطول
و تستفيق على الظلال
سبحان من سوّاك لِى(65/372)
فالكف كفّى و الخطوط
و على الشواطىء اخطبوط
أعمى يتوه على الرمال
هزّته صاعقة المياه
و فتّتته على الجبال
الله ربّى
و العيون لها رقيب
تقتات من ليل المحب
على وسادات الحبيب
سبحانك اللهم ربّى
و الرياح لها شجون
عزّ الذى قد كان حولك
يصطفيك على العيون
يحبو على الليل الهجير
الله لولا أننى
يا شيخ دربى استجير
لا أنت لى بعض الوفاء
و لست لى شئ يثير
يا أنت يا هذا الذى
ذبح الحروف على السطور
ردّته لعنات الاله
وحطمته على الصخور
سأمزق اللون الذى
ترتاده زمنا
و ترفل فى النداء
سأقص حولك ذكريات البؤس
أرويك انشطارا و استياء
لك يا بن من قتل البراعم
بعض أوردة الدعاء
يتفجر الموج ارتواءً
و ارتقاءً و اهتراءْ
غفرانك اللهم ربّى لو أسير
من بعد ما ذاب الفسوق
و ردّنى ليل العبير
أنا قد ملأت غلالتى
خبزا و ماءً وانهرام
قد هدّنى هذا الذى
يندس فى سقف الظلام
برداّ ثقيل ..
صوتا من العمق المرابض سلسبيل
الله لما شدّنى
ومض اليراعات الجميل
يهفو و يرجع فى الغروب
ليعود يعبث بالمسافة و الدروب
لا لن تتوب
فالنار منك و انت ضال
قطع من الجمر التهاب و اشتعال
ياطفل من حرق الضياء
و نام فى صمت الغروب
لا لن تتوب
لا لن تتوب.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> مداخل المدى و الظل
مداخل المدى و الظل
رقم القصيدة : 64620
-----------------------------------
أجيبينى
و قولى قولك المأثور
بين الحين و الحين
!!!
أنا وطنى
وتلك الدار تعرفنى
سلالة عهدها الاوّل
فلا تسأل
الى أين
يسير زمانك الاطول
بشط الساحل المملؤ بالآلام
و لاتجعل
من الانشودة الحمراء بركة دم
و منطقة من الألغام
و عند حديقة الاحساس
قاوم صمتك المبهم
و هل تعلم
بأنى تائه يرتج
بين الشك والاوهام
و ملتصق بجسر الهم
و متكىء على الايام
لو أسلم
!!!
هنالك كانت الامال تستدرك
بأى سحابة قد عدت
من أدغال ماضيك
و تسأل عنك نجم القطب
تسأل عنك كل الشاطىء الممتد
من قلبى
الى العمق الذى فيك(65/373)
و لا أشياء ملء الروح يا وطنى
سوى عينيك
و الايمان و الرؤيا
و ما صنعته أيديك
!!!
وعدك كان وعد السيد البدوى
يوم انشقت الاحداث
و اصطفت تلال الشمس أمجاد حقيقة
حقيقة ذلك الانسان
حيت دعته روح الشعر
أن يستقبل الاحزان
عند قدومها الشتوى
فى أعماق مرثية
!!!
أيا وطنى
هنا لا زال حس الناس ارهاف
اليك مسافة يسعى
و ها قد نام فى الفردوس
يحرس وجهه أفعى
و فى عينيك
قد صادفت ملك الموت
عرفت الآن صمت الناس
كيف انشق عرش الصوت
حين قدومك المزروع
فى أحشاء قافيتى
و أشعارى و أقدارى
فقولى عنّى سيدتى
بأنك كنت تهوينى
و تمتلكين بحر الصحو
بين خلايا تكوينى
أيا وطنى لئن كانت
عيون المجد اوراقا
من الطغيان و الكذبِ
فاجعل بيتى الاعزاز
و اجعلنى تعاويذا
لوجه الفقر بين الناس
و اطلالا على الدرب
أيا وطنى
ستبقى ديدنا للبرق
يوم يطل
برق الوحدة المخطوط
فوق شواهد القلب
!!!
أنا يارب انسان
يبيع الصدق للآتين
من أعماق أوطانى
أنا لا أحمل الأضغان
و الأحقاد
لا أمشى
بغير النور بين خيوط أحزانى
ففى الاعماق سودانى
و بين سهوله الفيحاء
سوف يظل عنوانى
و عند الساحل المجهور
لو ما جئت
عفو الخاطر المكسور
تلقانى
على قلبى بقايا الجرح
ما قدمت قربانا لعافيتى
لوجه الله و الاحسان
للايام
لو ما شاءت الايام أن تأتى
ببعض النور من عينيك محتفلا
بطفل السعد حين تهاوت الشمس
على الليل الذى قد ذاب
يوم تحطم الكأس
ألم آتيك ذاك اليوم ممتلئا
بنبع الحب و الاشواق
أرقب وجهك الميمون
يحنو مرة بينى
وحينا آخرا يقسو
فيحضرنى
زمان الهم يقذفنى
ببحر الهاجس الاكبر
فحاول وحدك النسيان
و اهجر دربك الاخضر
و لن تقدر
دع الاحساس يتفجر
فلا اشياء تملؤنى
سوى عينيك يا وطنى
وحب فيك لا يصغر.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> بين الصحو و الميعاد
بين الصحو و الميعاد
رقم القصيدة : 64621
-----------------------------------
اهواك لو ألقاك ميعاداً
تكوّن بينَنا
أهواك ومضا ناعسا(65/374)
و سنا تدفّق ها هنا
أهواك حتى يهطل المطر العنيد
و يرحل الليل الذى
مازال يقطن فوقنا
لك يا شعاعا جاء من خلف الضحى
يمشى مع الصوت الدوىِّ مهيمنا
بيتى و تاريخى و صرح حضارتى
و الاهل و الاحباب و النجم
الحدائق و الوطن ..
لك فرحتى
وشذى هواى و راحتى
اهواك حتى يسجيب لى الزمن
!!!
أو لم تزل تلقى خطاى
فلا تسل
عنى الذى يوما
يجىء مع الرياح مصفقا
إنى اتيتك من بحار الحزن
ممتلئا بأصداف الحنين
و بالمحارات القواقع و التُقى
الله لو ادركت ما معنى الهوى
و عرفت معنى أن تعود
مع النيازك مشرقا
تمشى على رمل الهدؤ
و تستريح على ظلال الملتقى
تأوى الى ومض الحقيقة
و التواشيح التى
وهبتنى من ينمو سريعا فى دمى
شدّتنى للنار الحريق
وللمقاصل ِ والدم ِ
انى احسك فى فمى
لحنا انيقا
سال من بين الحروف
يخط اوراق القصيدة
يستظل و يحتمى
او تعلمى
انى هويتك منذ ان وّلاك
هذى الارض من ولّى
ضياءك للشموس ترفعا
ثم اصطفاك على الرحيق
على الشذى و الانجم
او تعلمى ..
انى هويتك
منذ ان اعلنت قربك اننى
يا ويح قلبى احترِق ..
لا ليس يوجد حمرة الريح الندى
لا ليس ذاك من ارتضى
صمت الرمال وسائدا
ينمو و يرحل كالسحاب و يأتلق
!!!
و صموك مخبول العواصف
ما دروا
أنَّى يكون القلب لك
سلبوك أنهار العواطف
جرّدوك محبتك
قلبى هناك مع التى
سوّته حتى كوّنته
فما ترنح وارتبك
!!!
رديه
لو ألقاك فيه
حمامة تشدو على وتر الصبا
انغام حبى و امتنانى
للحائرين على المحطات الحزينة
للورود و للفراشات الحسان
ربّاه انى قد وهبت عرائسى للبحر
فلتشهد مصابيح الدجى
شمس المواعيد الدقائق و الثوانى
ربّاه
انى قد تدافع نحوى الطفل الضحى
و الشوق مرآة السناء المستظل بسندسى
فوق السحاب الارجوانى
قد كان اطفالى بيوت الشعر
و الزمن المسافر و المغادر للديار
يشده ومض المحافل و المعانى
ها قد أتوك يرددون و يعلنون قصيدتى
و يراقبونك
يرمقونك تخرجين من السماء
تلوّحين وتحملين الصبح
وجهك ساحة البرق
المرايا(65/375)
و الملايين الذين يقدسونك
يرقبونك روعة الفرح الموشح بالعيون
باللالىء و الجنون
و بالسماح و بالامان
أهواك لو تدرين ما معنى الهوى
ليلى يراعات تعلمت البكاء
بخلف بابك
ويح من فقد التوازن
قرب دارك
يدّعىِ لقيا الارادة و الاوان
اننى ما زلت أرقب عودة المد القوى
و ربما
ألقى بطاقتى التى فقدت بأرضك
يوم جئتك راحلا
من خلف أبواب الزمان
!!!
جيئى
فما ظَل القدوم سحابتى
ردى الى الصحو شدينى اليك
وكونينى فوق ظل الشمس
ضُمينى الى الصوت القدير
صبابتى حزن المقاصد
نشأة البدو
التساقط فى حدائق وجنتيك
دثرينى بين اجنحة الحديد
وسدّدينى نحو صدر الليل سهما
ضمخيه بلون وأدى و احتراقى
اننى اقسمت ان ابنى بيوتى
فوق ارضك لا محالة فانظرى
هذى عناوينى و وجهتى الجديدة
فوق حد الاعتناق
اهواك لو ألقاك
معيادا حبته مقاصد النجوى
وقوّاه اشتياقى
اهواك لو القاك ميقات الصدى
انغام صحوى فى الحياة
وكل فرحى و ائتلاقى
مُلقىَ على جنح المسافة
يحتوى ومض الطريق
مسافرا للصبح يحلم بالتلاقى .
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> و ستعلمين عزيزتى
و ستعلمين عزيزتى
رقم القصيدة : 64622
-----------------------------------
و ستعلمين عزيزتى
علم اليقين
أنى عرفتك ذات يوم
منذ الآف السنين
ثورية تهواك أجنحة القتال
قوية فوق الثرى
تشجيك ابعاد الحديث
و مخرج اللحن المسافر للورى
ماذا اصابك يا ترى
ماذا تردّد فى سمائك
و استثارك
ثم سوّى فيك شاهد مقبرة
ِبينى عليك الله يا هذى
و قولى ما جرى
إن كنت يوما تخدعين
او كنت تمشين انتهاكا للطريق
و لا عليك بما يشين و لا يشين
قُولىِ
فمثلى لا يلين
قُولِى
أتوك بما يروق
و ما تثير اللب روعة منظرهْ
جاءوك بالورق المسطّر آخرهْ
ملاوا فراغ العقل فيك
و حطموا جدران ماضيك العظيم
و دمروا بالجهل
أبراج الكنوز الفاخرهْ
قالوا كثيرا
يا لها
من فرصة الذهب الوضيئة
يا لها
من ساعة الحظ المباغت
يا لها
من لحظة الزمن التى تأتى(65/376)
الينا بالعيون الساحره
كانوا شياطين الكلام
و كنت أنت الخاسره
الان يا أكذوبتى
قطعا عرفتك
ثم جئتك حاملا أسفى
لانى قد ظللت احبك
و احسرتاه على الذى
أمضى زمانا قربك
ينمو سريعا
لا يحس و لا يَرى
وكفَى بمثلك ان يباع و يشترى
وكفى له حلم سرَى
وكفى بظلك أن يموت تحسُّرا
و يعيش بين مذلتين
ان جاءك الهجر الُمقطّر
من زوايا جمرتين
يحمل الموت البطىء
فلا تظنى انه
قد عاش مبتور اليدين
يلقى طواحين الهلاك
تريّثى
فغدا يميتك مرتين
يا وردة
جفت على صدر الزمان
تضاءلت
دُفنت على قبر اللجين
فلترقبى بحر الرياح
توضئى لله حبا و انشراح
ثم صلّى ركعتين
عرّىِ ذنوبك فى الممرات القديمة
فى دهاليز الحسين
و تقربى لله زلفى
ثم صومى
ثم قومى
للحجاز
و تلفحى أوراد شيخ عابد
قضّى الحياة على بساط الاعتزاز
الله يهدى من يشاء
فهل يشاء ؟
يهديك للدرب القويم
و للطهارة والاباء
نحو النجوم الثاقبة ؟
الله أعلم بالخفايا
و الخلال الغائبة
قد جئتنى فوق انهزامك طفلة
تهب الوعود الكاذبة
!!!
و ستعلمين عزيزتى علم اليقين
سطحية بالحق كنت غريبة
كالطفل أنت توافقين
همجية تمشين فى سقف الحياة
و تفرحين
و ستعلمين بما تجئ الدائرات ستعلمين
يوما قريبا تعلمين
لا
لن اكون الشامت الباكى عليك
و لن اكون الراهب الشهم الامين
!!!
و ستعلمين عزيزتى علم اليقين
انى نبذتك من حياتى
بعد ان زال الغطاء
وكشفت وجهك للرياح
و صار صدرك فى العراء
و ستعلمين عزيزتى علم اليقين
لو كنت أعلم أنّنى
مزّقت إسمىِ
بانتمائك لىِ زمانا
استوائيا حزين
وستعلمين عزيزتى علم اليقين
لو كنت أدرى اننى
متّعت قلبك بالاصالة و النقاء
منّيت نفسك بالحضور
لأجل رؤيتك امتدادا
فى الصباح و فى المساء
أو فى دروب العابرين
برحيق شعرى
و العبير يفوح من قلبى اليك
لو كنت اعلم ان وجهك
صار منبوذا لديك
او صار فى حكم الزمان
على الهوامش و الحدود
اتبايعين الله قُربى تشترين
ثمنا رخيصا بالعهود ؟!
لو كنت اعلم كيف كنت تحدّ قين(65/377)
و ترقبين اذا اعود
لو كنت اعلم انها
تلك المرابية الحقود
و اعوذ من شر الحسود
المشرئب الى الشهادات ، النقود
لو كنت اعلم انه
مكر العيون يبين فيهم كالسماء
و تبين تلك السيئات
الموبقات ، المهلكات
الظلم قتل الابرياء
أنت الغريقة فى بحار الغدر
تمشين التزحلق فى عجين الوحل
تهوين الرياء
و انا الرحيق على مياه الشمس
ممزوج بقطرات العبير
و كرنفالات الوفاء
رأسى و صدرى كبرياء
و علىَّ تاج
وجهى خيوط الشرق
ياقوت الكريستال المضىء
على السراج
و فى الجبين الصبح ذاب
ان كنت اعلم انهم
اهدوك مخطوطا لدفنى فى التراب
أملوك دربك ثم هدوك
انشطارا و اغتراب
لو كنت اعلم انها
جرثومة الكذب الطُفيلىِّ القبيح
او كنت ادرى انه
فى الاصل معدنك الصفيح
لدعوت ربّى
أن يذيقك زمهرير
و يحقق الوعد الذى
لجزاء شر مستطير
اهداه من باع المواثيق ابتغى
ثمنا قليل ..
يحبو على جدر الرصافة
يستخف ويستطيل
كيف الرجوع لمن تدنّى
للدنانير الحقيرة
يستبدُّ على الدوام
للنار يرجع ثم يأتى
ثم يهرع ثم يبطىء
ثم يسمع ثم ينظر
ثم يصرخ ثم ينتفخ انهزام
الله أكبر
سوف تشبع انقسام
و انا سأدعو الله قربك
ان يخفف ما أراد
و لك المراد
ينشق ليلك
فالاباطيل ارتوت
صمتا و حزنا و ابتعاد
الرعد ارعد
ثم ازبد
ثم دمدم ثم عاد
الطبل و الريح انحنت
صرخا و طرقا و ارتياد
الله رد البعض لما سابقوا
صحو المرافىء
دثّرونى بالسهاد
و غدا اعود على جدار الجأش
امتد انطلاقا
استفيق بوهج صحوى الغرام
هيهات ما اجداك ياقوت الصدى
لا لم تُشتت بعض افكارى الهزائم
او تمكّن من منازلتى الخصام
انا غير انّى كنت يا قدر الخصوبة
أشرئب الى السلام
لا لن تعودوا مثل ما جئتم
حفاة فى الطريق
تتلفحون الاقحوان
و تستظلون الحريق
تتناولون الموت فى زمن التناسل و اللقاح
تتذوقون الكأس بحرا من جراح
لو كنت أذكر اننى
أبنى قصورك يا ارتياح
او كنت أسكن فى صدورك اعتنى
بمياه خدك يا سماح
ما كان لحنك شدّنى
او ضمنى فيض الصباح(65/378)
لو كنت اعلم ان اقول الحق
فى وجه المغير المنحنى
او كنت سيد هؤلاء
وكنت غابة طلسم ِ
ما صد هذا الروق
جندول الغرام الغاشم
غطّته أجسام الفراش
و نام فى جوف الطمى
لا البحر يقدر ان يذوب
و لا صياح الانجم
يقوى على صمتى
يعشش فى دمى
!!!
عفوا
مسابقة الخواطر علّمتنى
ان اراقب مسلكى
ابنى المدى
زمنا وارقب وجهكِ
تاجوج يوما قاومى
فحذار من ان تهلكى
!!!
الله إنى كنت ميسور المواهب
كنت أحلم أن اعيش بوردتين
و بعض ماء
قد كنت اسكن فى بريدى
كنت صوفىّ الدعاء
لا الحزن يقطن فى بلادى
او يغرّد فى ازدهاء
ذاك الذى ملك العقول
و شدّ افئدة النساء
و غدا نعود على جدارك
نتسحم بماء صبرك يارجاء
نبنى تلالك
ثم نحلم بالكساء
وغداً نعود .
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> عكس الريح
عكس الريح
رقم القصيدة : 64623
-----------------------------------
" مدريد " أتيتك عكس الريح
أجوب الزمن على الأقدام
و أرقب فيك الليل الصاحى
أرمق فيك الفجر الرائع
أرشف منك الشوق بريقا
يصدح حولى بالتلحين ...
لم يأخذنى السحر القاتل
لم يأسرنى سيف مقاتل
لم يملكنى بحر زيورخ
أو هزّانى نهر السين
إلاّ انى عشت زمانا
أرقب قبرا عند الشاطىء
كُتب عليه ضريح الشارع
رحم أمرأة تلد الخوف
و تغطس دوما تحت الطين
!!!
" كوبنهاجن "
أرض العرف النازف تيها
خلف المقهى
بين الحانة والملهاة
يدخل فيك الطفل يهادن
يصرخ ملء الحلق ينادى
عند الساحة يا أُمّاه
شدى عرقى قولى حقا
ليلة عرسك مات الشاه
!!!
غرّد صوت الحق الدافىء
سافر فجرا بحر الدهشة للاغصان
لم أتعلم ان اتحجر فوق الرمل
و لا أن أخرج من ذاكرتى دون قيود
لم أتعود عصب عيونى صوب الريح
و لم أعتاد بناء القادم
فوق الكاهل و الاحزان
ليت بفوقى كان البعث
و كانت روحى خلف الوحشة
تلمس روحك بين فينّا و اليونان
ليت بقلبى كان الناس
وكنت أنا كالزحف الكاسر
كنت أنا فجر البركان ...
لم أهتز لبعدك أبدا
لا التيار أزاح عمادى
لم يتساقط عند الجدول(65/379)
لم يتهاوى جيش عنادى
لم يترنّح صوت القوة
لم يندس صدى الايمان
!!!
الله أنا قد همت زمانا فوق اوربا
جئت أجر حديث الصيف القابع قهرا
فى افريقيا و السودان
أحمل بينى
صوت أبى
معراج التقوى
لحن نقائى
عبرة دربى
لحظة قربى للشطآن
يلمح عندى طيب الخاطر
يجذب منى نقط الضعف
يسد رياح الجوع الكافر
يسطع نورا بالقرآن
تملأ عينىِ صورة أُمِّى
فجر الراحة
رمز الطيبة و الإحسان
تسكن قلبى
تأسر حبى
تخرج برقا يرد الساحة
بين المنبر و الاركان
قالت: عفواً
هاجر ابنى
بين الغفو و بين الصحو
تكوّن ابنى ..
بين اللحظة و الابدية
حمل الراية وقت الشدة
عاش زكيا فوق الارض
نقىّ المقصد حَسَن النية
أمى جيئى ليلة فرحى
سُدّى بابا يفتح سرا
زمنا يأتى بالهمجية
!!!
فى دنيانا
ظل الليل يعشش حينا
والاحزان تسافر فينا
عاش الظالم ملء السمع
وكان الفاجر أحسن دينا
!!!
ربّى علّمنى
أن أنتصر لدود الارض
و أن أنتزع وحوش النيل
و قصر الرمل
بيوت النمل
ذئاب الماء
و حزن الناس القابع
زمنا فى الخرطوم
ربّى
عملّنى أن أتسامح
أن أترفع
أن ألتصق بحد السيف
وأن أترفق
لا أتملق
أو أتنكر للمظلوم
الله
أنا قد كنت كبيرا
كنت أميرا
كنت الجبل وكنت الطلق
وكنت القمر بأروع شكل
كنت الشمس وكنت نجوم
جبت الافق
ملأت الشفق
مددت يديا حول الارض
قويا كنت أبا شرعيا للاحزان
و طفل الصبر الساحق هجرا
بين الظاهر و المكتوم
الله متى ما غاب الناس
عن الانظار
وعشت أنا فى جوف الغار
لئن هدّونى
أو مدّونى
إن ردّونى أهل الكهفِ
ان شدّونى نحو النار
نحو المنكر و المذموم
صرت أنا عملاق الدار
ابقى نجمة سعد حُبلى
تملأ ليلك يا خرطوم
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> هم عائدون
هم عائدون
رقم القصيدة : 64624
-----------------------------------
لما أتى ذاك المساء
وكنت أحلم أن اكون
لون النقاء و كل غابات الجنون
صاح الوجود مردداً
هم عائدون
قسماً بمجدك يا شجون
ما عدت احمل قمتين من الاسى(65/380)
فوقى و لا عاد المنون
يتحدثون عن المواعيد الجريئة
و ارتيادى للحزون
هم عائدون
رغماً عن الرمل المشتت فى العيون
هم عائدون
من خلف أبواب الطبيعة
من سحابات البشاش
هم عائدون
لليل نشرع فى اضاءات الشموع
نلهو باجنحة الفراش
زمنا و ترقبنا الدموع ..
مطراً (دعاش)
ما عدت يا قلبى أسافر فى متاهات الرياح
ارتاح فى كأس المودة أرتوى دهشا
و أسبح فى محيطات انطلاقى
و اشتعالات الجراح
هم دثرونى بالندى
غطوا عيونى بالوشاح
براً أتيت بلا صراع
يا ليت عمرى كيف ضاع
القاع و البحر المجفف و الشراع
ذاك الذى اصحبت ارويه امتناع
ذابت بقايا السم فيه
و طوقته مع الشعاع
الله اكبر
ما اضعت مساحتى حزنا و لا ذبت التياع
اليوم حطمنا المرافىء و النوافذ و القلاع
!!!
عدنا و لا عاد الصدى
زمنا يسافر كالخريف
يبنى مدارات الشذى
و الورد و الفرح الشفيف
منذا و من بسمائه
تنزاح أبراج الحنايا و القفار
زمنا مع الاحساس يندمل الاسى
شوقا و تحترق البحار
لونى من الشرق اكتسى خيط النهار
الله عُدْ
منذا يبايع من يريد
وقتا مع الفرح البعيد
الله اكبر يا سلام
تشقى مع الموج الجديد
تبنى مدارك ألف عام
أنا لو أعود
من خلف أشرعة النوافذ
و استدارات الوعود
الله
يا موؤود ما دقّت طبولك
واستشفّاك الوجود
هم سابقوك الى الملا
و توارثوك عن الجدود
(توهى) نهيم توجدا
صرعىَ على سور الحدود
منذا يبيع طفولتى
و يردُ بعضى للنجوم
شوقى تبنّته البراءة
دثرته على الغيوم
قلبى مغنيك الامين
يا ويحهم حرقوا السنابل
جردونا من مصابيح الحنين
بحر و ميلاد وغابة ..
هم عائدون الى النضارة
و انتعاشات الربابه
لشعائر الموج الكثيف
و لارتحالات السحابه
يا من تدارك سوء ظنه
و استمد النور من سطح الكآبة
مجدا أتيت الى الطريق
أرج أتربة الرتابة
متجرداً أبداً أتيت
أذم من نبضى اكتئابه
هم عائدون الى البراحة
والرواحة والرحابة
هم عائدون الى السماحة
و استقامات الكتابة
هم عائدون هم عائدون(65/381)
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> البعد الثالث
البعد الثالث
رقم القصيدة : 64625
-----------------------------------
و أتى بريقك يا لقاء
يرفّ من فرط الحبور
تأبى شواطئُك انهزامى
خلف أقبية الحضور
هذى الفقاقيع التى
تتناسل الافراح فوق سطوحها
وترابض الاحزان بين جروحها
تتبدد الافلاك
حين تدق ساعات الولود
و تنتمى تلك النجوم الى الصدور
كم مرة سالت دموع الصبر
هامت فى مرايا الصمت
وانساقت على الاصداء
رقراقا وقور
ومواجع الاقدار
ترقص فى صحارى العمر
ترقب حالها
تهب الهوى وقتا تشيد ظلالها
كم مرة قد قالها
و أثارها البحر النفور
و تمزّقت اوصال وطنى
و الغيوم تلبّدت فى غارها
و الشمس سارت تحتمى بديارها
حتى الاماسى المشرئبة قد خبت
من عارها
با بدءها الدموى كانت
كل احزان الحياة
تمص اشواق الرحيل
و تنتمى للعز بالفخر المؤصل
و النهايات الوقودة نارها
يا دارها ..
يا دار من زار الغشاوات
التقى بالديدن المصقول
ثورات المغول
بالثائرين و بالذين تحطم الانسان
تحت رماحهم
و هناك من رفعوا المصاحف
والسلام قد احتمى بسلاحهم
وسما شعارا من قطوف وشاحهم
ميلادنا
و البرق يرفع راية الابحار
يرضع من دماء جراحهم
الم مرير ..
لكنه التخدير ماء الصمت
و الحزن الكثير
هو لن يحس مذلة الجرح الكبير
الجرح أعمق من بحار الشوق
أكبر من حقول اللهف
اسراب الهدير
اسقاطى العربيد
امطية البريق ...
قلبى تمزق قطعتين ..
للريح واحدة
و اخرى للرحيق
لجدائل البحر الجديد
و لانحناءات الطريق
إنى انا
روح تطل على الطريق
متداعيا كالصوت ازحف فى الفراغ
و اكتوى نارا حريق
وامد قائمتى
و اذهب لا ابالى
بالجنازير القوية
ثورة الفيض العتيق
!!!
ربّاه
ما أحلاه كانت
فى الخطى الزرقاء
غابات السلام
بالليل تحبو فى الطريق
و تزدهى جمعا زحام
من كانت الاجراس
تعلن بدءه الاخاذ
تنمو فوق مأربه الثعابين التى
تتأوه الكلمات تحت فحيحها الرعدى
اصدئه العظام
رّباه انى ما اعتكفت صوامعى(65/382)
هربا من اللقيا
و اسراب الكلام
ربّاه
رب الخير قل لى
هل لروحى ان تنام
قد عشت محفور الشتات
ممزقا إربا
و أحيا بالاهازيج القدام
هجرا مع الايام ازحف
فى تلال البرق
اشقى بالملام
رباه كيف يرد فيض الدهر
برد حناجر الاطيان
قوت الريح و الاقواس
قولى بربك يا هدير الروح
هل القاك
يوم الرب يلقى الناس
ويوم تلوح
هذى الصحوة المسدولة الاجراس
و يوم ذبائح الاشواق
لا تجتاح لاتنحاز
و يوم يضئ للملكوت
وجه الله و القداس
ويوم الشمس
تلقى الشمس والحراس
هُدَى التكوين يا ربّاه
فوق الريح درب الشعر و الإقدام
و هيكل صمتنا المولود
يوم الصبر
يوم الروح تلقى الروح و الأنسام
الى الانواء يا ربّاه
كيف اعيش بعد البؤس و الاقدار
بعد الزيف رهب الدار
و عتق البحر للتيار
ربّاه
تغدو فى مزاد الشعر حسناء الديار
لوعا تشق الليل
جزعا تختفى
من خلف لب الجرح
تمضى فى سبيل الله
تحبو فوق صدر الذات
آيات الدمار
الله يا انسان
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> عيناك لىِ
عيناك لىِ
رقم القصيدة : 64626
-----------------------------------
عنياك لىِ
زمنٌ توسّده السلام
عنياك لِى
لّما تداعت فى الرؤى الاصداء
و انسابت قوافيك القدام
عنياك لِى
يوم الرجوع مع ابتهالات الردود
عنياك لىِ
تاج على هذا الوجود
شعرٌ مُحلىً باتهاجك
و ابتسامى و الورود
زاد على زاد الخطى
سفح على سقف الرعود
قد بايعوك مغنيا
تشدو ترانيم الرجوع
لبيارق اللون الحزين
و للتهالك و الدموع
لو ان لىِ
بعض انتمائك للمراعى و الكهوف
او ان لى ذاك الشذى
برق المطارق و السيوف
لهتفت فى جوف اشتعالك يالقاء
إنى انا
تاج المدائن والنوافذ والسماء
أمضى مع الاصرار
أمتص ارتيادك للضواحى
و المسافات البعيدة
صوت تمرّد فى مواقيت انطلاقك
للمرافىء
و المشاوير العنيده
و لئن تمنّوا أن أموت
قسما سأقدم فى الضحى
مجدا يشيّده السكوت
الموج و البحر المشتت فى الدماء
يهب امتثالك للرؤى
لتلال عرشك و الضياء(65/383)
يا غافلين عن الحقائق
و الدقائق و الاطار
خوفى عليكم
أن تبيعوا الوجد عندى للصغار
خوفى على جيل التهافت
و انهزامات الكبار
ربّاه
يا مولاى سطر للانام صحيفتين
من التُّقى
انى تلفّحت الرحيل
لمواسم الشوق الرحيبة
للجداول و النخيل
حيث اليراعات المضيئة
تستظل على التلال
لحن على كف السماء
يخط فى الكون الجلال
ثمنا لاشرعة النشيد
زهوا تردد فى انتصارك
تستعيد
لون التهابك
و احمرارك و الوعيد
الله
يا فجر احتراقى
و ائتلاقى من جديد
إن جادلوك وجرجروك مع الصدى
او فتتوك و نصبوك معاندا
تسعى الى حيث المهالك
و احتدامات الردى
لن تستقيم تكوّناً أو تستعيد
الموت فى كف اشتهائى
بحر ميلادى الفريد
ِلم ينقمون على انتمائك
للحدائق و الحقول
و مجادلون بنى حماك
مجندلون على السهول
فرحا بتأسيس اجتيازك
للترنح و الذهول
تقوى على صرع التمنى
و احتمالات الافول
صوتى تنفّسك القوى مع الطبول
شوقى الى فوح اتبدارك
و انهمارك كالسيول
قد بايعوك على التراكم
يا مطيات الدوار
و يا نواقيس ارتحالى
و اشتعالى و الشرار
كيف انسدالك فى بساتين المساء
تحوى تباريح الدجى
روق المدارك و الضياء
لهفى عليك..
خوفى من المطر المسافر فى يديك
لو ان بعضى كان ملكك يا شجون
أو كان للتاريخ كنزى
و اشتهارى و الجنون
ما بعت محصول الطريق
و لا تولاّنى المنون
كم حمّلونى
أن ابلغكم تحيات الحوار
زمنا اذود عن الحمى
اهلى و تاجى و الديار
كم زيفونى بالحناجر
شبّعونى بالحصار
كم دثرونى فى المرافىء
وسّمونى بالشعار
كم حاولوا كسرا نعتاقى
و انطلاقى و النضار
كم حاولوا زمنا و جاءوا
فوق بركان استيائى
خططوا كهف الرسول
و دمروا
قصر المودة و الرجاء
و بنوا على جسر الدنا
أبراج حُبِّى و اشتهائى
لحن اطل ومادروا
انى مزيج الحزن
و البرق المباغت
و القصائد و الضياء.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> لحن اللقاء
لحن اللقاء
رقم القصيدة : 64627
-----------------------------------
يا حزن قُمْ(65/384)
لا البعد علّمنى ارتيادك
والملاذ ..
يا ليل زان مساحتى
فرح ترنّح باهتزاز
من قام عند موائد المطر
المرابض فى الحدود
او مزّق التاريخ
و الشوق المسافر للجدود
هزٌ مع الطبل المُحمّى
فوق قافية الملام
لا خانك التعبير حيّاك الصمود
شمس تراءت فى ظلالك
تستمد الصحو من حمم المشاوير
انصهارك فى الرعود
عجبى عليك اذا أتى
تيار رافدك البدائى العريق
و سيف لحظك و الثياب
يحوى تواشيح المزامير الجريئة
رعش دفعك و الغياب
الله
يا شجر الصحابة
و ارتيادات السراب
لحظة أهب افتعالك للمراسى
يا حطام البرق مهلك اذ تغيب
ما هذه الاوتار تعبث بالضلوع
و تحتوينا يا نحيب
لحنا على مد اللقاء
ساق ابتهالك و المنار
لا و هو سيّدك القديم
وشيخ دربك والديار
يخطو الى البحر الرحيم
يقيم حولك كالاطار
أيام يا رحلا تهاوى
فوق سارية اللظى
صد اصطدامك بالحواجز و الرصيف
سرب من الذات القوية
لون رؤياك الشفيف
من بعد مارجع انشطارك
واستحالت بعد لقياك احتمالات المصيف
لهفى رحيق البدء
عربدة الشظايا و احتراقات النزيف
الموت فى جوف اشتعالك و اللقاء
هَبْ من لدنك الرحمة الكبرى
و طوّقنى اشتهاء
سق شعر الحانى و رايات انبهارى
ذخر ساقية المسير
قم بعد ارواء المواسم
بالحواشى و الحرير
قد جئت احمل للقاء
تكونين من انعكاسك فى الضحى
ذاك التدنى فوق قاعات الهواء
و فى افتعالك للحياة
و غدا ستنمو فى سحابات اكتئابك
لن تبللك المياه
لا ليس يفرحنى انهزامك
فوق ابراج الوعيد
لا النور من عينيك يرتاد انعتاقى
او يردد روعة الشعر الجديد
انى أنا الانسان صدّام العدا
لا رونق يلهو و لا لون الندى
يصف احتفائى بالتكون و البراح
طيف كريعان ابتهاجى
بالنضارة و الصباح
اهلى و ان ساقوا الحديث
و طوّقونى بالسماح
ركبوا قطارات ارتحالى
للجراءة و الرباح
سيكونونك بالمودة
يرمقونك بالحنين
أهلا بارباب الشهادة
و النوافل و السنين
أهلا ببعض من شذاك
يهيم كالصوت الحزين
لا ليس يوثق عروة الليل
ارتيادك للرنين(65/385)
للزاد للتقوى رحيب
للحدائق و البقاع
قومى تمنّوا ان اذود عن اللقاء
و كل هاتيك القلاع
فى الليل تأتينى رؤاك مسرة
ضوءا و خفقا و التياع
وانا بكفّك يا اقتران
أذوب فى همس الوداع
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> فرحة التوقيت و الميلاد
فرحة التوقيت و الميلاد
رقم القصيدة : 64628
-----------------------------------
آفاق شمسك يازمان
بحيرتان من الضياء
ذانى ووجهك عانقا برق البشاشة
علّمانى الانتماء ...
و انا بساحك يا بريق مسافر
عبر العصور
أحوى المدى
زاد المواسم للعبور
ألقى الصدى
وهن الطلاسم و النفور
الله
يا انسان عد
ماعدت مكسور الشعور
تحيا بثقب الارض
ترضع من غشاوات الصدور
هذا الذى كنتم به تتأوهون..
و تجادلون و تنطقون و تذكرون
أين الزمان و صحوتى
يا ويح قلبى من أكون
أنا قد أتيت بلا سلاح أو قميص
أحمل الحب البرىء مشتتا
فى كونكم ذاك الرخيص
لكننى اقسمت دوما ان يفيق
بالله و الحزن المبعثر فى الطريق
أيا ابتهال متى نعود
سنعود جمرا فى حريق
ذبلت خطوط الكف فيك
و طوقتك خطى الاله
ساقتك افواه العبير
و دثرتك رؤى الحياة
سكنت صغار العنكبوت دياركم
لم تجلسون القرفصاء ؟
(يوجا) أم الشوق القديم الى الرياء
طوبى لمن ثقب الفراغ
و رده رمل الهواء
الله لىِ
لا أنت
لا النغم الحنين
و لا هتافات البقاء
الله لىِ
ياروح من خمدت بقايا النار فيه
الآن اصبح كل ايناسى
سلاما يشتهيه
و يداعب الصلوات عند الفجر
يصبو هادئا كى يبتغيه
و يمازج الالحان
يحتضن الظلال الحمر
و البرق المطل فيحتويه
متماسكا كالتل يلصق بالجدار
يذوب فيه
و يعانق الافراح وقت النطق
ريح العتق
و الشفق الوجيه
بالله ياتعبير قم
اسراك ما عادوا يثيرون السكون
هذا زمان الصبر والتمويه
ماعادت بروق جلالك الزاهى
تمازج ثورة الرعد القوى
و لا الرماح
تمشى الى الابداع
ترشف من ثناياك الرباح
و النعش والملكوت غاب كلاهما حتى الصباح
حتى تهادت فى تلال صفائك الشفاف
اهداب السماح(65/386)
و تصدعت فى البحر ابراج الرياح
و لا ارتياح
و لا تشتت فى الطريق و لا انشراح
يا فرحة التوقيت و الميلاد
برق اللحظة الممدود فوق الكف
و الآه المباح
تتماسك اللمحات زرقاء الجبين
تتناسل الايام
حين يلوح فى الافق الحنين
هو زاهيا كالشمس
ممزوجا بأعصاب السنين
ذاتى أنا
متورم الانفاس
ينبض بالاحاسيس العميقة و البشاش
و يعيش بالنور الذى يرتاد فى عينيك
يرشف من دماك الصبر و النفس الرقيق
تتناثر الصرخات تأخذ من حماك
مخارج النغم الأنيق
فتهاجر الاحزان
تشرب من مياه الصبر
و الزمن الشفيق
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> زمن التوهج
زمن التوهج
رقم القصيدة : 64629
-----------------------------------
أوّاه يا شادى الربا
مهلا اذا طافت علينا
نشوة الحب الوضىء
تهب فى شوق الينا
ترنو على سقف المدينة
ثم تهفو فى يدينا
!!!
قد عرفناها قديما
طفلة فى وهدة الفرح البرىء
و غادة ترتاح
فى كأس المودة و الحواشى
تجثو على ظل القبيلة
ثم تشرع فى التلاشى
اواه يا هذا الذى شد انتباهى
مد تيجان اندهاشى
!!!
قد خط أبعاد الحدوث
و ذاب فى بحر الرحابة و الجنان
يعدو يصفق فى المغيب
يسوق ألحان الأمان
يا ليت لى زمن التوهج
ليت لى زمن الحنان
لنصبت ظلّك فى الضحى
و جعلت دربك مهرجان
تزهو بمقدمك النجوم
و تشتهيك رؤى الزمان
يا نهضة الوثب القوى
و يا أناشيد البيان
هل أنت من صلّيت خلف جداره
زهوا و حبا و امتنان
أم أنت من ذاب الشذى بجواره
حتى النهاية و استكان
سيبث لحظك يبتغيك و يحتويك
و يصارع الظل المقيت و يشتهيك
!!!
فى الليل أشرع فى ارتداء الشوق
أسمو كى أقبّلكم
و احنو فى ممرات الزمان
زادى رحيق الماء
ساعة ما يذوب الشرق يحترق المكان
ذوقوا عصير النار
ضموا للصدور رؤوسكم
فالآن قد حان الاوان
و اضاء ليلك فى الجبين ..
بالامس هدّتك الدروب
دعتك أجيال الأنين
و غفوت فى زمن يلم الموت
يغلق منفذ التابوت يعصف بالسنين
قد علّموك ندامة الاوهام(65/387)
مد الوقت و الحزن الذى ثقب القدر
حتى انهزامات اللقاء
و كل اخطاء البشر
بالامس اهدونى رخام الزخرف المنحوت
تمثالا لطفل البرق
يحمل فوق جبهته
عناوين المطر
و انا المسافر فى اتجاه الريح
يا بدء الخطى لله
اوجدها القدر
واتى بكف الوصل
عنقود الصفاء يذوب من فرط السحر
يحوى تجاعيدى
و يعتق لون اطفال العبير
ذاتى على ذاك المدى
صحوى بوجهك يا امير
يبنى على الزمن المطل تكوِّنى
قدِّيستين بثوب دير
عبَرَت خطاى اللهفة الاولى
بجمر الصبر و الياقوت و الصفق المثير
من يصعق الاجراس
يسجد فى صحارى الشمس يفترش الضحى
و يمد لليل البعيد نواشز القدر العظام
اليوم يرحل فوق قافلة النجوم
الزاد و الحزن المقام
عرش الذى مازال ينمو
فوق غابات الاسى
عاش انتماء للخيام
لليل للامس الجريح
و للحشائش و الغمام
ايا التفاتا للذى
قد كان فى عمرى مسافات اهتمام
لا انت فى زكّيتى
و وقيتنى شر الكلام
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> أبناء الريح
أبناء الريح
رقم القصيدة : 64630
-----------------------------------
سيّاح قد هامت به سبل الزمان
فتاه ما بين التداعى و السفر
سيّاح قد طافت به شهب الحنان
و راعه ظل المطر
و روته أنفاس المدائن و ابتسامات السحر
بسمائه السحب الرضيعة تستطيب ندى الثمر
نسج الوجود بأبرة ٍ
قد خاط مخروط القدر
هيمان فى شهد الزنابق يشتهى لحم الشجر
كالموجة الملقاة فى قيد الشواطىء
فى دهاليز المقر
بين المعابد والسفوح
و بحانة الزمن الطموح
وبرونق الفلق الوسيم وثورة النغم الصبوح
قبلة النعش القديم
شرارة البعث الوضوح
ومعبد الريح الأغر
!!!
ها قد أتينا للزوابع والصواخب
والصواقع والرعود . . .
نحبو بصدر الارض
نلهث خلف قضبان القيود
نمد أيدينا ونهتف
لا نبالى بالمسافات القديمة والحدود
نحن أبناء السفر
ها نحن عدنا أيها المهزوم فى صلب النهار
ها نحن عدنا للسراب المستطيل وللقدر
ها نحن عدنا للضياع
عدنا نصفق لليراع(65/388)
ها نحن عدنا بالمشاعل والدفوف الثائرات
عدنا نغنى للوداع ..
نحيا نُنقّر فى كهوف الموت
ننتزع القلاع
تلك السفينة فى لسان البحر
تفتقد الشراع
يا أيها المجنون أنت
وأيها المدفون بين هياكل الموتى
تمور مع الدُخان ....
تهوى تثور على بقايا الروح
تنزع من مقاصدك الحنان
فالضائعون النائحون ...
يتلاطمون وبينهم حجر المقابر والقرون
ينثرون اكفهم للريح
يخبون فى ذاك الكفن
ولقد أقاموا من فتات الشمس
مأدبة تغذى من بقاياها الزمن
هذا الهجير ...
يا من تمشى فى عظام الحوت
يخترق النخاع
و يدور ما بين الغدير
بين البراعم و الجدار المستدير
ماذا تريد !؟ ..
يا أيها المنسى فى عرض الطريق
يا أيها المستاء تلتحف الرواعد والبريق
أنت الذى أمر الزمان بنفيه
أنت الذى قتل الشهيق
أنت الذى جُبت الحقول
وتمخضت فيك السواحل والسهول
أنت مخبول الافاعى
أنت سم للعقول
أنت تدرك بالتياعى
أم مصاب بالذهول ؟
فاللحم فى ساق السراب
كالقلب ينضح بالحنين وبالعذاب
فيموت كالجبل المقام على الشواهق
والدعاء المستجاب ...
قبل أن تعدو وتغرب عن طريق الكون
تأخذ فى الأفول
يا أيها السياح
يا أيها المنبوذ بين شواهد المجد
المقام على الرياح
فلتبتعد زمناً
و حلق فى بحار الدمع
فى جيد النواح
فوق مسبحة الدروب
بين المضاجع والغروب
بين صلوات الصباح
يا من حرقت شعاع قلبى
وخنقت أقفال الصياح
وأخذت ترقد فى الرصيف المبتذل
أبقى أنا ..
و حدى على همس الأمل
أبنى قصور التيه من رمل الدجل
كى تستريح خطى الملل
ولنحيا نحن مع الضباب
فكل شىء محتمل
ولنحيا نحن بلا اغتراب
فلسوف يأتينا الأجل
ولسوف تبكيه الشباب
يا أيها المصلوب أنت ..
كل شىء محتمل
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> مدينة اللقاء
مدينة اللقاء
رقم القصيدة : 64631
-----------------------------------
هناك فى جزيرة العيون
حيث تسكن الغزائز
حيث يقبع الجدار والسكون
يولد الصباح مرتين
حين يهرب النواح
هناك فى مدائن اللقاء(65/389)
لا موتى يدفنون
هناك فى معابد الخفاء
حيث يولد البكاء والجنون
هناك حيث يختفى النهار ...
تحتمى أحشاء البرد
بالضباب والشرار
هناك يا أحبتى
تسكن الاشباح فى الغدد
يلهث التليف
يقطن الصغار فى الرعد
ترضع السماء من شواهد الزمن
مزارع النحيب و الضياع والشجن
هناك يا أعزتى
زوارق اللقاء
تمخر عباب الدم
ترشف من الصمت جرعتين
حين ينطق الكلام والنخاع والعظام
تتلوى أمعاء القمر
تفرز الحمراء مرتين
على الزوائد الهمجية ...
بين اللقاء والتقلص
فوق الشفاه العسجدية ...
الحنين والتناثر
الهروب والتربص
يحفنا خط لقيا
وبعض اقتران
نلسع الرياح لسعتين
نُقبل الندى
فقاعة الدوران
ننقّر الصدى
تسوقنا الغيوم
الدموع و العبير و المطر
الشفق المهزوم مر بى
عبر المدى ...
عبر الطريق اللولبى
عبر الضياء
البكاء والسنين والقدر
يهطل الزوال ...
من سحائب التأمل
فتنبت الاعشاب فى مدينة اللقاء
وتدمع الاكف بالبكاء
فيهرب التوسّل
!!!
نظرتُ فى خريطة المدينةْ
وجدتُ خط طول
و قمة حزينة ...
وجدت مرقد الفصول
و أسهم الرياح
وجدت غابة مظللةْ
لا نهار لا ليالى لا صباح
لا رموز فى الخريطةْ
لأنها أحبتى مدينة بسيطة
!!!
سألت حارس المدينة المهاب
و كان تمثالاً من السراب والضباب
سألته عن موعد الحصاد
حين يقدم الحبيب للحقول
حيت تسجد الفصول
تهرب الحبوب للقاح
تساق بالحنين بالرحيق بالرياح ...
فقال لى ...
مواكب الحصاد حتفها الفناء
لانها السماء ...
تريد أن نعيش دون ماء
دون جدول يسير فى ازدهار
وخضرة تنمنا بهاء
فلم نقم بزرع شتلتين
سوى نداء مقلتين
سوى سبيبتين
من رموش قائد المدينة الهمام
وكانت السقيا
دموع لحظات الخصام
وأنت قاطف الحصاد
وأنت رافع الحداد
وأنت من يحب قائد المدينةْ
و أنت تاجه المظلّل
فقائد المدينة المبجل
حبيبك المفضّل
!!!
أتيت ياحبيبتى
على السحاب و الضباب والبروق
جئت من أقصى الشمال
لينهض الشروق
وكنت شاعر الرمال ..
شاعر العيون يا حبيبتى
شاعر الموسيقى(65/390)
شاعر البقاع و المتاهات الانيقة
!!!
تغوص فى شرايين المدينة
بعض الطحالب الحمراء
وينضح الوريد بالدماء
هناك فى مدينتى
مدينة اللقاء
حبيبتى عيونها البقاء
وروحها النقاء
وصدرها السماء
وقلبها الجنون
!!!
فى مدينة اللقاء
يزحف القدر
لاعناق
لامجون
ويهرب الشجر
تُحفر القبور فى الحزون
لا موتى يدفنون
لا موتى يدفنون
لا موتى يدفنون
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> البحث عن شىء غير مفقود
البحث عن شىء غير مفقود
رقم القصيدة : 64632
-----------------------------------
شىء يدعونى أن أقطف أقلاماً عطشى
و أسطر شيئا للأطلال
شىء فى الاسراء صلاة
تجمع بين تراويح الصوم
بقايا الصبح و سرب خيال
شىء ممزوج كالخفقان
مفتاح الزخر رحيل الرعشة
بعض حنان ...
يا جدر الشمس
هنا قومى
ذوبى فى فرط الاشعال
سوقى للمجد مشاويرى
فعظام الليل اصطكت كالاسنان
تهاوت كالاجيال
و أتيت أنا من خلف الوقت
من صدف الصحو أتيت أنا
من قلب اللحظة و الأهوال
أجمع اصداءً من بعضى
أنساق اليها بجلال
!!!
أتيت أنا ...
وبقرب البحر نزلت
بمدينة اسكندر كنت
نقبت عن الدهشة و الآمال
أبحرت سنينا وبحثت
فى بركة قصر التين ...
ببيت الموج استوطنت
كانت كل الاشواق تماسيح
تعبث فى الشاطىء
كانت خفقات الريح تدق على الصمام
تفتح أدواج الجرأة
كالالهام ...
كانت كالنبرة كالطائر ...
كانت كالزحف الابدى
تتدفق ولهاً ومخاطر
كانت يا أحلى ما كانت
زهرات الموج ...
بكاء الشفق المتناثر
صمت الزيف ونعش النطق
أنين الدمعة والخاطر
!!!
فجمعت البوح ...
رشفت الروح ...
سكبت الشوق على الاكليل
خطت اوراق النشوة عصر البدء
على القنديل
فازدان الشرق افترق البرق
اندهش الليل و كان رحيل
فذهبت أنا ...
من خلف البحث أناجى وجه الفجر
وأبحث عن صدحات نامت كالاشراق
كان الاشراق جليا ...
كان تماماً كالاشراق
لكنى لم أدر العنوان
وذهبت هناك أسائل قوماً
من كل الاجناس وكل الالوان
بحثت عن اللقيا ...
نقبت كنوز القوم(65/391)
فاضت ارواحى بالسقيا
فارقت النوم
طافت أحلام اليقظة فى ذاك اليوم
فرأيت النسر يدق جدار الشمس
و رأيت النجم يموت رحيلاً وسكاتاً
و زجاج العطر وشمع الزهو
و نوافذ كل الابعاد
كوخ يجثو بين الطل بفوق البهو
فى داخله كانت حسناء القوم
كانت ترقد فوق بساط البحث
كانت كالماء الاخضر تنمو كاللبلاب
كالموسم النضر الجديد وكرنفالات الشباب
الزمن أغفىَ ياصحاب
نزق الانين تدافق الصهباء
ترويض الحنين ...
الشوق والاحساس
النقع والايتاء اشعال الحواس
مرقد البنع الودود ومهرجانات الورود
البعد والدهماء ابريق النحاس
كانت كل الاحلام
تتماوج فوق الصدر
وتنمو فوق العقل
كانت تتجرع فوح الذكر
رحيق الفكر
تمتص النشوة من صدرى
وتتوه عبيرا وسلام
فسألت السيد ابراهيم
وهو مفسر أحلام
يا ابراهيم
تحدث فسر ماتلك الاحلام
فسر فالغيب مدار
تحميه حدود الايام
والصمت حوار
تبغيه بقايا الانسام
ونطقت قليلا وسكت
أنصت طويلا وصمت
فتنحنح ابراهيم وقال
دق الاجراس
بجميع لغات الارض تحدث ابراهيم
أحلامك
يا من عشت طويلا بين الاشعار
تبقى ميلاداً
للصحو وموكب أجيال
فالشعر طريق للابعاد
والشعر سهاد
واللغة عشيقة تمثال
أحلامك
أيام لا يجهضها تفتيت الضوء
و موت نهار
فالحب سماد الشعر
والشعر رحيق الازهار
حلمك يا انسان ...
لا يحتاج الى تفسير
حلمك تسفير للاحلام
حلمك تحرير وسلام
حلمك فجر ينبع من أوردة النور
حلمك اشراق وسرور
حلمك هرمون تفرزه غدد الزاد
حلمك يا بحر السعد
عصير الانس و موكب انشاد
حلمك اسعاد ...
فاذهب و ابحث عن شىء
احلى من كل الاشياء
أجمل من ليل الاقمار
أصفى من كل الاجواء
عن اسم ناد منظوم
أزهى من كل الاسماء
وضياء عبق منغوم
ونضار باسم غناء
ومعابد وثن وهموم
فنهار الصدحة قد جاء
اشتق الصمت المكتوم
والبحر الزاخر مستاء
يتناغم برداً و غيوم
يتدفق شغفاً وضياء
يتناثر قمراً و نجوم
يتراشق تيهاً و لقاء
يا عبرة دق النطق و نهد اللسع
يا ساق الدفع المحموم(65/392)
قد جئت اليك و فوق الصبر
أحمل فى روحى انسانى
أحمل أسفارى و كيانى
ألقى أهوالا كالقبر
أنهار الدمعة فى عينى
انسكبت وداً بحنانى
فركعت حزيناً و سجدت
من فرض الوثبة صليت
سافرت سنيناً وسنيناً
انسقت حنينا فمشيتُ
وبحثت طويلاً وبحثت
فى كل الاحياء بحثت ..
فى بيت الله وفى البحر بحثت
نقّبت شرايينى ..
بحثت وريدى والاعصاب
بخلايا المخ وبالصمام
بنسيج القلب نضار الزهر
وكل سراب
أنصت أنا لحديث النبض
الدافىء لحنا فى الرئتين
اتجسس سراً فى الجدران
أتساقط شهداً ودفاق
أتفجر برداً وأمان
وأتوه صحاباً و رفاق
أتناثر تيها كى ألقاها
أجمع كل الخطوات ..
أسوق رحيلى للقاها
رحماك السلوى ياقلبى
حياك الله وحياها
!!!
وبلا تطويلْ
كان العنوان على اللوحةْ
رسل الليل زمان اللدغ
رحيل النغمة و الدوحة
و بلا لحظات الصمت المزروعة بالاقدام
انساقت قدمى فى سلم لحن
و درجت العتبات الأولى
فانسكبت بعض الأحلام
و تتالت فى اللحظة أمواج التعبير
انفتحت كالبرد تهاوت كالشلال
تمطَّت كالتأخير
فرشفت البوح نطقت الصمت
مصصت هجير
و زحفت أسوق الخطوات الى أعلا
أغير كل القمصان
فى تلك اللحظات الأولى
بدلت ثلاثة قمصان
ضحك البدر و ذاب الصدر
نام زمان
ناديت الشمس زرعت مكان
و ضغطت الجرس نظرت الباب
رنت دقات اللحظة فاندلق حنان
ماجت كل النبرات
مرَّت لحظات
و انطلق الباب صفيراً
يخفى من خلفه خطوات
كالمجد تسير تلوح ثبات
الآن الآن
فى هذى اللحظة بالذات
استنشق رائحة البدر
أسمع دقات البدء
قدوم الضوء عبير الجنات
فىهذى اللحظة بالذات
رأيت البرق و كل البرق
يندلق علىّ كالايحاء
طاف مليَّا
انساق بلا عثرات
حياكم ربّى يا قومى
فلأول مرة فى الأزمان
أحتضن الشهد أذوب حنان
أتناثر فرحاً و دعاش
أترنح مرحاً و أمان
فنظرت اليها
من ثقب الدهشة و الإيمان
كانت آهات الباب تبوح تقول
قد عاش و مات و قد زال
ينبوع الدفء و نهر الحسن السلسال
النغم الساحر و التهليل
الفجر الرطب خطى التظليل(65/393)
ملكوت الأُنس الرحّال
و الشمس سماحاً تختال
تتساقط لحناً و خيال
تتماوج تيهاً و صفاء
تتفجر نبعاً و دلال
و الوصف الساحر قد زال
فالوصف هنا أنقص حال
و انقطع الشعر عن الأوصاف
فالشعر جفاف
و الشعر هنا صار مُحال
!!!
و قضينا زهواً أجمل لحظات
ما بين حدود اللقيا و النظرات
ما بين حديث كالخفقات
لكن الوقت المشدود على الأوتار
أقوى من كل الأعمار
أعتى من زهرة حبٍ
حين تموت على الشاطئ
تهتز رحيقاً و كيان
تتأوه حزناً و بكاء
فالليلة تنمو الأشجان
و الليلة تجثو الأسماء
و الليلة يرحل إنسان
!!!
فرحلت أنا
يا سادة وقت صلاة الصبح
أتفجر لحنا وقصيدة ْ...
أحمل لحظات كالنشوى
واليوم اللحظات بعيدة ْ
فرجعت لمأوى الاشباح
بهموم حيرى وعنيدة ْ
أحمل بالصدر الوضاح
أنشودة قومى وقصيدة ْ
بالقلب النضر الفواح
كى تبقى اللحظات سعيدة ْ
ولتبقى اللحظات سعيدة ْ
فلتبقى اللحظات سعيدة ْ
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> شموس تحترق
شموس تحترق
رقم القصيدة : 64633
-----------------------------------
يا شادى الألحان فى قلب
الظلام المستدير ...
كفكف دموع الامس قد سالت
على خد العبير
طيف جريح من ندى الزهر الموشح بالحرير
عاد بالاصداء يبحث مجده
كى يحتويه
عاد يزرع من بذور الحب فيه
يا من رقدت على طبول النار
فى حلق النهار
السائرون على وسادات العيون
فى سراديق الزمان على الجدار
ينقشون بقايا اشلاء الحوائط و المدار
ينثرون قشور سادات الحضارات الكبار
ذلك الثوب الانيق
عاد يجلوه الندى البراق
فى ساق الطريق
ضائعون ...
بين الشوادى
بين آفاق الضباب
وافترقنا ...
قبل ان نبدأ مسيراً
نحن أبناء السراب
قد رقدت على نسيجك الخمرى
فى كأس الزهر
ورسمت فيك من الخلايا العاريات
موجاً تناثر كالدرر
يا من تراخى كالصغار
وانساق فى هدب المطر
يا من تلاشى بانبهار
يا من تهاوى و اندثر
فوق أتربة الجدار
فوق بركان القدر
فوق ذاك السحر غنىّ
ضاء و ابتسم الحجر
فى رسمه احترق الوجود(65/394)
فى وجهه ذاب القمر
فى جيده نامت عهود
سالت دموع الشمس فى صدرى الثرى
هامت قلاع الموج فى البحر الاسير
وقف الزمان لكى يرى
متحف الحسن النضير
ماليس يدركه الورى
فى ثغره نطقت جبال...
وتناثرت أشلاء موتىَ فى الخيال
وتنحنح الدهر الوسيم
ربّاه ما هذا الجمال ...؟
فالله يعلم ما جرى !
!!!
وجهك المزدان أنت
على بساطات الزمان ...
سار فى الافق الطويل يثير بركاناً
يحطم كل ارصفة الامان
ذاك المدرج فى جدار العاشقين
ياظل جوهرة يندّيها الحنين
او تلك مقبرة الملوك
أم غاب شاد بين وجنات السنين
يا ذلك الصمت الضحوك
قد عاد يبكينى ...
ويشرب من دماء الزهر
جرعات تطل على جبينى
فأصيح أهتف باهتزاز
يا ذلك الليل المزان
هفهف بسوسنك الانيق
ثوب اشواق الحنان
وابسط بانجمك الطريق
لتمر حسناء الزمان
وانثر على النغم الرحيق
فتلوح لؤلؤة الحسان
هذا الجنون ...!!
يا سائلى فى العاليات
على مدارات العيون ...
يا من تحطم فوق جدران الاسى
وانساق فى كف الشجون
فجر دموع التائهين
حطم بثورتك القرون
ناضل فأنت على يقين
ليل القصيدة لا يخون
وانزع من المطر الرنين
فالشعر أصدق مايكون
الشعر أصدق مايكون
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> ترانيم على حافة الصمت
ترانيم على حافة الصمت
رقم القصيدة : 64634
-----------------------------------
اليوم يا كهف البروق
أتيت احتضن الصباح
اليوم يا فجر الشروق
قدمت من قمم الرماح
جئت من بحر اللهيب
ومن متاهات النواح
من لى بباق الصبر
يا فجر الضياء الحلو
يا طفل الرياح ...
الكأس والالهات والصدح البرىء
وموكب البدء المباح ..
يا قبلة البدرين أنت على
المدارات النقية ..
يامن جعلت النطق شمساً
صرت كالقمم الندية
كان الطواف على دروب الصمت
يسمو كالفراش و كالأراجيح الصبية
يا معبد الاحلام فى آمالها
كيف اللقاء ..؟
إنى شربت الصبر خمرا ً شاعريا ً
ورضعت من صدر الإهاب شرارة ً
كالومض تخفو
فى ربوع الهجر تنمو(65/395)
كالضياع وكاليراعات الشقية
يا أنت من كنت اللقاء
على الدروب
و فى الحضارات الفتية
شبق الرؤى الوردى نام
على الرصيف النشىء
سافر كالنهار الحلو
كالايناس والصور الجلية
يا زخرف السرداب والنفق الطويل
وطوحة الشرف العلية
كان اللقاء على رصيف الضوء
مصحوباً بماء الشوق
مقروناً بأطياف السهى
سحباً سخية ...
لكن أسراب الحنين تدفقت
وتوقفت كل المدارات الرويا
فرجعت ارقب فى المريا الحمر
أرتاد اللهيب
وأرتوى آها ً شجيا
ماتت شموع النهر
واندثرت قواقع كنزنا فى البحر
وانهزمت اساطير قوية
الارتياد الصعب أقوى
من دروس العبرة السوداء
أكبر من دروب الصمت
والريح العتية
ياروعة الاشراق والاطراق
موكب مجدنا الزاهى
ودنياى الندية
انتهى الحلف القديم
توقفت تلك القضية
!!!
اشراق دربك ياهدير الروح
التحف المسير
و سال فى حلق النوافذ يبتغيها
أربت بروق اللحظة الملقاة
فوق دروبك العطشى
زرافات تقيها
موجة الجوع الجسور
ولجة القلق الشبيهة ..
زمنا ً ببيت الليل
يرقب ساحك المحروق
يطحن قلبك المجروح
يطلع من حواريها
نغماً يهز الريح فى نهديك
يحرق جمرك الموقود
فوق الآه قرباناً نزيها
يا نشوة الفرح البطىء
وسوسن النغم الجرىء
اليوم روحى من سيوف الطعن
والوخذ الأليم
تناثرت كالليل كالشعب الجريحة
تحتويك و أحتويها
فأتوه أرقب ذبذبات الوقت
أسمع شقشقات الصمت
أرتاد المسافات القديمةْ ...
وأتابع الأعصاب فى خفق الرحيل
من النخاع الى الخلايات العقيمة ..
إنى نذرت القاع بدءاً ..
و ارتحلت الى دوار العمر
بالنطق الجديد
لارتوى هيجا من الإبحار
والصور الحميمة
!!!
ايتاء نبضك يارجاء الروح
طاف على القوارير الطوال ..
والليل يبكى بين دمع الحزن
ينسج فى ستارات النجوم الزرق
يرقب منبع الماء الزلال
فأغيب أرصد بعثك المولود
بين الحين والحين ..
ليت أنى يانداء الروح
ألقى غيثك المبتور
أسمع دندنات الريح
أطراباً يهل على جبينى
!!!
بالامس كانت أحرف الخفقان(65/396)
ترقب اسمك المنحوت بالقلب الرقيق ...
تصطاد أسماك الرحيق الحلو
تبنى شاهد القلق العتيق
بالقاع كانت ترقد الاحزان
تجثو فى مدارات الطريق
ياموكب الميلاد كانت
صلصلات اليأس والحزن العريق
ترتاد أودية اللهيب تغيب تيهاً لاتفيق
ياواحة الارهاص معبد بدئنا النامى
رقدنا قبل اشراق الربيع ..
واستقينا من كنوز الليل سحراً
مصّه الصبح الوديع ...
واندثرنا تحت ألياف البكاء المر
نلتحف الصقيع ..
ياطحلب الأمس الضرير
قد ارتويت من البكاء وهامتى
لازال يسكنها الدثار ..
أهوى على القاع السحيق
ادق أركان الجدار
فيتوه فى خديك ليلى
ثم يعبرك النهار ..
والليل يبنى للرياح شواهداً
تنمو على ضوء الشرار
ونوافذ القلق الاثيم
تباعدت ارقاً و نامت فى رصيف الإنتظار
واقتربنا وابتعدنا فى مدار
وافترقنا والتقينا لاحوار
يامعبد النغم الوسيم نداوة
هذى طبول الموكب الهدار دقت
حانت ساعة اللقيا على
سقف القطار
فلنلتحف شوق الرحيل
ومورد الزاد الجليل
فاليوم قد يعدو القطار
ياكوثر الزمن الطويل
اليوم قد يعدو القطار
اليوم قد يعدو القطار
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> السراب و الملتقى
السراب و الملتقى
رقم القصيدة : 64635
-----------------------------------
يا من تخطّى ستر أحزانى
على درب اللقاء ...
كم موكباً من خيطك المفتول
فى صدر البهاء ...
سار كالطيف النحيل على ضلوع الماء
يجتر النهار ..
تبكى المصابيح القديمة فى دهايز الدجى
تتناهد الأحجار
تروى من العار الاثيم
كزند نار
ذاك المغيب ...
يا من تناثر فى جسور الامس
يلتهم اللهيب
يا من تعبد فى النسور الواشيات
وتلاشى فى وهج المساء
وأقام فى الغار الرهيب
غار ثور او حراء
سار فى الدم المراق على الشظايا
لاح فى أفق السماء ...
ذلك المحبوس بين شوارب الأنس
المعسجد والضياء
يامسجدى
ذاك الانين
أبكى أنا ...
أمتص أرضع من ثديات السنين
كل السراب
أنشودتى تحكى المسير
تروى المآب
ياعزّك ...(65/397)
يا من تربى فى الوهاد النائيات
أبدا يحيك الدهر سود ثيابه
يا للبقاع الآتيات
يا للبدايات التى تنثال من بحر
الشقوق الغائرات
يا للزمان ...
امتص من دمك النضير
ومن سرايات الحنان
كنز البقاء
يا أنسه
همْسُ العبير وكرنفالات اللقاء
هذا الزهاء
هذا الحنين المقتدر
متثائباً بين الوميض المندثر
تتهافت الايام تحتسى الضياء
محرابه ابتلع الرياح
وتراشقت أوتاره قيثارة
للزهر تنشد للصباح
غاصت طيوف الروح فى شمس المساء
فاضت عيون الضائعين
نضح الإناء ...
سلسبيلاً من غناء
هامة الصلصال فجر الكبرياء
سالت الآمال و اهتز البناء
ياللصبايا ...
كيف تنفجر النهاية
كيف ترستم الدروب على وسادات البداية
يا للمساجين الضحايا
ورد نرجس من عبير الفجر ضاء
ميسم الزهر المقام على بتلات الحيارى
يا من أقاموا جسر نور
بين دمعات العذارى...
ليطل فى الكون الفسيح
ذاك الصليب على مقالات المسيح
يثير من فتن العهود
لهؤلاء وللنصارى
يأوون للمجد الذبيح
للواقفين على تجاعيد الأمارة
أو نلتقى ؟!
يا من تربى فى صدور الوهم أشلاء الحرير
ذاك صدرى ...
فُرِشت بساطاتى على القلب الوثير
لعناق من زان المجرات البهية
للكوثر المعسول
للزنابق والفراشات الشقية
التائهات ...
الباحثات عن الفوانيس الانيقة
والسرابات الغنية ...
أو نلتقى
يا من كوى فجر النهار
على الحواجز والمتاريس القوية ؟
كيف اللقاء ؟
كيف الوصول الى الحياة
فلقد سددت مقاطع الكلمات أنت
خنقت أبواق المياه
والمنارات الضحية
مجد اللقاء .. مجد اللقاء ...
نهوى نزمجر فوق حنجرة السنين
متلاصقين ...
نمتص من صدر السماء
مطراً كدمع الضائعين
بين اللقاء
مجد اللقاء
يا ذلك السأم الحزين
أو نلتقى بين القصور ..؟!!
يا من تربى فى الخدود النائرات
فى الشفاه وفى الصدور
أو نلتقى فيها الحياة .. !؟
أم سوف تأوينا القبور
صرت أمقته الجلوس
بين المهاوى والمراجيح الطويلة
صرت كالنحل العبوس
صرت كالبحر المقام
على مدارات الجليد
مصلاة دربى(65/398)
ذاك قلبى لايبالى بالجديد
لا يبالى بالدراويش السكارى
و العبيد
أو نلتقى ؟
رغم اللقاء . !
رغم السراب والملتقى
الكون أنت و ما بقَىَ
غير اللقاء
غير السراب و الملتقى
الكون أنت سنلتقى
رغم الشقاء
يا ذلك المهووس أنت
سنلتقى
رغم السراب
فى الملتقى
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> الخرطوم تتفجر نغما ًو رحيقا ً
الخرطوم تتفجر نغما ًو رحيقا ً
رقم القصيدة : 64636
-----------------------------------
زورقان فى أثينا
حملا طوق التمجيد
خرجا من غور الأمس
و غنا للحاضر و المستقبل والتجديد
أصداء الليل على شرف الوهم
تشق ستار الصمت تسطع بالتغريد ...
قارنت بين حضارة انسان
من قلب اللغة المصدوء
وحضارة قمم الاغريق
من خطف البرق المجنونْ
أبناء أثينا يموتون
و تموت حضارات تحيا
فى صورة طبق فوق أصابع تمثال
مكسور الشفتين يحمل إبريق
لكن حضارة انسانى
روحاً نوراً صخراً صبراً تشويق
تحيا كسلالة لحم فى ورق شفّاف
منقار النسر هواة التمزيق
شوكة نحل فى ورد جاف
فجر الاشراق وسفن الشمس
دعاء اليأس بأيدينا
عجز التعبير يداخلنا
وضياع الشعب المسكينا
مع سبقك إصرار يسمو
فتموت الكلمة فى أثينا ..
اغفاء الليل وصوت الامس
هاجس صحو يشجينا
أبراج الكأس وخمر الروح
طيف رحيل ماضينا
عرق مخنوق حاضرنا
أنّة مجروح تبكينا
أوداج الشريان الاكبر
قصر الالحان وموكب بؤس
يبكى يهتز جدار الحشرات العمياء
قلب الاغريق هو الامس
الليلة اسكندر ينهض ...
يحمل أحجاراً من طين الامم العذراء
يهمس للقمم السوداء
يتهجد يسجد فى ساح الدنيا
ويشد الوقت حصانين
ليغزو البحر العريان
ويقيم رصيف الزمنين
الليلة يا( سان جورج) بكى أهلك
نهضوا من قبر الاجيال
اختلجت زفرات الجبل
وغنّت اصداف البحر
على الشاطىء ...
فالليلة حلم يغتال
(غوسطانطينس ) يخترق حجاب الدستور
مابين ( السنداغما) حضارات ماتت
مابين التاج و قوت الشعب المكسور
من يوم رحيل الاسكندر
من صلب الارض و فوق جدار التاريخ(65/399)
والشعب هنا .. يا (أكروبول) الاغريق
لايفهم أين حضارات الاغريق
صلوا لليلة أبناء الامس !
نفط الكلمة (ميج) اللحظات
قد ماتت قمم الاغريق
أحجار للسياح وصخر أمجاد الاغريق ..
ولد التاريخ على القمم بلا عسر
ولد بالمجد و بالإعزاز
واليوم يموت التاريخ
مابين النهد وفى الافخاذ
يموت التاريخ بلا ارهاص
يقتل لاسيف ولا رصّاص
لا عمران و لا تحليق ...
فاليوم يموت الاغريق
!!!
أتيت يا أثينا
كرحيل البرق على جزر الماء
أختال على مائدة اللقيا ...
أعمى منبوذ مستاء
قبّلت العنق العاجى
مرآتى كانت فى الخرطوم
قاهرتى صدحت فى صوت مخضر
لم أسمع ذاك اللحن
صوت الاشراق المكتوم
يا قوت الشمس ...
و يا كربونا من ماء العشب
انعاش الطبل المحموم
صدحات النار ونيشان التصديق
أسطول الكلمات وصدق التلفيق
أدمات الارض تحك البشرة
فى شغف مر ...
لا اطنان و لا تعليق
سارت رغبات الاغماء
عجزاء سفن الاغريق
شمطاء تغيب بصيرتها
مقرونة لحم عظماء
سوداء تدق سريرتها
مشلولة فكر بكماء ...
يا رحم التلميح و قلب النطق
لحاء الليل و غلف الترويق ...
تفجير النهر بكاء الاجيال
ثعبان الماء و رقصة زنجية
ايماءات ارسطو صحو الاقبال
تغوير الابر الهمجية
ترويض الروح ...
سفن الابحار المنسية
!!!
سأعود اليك يا خرطوم
رقدت بين ممص التيار الاحمر
رشفت من دم التمجيد
الزرقة و الاشفاق ... الموجة و الترديد
فتقت من سم الليل على جدر الشاش
عجّت باللقيا والتجديد
خرطوم الزفرة و الانعاش
ادغام الهمزة بالتشديد ...
اسفنج و بكتريا نحل و فراش
زمناً مثقوب الاذن ...
مشدود الجبهة عريان الخاطر
مسلوب الشفتين عريض الصدر
مقرون الخصر بأنف غائر
سأعود لأحتضن الهبباى
ريح التغيير ... زمن التنوير
بحر الكلمات و آهات الناى
من زند النيلين و ضرع الخرطوم
ثدى الاغراء و بسمة محروم
من جرعة (كافينول )
صبر تفجير محتوم
صدع و صراع ... هيكل عظمى ...
كوكب لحمى و هموم
سأعود بزمن الاسراع
سأعود لسبق مكلوم(65/400)
للقاء تلال و بقاع
سأعود اليك يا خرطوم
سأعود اليك يا خرطوم.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> سندس الزمن الانيق
سندس الزمن الانيق
رقم القصيدة : 64637
-----------------------------------
عينان فى الفضاء ترقصان
تهمسان ...
تدور فى مواكب المحافل المثيرة الأوان
تنوء فى مزالق المهاجع الوثيرة امتنان
عنياك جنة الحنان
عيناك طفل الامس فى تسابقى
و مرقد الأمان
عيناك فى مسيرتى
أنشودة الرعود
عيناك غادتان تهمسان بالوعود
عيناك عقد نور
ضوء هالة ْ ...
عيناك سندس الوجود
عصير ماء
وقلب برتقالة ...
عيناك يا صغيرتى
كقلعة الحيارى
هامت بها قوافل الندى
عوالم السكارى
عيناك روعة النساء
مسجد الزمان معبد النصارى
حبتان ...
عقد لؤلؤ ...
رحيق هبهان
كوكبان ...
فى زواخر المسابح الطويلة ْ
تاج بوذا ...
مآثر الممالك الجليلة
سيف على المقهى الانيق
قهقهات من ضياعى العميق
وأنت يا حبيبتى
فى السماء ترقدين ...
تنعمين ...
كونى يضج بالنجوم
دهرى يثور بالانين
شفقى تندّيه الغيوم
تتعانق الروحان فى صمت السنين
زمناً مخيف ...
تبنى سراب الروح أنت
وكوثرى فى الصحو أوراق الخريف
ألتوىِ ...
فى كهف عز واكتئاب ...
أبكى على ذلك الرصيف
أدمعى سفر السحاب
ذلك الفلق الشفيف
قطرات ماء فى سواحل الوجود
فى فجرى المستاء فى كف الخلود
فى مركضى
ذاك المقام على الزجاج
حفيف الدم فوق أصابعى
يهتز يسبح بارتجاج
تلك الطبول
تهوى تثور
تجتاح أهوية القبور
تسيل فى القلب اللهيف
دون شكوى واحتجاج
تبنى قصور الموت
من ذاك السياج
بمفارش الصوف الرهيف
تدور حولك بابتهاج
هذا الحنين ...
لو أنت ترفضين
تلك الرياح
لو أنها تخبو تموت
ذاك التدرج من سكوت
لو تذكرين ...
الصمت مطرقة الرنين
لو تعلمين
مسكنى فى جوف حوت
هيكل الطفل الحزين
مرقدى ذاك النسيج
على خلايا العنكبوت
يا من رضعت عصارة القلب الجريح
دهراً يميت الصبر فى الغار الفسيح
يا من ذبحت النور أنت
يا من عززت العز أنت(65/401)
زمناً يريح ...
اسكرت قلبى و احتضنت
الكون أنت
البرق أنت
البحر أنت
الفجر أنت
السحر أنت
المجد أنت
وأنت مجدى
هذا الحنين
ذاك التألم و التحدى
!!!
فجر الزمان
أيقظ الصمت الطويل
احياك للحلم العنيد
وثورة الامس الظليل
مولد الصدف الجديد
و رونق البدء الجليل
يا من سكبت هداوة الاغفاء
صمت الاخذ ايتاء الدليل
تتوددى تتمددى
كالليل
كالاطراء
كالشفق الجميل
تترددى
كالوقت كالنغم البليل
و لقد رأيتك والعيون بهيةً
تتكورى كالانتماء
تتوسدى نبع الهدوء
وترتقى قمم السماء
ولقد رأيتك والدروب نديةً
أحلى واغلى من لقاء
أهدى و أندى من حنين
أزهى و أبهى من دعاء
ولقد رأيتك ياسنين ..
نهراً ودمعاً من أنين
انى رأيتك يا سنين
خيطاً ونبعاً من غناء
ولقد رأيتك يا سنين
قدراً رأيتك يا سنين
مطراً رأيتك ياسنين
عشباً و ثوباً من ضياء
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> ميلاد البدء
ميلاد البدء
رقم القصيدة : 64638
-----------------------------------
العيد الرابع من فجر الأحزان
انساق على غدد الليل بلا إشفاق
فأتيت اليكم يا أبناء الصبر
أحمل فى الكف الباسق نهرين من الألوان
الأحمر مكتوب فيه الإرهاق
منبعه شلال من نصفين
نصف الصمت و نصف الأشواق
والآخر شفّاف فى لون الروح
بالأفق الأخضر صار يلوح
يمر على الحانات بلا تيار
ولا ايماء ...
وعلى قلبى قبل الصحراء
وقلبى صحراء الليل
لايقطن فيها سوى الإحياء
!!!
الطفلة يا أبنائى ليس لديها أنف
كى تستنشق رائحة الابواب
ولا تدرى كيف يكون لجوئى للأغراب
الطفلة يا أصحابى ليس لديها إنسان فى العين
تتكون كل الصور على الخدين
الطفلة يا أهل الشيخ..
لا تدرى كيف يكون الليل
و لا تعلم أن النجم يموء ...
عند رحيل القمر الى القطبين
ولاتعلم يا أحبابى ميقات صلاة الفجر ..
دعاء الله ( بيوم الاثنين )
!!!
فى صمت الريح ...
نظرت الى الزمن القابع بالاركان
وبكيت بكاءً ممقوت
بكيت بلا دمعٍ ...
وتركت العبرات تموت
فأنا انسانْ(65/402)
أقبع كالزمن على الاركان
أرحل سراً للنجوى
وأعود مليئاً بالأحزان
أمضى ليل وأزدرد التقوى
فالبحر الممدود بلا تخطيط
خلف الرؤيا
تحت جدار الحزن اللاصق بالاعماق ..
أقوى من قلبى حين يجيش رحيقا ً
يحضنه الموج البراق
أقوى من شبح الليل الزاخر بالالوان
أقوى من ابنة سلطان
حين تسير الى الحقل بلا حراس
فيصيح الكون سكونا
ويموت الناس
بلا ميقات
بلا احساس ...
لايبقى فى اللحظة الا قلبى
حين تدق الاجراس
تعلن ميلاد البدء و موت الطلقات
على الطرقات
لايبقى غير رحيل الليل الى مركز ثقل الارض
بلا ومضاتْ
بلا ارهاصٍ
أو اطلالٍ بالشرفات
لا تحقيق و لا تقديم
لاتقريب و لا إبعاد
فاللحظة لحظة تقويم ...
واللحظة لحظة ميلاد
!!!
سافرت أقبّل خيط الشوق المشدود على الاعناق
علِّى ألقى عند المدخل بعض التكوين
لكنى شاهدت على الباب شعاراً
مكتوب فيه بلغه الشمس الورديةْ
ما أحلى ان نلقى انفسنا
ونعيش بلا أطلالْ
إن شئت اللقيا الأبدية
فابعد فى الحالْ ...
فجمعت الريح ركبت البرق
رحلت بعيداً للآفاق
حيث يعيش الناس بشتى الاذواق
فالحب .. ماعاد الحب
و ما عاد الصبح ملىء بالاشواق
!!!
هجرتك يا مدينة التكوين رغم الذبذبات
فمدينة البدء الجديد هناك تحيا بالثبات
باللقاء و بالعبير ...
تتجرع الأمواج خضرة لونها الزاهى
و زورقها النضير
فى الليل يغتسل النهار ...
وتذوب قوقعة الشروق
تتلذذ الاصداء عند رحيلها المعتوه
تنفجر البروق
أنّى نسوق
و نمجد الصلف الوثير
ندغدغ الافلاك نعتصر العروق
قد كان عُرى مدينتى
باباً لنطح الشمس مفترقاً
لشرفات المروق
ذابت نقوش الليل فى جسد السنين
دقت جموع الزيف
شقت مركبات الصبر
فانسكب الحنين
وتناغمت فى سوسنات الصحوة البيضاء
أشلاء الاصيل ..
وتتوقت قمم النهار
تكثف الطيف النقى
ودمدمت فى الرعد قطرات الرحيل
تتنافر السحب الوضيحة فى جدار الغيب
تلفح الشوق الكئيب الى التلال
سفحاً بسقف الريح يسكب خمرة الليل العتيق
على الجبال ...(65/403)
فتضيع فى النسق البهى
مدينة التكوين والحب المحال
ومدينة البدء الجديد ...
تلوح تعلو بالطريق
فتفتحت فى سنبلات الضوء
أبراج الخيال ...
هودج الاصداء والنفق الانيق
ملك كطفل الورد ينسج
باقة الشفق الجميل و روعة الصفق الرقيق
يقتات فوق بريقه الفضى بعض الإنزلاق
ونغيب فوق مدينة البدء الجديد ...
نطرق بابها المصقول ...
نلمح قصرها المعبود و النجف العتاق
كيف الدخول الى المدينة يا رفاق
همهمات اللحظة الفيحاء غنت
للربيع وللهدى ...
و بنفسج الشفق المهاب
اليوم زغرد فى المدى ...
سندور حول أسوار المدينة نبحث الشق القديم
او نسأل الحراس عن سبل الهداية للصراط المستقيم
و وثائق السفر الجرىء
وقبلة الصدح القويم
لننصب الملك الجديد على المدينةِ و الزمان ..
ونشاهد التكوين يسبح
فى مياه الريح الشهب الحزينة افعوان
هبوا رفاق الدرب
إنى قد رأيت الليل فوق بريقه المخمور
يرشف قهوة الصمت العتيق
الان نشرع فى غسيل الصبر
دقت ساعة الصفر السحيق
وتوشحوا السحب الدفيئة قبل أن
يثب الطريق
لمدينة البدء الجديد الان نحن على الطريق
سندمر الاهوال
نصرع ذبذبات الغيث نمتص الرحيق
فالآن نحن على الطريق
لمدينة البدء الجديد
الآن نحن على الطريق ...
لمدينة البدء الجديد
الآن نحن على الطريق
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> حروف متوهجة
حروف متوهجة
رقم القصيدة : 64639
-----------------------------------
ر
رفع الإله مقام شأنك منزلاً
متوهجاً بين المحافل سيّدا
ف
في كل ناحية أراك كشعلة
للعلم تسطع رونقاً متفردا
ي
يا من حباك الله نصرة عزة
تلقاك دوماً بين أعراش المدى
ع
علمُ و نورُ و انتماء حقيقة
للصدق و الأدب الرفيع الرائدا
ة
تمشين بالإيمان أعظم خطوة
و يزينك الإحساس حسناً زائدا
***
ع
عبرت إليك الناظرات تطلعا
للقاك تجعل كل يوم مولدا
ب
بعد و عمق و اتزان ناضر
و عذوبة تزهو كحبات الندى
ي
يحميك ربّي من غشاوة حاسد
د
و يحف دربك بالصفاء قصائدا(65/404)
دامت لك الدنيا سلاماً هانئاً
بالصحة الكبرى و عافية الهدى
غ
***
غابت نجوم الليل عمداَ
مذ أتيت و ما بدا
ب
بين الزوايا غير نجمك
ا
في ثياب الحلم يبقى واحدا
إني و إن شاخ الزمان بساحتي
ش
قد صار قربك بالصبا متجددا
شأني و شأن الرائعين بصحبتي
نبلاً تسامى في حضورك و اهتدى
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> و استدار الحزن
و استدار الحزن
رقم القصيدة : 64640
-----------------------------------
أراك في البعيد يا أميرة
نجيمة على الفضاء
أشرقت كشعلة منيرة
فراشة على الحقول
أومأت لوردة صغيرة
تحاور الرحيق تختفي
بخلف سترة قصيرة
أحس في دواخلي
و في مداخل الشجون
و المواقف التي تعتم البصيرة
بأن حائط الغموض سوف
يخنق التدفق الذي
يرج حول قصة الخواطر المريرة
و يرتدي حجابه كواكباً
تضئ للصحاب و العشيرة
غيابك الذي تعمد الزمان بدءه
و أصبح الدوار في اتكائه سميرا
سيسقط اللقاء في دروبنا
و ينزع الفتيل من شراره
و يقطع الوتيرة
تمنعي كما أردت
و اختفي عن العيون
و احجبي تواصلي إليك في الظهيرة
و اشنقي على محطة الوفاء
شوقي الذي حملته إليك
دون ما تهافتٍ و آهةٍ أسيرة
و حطمي زجاج دهشتي
لعلها الحياة لم تكن
سوى هروبك الذي
يطل من ظلال لوحتي
و من منافذ الهواء من ربوعها المثيرة
أخاف إن تكرر الغياب عن مسارحي
و كلما تكثف السحاب في جوانحي
و كلما انزويت في محافل
الزمان في وهاده الوثيرة
سأختفي كموجة تكسرت
على رمال حزنها
و غادرت مجاهل البحار
و اكتفت بنظرة أخيرة
و إنني إذا سحبت خطوتي
يكون آخر المطاف بيننا
و عزة الجراح لن أعود يا حبيبتي
فانزعي من السماء عهدنا
و ودعي صباحك الجرئ
و اهجري بيارق المسيرة
إن اكتسيت يا حبيبتي بهالة النجوم
أو لبست من لآلئ الشموس حلة ً
و من ضيائها ضفيرة
لما أتيت برهة ً
و ما وهبت من صفاء نفسي الهوى
و من دواخلي
زكاة فطري المبارك المقدس البشيرا
قصيدتي إليك فجرت
بداية الرجوع للشروع في الطلوع
ثم أصبحت نذيرة(65/405)
لأنني إذا خلعت
معطف اشتياقي العظيم
لم تعد قوافلي إليك
رحلة على شواطئ الجزيرة
و لن تظل أبحري
على امتدادك الطويل أنهراً صغيرة
و لن يعود وحي أضلعي
بمقلتيك مُلهَما ً و شاعراً قديرا
و لن تظلي في عيون فرحتي
جدائلاً من الزهور
تنثر البريق و العبيرا
و لن تعودي يا حبيبتي
كما ابتديت في مسيرتي
منارة علية و هامة كبيرة
أخاف من تقهقر العواطف التي حملتها
إليك يا حبيبتي إذا ارتميت هكذا
بحضرة الشجون و اختفيت كلما
منحتك الوفاء و الضياء
و النقود و الحريرا
فهل ستخرجين فجأة
على امتداد هذه الحياة
تشرخين خاطري
و تطلعين من دفاتري
و تصبحين مثل نجمة
تطل في السماء
تبصر الظلام حولها
بعينها الضريرة
لعله الختام و الوداع و الأسى
لعلها الهموم يا حبيبتي
لعلها الموانع الكثيرة
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> لتسقط آخر الأشجان
لتسقط آخر الأشجان
رقم القصيدة : 64641
-----------------------------------
لولاك يا وطن السماحة
ما خطوت إلى الأمامْ
لولاك ما كان الصباح مظلة ً
للعابرين من الظلام
لولاك ما دارت فصول الأرض
أو رحل الغمام
لولاك ما عرف الهوى
معنى العواطف و الغرام
لولاك
ما هلّت نجوم السعد عندي
أو توارى خلف ظلّي
كل بدر للتمام
لولاك ما اكتمل الصفاء الخير
في الناس انسجام
لولاك ما عانقت بيتاً للقصائد
أو حملت الوحي بيني
في وئام
لولاك ما صدحت
طيور الشعر عشقاً
أو تداعى الحزن
و ائتلق المقام
لولاك ما أوفيت وعدي
و احتملت صبابة النجوى سماحاً
ثم ألغيت الكلام
لولاك ما سجعت طيور مودتي
في شاطئيك بشاشةً
أو أحاطت قدرتي
كفيك و انطلق الحمام
في كل أودية الصباح
وفي امتداد الشوق
في صدر الأنام
لولاك ما كان المدى
بوابةً للشوق
قبلة عاشقيك
و نسمةً
من وارف البيت الحرام
***
لما رأيتك أيها البحر المهاجر
بين حبات المياه ..
تهب الندى ذهب الحقول
و تستحم على بحيرات الحياة
سالت جراح الأرض عشقاً دامعاً
بلغ الضياء بنور قدرك مُنتهاه(65/406)
لك تستقيم عصاة موسى
دهشةً
و هواك يسكن في عصاه
للقاك يرتحل المساء بركبه
يصطف عظماء الزمان ِ
أمام حسنك في انتباه
***
لك أيها الوعد الذي حتماً سيأتي بيننا
يهب التآلف والصفاء العذب
يصدح كالرنين
لك أيها المطر المسافر في دمائي
صرح حبٍ لا يلين
لك من صمود الناس في وطني حنين
لك احتفائي بالحياة توهجاً
و قصيدةً في كل حين
بك أستعيد توازني
و أظل احتضن النقاء
بوجنتيك تواصلاً
حتى شروق الشمس في فلك السنين
فأصير عند الصبح في كفيك سنبلةً
تغازل ساعديك و تستكين
و تطل في دنيا هواك هنيهةً
حيناً تلوح و تستبين
بين أغصان النضارة
في حقول الصمت لوحة نشوتي
للقاك تسكب آهة
في جنحها المسكون حباً زاهياً
و غداً رزين
فيفارق الإعصار بيتي
ثم ينتحر الأنين
بك منتهاي و فرحتي
بك آخر الأشجان تسقط
أيها الوطن الأمين.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> كان حلماً
كان حلماً
رقم القصيدة : 64642
-----------------------------------
و انتهى الحلم القديم
و ما انتهى
شوقي إليك
على سرايا المُنتهىَ
زخت دموع الشمس
غيثاً هاطلاً
يروي هجيري
في ثريات النُهى
فارقت ِ أنهار المحبة في دمائي
غادر الأمل السهى
لا دار حولي
في دجى الأشجان بدر
لا ربيع الحسن بعدك
قد زهى
صدقيني
ما احتسبت سواك يوماً
في يقيني
كنت أحسب في الحقيقة أن لهفي
كان ومضاً من مرايا لهفها
و بأنني سأواجه الطوفان
كي أحظى بلحظة قربها
غير أني ضاع بيني
في اتكاء الغيب إحساسي بها
في لحظة الإحباط
قد سقط المدى
و تهاوى عرش الكائنات
و أخفقت سبل النوايا
في عميق الحزن
لاقت حتفها
أحببتها
كم كان بيني و الهوى
وعد تعلم قدرها
سطعت نجيمات الفضاء
تحية لجلالها
رحل الزمان برحلها
وقفت مطارات الحياة
و صفق النهر العظيم
و غنت الدنيا لها
في لحظة غرب الهوى
و بلحظة
قد غاب إحساس الجوى
و استيقظ البركان فجراً
حين أقدم وعدها
ذاك القديم و أنها
في دورة الأيام
عقدت عزمها
ماذا أقول
فذاك كان خيارها(65/407)
ماذا سأفعل
غير أن أبقى وحيداً
بعدما أدركت حيناً أنني
لم يتسع لي قلبها
فاعذريني
و اغلقي في وجهي الباب الذي
قد كنت أحسب أنه
أمل الحياة القادمة
و بأن خطوتي الجريئة
سوف تلغي
حزني المثقوب عنِّي
و الظلال القاتمة
لكن أحلامي تداعت هائمة
فليشفع الصبح ائتلاقي
بالصلاة القائمة
و ليشهد الليل انعتاقي
بالتقى و دعائمه
فلقد أتيتك من ضفاف الشعر
في الزمن الجفاف
و كان مثلك ليل وجدي بالكفاف
يعيش فظّا ..
لم يهذبه العفاف
و لم يهبه الشوق لفظا
يحنو به في المشرقين لعله
يبقى مع الأحلام يقظا
ماذا سنفعل غير أن نمضي بعيداً
في الدروب المتعبات و كلنا
يلقى من الأقدار حظه ْ.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> فليشهد المطر
فليشهد المطر
رقم القصيدة : 64643
-----------------------------------
اخرجي كما دخلت فجأةً
و غادري حدائق الصفاء و العيون لحظة ً
و ودعي اشتياق من حباك من جواهر الأُلى
و من كواكب العُلا
و احتواك موجة ً بساحل الحياة و الزمن ..
هكذا انتصرت يا شجن
و هكذا أكون كلما تداعت المحن
مثابراً و قادراً و ملهماً
بآخر القصائد التي تطل من لواحظ القمر
قريحتي أحاطها النقاء لم تعد
بشائري كسائر البشر
تغوص في عميق ما تهاوى و اندثر
و لم أعد كما ابتدأت سابحاً بمقلتيك
لم أعد معلقاً بأذرع الشجر
و لم أعد مخالفاً شريعة البقاء تائهاً
و جاثماً على الرمال كالحجر
يا طائر الصباح هلّ من روائك الأمل
و بيننا الهواء قد رفل
جريئة مشاعري قديرة مثابرة ..
نقية أمينة قوية و صابرة
تقاوم الأسى
بساعة من الشقاء عابرة
و تهجر الضباع إن رسا
فتصبح الحياة في مسيرها مقدسة ْ
و يصبح الزمان كالحديقة الهوى
و يصبح الأمان في محافل النوى ممارسة
لا تحملي عليّ إن رجعت خارجاً
من الهزيمة البكاء فارسا
أحول الدموع في خدود وردة حزينة و يائسة
لقطرة من الندى
تغازل المدى
بمقلة جميلة و ناعسة
يا آخر النساء في عوالم ٍ من الهموم بائسة(65/408)
يا آخر السهام و المواسم الكلام
انزعي من الصدى هواجسه ْ
و ا خرجي كما دخلت في مدينتي
وديعة و آمنة
و غادري سفينتي
على قوارب النجاة ساكنة
و اطلعي من اشتعال دهشتي
فما عسى
لهذه الحقول أن تظل عابسة
و ما عسى
لمن تراءى و اكتسى
بسندس من الجلال
أن يعود كالظلام دامسا
و ما عسى
لمن أحاط فرحة العيون هالة من الصفاء
حوّل العبير موكباً مُقدّسا
و كل حانة من العناء
تحمل الأنين في نواحها
و تفقد الرنين في صباحها
لنرجسة
يا شاعر القبيلة الهمام هكذا
تظل في مواقف الزمان سيداً
و قائداً و رائداً مهندسا
و هكذا أراك مثلما
أحب أن تكون للديار نشوة
و للصغار قدوة
و للحياة منزلاً و مدرسة
و هكذا أحب أم أراك إن أتيت
أو مشيت
أو بقيت جالسا
هكذا أحب أن أراك
هكذا.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> دوائر ملتهبة
دوائر ملتهبة
رقم القصيدة : 64644
-----------------------------------
لا تخبريني أين في الآفاق كنتِ
لا تتركي فرحي بصدقك
ينتهي في باب بيتي
أخطأت حين حسبت أنى
قد أبيع خطى الهوى
من خلف وقتى
و رأيت أني مستهين بالنوى
فكتمت صوتي
تبدو خطاك الآن أغرب ما عرفت من الحياة
و البحر سراً قد أتى
في الليل يبحث عن حبال للنجاة
و الصمت أكرم من أكاذيب الطريق
و الصدق يرحل في دمي
و الحزن يسكن في العميق
هذى النجوم السمر في بيتي تفيق
و الظل في ماء الحياة الآن يبدو كالغريق
من غفوة الهذيان يسرق
أغنيات البعد من وهم الطريق
و الآن يغمر شاطئ الإحساس
رمل و احتقان
بدّلت لون قصيدتي
و حرقت ورقي فوق ناصية الزمان
كي ألتقيك بكل أقراص الترقب
تستظل بساحتي
و بواحتي أعلنت عشقي
و اخترقت الريح نحوك و المكان
ما كنت أقصد في مساحات التكون
أن تكون مغامرة ..
ما كنت أدنو من طريق
سوف يبعد عن طريقك
أو يقود مؤامرة ..
لم تقرأي في قصتي
فصل الرؤى و الحلم و الصدق الكبير ..
لم تفهمي معنى الطموح بدنيتي
و هواي و الأمل النضير
لم تعلمي شوق الحياة بنبض صحوي و العبير(65/409)
أهدرت دم تواضعي
في حرقة الظلم اضطرام ..
و خنقت حبات الندى
في كل أوراق الغرام
الشك علمك الخصام
فخرجت في صمت المدى
تترنحين مع الظلام
و الآن يلمع خلف أقواس الدجى
عصب الفراق
ما كان يوماً اختياري
لم أعد في ساحة الطوفان
أبحث عن مدارى
لم أسجل في ضفاف الشوق
غيرك من عناق
لكن في الرؤيا طريقك قد مضى
عني وحيداً فاتركيني
إن في العمق انشقاق
كان اختيارك فانعمي
إني جبلت على المواجع هكذا
و على اللظى و الاحتراق
و لقد رضعت من اللهيب شراره
كي تستريح خطى الوفاق
و حملت أنفاس التقى
و نزعت أبواب النفاق
لكنه الوعد المقدس قائم
و الخير فيما اختاره
صمت الحقيقة للورى
و الصبر و الدمع المراق
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> حزني بعينيك استقال
حزني بعينيك استقال
رقم القصيدة : 64645
-----------------------------------
متفجر فيك الصباح
و صاخب في لونك الزاهي بريق
متوهج نجم السماح
و سامق منك الطريق
و عليك تأتلق الحياة
و تستفيق
جذابة ٌ أخاذة ٌ براقة ٌ
تلهو على زهر الحقول فراشة ٌ
تمتص من صدر المدى
عبق الرحيق
هذا مهب الريح
يخرج من كهوف الزيف
يجتر الصبابة
من جراح الموج
من زبد الحريق
أسمو أنا بهواك للسحب البعيدة
و الرحال أشدها
للقاك أختصر النوى
و أداعب الهمس الرقيق
فهلم رديني إليك
و مددي مطر الرواة مجدداً
في رونق الفجر الوريق
آه لليل في سماك تحورت
أجفانه السكرى شعوراً جارفاً
حين اخترقت
مدارك المملوء زهواً
و انتصاراً وا نفعالاً
و انشطارا هزني
كالمزن و احتبس الشهيق
آهٍ لنجم
في فضاء نقائك المملؤ سحراً
جاش في العمق السحيق
آهٍ لآهٍ لم يبارك نشوة الألق المهاجر
في جروف الحلم يحتضن الندى
و يهدهد الزمن الأنيق
برباك يشتعل الشذى
في لهفة الأمل العتيق
و الخير يدنو
و الزمان العذب يمسح
لوعة البرد الجرئ
و هجعة النفس العميق
***
يا منبع الإيمان
يا فجر الزمان الحلو
يا لون الجلال السمح
مزدلف النواة البكر(65/410)
صدر الأمنيات الخيرات الرائعهْ ..
و الطالعة
من كل أعماق الحنان
و من بحيرات الأمان
من الحصون المانعة
عصفورة عبرت سياج القلب
من أقصى حنين العشق
للألق المحنط
في جدار القارعة
يا زهرة نامت براحتها الأكف
توجست أن تلتقيك ملوّعة
فالأرض صارت
في هواك مربعة
و الكون أصبح مستطيلاً
و السماء مضلّعة
كل البحار إليك تجثو خاشعة
تستلهم الظمأ القديم و ترتوي
من مائك العذب النقي منابعا
حتى موائد عشقنا و ثمارها
عادت حيالك جائعة
دثريني بالسكون و مددي
عصب الحقيقة
حين تهمس ساجعة
يا هيبة الغيث الحنون
و نسمة الآمال
تهمس للتلال الوادعة
لم تعتريني أمنيات الفتح
منك
و لم تفاجئني
مطارات القصائد مترعة
فهلم جيئي و امنحيني
عفوك المملؤ حباً
و اختياراً قد دعا
شوقي إليك
فحصنيني
بالتلاوة
و القراءة
و الصلاة الخاشعة
من كل ذي حسد قديم ٍ
و انزعيني
من عجين الزوبعة
جدديني بابتسامتك الندية
و اجعلي سيف القصيدة
في انظاري مشرعا
قضت الحياة
بأن نغض الطرف
عن شطر الحقيقة
في غضون لم تكن متوقعة
يا هذه الدنيا اسمعي
أن الأمان نقاؤه يبقى معي
إشراقة في قوقعة
و بأن حبك سوف يبقى هاجسي
و تنفُّسي
و الخير عندي
بين أعراش الثريا طالعا
أو خلف أقصى نقطة
في الأرض
أو حتى
بأرصفة السماء السابعة
يا لوحة زيتية لحديقة
كادت تحدث مسمعي
بجمالها عن موقعة
شهدت تواريخ الهوى و نضاله
جيش الغرام و من معه
في لمحة قد سجلت ألوانها
بحر التفاصيل الأنيقة
للقاء الحلو
يمسح كل أتربة الهموم القابعة
فنظل ننهض هكذا
بهواك حتى آخر الأنفاس
تقضي نحبها متضرعة
عودي
فما عاد الزمان هو الزمان
و لم تعد فينا ظلال الحلم
مثلك رائعة
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> بكل وقار
بكل وقار
رقم القصيدة : 64646
-----------------------------------
أستأذنك بكل وقار
أن تبتعدي عن ذاكرتي
عن قافلتي و المشوار
وأن تنسحبي من إحساسي
من أنفاسي و الأغوار
ما كان رجائي أن تخترقي جدر الصمت(65/411)
و أن تنحازي للأشرار
ما كان دعائي
أن تختاري شبح الليل الأسود حسا ً
أن تنزلقي دون حذار
كيف اخترت الوجه الكالح
كالتنين يرف شرار
يلهو عبثاً بالأعراف
يتوه غروراً و استكبار
كيف رضيت السجن الأكبر
بين خواء و استهتار
و كيف عشقت الوهم الأغبر
ثم أويت خلف ستار
با بنت الأمس الغائم دوماً
من سيقيك من التيار
إني أرحل عن ذكراك
و أسرع خطوي مثل قطار
يا امرأة فقدت ستر الظل و أمن الدار
يا امرأة تخشى ضوء الفرح
تعيش غموضاً و استنكار
يا امرأة تحيا أبداً في الأغوار
يا امرأة تهرب منها
سحب العزة و الأمطار
يا امرأة تنفر منها حتى النار
يا امرأة ليست تدرك ما تختار
يا امرأة تلقى فوق عيوني كل جدار
يا امرأة تبقى بين سكوني
بعض حريق من أسرار
يا امرأة خرجت من أعصابي
من أثوابي
فقدت عندي كل مدار
إني أنزع فرح الشوق النابض
حولك كالأزهار
إني أسحب كل حروف
كانت عندي منك شعار
و كل صباح طل عليك
و زيّن بيتك بالأنوار
و كل طيور عبرت نحوك ثلج القطب
خليج الحب
و صدحت نجوى و استنفار
و كل ربيع غنّى أملاً
زهواً عبقاً و استشعار
سكب عليك نبيذ الشمس
عبير الوهج السائل ماءً
في صحرائك كالأنهار
إني أطلع من كلماتي
أخرج عمداً من خطواتي
أهجر أرضك للأقمار
إني أبقى فوق الدنيا لوحة أملٍ
تمنح درب الحلم إطار
إني أبقى في الإحساس الصادق وعداً
و ابن خيارٍ من أخيار
إني أبقى بحر عطاءٍ
تل إباءٍ
صدر نهار
أبقى سداً يهب صمودي
قوة مدٍ لا تنهار
أبقى خيراً وهب الرؤيا
غمر حقول الأرض ثمار
و عم الفجر الصاحي نوراً
ملأ الفرحة بالإيثار
أستسمحك بكل هدوء
أستأذنك بكل وقار
قال الشعر فقلت وداعاً
سقط هواك من الأعمار.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> أفراح من زجاج
أفراح من زجاج
رقم القصيدة : 64647
-----------------------------------
إني أحس بآهة البركان
تخرج من فمي
و الماء يطلع من حريقي
و المشاعل في دمي
فتعلّمي
مطر الحنين الآن يملأ بيتنا
بخطى اللقاء الأكرمِ(65/412)
لا زال في عينيك حلمي
و النوى
في قارب الإحساس يرحل
في سكونك يرتمي
فأتيت نحوك من مدارات تحدّت
شارة الأحداث
تطلع من عيون التيه
ترقب مقدمي
و حملت نحوك صحوة الأجراس
ترسل في شعاب الضوء
أنغام الخروج من الجنون النائم
و يظل فرح الشوق يرقص
في ظلال العشق يلبس خاتمي
فتكلّمي
هذا السكون طويلة أرجاؤه
و الصمت أخرسُ و الدقائق
سوف تغرق في الطمي
و يتوه صبري في رحى الأيام
يخرج من ثنايا الحزن بحراً
ضم في موج الحنين تألُّمي
و الخوف يهرب من خيوط الأمس
يسكن أنجمي
***
ما كنت غيرك في زمان ٍ
قد تولىّ رحله
إلا ّ جراحاً من أنين ٍ
قد ملأت فناءه
صمتا ً تكوّن في جيوب الريح
و احتمل المواجع و الصراعْ
و انساق في كل الدروب
يتوه يبحث عن شعاع
و وسائل ٍ جذلىَ و خطو
في امتداد الهجر يحتمل الضياع
لا زلت أشعر في عميق النفس
أنك فوق دنياي اليراع
و بأنك الإيمان يسكن
في بريق طموحي السامي
إلى سحب المرايا و الشراع
و بأن صدر الأرض
يحفل بانتمائك للعطاء الثر
و الخير المشاع
و بأننا مذ كان هجر ديارنا
شمسان في قطب الشموخ
تهاجران إلى البقاع
و بأنك السند القوىِّ لكل تاريخ
بدأت لقاءه
بك منذ أن بدأ الخروجْ
لمعارك الأيام
تسكن في زوايا الوعد
تنتظر الولوج
و بأنك الزاد المبارك
لا ينؤ من اختيار الإرتياد
يهب الرجاء الصحو
و الفجر الوداد
للقادمين من الديار لأُسرةٍ
عرفت خيار المجد
و اختارت طريق الإجتهاد
و بأنك الأم الحنون الرائعة ..
و بأنك الإخلاص
و الصدق العظيم
و كل أضواء النجوم الساطعة
قد كان حُبِّي في رؤى الإسقاط
ينهض كل يوم يستفيق
قد كنت أشعر بانتمائك
للنجاح يطل من قمم الطريق
و بأننا سنغادر البرد الكثيف
إلي ديار ٍ في نفوس الناس
تسطع كالبريق
و بأنك السعد الطويل و أنك
الأُنس المغامر في حيائي
و الحبيبة و الصديق
و خطاك لي
في محفل الزمن السراجْ
و بأن أملي في طريقك
سوف يخرج
من مسامات الزجاج
و بأن حزني في الحقيقة
لم يحاور مقلتيك(65/413)
و الليل في كفّيك يرنو
للنهار بوجنتيك
حتماً أقول بأنني أهدى
الطموح لديك لون تواصلي
و بأن نصرك في الحقيقة كان لي ِ
ماذا لعمرك يا مداخل علّني
في غمرة الآمال أحلم بالهوى
و النجم و الثوب الأنيق المخملي
لك إختيار الدرب يا صدر الإباء الحق
و التل العلي ِ
يبقى حديثي في الختام تأكدي
إني حملتك في طريقي كوكباً
بالحب يسطع و الرحاب الطيب
و السعد الجلي ِ
أخشى اغترابك علّه
شئٌ سيختصر الزمان و يصطلي
بالهم
يرحل في جراح تداخلي ِ
شئٌ لأحسب أنه
وعدٌ قديمٌ أوّلي
شئٌ لأحسب أنه
وعدٌ قديمٌ أوّلي.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> وعود متمردة
وعود متمردة
رقم القصيدة : 64648
-----------------------------------
و رأيت في صبح اشتياقي
لون وعدك
سابحاً بين الدفاتر
كالأصائل مترعات بالشذى
ماذا إذا
نوفمبر الآتي
و سابع وعده
في غمرة الأشواق
أقبل هكذا
و الحلم لم يبقى
سوى خيطاً رقيقاً
و انتظاراً موجزا
ماذا إذا
غطيتني
بحرير كفيك الندية
ثم صارت معجزة
و تحولت آمالنا في لحظة
لحديقة فوق السماء مطرّزة
ماذا إذا
سقطت بساحلك المسافة
لم تعد فينا ثياب الليل
تفرد جنحها
حول النجوم البارزة
ماذا إذا
هجر اللهيب دياره
و تبعثر الحزن
استتابت كل أودية الصبابة
في دروب الشمس
و انتحر اللظى
ماذا إذا
نوفمبر الآتي
بوجه السعد منك
تقدمت أوقاته
للعهد أصبح
في ربوعك
للمدارك حافظا
ماذا إذا
رمقت محطات القوافل
ساعة التوق المحلق
في سماء العشق
ممزوجاً بقطرات الندى
فتزينت للقاك
بالعزم المؤكد
و التقت
بهواك في صدر المدى
جيئي بصبحك و استميحي
قدر عزتك النبيلة نهضةً
تلقاك ما بين البشارة
في حضورك سرمدا
هذا رخام الصبر
يورق في حدائق
من حباك من الرحيق قصائدا
و مشاعراً سكْرى
و حباً مستطيعاً ماردا ..
هذا جلال الحسن
فيك تطلعاً
يبني تدفق قوّتي
و توارد الفرح الكبير
و معبده
هذا مقام الصحو عندك شدّني
وتراً تمدد
فوق أعراش السحاب الصاعدة
و سكبت شوقي نشوةً(65/414)
و فتحت أبواب الصباح الموصدة
ماذا إذا
صدحت مطارات الحياة
تفتّح الزمن الجميل منارةً
في رأسها
تاج اللقاء مورّدا
ماذا سأفعل
حين يملأ ساحتي
جيش الهوى
و تجيئني كل المدائن
صامدة
ماذا إذا
من كل لؤلؤة رَنت
في شاطئ البحرين
طلّت نجمة
أصبحت فيها سيّدة
و مليكة
عادت إليّ بكل درب
في السماء معبّدة
ماذا إذا
أهديتني وهج الشموخ
بفجر طلعتك البهية
مورِدا
هيّا تعالي نحتفي
بالبدءِ
نمشي
للزمان القادم المملوء
حباً خالدا
هيّا تعالي
نعبر الزمن المقدّس
ثم نجعل كل عام
مثل يوم واحدا
ماذا إذا
قفزت شهور الحلم
من يونيو
لتلقىَ بيننا
نوفمبر الصاحيِ
هناك حديقة متفردة
ماذا إذا
يا نجمة السعد المبارك
قد غدت
كل العصور سحابة
حبلى بعمق الشوق فينا
و انزوت متوسدة
نوفمبر الساقي
هواي مشاعراً متجددة
و منابعاً عطشى
تداعب رونق الشفق الجميل
بوجنتيك
و بالخمائل في يديك
و كل حلم
صار واقعنا المعاش
المستنير الواعدا
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> و أتى عُمر
و أتى عُمر
رقم القصيدة : 64649
-----------------------------------
هطل الصباحُ على البريةِ
في عيون الشوق
حُسناً قد حوى
زمن التلاقي فرحةً متدافعةْ
عمرٌ أتى للمشرقين على رحالٍ
لم تزل للصبح تحزم
في طريق الخير كل الأمتعةْ
حتى تقادمت الرؤى و قوامها
صبرٌ قديمٌ و ابتهالٌ دافئٌ مُترفعا
خوفي على زمنٍ تساقط
من تلال الغيب قد حصد النوى
غضباً عنيفاً ضارياً و ملوّعا
يا نبض شوقي
سر إيماني العظيم تأكدي
أن الحياة حديقة
بحنانك الفيّاض تبقى وادعه
يا أم عُمرٍ يا سماحة من رعىَ
قدسية الإنسان عندي
لا تلوّن لا ادّعى
عمرٌ سيمسح عن ثياب الأرض
كل خطيئةٍ
و يضئ بالقمر المُنير مواقعهْ
عُمرُ الذي
سيعلِّم الدنيا سماحة موطني
و يمجّد الإنسان في بلدٍ
تمدّت أذرعهْ
كي تخنق الإحساس
فيمن قد رووا
هذا الزمان قصيدةً وضّاحةً
و سقوا الحياة بأضلعهْ
عمرٌ بُنيّ الآن تخرج سيّداً
للكون تبقى قصةً
تروي سماحة والديك(65/415)
لكل جيلٍ
في الأمانة ضالعا
هيّا على مدد الحياة
نمد سداً
في دروب الحق يبقى مانعا
الله أكبر
و الحياة ندية أوصالها
و العمر أخضر
و المسافة شاسعةْ
فلتمشها أسداً
كبرجك قائداً
في موكبٍ تلقاك
بالحضن العميق طلائعهْ
لك يا بُنيّ
زُهى التحية
و التجلة
و السلام
لك انحناءات المدى
حتى السماء السابعةْ
كي يختفي وهم الطريق
على مدارات الحريق
و من معه
يا مالكاً وعد الحياة
و حاملاً طوق النجاة
على رصيف القارعة
قد هل وجهك كالملاك ملفعاً
بالصحو
بالنور المقدس مُترعاْ
و سألتقي بك وجهة الميقات
أجمل دوحةٍ
بين الخواطر و النهى متربعة
شوقي إليك و هكذا
يبقى خياري أن أجيئك يافعا
رغم انسيابي
في بحيرات الزمان
و رغم إشفاقٍ قديمٍ
لم يزل متصدعا
ها أنت تنمو
فوق سحر الأرض
في عمق النقاء العذب
ترتاد الصفاء الأروعا
فتعال يا وعد المقاصد ضمّنا
و استقبل الشوق المبارك و ازرعهْ
في كل أركان الهوى
و بكل أشجان النوى
و مواجعهْ
فتعال و اطلع من زمان الخوف
تشهد في انتصارك مصرعهْ
و تعال يا مجد المشيئة كي تقم
لك أغنيات الخير
و الداعي القويم
إذا دعا .
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> كيف عساك
كيف عساك
رقم القصيدة : 64650
-----------------------------------
و ختمت حديثي سراً ثم رحلت
غادرت حدود الأرض
و سكنت بأقصى ركن خلف النبض
ألغيت بقلبي شوق الموج إلى الإبحار
و حجبت الريح عن التيار
و مسحت بخرطي كل خطوط الطول
و كل خطوط العرض
و أزلت خطوط النار
و خطوط الكف براح يديك
و هجرت ديارك و الآثار
و سحبت الطل من الأزهار
و حبست الماء من الأنهار
و خنقت الرعد
فانطفأ البرق بوجه النار
و احترق بعيني مطر السعد
أقسمت بكل بيوت الشعر
الساكن حزني أن أنساك
و أن أنتزع زهورك مني
و أن أرتحل إلى العلياء بدون هواك
و أن أتعلم كيف يكون ربيع الكون
بغير حقولك
دون وعودك أو ذكراك
و أن ينتحر الأمل المشرق
في عينيك
و في خديك
و فوق جبينك في يمناك(65/416)
و في شفتيك و في رئتيك
و ليل التوق على كتفيك
و في يسراك
و أن ينشطر شراع القارب
في مرساك
صار الزمن الخاطئ
أطول عمراً منذ لقاك
صار الدمع الجارف بحراً
يهدر حزنا ً فوق الأرض
و في الأفلاك
صار الوجع الجارح يخدش
عصب حنيني كالأشواك
صار صفاؤك في إحساسي
موج هلاك
صار الفرح الأخضر رملا ً
في الصحراء
و صار الحب كنهر الآه
يصب بكاءً في مجراك
و كل طيور صدحت قربك
صارت شبحاً
حلماً هاجر من رؤياك
لم يأسرني قيد هروبك من أعماقي
لم ينكسر حديد وثاقي
لك في الدنيا أو لسواك
ليتك تدرك أن الحب سيصبح يوما ً
شيئاً أكبر من معناك
و أنك يوماً تبقى عندي
معبر ذكرى و استهلاك
و خنجر ورق في خاصرتي
و استنباط و استدراك
و أن الزمن يدور فتدري
كيف العمر استبق بهاك
و كيف جلالك أصبح مأوى للنسيان
و صار غريبا ً في دنياك
فكيف تجئ تفتش عني
بين النجوى
في الآمال و بين شذاك
و كيف تعود تلاحق زمني
كيف بربك كيف عساك
غادر قلبي فارق بدني
لم تمنعه حصون حماك
لم يبهره حيث السحر
و لم تأخذه دروب السلوى
روح القدس و وجه ملاك
عانق قلبي دنيا أخرى
أصبح عقلي وقت الذكرى
لا يشتاق
و لا يطراك.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> في ذاكرة النجم هواك
في ذاكرة النجم هواك
رقم القصيدة : 64651
-----------------------------------
إن غاب بفقدك يا نجم
فلك ٌيحتضن الأقمار
و سماءٌ تاهت في وطني
و بحارٌ جفّت وديار
لا زال رحيقك يغمرنا
نبلاً و جلالاً و وقار
و سماحاً ينبض إشراقاً
وعبيراً ينضح أسرار
***
مُذ غرب الصبحُ بعينيك
وانطفأت شمس الأعمار
و انشطر الزمن بكفّيك
و توارت كل الأشعار
العشق تحوّل رحالاً
ينهزم بطول المشوار
يلتهب حنيناً أفقياً
يتداعى من خلف ستار
***
(مصطفى ِسيد أحمد) علّمنا
أن نغزل عطر الأزهار
أن ننسج للفرح قميصاً
بخيوط حرير ٍ من نار
كي تهدأ خاطرة أولى
كي يسكن نبض الإعصار
و يموت حريق مواجعنا
ينفجر الحزن و ينهار
***
(مصطفى ِسيد أحمد) علِّمنا(65/417)
أن نرسم شكل المشوار
و نقود كتائب نهضتنا
في زمنٍ صعبٍ غدّار
علِّمنا شكل ثوابته
كي نشدُد عصب الإصرار
علِّمنا أن الأغنية
ستحارب كل الأشرار
علِّمنا صبراً ينقصنا
و طريق الخير فنختار
بين الأحلام و إن وهبت
للناس جنون الأبقار
تبقى الحرية مذهبنا
و الحق طريق و شعار
فالتحيا شعباً أوجده
و ليحيا عشقك للدار.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> ستائر المُنى
ستائر المُنى
رقم القصيدة : 64652
-----------------------------------
عدواً أتيتك حاملاً
كُليّ إليك
بما حويت و ما حملت
و ما أود و ما أريد
لا البحر يطفئ ظامئي
لا هذه الأحلام لا بيت القصيد
لا كل عشق في الدنا
يروي دمائي بالمشاعر و المنى
لا قدرة في الأرض أو شهباً
تسافر في السماء إلى البعيد
إلا عيونك
و الصفاء العذب يقطر مثل حبات الندى
في كل أعماق الوريد
إني استقيت و ما ارتويت
فهل لنبع من لدنك
يصب عندي من مزيد؟
ذابت معادن لوعتي
في منجم الأشواق
و انصهر الحديد
بهواك ناراً كلما
نهض الحريق بأضلعي
و توهج الزمن الجديد
إني أتيتك فارتقيت
إلى زمان البشر خيراً
و انطلقت محلقاً
مثل الصباح بكل عيد
من غير عينيك الجميلة
من يعيد توازني
و يجدد الميلاد و الفرح الوليد
هي ومضة سقت الشعاع نقاءه
حسناً و اشراقاً فريد
هي ظبية في حقلنا الممتد
في فلك الضحى
هي روعة تنساب من كف و جيد
سقط النوى
في لجة البحر الهوى
و الموج ملتهب عنيد
و الليل و البدر المزان
يتلاقيان بلحظة
في صدرها الولهان ينهض كوكبان
فعلى يسارك تستريح الشمس
من رهق الترقب كلما
طال انتظارك و استوى عود الزمان
يشتهيك البحر مثلي
و الشواطئ في حضورك تستحيل نمارقاً
بجليل قدرك مشرقين وصولجان
و حديقة تمتد من عينيك
صوب البرق في توقي إليك
لمسكن الآهات في أقصى مكان
أبقى أنا بصلابة الإيمان
بالصبر الجرئ
أبيع خوفي بالأمان
إني جذبتك من غصون النخل
ثمرة فرحة ثقبت جدار الأفق
نامت بين عصب الريح
شغفاً و احتقان(65/418)
إني عصرتك من نبيذ السحر عشقاً
و احتويتك في ربيعي اقحوان
و زرعت فيك سنابلي
كالحلم يبقى صاحياً
فتنام قربك نجمتان
في كل حقلٍ من صفائك مقصدٌ
في كل وهج من جلالك هالة
ملك و جانْ
حيرى ثياب الخارجين من الدوائر
متعبين بحبك المنساب
في نبض القبيلة مهرجان
فلا تلمني في هواى
و لا تذر وجه الجوارح بالسنان
و لا تبارح ظل شمسي
أو تدر من خلف ناري
عالقاً بين الدخان
سيظل وجهي ساطعاً بك
زاهياً في كل آن
و هواك يبقى سيدي
و رؤى الحياة
و قامة الزمن المسافر
للمجرات القصية
للعواصف
للعواطف
للحضور الصعب
في هذا الأوان
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> خرج الرجاء
خرج الرجاء
رقم القصيدة : 64653
-----------------------------------
سالت دموع الغيب
من مقل الوداع القاتلة
فلتخرج الأحزان
تقفز من تلال الوهم
من سحب الهموم الهاطلة
سأقول للأيام وعدك لم يزل
قدراً تكوّن في ظلال الحلم
و استرخى
على كتف الشجون الراحلة
و أحب في عينيك صدق الخوف
من وله المخاطر
حين تستلقي بأجنحة الأمان الباسلة
و تهب في صحراء أوجاع الحقيقة
ذكريات حافلة
بمواقف النسيان ترجع
في ليالي الوجد
تسكن في دوار القافلة
و أنام قربك يا جدار الفصل
أستهوي خيال الوصل
من نعم الحشود الماثلة
لا هان بعدك انتماء الأصل للغفران
أو هزج الخرافة في دعاء السابلة
مضت السنون و هاهي الأيام
تطلع من ثياب الليل
تعصر أدمع الأشواق فجراً
قد تهادى في رباك فواصلا
مهلاً هنالك قد ختمت مواجعي
فاحمل ثيابك و ارتحل
ما كان عشقك غير غيم
قد تمدد لونه
في العمق حيناً ثم أصبح شاملا
قد كان في هذى المدينة توبتي
من كل أعصاب التوتر
و الورود الذابلة
قد كان في عذر الجوى
مرئية الشوق الموشح بالنوى
و غرابة الأحزان في خيلائها
تنمو على أرض بعقلك
لم تزل متداخلة
فادرك وداعي
إنها الأيام لم تشف المآسي
في تصورك الهلامي الرؤى
جيشاً ترامى في السماء جحافلا
أنا لا أخطط للهروب و إنما
دلف الخروج اليّ(65/419)
من باب المحيط سوائلا
خرج الرجاء
و أنت أول من بنى
للريح باباً في السهول القاحلة
اذهب فقلبي ليس معتكفاً عليك
و لست أرجو من لدنك وسائلا
للصحو من غفو المواجع
و الرجوع ألي الحياة الآملة
في البدء كنت كوردة عذراء
لم تدرك بكاء النحل
حول رحيقها
و خطى الفراش
و كل دمعات الحنين الرافلة
و فجاءة
ظهرت براثنك التي مددتها
كثباً حوتك رمالها
في كل أغوار الصفات فصائلا
قد كان آخر ما نزعت به الخدوش
حديثي الملتف حول الأرض
يحصد في الدوائر قائلا
صوت الهوى الممزوج بالهذيان
يعتصر انغماسك و انغماسي
في الموانئ
سوف يسقط زائلا
و الآن أرجع لابتدار الصدق
للإخلاص
للعشق الخلاص
إليه أصعد نازلا
أبني دياري
في رياض النفس مجداً
دار من حول الأوان
مناطحاً و مطاولا
فابشر بحبٍ يا زماني
سوف يشرق في الحياة ربيعه
نهراً ندياً سابحاً
مسترسلاً فوق الحياة
حدائقاً و جداولا.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> ثقب بحجم المشعل
ثقب بحجم المشعل
رقم القصيدة : 64654
-----------------------------------
ماذا أفعل؟
سأفتح ثقباً فوق الصدر
بحجم المشعل
و أسحب منه يديك و قلبي
وعد ربيعي و المستقبل
و أخرج منه فتطلع مني
قطع الحلم و قمم المنهل
أرهقتيني ..
عبرت إليك محيط سنيني
طلعت إليك فأسقطيني
و سقيتيني
كأس الإلفة ماءً سلسل
باب الشوق لركب حنيني
أصبح مدخل
ذنبي كان الصدق العاري
ذنبي أنك كنت شعاري
عهدك أصبح ليلاً أطول
فتخيرت الدرب الأسهل
لاستقطابي
تاه بريقك فوق سحابي
و قبلاً كنت القمر الأجمل
نظرت إليك بسطح سرابي
بين المدخل و الأقواسْ ..
و بين حدودك و استعجابي
و التعويذة و القدّاس
رأيتك حجراً
لم يتعلم
أبجد هوّس في الإحساس
و لم يتحول
فوق الوهج لقطعة ماس
و لم يتجمل
خشيت كثيراً حين حبستك في الأنفاس
و كدت أحطم صدر العزة بين الناس
و كدت لأشعل حقل القمح
و كدت أقاتل ضوء الشمس
صدى الأجراس
و كدت أهد شموخ الصرح
و عهد نام بحد الرمح
و خلف الصبح(65/420)
مددت إليك حبال فنوني
فكان جزائي فتق الجرح
خطئي الأوحد كان سكوني
لذر رمالك فوق عيوني
و استحلائك صبر القدرة في إيماني
و استهوانك بحر شجوني
صار حديثك عبئاً
فجّر صدر النخوة كالبركان ِ
و ألغى الأمل و كل جنوني
فكيف الآن أراقب صوتك
مثل البرق يسافر نحوي
أو أتعشم أنك أولىَ بالأشعار
و أنك كسرى فوق البهو ِ
و سبأٌ ترقد فوق دياري
خطاٌ أكبر أن تحتضني لحظة سهوي
حسبتك بدءاً بنت الشمس
تضئ الليل و تهب الناس صفاء المعشرْ
حسبتك بدراً يشرق نحوي بالآمال ِ
و يجعل دربي لوحة مرمر
حسبتك ليلىَ في الأمثال ِ
و قلبي فيك تحول عنتر
حسبتك حقلاً فوق رمالي
و الصحراء الكبرى عنبر
خطى بلقيس ..
و وله البابا و القديس
حديث الهدهد لسليمان
عن الإنسان
إذا ما أصبح فوق الدنيا
ملكاً أكبر
حسبتك موسى
هزم السحرة
شق البحر و كان الأمهر
فكيف قسوت بكل القوة
ثم هجرت الدرب الأخضر
و كيف اخترت دهاء المرأة
و تحولت لأنثى أصغر
كان غريباً أن ألقاك امرأة أخرى
تمص الضوء لكيما تظهر
و كنت قريباً عندى وهجاً
كنت ملاكاً فوق الأرض
و فوق سمائي جنة كوثر
فهل من بعد أظل بحبك
طفلاً يخشى ريحاً صرصر!
و هل سأقود الموج لبيتي
أنبذ وقتي أحلم أكثر؟
و هل سأفجر صرح عطائي
أو أختار زوابع دائي
أو أبتلع محيط المظهر؟
كان خياري نقطة ضعفي
عذري كان الزمن الأغبر
و عدت الآن لألقى داري
أهلي وطني حقلاً أنضر
كان نسيج الحزن المخفر
كان دعائي جسر المعبر
تركتك خلفي
حين رأيت الحق أمامي
هاجر خوفي بدأ سلامي
حزني أبحر
و عدت لشطي خف زحامي
تاه البحر بساحل لهفي
كل السحر عليك تفجر
نبع الحلم الصاحي أغفي
و الإشراق الوهج تحجّر
فابقي خلفي حيث تكوني
زهر الحق اختار غصوني
حزني أصبح قطعة جوهر
و جئت الآن و كلك دوني
فشاء المولى
لطف و قدّر.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> البحر مدخلي إليك
البحر مدخلي إليك
رقم القصيدة : 64655
-----------------------------------
كن شاطئي يا بحر واحمني(65/421)
من موج هذه المدينة ْ
كن قلعتي و زورقي
و حصني الأمين و السفينة
كن راحتي و مضجعي
و رونق الصفاء و السكينة
كن ساعدي و قوتي
على مطارق السنين و الصبابة
كن دوحتي و قدرتي
على المواقف المُهابة ْ
كن فرحة المصيف بالسحابة
مذ نامت النجوم تحت شرفتيِ
و أنبت الرخام فوق غرفتي
حدائقاً و غابة
الليل ما ونىَ ..
على جواده النهار
أو توشّحت عيونه السراب وانحنى
و عندما تكسر الشعاع و انثنى
تشبع المساء و انطلقْ
بصهوة النقاء فائتلق
المجد للفراش و السقوط للهزيمة ْ
تحية لكل من أقام للجراح قيمة ْ
وعزة لرهبة المشاعر الأليمة
فصمتنا قصيدة ْ
و حزننا بكفة الشروق موجة عنيدة
أتيت يا حبيبتي
إليك حاملاً عذوبة السماء
صفحة جديدة
لعلّه الشعور بالأمان بيننا نُعيدهْ
لعلّه الهروب من وقائع الحياة
يمنح السلام عيدهْ
و يجعل النضال دارَه الوليدة
و حلمك الهناء و الزمان في يديك
حلم عابر على الطريق نحو بلدة
تناثرت دماؤها على جحيم مقصلة ْ
فلا ولم تكن لدىّ
في اتجاهك القديم بوصلةْ
و لا الطريق دونك انجلىَ
يا شعلةً من الحنان مذهلةْ
فلتفتحي كهوف دهشتي لكل قافلة ْ
ولترمقي بريق مهجتي و لتستقي بمحفله ْ
فمدّدي عقود فرحتي
و حدّدي شواطئ الوله ْ
فما رميت إذ رميت مقتلهْ
الموج بيتنا و البحر مدخلهْ
يا ليتني اعتمرت في هواك
و احتملت صبري الطويل
و اعتصمت في دواخلهْ
كي تطلعي كما السناء في محافل العُلا
أو تخرجي كسنبلة
فها هنا توهجت جراح نشوتي
و هاهنا تفجر الحنين قنبلة
فلا أنا و لا الزمان ما روى
للشمس قصتي بما حويت أو حوى
فصدقي روايتي
و ما عليّ إثم ما حكيت يا وطنْ
فاحمل الأمانة القوام و الشجن
و طهّر الزمن
من ثورة الغياب من تعلق الرقاب
بالضياع و المحن
في بلدةٍ تداعى صمتها و صوتها اندثر
فعلم الرؤى محاسن الصور
و دغدغ القمر
كي تصبح الحياة كوكباً من العطاء و الثمر
و الفجر بيننا يظل مستقر
فالخير و البقاء و الحذر
و الهمس و الشعور والسحر(65/422)
جميعها جميعها قدر.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> أحزان غاضبة
أحزان غاضبة
رقم القصيدة : 64656
-----------------------------------
فلتجرعوا ما شئتموا
من جذوة الغليان نبع شقائكم
و جعاً دفين ..
و لترشفوا ماء الصبابة
لوعة الضجر الحزين
و لتستظلوا بالحريق
و تستفيقوا بالأنين
الجمر بين صدوركم
عصب العيون عن الحقيقة
فاستدار الحلم عنكم
و اشتراكم مارد الكذب اللعين
فبقيتموا في لجة اللهب السعير
مواقداً للنار ظلت تصطليكم
كلما ضاءت بروقي في السماء
و كلما لمعت نجومي في الجبين
إني بنار جحيمكم و بغلكم
كالماس أبقى ساطعاً
متوهجاً في كل حين
إني أحس بقدرة الإيمان تسكن عزّتي
و تدغدغ الأنفاس عندي بالحنين
إني أحس بقوة تسري عميقاً في دمائي
كلما أزف العناق
و كلما وجفت قلوب الحاسدين
الطالعين من الجراح
إلى الجراح
ذوي الوجوه الكثر
و الضعف المهين
ما حاجتي
لمثيل من سقط الفراغ بجوفه
ما حاجتي لحقول صلصال و طين
و هواجسِ لا ترتقي صرح اليقين
إني تقمصت الهوى و الصدق
و اخترت السماح طريقتي
فدواخلي بالحب صارت لا تلين
و لقد تبينت الطريق فويلكم
بالحقد تسقيكم لظى زقومها
ألماً سخين
أبقى أنا جيل العطاء
السمح و الوعد الأمين
قمر الزمان المستمد نقاءه
من غفوة الإيماء ترجع بالسناء
تشد أعصاب السنين
أحيا على مر العصور و قامتي
فوق السماء نطل بالصحو المبين
***
كم كان بيني و الخواطر
في عيون النجم حلم
ظل يطرق باب بيتي في اندهاشِ
يحتويني في رباه
أنا قد سكنت البحر قبلك يا مياه
برقت عيون الموج في شط الجزيرة
أدركت جوف النواة الطفل
أعشاب الرجاء
كم هزني عصب البراءة
جددت تلك التلال حريقها
و تجمدت سحب الخواء
النار و الزبد المشتت في جروف النهر
دغدغ صمته لحن الصبابة
و اكتسى بالصبر و الرمل المسافر
في عيون الشوق يحلم
بالرغيف و بالكساء
جاع النهار فجف حلق العصر
و انتحب المساء
و الليل يبحث في الدجى
عن فجره المنثور في كل المدى(65/423)
و بكل زاوية تحلق في الفضاء
إن صدكم خوف الذئاب من الذهاب
إلى عرين فراستي
فالخير زان مسافتي
و أنا الطريق إلى دروب الإنتماء
العز بيني و الحياة تظل بدراً
في عيون تطلعي
تاجاً أنيقاً و احتفاء
و وجوهكم تبقى تراباً عالقاً بستائري
و حديثكم محض افتراء
كل الثعالب و الضباع تعيش مثل حياتكم
أبداً و تحيا في الخفاء
و بجرةٍ ملأى سموماً و ابتلاء
زمنُ مريبْ
ماذا لعمرك يا طبيب؟
تشفي عليلاُ واحدا
و تصيب ألفاُ منً تصيب
بالغيبة الكبرى و أسرار النميمة
و الترصد و العداء لمن خسرت نزاله
في ساحة البحث الرهيب
فظللت تصرخ في الطريق و لا مجيب
ثكلتك أنفاس الضياع
و ضمك السقم الغريب
حُمى تصيب الخاسرين بجوفهم
و تؤكد الداء العجيب
رصدتك أوجاع الملاريا و الشقاء
بكل ميقات عصيب
هذا زمان لم تعد فيه الصحافة
و الحضارة قمتان
و لم يعد فيه الحسيب و لا الرقيب
حتى التماثيل الحوائط و الدمىَ
تحكي قساوة من رمىَ
إحساسه بالهمز و اللمز الكئيب
ها إنني وحدي خرجت
من الظلام إلى الضحى
عبر الرجاء المستطيب
فارقت جمع الخوف
ودعت المهالك و النحيب
و هززت جذع الشمس
حتى تساقط ضوؤها
فوق الدروب
من الصباح إلى المغيب
و صرخت ملء الكون صرخة ثائرٍ
ملك الزمان بعشقه ولهاً مهيب
أحببتها و أحبها
و أكون في كل المحافل قربها
حبل الوريد لقاءه بعدُ قريب
في لحظة صار الزمان قصيدة
و بلحظة صار الهوى انشودة
و الأرض عندي كلها
صارت حبيب.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> مرافئ الظمأ
مرافئ الظمأ
رقم القصيدة : 64657
-----------------------------------
و تذكر الصمت القديم صبابتي
فرحلت أنعم بالمنى في الغيب
أخرج من سكونك و الظمأ
هلاّ أتيت و سيفك النغم الشجي
خطاه تحلم بالنبأ
خلف الستار الظل يرشف
من ضياء السحر فيك
سنابل الحسن الذي
لا غاب عنك و لا اختبأ
يا شوقها المنثور بيني
في حروف العشق عندي
في المقاطع و الهوى
و بكل ميلاد بدأ
بك رحلتي نحو النوى(65/424)
يا أجمل الطاقات تحملني إليك
توسديني
جددي روح النضال البكر
و احمي عزتي
من كل ميعاد صبأ
و تمايلت جدران قصر التوق
حين خواطري همست إليك
بقدرتي لما اتكأ
في صدرها ضوء النهار
فحدثتك عن التلاقي
كلما نهض انعتاقي
و الزمان قد اجتبأ
زهدي على حجرات من وصف
التدابير التي حفت مقدمة الحنين
فلم يشأ
إيقاظها أنّى تولت رحلها
صوب اعتبارات الأسى
لما اهترأ
لو كان بحرك من مدادي
أو تدفق من ودادي
في شواطئك الرحيل
و موجه العذب امتلأ
بهواك حتى آخر الأنفاس
أغدق شاعري بالطيب
أسكنه الملأ
لمَا نفدت من اشتياقي
فاسبحي في داخلي
ما شئت و استرقي الرؤى
كي يهرب الزمن الخطأ
و ليهبط القمر المبارك بيننا
فتدفقي كالماء في بحر احتراقي
إني ضربت الأرض حتى قطبها
و سكنت وحدي في سبأ
***
كم يا جميلة أمتي
يا وردتي و بشاشة العصب المُعنّى
بابتعادك برهة
صمت الشموخ و ما تدلت
بعدك الأغصان
لا الحصن انفصل
من بعدك النجمات ترحل
من مدارات لها
خلف السماء ببيتنا
و البدر أدركه الملل
بحرٌ و بحرٌ أنت و الموج استوى
بحرين تمتلكين في صدري جوى
و على المسافة لم يزل
ليل الطلوع بعيدة ساعاته
فتمسكي بالحسن يا من حسنها
فاق القصائد روعة بدلاله
في التيه
في الفرح النبيه
و في الجلال و في الغزل
إني أحسك في الحروف
و في القطوف و في شعاع الشمس
في زهو الجروف
و في صدور السحرأجمل من حمل
من مقلتين و من يدين
و من شفاه تستظل بمشرقين
و من خصل
لك يا حبيبة قدرتي
نخل الحقيقة قد تهادى
في دروب المجد
في وهج تحدّىفيك ألهبة القُبل
إني أجيؤك كلما
وقف الصباح أمام داري حاملاً
في كفه اليمنى أمل
لا ليس يدرك عصرنا
مد الخوارج
إن تطلعت القوائم
تستبيح عرى الدجل
وطني بعينيك انتقل
فحملت أمتعتي لديك
سكنت في وهديك مثل فراشتين
جعلت من حضن الضياء
عليك ينبوع الزجل
مدّي بريق الصحو نحوي
ثم جيئي علّنا
يوماً سنرحل من ضفاف الأرض
نسكن في جزائر وجنتيك
على زحل
هذا هو القول الأخير و إن يكن(65/425)
شئ عميق في الدواخل اشتعل
شئ تمكن من هزيمة دهشتي
شئ بأرصفتي هطل
فتح القواعد للشعاع و لم يزل
ينمو بكل شوارعي
و يحل بالبيت المقدس إذ نزل
من كل أبواب المروءة قد دخل
شئ أحب وجوده
في كل خارطة الحياة
بما احتويت و ما اعتمل
في داخلي و مداخلي
في الجوف عندي
في الفؤاد و في المقل
شئ أحاكته المواسم
من خيوط محبتي
شئ دعونا أن يعود
و قد وصل
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> نحو الشمس
نحو الشمس
رقم القصيدة : 64658
-----------------------------------
في عينيك
لون الحزن شكّلني
فراشات من الإحساس
لوّنني
بوهج جمالك المسكون
بالاشراق
و الأضواء و الرؤيا
وصدر صباحك الوضاح أهدانى
عبير بيارق الآفاق ضمّخني
بكل مباهج اللقيا
وحين سقيت البحر
من نبضي
تهاوى الليل و احترقت
شموس الفجر و السقيا
ظلال السحر
في عينيك تستجدي
جواهر حسنك المنثور
فوق سماء أشواقي
تطير حمامة جذلى
و تعبر نهر أشواقي
وتهديني إذا ما البرق أوعدني
جلال وداعك الراقي
أنا و النار غطتنا
هموم شقائنا الساقي
عيون العالم المحمول
فوق دوار إخفاقي
فلا تستنفر الأقدام
حين سواعد الأيام
قد زرفت مآقيها
دموع الخوف و الغليان
ومض حريق ماضيها
رياح الحزن جرفتني
و قد طالت لياليها
أكون و ما أنا غيري
على حق ٍ سما تيها
وأهداني بساعة رنة الميلاد
في صدر النوى قمرا ً
تمدد في روابيها
و صاحب سامر الصلوات
أحرق قلبه فيها
إليك قصيدتي لحنا ً
رنا و انساب في دنِّى
إليك أمد أنغامي
على مد الصدى أبني
بريق الوعد في صدري
و إحساس الهوى بيني
ربيع الأرض يهجرني ِ
وزهر الحزن ف عيْني ِ
جذور الهم سبقتني
بثوب النار غطتني
زُهى عينيك يأسرني
ويسحب ساتر عنِّي
و سر الجرح سنبلة
سقاها الحلم من حسِّي
عبير الصحو والنجوى
إذا نضحت به كأسي
نقاؤك علمّ الأشجار
أن تنمو على رأسي
وحزنك علمّ الأزهار
معنى النطق بالهمس
وصدرك علمّ البركان
معنى الصبر والبأس
وحبك علمّ الإنسان
ما لم تعلم الدنيا(65/426)
إذا ما جاء بالدرس ِ
لعلىّ إن هفا زمني
بحبك غابت الذكرى
ولفتني أساريري
بشوقك و الخطى سكْرىَ
تحاور صمت تعبيري
أنا لم أهوى إلا ّك ِ
بمقْدُمة ٍ وتأخير ِ
تساقط في الدنا رحلي
وخوفي من مشاويري
إذا ما ساقها ويلي
وضمّتها مقاديري
سيبقى دربنا نضِرا ً
تشبّعه أساطيري
ويبقى حبنا بدرا ً
على المحراب والدير ِ
وتبقي أنت ِ في قلبي
نشيداً من مزاميري
وأسراري وألحاني
إذا ما تاه تفسيري
ونحو الشمس مقصدنا
فهيا نحوها سيري.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> من يمنح الريح الهوية
من يمنح الريح الهوية
رقم القصيدة : 64659
-----------------------------------
و كسرت بلحظة صدق
طوق إساري
ومشيت إليك
لعّلي أخرج من أغواري
أسرج خيلي
أسأل ليلي ِ
عن أقداري
وما روّعه الأمر لديك
ضج رنين الصخرة تحت شجوني
شد الموج رباط شعاري
تاه بأرض الصخرة ِ ليل سكوني
همَس المطر بتحت جفوني
سقط الشجر فسقتك منىِّ
نحو الغابة بين غصوني
صعب شوقي
أن يرتاد دروب الصبر ْ
و جوف الزمن تحرر حين
اخترتي الهرب
و فتح القمر ظلال الفجر ْ
وهبتُك عشقي
لون الأمل وكل النذر ْ
أشفقت عليك من الغليان
ومد القلق النبض البحر ْ
طيَّب طيف النجم جراح الصدر
سكن الشرخ عيون الألق ِ
وكان الحس القاصد بدئي
يحمد هجرك
للتوقيت الساكن صيفي
تركتك حينا ً
ثم سحبت خلايا لهفي
فصرت كسيحا ً ضاع بساحي
مقبض سيفي ِ
فماذا أفعل عند العزم ِ
وعند خروجي خلف الموكب
أخشى منك و من اخضاعي
من إقلاعي
يوم شهدت رحيل المركب ِ
***
لست أخاف عليك و إنّي ِ
تاه الرعب النائم بيني
و بين الشوق وبين هروب الطير
و عند المد بسطح الوثبة ِ مُنع السير
فاستبقيني نحو القاع
ومدِّي السحر إلى نافذة ٍ
تطلع سرا ً فوق شعاع
أهداك الشوق قصيدة حُب ٍ
جعلت كل العالم يصبو نحوك
فتركتيني عند الشجرة أرقب ظلِّى
أحرق كُلِّى
وتحترقين بقلبي شبحا ً
مات شهيدا ًو هو يصلِّى
كان خضوعك للحُراس
يشق زحامي
فهيا عودي حيث أتيت ِ
فقد أقسمت(65/427)
بألا أرجع للأوهام ِ
وأنت ِ أمامي
آخر ما غنّيت َ لديك سلامي
سَرقتِ اللحظة من أيامي
سأعود لبيتى عند الفجر
وهذا القسم الصادق يدرك
معنى أن أقتلع جذور النخل
وأرشف سم الوقت
و أكشف للنسيان بيوت النمل
أروع ما في قلبي لحظة صدق
تمسح كل دروب الماضي
وتنسى الظلم
وهول أزيز الجرح
بكل شقوق بكائي
وشكل عنادي
لن يفزعني نصل الرمح
و لا وخذات حديثك عند النوم
ولن يعشقني من سيصوم عن الأذكار
بشهر الصوم
ولن أتداعى بعد اليوم
فهذا الخوف نذير الشؤم
و إني أخترت فراقك حتما ً
حتى يعلم كل القوم
أن الأرض هنا كروية ْ
فليس لديك الآن هويّه
سنقرأ بعضا ً من أحداث ٍ بين الكتب
و أختم قولي بالمرثيه
كان البحر الفاصل حدّي
فهيا أغتسلي
هذا آخر مقطع وله ٍ
مات وحيدا ً دون قضيه.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> للشمس قضية
للشمس قضية
رقم القصيدة : 64660
-----------------------------------
الآن سأختم قصة سفري
نحو الشمس
من حيث ركبت هنا
في هذي الأرض قطار اليأس
أحسست بحبك
كان جبالا من أمواج ٍ
ظلت ترقد خلف الليل
تشد حبال الصوت
تطرق عصب الرأس
في هذا اليوم
و بنفس الوقت
أودّع شوقي
و الإحساس بنبض السيل
و أرسم نفقا ً تحت خليج الزمن
لأخرج منه
وأنبذ من أعماقي سحب الويل
حين تحدّى الوهم حدود اليأس
شيطان الغيرة نام بحد الفأس
وسوف أقاوم كل همومي
ألعن كل طيوف الحلم القادم
من أعماق الأمس
لن أعتزم دوام الإلفة
حين سرقت من الأحزان
بديع حواسي
و حين قطعت العصب الأوّل
من أنفاسي
وحين توشّح نغم الرحلة
شكل الهمس
أحرقتيني فوق الرمل
وشتتيني بين الخوف
وبين الأمل الأكبر وحدي
ثم عصبتِ عيونيِ عنيِّ
وسبقتيني نحو الوردةِ
تمتلكين بقايا العرس
كان البعد الفارق من أعماقي
يرد حدود الشوق إليك وحيدا ً
يصبح أكبر من آفاقي
لم يملكني صوت أنين الجرح بقلبي
حين رميت القول علىَّ
و تركتيني دون هويّه
وكسيتيني بالأشجان ِ
ونهيتيني عن أفراحي كل عشيّه(65/428)
و قد اعتدت عليك فهل تدرين
بأن الشعر ختام جنوني والمرثية
وسحرا ً ظلل شفق البيتِ
لعلى أذكر أنك كنت
أميرة وقتي
يبدو أنى قد اخترت طريق ظنوني
قلقي الأوحد أنى أكثر من أوهامي
أنا والمطر سنبدأ عهدا ً
تبقى السحب عليه ندية
ساق العشق إليك سلاما ً
ظل يهاجر من أحزاني
حين تدثر معنى الحب بسقف هوانى
عذرا ً صمتي
إن مزّقت عليك ثيابى
حرقت الغيرة في أعصابي
سقطت ْ كل جراحي حينا ً
فامنح قلبى أمن الله وحُسن النيّه
وسُق من أرقي
نار القلق ِ
نام الشوق و أومأ برقي
وظلّ الأفق الأخضر حيّا
تركتك زمنا ً أدرك فيه
بأن الله أظل خياري
بارك فيّا
سيرن الهاتف نصف الليل إليك كثيرا ً
لكن دوني
أنا و فنوني
فاذهب عني
ليبقى الليل الرابط
خيط وجودك
مثل الكوكب
أقواس العلم ستبقى المذهب
من حيث بدأت أتم حديثي
في هذا الوقت
كتبت إليك العذر الأول
حين دلفت إليك
إلى أخدودك
وبنفس الوقت بنفس الغرفة
الأمل إليك تحوّل
ولآخر مرة فى إحساسي
لن أتجمل
فأنا قدّرت طريق خلاصي
فاسحب منّي كل جنودك
واستودع حبِّى
إن الشمس تموت الآن
فلا تستغرب
موت القمر بليل عهودك
حتى تذبل كل ورودك
سئمت الموت ببحر شرودك
فاعذر كلماتي
رد نجماتي
إني أطمع
أن أقتلع جسورك
وأن أنتزع من الأعماق جذورك
فانسى شجني
واهجر زمني
ليل الحيرة كيف يقودك
ما عاد الحب القادر ينمو
ما عاد الأمل إليك جريئا ً
يا حلما ًمات بعهد جدودك
يا حلما ً دفن بأرض خلودك
يا حلما ً بُعث كطيف صمودك
يا حلما ًمات بدون وعودك
يا حلما يبقى قبل وجودك.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> على امتداد الأسى
على امتداد الأسى
رقم القصيدة : 64661
-----------------------------------
أشرقت شمس الأماني
في عيون الحق وانتفض المُحال
وتحوّل الصمت الجريح براثنا ً
تصطف من فوق التلال
وهجٌ تمدد في اتجاه الريح
فتحا ً زاحفا ً
حف الجداول والظلال
ماذا سنفعل ُ والهُدى
قد تاه في بحر الخطايا
غام في زخم الضلال..(65/429)
مأذا سنفعل ُ في هوان الناس
في الوطن الرحال
الغصة الحمقاء تحمل كل آلالم اللّظى
والطفل يفقد روعة الحس البرئ
يساق قهرا ً للقتال
في كل شبر ٍ حكّم الإخفاق
نهر الحزن فينا
في امتداد الأرض والغابات
والليل المخيم في الجبال
باسم الحضارة
نهج وثبتنا الفتية
قد تحولنا جماداً
واكتئابا ً وانعزال
وتمزق الوطن الجميل
ومات إحساس الجمال
نهشت وحوش الذل منا
لقمة العيش الحلال
واحترقنا في لهيب الخوف
مات الشوق فينا
حلم يقظتنا الأبىِّ
ووثبة الآمال والغضب الوبال
وتكاثر الدينار في الطرقات كالسرطان
وابتاع القضاة الدَّين منا
زيّن الدولار قصر المترفين
وودّع الحق اليقين
وباتت الشمس الجوى
زُجّت جهارا ًفي كهوف الإعتقال
من آمنوا بالحرب
فازوا بالجنان
و بالجواري
مارسوا بالجهل فرض الامتثال
يا فضل ظهر الموت اخرج
من شعار الزيف
واكشف وجهة الشيطان
تلقى في المرايا هيكل الايتام
يطلع من تواشيح الرجال
لا تحسبي يا ثورة الأوراق عفوا ً
أن غصن الحلم يوما ً
قد تداعى واستمال
لاتحسبي مجد المواقف قد تراخى
أو تساقط واعز الإعزاز منا
أو توانى
والمداخل لم تعد بعض احتمال
نحن من جوف الصخور النار قدْرا ً
نملأ الطوفان موجا ً عارما ً
يمتد في أفق الزوال
نحن رغم الجرح والضعف الهزيل بعودنا
أملا ًمن الوثب الجرئ
و ماردين من العطاء
و هاجسين من النضال
سيسجّل الميلاد عصيان المدائن
يشعل الإيمان ألياف البدائل
حارة الأورام و النهج البدائي
الخرافة والزكاة الاحتيال
يا سلة التاريخ هل يسع اتساعك
لاحتواء دوائر الأوهام في وطني
ودنس الإحتلال
هدّوا البيوت وأعدموا حس الاصالة
أهدروا ثمرات خير الارض
قد حرموا النهار ضياءه
و العرس معنى الاحتفال
مزجوا الشهادة بالهوى
أغووا صبايا الجائعين بعرسهم
عند الجنان
وهرّبوا مال اليتيم
وعزة الفقراء في أرض الكرامة
وادعوا نور الصحابة
والمهابة
والجلال
حتى الصلاة تحوّرت بوابة لخداعهم
والليل في الأفق البعيد توشّحت(65/430)
نجماته خِرق السواد
وتاه ضؤ الشمس
وانتحر المجال
والحق صار ضياعنا المرسوم
في كل الوجوه
وفي مياه البحر
والنيل العظيم
وفي الأغاني والمعاني والخصال
وتغرّب الإنسان في كل الربوع
وفي محيط الذل سطح مهانة الآمال
نعش طموحنا
والسّجع والقصص الطوال
حتى عظام الموت في الطرقات
سارت بين أشلاء الرمال
والخارجون من القبور
الداخلون جزيرة الغليان صدر النار
جرحا ًهزّه وجع السؤال
الريح والأمواج في شعب الجسارة
والخطوب تطيّبت
حين أغتسلنا بالسنا
وتهيّب الزلزال منا والمجال
وعدا ً بأنّا سوف نقدم خلف
أضواء المساء
وفوق أعراش الطليعة
شاطى الأجراس عنقود النوال
سنعود والتاريخ يسقط من حسابات
الخرائط حائط الوهم المرابئ
و احتقانات النزال
و نسطرّ الزحف المقدس
في دهاليز المدينةِ
سوف نرسم في فضاء الصبر
أقواس الكمال
ونعود بالأحلام شعلة فرحةٍ
ترد السهول وتمسح الآلام عنّا
تجعل الوطن المثال
و القدوة الحُسنى ومعنى الحق
و النصر المؤزر والمقاصد والوصال
و نهدّم السجن الورق
و مذابح الليل الأرق
و بيوت أشباح الهزيمةِ
و المقاصل و الحبال
و يعود للأوطان معنى أن تكون
و أن تظل
و أن يطوف الخير فينا صحوة
تنمو زهاءاً فى الجنوب
و في الشمال
و الشرق و الغرب الرؤى
وجزيرة النيلين ترضع
من عصارات النوى
وجداول الماء الزلال
حتى الحمائم والفراشات التى قد هاجرت
ستعود تطرق بابنا
وببيتنا
تلقى الوسائد
تهتدي بالصدق
ترسم في تواشيح الشعور
الفجر نورا ً لا يزال
يسمو بكل سحابة
مرّت على وطن المواجع
واستقت من عتمة الليل القصائد
صدّرت للشمس عنوان المقال
حتى توارت في الضحى الوسنان
أنغام الشذى
وتوحّد البركان فينا
واستعاد الفجر هيبته الوقورة
لم يعد في العمق
شرخ و انفصال
فإليك يا وطني سماح
في عميق الأرض يرحل
في المجّرات البعيدة ِ
في حنايا الشوق
والعشق الطويل
و في التحية
و انحناءات التجلة
مسجدا ًلصلاة نهضتك الأبية
أذّنت أوقاتها صدحا ً
تؤضأ عند مقدمه هلال(65/431)
فهلم عد و احمل لنا
من نجمة السعد المنال
فالوعد إما أن نعيش
على دروب الفتح خيرا ً
او نموت على زوايا الحلم
والصبر ابتهال
فالحق لايُعلىَ عليه
و لاشموس العزّ تخبو
فى جبين البحر تسقط
أو سماؤك تختفي
خلف الرماد ِ
ولا لقدرك يا بلادي
غير عرش ٍ لا يُطال.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> عبر الطريق إليك
عبر الطريق إليك
رقم القصيدة : 64662
-----------------------------------
على رصيف مدخل الطريق
سافر المدى
وحلقت فواصل الزمن
تعلمت مواسم الحياة أن ما احتقن
من المياه فى دماء زهرة الحياة
كان هاجسي
وكانت المحن
تفارق السلام في ارتحال موكب الغيوم
من شواطى اللقاء للقاء
في دوافع الشجن ْ
وغرّد الحنين بعدما
تدفق الصفاء
واستراح في مدينة الوفاء
شارع الأمل ..
تدور في رؤاك حينما
لمحت في خطاك قصّتي
مآثر العطاء والزهاء
كواكبا ً كبدرك اكتمل
يسير في مطالع الرؤى
بوجهك الجميل
يأخذ الضياء من بيارق المقل
أراك في ضفاف عالم الرجاء موكبا ً
من الدعاء رونقا ً و مُحتفل
يرف كلما تشبّع النهار وارتحل
لشاطئيك في فواصل العبير
بعدما
توشّح المساء منزلا ً
ومعبرا ً من البهاء
في السماء
قد أطل
وكلما اقتربت من رباك
ظن خطوي
المسافر الوحيد أنه وصل
وضل شوقي
المبارك الوليد نجمة
وتاه في الفضاء سهمه
ولم يزل
هواك قدرة الهُدى
وقمة من الأمان تُرتجى
إذا تدفق الوجل
تعلم الكلام من معاني الحروف
روعة الغزل
وأمطرت سماؤك الفضائل الألى
تكوّنت عقودها
مقاطعا ًمن الغناء والزجل
وأرهقت مواجع الطريق فرحتي
وحينما ابتعدت لحظة ً
من اقتراب خطوتي
لكهفك القديم واشتعل
خريف عودة الرحى
وأشرقت دوائر الضُحى
مشاعلا ً من الحنان والقبل
تحوّلت بحار حزني الكبير موجة
تعود بالحنين تارة
ومرة تظل
في آخر الشواطئ
التى تحجرّت مياهها
شجيرة تغوص في رمال وجدها
دفاترا ً من الشجون والملل
لعل خطوي الجديد أنني
أسابق الرؤاء سابحا ً
على وعود خاطر الرياح
أحمل السماح(65/432)
في تفتت البكاء أنهرا ً
من الرحيق جارية ..
تساقط الهوى
فأمطر الربيع أغنية
وأشرقت عيون حلمي الكبير أمنية
فوحّدي صفوف توبتي إليك
وانزعى غطاء معبر النسيم
إن تمددت يديك
واعلني لشاعر القبائل الغناء
في الخطوب شاديا
وضمّخى حرائق الوجود بالندى
وكوّنى بساحة الطريق ما بدا
من الحبور لو تعددت
أواصل العناق غاية ً
من الأمان ساميا
وعافية ْ
يجيئك السلام يا حبيبتي
مُنضرا ً و وافيا
وأنت تخرجين من تسامحي قصيدة ً
تغوص في شذى رحابك الوضئ ناديه
وتنظرين والضياع في عيون طفلة
تسير في طريق ساتر الحريق حافيه
وكان إن تشتت الوفاق
أعلن الفراق
قصة ً تدور في وقائع الحياة قاسية
وتلهب الشعور
تملأ القصور
ظلمة طويلة وخاليه
من الحبور والرؤى ترف فى عيونها
مصادرا ً تلوّن الشموس دهشة ً
عميقة ً وحانية
فجلجلي لتسمعي النشيد للورى
مقصدا ً من العطاء قد سرى
في لحظة تغوص في وسائد الثرى
على القطوف دانيه
لنحمل البناء بندقية ً من الحرير
حربة ً من الخيوط والعبير
مشعلا ً من النماء زاهيا
فموطني وبيتى الوثير
فى عيونك التقىَ
بنظرتي إليك في عوالم التُقى
فرفرف المكان حينما
خرجت دالفا ً إليك
فوق مُهرى الجرئ مُتعبا
من الصعود للنوى
وساريا ً على مواقف الجوى
مُضمخا ً وقانيا
كأنني عصارة البقاء
إن تدافع الهواء
واحتمت جبال نهضتي
وأعتق الرحال قصتي
من الشجون واختفى
من الوجود آخر المقال
لحظة ً نقية وصافية
وحالما أعود بالحقائق
إعلمى بأننا
من البعيد قادمين في مهبة الجنون
ساحرين كابتداء ما التقت عيوننا
بموطن الرحيل
من تساقط الشعور بالأسىَ
وطفلة ٍ تغادر الطريق
إن تفرقت جموع مدرسة ْ
مقاصدا ً سحيقة وجافيه
تذكرى بأننا سنستفيق
والملاذ في العبور
من نجيمة ٍ وضيئة ٍ
إليك أصعب الطرق
وأن فى العميق لوعة ً
تصاحب الخروج
في صباح عودة الخريف
للتساقط الشتاء والورق ْ
فودّعى غيوم صمتك الطويل
واحملي مرافىء الرحيل
من ظهيرة المساء لانتفاضة الشفق ْ(65/433)
وعلمي الشعوب حبنا
واجعلي
توافقى إليك نجمة ً وبرق ْ
إليك ما اتفق ْ
سوى نضالي الدؤوب
في تدافع الغروب
واتكاء عشقي القديم
في حوائط الأرق
وكل ما حملت فى دمي
قد كان منك روعة ً
ودمعة ً و زهرة ً من الهوى
و مُفترق ْ
وليس في الحياة
غير وعدك الكريم
يرسم الحدود شتلة ً
تمددت غصونها
حرائرا ً من الورود و الصفق
فاقبلي خطابي الأخير
ما حملت غيره
إليك رغم جرحي العميق
رغم عودة الحريق
بالرحيق والعبق
على المدى
تمددت ظلال ثورة الضياع
همسة ً من الصراع
قطرة ًمن العرق
فاختمي قصيدتي بأول الدعاء
وابرقي مسارح البقاء
ما خفق
بأضلعي إليك غير ما حملته
من الوعود صادقا ً
وبانيا على وسائد الفضاء مسكني
فموطني
على خرائط السماء
قد تداعى واحترق.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> على ذاكرة الضؤ
على ذاكرة الضؤ
رقم القصيدة : 64663
-----------------------------------
رأيت الصمت في عينيك ِ
قد شدته أقواسي
ولون الشوق في شفتيك
ممزوجا ً بأنفاسي
فكيف الحب يجعلني
وحيدا ً ساكنا ً آسى
إذا ما غابت اللقيا
وصار الحزن إيناسي
ونام الطيف واحترقت
مع الأصداء أجراسى
كأن الأرض أهدتنا
صحارى وجدها القاسي
فردّيني
إلى عينيك واحميني
وضميني
هواك اختار أن يمشى
فشديني لحُرّاسي
و نجّيني من التيار إن حملت
رياح الخوف وسواسي
وقوّيني
أنا ما عدت مزهوا ً بمقدرتي
و لا سحر الهوى بأسي
ولست كما بدا صوتي
حنين ضم قدّاسي
وقافيتي إذا عادت
بمركب فجرها الراسي
تقود الموج من عمقي
وتشطب عهد إفلاسي
فهيا أيها الساقي
عميق البحر من كأسي
إلي ّ وعد بذاكرتي
واحمل للعُلا رأسي
أنا ما كنت من قبل ُ
سوى هم به يأسي
فأصبح ساتري ِ شوقي
تهاوى منه إحساسي
وقافلة النوى تمضي
و فضل الحق من ناسي
فقدِّم خيرك الأبقى
تجد في الحق مقياسي
تجد في لوعتي صدقي
تجد في الضوء نبراسي.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> خارطة الشفق
خارطة الشفق
رقم القصيدة : 64664(65/434)
-----------------------------------
حدثيني
عن زمان الشوق
عن لهف ٍ تكثف في حنيني
كلميني
واحكي لي
عن قصة البدء التي
أخذت تسافر فى سنيني
كان اللقاء على امتداد البعد
من قبل الخليقة فى يقيني
قد قال لى مَلك الرؤى
في لحظة الإلهام سرا ً
صار جهرا ً يحتويني
ذاك وعدك حبٌها
ونقاؤها
وسماح صحوتها البريئة
واتكاءات العيون ِ
وجمالها الممزوج سحرا ً
والحواضر فى خواتمها
وصدق حديثها
وسكونها
فى كل سنبلة ٍ
تدلت من غصوني
إنى رحلت إلى ديارك
قاصدا ً خير السلام
خطى المحبة فى يميني
كان حلمي أن أعود بزهرة ٍ
فإذا الخليج وشطه وسماؤه
في لحظة الميلاد
يُشرق فى جبيني
و إذا الرمال تحوّلت همساتها
نغما ً وصار بريقها
نورا ً سرى فى كل حين ِ
علمْتِني ِ معنى الحياة ِ
على انتظارالصوت
يخرج دافئا ً
من كل أودية الرنين ِ
وملأتِ لي كأس العذوبة ِ
أغنيات هاجرت
نحو المجرات البعيدة ِ
تلتقيك على مرايات الفنون ِ
تستقبل القمر الوليد بدارها
وتعود تنزع من تواريخي أنيني
وتضئ لي
من أمسيات العشق
ليلا ً ظل يستهوي ظنوني
حتى توارت في الدجى
الممتد خيلي
واستظل الصبح رحلي ِ
وغدا زماني
في انتظارك دائرا ً
بين الخرافة والجنون ِ
وحدي على سطح الحياة ِ
مُعلقا ً
حتى لقيتك
في زمان ٍ عابر ٍ
رحلت قوافله بدوني.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> بين الخطى و الأرصفة
بين الخطى و الأرصفة
رقم القصيدة : 64665
-----------------------------------
و حملت أنفاسي إليك مسافةً
تنساب ما بين الخطى والأرصفة ْ
فتركتني للحزن والصمت المقدّس
والدجى والعاصفة ْ
سلك القطار طريقه
والسحر بين يديك يستلقي
على صدر السهول الوارفه ْ
أو تتركيني
رغم توسّل الأشواق عندي
و تغادريني
فى بلاد ٍ لم تعد
يوما ً تحلق فى مداري طائفه ْ
وحملت أشواق الطريق لألتقيك
على رصيف الإنتماء محبة
وصفاء أغنية تداعب في الهواجس أقطفه ْ
زمنا ً تكدس فى خلايا أدمعى
مترصداً نار الجوى(65/435)
وغياهب الأمل الموشّح معرفه ْ
حلمي بعينيك انتمائي
حين أطلع من سراب الوقت
أرتاد الحدود وأبتغي
شمس الرجاء مشارفا
ماذا أقول لصمتك المسكون
بالهذيان والخوف الغريب
وبالشئون الزائفه ْ
ماذا أقول لصبية قد غازلوك
على طريق صبابتي
واستهلكوا بخطاك أعشاب الحنين سوالفا
ما كان بعدي فى الخرائط مسبقاً
يهتز في فلك الدوائر حين تسقط خائفه ْ
قلبي إليك ارتج من ألم النفور
ومن بحور الظلم والعصيان
والجدر التي تنمو عليك
وأنت فى الإحساس بيني
لوحة متآلفه ْ
أوتحسبي أن الدروب إذا تعالى صوتها
تلقاك خلف الليل
أو تطوي حزام بقائها
شجرا ً من الأوهام يسطع فوق
أتربة الشجون الزاحفة
أهواك ِ لا قدري دنا
في صدر تبريح الونا
أو موكب الطوفان لو صهلت
جياد المشرقين مصادفه
لاتحسبي أملى بقربك سوف يخرج
فى زمان غطه هدب العيون المترفه
إن الترقب فى ظلام دعائنا
سيمزق الأضواء حين تلوح
فى أفق التلال الواجفه
كان انهزامك بدء وعد تراجعى
عمّا حملت وما انتميت
وما سقيت من الفنون الجارفه
كان المساء إذا تدفق صمته
يبقى مزيجا ً من ضُحى الإصرار
يحلم بالمسار وبانتشار صحائفه
أخفقت حين نبذتني
ورميتني بين الأسى
فى هذه الأرض التى
فقدت معاني الصدق
وأستلقت على شرخ ٍ أبى
إلا معانقة الرُبا
وضياء شمعته الأخيرة
أن يسجل في كتاب الصبر وعدا ً
يستشف مواقفا
و هواك أخرجني من الظلمات
والوهم المقنع والهموم المرهفه
صبرا ً ستلقى فى غيابي
ما رأيت سرابه في خافقي
ودياره رحلت
إلى فجر البروق الخاطفه
وهلم ودّع لحظة الإبداع عندي
لم أعد في غمضة الميعاد
ألقى انجمى
تدنو مع الغسق القديم
وليس وعدك ما سقيت مذارفه
لما توسّع فى الفضاء تسامحي
سقط الفناء عليك واشتعل المدى
والفجر والخير الجديد تآلفا
لم يبقى فى فلك السنا
إلا أنا
ودقائق فى لحظة الطوفان
تبقى هاهنا
أبدا ً لأشلاء انكسارك
أو خضوعك آسفة.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> و استعادني الفرح
و استعادني الفرح(65/436)
رقم القصيدة : 64666
-----------------------------------
تدفقت خواطر البكاء
دمعة ً يتيمة ً
توسّدت شموع جُرحى القديم
و استعادت الأسى هنيهة ً
من إتكاءة الزمان
في فواصل الصباح ْ
أخذت من حيائك الفلاح
أغرقت بحار حبك العنيف مركبي
ودّثر الصفاء مقلتي ّ بالندى
وأفردت فراشة الهوى جناحها
على لهيب وجدي المباح
أكون من أنا
إذا رأيت في خرائط الغياب
رسمك المضاء هالة من الخشوع
شعلة من الرباح
لعلني خرجت دون واعظ الإباء
فوق عزّتي
و أخفقت مشاعري
إزاء ما ارتكبت
من شعائر الحنان مهجتي
وهدّمت دوافع السعادة ِ الشحيحة
استقامة البراح
وفجرّت دعائم الفراق فرحتي
وهاجس الرؤى على مسيرتى
توارد الشجون و استدارة الجراح
يا خاتم الصراع في مدارك القبائل التى
تجّمعت حشودها على مرافئ الرحيل
من رمال زحفي الذي إليك قد حملته
بدافع الوفاء والطلوع من مهبة الرياح
تشبّعت عوالمي بنظرتي إليك
ماج فى محيط حسِّى التشبث الغريب
بانتظار صوتك الذى يدغدغ الأنين
في مدامع النواح
لعلَّ في الطريق
نحو وعدك احتميتُ بالغيوم
و ارتويت بالصباح
ماذا جنيت ُ قاطفا ً من الصعود
نحو عشقك الكبير غير ثغرة ٍ
بحائط الصمود
غير هزّة ٍ بساتر الوجود
تنزع الوشاح
وليس لي سواك
غير أن أعود
غير أن أُحّمل المداد طاقة السفر
و أن أودّع الحريق والمطر
وأن أبيع ما دفعت للزمان قدره
وما حملته من الهموم والحذر
أقول أنها الحقيقة الخطر
و أنها العبير والسحر
وأنني أحب أن أراك
في مسيرتي قمر
يضيئ مُهجتي
و يرتمى على حدائقي ثمر
لكنه البعاد يا حبيبتي
و قصة الخروج
من مداخل ِ الوقائع الغطاء
للعوالم ِ الأخر
فودّعي مسافتي
ودثري وداعتي
واختمي قصيدتي
بدعوة ٍ كريمةٍ
و قصة ٍ جريئة ٍ
و ها أنا
أحزم الوداع في حقيبتي
وأهجر الوعود والشجن ْ
أغوص فى مياه واقعي
فتهرب المحن
و يصدح المساء
و النجوم و الذي
بخاطري سكن ْ
فهاجري
و غادري
قصائدي
و ودّعي
براعم السراب
في مدينتي
ورقصة السحاب(65/437)
في شوارع المُدن ْ
وفي عزيمة الرجال
كان نذري البسيط قائما ً
وكان آخر المطاف
صوتي الطموح
كان آخر الحديث
ما توارى واندفن
فعمّت السماء دهشتي
و هاجرت طيور غُربتي
و حلق المدى َ
وحلّ في جزيرتي
وطن ْ
إلى اللقاء
ياحبيبتى
إلى اللقاء
في موائد العطاء بيننا
في لحظة ٍ
نقاسم الظلال وحدنا
نلوّن السماء
و البحار
و الزمن ْ
إلى اللقاء
يا حبيبتي
إلى اللقاء.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> نافذة على البعد
نافذة على البعد
رقم القصيدة : 64667
-----------------------------------
كيف سأكتب
بعد الآن قصيدة ْ
كيف سأحلم
بالآمال الكبرى
تحت البحر
و خلف الشمس
و قمم اللقيا عنك بعيدة ْ
صمت الشعر
و جفت كل حروف النغم الأولى
غرق الصبر بنهر رجائي
فقد القلب شذى تنهيده ْ
كيف سأكتم وعدي عنكِ
وكيف أقود القمر إليك
من الظلمات ِ
إذا ما السحر النائي عني
غام وميضه ْ
يأخذني منك زمان الحزن ِ
وبُعدك عني
يغمرني الشوق
و لا استقبل
غير الوله الصادر مني
والأنفاس تتوه شريدة
كنت أخاف وانتِ بقربي
أن يحترق الزمن بدربي
و أن ياخذك الخوف بعيدا ً
و أن يحتضر الحلم بقلبي
واللحظات تظل زهيدة
و يبقى أملي بعدك شبح
وجه يفقد شكل صمودي
نار تحرق خيط وجودي
تمسح لوني
تجعل مني
هاجس ليل ٍ
فقد الصبح بمطلع عيده
إني أضرب يا مولاتي
عن كلماتي
فإني أعلم
ألا امرأة غيرك
فوق الدنيا
تسكن ذاتي
تخط الفرح على ذاكرتي
تهب ثباتي
و تعرف
كيف تصد الحزن
القادم عني
و تعرف حقا ً
كيف تعيده
و يصمت شعري
حتى تسري
في الآفاق خيوط الفجر
و يطلع وجهك من أزماني
نورا ً يشرق بالإيمان ِ
يُسقي الحق دماء وريده
جيئي وانزعي من أحزاني
بحر القلق الطالع مني
يزأر حولى كالبركان
ونبض سكوني
خوف أماني
إذا ما استلقت
قمم الصحو عليك وليده
هزٌي قدري
وانتظريني
تحت النخلة ِأخرج ثمرا ً
منك يعود بكل ربيع
طلع إليك يسوق نشيده
كنت أخاف من الأشواق ِ
ومن معصيتي
إن التوبة في عينيك
تكون مجيده(65/438)
خفق الموج بصدرالبحر
و شهق حنيني
سكن الثلج دموع بكائي
فتح الليل جراح وعيده
سقت ُ همومي قصة حُب ٍ
صارت تخرج بين مسامي
عبقا ضمّخ سقف وئامي
حين الهمسة في الأحلام
تموت شهيدة
ماذا أكتب يا رائعتي
جف القلم و أنت ِ بعيده
ماذا كان لنا من زمن ٍ
خرجت فيه خطاي طريده
إليّ هلمي
أبقى وحدي بعدك رملا ً
فرش الرحلة باقة ورد ِ
حمل إليك نجوم السعد
قصائد حب
ألغت وجع الزمن الغابر منا
ساقت منك الفرح جديدا
قلبى دونك حاول عفوا ً
جرّب عبثا ً كل مكيده
كي يلقاك بكل طريق ٍ
بسط له الآمال حميده
فأنتِ الأجمل قبل الخلق ِ
و أنت الأروع فوق الأرض ِ
وعند الساعة حيث تقوم ُ
وبعد البعث ِ
ونور القدرة حين يروم
وحين يهل البدر علينا
والأعمار تكون مديده
يبقى قدري أن ألقاك ِ
و أن أهواك ِ
و يبقى حبك في الأفلاك ِ
صباح طاف بوهج بَريده
توضأ نجمي كبرّ صلىّ
حمد الله عليك طويلا ً
أشرق هلَّ
سبّح جيلا ً ثم تولىّ
و الأشواق تدور وحيده
و أني أشهد ألا ّ غيرك
في أعماقي كان القامة
كان القوة في إقدامي
كان النشوة في إلهامي
كان اللحظة حين تلوح
بروج الحلم الكبرى فرحا ً
و حين الريح تدور سعيدة
حتى نسلك درب اللقيا
كي نحتضن الحاضر نمشي
للمستقبل في العلياء نسوق جديده
و إني أدرك إني أقدر
أن أبتلع الصبر و أمضي
كل دروبي في لقياك
تظل عنيده
فأ نت ِ الآن نسيج هُيامي
أنت ِ سلامي
ندى عافيتي
و استلهامي
و أنت ختامي
للآ يات ِ و للكلمات ِ
و أنت الوحي لكل قصيدة.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> معذرة
معذرة
رقم القصيدة : 64668
-----------------------------------
شمس العوالم
في زوايا الحلم
تبقى ساهرة
والنجم حولي
لا يُصدق ما يرى
هذى تواشيح الحقائق ِ
أم خيالات الكرى
قد كان طيفك مذ رأيتك
في عيون الأمس
مُتكئا ً بأنفاس الورى
والليل ينهض في وجودك
والمدائن و القرُىَ
يا رونق التيار
يا عطرا ً تدفق
في بحيرات النضار
ويا صفاء ساحرا
فاجئتني
وزرعت في ليلى ِ(65/439)
رحيق الشوق
فى صبحي بريق التوق ِ
والمطر المقدٌس فى حيائى
فابتديت بآخره ْ
في لحظة سكن الهواء
على رصيف الكون
و استمعت ْ عصافير الربيع ِ
لهمس عينيك الأنيقةِ
والمداخل قاصره
لرؤى ً تحدّ ت أغنيات البحر
واختارت طريق الفخر وعدا ً
حين تنتظم ُ القوافي
في سمائك شاعره
و أتيتِ فتحا ً قد سقى َ
فيض السماحة
و الوداعة أبحُرا..
ففقدت ُ قدرتي القديمة
واستحلت إلى حبيبات
من الماء المعطر حائرا
و نظرت في أفق الحياة ِ
ولم أر َ
في ساحة الدنيا سواك الآن
كالألق السماوي
المبارك مقدِ رة
و سوى صفائك
لون حسنك فى رياض ِ
النفس يزهو
راقصا ً ومُسيطرا
ما كان مقدمُك ِ الكريم
بكل خارطة ِ الزمان ِ مُقدّرا..
ما كان غير خيالك المزروع
في نبض الخلايا
ساكنا ً صدر الهوى و دوائره
إلا ّ أنا
و الوعد من عينيك
والحظ القديم ُ العاثرا
قد كنت أرقبُ في عيون الغيب ِ
أقرأ كف أنهار العذوبة ِ
أن تجىء بروعة الأ شياء
فيك مُدثره ْ
و أن تطل على سحاب الخير
تخرج من شقوق الأرض سُنبلة ً
تغطى محفل الأحزان فينا
لحظة ً وتعمِّره
و ظللت ُ أرقب ُ
دورة النبض ِ الوديع
يدق أبواب العواصف في دمائى
ثم يخرج ثا ئرا
في كل خاطرة ٍ رأيتك
في المدارك ِ و المواعيد التي
من بعدها سقطت
مساحيق الكلام ِ
وفي انزلاق الصبح
من بين الظلام ِ
وفي الجموع الكاسرة
في ثورة العصيان
في البُعد المُغلف ِ
في القصور و في الجنان ِ
و في الدموع الصابره
إني رأيتك
في عيوني مغفرة ْ
ما كف بحثي عنك
حتى جئتني كالبرق ِ
يدخل في جبيني غائرا
وهج ونور
في سمائي قد سرى
فلتغفري لي
إن فقدت توازني
أو غاب وعيي عنك
حين استبشرا
صحوي بحضرتك التى
قد فاجأتنى
واستقرت في نسيج تدفقي ِ
شهدا ً بأقداري جرى
فلك اعتذاري
و القصيدة معذرة ْ
ولك انهماري
حين جئت كساحره ْ
يا أروع النجمات
يا معنى الحياة القادرة ْ
بك ينتهي فيض ُ الجمال ِ
و يهتدي لحنُ الكمال
و معبد الحسن الذي
من بعد حُسنك
قد تداعى و اهترا
يا غاية ً(65/440)
فتحت دهاليز الهوى
ومآثره
إني رأيتك في الزمان حديقة
تمتد في كل الثرى
وأشدت في ركن المكان
قصيدتى
دارا ً لطيفك لم تكن مُستعمره ْ
زينتها بالشمس
و القمر المطل بوجنتيك
و فوقها
نجم المودة ِ جوهره ْ
فرؤاك أعمق ما اهديت
و أنت أصدق ما رويت
و ما أحس بنبله
فوق الوجود
وما أتوه بمنظره ْ.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> لا تحزني
لا تحزني
رقم القصيدة : 64669
-----------------------------------
لا تحزني
فستحزن الأرض
السماء
الريح والبحر الجبال وصمتها
حتى الجمادات الحجرْ
ولتأذني للشمس أن تهوى القمر
وتيقّني
فعلى جبينك شاطئ الموج احتضر
والبدر أغرقه السهر
والليل يدخل في نهارك
والمشاعر تستعِر
والنيل ينبع من صفائك
والأناشيد المطر
يا فرحة تنساب من بين السنين
تضئ أقبية الممر
يا نسمة نامت على صدر الشجر
لما رأيتك والدموع
على زجاج المرمر المغسول
بالعطر الرقيق
تحجّر الزمن انتحر
و الحزن و الصمت الدفين
على المداخل ينتظر
و البرق أدركه النعاس
و تاه في الأفق السحر
و إليك احتجب الطريق
و أذ ّن الوقت الخطر
هذا زمان الوصل فينا
للحياة وللقاءات الأُخر
هذا طريق العابرين
إذا أتوك بوجههم
ملح الحنايا في بيارق دربهم
رمل البشاشة و السمر
الحبُ يبقى وعده لك في الكتاب
و خيره قد ضم صدرك و اعتمر
لله في أرض الفريضة للقوائم
رددتها الفاتحات و همسها
ما زال يصعد في حذر
هو فجرك الإحساس يبقى وارفا
كشجيرة ٍتجني لهم خير الثمر
يا خير من عرف الزمان تصبِّرى
فالموت فينا لحظة تحيا هنيهات
وتذهب حين تأتى الذاريات
وحين يتألق النظر
حتما ً تعزّي فيك كل المغفرات
وتهتدي بك أغنيات الصدق
يسمو فى صفائك
كل من أبكاه حزنك في العميق
وكل من قد هزّه هول الخبر
يبقى عزاؤك يا خُطا ً
عرفت طريق بقائها في المشرقين
و لم تغب عن فجرها حينا ً
ولا الوصل انشطر من غاب عنكم
فى الجنان بوجهه
ترك المآثر والعِبر
لاتحزني
يا من سَمت بنقائها
فوق العوالم كالدُرر(65/441)
إبقى هنا
فالموت حقٌ والجراح عميقة
وعدي و وعدك لا مفر
ابقي هنا
ودَعي الرحيل
على مرايات الطريق
وكل صوت في العميق
يظل يحلم بالسفر.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> رنين الحلم
رنين الحلم
رقم القصيدة : 64670
-----------------------------------
به سبِّح
بحمد الله فى عينيك
تلقى الأرض من إحساسها تصبح
كسنبلة على كفيك
فاح أريجها المفرِح
وشكل الشوق في إشراقة اللقيا
يظل كعابر مُبرح
وأنت مدار إيماني
وتوقيت الشذى عندي
ولون ظلال إيتائي
وصدر عوالم المدّ
وهمس الماء في جدران إصغائي
وفجر الضؤ في وعدي
و أنت عذوبة الورد ِ
و أنت شهاب إجلالي
وصوت ربيعي المنثور
فوق رواق إشعالي
إذا ما طاف بالانظار
فوق جدارها الخالي
و أنت صفاء آمالي
ولحن نضار أقوالي
ولون الصدق في الأسرار
إن بثته أجيالي
لعلك يا خريف العمر
سعدك في الرؤى سعدى
كنبع الود إن وهبته للاعراش
أنفاس الهوى بعدي
فيحملني اللظى وحدي
وأنت بكل ما نلقى
من الأحداث تستبقي ِ
جمال الزهد في صبح ٍ
سما برواقه فوقي
فأعلم أننا نمضى
مع الأمواج بالشوق ِ
نحاور وجدنا صبرا ً
ونسمو في زُهى التوق ِ
وكف الصمت يحملنا
يلملم صحوه شملي
فقوِّيني
ونجيني من الأهوال
واحميني
بعزة من نما حولي ِ
هنا والريح مقبلة
بإعصار سقى ليلي
ودرب الحلم يعبرني
ليلقى فى الرحى خيلي
تمد بيارقي نورا ً
تزود عن الحمى حولي ِ
و أنت البدء والأصرار
والإقدام والسيل ِ
وأنت سواعد الأقدار
إذ ما حفها أملي ِ
فأعلم أننا آتون
مخترقون حاجز ساتر الصوت ِ
وأن الحب في أعرافه العليا
يؤج مداخل الوقت ِ
ليحملنا إلى الإدراك
في ديباجة الصمت ِ
فضمِّي ساعدي وأتي ِ
إذا ما الفجر في كنفي
سمت أضواؤه تحتي ِ
وهذا البحر أسكبه
على نار ٍ هَفت بيني ِ
أتت والبرق ملهوف
على ذكراك باليُمن ِ
لعل ّ الطيف قد رقصت
عيون صفائه الكوني
توارى والدُجى عفواً
هفا وانساب فى دنِّي
ويحملني
لآخر شاطئ
الأحزان يقذفني
عبيرك والنُهى تبني ِ(65/442)
مدار الطيف والأقواس ِ
والتعبير والفن ِ
وهمس الصمت في شفتيك ِ
ضم حنينك الوافي
وكل قصائد الميلأد
فوق ضيائها الصافي
فحدثني عن الاطراق
خلف غياب أعرافي
إذا ما هبت الدنيا
لتلقى مدّك الرامي
و أنت الواهب الرؤيا
نقاء عبيرها السامي
أنا و الحب و الأشواق
بين رؤوس أقلامي
أنا وهواك والميعاد
صوت لقاك اقدامي
وأنت بكل أعوامي
ترافقني كأيامي
وتملؤني بإلهامي
وحبك لم يزل فرحي
وفجر صباح اسلامي
وتبقى آخر الكلمات
يبقى منك إضرامي
وخاتمتي بك الأولى
و أوّل نبع أختامي
فأغلق منفذ التيار وأئتيني
تجد في الصبر آلامي
تناهت في الضُحى مطرا ً
تدفق فوق أوهامي
فهيا إن رنا الماضي
إلى المستقبل النامي
نلغي خوف حاجزنا
ونعبر جرحنا الدامي
لأجل حرارة اللقيا
وحب أشعل السُقيا
وأدهش كل أحلامي.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> خلف التكوين
خلف التكوين
رقم القصيدة : 64671
-----------------------------------
محاصرٌ أنا
بغابة الهموم
مرهق بكل أوجه العنا
و متعب ٌ
بما أحس من ونا
و منهك ُ بحبك الذي
يشق للزمان ِ دربه
ويرسم الظلال للسنا
كأنني إذا خرجت
سائلا ً عليك
عائدا ً إليك
قد تشابكت مقاصدي
و سارت الغيوم
فى موائدي
و تاهت الدنا
و إننى احتملت
ما احتملت يا هوى
ليخرج البكاء
من منافذ الجوى
وفي فؤادي الرضيع
شقّت الدروب
حائط النوى
و عشش الدعاء في ابتهاله
وآخر الصدام قد دنا
و في العميق قد أحاطنا
تهالك الشتاء
في مداخل الربيع
و انحنى
تساقطي
لتخرجي من العيون
تدخلي تسامحي
و إنني فتحت للضياء
صدري المحاط بالشقاء
كي تنام قصتي
ببعدي الذى
تخيّرته رحلتي لنا
و ما أنا
بذلك الذى
تعلم الجنون
في مداخل الضنا
و ليتنا
تأخر الوجود
في منابر الأصيل بيننا
و استوى الشقاق
فى هدوء معبر النهار
للديار
و احتمى الصباح
في تهالكي
بلحظة تموت
قبل أن تجئ
و كان للزمان
طعم عشقنا
فأصبح الجمود
والتشكك الذي
أمد كاهلي بما أحتملت
من رحابة المجئ
فامنحي القطار دربه إليك(65/443)
و امنحي الجدار
هجره الطويل
لينهض العبور والرحيل
وشتتى حجارة السماء
واعتلي لواحظ الصهيل
وحِّملى تداخل الغروب
ذنب أن تموت
فى المساء شمعة
وأن يطوف خاطر عليل
هلم يا عيون مدخل المدينة
القديمة النوافذ
النقية الجدار
هلم فصِّلى
من الشحوب
لون شعرك الجميل
و اطلعي كما الشعاع
من حواجز الإطار
ثلاثة من الشموس
في ديارنا
و أنتِ
والوفاء والخواطر الشعار
و حبنا الكبير قبلة
على الجبين
و لمحة
على مرافئ السنين
و حينما توقفت سحابة
على مداخل السماء
أثمر النخيل
و فارق اللقاء
عند دهشة الغروب
صمته الطويل
و استحال شارع الزمان
لوحة من الصفاء سلسبيل
فاجعلي المدى لساعديك شعلة
واحلمى بزهرة ٍ
تطل فى شواطى الخليج
و اجعلي بياض أسطح الرمال لؤلؤاً
و حوِّلي صحارى وجدنا
تصافحاً يصد من شجوننا
يضمّنا نسيج
واجعلي السماء فى ديارنا
تفوح بالأريج
وأقطفي من الفضاء نجمة
لعلنا بمقلتيك نلتقي
ونحتمي بوجنتيك
من حرارة المزيج
إذا التقت عيوننا
تكثف الرجاء في دعائنا
و أشرق الضحى
و غرّد الضياءُ حولنا
و اكتسى المساءُ
وجهك البهيج.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> جميلة ٌ و مدهشة ْ
جميلة ٌ و مدهشة ْ
رقم القصيدة : 64672
-----------------------------------
جميلة ٌ ومدهشه ْ
وكل لحظة ٍ تطوف فى غيابك
الطويل موحشة ْ
وكل لمحة ٍ تمر
دون خاطر النوى
بنور مقلتيك
في حياتنا مهمّشه ْ
وكل عاشق ٍ
على صحائف الجوى
توارى وانزوى
اذا رمت سهامه العيون طائشة ْ
تحوّل الغمام في بكائه جداولا ً
تداعب العبير
تحمل الحرير
في سمائها مفارشا
وأنت يا مليكة الزمان ِ
تسطعين كوكبا ً من الحنان ِ
تمرحين فى الحقول مهرة ً
وظبية وديعة
أميرة على ممالك الرشا
وفي قدومك الذي تدافعت
مداخل الأصيل في انتظاره
وعشش البريق
في الشوارع التي
تزيّنت لأجل مقلتيك فرحة ً
تدفق المدى
وغنت النجوم نشوة
ورقرق الندى
وصفق النسيم دهشة
وعمت الحياة وشوشة ْ
ولم يصدق الزمان لحظة(65/444)
بأن قدرة التكوّن التى تمثلت
بكل نظرة تدثرت
بروعة السكون في عميقها
تضيء لؤلؤة ْ..
ففى صقيع هذه البلاد
غامت الرؤى..
تجمع الفراش
عند ساحل الخليج
لملم الرحال صمته القديم برهة ً
وخطوهُ مشىَ
إلى الشمال في اتكاءة البحار
عند قطب شوقنا
وأرخبيله الجميل
قد وشى َ
بموعد القدوم للنجوم لحظة ً
فغادرت مدارها
وألغت الخروج حلقت
على ارتفاع توقنا إليك
فاختفت هنيهة ً
وفارقت مسارها
وهمسها
ومطلع الحروف في غنائها
وفي بكائها
تمدد الرحيق
هام جائشا
وها أنا
أذوب فى مقاطع الوقوف
عند سدرة اللقاء مُنتهىَ
فتخرج الجبال من وقارها
وتختفي الشموس في خمارها
وفي حضورك البديع
أشرق الزمان وانتشىَ
فادخلي ديارنا
وعلمي مدارنا
عجائب الفضاء
واحملى لنا
من البعيد نظرة ً مقدّسة ْ
وجدّدى الدماء فى وريدنا
وامنحى الوجود قبلة
لعل أو عسىَ
تذوب لوعة الحياة ِ في اتكائنا
ويسقط الأسى
وتسكنين يا أميرتي
بكل ذرة ٍ من الهواء
تمنحين قدرة العطاء سُندسا
وها هو الفلاح ُ
عندما يؤذن الصباح
تدخل الريح مدرسة ْ
تفك خط صمتك الطويل
تمنح الفناء ملبسا
هلم يا دواخلى إليّ
واحملي خليّتى تفاعلا ً
من الشموخ والصفاء
خططي
حدود صبرى العظيم
وانزعي هواجسهْ
أكون فى انتظارك المهيب
محفلا ً
بلونك اكتسى
أناقة ً وسامة ً وهامة ً
من الجلال تستحم بالشذى
تلوح فى مشارق الدنا عرائسا
ولست كالزمان يا مليكتى
مُبدّلا ً ثيابه إليك كلما
تزيّنت عوالم المسا
ولست غير ما نطقت صادقا ً
وما حملت
من رحيق شوقي
العميق باسقا ً
وإنني ائتمنت عهدي الذى
أموت دون أن يضيع من يدى
وسوف أبقى فى طريق
وعدي الأمين
للنزال فارسا.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> بضيعة القمر
بضيعة القمر
رقم القصيدة : 64673
-----------------------------------
تجمّد الزمان في مفاصلي
توقفت دوائر الحياة وانهمر
هاجس البكاء فى تواصلى
فاخرجي من السحاب
و انزلي على شواطئ السحر
و احملي قوائم الخروج
من مضائق العبور(65/445)
للطلوع في أواخر الحبور
والسمر
توجَّع المطر
وأرّق الحنين مضجعي
فهيا يا قدر
كما بدأت
في حوائط الزحام
ترقب الغيوم ترتمي
على مواقفي
تشد أذرها
لأجل قطرتين من تسامح ٍهفا
لشوقنا
فغام واندثر
الموت في ظلال شمس مقلتيك
مكره ُ على متاعب السهر
والبرق ما اختفى
ولا توانت الجراح من أنينها
و لم يمر
بكل حانة على بداية النوى
سوى الهوى
و قلبى الذى تعلمّ الشجون
فانشطر
فازرعي على الصخور
شتلتين من حنيني الذي
تمادى في اتساعه
وغلّف الزمان رونقا ً
من المياه والشجر
تدفق الطلاء
في مداخل الهواء
والسناء مرغم على تساقط الغناء
أيها الذي أقام فى السماء
لوحة من الضياء
بينها و بين ما ارتكزت أولا ً
بهامة الصفاء
من دواره سفر
هفا و نمّ في توالف الصدور مرهفا ً
وأجج السطور وعد مقلتيه
همّت الشموس أن تغادر المدارك التى
تجمّدت من السكون في ضلوع شاعر ٍ
سما على القصائد الخطر
فاسكني هنا
على متاحف الشجون
ظل أوّل الطريق غائبا ً
ولم يعي بأننا ندور حول قلعة البقاء
نرتمي بكل حافة ٍ على الفضاء
نترك الأمان خلفنا ونُسقط النظر
كما بدا خريف محفل الرؤى
بكل أسطح الفراغ
لم يدر بخلده سوى الدخول
من نوافذ الخيولِ
حين يملأ الصباح ليلنا
جداولا ً تسير في اتجاه بيتنا
بضيعة القمر
أقول أنه الطريق متعبٌ بحبنا
و لا اعتراض أن تكوني
يا رفيقة العواصف التي تراجعت
أمام ذرتين من رمال زخّة ٍ
تجمّدت على طريقنا
تحوّلت حجر
إن كنت تملكين أن تواجهي
بريق شمس وعدنا
وتنظرين للأمام في توجّهي
وتحملين في يمينك الشعور
باقتدار مقلتيك
تخرجين من إسار أقدم العصور
في ديار أهلنا
سنبدأ السفر
لآخر الحياة نترك الهموم خلفنا
و نهجر الضياع بيننا
بقدرة تضم صوتنا
فيسقط الضجر
لكنني أخاف من شرودك الطويل
أن أظل عالقا ً
على سواعد الرحيل
بين أن أكون أو أهون
أو يتوه راحلي
على غياهب الممر
تعلُّقى بمقلتيك
و النجوم فى صفاء وجنتيك
كان هاجسي
و كان واجسي
و أنت تبعدين كل لحظة(65/446)
إذا اقتربت منك في دواخلي
و أنت تعبرين غابةً من الرمال
حين تنظرين للمدى
وتهربين من تقاربي
و تهجرين روعة القصائد التي
سمت بوجهك الجميل
حين صلىّ خافقي
بساعديك و اعتمر
فاعذري حقائبى إذا حزمتها
فإننى عزمت
أن يكون بارق الرحيل
خاتم السفر
ولا مفر يا حبيبتي
و لا مفر.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> همسة من السكون
همسة من السكون
رقم القصيدة : 64674
-----------------------------------
توقفت قصائدي إليك في دواخلي
و أومات مراحل الجنون
و عمّت الرياض غفوة
و غادر الخليج مضجعي
و رونق الصفاء في توجّعي
و كهفه الحنون
وأغمضت بيارق السماء عينها
و أرخت الكواكب الجفون
في لحظة تكسّر المدى أمام بيتها
فصابها من الحريق جمرة
توضأت على عصارة الظنون
يا نجمة تداعب السراب في مدارها
يا مسرحا ً من الرجاء قد تعلّقت به
حواجزي على مشارف المتون
فهكذا ارتحلت يا أسى
إليك لن أعود
و هكذا استراحت الهموم
في مرافىء الرعود
و هكذا الزمان قد رسى
و لم يمد لك الكلام ساعديه
و الزحام حوّل الشحوب فيك و الوجود
سواترا ً تصد عن لحاظك المجون
و كان آخر المطاف في وداعي المهيب
ضجة من الرؤى و همسة من السكون
فاخرجي إلى الذين يحملوك في ربوعهم
فلست من جموعهم
و ليس في تواردي شئون
فإنني مسافر على الرقاب
صاعد إلى الشهاب
ألتقيك في مدينة تحررت
من الغلافِ للغلاف
و استوت على المُنى نضارة
و قدّرت مواقف العفاف
و ساقت الربيع نضرة تطل من قصائدي
فأشعلت وسائدى فنون
توقفي هنا
على الحدود كان فاصلي
تقاطعا ًعلى الطريق
فأرجعى لهم
و اعلمي بأنني
إليك لن أكون.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> وطن الشوق
وطن الشوق
رقم القصيدة : 64675
-----------------------------------
في عينيك
كان الطلق
و الميلاد
كان البحر يغمرني
بموج صفائك الوقاد
كان الشوق
في العلياء يأخذني
لبدء الشارة الميعاد
و حقل التوق
في الأجواء يمنحني
رحيق الصبر
نبع الزاد
لدرب نضارك المسكون(65/447)
بالإحساس و الرؤيا
و كل مباهج الإسعاد
و لحن محاسن الآمال
و الأفعال و الإنشاد
بعينيك الرؤى تنساب
مثل جداول سكرى
تغازل منبعا ً رقراق
لعل الشمس
فوق جبينك الوضاح
قد تاهت
بين النور و الإشراق
لعل الضوء حين رآك
ذاب بسحرك الدفاق
و نام الليل في كتفيك
و الأزهار في خديك
و النجمات في الأحداق
تمرد كل ما في الكون
بين يديك
صار البحر في كفيك
طفلا عاق
أنا يا وعد ما أدركت
أن النار بين جوانحي برداً
و رونق شاعر مشتاق
تساقط كالدجى ولها ً
و خص بلونك الأذواق
أغيثيني
أنا و الليل جمعتنا
دروب النار في الأنفاق
طموح الموج
أن يلقاك
فوق البحر سنبلة
تذوب لهمسة و عناق
و تعلن للألى أني
مزيج السم
و الترياق
و طفل الصبر و الرؤيا
و الإيماء و الإطراق
و أنك في الخطى لقيا
و عهد وعده ميثاق
أج النور
كهف الخوف مقتدر
رحل التيه و الإخفاق
و طل الفجر في عينيك
بالإحساس و الأشواق
و اصبح سندسي في الأرض
عشقا ً هلّ مثل براق
جلال رام صدر الدرب
في خيلائه إشفاق
و فوق روائه في القلب
حب جارف تواق
بريق صادق في الصحو
نجم ساحر براق.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> و استرسل الحزن القديم
و استرسل الحزن القديم
رقم القصيدة : 64676
-----------------------------------
ما زلت أبحث عن منافذ
للطلوع من انحناءات الصبابة
من كهوف الهم
من وهم الضياع
ما زلت أرقب في انتشارك
في غيوم الحزن
تركض في دروب الإلتياع
ماذا أصابك يا حديد تواصلي
ماذا تداعى من سمائك
و اعتراك
فعدت تخرج من جيوب الصبر
تفتعل الصراع
أتهبُّ من غلياء مدك
تستبيح جهود من
وهب المدارك
عزة البدء الشجاع
كيف ارتكبت معاصي الإحساس
ألغيت التسامح
عدت تشرب من مياه ترقبي
حسا ً بدائي المتاع
و رحلت في يم تحدى الموج
و الريح التي سكنت
على صدر الشراع
إني عرفتك قادرا ً
ختم العلاقات التي
خرقت جدار الغيب
و ارتضعت سموم الغدر
من صدر الخداع
يا واهب الآمال فجر شروقها
ركز على المد الذي
جذب النسور(65/448)
و افتح شبابيك العصور
و انقل لمن وهب الحياة الزهد
و الصبر الوقور
و اترك تدفقك المشتت
في ضواحي الإشتهاء
حلم المشيئة لم يكن
ختم الحديث و لم يكن
للحلم في عينيك حس باللقاء
هلك التسامح من خرافات ابتسامي
و استخار الشوق وجدي
و ارتضى صدر الإباء
لله درك يا زمان
صد من خطو الصغار
إذا استطابوا مسرح الفجر اقتداء
عجز التراخي أن يصد
جيوش نبضي
أن يحد من ائتلاقي
بالمبادئ و النماء
تبقى سماؤك و المداخل
في جوانحها رجاء
ها هو الزمن المحاط خطيئة
يرمي بأحجار الثواب
ها أنت و المطر المهاجر
من دروب النار
يشهر توبة الوهم ارتياب
هل يقبل العصيان
إدراك المثابة من قلاع الموت
تطوي صفحة الزمن الخصام
الحق دونك قد توارى
و القصائد في علاك استشهدت
بالصمت و انتبه السلام
يبقى التزامي بالثوابت وثبتي
يبقى اختصاري
درب لقياك الختام
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> موج المشاعر
موج المشاعر
رقم القصيدة : 64677
-----------------------------------
السحر في عينيك
يملأ سندسي
ضوءاً
سماوي الشعاع
و جمالك الوضاح
ينهض في حياتي
كالشراع
لا حزني المزروع
في بحر اشتياقي
لا اليراع
نام في صدر القوافي
أسكن الصبر المرافئ
أو تملكه الضياع
لا تجزعي
من لحظة الإحساس
في شكل المواعيد الحريق
لا تتركي وجعي
يطوق ناظريك
بساتر الخوف العميق
في كل متكأ تحدّى
لونك الإشراق
أغفى في جبينك
مثل أطياف البريق
يا أجمل الغابات
يا حقل النخيل تمايلت
أغصانه
فوق الحريق
يا لوحة
من مشرق الأرض الضحى
يا نسمة
من رونق الفرح الوريق
في كل إحساس بدربي
قد وجدتك
مثل إلهام رقيق
يا روضة مسكونة بالنهر
و العطر الملوّن و الرحيق
لا تتركيني
في سكون تشتتي
لا تخرجي
من خرطة التكوين
أو ترمي حنيني للظلال
دثريني بالسماح
و بالخصوبة و الجلال
يا خصلة الصمت الجديد
و لوحة الماء الزلال
يا شتلة العشق المبارك
يا دليل الإرتحال
يا هدأة الخير المصاحب
لانتعاشات الرجاء العذب
يا وهج المحافل(65/449)
و البيادر ..
يا موكب الأمل المحلِّق
في دياري
برقا ً يزغرد في مساري
لا يغادر
يا همسة
تبقى لشوقي قبلة
إقدامها في مقلتيك
يظل يعتنق المخاطر
و رواءها المملوء ودا ً
حل في موج المشاعر
و بريقها المنثور سحرا ً
جدد اللهف المثابر
حتى جراح تساقطي
في كل خاطرة بقلبي
تستطيب على السرائر
يا وردتي
و ربيع شوقي
و امتداد جسارتي
قد هفا قمر مساهر
يا آخر الكلمات عندي
هاهو الزمن المغامر
ينسى خطاه على دروبك
ثم يبقى
في سمائك كالمهاجر
و أنا
سأبقى في انتظارك
هاهنا
حتى تعودي مثلما
قد جئت سرا ً
في عميقي
لم يزل
بالعشق يرفض
أن يجاهر
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> ليل الصحو و الأجراس
ليل الصحو و الأجراس
رقم القصيدة : 64678
-----------------------------------
و أتاني حبك
مثل بريق
جهر الظلمة
عم الكون و غمر الناس
و حملتك عمرا ً
كُتب إلي ّ بحبر الشوق
يضم العالم بالإحساس
يا فجرا ً عذبا ً
أشرق سحرا ً مثل الماس
يبقى حبك ملء يقيني
يبقى صرحا ً في تكويني
حين أجئ و حين أنوء
و حين الشمس
تقود إليك شعاع حنيني
حين سنيني
تخرج منك لتكتب زمني
ومضا ً يرقص فوق جبيني
حين هواك يعانق فرحي بالإيناس
و حين أراك بخلف الشفق
يدور خيالي حول الأفق
يتوه بعيدا ً يسأل عنك
النجم القطبي
يبحث عنك بزهر الحب
و أنت بعمقي
تسكن عشقي
كنت غريبا ً قبلك وحدي
يقطن صدري ليل الوحشة
و الوسواس
لعل هواك الساكن وعدي
لاح الليلة حين سكبت نقاءك فوقي
حين حويت حشود بكائي
و استقبلت بكفك برقي
ليت هواك لعلك تبقي
لحظة صدق تمسح عني
زيف الزمن و تطفئ أرقي
و الإحساس يظل أساس
ليس لحبك شط يبدو
ليس عليه خيول تعدو
ليس يُكوَّن
أو يتلوَّن
أو تدركه خطى النبراس
حبك كان رحيق الزرع
و كان الماء وخير الضرع
و كان الظل المطر الغابة
لوح البابا
و القُدّاس
أسوق هواك يجف البحر
تئن الريح
تذوب النار
تكف الأرض عن الدوران
الآهة تخمد و البركان
خيوط العزة تنسج حولي
ثوب الفرحة
هالة سعد(65/450)
و الأمواج تقود خطاها
نحو بلوغك لا ترتد
كي تنساب إليك فأدري
كيف يسوق البحر المد
و كيف الشوق الأكبر ينمو
حين يفوق التوق الحد
و كيف البعد يهز العمق
يفجر باسمك أعظم سد
و كيف هواك يذِّوب حزني
يبني فوقي صرح المجد
كان الزمن التائه يحوي
درب رجوعي
و الهذيان بنورك صحوي
وقت هجوعي
نَطقت باسمك خلف ضلوعي
فرق الرعد
حتى جئت
و أنت سلامي
تبقى سحبك استلهامي
خير يحمل غيثك وعد
تخرج مني حين ابوح
و تدخل جسدي
منك الروح
فتصبح ناري
ثلج ٌ برد
جئتك وحي ٌ روَّع قلبي
جيش الرهبة
قاد الحرب
فهل لسماحك حولي يد
تعتق وجعي حين يرف
و حين يدور الحزن يلف
و تصبح صحبي
يوم الوعد
إني عدتك
فافرد ثوبي
و اجعل فرحك
يغمر دربي
وصلك مدد ٌ
ليس يُحد
جئتك عذرا ً
فامسح ذنبي
أعظم مني
حلمك ربّي
فاجعل عفوك
أعظم رد.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> على رصيف الحلم
على رصيف الحلم
رقم القصيدة : 64679
-----------------------------------
و اصطفيتك نجمة
تسمو على وهج الشموس
الساطعات على مدارات
الحقيقة و الخيال
و ارتقبتك فرحة
كمواقد الآهات تخرج
من عميق الإنفعال
أهديتك الفجرالمزان
بنور وجهك مشرقاً
يرد الثريا يعتلي أعلى مجال
أهديتك الإحساس عمرا ً
علم الأيام أن تهوى الحياة
على رصيف الإرتحال
علمتك الألق المسافر
في حنايا الأرض
يسمق مثل أعمدة الجلال
علمتك الأمل المحال
في غفلة يبقى حياة
تستمد بقاءها
من نور وجهك و الظلال
عصب اللقاء جريئة لحظاته
سقف المدى قد أومأت نظراته
بين ارتقابك و الزوال
هيا تعالي قدمي فجر الحقيقة
خلف باب الكون
ردي للحنين فجاءة أوتاره
و تعلمي معنى التساقط
من عيون الإنتظار
كم غردت بيني و بينك نشوة
عصبت عيون الصمت
باللحن الذي ثقب الجدار
و جداول الأشواق تدلف
في دمائي بانهمار
ما هزني شكل اختيارك للحقيقة
حين أغلقت المنافذ
في وجوه الإنتماء
قد فجرت ألغامك الأسرار
و اصطدم الظلام
بنور قدرك و الصفاء
ما خاب من حمل الصبابة(65/451)
كي يحوذ بناظريك و سحرها
و بنورك الأمل المضاء
إني رحلت مقدرا ً
معنى انتمائك للعيون
النائمات على دهاليز الرجاء
إني خرجت بلحظة
حملت همومك آهة
غطت جراح الأرض خيرا ً
و استمدت منك حلما ً زاهيا ً
فجرا ً نقيا ً و ارتواءْ
عَبَرت ديارك مقلة الصبر الطويل
تمسّكت بك هامتي وقت الرحيل
تعثر الميلاد حينا ً
ثم ودّعت العناء
ها هي الدنيا تعود حديقة بين السهول
و ها هو الإحساس يبقى رحلة
ما بين أروقة الفصول
و بين أغصان الضياء
و تدفق الزمن الخجول
في كل سنبلة أفاء
إني أحسك في حياتي ثورة
في كل خاطرة تجول
و تعود بالحب العطاء
إني لأدرك أننا
في كل ناحية هنا
سنظل صرحا ً في السماء
و بأننا
سنعلم الأطفال شيئاً بيننا
لم يعد فينا خفاء
وعدي و وعدك في الزمان قصيدة
لم تنقطع كلماتها
سحرا ً و نورا ً و ازدهاء
تأتي ملائكة التقى
من كل ركن في الفضاء
ترنو لعينيك الرقيقة
كي تحوذ ببعض حسنك و البهاء
و لتستمد الخير منك
تذوب في بحر النقاء
يبقى فؤادي في رحابك خاشعا ً
متوسداً نبع البهاء
و سواحل الفجر الجميل بمقلتيك
إذا رست في شطه سفن الهواء
حتى يتم لقاؤنا
في زورق الوطن البناء
لنظل نحلم بالرؤى
و نظل نحلم باللقاء.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> تاه البحر بيني
تاه البحر بيني
رقم القصيدة : 64680
-----------------------------------
و تبعثر الزمن الجميل و هاجر
الوطن المشتت في براكين الثلوج
خفق الزمان و ردد الميقات حزني
و استوى باب الخروج
شبحا ً تدلّى من عمامات الخديعة
و انتفاخات الجيوب
ماذا يكون إذا سقيت جوانحي
مطرا ً تداعى
لحظة الإخفاق
من سقف الغروب
أخشيت حزني
أم كذبت
إذا تحدثت اعتبارا ً
أن وعدك كان صمت الإغتراب
فجّرت كل موانعي
و وسائلي
و سلبت عشقي
و امتلكت النصب
أعمدة السراب
سحب الغموض بريقه
رحلت مطارات الإياب
لا ليس يجديك الهروب
من التسول في عيوني
غير دعوات بصدري
لا ترد و لا تجاب
يبقى جنوني
صحة الأحداث
في وطن ترامى(65/452)
في حنايا الإكتئاب
يبقى حضوري
في دوارك التهاب
آه لليل لم يعد
فينا احتساب
آه لدار لم تعد
دار المآب
آه لأرض أكدت
حق الغياب
آه لمن فقد التوازن
و ارتمى
في بؤرة الزمن العذاب.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> الشمس تشرق مرتين
الشمس تشرق مرتين
رقم القصيدة : 64681
-----------------------------------
ودّعت دربك يا سفر
فاسكب على الحزن المطر
و افتح شبابيك الهوى
من أرض نَبْتا للقمر
***
الحزن في عينيك
وعد بالرباح
و النيل يرقص في الضواحي
في الحقول و في البطاح
حتما ً سنأتي بالسلاح
علم ٌ و نور ٌ و انشراح
لله درك يا وطن
في غربة الزمن المحن
فالحلم في عينيك لاح
كوكبين من اللُّجين
و من حبيبات اللقاح
الصمت فاح
في كل قافية بكى
في كل فاصلة
تنّهد و اشتكى
في كل زاوية تمدّد
و استراح
و الحق قد غمر التلاقي
و استباح
خيل الدروب المستديرة
و الجراح
فليحفظ الله اختيارك
يا وطن
و يضمنا في ساعديك
مع الزمن
لا الموج يقصدك اجتياح
لا الخوف يعصف
لا الرياح
فليأت ترياق الردى
يسقيك ينبوع الندى
وهج التطلع و الفلاح
و الزهد و الفرح المباح
الضوء منك منارتين
و الشمس تشرق مرتين
و بيتنا
لا زال يبحث عن صباح
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> يا رائعةْ
يا رائعةْ
رقم القصيدة : 64682
-----------------------------------
يا رائعةْ
يا أجمل الأحلام
يا سعد الوجوه الضائعةْ
بسمائك الآفاق تدنو
ثم تهمس وادعهْ
و يرفرف البركان
في كفَّيك
تستلقي بحبات النقاء مدامعهْ
و الحلم من فلك الرؤى
يرنو إليك كراهبٍ
متضرعٍ
في صومعةْ
و يراقب الدنيا
تطلُّ بمقلتيك
و بحره المجنون
يسكن قوقعةْ
الشمس تخرج
من نقائك ساطعةْ
و الصمت يطلع
من هدير الزوبعةْ
يا وردة منسوجةً بالعشق
ترشف من رحيق الحب
كل روائعهْ
إني رأيتك في المنام أميرةً
في مجد عرشك
تجلسين تواضعا
و رأيت وجهك
في نقاء الصبح
يطلع من زوايا الحلم
يسمق رونقاً بدوافعهْ
ما كان صحوك
فوق آفاق انتمائي صدفة(65/453)
أو لحظة منسية
خلف الغمامة
لم تكن متوقعة
بل كان وعداً
غيّر الرؤيا
و توقيع القصيدة
و الضحى
و توابعهْ
و فجاءة تتكلمين
فتصمت الدنيا
و يأتلق الحنين
و تسقط الغيماتُ
ينشطر الأنين
و كل أشلاء الجراح القابعة
و تهمسين فنستكين
و تنظرين
فيرتمي
حضن الوجود
بساعديك كقبُّعة
شئٌ بعمقك يحتويني
شئ يجاذبني السكون
فاسمعهْ
فيك الشجون جريئة ألوانها
فيك الجمال الحق يصرخ
من عميق تشبّعهْ
فيك السماحة
و الوداعة مُترعةْ
فيك الظلال
تحاور الأضواء همساً
ثم تخضع راكعة
فالقدرة الكبرى
تجلّت واسعة
يا مُبدعةْ
سيجيش وعد الصدق يوماً
سوف تحترق الهواجس
و الطيوف المفزعةْ
فالناس في وطني
تناسوا أن وعد الله حق
و المشيئة قاطعةْ
فتحاوروا كذباً و غابوا
عن وصال الصدق
تاهوا في جحيم الشائعةْ.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> و اعترف الصمت
و اعترف الصمت
رقم القصيدة : 64683
-----------------------------------
خائفة
من الذي مضى
أم زائفة
مشاعر الذي ارتضى
تساقط الحنين
في مداخل الصدى
لعلها الخواطر الي جعلتها
حليفة لوعد مقلتيك يا أسف
لعله الأنين والبكاء و الشغف
تناسل الرجاء حين باعدت
موانع الطريق بين رغبتي
و بين ما اعترف
بشوقه الجرئ
عشق وعده الذي نزف
فكيف يا قصيدتي
أودع اللقاء
في عيون من أحب
حين أومأت دواخلي
و لحنها عزف
فواصل الغرام
مقطعا ً من الوئام
قطعة من التحف
و إنني لمدرك
صعوبة التوالف الجميل
في مدار من تولى ّ أمرك الطويل
أشعل الرحيل
و اقتطف
من الهوى نضاره
من النوى وقاره
و غلف الفراغ بالشرف
تأكدي بأن حبي الذي
حملته إليك ما ارتجف
بما حملت من صبابة
و ما احتملت من تجبر القبيلة
العنيد و الصلف
و ما أشاع في الحياة عتمة
من الجنون
مزق التوالف اقترف
جريمة الفراق مدد الأسى
و حدد البريق في ضيائه
توارى في البحار
في الرمال في الصدف
بكيت لحظة على مسيرنا
الذي هنيهة حسبته
قد صار في حياتنا ترف
فلتعلمي
بأنني
وهبتك الهوى نجيمة(65/454)
منحتك الأمان ربوة
وهبتك الوفاء ماردا ً
بجرة من الخزف
و لم يكن بساحتي متاحفا ً
لعصر نهضة الظلام
لم يكن كحانة
منسية على جوانب الزحام
نخلة بلا سعف
و أنني
كما احتفلت
في عميقي البعيد
بانهمارك الشديد
في دماء حبي العنيد
و انتشيت بالصُدف
و روعة اللقاء كلما
تباعد الزمان أو أزف
أقول يا حبيبتي
رجائي الطويل قد نهى
عن الهموم و انتهى
بقلبك الخجول
قد تهاوى كالسيول
و انجرف
أودعتك الذي ارتضاك قبلة
لشوقه العظيم
باسمك الكريم
قد هتف
فهل تغادرين يا حبيبتي
جزيرة الضياع
في مياه بحرك المخيف
تسكنين في شواطئي
على مشارف الخريف
ألتقيك فاتحا ً مواسمي
لساعديك حاملا على اليمين
قلبي الذي وقف
تحية لمقلتيك
و انحناءة
لحسنك الذي
تراءى كالنجف
فلا تصدقي
ما قاله الرواة عن قصائدي
و أنني
أحببت قبل وجهك الجميل
ألف مرة ٍ
رويت ألف قصة
وقت في رصيف ألف صف
فأنت وعدي القديم يا حبيبتي
و أنت حسن نيتي
و صدق غايتي
و أنت في محافل النساء
تعدلين في دواخلي
مئات ألف
و إنني على انتظار
أن يغير الإله
ما بصدرك الحنين
من موانع
تكاثرت على مسيرة السنين
سوف أكبت الجماح
في مشاعري
و ما توارى من دروبها
و ما انكشف
و سوف ألتقيك صامدا ً
على أواخر المدى
بقلبي السلام و الهدى
لست نادما ً على الذي مضى
و لا على الذي ارتضى
جراحه حقيقة
و واقعا مرابضا ً
و لم يخف
لعل حبي الكبير يا حبيبتي
يطل من مدارك العلي
قائما ً على امتداد
هذه الحياة مزدلف
و لايغيب لحظة
عن القصائد التي رويتها
بكل مسرح و كل لوحة
بكل حائط و كل رف
لعل حبي الكبير يا حبيبتي
في غفلة من الزمان
قد دلف
لعل حبي الكبير يا حبيبتي
لعله.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> نخلة على ساحل القطب
نخلة على ساحل القطب
رقم القصيدة : 64684
-----------------------------------
و احتواني السحر منك
و عمني لون البريق
و احتضنتك بين إحساسي
حملتك في يقيني
وردة تنمو على همس الرحيق
يا نجمة الشوق المسافر(65/455)
في العيون الراحلات
إلى بدايات الطريق
يا دوحة من وارف الزمن الأنيق
يا نسمة هلت بجوفي
أطفأت في داخلي بحر الحريق
يا فرحة سكنت بقلبي
ثم ذابت في العميق
ماذا دهاك و أنت ترحل
في صحارى الصبر
لا زادا ً حملت و لا متاع
هل كنت تدرك أنني
في قارب الأحزان أرحل
خلف موج سافرت في شطه
سفن الضياع ؟
كم غازلت عيناي آفاق النوى
كم سافرت رئتاي في بحر الهوى
و استأثر القلب الملون التياع
هجرا ً من العصب الجريح
في كل بادرة تراءت
في ديار الخوف عذرا ً يستميح
صحو الرياح إذا غفت
في ليلها سحب الوداع
كان إيماني بصبح سوف يأتي من مدار
يفرد الآمال ثوبا ً كالشراع
متصدر عينيك حلم يفتديك بكل نبض
أومأت آهاته فرحاً
سقاه النبع من شفتيك فيضاً سلسبيل
يا روح قدسي عادني
من غيث وعدك بارق
قد أشرقت في صدره سحب الأصيل
عيناك قد حلت وثاقي
قدمتني للدنا وجها ً جريئا ً
مدّد اللحظات من خلف الرحيل
ألغيت حزني و احتراقي
في لحظة بددت خوفي
فازدهى بحر اشتياقي
أعلنت للملأ انعتاقي
في الزمان المستحيل
قد ذاب في كفيك وجعي
ثم أثمر في حقولك
عند شط القطب بستان النخيل
افتحي لي باب صمتك
عل همسك يحتويني لحظة
تلقى عهودا ً في زمان السعد
تحلم بالقليل
يا سدرة الغايات
يا طوق النجاة
و حادي الركب الدليل
افتحي لي لحظة بوابة الإحساس
و احميني بحسنك حين يحتضر السبيل
عيناك في صمتي صهيل
عيناك رونق منتهاي
و صدرك الوطن الجليل
يا وردة مسكونة بالبحر و السفر الطويل
يا لوحة مدهونة بالشوق و العشق الظليل
سطع الصباح بمقلتيك و بوجنتيك
و بوجهك الحلو الجميل.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> مدينة من الصنوبر
مدينة من الصنوبر
رقم القصيدة : 64685
-----------------------------------
مدينة جميلة و ساحرة
وديعة و باهرة
ينام في دروبها الصنوبر
مدينتي فانكوفر
تظل في صحائف الهوى
مثال
اللوتس الجميل فوقها
يميل باختيال
و الصيف في السفوح
و الثلوج
فوق أسطح الجبال
يا قدرة البديع(65/456)
قوة السماء
في لحظة
تمازج المصيف و الشتاء
النار و المياه
و الصباح و المساء
فانكوفر المدينة الرقيقة الخصال
أحببتها كظبية
تهيم في التلال
هناك عند موطني
و قرب شارع الزعيم
وعند حيِّنا القديم
حبيبتي
تدور كالنسيم
تجيؤني هنا
فتصبح الحياة مأمنا
و يصبح الزمان
في وجودها عظيم
و في هدوئها الجميل
و المزان
تجئ مثل طائر
يسابق الأوان
تنقلت حبيبتي
بأضلعي
من روضة
لحانة
لمتحف
لمسرح
لمهرجان
أخذتها معي
على فراش أذرعي
لكل نجمة على الفضاء
قد قطفتها
كأقحوان
قدمتها لها
بكل امتنان
حبيبتي
مدينة من الحنان
و بحر عنفوان
تجئ ها هنا
بلا حقيبة
و لا جواز للمرور
من مكانها
إلى مكان
و تعبر السهول
و البحار و الزمان
لنلتقي هنيهة
على شواطئ الجنان
بهذه المدينة التي بكفها
أساوراً و صولجان
مدينة من الأمان
مدينة من الصنوبر الذهب
لا حزن فيها
لا وجوم لا تعب
مدينة من الصفاء و الطرب
و الحسن و الجلال و السحر
و حيثما أسير ألتقي
بأذرع السحاب في حقولها
تداعب الثمر
و الليل في سطوحها
يغازل القمر
و تائه أنا
على جزائر المنى
تشع في دواخلي حبيبتي
كما النهار و السنا
تنام فوق صدري الذي يئن
من عميق حبِّها
كمركب ينام في مهبها
يداي تعبثان في حذر
بخصلة رقيقة من الشعر
إلى عوالم البهاء
في ربوعها مشيت
حبيبتي تطل في المساء
عند كل بيت
و الناس يرحلون بين ليتها
و ليتنا و ليت
و يرمقونها كسندس
يطل في الأفق
و رونقاً من الشفق
و نخلة على الوهاد
ساعة الغسق
في لحظة
تلوح كالرمق
و مثل فرقد
يهل في السماء
حبيبتي عذوبة من النقاء
لونها صفاء
مجرة على الفضاء
للآلئ ٌ
كواكب ٌ
عوالم ٌ و شمس ْ
بريقها رواء
رحيقها شفاء
و صمتها كهمس
قوية كبأس
رقيقة كماء
حبيبتي نضيرة و حانية
قطوفها
على السهول دانية
تلوح غمضة
و بعض ثانية
فتصبح الحياة أغنية
حبيبتي
خواطر و أدعية
فراشة تطوف ساعية
بكعبة الحياة مثل داعية
لكل فرحة
عميقة و واعية
حبيبتي زبرجدة
و لوحة موردة
حبيبتي مشاتلا ً(65/457)
من البنفسج
من الرحيق و الصنوبر
إلى اللقاء يا حبيبتي
هناك فى فانكوفر
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> لصباحك المطر الأخير
لصباحك المطر الأخير
رقم القصيدة : 64686
-----------------------------------
قدمت للشوق المقدس
في عيونك توبتي
و مشيت نحوك عابراً
كل الحواجز و الجسور
فلقد وجدتك في الشواطئ زورقاً
طوقاً يصد البحر عنيّ
يحتويني في جيوب الصبر
يزرعني رحيقاً في بساتين الحبور
يا جدية الوديان قد عمت حياتي فرحة
ظلت بأعماقي تدور
كالصبح كالفتح الرهيب
دوني و وعدك شمس حب لا تغيب
و قصيدة سكرى بحبك من حبيب
من شاعر يهواك حتى ينجلي
في آخر الأوراد وعد لا يخيب
و الله شاهد قصتي
و هواي و الداعي لوصلك
و المجيب
يا لوحتي
و حديقتي
ينتابني في كل ثانية حنين
للقاك ينبع من وريدي
بحر إحساس دفين
شوق عظيم للصباح بمقلتيك
و للأماني في مرايا مقلتيك
و للمواقيت الرجاء
للعصر عندك للمشارق
و المواقيت الرجاء
و لكل أحلام تمدت فوق أكتاف المساء
يا أصدق الكلمات
يا سحر الحياة و نبضها
يا سر آيات الصفاء
إني أحبك فامنحيني
من جلالك انتماء
حتى نهاجر للشموس الساكنات
على زوايا الحب
في عمق الخلايا و الدماء
هيا نعانق شوقنا
هيا تعالي نستحم بماء عشق
نبعه فيض اللقاء
و هواؤه الإخلاص
و الصدق القويم
و عطره زهر الوفاء
اصغي إليّ فها هو الوعد المفدّى
سوف يبقى في حياتي سامقاً
بهواك يزخر بالعطاء
إني أحبك فاشهدي
ألا صباح بغير شمسك
لا شروقاً أو غروباً
أو نهاراً أو مساء
إني أحبك فاعلمي
ألا فصولاً تستدير من الربيع إلى الشتاء
إني أحبك فادركي
ألاّ حياة بغير مائك
لا بحاراً أو سحاباً
أو نجوماً أو سماء
إني أحبك فانظري
هذا امتداد الحب عندي
دون حدٍ دون سدٍ
دون بدءٍ و انتهاء
إني أحبك هكذا
جيم ٌ و دال ٌ ثم ياء ٌ ثم تاء ْ
إني أحبك هكذا
يا جدية الأمل المضاء
إني أحبك هكذا.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> ظمأ البحار العارية
ظمأ البحار العارية(65/458)
رقم القصيدة : 64687
-----------------------------------
و غرد المساء في سبأ
ما ضل هُدهدي و لا صبأ
لما رآك في زجاج عرشك المهيب
ما اختبأ
لا جاء بالنبأ
أو عاد بالرسالة
القديمة الأزل
لا ظل لا ارتحل
من باب مندب البحار
للنهار
عند مدخل الأمل
و أنت في محافل المقل
سحابة من الضياء
حلة من الخجل
على امتدادك الشموس
ألغت الشروق
عندما التقت بريق وجنتيك
في زحل
من غابة الفضاء أنت
أم نجيمة
تهيم في السماء
أم لواحظ
تدور مثل نيزك
تداعى في غياهب الرجاء
ثم حط في اليمن
من حضرة النقاء
جئت
أم أتيت
من مضيق جنة على عدن
أم أنت لوحة
تهل غفلة
على ستائر الزمن
وديعة و صافية
على جبينك الحياة لم تزل
نضارة و عافية
وأنت في حدود شوقنا العظيم
همسة من العميق سارية
بلقيس لم تعد
أمام مقلتيك غير جارية
و نخلة من الثمار عارية
بلقيس لم تعد مليكة
على سبأ
بلقيس قد تنازلت
لعرش مقلتيك
حين جاءها النبأ
بأن وعد ناظريك
في الألى مقدس ٌ
و أن نورك اجتبأ
بواعثاً من الصفاء
و المطر
جميلة ٌ
و أجمل النساء في مدينة
تمددت على الرمال
واحة من الثمر
و ساحل من الرحيق
و الشجر
جميلة ٌ
و عيبك الوحيد
أنك القمر.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> حذرتني
حذرتني
رقم القصيدة : 64688
-----------------------------------
حذرتني
رغم أن الدهشة الأولى
بعينيها احتوتني
دثرتني
بالصباح و بالسماح الزهو
بالصحو الأمل
قدمتني
للعيون البحر موجا ً
علمتني
لهفة الإحساس شوقاً
جارفا ً لا يحتمل
أشعلتني
فجرتني
وزعتني في دروب الليل حلماً
شتتتني فوق أعراش الأزل
حسناء يا قمر الربوع
بوجهك البدر اكتمل
و بوجنتيك الفجر أشرق
و الضحى
في ثغرك المنثور وردا ً قد أطل
لو كان للزمن المسافر
في حضورك تاج كسرى
أو عرش بلقيس المهيب
و بعض ذكرى
أو سحر خديك الذين تحديا
ضرب الحقيقة و المثل
لاستوقف الأيام
أهداك المقام عوالما ً
تمتد من فوق العُلا
و تمر بالأمم الأُلى َ
ترنو لعرشك لا تصل(65/459)
لو كان للإعجاز قدرك
لاحتفل
لو كان لليل ازدهاؤك
أو صفاؤك
أو ضياؤك
أو ضفائرك الرقيقة و الخصل
لانساب من بين النجوم محلقا ً
في كل ناصية و تل
لو كان للقمر المزيّن بالكواكب
بعض حسنك لاشتعل
لو كان للظبي الوديع و للمها
مقلا ً كعينيك الجميلة
لابتهل
لله صلّى
ثم أومأ في خجل
حسناء يا وهج الحروف
و نشوة النصر المسافر
في الدفوف
و في القطوف
و في الشرايين
الدماء
و في الخلايا
و المقل
فاض الزمان بسندسيك
و مارد الهم ارتحل
و البحر صفق
و انحنت
في عمقه الجزر البعيدة
و انثنت
و الحزن هاجر و الملل
حسناء بعدك لم يعد
للحسن حسن
أو للطبيعة مستهل
حسن الختام دعاء قلبي
و التُقى
و البرق في عينيك نور
فوق صدر الملتقى
با أجمل الأزهار
يا وهج الديار
و همسة
في سندس العشق المطر
يا نفحة
و الريح تعصف بالشجر
و تداعب الزمن الصبور
يا لوحة
تهب المحبة و الحبور
حسناء يا ألق الصبا
يا مرقد الفجر الوقور
هذى مباهجك الأنيقة
و المحاسن و العطور
تلتف من حولي
حريرا ً ناعماً
و هوى ً نقياً
و ارتياحاً دافئاً
و سحابة حُبلى َ
و نورا ً فوق نور
هذي عوالمك الندية
لم تزل فوقي تدور
هذا الجمال العذب
يهمس بالرؤى
بالطيب ينضح بالسرور
في لحظة صمت الغروب
و مر طيفك بالعصور
حمل المودة في محافله ازدهاء ً
هل ّ بالخير الشكور
صعب أفارق ما ابتدأت جواره
بالحلم
أو صحو الحضور
يا خير من عرف الهوى
احذر من الصمت الغيور
و اهجر نجيمات النوى
و الغي مواقيت العبور
فالعشق فيض المُنتهى َ
ما صد عنك و ما نهى َ
و القلب في فلك السُهى َ
ما زال ينضح بالشعور.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> إمرأة من حرير و نور
إمرأة من حرير و نور
رقم القصيدة : 64689
-----------------------------------
مصنوعة ٌ كالصبح من ضؤ الشموس
و من رحيق الأزمنة
ممزوجة بالحلم و الشهد العبير
و بالبريق و بالسنا
مسدولة من كل إحساس جميل
مسكونة بالحسن و الفرح النبيل
لما رأيتك أشرقت آفاق روحي(65/460)
و احتفى الزمن المقدس
بابتسامتك النقية و الصفاء
أواه يا نجماً أطل على السماء
يا كوكب السحر المسافر
في ضفاف المشرقين
أنت التي علّمت نبض الزهر
معنى أن ينام على اليدين
أنت التي في الأرض
ضاءت بابتسامتك الحياة
أنت التي نضرت حقل الشوق
أشعلت المداخل في رباه
البحر نحوك قد مضى
كالظامئ امتدت يداه
كي يحتويك فتنتشي
عيناه ترتشف الشفاه
منك الرحيق و منك شلال المياه
كالنور أنت بعالمي
فجر المواقيت الوئام
و الصحو و الزهو الموشح بالسلام
في لحظة صمت السكون
و مرّ طيفك كالحمام
غنت بمقدمه الحياة
و أصبح الزمن ابتسام
أهواك من قبل الخليقة
قبل إحساس الغرام
علمتني معنى الحياة وصدقها
علمتني خصل الهوى
شوقاً و احساساً همام
و هواك لي
في غمرة الأشواق بدر
هل كالحلم الكبير
هجعت على شط الربيع مواسمي
و رسى بأنفاسي زفير
عيناك أجمل شاطئين
عليهما سكن العبير
عيناك أثواب الأصالة
و النقاء الحلو و الحب المثير
و هواك أعظم ما يكون
و قلبك الوطن المصير
عيناك أنفاس الحروف
و مرقد الفرح الوثير
عصفورة منذ الطفولة
عانقت ماء الغدير
و حديقة جذلى و نور من قدير
وهج الضحى و النور
نام على يديك
فمن ترى
من بعد حسنك يستبين
حانت مواقيت الصلاة بسندسيك
و هل وعدك كاليقين
من كل إيمان نقي في بلادي
تطلعين
من صدق إحساس الطفولة
من عقود الياسمين
إني لدارك أنتمي
و قصائدي و عوالمي
و ختام قولي و الحنين
في لحظة هرعت إليك
فهاجر الزمن الحزين.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> أخشى عليك
أخشى عليك
رقم القصيدة : 64690
-----------------------------------
أو تسألي ماذا أريد؟
أو تسألي فجر المودة
إن تبدّى
فوق أكتافي
وحيد أو تسألي
هذي الهموم إذا ارتمت
فوق الجليد
ماذا أريد؟
فلتسألي
صحو المواقيت الجديد
عن كل إحساسي الذي
أشعلته
عشقا ً سماويا ً مجيد
و محطة القلق التي
أخذت رؤاي و عششت
مثل الوعيد
و هواك و القمر الذي
يرنو هنا في كل عيد
ماذا أريد(65/461)
إني رمقتك في فناء الوهم
و الوخذ الشديد
وجعا ً هلامي اللظى
جرحا ً عنيد
إني رأيتك و الدجى
خارت قواه
و أومأت آفاقه
نحو البعيد
أحسست أنك
عند مفترق الطريق
محاطة بسلاسل الحزن العتيد
و الجرح يرسم في الفؤاد سياجه
و العشق منبوذ وحيد
أو تبدئي زحف التقهقر
و التستر عندما يرث النوى
صبري
و يصرعك الحديد
أترى سأحلم بعدما
أفنيت عمري في ارتيادك
مثلما فارقت
مذهبك الفريد
و رحلت من خلف المواسم
و القرون
أخشى عليك
من الخضوع
من الرجوع
مع الترنح و الشجون
أخشى عليك من التهالك
خلف أغشية السكون
أخشى عليك
من اجتياحك غور نفسك
و الظنون
أخشى عليك
من المهالك
من صدور الناس
من كل العيون
أخشى عليك
لواحظ النسيان يوما ً
حين تدري من أنا
أو تدركي ماذا يكون
إن جاء يحملك المدى
و يضمك القلب الحنون
أخشى عليك حبيبتي
من رفقة لا خيرها
الزمن الرؤى
أو صحبها المال البنون
أخشى عليك
من التساقط
كالوريقات التي
ذبلت على كتف الغصون
أخشى عليك
لعل وعدك يُرتَجى
و لعل عهدي لا يهون
أخشى عليك
فهل تجيئي
بالثبات
و بالنجاة
من التهور و الجنون
أخشى عليك
و إنني في الحب
وعد صادقاً
و القلب عندي
لا يخون
أخشى عليك
حبيبتي
أخشى عليك
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> هل أتاك حديث عشقي..
هل أتاك حديث عشقي..
رقم القصيدة : 64691
-----------------------------------
وأتيتني..
هلا ّ أتيت إذا أتاك
حديث عشقي
مثقلاً بالوجد
مستعراً بنار الكبرياء..
صمت الرزاز عن التضرع
للسحاب ِ
وما ارتوت في العمق
أمطار الرجاء..
عمّ السكون زُهى البرية واعتلىَ
سطحَ المجرة نورُ وجهك
فارتقى صرح الفضاء
وتتابع الشغف الحثيث لمقلتيك لعله
يغفو على أمل اللقاء
والورد بعدك ما تنفس صدره
فيض الجوى
إيماءة منسية بين الهواء
رباه ما هذا الذي بالحق أنت وهبته
هذا الجمال بلا انتهاء
رباه ما هذي العيون صنعتها
من لؤلؤ واستبرق
وعد المشيئة حين شاء!!
رباه قد أوفى الذي بالحمد
يصدق وعده(65/462)
رمزاً يطوقه الوفاء
منذا الذي بسمائه من بعدها
وقفت عليه قصيدتي واستوقفت
أطلالها بين التشهد والبكاء
مشدوهة بالحسن سكرى باللمىَ
وهج العذوبة والنقاء
إلا هي..
بلورة في صدرها الأفلاك
تسطع زاهية..
وجبينها القمر المهاجر
في دروب الإشتهاء
وكذا جنوني
حين ترحل عن غصوني
فى الدجى أوراقها
فتهب عاصفة الشقاء
من لي بأحداق الرحيق إذا التقت
أنفاسها
في سندس الزمن المضاء
من لي إذا غطت غيوم الصحو
أفئدة الرؤى
سحر له في قدرة المولى غطاء
هي فرحة الميلاد في الكون الذي
تبقى به مجد على الدنيا أفاء
وعلى الطبيعة والأنام
على الخليقة جمعها
وعلى المهابة والإباء
تأتي فيأتلق المدى
ترنو فينشطر الصدى
والبرق ملء سمائها
كالشمس يشرق بالضياء
تمشي وتحرسها النيازك
والشهاب يزود عنها
والمآذن والقباء
تمشي وترقبها القلوب
المثخنات بحبها
ويحفها طير الهوى
ودعاء كل الأولياء
مصنوعة من ضوء أقواس الصباح
ومن حرير الليل
من عصب الصفاء
في لونها الذهب احتفى
قد تاه خطف بريقه في ثغرها
ثم انتفى
ووبوجنتيها الصبح ضاء
والظهر صلى نافلة ْ..
والعصر أذن للغروب تحية للقافلة ْ
لما أطلت بالعشاء..
كل الفرائض قدمت فرض الولاء
كل الموانئ والشواطئ والمطارات
الندية غادرت ثكناتها
لتحل في صدر السماء
حتى طيور النورس الولهى أتت
من كل فج سابحات في انتشاء
والكوكب الدريُّ بايع حسنها
قرأ المعوذة من شرور الناس حيناً
ثم ناء
وتلته باقات الأزاهر
حاملات تاجها لملكيتي
ومليكة الآفاق حسناء النساء
كل العوالم لم تغب عن بهوها
منذ الصباح إلى المساء
حتى الفصول الدائرات توقفت
عن سيرها
لا الصيف عاد بدفئه
لا البرد غلفه الشتاء..
جاءت كنبع الحلم يرفل
بين ورد العشق طل ٌ
بين بحر الشوق ماء
جاءت حبيبتي الجميلة
فاستطاب العصر فينا لحظة
وتدفق الزمن الزهاء
جاءت حبيبتي الجميلة
فاستحال الكون في أعماقنا
لحديقتين من البهاء..(65/463)
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> لم تأت ِ الساعة لم تأت ِ ..
لم تأت ِ الساعة لم تأت ِ ..
رقم القصيدة : 64692
-----------------------------------
لم تأت ِ الساعة لم تأت ِ
في لحظة توق لم تأت ِ
والساحة حيرى ترمقها
والدنيا مطرقة تحتي
تنتظر مليكتها ترنو
تفرد في لهف أشرعتي
لا طلت نحوي لا بانت
لا هلّ بريق مفاجأتي
لا أبحر زورق أنفاسي
لا ذاب الشجن بأوردتي
والتهب الهَمُ باحساسي
وانتشر الحزن بأنسجتي
لم تأت ِ الساعة لم تأت ِ
فامتزج الجرح بأتربتي
وامتلأ الموكب بالنجوى
وانتحرت قافلة الوقت ِ
لم تأت ِ الساعة لم تأت ِ
***
كم رمقت عيني آفاقاً
فاعتكف الليل بساريتي
والحلم تشتت في صحوي
والطيف تناثر في بيتي
والنبض تسمّر في صدري
والبوح تفجر في صمتي
والأفق تمطي مشدوهاً
يدنو لسمائك ساحرتي
تبقين بعرشك شامخة
كالكوكب ساطعة أنت ِ
والشمس ضياؤك يطفؤها
والشعر جلالك ملهمتي
لدعائي أنت قداسته
مولاتي أنت وسيّدتي
بالحمد تلوح فراسته
بمقامك تخفت مقدرتي
لم تأت ِ الساعة لم تأت ِ
***
قد ظل حنيني منتظراً
فاتنة الحسن وفاتنتي
يا ملكة كل الأزمان
عن زمن الوعد تخلفت ِ
يا وهج الحق بأوطاني
يا همساً يهدر في صوتي
يا حلم الآه برؤياك
يا لوحة عشق يستفتي
تاريخ الجرأة في دمه
ماء الغليان على الزيت ِ
في غضب الشارع إن هبت
ريح الأشواق بذاكرتي
أو عطف حنان شواطئنا
مخزون الطاقة في رئتي
عصفورك غرد في بابي
فانشق القمر بنافذتي
معشوقك أسمو من ولهي
مقتولك أحيا في موتي
***
لم تأت ِ الساعة لم تأت ِ..
لم تأت ِ الساعة لم تأت ِ
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> في صحراء البحر
في صحراء البحر
رقم القصيدة : 64693
-----------------------------------
يتوسدني الغيب على أعتاب
الفرح الشاحب والتكوين جنوح ..
وحزن الأرض السائد في أوجاع الناس
على بركان المحرومين جروح
من بعد فتات النبض
احتمل الصبر دروع النجوى
حين تفوح
ما كان الصوت الأوحد(65/464)
إلا مد خطاك،
توحد لهفي بين رؤاك
وبين الشفق المرهق حين يلوح
المطر الأعمى في صومعة البحر
وفي ذاكرة القلب طموح
وفي معراج الشغف جموح
ما كان جزاء النشوة أن تنزلق
بسد المأرب
فوق تلال العشق سفوح
وبين ضباب عشش في أجراس الوعي
وفوق الميعادين صروح
لم تسترق النظر الأعشى
لم تتبلل بالنيران
ولم تتجرد من ذاكرة النجم
ومن مقدرة السؤدد حين ينوح
والليل صبوح
قد هرب القارب من أسوار اليم
ليبحر زهواً في صحراء الروح
يا أول عمق في أنسجتي
يا خيطاً صنع صخور التقوى
في ألواح الزحف فتوح
يا شجراً هزم الموسم والميلاد
وجعل الليل الحالك
في الظلماء صبوح
يا ليل العتق تعال وبوح
يا ذهب الصدق اكتمل نصابك
في الأحشاء
اغتسل الكوكب في البيداء
انشق البدر
أتاك نزوح .
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> على أعتاب الفجر
على أعتاب الفجر
رقم القصيدة : 64694
-----------------------------------
بروق الشوق ما فتئت
تحاصرني
وليل التوق في الأفلال
يأخذني
بآخر كوكب في العشق
يزرعني
على حقل النهى وعدا
وأنغاما تهدهدني
على عينيك أوطان
شوارعها تغازلني
وفي شفتيك ألحان
شواطئها تؤثرني
وكل حديقة حبلى
سنابلها تظللني
وقد قصيدة سكرى
قوافيها شذى بيني
وكل منافذ الدنيا
تطل بصرحك الكوني
على الأعصاب خاطرتي
مشاعلها تراقبني
وكل هنيهة تأتي
دقائقها تغادرني
وشمس الحلم تنفيثي
وموج البحر يهجرني
فهلا جئت في وقتي
وفي بيتي وفي وطني
عودي مرة أخرى
تعود الروح في بدني
أحبك والهوى بحر
وموجك فيه يغرقني
أحبك ما بدا وجعي
وعربد في اللظى شجني
ذكرتك والخطى ورع
بكل مآذن الفن
ذكرتك والدجى رحل
ومجدك يحتوي زمني
فوعد لقائنا الأبدي
كان شعاره أني
سأفتح فيك أبوابا
ليعبد ضوؤها مني
فهيا ها هنا نشدو
جميع قصائد الحسن
ونهدي للمدى بيتا
وعقدا باهظ الثمن
من النجمات نغزله
ونجمله على العين
ونجعل للهوى وطنا
على أعراشه سكني
ونجعل عهدنا حبا
وكل زماننا يمن(65/465)
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> شريان الليل وهمس الوحدة
شريان الليل وهمس الوحدة
رقم القصيدة : 64695
-----------------------------------
ونسجتك في أعماق سكوني
ثم ارتحت..
وتراخى الرمش بطرف جفوني
حين صدحت
بحبك جهراً فوق غصوني
واستسمحت..
الفلك الرابض بين جنوني
حين سبحت
بين فنوني
والأمواج الحيرى دوني
في ساقية الهم سرحت
وبلحظة تيه خلف الوعي
جرحت
شريان الليل وهمس الوحدة
واستصلحت
بحقل العزة أرض حنيني
عاد الصدق وذاب أنيني
فوقك تحت
فاعترف البرق بفن النحت
الصورة عتمى
والإزميل اقترف الإثم
فأكلت نارك كف السُحت
معذرة إن بُحت
بهواك لظلي
صوبك رُحت
أتعرى سراً من أهدافي
أنمو مثلك في الأصداف ِ
لؤلؤة لُحت
لرزاز المطر على الوديان
فعشش صوتي في البستان
ومثل الزهر
بعطرك فُحت!
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> سقط الدَّيْنْ ..
سقط الدَّيْنْ ..
رقم القصيدة : 64696
-----------------------------------
إلى ابني عثمان: طفل في كنف المولى عزّ وجل
يا عثمان سليل الوعد القادم
هذا الحين ..
استبق غيابك في الميعاد
دعاء الرحمة والتأبين
فالرمق السابح في الأعراش
بيوم حضورك غام حزين
والدمع الساكن في أحداق النبض
عليك سخين
والوطن المنهك بالإعياء يذوب أنين
المطر تداعى في الأفلاك
ونام الكون ببيت الدين
حتى البيداء توارت شجناً
والغيمات وسطح القدرة والتمكين
لا زال العطر يسافر وهناً
في طرقات الهم
وبين حريق المحرومين
لا زال صهيل الحق النائم بين الزخم
وبين ضجيج المدخل والتكوين
في أعماق الأرض يغوص
وفوق فضاء العشق جلوس
وخلف الوعد تظل الرحلة فيض سنين
لا زال الخير يلف رصيف الخوف
ويزلق خطو البرق الطالع
من زفرات الطين
أخشى من قلقي أن يستسلم للطوفان
وأن يحتمل الموج بحار التيه بكل يقين
هوت الضوضاء بجيش النجوى
عشش في أحشاء الحلم رنين
لا زال البحر عليك ضنين
حتى بالماء الساقي وجدي
بعض حنين ..
وحين أتيت تمطى الأفق(65/466)
تسلق بيني غصن الأرق المسدل
خلف ستار الصمت طنين
وأنت تجيء بجهر يسبق مد الجرح
وعصب النشوة حين تبين
صدر الموكب صار ضنين
وسر الحلم عليه يبين
فاسأل عنه الزمن القابع
بين غبار المعتمرين
واسأل عنه رؤى الترحال
وستر الحال
واسأل عنه الوجع الأخضر والتجوال
بكل جبين ..
بكبد الوعي وهدب العَيْن ..
واسأل عنه الظمأ العاري،
كيف وأيْن؟!
حمم النار تداعب صبري
ذهب الموت
وتنسج قبر الضوء لُجين!
يا عثمان ارتسم الصوت
في بركان القلب أُذيْن
وفي صمام الحب بُطين
يا ملك الحُسنى
لم تحتج على الحربين
ولم تتلوث بالأنفاس السفلى حزناً
لم تتقمص شبق البَين
يا عثمان الآتي من أفواه المدن الأخرى
من أضواء العرس
ومن رايات القدس الأولى والحرمين
يا عثمان القابع شمساً في الآفاق
تضم الأرض على القطبين
الفرح الأكبر لم ينهار بموتك ولدي
يا اشراق الوثبة فينا والنجمين
يا عثمان شفيع الرؤيا عندي
طاف الفجر عليك وصلّى
أسرى ليلاً بالبيتين
يا عثمان الأقرب عتقاً من نارين
ومن اسقاط الوجد الساكن دوماً
في الألباب وفي القلبين
فلا تتهيب هذا الكوكب
حين يهل السحر على الجنبين
وفي الأكتاف وفوق الصدر
وبين الحاجب والعينين
يا عثمان الصبر حري بالأبوين
حين خطاك لكف المولى
تدلف نوراً بالبابين
باب التقوى والريان
وباب العتق من النيران
ومن وجعين
يا عثمان بُنيَّ توسد
أمن الله تعال وغني
مثل طيور الجنة واصدح بيني
بالصوتين
صوت الحق ندى الغفران
ولحن التوبة والإيمان
يا قمراً نام على قمرين
يا طفلاً ولد على الميعاد
ببيت الحمد
على وعدين
ياطفلاُ حمل الكوثر في كفين
يا عثمان الطفل الزين
طاح الذنب على يمناك
وسقط الدَّيْن ..
طاح الذنب على يمناك
وسقط الدَّيْن.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> حمداً للنجم على عينيك
حمداً للنجم على عينيك
رقم القصيدة : 64697
-----------------------------------
لو أن النجم
على عينيك حَمد!
لله الوصل وصلى البحر
على خديك سجد!(65/467)
لو أن الفرح الأخضر
وعداً هلّ
وحقل الغم الهم غَمَد
لو أن الوطن المنهك
في كفيك نهض
لانبلجت دونك قمم النور
وتوأم روح الموت خَمد
لو هذا الزيف القابع
في أعماق الناس هجد
لانكسر زجاج الجرح
على الأحراش
وعصب التوق صَمَد
وحمدت الله عليك كثيراً
حين تحول رتل همومي
عند الشط زَبَد
ووجدتك في ذاكرة النبع مدد
وعلى ألهبة الرؤيا
بين صباح لا يرتاد قيام الليل
ولا يمتد على الأكوان أمد
ففي شفتيك الهمس أحد
وفي أفئدة السهو كمد
وفي مقطوعة صمت الحلم عدد
وفي إبداع الأعظم
في تكوين الروح جسد
واستعصى المارد
في قضبان الصدر أسد
يا حمد البين الصبر نفد
لا ماء النبع
ولا ريعان الوصل وَرَد!
***
يا أجمل من أصداف العين
لآليها
في كل ليالٍ عَشْرْ..
تستبق الظل
إذا ما اخترق الوجع النهر..
شجر العرفان على الأجفان
وجرح الفجر
يا خيطاً صنع نسيج العشق
ولون العصر
يا نبضاً فتح نواصي الألق
على أفئدة العُمْر
قل لو كان البحر
مداد هواك
لنفد البحر..
بقبل هواك
إلهي.. فرحي
يا عشقي الساكن
هدب الصبر..
علمني أن السفر إليك
حياة أخرى
خلف القبر..
علمني أن حياتي
بين مدارك تبقى بيني
جوف ممر
لجنان عندك
لم تتوضأ بالأحزان
ولم تجتر
أقدار الخوف سعير الحر
عيناك ملاذ شد رجائي
في الآفاق على إيمائي
تاه الموج وضل البر
وهل النور علينا فتحاً
في الظلماء وطلع البدر
علمني ربّي قول الحق
لذي الطغيان ِ
وكيف أدندن بالإيمان ِ
وكيف أقود شعاع النصر
وعطر التوبة في الأجفان ِ
لحاظ النشوة في القرآن ِ
وليلة قدر
تبقى أنضر من أزماني
حين الشبق يعم الصدر
وحين الليلة تبقى خيراً
من آلاف ليال ٍ سكرى
تبقى الخير
لكل الدهر..
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> آخر الأنفاس أنت ِ..
آخر الأنفاس أنت ِ..
رقم القصيدة : 64698
-----------------------------------
امنحيني توبة الشوق المقدس
في الصبابة مربضا
قدميني للشعاع الساطع
الممتد منك بما اقتضى
فرح السنين الساكنات مشارقي(65/468)
ما عاد منها وما مضى
حسبي عيونك حين ترسم
للهوى آفاقه
حسبي جلالك لحظة التوق المهيب
إذا ارتضى
خفقى وبارقة التمني
والحنين الرائدا
شجري هواك ولوحة الإيحاء
والشجن القديم وما بدا
نام الرحيق على تعاريج الصدى
أنسي بذكراك اقتدا
لا كل عزمي في انتظارك
لا تملكني الردى
همسا أحبك هكذا
جهرا وصمتا واعتكافا ماردا
جادت بك الأنفاس عطرا
واستحال البرق نجوى
والمواسم معبدا
لهواك والعبق الشفيف
وكل أرصفة المسافة سجّدا
حبي وحبك والأديم نوافذٌ
للخفق حين تعبدا
وانساب صبحي في رباك
وماء لهفي في بحارك غردا
أنت امتلاكي في سجون محبتي
أنت ارتباكي في جبال الحسن
حين توددا
قدم خيارك للفصول فينحني
نجم اعتكافي في مدارات السماء تهجدا
أهديتني مطر السكون حديقة
وسفينة وقصائدا
أهديتني الفرح الخجول مقاصدا
وتبارك الإحساس بين جوانحي
هذا ابتدارك سيّدا
في كل مقدرة تبدت
في دمائي نشوة
في كل أعطاف النهاية مسجدا
لجنون رؤياك الندية
والتلاقي في بحار موصدة
هربت شواطئها إليك وحيدة
ورمالها مستنجدة
حتى مياه البحر في عينيك ذابت
والغيوم مهددة
بالاحتراق على مرافئ وجنتيك
وبالتلاشي مثل حبات الندى
يا سيدي يا سيد الإحساس بيني
حين تسكبه المآقي
دمعة الإلهام تلهو في زهاك معربدة
والنار والياقوت والميلاد يسقط
من علاك محبة متفردة
يا أعظم النغمات
يا وهج الحياة
ويا سراج الأعمدة
ماذا لديّ سوى مقامك
في ديار لم تزل مستوحدة
تهب الخطوط لكف شوقي
تلتقيك مجددا
في كل هاجسة تحدت عودتي
متوسدا يمناك باليسرى
فاهبط صاعدا
حتما تجادلك الحقول
وتشتهيك الأوردة
كل الصحاري في حضورك ترتوي
ولها وتصبح في انتظارك
لوحة متوردة
حتى نجيمات الفضاء
تهيم حولك شارده
سرب الفراشات الشجية لم يزل
يبقى على عتب ارتجائك واردا
فإذا أتيت البدر أرخى وانطفى
والشمس نامت
والأصيل تبددا
والليل أسدل في العيون
وحارس الزمن اهتدى
بالمشرقين عليك صلى مغربين
وقدم الفجر احتسابا
والضحى لك سؤددا(65/469)
فتحركت كل النجوم إليك
جيشا خاضعا لهواك
يا ملكا سيصبح في الوقائع قائدا
من حانة لمجرة لمنارة
بك في المحافل واعده
يا أيها العشق الأخير
المستقر الواحدا
مدد صباحك في جدار النفس
وانقش في سماء الوعد
نور مواهبي
وبريق أنفاس الهدى
يا أيها النفس الحريق استشهدت
مدن العواطف واستوى
ماء الحياة عليك
والأمل الوليد تجددا
يا أيها القمر المضيء ألا ارتوى
عشقا بصدرك ماجدا
الخير يرفع للدعاء أكفه
نبضا وحسا باقتدائك راشدا
عيناك أنت سحابتي
فتعال ظلل بالرموش الموعدا
هذا اللقاء العذب أشرق
فابسمي
يا لحظة الأنس الحميد
وصفّقي
يا كل أركان المدى
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> امرأة في ذاكرة الغيب
امرأة في ذاكرة الغيب
رقم القصيدة : 64699
-----------------------------------
يا امرأة تبقى
في ذاكرة الغيب خطر ...
يا قلبا ولد
بصخر الحزن مطر
يا فجرا سرق الضوء
من الآفاق سحر
يا عطراً حمل الورد
على الأكتاف شجر
يا موجا جعل البحر
على الشطآن حجر
يا ليلا مد حنين الشوق سهر
يا شمسا رسمت في الأحداق
بريق الصحو قمر
***
منذ تسرب رهق الوجع الطالع
من أعطاف الجرح مودةْ
منذ احتدم بصدر البوح
رنين الألفة والإحساس امتدَ
منذ تمدد شفق الإلفة
في الآفاق تحدَ
موج البحر مدى الزلزال
وليل الوحدة
في عينيك الشمس توارت
خلف ضيائك حين تبدّا
وائتلق الحلم وهاجر قلقي
وانتظر حنيني وهج العودة
في زخم الآهة
حين تطل بصدر الدنيا
فوق سماء الكل بيارق وعْدَهَ
***
يا زمنا حصد البرق
التائه فوق حقول العشب حنين
يا رمحا سدد
في خاصرة الشوق أنين
علمني عشقك
أن أختار الموت
على أن يذبل شجر التين
علمني حسنك
أن الصبر
على الإذعان مهين
علمني الوعي
بأن الخوف من الأيام
سيهزم حتما كل يقين
فتعال تقدم
عد بالآتي حين يبين
كي تبقى دوماً في أعماقي
فرح يحتل رؤى التكوين.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> من يترنم بعدك ؟!
من يترنم بعدك ؟!
رقم القصيدة : 64700(65/470)
-----------------------------------
ما بين الموت والحضور
لحظة من التأمل الطويل..
وقبل أن تتم ومضة الرحيل
سينهض الصهيل
"محجوب"
لم تمت بداخل الحياة
في مشاتل النخيل
"محجوب"
لم تكف أذرع الدعاء
من شجونها
على مداخل الأصيل
"ترنيمة" من النوى تسيل
وشمعة تحيل
ظلامنا لموكب من الضياء
سلسبيل
الموت والحياة توأمان
والدروب بيننا امتنان
والحزن في العيون باقياً
والهجر سافر دخيل
فلا تموت قبل أن تموت
نجمة الضياع
في التوحد الذليل
يا هذه الغيوم صفقي
لأدمعي
فالعشق بيننا سبيل
إليك أيها المحارب النقي
أيها الموشح التقي
أيها الشهيد والمجيد
أيها "الوسيم"
في عبارة الرؤى
وأيها الجميل.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> في كل عام سنبلة
في كل عام سنبلة
رقم القصيدة : 64701
-----------------------------------
كل عام يا حبيبتي الجميلة
كل عام
سنعلم الناس الغرام
والحب والعشق النبيل
على رصيف الانسجام
فالبوح في وطني حرام
والصدق كالنار اضطرام
يا من سرقتم من عيون البحر
لؤلؤة تنام
بخضم احساس نقي
قد تربع واستوى
فوق المقام
متوهجا في همسه
ومؤصلا في بأسه
مثل الرخام
يا من حرقتم سنبلات الصحو
في حقل الوئام
يا من جعلتم أغنيات الشوق
تسقط في الزحام
والحسن يرقد في المدافن كالعظام
البؤس فيكم جاحظ
متفحم عصب الكلام
همس المدينة قد توسد جرحه
والناس في غليائهم
قوم وقومْ
ماذا أقول سوى أحبك كل يوم
ماذا سأفعل والطغاة الجالسون
على المشاعر بين اغفاء ونوم
لا ليس عندي من اشارات لهم
أو بعض لوم
هم لا يدركون بأن احساس الحياة حديقة
في كل ناصية تبين
هم يصنعون من الحنين جريمة
ان بثها نبض الرنين
هم لا يعون ويدعون بأنهم
جند المقاطع والحياء
هم ينحتون على الجدار عقولهم
ونفوسهم زبد غثاء
هم يصرخون كما الذئاب
ويرقصون مع العواء
بهم انتهى فرح النقاء
وطني تمزق واكتوى
نارا وخبثا وازدراء
وطني تقلص في شقوق الأرض
واعتزل النماء
ماذا أقول سوى أحبك(65/471)
ألف مرات أحبك
فالقصائد لا تخون
ساقولها وسط والمدينة والضفاف
وفي بيوت النمل والطرقات
في أسماعهم حتى يعون
أن المشاعر في الزمان حديقة
تمتص من وهج الفنون
وعي المدارك والشموع
وطلعة الوطن الحنون
من أين جئتم يا جراح النار
يا رمل الضياع
من أين جئتم تكتبون على الصحائف
والنوافذ ما يشاع
هذا زمان الحزن يأسف
للذي ملك اليراع
فاختار نصف الموت
أن يحيا شقيا بالهواجس
والظنون العاريات مع الرعاع
فلترتووا بالحقد نارا
بالجحيم مظلة حتى النخاع
فغدا ستشرق شمس هذي الأرض
فينا ومضة ويموت تاريخ الخداع
وستنتشي كل البقاع
وسيغمر الوطن الشعاع
غصن المحبة سوف يسمق كالشراع
وستنزوون
وتهربون
وتلهثون على الطريق
وستحرقون رداءكم وقميصكم
وتودعون خطى البريق
تتوددون لعشقنا وسماحنا
وبركبنا تستبشرون
وستدركون بأن طيف الحلم
همس من جنون
وبأننا متوهجون
بعميقنا الوطن الجميل
وعزة الأرض الكريمة
والشجون
لكم السماح ختامنا
فالخير فينا لا يهون
في كل عام يا حبيبتي الجميلة
كل عام
سنطل في كل البيوت
نعلم الناس الغرام
فالحب في وطني مرام
قولي لعينيك انظريني
فيغيب جرح الناس في وطني
وتاريخ الخصام
ولنا محيط من هيام
في بيتنا
نام الهوى في عرشه
وبعمقنا نهض السلام
صوت المحبة والنقاء
وكل أعشاش الحمام
في بيتنا نزل الغمام
دفئاً حنينا واحترام
في بيتنا في كل يوم
كل أسبوع وشهر
كل عام
سنعلم الناس الغرام
في كل عام يا حبيبتي الجميلة
كل عام
سنعلم الكون الغرام.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> على نسيج الغيم ..
على نسيج الغيم ..
رقم القصيدة : 64702
-----------------------------------
قولي ...
فما عاد الصباح يروق لي
إلا برؤياك الجميلة
والربيع المخملي
لا دونك الوهج استوى
لا أومأت جدر النوى
لا سيف خالد أو علي ِ
يبقى صفاؤك قاتلي
وهواك مسبحة الوجود
ومقلتاك جداولي
والبحر أنت ِ وزورقي
والصمت والإشراق
والحسن الموشح بالحلي
عيناك والياقوت أنت سواحلي(65/472)
يا لوحة من زخرف النجم
المزين بالتمني والدعاء الأجزل
في كل ناحية أراك
تحلقين بداخلي
ومراكز الإحساس
في لب القصائد والحنين
وخلف تكوين الشعور الأول ِ
فيك البريق يذوب
في لهب الجمال ويصطلي
فيك الطبيعة تختبي
خلف الخمار وتختلي
بهواي في سحر العيون بمحفلي
دنياك مد البحر والإيمان
سنبلة الهوى
يا جنة الأخيار تسطع
فوق سارية الجوى
سقف عَلِي ِ
مستسمح بهواك لا
إلا ّ لعمرك مطلعي
نغم يهل ويستضيء بمشعلي
ويجن من فرط الشجون
ويستحم بأسطح الزمن الذي
دوما يسافر في انتظارك عاجل ِ
يا أجمل الأقمار
يا سحب النهار
ترج أعتاب الثوابت
في امتداد تواصلي ِ
لا تتركيني هاهنا
وحدي صريعا بين خفق زلازلي
فأنا جريح من لحاظك مثقل
بالهم في أمل التقائك يرتوي مستقبلي
فهلم عد بالنجم يا صدر الجسارة
يا وميض وسائلي
يا سر أقواس الكمال وقوتي عند الإرادة
في جسور تكاملي
يا أحلى حدائق غابتي
وربابتي
يا زهرة تنمو بكل مشاتلي
حتى بصحراء الهواجس والردى
حتى بسندسيَ المقدس في قطوف خمائلي
بالبحر أنت شواطئي ومرافئي
ومحطة الرؤيا تهل بكاهلي
بالبر أنت منارتي وحضارتي
ومسافة الأشواق عندي
واعتراف توسلي
بالجو أنت مجرتي
وندى السحاب وكل نبع سوائلي
يا كوكب الشجن الوليد بخاطري
هلت عليك النجمتان
ولم يهل الصبح بعدك في هواي
ولم يهد سلاسلي
هيا إلى الصدر الزبرجد في ربوع الشوق
نسقط في ارتيادك ما يلي:
هجري وهجرك فالنجوم منابر
والسحر أنس والحريق تقبلي
والهمس نجوى والجراح سواتر
والخير ومض والحنين تسلسلي
برٌ بعينيك الجميلة يا مدى
عين التواصل من بحار تحمّلي
فيض برؤياك التهاب والنوازع بلسم
والعشق منك شفاء صدر باسل
مدت شجونك في التلاقي لحظة
تلغى بأولك الأخير تساؤلي
فهلم واختم صافنات الصدق
أبراج الرؤى والأمسيات الطيبات
بكل معنى تأصّلي
عجبا أراك على نسيج
الغيم أول من بنى
بالماء فيضا ناضراً
وحديقة من سلسل ِ
عجبا أراك بكل حسن أجمل ِ
كل المواهب في وجودك تنجلي(65/473)
حتى الفضاءات الروائع
والمقاطع في عيون الحلم
تشهد مقتلي ِ ...
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> شمسك مطر الحلم
شمسك مطر الحلم
رقم القصيدة : 64703
-----------------------------------
حاولت رسمك بالحروف
فسارعت سحب الكلام
تسوق ألحان الصخب ..
يا رونق النغم الحنون
تلاطم الموج اضطرب
في بحر عينيك الجميلة
في محيطات الطرب
يزهو هواك بأضلعي
ويشد أوتار العصب
تبقى حروفك لوحتي
منقوشة فوق الفؤاد
بسلسل الماء الذهب
فوق السماء بريق لحظك
يستهل كما الشهب
نامت على كتف النجوم
وحلقت فوق السحب
تبقى حروفك جنة الدنيا
وخاتمة البكاء
ومقتل الزمن الصعب
آفاق وعدك في الحياة قصيدتي
والسحر فيك نمارق
تسمو بأروقة العجب
هجر الزمان فراشه
نام الصباح على يديك
وبارق البدر احتجب
تبقين أنت حقول أنفاس الهوى
تأتين في الزمن الأخير المرتقب
هذا أوانك يا أوان الخير
يغمر أرضنا
هذا زمان العشق
عهدك قد وجب
عودي فما رؤياك إلاّ لحظة
تهب الحياة جمالها
وضياءها والدفء فيها
والمودة والأدب
والحسن و الذوق الرفيع
وقصة الإحساس
ما جادت به كل الكتب
منذ الخليقة منذ أن هلت
على الدنيا أسارير النقاء
وذاب بركان اللهب
ختم الحديث عليك بدء
والنهاية ترتقب
معك الطريق جداولاً
مغمورة بالضوء
إحساساً عميقاً قد وهب
للناس معنى أن يكون النبض
رؤيا
والأماسي في غيابك تنتحب
معك الحدائق تنتشي
والقلب يصفو
والعوالم تقترب
حتى تلاصق ساعديك
وتستريح على يديك هنيهة
وبلحظة
كل المشاعر تلتهب
في الأرض أو بسمائنا
في كل ميلاد وثب
يدنو إليك فيختفي غيم الجراح
وينمحي بحر التعب.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> ستملّني
ستملّني
رقم القصيدة : 64704
-----------------------------------
عجبي عليها حين هلت
بين أقواس الصبابة في عيوني..
ثم قالت فجأةً :
ستملّني ..
إن جئت عندك كل يومْ..
وستجعل الدنيا سميراً
حفه ضجر ونومْ..
وتقول أن حديثنا
محض على شجن ولوَمْ(65/474)
وسيسخر الميقات منا والتلاقي
بين سابلة وقَوْمْ..
قالت ولم تدر ِ بأني
لا أجيد سوى السباحة
في هواها دون عَوْمْ..
وحدي أسافر في هجير الشمس
أرنو في نهاها
في جبين الأرض
في حمدٍ وصوم..
***
قالت هنا ستملني
في هذه الأرض التي
شهدت جيوش اللهفة الكبري
تجلجل فوق صدرك بالشهيق..
في لحظة الأشواق عندك
حين يأتي موكب الإشراق بدراً
يستضيء ويستفيق
وتقول أنك لم تعد تهوى
ظلال بيارقي عند التلاقي
بين أعطاف الطريق
وبأنني يوما سأبقى في خيالك
بعض ذكرى لا تفيق!!
وبأن قلبي سوف يهجر نبضه
ويظل يطفو في دمائي كالغريق
عذراً.. فإني لم أزل
أخشي جراح هواجسي
من شجوها
أن تستبيح ربا العميق
حتى فراشات الهوى
في مقلتيك أخالها في لحظة
ستمل أنفاس الرحيق
وسترحل الدهشات عنك وومضها
عبق إشتاهائي والبريق
وستصمت الأشواق حتماً
في سمائك
سوف ينطفيء اللظى
واللهث والتوق الحريق!!
***
ظلت تحاورني مرايات الجوى
في وجنتيها كلما أزف السفر..
في أبحر الحلم النديم
وفي التوحش في الصميم
وفي شرايين السهر..
لكنها غفلت عن الصدق الذي
دوماً يشع بغايتي
مثل اللآلئ والدرر
عن ملء إحساس بعمقي لم يزل
بالعشق يهطل كالمطر
وبأنها تبقى لعمري شمعة
تهب الضياء لأمة
فقدت بأحداق العيون
زهى النظر
وبأنها شمس الحياة
لكل أغصان الشجر
للبحر شط..
للسحاب ندى المياه
وللربيع إذا حضر
نبض الحقول وعطرها
وشذى الأصايل والزهر
رضع الزمان بصدرها
ضوء القمر
وبوجهها وهج المدائن
والعصور
بلونها فيض السَحر
أيُمل من وهب الدروب صباحها
والليل خصلات الشعر؟!
لا ليس يولد في الحياة
سواك سحرٌ
لا ليس بعدك مُزدَهر
لا ليس إلا للأنام سوى التمني
ولكل عشق في هواك هنيهة
يجثو بشاطئها قدر
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> جواهر العطاء
جواهر العطاء
رقم القصيدة : 64705
-----------------------------------
رعاك الله "جوهرة"
تتوه بنورها الشمسُ
دعت للخير آفاقاً
هفا بروائها الدرسُ
بك الإنجاز مفخرة(65/475)
وتعظيمٌ به بأسُ
عروشك في الدنا تضوي
شمائلك التي تكسو
بحار الأرض بالسقيا
بإيقاع له جرسُ
فخيرك كالسنا قمر
و وعدك بالمنى غرسُ
أقمت الصرح إيماناً
فلا ننفك نقتبسُ
من شيمائك العبر
ومن إشراقك القبَسُ
أميرتنا التي فيها
روحُ النُبل تنعكسُ
بكل فضائل كبرى
بلا صخب ولا همسُ
بنت للطب أمجاداً
ومجدك في العلا يرسو
على الأكوان ممزوجاً
بعطفٍ ليس ينتكسُ
سنحكي للورى قصصاً
فصولاً ساقها الأمسُ
للمستقبل الآتي
مقاماً ما به يأسُ
فتلك "جواهرٌ" عظمى
تراءت في النُهى قدْسُ
بآفاقٍ مطرزة
وفخر ليس يندسُ
لنا في الخير مكرمة
تطول بقدرها الرأس
رعاك الله إيماناً
له الأقدار تلتمس
بريق صفائه الزاهي
وحُسن نقائه السلِسُ
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> أسطورة..
أسطورة..
رقم القصيدة : 64706
-----------------------------------
على درب الرؤى
والسحر بلّورة
ومثل النجمة العلياء
فوق سمائنا صورة
ونبض السحر محتقن
وكل الأرض مسحورة
وكل جميلة تبقى
بموج هواك مغمورة
فراشات الهوى طرباً
تغرد مثل عصفورة
وأسرار النوى تبقى
على الأعماق منثورة
فمنك الشمس تستجدي
بريق الصحو والنورا
فأنت لشمسنا شمس
وعشق ظل محفورا
على أعماقنا ولهاً
وفي الأكوان أسطورة..
ربيع الوصل في عينيك
شيد للندى دورا
أقام بحمده وعداً
وحد الصبر ممهورا
بعشق في ثناياه
يظل الوعي محظورا
والبركان منتفيا
والطوفان مذعورا
ويأتي الصبح محتفياً
ومنتشياً ومسرورا
وكل زماننا يبقى
أسير هواك مبهورا.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> أمة من اليراع والورق
أمة من اليراع والورق
رقم القصيدة : 64707
-----------------------------------
على الجدار كان أول النهار صاحيا
وكان حاضرا
على خيوطه الندى
والنخل ما تنفست عيونه الصدى
ولا التوجس اهتدى
يا أمة بغيرها الزمان ما ارتدى
من الهوى قميصه
ومن شذى النوى بصيصه
قد نامت الخلية التي جيوبها تفجرت
مبايضا من الذهول بعد أن(65/476)
تكور النخاع في مواقف السفر ..
تضمخ الحريق بالمطر
يا جنحة اللهاث خلف أحرف الدموع
في مجاهل الحذر
يا أمة تسرب الشموخ من جوارها
تبلل السراب بالضجر
بدارها ... وفي انتظارها
على سواحل الضياع
قد تساقط النظر ...
الناس في السهول زوبعة ْ ...
والعشب والحنين دامعا
ما كان بعد أن تساوت الجراح
في اللهيب بيننا مواجعا
غير أن يعود للزحام ما له
من الفراق أذرعا
ومن ضنى النفوس مضجعا
يا أمة تعلمت ذبول عصبة الأمم ْ ...
ودورة الجلوس في ركائز الهرم
يا أمة على بكائها الشجار لوعة وهَم ْ
يا أمة تهدمت على مرافئ الندم
من قال أن عزة الجهاد
عند غزوة الشجون معترك؟ ..
من قال أن فجوة الحداد
في حوائط البكاء قد سلك
مجاهل الدروب
في كهوفها هلك!
يا قدس يا صباح عشقنا
يا قامة صباحها ارتبك
منذ أن توارى عن (صلاح)
مربط العمامة التي (حماسها) انتفض ..
وشيخها الجليل قد رفض
كل عتمة الضلال
في استجابة الظلال للضنك
ندكها الجبال دك
يا شيخنا يا (أحمد) الذي يبقى لنا
(ياسين) في صلاتنا عبق
على طريق مكة العروج والولوج
حائط البراق قد سمق
كابول أقسمت بأن ما احتواه خوذة
من أرض سام ما انعتق
وأن درب قادسية السحاب ما اعتنق
النار في ديانة الهجير بوذا ..
سنفتح النهار بالمعوذة ..
والتاليات يا يهوذا ..
نضالنا الطويل في مجاهل الورق
وفي مساره الذي لم يعرف القلق
لم يدر أن مولد الصباح
كبرياؤه عرق
ومركب الجنوح بصمة الجروح
اكتئابها سرق
من صمتنا حديثه
وتوقنا الجريء والشبق
يا أمة لا نال من سمائها شفق
لا أشرقت بدمها الشموس
لا المدى خفق
لا الظل لا الدعاء كان بعض همها
لا مدخل المديح ضمها
أو أمها الشرار
لا اليباب لا الصفق
يا أمة تدفقت على مشارف الغرق
لا النبع ذاب فيه لونها
لا كونها ائتلق
يا أمة كفافها رمق
يا أمة تعيش كيفما اتفق
يا أمة هوت على مشارف النفق
يا أمة يراعها نفق
يا أمة حسابها العسير قادم
وموتها البطيء هادم
وها هو الطريق
في انشطارها
يظل مفترق.(65/477)
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> وطن بحجم التوبة
وطن بحجم التوبة
رقم القصيدة : 64708
-----------------------------------
شمسك والموت حياتك والإيماء
وحياة الموت عليك نماء
ذابت في الضوء بقايا الحلم
ليالي النشوة والإيحاء
وحرير التيه بكل سماء
صلّت نجمتك العصر
وهل القمر على خديك وضاء
وانعطف الزمن
وسال رحيق الشوق دماء
في إحساسك سكن المطر
وصوتك جاء
بضياء الأنس يرف حنيناً
يسطع مثلك في العلياء
لو شجن الكون الطالع من
أثواب المحرومين زهاء
لو هذا الصحو يلبي فرحي
مثل دعاء
أو يتسلق كوكب صرحي
مثل هواء
أو مثل صفاء
قد عشش يوما في إطراقي
في أعماقي
في ناصية الخير بهاء
لو أن الغيمة حين ترج
سكون القلق المولع بالضوضاء
تفتح أبواب الغيث الجارف
غضب الحرقة والبيداء
وضجيج العصب النائم
بين الحافة والرمضاء
لانشطر الهم الأكبر عن إحساسي
لانهزم الجرح ومات الداء
لونك يندس بكل نهار
يسكن في أوراد التوبة
في أعشاب الصبر
المترع بالإعياء
صبرك والمجلس والنيران
وكأس المد وصدر الماء
يطلع من كل فؤاد يشرب
من مقدرة الجذب
سحاب الجدب
سراب الخضرة والإيفاء
هزاني حسنك حين تساقط
ورد العزة بين ضلوعك كاستقراء
وسباني الساحل والإشفاق الأخضر
من رئتيك
ومن آثار المفقودين عطاء
عنقود الحب عليك وفاء
يا جبلاً يسكن جب الأرض
يشق زجاج الصبر رجاء
يا سحراً يفتح صدر البدء نماء
مثلك مسدول النافذتين بكل فضاء
و بكل رصيف يربط بين الفجر
وبين القمر النائم قربك
في الأرجاء
مثلك يقتسم القبس الحالم
بالسراء وبالضراء
قولا يستثني الصلح حضور الجسد
الغائب عن أودية المأرب حين يبين ..
قد يسقط كل الزيف
ولا يندلع حريق النشوة
حين الشمس تبيع الظل
لكل سجين
من قطف النجمة
دس السم بقلب الطين ؟!
من حجب الليل
ومنع الحزن عن التدخين
من رسم الأرض حدوداً تخرج من
أعماق الصمت طنين
من جعل الدفء يعيد بناء الحس
الواهب رحم العز بنين ..
من أحدث ثقباً فوق الخاطر(65/478)
لوّن في جدران العشق أنين ؟
هذا الطالع من أضلاع النهضة
حين تحين
وحين تهل وحين تطل
وحين يظل السر دفين
حبلت يا وطني أشرعتي
وُهِبَ التاريخ إليك جنين
من أقراص المد يديه
ومن أجراس الشجن الأسمر
في عينيه
صمت عصبي ورنين
سلم ميراثي يا وطني
فسنين عبرت وسنين ..
حياك البارق فاستدعي
إقدام يهب التمكين
نسجتك القامة والتقوى
أكتاف الأفق وشجر التين
قّواك الفتح
ونور الخلوة والإلهام
وبيت الدين
من ذاكرتي كان الأعظم
بحر الشوق ونهر التوق ..
وخيط حنين
المطر القابع في ورقي
في شفق الصمت وفي التكوين
والحد الفاصل بين هروبك
واستسلامي .. كان يقين ..
كان يقين.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> في ضل متاهتك
في ضل متاهتك
رقم القصيدة : 64709
-----------------------------------
خيل الفرح
شدت حنين الشوق و جاتك
سابت عناوين حزنها
المكتوم في آهتك
جازفت بى نظرة
و اتحدت وجاهتك
خلَّت الغيمة الأمينة
و قيلت في ضل متاهتك
***
زغردت سحب المدينة
غيمة بتحيي السواحل
أمطرت أنفاسها زينة
و موجة من بحر الدواخل
حتى قمرتنا الحزينة
لسة تتحدى و تناتل
مرة تدينا السكينة
و مرة ضجة ريد مقاتل
***
لو كل لحظة وحيدة شاردة
بتبقى لينا محصلة
لي دنيا مشدودة بخواطرك
و لي نجوم ما بنوصلة
كان دربك إتلاشت معالمو
و كان دليلك بوصلة
لي شمس مسجونة في عيونك
راجية حكمك مقصلة
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> بدون غفران
بدون غفران
رقم القصيدة : 64710
-----------------------------------
نسيتك
و كان لابد يوم أنساك
و مهما الدنيا جارت بيك
حق الناس ح يستناك
ح تهرب وين و حولك نار
تهب في جهنم الحارقاك
و لو حاولت طيبة القلب
كان بدّلت شر جواك
و كنت عرفت معنى الخير
و كنت ارتحت من بلواك
***
و كيف نرجع نعاين ليك
و نطوي زمان من الأحزان
جنون إبليس على عينيك
و إنت تدرس الشيطان
فنون الغدر و البهتان
و كل أذية للإنسان
جحيم الآخرة ليك مكتوب
لظى و غليان حمم بركان(65/479)
حرام نتمنّى إنت تتوب
كتير و الله فيك غفران
***
و ما أظن يوم بتتغير
و لا في طبعك
إنت الخير
و ما أظن يوم من الأيام
بتتبدل خطوط السير
بدونك تنتشي الساعات
و يفرح ليها حتى الطير
و حتى الليل و نجماتو
و كل صباح و كل عِصْيَر
و تبقى السكة نور في نور
و شكل الدنيا يصبح غير
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> برق على أجنحة الأرصفة ..
برق على أجنحة الأرصفة ..
رقم القصيدة : 64711
-----------------------------------
يا زينة الحسن المفاجئ شتتي
ألق النقاء وهللي
بهواك قد نهض البريق بداخلي
واستشهد الحزن انفجر ..
تاهت شموس الكون حولك
واستجار بمنزلي
نجم القصائد واستقال البرق
وانتحر القمر ..
هذا الزهاء المشرقي
يحطم الوجع القديم بكاهلي
فيعود لي فرح تداعى واندثر
صبح ابتسامتك الخرافة حين تخرج
من تطلعك العلي ومن براكين السحر
فهلمي وانتزعي السكون من التوحد
واستمدي وعدك المنثور في حسن الختام
بأول القطرات في جيش المطر
وبكل عطر علم الورد التريث
كلما نطقت بساتين الكلام خواطراً
وتنفس الوطن الأغر ..
من يلثم الأفق استعاد الوعي من نجم
الجسارة حين يصدح في الدجي
همس الشجر
وتجاهلي صمت الحديقة والورود
إذا تمدت في ندي الإحساس عافية
تحاور كل اخفاق يؤج تحملي
ويقاوم الزيف الخطر
والبؤس والوجع الدمار ..
بين الشوارع في صفوف العابرين
من الحريق إلى الغبار
ومن التهاب الوقت في كبد المسار
فتسللي بيني وجيئي بالهوى
ايقونة سكرى ونهراً من نضار
وتأملي وحي القصيدة كالشعاع يعود منك
إلى صفائك في رحاب الحسن
في سقف المدار
أحياك كالفجر احتفاؤك بالجمال
بكل صرح في مداك بكل دار
واذا التقيتك في بين أطراف المدي
في لهفة الميقات أشرق وارتدى
بدر السماوات الخمار
متوهجاً بالعشق تاريخ ابتدائي هاهنا
وعد سيبقى في شواهقك انتصار
وعلى طريقك سوف يبقى
في دواخلنا شعار
الله يا زين الهوى
يا لوحة لبست خطوط البرق
زهواً وافتخار(65/480)
الله يا امرأة تحلت بالشهامة هاجساً
وترفعاً أغلى وصرحاً واعتبار
الله يا وهج القصيدة يا شموع الصحو
تحتضن المواسم والبحار
الله يا امرأة تتوه بحسنها شمس النهار
وتضيع أزهار الحقول وتختفي
كل اللآلئ .. والمحار
أواه يا امرأة تطوقها الأساور
والمجرات انكسار ..
بحضورها .. حتى الضحى
حتى المحيطات الكبار ..
أواه يا امرأة عليها كل نبض في الحياة
يظل يخفق بانبهار
حتى الورود بخدها من طيف بارقها تغار
حتى أنا وقصيدتي
وهواي والبعث الأخير ولهفتي
والصبر والعصب الجدار
هزي بساق سحابتي
تأتيك فيضاً من ثمار
هذي بلادي لوعة بك تستجير
فضمخيها بالتقارب والجوار
ضمي خطاي إلى خطاك وسافري
في العمر يوماً واحداً
يبقى حياة واعتمار
والخير فيما اختاره ومض الصبابة
حين يرتحل القطار
نحو النجيمات التي قد هاجرت
في غفوة النسيان أركان الترجي فيها
واحتقن المطار
سبح الندى في ساعديك محبة
وتفتح الصدر احتفاءً بالرؤى
وتجدد الميلاد فيك وسامة
.. نوراً ونار ..
حتماً سأبقى في انتظارك عابراً
كل الصحارى والقفار
ومجاهداً بالشوق وحدي حالماً
حتى تعودي للديار
يا زينة الأختام قدرك عالمي
وأنا المرابض في كهوفك
بين رايات التمني
والحريق على سعير الإنتظار
فالآه من رئتيك موت
وارتقابك احتضار
حتى باحضان الخيال ومده
يبقى منامي فوق صدرك انتحار
يا نجمة الوطن البعيد أنا هنا
فالدرب قفر والطريق إليك
ما عاد اختصارْ ..
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> مع الأيام
مع الأيام
رقم القصيدة : 64712
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
كتبنالك
و قلنالك
و خاطر السكة يحلالك
و بتخسر شوق معزتنا
و كنت في يوم معاي ماسك
و كان يمينك القمرة
و شوف كيف فجأة ضاع منك
***
مواقف تحكي إجلالك
قصايد ريد جميل شالك
و تسكن ديمة في بالك
مشاعر زاهية تبقالك
بهل في قلبي قبالك
و لو حاولت إنت تجيب
و تحيا تعيش زمن غيرك
ح تلقى سهر نجوم الليل
و تلقى الدنيا في دربك(65/481)
و زي ما عشنا نحن الخير
قصايد ريد جميل شالك
و غيمة تظلل الأحزان
و تسكن ديمة في بالك
و نهر أشجانا يبقى حنان
مشاعر زاهية تبقالك
عبير مسكون بحب مجنون
بهل في قلبي قبالك
***
و لو حاولت إنت تجيب
معاني جديدة تحيالك
و تحيا تعيش زمن غيرك
و تنسج قصة في خيالك
ح تلقى سهر نجوم الليل
بيرحل جوة أوصالك
و تلقى الدنيا في دربك
مع الأيام بتتهالك
و زي ما عشنا نحن الخير
بنقول ليك عقبالك.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> مولاتي
مولاتي
رقم القصيدة : 64713
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
بنطراه ُ
و الشوق
و نطلع فوق
نلقاهو
و نطرى الذكرى
و ننسى عيونّا جواه ُ
ألم و حنين
مفرهد بالأمل
نسافر فيه
نفتش ليهو
عشان نلقاه ُ
نمشي وراه ُ
تفيض بحنينا تغشاه ُ
حلم سنوات
في خطوات
نلاقي قلوبنا
و ندّيه ُ
نصب الكاس
لو آهاتنا ترويه ُ
عطر زهرات
نتوه فيه ُ
نسافر ليه ُ
في عينيه ُ
يداعب أملي
عبير سنوات
في خديه ُ
في الذكرى
شذى فكرة
نغازل الليل
في عز الليل
و دمعة تتوه
نسمة عيد
عطر لينا
طيفو بعيد
و شتلة جميلة في جنينه
لومنا كلو يقع علينا
و كان دوانا
كان ندانا
و لينا صوته ُ
نلقى فيهو سبب هنانا
طريق منانا
بس كيفو يقدر يبقى فينا
و ينسج الآهات حرير
يا أمير يا سيد زمانك
بى رضاك و بى حنانك
لو بجينا
و ننسى لحظاتنا الحزينة
بى خطانا
بس كيف تكون دنيانا بعدك
و انت نسمة
و انت ليها
و انت مرساها و هواها
لو تعاين ليها مره
و تهفو يا ملك القلوب
و ليك يا سيد الدروب
و ليك يا حبي و هناي
ليك ْ من الأعماق قصيدة .
شعر مكتوب
في عز الليل
حنين سال سيل
و دمعة تتوه
في عينينا
نسمة عيد
و وردة تفوح
عطر لينا
حبيبنا الليلة
طيفو بعيد
شذى الياسمين
و شتلة جميلة في جنينه
لو نلوم في لحظة ريدك
لومنا كلو يقع علينا
كيف نلوم العاش لروحنا
و كان دوانا
و كان جروحنا
كان ندانا
و لينا و احة
و لينا صوته ُ
هدى السماحة
نلقى فيهو سبب هنانا(65/482)
و بسمة جامعة
طريق منانا
نلقى في ضحكاته ُ راحه
بس كيفو يقدر يبقى فينا
يهفو بالروح الضنينة
و ينسج الآهات حرير
حاضناه ُ أجيال بين سنينه ْ
يا أمير يا سيد زمانك
لو تعاين و تشتهينا
بى رضاك و بى حنانك
نرسم أرواحنا و حنينه ْ
لو بجينا
و ننسى فيهو عذاب سنين
و ننسى لحظاتنا الحزينة
و نمشي ليهو
بى خطانا
و بى تقاطيعه الرزينه ْ
بس كيف تكون دنيانا بعدك
و انت سيده ْ
و انت نسمة
و انت بسمة
و انت ليها
سبب جديده ْ
و انت مرساها و هواها
و انت عيد أفراح نشيده ْ
لو تعاين ليها مره
تطير من الفرحة الشديدة
و تهفو يا ملك القلوب
روحك الغالية و فريدة
و ليك يا سيد الدروب
يا صاحب الضحكة العنيدة
و ليك يا حبي و هناي
يا واهب الهامي و غناي
ليك ْ من الأعماق قصيدة .
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> من زمان اشتقت ليك
من زمان اشتقت ليك
رقم القصيدة : 64714
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
من زمان اشتقت ليك
***
بحرو ساكن بين إيديك
عمري كلو تجيبو وليك
في الخيال يرحل يجيك
في دروبو يتمرد عليك
هلّت مدارات فرحتك
ليل الشجون و مودتك
فرح الغنا الحزنان شرب
و لحظة و داعك لما جات
***
شعلة عواطف ساطعه
ترصد نجومك و تتبعه
غيم الشجون و الزوبعه
إلفة و مشاعر مترعة.
و الغربة و احساسي الرهيف
فرح الغنا الحزنان شرب
لون الندى العطشان نزيف
و لحظة و داعك لما جات
قلب الصباح قرب يقيف
***
و انا في وجودك شوفني كيف
شعلة عواطف ساطعه
أمواج هواي تاهت معاي
ترصد نجومك و تتبعه
و احساس جنون يتحدى بيك
غيم الشجون و الزوبعه
و اشواقي ليك دايماً تزيد
إلفة و مشاعر مترعة.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> لحظة أمان
لحظة أمان
رقم القصيدة : 64715
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أديني من حضنك أمان
خليني أسرح زي دُخَان
***
و أسافر في دروبك للفرح
يا لون جديد من قوس قزح
و هزمت ضو كل الشموس(65/483)
من أعلى قمة على السحاب
خليني أشرب من ينابيع الصباح
التاه على خديك سرح
يا نجمة من وهج السنين
يا لون جديد من قوس قزح
***
عكست مرايات روعتك
لوحة جمال متوهجة
و هزمت ضو كل الشموس
ما فيش شعاع منك نجا
من أعلى قمة على السحاب
جات النجوم متدحرجة.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> شمس الخواطر
شمس الخواطر
رقم القصيدة : 64716
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
شمس الخواطر فى عيونك
و المصابيح فيها لونك
و كل لحظة تمد سكونك
يا صباح دنيا المواقف
دثّرى الريد بالعواصف
***
راحلة ليك كل الدروب
هايمة فى عالم طروب
برضو تتلاشى و تذوب
حاجز الموج الدؤوب
و الغىِ للشمس الغروب
ليك يا أجمل حقيقة
شاقة بين الليل طريقه
يا مراسينا الغريقة
و قِّفى الساعات دقيقة
و امنحى النجمات بريقه
ليكِ بيتفتَّح حديقة
يا رمال شوق المسافر
حاجز الموج الدؤوب
علِّمى الريح كيف تسافر
و الغىِ للشمس الغروب
***
ليك يا أجمل حقيقة
صاحية فى لحظة جنون
شاقة بين الليل طريقه
و تايهة فى ضجة سكون
يا مراسينا الغريقة
فى بحر سر العيون
و قِّفى الساعات دقيقة
و فجّرى العالم فنون
و امنحى النجمات بريقه
و علّمى الشوق كيف يكون
ليكِ بيتفتَّح حديقة
و نجمة ما بتعرف تخون
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> سافر هواي
سافر هواي
رقم القصيدة : 64717
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
قبل ما يسافر هواي
وعد الأمل كان مرتجاي
رحلت نجومك من سماي
في لحظة ركّت في دماي
و إنت آخر نهر جاي
من ينابيعك صفاي
في مصبك منتهاي
سدرة يانعة
و شمس طالعة
تغذِّي من زادك خطاي
***
و إنت عارف
إني غيرك قلبي نازف
ما في زول غيرك بخالف
يمسك القمرة و يجازف
بي حنين عمرو الموالف
كل واحد ببقى خايف
من زمن تيارو جارف
من أماني
و من أغاني
و من حريق نار الشفايف
***
سيبنا في الدنيا العجيبة
لو بتقدر إنت جيبها
فرحة مطرودة و غريبة
و زهرة عطشانة و كئيبة(65/484)
سارحة في الذكرى الرهيبة
زي حبيبة
فاقدة في حسك طبيبها
فاقدة دونك
ضي عيونك
و لحظة ما بتقدر تسيبها.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> خلِّي بالك
خلِّي بالك
رقم القصيدة : 64718
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
خلِّي بالك
ده الطريق الكان بيدخل
من يمينك
يوم ح يطلع من شمالك
خلِّي بالك
من حريق الدهشة عندك
و من جمالك
و من سعادة نغني ليها
في يوم وصالك
و من سنابل ضو مفرهد
بيك أخضر باحتفالك
***
دي المداين ماخده منك
و شايلة نور عينيك مرايا
و العواصم
في طريق نصرة مشاعرك
عاملة من صمتك حكاية
يا وردة في كل المواسم
و شعلة في عرش السرايا
خلِّي بالك
من رحيق إحساسي بينك
و من شقايا
خلِّي بالك
من خطاويك المعايا
و من مزاياك و خصالك
و كل حاجة عليك آية
***
و اتذكر إنك في زمانك
ربنا اداك السماحة
و خلَّى بيك الدنيا فرحة
و المسافات سابه واحة
و لوحة في عيونك ندية
و موجة زاحّة
ماخدة من شطك مساحة
و في ضفافك إستراحة
و البحر عطشان بجيلك
و النهار وين لي مثيلك
يا أمير دنيا بتعزك
يا ملك روحها و رواحها.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> معزتك
معزتك
رقم القصيدة : 64719
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
لو كنت عارف حبي ليك
أو كنت عارف لهفة الشوق العليك
كنت سامحت السنين في قصدها
و كنت ضمدت الجراح هدهدتها
كان قلبي صفق في إيديك
غنت عجايب الدنيا ليك
كل الشجون ودّعْتها
و استشهد الخوف في عينيك
***
الليلة بهرب من سنين
ممدودة بالنوح و التعب
و القاك على الميعاد حنين
بكسب من الخاطر دهب
و يحميك من الضيق و الأنين
من قسوة العين و اللهب
يا نشوة القلب الأمين
يا فرحة في الزمن الصعب
***
قول لينا يا سِيد دربنا
كيف نلقى من بعدك صباح
أو حتى دنيا تلمنا
تدينا لحظات من سماح
تبقى للخوف و العنا
شلال هوا و بركان رياح
يعصف يزح تل الضنا
و يشيل معاه كل الجراح.(65/485)
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> ليك يا بلد
ليك يا بلد
رقم القصيدة : 64720
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ليك يا بلد
بحمل هموم الشوق
حنين
و ألقاك عوالم من فرحْ
و امزج دواعي الإلفه ريد
و انسج خيوط الليل مرح
شوق المطر
فى سكة السفر الجديد
مسكون بألوان من قُزح
***
آه يا بلد
يا أغلى من كل الحروف
العابره من بحر الغرام
يا أسمى من وهج الصباح
لما النهار
في حضنو نام
اتوسّدَت كتفك شجون
ضاعت خطاويك
في الزحام
أنا خوفى من بعدك أتوه
في غابه
ما بتعرف سلام
في ليل فتح
باب المواجع للضلام
في كل لحظه
بتصحى في الزمن الكلام
كيف يبقى قلب الناس حجر
في حضنك السامى المقام
***
ما تخاف على الحق
يا بلد
ح تهب رياح طين الجروف
تحمل عبير الموج مدَدْ
و يطلع زمان الحب سنابل
في وسط حزناً هجد
و يجونا أطفال المدارس
لا بتقيف بينم هواجس
لا وساوس
في طريق ما ليهو حد
و يطلع مطر خير الأرض
و يتحول الرصاص ورد
و كل النجوم
النايمه من خلف السحاب
تظهر تبين فى ليل سَعد
و القمره و التاج الأمين
فوق الجبين
نلقاهو فى لحظه اتولد
و يسكت في أعماقنا السكون
تتحول الهمسات رعد
و تعود معزّتنا الزمان
و الإمتنان
عز القبيله الكان غمد
و الضحكه تطلع و الحنان
و الكلمة و الوقفه النبيله
خطى الأمان
و جواز سفر
لى كل وسيله
ترجِّع الغاب و ابتعد
و انا يا بلد
وسط الدروب المستحيله
رحله فى غيم الهجير
تايه مع الأشواق دليله
و أملى فى السكه الطويله
أصلو لا خاب
لا اتفقد .
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> في سكتك
في سكتك
رقم القصيدة : 64721
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
رحّال أنا
و زمني المسافر في هواك
موجة حنان متجننة
خليك معاي غيمة سماح
تتحدى ظلم الأزمنة
علّم هواي كيف الصباح
بطلع من الليل و الضنا
شيل من دماي عصب الجراح
تلقاني جنبك سوسنة
***
لو كان بيسمعنا العبير
أو كان بصدقنا الزمن(65/486)
لو كان بتهدينا النجوم
احساسها بالليل و الشجن
ما كان بتتعبنا الهموم
تسقينا من كاسها المحن
أو كنا نستجدي الغيوم
ما الغربة في حبك وطن
***
رجع البحر عطشان بفتش
في دروبك عن جروف
كيف دنيا من غيرك تكون
أو لحظة من غيرك تطوف
و الكون غريب في سكتك
وجع الغريب سكة ظروف
في دنيتك
تبقى القصائد و الغنا
كلمات جميلة بدون حروف.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> زمن روعة
زمن روعة
رقم القصيدة : 64722
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
عيون ترحل
تسافر ليك
عيون مسكونة بى ذاتك
بتتمناك و تفرح بيك
عيون إحساسه دنياتك
عيون مفتونة بى عينيك
***
و سكة شوقك المجنون
شايلة الليل عذاب و جنون
تساهر النجمة فيك تحتار
و يصبح ليله َ بيك نهار
يشيل البسمة يرويها
و من احساسو يديها
حنين دربو
و يدس الموجة في قلبو
وجنة حب بنبنيها
بين الرفض والإيجاب
بضيع إحساس عظيم بيها
***
و جيناكم
سلوى و ريد
يغنوا معاي
عشقناكم
و يبقى هواي
ربيع الفرحة دنياكم
و ألقى هناك صباحاتكم
في مرسى الشوق
بكل سماح
و لطف و ذوق
تمسح عني حس دمعة
بين أحزانها مجتمعة
و تفتح صفحة وردية
تولّع بيها ضو شمعة
و نسمة جميلة صيفية
بتحلم بى زمن روعة
زمن بدينا عيدية
و نجمة تلالي ِ مرتفعة.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> رجع الصهيل
رجع الصهيل
رقم القصيدة : 64723
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
رجع الصهيل
و المستحيل الكان حقيقة
الليلة اتشبع رحيل
***
خليني جنبك
ببقى سامق زي نخيل
زي نيل بينزف
في عروق شمس الأصيل
خليني جنبك
أحيا بالحس الجميل
***
لو كان زمان الغربة
دونك شوق دخيل
أو روعة الدنيا في عيونك
سلسبيل
ما كنت بسلم من جنونك
و يسلم الشجن الطويل
***
و انت عارف كيف بنطلع
من دروب المستحيل
و كيف نهاجر لي سحابك
نرسم الإيقاع دليل
و كيف محطاتك بتبقى
وقفة تهدينا السبيل.
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> جسارة حب(65/487)
جسارة حب
رقم القصيدة : 64724
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
جسارة حبك المكتوم
في قلب الحزن والإصرار
بشيل الهم
على كتف النغم مسدار
وبحيا قساوة الغربة
البحارها شرار
وطول الفرقة والحرقة
البتقعد في عصاري الليل
تفتش في ضحاه نهار
زمان يا هجعة الميلاد
سقاك الحب لهيب اللهفة
سيل واعصار
وشهقة نجمة هامت بيك
تخاف بالشوق تقع تنهار
يسيل دمع الشفق نجوى
وكل الكون يشع انوار
وريحة الضو تفوح في الجو
على عبق الحنين إيثار
وفي رمل الطريق زخات
وفي صدر البريق مشوار
تعال في قلبي تلقى الكون
قصور من راحة واستقرار
غناوي الروعة بيك تنساب
نهاد اللوعة سندس نار
بساط ممدود بعرض المد
على الشط الوقف محتار
تعب مني التعب والغم
فتر جواي وتل الهم
رصيفو اختار
صد الآهة والأشجان
وغربة دم
وعتمة دار
تعال خلي الشجن يرحل
تعال خلي المحنة شعار
وقامة السكة تبقى نخيل
بساتين ضحكة من نوار
ومنك انت باقة ورد
ودنيا صباحها
بيك أزهار..
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> فجر هارب
فجر هارب
رقم القصيدة : 64725
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ما مهم لو عاجبك انتِ
القرب ليهو ..
بس مهم انو الحكاية
البادية بيهو
لا بتكون قدر النهاية
ولا بتقيف في يوم عليهو
***
وما مهم لو كنت جنبك
نخلة خاوية
بس مهم انو الحقيقة
رهيبة داوية
والمهم أكتر غيابك
عن وطن في كل زاوية
***
ياني طالع من طريقك
ومن درب مليان قنابل
وانت طالعة من التهابك
بين مدافع وبين سنابل
وكل وردة حنينة تصبح
فجأة بستان جفوة ذابل
***
آخرة الأسف المودة
حتبقى بينا
والضراعات الندية
على المسافات تسقي غيمنا
لا الخواطر باقية صادقة
لا الفرح مسجون في بيتنا
***
بس خلاص المستحيل
كتب النهاية
والحروف الشاربة حسنك
ما ارتوت من فيض غنايا
والوداع احساس حقيقي
وقمة الأشجان بداية
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> بطاقة حب
بطاقة حب
رقم القصيدة : 64726(65/488)
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
مجنون وبحبك بجنون
غرقان في بحورك ومفتون
الحسرة في حبك بتهون
والشوق وعذابو المكنون
لو حتى في يوم انت تخون
ح تظل راجياك أنفاس وعيون
***
في هواك الدنيا حنينها شجون
وانا قلبي عليك حسّاس وحنون
حافظ أورادك قانون
وبكل مشاعرو وبيك مسكون
عصفور مسحور في سماك مسجون
بين النجمات والغيم والكون
***
الخوف من بكرة لهيب وظنون
وانا خايف دربك بكرة يكون
دمعة ومنديل وشموع وسكون
أديني حنانك غيم وغصون
امنحني هواك جنسية ولون
سجلني في حبك حتى بدون
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> على المكشوف
على المكشوف
رقم القصيدة : 64727
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
مرة ثانية بقوله ليكم
في المجلة وفي الصحافة
وفي المواويل الحنينة
وفي تقاطيع المسافة
في الخفايا الساكنة بينكم
وفي دروب زمني المعافى
***
مرة في التلفاز حنطلع
ومرة في نبض الاذاعة
ومرة في شجر التبلدي
ومرة في مروي ورفاعة
ومرة في الخرطوم وشندي
ومرة في حقل الزراعة
ما البلد بي ناسه طيبة
قامة تشمخ بارتفاعه
وانتوا أبقوا مع القطيعة
ومرة أبقوا مع الاشاعة
واخنقوا الكلمة الوديعة
وافرشوا الانسان بضاعة
مرة تكتبوا في الجرايد
انو ذكر الحب وضاعة
ومرة عاملين فيها حشمة
وانتوا جواكم خلاعة
ومرة خجلانين عملتوا
قصة غايتو عجيب سماعه
***
وانتو في بعضكم تنابذوا
ومرة بالكلمات تغامزوا
لا بطولة ولا شجاعة
وانتوا للمستور تعروا
وتعشقوا الدنيا ومتاعه
بس فلاحتكم علينا
يوم دعينا
بحب مؤصل
سامي من زمن الرضاعة
حاجة واحدة بقوله ليكم
نحن ماخذين "تل" مناعة
من قلم خاوي ودواية
ناشفة بي احساس ضياعه
حقو تصحوا من الوساوس
واعرفوا الأجيال حقيقة
وانتوا راحلين بكرة بدري
بس أقيفوا ولو دقيقة
انفضوا الرمل العليكم
قبل ما تبدأ الحريقة
تشيل خطاكم
والوشايات المعاكم
والوسائل والطريقة
أصلو حبك يا بلدنا
ما انتقادات في الجريدة(65/489)
من متاهات الصحافة
ومن ضياعاته الأكيدة
وأنت شمسك يا بلدنا
ساطعة في الآفاق وحيدة
***
وبرضو راحل عن ديارك
ولسه بدري على الرجوع
ولما تكبروا في فهمكم
وتبقى دنيا الحب شموع
ويبقى خاطر الناس مودة
والفرح يملأ الربوع
والمشاعر والقصايد
ما جفا وحرقان وجوع
نبقى نحن نعود ونرجع
نقفل أبواب الطلوع
***
وبس حكاية أخيرة ليكم
قبل ما نعدي ونفوت
القصة ما كانت غزل
ولا خصوصيات بيوت
ولا تبرج أو زجل
ولا تكلف أو سكوت
القصة كانت دعوة حلوة
وفرحة ممزوجة بنغم
سامية زي نيلنا البيشرب
من حنين الشوق زخم
نادية بالحب والمحنة
بالأصالة وبالعشم
وانتوا مافهمتوا الحكاية
واصلو فهم الناس قسم !!
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> لمحة من وعد الحقيقة
لمحة من وعد الحقيقة
رقم القصيدة : 64728
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
طول المسافات البعيدة
وفرحة الليل بالقمر
في لحظة تتفجر قصيدة
ويطلع الإحساس بحر
نور الشمس في مقلتيك
نايم مع الريد في خدر
حتى النهار الصاحي بيك
لا ضوى بعدك لا حضر
والنيل سكب ليك دمعتين
من تيهو دفق وانهمر
موج في الضلوع
شلال دموع خاطرو انكسر
أجج طريق الشوق شموع
فتح المدارات ليك ممر
وإحساس رهيف
يلهب رحيق دنك مطر
يترجى في الأيام تقيف
ويخاف من اللحظات تمر
ما الوهلة في الحس الشفيف
في غمضة تتمدد عمر
مكتوب على الحاضر خريف
ونزيف بفتش عن جزر
يا همسة الوطن العفيف
يا لمسة الوعد الأغر
سفر الكلام الفي العيون
حاضن في أنفاسو الزهر
يتهادى في ليل الشجون
شايل صبابات السهر
خصلات نضارك ما بتغيب
وربيع حريرك بان ظهر
كل الزمان بيك بستريح
والدنيا إحساس مزدهر
أحزاني جنبك صوتها راح
والحلم في وجودك عبر
لي لحظة ما بتعرف نواح
لى نجمة في وقت السحر
كان ملتقانا الفي الخيال
لمحة حقيقة وكان قدر
وكان الهوى الزاهي وحنين
رحلة أمان لي كل بر
ليك يا حبيب وهج السنين
عشق المسافات والسفر
أشواقها من حسنك تبين(65/490)
وأحلامها في صحوك خطر..
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> سودانيات
سودانيات
رقم القصيدة : 64729
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
سودانيات..
يا وطن الحلم الساكن في النجمات
ومساء الورد الأجمل وأحلى
على الغالين وعلى الحلوات
ونسيم العافية النضّر فينا
حنين غنوات..
يا ليل ممهور بعشا البايتات
يا ريحة الصندل والإحساس
الأخضر يانع والآهات
الساكنة صدور النفس القايم
لمن غابت لحظة وجات
سودانيات..
يا نبض العلم الرفرف في آفاقنا
ووزع لينا الضو شربات
بين ميعادنا الصاخب همسو
وبين ريحان نادي ورايات
يا أعلى منابر قامت لمّت
سقف السما واتمدت فينا
طريق وثبات
أيامك حلوة وناسك عافية
وشوقك موت وحنين ما مات
ولمن غبتي
القمر اتدسى في راس البيت
والبحر اتاوق لينا وفات
حزنان الموج والصدف استشهد
وحتى حفيف الشجر
اتحنط في الغابات
وخريف الفرحة الكان
مزروع في المطرة دعاش
نجوى وآيات
اتضارى بعيد في رمل السكة
وتاه في الشارع وفي سِكّات
يا الليل النايم وصبحك شايل في
أكتاف الضحى لحظات
"ممكونة" بحبك من سنوات
من قبل ولادتك ومن طلاتك
في دنيانا ومن طلعات
ولمن جيتي رجعتي مليتي
حياتنا مسرة وجلسة امتدت
لي جلسات
مليانة غناوي الإلفة العايشة حنانك
ساعة بتقعد بالساعات
في عيونا بترسم شوق الدنيا
عليه الريد ينساب نغمات
سودانيات..
محسوبة حياتنا وكل دروبنا
في لمحة بعدك بس خطوات
حرف السين والواو والدال
وحرف الألف النون الياء
والألف التاني،
التاء بالذات..
بتغني وتربط في الكلمات
وتضوي شموس ونهار محروس
بي وهج الطلة وضي شمعات..
سودانيات...
ما تبعدي يوم في لحظة تغيبي
عن الساحات
خلينا نعيش في وجودك دنيا
وقصة حب ونعيم وسبات
خلينا نعيش في وجودك دنيا
وقصة حب ونعيم وسبات..
سودانيات..
شعراء مصر والسودان >> معز عمر بخيت >> إلى امراه زعيمة
إلى امراه زعيمة
رقم القصيدة : 64730
-----------------------------------(65/491)
يا امرأة توثق عصب الرؤيا
والإصرار..
يا امرأة تعرف كيف تقود
النصر بكل وقار..
يا امرأة بين يديها الحق شعار
وديار تنهض خلف ديار
لأنين الناس وللأنفاس
لجرح النجوى والأقدار..
يا امرأة صارت
في خارطة المجد إطار
يا امرأة تعرف كيف ستبني
بين ضياء الحب
وبين ظلام الزمن الصعب
جدار..
يا امرأة سكبت في صحراء
الوجد يقيناً
فاض حنيناُ
كالأنهار
يا امرأة جعلت في لحظات
عبق الشمس يعم الدار
فتمدت علماً فتحاً عشقاً
أدباً يهطل كالأمطار
وصباحاً يرحل في الأعماق
وحقلاً ينضح بالأشجار
يا امرأة في ذاكرة الضوء نهار
أغوار البحر تهيم لديها
والإلهام ندى كفيها
والإيمان العذب مدار
من قبل صباحك
كان جفاف الساحة نار
كان البرق ينام حزيناً
في البيداء بدون ستار
كان الظل يهيم وحيداً
بين الصمت بجوف الغار
كأن الأرض انشقت هماً
والنجمات ارتجفت ولهاً
والأعماق بلا أسرار
ولما جئت تهادى الطيف
على الطرقات بكل مسار
وهلّ الخير على الآفاق
عطاء بعدك ليس يثار
صدر العصر انفتح سماحاً
خط الأفق الأخضر صار
من فيض رؤاك يمد رؤاه
جحافل وهج واستشعار
لا الطوفان تداعى وهناً
لا الميقات ولا التيار
لا نزف البحر العشق توارى
أو تاب الشوق من الإبحار
فالفتح القادم يرنو تيهاً
والزمن الماضي منك يغار
فالعهد الآتي صوبك عيدُ
يزدان بأرضك كالأزهار
يا امرأة تلهم صمت الرؤيا
يا امرأة تبقى حقل نضار
وحدائق أنس واستشراق ٍ
فجر يتدفق بالأنوار
يا امرأة الخير
وخط السير
رحاب الساحة والأخيار
يرعاك المولى والأحداق
وهمس النجمة والأقمار
يا امرأة تبقى تل عطاءٍ
قلعة صدق لا تنهار.
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> هكذا قالت الشجرة المهملة
هكذا قالت الشجرة المهملة
رقم القصيدة : 64731
-----------------------------------
خارج الطقس ،
أو داخل الغابة الواسعة
وطني.
هل تحسّ العصافير أنّي
لها
وطن ... أو سفر ؟
إنّني أنتظر ...
في خريف الغصون القصير
أو ربيع الجذور الطويل
زمني.(65/492)
هل تحسّ الغزالة أنّي
لها
جسد ... أو ثمر ؟
إنّني أنتظر ...
في المساء الذي يتنزّه بين العيون
أزرقا ، أخضرا ، أو ذهب
بدني
هل يحسّ المحبّون أنّي
لهم
شرفة ... أو قمر ؟
إنّني أنتظر ...
في الجفاف الذي يكسر الريح
هل يعرف الفقراء
أنّني
منبع الريح ؟ هل يشعرون بأنّي
لهم
خنجر ... أو مطر ؟
أنّني أنتظر ...
خارج الطقس ،
أو داخل الغابة الواسعة
كان يهملني من أحب
و لكنّني
لن أودّع أغصاني الضائعة
في رخام الشجر
إنّني أنتظر ...
***
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> قطار الساعة الواحدة
قطار الساعة الواحدة
رقم القصيدة : 64732
-----------------------------------
رجل و امرأة يفترقان
ينفضان الورد عن قلبيهما ،
ينكسران .
يخرج الظلّ من الظلّ
يصيران ثلاثة :
رجلا
و امرأة
و الوقت ...
لا يأتي القطار
فيعودان إلى المقهى
يقولان كلاما آخرا ،
ينسجمان
و يحبّان بزوغ الفجر من أوتار جيتار
و لا يفترقان ...
.. و تلفت أجيل الطرف في ساحات هذا القلب .
ناداني زقاق ورفاق يدخلون القبو و النسيان في مدريد .
لا أنسى من المرأة إلّا وجهها أو فرحي ...
أنساك أنساك و أنساك كثيرا
لو تأخّرنا قليلا
عن قطار الواحدة .
لو جلسنا ساعة في المطعم الصيني ،
لو مرّت طيور عائدة .
لو قرأنا صحف الليل
لكنّا
رجلا و امرأة يلتقيان ...
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> لمساء آخر
لمساء آخر
رقم القصيدة : 64733
-----------------------------------
كلّ خوخ الأرض ينمو في جسد
و تكون الكلمة
و تكون الرغبة المحتدمه
سقط الظلّ عليها
لا أحد
لا أحد ...
و تغنّي وحدها
في طريق العربات المهملة
كل شيء عندها
لقب للسنبلة
و تغنّي وحدها :
البحيرات كثيره
و هي النهر الوحيد .
قصّتي كانت قصيرة
و هي النهر الوحيد
سأراها في الشتاء
عنما تقتلني
و ستبكي
و ستضحك
عنما تقتلني
و أراها في الشتاء .
انّني أذكر
أو لا أذكر
العمر تبخّر
في محطات القطارات
و في خطوتها .(65/493)
كان شيئا يشبه الحبّ
هواء يتكسّر
بين وجهين غريبين ،
و موجا يتحجّر
بين صدرين قريبين ،
و لا أذكرها ...
و تغنّي وحدها
لمساء آخر هذا المساء
و أنادي وردها
تذهب الأرض هباء
حين تبكي وحدها .
كلماتي كلمات
للشبابيك سماء
للعصافير فضاء
للخطى درب و للنهر مصبّ
و أنا للذكريات .
كلماتي كلمات
و هي الأولى . أنا الأول
كنّا . لم نكن
جاء الشتاء
دون أن تقتلني ...
دون أن تبكي و تضحك .
كلمات
كلمات .
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> يوم أحد أزرق
يوم أحد أزرق
رقم القصيدة : 64734
-----------------------------------
تجلس المرأة في أغنيتي
تغزل الصوف ،
تصبّ الشاي ،
و الشبّاك مفتوح على الأيّام
و البحر بعيد ...
ترتدي الأزرق في يوم الأحد ،
تتسلّى بالمجلات و عادات الشعوب ،
تقرأ الشعر الرومنتيكي ،
تستلقي على الكرسي ،
و الشبّاك مفتوح على الأيّام ،
و البحر بعيد .
تسمع الصوت الذي لا تنتظر .
تفتح الباب ،
ترى خطوة إنسان يسافر .
تغلق الباب ،
ترى صورته . تسألها : هل أنتحر ؟
تنتقي موزات ،
ترتاح مع الأرض السماويّة ،
و الشبّاك مفتوح على الأيّام
و البحر بعيد .
...و التقينا ،
ووضعت البحر في صحن خزف ،
و اختفت أغنيتي
أنت ، لا أغنيتي
و القلب مفتوح على الأيّام ،
و البحر سعيد ....
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> حالة واحدة لبحار كثيرة
حالة واحدة لبحار كثيرة
رقم القصيدة : 64735
-----------------------------------
إلتقينا قبل هذا الوقت في هذا المكان
ورمينا حجرا في الماء،
مرّ السمك الأزرق
عادت موجتان
و تموّجنا .
يدي تحبو على العطر الخريفيّ ،
ستمشين قليلا
و سترمين يدي للسنديان
قلت : لا يشبهك الموج .
و لا عمري ...
تمدّدت على كيس من الغيم
وشقّ السمك الأزرق صدري
و نفاني في جهات الشعر ، و الموت دعاني
لأموت الآن بين الماء و النار
و كانت لا ترني
إن عينيها تنامان تنامان ...
سأرمي عرقي للعشب ،
لن أنسى قميصي في خلاياك ،(65/494)
و لن أنسى الثواني ،
و سأعطيك انطباعا عاطفيّا ...
لم تقل شيئا
سترمي إلى الأسماك و الأشواك ،
عيناها تنامان تنامان ...
سبقنا حلمنا الآتي ،
سنمشي في اتجاه الرمل صيّادين مقهورين
يا سيّدتي !
هل نستطيع الآن أن نرمي بجسمينا إلى القطّة
يا سيّدتي ! نحن صديقان .
و نام السمك الأزرق في الموج
و أعطينا الأغاني
سرّها ،
فاتّضح الليل ،
أنا شاهدت هذا السر من قبل
و لا أرغب في العودة ،
لا أرغب في العودة ،
لا أطلب من قلبك غير الخفقان .
كيف يبقى الحلم حلما
كيف
يبقى
الحلم
حلما
و قديما ، شرّدتني نظرتان
و التقينا قبل هذا اليوم في هذا المكان
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> الصهيل الأخير
الصهيل الأخير
رقم القصيدة : 64736
-----------------------------------
و أصبّ الأغنية
مثلما ينتحر النهر على ركبتها .
هذه كل خلاياي
و هذا عسلي ،
و تنام الأمنية .
في دروبي الضيقة
ساحة خالية ،
نسر مريض ،
وردة محترفة
حلمي كان بسيطا
واضحا كالمشنقه :
أن أقول الأغنية .
أين أنت الآن ؟
من أي جبل
تأخذين القمر الفضي ّ
من أيّ انتظار ؟
سيّدي الحبّ ! خطانا ابتعدت
عن بدايات الجبل
و جمال الانتحار
و عرفنا الأوديه
أسبق الموت إلى قلبي
قليلا
فتكونين السفر
و تكونين الهواء
أين أنت الآن
من أيّ مطر
تستردين السماء ؟
و أنا أذهب نحو الساحة المنزويه
هذه كل خلاياي ،
حروبي ،
سبلي .
هذه شهوتي الكبرى
و هذا عسلي ،
هذه أغنيتي الأولى
أغنّي دائما
أغنية أولى ،
و لكن
لن أقول الأغنية .
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> إلى القاريء
إلى القاريء
رقم القصيدة : 64737
-----------------------------------
الزنبقات السود في قلبي
و في شفتي ... اللهب
من أي غاب جئتي
يا كل صلبان الغضب ؟
بايعت أحزاني ..
و صافحت التشرد و السغب
غضب يدي ..
غضب فمي ..
و دماء أوردتي عصير من غضب !
يا قارئي !
لا ترج مني الهمس !
لا ترج الطرب
هذا عذابي ..
ضربة في الرمل طائشة(65/495)
و أخرى في السحب !
حسبي بأني غاضب
و النار أولها غضب !
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> و لاء
و لاء
رقم القصيدة : 64738
-----------------------------------
حملت صوتك في قلبي و أوردتي
فما عليك إذا فارقت معركتي
أطعمت للريح أبياتي وزخرفها
إن لم تكن كسيوف النار قافيتي
آمنت بالحرف .. إما ميتا عدما
أو ناصبا لعدوي حبل مشنقة
آمنت بالحرف .. نارا لا يضير إذا
كنت الرماد أنا أو كان طاغيتي !
فإن سقطت .. و كفى رافع علمي
سيكتب الناس فوق القبر :
" لم يمت "
..........................
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> نشيد ما
نشيد ما
رقم القصيدة : 64739
-----------------------------------
عسل شفاهك ، واليدان
كأسا خمور ..
للآخرين ..
***
الدوح مروحة و حرش السنديان
مشط صغير
للآخرين ..
و حرير صدرك و الندى و الأقحوان
فرش وثير
للآخرين
***
و أنا على أسوارك السوداء ساهد
عطش الرمال أنا .. وأعصاب المواقد !
من يوصد الأبواب دوني ؟
أي طاغية و مارد !!
سأحب شهدك
رغم أن الشهد يسكب في كؤوس الآخرين
يا نحلة
ما قبلت إلا شفاه الياسمين !
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> عن إنسان
عن إنسان
رقم القصيدة : 64740
-----------------------------------
وضعوا على فمه السلاسل
ربطوا يديه بصخرة الموتى ،
و قالوا : أنت قاتل !
***
أخذوا طعامه و الملابس و البيارق
ورموه في زنزانة الموتى ،
وقالوا : أنت سارق !
طردوه من كل المرافيء
أخذوا حبيبته الصغيرة ،
ثم قالوا : أنت لاجيء !
***
يا دامي العينين و الكفين !
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
و لا زرد السلاسل !
نيرون مات ، ولم تمت روما ...
بعينيها تقاتل !
وحبوب سنبلة تموت
ستملأ الوادي سنابل ..!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> أمل
أمل
رقم القصيدة : 64741
-----------------------------------
ما زال في صحونكم بقية من العسل
ردوا الذباب عن صحونكم
لتحفظوا العسل !
***(65/496)
ما زال في كرومكم عناقد من العنب
ردوا بنات آوى
يا حارسي الكروم
لينضج العنب ..
***
ما زال في بيوتكم حصيرة .. وباب
سدوا طريق الريح عن صغاركم
ليرقد الأطفال
الريح برد قارس .. فلتغلقوا الأبواب ..
***
ما زال في قلوبكم دماء
لا تسفحوها أيّها الآباء ..
فإن في أحشائكم جنين ..
***
مازال في موقدكم حطب
و قهوة .. وحزمة من اللهب ..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> مرثية
مرثية
رقم القصيدة : 64742
-----------------------------------
لملمت جرحك يا أبي
برموش أشعاري
فبكت عيون الناس
من حزني ... و من ناري
و غمست خبزي في التراب ...
وما التمست شهامة الجار!
وزرعت أزهاري
في تربة صماء عارية
بلا غيم... و أمطار
فترقرقت لما نذرت لها
جرحا بكى برموش أشعاري!
عفوا أبي!
قلبي موائدهم
و تمزقي... و تيتمي العاري!
ما حيلة الشعراء يا أبتي
غير الذي أورثت أقداري
إن يشرب البؤساء من قدحي
لن يسألوا
من أي كرم خمري الجاري !
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> و عاد في كفن
و عاد في كفن
رقم القصيدة : 64743
-----------------------------------
-1-
يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
*
كان اسمه...
لا تذكروا اسمه!
خلوه في قلوبنا...
لا تدعوا الكلمة
تضيع في الهواء، كالرماد...
خلوه جرحا راعفا... لا يعرف الضماد
طريقه إليه...
أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام ...
أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء
أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!
أخاف أن تنام في قلوبنا
جراحنا ...
أخاف أن تنام !!
و لم يضع رسالة ...كعادة المسافرين
تقول إني عائد... و تسكت الظنون
و لم يخط كلمة...
تخاطب السماء و الأشياء ،
تقول : يا وسادة السرير!
يا حقيبة الثياب!
يا ليل ! يا نجوم ! يا إله! يا سحاب ! :
أما رأيتم شاردا... عيناه نجمتان ؟
يداه سلتان من ريحان
و صدره و سادة النجوم و القمر
و شعره أرجوحة للريح و الزهر !
أما رأيتم شاردا
مسافرا لا يحسن السفر!(65/497)
راح بلا زوادة ، من يطعم الفتى
إن جاع في طريقه ؟
قلبي عليه من غوائل الدروب !
قلبي عليك يا فتى... يا ولداه!
قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم !
يا دروب ! يا سحاب !
قولوا لها : لن تحملي الجواب
فالجرح فوق الدمع ...فوق الحزن و العذاب !لن تحملي... لن تصبري كثيرا
لأنه ...
لأنه مات ، و لم يزل صغيرا !
-4-
يا أمه!
لا تقلعي الدموع من جذورها !
للدمع يا والدتي جذور ،
تخاطب المساء كل يوم...
تقول : يا قافلة المساء !
من أين تعبرين ؟
غضت دروب الموت... حين سدها المسافرون
سدت دروب الحزن... لو وقفت لحظتين
لحظتين !
لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين
لا تشرحوا الأمور!
أنا رأيتا جرحه
حدقّت في أبعاده كثيرا...
" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا !
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى
يستيقظ الرجال !
لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين
لا تشرحوا الأمور!
أنا رأيتا جرحه
حدقّت في أبعاده كثيرا...
" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا !
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى
يستيقظ الرجال !
لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين
يا أمه !
لا تقلعي الدموع من جذورها
خلي ببئر القلب دمعتين !
فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه
أو صديقه أنا
خلي لنا ...
للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين !
-5-
يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا
حرائق الرصاص في وجناته
وصدره... ووجهه...
لا تشرحوا الأمور!
أنا رأيتا جرحه
حدقّت في أبعاده كثيرا...
" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا !
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى
يستيقظ الرجال !(65/498)
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> الموت في الغابه
الموت في الغابه
رقم القصيدة : 64744
-----------------------------------
نامي!
فعين الله نائمة
عنا ...و أسراب الشحارير
و السنديانة... و الطريق هنا
فتوسدي أجفان مصدور
و ثلاث عشرة نجمة خمدت
في درب أوهام المقادير
لا شيء ! قصة طفلة همدت
لا شيء يوحي صمت تفكير
جرح صغير... مات صاحبه
فطواه ليل كالأساطير
تاريخه .. أنفاس مزرعة
تسطو عليها كف شرير
كانت ، فلا نقرات قبرة
بقيت ، و لا صيحات ناطور
و غصون زيتون مقدسة
ذبلت عليها قطرة النور!
لا شيء يستدعي غناء أسى
فالموت أكبر من مزاميري ...
نامي... عيون الله نائمة
عنا ، و أسراب الشحارير
وضماد جرحك زهرة ذبلت!
في مسرب في الفسح مهجور
لكن عين أخيك ساهرة
خلف الضباب ، ووحشة السور
و فؤاده ملقى على جسد
ينهد كالأطلال ..مصدور
و يداه ممسكتان في لهف
بترابه .. رغم الأعاصير !...
***
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> ثلاث صور
ثلاث صور
رقم القصيدة : 64745
-----------------------------------
-1-
كان القمر
كعهده - منذ ولدنا - باردا
الحزن في جبينه مرقرق ...
روافدا ...روافدا
قرب سياج قرية
خر حزينا
شاردا ...
-2-
كان حبيبي
كعهده- منذ التقينا- ساهما
الغيم في عيونه
يزرع أفقا غائما...
و النار في شفاهه
تقول لي ملاحما...
و لم يزل في ليله يقرأ شعرا حالما
يسألني هديه ...
و بيت شعر . ناعما !
-3-
كان أبي
كعهده ، محملا متاعبا
يطارد الرغيف أينما مضى...
لأجله ... يصارع الثعالبا
و يصنع الأطفال ...
و التراب...
و الكواكبا ...
أخي الصغير اهترأت
ثيابه ... فعاتبا
و أختي الكبرى اشترت جواربا !
و كل من في بيتنا يقدم المطالبا
ووالدي - كعهده -
يسترجع المناقبا
و يفتل الشواربا !
و يصنع الأطفال ...
و التراب ...
و الكواكبا !
***
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> الموعد الأول
الموعد الأول
رقم القصيدة : 64746(65/499)
-----------------------------------
شدّت على يدي
ووشوشتني كلمتين
أعزّ ما ملكته طوال يوم :
" سنلتقي غدا "
و لفّها الطريق
حلقت ذقني مرتين !
مسحت نعلي مرتين
أخذت ثوب صاحبي ... و ليرتين ...
لأشتري حلوى لها و قهوة مع حليب ! ....
*
وحدي على المقعد
و العاشقون يبسمون...
و خافقي يقول:
و نحن سوف نبتسم !
*
لعلّها قادمة على الطريق...
لعلّها سهت .
لعلّها ... لعلّها
و لم تزل دقيقتان !
*
النصف بعد الرابعة
النصف مر
و ساعة ... و ساعتان
و امتدت الظلال
و لم تجيء من وعدت
في النصف بعد الرابعة
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> أغنية
أغنية
رقم القصيدة : 64747
-----------------------------------
و حين أعود للبيت
و حيدا فارغا ، إلّا من الوحدة
يداي بغير أمتعة ، و قلبي دونما ورده
فقد وزعت ورداتي
على البؤساء منذ الصبح ... ورداتي
و صارعت الذئاب ، وعدت للبيت
بلا رنّات ضحكة حلوة البيت
بغير حفيف قلبها
بغير رفيف لمستها
بغير سؤالها عني ، و عن أخباري مأساتي
وحيدا أصنع القهوة
و حيدا أشرب القهوة
فأخسر من حياتي ...
أخسر النشوة
رفاقي ها هنا المصباح و الأشعار ، و الوحده
و بعض سجائر .. و جرائد كالليل مسودّة
و حين أعود للبيت
أحسن بوحشة البيت
و أخسر من حياتي كل ورداتي
وسرّ النبع.. نبع الضوء في أعماق مأساتي
و أختزن العذاب لأنني وحدي
بدون حنان كفيك
بدون ربيع عينيك ! ...
***
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> رسالة من المنفى
رسالة من المنفى
رقم القصيدة : 64748
-----------------------------------
-1-
تحيّة ... و قبلة
و ليس عندي ما أقول بعد
من أين أبتدي ؟ .. و أين أنتهي ؟
و دورة الزمان دون حد
و كل ما في غربتي
زوادة ، فيها رغيف يابس ، ووجد
ودفتر يحمل عني بعض ما حملت
بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد
من أين أبتدي ؟
و كل ما قيل و ما يقال بعد غد
لا ينتهي بضمة.. أو لمسة من يد
لا يرجع الغريب للديار
لا ينزل الأمطار(65/500)
لا ينبت الريش على
جناح طير ضائع .. منهد
من أين أبتدي
تحيّة .. و قبلة.. و بعد ..
أقول للمذياع ... قل لها أنا بخير
أقول للعصفور
إن صادفتها يا طير
لا تنسني ، و قل : بخير
أنا بخير
أنا بخير
ما زال في عيني بصر !
ما زال في السما قمر !
و ثوبي العتيق ، حتى الآن ، ما اندثر
تمزقت أطرافه
لكنني رتقته... و لم يزل بخير
و صرت شابا جاور العشرين
تصوّريني ... صرت في العشرين
و صرت كالشباب يا أماه
أواجه الحياه
و أحمل العبء كما الرجال يحملون
و أشتغل
في مطعم ... و أغسل الصحون
و أصنع القهوة للزبون
و ألصق البسمات فوق وجهي الحزين
ليفرح الزبون
-3-
قد صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أماه
أدخن التبغ ، و أتكي على الجدار
أقول للحلوة : آه
كما يقول الآخرون
" يا أخوتي ؛ ما أطيب البنات ،
تصوروا كم مرة هي الحياة
بدونهن ... مرة هي الحياة " .
و قال صاحبي : "هل عندكم رغيف ؟
يا إخوتي ؛ ما قيمة الإنسان
إن نام كل ليلة ... جوعان ؟ "
أنا بخير
أنا بخير
عندي رغيف أسمر
و سلة صغيرة من الخضار
-4-
سمعت في المذياع
قال الجميع : كلنا بخير
لا أحد حزين ؛
فكيف حال والدي
ألم يزل كعهده ، يحب ذكر الله
و الأبناء .. و التراب .. و الزيتون ؟
و كيف حال إخوتي
هل أصبحوا موظفين ؟
سمعت يوما والدي يقول :
سيصبحون كلهم معلمين ...
سمعته يقول
( أجوع حتى أشتري لهم كتاب )
لا أحد في قريتي يفك حرفا في خطاب
و كيف حال أختنا
هل كبرت .. و جاءها خطّاب ؟
و كيف حال جدّتي
ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب ؟
تدعو لنا
بالخير ... و الشباب ... و الثواب !
و كيف حال بيتنا
و العتبة الملساء ... و الوجاق ... و الأبواب !
سمعت في المذياع
رسائل المشردين ... للمشردين
جميعهم بخير !
لكنني حزين ...
تكاد أن تأكلني الظنون
لم يحمل المذياع عنكم خبرا ...
و لو حزين
و لو حزين
-5-
الليل - يا أمّاه - ذئب جائع سفاح
يطارد الغريب أينما مضى ..
ماذا جنينا نحن يا أماه ؟
حتى نموت مرتين(66/1)
فمرة نموت في الحياة
و مرة نموت عند الموت!
هل تعلمين ما الذي يملأني بكاء ؟
هبي مرضت ليلة ... وهد جسمي الداء !
هل يذكر المساء
مهاجرا أتى هنا... و لم يعد إلى الوطن ؟
هل يذكر المساء
معاجرا مات بلا كفن ؟
يا غابة الصفصاف ! هل ستذكرين
أن الذي رموه تحت ظلك الحزين
- كأي شيء ميت - إنسان ؟
هل تذكرين أنني إنسان
و تحفظين جثتني من سطوه الغربان ؟
أماه يا أماه
لمن كتبت هذه الأوراق
أي بريد ذاهب يحملها ؟
سدّت طريق البر و البحار و الآفاق ...
و أنت يا أماه
ووالدي ، و إخوتي ، و الأهل ، و الرفاق ...
لعلّكم أحياء
لعلّكم أموات
لعلّكم مثلي بلا عنوان
ما قيمة الإنسان
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان
ما قيمة الإنسان
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> عن الصمود
عن الصمود
رقم القصيدة : 64749
-----------------------------------
-1-
لو يذكر الزيتون غارسه
لصار الزيت دمعا !
يا حكمة الأجداد
لو من لحمنا نعطيك درعا !
لكنّ سهل الريح ،
لا يعطي عبيد الريح زرعا !
إنّا سنقلع بالرموش
الشوك و الأحزان ... قلعا !
و إلام نحمل عارنا و صليبنا !
و الكون يسعى ...
سنظل في الزيتون خضرته ،
و حول الأرض درعا !!
-2-
إنّا نحبّ الورد ،
لكنّا نحبّ القمح أكثر
و نحبّ عطر الورد ،
لكن السنابل منه أطهر
فاحموا سنابلكم من الأعصار
بالصدر المسمّر
هاتوا السياج من الصدور ...
من الصدور ؛ فكيف يكسر ؟؟
إقبض على عنق السنابل
مثلما عانقت خنجر!
الأرض ، و الفلاح ، و الإصرار ،
قل لي : كيف تقهر...
هذي الأقانيم الثلاثة ،
كيف تقهر ؟
***
-3-
عيناك يا صديقتي العجوز، يا صديقتي المراهقة
عيناك شحّاذان في ليل الزوايا الخانقة
لا يضحك الرجاء فيهما ، و لا تنام الصاعقة
لم يبق شيء عندنا ... إلّا الدموع الغارقة
قولي : متى ستضحكين مرة ، و إن تكن منافقة ؟ !
*
كفاك يا صديقتي ذئبان جائعان(66/2)
مصّي بقايا دمنا ، و بعدنا الطوفان
و إن سغبت مرة ، لا تتركي الجثمان
و إن سئمت بعدها ، فعندك الديدان
إنّا خلقنا غلطة ... في غفلة من الزمان
و أنت يا صديقي العجوز... يا صديقتي المراهقة
كوني على أشلائنا ، كالزنبقات العابقة !
*
الغاب يا صديقتي يكفّن الأسرار
و حولنا الأشجار لا تهرّب الأخبار
و الشمس عند بابنا معمية الأنوار
واشية ، لكنها لا تعبر الأسوار
إن الحياة خلفنا غريبة منافقة
فابني على عظامنا دار علاك الشاهقة
*
أسمع يا صديقتي ما يهتف الأعداء
أسمعهم من فجوة في خيمة السماء :
" يا ويل من تنفست رئاته الهواء
من رئة مسروقة !...
ياويل من شرابه دماء !
و من بنى حديقة ... ترابها أشلاء
يا ويله من وردها المسموم " !!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> عن الأمنيات
عن الأمنيات
رقم القصيدة : 64750
-----------------------------------
لا تقل لي :
ليتني بائع خبز في الجزائر
لأغني مع ثائر!
لا تقل لي :
ليتني داعي مواش في اليمن
لأغني لانتفاضات الزمن !
لا تقل لي :
ليتني عامل مقهى في هفانا
لأغني لانتصارات الحزانى !
لا تقل لي :
ليتني أعمل في أسوان حمّالا صغير
لأغنّي للصخور
*
يا صديقي !
لن يصب النيل في الفولغا
و لا الكونغو ، و لا الأردن ، في نهر الفرات !
كل نهر ، و له نبع ... و مجرى ... و حياة !
يا صديقي !... أرضنا ليست بعاقر
كل أرض ، و لها ميلادها
كل فجر، و له موعد ثائر !
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> سونا
سونا
رقم القصيدة : 64751
-----------------------------------
أزهارها الصفراء ... و الشفة المشاع
و سريرها العشرون مهتريء الغطاء
نامت على الإسفلت ، لا أحد يبيع ... و لا يباع
و تقيأت سأم المدينة ، فالطريق
عار من الأضواء ..
و المتسولين على النساء
نامت على الإسفلت ، لا أحد يبيع ... و لا يباع !
يا بائع الأزهار ! إغمد في فؤادي
زهرة صفراء تنبت في الوحول !
هذا أوان الخوف ، لا أحد سيفهم ما أقول(66/3)
أحكي لكم عن مومس ... كانت تتاجر في بلادي
بالفتية المتسولين على النساء
أزهارها صفراء ، نهداها مشاع
و سريرها العشرون مهتريء الغطاء
هذي بلاد الخوف ، لا أحد سيفهم ما أقول
إلّا الذين رأوا سحاب الوحل ... يمطر في بلادي !
يا بائع الأزهار ! إغمد في فؤادي
زهر الوحول ... عساي أبصق
ما يضيق به فؤادي
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> الكلمة
الكلمة
رقم القصيدة : 64752
-----------------------------------
الشاعر العربيّ محروم
دم الصحراء يغلي في نشيده
و قوافل النوق العطاش
أبدا تسافر في حدوده
و الحلوة السمراء في صدف البحار !
الشاعر العربيّ محروم
تعوّد أن يموت بسيف صمته
ألقى على عينيه كل السر
قال : غدا ستفهمها عيوني
و أنا تركت لك الكلام على عيوني
لكن ، أظنك ما فهمت !
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> البكاء
البكاء
رقم القصيدة : 64753
-----------------------------------
ليس من شوق إلى حضن فقدته
ليس من ذكرى لتمثال كسرته
ليس من حزن على طفل دفنته
أنا أبكي !
أنا أدري أن دمع العين خذلان ... و ملح
أنا أدري ،
و بكاء اللحن ما زال يلح
لا ترشّي من مناديلك عطرا
لست أصحو... لست أصحو
ودعي قلبي... يبكي !
*
شوكة في القلب مازالت تغزّ
قطرات... قطرات... لم يزل جرحي ينزّ
أين زرّ الورد ؟
هل في الدم ورد ؟
يا عزاء الميتين !
هل لنا مجد و عزّ !
أتركي قلبي يبكي !
خبّئي عن أذني هذي الخرافات الرتيبة
أنا أدري منك بالإنسان ...بالأرض الغريبة
لم أبع مهري ...و لا رايات مأساتي الخضيبة
و لأنّي أحمل الصخر وداء الحبّ ...
و الشمس الغريبة
أنا أبكي !
أنا أمضي قبل ميعادي ... مبكر
عمرنا أضيق منا ،
عمرنا أصغر... أصغر
هل صحيح ، يثمر الموت حياة
هل سأثمر
في يد الجائع خبزا ، في فم الأطفال سكّر ؟
أنا أبكي !
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> الرباط
الرباط
رقم القصيدة : 64754
-----------------------------------
لن نفترق(66/4)
أمامنا البحار و الغابات
و راءنا فكيف نفترق
يا صاحبي يا أسود العينين
خذني كيف نفترق
و ليس لي سواك
لعلني سئمت مقلتيك
يا ظامئا إلى الأبد
لعلني أخاف من يديك
يا قاسيا إلى الأبد
لكنني بلا أحد
بلا أحد
فكيف نفترق
يا أجمل الوحوش يا صديقي
ما بيننا سوى النفاق
و الخوف متاعب الطريق
البحر من أمامنا
و اغاب من ورائنا
فكيف نفترق
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> عن الشعر
عن الشعر
رقم القصيدة : 64755
-----------------------------------
-1-
أمس غنينا لنجم فوق غيمة
و انغمسنا في البكاء
أمس عاتبنا الدوالي و القمر
و الليالي و القدر
و توددنا النساء
دقّت الساعة و الخيام يسكر
و على وقع أغانيه المخدر
قد ظللنا بؤساء
يا رفاقي الشعراء
نحن في دنيا جديدة
مات ما فات فمن يكتب قصيدة
في زمان الريح و الذرة
يخلق أنبياء
-2-
قصائدنا بلا لون
بلا طعم بلا صوت
إذا لم تحمل المصباح من بيت إلى بيت
و إن لم يفهم البسطا معانيها
فأولى أن نذريها
و نخلد نحن للصمت
-3-
لو كانت هذي الأشعار
إزميلا في قبضة كادح
قنبلة في كف مكافح
لو كانت هذي الأشعار
لو كانت هذي الكلمات
محراثا بين يدي فلاح
و قميصا أو بابا أو مفتاح
لو كانت هذي الكلمات
أحد الشعراء يقول
لو سرت أشعاري خلاني
و أغاظت أعدائي
فأنا شاعر
و أنا سأقول
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> الحزن و الغضب
الحزن و الغضب
رقم القصيدة : 64756
-----------------------------------
الصوت في شفتيك لا يطرب
و النار في رئتيك لا تغلب
و أبو أبيك على حذاء مهاجر يصلب وشفاهها تعطي سواك و نهدها يحلب
فعلام لا تغضب
-1-
أمس التقينا في طريق الليل من حان لحان
شفتاك حاملتان
كل أنين غاب السنديان
ورويت لي للمرة الخمسين
حب فلانه و هوى فلان
وزجاجة الكونياك
و الخيام و السيف اليماني
عبثا تخدر جرحك المفتوح
عربدة القناني
عبثا تطوع يا كنار الليل جامحة الأماني
الريح في شفتيك تهدم ما بنيت من الأغاني(66/5)
فعلام لا تغضب
-2-
قالوا إبتسم لتعيش
فابتسمت عيونك للطريق
و تبرأت عيناك من قلب يرمده الحريق
و حلفت لي إني سعيد يا رفيق
و قرأت فلسفة ابتسامات الرقيق
الخمر و الخضراء و الجسد الرشيق
فإذا رأيت دمي بخمرك
كيف تشرب يا رفيق
-3-
القرية الأطلال
و الناطور و الأرض و اليباب
و جذوع زيتوناتكم
أعشاش بوم أو غراب
من هيأ المحراث هذا العام
من ربي التراب
يا أنت أين أخوك أين أبوك
إنهما سراب
من أين جئت أمن جدار
أم هبطت من السحاب
أترى تصون كرامة الموتى
و تطرق في ختام الليل باب
و علام لا تغضب
-4-
أتحبها
أحببت قبلك
و ارتجفت على جدائلها الظليلة
كانت جميله
لكنها رقصت على قبري و أيامي القليلة
و تحاصرت و الآخرين بحلبة الرقص الطويلة
و أنا و أنت نعاتب التاريخ
و العلم الذي فقد الرجوله
من نحن
دع نزق الشوارع
يرتوي من ذل رايتنا القتيلة
فعلام لا تغضب
-5-
إنا حملنا الحزن أعواما و ما طلع الصباح
و الحزن نار تخمد الأيام شهوتنا
و توقظها الرياح
و الريح عندك كيف تلجمها
و ما لك من سلاح
إلا لقاء الريح و النيران
في وطن مباح
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> أجمل حب
أجمل حب
رقم القصيدة : 64757
-----------------------------------
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
و كانت سماء الربيع تؤلف نجما و نجما
و كنت أؤلف فقرة حب
لعينيك غنيتها
أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا
كما انتظر الصيف طائر
و نمت كنوم المهاجر
فعين تنام لتصحو عين طويلا
و تبكي على أختها
حبيبان نحن إلى أن ينام القمر
و نعلم أن العناق و أن القبل
طعام ليالي الغزل
و أن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ
على الدرب يوما جديدا
صديقان نحن فسيري بقربي كفا بكف
معا نصنع الخبر و الأغنيات
لماذا نسائل هذا الطريق لأي مصير
يسير بنا
و من أين لملم أقدامنا
فحسبي و حسبك أنا نسير
معا للأبد
لماذا نفتش عن أغنيات البكاء
بديوان شعر قديم
و نسأل يا حبنا هل تدوم(66/6)
أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء
و حب الفقير الرغيف
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
و نبقى رفيقين دوما
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> رباعيات
رباعيات
رقم القصيدة : 64758
-----------------------------------
وطني لم يعطني حبي لك
غير أخشاب صليبي
وطني يا وطني ما أجملك
خذ عيوني خذ فؤادي خذ حبيبي
في توابيت أحبائي أغني
لأراجيح أحبائي الصغار
دم جدي عائد لي فانتظرني
آخر الليل نهار
شهوة السكين لن يفهمها عطر الزنابق
و حبيبي لا ينام
سأغني و ليكن منبر أشعاري مشانق
و على الناس سلام
أجمل الأشعار ما يحفظه عن ظهر قلب
كل قاريء
فإذا لم يشرب الناس أناشيدك شرب
قل أنا وحدي خاطيء
ربما أذكر فرسانا و ليلى بدوية
و رعاة يحلبون النوق في مغرب شمس
يا بلادي ما تمنيت العصور الجاهلية
فغدي أفضل من يومي و أمسي
الممر الشائك المنسي ما زال ممرا
و ستأتيه الخطى في ذات عام
عندما يكبر أحفاد الذي عمر دهرا
يقلع الصخر و أنياب الظلام
من ثقوب السجن لاقيت عيون البرتقال
و عناق البحر و الأفق الرحيب
فإذا اشتد سواد الحزن في إحدى الليالي
أتعزى بجمال الليل في شعر حبيبي
حبنا أن يضغط الكف على الكف و نمشي
و إذا جعنا تقاسمنا الرغيف
في ليالي البرد أحميك برمشي
و بأشعار على الشمس تطوف
أجمل الأشياء أن نشرب شايا في المساء
و عن الأطفال نحكي
و غد لا نلتقي فيه خفاء
و من الأفراح نبكي
لا أريد الموت ما دامت على الأرض قصائد
و عيون لا تنام
فإذا جاء و لن يأتي بإذن لن أعاند
بل سأرجوه لكي أرثي الختام
لم أجد أين أنام
لا سرير أرتمي في ضفتيه
مومس مرت و قالت دون أن تلقي السلام
سيدي إن شئت عشرين جنيه
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> لوركا
لوركا
رقم القصيدة : 64759
-----------------------------------
عفو زهر الدم يا لوركا و شمس في يديك
و صليب يرتدي نار قصيدة
أجمل الفرسان في الليل يحجون إليك
بشهيد و شهيدة(66/7)
هكذا الشاعر زلزال و إعصار مياه
و رياح إن زأر
يهمس الشارع للشارع قد مرت خطاه
فتطاير يا حجر
هكذا الشاعر موسيقى و ترتيل صلاه
و نسيم إن همس
يأخذ الحسناء في لين إليه
و له الأقمار عش إن جلس
لم تزل إسبانيا أتعس أم
أرخت الشعر على أكتافها
و على أغصان زيتون المساء المدلهم
علقت أسيافها
عازف الجيتار في الليل يجوب الطرقات
و يغني في الخفاء
و بأشعارك يا لوركا يلم الصدقات
من عيون البؤساء
العيون السود في إسبانيا تنظر شزرا
و حديث الحب أبكم
يحفر الشاعر في كفيه قبرا
إن تكلم
نسي النسيان أن يمشي على ضوء دمك
فاكتست بالدم أزهار القمر
أنبل الأسياف حرف من فمك
عن أناشيد الغجر
آخر الأخبار من مدريد أن الجرح قال
شبع الصابر صبرا
أعدموا غوليان في الليل و زهر البرتقال
لم يزل ينشر عطرا
أجمل الأخبار من مدريد
ما يأتي غدا
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> حنين إلى الضوء
حنين إلى الضوء
رقم القصيدة : 64760
-----------------------------------
ماذا يثير الناس لو سرنا على ضوء النهار
و حملت عنك حقيبة اليد و المظلة
و أخذت ثغرك عند زاوية الجدار
و قطفت قبلة
عيناك
أحلم أن أرى عينيك يوما تنعسان
فأرى هدوء البحر عند شروق شمس
شفتاك
أحلم أن أرى شفتيك حين تقبلان
فأرى اشتعال الشمس في ميلاد عرس
ماذا يغيظ الليل لو أوقدت عندي شمعتين
و رأيت وجهك حين يغسله الشعاع
و رأيت نهر العاج يحرسه رخام الزورقين
فأعود طفلا للرضاع
من بئر مأساتي أنادي مقلتيك
كي تحملا خمر الضياء إلى عروقي
ماذا يثير الناس لو ألقيت رأسي في يديك
و طويت خصرك في الطريق
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> بطاقة هوية
بطاقة هوية
رقم القصيدة : 64761
-----------------------------------
سجل
أنا عربي
و رقم بطاقتي خمسون ألف
و أطفالي ثمانية
و تاسعهم سيأتي بعد صيف
فهل تغضب
سجل
أنا عربي
و أعمل مع رفاق الكدح في محجر
و أطفالي ثمانية
أسل لهم رغيف الخبز
و الأثواب و الدفتر(66/8)
من الصخر
و لا أتوسل الصدقات من بابك
و لا أصغر
أمام بلاط أعتابك
فهل تغضب
سجل
أنا عربي
أنا إسم بلا لقب
صبور في بلاد كل ما فيها
يعيش بفورة الغضب
جذوري
قبل ميلاد الزمان رست
و قبل تفتح الحقب
و قبل السرو و الزيتون
و قبل ترعرع العشب
أبي من أسرة المحراث
لا من سادة نجب
وجدي كان فلاحا
بلا حسب و لا نسب
يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب
و بيتي كوخ ناطور
من الأعواد و القصب
فهل ترضيك منزلتي
أنا إسم بلا لقب
سجل
أنا عربي
و لون الشعر فحمي
و لون العين بني
و ميزاتي
على رأسي عقال فوق كوفية
و كفى صلبة كالصخر
تخمش من يلامسها
و عنواني
أنا من قرية عزلاء منسية
شوارعها بلا أسماء
و كل رجالها في الحقل و المحجر
فهل تغضب
سجل
أنا عربي
سلبت كروم أجدادي
و أرضا كنت أفلحها
أنا و جميع أولادي
و لم تترك لنا و لكل أحفادي
سوى هذي الصخور
فهل ستأخذها
حكومتكم كما قيلا
إذن
سجل برأس الصفحة الأولى
أنا لا أكره الناس
و لا أسطو على أحد
و لكني إذا ما جعت
آكل لحم مغتصبي
حذار حذار من جوعي
و من غضبي
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين
رقم القصيدة : 64762
-----------------------------------
عيونك شوكة في القلب
توجعني ..و أعبدها
و أحميها من الريح
و أغمدها وراء الليل و الأوجاع.. أغمدها
فيشعل جرحها ضوء المصابيح
و يجعل حاضري غدها
أعزّ عليّ من روحي
و أنسى، بعد حين، في لقاء العين بالعين
بأنّا مرة كنّا وراء، الباب ،إثنين!
كلامك كان أغنية
و كنت أحاول الإنشاد
و لكن الشقاء أحاط بالشفقة الربيعيّة
كلامك ..كالسنونو طار من بيتي
فهاجر باب منزلنا ،و عتبتنا الخريفيّة
وراءك، حيث شاء الشوق..
و انكسرت مرايانا
فصار الحزن ألفين
و لملمنا شظايا الصوت!
لم نتقن سوى مرثية الوطن
سننزعها معا في صدر جيتار
وفق سطوح نكبتنا، سنعزفها
لأقمار مشوهّة ..و أحجار
و لكنيّ نسيت.. نسيت يا مجهولة الصوت:
رحيلك أصداء الجيتار.. أم صمتي؟!(66/9)
رأيتك أمس في الميناء
مسافرة بلا أهل .. بلا زاد
ركضت إليك كالأيتام،
أسأل حكمة الأجداد :
لماذا تسحب البيّارة الخضراء
إلى سجن، إلى منفى، إلى ميناء
و تبقى رغم رحلتها
و رغم روائح الأملاح و الأشواق ،
تبقى دائما خضراء؟
و أكتب في مفكرتي:
أحبّ البرتقال. و أكره الميناء
و أردف في مفكرتي :
على الميناء
وقفت .و كانت الدنيا عيون الشتاء
و قشرةالبرتقال لنا. و خلفي كانت الصحراء !
رأيتك في جبال الشوك
راعية بلا أغنام
مطاردة، و في الأطلال..
و كنت حديقتي، و أنا غريب الدّار
أدقّ الباب يا قلبي
على قلبي..
يقوم الباب و الشبّاك و الإسمنت و الأحجار !
رأيتك في خوابي الماء و القمح
محطّمة .رأيتك في مقاهي الليل خادمة
رأيتك في شعاع الدمع و الجرح.
و أنت الرئة الأخرى بصدري ..
أنت أنت الصوت في شفتي ..
و أنت الماء، أنت النار!
رأيتك عند باب الكهف.. عند الدار
معلّقة على حبل الغسيل ثياب أيتامك
رأيتك في المواقد.. في الشوارع..
في الزرائب.. في دم الشمس
رأيتك في أغاني اليتم و البؤس !
رأيتك ملء ملح البحر و الرمل
و كنت جميلة كالأرض.. كالأطفال.. كالفلّ
و أقسم:
من رموش العين سوف أخيط منديلا
و أنقش فوقه لعينيك
و إسما حين أسقيه فؤادا ذاب ترتيلا ..
يمدّ عرائش الأيك ..
سأكتب جملة أغلى من الشهداء و القبّل:
"فلسطينية كانت.. و لم تزل!"
فتحت الباب و الشباك في ليل الأعاصير
على قمر تصلّب في ليالينا
وقلت لليلتي: دوري!
وراء الليل و السور..
فلي وعد مع الكلمات و النور..
و أنت حديقتي العذراء..
ما دامت أغانينا
سيوفا حين نشرعها
و أنت وفية كالقمح ..
ما دامت أغانينا
سمادا حين نزرعها
و أنت كنخلة في البال،
ما انكسرت لعاصفة و حطّاب
وما جزّت ضفائرها
وحوش البيد و الغاب..
و لكني أنا المنفيّ خلف السور و الباب
خذني تحت عينيك
خذيني، أينما كنت
خذيني ،كيفما كنت
أردّ إلي لون الوجه و البدن
وضوء القلب و العين
و ملح الخبز و اللحن
و طعم الأرض و الوطن!(66/10)
خذيني تحت عينيك
خذيني لوحة زيتّية في كوخ حسرات
خذيني آية من سفر مأساتي
خذيني لعبة.. حجرا من البيت
ليذكر جيلنا الآتي
مساربه إلى البيت!
فلسطينية العينين و الوشم
فلسطينية الإسم
فلسطينية الأحلام و الهم
فلسطينية المنديل و القدمين و الجسم
فلسطينية الكلمات و الصمت
فلسطينية الصوت
فلسطينية الميلاد و الموت
حملتك في دفاتري القديمة
نار أشعاري
حملتك زاد أسفاري
و باسمك صحت في الوديان:
خيول الروم! أعرفها
و إن يتبدل الميدان!
خذوا حذّرا..
من البرق الذي صكّته أغنيتي على الصوّان
أنا زين الشباب ،و فارس الفرسان
أنا. و محطّم الأوثان.
حدود الشام أزرعها
قصائد تطلق العقبان!
و باسمك، صحت بالأعداء:
كلى لحمي إذا ما نمت يا ديدان
فبيض النمل لا يلد النسور..
و بيضة الأفعى ..
يخبىء قشرها ثعبان!
خيول الروم.. أعرفها
و أعرف قبلها أني
أنا زين الشباب، و فارس الفرسان
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> قال المغني
قال المغني
رقم القصيدة : 64763
-----------------------------------
هكذا يكبر الشجر
و يذوب الحصى..
رويدا رويدا
من خرير النهر!
المغني ،على طريق المدينة
ساهر اللحن.. كالسهر
قال للريح في ضجر:
_دمّريني ما دمت أنت حياتي
مثلما يدّعي القدر_
..و اشربيني نخب انتصار الرفات
هكذا ينزل المطر
يا شفاه المدينة الملعونة!
أبعدوا عنه سامعيه
و السكارى..
و قيّدوه
و رموه في غرفة التوقيف
شتموا أمه، و أمّ أبيه
و المغني..
يتغنى بشعر شمس الخريف
يضمد الجرح.. بالوتر!
المغني على صليب الألم
جرحه ساطع كنجم
قال للناس حوله
كلّ شيء.. سوى الندم:
هكذا متّ واقفا
واقفا متّ كالشجر!
هكذا يصبح الصليب
منبرا.. أو عصا نغم
و مساميره.. وتر!
هكذا ينزل المطر
هكذا يكبر الشجر ..
***
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> صوت وسوط
صوت وسوط
رقم القصيدة : 64764
-----------------------------------
لو كان لي برج،
حبست البرق في جيبي
و أطفأت السحاب ..(66/11)
لو كان لي في البحر أشرعة،
أخذت الموج و الإعصار في كفّي
و نوّمت العباب..
لو كان عندي سلّم،
لغرست فوق الشمس رايتي التي
اهترأت على الأرض الخراب ..
لو كان لي فرس،
تركت عنانها
و لجمت حوذيّ الرياح على الهضاب ..
لو كان لي حقل و محراث ،
زرعت القلب و الأشعار
في بطن التراب..
لو كان لي عود،
ملأت المت أسئلة ملحّنة ،
و سلّيت الصحاب ..
لو كان لي قدم،
مشيت.. مشيت حتى الموت
من غاب لغاب ..
لو كان لي ،
حتى صليبي ليس لي
إنّي له ،
حتى العذاب !
_ماذا تبقّى أيّها المحكوم؟
إنّ الليل خيّم مرّة أخرى..
و تهتف: لا أهاب ؟!
_يا سيداتي.. سادتي!
يا شامخين على الحراب!
الساق تقطع.. و الرقاب
و القلب يطفأ_ لو أردتم_
و السحاب..
يمشي على أقدامكم ..
و العين تسمل ،و الهضاب
تنهار لو صحتم بها
و دمي المملّح بالتراب!
إن جفّ كرمكم ،
يصير إلى شراب !
و النيل يسكب في الفرات،
إذا أردتم ،و الغراب ..
لو شئتم.. في الليل شاب!
لكنّ صوتي صاح يوما:
لا أهاب
فلتجلدوه إذا استطعتم..
و اركضوا خلف الصدى
ما دام يهتف: لا أهاب!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> أغاني الأسير
أغاني الأسير
رقم القصيدة : 64765
-----------------------------------
ملوّحة، يا مناديل حبّي
عليك السلام!
تقولين أكثر مما يقول
هديل الحمام
و أكثر من دمعة
خلف جفن.. ينام
على حلم هارب!
مفتّحة، يا شبابيك حبيّ
تمرّ المدينة
أمامك ،عرس طغاة
ومرثاة أمّ حزينة
و خلف الستائر، أقمارنا
بقايا عفونه.
و زنزانتي.. موصدة !
ملوّثة، يا كؤوس الطفولة
بطعم الكهولة
شربنا ،شربنا
على غفلة من شفاه الظمإ
و قلنا:
نخاف على شفتينا
نخاف الندى.. و الصدأ!
و جلستنا، كالزمان، بخيله
و بيني و بينك نهر الدم
معلّقه، يا عيون الحبيبة
على حبل نور
تكسّر من مقلتين
ألا تعلمين بأني
أسير اثنين؟
جناحاي: أنت و حريتّي
تنامان خلف الضفاف الغريبة
أحبّكما، هكذا، توأمين!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> ولادة(66/12)
ولادة
رقم القصيدة : 64766
-----------------------------------
_كانت أشجار التين
و أبوك..
و كوخ الطين
و عيون الفلاحين
تبكي في تشرين!
_المولود صبي
ثالثهم..
و الثدي شحيح
و الريح
ذرت أوراق التين !
حزنت قارئة الرمل
وروت لي،
همسا،
هذا الغضن حزين !
_يا أمي
جاوزت العشرين
فدعي الهمّ، و نامي!
إن قصفت عاصفة
في تشرين..
ثالثهم..
فجذور التين
راسخة في الصخر.. و في الطين
تعطيك غصونا أخرى..
و غصون!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> إلى أمي
إلى أمي
رقم القصيدة : 64767
-----------------------------------
أحنّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي
و لمسة أمي
و تكبر في الطفولة
يوما على صدر يوم
و أعشق عمري لأني
إذا متّ،
أخجل من دمع أمي!
خذيني ،إذا عدت يوما
وشاحا لهدبك
و غطّي عظامي بعشب
تعمّد من طهر كعبك
و شدّي وثاقي..
بخصلة شعر
بخيط يلوّح في ذيل ثوبك..
عساي أصير إلها
إلها أصير..
إذا ما لمست قرارة قلبك!
ضعيني، إذا ما رجعت
وقودا بتنور نارك..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت ،فردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع..
لعشّ انتظارك!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> أهديها غزالا
أهديها غزالا
رقم القصيدة : 64768
-----------------------------------
وشاح المغرب الوردي فوق ضفائر الحلوه
و حبة برتقال كانت الشمس.
تحاول كفها البيضاء أن تصطادها عنوة
و تصرخ بي، و كل صراخها همس:
أخي !يا سلمي العالي!
أريد الشمس بالقوة!
..و في الليل رماديّ، رأينا الكوكب الفضي
ينقط ضوءه العسلي فوق نوافذ البيت.
وقالت، و هي حين تقول، تدفعني إلى الصمت:
تعال غدا لنزرعه.. مكان الشوك في الأرض!
أبي من أجلها صلّى و صام..
و جاب أرض الهند و الإغريق
إلها راكعا لغبار رجليها
وجاع لأجلها في البيد.. أجيالا يشدّ النوق
و أقسم تحت عينيها
يمين قناعة الخالق بالمخلوق!
تنام، فتحلم اليقظة في عيني مع السّهر(66/13)
فدائيّ الربيع أنا، و عبد نعاس عينيها
وصوفي الحصى، و الرمل، و الحجر
سأعبدهم، لتلعب كالملاك، و ظل رجليها
على الدنيا، صلاة الأرض للمطر
حرير شوك أيّامي ،على دربي إلى غدها
حرير شوك أيّامي!
و أشهى من عصير المجد ما ألقى.. لأسعدها
و أنسى في طفولتها عذاب طفولتي الدامي
و أشرب، كالعصافير، الرضا و الحبّ من يدها
سأهديها غزالا ناعما كجناح أغنية
له أنف ككرملنا..
و أقدام كأنفاس الرياح، كخطو حريّة
و عنق طالع كطلوع سنبلنا
من الوادي ..إلى القمم السماويّة!
سلاما يا وشاح الشمس، يا منديل جنتنا
و يا قسم المحبة في أغانينا!
سلاما يا ربيعا راحلا في الجفن! يا عسلا بغصّتنا
و يا سهر التفاؤل في أمانينا
لخضرة أعين الأطفال.. ننسج ضوء رايتنا!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> شهيد الأغنية
شهيد الأغنية
رقم القصيدة : 64769
-----------------------------------
نصبوا الصليب على الجدار
فكّوا السلاسل عن يدي.
و السوط مروحة.و دقات النعال
لحن يصفر: سيدي!
و يقول للموتى: حذار !
_يا أنت !
قال نباح وحش:
أعطيك دربك لو سجدنت
أمامعرشي سجدتين !
و لثمت كفي، في حياء، مرتين
أو ..
تعتلي خشب الصليب
شهيدأغنية.. و شمس!
ما كنت أول حامل إكليل شوك
لأقول للسمراء: إبكي!
يا من أحبك، مثل إيماني ،
ولاسمك في فمي المغموس
بالعطش المعفر بالغبار
طعم النبيذ إذا تعتق في الجرار!
ما كنت أول حامل إكليل شوك
لأقول: إبكي!
فعسى صليبي صهوة،
و الشوك فوق جبيني المنقوش
بالدم و الندى
إكليل غار!
و عساي آخر من يقول:
أنا تشهيت الردى !
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> تموز و الأفعى
تموز و الأفعى
رقم القصيدة : 64770
-----------------------------------
تموز مرّ على خرائبنا
و أيقظ شهوة الأفعى.
القمح يحصد مرة أخرى
و يعطش للندى..المرعى
تموز عاد، ليرجم الذكرى
عطشا ..و أحجارا من النار
فتساءل المنفيّ:
كيف يطيع زرع يدي
كفا تسمم ماء أباري؟(66/14)
و تساءل الأطفال في المنفى:
أباؤنا ملأوا ليالينا هنا.. وصفا
عن مجدنا الذهبي
قالوا كثيرا عن كروم التين و العنب
تموز عاد، و ما رأينا
و تنهّد المسجون: كنت لنا
يا محرقي تموز... معطاء
رخيصا مثل نور الشمس و الرمل
و اليوم، تجلدنا بسوط الشوق و الذل
تموز.. يرحل عن بيادرنا
تموز، يأخذ معطف اللهب
لكنه يبقى بخربتنا
أفعى
ويترك في حناجرنا
ظمأ
و في دمنا..
خلود الشوق و الغضب
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> برقية من السجن
برقية من السجن
رقم القصيدة : 64771
-----------------------------------
من آخر السجن، طارت كفّ أشعاري
تشد أيديكم ريحا ..على نار
أنا هنا، ووراء السور، أشجاري
تطوّع الجبل المغرور.. أشجاري
مذ جئت أدفع مهر الحرف، ما ارتفعت
غير النجوم على أسلاك أسواري
أقول للمحكم الأصفاد حول يدي:
هذي أساور أشعاري و إصراري
في حجم مجدكم نعلي، و قيد يدي
في طول عمركم المجدول بالعار:
أقول للناس ،للأحباب: نحن هنا
أسرى محبتكم في الموكب الساري
في اليوم، أكبر عاما في هوى وطني
فعانقوني عناق الريح للنار
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> السجن
السجن
رقم القصيدة : 64772
-----------------------------------
تغيرّ عنوان بيتي
و موعد أكلي
و مقدار تبغي تغيرّ
و لون ثيابي، ووجهي، و شكلي
و حتى القمر
عزيز عليّ هنا ..
صار أحلى و أكبر
و رائحة الأرض: عطر
و طعم الطبيعة: سكر
كأني على سطح بيتي القديم
و نجم جديد..
بعيني تسمّر
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> وشم العبيد
وشم العبيد
رقم القصيدة : 64773
-----------------------------------
روما على جلودنا
أرقام أسرى .و السياط
تفكها إذا هوت، أو ترتخي..
كان العبيد عزّلا
ففتتوا البلاط!
بابل حول جيدنا
وشم سبايا عائدة
تغيرت ملابس الطاغوت
من عاش بعد الموت
لو آمنت.. لا يموت
متنا و عشنا، و الطريق واحدة !
إفريقيا في رقصنا
طبل.. و نار حافية
وشهوة على دخان غانية.(66/15)
في ذات يوم.. أحسن العزف على
ناي الجذوع الهاوية .
أنوّم الأفعى
و أرمي نابها في ناحية
فتلقي في رقصة جديدة.. جديدة
إفريقيا..وآسيه!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> صوت من الغابة
صوت من الغابة
رقم القصيدة : 64774
-----------------------------------
من غابة الزيتون
جاء الصدى..
و كنت مصلوبا على النار!
أقول للغربان: لا تنهشي
فربما أرجع للدار
و ربما تشتي السما
ربما ..
تطفيء هذا الخشب الضاري !
أنزل يوما عن صليبي
ترى..
كيف أعود حافيا.. عاري!؟
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> في انتظار العائدين
في انتظار العائدين
رقم القصيدة : 64775
-----------------------------------
أكواخ أحبابي على صدر الرمال
و أنا مع الأمطار ساهر..
و أنا ابن عوليس الذي انتظر البريد من الشمال
ناداه بحّار، و لكن لم يسافر.
لجم المراكب، و انتحى أعلى الجبال
_يا صخرة صلّى عليها والدي لتصون ثائر
أنا لن أبيعك باللآلي.
أنا لن أسافر..
لن أسافر..
لن أسافر!
أصوات أحبابي تشق الريح، تقتحم الحصون
_يا أمنا انتظري أمام الباب.. إنّا عائدون
هذا زمان لا كما يتخيلون..
بمشيئة الملاّح تجري الريح ..
و التيار يغلبه السفين !
ماذا طبخت لنا؟ فإنّا عائدون.
نهبوا خوابي الزيت، يا أمي، و أكياس الطحين
هاتي بقول الحقل! هاتي العشب!
إنّا عائدون!
خطوات أحبابي أنين الصخر تحت يد الحديد
و أنا مع الأمطار ساهد
عبثا أحدّق في البعيد
سأظل فوق الصخر.. تحت الصخر.. صامد
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> مطر
مطر
رقم القصيدة : 64776
-----------------------------------
-1-
ناري،
و خمس زنابق شمعية في المزهرية
و عزاؤنا الموروث:
في الغيمات ماء
و الأرض تعطش. و السماء
تروى. و خمس زنابق شمعية في المزهرية.
-2-
عفوية صلوات جدتنا، و كان
جدي يحب الكستنا
و طعام أمي
قد كنت كالحمل الوديع
و كان همي
أن يفاجئنا الربيع !
يا جدي المرحوم! أهلا بالمطر(66/16)
يروي ثراك. فلا يزال السنديان
من يومها يدمي الحجر!
-3-
لنقل مع الأجداد :خير!
هذا مخاض الأرض: خير !
تضع الوليد غدا.. ربيعا أخضرا!
كعيون سائحة أطلّت ذات فجر!
لا الأم أمي ..
لا الوليد أخي ،و لا
ذات العيون الخضر لي
و أقول :خير!
-4-
يا نوح!
هبني غصن زيتون
ووالدتي.. حمامة!
إنّا صنعنا جنة
كانت نهايتها صناديق القمامة!
يا نوح!
لا ترحل بنا
إن الممات هنا سلامة
إنّا جذور لا تعيش بغير أرض..
و لتكن أرضي قيامه!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> قمر الشتاء
قمر الشتاء
رقم القصيدة : 64777
-----------------------------------
سألّم جثتك الشهيدة
و أذيبها بالملح و الكبريت ..
ثم أعبّها ..
كالشاي
كالخمر الرديئة..
كالقصيدة
في سوق شعر خائب
و أقول للشعراء:
يا شعراء أمتنا المجيدة!
أنا قاتل القمر الذي
كنتم عبيدة!!
سيقال: كالمتسول المنفي.. كان
ردّوه عن كل النوافذ
و هو يبحث عن حنان.
لا عاشقان
يتذكّران...
_قلبي على قمر
تحجّر في مكان
و يقال.. كان!
و أنا على الإسفلت
تحت الريح و الأمطار
مطعون الجنان
لا تفتح الأبواب في وجهي
و لا تمتد نحو يدي يدان
عيني على قمر الشتاء..
وقد ترمّد في دمي..
قلبي على قرص الدخان!
لا تظلموني أيّها الجبناء
لم أقتل سوى نذل جبان
بالأمس عاهدني
و حين أتيته في الصبح.. خان..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> خواطر في شارع
خواطر في شارع
رقم القصيدة : 64778
-----------------------------------
يا شارع الأضواء! ما لون السماء
و علام يرقص هؤلاء؟
من أين أعبر، و صدور على الصدور
و الساق فوق الساق. ما جدوى بكائي
أي عاصفة يفتتها البكاء؟
فتيممي يا مقلتي حتى يصير الماء ماء
و تحجّري يا خطوتي!
هذا المساء..
قدر أسلمه سعير الكبرياء
من أي عام
أمشي بلا لون، فلا أصحو و لا أغفو
و أبحث عن كلام؟
أتسلق الأشجار أحيانا
و أحيانا أجدّف في الرغام
و الشمس تشرق ثم تغرب.. و الظلام
يعلو و يهبط. و الحمام(66/17)
ما زال يرمز للسلام!
يا شارع الأضواء، ما لون الظلام
و علام يرقص هؤلاء؟
و متى تكفّ صديقتي بالأمس، قاتلتي
تكفّ عن الخيانة و الغناء؟
الجاز يدعوها؟
و لكني أناديها.. أناديها.. أناديها.
و صوت الجاز مصنوع
و صوتي ذوب قلب تحت طاحون المساء
لو مرة في العمر أبكي
يا هدوء الأنبياء
لكن زهر النار يأبى أن يعرّض للشتاء
يا وجه جدي
يا نبيا ما ابتسم
من أي قبر جئتني.
و لبست قمبازا بلون دم عتيق
فوق صخرة
و عباءة في لون حفرة
يا وجه جدي
يا نبيا ما ابتسم
من أي قبر جئتني
لتحيلني تمثال سم.
الدين أكبر
لم أبع شبرا، و لم أخضع لضيم
لكنهم رقصوا و غنوا فوق قبرك..
فلتنم
صاح أنا.. صاح أنا.. صاح أنا
حتى العدم
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> تحد
تحد
رقم القصيدة : 64779
-----------------------------------
شدّوا وثاقي
و امنعوا عني الدفاتر
و السجائر
و ضعوا التراب على فمي
فالشعر دم القلب..
ملح الخبز..
ماء العين
يكتب بالأظافر
و المحاجر
و الخناجر
سأقولها
في غرفة التوقيف
في الحمام
في الإسطبل..
تحت السوط ..
تحت القيد
في عنف السلاسل
مليون عصفور
على أغصان قلبي
يخلق اللحن المقاتل
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> ناي
ناي
رقم القصيدة : 64780
-----------------------------------
لا تقتلوني أيّها الرعاة
لا تعزفوا
خافوا عليّ الله
أستحلف الفحيح أن ينام
في ألحانكم ..
حتى أمرّ في سلام
زنجار! يا قاتلي زنجار
لا تنتظري
إني سمعت الناي
لا تنتظري
إني هجرت الدار!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> المناديل
المناديل
رقم القصيدة : 64781
-----------------------------------
كمقابر الشهداء صمتك
و الطريق إلى امتداد
ويداك... أذكر طائرين
يحوّمان على فؤادي
فدعي مخاص البرق
للأفق المعبّأ بالسواد
و توقّعي قبلا مدماة
و يوما دون زاد
و تعودي ما دمت لي
موتي ...و أحزان البعاد!
كفنّ مناديل الوداع
و خفق ريح في الرماد
ما لوّحت، إلاّ ودم سال(66/18)
في أغوار واد
وبكى، لصوت ما، حنين
في شراع السندباد
ردّي، سألتك، شهقة المنديل
مزمارا ينادي..
فرحي بأن ألقاك وعدا
كان يكبر في بعادي
ما لي سوى عينيك، لا تبكي
على موت معاد
لا تستعيري من مناديلي
أناشيد الوداد
أرجوك! لفيها ضمادا
حول جرح في بلادي
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> خائف من القمر
خائف من القمر
رقم القصيدة : 64782
-----------------------------------
خبّئيني. أتى القمر
ليت مرآتنا حجر!
ألف سرّ سري
وصدرك عار
و عيون على الشجر
لا تغطّي كواكبا
ترشح الملح و الخدر
خبّئيني.. من القمر!
وجه أمسي مسافر
ويدانا على سفر
منزلي كان خندقا
لا أراجيح للقمر..
خبّئيني.. بوحدتي
و خذي المجد.. و السهر
و دعي لي مخدتي
أنت عندي
أم القمر؟!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> أبيات غزل
أبيات غزل
رقم القصيدة : 64783
-----------------------------------
سألتك: هزّي بأجمل كف على الارض
غصن الزمان!
لتسقط أوراق ماض وحاضر
ويولد في لمحة توأمان:
ملاك..وشاعر!
ونعرف كيف يعود الرماد لهيبا
إذا اعترف العاشقان!
أتفاحتي! يا أحبّ حرام يباح
إذا فهمت مقلتاك شرودي وصمتي
أنا، عجبا، كيف تشكو الرياح
بقائي لديك؟ و أنت
خلود النبيذ بصوتي
و طعم الأساطير و الأرض.. أنت !
لماذا يسافر نجم على برتقاله
و يشرب يشرب يشرب حتى الثماله
إذا كنت بين يديّ
تفتّت لحن، وصوت ابتهاله
لماذا أحبك؟
كيف تخر بروقي لديك ؟
و تتعب ريحي على شفتيك
فأعرف في لحظة
بأن الليلي مخدة
و أن القمر
جميل كطلعة وردة
و أني وسيم.. لأني لديك!
أتبقين فوق ذراعي حمامة
تغمّس منقارها في فمي؟
و كفّك فوق جبيني شامه
تخلّد وعد الهوى في دمي ؟
أتبقين فوق ذراعي حمامه
تجنّحي.. كي أطير
تهدهدني..كي أنام
و تجعل لا سمي نبض العبير
و تجعل بيتي برج حمام؟
أريدك عندي
خيالا يسير على قدمين
و صخر حقيقة
يطير بغمرة عين !
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> لوحة على الأفق
لوحة على الأفق(66/19)
رقم القصيدة : 64784
-----------------------------------
رأيت جبينك الصيفيّ
مرفوعا على الشفق
(و شعرك ماعز) يرعى
حشيش الغيم في الأفق
تودّ العين.. لو طارت إليك
كما يطير النوم من سجني
يود القلب لو يحبو إليك
على حصى الحزن
يود الثغر لو يمتص
عن شفتيك ..
ملح البحر، و الزمن
يود.. يود. لكني
وراء حديد شباكي
أودع وجهك الباكي
غريقا فوق دمّ الشمس ..
مهدورا على الأفق
فأحمل فوق جرح القلب جرحين
و لكني.. أحاول أن أضمدها.. أوسدها
ذراع تمرّد الحزن!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> دعوه للتذكار
دعوه للتذكار
رقم القصيدة : 64785
-----------------------------------
مرّي بذاكرتي!
فأسواق المدينة
مرّت
و باب المطعم الشتوي
مرّ.
و قهوة الأمس السخينه
مرّت.
و ذاكرتي تنقرها..
العصافير المهاجرة الحزينة
لم تنس شيئا غير وجهك
كيف ضاع؟
و أنت مفتاحي إلى قلب المدينة ؟
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> قصائد عن حب قديم
قصائد عن حب قديم
رقم القصيدة : 64786
-----------------------------------
-1-
على الأقاض وردتنا
ووجهانا على الرمل
إذا مرّت رياح الصيف
أشرعنا المناديلا
على مهل.. على مهل
و غبنا طيّ أغنيتين، كالأسرى
نراوغ قطرة الطل
تعالي مرة في البال
يا أختاه!
إن أواخر الليل
تعرّيني من الألوان و الظلّ
و تحميني من الذل!
و في عينيك، يا قمري القديم
يشدني أصلي
إلى إغفاءه زرقاء
تحت الشمس.. و النخل
بعيدا عن دجى المنفى..
قريبا من حمى أهلي
-2-
تشهّيت الطفوله فيك.
مذ طارت عصافير الربيع
تجرّد الشجر
وصوتك كان، يا ماكان،
يأتي
من الآبار أحيانا
و أحيانا ينقطه لي المطر
نقيا هكذا كالنار
كالأشجار.. كالأشعار ينهمر
تعالي
كان في عينيك شيء أشتهيه
و كنت أنتظر
و شدّيني إلى زنديك
شديني أسيرا
منك يغتفر
تشهّيت الطفولة فيك
مذ طارت
عصافير الربيع
تجرّد الشجرّ!
-3-
..و نعبر في الطريق
مكبلين..ز
كأننا أسرى
يدي، لم أدر، أم يدك
احتست وجعا(66/20)
من الأخرى؟
و لم تطلق، كعادتها،
بصدري أو بصدرك..
سروة الذكرى
كأنّا عابرا درب،
ككلّ الناس ،
إن نظرا
فلا شوقا
و لا ندما
و لا شزرا
و نغطس في الزحام
لنشتري أشياءنا الصغرى
و لم نترك لليلتنا
رمادا.. يذكر الجمرا
وشيء في شراييني
يناديني
لأشرب من يدك ترمد الذكرى
-4-
ترجّل، مرة، كوكب
و سار على أناملنا
و لم يتعب
و حين رشفت عن شفتيك
ماء التوت
أقبل، عندها، يشرب
و حين كتبت عن عينيك
نقّط كل ما أكتب
و شاركنا و سادتنا..
و قهوتنا
و حين ذهبت ..
لم يذهب
لعلي صرت منسيا
لديك
كغيمة في الريح
نازلة إلى المغرب..
و لكني إذا حاولت
أن أنساك..
حطّ على يدي كوكب
-5-
لك المجد
تجنّح في خيالي
من صداك..
السجن، و القيد
أراك ،استند
إلى وساد
مهرة.. تعدو
أحسك في ليالي البرد
شمسا
في دمي تشدو
أسميك الطفوله
يشرئب أمامي النهد
أسميك الربيع
فتشمخ الأعشاب و الورد
أسميك السماء
فتشمت الأمطار و الرعد
لك المجد
فليس لفرحتي بتحيري
حدّ
و ليس لموعدي وعد
لك.. المجد
-6-
و أدركنا المساء..
و كانت الشمس
تسرّح شعرها في البحر
و آخر قبلة ترسو
على عينيّ مثل الجمر
_خذي مني الرياح
و قّبليني
لآخر مرة في العمر
..و أدركها الصباح
و كانت الشمس
تمشط شعرها في الشرق
لها الحناء و العرس
و تذكرة لقصر الرق
_خذي مني الأغاني
و اذكريني..
كلمح البرق
و أدركني المساء
و كانت الأجراس
تدق لموكب المسبية الحسناء
و قلبي بارد كالماس
و أحلامي صناديق على الميناء
_خذي مني الربيع
وودّعيني ..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> أبي
أبي
رقم القصيدة : 64787
-----------------------------------
غضّ طرفا عن القمر
وانحنى يحضن التراب
وصلّي..
لسماء بلا مطر،
و نهاني عن السفر!
أشعل البرق أوديه
كان فيها أبي
يربيي الحجارا
من قديم.. و يخلق الأشجار
جلده يندف الندى
يده تورق الشجر
فبكى الأفق أغنية:
_كان أوديس فارسا..
كان في البيت أرغفه
و نبيذ، و أغطية
و خيول، و أحذيه
و أبي قال مرة(66/21)
حين صلّى على حجر:
غض طرقا عن القمر
واحذر البحر.. و السفر !
يوم كان الإله يجلد عبده
قلت: يا ناس! نكفر؟
فروى لي أبي.. و طأطأ زنده:
في حوار مع العذاب
كان أيوب يشكر
خالق الدود ..و السحاب 1
خلق الجرح لي أنا
لا لميت.. و لا صنم
فدح الجرح و الألم
و أعني على الندم!
مرّ في الأفق كوكب
نازلا.. نازلا
و كان قميصي
بين نار، و بين ريح
و عيوني تفكر
برسوم على التراب
و أبي قال مرة:
الذي ما له وطن
ما له في الثرى ضريح
..و نهاني عن السفر
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> نشيد
نشيد
رقم القصيدة : 64788
-----------------------------------
-1-
لأجمل ضفة أمشي
فلا تحزن على قدمي
من الأشواك
إن خطاي مثل الشمس
لا تقوى بدون دمي!
لأجمل ضفة أمشي
فلا تحزن على قلبي
من القرصان..
إن فؤادي المعجون كالأرض
نسيم في يد الحبّ
و بارود على البغض!
لأجمل ضفة أمشي
فإمّا يهتريء نعلي
أضع رمشي
نعم.. رمشي!
و لا أقف
و لا أهفو إلى نوم و أرتجف
لأن سرير من ناموا
بمنتصف الطريق..
كخشبة النعش!
تعالوا يا رفاق القيد و الأحزان
كي نمشي
لأجمل ضفة نمشي
فلن نقهر
و لن نخسر
سوى النعش!
-2-
إلى الأعلى
حناجرنا
إلى الأعلى
محاجرنا
إلى الأعلى
أمانينا
إلى الأعلى
أغانينا
سنصنع من مشانقنا
و من صلبان حاصرنا و ماضينا
سلالم للغد الموعود
ثم نصيح يا رضوان!
إفتح بابك الموصود!
سنطلق من حناجرنا
و من شكوى مراثينا
قصائد. كالنبيذ الحلو
تكرع في ملاهينا
و تنشد في الشوارع
في المصانع
في المحاجر
في المزارع
في نوادينا !
سننصب من محاجرنا
مراصد، تكشف الأبعد و الأعمق و الأروع
فلا نقشع
سوى الفجر
و لا نسمع
سوى النصر
فكل تمرّدّ في الأرض
يزلزلنا
و كل جميلة في الأرض
تقبّلنا
و كل حديقة في الأرض
نأكل حبه منها
و كل قصيدة في الأرض
إذا رقصت نخاصرها
و كل يتيمة في الأرض
إذا نادت نناصرها
سنخرج من معسكرنا
و منفانا
سنخرج من مخابينا
و يشتمنا أعادينا :
"هلا.. همج هم.. عرب "
نعم !عرب(66/22)
و لا نخجل
و نعرف كيف نمسك قبضة المنجل
و كيف يقاوم الأعزل
و نعرف كيف نبني المصنع العصري
و المنزل..
و مستشفى
و مدرسة
و قنبلة
و صاروخا
و موسيقى
و نكتب أجمل الأشعار..
و ماذا بعد؟
سمعنا صوتك المدهون بالفسفور
سمعناه.. سمعناه
فكيف ستجعل الكلمات
أكواخ الدجى.. بلّور!
و دربك كله ديجور
و شعبك..
دمعة تبكي زمان النور
و أرضك..
نقش سجادة
على الطرقات مرمية
و أنت.. بدون زواده
و ماذا بعد؟ و ماذا بعد؟
جميل صوتك المحمول بالريح الشماليّة
و لكنا سئمناه !
صوت :
ذليل أنت كالإسفلت
ذليل أنت
يا من يحتمي بستارة الضجر
غبيّ أنت.. كالقمر
و مصلوب على حجر
فدعني أكمل الإنشاد
دعني أحمل الريح الشماليّة
و دعني أحبس الأعصار في كمي
و دعني أخزن الديناميت في دمي
ذليل أنت كالإسفلت
و كالقمر..
غبيّ أنت !
نشيد بنات طروادة
وداعا يا ليالي الطهر
يا أسوار طروادة
خرجنا من مخابينا
إلى أعراس غازينا
لنرقص فوق موت رجال طروادة
سبايا نحن، نعطيهم بكارتنا
و ما شاؤوا
لأنهم أشداء
و نرقد في مضاجع قاتلي أبطال طروادة
وداعا يا ليالي الطهر و الأحلام
يا ذكرى أحبتنا
سبايا نحن منذ اليوم
من آثار طرواده
تعليق النشيد
بلى، أصغيت للنغم
فلا تخضع لجناز الردى
قيثارك المشدود..
من قاع المحيط لجبهة القمم!
لئلا تجهض الأزهار و الكبريت
فوق فم
سيزهر مرة طلعا و قنديلا
و شعرا يصهر الفولاذ..
يرصف شارع النغم
لئلا تحقن الأجساد
أفيونا من الألم
نعم، أصغيت للنغم
و لكني، تحريت السنا في الدمع
لا ديمونة الظلم
لنحرق ريشة الماضي
و نعرف لحننا الرائد!
فمن عزمي
و من عزمك
و من لحمي
و من لحمك
نعبد شارع المستقبل الصاعد
صوت :
و ماذا بعد؟ ماذا بعد!
و شعبك..
دمعة ترثي زمان المجد
و لحن القيد
يجنزنا
و يحفر للذين يقامون اللحد!
مع المسيح
_ لو..
_أريد يسوع
_نعم! من أنت !
_أنا أحكي من" إسرائيل"
و في قدمي مسامير.. و إكليل
من الأشواك أحمله
فأي سبيل
أختار يا بن الله.. أي سبيل(66/23)
أأكفر بالخلاص الحلو
أم أمشي؟
أم أمشيو أحتضر ؟
_أقول لكم أماما أيّها البشر!
مع محمّد !
_ألو..
_أريد محمّد !العرب
_نعم! من أنت ؟
_سجين في بلادي
بلا أرض
بلا علم
بلا بيت
رموا أهلي إلى المنفى
و جاؤوا يشترون رالنار من صوتى
لأخرج من ظلام السجن..
ما أفعل ؟
_تحدّ السجن و السجان
فإن حلاوة الإيمان
تذيب مرارة الحنظل!
مع حبقوق
_ألو ..هالوا
أموجود هنا حبقوق؟
_نعم من أنت؟
_أنا يا سيدي عربي
و كانت لي يد تزرع
ترابا سمدته يدا وعين أبي
و كانت لي خطى و عباءة..
و عمامة ودفوف
وكانت لي..
_كفي يا ابني1
على قلبي حكايتكم
على قلبي سكاكين
بقية النشيد
دعوني أكمل الإنشاد
فإن هدية الأجداد للأحفاد
"زرعنا.. فاحصدوا!"
و الصوت يأتينا سمادا
يغرق الصحراء بالمطر
و يخصب عاقر الشحر!
دعوني أكمل الإنشاد
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> صلاة أخيرة
صلاة أخيرة
رقم القصيدة : 64789
-----------------------------------
يخيّل لي أن عمري قصير
و أني على الأرض سائح
و أن صديقة قلبي الكسير
تخون إذا غبت عنها
و تشرب خمرا
لغيري،
لأني على الأرض سائح!
يخيل لي أن خنجر غدر
سيحفر ظهري
فتكتب إحدى الجرائد:
"كان يجاهد"
و يحزن أهلي و جيراننا
و يفرح أعداؤنا
و بعد شهور قليلة
يقولون: كان!
يخيل لي أن شعري الحزين
و هذي المراثي، ستصبح ذكرى
و أن أغاني الفرح
وقوس قزح
سينشدها آخرون
و أن فمي سوف يبقى مدمّى
على الرمل و العوسج
فشكرا لمن يحملون
توابيت أمواتهم!
و عفوا من المبصرين
أمامي لافتة النجم
في ليلة المدلج!
يخيل لي يا صليب بلادي
ستحرق يوما
و تصبح ذكرى ووشما
وحين سينزل عنك رمادي
ستضحك عين القدر
و تغمز: ماتا معا
لو أني، لو أني
أقبّل حتى الحجر
و أهتّف لم تبق إلاّ بلادي!
بلادي يا طفلة أمه
تموت القيود على قدميها
لتأتي قيود جديدة
متى نشرب الكأس نخبك
حتى و لو في قصيدة؟
ففرعون مات
و نيرون مات
و كل السنابل في أرض بابل
عادت إليها الحياة!(66/24)
متى نشرب الكأس نخبك
حتى و لو في الأغاني
أيا مهرة يمتطيها طغاة الزمان
و تفلت منا
من الزمن الأول
_لجامك هذا.. دمي !
_و سرجك هذا.. دمي
إلى أين أنت إذن رائحة
أنا قد وصلت إلى حفرة
و أنت أماما.. أماما
إلى أين؟
يا مهرتي الجامحة؟!
يخيل لي أن بحر الرماد
سينبت بعدي
نبيذا و قمحا
و أني لن أطعمه
لأني بظلمة لحدي
و حيدّ مع الجمجمة
لأني صنعت مع الآخرين
خميرة أيامنا القادمة
و أخشاب مركبنا في بحار الرماد
يخيل لي أن عمري قصير
و أني على الأرض سائح
و لو بقيت في دمي
نبضة واحدة
تعيد الحياة إليّ
لو أني
أفارق شوك مسالكنا الصاعدة
لقلت ادفنوني حالا
أنا توأم القمة المارده!!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> الجرح القديم
الجرح القديم
رقم القصيدة : 64790
-----------------------------------
واقف تحت الشبابيك،
على الشارع واقف
درجات السلّم المهجور لا تعرف خطوي
لا و لا الشبّاك عارف
من يد النخلة أصطاد سحابه
عندما تسقط في حلقي ذبابه
و على أنقاض أنسانيتي
تعبر الشمس و أقدام العواصف
واقف تحت الشبابيك العتيقه
من يدي يهرب دوريّ وأزهار حديقه
اسأليني: كم من العمر مضى حتى تلاقى
كلّ هذا اللون والموت، تلاقى بدقيقه؟
وأنا أجتاز سردابا من النسيان،
والفلفل، والصوت النحاسي
من يدي يهرب دوريّ..
وفي عيني ينوب الصمت عن قول الحقيقه!
عندما تنفجر الريح بجادي
وتكفّ الشمس عن طهو النعاس
وأسمّي كل شئ باسمه،
عندها أبتاع مفتاحا وشباكا جديدا
بأناشيد الحماس!
_أيّها القلب الذي يحرم من شمس النهار
ومن الأزهار والعيد، كفانا!
علمونا أن نصون الحب بالكره!
وأن نكسو ندى الورد.. غبار!
_أيّها الصوت الذي رفرف في لحمي
عصافبر لهب،
علّمونا أن نغني ،ونحب
كلّ ما يطلعه الحقل من العشب،
من النمل، وما يتركه الصيف على أطلال دار.
.علّمونا أن نغني، ونداري
حبّنا الوحشيّ، كي لا
يصبح الترنيم بالحب مملا!
عندما تنفجر الريح بجلدي
سأسمي كل شئ باسمه(66/25)
وأدق الحزن والليل بقيدي
يا شبابيكي القديمه..!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> أغنية حب على الطيب
أغنية حب على الطيب
رقم القصيدة : 64791
-----------------------------------
مدينة كل الجروح الصغيره
ألاتخمدين يدي؟
ألاتبعثين غزالاأليّ؟
وعن جبهتي تنفضين الدخان.. وعن رئتيّ
؟!
حنيني أليك ..اغتراب
ولقياك.. منفى1
أدقّ على كل باب..
أنادي، وأسأل، كيف
تصير النجوم تراب؟
أحبك، كوني صليبي
وكوني، كما شئت، برج حمام
أذا ذوبتني يدلك
ملأت الصحارى غمام
لحبك يا كلّ حبي، مذاق الزبيب
وطعم الدم
على جبهتي قمر لا يغيب
ونار وقيثارة في فمي!
إذا متّ حبا فلا تدفنيني
و خلي ضريحي رموش الرياح
لأزرع صوتك في كل طين
و أشهر سيفك كل ساح
أحبك، كوني صليبي
و ما شئت كوني
و كالشمس ذوبي
بقلبي ..و لا ترحميني
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> خارج من الأسطورة
خارج من الأسطورة
رقم القصيدة : 64792
-----------------------------------
إنني أنهض من قاع الأساطير
و أصطاد على كل السطوح النائمة
خطوات الأهل و الأحباب.. أصطاد نجومي القاتمة
إنني أمشي على مهلي، و قلبي مثل نصف البرتقاله
و أنا أعجب للقلب الذي يحمل حاره
و جبالا، كيف لا يسأم حاله!
و أنا أمشي على مهلي.. و عيني تقرأ الأسماء
و الغيم على كل الحجارة
و على جيدك يا ذات العيون السود
يا سيفي المذهب
ها أنا أنهض من قاع الأساطير.. و ألعب
مثل دوريّ على الأرض.. و أشرب
من سحاب عالق في ذيل زيتون و نخل
ها أنا أشتمّ أحبابي و أهلي
فيك، يا ذات العيون السود.. يا ثوبي المقصّب
لم تزل كفّاك تلّين من الخضرة، و القمح المذهّب
و على عينيك ما زال بساط الصحو
بالوشم الحريري.. مكوكب!
إنني أقرأ في عينيك ميلاد النهار
إنني أقرأ أسرار العواصف
لم تشيخي.. لم تخوني.. لم تموتي
إنما غيّرت ألوان المعاطف
عندما انهار الأحبّاء الكبار
و امتشقنا، لملاقاة البنادق
باقة من أغنيات و زنابق!(66/26)
آه.. يا ذات العيون السود ،و الوجه المعفر
يشرب الشارع و الملح دمي
كلما مرت على بالي أقمار الطفولة
خلف أسوارك يا سجن المواويل الطويلة
خلف أسوارك ،ربّيت عصافيري
و نحلي، و نبيذي،و خميله
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> اعتذار
اعتذار
رقم القصيدة : 64793
-----------------------------------
حلمت بعرس الطفولة
بعينين واسعتين حلمت
حلمت بذات الجديلة
حلمت بزيتونة لا تباع
ببعض قروش قليلة
حلمت بأسوار تاريخك المستحيلة
حلمت برائحة اللوز
تشعل حزن الليالي الطويلة
بأهلي حلمت..
بساعد أختي
سيلتفّ حولي وشاح بطولة
حلمت بليلة صيف
بسلّة تين
حلمت كثيرا
كثيرا حلمت ..
إذن سامحيني!!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> المستحيل
المستحيل
رقم القصيدة : 64794
-----------------------------------
أموت اشتياقا
أموت احتراقا
وشنقا أموت
وذبحا أموت
و لكنني لا أقول
مضى حبنا، و انقضى
حبنا لا يموت
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> الورد و القاموس
الورد و القاموس
رقم القصيدة : 64795
-----------------------------------
و ليكن .
لا بد لي ..
لا بد للشاعر من نخب جديد
و أناشيد جديدة
إنني أحمل مفتاح الأساطير و آثار العبيد
و أنا أجتاز سردابا من النسيان
و الفلفل، و الصيف القديم
و أرى التاريخ في هيئة شيخ،
يلعب النرد و يمتصّ النجوم
و ليكن
لا بدّ لي أن أرفض الموت،
و إن كانت أساطيري تموت
إنني أبحث في الأنقاض عن ضوء،و عن شعر جديد
آه.. هل أدركت قبل اليوم
أن الحرف في القاموس، يا حبي، بليد
كيف تحيا كلّ هذي الكلمات!
كيف تنمو؟.. كيف تكبر؟
نحن ما زلنا نغذيها دموع الذكريات
وإستعارات ..و سكّر!
وليكن..
لا بد لي أن أرفض الورد الذي
يأتي من القاموس، أو ديوان شعر
ينبت الورد على ساعد فلاّح، و في قبضة عامل
ينبت الورد على جرح مقاتل
و على جبهة صخر..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> وعود من العاصفة
وعود من العاصفة(66/27)
رقم القصيدة : 64796
-----------------------------------
و ليكن ..
لا بدّ لي أن أرفض الموت
و أن أحرق دمع الأغنيات الراعفه
و أعرّي شجر الزيتون من كل الغصون الزائفة
فإذا كنت أغني للفرح
خلف أجفان العيون الخائفة
فلأنّ العاصفة
وعدتني بنبيذ.. و بأنخاب جديده
و بأقواس قزح
و لأن العاصفة
كنست صوت العصافير البليده
و الغصون المستعارة
عن جذوع الشجرات الواقفه.
و ليكن..
لا بدّ لي أن أتباهى، بك، يا جرح المدينة
أنت يا لوحة برق في ليالينا الحزينة
يعبس الشارع في وجهي
فتحميني من الظل و نظرات الضغينة
سأغني للفرح
خلف أجفان العيون الخائفة
منذ هبت، في بلادي، العاصفة
وعدتني بنبيذ،وبأقواس قزح
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> موال
موال
رقم القصيدة : 64797
-----------------------------------
خسرت حلما جميلا،
خسرت لسع الزنابق
و كان ليلي طويلا،
على سياج الحدائق
وما خسرت السبيلا
لقد تعوّد كفّى،
على جراح الأماني
هزي يدي بعنف.. ينساب نهر الأغاني
يا أم مهري و سيفي!
_يمّا.. مويل الهوى
_يمّا ..مويليا
"ضرب الخناجر.. و لا
"حكم النذل فيّا
*
يداك فوق جبيني،تاجان من كبرياء
إذا انحنيت ،انحنى ، تل وضاعت سماء
ولا أعود جديرا بقبلة أو دعاء
و الباب يوصد دوني
كوني على شفتيا اسما لكل الفصول
لم يأخذوا من يديّا ، إلا مناخ الحقول
و أنت عندي دنيا!
"يمّا.. مويل الهوى
"يمّا.. مويليا
"ضرب الخناجر.. و لا
"حكم النذل فيّا
*
الريح تنعس عندي .. على جبين ابتسامة
و القيد خاتم مجد ، و شامة للكرامة
و ساعدي.. للتحدي
على يديك تصلي طفولة المستقبل
وخلف خفنيك، طفلي يقول: يومي أجمل
و أنت شمسي و ظلي
*
"يمّا.. مويل الهوى
"يمّا.. مويليا
"ضرب الخناجر.. و لا
"حكم النذل فيّا
الأرض ،أم أنت عندي أم أنتما توأمان
مد مدّ للشمس زندي؟ الأرض، أم مقلتان
سيان سيان.. عندي
*
إذا خسرت الصديقة فقدت طعم السنابل
و إن فقدت الحديقة ضيّعت عطر الجدائل(66/28)
و ضاع حلم الحقيقة
*
عن الورد أدافع شوقا إلى شفتيك
وعن تراب الشوارع خوفا على قدميك
و عن دفاعي أدافع
*
"يمّا..مويل الهوى
"يما.. مويليا
"ضرب الخناجر.. و لا
"حكم النذل فيّا
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> جندي يحلم بالزنابق البيضاء
جندي يحلم بالزنابق البيضاء
رقم القصيدة : 64798
-----------------------------------
يحلم بالزنابق البيضاء
بغصن زيتون..
بصدرها المورق في المساء
يحلم_ قال لي _بطائر
بزهر ليمون
و لم يفلسف حلمه ل،م يفهم الأشياء
إلا كما يحسّها.. يشمّها
يفهم_ قال لي_ إنّ الوطن
أن أحتسي قهوة أمي
أن أعود في المساء..
سألته: و الأرض؟
قال: لا أعرفها
و لا أحس أنها جلدي و نبضي
مثلما يقال في القصائد
و فجأة، رأيتها
كما أرى الحانوت..و الشارع.. و الجرائد
سألته: تحبها
أجاب: حبي نزهة قصيرة
أو كأس خمر.. أو مغامرة
_من أجلها تموت ؟
_كلا!
و كل ما يربطني بالأرض من أواصر
مقالة نارية.. محاضرة!
قد علّموني أن أحب حبّها
و لم أحس أن قلبها قلبي،
و لم أشم العشب، و الجذور، و الغصون..
_و كيف كان حبّها
يلسع كالشموس ..كالحنين؟
أجابني مواجها:
_و سيلتي للحب بندقية
وعودة الأعياد من خرائب قديمة
و صمت تمثال قديم
ضائع الزمان و الهوية!
حدّثني عن لحظة الوداع
و كيف أمّة
تبكي بصمت عندما ساقوه
إلى مكان ما من الجبهة..
و كان صوت أمه الملتاع
يحفر تحت جلده أمنية جديدة :
لو يكبر الحمام في وزارة الدفاع
لو يكبر الحمام!..
..دخّن، ثم قال لي
كأنه يهرب من مستنقع الدماء:
حلمت بالزنابق البيضاء
بغصن زيتون..
بطائر يعانق الصباح
فوق غصن ليمون..
_وما رأيت؟
_رأيت ما صنعت
عوسجة حمراء
فجرتها في الرمل.. في الصدور.. في البطون..
_و كم قتلت ؟
_يصعب أن أعدهم..
لكنني نلت وساما واحدا
سألته، معذبا نفسي، إذن
صف لي قتيلا واحدا.
أصلح من جلسته ،وداعب الجريدة المطويّة
و قال لي كأنه يسمعني أغنية:
كخيمة هوى على الحصى
و عانق الكوكب المحطمة(66/29)
كان على جبينه الواسع تاج من دم
وصدره بدون أوسمة
لأنه لم يحسن القتال
يبدو أنه مزارع أو عامل أو بائع جوال
كخيمة هوى على الحصى ..و مات..
كانت ذراعاه
ممدودتين مثل جدولين يابسين
و عندما فتّشت في جيوبه
عن اسمه، وجدت صورتين
واحد ..لزوجته
واحد.. لطفله ..
سألته: حزنت؟
أجابني مقاطعا يا صاحبي محمود
الحزن طيّر أبيض
لا يقرب الميدان. و الجنود
يرتكبون الإثم حين يحزنزن
كنت هناك آلة تنفث نارا وردى
و تجعل الفضاء طيرا أسودا
حدثّني عن حبه الأول،
فيما بعد
عن شوارع بعيدة،
و عن ردود الفعل بعد الحرب
عن بطولة المذياع و الجريدة
و عندما خبأ في منديله سعلته
سألته: أنلتقي
أجاب: في مدينة بعيدة
حين ملأت كأسه الرابع
قلت مازحا.. ترحل و.. الوطن ؟
أجاب: دعني..
إنني أحلم بالزنابق البيضاء
بشارع مغرّد و منزل مضاء
أريد قلبا طيبا، لا حشو بندقية
أريد يوما مشمسا، لا لحظة انتصار
مجنونة.. فاشيّة
أريد طفلا باسما يضحك للنهار،
لا قطعة في الآله الحربية
جئت لأحيا مطلع الشموس
لا مغربها
ودعني، لأنه.. يبحث عن زنابق بيضاء
عن طائر يستقبل الصباح
فوق غصن زيتون
لأنه لا يفهم الأشياء
إلاّ كما يحسّها.. يشمّها
يفهم_ قال لي_ إن الوطن
أن أحتسي قهوة أمي..
أن أعود، آمنا مع، المساء
أغنية ساذجة عن الطيب الأحمر
هل لكل الناس، في كل مكان
أذرع تطلع خبزا و أماني
و نشيدا وطنيا؟
فلماذا يا أبي نأكل غصّن السنديان
و نغني، خلسة، شعرا شجيا؟
يا أبي! نحن بخير و أمان
بين أحضان الصليب الأحمر!
عندما تفرغ أكياس الطحين
يصبح البدر رغيفا في عيوني
فلماذا يا أبي، بعت زغاريدي وديني
بفتات و بجبن أصفر
في حوانيت الصليب الأحمر؟
با أبي! هل غاية الزيتون تحمينا إذا جاء المطر؟
و هل الأشجار تغنينا عن النار، و هل ضوء القمر
سيذيب الثلج، أو يحرق أشباح الليالي
إنني أسأل مليون سؤال
و بعينيك أرى صمت الحجر
فأجبني، يا أبي أنت أبي
أم تراني صرت إبنا للصليب لبأحمر؟!(66/30)
يا أبي هل تنبت الأزهار في ظل الصليب ؟
هل يغني عندليب
فلماذا نسفوا بيتي الصغيرا
و لماذا، يا أبي، تحلم بالشمس إذا جاء المغيب؟
و تناديني، تناديني كثيرا
و أنا أحلم بالحلووى و حبات الزبيب
في دكاكين الصليب الأحمر
حرموني من أراجيح النهار
عجنوا بالوحل خبزي ورموشي بالغبار
أخذوا مني حصاني الخشبي
جعلوني أحمل الأثقال عن ظهر أبي
جعلوني أحمل الليلة عام
آه من فجرني في لحظة جدول نار ؟
آه، من يسلبني طبع الحمام
تحت أعلام الصليب الأحمر
ملاحظة على الأغنية
أخذوا منك الحصان الخشبي
أخذوا، لا بأس ظل الكوكب
يا صبي!
يا زهرة البركان، يا نبض يدي
إنني أبصر في عينيك ميلاد الغد
وجوادا غاص في لحم أبي
نحن أدرى بالشياطين التي تجعل من طفل نبيّا
قل مع القائل:.. لم أسألك عبئا هينا
يا إلهي! أعطني ظهرا قويا..!
أخذوا بابا.. ليعطوك رياح
فتحوا جرحا ليعطوك صباح
هدموا بيتا لكي تبني وطن
حسن هذا.. حسن
نحن أدري بالشياطين التي تجعل من طفل نبيّا
قل مع القائل ل:..م أسألك عبئا هينا
يا إلهي! أعطني ظهرا قويا..!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> مغني الدم
مغني الدم
رقم القصيدة : 64799
-----------------------------------
لمغنّيك، على الزيتون، خمسون وتر
و مغنيك أسير كان للريح، و عبدا للمطر
و مغنيك الذي تاب عن نوم تسلّى بالسهر
سيسمي طلعة الورد، كما شئت، شرر
سيسمّي غابة الزيتون في ، ميلاد سحر
و سيبكي، هكذا اعتاد
إذا مرّ نسيم فوق خمسين وتر
آه يا خمسين لحنا دمويا
كيف صارت لركة الدمّ نجوما و شجر؟
الذي مات هو القاتل يا قيثارتي
و مغنيك انتصر!
إفتحي الأبواب يا قريتنا
إفتحيها للرياح الأربع
ودعي خمسين جرحا يتوهّج
كفر قاسم..
قرية تحلم بالقمح ،و أزهار البنفسج
و بأعراس الحمائم
............
_أحصدوهم دفعة واحدة
أحصدوهم
............
.......حصدوهم ...
............
آه يا سنبلة القمح على صدر الحقول
و مغنيك يقول:
ليتني أعرف سر الشجره(66/31)
ليتني أدفن كل الكلمات الميته
ليت لي قوة صمت المقبرة
يا يدا تعزف، يا للعار! خمسين وتر
ليتني أكتب بالمنجل تاريخي
و بالفأس حياتي،
وجناح القبره
............
كفر قاسم
إنني عدت من الموت لأحيا، لأغني
فدعيني أستعر صوتي من جرح توهّج
و أعينيني على الحقد الذي يزرع في قلبي عوسج
إنني مندوب جرح لا يساوم
علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي
و أمشي..
ثم أمشي ..
و أقاوم!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> حوار في تشرين
حوار في تشرين
رقم القصيدة : 64800
-----------------------------------
أحاور ورقة توت:
_و من سوء حظ العواصف أنّ المطر
يعيدك حيّه ،
و أن ضحيتها لا تموت
و أن الأيادي القويّة
تكبلها بالوتر!
سأدفع مهر العواصف
مزيدا من الحب للوردة الثاكله
و أبقى على قمة التل واقف
لأفضح سر الزوابع.. للقافلة
أحاور هبّة ريح :
إذا هاجر الزراع الأول
وعاث بحنطة القاتل
و إن قتلوه كما قتلوني
فلن تحملي الأرض يوما
و لن تنزعي جلدها عن جفوني
سأدفع مهر العواصف
مزيدا من الحب للوردة الثاكله
و أبقى على قمة التل واقف
لأفضح سر العواصف.. للقافلة !
أحاور روح الضحيّة :
و من سوء حظ العواصف أن المطر
يعيدك حيّة ..
و من حسن حظك أنك أنت الضحيّة
هلا.. يا هلا.. بالمطر!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> الموت مجانا
الموت مجانا
رقم القصيدة : 64801
-----------------------------------
كان الخريف يمرّ في لحمي جنازة برتقال..
قمرا نحاسيا تفتته الحجارة و الرمال
و تساقط الأطفال في قلبي على مهج الرجال
كل الوجوم نصيب عيني ..كل شيء لا يقال..
و من الدم المسفوك أذرعة تناديني: تعال!
فلترفعي جيدا إلى شمس تحنّت بالدماء
لا تدفني موتاك!.. خليهم كأعمدة الضياء
خلي دمي المسفوك.. لافته الطغاة إلى المساء
خليه ندا للجبال الخضر في صدر الفضاء!
لا تسألي الشعراء أن يرثوا زغاليل الخميله
شرف الطفولة أنها
خطر على أمن القبيلة(66/32)
إني أباركهم بمجد يرضع الدم و الرذيلة
و أهنيء الجلاد منتصرا على عين كحيلة
كي يستعير كساءه الشتوي من شعر الجديلة
مرحى لفاتح قرية!.. مرحى لسفاح الطفوله !..
يا كفر قاسم!.. إن أنصاب القبور يد تشدّ
و تشد للأعماق أغراسي و أغراس اليتامى إذ تمد
باقون.. يا يدك النبيلة، علمينا كيف نشدو
باقون مثل الضوء، و الكلمات، لا يلويهما ألم و قيد
يا كفر قاس!
إن أنصاب القبور يد تشد..!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> القتيل رقم 18
القتيل رقم 18
رقم القصيدة : 64802
-----------------------------------
غابة الزيتون كانت مرة خضراء
كانت ..و السماء
غابة زرقاء.. كانت حبيبي
ما الذي غيرّها هذا المساء؟
............
أوقفوا سيارة العمال في منعطف الدرب
و كانوا هادئين
و أدارونا إلى الشرق.. و كانوا هادئين
............
كان قلبي مرة عصفور زرقاء.. يا عش حبيبي
و مناديلك عندي، كلها بيضاء، كانت حبيبي
ما الذي لطّخها هذا المساء؟
أنا لا أفهم شيئا يا حبيبي!
............
أوقفوا سيارة العمال في منتصف الدرب
و كانوا هادئين
و أدارونا إلى الشرق.. و كانوا هادئين
............
لك مني كلّ شيء
لك ظل لك ضوء
خاتم العرس، و ما شئت
و حاكورة زيتون و تين
و سآتيك كما في كل ليلة
أدخل الشبّاك، في الحلم، و أرمي لك فله
لا تلمني إن تأخرت قليلا
إنهم قد أوقفوني
غابة الزيتون كانت دائما خضراء
كانت يا حبيبي
إن خمسين ضحيّة
جعلتها في الغروب ..
بركة حمراء.. خمسين ضحيّة
يا حبيبي.. لا تلمني..
قتلوني.. قتلوني..
قتلوني..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> القتيل رقم 48
القتيل رقم 48
رقم القصيدة : 64803
-----------------------------------
وجدوا في صدره قنديل ورد.. و قمر
وهو ملقى، ميتا، فوق حجّر
وجدوا في جيبه بعض قروش
وجدوا علبة كبريت،و تصريح سفرّ..
و على ساعده الغض نقوش.
قبلته أمّه..
و بكت عاما عليه
بعد عام، نبت العوسج ىفي عينيه
و اشتدّ الظلام(66/33)
عندما شبّ أخوه
و مضى يبحث عن شغل بأسواق المدينة
حبسوه..
لم يكن تصريح سفر
إنه يحمل في الشارع صندوق عفونه
و صناديق أخر
آه: أطفال بلادي
هكذا مات القمر!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> عيون الموتى على الأبواب
عيون الموتى على الأبواب
رقم القصيدة : 64804
-----------------------------------
مروا على صحراء قلبي ،نحاملين ذراع نخلة
مرّوا على زهر القرنفل، تاركين أزير نحلة
و على شبابيك القرى رسموا، بأعينهم أهله
و تبادلوا بعض الكلام
عن المحبة و المذّلة
ماذا حملت لعشر شمعات أضاءت كفر قاسم
غير المزيد، من النشيد ،عن الحمائم..
و الجماجم..؟
هي لا تريد.. و لا تعيد
رثاءنا.. هي لا تساوم
فوصية الدم تستغيث بأن تقاوم
في الليل دقوا كا باب..
كل باب.. كل باب
وتوسلوا ألا نهيل على الدم الغالي التراب
قالت عيونهم التي انطفأت لتشعلنا عتاب:
لا تدفنونا بالنشيد، و خلدونا بالصمود
إنّا نسمّد لبراعم الضوء الجديد
يا كفر قاسم!
من توابيت الضحايا سوف يعلو
علم يقول: قفوا! قفوا!
و استوقفوا!
لا :لا تذلوا !
دين العواصف أنت قد سدّدته ،
و انهار ظلّ
يا كفر قاسم! لن ننام.. و فيك مقبرة و ليل
ووصية الدم لا تساوم
ووصية الدم تستغيث بأن نقاوم
أن نقاوم..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> السجين و القمر
السجين و القمر
رقم القصيدة : 64805
-----------------------------------
في آخر الليل التقينا تحت قنطرة الجبال
منذ اعتقلت، و أنت أدرى بالسبب
الآنّ أغنية تدافع عن عبير البرتقال
و عن التحدي و الغضب
دفنوا قرنفلة المغني في الرمال؟
علمان نحن، على تماثيل الغيوم الفستقية
بالحب محكومان، باللون المغني؟
كلّ الليالي السود تسقط في أغانينا ضحية
و الضوء يشرب ليل أحزاني و سجني
فتعال، ما زالت لقصتنا بقية!
سأحدث السّجان، حين يراك
عن حب قديم
قلربما وصل الحديث بنا إلى ثمن الأغاني
هذا أنا في القيد أمتشق النجوم
و هو الذي يقتات، حرا من دخاني(66/34)
و من السلاسل و الوجوم!
كانت هويتنا ملايينا من الأزهار،
كنا في الشوارع مهرجان
الريح منزلنا،
وصوت حبيبتي قبل.
و كنت الموعدا
لكنهم جاؤوا من المدن القديمة
من أقاليم الدخان
كي يسحبوها من شراييني،
فعانقت المدى.
و الموت و الميلاد في وطني المؤله توأمان!
ستموت يوما حين تغنينا الرسوم عن الشجر
و تباع في الأسواق أجنحة البلابل
و أنا سأغرق في الزحام غدا، و أحلم بالمطر
و أحدث السمراء عن طعم السلاسل
و أقول موعدنا القمر!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> يوم
يوم
رقم القصيدة : 64806
-----------------------------------
منذ الظهيرة، كان وجه الأفق
مثل جبينك الوهميّ ،يغطس في الضباب
و الظلّ يجمد في الشوارع
مثل وقفتك الأخيرة عند بابي
و خطاك تعبر، في مكان ما، كهمس في اغترابي!
يا أيّها اليوم المسافر في الرمال
أتكن لي بعض المودة؟!
الظل يسند جبهتي
و الأفق يشرب من نبيذ الشمس
ما شربت يدي،
في ذات يوم،
من ضفائر شعرك المشدود في جرح الغد
و الظل يشربني كما شربت عيونك
ضوء آخر موعد
يا أول الليل الذي اشتعلت يداه برتقال
أتكنّ لي بعض المودّة؟؟
الباب يغلق مرة أخرى، ووجهك ليس يأتي
و أنا و أنت مسافران.. و لا جئان، أنا و أنت
ماذا تسر لك الكوكب؟.. إنها من دون بيت؟
لا تسمعيها!
كان فحم الليل يرسمها على تمثال صمت
و أنا و أنت ،أنا و أنت
شفتا حنين كان ملح الانتظار طعامنا
و صداك صوتي
و الباب يغلق مرة أخرى، ووجهك ليس يأتي
يا ليل، يا فرس الظلال..
أتكن لي بعض المودّة؟؟
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> لا تتركيني
لا تتركيني
رقم القصيدة : 64807
-----------------------------------
وطني جبينك، فاسمعيني
لا تتركيني
خلف السياج
كعشبة برية ،
كيمامة مهجورة
لا تتركيني
قمرا تعيسا
كوكبا متسولا بين الغصون
لا تتركيني
حرا بحزني
و احبسيني
بيد تصبّ الشمس
فوق كوى سجوني ،
وتعوّدي أن تحرقيني،
إن كنت لي
شغفا بأحجاري بزيتوني(66/35)
بشبّاكي.. بطيني
وطني جبينك، فاسمعيني
لا تتركيني!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> إلى ضائعة
إلى ضائعة
رقم القصيدة : 64808
-----------------------------------
إذا مرت على وجهي
أنامل شعرك المبتل بالرمل
سأنهي لعبتي.. أنهي
و أمضي نحو منزلنا االقديم
على خطى أهلي
و أهتف يا حجارة بيتنا1 صلّى !
إذا سقطت على عيني
سحابة دمعة كانت تلف عيونك السوداء
سأحمل كل ما في الأرض من حزن
صليبا يكبر الشهداء
عليه و تصغر الدنيا
و يسقي دمع عينيك
رمال قصائد الأطفال و الشعراء!
إذا دقّت على بابي
يد الذكرى
سأحلم ليلة أخرى
بشاعرنا القديم و عودة الأسرى
و أشرب مرة أخرى
بقايا ظلك الممتد في بدني
و أومن أن شباكا
ضغيرا كان في وطني
يناديني و يعرفني
و يحميني من الأمطار و الزمن
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> جبين و غضب
جبين و غضب
رقم القصيدة : 64809
-----------------------------------
وطني يا أيّها النسر الذي يغمد منقاره اللهب
في عيوني،
أين تاريخ العرب؟
كل ما أملكه في حضرة الموت:
جبين و غضب.
و أنا أوصيت أن يزرع قلبي شجرة
و جبيني منزلا للقبّرة.
وطني، إنّا ولدنا و كبرنا بجراحك
و أكلنا شجر البلّوط..
كي نشهد ميلاد صباحك
أيّها النسر الذي يرسف في الأغلال من دون سبب
أيّها الموت الخرافي الذي كان يحب
لم يزل منقارك الأحمر في عينّي
سيفا من لهب..
و أنا لست جديرا بجناحك
كل ما أملكه في حضرة الموت:
جبين.. و غضب !
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> لا مفر
لا مفر
رقم القصيدة : 64810
-----------------------------------
مطر على أشجاره و يدي على
أحجاره، و الملح فوق شفاهي
من لي بشبّاك يقي جمر الهوى
من نسمة فوق الرصيف اللاهي؟
وطني !عيونك أم غيوم ذوّبت
أوتار قلبي في جراح إله!
هل تأخذن يدي؟ فسبحان الذي
يحمي غريبا من مذلة آه
ظلّ الغريب على الغريب عباءة
تحمل من لسع الأسى التيّاه
هل تلقينّ على عراء تسولي(66/36)
أستار قبر صار بعض ملاهي
لأشمّ رائحة الذين تنفّسوا
مهدي.. و عطر البرتقال الساهي
وطني! أفتّش عنك فلا أرى
إلاّ شقوق يديك فوق جباه
وطني أتفتح في الخرائب كوه ؟
فالملح ذاب على يدي و شفاهي
مطر على الإسفلت، يجرفني إلى
ميناء موتانا.. و جرحك ناه
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> وطن
وطن
رقم القصيدة : 64811
-----------------------------------
علّقوني على جدائل نخلة
واشنقوني.. فلن أخون النخله!
هذه الأرض لي.. و كنت قديما
أحلب النوق راضيا و موله
وطني ليس حزمة من حكايا
ليس ذكرى، و ليس حقل أهلّه
ليس ضوءا على سوالف فلّة
وطني غضبة الغريب على الحزن
وطفل يريد عيدا و قبلة
ورياح ضاقت بحجرة سجن
و عجوز يبكي بنيه.. و حقله
هذه الأرض جلد عظمي
و قلبي..
فوق أعشابها يطير كنخلة
علقوني على جدائل نخلة
و اشنقوني فلن أخون النخلة !
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> رد فعل
رد فعل
رقم القصيدة : 64812
-----------------------------------
و طني! يعلمني حديد سلاسلي
عنف النسور، ورقة المتفائل
ما كنت أعرف أن تحت جلودنا
ميلاد عاصفة.. و عرس جداول
سدّوا عليّ النور في زنزانة
فتوهّجت في القلب..شمس مشاعل
كتبوا على الجدران رقم بطافتي
فنما على الجدران.. مرج سنابل
رسموا على الجدران صورة قاتلي
فمحت ملامحها ظلال جدائل
و حفرت بالأسنان رسمك داميا
و كتبت أغنية العذاب الراحل
أغمدت في لحم الظلام هزيمتي
و غرزت في شعر الشموس أناملي
و الفاتحون على سطوح منازلي
لم يفتحوا إلا وعود زلازلي!
لن يبصروا إلاّ توهّج جبهتي
لن يسمعوا إلاّ صرير سلاسلي
فإذا احترقت على صليب عبادتي
أصبحت قديسا.. بزيّ مقاتل
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> الموعد
الموعد
رقم القصيدة : 64813
-----------------------------------
لم تزل شرفة.. هناك
في بلادي، ملوحة
ويد تمنح الملاك
أغنيات، و أجنحة
العصافير أم صداك
أم مواعيد مفرحة
قتلتني.. لكي أراك؟!(66/37)
وطني! حبنا هلاك
و الأغاني مجرحة
كلما جاءني نداك
هجر القلب مطرحه
و تلاقى على رباك
بالجروح المفتحه
لا تلمني ففي ثراك
أصبح الحب.. مذبحة!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> أحبك أكثر ..
أحبك أكثر ..
رقم القصيدة : 64814
-----------------------------------
تكبّر.. تكبرّ!
فمهما يكن من جفاك
ستبقى، بعيني و لحمي، ملاك
و تبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك
نسيمك عنبر
و أرضك سكر
و إني أحبك.. أكثر
يداك خمائل
و لكنني لا أغني
ككل البلابل
فإن السلاسل
تعلمني أن أقاتل
أقاتل.. أقاتل
لأني أحبك أكثر!
غنائي خناجر ورد
و صمتي طفولة رعد
و زنيقة من دماء
فؤادي،
و أنت الثرى و السماء
و قلبك أخضر..!
و جزر الهوى، فيك، مدّ
فكيف، إذن، لا أحبك أكثر
و أنت، كما شاء لي حبنا أن أراك:
نسيمك عنبر
و أرضك سكر
و قلبك أخضر..!
وإنّي طفل هواك
على حضنك الحلو
أنمو و أكبر !
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> الأغنية و السلطان
الأغنية و السلطان
رقم القصيدة : 64815
-----------------------------------
لم تكن أكثر من وصف.. لميلاد المطر
و مناديل من البزق الذي يشعل أسرار الشجر
فلماذا قاموها؟
حين قالت إن شيئا غير هذا الماء
يجري في النّهر؟
و حصى الوادي تماثيل، و أشياء أخر
و لماذا عذبوها
حين قالت إن في الغابة أسرارا.
و سكينا على صدر القمر
ودم البلبل مهدور على ذاك الحجر؟
و لماذا حبسوها
حين قالت: و طني حبل عرق
و على قنطرة الميدان إنسان يموت
و ظلام يحترق ؟
غضب السلطان
و السلطان مخلوق خيالي
قال: إن العيب في المرآة ،
فليخلد إلى الصمت مغنيكم، و عرشي
سوف يمتد
من النيل إلى نهر الفرات !
أسجنوا هذي القصيدة
غرفة التوقيف
خير من نشيد.. و جريدة
أخبروا السلطان،
أن الريح لا تجرحها ضربة سيف
و غيوم الصيف لا تسقي
على جدرانه أعشاب صيف
و ملايين من الأشجار
تخضر على راحة حرف !
غضب السلطان، و السلطان في كل الصور
و على ظهر بطاقات البريد(66/38)
كالمزامير نقيّ و على جبهته وشم العبيد ،
ثم نادى.. و أمر :
أقتلوا هذي القصيدة
ساحة الإعدام ديوان الأناشيد العنيده!
أخبروا السلطان،
أن البرق لا يحبس في عود ذره
للأغاني منطق الشمس ،و تاريخ الجداول
و لها طبع الزلازل
و الأغاني كجذور الشجرة
فإذا ماتت بأرض،
أزهرت في كل أرض
كانت الأغنية الزرقاء فكره
حاول السلطان أن يطمسها
فغدت ميلاد جمره!
كانت الأغنية الحمراء جمره
حاول السلطان أن يحبسها
فإذا بالنار ثوره!
كان صوت الدم مغموسا بلون العاصفة
و حصى الميدان أفواه جروح راعفه
و أنا أضحك مفتونا بميلاد الرياح
عندما قاومني السلطان
أمسكت بمفتاح الصباح
و تلمست طريقي بقناديل الجراح
آه كم كنت مصيبا
عندما كرست قلبي
لنداء العاصفة
فلتهبّ العاصفة!
و لتهبّ العاصفة!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> تموت في الجليل
تموت في الجليل
رقم القصيدة : 64816
-----------------------------------
لوحة على الجدار ..و نقول الأن أشياء كثيرة
عن غروب الشمس في الأرض الصغيرة
و على الحائط تبكي هيروشيما
ليلة تمضي، و لا نأخذ من عالمنا
غير شكل الموت
في عز الظهيرة .
..و لعينيك زمان آخر
و لجسمي قصة أخرى
و في الحلم نريد الياسمين،
عندما وزّعنا العالم من قبل سنين
كانت الجدران تستعصي على الفهم
و كان الأسبرين
يرجع الشبّاك و الزيتون و الحلم إلى أصحابه
كان الحنين
لعبة تلهيك عن فهم السنين
..و نقول الآن أشياء كثيرة
عن ذبول القمح في الأرض الضغيرة
و على الحائط تبكي هيروشيما
خنجرا يلمح كالحق، و لا نأخذ عن عالمنا
غير لون الموت
في عز الظهيرة..
في اشتعال القبلة الأولى
يذوب الحزن
و الموت يغني
و أنا لا أحزن الأن
و لكني أغني
أي جسم لا يكون الآن صوتا
أي حزن
لا يضم الكرة الأرضية الآن
إلى صدر المغني ؟!
..و نقول الآن أشياء كثيره
عن عذاب العشب في الأرض الصغيرة
و على الحائط تبكي هيروشيما
قبلة تنسى،ن و لا نأخذ من عالمنا
غير طعم الموت(66/39)
في عزّ الظهيرة..
ألف نهر يركض الآن
و كل الأقوياء
يلعبون النرد في المقهى،
و لحم الشهداء
يختفي في الطين أحيانا
و أحيانا يسلي الشعراء!
و أنا يا امرأتي أمتصّ من صمتك
في الليل.. حليب الكبرياء!
..و نقول الآن أشياء كثيره
عن ضياع اللون في الأرض الصغيرة
و على الحائط تبكي هيروشيما
طفلة ماتت. و لا نأخذ من عالمنا
غير صوت الموت
في عز الظهيرة..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> قاع المدينة
قاع المدينة
رقم القصيدة : 64817
-----------------------------------
عشرون أغنية عن الموت المفاجيء
كل أغنية قبيلة
و نحب أسباب السقوط
على الشوارع..
كل نافذة خميلة.
و الموت مكتمل ،
قفي ملء الهزيمة يا مدينتنا النبيلة
في كلّ موت كان موتي
حالة أخرى..
بديلا كان للغة الهزيلة
(و العائدون من الجنازة عانقوني
كسّروا ضلعين
و انصرفوا
ومن عاداتهم أن يكذبوا
لكنّني صدقّتهم
و خرجت من جلدي
لأغرق في شوارعك القتيلة )
تتفجرين الآن برقوقا
و أنفجر اعترافا جارحا بالحبّ:
لولا الموت
كنت حجارة سوداء
كنت يدا محنّطة نحيلة
لا لون للجدران،
لولا قطرة الدم
لا ملامح للدروب المستطيلة
(و العائدون من الجنازة عانقوني
كسّروا ضلعين ..
و انصرفوا..
و من عاداتهم أن يسأموا
لكنهم كانوا يريدون البقاء ..
خرجت من جلدي
و قابلت الطفولة).
قد صار للإسمنت نبض فيك
صار لكل قنطرة جديلة
شكرا_ صليب مدينتي
شكرا..
لقد علّمتنا لون القرنفل و البطولة
يا جسرنا الممتدّ من فرح الطفولة_
يا صليب_ إلى الكهولة
الآن،
نكتشف المدينة فيك
آه.. يا مدينتنا الجميلة !..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> مطر ناعم في خريف بعيد
مطر ناعم في خريف بعيد
رقم القصيدة : 64818
-----------------------------------
مطر ناعم في خريف بعيد
و العصافير زرقاء.. زرقاء
و الأرض عيد.
لا تقولي أنا غيمة في المطار
فأنا لا أريد
من بلادي التي سقطت من زجاج القطار
غير منديل أمي
و أسباب موت جديد .(66/40)
مطر ناعم في خريف غريب
و الشبابيك بيضاء.. بيضاء
و الشمس بيّارة في المغيب
و أنا برتقال سلّيب،
فلماذا تفرين من جسدي
و أنا لا أريد
من بلاد السكاكين و العندليب
غير منديل أمي
و أسباب موت جديد.
مطر ناعم في خريف حزين
و المواعيد خضراء.. خضراء
و الشمس طين
لا تقولي رأيناك في مصرع الياسمين
كان وجهي مساء
و موتى جنين.
و أنا لا أريد
من بلادي التي نسيت لهجة الغائبين
غير منديل أمي
و أسباب موت جديد
مطر ناعم في خريف بعيد
و العصافير زرقاء.. زرقاء
و الأرض عيد .
و العصافير طارت إلى زمن لا يعود
و تريدين أن تعرفي وطني
و الذي بيننا
_وطني لذة في القيود
_قبلتي أرسلت في البريد
و أنا لا أريد
من بلادي التي ذبحتني
غير منديل أمي
و أسباب موت جديد ..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> العصافير تموت في الجليل
العصافير تموت في الجليل
رقم القصيدة : 64819
-----------------------------------
_نلتقي بعد قليل
بعد عام
بعد عامين
وجيل..
ورمت في آلة التصوير
عشرون حديقة
و عصافير الجليل
و مضت تبحث، خلف البحر،
_وطني حبل غسيل
لمناديل الدم المسفوك
في كل دقيقة و تمددت على الشاطيء
رملا.. و نخيل.
هيّ لا تعرف_
يا ريتا! و هبناك أنا و الموت
سرّ الفرح الذابل في باب الجمارك
و تجدّدنا، أنا و الموت ،
في جبهتك الأولى
و في شبّاك دارك
و أنا و الموت وجهان_
لماذا تهربين الآن من وجهي
لماذا تهربين؟
و لماذا تهربين الآن تماما
يجعل القمح رموش الأرض، مما
يجعل البركان وجها آخرا للياسمين ؟..
و لماذا تهربين ؟..
كان لا يتعبني في الليل إلاّ صمتها
حين يمتدّ أمام الباب
كالشارع.. كالحيّ القديم
ليكن ما شئت_ يا ريتا_
يكون الصمت فأسا
أو براويز نجوم
أو مناخا لمخاض الشجرة .
إنني أرتشف القبلة
من حدّ السكاكين،
تعالي ننتمي للمجزره!..
سقطت كالورق الزائد
أسراب العصافير
بآبار الزمن..
و أنا أنتشل الأجنحة الزرقاء
يا ريتا،
أنا شاهدة القبر الذي يكبر
يا ريتا(66/41)
أنا من تحفر الأغلال
في جلدي
شكلا للوطن..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> آه.. عبد اللّه
آه.. عبد اللّه
رقم القصيدة : 64820
-----------------------------------
قال عبد الله للجّلاد :
جسمي كلمات ودويّ
ضاع فيه الرعد
و البرق على السكّين،
و الوالي قوي
هكذا الدنيا..
و أنت الآن يا جلاد أقوى
ولد الله ..
و كان الشرطيّ!..
عادة، لا يخرج الموتى إلى النزهة
لكن صديقي
كان مفتونا بها.
كلّ مساء
يتدلّى جسمه، كالغصن، من كل الشقوق
و أنا أفتح شباكي
لكي يدخل عبد الله
كي يجمعني بالأنبياء!..
كان عبد الله حقلا و ظهيرة
يحسن العزف على الموّال،
و الموال يمتد إلى بغداد شرقا
و إلى الشام شمالا
و ينادي في الجزيرة.
فاجأوه مرة يلثم في الموال
سيفا خشبيا.. و ضفيرة..
حين قالوا: إنّ هذا اللحن لغمّ
في الأساطير التي نعبدها_
قال عبد الله:
جسمي كلمات.. ودويّ
هكذا الدنيا،
و أنت الآن يا جلاد أقوى
ولد الله
و كان شرطي
عادة، لا يعمل الموتى،
و لكن صديقي
كان من عادته أن يضع الأقمار
في الطين ،
و أن يبذر في الأرض سماء.
و أنا أفتح شباكي
لكي يدخل عبد الله حرّا و طليقا
كالردى و الكبرياء ..
كان عبد الله حقلا
لم يرث عن جدّه إلاّ الظهيرة
و انكماش الظّل و السمرة
عبد الله لا يعرف إلاّ
لغة الموّال، و الموّال مفتون بليلى
أين ليلى؟
لم يجدها في الظهيرة
يركض الموّال في أعقاب ليلى
يقفز الموال من دائرة الظل الصغيرة
ثم يمتدّ إلى صنعاء شرقا
و إلى حمص شمالا
و ينادي في الجزيرة:
أين ليلى؟
كان عبد الله يمتدّ مع الموّال
و الموّال ممنوع
يقول السيّد الجلاّد :
إن البعد في الموّال لغم
في الأساطير التي نعبدها
..و تدلّىرأس عبد الله
في عزّ الظهيرة .
آه، عبد الله
و الأمسية الآن بلا موتى
و أنت الآن حل للحلول
آه.. عبد الله ،
رموز
و فصول
آه.. عبد الله،
لا لون و لا شكل لأزهار الأفول
آه ..عبد الله،
لا أذكر بعد الآن ما كنت تقول
آه ..عبد الله،(66/42)
لا تسمعك الأرض
و لا ليلى ..
و لا ظلّ النخيل.
و لد الله
و كانت شرطة الوالي
و مليون قتيل!..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> كتابة بالفحم المحترق
كتابة بالفحم المحترق
رقم القصيدة : 64821
-----------------------------------
مدينتنا.. حوصرت في الظهيرة
مدينتنا اكتشفت وجهها في الحصار.
لقد كذب اللون،
لا شأن لي يا أسيره
بشمس تلمّع أوسمة الفاتحين
و أحذية الراقصين .
و لا شأن لي يا شوارع إلا
بأرقام موتاك .
فاحترقي كالظهيرة ..
كأنك طالعة من كتاب المراثي .
ثقوب من الضوء في وجهك الساحليّ
تعيد جبيني إليّ
و تملأني بالحماس القديم إلى أبويّ.
..و ما كنت أؤمن إلاّ
بما يجعل القلب مقهى و سوق.
و لكنني خارج من مسامير هذا الصليب
لأبحث عن مصدر آخر للبروق
وشكل جديد لوجه الحبيب.
رأيت الشوارع تقتل أسماءها
و ترتيبها.
و أنت تظلين في الشرفة النازلة
إلى القاع.
عينين من دون وجه
و لكن صوتك يخترق اللوحة الذابلة.
مدينتنا صوصرت في الظهيرة
مدينتنا اكتشفت وجهها في الحصار.
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> ضباب على المرآه
ضباب على المرآه
رقم القصيدة : 64822
-----------------------------------
نعرف الآن جميع الأمكنه
نقتفي آثار موتانا
و لا نسمعهم.
و نزيح الأزمنه
عن سرير الليلة الأولى، و آه..
في حصار الدم و الشمس
يصير الانتظار
لغة مهزومة..
أمي تناديني، و لا أبصرها تحت الغبار
و يموت الماء في الغيم و آه ..
كنت في المستقبل الضاحك
جنديين،
صرت الآن في الماضي ويد.
كل موت فيه وجهي
معطف فوق شهيد
و غطاء للتوابيت، و آه..
لست جنديّا
كما يطلب منّي ،
فسلاحي كلمة
و التي تطلبها نفسي
أعارت نفسها للملحمة
و الحروب انتشرت كالرمل و الشمس، و آه..
بيتك اليوم له عشر نوافذ
و أنا أبحث عن باب
و لا باب لبيتك
و الرياح ازدحمت مثل الصداقات التي
تكثر في موسم موتك
و أنا أبحث عن باب، و آه ..
لم أجد جسمك في القاموس
يا من تأخذين(66/43)
صيغة الأحزان من طرواده الأولى
و لا تعترفين
بأغاني إرميا الثاني، و آه..
عندما ألقوا عليّ القبض
كان الشهداء
يقرأون الوطن الضائع في أجسامهم
شمسا و ماء
و يغنّون لجنديّ، و آه..
نعرف الآن جميع الكلمات.
و الشعارات التي نحملها:
شمسا أقوى من الليل
و كل الشهداء
ينبتون اليوم تفاحا، و أعلاما، و ماء
و يجيئون..
يجيئون..
يجيئون
و آه ..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> ريتا احبيني
ريتا احبيني
رقم القصيدة : 64823
-----------------------------------
في كلّ أمسية، نخّبيء في أثينا
قمرا و أغنية. و نؤوي ياسينا
قالت لنا الشرفات:
لا منديله يأتي
و لا أشواقه تأتي
و لا الطرقات تحترف الحنينا.
نامي! هنا البوليس منتشر
هنا البوليس، كالزيتون، منتشر
طليقا في أثينا
في الحلم، ينضم الخيال إليم
تبتعدين عني.
و تخاصمين الأرض
تشتعلين كالشفق المغنّي
ويداي في الأغلال.
"سنتوري" بعيد مثل جسمك
في مواويل المغنّ..
ريتا.. أحبّين!ي و موتي في أثينا
مثل عطر الياسمين
لتموت أشواق السجين ..
الحبّ ممنوع..
هنا الشرطيّ و القدر العتيق
تتكسر الأصنام إن أعلنت حبك
للعيون السود
قطاع الطريق
يتربصون بكل عاشقة
أثينا.. يا أثينا.. أين مولاتي؟
_على السكّين ترقص
جسمها أرض قديمة
و لحزنها وجهان:
وجه يابس يرتدّ للماضي
ووجه غاص في ليل الجريمة
و الحب ممنوع ،
هنا الشرطيّ، و اليونان عاشقة يتيمة
في الحلم، ينضمّ الخيال إليك ،
يرتدّ المغني
عن كل نافذة، و يرتفع الأصيل
عن جسمك المحروق بالأغلال
و الشهوات و الزمن البخيل.
نامي على حلمي. مذاقك لاذع
عيناك ضائعتان في صمتي
و جسمك حافل بالصيف و الموت الجميل .
في آخر الدنيا أضمّك
حين تبتعدين ملء المستحيل .
ريتا.. أحبّيني! و موتي في أثينا
مثل عطر الياسمين
لتموت أشواق السجين ..
منفاي: فلاّحون معتقلون في لغة الكآبة
منفاي: سجّانون منفيون في صوتي..
و في نغم الربابة
منفاي: أعياد محنّطة.. و شمس في الكتابة(66/44)
منفاي: عاشقة تعلق ثوب عاشقها
على ذيل السحابة
منفاي: كل خرائط الدنيا
و خاتمة الكآبه
في الحلم، شفّاف ذراعك
تحته شمس عتيقة
لا لون للموتى، و لكني أراهم
مثل أشجار الحديقة
يتنازعون عليك،
ضميهم بأذرعة الأساطير التي وضعت حقيقة
لأبرّر المنفى، و أسند جبهتي
و أتابع البحث الطويل
عن سرّ أجدادي، و أول جثة
كسرت حدود المستحيل.
في الحلم شفّاف ذراعك
تحته شمس عتيقة
و نسيت نفسي في خطى الإيقاع
ثلثي قابع في السجن
و الثلثان في عشب الحديقة
ريتا.. أحبّيني! و موتي في أثينا
مثل عطر الياسمين
لتموت أشواق السجين ..
الحزن صار هوية اليونان،
و اليونان تبحث عن طفولتها
و لا تجد الطفولة
تنهار أعمدة الهياكل
أجمل الفرسان ينتحرون.
و العشّاق يفترقون
في أوج الأنوثة و الرجوله .
دعني و حزني أيّها الشرطيّ،
منتصف الطريق محطّتي ،
و حبيبتي أحلى قتيلة.
ماذا تقول؟
تريد جثذتها؟
لماذا؟
كي تقدمها لمائدة الخليفة؟
من قال إنك سيدي ؟
من قال إن الحبّ ممنوع ؟
و إن الآلهه
في البرلمان ؟
و إن رقصتنا العنيفة
خطر على ساعات راحتك القلية؟!
الحزن صار هوية اليونان،
و اليونان تبحث عن طفولتها
و لا تجد الطفولة.
حتى الكآبه صادرتها شرطة اليونان
حتى دمعة العين الكحيلة.
في الحلم، تتّسع العيون السود
ترتجف السلاسل ..
يستقبل الليل..
تنطلق القصيدة
بخيالها الأرضيّ ،
يدفعها الخيال إلى الأمام.. إلى الأمام
بعنف أجنحة العقيدة
و أراك تبتعدين عني
آه.. تقتربين مني
نحو آلهة جديدة.
ويداي في الأغلال، لكني
أداعب دائما أوتار سنتوري البعيدة
و أثير جسمك..
تولد اليونان..
تنتشر الأغاني ..
يسترجع الزيتون خضرته ..
يمر البرق في وطني علانية
و يكتشف الطفوله عاشقان..
ريتا.. أحبّيني !و موتي في أثينا
مثل عطر الياسمين
لتموت أحزان السجين..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> غريب في مدينة بعيدة
غريب في مدينة بعيدة
رقم القصيدة : 64824
-----------------------------------(66/45)
عندما كنت صغيرا
وجميلا
كانت الوردة داري
و الينابيع بحاري
صارت الوردة جرحا
و الينابيع ظمأ
_هل تغيّرت كثيرا؟
_ما تغيّرت كثيرا
عندما نرجع كالريح
إلى منزلنا
حدّقي في جبهتي
تجدي الورد نخيلا
و الينابيع عرق
تجديني مثلما كنت
صغيرا
وجميلا..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> على غلاف أسطورة
على غلاف أسطورة
رقم القصيدة : 64825
-----------------------------------
ينام المغنّي على أسطوانة
يخبيء أقماره في الخزانة
و ينسى زمانه
و ينسى مكانه
و يحلم خارج أرض اللغات
و كان مغنّيك يحترف الابتسام
و يؤمن بالسيف
إن كان غمد السيوف عقيدة
و يحتقر الحبّ ،
إن كام مسألة في قصيدة
و كان ربابة كل الخيام.
أراد مرايا جديدة
فلم يجد الصورة المقنعة
أراد ميادين واسعة
فتاهت بها الزوبعه.
وحن إلى قيده
كي يفّر من الظلّ و القبّعة
دعيه يقل ما لديه
من الصمت و التجربة
لقد صدئت شمسه المتعبة
و نام على أسطوانة
و خبأ أقماره في خزانه.
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> سقوط القمر
سقوط القمر
رقم القصيدة : 64826
-----------------------------------
في البال أغنية
يا أخت ،
عن بلدي ،
نامي
لأكتبها..
رأيت جسمك
محمولا على الزرد
و كان يرشح ألوانا
فقلت لهم:
جسمي هناك
فسدّوا ساحة البلد
كنا صغيرين،
و الأشجار عالية
و كنت أجمل من أمّي
و من بلدي..
من أين جاؤوا؟
و كرم اللوز سيّجه
أهلي و أهلك
بالأشواك و الكبد!..
إنا نفكّر بالدنيا،
على عجل،
فلا نرى أحدا،
يبكي على أحد،
و كان جسمك مسبيا
و كان فمي
يلهو بقطرة شهد
فوق وحل يدي!..
في البال أغنية
يا أخت
عن بلدي،
نامي.. لأحفرها
و شما على جسدي..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> الصوت الضائع في الأصوات
الصوت الضائع في الأصوات
رقم القصيدة : 64827
-----------------------------------
نعرف القصة من أولها
و صلاح الدين في سوق الشعارات ،
و خالد
بيع في النادي المسائّي
بخلخال امرأة!(66/46)
و الذي يعرف.. يشقى.
_نحن أحجار التماثيل
و أخشاب المقاعد
و الشفاه المطفأه _
أوقفي نبضك يا سيّدتي!
.يصغر الميدان من طلعته..
.أسكتوا ..
.باسمنا يستوقف الشمس على حدّ الرماح
.صفّقوا..
.صفّقوا
إن تطفئوا تصفيقكم
يرتطم المرّيخ بالأرض
و لا يبقى أحد..
_نحن لا نسمع شيئا
قد سمعنا ألف عام
و تنازلنا عن الأرصفة السمراء
كي نغرق في هذا الزحام.
و نريد الآن أن نرتاح
من مهنتنا الأولى،
نريد الآن أن تصغوا لنا
فدعونا نتكلّم .
نضع الليلة حدا للوصاية.
دمنا يرسم في خارطة الأرض الصريعة
كا أسماء الذين اكتشفوا
درب البداية
كي يفرّوا من توابيت الفجيعة.
فدعونا نتكلم
ودعوا حنجرة الأموات فينا
تتكلّم ..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> المزمور الحادي و الخمسون بعد المئة
المزمور الحادي و الخمسون بعد المئة
رقم القصيدة : 64828
-----------------------------------
أوشليم! التي ابتعدت عن شفاهي..
المسافات أقرب.
بيننا شارعان، و ظهر إله
و أنا فيك كوكب
كائن فيك، طوبى لجسمي المعذّب !
يسقط البعد في ليل بابل
و انتمائي إلى خضرة الموت_ حق
و بكاء الشبابيك_ حق
صوت حرّيتي قادم من صليل السلاسل
و صليبي يقاتل!
أورشليم! التي عصرت كل أسمائها
في دمي..
خدعتني اللغات التي خدعتني
لن أسميك
إني أذوب، و إنّ المسافات أقرب
و إمام المغنّين صكّ سلاحا ليقتلني
في زمان الحنين المعلّب ،
و المزامير صارت حجارة
رجموني بها
و أعادوا اغتيالي
قرب بيارة البرتقال..
أورشليم! التي أخذت شكل زيتونة
دامية..
صار جلدي حذاء
للأساطير و الأنبياء
بابلي أنت، طوبى لمن جاور الليلة الآتية
و أنا فيك أقرب
من بكاء الشبابيك. طوبى
لإمام المغنّين في الليلة الماضية
و إمام المغنّين كان، و جسمي كائن
و أنا فيك كوكب
يسقط البعد في ليل بابل
و صليبي يقاتل..
هلّلويا
هلّلويا ..
هلّلويا ..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> امرأة جميلة في سدوم
امرأة جميلة في سدوم(66/47)
رقم القصيدة : 64829
-----------------------------------
يأخذ الموت على جسمك
شكل المغفرة ،
وبودي لو أموت
داخل اللذة يا تفاحتي
يا امرأتي المنكسرة..
و بودّي لو أموت
خارج العالم.. في زوبعة مندثرة
(للتي أعشقها وجهان:
وجه خارج الكون
ووجه داخل سدوم العتيقة
و أنا بينهما
أبحث عن وجه الحقيقة)
صمت عينيك يناديني
إلى سكّين نشوة
و أنا في أوّل العمر ..
رأيت الصمت
و الموت الذي يشرب قهوة
و عرفت الداء
و الميناء
لكنك.. حلوة!..
..و أنا أنتشر الآن على جسمك
كالقمح، كأسباب بقائي ورحيلي
و أنا أعرف أن الأرض أمي
و على جسمك تمضي شهوتي بعد قليل
و أنا أعرف أنّ الحب شيء
و الذي يجمعنا، الليلة، شيء
و كلانا كافر بالمستحيل.
و كلانا يشتهي جسما بعيدا
و كلانا يقتل الآخر خلف النافذة !
(التي يطلبها جسمي
جميلة
كالتقاء الحلم باليقظة
كالشمس التي تمضي إلى البحر
بزي البرتقالة ..
و التي يطلبها جسمي
جميلة
كالتقاء اليوم بالأمس
و كالشمس التي يأتي إليها البحر
من تحت الغلاله)
لم نقل شيئا عن الحبّ
الذي يزداد موتا
لم نقل شيئا
و لكنا نموت الآن
موسيقى وصمتا
و لماذا؟
و كلانا ذابل كالذكريات الآن
لا يسأل: من أنت ؟
و من أين: أتيت؟
و كلانا كان في حطين
و الأيام تعتاد على أن تجد الأحياء
موتى ..
أين أزهاري ؟
أريد الآن أن يمتليء البيت زنابق
أين أشعاري؟
أريد الآن موسيقى السكاكين التي تقتل
كي يولد عاشق
و أريد الآن أن أنساك
كي يبتعد الموت قليلا
فاحذري الموت الذي
لا يشبه الموت الذي
فاجأ أمّي..
(التي يطلبها جسمي
لها وجهان :
وجه خارج الكون
ووجه داخل سدوم العتيقة
و أنا بينهما
أبحث عن الحقيقة)
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> قراءة في وجه حبيبتي
قراءة في وجه حبيبتي
رقم القصيدة : 64830
-----------------------------------
..وحين أحدّق فيك
أرى مدنا ضائعة
أرى زمنا قرمزيا
أرى سبب الموت و الكبرياء
أرى لغة لم تسجل
و آلهة تترجل(66/48)
أمام المفاجأة الرائعة.
..و تنتشرين أمامي
صفوفا من الكائنات التي لا تسمى
و ما وطني غير هذي العيون التي
تجهل الأرض جسما..
و أسهر فيك على خنجر
واقف في جبين الطفولة
هو الموت مفتتح الليلة الحلوة القادمة
و أنت جميلة
كعصفورة نادمة..
..و حين أحدق فيك
أرى كربلاء
و يوتوبيا
و الطفولة
و أقرأ لائحة الأنبياء
وسفر الرضا و الرذيلة..
أرى الأرض تلعب
فوق رمال السماء
أرى سببا لاختطاف المساء
من البحر
و الشرفات البخيلة !..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> المطر الأول
المطر الأول
رقم القصيدة : 64831
-----------------------------------
في رذاذ المطر الناعم
كانت شفتاها
وردة تنمو على جلدي،
و كانت مقلتاها
أفقا يمتدّ من أمسي
إلى مستقبلي..
كانت الحلوة لي
كانت الحلوة تعويضا عن القبر
الذي ضم إلها
و أنا جئت إليها
من وميض المنجل
و الأهازيج التي تطلع من لحم أبي
نارا.. و آها..
(كان لي في المطر الأول
يا ذات العيون السود
بستان ودار
كان لي معطف صوف
وبذار
كان لي في بابك الضائع
ليل و نهار.. )
سألتني عن مواعيد كتبناها
على دفتر طين
عن مناخ البلد النائي
و جسر النازحين
و عن الأرض التي تحملها
في حبّة تين ،
سألتني عن مرايا انكسرت
قبل سنين ..
عندما ودّعتها
في مدخل الميناء
كانت شفتاها
قبلة
تحفر في جلدي صليب الياسمين...
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> لا جدران للزنزانه
لا جدران للزنزانه
رقم القصيدة : 64832
-----------------------------------
كعادتها،
أنقذتني من الموت زنزانتي
و من صدأ الفكر، و الاحتيال
على فكرة منهكة
وجدت على سقفها وجه حرّيتي
و بيّارة البرتقال
و أسماء من فقدوا أمس أسماءهم
على تربة المعركة
سأعترف الآن،
ما أجمل الاعتراف
فلا تحزني أنت يوم الأحد
و قولة لأهل البلد:
سنرجيء حفل الزفاف
إلى مطلع السنة القادمة
تفرّ العصافير من قبضتي
و يبتعد النجم عنّي.. و الياسمين
و تنقص أعداد من يرقصون(66/49)
و يذبل صوتك قبل الأوان
و لكنّ زنزانتي
كعادتها،
أنقذتني من الموت
زنزانتي..
وجدت على سقفها وجه حريتي
فشع جبينك فوق الجدار ..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> الدانوب ليس أزرق
الدانوب ليس أزرق
رقم القصيدة : 64833
-----------------------------------
هي لا تعرفه.
كان الزمان
واقفا كالنهر في جثّته
قالت له:
عندي مكان.
كان ذاك اليوم صيفيّا
و كان العاشقان
يستردان من الرّزنامه الأولى
حساب الشمس ،
كان الأمس
و الحاضر كان ..
هي لا تعرفه
قالوا لها: يأتي مع النهر
الذي يأتي مع الفجر
و كان التوأمان
ضفتي نهر.. يسيران معا
أو يقفان
و هما..لا يعرفان !..
كان ذاك اليوم حقلا
من ذبول وحنان
و عما يقتربان
و يموتان من الموت
و لا يلتقيان..
هي لا تعرفه
لكنها تشربه كالماء في رمل الزمان .
بعد عامين من الهجرة
في الهجرة
ماتا
في انفجار القبلة الأولى
و في جثّته، كان الزمان
واقفا كالنهر في جثّته
قالت له:
عندي مكان..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> و يسدل الستار
و يسدل الستار
رقم القصيدة : 64834
-----------------------------------
عندما ينطفيء التصفيق في القاعة
و الظلّ يميل
نحو صدري..
يسقط المكياج عم وجه الجليل
و لهذا.. أستقيل!..
أجد الليلة نفسي
عاريا
كالمذبحة
كان تمثيلي بعيدا عن مواويل أبي
كان تمثيلي غريبا عن عصافير الجليل
و ذراعي مروحة
و لهذا أستقيل
لقنوني كل ما يطلبه المخرج
من رقص على إيقاع أكذوبه
و تعبت الآن ،
علقت أساطيري على حبل غسيل
و لهذا.. أستقيل.
باسمكم،أعترف الآن بأن المسرحية
كتبت للتسلية
رضي النقاد لكنّ عيون المجدلّية
حفرت في جسدي
شكل الجليل
و لهذا.. أستقيل
يا دمي ..
فرشاتهم ترسم لوحات عن اللد
و أنت الحبر ،
ما يافا سوى جلد طبول
و عظامي كالعصا في قبضة المخرج
لكني أقول:
أتقن الدور غدا يا سيدي
و لهذا.. أستقيل
سيداتي..
آنساتي..
سادتي!
سلّيتكم عشرين عام
آن لي أن أرحل اليوم(66/50)
و أن أهرب من هذا الزحام
و أغنّي في الجليل
للعصافير التي تسكن عشّ المستحيل
و لهذا.. أستقيل
أستقيل
أستقيل ..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> حبيبتي تنهض من نومها
حبيبتي تنهض من نومها
رقم القصيدة : 64835
-----------------------------------
حبيبتي تنهض من نومها
طفولتي تأخذ، في كفّها،
زينتها من كل شيء..
و لا _
تنمو مع الريح سوى الذاكرة
لو أحصت الغيم الذي كدسوا
على إطار الصورة الفاترة
لكان أسبوعا من الكبرياء
و كلّ عام قبله ساقط
و مستعار من إناء المساء..
يوم تدحرجت على كل باب
مستسلما للعالم المشغول
أصابعي تزفر: لا تقذفوا
فتات يومي للطريق الطويل
بطاقة التشريد في قبضتي
زيتونة سوداء،
و هذا الوطن
مقصلة أعبد سكّينها
إن تذبحوني، لا يقول الزمن
رأيتكم!
و كالة الغوث لا
تسأل عن تاريخ موتي، و لا
تغيّر الغابة زيتونها،
لا تسقط الأشهر تشرينها !
طفولتي تأخذ في كفها،
زينتها من أي يوم
و لا _
تنمو مع الريح سوى الذاكرة
و إنني أذكر مرآتها
في أول الأيام،حين اكتسى
جبينها البرق، لكنني
أضطهد الذكرى، لأن المسا
يضطهد القلب على بابه..
أصابعي أهديتها كلها
إلى شعاع ضاع في نومها
و عندما تخرج من حلمها
حبيبتي أعرف درب النهار
أشق درب النهار.
كلّ نساء اللغة الصافية
حبيبتي..
حين يجيء الربيع
الورد منفيّ على صدرها
من كل حوض، حالما بالرجوع
و لم أزل في جسمها ضائعا
كنكهة الأرض التي لا تضيع
كل نساء اللغة دامية
حبيبتي..
أقمارها في السماء
و الورد محروق على صدرها
بشهوة الموت، لأن المساء
عصفورة في معطف الفاتحين
و لم أزل في ذهنها غائبا
يحضرها في كل موت وحين ..
كل نساء اللغة النائمة
حبيبتي
تحلم أنّ النهار
على رصيف الليلة الآتية
يشرب ظل الليل و الانكسار
من شرف الجندي و الزانية
تحلم أن المارد المستعار
من نومنا، أكذوبة فانية
و أن زنزانتنا، لا جدار
لها، و أن الحلم طين و نار
كل نساء اللغة الضائعة
حبيبتي..
فتشت عتها العيون(66/51)
فلم أجدها.
لم أجد في الشجر
خضرتها..
فتشت عنها السجون
فلم أجد إلاّ فتات القمر
فتّشت جلدي..
لم أجد نبضها
و لم أجدها في هدير السكون
و لم أجدها في لغات البشر
حبيبة كل الزنابق و المفردات
لماذا تموتين قبلي
بعيدا عن الموت و الذكريات
و عن دار أهلي ؟..
لماذا تموتين قبل طلاق النهار
من الليل ..
قبل سقوط الجدار
لماذا؟
لكل مناسبة لفظة..
و لكن موتك كان مفاجأة للكلام
و كان مكافأة للمنافي
و جائزة للظلام
فمن أين اكتشف اللفظة اللائقة
بزنبقة الصاعقة؟
سأستحلف الشمس أن تترجل
لتشربني عن كثب ..
و تفتح أسرارها ..
سأستحلف الليل أن يتنصل
من الخنجر الملتهب
و يكشف أوراقه للمغني
تفاصيل تلك الدقائق
كانت..
عناوين موت معاد
و أسماء تلك الشوارع
كانت..
و صايا نبي يباد
و لكنني جئت من طرف السنة الماضية
على قنطرة
ألا تفتحين شبابيك يوم جديد
بعيد عن المقبرة؟!..
لأبطالنا، أنشد المنشدون
و كانوا حجارة
و كانوا يريدون أن يرصفوا
بلاطا لساحاتنا
وصمتا، لأن السكوت طهارة
إذا ازدحم المنشدون
و يبدو لنا حين نطرق باب الحبيب
بأن الجدار وتر
و يبدو لنا أنه لن يغيب
سوى ليلة الموت، عنّا
و لكننا ننتظر
ألا تقفزين من الأبجديه
إلينا، ألا تقفزين؟
فبعد ليالي المطر
ستشرع أمتنا في البكاء
على بطل القادسية !
أسحل دقات قلبك فوق الجفون
و أعصب بالريح حلقي
إذا كثر النائمون..
و من ليل كل السجون
أصيح:
أعيدوا لنا بيتها
أعيدوا لنا صمتها
أعيدوا لنا موتها..
عيناك، يا معبودتي، هجرة
بين ليالي المجد و الانكسار.
شرّدني رمشك في لحظة
ثم عادني لاكتشاف النهار.
عشرون سكّينا على رقبتي
و لم تزل حقيقتي تائهة
و جئت يا معبودتي
كلّ حلم
يسألني عن عودة الآلهه
_ترى !رأيت الشمس
في ذات يوم ؟
_رأيتها ذابلة.. تافهة
في عربات السبي كنا، و لم
تمطر علينا الشمس إلاّ النعاس
كان حبيبي طيبا، عندما
ودعني ..
كانت أغانينا حواس .
عيناك، يا معبودتي،منفى
نفيت أحلامي و أعيادي(66/52)
حين التقينا فيهما!
من يشتري تاريخ أجدادي ؟
من يشتري نار الجروح التي
تصهر أصفادي؟
من يشتري الحب الذي بيننا؟
من يشتري موعدنا الآتي؟
من يشتري صوتي و مرآتي ؟
من يشتري تاريخ أجدادي
بيوم حريّة؟..
_معبودتي! ماذا يقول الصدى
ماذا تقول الريح للوادي؟
_كن طيّبا،
كن مشرقا طالردى
و كن جديرا بالجناح الذي
يحمل أولادي..
ما لون عينيها؟
يقول المساء:
أخضر مرتاح
على خريف غامض.. كالغناء
و الرمش مفتاح
لما يريد القلب أن يسمعه.
كانت أغانينا سجالا هناك
على جدار النار و الزوبعة
_هل التقينا في جميع الفصول؟
_كنا صغيرين. و كان الذبول
سيّدنا
_هل نحن عشب الحقول
أم نحن وجهان على الأمس؟
_الشمس كانت تحتسي ظلنا
و لم نغادر قبضة الشمس
_كيف اعترفنا بالصليب الذي
يحملنا في ساحة النور؟
_لم نتكلم
نحن لم نعترف
إلا بألفاظ المسامير!..
عيناك، يا معبودتي ،عودة
من موتنا الضائع تحت الحصار
كأنني ألقاك هذا المساء
للمرة الأولى..
و ما بيننا
إلا بدايات، و نهر الدماء
كأنه لم يغسل الجيلا.
أسطورتي تسقط من قبضتي
حجارة تخدش وجه الموت
و الزنبق اليابس في جبهتي
يعرف جو البيت..
_من يرقص الليلة في المهرجان
_أطفالنا الآتون
_من يذكر النسيان؟
_أطفالنا آتون
_من يضفر الأحزان
إكليل ورد في جبين الزمان ؟
_أطفالنا الآتون
_من يضع السكر في الألوان؟
_أطفالنا الآتون
_و نحن يا معبودتي ،
أي دور
نأخذه في فرحة المهرجان ؟
_نموت مسرورين
في ضوء موسيقي
أطفالنا الآتين !..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> أنا آت إلى ظل عينيك
أنا آت إلى ظل عينيك
رقم القصيدة : 64836
-----------------------------------
أنا آت إلى ظل عينيك ..آت
من خيام الزمان البعيد، و من لمعان السلاسل
أنت كل النساء اللواتي
مات أزواجهن، و كل الثواكل
أنت
أنت العيون التي فرّ منها الصباح
حين صارت أغاني البلابل
ورقا يابسا في مهب الرياح!
أنا آت إلى ظلّ عينيك.. آت(66/53)
من جلود تحاك السجاجيد منها.. و من حدقات
علقت فوق جيد الأميرة عقدا.
أنت بيتي و منفاي.. أنت
أنت أرضي التي دمّرتني
أنت أرضي التي حوّلتني سماء..
و أنت
كل ما قيل عنك ارتجال و كذبه1
لست سمراء،
لست غزالا،
و لست الندى و النبيذ،
و لست
كوكبا طالعا من كتاب الأغاني القديمة
عندما ارتجّ صوت المغنين.. كنت
لغة الدم حين تصير الشوارع غابه
و تصير العيون زجاجا
و يصير الحنين جريمة
لا تموتي على شرفات الكآبه
كلّ لون على شفتيك احتفال
بالليالي التي انصرمت.. بالنهار الذي سوف يأتي
إجعلي رقبتي عتبات التحول،
أول سطر بسفر الجبال
الجبال التي أصبحت سلما نحو موتي !
و السيط التي احترقت فوق ظهري و ظهرك
سوف تبقى سؤال
أين سمسار كل المنابر؟
أين الذي كان.. كان يلوك حجارة قبري و قبرك
ما الذي يجعل الكلمات عرايا؟
ما الذي يجعل الريح شوكا، و فحم الليالي مرايا؟
ما الذي ينزع الجلد عني، و يثقب عظمي؟
ما الذي يجعل القلب مثل القذيفه؟
وضلوع المغنين سارية للبيارق؟
ما الذي يفرش النار تحت سرير الخليفة؟
ما الذي يجعل يجعل الشفتين صواعق؟
غير حزن المصفد حين يرى
أخته.. أمه.. حبه
لعبة بين أيدي الجنود
و بين سماسرة الخطب الحامية
فيعض القيود. و يأتي
إلى الموت.. يأتي
إلى ظل عينيك.. يأتي!
أنا آت إلى ظل عينيك آت
من كتاب الكلام المحنط فوق الشفاه المعاده
أكلت فرسي، في الطريق، جراده
مزّقت جبهتي، في الطريق، سحابه
صلبتني على الطريق ذبابة!
فاغفري لي..
كل هذا الهوان ،اغفري لي
انتمائي إلى هامش يحترق !
و اغفري لي قرابه
ربطتني بزوبعة في كؤوس الورق
و اجعليني شهيد الدفاع
عن العشب
و الحب
و السخرية
عن غبار الشوارع أو غبار الشجر
عن عيون النساء جميع النساء
و عن حركات الحجر.
و اجعليني أحب الصليب الذي لا يحب
واجعليني بريقا ضغيرا بعينيك
حين ينام اللهب 1
أنا آت إلى ظل عينيك.. آت
مثل نسر يبيعون ريش جناحه
و يبيعون نار جراحه
بقناع. و باعوا الوطن(66/54)
بعصا يكسرون بها كلمات المغني
و قالوا: اذبحوا و اذبحوا..
ثم قالوا هي الحرب كر وفر
ثم فروا..
وفروا
وفروا..
و تباهوا.. تباهوا..
أوسعوهم هجاء وشتما، و أودوا بكل الوطن !
حين كانت يداي السياج، و كنت حديقه
لعبوا الترد تحت ظلال النعاس
حين كانت سياط جهنم تشرب جلدي
شربوا الخمر نخب انتصار الكراسي !..
حين مرت طوابير فرسانهم في المرايا
ساومونا على بيت شعر، و قالوا:
ألهبوا الخيل.كل السبايا
أقبلت أقبلت من خيام المنافي
كذبوا لم يكن جرحنا غير منبر
للذي باعة.. باع حطين.. باع السيوف ليبني منبر
نحو مجد الكراسي!
أنا آت إلى ظل عينيك.. آت
من غبار الأكاذيب.. آت
من قشور الأساطير آت
أنت لي.. أنت حزني و أنت الفرح
أنت جرحي و قوس قزح
أنت قيدي و حريتي
أنت طيني و أسطورتي
أنت لي.. أنت ل..ي بجراحك
كل جرح حديقة !
أنت لي.. أنت لي.. بنواحك
كل صوت حقيقه
أنت شمسي التي تنطفيء
أنت ليلي الذي يشتعل
أنت موتي ،و أنت حياتي
و سآتي إلى ظل عينيك.. آت
وردة أزهرت في شفاه الصواعق
قبلة أينعت في دخان الحرائق
فاذكريني ..إذا ما رسمت القمر
فوق وجهي ،و فوق جذوع الشجر
مثلما تذكرين المطر
و كما تذكرين الحصى و الحديقه
و اذكريني ،
كما تذكرين العناوين في فهرس الشهداء
أنا صادقّت أحذية الصبية الضعفاء
أنا قاومت كل عروش القياصرة الأقوياء
لم أبع مهرتي في مزاد الشعار المساوم
لم أذق خبز نائم
لم أساوم
لم أدق الطبول لعرس الجماجم
و أنا ضائع فيك بين المراثي و بين الملاحم
بين شمسي و بين الدم المستباح
جئت عينيك حين تجمد ظلي
و الأغاني اشتهت قائليها!..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> كتابة على ضوء بندقية
كتابة على ضوء بندقية
رقم القصيدة : 64837
-----------------------------------
شولميت انتظرت صاحبها في مدخل البار ،
من الناحية الأخرى يمر العاشقون،
و نجوم السينما يبتسمون.
ألف إعلان يقول:
نحن لن نخرج من خارطة الأجداد ،
لن نترك شبرا واحدا للاجئين(66/55)
شولميت انكسرت في ساعة الحائط ،
عشرون دقيقة
وقفت، و انتظرت صاحبها
في مدخل البار، و ما جاء إليها.
قال في مكتوبه أمس:
"لقد أحرزت، يا شولا و ساما و إجازة
إحجزي مقعدنا السابق في البار
أنا عطشان يا شولا، لكأس وشفه
قد تنازلت عن الموت الذي يورثني المجد
لكي أحبو كطفل فوق رمل الأرصفة
و لكي أرقص في البار".
من الناحية الأخرى ،
يمر الأصدقاء
عرفوا شولا على شاطيء عكا
قبل عامين ،و كانوا
يأكلون الذرة الصفراء..
كانوا مسرعين
كعصافير المساء..
شولميت انكسرت في ساعة الحائط، خمسين دقيقة
وقفت ،و انتظرت صاحبها
شولميت استنشقت رائحة الخروب من بدلته
كان يأتي، آخر الأسبوع كالطفل إليها
يتباهى بمدى الشوق الذي يحمله
قال لها: صحراء سيناء أضافت سببا
يجعله يسقط كالعصفور في بلور نهديها
و قال:
ليتني أمتد كالشمس و كالرمل على جسمك ،
نصفي قاتل و النصف مقتول،
وزهر البرتقال
جيد في البيت و النزهة، و العيد الذي أطلبه
من فخدك الشائع في لحمي.. مميت
في ميادين القتال!..
و أحسست كفه تفترس الخصر
فصاحت: لست في الجبهة..
قال:
مهنتي!
قالت له: لكنني صاحبتك
قال: من يحترف القتل هناك
يقتل الحب هنا.
وارتمي في حضنها اللاهث موسيقي،
و غىّ لغيوم فوق أشجار أريحا..
يا أريحا! أنت في الحلم وفي اليقظة ضدّان،
و في الحلم و في اليقظة حاربت هناك
و أنا بينهما مزّقت توراتي
و عذبت المسيحا..
يا أريحا! أوقفي شمسك.إنّا قادمون
نوقف الريح على حد السكاكين،
إذا شئنا، و ندعوك إلى مائدة القائد،
إنا قادمون..
و أحسّت يده تشرب كفّيها. و قال
عندما كان الندى يغسل وجهين بعيدين
عن الضوء: أنا المقتول و القاتل
لكنّ الجريدة
و طقوس الاحتفال
تقتضي أن أسجن الكذبة في الصدر،
و في عينيك، يا شول،ا و أن أمسح رشّاشي
بمسحوق عقيدة!
أغمضي عينيك لن أقوى على رؤية
عشرين ضحية
فيهما، تستيقظ الآن، و قد كنت بعيدة
لم أفكّربك.. لم أخجل من الصمت الذي
يولد في ظل العيون العسلّية .(66/56)
و أصول الحرب لن تسمح أن أعشق
إلا البندقيّة!..
سألته شولميت:
و متى نخرج من هذا الحصار ؟
قال، و الغيمة في حنجرته:
أي أنواع الحصار؟
فأجاب: في صباح الغد تمضي .
و أنا أشرح للجيران أن الوهلة الأولى
خداع للبصر..
نحن لا ندفع هذا العرق الأحمر..
هذا الدم لا ندفعه.
من أجل أن يزداد هذا الوطن الضاري حجر
قال: إن الوقت مجنون.
و لم يلتئم الليلة جسمانا
دعيني .
أذب الآن بجسم الكستنا و الياسمين
أنت_يا سيدي_ فاكهتي الأولى.
و ناما..
و بكى في فرح الجسمي.ن في عيدعما لون القمر
شولميت استسلمت للذكريات
كل روّاد المقاهي و الملاهي شبعوا رقصا
و في الناحية الأخرى، تدوخ الفتيات
بين أحضان الشباب المتعبي.ن
و على لائحة الإعلان يحتد وزير الأمن:
لن نرجع شبرا واحدا للاجئين ..
و الفدائيون مجتثون، منذ الآن
لن يخمش جنديّ و من مات
على تربة هذا الوطن الغالي
له الرحمة و المجد.. ورايات الوطن!
شولميت اكتشفت أنّ أغاني الحرب
لا توصل القلب و النجوى إلى صاحبها
نحن في المذياع أبطال
و في التابوت أطفال
و في البيت صور ..
_ليتهم لم يكتبوا أسماءنا
في الصفحة الأولى،
فلن يولد حي من خبر..
_وعدوا موتك بالخلد بتمثال رخام
وعدوا موتك بالمجد و لكن رجال الجنرال
سوف ينسونك في كل رخام
و سينسونك في كل احتفال..
شولميت اكتشفت أن أغاني الحرب
لا توصل صمت القلب و النجوى إلى صاحبها
فجأة عادت بها الذكرى
إلى لذّتها الأولى، إلى دنيا غريبة
صدقّت ما قال محمود لها قبل سنين
_كان محمود صديقا طيب القلب
خجولا كان، لا يطلب منها
غير أن تفهم أنّ اللاجئين
أمة تشعر بالبرد ،
و بالشوق إلى أرض سليبة
و حبيبا صار فيما بعد،
لكنّ الشبابيك التي يفتحها
في آخر الليل.. رهيبة
كان لا يغضبها، لكنه كان يقول
كلمات توقع المنطق في الفخّ،
إذا سرّت إلى آخرها
ضقت ذرعا بالأساطير التي تعبدها
و تمزّقت، حياء، من نواطير الحقول..
صدقّت ما قال محمود لها قبل سنين(66/57)
عندما عانقها، في المرة الأولى، بكت
من لذة الحب.. و من جيرانها
كل قومياتنا قشرة موز،
فكرت يوما على ساعده،
و أتى سيمون يحميها من الحب القديم
و من الكفر بقوميتها.
كان محمود سجينا يومها
كانت" الرملة" فردوسا له.. كانت جحيم..
كانت الرقصة تغريها بأن تهلك في الإيقاع.
أن تنعس فيما بعد في صدر رحيم
سكر الإيقاع. كانت وحدها في البار
لا يعرفها إلا الندم .
و أتى سيمون يدعوها إلى الرقص
فلّبت
كان جنديا وسيم
كان يحميها من الوحدة في البار،
و يحميها من الحب القديم
و من الكفر بقوميتها..
شولميت انتظرت صاحبها في مدخل البار القديم
شولميت انكسرت في ساعة الحائط ساعات..
و ضاعت في شريط الأزمنة
شولميت انتظرت سيمون_ لا بأس إذن
فليأت محمود.. أنا أنتظر الليلة عشرين سنة
كل أزهارك كانت دعوة للانتظار
ويداك الآن تلتفان حولي
مثل نهرين من الحنطة و الشوك.
و عيناك حصار
و أنا أمتد من مدخل هذا البار
حتى علم الدولة، حقلا من شفاه دموية
أين سيمون و محمود؟
من الناحية الأخرى
زهور حجريّة.
و يمر الحارس الليلي .
و الإسفلت ليل آخر
يشرب أضواء المصابيح،
و لا تلمع إلا بندقيّة..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> يوميات جرح فلسطيني ( إلى فدوى طوقان )
يوميات جرح فلسطيني ( إلى فدوى طوقان )
رقم القصيدة : 64838
-----------------------------------
-1-
نحن في حلّ من التذكار
فالكرمل فينا
و على أهدابنا عشب الجليل
لا تقولي: ليتنا نركض كالنهر إليها،
لا تقولي!
نحن في لحم بلادي.. و في فينا!
-2-
لم نكن قبل حزيزان كأفراح الحمام
ولذا، لم يتفتّت حبنا بين السلاسل
نحن يا أختاه، من عشرين عام
نحن لا نكتب أشعارا،
و لكن نقاتل
-3-
ذلك الظل الذي يسقط في عينيك
شيطان إله
جاء من شهر حزيران
لكي يصعب بالشمس الجباه
إنه لون شهيد
إنه طعم صلاة
إنه يقتل أو يحيي
و في الحالين!آه!
-4-
أوّل الليل على عينيك ،كان
في فؤادي، قطرة قطرة من آخر الليل الطويل(66/58)
و الذي يجمعنا، الساعة، في هذا المكان
شارع العودة
من عصر الذبول.
-5-
صوتك الليلة،
سكين وجرح و ضماد
و نعاس جاء من صمت الضحايا
أين أهلي؟
خرجوا من خيمة المنفى، و عادوا
مرة أخرى سبايا!
-6-
كلمات الحب لم تصدأ،و لكن الحبيب
واقع في الأسر_ يا حبي الذي حملني
شرفات خلعتها الريخ
أعتاب بيوت
وذنوب.
لم يسع قلبي سوى عينيك
في يوم من الأيام
و الآن اغتنى بالوطن!
-7-
و عرفنا ما الذي يجعل صوت القبّرة
خنجرا يلمع في وجه الغزاة
و عرفنا ما الذي يجعل صمت المقبرة
مهرجانا.. و بساتين حياة!
-8-
عندما كنت تغنين رأيت الشرفات
تهجر الجدران
و الساحة تمتد إلى خصر الجبل
لم نكن نسمع موسيقى
و لا نبصر لون الكلمات
كان في الغرفة مليون بطل
-9-
في دمي من وجهه صيف
و نبض مستعار
عدت خجلان إلى البيت
فقد خر على جرحي شهيدا
كان مأوى ليلة الميلاد
كان الانتظار
و أنا أقطف من ذكراه عيدا
-10-
الندى و النار عيناه
إذا ارددت اقترابا منه غنى
و تبخرت على ساعده لحظة صمت و صلاة
آه سميه كما شئت شهيدا
غادر الكوخ فتى
ثم أتى لما أتى
وجه إله
-11-
هذه الأرض التي تمتص جلد الشهداء
تعد الصيف بقمح و كواكب
فاعبديها
نحن في أحشائها ملح و ماء
و على أحضانها جرح يحارب
-12-
دمعتي في الحلق يا أخت
و في عيّني نار
و تحررت من الشكوى على باب الخليفة
كل من ماتوا
و من سوف يموتون على باب النهار
عانقوني، صنعوا مني.. قذيفة !
-13-
منزل الأحباب مهجور.
و يافا ترجمت حتى النخاخ
و التي تبحث عني
لم تجد مني سوى جبهتها
أتركي لي كل هذا الموت، يا أخت
أتركي هذا الضياع
فأنا أصفره نجما على نكبها
-14-
آه يا جرحي المكابر
وطني ليس حقيبه
و أنا لست مسافر
إنني العاشق ،و الأرض حبيبه
-15-
و إذا استرسلت في الذكرى!
نما في جبهتي عشب الندم
و تحسرت على شيء بعيد
و إذا استسلمت للشوق،
تبنيت أساطير العبيد
و أنا آثرت أن أجعل من صوتي حصاه
و من الصخر نغم !
-16-
جبهتي لا تحمل الظل.
و ظلي لا أراه(66/59)
و أنا أبصق في الجرح الذي
لا يشعل الليل جباه !
خبئي الدمعه للعيد
فلن نبكي سوى من فرح
و لنسم الموت في الساحة
عرسا.. و حياه!
-17-
و ترعرعت على الجرح، و ما قلت لأمي
ما الذي يجعلها في الليل خيمه
أنا ما ضيّعت ينبوعي و عنواني و اسمي
و لذا أبصرت في أسمالها
مليون نجمه!
-18-
رايتي سوداء،
و الميناء تابوت
و ظهري قنطرة
يا خريف العالم المنهار فينا
يا ربيع العالم المولود فينا
زهرتي حمراء
و الميناء مفتوح،
و قلبي شجرة!
-19-
لغتي صوت خرير الماء
في نهر الزوابع
و مرايا الشمس و الحنطة
في ساحة حرب
ربما أخطأت في التعبير أحيانا
و لكن كنت_ لا أخجل_ رائع
عندما استبدلت بالقاموس قلبي!
-20-
كان لا بد من الأعداء
كي نعرف أنا توأمان !
كان لا بد من الريخ
لكي نسكن جذع السنديان !
و لو أن السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب
ظل طفلا ضائع الجرح.. جبان.
-21-
لك عندي كلمه
لم أقلها بعد،
فالظل على الشرفة يحتل القمر
و بلادي ملحمة
كنت فيها عازفا.. صرت وتر!
-22-
عالم الآثار مشغول بتحليل الحجارة
إنه يبحث عن عينية في ردم الأساطير
لكي يثبت أني :
عابر في الدرب لا عينين لي1
لا حرف في سفر الحضارة!
و أنا أزرع أشجاري. على مهلي
و عن حبي أغني!
-23-
غيمة الصيف التي.. يحملها ظهر الهزيمة
علّقت نسل السلاطين
على حبل السراب
و أنا المقتول و المولود في ليل الجريمة
ها أنا ازددت التصاقا.. بالتراب!
-24-
آن لي أن أبدل اللفظة بالفعل و آن
لي أن أثبت حبي للثرى و القبرة
فالعصا تفترس القيثار في هذا الزمان
و أنا أصفر في المرآه
مذ لاحت ورائي شجره
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> الجسر
الجسر
رقم القصيدة : 64839
-----------------------------------
مشيا على الأقدام،
أو زحفا على الأيدي نعود
قالوا..
و كان الضخر يضمر
و المساء يدا تقود ..
لم يعرفوا أن الطريق إلى الطريق
دم و، مصيدة ،و بيد
كل القوافل قبلهم غاصت،
و كان النهر يبصق ضفّتيه(66/60)
قطعا من اللحم المفتت،
في وجوه العائدين
كانوا ثلاثة عائدون:
شيخ، و ابنته، وجندي قديم
يقفون عند الجسر..
كان الجسر نعاسا، و كان الليل قبّعة
و بعد دقائق يصلون ،هل في البيت ماء؟
و تحسس المفتاح ثم تلا من القرآن آيه ...)
قال الشيخ منتعشا: و كم من منزل في الأرض
يألفه الفتي
قالت: و لكن المنازل يا أبي أطلال!
فأجاب: تبنيها يدان ..
و لم يتم حديثه، إذ صاح صوت في الطريق: تعالوا!
و تلته طقطقة البنادق ..
لن يمرّ العائدون
حرس الحدود مرابط
يحمي الحدود من الحنين
(أمر بإطلاق الرصاص على الذي يجتاز
هذا الجسر. هذا الجسر مقصلة الذي رفض
التسول تحت ظل وكالة الغوث الجديدة
و الموت بالمجان تحت الذل و الأمطار، من
يرفضه يقتل عند هذا الجس، هذا الجسر
مقصلة الذي ما زال يحلم بالوطن )
الطلقة الأولى أزاحت عن جبين اللليل
قبعة الظلام
و الطلقة الأخرى..
أصابت قلب جندي قديم
و الشيخ يأخذ كف ابنته و يتلو
همسا من القرآن سورة
و بلهجة كالحلم قال:
_عينا حبيبتي الصغيرة،
لي، يا جود، ووجهها القمحي لي
لا تقتلوها، و اقتلوني
(كانت مياه النهر أغزر.. فالذين
رفضوا هناك الموت بالمجان أعطوا النهر لونا آخرا.
و الجسر، حين يصير تمثالا، سيصبغ_ دون
ريب_ بالظهيرة و الدماء و خضرة الموت
المفاجيء)
..و برغم أن القتل كالتدخين ..
لكنّ الجنود "الطيبين".
الطالعين على فهارس دفتر ..
قذفته أمعاء السنين .
لم يقتلوا الاثنين..
كان الشيخ يسقط في مياه النهر
و البنت التي صارت يتيمه
كانت ممزقة الثياب ،
وطار عطرك الياسمين
عن صدرها العاري الذي
ملأته رائحة الجريمة
و الصمت خيم مرة أخرى ،
و عاد النهر يبصق ضفتيّه
قطعا من اللحم المفتت
..في وجوه العائدين
لم يعرفوا أن الطريق إلى الطريق
دم و مصيدة. و لم يعرف أحد
شيئا عن النهر الذي
يمتص لحم النازحين
(و الجسر يكبر كل يوم كالطريق،
و هجرة الدم في مياه النهر تنحت من حصى
الوادي تماثيلا لها لون النجوم، و لسعة الذكرى،(66/61)
و طعم الحب حين يصبر أكبر من عبادة)
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> جواز سفر
جواز سفر
رقم القصيدة : 64840
-----------------------------------
لم يعرفوني في الظلال التي
تمتصّ لوني في جواز السفر
و كان جرحي عندهم معرضا
لسائح يعشق جمع الصور
لم يعرفوني، آه.. لا تتركي
كفي بلا شمس
لأن الشجر
يعرفني ..
تعرفني كل أغاني المطر
لا تتركيني شاحبا كالقمر !
كلّ العصافير التي لاحقت
كفي على باب المطار البعيد
كل حقول القمح ،
كل السجون،
كل القبور البيض
كل الحدود ،
كل المناديل التي لوّحت ،
كل العيون
كانت معي، لكنهم
قد أسقطوها من جواز السفر
عار من الاسم من الانتماء؟
في تربة ربيتها باليدين ؟
أيوب صاح اليوم ملء السماء:
لا تجعلوني عبرة مرتين !
يا سادتي! يا سادتي الأنبياء
لا تسألّوا الأشجار عن عن اسمها
لا تسألوا الوديان عن أمها
من جبهتي ينشق سيف الضياء
و من يدي ينبع ماء النهر
كل قلوب الناس ..جنسيتي
فلتسقطوا عني جوار السفر !
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> الرجل ذو الظل الأخضر
الرجل ذو الظل الأخضر
رقم القصيدة : 64841
-----------------------------------
في ذكرى جمال عبد الناصر
-----
نعيش معك
نسير معك
نجوع معك
و حين تموت
نحاول ألا نموت معك !
و لكن،
لماذا تموت بعيدا عن الماء
و النيل ملء يديم ؟
لماذا تموت بعيدا عن البرق
و البرق في شفتيك
و أنت وعدت القبائل
برحلة صيف من الجاهلية
و أنت وعدت السلاسل
بنار الزنود القوية
و أنت وعدت المقاتل
بمعركة.. ترجع القادسية
نرى صوتك الآن ملء الحناجر
زوابع..
تلو
زوابع
نرى صدرك الآن متراس ثائر
ولافتة للشوارع
نراك
نراك
نراك ..
طويلا
..كسنبلة في الصعيد
جميلا
..كمصنع صهر الحديد
وحرا
..كنافذة في قطار بعيد
و لست نبيا،
و لكن ظلك أخضر
أتذكر ؟
كيف جعلت ملامح وجهي
و كيف جعلت جبيني
و كيف جعلت اغترابي و موتي
أخضر
أخضر
أخضر..
أتذكر وجهي القديم ؟(66/62)
لقد كان وجهي يحنّط في متحف انجليزي
و يسقط في الجامع الأمويّ
متى يا رفيقي ؟
متى يا عزيزي ؟
متى نشتري صيدلية
بجرح الحسين.. و مجد أميّة
و نبعث في سدّ أسوان خبزا و ماء
و مليون كيلواط من الكهرباء؟
أتذكر ؟
كانت حضارتنا بدويا جميل
يحاول أن يدرس الكيماء
و يحلم تحت ظلال النخيل
بطائرة.. و بعشر نساء
و لست نبيا
و لكن ظلك أخضر..
نعيش معك
نسير معك
نجوع معك
و حين تموت
نحاول ألا نموت معك
ففوق ضريحك ينبت قمح جديد
و ينزل ماء جديد
و أنت ترانا
نسير
نسير
نسير .
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> مزامير
مزامير
رقم القصيدة : 64842
-----------------------------------
-1-
أحبك، أو لا أحبك_
أذهب، أترك خلفي عناوين قابلة للضياع.
و أنتظر العائدين، و هم يعرفون مواعيد موتي و يأتون.
أنت التي لا أحبّك حين أحبّك، أسوار بابل
ضيّقة في النهار، وعيناك واسعتان، ووجهك
منتشر في الشعاع
كأنك لم تولدي بعد. لم نفترق بعد. لم تصرعيني
وفوق سطوح الزوابع كلّ كلام جميل ،و كل
لقاء وداع
و ما بيننا غير هذا اللقاء، و ما بيننا غير هذا الوداع.
أحبّك، أو لا أحبذك_
يهرب مني حبيبي ،و أشعر أنك لا شيء أو كل شيء.
و أنك قابلة للضياع
أريدك، أو لا أريدك_
إن خرير الجداول محترق بدمي، ذات يوم أراك،
و أذهب
و حاولت أن أستعيد صداقة أشياء غابت_ نجحت
و حاولت أن أتباهى بعينين تتسعان لكل خريف_
نجحت_ و حاولت أن أرسم اسما يلائم زيتونة
حول خاصرة_ فتناسل كوكب .
أريدك حين أقول أنا لا أريدك..
و جهي تساقط، نهر بعيد يذوب جسمي و في السوق
باعوا دمي كالحساء المعلب
أريدك حين أقول أريدك_
يا امرأة وضعت ساحل البحر الأبيض المتوسط في
حضنها.. و بساتين آسيا على كتفيها.. و كلّ
السلاسل في قلبها.
أريدك، أو لا أريدك_
إنّ خرير الجداول. إن حفبف الصنوبر. إنّ هدير
البحار، وريش البلابل محترق في دمي_ ذات
يوم أراك، و أذهب
أغنّيك، أو لا أغنّيك_(66/63)
أسكت، أصرخ. لا موعد للصراخ و لا موعد
للسكوت. و أنت الصراخ الوحيد و أنت السكوت
الوحيدّ.
تداخل جلدي بحنجرتي، تحت نافذتي تعبر الريح
لابسة حرسا. و الظلام بلا موعد. حين ينزل
عن راحتّي الجنود
سأكتب شيئا.
و حين سينزل عن قدميّ الجنود
سأمشي قليلا..
و حين سيسقط عن ناظريّ الجنود
أراك.. أرى قامتي من جديد.
أغنّيك،أو لا أغنّيك
أنت الغناء الوحيد، و أنت تغنّيني لو سكتّ. و أنت
السكوت الوحيد .
-2-
في الأيام الحاضرة
أجد نفسي يابسا
كالشجر الطالع من الكتب
و الريح مسألة عابرة .
أحارب.. أو لا أحارب؟
ليس هذا هو السؤال
المهمّ أن تكون حنجرتي قوية
أعمل.. أو لا أعمل؟..
ليس هذا هو السؤال
المهمّ أن أرتاح ثمانية أيام في الأسبوع
حسب توقيت فلسطين
أيّها الوطن المتكرر في الأغاني و المذابح،
دلّني على مصدر الموت
أهو الخنجر.. أم الأكذوبة؟
لكي أذكر أن لي سقفا مفقودا
ينبغي أن أجلس في العراء.
و لكيلا أنسى نسيم بلادي النقي
ينبغي أن أتنفس السل
و لكي أذكر الغزال السابح في البياض
ينبغي أن أكون معتقلا بالذكريات.
و لكيلا أنسى أن جبالي عالية
ينبغي أن أسرّح العاصفة من جبيني.
و لكي أحافظ على ملكية سمائي البعيدة
يجب ألاّ أملك حتى جلدي .
أيّها الوطن المتكرر في المذابح و الأغاني
لماذا أهرّبك من مطار إلى مطار
كالأفيون..
و الحبر الأبيض
و جهاز الإرسال؟!
أريد أن أرسم شكلك.
أيّها المبعثر في الملفات و المفاجآت
أريد أن أرسم شكلك
أيّها المتطاير على شظايا القذائف و أجنحة العصافير
أريد أن أرسم شكلك
فتخطف السماء يدي.
أريد أن أرسم شكلك
أيّها المحاضر بين الريح و الخنجر
أريد أن أرسم شكلك
كي أجد شكلي فيك
فأتهم بالتجريد و تزوير الوثائق و الصور الشمسية
أيّها المحاصر بين الخنجر و الريح
و يا أيّها الوطن المتكرر في الأغاني و المذابح
كيف تتحول إلى حلم و تسرق الدهشة
لتتركي حجرا
لعلّك أجمل في صيرورتك حلما
لعلك أجمل !..
لم يبق في تاريخ العرب(66/64)
اسم أستعيره
لأتسلّل به إلى نوافذك السريّة.
كل الأسماء السرية محتجزة
في مكاتب التجنيد المكيفة الهواء
فهل تقبل اسمي_
اسمي السري الوحيد_
محمود درويش ؟
أما اسمي الأصلي
فقد انتزعته عن لحمي
سيط الشرطة و صنوبر الكرمل
أيّها الوطن المتكرر في المذابح و الأغاني
دلّني على مصدر الموت
أهو الخنجر
أم الأكذوبة؟!
-3-
يوم كانت كلماتي
تربة ..
كنت صديقا للسنابل
يوم كانت كلماتي
غضبا..
كنت صديقا للسلاسل
يوم كانت كلماتي
حجرا..
كنت صديقا للجداول .
يوم كانت كلماتي
ثورة ..
كنت صديقا للزلازل
يوم كانت كلماتي
حنظلا ..
كنت صديق المتفائل
حين صارت كلماتي
عسلا..
غطّى الذباب
شفتي!..
-4-
تركت وجهي على منديل أمّي
و حملت الجبال في ذاكرتي
ورحلت ..
كانت المدينة تكسر أبوابها
و تتكاثر فوق سطوح السفن
كما تتكاثر الخضرة في البساتين التي تبتعد
إنني أتكيء على الريح
يا أيتها القامة التي لا تنكسر
لماذا أترنح؟.. و أنت جداي
و تصقلني المسافة
كما يصقل الموت الطازج وجوه العشاق
و كلما ازددت اقترابا من المزامير
ازددت نحولا ..
يا أيتها الممرات المحتشدة بالفراغ
مت أصل؟..
طوبى لمن يلتف بجلده!
طوبى لمن يتذكر اسمه الأصلي بلا أخطاء !
طوبى لمن يأكل تفاحة و لا يصبح شجرة
طوبى لمن يشرب من مياه الأنهار البعيدة
و لا يصبح غيما!
طوبى للصخرة التي تعشق عبوديتها
و لا تختار حرية الريح !..
5
أكلما وقفت غيمة على حائط
تطايرت إليها جبهتي كالنافذة المكسورة
ونسيت أني مرصود بالنسيان
وفقدت هويتي؟
إنني قابل للانفجار
كالبكارة..
وكيف تتسع عيناي لمزيد من وجوه الأنبياء؟
إتبعيني أيتها البحار التى تسأم لونها
لأدلك على عصا أخرى
إنني قابل للأعجوبة
كالشرق..
أنا حالة تفقد حالتها
حين تكفّ عن الصراخ
هل تسمّون الرعد رعدا والبرق برقا
إذا تحجّر الصوت، وهاجر اللون؟!
أكلما خرجت من جلدي.
ومن شيخوخة المكان
تناسل الظلّ، وغطاني..ظ
أكلما أطلقت رياحي في الرماد(66/65)
بحثا عن جمرة منسيّة
لا أجد غير وجهي القديم الذي تركته
على منديل أمي؟
إنني قابل للموت
كالصاعقة..
6
أشجار بلادي تحترف الخضرة
وأنا أحترف الذكرى
والصوت الضائع في البرية
ينعطف نحو السماء، ويركع:
أيّها الغيم! هل تعود؟
لست حزينا إلى هذا الحدّ
ولكن ،لا يحب العصافير
من لا يعرف الشجر،
ولا يعرف المفاجأة
من اعتاد الأكذوبة
لست حزينا إلى هذا الحد
ولكن، لا يعرف الكذب
من لم بعرف الخوف
أنا لست منكمشا إلى هذا الحد
ولكن الأشجار هي العالية.
سيداتي، آنساتي، سادتي
أنا أحبّ العصافير
وأعرف الشجر
أنا أعرف المفاجأة
لأني لم أعرف الأكذوبة.
أنا ساطع كالحقيقة والخنجر
ولهذا أسألكم:
أطلقوا النار على العصافير
لكي أصف الشجر.
أوقفوا النيل
لكي أصف القاهرة.
أوقفوا دجلة أو الفرات أو كليهما
لكي أصف بغداد.
أوقفوا بردى
لكي أصف دمشق !
واوقفوني عن الكلام
لكي أصف نفسي..
-7-
ظلّ النخيل، و آخر الشهداء، و المذياع يرسل صةرة
صوتية عن حالة الأحباب يوميّا، أحبّك في
الخريف و في الشتاء
_لم تبك حيفا، أنت تبكي، نحن لا ننسى تفاصيل
المدينة، كانت امرأة، و كانت أنبياء
البحر! لا، البحر لم يدخل منازلنا بهذا الشكل
خمس نوافذ غرقت و لكن السطوح تعج
بالعشب المجفف و السماء
و دعت سجاني سعيدا كان بالحرب الرخيصة
آه يا وطن الفرنفل و المسدس لم تكن أمي معي
وذهبت أبحث عنك خلف الوقت و المذياع شكلك
كان يكسرني و يتركني هباء
كان الكلام خطيئة و الصمت منفى و الفدائيون
أسرى توقهم للموت في واديك كان الموت تذكر
الدخول إلى يديك و كنت تحتقر البكاء
و الذكريات هوية الغرباء أحيانا و لكن الزمان
يضاجع الذكرى و ينجب لاجئين و يرحل
الماضي و يتركهم بلا ذكرى أتذكرنا و ماذا
لو تقول بلى أنذكر كل شيء عنك ماذا
لو تقول بلى و في الدنيا قضاة يعبدون الأقوياء
من كل نافذة رميت الذكريات كقشرة البطيخ
و استلقيت في الشفق المحاذي للصنوبر ( تلمع(66/66)
الأمطار في بلد بعيد تقطف الفتيات خوخا غامضا
و الذكريات تمرّ مثل البرق في لحمي و ترجعني
إليك إليك إن الموت مثل الذكريات كلاهما
يمشي إليك إليك يا وطنا تأرجح بين كل
خناجر الدنيا و خاصرة السماء
ظل النخيل و آخر الشهداء و المذياع يرسل صورة
صوتية عن حالة الأحباب يوميا أحبك في
الخريف و في الشتاء
-8-
حالة الاحتضار الطويلة
أرجعتني إلى شارع في ضواحي الطفولة
أدخلتني بيوتا..قلوبا
..سنابل
منحتني هوية
جعلتني قضيّة
حالة الاحتضار الطويلة.
كان يبدو لهم
أنني ميّت ،و الجريمة مرهونة بالأغاني
فمرّوا، و لم يلفظوا اسمي .
دفنوا جثتي في الملفات و الانقلابات
و ابتعدوا
(و البلاد التي كنت أحلم فيها_ سوف
تبقى البلاد التي كنت أحلم فيها).
كان عمرا قصيرا
و موتا طويلا
و أفقت قليلا
و كتبت اسم أرضي على جثتي
و على بندقيّة
قلت: هذا سبيلي
و هذا دليلي
إلى المدن الساحليّة.
و تحركت ،
لكنهم قتلوني.
دفنوا جثتي في الملفات و الانقلابات،
و ابتعدو.ا
(و البلاد التي كنت أحلم فيها_
سوف تبقى البلاد التي كنت أحلم فيها).
أنا في حالة الاحتضار الطويلة
سيّد الحزن.
و الدمع مع كل عاشقة عربيّة
و تكاثر حولي المغنّون و الخطباء
و على جثتي ينبت الشعر و الزعماء
و كل سماسرة اللغة الوطنيّة
صفذقوا
صفّقوا
صفقوا
و لتعش
حالة الاحتضار الطويلة
حالة الاحتضار الطويلة
أرجعتني إلى شارع في ضواحي الطفولة
أدخلتني بيوتا.. قلوبا سنابل
جعلتني قضيّة
منحتني هويّة
و تراث السلاسل.
-9-
إني أتأهبّ للانفجار
على حافة الحلم
كما تتأهب الآبار اليابسة
للفيضان.
إني أتأهّب للانطلاق
على حافة الحلم
كما تتأهب الحجارة
في أعماق المناجم الميتة
إني أتحفّز للموت
على حافة الحلم
كما يتحفز الشهيد للموت
مرة أخرى.
إني أتأهّب للصراخ
على حافة الحقيقة
كما يتأهب البركان
للانفجار.
-10-
الرحيل انتهى
من يغطي حبيبي
كيف مر المساء المفاجيء
كيف اختفى
في عيون حبيبي ؟
الرحيل انتهى.(66/67)
أصدقائي يمرون عني .
أصدقائي يموتون فجأة
في جناح السنونو.
الرحيل ابتدأ
حين فر السجين .
ما عرفت الضياع
في صرير السلاسل
كان لحمي مشاع
كسطوح المنازل
لعدوي و لكن
ما عرف الضياع
في صرير السلاسل
أصدقائي يمرون عني
أصدقائي يموتون فجأة.
-11-
أداعب الزمن
كأمير يلاطف حصانا.
و ألعب بالأيام
كما يلعب الأطفال بالخرز الملون
إني أحتفل اليوم
بمرور يوم على اليوم السابق
و أحتفل غدا
بمرور يومين على الأمس
و أشرب نخب الأمس
ذكرى اليوم القادم
و هكذا.. أواصل حياتي1
عندما سقطت عن ظهر حصاني الجامح
و انكسرت ذراعي
أوجعتني إصبعي التي جرحت
قبل ألف سنة!
و عندما أحييت ذكرى الأربعين لمدينة عكا
أجهشت في البكاء على غرناطة
و عندما التفّ حبل المشنقة حول عنقي
كرهت أعدائي كثيرا
لأنهم سرقوا ربطة عنقي !
-12-
نرسم القدس :
إله يتعرّى فوق خطّ داكن الخضرة.أشباه عصافير تهاجر
و صليب واقف في الشارع الخلفيّ. شيء يشبه البرقوق
و الدهشة من خلف القناطر
و فضاء واسع يمتدّ من عورة جندي إلى تاريخ شاعر.
نكتب القدس:
عاصمة الأمل الكاذب ..الثائر الهارب.. الكوكب
الغائب. اختلطت في أزقّتها الكلمات الغريبة،
و انفصلت عن شفاه المغّنين و الباعة القبل
السابقة.
قام فيها جدار جديد لشوق جديد، و طروادة
التحقت بالسبايا. و لم تقل الصخرة الناطقة
لفظة تثبت العكس .طونى لمن يجهض النار في
الصاعقة!.
و تغني القدس :
يا أطفال بابل
يا مواليد السلاسل
ستعودون إلى القدس قريبا
و قريبا تكبرون.
و قريبا تحصدون القمح من ذاكرة الماضي
قريبا يصبح المع سنابل
آه، يا أطفال بابل
ستعودون إلى القدس قريبا
و قريبا تكبرون.
و قريبا
و قريبا
وقريبا..
هلّلويا
هلّلويا!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> عائد إلى يافا
عائد إلى يافا
رقم القصيدة : 64843
-----------------------------------
هو الآن يرحل عنا
ويسكن يافا
و يعرفها حجرا حجرا
و لا شيء يشبهه
و الأغاني
تقّلده..(66/68)
تقلد موعده الأخضرا.
هو الآن يعلن صورته_
و الصنوبر ينمو على مشنقة
هو الآن يعلن قصّته_
و الحرائق تنمو على زنبقة
هو الآن يرحل عنا
ليسكن يافا
و نحن بعيدون عنه.
و يافا حقائب منسية في مطار
و نحن بعيدون عنه.
لنا صور في جيوب النساء.
و في صفحات الجرائد،
نعلن قصّتنا كل يوم
لنكسب خصلة ريح وقبلة نار.
و نحن بعيدون عنه،
نهيب به أن يسير إلى حتفه..
نحن نكتب عنه بلاغا فصيحا
و شعرا حديثا
و نمضي.. لنطرح أحزاننا في مقاهي الرصيف
و نحتجّ: ليس لنا في المدينة دار.
و نحن بعيدون عنه،
نعانق قاتله في الجنازة،
نسرق من جرحة القطن حتى نلمع
أوسمة الصبر و الانتظار
هو الآن يخرج منا
كما تخرج الأرض من ليلة ماطره
و ينهمر الدم منه
و ينهمر الحبر منّا.
و ماذا نقول له؟- تسقط الذاكرة
على خنجر؟
و المساء بعيد عن الناصرة !
هو الآن يمضي إليه
قنابل أو.. برتقاله
و لا يعرف الحدّ بين الجريمة حين تصير حقوقا
و بين العدالة
و ليس يصدّق شيئا
و ليس يكذب شيئا.
هو الآن يمضي.. و يتركنا
كي نعارض حينا
و نقبل حينا .
هو الآن يمضي شهيدا
و يتركنا لاجئينا!
و نام
و لم يلتجيء للخيام
و لم يلتجيء للموانيء
و لم يتكلّم
و لم يتعّلم
و ما كان لاجيء
هي الأرض لاجئة في جراحة
و عاد بها .
لا تقولوا: أبانا الذي في السموات
قولوا: أخانا الذي أخذ الأرض منا
و عاد..
هو الآن يعدم
و الآن يسكن يافا
و يعرفها حجرا.. حجرا
و لا شيء يشبهه
و الأغاني
تقلّده.
تقلد موعده الأخضرا
لترتفع الآن أذرعة اللاجئين
رياحا.. رياحا
لتنشر الآن أسماؤهم
جراحا.. جراحا.
لتنفجر الآن أجسادهم
صباحا.. صباحا.
لتكتشف الأرض عنوانها
و نكتشف الأرض فينا.(66/69)
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> عازف الجيتار المتجول
عازف الجيتار المتجول
رقم القصيدة : 64844
-----------------------------------
كان رسّاما،
ولكن الصّور
عادة،
لا تفتح الأبواب
لا تكسرها..
لا تردّ الحوت عن وجه القمر.
(0يا صديقي ،أيّها الجيتار
خذني..
للشبابيك البعيده)
شاعرا كان،
ولكن القصيده
يبست في الذاكره
عندما شاهد يافا
فوق سطح الباخره
(يا صديقي، أيّها الجيتار
خذني..
للعيون العسليّه)
كان جنديّا،
ولكن شظيّه
طحنت ركبته اليسرى
فأعطوه هديّه:
رتبة أخرى
ورجلا خشبّيه!..
(يا صديقي، أيّها الجيتار
خذني..
للبلاد النائمه)
عازف الجيتار يأتي
في الليالي القادمه
عندما ينصرف الناس ألى جمع تواقيع الجنود
عازف الجيتار يأتي
من مكان لا نراه
عندما يحتفل الناس بميلاد الشهود
عازف الجيتار يأتي
عاريا، أو بثياب داخليّه.
عازف الجيتار يأتي
وأنا كدت أراه
وأشمّ الدم في أوتاره
وأنا كدت أراه
سائرا في كل شارع
كدت أن أسمعه
صارخا ملءالزوابع
حدّقوا:
تلك رجل خشبّيه
واسمعوا:
تلك موسيقى اللحوم البشريّه
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> تقاسيم على الماء
تقاسيم على الماء
رقم القصيدة : 64845
-----------------------------------
وراء الخريف البعيد
ثلاثون عاما
وصورة ريتا
وسنبلة أكملت عمرها
في البريد.
وراء الخريف البعيد
أحبك يوما.. وأرحل
تطير العصافير باسمي
وتقتل
أحبك يوما
وأبكي
لأنك أجمل من وجه أمي
وأجمل
من الكلمات التي شرّدتن..ي
على الماء وجهك.
ظل السماء
يخاصم ظلّي
وتمنعني من محاذاة هذا المساء
نوافذ أهلي.
متى يذبل الورد في الذاكره؟
متى يفرح الغرباء؟
لكي أصف اللحظة العائمه
على الماء_
أسطورة أو سماء..
..وتحت السماء البعيده
نسيتك،
تنمو الزنابق
هناك.. بلا سبب
والبنادق
هناك.. بلا غضب
والقصيده
هناك بلا شاعر
والسماء البعيده
تحاذي سطوح المنازل
وقبعة الشرطيّ
وتنسى جبين..ي
وتحت المساء الغريب
تعذّبنا الأرض،(67/1)
جسمك يقتبس البرتقال
ويهرب منّي.
أحبّك،
والأفق يأخذ شكل سؤال
أحبّك،
والبحر أزرق
أحبّك،
والعشب أخضر
أحبّك_ زنبق
أحبّك_ خنجر
أحبّك يوما
وأعرف تاريخ موتي
أحبّك يوما
بدون انتحار
وراء الخريف البعيد
أمشط شعرك.
أرسم خصرك.
في الريح، نجما.. وعيد
أحبك يوما
أحبك قرب الخريف البعيد
تمرّ العصافير باسمي
طليقه
وباسمي_ يمر النهار
حديقه،
وباسمك أحيا
أحبك يوما
وأحيا..
وراء الخريف البعيد.
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> قتلوك في الوادي
قتلوك في الوادي
رقم القصيدة : 64846
-----------------------------------
اهديك ذاكرتي على مرأى من الزمن
أهديك ذاكرتي
ماذا تقول النار في وطني
ماذا تقول النار؟
هل كنت عاشقتي
أم كنت عاصفة على أوتار؟
وأنا غريب الدار في وطني
غريب الدار..
أهديك ذاكرتي على مرأى من الزمن
أهديك ذاكرتي
ماذا يقول البرق للسكين
ماذا يقول البرق
هل كنت في حطين
رمزا لموت الشرق
وأنا صلاح الدين
أم عبد الصليبي؟ن
أهديك ذاكرتي على مرأى من الزمن
أهديك ذاكرتي
ماذا تقول الشمس في وطني
ماذا تقول الشمس؟
هل أنت ميتة بلا كفن
وأنا بدون القدس؟
طلعت من الوادي
يقل تضاءل الوادي وغاب
وجمالها السرّي لفّ سنابل القمح الصغيره
حل أسئلة التراب.
هل تذكرون الصيف يا أبناء جيلي
يا كل أزهار الجليل
وكل ايتام الجليل
هل تذكرون الصيف يصعد من أناملها
ويفتح كل باب.
قالت بنفسجة لجارتها
عطشت،
وكان عبد الله يسقيني
فمن أخذ الشباب من الشباب؟
طلعت من الوادي
وفي الوادي تموت..
ونحن نكبر في السلاسل
طلعت من الوادي مفاجأة
وفي الوادي تموت على مراحل.
ونمرّعنها الآن جيلا بعد جيل.
ونبيع زيتون الجليل بلا مقابل
ونبيع أحجار الجليل
ونبيع تاريخ الجليل
ونبيعها.
كي نشتري في صدرها شكلا
لمقتول يقاتل
لم أعترف بالحبّ عن كثب
فليعترف موتي
وطفولتي_ طروادة العرب
تمضي ..و لا تأتي
كلّ الخناجر فيك،
فارتفعي
يا خضرة الليمون
وتوهجي في الليل
واتسعي(67/2)
لبكاء من يأتون
الريح واقفة على خنجر
ودماؤنا شفق
لا تحرقي منديلك الأخضر
الليل يحترق
طوبى لمن نامت على خشبه
ملء الردى.. حيّه
طوبى لسيف يجعل الرقبه
أنهار حريّه!
لم نعترف بالحبّ عن كثب
فليغضب الغضب
نمشي ألى طروادة العرب
والبعد يقترب
لا تذكرينا
حين نفلت من يديك
ألى المنافي الواسعه
أنا تعلّمنا اللغات الشائعه
ومتاعب السّفر الطويل
ألى خطوط الاستواء
والنوم في كل القطارات البطيئه والسريعه
والحبّ في الميناء..
والغزل المعدّ لكل أنواع النساء
أنا تعلّمنا صداقة كل جرح
ومصارع العشاق
والشوق المّلعب
والحساء بدون ملح
_يا أيّها البلد البعيد
هل ضاع حبّي في البريد؟
لا قبلة المطاط تأتينا
ولا صدا الحديد
كلّ البلاد بلادنا
ونصيبنامنه..ابريد!
لا تذكرينا
حين نفلت من يديك
ألى السجون
أنّا تعلمنا البكاء بلا دموع
وقراءة الأسوار والأسلاك والقمر الحزين
حريه..
وحمامه..
ورضا يسوع.
وكتابة الأسما:ء
عائشه تودّع زوجها
وتعيش عائشه..
تعيش روائح الدم والندى والياسمين
_يا أيّها الوجه البعيد
قتلوك في الوادي،
وما قتلوك في قلبي
أريدك أن تعيد
تكوين تلقائّيتي
يا أيّها الوجه البعيد!
ولتذكرينا..
حين نبحث عنك تحت المجزره
وليبق ساعدك المطلّ على هدير البحر
والدم في الحدائق
وعلى ولادتنا الجديدهز.
قنطره!
ولتبق كل زنابق الكف النديه
في حديقتها
فأنّا قادمون
من يشتري للموت تذكرة سوانا
اليوم.. من!
نحن اعتصرنا كل غيم خرائط الدنيا
وأشعار الحنين ألى الوطن
لا ماؤها يروي
ولا أشواقها تكوي
ولا تبني وطن.
ولتذكرينا
نحن نذكرك اخضرارا طالعا من كل دم
طين ..ودم
شمس ..ودم
زهر ..ودم
ليل ..و دم
وسنشتهيك_
وأنت طالعة من الوادي
وناراة ألى الوادي
غزالا سابحا في حقل دم
دم
دم
دم..
يا قبلة نامت على سكين
تفّاحة القبل
من يذكر الطعم الذي يبقى_
ولا تبقي_ن
كحديقة الأمل!
_أنّا كبرنا أيّها المسكين
.قالت الدنيا.
_ حبيبتي؟
"لا يكبر الموتى
_وأقماري؟
سقطت مع الدار"(67/3)
يا قبلة نامت على سكّين
هل تذكرين فمي؟
أني أحبّك حين تحترقين
هل تحرقين دمي!
كالزنبق اللاذع
واحبّ موتك حين يأخذني
ألى وطني
كالطائر الجائع
يا قبلة نامت على سكّي..ن
البرتقال يضيء غربتنا
البرتقال يضيء
والياسمين يثير عزلتنا
والياسمين نريء
يا قبلة نامت على سكّي.ن
تستيقظين على حدود الغد
تستيقظين الآن
وتبعثرين الساحل الأسود
كالريح والنسيان
يا قبلة نامت على سكّين
كبر الرحيل
كبر اصفرار الورد يا حبي القتيل
كبر التسكّع في ضياء العالم المشغول عني
كبر المساء على شوارع كل منفى
كبر المساء على نوافذ كل سجن
وكبرت في كل الجهات
وكبرت في كل الفصول..
وأراك
تبتعدين.. تبتعدين في الوادي البعيد
وتغادرين شفاهنا
وتغادرين جلودنا
وتغادرين..
وأنت عيد
وأراك
أشجار النخيل
سقطت.
وماذا قال عبد اللّه؟
-في الزمن البخيل
يتكاثر الأطفال والذكرى وأسماء الإله
وأراك
كل يد تصيح هناك آه
كنّا صغارا
كانت الأشياء جاهزة
وكان الحبّ لعبه.
وأراك
وجهي فيك يعرفني
ويعرف كلّ حبّه
من شاطىء الرمل الكبير
وأنت تبتعدين عني
والموت لعبه..
وأراك..
أحنت غابة الزيتون هامتها
لريح عابره
كل الجذور هنا
هنا
كل الجذور
الصابره
فلتحترق كل الرياح السود
في عينين معجزتين
يا حبي الشجاع
لم يبق شيء للبكاء
إلى اللقاء
إلى اللقاء
كبرت مراسيم الوداع
والموت مرحلة بدأناها
وضاع الموت
ضاع
في ضجة الميلاد
فامتي
من الوادي إلى سبب الرحيل
جسدا على الأوتار يركض
كالغزال المستحيل..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> مرة أخرى
مرة أخرى
رقم القصيدة : 64847
-----------------------------------
مرة أخرى
ينام القتله
تحت جلدي
وتصير المشنقه
علما
أو
سنبله
في سماء الغابة المحترقه
حذف الظل يديها من جبيني
فاختبأنا في الظهيره
مرة أخرى
يمر العسكريّ
تحت جلدي
مرة أخرى
يواري شفتي
في تجاعيد النشيد الوطن!ي
حذف الظل يديها من جبيني
فاختبأنا في الظهيره
مرّة أخرى
يفر الشهداء(67/4)
من أغاني الشعراء
مرة أخرى
نزلنا عن صليبينا
فلم نعثر على أرض
ولم نبصر سماء
حذف الظلّ يديها من جبيني
فاختبأنا في الظهيره
مرّة أخرى
اتحدنا
أنا والقاتل والموت المعاد
أصبحت حريّتي عبئا
على قلبي
وعيناها منافي وبلاد
مرّة أخرى
يضيع الماء في الغيم
وندعى للجهاد!..
حذف الظلّ يديها من جبيني
فاختبأنا في الظهيره
قتلوها في الظهيره
بدلا مني،
ولم يعتقلوني
مرة أخرى
لأن القتله
تحت جلدي
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> أغنية إلى الريح الشمالية
أغنية إلى الريح الشمالية
رقم القصيدة : 64848
-----------------------------------
قبلّ مجففة على المنديل
من دار بعيد
ونوافذ في الريح،
تكتشف المدينة في القصيده.
كان الحديث سدى عن الماضي
وكسرني الرحيل
وتقاسمتني زرقة البحر البعيد
وخضرة الأرض البعيده
أماه!..وانتحرت بلا سبب
عصافير الجليل.
يا أيّها القمر القريب من الطفولة والحدود
لا تسرق الحلم الجميل
من غرفة الطفل الوحيد
ولا تسجل فوق أحذية الجنود
إسمي وتاريخي_-
سألتك أيّها القمر الجميل.
هربت حقول القمح من تاريخها
هرب النخيل.
كان الحديث سدى عن الماضي
وكان الأصدقاء
في مدخل البيت القديم يسجلون
أسماء موتاهم
وينتظرون بوليسا
وطوق الياسمين
قبلّ مجففة على المنديل
من دار بعيده.
ونوافذ في الريح تكسر جبهتي
قرب المساء
كان البريد يعيد ذاكرتي من المنفى
ويبعثني الشتاء
غصنا على أشجار موتانا
وكان الأصدقاء
في السجن.
كانوا يشترون الضوء
والأمل المهرّب
والسجائر
من كل سجّان وشاعر
كانوا يبيعون العذاب لأي عصفور مهاجر
ما دام خلف السور حقل من ذره
وسنابل تنمو..
بلادي خلف نافذة القطار
تفاحة مهجوره.
ويدان يا بستان كالدفلى..
كأسماء الشوارع..
كالحصار.
بالقيد أحلم،
كي أفسّر صرختي للعابرين
بالقيد أحلم،
كي أرى حريّتي، وأعدّ أعمار السنين
بالقيد أحلم،
كيف يدخل وجه يافا في حقيبه
بيني وبينك برهة في زي مشنقة
ولم أشنق.. فعدت بلا جبي.ن(67/5)
بيني وبين البرهة امتدّت عصور
بالقيد أحلم،
كيف يدخل وجه يافا في حقيبه!..
قبلّ مجفّفة على المنديل
من دار بعيده .
ونوافذ في الريح، يا ريح الشمال
ردّي إلى الأحباب قبلتهم
ولا تأتي إلّى!
من يشتري صدر المسيح
ويشتري جلد الغزال
ومعسكرات الاعتقال
ديكور أغنية عن الوطن المفتت في يديّ!..
كان الحديث سدى عن الماضي،
وكان الأصدقاء
يضعون تاريخ الولادة بين ألياف الشجر
ودّعتهم..
فنسيت خاصرتي وحنجرتي وميعاد المطر
وتركت حول زنودهم قيدي
فصرت بدون زند، واختصمت مع الشجر
والأصدقاء هناك ينتظرون بوليسا
وطوق الياسمين
وأنا أحاول أن أكون
ولا أكون..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> أغنيات حب إلى أفريقيا
أغنيات حب إلى أفريقيا
رقم القصيدة : 64849
-----------------------------------
هل يأذن الحرّاس لي بالانحناء
فوق القبور البيض يا إفريقيا؟
ألقت بنا ريح الشمال إليك
واختصر المساء
أسماءنا الأول..ى
وكنّا عائدين من النهار
بكآبة التنقيب عن تاريخنا الآتي
وكنّا متعبي.ن
ضاع المغنّي والمحارب والطريق إلى النهار
_من أنت؟
"عصفور يجفّف ريشه الدامي"
_وكيف دخلت؟
"كان الأفق مفتوحا؟
وكان الأكسجين
ملء الفضاء
_وما تريد الآن؟
"ريشة كبرياء
وأريد أن أرث الحشائش والغناء
فوق القبور البيض.. يا إفريقيا!
هل يأذن الحراس لي بالاقتراب
من جثة الأبنوس.. يا إفريقيا؟
ألقت بنا ريح الشمال إليك،
واختبأ السحاب
في صدرك العاري،
ولم تعلن صواعقنا حدود الاغتراب
والشمس بالمجّان مثل الرمل والدم،
والطريق إلى النهار
يمحو ملامحنا، ويتركنا نعيد لانتظار
صفا من الأشجار والموتى
تحّبك..
نشتهي الموت المؤقت
نشتهيه ويشتهينا
نلتف بالمدن البعيدة والبحار
لنفسر الأمل المفاجىء
والرجوع إلى المرايا
_من أنت؟
"جندي يعود من التراب
بهمزيمة أخرى وصورة قائد
_ماذا تريد؟
"بيتا لأمعائي وطفلا من حديد
وأريد صك براءتي
"وأريد يا إفريقيا
ماذا تريد
أريد أن أرث السحاب(67/6)
من جثة الأبنوس.. يا إفريقيا
ألقت بنا ريح الشمال إليك
يا إفريقيا..
ألقت بنا ريح الشمال
لنكون عشاقا وقتلى.
وبدون ذاكرة ذكرنا كل شيء عن ملامحنا
ووجهك فوق خارطة الظلال
مرّ المغني تحت نافذة
وخبّأصوته في راحتيه
سرا يحبّك،أو علانية يمرّ
وينحني كالقوس، يا إفريقيا
وحشيّتان
عيناك_ يا إفريقيا_ وحزينتان
عيناك كالحبّ المفاجىء
كالبراءة حين تفترع البراءة
مرّ المغني تحت نافذة
وأعلن يأسه
_من أنت؟
"عاشق
_من أنت جئت؟
أنا من سلالات الزنابق والمشانق
والريح تحبل.. ثم تنجبني
وترميني على كل الجهات
_ماذا تريد؟
"أريد ميلادا جديد
وأريد نافذة جديده
لأحبّها سرّا وتقتلني علانية
وأرحل عنك.. يا إفريقيا!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> المدينة المحتلة
المدينة المحتلة
رقم القصيدة : 64850
-----------------------------------
الطفلة احترقت أمّهاا
أمامها..
احترقت كالمساء.
وعلّموها: يصير اسمها_
في السّنة القادمه_
سيدة الشهداء
وسوف تأتي إليها
إذا وافق الأنبياء!
الطفلة احترقت أمها
أمامها..
احترقت كالمساء
من يومها،
لا تحب القمر
ولا الدّمى
كلّما
جاء المسا، صرخت كلّها:
أنا قتلت القمر
لأنه قال لي.. قال.. قال:
أمّك لا تشبه البرتقال
ولا جذوع الشجر
أمك في القبر
لا في السماء.
الطفلة احترقت أمها
أمامها..
احترقت كالمساء..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> عابر السبيل
عابر السبيل
رقم القصيدة : 64851
-----------------------------------
بلادي بعيده
تبخر مني ثراها
إلى داخلي.
لا أراها.
وأنت بعيده
أراك
كومضة ورد مفاجىء
وفي جسدي رغبة في الغناء
لكل الموانىء.
وإني أحبّك
لكنني
لا أحبّ الأغاني السريعه
ولا القبل الخاطفه
وأنت تحبّينها
كبّحارة يائسي..ن
أرى عبر زنبقة المائده
و عبر أناملك الشاردة
أرى البرق يخطف وجهي القديم
إلى شرفة ضائعة
و أنت تحبّينني _
قلت _
من أجل هذا المساء.
لنرقص إذن ،
أنا الماء و الظل(67/7)
و الظل و الماء لا يعرفان الخيانة
و لا الانكسار
و لا يذكران
و لا ينسيان
و لكن.. لماذا ؟
لماذا توقفت الأسطوانه
و من خدش الأسطوانه
لماذا تدور على نفسها:
بلادي بعيده
بلادي
بلادي
بلادي
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> خطوات في الليل
خطوات في الليل
رقم القصيدة : 64852
-----------------------------------
دائما ،
نسمع في الليل خطى مقتربة
و يفرّ الباب من غرفتنا
دائما،
كالسحب المغتربة !
ظلّك الأزرق من يسحبه
من سريري كلّ ليلة؟
الخطى تأتي، و عيناك بلاد
و ذراعاك حصار حول جسمي
و الخطى تأتي
لماذا يهرب الظّل الذي يرسمني
يا شهرزاد؟
و الخطى تأتي و لا تدخل
كوني شجرا
لأرى ظلك
كوني قمرا
لأرى ظلك
كوني خنجرا
لأرى ظلك في ظلي
وردا في رماد !..
دائما ،
أسمع في الليل خطى مقتربة
و تصيرين منافي
تصيرين سجوني ..
حاولي أن تقتليني
دفعة واحدة
لا تقتليني
بالخطى المقتربة!..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> سرحان يشرب القهوة في الكفاتيريا
سرحان يشرب القهوة في الكفاتيريا
رقم القصيدة : 64853
-----------------------------------
يجيئون،
أبوابنا البحر، فاجأنا مطر. لا إله سوى الله. فاجأنا
مطر و رصاص. هنا الأرض سجادة، و الحقائب
غربة!
يجيئون،
فلتترجّل كواكب تأتي بلا موعد. و الظهور التي
استندت للخناجر مضطرة للسقوط
و ماذا حدث ؟
أنت لا تعرف اليوم. لا لون. لا صوت. لا طعم
لا شكل.. يولد سرحان، يكبر سرحان،
يشرب خمرا و يسكرّ. يرسم قاتله، و يمزق
صورته. ثم يقتله حين يأخذ شكلا أخيرا
و يرتاح سرحان:
سرحان! هل أنت قاتل ؟
و يكتب سرحان شيئا على كم معطفه، ثمّ تهرب
ذاكرة من ملف الجريمة.. تهرب.. تأخذ
منقار طائر.
و تأكل حبة قمح بمرج بن عامر
و سرحان متّهم بالسكوت، و سرحان قاتل
و ما كان حبّا
يدان تقولان شيئا، و تنطفئان
قيود تلد
سجون تلد
مناف تلد
و نلتف باسمك.
ما كان حبّا
يدان تقولان شيئا.. و تنطفئان
و نعرف، كنا شعوبا و صرنا حجارة(67/8)
و نعرف كنت بلادا و صرت دخان
و نعرف أشياء أكثر
نعرف، لكنّ كل القيود القديمة
تصير أساور ورد
تصير بكارة
في المنافي الجديدة
و نلتف باسمك
ما كان حبّا
يدان تقولان شيئا و تنطفئان.
و سرحان يكذب حين يقول رضعت حليبك، سرحان
من نسل تذكرة، و تربى بمطبخ باخرة لم تلامس
مياهك. ما اسمك؟
_نسيت .
و ما اسم أبيك ؟
_نسيت
و أمك
_نسيت
و هل نمت ليلة أمس ؟
_لقد نمت دهرا
حلمت ؟
_كثيرا
بماذا
_بأشياء لم أرها في حياتي
و صاح بهم فجأة:
_لماذا أكلتم خضارا مهربة من حقول أريحا؟
_لماذا شربتم زيوتا مهربّة من جراح المسيح؟
و سرحان متّهم بالشذوذ عن القاعدة
رأينا أصابعه تستغيث. و كان يقيس السماء بأغلاله
زرقة البحر يزجرها الشرطيّ، يعاونه خادم آسيويّ،
بلاد تغّير سكانها، و النجوم حصى
و كان يغنّ:ي مضى جيلنا و انقضى.
مضى جيلنا و انقضى.
و تناسل فينا الغزاة تكاثر فينا الطغاة. دم كالمياه.
و ليس تجفّفه غير سورة عم و قبعة الشرطيّ
و خادمة الآسيوي. و كان يقيس الزمان بأغلاله
سألناه: سرحان عم تساءلت؟
قال: اذهبوا، فذهبنا
إلى الأمهات اللواتي تزوّجن أعداءنا.
و كنّ ينادين شيئا شبيها بأسمائنا.
فيأتي الصدى حرسا
ينادين قمحا
فيأتي الصدى حرسا
ينادين عدلا
فيأتي الصدى حرسا.
ينادين يافا
قيأتي الصدى حرسا
و من يومها، كفت الأمهات عن الصلوات و صرنا
نقيس السماء بأغلالنا
و سرحان يضحك في مطبخ الباخرة
يعانق سائحة، و الطريق بعيد عن القدس و الناصرة
و سرحان متّهم بالضياح و العدميّة
و كلّ البلاد بعيدة .
شوارع أخرى اختفت من مدينته ( أخبرته الأغاني
و عزلته ليلة العيد أن له غرفة في مكان)
ورائحة البن جغرافيا
و ما شرّدوك.. و ما قتلوك .
أبوك احتمى بالنصوص، و جاء اللصوص
و لست شريدا.. و لست شهيدا.. و أمك باعت
ضفائرها للسنابل و الأمنيات:( و فوق سواعدنا
فارس لا يسلم (وشم عميق ). و فوق أصابعنا
كرمة لا تهاجر ( وشم عميق (
خطى الشهداء تبيد الغزاة
(نشيد قديم)(67/9)
و نافذتان على البحر يا وطني تحذفان المنافي..وأرجع
(حلم قديم -جديد)
شوارع أخرى اختفت من مدينته ( أخبرته الأغاني
و عزلته ليلة العيد أن له غرفة في مكان ).
و رائحة البن جغرافيا
و رائحة البن يد
و رائحة البن صوت ينادي.. و يأخذ
رائحة البن صوت و مئذنه (ذات يوم تعود).
و رائحة البن ناي تزغرد فيه مياه المزاريب ينكمش
الماء يوما و يبقى الصدى .
و سرحان يحمل أرصفة و نوادي و مكتب حجز التذاكر
سرحان يعرف أكثر من لغة و فتاه. و يحمل تأشيرة
لدخول المحيط و تأشيرة للخروج و لكنّ سرحان
قطرة دم تفتش عن جبهة نزفتها.. و سرحان
قطرة دم تفتّش عن جثة نسيتها.. و أين ؟
و لست شريدا.. و لست شهيدا
و رائحة البن جغرافيا.
و سرحان يشرب قهوته ..
و يضيع
هنا القدس .
يا امرأة من حليب البلابل كيف أعانق ظلي
و أبقى ؟
خلقت هنا.. و تنام هناك
مدينة لا تنام و أسماؤها لا تدوم. بيةت تغيّر
سكانها. و النجوم حصى .
و خمس نوافذ أخرى، و عشر نوافذ أخرى تغادر
حائط
و تسكن ذاكرة.. و السفينة تمضي .
و سرحان يرسم شكلا و يحذفه: طائرات وربّ قديم
و نابالم يحرق وجها و نافذة.. و يؤلف دوله .
هنا القدس .
يا امرأة من حليب البلابل كيف أعانق ظلي..
و أبقى؟
و لا ظلّ للغرباء.
مساء يرافقهم، و المساء بعيد عن الأمهات قريب من
الذكريات. و سرحان لا يقرأ الصحف العربية.
لا يعرف المهرجانات و التوصيات.فكيف إذن
جاءه الحزن.. كيف تقيّأ ؟
و ما القدس و المدن الضائعة
سوى ناقة تمتطيها البداوة
إلى السلطة الجائعة
و ما القدس و المدن الضائعة
سوى منبر للخطابه
و مستودع للكآبه
و ما القدس إلا زجاجة خمر و صندوق تبغ
..و لكنها وطني .
من الصعب أن تعزلوا
عصير الفواكة عن كريات دمي ..
و لكنها وطني
من الصعب أن تجدوا فارقا واحدا
بين حقل الذرة
و بين تجاعيد كفيّ
و لكنها وطني..
لا فوارق بين المساء الذي يسكن الذاكرة
و بين المساء الذي يسكن الكرملا
و لكنها وطني
في الحقيقة و الدم متسع للجميع(67/10)
و خط الطباشير لا يكسر المطر المقبلا
هنا القدس ..
كيف تعانق حريتي_ في الأغاني_ عبوديتي ؟
و سرحان يرسم صدرا و يسكنه
و سرحان يبكي بلا ثمن ووسام
و يشرب قهوته.. و يضيع
يمزق غيما، و يرسله في اتجاه الرياح. و ماذا؟ هنالك
غيم شديد الخصوبة. لا بدّ من تربة صالحة
أتذهب صيحاتنا عبثا؟
أكلت.. شربت.. و نمت.. حلمت كثيرا. أفقت
تعلمت تصريف فعل جديد. هل الفعل معنى بآنية
الصوت.. أم حركة؟
و تكتب ض. ظ. ق. ص. ع. و تهرب منها، لأن
هدير المحيطات فيها و لا شيء فيها ضجيج الفراغ
حروف تميزنا عن سوانا_ طلعنا عليهم طلوع
المنون- فكانوا هباء و كانوا سدى. سدى نحن
هم يحرثون طفولتنا و يصكون أسلحة من أساطير
أعلامهم لا تغني و أعلامنا تجهض الرعد نقصفهم بالحروف
السمينة ض.ظ.ص.ق.ع ثم نقول انتصرنا و ما
الأرض؟ ما قيمة الأرض؟ أتربة ووحول نقاتل أو لا نقاتل ؟
ليس مهما سؤالك ما دامت الثورة العربية محفوظة في الأناشيد
و العيد و البنك و البرلمان
و تعرف أن الغزاة عصي بأيدي المماليك تكتب
ض.ظ.ق.ص.ع
تمزق غيما و ترسله في اتجاه الرياح و ماذا؟ هنالك
غيم شديد الخصوبة. لا بد من تربة صالحة
و تمضي السفينة. تبقى غريبا. جراحك مطبعة للبلاغات
و التوصيات. و باسك تنتصر الأبجدية. باسمك
يجلس عيسى إلى مكتب ويوقع صفقة خمر و أقمشة
و يحيى العساكر باسمك. تحفظ في خيمة
و تعلب في خيمة. لا هوية إلا الخيام. إذا
احترقت.. ضاع نمك الوطن
و باسمك تأتي و تذهب.باسمك حطّين تصبح مزرعة
للحشيش، و ثوارك السابقون سعاة بريد. و باسمك
لا شيء. يأتي القضاة، يقولون للطين كن جبلا
شامخا فيكون. يقولون للترعة انتفخي أنهرا فتكون
و تكتب ض.ظ.ص.ع.ق
تمزّق غيما و ترسله في اتجاه الرياح، و ماذا ؟
هنالك غيم شديد الخصوبة. لا بدّ من تربة صالحة
أتذهب صيحاتنا عبثا؟
و ليست خيامك ورد الرياح. و ليست مظلات شاطيء.
تدجج بأعمدة الخيمة. احترقي يا هويتنا_ صاح لاجيء(67/11)
و سرحان يشرب قهوته. للجليل مزايا كثيرة
و يحلم، يحلم، يحلم.. آه_ الجليل!
و من كفّ يوما عن الاحتراق
أعار أصابعه للضماد
و صرح للصحفي و للعدسات
جريح أنا يا رفاق
و نال وساما.. و عاد
و سرحان ،
ما قال جرحي قنديل زيت و ما قال ..
صدري شباك بيت و ما قال..
جلدي سجّادة للوطن
و ما قال شيئا..
أتذهب صيحاتنا عبثا ؟
كل يوم نموت ،و تحترق الخطوات و تولد عنقاء
ناقصة ثم نحيا لنقتل ثانية
يا بلادي، نجيئك أسرى و قتلى.
و سرحان كان أسير الحروب، و كان أسير السلام
على حائط السبيّ يقرأ أنباء ثورته خلف ساق مغنّية
و الحياة طبيعية، و الخضار مهربّة من جباه العبيد
إلى الخطباء، و ما الفرق بين الحجارة و الشهداء؟
و سرحان كان طعام الحروب، و كان طعام السلام .
على حائط السبي تعرض جثته للمزاد. و في المجهر
العربي يقولون: ما الفرق بين الغزاة و بين الطغاة؟
و سرحان كان قتيل الحروب، و كان قتيل السلام.
سرحان! لا شيء يبقى، و لا شيء يمضي. اغتربت ..
لجأت.. عرفت. و لست شريدا و لست شهيدا
خيامك طارت شراره.
و في الريح متسع
هل قتلت؟
و يسكت سرحان يشرب قهوته و يضيع و يرسم
خارطة لا حدود لها و يقيس الحقول بأغلاله
هل قتلت
و سرحان لا يتكلم .يرسم صورة قاتله من جديد،
يمزّقها، ثم يقتلها حين تأخذ شكلا أخيرا..
_قتلت ؟
و يكتب سرحان شيئا على كمّ معطفه، ثم تهرب
ذاكرة من ملفّ الجريمة.. تهرب.. تأخذ منقار
طائر
و تزرع قطرة دم بمرج بن عامر.
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> كأني أحبك
كأني أحبك
رقم القصيدة : 64854
-----------------------------------
لماذا نحاول هذا السفر
و قد جرّدتني من البحر عيناك
و اشتعل الرمل فينا ..
لماذا نحاول؟
و الكلمات التي لم نقلها
تشرّدنا..
و كل البلاد مرايا
و كل المرايا حجر
لماذا نحاول هذا السفر؟
هنا قتلوك
هنا قتلوني.
هنا كنت شاهدة النهر و الملحمه
و لا يسأم النهر
لا يتكلّم
لا يتألم
في كلّ يوم لنا جثّه(67/12)
و في كلّ يوم أوسمه
هنا وقف النهر ما بيننا
حارسا
يجهل الضفتين
توأمين
بعيدين، كالقرب، عنّا
قريبين، كالبعد، منّا
و لا بد من حارس
آه لا بدّ من حارس بيننا،
كأنّ المياه التي تفصل الضفتين
دم الجسدين
و كنّا هنا ضفتين
و كنّا هنا جسدين
و كلّ البلاد مريا
و كلّ المريا حجر
لماذا نحاول هذا السفر؟
كأنّ الجبال اختفت كلها
و كأنّي أحبّك
كان المطار الفرنسيّ مزدحما
بالبضائع و الناس.
كل البضائع شرعية
ما عدا جسدي
آه.. يا خلف عينيك.. يا بلدي
كنت ملتحما
بالوراء الذي يتقدّم
ضيعت سيفي الدمشقي متهما
بالدفاع عن الطين
ليس لسيفي رأي بأصل الخلافة
فاتهموني..
علّقوني على البرج
و انصرفوا
لترميم قصر الضيافة
كأني أحبّك حقا
فأغمدت ريحا بخاصرتي
كنت أنت الرياح و كنت الجناح
و فتشت عنك السماء البعيدة
و قد كنت أستأجر الحلم
_للحلم شكل يقلدها_
و كنت أغنّي سدى
لحصان على شجر
و في آخر الأرض أرجعني البحر
كلّ البلاد مرايا
و كل المرايا حجر
لماذا نحاول هذا السفر ؟
تكونين أقرب من شفتيّ
و أبعد من قبلة لا تصل
كأنّي أحبّك
كان الرحيل يطاردني في شوارع جسمك
و كان الرحيل يحاصرني في أزقّة جسمك
فأترك صمتي على شفتيك
و أترك صوتي على درج المشنقه
كأنّي أحبّك
كان الرحيل يخبئني في جزائر جسمك
_واسع ضيق هذا المدى _
و الرحيل يخّبئني في فم الزنبقة
أعيدي صياغة وقتي
لأعرف أين أموت سدى
مر يوم بلا شهداء
أعيدي صياغة صوتي
فإن المغني الذي ترسم الفتيات له صورة
صادروا صوته
_مرّ يوم بلا شهداء_
و بين الفراغين أمشي إليك وفيك
و أولد من نطفة لا أراها
و ألعب في جثّتي و القمر
لماذا نحاول هذا السفر
و كل البلاد مرايا
و كل المرايا حجر
لماذا نحاول هذا السفر؟
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> النزول من الكرمل
النزول من الكرمل
رقم القصيدة : 64855
-----------------------------------
ليوم يجدّد لي موعدي، قلت للكرمل: الآن أمضي.
و ينشر البحر بين السماء و مدخل جرحي(67/13)
و أذهب في أفّق ينحني فوقنا، و يصلّي
لنا ،أو يكسّرنا. هذه الأرض تشبهنا
حين نأتي إليها. و تشبهنا حين نذهب عنها.
تركت ورائي ملامحها، و اسمها كان يمشي أمامي
يسمي ملامحها و انفجاري. تركت سرير الولادة
تركت ضريحا معدا لأي كلام..
تركت التي أوجعتها ذراعي. تركت التي أوجعتني يداها.
تفتّش عن عاشق بعد خمس دقائق من هجرتي
ليوم يجدّد لي موعدي، قلت للكرمل: الآن أمضي.
تمرّ الرصاصة فوق جبيني، و تجمعني مثلما تجمع القبلة
الشفتين
و تولد رمّانة في الضخور التي دجّنتني، و تجعلني عاشقين
بعيدا.. بعيدا.
و ينتشر البحر بين السماء و مدخل جرحي
تخيّلت أنك متّكئي
و سئمت العلاقة بين المسامير و الخشبه
و حين ترجلت عن قمّة الرمح و الجرح أمسكت شيئا
فكان حذاء الحرس
يكلمني هابطا هابطا..
منذ ذاك النهار المبكر أبحث عن موطىء القدمين
و أتبع نهرا، و لا أتبع الموج
هل أسترد زفيري!.
يقاسمني عسكريّ جراحي
و يحرسها كي ينال وساما
و يمنعني من مواصلة الموت، يأخذ نصف جراحي
و يترك نصفا لأمن الأمم.
يهزّ أصابع كفيّ
فتسقط ذكرى.
رصاص قديم.
صنوبرة.
ثمر فاسد.
تهمة.
أسئلة
يفتّش كفّي ثانية، فيصادر حيفا التي هرّبت سنبلة
و يا أيّها الكرمل،
الآن تقرع أجراس كل الكنائس
و تعلن أنّ مماتي المؤقّت لا ينتهي دائما، أو ينتهي مرّة،
أيّها الكرمل، الآن تأتي إليك العصافير من ورق
كنت لا فرق بين الحصى و العصافير .
و الآن بعث المسيح يؤجّل ثانية
أيّها الكرمل، الآن تبدأ عطلة كل المدارس
و تنشدني الآن فيروز
و الآن نأخذ أنبوبة من حبوب تسيل الدموع ،
فنبكي على جبل طائر
أيّها الكرمل، الآن يجعلني ضابط آخر عرضة للخلود !
بعدنا عن الشجر. البحر فاصلة بيننا
و ها نحن بين الطهارة و الإثم شيئان يلتحمان و ينفصلان
كأن الأحبّة دائرة من طباشير
قابلة للفناء و قابلة للبقاء.
و ها نحن نحمل ميلادنا مثلما تحمل المرأة العاقر الحلما
و ها أنت مئذنة الله حينا(67/14)
و قبّعة لجنود المظلاّت حينا
و ها أنت يا كرملي كلّما
جرّدتني الحروب من الأرض أعطيتني حلما.
و ها أنا أعلن أن الزمان تغيّر:
كانت صنوبرة تجعل الله أقرب
و كانت صنوبرة تجعل الجرح كوكب
و كانت صنوبرة تنجب الأنبياء
و تجعلني خادما فيهم
أيّها الكرمل المتشعب في كل جسمي
لماذا تحملني كل هذي المسافات
و البحر فاصلة بيننا؟
أوقفتني قتاة معبّأة بالدوالي
و كانت تغنّي على طرق الشام:
يا ليت دالية واحدة
لم تسافر معي.. فأعود إليها
قبّلتني فتاة لأني لفظت اسم كرملها في مكبرّ صوت،
فجاءت إلى فندقي لتقول"أحبّك"، و التجأت
لاسمه في ذراعي
_و ماذا يقول الجبل؟
بكى قصب في الغدير
و كان الغدير مرايا
فلم ينطبق الجبل
_و هل رحلوا؟
تصببت الريح من جبهتي
فمسحت الرياح كما تمسحين العرق ..
تذكرت أني نهضت صباحا
و كانت شهادة ميلاد أمي قابلة للنقاش
و كانت أناشيد أهلي العرب
ترتب أمتعة اللاجئين .
و تبني جسور العبور .
و صارت فلسطين أقرب .
فاختلف اللاجئون على موسم القمح و البرتقال
أوقفتني فتاة معبأة بالدوالي
و كانت تغّي على طرق الشام
ياليت دالية واحدة
لم تسافر معي.. فأعود إليها
و سافرت _
يا أيّها الكرمل .البحر. و العشب. و النار
يا ضخرة الفرح العائمة
و صمّمت جلدي قميصا لأخفي آثار طعنتك النادمة
فأنكرني العسكريّ
و كنت على باب أمي هناك أنادي دمشق
فتسمع نبض دمي حفيف صنوبرك المبتعد
و تغسلني دجلة الخير حين أموت من الوجد شوقا إلى
أرض بابل .
و ها أنذا الآن
حين دخلت إلى الجامع الأموي تساءل أهل دمشق:
من العاشق المغترب؟
و كانت مياه الفرات و نافورة النيل تحذف آثار زنزانتي
عن ضلوعي
و حين وقفت على النيل يوما و شاطيء دجلة يوما
تساءل كل الذين رأوا دهشتي
من السائح المغترب ؟!
تركت الحبيبة _لم أنسها_ في غروب الشجر
تطرّز من زبد البحر منديلها و ضمادي
توهمت أنّ السموات أبعد من يدها عن جبيني
و أوهمّتها أن قلبي يصل
و أن يدي تنتقل
إلى جثّة ضائعة(67/15)
تركت الحبيبة _لم أنسها_ عند سفح الجبل
تعير العصافير ألوانها
و كانت يداها ينابيع من كل لون و ما اشتق منه
و لكنني كنت أشعر أن الينابيع كانت معرّضة للجفاف
و أنّ فمي ينتقل
إلى لغة ثانية
تركت الحبيبة لم أنسها
تركت الحبيبة
تركت ..
أحبّ البلاد التي سأحب
أحب النساء اللواتي أحب
و لكن غصنا من السرو في الكرمل الملتهب
يعادل كل خصور النساء
و كلّ العواصم
أحبّ البحار التي سأحبّ
أحبّ الحقول التي سأحبّ
و لكنّ قطرة ماء على ريش قبرّة في حجارة حيفا
تعادل كل البحار
و تغلسني من ذنوبي التي سوف أرتكب
أدخلوني إلى الجنه الضائعة
سأطلق صرخة ناظم حكمت
آه.. يا وطني !..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> الخروج من ساحل المتوسط
الخروج من ساحل المتوسط
رقم القصيدة : 64856
-----------------------------------
-1-
سيل من الأشجار في صدري
أتيت.. أتيت
سيروا في شوارع ساعدي تصلوا.
و غزة لا تصلي حين تشتعل الجراح على مآذنها.
و ينتقل الصباح إلى مونئها، و يكتمل الردى فيها
أتيت.. أتيت
قلبي صالح للشرب
سيروا في شوارع ساعدي تصلوا
و غزّة لا تبيع البرتقال لأنه دمها المعلّب
كنت أهرب من أزقّتها ،
و أكتب باسنها موتى على جميزة،
فتصير سيّدة و تحمل بي فتى حرا.
فسبحان التي أسرت بأوردتي إلى يدها!.
أتيت.. أتيت
غزّة لا تصلّي.
لم أجد أحدا على جرحي سوى فمها الصغير .
و ساحل المتوسط اخترق الأبد ..
-2-
لا توقفوني عن نزيفي !
ساعة الميلاد قلدت الزّمان، و حاولتني
كنت صعبا_ حاولتني
كنت شعبا حاولتني مرة أخرى..
أرى صفا من الشهداء يندفعون نحوي،ثم يختبئون في
صدري و يحترقون.
ما فتك الزمان بهم، فليس لجّثتي حدّ. و لكني
أحسّ كأن كلّ معارك العرب انتهت في جثتي،
و أودّ لو تتمزق الأيام في لحمي و يهجرني الزمان،
فيهدأ الشهداء في صدري و يتفقون .
ما ضاق المكان بهم، فليس لجثتي حدّ، و لكنّ
الخلافة حصّنت سور المدينة بالهزيمة، و الهزيمة
جدّدت عمر الخلافة .(67/16)
لا توقفوني عن نزيفي
ساعة الميلاد قلدت الزمان و حاولتني
كنت صعبا_ حاولتني مرة أخرى
أرى صفا من الشهداء يندفعون نحوي
لا أحد!..
و تقاسمتني هذه الأمم القريبة و البعيدة.
كلّ قاض كان جزّارا
تدرج في النبوءة و الخطيئة
و اختلفنا حين صار الكل في جزء،
زصار الجرح وردتنا جميعا
و ابتعدنا ..
إذهب إلى الموت الجميل _
ذهبت
وحدي كنت
قلتم: نحن ننتظر الجنازة بالأكاليل الكبيرة و الطبول،
و نلتقي في القدس ..
ليت القدس أبعد من توابيتي لأتهم الشهود
و ما عليك! ذهبت للموت الجميل
و مدينة البترول تحجز مقعدا في جنة الرحمن_ قلتم لي
و طوبى للمموّل و المؤّذن.. و الشهيد!
-4-
تعب الرثاء من الضحايا
و الضحايا جمّدت أحزانها
أواه! من يرثي المراثي؟
لست أدري أيّ قافية تحنّطني، فأصبح صورة في معرض
الكتب القريب .
و لست أدري أيّ إحصائيّة ستضمّني..
يا أيّها الشعراء.. لا تتكاثروا !
ليست جراحي دفترا.
يا أيّها الزعماء.. لا تتكاثروا!
ليست عظامي منبرا
فدعوا دمي_ حبر التفاهم بين أشياء الطبيعة و الإله
و دعوا دمي_ لغة التخاطب بيا أسوار المدينة و الغزاة.
دمي بريد الأنبياء.
-5-
و أعود من تلقاء نفسي..
ليت شبّاكي بعيد كي أرى أمي
و ليت القيد أقرب كي أحس النبض في زندي
و ليت البحر أبعد كي أخاف من الصحاري
آه، ليت الشيء عكس الشيء كي تتآكل الأشياء في
نفسي، و تأخذ صيغة الفرح الحقيقي
ابتعدنا و اقتربنا و ابتعدنا
يا أهالي الكهف قوموا و اصلبوني من جديد
إنني آت من الموت الذي يأتي غدا
آت من الشجر البعيد
و ذاهب في حاضري_ غدكم
أنا قشرت موج البحر زنبقة لغزة..
-6-
الفناء
و جدول يمتد من صدري عموديّا_ و تنحدر السماء
رأيت رأي القلب_ ذوبني الضياء
فصرت صوتا، و الحصى صار الصدى
و تنفّس القبر القديم..
تحرّك الحجر.. استردّ دبيبه منكم
أنا الأحياء و المدن القديمة
حاولوا أن تخلعوا أسماءكم تجدوا يدي .
و حاولوا أن تنزعوا أثوابكم تجدوا دمي .(67/17)
أو حاولوا أن تحرقوا هذي الخرائط تبصروا جسدي _
أنا الأحياء و الوطن الذي كتبوه في تاريخكم ..
من جثتي بدأ الغزاة ،الأنبياء ،اللاجئون _
و الآن يختتمون سيرتهم لأبدأ من جديد.
-7-
تتحرّك الأحجار.
ليس الرّب من سكان هذا القفر
هذا ساعدي .
تتحرّك الأحجار .
ما سرقوا عصا موسى
و إنّ البحر أبعد من يدي عنكم
إذن، تتحرّك الأحجار
إن طلعوا و إن ركعوا، و إن مرّوا و إن فرّوا_
أنا الحجر
أنا الحجر الذي مسّته زلزلة.
رأيت الأنبياء يؤجّرون صليبهم
و استأجرتني آية الكرسيّ دهرا، ثم صرت بطاقة للتهنئات
تغيّر الشهداء و الدنيا
و هذا ساعدي.
تتحرك الأحجار
فالتّفوا على أسطورة
لن تفهموني دون معجزة
لأن لغاتكم مفهومة
إن الوضوح جريمة.
و غموض موتاكم هو الحق- الحقيقة .
آه، لا تتحرك الأحجار إلأّ حين لا يتحرك الأحياء
فالتفوا على أسطورتي!
-8-
لن تفهموني
تخرج العذراء من ضلعي
لن تفهموني
ناهضا من قبركم
و الأرض للشهداء _
أنهيت المغامرة الأخيرة و ابتدأت :
هنا الخروج. هنا الدخول
هنا الذهاب. هنا الإياب
و لا مكان هنا
أنا الزمن الذي لن تفهموني خارج الزمن الذي ألقى
بكم في الكهف _
هذي ساعتي
ينشق قبر ثم أنهض صارخا :
لا توقفوني عن نزيفي
لحظة الميلاد تسكنني ما الأزل، استريحوا في جراحي_
ها هو الوطن الذي يتجدّد.
الوطن الذي يتمجّد.
اقتربوا من الأشجار و ابتدئوا معي!
-9-
في غزة اختلف الزمان مع المكان
وباعة الأسماك باعوا فرصة الأمل الوحيد ليغسلوا
قدميّ
أين المجدلية؟
وانهمرت كتابات كتابات
و كان الجند ينتصرون ينتصرون
كانوا يقرأون صلاتها
و يفتّشون أظلفر القدمين و الكفين عن فرح فدائيّ،
و كانوا يلحقون حياتها
بدموع هاجر. كانت الصحراء جالسة على جلدي.
و أول دمعة في الأرض كانت دمعة عربية.
هل تذكرون مدوع هاجر_ أوّل امرأة بكت في
هجرة لا تنتهي ؟
يا هاجر احتفلي بهجرتي الجديدة من ضلوع القبر
حتى الكون أنهض
يسكن الشهداء أضلاعي الطليقة(67/18)
ثم أمتشق القبور و ساحل المتوسط
احتفلي بهجرتي الجديدة
هجرة لا تنتهي ؟
يا هاجر احتفلي بهجرتي الجديدة من ضلوع القبر
حتى الكون أنهض
يسكن الشهداء أضلاعي الطليقة
ثم أمتشق القبور و ساحل المتوسط
احتفلي بهجرتي الجديدة
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> النهر غريب و أنت حبيبي
النهر غريب و أنت حبيبي
رقم القصيدة : 64857
-----------------------------------
الغريب النهر_ قالت
و استعدّت للغناء
لم نحاول لغة الحبّ ،و لم نذهب إلى النهر سدى
و أتاني الليل من مناديلها
لم يأت ليل مثل هذا الليل من قبل فقدمت دمي للأنبياء
ليموتوا بدلا منا..
و نبقى ساعة فوق رصيف الغرباء
و استعدت للغناء .
وحدنا في لحظة العشّاق أزهار على الماء
و أقدام على الماء
إلى أين سنذهب
للغزال الريح و الرمح. أنا السكّين و الجرح.
إلى أين سنذهب ؟
ها هي الحريّة الحسناء في شرياني المقطوع.
عيناك و بلدان على النافذة الصغرى
و يا عصفورة النار ،إلى أين سنذهب؟
للغزال الريح و الرمح ،
و للشاعر يأتي زمن أعلى من الماء، و أدنى من حبال
الشّنق.
يا عصفورة المنفى !إلى أين سنذهب؟
لم أودعك، فقد ودعت سطح الكرة الأرضيّة الآن..
معي أنت لقاء دائم بين وداع ووداع .
ها أنا أشهد أن الحب مثل الموت
يأتي حين لا ننتظر الحبّ، ،
فلا تنتظريني ..
الغريب النهر_ قالت
و استعدت للسفر،
الجهات الست لا تعرف عن" جانا"
سوى أن المطر
لم يبللها.
و لا تعرف عنها
غير أني قد تغيّرت تغيرّت
تصببت بروقا و شجر
و أسرت السندباد
و الغريب النهر_ قالت
ها هو الشيء الذي نسكت
قد صار بلاد
هل هي الأرض التي نسكن
قد صارت سفر
و الغريب النهر_ قالت
و استعدّت للسفر
وحدنا لا ندخل الليل
لماذا يتمنّى جسمك الشّعر
وزهر اللوتس الأبعد من قبري
لماذا تحملين
بمزيد من عيون الشهداء؟
اقتربي مني يزيدوا واحدا
"خبزي كفاف البرهة الأولى "..
و أمضي نحو وقتي و صليب الآخرين.
وحدنا لا ندخل الليل سدى،(67/19)
يا أيّها الجسم الذي يختصر الأرض،
و يا أيتها الأرض التي تأخذ شكل الجسد الروحي
كوني لأكون .
حاولي أن ترسميني قمرا
ينحدر الليل إلى الغابات خيلا
حاولي أن ترسميني حجرا
تمضي المسافات إلى بيتي خيلا
فلماذا تحملين
بمزيد من وجوه الشهداء،
ابتعدي عني يصيروا أمّة في واحد ..
هل تحرقين الريح في خاصرتي
أم تمتشقين الشمس؟
أم تنتحرين؟
علّمتني هذه الدنيا لغات و بلادا غير ما ترسمه عيناك .
لا أفهم شيئا منك ."لا أفهمني جانا"
فلا تنتظريني!..
الغريب النهر_ قالت
و استعدّت للبكاء.
لم تكن أجمل من خادمة المقهى
و لا أقرب من أمّي
و لكنّ المساء
كان قطا بين كفّيها
و كان الأفق الواسع يأتي من زجاج النافذة
لاجئا في ظلّ عينيها
و كان الغرباء
يملأون الظلّ
لن أمضي إلى النهر سدى.
إذهبي في الحلم يا جانا!
بكت جانا!
و كان الوقت يرميني على ساعة ماء
إذهبي في الوقت يا جانا !
بكت جانا
و كان الحلم ذرات هواء
إذهبي في الفرح الأول يا جانا
بكت جانا
و كان الجرح ورد الشهداء ..؟
آه، جانا
لم تكوني مدني
أو وطني
أو زمني
كي أوقف النهر الذي يجرفني
فلماذا تدخلين الآن جسمي
لتصيري النهر أو سيّدة النهر
لماذا تخرجين الآن من جسمي
و من أجلك جدّدت الإقامة
فوق هذي الأرض.. جدّدت الإقامة
إذهبي في الحلم يا جانا!
بكت جانا
و صار النهر زنّارا على خاصرتي
و اختفى شكل السماء..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> تأملات في لوحة غائبة
تأملات في لوحة غائبة
رقم القصيدة : 64858
-----------------------------------
كأني على موعد دائم معها
ها هي الأرض تكمل دورتها
ها هو الوقت يثمر تفاحة
نلتقي؟
لم أجد غيرها امرأة ذاهبة
لم أجد غيرها خنجرا قادما.
كأنّ خطاها مفاجأة الموت
تأتي مفاجئة
و كأني على موعد دائم معها
تأخرت ..
أسرعت ..
إن فراغك ممتليء قمرا
أحبّك، أم أتنفّس؟
أنتظر الشفتين، أم الصاعقة؟
لجسمك صوت يذكرني بالولادة
حين أموت
( و من عادتي أن أموت كثيرا
تأخرت(67/20)
أسرعت
كالصاعقة!
..و أكتب عنك بلادا
و يحتلها الآخرون
و أرسم فيك جوادا
و يسرقه الآخرون
و أكتب
أرسم..
كانت ذراعاك فاتحة الحزن و الزهر
كنت أعود إلى الأرض
كنت
أصاهر في كفّك الحجرا
و كان فراغك ممتلئا قمرا
كأني على موعد دائم معها
ها هي الأرض تكمل دورتها
ها هو الوقت يثمر تفاحة.
و للوقت كفّ تداعبني
مرة .
و تقتلني
مرة ،
أيّها الوقت كن يدها كي أراك
أيّها
الوقت
كن
يدها
كي أراها..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> كان موتي بطيئا
كان موتي بطيئا
رقم القصيدة : 64859
-----------------------------------
باسمها أتراجع عن حلمها. ووصلت أخيرا إلى
الحلم. كان الخريف قريبا من العشب. ضاع
اسمها بيننا.. فالتقينا
لم أسجل تفاصيل هذا اللقاء السريع. أحاول شرح
القصيدة كي أفهم الآن ذاك اللقاء السريع.
هي الشيء أو ضدّه، و انفجارات روحي
هي الماء و النار، كنا على البحر نمشي .
هي الفرق بيني.. و بيني .
و أنا حامل الإسم أو شاعر الحلم. كان اللقاء سريعا .
أنا الفرق بين الأصابع و الكفّ .كان الربيع
قصيرا. أنا الفرق بين الغصون و بين الشجر.
كنت أحلمها، و اسمها يتضاءل. كانت تسمى
خلايا دمي. كنت أحلمها
و التقينا أخيرا .
أحاول شرح القصيدة كي أفهم الآن ماذا حدث
-يحمل الحلم سيفا و يقتل شاعرة حين يبلغه _
هكذا أخبرتني المدينة حين غفوت على ركبتيها
لم أكن حاضرا
لم أكن غائبا
كنت بين الحضور و بين الغياب
حجرا.. أو سحابة
_تشبهين الكآبة
قلت لها باختصار شديد
تشبهين الكآبة
و لكنّ صدرك صار مظاهرة العائدين من الموت ..
ماكنت جنديّ هذا المكان
و ثوري هذا الزمان
لأحمل لافته، أو عصا، في الشوارع.
كان لقائي قصيرا
و كان وداعي سريعا.
و كانت تصير إلي امرأة عاطفية
فالتحمت بها
و حلمت بها
و صارت تفاصيلها ورقا في الخريف
فلملمها عسكري المرور.
ورتبها في ملف الحكومة
و في المتحف الوطني
_تشبهين المدينة حين أكون غريبا
قلت لها باختصار شديد(67/21)
_تشبهين المدينة.
هل رآك الجنود على حافة الأرض
هل هربوا منك
أم رجموك بقنبلة يدوية؟
قالت المرأة العاطفيّة:
كلّ شيء يلامس جسمي
يتحوّل
أو يتشكل
حتى الحجارة تغدو عصافير.
قلت لها باكيا:
و لماذا أنا
أتشرد
أو أتبدّد
بين الرياح و بين الشعوب ؟
فأجابت:
في الخريف تعود العصافير من حالة البحر
_هذا هو الوقت
_لا وقت
و ابتدأت أغنية:
في الخريف تعود العصافير من حالة البحر
هذا هو الوقت، لا وقت للوقت
هذا هو الوقت
_ماذا تكون البقية؟
_شبه دائرة أنت تكملها
_أذهب الآن؟
_لا تذهب الآن. إن الرياح على خطأ دائما.
و المدينة أقرب.
_المدينة أقرب !! أنت المدينة
_لست مدينة
أنا امرأة عاطفية
هكذا قلت قبل قليل
و اكتشفت الدليل
و أنت البقية
_آه، كنت الضحيّة
فكيف أكون الدليل؟
و كنت أعانقها. كنت أسألها نازفا:
أأنت بعيدة؟
-على بعد حلم من الآن
و الحلم يحمل سيفا. و يقتل شاعره حين يبلغه
_كيف أكمل أغنيتي
و التفاصيل ضاعت. و ضاع الدليل؟
_انتهت صورتي
فابتدىء من ضياعك.
أموت_ أحبّك
إن ثلاثة أشياء لا تنتهي :
أنت، و الحبّ ،و الموت
قبّلت خنجرك الحلو
ثم احتميت بكفّيك
أن تقتليني
و أن توقفيني عن الموت
هذا هو الحب.
إنّي أحبك حين أموت
و حين أحبّك
أشعر أني أموت
فكوني امرأه
و كوني مدينة!
و لكن، لماذا سقطت، لماذا احترقت
بلا سبب؟
و لماذا ترهّلت في خيمة بدويّه؟
_لأنك كنت تمارس موتا بدون شهيّة
و أضافت. كأن القدر
يتكسّر في صوتها:
هل رأيت المدينة تذهب
أم كنت أنت الذي يتدحرج من شرفة الله
قافلة من سبايا؟
هل رأيت المدينة تهرب
أم كنت أنت الذي يحتمي بالزوايا!
المدينة لا تسقط ،الناس تسقط !
ورويدا ..رويدا تفتت وجه المدينة
لم نحوّل حصاها إلى لغة
لم نسيّج شوارعها
لم ندافع عن الباب
لم ينضج الموت فينا
كانت الذكريات مقرا لحكام ثورتها السابقة
و مرّ ثلاثون عاما
و ألف خريف
و خمس حروب
و جئت المدينة منهزما من جديد
كان سور المدينة يشبهني
و قلت لها :(67/22)
سأحاول حبّك ..
لا أذكر الآن شكل المدينة
لا أذكر اسمي
ينادونني حسب الطقس و الأمزجه
لقد سقط اسمي بين تفاصيل تلك المدينة
لملمه عسكري المرور
و رتبه في ملف الحكومة
_تشبهين الهويّة حين أكون غريبا
تشبهين الهويّة .
_ليس قلبي قرنفلة
ليس جسمي حقلا
_ما تكونين ؟
هل أنت أحلى النساء و أحلى المدن _
للذي يتناسل فوق السفن
و أضافت :
بين شوك الجبال و بين أماسي الهزائم
كان مخاضي عسيرا
_و هل عذبوك لأجلي؟
_عذّبوك لأجلي
_هل عرفت الندم؟
_النساء_ المدن
قادرات على الحبّ، هل أنت قادر ؟
_أحاول حبّك
لكنّ كل السلاسل
تلتف حول ذراعيّ حين أحاول ..
هل تخونينني ؟
_حين تأتي إلّي
_هل تموتين قبلي؟
سألتك: موتي!
_أيجديك موتي؟
_أصير طليقا
لأن نوافذ حبّي عبودّية
و المقابر ليست تثير اهتمام أحد
و حين تموتين
أكمل موتي
بين حلمي و بين اسمه
كان موتي بطيئا بطيئا
أموت _أحبّك
إنّ ثلاثة أشياء لا تنتهي
أنت، و الحبّ، و الموت
أن تقتليني
و أن توقفيني عن الموت .
هذا هو الحبّ
..و انتهت رحلتي فابتدأت
و هذا هو الوقت: ألأّ يكون لشكلك وقت.
لم تكوني مدينه
الشوارع كانت قبل
و كان الحوار نزيفا
و كان الجبل
عسكريا. و كان الصنوبر خنجر.
و لا امرأة كنت
كانت ذراعاك نهرين من حثث و سنابل
و كان جبينك بيدر
و عيناك نار القبائل
و كنت أنا من مواليد عام الخروج
و نسل السلاسل.
يحلم الحلم سيفا، و يقتل شاعره حين يبلغه _
هكذا أخبرتني المدينة حين غفوت على ركبتيها
لم أكن غائبا
لم أكن حاضرا
كنت مختفيا بالقصيده،
إذا انفجرت من دمائي قصيده
تصير المدينة وردا،
كنت أمتشق الحلم من ضلعها
و أحارب نفسي
كنت أعلن يأسي
على صدرها، فتصير امرأة
كنت أعلن حبي
على صدرها، فتصير مدينة
كنت أعلن أن رحيلي قريب
و أنّ الرياح و أنّ الشعوب
تتعاطى جراحي حبوبا لمنع الحروب.
بين حلمي و بين اسمه
كان موتي بطيئا
باسمها أتراجع عن حلمها. ووصلت
و كان الخريف قريبا من العشب .(67/23)
ضاع اسمها بيننا.. فالتقينا.
لم أسجّل تفاصيل هذا اللقاء السريع
أحاول شرح القصيدة
لأغلق دائرة الجرح و الزنبقه
و أفتح جسر العلاقة بين الولادة و المشنقه
أحاول شرح القصيدة
لأفهم ذاك اللقاء السريع
أحاول
أحاول .. أحاول!
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> طوبى لشيء لم يصل
طوبى لشيء لم يصل
رقم القصيدة : 64860
-----------------------------------
هذا هو العرس الذي لا ينتهي
في ساحة لا تنتهي
في ليلة لا تنتهي
هذا هو العرس الفلسطينيّ
لا يصل الحبيب إلى الحبيب
إلاّ شهيدا أو شريدا
دمهم أمامي ..
يسكن اليوم المجاور _
صار جسمي وردة في موتهم ..
و ذبلت في اليوم الذي سبق الرصاصة
و ازدهرت غداة أكملت الرصاصة جثّتي
و جمعت صوتي كلّه لأكون أهدأ من دم
غطّى دمي..
دمهم أمامي
يسكن المدن التي اقتربت
كأنّ جراحهم سفن الرجوع
ووحدهم لا يرجعون
دمهم أمامي ..
لا أراه
كأنه وطني
أمامي.. لا أراه
كأنه طرقات يافا _
لا أراه
كأنه قرميد حيفا _
لا أراه
كأنّ كل نوافذ الوطن اختفت في اللحم
وحدهم يرون
وحاسة يرون
و حاسّة الدم أينعت فيهم
و قادتهم إلى عشرين عاما ضائعا
و الآن ،تأخذ شكلها الآتي
حبيبتهم ..
و ترجعهم إلى شريانها
دمهم أمامي..
لا أراه
كأنّ كل شوارع الوطن اختفت في اللحم
وحدهم يرون
لأنهم يتحررون الآن من جلد الهزيمة
و المرايا
ها هم يتطايرون على سطوحهم القديمة
كالسنونو و الشظايا
ها هم يتحررون..
طوبى لشيء غامض
طوبى لشيء لم يصل
فكّوا طلاسمه و مزقهم
فأرّخت البداية من خطاهم
( ها هي الأشجار تزهر
في قيودي )
و انتميت إلى رؤاهم
( ها هي الميناء تظهر
في حدودي )
و الحلم أصدق دائما، لا فرق بين الحلم
و الوطن المرابط خلفه..
الحلم أصدق دائما. لا فرق بين الحلم
و الجسد المخبّأ في شظية
و الحلم أكثر واقعيّة
السفح أكبر من سواعدهم
و لكن..
حاولوا أن يصعدوا
و البحر أبعد من مراحلهم
و لكن..
حاولوا أن يعبروا
و النجم أقرب من منازلهم
و لكن(67/24)
حاولوا أن يفرحوا
و الأرض أضيق من تصورهم
ولكن..
حاولوا أن يحملوا
طوبى لشيء غامض
طوبى لشيء لم يصل
فكوا طلاسمه و مزقهم
فأرخت البداية من خطاهم
و انتميت إلى رؤاهم
آه.. يا أشياء! كوني مبهمه
لنكون أوضح منك
أفلست الحواس و أصبحت قيدا على أحلامنا
و على حدود القدس ،
أفلست الحواسّ ،و حاسّة الدم أينعت فيهم
و قادتهم إلى الوجه البعيد
هربت حبيبتهم إلى أسوارها و غزاتها
فتمرّدوا
و توحدوا
في رمشها المسروق من أجفانهم
و تسلّقوا جدران هذا العصر
دقوا حائط المنفى
أقاموا من سلاسلهم سلالم
ليقبّلوا أقدامها
فاكتظ شعب في أصابعهم خواتم
هذا هو العرس الذي لا ينتهي
في ساحة لا تنتهي
هذا هو العرس الفلسطيني
لا يصل الحبيب إلى الحبيب
إلا شهيدا..أو شريدا
_من أي عام جاء هذا الحزن؟
_من سنة فلسطينية لا تنتهي
و تشابهت كل الشهور، تشابه الموتى
و ما حملوا خرائط أو رسوما أو أغاني للوطن
حملوا مقابرهم ..
و ساروا في مهمتهم
وسرنا في جنازتهم
و كان العالم العربي أضيف من توابيت الرجوع
أنراك يا وطني
لأن عيونهم رسمتك رؤيا.. لا قضيه!
أنراك يا وطني
لأن صدورهم مأوى عصافير الجليل و ماء وجه المجدليه!
أنراك يا وطني
لأن أصابع الشهداء تحملنا إلى صفد
صلاة ..أو هويّة
ماذا تريد الآن منّا
ماذا تريد ؟
خذهم بلا أجر
ووزّعهم على بيارة جاعت
لعل الخضرة انقرضت هناك ..
الشيء.. أم هم ؟
إن جثة حارس صمام هاوية التردي
(هكذا صار الشعار، و هكذا قالوا )
و مرحلة بأكملها أفاقت_ ذات حلم_
من تدحرجها على بطن الهزيمة ،( هكذا ماتوا )
و هذا الشيء.. هذا الشيء بين البحر
و المدن اللقيطة ساحل لم يتسع إلا لموتانا
و مروا فيه كالغرباء ( ننساهم على مهل
و هذا الشيء.. هذا الشيء بين البحر
و المدن اللقيطة حارس تعبت يداه من الإشاره
لم يصل أحد ومروا من يديه الآن
فاتسعت يداه
كلّ شيء ينتهي من أجل هذا العرس
مرحلى بأكملها أفاقت_ ذات موت_
من تدحرجها على بطن الهزيمة ..(67/25)
الشيء.. أم هم؟
يدخلون الآن في ذرات بعضهم،
يصير الشيء أجسادا،
و هم يتناثرون الآن بين البحر و المدن
اللقيطة
ساحلا
أو برتقالا _
كلّ شيء ينتهي من أجل هذا العرس ..
مرحلة بأكملها.. زمان ينتهي
هذا هو العرس الفلسطينيّ
لا يصل الحبيب إلى الحبيب
إلأّ شهيدا أو شريدا .
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> موت آخر و أحبك
موت آخر و أحبك
رقم القصيدة : 64861
-----------------------------------
-1-
أجدّد يوما مضى، لأحبّك يوما.. و أمضي
و ما كان حبا
لأن ذراعيّ أقصر من جبل لا أراه
و أكمل هذا العناق البدائيّ، أصعد هذا الإله
الصغير
و ما كان يوما
لأن فراش الحقول البعيدة ساعة حائط
و أكمل هذا الرحيل البدائيّ. أصعد هذا الإله
الصغير
و ما كنت سيدة الأرض يوما
لأن الحروب تلامس خصرك سرب حمام
و تنتشرين على موتنا أفقا من سلام
يسد طريقي إلى شفتيك، فأصعد هذا الإله
الصغير
و ما كنت ألعب في الرمل لهوا
لأن الرذاذ يكسرني حين تعلن عيناك
أن الدروب إلى شهداء المدينة مقفرة من يديك
فأصعد هذا الإله الصغير
و ما كان حبا
و ما كان يوما
و ما كنت
و ما كنت
إني أجدد يوما مضى
لأحبك يوما
و أمضي
-2-
سألتك أن تريديني خريفا و نهرا
سألتك أن تعبري النهر وحدي
و تنتشري في الحقول معا
سألتك ألا أكون و ألا تكوني
سألتك أن ترتديني
خريفا
لأذبل فيك، و ننمو معا
سألتك ألا أكون و ألا تكوني
سألتك أن تريديني
نهرا
لأفقد ذاكرتي في الخريف
و نمشي معا
و في كل شيء نكون
يوحدّنا ما يشتّتنا
ليس هذا هو الحبّ
في كل شيء نكون
يجددنا ما يفتّتنا
ليس هذا هو الحبّ_
هذا أنا..
أجيئك منك، فكيف أحبك؟
كيف تكونين دهشة عمري؟
و أعرف
أن النساء تخون جميع المحبين الأّالمرايا
و أعرف:
أن التراب يخون جميع المحبين إلاّ البقايا
أجيئك منك انتظارا
و أغرق فيك انتحارا
أجيئك منك انفجارا
و أسقظ فيك شظايا ..
و كيف أقول أحبك ؟
كيف تحاول خمس حواسّ مقابلة المعجزة
و عيناك معجزتان ؟(67/26)
تكونين نائمة حين يخطفني الموج
عند نهاية صدرك يبتديء البحر
ينقسم الكون هذا المساء إلى إثنين:
أنت و مركبة الأرض.
من أين أجمع صوت الجهات لأصرخ:
إني أحبك
-3-
تكونين حريتي بعد موت جديد
أحبّ
أجدّد موتي
أودّع هذا الزمان و أصعد
عيناك نافذتان على حلم لا يجيء
و في كل حلم أرمّم حلما و أحلم
قالت مريّا: سأهديك غرفة نومي
فقلت: سأهديك زنزانتي يا ماريّا
_لماذا أحبك؟
من أجل طفل يؤجل هجرتنا يا ماريا
_سأهديك خاتم عرسي
سأهديك قيدي و أمسي
_لماذا تحارب؟
من أجل يوم بلا أنبياء
تكونين جندية، تغلقين طريقي، تقولين: ما اسمك؟
أعلن أني أمشط موج البحار بأغنيتي ودمي
كي تكوني مريّا
_إلى أين تذهب؟
أذهب في أول السطر، لا شيء يكتمل الآن
_هل يلعب الشهداء بأضلاعهم كي تعود مريّا؟
تعود. و هم لا يعودون
_هل كنت فيهم
وعدت لأني نصف شهيد
لأني رأيت مريا
_سأهديك غرفة نومي
سأهديك زنزانتي يا مريّا .
-4-
غربيان
إن القبائل تحت ثيابي تهاجر
و الطفل يملأ ثنية ركبتك
الآن أعلن أن ثيابك ليست كفن
غريبان
إن الجبال الجبال الجبال..
غريبان
ما بين يومين يولد يوم جديد لنا
قلنا: وطن
غريبان
إن الرمال الرمال الرمال...
غريبان
و الأرض تعلن زينتها
_أنت زينتها_
و السماء تهاجر تحت يدين
غريبان
إن الشمال الشمال الشمال
غريبان
شعرك سقفي، و كفاك صوتان
أقبّل صوتا
و أسمع صوتا
و حبك سيفي
و عيناك نهران
و الآن أشهد أن حضورك موت
و أن غيابك موتان
و الآن أمشي على خنجر و أغني
فقد عرف الموت أني
أحبك، أني
أجدد يوما مضى
لأحبك يوما
و أمضي..
-5-
سمعت دمي، فاستمعت إليك
و لم تصلي بعد
كان البنفسج لون الرحيل
و كنت أميل مع الشمس _
يا أيّها الممكن المستحيل
و كانت ظلال النخيل تغطي خطانا التي تتكون
منذ الصباح و أمس .
و كنا نميل مع الشمس .
كنت القتيل الذي لا يعود
نسيت الجنازة خلف حدود يديك
سمعت دمي فاستمعت إليك ..
إلى أين أذهب ؟
ليست مفاتيح بيتي معي
ليس بيتي أمامي(67/27)
و ليس الوراء ورائي
و ليس الأمام أمامي
إلى أين أذهب ؟
إن دمائي تطاردني ،و الحروب تحاربني، و الجهات
تفتشني عن جهاتي
فأذهب في جهة لا تكون
كأنّ يديك على جبهتي لحظتان
أدور أدور
و لا تذهبان
أسير أسير
و لا تأتيان
كأن يديك أبد
آه، من زمن في جسد !
يعرف الموت أني أحبّك
يعرف وقتي
فيحمل صوتي
و يأتيك مثل سعاة البريد
و مثل جباه الضرائب
يفتح نافذة لا تطل على شجر
(قد ذهبت و لم أعرف ).
يعرف الموت أني أحبك..
يستجوب القبلة النصف..
تستقبلين اعترافي..
و تبكين زنبقة ذبلت في الرسالة
ثم تنامين وحدك وحدك وحدك
يشهق موت بعيد
و يبقى بعيد
إلى أين أذهب؟
إن الجداول باقية في عروقي
و إن السنابل تنضج تحت ثيابي
و إنّ المنازل مهجورة في تجاعيد كفي
و إن السلاسل تلتفّ حول دمي
و ليس الأمام أمامي
و ليس الوراء ورائي
كأن يديك المكان الوحيد
كأن يديك بلد
آه من وطن في جسد!
-6-
وصلت إلى الوقت مبتعدا
لم يكون بلدا
كي أقول وصلت
و ما كان_ حين وصلت_ سدى
كي أقول تعبت
و ما كان وقتا لأمضي إليه ..
وصلت إلى الوقت مبتعدا
لم أجد أحدا
غير صورتها في إطار من الماء
مثل جبيني الذي ضاع بيني
و بين رؤاي سدى!
سمعت دمي
فاستمعت إليك
مشيت
لأمشي إليك
و كانت عصافير ملء الهواء
تسير ورائي
و تأكلني _كنت سنبلة _
كنت أحمل ضلعا و أسأل أين بقية
آخر الشهداء
يحاول ثانية
كيف أحمل نهرا بقبضة كفي
و أحمل سيفي
و لا يسقطان
أنا آخر الشهداء
أسجل أنك قدسية في الزمان وضائعة
في المكان
أريد بقية ضلعي
أريد بقية ضلعي
أريد بقية ضلعي
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> عودة الأسير
عودة الأسير
رقم القصيدة : 64862
-----------------------------------
النيل ينسى
و العائدون إليك منذ الفجر لم يصلوا
هناك حمامتان بعيدتان
ورحلة أخرى
و موت يشتهي الأسرى
و ذاكرتي قويّة .
و الآن، ألفظ قبل روحي
كلّ أرقام النخيل
و كل أسماء الشوارع و الأزقّة سابقا أو لاحقا(67/28)
و جميع من ماتوا بداء الحب و البلهارسيا و البندقيّة
ما دلني أحد عليك
و أنت مصر
قد عانقتني نخلة
فتزوّجتني
شكّلتني
أنجتني الحبّ و الوطن المعذب و الهويّة
ما دلني أحد عليك
وجدت
وجدت مقبرة.. فنمت
سمعت أصوات.. فقمت
ورأيت حربا.. فاندفعت
وما عرفت الابجديّة
قالوا:اعترف
قلت :اعترفت
يا مصر !الاكسرى سباك ولا الفراعنة
اصطفوك أميرة أو سيدة
قالوا: اعترف
قلت :اعترفت
و توازت الكلمات و العضلات
كاونوا يقلعون أظافري
و يقشّرون أناملي
و يبعثرون مفاصلي
و يفتّشون اللحم عن أسرار مصر ..
و تدفّقت مصر البعيدة من جراحي
فاقتربت
و رأيت مصر
و عرفت مصر
ما دلّني أحد، خناجرهم تفتّشني فيخرج شكل مصر
يا مصر! لست خريطة
قالوا: اعترف
قلت: اعترفت
واصلت يا مصر اعترافاتي
دمي غطّى وجوه الفاتحين
و لم يغطّ دمي جبينك، و اعترفت
و حائط الإعدام يحملني إليك إليك ..
أنت الآن تقتربين. أنت الآن تعترفين
فامتشقي دمي!.
و النيل ينسى
ليس من عادته أن يرجع الغرقى
و آلاف العرائس من تقاضي أجرها؟
النيل ينسى.
و القرى رفعت مآذنها و شكواها
و أخفت صدرها في الطين
و المدن_ الجنود الغائبون_ الاتحاد الاشتراكيّ_ المغني
راقصات البطن_ و السياح_ و الفقراء
سبحان الذي يعطي و يأخذ!
ليس من عادات هذا النيل أن يصغي إلى أحد
كأن النيل تمثال من الماء استراح إلى الأبد
ماذا يقول النيل
لو نطقت مياه النيل؟
يسكت مرّة أخرى
و ينساني
لتسكت جوقة الإنشاد حول جنازتي!
و خذي عن الجثمان أعلام الوطن
يا مصر! تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر
غطّى حفنة من رمل سيناء التي ابتعدت عن العينين
و التج|أت إلى الرئتين
و امتشقي دمي
و خذي عن الجثمان أعلام الوطن
سيناء ليس لها كفن !
و النيل ينسى
ماذا يقول النيل، لو نطقت مياه النيل ؟
يسكت مرّة أخرى
و لا يستقبل الأسرى .
ليسكت ههنا الشعراء و الخطباء
و الشرطي و الصحفيّ
إنّ جنازتي وصلت
و هذي فرصتي يا مصر.. أعطيني الأمان
يا مصر! أعطيني الأمان(67/29)
لأموت ثانية ..شهيدا لا أسير
السدّ عال شامخ، و أنا قصير
و المنشآت كبيرة، و أنا صغير
و الأغنيات طليقة، و أنا أسير
يا مصر!أعطيني الأمان
إني حرستك. كانت الأشياء آمرة و آمنة و كان المطرب
الرسمي يصنع من نسيج جلودنا وتر الكمان
و يطرب المتفرّجين
قد زيفوا يا مصر حنجرتي
و قامة نخلتي
و النيل ينسى
و العائدون إليك منذ الفجر لم يصلوا
و لست أقول يا مصر الوداع
شبت خيول الفاتحين
زرعوا على فمك الكروم، فأينعت
قد طاردوك_ و أنت مصر
و عذبوك_ و أنت مصر
و حاصروك_ و أنت مصر
هل أنت يا مصر؟
هل أنت.. مصر!.
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> الرمادي
الرمادي
رقم القصيدة : 64863
-----------------------------------
الرماديّ اعتراف، و السماء الآن ترتدّ عن الشارع
و البحر، و لا تدخل في شيء، و لا تخرج من
شيء... و لا تعترفين
ساعتي تسقط في الماء الرماديّ .فلم أذهب إلى موعدك
الساطع. يأتي زمن آخر إذ تنتحرين .
و أسمي حادثا يحدث في أيّامنا :
قد ذهب العمر، و لم أذهب مع العمر إلى هذا المساء أبقى في انتظارك
و أسمي حادثا يحدث في أيامهم:
عندما أمشي إلى النهر البعيد
يقف النهر طويلا في اتنظاري.
و أتابع.
عنما أرجع في منتصف الموت، يجف النهر في ذاكرتي
يذيل ما بين الأصابع،
فلماذا تقفين ؟
و لماذا تقفين؟
و تكونين أمام الطعنه الأولى. أمام الخطوة الأولى
و لا تعترفين .
و الرمادي اعتراف. من رآني قد رأى وجهك وردا
في الرماد.
من رآني أخرج الخنجر من أضلاعه أو خبّأ الخنجر
في أضلاعه
حيث تكونين دمي يمطر ،أو يصعد في أيّ اتجاه
كالنباتات البدائية.
كوني حائطي
كي أبلغ الأفق الرماديّ
و كي أجرح لون المرحلة
من رآني ضاع مني
في ثبات القتله !
الرماديّاعتراف و شبابيك. نساء و صعاليك
و الرماديّ هو البحر الذي دخّن حلمي زبدا
و الرماديّ هو الشّعرالذي أجر جرحي بلدا
الرمادي هو البحر
هو الشعر
هو الزهر
هو الطير
هو الليل
هو الفجر(67/30)
الرماديّ هو السائر و القادم
و حلم الذي قرره الشاعر و الحاكم
منذ اتحدا
لست أعمى لأرى
لست أعمى.. لأرى .
إنّني أعبر بين الجثتين القمّتين
كالنباتات البدائية
كونى حائطي كي أعبرا
لست أعمى ..لأرى .
تزحف الصحراء تلتف على خاصرتي
و تلتف على صدري، وتشتدّ و تشتدّ، و لا أغرق
لا أغرق.. لا أغرق
ل!..ا
ليس لي خلف جبال الرمل آبار من النفط، و لا صفصافة
مستشرقه
كان لي سورة"اقرأ" و قرأت..
كان لي بذرة قمح في يد محترقه
و احترقت .
و لي الآن شتاء من دم يمتصه الرمل، و يستخرج
مازوتا. و أستدعى إلى الحربق لكي يصبح سعر
النفط أعلى
قلت: كلا !
و الرماديّ اعتراف مثل جدران جدران الزنازين التي تكثر بعد
الحرب.لا .لم يبك جندي على تاج. و أستدعى
إلى الحرب لكي يصبح لون التاج أغلى .
لست أعمى ..لأرى .
هل تركت الباب مفتوحا ؟
تعودين بلا جدوى
ينام الحلم الكاذب في المخفر. يدلي باعترافات
يمرّ الحلم الهارب من قبّعة السجان يدلي
باعترافات على مائدة القرصان
يدلي باعترافات ينام الحلم الغائب تحت المشنقة
هل تركت الباب مفتوحا؟
لكي أقفز من جلدي إلى أوّل عصفور رماديّ. و أحتج
على الآفاق.
كلا!.
الرماديّ من البحر إلى البحر
و حراس المدى عادوا
و عيناك أمامي نقطتان
و السراب الضوء في هذا الزمان
الواقف الزاحف ما بين وداعين طويلين
و نحن الآن مابين الوداعين وداع دائم
أنت السراب الضوء و الضوء السراب
من رآنا أخرج الخنجر من أضلاعه أو خبأ الخنجر
في أضلاعه
حيث تكونين دمي يمطر أو يصعد في أي اتجاه
كالنباتات البدائية
كوني حائطي أو زمني
كي أطأ الأفق الرمادي
و كي أجرح لون المرحلة
من رآنا ضاع منا
في ثياب القتلة
فاذهبي في المرحلة
إذهبي
وانفجري بالمرحلة
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> طريق دمشق
طريق دمشق
رقم القصيدة : 64864
-----------------------------------
من الأزرق ابتدأ البحر
هذا النهار يعود من الأبيض السابق
الآن جئت من الأحمر اللاحق..(67/31)
اغتسلي يا دمشق بلوني
ليةلد في الزمن العربي نهار
أحاصركم: قاتلا أو قتيل
و أسألكم .شاهدا أو شهيد
متى تفرجون عن النهر. حتى أعود إلى الماء أزرق
أخضر
أحمر
أصفر أو أي لون يحدده النهر
إنّي خرجت من الصيف و السيف
إّني خرجت من المهد و اللحد
نامت خيولي على شجر الذكريات
و نمت على وتر المعجزات
ارتدتني يداك نشيدا إذا أنزلوه على جبل، كان سورة
"ينتصرون" ..
دمشق. ارتدتني يداك دمشق ارتديت يديك
كأن الخريطة صوت يفرخ في الصخر
نادى و حركني
ثم نادى ..و فجرني
ثم نادى.. و قطرّني كالرخام المذاب
و نادى
كأن الخريطة أنثى مقدسة فجّرتني بكارتها. فانفجرت
دفاعا عن السر و الصخر
كوني دمشق
فلا يعبرون !
من البرتقالي يبتديء البرتقال
و من صمتها يبدأ الأمس
أو يولد القبر
يا أيّها المستحيل يسمونك الشام
أفتح جرحي لتبتديء الشمس. ما اسمي؟ دمشق
و كنت وحيدا
و مثلي كان وحيدا هو المستحيل.
أنا ساعة الصفر دقّت
فشقت
خلايا الفراغ على سرج هذا الحصان
المحاصر بين المياه
و بين المياه
أنا ساعة الصفر
جئت أقول :
أحاصرهم قاتلا أو قتيل
أعد لهم استطعت.. و ينشق في جثتي قمر المرحلة
و أمتشق المقصله
أحاصرهم قاتلا أو قتيل
و أنسى الخلافه في السفر العربي الطويل
إلى القمح و القدس و المستحيل
يؤخرني خنجران :
العدو
و عورة طفل صغير تسمونه
بردى
و سمّيته مبتدا
و أخبرته أنني قاتل أو قتيل
من الأسود ابتدأ الأحمر. ابتدأ الدم
هذا أنا هذه جثتي
أي مرحلة تعبر الآن بيني و بيني
أنا الفرق بينهما
همزة الوصل بينهما
قبلة السيف بينهما
طعنه الورد بينهما
آه ما أصغر الأرض !
ما أكبر الجرح
مروا
لتتسع النقطة، النطفة ،الفارق ،
الشارع ،الساحل، الأرض ،
ما أكبر الأرض !
ما أصغر الجرح
هذا طريق الشام.. و هذا هديل الحمام
و هذا أنا.. هذه جثتي
و التحمنا
فمروا ..
خذوها إلى الحرب كي أنهي الحرب بيني و بيني
خذوها.. أحرقوها بأعدائها
أنزلوها على جبل غيمة أو كتابا
و مروا(67/32)
ليتسع الفرق بيني و بين اتهامي
طريق دمشق
دمشق الطريق
و مفترق الرسل الحائرين أمام الرمادي
إني أغادر أحجاركم_ ليس مايو جدارا
أغادر أحجاركم و أسير
وراء دمي في طريق دمشق
أحارب نفسي.. و أعداءها
و يسألني المتعبون، أو المارة الحائرون عن اسمي
فأجهله..
اسألوا عشبة في طريق دمشق !
و أمشي غريبا
و تسألني الفتيات الصغيرات عن بلدي
فأقول: أفتش فوق طريق دمشق
و أمشي غريبا
و يسألني الحكماء المملون عن زمني
فأشير حجر أخضر في طريق دمشق
و أمشي غريبا
و يسألني الخارجون من الدير عن لغتي
فأعد ضلوعي و أخطيء
إني تهجيت هذي الحروف فكيف أركبها ؟
دال.ميم. شين. قاف
فقالوا: عرفنا_ دمشق !
ابتسمت. شكوت دمشق إلى الشام
كيف محوت ألوف الوجوه
و ما زال وجهك واحد !
لماذا انحنيت لدفن الضحايا
و ما زال صدرك صاعد
و أمشي وراء دمي و أطيع دليلي
و أمشي وراء دمي نحو مشنقتي
هذه مهنتي يا دمشق
من الموت تبتدئين. و كنت تنامين في قاع صمتي و لا
تسمعين..
و أعددت لي لغة من رخام و برق .
و أمشي إلى بردى. آه مستغرقا فيه أو خائفا منه
إن المسافة بين الشجاعة و الخوف
حلم
تجسد في مشنقه
آه ،ما أوسع القبلة الضيقة!
وأرخني خنجران:
العدو
و نهر يعيش على معمل
هذه جثتي، و أنا
أفقّ ينحني فوقكم
أو حذاء على الباب يسرقه النهر
أقصد
عورة طفل صغير يسمّونه
بردى
و سميته مبتدا
و أخبرته أنني قاتل أو قتيل.
تقّلدني العائدات من الندم الأبيض
الذاهبات إلى الأخضر الغامض
الواقفات على لحظة الياسمين
دمشق! انتظرناك كي تخرجي منك
كي نلتقي مرة خارج المعجزات
انتظرناك..
و الوقت نام على الوقت
و الحب جاء، فجئنا إلى الحرب
نغسل أجنحة الطير بين أصابعك الذهبيّة
يا امرأة لونها الزبد العربي الحزين.
دمشق الندى و الدماء
دمشق الندى
دمشق الزمان.
دمشق العرب !
تقلّدني العائدات من النّدم الأبيض
الذاهبات إلى الأخضر الغامض
الواقفات على ذبذبات الغضب
و يحملك الجند فوق سواعدهم(67/33)
يسقطون على قدميك كواكب
كوني دمشق التي يحلمون بها
فيكون العرب
قلت شيئا، و أكمله يوم موتي و عيدي
من الأزرق ابتدأ البحر
و الشام تبدأ مني_ أموت
و يبدأ في طرق الشام أسبوع خلقي
و ما أبعد الشام، ما أبعد الشام عني 1
و سيف المسافة حز خطاياي.. حز وريدي
فقربني خنجران
العدو و موتي
وصرت أرى الشام.. ما أقرب الشام مني
و يشنقني في الوصول وريدي..
وقد قلت شيئا.. و أكمله
كاهن الاعترافات ساومني يا دمش
و قال: دمشق بعيده
فكسّرت كرسيه و صنعت من الخشب الجبلي صليبي
أراك على بعد قلبين في جسد واحد
و كنت أطل عليك خلال المسامير
كنت العقيدة
و كنت شهيد العقيده
و كنت تنامين داخل جرحي
و في ساعة الصفر_ تم اللقاء
و بين اللقاء و بين الوداع
أودع موتي.. و أرحل
ما أجمل الشام، لولا الشام،و في الشام
يبتديء الزمن العربي و ينطفيء الزمن الهمجي ّ
أنا ساعة الصفر دقّت
و شقت
خلايا الفراغ على سطح هذا الحصان الكبير الكبير
الحصان المحاصر بين المياه
و بين المياه
أعد لهم ما استطعت ..
و ينشقّ في جثتي قمر.. ساعة الصفر دقّت،
و في جثتي حبّة أنبتت للسنابل
سبع سنابل، في كل سنبلة ألف سنبلة ..
هذه جثتي.. أفرغوها من القمح ثم خذوها إلى الحرب
كي أنهي الحرب بيني و بيني
خذوها أحرقوها بأعدائها
خذوها ليتسع الفرق بيني و بين اتهامي
و أمشي أمامي
و يولد في الزمن العربي.. نهار
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> تلك صورتها
تلك صورتها
رقم القصيدة : 64865
-----------------------------------
تلك صورتها
وهذا العاشق
وأريدّ أن أتقمص الأشجار:
قد كذب المساء عليه. أشهد أنني غطيته بالصمت
قرب البحر
أشهد أنني ودعته بين الندى والانتحار.
وأريد أن أتقمص الأسوار:
قد كذب النخيل عليه. أشهد أنه وجد الرصاصة.
أنه أخفى الرصاصة.
أنه قطع المسافة بين مدخل جرحه والانفجار.
وأريد أن أتقمص الحرّاس:
قد كذب الزمان عليه. أشهد أنه ضدّ البداية
أنه ضدّ النهاية(67/34)
كانت الزنزانة الأولى صباحا
كانت الزنزانة الأخرى مساء
كان بينهما نهار
وكأنه انتحر
السماء قريبة من ساقه
والنحل يمشي في الدم المتقدّم
الأمواج تمشي في الصدى
وكأنه انتحر
العصافير استراحت في المدى
وكأنه انتحر
احتجاجا
أو وداعا
أو سدى
وكأنّه انتحر
الظهيرة لا تمرّ.. ولا يمرّ
كأنه انتحر
السماء قريبة من ساقه
والنحل يمشي في الدم المتقدّم
البركان يولد بين حبات الندى
والصوت أسودكنت أعرف أن برقا ما سيأتي
كي أرى صوتا على حجر الظلام
والصوت أسود
كنت في أوج الزفاف
الطائرات تمرّ في عرسي
_كتبت_
حبيبت فحم
_كتبت_
وكنت أعرف أن برقا ما سيأتي
كي يعود المطربون إلى ملابسهم
وإن الطائرات تمرّ في يومي
أنا المتكلم الغائب
الطائراتتمرّ في عرسي
فأختزل الفضاء وأشتهي العذراء
إن الطائرات تمرّ في يومي وفي حلمي تمرّ الطائرات
فأشتهي ما يشتهى
وأحبّ قبل الحب.
في زمن الدخان يضيء تفّاح المدينة
تنزل الرؤيا إلى الجدران
في زمن الدخان يخّبىء السجان صورته..
رأيت رأيت عصفورين يحتلان قبّعة
رأيت الذكريات تفر من شبّاك جارتنا
وتسقط في جيوب الفاتحين
وأشتهي ما يشتهى
والطائرات تمرّ
والزمن المكلّس ينتهي في الانهيارات
الأصابع ظل ذاكرة على الجدران
والدم نطفة أو بذرة
لا لون لي
لاشكل لي
لا أمس لي
إن الشظايا حاصرتني
فاتسعت إلى الأمام
وصرت أعلى من مدينتنا أنا الشجر الوحيد
أنا الشظايا و.. الهدايا
أريديك، وأخلع الأيام
لا تاريخ قبل يديك
لا تاريخ بعد يديك
سموك البديل
لأن لون الثورة احتلّ الكآبة
والغزاة يمشطّون يديك من آثار ظهري
أرتديك وأخلع الأيام
سموك البديل
وبدلوك
كأن أغنية تغيرّ أو تطهّر أو تدمّر أو تفجّر
هم يبحثون عن البكارة خندقا
ويمارسون الغزو ضدّ الغزو في خلجان جسمك
أرتديك.. وأخلع الأيام
سموك البديل
وهم ضحاياك
اتسعت إلى الأمام وصحت بالأيام
لي يوم
وخطوتها..
أنا ضدّ المدينة:
في زمان الحرب غطّتني الشظيّة
في زمان السلم غطّاني العراء:(67/35)
عادوا إلى يافا: ولم أذهب
أنا ضدّ القصيدة:
غيّرت حزن النبي ولم تغير حاجتي للأنبياء.
والطائرات تعود من عرسي. تغادرني بلا سبب.
فأبحث عن تقاليدي، وموتي الذين يحاصرون الليل،
يقتربون من صدري، ويزدحمون في صدري
ولا يصلون لا يصلون
كان يصيح بالأسوار:
لي يوم
وخطوتهم
وكان البحر يرحل في المساء
وحضرت في جرحي وقمحك
لا لذاكرتي
ولا لقصيدة الآثار
لا لبكائك الصفصاف
لا لنبوءة العرّاف
يومك خارج الأيام والموتى
وخارج ذكريات الله والفرح البديل
حدقّت في جرحي وقمحك
للأشعة فيهما وطن يدافع عن مسافته
ويسقط عندما نمضي
ونسقط عندما نبقى حدودا للأشعة
والمدينة قرب حنجرتي تغني حين تسقط في مرايا النهر
صوتي ليس لافتة
ولكني أسميك البديل
حدقّت في جرحي
سأتهم المدينة بالعذوبة والجمال الشائع الموروث
من جبل جميل
هبطت نساء من قشور الضوء
جاء البحر من نومي على الطرقات
جاء الصيف من كسل النخيل
أحصيت أسباب الوداع
وقلت
ما بيني وبين اسمي بلاد
ليس لي لغة
ولكني أسميك البديل
ضدّ العلاقة
أن يجيء الوجه مثل الزرقة الخضراء
أن يمضي لأرسمه على جدران هذا السجن
أن يغزو شراييني ويخرج من يدي_
هذا هو الحبّ الجميل
وأحب أن تأتي لتمضي
طائرات
طائرات
طائرات
حاور السجّان صمتي
قال صمتي برتقالا
قال صمتي هذه لغتي
وأرخت اللقاء
الصخر يهتف لاسمك الوحشي كمثّرى
وأسال:هل تزوجت الجبال
ووصمتي بالعار والسفح البطيء؟
وأصدّق الراوي وأنكسّر:
الرجال
يبقون كالندم.. الخطيئة.. والبنفسج فوق أجساد النساء.
وأصدّق الراوي.. وأنفجر:
النساء
يذهبن كالعنب.. الغبار.. وضربة الحمّى
عن الذكرى وأجساد الرجال.
وأصدّق الراوي
ولا أجد الإشارة والدليل
وأكذّب الراوي
ولا أجد البنفسج والحقول
إنّ الدروب إليك تختنق..
الدروب إليك تحترق..
الدروب إليك تفترق
الدروب إليك حبل من دمي
والليل سقف اللصّ والقديس
قبّعة النبي وبزّة البوليس
أنت الآن تتّسعين
أنت الآن تتسعين
أنت الآن تتسعين(67/36)
أرسمجثتي ويداك فيها وردتان
بيني وبينك خيمة أو مهرجان
بيني وبينك صورتان
وأضيف كي تنسي وكي تتذكري
بيني وبين اسمي بلاد
حاور السجان صوتي
قال صوتي طائرات طائرات طائرات
سجان! يا سجان
لي وجه يحاول أن يراني
سجان يا سجان
لي وجه أحاول أن أراه
لكنهم عادوا إلى يافا ولم أذهب
أنا ضدّ القصيدة
ضدّ هذا الساحل الممتد من جرحي
إلى ورق الجريده
كثر الحياديون أو كثر الرماديون
قال البرتقال أنا حيادي رمادي
وقال الجرح ما أصل العقيدة
قلت أن تبقى وأمشي فيك كي ألغيك
كي أشفيك مني
والسجن يتسع البحار تضيق
أشهد أنني غطيته بالصمت قرب البحر
أشهد أنني ودعته بين الندى والانتحار
والطائرات تمرّ في يومي
كأن الحرب عادات ولم أذهب إلى الحرب الأخيرة
يخلع السجان ألواني ويعطيني زماني كي أفكر فيك أو بك
كان يسألها ويسألها ويسألها
متى تأتين من ساعات هذا السجن أو رئتي
متى تأتين من يافا ولا أمضي إلى بلدي
متى تأتين من لغتي
متى تأتين كي نمضي إلى جسدي
أنا ضدّ العلاقة
مرّ عصفور وغطاني وسافر
مرّ عصفور وجّمدني على الأحجار ظلا
هل يعيش الظل؟
جاء الليل: جاء الليل جاء الليل
من يدها ومن نومي
أنا ضدّ العلاقة:
تشرب الأشجار قتلاها وتنمو في ضحاياها
انا ضدّ العلاقة:
أن تكون بداية الأشياء دائمة البداية
هذه لغتي
أنا ضدّ البداية:
أن أواصل نهر موسيقي تورّخني وتفقدني تفاصيل الهوية
هذه لغتي
أنا ضدّ النهاية:
أن يكون الشيء أوّله وآخره وأذهب_
هذه لغتي
وأشهد أنه مات، الفراشة، بائع الد،عاشق الأبواب
لي زنزانة تمتدّ من سنة إلى.. لغة
ومن ليل إلى.. خيل
ومن جرح إلى.. قمح
ولي زنزانة جنسية كالبحر
قال: حبيبتي موج
وأمضى عمره في الحائط المتموج ..السقف القريب
وحلمه الهارب
أنا المتكّلم الغائب
سأنتظر انتظاري.. كنت أعرفني
لأن طفولتي رجل أحبّ..
أحب إمرأة تمرّ أمام ذاكرتي ونيراني
ولا تبقى ولا تمضي
أحب يمامة سميتها بلدا.(67/37)
أنا ضدّ العلاقة، والبداية ،والنهاية ،ضدّ أسمائي
أنا المتكلم الغائب
يغيب _رأيت عينيها
شهدت سقوط نافذتي،
سماويّ هو البحر الذي سرق الشوارع
من يديها قرب ذاكرتي
يغيب _
وإنّ أجراسا تدقّ على المسافة بين خطوتها ومذبحتي
سماوي هو البحر الذي سرق الرسائل
من يديها قرب ذاكرتي
وأحضر_ من وراء الشيء عبر الشيء
أحضر ملء قبلتها على مرأى من النسيان
أحضر من خلاياها
ومن عامودها الفقري أحضر
من إصابتها ببرق الشهوة العسلي
أحضر ملء رعشتها
على مرأى من النسيان
لي زمن تؤرخه بذور الجنس والعشب الذي يمتد
خلف الشيء والنسيان
أحضر
كنت شاهده وشاهدها
وصرت شهيده وشهيدها
آتي من الشهداء
إاى الشهداء
أنا المتكلم الغائب
أنا الحاضر
أنا الآتي
والصوت أخضر
إن شلال السلاسل والبلابل يلتقي في صرخة
أو ينتهي في مقبره
والصوت أخضر
قال لي: أو قلت لي أنتم مظاهرة البروق
وهم نشيد الاعتدال
والصوت موت المجزره
ضدّ القرنفل.. ضدّ عطر البرتقال
ومع التراب ..مع اليد الأخرى،
مع الكفّ التي تلج السلاسل والسنابل
كدت أنسى، كاد ينسى التسميه:
أنتم جذوع البرتقال
وهم نشيد الاعتدال
والله لا يأتي إلى الفقراء إذ يأتي، بلا سبب
وتأتي الأبجدية معولا أو تسليه
عادوا إلى يافا، وما عدنا
لأن الله لا يأتي بلا سبب
ذهبنا نحو يافا_ الأمنيه
يا أصدقاء البرتقال_ الزينة اتحدوا!
فنحن الخارجين على الحنين..الخارجين على العبير
نسير نحو عيوننا.. ونسير ضدّ المملكه
ضدّ السماء لتحكم الفقراء
ضدّ محاكم الموتى
وضدّ القيد قوميا
وضدّ وراثة الزيتون والشهداء
نحن الخارجين من العراء لتلبس الأشجار أثواب السماء نسير
ضدّ المملكه
ضدّ المغني حين يرضى
ضدّ اعتقال المعركه !
والصوت أخضر ..
كان ينتظر المفاجأة - الجدار
يقول : يوم ما سيأتي من هواء البحر ،
أو من خصرها المشدود بين الماء والأملاح
آخذ موجة وأعيد تركيب العناصر :
خصرها
يدها
نعاس جفونها
وبروق ركبتها.(67/38)
سآىخذ موجة وتكون صورتها وأغنيتي.
وأشهد أنه قطع المسافة بين مدخل جرحه والانفجار.
الأرض تبدأ من يديه
وكان يرمي الأرض بالأحلام
قنبلتي قرنفلتي
وحاول أن يموت فلم يفز بالموت
كان محاصرا بتشابه يعطي المساء مداه ينتظر النتيجة :
كان لي يوم يكون
وفراشة بنت السجون
والأرض تبدأ من يديه . وكان ضدّ الأرض..
ضدّ مساحة الصدف التي تأتي وتذهب في الفصول
المستحيل هويّتي
وهويّتي ورق الحقول .
والأرض تبدأ من يديه . كأنني سجان نفسي .
غاصت الجدارن في عضلاته ومحاولات الانتحار
يا من يحنّ إليك نبضي
هل تذكرين حدود أرضي !
والألرض تبدأ من يديه ، ومن زغاريد القرى البيضاء
تبدأ من دفاتر صبية يتعلمون
الأبجدية فوق ألغام الحروب وخلف أبواب النهار :
جاء وقت الانفجار
وعلى السيف قمر
وطني ليس جدار
وأنا لست حجر
والأرض تبدأ من يديه ومن نهايتها
ويسأل : أين وقتي ؟
قال : إن الوقت من قمح
وقال : رصاصة أولى تثير الأرض توقظها ، فتنكشف
الفضائح والعصافير العنيفة واحتمالات البداية .
من هنا ... من هذه الأجراس في جدران سجني
يبدأ الوقت الفدائي
أخرجي من أي ضلع
خنجرا أو سوسنه
وادخلي في أي ضلع
خنجرا أو سوسنه
والأرض تبدأ من نسيج الجرح - أشبهها
وأمشي فوق رأس الرمح - تشبهني
وأمشي في لهيب القمح
واشتعلت يداه
فرأى يدين جديدتين
يدين حافيتين
هل سقط الجدار ؟
سقطت كواكب فوق عينيه ، فغنى أو تنفس :
إنّ قنبلتي قرنفلتي
أريد الانتحارالانتحار الانتحار .
- من أين يبدأ جسمه ؟
* من كل قيد وانكسار
قال للبركان : يا بيتي البديل
وجدت وقت الانفجار.
والياسمين اسم لأميّ : قهوة الصبح .
الرغيف الساخن . النهر الجنوبيّ ، الأغاني
حين تتّكىء البيوت على المساء
أسماء أمّي .
- من أين تبدأ أرضه؟
* من جسمه المحتل بالمستعمرات.
الطائرات . الانقلابات . الخرافات . الأناشيد
الرديئة ، والمواعيد البطيئه .
والياسمين اسم لأمّي . باقة الزّبد.(67/39)
الأغاني حين تنحدر الجبال إلى الخريف . القطن.
وأصوات البواخر حين تمخرني ،
وأسماء السبايا والضحايا .
أسماء أمي
- من أين يبدأ صوته؟
* من أول الأيام حين تبارز الحكماء في مدح النظام
ومتعة السّفر البعيد
فأتى ليرميهم بجثّته
وكان دويّها .. والأنبياء .
لكم انتصارات ولي حلم
دمي يمشي وأتبعه - إليها
لكم ، انتصارات ولي يوم
وخطونها..
فيادمي اختصرني ما استطعت.
وأريدها :
من ظلّ عينيها إلى الموج الذي يأتي من القدمين ،
كاملة الندى والانتحار .
وأريدها :
شجر النخيل يموت أو يحيا.
وتتّسع الجديلة لي
وتختنق السواحل في انتشاري
وأريدها:
من أوّل القتلى وذاكرة البدّائيين
حتى آخر الأحياء
خارطة
أمزّقها وأطلقها عصافيرا وأشجارا
وأمشيها حصارا في الحصار .
أمتدّ من جهة الغد الممتدّ من جهة انهياراتي العديدة
هذه كفي الجديدة
هذه ناري الجديدة
وأمعدن الأحلام
هل عادوا إلى يافا ولم تذهب ؟
سأذهب في دمي الممتد فوق البحر فوق البحر فوق البحر
هل بدأ النزيف ؟
قد أحرقتني جهات البحر ،
الحرّاس ناموا عند زاوية الخريف .
والوقت سرداب وعيناها نوافذ عندما أمشي إليها
والوقت سرداب وعيناها ظلام حين لا أمشي إليها
وأريدها.
زمني أصابعها . أعود ولا أعود ،
أسرّح الماضي وأعجنه ترابا
ليست الأيام آبارا لأنزل
ليست الأيام أمتعة لأرحل
لا أعود ..
لأنّها تمشي أمامي في يدي
تمشي أمامي في غدي .
تمشي أمامي في انهياراتي.
وتمشي في انفجاراتي
أعود..
لأّنها ذرّات جسمي . أيّ ريح لم تبعثرني على الطرقات
كان السجن يجمعني . يرتّبني وثائق أو حقائق
أيّ ريح لا تبعثرني
أعود ..
لأنّها كفني . أعود لأنّها بدني
أعود
لأنها
وطني
أعود
حين انحنت في الريح
قال : تكون قنطرة وأعبرها إليها
وبنى أصابعه من الخشب المخبّأ في يديها .
البندقيّة والفضاء وآخر القتلى . سأدفن جثّتي في راحتها
وستضرمين النار .
قالت : أين كنت
ففرّ من يدها إلى اليوم المرابط خلف قامتها.(67/40)
وغنّى : أيّها الندم اختصرني بندقيّه
قالت : لتقتلني ؟
فقال : لكي أعيد لي الهويّه
وقفت ، كعادتها ، فعاد من انحناءتها إلى قدميه
كان طريقه طرقا وكان نزيفه أفقا
وكان يدور في الماضي ولا يجد اليدين وكان يحلم باكتمال الحلم
ما بيني وبين اسمي بلاد .
حين سّميت البلاد فقدت أسمائي . وحين مررت باسمي
لم أجد شكل البلاد
الحلم جاء الحلم جاء وكان يسأله :
من الأضل العيون أم البلاد ؟
قال المغنّي للضفاف :
الفرق بين الضفتين قصيدتي
قال المهاجر للوطن :
لا تنسني
والياسمين اسم لأمّي . والزمن
عشب على الجدران
قال البحر . قال الرمل . قال البيت . قال الحقل . قال
الصمت.ز
لكن المغنّي قال قرب الموت :
إنّ الفرق بين الضفتين قصيدتي
وأراد أن يلغي الوطن
وأراد أن يجد الوطن
هل تكلمن البحر ؟
هل تأتين من ساعات هذا الموج
أم تأتين من رئتي .. وهل تأتين ؟
هل نمشي على السكين برقا
أم دما نمشي ؟
أحبّك .. أم أحب نتيجتي في حبك التكوينظ
قد قالت لي الأيّام :
إذهب في الزمان
تجد مكانك جاهزا في وقت عينيها
فقلت : العمر لا يكفي لقبلتها
وهذا العمر ..
قد قالت لي الأيام:
إذهب في المكان
تجد زمانك عائدا في موج عينيها
فقلت : الجسم لا يكفي لنظرتها
وهذا البحر
ما اسم الأرض ؟ظ
بحر أخضر. آثار أقدام. دويلات . لصوص .ز عاشقات.
أنبياء.ززز آه ما اسم الأرض؟
شكل حبيبة يرميك قرب البحر.
ما اسم البحر؟
حدّ الأرض .حارسها . حصار الماء.ز أزرق أزرق
امتدّت يدان عناق البحر فاحتفل القراصنة
البدائيّون والمتحضرون بجثّة . فصرخت : أنت
البحر . ما اسم البحر؟
جسم حبيبة يرميك قرب الأرض.
قد قالت لنا الأيّام:
تلتقيان . تلتحمان . تنهمران
قلت :ك لها انفجارات
كأنّ البرتقال لهيبها الأبديّ
تنفجرين . تنفجرين .. تنفجرين في صدري وذاكرتي :
وأقفز من شظاياك الطليقة وردة ، ورصاصة
أولى ، وعصفورا على الأفق المجاور
ولي امتداد في شظاياك الطليقة.
إنّ نهرا من أغاني الحب يجري في شظيّه(67/41)
قد بعثرتني الريح ، فاختنقت بأصوات الملايين
ارتفعت على الصدى وعلى الخناجر .
شكرا ! أنام على الحصى فيطير
شكرا للندى .
وأمرّ بين أصابع الفقراء سنبلة، ّ ولافتة ، وصيغة بندقيّه .
ضدّ اتجاه الريح
تنفجرين تنفجرين في كل اتجاه
تنتهي لغة الأغاني حين تبتدئين
أو تجد الأغاني فيك معدتها ..رصاصتها.. وصورتها
أقول : البحر لا
والأرض لا
بيني وبينك "نحن"
فلنذهب لنلغينا ويتحد الوداع.
ألآن أغنيتي تمرّ ..
تمرّ أغنيتي على أفق نبيذي .
ويسقط في أغانيك البياض
الآن أغنيتي تمرّ... تمرّ أغنيتي على مدن السواد
فتسرحين الشّعر ، أو تتناثرين على الخرائط والبلاد.
والآن أغنيتي تمرّ..
تمرّ أغنيتي على حجر فيزهر في يديك اسمي ويتّحد اللقاء
ماتوا ولا تدرين . لكنّ الجدار يقول ماتوا في تساقطه
ولا تدرين . ماتوا ..
تلك أغنيتي ووجهك طائر ومدى
يودّعني الوداع
وساعة الدم دقّت الموتى
وموعدنا النحاسيّ ، الدخاني ، الحريريّ المزوّد بالزلازل
والمقيّد بالجدائل .
الآن تنتحرين .. تنتصرين .. تنطفئين .. تشتعلين في
الميدان والنسيان
دقّت ساعة الدم
دقّت الموتى
ليفتتحوا نشيد الفرق بين العشق واللغة الجميله
هو أنت
أنت أنا
يغيب الحاضر العلنيّ .
يأتي الغائب السري..
يلتحمان..
يتحدان في المتكلّم المفقود بين البحر والأشجار والمدن
الذليله.
والآن أشهد أنني غطّيته بالصمت قرب البحر
أشهد أنني ودعته بين الندى والانتحار
قال : انتحرت . ورد معتذرا: أتيت
وقال حارسه الزماني انتحارك انتصار
الانتحار - الانتصار يمدّ جسرا
هكذا يبنون نهرا
قال : ماتوا
ردّ معتذرا : لقد وضعوا حدود الانتحار .
والآن أغنيتي تمرّ ... تمرّ أغنيتي
وتلتحق الخطى بدمي
دمي المتقدم
الفتيات تخرج من أزيز الطائرات
البحر يخرج من خدوش الأسطوانات
المدينة قد أعدّت عرسها
وجنازتي
وتمرّ أغنيتي ، وترمي عادة الأزهار في الأنهار
سيّدتي سأهديك انتحاري الساطع اختصري نعاسك(67/42)
وانفجار الشارع ، اختصري المسافة بين
سكّيني وصدري
واستقرّي أنت بينهما بلاد
النهر يعفيني من التاريخ
والجلّاد أعفاني من الذكرى
فأنسى حصّتي من جثتي الأخرى
وأهديك التتمّة والحوار
قال انتحرت
وردّ معتذرا : أتيت
وقال حارسه : رأيت القمح ملء يديه .
عند الانتحار
كانت يداه خريطتين : خريطة للحلم تمطر حنطة
وخريطة لمحاورات الانتظار
والطائرات ؟ سألت
قال : تمرّ في يومي القديم ، يحلّق الأطفال ، يبتهجون
في السنة الجديدة ، يجعلون البحر أصغر من زوارقهم،
أنا أعتاد هذا الموت ، أعتاد الرحيل إلى النهار .
والآن أشهد أنه قطع المسافة بين مدخل جرحه والانفجار .
الحلم يأخذ شكله
فيخاف
لكنّ المدينة واقفه
في أوج قيدي
وانفجار العاصفه
مطر على خيل
وأعددنا لك الفرح الترابيّ الجديد
خيل على ليل
وأعددنا لك الفصح الخواتم والنشيد
والحلم يأخذ شكله
ويصير صورتك العنيفه
موتي : أو اخنصري هنا موتاك
كوني ياسمينا أو قذيفه .
والحلم يأخذ شكله
فيخاف
لكنّ المدينة واقفه
في قمّة الجرح الجديد
وفي انفجار العاصفه .
ماذا تقول الريح
نحن الريح نقتلع المراكب والكواكب
والخيام مع العروش الزائفه
ماذا تقول الريح
نحن الريح
ننشر عار فخذيك السماويين
ننشر عارنا
ونطيل عمر العاصفه
ليل على موت
وأعددنا لك المهد الحضانة والجبل
والحلم يشبهنا
ويشبهك المغني والمنادي والبطل
والحلم يأخذ شكله
فيخاف
لكنّ المدينة واقفه
في شعلة النار الطليقة
في شرايين الرجال
ذوبي أو انتشري رمادا أو جمال
ماذا تقول الريح ؟
نحن الريح
نحن الريح
نحن الريح ...
***
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> أعراس
أعراس
رقم القصيدة : 64866
-----------------------------------
عاشق يأتي من الحرب ألى يوم الزفاف
يرتدي بدلته الأولى
ويدخل
حلبة الرقص حصانا
من حماس وقرنفل
وعلى حبل الزغاريد يلاقى فاطمه
وتغنّي لهما
كل أشجار المنافي
ومناديل الحداد الناعمه
ذبّل العاشق عينيه(67/43)
وأعطى يده السمراء للحنّاء
والقطن النسائي المقدس
وعلى سقف الزغاريد تجيء الطائرات
طائرات
طائرات
تخطف العاشق من حضن الفراشه
ومناديل الحداد
وتغّني الفتيات :
قد تزوّجت
تزوّجت جميع الفتيات
يا محمّد ! !
وقضيت الليلة الأولى
على قرميد حيفا
يا محمّد !
يا أمير العاشقين
يا محمّد !
وتزوجت الدوالي
وسياج الياسمين
يا محمّد !
وتزوّجت السلالم
يا محمّد !
وتقاوم
يا محمّد !
وتزوّجت البلاد
يا محمّد !
يا محمّد !
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> كان ما سوف يكون
كان ما سوف يكون
رقم القصيدة : 64867
-----------------------------------
في الشارع الخامس حيّاني . بكى . مال على السور
الزجاجي ، ولا صفصاف في نيويورك.
أبكاني . أعاد الماء للنهر . شربنا قهوه . ثم افترقنا في
الثواني .
منذ عشرين سنه
وأنا أعرفه في الأربعين
وطويلا كنشيد ساحليّ ، وحزين
كان يأتينا كسيف من نبيذ . كان يمضي كنهايات
صلاه
كان يرمي شعره في مطعم " خريستو"
وعكا كلها تصحو من النوم
وتمشي في المياه
كان أسبوعا من الأرض ، ويوما للغزاه
ولأمّي أن تقول الآن : آه!
ليديه الورد والقيد . ولم يجرحه خلف السور ألّا
جرحه السيّد . عشّاق يجيئون ويرمون المواعيد .
رفعنا الساعد الممتددشنا العناقيد اختلطنا في
صراخ الفيجن البريّ . كسرنا الأناشيد . انكسرنا
في العون السود . قاتلنا . قتلنا. ثم قاتلنا . وفرسان
يجيئون ويمضون .
وفي كل فراغ
سنرى صمت المغني أزرقا حتى الغياب
منذ عشرين سنه
وهو يرمي لحمه للطير والأسماك في كل أتجاه
ولأمّي أن تقول الآن : آه !
أبن فلّاحين من ضلع فلسطين
جنوبيّ
شقيّ مثل دوريّ
قوي
فاتح الصوت
كبير القدمين
واسع الكفّ . فقير كفراشه
أسمر حتى التداعي
وعريض المنكبين
ويرى أبعد من بوابة السجن
يرى أقرب من أطروحة الفن
يرى الغيمة في خوذة جندي
يرانا ، ويرى كرت الأعاشه
وبسيط .. في المقاهي واللغه
ويحب الناي والبيره
لم يأخذ من الألفاظ إلّا أبسط الألفاظ(67/44)
سهلا كان كالماء
بسيطا .. كعشاء الفقراء .
كان حقلا من بطاطا وذره
لا يحب المدرسه
ويحب النثر والشعر
لعلّ السهل نثر
ولعلّ القمح شعر.
ويزور الأهل يوم السبت
يرتاح من الحبر الألهي
ومن أسئلة البوليس.
لم ينشر سوى جزئين من أشعاره الأولى
وأعطانا البقيه
شوهدت خطوته فوق مطار اللد من عشر سنين
واختفى...
كان ما سوف يكون
فضحتني السنبله
ثم أهدتني السنونو
لعيون القتله
.. شاحبا كالشمس في نيو يو رك:
مناين يمرّ القلب ؟ هل في غابة الأسمنت ريش لحمام؟
وبريدي فارغ . والفجر لا يلسع .
والنجمة لا تلمع في هذا الزحام .
ومسائي ضيّق . جسم حبيبي ورق . لا أحد حول
مسائي " يتمنى أن يكون النهر والغيمه" .. من
أين يمرّ القلب ؟ من يلتقط الحم الذي يسقط قرب
الأوبرا والبنك ؟ شلاّل دبابيس سيجتاح الملذات
التى أحملها .
لا أحلم الآن بشيء
أشتهي أن أشتهي
لا أحلم الآن بغير الانسجام
أشتهي
أو
أنتهي
لا . ليس هذا زمني
شاحبا كالشمس في نيويورك
أعطيني ذراعي لأعانق
ورياحي لأسير
ومن المقهى الى المقهى . أريد اللغه الأخرى
أريد الفرق بين النار والذكرى
أريد الصفة الأولى لأعضائي
وأعطيني ذراعي لأعانق
ورياحي لأسير
ومن المقهى ألى المقهى
لماذا يهرب الشعر من القلب أذا ما أبتعدت يافا ؟ لماذا
تختفي يافا أذا عانقتها ؟
لا ليس هذا زمني
وأريد الصفة الأولى لأعضائي
وأعطيني ذراعي لأعانق
ورياحي لأسير
... واختفى في الشارع الخامس ، أو بوابة القطب
الشماليّ . ولا أذكر من عينيه ألا مدنا تأتي وتمضي.
وتلاشى ، وتلاشى...
والتقينا بعد عام في مطار القاهرة
قال لي بعد ثلاثين دقيقه
" ليتني كنت طليقا
في سجون الناصرة "
نام أسبوعا . صحا يومين . لم يذهب مع النيل ألى الأرياف
لم يشرب من القهوة إلّا لونها .
لم يرى المصري في مصر
ولم يسأل سوى الكتّاب عن شكل الصراع الطبقي
ثم ناداه السؤال الأبديّ الاغتراب الحجري
قلت : من أي نبيّ كافر قد جاءك البعد النهائيّ ؟(67/45)
بكى من كسل في نظراتي . هل تغيّرت ؟
تغيّرت . ولم تذهب حياتي
عبثا .
مال ألى النيل وقال : النيل ينسى ؟
قلت : لا ينسى كما كنا نظنّ
وتذكّرنا معا أيقاعنا الماضي
وموجات السنونو فوق كف تقرع الحائط
والأرض التي نحملها في دمنا كالحشرات
وتذكرنا معا أيقاعنا الماضي وموت الأصدقاء
والذين اقتسموا أيّامنا ، وانتشروا
لم يحبونا كما كنّا نشاء
لم يحبونا ولكن عرفونا..
كان يهذي عندما يصحو . ويصحو عندما يبكي
ويمشي كخيام في البعيد العربيّ
ذهب العمر هباء
وفقدت الجوهري
واختفى قرب غروب النيل
أعددت له مرثية أخرى وجنّاز نخيل
يا انتحاري المتواصل
أوقف العمر لكي نبدأ من أي رحيل
وتأجّج كنباتات الجليل
وتوهّج كقتيل
يا انتحاري المتواصل
قف على ناصية الحلم وقاتل
فلك الأجراس ما زالت تدقّ
ولك الساعة ما زالت تدقّ
وتلاشى مرة أخرى
وخانتني الغصون
كان ما سوف يكون
فضحتني السنبلة
ثم أهدتني السنونو
لسيوف القتله
كانت نيويورك في تابوتها الرسمي تدعونا ألى تابوتها .
في الشارع الخامس حيّاني . بكى . مال على نافورة
الاسمنت . لا صفصاف في نيويورك . أبكاني .
أعاد الظل للبيت . اختبأنا في الصدى . هل مات
منّا أحد ؟ كلّا . تغيّرت قليلا ؟ لا . هل الرحله
ما زالت هي الرحله والميناء في القلب ؟ . نعم.
كان بعيدا وبعيدا ونهائيّ الغياب
دخّن الكأس..
تلاشى
كغزال يتلاشى
في مروّج تتلاشى في الضباب
ورمى سيجارة في كبدي وارتاح
لم ينظر إلى الساعة
لم يسرقه هذا القمر االواقف تحت الطابق العاشر في
منهاتن . التفّ بذكراه .. تغشّاه رنين الجرس
السريّ . مرّت بين كفينا عصافير عصافير و موت
عائليّ . ليس هذا ومني . عاد شتاء آخر . ماتت
نساء الخيل في حقل بعيد . قال إنّ الوقت لا يخرج
مني . فتبادلت و قلبي مدنا تنهار من أوّل هذا
العمر حتى آخر الحلم ..
أنبقى هكذا نمضي إلى الخارج في هذا النهار البرتقاليّ
فلا نلمس إلاّ الداخل الغامض ؟
من أين أتيت ؟
إخترقت عصفور رمحا(67/46)
فقلت اكتشفت قلبي
أنبقى هكذا نمضي إلى الداخل في هذا النهار البرتقاليّ
فلا نلمس إلاّ شرطة الميناء ؟
يهذي خارج الذكرى : أنا الحامل عبء الأرض ،
و المنقذ من هذا الضلال . الفتيات انتعلت روحي
و سارت . و العصافير بنت عشّا على صوتي و شقّتني
و طارت في المدى ..
لم يتغيّر أيّ شيء
و الأغاني شردتني شردتني
ليس هذا زمني .
ل ،ا ليس هذا وطني .
لا ليس هذا بدني .
كان ما سوف يكون
فضحنه السنبلة
ثم أهدته السنونو
لرياح القتله ..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> أحمد الزعتر
أحمد الزعتر
رقم القصيدة : 64868
-----------------------------------
ليدين من حجر و زعتر
هذا النشيد .. لأحمد المنسيّ بين فراشتين
مضت الغيوم و شرّدتني
و رمت معاطفها الجبال و خبّأتني
.. نازلا من نحلة الجرح القديم إلى تفاصيل
البلاد و كانت السنة انفصال البحر عن مدن
الرماد و كنت وحدي
ثم وحدي ...
آه يا وحدي ؟ و أحمد
كان اغتراب البحر بين رصاصتين
مخيّما ينمو ، و ينجب زعنرا و مقاتلين
و ساعدا يشتدّ في النيسان
ذاكرة تجيء من القطارات التي تمضي
و أرصفة بلا مستقبلين و ياسمين
كان اكتشاف الذات في العربات
أو في المشهد البحري
في ليل الزنازين الشقيقة
قي العلاقات السريعة
و السؤال عن الحقيقة
في كل شيء كان أحمد يلتقي بنقيضه
عشرين عاما كان يسأل
عشرين عاما كان يرحل
عشرين عاما لم تلده أمّه إلّا دقائق في
إناء الموز
و انسحبت .
يريد هويّة فيصاب بالبركان ،
سافرت الغيوم و شرّدتني
ورمت معاطفها الجبال و خبّأتني
أنا أحمد العربيّ - قال
أنا الرصاص البرتقال الذكريات
و جدت نفسي قرب نفسي
فابتعدت عن الندى و المشهد البحريّ
تل الزعتر الخيمة
و أنا البلاد و قد أتت
و تقمّصتني
و أنا الذهاب المستمرّ إلى البلاد
و جدت نفسي ملء نفسي ...
راح أحمد يلتقي بضلوعه و يديه
كان الخطوة - النجمه
و من المحيط إلى الخليج ، من الخليج إلى المحيط
كانوا يعدّون الرماح(67/47)
و أحمد العربيّ يصعد كي يرى حيفا
و يقفز .
أحمد الآن الرهينه
تركت شوارعها المدينة
و أتت إليه
لتقتله
و من الخليج إلى المحيط ، و من المحيط إلى الخليج
كانوا يعدّون الجنازة
وانتخاب المقصلة
أنا أحمد العربيّ - فليأت الحصار
جسدي هو الأسوار - فليأت الحصار
و أنا حدود النار - فليأت الحصار
و أنا أحاصركم
أحاصركم
و صدري باب كلّ الناس - فليأت الحصار
لم تأت أغنيتي لترسم أحمد الكحليّ في الخندق
الذكريات وراء ظهري ، و هو يوم الشمس و الزنبق
يا أيّها الولد الموزّع بين نافذتين
لا تتبادلان رسائلي
قاوم
إنّ التشابه للرمال ... و أنت للأزرق
و أعدّ أضلاعي فيهرب من يدي بردى
و تتركني ضفاف النيل مبتعدا
و أبحث عن حدود أصابعي
فأرى العواصم كلها زبدا ...
و أحمد يفرك الساعات في الخندق
لم تأت أغنيتي لترسم أحمد المحروق بالأزرق
هو أحمد الكونيّ في هذا الصفيح الضيّق
المتمزّق الحالم
و هو الرصاص البرتقاليّ .. البنفسجه الرصاصيّة
و هو اندلاع ظهيرة حاسم
في يوم حريّه
يا أيّها الولد المكرّس للندى
قاوم !
يا أيّها البلد - المسدس في دمي
قاوم !
الآن أكمل فيك أغنيتي
و أذهب في حصارك
و الآن أكمل فيك أسئلتي
و أولد من غبارك
فاذهب إلى قلبي تجد شعبي
شعوبا في انفجارك
... سائرا بين التفاصيل اتكأت على مياه
فانكسرت
أكلّما نهدت سفرجله نسيت حدود قلبي
و التجأت إلى حصار كي أحدد قامتي
يا أحمد العربيّ ؟
لم يكذب عليّ الحب . لكن كلّما جاء المساء
امتصّني جرس بعيد
و التجأت إلى نزيفي كي أحدّد صورتي
يا أحمد العربيّ .
لم أغسل دمي من خبز أعدائي
و لكن كلّما مرّت خطاي على طريق
فرّت الطرق البعيدة و القريبة
كلّما آخيت عاصمة رمتني بالحقيبة
فالتجأت إلى رصيف الحلم و الأشعار
كم أمشي إلى حلمي فتسبقني الخناجر
آه من حلمي و من روما !
جميل أنت في المنفى
قتيل أنت في روما
و حيفا من هنا بدأت
و أحمد سلم الكرمل
و بسملة الندى و الزعتر البلدي و المنزل(67/48)
لا تسرقوه من السنونو
لا تأخذوه من الندى
كتبت مراثيها العيون
و تركت قلبي للصدى
لا تسرقوه من الأبد
و تبعثروه على الصليب
فهو الخريطة و الجسد
و هو اشتعال العندليب
لا تأخذوه من الحمام
لا ترسلوه إلى الوظيفه
لا ترسموا دمه و سام
فهو البنفسج في قذيفه
صاعدا نحو التئام الحلم
تتّخذ التفاصيل الرديئة شكل كمّثرى
و تنفصل البلاد عن المكاتب
و الخيول عن الحقائب
للحصى عرق أقبّل صمت هذا الملح
أعطى خطبة الليمون لليمون
أوقد شمعتي من جرحي المفتوح للأزهار
و السمك المجفّف
للحصى عرق و مرآه
و للحطاب قلب يمامه
أنساك أحيانا لينساني رجال الأمن
يا امرأتي الجميلة تقطعين القلب و البصل
الطري و تذهبين إلى البنفسج
فاذكريني قبل أن أنسى يدي
... و صاعدا نحو التئام الحلم
تنكمش المقاعد تحت أشجاري و ظلّك ...
يختفي المتسلّقون على جراحك كالذباب الموسميّ
و يختفي المتفرجون على جراحك
فاذكريني قبل أن أنسى يديّ !
و للفراشات اجتهادي
و الصخور رسائلي في الأرض
لا طروادة بيتي
و لا مسّادة وقتي
و أصعد من جفاف الخبز و الماء المصادر
من حصان ضاع في درب المطار
و من هواء البحر أصعد
من شظايا أدمنت جسدي
و أصعد من عيون القادمين إلى غروب السهل
أصعد من صناديق الخضار
و قوّة الأشياء أصعد
أنتمي لسمائي الأولى و للفقراء في كل الأزقّة
ينشدون :
صامدون
و صامدون
و صامدون
كان المخيّم جسم أحمد
كانت دمشق جفون أحمد
كان الحجاز ظلال أحمد
صار الحصار مرور أحمد فوق أفئدة الملايين
الأسيرة
صار الحصار هجوم أحمد
و البحر طلقته الأخيرة !
يا خضر كل الريح
يا أسبوع سكّر !
يا اسم العيون و يا رخاميّ الصدى
يا أحمد المولود من حجر و زعتر
ستقول : لا
ستقول : لا
جلدي عباءة كلّ فلاح سيأتي من حقول التبغ
كي يلغي العواصم
و تقول : لا
جسدي بيان القادمين من الصناعات الخفيفة
و التردد .. و الملاحم
نحو اقتحام المرحلة
و تقول : لا
و يدي تحيات الزهوز و قنبلة(67/49)
مرفوعة كالواجب اليومي ضدّ المرحلة
و تقول : لا
يا أيّها الجسد المضرّج بالسفوح
و بالشموس المقبلة
و تقول : لا
يا أيّها الجسد الذي يتزوّج الأمواج
فوق المقصلة
و تقول : لا
و تقول : لا
و تقول : لا
و تموت قرب دمي و تحيا في الطحين
ونزور صمتك حين تطلبنا يداك
و حين تشعلنا اليراعة
مشت الخيول على العصافير الصغيرة
فابتكرنا الياسمين
ليغيب وجه الموت عن كلماتنا
فاذهب بعيدا في الغمام و في الزراعة
لا وقت للمنفى و أغنيتي ...
سيجرفنا زحام الموت فاذهب في الرخام
لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين
واذهب إلى دمك المهيّأ لانتشارك
و اذهب إلى دمي الموحّد في حصارك
لا وقت للمنفى ...
و للصور الجميلة فوق جدران الشوارع و الجنائز
و التمني
كتبت مراثيها الطيور و شرّدتني
ورمت معاطفها الحقول و جمعتني
فاذهب بعيدا في دمي ! و اذهب بعيدا في الطحين
لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين
يا أحمد اليوميّ
يا اسم الباحثين عن الندى و بساطة الأسماء
يا اسم البرتقاله
يا أحمد العاديّ !
كيف محوت هذا الفارق اللفظيّ بين الصخر و التفاح
بين البندقيّة و الغزاله !
لا وقت للمنفى و أغنيتي ...
سنذهب في الحصار
حتى نهايات العواصم
فاذهب عميقا في دمي
اذهب براعم
و اذهب عميقا في دمي
اذهب خواتم
و اذهب عميقا في دمي
اذهب سلالم
يا أحمد العربيّ... قاوم !
لا وقت للمنفى و أغنيتي ...
سنذهب في الحصار
حتى رصيف الخبز و الأمواج
تلك مساحتي و مساحة الوطن - الملازم
موت أمام الحلم
أو حلم يموت على الشعار
فاذهب عميقا في دمي و اذهب عميقا في الطحين
لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين
... و له انحناءات الخريف
له وصايا البرتقال
له القصائد في النزيف
له تجاعيد الجبال
له الهتاف
له الزفاف
له المجلّات الملوّنه
المراثي المطمئنة
ملصقات الحائط
العلم
التقدّم
فرقة الإنشاد
مرسوم الحداد
و كل شيء كل شيء كل شيء
حين يعلن وجهه للذاهبين إلى ملامح مجهه(67/50)
يا أحمد المجهول !
كيف سكنتنا عشرين عاما و اختفيت
و ظلّ وجهك غامضا مثل الظهيرة
يا أحمد السريّ مثل النار و الغابات
أشهر وجهك الشعبيّ فينا
واقرأ وصيّتك الأخيرة ؟
يا أيّها المتفرّجون ! تناثروا في الصمت
و ابتعدوا قليلا عنه كي تجدوه فيكم
حنطة ويدين عاريتين
وابتعدوا قليلا عنه كي يتلو وصيّته
على الموتى إذا ماتوا
و كي يرمي ملامحه
على الأحياء ان عاشوا !
أخي أحمد !
و أنت العبد و المعبود و المعبد
متى تشهد
متى تشهد
متى تشهد ؟
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> قصيدة الرمل
قصيدة الرمل
رقم القصيدة : 64869
-----------------------------------
إنّه الرمل
مساحات من الأفكار و المرأة ،
فلنذهب مع الإيقاع حتى حتفنا
في البدء كان الشجر العالي نساء
كان ماء صاعدا . كان لغه .
هل تموت الأرض كالإنسان
هل يحملها الطائر شكلا للفراغ ؟
البدايات أنا
و النهايات أنا
و الرمل شكل و احتمال .
برتقال يتناسى شهوتي الأولى .
أرى في ما أرى النسيان ، قد يفترس الأزهار و الدهشة ،
و الرمل هو الرمل . أرى عصرا من الرمل يغطينا ،
و يرمينا من الأيام .
ضاعت فكرتي و امرأتي ضاعت
و ضاع الرمل في الرمل .
البدايات أنا
و النهايات أنا
و الرمل جسم الشجر الآتي ،
غيوم تشبه البلدان .
لون واحد للبحر و النوم .
و للعشاق وجه واحد ،
... و سنعتاد على القرآن في تفسير ما يجري ،
سنرمي ألف نهر في مجاري الماء .
و الماضي هو الماضي ، سيأتي في انتخابات المرايا
سيّد الأيّام .
و النخلة أمّ اللّغة الفصحى .
أرى ، في ما أرى ، مملكة الرمل على الرمل
و لن يبتسم القتلى لأعياد الطبول
ووداعا ... للمسافات
وداعا ... للمساحات
وداعا للمغنّين الذين استبدوا "القانون" بالقانون كي
يلتحموا بالرمل ...
مرحى للمصابين برؤياي ، و مرحى للسيول .
البدايات أنا
و النهايات أنا
أمشي إلى حائط إعدامي كعصفور غبيّ ،
و أظنّ السهم ضلعي
و دمي أغنية الرمّان . أمشي(67/51)
و أغيب الآن في عاصفة الرمل ،
سيأتي الرمل رمليا
و تأتين إلى الشاعر في الليل ، فلا
تجدين الباب و الأزرق ،
ضاعت لفظتي و امرأتي ضاعت ...
سيأتي .. سوف يأتي عاشقان
يأخذان الزنبق الهارب من أيّامنا
و يقولان أمام النهر :
كم كان قصيرا زمن الرمل
و لا يفترقان
و البدايات أنا
و النهايات أنا
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> قصيدة الخبز
قصيدة الخبز
رقم القصيدة : 64870
-----------------------------------
(إلى إبراهيم مرزوق )
كان يوما غامضا ...
تخرج الشمس إلى عاداتها كسلى
رماد معدنيّ يملأ الشرق ..
و كان الماء في أوردة الغيم
و في كل أنابيب البيوت
يابسا
كان خريفا يائسا في عمر بيروت
و كان الموت يمتدّ من القصر
إلى الراديو إلى بائعة الجنس إلى سوق الخضار
ما الذي أيقظك الآن
تمام الخامسة ؟
كان إبراهيم رسّام المياه
و سياجا للحروب
و كسولا عندما يوقظه الفجر
و لكنّ لإبراهيم أطفالا من الليّلك و الشمس
يريدون رغيفا و حليب
كان إبراهيم رسّاما و أب
كان حيّا من دجاج و جنوب و غضب
و بسيطا كصليب
المساحات صغيره
مقعد في غرفة . لا شيء... لا شيء
و كان الرسم بالماء وطن
و التفاصيل لكم . وجهي أنا برقيّة
هل تقرأون الماء كي تتّفق الآن ؟
البياض الأسود احتل المسافات
أنا الورد الذي لا يومىء
القيد الذي يأتي من الحرية - الفوضى
أو الهجز الذي يأخذ شكل الوطن - البوليس
هل كان الوطن
انطباعا أم صراعا ؟
وضياعا أم خلاص
كان يوما غامضا ...
وجهي أنا برقيّة الحنطة في حقل الرصاص
ما الذي أيقظك الآن
تمام الخامسة ؟
كنت تعرف
هي بيروت الفوارق
هي بيروت الحرائق
ما الذي أيقظك الآن
تمام الخامسة ؟
إنّهم يغتصبون الخبز و الإنسان
منذ الخامسة ....
لمم يكن للحبر في يوم من الأيّام
هذا الطعم ، هذا الدم
هذا الملمس الهامس
هذا الهاجس الكونيّ
هذا الجوهر الكلي ّ
هذا الصوت هذا الوقت
هذا اللون هذا الفنّ
هذا الاندفاع البشريّ . السرّ. هذا السّحر(67/52)
هذا الانتقال الفذ
من كهف البدايات إلى حرب العصابات
إلى المأساة في بيروت من كان يموت
في تمام الخامسة ؟
كان إبراهيم يستولي على اللون النهائيّ
و يستولي على سر العناصر
كان رسّاما وثائر
كان يرسم
وطنا مزدحما بالناس و الصفصاف و الحرب
وموج البحر و العمال و الباعة و الريف
و يرسم
جسدا مزدحما بالوطن المطحون
في معجزة الخبز
و يرسم
مهرجان الأرض و الإنسان ،
خبزا ساخنا عند الصباح
كانت الأرض رغيفا
كانت الشمس غزالة
كان إبراهيم شعبا في الرغيف
و هو الآن نهائيّ... نهائي ّ
تمام السادسة
دمه في خبزه
خبزه في دمه
الآن
تمام السادسة ..
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> قصيدة الارض
قصيدة الارض
رقم القصيدة : 64871
-----------------------------------
في شهر أذار ، في سنة الانتفاضة ، قالت لنا الارض
أسرارها الدمويّة . في شهر أذار مرّت أمام
البنفسج والبندقيّة خمس بنات . وقفن على باب
مدرسة ابتدائيّة ، واشتعلن مع الورد والزعتر
البلديّ . افتتحن نشيد التراب . دخلن العناق
النهائيّ - اذار يأتي الى الارض من باطن الارض
يأتي ، ومن رقصة الفتيات-البنفسج مال قليلا
ليعبر صوت البنات . العصافير مدّت مناقيرها
في اتجاة النشيد وقلبي .
أنا الارض
والارض أنت
خديجة ! لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من اناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل .
وفي شهر أذار ، مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس
بنات . سقطن على باب مدرسة ابتدائيّة . للطباشير
فوق الاصابع لون العصافير . في شهر أذار قالت
لنل الارض أسرارها .
-1-
أسمّي التراب امتدادا لروحي
أسمّي يديّ رصيف الجروح
أسمّي الحصى أجبحة
أسمّي العصافير لوزا وتين
أسمّي ضلوعي شجر
وأستلّ من تينة الصدر غصنا
وأقذفة كالحجر
وأنسف دبّابة الفاتحين .
-2-
وفي شهر أذار، قبل ثلاثين عاما وخمس حروب ،
ولدت على كومة من حشيش القبور المضئ .(67/53)
أبي كان في قبضة الانجليز . أمّي تربّي جديلتها
وامتدادي على العشب . كنت أحبّ " جراح
الحبيب " وأجمعها في جيوبي ، فتذبل عند الظهيرة ،
مرّ الرصاص على قمري الليلكيّ فلم ينكسر
غير أن الز مان يمرّ على قمري الليلكيّ فيسقط في
القلب سهوا ...
وفي شهر أذار نمتدّ في الارض
في شهر أذار تنتشر الارض فينا
مواعيد غامضة
واحتفالا بسيطا
ونكتشف البحر تحت النوافذ
والقمر الليلكيّ على السرو
في شهر أذار ندخل أول سجن وندخل أول حبّ .
وتنهمر الذكريات على قرية في السياج
وادنا هناك ولم نتجاوز ظلال السفرجل
كيف تفرّين من سبلي يا ظلال السفرجل ؟
في شهر أذار ندخل أةل حبّ
وندخل أول سجن
وتنبلج الذكريات عشاء من اللغة العربية
قال لي الحبّ يوما : دخلت الى الحلم وحدي فضعت
وضاع بي الحلم . قلت : تكاثر ! تر النهر يمشي
اليك .
وفي شهر أذار تكتشف الارض أنهارها
-3-
بلادي البعيدة عني ... كقلبي !
بلادي القريبة مني ... كسجني !
لملذا أغنّي
مكانا ، ووجهي مكان؟
لماذا أغنّي
لطفل ينام على الزعفران
وفي طرف النوم خنجر
وأمّي تناولني
صدرها
وتموت أمامي
بنسمة عنبر ؟
-4-
وفي شهر أذار تستيقظ الخيل
سيّدتي الارض !
أيّ نشيد سيمشي على بطنك المتموّج ، بعدي ؟
وأيّ نشيد يلالئم هذا الندى والبخور
كأنّ الهياكل تستفسر الان عن أنبياء فلسطينفي بدئها
المتواصل
هذا اخضرار المدى واحمرار الحجارة -
هذا نشيدي
وهذا خروج المسيح من الجرح والريح
أخضر مثل البنات يغطي مساميرة وقيودي
وهذا نشيدي
وهذا صعود الفتى العربيّ الى الحلم والقدس ...
في شهرأذار تستيقظ الخيل .
سيّدتي الارض !
والقمم اللولبيّة تبسطها الخيل سجّادة للصلاة السريعة
بين الرماح وبين دمي .
نصف دائرة ترجع الخيل قوسا
ويلمع وجهي ووجهك حيفا وعرسا
وفي شهر آذار ينخفض البحر عن أرضنا المستطيلة مثل
حصان على وتر الجنس .
في شهر آذار ينتفض الجنس في شجر الساحل العربيّ
وللموج أن يحبس الموج ... أن يتموّج ... أن(67/54)
يتزوّج ... أو يتضرّج بالقطن
أرجوك - سيّدتي الأرض - أن تسكنيني وأن تسكنيني
صهيلك
أرجوك أن تدفنيني مع الفتيات الصغيرات بين البنفسج
والبندقية
أرجوك - سيّدتي الأرض - أن تخصبي عمري المتمايل
بين سؤالين : كيف ؟ وأين ؟
وهذا ربيعي الطليعيّ
هذا ربيعي النهائيّ
في شهر آذار زوجت الأرض أشجارها .
-5-
كأنّي أعود إلى ما مضى
كأنّي أسير أمامي
وبين البلاط وبين الرضا
أعيد انسجامي .
أنا ولد الكلمات البسيطه
وشهيد الخريطه
أنا زهرة المشمش العائليّه .
فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل
من البدء حتى الجليل
أعيدوا إليّ يديّ
أعيدوا إليّ الهويّه !
-6-
وفي شهر آذار تأتي الظلال حريرية والغزاة بدون ظلال
وتأتي العصافير غامضة كاعتراف البنات
وواضحة كالحقول
العصافير ظلّ الحقول على القلب والكلمات .
خديجة !
- أين حفيداتك الذاهبات إلى حبّهن الجديد ؟
- - ذهبن ليقطفن بعض الحجارة
قالت خديجة وهي تحث الندى خلفهنّ .
وفي شهر آذار يمشي التراب دما طازجا في الظهيرة...
خمس بنات يخبّئن حقلا من القمح تحت الضفيرة...
يقرأن مطلع أنشودة عن دوالي الخليل . ويكتبن
خمس رسائل :
تحيا بلادي
من الصفر حتى الجليل
ويحلمن بالقدس بعد امتحان الربيع وطرد الغزاة .
خديجة ! لا تغلقي الباب خلفك
لا تذهبي في السحاب
ستمطر هذا النهار
ستمطر هذا النهار رصاصا
ستمطر هذا النهار !
وفي شهر آذار ، في سنة الانتفاضة ، قالت لنا الأرض
أسرارها الدمويّة : خمس بنات على باب مدرسة
ابتدائيّة يقتحمن جنود المظلات . يسطع بيت
من الشعر أخضر ... أخضر . خمس بنات على
باب مدرسة ابتدائيّة ينكسرن مرايا مرايا
البنات مرايا البلاد على القلب ...
في شهر آذار أحرقت الأرض أزهارها .
-7-
أنا شاهد المذبحه
وشهيد الخريطه
أنا ولد الكلمات البسيطه
رأيت الحصى أجنحه
رأيت الندى أسلحه
عندما أغلقوا باب قلبي عليّا
وأقاموا الحواجز فيّا
ومنع التجوّل
صار قلبي حاره
وضلوعي حجاره
وأطلّ القرنفل(67/55)
وأطلّ القرنفل
-8-
وفي شهر أذار رائحة للنباتات . هذا زواج العناصر .
" آذار أقسى الشهور " وأكثرها شبقا . أيّ
سيف سيعبر بين شهيقي وبين زفيري ولا يتكسّر !
هذا عناقي الزراعيّ في ذروة الحبّ . هذا انطلاقي
إلى العمر .
فاشتبكي يا نباتات واشتركي في انتفاضة جسمي ، وعودة
حلمي إلى جسدي .
سوف تنفجر الأرض حين أحقّق هذا الصراخ المكبّل
بالريّ والخجل القروي .
وفي شهر آذار نأتي إلى هوس الذكريات ، وتنمو علينا
النباتات صاعدة في اتجاهات كل البدايات . هذا
نموّ التداعي . أسمّي صعودي إلى الزنزلخت التداعي.
رأيت فتاة على شاطىء البحر قبل ثلاثين عاما
وقلت : أنا الموج ، فابتعدت في التداعي . رأيت
شهيدين يستمعان إلى البحر . عكا تجيء مع الموج
عكا تروح مع الموج . وابتعدا في التداعي .
ومالت خديجة نحو الندى ، فاحترقت ، خديجة ! لا
تغلقي الباب !
إنّ الشعوب ستدخل هذا الكتاب وتأفل شمس أريحا
بدون طقوس .
فيا وطن الأنبياء ... تكامل !
ويا وطن الزراعين ... تكامل !
ويا وطن الشهداء ... تكامل !
ويا وطن الضائعين ... تكامل !
فكلّ شعاب الجبال امتداد لهذا النشيد،
وكل الأناشيد فيك امتداد لزيتونة زمّلتني .
-9-
مساء صغير على قرية مهمله
وعينان نائمتان
أعود ثلاثين عاما
وخمس حروب
وأشهد أن الزمان
يخبّىء لي سنبله
يغنّي المغنّي
عن النار والغرباء
وكان المساء مساء
وكان المغنّي يغنّي
ويستجوبونه :
لماذا تغنّي ؟
يردّ عليهم :
لأنّي أغنّي
وقد فتّشوا صدره
فلم يجدوا غير قلبه
وقد فتّشوا قلبه
فلم يجدوا غير شعبه
وقد فتّشوا صوته
فلم يجدوا غير حزنه
وقد فتّشوا حزنه
فلم يجدوا غير سجنه
وقد فتّشوا سجنه
فلم يجدوا غير أنفسهم في القيود
وراء التلال
ينام المغنّي وحيدا
وفي شهر آذار
تصعد منه الظلال
-10-
أنا الأمل السهل والرحب - قالت لي الأرض . والعشب
مثل التحيّة في الفجر
هذا احتمال الذهاب إلى العمر خلف خديجة . لم يزرعوني
لكي يحصدوني(67/56)
يريد الهواء الجليليّ أن يتكلم عني ، فينعس عند خديجة
يريد الغزال الجليليّ أن يهدم اليوم سجني ، فيحرس ظل
خديجة وهي تميل على نارها
يا خديجة ! إني رأيت ... وصدقّت رؤياي . تأخذني
في مداها وتأخذني في هواها . أنا العاشق الأبديّ ،
السجين البديهيّ . يقتبس البرتقال اخضراري ويصبح
هاجس يافا
أنا الأرض منذ عرفت خديجة
لم يعرفوني لكي يقتلوني .
بوسع النبات الجليليّ أن يترعرع بين أصابع كفي ويرسم
هذا المكان الموزّع بين اجتهادي وحبّ خديجة
هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر من شهر آذار حتى
رحيل الهواء عن الأرض
هذا التراب ترابي
وهذا السحاب سحابي
وهذا جبين خديجة
أنا العاشق الأبديّ السجين البديهيّ
رائحة الأرض توقظني في الصباح المبكر...
قيدي الحديديّ يوقظها في المساء المبكر
هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر ،
لا يسأل الذاهبون إلى العمر عن عمرهم
يسألون عن الأرض : هل نهضت
طفلتي الأرض !
هل عرفوك لكي يذبحوك ؟
وهل قيّدوك بأحلامنا فانحدرت إلى جرحنا في الشتاء ؟
وهل عرفوك لكي يذبحوك ؟
وهل قيّدوك بأحلامهم فارتفعت إلى حلمنا في الربيع ؟
أنا الأرض ...
يا أيّها الذاهبون إلى حبة القمح في مهدها
أحرثوا جسدي !
أيّها الذاهبون إلى جبل النار
مرّوا على جسدي
أيّها الذاهبون إلى صخحرة القدس
مرّوا على جسدي
أيّها العابرون على جسدي
لن تمرّوا
أنا الأرض في جسد
لن تمرّوا
أنا الأرض في صحوها
لن تمرّوا
أنا الأرض . يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها
لن تمرّوا
لن تمرّوا
لن تمرّوا
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> نشيد إلى الأخضر
نشيد إلى الأخضر
رقم القصيدة : 64872
-----------------------------------
إنّك الأخضر . لا يشبهك الزيتون ، لا يمشي إليك
الظلّ ، لا تتّسع لرايات صباحك .
ووحيد في انعدام اللون ،
تمتدّ من اليأس إلى اليأس
وحيدا وغريبا كالرجاء الآسيويّ
إنّك الأخضر ، من أوّل حمّلتك الاسم حتى
أحدث الأسلحة(67/57)
الأخضر أنت الأخضر الطالع من معركة الألوان
والغابات ريش في جناحك .
وقتك القمح الجماعيّ ، الزفاف الدمويّ .
إنّك الأخضر مثل الصرخة الأولى لطفل يدخل العالم
من باب الخيانات ،
ومثل الطلقة الأولى لجنديّ
رأى قصر الشتاء الملكيّ .
وانتظرناك على النرجس
أجراسا وقتلى
وخلقناك ، لكي تخلقنا
ضوءا وظلا .
إنّك الأخضر . لا يشبهك الزيتون ، لا يمشي إليك
الظلّ .لا تتّسع الأرض لرايات صباحك
ونشيدي لك يأتي دائما أسود من كثرة موتي قرب نيران
جراحك
فلتجدّد أيّها الأخضر موتي وانفجاري
إنّ في حنجرتي عشرة آىلاف قتيل يطلبون الماء ،
جدّد أيّها الأخضر صوتي وانتشاري
إنّ في حنجرتي كفّا تهزّ النخل
من أجل فتى يأتي نبيا
أي : فدائيّا
وجدّد أيّها الأخضر صوتي . إنّ في حنجرتي خارطة
الحلم وأسماء المسيح الحيّ
جدّد أيّها الأخضر موتي
إنّ في جثّتي الأخرى فصولا وبلاد
أيّها الأخضر في هذا السواد السائد ، الأخضر في بحث
المناديل عن النيل وعن مهر العروس
الأخضرالأخضر في كلّ البساتين التى أحرقها السلطان
والأخضر في كلّ رماد
لن أسمّيك انتقال الرمز من حلم إلى يوم
أسمّيك الدم الطائر في هذا الزمان
وأسمّيك انبعاث السنبله
أيّها الطائر من جثّتي الكاملة المكتمله
في فضاء واضح كالخبز ...
يا أخضر ! لا يقترب البحر كثيرا من سؤالي
أيّها الأخضر
لا يبتعد البحر كثيرا عن سؤالي
وأنا أذكر ،
أو لا أذكر الحادثة الأولى ،
ولكني أرى طقس اغتيالي
وأنا العائد من كل اغتيال
مستحيلا في جسد
فلتواصل أيّها الأخضر
لون النار والأرض وعمر الشهداء
ولتحاول أيّها الأخضر
أن تأتي من اليأس إلى اليأس
وحيدا يائسا كالأنبياء
ولتواصل أيّها الأخضر لونك
ولتواصل أيّها الأخضر لوني
إنّك الأخضر . والأخضر لا يعطي سوى الأخضر ،
لا يشبهنا الزيتون ،
لا يمشي إلينا الظلّ ،
لا تتسع الأرض لوجهي
في صباحك ! ...
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> وتحمل عبء الفراشة
وتحمل عبء الفراشة(67/58)
رقم القصيدة : 64873
-----------------------------------
ستقول : لا , وتمزّق الألفاظ والنهر البطيء . ستلعن
الزمن الرديء ، وتخفي في الظلّ . لا- للمسرح
اللغويّ . لا - لحدود هذا الحلم . لا- للمستحيل
تأتي إلى مدن وتذهب . سوف تعطي الظلّ أسماء
القرى . وتحذّر الفقراء من لغة الصدى والأنبياء .
وسوف تذهب ... سوف تذهب ، والقصيدة
خلف هذا البحر والماضي . ستشرح هاجسا فيجيء
حرّاس الفراغ العاجزون الساقطون من البلاغة
والطبول
لنشيدك انكسرت سماء الماء . حطّاب وعاشقة ،
وينفتح الصباح على المكان . تواصل الكلمات
نسيانا تزوّج ألف مذبحة . يجيء الموت أبيض .
تهطل الأمطار . يتضح المسدّس والقتيل .
سيجيئك الشهداء من جدران لفظتك الأخيرة . يجلسون
عليك تاجا من دم ، ويتابعون زراعة التفاح
خارج ذكرياتك . سوف تتعب ... سوف تتعب
سوف تطردهم فلا يمضون . تشتمهم فلا يمضون
يحتلّون هذا الوقت . تهرب من سعادتهم إلى وقت
يسير على الشوارع والفصول.
ويجيئك الفقراء . لا خبز لديك ، ولا دعاء ينقذ القمح
المهدّد بالجفاف . تقول شيئا ما عن الغضب الذي
زفّ السنابل للسيوف . تقول شيئا ما عن النهر
المخبّأ في عباءات النساء القادمات من الخريف .
فيضحكون ويذهبون ، ويتركون الباب مفتوحا
لأسئلة الحقول .
لنشيدك اتسعت عيون العاشقات . نعم تسمّي خصلة
القمح البلاد ، وزرقة البحر البلاد . نعم تسمّي
الأرض سيّدة من النسيان . ثم تنام وحدك بين
رائحة الظلال وقلبك المفقود في الدرب الطويل .
ستقول طالبة : وما نفع القصيدة ؟ شاعر يستخرج
الأزهار والبارود من حرفين . والعمال مسحوقون
تحت الزهر والبارود في حربين . ما نفع القصيدة
في الظهيرة الظلال ؟ تقول شيئا ما وتخطىء : سوف
يقترب النخيل من اجتهادي ، ثم يكسرك النخيل .
لنشيدك انتشرت مساحات البياض وحنكة الجلاّد .
تأتي دائما كالانتحار فيطلبون الحزن أقمشة .
وتأتي دائما كالانفجار فيطلبون الورد خارطة . ستأتي(67/59)
حين تذهب ، ثم تأتي حين تذهب، ثم يبتعد
الوصول .
ستكون نسرا من لهيب، والبلاد فضاءك الكحليّ .
تسأل : " هل أسأت إليك يا شعبي ؟ " وتنكسر
السفوح على جناح النسر . يحترق الجناح على بخار
الأرض .تصعد ، ثم تهبط ، ثم تصعد ثم تدخل
في السيول
وتمرّ من كل البدايات احتفالا : " هل أسأت إليك
يا زمني ؟ " تغنّي الأخضر الممتدّ بين يدين
يابستين : تدخل وردة وتصبح : ما هذا الزحام؟ .
ترى دما فتصبح : من قتل الدليل ؟
وتموت وحدك .سوف تتركك البحار على شواطئها
وحيدا كالحصى . ستفرّ منك المكتبات ، السيّدات ،
الأغنيات ، شوارع المدن ، القطارات ، المطارات
البلاد تفرّ من يدك التي خلقت بلادا للهديل .
وتموت وحدك . سوف تهجرك البراكين التي كانت
تطيع صهيلك الدامي . وتهجرك اندفاعات الدم
الجنسيّ والفرح الذي يرميك للأسماك . يهجرك
التساؤل والتعامل بين أغنية وسجّان ويهجرك
الصهيل .
وسيدفنون العطر بعدك . يمنحون الورد قيدك .
يحكمون على الندى المهجور بالإعدام بعدك.
يشعلون النار في الكلمات بعدك . يسرقون الماء من
أعشاب جلدك . يطردونك من مناديل الجليل .
وتقول لا - للمسرح اللغويّ
لا - لحدود هذا الحلم
لا - للمستحيل
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> الحديقة النائمة
الحديقة النائمة
رقم القصيدة : 64874
-----------------------------------
سرقت يدي حين عانقها النوم ،
غطّيت أحلامها ،
نظرت إلى عسل يختفي خلف جفنين،
صلّيت من أجل ساقين معجزتين ،
إنحنيت على نبضها المتواصل،
شاهدت قمحا على مرمر ونعاس،
بكت قطرة من دمي
فارتجفت...
الحديقة نائمة في سريري .
ذهبت إلى الباب ،
لم التفت نحو روحي التي واصلت نومها
سمعت رنين خطاها القديم وأجراس قلبي
ذهبت إلى الباب
- مفتاحها في حقيبتها
وهي نائمة كالملاك الذي مارس الحب -
ليل على مطر في الطريق ، ولا صوت يأتي
سوى نبضها والمطر .
ذهبت إلى الباب ،
يفتح الباب،
أخرج .
ينغلق الباب.
يخرج ظلي ورائي .(67/60)
لماذا أقول وداعا ؟
من الآن صرت غريبا عن الذكريات وبيتي.
هبطت السلالم ،
لا صوت يأتي
سوى نبضها والمطر
وخطوي على درج نازل
من يديها إلى رغبة في السفر .
وصلت إلى الشجره
هنا قبلتني
هنا ضربتني صواعق من فضة وقرنفل .
هنا كان عالمها يبتدىء
هنا كان عالمها ينتهي .
وقفت ثواني من زنبق وشتاء ،
مشيت ،
ترددت ،
ثم مشيت ،
أخذت خطاي وذاكرتي المالحه
مشيت معي .
لا وداع ولا شجره
فقد نامت الشهوات وراء الشبابيك ،
نامت جميع العلاقات ،
نامت جميع الخيانات خلف الشبابيك ،
نام رجال المباحث أيضا ..
وريتا تنام ... وتوقظ أحلامها .
في الصباح ستأخذ قبلتها ،
وأيامها ،
ثم تحضر لي قهوتي العربية
وقهوتها بالحليب .
وتسأل للمرة الألف عن حبّنا
وأجيب
بأني شهيد اليدين اللتين
تعدان لي قهوتي في الصباح .
وريتا تنام ... تنام وتوقظ أحلامها
- نتزوج؟
نعم .
- متى ؟
حين ينمو البنفسج
على قبعات الجنود .
طويت الأزقة ، مبنى البريد ، مقاهي الرصيف ، نوادي
الغناء ، وأكتشاك بيع التذاكر .
أحبّك ريتا . أحبّك . نامي وأرحل
بلا سبب كالطيور العنيفة أرحل
بلا سبب كالرياح الضعيفة أرحل
أحبّك ريتا .أحبّك . نامي
سأسأل بعد ثلاثة عشر شتاء
سأسأل :
أما زلت نائمة
أم صحوت من النوم ...
ريتا ! أحبّك ريتا
أحبّك ...
شعراء الجزيرة العربية >> سعاد الصباح >> السمفونية الرمادية
السمفونية الرمادية
رقم القصيدة : 64875
-----------------------------------
يا أحبابي :
كان بوُدّي أن أُسْمِعَكُمْ
هذي الليلةَ ، شيئاً من أشعار الحُبّْ
فالمرأةُ في كلِّ الأعمارِ ،
ومن كلِّ الأجناسِ ،
ومن كلِّ الألوانِ
تدوخُ أمامَ كلامِ الحُبّْ
كان بوُدّي أن أسرقَكُمْ بِضْعَ ثوانٍ
من مملكةِ الرَمْلِ ، إلى مملكةِ العُشْبْ
يا أحبابي :
كان بودّي أن أُسْمِعَكُمْ
شيئاً من موسيقى القلبْ
لكنَّا في عصرٍ عربيٍّ
فيهِ توقّفَ نَبْضُ القلبْ ...
-2-
يا أحبابي :
كيف بوُسْعي ؟(67/61)
أن أتجاهلَ هذا الوطَنَ الواقعَ فيِ أنيابِ
الرُعْبْ ؟
أن أتجاوزَ هذا الإفلاسَ الروحيَّ
وهذا الإحباطَ القوميَّ
وهذا القَحْطَ .. وهذا الجَدْبْ .
-3-
يا أحبابي :
كان بودّي أن أُدخِلَكُمْ زَمَنَ الشّعِرْ
لكَّن العالمَ - واأسَفَاه - تَحوَّلَ وحشا مجنوناً
يَفْتَرِسُ الشّعرْ ..
يا أحبابي :
أرجو أن أتعلَّمَ منكمْ
كيف يُغنّي للحرية مَنْ هُوَ في أعماقِ البئرْ
أرجو أن أتعلّم منكمْ
كيف الوردةُ تنمُو من أَشْجَارِ القهرْ
أرجو أن أتعلّم منكمْ
كيف يقول الشاعرُ شِعْراً
وهوَ يُقلَّبُ مثلَ الفَرْخَةِ فوقَ الجمرة..
-4-
لا هذا عصرُ الشِعْرِ ، ولا عصرُ الشُعَراءْ
هل يَنْبُتُ قمحٌ من جَسَد الفقراءْ ؟
هل يَنْبُتُ وردٌ من مِشْنَقَةٍ ؟
أم هل تَطْلَعُ من أحداقِ الموتى أزهارٌ حمراءْ؟
هل تَطْلَعُ من تاريخ القَتلِ قصيدةُ شعرٍ
أم هل تخرُجُ من ذاكرةِ المَعْدنِ يوماً قطرةُ ماءْ
تتشابهُ كالُرّزِ الصينيّ .. تقاطيعُ القَتَلَهْ
مقتولٌ يبكي مقتولاً
جُمجُمةٌ تَرْثي جُمْجُمةً
وحذاءٌ يُدفَنُ قُرْبَ حذاءْ
لا أحدٌ يعرِفُ شيئاً عن قبر الحلاّجِ
فنِصْفُ القَتلى في تاريخِ الفِكْرِ ،
بلا أسماءْ ...
شعراء الجزيرة العربية >> سعاد الصباح >> تحت المطر الرمادي !
تحت المطر الرمادي !
رقم القصيدة : 64876
-----------------------------------
1 -
على هذه الكُرَةِ الأرضية المُهتزّهْ
أنت نُقْطَةُ ارْتِكازي
وتحت هذا المَطَر الكبريتيِّ الأسودْ
وفي هذه المُدُنِ التي لا تقرأُ... ولا تكتبْ
أنت ثقافتي...
- 2 -
الوطنُ يَتفتَّتُ تحت أقدامي
كزجاجٍ مكسُورْ
والتاريخُ عَرَبةٌ مات سائقُها
وذاكرتي ملأى بعشرات الثُقُوبْ...
فلا الشوارعُ لها ذاتُ الأسماءْ
ولا صناديقُ البريد احتفظتْ بلونها الأحمرْ
ولا الحمائمُ تَستوطن ذات العناوينْ...
- 3 -
لم أعُدْ قادرةً على الحُبِّ... ولا على الكراهيَهْ
ولا على الصَمْتِ, ولا على الصُرَاخْ(67/62)
ولا على النِسْيان, ولا على التَذَكُّرْ
لم أعُدْ قادرةً على مُمَارسة أُنوثتي...
فأشواقي ذهبتْ في إجازةٍ طويلَهْ
وقلبي... عُلْبَةُ سردينٍ
انتهت مُدَّةُ استعمالها...
- 4 -
أحاول أن أرسُمَ بحراً... قزحيَّ الألوانْ
فأفْشَلْ...
وأحاولُ أن أكتشفَ جزيرةً
لا تُشْنَقُ أشجارُها بتُهْمةِ العَمالهْ
ولا تُعتقلُ فراشَاتُها بتُهمَة كتابة الشِعْر...
فأفْشَلْ...
وأحاول أن أرسُمَ خيولاً
تركضُ في براري الحريّهْ...
فأفْشَلْ...
وأحاولُ أن أرسمَ مَرْكَباً
يأخُذُني معك إلى آخر الدنيا...
فأفْشَلْ...
وأحاول أن أخترعَ وطناً
لا يجلدُني خمسين جَلْدةً... لأنني أحبُّك
فأفْشَلْ...
- 5 -
أحاولُ, يا صديقي
أن أكونَ امرأةً...
بكل المقاييس, والمواصفات
فلا أجدُ محكمةً تصغي إلى أقوالي...
ولا قاضِياً يقبَلُ شَهَادتي...
- 6 -
ماذا أفعلُ في مقاهي العالم وحدي?
أمْضَغُ جريدتي?
أمْضَغُ فجيعتي?
أمْضَعُ خيطانَ ذاكرتي?
ماذا أفعل بالفناجينِ التي تأتي... وتَروُحْ?
وبالحُزْنِ الذي يأتي... ولا يروُحْ?
وبالضَجَرِ الذي يطلعُ كلّ رُبْعِ ساعهْ
حيناً من ميناءِ ساعتي
وحيناً من دفترِ عناويني
وحيناً من حقيبةِ يدي...?
- 7 -
ماذا أفعلُ بتُراثِكَ العاطفيّ
المَزْرُوعِ في دمي كأشجارِ الياسمين?
ماذا أفعلُ بصوتِكَ الذي ينقُرُ كالديكِ...
وجهَ شراشفي?
ماذا أفعلُ برائحتِكَ
التي تسبح كأسماك القِرْشِ في مياه ذاكرتي
ماذا أفعلُ بَبَصماتِ ذوقِكَ... على أثاث غرفتي
وألوان ثيابي...
وتفاصيلِ حياتي?...
ماذا أفعلُ بفصيلةِ دمي?...
يا أيُّها المسافرُ ليلاً ونهاراً
في كُريَّاتِ دمي...
- 8 -
كيفَ أسْتحضركَ
يا صديق الأزمنة الوَرْديّهْ?
ووجهي مُغَطَّى بالفَحْم
وشعوري مُغَطَّى بالفحْم
ليست فلسطين وحدَها هي التي تحترقْ
ولكنَّ الشوفينيَّهْ
والساديّهْ
والغوغائيّة السياسيَّهْ
وعشرات الأقنعةِ, والملابس التنكريَّهْ...
تحترق أيضاً
وليست الطيورُ, والأسماكُ وحدَها(67/63)
هي التي تختنقْ
ولكنَّ الإنسانَ العربيَّ هو الذي يختنقْ
داخل (الهولوكوستِ) الكبيرْ...
- 9 -
يا أيها الصديق الذي أحتاجُ الى ذراعَيْهِ في وقت ضَعْفي
وإلى ثباته في وقت انهياري
كل ما حولي عروضُ مسرحيَّهْ
والأبطالُ الذين طالما صفَّقتُ لهم
لم يكونوا أكثر من ظاهرةٍ صَوْتيَّهْ...
ونُمُورٍ من وَرَقْ...
- 10 -
يا سيِّدي يا الذي دوماً يعيدُ ترتيبَ أيَّامي
وتشكيلَ أنوثتي...
أريد أن أتكئ على حنان كَلِماتِكْ
حتى لا أبقى في العَرَاءْ
وأريدُ أن أدخلَ في شرايينِ يَدَيكْ
حتى لا أظلَّ في المنفى...
شعراء الجزيرة العربية >> سعاد الصباح >> كان بوسعي ..
كان بوسعي ..
رقم القصيدة : 64877
-----------------------------------
قد كان بُوسعي،
- مثل جميع نساء الأرضِ
مغازلةُ المرآة
قد كان بوسعي،
أن أحتسي القهوة في دفء فراشي
وأُمارس ثرثرتي في الهاتف
دون شعورٍ بالأيّام.. وبالساعاتْ
قد كان بوسعي أن أتجمّل..
أن أتكحّل
أن أتدلّل..
أن أتحمّص تحت الشمس
وأرقُص فوق الموج ككلّ الحوريّاتْ
قد كان بوسعي
أن أتشكّل بالفيروز، وبالياقوت،
وأن أتثنّى كالملكات
قد كان بوسعي أن لا أفعل شيئاً
أن لا أقرأ شيئاً
أن لا أكتب شيئاً
أن أتفرّغ للأضواء.. وللأزياء.. وللرّحلاتْ..
قد كان بوسعي
أن لا أرفض
أن لا أغضب
أن لا أصرخ في وجه المأساة
قد كان بوسعي،
أن أبتلع الدّمع
وأن أبتلع القمع
وأن أتأقلم مثل جميع المسجونات
قد كان بوسعي
أن أتجنّب أسئلة التّاريخ
وأهرب من تعذيب الذّات
قد كان بوسعي
أن أتجنّب آهة كلّ المحزونين
وصرخة كلّ المسحوقين
وثورة آلاف الأمواتْ ..
لكنّي خنتُ قوانين الأنثى
واخترتُ ..مواجهةَ الكلماتْ
شعراء الجزيرة العربية >> سعاد الصباح >> جنتي
جنتي
رقم القصيدة : 64878
-----------------------------------
وحبيبٌ هو لي ربٌّ وعبدُ
جنتي كوخٌ وصحراءٌ ووردُ
أتغنّى فيه بالحبِّ وأشدو
وصباحٌ شاعريٌّ حالمٌ
كاذبٌ من قال انَّ الحبَّ قيدُ(67/64)
وأردُّ القيدَ عن حريتي
فيهما دِفءٌ وإشراقٌ وسعدُ
يا لعينيه ، ويا لي منهما
وحبيبي بالأماني نستبدُّ
ها هي الصحراء ملكي ، وأنا
بذُراها في جلالِ الملكِ أبدو
أجعلُ الرملَ قصوراً ، وأنا
فهو لي تاجٌ وخلخالٌ وعِقْدُ
وأرى الصبّار أحلى زينتي
أنا فيها ظبيةٌ تلهو وتعدو
وأرى القفرَ رياضاً غضّةً
آهِ لو يَصْدِقُ للأحلامِ وعدُ
يا حبيبي ، هذه أحلامنا
شعراء الجزيرة العربية >> سعاد الصباح >> قل لي
قل لي
رقم القصيدة : 64879
-----------------------------------
قل لي
هل أحببت امرأة قبلي ؟
تفقد , حين تكون بحالة حب
نور العقل ..؟
قل لي . قل لي
كيف تصير المرأة حين تحب
شجيرة فل ؟
قل لي
كيف يكون الشبه الصارخ
بين الأصل , وبين الظل
بين العين , وبين الكحل ؟
كيف تصير امرأة عن
عاشقها
نسخة حب .. طبق الأصل ؟..
قل لي لغة ...
لم تسمعها امرأة غيري ...
خذني .. نحو جزيرة حب ..
لم يسكنها أحد غيري ..
خذني نحو كلام خلف
حدود الشعر
قل لي : إني الحب الأول
قل لي : إني الوعد الأول
قطر ماء حنانك في أذنيا
إزرع قمراً في عينيا
إن عبارة حب منك ..
تساوي الدنيا ...
يا من يسكن مثل الوردة في
أعماقي
يا من يلعب مثل الطفل على
أحداقي
أنت غريب في أطوارك مثل
الطفل
أنت عنيف مثل الموج,
وأنت لطيف مثل الرمل ..
لا تتضايق من أشواقي
كرر . كرر اسمي دوماً
في ساعات الفجر .. وفي
ساعات الليل قد لا أتقن فن
الصمت .. فسامح جهلي ..
فتش . فتش في أرجاء
الأرض فما في العالم أنثى
مثلي...
أنت حبيبي . لا تتركني
أشرب صبري مثل النخل ..
إني أنت ..
فكيف أفرق ..
بين الأصل ,
وبين الظل ؟
شعراء الجزيرة العربية >> سعاد الصباح >> باقون هنا
باقون هنا
رقم القصيدة : 64880
-----------------------------------
نحن باقون هنا ..
هذه الأرض من الماء إلى الماء .. لنا
ومن القلب إلى القلب .. لنا
ومن الآه إلى الآه ..لنا
كل دبوس إذا أدمى بلادي
هو في قلبي أنا
نحن باقون هنا(67/65)
هذه الأرض هي الأم التي ترضعنا
وهي الخيمة ، والمعطف ، والملجأ
والثوب الذي يسترنا
وهي السقف الذي نأوي إليه
وهي الصدر الذي يدفئنا ..
وهي الحرف الذي نكتبه ..
وهي الشعر الذي يكتبنا ..
كلما هم أطلقوا سهما عليها ..
غاص في قلبي أنا
سندباد كان بحارا خليجيا عظيما .. من هنا
والذين اشتركوا في رحلة الأحلام ، هم أولادنا
والمجاديف التي شقت جبال الموج كانت من هنا ..
إننا نعرف هذا البحر جدا .. مثلما يعرفنا ..
فعلى أمواجه الزرق ولدنا
ومع الأسماك في البحر سبحنا ..
ومع الصبيان في الحي .. لعبنا .. وسهرنا .. وعشقنا ..
هذه الأرض التي تدعى الكويت
هبة الله إلينا
ورضاء الأب والأم علينا
كم زرعنا أرضها نخلا وشعرا
كم شردنا في بواديها صغارا
ونخلنا رملها شبرا فشبرا
وعلى بلور عينيها جلسنا نتمرى
هذه الأرض التي تدعى الكويت
بيدر القمح الذي يطعمنا
نعمة الرب الذي كرمنا
ويد الله التي تحرسنا
قد عرفنا ألف حب قبلها ..
وعرفنا ألف حب بعدها ..
غير أنا
ما وجدنا امرأة أكثر سحرا
ما وجدنا وطنا
أكثر تحنانا ، ولا أرحم صدرا
هذه الأرض التي تدعى الكويت
هي منا .. ولنا
كل دبوس إذا أوجعها .. هو في قلبي أنا ..
هذه الأرض التي تدعى الكويت ..
نحن معجونون في ذراتها ..
نحن هذا اللؤلؤ المخبوء في أعماقها ..
نحن هذا البلح الأحمر في نخلاتها
نحن هذا القمر الغافي على شرفاتها
هي عطر مبحر في دمنا
ومنارات أضاءت غدنا
وهي قلب آخر في قلبنا
الكويتيون باقون هنا
الكويتيون باقون هنا
وجميع العرب الأشراف باقون هنا
الكويتيون باسم الله .. باسم السيف ..
باسم الأرض ، والأطفال ، والتاريخ
باقون هنا
نلثم الثغر الذي يلثمنا
نقطع الكف التي تضربنا
شعراء الجزيرة العربية >> سعاد الصباح >> إنني بنت الكويت
إنني بنت الكويت
رقم القصيدة : 64881
-----------------------------------
إنني بنت الكويت
بنت هذا الشاطئ النائم فوق الرمل ،
كالظبي الجميل
في عيوني تتلاقى(67/66)
أنجم الليل ، و أشجار النخيل
من هنا .. أبحر أجدادي جميعا
ثم عادوا .. يحملون المستحيل ..
( 2 )
انني بنت الكويت
هل من الممكن أن يصبح قلبي
يابسا .. مثل حصان من خشب ؟
باردا..
مثل حصان من خشب ؟
هل من الممكن إلغاء انتمائي للعرب ؟
إن جسمي نخلة تشرب من بحر العرب
و على صفحة نفسي ارتسمت
كل أخطاء ، و أحزان ، و آمال العرب ..
( 3 )
سوف أبقى دائما ..
أنتظر المهدي يأتينا
وفي عينيه عصفور يغني ..
و قمر ..
و تباشير مطر ..
سوف أبقى دائما ..
أبحث عن صفصافة .. عن نجمة ..
عن جنة خلف السراب ..
سوف أبقى دائما ..
أنتظر الورد الذي
يطلع من تحت التراب ..
شعراء الجزيرة العربية >> سعدية مفرح >> تغيب فأسرج خيل ظنوني
تغيب فأسرج خيل ظنوني
رقم القصيدة : 64882
-----------------------------------
تغيبُ ...
فَتَمضي التّفاصيلُ, هذي الّتي نَجْهَلُ كيفَ
تَجيءُ نَثيثاً وكيفَ تَروحُ حَثيثاً, تُغنّي
كَسرْبِ قَطاً عالِقٍ في شِراك النَّوى, فتَجْتاحُ
صَمْتي, هذا الغريبَ المريبَ, تُغالِبُ وَجْدي
هذا السَّليبَ , تَنوحُ ولا تَنْثَني إذْ مُغْرِياتُ
القَطا المُصْطفى عَبْرَ فَيافي الضَّنى قد تلوحُ
بجَبْهةِ مُهْرٍ جَموحٍ صَبوحْ
يَدُقُّ غيابُكَ جرْسَ حَضوري
فيُلغيهِ
وحينَ تَغيبُ يُلمْلِمُ حُزني أطرافَهُ نافِذاً
ويَغْرقُ فيَّ
ويَنْداحُ حينَ تَجيءُ
فأغْرَقُ فيهْ
أَلا بَرْزَخٌ بينَ هذا وذاك
نُمارِسُ لا حُزْنَنا في جانبَيْه?
تغيبُ ...
فأُسْرِجُ خيلَ ظُنوني
غيابُكُ نَهرُ غَضوبٌ
وحينَ يكونْ
أُخضِّبُ كلَّ عرائِسِ شَوْقي ملائِكَ حُبِّ, وأَفْرُشُ
كلَّ عرائِشِ قَلْبي أرائِكَ لَعِبٍ لهُنَّ, فأجلوهُنَّ
وأُلبسُهُنَّ, خَلا خيلَهُنَّ وأُبْرِزُهُنَّ نَهاراً جَهاراً
يَصرْنَ شُموساً يُراقِصْنَ موجَكَ مُنْتَشِياتٍ
بهذا العَليَّ الأبِيَّ الفَتيَّ, وينثُرْنَ حِنّاءَهُنَّ الجَميلَ
طُيورًا على الماءِ تنقُرُ سبعَ نوافِذَ خُضْرٍ, وتُشْعِلُ(67/67)
سبعَ شُموعٍ , ويَنْداحُ فيضُ الهَديلِ العليلِ صَلاةً
لطَقسِ النَّخيلِ المخضَّب بالعُودِ والوَرْدِ والنِّدِّ والطَّلَلِ
الموسميّ البليل, والخَلاخيلُ هذي الّتي فضَّضَتْ ليلَ
وجْهِكَ تَدْعوكَ سَبْعًا,
فهلْ سَتَفيضُ, وقدْ غِيضَ مائي?
وحين تغيب ..
يكونُ حُضورُ غِيابكَ أشْهى وحينَ يَغيبُ
الغِيابُ يكونُ حُضورُك أَبهى, فكيفَ
يكونُ الحُضورُ غِياباً, وكيفَ يكونُ الغِيابُ
حُضوراً, والغِيابُ سَرابْ?
الذِّكْرَياتُ
جُرحُ الغِيابِ
وليسً لذاكِرَتي أنْ تَغيبْ .
شعراء الجزيرة العربية >> سعدية مفرح >> غيابات مأهولة بالموت
غيابات مأهولة بالموت
رقم القصيدة : 64883
-----------------------------------
. غياب مشترك
نرحلُ ......
ممتنين لطول الطريق ووحشته الإضافية
نغني قبل الوصول النهائي أغاني البقاء الذليل
في البيوت التي لا أبواب لها ولا نوافذ ولا حدائق ولا حتى عناوين واضحة.
نرحل ـ إذن ـ لا نلوي سوى على
غصة موزعة بغير عدل بيننا
وبين الذين بقوا .
2. غياب لحوح
السؤال نفسه يباغتني كلما وضعت قدمي على طرف الإجابة المحتملة
السؤال نفسه ..
كلما داهنت فضولي ورشيت علامات الاستفهام ببقية من يقين يتلاشى
السؤال نفسه ..
كلما غبتَ ، وكلما عدتَ ، وكلما ترددتْ أغانيك خلف النوافذ المغلقة جزئياً ، والأوراق المهترئة كلياً ، وحكايات الأجداد عن ذكريات الوطن الوسيع مثل سماء.
السؤال البسيط الذي أعرف إجابته نفسها .
3. غياب ثالث
ما الذي يمكن أن يحدث إن قرر الوطن أن يغيب ؟!
من الذي سوف يعترض أو يتنامى بين السموات الأعلى ؟
وكيف ستبدو الذاكرة إن تخلت عن أورامها الحميدة عبر جراحة غير ضرورية ؟
؟!؟!؟!
الشجر وحده يملك الإجابة الصحيحة
لكنه أيضا يملك الدموع
مثلنا ... لحسن الحظ .
4. غياب صاخب
بين صيحات المشجعين المدوية
وتأوهات الكرة تتدحرج نحو الشباك الجائعة
ينتشي بالوطن للمرة الوحيدة التي تتكرر(67/68)
فينزرع في الهواء المثقل بانصباب العرق والأهداف المهدرة وصافرة الحكم .
يسجل الهدف ويغرق بالنشوة الجديدة
ويتلاشى في صيحات الخاسرين
...............
لحظته الوحيدة
لحظته التي لا تتكرر
أمام حاجز التفتيش المروري !
5. غياب مفتوح
الأعشاب الصغيرة النابتة على أطرافه
تذكّرني بأهداب الروح المستسلم لقدره المحتوم
والصغار الذين يرفعون أكفهم لتحية الوطن كل صباح مدرسي
يكبرون بلا أكف
وبأهداب مجزوزة من دون عناية .
6. غياب جذاب
التفاحة التي سقطت على رأس نيوتن
فرحتْ قليلا بلذائذ الدهشة الكامنة
وشرف الجاذبية
لكنها تطلعت نحو الأعلى بذلك الحنين الذي أعرفه
والذي ينازعني به الآخرون
وهم ينبشون أوراقي الثبوتية من بين أسنان الشوارع الجديدة .
7. غياب متشابه
الغايات الكبرى ما زالت تحاول ترسيم حدودها النهائية
مثل وطن
مثل هوية
مثل حديقة مهملة حد النضج
مثل آخرين يشبهوننا
مثل الغايات الصغرى أيضا !
8. غياب واقعي
للبحر ساحل
وللسماء طرف واقعي
أما هذه الصحراء
فتبدأ من الرمل حيث نقف مشدوهين
وتنتهي إليه حيث ننتظر
لكن الرمل ليس له ذاكرة
والرياح تذرو البقية
وتضحك !
9. غياب أخضر
أيتها الشجرة اليتيمة
تمعني بملامحي جيدا
امتصي عطر الشمس
ونسغ الأرض
واحرسي فضاء الشارع القديم
................
أيتها الشاهدة الهرمة .
10. غياب إضافي
حين تكبر الصغيرة
تفتش في حقائب طفولتها المنسية
عن عناوين وأرقام هواتف وخرائط وألوان علم وشوارع ترابية توصل إلى مدرستها الأولى
ولن تجد سوى :
قصاصات مهترئة من صحف الزمان القديم
تعد بعناوين وأرقام هواتف وألوان علم وشوارع تجري من تحتها أنهار العسل والخمر والحليب و.... و....
11. غياب أخير
تموت ببطء سرطاني
ولا توصي بمثواها الأخير
.............
رءوفة بأولادها هذه السيدة .
شعراء الجزيرة العربية >> سعدية مفرح >> كأس مكسورة ..للآخرين !
كأس مكسورة ..للآخرين !
رقم القصيدة : 64884(67/69)
-----------------------------------
تاريخ
وضعتُ الورقةَ على الطاولة
وأمسكتُ بالقلم الرصاص
لأكتب نشيداً في مديح الحرية ونبذ العنف وحق الأحياء المطلق في الحياة
عندما انتهيتُ
بدأ غناء ثلاثي للورقة والطاولة والقلم
يحكي تاريخ ثلاث شجرات قضت نحبها دونما سبب مقنع !
هدايا متبادلة
عندما تهترئ ثيابُ السماء اليومية في الليل
تهدي الأرضَ عبر ثقوب الأثواب
بعضا من جسدها المخبوء
نجوما متلألئة !
ماذا تهديها الأرض
عندما تهتريء ثيابها اليومية في الليل
غير دموع بشرية ؟!
صداقات
في النهارات المتشابهة
تنمو الشوارع حد الشيخوخة
وفي الشوارع المتشابهة
تنمو الصداقات حد الصبا
وبين نموّيْن نتوق لصداقات متشابهة بين النهارات المختلفة والشوارع الفتيّة .
وحشة
الصحراء ؟!
يا لوحشة البيت المتسع
وفراغه البائس المخيف .
الصحراء إذن ؟!
يا لوحشتها في فضاء المدن التي تعرض وتطول شوارعها بسرعة
والطائرات التي تطير على بعد منخفض
وهؤلاء الذين يفضون بلاهتها القديمة
من أجل عطلة نهاية أسبوع خالية من التلوث .
كأس مكسورة
يخلط ألوانه
كلما لاحت له عينان صالحتان للرسم
أو ذيل فستان ملون
أو منقار حمامة
أو حتى كأس مكسورة .
يضرب فرشاته النزقة في سديم البياض الممدد أمامه متحديا
كلما اتسع الفضاء وتناءت العلامات الفارقة .
يرسم
كلما ضج صدره ببكاء محبوس .
مرآة مستلقية
البساتين التي دأب على رسمها مؤخرا
لا أشجار فيها ولا تجري من تحتها أنهار الحليب والعسل .
البساتين التي يرسمها
لا تستوعب فضاءاتها إلا اللون الأزرق الباهت
وكأنها مجرد مرآة مستلقية على ظهرها
باتجاه السماء الملبدة بالأشجار التي تضن علينا بثمارها الفائرة النضج .
عتبات
ما بين اليقظة الكاملة
وولوج بوابة النوم رويدا رويدا
تتعبأ بالأفكار والحكايات والذكريات والحوادث اليومية .
ما بين لجة النوم
ولحظة الاستيقاظ رويدا رويدا
تفرخ القصائد العظيمة والصور الشعرية الباذخة .
على مكتبك ...(67/70)
ما بين الورقة والقلم
تنسى الكلمات
وتهرب القصائد
وتتلاشى الصور !!
صديق
بائسٌ مثل رصيف ممطور
مرهف مثل أغنية صباحية لفيروز
غاضب مثل شاعر خمسيني
مزدحم مثل جريدة يومية
و ....... كذوب جدا
مثل أي صديق حميم .
فائدة
عندما جف ماء النهر
صار وادياً له ذكريات مبللة بالفراق
ولكن ضفتيه التقتا لأول مرة
وصار لهما مستقبل متسع رغم يباسه الجديد .
حظ
يا لحظّهِ ...
كان يرتب أحلامه
حين فاجأه التحقق !
يا لحظّهِ ...
كان يفرح بالتحقق وتبعاته الباهرة
حين فاجأه التلاشي المهين !
يا لحظّهِ ...
كان قد مات فعلا
حين فاجأته القصيدة !!
نسبية
أسود وابيض
بارد وساخن
عال ومنخفض
بعيد وقريب
........... إلخ إلخ
نبحث عن أحدهما دائما
وفيما بينهما تبدأ يومياتنا
وتنتهي .
رجل ما
كلما تبخر ماؤه إلى الأعلى
كَثُرَ المطر
بحرا لا يجف .
شجاعة
لتعلم الشجاعة طريقة واحدة
أن تصر على حب ما تشتهي
بقوة قصوى .
سادة
موتى يتناسلون
يتبادلون بعضهم
روحا بروح
وجثة بجثة
يمضون إلى موائد القبور متخمين
وينسون .
محاولة بدائية
يحاول دائما أن يكتب وصيته
لكنه يتراجع في اللحظة التي يسميها الأخيرة
ويبرر :
لا شيء يبدأ من النهاية
أو ينتهي في البداية
أشياء كثيرة لدي تحلم بحريتها الأولى
وهي تقف مشدوهة على حافة نهايتي
تستحق البقاء هكذا ..
بانتظار اجتماع الورثة الأول
بثيابهم السوداء
وعيونهم البراقة
وآلاتهم الحاسبة !!.
* * *
يحلم كثيرا بكتابة وصية خرافية
يكتبها عندما تكون حقيقة مؤجلة
لا مشروع ورقيا
يعني أن تطير مثل بساط الريح
وتتركه واقفا على شاطئ البداية
مثل مالك الحزين
يلتقط الأسماك بمنقاره الطويل
ميمما شطر البحر .
* * *
يتلاشى على سرير الفراغ
يستبدل كميات الدم والمصل الداخلة فيه
بحياة خارجة
لا يدري أين
تنسرب خفية بلا ملامح
ولا تترك وراءها سوى ما يطيح بالذاكرة .
* * *
يبتسم وهو يكاد يسمع أغنيته المفضلة تنساب في بداية النهار من غرفة الممرضات(67/71)
ينقر بأصابعه النغم الموسيقي على سطح الخزانة الصغيرة
لكنه لا يسمع سوى أغنيته المفضلة
وثرثرة الممرضات الصباحية .
* * *
الذين يقودون سيارات نقل الموتى
يدخنون سجائرهم عندما يرغبون بذلك
ويقفون أمام إشارة المرور الحمراء
ويسمعون نشرة الأخبار
و يعرفون عنوان حمولتهم
لكنهم لا يعرفون اسم المتوفى
................
..........................
أنهم يحتفظون بالأوراق الخاصة بذلك على أية حال .
* * *
أوراق الأشجار لا تتساقط في الخريف !.
شعراء الجزيرة العربية >> سعدية مفرح >> إثم البلاد
إثم البلاد
رقم القصيدة : 64885
-----------------------------------
غادرتني البلاد التي
غدرت بالهوى
كان المكان يلملم أعطافه
شارداً
منشدهاً بالطقوس الصغيرةِ وهي تحاصره بالخرائط
وكان المكان حزيناً
منتبها للدعوص الكبيرة وهي تذرذر كثبانها سؤددا
وكنت أودع نافذتي
وأجلو غبار المسافات عنها
ويمسحُ ظاهرُ كفي
خطوَ الندى فوقها
وكان المكان يموت
** ** **
فاجأتني البلاد التي
فوجئت بالنوى
كان المساء ينثّ برودته الحارقة
وكنت الملم نفسي خجلى
كي لاأقسم جسمي عجلى
بين الجسوم الكثيرة
وهي تجوب التخوم البعيدة
ثم وهي تعود
وأوشك أنْ أستميت
** ** **
غيّرتني البلاد التي
غيرت
لم يكن قاسياً ولامبتغى
أن أموت
لم يكن ماأريد
وما كان لي
ماأريد وما لاأريد
فانخرطتُ حياداً
في المفازة
أسعى إلى الماء
ورحت أجرجر صبري ورائيَ
يأساً
وأودع يأسي في الجبّ
صبراً
ورحت أهيئني
للفراق الأكيد
ورحت أفارق إرثي وأطوي المسافات طيّاً
والحداء الحزين يودع صمت البلاد
ورائي
* * * * * *
راودتني البلاد
وراودتها عن نفسها
وهمّت بي
وهممتُ بها
ولكنها أيقنتْ
أنْ لاخلاص بغيري
وأيقنتُ
أنْ لاسبيل إليها
سوى أن أكون السبيل
* * * * * *
قلتُ
سآوي إلى جبل من كلام
ليعصم ضعفي
وقالت بلادي في الفلك:
هيت لك
ورحتُ أغنّي .
شعراء الجزيرة العربية >> سعدية مفرح >> إثمُ الكلام
إثمُ الكلام(67/72)
رقم القصيدة : 64886
-----------------------------------
مالذي يمنحُ الحبَ أوقاتَه
أزرقَه المتموجَ
رعشتَه في اليدين
إخضرارَ دِمِه
لذةَ أيامِهِ في بدْئِها
حُمَرتَه الدافئة
تَدَرُّجَه بالتحقّقِ
زَهْرَ أثوابِه
ِإسمَهُ النرجسيَ المقدسَ
َوسيماَءهُ في الوجوهِ المُحبّةِ؟؟
* * * *
ما الذي يمزَج للشمسِ ألواَنها
ثم يمشي الهوينى
بهودجِ أحلاِمها
إلى أن تؤوبَ إلى ِخدْرِها
فَتُدني عليها
خِمارَ المساء
وُتغمضُ أجفانَها
وَتنام؟؟
** ** **
ما الذي يصطفيني
امرءا مُدنفا بالكلام
غير إثمِ الكلام؟؟
** ** **
ما الذي يدفعُ الروحَ
نحو الهلاكِ
يَسْمِلُ عينَ الحقيقة
يتآمرُ حتى تغيب
ُيقنُع الريحَ
بالانسحابِ المريب
ويمتص عافيةَ الاخضرار
عَبْرَ سياجِ الحديقة؟؟
** ** **
ما الذي يَسْلُبُ الليلَ
مَلْمَسَهُ المُخْمَلِيّ السخيّ
بحَّتَه إنْ سَجى
صَخْبَ سُهّارِهِ
فِضّةَ النجمِ إنْ هَوَى
بين يدِيهِ
مواعيدَ عُشّاقِهِ
وَداعَتَهُ
في الهزيعِ الأَخيرِ؟؟
** ** **
ما الذي يصطفيني
امرءا مختنِقَاً بالكلام
غير إثم الكلام؟؟
** ** **
الكلامُ إذنْ
شهوةُ الإنتهاء
نشَيدُ الخلاص
اللجؤُ الأخيرُ
إلى دوحةٍ من ضياء
نبتُها المتسلّقُ ينمو
وينمو
وينمو
وينمو
إلى أَنْ يعانِقَ
ما وراء السماء
جذرُها المتحدّرُ ينمو
وينمو
وينمو
وينمو
إلى أن تفزعَ الأرضُ
تستجيرُ صُراخاً
بوجهِ فتاها الأَثير:
شيءٌ أَضاعَكَ يا فتى
وأَضَعْتَهُ
شيءٌ خُرافيٌّ أضاعَكَ يا فتى
وأَضَعْتَنِيِ
من أجلِ ماذا يافتى؟
من أجلِ اسمنتٍ
يُصعّرُ خَدَّهُ
مستنكِراً إرثَ الحقول؟
من أجل إسفلت يمدُّ لسانِهُ
أَفعى تَنِثُّ غرورَها ؟
من أجلِ مائدةٍ
تَفاوضَ حولَها
وفدُ الجناةِ المجرمين
مع الجناةِ الساكتين
على دِيَةِ القتيل ؟
من أجل نصرٍ
مجهرىٍّ
لا يُرى
إلا بواسطةِ الخرائطِ
أو بتوقيعٍ ذليل ؟
شيٌْ تَساقَطَ
من وجودِك يا فتى
شيٌْ أماتَ بِكَ إنتشاءَكَ
بالقصيدةِ
والروايةِ
والغوايةِ
والكتابةِ(67/73)
والهوى
شيءٌ أضاعَ
من القصيدةِ بحرَها
ومن الروايةِ نهرَها
ومن الكتابةِ سحرَها
ومن الغوايةِ شِعرَها
ومن الهوى أَطْيافَهُ
ومن الخيالِ المستحيل
ومن الحداثَةِ رَمْزَها
فأعادَها
لقواعدَ الدؤلي
مجبرةً
وأوزان الخليل:
أَعِرْني أَبا الشعراء* شعَركَ إنني
أَضَعْتُ قَصيدي هل تضيعُ القصائدُ؟
أُرِيدُ قَصيداً جَاهِلياً ومُحْدَثَاً
تسيرُبِهِ الركبانُ إنكَ صائدُ
ولستَ تُبالي إنْ فقدتَ قصيدةً
ولستُ أُبالي إنْ تَحَذْلَقَ ناقدُ
وإنْ تكن الأشعارُ أَعْيَتْ رجالَها
فدعني وأَحزاني.. شهيدٌ وشاهدُ
لأجمع حزني من بلادٍ كثيرةٍ
وأحسو قراحَ الحزنِ حُباً أكابدُ
فَلِيِ أُمَّةٌ تزهو بعشرينَ دولة
ولي دولةٌ تزهو وإني لواحدُ
وأختبرُ الأوطانَ عَلّى أَجِدْ بها
مكاناً فلا أُنفى. طَريدا أُطارَدُ
فلا هو موجود ولست بيائس
ولا أَمَلِي فيما يبيدُ لَبائِدُ
فَنَفْيٌّ لأَنّيِ ثُمَّ نَفْيٌ لأَنني
تعددت الأسبابُ والنفيُ واحدُ
بِذا قَضَتِ الأوطانُ مابينَ أَهلِها
مصائِبُنا عندَ الولاةِ فَوائدُ
وفوائدُ
وفوائدُ
وفوائدُ
* * * * * *
فلماذا نُغادِرُ أحلامَنَا ؟
أم تراها تغادرنا بهدؤ؟
لماذا يهبطُ الليلُ
هكذا
فجأةً
يسدلُ أستاَرهُ
فوق نوافذ أرواحِنا
حين تنتابُنا
نوباتُ عِشْقٍ بَهيم
يُخَلخِلُ في الَنعْشِ
وحشَتهُ
يصفِّرُ في صمْتِهِ
مُعلناً
انزياحَ الفراغ؟
وأجسادُنا
هذه المتعبة
حيث تُشاغِبُهَا
في هدأةِ الموتِ
طيورٌ تَحُطُّ بِها
فوق جسر يهرولُ نحو السماء
هاهي الآن تخبو
وتخبو
وتخبو
مثل نجمٍ جريح
موغل صوتُهُ
في انحدارٍ
تَأَتَّى له أن يَمُدَّ القرار
يتيبّسُ رمانُها القُرمزي
تَتَهَشّمُ أطرافُها المستريبة
تتقشّر أشياؤُها المستميتة
وَصْلاً
تتحفّزُ أحزانُها
كلما عَنَّ
لآلامِها
أن تَنْحَنيِ
تسيلُ أخاديدُهَا
بالفراغِ الصريح
* * * * * *
تَعِبْنا إذن
وما تَعِبَ الكلامُ **
نَفِدَتْ مياهُ الامتهان
وما نَفِدْنأ
وستنتهي غاباتُ غربتِنَا
كما بَدَأَتْ(67/74)
جرداءَ خاويةً
على أعراشِها
تُفضي إلى مُدُنٍ
مكسوةٍ ببياضِها البارد
تَهْمي على إمْحالِنا
بسوادِها التالد
تهدي إلى غُرَفٍ
مكيفةِ الهواء
وَتضَجُّ بالأخبارِ التي
تأتي بها مَسْبِيّةً
خَيْلُ الَفضَاءِ
تَصُبُّها مِنْ كُلّ ناحيةٍ تَوَتَّرَ قوسُها
قَمَرٌ صناعي
يَضُخُّ بقلبِنا
سَقْطَ النميمةِ
حيث ننصتُ
، كلنا وَرَعٌ،
فلا يُفضي بنا إنصاتُنَا
إلا إلى قبرٍ جماعيٍّ
يَضُجُّ بصمتِنا ***
والمَشاهد ذاتها
والمذيع هو المذيع
والوجوه هي الوجوه
والكلام هو الكلام
وحوادث الدنيا
وان بانت
ستظل غائمةً
بِكُلّ الاحتمالات
التي فتحت مواربةً
لبابِ الظَنِّ
أنْ يأتي بآثامٍ جديدة
** ** **
الكلامُ إذن
شهوةُ الانتهاء
نشيدُ الخلاص
اللجؤُ الأخيرُ
إلى دوحةٍ من ضياء
نَبْتُها المتسلّقُ ينمو
وينمو
وينمو
وينمو
إلى أن يعانِقَ
ما وراءَ السماء
جذرُها المتحدّرُ ينمو
وينمو
وينمو
وينمو
إلى أَنْ تَفْزَعَ الأرضُ
ينحني الوردُ
يتهاوى جبروتُ العبيرِ
وَيَنْسَلُّ شميمُ الجناِئن منسحباً
هارباً
مُتَشَبّثاً للأخير
ببقايا جُثّةِ الكبرياء.
ــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش القصيدة :
*أسميتُكَ المتنبي
فأورق في بساتين البلاغة
أَلْفُ نبتٍ من بقايا الكلمات
**الكلام احتمال الحياة البدائي
وصورتها في الانتهاء
***الصمت جمر خبئ
بالموسيقى يتقد
شعراء الجزيرة العربية >> سعدية مفرح >> إثم البوصلة
إثم البوصلة
رقم القصيدة : 64887
-----------------------------------
إنَّهُمْ قادِمونْ
هكذا....
صَهَلتْ في مَنافي السكونِ خيولُ الإذاعاتِ سكرى،
ثم إستحمت بماءِ المطرْ
** ** **
قادمونَ إذنْ
يمتشقون صليلَ الرياحِ العتيهْ
والأغنياتِ التي أيقظتنا
ذات وقتٍ مندّى برذاذِ الكلامِ القديم
حنيناً الى شبهِ نصرٍ
ويحتطبون أحلامَنا العربية
ويغترفون حنيناً بعيداً تسللَّ من جبهةِ الشمس
كان صديقاً لنا
ننامُ على ركبتيه فيحكي لنا أساطيرَ أجدادِنا(67/75)
الأولين وهو يمسّدُ شعرَ رغباتِنا الباكرة
قبل أن يغتالَه عنوةً
ليلُ السنينِ المضمّخِ بالنكساتِ البليدة
والأغنيات السعيدة
والجريدة
والكلمات التي تنتهي
كي تعودَ جديدة
وليلُ الحنينِ المضمّخِ
بالطيوفِ........
.............
.............
.............
.............
....البعيدة!
** ** **
قادمون إذن
وَشَتْ الصحفُ المتخمة
عَبْرَ كلِ الصباحاتِ
وصادَقَ كلماتِها المتخمون بها
وإستكان، علىغيرِ عادتِهِ،
المقصُ!
وعُدْنا نتشاطرُ فيما بيننا:
حصةً من أَمَلْ
حصةً من كسل
حصةً من عَسَلْ
حصةً من وَجَلْ
حصةً من دَجَلْ
حصةً من ...
........
........
.....طللْ
وتذوى بين هَسيسِ القوافي
وبين دعوصِ الفيافي
وبين ظنونِ المنافي
بقايا الحصص
** ** **
قادمون إذن
،استطال الكلمُ الموسميّ ،
من كلّ فجّ عميق
قبل أن نتشظَّى دماً
أو نتلظَّى حُرقةً
أو نتحظَّى أَمَةً أجنبيةً
وهمُ يركضون الى أَوْجِهِمْ نحونا رائقين
ينتعلون البهاءَ سواداً
ويلتحفون الضياء عناداً
والعصافيرُ التي رافَقَتْ خطوَهُمْ مناغيةً،
لَوَّنَتْ ريشَها القزحي
نَثَرَتْ أعشاشَها
رَسَمَتْ بين الأهلةِ درباً مُوشىَّ برياحِ المسيرِ
نسجتْ قبل الرحيلِ بيوتاً عنكبوتيةً تطيرُبها
نحو عيوبِ المنافي البعيدة
عبر عيوبِ القوافي الوليدة
نحو سهدِ الجدود
فلسطين التي......
والتي......
والتي......
(تُرى ....هل تعود؟!)
** ** **
قادمون إذن
قلبُهُمْ من علقْ
مضغةٌ واحدة
خَطْوُهم رائدٌ
خطواتهم من قَلَق
رائدة
وهمُ صادقون
ساد المدى صمتُ
فالخيلُ صاهلةٌ
والناسُ جاهلةٌ
وظنونها موت
كاَّن البلادَ المضاعةَ
والشجرَ المبتلى
والطيورَ القتيلةَ
وَهْمٌ وليس له عنوانه
كأن بطوناً لها
يخرجُ منها ترابٌ مختلفٌ ألوانه
ولكنه
ليس يُشفي أحدْ
بهذا البلدْ
وذاك البلدْ!
ولكن هذا النخيلَ الجميلَ النامي
على شفا حفرةِ من قلبنا العربي
أثمر شوقا وشوكا
تعاوره ذكرياتُ الظنون الحنونةِ
إذ ليس إلا هي(67/76)
والربيعُ حلمٌ يتورقُ في دمنا العربي
كلَ صباحٍ يجىْ .
** ** **
وكان صباحٌ
مثل كلِ الصباحاتِ
نُسمي السيّ ءَ فيه
قيظاً وحَرّاً وأتربةً
ونخبي ءَ أجملَ مافيه
لليلِ
حيث يميسُ الخليجُ البهيجُ
.............
.............
.............
ولكنه جاء
قافلةً من عرباتِ الهجاء!
فأرهب قيظَ الصباحِ الملول
وافتض بهجةَ ذاك المساء الخجول
والقادمون...........
،فرسانُه
امتشقوا مرهفاتِ الهواءِ
والنجومُ التي آنستهم وَهَدَتْ وحدَتَهُمْ ذاتَ ليلٍ
طويلٍ
إستباحوها
ثم قالوا لها:
هاهو البحر أزرق
فارسبي في قاعهِ
وما مِنْ سبيلٍ الى زرقةِ الفوق!
ولكنها
،وهي التي آنستْ خوفَهُم وهَدَتْ ضلالتهم،
تستطيبُ التَعَبْ
تستميلُ الغَضَبْ
تتناءى
......عن مسيلِ القناعهْ
تستشرفُ جبلاً يعصِمُها من الماء
تستبيح الضراعة
تستعرض منفىً جميلْ
تستقيلْ
وتبحث عن بوصلةٍ تشيرُ الى ..........
....... ...
....... ...
. ...مستحيلْ!!
** ** **
للبوصلاتِ تواريخها
وقد كان بدر بن معشرٍ الغفارىّ رجلاً منيعاً
مستطيلاً بمنعته على من وَرَدَ عكاظ
وفي أحد المواسم بعكاظ إتخذ مجلسا بها
وقَعَدَ فيها
وجَعَل يتطاولُ على الناس
ويقول:
نحنُ بنو مدركة بن خندفِ
من يطعنوا في عينِهِ لايطرفِ
ومن يكونوا قومه يُغْطرِفِ
كأنهم لجةُ بحرٍ مُسْدِفِ
ثم مَدَّ رجلَه وقال:
أنا أعزُّ العرب
فمَنْ زَعمَ أنه أعزُّ مني فليضربها بالسيف
فوثب رجلٌ من بني نصر بن معاوية
فضربه بالسيف على ركبته
فأنْدَرَها
ثم قال:
خذها اليك أيها المخندف
،وهو ماسك سيفه،
ثم قام رجلٌ من هوازن فقال:
أنا ابن همدان ذو التّغطرفِ
بحرُ بحورٍ زاخرٍ لم ينزفِ
نحنُ ضربنا ركبةَ المخندفِ
إذْ مَدَّها في أشهرِ المُعرّفِ
فتحاور الحيان عند ذاك حتى كاد أن يكون
بينهما الدماءُ
ثم تراجعوا ورأوا أن الخطبَ يسير *...وليس
فيما يقصدون اليه دليل
أترى أخطأوا؟
أم أن للظن إثماً تمارسُه البوصلة
تحتمُهُ المقصلة(67/77)
وليس الى بعضِهِ من سبيل؟
ولكنهم مهتدون إلى :
قلبِها الراكضِ مهراً عصياً صوبَ إنهمارِ العصور
بيتنا.......
في سمته البدوي الجسور
وكان لنا بيتُنا المائسُ بين خطوطِ الغمامِ
وبين خيوطِ الخيامِ وبين الاثلْ.
وكانت لنا كلماتُنا
ولنا حزننا المستفزُّ الصريح
فاُنْبَتَّ خيطُ الشجىوالشجر
وتهاوت مواجيزُ تاريخنا والصور
والخيولُ تنادت
ومات سؤالُ الفصولِ الغبي
وإستفاق سؤالُ البشر:
الى أي حي في البلاد
تنتمي رايةُ الاجتهاد؟
وأي شجىًيعربي
يستميلُ النبي ؟
وأيُّ طريقٍ مئتزرٍ بالدمِ الهاشمي يكون ؟!
حيث تموت الطيورُ
والطائراتُ تطير
وحيث تجيء الشموسُ فتمتصها الأدخنة
تجيْ الرياح فَتُقْتَصُ منها الحياة
ويكتم موجُ الخليجِ المدلّلِ بعضَ نشيجٍ.
كان المدى قهرا
ينمو على شفتي
ينمو على عيني
ويحيلها جمرا.
كان للبعضِ وجهٌ صريح
وللبعضِ وجهٌ جريح
وللبعضِ وجهٌ قبيح
وكانت تضيقُ الخرائطُ عرضاً
تصير الخرائطُ أشرطةً
ينكفي وجهُها على شاطيْ القهرِ
ينطفي سحرُها قبل العشاءِ الأخير
تَتَلَوَّ ى
وتموت
كان المدى بركانْ
فتصاعدت شِيَعٌ
وتساقطت شِيَعٌ
وتهتَّكَ الانسانْ .
فما كان للسر أن ينفجر
وللطيرِ أَنْ ينتحرْ
وللغيرِ أَنْ ينتصرْ
** ** **
أَتُرى
بعد هذا اليباس
الذي صلّى به الناكبون
إخوتنا الصارخون بما ليس يقاس
يحق لنا أن نستطيبَ النُعاسَ
ونستروح البسملة؟؟!!
,,كان المدى نفطا
فَتَقَدمَتْ سحبٌ
وتَأخَّرَتْ سحبٌ
وتساقَطَتْ سُخطا،،
تفيض الدماءُ على جنبات دهشتنا
وتزرعها بالوَلَهْ
تجفُّ الدماءُ
نَجفُّ
والإندهاشُ يفيض
يفيض
يفيض
يفيـ..........
...........ض
فيكون الحضيض!!
شعراء الجزيرة العربية >> سعدية مفرح >> آثام أخرى
آثام أخرى
رقم القصيدة : 64888
-----------------------------------
مفاجأة(1)
فاجأتك
تقرأُ شعري
من فوق ملامحك
المعكوسة في المرآة
فتفاجأتُ
ببنفسجة
نبتت في شفة البئر
خنقتْ في شفتيها الآه
مفاجأة(2)
فاجأتك
ترسم وردة
فقفزتُ(67/78)
الي آنية الزهر
لمْ أخش الكسر
لكني
خِفتُ الردة
طاولة
مفرشها صلاة
فوقها
تخلق الحياة
قلم وأوراق وكأس فيه ماء
وكتاب وكتابات وأقراص دواء
ودماء
ويد حفرت لحدا فوقها
ثم أخرى
تمسك أطراف سماء
فوقها كل شيء
هي محض محاولة
يقين
ليس بيني وبينكَ
غير قلبٍ
محصنةٌ أسرارُهُ عنكَ
وقلب
لايبوحُ أمامي
سوى بالغموضِ
كلما أَجْهشَتْ أسرارُنا بالبُكاءِ
وَشَكَتْ وحْدَتَها لنا،
طالبتْنَا
بالغناءِ معاً
رُغَمْ إختلاف القوافي
وإختلال العَروض
كلما أَوْشَكَتْ أن تثورَ
في وَجْهِ كتمانِنا
إلتفتْنَا
نحو آبائِنا الأولين
مُرغمين!
** ** **
ليس بيني وبينكَ
سوى أنني
جبلٌ من هوى
وأَنّكَ
عاصفةٌ من حنينْ
تَعَب
تعود القصيدة
في آخر الليل
الى بيتها
متعبة
ترضع أطفالها الساهرين
تلقمهم
واحدا
واحدا
ثديها يابسا
تبكي
تصلّي العشاء الأخير
تنام
فَتْح
تُكْمِلُ الأرضُ دورتَها
فلماذا الذهول؟
** ** **
تفتحُ غرناطةُ أَبوابَها
للفاتحين الغزاة
تتساقطُ راياتُها
رايةً
رايةً
تتناسلُ خيباتُها
خيبةً
خيبةً
والجروحُ التي خلّفتْها
خلْفَها
تختفي وتطيب
والرجالُ الصغارُ المبتسمون
يستلمون صكوكَ الحياة
وآخرَ طيرٍ
ظلّ يرفرف في سمواتِ الحلِ المجيدِ
هاهو الآن
يأوى الى عشِ السلامِ المهين
ويلقم أفراخَهُ
قمحاً شهياً
ثم يبشّرها بالمزيد
هاهي الأرضُ تنزفُ
والبحرُ ينزفُ
والسماءُ تميد
** ** **
تلبسُ غرناطةُ الآن
السوادَ
ثم ترفعُ أذيالهَا
كي تتفادى السيول
** ** **
لماذا الذهول؟؟
سبيل
كُلّنا
طيور
بأجنحة مفردة
كُلْنا
.......
السبيل الوحيد لنا
كي نطير
السبيل الوحيد لنا
كي نحلّق في أقاصي الأعالي
لانبالي
أن يعانق أحدنا
الآخر
ألوان
ياليلُ....
إنْ كنتَ ترغَبُ بظلمةٍ إضافيةٍ
هيّا
إغْمِسْ ريشَكَ فِيَّ
ويا بحرُ....
إنْ بَهَتَتْ زرقتُكَ الفيروزيةُ يوماً
إشربني
وأَنتِ
يا أشجارَ الدنيا
كُلَّكِ
إرتشفي دَمي
وإخضوضري أَكثرَ
..............
خُذْ ألوانَكَ منّي يا كون(67/79)
واتْرُكْ لي ما يَتَبَقَّى
إترك لي لوني
الشَفّاف
خيمة
خارج أسوار المدينة
ترضع الأنجم
من ثدي الصحارى
تنبت الشمس على جدرانها
مثل أعشابِ البراري
والظلامُ الدامسُ الغافي
على أهدابها
لاتستبينه
هي محض صومعة
إنما الموت بها
ماأروعه
الشاعر (1)
ذاهلٌ
عن حدود المكانْ
كَفُّهُ تزرع حلمَ الحبيبة
بذرةَ ضوء
بحجرة قلبٍ رؤوفٍ
كفّه الأخرى
تعيد صياغةَ عالمنا
على هامشٍ
من أنين الكمان
ذاهلٌ
عن حدودِ اللغة
يُروّض ثائرها مغرماً بالموسيقا
ثم يحرّض كل السواكن فيها
مدنفا
منتشيا با بتهاج الحروف
منزعجا من أن يئين الأوان
ذاهلٌ
عن حدود السماء
باصبعه
يشدّ جوانبها
يمدّد أطرافها
فيلوّن أزرقها المستطيلَ الممل
كل يوم
بلون أليف
ويَقْبلُ لعناتها
بامتنان
ذاهلٌ
عن نفسه
.........
شجرٌ
له ثمرٌ
من عقيق البيان
الشاعر(2)
ما الذي أوحى اليكَ
بهذا القصيد؟
وكيف اخترعتَ
الكلام المخضّب
وامتشقتَ
حُسام القوافي
كي تؤاخي بين المعري وايلوار
ببيت جديد؟
أيّ معنى تريد
سوى أن تقول الذي لا يقال
تدشّن أسئلةً
في مسيل الحصى
وتفرش أجنحةً
في فضاء المحال
حتّى يصير المضارعُ ماضٍ
ويمضي الكلامُ المباركُ
لغزا مهيبا
ينثُّ حروفا
بين قوسين
من حريةٍ
وخيالْ؟؟
أيُ معنى تريد
من الشعر
سوى
أنك تبقى
كما أنت
هكذا
هكذا
هكذا
هكذا
هكذا
..................
.......................
شهيد
كالوليد
شقّ رحم الحياة
وانتشى
في مداه
ودّعَ الشمس
في حجرها
حتى يمارس
مولده من جديد
وجهه للاله
ساعيا في علاه
لم تكن جثة حين أعلن ت
مستحيل
للكرنفالاتِ
أجواؤها
وأضواؤها
وللعرصاتِ
تضاريسُها
والغيابُ
له أَنْ يكونَ بهياً
أَو أَنْ يظلَّ غبياً
أَو أَنْ يعود نبياً
مثل قلبٍ حبيبٍ
وللّيلِ
أَنْ يستفزَّ النهارَ
ولكنْ.....
هل لقلبٍ حزينٍ على غائبٍ
، سوف يأتي ،
أن يَسْتَلِذَّ
بفاكهةِالانتظار؟؟
شعراء الجزيرة العربية >> محمد جبر الحربي >> الفارس المطعون بحراب الأهل
الفارس المطعون بحراب الأهل(67/80)
رقم القصيدة : 64890
-----------------------------------
لا تحزني ياحرةً عربيّةً ملكتْ زِمامَ منيّتي
فلقد ذكرتكِ والرماحُ نواهِلٌ
مني ِ وبيض الهندِ تقطر من دمي
فوددتُ تقبيلَ السيوفِ لأنها
لمعتْ..
ولم يحضرْ أحدْ..
**
هي شمعةٌ أشعلتُها من غيظِ أحزاني، وفيْض طويّتي
فجراً ولم يحضرْ أحدْ
**
والوردةُ الأولى على أطرافِ ليل الصابرين غرستُها
بين اليقين، ونوح ِ نائحتين قرّبتا المثاني في جنانِ الله لم تحدا ولمْ
يحضرْ أحدْ.
**
هي قطعةٌ من عزفِ مجهولين فات أوانهم
تهذِّب الصحوَ الخفيضَ
وقسوةَ الانسانِ والاوطانِ
لم يحفلْ بدعوتِها ، وقطفِ الصبح ِ فلاحو الغنائم ِ
ما استفاق النَوّمُ الثملون من سُكرِ الهزائم ِ
والكلام ِ المثقل ِ الأجفان ِ بالأوهام ِ
لم يحضر على قلق ٍ أحَدْ.
**
هي لحظةٌ من نقش ناحلتين حارستين أدمنتا الترقّب خِيفة ً
هي لحظةٌ فانعمْ بِنَومِك هانئاً
ياصاح ِ نام الناسُ مثلُكَ
لم تفُتْك غنائمٌ،
وتحررت من عبئها الأنفالُ،
لا نصرٌ تيامَنَ،
لا ثقاةٌ خُلّصٌ يُهدون للتاريِخ ِ بيضَ رقاعِهِمْ.
ما اخضرّت الدنيا على إيقاعهمْ
هذا مُثارُ النقع ِ:
تلك على اليمين مقابرُ الزمن الجميل ِ،
وتلك شهبُ قلاعِهمْ.
**
وهنا قلوبُ العاشقين لأمةٍ عظمى توقَف عزفُها
وروى الخليقة َ نزفُها..
هي فتنهٌ عظمى:
لصوصٌ مارِقُون تمكنوا منَا ومن أشياعِهِمْ.
شيعٌ وتجارٌ وأشباهٌ شواحبُ من غثاءِ السيل ِ
باعوا عَرشنا
لا دودةٌ حَفلت بمنسأةٍ
**
ولا إنسٌ أفاقوا
فتنهٌ كبرى ولم يحضُرْ أحدْ..
لوداع أحزان الظهيرة ِ..
**
ياخديجةُ خبّري عنِي التلفّتَ والندى
أني أميرٌ ما أسِرتُ إذا أسِرْت من العدا
رِدءاً أردتُ فكان مستنداً رماديَّ الرّدى
الموتُ في عينيه لم أبصرْهُ كنتُ مُرمَّداً
والموتُ في أعطافِهِ ولبسته ياللردا
انّي الخُذِلتُ وكنت وحدي أبْلجاً ومهنداً
**
ما خنتُ:
كفّنت الشهيدَ،
وناذراً للموتِ .. مبتدِراً غداً.
أفشيت سِرَّاً ؟(67/81)
لم أخنْ.
خانوا ولم يحضرْ أحدْ.
**
هو نهرُ خلاني يُغنيه الفراتُ
وترتدي أحزانَه أضواءُ دِجلة
رجّها المجدافُ
مرتني بباب النوم ِ أهدتني مكاني
بين أسياد الكلام وسادة الفوضى العظام ِ
على ينابيع ِ النظام ِ.
كلما قلبتُ رأسي شدّني
لعظيم حكمتِهِ
وفارع صبرِهِ
وطوى الكتابَ على وميض الدهشةِ العينان ِ
لامعتان ِ لا صوتٌ ، ولا جسدٌ يعيقُ تدفقَ
المعنى الكتابُ يمرّ من مبنىً الى مبنىً
ومن غيم ٍ إلى غيم ٍ على كتف الجبال ِ
**
الأرضُ واقفهٌ على طلل ِ الرشيدِ
ووحدها الأفكارُ لا تفنى
ولا يفنى القصيدُ.
**
هي رؤيةٌ فُتحت لباب ِ الشمس ِ
من غَبَش ِ الشواهِدِ
نبتة أورقتُها
للريح.. للمطر ِ الجديدِ أسوقه لفرادةِ التاريخ ِ
أحفظُهُ لميلاد ِ الوليدِ
مهدهداً شِبْنا ..
ولمْ يحضرْ أحَدْ.
شعراء الجزيرة العربية >> محمد جبر الحربي >> العظيمة
العظيمة
رقم القصيدة : 64891
-----------------------------------
خُذي بيدي
تَعِبتْ قدماي .. خذي بيدي
أنكرتني القبيلةُ والأهل
((والمُدُن المشتراةُ
وتلك التي في الندى المشتهاةُ))*
خُذي بيدي
فالبلادُ بلادي
وذا النخلُ نخْلي، وشاهدُ رمْسي ِ.
وذا الماءُ مائي ِ،
وذا اليبْس يَبْسي.
وحتى المساءُ لهُ دفءُ همسي
وحتى النساءُ لهنَّ الجمالُ
الذي رسَمَتْهُ أنامِلُ حَدْسي ِ
فقدّمتهُنَّ،
وعليّتهنَّ على كلِّ لبْس ِ
و سميّتهنَّ
سموّاً بهنَّ
على كلِّ إنس ِ
فكنَّ الجليلات تاجاً لرأسي
وكنَّ لي الفأل في يوم ِ نحس ِ
وقَدْ صنْتُ نَفْسي ِ
وعلّمتُ نفسي ِ
فرقّيتُ نَفْسي ِ
وصرتُ كبيراً
فضاقت على الدرب نفسي.
وأصبحتُ شمساً
وأصلحتُ دورة روحي الصّباحَ
فلا تُطفِئي الليلَ باللّوم ِ شمسي
فما خُنتُ بَوْحي
ولا خُنْتُ بالهمس ِ بذْري وغَرْسي
وما خنتُ جِذري
إذِ اصطبحَ الناسُ روماً بفرْس ِ.
خذي بيدي
أخرجيني لبعضِ السّماءِ
وبعض ِ الهواءِ
فلنْ يُرضِيَ اللهَ قيْدي
ولنْ يُرضيَ اللهَ حَبسي.
خذي بيدي
قد سَلِمْتُ من الشكِّ(67/82)
هاتي يقيني
وهاتي من الحلم رأْسي .
خذي بيدي
فالجيادُ أضاعتْ بنيها
وما ظلّ منها سوى الذكريات
وما ظلَّ من فارس ٍ يحتويها
وصرتُ وحيداً
أنا الجمْعُ أصبحتُ وحْدِي ِ
فكيف أنا الجمعُ أصبحتُ وحدي ؟!
خُذي بيدٍ حُرَّةٍ
وتملّي نهاراً بها:
هذه الكفُّ قطرُ الندى يعتريها
فهلاَّ قرأتِ العواصِمَ فيها
ولولا صبرتِ
لأدركتِ أنّ التفاصيل َ
تُبعد عدنانها عن بنيها
وأدركتِ أنّ لقحطان شأناً
وأن الخطوط تدلّ على تعب العمرِ
ياليتني أفتديها..
خُذي بيدي أرجعيني
وسجادتي..
لا تدلي العدوّ عليها ..
وقومي..
أيا بنتُ قومي نَُصَلِّي.
شعراء الجزيرة العربية >> محمد جبر الحربي >> صباحُ الخير
صباحُ الخير
رقم القصيدة : 64892
-----------------------------------
زمانٌ مُرّ..
زمانٌ مَرَّ ما فتِّ ،
وما جئتِ ،
ولا قمتِ ..
كرفعةِ روحيَ العليا
كبوحٍ لا رقيبَ بهِ
غناءٌ لا رقيبَ بهِ
كما شئتِ
ولا قلتِ
أنا الطفلُ اليتيمُ الساحرُ الخلاقُ ما قلتِ
صباحُكَ .. يا صباحَ الخير.
*******
صباحُكِ يا صباحَ الخير يبكيني
ويشجيني
بلا عُرَبٍ ، ولا عودِ
يمدّ ليَ الفضاء َ، وحمرةََ التينِ
ظلاليَ ، والدّنى دوني
أقومُ إليهْ
وأصفو مثلما يصفو الفقيرُ الفارِهُ العطِرُ
وأكتبُ حاضناً كفّيْهِ موّالي
صباح الخير يا وردي
ويا عودي
إذا طربُ الجوانحِ صاحَ لي عودي
وأشرقَ مثلما صنعاءَ
فاتنةً ومخفيّه
وورديّه
رماديّه
يصوغُ بها السحابُ الحرُّ أحزاناً حُمينيّه. (1)
هي الخلفيّةُ الأولى
لهمّي ، والشّجارُ الواجبُ الحذرُ
مع الأصحابِ..
والأشجارُ حاضرةٌ ومنسيّه.
وحبّكِ
بوحُ عصفورين مالا فوق غصنِهما بغصنِهما
حنانٌ ما لهُ أوّلْ
ندى عينيكِ والدنيا شِماليّه
جنوبيّه
هما نهران يختلجان والدنيا شتائيّه
تحرّقُ مهجة الحيرانِ .. يستعِرُ
غريبٌ كم يُعِدُّ الليل للدنيا الشتائيّه.
*******
أخاف عليك
ومني يا جنون الصبح
يا فجراً من الأطفال ِ والفوضى
جنوني أنك الفوضى الشماليّه
جنوبيه.(67/83)
ولا تدرين..
سؤالٌ مُرّ
سؤالٌ مَرَّ والآكام تحتضرُ
- أتُبرقُ؟!
صاح من حولي
أجاب الآخر المنفيّ
ستمطرُ إن تجاوزتِ الحدودَ
وما رماها العسكرُ المحشود بالنيّه.
*******
سلاماً يا منائرها
وصبحاً بالسلامِ تعودْ .
مدائنَ من ضفافِ الجودْ.
ملامحَ ما استماتَ الغربُ شرقيّه.
بلادُ العرْبِ أوطاني
وأوطاني العنادُ المرُّّ..
أوطاني الجبالُ السمرُ
والكتب السماويّه.
*******
لكِ اللهُ التي في أعيني شمسي
وعليائي
وإن أدنو
فغاياتي
جمالٌ من حِراك الضوء.
وماءٌ من رحيق النوء.
وصبحٌ مالهُ أولْ..
كصبحكِ يا صباح الخير يا أمي
ويا بنتي
ويا كلماتيَ الأولى البدائيه .
*******
ـــــــــــــــــــــــ
1- شعر الغناء الصنعاني.
شعراء الجزيرة العربية >> محمد جبر الحربي >> حاملة الشهد
حاملة الشهد
رقم القصيدة : 64894
-----------------------------------
أحمل وجهي وأمشي
إلى حيث يجتمع المدمنون على قتل أوقاتِهم
قلت أمشي إليهم، أشاركهم قتلَها
قلت أمشي مشيتُ
حذائي يطالعني في الزجاج النظيفِ
وهذي الوجوهُ تطالعني في الهواء المشوبِ
بين الهواء وبين الزجاجِ
تذكرتُ ناراً تباعد، عرضَ السواعدِ
والوهجَ المتصاعد من أعين البدوِ
أشعارَهم في النساءِ، المساءَ
السيوفَ التي كُسِرتْ في وجوهِ الرمالْ
النساءَ اللواتي احترفنَ انتظارَ الرجالْ
تذكرتُ.. أغفلتُ.. قلتُ
سيعرفني القادمون من الخِيَم المخمليّةِ
من حاضر الحيّ، لكنني
كنت أحبو على بعد قرنٍ
من الحيّ كنتُ
أنا الحوتُ ما ضمّني البحرُ
أرقص في الرملِ
والرقص موتْ.
أنا النورسُ
أنا الصوتُ في الفجرِ
أولُ صوتٍ
وآخرُ صوتْ:
(صباحٌ له لونُ خدّيكِ حاملةَ الشهدِ
أيَّ الشوارع أسلك حين يطاردني الخوفُ؟
لا. قلتُ لا حين سألني حاكمُ العشقِ
- حاملةَ السِرّ -
أيَّ الشوارع أرتاد حين أغادر رمسَ التوجّدِ؟
لا ضمّني البحرُ، لا ضمّني قاربٌ لابن ماجدَ
عاريةٌ أنتِ، خارجةٌ أنتِ
زاويتي أنتِ
أنّى وكيف أغادرُ؟(67/84)
زاويتي أنتِ، أين ينام جوادي التَّعِبْ؟)
يا حبيبةَ هذا الشقيّ
حبيبةَ هذا التعبْ.
حين يتكىء المتعبون على صدرك الطهرِ
أيُّ المناديلِ يمسح دمعكِ؟
أيُّ القناديلِ يستلّ نوراً كوجهكِ؟
أيُّ الشفاه تكون السعيدةَ بالنطق: إني أحبّكِ؟
إني أُحبّكِ. لكنني ريشةٌ لا تريد الكتابةَ
إن الكآبةَ مرتصّةٌ مثلُ سورٍ
وبابٍ قديم على جبل في "المدائنِ"
يومَ استدار البشرْ.
أحبّكِ
يهتزّ سورُ المدينةِ
يهتزّ قلبي
ويهتزّ هذا الذي يحرس القبرَ
مرتدياً جبّةً من ذهبْ.
مغلّلةٌ بالقيودِ
معلّلة بالندى
مسافرة بالوعودِ
محلّلة للردى.
أيُّ النياقِ ستحمل وشمي؟
أيّ التوابيت يبتاعني في المساءِ
ويُسلمني في الصباح لغير احتضاركِ؟
أيّ اشتهاءٍ يظلّلني في ذراعيكِ حيناً
ويمنعني أن أكونَ الأخيرَ الرديءْ؟
ذا زمانٌ رديءْ
ذا زمان غدا فيه حبّكِ كفرا
وحفظُ التواريخ كفرا
وقولُ الحقيقة كفرا
وذا السندسيّ يموتُ
ولا يقبل العشق قسراً، فمَنْ؟
- تباركتِ - مَنْ؟
- يا حبيبةُ - منْ؟
للمدار، ومنْ؟
للثمار، ومنْ؟
يحتوي نهرَنا عندما يحتوينا الدوارْ؟
أَلَيْلٌ ومتّكأٌ للغناءْ؟
وصبحٌ كما الأمسِ نحبو إليهْ؟
تباركت كيف اتّكأنا عليهْ؟
وكيف بكينا على مقلتيهْ؟
وكيف أتانا
يلملم أكفانََه في يديهْ؟
صباحٌ له لونُ خديّكِ
متعبةٌ أنتِ
- بل متعبٌ.. كلانا
ولكنه صاحبي
كنتُ أُُخفيه دوماً لأبكي عليهِ
- سلامٌ عليهْ
- سلام عليهْ
شعراء الجزيرة العربية >> محمد جبر الحربي >> وطن الجنى
وطن الجنى
رقم القصيدة : 64895
-----------------------------------
قد ضاقت الدنيا على سعةِ المنى
والبيتُ بيتك ما حللت مؤمَّنا
أعطيكَ أيسرَهُ ، و أحملُ جُلَّهُ
و تعللتْ كلّ الجهاتِ بزادِنا
إن شئتَ أرضيتُ الخرائدَ بالضحى
من عذبِ ما روَّيتَ ظمآن الرّنا
المردفاتِ لكِّ الربيعَ من اللَّظى
المدبراتِ لكرَّةٍ بين القنا
من طيبة الطيبِ المعتق حاضناً
والمقبلُ الجاني لكرم المنحنَى(67/85)
و الله قد أعلاك صوتَ حقيقةٍ
أو كشَّر الأعداءُ عن نابِ الشنا
المردفاتِ لكِّ الربيعَ من اللَّظى
المدبراتِ لكرَّةٍ بين القنا
المدنياتِ لك الشوامخَ من علٍ
و الجنةِ الأخرى تكاشفُ من مِنى
من طيبة الطيبِ المعتق حاضناً
والمقبلُ الجاني لكرم المنحنَى
والأحمرُ القاني بأوردةِ الصِّبا
والأرضُ حُضنك إنْ عرضتَ مُهادنا
و الله قد أعلاك صوتَ حقيقةٍ
أو كشَّر الأعداءُ عن نابِ الشنا
المانحاتِ لكلِّ بارقةٍ سنى
المبلغاتِك للعزيز من المنى
المردفاتِ لكِّ الربيعَ من اللَّظى
المدبراتِ لكرَّةٍ بين القنا
المقبلاتِ إذا الكريهةُ أقبلت
الرواياتِ الشعرَ أنك من هنا
المدنياتِ لك الشوامخَ من علٍ
و الجنةِ الأخرى تكاشفُ من مِنى
من جنّةِ الدنيا و مُزدلف الورى
للنخلِ، للشرف الرفيعِ، تَعَدْننا
من طيبة الطيبِ المعتق حاضناً
والمقبلُ الجاني لكرم المنحنَى
يا ذا الفتى الحاني لى سرواتِنا
أشعلتَ جذوتنا وعدتَ محصّنا
والأحمرُ القاني بأوردةِ الصِّبا
والأرضُ حُضنك إنْ عرضتَ مُهادنا
فالأرض أرضك ما ركضتَ مغالبا
فاصدحْ وصحْ بالناسِ أنك من هنا
و الله قد أعلاك صوتَ حقيقةٍ
أو كشَّر الأعداءُ عن نابِ الشنا
شعراء الجزيرة العربية >> محمد جبر الحربي >> جاءت خديجة
جاءت خديجة
رقم القصيدة : 64896
-----------------------------------
طلعتْ فتاة الليل من صبح الهواء، فأورقت تيناً وزيتونا ً وألقت
للنخيل تحية الآتين من سفرٍ فأينعت الوجوه شقائقاً ونمتْ
حبيبات الندى مطرا ًَ على تعب القرى
قمراً على الباب العتيق لعالَمٍ نسي الحديث الطفل، والكلمَ
المذابَ مع ارتخاءِ النهرِ أولَ ما ظهرْ
نسيَ التطلعَ للقمرْ
طلعت على مد البصرْ.
جاءت فتاة الليل من صبح الهواء فأسفرتْ
دخلت على الأطفال موالا ً، ومالت للحديث فأزهرتْ
قرأت كتاب الله وانتثرت على الكلمات دفئا ً أسمرا
قمراً على وجع القمرْ.
دمعتْ ... مشتْ
مشت الدروب على خطاها واكتفتْ
بالصمت حين تحدثتْ:
اللوح أسود(67/86)
فاستروا عري البلاد وسوأة المدن اللقيطة
واحتموا بوجوهكم
وتبينوا أن جاءكم نبأُ
هذا أنا تعَبٌ، ومرساةٌ، وقيدٌ رافضٌ للقيد
(من يزرع قلوب الناس يُحصد: ذا زمان الحصد
من يسرق يُجازى بالتي...)
وضعت يديها فوق نافذة الكلام وأسرجت خيلاً
لعنق الشمس
واحتفلت بميلاد الحروفِ
وأطلقت عصفورها للبوح في طرق السماءِ:
لا تزرعوا قمحا ًمن قبل أن يجد الفؤاد طريقة للناس..
لا تركبوا بحرً من قبل أن يجد الحمام مكانه في القلب.. لا
لا تطلبوا أجراً على وجع الكلام، وحرقة القلب المضرج
قبل أن يفد الحمام.
قالت.. وأسدلت الكلام.
تتذكر الآن البدايةَ
مفرق الطرق القديمة..
كان "شام"
(إن تغرس السكين في الظهر ستغرسْ
ألف سكين بظهركْ)
جلست على طرف الكلام
هذا معاويةُ الذي..
ويضج طفل البوح في فمها ويشتعل الكلام:
لا تقرأوا التاريخ
زيفٌ ما يسطِّره الذيول
كفاكمو زيفاً على زيف ٍ
سنيُّ العمر مرت ما قرأت حقيقة
مرت كما مرت على الصحراء صائفة الغمام
تعبٌ وحال الناس في الأرض التعب
أن جاءكم نبأ ٌ..
فهذا ساحل الرؤيا وإن عجَّت به ريح الشمال
تظل أصوات النوارس، صرخة الحيواتِ ملء رماله
فتبينوا أن جاءكم نبأ.
دخلت على الحجرات في القلب المشاع
وجدت رماداً
ملؤه وطنٌ، وأسئلةٌ تثار ولا إجابة في المنابر
لا إجابة في رحيق السيف
وجدت نخيلا ً واقفا ً بالباب منحنيا ً
جداولَ جف فيها الطين
أسرابا ً من الوجع المهاجر
لا أمان
ولا مكان
ودمعتين نوافذ التوق الذي أدمنته عاماً فعاما ً
ثم نمت على الحجارة.. لم أخن
كشفتْ وكم كشفت عن الأوراق في حجراته
وأنا أصيح: قصيدتي وجه الزمن
صرختْ.. صرختُ وما فتئتُ أردد الصلوات في روحي
وأسترق الوطن:
كلا وربِّ السيف والكلمات والمدن الخرافه.
ما ناشني فرحٌ
ولا دونت اسمي في دواوين الخلافه.
مضت الفصول
خلعت جلدي
يا بلادا ً باعها السمسار للسمسار
وأستبق الغزاة إلى ملابسها
وتجار الصحافه.
لهفي على وطنٍ يغادرنا
ليسكن في المحافل والفنادق(67/87)
تترك الصحراء أنجمها
وتبحر في ملفات العويل
وواجهات النشرة الأولى
وأقبية الفراغ
وتترك الأنهار أبناء القرى
لتنام في برك السباحه.
طلَبتْ موانئ
فتَّشتْ في السفْن عن وطنٍ بديل
تعبتْ من البحث الطويل
تعبتْ من الركض الذي يمتد من فرح الأجنة
وانطلاقات الجذور
إلى انحناءات الكهولْ
تعبت من الوطن البخيلْ.
وطنٌ سرابْ
غابٌ من القيم الخرافة
وانتماءٌ مرَّغ الوحل به أنف السحابْ
وطنٌ
عيونٌ فيه تستسقي
وتُسقى جمره
جيفٌ تفتش عن غرابْ.
وطنٌ ترابْ
يقف النخيل وكم يطول الوقت بالنخل
وكم ينأى السحابْ
وطنٌ ضبابْ
إن تدرك الأطراف تدركْك المنية يا معذب
فالتئم بالتربة العذراء
وليكن الغيابْ
غابٌ وغابْ
لا أرض في الأرض التي تهب السوادْ
لا أرض في الأرض اليبابْ
وطنٌ ترابْ
وطنٌ ضبابْ
وطنٌ سرابْ
سرابْ
سرابْ
طلبتْ مداداً
جف ماء البحر
صرختها استحالتْ نبتةً في غرَّة الصحراء
دمعتها استحالتْ قطرةً
(الغيث في الصحراء لا يأتي
إذا تعبتْ أكفُّ الريح وانهزم الجوادْ).
طلبتْ مزيداً من مدادْ
وطلبتُ منها أن نكونْ
أبقيتُ في يدها يديَّ
فكفتْ الدنيا عن التجديف
ذا بحرٌ
وقفنا
والسموات انتهتْ فينا
وكنا راحتين تحوطان الشمسْ
شفةٌ وشمسْ
لغةٌ ترطِّب مبسمين
حمامةٌ ترتاد ساحتنا
نُحِبُّ
نُحِبُّ
يا الله نحن الحبُّ
نحن الصرخة الأولى
ولون الماء والأشياءْ.
لوَّنّا الجداول
فاستدار الماء بالأسماك
واحتفلتْ على يدنا بميلاد الهواءْ.
ولوَّنّا البلابل في صباحٍ غائمٍ بالحب
أسكنَّا حناجرها مفاتيح الغناءْ
ولوَّنّا القبائلَ
ذاب فصُّ الملح
والصحراءُ
من بحرٍ إلى بحرٍ
وهبناها مساء الخير، والكلمات
فرحتَنا
ـ نُحِبُّ .. نُحِبُّ
دفءَ اللحظة الأولى
وطعمَ الخبز ممزوجاً بطعمِ الرمل
وجه النخلة العفويَّ
نحن الحبُّ
نحن الحبُّ
ما كذَب الهوى قسما ً
ولا كذَبتْ يدان تحوِّطان الشمسْ
جاءت على شفةٍ وشمسْ
طلعتْ خديجة من تفاصيل الهواء فأشرقتْ
ونمتْ على يدها القرى(67/88)
ونما الهوى أبداً
وما كذَبَ الهوى
كلا وما كذبتْ تراتيل القرى.
كلا وما كذبتْ تراتيل القرى.
شعراء الجزيرة العربية >> محمد جبر الحربي >> العبسي يُحاصر الذاكرة
العبسي يُحاصر الذاكرة
رقم القصيدة : 64897
-----------------------------------
مُلقىً
وعبلة لا تفارقني
لكأن رأسي خدرها
ويدي أصابعها
تُزيل الليل عن عينين واسعتين
أقرأ في سوادهما وأكتبُ - حين أكتب- دمعتين:
خدرها وطنٌ
وعيناها يدان
مدنٌ تعلمك الكتابة والحديث
مدن تعلمك الرّهانَ وكيف تخسر في الرهان
تركضُ من طفولتك الفقيرة
ورتعاشك في الحجاز"الطائف" الجبلي
والماء الرضي
إلى ارتعاشك في سوادهما
زمان غامض
والجوع وديانٌ من الحزن الحثيث
لكنّ عبلةَ لاتفرطُ في الحديث!
ولا القدم
وأنا القصيدةُ لم تتمْ؟!!
**
مُلقى
حذائي تحت رأسي
والسماءُ خفيضة
ولصيقةٌ بفمي
ودمي تعطّل عن مُجاراة الهواء
في نهارٍ طلّق التاريخُ دورتهُ
**
قطعانُ قلبي
لم تجد مرعى يليقُ بجائعٍ
وطيور عيني دون ماءٍ
الآن نعرفُ سرّ هذا الثقبِ
في جسد السماء
قطعانُ قلبي دون ماء
الآن نعرف سرّ هذا الرعب
قطعان قلبي والعصافيرُ الصغيرةُ دون ماء
الآن نعرف سرّ هذي السُحب
قطعانُ قلبي دون ماءٍ
أسلمتُ ماء قصيدتي
**
قطعانُ قلبي
لم تجد مرعى يليقُ بجائعٍ
وطيور عيني دون ماءٍ
الآن نعرفُ سرّ هذا الثقبِ
في جسد السماء
قطعانُ قلبي دون ماء
الآن نعرف سرّ هذا الرعب
قطعان قلبي والعصافيرُ الصغيرةُ دون ماء
الآن نعرف سرّ هذي السُحب
قطعانُ قلبي دون ماءٍ
أسلمتُ ماء قصيدتي
لقوافل الفقر البطيء
وكان أوّلها فمي :
يا دار عبلةَ بالجواء تكلمي!
شعراء الجزيرة العربية >> محمد جبر الحربي >> المُغني
المُغني
رقم القصيدة : 64898
-----------------------------------
أنا أولُ العاشقين وآخرهم
سقطت نجمة عند بابي
صرختُ ثيابي
نزعتُ من شبابي الطفولة
أدركتُ أنّي
على غير ما استسيغُ أغني
أكلُ الذي في البرية يُحمدُ؟!
إني اتخذتك همّي(67/89)
وساءلتُ نجم العشية قُدني
أبي ليس يعرفُ
أمي مضت
فمن ذا سيرفعُ رعبَ العبارة عني؟!!
وماذا يظلُ؟!
ومن ذا على هدمه سوف يبني ؟!
ومن ذا على ذمّه سوف يُثني؟!!
ولا دهشةٌ في المآب
ولا دهشةٌ في التجني
سأذكرُ ما ليس يُذكرُ
إني افتقدتُ البراءة
حين افتقدتُ التمني
فقد كانت الأرضُ
ناعمةً والطفولةُ
مجنونةً والليالي
بوح الحقيقة للحقِ
بوح المُدانين بالدّين
بوح العصافير صادحةً دونَ منّ.
وماذا يظلُ؟!!
الحقيقةُ
أم جفوة الرّملِ؟!
هجسُ الفجيعةُ
أم هجعة المطمئنِ ؟!
أيا أيها الوعيُ
يا أيها الوعيُ
أفسدتَ ذوق المغني!!
بوح العصافير صادحةً دونَ منّ.
وماذا يظلُ؟!!
الحقيقةُ
أم جفوة الرّملِ؟!
هجسُ الفجيعةُ
أم هجعة المطمئنِ ؟!
أيا أيها الوعيُ
يا أيها الوعيُ
أفسدتَ ذوق المغني!!
شعراء الجزيرة العربية >> محمد جبر الحربي >> ابن باجة
ابن باجة
رقم القصيدة : 64899
-----------------------------------
النوابت سرُ الفتى
والنوابتُ سرُ المدى
والنوابتُ سرُ الولادة
تلك التي كيفما يشتهيها الغلاة ستُمنحُ
قد كان في غفلةٍ
هكذا قيل
لكنه كان فيما يُخبئُ
منتصراً للحياةِ.. على قهرهِ
للنوابتِ في سره
لم يكن غيرهُ والنوابت
لم يكن غير حلم الولادة
للنوابتِ في سره
لم يكن غيرهُ والنوابت
لم يكن غير حلم الولادة
شعراء الجزيرة العربية >> محمد جبر الحربي >> الفارابي
الفارابي
رقم القصيدة : 64900
-----------------------------------
وحدهُ يبني
ويخلقُ في فضاء الله
مشروع الولادة
وحدهُ الآتي
طيورٌ حنطةٌ في الشمس تتبعهُ
تسرّبُ من يديه
وتعتلي صمت الإرادة
إلا النوابتُ ضده
في العقل
ناثرةً بذور الجهل
محكمةً سواده
شعراء الجزيرة العربية >> محمد جبر الحربي >> حزن كنعان
حزن كنعان
رقم القصيدة : 64901
-----------------------------------
هي كف يافا أشعلت شطآنه
في ذروة من نورها و وجيبها شدت علاها
في ظلام صاغه الشيطان
من قتلى الحضارة(67/90)
راكضين الى جحيم اشعلوه مسومين بعارهم
ومن الجنود الواقفين على المنابع
ممعنين
ومانعين
وصاعدين على ركام من جرائم
لا تكفُّ
فلا يجف من الدماء سوى الدماء على الدماء
هو شاعر ما مات
أبصر ليله يذوي فأشعل صبحه
شدته يافا
من مزاج الخيل
لم تسأله مذا يفعل الشعراء عند الفجر
ماذا يفعل الغرباء في ليل شديد الهول
ماذا يفعل الإنسان
ولا وطن
ولا منفى
ولا رأس
ولا بأس
ولا شمع
ولا اشلاء
هي كف مانحة
فماذا يفعل الإنسان ولا نفس
ولا روح تصان
ولا يد تعطي خيار الكف
لا تغني
ولا يغني كفاف العزة البيضاء
هي كف يافا
من بقايا مرمر
وعناد حور
والتقاء عراقة عظمى من الأنهار والأجساد
فجرها لنا كنعان
واستلقى على ظهر البسيطة
مرجئاً بوابة الأحزان
وفواكه النسيان
لدموع يافيين
ما اقترفوا من الآثام غير جمالهم
شدتهم الدنيا على ظهر الرحيل ولم يزل
فيهم بياض ضارب في الضوء
ولا سكر
ولا ثمل
نجوم من كروم من خليل
من حنايا النور
في الأجساد
والبور
والأرواح
والكلمات
والفعل المضارع
والثبات
وحدَّةٌ
من أبيض التاريخ حتى الزرقة الخضراء
متأرجحين
على ضفاف
من غيوم
من تمور
من نخيل
من منافٍ لا تغربهم ولا تحنو على اطفالهم
عند المفارز
عند شارات المرور
وفي بهيم الليل والأضواء ناعسة
وشاعلة هي الأصداء
هي كف يافا
لا تزال بعيدة
وقريبة مني الوعود
إلا البنت
ياالله
هذي البنت لا تدري لماذا
لا ينام الليل في عيني
لا يصحو بها فجر
ولا عند الضحى
تمشى الهويني
في العيون نؤومة
وتعيد اشجاري لي الرزقاء
هي كف يافا
لا تكف عن العطاء اذا تجهمت السماء
هي التمام لنقص ايام الصحاري
واكتمال القادرين على العطاء
شعراء الجزيرة العربية >> حسين احمد النجمي >> عذبة النجوى
عذبة النجوى
رقم القصيدة : 64917
-----------------------------------
أسافر في عينيك أبحث عن مأوى
أيا رحبة الأحداق ياعذبة النجوى
نسيت على أهدابك السود عالمي
وحلَّقت مشتقاً مع الأنجم النشوى(67/91)
أبحرية العينين وردية الشذى
تحرضني أمواج عينيك أن أهوى
أذوب على ترنيمة الشوق فيهما
وأبحر في أحداق ليلهما الأحوى
حنانهما يحدو قوافل أدمعي
ويهدي لي الأشعار والمنَّ والسلوى
بها جزر الأحلام موال عاشق ٍ
يرددها لحناً ويسمو بها شدوا
كغابات نخل ٍ شامخات إلى العلى
تعلمنا قاماتها الفخر والزهوا
يلوح لنا من خلفها روض حالم ٍ
به ذكريات اليأس عن خاطري تطوى
ألملم أشواقي إليك قصيدة ً
بها قصة العشاق من بعدنا تُروى
سألت الليالي عنك يا نجمة الرؤى
وأخبرتها أني على البعد لا أقوى
أنا الشاعر( النجمي) ينتابني الأسى
فأعزف أشعارى وأسمو عن الشكوى
ملئت دواوين الشذا من تألقي
سقيت المدى شعراً وما اسطعت أن أروى
ينام الذي تخلو من الهمِّ روحه ُ
ومن أدمن الأشواق صلب على البلوى
هبي الشاعر المجروح حبك وارسمي
على مقلتيه السعد يا عذبة النجوى
شعراء الجزيرة العربية >> حسين احمد النجمي >> مساء الخير
مساء الخير
رقم القصيدة : 64918
-----------------------------------
مساء الخير يا قمراً
على آفاقنا يظهرْ
مساء الخير يا أحلى
من الد را ق والسكرْ
ويا أغلى من الياقوت
والمرجان والأصفرْ
ويا من فوق أهدابي
وبين جوانحي تسهرْ
أنام السحر في عينيك
أم في هد بها أبحرْ
مساء الخير يا زهراً
يلو ِّن دربي الأخضرْ
مساء الند و الأ طياب
والكافور والعنبرْ
مساء الشوق و الأنغأم
والأ شعار والمزهرْ
فأنت من السنا أبهى
وأنت من الشذا أعطرْ
وأنت على مرايا الليل
تمثالٌ من المرمرْ
يطل الكحل من عينيكِ
يغرق طرفكِ الأحورْ
ينام الشعر في خديك ِ
يلثم لو نها الأحمرْ
ويكتب فيك أبياتاً
بقصة حبنا تذ كرْ
يخلد ها وينقشها
بصفحة صدره الأسمرْ
وينشرها على الدنيا
ويخفي سرها الأكبرْ
مساء الشعر يا نغماً
على قيثارتي يسحرْ
ويا من صوتها الفتان
من همس الشذ ا أشعرْ
حبيبة عمري الآتي
تعالي نخلنا أثمرْ
شعراء الجزيرة العربية >> حسين احمد النجمي >> رحلة في دروب الذكريات(67/92)
رحلة في دروب الذكريات
رقم القصيدة : 64919
-----------------------------------
سيري على دربي ولا تسألي
ولا تقولي حبنا قد بلي
فلم تزل نار الهوى في دمي
تفور مثل الماء في المرجل
ولم يزل قلبي وروحي هنا
هائمة في حبها الأول
فان أكن غادرت أوطانكم
فخافقي باق ولم ينقل
ولم تزل أحلامنا طفلة
ند ية الخد ين لم تخجل
سيري على دربي فقلبي غدا
بغير هذا الحب لن يشغل
يا حلوة العينين أحلامنا
تكاد من هجرك أن تذ بل
فارجعي نهر الهوى نحوها
ليسقها من ثغرك السلسل
وردية الخدين جودي لنا
من عطفك المنساب كالجدول
يا حلما في الغيب أسراره
ترفقي بالفارس الأعزل
وأشرقي نورا على دربة
أو قمرا في ليله الأ ليل
ورفرفي روحا بأفاقه
وقوة في خطوه المثقل
وجنة يفوح من وردها
رائحة من عطرك الأجمل
ندية الأزهار لكنها
من قطرات الطل لم تغسل
ياحلوة العينين روحي غدت
هائمة فيك فلا ترحلي
أبحر في أحداقها زورقا
شراعه من حلم مخملي
ونلتقي في شاطئ حالم
ترسمها في دربه الأطوال
سنابل العشق بأطيا فها
يحصدها الحزن بلا منجل
ياحلوة العينين .. لاتحزن
فليلنا لابد أن ينجلي
اقولها يا فتنتي واثقا
سيري على دربي ولا تسألي
شعراء الجزيرة العربية >> حسين احمد النجمي >> على ضفاف القمر
على ضفاف القمر
رقم القصيدة : 64920
-----------------------------------
عشقت وجهك وضآءً ومكتحلا
وإن بدا في دروب الشوق مرتحلا
يا أجمل إمرأة في الكون ترقبها
عيني وتلبسها من شعري الحللا
زرعت في ترانيمي فأسهرني
شوقي فغنيت لحن الحب متصلا
يلومني الناس في من بت اعشقها
ولست ارغب عن درب المنى حولا
يا حلوة كلما زاد الوشاة بها
عذلا بعيني والفؤاد حلا
تسافرين على الأهداب أمنية
وتزرعين بقلبي في الهوى أملا
رأيت طيفك بين الهائمين سنا
ما زال بين رموش العين معتقلا
في كل منعطف ذكرى تؤرقني
وكل زاوية قد أصبحت طللا
فأنت ليلى وقيس في الغرام أنا
ولست اقبل في من ابتغي بدلا
يا من عشقت سهادي رغم قسوته(67/93)
أنا الهلال وأنت البدر مكتملا
يضيء دنياي لكن لست المسه
وكلما رمت أن أحظى به أفلا
يا من رسمت بفكري كلما نسجت
دنيا الجمال وقلبي من سواك خلا
يا مرتع المجتنى الضافي بغيمته
وكلما رعدت أشواقه هطلا
وجدت في غيمة الأحزان متكئا
لمهجة وجدت في صدك العللا
لا .. لن أذوب ولن أمضي بقافلة
من الضياع ولن أنسى هواك ولا
يظن حاسدنا ما سولته له
أحلامه أو يقول العاذلون سلا
سأكتب الشعر في عينيك ما فتأت
روحي بجنبي بل اشدوه مرتجلا
أعتق الوجد في قلبي وأكتمه
وكلما زادت الأعوام زاد غلا
يا أجمل امرأة قد سافرت بدمي
شوقي بساحرتي ما عاد محتملا
أين الطريق لنجم تسكنين به
فإن راصده قد ضيع السبلا
شعراء الجزيرة العربية >> حسين احمد النجمي >> رنة الخلخال
رنة الخلخال
رقم القصيدة : 64921
-----------------------------------
ها أنت أشعلت الحنين بخافقي
وسفحت من دمع العيون الغالي
وأعدتني للأمس والعمر الذي
ذابت على أهدابه آمالي
ما زلت اذكر ليلة قمرية
شهدت بكاء الناي في الموال ِ
وتعطرت في فلها تلك الربا
بل أطربتها رنة الخلخال ِ
أرنو فيمنحني الشذى أنفاسه
فأحار بين حقيقتي وخيالي
سافرت فيها بين أمواج السنا
ومشاعري تنساب كالشلال ِ
وبزورق العطر الذي تمضي به
تهويمة الأشجان للأطلال ِ
أبحرت أستاف العبير مرددا
لحني وأشرعة الرؤى تطوي لي
حتى بلغت جزائر الشعر التي
سطرت في شطآنها أقوالي
لملت من الق الحروف توهجي
ووجدت في نبض القلوب مجالي
يا روضة قد كنت في أحضانها
انساب بين خميلة وظلال ِ
تهمي الورود على مشارف فرحتي
وعلى ضفاف الجدول السلسال ِ
كم قد قضيت نهار عمري ساهما
وسهرت وحدي في الظلام ليالي
وكم امتطيت خيال فكري عازفا
ترنيمة الأشواق في الآصال ِ
يا من أثرت اللحن في قيثارتي
وتركتني في اصعب الأحوال ِ
أنا ما نسيت الذكريات فلم تزل
غم السنين الخاليات ببالي
شعراء الجزيرة العربية >> حسين احمد النجمي >> ليل المراويد
ليل المراويد(67/94)
رقم القصيدة : 64922
-----------------------------------
ترددت في شذى الذكرى أغاريدي
وطال في لجة التذكار تسهيدي
وعاودتني طيوف لست أنكرها
ولست اعرف منها غير تنهيدي
يا من تركت على أعتابها لغتي
وفوق أهدابها أغلى مواعيدي
كم جاوزتني نهارات مسافرة
وكم اطل عبير الشوق في عيدي
يل من توقفت في محرابها حلمي
وقلت في ثغرها أخلى أناشيدي
لكنها عشقت أحزان شاعرها
ان كان يرضيك ما أحيا به زيدي
كم أشعلتني شموس دونما خجل
زمن نجوم السنا قد رصدت جيدي
وعانقتني مرايا الضوء في وله
وراقصتني على أنغام ترديدي
تركت شمس الضحى في عرس نشوتها
وبات يأسرني ليل المراويد
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> تمشي بفتنة الحذر !!
تمشي بفتنة الحذر !!
رقم القصيدة : 64923
-----------------------------------
1
نظرتها الأولى
احترقت بين الجدار وظلها
من يدرك لوعة الماء
2
شهوة السهر
في تنهيدة صدرها
البكاء / اصابع
3
كما الأغاني
تدخلنا لطقطقة المطر ...
وتضحك ...
....
4
سأفترض أنها
باتجاهي تمدد غي حديقتها
وأعد أشيائي
لوليمة الورد
5
سأفترض أن
صوتها ملاهي الريح
وأنا طفل اغسل نكايه الروح
6
ذات دفء ...
بقينا نعانق الاضاءة
ليولد
الحذر
7
هي الآن ...
أبعد من نية الليل
تهمس بالجرح !!
ت
هـ
م
س
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> مكنسة ونصف موج
مكنسة ونصف موج
رقم القصيدة : 64924
-----------------------------------
حتى ريف
بلدتي
جمجمة لشاطيء مكاننا الأثير
بلدتي
تلمسين أوجاعها أنت
ترهقين الكلمات بالمعاني
وهناك تستمرين أكثر
يصعب عليك مشاهدة المغارة
تلتحف الشكل
تعبت
وضوح
الصدفة أصغر
النشوء أكبر
جاء قبل ماينبغي
جاءت بعدهُ
تتظاهر بانسلاخ المجاز
خفية الالفة
كوجهٍ لاأمثلة لديه
كوجهٍ حياة مدفونة !!
تقارب مالايقارب
احتج
ملاحظة
المجاز يقامر الحقيقة
المفردة لازالت
بين زيد وعمرو
الذي يراوغ اللغة
(مثال : ذهبت الأديبة كالشمس
رقصت الحديقة )
لاأعرف(67/95)
العقل قاوم الأستعارة
المكان ضجيج الأسئلة
باستطاعة اللغة
الدخول لقاموس
الزمن أكثر
باستطاعة اللفظ
في الأسرار
تكون أو لاتكون !!
تميمة
اعلق مشيئتي
فيتحول ا لفارس
فضاء / اللفظ
لاأدري
مالذي كان ..
كظل التبعية
عش عصفور ا يلوح
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> يحدث أنه الماء
يحدث أنه الماء
رقم القصيدة : 64925
-----------------------------------
*" لا فراغ احمله "
ليست المسألة ان المساء
الذي وقفت على حافته يحمل سرا
غير شتاتي ..
ليست انني اجرب
التيه
فالعالم صندوق اقل من الضياع
احلم معه بحمامه بيضاء
ليست المسأله
اني احمل سرا
لكني لن افشي على الاقل
كيف التصقت هذه الكلمات
على صفيح رغبتي
ليست المسألة اني احمل سرا
الكرسي مخبأ العينين
حوله همهمتك
تروين عن نساء من زعفران
نبتكر موسمنا
ماء
حنطه
تعاويذ
ليست المسأله اني احمل سرا
ارتدي تحت قناعه الكونيه
وشما هادئا
لأتواطأ مع الاوجه
في تفاؤلها الداخلي
وجلد الذات المختنقه
ليست المسأله اني احمل سرا
محاصر في المساء الـ كنت
على حافته
ثمة افكار تتشرنق في كلماتي
تماما كدودة القز
تختزل البقاء
وتذهب الورقه
تماما
كمنظر وحيد القرن
في قفص !!
ثمة ارتباك ..واضح
تماما كفداحه حدسك الرملي
كوصفة صيدلي احاول تفسيرها
...
ملاحظة ..
التائه ..وجدوه يتمتم ليست المسألة ...
من يمنعني ؟
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> شاهد يقلم أظافرة
شاهد يقلم أظافرة
رقم القصيدة : 64926
-----------------------------------
*
فتن الطريق , ينقشع الصمت بظواهره ,
يفر مستمرأ ..يحملني نعشا ,حياديا
مغلفا بانكسار .كلما الرغائب حملتني الى رغباتها
....اضل بارتباكاته السديمية
وجه يلتفت .يجرف انشطار خلاياهم
...متى الغواية المبجلة
..تنداح الى سقفها ..حضورك فرح يستجمع
اللغة ..ليفجع الرياح المتعاليه ,
ظل يسكن جفن الاحصنة النائمة ,
لن تفسد الغزلان ..المنحدرة بين الجبال(67/96)
رعونة اخطائنا الجليلة ..للروح
, عزلة الماء التحملني ..الى توقك المضلع الحالم
..ذلك الثرثار
الفاسد بهدهده المتحسر ..الوجه ..
يمشي بالدن الكثيف المؤطر
..يخترق البهجة مننا كدمية نقذفها لبعضنا
..نختلف عندما تتركين الرسالة ضائعة في نافذتي ,
نافذتي التفيق ..لجلال ..تلويحة حضورك المتدثر بالحنين ..اللعنات لم تبرحني طريق قرية يحملني نعشا , أيتها البعيدة ,
كلما فتن الطريق ..تجسد العنفوان
..نركض للوراء ..ذاكرة المبنى ..الفاصل بيننا ..البحيرة الـ تي لم نتركها
لغبار رفوفنا , الاشعة التي تباغتني ..بحجارتها ..نعشا , يستأثر ..كمحقق ..مشرد ..ندعه عند الباب
* محمد خضر *
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> سطر
سطر
رقم القصيدة : 64927
-----------------------------------
في المسافة
الساحلية الطويلة
الكيئبة الـ تمضغ الكآبة
حيث الأغنيات الحيادية
مأهولة في سبيل الاحمرار
والمقاليع
صوت العربات الفاخرة
صوت فيروز
"أنا خوفي من عتم الليل , والليل حرامي "
تقشير اللب
شاب انيق يستعرض الدوري الانجليزي
ولايريد أن ينسى لعبة التاريخ والحجارة
مسمار معلق عليه ثوب رجل في رحلة سابقة
لُزوجة مقصودة ..لعيني حدأة سلحفائية
رائحة بانقو تتسكع في السقف
كادحون اصطحبوا سلالمهم القديمة بمفاتيحها
وجُرفوا مع قش الكهنة
اسناني مشدودة خلف شفتين مطبقتيين !!"
عبثيون في هيئة جادة
حياة سهلة
أرغفة مهملة
صرير مباغت
يفضلون المعرفة العابرة
يعبئون الشاشة بنظرات متأهبة مفتونة بالمياه..,
ولايزالون يظنون
أن " موسى بن نصير
هو "عبدالله غيث
وأن طاغور
شاعر يحاكي اوراق
البلاغة ,وضريحه مخفي لعله لغوية
ماذا لو قالت حبيبتك
الشاردة/ ,
الغائبة فجأة أنها لاتحبك
"" لأنك خالفت , احكام الرب""
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> ماتيسر من سيرة الحطب
ماتيسر من سيرة الحطب
رقم القصيدة : 64928
-----------------------------------
يتسلل في اعماق الوقت(67/97)
يدب ويتنامى
يصعد شبقا يلتقط الكلام
وشيئا كان يغمغم في القلب
البرد الجأنا لاختيار السبات
سنسخر يومنا لاكتشاف النبع
هل هي الساعة ياسيدة الضوء الجليلة
عندها سوف يبتل الضحى
سوف ينشق نهر العناصر كارثة
سوف لن يصعد في وجه الحطب غير الفراش
أه مااتعسنا ان لم نلتقي خلف المنايا
في الفراغ الرجيم
في الطرق التي لانستطيع ..اطعامها ..تخيلها
مرة كنت استنشق العبارات بعمق آدمي
قالت الريح تبا للتراب
هكذا سوف لن تنساني الريح
ولن انسى التراب
توغل في سراديب الدفء
اغتسال بالقشعريرة والعزلة
هل هي غيبوبة
؟؟؟
أم افق حنون
ذالك الذي انتابني في ليالي الصقيع
كانت سيدة البرد
قد اوهمت الاحبة بلاجدوى الحطب
لذا لم نلتقي ..
بعد ان اخذنا من بعضنا وقود الشتاء
وحده النمل كان يضع سدادة من قطن في اذنيه
ويجمع الحطب
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> أتيت ولم أجد أحداً !
أتيت ولم أجد أحداً !
رقم القصيدة : 64929
-----------------------------------
نسينا أن نأخذ اقلامنا
لندون لحظة هلامية
لنعرف حدود مأساتنا
ومشاريع الضياع
جذبتنا تلك اللحظة الهاربة
من اوقات الضجر
عرفنا انا ساعة نستلق الاعماق
لانجد الا اركانا معتمة
عشنا لحظات زئبقية على عتبه يوم حار
وزرعنا كلمات عابرة
في خلاصة الارض
وعرفنا اننا عندما نطل من نافذة الاخرين
لانرى الا اشخاصا يشبهوننا
يلعبون في الوحل
تشبع الليل من اضلاعنا
تهنا ونحن نفتش عن خارطة الكلام
وعصافير اقلقتني
تخرج من ضمير عقارب الساعة
نسائلها الرحيل
فنسقط في غيابة الوقت
وسراب يمشي على حافة النفس
وشك يجيء على هيئة رماد
وخوف مضحك سرعان ماينجلي
ماذا فعلنا
هل قطفنا ثمار الشقاء
أم صعلكة الحياة
اختصرنا الزمن الخارج
من رائحة العشب
كاسرين القيد
بالضحكات والصمت الخجول
بصقنا على ازمنة الضياع والثرثرة
وخرجنا من الواننا الفاقعة
الى جنون الحواس
ورمينا معطف الحزن الرجيم
والخشوع المستعار(67/98)
وعرفنا اننا عندما نطل من نافذة الاخرين
لانرى الااشخاصا
يشبهوننا
يلعبون في الوحل
وكنا متأكدين
اننا سنرجع بعد لحظات
لدائرة الهم والصديد
سنرجع للدوامة البليدة
..........يوما ما سأقرع الباب
لن اجدك ......
سأعلق ورقة صغيرة على الباب
أتيت ولم أجد أحدا
سوف اركل أي شيء اجده في طريقي
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> أسئلة لماريا
أسئلة لماريا
رقم القصيدة : 64930
-----------------------------------
* *سميناك فاتحة الاشياء
تفاحة لاتنتهي
طفولة تتملق الابدية
سميناك رغبة , شبق
شهوة الاتين من مدن بعيدة
سميناك ,أول الصحو
عاقبة الكأس
سميناك مفتاحا للانهائي
الفجر الكاذب
ابنة الليل سارقة الوقت والـ...من جعبة الاصدقاء
عصية الدمع في زمن البكاء
سميناك حورية الشاطيء المغطى بالعرايا
سميناك ضحية التمرغ في الورد
اغاني فيروز
اشعار انسي الحاج
,,نساء بيكاسو
سميناك نظرية التلاقح الادمي
التخوم /المدى
الهدى / الندى
سميناك
جولة في النواحي المرهقة
خيل طموح
نهر الرغبة
رغبة النهر
ياامرأة من سماء الحضارات
من خرافة
من عجينة الوقت
اصعدي معراج الليل
آن للبدر أن يقبل جبينك
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> أغنية الآثام ..
أغنية الآثام ..
رقم القصيدة : 64931
-----------------------------------
أغنية الاثام
شجر الساعة
يطارد وهم الابواب
فتكتسب الثمار مفاتيح الاضاءة
ويتثاءب الليل فينا
ويمنحنا وقتا للثرثرة ولجني البلح
كانت رائحة الكلام تتسرب في الهزيع الاخير
كان الليل مهذبا
لكن الخفافيش ستخبر الصخور بثرثرة البارحة
من ملح البكاء
من طحالب الاعماق
من عرق الظهيرة
من سراب يتكون نهر الرغبة
قبل ان يعلن الديك انطلاق الصباح
سقطنا في سدرة منتهى الكلام
في غيبوبه في مفازة اللحظة الحاسمة
هل كنا في وعينا
أم كنا نتحدى القبيلة
عندما جلسنا في النور
سنصغي لهمس الحجر
ونغني حتى لحظة البدء
أو لحظة التهلكة(67/99)
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> مطر !!
مطر !!
رقم القصيدة : 64932
-----------------------------------
ذئب الوقت عوى
نهر في الأعماق تفجر
هل كان الليل
يحيك لنا موجا من طمي
هل عبأ نشرة الغي
وقناني الإقلاع ....
لنبدأ حبيبتي بالصراخ المباح
لنمطر مرة أخرى............
قبل ان ينضب بئر الكلوروفيـ....ــــل
***************************************************************
*احتضار مدينة*
خوف يجعل الوجوه
تجاعيد ونقشا قديم
بكاء في العتمة
سماء تمطر
ومدينه ترفض الاغتسال
مساء مشبوه وعقيم
مساء غامض
بارد حتى الموت
وأسراب طيور مهاجرة
نذير شؤم يجتاح كل الامكنه
وتحريض على الرحيل
اغتياب**
في غيابك
كنا نتحدث عنك ونضحك
نسخر منك ونضحك
الكرسي الذي كان معدا لك
والذي لم يجلس عليه أحد
وجدناه يبكي
حركة في الظلام**
لم يبق إلا صدى سهرة فاجرة
آخر العربات مرت من هنا
لاشيء في الشارع إلا أنا
واسمع حركة وراء الجدار
حركة في الظلام
ليلتي هذه قرأتها في حليب الصباح
افتضاح **
صياح هذا الديك يعني:
في حاله البقاء في مكاننا
افتضاح امرنا......
لا تكترث**
لا تكترث إن شتمك أحدهم
في آخر سهرة البلوت
ستصبح مثلهم فيما بعد
حلم *
في حلم عميق
رأيت جينيفر لوبيز
تبصق المونليزا
قلت جاء زمن جديد
الصبي الأسود*
وهج يتسكع في عينيك
وعصافير تتمسح في رملك
حين تليتِ قصيدتك
اغتصبت اللغة
أخرجت ما في القلب
من إعصار......
من بلح
دثريني....دثريني
يا اابنة الفرانكفونية
زيديني من لهبك
هذا الذي يوقظ القشعريرة
من فوضاك الأنيقة
نهرا كان وجهك نهرا
ينساب كالضحى
وكانت كلماتك
تغمغم حولي
تفتح في القلب
غارا آخر..............
شمس
هذا الصباح البكر
أهدى الشمس برتقاله
قطف
اليوم قطفنا خلاصة الحياة
تذوقتها برأس لساني
كانت الأرض قد رضيت عني
استرخت
وكان النمل يدب.....يدب
شمس
هذا الصباح البِكر
اهدى الشمس برتقاله
صهيل
تنساب في دواخلي
نظراتك التي تفضح قلبك(67/100)
نظرت إلي لأول مرة
تسربت الى الأعماق
أخرجت نافي القلب من صهيل
*كبت
أراك ولا أستطيع الوصول
يموت شيء غامض
في داخلي
ويُعلن عن انطفاء الشموع
وعن اضطراب الحقول
سلطة*
مرت الريح ببحر هائج
سألته الصمت
حتى تحتويه
هناك /هنا **
" هل أنا حيوان حتى تقدم
لي الطعام دون ملعقة " قالها صديقي القادم من هناك
للجرسون القادم الى هنا
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> بخور النافذة البعيدة
بخور النافذة البعيدة
رقم القصيدة : 64933
-----------------------------------
سوناتات / تغرق / تموء
*1
الشواطيء متكأ الغضب
2
زهور الربيع لعنة مؤدبة
والصندوق المسن
الم وعقد وقوم لايعرفهم الشيطان
3
مرة وأنا ادرس اللغة
فاجأتني ميم النسوة
4
قالت عنك أغنية من الجمر المقدس
رغبة العصفور في شرب سيجارة
وصفت لي
انحناء الليل للشعراء
والشمس -التي - سوف تعود
والموسيقى الثائرة
5
صالح **والحواريون يمرون بعد قليل
اقفلي النافذة
6
لم اكن وحدي
دفتري كان سريري
والقلم كان
خبيرا في اصطياد اللغة
اقفلي النافذة
7
اليوم يستقر اللظى
تبكي الشرائع بين رملينا
نبحر في المد والجزر
نبدا حوار الحضارات
النهر مرجعيتنا الابدية
التوحد , الالتحام المبارك
بالدم والزيت والبخور
مرادنا الجديد
8
لنرحل خلف التخوم
التي لم ينلها أحد
لنبحث عن توته ناضجة
وصراط حميد
9
سيغشاناالظلام
اعدي قهوة متعبة
10
في الضحى القادم
سوف نحمل حقائبنا
ونرحل للنبع
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> شاهد يقلم أظافره
شاهد يقلم أظافره
رقم القصيدة : 64934
-----------------------------------
* 1-
2004
1
المرأة التي لقيتها
تتلو علي زمن التلوث
والامسيات ونشأتها المتعبة
والضباب يدغدغ ذل العصور
2
الغروب وقت متاح للحكايات
للخروج للبحر
والاصغاء لخيولنا النقية
3
البلاد البعيدة مبدأنا
التقاء نهرين على مفترق العشب
4
حكت عن نبؤءة الحقل
الـ تبدأ بعد الحصاد
....حكيت عن مرحلة المهد(67/101)
والخصوبه التي اعترت النخل
وبكائي القديم في حضرة القطب
حكت عن سماء مجردة
عن البعث في جسد مغلق
كيف ترضى الارض عنا
ونحن نستنشق البروج المحصنة
5
مرة ونحن نتكلم عن حالة الطقس
والوجودية
,,,,سقطت ثلوج حكيمة
6
كيف تغتسل البئر
عمقها بعيد المنال والقافلة ترمي صناديقها
تتغوط فيها
7
حكيت لها عن المستجدية الجميلة
التي قبلت جبينها
وهي تغني أمامي
اغنية الكادحين
والمتعبين من لقمة العيش
والمكتوب على الجبين
حاشية
******
بحضرتها جاءنا رجل روحه عارية
حكى عن الابعاد والبغايا
وموت المؤلف
والغرب
والعولمة
تكلم حتى تعب
وذاب في المجتمع
رأيناه فيما بعد
يبحث عن سائح يشتري الكلمات
فضاء
******
بحضرتها عازف مر
فتنة تجر خطاها
وعصير ينسكب
والرقص مدار
حان وقت المباغتة
"اكا تشنكا تومي "
حاشية الفضاء
************
كان التاريخ يهرب من كاتبيه
والتضاريس ترتب صيغتها النهائية
قرار التقسيم مكياج لأرض جديدة
والصمت اللعين
والشعارات السائدة
....غضب عارم خلف كل حجر
سنعد مانستطيع
من رباط الخيل
والخطب العصماء
واللاء الخجولة
ثم نمضي لتحرير انفسنا
من فوبيا الاخر
والانقياد للمرعى
أسطورة الأغنام
*************
الأغنام الـ حطمت السياج
هاجرت من جحيمها
لم نعد نروض بها انفسنا
في ليالي التعب
هاجرت ..
الثغاء شكواها
و"الحنيذ" ذكريات مؤلمة
بدء يتلاشى
**********
ماأروعنا ونحن نتغلغل
في السرد دون محراب
مااروعك وأنت تتعبين الشاطيء
بالقرفصاء
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> إليك أينما كنت
إليك أينما كنت
رقم القصيدة : 64935
-----------------------------------
أعرف أنهم شربوا
من دمك الطاهر
انك رفرفت بعيدا
بجناحين أبيضين
لطائر اللقلق
ان احتظارك
كان درسا لاعدائك
ان عصافير الرحمة
وغناء الرحيل
كانا يطوفان بجسدك
حين أمطرت السماء بغزارة
عرفنا انك الآن تصعد
اخبرني هل بدأت بقطف ثمارك الدانية
أم انهمكت في شرب البرتقال
الذي يقشر نفسه(67/102)
ماذا لو يعرف من قتلك
انك الآن تتكئ مبتسما
وقيثار من عاج وزبيب
يعزف الحانك
*****
من مجموعه " مؤقتا..تحت غيمة "
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> واقفون في شتاء غاضب
واقفون في شتاء غاضب
رقم القصيدة : 64936
-----------------------------------
انه الوقت ساعة أن اخضعناه
انها لحظة اندماج الشمع بالسراب
وتساقط الكلمات من سطح الشتاء
انها لحظة الغياب
الوجوم الذي كان
والذي افتضه المساء
والشفاه التي نفثت
ماتبقى من الحياء
والعبارات العائمة الزرقاء
وانا كنت هناك
التقط اعضائي التائهه
بعد ان كنت في تحدي المسافات
واجترار الامكنة
هانذا تنهب الذاكرة مساماتي
وتطلبني الهروله
كان للشوق جولة في الحنايا
كان للقلب صحوة وانبثاق
غارق في تباريح صحرائك الواسعه
ابحث عن سرابك المعلب
في ليلي الفارغ
لااسمع الا اصداء رمادية
كانت في خلاصة الذاكرة
احفر في صحرائي
يتفجر الماء من تحتي
واسمع اهات غاضبة
لامكان هنا لازمان
وحدها الروح كانت زهرة عاريه
لحظة تغتسل بالذاكرة
نهرب فيها من ذواتنا المعذبة
الى خيول الضوء المريبة
حياديا كنت
لكن الليل ابى واستكبر
هاهو يقاسمني خبزه والحساء
هاهو يتوغل فينا ...نتوغل فيه
حتى الفناء
لم نكن نملك أي شيء
سوى اجسادنا المهيأه للتلاشي
كل شيء
كان خارج الزمان
خارج المكان
كنا ننثر الليل
نعيد تركيبه قطعه قطعه
كان الخوف يستبد بنا
يقيم حاجزا من الطين
كي لانرى من نحبهم
كنا اجسادا فقط
اما ارواحنا فكانت بجناحين
تحوم فوق السحاب السكري
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> فراشة !!
فراشة !!
رقم القصيدة : 64937
-----------------------------------
"دخول "
الدروب تضلل الماره
لتستيقظ الجغرافيا
*****
"احتراق أول "
هات يديك ..
الطريق اختبار مائي
وخطانا اشتعال
*****
"شمعة "
الوقت ضحكتك الهاربة
وتكات الساعه
خربشات الظلام
*****
"ضوء "
الوردة ملقاه
على الكرسي الخشبي
ظلالك رائحة البياض
وحديقتك ناعسة !!(67/103)
*****
"اسقاط "
الدمعه آيه المسافة
الحلم يعبرها كصحراء
تكبر
تكبر
*****
"غصن "
يعانق الغياب
ليتلاشى
يعانق الحضور
ليرقص
يعانق ظلها
ليبكي
يعانق موسمها
ليحترق
*****
"مدار "
الاشياء مابيننا خرافه
الورق مابيننا قناديل
والافتراض مقصلة تدور .........
*****
"احتراق اخير "
البلاد البعيدة
ليست وهما
على أي حال
كأصابعنا التي نوزعها
حينما لايكف الغريب !!
*****
"خروج "
الاسئلة حيرة
اثنين التقيا ,
كالاقدار ..
حيرة اجوبة
ظلت مفتوحة
في وجه اجهل معناه
هات يديك
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> 1998
1998
رقم القصيدة : 64938
-----------------------------------
1998م
لا يعرف الآن
لماذا هو حزين
إلى هذا الحد ...
يذكر أنها فجيعة واحدة
تلك التي نقلته إلى شهقة طفل حداثيّ
ويتذكر جيدا عام الجراد الأخير
قبل أن يصنع أرباب الماء الأسود !!
مصدات سامة لشهوة الجراد
ما جعله شاعرا ..
****
أنه في عام ( 98 ) ...
اختفت السيدة ( ميم )
... !
في ظروف مشابهة !!
سلحفاة
في الغابة الاستوائية
ذات الحشائش الخشنة
والأدغال الساخنة
تخرج السلحفاة ..
من قبعتها الفولاذية
وبرأسها المعكوف
وببطء قاتل ..!
توسع ثقب الأوزون !!!!
****
لهفة مستعجلة
امرأة الشمواه الأنيق ..
أجادت التنبوء
كانت واثقة من قدراتها
وبحركة خاطفة
دلقت فنجان القهوة التركية ..
... طلبت آخر ....بسكر أقل
.
.
فكرت بجدية طوال الليل ..
في امرأة الشمواه الأنيق
وفهمت الإشارة !!
****
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> السكين في النار
السكين في النار
رقم القصيدة : 64939
-----------------------------------
قالت الملعقة للسكين
اخرجي من حياتي أيتها الفاجرة
صدقت السكين الحادة ذات المسمارين الوهميين
والارداف الخشبية الشهية
صدقت الحكاية عن فجورها وخرجت
قهقت الملعقة ..في عزلتها ..
هي الان بلاوظيفة ...
حياة اشبه بحياة ساطور متقاعد
برغم مفاتنها الكثيرة غنجها(67/104)
أي شابة ..ولو كانت باميلا اندرسون
كانت ستقبلها ..بين شفتيها
بدلا ..عن التسكع آخر الليل
والاستمتاع ..بجماع صراصير السقوف
تلك الصراصير الاكثر حداثة
من جيل الحروب الطاحنة
بدلا ..من توهم الفأر ...أنه رب أسرة صالح
عندما تطفأ الاضواء ..ويبدأ العد التنازلي
لمسألة : الروح والجبن ..
عند رؤية فتيات الفئران الصغيرات
والجميلات نسبيا مقارنة بفتيات البشر
كما تنعتهم الملعقة
قالت لها أخرجي ..
وانهالت السكينة بالبكاء المر
معلقة آخر آمالها بمشهد
الخيانات ..والرقصات الشعبية
والطعن في الاعراض ..
سجل حافل لم تلتفت اليه ربة البيت
..حينما قذفت بها دون رأفة
الى سهرة السكاكين الفاجرة
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> تحدق أولا تحدق
تحدق أولا تحدق
رقم القصيدة : 64940
-----------------------------------
تكاثرت حولك الفضاءات المتهدجة
الليل ارتباك
شعارات سوريالية
تكاثر حولك هواء متذبذب
تحدق أولاتحدق
***********************
صحراء تعبر تجاعيد قبضتك
اذهب لقرين يؤيد انطفائية
المعمدان
تنكسر المرايا أذ يأخذها صعودك
يتأرجح المفتاح بيديك
تغلق الجسد ../ الاجراس
وتوشك لغة البلاستيك
أن تتقشر كصدفة
*****************************
الكلام تبقى بآخر كتابك الجليل
الكلام المتشظي بين الجدران
والبطاقات المهملة
الكلام المسافة المتبقية لنحيب مؤجل
*****************************
أمثلة بالية تتسلق السقف
أمثلة مغلقة
وأجوبة تملأ الابواب
أوراق ترأف الريح بها
أمثلة معلقة بتواريخ مهرجين !!
وقصيدة تماطل كل عام
رمقها المنتهي
بكتاب سيكون
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> بعدهم
بعدهم
رقم القصيدة : 64941
-----------------------------------
ربما وهم يخرجوننا
من دواليبهم في كل مرة
ننهض بفزع رشيق
ونسألهم عن أسمائنا
كأشخاص يطعنون الخيبة
ويتأكدون من موعد شبيه
ربما المدينة ساهمة الان
وهي تحفزهم نحونا
نتقدم خطوتين ونصرخ(67/105)
في وجه الوقت عله أن يستيقظ من سباته
******
بعدهم صار صوت المدينة
هوائي ونصف مفتوح في وجه الرياح
بعدهم تعلقت الامال بمصير الابواب
مدى قابليتها للسقوط كأي حركة اعرابية
بعدهم الشوارع اصبحت مزدوجة
ومواتية لأي لقاء عابر
لاشيء خلف صرير الباب
ولاشيء أيضا يطرد الصمت الى درجه الحكيم
بعدهم سمعنا أشياء مأثورة في السن الاطفال
الاطفال الاكثر بنيوية
المتلهفين لأرصفة الاجابة
بعدهم أفلت الترقب من فوهة الاناشيد
واصبحنا كغرباء لايجيدون سوى القرفصة
وشرب لتيرات من الشاي المسبوق بنية البكاء
بعدهم ولأن الشجر انسكب فجأة توقعنا انفراج اصواتهم
على الجدران
******
"عقارب"
أحيانا ..وأنت تراقب منظر الورقة
وأندلاع الحبر في أرجائها
أحيانا وهي تخيط من غفلتنا
شعارات الآباء
تمد المرايا لسانها
وتكتب أغنية لمدن بليدة
******
"رسم *
كل دائرة رسمتها داخل الغرفة المغلقة
كانت تشبه الإطار العتيق
مسنونة جوانبها
محفورة للداخل
نبتسم من الوصايا المعلقة هناك
غير آبهيين بمزاج سماء مستطيلة
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> تعويذة للفقد
تعويذة للفقد
رقم القصيدة : 64942
-----------------------------------
في البدء اخترنا علامة ومضينا
كان الشارع يهمس لغريب يقاوم الفقد
جاء مكللا بسماء اضافيه
رفعنا اصواتنا قليلا لننتخب الضوء فراشا يحترق
غادر النهر مربوطا باقاصي الحزن
وثمة اغان جبلية
مكتوبة بشروط الوزن
اختفت فجأة في الزحام ..
زحام الشارع الاسود المفقود !!
اكل هذه الايماءة ولم ينتبه أحد
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> تعويذة الفقد 2
تعويذة الفقد 2
رقم القصيدة : 64943
-----------------------------------
هناك احتمال وحيد
قبل أن اغلق النافذة
واستلقي في " حمى الظهيرة الغائمة "
وطبعا هذا يحصل كل يوم
هناك احتمال وحيد أن اسحب ظلي
الى ذكريات عششت باحزانها
في هذه الحجرة
ويهيأ لي أن الظل اصبح حنانا خالصا
هناك احتمال وحيد(67/106)
أن أردد معك عباراتك الكتوبة
والصقها في الظل الواقف مابيننا
سيبدو الامر أكثر صلابة
ومحرض لحشرجة مليئة بالفقد
في كل مرة " ننوي فيها جادين "
ترك المكان ..واستدراج الحنين الى منطقة صعبة
غامضة ومجهولة كطلبات غرباء
كل تلك الاحتمالات واردة قبل أن اغلق النافذة
واستلقي في صيرورة " الحب " الذي صنعناه
من نعاس الضحى ..
استلقي
عند " حمى الظهيرة الغائمة تماما
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> حلم ليلة خريف
حلم ليلة خريف
رقم القصيدة : 64944
-----------------------------------
كم أحبه
هذا العشب
المتراكم
المبعثر
الحلزوني
كم هي مثيرة
هذه التجمعات العشوائية
حول الخنادق الملتهبة
أحيانا استنشق أدق التفاصيل المرنة
رائحة الكرات اللزجة
مقبولة نسبيا ......!!
هكذا يعتقد بعض الأصدقاء ..
بينما أدرك أنا
برغم حركة الإبط الغامضة
إن المسألة
توافق عصبي !!
أن الولوج دفعة واحدة
للحلم ,
لا يترتب عليه
هزة منظمة
بل شهقات خائفة
حدائق مبللة راعشة
..........................
باستطاعتك أن تجعل الاناء
قضية حاسمة
آخر الحلم !!
إن أردت .....
.
.
.
أصحاب برج الميزان
يجربون كل ما هو متاح ورطب
دون زيوت أو ملاءات أو علب زئبق تجاري !
وحدهم ينتفضون عادة
قبل بكاء الوريد الأخير
وبحركة ملتوية ،مشاغبة
يطلقون عناصر
حميمة
متفائلة !
جميل أن نقتحم بقوة
وشموخ .....
لكن ليس صحيحا ً
أن نبصق بأي اتجاه !!
......تلك الفراشة الراعشة
أخبرتني أنه لا يعنيها
أن أكون منسابا جيدا ً
بقدر ما تؤرقها
ديمقراطية العشب !!
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> جاءت الريح بليلة واحدة
جاءت الريح بليلة واحدة
رقم القصيدة : 64945
-----------------------------------
1-
"تشرد "
بلاهوادة
كأي شخص وجد اهليته
استرخي آخر اضلاع الليل
اقرأ وجه التشابه
غربة تشعل الصهيل
مساء مشرد نتقاسمه
تتواطأ المدينة مع بغية الريح
وتزرعنا في الشتات
*******
"لهفة "(67/107)
كخارطة لشوارع ضيقة
يتأرجح الماء في عيني
والتضاريس
دراكولا مسعور ينهش اللهفة
*******
"رؤيا "
الواقفه في ضمير الغياب
امسكت بمعصمي
واختبانا خلف كومه الثلج
لو لارائحه الصقيع المشوي
لما جاءت الريح
بزلاجتها الجائعه
واطفات العناق المغسول بالنار
*******
"ترادف "
يشبه الريح
حين ترخي راسها
في تجاعيد الغبار الحزين
تشبه الورده المائله
حين تسقط قطرة الندى
في نخاع غصنها المبلول
*******
المرأة / المرآه
اتامل في وجهي
في المرآه المصقوله
الا من بقعه معجون الحلاقه في اسفلها
اتامل في حديثك البارحه
عن نفس البقعه
والتي التصقت لنفس الاغراض
اقف امام المرآه
كرجل واثق انه لايحتاج الا لنفسه
*******
بإستثناء موعد السادسة
الوقت يمر كالشهب العمياء
يتخبط في زهرة الفقد
يمر كالماء المخبوء
المرهون بالملامسة
سأم يحرك عقارب الساعة
هذه اول مرة
من فرط الغياب
ابدو كـ بابا نويل
اقرا معراجي اليك
في اجراس الوعول الشتائية
واسافر في ملكوت الصقيع
..
والوقت غصة بلهاء
وماء متراكم
*******
" (6:00) "
حسنا ..ياسيدة الضحى البنفسجي
سأنتظرك ..
حين تمد الساعة جسدها بالطول
حين يقف الوقت على اصبعك
استحيل الى صهريج رغبة
يقبل شمع يديك
*******
"تفاهم "
لماذا نعلق الاسئلة
في خزانة الصمت
لماذا لانجرب ان نرتديها
حتى لو كان قميص الاجابة ضيقا
تعالي نجرب ان نشرب من نفس الفنجان
ونشتم بعضنا بحيادية
*******
"هوامش الريح "
الريح اختارت عصفورة المساء
لحضور احتفالات الحزن
يزعم الغبار انه كان حاضرا
في الصف الامامي
لالشيء الا للاثارة !!!
بينما تدرك الريح
هذه السلوكيات الصبيانية
تلثم عصفورتها
وتواصل البكاء
*******
"أرق "
يسقط النعاس
في معركته الاخيرة
شرشف متجعد آخر السرير
وحليب الصباح المتثائب
يقفز في حلقي
بدون مبررات واقعية
اشعل سيجارة
واراقب عصفورة تتمطى
*******
"لذة "
وجهي كقرية نائية
الفلاح المقدس
زرع من طينته
قصبا سكريا
كمادة قابلة للمص !!(67/108)
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> جراحات الوعل
جراحات الوعل
رقم القصيدة : 64947
-----------------------------------
جراحات الوعل
انها علكة المجرة
اخذت " جبار "
الى اجنحة السماء
بعد أن اغلقنا رائحتها ..
ورأينا ماوراء
انتفاض الوعول . .
يسترد الوعل عافيته
يمسح الصهباء
يصعدالسماء
بم تك ..
بم تك ..
العبي بخارطه الادريسي
بين قدميك يتساقط القراصنة
..
الموت ذلك البعبع الغامض في قلبك لايموت
لايستطيع أن يموت !!!!!!!!
صديقي يسألني عن أيام انسكبت شجرا
لاالوعل التفت الينا ..
ولاهم انتبهوا ..
*******
"ندم ابيض "
.
(المدينة) غبية في الطلق
العب بالبرتقال
يهزمني الاقطاع ...
يطلق كفا بثلاثة اصابع مقبوضة
يمسك زهرتي بين السبابة
والوسطى
السبابة ..
والوسطى ...!
*******
"يحدث ألا......."
وجهك أراه يتجمع
كورقة في قبضة
الملعقة في يد فيثاغورس
وسرقتك من علبة الهندسة !
في انتظارك ....
جلست على عتبة .
بيدين كلتيهما يمين !
احببتك توغلت كل الاحذية في دمي !
لاسراب ..كل تلك النوافذ المضمخه بالزهر
مضت في عيني منديلك الكثير ..
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> حصيلة الواقع
حصيلة الواقع
رقم القصيدة : 64948
-----------------------------------
"حيرة "
لايدري إلى أين
لكنه سينظر إليك كثيرا
من شرفته
ويخبرك بأغنية "لنانسي عجرم "
الـ سرقت لبّه آخر مرة
_ بالفيديو كليب _
وسيرسل لك فورا جملة قصيرة
يحفظها منذ أكتوبر الماضي
قصيرة كسراويل لاعبي السبعينات
تخبرك أيضا ..
أنه : " كلما ضاقت العبارة ...ets "
أو هكذا وبأرضية تحتية
سيذيل رسالته عبر " الياهو "
...................................
"ماحدث بالضبط "
كان ذلك يحدث
أيام الهواتف الثابتة
كل شيء كان ينعطف لجهة اليسار
دون احساس
والمبالاة وحدها _ أعني مانسميه المبالاة _
مركونة بانتظار نقلة نوعية
الملائكة صامتون
ومعنيون بأمور الفضائيات(67/109)
متناسين أن عليهم إعداد مايشبه المقصلة
في كل مرة
...الاسلاك المعلق عليها
حذاء معقود بحبل غسيل أزرق
لم يكن وحده مايظطر عامل الهاتف الكوري الاصل
أن يجيء للسؤال عن مفتاح المنطقة
و"ليس عن صفحة الايام "
كل شيء كان لجهة اليسار
حتى محادثتي مع زكية الفاتنة
كانت تسير للتفاهم المشطوح للعقلانية
دون احساس
والمبالاة تندب حظها
المرء وهو يتطلع لتلك الايام مطمئنا
عليه أن يتفحص حركات يديه
قبل أن تتطاير الكلمات
في سماء نسميها المبالاة
تشبه الحصص المبكرة
********
"فقد "
الشمعة في الظلام
تبدو كنجمة أليس كذلك ؟
هكذا اعض شفتيّ
في " عيد الميلاد "
وأروض ابتسامة المباغتة
بقهقهات لاتستفز أحدا
يمكنني أن أفعل هذا كل عام
لأنسى قليلا ..مسألة :
غربة الروح ..والانتظار
والمرأة التي أهدتني علبة شوكلاتة ..
ثم غابت ..بعد وقوعي في المأزق الصحراوي
يمكنني أيضا ..
نسيان اللوعة
وعادة الضحى السيئة
وأنها انصرفت لرجل آخر
لتأكل القشعريرة أوقاتي الحميمة
ويتبقى من القلب قطعة مهملة
كنت احتفظت بها بعيدا عن رأفتها
....وابكي بلغة اخرى
اظنها الانجليزية
نكاية بالاغاني " المحكية " التي تحبها !!
********
"اثنين "
ماذا عن السعادة
كنوز الامل المدفونة تحت الارض
ليس ثمة مايطفيء الشمس اليوم
ولو كان عنقودك المتكسر
هكذا ستمر اللوحة بجانبك
وأنت تبحلق في صباحات الفقد
دون لقطة تزيح بها
عواء الشارع
مرة ..حلمت لو أننا اثنين
في هذه الارض الرحبة
نملاؤها بالاغاني والامنيات
, بالسلام مابيننا
...لو أننا اثنين فقط
ندخل حقل الذرة
ونجد حارسه قد تحول الى فزاعة بحرية
تطارد الوهم ..
نتسوق وحيدين
لنشتري قمصانا مكتوب عليها
wanted
ومامن أحد !
أوندخل الى ماكدونالدز
ونجد الاطباق مليئة
بالقطع الساخنة
ثم نرتب انفسنا ونخرج فجأة للبحر
سنحتاج الى كل " مثنى "
من التنس الارضي حتى كابينة " مقهى انترنت "
من الشفتين ..حتى علامة النصر
في اصابع الاطفال(67/110)
..لكننا حتما سنقرأ قصيدة واحدة
تكفينا لمدة شهر واحد
وسيبقى الموت سؤالنا ..الاضخم
فهو الاخر ينتمي لعائلة الآحاد
دون رأفة !
********
"حصيلة الواقع "
اضخم من كرة تنس
تمر أيامي
خصوصا ماهو اشعث بلاحياة
آه ..أين صوتك الاضافي
حين تتحول اللغة
للكنة " برنامج مسابقات "
اضف الى ذلك ..
كلمتك المجموعة في قولك " ياشقي "
وأشياء أخرى
لاهي ثورية ولاعنصرية ولاماسنجرية
ليس بوسعي أن أقول عنها
سوى أشياء
لاتذكرني بيوم محدد ولابسوق معين
أشياء دعيني اتبارك بنسياني لها
مثلا : كلمة السر
لكأننا في فلم " الابرة "
اتفق معك أن المحتوى كان سيئا
لكن الكلمة ..بقيت الكلمة بصريرها
بقيت الكلمة
عندما اكتشفت كرة تنس اخرى مهملة في حقل !
********
"حكاية عصفورة "
( الى روح حنين نبيل القمر )
صباح الاثنين ..
غادرت موسمها الاثير
وكالعادة السنوية
رسمت تابوتا مليئا بالورد
وكانت تقصد أنها عصفورة .
********
1/1
الموت الذي تقرفص وحيدا
أمام الشرفة
حدّق في الجبال
ومقاسات الاودية
وتركني أمضي هذه المرة
دون عبارة واحدة ..عن عشر سنوات قادمة
تجعلني استنشق قميصي الازرق
وامشي في الشوارع
مأهولا بأسم " حبيبتي الغائبة "
وبالطين المسكوب
في أيامي التي تشبه خندقا
لفئران مسالمة
الموت الذي مّر ولم يترك
ملاحظة تذكر
كان حاضرا في هيئة " بكاء "
يتمرن اليوقا !!.
********
"مع كل هذا "
مع أنك جرحتني آخر مرة
في آخر مهاتفة بيننا
عند الساعة الثالثة والنصف
بعبارات بسيطة كشخبطة على سبورة
مع أنك لم تراع حالتي كرجل تذكرك فجأة وضحك
لأنه يعرف تقلبات النافذة التي تطل على فناء للخردة
وجبل قديم ..يمنع البناء عليه ..تسكنين بالقرب منه !
مع أنك هاتفتني مرة من " كابينة "
وأخرى من " موبايل " صديقتك
واعتبرت أن هذه معاناة تبرر " جرحك الغائر "
مع أنك حاولت الانتحار مرتين لأجلي
وقلتيها هكذا بكل وقاحة ..
" لاتهاتفني مرة أخرى "(67/111)
مع أني أعرف أنك في الصيف تزاولين " السباحة "
وفي الشتاء تنامين كقطة مخذولة
وفي الربيع تفكرين في السفر ولاتفعلين
مع أنك تحبين " كبار السن "
ولاتحبين " الشعر الموزون "
لم احسب هذا تناقضا ..
اعتقدت أن هذه عادة الفتاة في سن مابعد الثلاثين
وأخذت الامور بكل مرونة
كأنني ثمل يراقب فلم هندي
مع أننا هنأنا بعضينا بعيد الميلاد
ورأس السنة الجديدة
واخبرتيني " سرا " أنك تفضلين المشي في الشارع
بجانب الثامنة صباحا ..
برغم " كسلك العنيف "
ومحاولات الرجيم التي لاتصلح لواحدة مثلك ..
مع أنك حاولت أن تهاتفيني بعد الكارثة التي جرحتني
لتشفي غليلك الغامض ..
هكذا علمت من صديقتك " ذات الموبايل " ..
مع أنك اوهمتني بقليل من الرشد الزائف
أنك تحبين العزلة مثلي ..أيام العمل
مع أنك كنت ليئمة كمرآه مشطوفة
وضيقة كمناخ استوائي
وعميقة كقنينة فيزياء
مع أنك " فعلت " مايشبه البجاحة
في اعترافك المباشر لي
وكنت تتحدثين كخائفة من " نمر " هائج
مع أنك وصمتني بالتخلي وعدم الامساك بشيء
وكنت تقولين هذا بلغة ملثوغة عمدا
لتختبري احساسي بك ..
مع أنك تهاتفيني في الصباح
حين الماء لايستقر ..
وتطعنيني من الخلف كما فعلت بكل" قططية "
مع أنك اخبرتني هكذا
عدم رغبتك في الحديث المكثف معي
ونسيان أم كلثوم ..وعبارة مثل " العمر مرة "
مع أنك لم تستغل اوقات الفرح ..لتمارسي النميمة
عن أي واحدة وتبقين أنت على العرش ..
مع أنك تفضلين الحلويات ..ومشاهدة أفلام كرتون مثلي
واسئلة الاطفال الالهيه ..التي لاحرج فيها ...
والمراسلة عبر البريد الالكتروني ..
مع أنك جربت التسكع لاكتشاف منبع البراءة
وصُدمت يومها من ذات الموبايل
أعني
ص د ي ق ت ك ..
وهي تتأمل منظر " ديناصور كامل "
مع أنك كنت قاسية لحد الفتك
ورحيمة لحد المغفرة
حتى في " جرحك الاخير "
الساعة الثالثة والنصف
عند مهاتفتنا الاخيرة
نسيت أن اخبرك ..
لانني لم اتذكرك بعدها أصلا !!(67/112)
مع كل هذا سامحتك ..واعتبرتها صدمة سلكية ..
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> شيء اظنه حزن
شيء اظنه حزن
رقم القصيدة : 64949
-----------------------------------
"نيزك "
انتهاء المساء
يعني تكلس اوجاعنا
في المهب البعيد
تدخل الان
مثل نيزك حلم الى الذاكرة
مثل عطر
يبيح من الانف ..
ارنبه عاطلة !!
********
"قناعة "
نستسهل احيانا
ان نترك الخاصرة دون ترتيب
ان ننام
كقطط البر
او نحلم
بزوارق ورقيه
تكفي اثنين لعبور التيار
********
شيء اظنه حزن
منذ ان استأذنت حفنة الماء
قعر الابريق
والطحالب تسأل
من ياترى بللني ؟؟
********
"زُرقه "
السماء الملطخة
بالعشب الابيض
يلتهمها
قطيع ازرق
لتنمو !!
ظهيرة منكسرة
رأسي مليء ...
بوشوشه الذكرى
اتمدد في ارجاء غربتي /
عبق امراة تغسل الجدران
بالرقص والنحيب !!
هذه القطرات
ظاهرة متفشية في جبيني
سأجرب ان التحف شيئا
من حزني
وامزق هذه الورقه
عندما استيقظ
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> ونطقت حوصلتكْ
ونطقت حوصلتكْ
رقم القصيدة : 64950
-----------------------------------
1-
"امبراطور "
مُنّذ آخرِ عَطْْْسْة
وأنتَ تستجدي مشمتاً
آخرا ليس كالآخرين.
********
"لحن الخلود "
الدبُ الذي اصبعهُ
في دفتي الكتاب
مخالبهُ..
الرَخِيصَةُ في قَفيرِِالعَْسل...
********
"أنتِ"
مشغولةٌ على الدوام
بتقاريرَ سرية
مستندات على هيئة الضوءِ
تبعثني كل نهارٍ
لافكر في الحياة بعد عامين من الان ..
اذ (أنا) موعود بأن اقلع سهم الطيش
واركض ..اركض
نابذاًالطبيعة ..
********
"شرطي غريب "
هراوته ...
على مؤخرة الزهرة الـ مرت
بسوادها الخاطف
ماذا كان يعني ؟
ساقهُ الممدودةٌالى أولِ الشارعِ ..
صوتهُ الهاديء ..
ابتسامة اللاشيء ..
الى اين سيصعد
لنغير له الطريق الرأسي ......!!
غلغة الريح ...
********
"عنقي "
المهرج ..
بثيابة المزركشة
على أي رف سأثبته
متحاشيا ..ودائعهُ
فخذيه العاريتين ..(67/113)
لأتخيل ركنا آمنا ..أُخلق فيه ..
لأهرب من هذا الذكر
اليقهقه ...بسهولة ...
"الآن ؟ "
(الى عبدالله )
لاتقل ..أنك ستنصتُ
لاشباحكَ ..
أن الهلال المبتسم ..
سيروي لك عن المعجمِ الوسيط ...
..لـ....تُ...شرع تحت اليوتيبيا !!
********
"علامة فارقة "
في 1 / 1 / 2005
حيث سأعلقُ مسمارا ..
أرى ..منشدي العام الجديد ..
لن أكون خشنا ..قطعا
ساتابع بشغف ناسك
رطوبة الخريف !!
مايردده شعراء الموسيقى ..
و...
حديدُ المقارنة
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> أسئلة لـ ماريا -2
أسئلة لـ ماريا -2
رقم القصيدة : 64951
-----------------------------------
"مدخل "
...ثم ماذا ياماريا
الضحى ساكت أمام المرآة
التي شاهدتك مرتين
في حالة سيكوباتية
وماتسمينة " العجل "
تذبحه أنات الكلام
ثم لماذا ياماريا ..
تمسحين على وجه الخريطة
مرتين كل شهر
********
"الزيارة "
من هناك ؟
..............
..............
كان الضوء مشرد
داخل الظلمة
وأنت تفرطين في النظر
الى ساعتك الفضية
ثم تقولين من هناك ؟
.
.
سؤال جوي
أيهما أصلح
الليبرالية ..أم طبق بابا غنوج
هكذا تسآلنا ونحن نركب الطائرة
المغادرة باتجاه الجبال
..كان الوقت صباحا
وكانت بجانبي تموء
********
"أخبار "
لم يحدث شيء البته
الموت وحده عنَون المشهد
لكن أحدهم بكل وقاحة ..
بل وبدون أسباب
تحدث عن " حبيبته "
التي لم يشاهدها أصلا ..
********
"شفه سفلى "
يبدو أنها انطباعية
تلك البنت
كل عباراتها تخرج م ت ق ط ة
كحوار حول الحداثة
ماريا ذات الشفة السفلى صديقتها !!
********
"حزن الفراشة "
لأن الايام لاتبقي على أحد
كما يثرثر الجاهزين
حزنت الفراشة
الفراشة التي احتضنتي
ثم نامت في صفحة الضحك
مشيت آخر الليل
تركت الوصايا العائلية
وخرجت...
المرأة التي ترسم لو حات فان جوخ
وجدتها تمشي آخر الليل ..
وتغني :" ايدي بيدك يابو صلاح "
مشيت حتى الثامنة !!
********
"حديث البلكونة "(67/114)
لطالما حدثتها عن البلكونة
وعن افلام الاكشن المصرية
عن دفاتري واقلامي وحجرة الكمبيوتر
جاك دريدا الامام النفري
الجريدة وبيتر جونسون
الموت والدفء
والثانية بعد الظهر
والبكاء وحيدا بسبب لاشيء
عن سوق النجوم
وأسامة بن لادن
عن السفر والمسافة
والاحزان المثالية
عن خط الرقعة
وخط المطار القديم
والمقهى ونحيب الشارع
عن القبلات المحمومة
عن ( الدبكة ) ومقتطفات الالم
عن ثمانية اشهر من التسكع
عن الضحك بصوت عال
في الوظيفة
عن عبدالعزيز مشري
وميلان كونديرا
عن العولمة والكونيالية
والوردة التي بحجم قبضة الكف
عن حذائي الايطالي
ووداعا ماركو والقبطان سيلفر
عن جدتي ورعاة االبقر القدامى
.
.
.
وكانت صامتة طوال الوقت ..
تنظر في اصابعها
********
"ركام "
ليس لدي الان
ذاكرة مطاطية
لأمد سياج الكلمات
الى حديقتك الصامتة
الازقة الـ عرفناها سويا
أزقة النوم ..والسهر والصباحي
غادرت مترعة بلمسات السرير الشفيفة
ومانسمية الذكريات تبقى منها الكثير
عند رفوف صدورنا
نقتات الاسئلة ذاتها كل يوم
ونجرب نحركها الى اركانها المضيئة
ونمضي كالتفاصيل الى جحيم الليل
أنت قلت مرة ..ذات سهو بعيد
" كيف لي أن اغلق الباب
وصوت الريح يطرق بأمعان "
قلت ذلك أيام دراستك الجامعية
وكنت حركية كفراشات النار
والان ..
لم يعد ثمة ابواب ولازوار مرحين
صرت تقيمين في حجرة مكشوفة
على السماء ...
تبتلين كل يوم برذاذ يخاتلك
عارية من فروك ولاتعودين للبيت
تبحثين في شوارع صدرك
عن مأوى يرتب الحزن
حزنك الذي اصبح كقطعة ضوء مبلولة
موزعة بين فحوى النار
ودروع الصقيع المسيجة حولك
**
***
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> سوناتات / تغرق / تموء -2
سوناتات / تغرق / تموء -2
رقم القصيدة : 64952
-----------------------------------
******
1-
صاروخ يحك أنفه
ويسأل القنبلة :
أينا يملك الطاقة الكامنة
**
******
2-
حبر
الجناس وقع في مأزق عاطفي
وهو يحاول التفريق(67/115)
بين بحر ..حرب ..
******
3-
وقفت الكتابة كتمثال
وصاحت متى تسمعني أيها القلم
******
4-
نظر العالم الى المُدية
وهي تختفي بعلبة الهندسة
هز رأسه كل شيء فوق مايرام
******
5-
قال الشاعر وهو يفكر في الطيران
متى يتعلم الحرف الصمت المشبه به
كانت يديه ترسم ارجوحة ..والصمت يرسم صحيفة
******
6-
نزلت الأبجدية من فم الشاعر
الى كيمياء الحرب
ولاتزال الأمطار المنفذ الوحيد
******
7-
هو حساس بطبعه
حتى صوت الذخيرة
كان يؤذيه
******
8-
محادثة
جاءتنا أمرأة تتكلم عن الحرب
وجاء رجل يتكلم عن الطباق
لكن أحدا ما تكلم عن الريحان
******
9-
مرة وقف البحر وهو غاضب
قال للشاطيء أنت بهلولي القديم
ثم لم نراه اذ تساقط قطرة ..قطرة
******
10-
كانت الجراح فوق مستوى الضماد
لذا لم تنظر في عينيّ المشرط
ليس خيلاء ..هكذا كانوا يقولون للجراح . **
******
11-
الدقائق وجهت خطابا عنيفا للساعة
فحواه ..ثواني وسأكمل لك الحكاية ...!
******
12-
قالت لي كلمات عن المثنى
وامسكت ( بالبندقية البلاستيك )
فيما كنت ألوذ بالرفيق " عطيل "
لم أشاهدها مذ تعدت تراجيديا الوفاض
شعراء الجزيرة العربية >> محمد خضر >> مكنسة ونصف موج - 2
مكنسة ونصف موج - 2
رقم القصيدة : 64953
-----------------------------------
مرة تسلقت
شجرة
مرة تسلقتني
شجرة
ولنقل جئنا من الريح ...كما تروي لنا
انثى الغبار
ولنقل ان شمسين لاتكفي
لريح واحدة
ليتنا نسمع صوت التلاشيء
ليتنا فجرنا الورق
وهو يهتز في رغوة الافق
كيف لي أن انحاز
للبرد المحفوف بالمكاره
للخشوع للقرب المطفأة
للصغار الذين يغنون في العلب
لرموني في نسيج التشابه
في الثمر الساخن
في التنور
في حذاء الشبق
صديقتي التي ماتت في الاناء القليل
قبل الاذان الاخير
قالت هل بدأت القصيدة
؟
قلت لن ابدا شيئا يفنى
لن تنالوا الشفق
هاهو القمح ..الفتح
هل أنت الخلاصة
ياسجادة النقاء
بالينابيع
- هل بدأت القصيدة ؟(67/116)
لم ارَ عشتار ...لم تمر من هنا
كان النهار
في غرفة النوم
النساء اطلقوا رملهم
من جديد
لن ابدأ شيئا يفنى
**
لم أعرف درجا
الاواصعده مرتين
**
عندما جاء الجراد
التهم شاعر
**
لن ابدأ كارثتي
لم اسمع ان للوقت وجه
انه ينتهي
**
قرأنا " لاماء في الماء "
قرأنا " احتفالات المومياء المتوحشة "
قلت لن ندركها
- هل بدأت القصيدة ؟؟؟
من قال ان الازرق لون
من قال انه رآه
خيط شفاف
لايرى .....لايرى
فتنة الارض
عقوبة للسماء
مرة نسيت دفتري
لفظه الموج ...ارجعه لي
************
النهر معصية الارض
الغناء يحرضه دائما
النهر ارث امرأة
ليس نهرا ذاك الذي
لم تمر عليه امرأة
لاتقتربي ...لاتقتربي
المرأة عطر
لم استنشقه فيك ...
*************
مرة كان البرد الهامي
وكنت اتسكع حتى انقضى
قلت لن ابدأها هنا
**
لم يبق معي غير كرتون
هل ابيح التفاح
**
اتعبني الشروع في اللغة
**
سأنام على وجهي ليلتين
لن ابدأ شيئا يفنى
**
كلما قلت نعم
خاب ظن الريح في صوتي
**
لا لا لا لا لا لا % لا لا لا لا
البلداء الاوائل
لم يقولوها فذابو ا في الكتب
**
اللاءات التي
تحتضنها الرمال
كونت الاشجار والبحار
والشعراء
والقول المبين
****
لن ابدأ شيئا يفنى
****
الرجل الذي يسرق
لبن الظهيرة
والغراب الميت
بين لعنه الآباء
وحضارتنا المسحوقه
برائحه القبيلة
المستجدية الجميلة
الفحم الذي كتبت به
والصبي الذي يسألني مالا
واسأله عن اسمه
تلك نصوص لم اكتبها بعد
*****
سمعت في صغري
بسبعة حقول
وبئر ضيقة
وقيل اخرجوا كل شيء
متاح لكم
تعالوا الى علبة واحدة
- هل اسكب الفرس الاخير
- هل استعيد لحظتي الاولى
واصرخ في العلقة
هات سحابتي
****
كنت احرق طفولتي قبل النوم
لذا فانني ادركت الغناء مبكرا
وادركت ما وراء النبع
- هل بدأت القصيدة سيدي ؟
سأنام ليلتين على وجهي
ولن ابدأ شيئا يفنى
***
دعني افرك راسي قليلا
توقف يازرياب
أراك معتدلا
كلاشيء
**
عذرا عذرا
إني اكتب من سطح الجيران(67/117)
العصر الإسلامي >> قطري بن الفجاءة >> أقول لها وقد طارت شعاعاً
أقول لها وقد طارت شعاعاً
رقم القصيدة : 64954
-----------------------------------
أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعاً
مِنَ الأَبطالِ وَيحَكَ لَن تُراعي
فَإِنَّكِ لَو سَأَلتِ بَقاءَ يَومٍ
عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي
فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً
فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ
وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَوبِ عِزٍّ
فَيُطوى عَن أَخي الخَنعِ اليُراعُ
سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُلِّ حَيٍّ
فَداعِيَهُ لِأَهلِ الأَرضِ داعي
وَمَن لا يُعتَبَط يَسأَم وَيَهرَم
وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلى اِنقِطاعِ
وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَياةٍ
إِذا ما عُدَّ مِن سَقَطِ المَتاعِ
العصر الإسلامي >> قطري بن الفجاءة >> أَلا أَيُّها الباغي
أَلا أَيُّها الباغي
رقم القصيدة : 64955
-----------------------------------
أَلا أَيُّها الباغي البِرازَ تَقَرَّبَن
أُساقِكَ بِالمَوتِ الذُعافَ المُقَشَّبا
فَما في تَساقي المَوتِ في الحَربِ سُبَّةٌ
عَلى شارِبَيهِ فَاِسقِني مِنهُ وَاِشرَبا
العصر الإسلامي >> قطري بن الفجاءة >> ألم يأتها أني لعبت بِخالِدٍ
ألم يأتها أني لعبت بِخالِدٍ
رقم القصيدة : 64956
-----------------------------------
أَلَم يَأتِها أَنّي لَعِبتُ بِخالِدٍ
وَجاوَزتُ حَدَّ اللُعبِ لَولا المُهَلَّبُ
وَأَنا أَخَذنا مالَهُ وَسِلاحَهُ
وَسُقنا لَهُ نيرانَها تَتَلَهَّبُ
فَلَم يَبقَ مِنهُ غَيرُ مُهجَةِ نَفسِهِ
وَقَد كانَ مِنهُ المَوتُ شَبراً وَأَقرَبُ
وَلكِن مُنينا بِالمُهَلَّبِ إِنَّهُ
شَجىً قاتِلٌ في داخِلِ الحَلقِ مُنشَبُ
العصر الإسلامي >> قطري بن الفجاءة >> أَلا قُل لِبُشرَ إِن بِشَراً مُصَبَّحٌ
أَلا قُل لِبُشرَ إِن بِشَراً مُصَبَّحٌ
رقم القصيدة : 64957
-----------------------------------
أَلا قُل لِبُشرَ إِن بِشَراً مُصَبَّحٌ(67/118)
بِخَيلٍ كَأَمثالِ السَراحينَ شُزَّبِ
يُقَحِّمُها عَمرو القَنا وَعُبَيدَةٌ
مُفدىً خِلالَ النَقعِ بِالأُمِ وَالأَبِ
هُنالِكَ لا تَبكي عَجوزٌ عَلى اِبنِها
فَأَبشِر بِجَدعٍ لِلأُنوفِ مُوَعَّبِ
أَلَم تَرَنا وَاللَهُ بالِغُ أَمرِهِ
وَمَن غالَبَ الأَقدارَ بِالشَرِّ يُغلَبُ
رَجِعنا إِلى الأَهوازِ وَالخَيلُ عُكَّفٌ
عَلى الخَيرِ ما لَم تَرمِنا بِالمُهَلَّبِ
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> استغاثة
استغاثة
رقم القصيدة : 64958
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
دع لذيذ الكرى وانتبه ثم صل
واستقم في الدجا وابتهل ثم قل
يا مجيب الدعا ياعظيم الجلال
يا لطيف بنا دايم لم يزل
واحد ماجد قابض باسط
حاكم عادل كل ما شا فعل
ظاهر باطن حافظ رافع
سامع عالم ما بحكمه ميل
ثم بعد لطفك بنا افعل بنا
ما انت يا إلآهي له أهل
يا مجيب الدعا يا متم الرجا
واسألك بالذى يا إلآهي نزل
به على المصطفى مع شديد القوى
أسألك بالذى دك صوب الجبل
الغنا والرضا والهدى والتقى
والعفو العفو ثم حسن العمل
واسألك غاديا ماديا كلما
لج فيه الرعد حل فينا الوجل
وادق صادق غادق ضاحكا
باكيا كلما ضحك مزنه هطل
المحث ألمرث المحن ألمرن
هاميا ساميا آنيا متصل
به يحط الحصا بالوطا من علا
منحو بالرفا والغنا بالشلل
أسألك بعد ذا عارض رايح
كن طق متني سحابه طبل
كن مننه إلى ما ارتدم وارتكم
فى مثانى السدا دامرات الحلل
ناشيا غاشيا سداه فوق السها
كن مقدم سحابه يجرجر عجل
مدهش مرهش مرعش منعش
كن لمع برقه سيوف هند تسل
داير حاير عارض رايح
كل من شاف برقه تخاطف جفل
أدهم مظلم موجف مركم
جور مائه يعم الوعر والسهل
كلما اختفق واصطفق واندفق
إستهل وانتهل وانهمل الهلل
حينما استوى وارتوى واقتوى
واستقل وانتقل إضمحل المحل
والفياظ اخصبت والرياض اعشبت
والركايا ارعجت والمقل اسفهل
والحزوم اربعت والجوازى سعت
والطيور أسجعت فوق زهر النفل(67/119)
كن وصف اختلاف الزهر في الرياض
تخالف فرش زوالى تفل
بعد ذا علها مرهش قالط
ربو شهر سقى راسيات النخل
راسيات المثانى اطوال الحظور
مستطيل مقاديم الجريد المظل
حيثهن الذخاير إلى ما بقا
بالدهر ما يدير الهدير الجمل
تغتنى به ارجال بوادى الحريق
هم اقروم كرام إلى جا المحل
هم جزال العطايا غزار الجفان
هم شلباب الضيف بليل هشل
يا مجيب الدعاء يا متم الرجا
إستجب دعوتى إننى مبتهل
إمح سيأتى واعف عن زلتى
فاننى ياإلاهى محل الزلل
فنا الذى بك أمد الرجا
فلا خاب من مد فيك الامل
وانت الذى تهدى إلنن قال
دع لذيذ الكرى وانتبه ثم صل
ثم ختمه صلاتى على المصطفى
عد ما انحا سحاب صدوق وهل
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> ليلة يجينا السيل
ليلة يجينا السيل
رقم القصيدة : 64959
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ليلة يجينا السيل يازيد وافيت
موضى الجبين وسيد تلعات الاعناق
شميت ريح امجدلاته ومزيت
ضواحك ماقبلي احد لها ذاق
جلست أنا وياه في ربعة البيت
سقوى انتساقا بيننا خمر الارياق
وسقاني الخمر المصفى وثنيت
خمر وانا اسقيه حليب وترياق
يوم ارجهن اصويحبي وارجهنيت
والكل منا عقب خمر الهوى فاق
فهقت راسه بالجدايل وحبيت
ورد علي خده كما صفح الاوراق
رفعت راسي للكواكب وراعيت
ويلا ان نور الصبح باد بالافلاق
بغيت أقوم وشد ردني وشديت
جيده وحبيته ثمان على ساق
وحلف علي ان قمت من ذا وشديت
الا انت معطيني عهود وميثاق
انك اتعود لي الى منك اقفيت
ولا لغيري من هوى البيض تشتاق
واقسمت له بايات عما وبالبيت
والمدعي واللي بنى سبع الاطباق
اني فلا غيرك من البيض هاويت
ولا لغيرك من هوى البيض مشتاق
انا الذي من حر فرقاك فريت
أنوح كالبهلول في وسط الاسواق
ياما طلبت الله وياما تمنيت
وياما دعيته عند حزاة الاشواق
وياما دعيته في المساجد وصليت
وياما شحذت الله قسام الارزاق
يبني لخلي من اجنان العلا بيت
ومن التمر يقطف ثمر كلما لاق(67/120)
عسى الي راق البكا واستمريت
بمنقشات الريش زينات الاطواق
واستأنست روحي لروحه ودشيت
سوقه ووافق مرتي حين ما واق
قلت المواصل قال ماغيره اشفيت
قلت السلام ورد مثله ولا عاق
قالت رجينا الله يجيبك الى جيت
عذب النبا الغالي مراشيف الارياق
هو انت طالبني تبي شي وعييت
يامن هواه المهتوى خاطري شاق
تبغى الدبش قلت الدبش عندنا هيت
والله مالي غير لاماك علاق
ترى الشفات الى لفاك النبا ايت
ساعت يقيف السوق عن كل مراق
لو ما عليك احد من الناس دزيت
فانت ايت لازم قبل غيبات الاشفاق
قلت ارجي ان الله يديمك وحبيت
عذب النبا الغالي مراشيف الارياق
ونبكي من الفرقا جميع وياليت
من لام فرقا سيد حم الشفا لاق
يالموت ما أخذت أربعميه وخليت
خلي فلا ظني بمثله حد ساق
يالموت عقب اقويت لي ويش خليت
ماعقب عثمانه من البيض اباشتاق
يا زيد انا قد لي زمانين ما ريت
خل سوى خلي الي جيت له ماق
ان كان روح الحي تسعى مع الميت
فأنا الذي مع ريح ريحان الاشواق
ياما سعت روحي مع الريح لقويت
بازكا سلام عم بالطيب الافاق
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> هيا
هيا
رقم القصيدة : 64960
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
الله بنّو مدلهم الخيالا
طافح ربابه مثل شرد المها الزرق
لا جا على البكرين بنا الحلالا
ولاعاد به يفصل رعدها عن البرق
عساه يسقي ديرتي بالكمالا
ويودع نعام ديار الاجواد له طرق
يسقي غروس عقب ماهي همالا
يصبح حمامه ساجع يلعب الورق
لي حال أصبر من فرايد شمالا
واصبر من الريع الذي يدهجه طرق
جريت انا صوت الهوى باحتمالا
في وسط بستان سقته اربع فرق
وطبيت مع فرع جديد الحبالا
وظهرت مع فرع تناحت به الورق
روشن هيا له فرجتين شمالا
باب على القبله وباب على الشرق
ومبسم هيا له بالظلام اشتعالا
بين البروق وبين مبسم هيا فرق
برق تلالا قلت عز الجلالا
واثره جبين صويحبي واحسبه برق
حنيت انا حنت هزيل الجمالا
تنقل روي الخيل قد حسه الفرق(67/121)
يا قلتتن في عاليات الجبالا
ما ها قراح مير من دونها غرق
ماعاد للصبيان فيها احتمالا
من كود مرقاها يديهم لها طرق
ياشبه صفرا طار عنها الجلالا
طويلة السمحوق تنزح عن الدرق
له ريق احلى من حليب الجزالا
واحلى من السكر اليا جا من الشرق
أخذت منها حبتين تتالا
يوم ان نسناس الهوى يطرقه طرق
قالوا تتوب عن الهوى قلت لا لا
الا تتوب رماح علوى عن الزرق
وقالوا تتوب عن الهوى قلت لا لا
الا يتوبون الحناشل عن السرق
وقالوا تتوب عن الهوى قلت لا لا
الا تتوب الشمس عن مطلع الشرق
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> طفل ضحى
طفل ضحى
رقم القصيدة : 64961
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
مريت واومالى بورس البنانى
طفل ضحى له جوف الاظعان صادفت
لو ان علام السراير هدانى
يوم انه اومالى بالاصباع ما وقفت
وادهشت واختزيت من شن غشنى
من حسن اخدود صافى البها شفت
القامة اللى كنها الخيزرانى
يا طال ما ليّنت قده وعطّفت
نهار له داعى المحبة دعانى
وارتادنى لوصال شفه وساعفت
من عقب مانى ميس منه جانى
عليه تفت كابع فيه قلت افت
قال انتبه إن كنت للورد جانى
واجن الثمر يوم اننى لك تطرفت
إغنم وقم واجن النمش من اوجانى
جزاً المالى الجوف الاظعان وقفت
شديت ردنه واصلح الترف شانى
بالحب والتلميس والتل والعفت
ومن الثنايا اللى كما الجحو يانى
لله در انياب شهدت ترشفت
ومن خده المنقوش بالزعفرانى
شميت ريحانه وللورد قطفت
واصحيت واخضرّت جوانب جنانى
واحييت والا انا على الموت أشرفت
روق وصاله لى عقب ما هو جفانى
وارتادنى من عقب ما للهوى عفت
يا بو ثمان واربع مع ثمانى
في تلف قتل ارواحنا قط ما رفت
لا تحسب انى يا عريب المجانى
ناسيك لا واركان حج بها طفت
أو تحسب ان النوم بعدك هنانى
مع طيب مشروبى ولذ الكرى عفت
بالهون يامن يالتجافى برانى
لمتيّمك يا زين ما قط أنصفت
ما للشجى يا طربتى منك أمانى
ويش الذى حدك لقتلى تحرفت(67/122)
الله لحد سهم الجفا منك بانى
على وليف دوم لعضاه نشفت
عذتك بأسما سيدى والقرانى
عن شر ماتخشاه وعن شر ماخفت
لو رمت صدى ياحسين المعاني
وبالهوى بلشتنى به وعرفت
لو يعترى جمع الملاما اعترانى
ما أظهروا لومى ولونى تنتفت
لو كان عابد يعتنى ما عنانى
اعناه لو شاف الذى امس أنا شفت
معذور أنا لو ابيض اللون بانى
أو اننى للناس بالحال شرفت
شعراء العراق والشام >> محمود درويش >> طباق (عن إدوارد سعيد)
طباق (عن إدوارد سعيد)
رقم القصيدة : 64962
-----------------------------------
نيويورك/ نوفمبر/ الشارعُ الخامسُ/
الشمسُ صَحنٌ من المعدن المُتَطَايرِ/
قُلت لنفسي الغريبةِ في الظلِّ:
هل هذه بابلٌ أَم سَدُومْ؟
هناك, على باب هاويةٍ كهربائيَّةٍ
بعُلُوِّ السماء, التقيتُ بإدوارد
قبل ثلاثين عاماً,
وكان الزمان أقلَّ جموحاً من الآن...
قال كلانا:
إذا كان ماضيكَ تجربةً
فاجعل الغَدَ معنى ورؤيا!
لنذهبْ,
لنذهبْ الى غدنا واثقين
بِصدْق الخيال, ومُعْجزةِ العُشْبِ/
لا أتذكَّرُ أنّا ذهبنا الى السينما
في المساء. ولكنْ سمعتُ هنوداً
قدامى ينادونني: لا تثِقْ
بالحصان, ولا بالحداثةِ/
لا. لا ضحيَّةَ تسأل جلاّدَها:
هل أنا أنتَ؟ لو كان سيفيَ
أكبرَ من وردتي... هل ستسألُ
إنْ كنتُ أفعل مثلَكْ؟
سؤالٌ كهذا يثير فضول الرُوَائيِّ
في مكتبٍ من زجاج يُطلَّ على
زَنْبَقٍ في الحديقة... حيث تكون
يَدُ الفرضيَّة بيضاءَ مثل ضمير
الروائيِّ حين يُصَفِّي الحساب مَعَ
النَزْعة البشريّةِ... لا غَدَ في
الأمس, فلنتقدَّم إذاً!/
قد يكون التقدُّمُ جسرَ الرجوع
الى البربرية.../
نيويورك. إدوارد يصحو على
كسَل الفجر. يعزف لحناً لموتسارت.
يركض في ملعب التِنِس الجامعيِّ.
يفكِّر في رحلة الفكر عبر الحدود
وفوق الحواجز. يقرأ نيويورك تايمز.
يكتب تعليقَهُ المتوتِّر. يلعن مستشرقاً
يُرْشِدُ الجنرالَ الى نقطة الضعف
في قلب شرقيّةٍ. يستحمُّ. ويختارُ(67/123)
بَدْلَتَهُ بأناقةِ دِيكٍ. ويشربُ
قهوتَهُ بالحليب. ويصرخ بالفجر:
لا تتلكَّأ!
على الريح يمشي. وفي الريح
يعرف مَنْ هُوَ. لا سقف للريح.
لا بيت للريح. والريحُ بوصلةٌ
لشمال الغريب.
يقول: أنا من هناك. أنا من هنا
ولستُ هناك, ولستُ هنا.
لِيَ اسمان يلتقيان ويفترقان...
ولي لُغَتان, نسيتُ بأيِّهما
كنتَ أحلَمُ,
لي لُغةٌ انكليزيّةٌ للكتابةِ
طيِّعةُ المفردات,
ولي لُغَةٌ من حوار السماء
مع القدس, فضيَّةُ النَبْرِ
لكنها لا تُطيع مُخَيّلتي
والهويَّةُ؟ قُلْتُ
فقال: دفاعٌ عن الذات...
إنَّ الهوية بنتُ الولادة لكنها
في النهاية إبداعُ صاحبها, لا
وراثة ماضٍ. أنا المتعدِّدَ... في
داخلي خارجي المتجدِّدُ. لكنني
أنتمي لسؤال الضحية. لو لم أكن
من هناك لدرَّبْتُ قلبي على أن
يُرَبي هناك غزال الكِنَايةِ...
فاحمل بلادك أنّى ذهبتَ وكُنْ
نرجسيّاً إذا لزم الأمرُ/
- منفىً هوَ العالَمُ الخارجيُّ
ومنفىً هوَ العالَمُ الباطنيّ
فمن أنت بينهما؟
< لا أعرِّفُ نفسي
لئلاّ أضيِّعها. وأنا ما أنا.
وأنا آخَري في ثنائيّةٍ
تتناغم بين الكلام وبين الإشارة
ولو كنتُ أكتب شعراً لقُلْتُ:
أنا اثنان في واحدٍ
كجناحَيْ سُنُونُوَّةٍ
إن تأخّر فصلُ الربيع
اكتفيتُ بنقل البشارة!
يحبُّ بلاداً, ويرحل عنها.
]هل المستحيل بعيدٌ؟[
يحبُّ الرحيل الى أيِّ شيء
ففي السَفَر الحُرِّ بين الثقافات
قد يجد الباحثون عن الجوهر البشريّ
مقاعد كافيةً للجميع...
هنا هامِشٌ يتقدّمُ. أو مركزٌ
يتراجَعُ. لا الشرقُ شرقٌ تماماً
ولا الغربُ غربٌ تماماً,
فإن الهوية مفتوحَةٌ للتعدّدِ
لا قلعة أو خنادق/
كان المجازُ ينام على ضفَّة النهرِ,
لولا التلوُّثُ,
لاحْتَضَنَ الضفة الثانية
- هل كتبتَ الروايةَ؟
< حاولتُ... حاولت أن أستعيد
بها صورتي في مرايا النساء البعيدات.
لكنهن توغَّلْنَ في ليلهنّ الحصين.
وقلن: لنا عاَلَمٌ مستقلٌ عن النصّ.
لن يكتب الرجلُ المرأةَ اللغزَ والحُلْمَ.(67/124)
لن تكتب المرأةُ الرجلَ الرمْزَ والنجمَ.
لا حُبّ يشبهُ حباً. ولا ليل
يشبه ليلاً. فدعنا نُعدِّدْ صفاتِ
الرجال ونضحكْ!
- وماذا فعلتَ؟
< ضحكت على عَبثي
ورميت الروايةَ
في سلة المهملات/
المفكِّر يكبحُ سَرْدَ الروائيِّ
والفيلسوفُ يَشرحُ وردَ المغنِّي/
يحبَّ بلاداً ويرحل عنها:
أنا ما أكونُ وما سأكونُ
سأضع نفسي بنفسي
وأختارٌ منفايَ. منفايَ خلفيَّةُ
المشهد الملحمي, أدافعُ عن
حاجة الشعراء الى الغد والذكريات معاً
وأدافع عن شَجَرٍ ترتديه الطيورُ
بلاداً ومنفى,
وعن قمر لم يزل صالحاً
لقصيدة حبٍ,
أدافع عن فكرة كَسَرَتْها هشاشةُ أصحابها
وأدافع عن بلد خَطَفتْهُ الأساطيرُ/
- هل تستطيع الرجوع الى أيِّ شيء؟
< أمامي يجرُّ ورائي ويسرعُ...
لا وقت في ساعتي لأخُطَّ سطوراً
على الرمل. لكنني أستطيع زيارة أمس,
كما يفعل الغرباءُ إذا استمعوا
في المساء الحزين الى الشاعر الرعويّ:
"فتاةٌ على النبع تملأ جرَّتها
بدموع السحابْ
وتبكي وتضحك من نحْلَةٍ
لَسَعَتْ قَلْبَها في مهبِّ الغيابْ
هل الحبُّ ما يُوجِعُ الماءَ
أم مَرَضٌ في الضباب..."
]الى آخر الأغنية[
- إذن, قد يصيبكَ داءُ الحنين؟
< حنينٌ الى الغد, أبعد أعلى
وأبعد. حُلْمي يقودُ خُطَايَ.
ورؤيايَ تُجْلِسُ حُلْمي على ركبتيَّ
كقطٍّ أليفٍ, هو الواقعيّ الخيالي
وابن الإرادةِ: في وسعنا
أن نُغَيِّر حتميّةَ الهاوية!
- والحنين الى أمس؟
< عاطفةً لا تخصُّ المفكّر إلاّ
ليفهم تَوْقَ الغريب الى أدوات الغياب.
وأمَّا أنا, فحنيني صراعٌ على
حاضرٍ يُمْسِكُ الغَدَ من خِصْيَتَيْه
- ألم تتسلَّلْ الى أمس, حين
ذهبتَ الى البيت, بيتك في
القدس في حارة الطالبيّة؟
< هَيَّأْتُ نفسي لأن أتمدَّد
في تَخْت أمي, كما يفعل الطفل
حين يخاف أباهُ. وحاولت أن
أستعيد ولادةَ نفسي, وأن
أتتبَّعُ درب الحليب على سطح بيتي
القديم, وحاولت أن أتحسَّسَ جِلْدَ
الغياب, ورائحةَ الصيف من(67/125)
ياسمين الحديقة. لكن ضَبْعَ الحقيقة
أبعدني عن حنينٍ تلفَّتَ كاللص
خلفي.
- وهل خِفْتَ؟ ماذا أخافك؟
< لا أستطيع لقاءُ الخسارة وجهاً
لوجهٍ. وقفتُ على الباب كالمتسوِّل.
هل أطلب الإذن من غرباء ينامون
فوق سريري أنا... بزيارة نفسي
لخمس دقائق؟ هل أنحني باحترامٍ
لسُكَّان حُلْمي الطفوليّ؟ هل يسألون:
مَن الزائرُ الأجنبيُّ الفضوليُّ؟ هل
أستطيع الكلام عن السلم والحرب
بين الضحايا وبين ضحايا الضحايا, بلا
كلماتٍ اضافيةٍ, وبلا جملةٍ اعتراضيِّةٍ؟
هل يقولون لي: لا مكان لحلمين
في مَخْدَعٍ واحدٍ؟
لا أنا, أو هُوَ
ولكنه قارئ يتساءل عمَّا
يقول لنا الشعرُ في زمن الكارثة؟
دمٌ,
ودمٌ,
ودَمٌ
في بلادكَ,
في اسمي وفي اسمك, في
زهرة اللوز, في قشرة الموز,
في لَبَن الطفل, في الضوء والظلّ,
في حبَّة القمح, في عُلْبة الملح/
قَنَّاصةٌ بارعون يصيبون أهدافهم
بامتيازٍ
دماً,
ودماً,
ودماً,
هذه الأرض أصغر من دم أبنائها
الواقفين على عتبات القيامة مثل
القرابين. هل هذه الأرض حقاً
مباركةٌ أم مُعَمَّدةٌ
بدمٍ,
ودمٍ,
ودمٍ,
لا تجفِّفُهُ الصلواتُ ولا الرملُ.
لا عَدْلُ في صفحات الكتاب المقدَّس
يكفي لكي يفرح الشهداءُ بحريَّة
المشي فوق الغمام. دَمٌ في النهار.
دَمٌ في الظلام. دَمٌ في الكلام!
يقول: القصيدةُ قد تستضيفُ
الخسارةَ خيطاً من الضوء يلمع
في قلب جيتارةٍ, أو مسيحاً على
فَرَسٍ مثخناً بالمجاز الجميل, فليس
الجماليُ إلاَّ حضور الحقيقيّ في
الشكلِ/
في عالمٍ لا سماء له, تصبحُ
الأرضُ هاويةً. والقصيدةُ إحدى
هِباتِ العَزَاء, وإحدى صفات
الرياح, جنوبيّةً أو شماليةً.
لا تَصِفْ ما ترى الكاميرا من
جروحك. واصرخْ لتسمع نفسك,
وأصرخ لتعلم أنَّكَ ما زلتَ حيّاً,
وحيّاً, وأنَّ الحياةَ على هذه الأرض
ممكنةٌ. فاخترعْ أملاً للكلام,
أبتكرْ جهةً أو سراباً يُطيل الرجاءَ.
وغنِّ, فإن الجماليَّ حريَّة/
أقولُ: الحياةُ التي لا تُعَرَّفُ إلاّ(67/126)
بضدٍّ هو الموت... ليست حياة!
يقول: سنحيا, ولو تركتنا الحياةُ
الى شأننا. فلنكُنْ سادَةَ الكلمات التي
سوف تجعل قُرّاءها خالدين - على حدّ
تعبير صاحبك الفذِّ ريتسوس...
وقال: إذا متّ قبلَكَ,
أوصيكَ بالمستحيْل!
سألتُ: هل المستحيل بعيد؟
فقال: على بُعْد جيلْ
سألت: وإن متُّ قبلك؟
قال: أُعزِّي جبال الجليلْ
وأكتبُ: "ليس الجماليُّ إلاّ
بلوغ الملائم". والآن, لا تَنْسَ:
إن متُّ قبلك أوصيكَ بالمستحيلْ!
عندما زُرْتُهُ في سَدُومَ الجديدةِ,
في عام ألفين واثنين, كان يُقاوم
حربَ سدومَ على أهل بابلَ...
والسرطانَ معاً. كان كالبطل الملحميِّ
الأخير يدافع عن حقِّ طروادةٍ
في اقتسام الروايةِ/
نَسْرٌ يودِّعُ قمَّتَهُ عالياً
عالياً,
فالإقامةُ فوق الأولمب
وفوق القِمَمْ
تثير السأمْ
وداعاً,
وداعاً لشعر الألَمْ!
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> من ناظري دمعي
من ناظري دمعي
رقم القصيدة : 64963
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
من ناظري دمعي على الخد مسكوب
وَمِنَ الحوادث شَابْ رأسي وأنا شَابْ
لا لَذَّ لي زادٌ ولا حلوِ مشروب
ولا لموق العين طيب الكرى طاب
لا شكّ ما يجري على العبد مكتوب
طول الزمان وكل شيء له اسباب
وانا سبب قتلى ضُحَا شفت رعبوب
يضحك ويومي لي وهو من ورا الباب
من قبل شوفي له وانا كان ابا توب
وامترَّكٍ غَنيَّ هَوَا تلع الأرقاب
هايف حشا عُنقِهْ كما الشَّاخْ مسْلُوْب
والردف عزَّال الوسطه وجذاب
ومبيسم كن العسل فيه مذيوب
وان ذاق سلساله ضجيع الهوا طاب
والعين خرسا كنهها عين يشبوب
وجدايل من فوق الأمتان سكاب
طرشت انا لمورد الخد مندوب
يقول لى مرسول معسول الأنياب
ترا خليلك قال لى قل لمحبوب
عينه تبارى للقمر خامسه غاب
وانسبت له في جنح ليل ولا هوب
عيب إلى خل على خله انساب
لولا الحيا نطّيت من راس مشذوب
وانوح نوح الورق وآجيب ما جاب
وقطفت ورد بالنار مكتوب
كالآس له لمن كان طلاب(67/127)
وخلى سقانى كاس وصله على الدوب
وبنيت له مسجد القلب محراب
قولى أنا من عقب مارار دالوب
وصرف النيا وافق بتفريج الأحباب
لاحزن يعقوب ولا صبر أيوب
حزنى ولا صبرى على تلع الارقاب
يالله يامولاى ياخير مطلوب
ياللى إلى من ساله العبد ما خاب
تجعل موازين المحبة على الدوب
بينى وبين امورد الخد بالباب
ختمى صلاتي عد ما سار مندوب
يمشى بعقد الصلح مابين الأحباب
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> ناح الحمام
ناح الحمام
رقم القصيدة : 64964
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ناح الحمام وقلت لا حول مكنون
صبر واهل الدمع ساعة له أوحيت
حج الحجيج وكلهم له يلبون
وانا بدار امورد الخد لبيت
فإلى جو بأركان البيت يطوفون
والتجوا الحجاج بموادع البيت
وادعت من دارة احجاجه كما النون
وابكى وبطراف الجدايل تلويت
فإلى جو الكعبة بنصح يحبون
لا نجال وارد ضافى القرن حبيت
فان كآنهم من كل مالاح يشرون
بايعت له باقصى الضماير وشاريت
ذا شارب خمر وهاذاك غليون
فنا لريق امبيسم الترف مزيت
فإلى خذوا يشرون مما يبيعون
أخذت غرضان الربيعى وشاريت
احرمت يوم الفوز ألبى لمزيون
صافى البياض وغفر ما كان زليت
حدرت بطح النوم والقلب مشطون
وذكرت انا باعلا المداين وحنيت
ياعاذلينى لا تتموا تعذلون
في حب مجمول إلسدة توليت
فان جا وحسادى بهرج يقولون
ما اسمعهم إلا ان يسمع النايح الميت
قبلى عرار قالوا الناس مجنون
مع ذا وظن انى بطرياه أوحيت
اسهر إلى أوحيت النواما يفخرن
واقول ليت ابلذة النوم ياليت
اسهر طوال الليل واهلى يحسبون
أنى إلى ما طبق الجفن غطيت
بالغد لا اتلوهم ولا هم بيدرون
من شى باقصى لو تزريت
إلى جو للمسجد بليل يصلون
فانا لمجمول الحلايا توليت
قامت تواعدنى بشهر يصومون
ساعة يصلون التراويح فانت ايت
امسر نطحنى عقب هجران واشجون
واخضر عودى يوم للعذب وافيت
وقبلت مطواح على الغرو واقرون
حلفت ماخليه انا يوم شديت(67/128)
وان كان عمال البرايا يشحون
فانا الذى ما مرة عنك شحيت
فإن كان في الغد المقابيس يوضون
فانت الذى نورك يقدس هل البيت
أحيان ماجروا وقاموا يمسون
معصوم يد قال وصباك ياشيت
انت في بعض الاطفال مفتون
من به ابليت امن الملا ؟ قلت بقويت
غرو بريمة طول فترين أو دون
والخد قنديل يوقد من الزيت
ما اسمع ولا ابصر من هوا اللى تعرفون
لو رفعو لى روس الارماح ما اوحيت
أصبحت باد للملا فيه مفطون
وأبديت سد ما بعد قبله افضيت
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> مريت باخشيفات
مريت باخشيفات
رقم القصيدة : 64965
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
مريت باخشيفات ريم يخوضون
سيل وللقلب المشقا يريفون
من حين ماشافنى ارهاف الثنايا
قامن لى باطراف الاردان يومون
رديت راسى عقبمانى معى
قلن دعونا له إلى جانحي
قلن حية قلت حى المحي
قالن علامك تلتفت قلت مشطون
قالن ترانا ثبت الله مقامك
ننذر على شوفك ونفرح بلامك
واليوم ياعذب السجايا علامك
مسعور في ذا الدار انا قلت مفتون
قالن نسالك بالذى شرف البيت
وبجاه من له في دجا الليل صليت
من به بليت امن الملا؟ قلت بقويت
قالن بليت ابحبها؟ قلت مجنون
قالن لعفرا كنها ظبى لينه
منه اقربى كنك تبى تنشدينه
وارخى له الملثم عسى تقتلينه
قالت إلى منى قتلته تلالون
قالن لها وهى تغطرف من التيه
تمشى على شق والاخرى تمدر
قومى فلك حق علينا ان قتلتيه
و قاموا لقذلتها بالايدي يواسون
جتنى كما بردية الما تخطا
مر تكشف لى ومر تغطا
الى من دعتنى لا اعرف اليا من الطا
دهش ولا ارى ويش هم يقولون
قالن لى الدايات ياهايب الريح
وين انت رايح قلت للبر باسيح
قالن تسيح ابلابسات المطاويح
نجل اللواحظ قلت لوما يعيون
قلت أسالك يانور ورد البساتين
ذا اللى بخدك ناز ولا تفانين
قلت رقيمات الهوى يامسيكين
لتلافكم هذا أهلنا يسوون
ولستا بالعيون الذوابح
وامجدل من فوق الامتان سابح
وشديت مفرق سيد غر المذابح(67/129)
وهم على قطر من الما يشوفون
قلت المواصل قال مالك شفيفه
واضفى على اثياب شفه رهيفه
قلت اسقنى من اشفتيك النظيفة
لعل حسادى بغل يموتون
أقعد رعاك الله ربى وثبتك
يانور عينى لا تغير محبتك
نخاف من شى يجينا بسبتك
غديت اقول ودايتينه ينادون
واقفيت واقفا والمدامع تجارى
واصيح وانخا من صديق وجارى
ياحصة ما قلبوها التجارى
ما ترحمون وقالن البيض مالون ؟
نراك يا محسن إذا شفت طماع
ذا البز لا يشرى ولا هوب ينباع
تكوسرت عنى مها الريم بقناع
قلن تود اوصالنا قلت ممنون !!
أضفا الغطا عنى على حم الأشفا
من عقب ما قلبى بوصله قد اشفا
تليت ردن الشوق من عقب ما اقفا
قلت المواصل ياريش العين ما دون
خليت أنا القصه وشديت جيده
حبارة منى لعلى أصيده
أطرق بضحك وجادنى قبل اجيده
وارخى اللثام وباح لى كل مكنون
واللى خلق لمجد لك والمقصص
وحرز على مصقول صدرك امفصص
يا انت من بد الغذارى مخصص
ما افضى بسدك للقرب لو يموتون
قلن لى اقعد عندنا قلت ما عاد
ما ارضى معا العكاريش مقعاد
واليوم يارحم المراشيف ما عاد
عطشان ما من عذب الأنياب تسقون
قالن لى شرواك يا بارد الجاش
لو عطش مامن شهد الانياب نسقاش
قلت ان قلبى من الوجد نشناش
باغ منكم من لما فيه تعطون
قلن لعيناك الرضا والغنمه
اجيك الى شفت الحساسيد نيمه
والا العجايز ناقلات النميمه
بحكايتى واياك ياشيخ يدرون
قالن نعيي لا نذوقك لامانا
نخاف من واش قريب حذانا
نقول ذا والا فحنا ورانا
حكي خفي ماله الناس يدرون
ويلا عجوز من ورا راس حامي
قالت لهن يالبيض معكن حرامي
قالن لها هذا علينا يحامي
قلبه مولع مع اهل الدين مفتون
قالت لهن هذا الصبي المولع
تمشن له يالرعابيب دلِّع
وانتن مثل الخيل خطر تقلع
واخوفتي يالبيض للرجل ترنون
قالن لها هذا علينا يداري
واياك والحكي الذي به مدري
ترا ورانا من ينوش الخبارى
ياليت اهلنا عن حكاياك يدرون
قالت لهن هذا عليه التهامه
هذا من القطعه واهل اليمامة(67/130)
ما ينومن لوم كان يلبس عمامه
لو هو نجى فالعرب به يشكون
يالله يامولاي طالبك خيره
علام شيء ما يورية غيرة
عسى ننوش النايفة والقصيرة
واختامها فان الشياطين بالهون
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> ياركب يا متر حلين
ياركب يا متر حلين
رقم القصيدة : 64966
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ياركب يا متر حلين مراميل
مجهول منجوب الفدافد اعجافى
فج المرافق كنهن الهر اقيلى
لين المقاود ناحلات الخفافي
من سبعة اعوام وهن كنَّسٍ حيل
ما لمسن عن سوج عوج الصلافى
ومعفيات عن شديد وترحيل
دوارب في كى نشر الفيافى
هجاهج بس تتبعن المخاليل
ولا شك إنى لاين يوم وافى
حامى هجير القيظ يلجن بظليل
فيهن عن كثر التزعزع يرافى
ياركب لي بارسان روس المراسيل
عوجوا مقاودهن لين أزن قافى
تحملوا ملفوظ منظوم ماجيل
عفص وزاج زج في صفح صافى
من ميم حاء سين ونون بتسجيل
بمنمق ما به عن الكل كافى
بازكى سلام وتفصيل
وزن ينزه عن نبا كل جافى
أبها من الياقوت واحلا مناويل
واعذب من السلسال بين الأشافى
ما هزت الارياح غصن بتذليل
او عد ما طافوا بوسط المطافى
وما سعا الساعى ابكاس الفناجيل
في معشر ما عن صفاه انصرافى
وما يسيل بالبكا عبد ماسيل
أو ما وجد مجروح حم الاشافى
أو ما رمانى بالعيون القواتيل
غرو جفانى والغرام التجافى
وتحيه ما قطَّعنَّ المسالييل
تغشاك يا ريف الهجاف العجافى
إلى ميم بدال التماثيل
أمثال من مثلى لمثلك ولا في
أبيات عن براهن بتعديل
فيهن عليك امن الوله مثل مافي
فان كان يامكدى السبايا إلى قيل
سيل محل الجود واكهاف هافى
تشكى الجفا من لابسات الخلاخيل
نجل العيون امعسلات الأشافى
الفاضحات ابحسنهن القناديل
والنافحات ابخليهن الرعافى
إن بلبلوا حالك بدر المراسيل
فلا وعد بيض الثنايا بوافى
إصبر لصبرى ياسناد النزازيل
ياماجد مجده على الضيف ضافى
جسمى دنيف ياشقا الضد وانحيل
والعقل منى بان فيه اختلافى(67/131)
من اهيف غض بحسنه تهاويل
والخد كنه بدر الانصاف صافى
عرفه سوات الليل غاد عثاكيل
له فوق منبوز الرداف ارتدافى
نوحى على لاماه البلابيل
والدمع له من جوف عينى تقافى
ويلا بغا ما عاد بالعين تبليل
واشعور فرقا زين الاعطاف ضافى
دور لمضناك الغزال الذى حيل
قد فات عنك وبان منه التجافى
أسوق فيه الحال والمال وانخيل
وادى المجامع نازحات المشافى
ومن الذهب ياقرة العين وان قيل
يكفيه ولا زدت لام وكافى
واختام منطوقى صلاة وتهليل
على النبى المختار ماشاف شافى
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> أنا دخيل الله
أنا دخيل الله
رقم القصيدة : 64967
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أنا دخيل الله عن الالتفاتى
لو كان يشعشنى على ساقتى قوم
أللى نطحنى سيد الغاوياتى
إللى غسل راسه بسدر من اليوم
على الردايف دلق سابحاتى
قدايمه تنقض وتاليه ملموم
يا زين يوم اقلوبنا صافياتى
ما طعت عذال ولا ارخصت بك سوم
أرخصت من غالى حياتى مماتى
وادعيتنى لا آكل ولا شرب ولا نوم
عن الوشاة احوالنا مبهماتى
يابو دليق كنه اطراف حموم
رميت باسباب الهوى الموجباتى
قلبى رما الله انجلك السود بسهوم
وابك اتهمونى ابظنهم يا شفاتى
ياظبى حورا سالم منك مسلوم
قلت اسقنى من ذبل مرهفاتى
عسا طيور القلب تركد عن الحوم
أو حبه تنعش بها الظامياتى
بمفاجات كنها الحص منظوم
أو حجويان من بكا المرزماتى
غب المطر ما يبتسم كل مكموم
ياشبه ظبى ذيروه الرماتى
يرعا زهر بالادمات ماسوم
تغنيك ريح انفاسه الذارياتى
عن ريح ريحان وعن ريح مشموم
قلبى برمش اعيونك المغضياتى
والماسك اللى كنها النار مرقوم
واخدودك اللى كالضيا المجهراتى
فى مدلهم بأول الصيف مرقوم
خيله لطلاب الهوى في يده روم
يطعن وطلاب الهدى في يده روم
قلت المواصل قال لا يا شفاتى
بعد الثلاثا ابتالى الشهر باصوم
أنا الذي ياشبه خشف المهاتى
على اعيانى من زمانى معك زوم
عليك أهل ادموعى الذارفاتى(67/132)
بالحان غنى غير مفهوم
عقب المحبة والغلا ياشفاتى
عليك ضيعت الحيا كم من يوم
إن كنت مثلى مولع ياشفاتى
فعساك سهر ما يجى عينك النوم
ياقاعد النندين سيد البناتى
جعله عليك امبارك شهر ذا الصوم
ألجيد منها مثل جيد الحداتى
والوسط منها كنه الرخ مهضوم
قلت اسقنى من ثنيك المسكراتى
فانا من شرب انيابك البيض محروم
وبك ابتلانى مجرى الذارياتى
وادعيتنى من حبس بلواك ما قوم
لو قلت أنا تايب عن الالتفاتي
فلا عاش من ينسى خليله ولو يوم
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> غصون القلب
غصون القلب
رقم القصيدة : 64968
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
هافت اغصون القلب يا زيد والون
من فرط نار الشوق والوجد والون
على عما هيج ليا او من والون
نهار شدن الحنى فوق الاغصان
سالت مدامع ناظري فوق خدى
وابديت للجهال مكنون سدى
نهار عاينت الحنايا تشدى
على ضغون الترف مياس الاردان
طفل سلب عقلى بجيد وقصه
وامبيسم يا حظ ابو من يمصه
وقريدة فيها الرعايف وُحُصه
وامغيزلات اغزيل حين ينعان
شد الخيل وقلت يا ضيعه الراى
غديت انا اصفق فوق يمناى يسراى
يا زيد من صلف امتحان الهوا إياى
غديت للبيض الرعابيب ديان
لج الهوا بى واشتعل في فؤادى
ومن المحبة همت من كل وادي
وامن الهنا يوم ارتحال البوادى
غديت ادور جوف الاظعان حشوان
قالت عجوز لى من البين غشيه
يا ولد بدل مشيتك ما ذى بمشيه
قلت اننى يا ذى ادور لحشيه
قالت ابكار؟ قلت اصاعيب قعدان
واوحيت رمى الحكى منها تقفيت
من خوفتى عجز الخطا يوم قفيت
قالت لعود جالس من ورا البيت
ياعود من ذا قال ذا ولد عثمان
قالت عجوز شينة الوجه والشيب
مشى الفتى جوف الظعن عندنا عيب
قلت اخشى الله عالم السر والغيب
واومت وقالت لى ونا عاد زعلان
قالت متاك امضيع قلت قبل امس
قالت شريق؟ قلت لا وقفت الشمس
واسترمعت ملعونة الشيب بالخمس
وقالت لشيبان احذاها وشبان
والله ما جاكم يدور الا صاحب(67/133)
ولا شعب قلبه من البين شاعب
الا يدور بالحى الكواعب
الناقشات بالبها روس الاوجان
قالت انا امنس شريِّق اعاين
يوم انت تنشد راعيات الضغاين
الطفلتين اللى زمن الجماين
قلت ان في راس العجوز الف شيطان
صاحت وقالت يا بن عثمان ريِّع
من خوفة حم الشفالك يضيع
متاك ياعذب السجايا امضيع
قلت الضحا امس يوم زوغات الاذهان
يا على اركب فوق حر شملا
من نبت ثجاج البطاحى تملا
واقول يا من فوق كوره تعلا
عج راس نضوك لى ولو كنت مشتان
اوقف تحمل رسلة من اقبالى
للى شعب ابغزل عينيه بالى
قل له اذا جيته وذا البيت خالى
إلف يوديك السلام ابن عثمان
سلم عليه وقل له ترا الوجه يمه
واخف الحكى لا مرة تسمع امه
وقل له ترا من طول هجره وهمه
ما دار له مع جمله مع الناس ميدان
إن سايلك عنى وقام ايتحفا
قل له ترا ما عنه شى امخفا
عذب النبا زين القبل والمقفَّا
وامن الوله عدلت عدلات الافنان
ان سايلك غض النهد ناعم العود
قل له ترا ما مرة عنه منشود
يا على با مبرى عن الدوح بسعود
برجع لنا ايام الصبا مثلما كان
غضى طرف كن خده الى اعرق
برق تلالا في طبوق له اغرق
ومن عينها الخرسا ومن عرفها الحرق
وين العيون الراسية وين الاذهان ؟
أفر متركا بين عرضه وقوفه
شى تضيع افكارنا في اوصوفه
بقذيلة للعاشق اللى يشوفه
حصٍّ وياقوتٍ وشاخٍ ومرجان
غرو سبانى بالمعانى وبدَّل
حرّف وصرّف فى قليبى وبدَّل
ينسف على مقفله ردفه مجدَّل
كنه من البرخ المداليق قتيان
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> سرح القلب
سرح القلب
رقم القصيدة : 64969
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
سرح القلب في عشب روض الندم
وامزج الدمع من جفن عينك بدم
واغتنم يافتى صحتك والفراق
فان لابد ذو صحة من سقم
واحبس النفس عن تبع طرق الهوى
قبل أن يافتى بك القدم
واحتزب من ظنونك ولا تبتئس
فالجسد ربما صحته بالألم
ياقليل العزايا ياكثير الهموم
كن لما رأتك المساوي خصم(67/134)
إتقظ واتعظ واستمر واعتبر
إنتظر للفرج في شديد اللزم
ربما شدة تقتحم في العشا
والفرج في غدٍ ضيقة المقتحم
عن سفاهك يا فتى انتهى
غادرك المشيب والصبا انهزم
دون عصر الصبا حان جنح المشيب
وانت كنك بعد مابلغت الحلم
حيث عنك ارتحل وقت عصر الصبا
معتنيك الفنا بالك انك تنم
أترك الغى وامسك بكف الهدى
العروة اللى أبد قط ماتنفصم
كلما نام ناظر لبيب الكرى
إرم ثوب الكسل والتأنى وقم
والبس اردان جنح الدجى
واوتر لربك وارتهب واستقم
ثم صل اربع يافتى
ثم بعدهن بالوتر إختتم
ثم بعد الفراغ اسأله يامن
أوجد سبع وسبع بعد العدم
جامع الناس ابيوم لا ريب فيه
جابر العظم من بعد ما ينقصم
ذو جلال ما يلج بالثرى
واحترك في غسق في ثلث الظلم
أول لآخر ليس له إنتهاء
لو يزل قادراً عادلاً في الحكم
واحدٍ ليس له في ملكه شريك
ولا في جلالة عظم الإسم
كم رفع من وطا وكم حط
من عالى مشمخر أشم
لم يزل بالعطا فوق بحر الندا
باسط للملا بطن كف الكرم
يا حليم عظيم قوي مقيت
كريم وما بالخواطر علم
ماجد يا إله اكبرا يا لحد
إلى ملا للندى من يد تستلم
هو فان الملا فوق صرف
الزمان وسنين دهم
فان حبل الرجا لم يبارح بنا
فيك يا محيى باليات الرمم
بعد هذا يا ردى العزوم
دع متى أو عسى ثم قم
إسأل الله باسرار ما قد أتانا
والقصص وألف لام ميم وام
يا متم الرجا يا جزيل النوال
أسألك يا مجيب الدعا ابلا قسم
الذي بدد ما عاصف واسألك
يا ولى السراير يا قوى العزم
نقطة للملا والبرايا تجى
من بحور الكرم حين ما يلتطم
يا لطيف كريم على عظيم
الذى لم يزل في هواه ان يتم
أسألك من جود مدك يا رحيم
رحمة للملا يا إلا هي تتم
وأسألك بعد ذا يا إلاه الأنام
با الذي جرا ابراس ختم القلم
واسألك بالكلام الذي قد نزل
به الامين فيه كل الحكم
رايح راجح مدجن كالدجا
هاميا باكياً نامياً منسجم
عارض كائن إركن حافته
كلما سند حيا وانتشر وارتكم
مرهش من على يحط الحيود
بالوطا والغنا فوق روس السلم(67/135)
كنه إلى ما بدا من ابعيد
فى دقاق السدا بالقضا مرتدم
شامخات الذرا من شخانب طريق
دونهن الهبا بالضحى مبترم
ساطع بارقة هاطل وابله
خمسة عشر نهار علينا يتم
فانجلا ما ابتنى من ارتدام الغيوم
وانتشا الخد من كثر سح الديم
وانقلب سو ظن البرايا حسن
من كُثُرْ ما رأوا كَثِيرَ النعم
بعد ما انبتت حاروا الناظرين
باختلاف الزهر مثل افصوص الختم
كن ما بين حوذنتها والعضيد
نور يضى امشمشع افنار الحرم
واستحل الحجل للنفا والمكا
يشترون القفاف فوق روس الاكم
واصبح الوق فوق راس الورق
يغرد اغناه ابحُسن النغم
من مشى دِيرةٍ فى متان الحزوم
كن جمر الغضا فوق روس الحلم
ختم نظمى على المصطفى
ما ناض بارق بالدجى وابتسم
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> ضحى العيد
ضحى العيد
رقم القصيدة : 64970
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يا خردات ناطحنى ضحى العيد
ما هن عن غزلان الافلاج ببعيد
قالت تكلم قلت بالروح والحال
وابكل ما تملك يمينى من المال
ومنهن قال امورد الخد يا شيت
دش الغرام وسر معانا إلى البيت
قالت لدايات لها من ورا الباب
هو ذا المولع في هوى تلع الارقاب
قالوا تعال ان كنت للزين طالب
إشتر اقماش ما ظهر للمجالب
أقفن وشديت الشبك والعشارق
شفق على لاما الخليل المفارق
شديت مقذوله وهزيت ريشه
وكشفت عن صافى الجبين الكريشه
قلت المواصل فال ما في يدى حيل
مما تبى وامهل علينا إلى الليل
وقفت عنده ساعة قال اساليك
باللى عن اسباب المنايا يعديك
عفرت به في ماقفه قال لياك
تفضح محب عقبما فرح بلقاك
مرسول قل له من محب جوابه
ولا يسمعك من كان جرح الهوى به
أعفر امتركا عنه مانيب سالى
ريجه كما در الحليب العسالى
أغفر زارنى في مجيلى
متغطرف كنه اظبى السليلى
أعفر امتركا هسته في ذراعه
قوف الردوف امجدله فرق باعه
أعفر امتركا رارانا ثم شفناه
كن القمر متشعشع من امحياه
أقفا يدور خاتمه في مداسه
وأثر انقطع رمانه من الباسه(67/136)
ألله يلوم المحبين
خص جوا كلهم مستشبِّين
هنيهم عقب الفراق ان تلاقوا
من سلسبيل ارياحهم جد تساقوا
هلت ادموعى ثم زاد انزعاجه
شفج على طفل المها بالمواجه
قلت ان قصدى رشفة من ثناياك
مرسول قل له من محب جوابه
فانه إذا ما سد للواش بابه
أعفر امتركا عنه مانيب سالى
حلفت ما يمشى على اخذ الرجالى
أغفر زارنى في مجيلى
ياغصن تفاح بحمله يميلى
أعفر امتركا هسته في ذراعه
واسعد أبو من عانقه كل ساعه
أعفر امتركا رارانا ثم شفناه
ريجه عسل الشفايا رشفناه
أقفا يدور خاتمه في مداسه
يازارع زرع الحشا ثم داسه
ألله يلوم المحبين
ولاهم من طرق السفاهة مغبين
هنيهم عقب الفراق ان تلاقوا
فيلا ارجهنوا عقب خمر وفاقوا
هلت ادموعى ثم زاد انزعاجه
واقفن عنى ما تقضيت حاجه
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> قم يا نديبي
قم يا نديبي
رقم القصيدة : 64971
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
قم يانديبى فوق حر هجينا
ممشاه يوم للهجاهيج عشرين
طويل بذلات الخطا بالجرينا
بوعه على بوعات الانضا ثمانين
تلفى إبن هزاع حجا الملنجينا
واللى بعد فى طرقة الغى ناشين
عن حال من له بالهوى طفلتينا
خراعب تخلف بطوع المصلين
ألحال ياسيدى غدا جسمتينا
ناس امجيمين وناس امجفين
القلب ما يسلى من الظاغنينا
أيضا ولا ينسى أفراق المحبين
لو ان روحى تنجسم جسمتينا
جسمت غالى الروح بين المحبين
يانفس جوزى دون سلمى وعينا
والا فنوحى نوح ورق البساتين
بعينك اللى لون جمر الغضينا
مالك عزا ياعين للحول تبكين
الله لحد بين الليالى غدينا
وصرنا لعذبات الثنايا نياشين
ياما طلبت الله في كل حينا
يا اهل الهوى جمعا معى قولوا آمين
يبلى لنا من بالهوى مبتلينا
ويوقف اعياد الحق بين المحبين
ياحسن ما فى الحال ربع الثمينا
والقلب يا سيدى غد اليوم جسمين
والطرف سهر يا طليق اليمينا
والبال في بلبال يا ابن الميامين
ما فكرتك فيمن صلاة الونينا
يمشى بهوجاس ولا الناس دارين(67/137)
أديم نوحى والعرب هاجمينا
وارعاة حوضا باجحين مريحين
ياحسن يوم فكرت في الحزينا
فيمن القتلى يا نها السد مفتين
فان كان بك لى فزعة يا لذهينا
قم وافتزع لى زادك الله بتمكين
واسلم ولا يبلاك ما مبتلينا
وصلوا على من بطاها وياسين
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> نصائح وحكم
نصائح وحكم
رقم القصيدة : 64972
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
غنى النفس معروف بترك المطامع
وليس لمن لا يحمد الله جامع
ولا للفتى أرجا من الدين والتقى
وحلم عن المجرم وحسن التواضع
فهل تدفع البلوى وهل يمنع القضا
فما للذى يأتى من الله دافع
سوى ان عشت دنياك أو مت واحد
ولا انت في غد لا حد بشافع
ولا عز إلا في لقا كل متعب
بسمى القنا والمرهفات القواطع
واحذرك عن درب الردا لا تبى الردا
فتصبح طريح بين واش وشافع
فكم واحد يمدحك في حد حضره
وهو ربما في عرضك ان غبت راتع
ياشيت مالى حيله غير اننى
على شاطىء الجرعا أمام الخراوع
فقلت الركب شدوا اكوار كنس
عوجوا برابر سان روس الجراشع
ارسوم لسلمى آنس البوم ربعها
وامست إخلاف الأنس قفز ابلاقع
فلما حق العرف لى من منازل
أشارت بتسليمى إليه الأصابع
خليلى قم لى دجى الليل بعد ما
جفا النوم عينى والبرايا هواجع
فلا الوجد معدوم ولا الصبر موجد
ولا الهم عن وادي فؤادي بناجع
خليلي قم في دجى الليل بعدم
جفا النوم جفني والبرايا هواجع
سبعة اسابيع على دور ثامن
بنجم الثريا ثم بالصرف تابع
لكن ربابه حين ما ينثر السدى
جنح الدجى ريلان صم المسامع
إلى ما نشا عقب العشا بعدما غشى
صبا له من المشرق نسيم الذعاذع
وزلزل وعزل به رباب ونزل
بسجر وزجر مثل ضرب المدافع
وصكب وسكب ثم بالغيث ركب
وغطلس توطا امن الواطا والمرافع
فوق الغثا شروى أنابيش عنصل
على كل جزع فوقه السيل جارع
ابسيح وتسكاب إلى حيث مايشا
يجى الحول والما في خباريه ناقع
جنوبيها برك شمال يحدها
بنساح لها وادى ابريك مزارع(67/138)
سقاها الحيا في ليلة بعد ليله
من المزن هنان حقوق الروامع
كم واحد تخشا الخميسين با سه
جعلناه قوت للنسور الهلايع
وبالمن ما نتبع عطانا ولا بعد
على الغيض قلنا ذا به البر ضايع
فيا نفس ريحى واطمإني جلاده
وكل ابن أنثى من لظى الموت جارع
فيا الله ياعلام الاسرار والعلن
يالى لنا فى ما قف الحشر جامع
عن عازة تقتادنى صوب مبغض
وعن ما ينازعنى رفيج منازع
سبعة اسابيع على دور ثامن
بنجم الثريا ثم بالصرف تابع
ابنو عريض خالى اللون مظلم
منه الفرج يرجا إلى شيف طالع
لكن ربابه حين ما ينثر السدى
جنح الدجى ريلان صم المسامع
نهاره كما ليل يهيم وليله
نهار من ايضاح البروق اللوامع
إلى ما نشا عقب العشا بعدما غشى
صبا له من المشرق نسيم الذعاذع
حبذا إلى هذا وهذا رفا لذا
وهذا لهذا بالموازين تابع
وزلزل وعزل به رباب ونزل
بسجر وزجر مثل ضرب المدافع
وخيم كم الحندس وغيم وديم
إلى حيث ما يبقا بالاوطان جاضع
وصكب وسكب ثم بالغيث ركب
وغطلس توطا امن الواطا والمرافع
وثار اغبار الارض من ضرب ودقه
وأضحت منه الجازيات الرواتع
فوق الغثا شروى أنابيش عنصل
على كل جزع فوقه السيل جارع
سعا البطن والبطنان والعرض بعدم
من الوبل تخضر الغصون الرعارع
ابسيح وتسكاب إلى حيث مايشا
يجى الحول والما في خباريه ناقع
لنا ديرة من حل في ربعها أمن
ولا بات في قلبه من الخوف رامع
جنوبيها برك شمال يحدها
بنساح لها وادى ابريك مزارع
إلى ما انقضى النيروز فيها وخوظت
مطافبل غزلان المها كل خايع
سقاها الحيا في ليلة بعد ليله
من المزن هنان حقوق الروامع
ديرة شيوخ من عرانين وايل
لها باللقا يوم الملاقا وقايع
كم واحد تخشا الخميسين با سه
جعلناه قوت للنسور الهلايع
باموالنا نشرى من الحمد ما غلا
وبارواحنا يوم التلاقى نبايع
وبالمن ما نتبع عطانا ولا بعد
على الغيض قلنا ذا به البر ضايع
ذا قول من لا هو براعى سفاهه
ولا داس يوم لابسات المقانع
فيا نفس ريحى واطمإني جلاده(67/139)
وكل ابن أنثى من لظى الموت جارعه
من الله مرتهب إلى الله راغب
وبالله معتصم والى الله راجع
فيا الله ياعلام الاسرار والعلن
يالى لنا فى ما قف الحشر جامع
يغنى عن الادنى والاقصى مدى البقا
وانت الذى للناس ترفع وتاضع
عن عازة تقتادنى صوب مبغض
وعن ما ينازعنى رفيج منازع
فبابك مقصود سيد البرايا محمد
عدد ما خفا نجم وما شيف طالع
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> خمسة عشر باب
خمسة عشر باب
رقم القصيدة : 64973
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
غنت ضحى من فوق الاغصان ورقا
واستفتحت للقلب خمسة عشر باب
معها أنوح وأرتقى كل مرقا
ولنوحها وجدى حضر كلما غاب
لمن تزايد حب من به امْشقَّا
عقلى وروحى والحشا فيه تلهاب
وبكاس خمرات الهوى صرت مِشقا
ويلا ان مِلفٍ من حمى الصاحب اكتاب
زيَّد غرامى والحشا راح مرقا
بين الفرح والهم من فوز واعتاب
صار الهنا بى ينحدر ثم يرقا
في طربة ياحى مرسول الاحباب
يامرحبا ما روض الاوجان مسقا
من سحب عيني أحمر اللون سكاب
يا مرحبا به كل ما بات شرقا
قنديل نوره من بها الشمس أو غاب
ترحيب اطيب من شذا المسك وانقى
من ريحة العنبر إذا بالغضى ذاب
من قلب يهوى كل الاوقات ملقى
من صاحب هو طربتى دون الاصحاب
يهواه قلبى دون الاصحاب طبقا
حينه لطير القلب وكر ومحراب
إنسان عينى من أنا منه مشقا
عقبه فلا نومى ولا العيش لى طاب
هذا ويا من حاز للمجد سبقا
يا سامح الكفين يا زاكى الانساب
يابن الذى في غبة الجود غرقا
كم شرب منها ذا موارات ولهان
عون الضعيف ومزبن له ومتقا
عن جور دهر ان تبلته الاسباب
إن سلت عمن لك من الود مسقا
كاس المحبه والحشا بالجفا ذاب
أجفانه الحرقا من الدمع غرقا
وامن التباعد كثير الافكار ما ناب
إلى عن لى عقب اللقا ذاك فرقا
واقول يامن هو للارزاق جلاب
تسرع بجمعانا على طيب ملقا
مع صاحب لزمام الانفاس جذاب
مفتون في لاماه والحق حقا
واللى فلا عن سايله صك له باب(67/140)
إنى محب مستجن محقا
من وجد لو عاتى شعر مفرقى شاب
فان كان تنشد حال مضناك تلقا
جسمه على فرقاك ياصاحبي ذاب
واما من الاسباب فالرزق غدقا
من فضل مولانا جنى زهرها طاب
مابين إكرام وعز وملقا
واجلال قدر فايق قدر الانساب
وصلوا على من بين الحق حقا
طاها المشفع ثم آله والصحاب
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> يا زيد
يا زيد
رقم القصيدة : 64974
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
قم يابن ابوى اركب على كور هباع
له بين ابانات والافجاج مرباع
محنونى كالقوس من قطعه البيد
ومرفع من كل ما شاف يرتاع
دور ابكار ليلة العيد ضاعن
لا بالحسا واسواق مصر يباعن
من فقدهن يازيد انا احشاى ضاعن
والعين تذرف من جماهير الادماع
واشتف معك حبر من الناس ما له
في سوق ما سوق وما شاف شاله
ابخفوة ثم انشدوا بالجهالة
إن كنت لى يامنتهى السد نفاع
هذى اوصوف ابكارى اللى عدت لى
الطفلتين اللى تحاكن بقتلى
يا زيد لو ترجع اعصور مضت لي
بالوصل جزنا من كثيرات الاطماع
نرا حلاياهن بالوصف يازيد
أقرب تهايا كل شى من الصيد
لا بطن يلقنه خماص ولاديد
كواعب والكل منهن متلاع
بحل النواظر هايفات الخواصر
سمر الجدايل نابيات المخاصر
لاهن بطوال ولا بالقواصر
ثنتين عادن يشبعنى بالارباع
بنتين صعبات المودة مداليع
بالوصف عيدان السياس النعانيع
يا عاذلينى لو عذلتون ما طيع
بين الرواجع والبنى ستة أبواع
سبب عذاب العاشق اللى تتعس
اخشوف ريم بالميابر تلعس
خذن من جنح الدجا يوم عسعس
جدايل دلق على المتن شراع
في مفرق السوق يوم التقينا
ومن المباسم سلسبيل سقينا
ياما تضاحكنا وياما بكينا
وياما رمعنا من عنانا بالاصباع
منهن يامشكاى عفر لها طوق
عفرا سناد اشوفها طافح ففوق
تسلب اعقول اهل الهوا بالحكى بوق
في مشيها من غير سقم تمر ياع
ومن هن فتاة كاعب ما لها رنق
خمرية المجدول مسلوبة النق
شميت منها رايحة عنبر طلق
مدلولة لا شك ماهي بمطواع(67/141)
تشبه قضيب البان لا من تثنا
يا ما لها من مستهام تمنا
لا هيب لا نوطا ولا هي بدنا
لولا بهاها قلت ذى عنز مطلاع
خطر تفوت النفس وان جت تحاكيك
لا تبعدك من شن ولا هي بتدنيك
قلبى لها يا فرز ربعه وهاذيك
يا من لقرم القوم بالكون شلاع
قالت حدا تلعات الارقاب ياخي
هذيك ليلى العامرية وانا مى
قالوا من انت قلت قاضى هل الغى
أنا الذى كيل الهوى لى بلا صاع
قالوا هلا بك مرحباً من قريب
كيف انت ياعذب النبا قلت طيب
قالن لى وين انت فيه امتغيب
وحنا من الغدوة نقطع لك القاع
غديت اقول لتلعا الارقاب يا زيد
من أي حي قال انا من مها الصيد
أطرقت راسى باغى للمها الصيد
وارخصت بالغالي وقالن ذا باع
ردنى بالغىّ من عقب ما شبت
وخلن مانى عن اطروق الهوى تبت
شقنى خرايد تو فيهن تولعت
ضحكن لى واومن باطراف الاصباع
قالن دعنا يا كثير التهايم
مانام طرف العين والواش - نايم
نسبح ولو كثرت علينا الجرايم
واطمعت ولا كان مانيب طماع
واخلاف هذا القيل يامنوة الضيف
خذهن لى بالمال والا فبالسيف
يازيد ياللى للغنم بالقسا هيف
كيف اخفى اللى للعرب والعجم شاع
يازيد يا مشكاى قط انت خابر
اخشوف ريم عللن بالميابر
يازيد يا ورث الجدود العنابر
كلن بغر الثنايا بلا صاع
ختمى صلاة الله ما ذر شارق
أو تلالا بين الآفاق بارق
أو ما هزت الارياح لدن المطارق
على نبى للبريات شفاع
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> بينى وبين اصويحبى
بينى وبين اصويحبى
رقم القصيدة : 64975
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
بينى وبين اصويحبى وقفة احوال
يامن يدير الصلح بينه وبينى
ياليلةٍ بتناها في شهر شوال
بتنا ولاش حال بينه وبينى
فيلا تنبه مغزل العين لى قال
من ذا حظينه قلت ها حظينى
يرعى بسبعمايه وسبعين خيال
حامينها بمذلقات العريني
ماهم ابنجع ابريه جماعة المال
علوا هل الردات ياشيب عينى
إلى شدوا العربان فوق اوضح شال
أفج ما بين المراجل ظيعينى(67/142)
يرعى بسبعمايه وسبعين خيال
حامينها بمذلقات العريني
مرباعها ما بين ابانات والخال
ناحين عنه الدو سرى والحسينى
ماهم ابنجع ابريه جماعة المال
علوا هل الردات ياشيب عينى
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> أبا الله
أبا الله
رقم القصيدة : 64976
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أبا الله ما يبقى من الخلق واحد
وكل نعيم ما سوى الخلد نافد
لكل امرىء فيها مقام وينقضى
وكل عمل ما هوب لله فاسد
فلا تبتغى من غير مولاك مطلب
فلا عنك يوم يمنع الرزق حاسد
ولياك تلجى في حجى جال مبغض
ولا تتصل بحبال من لا يساعد
ولا تأمن الدنيا وإياك مكرها
فكم ضيعت بالغدر من رأى واحد
إلى امنت أهلها مع الأمن جتهم
بغارات بين مالها من يطارد
ولا منهم اللى من هواه قضى وطر
وعوايدها تنهى عليهم فقايد
بكثر التمنى والتولى والدعا
وكثر التمنى واكتساب الفوايد
إلى حيث حطتهم بالاجداث كلهم
جثوا تحت الاجداث صرعى خوامد
إلى اغتالنا حمال الاوراح للبلى
وجدنا لنا عن ما اكتسبناه ناشد
سيقوا هل التقوى من الله برحمة
لهم سيد الكونين هاد وقايد
إلى جنة عليا رفيع مقامها
لذيذ ومن تحت الأرايك مساند
وحور حسان كن صافى اخدودها
قطع صافى بلور به التبر جامد
وسيقوا هل الشرك والظلم والبدع
بكرب إلى حامى وطيس الوقايد
بهذا ترونى يا أولى العقل والنها
ورحايا لكم شيلت عليها المزاود
فيا ويلنا من حشرنا يوم نشرنا
آه لنا من ما نبى له انكايد
يسوقوننا سوق ولا يرحموننا
لفصل القضا جوا واحد بعد واحد
وانت يارب قلت ألست بربكم
بلى شهدنا أنك الله واحد
رحمن في الاراضين والبحر والسما
وبالغيث غثنا عند كرب الشدايد
ثلاث ليال يلتبس فيهم السما
زاغيث سمّاح وللرب حامد
دقن كما وصف الريالات كلما
تعلاه نسج الريح ظلا ابزايد
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> أعفر متركا
أعفر متركا
رقم القصيدة : 64977
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------(67/143)
أعفر متركا زرته من قبل أمس
تسوى جميع البيض لوكلهن عنس
له غرة لا نور بدر ولا شمس
سبحان خالق نورها الحمد لله
أعفر متركا كنه البدر طالع
خيله الخيل اهل الهوى بى تطالع
فيلا تقلل. ملبس هم طالع
بالمنع يدعينا على الرغم جيناه
أعفر متركا كن خديه جوهر
سيد العذارى في جماله تجوهر
الله ياهذا متى ما تجوهر
يا ما لقى من طالب الغى ما احياه
أعفر متركا والذهب فيه لولو
لو بالمنى خير تمنيت
ولولا حراريسه تمخليت وياه
أعفر متركا كن واضح اعذابه
دق البرد هل الضحى من سحابه
الله لحد قلبى غدا واسفا به
من غير دل رحت انا اطلبهم اياه
أعفر متركا كن نور خده
كن البروق ابعرش مثناة خده
ويلا تبين لى لعج نور خده
عمس الطبيب وضاع رأيى ولا اقواه
أمس نطحتى هو وخمس معه حور
نور النهار إلى تبين لهن نور
قالن من احسنا جمال ومنظور
قلت الغضى الترف ما مثل حلياه
كل الطرب والزين حاشه وناله
والملح هو الزين قاده وناله
وننشدك عنا قلت لولا جماله
ميزتكم غير اخلف الرأى حسناه
قالن له لا ياشبه قايد العين
ما احناب من مدحك زعالا وجزعين
من عارضك ما للعرب له امطيعين
لو عشق روحه علمه كل من جاه
كنهم كما وصف البكار العسايف
صف عليهن اتلع الجيد نايف
قالن لى كانك على العمر خايف
منا وقلت العمر واقيه مولاه
ماكنه الى مهرة عند حاكم
مشيه تدنجر لاقناع ولا كم
من فوق ردفه كالجبال امتراكم
ساف على ساف إلى نشر غطاه
قالوا تبى شن تأكله قلت ما طيق
قالوا إلبين تشربه قلت أبي ريق
قالوا كفاك الله هذا بنا ضيف
كودك تبى هاك الغرض قلت أبا اياه
قالن والله ما لنا عن ذباحك
ولو تهوّلوا كل الملا من صياحك
إلا ومع هذا تروح ونتضاحك
ولا انت باول واحد جد ذبحناه
قمت اطلب العفه وصلاح العواتق
بلهت واثرا العمر غالى ونافق
لى قال صافى الخد ويش انت عاشق
فينا وقال الهقوة أنا رحمناه
قالت لهن عن الفتى لا تغطن
خلوه فيكم يفتكر ويتفطن
رمن عنهم بالمقانع وحطن
ذوايب كالعصم منا ومناه(67/144)
قالت لهن من ما ثناياكم اسقوه
دور سقيته سبعة ادوار اشراه
قالن ياصافى الجبين الغنيمة
نشقيه من شانك بليا حريمة
قالن لى اقلط ما لنا عنك شيمه
واللى حذاك ولو بغا ما سقيناه
وقفت حاير بين هذى وهاذيك
قالن أخذ منا دام مولاك معطيك
شفك من ارياق الخراعيب نسقيك
قالن مجمول الحلا لا تعداه
دنق على ومن عسل مبسمه اخذت
خمس معا خمس تقا فن معا ست
لولاى في حد الخطر خذتهن مت
عينتني طوابى السقم لولاه
قالن يوم اقفيت واسعد عينك
جا بيننا درب المحبة وبينك
درب السعد منا تقضيت دينك
والحمد للى كلما راد سواه
أصبحت عقب الياس فينا بشاشة
والقلب فز وراف عقب الخشاشة
يا طال مانى مثل مغدى اقماشه
مالى جواب غير واوايل ويلاه
من يوم لاقانى خليلى معه خمس
ولى تخطى بينهم كنه الشمس
نشدتهم من ذا ؟ قالن لى الطمس
هذا عذاب اهل القلب المشقاه
هو قط جسمك ناحل من افراقه
هوجس رنين الحجل في عرض ساقه
قلت إيه يامن كان للقلب شاقه
حبك بلاجى الروح شيدت مبناه
جنى كما وصف البكار العسايف
ما فوقهن إلا اتلع الجيد نايف
قلن لى كنك على العمر خايف
منا وقلت العمر واقيه مولاه
شيدت قصر بين الاضلاع نايف
يا نافل بالزين شمر العكارف
وشبهت صافى خد نابى الردايف
بدر ظهر خمسة عشر يوم شفناه
اهلا هلا يالغضي كلما جيت
من لب قلبي يا ريش العين حييت
سبب صواب القلب لى قال مسيت
بالخير ياذا قلت أنا ميت برضاه
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> باب امورد الخدين
باب امورد الخدين
رقم القصيدة : 64978
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
من عند باب امورد الخدين مريت
واثر الحبيب شافنى حين مريت
ويلا عجوز من ورا صاير الباب
تقول مايضحكك ياعذب الانياب
واقت مع الفرجه بداجى الظلامى
قلت لها توحيت عندك كلامى
قالت ثمان هاك كوكب الترابى
شريتها رابع زمان تخبيت
قالت عسا الله يجعل الخزى فالك
ثوبى يعثرنى إلى اقبلت واقفيت
قالت لها ياجعل رجلاك لها القام(67/145)
هذا بريسم خالتى فيه صليت
ياطفلة ندْرا عليها من العيب
أسمعك يوم انك تقولين له إيت
قالت علامك يابريع ومالك
قالت عسا الله يجعل الخزى فالك
قالت لها يا ام الاجهام
قالت لها ياجعل رجلاك لها القام
قالت لها ملعونة الناب والشيب
ياطفلة ندْرا عليها من العيب
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> يامن يودى من محب سلامه
يامن يودى من محب سلامه
رقم القصيدة : 64979
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يامن يودى من محب سلامه
وتحية ممزوجة بالملامة
لحبيب صد عنى علامه
هو مجْنف أو هو على العهد مازام
سمعت بحكى الزور ملعونة الشيب
بينى وبين اصويحبى فايح الجيب
طلبت أنا اللى يعلم الغيب
يجعل اوشات العجز توخذ بالاقدام
من هجر من لاعنه اقوى امتناعى
واوجس على كبدى رصاص يماعى
واصبحت لانى بنيم ولا نى بواعى
بين الخليل وبين زلاف الايام
يازين تنسى يوم أنا وياك بالغى
ومعاهدى وياك في مكسر الغى
إن كان مستلجى لغيرى من الحي
لامى عليك ابعد من الهند والشام
لا والذى يعلم مخارج الانفاس
كان انت مستلجى لغيرى من الناس
لا اقطع مقاديم الرجا منك بالياس
وانقض عهود الحب من بعد الابرام
يامن عليه امن الجوازى تهايا
قم بالرضا يا جوهرى الثنايا
ما دام في قلبى لحبك بقايا
والا تراى السلم الوصل كصّام
يامن كما بدرية الصبح خده
عليك ماقبلى حد باح سده
إلا ولا مثلك بدار الموده
مثلك جلس عنده خليله ولا قام
غديت واغوتك العلوم الردية
واخدمت لك كنك جدا والديه
واليوم يا غادى الجدا برت فيه
غاد جداك وبعت لا ماك بعصام
أودعتنى شروا الدلى الذباذب
لا بين مياح ولا بين جاذب
ياما اتواعدنى تجى وانت كاذب
والكذب مذموم وراعيه نجام
والله يا سلطان خمص المكالى
ولو ضحك سنك وزان الحكالى
لو باعنى مديت حبل الرجا لى
إنى بنوك عارف به من العام
أراك ياغادى الجدا والعنايه
أجزيك بالحسنى وتجزى بسيّه
أحسبك ما تتبع هوى الا هوايه
ولا تغيرك الليالى والايام(67/146)
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> ذكرّني وانا كنت تايب
ذكرّني وانا كنت تايب
رقم القصيدة : 64980
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
عوجوا بالايدى لى ارقاب النجايب
تحملوا ياركب منى بترحيب
سلام احلى من تلال السحايب
والذ من كأس بصافى العسل ذيب
واحلى من السكر إلى عاد ذايب
واغلى من الفيروز عند الجلاليب
وابهى من ازهار الرياض العشايب
سلام ترحيب بريٍّ عن العيب
سلام من سلسال الانياب نايب
يفوق فوق متون عالى المكايب
أزكى سلام عد ما البدر غايب
أو غدر الما فى محانى المانيب
للملتقى والمعتنى للعجايب
والمعتصم بالله عن كل ماهيب
ركبنَّ الهشالا بالسنين الجدايب
فزز الوغى معطى المهار العباعيب
سرداح وان جال القنا بالظايب
يذبح مقاديم السبايا المشابيب
ياشيخ يامدى حقوق النوايب
يامعلق جمع المعادى الاصاويب
أسجد وجد وارجد على كل صايب
ودار العواقب وابدل الخبث بالطيب
واخضع وضع وارفع بشان القرايب
ثم استدم في نعمة طيبها طيب
ايام ذكرنى وانا كان تايب
حمام يلعى فوق روس الاشاذيب
أيام لام أوصال بيض الترايب
لوصالهن ياما دعن المناديب
غزلان ريم بالمنازل ربايب
ملبوسهن لى من غولى الجلاليب
نجل العيون امعثكلات الذوايب
خمص البطون ردفهن كالمرقيب
ذا قول من لا شيف وسط الزلايب
ولا مشى فى ساحة الجار كالذيب
ابن الذي ما داس بالعمر عايب
شم العرانين العصات الشخانيب
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> يا مترحلين مواجيف
يا مترحلين مواجيف
رقم القصيدة : 64981
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يا ركب يا مترحلين مواجيف
دوارب يشكى بهن الزعانيف
هجن عليهن من نعام إلى حيف
لهن هجر عقب ليلين مصباح
هجن مواجيف هجان هجاهيج
يا طون وديان اكبار المناهيج
لو كان من قطع التنايف طراجيج
فلهن مسراح بعيد ومرواح
ركايب غب المسار بهم زوم
ومربعات في ذرا كل شغموم
بين الطويل وبين دمخ والأكموم(67/147)
في قفرة يقعد لها كل مصلاح
إكبار الحواشى لينات المماشى
خضع الرقاب امبعدات المعاشى
يشدن طفاح السحاب النواشى
خص إلى استقفاه غربى الارياح
بالله ياهل طافحات السفايف
حدب الظهور امعلكمات الكلايف
من ديرة بين الخشوم النوايف
شدوا إلى شفتوا سنا الصبح منضاح
شدوا على هجن كوصف الححِنى شيب
فيلا اعتليتوا فوق عوج المصاليب
تريضو لى قدر ما روح واجيب
رسيم براس العود فى راس وضاح
سلام احلا من امجاج الروايح
واخن وانشا من شذا العطر فايح
أو عنبر جا من مغانيه تايح
في كف عطار يبى منه الارباح
واحلا من البلوج خص إلى ذيب
وألذ من در البكار الشخانيب
وألب من حكى البنى الرعابيب
وانوج من الريحان واغلا من الراح
واخن من روض تزخرف بوادى
في قفرة ما أعجفتها البوادى
من كثر ما تبكى عليه الغوادى
يغنى عن العنبر عبيره إلى فاح
على ثقيل الروز بالكون وهاب
صفاط ما بالكف حمال ما ناب
معطى النضا والمك غلظ الارقاب
ريف القرايا منوة الكيف رواح
عذب النبا الغالى حجا الملتجينا
سهل الجناب ومنوة المحترينا
سد ورد من اخلاق الرّرِهِينا
وان قل قطر المزن للكون ذباح
وش انت عاشق يا حجا كل خايف
وش انت يازين المشافيج شايف
في قاعد النهدين نابى الردايف
عمهوج مدلول من البيض مزاح
توه غرير مابعد ديس فاهه
قبله انا لا عشق ولا بى سفاهه
بالحجر والمسعى وبالبيت جاهه
لياك تشنعنى على قلة اصلاح
سالت مدامع ناظرى باللهوامى
لا من هوا ليلى ولا من هوامى
واليوم ما اوفى لى ثلاثة اعوامى
يا من لقرم القوم بالكون ذباح
أهيم واصعد مرقب الغى وارقا
وانوح من فرط الجوى نوح ورقا
ويلا كتمت السد عن حضر ورقا
أبداه ذارف دمع عينى إلى ساح
طفل نشا ما شيف مثله ولا شهد
ولا شممنا مثل ريحه بالارواح
لا ابهى ولا اجمل من ظبى إلى اقفا
خنين الجيب يمشى ويلا اقبل
لا اهوى حد غيره ولا ارضا ولا اقبل
لو صار عن عيني لذيذ الكرى انزاح
له حاجبين قد زهاما القرانا
وامعلمينه من غلاه القرانا(67/148)
لو ان مجلى الثنايا القرانا
أبو ثليل فوق الأمتان سباح
جواهر من نوره البحر آضا
ياما لها من مستهام قد آضا
فهنيكم بوصال حي قد آضا
فنا الذي بوصال شرواه قداح
له عين خرسا كنها عين شادن
واقصور حبه في حشا القلب شادن
خده ثمر ورد والانياب شادن
بشبوب مرتكم المقاديم طياح
ذقت البلوج وذقت عسل ما ولا
ذقت أحلا المقاديم من عساريج سلمى
ياعين هلى من دموعك عسا الما
يطفي ظما مرجل غرامى إلى فاح
سقاني من ثناياه سلسل
على من عينيه سيف الكسل سل
فيلا نقض ضافى الجعود المسلسل
غرد حمام الراح في ظل الأفراح
يامن إلى وردن الاظعان ما أورد
يامن رشوش اقرونه الشقر ماورد
على ماركب الحنايا ولا اورد
بالزين مثل نية عند سرداح
ياشيخ أنا انكرت عذب الملايح
من يوم شفت الشيب بالراس لايح
ذكرت في قول محمد قبل طايح
وان جيل حول خير من قولته طاح
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> من يومها طفلة
من يومها طفلة
رقم القصيدة : 64982
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ياركب ، يامترحلين نواجى
فيهن لينٍ وانحنا وانعواجى
تركدوا لى حد ما اروح واجى
بمداد زارج دارج فوق مصقول
أزكى سلام عد ما اهتز وما ماس
غصن عبث به فى دجى الليل نسناس
أبها من الياقوت واغلا من الماس
وانوج من الورد الذى بات مطلول
سلام انوَجْ من عبير الخزاما
خص إلى جا عرقها في ندا ما
والذ واحلى من حليب الجراما
واحلى من القرقف إلى بات مشمول
واتحية جب الدهر ما تبارح
من لب قلب عد ما هب بارح
يم الذى عرضه عن اللوم سارح
ملسفا نبا مضمون غاية لما قول
أعنى حما دون المقاديم سرداح
جانى ثمار المدح من كل مداح
حامى عقاب الخيل عن زرق الارماح
فتال منقوض ونقاض مفتول
يامن على رغم الحفيف الموالى
ترغا به الهزلا ادماث المفالى
ذا لى زمان يا حما كل تالي
ماطاب لى نوم ولا لذ مأكول
يا نال الخطر المولى إلى هيب
ياللى نشا ما مرة داس ماعيب
لك أشتكى من شان ريم سبتنيب(67/149)
خد وعينين وجيد ومجدول
تلعا عليها بوهة من ظبا الخال
يضحك لها الناظر ويطرب لها البال
عجزا إلى استقفيتها حد الاقبال
هيفا ولا توصف بقصر ولا طول
لا هي بالضخمة ولا بالدقاقة
إلا غزال يا حما كل ساقه
من يومها طفله وهي لي عشاقه
وانا لها شوق على غير مفعول
غندورة يضحك لها كل ناظر
وتغرى برجع الغى عكس النّوَطر
منها أنا ظليت اعمى النواظر
دونك عظامى باليدا اتقول مسلول
يا اخوندة من مهملات الذوايب
نحضر لها نقد ونشرى بغايب
من حبها راحت علينا غلايب
والواش في عقد من الله مذلول
مسكيّة الانفاس حورية العين
تبرية الخدين كوفية الزين
للدين تستافى ولا توفى الدين
قلبى لها عن تلع الارقاب مشغول
كم ليلة منها بدا الشيب بالراس
كن النجوم ابها تعلق بالامراس
ومن شاعة فيها تجاوزت الاطعاس
ومتنجد من صنعة الهند مصقول
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> سجل وابر لي راس اليراع
سجل وابر لي راس اليراع
رقم القصيدة : 64983
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
دن كتاب وجرب لي دوات
وانت عجل يانديبي ثم هات
لي سجل وابر لي راس اليراع
باغي من حيث ماتدري الوشات
أكتب أبيات تلالا نظمها
لم تزل مني تناقلها الروات
كالزمرد واللولو بالعقود
قاربن مابينهن الناظمات
ودن لي شروا الحنايا العوج عوص
او عراجين العياد المنحيات
صيعريات مرابى كل دو
يعملات هاربات داربات
شدقميات هجاهيج اهجان
للبعيد امن الفيافى مدنيات
مربعات ذالهن اربع سنين
بين دمخ والنيوفى راعيات
من عذاوى ما تزخرف بالنبات
من تدفق ما اعياز مروحات
كنهن إذا تجاذبن الحزوم
بالتمارى من بعيد مجفيات
جول ربد يجتول عقب ايتلاف
جافلات بالحبايل شايفات
أو قطا ذارهن لفح السموم
من هجير لى غدير واردات
ينشرن الصبح من جرعا نعام
والعصير امعقبات مزعلات
والعتيم القابلة من غير كود
يشربن بروسهن من ما الصرات
يا أيها الركب الذى شدو اقلوص
للشديد امن المديد امعفيات(67/150)
إركبوهن من ربا دار الحريق
واربعوا لى روسهن الناجيات
شرب فنجال يجيكم لى كتاب
به سلام عد مبتسم النبات
برتجاب عد ملفوظ الجواب
أو همل وبل السحاب المرزمات
فاخر بالشم عن ريح الزباد
والمذوقه نافل طعم النبات
من حشا قلب روحى لسين وعين ودال
من نشا ماجا طريق العايلات
من ينال امناه في طول الزمان
بالضمير ارياض حبه ناعمات
بعدها ذا ياشقا عين الحريب
ياحجا اللاجى وستر المحصنات
ممتها سدى وملفا ما أقول
من لعينى قرة طول الحيات
من بقلبه لى وداد مثلما
بمهجتى له من قدبم الحب هات
نابتات من مطر سحب الوداد
بالتمنى والتوجد مورقات
أشتكى لك من هوى نجل العيون
يوسفيات المها حم الشفات
سالبات للملا تلع الرقاب
خردات بالبيوت امخفرات
قاصرات الطرف عنهن البدور
لو تبين جنح ليل كاشفات
عنبريات الوايح بالكمال
في جمال قايمات قاعدات
والثنايا والعوانق والخدود
صافيات ناعمات كاملات
والجدايل والنواهد والحجول
سابحات قاعدات حايرات
والردابف والخواصر والبطون
زاميات ضامرات هافيات
مقبلات مجفيات لو رأيت
بالمحاسن والمواضى ماضيات
بالنواظر والمفاليج العذاب
معزلات مغضيات ضاحكات
عذبني بالمماطل والوعود
كاذبات ماهرات باطلات
يحسبنى عن مودهن سليت
لا وعما والضحا والمرسلات
أنهن بخاطر يقط ونيم
خاشرنى في ركوعى والصلات
إنهن بخاطر طول الزمان
لو بقيت منه المنازل خاليات
آه ألا يالبيض يا نجل العيون
فوق شاحوف البحور الطاميات
بعد هذا ياشقا عين الحريب
ياحما الجانى وستر المحصنات
تحسب انى سالى لونى بعيد
لا وخلاق الجبال الراسيات
واخف عن كل الملا ما أنت فيه
لابلاك الله بسو الحادثات
وانتهى نظمى ومنطوقى على
سيد الكونين نختم بالصلات
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> رثاء
رثاء
رقم القصيدة : 64984
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يا راكب من فوق مثل السبرتاة
حمرا فتاة عن لقاح معفات
تنصا الكواعب من بنات العمارات(67/151)
يبكن أخو نوضا على راس ما طال
يبكن بدم ليس بدمع يخلط
على عقاب العندليات مصلط
حلفت ما مثله على الجمع يقلط
ولا انقلن الخيل مثله رجال
يا البيض كنى الحلى والعشارق
وابكن اخو نوضا امروى المطارق
خيالها وان جللوها المعارق
لحمق الوسيق ورد الاول على التال
وان زرفل المسيوق وارخوا الاعنه
والجيش هربد والرمك يشعفنه
واهوى على ركن من الخيل كنه
( جلمود صخر حطه السيل من عال )
وان زرفل المظهور وقفا مع الريع
ولحقن باهلهن عالجات المصاريع
ومن العير مالت وجيه المداريع
فلا بوجهه يعلم الله بميال
لا واعشيرى مصلط حامى القود
راقى ذرا العليا جاء كل مظهود
لين انتدب من فوق ما يقحم العود
عيا على تالى الظعن زين الاذلال
لا واعشيرى ليتنى ما بكيته
لو ان معى حل وعقد شريته
وبكل ماتملك يمينى فديته
بالخيل والغرس المظاليل والمال
مرحوم يا ما قد حمى من مرنه
واعلق اسنان العود بقطيهبنه
ياليت غضاة الصبا ما بكنه
ولا عليه اتراب جرف الجبل هال
حللت يا ريف الهيافا ويا ريف
ألخيل في ميدانها كالخواطيف
يوم البوادى تشعف البوش تشعيف
عيا عليها مصلط ماضى الافعال
مرحوم يامروى حدود الهوارى
يامن بوجهه للمروه موارى
يمينه اكرم من هبوب الذوارى
أثقل من ايش عند روعات الاذهال
حللت يا ما ضيف ليل قريته
وكم عود زان في الملاقا سقيته
وكم أبلج حلف السبايا رميته
عليه شقن العماهيج الاطوال
اليوم لى موفى ثلاثة عشر يوم
لا لذ لى زاد ولا طاب لى نوم
ساعت لفانى عن حجا كل مضيوم
زبن المجنا مصلط ذرب الافعال
يفداه من لبس السراويل والبيض
كبدى كن ابها وهج لاهب القيض
على الذى ملا اقلوب العدى غيض
ليت المنايا تندفع عنه بالمال
من عقب مصلط ياهل الخيل تكفون
لا من اعنوز ولا بعد من ذوى عون
كم سربة مهيوبة في ضحا الكون
بدد شعبها والغبا عنه ينجال
وان قرطبوها بالعياد الكراديس
وتزعزعت حمر النضا بالملابيس
وآزا بلطم الطاس ضرب العبابيس
أنهل وعل السيف من دم الابطال(67/152)
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> نكتب ابيات
نكتب ابيات
رقم القصيدة : 64985
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
نكتب ابيات عجاب هايضات
كالجواهر في العقود الناظمات
من حشا قلب تشوق من زمان
في هوى تلع الارقاب الغاويات
عذبنى بالجفاسه والصدود
واودعن القلب يقلا به لهود
كن جاشى يصطلى فوق الوقود
حين شفت اقرونهن الواردات
واردت طيبهن ريح خنين
والعذارا يخلفن قلب الذهين
فان بغيت افضى غرام الدايخين
فالعرب فيهم اجروح بينات
يا سلام الله كيف ان الغرام
يرفعه بالصوت قمرى الحمام
فان بغيت افضى بصوت مستفام
فالعرب فيهم اجروح هايلات
هايلات والهوى ماله طريق
لاترى حي ولا تلقا رفيق
كم شجاع في هوى غيه غريق
غرقته واسعات بالوشات
ألوشات العايلين المايلين
كم سعوا بفراق خل عن خدين
ربما ان يرجعوا لو بعد حين
الى تلين قلوبهن الجاسيات
جاسيات من تساليط الزمان
كدر الخلان بالتغيير حان
لا اجتمع صد وتغيير الزمان
فالعذارا ينمرن لو صافيات
شاقنى منهم مجمول حسين
جادل نهده كما فنجال صين
حط في لاجى الحشا جرح مكين
منه راسى والعوارض شايبات
ذارف دمعى على صحن الخدود
طول ليلى ما اتلذذ بالرقود
زاد قلبى شوق عينى باللهود
ما اهتنى بالزاد مع طيب المبات
ما أبات الليل من وجدى عليه
ما من الله أشتكى إلا إليه
أشتكى له ولا اتكال إلا عليه
أشتكى بالحال له كيف السوات
أشتكى بالحال من ما صابنى
من غزال صابنى واقصابنى
أبتغى منه الدنى واقصى بنى
ما يخاف الله سيد الغاويات
كلما قلت التحم جرح الضمير
زادنى بالقلب له جرح غزير
مخطر قلبى إلى شفته يطير
بالخضار مع طيور الطايرات
طايرات شاهرات مالعن
لا متباعن نوهن لى يفجعن
ناميات العشب روض يرتعن
ينكفن يمه اعجاف هايلات
فارس الهيجا وهو زين الذليل
على الشوفات كساب الجميل
أشتكى له من جوى قلب عليل
من زمان له ازروع هايفات
هايفات ما سقاهن الوصال
تالفات في هوى سمح الجمال(67/153)
عين له سود تشادى للغزال
من عناديل الغلات المغزلات
حط فى قلبى وقلبى له هوى
ما اهتوى غيره من اطفال البنات
هواسه ميالة تسبى العقول
لا توصف لابقصر ولا يطول
بسمرة مسمارها في القلب طول
ذا مخالبها لقلبى صايدات
صايدات راس معلوقى انا
ميقن من شوق عينى بالعنا
يانهى سدى ويا مسكاى انا
أشتكى ياعيد هزل موجفات
من غزال كاعب غض غضيض
منه قلبى يا نهى سدى مريض
مايناله كود من حظه حضيض
بالمواصل منه في حد الحيات
تايه في حد غايات الشباب
زاد جرحى في ضميرى بالتهاب
آه واقلبى عليه الذهن ذاب
ياسنادى بالبقا ذرب الهوات
إسمها في سوق ريح عود
فص ياقوت ثمين ألف وزود
بلادها الحوطة عسى سيله يجود
فوقها وينل مثل المرزمات
ذا اسم هذا الظبى أو ريم العجاج
سابى عقلى بعينه والحجاج
والنواهد كنها حقين عاج
والكتوف امن الردوف امعزلات
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> ياحصة ما قلبوها الخمايم
ياحصة ما قلبوها الخمايم
رقم القصيدة : 64986
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ياركب يامترحلين همايم
دن العقوب اموردات المقاديم
قلايص يا ما حظن بالغنايم
حدب الظهور امذكرات علاكيم
عوص رعن نوار نبت الصرايم
في ضف أهل بيض الدروع المصاريم
بشدن جول امجفلاة النعايم
والأ تحفق فرق رقط الحلاقيم
في صحصح ساقه هبوب السمايم
يبغن جانب جال ما يبهج الهيم
يا ركب ما عسر الليالى بدايم
الدهر له تأخير حال وتقديم
قوموا القطع امصقلاة العظايم
وادنوا ان شفتو من الصبح تنسيم
عوج المراكب راميات الخدايم
حمر المناكب مدنيات الدياميم
فيلا خرجن امن الحمى بالقصايم
ياركب لى بالعين والواو والجيم
لعل ياهل مبعدات الهزايم
من عقب تسميح الامور المعاسيم
منى على عهد الرضا والختايم
تهدون ترحيب جميل وتسليم
ابها من الياقوت في كف سايم
وانوج عبيره من عبير المشاميم
والذ من ما غادرته الغمايم
في مستطيل اكهوف حمر الشخانيم
جن في سريب امذعذعات النسايم(67/154)
عند الغدا يوم افرحته الهماهيم
يم الذى عن شوفة الدون شايم
مجرى ينابيع الصخا طيب الخيم
ماهوب جماع يدور الحطايم
إلا ولا يلقا بطرق المواثيم
له اشتكى ما قاعد لى وقايم
من جادل كالريم خص الى ريم
لو شاهدوا حسنه كبار العمايم
تبدلوا عقب الهدى بالمواثيم
أمشى مع اوباش الملا كالمهايم
من فقد وضاح الثنايا المناظيم
ياسيدي ياسيد سمر الكمايم
دعج النواظر هايفات الهواضيم
محد يزايم ما نيب أزايم
أيضا ولا مثلى يحمل الهواظيم
عسجد ايديه وفي خدوده رقايم
ومعكرش راسه سواة الحماحيم
هذا ويا من للمروة ملايم
إن غضونت شعث الوجيه المكاتيم
ياحصة ما قلبوها الخمايم
ولا جابها البياع في مجلب سيم
لو فاح ريح اقرون عطر الشمايم
لا شفا ورا بغداد ناس مزاكيم
ياسيدى ياسد سود الامايم
خمص الخواصر والبطون المهاضيم
خريدة يفطر بها كل صايم
حورية بالزين فيها مراسيم
أيام عنا طرف الاحداث نايم
ولا سامع يفضى اوصات المناديم
وصلاة من يحيى رميم العظايم
على الذى شرف بقدره ابتعظيم
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> يابكرتين ناطحنى ضوايع
يابكرتين ناطحنى ضوايع
رقم القصيدة : 64987
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يابكرتين ناطحنى ضوايع
عفر سهاويّات جدع قرايع
أطلع عليهن يوم افقدن ساعة
زولتين زمهرتين طلايع
عانقتهن وقلت مابالحكى باس
يوم التفت إلى ان الاثنين جلاس
قالوا نسألك بالذى يرزق الناس
وش ذا البكار وقلت ذولي ودايع
قالوا كذوب من يودعك ذينى
ما تنتودع جنس ذا البكرتينى
والله يامن شدهن ابلا يدينى
ما ادّاهن الا اللى له العقل ضايع
ذولى يبوقهن الذى ما بعد باق
ويسرقهن اللى كان ماهوب سراق
لو يطمعون ابهن مصلين الاشراق
ما طاعوا فيهن عذول وطايع
أقفن ويتليهن مع السوق حاشى
يمشين عجلات ولا هوب ماشى
يوم استمرن فى حلى المماشى
قالمتله العفرا الطويلة ترايع
وقفت له الأخرى وردت لها الراس
وهذيك جتها كنها ظبى الاطعاس(67/155)
يتعبثن امن الهوى عدم الاجناس
وحطن فى قلبى اطعون فنايع
سمر الجدايل بكرتين فتاتين
ماهقوتى خلن شى من الزين
يسبين من له في اطروق الهوى عين
بالدل هو ويا الحكايا النوايع
صعبات مايمشن قود ولا سوق
للى زبون للهوى كلهن عوق
بالوصف ماسومات بالخصر والطوق
ولهن صيت بين الاسلام شابع
لا عن مع اللى بالعمد يسمك البيت
ولا من بنى الجدران والحى والمميت
ليلة لهن في مفرق السوق وافيت
أصبح قلبى من جواشيه ضايع
البكرتين العفر زينات الالوان
مابيعهن واختار فيهن بالاثمان
وحياة رب للمخاليق وزّان
ما قر بالاسوام لو بت جايع
والله ما ازرى الاعلى اللى يسومون
منى وهم لاثمانهم ما يطولون
بياعهم يبشر له الخسر مضمون
واللى يبى الاطماع فهن الطمايع
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> طيف بعينى طاف والناس غرقا
طيف بعينى طاف والناس غرقا
رقم القصيدة : 64988
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
طيف بعينى طاف والناس غرقا
بالنوم واحرمنى ابلذات الاحباب
لج الهوى بى من جنوب وشرقا
ونشقت عرف طاف من فوق الاطياب
حبه رقا فى ضامرى كل مرقا
له فى صعود القلب قصر ومرقاب
له لسعة في لاجى الروح زرقا
وسم المحبه ينقضى كل ما طاب
كل اجروحه تنتداوا وترقا
وانا على الفرقا تزاود ولا طاب
قربه امعيش وان بذا منه فرقا
عفت المنام وطيب عيشى والاشراب
والله لولا الخوف من حضر ورقا
يدرون باسرارى معاريف الاحباب
لا قحص على طولى على الرجم وارقا
وانوح من حبه ورمى بالاسلاب
يارب تجمع بعد بعده وتلقا
وتلمنى وياه يارب الارباب
من صاحب شرواه ما عاد نلقا
بالقوم من كل الطوارف والاصحاب
هو نقوتى من جملة البيض طبقا
إن قيل خذهم واتركه قلت ما ناب
مانيب من يجزا الحسانى ابدرقا
أيضا ولا ينسا عشيره إلى غاب
حبه صبغ للقلب طرق بطرقا
فلو محيته بارزق الدمع ما ذاب
خل نطيب طيبه ونشقا
من حادث الدنيا إلى ناب له ناب
فامنن على قلب ملكته ابعتقا(67/156)
لاناسي عهدك ولا لغيرك حاب
أذر وسامحني ترى القلب مشقا
وصل وصلك الله مع كل الاسباب
وصلاة من يفنى الخلايق ويبقا
على رسول الله وآله والاصحاب
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> باح العزا منى وضليت بالضيق
باح العزا منى وضليت بالضيق
رقم القصيدة : 64990
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
باح العزا منى وضليت بالضيق
صدرى وما فيه من الضيق مكنون
وازريت من هل الدموع المهاريق
ساعت بعينى شفت ركب يشدون
عكف نضاهم كنهن النقانيق
قربت منهن قلت والبال مشطون
كفاكم البارى شرور التعاويق
غدى انكم ياهل الهجاهيج تضحون
في ديرة بين الهضاب الشواهيق
ولا الميلات للياليى تشوفون
إلى لفيتوا عند هد الطواريق
في غفجة البطحا نويتوا تخفون
حطوا مفارش كوركم والمعاليق
يحرا انكم عقب التعب تستريحون
والى تمشيتوا بعرض الطواريق
لا بأس ياركب ان نويتو تحطون
عوجوا ارقاب اركابكم بالخنانيق
ياربما للريق عندي تفكون
عوجوا ارقاب اركابكم يامطاليق
مقدار شرب امولع الكيف غليون
والى تقهويتوا وفكيتوا الريق
لا باس ياركب ان نويتوا تمدون
من فوق هجن كنهن الدوانبق
تقطع مسيرالعشر يوم على الهون
وطوا على جلد الهنا بالمساويق
ولا برفق ياهل الهجن تمشون
خلونى اصحى من هوى السكر وافيق
وادى سلامى يمة اللى تودون
ومنمق بالزاج والعفص تنميق
ألب واحلا من نبا كل مكنون
للمنتخى خلف السبايا ابن عليق
يوم ان ذا يطرح وهذاك مطعون
وطبان زين اعيادهن المشافيق
إلا وله نفس طموح عن الدون
ريف القرايا بالسنين المحاحيق
لا جوه أهل عيرات الانضا يحثون
مع ذا وهو معطى اطوال السماحيق
ورث الندا ليس العطا منه ممنون
علوا مكسرة القنا بالمطابيق
لا سافر المسيوق ما عنه يقفون
قوم إلئنشف البلل جمت الريق
وقفت سباياهم تراهم يردون
إلى لحفهم طالب الدين بالحيق
ردوا عليه وزادو الدين بديون
الخيل فى ميدانهم كالجواليق
هذاك مقتول وها ذاك مطعون(67/157)
كم روضة فيها الزهر كالمشاريق
في قيضة عند البوادى يهابون
ترعا فلاياهم ارقاب الزماليق
منها وعنها بالعوادى ايعدون
والجمع كره إلى سيق
وردن غضاة الصبا الظعن بالهون
ينخن صبيان اغوات هداليق
غياهب يوم المملاقا يردون
مشخوف مذلوق الحراب المزاريق
والزمل لزما عند تاليه يثنون
الرجل من حظه وهو بالتوافيق
والعبد له رزق على الله مضمون
وصلوا على غش العُصاة الزناديق
ما سار حجاج بليل يلبون
شعراء الجزيرة العربية >> محسن الهزاني >> مرحبا ما غرق براق بماه
مرحبا ما غرق براق بماه
رقم القصيدة : 64991
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
مرحبا ما غرق براق بماه
أو تردد صوت رعد في جهاه
أو صفا ديجور جلباب الظلام
أو بدا فيروز صبح من قفاه
أو عدد ما ضج في قرن الحجيج
أو نفر من بعد حجه من قضاه
بالكتاب اللى لفانى من صديق
نظم در من بحر فكر نقاه
بعد منظومى كتابى والسلام
للذى مما جراله قال آه
سالم من سوق معوج الظلاف
كن حمرة ناظره جمرة غضاه
شد فقمى عيط من نسل عيط
نقع خفه من حدو جريه غطاه
دارب لافرق بينه والعجاج
ما حد يوم اللقا يقوى لقاه
في ضحا يوم من الشعرى المخيف
لفح بارح كافح الجوزا شواه
قدر شرب العجل فنجال اودون
باغى ياهيه تنقل لى وصاه
فاق بالآفاق في جيله وانا
كل نظم رايج عندى قضاه
بعد ذا ان كان لى عندك كما
عندنا من ذات توقير وجاه
من حشا قلبى وقل له ذا سلام
من محب والمودة في حشاه
من ذوى الطولات هباس ومن
هاطلات المزن يحذا من عطاه
مظفى الحسنى وبداع الجميل
فرز شطرنج الوغا بحر القناه
تلتجى به بالملاقات الجياد
والرعايا آمنات في حماه
من ابهاه انجوم نحس افلا آت
والسعود امقارنات في سماه
وان بغانى في مديحه بعدما
يدرى انى جاهل ماقلت آه
لازم انى اقضاه لو انى بعيد
بالثنا والا فمن ربى جزاه
حكيهم لك مثل لالٍ في ضحا
ضيح دوٍّ حين ما العطشان جاه
حزبك اللى انت له طول الزمان
من جداكم تعرف اليمنى جداه(67/158)
ماعهدنا ان آساد الشرى
قبل ذكرك هادنت ضب الكداه
ختم هذا الجيل والمكتوب قلت
مرحبا ما غرق ابراق بماه
فافتهم نظمى وسلم لى على
منتج الطولات مغنى من أتاه
من حشا قلبى وقل له ذا سلام
من محب والمودة في حشاه
ميم حا سين ونون كن في وسط
عينه يوم فارقكم جذاه
من ذوى الطولات هباس ومن
هاطلات المزن يحذا من عطاه
من عطاياه الاصايل والجياد
مثل عرعر في زمانه ما نراه
مظفى الحسنى وبداع الجميل
فرز شطرنج الوغا بحر القناه
ذروة العليا شقا عين الحريب
فرجة الصاحب سبب عزه غناه
تلتجى به بالملاقات الجياد
والرعايا آمنات في حماه
بدر تم فى سماء المجد خيل
عم مشرقها ومغربها سناه
من ابهاه انجوم نحس افلا آت
والسعود امقارنات في سماه
طوق ارقاب الأدنى والبعيد
بالحسانى طول البارى بقاه
وان بغانى في مديحه بعدما
يدرى انى جاهل ماقلت آه
فان لى يا سامعين الجيل فيه
امن المآرب ما لموسى في عصاه
لازم انى اقضاه لو انى بعيد
بالثنا والا فمن ربى جزاه
بعد هذا الجيل يالممدوح جاك
في سجل ما ملا عين الرواه
حكيهم لك مثل لالٍ في ضحا
ضيح دوٍّ حين ما العطشان جاه
لم يجد إلا غدير من هجير
شمس قيظ من وراه وعن ضحاه
حزبك اللى انت له طول الزمان
من جداكم تعرف اليمنى جداه
أدخلوك ابتهلكة حسبة سنين
والخير عندى وجابته الرواه
ماعهدنا ان آساد الشرى
قبل ذكرك هادنت ضب الكداه
وانت حاشاك ان تسوى مثل من
قد طوى عن مايح الجمَّه ارشاه
ختم هذا الجيل والمكتوب قلت
مرحبا ما غرق ابراق بماه
ثم صلى الله على خير الانام
ما حدا الحادى وما رجع غناه
العصر الإسلامي >> يزيد بن معاوية >> خُذوا بِدَمِي
خُذوا بِدَمِي
رقم القصيدة : 64992
-----------------------------------
خُذوا بِدَمِي ذَات الوشَاحِ ، فإنَّنِي
رَأَيْتُ بِعيْنِي فِي أَنَامِلَهَا دَمِي
وَلِي حُزْنُ يَعْقوبٍ وَوَحْشَةُ يُونُسٍ
وآلاَمِ أَيُّوبٍ ، وحَسْرةُ آدَمِ
وَعَيْشِكَ مَا هَذَا خِضَاباً عَرَفْتُهُ(67/159)
فَلا تَكُ بالبُهْتانِ وَالزُّورِ مُتْهِمِي
بَكَيْتُ دَماً يَوْمَ النَّوَى فَمَسَحْتُهُ
بِكَفِّي ، وهَذَا الأَثْرُ مِنْ ذَلكَ الدَّمِ
بَكَيْتُ دَماً يَوْمَ النَّوَى فَمَسَحْتُهُ
بِكَفِّي ، وهَذَا الأَثْرُ مِنْ ذَلكَ الدَّمِ
ولَوْ قَبْلَ مَبْكَاهَا بَكَيتُ صَبَابةً
بِسُعْدى شَفَيْتُ النَّفْس قَبُلَ التَّنَدُّمِ
ولَكنْ بَكَتْ قَبْلي ، فَهَيَّجَ لِي البُكَا
بُكَاهَا ، فَكَانَ الفَضْلُ للمُتَقَدِّمِ
ولَكنْ بَكَتْ قَبْلي ، فَهَيَّجَ لِي البُكَا
بُكَاهَا ، فَكَانَ الفَضْلُ للمُتَقَدِّمِ
خَفاجِيَّةُ الأَلْحَاظِ مَهْضُومَةُ الحَشَا
هِلالِيَّةُ العَيْنَينِ طَائِيَّة الفَمِ
مُنَعَّمَةُ الأَعطَافِ يَجرِي وِشَاحُهَا
عَلَى كَشْحِ مُرْتَجِّ الرَّوَادفِ أَهْضَمِ
مُنَعَّمَةُ الأَعطَافِ يَجرِي وِشَاحُهَا
عَلَى كَشْحِ مُرْتَجِّ الرَّوَادفِ أَهْضَمِ
ومَمشُوطةٌ بِالمِسْكِ قَدْ فَاحَ نَشْرُهَا
بِثَغرٍ ، كَأَنَّ الدُرَّ فِيهِ ، مُنَظَّمِ
العصر الإسلامي >> يزيد بن معاوية >> جَاءَ البَرِيدُ بِقرطاسٍ
جَاءَ البَرِيدُ بِقرطاسٍ
رقم القصيدة : 64993
-----------------------------------
جَاءَ البَرِيدُ بِقرطاسٍ يَخبُّ بِهِ
فَأَوجسَ القَلبُ مِنْ قِرطَاسهِ فَزعَا
قُلنَا: لَكَ الوَيلُ، مَاذَا فِي صَحِيفَتكُم ؟
قَالُوا : الخَلِيفةُ أَمسَى مُثْبَتاً وَجِعَا
مَادَتْ بِنَا الأَرض أَوْ كَادَتْ تَمِيدُ بِنَا
كَأَنَّ مَا عَزَّ مِنْ أَركَانِهَا انْقَلَعَا
ثُمَّ انْبَعَثنَا إلى خوصٍ مُضَمَّرَةٍ
نَرمِي الفِجَاجَ بِهَا مَا نَأتَلِي سرعَا
فَمَا نُبَالِي إِذْ بَلَّغنَ أَرجلنَا
مَا مَاتَ مِنهنَّ بالمَرمَاتِ أَوْ طَلعَا
مَنْ لَمْ تَزلْ نَفسُه تُوفِي عَلَى شَرفٍ
توشِكْ مَقَادِيرُ تِلكَ النَّفسِ أَنْ تَقَعَا
لَمَّا وَرَدْتُ وَبَاب القَصْرِ مُنْطَبقٌ
لِصَوْتِ رَمْلَةَ هُدَّ القَّلبُ فَانصَدَعَا(67/160)
ثُمَّ ارْعَوى القَلبُ شَيْئاً بَعدَ طِيرَتِهِ
والنَّفْسُ تَعْلَمُ أَنْ قَدْ أثْبَتَتْ جَزَعَا
أَودَى ابنُ هِندٍ وَأَودَى المَجدُ يَتبَعُهُ
كَانَا جَمِيعاً خَلِيطاً سَالِمينَ مَعاً
أَغَرُّ أَبلَجُ يُستَسْقَى الغَمَامُ بِهِ
لَوْ قَارعَ النَّاسَ عَنْ أَحْلامهمْ قَرَعَا
لاَ يَرقَعُ النَّاسُ مَا أَوهَى وإِنْ جَهَدُوا
أَنْ يَرقعُوه وَلاَ يوهونَ مَا رَقَعَا
العصر الإسلامي >> يزيد بن معاوية >> وسيارة ضلت
وسيارة ضلت
رقم القصيدة : 64994
-----------------------------------
وسيّارة ضلَّتْ عن القصْدِ بعدما
ترادَفَهَمُ جُنْحٌ من الليل مُظْلِمُ
فأصغوا إلى صوتٍ ونَحن عصابةٌ
وفينا فتًى من سكره يترنّمُ
أضاءتْ لَهم منّا على النأي قهْوةٌ
كانَّ سناها ضوء نارٍ تضرّمُ
إذا ما حَسَوناها أضاؤوا بظلمةٍ
وإن قُرِعَتْ بالمزجِ ساروا وعُمِّمُوا
أقول لرَكبٍ ضمّت الكأسُ شَملهم
وداعي صباباتِ الهوى يترنّمُ
خذوا بنصيبٍ من نعيمٍ ولذّةٍ
فكُلٌّ وإن طال المدى يتصرَّمُ
ولا تُرْجِ أيّام السرور إلى غدٍ
فرُبَّ غدٍ يأتِي بِمَا ليس تعلَمُ
لقد كادت الدنيا تقول لإبنها
خذوا لذّتِي لو أنّها تتكَلَّمُ
ألا إن أهنا العيش ما سَمحَتْ بهِ
صروفُ الليالِي والحَوادثُ نُوَّمُ
أناخوا قبيل الصبح عيسَهم وكانوا
قبل ذلك - كذا - فرادى وتوءَمُ
العصر الإسلامي >> يزيد بن معاوية >> طرقْتكَ زينَبُ
طرقْتكَ زينَبُ
رقم القصيدة : 64995
-----------------------------------
طرقْتكَ زينَبُ والرِّكَابُ مُناخَةٌ
بِجنوبِ خَبٍت والنَّدى يَتَصَبَّبُ
بثنيّة العَلَمَيْنِ وهْناً بَعدَما
خَفَقَ السِّماكُ وجَاوزَتْهُ العَقرَبُ
فَتَحيَّةٌ وسَلامَةٌ لِخَيالِهَا
ومَعَ التَّحِيَّةِ والسَّلامةِ مَرْحَبُ
أَنَّى اهتَدَيْتِ ، وَمَنْ هَدَاكِ وَبَيْنَنا
فَلْجٌ فَقُلَّةُ مَنْعِجٍ فالمَرْقَبُ
وزَعَمْتِ أَهلكِ يَمنَعُونكِ رَغبَةً
عَنِّي ، وأَهلِي بِي أَضَنُّ وَأَرغَبُ(67/161)
أَوَليسَ لِي قُرَنَاءُ إِنْ أَقْصَيْتنِي
حَدِبُوا عَلَيَّ وفِيهمُ مُسْتَعْتِبُ
يَأبَى وجَدِّك أَنْ أَلِينَ لِلَوعَةٍ
عَقلٌ أَعيشُ بِهِ وَقَلبٌ قُلَّبُ
وأَنَا ابنُ زَمزَمَ والحَطِيمِ ومَولِدِي
بَطحَاءُ مَكَّةَ والمَحلَّةُ يَثرِبُ
وإلى أَبِي سُفيَانَ يُعْزَى مَولِدِي
فَمَنِ المُشاكِلُ لِي إِذَا مَا أُنْسَبُ
وَلَوَ انَّ حيًّا لارتفَاعِ قَبِيلَةٍ
ولجَ السَّمَاءَ ولَجْتُهَا لاَ أُحْجَبُ
العصر الإسلامي >> يزيد بن معاوية >> وسِرْبٍ كَعَيْنِ الدِّيكِ
وسِرْبٍ كَعَيْنِ الدِّيكِ
رقم القصيدة : 64996
-----------------------------------
وسِرْبٍ كَعَيْنِ الدِّيكِ مَيلٍ إلى الصّبا
رواعف بالجاديِّ سودِ المَدَامعِ
سَمِعْنَ غنَاءً بَعْدمَا نُمْنَ نَومَةً
مِنَ اللَّيلِ فاقْلَوْلَين فَوقَ المضَاجعِ
أَيَا دَهْرُ هَلْ شَرْخ الشَّبيبَةِ رَاجعٌ
مَعَ الخفراتِ البيض أَمْ غَير راجعِ ؟
قَنعْتُ بزورٍ مِنْ خَيالٍ بعثْنَهُ
وكنْتُ بِوَصْلٍ مِنْهُمُ غَير قانِعِ
إِذَا رُمْتُ مِنْ لَيلَى عَلَى البُعدِ نَظرةً
تُطفِّي جَوىً بين الحَشَا والأضالعِ
تَقُول نساء الحيِّ : تَطمعُ أَنْ تَرَى
مَحَاسِنَ لَيلَى ؟ مُتْ بِداءِ المطَامعِ
وكَيفَ تَرَى لَيلَى بِعينٍ تَرَى بِهَا
سِوَاهَا ؟ وَمَا طَهَّرْتَهَا بالمَدَامعِ
وتلتذُّ مِنهَا بالحَديثِ وَقَدْ جَرَى
حَديثُ سِوَاهَا فِي خروقِ المَسَامِعِ
أُجِلُّكِ يَا لَيلَى عَنْ العَينِ ، إِنَّمَا
أَرَاكِ بِقَلبٍ خَاشِعٍ لَكِ خَاضِعِ
وَمَا سِرُّ لَيلَى ، مَا حَيِيتُ ، بِذَائِعِ
وَمَا عَهْدُ لَيلَى إِنْ تَنَاءَتْ بِضَائِعِ
العصر الإسلامي >> يزيد بن معاوية >> ألاَ فَامْلَ لِي كَاسَاتِ خَمْرٍ وَغَنِّنِي
ألاَ فَامْلَ لِي كَاسَاتِ خَمْرٍ وَغَنِّنِي
رقم القصيدة : 64997
-----------------------------------
ألاَ فَامْلَ لِي كَاسَاتِ خَمْرٍ وَغَنِّنِي
بِذِكْرِ سُلَيْمَى وَالرَّبَابِ وَتَنَعُّمِ(67/162)
وَإيَّاكَ ذِكْرَ العَامِرِيَّةِ إِنَّنِي
أَغَارُ عَلَيْهَا مِنْ فَمِ المُتَكَلِّمِ
أَغَارُ عَلَى أَعْطَافِهَا مِنْ ثِيَابِهَا
ِذَا لَبَسَتْهَا فَوقَ جِسْمٍ مَنَعَّمِ
وَأَحْسُدُ كَاسَاتٍ تُقَبِّلُ ثَغْرَهَا
إِذَا وَضَعَتْهَا مَوْضِعَ اللَّثْمِ فِي الفَمِ
العصر الإسلامي >> يزيد بن معاوية >> جَاءَتْ بِوَجْهٍ كَأَنَّ البَدْرَ بَرْقَعَهُ
جَاءَتْ بِوَجْهٍ كَأَنَّ البَدْرَ بَرْقَعَهُ
رقم القصيدة : 64998
-----------------------------------
جَاءَتْ بِوَجْهٍ كَأَنَّ البَدْرَ بَرْقَعَهُ
نُوراً عَلَى مَائِسٍ كالغُصْنِ مُعْتدِلِ
إحْدى يَدَيْها تُعاطينِي مْشَعْشَعةً
كَخَدِّها عَصْفَرَتْهُ صبْغَةُ الخَجَلِ
ثُمَّ اسْتَبَدَّتْ وقالَتْ وهْيَ عالِمَة
بِمَا تَقُولُ وشَمْسُ الرَّاحِ لَمْ تَفِلِ
لاَ تَرْحَلَنَّ فَمَا أَبْقَيْتَ مِنْ جَلَدِي
مَا أَستَطِيعُ بِهِ تَودِيعَ مُرْتَحِلِ
وَلاَ مِنَ النَّومِ مَا أَلقَى الخَيَالَ بِهِ
وَلاَ مِنَ الدَّمْعِ مَا أَبْكِي عَلَى الطَّلَلِ
العصر الإسلامي >> يزيد بن معاوية >> إِذَا بَرَزَتْ لَيلَى مِنَ الخِدْرِ
إِذَا بَرَزَتْ لَيلَى مِنَ الخِدْرِ
رقم القصيدة : 64999
-----------------------------------
إِذَا بَرَزَتْ لَيلَى مِنَ الخِدْرِ أَبْرَزَتْ
لَنَا مَبْسَماً عَذْباً وَجِيداً مُطَوَّقَا
كَأَنَّ غُلاماً كَاتِباً ذَا بَرَاعَةٍ
تَعَمَّدَ نُونَي حَاجِبَيْهَا فَعَرَّقَا
وَأَحقَافَ رَمْلٍ جَاذَبَتْهَا وَهَزَّةً
عَرَتْهَا كَمَا هَزَّ الصَّبَا غُصْن النَّقَا
أَتَتْ تَتَهَادَى كَالقَضِيبِ فَقَبَّلَتْ
يَدِي غَلَطاً مِنْهَا فَقَبَّلْتُ مَفْرقَا
وَبَاتَتْ يَدِي طَوقاً لَهَا وابْتِسَامُهَا
يُرينِي شعَاعاً آخِرَ اللَّيلِ مُشْرِقَا
فَلَمْ أَرَ بَدْراً طَالِعاً قَبْلَ وَجْهِهَا
وَلاَ مَيِّتاً قَبْلِي مِنَ البَيْنِ أَشْفَقَا
شعراء الجزيرة العربية >> محمد بن لعبون >> رثاء مي(67/163)
رثاء مي
رقم القصيدة : 65000
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
سقى صوب الحيا مزن تهامى
على قبر بتلعات الحجاز
يعط بها البختري والخزامى
وترتع فيه طفلات الجوازي
وغنى راعبيات الحماما
على ذيك المشاريف النوازي
صلاة الله مني والسلاما
على من فيه بالغفران فاز
عفيف الجيب ما داس الملاما
ولا وقف على طرق المخازي
عذولي به عنود ما يراما
ثقيل من ثفيلات المراز
أبو زرق على خده علاما
تحلاها كما نقش بغازي
عليه قلوب عشاقه ترامى
تكسر مثل تكسير القزاز
ألا يا ويل من جفنه على ما
مضى له من لذيذ النوم قازي
تكدر ما صفا يا ما وياما
صفا لي من تدانيها المجازي
ومن قلبه إلى هب الولاما
يجرونه على مثل الخراز
ليالي مشربي صفو المداما
وثوب الغي منقوش الطراز
مضى بوصلها خمسة عواما
وعشر كنهن حزاة حازي
بفقدي له ووجدي والغراما
تعلمت النياحة والتعازي
وصرت بوحشة من ريم راما
ومن فرقاه مثل الخاز بازي
عذولي في هواها بالملاما
يعزيني وانا ما نيب عازي
وكل البيض عقبه لو تساما
فلا والله تسوى اليوم غازي
سلينا لا حلال ولا حراما
عليهن الطلاق بلا جوازي
حياة الشوق فيها والهياما
وجعد فوق منبوز العجازي
وخد تم به بدر التماما
وقد منه يهتز اهتزاز
فلا ابي عقبها لا زاد ولا ما
وجزت من الهوى والغي جازي
وخضت بحور ليعات تطامى
خلاف الخل ما ادري وين ابا ازي
نكيف الهم في قلبي ترامى
وجيش البين بالغزوان غازي
أريده وانكسر كسر السلامى
بسيف جرّده ما هوب هازي
على بخت الدهر ليته تعامى
وخلاها وليته ما يوازي
وليتي ما حكيت بها وياما
بكيت لها وفي قلبي حزاز
اظل هايم دوم دواما
همومي فيه تنحاز انحياز
أباح الله يا من بالملاما
يسلم يوم ترزاه الروازي
اسلَّم له ولا رد السلاما
عزيز من عزيزات عزاز
وصلاة الله مني والسلاما
على قبر بتلعات الحجاز
شعراء الجزيرة العربية >> محمد بن لعبون >> ابن جلق
ابن جلق
رقم القصيدة : 65001
نوع القصيدة : عامي(67/164)
-----------------------------------
ما طرق فوق الورق يا بن جلق
زور كف فوق كف ما يليق
كلما هب الهوى له واصطفق
حمله بفراقهم ما لا يطيق
حته المضنون به حت الورق
من شفا روحه عليهم في مضيق
تنتحي رايات حربه وانخنق
مع نظير العين في طق وطقيق
ادعته غمس الليالي مطرق
للعدو وان مر في ثوب الصديق
لو رموها بالحرق عقب الغرق
ما سلت يا ابن جلق عن ذا الطريق
فيه مصروف الغواني لو مرق
رايح يطّاف بالبيت العتيق
طاير عاقه مقادير التفق
بالهوى واليوم يا نعم الرفيق
اسأل الأطلال عن سود الحدق
حيث علمك بالطلل علم وثيق
ما عليك إن خلت براق برق
من ثنايا دار أهل وادي العقيق
قانيات العاسهن مثل الدنق
زرقة واجياد تلعات عنيق
محصنات ما علقهن الدبق
ما كشف غراتهن كود الابريق
لفتة العزلان وبطون السلق
والمعارف من خوافي ريش هيق
شايلات مثل شيشات العرق
ناعمات والخمر خمر عتيق
خيلهن تشربك يا حلو المرق
جيشهن ياكلك بالخبز الرقيق
كنهن ياطن على اطباق الزلق
إن علاه الطل أو نوض الطريق
ميسرات بالتماني والجوق
كنهن للي برجواهن شفيق
دوحة البرهام وظلال الغوق
من قعد في ظلهن ما فك ريق
راكبات في طبق عالي طبق
من زعانيف الهوى قلبي خفيق
رحت الومه في هواهن وانطلق
مدمع له سال من بحر عميق
ضارباته في عصاهن وانفلق
كل فرق ظل كالطود العتيق
اترعن كاس الهوى لي واندفق
كاس عذري الهوى راعي الحريق
غرد الحادي بصوته بالبلق
ينهم الاضعان عجلات اللحيق
يا رحي يُلهى لها كف الفلق
دارها الافلاك والدنيا دقيق
ناشت العربان والشمل افترق
في فريق حال من دونه فريق
شتت الخلان وادعتهم طقق
ركبة الماشوم لحصان سبيق
سيف غارات الليالي ونذلق
مغفر السلطان وخوٍ له شقيق
شعراء الجزيرة العربية >> محمد بن لعبون >> يا ذا الحمام
يا ذا الحمام
رقم القصيدة : 65002
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ياذا الحمام اللي سجع بلحون
وشبك على عيني تبكيها
ذكرتني عصر مضى وفنون(67/165)
قبلك دروب الغي ناسيها
أهلي يلوموني ولا يدرون
والنار تحرق رجل واطيها
لا تطري الفرقى على المحزون
ما أدانى أنا الفرقى وطاريها
أربع بناجرفى يد المجمول
توه ضحي العيد شاريها
أنا اشهد انه كامل و مزيون
مثل البدر سنا الليل شارع فيها
يامن يياصرني انا مفتون
الروح فيها الذي فيها
يامن يعاوني على الغليون
والدلة الصفراء مركيها
سته بناجر وأربعه يزهون
وان اقبلت فالنور غاشيها
أبو هيا طرب يشيل فنون
ما ثمن الدنيا و طاريها
شعراء الجزيرة العربية >> محمد بن لعبون >> يا علي
يا علي
رقم القصيدة : 65003
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يا علي صحت بالصوت الرفيع
يا مرة لا تذبين القناع
يا علي عندكم صفرا صنيع
سنها ياعلى وقم الرباع
نشتري ياعلى كأنك تبيع
بالعمر مير ماظني تباع
شاقني ياعلي قمرا وربيع
يوم أنا آمر و كل امري مطاع
يوم أهلنا وأهل مي جميع
نازلين على جال الرفاع
ضحكتى بينهم وأنا رضيع
ما سوت بكيتي يوم الوداع
هم بروني وأنا عودي رفيع
ياعلي مثل ما يبرا اليراع
طوعوني وأنا ما كنت اطيع
وغلبوني وأنا ظفر شجاع
وجد عيني على ظبي تليع
عندكم كن فى خده شماع
شيبتني وأنا توّي رضيع
جاهل توّ في سن الرضاع
سايمين الهوى يا من يبيع
سايمين الهو لاهل الرفاع
وانت يا لايمي جعلك تضيع
ما تماري بها مثل الشعاع
ودي اسلاه والكون الفنيع
سلوتي ياعلي ما تستطاع
دون مي الظبي وام الوضيع
والثعالب وتر بيع الشراع
ورأس ريع دخل فى بطن ريع
مستطيل ووديان وساع
شعراء الجزيرة العربية >> محمد بن لعبون >> ألا يابارق يوضي جناحه
ألا يابارق يوضي جناحه
رقم القصيدة : 65004
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ألا يابارق يوضي جناحه
شمال وابعد الخلان عني
على دار بشرق البراحة
تمخلت ما بها كود الهبني
لكن بها عقب ذيك الشراحة
الى مريت باسم الله جني
يفز القلب فيها للصباحة
الى قامت حمامتها تغني
صفقت براحة من فوق راحة(67/166)
يعود ان الحمامة خير مني
وانا ان كان لي بالنوح راحة
فانا ابنوح دهري ما اوني
وانا مانيب مثلك بالوقاحة
على الطاروق طرب ومتهني
ولا روجعت فن في براحة
على نبنوب غصن مرجهن
وقالت جامع كل الشراحة
ولاانت بسامع ذا الصوت مني
ومثلك يدعي زايد فصاحه
وطريح الغي لازمته يون
ابات الليل في رجوا صباحه
وادق من الندم بالعود سني
ولا ثوبي غدا يطرخ شلاحه
يدق القاع ردنه ومتثني
عليهم صار خدي به قراحه
من الفرقى وشفني ويش كني
شعراء الجزيرة العربية >> محمد بن لعبون >> بالنعاثل مرني طفل يسير
بالنعاثل مرني طفل يسير
رقم القصيدة : 65005
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
بالنعاثل مرني طفل يسير
ثم على درب المفيرق شفناه
ثم قفى لين خلاني حسير
حسبه الله مايخاف من الاله
لبسه الماهود وثياب الحرير
والمبيسم بالدجا يوضى سناه
لو يجي عباس باشا ما يسير
والشريف حسين سير من وراه
سائلك بالله يا طير تطير
لين عرض الحيد وقع في جباه
وان مشى كنه يوطي له حصير
ومن الغوى يا طا على ردن العباة
كن يزوي القلب كالوب قصير
والتمني ما نفع لو قلتناه
شعراء الجزيرة العربية >> محمد بن لعبون >> حمام يا للي على نبنوب
حمام يا للي على نبنوب
رقم القصيدة : 65006
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
حمام يا للي على نبنوب
فى شيله الفن بيطاره
بالله عليك انحر الرعبوب
واسجع بفن على داره
وان قال وش لك من المطلوب
قل له من الولف زواره
الى تبسم حسين الذوب
حص فلق عنه محاره
خده كما بارق من صوب
والا كما فرغ جمارة
والردف نابي يشيل الثوب
ينسف كما شد طواره
شعراء الجزيرة العربية >> محمد بن لعبون >> حي المنازل تحية عين
حي المنازل تحية عين
رقم القصيدة : 65007
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
حي المنازل تحية عين
لمصافح النوم سهرانه
والاَّ تحية غريم الدين
معسر ووافاه ديانه
منزل فريد البها والزين(67/167)
عطبول مكحولة اعيانه
ودي بنسيانها ومن اين
ينسى محمد لخلانه
اطيع انا في هواه اثنين
سلطان قلبي وشيطانه
اتبع هواها من اين إلى اين
واحظى بشوفه ورضوانه
وابغضت الادنين والاقصين
واحببت قومه على شانه
يالايمي به شوين شوين
ديان قلبي وديوانه
ما شفت برقٍ سري ما بين
ذيك الحواجب بليوانه
وما ذقت مابي رماك البين
بين شفتيها و برهانه
ومجدَّلاتٍ على المتنين
سافات خانه على خانه
والبطن والخصر والنهدين
والعنق والعين وأوجانه
والورك والساق والفخذين
من بينهن فلقة الدانه
ولا دعاك الولع ياشين
دعوى المدوه لظميانه
وين اشتكى ما دهاني وين
مشكاي لله سبحانه
واقول يا أهل الهوي عزين
ما قال محسن لعثمانه
شعراء الجزيرة العربية >> محمد بن لعبون >> يا منازل مي
يا منازل مي
رقم القصيدة : 65008
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يا منازل مي في ذيك الحزوم
قبلة الفيحا وشرق عن سنام
في سراب عن جوانبها يحوم
طافحات مثل خبز في يدام
ما بكت فيها من الفرقى غيوم
من نظير العين الا عن غرام
من هموم في قلوب في جسوم
في بيوت في ديار في عدام
دار مي يوم مي لي تقوم
قومة الماموم من خلف الامام
يوم مي تحسب الدنيا تدوم
وان عجات الصبا دوم دوام
في نعيم تحسبه لزما لزوم
مثل منزلنا على (ديم الخزام)
يوم هي توريك خد به وشوم
يفضح البراق في جنح الظلام
كنه القنديل بالزيت مخدوم
شبته داياتها عند المنام
داعجات غانجات لو تروم
كنهن في كنهن بيض النعام
والهواوي من هواهن محروم
غير وصل لا حلال و لا حرام
يا سنين لي مضت مثل الحلوم
كنهن في دار ابن عوام عام
عل غريم الشوق يشبع منك يوم
شبعة المسكين بايام الصرام
او تلمين الشمل لم الهدوم
يا ليالي السعد عودن بالتمام
قالت اللي فات ماهو بمعلوم
ردته لك وانت سالم والسلام
شعراء الجزيرة العربية >> محمد بن لعبون >> يا منازل مي عن قبة حسن
يا منازل مي عن قبة حسن
رقم القصيدة : 65009
نوع القصيدة : عامي(67/168)
-----------------------------------
يا منازل مي عن قبة حسن
من يسار وعن قبر طلحة يمين
في ربوع كل مافيها حسن
في ديار كل مافيها حسين
غربن شموسها واغلنطسن
موحشات ما يبات بها امين
ساريات كنهن الى ارجسن
بالمدامع دافنات بها جنين
ما دريت ان العذارى يلبسن
ثوب دال خالطه نون وسين
دار مي يوم مي لي تسن
سنةالعشاق عونك يا عوين
دارها يوم الازار مورسن
والخصر مشغول والسروال جين
ظبية القناص في صبح ومسا
درة الغواص مشراها ثمين
تسحب القيلات من فوق اطلسن
الهوى ميال ورداها خنين
يوم حظي جالس له مجلسا
مهتني بوصال صافية الجبين
غنجة العينين والخد الحسن
والقوام ان قام عود الياسمين
كم عذلني في هواها من لسن
حاسد بالغي حلاف مهين
بادرني بالملامة وجلسن
عند راسي كالخضاري له ونين
عاذلاتي في هواها ويخسن
هالخبز ماهوب من ذاك العجين
اطلقت يمناي ملوي الرسن
وبعدت بوصالنا غبر السنين
هبت رياح الحبايب نسنسن
في ربوع كان ماتذرى الطحين
ونشدني بالعنا يوم افلسن
ربما لي او عسى لي او قمين
واحمد الله يوم ردن واختسن
والثنا لله رب العالمين
شعراء الجزيرة العربية >> محمد بن لعبون >> ذا حِس طارٍ او ضميرك خفوقهْ
ذا حِس طارٍ او ضميرك خفوقهْ
رقم القصيدة : 65010
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ذا حِس طارٍ او ضميرك خفوقهْ
يدقّ به من نازح البين دَقَّاق
الحيّ هُو حيك وطابت وفوقهْ
والدار هي دارك وهذيك الاسواق
يا عبيد خل اللي تشكل بسوقهْ
شيخٍ وهو عبدٍ يذكر بالاعماق
يا قلب وان كانت علومك صدوقهْ
بينك وبين الدار عهدٍ وميثاق
شرواك ينشد عن مغاني تروقهْ
حيثك محبٍّ للمغاني ومشتاق
تذكر بها عيش مضى ما تذوقهْ
يا عونة الله يوم تقسيم الارزاق
إلا ولك فيها مقامٍ طروقهْ
يا عبيد لبسك ناعم الشاش ورقاق
العبد عبدٍ هافياتٍ عموقهْ
ان جاع باق عمومته وان شبع ماق
والحرّ حرٍّ يرفعنه سبوقهْ
والبوم يلعي بين الاَسواقْ خفاق(67/169)
بع بالهجير وصال حيٍّ تشوقهْ
دارٍ عساها للرزايا بتيفاق
دار الثنا للي بها والمعوقهْ
لو هي عن الدولة على سبعة احواق
دارٍ بها الوالد كثيرٍ عقوقهْ
واللي يعقونه مصلين الاشراق
راعي الوفا منهم عميله يبوقهْ
تلقاه حلافٍ مهينٍ و ملاق
بأركانها المستور ضاعت حقوقهْ
وحقوق داني الجد جت له بالاوفاق
يمسي عريب الخال فيها و نوقهْ
ترعى من الوجلا بها نور الاشفاق
يغدي صبوحه في جباها غبوقهْ
في نازح البيدا من اللال رقراق
كم جر مصقول النمايم بسوقهْ
عليك لبقٍ في مناباه ورقاق
دون العشاير هافياتٍ عروقهْ
والفعل ما يعتاض به طيرة الغاق
ما بين شقاقٍ ورافي شقوقهْ
وشمات مخلوقٍ وعصيان خلاق
تلقى بها هذا على ذا يسوقهْ
الله يعزك و الخواندات بزحاق
يامال هطالٍ صدُوقٍ حقوقهْ
يشبه كما ليلٍ على صبحٍ انساق
ياضي كما حرب النصارى بروقهْ
يطرب له البهلول منهم ويشتاق
يفتل نداف الطها من طبوقهْ
مثل النعام ان ذارهن زول تفاق
ترفا مريضات النسايم فتوقهْ
لجبٍ عسى ما في نوِيه بتيفاق
تسوقه الغربي والأخرى تعوقهْ
مترادفٍ مبناه طاقٍ على طاق
يفتر عن مثل الدحاريج موقهْ
أربع ليالٍ مدلجاتٍ على ساق
وخامس تشوف الدار و الثلج فوقهْ
مثل السرير مجللٍ عاد برواق
تلقى العذارى حسرٍ في صفوقهْ
ياضي لميع خدودهن مثل الاوراق
بين الطموح وبين من شاف شوقهْ
صرعى بها من غير خمرٍ وترياق
تسمع بذا زَجرْ الملك في صعوقهْ
قضى القضا وَالتَّفت السَّاق بالسَّاق
عمت مغاني لاهيٍ في فْسُوقهْ
يظنها خِضْر بن دابيل و اسحاق
رواد بهُمْ ما رادْ بيضا سحُوقهْ
من طولها تمضي على سبعه اطباق
منشي الخيال الى غشى في شروقهْ
يحده اللاهب ويغويه براق
كل النجيب وكل ماله يسوقهْ
وكل العقب ومن بغا الطيب ما ماق
واللي يرى ضد الوفا ما يذوقهْ
يدق به من نازح البين دقاق
شعراء الجزيرة العربية >> محمد بن لعبون >> قال الذي هَيِّضَه رعْبُوبْ
قال الذي هَيِّضَه رعْبُوبْ
رقم القصيدة : 65011(67/170)
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
قال الذي هَيِّضَه رعْبُوبْ
حط الجفا دُوبهْ ودوبي
مَيَّاس لاَهْل الهوى محْبوُبْ
هرجه عجاريف و عجُوبِ
خَدهْ سواة الفَنَرْ مَشْبُوبْ
شِفْتهْ ضَحَى مر من صوبي
وَالجِيدْ جِيد المها مَسْلوُبْ
والعين يا عين الاشبُوبِ
يمشي دَلَعْ بوش بَس بْثُوبْ
وخيُولها تلْعبْ الجْوبِي
مَدْلُولْ في حِجِّته مَكتُوبْ
يا أهل الهَوى لا تفادوا بي
خَلَّتْنِي اركض لها والُوبْ
مثل المهيبِيل واهوبي
حَطَّتْ من النوم والمشرُوبْ
مثل البزازين بعيُوبي
ومن الوصل ما قِضَتْ لي نُوبْ
ومن السّقمْ فَصَّلَتْ ثوبِي
يالايمي صدها ما هُوبْ
رمح اتْلَقّاه بِجنُوبِي
صَبْري لبلواي صَبْر أيوبْ
وأحزاني أحزان يَعْقُوبِ
فإن كان يَحْسِبْ علي ذنوبْ
بوصال غيره فان أتُوبِ
وان قال شيخٍ فانا محسُوبْ
عبدٍ لعيناتها نُوبي
الطَّالِب أرْهَى من المطْلُوبْ
ومغالب الله مَغْلُوبِ
شعراء الجزيرة العربية >> محمد بن لعبون >> نح ياحمام الهوى بسجوع
نح ياحمام الهوى بسجوع
رقم القصيدة : 65012
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
نح ياحمام الهوى بسجوع
يا من يسومه وانا بيعه
ما فيك كود العنا و فجوع
وقرور قلبي و تصديعه
ياعلى ذالي شهر واسبوع
الطم كما تلطم الشيعه
راعى الهوى زايده مقطوع
قلبه معلق بشريعه
دُونكْ ثْوَيبي مِزوع مْزُوع
فتق ظفوري بترقيعه
راعي الهوى دايمٍ مسبوع
بالليل تكثر سعاسِيعه
وجدي على الجادل المربوع
اللي خذ القلب تفجيعه
أمني على شوفته و اموع
والنفس فيها طميميعه
وخِْديدْ مَي يشع اشعوع
مثل القمر في ترابيعه
تغريك في قولها كعكوع
حمر الخواتم باصابيعه
قلب الخطا يا على مطبوع
بالصدر تخفق بترميعه
شعراء الجزيرة العربية >> محمد بن لعبون >> ألا يا بارقٍ يوضي جناحه
ألا يا بارقٍ يوضي جناحه
رقم القصيدة : 65013
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------(67/171)
ألا يا بارقٍ يوضي جناحه
شمالٍ وأبعد الخلان عنّي
على دارٍ بشرقيّ البراحه
أقفرت ما بها كود الهَبَنِّي
لَكِنْ بْها عُقب ذيك الشَّراحه
إلى مرَّيت بسم الله جِنّي
يفز القلب فيها للصباحه
إلى قامت حمامتها تغني
توصّيني لا هلها بالنِّياحه
يعود إن الحمامة خيْر مِنّي
وأنا إن كان لي بالنوح راحه
فانا بانوح دهري ما أونّي
وترى الهم والسلوى نصاحه
ولا تسلين سواني أو منّي
وأنا ما نيب مثلك بالوقاحه
على ذا الطوف طرْبٍ وامتهني
ولا رجعت فن في براحه
على نبنوب غصنٍ مَرْجحَنّي
وقالت جامعٍ كل الشراحه
ولا انت بسامعٍ ذا الصوت منّي
ومثلك يدّعي زايد فصاحه
وطريح الغَيْ لا رمته يوِنّي
أبات اللّيل في رجوا صباحه
وادق من النِّدَمْ بالعود سني
على فقدي لغزلان الملاحه
طويلات المعانق واسفهني
ولا ثوبي غدا يطرخ اشلاحه
يدق القاع ردنه و متثني
ولا أردح جزت من ذيك الرداحه
عقب خبرك ليالٍ لي مضني
عليهم صار في خدي قراحه
من الفرقا وشفني ويش كني
وقالت من مشى مثلك بساحه
وحاله حال من كثر التغني
وفي بحر الهوى يسبح سباحه
كثر شربه ولا هوب امتهني
أو من فتق أفتوقٍ بالفصاحه
وعرض مذهبه شيعي و سني
أو من خلى البني بكل ساحه
يخفقن الدفوف بكل فني
أنا ولا أنت يامن في مزاحه
يعرضني المنى بي بالتمني
قلت لها ودمعي بانسفاحه
سقا السفح من ذاك المغني
عسى من كاذب يكسر جناحه
ولا يحضى بحبه و التمني
فساد الغي ردك عن صلاحه
وأنساك الثنى لاهل التثني
وأهل ذيك اللطافه والسماحه
رعا الله عيشهن ياما رعني
ولكن يوم صبري منك ماحه
أعنادك لي وقصدك تمتحني
فقوم وشوف لوني كالمحاحه
وأهل هالقيل ما يحكون عني
فعاد اليوم لومك لي قباحه
وضنك بالهوى أخلاف ضني
على الله الهدى يامن صلاحه
إلى جنت بنات الشوق حني
حديثه بالهوى تروى اصحاحه
ضعيفات النسايم بي ترني
عن الضحاك عن مبسم أقاحه
عن البراق عن ثغره روني
حبيبي كلما هبت ارياحه
سفى للريح نوج ضاع مني(67/172)
شعراء الجزيرة العربية >> محمد بن لعبون >> غاب القمر وانتحى الغيوب
غاب القمر وانتحى الغيوب
رقم القصيدة : 65014
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
غاب القمر وانتحى الغيوب
واتنى الحبيب ولا جاني
طقيت باب على الرعبوب
اشرف من السطح نا باني
قال انتزح مجلسك مقضوب
في رفة البيت عدوان
اطلب عسى اهل الحسد غيوب
صم وبكم وعميان
واطلب عسى منيتي محبوب
احظى بمدعوج الاعيان
كل ما انتوي يا ملا ابتوب
لا قاني الزين واغواني
شعراء الجزيرة العربية >> محمد بن لعبون >> حي المنازل شمال الكوت
حي المنازل شمال الكوت
رقم القصيدة : 65015
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
حي المنازل شمال الكوت
تحية الريم حواشه
منازلٍ يا فهد وبيوت
مداهل الحص وقماشه
عرايبٍ حسنهن منعوت
وعزي لمن هيضن جاشه
طرادهن ما يذوق القوت
وعينه عن النوم منحاشه
وتمر في كل عصر وتفوت
تضحك وهي عاد غشاشه
أطلب عسى يا ملا ما موت
إلا على شرشف فراشه
شعراء الجزيرة العربية >> محمد بن لعبون >> حَي المنازل جنوب السيف
حَي المنازل جنوب السيف
رقم القصيدة : 65016
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
حَي المنازل جنوب السيف
مِمتدة الطول مصفوفه
امشِي على زينها واقيف
في حبها الروح مشفوفه
دار الخدم والكرم والضيف
دار المناعير معروفه
دار العجب والطرب والكيف
والانس والفن ودفوفه
علمي بها من ليالي الصيف
يوم البخت ناشرٍ نوفه
أيام حظي يقص السيف
يشرب من المي بكفوفه
يا دار ربعي عساك الريف
ترتع جوازيه وخشوفه
لي فيك غصن يهيف يعِيف
محبتي فيه مخلوفه
مثل عظيم البها ما شيف
مهرة وزيرٍ ومعسوفه
ما شوف منه لفى تعريف
يا وجد عيني على شوفه
ليته يجيني ولو بالطيف
وتفارق القلب ها اللوفه
شعراء الجزيرة العربية >> محمد بن لعبون >> قالت فريجَه لورقٍ ناح
قالت فريجَه لورقٍ ناح
رقم القصيدة : 65017
نوع القصيدة : عامي(67/173)
-----------------------------------
قالت فريجَه لورقٍ ناح
يا مَالْ سلاَّل الأرْواحِ
يالورق عَطْني هَواك وشَاح
واعطيك طَوقي و مِسباحِي
لَي عاد وَصل الغَريم سفاح
ودمُوع الاعْيَان سفَّاحِ
خِذ ما صفَا لك ترى الأرْوَاح
يَسْري عَلَيها و يِنزاحِ
ابر القلم وادْنِ لي وضّاح
واكتب من القيل ما لاحي
واكتب لعين الغضي ما لاح
قيلٍ كما نظم مسباحي
من كوكبٍ يفرق السبّاح
ما ينزحه دون ميّاحي
سَاعَة وصّالٍ وأنا شفَّاح
تِهبّ هَبَّات الارياحِ
أنا عَوينٍ ولك نَصّاح
بالغي ما نَابْ مَزَّاحِ
أصبِح واخَلِّي الهَوى مِسراح
وامْسي عَلى مَي مِرواحي
عمهُوجةٍ جِيدها وَضَّاح
والخَد مِثل القُمَر صاحِي
قَضَيت بين الهوى مزَّاح
ما فات مَعهِن بَالافراحِ
أسْهَر إلين الفَجر ينباح
وارقد إلى اكبر ضَّحى الضَّاحي
ولا هَقَيت الوَلَع يا صاح
يطرَّنِي طَرَّةَ اَلْحاحِ
إلاَّ انت يالورق ما تِنْصَاح
فَانَا عَلى البّاب مَدَّاحِ
فتَحت قفْلٍ بلا مِفتاح
وأنا للَقْفال فتّاحِ
ضَيفٍ عنا لك يِريِد مْراح
يا عِنق ريميَّة الضَاحِي
قالت ملاوي عَلى ما راح
يا مَالْ سلاَّل الأرْواحِ
شعراء العراق والشام >> محمد القيسي >> في المنفى
في المنفى
رقم القصيدة : 65026
-----------------------------------
ترى من سيخبر الأحباب أنّا ما نسيناهم
وأنّا نحن في المنفى نعيش بزاد ذكراهم
وأنّا ما سلوناهم
فصحبتنا بفجر العمر ما زالت تؤانسنا
وما زالت بهذي البيد في المنفى ترافقنا
ونحن بهذه الغربة
تعشّش في زوايانا عناكب هذه الغربة
تمدّ خيوطها السوداء في آفاقنا الغبراء أحزانا
تهدهد جفننا الأحلام تنقلنا على جنح من الذكرى
إلى عهد مضى حيث السكون يثير نجوانا
وحيث الشوق أغنية نردّدها على ربوات قريتنا
وحيث الحبّ في بلدي كلام صامت الّنبرة
كلام صادق الإحساس والنظرة
وحلم أخضر في القلب يروي سرّ نشوتنا ,
ويحضننا ويرعانا
ترى من يخبر الأحباب أنّا ما نسيناهم(67/174)
فكيف يغيب من في القلب محفوظ له تذكار
ومن في الغور في طيّ الحنايا شعلة من نار
تجدّد صفحة الماضي
فينهار المدى النائي
وتحذف بيننا الأبعاد
ويجمعنا بجوف الليل حلم ينثر النّوار
فنصحو والفؤاد يلملم الذكرى
يجفّف دمعة حرّى
وهل بثّوا بقلب الليل للغيّاب نجواهم
وهل عرجوا ترى يوما على عشّ الهوى المهجور
وهل ذرفوا دموع الصمت , هل أدمتهم الذكرى
وهل خففت جوانحهم وقالوا مثلنا شعرا ؟
فإنّ البعد أدمانا , أحال حياتنا تنّور
يعذّبنا خفوق القلب , تملك روحنا الرعشة
وفي أحداقنا تنمو جذور الحزن والآلام والوحشة
***
يمرّ الليل عن جفني ويسألني
متى تشفى من الشجن ؟
أحبائي سؤال الليل يؤلمني
ويحزنني
لأنّي كلّ ما أدريه أنّي بتّ منفيّا
وأنّي لم أزل حيّا
تعذّبني وتقلقني
طيوف الأمس والذكرى تعذّبني
فأجترّ الأسى والصمت والحيرة
وأقتات الفراغ الرحب أنحر فيه أيامي
وتقضم عشب أحلامي
نيوب الوحشة المرّة
وتملأ خافقي بالحزن , تفعم عالمي حسرة
فأطوي صفحة الماضي , وأغفو علّني أصحو
على ربواتنا أعدو
وأحضن في ثراها الشوق , ألمسه بتحنان
ويغرقني عبير الأرض , يسكرني بلا خمرة
وأحيا حلمي المنشود , ألمح فيه إنساني
وأدفن فيه أشجاني
ولكّني أحبائي أفيق وبيننا سدّ
غريب في بلاد النفي ينهش عمره البعد
ويسقم قلبه الوجد
يداعبه سنا أمل , بدا في أفقه واه
***
غدا يمضي بنا التّيار يجمعنا بمن نهوى
ويدري الناس والأحباب أنّا ما سلوناهم
وأنّا لم نزل في مركب الأشواق نبحر صوب دنياهم
ترى من يخبر الأحباب أنّ ما نسيناهم
وأنّا لم نزل في مركب الأشواق نبحر صوب دنياهم
ويدفعنا جنون الوجد يسبقنا للقياهم
ترى من يخبر الأحباب أنّ ما نسيناهم
وأنّا لم نزل في مركب الأشواق نبحر صوب دنياهم
ويدفعنا جنون الوجد يسبقنا للقياهم
ترى من يخبر الأحباب أنّ ما نسيناهم
شعراء العراق والشام >> محمد القيسي >> الليل والقنديل المطفأ
الليل والقنديل المطفأ
رقم القصيدة : 65027(67/175)
-----------------------------------
الليل وقنديلي المطفأ
والصمت المطبق والجدران
وصرير الريح الضائع في جوف الليل
ونجوم شاحبة تغرب , صفراء اللون
وبقايا أغنية يلفظها مذياع
سكبت في قلبي الأحزان
جمعت في بيدر إحساسي الأشجان
وانثالت في روحي شلاّل عذاب وهوان
وأنا والقلب وهدبي المبتل
نجترّ الحزن ونقتات الحرمان
نركض خلف الحلم الهارب منّا
الحلم النائم في إيوان الغيب
ما زلنا نحلم أن نلقاه
في درب العمر ولو مرّة
كي يملأ دنيانا فيض سناه
فلقد أعيانا عبء الصخرة
عبء يرسب في أعماق منانا الحسرة
يرمي بالسهد طيور القلب
ونظلّ نطارد في الوهم خيالا
ونجوس التيه ونعبر غابات الموت
ويظلّ القنديل بلا زيت
وأنا والليل المطبق
أشلاء ضائعة تتمزّق
تضنينا الأشواق فلا نشكو
ونموت إذا عرّتنا الشمس
أو سبرت منّا الأغوار
ننشد في ظلّ دروب الغربة والترحال
نهرا يغسل فينا الأحزان
ننشد شمسا تدحو عن درب العودة أشباح الظلمة
ننشد نجمة
تحضننا في ليل اليأس
تهدي خطوات القلب
للحلم الضائع , للطفل الغافي في حضن الغيب
علّ جراحات الأمس
تخمد جذوتها ويجفّ غدير الأحزان
ونذوب صلاة
ونعود كمن يحرث في الملح
لا نجني غير عذاب الجرح
غير ضياع الأحلام
لنعيش كأغراب تحت الشمس
***
ما زلنا نحمل فوق الصدر بقايا الأحزان
نصرخ في وجه الأيام
نتحدّى في إصرار جلاّد العصر
وسياط الغربة تدّمي فينا الوجدان
ما زلنا نمخر في الليل دياجير العمر
ننهل من كأس الصبر
ومع الخفقات ونوح الآه
تورق أزهار محبّة
تولد رغبة !
شعراء العراق والشام >> محمد القيسي >> عن الصمت والكلمات
عن الصمت والكلمات
رقم القصيدة : 65028
-----------------------------------
أضمّ يدي على جرحي
وأخنق في قرار القلب تنهيدة
وأمضي في الأسى وحدي
وليل الصمت يطويني
وأشرب خيبة الكلمة
وأجرع غصّتي والحزن يضنيني
وفي قلبي نداء لاهف ما زال يدعوني
يشبّ حرائقا في أضلعي ويشدّني للخلف
ويزرع في عيوني الخوف(67/176)