تَفَاضَ رِجَالٌ عَنِ المَكْرُما
تِ، وَقد مَثَلَتْ نُصْبَ أعيانِهَا
وَلمْ تَلْتَفِتْ لوُجُوبِ الحُقُوقِ،
وَوَاجِبُهَا خَلْفَ آذانِهَا
فتَحتُ يَدي ثَانيَ العطْفِ عَنْ
كَذوبِ المَوَدّةِ، خَوّانِهَا
وَقَدْ عَلِمَتْ خِلّتي أنّني
أُفَارِقُهَا، عِنْدَ هِجْرَانِهَا
وَإنّي لأسْكَنُ جَأشاً إلى
رِبَاعِ الكِرَامِ، وَأوْطَانِهَا
وتَعْتَدُّ نَفْسِيَ مِنْ مَالِهَا،
وَمَا أبْعَدَتْ مَالَ إخْوَانِهَا
يَظَلُّ حَمُولَةُ يَبْنِي العُلاَ
وتَعْلُو المَعَالِي بِبُنْيَانِها
يَكَادُ التَّرَفُّعُ مِنْ هَمِّهِ
يُكَوِّنُهَا قَبْلَ أَكْوَانِهَا
رَضِيتُ خَليلي أبَا غَالِبٍ،
لِكَسْرِ الخُطُوبِ، وَإيهَانِهَا
تُعُدُّ لَهُ فَارسٌ قُرْبَةً،
وَزُلْفَى بكِسرَىابنِ ساسانِهَا
إذا سُئِلَتْ عَنْهُ عِندَ الفَخَارِ،
قالَتْ بأصْدَقِ عِرْفانِهَا
يَطُولُونَ مِنْهُ بإنْسَانِهِمْ،
وَللعَينِ طُولٌ بإنْسَانِهَا
تَرُوكٌ لِمَا لا يَزَالُ الشَّرِيفُ
يُفيدُ اعْتِلاءً بِتِرْكَانِهَا
هَتَكْنَا إلَيْهِ حِجَابَ الدّجَى،
بخُوصٍ تُبَارِي بِرُكْبَانِهَا
يُكَلّفُنَا التِزَامُ النِّزَاعَ
مَسَافَةَ قُمٍّ وَقَاسَانِهَا
وَسِنُّ سَمِيرَةِ نَعْتِ الفَتَاةِ
تَبَسَّمَ عَنْ ظَلْمِ أسْنَانِهَا
تَبِيتُ المَطَايَا تُرَاقِي النُّجُومَ
في مُشْمَخِرَّةِ مُصْدَانِهَا
إذا استَشْرَقَتْ لَمَعانَ الثّلُوجِ
أطَاعَتْ لَهُ قَبْلَ إبّانِهَا
مَوَاكِبُهُ الطّيرُ في جَوّهِنّ
فَوْقَ السّحَابِ وَأعْنَانِهَا
إلى مَلِكٍ غُلِقَتْ عِنْدَهُ
رِقَابُ المَديحِ بِأثْمَانِهَا
تَبُوخُ المَعَالي، إذا لمْ يَكُنْ
بكَفّيْكَ إذْكَاءُ نِيرَانِهَا
وُقيتَ الحِمامَ بمَثْنَى النّفُوسِ
مِنَ الحَاسِدِينَ وَوُحْدانِهَا
وَتخْلَدُ في القَوْمِ حتّى يَكُونَ
فِهَالُكَ أنْجَزَ أعْوَانِهَا
حمَتْ قُضُبَ المَجدِ من أن تكون
صِلاءً صَلابَةُ عِيدانِهَا
وَعادَتْ بكَ الذّمَّ نَفسٌ جرَتْ(37/390)
إلى الحَمدِ، في طولِ ميدانِهَا
أخَذْتَ العَطَايَا بتَكْرَارِهَا،
وَإبْداءَ طَوْلٍ بِثُنْيَانِهَا
أرَى بَذْلَهَا، عندَ إعوَازِهَا،
سِوَى بَذْلِهَا عِندَ إمْكَانِهَا
وَأحسَنُ مَأثَرَةٍ للكِرَامِ،
إحْسَانُهَا بعْدَ إحْسَانِهَا
وَمَا يَتَنَمّى إلى المَكْرُمَات
فَيََفْزََعُهَا، غَيرُ فُرْسَانِهَا
لَئِنْ عادَ بعديَ عَن ساحَتَيكَ
بنَقصِ حظُوظي، وَخُسرَانِهَا
وَكانَ اجتنابيكَ إحدى الذّنوبِ،
وقَصْديكَ أَوَّلَ غُفْرَانِهَا
وَما عُوقِبَتْ عُصْبَةٌ، أُمّنَتْ
عَلى كُفّرِها، بَعدَ إيمَانِهَا
فَإنّ خَوَاتيمَ أعْمَالِ مَا
تَرَاهُ جَوَامِعُ أدْيَانِهَا
العصر العباسي >> البحتري >> اسمع مديحي في كعب وما وصلت
اسمع مديحي في كعب وما وصلت
رقم القصيدة : 3134
-----------------------------------
اسْمَعْ مَديحيَ في كَعْبٍ وَمَا وَصَلَتْ
كَعْبٌ، فَثَمّ مَدِيحٌ مَا لَهُ ثَمَنُ
حَقٌّ مِنَ الشّعْرِ مَلْوِيٌّ بِوَاجِبِهِ،
فَلا سُلَيْمَانُ يَقْضِيهِ، وَلاَ الحَسَنُ
أأعجَزَتْكُمْ مُكَافَاتي بِهِ، وَلَكُمْ
مِصْرٌ فَمَا خَلْفَهَا، فالسِّنْدُ، فاليمنُ
أللخِلافَةِ أسْتَبْقي الرّجَاءَ، فَلَنْ
تُعْطَى الخِلاَفَةَ نَجرَانٌ، وَلاَ عَدَنُ
هل في مَسَامِعِكِمْ عن دَعوَتي صَمَمٌ،
أمْ في نَوَاظِرِكُمْ عَنْ خَلّتي وَسَنُ
إنْ أرْمِكُمْ يكُ من بَعضِي لكُمْ شُعَلٌ
تَهْوي إليكم، وَمن بَعضِي لكمْ جُنَنُ
أوْ أجْرِ في الحَلْبَةِ الأولى بلا صَفَدٍ
تُولُونَهُ، فَهُوَ الخُسْرَانُ والغَبَنُ
لَيُغْمَدَنَّ لِسَاني خَائِباً أبَداً
عَنْ تَينِ فيكم، فَلا سَيْءٌ وَلاَ حَسَنُ
حَسِيبُنَا الله، لا تُقْذِي عُيُونَكُمُ
رُوحٌ يَمَانيةٌ، أنْتُمْ لَهَا بَدَنُ
رَدَدْتُ نَفْسِي على نَفْسي وَقلتُ لها:
بَنُو أبيكِ، فَما الأحقادُ والإحَنُ
العصر العباسي >> البحتري >> أما العداة فقد أروك نفوسهم
أما العداة فقد أروك نفوسهم
رقم القصيدة : 3135(37/391)
-----------------------------------
أمّا العُدَاةُ، فَقَدْ أرَوْكَ نُفُوسَهُمْ،
فاقصِدْ بِسُوءِ ظُنُونِكَ الإخْوَانَا
تَنحاشُ نَفْسِي أنْ أذُلّ مَقَادَةً،
وَيَزِيدُ شَغْبي أنْ ألِينَ عِنَانَا
وأخِفُّ عَنْ كَتِفِ الصّدِيقِ نَزَاهَةً
مِنْ قَبلِ أنْ يَتَلَوّنَ الألْوَانَا
وأخٍ أرَابَ، فَلَمْ أجِدْ في أمْرِهِ
إلاّ التّمَاسُكَ عَنْهُ، والهِجْرَانَا
أغْبَبْتُهُ أنْ أسْتَمِيحَ لَهُ يَداً،
أوْ أنْ أُعَنّيَ فيَّ مِنْهُ لِسَانَا
وأرَاهُ لَمّا لَمْ أُطَالِبْ نَفْعَهُ
أنْشَا يَضُرُّ تَغَيُّباً وَعِيَانَا
مَا كَانَ مِنْ أمَلٍ وَمنكَ فقَد أتَى
يَسْرِي إليّ مُبَيَّناً تِبْيَانَا
لَوْ كَانَ مَا أدّى إلَيْكَ سِرَارُها
خَيْراً، لَكَانَ حَديثُها إعْلانا
إِنْ كَانَ ذَاكَ لِعُزْبَةِ البَعْثِ الَّذِي
جُمِّرْتَ فِيهِ فَدُونَكَ الصِّبْيَانَا
وَمِنَ العَجَائِبِ تُهْمَتي لَكَ، بعدَما
كُنتَ الصّفيّ لَدَيّ، والخُلْصَانَا
وَتَوَقُّعي مِنْكَ الإسَاءَةَ جَاهِداً،
والعَدْلُ أنْ أتَوَقَّعَ الإحْسَانَا
وَكَمَا يَسُرُّكَ لِينُ مَسّيَ رَاضِياً،
فَكذاكَ فاخْشَ خُشُونَتِي غَضْبَانَا
العصر العباسي >> البحتري >> سلام أيها الملك اليماني
سلام أيها الملك اليماني
رقم القصيدة : 3136
-----------------------------------
سَلامٌ أيّها المَلِكُ اليَمَاني،
لَقَدْ غَلَبَ البِعادُ على التّداني
ثَمَانٍ قَدْ مَضَينَ بِلا تَلاقٍ،
وَمَا في الصّبرِ فَضْلٌ عَن ثَمَانِ
وَمَا أعْتَدُّ مِنْ عُمْرِي بِيَومٍ
يَمُرُّ. وَلا أرَكَ وَلا ترَاني
العصر العباسي >> البحتري >> أصلح أبا صالح يا رب إن له
أصلح أبا صالح يا رب إن له
رقم القصيدة : 3137
-----------------------------------
أصْلِحْ أبا صَالحٍ، يا رَبُّ، إنّ لَهُ
نِهايةَ الوَصْفِ مِن ظُلمٍ وَعُدوانِ
بِتْنا بقُطْرَبُّلٍ تَجرِي الكُؤوسُ لَنا
مِنْ فائِضٍ في يَدِ السّاقي، وَمَلآنِ(37/392)
ثُمَّ افْتَرَقْنَا عَلَى سُخْطٍ ومَعْتَبَةٍ
وكَيْفَ يَتَّفِقُ اللُّوطِيُّ والزَّانِي
العصر العباسي >> البحتري >> نفسي فداؤك أيها الغضبان
نفسي فداؤك أيها الغضبان
رقم القصيدة : 3138
-----------------------------------
نَفْسِي فِدَاؤُك أَيُّهَا الغَضْبَانُ
مَا هَكَذَا يَتَعَاشَرُ الإِخْوَانُ
صَدَرَ الأَصَادِقُ عَنْ ذُرَاكَ وَحَظُّهُمْ
مِنْكَ الْوِصَالُ ، وحَظِّيَ الْهِجْرَانُ
ومُنِعْتُ إِنْصَافاً وَسِعْتَ بهِ الْوَرَى
دُوني ، فَجَدٌّ ذاكَ أَمْ حِرْمانُ ؟
يُنْسَى كِتَابُكَ مِنْ تَقَادُمِ عَهْدِهِ
وتَمُرُّ دُونَ رَسُولِكَ الأَزْمَانْ
وإِذا كَتَبْتُ مُعَذِّراً لم يُعْطِني
صَدْرُ الكِتَابِ رِضًى ولا العُنْوَانُ
فَغَلاَمَ يُنْسَى ، أَو يُضَاعُ عَلَى النَّوَى
وُدِّي الرَّخيصُ وشِعْرِيَ المَجَّانُ
أَو لِيْسَ قَدْ غَنَّتْ بِمَا حَبَّرْتُهُ
فِيْكَ الرُّواةُ ، وسارَتِ الرُّكْبَانُ ؟
مِدَحٌ يَمُوتُ عَلَيْكَ أَكْثَرُ دَيْنَها
ويُذَالُ عِنْدَك حُرُّها ويُهان
دَعْ ذَا ، وأَخْبرْني بِشأْنِ صَدِيِقِنَا
بِشْرِ وهَلْ يُرْضَى لِبِشْرٍ شانُ
زَعَقَتْ مَغَارِبةُ الخَمِيسِ وَرَاءَهُ
فَكَأَنَّما نَعَقَتْ بهِ الغِرْبَانُ
فَوَدِدْتُ أَنِّي لَوْ بَصُرْتُ عَشِيَّةً
بالعِلْجِ وهْو مُتَلْتَلٌ عَجْلانُ
فَأَرَى السَّمِينَ الفَدْمَ حِينَ تُمِضُّهُ
قِطَعُ القَنَا ، وتَرُضُّهُ القُضْبَانُ
أَهْوِنْ بِمَصْرَعِهِ عَلَيَّ وبَيْنَهُمْ
عَبْدٌ تَنَاصَى حَوْلَهُ العِبْدَانُ
يَدْعُو بضَبَّةَ من دَسَاكرِ واسِطٍ
وصَرِيخُ ضَبَّةَ دُونَهُ الصَّمَّانُ
فاللهُ أَكْبَرُ قَدْ أُقِيدَ بِجُرْمِهِ
بِشْرٌ ، وثَارَ بنَائلٍ جُعْلاَنُ
العصر العباسي >> البحتري >> وثقت بسعد فما أفلحت
وثقت بسعد فما أفلحت
رقم القصيدة : 3139
-----------------------------------
وَثِقْتُ بسَعْدٍ، فَما أفلَحَتْ
أمانَةُ سَعْدٍ، وَلا خَوْنُهُ(37/393)
وَقَدْ بُزّ أدْهَمُهُ لَوْنَهُ،
فَرَاحَ سَوَاءً، وَبِرْذَوْنُهُ
وَكَيفَ سُكُوني إلى غَيْبِهِ،
وَلَوْنُ يَدي عِنْدَهُ لَوْنُهُ
شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> شقع بقع
شقع بقع
رقم القصيدة : 314
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
انا الأديب و لا تعرفنيش
تقرالي لكن ما تشوفنيش
كلامي لا هو مادهون ورنيش
و لا المعاني عليها غبار
شقع بقع يا ديل الفار
***
يا شعب مصر يا خم النوم
ما تفوق بقى و تشوف لك يوم
الثورة قامت في الخرطوم
و انت اللي نايم بالمندار
شقع بقع يا ديل الفار
***
يا شعب ثور داهية تسمك
و شيل اصول اسباب همك
عصابه
بتمص في دمك
و الاسم قال ضباط احرار
شقع بقع يا ديل الفار
***
اخدوا اليهود غزة و سينا
و بكرة يبقوا وسطينا
و الراديوهات بتغدينا
خطب و نتعشى اشعار
شقع بقع يا ديل الفار
***
الشيخ امام قال كلمة حق
و الست ثومة قالت لأ
و ابو النجوم على ودنة اندق
في المعتقل و الدنيا نهار
شقع بقع يا ديل الفار
العصر العباسي >> البحتري >> أمرر على حلب ذات البساتين
أمرر على حلب ذات البساتين
رقم القصيدة : 3140
-----------------------------------
أُمْرُرْ عَلى حَلَبٍ ذاتِ البَساتِينِ،
وَالمَنظَرِ السّهلِ، وَالعَيشِ الأفَانِينِ
وَقُلْ لِدُحْمَانَ ، إنْ وَاجَهْتَ جُمّتَه،
تَقُلْ لمُضْطَرِبِ الأخلاقِ مأفُونِ
أمسَكْتَ نَيلَكَ إمْسَاكَ القُمُدّ، وَلوْ
أعطَيْتَ لمْ تُعطِ غَيرَ القُلّ وَالدّونِ
ما كانَ في عُقَلاءِ النّاسِ لي أمَلٌ،
فكَيفَ أمّلْتُ خَيراً في المَجانِينِ
لا تَفخَرَنّ، فلَمْ يُنسَبْ أبوكَ إلى
بَهرَامِ جُورٍ، وَلا بَهرَامِ شُوبينِ
لا النّوْشَجانُ، وَلا نوبَختُ طافَ به،
وَلا تَبَلّجَ عن كِسرَى وَسيرِينِ
إن عَلَتْ هَضَبَاتُ الفُرْسِ من شَرَفٍ،
رَاحَتْ شيوخُكَ قُعساً في التّبابِينِ
مُقَوَّسينَ عَلى البَرْبَنْدِ، يُطرِبُهُمْ
سَجعُ الزَّمَرْتا، وَأصْوَاتُ الطّوَاحينِ(37/394)
أدّى خَرَاجيَ، لمّا أنْ بَخُلْتَ بهِ،
حَيا نَدَى مَيّتٍ في مُوشَ مَدفونِ
بَقِيّةٌ مِنْ عَطَاءِ البَحْرِ رَغّبَني
بها عن الطُّحلُبِ المُخضَرّ، وَالطّينِ
فإنْ تَنَاسَيْتُ نُعْمَاهُ التي قَدُمَتْ،
فْكُنْتُ مثلَكَ في الدّنيا وَفي الدّينِ
العصر العباسي >> البحتري >> لا تجزين أبا عبيدة صالحا
لا تجزين أبا عبيدة صالحا
رقم القصيدة : 3141
-----------------------------------
لا تَجْزِيَنْ أبَا عُبَيدَةَ صَالحاً
عَنْ طُولِ وَقفَتِنَا بقِنَّسْرِينا
جزْنَا، وَما كانَ الجَوَازُ هوًى لَنا
تََعِبينَ مِنْ نَصَبِ السُّرَى، لَغِبِينَا
حَسَرَتْ من السّفَرِ البَعيدِ رِكابُنا،
فشَبعنَ من أَلَمِ الْوَجى وَرَوِينَا
وَسرَتْ كِلابُكَ بالنُّباحِ، كأنّمَا
يَطلُبْنَ ثَاراً قَدْ تَقَدّمَ فِينا
مُتَبَعِّثَاتٌ بالنُّباحِ وَرَاءَنَا،
حتّى طرَحْنا زَادَنا، فَرَضِينَا
بِتْنَا بِبَاشيَّا مِنَ اجْلِكَ لَيْلَةً
بَليَ المَطيُّ بِبُؤسِها، وَبَلِينَا
أطْعَمْتَنا الزَّقّومَ حِين أبَتَّنَا
في خانِها وَسَقَيْتَنا الغِسْلِينَا
لَوْلاكَ كانَ على الكَفيرِ مَمَرُّنَا،
والْيَثْرِبِيَّةِ، أوْ عَلى تَرْحِينَا
لا أعْلَمَنّكَ تَسْتَزِيرُ عِصَابَةً
مِنْ بَعْدِنا شَامِينَ، أوْ جَزَرِينَا
قد كنتَ تهوَى أن نزُورَكََ حِقبةً
كَلَفاً بنا، فَذَهَبتَ لَمّا جِينَا
لَوّلا نَصِيبي مِنْ إخائِكَ أنّهُ
عِلْقٌ غَدَوْتُ بهِ الغَداةَ ضَنينَا
لتَمَكّنَتْ مِنّا وَمِنْكَ قَطيعَةٌ،
نَغْذُو بَنِيك، بدَرّها، وَبَنِينَا
العصر العباسي >> البحتري >> أبلغ ذفافينا رسالة مش
أبلغ ذفافينا رسالة مش
رقم القصيدة : 3142
-----------------------------------
أبْلِغْ ذَفافِيّنَا رِسالَةَ مُشْـ
ـتاقٍ أسَرّ الشّكْوَى، وَأعلنَها
رُبَّ غَداةٍ للقَصْفِ في حلَبٍ،
يَجْني ضُحىً وَرْدَها وَسوْسنَها
لله أزْمانُنَا بِعَلْوَةَ مَا
أطْيَبَ أيّامَها، وَأحسنَها(37/395)
نُبّئْتُها زُوّجَتْ أخَا خَنَثٍ،
أغَنَّ، رَطْبَ الأَطْرَافِ، ليّنَها
نِيكَتْ زِنَاءً فكَشْخَنَتْهُ ، وقدْ
نِبكَ بُغَاءً أَيضاً فَكَشْخَنَها
ترُومُ اخْوَانَهَا، وَيَمْنَعُها
منهُمْ، لقدْ ساَءَها، وَأحْزَنها
لوْ شاءَ، لا بورِكَتْ مَشِيئَتُهُ،
أَ بْلَغَها بالطّلاقِ مَأمَنَها
العصر العباسي >> البحتري >> بقومي جميعا لا أحاشي ولا أكني
بقومي جميعا لا أحاشي ولا أكني
رقم القصيدة : 3143
-----------------------------------
بقَوْمي جَميعاً لا أُحاشِي، وَلا أَكْني،
أبو جَعفَرٍ بْْحرُ العُلاَ وَحيَا المُزْنِ
فتى العَرَبِ المَدْعُوُّ في السّلْمِ للنّدى،
وَفارِسُها المَدْعُوُّ في الحِرْبِ للطّعنِ
سَحابٌ إذا أعْطَى، حَرِيقٌ إذا سطا،
لهُ عِزُّةُ الهِنديّ، في هِزّةِ الغُصْنِ
لَجَأنَا إلى مَعْرُوفِهِ، فَكأنّنَا،
لمِنْعَتِنا فيهِ، لجَأنَا إلى حُصْنِ
أطَاعَ العُلى في كُلّ حُكْمٍ أتَتْ بهِ،
فأقصَى الذي تُقصِي، وَأدنى الذي تُدْني
لِشَهْرِ رَبيعٍ نِعْمَةٌ مَا يَفِي بها
ثَنَاءٌ، وَلَوْ قُمْنا بأضْعَافِهِا نُثْني بيت
أمِنّا صرُوفَ الدّهرِ من بَعدِ خوْفِها
لَدَيهِ، وَبَعدَ الخَوْفِ يُؤنَسُ بالأمنِ
تَرَدَّدَتِ الأَيَّامُ فِيهِ ، وأَقْبَلَتْ
قِبَاحُ ،اللَّيالِي وَهْيَ بادِيةُ الحُسْنِ
غَداةَ غَدا مِن سِجنِهِ البَحرُ مُطلَقاً،
وَما خِلتُ أنّ البَحرَ يُحظَرُ في سجنِ
وَلَيْسَتْ لَهُ إلاّ السّماحَ جِنَايَةٌ،
إذا أُخِذَ الجَاني ببَعضِ الذي يَجني
تَقلْقَلُ مِنْهُ في الحَديدِ عَزِيمَةٌ،
يكِلُّ الحَديدُ عن جَوانبِها الخُشنِ
حُزُونَةُ أَيَّامٍ مَرَرْنَ بِهَضْبَةٍ
فأَقْلَعْنَ مِثْلَ المارِنِ اللَّيِّنِ الَّلدْنِ
فَما فَلّ رَيْبُ الدّهرِ مِن ذلكَ الشَّبَا،
وَلا زَعزَعَ المَكرُوهُ من ذلكَ الرّكنِ
وَلَمّا بَدا صُبْحُ اليَقِينِ، وَكُشّفَتْ
بهِ ظُلمةُ الطَّخياءِ عن شُبهَةِ الظّنِّ(37/396)
تجَلّى لَنا مِنْ سِجنِهِ، وَهوَ خارِجٌ
خرُوجَ شُعاعِ الشمسِ من جانبِ الدَّجنِ
يَفيضُ، كما فاضَ الغَمامُ تَتابَعَتْ
شَآبيبُهُ بالهَطْلِ مِنْهُ، وَبالهَتنِ
محَمّدُ عِشْ للمَكرُماتِ التي اصْطفَتْ
يَداكَ، وَللمَجدِ الرّفيعِ الذي تَبْني
فكَمْ مِنْ يَدٍ بَيْضاءَ مِنكَ بلا يَدٍ،
وَمِنْ مِنّةٍ زَهْراءَ مِنكَ بِلا مَنّ
العصر العباسي >> البحتري >> أعن جوار أبي إسحاق تطمع أن
أعن جوار أبي إسحاق تطمع أن
رقم القصيدة : 3144
-----------------------------------
أعَنْ جِوَارِ أبي إسحاقَ تَطمَعُ أنْ
تُزِيلَ رَحليَ، يا بَهْلُ بنُ بَهْلانَا
غَبينَةٌ سِمْتَنيهَا، لَوْ سَمَحْتُ بها
يَوْماً، لأكْفَلْتُهَا لَخْماً وَغَسّانَا
اعتَدتَ من قُطرِكَ الأقصَى لتَقمِرَني
بَني المُدَبِّرِ أنْصَاراً، وَأعْوَانَا
يَرْضَاهُمُ النّاسُ أرْباباً لسُؤدَدِهِمْ،
فكَيفَ أُسخِطُهُمْ، يا بَهلُ، إخوَانَا ؟
هَبْني غَنِيتُ بوَفْرِي عَنْ نَوَالِهِم،
فكَيفَ أصْنَعُ بالإلْفِ الّذِي كَانَا
عَهدٌ من الأنسِ عاقَرْنا الكؤوسَ على
بَديئِهِ، وَخَبَطْنَا فيهِ أزْمَانَا
نُمَازُ عَنْهُ كُهُولاً، بَعْدَ كَبرَتِنا،
وَقَدْ قَطَعْنَا بهِ الأيّامَ شُبّانَا
أصَادِقٌ لمْ أُكَذّبْهُمْ مَوَدّتَهُمْ،
وَلمْ أدَعْهُمْ لشيْءٍ عَزّ أوْ هَانَا
وَلمْ أكُنْ بَائِعاً بالرَّغْبِ عَبْدَهُمُ،
وَأنْتَ تَطلُبُهُمْ، يا بَهلُ، مَجّانَا
إذْهَبْ إلَيكَ، فَلا مُحظى بعارِفَةٍ،
وَلا مُصِيباً، بِمَا حاوَلتُ، إمْكَانَا
العصر العباسي >> البحتري >> ما جو خبت وإن نأت ظعنه
ما جو خبت وإن نأت ظعنه
رقم القصيدة : 3145
-----------------------------------
ما جَوُّ خَبْتٍ، وَإنْ نأتْ ظُعُنُهْ،
تارِكَنا، أو تَشُوقَنَا دِمَنُهْ
يَعُودُ للصَّبّ بَرْحُ لَوْعَتِهِ،
إنْ عاوَدَ الصَّبَّ في دَدٍ دَدَنُهْ
إِذَا اسْتَجَدَّتْ دَاراً تَعَلَّقَها
بالإْلْفِ حَتَّى كَأَنَّها وَطَنُهْ(37/397)
تَالله ما إنْ يَني يُدلِّهُنَا
سرُورُ هذا الغَرَامِ، أوْ حَزَنُهْ
متى عَدِمتُ الجَوَى أُعَارِكُهْ،
مُعيدَ لحظٍ، مَكرورَةٍ فِتَنُهْ
يَفْتَنُّ فيهِ الهَوَى، إذا ثَقُلَتْ
مأكَمَتَاهُ، وَخَفّ مُحتَضَنُهْ
أبْقِ على القَلْبِ مِنْ تَتيّمِهِ،
وأيُّ مُسْتَغْلِقِيهِ يَرْتَهِنهُ
و َرُبّ صَابي نَفسٍ إلى سَكَنٍ،
يَسُوم إتْوَاءَ نَفْسِهِ سَكَنُهْ
يَغترُّ بالّدهرِ ذو الإضَاعةِ، وَالدّهـ
ـرُ عَدوٌّ، مَطلُولَةٌ إحَنُهْ
في زَمَنٍ رَنّقَتْ حَوَادِثُهْ،
أشْبَهُ شيءٍ بحَادِثٍ زَمَنُهْ
رَضِيتُ مِنْ سَيّءِ الزّمانِ بأنْ
يَعْشُرَهْ، غَيرُ زَائِدٍ حَسَنُهْ
يُحبَى الأتَاوَى من شُكرِنا مَلِكٌ،
مَعْقُودَةٌ في رِقَابِنَا مِنَنُهْ
تَصْنَعُ صَنْعَاؤه لَهُ شَرَفاً،
لمْ تَتَأخّرْ عَنْ مِثْلِهِ عَدَنُهْ
عَلَتْ يَدٌ لْلعلاَء مُفَضَّلَةٌ
كمَا تُعَلّى مِنْ عَارِضٍ مُزُنُهْ
إنْ هَزّه المَادِحُونَ سامَحَهُمْ
فَرْعٌ مِنَ النّبْعِ، طَيّعٌ فَنَنُهْ
تَكْرُمُ أَذْوَاؤُهُ إِذا جَعَلَتْ
تَحْظُرُهَا قُصْرَةُ لَهُ يَمَنُهْ
وِزَارَتَاهُ فيما نُشَاهِدُ أَو
نُوَاسُهُ في القَدِيمِ أَو يَزَنُهْ
سَاقَ أُمُورَ السّلطانِ يَسلُكُها
نَهجاً من الرُّشدِ، وَاضِحاً سَننُهْ
يَغبَى رِجالٌ عَنها، وَقد ضُرِبتْ
،مُحيطَةً مِنْ وَرَائِها، فِطَنُه
إنْ شَذّ عَنْ عَيْنِهِ مُغَيَّبُها،
كانَتْ وَفَاءً مِنْ عَيْنِهِ أُذُنُهْ
إنْ خاتَلَتْهُ الرّجالُ مِنْ خَمَرٍ،
فَسِرُّه المُسْتَشَارُ لا عَلَنُهْ
والسّيفُ في نَصْلِهِ خُشونَتُهُ،
لَيسَ التي يَستَعِيرُها سَفَنُهْ
نَذُمُّ عَجْزَ العُقُولِ عَنْ خَطَرٍ
نَكيلُه بالعُقُولِ أوْ نَزِنُهْ
يَشْرَهْ حِرْصاً، حتّى يَثُوبَ له
ذُخْرٌ، منَ المُغلِياتِ، يَخْتَزِنُهْ
لا يَتَأنّى العَدُوَّ يُمْهِلُهْ،
وَلاَ يُبَادي الصّديقَ يَمْتَهِنُهْ
أُذْكُرْ هَداكَ الإلَهُ أغْثَرَ لا
يُغْسَلُ بالبحرِ طامِياً دَرَنُهْ(37/398)
إبنَ وَضِيعٍ منَ اليَهُودِ إذا استُنْـ
ـطِقَ لمْ يَرْتَفِعْ بهِ لَسَنُهْ
تَرَبّبَتْهُ قُرَى السّوَادِ، وَلمْ
تُبنَ عَلى أُمّهَاتِهِ مُدُنُهْ
ألْكَنُ مِنْ عُجمَةِ البلادِ، إذا
أرَادَ مِنْهُ يُقالُ قالَ: مِنُهْ
لِم يَضْرِبِ الهُرْمُزَانُ فيهِ ، ولا
مَارَمَّةٌ خَالُهُ ولا خَتَنُهْ
أَدَّى إِلَيْنَا خِنْزِيرَ مَزْبَلَةٍ
فَاحِشَةً إِنْ عَدَدْتُها أُبَنُهْ
إِذا الْتَقَى والشُّرُوطُ أَقْبَلَ قُبْلَ
الأَرْضِ حَتَّى يُصِيبَها ذَقَنُهْ
أُنْظُرْ إلى الأصْهبِ العَنَطْنَطِ مِن
مُعَلِّليهِ، فَعِنْدَهُ شَجَنُهْ
أفْرَطَ إدْلالُهُ، وَطَالَ عَلى
سُخْطِكَ من أفْنِ رأيهِ وَسَنُهْ
وَكَمْ جرِىءٍ على عِنادِكَ قَدْ
عَادَ هُزَالاً، في مَتنِهِ سِمَنُهْ
وَغْدٌ، يَعُدُّ الإِفْضَالَ يُمنَحُهْ
حِقْداً على المُفضِلينَ، يَضْطَغِنُهْ
لمْ يَعْبَ للنّعمَةِ الجَزَاءَ، وَلمْ
يَقدُرْ جَليلَ المَعْرُوفِ ما ثَمَنُهْ
يَسرِقُكَ الشُّكرَ، ثمّ أنتَ عَلى
سَيحِ دُجَيلٍ، والسَوسِ، تأتمِنُهْ
وَلمْ أجِدْ قَبْلَهُ قَصِيرَ يَدٍ،
فازَ بِمَالِ الأهْوَازِ يَحتَجِنُهْ
مَا رَابَ رَأيٌ، إلاّ جَعَلْتُكَ ميـ
ـزَاناً علَيهِ، في الحَزْمِ أمتَحِنُهْ
وَما اختِيارِيَ جاراً سَوَاكَ سَوى العَجـ
ـزِ، أجَنّتْ رَوِيّتي جُنَنُهْ
إنّ المُوَلّي عَنكُمُ، وَمُهْجَتُهُ
فيكُمْ، لَعَانٍ وَثيقَةٌ رُهُنُهْ
لَهُ إلَيْكُمْ نَفْسٌ مُشَرِّقَةٌ،
إنْ رَاحَ عَنكُمُ مُغَرِّباً بَدَنُهْ
والبُعْدُ، إنْ تاجرَ المَشُوقُ بهِ،
قَيْضٌ من القُرْبِ بَيّنٌ غَبَنُهْ
العصر العباسي >> البحتري >> يا أبا الصقر وعدك المضمون
يا أبا الصقر وعدك المضمون
رقم القصيدة : 3146
-----------------------------------
يا أبَا الصّقْرِ، وَعدُكَ المَضْمُونُ،
وَالمَوَاعيدُ، في الكِرَامِ، دُيُونُ
رُفِعَتْ نَحْوَكَ الأكُفُّ ومُدَّتْ
، لاِنْتِظَارٍ قَصْداً إلَيكَ العُيُونُ(37/399)
وَابتَغَتْكَ الآمَالُ، حَيْثُ تَنَاهَتْ
بَرَكَاتُ الدّنْيَا، وَعَزّ الدّينُ
إنْ أرَدْنَا لَدَيْكَ دُنْيَا، فدُنيا،
أوْ نُحاوِلْ لَدَيْكَ دِيناً، فَدِينُ
وَقَبيحٌ، إذا استَعَنْتُكَ، أنْ أبْـ
ـغي مُعيناً عَلى الّذي أسْتَعينُ
وَمَقامي، وَالحَوْلُ قَدْ مَرّ نِصْفٌ
منهُ، إنْ لمْ يَشِنْ، فَلَيسَ يَزِينُ
مَطلَبٌ مُظْلِمٌ، فَلا اللّيْلُ يُجْلى
عَنْ نَجاحٍ، وَلا الصّبَاحُ يَبينُ
وَعَلَيْكَ الضّمانُ، وَالحُكْمُ فينا،
إنْ ألَطّ الغَرِيمُ أدّى الضّمِينُ
حَاجَتي سَهْلَةٌ لَدَيْكَ، وَرَايٌ
إنْ قَبِلْتَ التّعذِيرَ فيهَا، أفِينُ
أَغْلِ شِعرِي غَلاؤهُ، إنّ بالدّونِ
وَأشْبَاهِهِ، يُبَاعُ الدّونُ
وَابنُ عَبْدِ العَزِيزِ وَفْرُكَ عَوّلْـ
ـتَ عَلَيْهِ، وَكَنْزُكَ المَخْزُونُ
مِن بَني الشَّلْمَغانِ حيثُ اضْمحلّ الـ
ـشّكُّ في فَضْلِهِ، وَصَحّ اليَقينُ
لَيسَ يألُوكَ طَاعَةً، فالّذي تَهْـ
ـوَى لَدَيْهِ مِنَ الأُمُورِ يَكُونُ
إنْ رَأى عِنْدَكَ اعْتِزَامَةَ جِدٍّ،
لمْ يُقَلِّلْ مَا كَثّرَ إذكوتَكِينُ
العصر العباسي >> البحتري >> عند ظباء الرمل أو عينه
عند ظباء الرمل أو عينه
رقم القصيدة : 3147
-----------------------------------
عِنْدَ ظِبَاءِ الرَّمْلِ أَوْ عِينِهِ
قَلْبُ مَشُوقِ القَلْبِ مَحْزُونِهِ
يُهَوِّنُ الهَجْرَ خَلِيٌّ ولَوْ
يَعْشَقُ مَا قَالَ بِتَهْوِينِهِ
والشَّوْقُ مَصْرُوفٌ إِلى شادِنٍ
مُخْتَلِفٍ بَحْرُ أَفَانِينِهِ
لَوَّنَ مِنْ أَخْلاَقِهِ ، والهَوَى
فِيهِ عَلَى كَثْرَةِ تَلْوينِهِ
حَسَّنَهُ بَارِيهِ إِذْ صَاغَهُ
مِنْ فِتْنَةٍ أَعْجَبَ تَحْسِينِهِ
إِنْ تَتَعَجَّبْ فَلأَبْكَارِ ما
يَأْتِي بهِ دَهْرُكَ أَو عُونِهِ
يَسْتَنْزِلُ المَرْءَ عَلَى هَوْنِهِ
عَنْ حُكْمِهِ فِيهِ عَلَى هُونِهِ
أَبُو عَلِيٍّ خَيْرُ مَنْ يُرْتَجَى
في شِدَّةِ الدَّهْرِ وفِي لِينِهِ
تَاجِرَ مَدْحٍ يَصْطَفِيهِ علَى(37/400)
تَقْويمِهِ الحَمْدَ وتَثْمِينِهِ
يُقَصِّرُ الْقَوْمُ وَهُمْ عُصْبَةٌ
عَن حَزْرِ مَا يُولِي وتَخْمِينِهِ
وما وَصِيفٌ يَوْمَ وَصْفي لَهُ
بخامِلِ الذِّكْرِ ولا دُونِهِ
يَعْتَمِدُ السُّلْطَانُ مِنْهُ عَلَى
مُبَارَكِ الطَّائرِ مَيْمُونِهِ
مُظَفَّرِ في الحَرْبِ ، مَا سِرُّها
بِظَاهِرٍ عَنْ حَظْرِ تَحْصٍينِهِ
عَهْدٌ مِنَ السَّيْفِ عَلَى خَدِّهِ
مُجَاوِرٌ مَارِنَ عِرْنِينِهِ
إِنْ شَانَ قَوْماً ضَرْبُ أَقْفَائِهِمْ
شَرَّفَهُ الضَّرْبُ بِتَزْيينِهِ
نَسْتَمْتِعُ اللهَ بأَيَّامِهِ
وعِزِّهِ فِينَا وتَمكِينِهِ
وَلْيَفْدِهِ مِنْ كُلِّ مَا يُخْتَشَى
كُلُّ مَصُونِ الْمَالِ مَخْزُونِهِ
تُرَاكَ مُعْدِيَّ عَلَى ظَالِمٍ
ضَعِيفِ عَقْدِ الرَّأْيِ مَاْفُونِهِ ؟
لم تَدَعِ الأُبْنَةُ في عِرْضِهِ
بِقِيَّةً تُرْجَى ولا دِينِهِ
مَا انْزَجَرَ الصِّبْيانُ عن نَيْكهِ
لِلطُّولِ مِن ظَاهِرِ عُثْنُونِهِ
فَضَائِحٌ إنْ يَلْتَمِسْ غَسْلَهَا
لا يَنْقَ مِنْهَا غِشُّ صَابُونُهُ
العصر العباسي >> البحتري >> من مبلغ الطائي وهو مخيم
من مبلغ الطائي وهو مخيم
رقم القصيدة : 3148
-----------------------------------
مَنْ مُبْلِغُ الطَّائِيِّ وَهْوَ مُخَيِّمٌ
بالْحِيرَةِ الْبيْضَاءِ أَو كُوفَانِ
أَنَّ الزِّيادةً يَوْمَ رُمْتَ زِيادَتي
عادَتْ عَليَّ بأَكْبَرِ النُّقْصَانِ
قَدْ كَانَ غُنْماً لَوْ قَنِعْتُ بَقَدْرِهِ
في أَنْ يَصِحَّ وتَخْلُصَ المِائَتَانِ
فَالآنَ قَدْ رَجَعَتْ إِليَّ جَوَارِحِي
ويَدِي ، مَطِيَّةَ خَيْبَةٍ ، ولِسَانِي
كَيْفَ الخُرُوجُ إِلى الشَّآمِ وَعِنْدَهُ
زَادِي ورَاحِلَتي اللَّذَا فَاتَاني ؟
العصر العباسي >> البحتري >> يا صالح بن الفضل إنك مخبري
يا صالح بن الفضل إنك مخبري
رقم القصيدة : 3149
-----------------------------------
يَا صَالِحَ بْنَ الفَضْلِ إِنك مُخْبِرِي
عَنْ صَالِحِ الْخُلَطَاءِ والإِخْوَانِ(37/401)
ومُذَكِّرِي بكَرِيمِ شِيمَتِكَ الَّذي
قَدْ كُنْتُ أَعْهَدُهُ مِنَ الْفِتْيَانِ
وكَذَاكَ مَنْ كِسْرَى أَبَرْويزٌّ لَهُ
عَمٌّ إِلى كِسْرَى أَنُو شِرْوَانِ
وأَبُوك شَهْرَبَرَازُ فارِسُ فارِسٍ
والرُّومِ يَخْلِطُ ضَرْبَها بِطِعَانِ
بَيْنَ المُلُوكِ إِلى الأَسَاوِرَةَ انتَهَى
شَرَفَانِ فِي عَلْيَاكَ يَجْتَمِعَانِ
وأَرَاكَ أَتْقَنْتَ الْقَرِيضَ ، وبَعْضُهُمْ
يَتَبَدَّلُ التَّشْقِيقَ بالإِتقَانِ
أَحْسَنْتَ فِي فِعْلٍ وفَضلِ مَقالَةٍ
فَحَظِيتَ بالإِفضَال والإِْحْسَانِ
شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> جائزة نوبل
جائزة نوبل
رقم القصيدة : 315
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
شوف عندك يا سلاملم
واتفرج يا سلام
مواطن
شخص عادي
مالوش أي اهتمام
ومبارك الخيانه
ومسميها السلام
وف يوم قرا الجرايد
تاريخ ما اعرفش كام
من يومها يا ضنايا
بيشقلب فى الكلام
واتفرج يا سلاملم
على شقلب يا سلام
لما محانم جيبن يا دخ
زايجة لوبن
يعنى مناحم بيجن
ياخد جايزة نوبل
تبقى النوديا
يعنى الدنيا
ماشيه بتحدف بالمندار
يبقى الشهر اتناشر ساعه
يبقي اليوم
ليلتين ونهار
يبقى القاتل
شخص ضحية
والمقتول مجرم جبار
شفتوا إزاى ؟
أما صحيح الطب اتقدم
وحنا ما وصلتناش أخبار
أيوه يالجنة لوبن بيه
قاعدة ازاى بتلجنى إيه
أنا مش فاهم حاجه صراحه
لما القاتل يا خد جايزه
كده من دون تلبيخ وأباحه
يبقي
يا إما اللجنه دى بايظه
أو لا مؤاخذه
رئيسها حمار
يبقي يا لجنه يا عره يا كوسه
جتنا وجتكو ستين حوسه
يبقي ف هذا الزمن المايل
ياما حتجري علينا هوايل
تبقي اللكلمه بدل الكلمة
والكاتب يمسك منشار
يبقي الراعش
يعنى الشاعر
يسكن شقه ف بيت
فى قصيده
يكتب فول
ياكل أشعار
العصر العباسي >> البحتري >> عفى علي بن إسحاق بفتكته
عفى علي بن إسحاق بفتكته
رقم القصيدة : 3150
-----------------------------------
عَفّى عَلِيُّ بنُ إسحاقٍ، بِفَتكَتِهِ،(37/402)
على غَرَائِبِ تيهٍ كُنّ للحَسَنِ
أنْسَتْهُ تَفْقيعَهُ، في اللّفْظِ، نازِلةٌ
لم تُبْقِ عنهُ سوَى التّسليمِ للزّمَنِ
أبا عَليٍّ! عَليكَ الفَوْتُ إنْ ذُكرَ الـ
إدْرَاكُ مِنْ طالبي الأوْتارِ وَالإحَنِ
لَمّا رَثَيْتَ رَجَاءً خِلْتُ أنّكَ قَدْ
ثَأَرْتَهُ بِبُكا القُمْرِيّ في الفَنَنِ
فَنُمْتَ عَنْهُ، وَلمْ تَحْفِلْ بمصرَعه،
لا مَتْعَ الله تِلكَ العَينَ بالوَسَنِ
بَلْ ما يسرُّكَ مِلءُ الدّارِ مِنْ ذَهَبٍ،
وَأنّ ما كانَ، يوْمَ الدُّارِ، لم يَكُنِ
حِرْصاً على إرْثِ شيخٍ ظلّ مُضطهَداً
بالشّامِ يَكبُو على العِرْنِينِ وَالذّقَنِ
دَعَاكَ، والسّيفُ يَغشاهُ، فمِن بدنٍ
بغَيرِ رَأسٍ، وَمِنْ رأسٍ بلا بَدَنِ
فلَمْ تكُنْ كابنِ حُجْرٍ، حِينَ ثَارَ، وَلا
أخي كُلَيبٍ وَلا سَيفِ بنِ ذي يزَنِ
وَلمْ يَقُلْ لكَ في وِتْرٍ طَلَبْتَ بِهِ:
تِلكَ المَكارِمُ لا قَعبَانِ مِن لَبَنِ
العصر العباسي >> البحتري >> ضاعف من بثي وأحزاني
ضاعف من بثي وأحزاني
رقم القصيدة : 3151
-----------------------------------
ضَاعَفَ مِنْ بَثِّي وأَحْزَاني
فقْدُ أَخِلاَّيَ وإِخوَاني
إِنَّ الَّذي أَسْخَطَني لَوْ رَمى
فِيّ إِلى العَدْلِ لأَرْضَانِي
ولِلَّيَالِي فِي تَصَارِيفِها
حُكْمَانِ فِيمَا رَابَيَنَا اثْنَانِ
وَفي خُطُوبِ الدَّهْرِ إِنْ فُتِّشَتْ
طَعْمَانِ مِنْ شُهْدٍ وخُطْبَانِ
وعَادَةُ الأَيَّامِ فِي فِعْلِها
تَخْلِطُ مِنْ سُوءٍ وإِحْسَانِ
تِلْكَ العُلاَ يُعْوِلْنَ وَجْداً عَلَى
أَيُّوِبِهنَّ بْنِ سُلَيْمَانِ
عَلَى امْرِىٍء لم يُلْفَ في سُؤْدُدٍ
بِوَاهِنِ السَّعْيِ ولا وَانِ
ثَاوٍ مَضَى ، والجُودُ تِلْوٌ لهُ
لا أَوَّلٌ يُرْجَى ولا ثَانِ
صَبْراً أَبَا العَبَّاس صَبْراً عَلَى
رَزِيئَةٍ مُعْضِلَةِ الشَّانِ
وَنَكْبَةٍ تُجْرِي عَقَابِيلُها
مَدَامِعَ الْبَاقِي عَلَى الْفَانِي
العصر العباسي >> البحتري >> منعرض للهجر وهو جبان(37/403)
منعرض للهجر وهو جبان
رقم القصيدة : 3152
-----------------------------------
مُنَعَرِّضُ للهَجْرِ وَهْوَ جَبَانُ
وسِلاَحُهُ لِعَدُوِّهِ الهِجْرَانُ
يَصْبُو إَلى غَضَبِي عَلَيْهِ تَشَوُّقاً
فَإِذا غَضِبْتُ أَتَى بهِ الإِذْغَانُ
يَهْوَى هَوَايَ ضَمِيرُهُ ، فَفُؤَادُهُ
فَرْدُ الهَوَى ، ولِسَانُهُ أَلْوَانُ
العصر العباسي >> البحتري >> روحي ورحك مضمومان في جسد
روحي ورحك مضمومان في جسد
رقم القصيدة : 3153
-----------------------------------
رُوحِي ورُحُكَ مَضْمُومَانِ فِي جَسَدٍ ،
يَا مَنْ رأَى جَسَداً قَدْ ضَمَّ رُوحَيْنِ
يَا باعِثَ السُّكْرِ مِنْ طَرْفٍ يُقَلِّبُهُ
هَارُوتُ ، لا تَسْقِني خَمْراً بِكَاسَيْنِ
ويَا مُجَرِّكَ عَيْنَيْهِ لِيَقتُلَنِي
إِنَّي أَخَافُ عَلَيْكَ العَيْنَ مِنْ عَيْنِي
العصر العباسي >> البحتري >> عشنا بأنعم عيش
عشنا بأنعم عيش
رقم القصيدة : 3154
-----------------------------------
عِشْنَا بأَنْعَمِ عَيْشٍ
إِلْقَيْنِ كالْغُصْنَيْنِ
فَلَمْ يَزَلْ عُجْبُ عَيْنِي
بأْلْفَةِ الإِلْفَيْنِ
حَتَّى رَمَانِي بِسَهْمِ الْـ
ــمَنُونِ عَنْ قَوْسَيْنِ
أَلَيْسَ مِنْ شُؤْمِ بَخْتِي
أَصَبْتُ نَفْسِي بعَيْني
العصر العباسي >> البحتري >> يا نازحا قد نأى عن الوطن
يا نازحا قد نأى عن الوطن
رقم القصيدة : 3155
-----------------------------------
يا نازِحاً قَدْ نَأَى عَنِ الوَطَنِ
أَوحَشْتَ طَرْفِي مِنْ وَجْهِكَ الحَسَنِ
أَذُمُّ فِيكَ الهَوَى وأَحمْدُهُ ،
فِيكَ مَزَحْتُ السُّرُورَ بالحَزَنِ
العصر العباسي >> البحتري >> أجر حديثي وكن له فطنا
أجر حديثي وكن له فطنا
رقم القصيدة : 3156
-----------------------------------
أَجْرِ حَدِيثي ، وكُنْ لهُ فَطِناً
مُسْتَخْرِجاً هَلْ تَراهُ غَضْبَانا
واحْفَظْ عَلَيْهِ الحَدِيثَ مُكتَتَماً
ثُمَّ أَعِدْهُ عَليَّ إِعْلاَنَا(37/404)
أَبْصَرْتُهُ في المَنَامِ مُعْتَذِراً
إِليَّ مِمَّا أَتَاهُ يَقْظَانَا
وَلاَنَ حَتَّى إِذا هَمَمْتُ
أَيْقَظَنِي ياسِرٌ فلا كَانَا
العصر العباسي >> البحتري >> خلته لما تبدى
خلته لما تبدى
رقم القصيدة : 3157
-----------------------------------
خِلْتُهُ لَمَّا تَبَدَّى
قَمَراً في غُصْنِ بَانِ
هَزَّهُ العُجْبُ فَوَلَّى
يَتَثَنَّى كالعِنَانِ
نَازِحُ الدَّارِ ، قَرِيبُ الـ
ـذِّكَرِ في كُلِّ مَكَانِ
أَقطَعُ اللَّيْلَ بذِكْرَاهُ
نَدِيماً لِلأَمَاني
العصر العباسي >> البحتري >> هدأ الناس ونامت
هدأ الناس ونامت
رقم القصيدة : 3158
-----------------------------------
هَدَأَ النَّاسُ ، وَنَامَتْ
كُلُّ عَيْنٍ غَيْرَ عَيْنِي
والأَمَانِي رُسُلٌ بَيْنَ
الَّذي أَهْوَى وبَيْني
مَا أَرَى بَدْءَ طِلاَبي
لَكَ إِلاَّ بَدْءَ حَيْني
العصر العباسي >> البحتري >> مل فما تعطفه رحمة
مل فما تعطفه رحمة
رقم القصيدة : 3159
-----------------------------------
مَلَّ فَمَا تَعْطِفُهُ رَحْمَةٌ
واتَّخَذَ الْعِلاَّتِ أَعْوَانَا
إِن سَاءَكَ الدَّهرُ بِهِجْرانِه
فَرُبَّما سَرَّكَ أَحْيَانَا
لا تَيْأَسَنْ عَطْفَ أَخِي مَلَّةٍ
أَظَهَرَ بَعْدَ الْوَصْلِ هِجْرَانا
يَمَلُّ هذا النَّاسُ مَنْ قَدْ هَوَوْا
وَوَصْلُنا باقٍ كَمَا كَانَا
شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> التحالف ( يعيش أهل بلدي )
التحالف ( يعيش أهل بلدي )
رقم القصيدة : 316
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يعيش أهل بلدي
وبينهم ما فيش
تعارف
يخلي التحالف يعيش
تعيش كل طايفه
من التانيه خايفه
وتنزل ستاير بداير وشيش
لكن فى الموالد
يا شعبي يا خالد
بنتلم صحبه
ونهتف .. يعيش
يعيش أهل بلدي
يعيش المثقف على مقهى ريش
يعيش يعيش يعيش
محفلط مزفلط كتير كلام
عديم الممارسه
عدو الزحام
بكام كلمة فاضيه
وكام اصطلاح
يفبرك حلول المشاكل قوام
يعيش المثقف(37/405)
يعيش يعيش يعيش
يعيش أهل بلدي
يعيش التنابله
فى حي الزمالك
وحى الزمالك
مسالك مسالك
تحاول تفكر تهوب هنالك
تودر حياتك
بلاش المهالك
لذلك إذا عزت توصف حياتهم
تقول الحياة عندنا
مش كذلك
وممكن تشوفهم فى وسط المدينه
اذا مر جنبك
أتومبيل سفينه
قفاهم عجينه
كروشهم سمينه
جلودهم بتضوي
دماغهم تخينه
سنانهم مبادر تفوت فى الجليد
ما فيش سخن بارد
بياكلوا الحديد
ما دام نهر وارد
وجاي م الصعيد
تزيد الموارد
كروشهم تزيد
وتسمع وتسلم
بأن التنابله
أو الأكالين
حيسمح كبيرهم
ويعمل مقابله
مع الفلاحين
ويحصل تحالف
ما بين الجميع
ونملا المصارف
بدم القطيع
أطيع الخليفه
أطيع والديك
أطيع التنابله
دا مفروض عليك
وتزرع وتبعت لحي الزمالك
وحي الزمالك
مسالك مسالك
تحاول تفكر تهوب هنالك
تودر حياتك بلاش المهالك
لذلك
إذا حد جاب لك سيرتهم
تبسمل تكبر
وتهتف كذلك
يعيش التنابله
يعيش يعيش يعيش
يعيش أهل بلدي
يعيش الغلابه
فى طي النجوع
نهارهم سحابه
وليلهم دموع
سواعد هزيله
لكن فيها حيله
تبدر تخضر جفاف الربوع
مكن شغل كايرو
ما يتعبش دايره
لا ياكل
ولا حتى يقدر يجوع
يا غلبان بلدنا
يا فلاح يا صانع
يا شحم السواقي
يا فحم المصانع
يا منتج
يا مبهج
يا آخر حلاوه
يا هادي
يا راضي
يا عاقل
يا قانع
ما تتعبش عقلك
فى شغل السياسه
وشوف انت شغلك
بهمه وحماسه
وعود عيالك فضيله الرضا
لأن إحنا طبعا
عبيد القضا
ورزقك ورزقي ورزق الكلاب
دا موضوع مؤجل ليوم الحساب
كمان الصحافه
حتكتب فى حالتك
وتنشر مناظر لخالك وخالتك
وتتطلع يا مسعد عليك الغناوي
وتسمع باسمك
فى قلب القهاوي
تحبك مشيره وبنات الجزيره
وقصه غرامك
تشيع فى الرداوي
يعيش عم مسعد
يعيش يعيش يعيش
يعيش أهل بلدي
العصر العباسي >> البحتري >> ليت شعري عنك هل تع
ليت شعري عنك هل تع
رقم القصيدة : 3160
-----------------------------------
لَيْتَ شِعْري عَنْكَ هَلْ تَعْـ
ــلَمُ أَنِّي بك عانِ
فَلَقدْ أَسْرَرْتُهُ مِنْـ(37/406)
ــكَ ، وأَطلَعْتُ الأَمَاني
وَتَوَهَّمْتُكَ فِي نَفْـ
ــسِي فَنَاجاكَ لِسَاني
فاجْتَنَعْنَا ، وافْتَرقْنَا
بالأَمَانِي فِي مَكَانِ
العصر العباسي >> البحتري >> كلانا مظهر للناس بغضا
كلانا مظهر للناس بغضا
رقم القصيدة : 3161
-----------------------------------
كِلاَنا مُظْهِرٌ للنَّاسِ بُغْضاً
وكُلٌّ عِنْدَ صَاحِبِهِ مَكِينُ
وأَسْرَارُ المَلاَحِظِ لَيسَ تَخْفَى
وقَدْ تُغْرِي بِذِي اللَّحْظِ الجُفُونُ
وَكَيْفَ يَفُوتُ هَذَا النَّاسَ شَيْءٌ
ومَا في القَلبِ تُظْهِرُهُ العُيُونُ
العصر العباسي >> البحتري >> ما في معاشرة ابن أكثم ساعة
ما في معاشرة ابن أكثم ساعة
رقم القصيدة : 3162
-----------------------------------
ما فِي مُعَاشَرَةِ ابْنَ أَكْثَمَ ساعَةً
خَطَرٌ لِذِي عَقْلٍ ولا مَجْنُونِ
أَعْمَى لهُ بَصَرٌ يَعِيبُ صَديقَهُ
يأْتي المَثَالِبَ في خَفاً وسُكُونِ
يُبْدَِي لنا زِيَّ القُضَاةِ وسَمْتَهُمْ
وأَجَلُّ طُعْمَتِهُ مِنْ التَّقيينِ
كَمْ ثَمَّ من وَصْفٍ يَسُرُّك حَاضِراً
ومَعَ المغِيبِ فَلَيْسَ بالْمَأْمُونِ
حَتَّى إِذا حَذِقَ القِيَادَةَ كُلَّها
باعَ القِيانَ وجَدَّ فِي التَّعْيِينِ
وقَضَى مَظَالِمَ جَدِّهِ مُتَحَرِّياً
فَتَخَلَّصَ اللُّوطِيُّ بالْمَأْمُونِ
العصر العباسي >> البحتري >> أغيب عنك بود لا يغيره
أغيب عنك بود لا يغيره
رقم القصيدة : 3163
-----------------------------------
أَغِيبُ عَنكَ بوُدٍّ لا يُغَيِّرُهُ
نَأْيُ المَحَلِّ ولاَ صَرْفٌ مِنَ الزَّمَنِ
فَإِنْ أَعِشْ فَلَعَلَّ الدَّهْرَ يَجْمعُنَا ،
وَإِنْ أَمُتْ فَبِطُولِ الشَّوقِ والحَزَنِ
تَعْتَلُّ بِالشُّغْلِ عَنَّا مَا تُلِمُّ بِنَا
الشُّغْلُ للقَلْبِ لَيْسَ الشُّغْلُ لِلبَدَنِ
قَدْ حَسَّنَ اللهُ في عَيْنَيَّ ما صَنَعَتْ
حَتَّى أَرَى حَسَناً ما لَيْسَ بالحَسَنِ(37/407)
العصر العباسي >> البحتري >> يابن عبد الكريم من أزيد الأشياء
يابن عبد الكريم من أزيد الأشياء
رقم القصيدة : 3164
-----------------------------------
يابْنَ عَبْدِ الكَرِيمِ مِنْ أَزْيَدِ الأَشيَاءِ
فِي قَدْرِ نِعْمةٍ أَنْتُهَانَا
لم يَزَلْ شُؤْمُكَ المُجَرَّبُ في الأَحـ
ــزَابِ قِدْماً حَتَّى عَزَاْتَ أَخَانَا
قَدْ رَأَيْتَ احْتِراقَ قَلبِي لِتُرْكَانَ
، فإِلاَّ تَرَكتَ لي تُرْكَانا
العصر العباسي >> البحتري >> فلئن حرصت على اليسار فربما
فلئن حرصت على اليسار فربما
رقم القصيدة : 3165
-----------------------------------
فَلَئِنْ حَرَصْتُ عَلى اليَسارِ فَرُبَّما
رَاحَ الحَرِيصُ بِرُمَّةِ الحِرْمَانِ
وَلئِنْ عَدَا صَرْفُ الزَّمَانِ فإِنَّني
مُتَدَرِّعٌ صَبْرِي لِرَيْبِ زَمَانِي
أَقْرَى الحَوَادِثَ إِنْ حَلَلْنَ تَجَلُّداً
وأَعُدُّ شَأْنَ عَشِيرَتي مِنْ شَاني
قَوْمٌ تَرَى أَرْمَاحَهُمْ يَوْمَ الْوَغَى
مَشْغُوفَةً بِمَوَاطِنِ الكِتْمَانِ
يَتَسَرْبَلُونَ أَسِنَّةً وصَفَائِحاً
والمَوْتُ بَيْنَ صَفِيحَةٍ وسِنَانِ
قَوْمٌ إِذا شَهِدُوا الكَرِيهَةَ صَيَّروا
كُمَمَ الرِّمَاحِ جَمَاجِمَ الأَقرَانِ
قَوْمٌ يحُلُّ لَدَى الْبرِيَّةِ خَوْفُهُمْ
بِمَنَازِلِ الأَرْوَاحِ فِي الأَبدانِ
العصر العباسي >> البحتري >> يا أخا الفضل والندى يا أبا ال
يا أخا الفضل والندى يا أبا ال
رقم القصيدة : 3166
-----------------------------------
يا أَخَا الفَضلِ والنَّدَى يا أَبَا الْـ
ــعَبَّاسِ زَيْنَ الكُهُولِ والشُّبَّانِ
أَنتَ فَرْدٌ فُتُوَّةً وفَتَاءً
لَيْسَ كلُّ الْفِتْيَانِ بالْفِتْيَانِ
مَا لَنَا بَعْدَ أُنْسِهِ ووِدَادٍ
وتَصَافٍ في السِّرِّ والإِعْلانَ
قَدْ تَنَاسَيْتَنَا فَقَدْ أَصْبحَ الوَصْـ
ـــلُ أَسِيراً فِي قَبْضَةِ الْهِجْرَانِ
وخَرَجْنَا منْ بابِ ذِكْرَاكَ فالذِّكْـ(37/408)
ـــرَى تَشَكَّى شَمَاتَةَ النِّسْيَانِ
عِشْ سَعِيداً ، واشرَبْ هَنِيئاً ، ولا تَعْـ
ــدَمْ سَرَاةً مِنْ عِلْيَةِ الإِخوَانِ
مِنْ مُدَامٍ كأَنَّها ذَوْبُ تِبْرٍ
مائِعٍ أَو مُجَاجَةُ الزَّعْفَرانِ
تَتَوقَّى الهُمومَ عن أَنفُسِ الشَّرْ
بِ ، وتُحْيِي مُمَوَّتَاتِ الأَمَانِي
فِي جِنَانٍ حَاكَ الخَرِيفُ لها الْوَشْـ
ــيَ فَصَارَتْ في الحُسْنِ مِثلَ الجِنَانِ
مَنزِلٌ كانَ بَيْنَ دِجلَةَ فِيهِ
لَكَ صَحْنٌ تَرْعَى بهِ العَيْنَانِ
أَيُّ كَفٍّ بَنَانُها تَمْطُر الإِحْسَانَ
وَبْلاً حَلَّتْ بِدَارِ بَنَانِ
لم يَعِبْهُ إِلاَّ حُضُورُ الهَدَادِيِّ
عَلَيْهِ لَعَائِنُ الرَّحمن
كَيْفَ أَدْنَيْتَهُ وَوَجْهُ الهَدَادِيِّ
يَهُدُّ السُّرُورَ عِنْدَ العِيَانِ
وأَحَادِيثُهُ المُكَرَّرَةُ الْغَثَّـ
ــةُ تُمْسِي سَحَائِبَ الغَثَيَانِ
كُنْتَ تَشكُو حَرَّ المَكَانِ فلمَّا
حَلّ فيهِ شَكَوْتَ بَرْدَ المَكَانِ
العصر العباسي >> البحتري >> من اجلك ظل العاذلات يلمنني
من اجلك ظل العاذلات يلمنني
رقم القصيدة : 3167
-----------------------------------
مِنَ اجْلِكِ ظَلَّ العَاذِلاتُ يَلُمْنَنِي
ويَزْعُمْنَ أَنِّي في طِلاَبِكِ عانِ
ويَرْفِدْنَنِي نُصْحاً زَعَمْنَ ، وإِنَّهُ
لَفِي حَرَجٍ مَنْ لامَنِي ونَهَانِي
العصر العباسي >> البحتري >> شيد بفضلك مشرف البنيان
شيد بفضلك مشرف البنيان
رقم القصيدة : 3168
-----------------------------------
شَيِّدْ بِفَضلِكَ مُشْرِفَ البُنْيَانِ
لَمْ يَبْقَ إِلاَّ خَتِمُ الإِحْسَانِ
رُدَّ الصَّنِيعَةَ فِي ابْنِ شُكرٍ ، طَبْعُهُ
نَشْرُ الَّذي تُولِيهِ كُلَّ أَوَانِ
أَمَّا لِسَانِي فِي الحِسَابِ فَوَاحِدٌ
ويَقُومُ فِيكً مَقَامَ أَلْفِ لِسَانِ
لا تُبْعِدَنِّي مِنكَ نِسْبَةُ مَنْ هُمُ
خُلَفَاءُ قَوْمِكَ مِنْ بَنِي شَيْبَانِ
نَسَبِي لَعَمْرِي في رَبِيعةَ غُرَّةٌ(37/409)
فِيهَا ، ولِي قَلْبٌ هَوَاهُ يَمَانِي
ذَهَبَتْ يَمَانٌ بالمَفَاخِرِ كُلِّها
بكِ دُونَ أَهْلِ الْفَخرِ بالنُّعْمَان
مَرَجَ الإِلهُ بِسيْبِ كَفِّك للنَّدَى
بَحْرَيْنِ بالمَعْرُوفِ يَلتَقِيَانِ
هذَا يَفِيضُ بفِضَّةٍ وبعَسْجَدٍ ،
ويفَيضُ ذَاكَ بفَاخِرِ المَرْجَانِ
واللهُ أَكْسَبَكَ المَحامِدَ مُكْمِلاً
لكَ كُلَّ إِنْسَانِيَّةِ الإِنْسَانِ
رَفَعَ السَّماءَ ومَجْدَ فَخْرِكَ قَبْلَ أَنْ
يَبْدَا بِوَضْعِ الأَرضِ والمِيزَانِ
فَارَقْتُ مُذْ زَمَنِ أَبي ، فَجَعلْتَ لي
مِنْ بَعْدِ ذَاكَ أَياً يَقُومُبشَانِي
أَتَصُونُ لي شِعْراً وأَخْلِقُ قَدْرَهُ
في النَّاس ، ما أَمِّي إِذاً بِحَصَانِ
مَهْمَا أَهَنْتَ الدُّرَّ مَا أَكرَمْتَهُ
فاقْطعْ نَوالَكَ فَهْوَ قَطْعُ بَنَانِي
ما حِصْنُ هذَا الحِصْنِ لِي بمُعَوَّلٍ
أَلْجَا إِلَيْهِ وأَنْتَ حِصْنُ أَمَاني
إِنِّي أَتَيْتُ مُوَدِّعاً وأَقُولُ لَوْ
لَمْ آتِ فَضْلكَ طَالِباً لأَتَاني
وإِذَا انَتَجَعْتُكَ بالرُّجُوعِ فَغَيْرُهُ
أَولَى وأَبْعَدُ مِن جَوَى الحَدَثَانِ
فاشْدُدْ أَبَا العبَّاسِ كَفَّكَ بالعُلاَ
إِنَّ العُلاَ مِنْ أَشرَفِ التِّيجانِ
العصر العباسي >> البحتري >> ألا هل يحسن العيش
ألا هل يحسن العيش
رقم القصيدة : 3169
-----------------------------------
ألا هلْ يَحْسُنُ العَيْشُ
لنَا، مِثْلَ الّذي كانَا
وَهَلْ تَرْجِعُ يَا نَا
ئلُ بالمُعْتَزّ دُنْيَانَا
عَدِمْتُ الجَسَدَ المُلْقَى
على كُرْسي سُلَيْمَانَا
فَقَدْ أصْبحَ لِلّعْـ
ـنَةِ نَقْلاهُ وَيَقْلانَا
شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> تذكرة مسجون
تذكرة مسجون
رقم القصيدة : 317
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
الاسم : صابر
التهمه : مصري
السن : اجهل اهل عصري
لرغم انسدال الشيب ضفاير
من شوشتى
لما لتحت خضري
المهنه : وارث
عن جدودي
والزمان
صنع الحضاره
والنضاره
والامان(37/410)
البشره : قمحى
القد : رمحى
الشعر : اخشن م الدريس
لون العيون : اسود غطيس
الانف : نافر كا لحصان
الفم : ثابت فى المكان
واما جيت ازحزحه
عن مطرحه
كان اللى كان
جهه الميلاد: فى أي اوضه مضلمه
تحت السما
على ارض مصر
من أي دار وسط
النخيل
مطرح ما يجري النيل
ما دام ما يكونش قصر
الحكم: من سبع تلاف سنه
وانا راقد سجين
اطحن على ضراسي الحجر
من الضجر
وابات حزين
الاسباب : سالنى سائل
حبستك طالت
وليه
ولانى طيب
وابن نكته
ما فيش مخالفه ركبتها
ضد القانون
لانى خايف
والقانون سيفه ف اديه
تسأل عليّ المخبرين
فى أي حين
تسمع وتفهم قصتي
الف وبيه
الاسم صابر ع البلا
ايوب حمار
شيل الحمول من قسمتى
والانتظار
اغرق فى انهار العرق
طول النهار
والم همى فى المسا
وارقد عليه
عرفت ليه ؟
العصر العباسي >> البحتري >> رحلت وأودعت الفؤاد لواحظا
رحلت وأودعت الفؤاد لواحظا
رقم القصيدة : 3170
-----------------------------------
رَحَلَتْ ، وأَوْدَعَتِ الفُؤَادَ لَوَاحِظاً
تُوهِي القُوَى وإِشارةً بِبَنَانِ
خَوْدٌ كَبَدْرٍ فَوْقَ فَرْعِ أَرَاكَةٍ
يَهْتَزُّ مَثْنِيَّا عَلَى كُثْبَانِ
لَيْمَياءُ تَبْسِمُ عَنْ شَتِيتٍ واضِحٍ
كالأَرْي يَرْوِي غُلَّةَ الصَّدْيانِ
فَتَنَتْكَ بالدَّلِّ الرَّخِيمِ ، ولم تَزَلْ
كَلِفاً بكُلِّ رَخِيمةٍ مِفْتَانِ
وَشَجَتْكَ بالتَّفرِيق ظُغْنُ فَريقِهَا
فَظَعَنْتَ ، إِلاَّ الشَّجْوَ ، في الأَظعَانِ
ظَلَّت دُمُوعُكَ في طُلُولٍ بُدِّلَتْ
بضِيَائِها ظُلْمَاً إِلى ظَلْمَانِ
إِنَّ الغَرَائِرَ يَوْمَ جَرْعَاءِ الحِمىٍ
أَغْرَيْنَ دَمْعَ العَيْنِ بالهَمَلاَنِ
غادَرْنَ عَقلَ أَبِي عِقَالٍ ذاهِباً
وَوَقَفنَ مُهْجَتَهُ عَلَى الأَشجَانِ
لم يَغْنَ في تِلكَ المَغَانِي بَعْدَهُمْ
بَلْ ما غَنَاءُ مَعَاهِدٍ ومَغَانِ
يا دارُ جادَ رُبَاك جَوْدٌ مُسْبِلٌ
وَغَدَتْ تَسُحُّ عَلَيْكِ غادِيتَانِ(37/411)
فَدَعِ ادِّكارَك مَنْ نَأَى ، وانعَمْ فَقَدْ
دامَتْ لَنَا اللَّذَّاتُ في دَامَانِ
والمَرْج ُ مَمْرُوجُ العِرَاصِ مُفَوَّفٌ
تَزهَى خُزَامَاهُ عَلى الحَوْذَانِ
والرَّقَّةُ البَيْضَاءُ كالْخَوْدِ الَّتي
تَختَالُ بَيْنَ نَوَاعِمٍ أَقْرَانِ
مِن أَبْيَضِ يَقَقٍ ، وأَصْفَرَ فاقِعٍ ،
فِي أَخضَرٍ بَهِجٍ ، وأَحْمَرَ قَانِ
ضَحِك البَهَارُ بأَرْضِها ، وتَشَقَّقَتَ
فِيهَا عُيُونُ شَقَائِقِ النُّعْمَان
وتَنَفَّسَتْ أَنْفَاسُ كُلِّ قَرَارَةٍ
وَتَغَنَّتِ الأَطيَارُ فِي الأَفَنَانَ
فَكَأَنَّما قَطَرَ السَّحَابُ عَلى الثَّرَى
عِطْراً فأَذَكَاهُ ذَكَاءَ بَيَانِ
وزَكَتْ مَعَالِمُ دَيْرِزَكَّى بَعْدَ أَن
وَسَمَت يَدُ الوَسْمِيِّ كُلَّ مَكان
بِعَرَائِسٍ خُضْرِ الغَلاَئلِ تَرْتَمِي
بِنَواظِرٍ نُجْلٍ من العِقْيَانِ
وجُفُونِ كافُورٍ أَعادَ بِهَا الصَّبَا
ضَعَفاً ، فَهُنَّ مَرَائضُ الأَجْفَانِ
فَإِذا العُيُونُ تأَمَّنَتْ أَشخَاصُها
فكأَنَّهُنَّ إِلى العُيُونِ رَوَانِ
يَسْعَى النَّقَا ما بَيْنَهُنَّ رَسَائلاً
فَيَمِلْنَ بالتَّقبِيلِ والرَّشَفَانِ
فَكَأَنَّ مَثْنَاهُنَّ عِندَ هُبُوبها
رَأْدَ الضُّحى سَكَنَانِ مُعْتَنِقانِ
وَكَأَنَّمَا تِلكَ الٌقُدُودُ أَوَانِسٌ
كالعِينِ لَمْ يأَنَسْنَ بالإِنْسَانِ
وتَفَجَّرَتْ أَنهَارُها بِمِياهِهَا
مَوْصُولَةً بِفَوَاهِقِ الغُدْرَانِ
مِثلَ المَرَايَا في نَمَارِقَ سُنْدُسٍ
خُضرٍ يَرُوقُ العَيْنَ باللَّمَعَانِ
أَو فِضَّةٍ فاضَتْ بأَرْضِ زُمُرَّدٍ
أَو مَاء دُرٍّ دَارَ في مَرْجَانِ
فكأَنَّ دَيْناً للسَّماء عَلَى الثَّرَى
سَلَفاً قَديماَ حَلَّ في نَيْسَانِ
ظَلَّ السَّحَابُ سَفِيرَها وسَفِيرهُ
ويَقُودُها عَيْنَانِ يَنسجِمَانِ
مَنَحَتْهُ وَهْيَ شَجِيَّةٌ بِبُكائِهَا
وَوَفَى بِضَحْكِ المُوثَقِ الْجَذْلانِ
مُتَبَسِّمٌ عَنْ لُؤْلُؤٍ مُتَلأْلِىءٍ(37/412)
ونَوَاعِمٍ مِثلِ الْبُدُورِ حِسَانِ
شُغِفَ السَّحَابُ بِهَا فَرَوَّى زَهْرَها
رَيْقاً فَرَاحَ كَرَائحٍ نَشوَانِ
وحَبَا عَدائِرَهَا بدُرٍّ سَحُّهُ
وفَرَائدٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ ومَثَانِ
فَتَتَوَّجَتْ بِجِنَانِها ، وَزَهَتْ عَلَى
تِلكَ الرِّياضِ بِبَهْجَةِ التِّيجانِ
وإِذا بَدَتْ شَمْسُ النَّهَارِ مُضِيئَةً
فَلَنَا بِهَا وبِحُسْنِها شَمْسَانِ
وإِذا الهِلاَلُ أَغبَّنا جُنْحَ الدُّجى
فَبِنُورِهِ يَتَنَوَّرُ الأَفُقَانِ
ولَرُبَّ يَوْمٍ قَدْ فَتَكْتُ بقُمْرِهِ
وقَطَعْتُهُ في ظِلِّ لَهْوٍ دَانِ
وطَرَفتُ فِيهِ مُشَمِّراً في شِرَّتِي
بطَرَائِفِ الَّلذَّاتِ طَرْفَ زَمَاني
إِنْ فَاخَرُوا كَثُرُوا وإِنْ بَذَلُوا اللُّهَى
أَغْنَوْا ، وإِن نَطَقُوا فَحُسْنُ بَيَانِ
قَوْمِي الَّذِينَ إِذا المَنُونُ تَفَرَّستْ
يَوْمَ الْوَغَى في أَوْجُهِ الفُرسَانِ
واسْوَدَّ وَجْهُ الشَّمسِ ، واحْمَرَّتْ ظُبَا
بِيضِ الصِّفَاحِ ، وبلَّدَ الْبَطَلاَنِ
فالنِّقعُ لَيْلٌ ، والسُّيُوفُ كَوَاكِبٌ
تَنْقَضُّ فَوْقَ جَمَاجِمِ الأَقرَانِ
نَحَرُوا الأَسِنةَ بالنُّحُورِ تَهَاوُناً
بالْمَوْتِ بَلْ مَرَناً عَلَى المُرَّانِ
لا نَرْهَبُ الأَيَّامَ ، بَلْ مِنْ بَأْسِنَا
يُخشَى الرَّدَى وحَوَادِثُ الأَزْمَانِ
رَاوَحْتُهُمْ راحاً كأَنَّ شُعاعَهَا
وَوُجوهَهُمْ بَرْقَانِ يأْتَلِقَانِ
مِنْ كَفَّ رَيَّانِ الشَّبَابِ مُنَعَّمٍ
يَسْبِي العُقُولَ بِطَرْفِهِ الْوَسْنَانِ
فَضَحَ البُدُورَ ضِيَاؤُهُ لمَّا بَدَا
ثَمِلاً ، وأَخجَلَ مَائِلَ الأَغصَانِ
فَكَأَنَّهُ أَلِفٌ لِحُسْنِ قَوَامِهِ
وكأَنَّ عِطْفَيْ صُدْغِهِ نُونَانِ
فَسَقَى بكَأْسِ مُدَامَةٍ ذَهَبِيَّةٍ ،
وبطَرْفِهِ كأَسَانِ دَائرتانِ
فَكَأَنَّمَا بَهْرَامَ وَسْطَ نَدِيِّنا
والزَّهْرَةَ الْبَيْضَاءَ مُقتَرِنَانِ
مَا زِلْتُ أَشرَبُهَا وأَلْثِمُ خَدَّهُ
وَإِذا أَشَاءُ غِنَاءَهُ غَنَّاني(37/413)
أَمَّا الفُؤَادُ فَقَدْ مَضَى لِسَبِيلهِ
وبَقِيتُ رَهْناً في يَدِ الهِجْرَانِ
فَيَدُ الهَوَى تَهْوِيبِرُوحِي في الضَّنَى
ويَدُ النَّوَى تَنْأَى بضَرٌجَنَانِي
والحُبُّ يُتْبِعُ شَفْوَةً بِسَعَادَةٍ
كالدَّهْرِ يُعْقِبُ شِقْوَةً بِلَيَانِ
العصر العباسي >> البحتري >> لأي شيء صددت عني
لأي شيء صددت عني
رقم القصيدة : 3171
-----------------------------------
لأَيِّ شَيْءِ صَدَدْتَ عَنِّي
يَا بَائِناً بالْعَزَاءِ مِنِّي
هَلْ كانَ مِنِّي فَعَالُ سَوْءٍ
يَحْسُنُ فِي مِثْلِهِ التَّجَنِّي ؟
إِنْ كَانَ ذَنْبٌ فَعِدْ بِعَفْوٍ
مِنْكَ يُسَلَّي نَجِيَّ حُزْنِي
إِنَّ شَفِيعي إِلَيْكَ مِنِّي
دُمُوعُ عَيْنِي وحُسْنُ ظَنِّي
فَبالَّذِي قَادَني ذَلِيلاً
إِلَيْكَ إِلاَّ عَفَوْتً عَنِّي
العصر العباسي >> البحتري >> أبطل الدمع حجة الكتمان
أبطل الدمع حجة الكتمان
رقم القصيدة : 3172
-----------------------------------
أَبْطَلَ الدَّمْعُ حُجَّةَ الْكِتْمَانِ
واسْتَرَاحَ الكَرَى مِنَ الأَجْفَانِ
فإِذَا هَمَّ بالرُّجُوعِ إِلَيْهَا
خاصَمَتْهُ وَسَاوِسُ الأَحْزَانِ
العصر العباسي >> البحتري >> قد جاءك الحب بي عبدا بلا ثمن
قد جاءك الحب بي عبدا بلا ثمن
رقم القصيدة : 3173
-----------------------------------
قد جَاءَك الْحُبُّ بِي عَبْداً بِلاَ ثَمَنِ
إِنْ خَانَكَ النَّاسُ لَمْ يَغْدُرْ ولَمْ يَخُنِ
مَا لِلْهَوَى ، أَخَذَ اللهُ الْهَوَى بِدَمِي ،
يُحَكِّمُ النَّاسَ فِي رُوحِي وفِي بَدَني
مَا حَلَّ لِلحُبِّ إِنَّ الحُبَّ أَعْدَمَنِي
صَبْرِي وحَرَّمَ أَجْفَانِي عَلَى الْوَسَنِ
العصر العباسي >> البحتري >> راح فيمن يشيع الأظعانا
راح فيمن يشيع الأظعانا
رقم القصيدة : 3174
-----------------------------------
راحَ فِيمَنْ يُشَيِّعُ الأَظعَانَا
رَبِّ فاحْفَظْهُ والهَوى حَيْثُ كَانَا(37/414)
نَقَلَ الْحُسْنَ والْمَلاَحَةَ عنِ بَغْـ
ــدَاد حَتَّى أَحَلَّهَا البَردَانَا
لَيْتَ شِعْرِي مَتَى أَرَاهُ فَأَلْقَاهُ
ضَمِيرِي بِسِرِّهِ إِعْلانَا
لَيْسَ إِلاَّ الشَّمَالَ قُوتَ حَيَاتي
ونَسِيماً يَأَتِي بهِ أَحْيَانا
العصر العباسي >> البحتري >> أما وهذا الزمان يمتحنه
أما وهذا الزمان يمتحنه
رقم القصيدة : 3175
-----------------------------------
أَمَا وَهَذَا الزَّمَانُ يَمْتَحِنُهْ
بِصَرْفِهِ تارَةً ويَمْتَهِنُهْ
إِذَا جَرَى نَحْوَ غَايَةٍ عَبَأَتْ
لَهُ الرَّدَى مِنْ زَمَانِهِ إِحَنُهْ
فَلا مَلُومٌ عَلَى دَنِيئِتهِ
عَمَّا سَمَتْ لادِّرَاكِهِ فِظَنُهْ
مَنْ ذَا مِنَ الدَّهْرِ بات مُسْتَتِراً
أَمْ مَنْ وَقَتْهُ سِهَامَةُ جُنَنُهْ ؟
هَيْهَاتِ أَعْيَا ، فَمَا تُرَدُّ يَدٌ
لهُ لِمَا سَارَ فِيهِ يَحْتَجِنُهْ
أَمَا ومَنْ مَا ذَكَرْتُ فُرْقَتَهُ
إِلاَّ يَرَى القَلب حَاشِداً شَجَنُهْ
ومَنْ رَضَِيتُ السُقَامَفِي بَدَنِي
مِنْهُ إِذَا كَانَ سَالِماً بَدَنُهْ
ومَنْ كَأَنَّ القَضِيبَ قَامَتُهُ
والبَدْرَ يَحْكِي ضِيَاءَهُ سُنَنُهْ
وَمَنْ بِخَدَّيْهِ رَوضَتانِ ، وَمَنْ
يَنْفُثُ سِحْراً مِنْ طَرْفِهِ فِتَنُهْ
إِذا رَنَا خِلْتَ أَنَّهُ ثَمِلٌ
يَكسِرُ أَجْفَانَ لَحْظِهِ وَسَنُهْ
لَقَدْ حَاَبْتُ الزَّمانَ أَشْطُرَهُ
طَبًّا بِمَا تَنتَحِي لهُ مِحَنُهْ
فَمَا نَأَى المُسْتَقِيمُ مِنْهُ ، وَلاَ
عَلَيَّ أُعْيَتْ جَهَالَةً أُبَنُهْ
وأَعْلَمُ النَّاسِ بالزَّمانِ فَتًى
أَهْدَى أَعاجِيبَهُ لهُ زَمَنُهْ
لِسَيِّىءٍ مِنْهُ نُصْبَ مُقْلَتِهِ
ومَا بَعِيدٌ عَنْ لَحْظِهَا حَسَنُهْ
فَمَا فُؤَادِي بِجَازِعٍ أَسَفاً
مَا أَخْلَفَتْ ذَا مَطَامِعٍ ظِنَنُهْ
غَنِيتُ باللهِ فاسْتَرَحْتُ مِنَ الْـ
ـــمُوفِي عَلَى نَزْرِ مَنِّهِ مِنَنُهْ
وَمِنْ بَخِيلٍ بُرُوقُ زِبْرِجِهِ
كَخُلَّبِ البَرْقِ خَانَهُ مُزُنُهْ(37/415)
مُتَسِعِ الصَّدْرِ لِلْمَقَالِ ، وإِنْ
رَامَ فَعَالاً فَضَيِّقٌ عَطَنُهْ
والحُرُّ لا يَرْأَمُ الصَّغَارَ إِذا
سِيمَ الأَذَى أَو نَبَا بهِ وَطَنُهْ
لكِنَّهُ يَخْرِقُ الخُرُوقَ ولا
يَسْتَصْعِبُ الصَّعْبَ مُهْوِلاً عَنَنُهْ
حَلِيفُهُ المَشرِفِيُّ لَيْسَ لَهُ
خِلٌّ سِوَى المَشْرِفيِّ يَأْتَمِنُهْ
صَاحِبُ صِدْقٍ تَكْفِيهِ بَدْأَتُهُ
عَوْدَ شَفِيعٍ نَبَتْ لَهُ أْذُنُهْ
إِذا انْتُضِي فالرُّؤُوسَ مَغمَدُهُ
يَأْمَنُ مِنْهُ المُلُوكَ مُمْتَحِنُهْ
طَلائِعُ المَوْتِ فِي تَلأْلُؤِهِ
يَعُوقُهَا لِلشَّقَاءِ مُرْتَهِنُهْ
كالْبَرْقِ يَفْرِي الطُّلَى كأَنَّ بِهِ
ذَحْلاً عَلَى المُقْصَدِينَ يَضْطِغِنُهْ
فالْوَفْرُ بالنَّصْلِ يُسْتَفَادُ إِذَا
ضَاقَتْ عَلَى ذِي بَصِيرَةٍ مُدُنُهْ
وإِنَّما العَارُ أَن يُرَى حَذِراً
يُزَيِّنُ الفَقرَ عِندَهُ خَنَنُهْ
يُقَلِّبُ الرَّأيَ دَهرَهُ فِرَقاً
لا خَفْضُهُ دَائِمٌ ولا حَزَنُهْ
فَذَا قَريبٌ يَأْوِي إِلى سَكَنٍ ،
وذاكَ نَاءٍ يَهْوي لَهُ سَكَنُهْ
العصر العباسي >> البحتري >> توعدني شيبان بغيا وما
توعدني شيبان بغيا وما
رقم القصيدة : 3176
-----------------------------------
تُوعِدُنِي شَيْبَانُ بَغْياً ، وما
تَعْلَمُ مَنْ تُوعِدُ شَيْبَانُ
والعَنَزِيُّونَ فَقَدْ أَوْعَدُوا
والحَرْبُ أَطْوَارٌ وأَلْوَانُ
لَوْ أَبْصَرُوا خَيْلِي وأَبْطَالَهَا
وبَعْدَهَا رَجْلٌ وفُرْسَانُ
لَعَايَنُوا المَوْتَ أَوِ اسْتَأْسَرُوا
بالصُّغْرِ والذِّلَّةِ ، أَو دَانُوا
العصر العباسي >> البحتري >> أيهذا الأمير قد مسنا الضر
أيهذا الأمير قد مسنا الضر
رقم القصيدة : 3177
-----------------------------------
أَيُّهَذَا الأَمِيرُ ، قَدْ مَسَّنا الضُّرُّ
ومُدَّتْ يَدُ الخُطُوبِ إِلَيْنَا
ولَدَيْنَا بِضَاعَةٌ مُزْجَاةٌ
قَلَّ خُطَّابُها فَبَارَتْ لَدَيْنَا(37/416)
أَيُّهَذَا الأَمِيرُ ، أَوْفِ لَنَا الكَبْـ
ــلَ بِمَا شِئْتَ أَوْ تَصَدَّقْ عَلَيْنا
العصر العباسي >> البحتري >> متى تسألي عن عهده تجديه
متى تسألي عن عهده تجديه
رقم القصيدة : 3178
-----------------------------------
متى تَسألي عَن عَهْدِهِ تَجِدِيهِ
مَلِيّاً بوَصْلِ الحَبلِ لمْ تَصِليِهِ
يُكَلّفُني عنكِ العَذولُ تَصَبُّراً،
وأعْوَزُ شَيءٍ مَا يُكَلّفُنِيهِ
وَيُحْزِنُكِ اللُّوّامُ لَستُ أُطيعُهُمْ،
وَقَوْلٌ مِنَ الْوَاشِينَِ لَسْتُ أعيهِ
عَلى أنّني أخشَى علَيْهِ، وَأتّقي
زِياداتِ مُغرًى بالحَديثِ يَشِيهِ
عَنَاءُ المُحبّ من عَقابيلِ لَوْعَةٍ،
تَحُلّ قُوَى صَبرِ الفَتَى، وَتَهِيهِ
مُعَلِّلُهُ بالوَعْدِ لَيسَ يَفي بهِ،
وَقَاتِلُهُ بالحُبّ لَيسَ يَدِيهِ
وأهْيَفَ مأخوذٍ من النّفسِ شكلُه،
تَرَى العَينُ ما تَحتَاجُ أجمَعَ فيهِ
وَلَمْ تَنْسَ نَفْسِى ما سُقيتُ بكَفّهِ
من الرّاحِ، إلاّ ما سُقيتُ بفِيهِ
أرَى غَفْلَةَ الأيّامِ إعطاءَ مانعٍ
يُصيبُكَ أحْيَانَاً، وَحِلْمَ سَفيهِ
إذا مَا نَسَبتَ الحادِثَاتِ وَجَدْتَها
بَناتِ الزّمانِ أُرْصِدَتْ لِبَنِيهِ
متى أرَتِ الدّنْيا نَبَاهَةَ خامِلٍ،
فَلا تَرْتَقِبْ إلاّ خُمُولَ نَبيهِ
ومَا رَدّ صَرْفَ الدّهْرِ مثلُ مُهَذَّبٍ
أبَى الدّهْرُ أنْ يأتي لَهُ بشَبيهِ
أبُو غالبٍ بالجُودِ يَذكُرُ وَاجبي،
إذا ما غَبيّ البَاخِلِينَ نَسيهِ
تَطُولُ يَداهُ عندَ أوْسَعِ سَعْيِهِمْ
ذوِي الطَّوْلِ من أكْفائِهِ، وَذوِيهِ
إذا ما تَوَجّهْنَا بهِ في مُلِمّةٍ،
فَلَجْنا بوَجْهٍ في الكِرَامِ وَجيهِ
تَقَيّلَ مِنْ آلِ المُدَبِّرِ سَيّداً،
يَقُودُ إلى العَلْيَاءِ مُتّبِعيهِ
وَمَا تابعٌ في المَجدِ نَهجَ عَدُوّهِ،
كمُتّبعٍ في المَجْدِ نَهْجَ أبيهِ
يُذلّلُ صَعبَ الأمرِ حينَ يَرُوضُهُ،
وَيَحْفَظُ أقصَى الأمرِ، حينَ يَليهِ
جَديدُ الشّبابِ كِبْرُهُ بِفَعالِهِ،(37/417)
وَبَعضُ الرّجالِ كُبْرُهُُ بسِنيهِ
مَخيلَةُ حِلْمٍ في النّدِيّ كأنّها،
إذا اشتَهَرَتْ منهُ، مخيلَةُ تِيهِ
إذا باتَ يُعطي والسّماحِ حَليفَهُ،
تَوَهّمَ يَعطُو بالسَّماحِ أخيهِ
فِداكَ من الأسواءِ مَنْ بِتَّ مُسمحاً
بِمَالِكَ تَفْدي مَالَهُ، وَتقيهِ
حَلاَوَةُ لا في نَفْسِهِ جِدُّ صَدْقَةٍ،
وَطَعمُ نَعَمْ في فيهِ جِدُّ كَرِيهِ
وَمُطّلِبٌ منكَ المُساماةَ لم تَزَلْ
أُلُوفُكَ، حتّى أجحَفَتْ بمِئيهِ
وَلَوْ كان يَبغي مَوْضعَ الجُودِ لاكتَفى
بمُسمِعِهِ أينَ النَّدىَ، وَمُرِيهِ
فإيهِ لكَ الخَيرَاتُ من سَيبِكَ الذي
غَمَرَتْ بهِ سَيْبَ المُساجِلِ، إيهِ
العصر العباسي >> البحتري >> أرج لريا طلة رياه
أرج لريا طلة رياه
رقم القصيدة : 3179
-----------------------------------
أَرَج ٌَ لِرَيَّا طَلَّةٌ رَيَّاهُ
لا يَبْعَدِ الطَّيْفُ الَّذي أَهْدَاهُ
ومُسَهَّدٍ لَوْ عادَ أَهْلُ كَرًىإِلى
مُحْتَلَّهِمْ مِنْهُ لَعَادَ كَرَاهُ
يَهْوَاكِ لا أَنَّ الغَرَامَ أَطَاعَهُ
عَفْواً ، ولا أَنَّ السُّلُوَّ عَصَاهُ
مُتَخَيِّرٌ أَلْفَاكِ خِيرَةَ نَفْسِهِ
مِمَّنْ نَآهُ الوُدُّ أَو أَدْنَاهُ
قَدْ كانَ مُمْتَنِعَ الدُّمُوعِ فَلَمْ تَزَلْ
عَيْنَاكِ حَتَّى اسْتَعْبَرَتْ عَيْنَاهُ
طَلَبَتْ عَذَابَ الصَّبِّ من كَلِفٍ بها
وَلَوتْ بِنُجْحِ الوَعْدِ حِينَ أَتَاهُ
فانظُرْ إِلى الحُكْمَيْن يَختِلِفَانِ بِي
في الدَّيْن أَقْضِيهِ ولا أُقْضَاهُ
عَيْشٌ لَنَا بالأَبْرَقَيْنِ تأَبَّدَتْ
أَيَّامُهُ ، وتَجَدَّدَتْ ذِكرَاهُ
والعَيْشُ مَا فَارقْتَهُ فَذَكَرْتَهُ
لَهَفاً ، ولَيْسَ الْعَيْشُ مَا تَنْسَاهُ
ولَوَ انَّنِي أُعْطِي التَّجاربَ حَقَّهَا
فِيمَا أَرَتْ لَرَجَوْتُ ما أَخشَاهُ
والشَّيْءُ تُمْنَعُهُ يَكُونُ بِفَوْتِهِ
أَجْدَى مِنَ الشَّيْءِ الَّذي تُعْطَاهُ
خَفِّضْ أَسًى عَمَّا شَآكَ طِلاَبُهُ
مَا كُلُّ شائِمِ بارٍقٍ يُسْقَاهُ(37/418)
لا أَدَّعِي لأَِبي الْعَلاَءِ فَضِيلَةً
حَتَّى يُسَلِّمَها إِلَيْهِ عِدَاهُ
ما المَرْءُ تُخْبَرُ عن حَقِيقَةِ سَرْوِهِ
كالمَرْءِ تَخْبُرُ سَرْوَهُ وتَرَاهُ
طَمَحَتْ عُيُونُ الكَاشحِينَ فَغَضَّها
شَرَفٌ بَنَاهُ اللهُ حَيْثُ بَنَاهُ
كَمْ بُكِّتُوا بصَنِيعةٍ من طَوْلِهِ
تُخْزَى وُجُوهُهُمُ بها وتُشَاهُ
عادَتْ مَكَارِمَهُ اللِّثَامُ ، وجَاهِلْ
بمُبِينِ فَضْلِ الشَّيْءِ مَنْ عَادَاهُ
مُسْتَظْهِرٌ بِكَتِيبَةٍ يَلْقَى بها
زَحْفَ العِدَى ، وكَتِيبَةٍ تَلْقَاهُ
صُبِغَت بِتُرْبَةِ أَرْضِهِ رَايَاتُهُ
وقَنَا بمُحْمَرِّ الدِّمَاءِ قَنَاهُ
أَلْوَى بنَهرِ أَبِي الْخَصِيبِ ، ولم يَكُنْ
يُلْوِي بنَهرِ أَبي الْخَصِيبِ سِوَاهُ
أَسَدٌ إِذا فَرَسَتْ يَدَاهُ أَخِيذَةً
للمَجْدِ زَاوَلَ مِثْلَها شِبْلاَهُ
مَنْ كان يَسْأَلُ بي الرِّفَاقَ فإِنَّني
جَارٌ لمَذْحِجَ أَكرَمَتْ مَثْوَاهُ
حَسْبِي إِذا عَلِقَتْ يَدِي ابْنِيْ صَاعِدٍ
لِلْمَكرُمَاتِ وصَاعِداً وأَخَاهُ
أَرْضَاهمُ لِلحَقِّ أَغشَلهُمْ بهِ
وأَقَلُّ منْ تَغشَاهُ مَنْ تَرْضَاهُ
لا عُذْرَ للشَّجَرِ الَّذِي طَابَتْ لَهُ
أَعْرَاقُهُ أَلاَّ يَطِيبَ جَنَاهُ
قالُوا أَبُو عيسى تَضَمَّنَ أَسْوَ مَا
جَنَتِ الخُطُوبِ عَلَيْكَ ، قُلْتُ : عَسَاهُ
سَمَّتهُ أُسْرَتُهُ الْعَلاَءَ ، وإِنَّمَا
قَصَدُوا بِذَلِكَ أَنْ تَتِمَّ عُلاَهُ
كُلُّ الَّذي تَبْغِي الرِّجالُ تُصِيبُهُ
حَتَّى تَبَغَّى أَنْ تُرَى شَرْوَاهُ
سِيَّانِ بادِىءُ فِعْلِهِ وتَلِيُّهُ
كالْبَحْرِ أَقصَاهُ أَخُو أَدْنَاهُ
أَحْمَى عَلَيْهِ الفاحِشَاتِ حَيَاؤُهُ
مِنْ أَنْ يَرَاهُ اللهُ حَيْثُ نَهَاهُ
يُلْغِي الدَّنِيَّةَ أَنْ يَرُوحَ مُؤَثِّراً
بِسَماعِهَا الْمُتَعَبِّدُ الأَوَّاهُ
لا أَرْتَضِي دُنَيا الشَرِيفِ ودِينَهُ
حَتَّى يُزَيَّنَ دِينُهُ دُنيَاهُ
ما زالَ مُنقَطِعَ القَرِينِ ، وقد أَرَى(37/419)
مَنْ لا يَزَالُ مُشَاكِلاً يَلْقَاهُ
لَيْسَ التَّوَحُّدُ بالسِّيَادَةِ عِنْدَهُمْ
أَن يُوجَدَ الضُّرَبَاءُ والأَشبَاهُ
ما الطَّرْفُ تَرْجِعُهُ بأَقصَرَ مِنْ مَدَى
أُكْرُومَةٍ طالَتْ إِلَيْهِ خُطَاهُ
نَحْوِي بسُؤْدُدِهِ الحُظُوظَ ، فَتَارَةً
جُودٌ يَطُوعُ لَنَا ، وطَوْراً جَاهُ
كالْغَيْثِ ما يَنْفَكُّ يَعْتَقِدُ الثَّرَى
خَلْفٌ لمُعْظَمِ مُزْنِهِ وتُجَاهُ
شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> الخواجة الأمريكاني
الخواجة الأمريكاني
رقم القصيدة : 318
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
الخواجه الامريكانى
والسماسرة اللى وراه
تخنوا بالكدب ودنه
وعرضوا له مقاس قفاه
فهموه
من غير ما يفهم
ان سوق الشرق مغنم
والخوجه بطبعه مغشم
والمصاري معفرتاه
حب يعمل فيها تاجر
وانطلق
يسلب وينهب
ف الزباين بالنهار
يحدف الدولار يلمه
تلتميت مليون دولار
بالقزايز والبنات
باللبان
والبمبونات
بالمدافع والدانات
او بأفلام الرعاة
قول بقي تاجر وفاجر
وانفلت لص المواشي
رعب ماشي فى البلاد
يشفط البترول ويطرش
كل الوان الفساد
عزرائيل من غير فرامل
يقلب العرسان ارامل
حتى فى بطون الحوامل
كان بيدبح الحياة
بالسناكي والخناجر
والنهايه يا خواجه
مش ف يوم كانت بدايه ؟
البدايه برضه لازم
ييجي يوم
توصل نهايه
مهما زاد الراسمال
الهلاك هو المآل
والتاريخ
هو اللى قال
لعبه الموت فى الحياة
تسحب الروح م الحناجر
العصر العباسي >> البحتري >> أبا جعفر كان تجميشنا
أبا جعفر كان تجميشنا
رقم القصيدة : 3180
-----------------------------------
أبا جَعْفَرٍ كَانَ تَجْميشُنَا
غُلامَكَ إحدى الهَناتِ الدّنِيّهْ
بَعَثْتَ إلَيْنَا بِشَمْسِ المُدا
مِ، تُضِيءُ لَنا معْ شمسِ البرِيّهْ
فلَيتَ الهَدِيّةَ كانَتْ هيَ الـ
ـرّسُولَ وَلَيتَ الرّسولَ الهِدِيّهْ
العصر العباسي >> البحتري >> أنافعي عند ليلى فرط حبيها
أنافعي عند ليلى فرط حبيها(37/420)
رقم القصيدة : 3181
-----------------------------------
أنَافِعي، عندَ لَيلى، فَرْطُ حُبّيها،
وَلَوْعَةٌ ليَ أُبْديهَا، وأُخْفِيهَا
أمْ لا تُقَارِبُ لَيْلَى مَنْ يُقَارِبُهَا،
وَلاَ تُدَانِي بِوَصْلٍ مَنْ يُدَانِيهَا
بَيضَاءُ أوْقَدَ خَدّيها الصِّبَا، وَسَقَى
أجفَانَهَا، مِنْ مُدَامِ الرّاحِ، ساقِيهَا
في حُمرَةِ الوَرْدِ شَكْلٌ من تَلَهّبِها،
وللقَضِيبِ نَصِيبٌ مِنْ تَثَنّيهَا
قَدْ أَيْقَنَتْ أنّني لمْ أرْضَ كَاشِحَها
فيها ولَم أسْتَمِعْ مِنْ قَوْلِ وَاشِيهَا
وَيَوْمَ جَدّ بِنَا عَنْهَا الرّحيلُ عَلى
صَبَابَةٍ، وَحَدَا الأظْعَانَ حَاديهَا
قامَتْ تُوَدّعُني عَجْلَى، وَقَد حَدِرَتْ
سَوَابِقٌ مِنْ تُؤامِ الدّمعِ تُجْرِيهَا
واستَنكَرَتْ ظَعَني عَنْهَا فَقلتُ لها:
إلى الخَلِيفَةِ أمضَى العِيسَ مُمضِيهَا
إلى إمَامٍ لَهُ مَا كَانَ مِنْ شَرَفٍ
يُعَدُّ في سَالِفِ الدّنْيَا وَبَاقِيهَا
خَليفَةَ الله مَا لِلْمَجْدِِ مُنصَرَفٌ،
إلاّ إلى أَنعُمٍ أصْبَحْتَ تُولِيهَا
فَلا فَضِيلَةَ، إلاّ أنتَ لابِسُهَا،
وَلا رَعِيّةَ، إلاّ أنتَ رَاعِيهَا
مُلْكٌ كمُلكِ سُلَيمانَ الذي خَضَعَتْ
لَهُ البرِيّةُ: قَاصِيهَا وَدَانِيهَا
وَزُلفَةٌ لَكَ عِندَ الله تُظْهِرُهَا
لَنَا بِبُرْهَانِ مَا تأتي وَتُبْدِيهَا
لمّا تَعَبّدَ مَحلُ الأرْضِ، واحتَبَستْ
عنَّا السّحَائِبِ، حَتّى مَا نُرَجّيهَا
وَقُمتَ مُستَسقِياً للمُسلِمِينَ جَرَتْ
غُرُّ الغَمَامِ، وَحَلّتْ مِنْ عَزَالِيهَا
فَلا غَمَامَةَ، إلاّ انْهَلّ وَابِلُهَا،
وَلاَ قَرَارَةَ، إلاّ سَالَ وَادِيهَا
وَطَاعَةُ الوَحشِ إذ جاءَتكَ من خَرِقٍ
أحْوَى، وَأَدمَانَةٍ كُحلٍ مَآقيهَا
كالكاعِبِ الرُّودِ يَخفَى في تَرَائِبِها
رَدْعُ العَبيرِ وَيَبْدُو في تَرَاقِيهَا
ألْفَانِ جَاءَتْ، على قَدْرٍ، مُسارِعَةً
إلى قَبُولِ الذي حَاوَلْتَهُ فِيهَا(37/421)
إنْ سِرْتَ سَارَتْ وإنْ وَقّفْتَها وَقفَتْ
صُوراً إلَيكَ، بِألحاظٍ تُوَالِيهَا
يُرَعْنَ مِنْكَ إلى وَجْهٍ يَرَينَ لَهُ
جَلالَةً، يُكثِرُ التّسبيحَ رَائِيهَا
حَتّى قَطَعتَ بها القَاطُولَ وافتَرَقَتْ
بالحيْرِ في عَرْصَةٍ، فِيْحٍ نَوَاحِيهَا
فَنَهرُ نَيزكَ وِرْدٌ مِنْ مَوَارِدِهَا،
وَسَاحَةُ التّلّ مَغنًى مِنْ مَغَانِيهَا
لَوْلاَ الذي عَرَفَتْهُ فيكَ، يَوْمَئِذٍ،
لَمَا أطَاعَكَ وَسْطَ البِيدِ عَاصِيهَا
فَضْلاَنِ حُزْتَهُمَا، دُونَ المُلوكِ، وَلم
تُظْهِرْ بنَيْلِهِمَا كِبْراً، وَلا تِيهَا
العصر العباسي >> البحتري >> ميلوا إلى الدار من ليلى نحييها
ميلوا إلى الدار من ليلى نحييها
رقم القصيدة : 3182
-----------------------------------
مِيلُوا إلى الدّارِ مِنْ لَيْلَى نُحَيّيهَا،
نَعَم، وَنَسألُها عَن بَعضِ أهْليهَا
يَا دِمْنَةً جاذَبَتْهَا الرّيحُ بَهجَتَها،
تَبِيتُ تَنْشُرُهَا طَوْراً وَتَطْويها
لا زِلْتِ في حُلَلٍ للغيثِْ ضَافيَةٍ،
يُنيرُها البَرْقُ أحْياناً وَيُسديها
تَرُوحُ بالوَابِلِ الدّاني رَوَائِحُها،
عَلى رُبُوعِكِ، أوْ تَغْدو غَواديها
إنّ البَخيلَةَ لمْ تُنْعِمْ لِسَائِلِها،
يَوْمَ الكَثيبِ وَلَمْ تَسمَعْ لِداعِيهَا
مَرّتْ تَأوَّدُ في قُرْبٍ وَفي بُعُدٍ،
فالهَجْرُ يُبْعِدُهَا والدّارُ تُدْنيها
لَوْلا سَوَادُ عِذَارٍ لَيْسَ يُسلِمُني
إلى النُّهَى لَعَدَتْ نَفْسِي عَوَاديها
قد أطرُقُ الغادَةَ الحْسنَاءَ مُقْتَدِراً
على الشّبابِ، فتُصْبِيني، وأُصْبِيها
في لَيْلَةٍ لا يَنَالُ الصّبحَ آخِرُهَا،
عَلِقْتُ بالرّاحِ أُسْقَاهَا وَأسْقِيهَا
عاطَيْتُها غَضّةَ الأطرَافِ، مُرْهَفَةً،
شَرِبتُ مِنْ يَدِها خَمراً وَمِن فِيهَا
يا مَنْ رَأى البِرْكَةَ الحَسْنَاءَ رُؤيَتُها،
والآنِسَاتِ، إذا لاحَتْ مَغَانِيها
بحَسْبِهَا أنّها، في فَضْلِ رُتْبَتِها،
تُعَدُّ وَاحِدَةً والبَحْرُ ثَانِيها(37/422)
ما بَالُ دِجْلَةَ كالغَيْرَى تُنَافِسُها
في الحُسْنِ طَوْراً وأطْوَاراً تُباهِيهَا
أمَا رَأتْ كالىءَ الإسلامِ يَكْلأُهَا
مِنْ أنْ تُعَابَ، وَبَاني المَجدِ يَبْنيهَا
كَأنّ جِنّ سُلَيْمَانَ الذينَ وَلُوا
إبْداعَهَا، فأدَقّوا في مَعَانِيهَا
فَلَوْ تَمُرُّ بهَا بَلْقِيسُ عَنْ عَرَضٍ
قالَتْ هيَ الصّرْحُ تَمثيلاً وَتَشبيهَا
تَنْحَطُّ فيها وُفُودُ المَاءِ مُعْجِلَةً،
كالخَيلِ خَارِجَةً من حَبْلِ مُجرِيهَا
كأنّما الفِضّةُ البَيضاءُ، سَائِلَةً،
مِنَ السّبائِكِ تَجْرِي في مَجَارِيها
إذاعَلَتْهَا الصَّبَا أبدَتْ لهَا حُبُكاً
مثلَ الجَوَاشِنِ مَصْقُولاً حَوَاشِيهَا
فَرَوْنَقُ الشّمسِ أحْياناً يُضَاحِكُها،
وَرَيّقُ الغَيْثِ أحْيَاناً يُبَاكِيهَا
إذا النُّجُومُ تَرَاءَتْ في جَوَانِبِهَا
لَيْلاً حَسِبْتَ سَمَاءً رُكّبتْ فيهَا
لا يَبلُغُ السّمَكُ المَحصُورُ غَايَتَهَا
لِبُعْدِ ما بَيْنَ قاصِيهَا وَدَانِيهَا
يَعُمْنَ فيهَا بِأوْسَاطٍ مُجَنَّحَةٍ
كالطّيرِ تَنقَضُّ في جَوٍّ خَوَافيهَا
لَهُنّ صَحْنٌ رَحِيبٌ في أسَافِلِهَا،
إذا انحَطَطْنَ، وَبَهْوٌ في أعَاليهَا
صُورٌ إلى صُورَةِ الدُّلْفِينِ، يُؤنِسُها
مِنْهُ انْزِوَاءٌ بِعَيْنَيْهِ يُوَازِيهَا
تَغنَى بَسَاتِينُهَا القُصْوَى بِرُؤيَتِهَا
عَنِ السّحَائِبِ، مُنْحَلاًّ عَزَاليهَا
كأنّهَا، حِينَ لَجّتْ في تَدَفّقِهَا،
يَدُ الخَليفَةِ لَمّا سَالَ وَادِيهَا
وَزَادَها زُِتْبَةً مِنْ بَعْدِ رُتْبَتِهَا،
أنّ اسْمَهُ حِيْنَ يُدْعَى من أسامِيهَا
مَحْفُوفَةٌ بِرِياضٍ، لا تَزَالُ تَرَى
رِيشَ الطّوَاوِيسِ تَحكِيهِ وَتحكيهَا
وَدَكّتَينِ كَمِثْلِ الشِّعرَيَينِ غَدَتْ
إحداهُمَا بإزَا الأخرَى تُسَامِيهَا
إذا مَسَاعي أمِيرِ المُؤمِنِينَ بَدَتْ
للوَاصِفِينَ، فَلا وَصْفٌ يُدانِيهَا
إنّ الخِلاَفَةَ لَمّا اهْتَزّ مِنْبَرُها
بجَعْفَرٍ، أُعْطِيَتْ أقْصَى أمَانِيهَا(37/423)
أبْدَى التّوَاضُعَ لَمّا نَالَها، دَعَةً،
عَنْهَا، وَنَالَتْهُ، فاختَالَتْ بهِ تِيهَا
إذا تَجَلّتْ لَهُ الدّنْيَا بِحِلْيَتِهَا،
رَأتْ مَحَاسِنَهَا الدّنْيَا مَسَاوِيهَا
يا ابنَ الأباطحِ مِنْ أرْضٍ أبَاطِحُها
في ذِرْوَةِ المَجْدِ أعلى مِن رَوَابِيهَا
مَا ضَيّعَ الله في بَدْوٍ وَلاَ حَضَرٍ
رَعِيّةً، أنتَ بالإحْسَانِ رَاعِيها
وأُمّةً كَانَ قُبْحُ الجَوْرِ يُسْخِطُهَا
دَهْراً، فأصْبَحَ حُسنُ العَدلِ يُرْضِيهَا
بَثَثْتَ فيها عَطَاءً زَادَ في عُدَدِ الـ
ـعَلْيَا، وَنَوّهْتَ باسْمِ الجُوْدِ تَنْوِيهَا
ما زِلْتَ بَحْراً لِعَافِينَا، فكَيْفَ وَقَد
قَابَلْتَنَا وَلَكَ الدّنْيَا بِمَا فِيهَا
أعْطَاكَهَا الله عَنْ حَقٍّ رَآكَ لَهُ
أهْلاً، وأنْتَ بحَقّ الله تُعْطِيهَا
العصر العباسي >> البحتري >> أناشد الغيث كي تهمي غواديه
أناشد الغيث كي تهمي غواديه
رقم القصيدة : 3183
-----------------------------------
أُنَاشِدُ الغَيْثَ كَيْ تَهْمي غَوَادِيهِ
عَلى العَقيقِ، وإنْ أقْوَتْ مَغَانِيهِ
على مَحَلٍ أرَى الأيّامَ تَضْحَكُ عَنْ
أيّامهِ، واللّيَالي عَنْ لَيَاليهِ
عَهْدٌ منَ اللّهوِ، لمْ تُذمَمْ عَوَائدُهُ
يَوْماً، فتُنسَى، وَلمْ تُفْقَدْ بَوَادِيهِ
وَفي الحُلُولِ عَليلُ الطّرْفِ فاترُهُ،
لَدْنُ التّثَنّي، ضَعيفُ الخصْرِ واهيهِ
يُطيلُ تَسوِيفَ وَعْدي ثمّ يُخْلِفُهُ
عَمْداً، وَيَمْطُلُ دَيْنِي، ثمّ يَلوِيهِ
هلْ يُجْزَيَنّ ببَعْضِ الوَصْل باذِلُهُ،
أوْ يُعْدِيَنَّ على الهِجْرَانِ جازِيهِ ؟
وَهَلْ تَرُدّينَ حِلْماً قَدْ تَخَوّنَهُ
لَكِ التّصَابي، فَما يُرْجَى تَلافيهِ
لَوْلا التّعَلّقُ منْ قَلْبٍ يُبَرِّحُ بي
لَجَاجُهُ، ويُعَنّيني تَماَدِيهِ
ما كانَ هَجْرُكِ مَكرُوهاً أُحَاذِرُهُ،
وَلاَ وِصَالُكِ مَعْرُوفاً أُرَجّيهِ
بَنُو ثَوَابَةَ أقْمَارٌ، إذا طَلَعَتْ،
لمْ يَلبَثِ اللّيلُ، أنْ يَنْجابَ داجيهِ(37/424)
كُتّابُ مَلْكٍ تَرَى التّدبيرَ مُتّسِقاً
برَأيِ مُخْتَارِهِ منْهُمْ، وَمُمْضِيهِ
يَقْفُونَ هَدْيَ أبي العَبّاسِ في سَنَنٍ،
يَرْضَاهُ سامعُهُ الأقصَى، وَدََانِيهِ
نَغدو، فإمّا استَعَرْنا من مَحَاسنهِ
فَضْلاً، وَإمّا استَمَحْنا من أياديهِ
بَرّزَ في السّبْقِ حَتّى مَلّ حاسدُهُ
طُولَ العَنَاءِ، وَخَلاّهُ مُجارِيهِ
مَتَى أرَدْنا وَجَدْنَا مَنْ يُقَصِّرُ عَن
مَسْعَاتهِ، وَفَقَدْنا مَنْ يُدانيهِ
رأى التّوَاضُعَ والإنصَافَ مَكرُمَةً،
وإنّمَا اللّؤمُ بَينَ العُجبِ والتّيهِ
كأنّ مَذْهَبَهُ في الحَمْدِ من مِقَةٍ
لَهُ، وَمَيْلٌ إلَيْهِ مَذْهَبي فيهِ
مُحَبَّبٌ في جَميعِ النّاسِ إن ذُكرَتْ
أخْلاَقُهُ الغُرُّ، حتّى في أعَادِيهِ
كَمْ حَاسدٍ لأبي العَبّاسِ مُشتَغِلٍ
بنعمَةٍ، في أبي العَبّاسِ، تُشجيهِ
يَرُومُ وَضْعاً لَهُ، والله يَرْفَعُهُ،
وَيَبْتَغي هَدْمَهُ، وَالله يَبْنيهِ
وَبَاخِلينَ سَلَوْنا عَن نَوالهمُ
سُلوَانَ صَبٍّ تَمادى هَجرُ مُصْبيهِ
تَكُفُّنَا عَنهُمُ نُعْمَى فتًى شَرُفَتْ
أخلاقُهُ، وَطَمَا بالعُرْفِ وادِيهِ
إنْ يَمْنَعُونَا فإنّ البَذْلَ منْ يَدِهِ
أوْ يَكْذِبُونَا فإنّ الصّدْقَ من فيهِ
مُوَفَّرُ القَدْرِ لمْ تُغْمَضْ مَهابَتُهُ،
وَنَابِهُ الذّكرِ لمْ تُغْضَضْ مَساعيهِ
عَادَى خُرَاسَانَ حَتَّى ذَلَّ رَيِّضُهَا
بِالرَّأْي يَختَارُهُ والعَزْمِ يُمْضِيهِ
أوْلى الكتَابَةَ تَسديداً أقَامَ بهِ
منْهَاجَهَا، وَقَدِ اعوَجّتْ نَوَاحِيهِ
غَضُّ الأمانَةِ فيهَا من تَنَزُّههِ،
وأبْيَضُ الثّوْبِ فيها منْ تَوَقّيه
العصر العباسي >> البحتري >> وجدت وعدك زورا في مزورة
وجدت وعدك زورا في مزورة
رقم القصيدة : 3184
-----------------------------------
وَجَدْتُ وَعْدَكَ زُوراً في مُزَوَّرَةٍ
وصَفْتَ مُبْتَدِئاً بالحِذْقِ طَاهِيهَا
فلا شَفى اللهُ مَنْ يَرْجُو الشِّفَاءَ بِهَا(37/425)
ولا عَلَتْ كَفُّ مُلْقٍ كَفَّهُ فِيهَا
فاحْبِسْ رَسُولكَ عَنِّي أَن يَجِيءَ
فقَدْ حَبَسْتُ رَسُولِي عن تَقَاضِيها
العصر العباسي >> البحتري >> تكلفني رد ماضي الأمور
تكلفني رد ماضي الأمور
رقم القصيدة : 3185
-----------------------------------
تُكَلِّفُني رَدَّ ماضِي الأُمُورِ
، وبَعْثَرَةَ الأَعْظُمِ الْبَالِيهْ
أَبُوكَ الَّذي جَاءَ مَا قَدْ عَلِمْـ
ــتَ ، فَصَارَت له سُنَّةٌ جارِيَهْ
أَقَامَ الرِّجالَ عَلَى أُمِّهِ
فأَشْهَدَهُمْ أَنَّها زانِيَهْ
وَكَانُوا عُدُولاً فأَدَّوْا إِلَيْهِ
أَمانةَ أَيَّامِهَا الخَالِيَهْ
العصر العباسي >> البحتري >> لو كنت سعدا لم تكن قاتلا لصاعد بعد عبيد الله
لو كنت سعدا لم تكن قاتلا لصاعد بعد عبيد الله
رقم القصيدة : 3186
-----------------------------------
لَوْ كُنتَ سَعْداً لم تَكُنْ قَاتِلاً لِصَاعِدٍ بَعْدَ عُبَيْد اللهْ
إِثْنَانِ غُرَّا مِنْكَ فاسْتُؤْصِلاَ
والثَّالِثُ البَاقِي عَلَى عِلَّهْ
العصر العباسي >> البحتري >> ربع خلا من بدره مغناه
ربع خلا من بدره مغناه
رقم القصيدة : 3187
-----------------------------------
رَبْعٌ خَلاَ مِنْ بَدْرِهِ مَغنَاهُ
وَرَعَتْ بهِ عِينُ الْمَهَا الأَشبَاهُ
بَدَلاً شَنِيئاً مِن مَحَاسِنِ صُورَةٍ
وَصَلَ الْقُلُوبَ بِنَاظِرَيْهَا اللهُ
كانَتْ مُرَادَ عُيُونِنا فَرَمى الْهَوَى
رَيْبُ الزَّمَانَ فَشَتَّ صَرْفَ قُوَاهُ
ولَرُبَّمَا أَرْتَعْتُ رَوضَةَ حُسْنِهَا
طَرْفِي ، وأَعْطَيْتُ الفُؤادَ مُنَاهُ
مَا كَانَ عَهْدُ وِصَالِهَا لَمَّا نَأَتْ
إِلاَّ كَحُلْمٍ طارَ حُلْوُ كَرَاهُ
فَتَنَاسَ مَنْ لم تَرْجُ رَجْعَةَ وُدِّهِ
وَوِصَالِهِ ، وتَعَزَّ عَنْ ذِكْرَاهُ
بِمُجَنَّبٍ ، رَحْبِ الْفُرُوجِ ، مُشَذَّبٍ
نابِي الْقَذَالِ ، حَدِيدَةٍ أُذُنَاهُ
ضَافِي السَّبِيبِ ، مُقَلِّصٍ لم تَنْخَزِلْ(37/426)
مِنْهُ الْقَطَاةُ ، ولم يَخُنْهُ شَظَاهُ
صَافِي الأَدِيمِ كَأَنَّ غُرَّةَ وَجْهِهِ
فَلَقُ الصَّبَاحِ انْجَابَ عَنْهُ دُجَاهُ
يَجْرِي إِذا جَرَتِ الجِيادُ عَلَى الْوَنى
فَيَبُذُّ أْولى جَرْيِهَا أُخْرَاهُ
يُدْنِيكَ مِنْ مَلِكٍ أَغَرَّ سَمَيْدَعٍ
يُدْنِيكَ مِنْ أَقْصَى مُنَاكَ رِضَاهُ
لو قِيلَ مَنْ حازَ السَّماحَةَ والنَّدَى
يَوْمَ الْفَخَار ، لَقِيلَ ذَاكَ الشَّاهُ
الشَّاهُ ، شَاهُ المَجْدِ غَيْرَ مُدَافَعٍ
حازَ المَكَارِمَ كُلَّهَا بُرْدَاهُ
مَا الْبَحْرُ مَلْتَطِمُ الْعُبَابِ يُمِدُّهُ
بَحْرٌ يَفِيضُ بِسَيْبِهِ عَبْرَاهُ
يَوْماً بأَسْمَحَ مِنْ أَسِرَّةِ كَفِّهِ
فِي حَالَتَيْهِ بما حَوَتْهُ يَدَاهُ
كَلاَّ ، ولا غَيْثٌ تَهَلَّلَ مُزْنُهُ
بِحَيَا الوَرَى إِلاَّ كَبَعْضِ نَدَاهُ
وَلَمَا أُسَامَةُ وَهْوَ يَحْمِي غِيلَهُ
ووَاءَهُ مَعَ عِرْسِهِ شِبْلاَهُ
بِأَشَدَّ مِنْهُ في الزَّعَازِعِ مُقْدِماً
والمَوْتُ مُحْتَدِمٌ يَشُبُّ لَظَاهُ
يَا كَاهِلَ الْمَجْدِ الَّذِي بفَعَالِهِ
أَرْسَى قَوَاعِدَ طَوْدِهِ رُكْنَاهُ
وسَنَامَ مَفْخَرِهِ ، وشَمْسَةَ تاجِهِ
ونِظَامِهِ ، ومَكَانَ قُطْبِ رَحَاهُ
لَمْ يَبْقَ حُرٌّ لم تَسِمْهُ نِعْمَةٌ
جُلِيَتْ لَهَا يَوْمَ الفَخَارِ حُلاَهُ
إِلاَّ وَلِيَّكَ فاعْتَبِدْهُ بِشَاحِجٍ
لِطَرِيقِهِ لم يَحْوِهِ شَطَنَاهُ
أَو مُقْرَبٍ رَحْبِ المَنَاخِرِ سابِحٍ
يَشجَى بهِ يَوْمَ اللِّقَاءِ عِدَاهُ
لَكَ هَامَةُ المَجْدِ التَّلِيدِ ، وهَضْبُهُ
وشِعَابُهُ ، ونُجُودُهُ ، ورُبَاهُ
مَا زِلْتَ لِلأَحْرَارِ أَحْرَزَ مَلْجَأٍ
يَحْتَلُّ مِنْكَ الأَكرَمُونَ ذُرَاهُ
العصر العباسي >> البحتري >> أعفى ذراعيه وأنحى على
أعفى ذراعيه وأنحى على
رقم القصيدة : 3188
-----------------------------------
أَعْفَى ذِرَاعَيْهِ وأَنْحَى على
لِحْيَتِهِ بالنَّتْفِ يُحْفِيهَا(37/427)
يَمْدَحُهُ الْقَوْمُ ويَهْجُوهُمُ
ما شَكَرَ النَّعْمَةَ هاجِيها
وَجَدْتُ أَشْعَارَكَ في هَجُوهِمْ
تَقْطُرُ مِن سَلْحٍ قَوَافِيهَا
قَائِلُهَا أَنتَ ، وقَدْ أَفرَطَتْ
في نَتْنِهَا ، أَمْ أَنتَ خَارِيهَا ؟
العصر العباسي >> البحتري >> سرى الغمام وغادتنا غواديه
سرى الغمام وغادتنا غواديه
رقم القصيدة : 3189
-----------------------------------
سَرَى الغَمَامُ ، وَغَادَتْنَا غَوَادِيهِ
كَأَنَّهُ نَائِلٌ بِتْنَا نُرَجِّيهِ
حَكَى نَدًى مِنْ أَبِي العبَّاسِ يُشبِهُهُ
إِذا تَهَلَّلَ وانْهَلَّتْ عَزَالِيهِ
قَدْ أَلْبَسَ اللهُ عَبْدَاللهِ أُبَّهَةً
مِنْ يَقظَانَ يَدْرِي كَيْفَ يُحْيِيهِ
إِنَّ الخَرَاجَ بِقِنَّسْرِينَ يَجْمَعُهُ
تَدْبيرُ يَقظَانَ يَدْرِي كَيْفَ يُحْيِيهِ
أَعْجَلَ بَعْضاً بِضَرْبٍ مِنْ تَقَدُّمِهِ
واقَتَادَ بَعْضاً بِضَرْبٍ مِن تَأَتِّيهِ
إِذَا تَكَلَّم لِمْ يَدْخُل صَرِيمَتَهُ
هَزْلٌ ، ولا كانَ غَيْرُ الجِدِّ يَعْنِيهِ
لاَ يَنقُصُ الطَّمَعُ الْغَالِي عَزِيمَتَهُ
وَلا سَبِيلَ إِلى عَيْبٍ يُدَانِيهِ
عُلُوُّ هِمَّتِهِ عَنْ ذَاكَ يَرْفَعُهُ
وَفَضْلُ ثَرْوَتِهِ عَنْ ذَاكَ يُغْنِيهِ
شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> الأخلاق
الأخلاق
رقم القصيدة : 319
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
مناعه ارزاق
جلابة ارزاء
يا سخامه يا لطامه
ياللى اسمك اخلاق
ازيك وايش حالك
ايه اخر الانباء
دجوكى ؟
سلخوكى ؟
خلوكى اشلاء
ما انا قايل وسمعتي
بس انتي اللى طمعتى
فى بلدنا يعوزكي
مسكوكي دقوكي
بدماغ الدقماق
بالقاضيه الفنيه
صرعوكى السجانه
حبوسكى
فى قضيه
مرفوضه وخسرانه
والتهمه الجنائيه
اكمنك انسانه
وخدوكى الشرطيه
وعساكر هجانه
وابولكنه فرنساوي
طبال ومغناوي
بيغنى اشتراكاوى
والعالم طرشانه
وابو عسكر حرميه
بيبرطع فى تكيه
ويقول اشتركيه
والناس
لسه جعانه
يا هبيله يا فضيله
يابتاعه المهابيل(37/428)
بلا وكسه
بلانيله
بلا هفه مخاليل
دى بلدنا
ولا حولا
ما بقاش فيها علاوله
وعوضنا على المولي
فى ولادنا الشماليل
يادينا ورجلينا
اسسنا وعلينا
وعملنا اللى علينا
جيل يطلع ورا جيل
ويقول ابنوا لبكره
والبنى ادم ذكري
نتحمس للفكرة
من كتر التطبيل
واخيرا ولا اخر
اخلاقنا بتتاجر
ومهازل
ومساخر
وهزيمه
وتضليل
العصر العباسي >> البحتري >> أترى هيثما يطيق ترضي
أترى هيثما يطيق ترضي
رقم القصيدة : 3190
-----------------------------------
أتَرَى هَيْثَماً يُطيقُ تَرَضّي
حَاجِبٍ جَامِعٍ لَنَا حاجِبَيْهِ
أمْ ترَى المَطلَ مُبقِياً ليَ فَضْلاً
مِنْ نَوَالٍ، أنْفَقَتُ مِنهُ علَيهِ
لَستُ أشكُو إلاّ شَفيعي، فهَل لي
مِنْ شَفيعٍ إلى شَفيعي إلَيْهِ؟
العصر العباسي >> البحتري >> الحمد لله شكرا
الحمد لله شكرا
رقم القصيدة : 3191
-----------------------------------
الحَمْدُ لِلهِ شُكْراً
قُلُوبُنا فِي يَدَيْهِ
صَارَ الأَمِيرُ شَفِيعِي
إِلَى شَفِيعِي إِلَيْهِ
العصر العباسي >> البحتري >> غناؤك يورثك التزنيه
غناؤك يورثك التزنيه
رقم القصيدة : 3192
-----------------------------------
غِنَاؤُكَ يُورِثُكَ التَّزْنِيَهْ
وشَتْماً وطَرْداً مِنَ الأَفْنِيَهْ
وفَقْدُكَ أَجْدَرُ مِنْ أَنْ تُبَرَّ
وشَتْمُكَ أَوْلَى مِنَ التَّكْنِيَةْ
ويَوْمُ وِلادِكَ للتَّعْرِيَاتِ
ويَوْمُ وَفََاتِكَ للتَّهِنَيَهْ
إِذَا المَرءُ فِيكَ نَوَى سَيِّئاً
أُثِيبَ عَلَى حُسْنِ تِلكَ النِّيَهْ
العصر العباسي >> البحتري >> يابن من طاب في المواليد حرا
يابن من طاب في المواليد حرا
رقم القصيدة : 3193
-----------------------------------
يابْنَ مَنْ طَابَ في المَوَالِيدِ حُرًّا
مِنْ بَنِي جَعْفَرٍ إِلى ابْنَ أَبِيهِ
أَنَا بالْقُرْبِ مِنْكَ عِاْدَ صَدِيقٍ
قَدْ أَلْحَّتْ عَلَيْهِ شُهْبُ سِنِيهِ
عِندَهُ قَيْنَةٌ إِذا ما تَغَنَّتْ(37/429)
عادَ مِنَّا الْفَقِيهُ غَيْرَ فقِيهِ
تَزْدَهِيهِ ؛ وأَيْنَ مِثْلِيَ فِي الْفَهْـ
ـــمِ تُغَنِّيهِ ثُمَّ لا تَزْدَهِيهِ
مَجْلِسٌ كالرِّيَاضِ حُسْناً ، ولكنْ
لَيْسَ قُطْبُ السُّرُورِ واللَّهْوِ فِيهِ
فأَغِثْنِي بما بهِ يُشْترَى دَنُّ
عَجُوزٍ خَمَّارُهُ مُشْتَرِيهِ
وَبأَشيَاخِكَ الكرَامِ أُولِي الْـ
ــأَفضَالِ مُوسى بن جَعْفَرٍ وبَنِيهِ
أَنْ تَجَشَّمْتَهُ وإِنْ كَانَ إِلاَّ
مِثْلَ ما يأْنَسُ الفَتَى بأَخِيهِ
العصر العباسي >> البحتري >> أما ترى العارض المنهل دانيه
أما ترى العارض المنهل دانيه
رقم القصيدة : 3194
-----------------------------------
أَما تَرَى العَارِضَ الْمُنهَلَّ دَانِيهِ
قَدْ طَبَّقَ الأَرْضَ ، وانحَلَّتْ عَزَالِيهِ
فالرِّيحُ تُزْحِيهِ تَارَاتٍ وتَحْدُرُهُ
والرَّعْدُ يُنْجِيهِ طَوْراً أَو يُنَاجِيهِ
يَبْكِي فَيَضْحَكُ وَجْهُ الأَرْضِ عن زَهَرٍ
كالْوَشْيِ بَلْ لا تَرَى وَشْياً يُدَانيهِ
ما زَالَ يَسْكُبُ سَحًّا مُسْبِلاً غَدَقاً
لا يَسْتَفِيقُ ، وَلي عَيْنٌ تُبارِيهِ
سَحًّا بِسَحٍّ ، وإِسْبَالاً بمُسْبَلَةٍ
دَمْعٌ يبُوحُ بشَجْوٍ كَنتُ أُخْفيهِ
ثُمَّ انْجَلَى ودُمُوعِي غَيْرُ رَاقِئَةٍ
والقَلْبُ فِيهِ مِنَ الأَشْجَانِ ما فِيهِ
شَوْقاً إِلى رَشأ لا الشَّمْسُ تُشْبِهُهُ
ولا الْهِلاَلُ إِذا تَمَّتْ لَيَالِيهِ
لَكِنَّهُ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ عارِضَةٌ
يُبْلِي فُؤَلدِي بِلاَ جُرْمٍ ويُضْنِيهِ
وَقَدْ تَبَيَّنَ أَنِّي مُغرَمٌ كَلِفٌ
فاسْتَشْعَرَ الْعُجْبَ في ضَنٍّ وفي تِيهِ
العصر العباسي >> البحتري >> إن الزمان زمان سو
إن الزمان زمان سو
رقم القصيدة : 3195
-----------------------------------
إنّ الزّمَانَ زَمَانُ سَوْ،
وَجَميعَ هَذا الخَلْقِ بَوْ
وإذا سَألْتَهُمُ نَدًى،
فَجَوَابُهُمْ عَنْ ذاكَ وَوْ
لَوْ يَملِكونَ الضّوْءَ بُخْـ
ـلاً لَمْ يَكُنْ للخَلقِ ضَوْ(37/430)
ذَهَبَ الكِرَامُ بأسرِهمْ،
وَبَقي لَنَا لَيْتَ وَلَوْ
العصر العباسي >> البحتري >> باكرتنا بواكر الوسمي
باكرتنا بواكر الوسمي
رقم القصيدة : 3196
-----------------------------------
بَاكَرَتْنا بَوَاكِرُ الوَسْميِّ،
ثمّ رَاحَتْ، وَأقْبَلَتْ بالوَليِّ
وَأرَى الغَيثَ لَيسَ يَنفَكُّ يَهمي
في غَداةٍ مُخضَلّةٍ، وعَشِيّ
فَسَقَى الأرْضَ رَيَّهَا مِنْ نَداهُ،
فاسقِني، منْ سُلافَةِ الرّاحِ، رَيّي
أصْبَحَتْ بهجَةُ النّعيمِ، وَأمستْ
بَينَ قَصرِ الصَّبيحِ وَالجَعفَرِيّ
في البِنَاءِ العَجيبِ، وَالمَنزِلِ الآ
نِسِ، وَالمَنظَرِ الجَميلِ، البَهيّ
وَرِياضٍ تَصْبُو النّفوسُ إلَيها،
وَتُحَيّا بورْدِهِنَّ الجَنِيّ
دارُ مُلْكٍ مُختَارَةٌ لإمَامٍ،
أحْرَزَتْ كَفُّهُ تُرَاثَ النّبِيّ
وَهَبَ الله للرّعيّةِ مِنْهُ
سِيرَةَ الفاضِلِ، التّقيّ، الذّكيّ
فَهْيَ مَحْبُوّةٌ بإحْسانِهِ الضّا
في عَلَيْهَا، وَحِكمَةِ المَرْضِيّ
يا إمَامَ الهُدَى، وَيا صَاحبَ الحقّ،
وَيابْنَ الرّشيدِ، وَالمَهْدِيّ
ليَدُمْ دَهرُكَ المُحَبَّبُ في النّا
سِ بعُمْرٍ باقٍ، وَعَيشٍ رَضِيّ
العصر العباسي >> البحتري >> وكان الشلمغان أبا ملوك
وكان الشلمغان أبا ملوك
رقم القصيدة : 3197
-----------------------------------
وَكانَ الشَّلْمَغانُ أبَا مُلُوكٍ،
فَصَارَ أباً لسُوقَةِ مَادَرَايَا
أكُلُّ بَني دَسَاكِرِها بَنُوهُ،
لأوْشَكَ أنْ يكونَ أبا البرايَا
يُحَلّئُنَا عُقُوقُ أبي يَزِيدٍ
عَنِ الصّهْبَاءِ ضَافيَةَ العَشَايَا
فبَاتَ الخَسفُ مَنْزلََنا، وَبِتنا
يُغَنّينَا البعُوضُ بِجَرْجَرَايا
بَنو الأُطرُوشِ لوْ حضَرُوا لكانوا
أخَصَّ مَوَدّةً، وَأعَمَّ رَايَا
أُناسٌ، لا صَلاتُهُمُ لِمَاني
تُقَامُ، وَلا نَبِيُّهُمُ ابنُ بَايَا
العصر العباسي >> البحتري >> فدتك يدي من عاتب ولسانيا
فدتك يدي من عاتب ولسانيا
رقم القصيدة : 3198(37/431)
-----------------------------------
فَدَتْكَ يَدي مِنْ عاتبٍ، وَلسانِيَا،
وَقَوْليَ في حُكمِ العُلاَ وَفَعَالِيَا
فإنّ يَزِيداً وَالمُهَلّبَ حَبّبَا
إلَيْكَ المَعَالي، إذْ أحَبّا المَعَالِيَا
وَلمْ يُورِثَاكَ القَوْلَ لا فِعْلَ بَعدَهُ،
وَما خَيرُ حَلْيِ السّيفِ إن كانَ نابِيَا
ترَى النّاسَ فوْضَى في السّماحِ، وَلن ترَى
فتى القَوْمِ إلاّ الوَاهِبَ المُتَغَاضِيَا
وَإنّي صَديقٌ غَيرَ أنْ لَسْتُ وَاجِداً
لفَضْلِكَ فَضْلاً، أوْ يعُمَ الأعادِيا
وَلا مَجدَ إلاّ حينَ تُحسِنُ عائِداً،
وَكلُّ فتًى في النّاسِ يُحسِنُ بادِيَا
وَما لكَ عُذْرٌ في تَأخّرِ حَاجَتي
لَدْيكَ، وَقد أرْسَلتُ فيها القَوَافِيَا
حَرَامٌ عَليّ غَزْوُ بَذٍّ وَأَهْلهَا،
إذا سِرْتُ، وَالعِشرُونَ ألفاً وَرَائيَا
فَلا تُفْسِدَنْ بالمَطْلِ مَنّاً تَمنهُ،
فخَيرُ السّحابِ ما يَكُونُ غَوَادِيَا
فَإنْ يَكُ في المَجْدِ اشترَاءٌ، فإنّهُ
شَراؤكَ شُكرِي طولَ دَهرِي بمَالِيَا
العصر العباسي >> البحتري >> أأحمد هل لأعيننا اتصال
أأحمد هل لأعيننا اتصال
رقم القصيدة : 3199
-----------------------------------
أأحْمَدُ! هَلْ لأعْيُنِنَا اتّصَالُ
بوَجْهٍ مِنْكَ أبْيَضَ، حَارِثيِّ
غَداتَكَ للخِمَارِ، إذا غَدَوْنَا،
وَلَمْ يُطْلِقْ لَنَا أُنْسَ العَشِيّ
فأحْسِنْ، يا فَتَى كَعْبٍ، فإنّي
رأيْتُ البُعْدَ مِنْ فِعْلِ المُسِيّ
تَعَصّبْ للقِرِيبِ أباً وَوِدّاً،
فقَدْ يَجِبُ التّعَصّبُ للكَنيّ
أمَا، والأرْبَعِينَ، لَقَدْ أُزِيغَتْ
بلا وَاني النّهُوضِ ولا وطِيّ
تُحَمِّلُ ثِقْلَ مَطْلَبِهَا كَرِيماً،
عَنِ القَرْمِ الكَرِيمِ أبي عَلِيّ
فإنّ العُودَ، رُبّتَمَا أُحِيلَتْ
عِلاَوَتُهُ عَلى الجذَعِ الفَتيّ
وَضَوْءُ المُشْتَرِي صِلَةٌ، مُعَانٌ
بِبَهْجَتِهَا سَنَا القَمَرِ المُضِيّ
هُوَ الوَسْميُّ جادَ، فكُنْ وَلِيّاً،
فَمَا الوَسْميُّ إلاّ بالوَليّ(37/432)
شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> الثوري النوري
الثوري النوري
رقم القصيدة : 320
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
حلا ويللا يا حلا ويللا
يا خسارة ياحول اللا
الثورى النورى الكلمنجى
هلاب الدين الشفطنجى
قاعد فى الصف اللأكلنجى
شكالاطه وكراميلا
***
يتمركس بعض الأيام
يتمسلم بعض الأيام
ويصاحب كل الحكام
وبستاشر ملة
***
ياحلولو لو شفته زمان
مهموم بقضايا الانسان
بيتكتك لا تقول بركان
ولابوتاجاز ولا حلة
***
ايش حالك ياجريبى اليوم
وايش جاب التفاح للدوم
وايش جاب الأوضة ف بدروم
للعربيه وفيللا
***
جرانين ومسارح وادارة
ومعلق طبلة وزماره
يسلك أهو بيزمر
يعطل يجيبوا له المنفيلا
واترستق هلاب الدين
بقى عاقل جدا ورزين
ويا عينى علينا يا مجانين
عشنا ومتنا بعله
العصر العباسي >> البحتري >> قطعت أبا ليلى وما كنت قبله
قطعت أبا ليلى وما كنت قبله
رقم القصيدة : 3200
-----------------------------------
قَطَعْتُ أَبا لَيْلى ، وما كُنْتُ قَبْلَهُ
قَطُوعاً ولا مُسْتَقْصِرَ الْوُدِّ جَافِيَا
أَغُبُّ السَّلاَمَ حِينَ تَكثِيرِ مَعْشَرٍ
يَعُدُّونَ تَكْريرَ السَّلامِ تَقَاضِيَا
وحَسْبِي افتِضَاءً أَنْ أُطِيفَ بِوَاقِفٍ
عَلَى خَلَّتي أَو عالِمٍ بِمَكَانِيَا
مَتَى تَسْأَلِ السِّجْزِيَّ عن غَيْبِ حاجَتِي
يُبَيِّنْ لكَ السِّجْزِيُّ ما كَانَ خَافِيَا
فِدَاءٌ لهُ مُسْتَبْطَأُ النُّجّحِ أَخْدَجَتْ
مَوَاعِيدُهُ حَتَّى رَجَعْنَ أَمَانِيَا
العصر العباسي >> البحتري >> بكرت تعيرني نوار سفاهة
بكرت تعيرني نوار سفاهة
رقم القصيدة : 3201
-----------------------------------
بَكَرَتْ تُعَيِّرُني نَوَارُ سَفَاهةً
وَضَحَ المَفَارِقِ وابْيِضاضَ المِسْحَلِ
ويْكُمْ، بَيَاضُ الصُّبْحِ أَحسَنُ مَنْظَراً
فِي العيْنِ مِنْ ظَلْمَاءِ لَيْلٍ أَلْيَلِ
وَهَلِ اسْوِدَادُ العُلْوِ يَكمُلُ حُسْنُهُ(37/433)
فِي الطِّرْفِ إلاَّ بابْيِضَاضِ الأَسْفَلِ
وَالصَّارِمُ الْمَصْقُولُ أَحسَنُ حالةً
يَوْمَ الوَغَى مِنْ صَارِمٍ لم يُصْقَلِ
والشَّمْسُ لَوْلاَ ضَوْءُهامَا اسْتُحْسِنَتْ
والبَدْرُ لَوْلاَ نُورُهُ لَمْ يَجْمُلِ
العصر العباسي >> البحتري >> لسانك أحلى من جنى النحل موعدا
لسانك أحلى من جنى النحل موعدا
رقم القصيدة : 3202
-----------------------------------
لِسانُك أَحْلَى من جَنَى النَّحْلِ مَوْعِداً
وَكَفُّكَ بالمَعرُوفِ أَضْيَقُ من قُفْلِ
تُمنِّي الَّذي يأْتِيك حتى إِذا انتَهَى
إِلى أَمَدٍ نَاوَلْتَهُ طَرَفَ الْحَبْلِ
العصر العباسي >> البحتري >> بكل سبيل للنساء قتيل
بكل سبيل للنساء قتيل
رقم القصيدة : 3203
-----------------------------------
بِكُلِّ سَبيلٍ لِلنِّسَاءِ قَتِيلُ
ولَيْسَ إِلى قَتْلِ النِّسَاءِ سَبِيلُ
وَفي كُلِّ دَارٍ للمُحَبِّينَ حَاجَةٌ
وما هِيَ إِلاَّ عَبْرَةٌ وعوِيلُ
وَإِنَّ بُكَائي بالطُّلُولِ لَرَاحَةٌ
فَهَلْ مُسْعِدَاتي بالْبُكَاءِ طُلُولُ؟
كأَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا لِعَيْنَيْك مَنْظَرٌ
إِذِ الدَّارُ دارٌ، والحُلُولُ حُلولُ
وَإِذْ حَسَنَاتُ الدَّهْرِ يَجْمَعْنَ بَيْنَنا
علَى الوَصْلِ، والحُرُّ الكريمُ وَصُولُ
فأَحْدَثَتِ الأَيَّامُ بَيْني وبَيْنَها
ذُحُولاً، وما تَفْنَى لَهُنَّ ذُحُولُ
ولَوْلاَ الهَوَوى ما ذَلَّ في الأَرضِ عاشقُ
وَلكِنْ عَزِيزُ العاشِقِينَ ذَلِيلُ
العصر العباسي >> البحتري >> أرجم في ليلى الظنون وإنما
أرجم في ليلى الظنون وإنما
رقم القصيدة : 3204
-----------------------------------
أُرَجِّمُ في لَيْلَى الظُّنُونَ، وَإِنَّمَا
أُخَاتِلُ في وَجْدِي بِهَا مَنْ أُخَاتِلُهْ
وَقَدْ زَعَمتْ أَنِّي تَغَيَّرتُ بَعْدَهَا
وَلَمْ تَدْرِ مَا خَطْبُ الْهَوَى وَبَلاَبِلُهُ
لَقَدْ وَفَّقَ اللهُ المُوَفَّقَ لِلَّذِي
أَتَاهُ، وأَعْطَى الشَّامَ مَا كَانَ يامُلُهْ(37/434)
أَضَافَ إِلى سِيمَا الطَّوِيلِ أُمُورنَا،
وسِيمَا الرِّضَا فِي كُلِّ أَمْرٍ يُحَاوِلُهْ
هُوَ المَرْءُ مَأْمُولٌ لَنَا العَدْلُ والنَّدَى
لَدَيْهِ، ومأْمُونٌ لَدَيْنَا غَوَائِلُهْ
فأَهْلاً وسَهْلاً بالإِمامِ، وقادِمٍ
أَتَتْ بالسُّرُورِ كُتْبُهُ وَرَسَائلُهْ
وأُقْسِمُ حَقًّا أَنَّ أَيْمَنَ طالِعٍ
عَلَيْنَا مِنَ الشَّرقِ اللِّوَاءُ وَحَامِلُهْ
وقَدْ تَمَّ صُنْعُ اللهِ لِلمَعْشَرِ الأُلَى
تَوَلاَّهُمُ الغَمْرُ المُؤمَّلُ نائلُهْ
مَتَى يَسْكُنُوا يُمْطِرْ عَلَيْهمْ سَحَابُهُ
وإِنْ يَشْغبُوا تُشْهَرْ عَلَيْهِمْ منَاصِلُهْ
وِلاَيَةُ عَدْلٍ يسْتَبِدُّ بِفَضْلِهَا
وحُسْنِ نَثَاهَا مُقْسِطُ الحُكْمِ فاصِلُهْ
يَنَالُ بها باغِي السَّلاَمةِ حُكْمَهُ
ويَهْلِكُ فِيهَا ناكِبُ الرَّأْسِ مائلُهْ
فكَمْ قَدْ مَدَدْنَا مِنْ رَجَاءٍ إِلى أَبي
عَليٍّ فَلَقَّتْنْا النَّجاحَ مَخَايلُهْ
لَهُ مَذْهَبٌ في المَكْرُماتِ تَشَابَهَتْ
أَواخِرُهُ في سُؤْدُدٍ وأَوَائلُهْ
قَرِيبُ مَنَالِ الرّفْدِ يَبْعُدُ مَجْدُهُ
عَلى مَنْ يُجارِي مَجْدَهُ ويُساجِلُهْ
وقَائِدُ جَيْشٍ مَا تَنَحَّلَ قُدْرَةً
على القرنِ بَيْنَ العَسْكَرَيْنِ يُنَازِلُهْ
طَلُوبٌ لأَعْلَى الأَمْر حَتَّى يَنَالَهُ
إِذا قُيِّضَتْ لِلأَدْنِيَاءِ أَسَافِلُهْ
بعيِدٌ مِنَ الفَحْشاءِ لَمْ تَدْنُ ريبةٌ
إِلَيْهِ، ولم يُوجَدْ نَظيرٌ يُعادِلُهْ
نَقِيُّ الثِّيابِ مِنْ تُقىً وَتَنَزُّهٍ،
صَحَيحُ العَفافِ ،وافِرُ الحِاْمِ،وكَمِلُهْ
أَميرٌ يكونُ الجَدُّ مِنْهُ سَجِيَّةً
إِذا ضَيَّعَ التَّدبيرَ في الرَّأْيِ هازِلُهْ
وَلَيْسَ كَمَسْبُوتِ الضُّحى مِنْ خُمَارِهِ
إِذا راحَ كَانَتْ للمُدامِ أَصَائِلُهْ
جُزِيتَ عَنِ الإِسلام خَيْراً ،ولا يُضِعْ
لََك اللهُ في الإِسْلامِ مَا أَنتَ فاعِلُهْ
فكَمْ فِتْنَةٍ أَخْرَجْتَنَا مِنْ ظَلاَمِها(37/435)
وخَطْبِ تَجَلَّى عَنْ حُسَامِكَ هائِلُهْ
وَطَاغِيةٍ حَاكَمْتَ بالسَّيْفِ مُصْلَتاً
إِلى أَنْ وَهَى مِنْ دُونِ حَقِّكِ باطِلُهْ
كَمَا انْهَزَمَ المَغْرُورُ مِنْ مَرْجِ دابِقٍ
وخَيْلُكَ في جَنْبْيْ قُوَيْقَ تُحاولُهْ
تَاَوَّبَ مِنْ حَمُّصَ أَبْوابَ بالِسٍ
مَسِيراَ بِفَرطِ الذُّعْرِ تُطْوَى مَرَاحِلُهْ
يُقَوِّسُ مِنْ حَدِّ الأَسِنَّةِ ظَهْرَهُ
وقَدْ بُلَّ مِنْهَا مَنْكِبَاهُ وَكَاهِلُهْ
يُحِيطُ عَلَيْهِ جانِبَ النَّقْعِ مُوعِثاً
لِكَيْ تَتَغَطَّى في العجَاجِ مَقَاتِلُهْ
إِذا مَرَّ بالشَّجْرَاءِ جَانبَ قَصدَها
يَرى أَنَّهَا أَرساَلُ خَيْلٍ تُقَاتِلُهْ
أَتَى سَادِراً بالبَغْيِ مُستَْحْقِباً لَهُ
وحاوَلَ نَصْرَ اللهِ ،واللهُ خاذِلُهْ
فَأَوْلَى لَهُ أَلاَّ غَدَا السَّيْفُ مُدْرِكاً
ضَرِيبَتَهُ،وَأَعْلَقَ العَيْرَ حَابِلُهْ
لِيَهْنِكَ أَنْ أَمْسَى بِدَارِ خَزَايةٍ
وَأَنْ بَاتَ مَشْغُولاً وخَوْفُكَ شَاغِلُهْ
وَأَنَّكَ مَنْ تأَْبَى المَوالي الَّذي أَبى
ويُعْطُونَ عِنْدَ الجِدَّ مَا أَنْتَ باذِلُهْ
وَمَا زِلْتُمُ بالمُلْكِ حَتَّى تمكَّنَتْ
قَوَاعِدُهُ العُظْمَى ،وقَرَّتْ زَلاَزِلُه
رَأَيْتَ المُرِيبَ مُخْفِياً مِنْكَ شَخْصَهُ
عَلَى حَالَةِ يَشْتَدُّ فِيهَا تَضَاؤُلُهْ
فَلاَ يُتْلَفَنْ حَقِّي،وَقَدْ نَطَقَتْ بِهِ
شَوَاهِدُهُ ، وأَوْضَحَتْهُ دَلاَئلُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> سما لك شوق من نوار ودونها
سما لك شوق من نوار ودونها
رقم القصيدة : 3205
-----------------------------------
سمَا لَكَ شَوْقٌ مِنْ نَوَارٍ، وَدُونَها
سَوَيْقَةُ وَالدَّهْنا وَعَرْضُ جِوَائِها
وَكُنْتَ، إذا تُذْكَرْ نَوَارُ، فإنّها
لِمُندمِلاتِ النّفسِ تَهياضُ دائِها
وأرْضٍ بها جَيْلانُ رِيحٍ مَرِيضَةٍ،
يَغُضّ البَصِيرُ طَرْفَهُ من فَضَائِها
قَطَعْتُ على عَيْرَانَةٍ حِمْيَرِيّةٍ(37/436)
كُمَيتٍ؛ يَئطّ النِّسْعُ من صُعدائِها
وَوَفْرَاء لم تُخْرَزْ بِسَيْرٍ وَكِيَعةٍ،
غَدَوْتُ بِها طَيّاً يَدي في رِشَائِها
ذَعَرْتُ بها سِرْباً نَقِيّاً، كَأنّهُ
نُجُومُ الثّرَيّا أسْفَرَتْ من عَمائِهَا
فعادَيتُ منِها بين تَيْسٍ وَنَعْجَةٍ،
وَرَوّيْتُ صَدرَ الرُّمْحِ قَبلَ عَنائِها
ألِكْني إلى ذُهْلِ بنِ شيبانَ، إنّني
رَأيْتُ أخَاهَا رَافِعاً لِبِنَائِها
لَقَدْ زَادَني وُدّاً لِبَكْرِ بنِ وَائِلٍ
إلى وُدّهَا المَاضي وَحُسْنِ ثَنائِها،
بلاءُ أخِيهِمْ، إذْ أُنِيخَتْ مَطِيّتي
إلى قّبّةٍ، أضْيَافُهُ بِفَنَائِها
جَزَى الله عَبْدَ الله لَمّا تَلَبّسَتْ
أُموري، وَجاشَتْ أنفُسٌ من ثَوَائِها،
إلَيْنَا، فَبَاتَتْ لا تَنَامُ كَأنّهَا
أُسَارَى حَدِيدٍ أُغْلِقَتْ بِدِمائِها
بِجَابِيَةِ الجَوْلانِ بَاتَتْ عُيُونُنَا
كَأنّ عَوَاوِيراً بِها مِنْ بُكَائِها
أرِحْني أبَا عبْدِ المَلِيكِ، فَما أرَى
شِفَاءً مِنَ الحاجَاتِ دُونَ قضَائِها
وَأنْتَ امْرُؤٌ للصُّلْبِ مِنْ مُرّةَ التي
لهَا، مِنْ بَني شَيْبَانَ، رُمْحُ لِوَائِها
هُمُ رَهَنُوا عَنهُمْ أباكَ، فَما أَلَوا
عَنِ المُصْطَفَى مِنْ رَهْنِها لِوَفائِها
فَفَكّ مِنْ الأغلالِ بَكْرَ بنَ وَائلٍ،
وَأعطى يَداً عَنهُمْ لهمْ من غَلائِها
وَأنقذَهم من سجن كِسرَى بن هُرْمُزٍ،
وَقَدْ يَئِسَتْ أنْفارُها مِنْ نِسائِها
وَما عَدّ مِنْ نُعمى امرُؤٌ من عَشيرَةٍ
لِوَالِدِهِ عَنْ قَوْمِهِ كَبَلائِها
أعَمَّ عَلى ذُهْلِ بنِ شَيبانَ نِعْمَةً،
وأدْفَعَ عَنْ أمْوَالِها وَدِمَائِها
وَما رُهِنتْ عن قوْمِها من يَدِ امرِىءٍ
نِزَارِيّةٍ أغْنَتْ لهَا كَغَنَائِها
أبُوهُ أبُوهُمْ في ذَرَاهُمْ، وَأُمُّهُ
إذا انْتَسَبَتْ، من ماجِداتِ نِسائِها
وَما زِلْتُ أرْمي عَن رَبيعَةَ مَنْ رَمى
إلَيها، وَتُخشَى صَوْلَتي مِنْ ورَائِها
بِكُلّ شَرُودٍ لا تُرَدّ، كَأنّها(37/437)
سَنَا نَارِ لَيْلٍ أُوقِدَتْ لِصِلائِها
سَتَمْنَعُ بَكْراً أنْ تُرَامَ قَصَائِدي،
وَأخْلُفُها مَنْ ماتَ مِنْ شُعَرَائِها
وَأنْتَ امْرُؤٌ مِنْ آلِ شَيبانَ تَستقي
إلى دَلْوِكَ الكُبْرَى عِظامُ دِلائِها
لَكُمْ أثْلَةٌ مِنها خَرَجْتُمْ وَظِلّها
عَلَيْكُمْ وفيكُمْ نَبتُها في ثَرَائِها
وَأنتَ امرُؤٌ من ذُهلِ شَيبانَ تَرْتقي
إلى حَيثُ يَنمي مَجدُها من سَمائِها
وقد عَلِمتْ ذُهلُ بنُ شَيبانَ أنّكمْ
إلى بَيْتِها الأعْلى وَأهْلُ عَلائِها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبيت أمني النفس أن سوف نلتقي
أبيت أمني النفس أن سوف نلتقي
رقم القصيدة : 3206
-----------------------------------
أبِيتُ أُمَنّي النّفسَ أنْ سَوْفَ نلتقي،
وَهَلْ هُو مَقْدُورٌ لِنَفْسٍ لِقاؤها
وَإنْ ألْقَهَا أوْ يَجْمَعِ الله بَيْنَنَا،
فَفِيهَا شِفَاءُ النّفْسِ مِنّي وَداؤها
أُرَجّي، أمِيرَ المُؤمِنِينَ، لِحَاجَةٍ،
بِكَفّيْكَ بَعْدَ الله يُرْجَى قَضاؤها
وَأنْتَ سَمَاءُ الله فِيها التي لَهُمْ
من الأرْض يُحيي ميّتَ الأرْض ماؤها
كلا أبَوَيْكَ اسْتَلّ سَيْفَ جَمَاعةٍ
عَلى فِتْيَةٍ تَلْقَى البَنِينَ نِسَاؤها
فَمَا أُغْمدا حَتى أنابَتْ قُلُوبُهُمْ،
وَسَمّحَ، للضّرْبِ الشّآمي، دِماؤها
لَنِعْمَ مُنَاخُ القَوْمِ حَلّوا رِحَالَهُم
إلى قُبّةٍ فَوْقَ الوَلِيدِ سَمَاؤها
بَنَاهَا أبُو العاصي وَمَرْوَانُ فَوْقهُ
وَيُوسُفُ، قَدْ مَسّ النّجومَ بناؤها
فَإنْ يَبْعَثِ المَهْدِيُّ لي نَاقَتي التي
يَهِيجُ لأصْحَابي الحَنيِنَ بُكاؤها
وَإنْ يَبْعَثوها بالنّجاحِ فَقَدْ مَشَتْ
إلَيكُمْ على حَوْبٍ وَطالَ ثَواؤها
وَإنّ عَلَيْها إنْ رَأتْ مِنْ غِمَارِها
ثَنَايَا بِرَاقٍ أنْ يَجِدّ نَجاؤها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عجبت لركب فرحتهم مليحة
عجبت لركب فرحتهم مليحة
رقم القصيدة : 3207
-----------------------------------(37/438)
عَجِبتُ لِرَكْبٍ فَرّحَتْهُمْ مُلِيحَةٌ،
تَألّقُ مِنْ بَينِ الذنَابَينِ فالمِعا
فَلَمْ نَأتِها حَتى لَعَنّا مَكانَها؛
وَحتى اشتفى من نوْمه صَاحبُ الكرَى
فَلَمّا أتَيْنَا مَنْ على النّارِ أقْبَلَتْ
ألَيْنَا وِجُوهُ المُصْطَلِينَ ذوِي اللّحى
فَلَمّا نَزَلْنَا وَاخْتَلَطْنَا بأهْلِهَا
بكَوْا وَاشتَكَينا أيَّ ساعَة مُشتكَى
تَشَكَّوْا وَقالوا: لا تَلُمْنا، فَإنّنَا
أُنَاسٌ حَرَامِيّونَ لَيْسَ لَنا فَتى
وقالوا:ألا هل مثل غالبٍ
وَإيَّايَ بِالمَعْرُوفِ قائلُهُمْ عَنى
وَوَسْطَ رِحَالِ القَوْمِ بازِلُ عَامِها
جَرَنْبَذَةُ الأسْفِارِ هَمّاسةُ السُّرَى
فَلَمّا تَصَفّحْتُ الرّكابَ اتّقَتْ بها
أُرِيدُ بَقِيّاتِ العَرَائِكِ في الذُّرَى
أقُولُ وَقَدْ قَضّبْتُ بالسّيْفِ ساقَها:
حِرَامَ بنَ كَعبٍ لا مَذَمّةَ في القِرَى
فَبَاتَ لأصْحَابي وَأرْبَابِ مَنْزِلي
وَأضْيافِهِمْ رِسْلٌ وَدِفءٌ وَمُشتوَى
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لولا يدا بشر بن مروان لم أبل
لولا يدا بشر بن مروان لم أبل
رقم القصيدة : 3208
-----------------------------------
لَوْلا يَدا بِشْرِ بنِ مَرْوَانَ لمْ أُبَلْ
تَكَثُّرَ غَيْظٍ في فُؤادِ المُهَلَّبِ
فإنْ تُغلِقِ الأبَوابَ دُوني وَتَحتَجبْ
فَمَا ليَ مِنْ أُمٍّ بِغَافٍ وَلا أبِ
وَلَكِنّ أهْلَ القَرْيَتَينِ عَشِيرَتي،
وَلَيسوا بوَادٍ مِنْ عُمانَ مَصَوِّبِ
غَطارِيفُ من قَيسٍ مَتى أدْعُ فيهمِ
وَخِندِفَ يَأتُوا للصّرِيخِ المُثَوِّبِ
ولمّا رَأيْتُ الأزْدَ تَهْفُو لحاهُمُ
حَوَاليْ مَزَوْنِيٍّ لَئِيمِ المُرَكَّبِ
مُقَلَّدَةً بَعْدَ القُلُوسِ أعِنّةً
عَجِبتُ، وَمَن يَسمَعْ بذلك يَعجبِ
تَغُمُّ أُنُوفاً لَمْ تَكُنْ عَرَبِيّةً
لِحَى نَبَطٍ، أفْوَاهُهَا لَمْ تُعَرَّبِ
فكَيْفَ وَلمْ يَأتُوا بمَكّةَ مَنسِكاً؛
ولمْ يَعبُدوا الأوْثَانَ عِندَ المحصَّبِ
ولمْ يَدْعُ داعٍ: يا صَباحاً، فيَرْكَبوا(37/439)
إلى الرّوْعِ إلاّ في السّفِينِ المُضَبَّبِ
وَمَا وُجِعَتْ أزْدِيّةٌ مِنْ خِتَانَةٍ،
وَلا شَرِبَتْ في جِلدِ حَوْبٍ مُعَلَّبِ
وَما انْتابَها القُنّاصُ بالبَيْضِ وَالجنا،
وَلا أكَلَتْ فَوْزَ المَنِيحِ المُعَقَّبِ
وَلا سَمَكَتْ عَنها سَمَاءً وَلِيدَةٌ،
مَظَلّةُ أعْرَابِيّةٍ فَوْقَ أسْقُبِ
ولا أوْقَدَتْ ناراً لِيعْشُوَ مُدْلِجٌ
إليها، وَلمْ يُسْمَعْ لها صَوْتُ أكْلُبِ
ولا نَثَرَ الجاني ثِبَاناً أمَامَهَا؛
وَلا انتَقلتْ من رَهبةٍ سَيلَ مِذنَبِ
وَلا أرْقَصَ الرّاعي إلَيهَا مُعَجِّلاً
بِوَطْبِ لَقَاحٍ أوْ سَطيحَةِ مُعزِبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أوصي تميما إن قضاعة ساقها
أوصي تميما إن قضاعة ساقها
رقم القصيدة : 3209
-----------------------------------
أُوصي تَمِيماً إنْ قُضَاعَةَ سَاقَهَا
قَوَا الغَيْثِ من دارٍ بدُومةَ أوْ جَدبِ
إذا انتَجَعتْ كَلْبٌ عَلَيكُمْ فمكِّنوا
لها الدّارَ من سَهلِ المباءةِ وَالشَّرْبِ
فإنّهُمُ الأحْلافُ، والغَيْثُ، مَرّةً،
يَكُونُ بشَرْقٍ من بلادٍ وَمن غَرْبِ
أشَدُّ حِبَالٍ بَينَ حَيّينِ، مِرّةً،
حِبَالٌ أُمِرّتْ من تميمٍ وَمن كَلبِ
وَلَيْسَ قُضَاعيٌّ لَدَيْنَا بخَائِفٍ،
وَإنْ أصْبحتْ تَغلي القدورُ من الحرْبِ
فَإنّ تَمِيماً لا يُجِيرُ عَلَيْهِمُ
عَزِيزٌ وَلا صِنْديدُ مَملكَةٍ غُلْبِ
هُمُ المُتَخَلّى أنْ يُجَارَ عَلَيْهمُ
إذا استَعَرَتْ عدوَى المعبَّدة الجُرْبِ
وَأجْسَمُ مِنْ عادٍ جُسُومُ رِجالِهمْ،
وأَكثرُ إنْ عُدّوا عديداً مِنَ التُّرْبِ
مَصَاليتُ عِندَ الرّوْعِ في كلّ مَوْطِنٍ
إذا شخصَتْ نَفسُ الجبان من الرّعبِ
شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> الأقوال المأسورة
الأقوال المأسورة
رقم القصيدة : 321
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
المجد للشاه
فى الاعالى
وبالناس المذله
وعلى الارض
الخراب
" شاهبور با ختيار "
من سفر ما قبل الخروج(37/440)
حبيبك وصاحبك
وصاحب حبيبك
كلام كله فارغ
عديم المعانى
اذا الندل صاحبك
يصاحبك لعله
وتسمع كلام
زي كذب الاغانى
وانا اللى اشتريت الخسيس
بالخساره
وبعت الاصيل
اللى يا ما اشترانى
واول ما هبت
رياح النهايه خلعنى الخسيس
من صباعه ورماني
الشاهنشاه رضا فهلوي
من سفر الخروج
اخويا الامير
بزرميط الايرانى
وعظنى ونصحنى
وسلك ودانى
لان اللى نابه
يا حبه عنيا
ما يتيخلوش
أي كاتب اغانى
دا كان لمسه قاعد معايا
النهارده
ولابس خواتم دهب
امريكانى
صحيح الشعوب
بنت كلب ولتيمه
وممكن
تزيح العروش فى ثوانى
" واحد صاحبنا "
من سفر ما بعد الخروج
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وإجانة ريا الشروب كأنها
وإجانة ريا الشروب كأنها
رقم القصيدة : 3210
-----------------------------------
وَإجّانَةٍ رَيّا الشَّرُوبِ كَأنّهَا،
إذا اغتُمِستْ فيها الزّجاجةُ، كوْكبُ
مُخَتَّمَةٍ من عَهدِ كِسرَى بن هرْمُزٍ،
بَكَرْنا عَلَيها، وَالفَرَارِيجُ تَنْعَبُ
سَبَقْتُ بها يَوْمَ القِيَامَةِ إذْ دَنَا،
وَمَا للصَّبَا بَعْدَ القِيامَةِ مَطْلَبُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لقد أوفى وزاد وفاؤه
لعمري لقد أوفى وزاد وفاؤه
رقم القصيدة : 3211
-----------------------------------
لَعَمْرِي لَقَدْ أوْفَى وَزادَ وَفاؤهُ،
على كلّ جارٍ، جارُ آلِ المُهَلَّبِ
أمَرَّ لَهُمْ حَبْلاً، فَلَمّا ارْتَقَوْا بهِ
أتَى دُونَهُ مِنْهُمْ بدَرْءٍ وَمَنكِبِ
وَقالَ لهم: حُلّوا الرّحالَ، فإنّكُمْ
هَرَبْتُمْ، فألقُوها إلى خَيرِ مَهْرَبِ
أتَوْهُ وَلمْ يُرْسِلْ إلَيهِمْ، وَما ألَوْا
عن الأمنعِ الأوْفَى الجِوَارِ المُهَذَّبِ
فكانَ كما ظنّوا به، والّذي رَجَوْا
لهمْ حينَ ألقَوْا عن حراجيجَ لُغَّبِ
إلى خَيرِ بَيْتٍ فيهِ أوْفَى مُجَاوِرٍ
جِوَاراً إلى أطْنَابِهِ خَيرَ مَذْهَبِ
خَبَبْنَ بِهمْ شَهْراً إلَيْهِ وَدُونَهُ
لهُمْ رَصَدٌ يُخشَى على كلّ مَرْقَبِ(37/441)
مُعَرَّقَةَ الألْحِي، كَأنّ خَبيبَها
خَبِيبُ نَعاماتٍ رَوايِحَ خُضَّبْ
إذا تَرَكُوا مِنْهُنّ كلَّ شِمِلّةٍ
إلى رَخَماتٍ، بالطّرِيقِ، وَأذْؤبِ
حَذَوْا جِلْدَها أخْفافَهُنّ التي لهَا
بَصَائِرُ مِنْ مَخْرُوقِها المُتَقَوِّبِ
وَكَمْ مِنْ مُناخٍ خائِفٍ قَد ورَدْنَه
حرىً من مُلِمّاتِ الحَوادثِ مُعطَبِ
وَقَعْنَ وَقدْ صَاحَ العَصَافيرُ إذْ بَدا
تَباشِيرُ مَعرُوفٍ من الصّبحِ مُغَربِ
بمِثلِ سُيُوفِ الهِندِ إذْ وَقَعَتْ وَقَدْ
كَسَا الأرْضَ باقي لَيلِها المُتَجَوِّبِ
جَلَوْا عَن عُيونٍ قد كَرِينَ كلا وَلا
مَعَ الصّبْحِ إذْ نادى أذانُ المُثَوِّبِ
على كُلّ حُرْجُوجٍ كأنّ صَرِيفَها
إذا اصْطَكّ ناباها تَرَنُّمُ أخْطَبِ
وَقَد عَلِمَ اللاّئي بكَينَ علَيكُمُ،
وَأنْتُمْ ورَاءَ الخَنْدَقِ المُتَصَوِّبِ
لَقَد رَقَأتْ مُنْها العُيونُ وَنَوّمَتْ،
وَكانَتْ بِلَيْلِ النّائِحِ المُتَحَوِّبِ
وَلَوْلا سُلَيمانُ الخَلِيفَةُ حَلّقَتْ
بهِمْ من يدِ الحَجّاجِ أظفارُ مُغرِبِ
كَأنّهُمُ عِندَ ابنِ مَرْوَانَ أصْبحوا
على رَأسِ غَيْنا من ثَبِيرٍ وَكَبْكَبِ
أبَى وَهْوَ مَوْلى العَهْدِ أنْ يَقبل التي
يُلامُ بها عِرْضُ الغدورِ المُسَبَّبِ
وَفاءَ أخي تَيماءَ إذْ هُوَ مُشْرِفٌ،
يُناديه مغْلُولاً فَتىً غَيرُ جَأنَبِ
أبُوهُ الّذي قال: اقتُلُوهُ، فإنّني
سَأمْنَعُ عِرْضي أن يُسَبّ به أبي
فإنّا وَجَدْنا الغَدْرَ أعْظَمَ سُبّةً،
وَأفضَحَ من قَتلِ امرِىءٍ غيرِ مُذْنِبِ
فَأدّى إلى آلِ امرِىءِ القَيْسِ بَزَّهُ
وَأدْرَاعَهُ مَعْرُوفَةً لَمْ تُغَيَّبِ
كما كانَ أوْفَى إذْ يُنادي ابنُ دَيهَثٍ
وَصِرْمَتُهُ كَالمَغْنَمِ المُتَنَهَّبِ
فَقَامَ أبُو لَيْلى إلَيْهِ ابنُ ظَالِمٍ،
وكانَ إذا ما يَسلُلِ السّيفَ يَضرِبِ
وَمَا كانَ جاراً غَيرَ دَلْوٍ تَعَلّقَتْ
بحَبلَيهِ في مُستَحصِدِ الحبلِ مُكرَبِ
إلى بَدْرِ لَيْلٍ مِنْ أُمَيّةَ، ضَوءُهُ(37/442)
إذا مَا بَدا يَعْشَى لَهُ كُلُّ كَوْكَبِ
وَأعطاهُ بالبِرّ الّذي في ضَمِيرِهِ،
وَبالعَدْلِ أمْرَيْ كلّ شَرْقٍ وَمغرِبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا لاقى بنو مروان سلوا
إذا لاقى بنو مروان سلوا
رقم القصيدة : 3212
-----------------------------------
إذا لاقَى بَنُو مَرْوَانَ سَلّوا،
لِدِينِ الله، أسْيَافاً غِضَابَا
صَوارِمَ تَمْنَعُ الإسْلامَ مِنْهُمْ،
يُوَكَّلُ وقْعُهُنّ بِمَنْ أرَابَا
بِهِنّ لَقُوا بِمَكّةَ مُلْحِدِيها،
وَمَسكِنَ يُحسِنونَ بها الضِّرَابَا
فَلَمْ يَتْرُكْنَ مِنَ أحَدٍ يُصَلّي
وَرَاءَ مُكَذِّبٍ إلاّ أنَابَا
إلى الإسْلامِ، أوْ لاقَى، ذَمِيماً،
بهَا رُكْنَ المَنِيّةِ وَالحِسَابَا
وَعَرّدَ عَن بَنِيهِ الكَسْبُ مِنهُمْ
وَلَوْ كانُوا ذَوِي غَلَقٍ شَغابَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تضاحكت أن رأت شيبا تفرعني
تضاحكت أن رأت شيبا تفرعني
رقم القصيدة : 3213
-----------------------------------
تَضَاحَكَتْ أنْ رَأتْ شَيباً تَفَرّعَني،
كأنّها أبصَرَتْ بَعَضَ الأعاجيبِ
مِنْ نِسْوَةٍ لبَني لَيْثٍ وَجيرَتِهمْ،
بَرّحنَ بالعينِ من حُسنٍ وَمن طيبِ
فَقُلْتُ إنّ الحَوَارِيّاتِ مَعْطَبَةٌ،
إذا تَفَتّلْنَ مِنْ تَحْتِ الجلابيبِ
يَدْنُونَ بالقَوْلِ، والأْحشَاءُ نَائِيَةٌ،
كدأبِ ذي الصَّعنِ من نأيٍ وَتقرِيبِ
وَبالأمانيّ، حَتى يَخْتَلِبْنَ بِهَا
مَن كانَ يُحسَبُ منّا غيرَ مَخلوبِ
يأبَى، إذا قلتُ أنسَى ذِكرَ غانِيَةٍ،
قلَبٌ يَحِنّ إلى البِيضِ الرّعابيبِ
أنْتِ الهَوَى، لَوْ تُوَاتِينا زِيَارَتُكُمْ،
أوْ كانَ وَلْيُكِ عَنّا غَيرَ محْجُوبِ
يا أيّها الرّاكِبُ المُزْجي مَطِيّتَهُ،
يُرِيدُ مَجْمَعَ حاجاتِ الأرَاكِيبِ
إذا أتَيْتَ أميرَ المُؤمِنينَ فَقُلْ،
بالنّصْحِ وَالعِلْمِ، قَوْلاً غيرَ مكذوبِ
أمّا العِرَاقُ فَقَدْ أعطَتكَ طاعَتَها،
وَعَادَ يَعْمُرُ مِنْهَا كُلُّ تَخْرِيبِ(37/443)
أرْضٌ رَمَيْتَ إلَيها، وَهْيَ فاسِدَةٌ،
بِصَارِمٍ مِنْ سُيُوفِ الله مَشْبُوبِ
لا يَغْمِدُ السّيفْ إلاّ مَا يُجَرِّدُهُ
على قَفَا مُحْرِمٍ بِالسّوقِ مَصْلوبِ
مُجَاهِدٍ لِعُداةِ الله، مُحْتَسِبٍ
جِهادَهُمْ بِضِرَابٍ، غَيرَ تَذْبيبِ
إذا الحْرُوبُ بَدَتْ أنيابُهَا خَرَجَتْ
ساقَا شِهابٍ، على الأعداء، مَصْبوبِ
فالأرْضُ لله وَلاّهَا خِلِيفَتَهُ،
وَصَاحِبُ الله فِيهَا غَيرُ مَغْلُوبِ
بَعْدَ الفَسَادِ الّذي قَد كانَ قامَ بهِ
كَذّابُ مكّةَ من مَكْرٍ وَتَخرِيبِ
رَامُوا الخِلافَةَ في غَدْرٍ، فأخطأهُم
مِنْهَا صُدُورٌ، وَفَازُوا بالعَرَاقِيبِ
كانوا كسالِئَةٍ حَمقاءَ إذْ حَقَنَتْ
سِلاءَهَا في أديمٍ غَيرِ مَرْبُوبِ
والنّاسُ في فِتنَةٍ عَمياءَ قد تَركَتْ
أشرَافَهُمْ بَينَ مَقْتُولٍ ومحرُوبِ
دَعَوْا لِيَسْتخْلفَ الرّحمنُ خيرَهُم،
والله يَسْمَعُ دَعَوى كُلّ مكْرُوبِ
فَانقَضّ مِثْلَ عَتِيقِ الطّيرِ تَتْبَعُهُ
مَساعِرُ الحَرْبِ مِنْ مُرْدٍ وَمن شيبِ
لا يَعْلِفُ الخَيْلَ مَشدوداً رَحائِلُها
في مَنْزلٍ بِنَهَارٍ غَيرَ تَأوِيبِ
تَغْدُو الجِيادُ وَيَغدو وَهوَ في قَتَمٍ
مِنْ وَقْعِ مُنَعَلَةٍ تُزْجى وَمجْنوبِ
قِيدَتْ لَهُ من قُصُورِ الشّامِ ضُمّرُها
يَطلُبْنَ شَرْقيَّ أرْضٍ بَعْدَ تَغرِيبِ
حتى أناخَ مَكانَ الضّيْف مُغْتَصِباً
في مُكْفَهرَّينِ مِثْلَيْ حرّةِ اللُّوبِ
وَقد رَأى مُصْعَبٌ في ساطِعٍ سَبِطٍ
مِنْهَا سَوَابِقَ غارَاتٍ أطانِيبِ
يَوْمَ تَرَكْنَ لإبْرَاهِيمَ عَافِيَةً
مِنَ النّسُورِ وُقُوعاً وَاليَعَاقِيبِ
كَأنّ طَيراً مِنَ الرّايَاتِ فَوْقَهُمُ
في قَاتِمٍ، لَيْطُها حُمرُ الأنابيبِ
أشْطانَ مَوْتٍ تَرَاها كُلّما وَرَدَتْ
حُمراً إذا رُفِعَتْ من بَعدِ تَصْوِيبِ
يَتْبَعْنَ مَنصُورَةً تَرْوى إذا لَقِيَتْ
بقانىءٍ من دَمِ الأجوَافِ مَغصُوبِ
فَأصْبَحَ الله وَلّى الأمْرَ خَيرَهُمُ،(37/444)
بَعدَ اختِلافٍ وَصَدعٍ غَيرِ مَشعوبِ
تُرَاثَ عُثمانَ كانوا الأوْلِيَاءَ لَهُ،
سِرْبالَ مُلْكٍ عَلَيْهِمْ غيرَ مسلوبِ
يَحْمي، إذا لَبِسوا، الماذِيُّ مُلكَهُمُ،
مِثْلَ القُرُومِ تَسَامَى للمَصَاعيبِ
قَوْمٌ أبُوهُمْ أبُو العاصي أجادَ بهمْ،
قَرْمٌ نَجِيبٌ لِحُرّابٍ مَناجِيبِ
قَوْمٌ أُثِيبُوا على الإحسانِ إذْ مَلكوا،
وَمِنْ يَدِ الله يُرْجى كُلُّ تَثْوِيبِ
فَلَوْ رَأيْتَ إلى قَوْمي إذا انْفَرَجَتْ
عن سابِقٍ وَهوَ يجرِي غيرِ مَسبوبِ
أغَرَّ يُعْرَفُ دُونَ الخَيْلِ مُشتَرِفاً،
كالغَيْثِ يَحفِشُ أطْرَافَ الشآبيبِ
كادَ الفُؤادُ تَطِيرُ الطّائِرَاتُ بهِ
مِنَ المَخافَةِ، إذْ قال ابنُ أيّوبِ
في الدّار: إنّكَ إن تُحدثْ فقد وَجَبتْ
فيكَ العُقُوبَةُ مِنْ قَطْعٍ وَتَعذيبِ
في مَحْبَسٍ يَتَرَدّى فيه ذو رِيَبٍ،
يُخشَى عَليّ، شديدِ الهَوْلِ مَرْهوبِ
فقُلتُ: هل يَنفَعَنّي إن حضرْتُكُمْ
بِطاعَةٍ وَفُؤادٍ مِنك مَرْعُوبِ
ما تَنْهَ عَنه، فإنّي لَسْتُ قارِبَهُ،
وَما نَهَى منْ حَلِيمٍ مِثْلُ تَجْرِيبِ
وَما يَفُوتُكَ شَيْءٌ أنْتَ طالِبُهُ،
وَما مَنَعْتَ فَشَيءٌ غَيرُ مَقْرُوبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إني ابن حمال المئين غالب
إني ابن حمال المئين غالب
رقم القصيدة : 3214
-----------------------------------
إنّي ابنُ حَمّالِ المِئِينَ غالِبِ،إنّي ابنُ حَمّالِ المِئِينَ غالِبِ،
قَطعتُ عرْضَ الدوّ غيرَ رَاكِبِ
وَغَمْرَةَ الدَّهْنَا بِغَيرِ صَاحِبِ،
والمُغْرِزِ الرِّفْدَ بِكَفّ الجالِبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا زعمت عرسي سويدة أنها
ألا زعمت عرسي سويدة أنها
رقم القصيدة : 3215
-----------------------------------
ألا زَعَمَتْ عِرْسي سُوَيْدَةُ أنّهَا
سَرِيعٌ عَلَيْها حِفْظَتي للمُعاتِبِ
وَمُكْثِرَةٍ، يا سَوْدَ، وَدّتْ لَوَ انّها
مكانَكِ، وَالأقوَامُ عِنْدَ الضّرَايبِ(37/445)
ولَوْ سألَتْ عَنّي سُوَيْدَةُ أُنْبِئَتْ
إذا كانَ زَادُ القَوْمِ عَقْرَ الرّكايِبِ
بضَرْبي بسَيْفي ساقَ كلّ سَمِينَةٍ،
وَتَعْلِيقِ رَحْلي ماشِياً غَيرَ رَاكِبِ
وَلَوْلا أُبَيْنُوها الّذينَ أحبُّهُمْ،
لقَدْ أنكَرَتْ منّي عُنُودَ الجَنائِبِ
وَلَكِنّهُمْ رَيْحانُ قَلبي، ورَحمَةٌ
مِنَ الله أعطاها مَلِيكُ العَوَاقِبِ
يَقُودُونَ بي إنْ أعْمَرَتْني مَنِيّةٌ،
وَيَنْهَوْنَ عَنّي كُلَّ أهْوَجَ شاغبِ
هُمُ بَعْدَ أمْرِ الله شَدّوا حِبَالَها،
وَأوْتَادَهَا فينا بِأبْيَضَ ثَاقِبِ
لَنَا إبِلٌ لا تُنْكِرُ الحبلَ عَجْمُها؛
وَلا يُنْكِرُ المأثُورُ ضَرْبَ العَراقبِ
وَقد نُسمِنُ الشّوْلَ العِجافَ وَنبتغي
بها في المعالي، وَهيَ حُدْبُ الغَوارِبِ
خَرَجْنا بها مِنْ ذي أُرَاطَى، كأنّها
إذا صَدّها الرّاعي عِصيُّ المَشاجِبِ
جُفافٌ أجَفَّ الله عَنْهُ سَحَابَهُ،
وأوْسَعهُ من كُلّ سَافٍ وَحاصِبِ
فما ظَلَمَتْ أنْ لا تَنورَ، وَخَلْفَها
إذا الجُدْبُ ألقى رَحلَهُ سيفُ غالِبِ
خَليطانِ فيها قَدْ أبَادا سرَاتَهَا
بعَرْقِ المناقي، وَاجتِلاحِ الغَرائِبِ
ولَوْ أنّها نَخْلُ السّوَادِ، وَمِثْلُهُ
بحافاتها مِنْ جَانِبٍ بَعْدَ جَانِبِ
وَلَوْ أنّها تَبْقَى لِبَاقٍ لأُلْجِئَتْ
إلى رَجُلٍ فِيها صَنِيعٍ وَكاسِبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وركب كأن الريح تطلب عندهم
وركب كأن الريح تطلب عندهم
رقم القصيدة : 3216
-----------------------------------
وَرَكْبٍ كَأنّ الرّيحَ تَطلبُ عِندهُمْ
لهَا تِرَةً مِنْ جَذْبِها بِالعَصَائِبِ
يعضّونَ أطْرَافَ العِصِيّ كَأنّها
تُخَزِّمُ بالأطرَافِ شَوْكَ العَقارِبِ
سَرَوا يَخِبطونَ اللّيلَ وَهيَ تَلُفّهُمْ
على شُعَبِ الأكوَارِ من كلّ جانِبِ
إذا ما رَأوْا ناراً يَقُولُونَ: لَيْتَهَا،
وَقَدْ خَصِرَتْ أيديهِمُ، نارُ غالِبِ
إلى نَارِ ضَرّابِ العَرَاقِيبِ لمْ يَزَلْ(37/446)
له من ذُبابَيْ سَيْفِهِ خَيرُ حالِبِ
تَدُرُّ بهِ الأنْسَاءُ في لَيْلَةِ الصَّبَا،
وَتَنْتَفِخُ اللَّبّاتُ عِنْدَ التّرَائِبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا مالك ألقى العمامة فاحذروا
إذا مالك ألقى العمامة فاحذروا
رقم القصيدة : 3217
-----------------------------------
إذا مالكٌ ألقَى العِمَامَةَ فاحْذَرُوا
بَوَادِرَ كَفَّيْ مَالِكٍ حِينَ يَغْضَبُ
فَإنّهُمَا إنْ يَظْلِمَاكَ، فَفِيهِمَا
نَكالٌ لِعُرْيانِ العَذابِ عَصَبْصَبُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا ما بريد النضر جاء بنصره
إذا ما بريد النضر جاء بنصره
رقم القصيدة : 3218
-----------------------------------
إذا ما بَرِيدُ النّضْرِ جاءَ بِنَصْرِهِ،
وَسُلْطَانُهُ ألقَى قُيُودَ ابنِ غالِبِ
لَئِنْ مَالِكٌ أمسَى قَدِ انْشَعَبَتْ به
شَعُوبُ التي يُودَى لها كلُّ ذاهِبِ
لَقَدْ أنْزَل الله الّذي تَلْتَقي بِهِ
عَلَيْهِ مَنَايَا المَوْتِ من كلّ جانِبِ
لَئِنْ مَالِكٌ أمْسَى ذَلِيلاً لَطَالَمَا
سَعَى في التي لا فَالها غَيرَ آيِبِ
لَئن كُنتَ قد أبكَيتَ قَبلَكَ نسوَةً
كِرَاماً فَهَذي دائِلات العَوَاقِبِ
تُجازَى بما جَرّتْ يداكَ، وَبِالّذي
عَلِمتَ، فلا تجزَعْ لِصَرْفِ النّوَائِبِ
وَأصْبَحَ في دارٍ هُناكَ مُفَزَّعاً،
إذا مَالِكٌ جافَى بهِ كُلُّ جانِبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا وقع هلا سألت القوم ما حسبي
يا وقع هلا سألت القوم ما حسبي
رقم القصيدة : 3219
-----------------------------------
يا وَقْعَ هلاّ سألْتِ القَوْمَ ما حَسَبي
إذا تَلاقَتْ عُرَى ضَفْرٍ وَأحْقابِ
إنّي أنَا الزّادُ، إذْ لا زَادَ يَحملُهُ
رِكَابُهُمْ غَيرَ أنْقَاءٍ وَأصْلابِ
شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> الندالة
الندالة
رقم القصيدة : 322
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يا كارتر يا ندل
حبيبك وصاحبك
وصاحب مراتك
وتبقي انت صاحبه
وصاحب مراته(37/447)
وكان والده ايضا
مصاحب حماتك
وكان برضه والدك
مصاحب حماته
وطول عمره نافد
على استخباراتك
وشغال جاسوسك
على استخباراته
وقاعد يزود
رصيد ملياراتك
وسارق
وشايل معاك ملياراته
وراجل مامنك
وخاين ضميره
وخايف
وحاطط ف ايدك مصيره
ودابح ف بحبك
الوف الضحايا
ودايس ف طين الدنس
والخطايا
يقوم لما يطبق عليه المحيط
تطنش يا كارتر
وتعمل عبيط
وتخلع
وتنسي الحمار والغبيط
وتاكل عيالك
بدون وجه عدل
صحيح
انت ندل
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أكان الباهلي يظن أني
أكان الباهلي يظن أني
رقم القصيدة : 3220
-----------------------------------
أكَانَ البَاهِليُّ يَظُنّ أنّي
سَأقْعُدُ لا يُجَاوِزُهُ سِبَابي
فإنّي مِثْلُهُ إنْ لَمْ أُجَاوِزْ
إلى كَعْبٍ وَرَابِيَتَيْ كِلابِ
أأجْعَلُ دارِماً كَابْنَيْ دُخَانٍ،
وَكانَا في الغَنِيمَةِ كَالرّكَابِ
وَلَوْ سَيّرْتُمُ فِيمَنْ أصَابَتْ
على القَسِمَاتِ أظفارِي وَنَابي
إذاً لَرَأيْتُمُ عِظَةً وَزَجْراً
أشَدَّ مِنَ المُصَّمِّمَةِ العِضَابِ
إذا سَعْدُ بنُ زَيْد مَناةَ سالَتْ
بأكْثَرَ في العَديد مِنَ التّرَاب
رَأيْتَ الأرْضَ مَغْضِيَةً بِسَعْدٍ
إذا فَرّ الذّليلُ إلى الشّعَابِ
وَإنّ الأرْضَ تَعْجَزُ عَنْ...
وَهُمْ مِثْلُ المُعَبَّدَةِ الجِرَابِ
رَأيْتُ لَهُمْ على الأقْوَامِ فَضْلاً
بِتَوْطَاءِ المَنَاخِرِ وَالرّقابِ
أبَاهِلَ أيْنَ مَنْجَاكُمْ إذا مَا
مَلأنَا بِالمُلُوكِ وَبِالقِبَابِ
تِهَامَةَ والبِطاحَ إذا سَدَدْنَا
بخِنْدِفَ مِنْ تِهامَةَ كلَّ بابِ
فَما أحْدٌ مِنَ الأقْوَامِ عَدّوا
عُرُوقَ الأكْرَمِينَ على انْتِسابِ
بِمُحْتَفِظِينَ إنْ فَضّلْتُمُونَا
عَلَيهِم في القَديمِ وَلا غِضَابِ
وَلَوْ رَفَعَ الإلَهُ إلَيْهِ قَوْماً
لَحِقْنَا بِالسّمَاءِ مَعَ السّحابِ
وَهَلْ لأبِيكَ مِنْ حَسَبٍ يُسامي
مُلوك المالِكَينِ ذَوي الحِجابِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> غيا لباهلة التي شقيت بنا(37/448)
غيا لباهلة التي شقيت بنا
رقم القصيدة : 3221
-----------------------------------
غَيّاً لِباهِلَةَ التي شَقِيَتْ بِنا،
غَيّاً يكونُ لهَا كَغُلٍّ مُجْلِبِ
فَلَعَلّ باهِلَةَ بنَ يَعْصُرَ مِثْلُنا
حَيثُ التقَى بِمنىً مُناخُ الأرْكُبِ
تُعْطى رَبِيعَةُ عَامِرٍ أمْوَالَها
في غيرِ ما اجترَموا وَهُمُ كالأرْنبِ
تُرْمَى وَتُحذَفُ بالعِصيّ وَما لهَا
من ذي المَخالبِ فَوقَها من مهرَبِ
أنْتُمْ شرَارُ عَبيِدِ حَيّيْ عامِرٍ
حَسَباً وألأمُهُ سنوخَ مُرَكَّبِ
لا تَمنَعونَ لَهُمْ جَرَامَ حَلِيلَةٍ،
وَتُنالُ أيّمُهُمْ وَإنْ لمْ تُخْطَبِ
أظَنَنْتُمُ أنْ قَدْ عُتِقْتُمْ بعدما
كُنْتُمْ عَبيدَ إتاوَةٍ في تَغْلِبِ
مِنّا الرّسُولُ وكلُّ أزْهرَ بَعدَهُ
كالبَدرِ وَهوَ خَليفَةٌ في الموْكِبِ
لَوْ غَيرُ عَبْدِ بَني جُؤيّةَ سَبّني
ممّنْ يَدبّ على العَصَا لم أغضَبِ
وَجَدَتْكَ أُمُّكَ وَالّذي مَنّيْتَها
كالبَحرِ أقْبَلَ زَاخِراً وَالثّعْلَبِ
أقْعَى لِيَحْبِسَ باسْتِهِ تَيّارَهُ،
فهَوَى على حَدَبٍ لهُ مُتَنَصِّبِ
كَمْ فيّ من مَلِكٍ أغَرَّ وَسُوقَةٍ
حَكَمٍ بأرْدِيَةِ المَكارِمِ مُحتَبي
وَإذا عَدَدْتَ وَجَدْتَني لنَجيبَةٍ
غَرّاءَ قَدْ أدّتْ لفَحْلٍ مُنجِبِ
إنّي أسُبّ قَبيلَةً لَمْ يَمْنَعُوا
حَوْضاً ولا شَرِبوا بصَافي المشرَبِ
والباهِليُّ بِكُلّ أرْضٍ حَلّها
عَبْدٌ يُقِرّ على الهَوَانِ المُجلِبِ
وَالباهِليُّ وَلَوْ رَأى عِرْساً لَهُ
يُغشَى حَرَامُ فِرَاشِها لمْ يَغضَبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا دعيت عيناء أيقنت أنني
إذا دعيت عيناء أيقنت أنني
رقم القصيدة : 3222
-----------------------------------
إذا دُعِيَتْ عَيْناءُ أيْقَنْتُ أنّني
بِشَرْبَةِ رِيٍّ لا مَحَالَةَ شارِبُ
وما ذاكَ مِنْ عَيْنَاءَ سَرْوٌ عَلِمْتُهُ،
وَلَكِنّ مَوْلاهَا كَرِيمُ الضّرَايِبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألما على دار بمنقطع اللوى(37/449)
ألما على دار بمنقطع اللوى
رقم القصيدة : 3223
-----------------------------------
ألِمّا على دارٍ، بِمُنْقَطَعِ اللِّوَى،
خَلاءٍ، تُعَفّيها رِيَاحُ الجَنايِبِ
مَنازِلُ كانَتْ مِنْ أُنَاسٍ عَهِدتُهم
غَطارِيفَ مُرْدٍ سادَةٍ، وَأشايِبِ
لَعَمْرُكَ مَا لِلْفَاخِرِينَ عَشِيرَةٌ
تُفَاخِرُني، ولا لَهُمْ مِثْلُ غالِبِ
بَنَى بَيْتَهُ حَتى اسْتَقَلّ مَكَانَهُ
فَسامَى بهِ الجَوْزَاءَ بينَ الكَوَاكِبِ
وَبَيْتُ الكُلَيْبِي القَصِيرُ عِمَادُهُ
يُمَدّ عَلَيْهِ اللّؤمُ من كُلّ جانِبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إلى الأصلع الحلاف إن كنت شاعرا
إلى الأصلع الحلاف إن كنت شاعرا
رقم القصيدة : 3224
-----------------------------------
إلى الأصْلَعِ الحَلاّفِ إنْ كنتَ شاعراً
فَذَبِّبْ، فَما هذا بحِينِ لَغُوبِ
فَإنّ هَجِينَيْ نَهْشَلٍ قَد تَوَاكَلا،
وَبَيَّنَ ضَاحي البُرْءِ غَيرُ كَذوبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> دعاني جرير بن المراغة بعدما
دعاني جرير بن المراغة بعدما
رقم القصيدة : 3225
-----------------------------------
دَعَاني جَرِيرُ بنُ المَرَاغَةِ بَعْدَمَا
لَعِبْنَ بِنَجْدٍ وَالمَلا كُلَّ مَلْعَبِ
فَقُلْتُ لَهُ: دَعْني وَتَيْماً، فَإنّني،
وَأُمِّكَ، قَدْ جَرّبْتُ ما لمْ تُجَرِّبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أعياش قد برذنت خيلك كلها
أعياش قد برذنت خيلك كلها
رقم القصيدة : 3226
-----------------------------------
أعَيّاشُ قد بَرْذَنْتَ خَيْلَكَ كلَّها،
وَقد كنتَ قَبلَ ابنَيْ جَديلةَ مُعرِبَا
تَحَظّى بإنْكَاحِ اللِئَامِ، وإنّمَا
أتَيْتَ التي أخْزَتْ شُهوداً وَغُيَّبَا
أتَاكَ ابنُ أعْيَا حِينَ أعْيَاهُ شَيْخُهُ
لِيَجْعَلَ بِنْتَ الزِّبْرِقَانِ لَهُ أبَا
نُكِستَ عنِ التّشبيبِ قرْداً وَلم تكنْ
لِتُشْبِهَ عِنْدَ السِّنّ حَزْناً وتَغْلِبَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وأنت للناس نور يستضاء به(37/450)
وأنت للناس نور يستضاء به
رقم القصيدة : 3227
-----------------------------------
وَأنْتَ للنّاسِ نُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ،
كَمَا أضَاءَ لَنَا في الظلمَةِ اللَّهَبُ
ألا تَرَى النّاس ما سكّنْتَهُمْ سكَنوا،
وَإنْ غَضِبْتَ أزَالَ الإمّةَ الغَضَبُ
جاءتْ بِهِ حُرّةٌ كالشّمسِ طالِعَةً،
للبَدْرِ، شِيمَتُها الإسْلامُ وَالحَسَبُ
كَمْ مِنْ رَئيسٍ فَلى بالسّيفِ هامتَه،
كَأنّهُ حِينَ وَلّى مُدْبِراً خَرَبُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا أيها السؤال عن جلة القرى
ألا أيها السؤال عن جلة القرى
رقم القصيدة : 3228
-----------------------------------
ألا أيّهَا السُّؤّالُ عَنْ جِلّةِ القِرَى،
وَعَنْ غالِبٍ، وَالقَبرُ من دونِ غالِبِ
لَقَدْ ضَمّتِ الأكفانُ من آلِ دارِمٍ
فتىً فايِضَ الكَفّينِ محْضَ الضّرَايبِ
فَمَنْ لِقِرَى المَقرُورِ في لَيلَةِ الصبَّا،
وَساعٍ على آثارِ تِلْكَ النّوَايِبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أنا ابن ضبة فرع غير مؤتشب
أنا ابن ضبة فرع غير مؤتشب
رقم القصيدة : 3229
-----------------------------------
أنا ابنُ ضَبّةَ فَرْعٌ غيرُ مُؤتَشَبِ،
يَعْلو شِهابي لَدى مُستَخمَدِ اللَّهبِ
سَعْدُ بنُ ضَبّةَ تَنْمِيني لِرَابِيَةٍ،
تَعْلُو الرّوَابيَ في عِزٍّ وَفي حَسَبِ
إذا حَلَلْتَ بِأعْلاهَا رَأيْتَ بِهَا
دُوني حَوَامَي من عِرّيسها الأشِبِ
المانِعِينَ غَداةَ الرّوْعِ نِسْوَتَهُمْ؛
وَالضّارِبِينَ كِبَاشَ العارِضِ اللّجبِ
مَا زِلْتُ أتْبَعُ أشْيَاخي وَأُتْعِبُهُ،
حتى تذَبْذَبْتَ يا ابن الكلبِ بالنسبِ
أنا ابنُ ضَبّة للقَوْمِ الذي خَضَعَتْ
خَيرُ القُرُومِ، فَهَذا خَيرُ مُنتَسَبِ
الله يَرْفَعُني، والمَجدُ، قَدْ عَلِموا،
وَعِدّةٌ في مَعَدٍّ غَيرُ ذي رِيَبِ
وَبَيْتُ مَكْرُمَةٍ في عِزّ أوّلِنَا،
مَجْدٌ تَلِيدٌ إليه كُلُّ مُنْتَجَبِ
من دارِمٍ حينَ صَارَ الأمرُ وَاشتَبَهَتْ(37/451)
مَصَادِرُ النّاسِ في رَجّافَةِ الكُرَبِ
قَدْ عَلِمَتْ خِندِفٌ وَالمَجدُ يكنُفها
أنّ لَنَا عِزّها في أولِ الحِقَبِ
وَفي الحَديثِ إذا الأقْوالُ شارِعَةٌ
في باحَةِ الشّرْكِ أوْ في بَيضَةِ العَرَبِ
وَكُلَّ يَوْمِ هِيَاجٍ نَحْنُ قَادَتُهُ،
إذا الكُماةُ جَثَوْا وَالكَبْشُ للرُّكَبِ
مِنّا كَتَائِبُ مِثْلُ اللّيْلِ نَجْنُبُها
بالجُرْدِ وَالبارِقاتِ البِيضِ وَاليَلَبِ
وَكُلِّ فَضْفَاضَةٍ كالثّلجِ مُحكَمَةٍ،
ما تَرْثَعِنّ لِدَسّ النَّبْلِ بالقُطَبِ
شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> هما مين واحنا مين
هما مين واحنا مين
رقم القصيدة : 323
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
هما مين واحنا مين
هما الامر والسلاطين
هما المال والحكم معاهم
واحنا الفقرا المحكومين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بيحكم مين
احنا مين وهما مين
احنا الفعلا البنايين
احنا السنه واحنا الفرض
احنا الناس
بالطول والعرض
من عافيتنا تقوم الارض
وعرقنا يخضر بساتين
خزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا
بيخدم مين
هما مين واحنا مين
هما الامرا والسلاطين
هما الفيللا والعربيه
والنساوين المتنقيه
حيوانات استهلاكيه
شغلتهم حشو المصارين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بياكل مين
احنا مين وهما مين
احنا قرنفل على ياسمين
احنا الحرب حطبها ونارها
احنا الجيش اللى يحررها
واحنا الشهدا ف كل مدارها
منتصرين او منكسرين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بيقتل مين
هما مين واحنا مين
هما الامرا والسلاطين
هما مناظر بالمزيكه
والزفه وشغل البولوتيكا
ودماغهم طبعا استيكه
بس البركه فى النياشين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بيخدع مين
هما مين واحنا مين
هما الامرا والسلاطين
هما بيلبسوا اخر موضه
واحنا بنسكن سبعه ف اوضه
اللى يقول النصر نميس
ينفع تاكسي
يميشي رميس
واللى يقول الفورد يا بيه
اجعص من اجعصها جعيص
واللى يقول جونسون دا حمار
راجل
عقله عقل صغار
راجل تيس(37/452)
من غير حيث
ينصب الف جنازة بطار
بس اهو راح
وحنرتاح
وحنتنحنج بقي ونقول
يحزب بيته
ويدلق زيته
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ستأتي أبا مروان بشرا صحيفة
ستأتي أبا مروان بشرا صحيفة
رقم القصيدة : 3230
-----------------------------------
سَتَأتي أبَا مَرْوَانَ بِشْراً صَحيفَةٌ،
بِهَا مُحْقِبَاتٌ سَيْرُهُنّ خَبِيبُ
كَأنّ حُزُونَ الأرْضِ حينَ يَطأنَهُ
سُهُولٌ وما يُصْعِدْنَ فيهِ صَبُوبُ
وَمُدْرَجَةٌ بَيْضَاءُ فِيهَا عَظِيمَةٌ،
تَكَادُ لَهِا الصُّمُّ الصِّلابُ تَذُوبُ
وَمَا لأبي مَرْوَانَ بَعْدَ مُحَمّدٍ
وَبَعْدَ أمِيرِ المُؤمِنِينَ، ضَرِيبُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إني لأستحيي وإني لفاخر
إني لأستحيي وإني لفاخر
رقم القصيدة : 3231
-----------------------------------
إنّي لأَسْتَحْيِي، وَإنّي لَفَاخِرٌ
عَلى طَيّءٍ بِالأقْرَعَيْنِ وَغالِبِ
إذا رَفَعَ الطّائيُّ عَيْنَيْهِ رَفْعَةً
رَآني على الجَوْزَاءِ فَوْقَ الكَوَاكبِ
وَمَا طَيّءٌ إلاّ قَبَائِلُ أُنْزِلتْ
إلى أهْلِ عَيْنِ التّمْرِ من كلّ جانبِ
فهذي حُدَيّا النّاسِ فَخْراً على أبي،
أبي غالِبٍ مُحْيي الوَئِيدِ وَحاجِبِ
وَإنْ أنَا لمْ أجْعَلْ بِأعناقِ طَيّءٍ
مَوَاقِعَ يَبْقى عارُها غَيرَ ذاهِبِ
فَمَا عَلِمَتْ طائِيّةٌ مَنْ أبٌ لهَا،
ولَوْ سَألَتْ عَنْ أصْلِها كلَّ ناسِبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رأيت العذارى قد تكرهن مجلسي
رأيت العذارى قد تكرهن مجلسي
رقم القصيدة : 3232
-----------------------------------
رَأيْتُ العَذارَى قَدْ تَكَرّهن مجْلسي،
وَقُلْنَ: تَوَلّى عَنْكَ كُلّ شَبَابِ
يَنُرْنَ إذا هَازَلْتُهُنّ، وَرُبّمَا
أرَاهُنّ في الإثْآرِ غَيرَ نَوَابي
عَتَبْنَ على فَقدِ الشّبابِ الذي مَضَى،
فَقُلْتُ لَهُنّ: لاتَ حِينَ عتابِ!
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بكت جرعا مروا خراسان إذ رأت
بكت جرعا مروا خراسان إذ رأت
رقم القصيدة : 3233(37/453)
-----------------------------------
بكَتْ جَرَعاً مَرْوَا خُرَاسَانَ إذ رَأتْ
بهَا باهِلِيّاً بَعْدَ آلِ المُهَلَّبِ
تَبَدّلَتِ الظِّرْبَى القِصَارَ أُنُوفُهَا
بكُلّ فَنيقٍ يرْتدي السّيفَ مُصْعَبِ
إغَرَّ كَأنّ البَدْرَ تحْتَ ثِيَابِهِ،
كَرِيمٍ إلى الأمّ الكَرِيمَةِ وَالأبِ
فَأصْبَحَ رَدّ الله زَيْنَ قُصُورِهَا
إلَيْها، وَرَوْحَ المُسْتَغيثِ المُثَوِّبِ
فَوَارِسُ ضَرّابُونَ وَالخَيْلُ يَلتقي
عَلَيْهَا عَبِيطُ الثّائِرِ المُتَلَهِّبِ
إذا جَلَسُوا زَانَ النّديَّ جُلُوسُهُمْ،
وَلَيسوا بفُحّاشٍ على الناسِ أكلُبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ضيع أمري الأقعسان فأصبحا
ضيع أمري الأقعسان فأصبحا
رقم القصيدة : 3234
-----------------------------------
ضَيّعَ أمْرِي الأقْعَسَانِ، فَأصْبَحَا
على نَدِبٍ يَدْمَى مِنَ الشرّ غارِبُهْ
وَلَوْ أخَذَا أسْبابَ أمْرِي لألْجآ
إلى أشِبِ العِيصانِ أزْوَرَ جانِبُهْ
مَنيعٍ بَنُو سُفْيَانَ تَحْتَ لِوَائِهِ،
إذا ثَوّبَ الدّاعي وَجاءتْ حلائِبُهْ
سَتَذكُرُ أفْنَاءَ الرّفَاقِ، إذا التَقَتْ
مَزاداً، وَتُرْسَى كيفَ أحدثَ طالِبُهْ
حَسِبْتَ أبا قَيْسٍ حِمَارَ شَرِيعَةٍ،
قَعَدتَ لَهُ والصُّبْحُ قد لاحَ حاجِبُهْ
فلَوْ كنتَ بالمَعلوبِ سَيفِ ابنِ ظالمٍ
ضَرَبْتَ لَزَارَتْ قَبرَ عَوْفٍ قَرائبُهْ
وَلكِنْ وَجَدتَ السّهمَ أهوَنَ فُوقةً
عَلَيك، فقد أوْدى دَمٌ أنتَ طالِبُهْ
فَإنْ أنْتُمَا لَمْ تَجْعَلا بِأخِيكُمَا
صَدىً بين أكماعِ السّباقِ يُجاوِبُهْ
فَلَيْتَكُما يَا بْنَيْ سُفَيْنَةَ كُنْتُما
دَماً بَينَ حاذَيْها تَسيلُ سَبائِبُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أتأكل ميراث الحتات ظلامة
أتأكل ميراث الحتات ظلامة
رقم القصيدة : 3235
-----------------------------------
أتَأكُلُ مِيرَاثَ الحُتاتِ ظُلامَةً،
وَمِيرَاثُ حَرْبٍ جَامدٌ لكَ ذائِبُهْ
أبُوكَ وعَمّي يا مُعَاوِيَ أوْرَثَا(37/454)
تُرَاثاً، فَيَحْتَازُ التّرَاثَ أقَارِبُهْ
فلو كان هذا الدين في جاهلية
عَرَفْتَ من المولى القَليلُ جَلايُبهْ
فَلَوْ كَانَ هذا الأمرُ في غَيرِ مُلكِكمْ
لأبْدَيْتُهُ، أوْ غَصّ بِالماءِ شارِبُهْ
وَكمْ من أبٍ لي يا مُعاوِيَ لم يَكُنْ
أبُوكَ الذي من عَبْدِ شَمسٍ يُقارِبُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ستعلم يا عمرو بن عفرا من الذي
ستعلم يا عمرو بن عفرا من الذي
رقم القصيدة : 3236
-----------------------------------
ستَعْلَمُ يا عَمرو بن عَفْرَا مَنِ الذي
يُلامُ إذا ما الأمرُ غَبّتْ عَوَاقِبُهْ
نَهَيْتُ ابنَ عَفْرَا أنْ يُعَفِّرَ أُمَّهُ،
كَعَفْرِ السَّلا إذْ عَفّرَتْهُ ثَعالِبُهْ
فلوْ كُنتَ ضَبّيّاً صَفحتُ وَلوْ سرَتْ
على قَدَمي حَيّاتُهُ وَعَقارِبُهْ
وَلَوْ قَطَعُوا يُمْنى يَدَيّ غَفَرْتُهَا
لَهُمْ وَالذي يُحْصي السّرَائرَ كاتِبُهْ
وَلَكِنْ دِيَافيٌّ أبُوهُ وَأُمُّهُ
بحَورَانَ يَعصِرْنَ السّلِيطَ أقارِبُهْ
وَلمّا رَأى الدَّهْنا رَمَتْهُ جِبَالُهَا
وَقالَتْ: ديافيٌّ مَعَ الشّأمِ جَانِبُهْ
فَإنْ تَغْضَبِ الدَّهْنَا عَلَيْك فما بها
طَرِيقٌ لِرِبّاتٍ تُقَادُ رَكَايبُهْ
تُثَمِّرُ مَالَ البَاهِليّ، كَأنّمَا
تَهِرُّ على المَالِ الذي أنْتَ كاسِبُهْ
فَإنّ امْرَأً يَغْتَابُني لَمْ أطَأ لَهُ
حَرِيماً، ولا تَنْهَاهُ عَنّي أقارِبُهْ
كَمُحْتَطِبٍ يَوْماً أساوِدَ هَضْبَةٍ،
أتَاهُ بهَا في ظُلْمَةِ اللّيلِ حاطِبُهْ
أحِينَ التَقَى نابايَ وَابْيَضّ مِسْحَلي،
وَأطرَقَ إطرَاقَ الكرَا مَن أُحارِبُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يرددني بين المدينة والتي
يرددني بين المدينة والتي
رقم القصيدة : 3237
-----------------------------------
يُرَدّدُني بَينَ المَدِينَةِ وَالّتي
إلَيها قُلوبُ النّاس يَهوي مُنيبُهَاْ
يُقَلِّبُ عَيْناً لَمْ تَكُنْ لِخَلِيفَةٍ،
مُشَوَّهَةً، حَوْلاءَ بَادٍ عُيُوبُهَا(37/455)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا حبذا البيت الذي أنت هايبه
ألا حبذا البيت الذي أنت هايبه
رقم القصيدة : 3238
-----------------------------------
ألا حَبّذا البَيْتُ الّذي أنْتَ هايِبُهْ،
تَزُورُ بُيُوتاً حَوْلَهُ، وَتُجَانِبُهْ
تُجانِبُهُ مِنْ غَيرِ هَجْرٍ لأهْلِهِ،
وَلَكِنّ عَيْناً مِنْ عَدُوٍّ تُرَاقِبُهْ
أرَى الدّهْرَ، أيّامُ المَشِيبِ أمَرُّهُ
عَلَيْنا، وأيّامُ الشّبابِ أطَايِبُهْ
وَفي الشّيْبِ لَذّاتٌ وَقُرّةُ أعْيُنٍ
وَمِنْ قَبْلِهِ عَيْشٌ تَعَلّلَ جادبُهْ
إذا نازَلَ الشّيْبُ الشّبابَ فأصْلَتَا
بسَيْفَيهِما، فالشَّيبُ لا بدّ غالِبُهْ
فَيَا خَيْرَ مَهْزُومٍ وَيَا شَرّ هَازِمٍ،
إذا الشّيْبُ رَاقَتْ للشّبَابِ كَتايُبهْ
وَلَيْسَ شَبابٌ بَعْدَ شَيْبٍ برَاجعٍ
يَدَ الدّهْرِ حتى يَرْجعَ الدَّرَّ حالِبُهْ
وَمَنْ يَتَخَمّطْ بالمَظالِمِ قَوْمَهُ،
وَلَوْ كَرُمَتْ فيهم وَعزّتْ مضَارِبُهْ
يُخَدَّشْ بأظْفَارِ العَشِيرَةِ خَدُّهُ،
وَتُجْرَحْ رُكوباً صَفْحتاهُ وَغارِبُهْ
وإنّ ابنَ عَمّ المَرْءِ عِزّ ابنِ عَمّهِ،
مَتى ما يَهِجْ لا يَحلُ للقَوْمِ جانبُهْ
وَرُبّ ابنِ عَمٍّ حاضِرِ الشرّ خَيرُهُ
مَع النجمِ من حيثُ استقلّتْ كواكبُهْ
فلا ما نَأى مِنهُ مِنَ الشّرّ نَازِحٌ،
ولا ما دَنَا مِنْهُ مِنَ الخَيرِ جالِبُهْ
فَما المَرْءُ مَنْفُوعاً بتَجرِيبِ وَاعظٍ،
إذا لم تَعِظْهُ نَفسُهُ وَتَجَارِبُهْ
ولا خَيرَ ما لمْ يَنْفَعِ الغُصْنُ أصْلَهُ؛
وَإنْ ماتَ لمْ تَحزَنْ عَليهِ أقارِبُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن يظعن الشيب الشباب فقد ترى
إن يظعن الشيب الشباب فقد ترى
رقم القصيدة : 3239
-----------------------------------
إنْ يُظْعِنِ الشّيْبُ الشّبابَ فقد تُرَى
لَهُ لِمّةٌ لَمْ يُرْمَ عَنْها غُرَابُهَا
لَئنْ أصْبَحَتْ نَفسي تُجيبُ لطال ما
أقَرّتْ بعَيْني أنْ يُغِيمَ سَحابُهَا(37/456)
وَأصْبَحتُ مِثْلَ النّسْرِ أصْبَحَ وَاقِعاً
وَأفْنَاهُ مِنْ كَرّ اللّيَالي ذَهابُهَا
وَمايِرَةِ الأعْضَادِ قَد أجهَضَتْ لها
نَتِيجَ خِداجٍ وَهْيَ نَاجٍ هَبابُهَا
تَعالَلْتُهَا بالسّوْطِ بَعْدَ التِياثِها،
بمُقْوَرّةِ الأعْلام يَطْفُو سَرَابُهَا
فقلت لها: زوري بلالاً فإنه
إلَيْهِ من الحَاجَاتِ تُنْضى ركابها
حَلَفْتُ، وَمَنْ يَأثَمْ فَإنّ يَمينَهُ
إذا أثِمَتْ لاقِيهِ مِنْهَا عَذابُها
لئِنْ بَلَّ لي أرْضِي بِلالٌ بِدَفْقَةٍ
منَ الغَيثِ في يُمنى يدَيهِ انسِكابُها
أكُنْ كالّذي صَابَ الحَيا أرْضهُ التي
سَقاها وَقَد كانَتْ جَدِيباً جَنَابُها
فأصْبَحَ قَدْ رَوّاهُ من كُلّ جانِبٍ
لَهُ مَطَرَاتٌ مُسْتَهِلٌّ رَبَابُها
فَتىً تَقْصُرُ الفِتْيانُ دُونَ فَعالِهِ،
وكانَ بِهِ للحَرْبِ يخبو شهابها
هُوَ المشتري بالسيف أفضَلَ ما غلا
إذا مارحى الحرب استَدَرّ ضِرَابُها
أبَى لِبِلالٍ أنّ كَفّيْهِ فِيهِمَا
حَيا الأرْض يسقي كلَّ مَحلٍ حَبابُها
هُوَ ابنُ أبي مُوسى الذي كانَ عِنْدَه
لحاجَاتِ أصْحابِ الرّسُول كِتابُها
رَأيْتُ بِلالاً إذْ جَرَى جاءَ سابِقاً،
وَذَلّتْ بِهِ للحَرْبِ قَسْراً صِعابُها
بهِ يَطْمَئِنّ الخَائِفُونَ وَغَيْثُهُ
بِهِ مِنْ بِلادِ المَحْلِ يَحْيا تُرَابُها
أبَيْتَ على النّاهِيكَ إلاّ تَدَفّقاً،
كما انهَلّ من نَوْءِ الثّرَيّا سَحابُها
رَحَلْتُ مِنَ الدَّهْنَا إلَيْكَ وَبَيْنَنا
فَلاةٌ وَأنْيَاهٌ تَعَاوَى ذِئَابُها
لألْقَاكَ، وَاللاّقِيكَ يَعْلَمُ أنّهُ
سَيَمْلأُ كَفّيْ سَاعِدَيْهِ ثَوَابُها
نَمَاكَ أبُو مُوسَى أبُوكَ كَما نَمَى
وُعُولاً بِأعْلى صَاحَتَينِ هِضَابُها
وكُلُّ يَمَانٍ أنْتَ جُنّتُهُ الّتي
بِهَا تُتّقَى لِلْحَرْبِ إذْ فُرّ نَابُها
وَأنْتَ امْرُوءٌ تُعْطي يَمينُكَ ما غَلا،
وَإنْ عاقَبَتْ كانَتْ شَديداً عِقابُها
شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> أبجد هوز ( سايجون)(37/457)
أبجد هوز ( سايجون)
رقم القصيدة : 324
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أبجد هوز
حطي كلمن
إفتح صفحه
إمسك قلمن
إكتب زي
الناس ما بتنطق
سقطت سايجون
رفعوا العلمن
طلعت شمس اليوم دا
أغاني
كل ما نسمع
نعشق تاني
طلعت شمس اليوم دا
حريقه
تشفي الجرح
وتبري الألمن
سايجون عادت للثوار
فوق الدم
وتحت النار
جدوا فوجدوا
زرعوا
فحصدوا
وإحنا إدينا للسمسار
وإللي قالوه السمسارجيه
وإللي حكاه السمساردار
لما قروه القروانجيه
بالمستعدل والمندار
هتش ونتش
بعزم الصوت
عن أمريكا وهوا أمريكا
زعموا الفانتوم
شايل موت
سقط الموت بعلم أمريكا
جاتكو فضيحه
يا طبقه سطحيه
وعامله فصيحه
وجايبه العار
قراونجيه
وكتبنجيه
وسمسارجيه
وسمساردار
سايجون دره يا ثوار
عادت حره
للأحرار
داحنا حنشبع بكره أغاني
إسمع وحفظ يا كتباني
واثبت عندك فى الأوراق
مصر بتنضح بالأشواق
مصر عروسه
وبكره عريس
والعشاق إحنا العشاق
فينا وبينا ولينا الثوره
إحنا الثوره
وهي الناس
فينا الماضي
وبينا الحاضر
والمستقبل
هو الناس
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عميرة عبد القيس خير عمارة
عميرة عبد القيس خير عمارة
رقم القصيدة : 3240
-----------------------------------
عَمِيرَةُ عَبْدِ القَيْسِ خَيرُ عِمَارَةٍ،
وَفارِسُ عَبْدِ القَيْسِ مِنْها وَنابُها
فَأنْتُمْ بَدَأتُمْ بِالهَدِيّةِ قَبْلَنَا،
فَكَانَ عَلَيْنَا يا ابنَ مُخٍّ ثَوَابُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبوك وعمي يا معاوي أورثا
أبوك وعمي يا معاوي أورثا
رقم القصيدة : 3241
-----------------------------------
أبُوكَ وَعَمّي يا مُعاوِيَ أوْرَثَا
تُرَاثاً فَأوْلى بِالتُّرَاثِ أقَارِبُهْ
فَمَا بَالُ ميرَاثِ الحُتاتِ أكَلْتَهُ،
وَميرَاثُ حرب جامِدٌ لَكَ ذائِبُهْ
فَلَوْ كانَ هذا الحُكْمُ في جاهِلِيّةٍ
عَرفْتَ مَنْ المَوْلى القَليلُ حَلائبُهْ
وَلَوْ كانَ هذا الأمرُ في غير مُلكِكُمْ(37/458)
لأدّيْتَهُ أو غَصّ بِالمَاءِ شَارِبُهْ
وَلَوْ كانَ إذْ كُنّا وَللكَفّ بَسطَةٌ،
لصَمّم عَضْبٌ فيكَ ماضٍ مضَارِبُهْ
وَقَدْ رُمْتَ أمْراً يا مُعاويَ دُونَهُ
خَياطِفُ عِلْوَدٍّ صِعابٌ مَرَاتِبُهْ
وَما كنتُ أُعطي النِّصْفَ من غيرِ قُدرَة
سِواكَ وَلَوْ مَالَتْ عَلَيّ كَتايِبُهْ
ألَسْتُ أعَزَّ النّاسِ قَوْماً وَأُسْرَةً،
وَأمْنَعَهُمْ جَاراً إذا ضِيمَ جانِبُهْ
وَمَا وَلَدَتْ بَعْدَ النّبيّ وَأهْلِهِ
كَمِثْلي حَصَانٌ في الرّجَالِ يُقارِبُهْ
أبي غالِبٌ وَالمَرْءُ صَعْصَعَةُ الّذِي
إلى دارِمٍ يَنْمي فَمَنْ ذا يُنَاسِبُهْ
أنا ابنُ الجِبالِ الشُّمّ في عددِ الحصَى،
وَعِرْقُ الثّرَى عِرْقي، فمن ذا يحاسبُهْ
وبَيْتي إلى جَنْبٍ رَحِيبٍ فِنَاؤهُ،
وَمِنْ دونِهِ البدْرُ المُضِيءُ كَواكِبُهْ
وَكَمْ مِنْ أبٍ لي يا مُعاوِيَ لمْ يَزَلْ
أغَرَّ يُبَارِي الرّيحَ ما أزْوَرّ جانِبُهْ
نَمَتْهُ فُرُوعُ المَالِكَينِ، ولَمْ يَكُنْ
أبوكَ الذي من عبد شمسٍ يُخاطِبُهْ
تَرَاهُ كَنَصْلِ السّيفِ يَهتَزّ للنّدى
جَوَاداً تَلاقَى المَجدَ مُذْ طرّ شارِبُهْ
طَوِيلِ نجادِ السّيفِ مُذْ كانَ لم يكنْ
قُصَيٌّ وَعبدُ الشمسِ ممّنْ يُخاطبُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أقامت ثلاثا تبتغي الصلح نهشل
أقامت ثلاثا تبتغي الصلح نهشل
رقم القصيدة : 3242
-----------------------------------
أقامَتْ ثَلاثاً تَبْتَغي الصّلْحَ نَهْشَلٌ
بَبَقْعاءَ تَنْزُو في المَرَايرِ نِيبُهَا
تَضِجّ إلى صُلْحِ العَشِيرَةِ نَهْشَلٌ،
ضَجيجَ الحَبالى أوْجَعتها عُجُوبُهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبا حاتم ما حاتم في زمانه
أبا حاتم ما حاتم في زمانه
رقم القصيدة : 3243
-----------------------------------
أبَا حَاتِمٍ! مَا حَاتِمٌ في زَمَانهِ،
وَلا النّيلُ تَرْمي بالسّفِينِ غَوَارِبُهْ
بأجوَدَ عندَ الجُودِ مِنكَ، وَلا الّذي(37/459)
عَلا بِغُثَاءٍ سُورَ عَانَةَ غَارِبُهْ
يَدَاكَ يَدٌ يُعْطي الجَزِيلَ فَعَالُها،
وَأُخْرَى بها تَسْقي دَماً مَن تُحارِبُهْ
وَلَوْ عُدّ ما أعْطَيتَ من كلّ قَيْنَةٍ،
وَأجْرَدَ خِنْذِيذٍ طِوَالٍ ذَوَائِبُهْ
لِيعْلَمَ ما أحْصَاهُ فِيمَنْ أشَعْتَهُ
جَميعاً إلى يَوْمِ القِيامَةِ حَاسِبُهْ
وَأنْتَ امْرُؤٌ لا نَايِلُ اليَوْمِ مَانِعٌ
مِنَ المالِ شَيئاً في غَد أنتَ وَاهبُهْ
وَمَا عَدّ ذُو فَضْلٍ عَلى أهْلِ نعمةٍ
كفَضْلكَ عندي حينَ عبّتْ عوَاقبُهْ
تَداركَني من خالِدٍ بَعدَمَا التَقَتْ
وَرَاءَ يَدي أنْيَابُهُ وَمَخَالِبُهْ
وَكمْ أدركَتْ أسبابَ حَبلكَ من رَدٍ
على زَمَنٍ بَاداكَ وَالموْتُ كارِبُهْ
مَدَدْتَ لَهُ مِنْها قُوىً حينَ نَالَها
تَنَفَّسَ في رَوْحٍ وَأسْهَلَ جَانِبُهْ
وَثَغْرٍ تَحَامَاهُ العَدُوُّ كَأنّهُ
مِنَ الخَوْفِ ثَأرٌ لا تَنَامُ مَقَانِبُهْ
وَقَوْم يَهُزّونَ الرّمَاحَ بِمُلْتَقىً،
أسَاوِرُهُ مَرْهُوبَةٌ وَمَرَازِبُهْ
تَرَى بِثَنَايَاهُ الطّلايِعَ تَلْتَقي
على كلّ سامي الطَّرْفِ ضَافٍ سبايبُه
كَأنّ نَسَا عُرْقُوبِهِ مُتَحَرِّفٌ،
إذا لاحَهُ المِضْمَارُ وانضَمّ حَالِبُهْ
لَهُ نَسَبٌ بَينَ العَناجيجِ يَلْتَقي
إلى كُلّ مَعرُوفٍ من الخيلِ ناسبُهْ
ركِبتُ لَهُ سَهلَ الأمورِ وَحَزْنَهَا
بِذي مِرّةٍ حَتى أُذِلّتْ مَرَاكِبُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تغنى جرير بن المراغة ظالما
تغنى جرير بن المراغة ظالما
رقم القصيدة : 3244
-----------------------------------
تَغَنّى جَرِيرُ بنُ المَرَاغَةِ ظَالِماً
لِتَيْمٍ، فَلاقَى التّيمَ مُرّاً عِقابُهَا
وَتَيْمٌ مكانَ النّجْمِ لا يَستَطيعُها،
إذا زَخَرَتْ يَوْماً إلَيْها رَبَابُهَا
وَفِيها بَنُو الحَرْبِ الّتي يُتّقى بهَا
وَغاها إذا ما الحَرْبُ جاشَتْ شِعابُها
وَإني لَقاضٍ بَينَ تَيْمٍ فَعَادِلٌ،
وَبَينَ كُلَيْبٍ، حِينَ هَرّتْ كِلابُها(37/460)
كُلَيْبٌ لِئَامٌ ما تُغَيِّرُ سَوْءَةً،
وَتَيْمٌ على الأعداءِ غُلْبٌ رِقَابُها
فَهَلْ تُنْجِيَنّي عِنْدَ تَيْمٍ بَرَاءتي،
وَإني على أحْسَابِ قَوْمي أهَابُها
وَلَوْلا الّذي لمْ يَتْرُكِ الجِدُّ لمْ أدَعْ
كُلَيْباً لِتَيْمٍ حِينَ عَبَّ غُبَابُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يقيم عصا الإسلام منا ابن أحوز
يقيم عصا الإسلام منا ابن أحوز
رقم القصيدة : 3245
-----------------------------------
يُقِيمُ عَصَا الإسلام مِنّا ابنُ أحوَزٍ
إذا ما عَصَا الإسلام لانَتْ كُعُوبُها
أخُو غَمَرَاتٍ يَفرِجُ الشكَّ عَزْمُهُ،
وقَدْ يُنْعِمُ النُّعْمَى وَلا يَستَثيبُها
لقدْ قادَ جُرْدَ الخيل من جنبِ وَاسطٍ،
يَثُورُ أمَامَ الرّائِحينَ عَكُوبُها
وَشَهْبَاءَ فِيهَا لِلْمَنَايَا مَناكِبٌ،
إذا أقْبَلَتْ يَوْماً وَدَبّ دَبِيبُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ستأتي على الدهنا قصائد مرجم
ستأتي على الدهنا قصائد مرجم
رقم القصيدة : 3246
-----------------------------------
سَتَأتي على الدَّهْنَا قَصَائِدُ مِرْجَمٍ
إذا مَا تَمَطّتْ بِالفلاةِ رِكَابُها
قَصَايِدُ لا تُثْنى إذا هيَ أصْعَدَتْ
لِحَيٍّ، وَلا يَخبُو عَلَيها شِهابُها
وَلَوْ أنّها رَامتْ صَفا الحَزْنِ أصْبحتْ
تَصَيَّحُ مِنْ حَذّ القَوَافي صِلابُها
وَما رُمْتُ مِنْ حَيٍّ لأثْأرَ فِيهِمُ
مِنَ النّاسِ إلاّ ذَلّ تَحتي رِقابُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إليك أبان بن الوليد تغلغلت
إليك أبان بن الوليد تغلغلت
رقم القصيدة : 3247
-----------------------------------
إليْكَ، أبَانَ بنَ الوَلِيدِ، تَغَلْغَلَتْ
صَحِيفَتِيَ المُهْدَى إلَيْكَ كِتابُهَا
وَأنْتَ امْرُؤٌ نُبّئْتُ أنّكَ تَشْتَرِي
مَكَارِمَ، وَهّابُ الرّجَالِ يَهابُهَا
بإعطائكَ البِيضَ الكَوَاعِبَ كالدُّمى
مَعَ الأعْوجِيّاتِ الكِرَام عِرَابُها
وَشَهْبَاءَ تُعشي النّاظرِينَ إذا التَقَتْ(37/461)
تَرَى بَينَها الأبطال تَهْفُو عُقابُها
وَسَلّةِ سَيْفٍ قَدْ رَفَعْتَ بها يَداً
عَلى بَطَلٍ في الحَرْبِ قَد فُلّ نابُها
رَأيْتُ أبَانَ بنَ الوَلِيدِ نَمَتْ بِهِ
إلى حَيْثُ يَعْلُو في السّمَاءِ سحابُها
رَأيْتُ أُمُورَ النّاسِ باليَمَنِ التَقَتْ
إلَيكُمْ بأيْديها، عُرَاهَا وَبابُها
وَكُنْتُمْ لِهَذا النّاسِ حِينَ أتاهُمُ
رَسُولُ هُدى الآيات ذَلّتْ رِقَابُها
لَكُمْ أنّها في الجاهليّةِ دَوّخَتْ
لَكُمْ مِن ذُرَاها كلَّ قَرْمٍ صِعابُها
أخَذتُمْ على الأقْوَامِ ثِنْتَينِ أنّكُمْ
مُلُوكٌ، وَأنْتُمْ في العَديدِ تُرَابُها
وَجَدْتُ لَكُمْ عَادِيّةً فَضَلَتْ بها
مُلُوكٌ لَكُمْ، لا يُستطاعُ خطابُها
فَما أحْي لا تَنفَكُّ مِنّي قَصِيدَةٌ
إلَيْكَ، بها تَأتِيكَ مِنّي رِكابُها
فَدُونَكَ دَلْوِي يا أبَانُ، فَإنّهُ
سَيُرْوِي كَثِيراً مِلْؤها وَقُرَابُها
رَحِيبَةُ أفْواهِ المَزَادِ سَجيلَةٌ،
ثَقِيلٌ على أيْدي السُّقَاةِ ذِنَابُها
أعنّي، أبَانَ، بنَ الوَلِيدِ، بِدَفْقَةٍ
مِنَ النّيلِ أوْ كَفّيْكَ يجري عُبابُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رويد عن الأمر الذي كنت جاهلا
رويد عن الأمر الذي كنت جاهلا
رقم القصيدة : 3248
-----------------------------------
رُوَيدَ عن الأمرِ الذي كنتَ جاهِلاً
بِأسْبَابِهِ، حتى تَغِبَّ عَوَاقِبُهْ
لعلّ حِمى الدَّهنا يَضِيقُ برَاكِبٍ،
إذا ما غدا أوْ رَاحَ تَسرِي ركايبُهْ
أرَى زَهْدَماً لا يَستَطيعُ فَعَالَهُ
لئيمٌ وَلا الكسبَ الذي هوَ كاسِبُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رأيت بني مروان يرفع ملكهم
رأيت بني مروان يرفع ملكهم
رقم القصيدة : 3249
-----------------------------------
رَأيْتُ بَني مَرْوَانَ يَرْفَعُ مُلْكَهُمْ
مُلُوكٌ شَبابٌ، كالأسُودِ، وَشِيبُها
بِهِمْ جَمَعَ الله الصّلاةَ فَأصْبَحَتْ
قد اجتَمَعتْ بعدَ اختلافٍ شُعوبُها
وَمَنْ وَرِثَ العُودَينِ وَالخاتَمَ الّذي(37/462)
لَهُ المُلكُ وَالأرْضُ الفَضَاءُ رَحيبُها
وكانَ لَهُمْ حَبلٌ قَدِ استكرَبوا بِهِ
عَرَاقيَ دَلْوٍ كانَ فاضَ ذَنُوبُها
على الأرْضِ من يَنهَزْ بها من ملوكِهمْ
يَفِضْ كالفَراتِ الجَوْنِ عفواً قليبُها
تُرَدّدُني بَينَ المَدِينَةِ وَالّتي
إلَيْها قُلُوبُ النّاسِ يَهْوِي مُنيبُها
هي القَرْيَةُ الأولى التي كُلُّ قَرْيَةٍ
لهَا وَلَدٌ يَنْمي إلَيْها مُجيبُها
هُدُوءاً رِكابي لا تَزَالُ نَجيبَة،
إلى رَجُلٍ مُلْقىً، تَحِنّ سُلُوبُها
وَلمْ يَلْقَ ما لاقَيْتَ إلاّ صَحَابَتي،
وَإلاّ رِكَابٌ لا يُرَاحُ لُغُوبُها
أتَتْكَ بِقَوْمٍ لمْ يَدَعْ سَارِحاً لَهُمْ
تَتابُعُ أعْوامٍ ألَحّتْ جُدُوبُها
وَخَوْقَاءِ أرْضٍ مِنْ بَعيِدٍ رَمَتْ بنا
إليكَ مع الصُّهبِ المهارِي سُهُوبُها
بِمْتّخذينَ اللّيْلَ فَوْقَ رِحَالِهمْ
بها جَبَلاً قَد كانَ مَشْياً خَبيبُها
إلَيْكَ بِأنْضَاءٍ عَلى كُلّ نِضْوَةٍ
نَجيبَتُها قَدْ أُدْرِجَتْ وَنَجيبُها
رأيتُ عُرَى الأحقابِ والغُرَضَ التقتْ
إلى فُلْفُلِ الأَطْبَاءِ مِنها دُؤوبُها
كَأنّ الخَلايَا فَوْقَ كُلّ ضَرِيرَةٍ
تُخَطِّمُهُ في دَوْسَرِ المَاءِ نِيبُها
أقُولُ لأصْحَابي وَقَدْ صَدقَتْهُمُ،
مِنَ الأنْفُسِ اللاتي جَزِعن كَذوبُها
عَسَى بيَدَيْ خَيرِ البَرِيّةِ تَنْجَلي
مِنَ الَّلزَبَاتِ الغُبْرِ عَنّا خُطوبُها
إذا ذُكّرَتْ نفسي ابنَ مرْوَان صَاحبي
ومَرْوَانَ فاضَتْ ماءَ عَيني غُرُوبُها
هُمَا مَنَعاني، إذْ فَرَرْتُ إلَيْهِمَا،
كَما مَنَعَتْ أرْوَى الهِضَابِ لُهُوبُها
فما رِمْتُ حتى ماتَ مَنْ كنتُ خائفاً،
وَطُومن مِن نفسِ الفَرُوقِ وَجيبُها
وَهَلْ دَعْوَتي من بَعد مرْوَانَ وَابْنِهِ
لَها أحَدٌ، إذْ فَارَقَاها، يُجِيبُها
وَكُنتُ إذا ما خِفْتُ أوْ كُنتُ رَاغِباً
كَفاني مِنْ أيْديهِما لي رَغِيبُها
بِأخْلاقِ أيْدِي المُطْعَمِينَ إذا الصبَّا
تَصَبّبَ قُرّاً غَيرَ مَاءٍ صَبِيبُها(37/463)
رَأيْتُ بَني مَرْوَانَ إذْ شُقّتِ العَصَا
وَهَرّ مِنَ الحَرْبِ العَوَانِ كَليبُها
شَفَوْا ثائرَ المَظلومِ وَاستَمسكَتْ بِهم
أكُفُّ رِجالٍ رُدّ قَسْراً شَغُوبُها
وَرِثْتَ، إلى أخلاقِهِ، عَاجِلَ القِرَى،
وَضَرْبَ عَرَاقيبِ المتالي شَبُوبُها
رَأيْتَ بَني مَرْوَانَ ثَبّتَ مُلْكَهُمْ
مَشُورَةُ حَقٍّ كانَ مِنْها قَرِيبُها
جَزى الله خَيراً مِنْ خَليفَةِ أُمّةٍ،
إذا الرّيحُ هَبّتْ بَعد نَوْءٍ جَنوبُها
كَفَى أُمّةَ الأمّيّ كُلَّ مُلِحّةٍ
منَ الدّهرِ مَحذورٍ عَلَينا شَصِيبُها
عَستْ هَذِه الَّلأْواءُ تَطْرُدُ كَرْبَها
عَلَيْنَا سَماءٌ مِنْ هِشَامٍ تُصيبُهاَ
كَما كانَ أرْوَى إذْ أتَاهُمْ بِأهْلِهِ
حُطَيئَةُ عَبْسٍ من قُرَيْعٍ ذَنُوبُها
فهَبْ لي سَجلاً من سجالك يُرْوِني
وَأهْلي إذا الأوْرَادُ طالَ لُؤوبُها
وكَمْ أنعَمْتْ كَفّا هِشامٍ على امرِىءٍ
لَهُ نِعْمَة خَضْرَاء ما يَسْتَثيبُها
شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> الكلمات المتقاطعة
الكلمات المتقاطعة
رقم القصيدة : 325
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
بدل الكوره
ولعب الفوره
وسط الغاغه
والبرجاس
تاكل زغده
تاكلك دبشه
تملا دماغك
بالقلقاس
ياللا نفكر
حتة لعبه
زي السكر
بالأناناس
كلمه ومعنى
رأسي وأفقي
يحكوا حكاية
تهم الناس
قرب قرب
ياللا نجرب
شغل مخك
ولا تحتاس
_ واحد رأسي؟
رأسي بتضرب
تقلب
تشغي بالأفكار
مسرح
والأفكار هوامه
في الدوامه
ليل .. ونهار
أبيض إسود
أخضر ..أحمر
بارد .. حامي
جنه ..ونار
سيبك سيبك
من تغريبك
بكره الليل
يطلع له نهار
_ اتنين رأسي ؟
حاكم حالي
كان طرطور
خان الدار
والجار
والنور
_كل ما فينا من حكام
نازلين
من خنفس .. وكافور
كذبوا _ أفكوا
قتلوا _ سفكوا
غدروا _ خانوا
فضحوا _ هتكوا
_ واحد أفقي ؟
شاعر داعر
ميت .. حي
طالع .. نازل
رايح .. جي
مادح سيده
مادد إيده
لايشوف حاجه
ولا يقول شي
_ كل ما فينا من شعارير
خونه(37/464)
وهتيفة .. وخنازير
تجروا _ باعوا
لمعوا _ ذاعوا
أفلوا _ غربوا
تاهوا _ ضاعوا
_ اتنين أفقي ؟
شعرا تلاته بكلمه باروده
ناظم
بيرم
بابلو نيرودا (1)
_ كل ما فينا من عشاق
داقوا ما بينا
من أشواق
حبوا _ عشقوا
شبوا _ نشأوا
مروا _ فاتوا
غرسوا _ رشقوا
_ رأسي وأفقي ؟
شاعر واعر
لازم جي
يملا عيون العالم ضي
كل ما فينا من أحزان
تستنظر عاشق فنان
يأتي _ يقبل
طائر _ بلبل
حرفي _ فني
يشدو _ يغني
وطني سكني
أهلي .. قومي
منكم فيكم
صحوي نومي
أنتم فكري
أنتم عملي
منكم توقي
فيكم أملي
هيوا _ لبوا
ثوروا _ هبوا
يشرق _ يسطع
صبح _ مطلع
يزرع _ يبني
نحصد _ نجني
نمرح _ نلعب
نشدوا _ نغني
واحد رأسي
نشدوا نغني
اتنين أفقي
نشدوا نغني
تالت خامس
عاشر ميه
نشدوا نغني
نشدوا نغني
نملا العالم
خضرة عفيه
نشدوا نغني
نشدوا نغني
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا إن خير المال مال ابن برثن
ألا إن خير المال مال ابن برثن
رقم القصيدة : 3250
-----------------------------------
ألا إنّ خَيرَ المَالِ مالُ ابنِ بُرْثُنٍ،
وَأزْكَى الذي تُرْجى لغِبٍّ عَوَاقِبُهْ
وَما زَالَ يَشْرِي الحَمدَ بالمالِ وَالتُّقى،
وَذَلِكَ مِمّا أرْبَحَ البَيْعَ صَاحِبُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لئن أصبحت قيس تلوي رؤوسها
لئن أصبحت قيس تلوي رؤوسها
رقم القصيدة : 3251
-----------------------------------
لَئِنْ أصْبَحَتْ قَيسٌ تُلوّي رُؤوسها
عَليّ لَيَزْدادنّ رَغْماً غِضَابُها
فإني لَرَامٍ قَيْسَ عَيْلانَ رَمْيَةً،
وإنْ كانَ لي نَقْصاً شَديداً سِبابُها
فَقُولا لقَيْسٍ قَيسِ عَيلانَ تجتَنِبْ
بحُورِي إذا طَمّتْ وَعَبَّ عُبَابُها
لَنا حَوْمُ بحرَيْ خِندِفٍ قد حَمتْ به
لَهُ مَنْ أظَلّتْهُ السّماءُ اضْطرابُها
لَنَا حَجَرَا البَيْتِ اللّذَانِ أمَامَهُ،
وَقِبْلَتُها مِنْ كُلّ شَطْرٍ وَبابُها
ألَمْ يَأتِ مِنّا رَبُّ كُلّ قَبِيلَةٍ
بحَيثُ جِمارُ القَوْمِ يُلقى حِصَابُها(37/465)
وَإنّ لَنَا شَهْبَاءَ يَبْرُقُ بَيضُها،
إذا خَفَقَتْ يَوْماً عَلَيْنا عُقابُها
تَرَى النّاس مِنْ سَاعٍ إلَيْنا فَهارِبٍ
إذا دَارَ بِالحَيْيْنِ يَوْماً ضِرَابُها
تَرَى كُل بَيْتٍ تَابِعاً لِبُيُوتِنَا،
إذا ضُرِبَتْ بالأبْطَحَينِ قِبابُها
إذا لَبِسَتْ قَيْسٌ ثِياباً سَمِعْتَهَا
تُسَبِّحُ مِنْ لَؤمِ الجُلُودِ ثِيَابُها
لقد حَمَلَتْ عن قَيسِ عَيلانَ عامرٌ
مَخازِيَ كانَتْ جَمّعَتْها كِلابُها
لَئِنْ حَوْمَتي هَابَتْ مَعدٌّ خِياضَها،
لَقَد كانَ لُقْمانُ بنُ عادٍ يَهابُها
لَقَد كانَ في شُغْلٍ أبُوكَ عن العُلى،
ضرُوعُ الخَلايَا صَرُّها وَاحتِلابُها
وَهَلْ أنتَ إلاّ عَبْدُ وَطْبٍ وَعُلْبَةٍ
تَحِنّ إذا ما النِّيبُ حَنّتْ سِقابُها
ألمْ تَرَ أنّ الأرْض أصْبَحَ يَشتَكي،
إلى الله، لُؤمَ ابْنَيْ دُخانٍ تُرَابُها
جَعَلْتُ لِقَيْسٍ لَعْنَةً نَزَلَتْ بهمْ
مِنَ الله لَنْ يَرْتَدّ عنْهُمْ عَذابُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن بلالا إن تلاقيه سالما
إن بلالا إن تلاقيه سالما
رقم القصيدة : 3252
-----------------------------------
إنّ بِلالاً إنْ تُلاقِيهِ سَالِماً
كَفاكِ الذي تَخشَينَ من كلّ جانبِ
أبُوهُ أبُو مُوسَى خَلِيلُ مُحَمّدٍ،
وكَفّاهُ غَيْثٌ مُستَهِلُّ الأهاضِبِ
إلَيْكَ رَحَلْتُ العَنْسَ حتى أنَختُها
إلَيْكَ وَقد أعْيَتْ على كلّ ذاهبِ
وَقَدْ خَبَطَتْ رَحْلي عَلَيها مَطِيّتي
إلَيْكَ ولَمْ تَعلَقْ قَلوصي بصَاحِبِ
فَقُلْتُ لها: زُورِي بِلالاً، فإنّهُ
إلَيْهِ انْتَهَى، فأتِيهِ بي، كُلُّ رَاغِبِ
لَئِنْ خَبَطَتْ نَعْلاً يَداها من الوَجا
إلى خَيرِ مَطْلُوبٍ مُناخاً لِرَاكِبِ
إلى ابنِ أبي مُوسَى الذي سَجَدَتْ لَهُ
جُنُوحاً على الأيدي مُلُوكُ المَرَازِبِ
فَما أنَا بالمُخْتَارِ غَيرَكَ للقِرَى،
ولا لِمُناخِ اليَعْمَلاتِ النّجائِبِ
تُقَاتِلُ، لَمّا حُلّ عَنْهَا رِحَالُهَا،(37/466)
بِأفْوَاهِهَا الغِرْبَانَ من كلّ جانِبِ
رَأيْتُ بِلالاً يَشْتَرِي كُلَّ سُورَةٍ
مِنَ المَجْدِ بالغُلْيَا على كُلّ طالِبِ
نَمَاهُ أبُو مُوسَى أبُوهُ إلى الّتي
يَنَالُ بهَا الرّاقي نُجُومَ الكَوَاكِبِ
يَقُولُونَ: إنّا قد كَفيناكَ، فارْتحِلْ!
كَذَاكَ اللّيَالي دائِرَاتُ النّوَائبِ
تَدارَكَهُ لي، بَعْدَمَا أشْرَفَتْ بِهِ
علىَ الهُوَّةِ الغَبْراءِ زُورُ المَنَاكِبِ
دحُولٍ مِنَ الَّلاتي إذا ما ارتمت بِهِ
يَرَى أنّهُ مِنْ قَعرِها غَيرُ آيِبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن هجاء الباهليين دارما
إن هجاء الباهليين دارما
رقم القصيدة : 3253
-----------------------------------
إنّ هِجَاءَ البَاهِلِيّينَ دَارِماً
لَمِنْ بِدَعِ الأيّامِ ذاتِ العَجائِبِ
أباهِلَ! هَلْ في دَلوِكُمْ، إذْ نَهَزْتُمُ
بها، كَرِشَاءِ ابنَيْ عِقالٍ وَحاجِبِ
رِشَاءٌ لَهُ دَلْوٌ تَفيضُ ذَنُوبُهَا
على المَحْلِ أعلى دَلْوِهَا في الكَوَاكبِ
فمَن يَكُ أمسَى غابَ عَنهُ فُضُوحُهُ،
فَلَيْسَ فُضُوحُ ابنَيْ دُخَانٍ بغائبِ
لَعَمْرُكَ! إنّي وَالأصَمَّ وَأُمَّهُ
لَفي مَقْعَدٍ في بَيْتِهَا مُتَقاِربِ
تَقولُ وقَدْ ضَمّتْ بعِشرِينَ حَوْلَهُ:
ألا لَيْتَ أني زَوْجةٌ لابنِ غالِبِ
لأرْشُفَ رِيحاً لمْ تَكُنْ بَاهِلِيّةً،
وَلَكِنّهَا رِيحُ الكِرَامِ الأطَايِبِ
بَنُو دارِمٍ كالمِسْكِ رِيحُ جُلُودهمْ،
إذا خَبُثَتْ رِيحُ العَبيدِ الأشَايِبِ
ألا كُلُّ بَيْتٍ بَاهِليٍّ أمَامَهُ
حِمَارٌ وَعِدْ لا نِحِيِ سَمْنٍ وَرَايِبِ
يُؤدّى بهَا عَنْهُمْ خَرَاجٌ، وَانّهُمْ،
لجِرْوَةَ، كانُوا جُنّحاً للضّرَائِبِ
إذا ابْنَا دُخَانٍ وَاقَفَا وِرْدَ عُصْبَةٍ
لِئامٍ وَإنْ كانوا قَليلي الحَلايِبِ
لَقالوا اخْسَآ يا بنَيْ دُخانٍ فإنّكُمْ
لِئَامٌ وَشَرّابُونَ سُؤرَ المَشَارِبِ
فَظَلّ الدُّخانيّونَ تُرْمَى وُجوهُهمْ
عَلى المَاءِ بالإقْبالِ رَمْيَ الغَرَائِبِ(37/467)
أبَاهِلَ! إنّ المَاءَ لَيْسَ بِغَاسِلٍ
مَخازِيَ عنكُمْ عارُها غَيرُ ذاهِبِ
وَإنّ سِبَابِيكُمْ لَجَهْلٌ، وَأنْتُمُ
تُبَاعُونَ في الأسْوَاق بَيْعَ الجلايِبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يقول الأطباء المداوون إذ خشوا
يقول الأطباء المداوون إذ خشوا
رقم القصيدة : 3254
-----------------------------------
يَقُولُ الأطِبّاءُ المُداوُونَ إذ خَشوا
عَوَارِضَ مِنْ أدْوَاءِ داءٍ يُصِيبُهَا
وَظَبْيَةُ دائي، وَالشّفَاءُ لِقَاؤهَا،
وَهَلْ أنَا مَدْعُوٌّ لِنَفْسِي طَبيبُها
وَكُومٍ مَهَارِيسِ العَشَاءِ مُرَاحَةٍ
عَلَيْنَا أتَاهَا بَعْدَ هَدْءٍ خَبيبُها
محَا كُلَّ مَعرُوفٍ منَ الدّارِ بَعْدَنَا
دَوَالِحُ رَوْحَاتِ الصَّبَا وَجَنوبُها
وكائِنْ أتَتْهَا للشَّمَالِ هَدِيّةٌ
منَ التُّرْبِ من أنْقاءِ وَهْبٍ غرِيبُها
وَثِقْتُ إذا لاقَتْ بِلالاً مَطِيّتي،
لهَا بالغِنى إنْ لمْ تُصِبْها شَعُوبُها
تَمَطّتْ بِرَحْلي وَهْيَ رَهْبٌ رَذِيّةٌ
إلَيْكَ مِنَ الدَّهْنا أتاكَ خَبيبُها
فَما يَهتَدي بالعَينِ مِنْ نَاظِرٍ بهَا،
وَلَكِنّمَا تَهْدِي العُيُونَ قُلُوبُها
وكانَتْ قَناةُ الدِّينِ عَوْجَاءَ عندنا،
فَجاءَ بِلالٌ فاستَقامَتْ كُعُوبُها
فَلَمّا رَأوْا سَيْفَيْ بِلالٍ تَفَرّقَتْ
شَياطِينُ أقْوَامٍ وَمَاتَتْ ذُنُوبُها
فَكَمْ مِنْ عَدُوٍّ يا بِلالُ خَسأتَهُ
فأغْضَتْ لَهُ عَينٌ على مَا يَرِيبُها
رَأيْتُ بِلالاً يَشْتَرِي بِتِلادِهِ
مَكَارِمَ أخْلاقٍ عِظَامٍ رَغِيبُها
وَيَوْمٍ تُرَى جَوْزَاؤهُ قَد كَفَيتَهُ
بِطَعْنٍ وَضَرْبٍ حينَ ثَابَ عَكوبُها
أبَتْ لِبِلالٍ عُصْبَةٌ أشْعَرِيّةٌ،
إذا فَزِعَتْ كانَتْ سَرِيعاً رُكُوبُها
سَرِيعٌ إلى كَفّيْ بِلالٍ، إذا دَعَا،
مِنَ اليَمَنِ الشُّبّانُ مِنها وَشِيبُها
وَما دَعَوةٌ تَدْعو بِلالاً إلى القِرَى
وَلا الطّعْنِ يَوْمَ الرّوْعِ إلاّ يُجيبُها
سَرِيعٌ إلى هَذِي وَهَذِي قِيَامُهُ،(37/468)
إذا صَدَقَتْ نَفْس الجَبَانِ كَذوبُها
كَما كان يَستَحيِي أبُوهُ إذا دَعَا
لَهُ مُستَغيثٌ حِينَ هَرَّ كَليبُها
يَكُرّ وَرَاءَ المُسْتَغيثِ إذا دَعَا
بِنَفْسٍ وَقُورٍ لا يُخافُ وَجِيبُها
من القَوْمِ يَستَحمي إذا حَمِس الوَغى
لهاماتِ كُلاّحِ الرّجَالِ ضَرُوبُها
وَجَدْنا لَكُمْ دَلْواً شَديداً رِشاؤها،
تَضِيمُ دِلاءَ المُسْتَقينَ ذَنُوبُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نكفي الأعنة يوم الحرب مشعلة
نكفي الأعنة يوم الحرب مشعلة
رقم القصيدة : 3255
-----------------------------------
نَكفي الأعِنّةَ يَوْمَ الحَرْبُ مُشعَلَةٌ،
وَابنُ المَرَاغةِ خَلفَ العَيرِ مَضْرُوبُ
مِنّا الفُرُوعُ اللّوَاتي لا يُوازِنُهَا
فَخْرٌ، وَحَظُّكَ، في تِلكَ، العَرَاقيبُ
يا ابنَ المَرَاغَةِ! إنّ الله أنْزَلَني
حيثُ التقتْ في الذُّرَى البيضُ المناجيبُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رأيت أبا غسان علق سيفه
رأيت أبا غسان علق سيفه
رقم القصيدة : 3256
-----------------------------------
رَأيْتُ أبَا غَسّانَ عَلّقَ سَيْفَهُ
على كاهِلٍ شَغْبٍ على مَن يُشاغِبُهْ
تَرَى النّاسَ كالدَّمعَى لَهُ وَقُلوبُهمْ
تَنَدّى، وما فيهم عَرِيبٌ يُخاطِبُهْ
أذَلَّ بهِ الله الذي كانَ ظَالِماً،
وَعَزَّ بِهِ المَظْلُومُ وَاشْتَدّ جانِبُهْ
وَقَدْ عَلِمَ المِصْرُ الذي كانَ ضَائعاً
أبَاعِدُهُ مَزْؤودَةٌ وَأقَارِبُهْ
بِأنّكَ سَيْفُ الله في الأرْضِ سَلَّهُ
إذا المَوْتُ رَاقَتْ بالسّيُوفِ كَتائبُه
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أعض حمي ساقه السيف بعدما
أعض حمي ساقه السيف بعدما
رقم القصيدة : 3257
-----------------------------------
أعَضَّ حُمَيٌّ ساقَهُ السّيفَ بَعدَمَا
رَأى الموْتَ يغشى وَاسِطَ الرّحل رَاكبُهْ
وَوَالله مَا أدْرِي أجُبْنٌ بِجَنْدَلٍ
عَنِ العَودِ أمْ أعيَتْ عَليهِ مضَارِبُهْ
كِلا السّيْفِ والعَظْمِ الذي ضَرَبَا به(37/469)
إذا التَقَيَا في السّاقِ أوْهَاهُ صَاحبُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم يك جهلا بعد سبعين حجة
ألم يك جهلا بعد سبعين حجة
رقم القصيدة : 3258
-----------------------------------
ألمْ يَكُ جَهْلاً بَعْدَ سَبْعِينَ حِجّةً
تَذَكُّرُ أُمّ الفَضْلِ وَالرّأسُ أشيَبُ
وَقيلُكَ: هَلْ مَعرْوفُها رَاجِعٌ لَنَا،
وَلَيسَ لشيءٍ قَد تَفاوَتَ مَطْلَبُ
على حِينَ وَلّى الدّهْرُ إلاّ أقَلّهُ،
وكادَتْ بَقايا آخِرِ العَيشِ تَذهَبُ
فإنْ تُؤذِنينا بِالفِرَاقِ، فَلَسْتُمُ
بِأوّلِ مَنْ يَنْسَى، وَمَنْ يَتَجَنّبُ
ورُبّ حَبيبٍ قَدْ تَناسَيْتُ فَقْدَهُ،
يَكَادُ فُؤادي إثْرَهُ يَتَلَهّبُ
أخي ثِقَةٍ في كلّ أمْرٍ يَنُوبُني،
وَعِنْدَ جَسِيمِ الأمْرِ لا يَتَغَيّبُ
قَرَعْتُ ظنابيبي على الصّبْرِ بعْدَهُ،
فقدْ جَعلتْ عنهُ الجَنائبُ تُصْحِبُ
دعاني سَيّارٌ وَقَدْ أشْرَفَتْ بِهِ
مَهالِكُ يُلْفَى دُونَهَا يَتَذَبْذَبُ
فَقُلتُ لَهُ: إِنِّن أخُوكَ الَّذِي بِهِ
تَنُوءُ إذا عَمَّ الدّعَاءَ المُثَوِّبُ
فإنْ تَكُ مَظْلُوماً، فإنّ شِفَاءهُ
بِوَرْدٍ، وبَعْضُ الأمْرِ للأمْرِ مُجلبُ
هُوَ الحَكمُ الرّاعي وَأنْتَ رَعِيّةٌ،
وكلُّ قضَاءٍ سَوْفَ يُحصَى وَيُكتَبُ
وأنْتَ وَليُّ الحَقّ تَقْضي بِفَصْلِهِ؛
وَأنْتَ وَليُّ العَفْوِ إذْ هُوَ مُذْنِبُ
يَزِينُ عُبَيْداً كُلُّ شَيءٍ بَنَيْتَهُ،
وَأنْتَ فَتَاهَا وَالصّرِيحُ المُهَذَّبُ
نَمَتْكَ قُرُومٌ مِنْ حَنيفَةَ جِلّةٌ،
إلى عيصها الأعلى الذي لا يُشَذَّبُ
وَجُرْثُومَةُ العِزّ التي لا يَرْومُهَا
عَدُوٌّ، وَلا يَسْطِيعُهَا المُتَوثِّبُ
وَمَا قَايَسَتْ حَيّاً حَنِيفَةُ سُوقَةً،
وَلَوْ جَهِدوا، إلاّ حَنيفَةُ أطْيَبُ
وكانَتْ إذا خافَتْ تَضَايُق مُقْدَمٍ،
تَمُدّ بأيديها السّيُوفَ فَتَضْرِبُ
إذا مَنَعُوا لمْ يُرْج شيءٌ وَرَاءهُمْ،
وَإنْ لَقِحتْ حرْبٌ يجيئوا فَيرْكبوا(37/470)
إلَيْهِمْ رَأتْ ذاكُمْ مَعَدٌّ وَغَيرُهَا
يُحِلّ اليَتَامَى وَالصّعِيبُ المُعَصَّبُ
تَحُلّ بُيُوتُ المُعْتَفِينَ إلَيْهِمُ،
إذا كانَ عامٌ خادعُ النَّوْء مُجْدِبُ
وَقعْتُمْ بصُفْرِيّ الخَضَارِمِ وَقْعَةً،
فَجَلّلْتُمُوها عارَها لَيسَ يَذهَبُ
وَلَمّا رَأوْا بِالأبْرَقَيْنِ كَتِيبَةً
مُلَملَمةً تَحمي الذّمارَ وَتَغضَبُ
دَعَا كُلُّ مَنحوبٍ حَنيفةَ فالتَقَتْ
عَجاجَةُ مَوْتٍ وَالدّماءُ تَصَبّبُ
وَجَاؤوا بِوِرْدٍ مِنْ حَنيفَةَ صَادِقٍ
تُطاعِنُ عَنْ أحسابِها وَتُذَبِّبُ
مَصَاليتُ نَزّالُونَ في حَوْمَةِ الوَغَى،
تَخُوضُ المَنايا والرّمَاحُ تُخَضَّبُ
ورائمةٍ وَلّهْتُمُوها، وَفَاقِدٍ
تَرَكْتُمْ لهَا شَجواً تُرِنّ وَتَنحَبُ
وَقدْ عَصَبَتْ أهل الشّوَاجنِ خيلُهم؛
وَقَدْ سَارَ مِنهَا بِالمَجازَةِ مِقْنَبُ
إذا ورَدُوا المَاءَ الرَّوَاءَ تَظَامَأتْ
أوَائِلُهُمْ أوْ يَحْفِرُوا ثُمّ يشربَوا
تَفارَطُ هَمْدَانَ الجِبَالَ وَغافِقاً،
وَزُهدَ بَني نَهدٍ فتُسمى وَتَحرُبُ
تَوَثَّبُ بالفُرْسَانِ خُوصاً كَأنّهَا
سَعَالٍ طَوَاهَا غَزْوُهم فهيَ شُزَّبُ
وَهُمْ من بَعيدٍ في الحُرُوبِ تَناوَلُوا
عِياذاً وعَبَدَ الله وَالخَيْلُ تُجذَبُ
بذي الغافِ من وَادي عُمانَ فأصْبحتْ
دِماؤهُمُ يُجْرَى بها حيثُ تَشخَبُ
أذاقُوهُمُ طَعْمَ المَنَايَا، فَعَجَّلوا،
وَمن يَلقَهم في عَرْصة الموْتِ يُشجُبوا
شَفَوْا مِنهما ما في النفوسِ وَشَذّبُوا
بِوَقْعِ العَوَالي كُلَّ مَنْ يَتَكَتّبُ
وَأضْحَى سَعيدٌ في الحَديدِ مُكَبَّلاً،
يُعَاني، وَأحْيَاناً يُقَادُ فَيَصْحبُ
رَأى قَوْمَهُ إذْ كانَ غَدْواً جِلادُهمْ
مَعَ الصّبحِ حتى كادتِ الشمسُ تغرُبُ
فَما أُعطيَ المَاعُونُ حتى تَحاسَرَتْ
عَليهِمْ جُموعٌ من حَنيفَةَ لُجَّبُ
وَحَتى عَلَوْهُمْ بِالسّيُوفِ كَأنّهَا
مَصَابِيحُ تَعْلُو مَرّةً وَتَصَبَّبُ(37/471)
فَلَمْ يُرَ يَوْمٌ كَانَ أكْثَرَ عَوْلَةً،
وَأيْتَم للوِلْدانِ مِنْ يَوْمِ عُوتِبُوا
وَمَنْ يَصْطَلي في الحَرْبِ ناراً تحُشّها
حَنيفَةُ يَشقى في الحرُوبِ وَيُغْلَبُ
وَمَا زَالَ دَرْءٌ مِنْ حَنِيفَةَ يُتّقَى؛
ومَا زَالَ قَرْمٌ من حَنيفَةَ مُصْعَبُ
لَهُ بَسْطَةٌ لا يَملِكُ النّاسُ رَدَّها،
يَدينُ لَهُ أهْلُ البلادِ وَيُحْجَبُوا
تَرَى للوُفُودِ عَسْكَراً عِنْدَ بَابِهِ،
إذا غابَ مِنهُمْ مَوْكِبٌ جاء موكِبُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لم أنس إذ نوديت ما قال مالك
لم أنس إذ نوديت ما قال مالك
رقم القصيدة : 3259
-----------------------------------
لمْ أنْسَ إذْ نُودِيتُ ما قالَ مَالِكٌ،
وَنَحْنُ قِيَامٌ بَينَ أيدي الرّكايِبِ
وَصِيّتَهُ إذْ قالَ: هَلْ أنْتَ مُخبِرٌ
عَنِ النّاسِ ما أمسَوْا به يا ابن غالبِ
فَقُلتُ: نَعمْ! وَالرّاقصَاتِ إلى مِنىً،
لَئِنْ بَلَغَتْ بي مُنتَهَى كلِّ رَاغبِ
وكانَ وَفَاءُ النّاسِ خَيْرُهُمُ لَهُمْ
نَدىً وَيَداً قد أتْرَعَتْ كلَّ جانِبِ
لأشتكِيَنْ شكوى يكونُ اشتِكاؤهَا
لهَا نُجُحاً أوْ عِذْرَةً للمخاطِبِ
شكَوْتُ إليكَ الجهدَ للنّاسِ وَالقِرَى،
وَإنّ الذُّرَى قد عُدنَ مثلَ الغوَارِبِ
شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> ورقة .. من ملف القضية
ورقة .. من ملف القضية
رقم القصيدة : 326
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
- أنا مصراوي
- ممكن أعرف مين الأول بيكلمني
- دول مين
- مصر العشه ولا القصر
إف
- مالك ... شايل طاجن خالك
- أنا ما اقصدش اهانتك طبعا
- لاما اعرفش
- إيه رأيك في قضية مصر
هى وسوريا وليبيا ولازم ييجي النصر
- ييجي منين وازاى ولمين
- أنا من حقي
- أنا بتكلم بيني وبينك
- إذا كانش يسبب لك ضيق
- مين مسئول ؟
- ع إللي جرى لنا ف غزه وسينا
فض دمغك من دي قضيه شعبنا جاهل
مهما تقول له
مش حيآمن بالشيوعية
- ما الشيوعية فى فيتنام(37/472)
إيه رأيك فيهم يا همام
لكن إحنا .. ورانا عيال
- طب ما نحارب لجل عيالنا
يطلعوا أسعد من أجيالنا
وحتتعبني معاك ع الفاضي
وأنا بحبحت معاك بكفايه
إبقي اتفلسف عند القاضي
- هى قضيه ؟
أمال فاهم إيه آمال هى الدولة دى لعب عيال
- ممكن أعرف أنا هنا ليه
أمال إيه
يوم خمسه وعشرين الماضي
إيه مشاك عند التحرير
- تحرير إيه يا جناب القاضي
- بكره تصير
- أنا غلباوي كده من صغري
آخر غلبه وقله ذوق يحصل إيه لو تمشي ف حالك
فاكر نفسك مين
ما تفوق
- لو راح افوق
مش من مصلحتك
إيه رأيك فى حكايه الطلبه
- حاجه عظيمه بشرة خير
- وانت لسانك ينفع سير
- كتر خيرك
مين وداك بقي عند الطلبه رايح ضمن المندسين
- رحت أناقشهم واسمع منهم
دول عايزين الدنيا تولع علشان أصلا
مش فاهمين
هى الحرب يا عالم لعبه
دى بتتكلف بالملايين
- امال ح ادفع من جيب مين
إنت حمار وخدوك فى مشمك رحت هناك زى الباقيين
عاملين لجنه
وقال وطنيه
مش ممكن دول وطنيين
وجماعة أنصار الثورة
وفلسطين وهباب الطين
ما نخلينا يا سيدي في حالنا
مالنا ومال الفدائين
هو إحنا اللي نهبنا بلدهم
دول عالم صيع فاقدين
قتلوا الراجل عند الشيراتون
وإحنا إللي طلعنا القاتلين
- وصفي التل دا كلب وخاين
واحد صاحبي مراته مرافقه
وهو مرافق
ييجي عشرين
أمريكا بتزعل وبتحرن
هو إحنا يا عالم ناقصين
مش نستعبر
م إللي جرالنا
ونعيش بقي زى العايشين
دي عيال عملا للشيوعيه
وإحنا عدو الشيوعيين
- ورق دمك بس يا بيه
مين مساعدكو بقالكو سنين
علشان أصلا مش فاهمين
إحنا حيلتنا منين نديهم
ونسددهم بالملايين
- مبدا مين وزكايب مين
هي دى عالم تعرف مبدا
دولا باقول لك
ناس مجانين
اخترعولنا السد العالي
علشان نبقي اشتراكيين
إشتراكيه هناك ف بلدهم
وإحنا ف دارنا
نعيش حرين
عايزين الفلاح الجاهل
يتساوى بالمحترامين
وكمان قال
تحديد ملكيه
أبو ألفين
يدوه خمسين
شغل ملاحده وعالم كفره
ومخالفين أحكام الدين
والعمال رخرين اسم الله(37/473)
فاهمين روحهم
بني آدمين
ناس عايزين الحرق بولعه
دا كله من الشيوعيين
نشروا لنا الأفكار السوده
أولاد الكلب الملاعين
مين وداك بقي عند الطلبه
انطق قول
اتكلم مين
- هما إيه مطالبهم ؟
- لأمش قصدى
بس أنا باسأل
كانوا طالبين كراريس ومساطر
ولا مطالب ميه الميه
كل الشعب مآمن بيها
مين مجنون بقي
حيمشيها
عايزين يدوا الرتش سلاح
عشان تحصل فيها مجازر
أنا لو أشوف حلوف فلاح
شايل شومه
لازم اهاجر
- لازم بينه وبينك دم
هس اتلم
ثم نحارب ليه
وبايه
بسلاح ما يموتش بعوضه
- ورق دمك بس يا بيه
الحرب ضروره ومفروضه
واهو نفس سلاحنا المظلوم
في فيتنام دابح أمريكا
- بطلوا بقي كدب وبولوتيكا
طب ما الهند بنفس سلاحنا
فى باكستان
بعزقت الغرب
وحتما يعني نخش الحرب
طيب
حاضر
فين المخبر
حتغير رأيك
بالضرب
-
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إليك بنفسي حين بعد حشاشة
إليك بنفسي حين بعد حشاشة
رقم القصيدة : 3260
-----------------------------------
إلَيْكَ بَنَفْسي، حين بَعْدَ حُشاشَةٍ،
رِكابَ طَرِيدٍ لا يَزَالُ عَلى نَحْبِ
طَوَاهُنّ مَا بَينَ الجِوَاءِ وَدُومَةٍ،
وَرُكْبَانُهَا، طَيَّ البُرُودِ من العَصْبِ
على شَدَنِيّاتٍ، كَأنّ رُؤوسَهَا
فؤوسٌ إذا رَاحَتْ رَوَاجفُ في نُصْبِ
إذا هي بالرَّكْبِ العِجَالِ تَرَدّفَتْ
نَحايِزَ ضَحّاكِ المَطالعِ في النَّقْبِ
خَبَطْنَ نِعَالَ الجِلْدِ، حتى كأنّها
شَرَاذيمُ في الأرْساغِ من خِرَق العُطبِ
إلَيْكَ تَعَرّقْنَا الذُّرَى بِرِحَالِهَا،
وَكُلَّ قُتَارٍ في سُلامَى وَفي صُلْبِ
أضَرّ بهَا التّرْحَالُ حتى تَحَوّلَتْ
من الأين سُوداً بَعد عيديّةٍ صُهْبِ
وَغِيدٍ من الإدلاجِ تَحسِبُ أنّهُمْ
سُقوا بِنتَ أحَوالٍ تُدارُ على الشِّرْبِ
تَميلُ بهمْ حِيناً وَحِيناً تُقِيمُهُمْ،
وَهُنّ بِنا مِثْلُ القِداحِ من القُضْبِ
حَمَلْنَ مِنَ الحاجاتِ كُلَّ ثَقِيلَةٍ
إلَيْكَ على فَانٍ عَرَائِكُها حُدْبِ(37/474)
إلى خَيرِ مَأتىً يَطلُبُ الناسُ خَيَرَهُ،
إلَيْهِ مِنَ الآفَاقِ مُجتَمَعُ الرّكْبِ
إلى بابِ مَنْ لمْ نَأتِ نَطْلُبُ غَيرَهُ
بشَرْقٍ من الأرْضِ الفضَاء وَلا غرْبِ
إلى حَيثُ مَدّ المُلْكُ أطنابَ بَيتِهِ
على ابن أبي الأعياص في المنزِل الرّحبِ
إذا ما رَأتْهُ الأرْضُ ظَلّتْ كَأنّهَا
تزَعزَعُ تَستَحيي الإمامَ من الرّعبِ
دَعِي النّاسَ إلاّ ابنَ الخَليفَةِ، إنّهُ
من النّاسِ إنْ بلّغتِني أرْضَهُ حَسبي
وَلَيْسَ بِلاقٍ مثْلَهُ الدّهْرَ خائِفٌ
أتَاهُ على مَاءٍ يَسِيرُ ولا تُرْبِ
بِحَقّ وَليٍّ بَينَ يُوسُفَ عِيصُهُ
وَبَينَ أبي العاصي وَبَينَ بَني حَرْبِ
يُشَدّ بِهِ الإسْلامُ بَعْدَ وَلِيّهِ
أبِيهِ فَأمْسَى الدِّينُ مُلتَئمَ الشَّعْبِ
قُرُومٌ أبُو العاصي أبُوهُمْ كَأنّهُمْ
إذا لَبِسُوا صِيدُ المُعَبَّدَةِ الجُرْبِ
وَصِيّةَ ثَاني اثْنَينِ بَعْدَ مُحَمّدٍ،
ضِرَابَ كِرَامٍ غَيرَ عُزْلٍ وَلا نُكبِ
عمَدتُ بنَفسي حينَ خِفْتُ محيطَةً
إلَيْكَ وَما لي يا ابن مَرْوَانَ من ذنبِ
إلى المَعْقِلِ المَفْزُوعِ من كُلّ جانبٍ
إلَيْهِ وَللغَيْثِ المَغيثِ مِنَ الجَدْبِ
شَفيتَ من الدّاء العِرَاقَ كما شَفَتْ
يَدُ الله بالفُرْقانِ من مَرَضِ القَلبِ
هُوَ المُصْطَفى بَعد الصّفِيّينِ للهُدى،
وفي العيصِ من أهلِ الخلافةِ والقُرْبِ
بِقَوْمٍ أبو العاصي أبُوهُمْ سيوفُهُمْ
مَعاقلُ إذْ صَارَ القِتالُ إلى الضّرْبِ
رَأيْتُ بَني مَرْوَانَ تَفسَحُ عنْهُمُ
سيُوفُهُمُ ضيقَ المَقامِ من الكَرْبِ
وَتَعْرِفُ بالأبْطالِ وَقْعَ سُيُوفِهِمْ
وَآثارَها مِنْ مُندِباتٍ وَمَن خدْبِ
وَعَاوٍ عَوَى حَتى استْثارَ عُوَاؤهُ
أبَا اثنَينِ في عِرّيسِ مَأسَدَةٍ غُلبِ
أمَا كانَ في قَيْسِ بنِ عَيْلانَ نابحُ
فَيَنْبَحَ عَنهُم غَيرُ مُستَوْلغٍ كَلبِ
وكانَ لهمْ لمّا عَوى الكَلبُ دونهُمْ
جَرِيرٌ عَلَيْهِمْ مثلَ رَاغيَةِ السَّقبِ(37/475)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم يك جهلا بعد ستين حجة
ألم يك جهلا بعد ستين حجة
رقم القصيدة : 3261
-----------------------------------
ألَمْ يَكُ جَهْلاً بَعْدَ سِتّينَ حِجّةً
تَذَكُّرُ أُمِّ الفَضْلِ وَالرّأسُ أشْيَبُ
وَقيلُكَ: هَلْ مَعرُوفُها رَاجعٌ لَنا،
وَلَيْسَ لشيءٍ قَد تَفاوَتَ مَطلَبُ
عَلى حِينَ وَلى الدّهْرُ إلاّ أقَلّهُ،
وكادَتْ بَقايا آخِرِ العَيشِ تَذهَبُ
فَإنْ تُؤذِنينا بالفِرَاقِ، فَلَسْتُمُ
بِأوّلِ مَنْ يَنْأى وَمَنْ يَتَجَنّبُ
وكَمْ من حَبيبٍ قَد تَناسَيتُ وَصْلَهُ
يَكادُ فُؤادي، إثْرَهُ، يَتَلَهّبُ
ألَسنا بمحقوقِينَ أنْ نُجهِدَ السُّرَى،
وَأنْ يُرْقِصَ التالي لَنا وَهوَ مُتعَبُ
إلى خَيرِ مَنْ تَحْتَ السّماءِ أمانَةً،
وَأوْلاهُ بالحَقّ الذي لا يُكَذَّبُ
تُعارِضُ باللّيْلِ النّجُومَ رِكَابُنا،
وَبالشمسِ حتى تأفلَ الشمسُ تُذأبُ
أُنِيخَتْ وَما تَدْرِي أما في ظُهورِها
مِنَ القَرْحِ أمْ ما في المَناسِمِ أنْقَبُ
حَلَفتُ بأيدي البُدنِ تَدمى نُحورُها
نَهاراً وَما ضَمّ الصِّفَاحُ وَكَبْكَبُ
لأُمٌّ أتَتْنَا بِالوَلِيدِ خَلِيفَةً،
من الشمسِ، لوْ كانَ ابنُها البدرُ، أنجبُ
وَإنْ شِئتَ مِن عَبسٍ بِكَ مِنْهُمُ
أبٌ لكَ طَلاّبُ التّرَاثِ مَطالِبُ
وَمن عَبدِ شَمسٍ أنتَ سادِسُ ستّةٍ
خَلائِفَ كانوا منِهُمُ العمُّ والأبُ
هُداةً وَمَهْدِيّينَ، عُثمانُ منِهُمُ،
وَمَرْوَانُ وَابنُ الأبْطَحَينِ المُطَيَّبُ
أبُوكَ الذي كانتْ لُؤيُّ بن غالِبٍ
لَهُ من نَوَاصِيها الصّرِيحُ المُهذَّبُ
تَصَعّدَ جَدٌّ بالوَليدِ إلى التي
أرَى كُلَّ جَدٍّ دُونَهَا يَتَصَوّبُ
أرَى الثّقَلَينِ الجِنَّ والإنْسَ أصْبَحا
يَمُدّانِ أعْنَاقاً إلَيْكَ تَقَرَّبُ
وَمَا مِنْهُما إلاّ يُرَجّي كَرَامَةً
بكَفّيكَ أوْ يَخَشَى العِقابَ فيَهرُبُ
وَمَا دُونَ كَفيْكَ انْتِهَاءٌ لِرَاغِبٍ
وَلا لمُنَاهُ مِنْ وَرَائِكَ مَذْهَبُ(37/476)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رأيت نوار قد جعلت تجنى
رأيت نوار قد جعلت تجنى
رقم القصيدة : 3262
-----------------------------------
رَأيْتُ نَوَارَ قَدْ جَعَلَتْ تَجَنّى،
وَتُكْثِرُ لي المَلامَةَ وَالعِتَابَا
وَأحْدَثُ عَهْدِ وُدّكَ بِالْغَوَاني
إذا مَا رَأسُ طَالِبِهِنّ شَابَا
فَلا أسْطِيعُ رَدَّ الشّيْبِ عَنّي،
وَلا أرْجُو مع الكِبَرِ الشّبَابَا
فَلَيْتَ الشّيْبَ يَوْمَ غَدَا عَلَيْنَا
إلى يَوْمِ القِيَامَةِ كَانَ غَابَا
فَكَانَ أحَبَّ مُنْتَظَرٍ إلَيْنَا،
وَأبْغَضَ غَائِبٍ يُرْجَى إيَابَا
فَلَمْ أرَ كَالشّبَابِ مَتَاعَ دُنْيَا؛
وَلمْ أرَ مِثْلَ كِسْوَتِهِ ثِيَابَا
وَلَوْ أنّ الشّبَابَ يُذَابُ يَوْماً
بِهِ حَجَرٌ مِنَ الجَبَلَينِ، ذَابَا
فَإني يَا نَوارَ أبَى بَلائي
وَقَوْمي في المَقَامَةِ أنْ أُعَابَا
هُمُ رَفَعُوا يَدَيّ فَلَمْ تَنَلْني
مُفَاضَلَةً يَدَانِ، وَلا سِبَابَا
ضَبَرْتُ مِنَ المِئينَ وَجَرّبَتْني
مَعَدٌّ أُحْرِزُ القُحَمَ الرِّغَابَا
بِمُطّلِعِ الرّهَانِ، إذا تَرَاخَى
لَهُ أمَدٌ، ألَحّ بِهِ وَثَابَا
أمِيرَ المُؤمِنينَ، وَقَدْ بَلَوْنَا
أُمُورَكَ كُلَّهَا رُشْداً صَوَابَا
تَعَلّمْ إنّمَا الحَجّاجُ سَيْفٌ،
تَجُذّ بِهِ الجَمَاجِمَ وَالرّقَابَا
هُوَ السّيْفُ الذي نَصَرَ ابنَ أرْوَى
بِهِ مَرْوَانُ عُثْمَانَ المُصَابَا
إذا ذَكَرَتْ عُيُونُهُمُ ابنَ أرْوَى
وَيَوْمَ الدّارِ أسْهَلَتِ انْسِكَابَا
عَشِيّةَ يَدْخُلُونَ بِغَيرِ إذْنٍ
على مُتَوَكِّلٍ وَفّى، وَطَابَا
خَلِيلِ مُحَمّدٍ وَإمَامِ حَقٍّ،
وَرَابعِ خَيرِ مَنْ وَطِىءَ التَرَابَا
فَلَيْسَ بِزَايِلٍ للحَرْبِ مِنهُمْ
شِهَابٌ، يُطْفِئُونَ بِهِ شِهَابَا
بِهِ تُبْنى مَكَارِمُهُمْ، وَتُمرَى
إذا مَا كانَ دِرّتُها اعْتِصَابَا
وَخَاضِبِ لحيَةٍ غَدَرَتْ وَخَانَتْ،
جَعَلْتَ لِشَيْبِهَا دَمَهُ خِضَابَا(37/477)
وَمُلْحَمَةٍ شَهِدْتَ لَيَوْمِ بأسٍ،
تَزِيدُ المَرْءَ للأجَلِ اقْتِرَابا
تَرَى القَلَعِيَّ وَالمَاذِيَّ فِيهَا
على الأبْطالِ يَلْتَهِبُ التِهَابَا
شَدخْتَ رُؤوسَ فِتيَتها فداخَتْ،
وَأبْصَرَ مَنْ تَرَبّصَهَا فَتَابَا
رَأيْتُكَ حِينَ تَعْتَرِكُ المَنَايَا،
إذا المَرْعُوبُ للغَمَرَاتِ هَابَا
وَأذْلَقَهُ النّفَاقُ، وَكَادَ مِنْهُ
وَجيبُ القَلبِ يَنْتَزِعُ الحِجَابَا
تَهونُ عَلَيكَ نَفسُكَ وَهوَ أدْنى
لِنَفْسِكَ، عِندَ خالِقِها، ثَوَابَا
فمَنْ يمنُنْ علَيكَ النّصرَ يكذِبْ،
سِوى الله الذي رَفَعَ السّحَابَا
تَفَرّدَ بِالبَلاءِ عَلَيْكَ رَبٌّ،
إذَا نَاداهُ مُخْتَشِعٌ أجَابَا
وَلَوْ أنّ الذي كَشّفْتَ عَنْهُمْ
مِنَ الفِتَنِ البَلِيّةَ وَالعَذَابَا
جَزَوْكَ بها نُفُوسَهُمُ وَزَادُوا
لَكَ الأمْوَالَ، ما بَلَغُوا الثّوَابَا
فَإني وَالّذِي نَحَرَتْ قُرَيْشٌ
لَهُ بمِنىً، وَأضْمَرَتِ الرّكَابَا
إلَيْه مُلَبَّدِينَ، وَهُنّ خُوصٌ،
لِيَسْتَلِمُوا الأوَاسِيَ وَالحِجَابَا
لَقدْ أصْبَحَتُ منكَ عَليّ فَضْلٌ،
كَفَضْلِ الغَيْثِ يَنفَعُ مَن أصَابَا
وَلَوْ أني بِصينِ اسْتَانَ أهْلي،
وَقَدْ أغلَقْتُ من هَجْرَينِ بَابَا
عَليّ رَأيْتُ، يا ابنَ أبي عَقيِلٍ،
وَرَائي مِنْكَ أظْفَاراً وَنَابَا
فَعفْوُكَ، يا ابن يوسفَ، خيرُ عفوٍ،
وَأنْتَ أشدُّ مُنْتَقِمٍ عِقَابَا
رَأيْتُ النّاسَ قَدْ خافُوكَ حَتى
خَشُوا بيديكَ، أوْ فرَقوا، الحِسابَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تقول ابنة الغوثي ما لك هاهنا
تقول ابنة الغوثي ما لك هاهنا
رقم القصيدة : 3263
-----------------------------------
تَقُولُ ابنَةُ الغَوْثيّ: ما لَكَ هاهُنَا،
وَأنْتَ تَميميٌّ مَعَ الشّرْقِ جانبُهْ
تُؤذّنُني قَبْلَ الرّوَاحِ، وَقَدْ دَنَا
مِنَ البَيْنِ لا دانٍ ولا مُتَقَارِبُهْ
فقُلتُ لها: الحاجاتُ يَطرَحْنَ بالفَتى،(37/478)
وَهَمٌّ تَعَنّاني، مُعَنىًّ رَكَايِبُهْ
وَما زُرْتُ سَلمى أنْ تَكونَ حَبيبَةً
إليّ، وَلا دَيْنٍ بِهَا أنَا طالِبُهْ
فكائِنْ تَخَطّتْ منْ فَساطيطِ عاملٍ
إلَيْكَ وَمِنْ خَرْقٍ تعاوَى ثَعالبُهْ
يَظَلّ القَطَا من حَيثُ ماتَتْ رِياحُهُ
يُعارِضُني تَخشَى الهلاكَ قَوَارِبُهْ
وَمَاءٍ كَأنّ الغِسْلَ خِيضَ صَبِيبُهُ
على لَوْنِهِ والطّعمُ يَعِبِسُ شارِبُهْ
وَرَدْتُ وَجَوْزُ اللّيلِ حَيرَانُ ساكِنٌ
عَلَيهِ، وَقد كادَتْ تميلُ كَوَاكِبُهْ
قَطَعْتُ لألْحيهِنَّ أعْضادَ حَوْضِهِ،
وَنَشَّ نَدى الدّلْوِ المُحيلِ جوَانبُهْ
ثَنَتْ رُكَبَ الأيْدي كَأنّ رَشِيفَها
تَرَشُّفُ مَمْطُورٍ وَقِيعاً يُناهِبُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كتبت وعجلت البرادة إنني
كتبت وعجلت البرادة إنني
رقم القصيدة : 3264
-----------------------------------
كَتَبْتُ وَعَجّلْتُ البِرَادَةَ، إنّني
إذا حَاجَةٌ طالَبْتُ عَجّتْ رِكابُهَا
وَلي ببلادِ الهِنْدِ، عِنْدَ أمِيرِهَا،
حَوَائِجُ جَمّاتٌ، وَعِنْدي ثَوَابُها
فَمِنْ تِلكَ: أنّ العامرِيّةَ ضَمّها
وَبَيتي نَوَارَ، طابَ مِنها اقتِرَابُها
أتَتْني تَهَادَى بَعْدَمَا مَالَتِ الطُّلى،
وَعندي رَداحُ الجَوفِ فيها شرَابُها
فَقُلْتُ لها: إيهِ اطْلُبي كُلَّ حَاجَةٍ
لَدَيّ، وَخَفّتْ حَاجَةٌ وَطِلابُها
فَقالَتْ: سِوَى ابني لا أُطالِبُ غَيرَهُ،
وَقَدْ بِكَ عاذَتْ كَلْثَمٌ وَغِلابُها
تَمِيمَ بن زَيْدٍ! لا تَهونَنّ حَاجَتي
لَدَيْكَ، ولا يَعيَا عَليّ جَوَابُها
وَلا تَقْلِبَنْ ظَهْراً لِبطْنٍ صَحيفَتي،
فشاهِدُ هَاجِيهَا عَلَيْكَ كِتَابُها
وَهَبْ لي خُنَيْساً وَاتّخِذْ فِيهِ مِنّةً
لِحَوْبَةِ أمٍّ مَا يَسُوغُ شَرَابُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبى الصبر أني لا أرى البدر طالعا
أبى الصبر أني لا أرى البدر طالعا
رقم القصيدة : 3265
-----------------------------------(37/479)
أبَى الصّبْرَ أني لا أرى البدرَ طَالِعاً؛
ولا الشّمسَ إلاّ ذكّرَاني بغالِبِ
شَبيهَينِ كانَا بابنِ لَيلى، وَمَنْ يكُنْ
شَبيهَ ابنِ لَيلى يَمحُ ضَوْءَ الكوَاكبِ
فَتىً كانَ أهلُ المُلكِ لا يَحجبونَهُ،
إذا فَادَ يَوْماً بَينَ بَابٍ وَحَاجِبِ
كَأنّ تَميماً لمْ تُصِبْهَا مُصِيبَةٌ،
ولا حَدَثَانٌ، قَبلَ يَوْمِ ابن غالِبِ
وَلَوْ شَعَرَ الأجْبَالُ دَمْخٌ وَيَذْبُلٌ
لمَالا بِأعْرَافِ الذُّرَى وَالمَناكِبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إليك من الصمان والرمل أقبلت
إليك من الصمان والرمل أقبلت
رقم القصيدة : 3266
-----------------------------------
إلَيْكَ مِنَ الصَّمّانِ وَالرّملِ أقبَلَتْ
تَخبّ وَتَخدي من بَعيدٍ سَباسبُهْ
وَكائِنْ وَصَلْنَا لَيْلَةً بِنَهَارِهَا
إلَيْكَ كِلا عَصْرَيْهِمَا أنا دائبُهْ
لِنَلْقَاكَ، وَااللاّقِيكَ يَعْلمُ أنّهُ
إلى خَيرِ أهل الأرْض تُحدى ركائبُهْ
أقُولُ لهَا إذا هرّتِ الأرْضُ وَاشتكتْ
حِجارَةَ صَوّان تَذُوبُ صَيَاهِبُهْ
فَإنّ هِشَاماً إنْ تُلاقِيهِ سَالِماً
تَكوني كمَنْ بالغيثِ يُنصرُ جانبُهْ
لِتَأتي خَيرَ النّاسِ وَالمَلِكَ الّذِي
لَهُ كُلُّ ضَوْءٍ تَضْمَحِلُّ كوَاكبُهْ
ترَى الوَحشَ تستحييه وَالأرْضَ إذا غدا
لَهُ مُشرِقاً شَرْقِيّهُ وَمَغَارِبُهْ
فُرَاتُ هِشَامٍ، وَالوَليدُ يَمُدّهُ
لآلِ أبي العاصي، فُرَاتٌ يُغالبُهْ
عَلَيْكَ كِلا مَوْجَيْهِما لكَ يَلتقي
عُبابُهُما في مُزْبِدٍ لَكَ ثائِبُهْ
إذا اجتَمَعَا في رَاحَتَيكَ، كِلاهُما،
دُوَينَ كُبَيْداتِ السّمَاءِ غَوَارِبُهْ
وَمن أينَ أخشى الفقرَ بَعد الذي التَقى
بكَفّيكَ من مَرُوفِ ماأنا طالِبُهْ
فَإنّ ذَنُوباً مِنْ سِجَالِكَ مالىءٌ
حِياضي، فَأفْرِغْ لي ذَنُوباً أُنَاهِبْهْ
أنَاهِبُهُ الأدْنَينَ وَالأبْعَدَ الّذِي
أتاكَ بهِ من أبْعَدِ الأرْضِ جَالِبُهْ
وَما مِنْهُمَا إلاّ يَرَى أنّ حَقّهُ(37/480)
عَلَيْكَ لَهُ يا ابنَ الخَلايفِ وَاجبُهْ
أبى الله إلاّ نَصْرَكُمْ بِجُنُودِهِ،
وَلَيْسَ بمَغلُوبٍ مِنَ الله صَاحِبُهْ
وكائِنْ إلَيكُمْ قادَ مِنْ رَأسِ فتنَةٍ
جُنُوداً، وَأمْثَالُ الجِبَالِ كَتائِبُهْ
فَمِنْهُنّ أيّامٌ بِصِفّينَ قَدْ مَضَتْ،
وَبالمَرْجِ وَالضّحَاكُ تَجرِي مَقانبُهْ
سَمَا لهُما مَرْوَانُ حَتى أرَاهُمَا
حِيَاضَ مَنايَا المَوْتِ حُمراً مشارِبُهْ
فما قَامَ بَعدَ الدّارِ قَوّادُ فِتْنَةٍ
لِيُشْعَلَهَا، إلاّ وَمَرْوَانُ ضَارِبُهْ
أبَى الله إلاّ أنّ مُلْكَكُمُ الّذِي
بِهِ ثَبَتَ الدِّينُ الشّديدُ نَصَائبُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> سقى الله قبرا يا سعيد تضمنت
سقى الله قبرا يا سعيد تضمنت
رقم القصيدة : 3267
-----------------------------------
سَقَى الله قَبراً يا سَعيدُ تَضَمّنَتْ
نَوَاحِيهِ أكْفَاناً عَلَيْكَ ثِيَابُهَا
وَحْفْرَةَ بَيْتٍ أنْتَ فِيهَا مُوَسَّدٌ،
وَقَدْ سُدّ منْ دُونِ العَوَائدِ بابُها
لَقَدْ ضَمِنَتْ أرْضٌ بإصْطَخرَ ميّتاً
كَرِيماً إذَا الأنْوَاءُ خَفّ سَحَابُها
شَديداً على الأدنَينَ منك إذا احتَوَى
عَلَيْكَ من الُّترْبِ الهَيامِ حِجابُها
لِتَبْكِ سَعيداً مُرْضِعٌ أُمُّ خَمْسَةٍ
يَتامى، وَمنْ صِرْفِ القَرَاحِ شَرَابُها
إذا ذَكَرَتْ عَيْني سَعيداً تحَدّرَتْ
على عَبَرَاتٍ يَسْتَهِلُّ انْسِكابُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يثمر أولاد المخاض ابن ديسق
يثمر أولاد المخاض ابن ديسق
رقم القصيدة : 3268
-----------------------------------
يُثَمِّرُ أوْلادَ المَخاضِ ابنُ دَيْسَقٍ،
وَيَقرِي الضبِّابَ الضيّفَ قُفعاً رَوَاجبُهْ
وَقَالَ: تَعَلّمْ إنّهَا صَفَرِيّةٌ
مِكانٌ، نمَى فيها الدَّبَا وَجَنادِبُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عضت سيوف تميم حين أغضبها
عضت سيوف تميم حين أغضبها
رقم القصيدة : 3269
-----------------------------------(37/481)
عَضّتْ سُيُوفُ تَميمٍ حِينَ أغضَبَها
رَأسَ ابنِ عَجلى فأضْحى رَأسُه شَذَبا
كانَتْ سُلَيْمٌ بِهِ رَأساً فَقَدْ عَثرَتْ
بِهَا الجُدُودُ وَصَارَتْ بَعْدَهُ ذَنَبَا
شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> حسبة برما بمناسبة زيارة ابن الهرمة
حسبة برما بمناسبة زيارة ابن الهرمة
رقم القصيدة : 327
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
كشف الرافضين
ببطارية ماركه - نانسين -
يهوديه عربيه
سته مشاغبين
وستميه سته وستين
واتنين صنايعيه
سبعة مداقرين
وسبعميه سبعه وسبعين
غاويين شيوعيه
ألف وستين
وربعميه
منهم عشرين
وتلاته وطنيه
أما الباقيين
فألف ميه وتمانين
طلاب وشضليه
تسعه وتمانين
من إللي راحوا تشرين
تحت المعديه
يبقي موافقين
حسب انضباط القوانين
والحسبه شرعيه
تسعه وتسعين وتسعميه وتسعه وتسعين
من ألف في الميه
أجري التدوين
بمبني بندر قافشين
وبلجنه مدنيه
طرطور الدين
رئيس نيابة هابشين
وشكوكو عدويه
وحسين حابسين ضابط مباحث عابدين
والست سريه
لجنة
عشرين
شبرا ومغاغة
وقلين
أسوان دقهلية
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ودافع عنها عسقل وابن عسقل
ودافع عنها عسقل وابن عسقل
رقم القصيدة : 3270
-----------------------------------
وَدافَعَ عَنْهَا عَسْقَلٌ وَابنُ عَسقَلٍ
بأعناقِ صُهْبٍ ذَبّبَتْ كلَّ خاطِبِ
إذا اسْتَشْفَعُوا في أيّمٍ شَفَعتْ لهمْ
ذُرَاهَا وَضَرّاتٌ عِظَامُ المَحالِبِ
رُقَيْعِيّةٌ خُورٌ كَأنّ مَخَاضَهَا
عِظَامُ قُرُومٍ أوْ جِبَالٍ رَوَاسِبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تمنى جرير دارما بكليبه
تمنى جرير دارما بكليبه
رقم القصيدة : 3271
-----------------------------------
تَمَنّى جَرِيرٌ دَارِماً بِكُلَيْبِهِ؛
وَهَيهاتَ من شَمسِ النهارِ الكَواكبُ
وَلَيْسَتْ كُلَيْبٌ كائِنينَ كَدارِمٍ،
وَوَدّ جَرِيرٌ لَوْ عَطِيّةُ غَالِبُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أرى الدهر لا يبقي كريما لأهله(37/482)
أرى الدهر لا يبقي كريما لأهله
رقم القصيدة : 3272
-----------------------------------
أرَى الدّهْرَ لا يُبْقي كَرِيماً لأهْلِهِ،
وَلا تُحرِزُ اللّؤمانَ مِنْهُ المَهارِبُ
أرَى كُلَّ حَيٍّ مَيّتاً، فَمُوَدِّعاً،
وَإنْ عَاشَ دَهْراً لمْ تَنُبْهُ النّوَائبُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لولا دفاعك يوم العقر ضاحية
لولا دفاعك يوم العقر ضاحية
رقم القصيدة : 3273
-----------------------------------
لَوْلا دِفاعُكَ يَوْمَ العَقْرِ، ضَاحيَةً،
عَنِ العرَاقِ، وَنارُ الحَرْبِ تَلتَهِبُ
لَوْلا دِفَاعُكَ عَنْهُمْ عَارِضاً لَجِباً
لأصْبَحوا عن جديد الأرْض قد ذهبوا
لمّا التَقَوْا وَخيول الشامِ فَاجْتَلَدُوا
بِالمَشْرَقِيّةِ فِيها المَوْتُ وَالحَرَبُ
خَلّوْا يَزِيدَ فَتى الأزْدَينِ مُنجَدِلاً
بالعَقْرِ مِنهُمْ وَمن سَاداتهمْ عُصَبُ
حامَى عَليهِ شِنانٌ في كَتيبَتِهِ،
وأسْلَمَتْهُ هُنَاكَ الحُثُّ والنَّدَبُ
فما الشّجاعَةُ إلاّ دونَ نَجْدَتِهِ،
وَلا المَوَاهِبُ إلاّ دُونَ ما يَهَبُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لأثماد بن خنسا وماؤه
لعمري لأثماد بن خنسا وماؤه
رقم القصيدة : 3274
-----------------------------------
لَعَمْرِي لأثْمَادُ بنُ خَنسَا وَماؤهُ
مُسَلِّحَةُ الأنْثَى الخَبيثُ تُرَابُها
أخَفُّ على الشّيخِ العِبادي مَؤونَةً،
وَأهْوَنُ من حَرْبي إذا صَرّ نابُها
أفي أُورَةٍ عَالَجْتُهَا وَحَفَرْتُهَا،
تَمِيمٌ حَوَالَيْهَا، وَعندي كِتابُها
لَنا مَنْبِتُ الضَّمْرَانِ يا آلَ مَالِكٍ،
وَعَرْفَجُ سُلْمِيٍّ لَنَا، وَصِعَابُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وقوم أبوهم غالب جل مالهم
وقوم أبوهم غالب جل مالهم
رقم القصيدة : 3275
-----------------------------------
وَقَوْمٌ أبُوهُمْ غالِبٌ جُلُّ مَالِهِمْ
مَحامِدُ أغْلاهَا منَ المَجْدِ غالِبُ
بَنُو كُلّ فَيّاضِ اليَدَينِ إذا شَتَا(37/483)
وَأكْدَتْ بأيمَانِ الرّجَالِ المَطالِبُ
وَما زَالَ مِنهُمْ مُشترِي الحمد باللُّهى،
وَجارٌ لمَنْ أعيَتْ عَلَيْهِ المَذَاهبُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألكني إلى قطب الرحا إن لقيته
ألكني إلى قطب الرحا إن لقيته
رقم القصيدة : 3276
-----------------------------------
ألِكْني إلى قُطِب الرَّحا إنْ لَقيتَهُ،
وعقُطْبُ الرَّحا نائي العَشيرَةِ أجنَبُ
فَهَلْ أنْتَ سَاعٍ في سُوَاءةَ لامرِىءٍ
أرَتْهُ بِعَيْنَيْهَا المَنِيّةَ زَيْنَبُ
سَوَائِيَةٌ لمْ تَرْمِ عَنْ حَفَضٍ لهَا
غُرَاباً وَلمْ تَبكُرْ على الحيّ تَصْحَبُ
إذا اكتَفَلَتْ بِالعُرْفَتَينِ،. وَدُونَهَا
بَنُو أسَدٍ، لمْ يُدْرَ مِنْ أينَ تُطلبُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ولولا أن أمي من عدي
ولولا أن أمي من عدي
رقم القصيدة : 3277
-----------------------------------
وَلَوْلا أنّ أُمّي مِنْ عَدِيٍّ،
وَأنّي كَارِهٌ سُخْطَ الرَّبَابِ
إذاً لأتَى الدّوَاهي مِنْ قَرِيبٍ
بِخِزْيٍ غَيْرِ مَصْرُوفِ العِقَابِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أروني من يقوم لكم مقامي
أروني من يقوم لكم مقامي
رقم القصيدة : 3278
-----------------------------------
أرُوني مَنْ يَقُومُ لَكُمْ مَقامي
إذا مَا الأمْرُ جَلّ عَنِ العِتابِ
إلى مَنْ تَفْزَعُونَ إذا حَثَوْتُمْ
بِأيْديكُمْ عَليّ مِنَ التّرَابِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تقول كليب حين مثت سبالها
تقول كليب حين مثت سبالها
رقم القصيدة : 3279
-----------------------------------
تَقُولُ كُلَيْبٌ حينَ مَثّتْ سِبَالُهَا
وَأخْصَبَ مِنْ مَرُّوتِهَا كُلُّ جانِبِ
لِسُؤبَانِ أغْنَامٍ رَعَتْهُنّ أُمُّهُ
إلى أنْ عَلاها الشّيْبُ فَوْقَ الذّوَائبِ
ألَسْتَ إذا القَعْسَاءُ أنْسَلَ ظَهرَها
إلى آلِ بِسْطامِ بنِ قَيسٍ بِخاطِبِ
لَقُوا ابْنَيْ جِعَالٍ وَالجِحاشُ كأنّها
لَهُمْ ثُكَنٌ وَالقَوْمُ مِيلُ العَصَائبِ(37/484)
فَقالا لَهُمْ: ما بالكُمْ في بِرَادِكُمْ،
أمِنْ فَزَعٍ أمْ حَوْلَ رَيّانَ لاعبِ
فَقالُوا: سَمِعنا أنّ حَدرَاءَ زُوّجَتْ
على مائَةٍ شُمِّ الذُّرَى وَالغوَارِبِ
وَفِينَا مِنَ المِعْزَى تِلادٌ كَأنّهَا
ظَفَارِيّةُ الجَزْعِ الّذي في التّرَائِبِ
بِهِنّ نَكَحْنَا غَالِيَاتِ نِسَائِنَا،
وَكُلُّ دَمٍ مِنّا عَلَيْهِنّ وَاجِبِ
فَقالا: ارْجِعُوا إنّا نَخَافُ عَلَيْكُمُ
يَدَيْ كُلّ سَامٍ منْ رَبيعَةَ شاغِبِ
فَإلاّ تَعُودوا لا تَجيئُوا وَمِنْكُمُ
لَهُ مِسْمَعٌ غَيرُ القُرُوحِ الجَوَالِبِ
فَلَوْ كنتَ من أكفاءِ حَدرَاءَ لمْ تَلُمْ
على دارِميٍّ بَينَ لَيْلى وَغَالِبِ
فَنَلْ مِثْلَها مِنْ مِثْلِهِمْ ثُمّ لمُهمُ
بما لَكَ مِنْ مالٍ مُرَاحٍ وَعازِبِ
وَإني لأخشَى إنْ خَطَبْتَ إلَيْهِمُ
عَلَيكَ الذي لاقَى يَسارُ الكوَاعِبِ
وَلَوْ قَبِلُوا مِنّي عَطِيّةَ سُقْتُهُ
إلى آلِ زِيقٍ مِنْ وَصِيفٍ مُقارِبِ
هُمُ زَوّجوا قَبلي ضِرَاراً وَأنْكَحُوا
لَقيطاً وَهُمْ أكْفَاؤنَا في المَنَاسِبِ
ولَوْ تُنكِحُ الشّمْسُ النّجومَ بناتِها
إذاً لَنَكَحْناهُنّ قَبْلَ الكَوَاكِبِ
وَمَا استَعْهَدَ الأقوامُ من زَوْجِ حرّةٍ
من النّاسِ إلاّ مِنكَ أوْ من مُحارِبِ
لَعَلّكَ في حَدرَاءَ لُمتَ على الذي
تَخَيّرَتِ المِعْزَى عَلى كُلّ حالِبِ
عَطِيّةَ أوْ ذي بُرْدَتَينِ كَأنّهُ
عَطِيّةُ زَوْجٍ لِلأتَانِ وَرَاكِبِ
شعراء الجزيرة العربية >> طلال الرشيد >> بعض احوال
بعض احوال
رقم القصيدة : 328
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أنا مقدر أكون .. اني حبيب في بعض أحوال
أنا كلي أجي .. و الا أروح بعزتي .. كلي
تخيرت الفراق و مادريت إن الفراق وصال
أقول اني نسيتك بس مدري كيف تاصل لي
خذاني لك سؤال في عيونك و الجواب محال
خذاني منك دمع في عيوني مارضى ذلي
رحلت انت و تركت بداخلي طيفك و صبر طال
غدت ذكراك شمس ما تغيب و صورتك ظلي(37/485)
حكيت و مالقيت من الحكي الا الندم موّال
سكت و مت بالحسره و لا ادري و شهو احسن لي
أحبك كل مافيني يحبك يا خلي البال
تخيلتك دواي و صرت جرحي الصعب يا خلّي
تعبت أرحل مع وجيه البشر بانساك بالترحال
و لا ادري وش يجيبك في وجيه الناس و اهلّي
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبادر شوالا بظبية إنني
أبادر شوالا بظبية إنني
رقم القصيدة : 3280
-----------------------------------
أُبَادِرُ شَوّالاً بِظَبْيَةَ، إنّني
أتَتْني بها الأهْوَاءُ من كُلّ جانِبِ
بمَالِئَةِ الحِجّلَيْنِ، لَوْ أنّ مَيّتاً،
وإن كانَ في الأكفانِ تحتَ النّصَائِبِ
دَعَتْهُ لألْقَى التُّرْبَ عَنْهُ انتِفاضُهُ
ولَوْ كانَ تحتَ الرّاسِياتِ الرّوَاسِبِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وما أحد إذا الأقوام عدوا
وما أحد إذا الأقوام عدوا
رقم القصيدة : 3281
-----------------------------------
وَمَا أحَدٌ إذا الأقْوَامُ عَدّوا
عُرُوقَ الأكْرَمينَ إلى التّرَابِ
يِمُحْتَفِظِينَ إنْ فَضّلْتُمُونَا
عَليِهمْ في القَديمِ وَلا غِضَابِ
وَلَوْ رَفَعَ السّحَابُ إلَيْهِ قَوْماً،
عَلَوْنَا في السّمَاءِ إلى السّحَابِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أنا ابن العاصمين بني تميم
أنا ابن العاصمين بني تميم
رقم القصيدة : 3282
-----------------------------------
أنَا ابنُ العَاصِمِينَ بَني تَمِيمٍ،
إذا مَا أعْظَمُ الحَدَثَانِ نَابَا
نَمَا في كُلّ أصْيَدَ دارِمِيٍّ
أغَرَّ تَرَى لِقُبّتِهِ حِجَابَا
مُلُوكٌ يَبْتَنُونَ تَوَارَثُوهَا
سُرَادِقَهَا المَقَاوِلُ وَالقِبَابَا
مِنَ المُسْتَأذَنِينَ تَرَى مَعَدّاً
خُشُوعاً خَاضِعِينَ لَهُ الرّقَابَا
شُيُوخٌ مِنْهُمُ عُدُسُ بنُ زَيْدٍ
وَسُفْيَانُ الّذي وَرَدَ الكُلابَا
يَقُودُ الخَيْلَ تَرْكَبُ من وَجاها
نَوَاصِيَهَا وَتَغْتَصبُ الرّكَابَا
تَفَرّعَ في ذُرَى عَوْفِ بنِ كَعْبٍ
وَتَأبَى دارِمٌ لي أنْ أُعَابَا(37/486)
وَضَمْرَةُ وَالمُجَبِّرُ كَانَ مِنْهُمْ
وَذو القَوْسِ الذي رَكَزَ الحِرَابَا
يَرُدّونَ الحُلُومَ إلى جِبَالٍ،
وَإنْ شاغَبْتَهُمْ وَجَدوا شِغابَا
أُولاكَ وعيْرِ أُمّكَ لَوْ تَرَاهُمْ
بعَيْنِكَ ما استطَعتَ لهمْ خطابَا
رَأيْتَ مَهابَةً وَأُسُودَ غَابٍ
وَتَاجَ المُلْكِ يَلْتَهِبُ التِهَابَا
بَنُو شَمْسِ النّهارِ وَكُلّ بَدْرٍ
إذا انْجابَتْ دُجُنّتُهُ انْجِيابَا
فَكَيْفَ تُكَلّمُ الظَّرْبَى عَليها
فِرَاءُ اللُّؤمِ أرْبَاباً غِضَابَا
لَنَا قَمَرُ السّمَاءِ عَلى الثّرَيّا،
وَنحَنُ الأكثرُونَ حَصىً وَغَابَا
وَلَسْتَ بِنَائِلٍ قَمرَ الثّرَيّا
وَلا جَبَلي الذي فَرَعَ الهِضَابَا
أتَطْلُبُ يَا حِمَارَ بَني كُلَيْبٍ
بَهانَتِكَ اللّهامِيمَ الرِّغَابَا
وَتَعْدِلُ دارِماً بِبَني كُلَيْبٍ،
وَتَعْدِلُ بالمُفَقِّئَةِ السِّبَابَا
فَقْبّحَ شَرُّ حَيّيْنَا قَدِيماً،
وَأصْغَرُهُ إذا اغتَرَفُوا ذِنَابَا
وَلمْ تَرِثِ الفَوَارِسَ مِنْ عُبَيْدٍ
وَلا شَبَثاً وَرِثْتَ وَلا شِهَابَا
وَطاحَ ابنُ المَرَاغَةِ حينَ مَدّتْ
أعِنّتُنَا إلى الحَسَبِ النِّسَابَا
وَأسْلَمَهُمْ وَكانَ كَأُمّ حِلْسٍ
أقَرّتْ بَعْدَ نَزْوَتِها، فَغَابَا
وَلَمّا مُدّ بَينَ بَني كُلَيْبٍ
وَبَيْني غَايةٌ كَرِهُوا النِّصَابَا
رَأوْا أنّا أحَقُّ بِآلِ سَعْدٍ،
وَأنّ لَنَا الحَناظِلَ والرِّبَابَا
وأنّ لَنَا بَني عَمْروٍ عَلَيْهِمْ
لَنَا عَدَدٌ مِنَ الأثَرَيْنِ ثَابَا
ذبابٌ طارَ في لَهَواتِ لَيْثٍ
كَذَاكَ اللَّيْثَ يَلْتَهِمُ الذُبَابَا
هِزَبْرٌ يَرْفِتُ القَصَرَاتِ رَفْتاً،
أبَى لِعُداتِهِ إلاّ اغْتِصَابَا
مِنَ اللاّئي إذا أُرْهِبْنَ زَجْراً
دَنَوْنَ وَزَادَهُنّ لَهُ اقْتِرَابَا
أتَعْدِلُ حَوْمَتي بِبَني كُلَيْبٍ،
إذا بَحرِي رَأيْتَ لَهُ اضْطِرَابَا
تَرُومُ لِتَرْكَبَ الصُّعَداءَ مِنْهُ،
وَلَوْ لُقْمَانُ سَاوَرَهَا لَهَابَا(37/487)
أتَتْ مِنْ فَوْقِهِ الغَمَرَاتُ مِنْهُ
بِمَوْجٍ، كادَ يَجتَفِلُ السّحابَا
تَقاصَرَتِ الجِبَالُ لَهُ وَطَمّتْ
بِهِ حَوْمَاتُ آخَرُ قَدْ أنَابَا
بِأيّةِ زَنْمَتَيْكَ تَنَالُ قَوْمي
إذا بَحْرِي رَأيْتَ لَهُ عُبَابَا
تَرَى أمْوَاجَهُ كَجِبَالِ لُبْنى
وطَوْدِ الخَيْفِ إذْ مَلأ الجَنَابَا
إذا جَاشَتْ دُرَاهُ بِجُنْحِ لَيْلٍ
حَسِبْتَ عَلَيْهِ حَرّاتٍ وَلابَا
مُحِيطاً بالجِبَالِ لَهُ ظِلالٌ
مَعَ الجَرْبَاءِ قَدْ بَلغَ الطِّبَابَا
فَإنّكَ مِنْ هِجَاءِ بَني نُمَيرٍ،
كَأهلِ النّارِ إذْ وَجَدوا العَذَابَا
رَجَوْا من حَرّها أنْ يَسْتَرِيحُوا،
وقَدْ كانَ الصّديدُ لَهُمْ شَرَابَا
فَإنْ تَكُ عا... أثْرَتْ وَطابَتْ
فَما أثْرَى أبُوكَ وَمَا أطَابَا
وَلمْ تَرِثِ الفَوَارِسَ مِنْ نُمَيرٍ،
وَلا كَعْباً وَرِثْتَ وَلا كِلابَا
وَلَكِنْ قَدْ وَرِثْتَ بَني كُلَيْبٍ
حَظائرَهَا الخَبيثَةَ وَالزِّرَابَا
وَمَنْ يَختَرْ هَوَازِنَ ثمّ يَخْتَرْ
نُمَيراً يَخْتَرِ الحَسَبَ الُّلبَابَا
وَيُمْسِكْ مِنْ ذُرَاها بالنّوَاصي
وَخَيرِ فَوَارِسٍ عُلِمُوا نِصَابَا
هُمُ ضَرَبُوا الصّنَائَع وَاسْتَباحُوا
بمَذِحجَ يَوْمَ ذي كَلَعٍ ضِرَابَا
وَإنّكَ قَدْ تَرَكْتَ بَني كُلَيْبٍ
لِكُلّ مُناضِلٍ غَرَضاً مُصَابَا
كُلَيْبٌ دِمْنَةٌ خَبُثَتْ وَقَلّتْ
أبَى الآبي بِهَا إلاّ سِبَابَا
وَتَحْسِبُ مِنْ مَلائِمِهَا كُلَيْبٌ
عَلَيْها النّاسَ كُلَّهُمُ غِضَابَا
فَأغْلَقَ مِنْ وَرَاءِ بَني كُلَيْبٍ
عَطِيّةُ مِنْ مَخازِي اللّؤمِ بَابَا
بِثَدْيِ الّلؤمِ أُرْضِعَ للمَخازِي،
وَأوْرَثَكَ المَلائِمَ حِينَ شَابَا
وَهَلْ شَيْءٌ يَكُونُ أذَلَّ بَيْتاً
مِنَ اليَرْبُوعِ يَحْتَفِرُ التّرَابَا
لَقَدْ ترَكَ الهُذَيْلُ لَكُمْ قَديماً
مَخازِيَ لا يَبِتْنَ عَلى إرَابَا
سَمَا برِجَالِ تَغْلِبَ مِنْ بَعيدٍ
يَقُودُونَ المُسَوَّمَةَ العِرَابَا(37/488)
نَزَائِعَ بَينَ حُلاّبٍ وَقَيْدٍ
تُجَاذِبُهُمْ أعِنّتَهَا جِذَابَا
وَكَانَ إذا أنَاخَ بدارِ قَوْمٍ
أبُو حَسّانَ أوْرَثَهَا خَرَابَا
فَلَمْ يَبْرَحْ بِهَا حَتى احتَوَاهُمْ
وَحَلّ لَهُ التّرَابُ بهَا وَطَابَا
عَوَانيَ في بني جُشَمَ بنِ بَكرٍ،
فَقَسّمَهُن إذْ بَلَغَ الإيَابَا
نِسَاءٌ كُنّ يَوْمَ إرَابَ خَلّتْ
بَعولَتَهُنّ تَبْتَدِرُ الشِّعَابَا
خُوَاقُ حِياضِهِنّ يَسِيلُ سَيْلاً
على الأعقابِ تَحْسِبُهُ خِضَابَا
مَدَدْنَ إلَيْهِمُ بِثُدِيّ آمٍ
وَأيْدٍ قَدْ وَرِثْنَ بِهَا حِلابَا
يُنَاطِحْنَ الأوَاخِرَ مُرْدَفَاتٍ،
وَتَسْمَعُ مِنْ أسَافِلِهَا ضِغابَا
لَبِئْسَ اللاّحِقُونَ غَداةَ تُدعَى
نِسَاءُ الحَيّ تَرْتَدِفُ الرّكَابَا
وَأنْتُمْ تَنْظُرُونَ إلى المَطَايَا
تَشِلُّ بِهِنّ أعْرَاءً سِغَابَا
فَلَوْ كانَتْ رِمَاحُكُمُ طِوالاً
لَغِرْتُمُ حِينَ ألْقَيْنَ الثّيَابَا
يَئِسْنَ مِنَ اللَّحَاقِ بِهنّ مِنكُم
وَقَدْ قَطَعُوا بهِنَّ لوىً حدابَا
فَكَمْ مِنْ خَائِفٍ لي لمْ أضِرْهُ،
وَآخَرَ قَدْ قَذَفْتُ لَهُ شِهَابَا
وَغُرٍّ قَدْ نَسَقْتُ مُشَهَّرَاتٍ،
طَوَالِعَ لا تُطِيقُ لهَا جَوَابَا
بَلَغْنَ الشّمسَ حيثُ تكون شرْقاً،
وَمَسْقطَ قَرْنِها من حَيثُ غَابَا
بِكِلّ ثَنِيّةٍ وَبِكُلّ ثَغْرٍ
غَرَائبُهُنّ تَنْتَسِبُ انْتِسَابَا
وَخالي بِالنَّقَا تَرَكَ ابنَ لَيْلى
أبَا الصَّهْباءِ مُحْتَفِزاً لِهَابَا
كَفَاهُ التَّبْلَ تَبْلَ بَني تَمِيمٍ
وَأجْزرَهُ الثّعَالِبَ وَالذّئَابَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أأن أرعشت كفا أبيك وأصبحت
أأن أرعشت كفا أبيك وأصبحت
رقم القصيدة : 3283
-----------------------------------
أأنْ أرْعَشَتْ كَفّا أبيكَ وَأصْبَحَتْ
يَداكَ يَدا لَيْثٍ، فإنّكَ جاذِبُهْ
إذا غَلَبَ ابنٌ بالشّبَابِ أباً لَهُ
كَبيراً، فَإنّ الله لا بُدّ غَالِبُهْ
رَأيْتُ تَباشِيرَ العُقُوقِ هِيَ الّتي(37/489)
من ابنِ امرِىءٍ ما إن يَزالُ يُعاتبُهْ
وَلمّا رَآني قَدْ كَبِرْتُ، وَأنّني
أخو الحَيّ، واستغنى عن المَسحِ شارِبُهْ
أصَاخَ لِغِرْبَانِ النّعِيّ، وَإنّهُ
لأزورُ عَنْ بَعْضِ المَقالَةِ جانِبُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لئن تفركك علجة آل زيد
لئن تفركك علجة آل زيد
رقم القصيدة : 3284
-----------------------------------
لَئِنْ تَفْرَكْكَ عِلجَةُ آلِ زَيْدٍ
وَيُعْوِزْكَ المُرَقَّقُ وَالصِّنابُ
فَقِدْماً كانَ عَيْشُ أبيكَ مُرّاً
يَعِيشُ بما تَعِيشُ بِهِ الكِلابُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إني لقاض بين حيين أصبحا
إني لقاض بين حيين أصبحا
رقم القصيدة : 3285
-----------------------------------
إني لَقاضٍ بَينَ حَيّينِ أصْبَحَا
مَجالِسَ قَدْ ضَاقَتْ بهَا الحَلَقاتُ
بَنُو مِسْمَعٍ أكْفَاؤهُمْ آلُ دارِمٍ،
وَتَنْكِحُ في أكْفائِها الحَبَطاتُ
وَلا يُدْرِكُ الغاياتِ إلاّ جِيَادُهَا؛
وَلا تَسْتَطيعُ الجِلّةَ البَكَرَاتُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> آل تميم ألا لله أمكم
آل تميم ألا لله أمكم
رقم القصيدة : 3286
-----------------------------------
آلَ تَمِيمٍ ألاَ لله أُمُّكُمُ!
لَقَدْ رُمِيتُمْ بإحدى المُصْمَئِلاّتِ
فاستَشعِرُوا بثِيابِ اللّؤم وَاعتَرِفُوا
إنْ لمْ تَرُوعُوا بَني أفَصَى بغارَاتِ
وَتَقْتُلُوا بِفَتى الفِتْيَانِ قَاتِلَهُ،
أوْ تُقْتَلُونَ جَميعاً غَيرَ أشْتاتِ
لله دَرُّ فَتىً مَرّوا بِهِ أُصُلاً،
مُهَشَّمَ الوَجْهِ مَكْسُورَ الثَّنِيّاتِ
رَاحُوا بأبْيَضَ مثلِ البَدرِ يَحمِلُهُ
غُتْمُ العُلُوجِ بِأقْيَادٍ مُذِلاّتِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> حلفت برب مكة والمصلى
حلفت برب مكة والمصلى
رقم القصيدة : 3287
-----------------------------------
حَلَفْتُ بِرَبّ مَكّةَ وَالمُصَلّى،
وَأعْنَاقِ الهَدِيّ مُقَلَّداتِ
لَقَدْ قَلّدتُ جِلفَ بَني كُلَيْبٍ
قَلائِدَ في السّوَالِفِ بَاقِيَاتِ(37/490)
قَلائِدَ لَيْسَ من ذَهَبٍ وَلكِنْ
مَوَاسِمَ مِنْ جَهَنّمَ مُنْضِجاتِ
فَكَيْفَ تَرَى عَطِيّةَ حينَ يَلقى
عِظاماً هامُهُنّ قُرَاسِيَاتِ
قُرُوماً مِنْ بَني سُفْيَانَ صِيداً
طُوَالاتِ الشّقاشِقِ مُصْعِبَاتِ
تَرَى أعناقَهُنّ، وَهُنّ صِيدٌ،
على أعْنَاقِ قَوْمِكَ سَامِيَاتِ
فَرُمْ بيَدَيْكَ هَلْ تَسطيعُ نَقْلاً
جِبالاً مِنْ تِهَامَةَ رَاسِيَاتِ
وَأبْصِرْ كَيْفَ تَنْبُو بِالأعَادي
مَناكِبُها إذا قُرِعَتْ صَفَاتي
وَإنّكَ وَاجِدٌ دُوني صَعُوداً
جَرَاثِيمَ الأقَارِعِ وَالحُتَاتِ
وَلَسْتَ بِنَائِلٍ بِبَني كُلَيْبٍ
أرُومَتَنَا إلى يَوْمِ المَمَاتِ
وَجَدْتُ لِدَارِمٍ قَوْمي بُيُوتاً
على بُنيَانِ قَوْمِكَ قَاهِرَاتِ
دُعِمْنَ بحاجِبٍ وَابْنَيْ عِقَالٍ،
وَبِالقَعْقَاعِ تَيّارِ الفُراتِ
وَصَعْصَعةَ المُجِيرِ على المَنَايَا،
بِذِمّتِهِ وَفَكّاكِ العُنَاةِ
وَصَاحِبِ صَوْأرٍ وَأبي شُرَيْحٍ،
وَسَلْمَى مِنْ دَعائِمِ ثَابِتَاتِ
بَنَاهَا الأقْرَعُ البَاني المَعَالي،
وَهَوْذَةُ في شَوَامِخَ باذِخَاتِ
لَقِيطٌ مِنْ دعَائِمِهَا، وَمِنْهُم
زُرَارَةُ ذُو النّدى والمَكْرُمَاتِ
وَبالعَمْرَيْنِ وَالضَّمْرَيْنِ نَبْني
دعائِمَ، مَجدَهُنّ مُشَيِّداتِ
دَعائِمُها أُولاك، وَهُمْ بَنَوْها،
فَمَنْ مِثْلُ الدّعائِمِ وَالبُنَاةُ
أُولاكَ لِدارِمٍ وَبَنَاتِ عَوْفٍ
لِخَيْرَاتٍ وَأكْرَمِ أُمّهِاتِ
فَمَا لَكَ لا تَعُدُّ بَني كُلَيْبٍ،
وَتَنْدُبُ غَيْرَهُمْ بِالمَأثُرَاتِ
وَفَخْرُكَ يا جَرِيرُ وَأنْتَ عَبْدٌ
لِغَيرِ أبيكَ إحْدَى المُنْكَرَاتِ
تَعَنّى يا جَرِيرُ لِغَيرِ شَيْءٍ،
وَقَدْ ذَهَبَ القَصَائِدُ للرّوَاةِ
فَكَيْفَ تَرُدّ ما بِعُمانَ مِنْها،
وَمَا بجِبَالِ مِصْرَ مُشَهَّرَاتِ
غَلَبْتُكَ بِالمُفَقِّىءِ وَالمُعَنِّي،
وَبَيْتِ المُحْتَبي وَالخَافِقَاتِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أحل هريم يوم بابل بالقنا(37/491)
أحل هريم يوم بابل بالقنا
رقم القصيدة : 3288
-----------------------------------
أحَلّ هُرَيْمٌ يَوْمَ بَابِلَ بِالقَنَا
نُذُورَ نِسَاءٍ مِنْ تَميمٍ فَحَلّتِ
فَأصْبَحْنَ لا يَشْرِينَ نَفْسَاً بِنْفْسِه
مِنَ النّاسِ، إنْ عَنْهُ المَنيّةُ زَلّتِ
يَكُونُ أمَامَ الخَيْلِ أوّلَ طاعِنٍ،
وَيَضْرِبُ أُخْرَاهَا، إذا هيَ وَلّتِ
عَشِيّةَ لا يَدْرِي يَزيِدُ أيَنْتَحي
على السّيفِ أمْ يُعطي يداً حينَ شَلّتِ؟
وَأصْبَحَ كالشقْرَاءِ تُنحَرُ، إن مَضَتْ،
وَتُضرَبُ سَاقَاها، إذا مَا تَوَلّتِ
لَعَمْرِي! لَقَدْ جَلّى هُرَيمٌ بسَيْفِهِ
وُجُوهاً عَلَتْها غُبْرَةٌ فَتَجَلّتِ
وَقَائِلَةٍ: كَيْفَ القِتَالُ، وَلَوْ رَأتْ
هُرَيْماً لَدَارَتْ عَيْنُها وَاسمَدَرّتِ
وَمَا كَرّ إلاّ كانَ أوّلَ طَاعِنٍ،
وَلا عَايَنَتْهُ الخَيْلُ إلاّ اشمأزّتِ
أتَاكَ ابنُ مَرْوَانٍ يَقُودُ جُنُودَهُ،
ثَمَانِينَ ألْفاً، خَيْلُها قَد أظَلّتِ
فَلَمْ يُغْنِ ما خَندَقْتَ حَوْلكَ نقرَةً
منَ البِيضِ من أغمادِها حينَ سُلّتِ
كأنّ رُؤوس الأزْدِ خُطْبَانُ حَنظلٍ
تَخِرّ عَلى أكْتافِهِمْ حِينَ وَلّتِ
أتَتْكَ جُنُودُ الشّام تَخفِقُ فَوْقَها
لِهَا خِرَقٌ كالطّيْرِ حِينَ اسْتقَلّتِ
تُخَبّرُكَ الكُهّانُ أنّكَ نَاقِضٌ
دِمشق التي كانَتْ إذا الحرْبُ حَرّتِ
صُخورُ الشظا من فرْع ذي الشَّرْي فانتمتْ
فطالَتْ على رَغْمِ العِدى فاشمَخرّتِ
ألَمْ يَكُ للبَرْشاءِ هادٍ يُقِيمُهَا
على الحَقّ إذ كانتْ بها الأزْدُ ضَلّتِ
أتَابِعَةُ الأوْثَانِ بَكْرُ بنُ وَائِلٍ،
وَقَد أسلَمَتْ تِسعِينَ عاماً وَصَلّتِ؟
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ولو أسقيتهم عسلا مصفى
ولو أسقيتهم عسلا مصفى
رقم القصيدة : 3289
-----------------------------------
ولَوْ أسْقَيْتَهُمْ عَسَلاً مُصَفّى
بمَاءِ النّيلِ، أوْ مَاء الفُرَاتِ
لَقَالُوا: إنّهُ مِلْحٌ أُجَاجٌ،(37/492)
أرَادَ بِهِ لَنَا إحْدَى الهَنَاتِ
شعراء الجزيرة العربية >> طلال الرشيد >> يا طاهرة
يا طاهرة
رقم القصيدة : 329
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يابنت انا ماني كذا وظنونك تكذب عليك
كلي عيوب وما قوت تخجلني ظنونك واتوب
اكذب عليك ودوم اخونك والبس الابيض واجيك
واعشق معك الفين وجه ويمتلي صدري قلوب
احلى الكلام اقوله لك لوقلته البارح لذيك
يوقف على شفاهي معك مراهق صب لعوب
اكذب ولا ادري ليه اكذب اعشقك ما ارتجيك
اخاف من صدق الحقيقه في الهروب من الهروب
والله احبك واعشقك واعرف زمان اني ابيك
ولكنها هذي الحياة تعلمت من الذنوب
العين عجزت تعتقك القلب عيا يشتريك
في السجن خيال وفي في الصدر رجال كذوب
هذي الحقيقه ما يجي في الكون اطهر من يديك
وانا الذي انقظ وضوء الغيم والماء والهبوب
انقل عيوبي فوق متني وانتي لعيبك شريك
وباكر تبسملي وجيه لك يعبسها الشحوب
يا طاهرة حنا كذا والمظهر يكذب عليك
يمكن يجي يوم يجي نخجل من ظنوك نتوب
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> مهاريس أشباه كأن رؤوسها
مهاريس أشباه كأن رؤوسها
رقم القصيدة : 3290
-----------------------------------
مَهَارِيسُ أشْبَاهٌ كَأنّ رُؤوسَهَا
مَقابِرُ عَادٍ، جِلّةُ البَكَرَاتِ
بِهَا تُتّقَى الأضْيافُ إنْ كانَ صَوْبُها
صَقيعاً على الأكْنافِ وَالحَجَرَاتِ
وَما كان مِنْ أوْطانِها دَحْلُ مِحْجنٍ
مَقاماً، وَلا قِيقاءةُ الخَبِرَاتِ
وَلنْ تَحضُرَ الجَرْعاءَ تَرْعى ثُمامُها،
وَلا تَرْتَعي بالدّوّ مِنْ خَرِبَاتِ
وَلَكِنْ بِعُثْمانِ البَسيطَةِ قد ترَى
بهَا بُدَّناً أفْخاذُهَا وَفِرَاتِ
وَقَدْ كانَ صَحْرَاوَا فُلَيْجٍ لها حِمىً
إذَا نَوّرَ الجَرْجَارُ بِالكَدَرَاتِ
مَناعِيشُ للمَوْلى الضَّرِيكِ وَلا تُرَى
عَلى الضّيْفِ إلاّ بَاكِرَ الغَدَوَاتِ
إذا اغْبَرّ أهْل الشّاءِ أشْرَقَ أهلُها،
وَكانَ لها فَضْلٌ مِنَ الأدَوَاتِ(37/493)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد هتك العبد الطرماح ستره
لقد هتك العبد الطرماح ستره
رقم القصيدة : 3291
-----------------------------------
لَقَدْ هَتَكَ العَبْدُ الطِّرِمّاحُ سِترَهُ،
وَأصْلى بِنَارٍ قَوْمَهُ فَتَصَلَّتِ
سَعيراً شَوَتْ مِنُهُمْ وُجوهاً كأنّهَا
وُجُوهُ خَنَازِيرٍ عَلى النّارِ مُلّتِ
فَما أنْجَبَتْ أُمَّ العِلافيّ طَيّءٌ،
ولَكِنْ عَجُوزٌ أخْبَثَتْ وَأقَلّتِ
وَجَدْنَا قِلادَ اللّؤمِ حِلْفاً لِطَيّءٍ
مُقارِنَها في حَيْثُ بَاتَتْ وَظَلّتِ
وَمَا مَنَعَتْنَا دارَهَا مِنْ قَبيلَةٍ،
إذا مَا تَمِيمٌ بِالسّيُوفِ اسْتَظَلّتِ
بَني مُحْصَنَاتٍ مِنْ تَمِيم نَجيبَةٍ
لأكْرَمِ آبَاء مِنَ الناس أدّت
وَلَوْلا حِذَارٌ أنْ تُقَتَّلَ طَيّءٌ
لَمَا سَجَدَتْ لله يَوْماً وَصَلّتِ
نَصَارَى وَأنْبَاطٌ يُؤدّونَ جِزْيَةً
سِرَاعاً بهَا جَمْزاً إذا هي أُهِلّتِ
سَقَتْهُمْ زُعافَ السّمّ حَتى تذَبْذبوا،
وَلاقَوْا قَنَاتي صُلْبَةً فَاستَمرّتِ
تُعَالِنُ بالسّوْءاتِ نِسْوَانُ طَيّءٍ،
وَأخْبَثُ أسْرَارٍ إذا هي أسَرّتِ
لهَا جَبْهَةٌ كالفِهْرِ يُندي إطَارُهَا،
إذا وَرِمَتْ ألغادُها وَاشْمَخَرّتِ
أتَذكُرُ شَأنَ الأزْدِ؟ ما أنتَ مِنهُمُ،
وَما لَقِيَتْ مِنّا عُمَانُ وَذَلّتِ
قَتَلْناهُمُ حَتى أبَرْنَا شَرِيدَهُمْ،
وَقَدْ سُبِيَتْ نِسَوانُهمْ وَاستُحِلّتِ
نَسِيتُمْ بِقَنْدابيلَ يَوْماً مُذَكَّراً
شَهِيراً، وَقتلى الأزْدِ بالقاعِ جُرّتِ
حَمَلّنا على جُرْدِ البِغالِ رُؤوسَهُمْ
إلى الشّامِ مِنْ أقصَى العِراقِ تدَلّتِ
وَكَمْ مِنْ رَئيسٍ قَد قَتلناهُ رَاغِماً
إذا الحَرْبُ عن رُوقٍ قَوَارحَ فُرّتِ
بمُعترَكٍ ضَنْكٍ بِهِ قِصَدُ القَنَا،
وَضَعْنَا بِهِ أقْدَامَنَا فَاسْتَقَرّتِ
تَرَكْنَا بِهِ عِنْدَ اللّقَاءِ مَلاحِماً،
عَلَيْهِمْ رَحَانَا بِالمَنَايَا اسْتَحَرّتِ
فَلَمْ يَبْقَ إلاّ مَنْ يؤدّي زَكَاتَهُ(37/494)
إلَيْنَا وَمُعْطٍ جِزْيَةً حِينَ حَلّتِ
ولو أن عصفوراً يمُدُّ جناحه
على طيءٍ في دارها لاستظلت
سألت حجيج المسلمين فلم أجد
ذبيحة طائيٍّ لمن حج حلت
وَمَا بَرِئَتْ طَائِيّةٌ مِنْ خِتانِها،
وَلا وُجدَتْ في مسجد الدّينِ صَلّتِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو أن طيرا كلفت مهثل سيره
لو أن طيرا كلفت مهثل سيره
رقم القصيدة : 3292
-----------------------------------
لَوْ أنّ طَيراً كُلّفَتْ مهثْلَ سَيْرِهِ
إلى وَاسِطٍ مِنْ إيلياءَ لَكَلّتِ
سَمَا بالمَهارِي من فِلَسطِينَ بَعدَما
دَنا الفَيْءُ من شَمسِ النّهارِ فوَلّتِ
فما عادَ ذاكَ اليَوْمُ حتى أناخَها
بمَيسانَ قد حُلّتْ عُرَاها وَمَلّتِ
كَأنّ قُطامِيّاً عَلى الرّحْلِ طاوِياً،
إذا غَمرَةُ الظَّلْماءِ عَنْهُ تَجَلّتِ
وَقَدْ عَلِمَ الأقوَامُ أنّ ابنَ يُوسُفٍ
قَطوبٌ إذا ما المَشْرَفِيّةُ سُلّتِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لحى الله قوما شاركوا في دمائنا
لحى الله قوما شاركوا في دمائنا
رقم القصيدة : 3293
-----------------------------------
لَحَى الله قَوْماً شارَكُوا في دِمَائِنَا،
وَكُنّا لَهُمْ عَوْناً على العَثَرَاتِ
فجاِهرَنا ذو الغشّ عَمروُ بنُ مُسلِمٍ،
وَأوْقَدَ نَاراً صَاحِبُ البَكَرَاتِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لما رأيت الأرض قد سد ظهرها
لما رأيت الأرض قد سد ظهرها
رقم القصيدة : 3294
-----------------------------------
لمّا رَأيْتَ الأرْض قَدْ سُدّ ظَهرُهَا،
وَلمْ تَرَ إلاّ بَطْنَهَا لَكَ مَخْرَجَا
دَعَوْتَ الذي ناداهُ يُونُسُ بَعدَمَا
ثَوَى في ثلاثٍ مُظْلِمَاتٍ، فَفَرّجَا
فأصْبحتَ تحتَ الأرْض قد سرّت ليلَةً،
وَمَا سَارَ سَارٍ مِثْلَها حِينَ أدْلَجَا
هُمَا ظُلْمَتَا لَيْلٍ وَأرْضٍ تَلاقَتَا
عَلى جَامِحٍ مِنْ أمرِهِ ما تَعَرّجَا
خَرَجْتَ وَلمْ يَمْنُنْ عَلَيكَ طَلاقَةً
سِوَى رَبِذِ التّقْرِيبِ من آلِ أعوَجَا(37/495)
أغَرَّ مِنَ الحُوّ الجِيادِ، إذا جَرَى
جرَى جرْيَ عُرْيانِ القَرَا غيرِ أفحجا
جَرَى بكَ عُرْيانُ الحَماتَينِ لَيْلَةً،
بها عَنكَ رَاخى الله ما كانَ أشنَجَا
وَما احتَالَ مُحتالٌ كَحيلَتِهِ الّتي
بهَا نَفْسَهُ تحتَ الضّرِيحَةِ أوْلَجَا
وَظلماءَ تحتَ الأرْضِ قد خضّتَ هوْلها،
وَلَيْلٍ كَلَوْنِ الطّيْلَسانيّ أدْعَجَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> غفرت ذنوبا وعاقبتها
غفرت ذنوبا وعاقبتها
رقم القصيدة : 3295
-----------------------------------
غَفَرْتُ ذُنُوباً وَعَاقَبْتُهَا،
فأوْلى لَكُمْ يا بَني الأعرَجِ
تَدِبّونَ حَوْلَ رَكِيّاتِكُمْ
دَبِيبَ القَنَافِذِ في العَرْفَجِ
فَلَوْلا ابنُ أسْمَاءَ قَلّدْتُكُم
قَلائِدَ ذِي عُرّةٍ مُنْضَجِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبلغ بني بكر إذا ما لقيتهم
أبلغ بني بكر إذا ما لقيتهم
رقم القصيدة : 3296
-----------------------------------
أبْلِغْ بَني بَكْرٍ، إذا مَا لَقِيتَهُمْ
وَمَنْ فيهمْ من ملزَقٍ أوْ مُعَلْهَجِ
بِأني أذُمّ العَافِقِيَّ إلَيْكُمُ،
وَوَالِبَةَ الكَلْبَ الهَجينَ ابنَ حشرَجِ
حَسِبْنَاهُما مِنْكُمْ فقدْ أخرَجتهما
عَجوزَاهُما مِنْكُمْ إلى شرّ مَخرَجِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> حنيفة أفنت بالسيوف وبالقنا
حنيفة أفنت بالسيوف وبالقنا
رقم القصيدة : 3297
-----------------------------------
حَنيفَةُ أفنَتْ بالسّيُوفِ وَبِالقَنَا
حَرُورِيّةَ البَحَرينِ يَوْمَ ابن بخذجِ
حَنيفَةُ إنّ الله عَزّ بِنَصْرِهِ
حَنيفَةَ، وَالكَلْبُ العَقيلي مُخْرَجُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا ما أردت العز أو باحة الوغى
إذا ما أردت العز أو باحة الوغى
رقم القصيدة : 3298
-----------------------------------
إذا ما أردَتَ العِزَّ أوْ بَاحَةَ الوَغَى
فَعِنْدَ الطّوَالِ الشُّمّ مِنْ آلِ بخذجِ
فَكَمْ فِيهِمُ مِنْ سَيّدٍ وَابنِ سيّدٍ،(37/496)
وَمن ضَارِبٍ بالسّيفِ رَأسَ المُتَوَّجِ
إذا ما رَأيتَ البَخْذَجيّ رَأيْتَهُ
لَهُ هَيْبَةٌ كالصّيْدنَائي المُتَوَّجِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> هاج الهوى بفؤادك المهتاج
هاج الهوى بفؤادك المهتاج
رقم القصيدة : 3299
-----------------------------------
هَاجَ الهَوَى بِفُؤادِكَ المُهْتَاجِ
فقال الفرزدق:
فَانْظُرْ بِتُوضِحَ بَاكِرَ الأحْدَاجِ
فأنشد الرجل:
هذا هوىَّ شَعَثَ الفؤاد مُبرِحٌ
فقال الفرزدق
ونوىًّ تقاذَفُ غيرُ ذاتِ خِداَجِ
فانشد الرجل
إن الغُرابَ بما كَرِهتُ لمُولعٌ
فقال الفرزدق
بنوى الأحبةِّ دائمُ التشحاجِ
شعراء الجزيرة العربية >> طلال الرشيد >> آخر الحب
آخر الحب
رقم القصيدة : 330
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
كنت احسب اني عرفت الحب قبل اعرفك
وعشقت قبل اعشقك واشتقت قبل التقيك
وكنت احسب اني لقيت احباب قبل اوصلك
واثري توهمت في غيرك وانا كنت ابيك
تعال نعطش وتشربني وانا اشربك
تعال قبل الوعد اجلس معي نحتريك
تعال شفني وانا استناك كم اشبهك
يطري علي الف راي و راي واحتار فيك
اجي مكان الوعد والا اسبقه انطرك
والا آخذ الموعد اللي يحتريك واجيك
يا آخر الحب ذقت الحب في اولك
ويا اول الشوق اقصى الشوق ما ينتهيك
علمتني كيف اعرفك لين صرت اجهلك
ضيعتني في متاهاتك وكنت ارتجيك
حبيب الاحلام يابعدك ويامقربك
حرام يكفي تبعثرني وانا احتويك
ان شفتك بحلم صدقته وانا اتوهمك
وان شفتك بعلم كذبته الين انتشيك
اخاف اغمض عيوني وان رمشت افقدك
واخاف افتح وتصبح حلم ولا التقيك
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو كنت في الثأر الذي كنت طالبا
لو كنت في الثأر الذي كنت طالبا
رقم القصيدة : 3300
-----------------------------------
لَوْ كُنْتُ في الثأرِ الذي كنتَ طَالِباً
كَفِتْيَانِ عَبْسٍ أوْ شَبابِ صُباحِ
لأذهَبتُ عنك الخزْيَ في كلّ مَشهَدٍ،
وَأصْبَحتَ لا يَلْحَى فَعالكَ لاحِ(37/497)
وَآخِرُ مَا ألْقَتْ يَداكَ بِهَذِهِ
وَنَحّاكَ إذْ حَاوَلْتَ أمْرَكَ نَاحِ
وَما كانَ إنْ لمْ يأخذِ الحقَّ مِنْهُمُ
جِرَاحٌ عَلى مَقْصُوصَةٍ بِجِرَاحِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أصيبت تميم يوم خلى مكانه
أصيبت تميم يوم خلى مكانه
رقم القصيدة : 3301
-----------------------------------
أُصِيبَتْ تَميمٌ يَوْمَ خَلّى مَكَانَهُ،
وَمَرّتْ لهمْ بالنّحْسِ طَيرٌ بَوَارِحُ
وَما كانَ وَقّافاً إذا اشْتَجَرَ القَنَا،
وَلاحَتْ بأيدي المُصْلِتينَ الصّفايِحُ
فَلِلّهِ هَذا الدّهْرُ كَيْفَ أصَابَنَا
بِمَرْزِئَةٍ تَبْيَضُّ منها المَسَايِحُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا إن حبا من سكينة لم يزل
ألا إن حبا من سكينة لم يزل
رقم القصيدة : 3302
-----------------------------------
ألا إنّ حُبّاً مِنْ سُكَيْنَةَ لمْ يَزلْ
لَهُ سَقَمٌ تحتَ الشَّرَاسيفِ جانِحُ
يَكادُ إذا ما لاحَ أوْ ذُكِرَتْ لَهُ،
تَقَضْقَضُ مِنهُ في حَشاهُ الجَوَانحُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم تر أن أخت بني قشير
ألم تر أن أخت بني قشير
رقم القصيدة : 3303
-----------------------------------
ألمْ تَرَ أنّ أُخْتَ بَني قُشَيرٍ
أبَى شَيْطَانُهَا إلاّ جِمَاحَا
فَإنْ يَكُ فَاتَها بالمِصْرِ بَعلٌ،
فَقَد لَقِيَتْ بمافَرْتا نِكَاحَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أمنزلتي مي سلام عليكما
أمنزلتي مي سلام عليكما
رقم القصيدة : 3304
-----------------------------------
أمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ سَلامٌ عَلَيْكُمَا
عَلى النّأيِ، وَالنّائي يَوَدُّ وينصَحُ
وَدَوّيّةٍ لَوْ ذو الرّمَيْمَةِ رَامَها
وَصَيْدَحُ أوْدى ذو الرميمِ وَصَيْدَحُ
قَطَعْتُ إلى مَعْرُوفِها مُنْكِرَاتِهَا
إذا خَبّ آلٌ دُونَهَا يُتَوَضّحُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن تسأل الأشياخ من آل مازن
إن تسأل الأشياخ من آل مازن
رقم القصيدة : 3305
-----------------------------------(37/498)
إنْ تَسْألِ الأشْيَاخَ مِنْ آلِ مَازِنٍ
تُرَدَّ إلى عِلْجٍ كَثِيرِ القَوَادِحِ
وكَمْ في قُرَى مَيسانَ من عِلجِ قَرْيَةٍ
قَرِيبٍ، بِكَفّيْهِ الوُشُومُ، لِصَالحِ
يَقُولُونَ: صَبّحْ صَالحاً فاستَغِثْ بهِ!
وَما صَالِحٌ رِيحُ الخُرُوءِ بِصَالِحِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لست بلائم أبدا عقيلا
لست بلائم أبدا عقيلا
رقم القصيدة : 3306
-----------------------------------
لَسْتُ بِلائِمٍ أبَداً عَقِيلاً
وَلا أصْحَابَهُ في ضَرْبِ نُوحِ
هُمُ كَرِهُوا القِصَاصَ مِنَ المَوَالي،
وَهُمْ قَصّوا الصّرِيحَ مِنَ الصّرِيحِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تكاثر يربوع عليك ومالك
تكاثر يربوع عليك ومالك
رقم القصيدة : 3307
-----------------------------------
تَكَاثَرُ يَرْبُوعٌ عَلَيْكَ وَمَالِكٌ
عَلى آلِ يَرْبُوعٍ فَما لَكَ مَسرَحُ
إذا اقتَسَمَ النّاسُ الفَعَالَ وَجَدْتَنَا
لَنا مِقدحا مَجدٍ وَللناسِ مِقْدَحُ
فأغضِ بشُفْرَيكَ الذّليلَينِ وَاجتَدحْ
شَرَابَكَ ذا الغَيلِ الذي كنتَ تجدحُ
وَرَدّ عَلَيْكُمْ مُرْدَفَاتٍ نِساءكُمْ
بِنا يَوْمَ ذي بَيْضٍ صَلادمُ قُرَّحُ
وَكُلُّ طَوِيلِ السّاعِدَينِ كَأنّهُ
قَرِيعُ هِجانٍ يُخبطُ الناسَ شَرْمَحُ
فأنْزلَهُنّ الضّرْبُ وَالطّعنُ بِالقَنَا،
وَبِيضٌ بِأيْمَانِ المُغِيرةِ تَجْرَحُ
وَرَدْنَا على سُودِ الوُجُوهِ كَأنّهُمْ
ظَرَابيُّ أوْ هُمْ في القَرَاميص أقبَحُ
إذَا سَألُوهُنَ العِنَاقَ مَنَعْنهُمْ
وَفَدّيْنَ حَيّيْ مالِكٍ حِينَ أصْبحوا
جَرِيرٌ وَقَيْسٌ مِثْلُ كَلْبٍ وَثُلّةٍ
يَبيتُ حَوَالَيْهَا يَطُوفُ وَيَنْبَحُ
وَمَا هُوَ مِنْهَا غَيْرَ أنّ نِبَاحَهُ
لِيُونِعَ في ألْبَانِهَا حِينَ يُصْبِحُ
وَعَانَقَ مِنّا الحَوْفَزَانَ، فَرَدّهُ
إلى الحَيّ ذو رَدْءٍ عَنِ الأصْلِ مِزْرَحُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا ما العذارى قلن عم فليتني
إذا ما العذارى قلن عم فليتني(37/499)
رقم القصيدة : 3308
-----------------------------------
إذا مَا العَذارَى قُلنَ: عَمِّ، فَلَيْتَني
إذا كان لي اسماً كنتُ تحت الصّفائحِ
دَنَوْنَ وَأدْناهُنّ لي أنْ رَأيْنَني
أخَذتُ العصَا وابيَضّ لوْنُ المَسائحِ
فَقَدْ جَعَلَ المَفرُوكُ، لا نام لَيْلُهُ،
بحُبّ حَدِيثي وَالغَيُورِ المُشايِحِ
وَقَد كنتُ مِمّا أعرِفُ الوَحْيَ مَا لَهُ
رَسولٌ سوَى طَرْفٍ من العينِ لامحِ
وَقُلْتُ لِعَمْروٍ، إذْ مَرَرْنَ: أقاطعٌ
بهَا أنْتَ آثارَ الظّبَاءِ السّوَانِحِ
لَئِنْ سكَنَتْ بي الوَحشُ يَوْماً لطالَما
ذَعَرْتُ قُلُوبَ المُرْشِقاتِ المَلائحِ
لَقَدْ عَلِقَتْ بالعَبْدِ زَيْدٍ وَرِيحِهِ
حَماليقُ عَينَيها قَذىً غَيرُ بَارِحِ
وَمِنْ قَبْلِهَا حَنّتْ عَجوزُكَ حنّةً
وَأُختُكَ للأدنَى حَنِينَ النّوَائِحِ
تُبَكّي على زَيْدٍ، ولَمْ تَلْقَ مِثلَه
بَرِيئاً مِنَ الحُمّى صَحيحَ الجوَانِحِ
ولَوْ أنّهَا يا ابنَ المرَاغَةِ حُرّةٌ،
سَقَتْكَ بكَفّيْها دِمَاءَ الذَّرَارِحِ
وَلَكِنّهَا مَمْلُوكَةٌ عَافَ أنْفُهَا
لَهُ عَرَقاً يَهْمي بِأخْبَثِ رَاشِحِ
لَئنْ أنشدَتْ بي أُمُّ غَيلانَ أوْ رَوَتْ
عَليّ، لَتَرْتَدَّنّ مِنّي بِنَاطِحِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا ما كنت متخذا خليلا
إذا ما كنت متخذا خليلا
رقم القصيدة : 3309
-----------------------------------
إذا مَا كُنْتَ مُتّخِذاً خَليلاً،
فَخالِلْ مثلَ حُسّانَ بنِ سَعْدِ
فَتىً لا يَرْزَأُ الخُلاّنَ شَيْئاً،
وَيَرْزَؤهُ الخَلِيلُ بِغَيرِ كَدّ
شعراء الجزيرة العربية >> طلال الرشيد >> لا تلمس الجرح
لا تلمس الجرح
رقم القصيدة : 331
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
لا تلمس الجرح يا معود وصبح عزوم
البرد فتق ضلوعي وانت دوار صيت
ضيعت عمري اطاول في حزومي رجوم
وايست اباقول كل الشعر في شطر بيت
لا الوقت وقتي ولا حلومي تطيع وتنوم(37/500)
ولا الركايب وحادي العيس ترضيه ليت
ذهايب الذود راحت مع ذواهيب قوم
لا صار لك الف قوماني فلك الف بيت
ترى اصعب الموت موت يذبحك كل يوم
واصعب حياتك تعيش وانت جواك ميت
اواه يا طول عمري لا حسبت الهموم
يا كني اكبر من الدنيا ولا قد شكيت
علمك دهاني يا لاقي خير خل العلوم
اسرجت صفرا من همومي عليها حديت
واطلقت للبيد راحلتي وفوق النجوم
راسي وانا كل راسي تيه فخر و هميت
واقول للي يبي كرامتي لا تهوم
لا انته ولا الف مثلك يهدم اللي بنيت
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أفي نوار تناجيني وقد علقت
أفي نوار تناجيني وقد علقت
رقم القصيدة : 3310
-----------------------------------
أفي نَوَارَ تُنَاجيني وَقَدْ عَلِقَتْ
مِنّي نَوَارُ بِحَبْلٍ مُحَكَمِ العُقَدِ
إنْ كُنتَ ناقِلَ عِزّي عَن أرُومَتِهِ
فانْقُلْ شَرَوْرَى فأوْرِدْهُ على أُحدِ
أوْ كُنتَ ناقِلَ عِزّي عَنْ أرُومَتِهِ
فَانقُلْ ثَبِيراً بما جَمّعتَ من سَبَدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بنو العم أدنى الناس منا قرابة
بنو العم أدنى الناس منا قرابة
رقم القصيدة : 3311
-----------------------------------
بَنُو العَمّ أدْنى النّاسِ مِنّا قَرَابَةً،
وَأعظَمُ حَيٍّ في بَني مالِكٍ رِفْدَا
أرَى العِزّ وَالأحْلامَ صَارَتْ إلَيْهِمُ،
وَإنْ ثَوّبَ الدّاعي رَأيتَهُمُ حُشْدَا
أجَابُوا ضِرَاراً إذْ دَعَاهُمْ بِقُرَّحٍ
وَمَصْقُولَةٍ كانَتْ لآبَائِهمْ تُلْدَا
وَكَرّوا حِفَاظاً يَوْمَ شُعبَةَ بِالقَنا،
فكانَتْ لَهُمْ ما كان آخرُهِم مَجدَا
وَيَوْمَ وَكيعٍ إذْ دَعَا يالَ مَالِكٍ،
أجابُوا وقَد خافَتْ كتائِبُهُ الوِرْدَا
وَسَوْرَةُ قَدْ جادُوا لَهُ بِدِمَائِهِمْ
عَشِيّةَ يَغشَوْنَ الأسِنّةَ وَالصَّعْدَا
وكَيفَ يَلُومُ النّاسُ أنْ يَغضَبوا لَنا
بَني العَمّ وَالأحلامُ قد تعطِفُ الوُدّا
وَأصْلُهُمُ أصْلي وَفَرْعي إلَيْهِمُ،
وَقُدّتْ سُيُورِي من أديمهِمُ قَدّا(38/1)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أرى الموت لا يبقي على ذي جلادة
أرى الموت لا يبقي على ذي جلادة
رقم القصيدة : 3312
-----------------------------------
أرَى المَوْتَ لا يُبقي على ذي جَلادَةٍ
وَلا غَيْرَةٍ، إلاّ دَنَا لَهُ مُرْصِدَا
أمَا تُصْلِحُ الدّنْيَا لَنا بَعْض لَيْلَةٍ
مِنَ الدّهْرِ إلاّ عَادَ شَيْءٌ فَأفَسدَا
وَمَنْ حَمَلَ الخَيلَ العتاقَ على الوَجا
تُقادُ إلى الأعداءِ مَثْنىً وَمَوْحَدَا
لَعَمرُكَ ما أنسَى ابن أحوَزَ ما جرَتْ
رِيَاحٌ، وَمَا فَاءَ الحَمَامُ وَغَرّدَا
لَقَدْ أدْرَك الأوْتَارَ إذْ حَميَ الوَغى
بِأزْدِ عُمانَ، إذْ أبَاحَ وَأشْهَدَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا من لمعتاد من الحزن عائدي
ألا من لمعتاد من الحزن عائدي
رقم القصيدة : 3313
-----------------------------------
ألا مَنْ لمُعتادٍ منَ الحُزْنِ عَائِدي،
وَهَمٍّ أتَى دونَ الشّرَاسيفِ عامدي
وكم من أخٍ لي ساهرِ اللّيلِ لمْ يَنَمْ،
وَمُسْتَثْقِلٍ عَنّي مِنَ النّوْمِ رَاقِدِ
وَما الشّمسُ ضَوءْ المَشرِقَينِ إذا بدتْ،
ولَكِنّ ضَوْءَ المَشْرِقَينِ بِخَالِدِ
ستَسْمَعُ مَا تُثْني عَلَيكَ إذا التَقتْ
عَلى حَضْرَمَوْتٍ جامَحَاتُ القَصَائِدِ
ألمْ تَرَ كَفَّيْ خَالِدٍ قَدْ أدَرّتَا
عَلى النّاسِ رِزْقاً من كَثيرِ الرّوَافِدِ
وَكانَ لَهُ النّهْرُ المُبَارَكُ فارْتَمَى
بمثْل الزّوَابي مُزْبداتٍ حَوَاشِدِ
فَما مِثْلُ كَفَّيْ خالِدٍ حينَ يَشترِي
بِكُلّ طَرِيفٍ كُلَّ حَمْدٍ وَتَالِدِ
فَزِدْ خالِداً مثْلَ الذي في يَمينِهِ
تَجِدْهُ عنِ الإسلامِ من خَيرِ ذائدِ
كَأني، ولا ظُلْماً أخافُ، لخَالِدٍ
مِنَ الشامِ دارٍ، أوْ سِمامَ الأساوِدِ
وَإني لأرْجو خَالِداً أنْ يَفُكّني،
وَيُطْلِقَ عَنّي مُثْقَلاتِ الحَدائدِ
هُوَ القَائِدُ المَيْمُونُ والكاهلُ الذي
يَثُوبُ إلَيْهِ النّاسُ منْ كُلّ وَافِدِ(38/2)
بِهِ تُكشَفُ الظَّلماءُ من نُورِ وَجهِهِ
بِضَوْءِ شِهَابٍ ضَوْؤهُ غَيرُ خَامِدِ
ألا تَذكُرُونَ الرحْمَ أوْ تُقرِضُونَني
لكُمْ خُلُقاً منْ وَاسعِ الحِلمِ ماجِدِ
فإنْ يَكُ قَيْدي رَدّ هَمّي فَرُبّما
تَرَامَى بهِ رَامي الهُمُومِ الأبَاعِدِ
من الحامِلاتِ الحَمدَ لمّا تَكَشّفَتْ
ذَلاذِلُها وَاستَأوَرَتْ لِلْمُنَاشِدِ
فَهَلْ لابنِ عَبْدِ الله في شَاكِرٍ لكم
لمَعرُوفِ أنْ أطْلَقْتُمُ القَيدَ حامِدِ
وَمَا مِنْ بَلاءٍ غَيرَ كُلّ عَشِيّةٍ،
وَكُلِّ غَداةٍ زَائِراً غَيرَ عَائِدِ
يَقولُ ليَ الحَدّادُ: هلْ أنتَ قَائِمٌ،
وَهَلْ أنَا إلاّ مِثْلُ آخَرَ قَاعِدِ
كَأني حَرُورِيٌّ لَهُ فَوْقَ كَعْبِهِ
ثَلاثُونَ قَيْداً من قَرُوصٍ مُلاكِدِ
وَإمّا بدَينٍ ظاهرٍ فَوْقَ سَاقِهِ،
فَقَدْ عَلِمُوا أنْ لَيْسَ دَيني بناقدِ
وَرَاوٍ عَليّ الشِّعْرَ مَا أنَا قُلْتُهُ
كمُعْترِضٍ للرّمْحِ دُونَ الطّرَائِدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أراها نجوم الليل والشمس حية
أراها نجوم الليل والشمس حية
رقم القصيدة : 3314
-----------------------------------
أرَاهَا نجُوم اللّيْل وَالشّمسُ حَيّةٌ،
زِحَامُ بَنَاتِ الحَارِثِ بنِ عُبَادِ
نِسَاءٌ أبُوهُنّ الأغَرُّ، وَلمْ تَكُنْ
مِنَ الحُتّ في أجبالِهَا وَهَدَادِ
وَلمْ يكُنِ الجَوْفُ الغَمُوضُ مَحلَّهَا،
وَلا في الهِجارِيّينَ رَهْطِ زِيَادِ
وَلَيْسَتْ وَإنْ نَبّأتُ أني أُحْبّهَا
إلى دارِمِيّاتِ النِّجَارِ جِيَادِ
أبُوهَا الذي أدْنَى النَّعَامَةَ بَعْدَمَا
أبَتْ وَائِلٌ في الحَرْبِ غَيرَ تَمَادِ
عَدَلْتُ بها مَيْلَ النَّوَارِ فأصْبَحَتْ
وَقَدْ رَضِيَتْ بالنِّصْفِ بَعد بِعَادِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد عضت لئام بني فقيم
لقد عضت لئام بني فقيم
رقم القصيدة : 3315
-----------------------------------
لَقَدْ عَضّتْ لِئَامُ بَني فُقَيْمٍ
عَليّ أنَامِلَ الضَّغِنِ الحَسُودِ(38/3)
وَمَا نهَضَتْ فُقَيْمٌ للمَعَالي،
بِزَنْدٍ في الفخَارِ وعلا عَدِيدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن المصيبة إبراهيم مصرعه
إن المصيبة إبراهيم مصرعه
رقم القصيدة : 3316
-----------------------------------
إنّ المُصِيبَةَ إبْرَاهِيمُ، مَصْرَعُهُ
هَدَّ الجبالَ وَكانَ الرُّكْنُ يَنفَرِدُ
بدْرُ النّهارِ وَشَمْسُ الأرْض نَدفنُهُ،
وَفي الصّدُورِ حَزَازٌ، حَزُّهُ يَقِدُ
إني رَأيتُ بَني مَرْوَانَ غُرّتَكُمْ،
وَالمُطعِمِينَ إذا ما غَيرُهمْ جَحِدوا
وَالسّابِقِينَ إذا مُدّتْ مَوَاطِنُهُمْ،
وَالرَّافدينَ إذا ما قَلّتِ الرُّفَدُ
وَالعاطِفِينَ على المَوْلى حُلُومَهُمُ،
وَالأمْجَدِينَ فمَن جارَهُمُ مَجدُوا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إليك حملت الأمر ثم جمعته
إليك حملت الأمر ثم جمعته
رقم القصيدة : 3317
-----------------------------------
إلَيْكَ حَمَلْتُ الأمْرَ ثُمّ جَمَعتُهُ
إلَيكَ، وَأشْلاءَ الطّرِيدِ المُشَرَّدِ
وَمُوضِعِ خِمسٍ خَفْقةً كنتُ سادساً
لَهُنّ وَقَدْ حانَ الغُدُوُّ لمُغتَدِي
أُنِيخَتْ إذا انْشَقّ العَمُودُ كَأنّما
بنائِقُهُ مِنْ طَيْلَسانٍ وَمُجْسَدِ
وَلمْ يَتَوَسّدْ غَيرَ ألْوَاحِ سَاعِدٍ،
وَحَيثُ انثَنَتْ من بانتيْ رُكبة اليدِ
حَلَفْتُ بِرَبّ الرّاقِصَاتِ إلى مِنىً
خِفَافاً، وَأعْنَاقِ الهَدِيّ المُقَلَّدِ
لَقَدْ ظَلَمَتْ أيديكُمُ غَيرَ ظَالِمٍ،
وَلا لهَوَانٍ في القُيُودِ مُقَوَّدِ
وَإني وَإيّاكُمْ وَمَنْ في حِبَالِكُمْ
كمَنْ حَبلُهُ في رَأسِ نِيقٍ مُعَرِّدِ
إذا ذَكَرَتْهُ العَينُ يَوْماً تَحَدّرَتْ
عَلى الخَدّ أمْثَال الجُمانِ المُفَرَّدِ
أجِدّوا عَلى سَيرِ النّهَارِ وَلَيْلِهِ،
فَلَنْ تُدْرِكوا حَاجَاتِكُمْ بالتفَرّدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبا خالد بادت خراسان بعدكم
أبا خالد بادت خراسان بعدكم
رقم القصيدة : 3318
-----------------------------------(38/4)
أبَا خَالِدٍ بَادَتْ خُرَاسَانُ بَعدكُم،
وَقَالَ ذَوُو الحَاجَاتِ: أينَ يَزِيدُ
فَلا مُطِرَ المَرْوَانِ بَعْدَكَ قَطْرَةً،
وَلا ابْتلّ بالمَرْوَينِ بَعدَكَ عُودُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا تقاعس صعب في خزامته
إذا تقاعس صعب في خزامته
رقم القصيدة : 3319
-----------------------------------
إذا تَقَاعَسَ صَعْبٌ في خِزَامَتِهِ،
أوْ إنْ تَعرّضَ في خَيشومه صَيَدُ
رُضْناهُ حَتى يَرُدّ القَسْرُ أوّلَهُ،
كَمَا استَمَرّ بكَفّ القَاتِلِ المَسَدُ
فَلا تَكُونَنْ كَمَنْ تَغْذُو بدِرّتِها
أوْلادَ أُخْرَى، ولا يَبْقَى لهَا وَلَدُ
إنْ تُجمعوا أمرَكُمْ تَصْلُحْ خلافتُكمْ
وفي الجَماعةِ ما يَستَمسكُ العَمَدُ
شعراء الجزيرة العربية >> طلال الرشيد >> عيون الحب
عيون الحب
رقم القصيدة : 332
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
عيون الحب لا يمكن تناظر
عيوب الخل لوهو عيب كله
تماري فيه وبوصفه تكابر
ترى من فوق خلق الله محله
رفيق الليل في الشباك ناطر
واثاري الليل شباك لخله
حفظ احلى الكلام وصار شاعر
بصبر ينتظر والصبر مله
حبيب عشت في دنياه عابر
حسب قوله ويا شعري فقله
انا ضحيت له وارجي وصابر
واذا عيا اقول الله يحله
على الملتاع الا يا بعد باكر
يبي السلوان والذكرى تظله
صحيح ان الهوى سحر المشاعر
يراه الصب عز لو يذله
عيون الحب في قلبي تناظر
تشوف اللي عيوني ما تدله
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> طرقت نوار معرسي دوية
طرقت نوار معرسي دوية
رقم القصيدة : 3320
-----------------------------------
طَرَقَتْ نَوَارُ مُعَرّسَيْ دَوّيّةٍ،
نَزِلاً بحَيْثُ تَقِيلُ عُفْرُ الأُبَّدِ
نَزَلَتْ بِمُلْقِيَةِ الجِرَانِ وَهَاجِدٍ،
وَالصّبْحُ مُنْصَدعٌ كَلَوْنِ المُسْنَدِ
حَرْفٌ وَمُنْخَرِقُ القَميصِ هَوى بهِ
سُكْرُ النُّعاسِ فخَرَّ غَيرَ مُوَسَّدِ
وَكَأنّمَا نَزَلَتْ بِنَا عَطّارَةٌ(38/5)
بِرِيَاضِ مُلْتَفٍّ حَدائِقُهُ، نَدي
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نعم أبو الأضياف في المحل غالب
نعم أبو الأضياف في المحل غالب
رقم القصيدة : 3321
-----------------------------------
نِعْمَ أبُو الأضْيافِ في المَحْلِ غالِبٌ
إذا لَبِسَ الغادي يَدَيْهِ من البَرْدِ
وَما كانَ وَقّافاً على الضّيفِ مُحجِماً،
إذا جَاءَهُ يَوْماً، وَلا كابيَ الزّنْدِ
وَكانَ إذا مَا أصْدَرَتْهُ مَكَارِمٌ،
وَسَاوَرَ أُخْرَى غَيرَ مُجتَنِحِ الوِرْدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> آب الوفد وفد بني فقيم
آب الوفد وفد بني فقيم
رقم القصيدة : 3322
-----------------------------------
آبَ الوَفْدُ وَفْدُ بَني فُقَيْمٍ
بألأمِ ما تَؤوبُ بِهِ الوُفُودُ
أتَوْنَا بِالقُدُورِ مُعَدِّليهَا،
وَصَارَ الجُدُّ للجَدّ السّعِيدُ
وَشاهَدَتِ الوُفُودَ بَنُو فُقَيمٍ
بأحرَدَ إذْ تَقَسّمَتِ الجُدودُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كن مثل يوسف لما كاد إخوته
كن مثل يوسف لما كاد إخوته
رقم القصيدة : 3323
-----------------------------------
كُنْ مِثلَ يوسُفَ لمّا كادَ إخوَتُهُ،
سَلَّ الضّغائِنَ حَتى ماتَتِ الحِقَدُ
وَكَيْفَ تَرْمي بِقوْسٍ لا تُوَتِّرُهَا،
إذا المُلُوكُ رَمَوْا وَاستَهدفَ النَّضَدُ
ألا تَرَى لَهُمُ في مُلْكِهِمْ عَلَماً،
ولا تَرَى عَلَماً إلاّ لَهُ سَنَدُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن أستطع منك الدنو فإنني
إن أستطع منك الدنو فإنني
رقم القصيدة : 3324
-----------------------------------
إنْ أسْتَطِعْ مِنْكَ الدّنُوّ، فإنّني
سَأدْنُو بِأشْلاءِ الأسِيرِ المُقَيَّدِ
إلى خَيرِ أهلِ الأرْض مَن يستغثْ بهِ
يكنْ مثل مَن مرّتْ له طيرُ أسْعُدِ
وَلَوْ أنّني أسْطِيعُ سَعْياً سَعَيْتُهُ
إلَيْكَ وَأعْنَاقِ الهَدِيّ المُقَلَّدِ
خَليفَةُ أهْلِ الأرْضِ أصْبَحَ ضَوْءُهُ
بِهِ كانَ يَهدي للهُدى كلَّ مُهْتَدِ(38/6)
فَإنّ أمِيرَ المُؤمِنينَ مُحِيطَةٌ
يَداهُ بأهْلِ الأرْضِ من كلّ مرْصَدِ
فَلَستُ أخافُ النّاسَ ما دُمتَ سالماً
وَلَوْ أجْلَبَ السّاعي عَليّ بحُسّدي
سَيَأبَى أمِيرُ المُؤمِنينَ بِعَدْلِهِ
على النّاسِ وَالسّبْعَينِ في رَاحة اليدِ
وَلا ظُلْمَ مَا دامَ الخَليفَةُ قَائِماً،
هِشَامٌ، وَمَا عَنْ أهْلِهِ من مشرَّدِ
فهَلْ يا بَني مَرْوَانَ تُشفَى صُدورُكم
بِأيْمَانِ صَبرٍ بَادِيَاتٍ وَعُوّدِ
فَلا رَفَعَتْ، إنْ كنتُ قلتُ التي رَوَوْا،
عَلَيّ رِدائي، حينَ ألْبَسُهُ، يَدِي
وَنَحْنُ قِيَامٌ حَيْثُ كانَتْ وَطاءَةً
لِرِجْلِ خَلِيلِ الله مِنْ خَيرِ محْتِدِ
فَلا تَترُكُوا عُذْرِي المُضيءَ بَيَانُهُ،
وَلا تَجعَلُوني في الرّكيّةِ كالرّدي
وَكَيْفَ أسُبُّ النّهْرَ لله، بَعْدَمَا
تَرَامَى بِدَفّاعٍ مِنَ المَاءِ مُزْبِدِ
إلى كُلّ أرْضٍ قَادَ دِجْلَةَ خَالدٌ
إلَيْهَا، وَكانَتْ قَبْلَهُ لمْ تُقَوَّدِ
وَلَيْلَةِ لَيْلٍ قَدْ رَفَعْتُ سَنَاءَهَا
بِآكِلَةٍ للثّاقِبِ المُتَوقِّدِ
وَدَهماءَ مِغضَابِ على اللّحمِ نبّهَتْ
عُيُوناً عن الأضْيَافِ ليستْ برُقَّدِ
إذا أُطْعِمَتْ أُمَّ الهَشيمَةِ أرْزَمَتْ،
كَمَا أرْزَمَتْ أُمُّ الحُوَارِ المُجَلَّدِ
إذا ما سَدَدْنَا بالهَشِيمِ فُرُوجَها،
رَأى كُلُّ سَارٍ ضَوْءها غَيرَ مُخمَدِ
وَسَارٍ قَتَلْتُ الجُوعَ عَنْهُ بضَرْبَةٍ،
أتَانَا طُرُوقاً، بِالحُسَامِ المُهَنّدِ
على سَاقِ مِقْحَادٍ جَعَلْنَا عَشَاءَه
شَطائبَ من حُرّ السّنامِ المُسَرْهَدِ
وَطارِقِ لَيْلٍ قَدْ أتَاني، وَسَاقَهُ
إليّ سَنَا نَارِي وَكَلْبٍ مُعَوَّدِ
وَمُسْتَنْبِحٍ أوْقَدْتُ نَارِي لصَوْتِهِ،
بِلا قَمَرٍ يَسْرِي وَلا ضَوْءِ فَرْقَدِ
وَنَارٍ رَفَعناها لمَنْ يَبتَغي القِرَى،
عَلى مُشْرِفٍ فَوْقَ الجَراثيمِ موقَدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا إن اللئام بني كليب
ألا إن اللئام بني كليب
رقم القصيدة : 3325(38/7)
-----------------------------------
ألاَ إنّ اللّئَامَ بَني كُلَيْبٍ،
شِرَارُ النّاسِ مِنْ حَضَرٍ وَبَادِ
قُبَيِّلَةٌ تَقَاعَسُ في المَخازِي،
على أطْنَابِ مُكْرَبَةِ العِمَادِ
بِأرْبَاقِ الحَمِيرِ مُقَوِّدُوهَا،
وَمَا يَدْرُونَ مَا قَوْدُ الجِيَادِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تزود منها نظرة لم تدع له
تزود منها نظرة لم تدع له
رقم القصيدة : 3326
-----------------------------------
تَزَوّدَ مِنْهَا نَظْرَةً لمْ تَدَعْ لَهُ
فُؤاداً وَلمْ تَشْعُرْ بِمَا قَدْ تَزَوّدَا
فَلَمْ أرَ مَقْتُولاً وَلمْ أرَ قَاتِلاً
بِغَيرِ سِلاحٍ مِثْلَهَا حِينَ أقْصَدَا
فَإلاّ تُفَادي أوْ تَدِيهِ، فَلا أرَى
لهَا طَالِباً إلاّ الحُسَامَ المُهَنّدَا
كَأنّ السّيُوفَ المَشْرَفِيّةَ في البُرَى
إذا اللّيْلُ عَنْ أعْناقِهِنّ تَقَدَّدَا
حَرَاجيجُ بَينَ العَوْهَجيّ وَدَاعِرٍ
تَجُرُّ حَوَافِيهَا السّرِيحَ المُقَدَّدَا
طَوَالِبَ حَاجاتٍ بِرُكْبَانِ شُقّةٍ،
يَخُضْنَ خُدارِيّاً من اللّيلِ أسوَدَا
وَمَا تَرَكَ الأيّامُ والسَّنَةُ الّتي
تَعَرّقَ نَابَاهَا السّنَامَ المُصَعَّدَا
لَنَا وَالمَوَاشي باليَتَامَى يَقُدْنَهُمْ
إلى ظِلّ قِدرٍ حَشَّها حِينَ أوْقَدَا
أخُو شَتَواتٍ يَرْفَعُ النّارَ للقِرَى،
إذا كَعَمَ الكَلْبَ اللّئيمُ وَأخْمَدَا
وَرِثتَ ابنَ حرْبٍ وَابنَ مَرْوَانَ وَالذي
بِهِ نَصَرَ الله النّبيَّ مُحَمّدَا
تَرَى الوَحْشَ يَسَتحيينَهُ إذْ عَرَفنَه،
لَهُ فَوْقَ أرْكانِ الجَرَاثيمِ سُجّدَا
أبَى طِيبُ كَفّيْكَ الكَثِيرِ نَداهُمَا،
وَإعطاؤكَ المَعرُوفَ أنْ تَتَشَدّدَا
لحَقْنِ دَمٍ أوْ ثَرْوَةٍ مِنْ عَطِيّةٍ
تكونُ حيَا مَن حَلّ غَوْراً وَأنجَدَا
وَلَوْ صَاحَبَتْهُ الأنْبِيَاءُ ذَوُو النّهى
رَأوْهُ مَعَ المُلْكِ العَظِيمِ المُسَوَّدَا
وَمَا سَالَ في وَادٍ كَأوْدِيَةٍ لَهُ،
دَفَعْنَ مَعاً في بَحْرِهِ حِينَ أزْبَدَا(38/8)
وَبَحْرُ أبي سُفْيَانَ وَابْنَيْهِ يَلْتَقي
لَهُنّ إذا يَعْلُو الحَصِينَ المُشَيَّدَا
رَأيْتَ مِنَ الأنْعَامِ في حَافَتَيْهِما
بَهائِمَ قَدْ كُنّ الغُثَاءَ المُنَضَّدَا
فَلا أُمَّ إلا أم عيسى عَلِمْتُهَا
كَأُمّكَ خَيراً أُمّهَاتٍ وَأمْجَدَا
وَإنْ عُدّتِ الآباءُ كنتَ ابنَ خَيرِهم،
وَأمْلاكِها الأوْرَينَ في المَجْدِ أزْنُدَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وأرعن جرار إذا ما تطلقت
وأرعن جرار إذا ما تطلقت
رقم القصيدة : 3327
-----------------------------------
وَأرعَنَ جَرّارٍ، إذا مَا تَطَلّقَتْ
كَتَائِبُهُ خَرّتْ لَهُ الجِنُّ سُجّدَا
له كَوْكَبٌ تَعشَى بهِ الشمسُ وَاضِحاً،
تَرَى فِيهِ أبْنَاءَ المَنِيّةِ رُوَّدَا
يَقُودُ أبُو الأشْبَالِ رَيْعانَ خَيْلِهِ
بِدارِ المَنَايَا بَادِيَاتٍ وَعُوَّدَا
على كلّ مِذْعانِ السُّرَى غيرِ مُجْمِرٍ،
تُقَادُ إلى الأعْدَاءِ مَثْنىً وَمَوْحَدَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا أيها الناهي عن الورد ناقتي
ألا أيها الناهي عن الورد ناقتي
رقم القصيدة : 3328
-----------------------------------
ألا أيّهَا النّاهي عَنِ الوِرْدِ نَاقَتي
وَرَاكِبَها، سَدّدْ يَمِينَكَ للرُّشْدِ
فَأيَّ أيَادي الوَرْدِ فيهِ التي التقَتْ
تَخافُ عَليْنَا أنْ نُحْلَّقَ بالوِرْدِ
أكَفُّ ابنِ لَيْلى أمْ يدٌ عَامِرِيّةٌ،
أمِ الفَاضِلاتُ النّاسِ أيدي بَني سعدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا من مبلغ عني زيادا
ألا من مبلغ عني زيادا
رقم القصيدة : 3329
-----------------------------------
ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي زِيَاداً
بِأنّي قَدْ لَجَأتُ إلى سَعِيدِ
وَأني قَدْ فَرَرْتُ إلَيْهِ مِنْكُمْ
إلى ذي المَجْدِ وَالحَسَبِ التّلِيدِ
فِرَاراً مِنْ شَتِيمِ الوَجْهِ وَرْدٍ،
يُفِزُّ الأُسْدَ خَوْفاً بِالوَعِيدِ
شعراء الجزيرة العربية >> طلال الرشيد >> ما قلت احبك
ما قلت احبك
رقم القصيدة : 333(38/9)
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ماقلت احبك ولا قد قلت ماحبك
احب مالي عيوني وانت تسواها
لو تدري اش كثر تعني لي تعرف انك
اخر امل في حياتي واول مناها
ياكثر احس ان بك مني وبي منك
روح قسمها على شخصين مولاها
لا تقول وش تحب فيني اعشقك كلك
من ليل شعرك لكلك واخر اقصاها
سميتني نصفك الثاني وياشحك
انا بسميك كلي وانت معناها
تعبت اوديك له ياقلب ويردك
لا اخذ حلومي ولا خلاني انساها
كل الحمام استراح وناح في ظلك
والورد الاصفر سقته الروح من ماها
ليتك بعمري ثلاثة اشخاص ماملّك
واحد معي دوم وواحد روحي يملاها
والثالث بجفن عيني لا فقد حسك
او غمض الجفن جاني فيك يتباهى
مو بس احبك انا والله من حبك
احب حتى ثرى الارض اللي تطاها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تقول أراه واحدا طاح أهله
تقول أراه واحدا طاح أهله
رقم القصيدة : 3330
-----------------------------------
تَقُولُ: أرَاهُ وَاحِداً طَاحَ أهْلُهُ،
يؤمِّلُهُ في الوَارِثينَ الأبَاعِدُ
فَإنِّي عَسَى أنْ تُبْصِرِيني كَأنّمَا
بُنيّ حَوَالَيّ الأسُودُ اللّوَابِدُ
فَإنّ تَميماً، قَبْلَ أنْ تَلِدَ الحَصى،
أقَامَ زَمَاناً وَهوَ في النّاسِ وَاحِدُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أيوب إني لا إخالك تمتري
أيوب إني لا إخالك تمتري
رقم القصيدة : 3331
-----------------------------------
أيّوبُ إنّي لا إخَالُكَ تَمْتَرِي
في أنْ تَكُونَ جَنِيبَةً للقَائِدِ
وَلَدَتْكَ أُمُّكَ في كُنَاسَةِ دارِهِمْ
حتى اسْتُثِرْتَ مِنَ التّرَابِ اللاّبدِ
إنْ كانَ رَأسُكَ جاءَ حينَ تَزَحّرَتْ،
وَصَلِيفُ أُذْنِكَ من مكانٍ وَاحِدِ
فَلَقَدْ جَثَمتَ على ذرَاعِكَ بَعدَما
خُطّتْ لأفضَل مِنكَ عَظمُ السّاعِدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إليك سمت يا ابن الوليد ركابنا
إليك سمت يا ابن الوليد ركابنا
رقم القصيدة : 3332
-----------------------------------(38/10)
إلَيْكَ سَمَتْ يا ابنَ الوَليدِ رِكابُنَا،
وَرُكْبانُها أسْمَى إلَيْكَ وَأعْمَدُ
إلى عُمَرٍ أقْبَلْنَ مُعْتَمِدَاتِهِ
سرَاعاً، وَنِعْمَ الرَّكْبُ والمُتَعَمَّدُ
وَلمْ تَجرِ إلاّ جِئْتَ للخَيْلِ سَابِقاً،
ولا عُدْتَ إلاّ أنْتَ في العَوْدِ أحمدُ
إلى ابنِ الإمامَيْن اللّذَينِ أبُوهُمَا
إمَامٌ لَهُ، لَوْلا النّبُوّةُ، يُسْجَدُ
إذا هُوَ أعْطَى اليَوْمَ زادَ عَطَاؤهُ
على ما مَضَى مِنْهُ إذا أصْبَحَ الغَدُ
بحَقّ امرِىءٍ بَينَ الوَليدِ قَنَاتُهُ
وَكِنْدَةَ فَوْقَ المرُتَقَى يَتَصَعّدُ
أقُولُ لحَرْفٍ لمْ يَدَعْ رَحْلُهَا لهَا
سَنَاماً، وَتَثْويرُ القَطا وَهَو هُجَّدُ
علَيْكِ فَتى النّاسِ الذي إنْ بَلَغْتِه
فَمَا بَعْدَهُ في نَائِلٍ مُتلَدَّدُ
وَإنّ لَهُ نَارَينِ كِلْتَاهُمَا لَهَا
قِرىً دائِمٌ قُدّامَ بيْتَيْهِ تُوقَدُ
فَهَذِي لِعَبْطِ المُشْبَعَاتِ إذا شتا،
وَهَذي يَدٌ فِيهَا الحُسَامُ المُهَنّدُ
وَلَوْ خَلّدَ الفَخْرُ امْرَأً في حَياتِهِ
خَلَدْتَ، وَمَا بَعْدَ النّبيّ مُخَلَّدُ
وَأنْتَ امْرُؤٌ عُوِّدْت للمَجْدِ عَادةً،
وَهَلْ فَاعِلٌ إلاّ بِمَا يَتَعَوّدُ
تسائلني: ما بال جنبك جافياً
أهم جفا أم جفن عينيك أرقد
فقلت لها: مَا بَلُ عِيَالٌ أرَاهُمُ
وَمَا لهُمُ مَا فِيهِ للغَيْثِ مَقْعَدُ
فَقالَتْ: أليسَ ابنُ الوَليد الذي لَهُ
يَمِينٌ بهَا الإمْحَالُ والفَقرُ يُطرَدُ
يَجودُ وَإنْ لمْ تَرْتَحِلْ يا ابنَ غالبٍ
إلَيْهِ، وَإنْ لاقَيْتَهُ فَهْوَ أجْوَدُ
مِنَ النّيلِ، إذْ عَمَّ المَنَارَ غُثَاؤهُ،
وَمَنْ يَأتِهِ مِنْ رَاغِبٍ فهوَ أسعدُ
فَإنّ ارْتِدادَ الهَمّ عَجْزٌ على الفَتى
عَلَيْهِ كَما رُدّ البَعِيرُ المُقَيَّدُ
وَلا خَيرَ في هَمٍّ إذا لمْ يَكُنْ لَهُ
زَمَاعٌ وَحَبْلٌ للصّرِيمَة مُحْصَدُ
جَرَى ابنُ أبي العاصي فَأحرَزَ غايَةً،
إذا أُحْرِزَتْ مَنْ نالهَا فَهوَ أمجَدُ(38/11)
وَكانَ، إذا احْمَرّ الشّتَاءُ، جِفَانُهُ
جِفَانٌ إلَيْهَا بادِئُونَ وَعُوّدُ
لَهُمْ طُرُقٌ أقدامُهُمْ قد عَرَفْنَها
إلَيهِمْ وأيديهِمْ مِنَ الشّحمِ جُمَّدُ
وَما مِنْ حَنِيفٍ آلَ مَرْوَانَ مُسْلِمٍ،
وَلا غَيرِهِ إلاّ عَلَيْهِ لَكُمْ يَدُ
إذا عَدّ قَوْمٌ مَجدَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ،
فضَلتُمْ إذا ما أكرَمُ النّاسِ عُدّدوا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تزود فما نفس بعاملة لها
تزود فما نفس بعاملة لها
رقم القصيدة : 3333
-----------------------------------
تَزَوّدْ فَمَا نَفْسٌ بِعَامِلَةٍ لَهَا،
إذا ما أتَاهَا بِالمَنَايَا حَدِيدُهَا
فَيُوشِكُ نَفْسٌ أنْ تَكونَ حَياتُها،
وَإنْ مَسّهَا مَوْتٌ، طَوِيلاً خُلُودُهَا
وَسوْفَ ترَى النّفسَ التي اكتدحَتْ لها
إذا النّفسُ لمْ تَنطِقْ وَماتَ وَرِيدُها
وَكَمْ لأبي الأشْبالِ من فَضْلِ نِعمةٍ
بكَفّيْهِ عِنْدي أطْلَقَتْني سُغُودُها
فأصْبَحتُ أمْشِي فَوْقَ رِجْلَيّ قائِماً
عَلَيْهَا وَقَد كانَتْ طَوِيلاً قُعُودُها
وَكمْ يا ابنَ عَبدِ الله من فضْلِ نِعمةٍ
بكَفّيكَ عندي لمْ تُغَيَّبْ شهودُها
وكَمْ لَكُمُ مِنْ قُبّةٍ قَدْ بَنَيْتُمُ،
يَطُولُ عِمَادَ المُبْتَنِينَ عَمُودُها
بَنَتْهَا بِأيْدِيهَا بَجِيلَةُ خَالِدٍ،
وَنَالَ بهَا أعْلى السّمَاءِ يَزِيدُها
وَجَدْتُكُمْ تَعْلُونَ كُلَّ قُبَيْلَةٍ،
إذا اعتَزّ أقْرَانَ الأمُورِ شَدِيدُها
وَكَانَتْ إذا لاقَتْ بَجِيلَةُ غَارَةً،
فمنكُمْ مُحاميها وَمِنكُمْ عَميدُها
وَكُنْتُمْ إذا عَالى النّسَاءُ ذُيُولَهَا،
ليسعَينَ من خَوْفٍ فمنكُمْ أُسودُها
وَمَا أصْبَحَتْ يَوْماً بَجِيلَةُ خالِدٍ
وَإلاّ لَكُمْ أوْ مِنكُمُ مَنْ يَقودُها
إذا هيَ ماسَتْ في الدّرُوعِ وَأقْبَلَتْ
إلى الباسِ مَشْياً لمْ تجدْ من يذودُها
لَعمرِي! لَئنْ كانتْ بَجِيلَةُ أصْبحَتْ
قَدِ اهتَضَمَتْ أهلَ الجدودِ جدودُها(38/12)
لَقَدْ تُدْلِقُ الغَارَاتِ يَوْمَ لِقائِهَا،
وَقَد كانَ ضَرّابي الجَماجم صِيدُها
مَعاقِلُ أيديها لِمَنْ جَاءَ عائِذاً،
إذا ما التَقَتْ حُمْرُ المَنايا وَسُودُها
وَكانتْ إذا لاقَتْ بَجِيلَةُ بالقَنا
وَبالهِنْدوَانيّاتِ يَفْرِي حَديدُها
فَمَا خُلِقَتْ إلاّ لِقَوْمٍ عَطَاؤهَا،
يَكُونُ إلى أيْدي بَجِيلَةَ جُودُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بني نهشل لا أصلح الله بينكم
بني نهشل لا أصلح الله بينكم
رقم القصيدة : 3334
-----------------------------------
بَني نَهْشَلٍ لا أصْلَحَ الله بَيْنَكُمْ،
وَزَادَ الّذي بَيْني وبَيْنَكُمُ بُعْدَا
أمِنْ شَرّ حَيٍّ لا تَزَالُ قَصِيدَةٌ
تُغَنّي بها الرّكْبَانُ طَالِعَةً نَجْدا
غَضِبْتُمْ عَلَيْنا أنْ عَلَتكمْ مُجاشعٌ،
وكانَ الّذي يَحمي ذِمارَكُمُ عَبدا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أترتع بالأمثال سعد بن مالك
أترتع بالأمثال سعد بن مالك
رقم القصيدة : 3335
-----------------------------------
أتُرْتِعُ بِالأمْثَالِ سَعْدُ بنُ مالِكٍ،
وَقَدْ قَتلُوا مَثْنىً بِظِنّةِ وَاحِدِ
إذا رَاحَ رُكْبَانُ الصّليبِ دَعَاهُمُ،
بِبُرْقَةِ مَهْزُولٍ، صَدىً غيرُ هامِدِ
فَلَمْ يَبْقَ بَينَ الحيّ سَعدِ بن مالِكٍ
وَلا نَهْشَلٍ إلاّ دِمَاءَ الأسَاوِدِ
إذاً فَأصَابَتْكُمْ مِنَ الله جَزّةٌ،
كَما جَزّ أعلى سُنبُلٍ كَفُّ حاصِدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كل امرىء يرضى وإن كان كاملا
كل امرىء يرضى وإن كان كاملا
رقم القصيدة : 3336
-----------------------------------
كُلُّ امرِىءٍ يَرْضَى وَإنْ كان كامِلاً
إذا كانَ نِصْفاً من سَعيدِ بنِ خالِدِ
لَهُ من قُرَيشٍ طَيّبوها وَقَبْصُها،
وإنْ عَضّ كَفّيْ أُمّهِ كلُّ حاسِدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا شئت غناني من العاج قاصف
إذا شئت غناني من العاج قاصف
رقم القصيدة : 3337
-----------------------------------(38/13)
إذا شِئْتُ غَنّاني مِنَ العاجِ قاصِفٌ
على مِعْصَمٍ رَيّانَ لمْ يَتَخَدّدِ
لِبَيْضَاءَ مِنْ أهْلِ المَدينَةِ لم تَعِشْ
بِبُؤسٍ وَلَمْ تَتْبَعْ حَمولَة مُجْحَدِ
نَعِمْتُ بهَا لَيْلَ التّمامِ فَلمْ يكَدْ
يُرَوّي استِقائي هامَةَ الحائمِ الصّدي
وَقامَتْ تُخَشّيني زِيَاداً وَأجْفَلَتْ
حَوَاليّ في بُرْدٍ رَقِيقٍ وَمُجْسَدِ
فَقُلْتُ: ذَرِيني مِنْ زِيَادٍ، فإنّني
أرَى المَوْتَ وَقّافاً على كلّ مَرْصَدِ
وَلَيْسَتْ من اللاّئي العَدانُ مَقيظُها،
يَرُحْنَ خِفافاً في المُلاءِ المُعَضَّدِ
وَلَكِنّهَا يُجْبى النّصَارَى لأهْلِهَا،
وَتَنْمي إلى أعْلى مُنِيفٍ مُشَيَّدِ
حَوَارِيّةٌ تَمشي الضُّحَى مُرْجَحِنّةً،
وَتَمشي العَشِيَّ الخَيزَلَى رِخوَةَ اليدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لجارية بين السليل عروقها
لجارية بين السليل عروقها
رقم القصيدة : 3338
-----------------------------------
لَجَارِيَةٌ بَينَ السَّلِيلِ عُرُوقُهَا،
وَبَينَ أبي الصّهباءِ، مِنْ آلِ خَالِدِ
أحَقُّ بإغْلاءِ المُهُورِ مِنَ الّتي
رَبَتْ وَهْيَ تَنزُو في حجورِ الوَلائدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لقد رد الزمان وريبه
لعمري لقد رد الزمان وريبه
رقم القصيدة : 3339
-----------------------------------
لَعَمْرِي! لَقَدْ رَدّ الزّمانُ وَرَيْبُهُ
نَفِيسَةَ مِنْ مُلْكٍ إلى شرّ مَقعَدِ
سَبِيّةَ قَوْمٍ لَوْ دَعَتْ لأجَابَهَا
بَنُو الحَرْبِ ضرّابوا يَدَيْ كلّ أصْيدِ
وَلَوْ لمْ يَمُتْ آلُ المُهَلَّبِ لمْ تكُنْ
تَناوَلُها بالرِّجلِ مِنكَ وَلا اليَدِ
تَنَحَّ! أهَانَ الله مَثْوَاكَ خَاسِئاً،
عَنِ اسمِ نَبيّ المُسْلِمِينَ مُحَمّدِ
شعراء الجزيرة العربية >> طلال الرشيد >> فرقاك
فرقاك
رقم القصيدة : 334
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أموت من فرقاك .. و أموت بلقاك
وأموت من جورك .. و أموت بحنانك(38/14)
كلٍ قضاه يموت مرّه .. و يفداك
و أنا أموت ألفين مرّه .. عشانك
أذكرك.. لا مني نسيت إني نسيتك
أنساك .. لامني ذكرت نسيانك
رضيت أنا بالهم لرضاك مرضاك
و ارخصت لك قلبٍ جرحته .. وصانك
أجيك في صدري عتاب .. و أبجفاك
و أرجع ألوم الوقت و أقول خانك
أحب فيك .. احساسي إني بلاماك
في عز خوفي منك أحس بأمانك
عجزت أفرق بين وصلك و فرقاك
ياللي عطيت الناس بيدك عنانك
مر تجيني لين أقول إني إياك
و مر تروح بعيد و انسى أوانك
أقبل و تقفي .. و اعتذر عن خطاياك
و أقول ما عييت .. عيا زمانك
و إن خانتك دنياك .. أو خنت دنياك
إرجع و تلقابي .. مكانك.. مكانك
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ما ضرها أن لم يلدها ابن عاصم
ما ضرها أن لم يلدها ابن عاصم
رقم القصيدة : 3340
-----------------------------------
ما ضَرّها أنْ لمْ يَلِدْها ابنُ عَاصِمٍ،
وَأنْ لمْ يَلِدْها من زُرَارَةَ مَعْبَدُ
رَبِيبَةُ دَأيَات ثَلاثٍ رَبَبْنَهَا،
يُلَقّمْنَها مِنْ كلّ سُخنٍ وَمُبرَدِ
إذا انْتَبَهَتْ أطْعَمْنَها وَسَقَيْنَها،
وَإنْ أخَذَتْها نَعْسَةٌ لمْ تُسَهَّدِ
وَشَبّتْ فلا الأترَابُ تَرْجو لِقاءَها،
ولا بَيْتُها مِنْ سَامِرِ الحَيّ مَوْعدُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لولا جرير لم تكوني قبيلة
لولا جرير لم تكوني قبيلة
رقم القصيدة : 3341
-----------------------------------
لَوْلا جَرِيرٌ لمْ تَكُوني قَبِيلَةً،
بَجِيلٌ، وَلكِنْ جَدُّهُ بكِ أصْعَدا
بِهِ جَمَعَ الله التّشَتّتَ مِنْكُمُ،
كَمَا جَمَعَتْ رِيحٌ جَهاماً مُبَدَّدا
وَنَهنَهَ كَلباً عنكُمُ بَعدَما سَمَتْ
لخالِدِها، في يَوْمِ ضَنْكٍ، فَعَرّدا
ليَالي يَدْعُو ابْنَيْ نِزَارٍ لِنَصْرِهِ،
إلى النّسَبِ الأدْنَى إلَيْهِ، فأيّدا
وَلمْ يَدْعُ مَنْ كانَتْ بَجيِلَةُ قَبْلَهُ
إلى النّسَبِ المَغمورِ، لكِنْ تمَعدَدا
أخالِدُ! لَوْ حافَظْتُمُ وَشَكَرْتُمُ
عَرَفْتُمْ لِعَبدِ القَيْسِ عندكُمُ يدا(38/15)
هُمُ مَنَعوكُمْ بَعدَما قَدْ غَنيتُمُ
إمَاءً لعَبْدِ القَيْسِ دَهْراً وَأعْبُدا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وقفت بأعلى ذي قساء مطيتي
وقفت بأعلى ذي قساء مطيتي
رقم القصيدة : 3342
-----------------------------------
وَقَفْتُ بِأعْلى ذي قَسَاءٍ مَطِيّتي،
أُمَايِلُ في مَرْوَانَ وَابنِ زِيَادِ
فَقُلْتُ عُبَيْدُ الله خَيْرُهُمَا أباً،
وَأدْنَاهُما عُرْفاً لِكُلّ جَوَادِ
فتى السنّ كَهلُ الحِلمِ قد عَرَفتْ لَهُ
قَبَائِلُ مَا بَينَ الدُّنا وَإيَادِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن يك سيف خان أو قدر أبى
إن يك سيف خان أو قدر أبى
رقم القصيدة : 3343
-----------------------------------
إنْ يكُ سَيْفٌ خانَ أوْ قَدَرٌ أبَى،
وَتأخيرُ نَفْسٍ حَتفُها غَيرُ شاهِدِ
فسَيْفُ بَني عَبْسٍ وقَد ضرَبوا بِهِ
نَبَا بيَدَيْ وَرْقاءَ عَنْ رَأسِ خالِدِ
كذاكَ سُيُوفُ الهندِ تَنبو ظُبَاتُها،
وَيَقْطَعْنَ أحياناً نِيَاطَ القَلائِدِ
وَلَوْ شِئْتُ قَدَّ السّيفُ ما بَينَ أنْفِهِ
إلى عَلَقِ، تحتَ الشّرَاسيف، جامد
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد كذب الحي اليمانون شقوة
لقد كذب الحي اليمانون شقوة
رقم القصيدة : 3344
-----------------------------------
لَقَدْ كَذَبَ الحَيُّ اليَمانونَ شِقوَةً
بقَحطانِها، أحْرَارُها وَعَبيدُهَا
يَرُمُون حَقّاً للخِلافَةِ وَاضِحاً،
شَديداً أوَاسيها، طَوِيلاً عَمودُها
فإنْ تَصْبِرُوا فينَا تُقِرّوا بِحُكْمِنا،
وَإنْ عُدْتُمُ فيها فَسَوْفَ نُعيدُها
لَقَدْ كانَ، في آلِ المُهَلَّبِ، عِبْرَةٌ،
وَأشْيَاعِهِمْ لمْ يَبْقَ إلاّ شَرِيدُها
يُقَحّمُهمْ في السّند سَيفُ ابن أحوَزٍ،
وَفُرْسَانُهُ شُهْبٌ يُشَبّ وقُودُها
أُسُودُ لِقَاءٍ مِنْ تَمِيمٍ سَمَتْ لهمْ،
سَرِيعٌ إلى وَلْغِ الدّمَاءِ وَرُودُها
لَعَمرِي! لقد عابوا الخلافةَ، إذ طغَوْا،
وفي يَمَنٍ عَبّادُهَا إذْ يُبِيدُها(38/16)
فَمَا رَاعَهُمْ إلاّ كَتَائِبُ أصْبَحَتْ
تَدُوسُهُمُ، حتى أُنِيمَ حَصِيدُها
فصَارُوا كَمَنْ قد كان خالَفَ قبلهمْ،
وَمِن قَبلِهِمْ عادٌ عَصَتْ وَثمودُها
أبَتْ مُضَرُ الحَمْرَاءُ إلاّ تَكَرّماً
عَلى النّاسِ، يَعلو كلَّ جَدٍّ جدودُها
إذا غَضِبَتْ يَوْماً عَرَانِينُ خِنْدِفٍ
وَإخوَتُهُمْ قَيسٌ، عَلَيها حَديدُها
حَسِبْتَ بأنّ الأرْضَ يُرْعَدُ مَتْنُها
وَصُمُّ الجبالِ الحُمرُ مِنها وَسودُها
إذا مَا قَضَيْنَا في البِلادِ قَضِيّةً،
جَرَى بَينَ عَرْضِ المَشرِقَينِ برِيدُها
لَنَا البَحْرُ وَالبَرُّ اللّذانِ تَجَاوَرَا،
وَمَنْ فِيهِما من ساكِنٍ لا يَؤودُها
لَقَد عَلِمَ الأحياءُ في كُلّ مَوْطِنٍ
بِأنّ تَميماً لَيْسَ يُغْمَزُ عُودُها
إذا نُدِبَ الأحيَاءُ يَوْماً إلى الوَغَى،
وَرَاحَتْ مِنَ المَاذِيّ جَوْناً جُلودُها
عَلِمْتَ بِأنّ العِزّ فيهِمْ وَمِنْهُمُ،
إذا ما التَقَى الأقرَانُ ثارَ أُسُودُها
وَيَوْما تَميمٍ: يَوْمُ حَرْبٍ وَنَجدَةٍ،
وَيَوْمُ مَقَامَاتٍ تُجَرُّ بُرُودُها
كَأنّكَ لمْ تَعرِفْ غَطارِيفَ خِندِفٍ
إذا خَطَبَتْ فَوْقَ المَنَابِرِ صِيدُها
إذا اجتَمَعَ الحَيَّانِ قيسٌ وَخندفٌ
فَثَمَّ معدُّ هَامُها وَعَديِدُها
وَإنّ امرأ يَرْجُو تَميماً وعِزّهَا،
كَبَاسِطِ كَفٍّ للنّجومِ يُريدُها
وَمِنّا نَبيُّ الله يتلُو كتابهُ
بِهِ دُوّخَتْ أوثانهَا وَيَهُودُها
وماباتَ مِنْ قَوْمٍ يُصلّونَ قِبلةً
ولا غيرُهمْ إلاّ قُريشٌ تَقُودُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن تنصفونا يال مروان نقترب
إن تنصفونا يال مروان نقترب
رقم القصيدة : 3345
-----------------------------------
إنْ تُنصِفُونَا يالَ مَرْوَان نَقْتَرِبْ
إلَيكُمْ، وَإلاّ فأذَنُوا بِبِعَادِ
فَإنّ لَنَا عَنْكُمْ مَرَاحاً وَمَذْهَباً
بعِيسٍ، إلى رِيحِ الفَلاةِ، صَوَادي
مُخَيَّسَةٍ بُزْلٍ تَخايَلُ في البُرَى،
سَوَارٍ على طُولِ الفَلاةِ غَوادي(38/17)
وفي الأرْض عن ذي الجوْرِ منأى ومذهبٌ،
وَكلُّ بِلادٍ أوْطَنَتْكَ بِلادِي
وَماذا عسَى الحَجّاجُ يَبْلُغُ جَهدُهُ،
إذا نَحْنُ خَلّفْنَا حَفِيرَ زِيادِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبلغ أمير المؤمنين رسالة
أبلغ أمير المؤمنين رسالة
رقم القصيدة : 3346
-----------------------------------
أبْلِغْ أمِيرَ المُؤمِنينَ رِسَالَةً،
فعَجّلْ، هَداكَ الله، نَزْعَكَ خَالدَا
بَنى بِيعَةً فِيهَا الصّلِيبُ لأمّهِ،
وَهَدّمَ مِنْ بُغضِ الصلاةِ المساجدا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أن الرزية لا رزية مثلها
أن الرزية لا رزية مثلها
رقم القصيدة : 3347
-----------------------------------
أنّ الرّزِيّةَ لا رَزيّةَ مِثْلُهَا
للنّاسِ فَقْدُ مُحَمّدٍ وَمُحَمّدِ
مَلْكَينِ قَدْ خَلَتِ المنابرُ مِنهُما،
أخذَ المَنونُ عَلَيهِما بالمَرْصَدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تميم بن زيد قد سألتك حاجة
تميم بن زيد قد سألتك حاجة
رقم القصيدة : 3348
-----------------------------------
تَميمَ بنَ زَيْدٍ قَدْ سألتُكَ حَاجَةً
لتَجعَلَهُ من بَعضِ ما كنتَ لي تُهدي
وَكانَ تَمِيمٌ لي، إذا مَا دَعَوْتُهُ،
أجابَ كنَصْل السيفِ سُلّ من فَما بِتُّ إلاّ بَيّتَتْ أُمُّ عَارِضٍ
على عارِضٍ، تَبكي، مُشَقَّقَةَ البُرْدِ
فَهَبْ لي ابنَها فيما وَهَبْتَ فَرُبّمَا
وَهَبْتَ طَرِيفاتِ العَطاءِ مَعَ التُّلْدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ويل لفلج والملاح وأهلها
ويل لفلج والملاح وأهلها
رقم القصيدة : 3349
-----------------------------------
وَيْلٌ لِفَلْجٍ وَالمِلاحِ وَأهْلِهَا،
إذا جابَ دينارٌ صَفاها وَفَرْقَدُ
مِصَكّانِ قد كادتْ تشيبُ لحاهُما،
وَآخَرُ مِنْ نُوبِ المَدينَةِ أسْوَدُ
وَمَرّ كَمُرْديّ السفينة مَتْنُهُ،
يَظَلُّ الصَّفا من ضَرْبهِ يَتَوَقّدُ
شعراء الجزيرة العربية >> طلال الرشيد >> تنهيدتين ونار
تنهيدتين ونار
رقم القصيدة : 335(38/18)
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
كلّمني عنّك
أبعرف كل شيٍ عنّك منّك
قلّي وش أول جروحك
قلّي وش آخر أمل ترجيه روحك
إحكي عن طبعك
وعن ربعك
عن اللي يهزّ دمعك
قلّي وش معنى الحياة
قلّي بأنفاسك متى قد قلت آه
إحكّ لي عن الحب
إحكّ لي .. إحكّ لي
إحكّ لي عن الشوق
طر بي فوق .. فوق
خذني منّك
وإحكّ لي .. عنّك
الصدق
إن الأمل من قبل أعرفك .. كذب
والتضحيه أوهام
وإني أنا من قبل أعرفك
كنت أعرف أنام
كان السهر مو هالسهر
لعب .. و أغاني .. و إختصار
صار السهر تفكير
صار إنتظار
صار إحتظار
صار السهر .. تنهيدتين ونار
* * *
يا منتهى أمري
بالهمس قلّي مرّه يا عمري
وطر بي فوق .. فوق
خذني منّك
وإحكّ لي .. عنّك
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لئن مروان سهل حاجتي
لعمري لئن مروان سهل حاجتي
رقم القصيدة : 3350
-----------------------------------
لَعَمِري! لَئنْ مَرْوَانُ سَهّلَ حاجتي
وَفَكّ وَثَاقي عَنْ طَرِيدٍ مُشَرَّدِ
لَنِعْمَ فَتى الظُّلْماءِ وَالرّافِدُ القِرَى
وَضَارِبُ كَبْشِ العارِضِ المُتَوَقِّدِ
أغَرَّ، كأنَّ البَدرَ فَوْقَ جَبِينِهِ،
مَتى تَرَهُ البِيضُ الدّهاقينُ تَسجُدِ
وَكَائِنْ لَكُمْ آلَ المُهَلَّبِ مِنْ يدٍ
عَلَيّ، وَمَعْروفٍ يَرُوحُ وَيَغْتَدي
وَمَا مِنْ غُلامٍ مِنْ مَعَدٍّ عَلِمْتُهُ،
وَلا يمَنِ الأملاكِ مِنْ أرْضِ صَيهَدِ
لَهُ مِثْلُ جَدّ ابنِ المُهَلَّبِ وَالّذي
لَه عَددُ الحَصْباءِ من ذي التَّمعدُدِ
وَمَا حَمَلَتْ أيديهِمُ مِنْ جَنازَةٍ
وَلا ألْبَسَتْ أثوَابَها مِثْلَ مَخلَدِ
أبُوكَ الذي تُستَهزَمُ الخَيْلُ باسمِهِ
وَإن كانَ منها سَيرُ شَهرٍ مُطَرَّدِ
وَقَدْ عَلِمُوا مُذْ شَدّ حَقْوَيْهِ أنّهُ
هُوَ الّليْثُ، لَيْثُ الغابِ غيرُ المُعَرِّدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لكل الداء بيطار وعلم
لكل الداء بيطار وعلم
رقم القصيدة : 3351
-----------------------------------(38/19)
لِكُلّ الدّاءِ بَيْطَارٌ وَعِلْمٌ،
وَبَيطارُ الكَلامِ أبُو زِيَادِ
مِدادٌ يُسْتَمَدُّ العِلْمُ مِنْهُ،
فيَرْضَى المُستَمِدُّ مِن المِدادِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن كنت تخشى ضلع خندف فانطلق
إن كنت تخشى ضلع خندف فانطلق
رقم القصيدة : 3352
-----------------------------------
إنْ كنتَ تخشَى ضَلْعَ خندِفَ فانطَلِق
إلى الصِّيدِ من أوْلادِ عمرِو بن مَرْثَدِ
وَرَهطِ ابنِ ذي الجَدّين قيسِ بن خالِدٍ
إلى كُلّ شَدّاخِ الحمَالَةِ سَيّدِ
وَرَهْطِ أُثَالٍ أوْ قَتادَةَ عَمّهِ،
وَهَوْذَةَ في أعْلى البناء المُشَيَّدِ
وَإنْ تَأتِ عِجلاً مُطرَخِمّاً قديمُها،
وَيشكَر في صَعبِ الذُّرَى المُتصَعِّدِ
وَفي التَّيمِ تَيمِ اللاّتِ بَيتٌ وَجَدتُهُ
إلى نَضَدِ البَيْتِ الكَرِيمِ المُمَرَّدِ
هلم إلى الحكام بكر بن وائل
ولا تك مِثلَ الحائر للتردد
وَإنْ شئْتَ حَكّمْنَا أُثَالاً وَرَهْطَه،
وَإنْ شِئتَ حكّمنا رَبيعَ بنَ أسْوَدِ
أُنَاسٌ لَهُمْ عَادِيّةٌ يُهْتَدَى بها،
لَهُمْ مِرْفَدٌ عَالٍ على كلّ مِرْفَدِ
لَهُمْ قَسْورٌ لمْ يَحطِمِ النّاسُ رَأسه،
أبُو شائِكٍ أنْيَابُهُ لمْ يُقَيَّدِ
بأحلامِهِمْ يُنهَى الجَهُولُ فَينتَهي،
وَهُمْ حُكَمَاءُ النّاسِ للمُتَعَمِّدِ
يُرُوكَ بعَيْنَيْكَ الهُدى إنْ رَأيتَهُ،
وَلَيْسَ كُلَيْبيٌّ لِخَيْرٍ بِمُهْتَدِ
فَقَالَتْ لَنَا حُكّامُ بَكْرِ بنِ وَائلٍ
على مَجمَعٍ من كُلّ قَوْمٍ وَمَشهَدِ:
كُلَيْبٌ لِئَامُ النّاسِ لا يُنْكِرُونَهُ،
عَلَيهِمْ ثيابُ الذّلّ من كلّ مَقعَدِ
وَما يَجعلُ الظِّرْبا إلى رَهطِ حاجبٍ
وَرَهْطِ عِقالٍ ذي النّدى بن مَحمّدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يمت بكف من عتيبة أن رأى
يمت بكف من عتيبة أن رأى
رقم القصيدة : 3353
-----------------------------------
يَمُتّ بكَفٍّ من عُتَيْبَةَ أنْ رَأى
أنَامِلَهُ رُكّبْنَ في شَرّ سَاعِدِ(38/20)
وَمِنْ قَعنَبٍ، هيهاتَ ما حلّ قَعْنَبٌ،
بَني الخَطَفى، بِالمَنْزِلِ المُتَباعِدِ
وَمِنْ آلِ عَتّابِ الرّديفِ وَلمْ يكُنْ
لَهُمْ عِنْدَ أبَوابِ المُلُوكِ بِشاهِدِ
فَخَرْتَ بمَا تَبْني رِيَاحٌ وَجَعْفَرٌ،
وَلَسْتَ بِمَا تَبْني كُلَيْبٌ بحَامِدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا ابن ربيع هل رأيت أحدا
يا ابن ربيع هل رأيت أحدا
رقم القصيدة : 3354
-----------------------------------
يا ابنَ رَبِيعٍ هَلْ رَأيْتَ أحَدَا
يَبْقَى عَلى الأيّامِ أوْ مُخَلَّدَا؟
كَأنّمَا كَانَ عُبَيْدٌ أرْمَدَا
بِالغَوْرِ، حَتى أنْجَدَتْ وَأنْجَدَا
قَلائِصٌ، إذا عَلَوْنَ فَدْفَدَا
يَرْمِينَ بِالطَّرْفِ النَّجَاءَ الأبْعَدَا
إذا قَطَعْنَ جدْجَداً وَجَدْجَدَا،
كَأنّنَا إذَا جَعَلْنَ ثَمْهَدَا
ذاتَ اليَمِينِ وَافْتَرَشْنَ القَرْدَدَا،
نَعُوجُ مِنْهُنّ نعاماً أُبَّدَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> حباني بها البهزي نفسي فداؤه
حباني بها البهزي نفسي فداؤه
رقم القصيدة : 3355
-----------------------------------
حَباني بها البَهْزِي، نَفسِي فِدَاؤهُ،
وَمَنْ يَكُ مَولاهُ، فَلَيْسَ بوَاحِدِ
فنِعمَ الفتى عيسَى، إذا البُزْلُ حارَدتْ،
وَجَاءتْ بصُرّادٍ مَعَ اللّيْلِ بَارِدِ
نمَتْهُ النّواصي مِنْ سُلَيْمٍ إلى العُلى
وَأعرَاقُ صِدْقٍ بَينَ نَصْرٍ وَخالِدِ
بحَقّكَ تَحوِي المَكرُماتِ وَلمْ تَجِدْ
أباً لَكَ إلاّ مَاجِداً وَابنَ ماجِدِ
وَأنْتَ الذي أمْسَتْ نِزَارٌ تَعُدّهُ
لِدَفْعِ الأعادي والأمُورِ الشّدائِدِ
سَأُثْني بِمَا أوْلَيْتَني وَأعُدّهُ،
إذا القَوْمُ عَدّوا فَضْلَهُمْ في المَشاهدِ
نمَاكَ مُغِيثٌ ذو المَكارِم والعُلى
إلى خَيْرِ حَيٍّ مِنْ سُلَيْمٍ، وَوَالِدِ
هُمُ مَعْقِلُ العِزّ الذي يُتّقَى بِهِ،
إذا نَزَلَتْ بالنّاسِ إحْدى المآوِدِ
وَهُمْ شَرّفوا فَوْقَ البُنَاةِ وَقَاتَلُوا
مَساعي لمْ تَكْذِبْ مَقَالَةَ حَامِدِ(38/21)
فِدىً لك نَفسِي، يا ابن نصرٍ، وَوَالدي،
وَمَاليَ مَالٍ مِنْ طَرِيفٍ وَتَالِدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يزيد أبو الخطاب أخرجه لنا
يزيد أبو الخطاب أخرجه لنا
رقم القصيدة : 3356
-----------------------------------
يَزِيدُ أبُو الخَطّابِ أخْرَجَهُ لَنَا
شَفِيقٌ عَلَيْنا في الأمورِ حَميدُها
وَقائلَةٍ مِنْ غَيرِ قَوْمي وَقَائِلٍ،
وَفي النّاسِ أقْوَامٌ بَوَادٍ حَسُودُها
على أنّها في الدّارِ قَالَتْ لقَوْمِها،
إذا ما مَعَدٌّ قيل: أينَ عَميدُها؟
رَأتْ رَبّةُ الرّحمان أخْرَجَهُ لَنَا،
وَجَدٌّ، وَمن خَيرِ الجدودِ سَعيدُها
فإنّ تَميماً إنْ خَرَجْتَ مُسَلَّماً
من السّجن، لم تُخلقْ صِغاراً جدودُها
وَكمْ نَذرَتْ من صَوْمِ شهرٍ وَحِجّةٍ
نِسَاءُ تَميم، إنْ أتَاهَا يَزِيدُها
هُوَ الجَبَلُ الأعلى الذي تَرْتَقي بِهِ
تَميمٌ على الأعداءِ تَخْطِرُ صِيدُها
لَهُ خَضَعَتْ قَيْسٌ وَخِندفُ كُلُّها،
وَقحطانُ طُرّاً كَهْلُهَا وَوَليدُها
وَبَكْرٌ وَعَبْدُ القَيْسِ وَابنَةُ وائِلٍ
أقَرّتْ لَهُ بالفَضْلِ صُعراً خُدودُها
إذا مَا، أبَا حَفْصٍ، أتَتْكَ رَأيْتَها
على شُعَرَاءِ النّاسِ يَعلُو قَصِيدُها
مَتى ما أرادوا أنْ يَقولوا حَدَا بهَا
من الشّعْرِ لمْ يَقدِرْ عَليْهِ مُرِيدُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أتيتك من بعد المسير على الوجا
أتيتك من بعد المسير على الوجا
رقم القصيدة : 3357
-----------------------------------
أتَيْتُكَ من بُعْدِ المَسِيرِ عَلى الوَجَا،
رَجاءَ نَوَالٍ مِنْكَ، يا ابنَ زِيَادِ
خَوَاضِعَ يَعْمِينَ اللُّغَامَ، كَأنّما
مَنَاسِمُهَا مَعْلُولَةٌ بِجِسَادِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لا تمدحن فتى ترجو نوافله
لا تمدحن فتى ترجو نوافله
رقم القصيدة : 3358
-----------------------------------
لا تَمْدَحَنّ فَتىً تَرْجُو نَوَافِلَهُ،
ولا تَزُرْ غَيرَهُ، مَا عَاشَ عَبّادُ(38/22)
إذا تَرَحّلَ أقْوَامٌ أجَرْتَهُمُ،
عَادَتْ إلَيْكَ، بِمَا يُثنُونَ، عَوّادُ
ألَسْتَ غَيْثَ حَياً للنّاسِ مَاطِرُهُ،
وكلُّ غَيثٍ له في الأرْضِ رُوّادُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا ابن أبي حاضر يا شر ممتدح
يا ابن أبي حاضر يا شر ممتدح
رقم القصيدة : 3359
-----------------------------------
يا ابنَ أبي حاضِرٍ، يا شَرّ مُمْتَدحٍ،
أنْتَ الفِدَاءُ لِعَبّادِ بنِ عَبادِ
أنْتَ الفِدَاءُ لخَيرٍ مِنْكَ مَأثُرَةً،
عِنْدَ التّنَائي، وَخَيرٍ منكَ في النّادي
المَازني الّذِي يَشْآكَ أوّلَهُ،
إذا جَرَيْتُمْ، بِآبَاءٍ وَأجْدَادِ
أغَرُّ أرْوَعُ مَحْضٌ غَيرُ مُؤتَشَبٍ،
مُرَدَّدٌ بَينَ أمْحَاضٍ وَأنْجَادِ
صَلْتُ الجَبينِ كرِيمُ العُودِ مُنتَجِبٌ،
لمْ يَدْرِ مَا طَعْمُ ثُدْيَيْ أُمّ أوْلادِ
أنْتَ ابنُ عَلْقَمَةَ المَحْمُودُ نائِلُهُ
وَخالُكَ السِّعرُ، سعرُ المصر وَالبادي
تَرَى قُدُورَ ابنِ عَبّادٍ مُعَسْكِرَةً،
وَالنّاسُ مِنْ صَادِرٍ عَنْها وَوَرّادِ
يَسْرِي فَيُصْبِحُ عَبّادٌ يُشَبّهُهُ
صَدْرَ الحُسَامِ نُقي من بَينِ أغماد
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نصبتم له قدرا فلما غلت لكم
نصبتم له قدرا فلما غلت لكم
رقم القصيدة : 3360
-----------------------------------
نَصَبْتُمْ لهُ قِدْراً، فَلَمّا غَلتْ لكمْ
تحَسّيْتُمُوها حِينَ شَبّ وَقُودُهَا
ضَرَبْنَا رُؤوسَ المُوقِديها وَكَبْشَها
بهِندِيّةٍ يَفْرِي الحَديدَ حَديدُها
جُنُودٌ لِدينِ الله تَضرِبُ مَن طَغى،
وَمَسْلَمَةُ السّيْفُ الحُسامُ يقودُها
أبُوهُ ابنُ أوْتَادِ الخِلافَةِ، وَالّذي
بهِ لقُرَيْشٍ كانَ تَجرِي سُعودُها
تَرَى صَدَأَ المَاذِيّ فَوْقَ جُلُودِهِمْ،
وَفي السّلْمِ أمْلاكٌ رِقَاقٌ يَرُودُها
أبَى لبَني مَرْوَانَ إلاّ عُلُوُّهُمْ،
إذا ما التَقَتْ حُمْرُ المَنَايَا وسودُها
أبَارَ بكُمْ عَنْ دِينِهِ كُلَّ نَاكِثٍ،(38/23)
كما الأممُ الأولى أُبِيرَتْ ثَمُودُها
أرَى الدِّينَ والدّنْيا بكُمْ جُمعا لكمْ
إذا اجتَمَعَتْ للعامِلينَ جُدودُها
أرَى كلَّ أرْضٍ كانَ صَعباً طَرِيقُها
أُذِلّ لَكُمْ بِالمَشْرَفيّ كَؤودُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> من يبلغ الخنزير عني رسالة
من يبلغ الخنزير عني رسالة
رقم القصيدة : 3361
-----------------------------------
مَنْ يُبْلِغُ الخِنْزِيرَ عَنّي رِسَالَةً،
نُعَيْمَ بنَ صَفْوَانٍ، خَليعَ بَني سَعدِ
فَما أنتَ بالقارِي فَتُرْجَى قِرَاتُهُ،
ولا أنتَ إذ لم تَفْرِ بالفاسِقِ الجَلْدِ
وَلَكِنَّ حِيرِيّاً أصَابَ نَقِيعَةً،
فَزَعْزَعَها في سَابِرِيٍّ وَفي بُرْدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عرفت المنازل من مهدد
عرفت المنازل من مهدد
رقم القصيدة : 3362
-----------------------------------
عَرَفْتَ المَنَازِلَ مِنْ مَهْدَدِ،
كَوَحي الزَّبورِ لَدَى الغَرْقَدِ
أنَاخَتْ بِهِ كُلُّ رَجّاسَةٍ،
وَسَاكِبَةِ المَاءِ لَمْ تُرْعِدِ
فَأبْلَتْ أوَارِيَّ حَيْثُ اسْتَطَا
فَ فَلُوُّ الجِيَادِ على المِرْوَدِ
بَرَى نُؤيَهَا دَراِجَاتُ الرّيَا
حِ كما يُبتَرَى الجَفنُ بالمبْرَدِ
تَرَى بَينَ أحْجَارِهَا للرّما
دِ كنَفضِ السّحيقِ من الإثمدِ
وَبِيضٍ نَوَاعِمَ مِثْلِ الدُّمَى
كِرَامٍ خَرَائِدَ مِنْ خُرَّدِ
تُقَطِّعُ للّهُوِ أعْنَاقَهَا
إذا مَا تَسَمّعْنَ للمُنْشِدِ
ألَمْ تَرَ أنّا بَني دَارِمٍ
زُرَارَةُ مِنّا أبُو مَعْبَدِ
وَمِنّا الّذِي مَنَعَ الوَائِدَا
تِ وَأحْيَا الوَئِيدَ فَلَمْ يُوأدِ
وَنَاجِيَةُ الخيرِ والأقْرعَانِ،
وَقَبْرٌ بِكَاظِمَةَ المَوْرِدِ
إذا مَا أتى قَبْرَهُ غَارِمٌ
أنَاخَ إلى القَبْرِ بِالأسْعَدِ
فذَاكَ أبي وأبُوهُ الّذِي
لِمَقْعَدِهِ حُرَمُ المَسْجِدِ
ألَسْنَا بِأصْحابِ يَوْمِ النِّسَا
رِ وَأصْحابِ ألْوِيَةِ المِرْبَدِ
ألَسْنَا الّذِينَ تَميمٌ بِهِمْ(38/24)
تَسَامَى وَتَفخَرُ في المَشْهَدِ
وَقَدْ مَدّ حَوْلي مِنَ المَالِكَيْـ
ـنِ أوَاذِيُّ ذِي حَدَبٍ مُزْبِدِ
إلى هادِرَاتٍ صِعَابِ الرّؤو
سِ قساوِرَ للقَسورِ الأصْيَدِ
أيَطْلُبُ مَجْدَ بَني دارِمٍ
عَطِيّةُ كَالجُعَلِ الأسْوَدِ
وَمَجْدُ بَني دَارِمٍ فَوْقَهُ
مَكانَ السِّماكَينِ وَالفَرْقَدِ
سَأرْمي وَلَوْ جُعِلَتْ في اللّئَا
مِ وَرُدّتْ إلى دِقّةِ المَحْتِدِ
كُلَيْباً فَما أوْقَدَتْ نَارَهَا
لِقِدْحٍ مُفَاضٍ وَلا مِرْفَدِ
وَلا دَافَعُوا لَيْلَةَ الصّارِخِيـ
ـنَ لهُمْ صَوْتَ ذي غُرّةٍ موقدِ
وَلَكِنّهُمْ يَلْهَدُونَ الحَمِيـ
ـرَ رُدافى على الظّهرِ وَالقَرْدَدِ
على كُلّ قَعْسَاءَ مَحْزُومَةٍ
بِقِطْعَةٍ رِبْقٍ ولمْ تُلْبَدِ
مُوَقَّعَةٍ بِبَيَاضِ الرّكُو
بِ كَهودِ اليَدينِ معَ المُكهِدِ
قَرَنْبَى يُسوفُ قَفَا مُقْرِفٍ
لَئِيمٍ مَآثِره قُعْدَدِ
تَرَى كلَّ مُصْطَرّةِ الحَافِرَيْـ
ـنِ يُقالُ لها للنّكاحِ ارْكُدي
بِهِنّ يُحَابُونَ أخْتَانَهُمْ
وَيَشفونَ كُلَّ دَمٍ مُقْصَدِ
يُسُوفُ مَنَاقِعَ أبْوَالِهَا
إذا أقْرَدَتْ غَيرَ مُسْتَقْرِدِ
فَما حَاجِبٌ في بَني دَارِمٍ،
وَلا أُسْرَةُ الأقْرَعِ الأمْجَدِ
وَلا آلُ قَيْسٍ بَنُو خَالِدٍ،
وَلا الصِّيدُ صِيدُ بَني مَرْثَدِ
إذا أثْفَرُوا كُلَّ خَفّاقَةٍ
وَرَدْنَ بِهِمْ أحَدَ الأثْمُدِ
بأخْيَل مِنْهُمْ إذا زَيّنُوا
بِمَغرَتِهمْ حاجِبَيْ مُؤجَدِ
حِمارٌ لَهُمْ مِنْ بَنَاتِ الكُدا
دِ يُدَهمِجُ بالوَطْبِ وَالمِزْوَدِ
فَهَذا سِبَابي لَكُمْ فَاصْبِرُوا
على النّاقِرَاتِ وَلَمْ أعْتَدِ
إذا مَا اجْتَدَعتُ أُنُوفَ الّلئَا
مِ عَفَرْتُ الخُدودَ إلى الجَدجَدِ
يغُورُ بِأعْنَاقِها الغَائِروُ
نَ وَيَخبِطنَ نَجداً معَ المُنجِدِ
وَكَانَ جَرِيرٌ على قَوْمِهِ
كَبَكْرِ ثَمُودٍ لهَا الأنْكَدِ
رَغَا رَغْوَةً بِمَنَايَاهُم
فَصَارُوا رَمَاداً مَعَ الرِّمْدَدِ(38/25)
وَتَرْبُقُ بِالّلؤمِ أعْنَاقَهَا
بِأرْبَاقِ لُؤمِهِمِ الأتْلَدِ
إلى مَقْعَدٍ كَمَبِيتِ الكِلا
بِ قَصِيرٍ جَوَانِبُهُ مُبْلدِ
يُوَارِي كُلَيباً إذا اسْتَجمَعَتْ،
وَيَعجزُ عَن مَجِلسِ المُقعَدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أتوعدني قيس ودون وعيدها
أتوعدني قيس ودون وعيدها
رقم القصيدة : 3363
-----------------------------------
أتُوعِدُني قَيْسٌ وَدُونَ وَعيدِهَا
ثرَاءُ تَمِيمٍ وَالعَوَادِي مِنَ الأُسْدِ
سأُهدي لعَاوِي قَيسِ عَيلانَ إذا عَوَى
لِشِقوَتِهِ إحدى الدّوَاهي التي أُهدِي
وَأجْعَلُ يا قَيْسَ بنَ عَيلانَ بعَدَها
لِنَوْكاكِ أحْلاماً تَعيشُ بها بَعدي
ألمْ تَرَ قَيْساً لمْ تَكُنْ طَيرُها جَرَتْ
لَهَا بِمُعَافَاةٍ، ولا نَفَلٍ عِنْدِي
رَمَى الله فِيمَا بَينَ قَيْسٍ وَبَيْنَنَا،
عَلى كُلّ حالٍ، بِالعَداوَةِ وَالبُعدِ
وَزَادَهُمُ رَغْماً وَعَضّتْ رِقَابَهُمْ،
بأيْدي تَميمٍ، مُصْلَتَاتٌ من الهِنْدِ
وَكنتُ إذا مال النُّوكُ سَاقَ قَبِيلَةً
إليّ مَعَ الحَيْنِ المغَيِّبِ للرّشْدِ
شَدَخَتُ رُؤوسَ النّابحينَ وَحَطّمتْ
جَماجِمَهِمْ مِرْداةُ قَوْمٍ بهِا أرْدي
أحِينَ أعَاذَتْ بي تَمِيمٌ نِسَاءَهَا،
وَجُرّدتُ تَجرِيدَ اليَماني من الغِمدِ
وَمَدّتْ بضَبْعَيّ الرَّبَابُ وَدَارِمٌ،
وَعَمْروٌ، وَسَالَتْ من ورَائي بنو سعدِ
وَمِنْ آلِ يَرْبُوعٍ زُهَاءٌ، كَأنّهُ
دُجَى اللّيْلِ، محمودُ النّكاية وَالرِّفدِ
وَهَرّتْ كِلابُ الجِنّ مني وَبَصْبصَتْ
بِآذانِهَا مِنْ ضَغْمِ ضِرْغامةٍ وَرْدِ
تمَنّى ابنُ رَاعي الإبْلِ حَرْبي وَدونَهُ
شَمارِيخُ صعباتٌ تَشُقّ عَلى العَبْدِ
شَمَارِيخُ لَوْ أنّ النُّمَيْرِيَّ رَامَهَا
رَأى نَفْسَهُ فِيهَا أذَلَّ مِنَ القِرْدِ
وَمَا زلْتُ مذ كنتُ الخُماسيَّ تُتّقَى
بيَ الحرْبُ والعاوُونَ إذ نبحوا وَحدي
فَلَوْلا بَنُو مَرْوَانَ والدِّينُ إنّهُمْ(38/26)
بَنُو أُمّنا كَفّوا الشّديدَ عن الضَّهدِ
لقد أُنكِحَتْ عِرْساكَ رَاعي مخَاضِنا،
وَبِعناكَ في نَجَرانَ بالحَذَفِ القَهْدِ
أهِبْ يا ابن رَاعي الإبْل إنّك لمْ تجدْ
أباً لكَ في جَيشٍ يَسِيرُ وَلا وَفْدِ
إذا خِفتَ أوْ لمْ تَستَطعْ خَوْضَ غمرةٍ
لِقَوْمٍ ذوِي دَرْءٍ لجَأتَ إلى سَعدِ
فإنْ تَكُ في سَعْدٍ فَأنْتَ لَئِيمُهَا،
وَفي عَامِرٍ مَوْلىً أذَلُّ مِنَ العَبْدِ
وَإنْ تَسألوا أُذْنَيْ قُتَيْبَةَ تَشْهَدا
لكم وَابنَ عَجلى إذ يُسحَّجُ في البُرْد
أبَا صَالِحٍ حَيْثُ انْتَقَيْنَا دِمَاغَه
من الرّأسِ عَن ضَاحٍ مَفارِقُهُ جَعدِ
وَكُنّا إذا القَيْسيُّ نَبّ عَتُودُهُ،
ضرَبناهُ فَوْقَ الأُنثَيينِ على الكَرْدِ
وَأوْرَثَكَ الرّاعي عُبَيْدٌ هِرَاوَةً،
وَماطورَةً تحتَ السّوِيّةِ من جِلْدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لبشر بن مروان على كل حالة
لبشر بن مروان على كل حالة
رقم القصيدة : 3364
-----------------------------------
لِبِشْرِ بنِ مَرْوَانٍ عَلى كُلّ حَالَةٍ
من الدّهرِ فضْلٌ في الرَّخاء وفي الجَهدِ
قريعُ قُرَيشٍ وَالّذي بَاعَ مَالَهُ،
ليكسبَ حَمداً حِينَ لا أحدٌ يُجدي
يُنافِسُ بِشْرٌ في السّمَاحةِ وَالنّدى،
ليُحْرِزَ غَايَاتِ المَكارِمِ بالحَمْدِ
فكَمْ جبرَتْ كفّاكَ يا بشرُ من فتىً
ضَرِيكٍ وكمْ عَيّلتَ قوْماً على عَمدِ
وَصَيّرْتَ ذا فَقْرٍ غَنِيّاً، وَمُثْرِياً
فَقيراً، وَكُلاًّ قد حَذَوْتَ بلا وَعْدِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لا تنكحن بعدي فتى نمرية
لا تنكحن بعدي فتى نمرية
رقم القصيدة : 3365
-----------------------------------
لا تَنكِحنْ بَعدي، فَتى، نَمِرِيّةًلا تَنكِحنْ بَعدي، فَتى، نَمِرِيّةً
مُزَمَّلَةً مِنْ بَعْلِهَا لِبِعَادِ
وَبَيْضَاءَ زَعرَاءَ المَفارِقِ شَجنَةً
مُوَلَّعَةً في خُضْرَةٍ وَسَوَادِ
لهَا بَشَرٌ شَثْنٌ كَأنّ مَضَمَّهُ
إذا عَانَقَتْ بَعْلاً مَضَمُّ قَتَادِ(38/27)
قرَنتُ بنفسِي الشؤمَ في وِرْدِ حوْضِها،
فَجُرِّعْتُهُ مِلْحاً بِمَاءِ رَمَادِ
وَمَا زلْتُ حتى فَرّقَ الله بَيْنَنَا،
لَهُ الحَمْدُ منها في أذىً وَجِهادِ
تُجَدِّدُ لي ذِكَرَى عَذابِ جَهنّمٍ
ثَلاثاً تُمَسّيني بِهَا وَتُغَادِي
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رأى عبد قيس خفقة شورت بها
رأى عبد قيس خفقة شورت بها
رقم القصيدة : 3366
-----------------------------------
رَأى عَبْدُ قَيسٍ خَفْقَةً شَوّرَتْ بها
يَدا قَابِسٍ ألْوَى بهَا ثمّ أخْمَدَا
أعِدْ نَظَراً يَا عَبْدَ قَيْسٍ فَرُبّمَا
أضَاءتْ لَكَ النّارُ الحِمارَ المُقَيَّدَا
حِمَارُ كُلَيْبيّينَ لمْ يَشْهَدُوا به
رِهَاناً وَلم يُلْفَوْا على الخَيل رُوَّدَا
عَسى أنْ يُعيدَ المُوقدُ النّارَ فالتمسْ
بعَينَيْكَ نَارَ المُصْطَلي حَيْثُ أوْقَدا
فَمَا جَهِدُوا يَوْمَ النِّسَارِ، وَلمْ تَعُدْ
نِسَاؤهُمُ مِنْهُمْ كَمِيّاً مُوَسَّدا
كُلَيْبِيّة لَمْ يَجْعَلِ الله وَجهَهَا
كَرِيماً ولمْ تَزْجُرْ لهَا الطّيرُ أسعَدا
فكَيْفَ وَقَدْ فَقَّأتُ عَينَيكَ تَبتَغي
عِنَاداً لِنَابَيْ حَيّةٍ قَدْ تَرَبّدا
مِنَ الصُّمّ تكفي مَرّةً مِنْ لُعَابِهِ،
وَمَا عادَ إلاّ كانَ في العَوْدِ أحمَدا
تَرَى ما يمسّ الأرْضَ مِنه، إذ اسَرَى،
صُدُوعاً تَفَأى بالدَّكادِكِ صُلَّدَا
لَئِنْ عِبْتَ نَارَ ابنِ المَرَاغَةِ إنّهَا
لألأمُ نَارٍ مُصْطَلينَ وَمَوْقِدا
إذا أثْقَبُوهَا بِالكُدادَةِ لَمْ تُضيء
رَئيساً وَلا عِنْدَ المُنِيخِينَ مَرْفَدا
وَلَكِنّ ظِرْبَى عِنْدَهَا يَصْطَلُونها،
يَصُفوّنَ للزَّرْبِ الصّفِيحَ المُسَنَّدا
قَنَافِذُ دَرَامُونَ خَلْفَ جِحاشِهم
لِمَا كَانَ إيّاهُمْ عَطِيّةُ عَوّدا
إذا عَسْكَرَتْ أُمُّ الكُلَيْبيّ حَوْلَهُ
وَظِيفاً لظُنْبُوبِ النّعامَةِ أسْوَدا
عَمَدْتَ إلى بَدْرِ السّمَاءِ وَدُونَهُ
نَفَانِفُ تَثْني الطَّرْفَ أنْ يَتَصَعّدا(38/28)
هَجَوْتَ عُبيداً أنْ قَضَى وَهوَ صَادقٌ،
وَقَبْلَكَ مَا غَارَ القَضَاءُ وَأنْجَدا
وَقَبْلَكَ مَا أحْمَتْ عَدِيٌّ دِيَارَهَا،
وأصْدَرَ رَاَعِيهِمْ بِفَلّجٍ وَأوْرَدا
هُمُ مَنَعُوا يَوْمَ الصُّلَيعاءِ سِرْبَهُمْ
بِطَعْنٍ تَرَى فيهِ النّوَافِذَ عُنَّدا
وَهُمْ مَنَعُوا مِنْكُمْ إرَابَ ظُلامَةً،
فَلَمْ تَبْسُطُوا فِيها لِسَاناً وَلا يَدا
وَمِنْ قَبلِها عُذْتُمْ بأسْيَافِ مازِنٍ
غَداةَ كَسَوْا شَيبانَ عَضْباً مُهَنّدَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> زارت سكينة أطلاحا أناخ بهم
زارت سكينة أطلاحا أناخ بهم
رقم القصيدة : 3367
-----------------------------------
زَارَتْ سُكَيْنَةُ أطْلاحاً أناخَ بهِمْ
شَفَاعةُ النّوْمِ للعَيْنَينِ وَالسّهَرُ
كَأنّمَا مُوّتوا بالأمسِ إذْ وَقَعُوا،
وَقَدْ بَدَتْ جُدَدٌ ألوَانُهَا شُهُرُ
وَقد يَهيجُ على الشّوْقِ، الّذي بَعَثَتْ
أقْرَانُهُ، لائِحَاتُ البَرْقِ وَالذِّكَرُ
وَسَاقَنا مِنْ قَساً يُزْجي رَكائِبَنَا
إلَيكَ مُنتَجِعُ الحاجاتِ وَالقَدَرُ
وَجَائِحاتٌ ثَلاثٌ مَا تَرَكْنَ لَنَا
مالاً بهِ بَعْدَهُنّ الغَيْثُ يُنْتَظَرُ
ثِنتانِ لمْ تَتْرُكَا لَحماً، وَحاطِمَةٌ
بالعظمِ حَمرَاءُ حتى اجتيحت الغُرَرُ
فَقُلْتُ: كيفَ بأهلي حينَ عَضّ بهِمْ
عَامٌ لَهُ كُلُّ مَالٍ مُعَنِق جَزَرُ
عَامٌ أتَى قَبْلَهُ عَامَانِ مَا تَرَكَا
مَالاً وَلا بَلّ عُوداً فِيهِما مَطَرُ
تَقُولُ لَمّا رَأتْني، وَهْيَ طَيّبَةٌ
على الفِرَاشِ وَمِنِا الدّلُّ والخَفَرُ
كَأنّني طَالِبٌ قَوْماً بِجَائحَةٍ،
كَضَرْبَةِ الفَتْكِ لا تُبقي وَلا تَذَرُ:
أصْدِرْ هُمومَكَ لا يقْتُلْكَ وَارِدُهَا،
فكُلُّ وَارِدَةٍ يَوْماً لَهَا صَدَرُ
لَمّا تَفَرّقَ بي هَمّي جَمَعْتُ لَهُ
صَرِيمَةً لمْ يَكُنْ في عَزْمها خَوَرُ
فَقُلْتُ: ما هُوَ إلاّ الشّأمُ تَرْكَبُهُ،
كَأنّمَا المَوْتُ في أجْنَادِهِ البَغَرُ(38/29)
أو أنْ تَزُورَ تَمِيماً في مَنَازِلِهَا،
بِمَرْوَ، وَهيَ مَخوفٌ، دُونَها الغَرَرُ
أوْ تَعطِفَ العِيسَ صُعراً في أزِمّتِها
إلى ابنِ لَيلى إذا ابزَوْزى بكَ السّفرُ
فَعُجْتُهَا قِبَلَ الأخْيَارِ مَنْزِلَةً،
وَالطّيّبي كُلِّ مَا التاثَتْ بهِ الأُزُرُ
قَرّبْتُ مُحلِفَةً أقْحَاد أسْنُمِهَا،
وَهُنّ مِنْ نَعَمِ ابْنَيْ دَاعِرٍ سِرَرُ
مِثْلُ النّعَائِمِ يُزْجِينَا تَنَقُّلَهَا
إلى ابنِ لَيلى بِنَا، التّهْجيرُ وَالبُكَرُ
خَوصاً حَرَاجيجَ ما تَدري أما نَقِبَتْ
أشكَي إلَيها إذا رَاحَتْ أمِ الدَّبَرُ
إذا تَرَوّحَ عَنها البَرْدُ حُلّ بِهَا
حَيْثُ التَقَى بَأعالي الأسهُبِ العَكَرُ
بحَيثُ ماتَ هَجيرُ الحَمضِ وَاختلطتْ
لَصَافِ حَوْلَ صَدى حَسَانَ وَالحفرُ
إذا رَجا الرّكْبُ تَعرِيساً ذكرْتُ لَهُمْ
غَيْثاً يَكونُ على الأيْدي له دِرَرُ
وَكَيْفَ تَرْجونَ تَغميضاً وَأهْلُكُمُ
بحيثُ تَلْحَسُ عَنْ أوْلادِها البَقَرُ
مَلْقوْنَ باللَّبَبِ الأقْصَى، مُقابِلُهمْ
عِطْفاً قَساً، وَبِرَاقٌ سَهلَةٌ عُفَرُ
وأقرَبُ الرّيفِ منهمْ سَيرُ مُنجَذِبٍ
بالقَوْمِ سَبْعَ لَيَالٍ رِيفُهُمْ هَجَرُ
سِيرُوا فإنّ ابنَ لَيلى مِنْ أمامِكُمُ،
وَبَادِرُوهُ فَإنّ العُرْفَ مُبْتَدَرُ
وَبَادِرُوا بابنِ لَيلى المَوْتَ، إنّ لَهُ
كَفّينِ مَا فِيهِمَا بُخْلٌ وَلا حَصَرُ
ألَيْسَ مَرْوَانُ وَالفارُوقُ قَدْ رَفَعَا
كَفّيْهِ، وَالعُودُ ماءَ العِرْقِ يَعتصِرُ
ما اهتَزّ عُودٌ لَهُ عِرْقانِ مِثْلُهُما،
إذا تَرَوّحَ في جُرْثُومِهِ الشّجَرُ
ألفَيْتَ قَوْمَكَ لمْ يَترُكْ لأثْلَتِهِمْ
ظِلٌّ وَعَنْهَا لِحَاءُ السّاقِ يُقتَشَرُ
فَأعْقَبَ الله ظِلاًّ فَوْقَهُ وَرَقٌ،
مِنْهَا بِكَفّيْكَ فيه الرّيشُ وَالثّمَرُ
وَمَا أُعِيدَ لَهُمْ حَتى أتَيْتَهُمُ،
أزْمانَ مَرْوَانَ إذْ في وَحْشِا غِرَرُ
فَأصْبَحُوا قَدْ أعَادَ الله نِعمَتَهُمْ(38/30)
إذْ هُمْ قُرَيشٌ وَإذْ مَا مثلهمْ بشَرُ
وَهُمْ إذا حَلَفُوا بالله مُقْسِمُهُمْ
يَقُولُ: لا وَالذي مِنْ فَضْلهِ عُمَرُ
على قُرَيشٍ إذا احتَلّتْ وَعَضّ بهَا
دَهْرٌ، وَأنْيَابُ أيّامٍ لَهَا أثَرُ
وَمَا أصَابَتْ مِنَ الأيّامِ جَائِحَةٌ
للأصْلِ إلاّ وَإنْ جَلّتْ سَتُجتَبَرُ
وَقد حُمِدتَ بأخلاقٍ خُبِرْتَ بِهَا،
وَإنّمَا، يا ابن لَيلى، يُحمَدُ الخَبَرُ
سَخاوَةٌ من نَدى مَرْوَانَ أعْرِفُهَا،
وَالطّعْنُ للخَيْلِ في أكتافها زَوَرُ
وَنَائِلٌ لابنِ لَيْلى لَوْ تَضَمّنَهُ
سَيْلُ الفُرَاتِ لأمْسَى وَهوَ مُحتَقَرُ
وكان آلُ أبي العاصي إذا غَضِبُوا،
لا يَنْقُضُونَ إذا مَا استُحصِدَ المِرَرُ
يَأبَى لهُمْ طُولُ أيْديهِمْ وَأنّ لهُمْ
مَجْدَ الرِّهَانِ إذا ما أُعظِمَ الخَطَرُ
إنْ عاقَبُوا فالمَنايا مِنْ عُقُوبَتِهِمْ،
وَإنْ عَفَوْا فَذوْو الأحلامِ إنْ قَدرُوا
لا يَستَثِيبُونَ نُعماهُمْ إذا سَلَفَتْ،
وَلَيْسَ في فَضْلِهِمْ مَنٌّ ولا كَدَرُ
كَمْ فَرّقَ الله مِنْ كَيْدٍ وَجَمّعَهُ
بِهمْ، وَأطْفَأ مِنْ نَارٍ لهَا شَرَرُ
وَلَنْ يَزَالَ إمَامٌ مِنهُمُ مَلِكٌ،
إلَيْهِ يَشُخَصُ فَوْقَ المِنبَرِ البَصَرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن الأرامل والأيتام قد يئسوا
إن الأرامل والأيتام قد يئسوا
رقم القصيدة : 3368
-----------------------------------
إنّ الأرَامِلَ وَالأيْتَامَ قَد يَئِسُوا،
وَطَالِبي العُرْفِ إذْ لاقَاهُمُ الخَبَرُ
أنّ ابنَ لَيلى بأرْضِ النّيلِ أدْرَكَهُ،
وَهُمْ سِرَاعٌ إلى مَعرُوفِهِ، القَدَرُ
لَما انْتَهَوْا عِنْدَ بَابٍ كانَ نَائِلُهُ
بِهِ كَثيراً وَمِنْ مَعرُوفِهِ فَجرُ
قالوا: دَفَنّا ابنَ لَيلى، فاستَهَلّ لهُمْ،
مِنَ الدّمُوعِ عَلى أيّامِهَا، دِرَرُ
مِنْ أعْيُنٍ عَلِمَتْ أنْ لا حِجازَ لهمْ
وَلا طَعامَ إذا مَا هَبّتِ القِرَرُ
ظَلّوا على قَبْرِهِ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ،(38/31)
وَقَدْ يَقُولون، تارَاتٍ، لَنَا العبَرُ
يُقَبّلُونَ تُرَاباً فَوْقَ أعْظُمِهِ،
كَما يُقَبَّلُ في المَحجوجةِ الحَجَرُ
لله أرْضٌ أجَنّتُهُ ضَرِيحَتُهَا،
وَكَيْفَ يُدْفَنُ في المَلحودةِ القَمَرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تذكر هذا القلب من شوقه ذكرا
تذكر هذا القلب من شوقه ذكرا
رقم القصيدة : 3369
-----------------------------------
تَذَكّرَ هذَا القلبُ منْ شَوْقِهِ ذِكَرَا،
تَذَكّرَ شَوْقاً لَيْسَ نَاسِيَهُ عَصْرَا
تَذَكّرَ ظَمْيَاءَ الّتي لَيْسَ نَاسِياً،
وَإنْ كانَ أدْنَى عَهدِهَا حِججاً عشرَا
وَمَا مُغْزِلٌ بِالغَوْرِ غَوْرِ تِهَامَةٍ
تَرَعّى أرَاكاً مِنْ مَخارِمِها نَضْرَا
مِنَ العُوجِ حَوّاءَ المَدامعِ تَرْعَوِي
إلى رَشَأٍ طِفْلٍ تَخالُ بهِ فَتْرَا
أصَابَتْ بِأعلى الوَلْوَلانِ حِبَالَةً،
فما استَمسكَتْ حتى حسبنَ بها نَفرَا
بِأحْسَنَ مِنْ ظَمْيَاءَ يَوْمَ لَقيتُها،
وَلا مُزْنَةٌ رَاحَتْ غَمامَتها قَصْرَا
وَكَمْ دُونَها مِنْ عاطِفٍ في صرِيمةٍ
وَأعداءِ قَوْمٍ يَنذُرُونَ دَمي نَذْرَا
إذا أوْعَدُوني عِنْدَ ظَمْيَاءَ سَاءَهَا
وَعيدي وَقالَتْ: لا تقولوا لَه هُجْرَا
دَعاني زِيَادٌ للعَطَاءِ وَلَمْ أكُنْ
لأقرَبَهُ ما سَاقَ ذُو حَسَبٍ وَفْرَا
وَعِنْدَ زِيَادٍ لَوْ يُرِيدُ عَطَاءَهُمْ
رِجَالٌ كَثيرٌ قَدْ يَرَى بهمُ فَقْرَا
قُعُودٌ لَدى الأبْوَابِ طُلاّبُ حاجَةٍ
عَوَانٍ مِنَ الحَاجات أوْ حاجةٍ بِكَرا
فَلَمّا خَشِيتُ أنْ يَكُونَ عَطاؤهُ
أداهِمَ سُوداً أوْ مُحَدْرَجَةً سُمَرا
فَزِعْتُ إلى حَرْفٍ أضَرّ بِنَيّهَا
سُرَى الليلِ وَاستعرَاضُها البلَدَ القَفرَا
تنفس من بهوٍ من الجوف واسع
إذا مدَّ حيزوماشراسيفها الضفرا
تَرَاهَا إذَا صَامَ النّهَارُ كَأنّمَا
تُسامي فَنيقاً أوْ تُخالِسُهُ خَطْرَا
تَخوضُ إذا صَاحَ الصّدى بعد هَجعَةٍ
مِنَ اللّيْلِ مُلتَجّاً غياطِلُهُ خَضرَا(38/32)
وَإنْ أعرَضَتْ زَوْرَاءَ أوْ شَمّرَتْ بهَا
فَلاةٌ تَرَى مِنها مَخارِمَها غُبْرَا
تَعادَينَ عَنْ صُهْبِ الحَصَى وكأنّما
طَحَنّ بهِ من كلّ رَضرَاضَةٍ جَمرَا
عَلى ظَهرِ عَادِيٍّ كَأنّ مُتُونَهُ
ظُهُورُ لأىً تُضْحي قَياقيُّهُ حْمْرَا
وكم من عَدُوٍّ كاشْحٍ قَد تجاوَزَتْ
مَخافَتُه حَتى يكونَ لهَا جَسْرَا
يَؤمّ بهَا المَوْمَاةَ مَنْ لَنْ تَرَى لَهُ
إلى ابنِ أبي سُفيَان جاهاً وَلا عُذْرا
وَحِضْنَينِ مِنْ ظَلْمَاءِ لَيْلٍ سرَيتُهُ
بأغيَدَ قد كانَ النّعاسُ لَهُ سُكْرَا
رَمَاهُ الكَرَى في الرّأسِ حتى كأنّهُ
أمِيمُ جَلامِيدٍ تَرَكْنَ بِهِ وَقْرَا
جَرَرْنَا وَفَدّيْنَاهُ حَتى كَأنّمَا
يَرَى بهَوَادي الصّبحِ قَنْبَلَةً شُقرَا
مِنَ السّيْرِ وَالإسْآدِ حَتى كَأنّما
سَقَاهُ الكَرَى في كلّ مَنزِلَةٍ خَمرَا
فَلا تُعْجِلاني صَاحِبَيّ، فَرُبّمَا
سَبَقْتُ بِوِرْدِ المَاءِ غادِيَةً كُدْرَا
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> أيظن
أيظن
رقم القصيدة : 337
-----------------------------------
أيظن أني لعبة بيديه؟
أنا لا أفكر في الرجوع إليه
اليوم عاد كأن شيئا لم يكن
وبراءة الأطفال في عينيه
ليقول لي : إني رفيقة دربه
وبأنني الحب الوحيد لديه
حمل الزهور إليّ .. كيف أرده
وصباي مرسوم على شفتيه
ما عدت أذكر .. والحرائق في دمي
كيف التجأت أنا إلى زنديه
خبأت رأسي عنده .. وكأنني
طفل أعادوه إلى أبويه
حتى فساتيني التي أهملتها
فرحت به .. رقصت على قدميه
سامحته .. وسألت عن أخباره
وبكيت ساعات على كتفيه
وبدون أن أدري تركت له يدي
لتنام كالعصور بين يديه ..
ونسيت حقدي كله في لحظة
من قال إني قد حقدت عليه؟
كم قلت إني غير عائدة له
ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه ..
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كأن فريدة سفعاء راحت
كأن فريدة سفعاء راحت
رقم القصيدة : 3370
-----------------------------------
كَأنّ فَرِيدَةً سَفْعَاءَ رَاحَتْ(38/33)
بِرَحْلي أوْ بَكَرْتُ بها ابتِكَارَا
لهَا بدَخُولِ حَوْمَلَ بَحْزَجيٌّ
تَرَى في لَوْن جُدّتِهِ احمِرَارَا
كلوْنِ الأرْضِ يَرْقدُ حيثُ يُضْحي
بِأعْلى التَّلْعِ أضْمَرَتِ الحِذارَا
عَلَيْهِ فَلَمْ يَئِلْ، وَرَأى خَليعٌ
قَليلُ الشيءِ يَتّبِعُ القِفَارَا
تَحَرّيها إلَيْهِ، وَحَيْثُ تَنْأى
بِشِقّ النّفْسِ تَرْهبُ أنْ يُضَارَا
إذا جَمَعَتْ لَهُ لَبَناً أتَتْهُ
بِضَهْلِ وَتينِها تَخشَى الغِرَارَا
فأوْجَسَ سَمْعُها مِنهُ فأصْغَتْ
غَمَاغِمَ بِالصّرِيمَةِ أوْ خُوَارَا
فَطافَتْ بالهَبيرِ بحَيْثُ كَانَتْ
بِدِرّتِهَا تَعَهَّدُهُ مِرَارَا
فَلاَقَتْ حيثُ كانَ دماً وَمَسْكاً
حَديثَ العَهدِ قد سَدِكَ الغُبارَا
فَرَاحَتْ كالشِّهابِ رَمَى عِشاءً
بِهِ الغِلْمانُ تَقتَحِمُ الخَبَارَا
فَتِلْكَ كأنّ رَاحِلَتي اسْتَعارَتْ
قَوَائِمَهَا الخَوانِفَ وَالفَقَارَا
وَإنّا أهْلُ بَادِيَةٍ، وَلَسْنَا
بأهْلِ دَرَاهِمٍ حَضَرُوا القَرَارَا
أُزَكّي عِنْدَ إبْرَاهِيمَ مَالي،
وَأغْرَمُ عَنْ عُصَاةِ بَني نَوَارَا
فَإلاّ يَدْفَعِ الجَرّاحُ عَنّي،
أكُنْ نجماً بغَرْبِ الأرْضِ غَارَا
فَلَوْلا أنْتَ قَدْ هَبَطَتْ رِكابي
مِنَ الأوَدَاةِ أوْدِيَةً قِفَارَا
قَوَاصِدَ للإمام مُقَلِّصَاتٍ،
يَصِلْنَ بِلَيْلِهِنّ بِنَا النّهَارَا
كَأنّ نَعَائِماً تَعْوِي بُرَاهَاً،
إذا سَفَرَتْ مَحازِمُها الضِّفَارَا
وَمَنْ يَرَنَا، وَأرْحُلُنَا عَلَيْهَا،
يُخَيّلْ أنّ ثَمّ بهِا نَفَارَا
بِأْرْحُلِنَا يَخِدِنَ، وَقَدْ جَعَلْنَا
لِكُلّ نَجيبَةٍ مِنْهَا زِيَارَا
وَلَوْلا مَوْقِعُ الأحْنَاءِ مِنْهَا،
ومَسُّ حِبالِهَا، حُسِبتْ صُواراَ
نُضَارُ الدّاعِرِيَّةِ إِنَّ مِنْهَا
إذا نُسِبَتْ أسِرّتُهَا، نُضَارَا
كَأنّ نَجَاءَ أرْجُلِهِنّ لَمّا
ضَرَحْنَ المَرْوَ يَقتَدحُ الشّرَارَا
كَأنّ نِعَالَهُنّ مُخَدَّمَاتٍ
عَلى شَرَكِ الطّرِيقِ إذا استَنارَا(38/34)
تَساقُطُ رِيشِ غَادِيَةٍ وَغَادٍ،
حَمامَيْ قَفْرَةٍ وَقَعَا فَطَارَا
تَبِعْنَا مَوْقِعَ النّسْرَينِ حَتى
تَرَكْنَا مُخَّ أسْمَنِهِنّ رَارَا
إذاً لأقَمْتُ أعْنَاقَ المَطَايَا
إلى مَلِكٍ، إلَيهِ المُلْكُ صَارَا
أغَرَّ تَنَظَّرُ الآفَاقُ مِنْهُ
غُيُوماً، غَيرَ مُخْلِفَةٍ غِرَارَا
تُرَاثاً غَيرَ مُغْتَصَبٍ، وَلِكنْ
لِعَدْلِ مَشُوَرَةٍ كَانُوا خِيَارَا
هُمُ وَرِثُوا الخلافةَ حَيثُ شُقّتْ
عَصَا الإسْلامِ وَاشتغرَ اشتغارَا
قُلُوبُ مُنافِقينَ طَغَوْا وَشَبّوا،
بِكُلّ ثَنِيّةٍ بِالأرْضِ، نَارَا
وَلَكِنّي اطْمَأَنّ حَشَايَ لَمّا
عَقَدْتَ لَنَا بذِمّتِكَ الجِوَارَا
وَمَنْ تَعْقِدْ لَهُ بيَدَيْكَ حَبْلاً
فَقَدْ أخَذَتْ يَداهُ لَهُ الخِيَارَا
وَما تَكُ يا ابنَ عَبْدِ الله فِينَا،
فَلا ظُلْماً نَخافُ وَلا افْتِقَارَا
سَيَبْلُغُ مَا جَزَيتُكَ من ثَنَائي،
بِمَكّةَ، مَنْ أقَامَ بهَا وَسَارَا
ثَنَاءً لَسْتُ كَاذِبَهُ، كَفَتْني
يَداكَ نَوَائِبَ الحَدَثِ الكِبَارَا
وَمَنْ يَعْقِدْ لَهُ الجَرّاحُ حَبْلاً
فَلا يَخْشَى لِذِمّتِهِ غِرَارَا
إذا قَحْطَانُ بِالخَيْفَينِ لاقَتْ،
إذا احتَصَرَتْ مَناسِكَها نِزَارَا
رَأوْا لَكَ غُرّةً فَضَلَتْ عَلَيْهِمْ
مِنَ الأحْساب وَالعَدَدِ الكُثَارَا
إذا قَزِعَ النّسَاءُ فَلا تُبَالي
لهَا سُوقاً خَرَجْنَ وَلا خِمَارَا
خَفَضْنَ إذا رَأيْنَكَ كُلَّ ذَيْلٍ
وَوَارَينَ الخَلاخِلَ وَالسّوَارَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تمنى ابن مسعود لقائي سفاهة
تمنى ابن مسعود لقائي سفاهة
رقم القصيدة : 3371
-----------------------------------
تَمَنّى ابنُ مَسعُودٍ لِقائي سَفَاهَةً،
لَقَد قالَ حَيْناً يَوْمَ ذاكَ وَمُنكَرَا
مَتى تَلْقَ مِنّا عُصْبَةً يا ابنَ خَالِدٍ
رَبيئَةَ جَيشٍ أوْ يَقودونَ مِنْسَرَا
تَكُنْ هَدَراً إنْ أدرَكَتْكَ رِماحُنا،
وَتُترَكَ في غَمّ الغُبَارِ مُقَطَّرَا(38/35)
مَنَتْ لَكَ مِنّا أنْ تُلاقيَ عُصْبَةً
حِمَامُ مَنَايَا قُدْنَ حَيْناً مُقَدَّرَا
عَلى أعْوَجِيّاتٍ، كَأنّ صُدُورَهَا
قَنا سَيْسَجانٍ مَاؤهُ قَدْ تَحَسّرَا
ذَوَابِلَ تُبْرَى حُولُها لِفُحُولِهَا،
تَرَاهُنّ مِنْ قَوْدِ المَقانِبِ ضُمَّرَا
إذا سَمِعَتْ قَرْعَ المَساحِلِ نَازَعَتْ
أيَامِنُهُمْ شَزْراً مِنَ القدّ أيْسَرَا
يَذُودُ شِدادُ القَوْمِ بَينَ فُحُولِها
بِأشْطانَهَا مِنْ رَهْبَةٍ أنْ تُكَسّرَا
وَكُلُّ فَتىً عَارِي الأشاجعِ لاحَهُ
سَمُومُ الثّرَيّا لَوْنُهُ قَدْ تَغَيّرَا
على كُلّ مِذْعانِ السُّرَى رَادِنِيّةٍ
يَقُودُ وَأىً غَمرَ الجِرَاءِ مُصَدَّرَا
شَديدَ ذَنوبِ المَتنِ مُنغَمِسَ النَّسا
إذا مَا تَلَقَّتْهُ الجَراثيمُ أحْضَرَا
وَكَمْ مِنْ رَئِيسٍ غَادَرَتْهُ رِماحُنا
يمُجّ نجيعاً مِنْ دَمِ الجَوْفِ أحْمَرَا
وَنَحْنُ صَبَحْنا الحَيَّ يَوْمَ قُرَاقِرٍ
خَميساً كأرْكانِ اليَمامَةِ مِدْسَرَا
وَنَحْنُ أجَرْنَا يَوْمَ حَزْنِ ضَرِيّةٍ،
وَنَحنُ مَنَعنا يَوْمَ عَيْنَينِ مِنقَرَا
وَنَحْنُ حَدَرْنَا طَيّئاً عَنْ جِبَالِها،
وَنحنُ حدَرْنا عن ذُرَى الغَوْرِ جَعفَرَا
بِأرْعَنَ جَرّارٍ تَفِيءُ لَهُ الصُّوَى،
إذا ما اغتَدى من مَنزِلٍ أوْ تهَجّرَا
لَهُ كَوْكَبٌ إذ ذرّتِ الشمسُ وَاضحٌ،
تَرَى فيهِ مِنّا دارِعِينَ وَحُسَّرَا
أبي يَوْمَ جَاءتْ فَارِسٌ بجُنُودِها
على حَمَضَى رَدّ الرّئيسَ المشَوَّرَا
غَدا وَمَساحي الخيْلِ تَقْرَعُ بَيْنَها،
وَلمْ يَكُ في يَوْمِ الحِفاظِ مُغَمِّرَا
كَأنّ جُذُوعَ النّخْلِ لمّا غَشينَهُ
سَوَابِقُها مِنْ بَينِ ورْدٍ وَأشْقَرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لوى ابن أبي الرقراق عينيه بعدما
لوى ابن أبي الرقراق عينيه بعدما
رقم القصيدة : 3372
-----------------------------------
لَوَى ابنُ أبي الرّقْراقِ عَيْنَيْهِ بَعدما
دَنَا مِنْ أعَالي إيلِيَاءَ وَغَوّرَا(38/36)
رَجَا أنْ يَرَى مَا أهْلُهُ يُبْصِروُنَهُ
سُهَيْلاً، فَقَدْ وَارَاهُ أجْبَالُ أعفَرَا
فكُنّا نَرَى النّجْمَ اليَمانيَّ عِنْدَنَا
سُهَيلاً فحالَتْ دُونَهُ أرْضُ حِميرَا
وَكُنّا بِهِ مُسْتَأنِسِينَ كَأنّهُ
أخٌ أوْ خَلِيطٌ عَنْ خَليطٍ تَغَيّرَا
بَكَى أنْ تَغَنّتْ فَوْقَ سَاقٍ حمامةٌ
شَآمِيّةٌ هَاجَتْ لَهُ فَتَذَكّرَا
وَأضْحَى الغَواني لا يُرِدْنَ وِصَالَهُ،
وَبَيْنَا تَرَى ظِلَّ الغِيَايَةِ أدْبَرَا
مَخابىءَ حُبٍّ مِنْ حُمَيدَةَ لمْ يزَلْ
بِهِ سَقَمٌ، مِنْ حُبّها، إذْ تَأزّرَا
فَلَوْ كانَ لي بالشّأمِ مثلُ الذي جَبَتْ
ثَقِيفٌ بِأمْصَارِ العِرَاقِ، وَأكْثَرَا
فَقِيلَ: أتِهِ! لمْ آتِهِ، الدّهْرَ، مَا دَعَا
حَمَامٌ عَلى سَاقٍ هَدِيلاً فقَرْقَرَا
تَرَكْتُ بَني حَرْبٍ وَكانُوا أئِمَّةً،
وَمَرْوَانَ لا آتِيهِ، وَالمُتَخَيَّرَا
أبَاكَ، وَقَدْ كان الوَليدُ أرَادَني
لِيَفْعَل خَيْراً أوْ لِيُؤمِنَ أوْجَرَا
فَمَا كُنْتُ عَن نَفسي لأرْحلَ طائعاً
إلى الشّأمِ حتى كنتَ أنتَ المُؤمَّرَا
فلَمّا أتَاني أنّهَا ثَبَتَتْ لَهُ
بِأوْتَادِ قَرْمٍ، مِنْ أُمَيّةَ، أزْهَرَا
نَهَضْتُ بِأكْنَافِ الجَناحَينِ نَهضَةً
إلى خَيرِ أهلِ الأرْض فرْعاً وعُنصرَا
فَحُبُّكَ أغْشَاني بِلاداً بَغِيضَةً
إليّ، وَرُومِيّاً بِعَمّانَ أقْشَرَا
فلَوْ كنتُ ذا نَفسَينِ إنْ حَلّ مُقبِلاً
بإحْداهما مِنْ دونِكَ المَوْتُ أحمَرَا
حَيِيتُ بأُخْرَى بَعْدَهَا إذْ تجَرّمَتْ
مَداها عَسَتْ نَفسي بها أنْ تُعَمَّرَا
إذاً لَتَغَالَتْ بِالفَلاةِ رِكَابُنَا
إلَيْكَ بنا يَخْدِينَ مَشْياً عَشَنزَرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> فداك من الأقوام كل مزند
فداك من الأقوام كل مزند
رقم القصيدة : 3373
-----------------------------------
فَداكَ مِنَ الأقْوَامِ كُلُّ مَزَنَّدٍ
قَصِيرِ يَدِ السِّرْبَالِ مُسترِقِ الشِّبرِ(38/37)
مِنَ المُزْلَهِمّينَ الّذِينَ كَأنّهُمْ
إذا احتَضَرَ القَوْمُ الخِوَانَ على وِتْرِ
فأنتَ ابنُ بَطحاويْ قُرَيشٍ، فإنْ تَشأْ
تنلْ من ثَقيفٍ سَيلَ ذي حَدَبٍ غَمرِ
وَأنْتَ ابنُ فَرْعٍ مَاجِدٍ لِعَقِيلَةٍ،
تَلَقّتْ لَهُ الشمسُ المُضِيئةُ بالبَدْرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وكان يجير الناس من سيف مالك
وكان يجير الناس من سيف مالك
رقم القصيدة : 3374
-----------------------------------
وَكانَ يُجيرُ النّاسَ مِنْ سيفِ مالكٍ،
فَأصْبَحَ يَبغي نَفْسَهُ مَنْ يُجيرُهَا
فكانَ كَعَنْزِ السَّوْءِ قامَتْ بظِلْفِها
إلى مُدْيَةٍ وَسْطَ التّرَابِ تُثِيرُها
ستَعَلَمُ عَبدُ القيسِ إنْ زَالَ مُلكُها
عَلى أيّ حالٍ يَسْتَمِرُّ مَرِيرُهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> دعاني إلى جرجان والري دونه
دعاني إلى جرجان والري دونه
رقم القصيدة : 3375
-----------------------------------
دَعَاني إلى جُرْجَانَ وَالرّيُّ دُونَهُ
أبُو خالِدٍ، أني إذاً لَزَؤورُ
لآتيَ مِنْ آلِ المُهَلَّبِ ثَائِراً
بأعْرَاضِهَا، والدّائِرَاتُ تَدُورُ
سَآبَى وَتَأبَى لي تَميمٌ، وَرُبّمَا
أبَيْتُ فَلَمْ يَقْدِرْ عَليّ أمِيرُ
كَأني وَرَحْلي وَالمَنَافيُّ تَرْتَمي
بنَا، بجنُوبِ الشَّيّطَيْنِ، حَمِيرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يختلف الناس ما لم نجتمع لهم
يختلف الناس ما لم نجتمع لهم
رقم القصيدة : 3376
-----------------------------------
يَخْتَلِفُ النّاسُ ما لمْ نَجْتَمعْ لهُمُ،
وَلا اختلافَ إذا ما أجمَعتْ مُضَرُ
مِنّا الكَوَاهِلُ وَالأعْنَاقُ تَقْدُمُها،
وَالرّأسُ مِنّا وَفيهِ السّمعُ وَالبَصَرُ
وَلا نُحِالِفُ إلاّ الله مِنْ أحَدٍ
غَيرَ السّيوفِ إذا ما اغرَوْرَقَ النّظَرُ
وَمَنْ يَمِلْ يُمِلِ المأثورُ ذِرْوَتَهُ
حَيثُ التَقى من حَفافي رَأسه أمّا العَدُوُّ فإنّا لا نَلِينُ لَهُمْ،
حتى يَلِينَ لضرْسِ الماضِغِ الحَجَرُ(38/38)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ضيع أولاد الجعيدة مالك
ضيع أولاد الجعيدة مالك
رقم القصيدة : 3377
-----------------------------------
ضَيّعَ أوْلادَ الجُعَيْدَةِ مَالِكٌ،
خَنَاطيلَ، مِنْهَا رَازِمٌ وَحَسِيرُ
سَتَعْلَمُ ما تُغْني رَوَاقيدُ أُسْنِدَتْ،
لِها عِنْدَ أطْنَابِ البُيُوتِ هَدِيرُ
عنِ الإبْلِ إذا جاءتْ حدابيرَ رُزَّحاً،
إذا لَمْ يُبَعْ بِزْرٌ لَهَا وَعَصِيرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أمسكين أبكى الله عينك إنما
أمسكين أبكى الله عينك إنما
رقم القصيدة : 3378
-----------------------------------
أمِسْكِينُ أبْكَى الله عَيْنَكَ، إنما
جَرَى في ضَلالٍ دَمْعُها إذْ تحَدّرَا
أتَبْكي امرأً من أهلِ مَيسانَ كافِراً
كَكِسرَى على عِدّانِهِ أوْ كقَيصرَا
أقُولُ لَهُ لَمّا أتَاني نَعِيّهُ:
بِهِ لا بِظَبّيٍ بِالصّرِيمَةِ أعْفَرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ليبك وكيعا خيل حرب مغيرة
ليبك وكيعا خيل حرب مغيرة
رقم القصيدة : 3379
-----------------------------------
ليَبْكِ وَكيعاً خَيْلُ حَرْبٍ مُغيرَةٌ
تَساقَى المَنايَا بِالرُّدَيْنِيّةِ السُّمْرِ
لَقُوا مِثلَهُمْ فاستَهزَموهُمْ بدَعَوةٍ
دَعوهَا وكيعاً والجيادُ بهِمْ تَجرِي
وَبَينَ الّذِي نَادَى وَكِيعاً وَبَيْنَهُمْ
مَسِيرَةُ شَهْرٍ، للمُقَصَّصَةِ البُترِ
وَكَمْ هَدّتِ الأيّامُ مِنْ جَبَلٍ لَنا
وَسَابِغَةٍ زَغْفٍ وَأبْيَض ذي أثْرِ
وَإنّا عَلى أمْثَالِهِ مِنْ جِبَالِنَا
لأبْقَى مَعدٍّ للنّوَائِبِ وَالدّهْرِ
وَما كانَ كالمَوْتَى وَكيعٌ فَيَمْنَعُوا
نَوَائِحَ لارَثّ السّلاحِ وَلا غَمْرِ
فإنّ الّذِي نَادَى وَكيعاً، فَنَالَهُ،
تَنَاوَلَ صِدّيقَ النّبيّ أبَا بَكْرِ
فَماتَ ولمْ يُؤثَرْ، وَمَا مِنْ قَبِيلَةٍ
مِنَ النّاسِ إلاّ قَدْ أبَاتَ عَلى وِتْرِ
فَلَوْ أنّ مَيْتاً لا يَمُوتُ لِعِزّهِ
على قَوْمِهِ ما ماتَ صَاحِبُ ذا القَبرِ(38/39)
أُصِيبَتْ بِهِ عَمْروٌ وَسَعْدٌ وَمالكٌ
وَضبّةُ عُمّوا بِالعَظيمِ منَ الأمْرِ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> في المقهى
في المقهى
رقم القصيدة : 338
-----------------------------------
جواري اتخذت مقعدها
كوعاء الورد في اطمئنانها
وكتاب ضارع في يدها
يحصد الفضلة من إيمانها
يثب الفنجان من لهفته
في يدي ، شوقا إلى فنجانها
آه من قبعة الشمس التي
يلهث الصيف على خيطانها
جولة الضوء على ركبتها
زلزلت روحي من أركانها
هي من فنجانها شاربة
وأنا أشرب من أجفانها
قصة العينين .. تستعبدني
من رأى الأنجم في طوفانها
كلما حدقت فيها ضحكت
وتعرى الثلج في أسنانها
شاركيني قهوة الصبح .. ولا
تدفني نفسك في أشجانها
إنني جارك يا سيدتي
والربى تسأل عن جيرانها
من أنا .. خلي السؤالات أنا
لوحة تبحث عن ألوانها
موعدا .. سيدتي! وابتسمت
وأشارت لي إلى عنوانها..
وتطلعت فلم ألمح سوى
طبعة الحمرة في فنجانها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> سألنا عن أبي السحماء حتى
سألنا عن أبي السحماء حتى
رقم القصيدة : 3380
-----------------------------------
سَألْنَا عَنْ أبي السّحْمَاءِ حَتى
أتَيْنَا خَيرَ مَطْرُوقٍ لِسَارِي
فَقُلْنَا: يَا أبَا السّحْمَاءِ إنّا
وَجَدْنَا الأزْدَ أبْعَدَ من نِزَارِ
فَقَامَ يَجُرّ مِنْ عَجَلٍ إلَيْنَا
أسَابيَّ النُّعاسِ مَعَ الإزارِ
وَقَامَ إلى سُلافَةِ مُسْلَحِبٍّ،
رَثِيمِ الأنْفِ مَرْبُوبٍ بِقَارِ
تُمَالُ عَلَيْهِمُ، والقِدْرُ تَغلي،
بأبيَضَ من سَديفِ الشَّوْلِ وَارِي
كَأنّ تَطَلُّعَ التّرْغِيبِ فِيهَا
عَذَارٍ يَطّلِعْنَ إلى عَذَارِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد علمت يوم القبيبات نهشل
لقد علمت يوم القبيبات نهشل
رقم القصيدة : 3381
-----------------------------------
لَقَدْ عَلِمَتْ يَوْمَ القُبَيباتِ نَهشَلٌ
وَحُرْدانُها أنْ قد مُنُوا بِعَسِيرِ
عَشِيّةَ قالُوا: إنّ أحوَاضَكُمْ لَنا،(38/40)
فَلاقُوا جَوَازَ المَاءِ غَيرَ يَسِيرِ
فَمَا كانَ إلاّ سَاعَةً ثُمّ أدْبَرَتْ
فُقَيْمٌ بِأعْضَادٍ رَبَتْ وَظُهُورِ
وَقُلْتُ لَهُ: استَمْسِكْ شِعَار فإنّهَا
أُمُورٌ دَنَتْ أحْنَاؤهَا لأمُورِ
لَعَمْرُ أبِيكَ الخَيرِ ما رَغْمُ نَهشَلٍ
عَليّ، وَلا حُرْدَانهَا بِكَثِيرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وصيابة السعدين حولي قرومها
وصيابة السعدين حولي قرومها
رقم القصيدة : 3382
-----------------------------------
وَصُيّابَةُ السّعْدَينِ حَوْلي قُرُومُها،
وَمِنْ مالِكٍ تُلْقى عَليّ الشّرَاشِرُ
فَلَيْسوا بِقَوْمِ المُسْتَميتِ مَذَلّةً،
وَلَكِنْ لَنَا بَادٍ عَزيزٌ وَحَاضِرُ
وَكمْ من رَئيسٍ قَدْ أقادَتْ رِماحُنا،
وَمِنْ مَلِكٍ قَدْ تَوّجَتهُ الأكابِرُ
بِمَنْ حِينَ تَلقَى مَالِكاً تَتّقي العصَا،
وَمَا لَكَ إلاّ قَاصِعَاءَكَ نَاصِرُ
فَإنْ تَنْتَفِقْ تَأخُذْ بِرَأسِكَ حيّةٌ،
وَإنْ تَنْحَجِرْ مِني تَنَلْكَ المَحافرُ
أتَسألُني لَنْ أخفِضَ الحَرْبَ بَعدَما
غَضِبْتُ وَشَالَتْ بي قُرُومٌ هَوادِرُ
هِزَبْرٌ تَفادَى الأُسْدُ مِنْ وَثَباتِهِ،
لَهُ مَرْبِضٌ عَنْهُ يَحيدُ المُسافِرُ
إذا مَا رأتْهُ العَيْنُ غُيّرَ لَوْنُهَا
لَهُ، وَاقشَعَرّتْ من عَرَاهُ الدّوَائِرُ
وَنَحْنُ إذا مَا الحيّ شُلَّ سَوامُهُمْ
وَجَالَتْ بأطرَافِ الذّيولِ المَعاصِر
نَشُنّ جِيَاد البَيْضِ فَوْقَ رُؤوسِنا،
فكُلُّ دِلاصٍ سَكُّهَا مُتَظَاهرُ
وَتَحمي وَرَاءَ الحَيّ مِنّا عِصَابَةٌ
كِرَامٌ إذا احْمَرّ العَوالي مساعِرُ
وَلوْ كنتَ حُرّ العِرْضِ أوْ ذا حَفيظَةٍ
جَرَيْتَ ولَكِنْ لمْ تَلِدْكَ الحَرَائرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا قوم إني لم أكن لأسبكم
يا قوم إني لم أكن لأسبكم
رقم القصيدة : 3383
-----------------------------------
يَا قَوْمُ إنّي لَمْ أكُنْ لأسُبَّكُمْ،
وَذُو البُرْءِ مَحقُوقٌ بأنْ يَتَعَذّرَا(38/41)
إذا قَالَ غَاوٍ مِنْ مَعَدٍّ قَصِيدَةً
بِهَا جَربٌ كَانَتْ عَليّ بِزَوْبَرَا
تَنَاهَوْا، فإني لَوْ أرَدْتُ هِجَاءَكُمْ
بَدَا، وَهْوَ مَعرُوفٌ، أغَرَّ مُشَهَّرَا
أيَنْطِقُهَا غَيْرِي وَأُرْمَى بِدائِهَا،
فَهَذَا كِتَابٌ حَقُّهُ أنْ يُغَيَّرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وجدنا الأزد من بصل وثوم
وجدنا الأزد من بصل وثوم
رقم القصيدة : 3384
-----------------------------------
وَجَدْنَا الأزْدَ من بَصَلٍ وَثُومٍ،
وَأدْنَى النّاسِ مِنْ دَنَسٍ وَعَارِ
صَرَارِيّونَ يَنْضحُ في لِحَاهُمْ
نَفِيُّ المَاءِ مِنْ خَشَبٍ وَقَارِ
وَكَائِنْ للمُهَلّبِ مِنْ نَسِيبٍ
تَرَى بِلَبَانِهِ أثَرَ الزِّيَارِ
بِخَارَكَ لمْ يَقُدْ فَرَساً وَلَكِنْ
يَقُودُ السّاجَ بِالمَرَسِ المُغَارِ
مِنَ المُتَنَطِّقِينَ على لِحَاهُمْ
دَليلَ اللّيلِ في اللُّجَجِ الغِمَارِ
يُنَبّىءُ بِالرّيَاحِ وَمَا أتَتْهُ،
عَلى دَقَلِ السّفينَةِ كالصَّرَارِي
وَلَوْ رُدّ المُهَلّبُ حَيْثُ ضَمّتْ
عَلَيْهِ الغافَ أرْضُ أبي صُفَارِ
إلى أُمّ المُهَلّبِ حَيْثُ أعْطَتْ
بِثَدْيِ اللّؤمِ فَاه مَعَ الصَّغَارِ
تَبَيّنَ أنّهُ نَبَطيُّ بَحْرٍ،
وَأنّ لَهُ اللّئِيمَ مِنَ الدّيَارِ
بِلادٌ لا يعدّ بِهَا غُلامٌ
لَهُ أبَوَينِ مُغْزِلَةُ الجَوَارِي
وَكَيْفَ وَلمْ يَقُدْ فَرَساً أبوكُمْ،
وَلمْ يَحْمِلْ بَنِيهِ إلى الدَّوَارِ
وَلمْ يَعْبُدْ يَغُوثَ وَلمْ يُشَاهِدْ
لِحِمْيَرَ مَا تَدِينُ وَلا نِزَارِ
وَمَا لله تَسْجُدُ أزْدُ بُصْرَى،
وَلَكِنْ يَسْجُدُونَ بِكُلّ نَارِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا من لشوق أنت بالليل ذاكره
ألا من لشوق أنت بالليل ذاكره
رقم القصيدة : 3385
-----------------------------------
ألا مَنْ لِشَوْقٍ أنتَ باللّيلِ ذاكِرُهْ،
وَإنْسانِ عَيْنٍ ما يُغَمِّضُ عائِرُهْ
وَرَبْعٍ كجثمانِ الحَمامةِ أدرَجَتْ(38/42)
عَلَيْهِ الصَّبَا حَتى تَنَكّرَ داثِرُهْ
بِهِ كُلُّ ذَيّالِ العَشِيّ كَأنّهُ
هِجَانٌ دَعَتْهُ للجُفُورِ فَوادِرُهْ
خَلا بَعْدَ حَيٍّ صَالحينَ، وَحَلَّهُ
نَعَامُ الحِمَى بَعدَ الجميعِ وَباقِرُهْ
بمَا قَدْ نَرَى لَيلى، وَلَيْلى مُقِيمَةٌ
بِهِ في خَليطٍ لا تَناثَى حَرَائِرُهْ
فَغَيّرَ لَيْلى الكَاشِحُونَ، فأصْبَحَتْ
لهَا نَظَرٌ دُوني مُرِيبٌ تَشَازُرُهْ
أرَاني إذا مَا زُرْتُ لَيْلى وبَعْلَهَا
تَلَوّى مِنَ البَغْضَاءِ دوني مَشافرُهْ
وَإنْ زُرْتُها يَوْماً فَلَيْسَ بِمُخْلِفي
رَقِيبٌ يَرَاني أوْ عَدُوٌّ أُحَاذِرُهْ
كَأنّ على ذي الطِّنْءِ، عَيْناً بَصِيرَةً
بمَقْعَدِهِ، أوْ مَنْظرٍ هُوَ نَاظِرُهْ
يُحَاذِرُ حَتى يَحْسِبَ النّاسَ كلَّهم
مِنَ الخَوْفِ لا تخفى عَلَيهم سرَائرُهْ
غَدا الحَيُّ مِنْ بَينِ الأُعَيْلامِ بَعدما
جرَى حَدَبُ البُهمى وَهاجتْ أعاصرُهْ
دعَاهُمْ لسِيفِ البحرِ أوْ بَطنِ حائلٍ
هوىً من نَوى حَيٍّ أُمِرَّتْ مرَايرُهْ
عَدوْنَ برهنٍ من فؤادي، وَقَد غَدَتْ
بِهِ قَبلَ أترَابِ الجَنوبِ تُماضِرُهْ
تَذَكّرْتُ أتْرَاب الجَنوبِ وَدُونَها
مَقاطعُ أنْهارٍ دَنَتْ وَقَنَاطِرُهْ
حَوَارِيّةٌ بَينَ الفُرَاتَينِ دَارُهَا،
لهَا مَقْعَدٌ عالٍ بَرُودٌ هَوَاجِرُهْ
تَساقَطُ نَفْسِي إثْرَهُنّ، وَقَدْ بَدَا
من الوَجدِ ما أُخفي وَصَدري مُخامِرُهْ
إذا عَبْرَةٌ وَرّعْتُهَا فَتَكفْكَفَتْ
قَليلاً جَرَتْ أُخْرَى بدَمْعٍ تُبادِرُهْ
فَلَوْ أنّ عَيْناً مِنْ بُكاءٍ تحَدّرَتْ
دَماً، كانَ دَمعي، إذْ رِدائيَ ساتِرُهْ
متَى مَا يَمُتْ عَانِيكِ، يالَيْلَ، ثعْليمي
مُصَابةٍ مَا يُسْيدي لِعَانيكِ نَائِرُه
تَرَيْ خَطَأً ممّا ائتَمَرْتِ وَتَضْمَني
جَرِيرَةَ مَوْلىً لا يُغَمِّضُ ثائِرُهْ
فَلَمْ يَبْقَ مِنْ عانِيكِ إلاّ بَقِيّةٌ،
شَفاً، كَجَناحِ النّسْرِ مُرّطَ سائِرُهْ
ألا هلْ للَيْلى في الفِدَاءِ، فَإنّني(38/43)
أرَى رَهْنَ لَيْلى لا تُبَالي أوَاصِرُهْ
لعَمرِي لَئن أصْبَحتُ في السّيرِ قاصِداً
لَقَد كانَ يَحلُو لي لعَيْني جائِرُهْ
لعَمرِي لَئن أصْبَحتُ في السّيرِ قاصِداً
لَقَدَ كانَ يَحلُو لي لعَيْني جائِرُهْ
وَجَوْنٍ عَلَيْهِ الجَصُّ فيهِ مَرِيضَةٌ،
تَطَلّعُ مِنْهُ النّفسُ وَالموْتُ حاضرُهْ
حَليلَةُ ذي ألْفَينِ شَيْخٍ يَرَى لَهَا
كَثِيرَ الّذي يُعْطي قَليلاً يُحاقِرُهْ
نَهَى أهْلَهُ عَنْهَا الّذي يَعْلَمُونَهُ
إلَيها، وَزَالَتْ عَنْ رَجاها ضَرَائرُهْ
أتَيْتُ لهَا من مُخْتِلٍ كُنْتُ أدّرِي
بهِ الوَحشَ، ما يُخشَى عليّ عَوَاثرُهْ
فَمَا زِلْتُ حَتى أصْعَدتْني حِبَالُهَا
إلَيْها، وَلَيْلي قَدْ تخَامصَ آخِرُهْ
فَلَمّا اجْتَمَعْنَا في العَلاليّ، بَيْنَنَا
ذَكيٌّ أتَى من أهلِ دارِينَ تَاجِرُهْ
نَقَعْتُ غَلِيلَ النّفْسِ إلاّ لُبَانَةً
أبَتْ من فؤادي لمْ تَرِمها ضَمائرُهْ
فَلَمْ أرَ مَنْزُولاً بِهِ بَعْدَ هَجْعَةٍ
ألَذَّ قِرىً لَوْلا الذي قَدْ نُحاذِرُهْ
أُحاذِرُ بَوّابَينِ، قَدْ وُكّلابَهَا،
وَأسْمَرَ مِنْ سَاجٍ تَئِطّ مَسامِرُهْ
فَقُلْتُ لهَا: كَيْفَ النّزُولُ؟ فإنني
أرى اللّيلَ قد وَلّى وَصَوّتَ طائِرُهْ
فَقَالَتْ: أقاليدُ الرِّتَاجَينِ عِنْدَهُ،
وَطَهْمَانُ بالأبوابِ، كيفَ تُساوِرُهْ
أبالسّيْفِ أمْ كَيفَ التّسَنّي لمُوثَقٍ،
عَلَيْهِ رَقِيبٌ دائِبُ اللّيْلِ ساهرُهْ
فَقُلْتُ: ابتٍغي مِنْ غَيرِ ذاكَ مَحالَةً،
وَللأمْرِ هَيْئاتٌ تُصَابُ مَصَادِرُهْ
لَعلّ الّذي أصْعَدْتِني أنْ يَرُدَّني
إلى الأرْضِ إنْ لمْ يَقدِرِ الحَينَ قادرُهْ
فَجَاءتْ بِأسْبابٍ طِوَالٍ وأشْرَفَتْ
قَسِيمَةُ ذي زَوْرٍ مَخُوفٍ تَرَاتِرُهْ
أخَذْتُ بأطْرَافِ الحِبَالِ، وَإنّمَا
على الله مِنْ عَوْصِ الأمورِ مَياسرُهْ
فَقُلْتُ: اقْعُدا إنّ القِيَامَ مزلّةٌ،
وَشُدّا مَعَاً بِالحَبْلِ . إني مُخاطِرُهْ(38/44)
إذا قُلْتُ قَدْ نِلْتُ البَلاطَ تذَبذَبَتْ
حِباليَ في نِيقٍ مَخوفٍ مَخاصِرُهْ
مُنِيفٍ تَرَى العِقْبَانَ تَقْصُرُ دونَهُ
ودونَ كُبَيْداتِ السّمَاءِ مَناظِرُهْ
فلمّا استَوَتْ رِجلايَ في الأرْضِ نادتا:
أحَيٌّ يُرَجّى أمْ قَتِيلٌ نُحَاذِرُهْ؟
فَقُلْتُ: ارْفَعا الأسبابَ لا يشعرُوا بِنا،
وَوَلّيْتُ في أعْجَازِ لَيْلٍ أُبَادِرُهْ
هُمَا دَلّتَاني مِنْ ثَمانينَ قَامَةً،
كما انقَضّ بازٍ أقتمُ الرّيشِ كاسرُهْ
فأصْبحتُ في القوْمِ الجلوسِ، وَأصْبحتْ
مُغلَّقَةً دُوني عَلَيْها دَسَاكِرُهْ
وَبَاتَتْ كَدَوْداة الجَوَارِي، وَبَعْلُها
كَثيرٌ دَوَاعي بَطْنِهِ وَقَرَاقِرُهْ
وَيَحسبُها باتَتْ حَصَاناً؛ وَقد جَرَتْ
لَنَا بُرَتَاها بالذي أنَا شَاكِرُهْ
فَيا رَبِّ إنْ تَغْفِرْ لَنا لَيْلَةَ النَّقَا،
فكُلُّ ذُنُوبي أنتَ يا رَبِّ غَافِرُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كيف ببيت قريب منك مطلبه
كيف ببيت قريب منك مطلبه
رقم القصيدة : 3386
-----------------------------------
كَيْفَ بِبَيْتٍ قَرِيبٍ مِنْكَ مَطلَبُهُ
في ذاكَ مِنكَ كنائي الدّارِ مَهجُورِ
دَسّتْ إليّ بِأنّ القَوْمَ إنْ قَدَرُوا
عَلَيْكَ يَشفُوا صُدوراً ذاتَ توْغيرِ
إلَيْكَ مِنْ نَفَقِ الدَّهْنَا وَمَعْقُلَةٍ
خاضَتْ بِنا اللّيلَ أمثالُ القَراقِيرِ
مُسْتَقْبِلينَ شَمالَ الشّأمِ تَضْرِبُنا
بحاصِبٍ كنَديفِ القُطنِ مَنْثُورِ
عَلى عمائِمنَا يُلْقَى وَأرْحُلِنَا،
عَلى زَوَاحِفَ نُزْجِيها مَحَاسِيرِ
إني وَإيّاكِ إنْ بَلّغْنَ أرْحُلَنَا،
كمَن بَوَاديهِ بعَدَ المَحلِ ممطُورِ
وفي يمينِكَ سَيْفُ الله قَدْ نُصِرَتْ
عَلى العَدُوّ، وَرِزْقٌ غَيْرُ مَحْظُورِ
وَقَدْ بَسَطْتَ يَداً بَيْضَاءَ طَيّبَةً
للنّاسِ مِنكَ بفَيْضٍ غَيرِ مَنزُورِ
يا خَيْرَ حَيٍّ وَقَتْ نَعْلٌ لَهُ قَدَماً،
وَمَيّتٍ، بَعْدَ رُسْلِ الله، مَقْبُورِ
إني حَلَفْتُ، ولَمْ أحْلِفْ على فَنَدٍ،(38/45)
فِنَاءَ بَيْتٍ مِنَ السّاعينَ مَعمُورِ
في أكْبَرِ الحَجّ حافٍ غَيرَ مُنْتَعِلٍ
مِنْ حَالِفٍ مُحرِمٍ بالحَجّ مَصْبورِ
بالباعِثِ الوَارِثِ الأمْوَاتِ قَد ضَمِنتْ
إيّاهُمُ الأرْضَ بالدّهرِ الدّهارِيرِ
إذا يَثُورُونَ أفْوَاجاً كَأنّهُمُ
جَرَادُ رِيحٍ من الأجداثِ مَنشورِ
لَوْ لَمْ يُبَشِّرْ بِهِ عِيسَى وَبَيَّنَهُ،
كُنْتَ النّبيَّ الّذي يَدعُو إلى النُّور
فأنْتَ، إذْ لَمْ تَكُنْ إيّاهُ، صَاحبُهُ
مَعَ الشّهِيدَينِ وَالصِّدِّيقُ في السُّورِ
في غُرَفِ الجَنّةِ العُلْيَا التي جُعِلَتْ
لَهُمْ هُناكَ بِسَعْيٍ كانَ مَشكُورِ
صَلّى صُهَيْبٌ ثَلاثاً ثُمّ أنْزَلَهَا
على ابنِ عَفّانَ مُلْكاً غَيرَ مَقصُورِ
وَصِيّةً مِنْ أبي حَفْصٍ لِسِتّتِهمْ
كَانُوا أحِبّاءَ مَهْدِيٍّ وَمَأمُورِ
مُهَاجِرِينَ رَأوْا عُثْمَانَ أقْرَبَهُمْ
إذْ بَايَعُوهُ لهَا وَالبَيْتِ والطُّورِ
فَلَنْ تَزَالَ لَكُمْ، وَالله أثْبَتَهَا
فيكُمْ، إلى نَفخَةِ الرّحمَنِ في الصُّورِ
إني أقُولُ لأصْحَابي، وَدُونَهُمُ
مِنَ السّمَاوَةِ خَرْقٌ خاشعُ القُورِ:
سيرُوا، ولاَ تَحْفِلُوا إتْعابَ رَاحِلَةٍ،
إلى إمَامٍ بِسَيْفِ الله مَنْصُورِ
إني أتَاني كِتَابٌ كُنْتُ تَابِعَهُ
إليّ مِنْكَ، وَلَمْ أُقْبِلْ مَعَ العِيرِ
ما حَمَلَتْ نَاقَةٌ مِنْ سُوقَةٍ رَجُلاً
مِثْلي، إذا الرّيحُ لَفّتْني على الكُورِ
أكْرَمُ قَوْماً وَأوْفَى عِنْدَ مُضْلِعَةٍ
لمُثْقَلٍ مِنْ دِمَاءِ القَوْمِ مَبْهُورِ
إلاّ قُرَيْشاً، فَإنّ الله فَضّلَهَا
معَ النّبُوّةِ بالإسْلامِ وَالخِيرِ
مِنْ آلِ حَرْبٍ، وَفي الأعياصِ مَنزِلهم،
هُمْ وَرّثُوكَ بِنَاءً عَاليَ السُّورِ
حَرْبٌ وَمَرْوَانُ جدّاكَ اللّذا لَهُمَا
مِنَ الرّوَابي عَظِيمَاتُ الجَمَاهيرِ
تَرَى وُجُوهَ بَني مَرْوَانَ تَحْسِبُهَا،
عِنْدَ اللّقاءِ، مَشُوفاتِ الدّنانيرِ
الضّارِبينَ على حَقٍّ، إذا ضَرَبُوا(38/46)
يَوْمَ اللّقَاءِ، وَلَيْسُوا بالعَوَاوِيرِ
غَلَبْتُمُ النّاسَ بالحَقّ الّذي لَكُمُ
عَلَيْهِمُ وَبِضَرْبٍ غيرِ تَعْذِيرِ
إنّ الرّسُولَ قَضَاهُ الله رَحْمَتَهُ
للنّاسِ، وَالنّاسُ في ظَلْماءَ دَيجُورِ
لَقَدْ عَجِبْتُ مِنَ الأزْديّ جَاءَ بِهِ
يَقُودُهُ للمَنَايَا حَيْنُ مَغْرُورِ
حَتى رَآهُ عِبَادُ الله في دَقَلٍ
مُنَكَّساً، وَهْوَ، مَقْرُونٌ بخِنْزِيرِ
لَلسُّفْنُ أهْوَنُ بَأساً إذْ تُقَوِّدُهَا
في المَاءِ مَطْلِيَّةَ الألْوَاحِ بِالْقِيرِ
وَهُمْ قِيَامٌ بِأيْدِيهِمْ مَجَادِفُهُمْ
مُنَطَّقِينَ عُرَاةً في الدَّقَارِيرِ
حتى رَأَوْا لأبي العَاصِي مُسَوَّمَةً،
تَعْدُو كَرَادِيسَ بالشُّمّ المَغَاوِيرِ
مِنْ حَرْبِ آلِ أبي العاصِي إذا غضِبوا
بِكلّ أبْيَضَ كالمِخْرَاقِ مأثُورِ
اخْسَأْ كُلَيْبُ، فإنّ الله أنْزَلَكُمْ
قِدْماً مَنَازِلَ إذْلالٍ وَتَصْغِيرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وقفت فأبكتني بدار عشيرتي
وقفت فأبكتني بدار عشيرتي
رقم القصيدة : 3387
-----------------------------------
وَقَفْتُ فأبْكَتْني بدارٍ عَشِيرَتي
على رُزْئِهِنّ البَاكِيَاتُ الحَوَاسِرُ
غَدَوْا كَسُيُوفِ الهِنْدِ وُرّادَ حَوْمةٍ
مِنَ المَوْتِ، أعْيَا وِرْدَهنّ المَصَادِرُ
فَوَارِسُ حامَوْا عنْ حَرِيمٍ وَحافظوا
بِدارِ المَنَايَا، وَالقَنَا مُتَشَاجِرُ
كَأنّهُمُ تَحْتَ الخَوَافِقِ إذْ غدَوْا
إلى المَوْتِ أُسْدُ الغابَتَينِ الهَوَاصِرُ
فَلَوْ أنّ سَلْمَى نالَهَا مِثْلُ رُزْئِنَا
لَهُدّتْ، ولَكِنْ تَحمِلُ الرُّزْءَ عامرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أعيني إلا تسعداني ألمكما
أعيني إلا تسعداني ألمكما
رقم القصيدة : 3388
-----------------------------------
أعَيْنَيَّ إلاّ تُسْعَداني ألُمْكُمَا،
فَما بَعدَ بِشرٍ من عَزَاءٍ وَلا صَبرِ
وَقَلّ جَدَاءً عَبْرَةٌ تَسْفَحَانِهَا،
على أنّهَا تَشفي الحرَارَةَ في الصّدرِ(38/47)
ولَوْ أنّ قَوْماً قاتَلُوا المَوْتَ قَبْلَنَا
بشَيْءٍ، لَقَاتَلْنَا المَنِيّةَ عَن بِشْرِ
وَلَكِنْ فُجِعْنَا، والرّزِيئَةُ مِثْلُهُ،
بِأبْيَضَ مَيْمُونِ النّقيبَةِ وَالأمْرِ
عَلى مَلِكٍ كادَ النّجومُ لِفَقْدِهِ
يَقَعْنَ، وَزَالَ الرّاسِيَاتُ من الصّخرِ
ألَمْ تَرَ أنّ الأرْضَ هُدّتْ جبالُهَا،
وَأنّ نجُومَ اللّيلِ بعَدَكَ لا تَسرِي
وَمَا أحَدٌ ذُو فَاقَةٍ كَانَ مِثْلَنَا
إلَيْهِ، وَلَكِنْ لا بَقِيّةَ للدّهْرِ
فإنْ لا تَكُنْ هِنْدٌ بكَتهُ، فقد بكتْ
عَلَيْهِ الثُّرَيّا في كَوَاكِبِها الزُّهْرِ
أغَرُّ، أبُو العاصي أبُوهُ، كَأنّمَا
تَفَرّجَتِ الأثْوَابُ عَنْ قمَرٍ بَدْرِ
نمَتْهُ الرّوَابي مِنْ قُرَيْشٍ، وَلمْ تكُنْ
لَهُ ذاتُ قُرْبَى في كُلَيْبٍ وَلا صِهرِ
سَيَأتي أمِيرَ المُؤمِنِينَ نَعِيُّهُ،
وَيَنْمي إلى عَبْدِ العَزِيزِ إلى مِصْرِ
بأنّ أبَا مَرْوَانَ بِشْراً أخَاكُمَا
ثَوى غَيْرَ مَتْبُوعٍ بَعَجْزٍ وَلا غَدرِ
وَقَد كانَ حَيّاتُ العِرَاقِ يَخَفْنَهُ،
وَحَيّاتُ مَا بَينَ اليَمَامَةِ وَالقَهْرِ
وَقَدْ أُوِثَرتْ أرْضٌ عَلَينا تَضَمّنَتْ
رَبيعَ اليَتَامَى وَالمُقِيمَ عَلى الثَّغْرِ
وَكانَتْ يَدا بِشْرٍ يَدٌ تُمطِرُ النّدى
وَأُخْرَى تُقيمَ الدِّينَ قَسراً على قَسرِ
أقُولُ لِمَحْبُوكِ السَّرَاةِ، كَأنّهُ
منَ الخَيْلِ مَجنونُ الإطاقةِ والحُضرِ
أغَرَّ صَرِيحيٍّ أبُوهُ وَأُمُّهُ،
طَوِيلٍ أمَرّتْهُ الجِيادُ عَلى شَزْرِ:
أتَصْهِلُ عِنْدِي بَعْدَ بِشْرٍ وَلم تذُق
ذُكُورَةَ قَطّاعِ الضّرِيبَةِ ذي أثْرِ
غَضِبْتُ، وَلمْ أمْلِكْ لِبشْرٍ، بصَارِمٍ
عَلى فَرَسِي عِنْدَ الجنازَةِ وَالقَبْرِ
حَلَفْتُ لَهُ لا يَتْبَعُ الخَيْلَ بَعدها
صَحيحُ الشَّوَى حتى يكوسَ من العَقرِ
ألَسْتُ شَحيحاً إنْ رَكِبتُكَ بَعدَهُ
ليَوْمِ رِهَانٍ أوْ غَدَوْتَ مَعي تجرِي
وَكُنّا بِبِشْرٍ قَدْ أمِنّا عَدُوَّنَا(38/48)
من الخَوْفِ، وَاستغنى الفقيرُ عن الفَقرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تمنى المستزيدة لي المنايا
تمنى المستزيدة لي المنايا
رقم القصيدة : 3389
-----------------------------------
تَمَنّى المُسْتَزِيدَةُ لي المَنَايَا،تَمَنّى المُسْتَزِيدَةُ لي المَنَايَا،
وَهُنّ وَرَاءَ مُرْتَقِبِ الجُدُورِ
فَلا وَأبي لمَا أخْشَى وَرَائي
مِنَ الأحْدَاثِ والفَزَعِ الكَبيرِ
أجلُّ عَليّ مَرْزِئَةً، وَأدْنَى
إلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَالنُّشُورِ
مِنَ البَقَرِ الذينَ رُزِئْتُ، خَلَّوْا
عَليّ المُضْلِعَاتِ مِنَ الأمُورِ
أمَا تَرْضَى عُدَيّةُ، دُونَ مَوْتي،
بما في القَلْبِ مِنْ حَزَنِ الصّدورِ
بِأرْبَعَةٍ رُزِئْتُهُمُ، وَكَانُوا
أحَبَّ المَيّتِينَ إلى ضَمِيرِي
بَنيَّ أصَابَهُمْ قَدَرُ المَنَايَا،
فهَلْ مِنهُنّ مِن أحَدٍ مُجيرِي
دَعَاهُمْ للمَنِيّةِ، فَاسْتَجَابُوا
مَدى الآجالِ من عَددِ الشّهُورِ
وَلَوْ كانُوا بَني جَبَلٍ فَمَاتُوا،
لأصْبَحَ وَهُوَ مُختشِعُ الصّخُورِ
وَلَوْ تَرْضَيْنَ مِمّا قَدْ لَقِينَا
لأنْفُسِنَا بِقَاصِمَةِ الظّهُورِ
رَأيْتِ القَارِعَاتِ كَسْرْنَ مِنّا
عِظَاماً، كَسْرُهُنّ إلى جُبُورِ
فإنّ أبَاكِ كَانَ كَذاكَ يَدْعُو
عَلَيْنَا في القَدِيمِ مِنَ الدّهورِ
فَمَاتَ، وَلمْ يَزِدْهُ الله إلاّ
هَوَاناً، وَهْوَ مُهْتَضَمُ النّصِيرِ
رُزِئْنَا غَالِباً وَأبَاهُ كَانَا
سِمَاكَيْ كُلّ مُهْتَلِكٍ فَقِيرِ
وَلَوْ كَانَ البُكَاءُ يَرُدّ شَيْئاً
عَلى الباكي بكيتُ على صُقُورِي
إذا حَنّتْ نَوَارُ تَهِيجُ مِنّي
حَرَارَةَ مِثْلِ مُلْتَهِبِ السّعِيرِ
حَنِينَ الوَالِهَينِ، إذا ذَكَرْنَا
فُؤادَيْنَا، اللَّذَينِ مَعَ القُبُورِ
إذا بَكَيَا حُوَرَاهُما اسَتحَثّتْ
جَناجِنَ جِلّةِ الأجْوَافِ خُورِ
بَكَينَ لشَجْوهنّ فَهِجْنَ بَركاً
عَلى جَزَعٍ لِفَاقِدَةٍ ذَكُورِ
كَأنّ تَشَرُّبَ العَبَراتِ مِنْهَا(38/49)
هِرَاقَةُ شَنّتَيْنِ عَلى بَعِيرِ
كَلَيْلِ مُهَلْهِلٍ لَيْلي، إذا مَا
تَمَنّى الطّولَ ذُو اللّيْلِ القَصِيرِ
يَمَانِيَةٌ، كَأنّ شَآمِيَاتٍ
رَجَحْنَ بجَانِبَيْهِ عَنِ الغُؤورِ
كَأنّ اللّيْلَ يَحْبِسُهُ عَلَيْنَا
ضِرَارٌ، أوْ يَكُرّ إلى نُذُورِ
كَأنّ نُجُومَهُ شَوْلٌ تَثَنّى
لأدْهَمَ في مَبَارِكهَا عَقِيرِ
تَمَنّى المُسْتَزِيدَةُ لي المَنَايَا،
وَهُنّ وَرَاءَ مُرْتَقِبِ الجُدُورِ
فَلا وَأبي لمَا أخْشَى وَرَائي
مِنَ الأحْدَاثِ والفَزَعِ الكَبيرِ
أجلُّ عَليّ مَرْزِئَةً، وَأدْنَى
إلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَالنُّشُورِ
مِنَ البَقَرِ الذينَ رُزِئْتُ، خَلَّوْا
عَليّ المُضْلِعَاتِ مِنَ الأمُورِ
أمَا تَرْضَى عُدَيّةُ، دُونَ مَوْتي،
بما في القَلْبِ مِنْ حَزَنِ الصّدورِ
بِأرْبَعَةٍ رُزِئْتُهُمُ، وَكَانُوا
أحَبَّ المَيّتِينَ إلى ضَمِيرِي
بَنيَّ أصَابَهُمْ قَدَرُ المَنَايَا،
فهَلْ مِنهُنّ مِن أحَدٍ مُجيرِي
دَعَاهُمْ للمَنِيّةِ، فَاسْتَجَابُوا
مَدى الآجالِ من عَددِ الشّهُورِ
وَلَوْ كانُوا بَني جَبَلٍ فَمَاتُوا،
لأصْبَحَ وَهُوَ مُختشِعُ الصّخُورِ
وَلَوْ تَرْضَيْنَ مِمّا قَدْ لَقِينَا
لأنْفُسِنَا بِقَاصِمَةِ الظّهُورِ
رَأيْتِ القَارِعَاتِ كَسْرْنَ مِنّا
عِظَاماً، كَسْرُهُنّ إلى جُبُورِ
فإنّ أبَاكِ كَانَ كَذاكَ يَدْعُو
عَلَيْنَا في القَدِيمِ مِنَ الدّهورِ
فَمَاتَ، وَلمْ يَزِدْهُ الله إلاّ
هَوَاناً، وَهْوَ مُهْتَضَمُ النّصِيرِ
رُزِئْنَا غَالِباً وَأبَاهُ كَانَا
سِمَاكَيْ كُلّ مُهْتَلِكٍ فَقِيرِ
وَلَوْ كَانَ البُكَاءُ يَرُدّ شَيْئاً
عَلى الباكي بكيتُ على صُقُورِي
إذا حَنّتْ نَوَارُ تَهِيجُ مِنّي
حَرَارَةَ مِثْلِ مُلْتَهِبِ السّعِيرِ
حَنِينَ الوَالِهَينِ، إذا ذَكَرْنَا
فُؤادَيْنَا، اللَّذَينِ مَعَ القُبُورِ
إذا بَكَيَا حُوَرَاهُما اسَتحَثّتْ
جَناجِنَ جِلّةِ الأجْوَافِ خُورِ(38/50)
بَكَينَ لشَجْوهنّ فَهِجْنَ بَركاً
عَلى جَزَعٍ لِفَاقِدَةٍ ذَكُورِ
كَأنّ تَشَرُّبَ العَبَراتِ مِنْهَا
هِرَاقَةُ شَنّتَيْنِ عَلى بَعِيرِ
كَلَيْلِ مُهَلْهِلٍ لَيْلي، إذا مَا
تَمَنّى الطّولَ ذُو اللّيْلِ القَصِيرِ
يَمَانِيَةٌ، كَأنّ شَآمِيَاتٍ
رَجَحْنَ بجَانِبَيْهِ عَنِ الغُؤورِ
كَأنّ اللّيْلَ يَحْبِسُهُ عَلَيْنَا
ضِرَارٌ، أوْ يَكُرّ إلى نُذُورِ
كَأنّ نُجُومَهُ شَوْلٌ تَثَنّى
لأدْهَمَ في مَبَارِكهَا عَقِيرِ
وَكَيْفَ بِلَيْلَةٍ لا نَوْمَ فِيهَا،
وَلا ضَوْءٍ لِصَاحِبِهَا مُنِيرِ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> على الغيم
على الغيم
رقم القصيدة : 339
-----------------------------------
فَرَشتُ أهدابي.. فلن تتعَبي
نُزْهتنا على دمِ المغربِ
في غيمةٍ ورديّةٍ.. بيتُنا
نَسْبَحُ في بريقها المُذْهَبِ
يسوقُنا العطرُ كما يشتهي
فحيثُما يذهبْ بنا.. نَذْهَبِ..
خذي ذراعي.. دربُنا فضّهٌ
ووعدُنا في مخدعِ الكوكبِ
أرجوكِ.. إنْ تمسّحتْ نجمةٌ
بذيلِ فستانكِ.. لا تغضبي
فإنها صديقةٌ .. حاولتْ
تقبيلَ رِجليكِ ، فلا تعتبي
ثِقي بحُبّي .. فهو أقصوصةٌ
بِأَدْمُعِ النجومِ لم تُكْتَبِ
حُبِّي بِلَونِ النار.. إنْ مرةً
وَشْوَشْتُ عنه الحبَّ، يَسْتَغْرِبُ
لا تَسأَليني..كيفَ أَحْبَبْتَني؟
يَدفعني إليكِ شوقٌ نبي..
و اللهِ إنْ سَأَلتِني نجمةً
قَلَعْتُها من أُفْقِها .. فاطلبي
هل كان ينمو الوردُ في قمّتي؟
لو لم تهلّي أنتِ في ملعبي
و مطلبي لَديكِ ما يطلبُ
العصفورُ عند الجدولِ المعشبِ
و أنتِ لي ، ما العطرُ للوردة
الحمراء، لا أكونُ إنْ تذهبي ..
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كم للملاءة من طيف يؤرقني
كم للملاءة من طيف يؤرقني
رقم القصيدة : 3390
-----------------------------------
كَمْ للمُلاءَةِ مِنْ طَيْفٍ يُؤرّقُني
وَقَد تجَرْثمَ هادي اللّيلِ وَاعتكَرَا
وَقَدْ أُكَلِّفُ هَمّي كُلَّ نَاجِيَةٍ،(38/51)
قَد غادَرَ النّصُّ في أبصَارِها سَدَرَا
كَأنّهَا بَعْدَمَا انْضَمّتْ ثَمائِلُها
برَأسِ بَيْنَةَ فَرْدٌ أخْطَأ البَقَرَا
حَتى تُنَاخَ إلى جَزْلٍ مَوَاهِبُهُ،
مَا زَالَ مِن رَاحَتَيهِ الخيرُ مُبتَدَرَا
قَرْم يُبَارى شَماطيطُ الرّيَاحِ بِهِ
حَتى تَقَطّعَ أنْفَاساً وَمَا فَتَرَا
وَمَا بجُودِ أبي الأشْبَالِ من شَبَهٍ
إلاّ السّحَابُ وَإلاّ البَحرُ إذ زَخَرَا
كِلْتا يَدَيْهِ يَمينٌ غَيرُ مُخْلِفَةٍ،
تُزْجي المَنَايَا وَتَسقي المُجدبَ المطرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لنا عدد يربي على عدد الحصى
لنا عدد يربي على عدد الحصى
رقم القصيدة : 3391
-----------------------------------
لَنَا عَدَدٌ يُرْبي على عَدَدِ الحَصَى
وَيُضْعِفُ أضْعَافاً كَثِيراً عَذِيرُهَا
وَمَا حُمّلَتْ أضْغَانُنَا مِنْ قَبِيلَةٍ
فَتَحمِلَ ما يُلقَى عَلَيها ظُهُورُها
إذا ما التَقَى الأحياءُ ثمّ تَفَاخَرُوا،
تَقَاصَرَ عِنْدَ الحَنْظَليّ فُخُورُها
وَإنْ عُدّتِ الأحْسابُ يَوْماً وَجَدتَها
يَصِيرُ إلى حَيّيْ تَميمٍ مَصِيرُها
وَإنْ نَفَرَ الأحْيَاءُ يَوْمَ عَظِيمَةٍ
تَحَاقَرَ في حَيّيْ تَمِيمٍ نُفُورُها
نَمَتْني قُرُومٌ مِنْ تميمٍ، وَخِلْتُهَا
إلَيْهَا تَنَاهَى مَجْدُ أُدٍّ وَخِيرُها
تَميمٌ هُمُ قَوْمي، فَلا تَعْدِلَنّهُمْ
بحَيٍّ إذا اعْتَزّ الأمُورَ كَبِيرُها
هُمُ مَعْقِلُ العِزِّ الّذِي يُتّقَى بِهِ
ضِرَاسُ العِدى وَالحرْبُ تغلي قدورُها
وَلَوْ ضَمِنَتْ حَرْباً لخِنْدِفَ أُسَرةٌ
عَبَأنَا لهَا مِنْ خِندِفٍ مَن يُبيرُها
فما تُقبِلُ الأحياءُ من حبّ خِندِفٍ،
وَلكِنّ أطْرَافَ العَوَالي تَصُورُها
بحَقّي أُضِيمُ العَالَمِينَ بخِنْدِفٍ،
وَقَدْ قَهَرَ الأحْيَاءَ مِنّا قَهُورُها
مُلُوكٌ تَسُوسُ المُسلِمينَ وَغَيرَهُمْ
إذا أنكَرَتْ كَانَتْ شديداً نكِيرُها
وَرِثْنَا كِتَابَ الله والكَعْبَةَ الّتي(38/52)
بِمَكّةَ، مَحْجوباً عَلَيها سُتورُها
وَأفضَلُ مَن يَمشي على الأرْض حيُّنا
وَمَا ضَمِنَتْ في الذّاهِبينَ قُبُورُها
لَنا دُونَ مَنْ تَحْتَ السّمَاءِ علَيهمُ
مِنَ النّاسِ طُرّاً شَمسُها وَبُدورُها
أخَذْنَا بِآفَاقِ السّمَاءِ عَلَيْهِمُ،
لَنَا بَرُّها مِنْ دُونِهمْ وَبُحورُها
وَلَوْ أنّ أرْض المُسْلِمِينَ يَحُوطُها
سِوَانَا مِنَ الأحياءِ ضَاعتْ ثُغورُها
لَنَا الجِنُّ قَدْ دانَتْ وَكُلُّ قَبيلَةٍ
يَدِينُ مُصَلُّوها لَنَا، وَكَفُورُها
وَفي أسَدٍ عَادِيُّ عِزٍّ، وَفِيهِمُ
رَوَافِدُ مَعْرُوفٍ غَزِيرٍ غَزِيرُها
هُمُ عَمّمُوا حُجْراً وَكِنْدَةَ حوْله
عَمائمَ لا تَخفى مِنَ المَوْتِ نِيرُها
وَنَحنُ ضَرَبْنا النّاس حتى كَأنّهُم
خَرَارِيبُ صَيفٍ صَعَصَعتها صُقورُها
بمُرْهَفَةٍ يُذرِي السّوَاعِدَ وَقْعُهَا،
وَيَفْلِقُ هَامَ الدّارِعينَ ذُكُورُها
وَنَحنُ أزَلْنا أهل نَجرَانَ، بَعدَما
أدارَ على بَكْرٍ رَحَانَا مُدِيرُها
وَنَحنُ رَبِيعُ النّاسِ في كلّ لَزْبَةٍ
مِنَ الدّهْرِ لا يَمشي بمُخٍّ بَعيرُها
إذا أضْحَتِ الآفاقُ من كُلّ جَانِبٍ،
عَلَيْها قَتامُ المَحْل بَادٍ بُسُورُها
وَشُبّ وَقُودُ الشِّعرَيَينِ وَحَارَدَتْ
جِلادُ لِقَاحِ المُمْحلينَ وَخُورُها
وَرَاحَ قَرِيعُ الشّوْلِ مُحدَوْدب القَرَا
سرِيعاً وَرَاحتْ وَهيَ حُدبٌ ظُهورُها
يُبَادِرُهَا كِن الكَنِيفِ إمَامُهَا،
كَما حَثّ رَكْضاً بالسَّرايا مُغِيرُهَا
هنَالِكَ تَقْرِي المُعْتَفِينَ قُدُورُنَا
إذا الشَّوْلُ أعيَا الحالِبينَ دُرُورُها
وَنَعْرِفُ حَقَّ المَشْرَفِيّةِ، كُلّمَا
أطَارَ جُنَاةَ الحَرْبِ يَوْماً مُطِيرُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> دعي الذين هم البخال وانطلقي
دعي الذين هم البخال وانطلقي
رقم القصيدة : 3392
-----------------------------------
دَعي الذينَ هُمُ البُخّالُ وَانطَلِقي
إلى كَثِيرٍ، فَتى الجُودِ ابنِ سَيّارِ(38/53)
إلى الّذي يَفْضُلُ الفِتْيَانَ نَائِلُهُ،
يَدَاهُ مِثْلُ خَليجَيْ دِجلةَ الجارِي
إنّا وَجَدْنَا كَثِيراً يَقْدَحُونَ لَهُ
بخَيرِ عُودٍ عَتِيق، زَنْدُهُ وَارِي
إنّ كَثِيراً كَثِيرٌ فَضْلُ نَائِلِهِ،
مُرْتَفَعٌ، في تَمِيمٍ، مُوقَدَ النّارِ
المَالىءُ الجَفْنَةَ الشِّيزَى إذا سَغبُوا
وَالطّاعِنُ الكَبْشَ وَالمَنّاعُ للجَارِ
إذا السّمَاءُ غَدَتْ أرْوَاحُ قِطْقِطِها
كَأنّهُ كُرْسُفٌ يُرْمَى بِأوْتَارِ
تَرَى المَرَاضِيعَ بِالأوْلادِ تَحْمِلُها
إلى كَثِيرٍ عَلى عُسْرٍ وَأيْسَارِ
الحَامِلُ الثّقْلَ قَدْ أعْيَاهُ حَامِلُهُ
وَالمُوقِدُ النّارَ للمُسْتَنْبِحِ السّارِي
وَالعابِطُ الكُومَ للأضْيَافِ إذْ نَزَلُوا
في يَوْمِ صِرٍّ مِنَ الصُّرَّادِ هرّارِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لقد سلت حنيفة سلة
لعمري لقد سلت حنيفة سلة
رقم القصيدة : 3393
-----------------------------------
لَعَمْرِي! لَقَدْ سَلّتْ حَنيفَةُ سَلّةً
سُيُوفاً أبَتْ يَوْمَ الوَغَى أنْ تُعَيَّرَا
سُيُوفاً بهَا كَانَتْ حَنِيفَةُ تَبْتَني
مَكَارِمَ أيّامٍ تُشِيبُ الحَزَوْرَا
بِهنّ لَقُوا بالعَرْضِ أصْحَابَ خالِدٍ
ولَوْ كانَ غَيرَ الحقّ لاقوا لأُنْكِرَا
أرَيْنَ الحَرُورِيّينَ يَوْمَ لَقِيتَهُمْ
ببُرْقَانَ يَوْماً يَقلِبُ الجَوْنَ أشقَرَا
فأبْدَتْ ببُرْقَانَ السّيُوفُ وَبالقَنَا
مِنَ النُّصْحِ للإسلامِ ما كانَ مُضْمَرَا
جَعَلْنَ لمَسعُودٍ وَزَيْنَبَ أُخْتِهِ
رِداءً وَجِلْباباً مِنَ المَوْتِ أحْمَرَا
فَما شِيمَ مِنْ سَيْفٍ بقائمِ نَصْلِهِ
يَدٌ مِنْ لُجَيمٍ أوْ يُفَلَّ وَيُكسرَا
هُمُ نَزلُوا دار الحِفَاظِ حَفِيظةً،
وَهُمْ يَمنَعونَ التّمرَ ممّنْ تمَضّرَا
فَلوْلا رِجالٌ مِنْ حَنيفَةَ جَالَدُوا
بِبُرْقَانَ أمسَى كاهلُ الدِّينِ أزْوَرَا
فِدىً لَهُمُ حَيّا نِزَارٍ كِلاهُمَا،
إذا المَوْتُ بالمَوْتِ ارْتَدى وَتَأزْرَا(38/54)
لَيَالي لُجَيْمٌ بِالذَّرَاةِ، وَأيَّنَا
يُلاقُوا يَكونُوا في الوقائعِ أذْكَرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد علمت وعلم المرء أصدقه
لقد علمت وعلم المرء أصدقه
رقم القصيدة : 3394
-----------------------------------
لَقَدْ عَلِمْتُ وَعِلْمُ المَرْءِ أصْدَقُهُ
مَنْ عِنْدَهُ بالّذي قَدْ قالَهُ الخَبَرُ
أنْ لَيسَ يُجزِىءُ أمرَ المُشرِقَينِ مَعاً
بَعدَ ابنِ يُوسُفَ إلاّ حَيّةٌ ذَكَرُ
بَلْ سَوْف يَكْفيكَها باز تَغلّبَها،
لَهُ التَقَتْ بالسّعودِ الشمسُ والقمرُ
فَجَاءَ بَيْنَهُمَا نَجْمٌ إذا اجْتَمَعا
يُشْفَى بِهِ القَرْحُ وَالأحداثُ تُجتَبرُ
أغَرَّ، يَسْتَمْطِرُ الهُلاّكُ نَائِلَهُ،
في رَاحَتَيْهِ الدّمُ المَعْبُوطُ وَالمَطَرُ
فَأصْبَحَا قَدْ أمَاتَ الله دَاءَهُمَا،
وَقَوّمَ الدَّرْءَ مِنْ مِصْرَيْهِما عُمَرُ
حتى استَقامَتْ رُؤوسٌ كان يحمِلُها
أجْسادُ قَوْمٍ وَفي أعناقِهِمْ صَعَرُ
إنّ لآل عَدِيٍّ أثْلَةً فَلَقَتْ
صَفاةَ ذُبْيانَ لا تَدنُو لها الشّجَرُ
منها الثّرَى وَحصَى قَيسٍ إذا حُسبتْ
وَالضّارِبُونَ إذا ما اغرَوْرَقَ البَصرُ
فلا يُكَذَّبُ مِنْ ذُبْيانَ فَاخِرُها،
إذا القَبائِلُ عَدّتْ مَجدَها الكُبَرُ
أبَى لها أنْ تُدانيها إذا افْتَخَرَتْ
عِنْدَ المَكَارِمِ، وَالأحْسابُ تُبتدرُ
انّ لآلِ عَدِيٍّ، في أرُومَتِهِمْ،
بَيتَينِ قَد رَفعتْ مَجديهما مُضَرُ
بَيْتٌ لآلِ سُكَينٍ طَالَ في عِظَمٍ،
وَآلِ بَدْرٍ هُمَا كَانَا إذا افتَخَرُوا
بَيْتَينِ تَقْعُدُ قَيْسٌ في ظِلالِهمَا
حَيْثُ التَقَى عِندَ رُكنِ القِبلةِ البشرُ
اسمَعْ ثَنائي فإني لَستُ مُمْتَدِحاً
إلاّ امْرَأً مِنْ يَدَيْهِ الخَيْرُ يُنْتَظَرُ
وَأنْتَ ذاكَ الذي تُرْجَى نَوَافِلُهُ
عِندَ الشّتاءِ إذا ما دُوخلَ الحُجَرُ
وكَمْ نَمَاكَ مِنَ الآبَاءِ مِنْ مَلِكٍ
بهِ لذُبْيَانَ كَانَ الوِرْدُ وَالصّدَرُ(38/55)
يا ابنَيْ سُكَينٍ إذا مَدّتْ حِبالُهُما
حَبْلَينِ مَا فيهِما ضَعْفٌ وَلا قِصَرُ
حَبْلَينِ طالا حِبالَ النّاسِ قَد بَلَغَا
حيثُ انتَهى من سَماءِ النّاظرِ النّظَرُ
يا بَني كَرِيمَيْ بَني ذُبْيَانَ إنّ يَداً
عَليّ خَيرُ يَدٍ، للدّهْرِ، تُدّخَرُ
أنْتَ رَجَائي بِأرْضِي، أنّني فَرِقٌ
مِنْ وَاسِطٍ وَالذي نَلقاهُ نَنْتَظِرُ
وَما فَرِقْتُ وَقَد كانَتْ مَحَاضِرُنَا
مِنْهَا قَرِيباً، حِذارِي وِرْدَها هَجَرُ
اسْألْ زِيَاداً ألَمْ تَرْجِعْ رَوَاحِلُنا،
وَنَخلُ أفْأنَّ، مِنّي بُعْدُهُ نَظَرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أنا ابن خندف والحامي حقيقتها
أنا ابن خندف والحامي حقيقتها
رقم القصيدة : 3395
-----------------------------------
أنا ابنُ خِنْدِفَ وَالحَامي حَقِيقَتَها
قد جَعلوا في يديّ الشّمسَ وَالقَمَرَا
ولَوْ نَفَرْتَ بقَيْسٍ لاحتَقَرْتُهُمُ،
إلى تَمِيمٍ تَقُودُ الخَيْلَ وَالعَكَرَا
وَفِيهِمِ مائَتَا ألْفٍ فَوَارِسُهُمْ،
وَحَرْشَفٌ كجُشاء الليل إذ زَخَرَا
كَانُوا إذاً لِتَمِيمٍ لُقْمَةً ذَهَبَتْ
في ذي بَلاعِيمَ لَهّامٍ، إذا فَغَرَا
باتَ تَميمٌ وَهُمْ في بَعْضِ أوْعِيَةٍ
مِنْ بَطْنِهِ قَدْ تَعَشّاهُمْ وَما شعرَا
يا أيّهَا النّابِحُ العَاوِي لِشِقْوَتِهِ!
إليّ أُخْبِرْكَ عَمّا تَجهَلُ الخَبَرَا
بأنّ حَيّاتِ قَيْسٍ، إنْ دَلَفْتَ بها،
حَيّاتُ مَاءٍ سَتَلْقَى الحَيّةَ الذَّكرَا
أصَمَّ لا تَقْرَبُ الحَيّاتُ هَضْبَتَهُ،
وَلَيْسَ حَيٌّ لَهُ عاشٍ يَرَى أثَرَا
يا قَيْسَ عَيْلانَ إني كُنتُ قلتُ لكمْ
يا قيسَ عَيلانَ أن لا تُسرِعوا الضّجَرا
إني مَتى أهْجُ قَوْماً لا أدَعْ لَهُمُ
سَمعاً إذا استَمعوا صَوْتي وَلا بَصَرَا
يَا غَطَفَانُ دي مَرْعَى مُهَنّأةٍ
تُعدي الصّحاحَ إذا ما عَرُّها انتشَرَا
لاَ يُبْرىءُ القَطِرَانُ المَحْضُ ناشِرَها
إذا تصَعَّدَ في الأعْتَاقِ واسْتَعَرَا(38/56)
لَوْ لمْ تَكُنْ غَطَفانٌ لا ذُنُوبَ لهَا
إليّ لامَ ذَوُو أحْلامِهِمْ عُمَرَا
مِما تَشَجّعَ مِنّي حِينَ هَجْهَجَ بي
مِنْ بَينِ مَغرِبها وَالقَرْنِ إذْ فَطرَا
إنْ تَمنَعِ التّمْرَ مِنْ رَازَانَ مائِرَنا
فَلَسْتَ مانعَ جُلّ الحَيّ من هَجَرَا
قَد كنتُ أنذرْتكُمْ حَرْبي إذا استعرَتْ
نيرَانُها هيَ نَار تَقْذفُ الشّرَرَا
قُبْحاً لنارِكُمُ وَالقِدْرِ إذْ نُصِبَتْ
على الأثافي وَضَوْءُ الصّبْحِ قد جَشَرَا
لَوْ كانَ يَعلَمُ مَا أنْتُمْ مُجاوِرُكُم
لما أنَاخَ، إلى أحفاشِكُمْ، سَحَرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا عجبا للعذارى يوم معقلة
يا عجبا للعذارى يوم معقلة
رقم القصيدة : 3396
-----------------------------------
يا عَجَبا للعَذَارَى يَوْمَ مَعْقُلَةٍ،
عَيّرْنَني تحتَ ظلّ السِّدرَةِ الكِبَرَا
فَظَلّ دَمْعيَ مِمّا بَانَ لي سَرِباً
عَلى الشّبابِ إذا كَفْكَفتُه انحَدَرَا
فإنْ تكنْ لِمّتي أمسَتْ قدِ انطَلَقَتْ
فَقَدْ أصِيدُ بهَا الغِزْلانَ وَالبَقَرَا
هَلْ يُشتَمَنّ كَبِيرُ السنّ أنْ ذرَفتْ
عَيْنَاهُ أمْ هُوَ مَعذورٌ إنِ اعتَذرَا
يا بِشْرُ إنّكَ سَيْفُ الله صِيلَ بِهِ
عَلى العَدُوّ وَغَيْثٌ يُنْبِتُ الشّجَرَا
مَنْ مِثْلُ بِشْرٍ لحَرْبٍ غَيْرِ خامدةٍ
إذا تَسَرْبَل بِالمَاذِيّ وَاتّزَرَا
العَاصِبِ الحَرْبَ حَتى تَسْتَقيدَ لَهُ
بِالمَشْرَفِيّةِ، وَالعَافي إذا قَدَرَا
سَيْفٌ يَصُولُ أمِيرُ المُؤمِنين بِهِ
وَقَدْ أعَزّ بِهِ الرّحْمَنُ مَنْ نَصَرَا
كمُخدِرٍ من لُيُوثِ الغِيلِ ذي لِبَدٍ
ضِرْغامَةٍ يَحطِمُ الهاماتِ وَالقَصَرَا
تَرَى الأسُودَ لَهُ خُرْساً ضَرَاغِمُها
يَسْجُدْنَ مِنْ فَرَقٍ مِنهُ إذا زَأرَا
مُسْتَأنِسٍ بِلِقاءِ النّاسِ مُغْتَصِبٍ
للألفِ يَأخُذُ مِنْهُ المِقْنَبُ الخَمَرَا
كَأنّمَا يَنْضحُ العَطّارُ كَلْكَلَهُ
وَساعِدَيْهِ بِوَرْسٍ يَخضِبُ الشَّعَرَا(38/57)
وَمَا فَرِحْتُ ببُرْءٍ مِنْ ضَنى مَرَضٍ
كَفَرْحَةٍ يَوْمَ قالُوا أخبَرَ الخَبَرَا
ألْفَتْحُ عِكْرِمَةُ البَكْرِيُّ خَبّرَنَا
أنّ الرّبِيعَ أبَا مَرْوَانَ قَدْ حَضَرَا
فَقُلْتُ للنّفْسِ: هَذي مُنيَةٌ صَدقتْ
وَقَدْ يُوَافِقُ بَعضُ المُنيَةِ القَدَرَا
كُنّا أُنَاساً بِنَا اللأوَاءُ فَانْفَرَجَتْ
عَن مثلِ مَرْوَانَ بالمصرَينِ أوْ عمرَا
مُشَمِّرٌ يَستَضيءُ المُظْلِمُونَ بِهِ،
يَنْكي العَدُوَّ وَنَستَسقي بهِ المَطرَا
ما النّيلُ يَضْرِبُ بالعِبْرَينِ دارِئَهُ
وَلا الفُرَاتُ إذا آذِيُّهُ زَخَرَا
يَعْلُو أعَاليَ عَانَاتٍ بِمُلْتَطِمٍ،
يُلْقي على سُورِها الزّيتونَ وَالعُشَرَا
تَرَى الصَّرارِيَّ وَالأمَواجُ تَلِطمُهُ،
لَوْ يَسْتَطِيعُ إلى بَرّيةٍ عَبَرَا
إذا عَلَتْهُ ظِلالُ المَوْجِ وَاعْتَرَكَتْ
بِوَاسِقَاتٍ تَرَى في مائِها كَدَرَا
بِمُسْتَطِيعِ نَدَى بِشْرٍ عُبَابُهُمَا
وَلَوْ أعانَهُمَا الزّابُ إذا انْحَدَرَا
لَهُ يَدٌ يَغْلِبُ المُعْطِينَ نَائِلُهَا،
إذا تَرَوّحَ للمَعْرُوفِ أوْ بَكَرَا
تَغْدُو الرّيَاحُ فتُمسي وَهيَ فاتِرَةٌ،
وَأنْتَ ذُو نَائِلٍ يُمْسِي وَما فَتَرَا
تَرَى الرّجَالَ لبِشرٍ وَهْيَ خَاشِعَةٌ
تَخاَشُعَ الطَّيْرِ للْبَازي إِذا انكدَرا.
مِنْ فَوقِ مُرْتَقِبٍ باتتْ شامِيَةٌ
تَلُفّهُ، وَسَمَاءٌ تَنْضحُ الدِّرَرَا
حَتى غَدا لَحِماً من فَوْقِ رَابِيَةٍ،
في لَيْلَةٍ كَفّتِ الأظفارَ وَالبَصَرَا
إذا رَأتْهُ عِتَاقُ الطّيْرِ أوْ سَمِعَتْ
مِنِ هَوِيّاً تَشَظّتْ تَبتغي الوَزَرَا
أصْبَحَ بَعدَ اختلافِ النّاسِ بَيْنَهُمُ
بِآلِ مَرْوَانَ دِينُ الله قَدْ ظَهَرَا
مِنْهُمْ مَساعِرَةُ الشّهباءِ إذ خمدتْ
وَالمُصْطَلوها إذا مَشْبوبُها استَعَرَا
خَلِيفَةُ الله مِنْهُمْ في رَعِيّتِهِ،
يَهْدِي بِهِ الله بَعْدَ الفِتْنَةِ البشرَا
بهِ جَلا الفِتْنَةَ العَمياءَ فانكَشَفَتْ(38/58)
كَما جَلا الصّبحُ عَنهُ اللّيلَ فانسفَرَا
لَوْ أنّني كنتُ ذا نَفسَينِ إنْ هَلَكَتْ
إحداهُما كانَتِ الأخرَى لمنْ غَبَرَا
إذاً لجِئْتُ على ما كانَ من وَجَلٍ،
وَمَا وَجَدْتُ حِذاراً يغلِبُ القَدَرَا
كُلُّ امْرِىءٍ آمِنٌ للخَوْفِ أمّنَهُ
بِشرُ بنُ مَرْوَانَ وَالمَذعورُ من ذَعرَا
فَرْعٌ تَفَرّعَ في الأعيَاصِ مَنْصِبُهُ،
وَالعامِرَينِ لَهُ العِرْنينُ من مُضرَا
مُعْتَصِبٌ بِرِدَاءِ المُلْكِ، يَتْبَعُهُ
مَوْجٌ تَرَى فَوْقَهُ الرّايَاتِ وَالقَتَرَا
مِنْ كُلّ سَلْهَبَةٍ تَدْمى دَوَابِرُها
مِنَ الوَجا وَفُحولٍ تَنفُضُ العُذَرَا
وَالخَيلُ تُلقي عِتاقَ السَّخلِ مُعجَلةً
لأياً تُبِينُ بِها التّحْجيلَ وَالغُرَرَا
حَوّاً تُمَزِّقُ عَنْها الطّيْرُ أرْدِيَةً،
كغِرْقىء البَيض كَنّتْ تحتَها الشَّعَرَا
شَقَائِقاً مِنْ جِيَادٍ غَيْرِ مُقْرِفَةٍ،
كما شَقَقتُ من العُرْضِيّةِ الطُّرَرَا
يُزَيِّنُ الأرْضَ بِشْرٌ أنْ يَسِيرَ بها،
ولا يَشُدّ إلَيْهِ المُجْرِمُ النّظَرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أما قريش أبا حفص فقد رزئت
أما قريش أبا حفص فقد رزئت
رقم القصيدة : 3397
-----------------------------------
أمّا قُرَيشٌ أبَا حَفصٍ فَقدْ رُزِئَتْ
بالشامِ إذ فارَقَتكَ البأسَ وَالمَطَرَا
إنّ الأرَامِلَ وَالأيتامَ إذْ هَلَكُوا،
وَالخَيلَ إذْ هُزِمتْ تَبكي على عُمرَا
ما مات مثلُ أبي حَفْصٍ لمَلْحَمَةٍ،
وَلا لطالِبِ مَعرُوفٍ إذا افتَقَرَا
كَمْ منْ فَوَارِسَ قَد نادوا إذا لحقوا
بالخيلِ باسمِكَ حتى يُطعَموا الظَّفرَا
لَقَدْ رُزِئْتُمْ بَني تَيْمٍ وَغَيْرُكُمُ
عَلى بَوائِبِها الخَيْرَينِ مِنْ مُضَرَا
وَالأكْرَمَيْنِ إذا عُدّتْ فُروُعُهما،
والأنْعَشَيْنِ إذا مَوْلاهُمَا عَثَرَا
فابْكي هُبِلْتِ أبا حَفْص وَصَاحبَهُ
أبَا مُعَاذ، إذا شُؤبُوبُها اسْتَعَرَا
حَرْبٌ إذا لَقِحَتْ كانَ التّمامُ لهَا(38/59)
مِنهُ، إذا نُتِجَتْهُ، الأبْلَقَ الذّكرَا
كَمْ من جَبانٍ لَدى الهَيجا دَنَوْتَ به
إلى القِتَالِ، ولَوْلا أنتَ مَا صَبَرَا
مِنْهُنّ أيّامُ صِدْقٍ قَدْ بُليتَ بهَا،
أيّامُ فارِسَ وَالأيّامُ مِنْ هَجَرَا
يَا أيّها النّاسُ لا تَبكوا على أحَدٍ
بَعْدَ الّذي بضُمَير وَافَقَ القَدَرَا
كَانَتْ يَداهُ يَداً، سَيْفاً يُعَاذُ بهِ
مِنَ العَدوّ وَغَيْثاً يُنبِتُ الشّجَرَا
تَستَخِبرُ الخَيْلَ في الهَيجا إذا لحِقتْ
وَالمُعتَرُونَ قُدورَ النّاسِ وَالحَجَرَا
مَن يَقتلُ الجوعَ بعد ابنِ الشهيدِ وَمن
بالسّيفِ يَقتلُ كبشَ القوْم إذا عكرَا
إنّ النّوائِحَ لا يَعْدُونَ في عُمَرٍ
ما كانَ فيهِ ولا المَوْلى إذا افتَخَرَا
إذا عَدَدْنَ فَعَالاً أوْ لَهُ حَسَباً،
أوْ يَوْمَ هَيجَاءَ يُعشِي بأسُهُ البصرَا
القائِلَ الفاعِلَ الحامي حقيقَتُه،
وَالوَاهِبَ المائَةَ المِعَكَاءَ وَالغُرَرَا
لا يُلْقِيَنْ بيَدَيْهِ الدّهَر ذو حَسَبٍ
يَرْجُو الفِداءَ إذا ما رُمحُهُ انكَسَرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا ليت شعري ما أرادت مجاشع
ألا ليت شعري ما أرادت مجاشع
رقم القصيدة : 3398
-----------------------------------
ألا لَيْتَ شِعرِي ما أرَادتْ مُجَاشِعٌ
إلى الغَيْطِ أمْ مَاذا يَقُولُ أمِيرُهَا
ألَمْ نَكُ أعْلى دارِمٍ في دِيَارِهَا،
وَأكْثَرَها إنْ عُدّ يَوْماً نَفِيرُها
فَلا تَفْرَحَا يا ابْنَيْ رَقَاشٍ بِنَأيِها
فقَدْ كانَ مِمّا أنْ تَطِمّ بحُورُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو كنت مثلي يا خيار تعسفت
لو كنت مثلي يا خيار تعسفت
رقم القصيدة : 3399
-----------------------------------
لَوْ كُنتَ مِثلي، يا خِيَارُ، تَعَسّفَتْ
بكَ البِيدُ ضَرْبَ العَوْهَجيّ وَداعرِ
وَكُنْتَ على أرْضِ المَهارِي مُؤمَّراً
عَلى كلّ بادٍ مِنْ مَعَدٍّ وَحَاضِرِ
مُهَلَّلَةَ الأعْضَادِ إنْ سِرْتَ لَيْلَةً(38/60)
بهَا أصْبَحَتْ خِمسَ البَرِيد المُبادرِ
وَلَوْ كنتَ بالحَزْمِ احتَزَمتَ صُدورَها
بكُلّ عِلافيٍّ مِنَ المَيْسِ قَاتِرِ
ترَاها إذا الحَادي رَجَا أنْ تَنالهَا
عَصَاهُ شَأتْهُ كُلُّ حَقْباءَ ضَامِرِ
تَرَى إبِلاً ما لمْ تُحَرِّكْ رُؤوسَها،
وَهُنّ إذا حَرّكْنَ غَيرُ الأباعِرِ
وَكُنتَ أمرَأً لمْ تَعرِفِ الأمرَ مُقْبِلاً
وَلمْ تَكُ إذْ أنكَرْتَهُ ذا مَصَادِرِ
فَهَلاّ خَشِيتَ القَوْمَ إذْ أخرَجَتَهمُ
من السّجنِ حَيّاتٌ صِلابُ المكاسِرِ
أُنَاسٌ تُرَاخي الكَرْبَ عَنهم سيوفُهم
إذا كانَتِ الأنْفَاسُ عِندَ الحَناجرِ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> القبلة الأولى
القبلة الأولى
رقم القصيدة : 340
-----------------------------------
عامان .. مرا عليها يا مقبلتي
وعطرها لم يزل يجري على شفتي
كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها
ولا يزال شذاها ملء صومعتي
إذ كان شعرك في كفي زوبعة
وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي
قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل
من الهوى أن تكوني أنت محرقتي
لما تصالب ثغرانا بدافئة
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
تروي الحكايات أن الثغر معصية
حمراء .. إنك قد حببت معصيتي
ويزعم الناس أن الثغر ملعبها
فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟
يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها
شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي
ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا
ذكرته غرقت بالماء حنجرتي..
ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل
طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟
لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة
يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي
ذهبت أنت لغيري .. وهي باقية
نبعا من الوهج .. لم ينشف .. ولم يمت
تركتني جائع الأعصاب .. منفردا
أنا على نهم الميعاد .. فالتفتي.
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لبئست هدايا القافلين أتيتم
لبئست هدايا القافلين أتيتم
رقم القصيدة : 3400
-----------------------------------
لَبِئْسَتْ هَدَايَا القَافِلينَ أتَيْتُمُ(38/61)
بهَا أهلَكُمْ يا شرّ جَيْشَينِ عُنصُرَا
رَجَعتُمْ عَلَيهمْ بالهَوَانِ فأصْبَحوا
على ظهرِ عُرْيانِ السّلائقِ أدْبَرَا
وَقد كانَ شِيمَ السّيفُ بعد استِلالِهِ
عَلَيهِمْ وَناءَ الغَيثُ فيهمْ فأمطَرَا
رَدَدْتُمْ عَلَينا الخيلَ وَالتُّرْكُ عندكُم
تَحَدّى طِعاناً بِالأسِنّةِ أحْمَرَا
إلى مَحِكٍ في الحَرْبِ يأبَى إذا التقتْ
أسِنّتُها بالمَوْتِ، حَتى يُخَيَّرَا
إذا عَجَمْتْهُ الحَرْبُ يَوْماً أمَرَّهَا
على قُتُرٍ مِنها عَنِ اللّينِ أعْسَرَا
ولَمّا رَأى الله الّذي قَدْ صَنَعْتُمُ،
وَأنّ ابنَ سَيْبُخْتَ اعتَدى وَتجبّرَا
وَقارَعْتُمُ في الحَقّ مَن كانَ أهْلُهُ
بِبَاطِلِ سَيْبُختَ الضّلالِ وَذَكّرَا
رَمَاكُمْ بِمَيْمُونِ النّقِيبَةِ حازِمٍ
إذا لمْ يُقَمْ بِالحَقّ لله نَكّرَا
أبيَّ المُنى لمْ تَنْتَقِضْ مِرّةٌ بِهِ،
ولَكِنْ إذا مَا أوْرَدَ الأمْرَ أصْدَرَا
أخَا غَمَرَاتٍ يَجْعَلُ الله كَعْبَهُ،
هُوَ الظَّفِرُ الأعْلى إذا البأسُ أصْحرَا
مُعَانٌ عَلى حَقٍ، وَطَالِبُ بَيْعَةٍ
لأفْضَلِ أحْيَاءِ العَشِيرَةِ مَعْشَرَا
لآلِ أبي العاصي تُرَاثُ مَشُورَةٍ،
لِسُلْطانهِمْ في الحَقّ ألاّ يُغَيَّرَا
عَجِبتُ لنَوْكَى من نِزَارٍ وَحَيْنِهمْ
رَبِيعَةَ وَالأحزَابِ مِمّنْ تمَضّرَا
وَمن حَينِ قَحطاني سجستانَ أصْبحوا
على سَيّءٍ من دينِهمْ قَدْ تَغَيّرَا
وَهُمْ مائَتا ألْفٍ وَلا عَقْلَ فيهِمِ
وَلا رَأيَ من ذي حِيلَةٍ لَوْ تَفَكّرَا
يَسُوقُونَ حَوّاكاً لِيَسْتَفْتِحُوا بِهِ
على أوْلِيَاءِ الله، مِمّنْ تَخَيّرَا
على عُصْبَةٍ عُثمانُ منهُمْ، وَمنهُمُ
إمَامٌ جَلا عَنّا الظّلامَ فَأسْفَرَا
خَليفَةُ مَرْوَانَ الذي اختارَهُ لَنَا
بِعِلْمٍ عَلَيْنا مَنْ أمَاتَ وَأنْشَرَا
بِهِ عَمَرَ الله المَسَاجِدَ، وَانْتَهَى
عَنِ النّاسِ شَيْطانُ النّفاقِ فأقصرَا
وَلوْ زَحَفُوا بابْنَيْ شَمامٍ كِلَيهِما(38/62)
وَبالشُّمّ من سَلمَى إلى سَرْوِ حِميَرَا
على دينهِمْ وَالهِندُ تُزْجَى فُيُولهُمْ
وَبالرّومِ في أفدانها رُومِ قَيصَرَا
إلى بَيْعَةِ الله الّتي اخْتَارَ عَبْدَهُ
لهَا ابنَ أبي العاصِي الإمامَ المُؤمَّرَا
لَفَضّ الذي أعطى النبُوّةَ كَيدَهمْ
بِأكْيَدَ مِمّا كَايَدُوهُ وَأقْدَرَا
أتَاني بذي بَهْدى أحاديثُ رَاكِبٍ،
بهَا ضَاقَ مِنها صَدْرُهُ حِينَ خَبّرَا
وَقَائِعُ للحَجّاجِ تَرْمي نِسَاؤهَا
بِأوْلادِ ما قَد كانَ مِنهُنّ مُضْمَرَا
فَقُلتُ فِدىً أُمّي لَهُ حينَ صَاولَتْ
بهِ الحَرْبُ نَابَيْ رَأسِها حِينَ شمّرَا
سَقى قائِدَيْها السّمّ حتى تَخاذَلُوا
عَلَيها وَأرْوَى الزّاعِبيَّ المُؤمَّرَا
سَقَى ابنَ رِزَامٍ طَعْنَةً فَوّزَتْ بهِ
وَمَحْرُوشَهُمْ مَأمُومَةً فَتَقَطّرَا
وأفلت روّاضُ البغالِ ولم تَدَعْ
لهُ الخيلُ من اخراج زَوْجِيه معشرا
وَأفْلَتَ دَجّالُ النّفَاقِ، وَمَا نجَا
عَطِيّةُ إلاّ أنّهُ كَانَ أمْهَرَا
مِنَ الضّفْدَعِ الجارِي عَلى كلّ لُجّةٍ
خَفيفاً إذا لاقَى الأوَاذيَّ أبْتَرَا
ورَاحَ الرِّياحيّانِ إذْ شَرَعَ القَنَا
مُطَيْرٌ، وَبَرّادٌ، فِرَاراً عَذَوَّرَا
وَلَوْ لَقِيَا الحَجّاجَ في الخَيْلِ لاقَيا
حِسابَ يَهودِيّينِ مِنْ أهلِ كَسكَرَا
وَلَوْ لَقيَ الخَيْلَ ابنُ سَعْدٍ لَقَنّعُوا
عِمَامَتَهُ المَيْلاءَ عَضْباً مُذَكَّرَا
ولَوْ قَدّمَ الخيْلَ ابنُ مُوسَى أمامَهُ
لمَاتَ وَلَكِنّ ابنَ مُوسَى تَأخّرَا
رَأى طَبَقاً لا يَنْقُضُونَ عُهُودَهُمْ
لهُمْ قائِد قُدّامَهُمْ غَيرُ أعْوَرَا
وَهِمْيَانُ لَوْ لمْ يَقطَعِ البَحرَ هارِباً
أثارَتْ عَجاجاً حَوْلَهُ الخَيلُ عِثْيَرَا
وَزَهْرَانُ ألْقَى في دُجَيْلٍ بِنَفْسِهِ
مُنَافِقُهَا إذْ لمْ يَجِدْ مُتَعَبَّرَا
وَمَا تَرَكَتْ رَأساً لبَكرِ بنِ وَائِلٍ،
وَلا للُكَيزِيّينَ إلاّ مُكَوَّرَا
وَأفْلَتَ حَوّاكُ اليَمانِينَ بَعْدَمَا(38/63)
رَأى الخيلَ تَرْدي من كُميتٍ وَأشقرَا
وَدِدْتُ بِحَنّابَاءَ إذْ أنْتَ مُوكِفٌ
حِمَارَكَ مَحلُوقٌ تَسوقُ بعَفْزَرَا
تُؤامِرُها في الهِنْدِ أنْ تُلحَقا بِهمْ،
وَبالصِّينِ صِينِ استانَ أوْ تُرْكِ بَغَبَرَا
رَأيْتُ ابنَ أيّوبٍ قَدِ استَرْعَفَتْ بهِ
لكَ الخَيلُ من خَمسِينَ ألفاً وَأكثَرَا
على صاعِدٍ أوْ مِثْلِهِ من رِبَاطِهِ،
إذا دارَكَ الرّكْضَ المُغِيرُونَ صَدّرَا
يُبَادِرُكَ الخَيْلَ الّتي مِنْ أمَامِهِ
ليَشْفيَ مِنْكَ المُؤمِنِينَ، وَيَثْأرَا
مَحارِمَ للإسلامِ كنتَ انْتَهَكْتَها،
وَمَعْصِيَةً كانَتْ مِنَ القَتلِ أكبَرَا
دَعَوْا وَدَعَا الحَجّاجُ وَالخيلُ بَينَها
مدى النّيلِ في سامي العَجاجةِ أكدَرَا
إلى باعِثِ المَوْتَى ليُنزِلَ نَصْرَهُ،
فَأنْزَلَ للحَجّاجِ نَصْراً مُؤزّرَا
مَلائِكَةً، مَنْ يَجعَلِ الله نَصرَهم
لَهُ يَكُ أعلى في القِتالِ وَأصْبَرَا
رَأَوْا جِبْرئيل فيهِمُ، إذْ لَقُوهُمُ،
وَأمْثَالَهُ مِنْ ذي جَناحَينِ أظْهَرَا
فَلَمّا رَأى أهْلُ النّفَاقِ سِلاحَهُمْ
وَسِيمَاهُمُ كَانُوا نَعاماً مُنَفَّرَا
كَأنّ صَفِيحَ الهِنْدِ فَوْقَ رُؤوسِهم
مَصَابيحُ لَيْلٍ لا يُبالِينَ مِغْفَرَا
بِأيْدي رِجَالٍ يَمْنَعُ الله دِينَهُمْ،
بِأصْدَقَ من أهْلِ العِرَاقِ وَأصْبَرَا
كَأنّ على دَيْرِ الجَماجِمِ مِنْهُمُ
حَصَائِدَ أوْ أعْجازَ نَخلٍ تَقَعَّرَا
تَعَرَّفُ هَمْدَانِيّةٌ سَبَئِيّةٌ،
وَتُكْرِهُ عَيْنَيْها على ما تَنَكّرَا
رَأتْهُ مع القَتْلى، وَغَيّرَ بَعْلَها
عَلَيْهَا تُرَابٌ في دَمٍ قَدْ تَعفّرَا
أرَاحُوهُ مِنْ رَأسٍ وَعَيْنَينِ كانَتَا
بَعِيدَينِ طَرْفاً بِالخِيَانَةِ أحْزَرَا
مِنَ النّاكِثِينَ العَهْدَ مِنْ سَبَئِيّةٍ
وَإمّا زُبَيْرِيٍّ مِنَ الذّئبِ أغْدَرَا
وَبالخَنْدَقِ البَصْرِيّ قَتْلى تَخالُها
عَلى جَانِبِ الفيْضِ الهَديَّ المُنَحَّرَا(38/64)
لَقِيتُمْ مَعَ الحَجّاجِ قَوْماً أعِزّةً،
غِلاظاً على مَن كان في الدِّينِ أجوَرَا
بِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ أيّدَ الله نَصْرَهُ،
وَسَوّى مِنَ القَتلى الرّكيَّ المُعَوَّرَا
جُنُوداً دَعَا الحَجّاجُ حِينَ أعَانَهُ
بِهِمْ، إذْ دَعا ربَّ العِبادِ ليَنْصُرَا
بشَهْبَاءَ لمْ تُشرَبْ نِفَاقاً قُلُوبُهُمْ،
شَآمِيَةٍ تَتْلُو الكِتَابَ المُنَشَّرَا
بسُفْيَانَ وَالمُسْتَبْصِرِينَ كَأنّهم
جِمَالٌ طَلاها بِالكُحَيْلِ وَقَيَّرَا
ولَوْ أنّهُمْ إذْ نَافَقُوا كانَ مِنْهُمُ
يَهُودِيُّهُمْ كَانُوا بِذَلِكَ أعذَرَا
وَلَكِنّمَا اقتَادُوا بحَوّاكِ قَرِيَةٍ،
لَئِيمٍ كَهَامٍ، أنْفُهُ قَد تَقَشّرَا
مُحَرَّقَةٌ للغَزْلِ أظْفَارُ كَفِّهِ
لِتَدْقِيقِهِ ذَا الطُّرّتَينِ المُحَبَّرَا
عَشِيّةَ يُلْقُونَ الدّرُوعَ كَأنّهُمْ
جَرَادٌ أطارَتْهُ الدَّبُورُ، فَطَيَّرَا
وَهمْ قد يرَوْنَ الموْتَ من بينِ مُقعَصٍ
وَمن وَائِبٍ في حَوْمَةِ المَوْتِ أكدرَا
رَأوْا أنّهُ مَنْ فَرّ من زَحْفِ مِثِلهمْ
يكُنْ حَطَباً للنّارِ فِيمَنْ تَكَبّرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أتصرف عن ليلى بنا أم تزورها
أتصرف عن ليلى بنا أم تزورها
رقم القصيدة : 3401
-----------------------------------
أتَصْرِفُ عَنْ لَيْلى بِنا أمْ تَزُورُها،
وَمَا صُرْمُ لَيلى بَعدَما ماتَ زِيرُهَا
فإنْ يَكُ وَارَاهُ التّرَابُ، فَرُبّمَا
تَجَرّعَ مِنّي غُصّةً لا يُحِيرُها
ألا لِيَلُمْ مَنْ ضَنّ بِالمَالِ نَفْسَهُ،
إذا ضِبْرِمٌ بَانَتْ بلَيْلٍ خُدُورُها
ألا رُبّما إنْ حَالَ لُقْمَانُ دُونَها
تَرَبّعَ بَينَ الأرْوَتَينِ أمِيرُهَا
مُقَابَلَةَ الثّايَاتِ ثايات ضَابِىءٍ
مَرَاتِعَ مِنْهَا لا تُعَدّ شُهُورُها
بِصَحْرَاءَ مِكْمَاءٍ تَرُدّ جُناتُها
إلَيها الجَنى في ثَوْبِ مَنْ يَستَثِيرُها
إذا هي حَلّتْ في خُزَاعَةَ وَانْتَوَتْ
بها نِيّةٌ زَوْرَاءُ عَمّنْ يَزُورُها(38/65)
فَرُبّ رَبِيعٍ بِالبَلالِيقِ قَدْ رَعَتْ
بمُسْتَنّ أغْياثٍ بُعَاقٍ ذُكُورُها
تَحَدّرَ قَبْلَ النّجْمِ مِمّا أمَامَهُ
من الدّلوِ وَالأشرَاطِ يجرِي غَديرُها
وَرَحْلٍ حَمَلنا خَلفَ رَحلٍ وَناقَةٍ
تَرَكْنَا بعَطْشَى لا يُزَجّى حَسيرُها
تَرَكْنَا عَلَيها الذّئْبَ يَلْطُمُ عَينَهُ
نهَاراً، بِزَوْرَاءِ الفلاةِ، نُسُورُها
وَلمّا بَلَغْنَا الجَهْدَ مِنْ مَاجِداتها،
وَبَيّنَ مِنْ أنْسَابهِنّ شَجِيرُها
تَجَرّدَ مِنها كُلُّ صَهْبَاءَ حُرّةٍ
لِعَوْهَجَ أوْ للدّاعِرِيّ عَصِيرُها
مَشَى، بَعدَما لا مُخّ فِيهَا بِآدِها
نَجابَةُ جَدّيْها بهَا،، وَضَرِيرُها
يَرُدّ على خَيْشومِها مِنْ ضَجَاجِها
لها بَعدَ جَذْبٍ بالخَشاشِ جَرِيرُها
وَمَحْذُوّةٍ بَينَ الحِذَاءِ الّذِي لهَا،
وَبَينَ الحَصَى، نَعْلاً مُرِشّاً بَصِيرُها
طَوَتْ رِحمَها مِنهُنّ كُلُّ نَجيبَةٍ
منَ المَاءِ وَالتَفّتْ عَليهِ سُتُورُها
أتَيْنَاكَ مِنْ أرْضٍ تَمُوتُ رِياحُها
وَبالصّيْفِ لا يُلفى دَليلٌ يطورُها
منَ الرّمْلِ رَملِ الحَوْشِ يَهلِكُ دونه
رَوَاحُ شَمالٍ نَيرَجٍ وَبُكورُها
قَضَتْ ناقَتي ما كنتُ كَلّفت نحبَهَا
مِنَ الهَمّ والحاجِ البَعيدِ نَعُورُها
إذا هيَ أدّتْني إلى حَيْثُ تَلْتَقي
طَوَالِبُ حَاجاتٍ، بَعِيدٍ مَسِيرُها
إلى المُصْطَفَى بَعدَ الوَليّ الذي لَهُ
على النّاسِ نُعمَى يملأُ الأرْضَ نورُها
وَكمْ من صَعُودٍ دونَها قَدْ مَشيتُها
وَهابِطَةٍ أُخْرَى يُقَادُ بَعِيرُها
وَما أمَرَتْني النّفْسُ في رِحْلَةٍ لهَا،
فَيَأمُرَني إلاّ إلَيْكَ ضَمِيرُها
وَلمْ تَدْنُ حَتى قُلْتُ للرَّكبِ: إنّكُم
لآتونَ عَينَ الشّمسِ حيثُ تَغُورُها
فَلَمّا بَلَغْنَا أرْجَعَ الله رِحْلَتي،
وَشُقّتْ لَنَا كَفٌّ تَفيضُ بحُورُها
نَزَلْنَا بِأيّوبٍ، ولمْ نَرَ مِثْلَهُ،
إذا الأرْضُ بالناسِ اقشعرّتْ ظهورُها
أشدَّ قُوى حَبْلٍ لمَنْ يَسْتَجِيرُهُ،(38/66)
وَأطْوَلَ، إذْ شَرُّ الحِبَالِ قَصِيرُها
جَعَلْتَ لَنا للعَدْلِ بَعدكَ ضَامِناً،
إذا أُمّةٌ لمْ يُعْطِ عَدْلاً أمِيرُها
أقَمتَ بهِ الأعناقَ بَعدَكَ فانتَهَتْ
إلَيْكَ بِأيْدي المُسلِمِينَ مُشِيرُها
دَعَوْتَ لَهُمْ أنْ يجعَلَ الله خَيرَهم
وَأنْتَ بدَعْوَى بالصّوَابِ جَدِيرُها
أرَادَ بهِ الباغونَ كَيْداً، فكادَهُمْ
بهِ رَبُّ بَرّاتِ النّفُوسِ خَبِيرُها
ولَوْ كايَدَ العَهْدَ الّذي في رِقَابِهِمْ
لَهُ أخْشَبا جَنْبَيْ مِنىً وَثَبِيرُها
لِيَنْقُضْنَ تَوْكيدَ العُهُودِ التي لَهُ
لأمسَتْ ذُرَاها وَهيَ دُكٌّ وَعُورُها
وَقَوْمٍ أحاطَتْ لَوْ تُرِيدُ دِماءهُمْ
بِأعْنَاقهِمْ أعْمَالُهُمْ لَوْ تُثيرُها
عَلَيْهِمْ رَأوْا مَا يَتّقُونَ من الذي
غَلتْ قِدرُهمْ إذ ذابَ عنها صُيورُها
تجاوَزْتَ عَنهُم فَضْل حلمٍ كما عَفا،
بمُسكِنَ وَالهنديُّ تَعْلُو ذُكورُها
أبُوكَ جُنُوداً بَعدَما مَرّ مُصْعَبٌ،
تَفَلّذَ عَنْهُ، وَهْوَ يَدْعو، كَثيرُها
فَأنْتَ أحَقُّ النّاسِ بالعَدلِ وَالتُّقى
وَأنتَ ثَرَى الأرْضِ الحَيا وَطَهورُها
فَأصْبَحْتُمَا فِينَا كَداودَ وَابنِهِ،
على سُنّةٍ يُهْدَى بها مَنْ يَسِيرُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كم من مناد والشريفان دونه
كم من مناد والشريفان دونه
رقم القصيدة : 3402
-----------------------------------
كَمْ مِنْ مُنَادٍ، وَالشّرِيفانِ دونهُ،
إلى الله تُشْكَى وَالوَليدِ مَفَاقِرُهْ
يُنَادِي أمِيرَ المُؤمِنِينَ ودُونَهُ
مَلاً تَتَمَطّى بِالمَهَارِي ظَهَائرُهْ
بَعِيدُ نِيَاطِ المَاءِ، يَسْتَسْلِمُ القطا
بِهِ، وَأدِلاّءُ الفَلاةِ حَيَائِرُهْ
يَبِيتُ يُرَامي الذّئْبَ دُونَ عِيَالِهِ،
وَلوْ ماتَ لم يشبعْ عن العظمِ طائِرُهْ
رَأوْني، فَنَادَوْني، أسُوقُ مَطِيّتي،
بأصْوَاتِ هُلاّكٍ سِغابٍ حَرَائِرُهْ
فَقالوا: أغِثْنَا، إنْ بَلَغْتَ، بدَعوَةٍ(38/67)
لَنا عِندَ خَيرِ النّاسِ، إنّكَ زَائِرُهْ
فَقُلْتُ لهمْ: إنْ يُبْلِغِ الله نَاقَتي
وَإيّايَ أُنْبي بالّذي أنَا خَابِرُهْ
بحَيْثُ رَأيْتُ الذّئْبَ كُلَّ عَشِيّةٍ
يَرُوحُ على مَهزُولِكُمْ وَيُباكِرُهْ
لِيَجْتَرَّ مِنْكُمْ إنْ رَأى بَارِزاً لَهُ
من الجِيَفِ اللاّئي عليكم حظائرُهْ
أغِثْ مُضَراً! إنّ السِّنِينَ تَتَابَعَتْ
عَلَيْهَا بحَزٍّ يكسِرُ العَظمَ جازِرُهْ
فكُلُّ مَعَدٍّ غَيْرُهُمْ حَوْلَ ساعدٍ
من الرِّيفِ لم تُحظَرْ عليهم قناطرُهْ
وَهُمْ حَيثُ حَلّ الجوعُ بَينَ تِهَامةٍ
وَخَيْبرَ وَالوَادي الذي الجوعُ حاضرُهْ
بِوَادٍ بِهِ مَاءُ الكُلابِ، وَبَطْنُهُ
بهِ العَلَمُ الباكي من الجوعِ ساجرُهْ
وَهَمّتْ بتَذبيحِ الكِلابِ من الّذي
بهَا أسَدٌ إذ أمْسَكَ الغَيثَ ماطِرُهْ
وَحَلّتْ بدَهناها تَميمٌ، وَألْجَأتْ
إلى رِيفِ بَرْنيٍّ كَثِيرٍ تَمَائِرُهْ
كَأنّهُمْ للمُبْتَغي الزّادِ عِنْدَهُمْ
بَخَاتيُّ جَمّالٍ ضَمُورٍ قَيَاسِرُهْ
وَلَوْ لمْ تَكُنْ عَبسٌ تُقَاتِلُ مَسَّها
منَ الجُوعِ ضُرٌّ لا يُغَمِّضُ ساهرُهْ
ولَكِنّهُمْ يَسْتَكْرِهُونَ عَدُوَّهمْ
إذا هَزّ خِرْصَانَ الرّماحِ مَساعِرُهْ
ألا كُلُّ أمْرٍ يا ابنَ مَرْوَانَ ضَائِعٌ
إذا لمْ تَكُنْ في رَاحَتَيكَ مَرَائِرُهْ
وَكُلُّ وُجُوهِ النّاسِ، إلاّ إلَيْكُمُ
يَتِيهُ بضُلاّلٍ عنِ القصْدِ جائرُهْ
أغِثْني بِكُنْهي في نِزَارٍ وَمُقْبَلي،
فَإني كَرِيمُ المَشْرِقَينِ وَشَاعِرُهْ
وَإنّكَ رَاعي الله في الأرْضِ تَنْتَهي
إلَيْكَ نَوَاصي كُلِّ أمْرٍ وَآخِرُهْ
وَما زِلْتُ أرْجُو إلَ مَرْوَانَ أنْ أرَى
لَهُمْ دَوْلَةً وَالدّهرُ جَمٌّ دوَائِرُهْ
لَدُنْ قُتِلَ المَظْلومُ أنْ يَطْلُبوا بهِ،
وَمَوْلى دَمِ المَظْلُومِ منهُمْ وَثائِرُهْ
وَمَا لَهُمُ لا يُنْصَرُونَ وَمِنْهُمُ
خَلِيلُ النبيِّ المُصْطَفَى وَمُهاجِرُهْ
مُلُوكٌ لهمْ مِيرَاثُ كُلِّ مَشْورَةٍ،(38/68)
وَبالله طاوِي الأمرِ مِنْهُمْ وَنَاشِرُهْ
وَكائِنْ لَبِسْنَا مِنْ رِدَاءِ وَدِيقَةٍ
إلَيْكَ وَمِنْ لَيْلٍ تُجِنّ حظائرُهْ
لِنَبْلُغَ خَيرَ النّاسِ إنْ بَلَغَتْ بِنَا
مَرَاسِيلُ خَرْقٍ لا تَزَالُ تُساوِرُهْ
إذا اللّيْلُ أغشاها تكُونُ رِحالُها
مَنازِلَنَا حَتى تَصِيحَ عَصَافِرُهْ
فَلَمْ يَبْقَ إلاّ مِنْ ذَوَاتِ قِتَالِهَا
مِنْ المُخّ إلاّ في السُّلامى مَصَايرُهْ
إلى مَلِكٍ، ما أُمُّهُ مِنْ مُحَارِبٍ
أبُوها، وَلا كانَتْ كُلَيْبٌ تُصَاهِرُهْ
وَلَكِنْ أبُوها من رَوَاحَةَ تَرْتَقي
بأيّامِهِ قَيْسٌ على مَن تُفَاخِرُهْ
زُهَيْرٌ وَمَرْوَانُ الحِجَازِ كِلاهُمَا
أبُوهَا، لهَا أيّامُهُ وَمَآثِرُهْ
بهِمْ تَخفِضُ الأذيالَ بعدَ ارْتِفاعِها
مِنَ الفَزَعِ السّاعي نهاراً حَرَائرُهْ
وَقد خِفتُ حتى لوْ أرَى المَوْتَ مقبلاً
ليَأخُذَني، وَالمَوْتُ يُكرَهُ زَائِرُهْ
لَكَانَ مِنَ الحجّاجِ أهْوَنَ رَوْعَةً
إذا هُوَ أغْضَى وَهْوَ سامٍ نَوَاظِرُهْ
أدِبُّ وَدُوني سَيْرُ شَهْرٍ كَأنّني
أرَاكَ، وَلَيلٌ مُستَحيرٌ عساكِرُهْ
ذَكَرْتُ الذي بَيْني وَبَيْنَكَ بَعدَما
رَمَى بي من نَجدَيْ تِهامَةَ غائِرُهْ
فأيْقَنْتُ أني إنْ نَأيْتُكَ لمْ يَرِدْ
بي النّأيُ إلاّ كُلَّ شَيءٍ أُحَاذِرُهْ
وَأنْ لَوْ رَكِبْتَ الرّيحَ ثمّ طَلَبْتَني،
لَكُنْتُ كَشَيءٍ أدْرَكَتهُ مَقادِرُهْ
فَلَمْ أرَ شَيْئاً غَيرَ إقْبَالِ نَاقَتي
إلَيْكَ وَأمْرِي قَدْ تعيّتْ مصادرُهْ
وَمَا خاف شَيءٌ لمْ يَمُتْ مِنْ مخَافَةٍ
كما قد أسَرّتْ في فُؤادي ضَمائِرُهْ
أخَافُ مِنَ الحَجّاجِ سَوْرَةَ مُخدِرٍ
ضَوَارِبَ بالأعْنَاقِ مِنْهُ خَوَادِرُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا حمز هل لك في ذي حاجة غرضت
يا حمز هل لك في ذي حاجة غرضت
رقم القصيدة : 3403
-----------------------------------
يا حَمزَ هل لكَ في ذي حاجةٍ غَرِضَتْ
أنْضَاؤهُ، بِبِلادٍ غَيْرِ مَمْطُورِ(38/69)
وَأنْتَ أحْرَى قُرَيْشٍ أنْ تكونَ لهَا
وَأنْتَ بَينَ أبي بَكْرٍ وَمَنْظُورِ
بَينَ الحَوارِيِّ وَالصِّدِّيقِ في شُعَبٍ
نَبَتْنَ في طَيّبِ الإسْلامِ وَالخِيرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رعت ناقتي من أم أعين رعية
رعت ناقتي من أم أعين رعية
رقم القصيدة : 3404
-----------------------------------
رَعَتْ نَاقَتي مِنْ أُمّ أعْيَنَ رَعْيَةً
يُشَلّ بهَا وَضْعاً إلى الحَقَبِ الضَّفْرُ
يَقُولُونَ، والأمْثَالُ تُضْرَبُ للأسَى:
أما لكَ عن شَيءٍ فُجِعتَ بهِ صَبرُ
وَما ذَرَفَتْ عَيناكَ إلاّ لِدِمْنَةٍ
بِحُزْوَى مَحتْها الرّيحُ بعدكَ وَالقَطْرُ
أقَامَ بهَا مِنْ أُمّ أعْيَنَ بَعْدَها
رَمَادٌ وَأحْجَارٌ بِرَابِيَةٍ قَفْرُ
وُقُوفاً بهَا صَحْبي عَليّ، كَأنّني
بهَا سَلَمٌ في كَفّ صَاحِبِهِ ثَأرُ
فَقُلْتُ لَهُمْ: سِيرُوا لِما أنْتُمُ لَهُ،
فَقَدْ طَالَ أنْ زُرْنَا مَنازِلَها الهجرُ
أما نَحْنُ رَاؤو أهْلِهَا غَيرَ هَذِهِ،
يَدَ الدّهْرِ، إلاّ أنْ يُلِمّ بهَا سَفْرُ
إذا كان رَأسُ المَرْءِ أشْيَبَ هَكَذا
وَلمْ يَنْهَ عَنْ جَهلٍ فليس لَهُ عُذرُ
وَمَغْبُوقَةٍ دُونَ العِيَالِ، كَأنّهَا
جَرَادٌ إذا أجْلى معَ الفَزَعِ الفَجْرُ
عَوَابِسَ ما تَنفَكّ تحتَ بُطُونِهَا
سَرَابِيلُ أبْطَالٍ بَنَائِقُها حُمْرُ
ترَكنَ ابنَ ذي الجَدَّينِ يَنشِجُ مُسنَداً
وَلَيسَ لَهُ إلاّ ألاءَتَهُ قَبْرُ
وَهُنّ بشِرْحافٍ تَدارَكْنَ دَالِقاً،
عُمَارَةَ عَبْسٍ بعدما جَنَحَ العَصْرُ
وَهُنّ على خَدَّيْ شُتَيرِ بن خَالِدٍ
أُثِيرَ عَجَاجٌ مِنْ سَنابكِها كُدْرُ
وَيوْماً على ابن الحَوْنِ جالَتْ جيادُهم
كما جالَ في الأيدي المُجَرَّمةُ السُّمرُ
إذا سُوّمَتْ للبَأسِ أغْشَى صُدُورَها
أُسُودٌ عَليها المَوْتُ عادتُها الهَصْرُ
غَداةَ أحَلّتْ لابنِ أصْرَمَ طَعْنَةٌ،
حُصَينٌ، عَبيطاتِ السّدائفِ والخَمرُ
بها زَايلَ ابنُ الجَونِ مُلكاً وَسَلّبَتْ(38/70)
نِسَاءٌ على ابنِ الجَوْنِ جدّعها الدّهرُ
خَرَجنَ حَرِيرَاتٍ وَأبْدَينَ مِجْلَداً
وَجالَتْ عَلَيهنّ المُكَتَّبَةُ الصّفْرُ
إذا حَلّتِ الخَرْمَاءَ عَمرُو بنُ عامِرٍ
وَسَالَتْ عَليها مِنْ مَناكِبها بَكرُ
بحَيٍّ جُلالٍ يَدْفَعُ الضَّيْمَ عَنهُمُ
هَوَادِرُ في الأجَوافِ لَيسَ لها سَبرُ
رَأيْتُ تَميماً يَجْهَشُونَ إلَيْهِمُ،
إذا الحَرْبُ هَزّتها كَتَائِبُها الخُضرُ
وَإنْ هَبَطَتْ أرْطَى لُهابٍ ظَعِينَةٌ
تميمِيّةٌ حَلّتْ إذا فَزِعَ النَّفْرُ
وَلَيْسَ رَئِيسٌ زَارَ ضَبّةَ مُخْطِئاً
يَدَيْهِ اصْفِرَارٌ بالأسِنّةِ أوْ أسْرُ
يَهُزّونَ أرْمَاحاً طِوَالاً مُتُونُهَا،
بهِنّ الغِنى يَوْمَ الوَقِيعَةِ وَالفَقْرُ
وَأوْثَقُ مَالٍ عِنْدَ ضَبّةَ بِالغِنى،
إذا احْتَرَبَ النّاسُ، الإباحَةُ وَالقسرُ
وَكَانَتْ إذا لاقَتْ رَئيساً رِمَاحُهُمْ
عَلَيِهنَّ أنْ يَبعَجْنَ سُرّتَهُ نَذْرُ
وَزَائِرَةٌ آبَاءَهَا بَعْدَمَا التَقَتْ
جَوَانحُهَا مَا كانَ سِيقَ لها مَهْرُ
إذا مَا ابنُها لاقَى أخَاهَا تَعَاوَرَا
عُيوناً من البَغضَاء أبْصَارُها خُزْرُ
وَيَمْنَعُها مِنْ أنْ يَقُولَ: سَبِيّةٌ،
بَنُونَ لهَا مِنْ غَيرِ أُسْرَتِها زُهْرُ
فَما ضَرّ إهْلاكُ الكَرَائِمِ غَالِباً
مِنَ المالِ إذْ وَارَى شَمائلَهُ القَبْرُ
وَلا حاتِماً، أزْمَانَ لَوْ شَاءَ حاتِمٌ
مِنَ المَالِ وَالأنْعامِ كانَ لَهُ وَفْرُ
وَما قَبَضَتْ كَفّاً يَدٌ دُونَ مَالِهَا
لِتَمْنَعَهُ، إلاّ سَيَمْلِكُهُ الدّهْرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> جرى بعنان السابقين كليهما
جرى بعنان السابقين كليهما
رقم القصيدة : 3405
-----------------------------------
جَرَى بِعِنَانِ السّابِقَينِ كِلَيْهِمَاجَرَى بِعِنَانِ السّابِقَينِ كِلَيْهِمَا
أبُو حَنَشٍ جَرْيَ الجَوَادِ المُضَمَّرِ
وَمَال الخَيْلُ تَجْرِي حينَ تجرِي بمالكٍ
وَلَكِنّمَا يَجْرِي المُعَلّى بِمُنْذِرِ(38/71)
لآلِ المُعَلّى قُبّةٌ يَبْتَنُونَهَا
بِأيْدِي كِرَامٍ رَفّعُوهَا بِعَرْعَرِ
إذا سَمَكُوهَا بِالمُعَلّى تَضَمّنَتْ
رَبِيعَةَ طُرّاً خَائِفِينَ وَمُعْتَرِي
سَبَقْتُمْ إلى الإسْلامِ حِينَ هَداكُمُ
بِه الله إذْ يَهدي لَهُ كُلَّ مُبْصرِ
أخَذتُمْ لعبَد القَيس عندَ مُحَمّدٍ
نَجَاةٍ مِنَ المُسْتَوْقِدِ المُتَسَعِّرِ
وكُنْتُمْ مَتى ما تَرْحَلُوا لمْ تَنَلكُمُ
يَدَا رَبَعِيٍّ، مَدَّ، أوْ مُتَمَضِّرِ
رَأيتُ بَني الجارُودِ يُغلونَ ما اشترَوْا
منَ الحَمدِ ما يَغلو على كُلّ مُشترِي
وَما لِبَني الجارُودِ أنْ لا يُرَى لَهُمْ
عَلى النّاسِ مَجْدٌ فَرْعُهُ لمْ يُقصِّرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ما كنت أحسبني جبانا قبل ما
ما كنت أحسبني جبانا قبل ما
رقم القصيدة : 3406
-----------------------------------
مَا كُنتُ أحْسِبُني جَباناً قَبْلَ مَا
لاقَيْتُ لَيْلَةَ جَانِبِ الأنْهَارِ
لَيْثاً، كَأنّ على يَدَيْهِ رِحَالَةً،
جَسِدَ البَرَاثنِ مُؤجَدَ الأظْفَارِ
لمّا سَمِعْتُ لَهُ زَمَازِمَ أقْبَلَتْ
نَفْسِي إليّ وَقُلْتُ أيْنَ فِرَاري
فَضَرَبْتُ جِرْوَتَها وَقلتُ لها اصْبرِي
وَشَدَدْتُ في ضَيْقِ المَقامِ إزَارِي
فَلأنْتَ أهْوَنُ مِنْ زِيادٍ جَانِباً
فَاذْهَبْ إلَيْكَ مُخَرِّمَ السُّفّارِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أرى ابن سليم يعصم الله دينه
أرى ابن سليم يعصم الله دينه
رقم القصيدة : 3407
-----------------------------------
أرَى ابنَ سُلَيْمٍ يَعصِمُ الله دِينَهُ
بِه، وَأثَافي الحَرْبِ تَغلي قُدُورُهَا
هُوَ الحَجَرُ الرّامي بِهِ الله مَنْ رَمَى
إذا الأرْضُ بالناس اقشعَرّتْ ظهورُها
وَكانَ إذا أرْضُ العَدُوِّ تَنَكّرَتْ
فَبابنِ سُلَيْمٍ كانَ يُرْمَى نَكِيرُها
تَرَى الخَيْلَ تَأبَى أنْ تَذِلّ لفارِسٍ
سِوى ابنِ سُلَيْمٍ في اللقاء ذُكورُها
وَرُومِيّةٍ فِيهَا المَنَايَا ضَرَبْتَهَا(38/72)
بشَهْبَاءَ يُعْشِي النّاظِرِينَ قَتِيرُها
وَيَوْمَ تَلاقَتْ خَيْلُ بابِلَ بالقَنَا
كتائِبَ قَد أبدى الضُّرُوسَ هرِيرُها
فتَحْتَ لهمْ بالسّيفِ وَالخَيلُ تَلتَقي
على المَوْتِ من كلّ الفِريقينِ زُورُها
تَرَى خَيْلَهُ غِبَّ الوَقِيعَةِ أصْبَحَتْ
مُكَلَّمَةً أعْنَاقُهَا وَنُحُورُها
وَإنّا وَكَلْباً إخْوَةٌ، بَيْنَنَا عُرى
من العَقْدِ قد شدّ القُوَى من يُغيرُها
تُخاضُ مِيَاهٌ لا غُمُورَ لمَائِها،
وَلَكِنّ كَلْباً لا تُخَاضُ بُحُورُها
فَمَنْ يَأتِنَا يَرْجُو تَفَرُّقَ بَيْنِنَا
يُلاقِ جِبَالاً دُونَ ذاكَ وُعُورُها
حَليفانِ بالإسلامِ وَالحَقِّ تَنْتَهِي،
إلى ابنِ سُلَيْمٍ بِالوفَاءِ، أُمُورُها
هُوَ الحازِمُ المَيْمُونُ في كلّ وَقْعَةٍ
لَهُ حِينَ تُسْتَلّ السّيُوفُ بَشِيرُها
نُجِيرُ على كَلْبٍ فيَمضِي جِوَارُنا،
وَيَعْقِدُ مِنْ كَلْبٍ عَلَيْنا مُجِيرُها
لكَلبٍ حصىً لا يحسبُ الناسُ قِبصَهُ
وَأكثرُ من كَلْبٍ عَديداً نَصِيرُها
قَبَائِلُ ضَمّتْهَا قُضَاعَةُ مِنْهُمُ:
هُذَيمٌ وَجسرٌ حينَ يطمو نَفيرُها
سيُرْهَبُ من حَيَّيْ قضَاعةَ مَن عَوى
إلَيِهمْ من الأُسدِ الغَوَادي زَئِيرُها
إذا حِمْيَرٌ قِيلَ احْسبُوهَا، فإنّهَا
قَليلٌ، فَكَلْبٌ فاحسبُوها كَثيرُها
ألمْ تَكُ أرْباباً على النّاسِ حِمْيَرٌ،
لَيَاليَ مَنْ عَزّ الرّجالَ أمِيرُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا هرت الأحياء حربا مضرة
إذا هرت الأحياء حربا مضرة
رقم القصيدة : 3408
-----------------------------------
إذا هَرّتِ الأحيَاءُ حَرْباً مُضِرّةً
تَرَى السّمَّ مِنْ أنْيَابِهَا يَتقَطّرُ
غَدا في مَحانِيها ابنُ أحْوَزَ غَدْوَةً
تُفَرِّجُ عَنْهُ، وَالأسِنّةُ تَخْطِرُ
أقَامَ على حَيّ المَزُونِ قِيَامَةً
مِنَ المَوْتِ إلاّ أنّهَا هِيَ أشْهَرُ
وَقَدْ ضَاقَ ذَرْعاً مُصْطَلُوها بحَرّها
وَعَادَتْ جَحِيماً نارُها تَتَسَعَّرُ(38/73)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> طرقت نوار ودون مطرقها
طرقت نوار ودون مطرقها
رقم القصيدة : 3409
-----------------------------------
طَرَقَتْ نَوَارُ وَدُونَ مَطْرَقِهَا
جَذْبُ البُرَى لِنَوَاحلٍ صُعْرِ
وَرَوَاحُ مُعْصِفَةٍ وَغَدْوَتُهَا،
شَهْراً، تُوَاصِلُهُ إلى شَهْرِ
أدْنَى مَنَازِلِهَا لِطَالِبِهَا
خِمْسُ المُؤوِّبِ للقَطا الكُدْرِ
وَإذا أنَامُ، ألَمّ طَائِفُهَا
حَتى يُنَبِّهَ أعْيُنَ السفْرِ
إني يُهيّجُني، إذا ذُكِرَتْ
رِيحُ الجنُوبِ لهَا عَلى الذِّكْرِ
وَكَأنّمَا التَبَسَتْ بِأرْحُلِنَا،
بَعْدَ المَنَامِ، ذَكِيةُ التَّجْرِ
وَكَأنّ ذُرّعَهَا بِأرْحُلِنَا
يُرْقِلْنَ مِثْلَ نَعَائِمٍ زُعْرِ
أوْ عَانَةٍ يَبِسَتْ مَرَاتِعُهَا،
خَبَطتْ سَفا القُرْيانِ وَالظّهرِ
وَكَأنّ حَيّاتٍ مُعَلَّقَةً
تَثْني أزِمّتَهَا إلى الصُّفْرِ
لِلْعَوْهَجِيّةِ مِنْ نَجَائِبِهَا،
وَالدّاعِرِيِّ لأفْحُلٍ صُحْرِ
وَإلى سُلَيْمَانَ الّذيِ سَكَنَتْ
أرْوى الهِضَابِ بِهِ مِنَ الذُّعْرِ
وَتَرَاجَعَ الطُّرَداءُ إذْ وَثِقُوا
بِالأمْنِ مِنْ رَتْبِيلَ وَالشِّحْرِ
أوْ كُلِّ دايِرَةٍ كَأنّ بِهَا
قَاراً، وَلَيسَ سَفينُها يَجرِي
أوْ كُلِّ صَادِقَةٍ إذا طُلِبَتْ،
مِنْ دُونِهَا الرّيحُ الّتي تُذْرِي
تُمسِي الرّيَاحُ بهَا وَقَدْ لَغِبَتْ
أوْ كُلِّ صَادِقَةٍ عى الفَتْرِ
كُنّا نُنَادي الله نَسْألُهُ
في الصّبْحِ وَالأسْحَارِ وَالعَصْرِ
أن لا يُمِيتَكَ أوْ تَكُونَ لَنَا
أنْتَ الإمَامَ وَوَاليَ الأمْرِ
فَأجَابَ دَعْوَتَنَا، وَأنْقَذَنَا
بِخِلافَةِ المَهْدِيِّ مِنْ ضُرّ
يا ابنَ الخَلائِفِ لمْ نَجِدْ أحَداً
يَبْقَى لِحَزّ نَوَائِبِ الدّهْرِ
إلاّ الرّوَاسِي، وَهْيَ كَائِنَةٌ
كَالعِهْنِ، وَهْيَ سَرِيعَةُ المَرّ
فَفَدِ ابتُلِيتَ بِمَا زَعَمْتَ لَنَا
إنْ أنْتَ كُنْتَ لَنَا على أمْرِ
كَمْ فِيكَ إنْ مَلَكَتْ يداكَ لنا،(38/74)
يَوْماً، نَوَاصِينَا مِنَ النَّذْرِ
مِنْ حَجّ حَافِيَةٍ وَصَائِمَةٍ
سَنَتَينِ، أُمّ أفَيْرِخٍ زُعْرِ
لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ غَيرُ ألْسِنَةٍ،
وَأُعَيْظِمٍ وَحَوَاصِلٍ حُمْرِ
ويُجَمِّرُونَ بِغَيْرِ أعْطِيةٍ،
في البَرّ مَنْ بَعَثُوا وَفي البَحْرِ
وَيُكَلِّفُونَ أبَاعِراً ذَهَبَتْ
جِيَفاً بَلِينَ، تَقادُمَ العَصْرِ
حَتى غَبطْنَا كلَّ مُحْتَمَلٍ
يُمْشى بِأعْظُمِهِ إلى القَبْرِ
وَتَمَنّتِ الأحْيَاءُ أنّهُمُ
تَحْتَ التّرَابِ وَجيءَ بالحَشْرِ
وَالرّاقِصَاتِ بِكُلّ مُبْتَهِلٍ،
مِنْ فَجِّ كُلّ عَمَايِقٍ غُبْرِ
مَا قُلْتُ إلاّ الحَقَّ تَعْرِفُهُ
في القَوْلِ مُرْتَجِلاً وَفي الشِّعْرِ
مَا أصْبَحَتْ أرْضُ العِراقِ بهَا
وَرَقٌ لمُخْتَبِطٍ وَلا قِشْرِ
إنْ نَحْنُ لمْ نَمْنَعْ بِطاعَتِنَا
وَالحُبِّ للمَهْدِيّ وَالشُّكْرِ
فَغَدَتْ عَلَيْنَا في مَنَازِلِنَا
رُسُلُ العَذابِ بِرَغْوَةِ البَكْرِ
أشْقَى ثَمُودَ حِينَ وَلّهَهُ
عَنْ أُمّهِ المَشْؤومُ بِالعَقْرِ
لَمّا رَغَا هَمَدُوا، كَأنّهُمُ
هَابي رَمَادِ مُؤثَّفِ القِدْرِ
أنْتَ الّذِي نَعَتَ الكِتَابُ لَنَا
في نَاطِقِ التّوْرَاةِ وَالزُّبْرِ
كَمْ كانَ مِنْ قَسٍّ يُخَبّرُنَا
بِخِلافَةِ المَهْدِيّ، أوْ حَبْرِ
جَعَلَ الإلَهُ لَنَا خِلافَتَهُ
بُرْءَ القُرُوحِ وَعِصْمَةَ الجَبْرِ
كَمْ حَلّ عَنّا عَدْلُ سُنّتِهِ
مِنْ مَغْرَمٍ ثِقْلٍ، وَمِنْ إصْرِ
كُنّا كَزرْعٍ مَاتَ، كَانَ لَهُ
سَاقٍ، لَهُ حَدَبٌ مِنَ النَّهْرِ
عَدَلُوهُ عَنْهُ في مُغَوِّلَةٍ
للمَاءِ، بَعْدَ جِنَانِهِ الخُضْرِ
أحْيَيْتَهُ بِعُبَابِ مُنْثَلِمٍ،
وَعَلاهُ مِنْكَ مُغَرِّقُ الدَّبْرِ
أحْيَيْتَ أنْفُسَنَا، وَقَدْ بلَغَتْ
مِنّا الفَنَاءَ، وَنَحْنُ في دُبْرِ
فَلَقَدْ عَزَزْنَا بَعْدَ ذِلّتِنَا
بِك، بَعَدَما نَأبَى عَنِ القَسْرِ
أصْبَحْتَ قَدْ بخَعَتْ نَصِيحَتُنا(38/75)
لكَ، والمَقامِ وَأيْمَنِ السِّتْرِ
أحْيَيْتَ أنْفُسَنا وَقَد هَلَكَتْ
وَجَبَرْتَ مِنّا وَاهِيَ الكَسْرِ
بَلْ مَا رَأيْتُ وَلا سَمِعْتُ بِهِ
يَوْماً كَيَوْمِ صَوَاحِبِ القَصْرِ
يَوْماً سَيُؤمِنُ كُلَّ مُنْدَفِنٍ،
أوْ لاحِقٍ بِأئِمّةِ الكُفْرِ
فاذْكُرْ أرَامِلَ لا عَطَاءَ لَهَا
وَمُسَجَّنِينَ لمَوْضِعِ الأجْرِ
لَوْ يُبْتَلُونَ بِغَيْرِ سَجْنِهِمِ
صَبَرُوا وَلَوْ حُبِسُوا عَلى الجَمرِ
وَلَقَدْ هَدَى بكَ كُلَّ مُلتَبَسٍ
وَشَفَى بعَدْلِكَ كُلَّ ذي غِمْرِ
حَتى اسْتَقَامَ لِوَجْهِ سُنّتِهِ،
وَدَرَى وَلمْ يَكُ قَبْلَهَا يَدْرِي
وأَخَذْتَ عَدْلاً مِنْ أبِيكَ لَنَا
وَقَلَعْتَ عَنّا كلَّ ذي كِبْرِ
عَاتٍ إذا المَظْلُومُ ذَكّرَهُ،
أغْضَى عَلى عِظَمٍ مِنَ الذِّكْرِ
إنّا لَنَرْجُو أنْ تُعِيدَ لَنَا
سُنَنَ الخَلائِفِ مِنْ بَني فِهْرِ
عُثْمَانَ، إذْ ظَلَمُوهُ وَانتَهكوا
دَمَهُ صَبِيحَةَ لَيْلَةِ النَّحْرِ
وَدِعَامَةِ الدّينِ الّتي اعْتَدَلَتْ
عُمَراً، وَصَاحِبَهُ أبَا بَكْرِ
وَابْنَيْ أبي سُفْيَانَ، إذْ طَلَبَا
عُثْمَانَ مَا بَاتَا على وتْرِ
وَأبَا أبِيكَ لِكُلّ جَائِحَةٍ
مَرْوَانَ سَيْفَ الدّينِ ذا الأُثْرِ
وَأبَاكَ، إذْ كَشَفَ الإلَهُ بِهِ
عَنّا العَمَى، وَأضَاءَ كَالفَجْرِ
وَأخَاكَ، إذْ فَتَحَ الإلَهُ بِهِ،
وَأعَزّهُ بِاليُمْنِ وَالنّصْرِ
خُلَفَاءَ قَدْ تَرَكُوا فَرَائِضَهُمْ
فينَا، وَسُنّةَ طَيّبي الذّكْرِ
تَبِعُوا رَسُولَهُمُ بِسُنّتِهِ،
حَتى لَقُوهُ، وَهُمْ على قَدْرِ
رُفَقَاءَ مُتّكِئِينَ في غُرَفٍ،
فَرِحِينَ فَوْقَ أسِرّةٍ خُضْرِ
في ظِلّ مَنْ عَنَتِ الوُجُوهُ لَهُ
حَكَمِ الحُكُومِ وَمالِكِ القَهرِ
وَلَقَدْ خَصَمْتُ بِهَا مُخاصِمَكُم
وَشَفَيْتُ أنْفُسَكُمْ مِنَ الخُبْرِ
مَا قُلْتُ إلاّ الحَقَّ، أُخْبِرُهُ
عَنْ أهْلِ بَادِيَةٍ، وَلا مِصْرِ
فَاليَوْمَ يَنْفَعُ كُلَّ مُعْتَذِرٍ،(38/76)
عِنْدَ الإمَامِ، صَوادِقُ العُذْرِ
أنْتَ الّذي كانَتْ تُوَطّنُنَا،
تَرْجُوهُ أنْفُسُنَا على الصّبْرِ
مَاتَ المَظَالِمُ حِينَ كُنْتَ لهَا
حَكَماً وَجِئْتَ لَنَا على فَقْرِ
مِنّا إلَيْكَ كَفَقْرِ مُمْحِلَةٍ،
تَرْجُو الرَبيعَ لِرُزَّمٍ عَشْرِ
ذَهَبَ الزّمَانُ بِخَيْرِ وَالِدِهَا
عَنْها وَمَا لِبَنِيهِ مِنْ دَثْرِ
قَدْ خَنّقَتْ تِسْعِينَ أوْ كَرَبَتْ
تَدْنُو لآخِرِ أرْذَلِ العُمْرِ
تُرِكَتْ تُبكّي في مَنَازلِهِمْ،
لَيْسَتْ إلى وَلَدٍ وَلاَ وَفْرِ
بَعَثَ الإلَهُ لهَا، وَقَدْ هَلَكَتْ،
نُورَ البِلادِ وَمَاطِرَ القَطْرِ
يَرْجُونَ سَيْبَكَ أنْ يكونَ لهُمْ
كالنّيلِ فَاضَ على قُرَى مِصْرِ
فَلَئِنْ نَعشْتَهُم لَقَدْ هَلَكُوا،
واليُسْرُ يَفْرُجُ لَزْبَةَ العُسْرِ
لا جَارَ، إلاّ الله، مِنْ أحَدٍ
أوْفَى وَأبْعَدُ مِنْكَ مِنْ غَدْرِ
تُعْطي حِبَالاً مَنْ عَقَدْتَ لَهُ
لَيْسَتْ بِأرْمَامٍ وَلا بُتْرِ
أصْبَحَتَ أعْلى النّاسِ مَنْزِلَةً،
وأحَقَّهُمْ بِمَكَارِمِ الفَخْرِ
وَوَليَّ أمْرِهِمِ وَأعْدَلَهُمْ،
وَنَهَارَهُمْ، وَضِياءَ مَنْ يَسرِي
يَا لَيْتَ أنْفُسَنَا تُقَاسِمُهَا
أعْمَارُنَا لَكَ وَافيَ الشَّطْرِ
لَمْ تَعْدُ مُذْ أدْرَكْتَ أرْبَعَةً
إلاّ بِسَابِقِ غَايَةٍ تَجْرِي
وَنَمَتْكَ مِنْ غَطَفَانَ مُنْجِبَةٌ
شَمْسُ النّهَارِ لكامِلِ البَدْرِ
لأبي الوَلِيدَ، فَبَشَّرُوهُ بِهِ،
بِالسَّعْدِ وَافَقَ لَيْلَةَ القَدْرِ
أنْتَ ابنُ مُعتَرِكِ البِطاحِ وَمِنْ
أعْيَاصِهَا في طَيِّبٍ نَضْرِ
قَدْ يَعْلَمُ النَّفَرُ الّذِينَ مَشَوْا
مُتَعلّقِينَ، وَهُمْ عَلى الجَسْرِ
بَذَلُوا نُفُوسَهُمُ مُخَاطَرَةً،
وَهُمُ وَرَاءَ خَنَادِقِ الحَفْرِ
أنّ الأمَانَ لَهُمْ، إذا خَرَجُوا
بَحْرَاكَ، مِنْ فَرَقٍ مِنَ الدّهْرِ
لَمّا أتَوْكَ كَأنّمَا عَقَلُوا
بِذُرَى مُشَمِّرَةٍ مِنَ الغُبْرِ
دُونَ السّمَاءِ ذُرَى مَعَاقِلِهَا،(38/77)
عَنْهَا تَزِلّ قَوَائِمُ العُفْرِ
خَرَجُوا وَدُونَهُمُ مُدَجَّجَةٌ،
وَمُخَنْدَقٌ مُتَصَوِّبُ القَعْرِ
بَلْ ما رَأيْتُ ثَلاثَةً خَرَجُوا
من مثلِ مَخرَجِهِمْ على الخَطْرِ
أبَني المُهَلَّبِ، قَدْ وَفَى لَكُمُ
جَارٌ، أمرَّ لَكُمْ على شَزْرِ
حَبْلاً بِهِ رَجَعَتْ نُفوسُكُمُ،
وَلَقَدْ بَلَغْنَ تَرَاقيَ النّحْرِ
إني أرَى الحَجّاجَ أدْرَكَهُ
ما أدْرَكَ الأرْوى على الوَعْرِ
وَأخَاهُ وابْنَيْهِ اللّذَينِ هُمَا
كَانَا يَدَيْهِ وَخَالِصَ الصّدْر
ذَهَبوا، وَمالُهُمُ الّذي جَمَعُوا
تَرَكُوهُ مِثْلَ مُنَضَّدِ الصّخرِ
دَخَلوا قُبورَهُمُ إذا اضْطَجَعوا
فِيهَا، بِأوْعِيَةٍ لَهُمْ صِفْرِ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> الشقيقتان
الشقيقتان
رقم القصيدة : 341
-----------------------------------
قلم الحمرة .. أختاه .. ففي
شرفات الظن، ميعادي معه
أين أصباغي.. ومشطي .. والحلي؟
إن بي وجدا كوجد الزوبعة
ناوليني الثوب من مشجبه
ومن الديباج هاتي أروعه
سرحيني .. جمليني .. لوني
ظفري الشاحب إني مسرعة
جوربي نار .. فهل أنقذته؟
من يد موشكة أن تقطعه
ما كذبت الله .. فيما أدعي
كاد أن يهجر قلبي موضعة
رحمة .. يا هند هل أمضى له
وأنا مبهورة .. ممتقعة ..
إنه الآن .. إلى موعدنا
جبهة .. باذخة .. مرتفعة
ورداء يحصد الشمس .. جوى
وفم لون الفصول الأربعة
لا أسميه .. وإن كان اسمه
نقرة العود .. وبوح المزرعة
لو سألت الريش من أجفانه
أتقي البرد به .. لاقتلعه
ركزي يا هند شغلى .. فعلى
سحبات الرصد ميعادي معه
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا ليت شعري هل أسيب ضمرا
يا ليت شعري هل أسيب ضمرا
رقم القصيدة : 3410
-----------------------------------
يا لَيْتَ شِعرِي هلْ أُسَيِّبُ ضُمَّراً
أُكلَتْ عَرَائِكُهُنّ بِالأكْوَارِ
مِثْلَ الذّئَابِ، إذا غَدَتْ رُكبانُها
يَعْسِفْنَ بَينَ صَرَايِمٍ وَصَحارِي
أُعْطي خَلِيفَتُنا، بِقُوّةِ خَالِدٍ،(38/78)
نَهْراً يَفِيضُ لَهُ على الأنْهَارِ
إنّ المُبَارَكَ كَاسْمِهِ يُسْقَى بِهِ
حَرْثُ الطّعَامِ وَلاحِقُ الجَبّارِ
أسْقَاهُ مِنْ سَيْحِ الفُرَاتِ وَغَيْرِهِ
كُدْراً غَوَارِبُهُ مِنَ التّيّارِ
لَما تَدَارَكَ لِلْمُبَارَكِ مَدُّهُ
رَخُصَ الطّعَامُ لِمَايِحٍ وَتِجَارِ
ولَوْ أنّ دِجْلَةَ أُنْبِئَتْ عَنْ خَالِدٍ
بَاتَتْ مَخافَتُهُ عَلى الأقْتَارِ
يا دِجْلَ إنّكِ لَوْ عَصَيتِ لِخَالِدٍ
أمْراً سُقِيتِ بِأمْلَحِ الأمْرَارِ
إنْ كَانَ أثْخَنَ مَدَّ دِجْلَةَ خالِدٌ
فَلَطالَما غَلَبَتْ بَني الأحْرَارِ
يا دِجْلَ كُنتِ عَزِيزَةً فِيما مَضَى،
فَلَقَدْ أصَابَكِ خَالِدٌ بِصَغَارِ
الله سَخّرَهَا بِكَفَّيْ خَالِدٍ،
وَلَقَدْ تَكُونُ عَزِيزَةَ الأضْرَارِ
حَتى رَأيْتُ تُرَابَ دِجْلَةَ خَارِجاً
تَخِدُ الرِّكَابُ عَلَيْهِ بِالأوْقَارِ
يَجْتَازُ دِجْلَةَ لا يَخَافُ خِيَاضَها
مَنْ كانَ يَقْطَعُهَا على المِعْبَارِ
إني هَتَفْتُ بخَالِدٍ، ولَقَدْ دَنَتْ
نَفْسِي لِثُغْرَةِ نَحْرِهَا لحِظارِ
أنْتَ المُجِيرُ وَمَنْ تُجِرْ تَعْقِدْ لَهُ
عِنْدَ الجِوَارِ أشَدّ عَقْدِ جِوَارِ
مَا زِلْتُ في لهَوَاتِ لَيْثٍ مُخْدِرٍ
حَتى تَدَارَكَني أبُو سَيّارِ
ألْقَى إليّ على شَقَائِقِ هُوّةٍ،
حَبْلاً شَدِيداً، غَارَةَ الإمْرَارِ
حَبْلاً أخَذْتُ بِهِ، فَنَجّاني بِهِ
رَبّي بِنِعْمَةِ مُدْرِكٍ غَفّارِ
أرْجُو الخُرُوج بخَالِدٍ، وَبخَالِدٍ
يُجْلى العَشَا لِكَوَاسِفِ الأبْصَارِ
إني وَجَدْتُ لِخَالِدٍ في قَوْمِهِ
ضَوْءَيَنِ قَدْ ذَهَبَا بِكُلّ نَهَارِ
في الشِّرْكِ قَدْ سَبَقَا بكُلّ كَرِيمَةٍ
تَعْلُو القَبَائِلَ كُلَّ يَوْمِ فَخارِ
أمّا البُيُوتُ، فَقَدْ بَنَيْتُمْ فَوْقَها
بَيْتاً بِأطْولِ أدْرُعٍ وَسَوارِي
بَيْتاً بِهِ رَفَعَ المُعَلّى مَجْدَهُمْ
لِبَنِيهِ، يَوْمَ تَفَاضُلِ الأخْطارِ(38/79)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نعى لي أبا حرب غداة لقيته
نعى لي أبا حرب غداة لقيته
رقم القصيدة : 3411
-----------------------------------
نَعَى لي أبَا حرْبٍ، غَدَاةَ لَقِيتُهُ
بذاتِ الجَوَابي، صَادِراً أرْضَ عامِرِ
فَقُلْتُ: أتَنْعَى غَيْثَ كُلِّ يَتِيمَةٍ
وَأرْمَلَةٍ والمُعْتَفِينَ الأفَاقِرِ
لِيَبْكِ عَلى سَلْمٍ يَتِيمٌ وَبَائِسٌ
وَمُسْتَنْزَلٌ عَنْ ظَهْرِ ساطٍ مُثابرِ
تَداعَتْ عَليهِ الخَيلُ تحتَ عَجاجَةٍ
مِنَ النَّقْعِ مَعبُوطٍ على القَوْمِ ثائرِ
وَمُستَلحِمٍ يَدْعُو كَرَرْتَ وَرَاءَهُ
كَتَكْرَارِ لَيْثِ الغابِتَينِ المُهَاصِرِ
وَكَمْ مِنْ يَدٍ يا سَلْمُ لا تَستَثِيبُها
نَفَحْتَ إلى مُستَمِطرٍ غَيرِ شَاكِرِ
وَإنْ كانَ سَلْمٌ ماتَ ما ماتَ ما بَنى
وَلا ما أتَى مِنْ صَالحٍ في المَعَاشِرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أترجو ربيع أن يجيء صغارها
أترجو ربيع أن يجيء صغارها
رقم القصيدة : 3412
-----------------------------------
أتَرْجُو رُبَيْعٌ أنْ يَجِيءَ صِغَارُهَا
بِخَيْرٍ وَقَدْ أعْيَا رَبِيعاً كِبَارُهَا
عَتُلّونَ، صَخّابُو الَعشِيّ كَأنّهُم
جِداءٌ من المعزَى شَديدٌ يعارُها
إذا النجمُ وافى مَغرِبَ الشمس حارَدتْ
مَقارِي عُبَيدٍ وَاشتكى القِدرَ جارُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إني من القوم الرقاق نعالهم
إني من القوم الرقاق نعالهم
رقم القصيدة : 3413
-----------------------------------
إني مِنَ القَوْمِ الرِّقَاقِ نِعَالُهُمْ،
وَلَسْتُ بحَمدِ الله وَالديَ الفِزْرُ
وَلَسْتُ بِعَبْدِيٍّ على فِيَّ حِبْرَةٌ،
وَلَسْتُ بِسَعْدِيٍّ حَقيبَتُهُ التّمْرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لولا أن تقول بنو عدي
لولا أن تقول بنو عدي
رقم القصيدة : 3414
-----------------------------------
لَوْلا أنْ تَقُولَ بَنُو عَدِيٍّ:
ألَيْسَتْ أمُّ حَنْظَلَةَ النَّوَارَا
إذاً لأتَى بَني مِلْكَانَ قَوْلٌ(38/80)
إذا مَا قِيلَ أنْجَدَ ثُمّ غَارَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أيهتف مكروب ببكر بن وائل
أيهتف مكروب ببكر بن وائل
رقم القصيدة : 3415
-----------------------------------
أيَهْتِفُ مَكْرُوبٌ ببَكْرِ بنِ وَائلٍ
تَخَوَّنَهُ كَابٍ مِنَ الجَدّ عَاثِرُ
تَسَوِّقُهُ ذُهْلُ بنُ ضَبّةَ فِيكُمُ،
عَلى حَالَةٍ قَدْ أفْرَدَتْهُ العَشائرُ
دَعَوْتُ لُجَيماً إذْ تَجَنّبتُ خِندِفاً
وَلمْ يَكُ مِنْهُمْ حَوْلَ بَيْتي ناصِرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أمن روى بيت شعر أو تمثله
أمن روى بيت شعر أو تمثله
رقم القصيدة : 3416
-----------------------------------
أمَنْ رَوى بَيْتَ شِعْرٍ، أوْ تَمَثّلَهُ،
هَجَوْتمُوهُ؟ لَقَدْ أسرَعتمُ الضّجَرَا
دَعُوا القَصائِدَ والرّاوِينَ يَطَّرِدُوا
إرْسالَها،، وَاسمَعوا بالمَوْسِمِ الخَبَرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بنو دارم يا ابن المراغة أسرتي
بنو دارم يا ابن المراغة أسرتي
رقم القصيدة : 3417
-----------------------------------
بَنُو دارِمٍ يا ابنَ المَرَاغَةِ أُسْرَتي،
إذا عُدّ يَوْماً عِزُّها وَنَفِيرُها
مَكَارِمُ مَا كَانَتْ كُلَيْبٌ تَنالُها
إذا ما جَنا تحت الطّوِيلِ قَصِيرُها
وَدَارِ حِفَاظٍ قَدْ حَلَلْنَا، وَغَارَةٍ
ضَرَبْنا عَلَيها الخَيلَ تَدمى نحورُها
صَبَرْنَا لهَا حَتى تَفَرَّج غَمُّهَا،
وَعَادَ لَنَا أسْلابُهَا وَكَبِيرُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وطارق ليل من علية زارنا
وطارق ليل من علية زارنا
رقم القصيدة : 3418
-----------------------------------
وَطَارِقِ لَيْلٍ مِنْ عُلَيّةَ زَارَنَا،
وَقَد كادَ عَني اللّيْلُ يَنفَدُ آخِرُهْ
فَقُلْتُ لَهُ: هَذا مَبِيتٌ، وَعِنْدَنا
قِرَى طَارِقٍ مِنّا، قَرِيبٍ أوَاصِرُهْ
كَرِيمٍ عَلَيْنَا زَارَنا عَنْ حَنَابَةٍ
بهِ اللّيلُ إذْ حَلّتْ علينا عَساكِرُهْ
فَبَاتَ وَبِتْنَا نَحْسِبُ اللّيلَ مُصْبحاً(38/81)
بها عندَنا، حَتى تَجَرّمَ غَابِرهْ
فَلَوْ لمْ تكنْ رُؤياً لأصْبَحَ عِنْدَنَا
كَرِيمٌ من الأضْيافِ عَفٌّ سَرَائرُهْ
فَيا لَعِبَادِ الله! كَيْفَ تَخَيّلَتْ
لَنَا بَاطلاً لَمّا جَلا اللّيْلَ نائرُهْ
إلى أسَدٍ سِيري فَإنّ لِقَاءَهُ
حيا الغيثِ يُحيي ميّتَ الأرْضِ ماطرُهْ
إلَيْكَ أبَا الأشبالِ سارَتْ وَخَاطَرَتْ
عَوَادِيَ لَيْلٍ كَانَ تُخشَى بَوادرُهْ
لِتَلْقَى أبَا الأشْبَالِ، وَالمُسْتَغِيثُهُ
من الفَقْرِ أوْ خَوْفٍ تُخافُ جَرَائرُهْ
كَفاهُ الذي تَخشَى منَ الخَوْفِ نفسُه
وَسُدّتْ بإعطاءِ الألُوفِ مَفاقِرُهْ
دَعاني أبُو الأشْبَالِ وَالنِّيلُ دُونَهُ،
وَأيُّ مُجِيبٍ إذْ دَعَاني وَزَائِرُهْ
وَما زَالَ مُذْ كَانَ الخُماسِيَّ يَشترِي
غَوَاليَ مِنْ مَجْدٍ عِظَامٍ مَآثِرُهْ
يَعُودُ على المَوْلى نَدَاهُ وَمَالُهُ،
وَقد عزّ وَسطَ القَوْمِ من هَو ناصِرُهْ
عَلَتْ كَفُّكَ اليُمنى، طِعاناً ونائلاً،
يَدَيْ كلِّ مِعْطَاءٍ وقِرْنٍ تُساوِرُهْ
وَأنْتَ الذي تُسْتَهْزَمُ الخَيْلُ باسمهِ
إذا لحِقَتْ وَالطّعْنُ حُمْرٌ بَصَائرُهْ
وَدَاعٍ حَجَزْتَ الخَيْلَ عنهُ بطَعنةٍ
لهَا عَانِدٌ لا تَطْمَئِنّ مسابِرُهْ
وَقَد عَلِمَ الدّاعِيكَ أنْ ستُجيبُهُ
بحَاجِزَةٍ، وَالنّقْعُ أكْدَر ثَائِرهْ
عطَفْتَ عليهِ الخيلَ من خَلفِ ظهرِهِ
وَقَدْ جاءَ بالمَوْتِ المُظلِّ مَقادِرُهْ
رَدَدْتَ لَهُ الرّوحَ الذي هوَ قَدْ دَنَا
إلى فِيهِ مِنْ مَجْرٍ إلَيْهِ يُبَادِرُهْ
وَأنْتَ امْرُؤٌ يَبْتَاعُ بالسّيْفِ ما غَلا
وَبالرّمح لمّا أكْسَدَ الطّعنَ تاجِرُهْ
مَكارِمَ يُغْلِيها الطِّعَانُ إذا التَقَتْ
عَوالٍ مِنَ الخَطّيّ، صُمٌّ مكاسِرُهْ
وَأنْتَ ابنُ أمْلاكٍ وَكانتْ إذَا دَعَا
إلَيْها نِسَاءُ الحَيّ تَسْعَى حرَائرُهْ
يَداكَ يَدٌ إحداهُما النّيلُ وَالنّدى،
ورَاحَتُهَا الأخْرَى طِعَانٌ تُعاوِرُهْ
ولَوْ كانَ لاقاهُ ابنُ مامَةَ لانتَهَى(38/82)
وَجُودُ أبي الأشبالِ يَعلُوهُ زَاخرُهْ
فَما أحيَ لا أجعَلْ لساني لِغَيْرِكُمْ،
وَلا مِدَحي مَا حَيّ للزّيتِ عاصِرُهْ
فَلَوْلا أبُو الأشْبَالِ أصْبَحْتُ نَائِياً
وَأصْبَحَ في رِجْلَيَّ قَيْدٌ أُحَاذِرُهْ
تَدارَكَني مِنْ هُوّةٍ كانَ قَعْرُهَا
بَعِيداً وَأعْلاها كَؤودٌ مَصَادِرُهْ
فَأصْبَحْتُ مِثْلَ الظّبْيِ أفلتَ بعدما
منَ الحَبلِ كانَتْ أعلَقَتهُ مَرَائِرُهْ
طَلِيقاً لِرَبّ العالَمِينَ، وَللّذِي
يَمُنّ عَلى الأسْرَى وَجَارٍ يُجاوِرُهْ
طَلِيقَ أبي الأشْبَالِ، أصْبَحَ جَارُهُ
على حَيثُ لا يدنو من الطَّوْدِ طَائِرُهْ
فَمَا أنَا إلاّ مِنْكُمُ مَا تَعَلّقَتْ
حَيَاتي إلى اليَوْمِ الّذي أنَا صَائِرُهْ
وَمَا لي شَيْءٌ كَانَ يُوفي بِنِعْمَةٍ
عَليّ لَكُمْ مِنْ فَضْلِ ما أنا شاكِرُهْ
وَلَوْ أنّ نَفْساً لي تَمَنّتْ سِوَى الذي
لَقِيتُ لَكَانَ الدّهْرُ بي ذَلّ عاثِرُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا قاتل الله ليلا كنت أحرسه
يا قاتل الله ليلا كنت أحرسه
رقم القصيدة : 3419
-----------------------------------
يا قاتلَ الله لَيْلاً كُنْتُ أحْرُسُهُ
لَدى الخُرَيْبَةِ ما يَمضِي فَيَنحَسِرُ
يا آلَ مَرْوَانَ إنّ الثَّغْرَ، فانتَبِهُوا،
قَدْ ضَاعَ إنْ لمْ يكُنْ منكُم له غِيرُ
لا يُصْلِحُ الثّغْرَ إلاّ كُلُّ مُحتَنِكٍ
ضَخْمُ الدّسِيعَةِ أوْ صَمَصَامةٌ ذكَرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إليك أبا الأشبال سارت مطيتي
إليك أبا الأشبال سارت مطيتي
رقم القصيدة : 3420
-----------------------------------
إلَيكَ أبَا الأشَبالِ سارَتْ مَطِيّتي
تُبارِي حَرَاجِيجاً تَجولُ ضُفورُها
تَلاقَتْ عُرَاها فَوْقَ لازِقَةِ الذُّرَى
إلَيْكَ لهَا رَوْحَاتُهَا وَبُكُورُها
تُقَاتِلُ بِالأفْوَاهِ عَنْهَا رِكَابُنَا،
إذا ما خَلَتْ للوَاقِعَاتِ ظُهُورُها
تَرَى كُلَّ حَرْجُوجٍ تَخِرُّ نِعَالُها(38/83)
إذا خَلْفَ كورِ الرّحلِ أُرْدفَ كورُها
إلى أسَدٍ سارَتْ برَحْلي وَخَاطَرَتْ
عَوَادِيَ مِنْ غُلْبٍ يكادُ زَئِيرُها
تَصَدَّعُ منهُ الأرْضُ وَهيَ صَحيحَةٌ
إذا سَمِعَتْهُ أوْ تَقَلّعَ قُورُها
وَكُنْتُ إذا جَاءَ البَرِيدُ سَألتُهُ
على دَهَشٍ، والنّفسُ يخشَى ضَميرُها
حَوَادِثَ أخْشَى أنْ يمَسّكَ بَعضُها
إذا التّرْكُ لاقَى المُسلِمينَ مُغِيرُها
وَأنْتَ امرُؤٌ في النّاسِ ما مِنْ قَبيلَةٍ
تُحَالِفُهَا، إلاّ يَعِزّ نَصِيرُهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لئن كان ابن أمي دعت به
لعمري لئن كان ابن أمي دعت به
رقم القصيدة : 3421
-----------------------------------
لَعَمرِي لَئنْ كانَ ابنُ أُمّي دعتْ بهِ
شَعوبٌ مِنَ الأحْداثِ ذاتُ ضَرِيرِ
لَقَدْ كانَ مِعجالاً قِرَاهُ، وَجَارُهُ
أعَزُّ مِنَ العَصْماءِ فَوْقَ ثَبِيرِ
أخي ما أخي؟ ما من أخٍ كان مِثْلَهُ
لِلَيْلَةِ رِيحٍ للقِرَى، وَنَصِيرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري وما عمري علي بهين
لعمري وما عمري علي بهين
رقم القصيدة : 3422
-----------------------------------
لَعَمْرِي، وَمَا عُمْرِي عَليّ بِهَيّنٍ،
لَبِئْسَ مُنَاخُ الضّيْفِ وَالجارِ عامرُ
وَما عامِرٌ مِنْ دارِمٍ، غَيْرَ أنّهَا
قَشائِرُ أعيَا نَوْؤها وَهوَ ثَائِرُ
لَقدْ كانَ فيكمْ لَوْ مَنَعتمْ قَليبَكمْ
لِحاً ورِقَابٌ عَرْدَةٌ وَمَنَاخِرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> مات الذي يرعى حمى الدين والذي
مات الذي يرعى حمى الدين والذي
رقم القصيدة : 3423
-----------------------------------
ماتَ الذي يَرْعى حِمى الدِّينِ وَالذي
يَحُوطُ حَرَاهُ بِالمُثَقَّفةِ السُّمْرِ
أقَامَ وَشَزْرُ الدّينِ بَاقٍ مَرِيرُهُ،
فَأصْبَحَ باقي الدّينِ مُنتكِثَ الشَّزْرِ
وَمَا أحَدٌ إلاّ الخَلِيفَةُ مِثْلُهُ،
يَمُوتُ وَلا وَارَاهُ مُنْتَضَدُ القَبْرِ
فَيَا لَكَ مِنْ يَوْمٍ وَمَرْزِئَةٍ لَهُ(38/84)
تَتَلّتْهُ أسْبَابُ المَنِيّةِ بِالقَهْرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لا أنسى أيادي أصبحت
لعمري لا أنسى أيادي أصبحت
رقم القصيدة : 3424
-----------------------------------
لَعَمْرِيَ لا أنْسَى أيادِيَ أصْبَحَتْ
عَليّ وَلا الفَضْل الّذي أنَا شاكِرُهْ
دَعَاني أبُو الأشْبَالِ لَمّا تَقَاذَفَتْ
بِمُطّرَحِ الأرْجَاءِ مَا أنَا حَاذِرُهْ
فَأنْقَذَني مِنها وَقَدْ خِفْتُ أنْ أُرَى
رَهِينَةَ أمْرٍ مَا تُرَامُ تَرَاتِرُهْ
وَلَسْتُ بنَاسٍ مِنهُ نُعماهُ إذْ جَلتْ
عَشَا بَصَرٍ ما كانَ يُسفِرُ حائِرُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كيف نخاف الفقر يا طيب بعدما
كيف نخاف الفقر يا طيب بعدما
رقم القصيدة : 3425
-----------------------------------
كَيْفَ نَخافُ الفَقْرَ يا طَيْبَ بَعدما
أتَتْنَا بِنَصْرٍ مِنْ هَرَاةَ مَقَادِرُهْ
وَإنْ يَأتِنا نَصْرٌ مِنَ التُّرْكِ سالِماً
فَمَا بَعْدَ نَصْرٍ غائِبٌ أنا نَاظِرُهْ
تَنَظّرْتُ نَصْراً وَالسِّماكَينِ أيْهُما
عليّ مِنَ الغَيثِ اتَهَلّتْ مَواطرُهْ
مَضَى كمُضِيّ السّيفِ من كَفّ حازِمٍ
على الأمرِ إذْ ضَاقَتْ علينا مصَادرُهْ
إذا مَا أبَى نَصْرٌ أبَتْ خِنْدِفٌ لَهُ
وَقد عَزّ مَن نَصرٌ، إذا خافَ، ناصِرُهْ
إذا ما ابنُ سَيّارِ دَعَا خِنْدِفَ الّتي
لهَا مِنْ أعَزّ المَشْرِقَيْنِ قَساورهْ
أتَتْهُ على الجُرْدِ الهَذَالِيلِ، فَوْقَها
دُرُوعُ سُلَيْمَانٍ لهَا، وَمَغافِرهْ
أرَى النّاسَ مِنّا رَبُّهُمْ حينَ تَلتَقي
إلى زَمْزَمٍ رُكْبَانُ نَجْدٍ وَغائِرُهْ
لَنا كلُّ بِطْرِيقٍ إذا قامَ لمْ يَقُمْ
مِنَ النّاسِ، إلاّ قَائِمٌ هُوَ آمِرُهْ
هُوَ المَالِكُ المَهْدِيُّ وَالسّابِقُ الذي
لَهُ أوّلُ المَجْدِ التّلِيدِ وَآخِرُهْ
تَنظّرْتُ نَصراً أنْ يجيء، وَإنْ يجيءْ
فإني كَمَنْ قَد مَرّ بالسَّعْدِ طائرُهْ
رَجَوْتُ نَدى نَصرِ، وَدُونَ يمينهِ(38/85)
فُراتانِ ، والطافي بِبلحٍ قراقرهْ
فأصبحت أعطى النّاس للخيرِ والقرى
عَليهِ لأضيافٍ ، وجَارٍ يجاورهْ
ألَمْ تَرَ مَنْ يَختارُ نصراً جَرَتْ لهُ
بَسَعْدِ السُّعودِ الخيرِ بالخير طائرُهْ
لَهُ رَاحَتَا كَفّينِ في رَاحَتَتهِمَا
مِنَ البَحرِ فَيضٌ لا يُنَهَنهُ زَاخرُهْ
لَهُ راحَتَا كَفَّيْنِ في راحَتَيْهِمَا
مِنَ البَصْرِ فَيْضٌ لاَ يُنَهْنَهُ زاخِرُهْ
ألمْ ترَ نَصراً يَضمَنُ الطّعنَ وَالقِرَى
إذا الرّيحُ هبّت أوْ زَوى السَّرْحَ ذاعرُهْ
وَلَوْ أنّ مَجْداً في السّمَاءِ وَعِنْدَها
تَنَاوَلهُ نَصْرٌ إلَيْهِ يُسَاوِرُهْ(38/86)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ليس أب كحنظلة بن رعد
ليس أب كحنظلة بن رعد
رقم القصيدة : 3426
-----------------------------------
لَيْسَ أبٌ كَحَنْظَلَةَ بنِ رَعْدٍ
وَلا خَالٌ كَضَبّةَ للفخَارِ
هُمَا جَبَلانِ جَارُهُمَا مَنِيعٌ،
إذا مَا أعْطَيَا عَقْدَ الجِوَارِ
تَبَنّى فِيهِمَا شَرَفُ المَعَالي،
خَرَاطِيمَ الجَحاجِحَةِ الكِبَارِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا عرض المنام لنا بسلمى
إذا عرض المنام لنا بسلمى
رقم القصيدة : 3427
-----------------------------------
إذا عَرَضَ المَنَامُ لَنَا بِسَلْمَى،
فَقُلْ في لَيْلِ طارِقَةٍ قَصِيرِ
أتَتْنَا بَعْدَمَا وَقَعَ المَطَايَا
بِنَا في ظِلّ أبْيَضَ مُسْتَطيرِ
فَقُلْتُ لهَا كَذَا الأحْلامُ أمْ لا
أتَتْني الرّائِعَاتُ مِنَ الدّهُورِ
فَلَمّا للصّلاةِ دَعَا المُنَادِي،
نهَضْتُ وَكنتُ منها في غُرُورِ
نمَاني كلُّ أصْيدَ دَارِمِيٍّ،
عَلى الأقْوَامِ أبّاءٍ، فَخُورِ
إذا اجتَمَعَتْ عَصَايبُ كُلّ حيّ
مِنَ الآفاق مُختَلِفي النُّجُور
مُلَبَّدَةً رُؤوسُهُمُ، سِرَاعاً
إلى البَيْتِ المُحَرَّمِ ذي السّتورِ
رَأوْنَا فَوْقَهُمْ، ولَنَا عَلَيْهِمْ
صَلاةُ الرّافِعِينَ مَعَ المُغِيرِ
وَرِثْنَا عَنْ خَلِيلِ الله بَيْتاً،
يُطَيَّبُ للصّلاةِ وَللطَّهُورِ
هُوَ البَيْتُ الذي مِنْ كُلّ وَجْهٍ
إلَيْهِ وُجُوهُ أصْحَابِ القُبورِ
خِيَارَ الله للإسْلامِ! إنّا
إلَيْكَ نَشُدّ أنْسَاعَ الصّدُورِ
سَتَحْمهلُنَا إلَيْكَ مُبَلِّغَاتٌ،
يَطَأنَ دَماً، مُكَدَّحةُ الظّهُورِ
بَنَاتُ الدّاعِرِيّ إذا تَلاقَتْ
عُرَاهَا وَهْيَ جائِلَةُ الضُّفُورِ
لنأتي خَيرَ أهْلِ الأرْضِ حَيّاً،
تُحَلُّ إلَيْهِ أحْنَاءُ الأمُورِ
على المُتَرَدِّفَاتِ بِكُلّ خَرْقٍ،
نَحَائِزُ كُلِّ مُنْتَجِرٍ مُنِيرِ
فَمَا بَلَغَتْ بِنَا إلاّ جِرَيضاً
على الأعجازِ تُرْدِفُ كُلَّ كُورِ(39/1)
بَلَغْنَ وَمُخُّهُنّ مَعَ السُّلامَى
بِكُلّ نَجَاءِ صَادِقَةِ الضّرِيرِ
وَأشْلاءٍ لِنَاجِيَةٍ تَرَكْنَا
عَلَيْهَا العَاكِفَاتِ مِنَ النّسورِ
كَأنّ رِكَابَنا في كُلّ فَجٍّ،
إذا دبّ الكُحَيْلُ مِنَ الغُرُورِ
نَعَامٌ رَائِحٌ في يَوْمِ رِيحٍ،
وَلَيْسَتْ في أخِشّتِهَا بِعِيرِ
وَلَكِنْ يَنْتَجِعْنَ بِنَا فُرَاتاً
وَنِيلاً يَطْمُوَانِ على البُحْورِ
هُمَا في راحَتَيْكَ، إذا تَلاقَى
عُبَابُهُمَا إلى حَلَبٍ غَزِيرِ
بهِمْ ثَبَتَتْ رَحَى الإسلامِ قَسْراً
وَضَرْبٍ بِالمُهَنَّدَةِ الذُّكُورِ
تَوَارَثَهَا بَنُو مَرْوَانَ عَنْهُ،
وَعَنْ عُثْمَانَ بَعدَ ثأىً كَبيرِ
رَجَاكَ المَشْرِقَان. لِكُلّ عَانٍ،
وَأرْمَلَةٍ، وَأصْحَابُ الثّغُورِ
وَكُنتَ جَعَلتَ للعُمّالِ عَهْداً
وَفِيهِ العَاصِمَاتُ مِنَ الفُجُورِ
فَمَنْ يأخذْ بحَبلِكَ يَجْلُ عَنهُ
عَشَا عَيْنَيْهِ مِنكَ بَياضُ نورِ
أميرَ المُؤمِنينَ، وَأنْتَ تَشْفي
بِعَدْلِ يَدَيْكَ أدْوَاءَ الصّدُورِ
فكَيْفَ بِعَامِلٍ يَسْعَى عَلَيْنَا
يُكَلّفُنَا الدّرَاهِمَ في البُدُورِ
وَأنّى بِالدّرَاهِمِ، وَهْيَ مِنّا
كَرَافِعِ رَاحَتَيْهِ إلى العَبُورِ
إذا سُقْنَا الفَرَائِض لمْ يُرِدْهَا،
وَصَدّ عَنِ الشُّوَيْهَةِ وَالبَعِيرِ
إذا وَضَعَ السَّيَاطَ لَنَا نَهَاراً،
أخَذْنَا بِالرِّبَا سَرَقَ الحَرِيرِ
فَأدْخَلَنَا جَهَنّمَ مَا أخَذْنَا
مِنَ الإرْبَاءِ مِنْ دُونِ الظّهورِ
فَلَوْ سَمعَ الخَليفَةُ صَوْتَ داعٍ
يُنَادي الله: هَلْ لي مِنْ مُجِيرِ؟
وأَصْوَاتَ النّسَاءِ مُقَرَّنَاتٍ،
وَصِبْيَانٍ لَهُنّ على الحُجُورِ
إذاً لأجَابَهُنّ لِسَانُ دَاعٍ
لِدِينِ الله مِغْضَابٍ نَصُورِ
أمِينِ الله يَصْدَعُ حينَ يَقْضِي
بِدِينِ مُحَمّدٍ، وَبِهِ أمُورِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ذكرت داود والأشراف قد حضروا
ذكرت داود والأشراف قد حضروا
رقم القصيدة : 3428(39/2)
-----------------------------------
ذَكَرْتُ داوُدَ وَالأشرَافُ قد حضرُوا
بابَ الأمِيرِ فَفاضَ الدّمعُ وانْحَدَرَا
الله يَعْلَمُ، وَالأقْوَامُ قَدْ عَلِموا،
أنّ الصّعاليكَ أمسَى جَدُّهمْ عَثَرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وبيض كأرآم الصريم ادريتها
وبيض كأرآم الصريم ادريتها
رقم القصيدة : 3429
-----------------------------------
وَبِيضٍ كَأرْآمِ الصّرِيمِ ادّرَيْتُهَا
بَعَيْني وقَد عارَ السِّماكُ وَأسحَرَا
وَسُودِ الذُّرَى بِيض الوُجُوهِ كأنّها
دُمى هَكِرٍ يَنضحنَ مِسكاً وَعَنبرَا
تَرَاخَى بهِنّ اللّيْلُ يَتْبَعْنَ فَارِكاً
يضِيءُ سَنَاهَا سَابِرِيّاً مُزَعْفَرَا
وَقُلنَ لها: يا هِندُ! لا تَبْعدي بِنَا،
فإنّا نَخَافُ اللّيْلَ أنْ يَتَقَفّرَا
عَلَينا، ونَخشَى النّاسَ أنْ يَشعرُوا بِنا
فَيُصْبِحَ ما نخشَى عَلَينا مُشَنَّرَا
فجئتُ من الجَنبِ الجَحيشِ وَقد أرَى
مَخافَةَ مَنْ يأتي الرَّبَابَ وَشَعفَرَا
فَعَاطَيْننَا الأفْوَاهَ، حَتى كَأنّمَا
شَرِبْنا بِرَاحٍ مِنْ أبَارِيقِ تُسْتَرَا
فَلَمْ أدْرِ ما بُرْدايَ حَتى إذا انجَلى
سوَادُ الدُّجى عن وَاضِحِ اللوْن أشقرَا
تَنَعَّلْنَ أطْرَفَ الرِّيَاطِ، وَواءَلَتْ
مَخافَةَ سَهْلِ الأرْضِ أن يَتقفّرَا
وَقُلْتُ لَهُنّ: احْذُونَنا، فحَذَوْنَنا
شَبَارِيقَ رَيْطٍ، أوْ رِداءً مُحَبَّرَا
فَلَمْ أرَ قَوْماً يَحْتَذُونَ فعَالَنا،
ولا مَجِلساً أحْلى حَدِيثاً وَأنْضَرَا
مِنَ المَجْلِسِ المُسْتَأنِسِينَ كأنّهُمْ
لَدَى حَرْمَلِ البَطحَاءِ جنّانُ عَبقَرَا
مَتى مَا تَرِدْ يَوْماً سَفَارِ تَجِدْ بهَا
أُدَيْهِمَ يَرْمي المُسْتَجِيزَ المُعَوَّرَا
يَظلّ إلى أنْ تَغرُبَ الشمسُ قَائِماً
تشمُّسَ حِرْباءِ الصُّوَى حينَ أظهَرَا
يُطَرِّدُ عَنْهَا الجَائِزِينَ، كَأنّهُ
غُرَابٌ عَلى أنْبَاثِهَا غَيرُ أعْوَرَا
أأسْقَيْتَهَا وَالعُودُ يَهتَزّ في النّدى(39/3)
كَأنّ بجَنْبَيْهِ زَرَابيَّ عَبْقَرَا
فَلَمّا رَجَعْنا للّذِي قُلْتَ قَائِظاً،
أبَيْتَ، وَكانَتْ عِلّةً وَتَعَذُّرَا
فَلَمّا احتَضَرْنَا للجَوَازِ وَقَوّمَتْ
على الحَوْض رَاموها من الشُّرْبِ مُنكَرَا
فَقالوا: ألا قَبْرُ الهُذَيْلِ مَجازُها؟
فقلتُ لهمْ: لمْ تُصْدروا الأمرَ مُصْدَرَا
أتَشرَبُ أسلابَ امرِىءٍ كانَ وَجْهُهُ
إذا أظلمتْ سِيما امرِىءِ السوء أسفرَا
كَذَبتُمْ وَآياتِ الهُدى لا تَذُوقُهُ
لَبُوني وَإنْ أمْسَتْ خَوَامسَ ضُمَّرَا
أنَفْتُ لَهُ بِالسّيْفِ لَمّا رَأيْتُهَا
تَدُكّ بِأيْدِيهَا الرَّكِيَّ المُعَوَّرَا
يَفُضّ عَرَاقِيبَ اللّقَاحِ، كَأنّهُ
شِهَابُ غَضاً شَيّعْتَهُ فَتَسَعّرَا
ألَيْسَ امرُؤٌ ضَيْفاً وَقد غابَ رَهطُهُ
وَلَوْ سِيمَ حَيّاً مِثلَ هذا لأنْكَرَا
أجادَتْ بِهِ مِنْ تَغْلِبَ ابنَةِ وَائِلٍ
حَصَانٌ لقَرْمٍ من رَبِيعَةَ أزْهَرَا
فَمَنْ مُبْلِغٌ فِتْيَانَ تَغْلِبَ أنّني
عَقَرْتُ على قَبْرِ الهُذَيلِ ليُذكَرَا
وَرُحْنا بأُخْرَى ما أجازُوا وَبَرّكَتْ
على الحَوْضِ مِنها جِلّةٌ لَنْ تَثَوَّرَا
رَأتْ ذائداً حُرّاً، فَطَيّرَ سَيْفُهُ
عَنِ الحَوْضِ أولادها فأجلَينَ نُقَّرَا
وَباتَتْ بِجُثْمَانِيّةِ المَاءِ بَيْتُهَا
إلى ذاتِ رِجْلٍ كَالمَآتِمِ حُسَّرَا
يُحَبِّسُهَا جَنبَي سُفَيرٍ، وَيتّقي
عَلَيْها ضَغَابيسَ الحِمى أنْ تُعقَّرَا
وَقَدْ سُمّنَتْ حَتى كَأنّ مَخاطَها
هِضَابُ القَليبِ أوْ فَوادِرُ عَضُوَرَا
فَأصْبَحَ رَاعِيهَا تَخَالُ قَعودَهُ
من الجَهدِ قد مَلّ الرّسِيمَ وَأقصَرَا
مُطِلاًّ على آثَارِهَا مُسْتَقِدّةً،
كَأنّ بِجَنْبَيْهِ عَقابِيلَ خَيْبَرَا
وَلَمّا رَأتْ رَأسَ الجُذاعِ كَأنّهُ
يُعَامِسُ لُجّاً أوْ يُنازِعُ مَعْبَرَا
تَباشَرْنَ واعصَوْصَبْنَ لَمّا رَأيْنَهُ
بمُنْصَلِتٍ لا يَرْتَجي مَا تَأخّرَا
فصَبّحْنَ قَبلَ الوَارِدَاتِ مِنَ القَطا،(39/4)
ببَطحَاءِ ذي قَارٍ، فَضَاءً مُفَجَّرَا
تَبَلَّعُ حِيتَانَ الفَضَاءِ وَتَنْتَحِي
بِأعْنَاقِهَا في سَاكِنٍ غَيرِ أكَدَرَا
إذا الحُوتُ مِنْ حَوماتهنّ اختَلَجَنَهُ
تَزعّمَ في أشْداقِهِنّ، وَجَرجَرَا
فَوَلّتْ أُصَيْلالاً وَقَد كانَ بَعدَهَا
ضفَادِعُ ما نَالَتْ مِنَ العَينِ خُزَّرَا
فَأضْحَتْ غَداةَ الغِبِّ عَنّا كَأنّما
يُدالي بهِا الرّاعي غَماماً كَنَهْورَا
وَلَو شاءَ يَعسُوبُ الطُّفاوَة أصْبَحَتْ
رِواءً بجَيّاشِ الخَسِيفَةِ أقْمَرَا
وَلاقَتْ مِنَ الحِرْمازِ أوْلادَ مِجشَإٍ
وَمِنْ مَازِنٍ شَرِّ القَبَائِلِ مَعشَرَا
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> هرة
هرة
رقم القصيدة : 343
-----------------------------------
كنت أعدو في غابة اللوز .. لما
قال عني، أماه، إني حلوة
وعلى سالفي .. غفا زر ورد
وقميص تفلتت منه عروة
قال ما قال .. فالقميص جحيم
فوق صدري، والثوب يقطر نشوة
قال لي : مبسمي وريقة توت
ولقد قال إن صدري ثروة
وروى لي عن ناهدي حكايا..
فهما جدولا نبيذ وقهوة
وهما دورقا رحيق ونور
وهما ربوة تعانق ربوة..
أأنا حلوة؟ وأيقظ أنثى
في عروقي ، وشق للنور كوه
إن في صوته قرارا رخيما
وبأحداقه .. بريق النبوة
جبهة حرة .. كما انسرح النور
وثغر فيه اعتداد وقسوة
يغصب القبلة اغتصابا .. وأرضي
وجميل أن يؤخذ الثغر عنوة
ورددت الجفون عنه .. حياء
وحياء النساء للحب دعوة
تستحي مقلتي .. ويسأل طهري
عن شذاه .. كأن للطهر شهوة
أنت .. لن تنكري على احتراقي
كلنا .. في مجامر النار نسوه
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أيعجب الناس أن أضحكت خيرهم
أيعجب الناس أن أضحكت خيرهم
رقم القصيدة : 3430
-----------------------------------
أيَعجبُ الناسُ أنْ أضْحكتُ خَيرَهمُ
خَليفَةَ الله يُسْتَسقَى بِهِ المَطَرُ
وَما نَبا السّيفُ مِنْ جُبْنٍ وَلا دَهَشٍ
عِندَ الإمامِ ولَكِنْ أُخِّرَ القَدَرُ
وَلَوْ ضَرَبْتُ على عَمْدٍ مُقَلَّدَهُ(39/5)
لَخَرّ جُثْمَانُهُ مَا فَوْقَهُ شَعَرُ
إذاً تَدَهْدأ عَنْهُ حِينَ أضْرِبُهُ،
كَما تَدَهدى عَنِ الزُّحْلوفةِ الحَجرُ
ما يُعجِلُ السّيفُ نَفساً قَبلَ مِيتَتِها
جَمْعُ اليَدَينِ وَلا الصّمصامةُ الذَّكرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أعبد الله أنت أحق ماش
أعبد الله أنت أحق ماش
رقم القصيدة : 3431
-----------------------------------
أعَبْدَ الله! أنْتَ أحَقُّ مَاشٍ
وَسَاعٍ بِالجَمَاهِيرِ الكِبَارِ
نمَى الفَارُوقُ أُمَّك، وَابنُ أرْوَى
أبَاكَ، فَأنْتَ مُنْصَدِعُ النّهَارِ
كِلا أبَوَيْكَ عَبْدَ الله عَالٍ،
رَفِيعٌ في المَنَازِلِ بِالخِيَارِ
هُمَا قَمرَا السّمَاءِ، وَأنْتَ بَدْرٌ،
بِهِ بِاللّيْلِ يُدْلِجُ كُلُّ سَارِ
وَهَلْ في النّاسِ مِنْ أحَدٍ يُسَاوِي
يَدَيْكَ، إذَا تُنُوزِعَ للْفَخَارِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لئن كانت محولة اشترت
لعمري لئن كانت محولة اشترت
رقم القصيدة : 3432
-----------------------------------
لَعَمرِي لَئنْ كانَتْ مُحَوَّلةُ اشترَتْ
سِبَابيَ مَا آبَتْ بخَيرٍ تِجَارُهَا
نَفَتْهُمْ بنو ذُبْيانَ عَن عُقرِ دارِهمْ
بِمَنْزِلَةِ الذُّلِّ الطّويلِ صَغَارُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> قرت هاجر ليلا فأحسنت القرى
قرت هاجر ليلا فأحسنت القرى
رقم القصيدة : 3433
-----------------------------------
قَرَتْ هاِجرٌ ليلاً فأحْسَنَتِ القِرى
ولكنّها لم تَحْمِلِ الرَّحْلَ هاجِرُ
فَلَوْ كُنْتُمُ مِنْ جِذْمِ ضَبّةَ ناقَلتْ
بِرَحْليَ فَتْلاءُ الذّرَاعَيْنِ، ضَامرُ
وَلَكِنّكُمْ قَوْمٌ ضَلِلْتُمْ أبَاكُمُ
فمَوْلاكُمُ دُوني سَدُوسٌ وَعامِرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ندمت ندامة الكسعي لما
ندمت ندامة الكسعي لما
رقم القصيدة : 3434
-----------------------------------
نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِيّ لَمّا
غَدَتْ مِنّي مُطَلَّقَةً نَوَارُ
وَكَانَتْ جَنّتي، فَخَرَجْتُ منها(39/6)
كَآدَمَ حِينَ لَجّ بِهِ الضِّرَارُ
وَكُنْتُ كَفاقىءٍ عَيْنَيْهِ عَمْداً
فَأصْبَحَ مَا يُضِيءُ لَهُ النّهَارُ
وَلا يُوفي بحبِّ نَوَارَ عِنْدِي،
وَلا كَلَفي بهَا إلاّ انْتِحَارُ
وَلَوْ رَضِيتْ يَدايَ بهَا وَقَرّتْ
لَكَانَ لهَا عَلى القَدَرِ الخِيَارُ
وَمَا فَارَقْتُهَا شِبَعاً، وَلَكِنْ
رَأيْتُ الدّهْرَ يَأخُذُ مَا يُعَارُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ابك على الحجاج عولك ما دجا
ابك على الحجاج عولك ما دجا
رقم القصيدة : 3435
-----------------------------------
ابْكِ عَلى الحَجّاجِ عَوْلَكَ ما دَجَا
لَيْلٌ بِظُلْمَتِهِ وَلاحَ نَهَارُ
إنّ القَبَائِلَ مِنْ نِزَارٍ أصْبَحَتْ
وَقُلُوبُها، جَزَعاً عَلَيْكَ، حِرَارُ
لَهْفي عَلَيْكَ إذا الطِّعَانُ بِمَأزِقٍ
تَرَكَ القَنَا، وَطِوَالُهُنّ قِصَارُ
إنّ الرّزِيّةَ مِنْ ثَقِيفٍ هَالِكٌ
تَرَكَ العُيُونَ وَنَوْمُهُنّ غِرَارَ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألكني إلى راعي الخليفة والذي
ألكني إلى راعي الخليفة والذي
رقم القصيدة : 3436
-----------------------------------
ألِكْني إلى رَاعي الخَلِيفَةِ وَالّذِي
لَهُ الأُفْقُ وَالأرْضُ العَرِيضَةُ نَوَّرَا
فَإني وَأيْدِي الرّاقِصَاتِ إلى مِنىً،
وَرُكْبَانُهَا مِمّنْ أهَلّ وَغَوّرَا
لَقَدْ زَعَمُوا أني هَجَوْتُ لخَالِدٍ
لَهُ كُلَّ نَهرٍ لِلمُبَارَكِ أكْدَرَا
وَلَنْ تُنكِرُوا شِعرِي إذا خرَجَتْ لهُ
سَوَابِقُ لَوْ يُرْمى بهَا لَتَفَقّرَا
سُوَاجٌ وَلَوْ مَسّتْ حِرَاءَ لحَرّكَتْ
لَهُ الرّاسِيَاتِ الشُّمَّ حَتى تَكَوّرَا
إذا قَالَ رَاوٍ مِنْ مَعَدٍّ قَصِيدَةً
بهَا جَرَبٌ كَانَتْ عَليّ بِزَوْبَرَا
أيَنْطِقُهَا غَيْرِي وَأُرْمَى بِعَيْبِهَا،
فَكَيْفَ ألُومُ الدّهْرَ أنْ يَتَغَيّرَا
لَئِنْ صَبَرَتْ نَفْسِي لَقَدْ أُمِرَتْ به،
وَخَيْرُ عِبَادِ الله مَنْ كَانَ أصْبَرَا
وَكُنْتُ ابنَ أحذارٍ وَلَوْ كنتُ خائفاً(39/7)
لكُنتُ منَ العصْماءِ في الطَّوْد أحْذرَا
ولَكِنْ أتوْني آمِناً لا أخافُهُمْ
نَهاراً، وَكَانَ الله ما شَاءَ قَدّرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> طرقت أمية في المنام تزورنا
طرقت أمية في المنام تزورنا
رقم القصيدة : 3437
-----------------------------------
طَرَقَتْ أُمَيّةُ في المَنَامِ تَزُورُنَا،
وَهْناً، وَقَدْ كادَ السِّماكُ يَغُورُ
طَافَتْ بِشُعْثٍ عِندَ أرْحُلِ أيْنُقٍ
خُوصٍ أُنِخْنَ وَبَيْنَهُنّ ضَرِيرُ
بُرِدَتْ عَرَائكُها بِجَوْزِ تَنُوفَةٍ،
وَبِهِنّ مِنْ أينِ الكَلالِ فُتُورُ
قالَتْ قَليلاً، فَانْتَبَهْتُ وَمَا أرَى
زَوْراً، بِهِ مَنْ زَارَهُ مَحْبُورُ
فَهَجَعتُ أرْجُو أنْ تَعُودَ لمِثْلِهِا
سَلْمَى، وَمِثْلُ طِلابِ ذاكَ عَسيرُ
رَاعَتْ فُؤادي حِينَ زَارَتْ رَوْعَةً
مِنْهَا ظَلِلْتُ كَأنّني مَخُمُورُ
إني، غَداةَ غَدَتْ بحاجَةِ ذي الهَوى
مِني وَلمْ أقْض الحَيَاةَ، صَبُورُ
صَدَعَ الفُؤادَ غَدَادةَ بَانَتْ ظَعْنُهَا
وَأشَارَ بِالبَيْنِ المُشِتِّ مُشِيرُ
بَلْ لَنْ يَضِيرَكَ بَينُ مَنْ لمْ تَهوَهُ
بَلْ بَينُ مَنْ صَدَعَ الفُؤادَ يَضِيرُ
دَعْ ذا فَقَدْ أطنَبتَ في طَلَبِ الصِّبا
وَعَلاكَ مِنْ بَعْدِ الشّبَابِ قَتِيرُ
وَافخَرْ، فإنّ لكَ المَكارِمَ، وَالأُلَى
رَفَعُوا مَآثِرَ، مَجْدُهَا مَذْكُورُ
وَإذا فَخَرْتُ فَخَرْتُ غَيرَ مكَذَّبٍ
وَليَ العُلى وَكَرِيمُهَا المَأثُورُ
إني إذا مُضَرٌ عَليّ تَعَطّفَتْ
سامَيْتُ مَجرَى الشمسِ حينَ تَسيرُ
بَخْ بَحْ لَنَا الشّرَفُ القَدِيمُ، وَعِزُّنا
قَهَرَ البِلادَ فَمَا لَهُ تَنْكِيرُ
مِنّا الخَلائِفُ وَالنّبيُّ مُحَمّدٌ،
وَإلَيْهِمُ مُلْكُ العِبَادِ يَصِيرُ
أحْيَاؤنَا خَيْرُ البَرِيّةِ كُلِّهَا،
وَقُبُورُنَا مَا فَوْقَهُنّ قُبُورُ
وَإذا رَفَعْتُ لِوَاءَ خِنْدِفَ قَصّرَتْ
عَنْهُ العُيُونُ، فَطَرْفُهَا مَقْصُورُ(39/8)
أبْنَاءُ خِنْدِفَ إن نَسَبْتَ وَجَدْتَهم
رَهْطَ النّبيّ، لِوَاؤهُمْ مَنْصُورُ
وَكَأنّمَا الرّايَاتُ حَولَ لِوَائِهِمْ
طَيْرٌ حَوَائِمُ، في السّمَاءِ، تَدُورُ
وَالله مَا أُحْصِي تَميماً كُلَّهَا،
إلاّ العُلى، أوْ أنْ يُقَالَ كَثِيرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إلى ابن أبي الوليد عدت ركابي
إلى ابن أبي الوليد عدت ركابي
رقم القصيدة : 3438
-----------------------------------
إلى ابنِ أبي الوَليدِ عَدَتْ رِكَابي
وَرَاحَتْ، وَهْيَ جَائِلَةُ الضِّفارِ
إلى الحَكَمِ الذي بيَدَيهِ فَضْلٌ
على الأيدي مِنَ القُحَمِ الكِبارِ
تَؤمّ بِهِ الحُدَاةُ، عَلى وَجَاهَا،
رُؤوسَ البِيدِ سَائِلَةَ الذَّفَارِي
وَكائِنْ فِيكَ مِنْ مَلِكٍ هُمامِ
أب لَكَ مثْلِ مُنصَدِعِ النّهارِ
فَمَنْ يَختَرْكَ مِنْ وَلَدَي نِزَارٍ
فَقَدْ وَقَعَتْ يَداهُ على الخِيارِ
عَلى المُعطي الجِيادِ مُسَوَّمَاتٍ،
مَعَ البُخْتِ النّجائِبِ وَالعَذارِي
رَأيْتُ يَدَيْكَ خَيرَ يَدَيْ جَوَادٍ
وَأعْيَا دُونَ جَرْيِكَ كلُّ جارِ
كَرِيمٌ يَشْتَرِي بالمَالِ حَمْداً،
مَكارِم قَدْ غَلَوْنَ على التِّجارِ
وَجَدْنَا سَمْكَ بَيتِكَ في قُرَيشٍ
طَوِيلَ السَّمْكِ مُرْتَفعَ السّوَارِي
وَمَنْ تَطْلُبْ مَساعِيكُمْ يَداهُ
إلى بَعْضِ العُلى يَوْمَ الفَخَارِ
رَأيْتُ المُلْكَ عَن عُثمانَ حَلّتْ
عُرَاهُ إلَيْكُمُ دَارَ القَرَارِ
وَعَانٍ قَدْ دَعَا، فَأجَبْتُمُوهُ
وَأطْلَقْتُمْ يَدَيْهِ مِنَ الإسارِ
إذا ما المَوْتُ حَدّقَ بِالمَنَايَا،
وَكانَ القَوْمُ مِنْهُ على أُوَارِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> غر كليبا إذ اصفرت معالقها
غر كليبا إذ اصفرت معالقها
رقم القصيدة : 3439
-----------------------------------
غَرّ كُلَيْباً، إذِ اصْفَرّتْ مَعالِقُها
بِضَيْغَمِيٍّ كَرِيهِ الوَجْهِ وَالأثَرِ
شُرْبُ الرّثِيئَةِ حَتى بَاتَ مُنْكَرِساً(39/9)
على عَطِيّةَ بَينَ الشّاءِ وَالحَجَرِ
وَرْدُ السَّرَاةِ تَرَى سُوداً مَلاغِمُهُ،
مُجَاهِرُ القِرْنِ لا يَكْتَنُّ بِالخَمَرِ
كَأنّ عَيْنَيْهِ، وَالظّلْمَاءُ مُسدِفةٌ
عَلى فَرِيسَتِهِ، نَارَانِ في حَجَرِ
كَأنّ عَطَّارَةً بَاتَتْ تَعُلّ لَهُ
بالزّعْفَرَانِ ذِرَاعَيْ مُخدِرٍ هَصِرِ
تُشْلي كِلابَكَ وَالأذنابُ شائِلَةٌ
إلى قُرُومٍ عِظامِ الهَامِ وَالقَصَرِ
ما تَأمُرُونَ عِبَادَ الله أسْألُكُمْ
بشاعِرٍ حَوْلَهُ دُرْجَانِ مُخْتَمِرِ
لَئنْ طَلَبتُمْ به شأوِي لَقدْ عَلِمَتْ
أني على العَقْبِ خَرّاجٌ مِنَ القَتَرِ
وَلا يحَامي على الأحْسابِ مُنْفَلِقٌ،
مُقَنَّعٌ حِينَ يُلْقَى فاتِرُ النّظَرِ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> رسالة حب صغيرة
رسالة حب صغيرة
رقم القصيدة : 344
-----------------------------------
حبيبتي ، لديَّ شيءٌ كثيرْ..
أقولُهُ ، لديَّ شيءٌ كثيرْ ..
من أينَ ؟ يا غاليتي أَبتدي
و كلُّ ما فيكِ.. أميرٌ.. أميرْ
يا أنتِ يا جاعلةً أَحْرُفي
ممّا بها شَرَانِقاً للحريرْ
هذي أغانيَّ و هذا أنا
يَضُمُّنا هذا الكِتابُ الصغيرْ
غداً .. إذا قَلَّبْتِ أوراقَهُ
و اشتاقَ مِصباحٌ و غنّى سرير..
واخْضَوْضَرَتْ من شوقها، أحرفٌ
و أوشكتْ فواصلٌ أن تطيرْ
فلا تقولي : يا لهذا الفتى
أخْبرَ عَنّي المنحنى و الغديرْ
و اللّوزَ .. و التوليبَ حتى أنا
تسيرُ بِيَ الدنيا إذا ما أسيرْ
و قالَ ما قالَ فلا نجمةٌ
إلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبيرْ
غداً .. يراني الناسُ في شِعْرِهِ
فَمَاً نَبيذِيّاً، و شَعْراً قَصيرْ
دعي حَكايا الناسِ.. لَنْ تُصْبِحِي
كَبيرَةً .. إلاّ بِحُبِّي الكَبيرْ
ماذا تصيرُ الأرضُ لو لم نكنْ
لو لَمْ تكنْ عَيناكِ... ماذا تصيرْ ؟
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أظن ابن عيسى لاقيا مثل وقعة
أظن ابن عيسى لاقيا مثل وقعة
رقم القصيدة : 3440
-----------------------------------(39/10)
أظُنّ ابنَ عِيسَى لاقِياً مثلَ وَقْعَةٍ
بعَمرو بن عِفرَى وَهيَ قاصمةُ الظهرِ
تَقَوّفَ مَالَ ابْنَيْ حُجَيْرٍ وَما هُما
بذِي حَطمَةٍ فانٍ وَلا ضَرَعٍ غُمْرِ
وَلكنْ هُما ابنُ الأرْبَعِينَ قَد التَقَتْ
أنَايِبُهُ مِنْ ذِي حُرُوبٍ على ثَغْرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لقد صابت على ظهر خالد
لعمري لقد صابت على ظهر خالد
رقم القصيدة : 3441
-----------------------------------
لَعَمرِي لَقَدَ صَابتْ على ظَهرِ خالِدٍ
شآبيبُ ما استَهلَلنَ مِن سَبَل القَطْرِ
أتَضرِبُ في العِصْيانِ تَزْعَمُ من عصَا
وَتَعَصِي أميرَ المُؤمِنينَ أخَا قَسْرِ
فَلَوْلا يَزِيدُ بنُ المُهَلّبِ حَلّقَتْ
بكَفّكَ فَتُخاءٌ إلى الفُتْخِ في الوَكرِ
لَعَمرِي لَقدْ سارَ ابنُ شَيبَةَ سِيرَةً
أرَتْكَ نجُومَ اللّيلِ ظاهَرَةً تجرِي
فَخُذْ بيَدَيْكَ الحَتْفَ، إنّكَ إنّما
جُزِيتَ قِصَاصاً بالمُحَدرَجةِ السُّمرِ
أظُنّكَ مَفجوعاً بِرُبْعِ مُنَافِقٍ،
تَلَبّسَ أثْوَابَ الخيَانَة وَالغَدْرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> فإنك إن تغل بالمكرمات
فإنك إن تغل بالمكرمات
رقم القصيدة : 3442
-----------------------------------
فَإنّكَ إنْ تُغْلِ بِالمَكْرُمَاتِ،
فَإنّ أبَاكَ أبُو حَاضِرِ
وَأنْتَ امْرُؤٌ مِنْ تَميمِ البِطاحِ
وَلَسْتَ مِنَ الحَيِّ مِنْ عَامِرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إليك أبان بن الوليد تجاوزت
إليك أبان بن الوليد تجاوزت
رقم القصيدة : 3443
-----------------------------------
إلَيْكَ أبَانَ بنَ الوَليدِ تَجَاوَزتْإلَيْكَ أبَانَ بنَ الوَليدِ تَجَاوَزتْ
قُرىً وَرِجَالاً، مِنْهُمُ المُتَخَيَّرُإلَيْكَ أبَانَ بنَ الوَليدِ تَجَاوَزتْ
قُرىً وَرِجَالاً، مِنْهُمُ المُتَخَيَّرُ
لِنَلْقَاكَ، وَاللاّقِيكَ يَعْلَمُ أنّهُ
سَيَلْقَى فُرَاتاً، وَهْوَ مَلآنُ أكْدَرُ
فَدُونَكَ هَذِي يا زيادُ، فَإنّهَا(39/11)
هيَ المَدْحُ وَالشِّعْرُ الذي هوَ أشعَرُ
أنَا ابنُ تَمِيمٍ، وَالّذِي لي عِزُّهَا
على النّاسِ بَذّاخٌ من العِزّ مُدْسَرُ
وَمَنْ يَلْقَنَا مِنْ شَانىءٍ يَلْقَهُ لَنا
على النّاسِ مَرُوفٌ كَثيرٌ وَمُنكَرُ
وَقَدْ عَلِمَ النّاسُ، الّذِينَ أبُوهُمُ
لِحَوّاءَ، أنّا مِن حَصَى التُّرْبِ أكثرُ
وَإنّا لَضَرّابُونَ للهَامِ في الوَغَى،
إذ لمْ يَكُنْ غَيرَ الأسِنّةِ مَفْخَرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لأمدحن بني المهلب مدحة
لأمدحن بني المهلب مدحة
رقم القصيدة : 3444
-----------------------------------
لأمْدَحَنّ بَني المُهَلَّبِ مِدْحَةً
غَرّاءَ ظَاهِرَةً على الأشْعَارِ
مِثْلَ النّجُومِ، أمامَها قَمَرٌ لهَا
يجلو الدُّجى وَيُضِيءُ لَيلَ السارِي
وَرِثوا الطِّعانَ عن المُهلّبِ وَالقِرَى
وَخَلائِقاً كَتَدَفّقِ الأنْهَارِ
أمّا البَنُونَ، فإنّهُمْ لمْ يُورَثُوا
كَتُرَاثِهِ لِبَنِيهِ يَوْمَ فَخَارِ
كلَّ المكارِمِ عَن يَديهِ تَقَسّموا
إذْ ماتَ رِزْقُ أرَامِلِ الأمْصَارِ
كانَ المُهَلّبُ للعِرَاقِ سَكِينَةً،
وَحَيَا الرّبِيعِ وَمَعْقِلَ الفُرَّارِ
كَمْ مِنْ غِنىً فَتَحَ الإلَهُ لهم بهِ
وَالخَيْلُ مُقْعِيَةٌ على الأقْتَارِ
وَالنَّبلُ مُلجَمَةٌ بِكُلّ مُحَدرَجٍ
منْ رِجلِ خاصِبَةٍ من الأوْتارِ
أمّا يَزِيدُ، فإنّهُ تَأبَى لَهُ
نَفْسٌ مُوَطَّنَةٌ على المِقْدَارِ
وَرّادَةٌ شُعَبَ المَنِيّةِ بِالقَنَا،
فَيُدِرُّ كُلُّ مُعَانَدٍ نَعّارِ
شُعَبَ الوَتِينِ بِكُلّ جائِشَةٍ لهَا
نَفَثٌ يَجيشُ فَماهُ بالمِسْبارِ
وَإذا النفوسُ جشأنَ طامنَ جأشهَا
ثِقَةً بِهَا لحِمَايَةِ الأدْبَارِ
إني رَأيْتُ يَزيِدَ عِنْدَ شَبَابِهِ
لَبِسَ التّقَى، وَمَهَابَةَ الجَبّارِ
مَلِكٌ عَلَيْهِ مَهَابَةُ المَلِكِ التقى
قَمَرُ التّمامِ بهِ وَشَمْسُ نَهارِ
وَإذا الرّجالُ رَأوْا يَزِيدَ رَأيتَهُمْ
خُضُعَ الرّقاب نَوَاكِسَ الأبصَارِ(39/12)
لأغَرَّ يَنْجَابُ الظّلامُ لِوَجْهِهِ
وَبهِ النّفوسُ يَقَعنَ كلَّ قَرَارِ
أيَزِيدُ إنّكَ للمُهَلّبِ أدْرَكَتْ
كَفّاك خَيْرَ خَلائِقِ الأخْيَارِ
مَا مِنْ يَدَيْ رَجُلٍ أحَقّ بما أتَى
من مَكُرماتِ عَظايمِ الأخطارِ
مِنَ ساعِدَينِ يَزِيدَ يَقدَحُ زَندَه
كَفّاهُما وَأشَدّ عَقْدِ جِوَارِ
وَلَوَ أنّهَا وُزِنَتْ شَمَامِ بِحِلْمهِ
لأمَالَ كُلَّ مُقِيمَةٍ حَضْجَارِ
وَلَقَدْ رَجَعتَ وَإنّ فارِسَ كُلَّها
مِنْ كُرْدِها لخوَائِفُ المُرّارِ
فَتَرَكْتَ أخْوَفَها وَإنّ طَرِيقَها
لَيَجُوزَهُ النّبَطيُّ بِالقِنْطارِ
أمّا العرَاقُ فلمْ يكُنْ يُرْجَى بهِ،
حَتى رَجَعْتَ، عَوَاقِبُ الأطْهارِ
فَجَمَعتَ بَعْدَ تَفَرّقٍ أجنادَهُ
وَأقَمْتَ مَيْلَ بِنَائِهِ المُنْهَارِ
وَلْيَنزِلَنّ بجِيلِ جَيْلانَ الّذِي
تَرَكَ البُحَيْرَةَ، مُحصَدَ الأمْرَارِ
جَيشٌ يَسيرُ إلَيهِ مُلتمِسَ القِرَى
غَصْباً بِكُلّ مَسَوَّمٍ جَرّارِ
لَجِبٍ يَضِيقُ به الفضَاءُ إذا غدَوْا
وَأرَى السّمَاءَ بِغَابَةٍ وَغُبَارِ
فِيه قَبائِلُ مِنْ ذَوِي يَمَنٍ لَهُ
وَقُضَاعَةَ بنِ مَعَدّها وَنِزَارِ
وَلَئنْ سَلِمتَ لتَعطِفنّ صُدورَها،
للتُّرْكِ، عِطْفَةَ حَازِمٍ مِغْوَارِ
حَتى يَرَى رَتْبِيلُ مِنْهَا غَارَةً
شَعْوَاءَ غَيْرَ تَرَجّم الأخْبَار
وَطِئَتْ جِيادُ يَزِيدَ كُلَّ مَدينَةٍ
بَينَ الرُّدُومِ وَبَينَ نَخلِ وَبارِ
شُعْثاً مُسَوَّمَةً، عَلى أكْتَافِهَا
أُسْدٌ هَوَاصِرُ للكُمَاةِ ضَوَارِ
ما زَالَ مُذْ عَقَدَتْ يَداهُ إزَارَهُ
فَدَنَا فأدرَكَ خَمسَةَ الأشْبَارِ
يُدني خَوَافقَ من خَوَافقَ تَلتَقي
في كُلّ مُعتَبَطِ الغُبارِ مُثَارِ
وَلَقَدْ بَنى لبَني المُهَلّبِ بَيتَهمْ
في المَجدِ أطوَلُ أذرُعٍ وَسَوَارِي
بُنِيَتْ دَعَائِمُهُ على جَبَلٍ لهمْ
وَعلَتْ فَوَارِعُهُ على الأبْصَارِ
تَلقَى فَوَارِسَ للعَتِيكِ كأنّهُمْ(39/13)
أُسْدٌ قَطَعْنَ سَوَابِلَ السُّفّارِ
ذَكَرَينِ مُرْتَدِفَينِ كُلّ تَقَلّصٍ
ذَكَرٍ شَديدِ إغارَةٍ الإمْرَارِ
حَملوا الظُّباتِ على الشؤون وأقسموا
لَيُقنِعُنّ عِمَامَةَ الجَبّارِ
صَرَعوهُ بيْنَ دكادِكٍ في مَزْحَفٍ
للخَيْلِ يُقحِمُهُنّ كلَّ خَبارِ
مُتَقَلّدي قَلَعِيّةٍ وَصَوَارِمٍ
هندِيّةٍ، وَقَدِيمَةِ الآثَارِ
وَعَوَاسِلٍ عَسْلَ الذّئابِ كأنّها
أشْطَانُ بَائِنَةٍ مِنَ الآبَارِ
يَقصِمنَ إذْ طَعَنوا بها أقَرانَهُمْ
حَلَقَ الدّرُوعِ وَهنّ غَيرُ قِصَارِ
تَلْقَى قَبَائِلَ أُمِّ كُل قَبِيلَةٍ
أُمُّ العَتِيكِ بِنَاتِقٍ مِذْكَارِ
ولَدَتْ لأزْهَر كلَّ أصْيَدَ يَبتني
بالسّيفِ يَوْمَ تَعانُقٍ وَكِرَارِ
يَحمي المكارِمَ بِالسّيوفِ إذا عَلا
صَوْتُ الظُّباتِ يُطِرْنَ كُلَّ شرَارِ
مِنْ كلّ ذاتِ حَبَائِكٍ وَمُفَاضَةٍ
بَيْضَاءَ سَابِغَةٍ على الأظْفَارِ
إنّ القُصُورَ بجِيلِ جَيلانَ الّتي
أعْيَتْ مَعاقِلُهَا بَني الأحْرَارِ
فُتِحَتْ بسَيفِ بَني المُهَلّبِ، إنّها
لله عادَتُهُمْ على الكُفّارِ
غَلَبوا بأنّهمُ الفَوَارِسُ في الوَغَى
والأكْثَرُونَ غَداةَ كُلِّ كِثارِ
وَالأحلَمونَ إذا الحُلومُ تهَزْهزَتْ
بالقَوْمِ لَيسَ حُلُومُهُمْ بِصغارِ
وَالقائِدُونَ إذا الجِيادُ تَرَوّحَتْ
وَمَضَينَ بَعد وَجىً على الحِزْوَارِ
حتى يَرِعْنَ وَهُنّ حَوْلَ مُعَمَّمٍ
بالتّاجِ في حَلَقِ المُلوكِ نُضَارِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> قعودك في الشرب الكرام بلية
قعودك في الشرب الكرام بلية
رقم القصيدة : 3445
-----------------------------------
قُعُودُكَ في الشَّرْبِ الكِرَامِ بَلِيّةٌ
وَرَأسَكَ في الإكليلِ إحدى الكبائِرِ
فَما نَطَفَتْ كأسٌ وَلا طابَ طَعمُها
ضَرَبْتَ على جَمّاتِهَا بالمَشافِرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لئن كان ابن عمرة مالك
لعمري لئن كان ابن عمرة مالك
رقم القصيدة : 3446(39/14)
-----------------------------------
لَعَمرِي لَئنْ كانَ ابنُ عَمرَةَ مالكٌ
تَنَهّكَ ظُلماً سَادِراً غَيرَ مُقْصِرِ
لَتَنْكَشِفَنْ عَنْهُ ضَبَابَةُ فَسْوِهِ
لِضَغْمَةِ رِئبالٍ منَ الأُسدِ مُخدِرِ
إذا عَلِقَتْ أسْبَابُهُ القِرْنَ غادَرَتْ
بهِ أثَراً، كالجَدْوَلِ المُتَفَجِّرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أنا ابن تميم لعاداتها
أنا ابن تميم لعاداتها
رقم القصيدة : 3447
-----------------------------------
أنَا ابنُ تَمِيمٍ لِعَادَاتِهَا
قُرُوماً نَمَتْ وَلُيُوثاً بحُورَا
تَرَى الجُزْرَ حَوْلَ بُيُوتاتِهِمْ
عَقِيراً تكوسُ وَأُخرَى بَقِيرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> من للضباب المعييات وحرشها
من للضباب المعييات وحرشها
رقم القصيدة : 3448
-----------------------------------
مَنْ للضِّبَابِ المُعْيِيَاتِ وَحَرْشِهَا
إذا حَانَ يَوْمُ الأعْوَرِ بنِ بَحِيرِ
إذا الضّبُّ أعْيَا أنْ يَجيءَ لحَرْشِهِ
فَمَا حَفْرُهُ في عَيْنِهِ بِكَبِيرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ترجي أن تزيد بنو فقيم
ترجي أن تزيد بنو فقيم
رقم القصيدة : 3449
-----------------------------------
تُرَجّي أنْ تَزِيدَ بَنُو فُقَيْمٍ،
صِغَارُهُمْ، وَقَدْ أعْيَوْا كِبَارَا
إذا دَخَلُوا النِّبَاجِ بَنَوا عَلَيْهَا
بُيُوتَ اللّؤمِ وَالعَمَدَ القِصَارَا
يَحُلّ اللّؤمُ مَا حَلّتْ فُقَيْمٌ،
وَإنْ سَارُوا بِأقْصَى الأرْضِ سارَا
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> مع جريدة
مع جريدة
رقم القصيدة : 345
-----------------------------------
أخرجَ من معطفهِ الجريده..
وعلبةَ الثقابِ
ودون أن يلاحظَ اضطرابي..
ودونما اهتمامِ
تناولَ السكَّرَ من أمامي..
ذوَّب في الفنجانِ قطعتين
ذوَّبني.. ذوَّب قطعتين
وبعدَ لحظتين
ودونَ أن يراني
ويعرفَ الشوقَ الذي اعتراني..
تناولَ المعطفَ من أمامي
وغابَ في الزحامِ
مخلَّفاً وراءه.. الجريده
وحيدةً
مثلي أنا.. وحيده(39/15)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمرك ما معن بتارك حقه
لعمرك ما معن بتارك حقه
رقم القصيدة : 3450
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ مَا مَعْنٌ بِتَارِكِ حَقِّهِ،
وَلا مُنْسىءٌ مَعْنٌ وَلا مُتَيَسِّرُ
أتَطْلُبُ يَا عُورَانُ فَضْلَ نَبيذهمْ
وَعِنْدَكَ يا عُورَانُ زِقٌّ مُوَكَّرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا ليلة السبت إن ألقت كلاكلها
يا ليلة السبت إن ألقت كلاكلها
رقم القصيدة : 3451
-----------------------------------
يا لَيْلَةَ السّبتِ إنْ ألْقَتْ كَلاكِلَها
عَلى تَمِيمٍ وَعَمّتْ بَعْدَها مُضَرَا
مُحَمّدٌ وَوَكِيعٌ لَيْسَ بَيْنَهُمَا
عَامَانِ، يا عَجَبا للدّهْرِ إذْ عَثَرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ساروا على الريح أو طاروا بأجنحة
ساروا على الريح أو طاروا بأجنحة
رقم القصيدة : 3452
-----------------------------------
سارُوا على الرّيحِ أوْ طارُوا بأجنِحَةٍ
سارُوا ثَلاثاً إلى البَحّارِ من هَجَرَا
طارُوا شَعاعاً وَما سَلّوا سُيُوفَهُمُ
وَغادرُوا في جَوَاثي سَيّدَيْ مُضَرَا
هلاّ صَبَرْتَ، أُمَيَّ، النفسَ إذْ جبُنتْ
فتُبليَ الله عُذْراً مِثْلَ مَنْ صَبَرَا
لَوْ كنتَ إذْ جَشأتْ سكّنتَ جِرْوَتَها
وَلمْ تُوَلِّهِمُ تحتَ الوَغَى الدُّبُرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا سلم كم من جبان قد صبرت به
يا سلم كم من جبان قد صبرت به
رقم القصيدة : 3453
-----------------------------------
يا سَلمُ كمْ من جَبانٍ قد صَبَرْتَ بهِ
تحتَ السّيوفِ وَلوْلا أنتَ ما صَبَرَا
ما زِلتَ تَضرِبُ وَالأبطالُ كَالِحَةٌ
في الحَرْبِ هامةَ كبشِ القوْمِ إذ عكرَا
وَمَا أغَبّ تَمِيماً فَارِسٌ بَطَلٌ
من مازنٍ يَرْتَدي بالنّصرِ مَن نصَرَا
طَلاَّبُ ذَحْلٍ، سَبُوقٌ للعَدوّ، بِهِ
لا يُسْتَقَادُ بِأوْتَارٍ، إذَا وَتَرَا
أغَرُّ، تَنْصَدِعُ الظّلْمَاءُ عَنْ قمرٍ
بَدْرٍ إذا مَا بَدَا يَسْتَغْرِقُ القَمَرَا(39/16)
حَمّالُ ألْوِيَةٍ بِالنّصْرِ خافِقَةٍ،
يَدعو الحَبيبَينِ شَتى: المَوْتَ والظفَرَا
أرْجُو فَوَاضِلَ مِنْهُ، إنّ رَاحَتَهُ
مِثْلُ الفُرَاتِ، إذا آذِيُّهُ زَخَرَا
لَوْ لمْ تكُنْ بَشَراً يا سَلْمُ نَعْرِفُهُ
لَكُنتَ نَوْءَ سَحابٍ يَسحَلُ المطرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ستخلع في فصافص ما سقتها
ستخلع في فصافص ما سقتها
رقم القصيدة : 3454
-----------------------------------
سَتَخْلَعُ في فَصَافِصَ ما سَقَتها
بِدالِيَةٍ أُسَيّدُ في دِبَارِ
سَقَاهَا الله بِالأشْرَاطِ، حَتى
تحَنّى نَبْتُ غَادِيَةٍ وَسَارِي
ولَوْ بِعْنا أُسَيّدَ لَمْ تَزِدْنَا
أُسَيّدُ قَتّتَيْنِ على حِمَارَ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وجدنا خزاعيا أسنة مازن
وجدنا خزاعيا أسنة مازن
رقم القصيدة : 3455
-----------------------------------
وَجَدْنَا خُزاعِيّاً أسِنّةَ مَازِنٍ،
وَمِنها إذا هابَ الكُماةُ جَسُورُها
على ما يهَابُ القَوْمُ من عاجِلِ القِرَى
إذا احمَرّ من نَفْخَ الصَّبَا زَمهَرِيرُها
وَهُمْ يَوْم وَلّى أسلَمٌ ظَهرَهُ القَنا
وَفَرّ، وَشَرُّ النّاسِ بأساً فَرُورُها
وَهُمْ يَوْمَ عَبّادِ بنِ أخضَرَ بالقَنَا
وَبالهِنْدوَانِيّاتِ بِيضاً ذُكُورُها
أبَوْا أنْ يَفِرّوا يَوْمَ كُرّ عَلَيْهِمُ،
وَلا يَقْتُلُ الأبْطَالَ إلاّ كَرُورُها
جَلَوْا بالعَوَالي وَالسّيُوفِ غِشاوَةً،
يكادُ مِنَ الإظْلامِ يَعَشى بَصِيرُها
وَهُمْ أنْزَلُوا هِنْداً مَنازِلَ لمْ تكُنْ
لَهُمْ قَبْلَهَا إلاّ مَصِيراً تَصِيرُها
وَدارَتْ رَحى الأبطالِ في حَوْمة الوَغى
وَأظْهَرَ أنْيَابَ الحُرُوبِ هَرِيرُها
وَهُمْ رَجَعُوا لابنِ المُعَكْبَرِ ذَوْدَهُ
وَقد كانَ عَنها قد تَوَلّى مُجِيرُها
وَهُمْ صَدّقُوا رُؤيا بُرَيْقَةَ إذْ رَأتْ
غَيابَةَ مَوْتٍ، مُسْتَهِلاًّ مَطيرُها
فكَذّبَهَا مِنْ قَوْمِهَا كُلُّ خَائِنٍ،
وَقَدْ جَاءَهُمْ بالحَقّ عَنهمْ نذيرُها(39/17)
فَما راعَهُمْ إلاّ أسِنّةُ مَازنٍ
يُدِيرُ قَنَاهَا، بالأكفّ، مُدِيرُها
وَخَيْلٌ تَنَادَى بِالمَنَايَا إلَيْهُمُ،
وَآساَدُ غِيلٍ لا يُبِلّ عَقِيرُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألست وأنت سيف بني تميم
ألست وأنت سيف بني تميم
رقم القصيدة : 3456
-----------------------------------
ألَستَ، وَأنْتَ سَيْفُ بَني تَمِيمٍ،
لجارِي إنْ أجَرْتُ تَكُونُ جَارَا
بَلى فَوَفَى وأطْلَقَ لي طَلِيقاً،
وَعَبْدَ الله، إذْ خَشِيَا الإسَارَا
وَقَامَ مَقَامَ أرْوعَ مَازِنيٍّ،
فَأمّنَ مَنْ أجَرْتُ وَمَنْ أجَارَا
وَمَا زلْتُمْ بَني حَكَمٍ كُفَاةً
لِقَوْمِكُمُ المُلِمّاتِ الكِبَارَا
تُحَمِّلُكُمْ فَوَادِحَهَا تَمِيمٌ،
وَتُورِدُكُمْ مَخَاوِفُهَا الغِمَارَا
وَتَعْصِبُ أمْرَهَا بِكُمُ، إذا مَا
شَرَارُ الحَرْبِ هُيّجَ فَاسْتَطَارَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد طلبت بالذحل غير ذميمة
لقد طلبت بالذحل غير ذميمة
رقم القصيدة : 3457
-----------------------------------
لَقَدْ طَلَبَتْ بالذَّحلِ غَيرَ ذَمِيمَةٍ
إذا ذُمّ طُلاَّبُ الذُّحُولِ الأخاضِرُ
هُمُ جرّدوا الأسيافَ يَوْمَ ابنِ أخضرٍ
فَنَالُوا الّتي لا فَوْقَها نَالَ ثَائرُ
أقَادُوا بهِ أُسْداً لهَا في اقْتِحَامِهَا
عَلى الغَمرَاتِ في الحُرُوبِ بَصَائِرُ
وَلَمْ يعْتِمِ الإدرَاكُ منهُمْ بذَحلِهم
فَيَطْمَعَ فيهِمْ بَعْدَ ذلكَ غادِرُ
كفِعلِ كُلَيْبٍ يَوْمَ يدعو ابنُ أخضرٍ
وقد نَشِبَتْ فيهِ الرّماحُ الشّوَاجرُ
فَلَمْ يَأتِهِ مِنْهَا، وَبَينَ بُيُوتِهَا
أصِيبَ ضيَاعاً، يَوْمَ ذلك، نَاجِرُ
وَهُمْ حَضَرُوهُ غَائِبِينَ بنَصْرِهِمْ،
وَنَصرُ اللّئِيمِ غائِبٌ، وَهوَ حاضِرُ
وَهُمْ أسْلَمُوهُ فاكْتَسَوْا ثوْبَ لامةٍ
سَيَبْقَى لهمْ ما دامَ للزّيتِ عاصِرُ
فَما لكُلَيْبٍ في المَكارِمِ أوّلٌ،
ولا لكُلَيْبٍ في المَكارِمِ آخِرُ
ولا في كُلَيْبٍ إنْ عَرَتْهُمْ مُلِمّةٌ(39/18)
كَرِيمٌ عَلى ماأحْدَثَ الدّهرُ صَابرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد كان في الدنيا لمنية مذهب
لقد كان في الدنيا لمنية مذهب
رقم القصيدة : 3458
-----------------------------------
لَقَدْ كانَ في الدّنْيا لمُنْيَةَ مَذْهَبٌ
وَمُتّسَعٌ عَنْ نِصْفِ دارِ ابنِ زَافِرِ
عَلاليَّ في دارِ ابنِ ظَبْيَانَ تُرْتَقَى،
وفي الرَّحبِ من داريْ حُرَيثِ بن جابرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> هتمت قريبة يا أخا الأنصار
هتمت قريبة يا أخا الأنصار
رقم القصيدة : 3459
-----------------------------------
هُتِمَتْ قَرِيبَةُ، يا أخَا الأنْصَارِ،
فَاغْضَبْ لِعرْسِكَ أنْ تُرَدّ بَعارِ
وَاعْلَمْ بَأنّكَ ما أقَمْتَ على الذي
أصْبَحَتْ فِيهِ، مُنَوَّخٌ بِصَغَارِ
إنّ الحَلِيلَةَ لا يَحِلّ حَرِيمُهَا،
وَحَلِيلُهَا يَرْعَى حِمى الأحْرَارِ
ولَعَمْرُ هَاتِمِ في قَرِيبَةَ ظَالِماً،
مَا خَافَ صَوْلَةَ بعْلِهَا البَرْبَارِ
وَلَوَ أنّهُ خَشِيَ الدَّهَارِس عِنْدَهُ
لَمْ تَرْمِهِ بِهَوَاتِكِ الأسْتَارِ
وَلَوْ أنّهُ في مَازِنٍ لَتَنَكّبَتْ
عَنْهُ الغَشِيمَةُ، آخِرَ الأعْصَارِ
وَلَخَافَ فَرْسَتَهُ، وَهَزّتَنَا بِهِ،
وَشَبَاةَ مِخْلَبِهِ الهِزَبرُ الضّارِي
وَلَبُلّ هَاتِمُ في قَعِيدَةِ بَيْتِهِ
مِنْهُ، بِأرْوَعَ فَاتِكٍ مِغْيَارِ
طَلاّعِ أوْدِيَةٍ يُخَافُ طِلاعُهَا
يَعظِ العَزِيمَةِ، مُحْصَدِ الأمْرَارِ
مُتَفَرِّدٍ في النّائِبَاتِ بِرَأيِهِ،
إنْ خَافَ فَوْتَ شَوَارِدِ الآثَارِ
لا يَتّقي إنْ أمْكَنَتْهُ فُرْصَةٌ
دُوَلَ الزّمَانِ، نَظارِ قالَ: نَظارِ
وَلَما أقَامَ وَعِرْسُهُ مَهْتُومَةٌ،
مُتَضَمِّخاً بِجَدِيّةِ الأوْتَارِ
مُتَبَذِّياً ذَرِبَ اللّسَانِ مُفَوَّهاً،
مُتَمَثِّلاً بِغَوَابِرِ الأشْعَارِ
يُهْدِي الوَعيدَ وَلا يَحوطُ حَرِيمَهُ
كَالكَلْبِ يَنْبَحُ مِنْ وَرَاءِ الدّارِ(39/19)
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> عيد ميلادها
عيد ميلادها
رقم القصيدة : 346
-----------------------------------
بطاقة من يدها ترتعد
تفدي اليد
تقول : عيدي الأحد
ما عمرها؟
لو قلت .. غنى في حبيبي العدد
إحدى ثوانيه إذا
أعطت، عصورا تلد
وبرهة من عمرها
يكمن فيها .. أبد
ترى إذا جاء غد
وانشال تول أسود
واندفعت حوامل الزهر..
وطاب المشهد
ورد..وحلوى ..وأنا
يأكلني التردد
بأي شيء أفد
إذا يهل الأحد
بخادم ..بباقة؟
هيهات. لا أقلد
أليس من يدلني؟
كيف .. وماذا أقتني؟
ليومها الملحن
أحزمة من سوسن؟
أنجمة مقيمة في موطني؟
أهدي لها
الله .. ما أقلها؟ ..
من ينتقي؟
لي من كروم المشرق
من قمر محترق
حقا غريب العبق
آنية مسحورة خالقها لم يخلق..
أحملها ..غدا لها
الله ..ما أقلها
لو بيدي الفرقد
والدر والزمرد
فصلتها جميعها
رافعة لنهدها
ومحبسا لزندها
هدية صغيرة .. تحمل نفسي كلها
لعلها
إذا أنا حملتها
غدا لها
ستسعد
يا مرتجي .. يا أحد ..
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمرك ما الأرزاق يوم اكتيالها
لعمرك ما الأرزاق يوم اكتيالها
رقم القصيدة : 3460
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ مَا الأرْزَاقُ يَوْمَ اكتِيالِها
بِأكْثَرَ خُبْزاً مِنْ خوانِ العُذافِرِ
وَلَوْ ضَافَهُ الدّجّالُ يَلتَمِسُ القِرَى
وَحَلّ على خَبّازِهِ بِالْعَسَاكِرِ
بِعِدّةِ يَأجُوجٍ وَمأجُوجَ جُوَّعاً
لأشْبَعَهُمْ شَهْراً غَداءُ العُذافِرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رحلت إلى عبد الإله مطيتي
رحلت إلى عبد الإله مطيتي
رقم القصيدة : 3461
-----------------------------------
رَحَلْتُ إلى عَبْدِ الإلَهِ مَطِيّتي،
تَجُوبُ الفَلاةَ وَهْيَ عَوْجاءُ ضَامرُ
إلى ابنِ أبي النَّضْرِ الكَرِيمِ فَعالُهُ،
يُضِرّ بِهَا إدْلاجُهَا وَالهَوَاجِرُ
إلى ماجِدِ الأعْرَاقِ مَحْضٍ نِجارُهُ
نَمَاهُ إلى العَلْيَا كُرَيْزٌ وَعَامِرُ(39/20)
تَوارَى نَدَى مَنْ ماتَ غَيرَ ابن عامرٍ
تَوارَى فَما وَارَتْ نَداهُ المَقابِرُ
وَجَدّتُكَ البَيْضَاءُ عَمّةُ خَيْرِكُمْ
بَنيِّ الهُدَى، والله بِالنّاسِ خَابِرُ
وَمِنْ عَبدِ شَمسٍ قد تَفرّعتَ في العلى
ذُرَاها، لكَ القُدْموسُ منها العُرَاعرُ
مُلُوكٌ وَأبْنَاء المُلُوكِ وَسَادةٌ
لهمْ سُؤدَدٌ عَوْدٌ على الناس قَاهِرُ
هُمُ خَيرُ بَطحاوَي لُؤيّ بن غالِبٍ
سَما بِهمُ مِنها البُحُورُ الزّوَاخرُ
تَبَحْبَحْتُمُ مَنْ بِالجِبَابِ وَسِرِّهَا
طَمَتْ بِكُمْ بَطحاؤها وَالظّوَاهِرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد هاج من عيني ماء على الهوى
لقد هاج من عيني ماء على الهوى
رقم القصيدة : 3462
-----------------------------------
لَقَدْ هَاجَ من عَيْنيّ ماءً على الهَوَى
خَيَالٌ أتَاني آخِرَ اللّيْلِ زَائرُهْ
لِمَيّةَ، حَيّا بِالسّلامِ كَأنّمَا
عَلَيْهِ دمٌ لا يَقْبَلُ المالَ ثَائِرُهْ
كَأنّ خُزَامَى حَرّكَتْ رِيحَها الصَّبا،
وَحَنوَةَ رَوْضٍ حِينَ أقلَعَ ماطِرُهْ
لَنَا إذ أتَتْنَا الرّيحُ مِنْ نَحْوِ أرْضِها
وَدارِيَّ مِسْكٍ غَارَ في البَحرِ تاجِرُهْ
دَعَتني إلَيها الشمسُ تحتَ خِمارِهَا
وَجَعْدٌ تَثَنّى في الكَثيبِ غَدائِرُهْ
كَأنّ نَوَاراً تَرْتَعي رَمْلَ عَالِجٍ
إلى رَبْرَبٍ تَحنُو إلَيْهِ جَآذِرُهْ
مِنَ أينَ أُلاقي آلَ مَيٍّ، وَقَدْ أتَى
نَبيُّ فُلَيْجٍ دُونَهَا وَأغَادِرُهْ
يُرِيدونَ رَوْضَ الحَزْنِ أن يُنفِشوا بهِ
إذا استَأسَدَتْ قُرْيَانُهُ وَظَوَاهِرُهْ
إلَيْكَ ابنَ عَبدِ الله أسنَفْتُ نَاقَتي
وَقد أقلق النِّسعَينِ للبَطْنِ ضَامِرُهْ
وَكَائِنْ لَبِسْنَا مِنْ رِدَاءِ وَدِيقَةٍ
إليْكَ وَلَيْلٌ كَالرُّوَيْزِيّ سَائِرُهْ
أُبَادِرُ مَنْ يأتيكَ مِنْ كُلّ جانِبٍ
مُشَاةً وَرُكْبَاناً، فإني مُبَادِرُهْ
أُبَادِرُ كَفّيْكَ اللّتَيْنِ نَداهُمَا
عَلى مَنْ بِنَجْدٍ، أوْ تهامةَ، ماطِرُهْ(39/21)
دَعي النّاس وأْتي بي المُهَاجِرَ إنّهُ
أرَاهُ الّذِي تُعطي المَقَالِيدَ عامِرُهْ
وَمَنْ يَكُ أمسى وَهُوَ وَعرٌ صُعودُهُ
فإنّ ابنَ عَبْدِ الله سَهْلٌ مَصَادِرُهْ
نمَى بِكَ مِنْ فَرْعَيْ رَبِيعَةَ للعُلى،
بحَيْثُ يَرُدّ الطَّرْفَ للعَينِ نَاظِرُهْ
مَرَاجِيحُ سَادَاتٌ عِظَامٌ جُدُودها
وَفِيهِمْ لأيّامِ الطِّعَانِ مَساعِرُهْ
وَمَنْ يَطّلِبْ مَسعاةَ قَوْمٍ يجدْ لهمْ
شَمَارِيخَ مِنْ عِزٍّ، عِظَامٍ مآثرُهْ
وَجَدْتُ القَنَا الهِنْدِيَّ فيكُمْ طعانُهُ
وَضَرْبٌ يُدَهْدي للرّؤوس فوادرُهْ
إذا مَا يَدُ الدرْعِ التَوَى ساعِدٌ لَهُ
بِأسيافِهِمْ وَالمَوْتُ حُمْرٌ دَوَائِرُهْ
رَأيْتُ النّسَاءَ السّاعِيَاتِ رِمَاحُنَا
مَعاقِلُها، إذْ أسلَمَ الغَوْثَ ناصرُهْ
إذَا المُضَرَانِ اكْرَمَانِ تَلاقيَا
إلَيكَ فَقدْ أرْبَى على النّاس فاخرُهْ
إذا خِندِفٌ جاءتْ وَقَيْسٌ إذ التَقتْ
بِرُكْبَانِهَا، حَجٌّ مِلاءٌ مَشَاعِرُهْ
بحَقّ امْرِىءٍ لا يَبْلُغُ النّاسُ قِبصَهُ
بَنو البَزَرَى من قيس عيلان ناصرُهْ
إليهِمْ تَناهتْ ذِرْوَةُ المَجدِ وَالحصَى
وَقِبصُ الحصَى إذ حصّل القبص خَابرُهْ
تَميمٌ وَما ضَمّتْ هَوَازنُ أصْبَحتْ
وَعَظمُهُمَا المُنهاضُ قد شدّ جابرُهْ
رَأيْتُ هِشاماً سَدّ أبْوَابَ فِتْنَةٍ
بِرَاعٍ كَفَى من خَوْفهِ ما يُحاذِرُهْ
بمُنتَجِبٍ منْ قَيسِ عَيلانَ صَعّدتْ
يَدَيْهِ، إلى ذاتِ البُرُوجِ، أكَابِرُهْ
فَمَا أحدٌ مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ فاخراً
عَلَيْهِ وَلا مِنْهُمْ كَثِيرٌ يُكَاثِرُهْ
وَنَامَتْ عُيُونٌ كَانَ سُهِّدَ لَيْلُهَا
وَفَتّحَ بَاباً كُلُّ بَادٍ وَحَاضِرُهْ
ألَمّا يَنَلْ لي أنْ تَعُودَ قَرَابَةٌ،
وَحِلْمٌ عَلى قَيسٍ رِحابٌ مَصَادرُهْ
رَفَعتُ سِناني من هَوَازِنَ إذْ دنَتْ
وَأسْلَمَها مِنْ كُلّ رَامٍ مَحاشِرُهْ
وَحُلّلَتِ الأوْتَارُ إذْ لَمْ يَكُنْ لهَا
نِضالٌ لِرَامٍ دَمّغَتْهَا نَوَاقِرُهْ(39/22)
لَقدْ عَلِمتْ عَيلانُ أنّ الذي رَسَتْ
لَئيمٌ وأنّ العَيْرَ قَدْ فُلّ حافِرُهْ
وَكُلُّ أُنَاسٍ فِيهِمُ مِنْ مُلُوكِنَا
لهُمْ رَبُّ صِدْقٍ والخَلِيفَةُ قاهِرُهْ
وَإني لَوَثّابٌ إلى المَجْدِ دُونَهُ،
مِن الوَعْثِ أوْ ضِيقِ المكانِ نَهابرُهْ
وَمِنّا رَسُولُ الله أُرْسِلَ بِالهُدَى،
وَبالحَقّ جَاءَتْ بِاليَقِينِ نَوَادِرُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أخالد لولا الدين لم تعط طاعة
أخالد لولا الدين لم تعط طاعة
رقم القصيدة : 3463
-----------------------------------
أخالِدُ! لَوْلا الدِّينُ لمْ تُعطَ طاعَةً،
وَلَوْلا بَنو مَرْوانَ لمْ تُوثِقوا نَصْرَا
إذاً لَوجَدْتُمْ دُونَ شَدّ وَثَاقِهِ
نبي الحرْبِ لا كُشْفَ اللقاءِ وَلا ضُجرَا
مَصَاليتَ أبْطالاً إذا الحَرْبُ شَمّرَتْ
مَرَوْها بأطْرَافِ القَنا دِرَراً غُزْرَا
ألا يا بَني مَرْوَانَ! مِثْلُ بَلائِنا،
إذا لم يُصِبْ مَن كان يُنعمُهُ شُكْرَا
جَدِيرٌ لأنْ يُنْسَى، إذا ما دَعَوْتمُ،
وَيُورِثَ في صَدْرِ المُعيدِ لَهُ غِمْرَا
أفي الحقّ أنّا لا تزَالُ كَتِيبَةٌ
نُطاعِنُها حَتى تَدِينَ لَكُمْ قَسْرَا
وَإلاّ تَناهَوْا تَخْطِرِ الخَيْلُ بالقَنا،
وَنَدْعُ تَميماً ثمّ لا نَطّلِبْ غُذْرَا
إلَيْكُمْ؛ وَتَلْقَوْنا بَني كلِّ حُرّةٍ
وَفَتْ ثمّ أدّتْ لا قَليلاً وَلا وَعْرَا
وَانّا لَقَتّالُو المُلُوكِ، إذا اغْتَدَوْا
عَلانيةَ الهَيجا، وَلا نُحْسِنُ العُذْرَا
لقدْ أصْبَحَ الأخماسُ يَخشَوْنَ درْأنا
وَنُمْسِي وَما نَخشَى ولَوْ أجمعوا أمْرَا
إلا أيّهاذا السّائِلي عَنْ أرُومَتي،
أجِدكَ لمْ تَعرِفْ فتُبْصِرَهُ الفَجرَا
إذا خَطَرَتْ حَوْلي الرَّبابُ وَمَالِكٌ
وَعمروٌ وَسعدُ الخيرِ بِخبِخْ بذا فخَرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد علم الأقوام أن محمدا
لقد علم الأقوام أن محمدا
رقم القصيدة : 3464
-----------------------------------(39/23)
لَقَدْ عَلِمَ الأقْوَامُ أنّ مُحَمّداً
جَسُورٌ إذا ما أوْرَدَ الأمرَ أصْدَرَا
وَأنّ تَمِمياً لا تَخافُ ظُلامَةً،
إذا ابنُ وَكيعٍ في المَوَاطِنِ شَمّرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وبيض ترقى من بنات مجاشع
وبيض ترقى من بنات مجاشع
رقم القصيدة : 3465
-----------------------------------
وَبِيضٍ تَرَقّى مِنْ بَناتِ مُجاشِعٍ
بهِنّ إلى المَجْدِ التّلِيدِ مَفَاخِرُهْ
بَناتِ أبٍ حُورٍ كَأنّ حُمُولَهَا
عَليها منَ الوَحْشِ الهِجانِ جآذِرُهْ
كساهنّ مْحضَ اللّوْنِ سُفيانُ وَاصْطفى
لَهُنّ عَتيقَ البَزِّ إذْ جاءَ تَاجِرُهْ
رَعَتْ لِبَأَ الوَسْميّ حَيثُ تَفَقّأتْ
سَوَابي الغَمامِ الغُرِّ وانعَقّ ماطِرُهْ
تَعاوَرْنَ مِنْ أزْوَاجِهِ، وَذُكُورِهِ
وَأحْرَارِهِ حَتّى تَهَوّلَ زَاهِرُهْ
حِمىً لمْ يَحُطْ عَنهُ سرِيعٌ وَلمْ يَخَفْ
نُوَيْرَةَ يَسْعَى بالشَّياهِينِ طائِرُهْ
فإنْ تَمْنَعا الأمثالَ أوْ تَطْرُدا بِهَا
عَلَيها فَقد أحمَتْ رُماحاً هَوَاجرُهْ
يَجولُ مِنَ الصّحرَاءِ يَنفي عَنيقَها،
لها من يَدِ الجَوْزَاءِ بالقَيْظِ ناجِرُهْ
لَعَمرِي لَقَدْ أرْعَى زُرَارَةُ في الحِمى
صَرِيفُ اللِّقاحِ المُستَظِلّ وَحازِرُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو أن قدرا بكت من طول ما حبست
لو أن قدرا بكت من طول ما حبست
رقم القصيدة : 3466
-----------------------------------
لوْ أنّ قِدْراً بكَتْ من طولِ ما حُبستْ
على الحُفوفِ بكَتْ قِدرُ ابنِ جَيّارِ
ما مَسّها دَسمٌ مُذْ فُضّ مَعْدِنُهَا،
ولا رَأتْ بَعْدَ عَهْدِ القَينِ من نارِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ما زلت أرمي الكلب حتى تركته
ما زلت أرمي الكلب حتى تركته
رقم القصيدة : 3467
-----------------------------------
ما زِلْتُ أرْمي الكَلبَ حتى تَرَكْتُهُ
كَسِيرَ جَناحٍ مَا تَقُومُ جَبايِرُهْ
فأقْعَى على أذْنابِ ألأمِ مَعْشَرٍ،
على مَضَضٍ مني، وَذَلّتْ عَشائِرُهْ(39/24)
أخو الحَرْبِ إنْ عَضّتْ به فَلّ نابها،
وَسَبّاقُ غاياتٍ وَمَجْدٍ يُساوِرُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بالعنبرية دار قد كلفت بها
بالعنبرية دار قد كلفت بها
رقم القصيدة : 3468
-----------------------------------
بالعَنْبَرِيّةِ دارٌ قَدْ كَلِفْتُ بِهَا،
لَوْ كانَ يَرْجعُ مأهولاً لي القَدَرُ
كَمْ للمُلاءَةِ مِنْ حَوْلٍ أُجَرِّمُهُ
على الرّجاءِ وَهادي الخَيلِ تُنْتَظَرُ
حَتى وَقَفْتُ بِدارٍ مَا بِهَا أحَدٌ،
وَلَيسَ يَنطِقُ مِن مَعرُوفِها حَجَرُ
وَالعَنْبَرِيّةُ وَحشٌ، بَعْدَ حِلّتِها،
مِنَ المُلاءَةِ أسْقَى جَوَّها المَطَرُ
كَمْ للمُلاءَةِ مِنْ أطْلالِ مَنْزِلَةٍ
بِالعَنْبَرِيّةِ لَمْ يَدْرُسْ لهَا أثَرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يرضى الجواد إذا كفاه وازنتا
يرضى الجواد إذا كفاه وازنتا
رقم القصيدة : 3469
-----------------------------------
يَرْضَى الجَوَادُ، إذا كَفّاهُ وَازَنَتَا
إحْدى يمينَيْ يَدَيْ نَصْرِ بنِ سَيّارِ
يَداهُ خَيْرُ يَدَيْ، شَيْءٌ سَمِعتُ به
مِنَ الرّجَالِ لِمَعْرُوفٍ وَإنْكارِ
العابِطُ الكُومَ، إذْ هَبّتْ شَآمِيَةً
وَقاتَلَ الكَلبُ مَنْ يَدنو إلى النّارِ
وَالقائِلُ الفاعِلُ المَيْمُونُ طَائرُهُ،
وَالمانِعُ الضَّيمَ أنْ يَدنو إلى الجَارِ
كَم فيك إنْ عُدّد المعرُوفُ من كَرَمٍ
وَنائِلٍ، كَخَليجِ المُزْبِدِ الجَارِي
أنْتَ الجَوَادُ الّذِي تُرْجَى نَوَافِلُهُ
وَأبْعَدُ النّاسِ كلِّ الناسِ مِنْ عارِ
وَأقرَبُ الناسِ كلِّ الناسِ مِنْ كَرَمٍ،
يُعطي الرّغائِبَ لمْ يَهْمُمْ بإقْتَارِ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> الى صديقة جديدة
الى صديقة جديدة
رقم القصيدة : 347
-----------------------------------
وَدَّعتُكِ الأمس ، و عدتُ وحدي
مفكِّراً بنَوْحكِ الأخيرِ
كتبتُ عن عينيكِ ألفَ شيءٍ
كتبتُ بالضوءِ و بالعبيرِ
كتبتُ أشياءَ بدون معنى
جميعُها مكتوبة ٌ بنورِ(39/25)
مَنْ أنتِ . . مَنْ رماكِ في طريقي ؟
مَنْ حرَّكَ المياهَ في جذوري ؟
و كانَ قلبي قبل أن تلوحي
مقبرةً ميِّتَةَ الزُهورِ
مُشْكلتي . . أنّي لستُ أدري
حدّاً لأفكاري و لا شعوري
أضَعْتُ تاريخي ، و أنتِ مثلي
بغير تاريخٍ و لا مصيرِ
محبَّتي نار ٌ فلا تُجَنِّي
لا تفتحي نوافذ َ السعيرِ
أريدُ أن أقيكِ من ضلالي
من عالمي المسمَّم ِ العطورِ
هذا أنا بكلِّ سيئاتي
بكلِّ ما في الأرضِ من غرورِ
كشفتُ أوراقي فلا تُراعي
لن تجدي أطهرَ من شروري
للحسن ثوراتٌ فلا تهابي
و جرِّبي أختاهُ أن تثوري
و لتْشقي مهما يكنْ بحُبِّي
فإنَّه أكبر ُ من كبيرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إني رأيت أبا الأشبال قد ذهبت
إني رأيت أبا الأشبال قد ذهبت
رقم القصيدة : 3470
-----------------------------------
إني رَأيتُ أبا الأشْبالِ قَدْ ذَهَبَتْ
يَداهُ حَتى تُلاقي الشّمسَ وَالقَمَرَا
التّارِكُ القِرْنِ تحتَ النَّقْعِ مُنجَدِلاً
إذا تَلاحَقَ وِرْدُ المَوْتِ فاعتَكَرَا
لا مُكْبِرٌ فَرَحاً فِيمَا يُسَرّ بِهِ،
فَإنْ ألَمّتْ عَلَيْهِ أزْمَةٌ صَبَرَا
وَقَد شكرْتُ أبا الأشبالِ ما صَنَعَتْ
يَداهُ عِندي، وَخَيرُ الناسِ مَن شكَرَا
لَقَدْ تَدارَكَني مِنْهُ بِعَارِفَةٍ،
حتى تَلاقَى بها ما كانَ قَدْ دَثَرَا
فَما لجُودِ أبي الأشْبَالِ مِنْ شَبَهٍ
إلاّ السّحابُ وَإلاّ البَحْرُ إذْ زَخَرَا
كُلٌّ يُوائِلُ ما امْتَدّتْ غَوَارِبُهُ،
إذا تكَفْكَفَ منهُ المَوْجُ وَانحَدَرَا
لَيْسا بِأجْوَدَ مِنْهُ عِنْدَ نَائِلِهِ،
إذا تَرَوّحَ للمَعْرُوفِ أوْ بَكَرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا خندف بالليل أسدف سجرها
إذا خندف بالليل أسدف سجرها
رقم القصيدة : 3471
-----------------------------------
إذا خِندِفٌ باللّيلِ أسْدَفَ سَجْرُها
وَجاشَتْ من الآفاقِ بالعَددِ الدَّثْرِ
رَأى الناسُ عندَ البَيتِ أنّ الحَصَى لنا
على السُّودِ مِنَ أوْلادِ آدَمَ وَالحُمرِ(39/26)
وَما كنتُ مُذ كانتْ سَمائي مكانَها،
وَما دامَ حَوْلَ الناسِ مُطّلَعُ البَدرِ
لأجْعَلَ عَبْداً باهِلِيّاً، لخِبْثَةٍ،
إلى حَسبي فَوْقَ الكَوَاكبِ أوْ شِعرِي
ألاَ قَبَحَ الله الأصَمَّ وَأُمَّهُ،
وَنَذرَهُما المُوفَى الخَبيثَ من النَّذْرِ
وَلا مَدّ بَاعاً باهِليٌّ إلى العُلَى،
وَلا أُغْمِضَتْ عَيْناهُ إلاّ على وِتْرِ
ألَسْتُمْ لِئَاماً إذْ أغَبْتُ إلَيْكُمُ
إذا اقتَبَسَ الناسُ المعاليَ من بِشْرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن بغائي للذي إن أرادني
إن بغائي للذي إن أرادني
رقم القصيدة : 3472
-----------------------------------
إنّ بُغائي للّذِي إنْ أرَادَني
مَكانَ الثّرَيّا إنْ تَأمّلَها البَصَرْ
وَإني الّذي لا يَبْحَثُ السّرَّ وَحْدَهُ
إذا كان غَيرِي مَن يَدِبّ إلى الخَمَرْ
أنا ابنُ الّذي أحْيا الوَئِيدَ وَلمْ أزلْ
أحُلّ بهامَاتِ اللّهامِيمِ مِنْ مُضَرْ
وقد شَكَرْتُ أبا الأشبالِ ما صَنعتْ
يداهُ عندي وخيرُ الناسِ من شكرا
لقد تداركني منه بِعَارِفَة
حتى تلاقى بها ما كان قد دَثَرا
فما لجودِ أبي الأشبالِ من شبةٍ
إلا السحابُ وإلا البحرُ إذْ زَخَرا
كلَّ يوائلُ ما امتدت غَواربُه
إذا تكْفكفَ منه الموجُ وانحدرا
ليس بأجودَ منه عند نائبِه
إذا تروّحَ بالمعروفِ أو بكرا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ليس العقائل من شيبان نافقة
ليس العقائل من شيبان نافقة
رقم القصيدة : 3473
-----------------------------------
لَيسَ العَقائِلُ مِنْ شَيْبانَ نافِقَةً،
وَفيهِمُ مِنْ كُلَيْبٍ عَقْدُ أصْهارِ
النّازلِينَ بِدارِ الذُّلّ، إنْ نَزَلُوا،
وَالألأمِينَ بِأسْمَاعٍ وَأبْصَارِ
وَإنّ حَدْرَاءَ ما كانَتْ مصَاهِرَةً،
بَينَ الألائِمِ مِنْ ضَيْفٍ وَمن جارِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كم لك يا ابن دحمة من قريب
كم لك يا ابن دحمة من قريب
رقم القصيدة : 3474
-----------------------------------(39/27)
كَمْ لكَ يا ابنَ دَحمةَ من قرِيبٍ
مَعَ التُّبّانِ يُنْسَبُ وَالزِّيَارِ
يَظَلّ يُدافِعُ الأقْلاعَ مِنْهَا،
بِمُلْتَزِمِ السّفِينَةِ وَالحِتَارِ
إذا نُسِبَتْ عُمَانُ وَجَدْتَ فيها
مَذاهِبَ للسّفِينِ وَللصَّرَارِي
أُولَئِكَ مَعْشَرٌ أقْعَوْا جَمِيعاً
على لُؤمِ المَناقِبِ وَالنِّجَارِ
أرَى داراً يُشَرّفُها جُذَيْعٌ
كألأمِ مَا تكونُ مِنَ الدّيَارِ
على آسَاسِ عَبْدٍ مِنْ عُمَانٍ
تَقَيّلَ في رِفَاقِ أبي صُفَارِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا إن مسكينا بكى وهو ضارع
ألا إن مسكينا بكى وهو ضارع
رقم القصيدة : 3475
-----------------------------------
ألا إنّ مِسْكيناً بكَى، وَهْوَ ضَارِعٌ
لفَقْدِ امرِىءٍ ما كانَ يَشبَعُ طائِرُهْ
إذا ذُكِرَتْ أيدي الكِرَامِ إلى النّدى
وَآثَارُهَا ذَمّتْ يَدَيْهِ مَعَاشِرُهْ
وَلا تَبكِ مِن فَقدِ امرِىءٍ لستَ ذاكراً
لَهُ لامَةً إلاّ استَمَرّتْ مَرَائِرُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد أمنت وحش البلاد بجامع
لقد أمنت وحش البلاد بجامع
رقم القصيدة : 3476
-----------------------------------
لَقَدْ أمِنَتْ وَحْشُ البِلادِ بجَامِعٍ
عَصَا الدّينِ حَتى ما تَخافُ نَوَارُها
بِهِ أمَّنَ الله البِلادَ، فَسَاكِنٌ
بِكُلّ طَرِيدٍ لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا
رَأيْتَ بَني مَرْوَانَ خَيْرَ عِمارَةٍ،
وَأنت إذا عُدّتْ قُرَيشٌ خِيارُها
أتَاكَ بِهَا مَخْشُوشَةً بِزِمَامِهَا
خِلافَتَهُ إذْ في يَدَيْكَ اخْتِبَارُهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> من يك عن قيس بن عيلان سائلا
من يك عن قيس بن عيلان سائلا
رقم القصيدة : 3477
-----------------------------------
مَن يكُ عن قَيسِ بنِ عَيلانَ سائِلاً
ففي غَطفان مَجدُ قَيس وَخِيرُها
لَهُمْ حامِلاها، وَالفَوارِسُ مِنهُمُ،
وَفاتِكُها مِنهُمْ، وَفيهِمْ بحُورُها
إذا رَهِقَتْ قَيس بنَ عَيلان طَحمةٌ
مُطَّبِّقَةٌ كَانَتْ إلَيْكُمْ أُمُورُها(39/28)
وَمَن يَطّلِبْ ما قَد سَعى لكَ أوْ بَنى
سُكَينٌ تُصَعِّدْهُ إلى الشمسِ نورُها
ألَمْ تَعْلَمُوا أنّ الكَبِيرَ يَهِيجُهُ
من الحَرْبِ من أيدي الغُوَاةِ صَغيرُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن التي نظرت إليك بفادر
إن التي نظرت إليك بفادر
رقم القصيدة : 3478
-----------------------------------
إنّ التي نَظَرَتْ إلَيْكَ بِفَادِرٍ
نَظَرَتْ إلَيكَ بمِثْلِ عَيْنَيْ جُؤذُرِ
وَسْنَانَ نَامَ، فَأيْقَظَتْهُ أُمُّهُ
لِفُوَاقِ رَاعِيَةٍ بِعَهْدٍ مُقْفِرِ
لا مِثْلَ يَوْمِكَ يَوْمَ حَوْمَل إذ أتى
يَوْمٌ يُفَرِّجُ غَيْمُهُ لَمْ يَمْطُرِ
وَإذا الوَلِيدُ بَلَغْتِهِ بي، فَاشْرَبي
طَرَفَ السِّنَانِ على وَتِينِ المَنْحَرِ
إيّاهُ كُنْتُ أرَدْتُ، إنْ بَلّغْتِني
يَوْمَ ارْتَحَلْتُ من العِرَاقِ الأزْوَرِ
يا خَيْرَ مَنْ رَفَعتْ إلَيْهِ مَطِيّةٌ
بِمُطَرِّدٍ جَهَدَ المَطِيّةَ مُضْمَرِ
كَمْ أدْلجَتْ بي سَخْوَةٌ من لَيْلَةٍ
شَهباءَ، أوْ سَمِعَتْ زَئيرَ المُخْدِرِ
قَلِقَتْ إذا اضْطَرَبَتْ بها أنْساعُها،
قَلَقَ المَحَالَةِ فَوْقَ مَتْنِ المِحْوَرِ
وَتَظَلّ تَحْسِبُ ظِلَّهَا شَيْطانَةً،
وَتُخالُ نَافِرَةً، وَإنْ لَمْ تَنْفِرِ
خَرْقَاءُ، خالَطَ أُمَّهَا مِنْ عَوْهَجٍ،
والأرْحَبِيّةِ ضَرْبُهَا وَالأدْعَرِ
لا تَسْتَطيعُ عصا الغُلامِ، وَإنْ سعى،
مَسّاً لِسَاقِ وَظِيفِهَا المُصْعَنْفِرِ
إنّ الوَليدَ وليُّ عَهْدِ مُحَمّدٍ
كُلَّ المَكَارِمِ بِالمَكَارِمِ يَشْترِي
لا تَطْلُبي بي غَيْرَهُ مِمّنْ مَشَى،
إنْ أنْتِ، ناقَ، لَقِيتِهِ بالقَرْقَرِ
سِيرِي أمَامَكِ إنّهَا قَدْ مُكّنَتْ
لِيَدَيْهِ رَاحِلَةُ الإمَامِ الأكْبَرِ
وَرِثَ الخِلافَةَ، سَبْعَةً، آبَاءَهُ
عَمِرُوا، وَكُلّهُمُ لأعْلى المِنْبَرِ
رَبٌّ، عَلَيْهِ يَظَلّ يَخْطُبُ قائِماً
للنّاسِ يَشْدَخُهُمْ بِمُلْكٍ قَسْوَرِ
وَرِثُوا مَشُورَتَهَا لِعُثْمَانَ الّتي(39/29)
كَانَتْ تُرَاثَ نَبِيِّنَا المُتَخَيَّرِ
وَعِمَادُ بَيْتِكَ في قُرَيْش رُكّبَتْ
في الأكْرَمِينَ وَفي العَديدِ الأكْثَرِ
لا شَيْءَ مِثْلُ يَدَيْكَ خَيْرٌ مِنْهُما
حَيْثُ التَقَتْ بيَدَيكَ فَيضُ الأبحُرِ
فَتَرَ الرّياحُ عَنِ الوَليدِ، إذا غَدَتْ
مَعَهُ، وَفَيْضُ يَمِينِهِ لمْ يَفْتُرِ
مَنْ يَأتِ رَابِيَةَ الوَلِيدِ وَدِفْأَها
مِنْ خَائِفٍ لجَرِيرَةٍ لا يُضْرَرِ
ألوَاهِبُ المائَة المَخاضَ وَعَبْدَها
للمُجتَديهِ، وَذُو الجَنابِ الأخْضَرِ
فَفَدَاكَ كُلُّ مُجَاوِرٍ جِيرَانُهُ
وَرَدُوا بِذِمّةِ حَبْلِهِ لَمْ يُصْدِرِ
حَرْبٌ وَيُوسُفُ أفْرَغَا في حَوْضِهِ،
وَأبُو الوَليدِ بخَيرِ حَوْضَيْ مُقْتِرِ
حَوْضَا أبي الحَكَمِ اللّذانِ لِعِيصِهِ
والمُتْرَعانِ مِنَ الفُرَاتِ الأكْدَرِ
إنّ الّذِينَ على ابنِ عَفّانٍ بَغَوْا
لَمْ يَحْقُنُوها في السّقاءِ الأوْفَرِ
قُتِلُوا بِكُلّ ثَنِيّةٍ وَمَدِينَةٍ
صَبْراً، وَمَيْتُ ضَرِيبَةٍ لمْ يُصْبَرِ
وَالنّاسُ يَعْلَمُ أنّنَا أرْبَابُهُمْ،
يَوْمَ التقَى حُجّاجُهُمْ بالمَشْعَرِ
وَتَرَى لَهُمْ بِمنىً بُيُوتَ أعِزّةٍ
رَفَعَتْ جَوانِبَها صُقُوبُ العَرْعَرِ
يَقِفُونَ يَنْتَظِرُونَ خَلْفَ ظُهُورِنا
حَتى نَمِيلَ بِعارِضٍ مُثْعنْجِرِ
مُتٍغطْرِفينَ، وَخِندِفٌ من حَوْلهِمْ
كاللّيلِ، إذْ جاءَتْ بِعِزٍّ قَسْوَرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وكم من ناذرين دمي رمتهم
وكم من ناذرين دمي رمتهم
رقم القصيدة : 3479
-----------------------------------
وَكَمْ مِنْ نَاذِرِينَ دَمِي رَمَتْهُمْ
إلَيْكَ عَلى مَخَافَتِهِمْ وَفَقرِ
لِتَلْقَى ابنَ الوَلِيدِ ولا تُبالي،
إذا لَقِيَتْ نَدَاهُ، بَنَاتِ دَهْرِ
أتَيْتُكَ بِالجَرِيضِ، وَقَدْ تَلاقَتْ
عُرى الأنْساعِ مِنْ حَقَبٍ وَضَفْرِ
وَكَمْ خَبَطَتْ بِأرْساغٍ، وَجَرّتْ
نَعالَ الجِلْدِ، وَهْيَ إلَيكَ تَسْرِي(39/30)
وَتَلْقَى ابنَ الوَلِيدِ، وَإنْ أُنِيخَتْ
إلى مُغْلَوْلِبٍ، بِنَداهُ غَمْرِ
تَكُنْ مِثْلَ التي مُطِرَتْ وَكانَتْ
بِأعْوَامٍ، قَوائِظُهُنّ، غُبْرِ
وُجِدْتُمْ يا بَني زَيْدٍ نُجُوماً،
يَنُؤْنَ مِنَ السّمَاءِ بِكُلّ قَطْرِ
بِهِنّ المُدْلِجُونَ بَدَوْا وَسَارُوا،
وَإيّاهُنّ يَتْبَعُ كُلُّ مَجْرِ
حَلَفْتُ بِكَعْبَةٍ يَهْوِي إلَيْهَا
مِنَ الآفَاقِ مِنْ يَمَنٍ وَمِصْرِ
إلَيْهَا لِلْمَسَاجِدِ كُلُّ وَجْهٍ،
وَإيّاهَا يُوَجَّهُ كُلُّ قَبْرِ
لأقْتَلِعَنْ صَفَاةَ الشِّعْرِ عَنْهُ،
فَمَا أنَا مِنْ دَوَامِغِهِ بِغُمْرِ
كَأنّ مَوَاقِعَ الآثَارِ مِنْهَا
مَوَاقِعُ مِنْ صَوَارِمَ ذاتِ أُثْرِ
رَأيْتُكَ يَا أبَانُ تَمَمْتَ لَمّا
بَلَغْتَ الأرْبَعِينَ، تَمَامَ بَدْرِ
أضَاءَ الأرْضَ، وَالأخْرَى عَلَيْها،
مِنَ السَّبْعِ الطِّبَاقِ بِكُلّ شَهْرِ
رَأيْتُ بُحُورَ أقْوَام نُضُوباً،
وَبَحْرُكَ يا أبَانُ يَفِيضُ يَجْرِي
تُبَارِي مِنْ بَجِيلَةَ مُزْبِداتٍ
إلى غُلْبٍ غَوَارِبُهُنّ، كُدْرِ
إلى مُغْلَوْلِبٍ لأبي أبَانٍ،
يُحَطِّمُ كُلَّ قَنْطَرَةٍ وَجِسْرِ
وَقَدْ عَلِمَتْ بَجِيلَةُ أنّ مِنْكُمْ
فَوَارِسَهَا وَصَاحِبَ كُلِّ ثَغْرِ
وَحَمّالَ العَظَائِمِ حِينَ ضَاقَتْ
صُدُورُهُمُ الرِّحَابُ بِكُلّ أمْرِ
إذا اسْتَبَقُوا المَكَارِمَ أدْرَكُوهَا
بِأيْدٍ مِنْ بَجِيلَةَ غَيْرِ عُسْرِ
وَمَنْ يَطْلُبْ مَسَاعِيكُمْ يُكَلَّفْ
ذُرَى شَعَفٍ عَلى الأقْوَامِ وَعْرِ
وَكَمْ لِلْمُسْلِمِينَ أسَحْتَ يَجْرِي
بِإذْنِ الله مِنْ نَهْرٍ وَنَهْرِ
فَمِنْهُنّ المُبَارَكُ، حِينَ ضَاقَتْ
بِهِ الأنْهَارُ لَيْلَةَ فَاضَ يَسْرِي
جَمَعْتُ لِطَيْبةَ الحَاجَاتِ، لَمّا
تَلاقَتْ حِينَ ضَاقَ بِهِنّ صَدْرِي
فَقُلْتُ: ابنُ الوَلِيدِ هُوَ المُرَجّى
لِحَاجَاتٍ يَنُوءُ بِهِنّ ظَهْرِي
حَلَفْتُ، لَئِنْ ضَمَمْتَ إليّ أهْلي(39/31)
بِمَالِكَ، لا يَزَالُ الدّهْرَ شِعْرِي
يُجِدُّ لَكُمْ بَني زَيْدٍ ثَنَائي،
ثَنَاءً حَامِداً مع كُلّ سَفْرِ
وَأيّةُ سِلْعَةٍ إنْ أطْلَقَتْهَا
حِبَالُكَ لي كَطَيْبَةَ غَيْرِ نَزْرِ
حِبَالٌ أُكّدَتْ بِيَدَيْ أبِيهَا،
بِأيْمَانٍ لَهُ وَأشَدِّ نَذْرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> غداة كسا أجناده البيض والقنا
غداة كسا أجناده البيض والقنا
رقم القصيدة : 3480
-----------------------------------
غَداةَ كَسَا أجنادَهُ البِيضَ وَالقَنَا،
وَجُرْداً تَعادَى من كُمَيتٍ وَأشقَرَا
عَلَيْها الكُمَاةُ المُعْلَمُونَ كَأنّهُم
أُسُودُ الغِياضِ لابِسينَ السَّنَوّرَا
أبَاحَ لَهُمْ أهْلَ النِّفاقِ، وَلمْ يَرَوْا
لَهُ مَنكِباً عَن غَمرَةِ المَوْتِ أزْوَرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن تذعر الوحش من رأسي ولمته
إن تذعر الوحش من رأسي ولمته
رقم القصيدة : 3481
-----------------------------------
إنْ تُذعَرِ الوَحشُ مِنْ رَأسي وَلِمَّتِهِ
فَقَدْ أصِيدُ بها الغِزْلانَ وَالبَقَرَا
قُلتُ لمَوْتَى وَخُوصٍ إذْ وَقَعنَ بهمْ
يَصرِفْنَ جَهداً وَلم تَستَطعمِ الجِرَرَا
إنّ النّدى وَيدَ العَبّاسِ، فارْتَحِلوا،
مِثْلُ الفُراتِ إذا ما مَوْجُهُ زَخَرَا
إنْ تَبْلُغوهُ تَكونُوا مِثلَ مُنتَجِعٍ
غَيْثاً يَمُجّ ثَآهُ المَاءَ وَالزَّهَرَا
إلَيكَ أُرْحِلَتِ الأحقابُ وَاختَلَطتْ
بها الغُروضُ ولاقَى الأعيُنُ السَّهَرَا
وَما جَلَوْنَ لَنا عَيْناً، فَنُطْمِعَها
بالنّوْمِ إلاّ مَعَ الإصْباحِ إذْ حَشَرَا
إذْ وَقَعَتْ كوُقوعِ الطّيرِ وَانّجَدلَتْ
رُكبانُها حِينَ لاقَى الأزْرُعُ القَصَرَا
مِثْلَ الجَرَاثِيمِ مَوْتَى حينَ حَلّ بهم
طول السُّرَى ركبوا أعضادَها إنّ أبا الحَارِثِ العَبّاسَ نَائِلُهُ
مِثلُ السَّماكِ الذي لا يُخلِفُ المَطرَا
يَداهُ: هذي حَياً للناسِ يَعْصِمُهُمْ،
وَيَجْعَلُ الله في الأخرَى لهُ الظَّفَرَا(39/32)
يا أكْرَمَ الناسِ إذْ هَزّوا عَوَاليَهُمْ،
وَأطْيَبَ النّاسِ عِندَ الخُبرِ مُعتَصَرَا
إني سَمِعْتُ بجَيْشٍ أنْتَ قَائِدُهُ،
وَوَقْعَةٍ رَفَعَتْ أيّامُهَا مُضَرَا
لمّا التَقَى الناسُ يَوْمَ البأسِ كنتَ لهمْ
ضَوْءاً وَمِرْدى حروبٍ يَهدِمُ الحجرَا
وَأنْتَ وَالناسُ يَوْمَ البأسِ قد علموا
كالنّارِ حِينَ أطارَ الجاحِمُ الشّرَرَا
وَلَوْ لَقِيتَ الّذي تُكْنى بكُنْيَتِهِ،
فاسطاعَ مِنكَ، أبا الأشبالِ، لا نجَحَرَا
يا ابنَ الخَلائِفِ! إنّ الخيل قد علمتْ
إذا أثَارَتْ على أبْطالِهَا القَتَرَا
أنّكَ أوّلُهُمْ طَعْناً، وَأعْطَفُهُمْ
وَرَاءَ مُرْهَقِ أُخْرَاهُمْ إذا جأرَا
وَصَابِرٍ بِكَ لَوْلا ما رَأى صَنَعَتْ
يَداكَ بِالخَيْلِ وَالأبْطالِ ما صَبَرَا
إنّ الوَلِيدَ أبَا العَبّاسِ أوْرَثَهُ
مِنَ المَكارِمِ مِنها الرُّجّحُ الكُبَرَا
وَجَفْنَةً مِثلَ حَوْضِ البِئرِ مُترَعَةً
تطْرُدُ عَمّنْ أتاهَا الجُوعَ وَالخَصَرَا
جَوْفاء، شِيزِيّةً، مَلأى، مُكَلَّلةً
مِنَ السّنامِ تَرَى مِنْ حَوْلها عَكَرَا
مِنَ الرِّجالِ وَأيْفاعٍ قَدِ احتُمِلُوا
مُؤزَّرِينَ، وَمِثلَ البَهْمِ ما اتّزَرَا
كِلاهُما مُشْبَعً، رَيّانُ وَارِدُهُ،
الأيِّبُونَ إلَيْهَا وَالّذِي بَكَرَا
إنّ النّدى صَاحِبَ العبّاسِ حَالَفَهُ
وَالجودَ هُمْ إخوَةٌ قد أغرَقوا البَشَرَا
حَثْياً بِأيْدِيهِمِ المَعْرُوفَ نَائِلُهُ،
تَفْتُرُ عَنْهُ الصَّبَا وَالجُودُ ما فَتَرَا
إنّا أتَيْنَاكَ إذْ حَلّتْ بِسَاحَتِنَا
مِنَ السّنينَ عَضُوضٌ تَفْلِقُ الحجرَا
مُنتَجعيكَ انْتِجاع الغيْثِ إذْ وَقَعَتْ
أشْرَاطُهُ بحَياً يُحْيي بِهِ الشَّجرَا
إنّا وَإيّاكَ كالدَّلْوِ التي وَقَعَتْ
عَلى يَدَيْ مائِحٍ بالحَمدِ ما شَعَرَا
مِنْ مَاتِحٍ لمْ يَجِدْ دَلْواً فُيورِدَها
عَلَيهِ إلاّ مِنَ الحَمدِ الذي ظَهَرَا
يا ابنَ الوَليدِ ألَيسَ النّاسُ قد عَلموا(39/33)
أنّكَ وَالسّيْفَ إسْلامٌ لمَنْ كَفَرَا
مِنْ نَازِعٍ طاعَةً حَتى تَكُونَ لَهُ
بَعْدَ العَمَى مِنْ فُؤادٍ ناكِثٍ بصرَا
لأمْدَحَنّكَ مَدْحاً لا يُوَازِنُهُ
مَدْحٌ إذا أنشَدَ الرّاوِي به هَدَرَا
وَالقَوْمُ لَوْ بادَرُوكَ المَجْدَ لاعترَفوا
عَلَيْهمُ في يَدَيكَ الشّمسَ وَالقَمَرَا
ما اقتَسَمَ الناسُ مِنْ مِيرَاثِ مُقتَسَمٍ
عِندَ التُّرَاثِ إذا في قَبْرِهِ انْحَدَرَا
مِثْلَ تُرَاثِ أبي العَبّاسِ أوْرَثَهُ
مِنَ الطِّعانِ وَبَينَ الأعيُنِ الغُرَرَا
وَالعَبْطُ للنِّيبِ حَتى لا تَهُبّ لهَا
رِيحٌ، وَيَقْتُلُ بِالمَأدُومَةِ القِرَرَا
يا ابنَ السّوَابقِ إنْ مدّوا إلى حَسَبٍ
وَالأعْظَمِينَ إذا ما خاطَرُوا خَطَرَا
وَالغابِقِينَ مِنَ المَحْضَينِ جارَتَهُمْ
والزّائِديها إلى اسْتِحْيائِهَا خَفَرَا
وَلَيْسَ مُتْبِعَ مَعْرُوفٍ تَنُولُ بِهِ
يَداهُ مَنّاً، إذا أعطى، وَلا كَدَرَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وآلفة برد الحجال احتويتها
وآلفة برد الحجال احتويتها
رقم القصيدة : 3482
-----------------------------------
وَآلِفَةٍ بَرْدَ الحِجَالِ احْتَوَيْتُها،وَآلِفَةٍ بَرْدَ الحِجَالِ احْتَوَيْتُها،
وَقد نامَ مَنْ يَخشَى عليها وَأسْحَرَا
تَغَلْغَلَ وَقّاعٌ إلَيْهَا، وَأقْبَلَتْ
تَجُوسُ خُدارِيّاً من الليلِ أخضَرَا
لَطِيفٌ إذا ما انسلّ أدْرَكَ ما ابتغَى
إذا هُوَ للطِّنْءِ المَخوفِ تَقَتّرَا
يَزِيدُ عَلى مَا كُنْتُ أوْصَيْتُهُ بِهِ،
وَإنْ ناكَرْتُهُ الآنَ ثُمّتَ أنْكَرَا
وَلَوْ أنّهَا تَدْعُو صَدايَ أجابَهَا
صَدايَ، لِعَهْدِ بَعْدَها ما تَغَيّرَا
يَقُولُ: أما يَنْهاكَ عَنْ طَلَبِ الصِّبا
لِداتُكَ قد شابُوا وَإنْ كنتَ أكْبَرَا
مِنِ ابنِ الثّمانِينَ الذي لَيسَ وَارِداً
وَلا جائِياً مِنْ غَيْبَةٍ مُتَنَظَّرَا
أبَتْ مُقْلَتَا عَيْنيّ وَالصّاحِبُ الذي
عَصَى الظنَّ مُذ كنتُ الغلامَ الحَزَوّرَا(39/34)
وَقَدْ كُنْتُ لا لَهْواً تُرِيدُ لِقَاءَهُ،
فقد كنتُ إذ أمْشِي إليكَ كأوَجَرَا
لِقاؤكِ في حَيْثُ التَقَيْنَا، وَإنّما
أطَعْتُ مَوَاثِيقَ الجَرِيّ المُكَرَّرَا
وَلَيْلَةَ بِتْنَا دَيْرَ حَسّانَ نَبّهَتْ
هُجُوداً وَعِيساً كالخَسِيّاتِ ضُمَّرَا
بكَتْ ناقَتي لَيْلاً، فَهاجَ بُكاؤها
فُؤاداً إلى أهْلِ الوَرِيعَةِ أصْورَا
وَحَنّتْ حَنِيناً مُنكَراً هَيّجَتْ بِهِ
على ذي هَوىً من شَوْقِهِ ما تَنكّرَا
فَبِتْنا قُعُوداً بَينَ مُلْتَزمِ الهَوَى،
وَناهي جُمانِ العَينِ أنْ يَتحَدّرَا
تَرُومُ عَلى نَعْمانَ في الفَجرِ ناقَتي،
وَإن هيَ حنّتْ كنتُ بالشّوْقِ أعْذَرَا
إلى حَيْثُ تَلقَاني تَمِيمٌ إذا بَدَتْ
وَزدْتُ على قَوْمٍ عُداةٍ لِتُنْصَرَا
فَلَمْ تَرَ مِثْلي ذائِداً عَنْ عَشِيرَةٍ،
وَلا ناصِراً مِنْهُمْ أعَزَّ وَأكْثَرَا
فإنَّ تَمِيماً لَنْ تَزُولَ جِبَالُهَا،
وَلا عِزُّها هادِيُّهُ لَنْ يُغَيَّرَا
أقُولُ لها إذْ خِفْتُ تَحْوِيلَ رَحْلِها
عَلى مِثْلِها جَهْداً، إذا هوَ شَمّرَا
تُساقُ وَتُمْسِي بالجَرِيضِ وَلم تكُنْ
مِنَ اللّيْثِ أن يَعدو عَليها لتُذْعَرَا
فإنّ مُنى النّفسِ التي أقْبَلَتْ بِهَا
وَحِلَّ نُذُورِي إنْ بَلَغْتُ المُوَقَّرَا
بهِ خَيرُ أهلِ الأرْضِ حَيّاً وَمَيّتاً،
سِوَى مَن بهِ دِينُ البَرِيّةِ أسْفَرَا
جَزَى الله خَيْرَ المُسْلِمينَ وَخَيرَهمْ
يَدَيْنِ وَأغناهُمْ لِمَنْ كانَ أفقَرَا
إمَامٌ كَأيّنْ مِنْ إمَامٍ نَمَى بِهِ
وَشَمْسٍ وَبَدْرٍ قَد أضَاءا فَنوّرَا
وَكانَ الّذي أعطاهُما الله مِنْهُمَا
إمَامَ الهُدَى وَالمُصْطَفَى المُتَنَظَّرَا
تَلَقّتْ بهِ في لَيْلَةٍ كانَ فَضْلُها
عَلى اللّيْلِ ألْفاً مِنْ شُهُورٍ مُقَدَّرَا
فَلَيْتَ أمِيرَ المُؤمِنِينَ قَضَى لَنَا،
فَرُحْنا، ولَمْ تَنْظُرْ غَداً مَن تعذَّرَا
كَأنّ المَطايا، إذْ عَدَلْنا صُدُورَها(39/35)
بَعْثْنَا بِأيْدِيها الحَمَامَ المُطَيَّرَا
فكَمْ من مُصَلٍّ قد رَدَدتَ صَلاتَهُ
لَهُ بَعْدَما قَد كانَ في الرّومِ نصّرَا
يَدَيْهِ بِمَصْلُوبٍ عَلى سَاعِدَيْهِما
فأصْبَحَ قَدْ صَلّى حَنِيفاً وَكَبّرَا
فَتَحَتَ لهُمْ حتى فكَكْتَ قُيودَهمْ
قَناطِرَ مَنْ قَد كانَ قَبلَكَ قَنطَرَا
وَلَيْسَتْ كمَا تَبني العُلوجُ وَحُوّلَتْ
عَنِ الجِسْرِ أبْدانُ السّفِينِ المُقَيَّرَا
لُجَينِيّةً بيضاً، وَمَيّالَةَ العُرَى،
هِرَقْلِيّةً صَفَرَاءَ من ضَرْبِ قَيصرَا
تَنَاوَلْتَ ما أعْيا ابنَ حَرْبٍ وقَبْلَهُ
وَأعْيَا أبَاكَ الحَازِمَ المُتَخَيَّرَا
وَما كانَ قَدْ أعْيَا الوَليدَ وَبَعْدَهُ
سُلَيمانَ مِمّن كان في الرّومِ أعصَرَا
وَأعيا أبا حَفْصٍ فكَسّرْتَ عَنهُمُ
على أسْوُقٍ أسرَى الحَديدَ المُسَمَّرَا
فَلَوْلا الذي لا خَيرَ في النّاسِ بَعدَهُ
بِهِ قَتلَ الله الّذِي كانَ خَبّرَا
بِهِ دَمّر الله المَزُونَ وَمَنْ سَعَى
إلَيْهِمْ كمَا كانَ الفَرَاعِينَ دَمّرَا
وَأصْبَحَ أهْلُ الأرْضِ قَد جَمَعَتهمُ
يَدُ الله وَالأعمى المَرِيضَ فأبصَرَا
إلى خَيرِ أهلِ الأرْضِ أُمّاً وَخَيرِهمْ
أباً وَأخاً إلاّ النّبيَّ، وعُنْصُرَا
سَأثْني على خَيرِ البَرِيّةِ وَالّذِي
عَلى النّاسِ ناءَ الغَيثُ مِنهُ فأمْطَرَا
أرى الله في كَفّيْكَ أرْسَلَ رَحْمَةً
على الناسِ ملءَ الأرْضِ ماءً مُفجَّرَا
رَبِيبُ مُلُوكٍ في مَوَارِيثَ لمْ يَزَلْ
بهَا مَلِكٌ إنْ ماتَ أوْرَثَ مِنْبَرَا
بَنَيْتَ الّذي أحْيا سُلَيْمانَ وَابْنَهُ
وَداوُدَ وَالجِنّ الذي كانَ سَخّرَا
فأصْبَحَ جِسْراً خالِداً، ويَدُكّهُ
إذا دَكّ عَنْ يأجوجَ رَدْماً فَنَشَّرَا
بِقُوّتِهِ الله الّذِي هُوَ بَاعِثٌ
عِبَاداً لَهُ مِنْ خَلْقِهِ حِينَ نَشّرَا
عَصَائِبَ كانَتْ في القبورِ، فبُعِثرَتْ،
وَعَادَ تُرَاباً خَلْقُهُ، حِينَ قَدّرَا(39/36)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لنا منكب الإسلام والهامة التي
لنا منكب الإسلام والهامة التي
رقم القصيدة : 3483
-----------------------------------
لَنا مَنْكِبُ الإسلامِ وَالهامَةُّ الّتي،
إذا ما بَدَتْ للهامِ، ذَلّتْ كِبارُهَا
سَوَابِقُنا، في كُلّ يَوْمِ حَفِيظَةٍ،
مُبَرِّزَةٌ مَا يُسْتَطاعُ حِضَارُهَا
وَإنّا لَمِمّا تَضْرِبُ الكَبْشَ ضَرْبَةً
على رَأسِهِ وَالحَرْبُ قد لاحَ نارُهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن ابن يوسف محمود خلائقه
إن ابن يوسف محمود خلائقه
رقم القصيدة : 3484
-----------------------------------
إنّ ابنَ يُوسُفَ مَحْمُودٌ خَلائِقُهُ
سِيئانِ مَعرُوفُهُ في الناسِ وَالمَطَرُ
هُوَ الشِّهابُ الّذي يُرْمى العَدُوُّ بِهِ
وَالمَشْرَفيُّ الّذي تَعصَى بهِ مُضَرُ
لا يَرْهَبُ المَوْتَ إنّ النّفسَ باسِلَةٌ،
وَالرّأيُ مُجتَمعٌ وَالجُودُ مُنتَشِرُ
أحْيَا العِرَاقَ وَقَدْ ثَلّتْ دَعَائِمَهُ
عَمْيَاءُ صَمّاءُ لا تُبْقي ولا تَذَرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ستبلغ مدحة غراء عني
ستبلغ مدحة غراء عني
رقم القصيدة : 3485
-----------------------------------
سَتَبْلُغُ مِدْحَةٌ غَرّاءُ عَنّي
بَبطنِ العِرْضِ سُفيانَ بن عمرِو
كَرِيمَ هَوَازِنٍ وَأمِيرَ قَوْمي،
وَسَبْقاً بالمَكارِم كُلَّ مُجْرِ
فَلَسْتَ بِوَاجِدٍ قَوْماً إذا مَا
أجادُوا للوَفَاءِ كَأهْلِ حَجْرِ
هُمُ الأثْرَوْنَ وَالأعْلَوْنَ لَمّا
تَأمّرَتِ القَبَائِلُ كُلَّ أمْرِ
أبَوْا أنْ يَغْدِرُوا وَأبَى أبُوهُمْ
حَنِيفَةُ أنْ يُوَازَنَ يَوْمَ فَخْرِ
وَمَا تَدْعُو حَنِيفَةُ حِينَ تَلْقَى
إذا احْمَرّ الجِلادُ بِآلِ بَكْرِ
ولَكِنْ يَنْتَمُونَ إلى أبِيهِمْ
حَنِيفَةَ، يَوْمَ مَلْحَمَةٍ وَصَبرِ
وَلَوْ بِأُباضَ إذْ لاقَوْا جِلاداً
بأيْدي مِثْلِهِمْ وَسُيُوفُ كُفْرِ
لَذادُوا عَنْ حَرِيمِهِمِ بضَرْبٍ
كَأفْوَاهِ الأوَارِكِ، أيَّ هَبْرِ(39/37)
ولَكِنْ جالَدُوا مَلَكاً كِرَاماً،
هُمُ فَضّوا القَبَائِلَ يَوْمَ بَدْرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أهلي فداؤك يا وكيع إذا بدا
أهلي فداؤك يا وكيع إذا بدا
رقم القصيدة : 3486
-----------------------------------
أهْلي فِداؤكَ يا وَكِيعُ، إذا بَداأهْلي فِداؤكَ يا وَكِيعُ، إذا بَدا
يَوْمٌ كَعَالِيَةِ السَّنَانِ يُسَعَّرُ
وأوْقَعْتَ بِالبَلَدِ المُشَرِّقِ وَقْعَةً،
أمْسَتْ بِكُلّ بِلادِ قَوْمٍ تُشْهَرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا إنما أودى شبابي وانقضى
ألا إنما أودى شبابي وانقضى
رقم القصيدة : 3487
-----------------------------------
ألا إنّما أوْدَى شَبابيَ، وَانْقَضَى
على مَرّ لَيْلٍ دائِبٍ وَنَهَارِ
يُعيِدَانِ لي مَا أمْضَيَا، وَهُمَا مَعاً
طَرِيدانِ لا يَسْتَلْهِيَانِ قَرَارِي
لقد كدتُ أقضِي ما اعتَلَقْتُ من الصَّبَا
عَلائِقَهُ، إلاّ حِبَالَ نَوَارِ
إذا السّنَةُ الشّهْبَاءُ حَلّتْ عُكُومَها
ضَرَبْنا عَلَيْهَا أُمَّ كُلِّ حُوَارِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إنك لاق بالمحصب من منى
إنك لاق بالمحصب من منى
رقم القصيدة : 3488
-----------------------------------
إنّكَ لاقٍ بِالمُحَصَّبِ مِنْ مِنىً
فَخاراً، فَخَبّرْني بمَنْ أنْتَ فَاخِرُ
أبِالقَيْسِ قَيْسٍ أمْ بخِندِفَ تَعتزِي
إذا زَأرَتْ مِنْها القُرُومُ الهَوَادِرُ
فَإنّ كُلَيْباً مِنْ تَمِيمٍ، وَإنّمَا
غَدا بكَ من قَيسِ بنِ عيلانَ عاهرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أهان على المرطان أحداث نهشل
أهان على المرطان أحداث نهشل
رقم القصيدة : 3489
-----------------------------------
أهانَ عَلى المُرْطانِ أحْداثِ نَهشَلٍ
إذا جيدَ شَرْقيٌّ لهَا وَالحَفَائِرُ
سَيَكْفي بَني زَيْدٍ إذا جَاءَ سَائِلٌ
أبُو عَامِرٍ حَبْلَ العَطَاءِ وَعَامِرُ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> طوق الياسمين
طوق الياسمين
رقم القصيدة : 349(39/38)
-----------------------------------
شكراً.. لطوق الياسمين
وضحكت لي.. وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين
*
وجلست في ركن ركين
تسرحين
وتنقطين العطر من قارورة و تدمدمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
قدماك في الخف المقصب
جدولان من الحنين
وقصدت دولاب الملابس
تقلعين .. وترتدين
وطلبت أن أختار ماذا تلبسين
أفلي إذن ؟
أفلي أنا تتجملين ؟
ووقفت .. في دوامة الأوان ملتهب الجبين
الأسود المكشوف من كتفيه
هل ترتدين ؟
لكنه لون حزين
لون كأيامي حزين
ولبسته
وربطت طوق الياسمين
وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين..
هذا المساء
بحانة صغرى رأيتك ترقصين
تتكسرين على زنود المعجبين
تتكسرين
وتدمدمين
قي أذن فارسك الأمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
*
وبدأت أكتشف اليقين
وعرفت أنك للسوى تتجملين
وله ترشين العطور
وتقلعين
وترتدين
ولمحت طوق الياسمين
في الأرض .. مكتوم الأنين
كالجثة البيضاء
تدفعه جموع الراقصين
ويهم فارسك الجميل بأخذه
فتمانعين
وتقهقهين
" لاشيء يستدعي انحناْك
ذاك طوق الياسمين .. "
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا ابن الحمارة للحمار وإنما
يا ابن الحمارة للحمار وإنما
رقم القصيدة : 3490
-----------------------------------
يا ابن الحِمَارَةِ للحِمَارِ، وَإنّمَا
تَلِدُ الحِمَارَةُ وَالحِمَارُ حِمَارَا
وَلَوْ أنّ ألأمَ مَنْ مَشَى يُكْسَى غداً
ثَوْباً لرُحْتَ وَقَدْ كُسِيتَ إزَارَا
كَلَمَتْ مُرُوءتُكَ الّتي تُعْنى بهَا،
لَوْ جَادَ سَرْجُكَ وَاسْتَجَدّ عِذارَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أقول لصاحبي من التعزي
أقول لصاحبي من التعزي
رقم القصيدة : 3491
-----------------------------------
أقُولُ لِصَاحبَيّ مِن التّعَزّي،
وَقَدْ نَكّبْنَ أكْثِبَةَ العُقَارِ
أعِينَاني عَلى زَفَرَاتِ قَلْبٍ،
يَحِنّ بِرَامَتَينِ إلى النَّوَارِ(39/39)
إذا ذُكِرَتْ نَوَارُ لَهُ اسْتَهَلّتْ
مَدامِعُ مُسْبِلِ العَبَرَاتِ جَارِ
فَلَمْ أرَ مِثْلَ ما قَطَعَتْ إلَيْنَا
مِن الظُّلَمِ الحَنادِسِ وَالصّحارِي
تَخُوضُ فُرُوجَهُ حَتى أتَتْنَا
عَلى بُعْدِ المُنَاخِ مِنَ المَزَارِ
وَكَيْفَ وِصَالُ مُنقَطِعٍ طَرِيدٍ
يَغُورُ مَعَ النّجومِ إلى المَغَارِ
كَسَعْتُ ابنَ المَرَاغَةِ حِينَ وَلّى
إلى شَرّ القَبَائِلِ وَالدّيَارِ
إلى أهْلِ المَضَايِقِ مِنْ كُلَيْبٍ
كِلابٍ تَحْتَ أخْبِيَةٍ صِغَارِ
ألا قَبَحَ الإلَهُ بَني كُلَيْبٍ،
ذَوِي الحُمُرَاتِ وَالعَمَدِ القِصَارِ
نِسَاءٌ بِالمَضَايِقِ مَا يُوَارِي
مَخَازِيَهُنّ مُنْتَقَبُ الخِمَارِ
ولَوْ تُرْمى بِلُؤمِ بَني كُلَيْبٍ
نُجُومُ اللّيلِ ما وَضَحَتْ لسارِي
وَلَوْ لَبِسَ النّهارَ بَنُو كُلَيْبٍ
لَدَنّسَ لُؤمُهُمْ وَضَحَ النّهارِ
وَمَا يَغْدُو عَزِيزُ بَني كُلَيْبٍ
لِيَطْلُبَ حَاجَةً إلاّ بِجَارِ
بَنُو السِّيدِ الأشَائِمُ للأعَادِي،
نَمَوْني لِلْعُلَى وَبَنو ضِرَارِ
وَعَائِذَةُ الّتي كَانَتْ تَمِيمٌ
تُقَدّمُهَا لِمَحْمِيَةِ الذِّمَارِ
وَأصْحابُ الشّقِيقَةِ يَوْمَ لاقَوْا
بعني شَيْبانَ بِالأسَلِ الحِرَارِ
وَسَامٍ عَاقِدٍ خَرَزَاتِ مُلْكٍ
يَقُودُ الخَيْلَ تَنْبِذُ بِالمهارِ
أنَاخَ بِهِمْ مُغاضَبَةً فَلاقَى
شَعُوبَ المَوْتِ أوْ حَلَقَ الإسَارِ
وَفَضّلَ آلَ ضَبّةَ كُلَّ يَوْمٍ
وَقَائِعُ بِالمُجَرَّدَةِ العَوَارِي
وَتَقْدِيمٌ، إذا اعْتَرَكَ المَنَايَا،
بجُرْدِ الخَيْلِ في اللُّجَجِ الغِمَارِ
وَتَقْتِيلُ المُلُوكِ ، وَإنّ مِنْهُمْ
فَوَارِسَ يَوْمَ طِخْفَةَ وَالنِّسارِ
وَإنّهُمُ هُمُ الحَامُونَ لَمّا
تَوَاكَل مَنْ يَذُودُ عَنِ الذِّمَارِ
وَمِنْهُمْ كانَتِ الرّؤسَاءُ قِدْماً،
وَهُمْ قَتلُوا العَدُأ بِكُلّ دارِ
فَمَا أمْسَى لِضَبّةَ مِنْ عَدُوٍّ
يَنَامُ، وَلا يُنِيمُ مِنَ الحِذَارِ(39/40)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> جر المخزيات على كليب
جر المخزيات على كليب
رقم القصيدة : 3492
-----------------------------------
جَرّ المُخْزِياتِ عَلى كُلَيْبٍ
جَرِيرٌ ثمّ مَا مَنَعَ الذِّمَارَا
وَكَانَ لَهُمْ كَبَكْرِ ثَمودَ لمّا
رَغَا ظُهْراً، فَدَمّرَهمْ دَمَارَا
عَوَى فَأثَارَ أغْلَبَ ضَيْغَمِيّاً،
فَوَيْلَ ابنِ المَرَاغَةِ ما اسْتَثَارَا
مِنَ اللاّئي يَظَلّ الألْفُ مِنْهُ
مُنِيخاً مِنْ مَخَافَتِهِ نَهَارَا
تَظَلّ المُخْدِرَاتُ لَهُ سُجُوداً،
حَمَى الطّرُقَ المَقانِبَ والتِّجارَا
كَأنّ بساعِدَيْهِ سَوَادَ وَرْسٍ،
إذا هُوَ فَوْقَ أيْدي القَوْمِ سارَا
وَإنّ بَني المَرَاغَةِ لَمْ يُصِيبُوا
إذا اخْتارُوا مَشاتَمَتي اخْتِيَارَا
هَجَوْني حَائِنِينَ وَكَانَ شَتْمي
عَلى أكْبَادِهِمْ سَلَعاً وَقَارَا
سَتَعْلَمُ مَنْ تَنَاوَلُهُ المَخَازِي
إذا يَجْرِي وَيَدّرِعُ الغُبَارَا
وَنَامَ ابنُ المَرَاغَةِ عَنْ كُلَيْبٍ
فَجَلّلَهَا المَخَازِي وَالشَّنَارَا
وَإنّ بَني كُلَيْبٍ، إذْ هَجَوْني،
لَكَالجِعْلانِ إذْ يَغْشَينَ نَارَا
وَإنّ مُجَاشِعاً قَدْ حَمّلَتْني
أُمُورَاً لَنْ أُضَيِّعَهَا كِبَارَا
قِرَى الأضْيَافِ، لَيلَةَ كلّ رِيحٍ
وَقَدْماً كُنْتُ للأضْيافِ جَارَا
إذا احْتَرَقَتْ مَآشِرُهَا أشَالَتْ
أكَارِعَ في جَوَاشِنِهَا قِصَارَا
تَلُومُ عَلى هِجَاءِ بَني كُلَيْبٍ،
فَيا لَكَ للمَلامَةِ مِنْ نَوَارَا
فَقُلْتُ لهَا: ألَمّا تَعْرِفِيني،
إذا شَدّتْ مَحَافَلَتي الإزَارَا
فَلَوْ غَيرُ الوِبَارِ بَني كُلَيْبٍ
هَجَوْني ما أرَدْتُ لَهُمْ حِوَارَا
ولَكِنّ اللّئَامَ إذا هَجَوْني
غَضْبتُ فكانَ نُصْرَتي الجِهَارَا
وَقَالَتْ عِنْدَ آخِرِ مَا نَهَتْني:
أتَهْجُو بِالخَضَارِمَةِ الوِبَارَا
أتَهْجُو بِالأقَارِعِ وَابنِ لَيْلى
وَصَعْصَعَةَ الّذِي غَمَرَ البِحَارَا
وَنَاجِيَةَ الّذِي كَانَتْ تَمِيمٌ(39/41)
تَعِيشُ بِحَزْمِهِ أنّى أشَارَا
بِهِ رَكَز الرِّمَاحَ بَنُو تَمِيمٍ
عَشِيّةَ حَلّتِ الظُّعُنُ النِّسَارَا
وَأنْتَ تَسُوقُ بَهْمَ بَني كُلَيْبٍ
تُطَرْطِبُ قائِماً تُشلي الحُوَارَا
فكَيْفَ ترُدّ نَفْسَكَ يا ابن ليلى
إلى ظِرْبَى تَحَفّرَتِ المَغَارَا
أجِعْلانَ الرَّغَامِ بَني كُلَيْبٍ،
شِرَارَ النّاس أحْسَاباً وَدَارَا
فَرَافِعْهُمْ، فَإنّ أبَاكَ يَنْمَى
إلى العُلْيا إذا احتقروا النقارا
وإنَّ أباكَ أكرمُ منْ كليبٍ
إذا العِيدانُ تُعْتَصَرُ اعْتِصَارَا
إذا جُعَلُ الرَّغَامِ أبُو جَرِيرٍ
تَرَدّدَ دُونَ حُفْرَتِهِ فَحَارَا
مِنَ السُّودِ السّرَاعِفِ ما يُبَالي
ألَيْلاً مَا تَلَطّخَ أمْ نَهَارَا
لَهُ دُهْدِيّةٌ إنْ خَافَ شَيْئاً
مِنَ الجِعْلانِ أحْرَزَها احتِفارَا
وَإنْ نَقِدَتْ يَدَاهُ فَزلّ عَنْهَا
أطافَ بِهِ عَطِيّةُ فَاسْتَدَارَا
رَأيْتُ ابنَ المَرَاغَةِ حِينَ ذَكّى
تَحَوّلَ، غَيرَ لحيَتِهِ، حِمَارَا
هَلمّ نُوَافِ مَكّةَ ثُمّ نَسْألْ
بِنَا وَبِكُمْ قُضَاعَةَ أوْ نِزَارَا
وَرَهطَ ابنِ الحُصَينِ فلا تَدَعْهُمْ
ذَوِي يَمَنٍ وَعَاظِمْني خِطَارَا
هُنَالِكَ لَوْ نَسَبْتَ بَني كُلَيْبٍ
وَجَدْتَهُمُ الأدِقَاءَ الصِّغَارَا
وَمَا غَرّ الوِبَارَ بَني كُلَيْبٍ،
بِغَيْثي حِينَ أنْجَدَ وَاسْتَطَارَا
وَبَاراً بِالفَضَاءِ سَمِعْنَ رَعْداً،
فَحاذَرْنَ الصّوَاعِقَ، حينَ ثارَا
هَرَبْنَ إلى مَدَاخِلِهِنّ مِنْهُ،
وَجَاءَ يُقَلِّعُ الصّخْرَ انْحِدارَا
فَأدْرَكهُنّ مُنْبَعِقٌ ثُعَابٌ،
بحَتْفِ الحَينِ إذْ غَلَبَ الحِذارَا
هَجَوْتُ صِغَارَ يَرْبُوعٍ بُيُوتاً،
وَأعْظَمَهُمْ مِنَ المَخْزَاةِ عَارَا
فإنّكَ وَالرِّهَانَ عَلى كُلَيْبٍ
لَكَالمُجْرِي مَعَ الفَرَسِ الحِمارَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا ابن المراغة إنما جاريتني
يا ابن المراغة إنما جاريتني
رقم القصيدة : 3493(39/42)
-----------------------------------
يا ابنَ المَرَاغَةِ إنّمَا جَارَيْتَني
بِمُسَبَّقِينَ لَدَى الفَعَالِ قِصَارِ
وَالحابِسِينَ إلى العَشِيّ ليَأخُذُوا
نُزُحَ الرّكِيّ وَدِمْنَةَ الأسْآرِ
يا ابنَ المَرَاغَةِ كَيْفَ تَطْلُبُ دارِماً
وَأبُوكَ بَينَ حِمَارَةٍ وَحِمَارِ
وإذا كِلابُ بَني المَرَاغَةِ رَبّضَتْ
خَطَرَتْ وَرَائي دارِمي وَجِمارِي
هَلْ أنْتُمُ مُتَقَلّدِي أرْبَاقِكُمْ
بِفَوَارِسِ الهَيْجَا وَلا الأيْسَارِ
مِثْلُ الكِلابِ تَبُولُ فَوْقَ أُنُوفِهَا
يَلْحَسْنَ قَاطِرَهُنّ بِالأسْحَارِ
لَنْ تُدْرِكُوا كَرَمي بِلُؤمِ أبيكُمُ
وَأوَابِدي بِتَنَحّلِ الأشْعَارِ
هَلاّ غَدَاةَ حَبَسْتُمُ أعْيَارَكُمْ
بِجَدُودَ والخَيْلانِ في إعْصَارِ
وَالحَوْفَزَانُ مُسَوِّمٌ أفْرَاسَهُ،
والمُحْصَنَاتُ حَوَاسِرُ الأبْكَارِ
يَدْعُونَ زَيْدَ مَنَاةَ إذْ وَلّيْتُمُ،
لا يَتّقِينَ على قَفاً بِخِمَارِ
صَبَرَتْ بَنُو سَعْدٍ لَهُمْ برِماحِهِمْ
وَكَشَفْتُمُ لَهُمُ عَنِ الأدْبَارِ
فَلَنَحْنُ أوْثَقُ في صُدُورِ نِسائِكُمْ
عِنْدَ الطِّعانِ، وقُبّةِ الجَبّارِ
مِنْكُمْ إذا لَحِقَ الرّكُوبُ، كَأنّها
خِرَقُ الجَرَادِ تَثُورُ يَوْمَ غُبَارِ
بالمُرْدَفَات إذا التَقَيْنَ عَشِيّةً،
يَبْكِينَ خَلْفَ أوَاخِرِ الأكْوَارِ
فاسْألْ هَوَازِنَ إنّ عِنْدَ سَرَاتِهِمْ
عِلْماً وَمُجْتَمَعاً مِنَ الأخْبَارِ
قَوْمٌ لَهُمْ نَضَدٌ، كأنْ أجسادُهُمْ
بِالأعْوَجِيّةِ مِنْ سَلُوقَ ضَوَارِي
فَلْتُخْبِرَنّكَ أنّ عِزّةَ دارِمٍ
سَبَقَتْكَ يا ابنَ مَسُوِّق الأعْيَارِ
كَيْفَ التّعَذّرُ بَعْدَما ذَمّرْتُمُ
سَقْباً لِمُعْضِلَةِ النِّتَاجِ نَوَارِ
قَبَحَ الإلَهُ بَني كُلَيْبٍ إنّهُمْ
لا يَغْدِرُونَ وَلا يَفُونَ لِجَارِ
يَسْتَيْقِظُونَ إلى نُهَاقِ حِمارِهمْ
وَتَنَامُ أعْيُنُهُمْ عَنِ الأوْتَارِ
يا حَقَّ، كُلُّ بَني كُلَيْبٍ فَوْقهُ(39/43)
لؤمٌ تَسَرْبَلَهُ إلى الأظْفَارِ
مُتَبَرْقِعي لُؤمٍ كَأنّ وُجُوهَهُمْ
طُلِيَتْ حَوَاجِبُهَا عَنِيّةَ قَارِ
كَمْ مِنْ أبٍ لي، يا جَرِيرُ، كَأنّهُ
قَمَرُ المَجَرّةِ، أوْ سِرَاجُ نَهَارِ
وَرث المَكَارِمَ كَابراً عَنْ كَابِرِ،
ضَخْمِ الدّسِيعَةِ يَوْمَ كخلّ فَخارِ
تَلْقَى فَوَارِسَنَا إذا رَبّقْتُمُ،
مُتَلَبّبِينَ لِكُلّ يَوْمِ عَوَارِ
وَلَقَدْ تَرَكْتُ بَني كُلَيْبٍ كُلَّهُمْ
صمَّ الرّؤوسِ مُفَقّئي الأبْصَارِ
وَلَقَدْ ضَللْتَ أباكَ تَطْلُبُ دارِماً،
كَضَلالِ مُلْتَمِسٍ طَرِيقَ وَبَارِ
لا يَهْتَدي أبَداً، ولَوْ نُعِتَتْ لَهُ
بِسَبِيلِ وَارِدَةٍ وَلا إصْدارِ
قالوا: عَلَيْكَ الشّمسَ فاقصِدْ نحوَها،
وَالشّمْسُ نَائِيَةٌ عَنِ السُّفَّارِ
لمّا تَكَسّعَ في الرّمَالِ هَدَتْ لَهُ
عَرْفَاءُ هَادِيَةٌ بِكُلّ وِجَارِ
كَالسّامِرِيّ يَقُولُ إنْ حَرّكْتَهُ:
دَعْني، فَلَيسَ عَليّ غَيرُ إزَارِي
لَوْلا لِسَاني حَيْثُ كُنْتُ رَفَعْتُهُ،
لَرَمَيْتُ فَاقِرَةً أبا سَيّارِ
فَوْقَ الحَوَاجِبِ وَالسِّبَالِ كَأنّهَا
نَارٌ تَلُوحُ على شَفِيرِ قُتَارِ
إنّ البِكَارَةَ لا يَدَيْ لِصِغَارِها
بِزِحَامِ أصْيَدَ رَأسُهُ هَدّارِ
قَرْمٌ، إذا سَمِعَ القُرُومُ هَدِيرَهُ
وَلّيْنَهُ وَرَمَيْنَ بِالأبْعَارِ
كَمْ خالةٍ لكَ يا جَريرُ وعَمَّةٍ
فَدْعاء قد حَلَبَتْ عَليَّ عِشاري
كُنّا نُحَاذِرُ أنْ تَضِيعَ لِقَاحُنَا،
وَلَهاً، إذا سَمِعَتْ دُعَاءَ يَسَارِ
شَغّارَةٍ تَقِذُ الفَصِيلَ بِرِجْلِهَا
فَطّارَةٍ لِقَوَادِمِ الأبْكَارِ
كَانَتْ تُرَاوِحُ عَاتِقَيْهَا عُلْبَةً،
خَلْفَ اللِّقَاحِ، سَرِيعَةَ الإدْرَارِ
وَلَقَدْ عَرَكْتُ بَني كلَيْبٍ عَرْكةً
وَتَرَكْتُهُمْ فَقْعاً بِكُلّ قَرَارِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عرفت بأعلى رائسبعدما
عرفت بأعلى رائسبعدما
رقم القصيدة : 3494
-----------------------------------(39/44)
عَرَفْتُ بأعَلى رَائِسبَعْدَمَا
مَضَتْ سَنَةٌ أيّامُهَا وَشُهُورُهَا
مَنَازلُ أعْرَتْهَا جُبَيرَةُ، وَالتَقَتْ
بِهَا الرّيحُ شَرْقِيّاتُهَا وَدَبُورُها
كأنْ لمْ يُحَوِّضْ أهلُها الثَّوْرَ يجتني
بحافاتِها الخَطْميَّ غَضّاً نَضِيرُها
أناةٌ كَرِئْمِ الرّمْلِ نَوّامَةُ الضُّحَى،
بَطيءٌ على لَوْثِ النِّطاقِ بُكُورُها
إذا حُسِرَت عَنها الجَلابيبُ وَارْتَدَتْ
إلى الزّوْجِ مَيّالاً يَكَادُ يَصُورُها
وَمرْتَجّةِ الأرْدافِ مِنْ آلِ جَعفَرٍ
مُخَضَّبَةِ الأطْرَافِ بِيض نُحورُها
تَعِجّ إلى القَتْلى عَلَيْها تَساقَطَتْ،
عَجيجَ لِقاحٍ قَدْ تَجاوَبَ خورُها
كَأنّ نَقاً مِنْ عَالِجٍ أزَّرَتْ بِهِ
بحَيْثُ التَقَتْ أوْرَاكُها وَخُصُورُها
فَقَدْ خِفتُ من تَذَرَافِ عَيْنيّ إثْرَها
عَلى بَصَرِي، وَالعَينُ يَعمى بَصِيرُها
تَفَجّرَ مَاءُ العَينِ كُلَّ عَشِيّةٍ،
وَللشّوْقِ ساعاتٌ تَهِيجُ ذُكُورُها
وَما خِفتُ وَشْكَ البَينِ حَتى رَأيْتُها
يُساقُ على ذاتِ الجَلاميدِ عِيرُها
وَما زلتُ أُزْجي الطرْفَ من حيثُ يمّمَتْ
من الأرْض حتى رَدّ عَيني حَسيرُها
فَرَدّ عَليّ العَينَ، وَهْيَ مَرِيضَةٌ،
هذالِيلُ بَطْنِ الرّاحَتَينِ وَقُورُها
تَحَيّرَ ذاوِيها، إذ اضْطَرَدَ السَّفَا،
وَهاجَتْ لأيّامِ الثُّرَيّا حَرُورُها
أتْصْرِفُ أجْمَالَ النّوَى شاجِنِيّةٌ،
أمِ الحَفَرُ الأعْلى بِفَلْجٍ مَصِيرُها
وَما مِنْهما إلاّ بِهِ دِيَارِهَا
مَنازِلُ أمْسَتْ ما تَبِيدُ سُطُورُها
وَكائِنْ بها مِنْ عَينِ باكٍ وَعَبْرَةٍ،
إذا امتُرِيَتْ كانَتْ سَرِيعاً دُرُورُها
تَرَى قَطَنٌ أهْلَ الأصَارِيمِ، إنّهُ
غَنيّ إذا مَا كَلّمَتْهُ فَقِيرُها
تَهادَى إلى بَيْتِ الصّلاةِ كَأنّهَا
على الوَعثِ ذو ساقٍ مَهيضٍ كسيرُها
كَدُرّةِ غَوّاصٍ رَمَى في مَهِيبَةٍ
بأجْرَامِهِ، وَالنّفسُ يخشَى ضَمِيرُها
مُوَكَّلَةً بالدُّرّ خَرْسَاءَ قَدْ بكَى(39/45)
إلَيْهِ مِنَ الغَوّاصِ مِنها نَذِيرُها
فقالَ أُلاقي المَوْتَ أوْ أُدْرِكُ الغِنى
لِنَفْسِيَ، وَالآجالُ جَاءٍ دُهُورُها
ولَمّا رَأى ما دُونَها خاطَرَتْ بِهِ
على المَوْتِ نَفْسٌ لا يَنَامُ فَقِيرُها
فَأهْوَى، وَناباها حَوَاليْ يَتِيمَةٍ،
هيَ المَوْتُ أوْ دُنْيا يُنادي بَشِيرُها
فَألْقَتْ بِكَفّيْهِ المَنِيّةُ، إذْ دَنَا
بِعَضّةِ أنْيَابٍ سَرِيعٍ سُؤورُهاعَرَفْتُ بأعَلى رَائِسَ الفأْوَ، بَعْدَمَا
مَضَتْ سَنَةٌ أيّامُهَا وَشُهُورُهَا
مَنَازلُ أعْرَتْهَا جُبَيرَةُ، وَالتَقَتْ
بِهَا الرّيحُ شَرْقِيّاتُهَا وَدَبُورُها
كأنْ لمْ يُحَوِّضْ أهلُها الثَّوْرَ يجتني
بحافاتِها الخَطْميَّ غَضّاً نَضِيرُها
أناةٌ كَرِئْمِ الرّمْلِ نَوّامَةُ الضُّحَى،
بَطيءٌ على لَوْثِ النِّطاقِ بُكُورُها
إذا حُسِرَت عَنها الجَلابيبُ وَارْتَدَتْ
إلى الزّوْجِ مَيّالاً يَكَادُ يَصُورُها
وَمرْتَجّةِ الأرْدافِ مِنْ آلِ جَعفَرٍ
مُخَضَّبَةِ الأطْرَافِ بِيض نُحورُها
تَعِجّ إلى القَتْلى عَلَيْها تَساقَطَتْ،
عَجيجَ لِقاحٍ قَدْ تَجاوَبَ خورُها
كَأنّ نَقاً مِنْ عَالِجٍ أزَّرَتْ بِهِ
بحَيْثُ التَقَتْ أوْرَاكُها وَخُصُورُها
فَقَدْ خِفتُ من تَذَرَافِ عَيْنيّ إثْرَها
عَلى بَصَرِي، وَالعَينُ يَعمى بَصِيرُها
تَفَجّرَ مَاءُ العَينِ كُلَّ عَشِيّةٍ،
وَللشّوْقِ ساعاتٌ تَهِيجُ ذُكُورُها
وَما خِفتُ وَشْكَ البَينِ حَتى رَأيْتُها
يُساقُ على ذاتِ الجَلاميدِ عِيرُها
وَما زلتُ أُزْجي الطرْفَ من حيثُ يمّمَتْ
من الأرْض حتى رَدّ عَيني حَسيرُها
فَرَدّ عَليّ العَينَ، وَهْيَ مَرِيضَةٌ،
هذالِيلُ بَطْنِ الرّاحَتَينِ وَقُورُها
تَحَيّرَ ذاوِيها، إذ اضْطَرَدَ السَّفَا،
وَهاجَتْ لأيّامِ الثُّرَيّا حَرُورُها
أتْصْرِفُ أجْمَالَ النّوَى شاجِنِيّةٌ،
أمِ الحَفَرُ الأعْلى بِفَلْجٍ مَصِيرُها
وَما مِنْهما إلاّ بِهِ دِيَارِهَا(39/46)
مَنازِلُ أمْسَتْ ما تَبِيدُ سُطُورُها
وَكائِنْ بها مِنْ عَينِ باكٍ وَعَبْرَةٍ،
إذا امتُرِيَتْ كانَتْ سَرِيعاً دُرُورُها
تَرَى قَطَنٌ أهْلَ الأصَارِيمِ، إنّهُ
غَنيّ إذا مَا كَلّمَتْهُ فَقِيرُها
تَهادَى إلى بَيْتِ الصّلاةِ كَأنّهَا
على الوَعثِ ذو ساقٍ مَهيضٍ كسيرُها
كَدُرّةِ غَوّاصٍ رَمَى في مَهِيبَةٍ
بأجْرَامِهِ، وَالنّفسُ يخشَى ضَمِيرُها
مُوَكَّلَةً بالدُّرّ خَرْسَاءَ قَدْ بكَى
إلَيْهِ مِنَ الغَوّاصِ مِنها نَذِيرُها
فقالَ أُلاقي المَوْتَ أوْ أُدْرِكُ الغِنى
لِنَفْسِيَ، وَالآجالُ جَاءٍ دُهُورُها
ولَمّا رَأى ما دُونَها خاطَرَتْ بِهِ
على المَوْتِ نَفْسٌ لا يَنَامُ فَقِيرُها
فَأهْوَى، وَناباها حَوَاليْ يَتِيمَةٍ،
هيَ المَوْتُ أوْ دُنْيا يُنادي بَشِيرُها
فَألْقَتْ بِكَفّيْهِ المَنِيّةُ، إذْ دَنَا
بِعَضّةِ أنْيَابٍ سَرِيعٍ سُؤورُها
فحَرّكَ أعْلى حَبْلِهِ بِحُشَاشَةٍ،
وَمن فَوْقهِ خَضرَاءُ طامٍ بُحُورُها
فَما جاءَ حتى مَجّ، وَالمَاءُ دُونَهُ،
مِنَ النّفسِ ألواناً عَبِيطاً نُحُورُها
إذا ما أرادُوا أنْ يُحيرَ مَدُوفَةً
أبَى منْ تَقَضِّي نَفسِهِ لا يَحورُها
فَلَمّا أرَوْها أُمَّهُ هَانَ وَجْدُهَا
رَجَاةَ الغِنى لَمّا أضَاءَ مُنيرُها
وَظَلّتْ تَغالاها التِّجَارُ وَلا تُرَى
لهَا سِيمَةٌ إلاّ قَلِيلاً كَثِيرُها
فَرُبّ رَبِيعٍ بِالبَلالِيقِ قَدْ رَعَتْ،
بمُسْتَنّ أغياثٍ بُعاق، ذُكُورُها
تَحَدّرَ قَبْلَ النّجْمِ مِمّا أمَامَهُ
من الدّلوِ والأشَرَاطِ يَجرِي غضِيرُها
ألَمْ تَعْلَمي أني إذا القِدْرُ حُجّلَتْ
وَأُلْقيَ عَنْ وَجْهِ الفَتَاةِ سُتُورُها
وَرَاحتْ تَشِلّ الشَّوْلَ وَالفحلُ خلفَها
زَفِيفاً إلى نِيرَانِهَا زَمْهَرِيرُها
شَآميّةٌ تُفْشِي الخَفَائِرَ نَارُها،
وَنَبْحُ كِلابِ الحَيّ فِيها هَرِيرُها
إذا الأُفُقُ الغَرْبيُّ أمْسَى كَأنّهُ
سَدَى أُرْجُوَانٍ وَاستَقَلّتْ عَبورُها(39/47)
تعرَى النِّيبَ مِنْ ضَيْفي إذا ما رَأينَهُ
ضُمُوزاً عَلى جَرّاتِها مَا تُحِيرُها
يُحاذِرْنَ مِنْ سَيْفي إذا ما رَأيْنَهُ
مَعي قائِماً حتى يكُوسَ عَقيرُها
وَقَدْ عَلِمَتْ أنّ القِرَى لابنِ غالبٍ
ذُرَاها إذا لمْ يَقْرِ ضَيْفاً دَرُورُها
شَقَقْنا عَنِ الأوْلاِد بالسّيفِ بطنَها
وَلَمّا تُجَلَّدْ وَهْيَ يَحبُو بَقِيرُها
وَنُبّئْتُ ذا الأهدامِ يَعوِي، وَدُونَهُ
مِنَ الشّأمِ ذَرّاعاتُها وَقُصُورُها
إليّ، وَلمْ أتْرُكْ عَلى الأرْضِ حَيّةً،
وَلا نَابِحاً إلاّ استْسَرّ عَقُورُها
كلاباً نَبَحنَ اللّيثَ من كُلّ جانِبٍ
فَعَادَ عُوَاءً بَعْدَ نَبْحٍ هَرِيرُها
عَوَى بِشَقاً لابْنَيْ بُحَيْرٍ، وَدُونَنا
نِضَادٌ، فأعْلامُ السِّتارِ، فَنِيرُها
وَنُبّئت كَلبَ ابنَيْ حُمَيضَة قد عَوَى
إليّ وَنَارُ الحَرْبِ تَغْلي قُدُورُها
وَوَدّتْ مكانَ الأنْفِ لوْ كانَ نَافِعٌ
لهَا حَيْضَةٌ أوْ أعْجَلَتْها شُهُورُها
مكان ابْنِها إذْ هَاجَني بِعُوَائِهِ
عَلَيْها، وَكانَتْ مُطمَئِنّاً ضَميرُها
لَكانَ ابنُها خَيراً وَأهْوَنَ رَوْعَةً
عَلَيها مِنَ الجُرْبِ البَطيءِ طُرُورُها
دوَامعَ قَد يُعْدي الصِّحاحَ قِرَافُها،
إذا هُنِئَتْ يَزْدادُ عَرّاً نُشُورُها
وَكَانَ نُفَيْعٌ إذْ هَجَاني لأُمّهِ
كَبَاحِثَةٍ عَنْ مُدْيَةٍ تَسْتَثِيرُها
عَجوزٌ تُصَلّي الخَمسَ عاذَتْ بغالبٍ
فَلا وَالّذي عاذَتْ بِهِ لا أضِيرُها
فَإني عَلى إشْفَاقِها مِنْ مَخافَتي،
وَإنْ عَقّها بي نَافِعٌ، لَمُجِيرُها
وَلمْ تَأتِ عِيرٌ أهْلَها بِالّذِي أتَتْ
بِهِ جَعْفَراً يَوْمَ الهُضَيْباتِ عِيرُها
أتَتْهُمْ بِعِيرٍ لَمْ تَكُنْ هَجَرِيّةً
وَلا حِنْطَةَ الشّأمِ المَزِيت خَمِيرُها
وَلمْ تُرَ سَوّاقِينَ عِيراً كَسَاقَةٍ،
يَسُوقُونَ أعْدالاً يَدِبّ بَعِيرُها
إذا ذَكَرَتْ زَوْجاً لها جَعْفَرِيّةٌ،
وَمَصْرَعَ قَتْلى لمْ تُقَتَّلْ ثُؤورُها(39/48)
تَبَيّنُ أنْ لَمْ يَبْقَ مِنْ آلِ جَعفرٍ
مُحامٍ وَلا دونَ النّساءِ غُيُورُها
وَقَدْ أنْكَرَتْ أزْوَاجَها، إذْ رأتهمُ
عُرَاةً، نِساءٌ قَدْ أُحْرّتْ صُدُورُها
إذا ذُكِرَتْ أيّامُهُمْ يَوْمَ لمْ يَقُمْ
لِسَلّةِ أسْيَافِ الضِّبَابِ نَفيرُها
عَشِيّةَ يَحدُوهمْ هُرَيْمٌ، كَأنّهُمْ
رِئَالُ نَعامٍ مُسْتَخَفٌّ نَفُورُها
عَشِيّةَ لاقَتْهُمْ بِآجَالِ جَعْفَرٍ
صَوارِمُ في أيدي الضِّبابِ ذُكورُها
كَأنّهُمُ للخَيْلِ يَوْمَ لَقِيتَهُمْ،
بطِخفَةَ، خِرْبانٌ عَلَتْها صُقُورُها
وَلمْ تَكُ تَخشَى جَعفَرٌ أنْ يُصِيبَهَا
بأعظَمَ مني مِنْ شَقَاها فُجُورُها
وَلا يَوْمَ بِرْيانٌ تُكَسَّعُ بِالقَنَا،
وَلا النّارَ لَوْ يُلقى عَلَيهِمْ سَعيرُها
وَقَدْ عَلِمَتْ أعداؤها أنّ جَعفَراً
يَقي جَعْفَراً حَدَّ السّيُوفِ ظُهورُها
أتَصْبِرُ لِلْعَادِي ضَغابِيثُ جَعْفَرٍ،
وَثَوْرَةِ ذي الأشْبالِ حِينَ يَثُورُها
سَيَبْلُغُ ما لا قَتْ مِنَ الشّرّ جَعْفَرٌ
تِهَامَةَ مِنْ رُكْبانِها مَنْ يَغورُها
إذا جَعْفَرٌ مَرّتْ على هَضْبَةِ الحمى
تَقَنَّعُ إذْ صَاحَتْ إليها قُبُورُهاعَرَفْتُ بأعَلى رَائِسَ الفأْوَ، بَعْدَمَا
مَضَتْ سَنَةٌ أيّامُهَا وَشُهُورُهَا
مَنَازلُ أعْرَتْهَا جُبَيرَةُ، وَالتَقَتْ
بِهَا الرّيحُ شَرْقِيّاتُهَا وَدَبُورُها
كأنْ لمْ يُحَوِّضْ أهلُها الثَّوْرَ يجتني
بحافاتِها الخَطْميَّ غَضّاً نَضِيرُها
أناةٌ كَرِئْمِ الرّمْلِ نَوّامَةُ الضُّحَى،
بَطيءٌ على لَوْثِ النِّطاقِ بُكُورُها
إذا حُسِرَت عَنها الجَلابيبُ وَارْتَدَتْ
إلى الزّوْجِ مَيّالاً يَكَادُ يَصُورُها
وَمرْتَجّةِ الأرْدافِ مِنْ آلِ جَعفَرٍ
مُخَضَّبَةِ الأطْرَافِ بِيض نُحورُها
تَعِجّ إلى القَتْلى عَلَيْها تَساقَطَتْ،
عَجيجَ لِقاحٍ قَدْ تَجاوَبَ خورُها
كَأنّ نَقاً مِنْ عَالِجٍ أزَّرَتْ بِهِ
بحَيْثُ التَقَتْ أوْرَاكُها وَخُصُورُها(39/49)
فَقَدْ خِفتُ من تَذَرَافِ عَيْنيّ إثْرَها
عَلى بَصَرِي، وَالعَينُ يَعمى بَصِيرُها
تَفَجّرَ مَاءُ العَينِ كُلَّ عَشِيّةٍ،
وَللشّوْقِ ساعاتٌ تَهِيجُ ذُكُورُها
وَما خِفتُ وَشْكَ البَينِ حَتى رَأيْتُها
يُساقُ على ذاتِ الجَلاميدِ عِيرُها
وَما زلتُ أُزْجي الطرْفَ من حيثُ يمّمَتْ
من الأرْض حتى رَدّ عَيني حَسيرُها
فَرَدّ عَليّ العَينَ، وَهْيَ مَرِيضَةٌ،
هذالِيلُ بَطْنِ الرّاحَتَينِ وَقُورُها
تَحَيّرَ ذاوِيها، إذ اضْطَرَدَ السَّفَا،
وَهاجَتْ لأيّامِ الثُّرَيّا حَرُورُها
أتْصْرِفُ أجْمَالَ النّوَى شاجِنِيّةٌ،
أمِ الحَفَرُ الأعْلى بِفَلْجٍ مَصِيرُها
وَما مِنْهما إلاّ بِهِ دِيَارِهَا
مَنازِلُ أمْسَتْ ما تَبِيدُ سُطُورُها
وَكائِنْ بها مِنْ عَينِ باكٍ وَعَبْرَةٍ،
إذا امتُرِيَتْ كانَتْ سَرِيعاً دُرُورُها
تَرَى قَطَنٌ أهْلَ الأصَارِيمِ، إنّهُ
غَنيّ إذا مَا كَلّمَتْهُ فَقِيرُها
تَهادَى إلى بَيْتِ الصّلاةِ كَأنّهَا
على الوَعثِ ذو ساقٍ مَهيضٍ كسيرُها
كَدُرّةِ غَوّاصٍ رَمَى في مَهِيبَةٍ
بأجْرَامِهِ، وَالنّفسُ يخشَى ضَمِيرُها
مُوَكَّلَةً بالدُّرّ خَرْسَاءَ قَدْ بكَى
إلَيْهِ مِنَ الغَوّاصِ مِنها نَذِيرُها
فقالَ أُلاقي المَوْتَ أوْ أُدْرِكُ الغِنى
لِنَفْسِيَ، وَالآجالُ جَاءٍ دُهُورُها
ولَمّا رَأى ما دُونَها خاطَرَتْ بِهِ
على المَوْتِ نَفْسٌ لا يَنَامُ فَقِيرُها
فَأهْوَى، وَناباها حَوَاليْ يَتِيمَةٍ،
هيَ المَوْتُ أوْ دُنْيا يُنادي بَشِيرُها
فَألْقَتْ بِكَفّيْهِ المَنِيّةُ، إذْ دَنَا
بِعَضّةِ أنْيَابٍ سَرِيعٍ سُؤورُها
فحَرّكَ أعْلى حَبْلِهِ بِحُشَاشَةٍ،
وَمن فَوْقهِ خَضرَاءُ طامٍ بُحُورُها
فَما جاءَ حتى مَجّ، وَالمَاءُ دُونَهُ،
مِنَ النّفسِ ألواناً عَبِيطاً نُحُورُها
إذا ما أرادُوا أنْ يُحيرَ مَدُوفَةً
أبَى منْ تَقَضِّي نَفسِهِ لا يَحورُها
فَلَمّا أرَوْها أُمَّهُ هَانَ وَجْدُهَا(39/50)
رَجَاةَ الغِنى لَمّا أضَاءَ مُنيرُها
وَظَلّتْ تَغالاها التِّجَارُ وَلا تُرَى
لهَا سِيمَةٌ إلاّ قَلِيلاً كَثِيرُها
فَرُبّ رَبِيعٍ بِالبَلالِيقِ قَدْ رَعَتْ،
بمُسْتَنّ أغياثٍ بُعاق، ذُكُورُها
تَحَدّرَ قَبْلَ النّجْمِ مِمّا أمَامَهُ
من الدّلوِ والأشَرَاطِ يَجرِي غضِيرُها
ألَمْ تَعْلَمي أني إذا القِدْرُ حُجّلَتْ
وَأُلْقيَ عَنْ وَجْهِ الفَتَاةِ سُتُورُها
وَرَاحتْ تَشِلّ الشَّوْلَ وَالفحلُ خلفَها
زَفِيفاً إلى نِيرَانِهَا زَمْهَرِيرُها
شَآميّةٌ تُفْشِي الخَفَائِرَ نَارُها،
وَنَبْحُ كِلابِ الحَيّ فِيها هَرِيرُها
إذا الأُفُقُ الغَرْبيُّ أمْسَى كَأنّهُ
سَدَى أُرْجُوَانٍ وَاستَقَلّتْ عَبورُها
تعرَى النِّيبَ مِنْ ضَيْفي إذا ما رَأينَهُ
ضُمُوزاً عَلى جَرّاتِها مَا تُحِيرُها
يُحاذِرْنَ مِنْ سَيْفي إذا ما رَأيْنَهُ
مَعي قائِماً حتى يكُوسَ عَقيرُها
وَقَدْ عَلِمَتْ أنّ القِرَى لابنِ غالبٍ
ذُرَاها إذا لمْ يَقْرِ ضَيْفاً دَرُورُها
شَقَقْنا عَنِ الأوْلاِد بالسّيفِ بطنَها
وَلَمّا تُجَلَّدْ وَهْيَ يَحبُو بَقِيرُها
وَنُبّئْتُ ذا الأهدامِ يَعوِي، وَدُونَهُ
مِنَ الشّأمِ ذَرّاعاتُها وَقُصُورُها
إليّ، وَلمْ أتْرُكْ عَلى الأرْضِ حَيّةً،
وَلا نَابِحاً إلاّ استْسَرّ عَقُورُها
كلاباً نَبَحنَ اللّيثَ من كُلّ جانِبٍ
فَعَادَ عُوَاءً بَعْدَ نَبْحٍ هَرِيرُها
عَوَى بِشَقاً لابْنَيْ بُحَيْرٍ، وَدُونَنا
نِضَادٌ، فأعْلامُ السِّتارِ، فَنِيرُها
وَنُبّئت كَلبَ ابنَيْ حُمَيضَة قد عَوَى
إليّ وَنَارُ الحَرْبِ تَغْلي قُدُورُها
وَوَدّتْ مكانَ الأنْفِ لوْ كانَ نَافِعٌ
لهَا حَيْضَةٌ أوْ أعْجَلَتْها شُهُورُها
مكان ابْنِها إذْ هَاجَني بِعُوَائِهِ
عَلَيْها، وَكانَتْ مُطمَئِنّاً ضَميرُها
لَكانَ ابنُها خَيراً وَأهْوَنَ رَوْعَةً
عَلَيها مِنَ الجُرْبِ البَطيءِ طُرُورُها
دوَامعَ قَد يُعْدي الصِّحاحَ قِرَافُها،(39/51)
إذا هُنِئَتْ يَزْدادُ عَرّاً نُشُورُها
وَكَانَ نُفَيْعٌ إذْ هَجَاني لأُمّهِ
كَبَاحِثَةٍ عَنْ مُدْيَةٍ تَسْتَثِيرُها
عَجوزٌ تُصَلّي الخَمسَ عاذَتْ بغالبٍ
فَلا وَالّذي عاذَتْ بِهِ لا أضِيرُها
فَإني عَلى إشْفَاقِها مِنْ مَخافَتي،
وَإنْ عَقّها بي نَافِعٌ، لَمُجِيرُها
وَلمْ تَأتِ عِيرٌ أهْلَها بِالّذِي أتَتْ
بِهِ جَعْفَراً يَوْمَ الهُضَيْباتِ عِيرُها
أتَتْهُمْ بِعِيرٍ لَمْ تَكُنْ هَجَرِيّةً
وَلا حِنْطَةَ الشّأمِ المَزِيت خَمِيرُها
وَلمْ تُرَ سَوّاقِينَ عِيراً كَسَاقَةٍ،
يَسُوقُونَ أعْدالاً يَدِبّ بَعِيرُها
إذا ذَكَرَتْ زَوْجاً لها جَعْفَرِيّةٌ،
وَمَصْرَعَ قَتْلى لمْ تُقَتَّلْ ثُؤورُها
تَبَيّنُ أنْ لَمْ يَبْقَ مِنْ آلِ جَعفرٍ
مُحامٍ وَلا دونَ النّساءِ غُيُورُها
وَقَدْ أنْكَرَتْ أزْوَاجَها، إذْ رأتهمُ
عُرَاةً، نِساءٌ قَدْ أُحْرّتْ صُدُورُها
إذا ذُكِرَتْ أيّامُهُمْ يَوْمَ لمْ يَقُمْ
لِسَلّةِ أسْيَافِ الضِّبَابِ نَفيرُها
عَشِيّةَ يَحدُوهمْ هُرَيْمٌ، كَأنّهُمْ
رِئَالُ نَعامٍ مُسْتَخَفٌّ نَفُورُها
عَشِيّةَ لاقَتْهُمْ بِآجَالِ جَعْفَرٍ
صَوارِمُ في أيدي الضِّبابِ ذُكورُها
كَأنّهُمُ للخَيْلِ يَوْمَ لَقِيتَهُمْ،
بطِخفَةَ، خِرْبانٌ عَلَتْها صُقُورُها
وَلمْ تَكُ تَخشَى جَعفَرٌ أنْ يُصِيبَهَا
بأعظَمَ مني مِنْ شَقَاها فُجُورُها
وَلا يَوْمَ بِرْيانٌ تُكَسَّعُ بِالقَنَا،
وَلا النّارَ لَوْ يُلقى عَلَيهِمْ سَعيرُها
وَقَدْ عَلِمَتْ أعداؤها أنّ جَعفَراً
يَقي جَعْفَراً حَدَّ السّيُوفِ ظُهورُها
أتَصْبِرُ لِلْعَادِي ضَغابِيثُ جَعْفَرٍ،
وَثَوْرَةِ ذي الأشْبالِ حِينَ يَثُورُها
سَيَبْلُغُ ما لا قَتْ مِنَ الشّرّ جَعْفَرٌ
تِهَامَةَ مِنْ رُكْبانِها مَنْ يَغورُها
إذا جَعْفَرٌ مَرّتْ على هَضْبَةِ الحمى
تَقَنَّعُ إذْ صَاحَتْ إليها قُبُورُها
لَنا مَسْجِدا الله الحَرَامانِ وَالهُدى،(39/52)
وَأصْبَحَتِ الأسْمَاءُ مِنّا كَبِيرُها
سِوِى الله، إنّ الله لا شَيءَ مِثْلَهُ،
لَهُ الأمَمُ الأُولى يَقُومُ نُشُورُها
إمَامُ الهُدى كَمْ مِنْ أبٍ أو أخٍ لَهُ
وَقَد كانَ للأرْضِ العَرِيضَةِ نُورُها
إذا اجتَمَعَ الآفاقُ من كُلّ جانِبٍ
إلى مَنْسِكٍ كانَتْ إلَيْنا أُمُورُها
رَمى النّاسُ عن قَوْسٍ تميماً فما أرَى
مُعاداةَ مَنْ عادَى تَميماً تَضِيرُها
وَلَوْ أنّ أُمّ النّاسِ حَواءَ حَارَبَتْ
تَميمَ بنَ مَرٍّ لمْ تَجِدْ مَن يُجيرُها
بَنى بَيْتَنا باني السّمَاءِ فَنَالَهَا،
وَفي الأرْضِ من بَحرِي تَفيضُ بحورُها
وَنُبّئْتُ أشْقَى جَعْفَرٍ هَاجَ شِقَوَةً،
عَلَيْها كَمَا أشْقَى ثَمُودَ مُبِيرُها
يَصِيحونَ يَستَسقونَه حينَ أنضَجَتْ
عَليهمْ من الشِّعرى التّرَابَ حَرُورُها
تَصُدّ عَنِ الأزْوَاجِ، إذْ عَدَلَتْهمُ
عَيونٌ حَزِيناتٌ سَرِيعٌ دُرُورُها
وَلَكِنّ خِرْبَاناً تَنُوسُ لِحَاهُمُ
على قُصُبٍ جُوفٍ تَناوَحَ خُورُها
مُنِعْنَ وَيَسْتَحْيِينَ بَعدَ فِرَارِهِمْ
إلى حَيثُ للأوْلادِ يُطوَى صَغيِرُها
لَعَمرِي لَقَدْ لاقَتْ من الشرّ جَعفَرٌ
بطِخَفَةَ أيّاماً، طَوِيلاً قَصِيرُها
بطِخْفَةَ وَالرَّيّانِ حَيْثُ تَصَوّبَتْ
على جَعْفَرٍ عِقْبانُها وَنُسُورُها
وَقَدْ عَلِمَتْ أفْنَاءُ جَعْفَرَ أنّهُ
يَقي جَعفراً وَقَع العَوَالي ظُهُورُها
تضَاغَى وَقد ضَمّتْ ضَغابيثُ جَعفَرٍ
شَباً بَينَ أشداقٍ رِحابٍ شُجورُها
شَقا شَقّتَيْهِ جَعْفَرٌ بي وَقَدْ أتَتْ
عَليّ لهُمْ سَبْعونَ تَمّتْ شُهُورُها
بَني جَعْفَرٍ هَلْ تَذْكُرُونَ وَأنْتُمُ
تُساقُونَ إذْ يَعْلُو القَلِيلَ كَثِيرُها
وَإذْ لا طَعامٌ غَيرَ ما أطْعَمَتْكُمُ
بُطُونُ جَوَارِي جَعْفَرٍ وَظُهورُها
وَقد عَلِمَتْ مَيْسونُ أنّ رِماحَكمْ
تَهابُ أبَا بَكْرٍ جِهاراً صُدُورُها
عَشِيّةَ أعْطَيْتُمْ سَوَادَةَ جَحْوَشاً
وَلَمّا يُفَرَّقْ بَالعَوَالي نَصِيرُها(39/53)
أقامَتْ على الأجْبابِ حاضِرَةً بهِ،
ضَبِينَةُ لمْ تُهتَكْ لظَعنٍ كُسُورُها
تُرِيحُ المَخازِي جَعْفَرٌ كُلَّ لَيْلَةٍ
عَلَيْها وَتغْدُو حينَ يَغدو بُكُورُها
فإنْ تَكُ قَيسٌ قَدّمَتْكَ لنَصرِها،
فقَدْ خَزِيَتْ قَيْسٌ وَذلّ نَصِيرُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ولقد نهيت مخرقا فتخرقت
ولقد نهيت مخرقا فتخرقت
رقم القصيدة : 3495
-----------------------------------
وَلَقَدْ نَهَيْتُ مُخَرِّقاً فَتَخَرّقَتْ
بِمُخَرِّقٍ شُطُنُ الدِّلاءِ شَغُورُ
وَلَقَدْ نَهَيْتُكَ مَرّتَينِ وَلمْ أكُنْ
أثْني إذا حَمِقٌ ثَنى مغْرُورُ
حَتى يُدَاوِيَ أهْلُهُ مَأمُومَةً
في الرّأسِ تُدْبِرُ مَرّةً وَتَثُورُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أعرفت بين رويتين وحنبل
أعرفت بين رويتين وحنبل
رقم القصيدة : 3496
-----------------------------------
أعرَفَتْ بَينَ رُوَيّتَينِ وَحَنْبَلٍ
دِمَناً تَلُوحُ كَأنّهَا الأسْطَارُ
لَعِبَ العَجاجُ بِكُلّ مَعْرِفَةٍ لهَا،
وَمُلِثّةٌ غَبَياتُهَا مِدْرَارُ
فَعَفَتْ مَعالِمَها، وَغَيّرَ رَسْمَها
رِيحٌ تَرَوّحُ بِالحَصَى مِبْكَارُ
فَترَى الأثَافيَ وَالرّمَادَ كَأنّهُ
بَوٌّ عَلَيْهِ رَوَائِمٌ أظْآرُ
وَلَقَدْ يَحُلّ بها الجَميعُ، وَفيهِمُ
حُورُ العُيُونِ كَأنّهُنّ صِوارُ
يَأنَسْنَ عِندَ بُعُولِهنّ إذا التَقَوْا،
وَإذا هُمُ بَرَزُوا فَهُنّ خِفَارُ
شُمُسٌ إذا بَلٍغ الحَديثُ حَيَاءَهُ؛
وَأوَانِسٌ بِكَرِيمَةٍ أغْرَارُ
وَكَلامُهُنّ كَأنّمَا مَرْفُوعُهُ
بحَديثِهِنّ، إذا التَقَيْنَ، سِرَارُ
رُجُحٌ وَلَسْنَ مِنَ اللّوَاتي بالضّحَى
لذُيولهِنّ، على الطّرِيقِ، غُبَارُ
وَإذا خَرَجْنَ يَعُدْنَ أهْلَ مُصَابَةٍ
كان الخُطا لِسِرَاعِها الأشْبارُ
هُنّ الحَرَائرُ لمْ يَرِثْنَ لِمُعْرِضٍ
مالاً، وَلَيْسَ أبٌ لَهُنّ يُجَارُ
فَاطرَحْ بعَيْنِكَ هَلْ تَرَى أحداجهم
كالدَّوْمِ حِينَ تُحَمَّلُ الأخْدَارُ(39/54)
يَغْشَى الإكَامَ بِهِنّ كُلُّ مُخَيَّس
قَدْ شَاكَ مُخْتَلِفَاتُهُ مَوّارُ
وَإذا العُيُونُ تَكارَهَتْ أبْصَارُها،
وَجَرَى بِهنّ مَعَ السّرَابِ قِفَارُ
نَظَرَ الدَّلَهْمسُ نَظْرَةً مَا رَدّها
حَولٌ بِمُقْلَتِهِ، وَلا عُوّارُ
فَرَأى الحُمُولَ كَأنّمَا أحْداجُهَا
في الآلِ حِينَ سَمَا بها الإظْهَارُ
نَخلٌ يَكَادُ ذُرَاهُ مِنْ قِنْوَانِهِ،
بذُرَيْعَتَينِ، يُمِيلُهُ الإيقَارُ
إنّ المَلامَةَ مِثْلُ مَا بَكَرَتْ به،
مِنْ تَحْتِ لَيْلَتها عَلَيكَ، نَوَارُ
وَتَقُولُ كَيْفَ يَميلُ مِثْلُكَ للصِّبا
وَعَلَيْكَ مِنْ سَمَةِ الحَلِيمِ عِذارُ
وَالشَّيبُ يَنهَضُ في السّوَادِ كأنّهُ
لَيْلٌ يَصِيحُ بِجَانِبَيْهِ نَهَارُ
إنّ الشّبابَ لَرَابِحٌ مَنْ بَاعَهُ،
وَالشَّيْبُ لَيسَ لِبَائِعِيهِ تِجَارُ
يا ابنَ المَرَاغَة! أنتَ ألأمُ مَن مَشَى
وَأذَلُّ مَنْ لِبَنَانِهِ أظْفَارُ
وَإذا ذَكَرْتَ أبَاكَ أوْ أيّامَهُ،
أخْزَاكَ حَيْثُ تُقَبَّلُ الأحْجارُ
إنّ المَرَاغَةَ مَرّغَتْ يَرْبُوعَها
في اللّؤمِ، حَيْثُ تجاهَدَ المِضْمارُ
أنْتُمْ قَرَارَةُ كُلّ مَدْفَعِ سَوْءَةٍ،
وَلِكُلّ دافِعَةٍ تَسِيلُ قَرَارُ
إني غَمَمْتُكَ بالهِجاءِ وَبِالحَصَى،
وَمَكَارِمٍ لِفِعالهِنّ مَنَارُ
وَلَقَدْ عَطَفْتُ عَلَيْكَ حَرْباً مُرّةً،
إنّ الحُرُوبَ عَوَاطِفٌ أمْرارُ
حَرْباً، وأُمِّكَ، لَيْسَ مُنجيَ هارِبٍ
مِنْها، وَلَوْ رَكِبَ النّعَامَ، فِرَارُ
فلأفْخَرَنّ عَلَيْكَ فَخْراً لي بِهِ
قُحَمٌ عَلَيْكَ مِنَ الفَخَارِ كِبَارُ
إني لَيَرْفَعُني عَلَيْكَ لِدارِمٍ
قَرْمٌ لَهُمْ وَنَجِيبَةٌ مِذْكَارُ
وَإذا نَظَرْتَ رَأيتَ فوْقَكَ دارِماً
في الجَوّ حَيْثُ تُقَطَّعُ الأبْصَارُ
إني لَيَعْطِفُ لِلّئِيمِ، إذا رَجَا،
مِني الرّوَاحَ مُجَرَّبٌ كَرّارُ
إني لأشْتِمُكُمْ وَمَا في قَوْمِكُمْ
حَسَبٌ يُعَادِلُنا، وَلا أخْطارُ(39/55)
هَلْ يُعْدَلَنّ بقاصِعائِكَ مَعْشَرٌ
لَهُمُ السّماءُ عَلَيْكَ وَالأنْهَارُ
وَالأكْرَمُونَ إذا يُعَدّ قَدِيمُهُمْ،
والأكْثَرُونَ إذا يُعَدّ كِثَارُ
وَلَهُمْ عَلَيْك إذا القُرُومُ تخاطَرَتْ
خَمْطُ الفُحُولَةِ مُصْعَبٌ خَطّارُ
وَلهُمْ عَليكَ إذا الفُحولُ تَدافَعَتْ
لُجَجٌ يَضُمّكَ مَوْجُهُنّ غِمَارُ
قَوْمٌ يُرَدّ بِهِمْ، إذا ما اسْتَلأمُوا،
غَضَبُ المُلُوكِ، وَتُمْنَعُ الأدْبَارُ
مَنَعَ النّسَاءَ لآلِ ضَبّةَ وَقْعَةٌ،
وَلآلِ سَعْدٍ وَقْعَةٌ مِبْكَارُ
فَاسْألْ غَداةَ جَدُودَ أيُّ فَوَارِسٍ
مَنَعُوا النّسَاءَ لِعُوذِهِنّ جُؤارُ
وَالخَيْلُ عَابِسَةٌ، عَلى أكْتافِهَا
دُفَعٌ تَبُلّ صُدُورَهَا وَغُبَارُ
إنّا، وَأُمِّكَ، مَا تَظَلّ جِيَادُنا
إلاّ شَوَازِبَ لاحهُنّ غِوَارُ
قُبّاً بِنَا وَبِهِنّ يُدْفَعُ وَالقَنَا
وَغْمُ العَدُوّ وَتُنْقَضُ الأوْتَارُ
كَم كانَ مِن مَلِكٍ وَطِئْنَ وَسُوقةٍ
أطْلَقْنَهُ وَبِسَاعِدَيْهِ إسَارُ
كانَ الفِداءُ لَهُ صُدُورَ رِمَاحِنَا،
وَالخَيْلَ إذْ رَهَجُ الغُبَارِ مُثَارُ
وَلَئِنْ سَألْتَ لَتُنْبَأنّ بِأنّنَا
نَسْمُو بِأكْرَمِ ما تَعُدّ نِزَارُ
قالَ المَلائِكَةُ الّذِينَ تُخُيِّرُوا،
وَالمُصْطَفُونَ لِدِينِهِ الأخْيَارُ:
أبْكَى الإلَهُ عَلى بَلِيّةَ مَنْ بكَى
جَدَثاً يَنُوحُ على صَدَاهُ حِمَارُ
كانَتْ مُنافِقَةَ الحَياةِ، وَمَوْتُها
خِزْيٌ عَلانِيَةٌ عَلَيْكَ وَعَارُ
فَلَئِنْ بَكَيْتَ على الأتانِ لقد بكَى
جَزَعاً، غَادةَ فِرَاقِهَا، الأعيْارُ
يَنْهَسْنَ أذْرُعَهُنّ حِينَ عَهِدْنَها
وَمَكانُ جُثْوَتِها لَهُنّ دُوَارُ
تَبْكي عَلى امْرَأةٍ وَعِنْدَكَ مِثْلُها
قَعْسَاءُ لَيسَ لها عَلَيْكَ خِمَارُ
وَلَتَكْفِيَنّكَ فقْدَ زَوْجَتِكَ التي
هَلَكَتْ مُوَقَّعَةُ الظّهُورِ قِصَارُ
أخَوَاتُ أُمِّكَ كُلّهُنّ حَرِيصَةٌ،
ألاّ يَفُوتَكَ عِنْدَها الإصْهَارُ(39/56)
فاخْطُبْ وَقُلْ لأبيكَ يَشْفَعْ إنّهُ
سَيَكُونُ، أوْ سَيُعِينُكَ المِقْدارُ
بِكْراً عَستْ بكَ أن تكونَ حَظِيّةً،
إنّ المَنَاكِحَ خَيرُها الأبْكَارُ
إنّ الزّيارَةَ في الحَياةِ، ولا أرَى
مَيْتاً إذا دَخَلَ القُبُورَ يُزَارُ
لما جَنَنْتَ اليَوْمَ مِنْهَا أعْظُماً،
يَبْرُقْنَ، بَينَ فُصُوصِهِنّ، فِقَارُ
وَرَثَيْتَها وَفَضَحْتَها، في قَبْرِها،
مَا مِثْلَ ذلِكَ تَفْعَلُ الأخْيَارُ
وَأكَلْتَ ما ذَخَرَتْ لنَفْسِكَ دونَها
وَالجَدْبُ فيهِ تَفاضَلُ الأبْرَارُ
آثَرْتَ نَفْسَكَ بِاللَّوِيّةِ وَالّتي
كَانَتْ لهَا وَلِمثْلِهَا الأذْخَارُ
وَتَرَى اللّئِيمَ كَذاكَ دُونَ عِيَالِهِ،
وَعَلى قَعِيدَتِهِ لَهُ اسْتِئْثَارُ
أنَسِيتَ صُحْبَتَها، وَمَن يَكُ مُقرِفاً
تُخرِجْ مُغَيَّبَ سِرِّهِ الأخْبَارُ
لمّا شَبِعْتَ ذَكَرْتَ رِيحَ كِسَائِهَا،
وَتَرَكْتَها، وَشِتَاؤها هَرّارُ
هَلاّ وَقَدْ غَمَرَتْ فُؤادَكَ كَثْبَةٌ،
وَالضّأنُ مُخْصِبَةُ الجَنابِ غِزَارُ
هَجْهَجْتَ حِينَ دَعَتكَ إنْ لم تأتِها
حَيْثُ السّباعُ شَوَارِعٌ كُشّارُ
نَهَضَتْ لتَحْرُزَ شِلْوَها فَتَجَوّرَتْ
وَالمُخُّ مِنْ قَصَبِ القَوَائِمِ رَارُ
قالَتْ، وَقَدْ جَنَحَتْ عَلى مَملولها،
وَالنّارُ تَخْبُو مَرّةً وَتُثَارُ
عَجْفَاءُ، عَارِيَةُ العِظَامِ، أصَابها
حَدَثُ الزّمَانِ، وَجَدُّها العَثّارُ:
أبَني الحَرَامِ فَتاتُكُمْ لا تُهْزَلَنْ،
إنّ الهُزَالَ عَلى الحَرائِرِ عَارُ
لا تَتْرُكَنّ، وَلا يَزَالَنْ عِنْدَهَا
مِنْكُمْ، بِحَدّ شِتَائِهَا، مَيّارُ
وَبِحَقّها، وَأبِيكَ، تُهْزَلُ مَا لهَا
مَالٌ فَيَعْصِمَهَا، وَلا أيْسارُ
وَتَرَى شُيُوخَ بَني كُلَيْبٍ بَعْدَها
شَمِطَ اللِّحَى، وَتَسَعْسَعَ الأعمارُ
يَتَكَلّمُونَ مَعَ الرّجالِ تَراهُمُ
زُبَّ اللّحَى، وَقُلُوبُهُمْ أصْفَارُ
وَنُسَيّةٌ لِبَني كُلَيْبٍ عِنْدَهُمْ(39/57)
مِثْلُ الخَنَافِسِ بَيْنَهُنّ وِبَارُ
مُتَقَبِّضَاتٌ عِنْدَ شَرِّ بُعُولَةٍ،
شَمِطَتْ رُؤوسُهُمُ وَهُمْ أغْمَارُ
أمَةُ اليَدَيْنِ لَئِيمَةٌ آباؤها،
سَوْداءُ حَيْثُ يُعلَّقُ التِّقْصَارُ
مُتَعَالِمُ النَّفَرِ الّذِينَ هُمُ هُمُ
بِالتَّبْلِ لا غُمُرٌ ولا أفْتَارُ
فَارْبِطْ لأُمّكَ عَنْ أبِيكَ أتَانَهُ،
وَاخْسأ فَما بكَ للكرَامِ فَخَارُ
كَمْ كَانَ قَبْلَكَ مِنْ لَئِيمٍ خائِنٍ
تُرِكَتْ مَسَامِعُهُ وَهُنّ صِغَارُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بني نهشل أبقوا عليكم ولم تروا
بني نهشل أبقوا عليكم ولم تروا
رقم القصيدة : 3497
-----------------------------------
بَني نَهشَلٍ أبْقُوا عَلَيكُمْ وَلمْ تَرَوْا
سَوَابِقَ حَامٍ للذِّمَارِ مُشَهَّرِ
كَرِيمٍ تَشَكّى قَوْمُهُ مُسْرِعَاتِهِ،
وَأعْداؤهُ مُصْغُونَ للمْتَسَوِّرِ
ألانَ، إذا هَرَّتْ مَعَدٌّ عُلالَتي،
وَنَابَيْ دَمُوعٍ للمُدِلِّينَ مُصْحِرِ
بَني نَهْشَلٍ لا تَحْمِلُوني عَلَيكُمُ
عَلى دَبِرٍ، أنْدَابُهُ لَمْ تَقَشَّرِ
وَإنّا وَإيّاكُمْ جَرَيْنَا، فَأيُّنَا
تَقَلّدَ حَبْلَ المُبْطِىءِ المُتَأخِّرِ
وَلَوْ كَانَ حَرّيُّ بنُ ضَمْرَةَ فِيكُمُ
لَقالَ لَكُمْ لَسْتُمْ عَلى المُتَخَيَّرِ
عَشِيّةَ خَلّى عَن رَقاشِ وَجَلّحَتْ
بِهِ سَوْحَقٌ كَالطّائِرِ المُتَمَطِّرِ
يُفَدّي عُلالاتِ العِبَايَةِ، إذْ دَنَا
لَهُ فارِسُ المدْعاسِ غَيرُ المُغَمِّرِ
وَأيْقَنَ أنّ الخَيْلَ إنْ تَلْتَبِسْ بِهِ
يَقِظْ عانِياً أوْ جِيفَةً بَينَ أنْسُرِ
وَما تَرَكَتْ مِنكُمْ رِماحُ مُجاشِعٍ
وَفُرْسانُها إلاّ أكُولَةَ مَنْسِرِ
عَشِيّةَ رَوّحْنا عَلَيْكُمُ خَنَاذِذاً
مِن الخَيْلِ، إذْ أنْتمْ قَعودٌ بقَرْقرِ
أبَا معْقِلٍ لَوْلا حَوَاجِزُ بَيْنَنَا،
وَقُرْبَى ذَكَرْنَاها لآلِ المُجَبِّرِ
إذاً لَرَكِبْنَا العامَ حَدَّ ظُهُورِهِمْ،
عَلى وَقَرٍ أنْدابُهُ لَمْ تَغَفَّرِ(39/58)
فَمَا بكَ مِنْ هذا وَقَدْ كُنتَ تَجتَني
جَنى شَجرٍ مُر العَواقِبِ مُمْقِرِ
وَهُمْ بَينَ بَيْتِ الأكْثَرِينَ مُجاشَعٍ
وَسَلمى وَرِبْعيِّ بنِ سَلمى وَمُنْذِرِ
وَلَستُ بهاجٍ جَنْدَلاً، إنّ جَندَلاً
بَنُونَا وَهُمْ أوْلادُ سَلمى المُجَبِّرِ
وَلا جَابِراً، وَالحَيْنُ يُورِدُ أهْلَهُ
مَوَارِدَ أحْياناً إلى غَيْرِ مَصْدَرِ
وَلا التّوْأمَيْنِ المَانِعَيْنِ حِمَاهُما،
إذا كانَ يَوْمٌ ذُو عَجاجٍ مَثَوَّرِ
أنا ابنُ عِقالٍ وَابنُ لَيْلى وَغَالِبٍ،
وَفَكّاكِ أغْلالِ الأسِيرِ المُكَفَّرِ
وَكانَ لَنا شَيْخَانِ ذُو القَبْرِ مِنهما
وَشَيْخٌ أجارَ النّاسَ من كلّ مَقْبَرِ
على حينَ لا تُحيا البَناتُ، وَإذْ هُمُ
عُكوفٌ على الأنصَابِ حوْلَ المُدوَّرِ
أنَا ابنُ الّذِي رَدّ المَنِيّةَ فَضْلُهُ،
وَما حَسَبٌ دافَعتُ عَنهُ بمُعْوِرِ
أبي أحَدُ الغَيْثَينِ صَعْصَعةُ الّذِي،
متى تُخِلفِ الجَوْزَاءُ وَالنّجمُ يُمطِرِ
أجارَ بَناتِ الوَائِدِينَ وَمَنْ يُجِرْ
عَلى الفَقْرِ يَعْلَمْ أنّهُ غَيرُ مُخَفَرِ
وَفارِقِ لَيْلٍ مِنْ نِسَاءٍ أتَتْ أبي
تُعالِجُ رِيحاً لَيْلُها غَيرُ مُقْمِرِ
فقالَتْ: أجِرْ لي ما وَلَدْتُ، فإنّني
أتَيْتُكَ مِنْ هَزْلى الحَمولَةِ مُقتِرِ
هِجَفٍّ من العَثْوِ الرّؤوسِ إذا ضَغَتْ
لَهُ ابنَةُ عامٍ يَحطِمُ العَظمَ مُنكَرِ
رَأى الأرْضَ مِنها رَاحَةً فَرَمَى بهَا
إلى خُددٍ مِنْها، وَفي شَرّ مَحْفِرِ
فَقالَ لهَا: نامي، فإني بِذِمّتي،
لِبِنْتِكَ جَارٌ مِنْ أبِيهَا القَنَوَّرِ
فَما كانَ ذَنْبي أنْ جَنابٌ سَمَا بِهِ
حِفاظٌ، وَشَيطانٌ بَطيءُ التّعَذّرِ
وَمَسجونَةٍ قَالَتْ، وَقد سَدّ زَوْجُها
عليها خَصَاصَ البَيتِ من كلّ منظرِ:
لَعَمرِي لَقَدْ أرْوَى جَنابٌ لِقاحَهُ
وَأنْهَلَ في لَزْنٍ مِنَ المَاءِ مُنْكَرِ
فإنّكَ قَدْ أشْبَعْتَ أبْرَامَ نَهْشَلٍ،
وَأبْرَزْتَ مِنهُمْ كلَّ عَذرَاءَ مُعصِرِ(39/59)
ولَوْ كُنتَ حُرّاً ما طَعِمتَ لحُومها،
وَلا قُمتَ عند الفَرْثِ يا ابن المُجشَّرِ
ألَمْ تَعْلَمَا يا ابنَ المُجَثَّر أنّها
إلى السّيْفِ تُستَبكى إذا لمْ تُعَقَّرِ
مَناعِيشُ للمَوْلى مَرائِيبُ للثأى،
مَعاقِيرُ في يَوْمِ الشّتَاءِ المُذَكَّرِ
وَما جَبَرَتْ إلاّ عَلى عَتَبٍ بِهَا
عَرَاقِيبُها، مُذ عُقّرَتْ يوْمَ صَوأرِ
وَإنّ لهَا بَينَ المِقَزَّينِ ذائِداً،
وَسَيْفَ عِقالٍ في يَدَيْ غيرِ جَيْدَرِ
إذا رُوّحَتْ يَوْماً عَلَيْهِ رَأيْتَهَا
بُرُوكاً، مَتاليها عَلى كُلّ مَجْزَرِ
وَكائِنْ لها من مَحبِسٍ أُنْهِبَتْ بِهِ
بجَمْعٍ، وَبالبَطْحَاءِ عَنْدَ المُشَعَّرِ
وَما إبِلٌ أدْعَى إلى فَرْعِ قَوْمِهَا،
وَخَيْرٌ قِرىً للطّارِقِ المُتَنَوِّرِ
وَأعرَفَ بالمَعُروفِ منها إذا التَقَتْ،
عَصَائِبُ شَتى بِالمَقَامِ المُطَهَّرِ
وَمَا أُفُقٌ إلاّ بِهِ مِنْ حَدِيثِهَا،
لها أثَرٌ يَنْمى إلى كلِّ مَفْخَرِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> زار القبور أبو مالك
زار القبور أبو مالك
رقم القصيدة : 3498
-----------------------------------
زَارَ القُبُورَ أبُو مَالِكٍ
بِرَغْم العُدَاةِ وَأوْتَارِهَا
وَأوْصَى الفَرَزْدَقَ عِنْدَ المَمَاتِ
بِأُمّ جَرِيرٍ وَأعْيَارِها
قُبَيّلَةٌ كَأدِيمِ الكُرَاعِ،
تَعْجِزُ عَنْ نَقْضِ أمْرَارِها
هُمُ يُظْلَمونَ، وَلا يَظلِمونَ،
إذا العِيسُ شُدّتْ بِأكْوَارِها
وَلا يَمْنَعُونَ نُسَيّاتِهِمْ،
إذا الحَرْبُ صَالَتْ بِأظْفَارِها
ولَكِنْ عَضَارِيطُ مُسْتَأخِرُونَ
زَعَانِفَةٌ خَلْفَ أدْبَارِها
كَسَعْتُ كُلَيْباً فَما أنْكَرَتْ
كَكَسْعِ المَخَاضِ بِأغْبارِها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا كره الشغب الشقاق ووطوط
إذا كره الشغب الشقاق ووطوط
رقم القصيدة : 3499
-----------------------------------
إذا كرِهَ الشَّغْبُ الشّقاقَ وَوَطْوَطَ
الضّعافُ، وَكانَ الأمرُ جِدّ بِرَازِ(39/60)
أمِنْتَ إذا خَالَطْتَ بَكْرَ بن وَائِلٍ
بحَبْلِ بَني الجَوّالِ رَهْطِ أرَازِ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> خبز وحشيش وقمر
خبز وحشيش وقمر
رقم القصيدة : 350
-----------------------------------
عندما يولدُ في الشرق القمرْ..
فالسطوحُ البيضُ تغفو
تحت أكداس الزَهَرْ..
يترك الناسُ الحوانيت و يمضون زُمَرْ
لملاقاةِ القَمَرْ..
يحملون الخبزَ.. و الحاكي..إلى رأس الجبالْ
و معدات الخدَرْ..
و يبيعونَ..و يشرونَ..خيالْ
و صُوَرْ..
و يموتونَ إذا عاش القمر..
***
ما الذي يفعلهُ قرصُ ضياءْ؟
ببلادي..
ببلاد الأنبياءْ..
و بلاد البسطاءْ..
ماضغي التبغ و تجَّار الخدَرْ..
ما الذي يفعله فينا القمرْ؟
فنضيع الكبرياء..
و نعيش لنستجدي السماءْ..
ما الذي عند السماءْ؟
لكسالى..ضعفاءْ..
يستحيلون إلى موتى إذا عاش القمرْ..
و يهزّون قبور الأولياءْ..
علَّها ترزقهم رزّاً.. و أطفالاً..قبورُ الأولياءْ
و يمدّون السجاجيدَ الأنيقات الطُرَرْ..
يتسلون بأفيونٍ نسميه قَدَرْ..
و قضاءْ..
في بلادي.. في بلاد البسطاءْ..
***
أي ضعفً و انحلالْ..
يتولاّنا إذا الضوء تدفقْ
فالسجاجيدُ.. و آلاف السلالْ..
و قداحُ الشاي .. و الأطفالُ..تحتلُّ التلالْ
في بلادي
حيث يبكي الساذجونْ
و يعيشونَ على الضوء الذي لا يبصرونْ..
في بلادي
حيث يحيا الناسُ من دونِ عيونْ..
حيث يبكي الساذجونْ..
و يصلونَ..
و يزنونَ..
و يحيونَ اتكالْ..
منذ أن كانوا يعيشونَ اتكالْ..
و ينادون الهلال:
" يا هلالْ..
أيُّها النبع الذي يُمطر ماسْ..
و حشيشياً..و نعاسْ..
أيها الرب الرخاميُّ المعلقْ
أيها الشيءُ الذي ليس يصدَّق"..
دمتَ للشرق..لنا
عنقود ماسْ
للملايين التي عطَّلت فيها الحواسْ
***
في ليالي الشرق لمَّا..
يبلغُ البدرُ تمامُهْ..
يتعرَّى الشرقُ من كلَِ كرامَهْ
و نضالِ..
فالملايينُ التي تركض من غير نعالِ..
و التي تؤمن في أربع زوجاتٍ..
و في يوم القيامَهْ..(39/61)
الملايين التي لا تلتقي بالخبزِ..
إلا في الخيالِ..
و التي تسكن في الليل بيوتاً من سُعالِ..
أبداً.. ما عرفت شكلَ الدواءْ..
تتردَّى جُثثاً تحت الضياءْ..
في بلادي.. حيث يبكي الأغبياءْ..
و يموتون بكاءْ..
كلَّما حرَّكهمْ عُودٌ ذليلٌ..و "ليالي"
ذلك الموتُ الذي ندعوهُ في الشرقِ..
"ليالي"..و غناءْ
في بلادي..
في بلاد البسطاءْ..
حيث نجترُّ التواشيح الطويلةْ..
ذلكَ السثلُّ الذي يفتكُ بالشرقِ..
التواشيح الطويلة..
شرقنا المجترُّ..تاريخاً
و أحلاماً كسولةْ..
و خرافاتٍ خوالي..
شرقُنا, الباحثُ عن كلِّ بطولةْ..
في أبي زيد الهلالي..
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> مروان إن مطيتي معكوسة
مروان إن مطيتي معكوسة
رقم القصيدة : 3500
-----------------------------------
مَرْوَان إنّ مَطِيّتي مَعْكُوسَةٌ،
تَرْجُو الحِباءَ وَرَبُّها لمْ يَيْأسِ
وَأتَيْتَني بِصَحيفَةٍ مَخْتُومَةٍ،
يُخْشَى عَليّ بِهَا حِبَاءُ النِّقْرِسِ
ألْقِ الصّحِيفَةَ، يا فَرَزْدَقُ، إنّهَا
نَكحرَاءُ مِثْلُ صَحِيفَةِ المُتَلَمِّسِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا قبح الله الكروس والتي
ألا قبح الله الكروس والتي
رقم القصيدة : 3501
-----------------------------------
ألا قَبَحَ الله الكَرَوَّسَ، وَالّتي
مَشَتْ سَنَةً في بَطْنِهَا بالكَرَوْسِ
أعثْيانُ إن تُشرِفْ على شِعب ضَاحِكٍ
تجدْ فيه أوْصَال القَعودِ المُكَرْدَسِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ومشمولة ساورت آخر ليلة
ومشمولة ساورت آخر ليلة
رقم القصيدة : 3502
-----------------------------------
وَمَشْمُولَةٍ سَاوَرْتُ آخِرَ لَيْلَةٍ
زُجاجَتَها، وَالصّبْحُ لمْ يَتَنَفّسِ
وَقُلْتُ اسْقِيانِيها، فَإنّ أمَامَهَا
مَذاهِبَ لِلفخّيرَةِ المُتَغَطْرِسِ
فما زِلْتُ أُسْقاها، وَما زِلْتُ ساقِياً،
تُفِيتُ يَدي في بَذْلِها كُلَّ مُنفِسِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن ابن بطحاوي قريش نمى به(39/62)
إن ابن بطحاوي قريش نمى به
رقم القصيدة : 3503
-----------------------------------
إنّ ابنَ بَطْحاوَيْ قُرَيْشٍ نمَى بِهِ
إلى المَجْدِ أعْرَاقٌ كِرَامٌ وَمَغْرِسُ
فداكَ مِنَ الأقْوَامِ مَنْ كانَ هَمُّهُ
مِنَ الدّهْرِ ما يُزْهَى بذاكَ وَيُلبَسُ
وَأنْتَ ابنُ بَدْرٍ للبُدُورِ، وَضَوْؤهُ
بكَفّيْكَ لا مِثلُ الذي ظَلّ يَخنِس
وَفِيكَ مَساعٍ مِنْ ثَقِيف سَمَتْ بها
عَقِيلَةُ أقْوامٍ، وَمَجْدٌ مُرَأْسُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا حي إذ أهلي وأهلك جيرة
ألا حي إذ أهلي وأهلك جيرة
رقم القصيدة : 3504
-----------------------------------
ألا حَيِّ إذ أهلي وأهلك جِيرَةٌ،
مَحلاًّ بذاتِ الرِّمثِ قد كادَ يدرُسُ
وَقَد كانَ للبِيضِ الرّعابِيبِ مَعَهداً،
لَهُ في الصِّبَا يَوْمٌ أغَرُّ وَمَجْلِسُ
بِهِ حَلَقٌ فِيها مِنَ الجُوعِ قاتِلٌ،
وَمُعْتَمَدٌ مِنْ ذِرْوَةِ العِزّ أقْعَسُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وليلة بتنا بالغريين ضافنا
وليلة بتنا بالغريين ضافنا
رقم القصيدة : 3505
-----------------------------------
وَلَيْلَةَ بِتْنَا بِالغَريَّينِ ضَافَنَا
على الزّادِ مَمشوقُ الذّرَاعينِ أطلسُ
تَلَمّسَنَا حَتى أتَانَا، وَلَمْ يَزَلْ
لَدُنْ فَطَمَتْهُ أُمُّهُ يَتَلَمّسُ
ولَوْ أنّهُ إذْ جَاءَنا كانَ دانِياً
لألْبَسْتُهُ لَوْ أنّهُ كانَ يَلْبَسُ
وَلَكِنْ تَنَحّى جَنْبَةً، بَعدَما دنا،
فكانَ كَقيدِ الرّمْحِ بَلْ هَو أنْفَسُ
فَقاسَمْتُهُ نِصْفَينِ بَيْني وَبَيْنَهُ
بَقِيّةَ زَادِي وَالرّكَايبُ نُعَّسُ
وكانَ ابنُ ليلى إذ قرَى الذّئْبَ زَادَهُ
عَلى طارِقِ الظّلْماءِ لا يَتَعَبّسُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لما أجيلت سهام القوم فاقتسموا
لما أجيلت سهام القوم فاقتسموا
رقم القصيدة : 3506
-----------------------------------
لمّا أُجِيلَتْ سِهامُ القَوْمِ فاقتَسَمُوا
صَارَ المُغِيرَةُ في بيْتِ الخَفَافِيشِ(39/63)
في مَنْزلٍ ما لَهُ في سُفْلِهِ سَعَةٌ،
وَإنْ تعرَقّى بصُعْدٍ غَيرِ مَفْرُوشِ
إلاّ على رَأسِ جِذْعٍ باتَ يَنْقُرُهُ
جِرْذانُ سَوْءٍ وَفَرْخٌ غَيرُ ذي رِيشٍ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بكرت علي نوار تنتف لحيتي
بكرت علي نوار تنتف لحيتي
رقم القصيدة : 3507
-----------------------------------
بَكَرَتْ عَلَيّ نَوَارُ تَنْتِفُ لِحْيَتي
نَتْفَ الجَعِيدَةِ لحيَةَ الخُشْخاشِ
كِلْتَاهُمَا أسَدٌ، إذا حَرّبْتَهَا،
وَرِضَاهُما وَأبِيكَ خَيرُ مَعاشِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أمير المؤمنين وأنت وال
أمير المؤمنين وأنت وال
رقم القصيدة : 3508
-----------------------------------
أميرَ المُؤمِنيِن، وَأنْتَ وَالٍ
شَفِيقٌ لَسْتَ بِالوَالي الحَرِيصِ
أأطْعَمْتَ العِرَاقَ وَرَافِدَيْهِ
فَزَارِيّاً أحْذَّ يَدِ القَمِيصِ
ولَمْ يَكُ قَبْلَها رَاعي مَخَاضٍ
لِيَأمَنَهُ عَلى وِرِكَيْ قَمِيصِ
تَفَيْهَقَ بِالعِرَاقِ أبُو المُثَنّى،
وَعَلّمَ قَوْمَهُ أكْلَ الخَبِيصِ
سَتَحْملُهُ الدّنيئَةُ عَنْ قَلِيلٍ
عَلى سِيسَاءِ ذِعْلِبَةٍ قَمُوصِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو كنت من سعد بن ضبة لم أبل
لو كنت من سعد بن ضبة لم أبل
رقم القصيدة : 3509
-----------------------------------
لَوْ كُنتُ مِنْ سَعْدِ بنِ ضَبّةَ لم أُبَلْ
مَقالاً وَلَوْ أحْفَظْتَني بالقَوارِصِ
وَكَيْفَ بصَفحي عَنْ لَئيمٍ تلاحقَتْ
إلَيْهِ بِأخْلاقِ الدَّنَاءَةِ نَاقِصِ
نَهَيْتُكَ أنْ تَجْرِي وَلَيسَ بلاحِقٍ
مَشُوبُ الفِلاءِ بالجِيادِ الخَوَالِصِ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> أكبر من كل الكلمات
أكبر من كل الكلمات
رقم القصيدة : 351
-----------------------------------
سيّدتي ! عندي في الدفترْ
ترقصُ آلافُ الكلمات
واحدةٌ في ثوبٍ أصفَرْ
واحدةٌ في ثوبٍ أحمَرْ
يحرقُ أطرافَ الصفحاتِ
أنا لستُ وحيداً في الدنيا
عائلتي .. حُزْمةُ أبيات(39/64)
أنا شاعرُ حُبٍّ جَوَّالٌ
تعرفُهُ كلُّ الشُرُفاتِ
تعرفهُ كلُّ الحُلْوَاتِ
عندي للحبِّ تعابيرٌ
ما مرَّتْ في بال دواة
الشمسُ فتحتُ نوافذَها
و تركتُ هنالكَ مرساتي
و قطعتُ بحاراً .. و بحاراً
أنبشُ أعماقَ الموجاتِ
أبحثُ في جوف الصَدَفاتِ
عن حرفٍ كالقمر الأخضرْ
أهديهِ لعينيْ مولاتي
*
سيِّدتي ! في هذا الدفترْ
تجدينَ ألوفَ الكلمات
الأبيضَ منها و .. و الأحمَرْ
الأزرقَ منها و .. و الأصفَرْ
لكنَّكِ .. يا قمري الأخضَرْ
أحلى من كلِّ الكلماتِ
أكبرُ من كُلِّ الكلماتِ ..
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> منع الحياة من الرجال وطيبها
منع الحياة من الرجال وطيبها
رقم القصيدة : 3510
-----------------------------------
مَنَعَ الحَيَاةَ مِنَ الرّجالِ وَطِيبَها
حَدَقٌ يُقَلِّبُهَا النّسَاءُ مِرَاضُ
فَكَأنّ أفْئِدَةَ الرّجَالِ، إذا رَأوْا
حَدَقَ النّسَاءِ، لِنَبْلِها الأغْرَاضُ
خَرَجَتْ إلَيْكَ وَلمْ تَكُنْ خَرّاجَةً
فَأُصِيبَ صَدْعُ فُؤادِكَ المُنْهَاضُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> خضبت بجيد الحناء رأسي
خضبت بجيد الحناء رأسي
رقم القصيدة : 3511
-----------------------------------
خَضَبْتُ بِجَيّدِ الحِنّاءِ رَأسِي،
ليُعْقِبَ حمْرَةً بَعْدَ البَياضِ
هُمَا لَوْنَانِ مِنْ هَذا وَهَذا،
كِلا اللّوْنَينِ لَسْت لَهُ بِرَاضِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أهاج لك الشوق القديم خباله
أهاج لك الشوق القديم خباله
رقم القصيدة : 3512
-----------------------------------
أهاجَ لَكَ الشّوْقَ القَدِيمَ خَبالُهُ،
مَنَازِلُ بَيْنَ المُنْتَضَى فالمَصَانِعِ
عَفَتْ بَعدَ أسْرَابِ الخَليطِ وَقد ترَى
بِها بَقَراً حُوراً حِسانَ المَدامِعِ
يُرِينَ الصِّبَا أصْحابَهُ في خِلابَةٍ،
وَيَأبَيْنَ أنْ يَسْقينَهمْ بالشّرَائِعِ
إذا مَا أتَاهُنّ الحَبِيبُ رَشَفْنَهُ،
كرَشْفِ الهِجانِ الأدمِ ماءَ الوَقائعِ
يَكُنّ أحَادِيثَ الفُؤادِ نَهَارَهُ،(39/65)
وَيَطْرُقْنَ بالأهْوَالِ عندَ المَضَاجعِ
إلَيْكَ ابنَ عَبدِ الله حَملّتُ حاجَتي
على ضُمرِ الأحقابِ خُوصِ المَدامعِ
نَوَاعِجَ، كُلّفْنَ الذّمِيلَ، فلم تزَلْ
مُقَلَّصَةً أنْضَاؤها كالشّرَاجِعِ
تَرَى الحاديَ العَجلانَ يُرْقِصُ خَلفها
وَهُنّ كحَفّانِ النّعامِ الخَوَاضِعِ
إذا نَكّبَتْ خُرْقاً من الأرْضِ قابلَتْ،
وَقَد زَالَ عَنْها، رَأسَ آخرَ، تابعِ
بَدَأنَ بهِ خُدْلَ العِظامِ، فُأُدْخِلَتْ
عَلَيْهِنّ أيّامُ العِتَاقِ النّزَائِعِ
جَهِيضَ فَلاةٍ أعْجَلَتْهُ تَمامَهُ
هَبُوعُ الضّحى خَطّارَةٌ أُمُّ رَابِعِ
تَظَلّ عِتاقُ الطّيرِ تَنْفي هَجِينَها
جُنُوحاً على جُثمان آخَرَ نَاصِعِ
وَما ساقَها من حاجَةٍ أجْحَفَتْ بهَا
إلَيْكَ، وَلا مِنْ قِلّةٍ في مُجاشِعِ
وَلَكِنّها اخْتَارَتْ بِلادَكَ رَغْبَةً
عَلى ما سِوَاها مِنْ ثَنايا المَطالِعِ
أتَيْنَاكَ زُوّاراً، وَوَفْداً، وَشَامَةً،
لخالك خالِ الصّدقِ مُجدٍ وَنافِعِ
إلى خَيْرِ مَسْؤولَينِ يُرْجَى نَداهُما
إذا اخْتيرَ الأفْوَاهِ قَبلَ الأصَابِعِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو أعلم الأيام راجعة لنا
لو أعلم الأيام راجعة لنا
رقم القصيدة : 3513
-----------------------------------
لَوْ أعْلَمُ الأيّامَ رَاجِعَةً لَنَا،
بكَيتُ على أهْلِ القِرَى من مُجاشِعِ
بَكَيتُ على القَوْمِ الّذينَ هَوَتْ بهِمْ
دَعَائمُ مَجْدٍ كانَ ضَخمَ الدّسائِعِ
إذا ما بكى العَجْعاجُ هَيّجَ عَبْرَةً
لعَيْنَي حَزِينٍ شَجْوُهُ غَيرُ رَاجعِ
فإنْ أبْكِ قَوْمي، يا نَوَارُ، فإنّني
أرَى مَسْجِدَيهِمْ مِنهمُ كالبَلاقِعِ
خَلاءَينِ بَعدَ الحِلْمِ وَالجَهلِ فيهما
وَبَعْدَ عُبابيِّ النّدَى المُتَدافِعِ
فأصْبَحْتُ قَدْ كادَتْ بُيوتي يَنالُها
بحَيْثُ انتَهَى سَيلُ التِّلاعِ الدّوَافعِ
على أنّ فِينَا مِنْ بَقَايا كُهُولِنَا
أُسَاةَ الثّأى وَالمُفظِعاتِ الصّوَادعِ(39/66)
كَأنّ الرّدُيْنِيّاتِ، كانَ بُرُودُهُم
عَلَيْهِنّ في أيْدٍ طِوَالِ الأشَاجِعِ
إذا قلتُ: هذا آخرُ اللّيلِ قَد مَضَى،
تَرَدّدَ مُسْوَدٌّ بَهِيمُ الأكارِعِ
وَكَائِنْ تَرَكْنَا بِالخُرَيْبَةِ من فَتىً
كَرِيمٍ وَسَيْفٍ للضّرِيبَةِ قاطِعِ
وَمِنْ جَفْنَةٍ كانَ اليَتامَى عِيالَها،
وَسَابِغَةٍ تَغْشَى بَنانَ الأصَابِعِ
وَمِنْ مُهْرَةٍ شَوْهَاءَ أوْدَى عِنانُها
وَقَد كانَ مَحفوظاً لها غَيرَ ضَائِعِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ولما رأيت النفس صار نجيها
ولما رأيت النفس صار نجيها
رقم القصيدة : 3514
-----------------------------------
وَلَمّا رَأيْتُ النّفْس صَارَ نَجِيُّها
إلى عازِماتٍ مِنْ وَرَاءِ ضُلُوعي
أبَتْ نَاقَتي إلاّ زِيَاداً وَرَغْبَتي،
وَما الجُودُ مِنْ أخْلاقِهِ بِبَدِيعِ
فَتىً غَيرُ مِفْرَاحٍ بِدُنْيَا يُصِيبُها،
وَمِنْ نَكَباتِ الدّهْرِ غَيرُ جَزُوعِ
ولمْ أكُ أوْ تَلْقَى زِياداً مَطِيّتي
لأكْحَلَ عَيْنَي صَاحِبي بِهجُوعِ
ألا لَيْتَ عَبْدِيَّيْنِ يَجْتَزرَانها،
إذا بَلّغَتْني نَاقَتي ابنَ رَبِيعِ
زِياداً، وَإنْ تَبْلُغْ زِياداً فَقَدْ أتَتْ
فَتىً لِبِنَاءِ المَجْدِ غَيْرَ مُضِيعِ
نَمَاهُ بَنُو الدّيّانِ في مُشْمَخرّةٍ،
إلى حَسَبٍ عِنْدَ السّمَاءِ رَفِيعِ
وَكانَ خَليلي قَبْلَ سُلْطانِ ما رَمَى
إلَيْهِ، فَما أدْرِي بِأيّ صَنِيعِ
لَنَا يَقْضِينّ الله، وَالله قادِرٌ
عَلى كلّ مَالٍ صَامِتٍ وَزُرُوعِ
وَلَوْلا رَجائي فَضْلَ كفّيكَ لم تَعدْ
إلى هَجَرٍ أنْضَاؤنَا لرُجُوعِ
أمِيرٌ، وَذو قُرْبَى، وَكِلْتَاهُما لنا
إلَيْهِ مَعَ الدّيّانِ خَيْرُ شَفِيعِ
وَكَانَ بَنُو الدّيَّانِ زَيْناً لِقَوْمِهِمْ
وَأرْكَانَ طَودٍ بِالأرَاكِ مَنِيعِ
وَكانَ خدِيجٌ وَالنّجاشِيُّ مِنْهُمُ،
ذَوَيْ طِعْمَةٍ في المَجدِ ذاتِ دَسيعِ
هِما طَلَبَا شَعْرانَ حَتى حَبَاهُما
بعَضْبٍ وَألْفٍ في الصِّرَارِ جميعِ(39/67)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تضعضع طودا وائل بعد مالك
تضعضع طودا وائل بعد مالك
رقم القصيدة : 3515
-----------------------------------
تَضَعْضَعَ طَوْدَا وَائِلٍ بَعْدَ مَالِكٍ
وَأصْبَحَ مِنْهَا مِعطَسُ العزّ أجْدَعا
فَأينَ أبُو غَسّانَ للجَارِ وَالقِرَى،
وَللحَرْبِ إنْ هُزّ القَنَا فَتَزَعْزَعا
لَقَدْ بانَ لمْ يُسبَقْ بوِتْرٍ، وَلمْ يَدَعْ
إلى الغَرَضِ الأقصَى من المَجدِ منزَعا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لئن صبر الحجاج ما من مصيبة
لئن صبر الحجاج ما من مصيبة
رقم القصيدة : 3516
-----------------------------------
لَئِنْ صَبَرَ الحَجّاجُ ما مِنْ مُصِيبَةٍ
تَكُونُ لِمَرْزُوءٍ أجَلَّ وَأوْجَعا
مِنَ المُصْطَفى وَالمُصْطفى من ثِقاتِه،
خَليلَيْهِ إذ بَانَا جَميعاً فَوَدَّعا
وَلَوْ رُزِئَتْ مِثْلَيْهِما هَضْبَةُ الحمى
لأصْبحَ ما دارَتْ من الأرْضِ بلْقَعا
جَناحَا عَتِيقٍ فَارَقَاهُ كِلاهُما،
وَلَوْ كُسِرَا مِنْ غَيْرِهِ لتَضَعْضَعا
وَكَانَا وَكانَ المَوْتُ للنّاسِ نُهَيةً،
سِناناً وَسَيْفاً يَقْطُرُ السّمَّ مُنْقَعَا
فَلا يَوْمَ إلاّ يَوْمُ مَوْتِ خَلِيفَةٍ
عَلى النّاسِ من يَوْمَيْهِما كان أفجعَا
وَفَضْلاهُما مِمّا يُعَدّ كِلاهُما
على الناسِ مِنْ يَوْمَيهِما كان أوْسَعا
فَلا صَبْرَ إلاّ دُونَ صَبْرٍ على الذي
رُزِئْتَ عَلى يَوْم من البأسِ أشْنَعا
على ابنِكَ وَابنِ الأمّ، إذْ أدرَكَتهما
المَنايا، وَقَدْ أفْنَينَ عَاداً وَتُبّعا
ولَوْ أنّ يَوْمَي جُمْعَتَيْهِ تَتَابَعَا
عَلى جَبَلٍ أمْسَى حُطاماً مُصَرَّعا
وَلَمْ يكُنِ الحَجّاجُ إلاّ عَلى الّذِي
هُوَ الدّينُ أوْ فَقْدِ الإمامِ ليَجْزَعا
وَمَا رَاعَ مَنْعِيّاً لَهُ من أخٍ لَهُ،
ولا ابنٍ مِنَ الأقوَامِ مِثلاهُما مَعا
فَإنْ يَكُ أمْسَى فارَقَتْهُ نَوَاهُما،
فكلُّ امرِىءٍ من غُصّةٍ قَدْ تَجَرّعا(39/68)
فَلَيْتَ البَرِيدَينِ اللَّذَينِ تَتَابَعَا
بِما أخْبَرَا ذاقَا الذُّعافَ المُسَلَّعا
ألا سَلَتَ الله ابنَ سَلْتى كَمَا نَعَى
رَبِيعاً تَجَلّى غَيْمُهُ، حِينَ أقلَعا
فلا رُزْءَ إلاّ الدّينَ أعْظَمُ مِنهُما
غَداةَ دَعَا ناعِيِهما، ثمّ أسْمَعا
عَلانِيَةً أنّ السِّماكَينِ فَارَقَا
مَكانَيْهِما وَالصُّمَّ أصْبَحْنَ خُشّعا
عَلى خَيْرِ مَنْعِيّينِ، إلاّ خَلِيفَةً،
وَأولاهُ بالمَجدِ الّذي كانَ أرْفَعا
سَمِيَّيْ رَسُولِ الله سَمّاهُما بِهِ
أبٌ لمْ يكُنْ عندَ المُصِيباتِ أخْضَعا
أبٌ كان للحَجّاجِ لمْ يُرَ مِثْلُهُ
أباً، كان أبْنَى للمَعالي وَأنْفَعا
وَقائِلَةٍ لَيْتَ القِيامَةَ أُرْسِلَتْ
عَلَينا ولمْ يُجرُوا البَرِيدَ المُقَزَّعا
ألَيْنَا بِمَخْتُومٍ عَلَيْها مُؤجَّلاً
ليُبْلِغَناها، عاشَ في الناسِ أجدَعا
نَعَى فَتَيَيْنَا للطِّعانِ وَللقِرَى،
وَعَدْلَينِ كانَا للحُكومَة مَقْنعَا
خِيارَينِ كَانَا يَمْنَعانِ ذِمَارَنَا،
وَمَعقِلَ من يَبكي إذا الرَّوْعُ أفْزَعا
فَعَيْنَيّ ما المَوْتَى سَوَاءً بُكَاهُمُ،
فَالبدّمِ، إنْ أنْزَفْتُما المَاء، فادْمَعا
وَما لَكُما لا تَبْكِيانِ، وقَدْ بكَى
مِنَ الحَزَنِ الهَضْبُ الذي قد تَقَلّعا
مَآتِمُ لابْنيْ يُوسُفٍ تَلْتَقي لهَا
نَوَائِحُ تَنْعَى وَارِيَ الزَّنْدِ أرْوَعا
نَعَتْ خَيرَ شُبّانِ الرّجالِ وَخَيرَهمْ
بهِ الشَّيبُ مِنْ أكْنَافِهِ قَدْ تَلَفّعا
أخاً كانَ أجْزَى أيْسَرَ الأرْضِ كلِّها
وَأجْزَى ابْنُهُ أمْرَ العِرَاقَينِ أجمَعا
وَقَدْ رَاعَ للحجّاجِ ناعِيهِما معاً،
صَبُوراً عَلى المَيْتِ الكَرِيمِ مُفَجَّعا
وَيَوْمٍ تُرَى جَوْزَاؤهُ مِنْ ظَلامِهِ
ترَى طَيْرَهُ قَبْلَ الوَقِيعَةِ وَقَّعا
ليَنْظُرْنَ ما تَقضِي الأسِنّةُ بَيْنَهمْ،
وَكُلُّ حُسامٍ غِمدُهُ قَد تَسَعْسَعا
جَعَلْتَ لعافِيها بِكُلّ كَرِيهَةٍ
جُمُوعاً إلى القَتْلى مَعافاً وَمَشْبَعا(39/69)
وَحَائِمَةٍ فَوْقَ الرّماحِ نُسُورُها،
صَرَعْتَ لعافِيها الكَمِيّ المُقَنَّعا
بهِنْدِيّةٍ بِيضٍ، إذا مَا تَناوَلَتْ
مكانَ الصّدى من رَأس عاصٍ تجَعجعا
وَقد كنتَ ضَرّاباً بها يا ابنَ يوسُفٍ
جَماجِمَ مَنْ عادَى الإمامَ وَشَيّعا
جَماجِمَ قَوْمٍ ناكِثِينَ جَرَى بِهمْ
إلى الغَيّ إبْلِيسُ النِّفاقِ وَأوْضَعا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> دعا دعوة الحبلى زباب وقد رأى
دعا دعوة الحبلى زباب وقد رأى
رقم القصيدة : 3517
-----------------------------------
دَعَا دَعْوَةَ الحُبْلى زَبابُ، وَقد رَأى
بَني قَطَنٍ هَزّوا القَنَا، فَتَزَعْزَعا
كَأنّهُمُ اقْتادُوا بِهِ مِنْ بُيُوتهِمْ
خَرُوفاً مِنَ الشّاءِ الحجازِيِّ أبْقَعا
فَلَوْ أنّ لَوْماً كانَ مُنْجيَ أهْلِهِ
لَنَجّى زَبَاباً لَوْمُهُ أنْ يُقَطَّعا
إذاً لَكَفْتْهُ السّيْفَ أُمٌّ لَئِيمَةٌ،
وَخالٌ رَعَى الأشْوَالَ حتى تَسَعسَعا
رُمَيْلَةُ أوْ شَيْمَاءُ أوْ عَرَكِيّةٌ
دَلُوكٌ برِجْلَيها القَعُودَ المَوَقَّعا
فَلا تَحْسَبَا يا ابْنَيْ رُمَيْلَةَ أنّهُ
يكُونُ بَوَاءً دُونَ أنْ تُقْتَلا مَعا
وَإنْ تُقْتَلا لا تُوفَيَا غَيْرَ أنّهُ
دَمُ الثأرِ أحرَى أنْ يُصَابَ فيَنْقَعا
بَني صَامتٍ هَلاّ زَجَرْتُمْ كِلابَكُمْ
عَنِ اللّحْمِ بالخَبْرَاءِ أنْ يَتَمَزّعا
وَلَيْسَ كَرِيمٌ للخُرَيْبَيْنِ ذائِقاً
قِرىً بَعدما نادى زَبابٌ فاسْمَعا
فشَرْعُكُما ألبانَها فَاصْفِرَا بِهَا
إذا الفَأرُ مِنْ أرضِ السّبيّةِ أمْرَعا
وعقد كانَ عَوْفٌ ذا ذُحُولٍ كَثِيرَةٍ
وَذا طَلَباتٍ تَتْرُكُ الأنْفَ أجْدَعا
أتَيْتَ بَني الشّرْقيّ تَحِسبُ عَزَّهُمْ
على عهد ذي القرنين كان تضعضعا
أتيتهم تسعى لتسقي دماءهم
وَعَمْروٌ بِشاجٍ قَبْرَهُ كانَ أضيْعَا
أتأتُونَ قَوْماً نارُهمْ في أكُفّهِمْ،
وَقاتِلُ عَمْروٍ يَرْقُدُ اللّيلَ أكْتَعا
فَسِيرَا، فَلا شَيخَينِ أحمَقُ منكُما،(39/70)
فَلَمْ تَرْ قعَا يا ابْني أُمَامَةَ مَرْقعَا
تَسُوقَانِ عمَّاداً زَعِيماً كأَنّماَ
تَسُوقانِ قِرْداً للحَمالَةِ أصْلَعا
سَيأتي ابنَ مَسْعودِ على نَأى دارِهِ
ثَناءٌ إذا غَنّى بهِ الرّكْبُ أقْذَعا
قَوَارِعُ مِنْ قِيلِ امرِىءٍ بكَ عالمٍ،
أجَرّكُمُ صَيْفاً جَدِيِداً وَمَرْبَعا
أنَاةً وَحِلْماً وَانْتِظارَ عَشِيرَةٍ،
لأدْفَعَ عَني جَهْلَ قَوْمي مَدْفَعا
فَلَمّا أبَوْا إلاّ الضَّجاجَ رَمَيْتُهُمْ
بذاتِ حَبارٍ تَترُكُ الوَجْهَ أسْفَعا
فَإنّ أباكَ الوَقْبَ قَبلَكَ خَالِداً،
دَفَعناهُ عَنْ جُرْثومَةِ المَجد أجمعا
بِمأثُرَةٍ بَذّتْ أباكَ، ولمَ يَجِدْ
لَهُ في ثَناياها ابنُ فِقْرَةَ مَطْلعَا
أيَسْعى ابنُ مَسْعُودٍ وَتِلْكَ سَفاهةٌ
ليُدرِكَ ما قد كانَ بالأمْسِ ضَيّعا
ليُدْرِكَ مَسْعاةَ الكِرَامِ، ولمَ يكُنْ
ليُدْرِكَها حَتى يُكلِّمَ تُبّعا
كذَبتُمْ بَني سَلمى، لقد تكذِبُ المُنى
وَتُرْدَى صَفاةُ الحَرْبِ حَتى تَصَدَّعا
فَإنّ لَنَا مَجْدَ الحياةِ، وَأنْتُمُ
تَسُوقُونَ عَوْداً للرُّكُوبِ مُوَقَّعا
سَيَعْلَمُ قَوْمي أنّني بِمفَازَةٍ
فَلاةٍ نَفَتْ عَنها الهَجِينَ فأرْتَعا
إذا طَلَبَتْها نَهْشَلٌ كانَ حَظُّها
عَناءً وَجَهْداً، ثمّ تَنزِعُ ظُلَّعا
أبي غالِبٌ، وَالله سَمّاهُ غالِباً،
وَكانَ جَديراً أنْ يَضُرّ وَيَنْفَعا
وَصَعْصَعَةُ الخَير الذي كانَ قَبْلَهُ،
يُشَرِّفُ حَوْضاً في حَيا المَجد مُترَعا
وَجَدّي عِقالٌ مَن يكُنْ فاخِراً بِهِ
على الناسِ يُرْفَعْ فَوْقَ من شاء مرْفَعا
وَعَمّي الذي اختارَتْ مَعَدٌّ حكُومَةً
على الناسِ إذْ وَافَوْا عُكاظَ بها مَعا
هُوَ الأقْرعُ الخَيرُ الّذي كانَ يَبْتَني
أواخيَ مَجْدٍ ثابِتٍ أنْ يُنزَّعا
فَيا أيّهَذا المُؤتلي لِيَنالَني،
أبي كانَ خَيراً مِنْ أبِيكَ وَأرْفَعا
وَهذا أوَاني اليَوْمَ يا آلَ نَهْشَلٍ،
رَدَيْتُ صَفاكُمْ مِنْ علٍ فَتَصدّعا(39/71)
رَدَيْتُ بمِرْداةٍ بِما كانَ أوّلي
رَداكمْ فَدَنّى سَعيُكمْ فتَضَعضَعا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> جزى الله عني في الأمور مجاشعا
جزى الله عني في الأمور مجاشعا
رقم القصيدة : 3518
-----------------------------------
جَزَى الله عنّي في الأمورِ مُجاشِعاً
جَزَاءَ كريمٍ عالمٍ كيفَ يَصْنَعُ
فإنْ تَجْزِني مِنْهُمْ، فإنّكَ قادِرٌ،
تَجُزُّ كَما شِئْتَ العِبادَ وَتَزْرَعُ
يُرِقّونَ عَظْمي ما اسْتَطاعُوا وَإنّما
أشِيدُ لَهُمْ بُنْيانَ مَجْدٍ وَأرْفَعُ
وَكيْفَ بكُمْ إنْ تَظلمُوني وَتَشتكوا
إذا أنا عاقَبْتُ امْرأً، وَهوَ أقْطَعُ
إذا انْفَقَأتْ مِنْكُمْ ضَوَاةٌ جَعَلْتُمُ
عَلَيّ أذَاهَا، حرقها يَتَزَرّعُ
تَرَوْنَ لَكُمْ مَجْداً هِجائي وَإنّما
هِجائي لمَنْ حانَ الذُّعافُ المُسَلَّعُ
وَإني لَيَنْهاني عَنِ الجَهْلِ فِيكُمُ،
إذا كِدتُ، خَلاّتٌ من الحلمِ أرْبَعُ:
حَياءٌ وَبُقْيَا وَاتّقَاءٌ، وإنّني
كَرِيمٌ فَأُعطي مَا أشاءُ وأمْنَعُ
وَإنْ أعْفُ أستَبقي حُلُومَ مُجاشعٍ،
فإنّ العَصَا كانَتْ لذي الحلِم تُقرَعُ
ألمْ تُرْجِلُوني عَنْ جِيادي وَتَخلعَوا
عِناني وَما مِثلي من القَوْمِ يُخْلَعُ
كَما كانَ يَلقى الزِّبْرِقانُ، ولَم يزَلْ
يُعالِجُ مَوْلىً يَسْتَقِيمُ وَيَظْلَعُ
وَأني لأَجْرِي بَعدَما يَبْلُغُ المَدَى،
وَأفقَأُ عَيْنَيْ ذي الذُّبابِ وَأجْدعُ
وَأكْوِي خَياشِيمَ الصُّداعِ، وَأبْتَغي
مَجامَعَ داءِ الرّأسِ من حيثُ يَنقَعُ
وَإني لَيَنْميني إلى خَيرِ مَنْصِبٍ
أبٌ كانَ أبّاءً يَضُرّ وَيَنْفَعُ
طَوِيلُ عِمادِ البَيْتِ تَبْني مُجاشِعٌ
إلى بَيْتِهِ أطْنَابَها مَا تَنَزَّعُ
سَيَبْلُغُ عَني حاجَتي غَيرُ عَامِلٍ،
بها من ذوِي الحاجاتِ فَيجٌ مُسَرِّعُ
عَصَائِبُ لمْ يَطْحَنْ كُدَيرٌ مَتاعَها
يَمُرّ بها بَينَ الغَدِيرَيْنِ مَهْيَعُ
إلَيْهِ، وَإنْ كَانَتْ زبَالَةُ بَيْنَنَا(39/72)
وَذُو حَدَبٍ فيهِ القَرَاقِيرُ تَمزَعُ
يَمِيناً لَئِنْ أمْسَى كُدَيْرٌ يَلُومُني،
لَقَدْ لُمْتُهُ لَوْماً سَيَبْقَى وَيَنْصَعُ
خَليلَيْ كُدَيْرِ أبْلغا، إنْ لَقيتُهُ
طَبعتُ، وَأنى ليسَ مِثلُكَ يَطْبَعُ
أفي مائَةٍ أقْرَضْتَها ذا قَرَابَةٍ،
عَلى كُلّ بابٍ، ماءُ عَينَيكَ يَدمَعُ
تَسِيلُ مآقِيكَ الصّدِيدَ تَلُومُني،
وَأنْتَ امْرُؤٌ قَحْمُ العِذارَينِ أصْلعُ
فَدُونَكَها إنّي إخالُكَ لمْ تَزَلْ
لَدُنْ خَرَجَتْ من بابِ بَيْتك تلمعُ
تُنادي وَتَدْعو الله فِيها، كَأنّمَا،
رُزِئْتَ ابنَ أُمٍّ لمْ يكُنْ يَتَضَعضَعُ
مَتى تَأتِهِ مِني النّذِيرَةُ لا يَنَمْ،
وَلكنْ يَخافُ الطّارِقاتِ ويَفْزَعُ
وَأيُّ امْرِىءٍ بَعْدَ النّذِيرَةِ قد رَأى
طَلايِعَها مِني لَهُ العَينُ تَهْجَعُ
مِنَ النّاسِ إلاّ فاسدَ العَقل شارَكتْ
بِهِ العَجْزَ حَوْلاً أُمُّهُ وَهوَ مُرْضَعُ
فلا يَقْذِفَنْكَ الحَينُ في نابِ حَيّةٍ
عَصَا كُلَّ حَوّاءٍ بِهِ السّمُّ مُنْقَعُ
يَفِرّ رُقَاةُ القَوْمِ لا يَقْرَبُونَهُ،
خَشاشُ حِبالٍ فاتِكُ اللّيلِ أقْرَعُ
مِنَ الصُّمّ إنْ تَعْلُكْكَ منه شكيمةٌ
تَمُتْ أوْ تُفِقْ قد بادَ عَقلُكَ أجمعُ
تَرَى جَسَداً عَيْناكَ تَنْظُرُ ساكِناً،
وَلَستَ ولَوْ ناداكَ لُقمانُ تَسْمَعُ
فَإيّاكَ! إني قَلّ ما أزْجُرُ أمْرأً
سِوى مَرّةٍ، إني بِمَنْ حانَ مُولَعُ
فَذلكَ تَقْديمي إلَيْكَ، فإنْ تكُنْ
شَقِيّاً تَردْ حَوْض الذي كنتُ أمنعُ
وَقَدْ شابَ صُدغاكَ اللّئيمانِ عاتِباً
عَلَيْنا، وَفينا أُمُّكَ الغُولُ تَمْزَعُ
إلى حُجُرِ الأضْيافِ كلَّ عَشِيّةٍ،
بذي حَلَقٍ تَمشي بِه تَتدَعْدعُ
فما زِلتُ عن سَعدٍ لَدُن أنْ هجَوْتُها
أخُصّ، وَتَارَاتٍ أعُمّ فَأجْمَعُ
جُعِلْتُ على سَعْدٍ عَذاباً فأصْبَحَتْ
تَلاعَنُ سَعْدٌ في عَذابي وَتُقْمَعُ
تَلاعُنَ أهْلِ النّارِ، إذْ يَرْكَبُونَها،
وإذْ هيَ تَغشَى المُجْرِمِينَ وَتَسْفَعُ(39/73)
ألمْ تَرَ سَعْداً أوْدَحَتْ إذْ دَكَكتُها
كَمَا دَكّ آطَامَ اليَمَامَةِ تُبّعُ
كَأنّ بَني سَعْدٍ ضِبَاعُ قَصِيمَةٍ،
تَفَرّعَها عَبْلُ الذّرَاعَينِ مِصْقَعُ
تُنَفِّسُ عَنْها بِالجُعُورِ وَتَتّقي
بِأذْنَابِها زبَّ المَناخِرِ طُلَّعُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا كنت ملهوفا أصابتك نكبة
إذا كنت ملهوفا أصابتك نكبة
رقم القصيدة : 3519
-----------------------------------
إذا كُنْتَ مَلْهُوفاً أصَابَتكَ نَكبَةٌ
فَنادِ، وَلا تَعْدِلْ، بِآلِ ذِرَاعِ
سِرَاعٌ إلى المعرُوفِ وَالخَيرِ وَالنّدى
وَلَيْسُوا إلى داعي الخَنَا بِسِرَاعِ
كَسَوْتُ قَتودَ الرّحلِ من بعد ناقَتي
بِأحْمَرَ مَحْبُوكِ الضّلُوعِ رَبَاعِ
فَما حَسَبٌ منْ نَهْشَلٍ تَشهَدونَهُ،
إذا صَارَ في أيْدِيهِمُ، بِمُضَاعِ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> شؤون صغيرة
شؤون صغيرة
رقم القصيدة : 352
-----------------------------------
تمر بها أنت .. دون التفات
تساوي لدي حياتي
جميع حياتي..
حوادث .. قد لا تثير اهتمامك
أعمر منها قصور
وأحيا عليها شهور
وأغزل منها حكايا كثيرة
وألف سماء..
وألف جزيرة..
شؤون ..
شؤونك تلك الصغيرة
فحين تدخن أجثو أمامك
كقطتك الطيبة
وكلي أمان
ألاحق مزهوة معجبة
خيوط الدخان
توزعها في زوايا المكان
دوائر.. دوائر
وترحل في آخر الليل عني
كنجم، كطيب مهاجر
وتتركني يا صديق حياتي
لرائحة التبغ والذكريات
وأبقي أنا ..
في صقيع انفرادي
وزادي أنا .. كل زادي
حطام السجائر
وصحن .. يضم رمادا
يضم رمادي..
***
وحين أكون مريضة
وتحمل أزهارك الغالية
صديقي.. إلي
وتجعل بين يديك يدي
يعود لي اللون والعافية
وتلتصق الشمس في وجنتي
وأبكي .. وأبكي.. بغير إرادة
وأنت ترد غطائي علي
وتجعل رأسي فوق الوسادة..
تمنيت كل التمني
صديقي .. لو أني
أظل .. أظل عليلة
لتسأل عني
لتحمل لي كل يوم
ورودا جميلة..
وإن رن في بيتنا الهاتف
إليه أطير
أنا .. يا صديقي الأثير(39/74)
بفرحة طفل صغير
بشوق سنونوة شاردة
وأحتضن الآلة الجامدة
وأعصر أسلاكها الباردة
وأنتظر الصوت ..
صوتك يهمي علي
دفيئا .. مليئا .. قوي
كصوت نبي
كصوت وارتطام النجوم
كصوت سقوط الحلي
وأبكي .. وأبكي ..
لأنك فكرت في
لأنك من شرفات الغيوب
هتفت إلي..
***
ويوم أجيء إليك
لكي أستعير كتاب
لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب
تمد أصابعك المتعبة
إلى المكتبة..
وأبقي أنا .. في ضباب الضباب
كأني سؤال بغير جواب..
أحدق فيك وفي المكتبة
كما تفعل القطة الطيبة
تراك اكتشفت؟
تراك عرفت؟
بأني جئت لغير الكتاب
وأني لست سوى كاذبة
.. وأمضى سريعا إلى مخدعي
أضم الكتاب إلى أضلعي
كأني حملت الوجود معي
وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي الستور
وأنبش بين السطور .. وخلف السطور
وأعدو وراء الفواصل .. أعدو
وراء نقاط تدور
ورأسي يدور ..
كأني عصفورة جائعة
تفتش عن فضلات البذور
لعلك .. يا .. يا صديقي الأثير
تركت بإحدى الزوايا ..
عبارة حب قصيرة ..
جنينة شوق صغيرة
لعلك بين الصحائف خبأت شيا
سلاما صغيرا .. يعيد السلام إليا ..
***
وحين نكون معا في الطريق
وتأخذ - من غير قصد - ذراعي
أحسن أنا يا صديق ..
بشيء عميق
بشيء يشابه طعم الحريق
على مرفقي ..
وأرفع كفي نحو السماء
لتجعل دربي بغير انتهاء
وأبكي .. وأبكي بغير انقطاع
لكي يستمر ضياعي
وحين أعود مساء إلى غرفتي
وأنزع عن كتفي الرداء
أحس - وما أنت في غرفتي -
بأن يديك
تلفان في رحمة مرفقي
وأبقي لأعبد يا مرهقي
مكان أصابعك الدافئات
على كم فستاني الأزرق ..
وأبكي .. وأبكي .. بغير انقطاع
كأن ذراعي ليست ذراعي..
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بنيت بناء يجرض الغيظ دونه
بنيت بناء يجرض الغيظ دونه
رقم القصيدة : 3520
-----------------------------------
بَنَيْتَ بِنَاءً يُجْرِضُ الغَيْظُ دونَهُ
عَدُوَّكَ، وَالأبْصَارُ فِيهِ تَقَطَّعُ
وَإنّكَ في الأخرَى إذا الحَرْبُ شمَّرَتْ
لكالسيفِ ما يُنخَى له السّيْفُ يُقطَعُ(39/75)
جَدَعْتَ عَرَانِينَ المَزُونِ فَلا أرَى
أذلّ وَأخْزعى مِنْهُمُ يَوْمَ جُدِّعُوا
وَحَمّلْتَ أعجازَ البِغالِ فأصْبَحَتْ
مُحَذَّفَةً في كُلّ بَيْدَاءَ تَلْمَعُ
جَمَاجِمَ أشْياخٍ كَأنّ لِحاهُمُ
ثَعالِبُ مَوْتَى أوْ نَعَامٌ مُنَزَّعُ
وَنَجّى أبَا المِنْهالِ ثَانٍ، كَأنّهُ
يَدا سابِحٍ في غَمْرَةٍ يَتَذَرَّعُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رعاء الشاء زيد مناة كانوا
رعاء الشاء زيد مناة كانوا
رقم القصيدة : 3521
-----------------------------------
رِعَاءُ الشّاءِ زيْدُ مَنَاةَ كَانُوا
بِكَاظِمَةِ العِرَاقِ بَني لَكَاعا
وَلَوْ شَهِدَتْ بَني ذَهْلٍ لحَامُوا
على أحْسَابِ ضَبّةَ أنْ تُضَاعا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نزع ابن بشر وابن عمرو قبله
نزع ابن بشر وابن عمرو قبله
رقم القصيدة : 3522
-----------------------------------
نَزَعَ ابنُ بِشْرٍ وَابنُ عَمْروٍ قَبْلَهُ
وَأخُو هَرَاةَ لمِثْلِهَا يَتَوقّعُ
وَمَضَتْ لمَسْلَمَةَ الرّكابُ مُوَدَّعاً،
فَارْعَيْ فَزَارَة، لا هَناكِ المَرْتَعُ
وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ فَزَارَة أُمّرَتْ
أنْ سَوْفَ تَطْمَعُ في الإمارَةِ أشجَعُ
إنّ القِيامَةَ قَدْ دَنَتْ أشْرَاطُها،
حَتى أُمَيّةُ عَنْ فَزَارَةَ تَنْزَعُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> فدى لرؤوس من تميم تتابعوا
فدى لرؤوس من تميم تتابعوا
رقم القصيدة : 3523
-----------------------------------
فِدىً لرُؤوسٍ مِنْ تَمِيمٍ تَتابَعُوا
إلى الشّأمِ لمْ يَرْضَوْا بحكمِ السَّمَيدعِ
أحُكْمُ حَرُورِيٍّ مِنَ الدِّينِ مارِقٍ
أضَلُّ وَأغْوَى مِنْ حِمارٍ مُجَدَّعِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد رزئت حزما وحلما ونائلا
لقد رزئت حزما وحلما ونائلا
رقم القصيدة : 3524
-----------------------------------
لَقدْ رُزِئت حَزْماً وَحِلماً وَنَائِلاً
تَمِيمُ بنُ مُرٍّ يَوْمَ مَاتَ وَكِيعُ
وَما كانَ وَقّافاً وَكيعٌ، إذا بَدَتْ(39/76)
نَجَائِبُ مَوْتٍ، وَبْلُهُنّ نَجِيعُ
إذا التقَتِ الأبْطالُ أبْصَرْتَ وَجهَهُ
مُضِيئاً، وَأعناقُ الكُماةِ خُضُوعُ
فَصَبْراً تَمِيمٌ، إنّما المَوْتُ مَنْهَلٌ
يَصِيرُ إلَيْهِ صَابِرٌ وَجَزُوعُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> على ابن أبي سود تفيض دموعي
على ابن أبي سود تفيض دموعي
رقم القصيدة : 3525
-----------------------------------
على ابنِ أبي سُودٍ تَفِيضُ دُمُوعي،
وَمَنْ لِمِرَاسِ الحَرْبِ بَعْدَ وَكِيعِ
لَقَدْ كانَ قَوّاد الجِيادِ إلى الوَغَى،
عَلَيْهِنّ غابٌ مِنْ قَناً وَدُرُوعِ
تَقُولُ تَمهيمٌ بَعْدَما فُجِعُوا بِهِ:
لَقَدْ كانَ للأحْسابِ غَير مُضِيعِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ولا تحسبا أني تضعضع جانبي
ولا تحسبا أني تضعضع جانبي
رقم القصيدة : 3526
-----------------------------------
ولا تَحْسبَا أنّي تَضَعْضَعَ جَانِبي
لفقدِ امرِىءٍ، لوْ كانَ غيرِي تضَعضَعا
بَنيَّ بِأعْلامِ الجَرِيرَةِ صُرّعُوا،
وَكُلُّ امرِىءٍ يَوْماً سيأخذُ مَضْجَعا
لَعَمرِي لَقَدْ أبقى ليَ الدّهرُ صَخرَةً
يُرَادَى بي الباغي وَلمْ أكُ أضْرَعَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أني إلى خير البرية كلها
أني إلى خير البرية كلها
رقم القصيدة : 3527
-----------------------------------
أنّي إلى خَيْرِ البَرِيّةِ كُلِّهَا
رَحَلْتُ وَما ضَاقَتْ عَليَّ المَطامِعُ
إلى القائِدِ المَيْمُونِ وَالمُهْتَدَى بِهِ،
إذ النّاسُ مَتْبُوعٌ وَآخَرُ تَابِعُ
طُبِعتَ على الإسْلام وَالحَزْمِ والندى،
ألا إنّما تُبْدِي الأمُورَ الطّبَائِعُ
فَداكَ رِجالٌ أوْقَدُوا ثمّ أخْمَدُوا،
مَنازلُهُمْ مِنْ كُلّ خَيرٍ بَلاقِعُ
أرَى الشّمس فيها الرّوحُ سيقتْ هديّةً
إليّ وَقَدْ أعْيَتْ عَليّ المَضَاجِعُ
تَبَسّمُ عَنْ غُرٍّ عِذَابٍ، كأنّها
أقاحٌ تُرَوّيها الذِّهابُ اللّوَامِعُ
كَأنّ مُجَاجَ النّحْل بَينَ لِثاتِها،
وَمَاء سَحَابٍ أحْرَزَتْهُ الوَقَائِعُ(39/77)
وَكادَتْ بَناتُ النّفسِ تَخرُجُ وَالحشا
وَتَنفَضّ من وجدٍ عليها الأضَالِعُ
أرَاني، إذا دارٌ بظَمْياءَ طَوّحَتْ،
أخا زَفَراتٍ تَعْتَقِبْها الفَوَاجِعُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إليك ابن سيار فتى الجود واعست
إليك ابن سيار فتى الجود واعست
رقم القصيدة : 3528
-----------------------------------
إلَيكَ ابنَ سَيّارٍ فتى الجُودِ وَاعَسَتْ
بنا البيدَ أعضَادُ المَهارِي الشّعاشعِ
كَمِ اجتَبْنَ من لَيلٍ يطأنَ خدودَه
إلَيكَ، وَنَشْرٍ بالضّحَى مُتَخاشعِ
إذا انْقادَ بالمَوْماةِ سامَينَ خَطْمَهُ
بِمَائِرَةِ الآباطِ خُوصِ المَدامِعِ
فَلَمّا شكَتْ عضّ الرِّحالِ ظهورُها
إلى خِنْدِفيّ الجُودِ، للضّيمِ دافِعِ
أنَخْنا بها صُهْبَ المَهاري، فجُرّدتْ
من المَيسِ تجرِيدَ السّيوفِ القَوَاطعِ
وَأنْتَ امْرُؤٌ تَحمي ذِمارَ عَشِيرةٍ
كِرَامٍ بجَزْلٍ مِنْ عَطائِكَ نافِعِ
جَسِيمُ محَلِّ البَيْتِ ضَمّنَكَ القِرَى
أبُوكَ وَأحداثُ الأمورِ الجَوَامِعِ
لِبَيْتِكَ، مِن أفناءِ خِندِفَ كلِّها،
عَرَانِينُ لَيسَتْ بالوَشيطِ التّوَابِعِ
وَكُلُّ جَسُورٍ بالمِئينَ وَمُطْعِمٍ،
إذا اغْبَرّ آفَاقُ الرّياحِ الزّعَازِعِ
فَكَمْ لكَ يا نَصرَ بنَ سَيّارَ من أبٍ
أغَرَّ، إذا التَفّتْ نَوَاصي المَجامِعِ
كُهُولٌ وَشُبّانٌ مَساعِيرُ في الوَغَى،
لَهُمْ بِالقَنَا أيْدٍ طِوَالُ الأشاجِعِ
إذا جَرّدُوا أسْيافَهُمْ لِكَتِيبَةٍ
لمَعْنَ، وَميضَ العارِضِ المُتَدافِعِ
وَأنْتَ ابنُ أشْيَاخٍ إذا نضَبَ الثّرَى
مِنَ المَحْلِ كانوا كاللّيُوثِ الروَابعِ
هُمُ الضّامِنُونَ المَالَ للجارِ وَالقِرَى
من الأرْض إذ خيفتْ جدوبُ المَوَاقعِ
وَلمّا رَأيتُ الجُودَ تَجرِي جِيادُهُ
إلى خَطَرٍ يُفْلى بِهِ كُلُّ مَائِعِ
مَدْحتُ جَوَاداً بَينَ سَيّارَ بَيْتُهُ،
وَبَينَ حُصَينٍ بِالرّوَابي الفَوَارِعِ
أنْصْرَ بنَ سَيّارٍ بكَفّيْكَ ضُمّنَتْ(39/78)
معَ الجُودِ ضرْبَ الهامِ عندَ الوَقائعِ
خَطِيبُ مُلُوكِ لا تَزَالُ جِيادُهُ
بِثَغْرِ بَزَانٍ في ظِلالِ اللّوَامِعِ
إذا سَدَفُ الصّبْحِ انّجَلى عن جَبينِهِ
وَلَمْحُ قَطائيٍّ على السّرْجِ وَاقِعِ
غَدا فارِسَ الفُرْسانِ تَحتَ لِوَائِهِ،
طِوَالَ الهوَادِي مُقْرَباتِ النّزَائِعِ
جَمَعتَ العُلى وَالجودَ وَالحلمَ تَقتدي
بقَتْلِ أبِيكَ الجُوعَ عَن كُلِّ جائعِ
وَأنتَ الجَوادُ ابنُ الجَوَادِ وَسَيّدٌ
لسادَةِ صِدْقٍ وَالكُهولِ الأصَالِعِ
وَأنْتَ امرُؤٌ إنْ تُسْألِ الخَيرَ تُعطِه
جَزِيلاً، وَإنْ تَشفَعْ تكنْ خيرَ شافعِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لكل امرىء نفسان نفس كريمة
لكل امرىء نفسان نفس كريمة
رقم القصيدة : 3529
-----------------------------------
لكلّ امرِىءٍ نَفسانِ: نَفسٌ كرِيمَةٌ،
وَأخْرَى يُعاصِيها الفتى أوْ يُطِيعُها
وَنَفْسُكَ من نَفْسَيكَ تَشفعُ للنّدى
إذا قَلّ منْ أحْرَارهِنّ شَفِيعُها
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> كلمات
كلمات
رقم القصيدة : 353
-----------------------------------
يُسمعني.. حينَ يراقصُني
كلماتٍ ليست كالكلمات
يأخذني من تحتِ ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
والمطرُ الأسودُ في عيني
يتساقطُ زخاتٍ.. زخات
يحملني معهُ.. يحملني
لمساءٍ ورديِ الشُرفات
وأنا.. كالطفلةِ في يدهِ
كالريشةِ تحملها النسمات
يحملُ لي سبعةَ أقمارٍ
بيديهِ وحُزمةَ أغنيات
يهديني شمساً.. يهديني
صيفاً.. وقطيعَ سنونوَّات
يخبرني.. أني تحفتهُ
وأساوي آلافَ النجمات
و بأني كنزٌ... وبأني
أجملُ ما شاهدَ من لوحات
يروي أشياءَ تدوخني
تنسيني المرقصَ والخطوات
كلماتٍ تقلبُ تاريخي
تجعلني امرأةً في لحظات
يبني لي قصراً من وهمٍ
لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات
وأعودُ.. أعودُ لطاولتي
لا شيءَ معي.. إلا كلمات
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ولائمتي يوما على ما أتت به
ولائمتي يوما على ما أتت به
رقم القصيدة : 3530(39/79)
-----------------------------------
وَلائمَتي يَوْماً عَلى ما أتَتْ بِهِ
صُرُوفُ اللّيالي وَالخُطوبُ القَوَارِعُ
فَقُلتُ لهَا: فِيئي إلَيْكِ، وَأقصِري،
فأوْمُ الفَتى سَيْفٌ بوَصْلَيْهِ قاطِعُ
تَلُومُ عَلى أنْ صَبّحَ الذّئْبُ ضَأنَها
فألْوَى بِحْبْشٍ وَهْوَ في الرّعي رَاتعُ
وَقَدْ مرّ حَوْلٌ بَعْدَ حَوْلٍ وَأشهُرٌ
عَلَيْهِ بِبُؤسٍ وَهوَ ظمآنُ جَائِعُ
فَلَمّا رَأى الإقْدامَ حَزْماً، وَأنّهُ
أخُو المَوْتِ مَن سُدّتْ عليه المَطالعُ
أغَارَ عَلى خَوْفٍ وَصَادَفَ غِرّةً،
فَلاقَى التي كانَتْ عَليها المطامِعُ
وَما كُنتُ مِضْياعاً وَلَكِنّ هِمّتي
سِوى الرَّعْيِ مَفطوماً وَإذْ أنا يافِعُ
أبِيتُ أسُومُ النّفْسَ كُلَّ عَظِيمَةٍ
إذا وَطُؤتْ بالمُكْثِرِينَ المَضَاجِعُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> من يأت عواما ويشرب عنده
من يأت عواما ويشرب عنده
رقم القصيدة : 3531
-----------------------------------
مَنْ يأتِ عَوّاماً وَيَشْرَبْ عِنْدَهُ
يَدَعِ الصّيامَ وَلا تُصَلّى الأرْبَعُ
وَيَبِيتُ في حَرَجٍ، وَيُصْبِحُ هَمُّهُ
بَرْدَ الشّرَابِ، وَتَارَةً يَتَهَوّعُ
وَلَقَدْ مَررْتُ بِبابِهِمْ، فَرَأيْتُهُمْ
صَرْعَى... قَائِماً يَتَتَعْتَعُ
فَذَكَرْتُ أهْلَ النّارِ حينَ رَأيْتُهُمْ،
وَحَمِدْتُ خائِفَنا عَلى ما يَصْنعُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا باهلي تحته حنظلية
إذا باهلي تحته حنظلية
رقم القصيدة : 3532
-----------------------------------
إذا باهِليٌّ تَحْتهُ حَنْظَلِيّةٌ
لَهُ وَلَدٌ مِنْها فذاكَ المُذَرَّعُ
ذِرَاعٌ بها لئمٌ وَأُخْرَى كرِيمَةٌ،
وَما يَصْنَعُ الأقْوَامُ فالله أصْنَعُ
غُلامٌ أتاهُ اللّؤمُ من شَطرِ عَمّهِ،
لَهُ مِسْمَعٌ وَافٍ، وَآخَرُ أجدعُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> هلال بن همام فخلوا سبيله
هلال بن همام فخلوا سبيله
رقم القصيدة : 3533
-----------------------------------(39/80)
هلالَ بنَ هَمّامٍ فَخَلّوا سَبِيلَهُ،هلالَ بنَ هَمّامٍ فَخَلّوا سَبِيلَهُ،
فَتىً لمْ يَزلْ يَبْني العُلى مُذْ تَيَفّعا
فَتىً مِحْرَبِيّاً مَا تَزَالُ يَمِينُهُ
تُدافَعُ ضَيْماً، أوْ تَجودُ فتَنْفَعا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا ويح صبيتي الذين تركتهم
يا ويح صبيتي الذين تركتهم
رقم القصيدة : 3534
-----------------------------------
يا وَيحَ صِبْيَتيَ الّذِينَ تَرَكْتُهُمْ،
لا يُنْضجُونَ مِنَ الهُزالِ كُرَاعَا
قَدْ كانَ فيّ لَوَ انّ دَهْراً رَدّني
لِبَنيَّ، حَتى يَكْبَرُوا، لمَتَاعَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد ضرب الحجاج ضربة حازم
لقد ضرب الحجاج ضربة حازم
رقم القصيدة : 3535
-----------------------------------
لقَدْ ضَرَبَ الحَجّاجُ ضَرْبَةَ حازِمٍ
كَبا جُندُ إبْليسٍ لها وتَضَعضَعُوا
أضَاءَ لَهِا مَا بَينَ شَرْقٍ وَمَغْرِبٍ،
بنُورٍ مُضِيءٍ، وَالأسِنّةُ شُرَّعُ
وَخَرّتْ شَياطِينُ البِلادِ كَأنّها،
مَخافَةَ أُخْرَى، في الأزِمّةِ خُضّعُ
فَلَمْ يَدَعِ الحَجّاجُ من ذي عَداوَةٍ
مِنَ الناسِ إلاّ يَسْتَكِينُ وَيَضرَعُ
إذا حارَبَ الحَجّاجُ أيَّ مُنافِقٍ،
عَلاهُ بسَيْفٍ كُلّمَا هُزّ يَقْطَعُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> منا الذي اختير الرجال سماحة
منا الذي اختير الرجال سماحة
رقم القصيدة : 3536
-----------------------------------
مِنّا الّذِي اخْتِيرَ الرّجالَ سَماحَةً
وَخَيراً إذا هَبّ الرّياحُ الزّعَازِعُ
وَمِنّا الّذي أعْطَى الرّسُولُ عَطِيّةً
أُسارَى تَمِيمٍ، وَالعُيُونُ دَوَامِعُ
وَمِنّا الذي يُعطي المِئِينَ وَيَشترِي الـ
ـغَوَالي، وَيَعْلُو فَضْلُهُ مَنْ يُدافعُ
وَمِنّا خَطِيبٌ لا يُعابُ، وَحامِلٌ
أغَرُّ إذا التَفّتْ عَلَيهِ المَجَامِعُ
وَمِنّا الّذي أحْيَا الوَئِيدَ وَغالِبٌ
وَعَمْروٌ وَمِنّا حاجِبٌ وَالأقارِعُ
وَمِنّا غَداةَ الرَّوْعِ فِتّيانُ غارَةٍ،(39/81)
إذا مَتعَتْ تحتَ الزِّجاجِ الأشاجعُ
وَمِنّا الّذي قادَ الجِيادَ عَلى الوَجَا
لنَجْرَانَ حَتى صَبْحَتْها النّزَائِعُ
أُولَئِكَ آبَائي، فَجِئْني بمِثْلِهِمْ،
إذا جَمَعَتْنا يا جَرِيرُ المَجَامِعُ
نمَوْني فأشْرَفْتُ العَلايَةَ فَوقَكُمْ
بُحُورٌ، وَمنّا حَامِلُونَ وَدافَعُ
بهِمْ أعْتَلي مَا حَمّلَتْني مُجاشِعٌ،
وَأصْرَعُ أقْرَاني الّذِينَ أُصَارِعُ
فَيا عَجَبي حَتّى كُلَيْبٌ تَسُبّني،
كأنّ أباها نَهْشَلٌ أوْ مُجَاشَعُ
أتَفْخَرُ أنْ دَقّتْ كُلَيْبٌ بنَهْشَلٍ،
وَما مِنْ كُلَيْبٍ نَهْشَلٌ وَالرَّبائِعُ
وَلَكِنْ هُما عَمّايَ من آلِ مَالِكٍ،
فأقْعِ فَقَدْ سُدّتْ عَلَيكَ المَطالِعُ
فإنّكَ إلاّ ما اعتَصَمْتَ بنَهْشَلٍ،
لمُسْتَضْعَفٌ يا ابنَ المَرَاغَةِ ضَائَعُ
إذا أنتَ يا ابنَ الكَلْبِ ألقَتْكَ نهشلٌ
ولَمْ تَكُ في حِلْفٍ فَما أنتَ صَانِعُ
ألا تَسألُونَ النّاس عَنّا وَعَنْكُمُ،
إذا عُظّمَتْ عِندَ الأمورِ الصّنائَعُ
تَعالَوْا، فَعُدّوا، يَعلَمِ النّاسُ أيُّنا
لصَاحِبِهِ في أوّلِ الدّهْرِ تابَعُ
وَأيُّ القَبِيلَينِ الّذي في بُيُوتِهِمْ
عِظامُ المَساعي وَاللُّهَى وَالدّسائَعُ
وَأينَ تُقَضّي المالِكَانِ أُمُورَها
بحَقٍّ، وَأينَ الخافِقاتُ اللّوَامِعُ
وَأينَ الوُجُوهُ الوَاضِحاتُ عَشِيّةً
على البابِ وَالأيدي الطِّوَالُ النّوَافعُ
تَنَحَّ عَنِ البَطْحاءِ، إنّ قَدِيمَها
لَنا، وَالجِبالُ البَاذِخاتُ الفَوَارِعُ
أخَذْنا بِآفَاقِ السّمَاءِ عَلَيْكُمُ،
لَنَا قَمَرَاها وَالنّجُومُ الطّوَالِعُ
لَنَا مقْرَمٌ يَعْلُو القُرومُ هَدِيرُهُ
بِذَخْ، كُلُّ فَحْلٍ دونَه متَوَاضَعُ
هَوى الخَطَفَى لمّا اخْتَطَفْتُ دِماغه
كما اختَطفَ البازِي الخَشاش المُقارِعُ
أتَعْدلُ أحْسَاباً لِئَاماً أدِقّةً
بأحْسابِنا؟ إني إلى الله رَاجَعُ
وَكُنّا إذا الجَبّارُ صَعّرَ خَدَّهُ،
ضَرَبْناهُ حَتى تَسْتَقِيمَ الأخادِعُ(39/82)
وَنَحْنُ جَعَلْنا لابنِ طَيْبَةَ حكمَهُ
مِنَ الرّمْحِ إذْ نَقْعُ السّنابك ساطعُ
وَكُلُّ فَطِيم يَنْتَهي لِفِطَامِهِ،
وَكُلُّ كُلَيْبيٍّ وَإنْ شابَ رَاضِعُ
تَزيّدَ يَرْبُوعٌ بهِمْ في عِدادِهِمْ،
كما زيدَ في عَرْضِ الأديمِ الأكارِعُ
إذا قيلَ: أيُّ النّاسِ شَرٌّ قَبِيلَةً؟
أشارَتْ كُلَيْبٌ بالأكفّ الأصَابِعُ
ولم تَمنَعُوا يَوْمَ الهُذَيلِ بَناتِكُمْ،
بَني الكَلبِ، وَالحامي الحَقيقةَ مانِعُ
غَادةَ أتَتْ خَيلُ الهُذَيلِ وَرَاءكُمْ
وَسُدّتْ عَلَيَكُمْ من إرَابَ المَطالعُ
بَكَيْنَ إلَيْكُمْ، وَالرّمَاحُ كأنّها
معَ القَوْمِ أشطانُ الجَرُور النّوازِعُ
دَعَتْ يالَ يَرْبُوعٍ، وَقَد حالَ دونها
صُدُورُ العَوَالي وَالذُّكُورُ القَوَاطِعُ
فَأيَّ لَحَاقٍ تَنْظُرُونَ، وَقَدْ أتَى
على أُمُلِ الدَّهْنا النّسَاءُ الرّوَاضِعُ
وَهُن رُدافَى، يَلْتَفِتْنَ إلَيكُمُ،
لأسُوُقِها خَلْفَ الرّجالِ قَعاقِعُ
بِعَيطٍ إذا مَالَتْ بِهِنّ خَمِيلَةٌ،
مَرَى عَبَرَاتِ الشّوْقِ منها المَدامِعُ
تَرَى للكُلَيْبِيّاتِ، وَسْطَ بُيُوتهِمْ،
وُجُوهَ إماءٍ لمْ تَصُنْها البَرَاقِعُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أظن رجال الدرهمين تسوقهم
أظن رجال الدرهمين تسوقهم
رقم القصيدة : 3537
-----------------------------------
أظُنّ رِجَالَ الدّرْهَمَينِ تَسُوقُهُمْ
إلى قَدَرٍ، آجالُهُمْ وَمصَارِعُ
وَأحْزَمُهُمْ مَنْ قَرّ في قَعْرِ بَيْتِهِ
وَأيْقَنَ أنّ العَزْمَ لا بُدّ وَاقِعُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عجبت لحادينا المقحم سيره
عجبت لحادينا المقحم سيره
رقم القصيدة : 3538
-----------------------------------
عَجِبْتُ لحادِينا المُقَحِّمِ سَيْرُهُ
بِنا مُزْحِفاتٍ مِنْ كَلالٍ وَظُلَّعا
لِيُدْنِينَنا مِمّنْ إلَيْنَا لِقاؤهُ
حَبِيبٌ وَمِنْ دارٍ أرَدْنا لِتَجْمَعا
وَلَوْ نَعْلَمُ العِلْمَ الّذِي من أمامِنا(39/83)
لَكَرّ بِنا الحادي الرّكابَ فأسْرَعا
لَقُلْتُ ارْجعَنْها إنّ لي من وَرَائِها
خَذُولَيْ صِوَارٍ بَينَ قُفٍّ وَأجْرَعا
مِنَ العُوجِ أعْناقاً، عِقالٌ أبوهُما،
تَكونانِ للعَيْنَينِ وَالقَلبِ مَقْنَعا
نَوارُ لها يَوْمَانِ: يَوْمٌ غَرِيرَةٌ،
وَيَوْمٌ كغَرْثَى جِرْوُها قَدْ تَيَفَّعا
يقولون: زُرْ حَدْرَاءَ، والتُّرْبُ دونَها،
وَكَيْفَ بِشَيْءٍ وَصْلُهُ قَدْ تَقطّعا
وَلَستُ، وَإنْ عَزّت عَلَيّ، بِزَائِرٍ
تُرَاباً على مَرْسُومَةٍ قد تَضَعضَعا
وَأهْوَنُ مَفْقُودٍ، إذا المَوْتُ نَالَهُ،
على المَرْءِ مِنْ أصْحابهِ مَنْ تَقَنّعا
يَقولُ ابنُ خِنزِيرٍ بكَيتَ، وَلمْ تكنْ
على امرَأةٍ عَيْني، إخالُ، لِتَدْمَعا
وَأهْوَنُ رُزْءٍ لامْرِىءٍ غَيرِ عاجِزٍ،
رَزيّةُ مُرْتَجّ الرّوَادِفِ أفْرَعا
وَما ماتَ عِنْدَ ابنِ المَراغَةِ مِثْلُها،
وَلا تَبِعَتْهُ ظاعِناً حَيْثُ دَعْدَعا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بين إذا نزلت عليك مجاشع
بين إذا نزلت عليك مجاشع
رقم القصيدة : 3539
-----------------------------------
بَيّنْ، إذا نَزَلَتْ عَلَيْكَ مُجاشعٌ،
أوْ نَهْشَلٌ، تَلِعاتُكمْ ما تَصْنَعُ
في جَحْفَلٍ لَجبٍ كَأنّ زُهاءَهُ
شَرْقيُّ رُكْنِ عَمايَتَينِ الأرْفَعُ
وَإذا طُهَيّةُ مِنْ وَرَائِي أصْبَحَتْ
أجَمُ الرّماحِ عَلَيْهِمُ يَتَزَعْزَعُ
حَوْضي بَنُو عُدُسٍ على مَسْقاتِهِ،
وَبَنُو شَرَافَ مِنَ المَكارِمِ مُتْرَعُ
إن كان قَدْ أعياكَ نَقضُ قصَائدي
فانظُرْ جَرِيرُ إذا تَلاقَى المَجْمعُ
وَتَهادَرُوا بِشَقَاشِقٍ، أعْناقُها
غُلْبُ الرّقابِ، قُرُومُها لا تُوزَعُ
هَلْ تَأتِينّ بِمِثْلِ قَوْمِكَ دارِماً،
قَوْماً زرَارَةُ مِنْهُمُ وَالأقْرَعُ
وَعُطارِدٌ، وَأبُوهُ، مِنهُم حاجبٌ،
وَالشّيْخُ ناجِيَةُ الخِضَمُّ المِصْقَعُ
ورَئيسُ يَوْمِ نَطاعِ صعصَعَةُ الذي
حِيناً يَضُرّ، وكانَ حِيناً يَنْفَعُ(39/84)
واسألْ بِنا وَبِكُمْ إذا وَرَدَتْ مِنىً
أطْرَافُ كُلِّ قَبيلَةٍ، مَنْ يَسْمَعُ
صَوْتي وَصَوْتَكَ يُخبرُوكَ مَنِ الذي
عَنْ كلّ مَكْرُمَةٍ لخِنْدِفَ يَدْفَعُ
وَإذا أخَذْتَ بقاصِعائِكَ لمْ تَجِدْ
أحَداً يُعِينُكَ غَيرَ مَنْ يَتقَصّعُ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> لوليتا
لوليتا
رقم القصيدة : 354
-----------------------------------
صار عمري خمس عشرة
صرت أحلى ألف مرة
صار حبي لك أكبر
ألف مرة..
ربما من سنتين
لم تكن تهتم في وجهي المدور
كان حسني بين بين ..
وفساتيني تغطي الركبتين
كنت آتيك بثوبي المدرسي
وشريطي القرمزي
كان يكفيني بأن تهدي إلي
دمية .. قطعة سكر ..
لم أكن أطلب أكثر
وتطور..
بعد هذا كل شيء
لم أعد أقنع في قطعة سكر
ودمي .. تطرحها بين يدي
صارت اللعبة أخطر
ألف مرة..
صرت أنت اللعبة الكبرى لدي
صرت أحلى لعبة بين يدي
صار عمري خمس عشره..
*
صار عمري خمس عشره
كل ما في داخلي .. غنى وأزهر
كل شيء .. صار أخضر
شفتي خوح .. وياقوت مكسر
وبصدري ضحكت قبة مرمر
وينابيع .. وشمس .. وصنوبر
صارت المرآة لو تلمس نهدي تتخدر
والذي كان سويا قبل عامين تدور
فتصور ..
طفلة الأمس التي كانت على بابك تلعب
والتي كانت على حضنك تغفو حين تتعب
أصبحت قطعة جوهر..
لا تقدر ..
*
صار عمري خمس عشره
صرت أجمل ..
وستدعوني إلى الرقص .. وأقبل
سوف ألتف بشال قصبي
وسأبدوا كالأميرات ببهو عربي..
أنت بعد اليوم لن تخجل في
فلقد أصبحت أطول ..
آه كم صليت كي أصبح أطول..
إصبعا .. أو إصبعين..
آه .. كم حاولت أن أظهر أكبر
سنة أو سنتين ..
آه .. كم ثرت على وجهي المدور
وذؤاباتي .. وثوبي المدرسي
وعلى الحب .. بشكل أبوي
لا تعاملني بشكل أبوي
فلقد أصبح عمري خمس عشرة.
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إني لأبغص سعدا أن أجاوره
إني لأبغص سعدا أن أجاوره
رقم القصيدة : 3540
-----------------------------------
إني لأُبْغصُ سَعْداً أنْ أُجَاورَهُ،(39/85)
ولا أُحِبّ بَني عَمْرِو بنِ يَرْبُوعِ
قَوْمٌ إذا حارَبوا لمْ يَخشَهُمْ أحَدٌ،
وَالجارُ فيهِمْ ذَليلٌ غَيرُ مَمْنُوعِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو لم يفارقني عطية لم أهن
لو لم يفارقني عطية لم أهن
رقم القصيدة : 3541
-----------------------------------
لَوْ لمْ يُفارِقْني عَطِيّةُ لَمْ أهُنْ
وَلَمْ أُعْطِ أعدائي الذي كُنتُ أمْنَعُ
شُجاعٌ إذا لاقَى، وَرَامٍ إذا رَمعى،
وَهادٍ إذا ما أظْلَمَ اللّيلُ مِصْدَعُ
سأبكيكَ حَتى تُنْفِدَ العينُ ماءَها،
وَيَشْفيَ مِنّي الدّمْعُ ما أتَوَجّعُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لم أر جارا لامرىء يستجيره
لم أر جارا لامرىء يستجيره
رقم القصيدة : 3542
-----------------------------------
لمْ أرَ جاراً لامْرِىءٍ يَسْتَجِيرُهُ،
كَجارِيَ أوْفَى لي جِوَاراً وَأمْنَعا
رَمَى بي إلَيْهِ الخَوْفُ حَتى أتَيْتُهُ،
وَقَدْ يَمْنَعُ الحَامي إذا ما تَمَنّعا
فَشَمّرَ عَنْ ساقَيْهِ حَتى تَطامَنَتْ
أنايب نفسي واستقرت بها معاً
به حَطَمَ الله القيودَ وأومنت
مَخافَةُ نَفْسٍ طُومِنَتْ أنْ تفزّعا
كمَنْعِ أبي لَيْلى عِياضَ بنَ دَيْهَثٍ
عَشِيّةَ خافَ القَوْمُ أنْ يَتَمَزّعا
فَما يحيَ لا أخشَ العدُوَّ وَلا أزَلْ
على الناسِ أعلو من ذُرَى المجد مَفرَعا
جَزَى الله جارِي خير ما كان جازِياً،
من الناسِ جارَاً، يَوْمَ بِنْتُ مُوَدَّعا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بني نهشل هلا أصابت رماحكم
بني نهشل هلا أصابت رماحكم
رقم القصيدة : 3543
-----------------------------------
بَني نَهشَلٍ هَلاّ أصَابَتْ رِماحُكُم
عَلى حَنْثَلٍ فيما يُصَادِفْنَ مِرْبَعا
وَجَدْتُمْ زَباباً كان أضْعَفَ ناصِراً،
وَأقرَبَ من دارِ الهَوَانِ، وَأضْرَعا
قَتَلْتُمْ بِهِ ثَوْلَ الضّباعِ فَغادَرَتْ
مَناصِلُكُمْ مِنْهُ خَصِيلاً مَوَضَّعا
فكَيْفَ يَنامُ ابْنا صُبَيْحٍ وَمِرْبَعٌ(39/86)
عَلى حَنْثَلٍ يُسْقَى الحَليبَ المُنَقَّعا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ليبك على الحجاج من كان باكيا
ليبك على الحجاج من كان باكيا
رقم القصيدة : 3544
-----------------------------------
لِيَبْكِ على الحَجّاجِ مَنْ كانَ باكياً
على الدِّينِ أوْ شارٍ على الثّغْرِ وَاقِفِ
وَأيْتامُ سَوْداءِ الذّراعَينِ لمْ يَدَعْ
لها الدّهرُ مالاً بالسّنِينَ الجَوَالِفِ
وما ذَرَفَتْ عَيْنانِ بَعْدَ مُحَمّدٍ
عَلى مِثْلِهِ، إلاّ نُفُوسَ الخَلائِفِ
وَما ضُمّنَتْ أرْضٌ فتحملَ مِثْلَهُ،
وَلا خُطّ يُنْعى في بُطونِ الصّحائِفِ
لحَزْمٍ وَلا تَنكِيلِ عِفْرِيتِ فِتْنَةٍ،
إذا اكتَحَلَتْ أنيابُ جَرْباءَ شارِفِ
فَلمْ أرَ يَوْماً كانَ أنْكَى رَزِيّةً،
وَأكْثَرَ لَطّاً للعُيُونِ الذّوَارِفِ
مِنَ اليَوْمِ للحَجّاجِ لمّا غَدَوْا بِهِ،
وَقد كانَ يَحمي مُضْلِعاتِ المَكالِفِ
وَمُهْمِلَةٍ لَمّا أتَاهَا نَعِيُّهُ،
أرَاحَتْ عَلَيها مَهمَلاتِ التّنايِفِ
فَقالَتْ لعَبْدَيْها: أرِيحا! فَعَقِّلا،
فَقدَ ماتَ راعي ذُوْدِنا بالطّراَيِفِ
وَماتَ الّذي يَرْعَى على النّاسِ دِينَهم،
وَيَضرِبُ بالهِندّي رَأسَ المخالِفِ
فَلَيْتَ الأكُفّ الدّافِناتِ ابنَ يوسف
تَقطّعَن إذْ يَحْثِينَ فَوْقَ السّقايِفِ
وَكَيْفَ، وَأنْتُمْ. تَنظُرُونَ، رَمَيتُم
بِهِ بَينَ جَوْلَيْ هَوّةٍ في اللّفَايِفِ
ألمْ تَعْلَمُوا أنّ الّذِي تَدْفنُونَهُ
بِهِ كانَ يُرْعَى قاصِياتُ الزّعانِفِ
وَكانَتْ ظُباتُ المَشرَفِيّةِ قَدْ شَفَى
بها الدِّين والأضْغانَ ذاتَ الخَوَالِفِ
ولَمْ يَكُ دُونَ الحُكْمِ مالٌ وَلم تكن
قُواهُ مِنَ المُستَرْخِياتِ الضّعايِفِ
وَلكِنّها شَزْراً أُمرّتْ، فأُحكمَتْ
إلى عُقَدٍ تُلْوَى وَرَاءَ السّوَالِفِ
يَقُولُونَ لَمّا أنْ أتَاهُمْ نَعيُّهُ،
وَهم من وَرَاءِ النهرِ جَيشُ الرّوَادِفِ
شَقِينا وَماتَتْ قُوّةُ الجَيشِ وَالّذِي(39/87)
بِهِ تُرْبَطُ الأحْشاءُ عِنْدَ المَخاوِفِ
فإنْ يكُنِ الحَجّاجُ ماتَ فلَمْ تَمُتْ
قُرُومُ أبي العاصِي الكِراَمِ الغَطارِفِ
ولَمْ يَعدَموا مِنْ آلِ مَرْوَانَ حَيّةً
تَمامَ بُدُورٍ، وَجْهُهُ غَيرُ كاسِفِ
لَهُ أشْرَقَتْ أرْضُ العِرَاقِ لِنُورِهِ،
وَأُومِنَ، إلاّ ذَنْبَهُ، كُلُّ خائِفِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم خيال من علية بعدما
ألم خيال من علية بعدما
رقم القصيدة : 3545
-----------------------------------
ألَمّ خَيَالٌ مِنْ عُلَيّةَ، بعْدَمَا
رَجا ليَ أهْلي البُرْءَ من داءِ دانِفِ
وَكُنتُ كَذي ساقٍ تَهيّضَ كَسْرُها
إذا انْقَطَعَتْ عَنها سيُورُ السّقائِفِ
فأصْبَحَ لا يَحْتالُ، بَعْدَ قِيامَهِ،
لمُنهاض كَسْرٍ مِنْ عُلَيّةَ، رَادِفِ
وَلَوْ وصَفَ الناسُ الحسانَ لأضْعَفَتْ
عَلَيهنّ أضْعافاً لَدَى كُلّ وَاصِفِ
لأنّ لها نِصْفَ المَلاحَةِ قِسْمَةً،
مَعَ الفَتْرَةِ الحَسْناءِ عِندَ التّهانُفِ
ذَكَرْتُكِ، يا أُمّ العَلاءِ، وَدُونَنا
مَصَارِيعُ أبْوابِ السّجُونِ الصّوَارِفِ
قَد اعتَرَفَتْ نفْسٌ، عُلَيّةُ داؤها،
بطُولِ ضَنىً مِنها، إذا لَمْ تُساعِفِ
فإنْ يُطْلِقِ الرّحمَنُ قَيْدي فألقَها
نُحَلِّلْ نُذُوراً بالشّفاهِ الرّواشِفِ
وإلاّ تُبَلِّغْها القِلاصُ، فَإنّهَا
سَتُبْلِغُها عَنّي بُطُونُ الصّحائِفِ
وَلَو أسْقَبَتْ أُمُّ العَلاءِ بِدارِها،
إذاً لَتلَقّتْني لها غَيْرَ عائِفِ
وَكَمْ قَطّعَتْ أُمُّ العَلاء من القُوَى
وَمَوْصُولِ حَبْلٍ بالعُيونِ الضّعائِفِ
أبَى القَلْبُ إلاّ أنْ يُسَلّى بحَاجَةٍ
أتَى ذِكْرُها بَينَ الحَشا وَالشّوَاغِفِ
وَمُنْتَحِرٍ بِالبيدِ يَصْدَعُ بَيْنَهَا
عَنِ القُورِ أنْ مَرّتْ بها مُتَجانِفِ
وَرُودٍ لأعْدادِ المِياهِ، إذا انْتَحَى
عَلَيْهِ الرّزَايا من حَسِيرٍ وَزَاحِفِ
تَصِيحُ بِه الأصْداءُ يُخْشَى به الرّدى،
فَسِيحٌ لأذْيالِ الرّياحِ العَوَاصِفِ(39/88)
إلَيْكَ، أمِيرَ المُؤمِنينَ، تَعَسّفَتْ
بنا الصُّهبُ أجَوَازَ الفَلاةِ التّنائِفِ
إذا صَوّتَ الحادي بهِنّ تَقَاذَفَتْ
تَسامَى بِأعْناقٍ، وَأيْدٍ خَوَانِفِ
سَفِينَةُ بَرٍّ مُسْتَعَدٌّ نَجَاؤهَا،
لتَوْجابِ رَوعاتِ القُلوبِ الرّوَاجِفِ
عُذافِرَةٌ، حَرْفٌ، تَئِطّ نُسُوعُها،
من الذّامِلاتِ الليلَ ذاتِ العَجارِفِ
كأنّ نَديفَ القُطنِ أُلبِسَ خَطمها،
به نَدفُ أوْتارِ القِسِيّ النّوَادِفِ
دَعَوْتُ أمِينَ الله في الأرْضِ دَعَوةً
ليَفرِجَ عَن ساقَيّ، خَيرُ الخَلائِفِ
فيا خَير أهلِ الأرْض! إنّكَ لوْ تَرَى
بِساقَيّ آثَارَ القُيُودِ النّوَاسِفِ
إذاً لَرَجَوْتُ العَفْوَ مِنْكَ وَرَحْمَةً
وَعَدْلَ إمَامٍ بِالرّعِيّةِ رَائِفِ
هِشامَ ابن خَيرِ النّاسِ، إلاّ محَمّداً
وَأصْحابَهُ، إنّي لَكُمْ لمْ أُقارِفِ
مِنَ الغِشّ شَيئاً، والذي نَحَرَتْ لَهُ
قُرَيْشٌ هَدايا كلّ وَرْقاءَ شَارِفِ
ألَمْ يَكْفِني مَرْوَانُ لَمّا أتَيْتُهُ
نِفاراً وَرَدّ النّفسَ بَينَ الشّرَاسِفِ
وَيَمْنَعُ جَاراً إنْ أنَاخَ فِنَاءَهُ،
لَهُ مُستَقىً عندَ ابنِ مَرْوَانَ غارِفِ
إلى آلِ مَرْوَان انتَهَتْ كلُّ عِزّةٍ،
وَكلُّ حصىً ذي حَوْمَةٍ للخَنادِفِ
هُمُ الأكْرَمُونَ الأكْثَرُونَ وَلم يزَل
لهمْ مُنكِرُ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ
أبُوكُمْ أبُو العاصِي الذي كانَ جارُهُ
أعَزَّ منَ العصْماءِ فَوْقَ النّفانِفِ
وَلَستُ بناسٍ فَضْلَ مَرْوَان ما دَعَتْ
حَمامَةُ أيْكٍ في الحَمامِ الهَواتِفِ
وَكَانَ لِمَنْ رَدّ الحَياةَ، وَنفْسُهُ
عَلَيها، بَوَاكٍ بالعُيُونِ الذّوَارِفِ
وَما أحَدٌ مُعطىً عَطاءً كَنَفْسِهِ،
إذا نَشِبَتْ مكْظُومَةٌ بالحَوَائِفِ
حُتُوفُ المَنَايا قَدْ أطَفْنَ بنَفْسِهِ،
وَأشْلاءِ مَحبوسٍ على المَوْتِ وَاقِفِ
وَما زَالَ فيكُمْ آل مَرْوَان مُنعِمٌ
عَليّ بِنُعْمَى بادىءٍ ثُمّ عاطِفِ
فإنْ أكُ مَحْبُوساً بِغَيرِ جَرِيرَةٍ،(39/89)
فَقَدْ أخذُوني آمِناً غَيرَ خَائِفِ
وَما سَجَنُوني غَير أني ابنُ غالِبٍ،
وَأني مِنَ الأثْرَين غَيرِ الزّعانِفِ
وأني الّذي كانَتْ تَعُدّ لثَغْرِهَا
تَميمٌ لأبْياتِ العدُوّ المقاذِفِ
وَكَمْ من عَدُوٍّ دونَهمْ قد فَرَستُهُ
إلى المَوْت لمْ يَسطَعْ إلى السّمّ رَائِفِ
وَكُنْتُ مَتى تَعْلَقْ حِبالي قَرِينَةً،
إذا عَلِقَتْ أقْرَانَهَا بِالسّوَالِفِ
مَدَدْتَ عَلابيَّ القَرِينِ وَزِدْتَهُ
عَلى المَدّ جَذْباً للقَرِينِ المُخالِفِ
وإنّي لأعْداءِ الخَنادِفِ مِدْرَهٌ
بِذَحْلٍ غَنيٍّ، بالنّوَائِبِ كالِفِ
لجَامُ شَجىً بَينَ الَّلهاتَينِ مَنْ يَقَعْ
لَهُ في فَمٍ يَرْكَبْ سَبيلَ المَتالِفِ
وَإنْ غِبْتُ كانُوا بَينَ رَاوٍ وَمُحْتَبٍ،
وبَينَ مُعِيبٍ، قَلْبُهُ بالشّنائِفِ
وبَالأمسِ ما قد حاذرُوا وَقْعَ صَوْلَتي
فصَيّفَ عَنْها كُلُّ بَاغٍ وَقاذِفِ
وَقَدْ عَلِم المَقْرُونُ بي أنّ رَأسَهُ
سيَذهَبُ أوْ يُرْمَى بهِ في النّفانِفِ
أرى شُعَرَاءَ الناسِ غَيرِي كَأنّهُمْ
بِمَكّةَ قُطَّانُ الحَمامِ الأوَالِفِ
عَجِبْتُ لقَوْمٍ إنْ رَأوْني تَعذّرُوا،
وإنْ غِبْتُ كانوا بَينَ رَاوٍ وَجانِفِ
عَليّ، وَقَدْ كانُوا يَخافُونَ صَوْلَتي،
وَيَرْقَأ بي فَيْضُ العُيونِ الذّوَارِفِ
وَأفْقَأ صادَ النّاظِرَينِ، وَتَلْتَقي
إليّ هجَانُ المصَنات الطّرائِفِ
وَلَوْ كُنتُ أخشَى خالِداً أنْ يَرُوعَني
لَطِرْتُ بِوافٍ رِيشُهُ غَيرَ جادِفِ
كما طِرْتُ مِنْ مِصْرَيْ زِيادٍ، وَإنّهُ
لَتَصْرِفُ لي أنْيَابُهُ بِالمَتَالِفِ
وَما كُنتُ أخشى أنْ أُرى في مَخَيَّس
قَصِيرَ الخُطى أمشِي كَمَشْي الرّواسِفِ
أبيتُ تَطُوفُ الزُّطُّ حَوْلي بجُلْجُلٍ،
عَليّ رَقِيبٌ مِنْهُمُ كالمُحالِفِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد كنت أحيانا صبورا فهاجني
لقد كنت أحيانا صبورا فهاجني
رقم القصيدة : 3546
-----------------------------------(39/90)
لَقَدْ كُنتُ أحْياناً صَبُوراً فَهاجَني
مَشاعِفُ بالدّيرَينِ رُجْحُ الرّوادِفِ
نَواعِمُ لمْ يَدْرِينَ ما أهْلُ صِرْمَةٍ
عِجافغ وَلمْ يَتبَعنَ أحمالَ قائِفِ
وَلَمْ يَدّلِجْ لَيْلاً بِهنّ مُعَزِّبٌ
شَقيٌّ وَلمْ يَسمَعن صَوتَ العَوَازِفِ
إذا رُحْنَ في الدّيباجِ، والخَزُّ فَوْقَهُ،
مَعاً، مثل أبكارِ الهِجانِ العَلائِفِ
إلى مَلْعَبٍ خَالٍ لَهُنّ بَلَغْنَهُ
بدَلِّ الغَوَاني المُكرَماتِ العَفائِفِ
يُنازَعْنَ مَكنُونَ الحَديِثِ كأنّما
يُنازعْن مِسكاً بالأكُفّ الدّوَائِفِ
وَقُلْنَ للَيْلى: حَدّثِينا، فَلَمْ تكدْ
تَقُولُ بِأدْنَى صَوْتِها المُتَهانِفِ
رَوَاعِفُ بِالجادِيّ كُلَّ عَشِيّةٍ،
إذا سُفْنَهُ سَوْفَ الهِجانِ الرّوَاشِفِ
بَناتُ نَعِيمٍ زانَها العيشُ والغِنى
يَمِلنَ إذا ما قُمنَ مثلَ الأحاقِفِ
تَبَيّنْ خَليلي هَلْ تعرَى من ظَعائِنٍ
لِمَيّةً أمْثالِ النّخِيلِ المَخارِفِ
تَواضَعُ حَت يَأتي الآلُ دُونَها
مِراراً وَتَزْهاها الضّحى بالأصَالِفِ
إذا عَرَضَتْ مَرّتْ على الُّلجّ جَارِياً،
تَخالُ بها مَرَّ السّفِينِ النّوَاصِفِ
يَجُورُ بهَا المَلاّحُ ثُمّ يُقيِمُها،
وَتَحْفِزُها أيْدي الرّجالِ الجَوَاذِفِ
إليكَ ابن خيرِ الناسِ حمّلتُ حاجَتي
عَلى ضُمّرٍ كُلّفن عَرْضَ السّنائِفِ
بَناتِ المَهاري الصُّهْبِ كلِّ نَجيبَةٍ
جُمَالِيّةٍ تَبْرِي لأعْيَسَ رَاجِفْ
يَظَلّ الحَصى مِنْ وَقْعِهِنّ كأنّما
تَرَامى به أيدي الأكُفّ الحَوَاذِفِ
إذا رَكِبَتْ دَوّيّةً مُدْلَهِمّةً،
وَصَوّتَ حاديِهَا لَها بِالصّفاصِفِ
تَغالَيْنَ كالجِنّانِ حَتى تَنُوطهُ
سُرَاها وَمَشْيُ الرّاسِمِ المُتَقاذِفِ
عِتاقٌ تَغٍشّتْها السُّرَى، كُلَّ لَيلَةٍ،
وَرُكْبانُها كالمَهْمَهِ المُتَجانِفِ
كأنّ عَصِيرَ الزّيْتِ مِمّا تَكَلّفَتْ
تَحَلّبَ مِنْ أعْناقِها وَالسّوَالِفِ
عَوَامِدُ للعَبّاسِ لمْ تَرْضَ دُونَهُ(39/91)
بقَوْمٍ وَإنْ كانُوا حِسانَ المطارِفِ
لتَسْمَعَ مِنْ قَوْلي ثَناءً وَمَدْحَةً،
وَتَحَمِلَ قَوْلي يا ابنَ خَيرِ الخَلائِفِ
وَكمْ من كَرِيمٍ يَشتكي ضَعْفَ عظمه
أقَمْتَ لَهُ ما يَشتَكي بالسّقائِفِ
وآَمَنْتَهُ مِمّا يَخافُ، إذا أوَى
إلَيْكَ، فَأمْسَى آمِناً غَيرَ خائِفِ
وأنْتَ غِياثُ المُمحِلِينَ إذا شَتَوْا،
وَنُورُ هِدىً يا ابنَ المُلُوكِ الغطارِفِ
ثَنائي على العَبّاسِ أكْرَمِ من مشَى
إذا رَكِبُوا ثمّ التَقَوْا بِالمَوَاقِفِ
تَراهُمْ، إذا لاقاهِمُ يَوْمَ مَشْهَدٍ،
يَغُضّونَ أطرَافَ العُيُونِ الطّوَارِفِ
وَلَوْ ناهَزُوهُ المَجْد أرْبَى عَلَيْهِمُ
بِخَيْرِ سُقَاةٍ، تَعلَمونَ، وَغارِفِ
وَتَعْلُو بُحُورَ العالمِينَ بحُورُهُمْ،
بِفِعْلٍ عَلى فِعْلِ البَرِيّةِ ضَاعِفِ
ومَا وَلَدَتْ أُنْثَى مِنَ النّاسِ مِثْلَهُ،
وَلا لعفّهُ أظْآرُهُ في اللّفائِفِ
وَلمّا دَعا الدّاعُونَ وانْشَقّتِ العَصَا،
وَلمْ تَخْبُ نِيرَانُ العَدُوّ المُقاذِفِ
فَزَعْنا إلى العَبّاسِ مِنْ خَوْفِ فِتَنةٍ
وَأنْيَابِها المُسْتَقْدِماتِ الصّوَارِفِ
وَكَمْ مِنْ عَوانٍ فَيْلَق قَدْ أبرْتَها
بأُخْرَى إلَيها بالخَميسِ المُرَاجِفِ
فَقَدْ أوْقَعَ العبّاسُ إذْ صَارَ وَقَعةً
نهَتْ كُلّ ذي ضِغْنٍ وَداءٍ مُقارِفِ
وَأغَنَيتَ مَن لمْ يَغنَ من أبطإ السُّرَى،
وَقَوّمْتَ دَرْءَ الأزْوَرِ المُتَجانِفِ
وَأنتَ الّذي يُخْشَى وَيُرْمى بك العدى
إذا أحْجَمَتْ خَيلُ الجيادِ المَخالِفِ
سَمَوْتَ فلمْ تَترُكْ على الأرْضِ ناكثاً،
وَآمَنْتَ مِنْ إحيائِنا كُلَّ خائِفِ
أبَرْتَ زُحُوفَ المُلْحِدِينَ وَكِدتَهم
بمُسْتَنصِرٍ يَتْلُو كِتابَ المَصَاحِفِ
تَأخّرَ أقْوَامٌ، وَأسْرَعْتَ للّتي
تُغَلّلُ نُشّابَ الكَميّ المُزَاحِفِ
وَأنْتَ إلى الأعْدَاءِ أوّلُ فَارِسٍ
هُناكَ، وَوَقّافٌ كَرِيمُ المَوَاقِفِ
بِضَرْبٍ يُزيلُ الهَامَ عَنْ مُستَقَرّهِ،(39/92)
وَطَعْنٍ بِأطْرَافِ الرّماحِ الجَوَائِفِ
سَبَقتَ بأهْلِ الكوفةِ المَوْتَ بَعدَما
أُرِيدَ بإحدى المُهلِكاتِ الجَوَالِفِ
فَلمْ يُغنِ مَن في القصرِ شيئاً وَصَيّحوا
إلَيكَ بأصْوَاتِ النّساءِ الهَوَاتِفِ
أخُو الحَرْبِ يَمْشِي طاوِياً ثمّ يَقتدي
مُدِلاًّ بِفُرْسَانِ الجيِادِ المَتَالِفِ
يُغادِرْنَ صَرْعَى مِنْ صَناديدَ بَينَها
بِسُورَاءَ في إجْرَائِها وَالمَزَاحِفِ
وَما طَعِمَتْ مِنْ مَشَرَبٍ مُذ سقيَتها
بِتَدْمُرَ إلاّ مَرّةً بِالشّفَائِفِ
مِنَ الشّأمِ حتى باشَرَتْ أهْلَ بابلٍ
وَأكْذَبْتَ مِمّا مّعُوا كلَّ عائِفِ
وَقَدْ أبْطَأ الأشْيَاعُ حَتى كَأنّما
يُساقُونَ سَوْقَ المُثْقَلاتِ الزّوَاحِفِ
لَعَمرِي! لقد أسرَيتَ لا لَيل عاجزٍ
وَما نمتَ فيمَنْ نامَ تحتَ القَطائِفِ
فَجاءوا وَقَدْ أطفَأتَ نِيرَانَ فِتْنَةٍ،
وَسكّنتَ رَوْعاتِ القُلُوبِ الرّوَاجِفِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وحرف كجفن السيف أدرك نقيها
وحرف كجفن السيف أدرك نقيها
رقم القصيدة : 3547
-----------------------------------
وَحَرْفٍ كجَفنِ السّيْفِ أدرَكَ نِقيَها
وَرَاءَ الذي يُخشَى وَجيِفُ التّنائِفِ
قَصَدْتَ بها للغَوْرِ حَتى أنَخْتَها
إلى منكِرِ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ
تَزِلُّ جُلُوسُ الرّحْلِ عن مُتماحِلٍ
من الصُّلبِ دامٍ من عَضِيضِ الظلائِفِ
وكَمْ خَبطَتْ نَعلاً بخُفٍّ وَمَنْسِمٍ
تُدَهْدي بهِ صُمّ الجلاميدِ رَاعِفِ
فَلَوْلا تَراخَيهنّ بي، بَعدَما دَنَتْ
بِكَفِّيَ أسْبَابُ المَنَايا الدّوَالِفِ
لَكُنْتُ كَظَبْيٍ أدْرَكَتْهُ حِبَالَةٌ
وَقَد كانَ يخشَى الظبيّ إحدى الكَفائِفِ
أرَى الله قَد أعطى ابنَ عاتكَة الذي
لَهُ الدِّينُ أمسَى مُستَقيمَ السّوالِفِ
تُقَى الله والحُكمَ الذي لَيسَ مثلُهُ
ورَأفَة مَهدِيٍّ على النّاسِ عاطِفِ
وَلا جارَ بعْدَ الله خَيرٌ مِن الّذِي
وَضَعْتُ إلى أبْوَابِهِ رَحْل خائِفِ(39/93)
إلى خَيْرِ جَارٍ مُسْتَجارٍ بحَبْلِهِ،
وَأوْفَاهُ حَبْلاً للطّرِيدِ المُشَارِفِ
عَلى هُوّةِ المَوْتِ التي إنْ تَقاذَفَتْ
بِهِ قَذَفَتْهُ في بَعِيدِ النّفانِفِ
فَلابَأس أنّي قَدْ أخَذْتُ بعُرْوَةٍ
هيَ العُرْوَةُ الوُثقَى لخَيرِ الحَلائِفِ
أتَى دُونَ ما أخشَى بكَفِّيَ مِنهُما
حَيا النّاسِ وَالأقْدارُ ذاتُ المَتالِفِ
فَطامَنَ نَفْسِي بَعْدَما نَشَزَتْ بِهِ
ليَخْرُجَ تَنْزَاءُ القُلُوبِ الرّوَاجِفِ
وَرَدّ الّذي كادُوا وَما أزمَعُوا لَهُ
عَليّ وما قَدْ نَمّقُوا في الصّحائِفِ
لَدَى مَلِكٍ وابنِ المُلُوكِ، كَأنّهُ
تَمَامُ بُدُورٍ ضَوْءُهُ غَيرُ كَاسِفِ
أبُوهُ أبُو العاصِي وَحَرْبٌ تَلاقَيا
إلَيْهِ بِمَجْدِ الأكْرَمِينَ الغَطارِفِ
هُمُ مَنَعُوني مِنْ زِيادٍ وَغَيْرِهِ،
بِأيْدٍ طِوَالٍ أمّنَتْ كُلَّ خَائِفِ
وكمْ من يَدٍ عندي لكُمْ كان فَضْلُها
عَليّ لكُمْ يا آلَ مَرْوَانَ ضَاعِفِ
فمِنهُنّ أنْ قَدْ كُنتُ مِثْلَ حَمامةٍ
حَرَاماً، وكم من نابِ غَضْبَانَ صَارِفِ
رَدَدْتُ عَلَيْهِ الغَيظَ تحتَ ضُلُوعِهِ
فأصْبَحَ مِنهُ المَوْتُ تحتَ الشّرَاسِفِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نعم الفتى خلف إذا ما أعصفت
نعم الفتى خلف إذا ما أعصفت
رقم القصيدة : 3548
-----------------------------------
نِعْمَ الفَتى خَلَفٌ، إذا ما أعْصَفَتْ
رِيحُ الشّتاءِ مِنَ الشَّمال الحَرْجَفِ
جَمَعَ الشِّوَاءَ مَعَ القَدِيدِ لضَيْفِهِ،
كَرَماً وَيَثْني بالسُّلافِ القَرْقَفِ
مِنْ عَاقِرٍ كدمِ الرُّعَافِ مُدامَةٍ،
صَهْبَاء، أشْبَهها دِمَاءُ الرُّعّفِ
لله دَرُّكَ حِينَ يَشْتَدّ الوَغَى،
وَلَنِعْم دَاعي الصّارِخِينَ الهُتّفِ
أنْتَ المُرَجَى للعَشِيرَةِ كُلِّهَا،
في المَحْلِ أوْ صَكِّ الجُموعِ الزُّحّفِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> قد نال بشر منية النفس إذ غدا
قد نال بشر منية النفس إذ غدا
رقم القصيدة : 3549(39/94)
-----------------------------------
قَدْ نالَ بِشْرٌ مُنْيَةَ النّفْسِ إذْ غدا
بِعبدَةَ مَنهاةِ المُنى ابنُ شَغافِ
فيَا لَيْتَهُ لاقَى شَيَاطِينَ مُحْرِزٍ،
وَمِثْلَهُمُ مِنْ نَهْشَلٍ وَمَنَافِ
بحيثُ انحنى أنْفُ الصّليبِ وَأعرَضَتْ
مَخارِمُ تَحتَ اللّيْلِ ذاتُ نِجافِ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> نهر الأحزان
نهر الأحزان
رقم القصيدة : 355
-----------------------------------
عيناكِ كنهري أحزانِ
نهري موسيقى.. حملاني
لوراءِ، وراءِ الأزمانِ
نهرَي موسيقى قد ضاعا
سيّدتي.. ثمَّ أضاعاني
الدمعُ الأسودُ فوقهما
يتساقطُ أنغامَ بيانِ
عيناكِ وتبغي وكحولي
والقدحُ العاشرُ أعماني
وأنا في المقعدِ محترقٌ
نيراني تأكلُ نيراني
أأقول أحبّكِ يا قمري؟
آهٍ لو كانَ بإمكاني
فأنا لا أملكُ في الدنيا
إلا عينيكِ وأحزاني
سفني في المرفأ باكيةٌ
تتمزّقُ فوقَ الخلجانِ
ومصيري الأصفرُ حطّمني
حطّمَ في صدري إيماني
أأسافرُ دونكِ ليلكتي؟
يا ظلَّ الله بأجفاني
يا صيفي الأخضرَ ياشمسي
يا أجملَ.. أجملَ ألواني
هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا
أحلى من عودةِ نيسانِ؟
أحلى من زهرةِ غاردينيا
في عُتمةِ شعرٍ إسباني
يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي
فدموعُكِ تحفرُ وجداني
إني لا أملكُ في الدنيا
إلا عينيكِ ..و أحزاني
أأقولُ أحبكِ يا قمري؟
آهٍ لو كان بإمكاني
فأنا إنسانٌ مفقودٌ
لا أعرفُ في الأرضِ مكاني
ضيّعني دربي.. ضيّعَني
إسمي.. ضيَّعَني عنواني
تاريخي! ما ليَ تاريخٌ
إني نسيانُ النسيانِ
إني مرساةٌ لا ترسو
جرحٌ بملامحِ إنسانِ
ماذا أعطيكِ؟ أجيبيني
قلقي؟ إلحادي؟ غثياني
ماذا أعطيكِ سوى قدرٍ
يرقصُ في كفِّ الشيطانِ
أنا ألفُ أحبّكِ.. فابتعدي
عنّي.. عن ناري ودُخاني
فأنا لا أملكُ في الدنيا
إلا عينيكِ... وأحزاني
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> مضت سنة لم تبق مالا وإننا
مضت سنة لم تبق مالا وإننا
رقم القصيدة : 3550
-----------------------------------(39/95)
مَضَتْ سَنَةٌ لَمْ تُبْقِ مالاً، وَإنّنَا
لَنَنْهَضُ في عامٍ من المَحِل رَادِفِ
فَقُلتُ: أبانُ بنُ الوَليدِ هُوَ الّذِي
يُجِيرُ مِنَ الأحْداثِ نِضْوَ المَتالِفِ
فَتىً لمْ تَزَلْ كَفّاهُ في طَلَبِ العُلى
تَفِيضَانِ سَحّاً مِنْ تَليدٍ وَطارِفِ
لَعَمْرُكَ ما أصْبَحْتُ أنْثُو عَزِيمَتي
وَلا مُخْدِرٌ بَينَ الأمورِ الضّعائِفِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أنت الذي عنا بلال دفعته
أنت الذي عنا بلال دفعته
رقم القصيدة : 3551
-----------------------------------
أنْتَ الّذي عَنّا، بِلالُ، دَفَعْتَهُ
وَنَحْنُ نَخافُ مُهلِكاتِ المَتالِفِ
أخَذْنَا بحَبْلٍ ما نَخافُ انْقِطاعَهُ
إلى مُشرِفٍ أركانُهُ، مُتقاذِفِ
وَلم تَرَ مثلَ الأشْعَريِّ، إذا رَمى
بحَبْلٍ إلى الكَفَّينِ، جاراً لِخَائِفِ
هُوَ المانعُ الجيرانِ وَالمُعجِلُ القِرَى،
وَيَحْفَظُ للإسلام ما في المَصَاحِفِ
أرَى إبِلي مِمّا تَحِنّ خِيَارُها،
إذا عَلِقَتْ أقْرَانُهَا بِالسّوالِفِ
بِها يُحقَنُ التّامُورُ إنْ كَانَ وَاجباً
وَيَرْقَأُ تَوْكافُ العُيُونِ الذّوَارِفِ
وَإنّا دَعَوْنا الله، إذْ نَزَلَتْ بِنَا
مُجَلِّلَةً إحْدَى اللّيَالي الخَوَائِفِ
فَسَلّ بِلالٌ دُونَنَا السّيْفَ للقِرَى
عَلى عُبُطِ الكُومِ الجِلادِ العَلايِفِ
رَأيْتُ بِلالاً يَشْتَرِي بِتِلادِهِ،
وَبالسّيْفِ خَلاّتِ الكِرَامِ الغَطارِفِ
ثَنَتْ مُضْمَراتٌ مِنْ بِلالٍ قُلوبَنا،
إلى مُنْكِرِ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم يأت بالشأم الخليفة أننا
ألم يأت بالشأم الخليفة أننا
رقم القصيدة : 3552
-----------------------------------
ألَمْ يَأتِ بالشّأمِ الخَليفَةَ أنّنَا
ضَربْنا لَهُ مَنْ كانَ عَنْهُ يُخالِفُ
صَناديدَ أهْدَيْنا إلَيْه رُؤوسَهُمْ،
وَقد باشَرتْ منها السيوفُ الخذارِفُ
وَعِنْدَ أبي بِشْرِ بن أحْوَزَ مِنْهُمُ(39/96)
عَلى جِيَفِ القَتْلى نُسُورٌ عَوَاكِفُ
فإنْ تَنْسَ ما تُبْلي قُرَيْشٌ، فإنّنَا
نُجالِدُ عَنْ أحْسابِها، وَنُقاذِفُ
شَدَائِدَ أيّامٍ بِنَا يَتّقُونَها،
كأنّ شُعاعَ الشّمسِ فيهنّ كاسِفُ
وَما انكَشَفَتْ خَيلٌ ببابلَ تَتّقي
رَدَى المَوْتِ إلاّ مِسْوَرُ الخَيلِ وَاقِفُ
شَوَازِبُ قَدْ كانَتْ دِمَاءُ نحُورِها
نِعالاً لأيْديها، وَهُنّ كَوَاتِفُ
بِمُعْتَرَكٍ لا تَنْجَلي غَمَرَاتُهُ
عَنِ القَوْمَ إلاّ وَالرّمَاحُ رَوَاعِفُ
نَوَاقِلُ من جُرْدٍ عَوَابِسُ في الوَغَى،
وَكُلُّ صَرِيعٍ خَرّقَتْهُ الجَوَائِفُ
عَذيرُكَ ذو شَغْبٍ إذا أنْتَ لمْ تُطَعْ،
وَسَهْلٌ إذا طُوّعْتَ للحَقّ عارِفُ
تَجُودُ بنَفْسٍ لا يُجَادُ بِمِثْلِهَا
حِفاظاً وَإنْ خِيفَتْ عَلَيكَ المَتالِفُ
فأنْتَ الفَتى المَعُروفُ وَالفارِسُ الذي
بهِ، بَعْدَ عَبّادٍ، تُجَلّى المَخاوِفُ
وَتَقْلِصُ بالسّيفِ الطّويلِ نِجادُهُ،
وَفي الرَّوْعِ لا شَخْتٌ وَلا مُتآزِفُ
أغَرُّ عَظيمُ المَنْكِبَينِ سَمَا بِهِ
إلى كَرَمِ المَجْدِ الكِرَامُ الغَطارِفُ
فَوَارِسُ مِنهُمْ مِسْوَرٌ لا رِماحُهُمْ
قِصَارٌ وَلا سُودُ الوُجُوهِ مَقَارِفُ
إذا شَهِدُوا يَوْمَ اللّقَاءِ تَضَمّنُوا
مِنَ الطّعْنِ أيّاماً لَهُنّ مَتَالِفُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إنا لننصف منا بعد مقدرة
إنا لننصف منا بعد مقدرة
رقم القصيدة : 3553
-----------------------------------
إنّا لَنُنْصِفُ مِنّا بَعْدَ مَقْدُرَةٍ
على هَضِيمَتِهِ مَنْ لَيسَ يَنتَصِفُ
وَنَمنَعُ النَّصْفَ ذا الأنْفِ الأشَمِّ إذا
كانَ التّهَضّمُ فيه العزُّ والأنَفُ
وَنَكْتَفي من سِوَانا في الحُرُوبِ بِنا
إذا تَداعَى عَلَينا النّاسُ فَأْتَلَفُوا
عَزّتْ تَمِيمٌ بِعِزّ الله فانْفَرَدَتْ،
وَخافَ مِنهَا شَذاها النّاسُ فاختَلَفُوا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عزفت بأعشاش وما كدت تعزف
عزفت بأعشاش وما كدت تعزف(39/97)
رقم القصيدة : 3554
-----------------------------------
عَزَفْتَ بأعشاشٍ وَما كِدْتَ تَعزِفُ،
وَأنكَرْتَ من حَرَاءَ ما كنتَ تَعرِفُ
وَلَجّ بكَ الهِجْرَانُ، حَتى كَأنّما
تَرَى المَوْتَ في البيتِ الذي كنتَ تَيلفُ
لجَاجَةُ صُرْمٍ لَيسَ بالوَصْلِ، إنّما
أخو الوَصْلِ من يَدنو وَمَن يتَلَطّفُ
إذا انتَبهَتْ حَدْرَاءُ من نوْمةِ الضّحى
دَعَتْ وَعَليها دِرْعُ خَزٍّ وَمِطْرَفُ
بأخْضَرَ مِنْ نَعْمَانَ ثمّ جَلَتْ بهِ
عِذابَ الثّنايا طَيّباً حِينَ يُرْشَفُ
وَمُسْتَنْفِزَاتٍ للقُلُوبِ، كَأنّها
مَهاً حَوْلَ مَنْتُوجاتِهِ يَتَصَرّفُ
يُشَبَّهْنَ مِنْ فَرْطِ الحَيَاءِ كَأنّها
مِرَاضُ سُلالٍ أوْ هَوَالِكُ نُزَّفُ
إذا هُنّ سَاقَطْنَ الحَدِيثَ، كَأنّه
جَنى النّحْلِ أوْ أبكارُ كَرْمٍ يُقَطَّفُ
مَوانِعُ لِلأسْرَارِ، إلاّ لأهْلِهَا،
وَيُخلِفنَ ما ظنّ الغيورُ المُشَفْشِفُ
يُحَدِّثنَ بعَدَ اليأسِ من غَيرِ رِيبَةٍ،
أحاديثَ تَشفي المُدْنَفِينَ وَتَشْغَفُ
إذا القُنْبُضَاتُ السّودُ طوّفن بالضّحى
رَقَدْنَ عَليهنّ الحِجالُ المُسَجَّفُ
وَإنْ نَبّهَتْهُنّ الوَلائِدُ بَعْدَمَا
تَصَعّدَ يَوْمُ الصّيْفِ أوْ كاد يَنصُفُ
دَعوْنَ بقُضْبانِ الأرَاكِ التي جَنَى
لها الرّكْبُ من نَعمَانَ أيّامَ عَرّفُوا
فَمِحْنَ بِهِ عَذْباً رُضَاباً، غُرُوبُهُ
رِقاقٌ وَأعلى حَيْثُ رُكّبْنَ أعْجَفُ
لَبِسْنَ الفِرِنْدَ الخُسْرُوَانيَّ دُونَهُ،
مَشاعِرَ مِنْ خَزّ العِرَاقِ، المُفَوَّفُ
فكَيْفَ بمَحْبُوسٍ دَعاني، وَدُونَهُ
دُرُوبٌ وأبْوَابٌ وَقَصْرٌ مُشَرَّفُ
وَصُهْبٌ لِحاهُمْ رَاكِزُونَ رِماحَهُمْ،
لهمْ دَرَقٌ تحتَ العَوَالي مُصَفَّفُ
وَضَارِيَةٌ ما مَرّ إلاّ اقْتَسَمْنَهُ
عَلَيهنّ خَوَّاضٌ إلى الطِّنءِ مِخشَفُ
يُبَلّغُنا عَنْهَا بِغَيْرِ كَلامِهَا
إلَيْنا مِنَ القَصْرِ البَنانُ المُطَرَّفُ
دَعَوْتَ الذي سَوّى السّمَواتِ أيْدُهُ،(39/98)
ولَلَّهُ أدْنَى مِنْ وَرِيدي وَألْطَفُ
لِيَشْغَلَ عَني بَعْلَها بِزَمَانَةٍ
تُدَلِّهُهُ عَنّي وَعَنْها فَنُسْعَفُ
بِما في فُؤادَينا مِنَ الهَمّ وَالهَوَى
فَيَبْرَأُ مُنْهاضُ الفُؤادِ المُسَقَّفُ
فَأرْسَلَ في عَيْنَيْهِ مَاءً عَلاهُما
وَقَدْ عَلِموا أنّي أطَبُّ وَأعْرَفُ
فَدَاوَيْتُهُ عَامَينِ وَهْيَ قَرِيبَةٌ
أراهَا وَتَدْنو لي مِرَاراً فأرْشُفُ
سُلافَة جَفْنٍ خَالَطَتْها تَرِيكةٌ
على شَفتَيْها وَالذّكِيُّ المُسوَّفُ
فيا لَيْتَنا كُنّا بَعِيرَينِ لا نَرِدْ
عَلى مَنْهَلٍ إلاّ نُشَلّ وَنُقْذَفُ
كِلانَا بِهِ عَرٌّ يُخَافُ قِرَافُهُ
عَلى النّاسِ مَطْليُّ المَساعرِ أخْشَفُ
بِأرْضٍ خَلاءٍ وَحْدَنَا، وَثِيابُنا
مِنَ الرَّيْطِ وَالدّيباجِ دِرْعٌ وَمِلحَفُ
وَلا زَادَ إلاّ فَضْلَتَانِ: سُلافَةٌ،
وَأبْيَضُ مِنْ ماءِ الغمَامةِ قَرْقَفُ
وأشْلاءُ لحمٍ من حُبارَى، يَصِيدُها،
إذا نَحْنُ شِئنا، صَاحِبٌ مُتَألَّفُ
لَنَا ما تَمَنّيْنَا مِن العَيْشِ ما دَعَا
هَديلاً حَماماتٌ بِنَعْمانَ هُتفُ
إلَيْكَ أمِيرَ المؤمِنيِنَ رَمَتْ بِنَا
هُمُومُ المُنى وَالهَوْجَلُ المُتَعَسَّفُ
وَعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَرْوَانَ لم يَدَعْ
مِنَ المَالِ إلاّ مُسحَتاً أوْ مُجَرَّفُ
وَمُنْجَرِدُ السُّهْبَانِ أيْسَرُ مَا بِهِ
سَلِيبُ صُهَارٍ أوْ قُصَاعٌ مُؤلَّفُ
ومَائِرَةِ الأعْضَادِ صُهْبٍ كَأنّمَا
عَلَيها مِنَ الأينِ الجِسادُ المُدَوَّفُ
بَدأنَا بِهَا مِنْ سِيفِ رَمْلِ كُهَيلةٍ،
وَفيها نَشاطٌ من مِرَاحٍ وَعَجْرَفُ
فَما بَرِحَتْ حَتى تَقارَبَ خَطْوُها
وَبادَتْ ذُرَاها وَالمَناسِمُ رُعَّفُ
وَحتى قَتَلنا الجَهلَ عَنها وَغُودِرَتْ،
إذا ما أُنِيخَتْ، وَالمَدامعُ ذُرَّفُ
وَحتى مشَى الحادي البَطيءُ يَسُوقُها
لهَا بَخَصٌ دامٍ وَدَأيٌ مُجَلَّفُ
وَحَتى بَعَثْنَاهَا وَما في يَدٍ لَهَا،
إذا حُلّ عَنها رُمّةٌ وَهيَ رُسّفُ(39/99)
إذا ما نَزلْنا قاتَلَتْ عَنْ ظُهُورِنَا،
حَرَاجِيجُ أمْثَالُ الأهلّةِ شُسّفُ
إذا مَا أرَيْنَاهَا الأزِمّة أقْبَلَتْ
إلَيْنَا، بِحُرّاتِ الوُجُوهِ، تَصَدّفُ
ذَرَعْنَ بِنا ما بَينَ يَبْرِينَ عَرْضَهُ
إلى الشأمِ تَلْقَانَا رِعَانٌ وَصَفْصَفُ
فأفْنَى مِرَاحَ الدّاعِرِيّةِ خَوْضُهَا
بِنا اللّيْلَ إذْ نام الدَّثُورُ المُلَفَّفُ
إذا اغْبَرّ آفَاقُ السّمَاءِ وَكَشّفَتْ
كُسُورَ كبُيوتِ الحَيّ حمرَاءُ حَرْجَفُ
وَهَتّكَتِ الأطْنابِ كُلُّ عَظِيمَةٍ
لها تَامِكٌ من صَادِقِ النِّيّ أعْرَفُ
وَجَاءَ قَرِيعُ الشَّوْلِ قَبْلَ إفَالِها
يَزِفّ وَرَاحَتْ خَلْفَهُ وَهْيَ زُفَّفُ
وَبَاشَرَ رَاعِيهَا الصِّلا بِلَبَانِهِ
وَكَفّيْهِ حَرَّ النّارِ مَا يَتَحَرّفُ
وَأوْقَدَتِ الشِّعْرَى مع اللّيلِ نارَها،
وَأمْسَتْ محُولاً، جِلْدُها يتَوَسّفُ
وأصْبَحَ مَوْضُوعُ الصّقيعِ، كَأنّهُ
على سَرَوَاتِ النِّيبِ قُطْنٌ مُنَدَّفُ
وَقاتَلَ كَلْبُ الحَيّ عَنْ نارِ أهْلِهِ،
ليَرْبِضَ فيها وَالصِّلا مُتَكَنَّفُ
وَجَدْتَ الثّرَى فينا إذا يَبِسَ الثّرَى،
وَمَنْ هُوَ يَرْجُو فَضْلَهُ المُتَضَيِّفُ
تَرَى جارَنا فينا يُجيرُ، وَإنْ جَنَى
فَلا هُوَ مِمّا يُنْطِفُ الجارَ يُنْطَفُ
وَيَمْنَعُ مَوْلانَا، وَإنْ كانَ نَائِياً،
بِنَا جَارَهُ مِمّا يَخَافُ وَيَأنَفُ
وَقَدْ عَلِمَ الجِيرَانُ أنّ قُدُورَنَا
ضَوَامِنُ للأرْزَاقِ وَالرّيحُ زَفْزَفُ
نُعَجِّلُ للضِّيفانِ في المَحلِ بالقِرَى
قُدُوراً بِمعْبُوطٍ تُمَدّ وَتُغْرَفُ
تُفَرَّغُ في شِيزَى، كَأنّ جِفَانَها
حِياضُ جِبىً، منها مِلاءٌ وَنُصَّفُ
تَرَى حَوْلَهُنّ المُعْتَفِينَ كَأنّهُمْ
عَلى صَنَمٍ في الجاهليّةِ عُكّفُ
قُعُوداً وخَلْفَ القاعِدِينَ سُطورُهمْ
جُنوحٌ، وأيديهِمْ جُموسٌ وَنُطّفُ
وَما حُلّ منْ جَهْلٍ حُبَى حُلَمائِنا؛
وَلا قائِلٌ بالعُرْفِ فِينا يُعَنَّفُ(39/100)
وَما قَامَ مِنّا قائِمٌ في نَدِيّنَا
فَيَنْطِقَ، إلاّ بالّتي هِيَ أعْرَفُ
وإني لمنْ قَوْمٍ بهِمْ تُتّقَى العِدَى،
وَرَأبُ الثّأى وَالجَانِبُ المُتَخَوِّفُ
وَأضْيَافِ لَيْلٍ، قَدْ نَقَلْنا قِرَاهمُ
إلَيْهِمُ، فأتْلَفنا، المَنايا، وَأتْلَفُوا
قَرَيْنَاهُمُ المَأثُورَةَ البِيض قَبْلَها
يُثِجّ العُرُوقَ الأَزْأَنيُّ المُثَقَّفُ
وَمَسْرُوحَةً مِثْل الجَرَادِ يَسُوقُها
مُمَرٌّ قُوَاهُ وَالسَّرَاءُ المُعَطِّفُ
فأصْبَحَ في حَيثُ التَقَيْنا شَرِيدُهُمْ
طَلِيقٌ وَمَكتوفُ اليَدَينِ وَمُزْعَفُ
وَكنّا إذا ما استكْرَهَ الضّيْفُ بالقِرَى
أتَتْهُ العَوالي، وَهيَ بالسّمّ تَرْعَفُ
وَلا نَسْتَجِمُّ الخَيْلَ، حَتى نُعِيدَها
غَوانِم مِنْ أعدائِنا وَهيَ زُحّفُ
كَذلكَ كانَتْ خَيْلُنا، مَرّةً تُرَى
سِمَاناً، وَأحْيَاناً تُقَادُ فَتَعجَفُ
عَلَيهِنّ مِنّا النّاقِصُونَ ذُحُولَهُمْ،
فَهُنّ بِأعْبَاءِ المَنِيّةِ كُتّفُ
مَداليقُ حَتى تَأتَي الصّارِخَ الّذي
دَعا وَهْوَ بالثّغْرِ الذي هوَ أخوَفُ
وَكُنّا إذا نَامَتْ كُلَيْبٌ عنِ القِرَى
إلى الضّيْفِ نَمْشِي بالعَبيطِ وَنَلحَفُ
وَقِدْرٍ فَثَأنا غَلْيَها بَعدَما غَلَتْ،
وأخْرَى حَشَشْنا بالعَوالي تُؤثَّفُ
وَكُلُّ قِرَى الأضْيافِ نَقرِي من القَنا
وَمُعْتَبَطٍ فِيهِ السّنَامُ المُسَدَّفُ
وَلَوْ تَشْرَبُ الكَلْبَى المرَاضُ دماءنَا
شَفَتْهها، وَذو الدَّاءِ الذي هُوَ أدْنَفُ
مِن الفَائِقِ المَحْبُوسِ عَنهُ لِسانُهُ
يَفُوقُ، وَفيهِ المَيّتُ المُتَكَنَّفُ
وَجدْنا أعَزَّ النّاسِ أكْثَرَهُمْ حصىً،
وَأكْرَمَهُمْ مَنْ بالمَكارِمِ يُعرَفُ
وَكِلْتاهُما فِينا إلى حَيْثُ تَلْتقي
عَصَائِبُ لاقَى بَيْنَهُنّ المُعَرَّفُ
مَنَازِيلُ عَنْ ظَهْرِ القَلِيلِ كَثيِرُنا
إذا ما دَعَا في المَجلِسِ المُتَرَدِّفُ
قَلَفْنا الحَصَى عَنهُ الذي فوْقَ ظَهرِه(39/101)
بِأحْلامِ جُهّالٍ، إذا ما تَغَضّفُوا
عَلى سَوْرَةٍ، حَتى كأنّ عَزِيزَهَا
تَرَامَى بهِ مَن بَينِ نِيقَينِ نفْنَفُ
وَجَهْلٍ بِحْلمٍ قَدْ دَفَعْنا جُنُونَهُ،
وَما كان لَوْلا حِلْمُنا يَتَزَحُلَفُ
رَجَحنا بِهمْ حتى استَثابوا حُلُومَهمْ
بِنا بَعْدَما كادَ القَنا يَتَقَصّفُ
وَمَدّتْ بِأيْديِها النّساءُ، وَلمْ يكُنْ
لذي حَسَبٍ عَنْ قَوْمِهِ متَخَلَّفُ
كَفَيْناهُمُ ما نابَهُمْ بِحُلُومِنَا
وَأمْوَالِنَا، والقَوْمُ، بالنَّبْلِ، دُلّفُ
وَقَدْ أرْشَدُوا الأوْتَارَ أفْواقَ نَبلهِم
وَأنيابُ نَوْكاهُمْ من الحَرْد تَصرِفُ
فَما أحَدٌ في النّاسِ يَعْدِلُ دَرْأنَا
بِعِزٍّ، وَلا عِزٌّ لَهُ حِينَ نَجْنَفُ
تَثَاقَلُ أرْكَانٌ عَلَيْهِ ثَقِيلَةٌ،
كأرْكانِ سَلْمى أوْ أعَزُّ وَأكْثَفُ
سَيَعَلَمُ مَنْ سامى تَميماً إذا هَوَتْ
قَوَائِمُهُ في البَحْرِ مَن يَتَخَلّفُ
فَسَعْدُ جِبَالُ العِزّ والبَحْرُ مالِكٌ،
فَلا حَضَنٌ يُبْلى وَلا البَحْرُ يُنزَفُ
وَبِالله لَوْلا أنْ تَقُولُوا تَكَاثَرَتْ
عَلَيْنَا تَمِيمٌ ظالمِينَ، وَأسْرَفُوا
لمَا تُرِكَتْ كَفٌّ تُشِيرُ بِأُصْبُعٍ،
ولا تُرِكَتْ عَينٌ على الأرْضِ تَطِرفُ
لَنَا العِزّةُ الغَلْبَاءُ، وَالعَددُ الذي
عَلَيْهِ إذا عُدّ الحَصَى يُتَحَلّفُ
وَلا عِزّ إلاّ عزّنا قَاهِرٌ لَهُ،
وَيَسْألُنَا النَّصْفَ الذّليلُ فيُنْصَفُ
ومَنّال الّذي لا يَنْطِقُ النّاسُ عندَهُ،
وَلَكِنْ هُوَ المُسْتَأذَنُ المُتَنصَّفُ
تَرَاهُمْ قُعُوداً حَوْلَهُ، وعُيُونُهمْ
مُكَسَّرَةٌ أبْصَارُها ما تَصَرّفُ
وَبَيْتَانِ: بَيْتُ الله نَحْنُ وُلاتُهُ،
وَبَيْتٌ بِأعْلى إيلِيَاءَ مُشَرَّفُ
لَنَا، حَيْثُ آفَاقُ البَرِيّةِ تَلتَقي،
عَدِيدُ الحَصَ والقَسورِيُّ المُخَندِفُ
إذا هَبَطَ النّاسُ المُحَصَّبَ مِنْ مِنىً
عَشِيّةَ يَوْمِ النّحرِ من حيثُ عَرّفُوا
تَرَى النّاسَ ما سِرْنا يَسِيرُونَ خَلفَنا،(39/102)
وَإنْ نَحنُ أوْمأنا إلى النّاسِ وَقّفُوا
أُلُوفُ أُلُوفٍ مِنْ دُرُوعٍ وَمن قَناً،
وَخَيلٌ كرَيعانِ الجَرَادِ وَحَرْشَفُ
وَإنْ نَكَثُوا يَوْماً ضَرَبْنا رِقابَهُمْ،
عَلى الدِّينِ، حَتى يُقْبِلَ المُتَألَّفُ
فإنّكَ إذْ تَسْعَى لتُدْرِكَ دَارِماً،
لأنْتَ المُعنّى يا جَرِيرُ المُكَلَّفُ
أتَطْلُبُ مَن عِنْدَ النّجومِ وَفَوْقَها
بِرِبْقٍ وعيْرٍ ظَهْرُهُ مُتَقَرِّفُ
أبَى لِجَرِيرٍ ورَهْطُ سُوءٍ أذِلّةٌ،
وَعِرْضٌ لَئِيمٌ للمَخازي مُوَقَّفُ
إذا ما احْتَبَتْ لي دارِمٌ عِنْدَ غَايَةٍ
جَرَيْتُ إلَيها جَرْيَ مَنْ يَتَغَطرَفُ
كِلانَا لعهُ قَوْمٌ هُمُ يُحْلِبُونَهُ
بأحْسابِهمْ حَتى يَرَى منْ يُخَلَّفُ
إلى أمَدٍ، حَتى يُزَايِلَ بَيْنَهُمْ،
وَيُوجِعُ منّا النّخسُ مَن هوَ مُقرِفُ
عَطَفْتُ عَلَيكَ الحَرْبَ، إني إذا وَنَى
أخو الحَرْبِ كَرّارٌ على القِرْن مِعْطَفُ
تُبَكّي على سَعْدٍ، وَسَعْدٌ مُقيمةٌ
بَيَبْرِينَ مِنهُمْ مَنْ يَزِيدُ وَيُضْعِفُ
عَلى مَنْ ورَاءَ الرَّدِم لَوْ دُكّ عَنهمُ
لمَاجُوا كمَا ماجَ الجَرادُ وَطَوّفُوا
فهمْ يَعدِلونَ الأرْض لوْلاهمُ استَوتْ
على النّاسِ أوْ كادَتْ تعسيرُ فتُنسَفُ
وَلَوْ أنّ سَعْداً أقْبَلَتْ مِنْ بِلادِها
لجَاءَتْ بِيَبْرِينَ اللّيَالي تَزَحّفُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أصبحت قد نزلت بحمزة حاجتي
أصبحت قد نزلت بحمزة حاجتي
رقم القصيدة : 3555
-----------------------------------
أصْبَحَتُ قَدْ نَزَلَتْ بحَمزَةَ حَاجَتي،
إنّ المُنَوَّهَ بِاسْمِهِ المَوْثُوقُ
بِأبي عُمارَةَ خَيرِ مَنْ وَطىءَ الحَصَى،
زَخَرَتْ لَهُ في الصّالِحينَ عُرُوقُ
بَينَ الحَوارِيّ الأغَرّ وَهاشِمٍ،
ثُمّ الخَلِيفَةُ بَعْدُ وَالصّدِّيقُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> فسيري فأمي أرض قومك إنني
فسيري فأمي أرض قومك إنني
رقم القصيدة : 3556
-----------------------------------(39/103)
فَسِيرِي فأُمّي أرْضَ قَوْمِكِ، إنّني
أرى حقْبَةً خَوْقَاءَ جمّاً فَثُوقُها
وَأثْني على سَعْدٍ بِمَا هي أهْلُهُ،
وخَيَرُ أحادِيثِ الغَرِيبِ صَدُوقُها
عِظامُ المَقارِي يأمَنُ الجارُ فَجْعَها،
إذا ما الثّرَيّا أخْلَفَتْها، بُرُوقُها
خَلا أنّ أعْرَافَ الكَوَادِنِ مِنْقرَاً
قَبِيلَةُ سوءٍ بَارَ في النّاسِ سُوقُها
تَحَمّل بَاني مِنْقَرٍ عَنْ مُقاعِسٍ
من اللّؤمِ أعْبَاءً، ثِقالاً وُسوقُها
إوَزَّى بها لا يَأطِرُ الحَمْلُ مَتْنَهُ،
ويَعْجِزُ عَنْ حَمْلِ العُلى لا يُطيقُها
ألَمْ تَعْلَمُوا يا آلَ طَوْعَة إنّما
يَهيجُ جَليلاتِ الأمُورِ دَقيقُها
تنَابِلَةٌ سُودُ الوُجُوهِ كَأنّهِمْ
حَميِرُ بَني غَيْلانَ، إذْ ثارَ صِيقُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لقد قاد ابن أحوز قودة
لعمري لقد قاد ابن أحوز قودة
رقم القصيدة : 3557
-----------------------------------
لَعَمْرِي لَقَدْ قادَ ابنُ أحْوَزَ قَوْدَةً
بِهَا ذَلّ لِلإسْلامِ كُلُّ طَرِيقِ
ثَنَيتَ ذكُورَ الخَيلِ من أهلِ وَاسِطٍ
وَكُلَّ مُفَدّاةِ الرّهَانِ سبُوقِ
حَوَافي يُحْذَينَ الحَدِيدَ، كَأنّها
إذا صَرّخَ الدّاعي كِلابُ سلُوقِ
جَعَلْنَا بِقَنْدابِيلَ بَينَ رُؤوسِهِمْ
وأجّسادِهِمْ شَهْبَاءَ ذاتَ خُرُوقِ
بِكُلّ مُضِيءٍ كالهِلالِ وَفَخْمَةٍ
لهَا غَبْيَةٌ مِنْ عَارِضٍ وَبُرُوقِ
وَشَهْبَاءَ قَادَتْهَا صَنادِيدُ فِتْنَةٍ،
نَطَحْنا فأمْسَتْ غَيرَ ذاتِ فُتُوقِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نحن أرينا الباهلية ما شفت
نحن أرينا الباهلية ما شفت
رقم القصيدة : 3558
-----------------------------------
نَحْنُ أرَيْنَا الباهلِيّةَ ما شَفَتْ
بِهِ نَفْسَهَا مِنْ رَأسِ ثَأرٍ مُعَلَّقِ
حَمَلْنَا إلَيْها مِنْ مُعَاوِيَةَ الّتي
هيَ الأمّ، تَغْشَى كلَّ فَرْخِ مُنَقِنقِ
وَنَحْنُ أزَحْنا عَنْ خُوَيْلَةِ جَحدرٍ
شَجاً كانَ منها في مكانِ المُخَنَّقِ(39/104)
وكانَتْ إذا ابْنا مِسْمَعٍ ذُكِرَا لَها
جَرَتْ دُفَعٌ مِنْ دَمْعِها المُتَرَقرِقِ
فَساغَ لها بَرْدُ الشّرَابِ، ولمْ يكُنْ
يَسُوغُ لهَا في صَدْرِها المُتَحَرِّقِ
أتَتْها، وَلا تَمشِي، ثَمانُونَ لحيَةً
جَماجِمُها مِنْ مُخُتَلىً وَمُفَلَّقِ
فكائِنْ بقَنْدابِيلَ مِنْ جَسَدٍ لهُمْ،
وَبالعَقِرِ من رَأسٍ يُدهدى ومَرْفَقِ
يُدهْدى مِنَ الحِصْنِ الذي سَرِعوا به
إلى الأرْض شَتى من قَتيلٍ وَمُرْهَقِ
فَما مِنْ بَلاءٍ أوْ وَفَاءٍ سِوَى الّتي
فَعَلْنَا بِقَنْدابِيل إذْ نَحنُ نَرْتقي
إلَيْهِمْ، وَهُمْ في سُورِها، بسُيُوفِنا
وَعَسّالَةٍ يَخْرِقْنَهُمْ كلَّ مَخرَقِ
فإنْ يَكُ قَتْلٌ بابنِ أرْطَاةَ شافِياً
وَمُرْقىءَ عَينٍ، دَمْعُها ذو تَرَقرُقِ
فَلَمْ يُبْقِ مِنْ آلِ المُهَلَّبِ ضَرْبُنا
بكُلّ يَمانٍ ذِي حُسامٍ وَرَوْنَقِ
لَهُمْ غَيرَ أنْوَاحٍ قِيَامٍ نِسَاؤهَا
إلى جَنْبِ أجْسادٍ عُرَاةٍ وَدَرْدَقِ
وَذاتِ حَليلٍ أنْكَحَتها رِمَاحُنَا
حَلالاً لِمَنْ يَبْني بِهَا لمْ تُطَلَّقِ
وَكانَتْ أثَافي قِدْرِنَا رَأس بَعْلِها،
وَعَمّيْهِ في أيْدٍ سَقَطَنْ وَأسْوُقِ
ألَمْ تَرَ أنّا بِالمَشاعِرِ يُهْتَدَى
بِنا، ولَنَا مَجدُ الفَخُورِ المُصَدَّقِ
أبي مُضَرٌ مِنْهُ الرّسُولُ الذي هدى
به الله مَنْ صَلّى بغْرْبٍ وَمَشْرِقِ
إذا خِنْدِفٌ بالأبْطَحَينِ تَغَطْرَفَتْ
وَرَائي وَقَيْسٌ ذَيّلَتْ بالمُشَرَّقِ
فَما أحدٌ إلاّ يَرَانَا أمامَهُ
وَأرْبَابَهُ مَنْ فَوْقِهِ حِينَ نَلْتَقي
وَمَنْ يَلْقَ بَحْرَيْنا، إذا ما تَناطَحا
بخِنْدِفَ أوْ قَيسِ بنِ عَيلانَ، يَغرَقِ
هُمَا جَبَلا الله اللّذَانِ ذُرَاهُمَا
معَ النّجْمِ في أعْلى السّماءِ المُحَلِّقِ
فَتَحْنَا بإذْنِ الله كُلَّ مَدِيِنَةٍ
مِنَ الهِندِ أوْ بابٍ من الرّومِ مُغْلَقِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد خاب من أولاد دارم من مشى
لقد خاب من أولاد دارم من مشى(39/105)
رقم القصيدة : 3559
-----------------------------------
لَقد خَابَ من أوْلادِ دارِمَ مَنْ مَشَى
إلى النّارِ مَشْدُودَ الخِناقَةِ أزْرَقَا
إذا جَاءَني يَوْمَ القِيَامَةِ قَائِدٌ
عَنِيفٌ وسَوّاقٌ يَسُوقُ الفَرَزْدَقا
أخافُ وعرَاءَ القَبْرِ، إنْ لَمْ يُعافِني،
أشَدَّ مِنَ القَبْرِ التِهاباً وَأضْيَقا
إذا شَرِبُوا فيهَا الصّدِيدَ رَأيْتهمْ
يَذُوبُونَ مِنْ حَرّ الصّديدِ تَمزُّقا
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> يد
يد
رقم القصيدة : 356
-----------------------------------
يدك التي حطت على كتفي
كحمامة . . نزلت لكي تشرب
عندي تساوي ألف مملكة
يا ليتها تبقى ولا تذهب
تلك السبيكة . . كيف أرفضها
من يرفض السكنى على كوكب
لهث الخيال على ملاستها
وأنهار عند سوارها المذهب
الشمس نائمة على كتفي
قبلتها ألفا ولم أتعب
نهر حريري . . ومروحة
صينية . . وقصيدة تكتب
يدك المليسة . . كيف أقنعها
أني بها .. أني بها معجب
قولي لها تمضي برحلتها
فلها جميع . . جميع ما ترغب
يدك الصغيرة . . نجمة هربت
ماذا أقول لنجمة تلعب
أنا ساهر .. ومعي يد امرأة
بيضاء .. هل اشهى وهل أطيب؟
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> سرت ما سرت من ليلها ثم واقفت
سرت ما سرت من ليلها ثم واقفت
رقم القصيدة : 3560
-----------------------------------
سَرَتْ ما سَرَتْ من لَيلِها ثمّ وَاقَفتْ
أبَا قَطَنٍ غَيْرَ الّذي للمُخَارِقِ
فَباتَتْ وَبَاتَ الطلُّ يَضرِبُ رَحْلَها
مُوَافِقَةً، يا لَيْتَهَا لَمْ تُوَافِقِ
فقد تلتقي الأسماءُ في النّاس والكُنى
كثيراً وَلَكِنْ لا تَلاقَى الخَلايِقُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا طرقت ظمياء والركب هجد
ألا طرقت ظمياء والركب هجد
رقم القصيدة : 3561
-----------------------------------
ألا طَرَقَتْ ظَمْياءُ وَالرّكبُ هُجَّدُ
دُوَينَ الشّجيّ عن يَمين الخَرَانِقِ
طَرِيداً سَرَى حتى أناخَ وَما بَدَتْ(39/106)
مِن الصّبْحِ أعْنَاقُ النجومُ الخَوافقِ
شَرِيجانِ بِكْرٌ لمْ تُديَّثْ وَمُرْضِعٌ
تَرَكْنَا لها لُبّاً كَلُبّ المَعالِقِ
إذا ذَكَرَتْ نَفسِي زِياداً تَكَمَّشَتْ
مِنَ الخَوْفِ أحشائي وَشابَتْ مَفارِقي
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تظل بعينيها إلى الجبل الذي
تظل بعينيها إلى الجبل الذي
رقم القصيدة : 3562
-----------------------------------
تَظَلُّ بِعَيْنَيْها إلى الجبَلِ الّذي
عَلَيْهِ مُلاءُ الثّلْجِ بِيضُ الَبنائِقِ
تَظَلُّ إلى الغاسُولِ تَرْعَى حَزِينَةً
ثَنايا بِرَاقٍ نَاقَتي بالحَمالِقِ
ألا لَيتَ شعري هَل أزُورَنّ نِسْوَةً
بِرَعْنِ سَنَامٍ كاسِرَاتِ النّمَارِقِ
بَوَادِ يُشَمِّمْنَ الخُزَامَى تُرَى لهَا
مَعاصِمُ فيها السُّوُر دُرْمُ المَرَافِقِ
كَفَى عُمَرٌ ما كان يُخشَى انْحرَافُه
إذا أجْحَفَتْ بالنّاسِ إحدى البَوائقِ
وَما حَجَرٌ يُرْمَى بِهِ أهْلُ جانِبٍ
لفِتْنَتِهِمْ مِثْلَ الّذي بِالمَشارِقِ
يَلِينُ لأهْلِ الدِّينِ مِنْ لِينِ قَلْبِهِ
لَهُمْ، وَغَليظٌ قَلْبُهُ للمُنَافِقِ
وَمَا رُفِعَتْ إلاّ أمَامَ جَمَاعةٍ
عَلى مِثْلِهِ حَزْماً، عِمادُ السُّرَادِقِ
جَمَعْتَ كَثيراً طَيّباً ما جَمَعْتَهُ
بغَدْرٍ وَلا العَذْرَاءُ ذاتُ السَّوَارِقِ
وَلا مَالِ مَوْلىً للوَليّ الذي جَنى
على نَفسهِ بَعض الحُتوفِ اللّوَاحِقِ
وَلَكِنْ بكَفّيْكَ الكَثِيرِ نَداهُمَا
وَنَفسِكَ قد أحكمْتَ عند الوَثائِقِ
بِخَيْرِ عِبَادِ الله بَعْدَ مُحَمّدٍ،
لَهُ كانَ يَدْعُو الله كلُّ الخَلايِقِ
لِيَجْعَلَهُ الله الخلِيفَةَ والّذِي
لَهُ المِنْبَرُ الأعلى عَلى كُلّ ناطِقِ
وَفُضَّ بسَيْفِ الله عَنْهُ وَدَفْعِهِ
كَتايِبُ كانَتْ مِنْ وَرَاءِ الخَنادِقِ
دَعَاهُمْ مَزُونيٌّ، فَجاءوا كَأنّهُمْ
بجَنْبَيْهِ شَاءٌ تَابِعٌ كُلَّ نَاعِقِ
لَقُوا يَوْمَ عَقْرِ بابِلٍ حِينع أقْبَلُوا
سُيُوفاً تُشَظّي جُمجَماتِ المَفارِقِ(39/107)
وَلَيْتَ الّذي وَلاّكَ، يَوْمَ وَلَيْتَهُ،
وَلايَةَ وَافٍ بالأمَانَةِ صَادِقِ
لَهُ حِينَ أْلقَى بِالمَقاليدِ والعُرَى،
أتَتْكَ مع الأيّامِ ذاتِ الشّقاشِقِ
وَما حَلَبَ المصْرَينِ مِثْلُكَ حالِبٌ،
وَلا ضَمّها مِمّنْ جَنا في الحَقَائِقِ
وَلكنْ غَلَبتَ النّاسَ أن تَتبعَ الهَوَى
وَفَاءً يَرُوقُ العَينَ من كُلّ رَائِقِ
وَأدْرَكْتَ مَنْ قد كان قَبلكَ عامِلاً
بضِعْفَينِ مما قد جَبَى غَيرَ رَاهِقِ
خَرَاجُ مَوانيذٍ، عَلَيْهِمْ كَثِيرَةٌ،
تُشَدُّ لهَا أَيْديهِمُ بِالعَوائِقِ
إِذا غَطَفَانٌ رَاهَنَتْ يَوْمَ حَلْبَةٍ
إلى المَجْدِ نادَوْا مِنهُمْ كُلَّ ستابقِ
لَيجزِيَ عَنهُمْ مِنهُمُ كُلَّ مُصْعَبٍ
مِنَ الغادِياتِ الرّائْحاتِ السّوَابِقِ
وَمَنّ على عُلْيَا تَمِيمٍ إلى الذي
لهَا فَوْق أعْناقٍ طِوَالِ الزّرَانِقِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عسى أسد أن يطلق الله لي به
عسى أسد أن يطلق الله لي به
رقم القصيدة : 3563
-----------------------------------
عَسَى أسدٌ أنْ يُطْلِقَ الله لي بِهِ
شَبَا حَلَقٍ مُستَحكِمٍ فوْقَ أسوْقي
وَكَمْ يا ابن عَبد الله عَني من العُرَى
حَلَلْتَ وَمِنْ قَيْدٍ بساقيّ مُغْلَقِ
فَلَمْ يَبْقَ مني غَيْرَ أنّ حُشَاشَةً،
مَتى ما أُذَكَّرْ ما بساقيّ أفْرَقِ
أسَدَّ لَكُمْ شُكْراً وَخَيرَ مَوَدّةٍ،
إذا ماالتَقَتْ رُكبانُ غَرْبٍ ومشرقِ
فإنّ لِعَبْدِ الله وابْنَيْهِ مَادِحاً
كَريماً فَما يُثْنِ عَلَيْهِمْ يُصَدَّقِ
مِنَ المُحْرِزِينَ السّبْقَ يَوْمَ رِهَانِهِ
سَبُوقٍ إلى الغايات غَيرَ مُسَبَّقِ
همُ أهلُ بيتِ المجدِ حيثُ ارْتقتْ بهمْ
بَجِيلَةُ فوْقَ النّاسِ من كخلّ مُرْتَقِ
مَصَاليتُ حَقّانُونَ للدّمِ، وَالّتي
يَضِيقُ بهَا ذَرْعاً يَدُ المُتَدَفِّقِ
وَمَنْ يَكُ لمْ يُدرِكْ بحَيثُ تَناوَلَتْ
بَجِيلَةُ مِنْ أحسابها حَيْثُ تَلتَقي
بَجِيلَةُ عنْدَ الشّمسِ أوْ هي فَوْقَها،(39/108)
وإذْ هيَ كالشّمسِ المُضِيئَةِ، يُطرِقِ
لَئِنْ أسَدٌ حَلّتْ قُيُودِي يَمِينُهُ
لَقَدْ بَلَغَتْ نَفْسي مكانَ المُخَنَّقِ
بهِ طَامَن الله الّذِي كَانَ نَاشِزاً،
وَأرْخَى خِناقاً عن يَديْ كلّ مُرْهَقِ
نَوَاصٍ مِنَ الأيْدِي إذا ما تَقَلّدَتْ
يَشِيبُ لِا مِنْ هَوْلها كُلُّ مَفْرَقِ
أرى أسَداً تُسْتَهْزَمُ الخَيْلُ باسْمِهِ
إذا لحِقَتْ بِالعَارِضِ المُتَألِّقِ
إذا فَمُ كَبْشِ القَوْمِ كانَ كَأنّهُ
لَهُ فَمُ كَلاّحٍ منَ الرّوْعِ أرْوَقِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألكني وقد تأتي الرسالة من نأى
ألكني وقد تأتي الرسالة من نأى
رقم القصيدة : 3564
-----------------------------------
ألِكْني، وَقَدْ تأتي الرّسالَةُ مَن نَأى،
إلى ابنِ شرِيكٍ ذي الحُجولِ المُطوَّقِ
بِأنّ جَنَاباً لَمْ يُغَيِّرْ فُؤادهُ
تَلاقي مَعدٍّ في مَنَاخِ التّفَرّقِ
وَمَا زادَهُ إلاّ انْفِرَاثاً لِقَاؤهُ
قُرَيْشاً وما استحيا وذو العِرْضِ يَتّقي
عَلى نَفْسِهِ حَتى يُزايِلَ جَارَهُ
كَريماً وعلمْ يَظعَنْ بعرْضٍ مُخَرَّقِ
ألمْ أضْمَنِ المَوْتَ الذي لا يَرُدُّهُ،
إذا جَاءَ، إلاّ رَبُّ غَرْبٍ وَمَشْرقِ
لذَحْلَيْهِما إذْ فَوّزَتْ نِقْضَيَاهِما
بِبَايِنَةٍ عَنْ زَوْرِها كُلَّ مِرْفَقِ
وَقُلْتُ لأخْرَى: استَظهرُوا بنَجائِها
كأحْقَبَ مِيفاءٍ عَلى القُورِ سَهْوَقِ
إذا شَلّ في صَمّانَةٍ أوْقَدَتْ لَهُ
حَوَافِرُها نِيرَانَ مَرْوٍ مُفَلَّقِ
كأنّ عُكاظِيّاً لَهُ حِينَ زَايَلَتْ
عَقيقَتُهُ سِرْبالَ حَوْلٍ مُمَزَّقِ
وَألْقَيْتُ عَنْ ظَهرَيِهما شَمْلَتَيِهِما
بِأرْدِيَةِ العَصْبِ اليَماني المُلَفَّقِ
وَما كُنْتُما أهْلاً لَهُ غَيرَ أنّني
ذَكَرْتُ أبي للصّاحِبِ المُتَعَلِّقِ
وَكَمْ عَنْ جَنابٍ لوْ تَلَبّثَ لم يَؤبْ
إلى أهْلِهِ، إلاّ بكُرْسُوعِ مِرفَقِ
فمِنْهُنّ عِندَ البَيْتِ حَيثُ سَرَقْنَهُ
مَتاعُ أبي زَبّانَ، في أيّ مَسْرَقِ(39/109)
بِمَنْزِلَةٍ بينَ الصَّفا كُنْتُمَا بِهَا،
وَزَمْزَمَ، وَالمَسْعَى، وَعندَ المُحَلَّقِ
وَمِنهُنّ إذْ رَاعَى جَناباً وَقَدْ دَنا
إلى بابِ مغْلاقِ الشَّبَا غَيرِ مُغلَقِ
فَلَمّا رَأى أنْ قَدْ كَرَرْتُ ورَاءَهُ
تَكَشّرَ، والحَوْباءُ عِندَ المُخَنَّقِ
تَكَشّرَ مَكْرُوبٍ يُتَلّ، وَكَم رَأى
على بابِ سَلْمٍ مِن أكُلّ وَأسوُقِ
فَلَوْ أنّني داوَيْتُ قَوْماً شَفَيْتُهُمْ،
ولَكِنّني لاقَيْتُ مِثْلَ الجَلَوْبَقِ
وَكُنْتُ أرى أنّ الجَلَوْبَقَ قد ثَوَى
فيَنْفُقُ لي مِنْ بينِ رُكْنيْ مُخَفَّقِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تمنيت عبدالله أصحاب نجدة
تمنيت عبدالله أصحاب نجدة
رقم القصيدة : 3565
-----------------------------------
تَمَنّيتَ، عبدالله، أصْحَابَ نَجدةٍ،
فَلَمّا لَقِيتَ القَوْمَ وَلّيْتَ سَابِقا
وَمَا فَرّ مِنْ جَيْشٍ أميرٌ عَلِمْتُهُ،
فَيُدْعى طِوَال الدّهْرِ، إلاّ مُنَافِقا
تمَنّيْتَهُمْ، حتى إذا ما لَقِيتَهُمْ،
تَرَكْتَ لهمْ قَبل الضِّرَابِ السُّرَادِقا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد فرجت سيوف بني تميم
لقد فرجت سيوف بني تميم
رقم القصيدة : 3566
-----------------------------------
لَقَدْ فَرَجَتْ سُيوفُ بني تميمٍ
عَنِ البصريِّ مُكْتَظِمَ الخِناقِ
غَداةَ دَعَا، وَلَيْسَ لَهُ نصِيرٌ،
وَقَدْ نَزَتِ النّفُوسُ إلى التّرَاقي
أتَتْهُ مَالِكٌ وَكُمَاةُ عَمْروٍ
عَلى القُبّ المُسَوَّمَةِ العِتَاقِ
بِضَرْبٍ تَنْدُرُ القَصَرَاتُ فيهِ،
وَطَعْنٍ مِثْلِ أفْواهِ النِّهَاقِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وقفت على باب النميري ناقتي
وقفت على باب النميري ناقتي
رقم القصيدة : 3567
-----------------------------------
وَقَفْتُ على بَابِ النّمَيريّ نَاقَتي،
نُمَيْلَةَ، تَرْجُو بَعْضَ ما لمْ تُوَافِقِ
فَلَوْ كُنْتَ من أبْناءِ قَيْسٍ لأنجَحتْ
إليَكِ رَسِيمُ اليَعْمَلاتِ المَحانِقِ(39/110)
وَلَكِنّهُ مِن نَسْلِ سوْداء جَعدَةٍ
نُمَيْرِيّةٍ حَلاّبَةٍ في المَعالِقِ
فَقُلْتُ وَلمْ أمْلِكْ: أمالِ بن حَنظلٍ
متى كانَ مَسْتُورٌ أميرَ الخَرَانِقِ
فَلَمْ تَطْلُبِ السُّقْيا بِمثْلِ جُعالَةٍ
وَمُطْلَنْفىءٍ ضَخْمٍ مُعَرّاهُ لازِقِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد طرقت ليلا نوار ودونها
لقد طرقت ليلا نوار ودونها
رقم القصيدة : 3568
-----------------------------------
لَقَدْ طَرَقَتْ لَيْلاً نَوَارٌ، ودُونَها
مَهامِهُ مِنْ أرْضٍ بَعِيدٍ خُرُوقُها
وَأنّى اهْتدَتْ وَالدّوُّ بَيْني وَبَيْنَها
وَزَوْرَاءُ في العَيْنَيْنِ جَمٌّ فُتُوقُها
فجاءَتْ كأن الرّيحَ حَيْثُ تَنَفّسَتْ
بِأرْحُلِهَا نُوّارُهَا وَحَدِيقُها
فَبِتُّ أُناجِيهَا وَأحْسِبُ أنّهَا
قَرِيبٌ، وَأسبابُ النّفوسِ تَتُوقُها
فَلَمّا جَلاَ عَني الكَرَى وَتَقَطّعَتْ
غَيَايَةُ شَوْقٍ غَابَ عَني صَدُوقُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا ليت شعري ما تقول مجاشع
ألا ليت شعري ما تقول مجاشع
رقم القصيدة : 3569
-----------------------------------
ألا لَيتَ شعرِي ما تَقُولُ مُجاشِعٌ،
إذا قال رَاعي النِّيبِ أوْدى الفَرَزْدقُ
ألَمْ أكُ أكْفِيها، وَأحْمي ذِمَارَها،
وأَبْلُغُ أقْصى ما بِهِ مُتَعَلَّقُ
وإني لَممّا أُورِدُ الخَصْمَ جَهْدَهُ،
إذا لمْ يكُنْ إلاّ الشّجَى وَالمُخَنَّقُ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> رسالة جندي في جبهة السويس
رسالة جندي في جبهة السويس
رقم القصيدة : 357
-----------------------------------
يا والدي!
هذي الحروفُ الثائرهْ
تأتي إليكَ من السويسْ
تأتي إليكَ من السويسِ الصابرهْ
إني أراها يا أبي، من خندقي، سفنُ اللصوصْ
محشودةٌ عندَ المضيقْ
هل عادَ قطّاعُ الطريقْ؟
يتسلّقونَ جدارنا..
ويهدّدون بقاءنا..
فبلادُ آبائي حريقْ
إني أراهم، يا أبي، زرقَ العيونْ
سودَ الضمائرِ، يا أبي، زُرقَ العيونْ(39/111)
قرصانهم، عينٌ من البللورِ، جامدةُ الجفونْ
والجندُ في سطحِ السفينةِ.. يشتمونَ.. ويسكرونْ
فرغتْ براميلُ النبيذِ.. ولا يزالُ الساقطونْ..
يتوعّدونْ
الرسالة الثانية 30/10/1956
هذي الرسالةُ، يا أبي، من بورسعيدْ
أمرٌ جديدْ..
لكتيبتي الأولى ببدءِ المعركهْ
هبطَ المظليّونَ خلفَ خطوطنا..
أمرٌ جديدْ..
هبطوا كأرتالِ الجرادِ.. كسربِ غربانٍ مُبيدْ
النصفُ بعدَ الواحدهْ..
وعليَّ أن أُنهي الرسالهْ
أنا ذاهبٌ لمهمّتي
لأرُدَّ قطّاعَ الطريقِ.. وسارقي حرّيتي
لكَ.. للجميعِ تحيّتي.
الرسالة الثالثة 31/10/1956
الآنَ أفنَينا فلولَ الهابطينْ
أبتاهُ، لو شاهدتَهم يتساقطونْ
كثمارِ مشمشةٍ عجوزْ
يتساقطونْ..
يتأرجحونْ
تحتَ المظلاتِ الطعينةِ
مثلَ مشنوقٍ تدلّى في سكونْ
وبنادقُ الشعبِ العظيمِ.. تصيدُهم
زُرقَ العيونْ
لم يبقَ فلاحٌ على محراثهِ.. إلا وجاءْ
لم يبقَ طفلٌ، يا أبي، إلا وجاءْ
لم تبقَ سكّينٌ.. ولا فأسٌ..
ولا حجرٌ على كتفِ الطريقْ..
إلا وجاءْ
ليرُدَّ قطّاعَ الطريقْ
ليخُطَّ حرفاً واحداً..
حرفاً بمعركةِ البقاءْ
الرسالة الرابعة 1/11/1956
ماتَ الجرادْ
أبتاهُ، ماتتْ كلُّ أسرابِ الجرادْ
لم تبقَ سيّدةٌ، ولا طفلٌ، ولا شيخٌ قعيدْ
في الريفِ، في المدنِ الكبيرةِ، في الصعيدْ
إلا وشاركَ، يا أبي
في حرقِ أسرابِ الجرادْ
في سحقهِ.. في ذبحهِ حتّى الوريدْ
هذي الرسالةُ، يا أبي، من بورسعيدْ
من حيثُ تمتزجُ البطولةُ بالجراحِ وبالحديدْ
من مصنعِ الأبطالِ، أكتبُ يا أبي
من بورسعيدْ..
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رأيت بني حنيفة يوم لاقوا
رأيت بني حنيفة يوم لاقوا
رقم القصيدة : 3570
-----------------------------------
رَأيْتُ بَني حَنيفَةَ يَوْمَ لاقَوا،
وَقدَ جَشَأ النّفُوسُ عَنِ التّرَاقي
يُفَرِّجُ عَنْهُمُ الغَمَرَاتِ ضَرْبٌ،
إذا قَامَتْ عَلى قَدَمٍ وَسَاقِ
إذا سَلّ السّيُوفَ بَنُو لُجَيْمٍ،
فَلَيْسَ لَهُنّ حِينَ يَقَعْنَ وَاقِ(39/112)
لَقُوا مَنْ سَارَ مِنْ هَجَرٍ إلَيْهِمْ
بِنَحْسِ النّجْمِ وَالقَمَرِ المُحَاقِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا خمدت نار فإن ابن غالب
إذا خمدت نار فإن ابن غالب
رقم القصيدة : 3571
-----------------------------------
إذا خَمَدَتْ نَارٌ فإنّ ابنَ غَالِبٍ
سَتُوقِدُهَا للطّارِقِينَ خَلائِقُهُ
إنا المُطْعِمُ المَقْرُورَ في لَيْلَةِ الصَّبَا
وَأجهَلُ مَن يخشى الجَهولَ بَوَائِقُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> حملت من جرم مثاقيل حاجتي
حملت من جرم مثاقيل حاجتي
رقم القصيدة : 3572
-----------------------------------
حَمّلْتُ من جَرْمٍ مَثاقيلَ حاجَتي
كرِيمَ المُحَيّا مُشْنَقاً بالعَلائِقِ
أغرَّ ترى سِيمَا التّقَى بِجَبينِهِ،
إذا ما غَدا وَالمِسْكُ بَينَ المَفارِقِ
إذا اجتَمَعَ الأقْوَامُ أُيِّهَ بِاسْمِهِ
أمَامَ النّوَاصِي عِنْدَ بَابِ السّرَادِقِ
إذا ما ارْتَقَوا ثمّ ارْتقَى قَلَصَتْ بِهِ
شَمارِيخُ طَوْدٍ شاهِقٌ بعدَ شاهِقِ
إذا ضُمّ أصْحابُ الرِّهانِ وَجَدْتَهُ
أخا حَلَباتٍ سابِقاً، وابنَ سَابِقِ
حَباك بِوُدّي يا ابن عُرْوَة قاسِمُ الْـ
ـحُظُوظ، وَرَبٌّ عَالِمٌ بالخَلائِقِ
حَبَوْتُ بِعا الجَرْميِّ إني وَجَدْتُهُ
مِنَ الأسْرَةِ الحَامِينَ عِندَ الحَقائقِ
بهِمْ تَتّقي السّبْيَ النّسَاءُ وَتَبْتَهي
إذا اتّخَذُوا أسْيافَهِمْ كَالمَخِارِقِ
على عَهدِ ذي القَرْنينَ كانَتْ سُيوفُهم
عَمائِمَ هاماتِ المُلُوكِ البَطارِقِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لا فضل إلا فضل أم على ابنها
لا فضل إلا فضل أم على ابنها
رقم القصيدة : 3573
-----------------------------------
لا فَضْلَ إلاّ فَضْل أُمٍّ عَلى ابْنِها
كَفَضْلِ أبي الأشْبالِ عندَ الفَرَزْدقِ
تَدارَكَني مِنْ هُوّةٍ كانَ قَعْرُهَا
ثَمَانِينَ بَاعاً للطّويلِ العَشَنَّقِ
إذا ما تَرَامَتْ بامرِىءٍ مُشْرِفَاتها
إلى قَعْرِهَا لمْ يدْرِ مِنْ أينَ يَرْتَقي(39/113)
طَليقُ أبي الأشبالِ أصْبَحتُ شاكِراً،
لَهُ شَعْرُ نُعْمَى، فَضْلُها لمْ يُرَنَّقِ
أبَعْدَ الّذي حَطّمْتَ عَني وَبَعْدَما
رَأيْتُ المَنَايَا فَوْقَ عَيْنيّ تَلْتَقي
حَطَمتَ قُيودي حَطْمَةً لم تَدعْ لها
بِساقيّ، إذْ حَطّمْتَها، من مُعَلَّقِ
لَعمْرِي لَئِنْ حَطّمْتَ قَيْدي لطالما
مَشَيْتُ بقَيْدي رَاسِفاً غَيرَ مُطْلَقِ
سَتَسْمَعُ ما أُثْني عَلَيكَ إذا التَقَتْ
غَرَائِبُ تَأتي كُلَّ غَرْبٍ وَمَشْرِقِ
فَأنْتَ سَواءٌ والسَّماكُ إذا التَقى
على مُمْحِلٍ بالوَائِلِ المُتعَسِّقِ
وَلَسْتُ بِنَاسٍ فَضْلَ رَبّي وَنِعْمَةً
خَرَجْتُ بهَا مِنْ كُلّ مَوْتٍ محَدِّقِ
وَما مِنْ بَلاءٍ مِثْلُ نَفْسٍ رَدَدْتَها
إلى حَيْثُ كانَتْ وهي عند المُخَنَّقِ
وإنّ أبا الأشْبَالِ ألْبَسَني لَهُ
عَليّ رِدَاءَ الأمْنِ لَمْ يَتَخَرَقِ
وَفَضْلُ أبي الأشْبَالِ عِندي كَوَابِل
على أثَرِ الوَسْمِيّ للأرْضِ مُغْدِقِ
وَإنّ أبَا أُمّي وَجَدّي أبَا أبي
وَلَيلى عَلَوْا بي ساعدَيْ كلّ مُرْتَقي
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا ما بدا الحجاج للناس أطرقوا
إذا ما بدا الحجاج للناس أطرقوا
رقم القصيدة : 3574
-----------------------------------
إذا ما بَدا الحَجّاجُ للنّاسِ أطْرَقُوا،
وَأسكَتَ مِنهُمْ كلُّ مَن كان يَنطِقُ
فَما هُوَ إلاّ بَائِلٌ مِنْ مَخافَةٍ،
وَآخَرُ مِنْهُمْ ظَل بالرّيقِ يَشْرَقُ
وَطارَتْ قُلوبُ النّاسِ شَرْقاً وَمغَرِباً،
فَما النّاسُ إلاّ مُهجِسٌ أوْ مُلَقلِقُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن تك كلبا من كليب فإنني
إن تك كلبا من كليب فإنني
رقم القصيدة : 3575
-----------------------------------
إنْ تَكُ كَلْباً مِنْ كُلَيْبٍ، فإنّني
مِنَ الدّراِمِيّينَ الطّوَالِ الشّقاشِقِ
نَظَلّ نَدامَى للمُلُوكِ، وَأنْتُمُ
تُمَشَّونَ بِالأرْبَاقِ مِيلَ العَوَاتِقِ
وَإنّا لَتَرْوَى بالأكُفّ رِمَاحُنَا،(39/114)
إذا أُرْعِشَتْ أيْدِيكُمْ بِالمَعالِق
وإنَّ ثِيَابَ المُلْكِ في آلِ دَارِم
هُمْ وَرِثوهَا. لا كُلَيْبُ الحَّواهِق
ثِيَابُ أبي قَابُوسَ أوْرَثَها ابْنَهُ،
وأوْرَثَنَاهَا عَنْ مُلُوكِ المَشَارِق
وَإنّا لَتَجْرِي الخَمْرُ بَينَ سَرَاتِنا،
وَبَينَ أبي قَابُوسَ فَوْقَ النّمَارِقٍ
لَدُنْ غُدْوَةً حَتى نَرُوحَ، وَتَاجُهُ
عَلَينا وَذاكي المِسْكِ فَوْقَ المَفارِقِ
كُلَيبٌ وَرَاءَ النّاسِ تُرْمَى وُجوهُها
عَن المَجدِ لا تَدنو لِباب السّرَادِقِ
وإنّ ثِيَابي مِنْ ثِيَابِ مُحَرِّقٍ،
وَلمْ أسْتَعِرْها مِنْ مُعاعٍ وَنَاعِقِ
يَظَلّ لَنَا يَوْمانِ: يَوْمٌ نُقِيمُهُ
نَدامَى وَيَوْمٌ في ظِلالِ الخَوافِقِ
وَلَوْ كنتَ تحتَ الأرْضِ شَقّ حديدَها
قَوَافيَّ عَنْ كَلْبٍ معَ اللّحدِ لاصِقِ
خَرَجْنَ كَنِيرَانِ الشّتَاءِ عَواصِياً،
إلى أهْلِ دَمْخٍ من وَرَاءِ المَخارِقِ
على شأوِ أُولاهُنّ، حتى تَنَازَعَتْ
بهِنّ رُوَاةٌ مِنْ تَنُوخٍ وَغَافِقِ
وَنَحْنُ إذا عَدّتْ تَمِيمٌ قَدِيمَها،
مَكانَ النّواصِي من وُجُوهِ السّوَابقِ
مَنَعْتُكَ مِيرَاثَ المُلُوكِ وَتَاجَهُمْ
وَأنْتَ لذَرْعي بَيْذَقٌ في البَياذِقِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لأعرابية في مظلة
لعمري لأعرابية في مظلة
رقم القصيدة : 3576
-----------------------------------
لَعَمْرِي لأعْرَابِيّةٌ في مِظَلّةٍ،
تَظَلّ بِرَوْقَي بَيْتِها الرّيحُ تَخْفِقُ
كَأُمّ غَزَالٍ أوْ كَدُرّةِ غَائِصٍ،
إذا مَا بَدَتْ مِثلَ الغَمامَةِ تُشْرِقُ
أحَبُّ إلَيْنَا مِنْ ضِنَاكٍ ضِفِنّةٍ،
إذا رُفِعَتْ عَنْها المَرَاوِحُ تَعْرَقُ
كَبِطّيخَةٍ الزّرّاعِ يُعْجِبُ لَوْنُهَا
صَحيحاً، وَيَبْدو داؤها حينَ تُفْلَقُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أقول لنفس لا يجاد بمثلها
أقول لنفس لا يجاد بمثلها
رقم القصيدة : 3577
-----------------------------------(39/115)
أقُولُ لنَفْسٍ لا يُجادُ بِمِثْلِهَا،
ألا لَيْتَ شِعْرِي ما لَها عِندَ مالِكِ
لهَا عِنْدَهُ أنْ يَرْجِعَ اليَوْمَ رُوحُها
إلَيها، وَتَنْجُو مِنْ حِذارِ المَهالِكِ
وَأنْتَ ابنُ جَبّارَيْ رَبيعَةَ حَلّقَتْ
بك الشمسُ في الخضرَاءِ ذاتِ الحبائكِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وفتيان هيجا خاطروا بنفوسهم
وفتيان هيجا خاطروا بنفوسهم
رقم القصيدة : 3578
-----------------------------------
وَفِتْيَانِ هَيْجا خاطَرُوا بِنُفُوسِهمْ
إلى المَوْتِ في سِرْبالِ أسْوَدَ حالِكِ
مَضَوْا حين أشفى النّوْمُ كلَّ مُسَهَّدٍ
بكَأسِ الكَرَى في الجانِبِ المُتهالِكِ
فَكُلُّهُمُ يَمْضِي بِأبْيَضَ صَارِمٍ،
وَقَلْبٍ، إذا سِيمَ الدّنِيّةَ، فاتِك
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عجبت لأقوام تميم أبوهم
عجبت لأقوام تميم أبوهم
رقم القصيدة : 3579
-----------------------------------
عَجِبْتُ لأقْوَامٍ، تَمِيمٌ أبُوهُمُ،
وَهُمْ في بني سَعدٍ عِرَاضُ المَبارِكِ
وَكَانُوا سَرَاةَ الحَيّ قَبْلَ مَسِيرِهم
معَ الأُسْدِ مُصْفَرّاً لحاها، وَمالِكِ
وَنَحْنُ نَفَيْنَا مَالِكاً عَنْ بِلادِنَا،
وَنَحْنُ فَقَأنَا عَيْنَهُ بِالنّيازِكِ
فَما ظَنُّكُمْ بابنِ الحَوَارِيّ مُصْعَبٍ
إذا افْتَرّ عَنْ أنْيَابِهِ غَيْرَ ضاحِكِ
أبا حاضِرٍ إنْ يَحضُرِ البأسُ تَلقَني
على سَابحِ إبْزِيمُهُ بِالسّنابِكِ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> حبك طير أخضر
حبك طير أخضر
رقم القصيدة : 358
-----------------------------------
حُبُّكِ طيرٌ أخضرُ ..
طَيْرٌ غريبٌ أخضرُ ..
يكبرُ يا حبيبتي كما الطيورُ تكبْرُ
ينقُرُ من أصابعي
و من جفوني ينقُرُ
كيف أتى ؟
متى أتى الطيرُ الجميلُ الأخضرُ ؟
لم أفتكرْ بالأمر يا حبيبتي
إنَّ الذي يُحبُّ لا يُفَكِّرُ ...
حُبُّكِ طفلٌ أشقرُ
يَكْسِرُ في طريقه ما يكسرُ ..
يزورني .. حين السماءُ تُمْطِرُ
يلعبُ في مشاعري و أصبرُ ..(39/116)
حُبُّكِ طفلٌ مُتْعِبٌ
ينام كلُّ الناس يا حبيبتي و يَسْهَرُ
طفلٌ .. على دموعه لا أقدرُ ..
*
حُبُّكِ ينمو وحدهُ
كما الحقولُ تُزْهِرُ
كما على أبوابنا ..
ينمو الشقيقُ الأحمرُ
كما على السفوح ينمو اللوزُ و الصنوبرُ
كما بقلب الخوخِ يجري السُكَّرُ ..
حُبُّكِ .. كالهواء يا حبيبتي ..
يُحيطُ بي
من حيث لا أدري به ، أو أشعُرُ
جزيرةٌ حُبُّكِ .. لا يطالها التخيُّلُ
حلمٌ من الأحلامِ ..
لا يُحْكَى .. و لا يُفَسَّرُ ..
*
حُبُّكِ ما يكونُ يا حبيبتي ؟
أزَهْرَةٌ ؟ أم خنجرُ ؟
أم شمعةٌ تضيءُ ..
أم عاصفةٌ تدمِّرُ ؟
أم أنه مشيئةُ الله التي لا تُقْهَرُ
*
كلُّ الذي أعرفُ عن مشاعري
أنكِ يا حبيبتي ، حبيبتي ..
و أنَّ من يًُحِبُّ ..
لا يُفَكِّرُ ..
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أتتك رجال من تميم فشهدوا
أتتك رجال من تميم فشهدوا
رقم القصيدة : 3580
-----------------------------------
أتَتْكَ رِجَالٌ مِنْ تَمِيمٍ فَشَهّدوا،
فَضَيّعْتَ حَقّ الله في ظُلمِ مالِكِ
وأنْفَقْتَ مَالَ الله في غَيْرِ حَقّهِ،
على نَهْرِكَ المَشْؤومِ غَيرِ المُبارَكِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو كنت حيث انصبت الشمس لم تزل
لو كنت حيث انصبت الشمس لم تزل
رقم القصيدة : 3581
-----------------------------------
لوْ كنتَ حيثُ انصَبّتِ الشمس لم تَزَلْ
مَعَلَّقَةً هَامَاتُنَا بِرَجَائِكَا
وَيَوْمَاكَ يَوْمٌ ما تُوَازَى نُجُومُهُ،
كَرِيهٌ، وَيَوْمٌ ماطِرٌ مِنْ عَطائِكَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أهلكت مال الله في غير حقه
أهلكت مال الله في غير حقه
رقم القصيدة : 3582
-----------------------------------
أهْلَكْتَ مالَ الله، في غَيرِ حَقّهِ،
عَلى النّهَرِ المَشْؤومِ غَيرِ المُبَارَكِ
وَتَضْرِبُ أقَواماً صِحاحاً ظُهُورُهَا،
وتَتَرُكُ حَقّ الله في ظَهْرِ مالِكِ
أإنْفَاق مالِ الله في غَيرِ كُنْهِهِ،
وَمَنْعاً لحَقّ المُرْمَلاتِ الضّوَانِكِ(39/117)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لقد أردى نوار وساقها
لعمري لقد أردى نوار وساقها
رقم القصيدة : 3583
-----------------------------------
لَعَمْرِي لَقَدَ أرْدَى نَوَارَ وَسَاقَها
إلى الغَوْرِ، أحْلامٌ قَليلٌ عُقولُها
مُعارِضَةَ الرّكْبانِ في شَهْرِ نَاجِرٍ،
عَلى قَتَبٍ يَعْلُو الفَلاةَ دَلِيلُها
وَما خِفتُها إنْ أنكَحَتْني وأشهَدَتْ
على نَفْسِها لي أنْ تَبَجّسَ غُولُها
أبَعْدَ نَوَارٍ آمَنَنّ ظَعِينَةً
على الغَدْرِ ما نَادَى الحَمامَ هَديلُها
ألا لَيتَ شِعري عن نَوَارٍ إذا خَلتْ
بجاجَتِها هَلْ تُبْصِرَنّ سَبيلها
أطاعَتْ بَني أمّ النّسَيرِ، فأصْبَحَتْ
على شارِفٍ وَرْقاءَ صَعْبٍ ذَلُولُها
إذا ارْتجَلَتْ شَقْتَ عَلَيها، وإنْ تَنُخْ
يَكُنّ مِنْ غَرَامِ الله عَنها نُزُولُها
وَقد سَخِطَتْ مني نَوَارُ الذي ارْتضَتْ
بهِ قَبْلَها الأزْوَاجُ، خابَ رَحيلُها
وَمَنْسُوبَةُ الأجْدادِ غَيرُ لَئِيمَةٍ،
شَفَتْ لي فُؤادي وَاشتَفى بي غَليلُها
فَلا زَال يَسْقي ما مُفَدّاةُ نَحْوَهُ،
أهاضِيبُ، مُسْتَنُّ الصَّبَا وَمَسِيلُها
فَما فَارقَتْنا رَغْبَةً عَنْ جِمَاعِنَا،
وَلكَنّما غالَتْ مُفَدّاةَ غُولُها
تُذَكّرُني أرْواحَها نَفْحَةُ الصَّبَا،
وَرِيحُ الخُزَامَى طَلُّها وَبَلِيلُها
فإنّ امْرَاً يَسْعَى يُخَبّبُ زَوْجَتي،
كَساعٍ إلى أُسْدِ الثّرَى يَسْتَبيلُها
وَمِنْ دُونِ أبْوَالِ الأسُودِ بَسالَةٌ،
وَصَوْلَةُ أيْدٍ يَمْنَعُ الضّيمَ طُولُها
فإني، كَما قالَتْ نَوَارُ، إنِ اجتَلَتْ
على رَجُلٍ، ما سَدّ كَفّي، خَليلُها
وَأنْ لمْ تكُنْ لي في الّذي قُلتُ مِرّةٌ
فَدُلّيتُ في غَبْرَاءَ يَنْهَالُ جُولُها
فَما أنَا بِالنّائي فَتُنْفَى قَرَابَتي،
ولا بَاطِلٌ حَقّي الذي أُقِيلُها
ولَكِنّني المَوْلى الذي لَيْسَ دُونَهُ
وَليّ، وَمَوْلى عُقْدَةٍ مَنْ يُجيلُها
فَدُونَكَها يا ابن الزّبَيْرِ، فإنّهَا(39/118)
مَوَلَّعَةٌ يُوهي الحِجارَةَ قِيلُها
إذا قَعَدَتْ عِنْدَ الإمامِ، كَأنّمَا
تَرَى رُفْقَةً مِنْ سَاعَةٍ تَسْتَحيلُها
وَما خاصَمَ الأقْوَامَ من ذي خُصُومَةٍ
كَوَرْهاء، مَشْنُوءٌ إلَيْهَا حَلِيلُها
فَإنّ أبَا بَكْرٍ إمَامكِ عالِمٌ
بِتَأوِيلِ مَا وَصّى العِبَادِ رَسُولُها
وَظَلْمَاءَ مِنْ جَرّا نَوَارٍ سَرَيْتُها،
وَهَاجِرَةٍ دَوّيّةٍ مَا أُقِيلُها
جَعَلْنَا عَلَينَا دُونَها مِنْ ثِيَابِنا
تَظَالِيلَ حَتى زَالَ عَنْهَا أصِيلُها
تَرَى مِنْ تَلَظّيها الظّبَاءَ كأنّها
مُوَقَّفَةٌ تَغْشَى القُرُونَ وَعُولُها
نَصَبْتُ لها وَجْهي وَحَرْفاً كَأنّهَا
أتَانُ فَلاةٍ خَفّ عَنْهَا ثَمِيلُها
إذا عَسَفَتْ أنْفَاسُها في تَنُوفَةٍ،
تَقَطّعَ دُونَ المُحصَناتِ سَحيلُها
تُرَى مثل أنْضَاءِ السّيوفِ من السُّرَى،
جَرَاشِعَةَ الأجوَازِ يَنجو رَعِيلُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> فإن تفخر بنا فلرب قوم
فإن تفخر بنا فلرب قوم
رقم القصيدة : 3584
-----------------------------------
فإنْ تَفْخَرْ بِنَا، فَلَرُبّ قَوْمٍ
رَفَعْنَا جَدَّهُمْ بَعْدَ السَّفَالِ
دَنَوْا مِنْ فَيْئِنَا، أوْ كَان فِينَا
لَهُمْ ضَخْمُ الدّسِيعَةِ في الحِبَالِ
وَمَا في النّاسِ مِنْ أحَدٍ يُسَاوي
زُرَارَةَ، أوْ يَنَالُ بَني عِقَالِ
فَأيُّكُمُ، بَني كَعْبٍ، إذا مَا
مَددْنَا الحَبْلَ يَصْبِرُ للنّضَالِ
أجَعْدِيٌّ أسَكُّ مِنَ المَخَازِي،
أمِ العجْلانُ زَائِدَةُ الرّئَالِ
ألَمْ تَرَني قَشَرْتُ بَني قُشَيْرٍ
كَقَشْرِ عَصَا المُنَقِّحِ مِنْ مُعَالِ
وَما شَيْءٌ بِأضْيَعَ مِنْ قُشَيْرٍ،
وَلا ضَأنٌ تَرِيعُ إلى خَيَالِ
تَرَاهُمْ حَوْلَ خَيْرَةَ مِنْ يَتيِمٍ،
وَأرْمَلَةٍ تَمُوتُ مِنَ الهُزَالِ
وَقَدْ تَحْظَى اللّئِيمَةُ بَعْدَ فَقْرٍ،
وَتُعْطَى الرّزْقَ مِنْ وَلَدٍ وَمَالِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نعائي ابن ليلى للسماح وللندى(39/119)
نعائي ابن ليلى للسماح وللندى
رقم القصيدة : 3585
-----------------------------------
نعائي ابنَ لَيْلى للسّمَاحِ ولَلنّدَى
وَأيْدِي شَمَالٍ بَارِداتِ الأنَامِلِ
يَعَضّونَ أطْرافَ العِصِيّ تَلُفّهُمْ
من الشأمِ حَمَراءُ السُّرَى وَالأصَائِلِ
سَرَوْا يَرْكَبون اللّيل حتى تَفرّجَتْ
دُجاهُ لَهُمْ عن وَاضِحٍ غَيرِ خاملِ
يُجاوِزُ سارِي اللّيلِ مَن كانَ دُونَهُ
إلَيْهِ، وَلا يُمْضِيهِ لَيْلٌ بِنَازلِ
وَقَدْ خَمَدَتْ نارُ الندى بَعدَ غالبٍ،
وَقَصّرَ عَنْ مَعرُوفِهِ كلُّ فاعِلِ
ألا أيّها الرّكْبَانُ! إنّ قِراَكُمُ
مُقيمٌ بِشَرْقيّ المقَرْ المُقَاتِلِ
بهِ فانْزِلُوا فابكُوا عَلَيْهِ فإنّكُمْ
وَمِقْرَاهُ كَالنّاعي أبَاهُ المُزَايِلِ
فإنّا سَنَبْكي غالِباً، إنْ بَكَيْتُمُ
لحاجَتِكُمْ للمُعْضِلاتِ الأثَاقِلِ
على المُطعِمِ المَقْرُورِ في لَيْلَةِ الصبَّا،
دَفُوعٍ عَنِ المَوْلى بنْصْرٍ وَنَائِلِ
وَما نَحنُ نَبْكي غالِباً ليْسَ غَيرُنا،
ولَكِنْ سَيَبْكي غالِباً كُلُّ عَايِلِ
ليَبْكِ ابنَ لَيلى غاطِشٌ سارَ شُقّةً،
وَحَبْلانِ حَبْلا مُسْتَجِيرٍ وَسَائِلِ
فَلَيْتَ المَنَايَا كُنّ مُوّتْنَ قَبْلَهُ،
وَعاشَ ابنُ لَيلى للندى وَالأرَامِلِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كم للملاءة من أطلال منزلة
كم للملاءة من أطلال منزلة
رقم القصيدة : 3586
-----------------------------------
كَمْ للمُلاءَةِ مِنْ أطْلالِ مَنْزِلَةٍ
بِالعَنْبَرِيّةِ مِثْلَ المُهْرَقِ البَالي
وَقَفْتُ فيها فَعَيّتْ ما تُكَلّمُني،
وما سؤالُكَ رَسْماً بَعْدَ أحْوالِ
عَزَالَةُ الشّمْسِ لا يَصْحو الفؤادُ بها
حَتى تَرَوّحْتُ لأياً بَعْدَ إيصَالِ
كَأنّمَا طَرَفَتْ عَيْنيّ كَاحِلَةٌ
في الدّارِ مِنْ سَرِبٍ بالمَاءِ مِسْيَالِ
أوْ كابنِ عَجلانَ إذ كانَتْ لَه تَلَفاً،
هِنْدُ الهُنُودِ بِمقْدارٍ وَآجَالِ
تَرْمي القُلُوبَ ولا يَصْطادُها أحَدٌ،(39/120)
بِسَهْمِ قَانِصَةٍ للقَوْمِ قَتّالِ
غَرْثَى الوُشاحِ ولَكِنّ النّطاقَ بِهَا
يُلاثُ حَوْلَ رِمالٍ ذاتِ أكْفَالِ
ما أمُّ خِشْفٍ برَوْضَاتِ الذِّهابِ، لَها
مَرْعى فَرُودٍ من الأُلاّفِ مِطفالِ
أدْماءُ يَنْفُضُ رَوْقاها، إذا ادّمجَتْ،
عَنها الأرَاكَ وأغْصَاناً من الضّالِ
وَلا مُكَلَّلَةٌ رَاحَ السِّمَاكُ لَهَا
في نَاحِرَاتِ سَرَارٍ قَبْلَ إهْلالِ
تَجْلُو بِقَادِمَتَيْ لَمْيَاءَ عَنْ بَرَدٍ
حُوِّ اللِّثاثِ، وَجِيدٍ غَيرِ مِعْطَالِ
لا تُوقِدُ النّارَ إلاّ أنْ تُثَقِّبَهَا
بالعَودِ في مِفضلِ الخَزّيّةِ الغَالي
وَالطّيبُ يَزْدادُ طِيباً أنْ يكُونَ بِها،
وَإنْ تَدَعْهُ غَيْرَ مِتْفَالِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبي الشيخ ذو البول الكثير مجاشع
أبي الشيخ ذو البول الكثير مجاشع
رقم القصيدة : 3587
-----------------------------------
أبي الشيخُ ذُو البَولِ الكَثِيرِ مُجاشعٌ
نَماني وَعَبْدُ الله عَمّي وَنَهْشَلُ
ثَلاثَةُ أسْلافٍ فَجِئْني بِمِثْلِهِمْ،
فكُلٌّ لَهُ، يا ابن المَرَاغَةِ، أوّلُ
بَنو الخَطَفَى لا تَحْمِلُنّي عَلَيكُمُ،
فَما أحَدٌ مِني عَلى القِرْنِ أثْقَلُ
تَرَكْتُ لَكُمْ لَيّانَ كُلّ قَصِيدَةٍ
شَرُودٍ إذا عارَتْ بِمَنْ يَتَمَثّلُ
إذا خَرَجَتْ مني تَرَى كلّ شاعِرٍ
يَدِبّ، وَيَستَخذي لها حينَ تُرْسَلُ
أذُودُ وَأحْمي عَنْ ذِمارِ مُجاشِعٍ،
كمَا ذادَ عن حَوْضَيْ أبيهِ المُخَبَّلُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وكوم تنعم الأضياف عينا
وكوم تنعم الأضياف عينا
رقم القصيدة : 3588
-----------------------------------
وَكُومٍ تَنْعَمُ الأضْيَافُ عَيْناً،
وَتُصْبِحُ في مَبَارِكِها ثِقالا
حُوَاسَاتِ العِشَاءِ خُبَعْثَنَاتٍ
إذا النّكْبَاءُ رَاوَحَتِ الشَّمَالا
كَأنّ فِصَالَها حَبَشٌ جِعَادٌ،
تُخَالُ على مَبَارِكِهَا جِفَالا
لأكْلَفَ أُمُّهُ دَهْمَاءُ مِنْهَا،
كَأنّ عَلَيْهِ مِنْ جَلَدٍ جِلالا(39/121)
أرِقْتُ، فَلَمْ أنَمْ لَيْلاً طَوِيلاً،
أُرَاقِبُ هَلْ أرَى النّسْرَينِ زَالا
فأرّقَني نَوَايِبُ مِنْ هُمومٍ
عَلَيّ، وَلَمْ يَكُنْ أمْرِي عِيَالا
وَكَانَ قِرَى الهُمُومِ، إذا اعْتَرَتْني
زَمَاعاً، لا أُرِيدُ بِهِ بدَالا
فَعادَلْتُ المَسَالِكَ نِصْفَ حَوْلٍ،
وَحَوْلاً بَعْدَهُ حَتى أحَالا
فَقَالَ لِيَ الّذِي يَعْنِيهِ شَأني،
نَصِيحَةَ قَوْلِهِ سِرّاً، وَقَالا
عَلَيْكَ بَني أُمَيّةَ، فَاسْتَجِرْهُمْ،
وَخُذْ مِنْهُمْ لِمَا تَخْشَى حِبَالا
فَإن بَني أُمَيّةَ في قُرَيْشٍ،
بَنَوا لِبُيُوتِهِمْ عَمَداً طِوَالا
فَرَوّحْتُ القَلُوصَ إلى سَعِيدٍ،
إذا مَا الشّاةُ في الأرْطَاةِ قَالا
تَخَطّى الحَرّةَ الرّجْلاءَ لَيْلاً،
وَتَقْطَعُ في مَخَارِمِهَا نِعَالا
حَلفَتُ بِمَنْ أتَى كَنَفَيْ حِرَاءٍ،
وَمَنْ وَافَى بِحُجّتِهِ إلالا
إذا رَفَعُوا سَمِعْتَ لَهُمْ عَجِيجاً،
عَجيجَ مُحَلِّىءٍ نَعَماً نِهالا
وَمَنْ سَمَك السّمَاءَ لَهُ فَقامَتْ،
وَسَخّرَ لابنِ داوُدَ الشَّمَالا
وَمَنْ نَجّى مِنَ الغَمَرَاتِ نُوحاً،
وَأرْسَى في مَواضِعِها الجِبَالا
لَئْنْ عافَيْتَني وَنَظَرْتَ حِلْمي
لأعْتَتِنَنْ إنِ الحَدَثَانُ آلا
إلَيْكَ فَرَرْتُ مِنْكَ وَمِنْ زِيَادٍ،
وَلَمْ أحْسِبْ دَمي لَكُمَا حَلالا
وَلَكِنّي هَجَوْتُ، وَقَدْ هَجَتْني
مَعاشِرُ قَدْ رَضَخْتُ لَهمْ سِجَالا
فإنْ يَكُنِ الهِجَاءُ أحَلّ قَتْلي،
فَقَدْ قُلْنَا لِشَاعِرِهِمْ، وَقَالا
وَإنْ تَكُ في الهِجَاءِ تُرِيدُ قَتْلي،
فَلَمْ تُدْرِكْ لِمُنْتَصِرٍ مَقَالا
ترَى الشُّمَّ الجَحاجِحَ مِنْ قُرَيْشٍ
إذا مَا الأمْرُ في الحَدَثَانِ عَالا
بَني عَمّ الرّسُولِ ورَهْطَ عَمْروٍ،
وَعُثْمَانَ الّذِينَ عَلَوْا فَعَالا
قِيَاماً يَنْظُرُون إلى سَعِيدٍ،
كَأنّهُمُ يَرَوْنَ بِهِ هِلالا
ضَرُوبٍ للقَوانِسِ، غَيْرِ هِدٍّ،
إذا خَطَرَتْ مَسَوَّمَةً رِعَالا(39/122)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وكيف بنفس كلما قلت أشرفت
وكيف بنفس كلما قلت أشرفت
رقم القصيدة : 3589
-----------------------------------
وَكَيْفَ بنَفْسٍ كُلّما قُلتُ أشرَفَتْ
على البُرْءِ من حَوْصَاء هيض اندمالُها
تُهاضُ بِدارٍ قَدْ تَقادَمَ عَهْدُهَا،
وَإمّا بِأمْواتٍ ألَمّ خَيَالُها
وَما كُنتُ ما دامَتْ لأهْلي حَمُولَةٌ،
وما حَمَلَتْهُمْ يَوْمَ ظَعْنٍ جِمالُها
وما سَكَنَتْ عَني نَوَارُ فَلَمْ تَقُلْ
عَلامَ ابن لَيْلى، وَهْي غُبْرٌ عيالُها
تُقِيمُ بِدارٍ قَدْ تَغَيّرَ جِلْدُهَا،
وَطالَ، وَنيِرَانُ العَذابِ، اشْتِعالُها
لأقَرَبَ أرْض الشّأمِ، والناسُ لم يَقمْ
لَهُمْ خَيْرُهُمْ مَا بَلّ عَيْناً بِلالُها
ألَسْتَ تَرَى من حَوْلِ بَيتِكَ عائذاً
بِقَدْرِكَ قَدْ أعْيَا عَلَيْها احتِيالُها
فكَيْفَ تُرِيدُ الخَفضَ بعد الذي ترَى
نِسَاءٌ بِنَجْدٍ عُيَّلٌ وَرِجَالُها
وَسَوْداءَ في أهْدامِ كَلِّيَن أقْبَلَتْ
إلَينا بِهمْ تَمْشِي وَعَنّا سُؤالُها
على عاتِقَيْها اثْنَانِ مِنْهُمْ، وإنّها
لَتُرْعَدُ قد كادَتْ يُقِصّ هُزَالُها
وَمِنْ خَلْفِها ثِنْتَانِ كِلْتَاهُما لَها،
تَعَلّقَ بِالأهْدامِ، وَالشّرُّ حَالُها
وفي حَجْرِها مَخزُومَةٌ من وَرَائِها
شُعَيْثاءُ، لمْ يَتْمِمْ لحَوْلٍ فِصَالُها
فَخَرّتْ، وألْقَتْهُمْ إلَيْنَا كَأنّها
نَعامَةُ مَحْلٍ، جَانَبَتْهَا رِئالُها
فَخرّتْ، وَألْقَتْهُمْ إلَيْنا كَأنّها
نَعامَةُ مَحْلٍ، جَانَبَتْهَا رِئَالُها
إلى حُجّرَةٍ كَمْ مِنْ خِبَاءٍ وَقُبّةٍ
إلَيْها، وَهُلاّكٍ كَثِيرٌ عَيَالُها
وَبالمَسجِدِ الأقصَى الإمامُ الذي اهتَدى
بِهِ مِنْ قُلُوبِ المُمْتَرِينَ ضَلالُها
ب كَشَفَ الله البَلاءَ، وَأشْرَقَتْ
لَهُ الأرْضُ والآفاقُ نَحْسٌ هلالُها
فَلَمّا اسْتهَلّ الغَيثُ للنّاسِ وانجلتْ
عَنِ النّاسِ أزْمانٌ كَوَاسِفُ بَالُها
شَدَدْنا رِحالَ المَيْسِ وَهْيَ شَجٍ بها(39/123)
كَوَاهِلُها، مَا تَطْمَئِنّ رِحَالُها
فأصْبَحَتِ الحاجاتُ عندكَ تنتَهي،
وَكُلّ عَفَرْنَاةٍ إلَيْكَ كَلالُها
حَلَفْتُ لئنْ لمْ أشتَعْب عن ظهورِها
لَيَنْتَقِيَنْ مُخَّ العِظَامِ انْتِقَالُها
إلى مُطلِقِ الأسْرَى سُلَيمان تَلتَقي
خَذارِيفُ بَينَ الرّاجِعاتِ نِعالُها
كَأنّ نَعَامَاتٍ يُنَتِّفْنَ خُضْرَةً،
بِصَحْرَاءَ مِمْرَاحٍ، كَثيرٌ مَجالُها
يُبادِرْنَ جُنْحَ اللّيلِ بيضاً وَغُبْرَةً،
ذُعِرْنَ بِها، والعِيسُ يُخشَى كَلالُها
كَأنّ أخَا الهَمّ الّذي قَدْ أصَابَهُ،
بهِ مِنْ عَقابيلِ القَطِيفِ مُلالُها
وَقُلْتَ لأهْلِ المَشْرِقَينِ ألمْ تَكُنْ
عَلَيكُمْ غُيُومٌ، وَهي حُمْرٌ ظلالُها
فَبُدّلْتُمُ جَوْدَ الرّبِيعِ، وَحُوّلَتْ
رَحىً عنكُمُ كانَتْ مُلِحّاً ثِفالُها
ألا تَشْكُرُونَ الله إذْ فَكّ عنْكُمُ
أداهِمَ بِالمَهْدِيّ، صُمّاً ثِقالُها
هَنَأناهُمُ حَتى أعَانَ عَلَيْهِمُ
من الدّلْو أوْ عَوّا السّماكِ سِجالُها
إذا ما العَذارَى بالدّخانِ تَلَفّعَتْ،
وَلمْ يَنْتَظِرْ نَصْبَ القُدُورِ امتلالُها
نحَرْنَا، وَأبْرَزْنا القُدُورَ، وَضُمّنَتْ
عَبيطَ المَتالي الكُومِ، غُرّاً مَحالُها
إذا اعتَرَكَتْ في رَاحَتَيْ كلّ مُجمِدٍ،
مُسَوَّمَةً، لا رِزْقَ إلاّ خِصَالُها
مَرَيْنا لِهُمْ بالقَضْبِ من قَمَعِ الذّرَى
إذا الشَّوْلُ لمْ تُرْزِمْ لدَرٍّ فِصَالُها
بَقَرْنا عَنِ الأفْلاذِ بالسّيفِ بَطنَها،
وَبالسّاقِ من دُونِ القِيامِ خَبالُها
عَجِلْنا عَنِ الغَليِ القِرَى من سَنامها
لأضيْافِنا، والنّابُ وَرْدٌ عِقالُها
لَهُمْ أوْ تَمُوتَ الرّيحُ وَهيَ ذَمِيمَةٌ
إذا اعْتَزّ أرْوَاحَ الشّتَاءِ شَمَالُها
وَصَارِخَةٍ يَسْعَى بَنُوهَا وَرَاءَها،
على ظَهْرِ عُرْيٍ زَلّ عَنْهُ جِلالُها
تُلَوّي بِكَفّيْها عَناصِيَ ذِرْوَةٍ،
وَقَدْ لحِقَتْ خَيْلٌ تَثُوبُ رِعَالُها
مُقاتِلَةٍ في الحَيّ مِنْ أكْرَمَيْهِمُ،(39/124)
أبُوها هُو ابنُ العَمّ لَحّاً وَخالُها
إذا التَفَتَتْ سَدّ السّمَاءَ ورَاءَهَا
عَبِيطٌ، وَجُمْهورٌ تَعادَى فِحالُها
أناخَتْ بِهَا وَسْطَ البُيُوتِ نِساؤنَا،
وَقَد أُعجِلَتْ شدَّ الرّحالِ اكتِفالُها
أنَخْنَا، فأقْبَلْنا الرّمَاحَ وَرَاءَهَا
رِمَاحاً، تُسَاقي بِالمَنَايا نِهَالُها
بَنُو دارِمٍ قَوْمي تَرَى حُجُزاتِهِمْ
عِتاقاً حَوَاشِيها، رِقَاقاً نِعَالُها
يَجُرّونَ هُدّابَ اليَماني، كَأنّهُمْ
سُيُوفٌ جَلا الأطباعَ عَنها صِقالُها
وَشِيمَتْ بهِ عَنكُمْ سُيوفٌ علَيَكمُ
صَباحَ مَساءً بالعِرَاقِ اسْتلالُها
وَإذْ أنْتُمُ مَنْ لمْ يَقُلْ أنَا كَافِرٌ،
تَرَدّى، نَهَاراً، عَشْرَةً لا يُقالُها
وَفَارَقَ أُمَّ الرّأسِ مِنهُ بضَرْبَةٍ،
سَرِيعٍ لِبَيْنِ المَنْكِبَيْنِ زِيَالُها
وَإنْ كانَ قَدْ صَلّى ثَمانينَ حِجّةً،
وَصَامَ وأهْدَى البُدنَ بيضاً خِلالُها
لَئِنْ نَفَرُ الحَجّاجِ آلُ مُعَتِّبٍ
لَقُوا دَوْلَةً كانَ العدُوُّ يُدالُها
لَقَدْ أصْبَحَ الأحْيَاءُ مِنْهُمْ أذِلّةً،
وفي النّارِ مَثوَاهُمْ كُلُوحاً سِبالُها
وَكَانُوا يَرَوْنَ الدّائِراتِ بغَيْرِهِمْ،
فَصَارَ عَلَيهِمْ بالعَذابِ انْفِتالُها
وَكَانَ إذ قِيلَ اتّقِ الله شَمّرَتْ
بِهِ عِزّةٌ، لا يُسْتَطَاعُ جِدالُها
ألِكْني إلى مَنْ كان بالصّينِ إذ رَمَتْ
بالهِنْدَ ألْوَاحٌ عَلَيْها جِلالُها
هَلُمّ إلى الإسْلامِ وَالعَدْلُ عِنْدَنا،
فَقَدْ ماتَ عن أرْضِ العرَاق خَبالُها
فما أصْبَحَتْ في الأرْضِ نَفسٌ فقيرَة،
وَلا غَيْرُها، إلاّ سُلَيْمانُ مَالُها
يَمِينُكَ في الأيْمَانِ فَاصِلَةٌ لَهَا،
وَخَيرُ شِمالٍ عِنْدَ خَيرٍ شِمَالُها
فأصْبَحَتَ خَيرَ النّاسِ وَالمُهتَدى به
إلى القَصْدِ وَالوُثْقَى الشّديدِ حِبالُها
يَداك يَدُ الأسْرَى التي أطْلَقَتْهُمُ،
وأُخْرَى هي الغَيثُ المُغيثُ نَوَالُها
وَكَمْ أطلَقَتْ كفاكَ من قيد بائِسٍ(39/125)
وَمِنْ عُقدَةٍ ما كانَ يُرْجى انحلالُها
كثيراً من الأسرى التي قَدْ تَكَنَّعَتْ
فكَكْتَ وَأعْنَاقاً عَلَيْها غِلالُها
وَجَدْنا بَني مَرْوانَ أوْتَادَ دِينِنَا،
كما الأرْضُ أوْتادٌ عَلَيها جِبَالُها
وَأنْتُمْ لِهَذا الدِّينِ كَالقِبْلَةِ التي
بها إنْ يَضِلَّ النّاسُ يَهدي ضَلالُها
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> بعد العاصفة
بعد العاصفة
رقم القصيدة : 359
-----------------------------------
أتحبني بعد الذي كانا؟
إني أحبك رغم ما كانا
ماضيكِ لا أنوي إثارتَهُ
حسبي بأنكِ ها هنا الآنا
تَتَبَسَّمينَ وتُمْسِكينَ يدي
فيعود شكِّي فيكِ إيمانا
عن أمس لا تتكلمي أبداً
وتألَّقي شَعْراً وأجفانا
أخطاؤكِ الصغرى أمرُّ بها
وأُحوِّل الأشواك ريحانا
لولا المحبة في جوانحه
ما أصبح الإنسان إنسانا
عام مضى وبقيت غالية
لا هنت أنت ولا الهوى هائنا
إني أحبك .. كيف يمكنني
أن أشعل التاريخ نيرانا
وبه معابدنا ، جرائدنا
أقدام قهوتنا ، زوايانا
طفلين كنا في تصرفنا
وغرورنا وضلال دعوانا
كلماتنا الرعناء .. مضحكة
ما كان أغباها .. وأغبانا
فلكم نهبت وأنت غاضبة
ولكم قسوت عليكم أحيانا
ولربما إنقطعت رسائلنا
ولربما إنقطعت هدايانا
مهما غلونا في عداوتنا
فالحب أكبر من خطايانا
عيناك نيسانان.. كيف أنا
أغتال في عينيك نيسانا ؟
قدر علينا أن نكون معا
يا حلوتي رغم الذي كانا
إن الحديقة لا خيار لها
إن طلعت ورقا وريحانا
هذا الهوى ضوءٌ بداخلنا
ورفيقُنا ... ورفيق نجوانا
طفل نداريهِ ونعبدُهُ
مهما بكى معنا .. وأبكانا
أحزانُنا منه ... ونسأله
لو زادنا دمعا وأحزانا
هاتي يديك .. فأنتِ زَنْبَقتي
وحبيبتي رغم الذي كانا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أجندل لولا خلتان أناختا
أجندل لولا خلتان أناختا
رقم القصيدة : 3590
-----------------------------------
أجَنْدَلُ! لَوْلا خَلّتَانِ أنَاخَتَا
إلَيْكَ لَقد لامَتْكَ أُمُّكَ جَنْدَلُ(39/126)
حَمامَةُ قَلْبٍ، ولا يُقيمُكَ عَقْلُهُ،
وإنّ نُمَيْراً وُدّهَا لا يُبَدَّلُ
وَلوْلا نُمَيْرٌ إنني لا أسُبّهَا،
وَوُدُّ نُمَيْرٍ إنْ مَشَتْ لا يُحَوَّلُ
لكَلّفْتُكَ الشّأوَ الّذي لَسْتَ نايِلاً،
وَحَتى تَرَى أنّ الذَّنُوبَينِ أثْقَلُ
أخِندِفُ أمْ قَيْسٌ إذا ما التقَى بهِمْ
إلى مَوْقِفِ الهَدْيِ المَطيُّ المُنَعَّلُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أنبئت أن العبد أمس ابن زهدم
أنبئت أن العبد أمس ابن زهدم
رقم القصيدة : 3591
-----------------------------------
أُنْبِئتُ أنّ العَبدَ أمسِ ابنَ زَهْدَمٍ
يَطُوفُ وَللغِيني لَهُ كُلُّ تِنْبَالِ
فَإنّ بُغَائي إنْ أرَدْتَ بُغَايَتي
عِرَاضُ الصّحاري لا اختِباءٌ بأدغالِ
أتَيْتَ ابْنَةَ المَرّارِ تَهْتِكُ سِترَها،
وَلا يُبْتَغَى تحتَ الحَوِيّاتِ أمْثَالي
فإنّكَ لَوْ لاقَيْتَني، يا ابنَ زَهْدَمٍ،
رَجَعْتَ شُعاعِيّاً على شَرّ تِمْثَالِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لفلج وصحراواه لو سرت فيهما
لفلج وصحراواه لو سرت فيهما
رقم القصيدة : 3592
-----------------------------------
لَفَلْجٌ وَصَحْرَاوَاهُ لَوْ سِرْتُ فِيهِما
أحبُّ إلَيْنَا مِنْ دُجَيْلٍ وَأفضَلُ
وَرَاحِلَةٍ قَدْ عَوّدُوني رُكُوبَها،
وَما كُنتُ رَكّاباً لها حِينَ تُرْحَلُ
قَوَائمُها أيْدي الرّجالِ، إذا انْتَحَتْ،
وَتَحْمِلُ من فيها قُعوداً وَتُحمَلُ
إذا ما تَلَقّتْهَا الأوَاذيُّ شَقّها
لها جُؤجُؤٌ لا يَستَرِيحُ وَكَلْكَلُ
إذا رَفَعُوا فِيهَا الشِّراعَ كَأنّها
قُلُوصُ نَعامٍ أوح ظَلِيمٌ شَمَرْدَلُ
تُرِيدُ ابنَ عَبْدِ الله إيّاهُ يَمّمَتْ،
يَقولُ إذا قالَ الصّوابَ وَيَفْعَلُ
إذا مائَةٌ زَادُوا عَلَيْها رِهَانَهُمْ
يَجيءُ إلى غَايَاتِهِا، وَهُوَ أوَّلُ
لَعَمرَي لإحياءُ النّفُوسِ التي دَنَتْ
إلى المَوْتِ من إعطاء نابَينِ أفْضَلُ
تَدارَكَني مِنْ هُوّةٍ قَدْ تَقَاذَفَتْ(39/127)
بِرِجْلَيّ مَا في جُولها مُتَرَجَّلُ
ألا كُلُّ شيءٍ في يَدِ الله بَالِغٌ
لَهُ أجَلٌ عَنْ يَوْمِهِ لا يُحَوَّلُ
وإنّ الّذي يَغْتَرّ باِلله ضائِعٌ،
وَلَكِنْ سَيُنْجي الله مَنْ يَتَوَكّلُ
تُبيِّنُ مَا يَخْفَى على النّاسِ غَيْبُهُ
لَيَالٍ، وَأيّامٌ على النّاسِ دُوَّلُ
يُبِينُ لَكَ الشّيء الذي أنْتَ جاهِلٌ
بِذَلِكَ، عَلاّمٌ بِهِ حِينَ تَسْألُ
ألا كُلُّ نَفْسٍ سوْفَ يأتي وَرَاءَهَا
إلى يَوْمِ يَلقاها الكتابُ المُؤجَّلُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لأسماء إذ أهلي لأهلك جيرة
لأسماء إذ أهلي لأهلك جيرة
رقم القصيدة : 3593
-----------------------------------
لأسْمَاءَ، إذْ أهْلي لأهْلِكِ جِيَرَةٌ،
وَإذْ كُلُّ مَوْعُودٍ لها أنْتَ آمِلُهْ
تَسُوفُ خُزَامَى المِيثِ، كلَّ عَشيّةٍ،
بِأزْهَرَ كالدّينَارِ حُوٍّ مَكَاحِلُهْ
لها نَفَسٌ بَعْدَ الكَرَى من رُقادِها،
كَأنّ فُغامَ المِسْكِ باللّيْلِ شامِلُهْ
فإنْ تَسأليني كَيْفَ نَوْمي فَإنّني
أرى الهَمَّ أجفاني عن النّوْمِ داخلُهْ
وَقَوْمٌ أبُوهُمْ غالِبٌ أنا مالهُمْ،
وَعامٌ تَمَشّى بِالفِرَاءِ أرامِلُهْ
وَمَجدٌ أذُودُ النّاسع أنْ يَلحَقوا بهِ،
وَما أحَدٌ أوْ يَبلُغَ الشّمسَ نَائِلُهْ
أنَا الخِنْدِفيُّ الحَنْظَليُّ الّذي بِهِ،
إذا جَمَعَتْ رُكبَانَ جَمعٍ مَنازِلُهْ
على النّاسِ مالاً يَدُفَعُونَ خَرَاجَهُ،
وَقَرْمٌ يَدُقّ الهَامَ وَالصّخرَ بازِلُهْ
أرَى كُلّ قَوْمٍ وَدَّ أكْرَمُهُمْ أباً،
إذا مَا انْتَمَى، لَوْ كانَ مِنّا أوَائِلُهْ
فَخَرْنا، فَصُدِّقْنا، على النّاسِ كُلّهُمْ،
وَشَرُّ مَسَاعي النّاسِ والفَخرِ ألَمّا يُنِلْ للنّاسِ أنْ يَتَبَيّنُوا،
فَيُزْجَرَ غَاوٍ أوْ يَرَى الحَقَّ عاقِلُهْ
وَكُلُّ أُنَاسٍ يَغْضَبُونَ على الّذي
لَهُمْ، غَيرَنا، إذْ يَجعَلُ الخَيرَ جاعِلُهْ
إلَيْكَ ابن لَيْلى يا ابن لَيلى تجَوّزَتْ(39/128)
فَلاةً وَداويّاً دِفاناً مَنَاهِلُهْ
تُجِيلُ دلاءُ القَوْمِ فيه غُثَاءَهُ،
إجَالَةَ حَمِّ المُسْتَذِيبَةِ جَاِمِلُهْ
لهَا صَاحِبَا فَقْرٍ عَلَيْها، وَصَادِعٌ
بها البِيدَ عادِيٌّ ضَحُوكٌ، مناقِلُهْ
تُرِيدُ مَعَ الحَجّ ابن لَيْلى، كِلاهُما
لصَاحِبِهِ خَيرٌ تُرَجّى فَوَاضِلُهْ
زِيارَةَ بَيْتِ الله وَابنِ خَلِيفَةٍ،
تْحَلّبُ كَفّاهُ النّدَى وَأنَامِلُهْ
وَكَانَ بِمصْرَ اثْنانِ ما خافَ أهلُها
عَدُوّاً، ولا جَدْباً تُخافُ هَزَايلُهْ
لَدُنْ جَاوَرَ النّيلَ ابنُ لَيْلى، فإنّهُ
يَفيِضُ على أيدي المَساكِينِ نايِلُهْ
فأصْبَحَ أهْلُ النّيلِ قَدْ سَاءَ ظَنُّهُمْ
به وَاطمأنّتْ بَعد فَيضٍ سَوَاحِلُهْ
أرَى النّاس إذْ خَلّى ابنُ لَيلى مكانَهُ
يَطُوفون للغَيْثِ الذي ماتَ وَابِلُهْ
كمَا طاَفَ أيْتَامٌ بِأُمٍّ حَفِيّةٍ
بهِمْ، وَأبٍ قَدْ فارَقَتِهُمْ شَمايلُهْ
فَقُلْ لليَتَامَى وَالأرَامِلِ وَالّذِي
تُريدُ بِهِ أرْضَ ابن لَيلى رَوَاحِلُهْ
يَؤمّ ابن لَيْلى خَائِفاً مِنْ وَرَائِهِ،
وَيَأمُلُ مَنْ تُرْجَى لَدَيه نَوَافِلُهْ
فَإنَ لَهُمْ مِنْهُ وَفَاءَ رَهِينَةٍ
بأخْلاق الجُلّى تَفيضُ جَداوِلُهْ
أغَرُّ نَمَى الفارُوقُ كَفّيْهِ للعُلى،
وَآلُ أبي العَاصِي، طِوالٌ مَحامِلُهْ
أرادَ ابنَ عَشْرٍ أنْ يَنَالَ التي غَلَتْ
على الشِّيبِ من مَجدٍ تَسامى أطاوِلُهْ
فَوُرّعَ تَوْرِيعَ الجِيَادِ عِنَانُهُ،
فما جاء حتى ساوَرَ الشمس ألمْ تَرَ أنّ النّيلَ نَضّبَ مَاءهُ،
وَماتَ النّدى بَعد ابنِ لَيلى وَفاعِلُهْ
وَمُرْتَهنٍ بِالمَوْتِ غَالٍ فِداؤهُ،
تُسَنّيَ عَنْهُ يا ابن لَيْلى سَلاسِلُهْ
وَما ضَمِنَتْ مثل ابن ليلى ضَرِيحَةٌ؛
وَمَا كان حَيٌّ، وَهوَ حَيٌّ، يُعادِلُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمرك ما في الأزد بالملك قائم
لعمرك ما في الأزد بالملك قائم
رقم القصيدة : 3594
-----------------------------------(39/129)
لَعَمْرُكَ ما في الأزْدِ بالمُلْكِ قائِمٌ،
وَلا عَدْلِ مَا أضْحَى من الأمرِ مايلِ
وَلا ضَمّها السّلطانُ قَسْراً لدَعْوَةٍ،
فَتَرْضَى بهَذا الحِلْفِ بكرُ بنُ وَايلِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ما للمنية لا تزال ملحة
ما للمنية لا تزال ملحة
رقم القصيدة : 3595
-----------------------------------
مَا للمَنِيّةِ لا تَزَالُ مُلِحّةً،
تَعْدُو عَليّ، وَمَا أُطِيقُ قِتَالَها
تَسْقي المُلُوكَ بكَأسِ حَتْفٍ مُرّةٍ،
وَلَتُلْبِسَنّكَ، إنْ بَقِيتَ، جِلالَها
أرْدَتْ أغَرَّ مِن المُلُوكِ مُتَوَّجاً،
وَرِثَ النّبُوّةَ بَدْرَهَا وَهِلالَها
أغْنى العُفَاةَ بِنَائِلٍ مُتَدفِّقٍ،
مَلأ البِلادَ دَوَافِعاً، فَأسَالَها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كيف بدهر لا يزال يرومني
كيف بدهر لا يزال يرومني
رقم القصيدة : 3596
-----------------------------------
كَيْفَ بِدَهْرٍ لا يَزَالُ يَرُومُني
بداهِيَةٍ فِيهَا أشَدُّ مِنَ القَتْلِ
وَكَيْفَ بِرَامٍ لا تَطيشُ سِهَامُهُ،
وَلا نَحْنُ نَرْميهِ فنُدرِكَ بالنَّبْلِ
إذا ابنُ أبي سُودٍ خَلا مِنْ مَكَانِهِ
فَقَدْ مَالتِ الأيّامُ بالحَدَثِ المُجلي
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> شكونا إليك الجهد في السنة التي
شكونا إليك الجهد في السنة التي
رقم القصيدة : 3597
-----------------------------------
شَكَوْنا إلَيْكَ الجَهْدَ في السَّنَة التي
أقامَتْ على أمْوَالِنا آفَةَ المَحْلِ
وَلمْ يَبْقَ مِنْ مَالٍ يَسُومُ بأهْلِهِ،
وَلا مَرْتَعٍ في حَزْنِ أرْضٍ وَلا سِلِ
سِوَاكَ، فأشْكِ القَوْمَ ما قَدْ أصَابهمْ
على الجَهدِ وَالبَلوَى التي كنتَ قد تُبلي
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كأن التي يوم الرحيل تعرضت
كأن التي يوم الرحيل تعرضت
رقم القصيدة : 3598
-----------------------------------
كَأنّ التي يَوْمَ الرّحِيلِ تَعَرّضَتْ
لَنا ظَبْيَةٌ تَحْنُو على رَشإٍ طِفْلِ(39/130)
وَما رَوْضَةٌ جادَ السِّماكُ فُرُوجَها
لها حَنْوَةٌ بَينَ الحُزُونَةِ وَالسّهْلِ
بأطْيَبَ مِنْ بَيْتِ المُلاءةِ إذْ غَدَتْ
تَقاعَسُ في مِرْطِ التّصَابي على مَهلِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أقول لحرف قد تخون نيها
أقول لحرف قد تخون نيها
رقم القصيدة : 3599
-----------------------------------
أقُولُ لحَرْفٍ قَدْ تَخَوّنَ نيَّهَا
دُؤوبُ السّرَى إدْلاجُهُ وَأصَائِلُهْ
عَلَيْكَ بِقَصْدٍ للمَدِينَةِ، إنّهَا
بهامَلِكٌ قَدْ أتْرَعَ الأرْضَ نائِلُهْ
نَمَتْهُ فُرُوعُ الزِّبْرِقانِ، وَقَدْ نمَى
بِهِ مِنْ قُرَيشِ الأبْطَحَينِ أوَائِلُهْ
لَهُ أبْطَحاها الأعظَمانِ، إذا التَقَتْ
قُرَيشٌ، وَكانَ المَجدُ أعلاهُ كاهلُهْ
أقُولُ لأزْوَالٍ أبُوهُمْ مُجاشِعٌ،
بَني كُلّ مَشْبُوبٍ طَويلٍ حمائلُهْ
إلى خالِدٍ سِيرُوا، فإنْ تَنْزِلُوا بِهِ
جَميعاً وَقدْ ضُمّتْ إلَيْهِ ذَلاذِلُهْ
تكُونُوا كَمنْ لاقَى الفُرَاتَ إذا التَقى
عَلَيْهِ أعالي مَوْجِهِ وَأسَافِلُهْ
وَكَائِنْ دَعَوْنَا الله حَتى أجَابَنَا
بأبْيضَ عاَصِيٍّ تَفِيضُ أنَامِلُهْ
نَمَتْهُ بطاحِيّو قُرَيْشٍ كَأنّهُ
حُسامٌ جَلا الأطْبَاعَ عَنْه صيَاقِلُهْ
نَمتْهُ النّوَاصي من قُرَيْشٍ وَقد نمى
بهِ مِنْ تَميمٍ رَأسُ عِزٍّ وَكَاهِلْهْ
أتَانَا رَقِيبُ المُسْتَغِيثِينَ رَبُّنَا،
تَفِيضُ عَلَينا كلَّ يَوْمٍ فَوَاضِلُهْ
كَأنّ الفُرَاتَ الجَوْنَ أصْبَحَ دارِئاً
عَلَيْنَا، إذا ما هَزْهَزَتْهُ شَمايلُهْ
أتَى خالِدٌ أرْضاً وَكانَتْ فَقِيرَةً
إلى خَالِدٍ لَمّا أتَتْهَا رَوَاحِلُهْ
فَلَمّا أتَاهَا أشْرَقَتْ أرْضُهًّ لَهُ،
وَأدْرَكَ مَنْ خافَ المُلحَّاتِ نائِلُهْ
فإنّ لَهُ كَفّينِ في رَاحَتَيْهِما
رَبِيعُ اليَتَامَى وَالمَساكِينِ وَابِلُهْ
إذا بَلَغَتْ بي خالِداً، وَهيَ لمْ تقُمْ،
فَبَلّ يَدَيْها من دَمِ الجَوْفِ سائِلُهْ
وَكَائِنْ عَلَيها من رَدِيفٍ وَحَاجَةٍ،(39/131)
وَمَجْدٍ إلى مَجْدٍ رَوَاسٍ أثاقِلُهْ
إلَيْكَ طَوَى الأنْساعَ حَوْل رِحالِها
هَوَاجِرُ أيّامٍ بِلَيْلٍ تُوَاصِلُهْ
نَمَتْهُ قُرَيْشٌ أكْرَمُوها وَدارِمٌ،
وَسَعْدٌ إلى المَجْدِ الكَرِيمِ قَبايِلُهْ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> ماذا أقول له
ماذا أقول له
رقم القصيدة : 360
-----------------------------------
ماذا أقول له لو جاء يسألني..
إن كنت أكرهه أو كنت أهواه؟
ماذا أقول : إذا راحت أصابعه
تلملم الليل عن شعري وترعاه؟
وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟
وأن تنام على خصري ذراعاه؟
غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله
ونطعم النار أحلى ما كتبناه
حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟
وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟
أما انتهت من سنين قصتي معه؟
ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟
أما كسرنا كؤوس الحب من زمن
فكيف نبكي على كأس كسرناه؟
رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني
فكيف أنجو من الأشياء رباه؟
هنا جريدته في الركن مهملة
هنا كتاب معا .. كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره
وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه..
ما لي أحدق في المرآة .. أسألها
بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟
وكيف أكره من في الجفن سكناه؟
وكيف أهرب منه؟ إنه قدري
هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟
أحبه .. لست أدري ما أحب به
حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض . بعض من تخلينا
لو لم نجده عليها .. لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أهواه. إني ألف أهواه..
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ترى كل منشق القميص كأنما
ترى كل منشق القميص كأنما
رقم القصيدة : 3600
-----------------------------------
تَرَى كُلّ مُنشَقّ القَميصِ كَأنّما
عَلَيْهِ بِهِ سِلْخٌ تَطِيرُ رَعَابِلُهْ
سَقاهُ الكَرَى الإدْلاجُ حتى أمَالَهُ
عَنِ الرّحْلِ عَيْناً رَأسُهُ وَمَفاصِلُهْ
وَنَادَيْتُ مغْلوْبِينَ هَلْ من مُعاوِنٍ
على مَيّتٍ يَدنُو من الأرْضِ مائلُهْ(39/132)
فَمَا رَفَعَ العَيْنَيْنِ حتى أقَامَهُ
وَعِيدِي، كَأنّي بِالسّلاحِ أُقَاتِلُهْ
أقَمْتُ لَهُ المَيْل الذي في نُخاعِهِ
بتَفْدِيَتي، واللّيْلُ داجٍ غَياطِلُهْ
قد اسْتَبْطَأتْ مني نَوَارُ صَرِيمَتي،
وَقَد كان هَمّي يَنفُذُ القلبَ داخِلُهْ
رَأتْ أيْنُقاً عَرّيْتُ عاماً ظُهُورَهَا،
وَما كانَ هَمّي تَسْترِيحُ رَوَاحِلُهْ
حَرَاجِيجُ، لمُ يَتْرُكْ لَهُنّ بَقِيّةً،
غُدُوُّ نَهَارٍ دايِمٍ، وَأصَايِلُهْ
يُقاتِلنَ عن أصْلابِ لاصِقَةِ الذُّرَى،
مِنع الطّيْرِ غِرْباناً عَلَيها نَوَازِلُهْ
فَإنْ تَصْحَبِينَا يا نَوَارُ تُنَاصِفي
صَلاتَكِ في فَيْفٍ تكُرّ حَوَاجِلُهْ
مَوَاقِعَ أطْلاحٍ على رُكَبَاتِهَا
أُنيخَتْ وَلَوْنُ الصّبحِ وَرْدٌ شَوَاكلُهْ
وَتَخْتَمري عَلى عجلى ظَهرِ رَسْلَةٍ
لِها ثَبَجٌ عَاري الَمعَدَّين كاهِلُهْ
وَما طَمِعَتْ بِالأرْضِ رَائِحَةً بِنا
إلى الغَدِ حَتى يَنْقُل الظّلَّ نَاقِلُهْ
تَسُومُ المَطايا الضّيمَ يَحفِدنَ خَلفَها
إذا زَاحَمَ الأحقابَ بالغَرْض جائلُهْ
ولَمّا رَأتْ ما كان يَأوِي وَرَاءَها،
وَقُدَّامَها قَدْ أمْعَرَتْهُ هَزَايِلُهْ
كَبابٌ مِنَ الأخْطارِ كانَ مُرَاحُهُ
عَليها فأوْدى الظّلْفُ مِنهُ وَجامِلُهْ
بكَتْ خَشيةَ الإعطابِ بالشأمِ إنْ رَمى
إلَيْهِ بِنَا دَهْرٌ شَدِيدٌ تَلاتِلُهْ
فَلا تَجْزَعي، إني سأجْعَلُ رِحْلَتي
إلى الله والبَاني لَهُ، وَهْوَ عامِلُهْ
سُلَيْمانُ غَيْثُ المُمْحِلِينَ وَمَنْ بهِ
عن البائسِ المِسكينِ حُلّتْ سَلاسلُهْ
وَمَا قام مُذْ ماتَ النّبيُّ مُحَمّدٌ
وَعُثمانُ فَوْقَ الأرْضِ رَاغٍ يعادلُهْ
أرى كلَّ بَحْرٍ غَيرَ بحرِكَ أصْبَحَتْ
تَشَقَّقُ عَن يَبسِ المَعينِ سَوَاحِلُهْ
كَأَنَّ الفُراتَ التجَوْنَ يَجْري خبَابُهُ
مُفَجّرَةً بيْنَ البيُوتِ جَدَاوِلُهْ.
وَقَدْ عَلِموا أنْ لَنْ يميلَ بك الهَوى،
وَمَا قُلْتَ من شَيء فإنّكَ فاعلْهُ(39/133)
ومَا يَبتَغي الأقْوامُ شيَئاً وَإنْ غَلا
مِنَ الخَيرِ إلاّ في يَدَيْكَ نَوَافِلُهْ
أرى الله في تِسْعِينَ عاماً مَضَتْ لَهُ
وَسِتٍّ مَعَ التّسعينَ عادتْ فَواضِلُهْ
عَلَيْنَا، وَلا يَلْوِي كما قَد أصَابَنا
لدَهْرٍ عَلَينا، قَد ألحّتْ كَلاكِلُهْ
تَخَيّرَ خَيْرَ النّاسِ للنّاسِ رَحَمَةً،
وَبَيْتاً، إذا العاديُّ عُدّتْ أوَائِلُهْ
وَكَانَ الّذي سَمَّاهُ باسْمِ نَبِيّهِ
سُلَيْمانَ إنّ الله ذا العَرْشِ جاعلُهْ
عَلى النّاسِ أمْناً، واجْتِماعَ جَماعَة،
وَغَيْثَ حَياً للنّاسِ يُنْبِتُ وَابِلُهْ
فأحْيَيْتَ مَنْ أدْرَكْتَ مِنّا بسُنّةٍ
أبَتْ لمْ يُخالِطْها مَعَ الحَقّ باطِلُهْ
كَشفْتَ عن الأبْصَارِ كُلَّ عَشاً بها،
وَكُلُّ قَضَاءٍ جَائرِ أنْتَ عَادِلُهْ
وَقَدْ عَلِمَ الظُّلْمُ الّذي سَلّ سَيفَه
على النّاسِ بالعُدْوَانِ أنّكَ قاتِلُهْ
وَلَيسَ بمُحيي الناسِ مَن ليس قاضياً
بحقٍّ ولمْ يُبْسَطْ على النّاسِ نايِلُهْ
فَأصْبَحَ صُلْبُ الدّينِ، بعْدَ التوَائه
على النّاسِ بالمَهديّ، قُوّمَ مايِلُهُ
حَمَلْتَ الذي لمْ تحملِ الأرْضُ وَالتي
عَلَيْها فأدّيْتَ الّذي أنْتَ حامِلُهْ
إلى الله مِنْ حَمْلِ الأمانَةِ بَعْدَما
أُضِيَعَتْ وَغَالَ الدّين عَنّا غَوايلُهُ
جَعَلْتَ مكان الجَوْرِ في الأرْض مثلَه
من العَدلِ إذْ صَارَتْ إليكَ مَحاصِلُهْ
وَما قُمتَ حتى استَسَلَمَ الناسُ وَالتقى
عَليهمْ فمُ الدّهرِ العضُوضِ بِوَازِلُهْ
وَحَتى رَأوْا مَنْ يَعْبُدُ النّارَ آمِناً
لِ جارُهُ، والبيتَ قَد خافَ داخِلُهْ
فَأضْحَوْا بإذْنِ الله بَعْدَ سَقامِهمْ
كذي النّتفِ عادتْ بعد ذاك نَواصِلُهْ
رَأيتُ ابن ذُبْيانٍ يَزِيدَ رَمَى بِهِ
إلى الشأمِ يَوْمَ العَنزِ والله شَاغِلُهْ
بعَذْرَاءَ لمْ تَنكِحْ حَليلاً، وَمن تلجْ
ذِرَاعَيْهِ تَخْذُلْ ساعِدَيْهِ أنامِلُهْ
وَثِقْتُ لَهُ بِالخِزْيِ لَمّا رَأْيْتُهُ(39/134)
على البَغلِ مَعدُولاً ثِقالاً فَرَازِلُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لئن قل الحصى في بيوتكم
لعمري لئن قل الحصى في بيوتكم
رقم القصيدة : 3601
-----------------------------------
لَعَمرِي لَئنْ قَلّ الحَصَى في بيوتكُم
بَني نَهْشَلٍ ما لُؤْمُكُمْ بِقَلِيلِ
وَإنْ كُنتُمُ نَوْكَى، فَما أُمَّهاتُكُمْ
بِزُهْرٍ، وَمَا آبَاؤكُمْ بِفُحُولِ
أثَوْرَ بنَ ثَوْرٍ إنّني قَدْ وَجَدْتُكُمْ
عَبيدَ العَصَا مِنْ مُسْبَعٍ وَنَقِيلِ
فَصَبْراً أخَا حَجْناءَ إنّكَ ذايِقٌ،
كَما ذاقَ مِنّا قَبْلَكَ ابنُ وَثِيلِ
وَحُقّ لمَنْ أمْسَتْ رُمَيْلَةُ أُمَّهُ،
يَسُدّ عَلَيْهِ اللّؤمُ كُلَّ سَبِيلِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم تر كرسوع الغراب وما وأت
ألم تر كرسوع الغراب وما وأت
رقم القصيدة : 3602
-----------------------------------
ألَمْ تَرَ كُرْسُوعَ الغُرَابِ، وَما وَأتْ
مَوَاعِيدُهُ عَادَتْ ضَلالاً وَبَاطِلا
وَلَوْ كَانَ مُرِّيّاً لأصْبَحَ قَوْلُهُ
وَفِيّاً على ما كانَ شَدَّ الحَبَائِلا
وَسَوْفَ يَرى مَرَّ القَوافي إذا غَدَتْ
عَلَيْهِ بِأمْثَالٍ تَشِينُ المَقَاوِلا
اخف>شعر>جسم>
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ورثت أبا سفيان وابنيه والذي
ورثت أبا سفيان وابنيه والذي
رقم القصيدة : 3603
-----------------------------------
وَرِثْتَ أبا سُفيانَ وَابْنَيْهِ وَالّذي
بهِ الحَرْبُ شالَتْ عن لِقاحٍ حِيالُها
أبُوكَ أميرُ المؤمِنيِنَ الّذي بِهِ
رَحىً ثَبَتَتْ ما يُسْتَطاعُ زِيالُها
إذا ما رَحىً زَالَتْ بِقَوْمٍ ضَرْبْتَها
على الدينِ حَتى يَسْتَقِيمَ ثِفالُها
بِسَيْفٍ بِهِ لاقَى بِبَدْرٍ مُحَمّدٌ
بَني النّضْرِ في بِيضٍ حَدِيثٍ صِقالُها
رَأْتُ بَني مَرْوَانَ إذْ جَدّ جَدُّهُمْ
عَلا كُلَّ ضَوْءٍ في السّمَاء هِلالُها
أرى الحَقّ قادَ الناسَ من كلّ جانب
إلَيْكُمْ مِنَ الآفَاقِ تُلْقَى رِحالُها(39/135)
رَأيْتُ بَني مَرْوانَ أفْلَجَ حَقُّهُمْ،
مَشُورَةَ عُثْمَانَ الشّدِيدَ مَحالُها
تَرَى كُلّ فَحْلٍ وَاضِعاً لي جِرَانَهُ
إذا خِندِفٌ صَالَتْ وَرَائي فِحالُها
تَنَاثَرَتِ الأبْعارُ من كلّ مُوجِسٍ
لَهُنّ عَزِيفاً حِينَ يَسْموُ صِيالُها
وَلَوْ أنّ لُقْمَانَ بن عَادٍ لَقِيتُهُ
لأعْيَاهُ للنّفْسِ الكَذُوبِ احْتيالُها
إذاً لرَأى صِيدَ الرّؤُوسِ كَأنّهُمْ
جِبالُ قَرَوْرَى حِينَ فاءتْ ظِلالُها
وَخَيْلٍ غَزَوْنَا وَهي حَولٌ نَقودُها،
فَما رَجَعَتْ حتى أحَالَتْ سُخالُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> منعت عطاء من يد لم يكن لها
منعت عطاء من يد لم يكن لها
رقم القصيدة : 3604
-----------------------------------
مَنَعْتَ عَطاءً مِنْ يَدٍ لمْ يكُنْ لها،
بثَدْي فَزارِيّ، نَصِيبٌ تُوَاصِلُهْ
وَلمْ يَحْتَضِنْها مُرْضِعٌ من مُحارِبٍ؛
وَلا مِنْ غَنيِّ اللّؤمِ كانَتْ أوَائِلُهْ
وَلَكِنْ أبوها مِنْ لُؤيّ بن غالِبٍ،
مَنافٌ لَهُ مِنْهَا مِنَ المَجْدِ كاهلُهْ
مُلُوكٌ، وَأبْنَاءُ المُلُوكِ أتَتْهُمُ
مِنَ الله بالفُرْقانِ مِنْهُ رَسَائِلُهْ
فأصْبَحْتَ ممّا قَدْ مَنَعتَ كقابِضٍ
على المَاءِ لمْ تَقْبِضْ عَلَيْهِ أنامِلُهْ
مِنَ الماءِ شَيئاً غَيرَ أنْ قَد تَعَرّضَتْ
لِنَابَيْ شُجَاعِ المُجْهِزِين مَقاتِلُهْ
لَبِئْسَ عَشاءُ المُرْضِعَاتِ عَشاؤهُ،
إذا زَعْزَعَتْ أطْنابَ بَيْتٍ شَمائِلُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن يك خالها من آل كسرى
إن يك خالها من آل كسرى
رقم القصيدة : 3605
-----------------------------------
إنْ يَكُ خَالُهَا مِنْ آلِ كِسْرَى،
فَكِسْرَى كان خَيراً مِنْ عِقالِ
وأعْظَمُ غُنْيَةً في كُلّ يَوْمٍ،
وَأصْدَقُ عِنْدَ مُخْتَلِفِ القِتَالِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> متى تلق إبراهيم تعرف فضوله
متى تلق إبراهيم تعرف فضوله
رقم القصيدة : 3606
-----------------------------------(39/136)
مَتى تَلْقَ إبْراهِيمَ تَعْرِفْ فُضُولَه
بِنُورٍ على خَدّيْهِ أنْجَحَ سائِلُهْ
تَصَعّدُ كَفّاهُ على كُلّ غَايَةٍ
من المَجدِ لا تُندي الصّديقَ غَوَائلُهْ
بَلِ الجُودُ والأفضَالُ مِنْهُ عَليهِمُ
كَغَيْثِ رَبِيعٍ كَدّرَ الغَيثَ وَابِلُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ستأتي أخا جرم على النأي مدحتي
ستأتي أخا جرم على النأي مدحتي
رقم القصيدة : 3607
-----------------------------------
سَتأتي أخا جَرْمٍ على النّأيِ مِدْحَتي
ليعْلَمَ أنّي صَادِقُ القَوْلِ وَاصِلُهْ
أخُو ثِقةٍ لا يَلْعَنُ الصّحْبُ قُرْبَهُ،
جَوَادٌ بِما في الرّحْلِ حُلوٌ شَمائِلُهْ
أبيٌّ أبِيٌّ لا تُرَامُ صَفَاتُهُ،
وَيَقْصُرُ عَن مَعْلاتِهِ مَن يُطاوِلُهْ
فَلَسْتُ بِلاقٍ سَيّداً مِنْ قَبِيلَةٍ
يُقاسُ بهِ إلاّ ابن عُرْوَةَ فاضِلُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تبغت جوارا في معد فلم تجد
تبغت جوارا في معد فلم تجد
رقم القصيدة : 3608
-----------------------------------
تَبَغّتْ جِوَاراً في مَعَدٍّ فَلم تَجِدْ
لحُرْمَتِها كالحَيّ بَكْرِ بنِ وَائِلِ
أبَرَّ وَأوْفى ذِمّةً يَعقُدُونَهَا،
وَخَيراً إذا سَاوَى الذُّرَى بالكَوَاهِلِ
وَسارَتْ إلى الرّوْحاءِ خَمساً فأصْبَحتْ
مَكانَ الثّرَيّا مِنْ يَدِ المُتَنَاوِلِ
وَمَا ضَرّها إذْ جاوَرَتْ في بِلادِها
بَني الحِصْنِ ما كانَ اختِلافُ القبائلِ
إلى الصِّيدِ من أبناءِ عَمرِو بن مَرْثَدٍ،
أُنِيخَتْ لَبُوني عِنْدَ خَيرِ المَنَاهِلِ
إلَيْهِمْ، فأُمّيِهمْ، فإني وَجَدتهُمْ
حِجازاً لمنْ يَخَشَى اصْطفاف الزّلازِلِ
وَكَمْ فيهِمُ مِنْ سَيِّدٍ وابنِ سَيّدٍ،
وَمِنْ قائِلٍ يَوْمَ الحَفِيظَةِ فاصِلِ
وَمِنْ ماجِدٍ تَغْشَى الأرَامِلُ بَيْتَهُ
يُعارِضُ أيّامَ الصَّبَا كالمَخائِلِ
وكانتْ يَداً منكُمْ عَمَمْتُمْ بفَضْلِها
على كُلّ حافٍ مِنْ مَعَدٍّ وَناعِلِ
بكُمْ يُحْسَمُ الدّاءُ العَياءُ وَيُتّقَى(39/137)
بِكُمْ قادِماً مَخشِيّةَ الدَّرّ بَاهِلِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وجدنا نهشلا فضلت فقيما
وجدنا نهشلا فضلت فقيما
رقم القصيدة : 3609
-----------------------------------
وَجَدْنَا نَهْشَلاً فَضَلَتْ فُقَيْماً،
كفَضْلِ ابنِ المَخاضِ على الفَصِيلِ
كِلا البَكْرَينِ أرْدَؤها سِواءً،
وَلَكِنْ رَيْمُ بَيْنَهُمَا قَلِيلُ
إذا حَلُّوا لَصَافِ بَنَوا عَلَيْهَا
بُيُوتَ اللّؤمِ وَالذّلِّ الطّوِيلِ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> لاتحبيني
لاتحبيني
رقم القصيدة : 361
-----------------------------------
هذا .. الهوى ما عاد يغرينيَ !
فلتستريحيِ .. ولترُيحينيِ
إن كان حبكِ .. في تقلبه
ما قد رأيتُ .. فلا تُحبينيِ
حبي . . هو الدنيا بأجمعها
أما هواك فليس يعنيني
أحزانيَ الصغرى .. تعانقنيَ
وتزورنيَ ... أن لم تزوريني
ما همني .. ما تشعرين به
إن أفتكاري فيكِ يكفيني
فالحبُ . وهمٍ في خواطرنا
كالعطر , في بال البساتين
عيناكِ . من حزني خلقتُهما
ما أنتِ ؟ ما عيناكِ ؟ من دوني
فمُكِ الصغيرً ... أدرتهُ بيدي
وزرعتهُ أزهار ليمون
حتى جمالُك , ليس يذهلني
إن غاب من حينٍ إلى حين
فالشوقُ يفتحُ ألف نافذةٍ
خضراء ... عن عينيكِ تغنينيَ
لا فرق عنديَ يا معذبتيِ
أحببتنيِ ، أم لم تُحبينيِ
أنتِ أستريحيِ ... من هواي أنا
لكن سألتكِ ... لا ترُيحني
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> سألنا منافا في حمالة دارم
سألنا منافا في حمالة دارم
رقم القصيدة : 3610
-----------------------------------
سَألْنَا مَنَافاً في حَمَالَةِ دَارِمٍ،
فَقالَتْ مَنافٌ نحنُ نُقصَى وَنُجهَلُ
فَقُلْتُ صَدَقْتُمْ يا مَنافَ بن فائشٍ،
وَفي فائِشٍ أنْتُمْ أدَقُّ وَأسْفَلُ
سَنَامُ أبانٍ في الحَمَالَةِ تَامِكٌ،
وَظَهْرُ منافٍ في الحَمَالَةِ أجْزَلُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن تقتلوا منا خداشا فإنها
إن تقتلوا منا خداشا فإنها
رقم القصيدة : 3611(39/138)
-----------------------------------
إنْ تَقْتُلُوا مِنّا خِداشاً، فإنّهَا
على إرْثِ أضْغانٍ لَكُمْ وَذُحُولِ
قَتَلْنَا زِيَاداً والفَصِيلَ وَثَابِتاً،
وَعَبْدَةَ عَضّ السّيْفُ بَعدَ جَميلِ
أُولاءِ، وَأنْتُمْ تَفْخَرُونَ بِوَاحِدٍ،
وَقَدْ نَاء مِنْكُمْ خَمْسَةٌ بقَتيلِ
وَكَأْيِنْ بَعَثْنَا مِنْكُمُ من مُرِنّةٍ،
بَلابِلُها في الصّدْرِ، غَيرُ قَليلِ
إذا أتْرَفَتْهَا عَبْرَةٌ بَعْدَ عَبْرَةٍ،
وَقَامَ النّوَاعي رَجْعَتْ بِعَوِيلِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أحار أبت كفاك إلا تدفقا
أحار أبت كفاك إلا تدفقا
رقم القصيدة : 3612
-----------------------------------
أحَارِ أبَتْ كَفّاكَ إلاّ تَدَفّقاً،
إذا ما سَمَاءُ الرّزْقِ خَفّ سِجالُها
رَفيعَةُ سَمكِ البَيتِ ما من يَدِ امرِىء
مِنَ النّاسِ إلاّ في السّمَاءِ تَنالُها
وَإنّ سُكَيْناً وَابْنَهُ لَكُمْ
شَمارِيخَ في عَيْطاءَ صَعبٍ جِبَالُها
وَقَدْ عَلِمَتْ ذاكَ البَرِيّةُ كُلُّهَا،
بحَيْثُ التَقَتْ رُكْبانُها وَرِجَالُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبا حاضر قنعت عارا وخزية
أبا حاضر قنعت عارا وخزية
رقم القصيدة : 3613
-----------------------------------
أبَا حَاضِرٍ قَنّعْتَ عاراً وَخَزْيَةً
أُسَيِّدَ ما أرْسَى حَرَاءٌ وَيَذْبُلُ
وَقَبْلَكَ مَا أخْزَى تَمِيماً أُسَيّدٌ،
وَقَنّعَهُمْ ما لَيْس عَنهُمْ يُحَوَّلُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أحب من النساء وهن شتى
أحب من النساء وهن شتى
رقم القصيدة : 3614
-----------------------------------
أُحبُّ مِنَ النّسَاءِ، وَهُنّ شَتى،
حَدِيثَ النّزْرِ وَالحَدَقَ الكِلالا
مَوانِعُ للحَرَامِ بِغَيْرِ فُحْشٍ،
وَتَبْذُلُ ما يَكُونُ لها حَلالا
وَجَدْتُ الحُبَّ لا يَشْفِيهِ إلاّ
لِقَاءٌ يَقْتُلُ الغُلَلَ النِّهَالا
أقُولُ لِنِضْوَةٍ نَقِبَتْ يَدَاهَا،
وَكَدّحَ رَحْلُ رَاكِبِها المَحَالا(39/139)
وَلَوْ تَدْرِي لَقُلْتُ لِا اشْمَعِلّي،
ولا تَشْكي إليّ لَكِ الكَلالا
فإنّك قَدْ بَلَغْتِ، فلا تَكُوني
كَطاحِنَةٍ وَقَدْ مُلِئَتْ ثِفَالا
فإنّ رَوَاحَكِ الأتْعَابُ عِنْدِي،
وتَكْليفي لَكِ العُصَبَ العِجَالا
وَرَدِّي السّوْطَ مِنْكِ بحَيْثُ لاقَى
لَكِ الحَقَبُ الوَضِينَ بحَيْثُ جَالا
فَماتَرَكَتْ لَها صَحْراءُ غَوْلٍ،
ولا الصَّوّانُ مِنْ جَذْمٍ نِعَالا
تُدَهْدِي الجَنْدَلَ الحَرّيَّ لَمّا
عَلَتْ ضَلِضاً تُنَاقِلُهُ نِقَالا
فَإنّ أمَامَكِ المَهْدِيَّ يَهْدِي
بِهِ الرّحْمَنُ مَنْ خَشِيَ الضّلالا
وَقَصْرُكِ مِنْ نَدَاهُ، فَبَلّغِيني،
كَفَيْضِ البَحْرِ حِينَ عَلا وَسَالا
نَظَرْتُكَ مَا انْتَظَرْتَ الله حَتى
كَفَاكَ المَاحِلِينَ بكِ المحَالا
نَظَرْتُ بإذْنِكَ الدّوْلاتِ عِنْدِي،
وَقُلْتُ عَسَى الّذِي نَصَبَ الجِبَالا
يُمَلّكُهُ خَزَائِنَ كُلّ أرْضٍ،
وَلمْ أكُ يَائِساً مِنْ أنْ تُدَالا
فَأصْبَحَ غَيْرَ مُغْتَصَبٍ بِظُلْمٍ،
تُرَاثَ أبيكَ حِينَ إلَيْكَ آلا
وَإنّكَ قَدْ نُصِرْتَ أعَزَّ نَصْرٍ،
على الحَجّاجِ إذْ بَعَثَ البِغالا
مُفَصِّصَةً تُقَرِّبُ بِالدّوَاهي،
وَنَاكِثَةً تُريدُ لَكَ الزِّيَالا
فَقَالَ الله: إنّكَ أنْتَ أعْلى
مِنَ المُتَلَمّسِينَ لَكَ الخَبَالا
فأعطاكَ الخلاَفَةَ غَيْرَ غَصْبٍ،
وَلَمْ تَرْكَبْ لِتَغْصِبَهَا قِبَالا
فَلَمّا أنْ وَلِيتَ الأمْرَ شَدّتْ
يَدَاكَ مُمَرّةً لَهُمُ طِوَالا
حِبَالَ جَمَاعَةٍ وَحِبَالَ مُلْكٍ،
تَرَى لَهُمُ رَوَاسِيهَا ثِقَالا
جَعَلْتَ لَهُمْ وَرَاءَكَ فاطْمَأنّوا،
مَكَانَ البَدْرِ، إذْ هَلَكُوَا هِلالا
وَليَّ العَهْدِ مِنْ أبَوَيْكَ، فِيهِ
خَلائِقُ قَدْ كَمَلْنَ لَهُ كَمالا
تُقىً وَضَمَانَةً للنّاسِ عَدْلاً،
وأكْثَرَ مَنْ يُلاثُ بِهِ نَوَالا
فَزَادَ النّاكِثِينَ الله رَغْماً،
ولا أرْضَى المَعاطِسَ وَالسَّبَالا(39/140)
فَكَانَ النّاكِثُونَ، وَما أرادُوا،
كَرَاعي الضّأنِ إذْ نَصَبَ الخِيَالا
وَرَاءَ سَوَادِهَا يُخْشَى عَلَيْهَا،
لِيَمْنَعَهَا وَمَا أغْنى قِبَالا
فأْصْبَحَ كَعْبُكَ الأعْلى وأضْحَوْا
هَبَاءَ الرّيحِ يَتّبِعُ الشَّمَالا
ألَسْتَ ابنَ الأئِمَةِ مِنْ قُرَيْشٍ،
وَحَسْبُكَ فَارِسُ الغَبْرَاءِ خَالا
إمَامٌ مِنْهُمُ للنّاسِ فِيهِمْ
أقَمْتَ المَيْلَ، فَاعْتَدَلَ اعْتِدالا
عَمِلْتَ بِسُنّةِ الفَارُوقِ فِيهِمْ،
وَمِنْ عُثْمَانَ كُنْتَ لَهُمْ مِثَالا
وَأمِّ ثَلاثَةٍ مَعَها ثَلاثٌ،
كَأنّ بِأُمّهِمْ وَبِهِمْ سُلالا
فَتَحْتَ لَهُمْ بإذْنِ الله رَوْحاً،
وَلا يَسْطِيعُ كَيْدُهُمُ احْتِيَالا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم تر أنا وجدنا الضبيح
ألم تر أنا وجدنا الضبيح
رقم القصيدة : 3615
-----------------------------------
ألَمْ تَرَ أنّا وَجَدْنَا الضّبِيحَ
بِثَأرِ أخِيهِ عَلَيْنَا بَخِيلا
كَأنّا نُبارِي بِهِ حَيّةً
على جَبَلٍ مَا يُرِيدُ النّزُولا
أصَمَّ، أبَى ما يُجِيبُ الرُّقَى،
وَلَمْ تَرَهُ الشّمْسُ إلاّ قَلِيلا
أبِيُّ المَقَادَةٍ صَعْبُ النّجِيّ،
إذا نَحْنُ قُلْنَا أبَى أنْ يَقُولا
سِوَى أنّهُ قالَ: إنّ القِلاصَ
قِلاصَ المَعاقِلِ تُرْضِي الذّليلا
وَلَوْ قَبِلُوا العَقْل مِنْ ثَأِرِهمْ،
أنَخْنَا لَهُمْ شَدْ قَمِيّاً ذَلُولا
يُطَبِّقُ بالأرْبَعِ المُعْكَيَاتِ،
لَمْ يَدَعِ الحُكْمُ فيها فَصِيلا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم أرم عنكم إذ عجزتم عدوكم
ألم أرم عنكم إذ عجزتم عدوكم
رقم القصيدة : 3616
-----------------------------------
ألمْ أرْمِ عَنكُمْ إذْ عَجَزْتمْ عَدوَّكُم
بجَنْدَلَتي، حَتى تَكَسّر بَازِلُهْ
فإنْ أهْجُ كَعْباً أوْ كِلاباً، فإنّهُمْ
كِلا طَرَفَيْهِمْ للنّمَيْرِيّ فاضِلُهْ
كِلابٌ وَكَعْبٌ ذِرْوَتَانِ تَلاقَتَا
بمَجْدَينِ لا زَوْجُ الخَلِيّةِ نَائِلُهْ(39/141)
إذا غَلَبَ اللّؤمُ أمرَأً أنْ يُطِيقَهُ،
فإنّ ابنَ رَاعي الإبلِ عَنهُ لحامِلْهْ
تَضَمّنَهُ عَنْهُ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ
أبُوهُ عَنِ الرّاعي عُبَيْدٍ يُنَاقِلُهْ
لَعَلّ ابنَ رَاعي الإبْلِ يَحْسِبُ أنّهُ
إذا وَطْبُهُ مَجّ الثّمَالَةَ شَاغِلُهْ
نَهَيْتُ ابنَ رَاعي الإبلِ عني فلم يزَلْ
بِهِ الحَينُ، حتى أطْلَقَتْهُ حَبائِلُهْ
فقُلْ لابنِ رَاعي الإبلِ هل لكَ جُنّةٌ
تَقِيكَ، إذا غَيْثي أصَابَكَ وَابِلُهْ
شآبيبُ إنْ يُمطِرْنَ عَينَيكَ يَختَلِفْ
لِرَأسِكَ أعْلَى فَكّهِ، وَأسافِلُهْ
تُزَايِلُ نَفْسُ العامِرِيّ حَيَاتَهُ،
فَيَبْلَى، وَيَأبَى لُؤمُهُ لا يُزايِلُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ستمنع عبد الله ظلمي ونهشل
ستمنع عبد الله ظلمي ونهشل
رقم القصيدة : 3617
-----------------------------------
سَتَمْنَعُ عَبْدُ الله ظُلْمي وَنَهْشَلٌ
وَضَبّةُ بالبِيضِ الحَديثِ صِقالُها
وَملْمُومَةٍ، فِيها الحَدِيدُ، كَثِيفَةٍ،
إذا ما ارْجَحَنّتْ بالمَنَايَا ظِلالُها
هُنالِكَ لَوْ رَامَ ابنُ دَحْمَةَ ظُلمنَا
رَأى لامِعاتِ المَوْتِ يَبْرُقُ خَالُها
رَأيْتُ تَمِيماً والسّيُوفُ عِصِيُّهُمْ،
إذا زَحَفَتْ نَحَو المَنَايَا رِجَالُها
فلا تَحْسَبَنّا للعَدُوّ وَمَنْ بَغَى
ظُلامَتَنا شَحْماً، يَذُوبُ إهَالُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن تك تبخل يا ابن عمرو وتعتلل
إن تك تبخل يا ابن عمرو وتعتلل
رقم القصيدة : 3618
-----------------------------------
إنْ تَكُ تَبخَلْ يا ابنَ عَمروٍ وَتَعتَللْ
فَإنّ ابنَ عَبْدِ الله حَمْزَةَ فَاعِلُ
سَمَا بِيَدَيْهِ للمَعَالي، فَنَالَهَا،
وَغالَتْ رِجالاً دونَ ذاكَ الغَوائِلُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نظرنا ابن منظور فجاء كأنه
نظرنا ابن منظور فجاء كأنه
رقم القصيدة : 3619
-----------------------------------
نَظَرْنَا ابنَ مَنْظُورٍ، فَجاءَ كأنّهُ(39/142)
حُسامٌ جَلا الأصْداء عَنهُ صَياقِلُهْ
أغَرُّ كَضَوْءِ البَدْرِ يُعْمِلُ رُمحَهُ،
إذا ههُزّ في الحَرْبِ العَوَانِ عَوَاسِلُهْ
يَداهُ يَدٌ سَيْفٌ يعاذُ بعِزّها،
وَنَفّاحَةٌ يَغْني بهَا مَنْ يُوَاصِلُهْ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> مهرجة
مهرجة
رقم القصيدة : 362
-----------------------------------
أتريدين إذ وجدت العشيقا
أتريدين أن أكون صديقا
وتقولينها بكل غباء
بؤبؤا جامدا . . ووجها صفيقا
موقفي تعرفينه .. فتواري
عن طريقي يا من أضعتي الطريقا
مضحك ما اقترحت .. يا بهلوانا
يستحق الرثاء .. لا التصفيقا
أصديق .. وبعد خمس سنين
كنت فيها الشذا وكنت الرحيقا
يا له من منطق النساء .. أمثلي
يقبل الآن أن يكون صديقا
أسالي ....... عن بصماتي
كل ....... أشعلت فيه حريقا
هكذا بين ليلة وضحاها
نتلاقى شقيقة .. وشقيقا
فكأني لم أملأ الصدر لوزا
وعلى الثغر ما سكبت العقيقا
إطمئني .. فلن ازور نفسي
قدر النسر أن يظل طليقا
ابدا .. لن أكون قطا أليفا
تستضيفينه .. وثوبا عتيقا
سيدا كنت .. في مقاصير حبي
ومن الصعب أن أصير رقيقا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وقائلة لي لم تصبني سهامها
وقائلة لي لم تصبني سهامها
رقم القصيدة : 3620
-----------------------------------
وَقَائِلَةٍ لي لَمْ تُصِبْني سِهَامُهَا،
رَمَتْني على سَوْادءِ قَلْبي نِبَالُها
وَإني لَرَامٍ رَمْيَةً قِبَلَ الّتي
لَعَلّ، وَإنْ شَقّتْ عَليّ، أنَالُها
ألا لَيْتَ حَظّي مِنْ عُلَيّةَ أنّني
إذا نِمْتُ لا يَسْرِي إليّ خَيَالُها
وَلا يُلْبِثُ اللّيْلَ المُوَكَّلَ دُونَها
عَلَيْهِ بِتكْرارِ اللّيَالي زَوَالُها
حَلَفْتُ بِأيْدي الرّاقِصَاتِ إلى مِنىً،
تَجَرَّرُ في الأرْسَاغِ مِنها نِعالُها
لَتَطّلِعنْ مِنّي بِلالاً قَصِيدَةٌ،
طَوِيلٌ بأفْوَاهِ الرّوَاةِ ارْتجَالُها
فإنّ بِلالَ الجُودِ لَسْتَ بِوَاجِدٍ
لَهُ عُقْدَةً، إلاّ شَديداً دِخالُها(39/143)
وَكائِنْ من الأيدي الظّوَالمِ أصْبَحَتْ
بكَفّيْ بِلالِ الجُودِ كانَ نَكَالُها
وَكانَ بِلالٌ حِينَ يَسْتَلّ سَيْفَهُ
لملْحَمَةٍ بِالمُعْلَمِينَ يَنَالُها
سُيُوفٌ إذا الأغمادُ عَنهنّ أُلْقِيَتْ،
وَكانَ بهَامَاتِ الرّجَالِ صِقَالُها
هُوَ الطّاعنُ النّجلاء تَهدِرُ، فَرْغُها
مِنَ العَلَقِ المُرْوِي السّنانِ انْبِلالُها
أرى مُضَرَ المِصْرَينِ أشرَفَ نُورُها،
إذا قامَ فِيها، حِينَ يَغْدُو، بِلالُها
هُوَ الفارِجُ اللَّبْسَ الشّديدَ التِباسُهُ
إذا عَيّ عَنْ فَصْلِ القَضَاءِ رِجَالُها
نَمَاهُ أبُو مُوسَى إلى حَيْثُ تَنْتَهي
من الأرْضِ من دُونِ السماءِ جِبالُها
وكائنْ أبَى من خُطّةِ الضّيْمِ وَاشتَرى
مَكَارِمَ أيّامٍ شَدِيدٍ قِتَالُها
وَخَيْلٍ عَلَيْها المُعْلِمُونَ مُغِيرَةٍ،
بكَفّيْ بِلالٍ كانَ طَعْناً رِعَالُها
وَإنّ أبا مُوسَى خَلِيلُ مُحَمّدٍ،
وَكَفّيْهِ يُمْنَى للهُدَى وَشِمَالُها
وكمْ صَعّدتْ كَفّاكَ من فَرْعِ سُورَةٍ
عَلَتْ فَوْقَ أيْدٍ لا تُنَالُ طِوَالُها
وَيَوْمٍ مِنَ الأيّامِ تَبْدُو نُجُومُهُ،
شَهدتَ إذا أبدى السّيوفَ استِلالُها
وَمَنْ يَطّلِبْ مَسْعاتَكُمْ تَرْتَفعْ بهِ
مَكارِمُ في الأيدي طوَالٌ جِبالُها
لَعَمْرِي لَئِنْ كَفّا بِلالِ نَمَاهُمَا
مَآثرُ أقْوَامٍ، عِظَامٍ سِجالُها
لَقَدْ رَفَعَتْ كَفّيْ بِلالٍ وَأشْرَقتْ
بِهِ للعُلى أيْدٍ كَرِيمٌ فِعَالُها
أبَى لِبِلالٍ أنّ جَارَ مُحَمّدٍ
أبَاهُ ابْتَنى عَادِيّةً، لا يَنَالُها
مِنَالقَوْمِ إلاّ مَنْ تَصَعّدَ مَجدُهُ
إلى الشّمْسِ إذْ فاءَتْ عَليهِ ظِلالُها
وَإنّ بِلالاً لا تُحَجَّلُ قِدْرُهُ،
إذا سُتِرَتْ دُونَ الضّيوفِ حِجالُها
وَإنّ بِلالاً يَقتُلُ الجُوعَ إنْ سرَتْ
شَآمِيّةً، بِالنّيبِ غُرّاً مَحالُها
تَرَاءى بِلالاً كُلُّ عَيْنٍ، إذا بَدَا،
كمَا يَتَراءَى في السّمَاءِ هِلالُها
وَأرْمَلَةٍ تَدْعُو بِلالاً فَقِيرَةٍ،(39/144)
وَمَالُ بِلالٍ حِينَ يُنْفِضُ مالُها
وَلمْ تَسْتَغِثْ كَفّيْ بِلالٍ فَقِيرَةٌ
إذا مَا دَعَتْ إلاّ عَلَيْهِ عِيَالُها
سَتَأتي بِلالاً مِدْحَتي حَيثُ يمّمَتْ
به العِيسُ أوْ سودٌ عَلَيها جِلالُها
فَدُونَكَ هَذِي يا بِلالُ، فإنّهَا
سَيَنْمَى بهَا فَوْقَ القَوَافي نِقَالُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وحاجة لا يراها الناس أكتمها
وحاجة لا يراها الناس أكتمها
رقم القصيدة : 3621
-----------------------------------
وَحاجَةٍ لا يَرَاها النّاسُ أكْتُمُهَا
بَينَ الجَوَانحِ لَوْ يُرْمَى بهَا الجَبَلُ
لَظَلّ يحسِبُ أنّ الأرْضَ قد حَملتْ
قُتْرَيْهِ لمّا عَلا عُرْضِيَّهُ الثَّقَلُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رأيت جريرا لم يضع عن حماره
رأيت جريرا لم يضع عن حماره
رقم القصيدة : 3622
-----------------------------------
رَأيْتُ جَرِيراً لمْ يَضَعْ عَنْ حِمارِهِ،
عَلَيِهِ مِن الثّقلِ الّذي هوَ حامِلُهْ
أتَى الشأمَ يَرْجُو أنْ يَبِيعَ حِمَارَهُ
وفَارِسَهُ، إذْ لمْ يَجِدْ مَن يُبادِلُهْ
وَجَاء بَعِدَلَيْهِ اللّذَينِ هُمَا لَهُ
مِنَ اللّؤمِ كانَتْ أوْرَثَتْهُ أوَائِلُهُ
أتَشْتُمُ قَوْماً أنْتَ تَزْعُمُ مِنْهُمُ
عَل مَطْعَمٍ من مَطعَمٍ أنتَ آكِلُهْ
يَظَلَ بِأسْوَاقِ اليَمَامَةِ عَاجِزاً،
إذا قال بَيْتاً بالطّعَامِ يُكَايِلُهْ
ألَمْ تَرَ أنَّ اللّؤمَ حَلّتْ رِكَابُهُ
إلى الخَطَفَى، جاءتْ بذاكَ حَوَامِلُهْ
أنَاخَ إلى بَيْتٍ عَطِيّةُ تَحْتَهُ،
إلَيهِ ذُرَى اللّؤمِ استَقَرّتْ مسايلُهْ
أظَنّ بِنَا زَوْجُ المَرَاغَةِ أنّهُ
مِنَ الفَقْرِ لاقِيهِ الخِزَالُ فَقاتِلُهْ
وَقَدْ كان في الدّنْيا مَرَادٌ لقَعْبِهِ،
وفي هَجَرٍ تَمْرٌ ثِقَالٌ جَلائِلُهْ
وَكانَتْ تَميممٌ مُطْعِمِيهِ وَنَابِتاً
بِهْمّ رِيشُهُ حَتى تَوَازَى نَوَاصِلُهْ
فأصْبَحَ في العَجْلانِ حَوّلَ رَحْلَهُ
إلى اللّؤمِ من قَيسِ بن عَيلان قابلُهْ(39/145)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> سما لك شوق من نوار ودونها
سما لك شوق من نوار ودونها
رقم القصيدة : 3623
-----------------------------------
سَما لكَ شَوْقٌ مِنْ نَوَارَ، وَدونَها
مَهامِهُ غُبْرٌ، آجِنَاتُ المَنَاهِلِ
فهِمْتَ بهَا جَهْلاً على حِين لمْ تذَرْ
زِلازِلُ هذا الدّهرِ وَصْلاً لوَاصلِ
وَمِنْ بعدِ أنْ كمّلْتَ تِسعينَ حِجّةً،
وَفارَقتَ، عن حلمِ النّهَى، كلَّ جاهلِ
فذَرْ عَنكَ وَصْلَ الغانياتِ، وَلا تَزِغْ
عنِ القَصْدِ، إنّ الدّهَر جَمُّ البلابلِ
أبَادَ القُرُونَ المَاضِيَاتِ، وَإنّمَا
تَمُرّ التّوَالي في طَرِيقِ الأوَائِلِ
شَكَرْنَا لِعَبْدِ الله حُسْنَ بَلائِهِ،
غَداةَ كَفَانَا كلَّ نِكسٍ مُوَاكِلِ
بجَابِيَةِ الجَوْلانِ، إذْ عَمّ فَضْلُهُ
عَلَينا، وقِدْماً كان جَمّ الفَوَاضِلِ
فَلَسْتُ وَإنْ كانَتْ ذُؤابَةُ دارِمٍ
نَمَتْني إلى قُدْمُوسِ مَجِدٍ حَلاحِلِ
وَإنْ حَلّ بَيْتي مِنْ سَمَاءِ مُجاشعٍ
بمَنْزِلَةٍ فَاتَتْ يَدَ المُتَنَاوِلِ
بنَاسٍ لبَكْرٍ حُسْنَ صُنْعِ أخيهمُ
إليّ لدى الخِذْلانِ مِنْ كلّ خاذِلِ
كَفَانَا أُمُوراً لَمْ يَكُنْ ليُطِيقَها
مِنَ القَوْمِ إلاّ كامِلٌ وَابنُ كامِلِ
ألِكْني إلى أفْنَاءِ مُرّةَ كُلِّهَا
رِسَالَةَ ذِي وُدٍّ، لمُرّةَ، وَاصِلِ
فَلَوْلا أبُو عَبْدِ المَلِيكِ أخُوكُمُ
رَجَعتُ إلى عِرْسِي بأفوَقَ نَاصِلِ
وَحُلّئْتُ عند الوِرْدِ من كلّ حاجَةٍ،
وَغُودِرْتُ في الجَوْلانِ رَثَّ الحَبائلِ
سَتأتيكَ مِني إنْ بَقِيتُ قَصَائِدٌ
يُقَصّرُ عَنْ تَحْبِيرِها كلُّ قائِلِ
لهَا تُشرِقُ الأحسابُ عند سَمَاعِهَا،
إذا عُدّ فَضْلُ الفِعْلِ من كلّ فاعلِ
وَأنتَ امرُؤٌ للصُّلْبِ مِنْ مُرّةَ الّتي
تُقَصّرُ عَنْهَا بَسْطَةُ المُتَطَاولِ
هُمُ رَهَنُوا عَنْهُمْ أبَاكَ لفَضْلِهِ
على قَوْمِهِ، والحَقُّ بادي الشّوَاكلِ
وَلَوْ عَلِمُوا أوْفَى لحَقْنِ دِمائِهِم(39/146)
وَأبْيَنَ فَضْلاً عندَ تِلكَ الفَواضِلِ
لهُمْ من أبيكَ المُصْطَفَى لاتّقَوْا بهِ
أسِنّةَ كِسْرَى يوْمَ رَهنِ القَبائِلِ
فضَلتمْ بَني شَيبانَ فضْلاً وَسُؤدَداً،
كمَا فَضَلَتْ شَيبانِ بكَر بن وَائِلِ
وقَدْ فَضَلَتْ بَكْرٌ رَبِيعَةَ كُلَّها،
بفِعْلِ العُلى، وَالمَأثُرَاتِ الأوَائِلِ
حَمَيتمْ مَعَدّاً يوْمَ كِسرَى بن هُرْمُزٍ
بضَرْبَةِ فَصْلٍ قَوّمَتْ كلَّ مَائِلِ
غَلَبْتُمْ بذِي قارٍ، فَما انفَكّ أمرُها
إلى اليَوْم أمرَ الخاشعِ المُتَضَائِلِ
بِأبْطَحَ ذِي قَارٍ غَدَاةَ أتَتْكُمُ
قَبَائِلُ جَمْعٍ تَقْتَدي بقَبَائِلِ
وَكانتْ لكُمْ نُعمى عمَمتمْ بفَضْلها
على كلّ حَافٍ، من مَعَدٍّ، وَنَاعلِ
مُقَدِّمَةُ الهَامُرْزِ تَعْلَمُ أنّكُمْ
تَغارُونَ يَوْمَ البَأسِ عند الحَلائلِ
نماكَ إلى مَجْدِ المَكارِمِ وَالعُلَى
بُيُوتٌ، إلَيها العِزُّ عِندَ المَعاقِلِ
فمِنهُنّ بَيْتُ الحَوْفَزَانِ الذي بهِ
تُفَلِّلُ بَكرٌ حَدَّ نَبْلِ المُنَاضِلِ
وَبَيْتُ المُثَنّى عَاقِرِ الفِيلِ عَنْوَةً
بِبابِلَ، إذْ في فَارِسٍ مُلْكُ بَابِلِ
وَبَيْتٌ لِمَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَالدٍ،
وَذلِكَ بيْتٌ ذِكْرُةُ غَيْرُ خَامِلِ
وَبَيْتٌ لمَفْرُوقِ بن عَمْروٍ وَهانىءٍ،
مُنِيفُ الأَعالي مُكْفَهِرُّ الأسافلِ
وَبَيْتُ أبي قَابُوسَ مُصْقَلَةَ الّذي
بَنى بَيْتَ عِزٍّ، أُسُّهُ غَيرُ زَائِلِ
وَبَيْتُ رُوَيْمٍ ذي المَكَارِمِ والعُلى،
أنَافَ بعِزٍّ فَوْقَ بَاعِ المُفاضِلِ
وَبَيْتٌ لعِمرَانَ بن مُرّةَ، إنّهُ
بِهِ يَبْهَرُ الأقْوَامَ عِنْدَ المَحَافِلِ
فتِلْكَ بُيُوت هُنّ أحْلَلْنَكَ العُلى
فَأصْبَحَتَ فِيهَا مُشْمَخِرَّ المَنازِلِ
فسُمْتُمْ هَوَانَ الذُّلّ أحْرَارَ فارِسٍ،
وعلمْ تخفَ فيهِمْ غامِضَاتُ المَقاتِلِ
وَهابَكُمُ ذو الضِّغنِ حِينَ وَطِئْتُمُ
رقابَ الأعادي، وَطْأةَ المُتَثاقِلِ(39/147)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن تميما كل جد لجدها
إن تميما كل جد لجدها
رقم القصيدة : 3624
-----------------------------------
إنّ تَمِيماً، كُلُّ جَدٍّ لجَدّهَا
يَذِلّ لفَرّاسِ الجُدُودِ كَلاكِلُهْ
لأصْيَدَ لَوْ يُلْقي عَلى رُكْنِ يَذْبُلٍ
يَدَيْهِ إذاً لانقَضّ مِنْهُ جَنَادِلُهْ
وإني لَمِمّا أُجْشِمُ الخَصْمَ جَهْدَهُ،
وَلَوْ كَثُرَتْ عُرّامُهُ وَمَحَاوِلُهْ
وَشَيّبَني أنْ لا يَزَالَ مُرَجَّمٌ
مِنَ القَوْلِ مأثُورٌ خِفافٌ مَحَامِلُهْ
تَقَوّلَهُ غَيْرِي لآخَرَ مِثْلِهِ،
وَيُرْمَى به رَأسي وَيُترَكُ قَائِلُهْ
فَما كُلُّ مَنْ يَظُّنّني أنَا مُعْتِبٌ،
وَلا كلُّ مَنْ قَدْ خافَني أنا قاتِلُهْ
أرَى كُلّ مَنْ صَلّى يُصَلّي وَرَاءَنا،
وَكُل غُلامٍ يَنْسِلُ العامَ قابِلُهْ
إمَاماً لَنا مِنّا تَرَى كُلّ رَاغِبٍ
مِنَ النّاسِ مَنْبُوطاً إلَيْهِ أنَاملُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد أحجمت عني فقيم مخافة
لقد أحجمت عني فقيم مخافة
رقم القصيدة : 3625
-----------------------------------
لَقَدْ أحْجَمَتْ عَني فُقيَمٌ مخافةً،
كما أحْجَمَتْ يَوْمَ القُبَيباتِ نهشَلُ
وَقد يَركَبُ الموْتَ الفتى من مُضِيمَةٍ،
إذا لم يكنْ إلاّ إلى المَوْتِ مَزْحَلُ
فَقَلّ غَنَاءً عَنْ فُقَيْمٍ وَنَهشَلٍ
أرَاجِيزُ يُذْرِيها الضّلالُ المُضَلَّلُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ولولا بنو سعد بن ضبة أصبحت
ولولا بنو سعد بن ضبة أصبحت
رقم القصيدة : 3626
-----------------------------------
وَلَوْلا بَنُو سَعْدِ بن ضَبّةَ أصْبَحَتْ
بَنُو جَارِمٍ مِني على ظَهْرِ أجْزَلِ
بَني جَارِمٍ كُفّوا عِنانَ حِمَارِكمْ
وَلا تَبْعَثُوهُ في الضّلالِ المُضَلَّلِ
لقد كُنتُ عن شَتمِ العَشيرَةِ مُحرِماً،
وَلكِنْ متى تَستعجله الشرَّ يَعجلِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أتاني ابن المسيح فلم يجدني
أتاني ابن المسيح فلم يجدني
رقم القصيدة : 3627(39/148)
-----------------------------------
أتَاني ابنُ المَسِيحِ فَلَمْ يَجِدْني
عَلَيْهِ بِمَاءِ شَنّتِنَا بَخِيلا
فَقُلْتُ لَهُ: تَسَمّلْهَا، فَإنّي
أخافُ عَلَيْكَ عَيْنَكَ وَالدّلِيلا
أرَى عَيْناً قَدِ انْقَلَبَتْ وَأُخْرَى
تُقَلِّبُ طَرْفَها شَفّاً كَلِيلا
وَللعَنْزِيّ قَدْ أفْرَغْتُ سَجْلاً،
شَفَيْتُ بِهِ الحَرَارَةَ وَالغَلِيلا
فقَالَ: الأصْلُ خِنْدِفُ غَيرَ أنّا
تَبِعْنَا المَاءَ والأجَمَ الظّلِيلا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> سأنعى ابن ليلى للذي راح بعده
سأنعى ابن ليلى للذي راح بعده
رقم القصيدة : 3628
-----------------------------------
سأنعى ابنَ لَيلى للّذِي رَاحَ بَعدَهُ،
يُرَجّي القِرَى وَالدّهرُ جَمٌّ غَوائلُهْ
وَكَان الذي لا تُسْتَراثُ فُضُولُهُ
بخَيرٍ، وَلا يَشقى بِهِ الدّهْرَ نازِلُهْ
ألا إنّ هذا المَوْتَ أضْحَى مُسَلَّطاً،
وَكُلُّ امرِىءٍ لا بُدّ تُرْمَى مقَاتِلُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رأيتك قد نضلت وأنت تنمي
رأيتك قد نضلت وأنت تنمي
رقم القصيدة : 3629
-----------------------------------
رَأيْتُكَ قَدْ نَضَلْتَ وَأنْتَ تَنْمي
إلى الأحْسابِ أصْحَابَ النّضَالِ
وَإنّي، وَالّذِي حَجّتْ قُرَيْشٌ
لَهُ الأيّامَ تَابِعَة اللّيَالي
يَمِينَ مُحافِظٍ، فاحْفَظْ يَمِيني
بِمَكّةَ عِنْدَ مُطّرَحِ الرِّحَالِ
لَتَرْتَحِلَنْ إلَيْكَ بِبَطْنِ جَمْعٍ
على النّوقِ النّواعِجِ وَالجِمَالِ
سَأتْرُكُ بَاقِياً لَكَ مِنْ ثَنَائي
بِمَا أوْلَيْتَ في الحِقَبِ الخَوَالي
وَكَمْ لَكَ مِنْ أبٍ يَعْلُو وَيَنْمَى،
وَعَمٍّ يَا بِلالُ إلى المَعَالي
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم تر جنبي عن فراشي جفا به
ألم تر جنبي عن فراشي جفا به
رقم القصيدة : 3630
-----------------------------------
ألَمْ تَرَ جَنْبي عَنْ فِرَاشِي جَفَا بهِ
طَوارِقُ مِنْ هَمٍّ مُسِرٍّ دَخِيلُهَا(39/149)
وَكَمْ عَرَضَتْ لي حَاجَةٌ فتَقَيْتُها
بِكَفّيّ، بَعْدَ اليَوْمِ لا أسْتَقِيلُهَا
إذا ضَمّتِ النّاسَ المَنَازِلُ وَالتَقَى
وَرَائيَ طَوْدَا خِنْدِفٍ وَفُحُولُهَا
أَلسْنَا بِأرْبَابٍ لِقَوْمٍ وَأُمّةٍ،
خَلائِفُهِمْ مِنّا، وَمِنّا رَسُولُهَا
مُلُوكٌ تَرَى الأقْوَامَ يَتَّبِعُونَنَا،
إلَيْنَا انْتَهَتْ حَاجَاتُهَا وَرَجِيلُهَا
إذا ضَاقَ عَنْ قَوْمٍ مَكَانٌ رَأيْتَنا
لنا العَرْضُ من أرْضِ السّماءِ وَطولُها
نهَزْتَ بِدَلْوٍ يَملأُ الأرْضَ نصْفُها،
وَخَيرُ دلاء المُسْتَقِينَ سَجيلُهَا
عَلى نَبَطٍ من أهلِ حَوْرَانَ أصْبَحتْ
مُوَشَّمَةَ الأيْدِي، لَئِيماً فُلُولُهَا
وَإني أنَا النّجْمُ الّذِي عُذّبَتْ بِهِ
قُرَى أُمّةٍ بَادَتْ وَبَادَ نَخِيلُهَا
وَكانَ الطِّرِمَّاحُ الأحَيمقُ إذْ عَوَى،
كَبَكْرِ ثَمُودٍ حِينَ حَنّ فَصِيلُهَا
سَيَسْمَعُ مَنْ يَعْوي إليّ وَقَوْمُهُ
عَوَائِزَ مِني يَصْدَعُ الصّخرَ قِيلُهَا
إذا قُتِلَ الطّائيُّ كَانَتْ دِيَاتُهُ
على طَيّءٍ، يُودَى التّيُوس قَتيلُهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وأنى أتتنا والركاب مناخة
وأنى أتتنا والركاب مناخة
رقم القصيدة : 3631
-----------------------------------
وَأنّى أتَتْنَا، والرّكَابُ مُنَاخَةٌ،
بخَوْعى، وَأمسَى باللِّيَاحِ اخْتلالُهَا
وَكَيْفَ أتَتْنا وَهي عَهدي كَثِيرَةٌ،
عن البَيتِ بيتِ الجَارَتَينِ اعتِلالُهَا
وَمَا أنْصَفَتْنا أنْ يَكُونَ نَوَالُهَا
لغَيرِي وَأنْ يَعْتَادَ جِسْمي خَيالُهَا
دَعي العَطْفَ وَالشّكْوَى إليّ فإنّها
جَمُوعٌ مِنَ الحاجاتِ يُرْجَى نَوَالُهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ليبك ابن ليلى كل سار لنائل
ليبك ابن ليلى كل سار لنائل
رقم القصيدة : 3632
-----------------------------------
لِيَبْكِ ابن لَيْلى كُلُّ سَارٍ لِنَائِلٍ
على عُرْضِ لَيلٍ مُدلَهمِّ الغَياطِلِ
وَكُلُّ امرِىءٍ ألقَى يَدَيهِ لخَوْفِها،(39/150)
فأصْبَحَ مِنهَا مُستَجِيرَ الحَبَائِلِ
وَمَا طَرَقَ السّؤّالُ مِثلَ ابن غالِبٍ
لأمْرَينِ جَلاّ مِنْ عِقَابٍ وَنَائِلِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا أظلمت سيما امرىء السوء أسفرت
إذا أظلمت سيما امرىء السوء أسفرت
رقم القصيدة : 3633
-----------------------------------
إذا أظلمتْ سيما امرِىءِ السّوْءِ أسفرَتْ
خَلائِقُ من عَلْوَانَ يَدعو دَليلُهَا
هُوَ المُستَجَارُ مِنْ يَديْهِ بِمَالِهِ،
وَمِنْ عِزّهِ بِصَخْرَةٍ مَا يُزِيلُهَا
مِنَ النّاسِ بَاغٍ، أوْ عَزِيزٌ مَكَانُه،
إذا عُطِفَتْ شُبّانُهَا وَكُهُولُهَا
هُوَ المُبْتَنِي بالسّيْفِ وَالمالِ ما غَلا
إذا قامَ في يَوْمِ الحَبَانِ نَخِيلُهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أرى ابن سليم ليس تنهض خيله
أرى ابن سليم ليس تنهض خيله
رقم القصيدة : 3634
-----------------------------------
أرَى ابن سُلَيْمٍ لَيسَ تَنهَضُ خيلُه
إلى فِتْنَةٍ، إلاّ أصَابَ احْتِيالَهَا
وَكَمْ غَارَةٍ بالرّومِ أصْبَحَت تَبتغَي
بِكَفّيْكَ مِنْهَا فَيْئَهَا وَقِتَالَهَا
إذا أصْبَحَتْ أمُّ المَنَايَا مُقِيمَةً
بِمُعْتَرَكٍ زَلْجٍ، أزَالَ زَوَالَهَا
أرَى ابنَ سُلَيمٍ جَرّدَ الحَرْبَ وَالقَنا،
وَأذْكَى بِنيرَانِ الحُرُوبِ اشتِعَالَهَا
وَإخْوَتُنَا كَلْبٌ، وَنَحْنُ أخُوهُمُ،
نَشُدّ وَنَثْني بِالوَفَاءِ حِبَالَهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أجيبوا صدى جلد إذا ما دعاكم
أجيبوا صدى جلد إذا ما دعاكم
رقم القصيدة : 3635
-----------------------------------
أجِيبُوا صَدَى جَلْدٍ إذا ما دَعاكُمُ
بجُرْدٍ تُسَامي المُلْجَمِينَ فُحُولُهَا
عَلَيْهَا حُمَاةٌ مِنْ نُمَيْرِ بنِ عامرٍ
تَعَادَى بهَا شُبّانُهَا وَكُهُولُهَا
أتَقتُلُكُمْ في غَيرِ جُرْمٍ عَبيدُكُمْ،
وَفيكُمْ رَوابي عامِرٍ وَفُضُولُهَا
فَإنّ الّتي يَأبَى الأسِيرُ عَلَيْكُمُ
لَقَاصِدَةٌ للحَقّ ضَاحٍ سَبِيلُهَا(39/151)
فَلا تَقْبَلُوا مِنْهُ أبَاعِرَ تُشْتَرَى،
بوَكْسٍ وَلا سُوداً تَصِحُّ فُسُولُهَا
وَإنْ تَقْتُلُوا بالفأسِ يَحَيَ قَتيلُكمْ
وَإلاّ فَإنّ الفأسَ عارٌ قَتِيلُهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ليست ترد ديات من قد قتلت
ليست ترد ديات من قد قتلت
رقم القصيدة : 3636
-----------------------------------
لَيْسَتْ تَرُدّ دِياتِ مَنْ قد قَتَّلَتْ،
قَدْ طَالَ مَا قَتَلَتْ بغَيرِ قَتِيلِ
يَا لَيْتَهَا شَهِدَتْ تَقَلُّبَ لَيْلَتي،
إذْ غَابَ عَني ثَمّ كُلُّ خَلِيلِ
تَدْنُو فتُطْمِعُ ذا السّفَاهَةِ وَالصِّبَا
مِنْهَا، إذا طُلِبَتْ بِغَيرِ مُنِيلِ
وَكَأنّ طَعْمَ رُضَابِ فِيهَا إذ بدتْ
بَرَدٌ بِفَرْعِ بَشَامَةٍ مَصْقُولِ
ولقَد دنَتْ لي في التخلّبِ إذْ دَنَتْ
مِنْهَا، بِلا بَخَلٍ وَلا مَبْذُولِ
وَلَقَدْ نَمَتْ بِكَ للمُعَلّى سُورَةٌ،
رَفَعَتْ بِناءَكَ في أشَمَّ طَوِيلِ
وَلَقَدْ بَنى لَكُمُ المُعَلّى بَيْتَكُمْ
في فَرْعِ رَابِيَةٍ بِغَيرِ مَسِيلِ
إنّي بذِمّةِ مَالِكٍ وَبِمُنْذِرٍ
بِألاكَ مُحْتَرِسٌ لِكُلّ مَحُولِ
وَإذا حُمِلْتُ إلى الصّلاةِ كَأنّني
عِبْءٌ يَمِيلُ بِعَدْلِهِ المَعْدُولِ
يَمْشي الرّجالُ بِهِ على أيْدِيهِمِ،
لله، دَرُّ مُقَيَّدٍ مَحْمُولِ
إنّ القِرَى سُجِنَتْ مَعي نِيرَانُهُ،
عَنْ كُلّ نَازِلِ جَنْبَةٍ وَدَخِيلِ
قَدْ كُنْتُ أُطْعِمُهُنّ كلَّ سَمِينَةٍ
للطّارِقِينَ بِأسْرَعِ التّعْجِيلِ
وَلَقَدْ نَهَضْنَ مِنَ العِرَاقِ بلُقَّحٍ
قَدْ أُوْثِقَتْ حَلَقاتُهنّ، وَحُولِ
يَعْدُونَ حين دُفِعَنَ، لمّا أوْضَعُوا
بخَشاشِ عَادِيَةٍ، وَكُلِّ جَدِيلِ
إنّي حَلَفْتُ بِصَارِعٍ لابنٍ لَهُ
إسْحَقَ، فَوْقَ جَبِينِهِ المَتْلُولِ
وَلَقَدْ حَلَفْتُ بمُقْبِلِينَ إلى مِنىً،
جَاءوا عَصَائِبَ فَوْقَ كلّ سَبِيلِ
شُعْثِ الرّؤوسِ مُلَبَّدينَ رَمتْ بهمْ
أنْقَاءُ كُلّ تَنُوفَةٍ وَهُجُولِ(39/152)
أن قد مضَتْ لي منكَ حُسنُ صَنيعَةٍ،
وَالرّاقِصَاتِ بِنُمْرُقٍ وَشَليلِ
يا مال! هلَ لكَ في أسِيرٍ قد أتَتْ
تِسْعُونَ فَوْقَ يَدَيْهِ غَيرَ قَلِيلِ
فَتَجُزَّ نَاصِيَتي، وتُفْرِجَ كُرْبَتي
عَنِّي، وَتُطْلِقَ لي يَدَاكَ كُبُولي
يا مالِ! هَلْ أنَا مُهْلِكي مَا لمْ أقُل،
وَلَيُعْرَفَنّ مِنَ القَصَائِدِ قِيلي
إنّ ابنَ جَبّارَيْ رَبِيعَةَ مَالِكاً،
لله سَيْفُ صَنيِعَةٍ مَسْلُولِ
مَا زَالَ، في آلِ المُعَلّى قَبْلَهُ،
سَيْفٌ لِكُلّ خَلِيفَةٍ وَرَسُولِ
وَلَقَدْ وَرِثْتَ بِمُنْذِرٍ وَبِمَالِكٍ
مَلَكَيْ رَبِيَعَةِ رَأسِ كُلّ خَليلِ
لا تَأخُذَنّ عَليّ قَوْلَ مُحَدِّثٍ
ضَغِنٍ عَلى وِتْرٍ بِهِ مَتْبُولِ
والخَيْلُ تَعْرِفُ مِنْ جَذِيمَةَ أنّهَا
تَعْدُو بِكُلّ سَمَيْدَعٍ بُهْلُولِ
جَارَاتُهُمْ يَعْلَمَنْ حَقّاً أنّهُمْ
فِتْيَانُ يَوْمِ كَرِيهَةٍ مَشْمُولِ
المُطْعِمُونَ إذا الصَّبَا بَرَدَتْ لهُمْ،
وَالطّاعِنُونَ نُحُورَ كُلّ قَبِيلِ
وَكَأنّ جار بَني المُعَلّى مُشْرِفٌ
مِنْ رَأسِ رَهْوَةَ فَوْقَ أُمّ وَعُولِ
اسْقُوا فَقَدْ مَلأ المُعَلّى حَوْضَكُمْ
بِذَنُوبِ مُلْتَهِمِ الذِّنَابِ سَجيلِ
وَلَقَدْ أُمِرْتَ، إذا أتَاكَ مُحَدِّثٌ
بِعَضِيهةٍ، بِبَيَانِ غَيرِ جَهُولِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ما إن أبو بشر ولا أبواهما
ما إن أبو بشر ولا أبواهما
رقم القصيدة : 3637
-----------------------------------
مَا إنْ أبُو بِشْرٍ، وَلا أبَوَاهُمَا
مِثْلَ الّذِينَ إلى البِنَاءِ الأطْوَلِ
رَفَعُوا يَدَيْكَ، وَلا التي جَمَعَتْهُمُ
لكَ بَينَ أقْرُمِ عَبْدِ شَمْسِ البُزَّلِ
هَلْ تَعْلَمُونَ بَني أُمَيّةَ قَاتَلُوا
إلاّ بِسَيْفِ نُبُوّةٍ لَمْ يُفْلَلِ
ضَرَبُوا بحَقّ نُبُوّةٍ كَانَتْ لَهُمْ،
وَسُيُوفِ أُسْدِ خَفِيّةٍ لمْ تَنْكُلِ
وَتَرَى البِلادَ، وَوَحْشَهَا يَخشَيْنَهُ
مَلِكاً، وَلَيسَ يَقُولُ ما لمْ يَفعَلِ(39/153)
وَمُغَلَّثِينَ مِنَ النّعَاسِ، كَأنّما
شَرِبُوا عَتيقَ سنينَ فَوْقَ الأرْحُلِ
وَتَرَى لَهُمْ لِمَماً تَرَى خَفَقَانَهَا
يَغْثَينَ مُضْطَرِبَ الرّؤوسِ المُيّلِ
نَبّهتُهمْ بكَ بَعدَما غَلَبَ الكَرَى
مِنهُمْ جُفُونَ نَوَاعسٍ لم تُكْحَلِ
مِنْهُمْ بِوَقْعَةِ مَيّتَينِ كَلا وَلا
وَقَعُوا إلى رُكَبِ المَطِيّ الكُلَّلِ
يا خَيرَ مَنْ خَبَطَتْ إلَيْهِ مَطِيّةٌ،
مَا عَنْكَ لي وَلصَاحبي من مَزْحَلِ
أكَلَ السّنُونَ بِلادَنَا، فتَرَكْنَها
جُرْداً، وَكُلَّ بهيمَةٍ في الهُزّلِ
وَلَقَدْ تَرَكْتُ بِوَاحِفَينِ بَقِيّةً،
يَرْجونَ سَيبَ نداكَ غيرَ المُمحِلِ
أعطَى ابنَ عاتِكَةَ، الذي ما فَوْقَهُ
غَيرُ النّبُوّةِ وَالجَلالِ الأجْلَلِ
سُلْطَانَهُ وَعَصَا النّبيّ وَخَاتَماً
ألقَى لَهُ بِجِرَانِهِ وَالكَلْكَلِ
أهْلُ المَشارِقِ وَالمَغارِبِ، إذْ رَأوْا
مَا فِيهِ، ذِكْرُ مُحَمّدٍ لمْ يُنْحَلِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا عض باالأحياء محل فإننا
إذا عض باالأحياء محل فإننا
رقم القصيدة : 3638
-----------------------------------
إذا عَضّ باِالأحْيَاءِ مَحْلٌ فَإنّنَا
لَنا السّورَةُ العُليا على الزّمنِ المَحلِ
وَإنْ نَكَثَ الأوْتَارُ حَبْلاً لمَعْشَرٍ،
أقَمْنَا عَلَيْهِ غَيرَ مُنْتَكِثي الحبلِ
إذا جاشَ بَحْرُ العِزّ مِنّا تَلاطَمَتْ
أوَازِيُّ مِنّا بِالخُيُولِ وَبالرَّجْلِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> شكونا إليك الجهد في السنة التي
شكونا إليك الجهد في السنة التي
رقم القصيدة : 3639
-----------------------------------
شَكَوْنا إلَيكَ الجَهدَ في السّنَةِ التي
أقامَتْ على أمْوَالِنَا آفَةَ المَحْلِ
فَلَمْ يَبْقَ مِنْ مَالٍ يَسومُ لأهلهِ،
ولا مَرْتَعٌ في حَزْنِ أرْضٍ ولا سَهلِ
سِوَاءَكَ أشكي القَوْمَ ما قدْ أصَابَهُمْ
على الجَهدِ وَالبَلوَى التي كنتَ قد تُبلي(39/154)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وأغيد من من النعاس بعظمه
وأغيد من من النعاس بعظمه
رقم القصيدة : 3640
-----------------------------------
وَأغْيَدَ مِنْ مَنِّ النُّعاسِ بِعَظْمِهِ،
كأنَّ بِهِ مِمَّا سَرَيْنَا بِهِ خَبْلا
أقَمْنَا بِهِ مِنْ جَانِبَيْهَا نَجِيبَةً
بِأمثالِهَا حتى رأى جُدَداً شُعْلا
إذا صُحَبَتي مالَ الكَرَى برُؤوسِهِمْ
جَعَلْتُ السُّرَى مني لأعيُنهمْ كُحلا
إذا سَألُوني مَا يُدَاوِي عُيُونَهُمْ
بوَقعَةِ بَازٍ لا تَحُلّ لِمْ رِجلا
رَفَعْتُ لهُمْ باسْمِ النَّوَارِ ليَدْفَعُوا
نُعاساً وَدَيجُوجاً، أسافِلُهُ جَثْلا
وَكُنتُ بهَا أجْلُو النّعاسَ وَباسمِها
أنادي إذا رِجْلي وَجَدْتُ بهَا مَذْلا
وَمَا ذُكِرتْ يَوْماً لَهُ عِنْدَ حاجَةٍ،
وَإنْ عَظُمَتْ، إلاّ يكُون لَهُ شُغلا
إلَيْكَ ابنَ أيّوبٍ تَرَامَتْ مَطِيّتي،
لتَلْقَاكَ تَرْجُو مِنْ نَداكَ لها سَجلا
إذا مَنكِبٌ من بَطنِ فَلجٍ حَبا لهَا،
طَوَتْ غَوْلَهُ عَنها وَأسرَعتِ النّقلا
لتَلْقَى امرَأً ذا نِعْمَةٍ عِنْدَ رَبّهَا،
بِهِ يَجْمَعُ الأعلى لرَاكبها الشّملا
أبَتْ يَدُهُ إلاّ انْبِسَاطاً بِمَالِهَا،
إذا ما يَدٌ كَانَتْ على مالِها قُفْلا
أبا يُوسُفٍ رَاخَيْتَ عَني مَخانِقي،
وَأتْبَعْتَ فَضْلاً لَسْتُ ناسِيَه فضْلا
وَطامَنْتَ نَفْسِي بَعْدَما نَشَزَتْ بها
مَخاوِفُ لم تَترُكْ فُؤاداً وَلا عَقْلا
فَما تحي لا أرْهَبْ وإنْ كُنتُ جارِماً،
وَلَوْ عَدّ أعدائي عَليّ لَهُمْ ذَحْلا
كَأنّي، إذا ما كُنتُ عندَكَ، مُشرِفٌ
على صَعبِ سَلمى حيثُ كان لها فَحلا
وكم مثلُ هذي من عَضُوضٍ مُلِحّةٍ
عَلَيّ تَرَى مِنْها نَوَاجِذَها عُصْلا
فِدىً لَكَ أُمّي عِندَ كلّ عَظِيمَةٍ
إذا أنَا لمْ أسْطَعْ لأمثالِهَا حَمْلا
دَفَعْتَ؛ وَمَخشِيٍّ رَداها مَهِيبَةٍ،
جَعَلْتَ سَبِيلي مِنْ مَطالِعِها سَهلا
وَكُنتُ أُنَادي باسمِكَ الخَيرَ للّتي(39/155)
تَخافُ بَناتي أنْ تُصِيبَ بهَا ثُكْلا
كَفَيْتَ التي يَخْشَينَ منها كَمَا كَفى
أبُو خالِدٍ بالشّأمِ أخْطَلَةَ القَتْلى
وَيَوْمٍ تُرَى فِيهِ النّجُومُ شَهِدْتَهُ،
تَعَاوَرُ خَيْلاهُ الأسِنّةَ والنَّبْلا
كَأنّ ذُكُورَ الخَيْلِ في غَمَرَاتِهِ
يَخُضْنَ، إذا أُكْرِهنَ فيه، به الوحلا
صَبَرْتَ بِهِ نَفْساً عَلَيْكَ كَرِيمَةً
وَقَدْ عَلِمُوا ألاّ تَضَنّ بها بُخْلاَ
تَجُودُ بهَا للهِ تَرْجُو ثَوَابَه
وَلَيْسَ بمُعْطٍ مِثْلَهَا أحَدٌ بَذْلاَ
وَفِّي، إذا ضَنّ البَخِيلُ بَمالِه
وَفيِّ إذا أعطَى بِذِمّتِهِ حَبْلا
حَلَفْتُ بما حَجَتْ قُريشٌ ونَحَّرَت
غَداةَ مَضَى العَشرُ، المُجَلَّلَةَ الهُدلا
لَقَدْ أدْرَكَتْ كَفّاكَ نَفْسِيَ بَعدَما
هَوَيْتُ وَلمْ تُثْبِتْ َبها قَدَمٌ نَعْلا
بَنَى لَكَ أيّوبٌ أبُوكَ إلى التي
تُبادِرُهَا الأيْدِي، وكُنتَ لهَا أهلا
أبُوكَ الذّي تَدعُو الفَوَارِسُ باسمِهِ
إذا خَطَرَتْ يَوْماً أسِنّتُهَا بَسْلاَ
أبٌ يُجْبَرُ المَوْلى به، وتَمُدُّهُ
بُحورُ فُرَاتٍ لمْ يكُنْ ماؤها ضَحْلاَ
لَقَدْ عَلِمَ الأحْيَاءُ بالغَوْرِ أنّكُمْ
إذا هَبّتِ النّكْبَاءُ، أكثرُهم فضْلاَ
وأضْحَتْ بِأجْرَازٍ مُحُولٍ عِضَاهُهَا
من الَجدبِ إذْ ماتَ الأفاعي بها هَزْلاَ
وَرَاحَتْ مَرَاضِيعُ النّسَاءِ إلَيْكُم
سَوَاغبَ لم تَلبَسْ سِوَارًا وَلا ذَبْلاَ
وَجاءَتْ مَعَ الأبْرَامِ تَمْشي نِساؤهَا
إلى حُجَرِ الأضْيَافِ تلتمسُ الفَضْلاَ
مِنَ المَاِنحِيَن الجَارَ كُلَّ مُمَنَّح
فَوُوزٍ إذا اصْطَكَّتْ مُقَرَّمَةً عُصْلاْ
وَأنْتَ امرُؤٌ من أهلِ بَيْتٍ تَوَارَثُوا
كرَامَ مساعي النّاس والَحسبَ الجَزْلاَ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لست بلاق مازنيا مقنعا
لست بلاق مازنيا مقنعا
رقم القصيدة : 3641
-----------------------------------
لَسْتَ بِلاقٍ مَازِنيّاً مُقَنَّعاً
مَخافَةَ مَوْتٍ، أو مَخافَةَ نائِلِ(39/156)
تُسَارِعُ في المَعرُوفِ فِتْيَانُ مَازِنٍ،
وَتَفعَلُ في البأسَاء فِعلَ المُخايِلِ
وَتَحمي حِمَاها، والمَنَايَا شَوارِعٌ
على الحَرْبِ تَمرِي دَرَّها بالمَناصِلِ
وَتَرْأبُ أثَآءَ القُرُوحِ، إذا وَهَتْ،
وَتَكفي تَميماً دَرْءَ بكرِ بنِ وائِلِ
فَنِعْمَ مُنَاخُ الكَلّ أرْعَى رِكَابَهُ
طُرُوقاً إليهِمْ في السّنِينَ المَوَاحِلِ
وَنِعْمَ مَلاذُ الخائِفِينَ وَحِرْزُهُمْ
وَمَوْئِلُ ذي الجُرْمِ العَظيمه المُوائلِ
مَعاشِرُ رَكّابُونَ قُرْدُودَةَ الوَغَى،
إذا خَامَ عَنْهَا كلُّ أرْوَعَ باسِلِ
مَقاحِيمُ في غَمْرِ الكَرِيهَةِ لا تُرَى
لهُمْ نَبْوَةٌ عِندَ الخُطُوبِ الجَلائلِ
يلُوفُ السّيوفَ بالخُدُودِ إذا انحنى،
من الطّعنِ فيهمْ، كلّ أسمَرَ ذابِلِ
إذا مَازِنٌ شَدّتْ إلى الحَرْبِ أزْرَها،
كَفَتْ قَوْمَها وِرْدَ المَنَايا النّوَاهِلِ
بهِمْ يُدْرَكُ الذَّحْلُ المُجَرَّبُ فَوْتُه،
وَيُقْطَعُ رَأسُ الأبْلَحِ المُتَطاوِلِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا عدد الناس المكارم أشرفت
إذا عدد الناس المكارم أشرفت
رقم القصيدة : 3642
-----------------------------------
إذا عَدّدَ النّاسُ المَكَارِمَ أشْرَفَتْ
رَوَابي أبي حَرْبٍ على مَنْ يُطاولُ
إليهِمْ تَناهَى مَجدُ كُلّ قَبيلَةٍ،
وَصَارَ لهُمْ مِنّا الذّرَى وَالكَوَاهِلُ
وَأنْتُمْ زِمَامُ ابْنَيْ نِزَارٍ كِلَيهِما،
إذا عُدّ عِنْدَ المَشْعَرَينِ الفَضَائِلُ
كَفاني سَلْمٌ عَضَّ دَهرٍ، وَلمْ يَزَلْ
لَهُ عارِضٌ يُرْدَي العُفَاةَ وَنَائِلُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن تك دارم القدمين جعدا
إن تك دارم القدمين جعدا
رقم القصيدة : 3643
-----------------------------------
إنْ تَكُ دارِمَ القَدَمَينِ جَعْداً
ثُمَالِيّاً، فإنّي لا أُبَالي
إذا سَبَقَتْ قُرَيْشٌ يَوْمَ مَجْدٍ،
فَهُمْ خَيْلٌ، وَأنْتَ مِنَ البِغالِ(39/157)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> سعى جارها سعي الكرام وردها
سعى جارها سعي الكرام وردها
رقم القصيدة : 3644
-----------------------------------
سَعَى جارُها سَعْيَ الكِرَامِ وَرَدَّها
غَطارِيفُ مِنْ عِجْلٍ رِقاقٌ نِعالُها
يَجُرّونَ أهْدابَ اليَماني كَأنّهُمْ
سُيُوفٌ جَلا الأطْباعَ عَنِا صِقالُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا مسمع أعطتك يوما يمينه
إذا مسمع أعطتك يوما يمينه
رقم القصيدة : 3645
-----------------------------------
إذا مِسْمَعٌ أعْطَتْكَ يَوْماً يَمِينُهُ
فَعُدْتَ غداً عادَتْ عَلَيكَ شِمالُها
شِمالٌ مِنَ الأيْمَانِ خَيرٌ عَطِيّةً،
يُهَانُ وَيُعْطَى في الحَقائِقِ مالُها
لَها سُورَةٌ كان المُعَلّى بَنى لها
مَكَارِمَ ما كَانَتْ يَدانِ تَنَالُها
مِنَ النّاسِ إلاّ مِنْ قُرَيشٍ وَدارِمٍ،
إذا سَبَقَ الأيْدِي القصَارَ طِوَالُها
أعِدْ لي عَطاءً كُنتَ عَوّدْتَني لَهُ،
جَدا دَفْقَةٍ كَانَتْ غِزَاراً سِجالُها
وَرِثْتُمْ عَنْ الجَارُودِ قِدْراً وَجَفنةً
كَثِيراً، إذا احْمَرّ الشّتَاءُ، عِيالُها
مِنَ السّودِ يَحْمِلْنَ اليَتامى كأنّهمْ
فِرَاخٌ على الأوْرَاكِ زُغْبٌ حِصَالُها
تَرَى النّارَ عَنْ مِثْلِ النّعامَةِ حَوْلها
لهَا شُطَبٌ تَطْفُو سِمَاناً مَحالُها
لَهُ رَاحَةٌ بَيْضَاءُ يَنْدَى بَنانُها،
قَلِيلٌ، إذا اعْتَلّ البَخِيلُ، اعتِلالُها
فدُونَكَ هذي مِنْ ثَنَائي، فإنّها
لَها غُرّةٌ بَيْضَاءُ بَاقٍ جَمالُها
وَأنْتَ لَعْبدِ القَيسِ سَيْفٌ تَسُلّهُ
عَلى مَنْ يُعادِيها، وَأنْتَ هِلالُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد رجعت شيبان وهي أذلة
لقد رجعت شيبان وهي أذلة
رقم القصيدة : 3646
-----------------------------------
لَقَدْ رَجَعَتْ شَيْبانُ، وَهي أذِلّةٌ
خَزَايا، فَفاظَتْ في الوَثاقِ وفي الأزْلِ
وَكَانَ لها مَاءُ الكَوَاظِمِ غُرّةً،
وَحَرْبُ تَميمٍ ذاتُ خَبلٍ من الخَبْلِ(39/158)
فَما رِمْتُمْ حتى لَقِيتُمْ حِمامَكُمْ
وآبَ مُولّوكُمْ فِراراً مِنَ القَتْلِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ومظلمة علي من الليالي
ومظلمة علي من الليالي
رقم القصيدة : 3647
-----------------------------------
وَمُظْلِمَةٍ عَليّ مِنَ اللّيالي،
جَلا ظَلْماءَها عَنّي بِلالُ
بِخَيْرِ يَمِينِ مَدْعُوٍّ لخَيْرٍ،
تُعَاوِنُها، إذا نَهَضَتْ، شِمَالُ
بحَقّي أنْ أكونَ إليكَ أسْعَى،
وفي يَدِكَ العُقُوبَة وَالنّوَالُ
تَرَى الأبْصَارَ خَاشِعَةً إلَيْهِ،
كَما يَشخَصْنَ حينَ يُرَى الهِلالُ
رَأيْتُكَ قد نَضَلتَ وأنتَ تَرْمي
عنِ الأحْسَابِ إذْ جَدّ النّضَالُ
فَإنّي وَالّذِي حَجّتْ قُرَيْشٌ
لكَعْبَتِهِ، وَمَا ضَمّتْ إلالُ
وَإني حافِظٌ، فَاحْفَظْ يَميني
بمَكّةَ، حَيثُ أُلقِيَتِ الرّحالُ
لَتَرْتَحِلَنْ إلَيكَ بِبَطْنِ جَمعٍ
قَوَافٍ تَحْتَهَا النُّوقُ العِجَالُ
فكَمْ لكَ مِنْ أبٍ يَعلُو وَتَنْمي
بِهِ الشُّمُّ الشّمَارِيخُ الطّوَالُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رأيت بلالا يشتري بتلاده
رأيت بلالا يشتري بتلاده
رقم القصيدة : 3648
-----------------------------------
رَأيْتُ بِلالاً يَشْتَرِي بِتِلادِهِ
مَكَارِمَ فَضْلٍ لا تَنَالُ فَواضِلُهْ
هُوَ المُشْتَرِي مَا لا يُنَالُ بما غَلا
مِنَ المَجدِ، والمَنضُولُ رَامٍ يُناضِلُهْ
وَمَنْ يَطّلِبْ مَسْعاةَ مَا قَدْ بَنى له
أبُوهُ أبُو مُوسى تَصَعّدْ أوائِلُهْ
رَأيْتُ أكُفّاً قَصّرَ المَجدُ دُونَها،
وَكَفّا بِلالٍ فِيهِمَا الخَيرُ كامِلُهْ
هُما خَيرُ كَفّيْ مُستَغاثٍ وَغٍيرِهِ
إذا ما بَخِيلُ القَوْمِ عَرّدَ نَائِلُهْ
يُطِيعُ رِجَالٌ نَاهِياتٍ عن العُلى،
وَيَأبى بِلالٌ ما تُطَاعُ عَوَاذِلُهْ
فتىً يهَبُ الجُرْجُورُ، تحتَ ضُرُوعِها
بَناتُ دَجُوجيٍّ، صِغارٌ جَواثِلُهْ
جَرَى مِنْ مَدىً فوْقَ المئِينَ فلم تجدْ
لَهُ إذْ جَرَى منهُنّ فَحْلاً يُقابِلُهْ(39/159)
وَجَاءَ، وَما مَسّ الغُبَارُ عِنَانَهُ،
مُلِحّاً على الشّأوِ البَعِيدِ مَناقِلُهْ
فدُونَكَ هَذي يا بِلالُ، فَإنّهَا
إلَيْكَ بما تَنْمي الكَرِيمَ أوائِلُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا وعد الحجاج أو هم أسقطت
إذا وعد الحجاج أو هم أسقطت
رقم القصيدة : 3649
-----------------------------------
إذا وَعَدَ الحَجّاجُ أوْ هَمَّ أسقَطَتْ
مَخافَتُهُ مَا في بُطُونِ الحَوَامِلِ
لَهُ صَوْلَةٌ مَنْ يُوقَهَا أنْ تُصِيبَهُ،
يَعِشْ وَهُوَ منها مُستَخَفُّ الخَصائِلِ
وَلمْ أرَ كالحَجّاجِ عَوْناً على التّقَى،
وَلا طَالِباً يَوْماً طَرِيدَةَ تَابِلِ
وَمَا أصْبَحَ الحَجّاجُ يَتْلُو رَعَيّةً
بِسِيرَةٍ مُخْتَالٍ، وَلا مُتَضَائِلِ
وكمْ من عَشِي العَيْنَينِ، أعمى فؤادُهُ
أقَمْتَ وَذِي رَأسٍ عَنِ الحقّ مائلِ
بسَيْفٍ بهِ لله تَضْربُ مَنْ عَصَى
على قَصَرِ الأعناقِ فَوْق الكَواهلِ
شَفَيتَ مِنَ الدّاءِ العِرَاقَ فَلمْ تَدَعْ
بِهِ رِيبَةً بَعْدَ اصْطِفاقِ الزّلازِلِ
وَكانُوا كَذِي داءٍ، أصَابَ شِفاءَهُ
طَبيبٌ بهِ، تحتَ الشّراسيفِ داخِلِ
كَوَى الدّاءَ بالمِكْوَاةِ حتى جَلا بِها
عن القَلْبِ عَينيْ كلّ جِنّ وَخابِلِ
وَكُنّا بأرْضٍ يا ابن يوسُفَ لمْ يكُنْ
يُبَالي بهَا ما يَرْتَشِي كُلُّ عَامِلِ
يَرَوْنَ إذا الخَصْمانِ جاءَا إلَيْهِمُ،
أحَقَّهُمَا بالحَقّ أهْل الجَعائِلِ
وَما تُبْتَغَى الحاجاتُ عندَكَ بالرُّشَى،
ولا تُقْتَضى إلاّ بِما في الرّسائلِ
رَسَائِلِ الأسْمَاءِ مَنْ يدعُه بهَا
يَجِدْ خَيرَ مَسؤولٍ عَطاءً لِسائِلِ
وَهُمْ لَيْلَةَ الأهْوَازِ حِينَ تَتابَعُوا
وَهُمْ بجُنُودٍ مِنْ عَدُوٍّ وَخاذِلِ
كَفاكَ بحَوْلٍ مِنْ عَزِيزٍ وَقُوّةٍ،
وَأعطَى رِجالاً حَظَّهُمْ بالشّمائِلِ
فأصْبَحتَ قد أبْرَأتَ ما في قُلُوبهِمْ
مِنَ الغِشّ من أفناءِ تلكَ القَبائِلِ
فَما النّاسُ إلاّ في سَبيلَينِ مِنهُمَا:(39/160)
سَبِيلٌ لحَقٍّ أوْ سَبِيلٌ لِبَاطِلِ
فَجَرّدْ لهُمْ سَيْفَ الجِهادِ، فإنّما
نُصِرْتَ بتَفْوِيضٍ إلى ذي الفَواضِلِ
وَلا شَيءَ شَرٌّ مِنْ شَرِيرَةِ خَائِنٍ
يجِيءُ بِهَا يَوْمَ ابْتِلاءِ المَحَاصِلِ
هيَ العارُ في الدّنْيَا عَلَيْهِ، وَبَيْتُهُ
بهَا يَوْمَ يَلْقَى الله شَرُّ المَداحِلِ
أظُنُّ بَنَاتِ القَوْمِ كلَّ حَبِيّة
سيَمنعنَ منهُمْ كلَّ وُدّ وَنائِلِ
فَبَدَّلَهُمْ ما في العِيابِ، إذا انتَهْوا
إليكُنّ، وَاستبْدَلن عَقْدَ المَحامِلِ
سُيُوفَ نَعَامٍ غَيرَ أنّ لحَاهُمُ
على ذَقَنِ الأحناكِ مِثلُ الفَلائِلِ
عسَى أنْ يذُدن الناس عنكمْ إذا التقتْ
أسَابيُّ مُجْرٍ للقِتَالِ وَنَازِلِ
ومَا القَوْمُ إلاّ مَنْ يُطاعِنُ في الوَغى،
وَيَضرِبُ رأس المُستَميتِ المُنازِلِ
فِدىً لكَ أُمّي اجَعلْ علَيهمْ علامةً،
وَحَرِّمْ عَلَيهِمْ صَالحاتِ الحَلائِلِ
نُزَيِّلُ بَينَ المُؤمِنِينَ وَبَيْنَهُمْ،
إذا دَخَلُوا الأسْوَاقَ وَسطَ المَحافلِ
فَلا قَوْمَ شَرٌّ مِنهُمْ، غَيرَ أنّهُمْ
تَظُنّهُمُ أمْثَال تُرْكٍ وَكَابُلِ
تَرَى أعْيُنَ الهَلْكَى إلَيْهِ، كأنّها
عُيُونُ الصّوَارِ حُوَّماً بِالمَنَاهِلِ
يُرَاقِبْنَ فَيّاضاً، كَأنّ جِفَانَهُ
جَوَابي زَرُودَ المُترَعاتُ العَدامِلِ
وَقائِلَةٍ لي: ما فَعَلْتَ، إذا التَقَتْ
وَرَاءَكَ أبْوَابُ المَنَايَا القَوَاتِلِ؟
فَقُلْتُ لها: ما بِاحْتِيَالٍ وَلا يَدٍ
خَرَجْتُ مِنَ الغُمّى، ولا بالجَعائِلِ
وَلكِنّ رَبّي رَبُّ يُونُسَ إذْ دَعا
مِنَ الحُوتِ في موْجٍ من البحرِ سائلِ
دعَا رَبَّهُ، والله أرْحَمْ مَنْ دَعَا،
وَأدْناهُ مِنْ داعٍ دَعَا مُتضَائِلِ
وَمَا بَيّنَ الأيّامَ إلاّ ابنُ لَيْلَةٍ
رُكُوباً لهَا، وَالدّهرُ جَمُّ التَّلاتِلِ،
لَهُ لَيْلَةُ البَيضَاءِ، إذْ أنا خَائِفٌ
لذَنْبي، وَإذْ قَلْبي كَثِيرُ البَلابِلِ
فَما حَيّةٌ يُرْقَى أشَدَّ شَكِيمَةً،(39/161)
ولا مِثْلَ هَذا مِنْ شَفيعٍ مُناضِلِ
يَجِدُّ إذا الحَجّاجُ لانَ، وَإنْ يَخَفْ
لَهُ غَضَباً يَضْرِبْ برِفْقِ المُحاولِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن رجال الروم يعرف أهلها
إن رجال الروم يعرف أهلها
رقم القصيدة : 3650
-----------------------------------
إنّ رِجَالَ الرّومِ يَعرِفُ أهْلُهَا
حديِثي، ومَعرُوفٌ أبي في المَنازِلِ
وَإنْ تَأتِ أرْض الأشعَرِينَ تجدْهمُ
يَخافُونَني، أوْ أرْضَ تُرْكٍ وَكابُلِ
وَما مِنْ مُصلٍّ تَعرِفُ الشّمسَ عَينُه
إذا طَلَعَتْ، أوْ تَائِهٍ غَيرِ عاقِلِ
فَتَسْألَهُ عَني، فَيعْيَا بِنِسْبَتي
ولا اسمي وَمَنْ يَعيا سِماكَ الأعازِلِ
أنا السّابِقُ المَعرُوفُ يَوْماً إذا انجَلتْ
عَجاجَةُ رَيْعَانِ الجِيادِ الأوَائِلِ
رَفَعْتُ لِسَاني عَنْ غُدانَةَ بَعدَما
وَطِئْتُ كُلَيْباً وَطْأةَ المُتَثَاقِلِ
فَلا أعرفَنْكُمْ بَعدَ أن كان مِسحَلي
شَمِيطاً، وَهَزّتْني كِلابُ القَبائِلِ
وأنْتُمْ أُنَاسٌ تَمْلِكُونَ أُمُورَكُمْ
تَكُونُونَ كالمَقتُولِ غَيرِ المُقاتِلِ
فَإنّ احْتِمَالَ الدّاءِ في غَيرِ كُنهِهِ
على المَرْءِ ذو ضَيمٍ شَديدُ التّلايِلِ
وَأيُّكُمُ إذْ جَدّ جِدّي وَجَدُّكُمْ
يُنيخُ مَعاً عِندَ اعترَاكِ الكَلاكِلِ
وَما كنتُ أرْمي قَبْلَكُمْ من قَبيلَةٍ
رَمَتْ غَرَضِي إلاّ بصَقْعِ المَعاوِلِ
فإنْ تَنهَكُمْ عَني العِظَاتُ، فإنّني
أنَا الرّجُلُ الرّامي فَرِيصَ المُقاتِلِ
مَتى تَلْقَ أعدائي تَجدْ في وُجوهِهمْ
وَأقْفَائِهِمْ مِنّي أخَادِيدَ وَابِلِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أقول لمنحوض أعالي عظامها
أقول لمنحوض أعالي عظامها
رقم القصيدة : 3651
-----------------------------------
أقُولُ لمَنْحُوضٍ أعالي عِظامِها،
يَجُرّ أظَلاّها السَرِيحَ المُنَعَّلا
شرِيكَةِ خوصٍ في النَّجاءِ قد التقتْ
عُرَاها وَأجهَضْنَ الجَنينَ المُسَرْبَلا
تَسَنّى مِنَ الأحلاقِ ما كانَ دُونَهُ،(39/162)
وَفَكَّ مِن الأرْحامِ ما كان مُقْفَلا
هَوَاجرُ يَحْلُبْنَ الحَميمَ، وَماكِدٌ
من السّيرِ لمْ تَطعَمْ مُنَدىًّ وَمَنزِلا
وَزَوْرَاءَ أدْنَى ما بِها الخِمسُ لا تَرَى
بها العِيسُ لَوْ حَلّتْ بها مُتَعَلَّلا
وَمُحتَقِرِينَ السّيرَ قد أنْهَجَت لهُمْ
سَرابِيلُ أبْقاها الذي قدْ تَرَعْبَلا
إذا قَطَناً بَلّغْتِنِيهِ ابنَ مُدْرِكٍ،
فَلاقَيْت من طَيْرِ العَرَاقيبِ أخْيَلا
ذُبَاباً حُساماً، أوْ جَناحَيْ مُقَطِّعٍ
ظُهُورَ المَطايا يَترُكُ الصُّلبَ أجْزَلا
قَوِيٌّ أمِينٌ لابنِ يُوسُفَ مُجزِىءٌ
بطاعَتِهِ عِندَ الّذي قد تَحَمّلا
وَلَوْ وُزِنَتْ سَلمى بحلمِ ابنِ مُدْرِكٍ
لَكانَ على الميزَانِ حِلمُكَ أثْقَلا
سأجْزِيكَ مَعرُوفَ الذي نِلْتَني بِهِ
بكَفّيْكَ، فاسمَعْ شعرَ مَن قد تَنَخّلا
قَصَائِذَ لمْ يَقْدِرْ زُهَيرٌ ولا ابْنُهُ
عَلَيْها، وَلا مَنْ حَوّلُوهُ المُخَبَّلا
وَلمْ يَستَطعْ نسْجَ امرِىءِ القيس مثلها،
وَأعْيَتْ مَرَاقيها لَبِيداً وَجَرْوَلا
وَنابِغَتيْ قَيْسِ بنِ عَيلانَ، والذي
أرَاهُ المَنَايَا بَعْضُ ما كانَ قَوّلا
فَما فَاضَلَتْ بَيْتاً بِبَيْتِكَ عامِرٌ
إلى المَجْدِ إلاّ كانَ بَيْتُكَ أفضَلا
هُوَ البَيْتُ بَيْتُ ابْنيْ نُفَيْلِ بنى لهُ
كِلابٌ وَكَعْبٌ ذرْوَةً لن تُحَوَّلا
أرَى ابنيْ نُفَيْلٍ مَن يكونُ أباً لَهُ
وَعَمّاً فَقَدْ، يَوْمَ الرّهانِ، تَمَهّلا
على مَنْ جَرَى، وَالرّافِعينَ أكُفَّهم
إلى كلّ فَرْعٍ كانَ للمَجْدِ أطْوَلا
وَمَنْ يَكُ بَينَ الخالِدَينِ وَأُمُّهُ
صَفِيّةُ، يَثْقُلْ عزّهُ أنْ يُحَلحَلا
وَكانَ أبُوها وابْنُها خَيرَ عامِرٍ،
سماكَينِ للهَلكَى إذا الغيثُ أمحَلا
أرَى المُقْسِمَ المُختارَ عَيْلان كُلَّها،
إذا هُوَ لمْ يَذْكُرْ نُفَيْلا تَحَلّلا
بَنُو أنْفِ قَرْمٍ لمْ يُدَعْثَرْ سَنَامُهُ
رُكُوباً، ولَكِنْ كانَ أصْيَدَ مُرْسَلا
إذا وَاضَحُوهُ المَجدَ جاءتْ دِلاؤهُ(39/163)
مُلاءً إذا سَجْلٌ من المَجدِ شَوّلا
لهُمْ طُرُقٌ عَادِيّةٌ يُهْتَدَى بِهَا،
وَهُمْ خَيرُ قَيْسٍ آخِرِيّاً وَأوّلا
بَنُو عامِرٍ قَمْقَامُ قَيْسٍ، وَفيهِمُ
مَعاقِلُ جانِيها إذا الوِرْدُ أثْعَلا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> سلوت عن الدهر الذي كان معجبا
سلوت عن الدهر الذي كان معجبا
رقم القصيدة : 3652
-----------------------------------
سَلَوْتُ عَنِ الدّهرِ الذي كان مُعجِباً،
وَمثلُ الذي قد كان من دَهرِنا يُسْلي
وَأيْقَنْتُ أنّي لا مَحَالَةَ مَيّتٌ،
فَمُتّبِعٌ آثَارَ مَنْ قَدْ خَلا قَبْلي
وَإنّي الذِي لا بُدّ أنْ سَيُصِيبُهُ
حِمَامُ المَنايا مِنْ وَفَاةٍ وَمن قَتْلِ
فَما أنَا بالباقي، ولا الدّهرُ، فَاعلَمي
بِرَاضٍ بما قَدْ كانَ أذهبَ من عقلي
وَلا مُنصِفي يَوْماً، فأُدْرِكَ عِنْدَهُ
مَظالَمهُ عِندِي، وَلا تارِكاً أكْلي
وَأينَ أخِلاَئي الّذِينَ عَهدْتُهُمْ،
وَكُلُّهُمُ قَد كان في غِبطَةٍ مِثْلي
دَعَتهُمْ مَقادِيرٌ، فأصْبَحتُ بَعدهمْ
بَقِيّةَ دَهْرٍ لَيسَ يُسبَقُ بالذَّحلِ
بَلَوْتُ مِنَ الدّهرِ الذي فيهِ وَاعِظٌ،
وَجارَيتُ بالنُّعمَى وَطالَبتُ بالتَّبْلِ
وَجُرّبْتُ عِندَ المُضْلِعاتِ، فلمْ أكنْ
ضَرِيعَ زَمَانٍ، لا أُمِرُّ وَلا أُحْلي
وَبَيْدَاءَ تَغْتَالُ المَطيَّ قَطَعْتُها
برَكّابِ هَوْلٍ لَيسَ بالعاجزِ الوَغلِ
إذا الأرْضُ سَدّتها الهَواجرُ وارْتدَتْ
مُلاءَ سَمُومٍ لمْ يُسَدَّينَ بالغَزْلِ
وَكانَ الّذي يَبْدُو لَنا مِنْ سَرَابِها
فُضُولُ سُيولِ البحرِ من مائه الضَّحلِ
وَيَدْعُو القَطا فيها القَطا، فيُجيبُهُ
تَوَائِمُ أطْفَالٍ منَ السّبسبِ المَحل
دَوَارِجُ أخْلَفْنَ الشّكِيرَ، كأنّما
جَرَى في مآقيها مَرَاوِدُ منْ كُحْلِ
يُسَقِّينَ بِالمَوْماةِ زُغْباً نَوَاهِضاً،
بَقَايَا نِطافٍ في حَوَاصِلِهَا تَغْلي
تَمُجّ أداوَي في أداوَى بها استَقَتْ،
كما استفرَغَ الساقي من السَّجلِ بالسجلِ(39/164)
وَقَد أقطَعُ الخَرْقَ البَعيدَ نِياطُهُ،
بمائرَةِ الضَّبْعَينِ وَجناءَ كالهِقْلِ
تَزَيّدُ في فَضْلِ الزِّمَامِ، كَأنّهَا
تُحاذِرُ وَقْعاً مِنْ زَنابيرَ أوْ نَحْلِ
كَأنّ يَدَيْها في مَرَاتِبِ سُلّمٍ،
إذا غاوَلتْ أوْبَ الذّرَاعينِ بالرِّجْلِ
تأوّهُ مِنْ طُولِ الكَلالِ وَتَشتَكي،
تأوُّهَ مَفْجُوعٍ بثُكلٍ على ثُكْلِ
إلَيْكَ أمِيرَ المُؤمِنينَ أنَخْتُهَا،
إلى خَيرِ مَنْ حُلّتْ لهُ عُقَدُ الرّحلِ
إلى خَيرِهمْ فيهمْ قَديماً وَحَادِثاً،
مَعَ الحِلمِ والإيمانِ وَالنّائلِ الجَزْلِ
وَرِثتَ أباكَ المُلكَ تَجرِي بسَمتِهِ،
كذلك خُوطُ النّبعِ يَنبُتُ في الأصْلِ
كَداوُدَ إذْ ولَّى سُلَيْمَانَ بَعْدَهُ
خِلافَتَهُ نِحْلاً من الله ذي الفَضْلِ
يَسُوسُ من الحِلمِ الذي كانَ رَاجِحاً
بأجْبالِ سَلمَى من وَفاءٍ وَمن عَدلِ
هُوَ القَمَرُ البَدْرُ الذي يُهتَدَى بِهِ
إذا ما ذُوُو الأضْغانِ جارُوا عن السُّبلِ
أغَرَّ تعرَى نُوراً لبَهْجَةِ مُلْكِهِ،
عَفُوّاً طَلُوباً، في أنَاةٍ وَفي رِسْلِ
يَفِيضُ السِّجالَ النّاقِعاتِ من النّدَى،
كما فاضَ ذو مَوْجٍ يقمِّصُ بالجَفلِ
وكمْ مِنْ أُناسٍ قَدْ أصَبْتَ بنِعمةٍ،
وَمنْ مُثقَلٍ خَفّفتَ عنه منَ الثِّقْلِ
وَمِنْ أمْرِ حَزْمٍ قَدْ وَليتَ نَجِيَّهُ
برَأيٍ جَميعٍ مُستَمِرٍ قُوَى الحَبْلِ
قَضَيْتَ قَضَاءً في الخِلافَةِ ثَابِتاً
مُبِيناً، فقد أسمَعتَ مَن كان ذا عَقلِ
فمَنْ ذا الذي يَرْجو الخِلافةَ منهُمُ،
وَقَدْ قُمتَ فيهمْ بالبَيانِ وَبالفَصْلِ
وَبَيّنْتَ أنْ لا حَقّ فِيها لخاذِلٍ،
تَرَبّصَ في شَكٍّ، وَأشفَقَ من مَثلِ
وَلا لامرِىءٍ آتَى المُضِلّينَ بَيْعَةً،
رَأى الحرْبَ أبدتْ عن نوَاجذها العُصْلِ
وَمَدّ يَداً مِنْهُ لِبَيْعَةِ خَاسِرٍ،
وَمال المُكْسِدُ المَغبونُ كالرّابحِ المغلي
وَعانَدَ لمّا أنْ رَأى الحَرْبَ شَمّرَتْ،
عِنادَ الخَصيّ الجَوْنِ صَدّ عن الفحلِ(39/165)
فَما بالُ أقوَامٍ بَدا الغِشُّ منِهُمُ،
وَهُمْ كُشُفٌ عندَ الشّدائدِ وَالأزْل
يُداوُونَ مِنْ قَرْحٍ أدانِيهِ قَد عَتَا
على الدّاءِ لمْ تُدْركْ أقاصِيهِ بالفُتلِ
وَقد كانَ فِيما قَد تَلَوْا من حديِثهمْ
شِفاءٌ، وكانَ الحِلمُ يَشفي من الجَهلِ
وَإلاّ، فَإنّ المَشْرَفِيّةَ حَدُّهَا
دَوَاءٌ لهُمْ غَيرَ الدّبيبِ وَلا الخَتْلِ
أوِ النّفيُ حتى عَرْضُ أرْضٍ وَطولُها
عَلَيهمْ كَبَيتِ القَينِ أُغلِقَ بالقَفلِ
وَقد خَذَلوا مَرْوَانَ في الحَرْبِ وَابنَه
أبَاكَ وَأدْلَوْا فيهما معَ مَنْ يُدْلي
وَكانَا إذا مَا كان يَوْمُ عَظِيمَةٍ،
حَمولَينِ للأثقالِ في الأمرِ ذي البَزْلِ
فَصَلّى على قَبْرَيْهِمَا الله، إنّمَا
خَلائِقُهُ مِنْهَا على سُنّةِ الرّسْلِ
فَفُزْتَ بما فَازَا بِهِ مِنْ خِلافَةٍ،
وَزِدتَ على مَن كانَ قَبلَك بالحَصْلِ
بعافِيَةٍ كَانَتْ مِنَ الله جَلّلَتْ
مَشارِقَها أمْناً إلى مَغْرِبِ الأُمْلِ
وَكُنتَ المُصَفّى من قرَيشٍ وَلمْ يكُنْ
لوَطْئِكَ فيهمْ زَيْغُ كَعْبٍ وَلا نَعلِ
أشارُوا بهَا في الأمْرِ غَيرَكَ مِنْهُمُ،
وَوَلاّكها ذو العرْشِ نَحلاً من النُّحلِ
حَبَاكَ بهَا الله الّذِي هُوَ سَاقَهَا
إلَيكَ فقَدْ أبْلاكَ أفْضَلَ ما يُبْلي
وَسِيقتْ إلى مَن كانَ في الحرْبِ أهلَها
إلى وَاضِحٍ بادٍ مَعالمُهُ، سَهْلِ
وَمَا أصْلَتُوا فهيها بسَيْفٍ عَلمْتُهُ،
وَلا بِسِلاحٍ مِنْ رِمَاحٍ وَلا نَبْلِ
فَنُصْحي لكُمْ قادَ الهَوَى من بلادِهِ
إلى مَنبِتِ الزّيتونِ من مَنبِتِ النّخْلِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وركب قد استرخت طلاهم من السرى
وركب قد استرخت طلاهم من السرى
رقم القصيدة : 3653
-----------------------------------
وَركبٍ قد استرْختْ طُلاهمْ من السُّرَى
مُقيمٍ بلَحْيَيْهِ النُّخاعُ، وَأمْيَلِ
عَلى ذِي مَنَارٍ تَعرِفُ العِيسُ مَتنَه،
كمَا تَعْرِفُ الأضْيافُ آلَ المُهَمَّلِ(39/166)
ألا قَبّحَ الله القُلوصَ التي سَرَتْ
بِرَحلي إلى خصْيَيْ عدانِ المُهَمَّلِ
بَني أمّ عَيْلانٍ كَأنّ لحاهُمُ
مَخالي شَعِيرٍ عُلّقَتْ فَوْقَ أبْغُلِ
تَجَمّعْتُمُ لي في فَصِيلٍ كَأنّمَا
تَجمّعْتُمُ لي في أغَرَّ مُحَجَّلِ
فردّ عليه جوشن بن بشير رجل منهم من بني العدوية فقال:ألا قَبّحَ الله القَلُوسَ التي سَرَتْ
إلَيْنَا بِقَينٍ يَحْمِلُ الكِيرَ مُجثَلِ
ذَرِ القَينَ إنّ القَينَ لا يَبْتَني العُلى،
وَإنْ حَلّ دارَ اللّؤمِ لمْ يَتَحَوّلِ
ألَمْ تَرَ يا ابنَ القَينِ أنّيَ يُتّقَى
ذُبابي وَأحْمي دُونَ آلِ المِهَمَّلِ؟
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أمسى لتغلب من تميم شاعر
أمسى لتغلب من تميم شاعر
رقم القصيدة : 3654
-----------------------------------
أمْسَى لِتَغْلِبَ مِنْ تَمِيمٍ شَاعِرٌ
يَرْمي القَبَائِلَ بالقَصِيدِ الأثْقَلِ
إذْ غابَ كَعْبُ بَني جُعَيْلٍ عَنهُمُ،
وَتَنَمّرَ الشّعَرَاءُ بَعْدَ الأخْطَلِ
يَتَبَاشَرُونَ بِمَوْتِهِ، وَوَرَاءهُمْ،
مِني لِهمْ، قِطَعُ العَذابِ المُرْسَلِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> دعي العطف والشكوى إلي فإنها
دعي العطف والشكوى إلي فإنها
رقم القصيدة : 3655
-----------------------------------
دَعي العَطْفَ وَالشّكوَى إليّ فإنّها
جَمُوعٌ من الحاجاتِ يُرْجَى نَوَالُها
إذا هيَ لاقَتْ بي الوَليدَ، فأشْرَقَتْ
لهَا بِدَمٍ مِنْهُ يَجِيشُ سُعَالُها
إذا عَثَرَتْ بي قُلْتُ عالَكِ، وَانتَهى
إلى بَابِ أبْيَاتِ الوَلِيدِ كَلالُها
وَمِثْلَكِ قَدْ أتْعَبْتُ حَتى أنَخْتُها
إلى حَيْثُ أثْرَتْ من قُصَيٍّ رِجالُها
إلى حَيْثُ صَارَتْ من لُؤيّ بنِ غالبٍ
إلى بَيْتِهِ أحْسَابُهَا وَظِلالُها
إلى بَيْتِ مَرْوَانَ الّذِي لمْ يَزَلْ لَهُ
دَعَائِمُ مُلْكٍ مَا تُرَامُ جِبَالُها
إلى المُسْتَثِيبِ ابنِ الأئِمّةِ، عُودُها
لَهُ بَعدَ عَهدَيْ صَاحبَيهِ اعتدالُها(39/167)
هِلالٌ تَجَلّى الغَيْمُ عَنهُ ابنَ لَيلةٍ،
فَقَدْ تَمّ حتى كانَ بَدْراً هِلالُها
إلى سَيّدِ الشّبّانِ قد مُكّنَتْ لَهُ
خِلافَةُ أمْلاكٍ إلَيْهِ انْتِقَالُها
إلَيْكَ وليَّ العَهْدِ وَالعَقْدِ من أبٍ
لَهُ مِنْ مَوَالِيهِ العُرَى وَحِبَالُها
نَمَاكَ عَظِيمُ القَرْيَتَينِ فأصْبَحَتْ
لكَ العُرْوَةُ الوُثْقَى الشّدِيدُ دِخالُها
على النّاسِ أعطَوْها أباكَ فأصْبَحَتْ
إلَيْهِ مَقَالِيدُ الأُمُورِ وَمَالُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> شربت ونادمت الملوك فلم أجد
شربت ونادمت الملوك فلم أجد
رقم القصيدة : 3656
-----------------------------------
شرِبتُ وَنادَمتُ المُلُوكَ فَلَمْ أجِدْ
عَلى الكأسِ نَدْماناً لها مثلَ دَيْكَلِ
أقَلَّ مِكاساً في جَزْورٍ سَمِينَةٍ،
وَأسْرَعَ إنْضاجاً وَإنْزَالَ مِرْجَلِ
فتى كرمٍ يهْتَزّ للمَجْدِ لا ترَى
ندامَاهُ إلاّ كُلَّ خَرْقٍ مُعَذَّلِ
عَشِيّةَ نَسّيْنَا قَبِيصَةَ نَعْلَهُ،
فَبَاتَ الفتى القَيْسيُّ غَيرَ مُنَعَّل
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا طالما رسفت في قيد مالك
ألا طالما رسفت في قيد مالك
رقم القصيدة : 3657
-----------------------------------
ألا طالمَا رَسّفْتُ في قَيْدِ مَالِكٍ،
فأصْبَحَ في رِجْلَيْهِ قَيْدي مُحَوَّلا
وَأطْلَقَني النّضْرُ بنُ عَمْروٍ، وَرُبّما
بكَفّيْهِ قَدْ فَكّ الأسِيرَ المُكَبَّلا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمرك لا يفارق ما أقامت
لعمرك لا يفارق ما أقامت
رقم القصيدة : 3658
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ لا يُفَارِقُ ما أقامَتْ
فُقَيْماً لُؤمُهَا أُخْرَى اللّيالي
وَلَيْس بِزَائِلٍ عَنْهُمْ لحِينٍ،
وَلَوْ زَالَتْ ذُرَى صُمّ الجِبَالِ
وأنْكَرَهُمْ فَتِينُ المَاءِ لَمّا
رَآهُمْ يَمْرُسُونَ على المَحَالِ
وَأقْداماً لَهُمْ جُرْداً قِصَاراً،
قَلِيلاً أخُذُهُنّ مِنَ النّعَالِ(39/168)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا استهزأت مني هنيدة أن رأت
ألا استهزأت مني هنيدة أن رأت
رقم القصيدة : 3659
-----------------------------------
ألا استَهْزَأتْ مني هُنَيدَةُ أنْ رَأتْ
أسِيراً يُداني خَطْوَهُ حَلَقُ الحِجلِ
وَلَوْ عَلِمَتْ أنّ الوَثَاقَ أشَدُّهُ
إلى النّارِ قالتْ لي مَقالةَ ذي عَقلِ
لَعَمْرِي لَئِنْ قَيّدْتُ نَفْسي لطالما
سَعَيتُ وأوْضَعْتُ المَطِيّةَ للجَهلِ
ثَلاثِينَ عاماً ما أرَى مِنْ عَمَايَةٍ،
إذا بَرَقَتْ، إلاّ شَدَدْتُ لها رَحْلي
أتَتْني أحادِيثُ البَعِيثِ وَدُونَهُ
زَرُودٌ فشاماتُ الشّقيقِ إلى الرّمْلِ
فَقُلْتُ أظَنَّ ابنُ الخَبِيثَةِ أنّني
شُغِلْتُ عن الرّامي الكِنانَةَ بالنَّبْلِ
فإنْ يَكُ قَيْدي كان نَذراً نَذَرْتُهُ،
فما بي عَنْ أحْسابِ قَوْميَ من شغلِ
أنا الضّامنُ الرّاعي عَلَيْهِمْ، وَإنّما
يُدافَعُ عنْ أحسابهِمْ أنا أوْ مِثْلي
ولَو ضَاعَ ما قالُوا ارْعَ منّا وَجَدتَهم
شِحاحاً على الغالي من الحَسبِ الجَزْلِ
إذا ما رَضُوا مني، إذا كنتُ ضَامِناً
بأحسابِ قَوْمي في الجبِالِ وفي السّهلِ
فَمَهما أعِشْ لا يُضْمِنُوني وَلا أضَعْ
لهُمْ حَسَباً ما حَرّكَتْ قَدَمي نَعْلي
وَلَستُ إذا ثَارَ الغُبارُ على امرِىءٍ،
غَداةَ الرّهانِ، بالبَطيء ولا الوَغْلِ
وَلَكِنْ تُرى لي غَايَةُ المَجْدِ سابقاً،
إذا الخَيلُ قادَتها الجيادُ معَ الفَحلِ
وَحَوْلَكَ أقَوامٌ رَددْتَ عُقُولَهُمْ
عَلَيهمْ لكانوا كالفَرَاشِ من الجَهلِ
رَفَعْتُ لهُمْ صَوْتَ المُنادي فأبصرُوا
على خَدِباتٍ في كَواهِلِهمْ جُزْلِ
وَلوْلا حَيَاءٌ زِدْتُ رَأسَك هَزْمَةً،
إذا سُبِرَتْ ظَلّتْ جَوانِبُها تَغْلي
بَعِيدَةُ أطْرَافِ الصُّدُوعِ كَأنّهَا
رَكِيّةُ لُقْمَانَ الشّبِيهَةُ بالذَّحْلِ
إذا نَظَرَ الآسُونَ فِيهَا تَقَلّبَتْ
حَماليقُهمْ من هَوْلِ أنيابِها الثُّعْلِ
إذا ما رَأتْها الشّمسُ ظَلّ طَبِيبُهَا(39/169)
كمَن ماتَ، حتى اللّيلِ مُختَلَس العقلِ
يَوَدّ لَكَ الأدْنَوْنَ لوْ مُتّ قَبْلَها،
يَرَوْنَ بهَا شَرّاً عَلَيْكَ من القَتْلِ
تعرَى في نَواحِيها الفِرَاخَ، كَأنّما
جَثَمْنَ حَوَاليْ أُمّ أرْبَعَةٍ طُحلِ
شَرَنْبَثَةٌ شَمْطَاءُ مَنْ يَرَ ما بِها
تُشِبْهُ وَلَوْ بَينَ الخِماسِيّ وَالطِّفْلِ
إذا ما سَقَوْها السّمن أقْبَلَ وَجهُها
بعَينيْ عَجوزٍ من عُرَينَةَ أوْ عُكلِ
جَنَادِفَةٍ سَجْرَاءَ، تَأخُذُ عَيْنُها
إذا اكتحَلتْ نصْفَ القفيزِ من الكُحلِ
وَإني لَمِنْ قَوْمٍ يَكُونُ غَسُولُهمْ
قِرَى فأرَةِ الدّارِيّ تُضرَبُ في الغَسلِ
فما وَجَدَ الشّافُونَ مثلَ دِمائِنا
شِفاءً ولا السّاقونَ من عسل النّحلِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن الذي سمك السماء بنى لنا
إن الذي سمك السماء بنى لنا
رقم القصيدة : 3660
-----------------------------------
إنّ الذي سَمَكَ السّماءَ بَنى لَنَا
بَيْتاً، دَعَائِمُهُ أعَزُّ وَأطْوَلُ
بَيْتاً بَنَاهُ لَنَا المَلِيكُ، ومَا بَنى
حَكَمُ السّمَاءِ، فإنّهُ لا يُنْقَلُ
بَيْتاً زُرَارَةُ مُحْتَبٍ بِفِنَائِهِ،
وَمُجاشِعٌ وَأبُو الفَوَارِسِ نَهْشَلُ
يَلِجُونَ بَيتَ مُجاشعٍ، وَإذا احتبوْا
بزُوا كَأنّهُمُ الجِبَالُ المُثّلُ
لا يَحْتَبي بِفِنَاءِ بَيْتِكَ مثْلُهُمْ
أبداً، إذا عُدّ الفَعَالُ الأفْضَلُ
مِنْ عِزِّهمْ جَحَرَتْ كُلَيبٌ بَيتَها
زَرْباً، كَأنّهُمُ لَدَيْهِ القُمّلُ
ضَرَبتْ عَليكَ العنكَبوتُ بنَسْجِها،
وَقَضَى عَلَيكَ بهِ الكِتابُ المُنْزلُ
أينَ الّذِينَ بِهمْ تُسَامي دارماً،
أمْ مَنّ إلى سَلَفَيْ طُهَيّةَ تَجعَلُ
يَمْشُونَ في حَلَقِ الحَديدِ كما مَشتْ
جُرْبُ الجِمالِ بها الكُحَيلُ المُشعَلُ
وَالمانِعُونَ، إذا النّساءُ تَرَادَفَتْ،
حَذَرَ السِّبَاءِ جِمَالُهَا لا تُرْحَلُ
يَحمي، إذا اختُرِطَ السّيوفُ، نِساءنا
ضَرْبٌ تَخِرّ لَهُ السّوَاعِدُ أرْعَلُ(39/170)
وَمُعَصَّبٍ بِالتّاجِ يَخْفِقُ فَوْقَهُ
خِرَقُ المُلُوكِ لَهُ خَميسٌ جَحفلُ
مَلِكٌ تَسُوقُ لَهُ الرّمَاحَ أكُفُّنَا،
مِنْهُ نَعُلّ صُدُورَهُنّ وَنُنْهِلُ
قَدْ مَاتَ في أسَلاتِنَا، أوْ عَضَّهُ
عَضْبٌ بِرَوْنَقِهِ المُلُوكُ تُقَتَّلُ
وَلَنا قُرَاسِيَةٌ تَظَلّ خَوَاضِعاً
مِنْهُ، مَخافَتَهُ، القُرُومُ البُزّلُ
مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ لَهُ عَادِيّةٌ
فيها الفَرَاقِدُ وَالسِّماكُ الأعْزَلُ
ضَخمُ المَناكِبِ تحتَ شَجْرِ شؤونِهِ
نابٌ إذا ضَغَمَ الفُحْولَةَ مِقْصَلُ
وَإذا دَعَوْتُ بَني فُقَيْمٍ جَاءَني
مَجْرٌ، لَهُ العدَدُ الذي لا يُعدَلُ
وَإذا الرّبائِعُ جَاءَني دُفّاعُهَا
مَوْجاً، كَأنّهُمُ الجَرَادُ المُرْسَلُ
هذا وفي عَدَوِيّتي جُرْثُومَةٌ،
صَعْبٌ مَناكِبُها، نِيافٌ، عَيطَلُ
وإذا البَرَاجِمُ بالقُرُومِ تخاطَرُوا
حَوْلي، بأغْلَبَ عِزُّهُ لا يُنْزَلُ
وإذا بَذَخْتُ وَرَايَتي يَمْشِي بهَا
سُفيانُ أو عُدُسُ الفَعالِ وَجَندَلُ
الأكْثَروُنَ إذا يُعَدّ حَصَاهُمُ،
والأكْرَمُونَ إذا يُعَدّ الأوّلُ
وَزَحَلْتَ عَن عَتَبِ الطّرِيقِ، وَلم تجدْ
قَدَماكَ حَيثُ تَقُومُ، سُدَّ المَنقَلُ
إنّ الزّحَامَ لغَيرِكُمْ، فَتَحَيّنُوا
وِرْدَ العَشِيّ، إلَيْهِ يَخْلُو المَنهَلُ
حُلَلُ المُلُوكِ لِبَاسُنَا في أهْلِنَا،
وَالسّابِغَاتِ إلى الوَغَى نَتَسَرْبَلُ
أحْلامُنَا تَزِنُ الجِبَالَ رَزَانَةً،
وَتَخَالُنَا جِنّاً، إذا مَا نَجْهَلُ
فادْفَعْ بكَفّكَ، إنْ أرَدْتَ بِنَاءنا،
ثَهْلانَ ذا الهَضَباتِ هل يَتَحَلحلُ
وأنَا ابنُ حَنظَلَةَ الأغَرُّ، وَإنّني
في آلِ ضَبّةَ، لَلْمُعَمُّ المُخْوَلُ
فَرْعانِ قَدْ بَلَغَ السّماءَ ذُراهُما؛
وَإلَيهِما مِنْ كلّ خَوْفٍ يُعْقَلُ
فَلَئِنْ فَخَرْتُ بِهمْ لِمثْلِ قَديِمِهِم
أعْلُوا الحُزُونَ بِهِ وَلا أتَسَهّلُ
زَيْدُ الفَوارِسِ وَابنُ زَيْدٍ منهُمُ،
وأبُو قَبِيصَةَ وَالرّئيسُ الأوّلُ(39/171)
أوْصَى عَشِيّةَ حِينَ فَارَقَ رَهْطَه،
عندَ الشّهادَةِ وَالصّحيفَةِ، دَغفَلُ
إنّ ابنَ ضَبّةَ كانَ خَيراً وَالِداً،
وَأتَمُّ في حَسَبِ الكهرَامِ وأفضَلُ
مِمّنْ يَكُونُ بَنُو كُلَيْبٍ رَهْطَهُ،
أوْ مَنْ يَكُونُ إلَيْهِمُ يَتَخَوّلُ
وَهُمُ على ابنِ مُزَيْقِيَاءَ تَنَازَلُوا،
والخَيلُ بَينَ عَجاجَتَيها القَسطَلُ
وَهُمُ الذينَ على الأمِيلِ تَدارَكُوا
نَعَماً يُشَلُّ إلى الرّئيسِ وَيُعكَلُ
وَمُحْرِّقاً صَفَدُوا إلَيْهِ يَمِينَهُ،
بِصِفادَ مُقْتَسَرٍ، أخُوهُ مُكَبَّلُ
مَلِكَانِ يَوْمَ بزَاخَةٍ قَتَلُوهُمَا،
وَكِلاهُمَا تَاجٌ عَلَيْهِ مُكَلَّلُ
وَهُمُ الذِينَ عَلَوْا عَمَارَةَ ضَرْبَةً
فَوْهَاءَ، فَوْقَ شُؤونِهِ لا تُوصَلُ
وَهُمُ، إذا اقتَسَمَ الأكابِرُ، رَدَّهُمْ
وَافٍ لضَبّةَ، وَالرّكَابُ تُشَلَّلُ
جَارٌ، إذا غَدَرَ اللّئَامُ، وَفَى بِهِ
حَسَبٌ، وَدَعْوَةُ مَاجِدٍ لا يُخذَلُ
وَعَشِيّةَ الجَمَلِ المُجَلَّلِ ضَارَبُوا
ضَرْباً شُؤونُ فَرَاشِهِ تَتَزَيّلُ
يا ابن المَرَاغَةِ! أيْنَ خَالُكَ؟
إنّني خالي حُبيشٌ ذو الفَعالِ الأفضَلُ
خالي الذي غَصَبَ المُلُوكَ نُفُوسَهمْ،
وإلَيْهِ كَانَ حِبَاءُ جَفْنَةَ يُنْقَلُ
إنّا لَنَضرِبُ رَأسَ كُلّ قَبِيلَةٍ،
وأَبُوكَ خَلْفَ أتَانِهِ يَتَقَمّلُ
وَشُغِلتَ عن حَسبِ الكِرَامِ وَما بَنَوا؛
إنّ اللّئيمِ عَنِ المَكَارِمِ يُشْغَلُ
إنّ الّتي فُقِئَتْ بِهَا أبْصَارُكُمْ،
وَهي التي دَمَغَتْ أباكَ، الفَيصَلُ
وَهَبَ القَصَائدَ لي النّوابغُ، إذْ مَضَوْا،
وَأبُو يَزِيدَ وَذو القُرُوحِ وَجَرْوَلُ
وَالفَحْلُ عَلقَمَةُ الذي كانَتْ لَهُ
حُلَلُ المُلُوكِ كَلامُهُ لا يُنحَلُ
وَأخو بَني قَيْسٍ، وَهُنّ قَتَلْنَهُ،
وَمُهَلْهِلُ الشّعَرَاءِ ذاكَ الأوّلُ
وَالأعْشَيانِ، كِلاهُمَا، وَمُرَقِّشٌ،
وَأخُو قُضَاعَةَ قَوْلُهُ يُتَمَثّلُ
وَأخُو بَني أسَدٍ عَبِيدٌ، إذْ مَضَى،(39/172)
وَأبُو دُؤادٍ قَوْلُهُ يُتَنَحّلُ
وَابْنَا أبي سُلْمَى زُهَيْرٌ وَابْنُهُ،
وَابنُ الفُرَيعَةِ حِينَ جَدّ المِقْوَلُ
وَالجَعْفَرِيُّ، وَكَانَ بِشْرٌ قَبْلَهُ،
لي من قَصائِدِهِ الكِتابُ المُجمَلُ
وَلَقَدْ وَرِثْتُ لآلِ أوْسٍ مَنْطِقاً،
كَالسّمّ خالَطَ جانِبَيْهِ الحَنْظَلُ
وَالحارِثيُّ، أخُو الحِمَاسِ، وَرِثْتُهُ
صَدْعاً، كما صَدَعَ الصَّفاةَ المِعْوَلُ
يَصْدَعنَ ضَاحيَةَ الصَّفا عن مَتنِها،
وَلَهُنّ مِنْ جَبَلَيْ عَمايَةَ أثْقَلُ
دَفَعُوا إليّ كِتابَهُنّ وَصِيّةً،
فَوَرِثْتُهُنّ كَأنّهُنّ الجَنْدَلُ
فِيهِنَّ شَارَكَني المُسَاوِرُ بَعْدَهُمْ،
وأخُو هَوَازِنَ وَالشّآمي الأخطَلُ
وَبَنُو غُدانَةَ يُحْلِبُونَ، وَلَمْ يكُنْ
خَيْلي يَقُومُ لها اللّئِيمُ الأعْزَلُ
فَلَيَبْرُكَنْ، يا حِقَّ، إنْ لمْ تَنتهوا
مِنْ مَالِكيَّ على غُدانَةَ كَلكَلُ
إنّ استرَاقَكَ يا جَرِيرُ قَصَائِدِي،
مِثْلُ ادِّعَاءِ سِوَى أبِيكَ تَنَقَّلُ
وابنُ المَرَاغَةِ يَدَّعي مِنْ دارِمٍ،
وَالعَبْدُ غَيرَ أبِيه قَدْ يَتَنَحّلُ
لَيْسَ الكِرامُ بناحِليكَ أبَاهُمُ،
حتى تُرَدّ إلى عَطيّةَ تُعْتَلُ
وَزَعَمْتَ أنّكَ قَدْ رَضِيتَ بما بَنى،
فَاصْبِرْ فما لكَ، عَن أبيكَ، مُحَوَّلُ
وَلَئِنْ رَغِبتَ سوى أبيكَ لتَرْجِعَنْ
عَبْداً إلَيْهِ، كَأنّ أنْفَكَ دُمَّلُ
أزْرَى بجَرْيِكَ أنّ أُمّكَ لمْ تَكُنْ
إلاّ اللّئِيمَ مِنَ الفُحْولَةِ تُفحَلُ
قَبَحَ الإلَهُ مَقَرّةً في بَطْنِهَا،
مِنْهَا خَرَجْتَ وَكُنتَ فيها تُحمَلُ
وإذا بَكَيْتَ على أُمَامَةَ، فاستَمعْ
قَوْلاً يَعُمّ، وَتَارَةً يُتَنَخّلُ
أسألْتَني عنْ حُبْوَتي ما بَالُها،
فياسألْ إلى خَبَرِي وَعَمّا تَسْألُ
فاللّؤمُ يَمْنَعُ مِنْكُمُ أنْ تَحْتَبُوا؛
والعِزُّ يَمْنَعُ حُبْوَتي لا تُحْلَلُ
والله أثْبَتَهَا، وَعِزٌّ لَمْ يَزَلْ
مُقْعَنْسِساً، وَأبِيك، ما يَتَحوّلُ(39/173)
جَبَلي أعَزُّ، إذا الحْرُوبُ تكَشّفَتْ،
مِمّا بَنى لَكَ وَالِداكَ وَأفْضَلُ
إني ارْتَفَعْتُ عَلَيْكَ كُلَّ ثَنِيّةٍ،
وَعَلَوْتُ فَوْقَ بَني كُلَيبٍ من عَلُ
هَلاّ سَألْتَ بَني غُدانَةَ ما رَأوْا،
حَيْثُ الأتَانُ إلى عُمُودِكَ تُرْحَلُ
كَسَرَتْ ثَنِيّتَكَ الأتَانُ، فَشاهِدٌ
مِنْها بِفِيكَ مُبَيَّنٌ مُستَقْبَل
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لا قوم أكرم من تميم إذ غدت
لا قوم أكرم من تميم إذ غدت
رقم القصيدة : 3661
-----------------------------------
لا قَوْمَ أكْرَمُ من تَمِيمٍ، إذْ غَدَتْ
عُوذُ النّسَاءِ يُسَقْنَ كَالآجَالِ
الضّارِبُونَ إذا الكَتِيبَةُ أحجَمَتْ،
وَالنّازِلُونَ غَداةَ كُلّ نِزَالِ
وَالضّامِنُونَ عَلى المَنِيّةِ جَارَهُمْ،
وَالمُطْعِمُونَ غَداةَ كُلّ شَمالِ
أبَني غُدانَة! إنّني حَرّرْتُكُمْ،
وَوَهَبْتُكُمْ لَعَطِيّةَ بنِ جِعَالِ
فَوَهَبتُكمْ لأحقّكُمْ بقَديمِكُمْ
قِدْماً، وَأفْعَلِهِ لِكُلّ نَوَالِ
لَوْلا عَطِيّةُ لاجْتَدَعْتُ أُنُوفَكُمْ
مِنْ بَينِ ألأمِ آنُفٍ وَسِبَالِ
إني كَذَاكَ إذا هَجَوْتُ قَبِيلَةً،
جَدّعْتُهُمْ بِعَوَارِمِ الأمْثَالِ
أبَنُو كُلَيْبٍ مِثْلُ آلِ مُجاشِعٍ؛
أمْ هَلْ أبُوكَ مُدَعْدِعاً كَعِقَالِ
دَعْدِعْ بِأعْنَقِكَ التّوائِمَ، إنّني
في بَاذِخٍ، يا ابن المَرَاغَةِ، عَالي
وابنُ المَرَاغَةِ قَدْ تَحَوّلَ رَاهِباً،
مُتَبَرْنِساً لِتَمَسْكُنٍ وَسُؤالِ
وَمُكَبَّلٍ تَرَكَ الحَديدُ بِسَاقِهِ
أثَراً مِنَ الرَّسَفَانِ في الأحْجَالِ
وَفَدَتْ عَلَيْهِ شُيُوخُ آلِ مُجاشَعٍ
مِنْهُمْ، بِكُلّ مُسَامحٍ مِفْضَالِ
فَفَدَوْهُ، لا لثَوابِهِ، وَلقَدْ يُرَى
بيَمِينِهِ نَدَبٌ مِنَ الأغْلالِ
مَا كَانَ يَلْبَسُ تَاجَ آلِ مُحَرِّقٍ،
إلاّ هُمُ وَمَقَاوِلُ الأقْوَالِ
كانَتْ مُنَادَمَةُ المُلُوكِ وَتَاجُهُمْ
لمُجاشِعٍ وَسُلافَةُ الجِرْيَالِ(39/174)
وَلَئِنْ سَألْتَ بَني سُلَيْمٍ أيُّنَا
أدْنَى لِكُلّ أرُومَةٍ وَفَعَالِ
لَيُنَبّئَنّكَ رَهْطُ مَعْنٍ، فَأتهِمْ
بالعِلْمِ، وَالأنِفُونَ مِنْ سَمّالِ
إنّ السّمَاءَ لَنَا عَلَيْكَ نُجُومُهَا،
وَالشّمْسُ مُشرِقَةٌ، وَكُلُّ هِلالِ
وَلَنا مَعاقِلُ كُلّ أعْيَطَ بَاذِخٍ،
صَعْبٍ، وَكُلُّ مَبَاءَة مِحْلالِ
إنّ ابن أخْتِ بَني كُلَيبٍ خَالُهُ،
يَوْمَ التّفَاضُلِ، ألأمُ الأخْوَالِ
بَعْلُ الغَرِيبَةِ مِنْ كُلَيْبٍ مُمسِكٌ
مِنْهَا، بِلا حَسَبٍ وَلا بِجمالِ
إني وَجَدْتُ بَني كُلَيْبٍ إنّمَا
خُلِقُوا، وَأُمِّكَ، مُذْ ثَلاثُ لَيالِ
يُرْوِيهِمُ الثَّمْدُ، الّذِي لَوْ حَلّهُ
جُرَذانِ مَا نَدّاهُمَا بِبِلالِ
لا يُنْعِمُونَ فَيَسْتَثِيبُوا نِعْمَةً
لهُمُ، وَلا يَجْزُونَ بِالافْضَالِ
يَتَرَاهَنُونَ على جِيَادِ حَمِيرِهِمْ،
مِنْ غَايَةِ الغَذَوَانِ وَالصَّلْصَالِ
وَكَأنّمَا مَسَحُوا بِوَجْهِ حِمَارِهم
ذي الرّقمَتَينِ جَبِينَ ذي العُقّالِ
يَتْبَعْنَهُمْ، سَلَفاً على حُمُرَاتهِمْ،
أعْداءَ بَطْنِ شُعَيْبَةِ الأوْشَالِ
وَيَظلّ من وَهَجِ الهَجِيرَةِ عَائِذاً
بالظّلّ، حَيثُ يَزُولُ كلَّ مزَالِ
وَحَسِبْتَ حَرْبي وَهي تَخطِرُ بالقَنا
حَلْبَ الحِمَارَةِ يا ابنَ أُمّ رِعَالِ
كَلاَ وَحَيْثُ مَسَحْتُ أيْمَنَ بَيَتِهِ
وَسَعَيْتُ أشْعَثَ مُحْرِماً بحَلالِ
تَبْكي المَرَاغَةُ بالرَّغَامِ على ابْنِها،
وَالنّاهِقَاتُ يَنُحْنَ بِالإعْوَال
سُوقي النّوَاهِقَ مأتَماً يَبْكِينَهُ
وَتَعَرّضِي لِمُصَاعِدِ القُفّالِ
سَرِباً مَدامِعُها، تَنُوحُ على ابْنِها،
بِالرّمْلِ قَاعِدَةً على جَلاّلِ
قالُوا لها: احْتَسبي جَرِيراً إنّهُ
أوْدَى الهِزَبْرُ بِهِ أبُو الأشْبَالِ
ألْقَى علَيْهِ يَدَيْهِ ذُو قَوْمِيّةٍ،
وَرْدٌ، فَدَقّ مَجَامِعَ الأوْصَالِ
قَدْ كُنْتُ لَوْ نَفَعَ النّذِيرُ نَهَيْتُهُ
ألاّ يَكُونَ فَرِيسَةَ الرّئْبَالِ(39/175)
إني رَأيْتُكَ إذْ أبَقْتَ فَلَمْ تَئِلْ،
خَيّرْتَ نَفْسَكَ مِنْ ثَلاثِ خِلالِ
بَينَ الرّجُوع إليّ وَهْيَ فَظِيعَةٌ
في فِيكَ مُدْنِيَةٌ مِنَ الآجَالِ
أوْ بَينَ حَيّ أبي نَعَامَةَ هَارِباً،
أوْ بِاللّحَاقِ بطَيّيء الأجْبَالِ
وَلَقدْ هَمَمتَ بقَتلِ نَفسِكَ خالياً،
أوْ بِالفِرَارِ إلى سَفِينِ أوَالٍ
فَالآنَ يا رُكْبَ الجِداءِ هَجَوْتُكمْ
بهِجَائِكُمْ وَمُحَاسبِ الأعْمالِ
فاسْألْ فإنّكَ من كُلَيْبٍ وَالتَمِسْ
بِالعَسْكَرين بَقِيّةَ الأظْلالِ
إنّا لَتُوزَنُ بِالجِبَالِ حُلُومُنَا،
وَيَزِيدُ جَاهِلُنَا على الجُهّالِ
فَاجْمَعْ مَساعيَكَ القصَارَ وَوَافِني
بِعُكَاظَ يَا ابنَ مُرَبِّقِ الأحْمَالِ
واسْألْ بِقَوْمِكَ يا جَرِيرُ وَدارِمٍ
مَنْ ضَمّ بَطْنُ مِنىً مِنَ النُّزَالِ
تَجِدِ المَكَارِمَ وَالعدِيدَ كِلَيْهِما
في دارِمٍ وَرَغَائِبَ الآكَالِ
وَإذا عَدَدْتَ بَني كُلَيْبٍ لمْ تجِدْ
حَسبَاً لهُمْ يُوفي بشِسْعِ قِبَالِ
لا يَمْنَعُونَ لَهُمْ حَرَامَ حَلِيلَةٍ
بِمَهَابَةِ مِنْهُمْ وَلا بِقِتَالِ
أجَرِيرُ إنَّ أبَاكَ إذْ أتْعبَتْهُ
قَصَرَتْ يَداهُ وَمَدَّ شَرَّ حِبَالِ
إنّ الحِجَارَةَ لَوْ تَكَلّمُ خَبّرَتْ
عَنْكُمْ بِألأمِ دِقّةٍ وَسِفَالِ
لَوْ تَعْلَمُونَ غَداةَ يُطْرَدُ سَيبُكم
بالسّفْحِ بَينَ مُلَيْحَةٍ وَطِحَالِ
وَالحَوْفَزَانُ مَسَوِّمٌ أفْرَاسهُ،
وَالمُحْصَناتُ يَجُلْنَ كلَّ مَجالِ
يَحْدُرْنَ مِنْ أُمُلِ الكَثِيبِ عَشيّةً،
رَقصَ اللّقَاحِ وَهُنّ غَيرُ أوَالِ
حتى تَدارَكَهَا فَوَارِسُ مَالِكٍ
رَكْضاً بِكُلّ طُوَالَةٍ وَطُوَالِ
لمّا عَرَفْنَ وُجُوهَنَا وَتَحَدّرَتْ
عَبَرَاتُ أعْيُنِهِنّ بِالإسْبَالِ
وَذَكَرْنَ مِنْ خَفَرِ الحَياءِ بَقِيّةً
بَقِيَتْ وَكُنّ قُبَيْلُ في أشْغَالِ
وَارَيْنَ أسْوقَهُنّ حِينَ عَرَفْنَنا
ثِقَةً وَكُنّ رَوَافِعَ الأذْيَالِ
بِفَوَارِسٍ لحقُوا، أبُوهُم دارِمٌ،(39/176)
بِيضُ الوُجُوهِ على العَدُوّ ثِقَالِ
كِنّا إذا نَزَلَتْ بِأرْضِكَ حَيّةٌ
صَمّاءُ تَخْرُجُ من صُدُوعِ جِبَالِ
يُخْشَى بَوَادِرُها شَدَخْنَا رَأسَها
بمُشَدِّخَاتٍ للرّؤوسِ عَوَالي
إنّا لَنَنْزِلُ ثَغْرَ كُلّ مَخُوفَةٍ
بِالمُقْربَاتِ كَأنّهُنّ سَعَالي
قُوداً ضَوَامِرَ في الرّكُوبِ، كَأنّهَا
عِقْبَانُ يَوْمِ تَغَيّمٍ وَطِلالِ
شُعْثاً شَوَازِبَ، قَدْ طَوَى أقرَابَها
كَرُّ الطّرَادِ، لَوَاحِقُ الآطَالِ
بِأُولاكَ تَمْنَعُ أنْ تُنَفِّقَ، بَعْدَمَا
قَصّعْتَ بَينَ حُزُونَةٍ وَرِمَالِ
وَبهِنّ نَدْفَعُ كَرْبَ كُلّ مُثَوِّبٍ،
وَتَرَى لها خُدداً بِكُلّ مَجَالِ
إني بَنى لي دارِمٌ عَادِيّةً
في المَجْدِ، لَيْسَ أرُومُها بمُزَالِ
وَأبي الّذي وَرَدَ الكُلابَ مُسَوِّماً،
وَالخَيْلُ تَحْتَ عَجاجِها المُنّجالِ
تَمْشِي كَوَاتِفُها، إذا مَا أقْبَلَتْ،
بِالدّارِعِين تَكَدُّسَ الأوْعَالِ
قَلِقاً قَلائِدُها، تُقادُ إلى العِدَى
رُجُعَ الغَذيّ كَثَيرَةَ الأنْفَالِ
أَكَلَتْ دَوَابِرَهَا الإكَامُ فَمَشيُها،
مِمّا وَجِينَ، كَمِشْيَةِ الأطْفَالِ
فكأنّهُنّ، إذا فَزعنَ لصَارِخٍ،
وَشَرَعْنَ بَينَ سَوَافِلٍ وَعوَالِ
وَهَزَزْنَ مِنْ جَزَعٍ أسِنّةَ صُلَّبٍ،
كَجُزُوعِ خَيْبَرَ أوْ جُزُوعِ أوَالِ
طَيْرٌ تُبَادِرُ رَائِحاً ذا غَبْيَةٍ،
بَرْداً، وَتَسْحَقُهُ خَرِيقَ شَمَالِ
عَلِقَتْ أعِنّتُهُنّ في مَجْرُومَةٍ،
سُحُقٍ مُشَذَّبَةِ الجُذُوعِ طِوَالِ
تَغْشَى مُكَلِّلَةً عَوَابِسُهَا بِنَا
يَوْمَ اللّقَاءِ أسِنّةَ الأبْطَالِ
تَرْعَى الزّعَانِفُ حَوْلَنَا بِقِيَادِهَا
وَغُدُوُّهُنّ مُرَوَّح التَّشْلالِ
يَوْمَ الشُّعَيْبَةِ، يَوْمَ أقْدَمَ عَامِرٌ
قُدّامَ مُشْعِلَةِ الرُّكُوبِ غَوَالِ
وَتَرَى مُرَاخِيَها يَثُوبُ لحَاقُهَا،
وِرْدَ الحَمَامِ حَوَائِرَ الأوْشَالِ
شُعْثاً، قَدِ انْتَزَعَ القِيَادُ بُطُونَها(39/177)
مِنْ آلِ أعْوَجَ ضُمّرٍ، وَفِحَالِ
شُمُّ السّنَابِكِ، مُشْرِفٌ أقْتَارُها،
وَإذا انْتُضِينَ غَداةَ كُلّ صِقَالِ
في جَحْفَلٍ لَجِبٍ كأنّ شَعَاعَهُ
جَبَلُ الطَّرَاةِ مُضَعْضَعُ الأمْيَالِ
يَعْذِمْنَ، وَهْيَ مُصِرّةٌ آذانَهَا،
قَصَرَاتِ كُلّ نجيبَةٍ شِمْلالِ
وَتَرَى عطِيّةَ، والأتَانُ أمَامَهُ،
عَجِلاً يَمُرّ بِهَا عَلَى الأمْثَالِ
وَيَظَلّ يَتْبَعُهُنّ، وَهَو مُقَرْمِدٌ،
مِنْ خَلْفِهِنّ، كَأنّهُ بِشِكَالِ
وَتَرى عَلى كَتِفَيْ عَطِيّة مَائلاً
أرْبَاقهُ عُدِلَتْ لَهُ بِسخَالِ
وَتَرَاهُ مِنْ حَمْيِ الهَجِيرَةِ لائِذاً
بالظّلّ، حِينَ يَزُولُ كُلَّ مَزَالِ
تَبِعَ الحِمَارَ مُكَلَّماً، فأصَابَهُ
بِنَهِيقِهِ مِنْ خَلْفِهِ بِنِكَالِ
وابنُ المَرَاغَةِ قَدْ تَحَوّلَ رَاهباً،
مُتَبَرْنِساً لِتَمَسْكُنٍ وَسُؤالِ
يَمْشِي بهَا حَلِماً يُعَارِضُ ثَلّةً،
قُبْحاً لتلكَ، عَطيَّ، مِن أعْدالِ
نَظَرُوا إليّ بِأعْيُنٍ مَلْعُونَةٍ،
نَظَرَ الرّجَالِ، وَمَا هُمُ برِجَالِ
مَتَقَاعِسينَ على النَواهِقِ بالضّحى،
يَمْرُونَهُنّ بِيَابِسِ الأجْذَالِ
إنّ المَكَارِمَ، يا كُلَيْبُ، لغيرِكُمْ،
وَالخَيْلَ يَوْمَ تَنَازُلِ الأبْطَالِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> سمونا لنجران اليماني وأهله
سمونا لنجران اليماني وأهله
رقم القصيدة : 3662
-----------------------------------
سَمَوْنَا لنَجْرَانِ اليَمَاني وَأهْلِهِ،
وَنَجْرَانُ أرْضٌ لم تُدَيَّثْ مَقاوِلُهْ
بمُخْتَلِفِ الأصْوَاتِ تَسْمَعُ وَسطَهُ
كَرِزّ القَطَا لا يَفقَهُ الصّوْتَ قَائِلُهُ
لَنا أمرُهُ لا تُعرَفُ البُلْقُ وَسْطَهُ،
كَثِيرُ الوَغَى مِنْ كُلّ حيٍّ قَبائِلُهْ
كَأنّ بَنَاتِ الحارِثِيّينَ وَسْطَهُمْ
ظِبَاءُ صَرِيمٍ لمْ تُفَرَّجْ غَياطِلُهْ
إذا حَانَ مِنْهُ مَنْزِلٌ أوْقَدَتْ بهِ
لأخرَاهُ في أعْلى اليَفَاعِ أوَائِلُهْ(39/178)
تَظَلّ بِهِ الأرْضُ الفَضَاءُ مُعَضِّلاً،
وَتَجْهَرُ أسْدَامَ المِيَاهِ قَوَابِلُهْ
تَرَى عافِيَاتِ الطّيْرِ قَدْ وَثَّقَتْ لها
بشِبعٍ من السَّخْلِ العِتاقِ مَنازِلُهْ
إذا فَزَعُوا هَزُّوا لِوَاءَ ابنِ حابِسٍ،
وَنَادَوْا كَرِيماً خِيمُهُ وَشَمَائِلُهُ
سَعَى بِترِاتٍ للعَشِيرَةِ أدْرَكَتْ
حَفيظةَ ذي فضْلٍ على مَن يُفاضِلُهْ
فأدَرَكَها وَازْدادَ مَجداً وَرِفْعَةً
وَخَيراً، وَأحظى النّاسِ بالخيرِ فاعِلُهْ
أرَى أهلَ نَجَرانَ الكَوَاكبَ بالضّحى،
وَأدْرَكَ فِيهِمْ كُلَّ وِتْرٍ يُحَاوِلُهْ
وَصَبّحَ أهْل الجَوْفِ وَالجَوْفُ آمِنٌ
بمِثْلِ الدَّبَا، والدّهْرُ جَمٌّ بَلابِلُهْ
فَظَلّ على هَمْدانَ يَوْمٌ أتَاهُمُ
بنَحسِ نُحوسٍ، ظُهرُهُ وَأصَائلُهْ
وَكِنْدَةُ لمْ يَترُكْ لُهمْ ذا حَفِيظَةٍ،
وَلا مَعْقِلاً إلاّ أُبِيحَتْ مَعاقِلُهْ
وَأهْلَ حَبَوْنَا من مُرادٍ تَدارَكَتْ،
وَجَرْماً بِوَادٍ خالَطَ البَحْرَ ساحِلُهْ
صَبَحْناهُمُ الجُرْدَ الجِيَادَ، كَأنّها
قَطاً أفْزَعَتْهُ يَوْمَ طَلٍّ أجَادِلُهْ
إلا إنّ مِيرَاثَ الكُلَيْبيّ لابْنِهِ
إذا مَاتَ رِبْقَا ثَلّةٍ وَحَبَائِلُهْ
فَأقْبِلْ على رِبْقَيْ أبِيكَ فَإنّمَا
لكُلّ امرِىءٍ مَا أوْرَثَتْهُ أوَائِلُهْ
تَسَرْبَل ثَوْبَ اللّؤمِ في بَطْنِ أُمّهِ،
ذِراعَاهُ مِنْ أشْهَادِهِ وَأنَامِلُهْ
كمَا شَهِدَتْ أيْدي المَجُوسِ عليهمُ
بأعمالِهمْ، وَالحَقُّ تَبدُو مَحاصِلُهْ
عَجِبْتُ لِقَوْمٍ يَدّعُونَ إلى أبي،
وَيَهْجُونَني، والدّهْرُ جَمٌّ مجَاهلُهْ
فَقُلْتُ لَهُ: رُدّ الحِمَارَ، فَإنّهُ
أبُوكَ لَئِيمٌ، رَأسُهُ وَجَحَافِلُهْ
يَسِيلُ على شِدْقَيْ جَرِيرٍ لُعَابُهُ،
كَشَلشالِ وَطْبٍ ما تجِفّ شَلاشِلُهْ
ليَغْمِزَ عِزّاً عَسا عَظْمُ رَأسِهِ،
قُراسِيَةً كالفَحَلِ يَصْرِفُ بَازِلُهْ
بَنَاهُ لَنَا الأعْلى، فَطالَتْ فُرُوعُهُ،(39/179)
فأعْيَاكَ واشْتَدّتْ عَليَكَ أسافِلُهْ
فلا هُوَ مُسْطِيعٌ أبُوكَ ارْتِقَاءَهُ؛
ولا أنتَ عمّا قَدْ بَنى الله عادِلُهْ
فإنْ كُنْتَ تَرْجُو أن تُوَازِنَ دارِماً
فَرُمْ حَضَناً فانظُرْ متى أنتَ نَاقِلُهْ
وَأرْسَلَ يَرْجو ابنُ المَرَاغَةِ صُلحَنا،
فُردّ وَلمْ تَرْجَعْ بنُجْحٍ رَسَائِلُهْ
وَلاقَى شديدَ الدّرْءِ مُستحصِدَ القوَى
تَفَرّقُ بالعِصْيَانِ عَنْهُ عَوَاذِلُهْ
إلى كُلّ حَيٍّ قَدْ خَطَبْنَا بَناتِهِمْ،
بأرْعَن مثْلِ الطّوْدِ جَمٍّ صَوَاهِلُهْ
وَأنْتُمْ عَضَارِيطُ الخميسِ عَتادُكم،
إذا ما غَدا، أرْبَاقُهُ وَحَبَائِلُهْ
وإنّا لمَنّاعُونَ تحْتَ لِوَائِنَا
حِمانا إذا ما عاذَ بِالسّيْفِ حامِلُهْ
وَقالَتْ كُلَيْبٌ قَمِّشُوا لأخيكُمُ،
فَفِرّوا بِهِ إنّ الفَرَزْدَقَ آكِلُهْ
فَهَلْ أحَدٌ يا ابنَ المَرَاغَةِ هَارِبٌ
مِنَ المَوْتِ، إنْ المَوْتَ لا بدّ نائلُهْ
فإني أنَا المَوْتُ الّذِي هُوَ ذاهِبٌ
بنَفْسِكَ فانظُرْ كَيْفَ أنتَ مُحاوِلُهْ
أنا البَدرُ يُعشي طرْفَ عينيك فالتمس
بكَفّيكَ يا ابنَ الكَلبِ هل أنت نائلُهْ
أتَحسِبُ قَلبي خارجاً مِنْ حِجابِهِ،
إذا دُفُّ عَبّادٍ أَرنّتْ جَلاجِلُهْ
فقُلتُ، ولَمْ أمِلكْ، أمالِ بن مالِكٍ
لأيّ بَني مَاءِ السّمَاءِ جَعائِلُهْ
أفي قَمَليٍّ مِنْ كُلَيْبٍ هَجَوْتُهُ،
أبُو جَهْضَمٍ تَغْلي عَليّ مَرَاجِلُهْ
أحارِثُ دارِي مَرّتَينِ هَدَمْتَهَا،
وَكنتَ ابن أُختٍ لا تُخافُ غَوَائِلُهْ
وأنتَ امرُؤ بَطْحَاءُ مكّةَ لمْ يَزَلْ
بِها منكُمُ مُعطي الجَزِيلِ وَفَاعِلُهْ
فقُلْنَا لَهُ: لا تُشْمِتَنّ عَدُوَّنَا،
ولا تَنسَ من أصْحابِنا مَن نُواصِلُهْ
فَقَبْلَكَ ما أعْيَيْتُ كاسِرَ عَيْنِهِ
زِيَاداً، فَلَمْ تَقْدِرْ عَليّ حَبَائِلُهْ
فأقْسَمْتُ لا آتِيهِ سَبْعِينَ حِجّةً،
وَلوْ نُشِرَتْ عينُ القُباعِ وَكَاهِلُهْ
فَما كانَ شَيْءٌ كَانَ مِمّا نُجِنّهُ(39/180)
من الغِشّ إلاّ قَدْ أبانَتْ شَوَاكِلُهْ
وَقُلْتُ لهُمْ: صَبراً كُلَيْبُ، فإنّهُ
مَقَامُ كَظَاظٍ لا تَتِمّ حَوَامِلُهْ
فإنْ تَهْدِمُوا دارِي، فإنّ أرُومَتي
لها حَسَبٌ لا ابن المَرَاغَةِ نَائِلُهْ
أبي حَسبٌ عَوْدٌ رَفِيعٌ وصَخْرَةٌ،
إذا قُرِعَتْ لمْ تَستَطِعها مَعاوِلُهْ
تَصَاغَرْتَ يا ابنَ الكَلْبِ لمّا رَأيْتَني
مَعَ الشّمْسِ في صَعْبٍ عَزيزٍ مَعاقلُهْ
وَقَدْ مُنِيَتْ مِني كُلَيبٌ بضَيغَمٍ
ثَقِيلٍ، على الحُبلى جَرِيرٍ، كَلاكِلُهْ
شَتِيمُ المُحَيّا، لا يُخَاتِلُ قرْنَهُ،
وَلَكِنّهُ بالصَّحصَحانِ يُنَازِلهُ
هِزَبْرٌ، هَرِيتُ الشّدْقِ، رِئبالُ غابةٍ،
إذا سَارَ عَزّتْهُ يَداهُ وَكَاهِلُهْ
عَزِيزٌ مِنَ اللاّئي يُنَازِلُ قِرْنَهُ،
وَقَدْ ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ مَنْ يُنَازِلُهْ
وَإنّ كُلَيْباً، إذْ أتَتْني بِعَبْدِها،
كمَنّ غَرَّهُ حتى رأى المَوْتَ باطِلُهْ
رَجَوْا أنْ يَرُدّوا عَنْ جَرِيرٍ بدرْعه
نَوَافِذَ ما أرْمي، وَما أنَا قَائِلُهْ
عَجِبْتُ لرَاعي الضّأنِ في حُطَمِيّةٍ،
وفي الدّرْعِ عَبدٌ قد أُصِيبَتْ مَقاتِلُهْ
وَهَل تَلبسُ الحُبلى السّلاحَ وَبَطنُها
إذا انتَطقَتْ عِبْءٌ عَلَيها تُعادِلُهْ
أفَاخَ وَألقَى الدّرْعَ عَنهُ، وَلمْ أكُنْ
لأُلْقيَ دِرْعي مِنْ كَمِيٍّ أُقاتِلُهْ
ألَسْتَ تُرَى يا ابن المَرَاغَةِ صَامِتاً
لمَا أنْتَ في أضْعافِ بَطْنِكَ حامِلُهْ
وَقَدْ عَلِمَ الأقوَامُ حَوْلي وَحَوْلكمْ
بَني الكَلْبِ أني رَأسُ عِزٍّ وَكاهِلُهْ
ألمْ تَعْلَمُوا أني ابنُ صَاحبِ صَوْأرٍ،
وَعِنْدِي حُسَاما سَيفِهِ وَحَمَائِلُهْ
تَرَكْنا جَرِيراً وَهوَ في السّوقِ حابسٌ
عَطِيّةَ، هَلْ يَلقَى بهِ مَنْ يُبادِلُهْ
فقَالُوا لَهُ رُدّ الحِمَارَ، فَإنّهُ
أبُوكَ لَئِيمٌ رَأسُهُ وجَحَافِلُهْ
وَأنتَ حَريصٌ أنْ يَكونَ مُجاشعٌ
أباكَ، ولكنّ ابنَهُ عَنكَ شَاغِلُهْ
وَمَا ألْبَسُوهُ الدّرْعَ حتى تَزَيّلَتْ(39/181)
من الخِزْيِ دُونَ الجِلدِ منه مَفاصِلُهْ
وَهَلْ كانَ إلاّ ثعْلَباً رَاضَ نَفْسَهُ
بَموْجٍ تَسَامَى، كالجِبالِ، مَجاوِلُهْ
ضَغَا ضَغَوةً في البَحرِ لمّا تَغَطْمَطَتْ
عَلَيْهِ أعَالي مَوْجِهِ وَأسَافِلُهْ
فَأصْبَحَ مَطْرُوحاً ورَاءَ غُثَائِهِ،
بحَيثُ التَقى من ناجخِ البَحرِ ساحِلُهْ
وَهَلْ أنْتَ إنْ فاتَتكَ مَسعاةُ دارِمٍ
وَمَا قَدْ بَنى، آتٍ كُلَيْباً فَقاتِلُهْ
وَقَالُوا لِعَبّادٍ أغِثْنَا، وَقَدْ رَأوْا
شَآبِيبَ مَوْتٍ يُقْطِرُ السّمَّ وَابِلُهْ
وَمَا عِنْدَ عَبّادٍ لهُمْ من كَرِيهَتي
رَوَاحٌ إذا ما الشرُّ عَضّتْ رَجَائِلُهْ
فَخَرْتَ بِشَيْخٍ لمْ يَلِدْكَ وَدُونَهُ
أبٌ لَكَ تُخفي شَخَصَهُ وَتُضَائِلُهْ
فَلِلّهِ عِرْضِي، إنْ جَعَلْتُ كَرِيمَتي
إلى صَاحِبِ المِعْزَى المُوَقَّعِ كاهِلُهْ
جَبَاناً، وَلمْ يَعْقِدْ لِسَيْفٍ حِمالَةً،
وَلكِنْ عِصَامُ القِرْبَتَينِ حَمائِلُهْ
يَظَلّ إلَيهِ الجَحشُ يَنهَقُ إن عَلَتْ
بهِ الرّيحُ مِنْ عِرْفان مَنْ لا يُزَايلُهْ
لَهُ عانَةٌ أعْفَاؤهَا آلِفَاتُهُ،
حُمُولَتُهُ مِنْهَا وَمِنْهَا حَلائِلُهْ
مَوَقَّعَةٌ أكْتَافُهَا، مِنْ رُكُوبِهِ،
وَتُعْرَفُ بالكَاذاتِ، مِنها مَنَازِلُهْ
ألا تَدّعي إنْ كانَ قَوْمُكَ لمْ تَجِدْ
كَرِيماً لَهُمْ، إلاّ لَئيماً أوائِلُهْ
ألا تَفْتَرِي إذْ لمْ تَجِدْ لكَ مَفخَراً،
ألا رُبّمَا يَجْرِي مَعَ الحَقّ بَاطِلُهْ
فَتَحْمَدَ ما فِيهِمْ، وَلوْ كنتَ كاذِباً،
فيَسْمَعَهُ، يا ابنَ المَرَاغَةِ، جاهلُهْ
وَلكنْ تَدَعّى مَنْ سَواهُمْ إذا رَمَى
إلى الغرَضِ الأقصَى البَعِيدِ مُناضِلُهْ
فتَعْلَمُ أنْ لَوْ كنتَ خَيراً عَلَيِهمُ،
كَذَبْتَ، وَأخزَاكَ الذي أنتَ قائِلُهْ
تَعاطَ مكانَ النّجمِ، إنْ كنتَ طالباً
بَني دارِمٍ، فانْظُرْ مَتى أنتَ نائلُهْ
فَلَلنّجْمُ أدْنَى مِنْهُمُ أنْ تَنَالَهُ
عَلَيْكَ فأصْلحْ زَرْبَ ما أنتَ آبِلُهْ(39/182)
ألمْ يَكُ مِمّا يُرْعِدُ النّاسَ أنْ ترَى
كُلَيْباً تَغَنّى بِابْنِ لَيلى، تُنَاضِلُهْ
أبي مالِكٌ، مَا مِنْ أبٍ تَعرِفُونَهُ
لكمْ دونَ أعرَاقِ التّرَابِ يُعادِلُهْ
عَجِبْتُ إلى خَلْقِ الكُلَيْبيّ عُلّقتْ
يَداهُ، وَلمْ تَشْتَدّ قَبْضاً أنَامِلُهْ
فَدُونَكَ هَذِي، فَانْتَقِضْها، فإنّها
شَدِيدُ قوَى أمْرَاسِها وَمَوَاصِلُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أتنسى بنو سعد جدود التي بها
أتنسى بنو سعد جدود التي بها
رقم القصيدة : 3663
-----------------------------------
أتَنْسَى بَنُو سَعْدٍ جَدُودَ التي بهَا
خَذَلتُمْ بَني سعَدٍ على شرّ مَخذَلِ
عَشِيّةَ وَلّيْتُمْ كَأنّ سُيُوفَكُمْ
ذَآنِينُ في أعْنَاقِكُمْ لمْ تُسَلَّلِ
وَشَيْبَانُ حوْلَ الحَوْفَزَانِ بِوَائِلٍ
مُنِيخاً بجَيْشٍ ذي زَوَائِدَ جَحفَلِ
دَعَوْا يالَ سَعدٍ وادّعَوْا يالَ وَائلٍ،
وَقدْ سُلّ من أغمادِهِ كلُّ مُنصُلِ
قَبِيلَينِ عِنْدَ المُحْصناتِ تَصَاوَلا،
تَصَاوُلَ أعْناقِ المَصَاعيبِ من عَلِ
عَصَوْا بالسّيُوفِ المَشْرَفِيّةِ فيهِمُ
غَيارَى وَألقَوْا كُلَّ جَفنٍ وَيَحمَلِ
حَمَتْهُنّ أسْيَافٌ حِدادٌ ظُبَاتُهَا،
وَمِنْ آلِ سَعْدٍ دَعْوَةٌ لمْ تُهَلَّلِ
دَعَوْنَ، وَمَا يَدْرِينَ مِنهُمْ لأيّهم
يَكُنّ، وَما يُخْفِينَ ساقاً لمُجتَلِ
لَعلّكَ مِنْ في قاصِعائِكَ وَاجِدٌ
أباً، مِثلَ عَبدِ الله، أوْ مثل نهشَلِ
وَآلِ أبي سُودٍ وَعَوْفِ بن مالِكٍ،
إذا جَاءَ يَوْمٌ بَأسُهُ غَيرُ مُنجَلِ
وَمُتّخِذٌ مِنّا أباً مِثْلَ غالِبٍ،
وَكانَ أبي يأتي السّماكَينِ منْ عَلِ
وَأصْيَدَ ذي تاج صَدَعْنَا جَبينَهُ
بأسْيَافنَا، وَالنّقْعُ لَمْ يَتَزَيّلِ
تَرَى خَرَزَاتِ المُلْكِ فَوْقَ جَبينِهِ،
صَؤولٌ، شَبَا أنْيَابِهِ لمْ يُفَلَّلِ
وَما كانَ من آرِيّ خَيْلٍ أمامَكُمْ،
وَلا مُحْتَبىً عِنْدَ المُلُوكِ مُبَجَّلِ
ولا اتَّبَعَتكُمْ يَومَ ظَعْنٍ فِلاؤها؛(39/183)
وَلا زُجِرَتْ فيكُمْ فِحالَتُها هَلِ
وَلَكِنّ أعْفَاءً على إثْرِ عَانَةٍ،
عَلَيْهِنّ أنْحَاءُ السِّلاءِ المُعَدَّلِ
بَناتُ ابنِ مَرْقُومِ الذّرَاعَينِ لم يكنْ
ليُذْعَرَ من صَوْتِ اللّجامِ المُصَلصِلِ
أرَى اللّيلَ يَجلُوهُ النّهارُ، ولا أرى
عِظامَ المَخازِي عَنْ عَطِيّةَ تَنجلي
أمِنْ جَزَعٍ أنْ لمْ يكُنْ مثلَ غالبٍ
أبُوكَ الذي يَمشِي بِرِيقٍ مُوَصَّلِ
ظَلِلْتَ تُصَادِي عَنْ عَطِيّةَ قائِماً
لتَضْرِبِ أعْلى رَأسِهِ غَيرَ مؤتَلِ
لكَ الوَيْلُ لا تَقْتُلْ عَطِيّةَ، إنّهُ
أبُوكَ، ولَكِنْ غَيرَهُ فَتَبَدّلِ
وَبَادِلْ بِهِ مِنْ قَوْمِ بَضْعَةَ مِثلَهُ
أباً شرَّ ذي نَعْلَين، أوْ غَيرِ مُنعَلِ
فإنْ هُمْ أبَوْا أنْ يَقْبَلُوهُ، ولم تجدْ
فِرَاقاً لَهُ إلاّ الّذِي رُمْتَ فَافعَلِ
وَإنْ تَهْجُ آلَ الزّبْرِقَانِ، فَإنّمَا
هجَوْتَ الطّوَالَ الشّمَّ من هضْبِ يذبلِ
وَقَدْ يَنبحُ الكَلبُ النّجومَ وَدُونَها
فَرَاسِخُ تُنْضِي العَيْنَ للمُتأمِّلِ
فَمَا تَمّ في سَعْدٍ وَلا آلِ مَالِكٍ
غُلامٌ، إذا ما قِيلَ، لمْ يَتَبَهْدَلِ
لَهُمْ وَهَبَ النّعمانُ بُرْدَ مُحَرِّقٍ
بمَجْدِ مَعَدٍّ، وَالعَدِيدِ المُحَصَّلِ
وَهُمْ لرَسُولِ الله أوْفَى مُجِيرُهُمْ،
وَعَمُّوا بِفَضْلٍ يَوْمَ بُسْرٍ مُجَلِّلِ
هَجَوْتَ بَني عَوْفٍ وَما في هِجائِهمْ
رَوَاحٌ لعَبْدٍ مِنْ كُلَيْبٍ مُغَرْبَلِ
أَبَهدَلَةَ الأخيارَ تَهْجُوا وَلمْ يَزَلْ
لَهُمْ أوّلٌ، يَعْلُو على كلّ أوّلِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
رقم القصيدة : 3664
-----------------------------------
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ،
وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ،
هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ
هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ،(39/184)
بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا
وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه،
العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ
كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا،
يُسْتَوْكَفانِ، وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ، لا تُخشى بَوَادِرُهُ،
يَزِينُهُ اثنانِ: حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ
حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ، إذا افتُدِحُوا،
حُلوُ الشّمائلِ، تَحلُو عندَهُ نَعَمُ
ما قال: لا قطُّ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ،
لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعَمُ
عَمَّ البَرِيّةَ بالإحسانِ، فانْقَشَعَتْ
عَنْها الغَياهِبُ والإمْلاقُ والعَدَمُ
إذ رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها:
إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ
يُغْضِي حَياءً، وَيُغضَى من مَهابَتِه،
فَمَا يُكَلَّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ
بِكَفّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ،
من كَفّ أرْوَعَ، في عِرْنِينِهِ شمَمُ
يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانَ رَاحَتِهِ،
رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جَاءَ يَستَلِمُ
الله شَرّفَهُ قِدْماً، وَعَظّمَهُ،
جَرَى بِذاكَ لَهُ في لَوْحِهِ القَلَمُ
أيُّ الخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقَابِهِمُ،
لأوّلِيّةِ هَذا، أوْ لَهُ نِعمُ
مَن يَشكُرِ الله يَشكُرْ أوّلِيّةَ ذا؛
فالدِّينُ مِن بَيتِ هذا نَالَهُ الأُمَمُ
يُنمى إلى ذُرْوَةِ الدّينِ التي قَصُرَتْ
عَنها الأكفُّ، وعن إدراكِها القَدَمُ
مَنْ جَدُّهُ دان فَضْلُ الأنْبِياءِ لَهُ؛
وَفَضْلُ أُمّتِهِ دانَتْ لَهُ الأُمَمُ
مُشْتَقّةٌ مِنْ رَسُولِ الله نَبْعَتُهُ،
طَابَتْ مَغارِسُهُ والخِيمُ وَالشّيَمُ
يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى عن نورِ غرّتِهِ
كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّلَمُ
من مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ، وَبُغْضُهُمُ
كُفْرٌ، وَقُرْبُهُمُ مَنجىً وَمُعتَصَمُ
مُقَدَّمٌ بعد ذِكْرِ الله ذِكْرُهُمُ،
في كلّ بَدْءٍ، وَمَختومٌ به الكَلِمُ
إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهمْ،
أوْ قيل: "من خيرُ أهل الأرْض؟" قيل: هم(39/185)
لا يَستَطيعُ جَوَادٌ بَعدَ جُودِهِمُ،
وَلا يُدانِيهِمُ قَوْمٌ، وَإنْ كَرُمُوا
هُمُ الغُيُوثُ، إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْ،
وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى، وَالبأسُ محتدمُ
لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِمُ؛
سِيّانِ ذلك: إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُوا
يُستدْفَعُ الشرُّ وَالبَلْوَى بحُبّهِمُ،
وَيُسْتَرَبّ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا ظمي ويحك إني ذو محافظة
يا ظمي ويحك إني ذو محافظة
رقم القصيدة : 3665
-----------------------------------
يا ظَمْي وَيْحَكِ إني ذُو مُحافَظَةٍ،
أنْمي إلى مَعْشَرٍ شُمّ الخرَاطِيمِ
مِنْ كخلّ أبْلَجَ كَالدّينَارِ غُرّتُهُ،
مِنْ آلِ حَنظَلَةَ البِيضِ المَطاعيمِ
يا لَيتَ شعريه على قيل الوُشاةِ لَنَا:
أصَرّمَتْ حَبْلَنَا أمْ غَيرَ مَصرومِ؟
أمْ تَنشَحَنّ على الحَرْبِ التي جَرَمتْ
مِني فُؤادَ امرِىءٍ حَرّانَ مَهْيُومِ
أهْلي فِداؤكَ مِن جارٍ عَلى عَرَضٍ،
مُوَدَّعٍ لِفِرَاقٍ غَيرَ مَذْمُومِ
يَوْمَ الَناقَةِ إذْ تُبْدِي نَصِيحَتَهَا
سِرّاً بمُضْطَمِرِ الحاجاتِ مَكْتُومِ
تَقُولُ وَالعِيسُ قَد كانَتْ سَوَالِفُها
دُونَ المَوَارِكِ قد عِيجَتْ بتَقوِيمِ
ألا تَرَى القَوْمَ مِمّا في صُدُورِهِمُ
كَأنّ أوْجُهَهُمْ تُطْلَى بِتَنّومِ
إذا رَأوْكَ،، أطالَ الله غَيرَتَهُمْ،
عَضّوا مِنَ الغَيْظِ أطْرَافَ الأبَاهيمِ
إني بِها وَبِرَأسِ العَينِ مَحْضَرُهَا،
وَأنْتَ نَاءٍ بِجَنْبي رَعْن مقْرُومِ
لا كَيْفَ إلاّ على غَلْبَاءَ دَوْسَرَةٍ
تَأوِي إلى عَيْدَةٍ للرّحْلِ مَلْمُومِ
صَهْبَاءَ قَدْ أخْلفَتْ عامَينِ باذِلَها،
تَلُطّ عَن جاذِبِ الأخلافِ مَعقُومِ
إحْدَى اللّواتي إذا الحَادي تَنَاوَلَها
مَدَّتْ لها شَطَنِ القُودِ العَيَاهِيمِ
حَتى يُرَى وَهُوَ مَحزُومٌ كَأنّ بِهِ
حُمّى المَدِينَةِ أوْ داءً مِنَ المُومِ
صَيْدَاءَ شأمِيّةٍ حَرْفٍ كمُشْتَرِفٍ(39/186)
إلى الشِّخاصِ من التّضغانِ محْجومِ
أوْ أخُدَريَّ فَلاةٍ ظَلّ مُرْتَبِئاً،
على صَرِيمَةِ أمْرٍ غَيرِ مَقْسُومِ
جَوْنٌ يُؤجِّلُ عَانَاتٍ ويَجْمَعُهَا
حَوْلَ الخُدادَةِ أمْثَال الأنَاعِيمِ
رَعَى بهَا أشهُراً يَقْرُو الخَلاءَ بهَا،
مُعانِقاً للهَوَادي، غَيرَ مَظلُومِ
شَهْرَيْ رَبيعٍ يَلُسّ الرّوْضَ مُونقةً
إلى جُمَادَى بِزَهْرِ النَّوْرِ مَعْمُومِ
بالدَّحْل كُلَّ ظَلامٍ لا تَزَالُ لَهُ
حَشْرَجَةٌ أوْ سَحيلٌ بَعدَ تَدْوِيمِ
حَتى إذا أنْفَضَ البُهْمَى، وَكان لهُ
مِنْ نَاصِلٍ من سَفَاها كالمَخاذِيمِ
تَذَكّرَ الوِرْدَ وَانْضَمّتْ ثَمِيلَتُهُ
في بارِحٍ من نَهارِ النّجمِ مَسْمُومِ
أرَنَّ، وَانْتَظَرَتْهُ أينَ يَعْدِلُهَا،
مُكَدَّحاً، بجَنِينٍ غَيرِ مَهْشُومِ
غَاشي المَخارِمِ ما يَنْفَكّ مُغتَصِباً
زَوْجاتِ آخَرَ في كُرْهٍ وَتَرْغِيمِ
وَظَلّ يَعْدِلُ أيَّ المَوْرِدَينِ لها
أدْنَى بمُنْخَرِقِ القِيعانِ مَسْؤومِ
أضارِجاً، أمْ مياه السِّيفِ يَقرِبُهَا،
كَضَارِبٍ بِقِداَحِ القَسْمِ مَأمُومِ
حتى إذا جَنّ داجي اللّيلِ هَيّجَها
ثَبْتُ الخَبَارِ، وَثُوبٌ للجَرَاثِيمِ
يَلُمّهَا مُقْرِباً، لَوْلا شَكَاسَتُهُ،
يَنفي الجِحاشَ وَيُزْرِي بالمقَاحِيمِ
حتى تَلاقَى بهَا في مُسْي ثَالِثَةٍ
عَيْناً لَدى مَشرَبٍ مِنهُنّ مَعلُومِ
خافَ عَلَيها بَحِيراً قَدْ أعَدّ لهَا
في غامضٍ من تُرَابِ الأرْضِ مَدمومِ
نابي الفرَاشِ طَرِيُّ اللّحمِ مُطْعَمُهُ،
كَأنّ ألْوَاحَهُ ألْوَاحُ مَحصُومِ
عارِي الأشاجعِ مَسعُورٌ أخو قَنصٍ،
فَمَا يَنَامُ بْحيرٌ غَيرَ تَهْوِيمِ
حتى إذا أيْقَنَتْ أنْ لا أنِيسَ لهَا
إلاّ نَئِيمٌ كأصْوَاتِ التّرَاجِيمِ
تَوَرّدَتْ وَهْيَ مُزْوَرٌّ فَرَائِصُهَا
إلى الشّرَايِعِ بِالقُودِ المَقادِيمِ
وَاسْتَرْوَحَتْ تَرْهَبُ الأبْصَار أنّ لها
على القُصَيبَةِ مِنهُ لَيلَ مَشْؤومِ(39/187)
حتى إذا غَمَرَ الحَوْماتُ أكْرُعَهَا،
وَعَانَقَتْ مُسْتَنِيماتِ العَلاجِيمِ
وَسَاوَرَتْهُ، بألْحَيْهَا، وَمَالَ بِهَا
بَرْدٌ يُخالِطُ أجْوَاقَ الحَلاقِيمِ
نَكَادُ آذانُهَا في المَاءِ يَقْصِفُهَا
بِيضُ المَلاغِيمِ أمْثَالُ الخَواتِيمِ
وَقَدْ تحَرّفَ حتى قَالَ قَدْ فَعَلَتْ،
وَاستَوْضَحتْ صَفَحاتِ القُرَّحِ الهِيمِ
ثمّ انْتَحَى بِشَدِيدِ العَيرِ يَحْفِزُهُ
حَدُّ امرِىءٍ في الهَوَادي غَيرِ محْرُومِ
فَمَرّ مِنْ تَحْتِ ألحَيهَا، وكَانَ لهَا
وَاقٍ إلى قَدَرٍ لا بُدّ مَحْمُومِ
فَانْقَعَرَتْ في سَوَادِ اللّيْلِ يَغصِبُها
بِوَابلٍ من عَمُودِ الشّدّ مَشهومِ
فَآبَ رَامي بَني الحرْمانِ مُلْتَهِفاً
يَمْشِي بِفُوقَينِ مِنْ عُرْيانَ محْطومِ
فَظَلّ مِنْ أسَفٍ، أنْ كانَ أخطأها،
في بَيتِ جوعٍ قَصِيرِ السّمكِ مهدومِ
مَحكانُ شَرُّ فُحولِ النّاسِ كُلّهِمِ،
وَشَرُّ وَالِدَةٍ أُمُّ الفَرَازِيمِ
فحْلانِ لمْ يَلْقَ شَرٌّ مِنْهُمَا وَلَداً،
مِمّنْ تَرَمّزَ بَينَ الهِنْدِ وَالرّومِ
يا مُرّ يا ابنَ سُحَيْمٍ كيْفَ تَشتمني،
عَبْدٌ لِعَبْدٍ لَئِيمِ الخالِ مَكْرُومِ
ما كُنْتَ أوّل عَبْدٍ سَبّ سَادَتَهُ
مُوَلَّعٍ بَينَ تَجْدِيعٍ وَتَصْلِيمِ
تُبْنى بُيُوتُ بَني سَعدٍ، وبَيَتُكمُ
على ذَلِيلٍ مِنَ المَخْزاةِ مَهْدُومِ
فَاهْجُرْ دِيَارَ بَني سَعْدٍ، فَإنّهُمُ
قَوْمٌ على هَوَجٍ فِيهِمُ وَتَهْشِيمِ
من كُلّ أقَعَس كالرّاقُودِ حُجزَتُهُ
مَمْلُوءةٌ مِنْ عَتِيقِ التّمْرِ وَالثّومِ
إذا تَعَشّى عَتِيقَ التّمْرِ قَامَ لَهُ
تَحْتَ الخَمِيلِ عِصَارٌ ذو أضامِيمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وقائلة والدمع يحدر كحلها
وقائلة والدمع يحدر كحلها
رقم القصيدة : 3666
-----------------------------------
وَقائِلَة، وَالدّمْعُ يَحْدُرُ كُحْلَها،
لَبئسَ المَدى أجرَى إليهه ابنُ ضَمْضَمِ
غزا من أصُولِ النّخلِ حتى إذا انتهى(39/188)
بكِنْهِلَ أدّى رُمْحُهُ شرَّ مَغْنَمِ
فلو كنتَ صُلبَ العُودِ أوْ ذا حَفِيظَةٍ
لوَرّيْتَ عَنْ موْلاكَ في لَيلِ مُظلمِ
لَجُرْتَ بِهادٍ، أوْ لَقُلتَ لمُدْلِجٍ
مِنَ القَوْمِ لما يَقضِ نَعسَتَهُ نَمِ
وَكُنتَ كَذِئْبِ السُّوْءِ لمّا رَأى دَماً
بصَاحِبِهِ يَوْماً، أحَالَ على الدّمِ
لَقَدْ خُنْتَ قَوْماً لوْ لجَأتَ إلَيهِمِ
طَرِيدَ دَمٍ، أوْ حامِلاً ثقلَ مَغرَمِ
لألْفَيْتَ فِيهِمْ مُطعِماً وَمُطَاعِناً
وَرَاءَكَ شَزْراً بِالوَشِيجِ المُقَوَّمِ
لَكانُوا كُرْكْنٍ من عَمايَةَ مِنهُمُ
مَنِيعِ الذُّرَى صَعْبٍ على المُتَظَلِّمِ
فَلا شَرِبُوا إلاّ بِمِلْحٍ مُزَلَّجٍ،
ولا نَسَكُوا الإسْلامَ إنْ لمْ تَنَدّمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم تذكروا يا آل مروان نعمة
ألم تذكروا يا آل مروان نعمة
رقم القصيدة : 3667
-----------------------------------
ألمْ تَذْكُروا يا آلَ مَرْوَانَ نِعْمَةً
لمَرْوَانَ عِندي مِثلُها يَحقُنُ الدَّمَا
بِها كانَ عَني رَدَّ مَرْوَانُ، إذْ دَعَا
عَليّ زِيَاداً، بَعْدَما كانَ أقْسَمَا
ليَقْتَطِعَنْ حَرْفَيْ لِسَاني الذي بِهِ
لخِنْدِفَ أرْمي عَنْهُمُ مَن تكَلّمَا
وَكُنْتُ إلى مَرْوَانَ أسْعَى إذا جَنَى
عَليّ لِسَاني، بَعدَما كانَ أجْرَمَا
وَمَا باتَ جارٌ عِندَ مَرْوَانَ خَائِفاً،
وَلَوْ كَانَ مِمّنْ يَتّقي كان أظَلَمَا
يَعْدّونَ للجَارِ التَّلاء، إذا التَوَى،
إلى أيّ أقْتَارِ البَرِيّةِ يَمّمَا
وَقدْ عَلِمُوا كانَ مَرْوَانُ يَنتهي
إذا دَأبَ الأقْوَامُ حتى تُحَكَّمَا
وأيَّ مُجِيرٍ بَعْدَ مَرْوَانَ أبْتَغي
لنَفْسِيَ أوْ حَبْلٍ لَهُ حِينَ أجْرَمَا
وَلمْ تَرَ حَبْلاً مِثْلَ حَبْلٍ أخَذْتُهُ
كمَرْوَانَ أنْجَى للمُنادي وأعْصَمَا
وَلا جَارَ إلاّ الله، إذْ حَالَ دُونَهُ،
كمَرْوَانَ أوْفَى للجِوَارِ وَأكْرَمَا
فَلا تُسْلِمُوني آلَ مَرْوَانَ للّتي(39/189)
أخَافُ بِهَا قَعْرَ الرّكِيّةِ وَالفَمَا
ولا تُورِدُوني آلَ مَرْوَان هُوّةً،
أخافُ بجارِي رَحْلِكُمْ أنْ تُهَدَّمَا
وَمن أين يَخشَى جارُ مَرْوَانَ بَعدَما
أنَاخَ وَحَلّ الرّحْلُ لمّا تَقَدّمَا
ومن أينَ يَخشَى جارُكُم وَالحصَى لكمْ
إذا خِنْدِفٌ هَزّوا الوَشِيجَ المُقَوَّمَا
فَطَامَنَ نَفْسِي بَعْدَمَا نَشَزَتْ بهَا
مَخافتُها، والرّيقُ لمْ يَبلُلِ الفَمَا
وَما تَرَكَتْ كَفّا هِشَامٍ مَدِينَةً
بها عِوَجٌ في الدِّينِ إلاّ تَقَوّمَا
يُؤدّي إليهِ الخَرْجَ مَن كانَ مُشرِكاً،
ويَرْضَى بهِ مَنْ كانَ لله مُسْلِمَا
أبُوكُمْ أبُو العاصِي الذي كانَ يَنَجَلي
بهِ الضّوْءُ عَمَّنْ كان باللّيلِ أظْلَمَا
وَكانَتْ لَهُ كَفّانِ إحْداهُما الثّرَى
ثَرَى الغَيْث والأخرَى بِا كانَ أنعَمَا
ضَرَبْتَ بهَا النُّكَّاثَ حتى اهتَدَوْا بها
لمَنْ كان صَلّى من فَصِيحٍ وَأعجَمَا
بِسَيْفٍ بِهِ لاقَى بِبَدْرٍ مُحَمّدٌ،
إذا مَسّ أصْحَابَ الضّرِيبةِ صَمّمَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> سقى أريحاء الغيث وهي بغيضة
سقى أريحاء الغيث وهي بغيضة
رقم القصيدة : 3668
-----------------------------------
سَقَى أرْيِحَاءَ الغَيْثُ وَهي بَغِيضَةٌ
إليّ وَلَكِنْ بي ليُسقَاهُ هَامُهَا
مِنَ العَينِ مُنْحَلُّ العَزالي تَسُوقُهُ
جَنُوبٌ بِأنْضَادٍ يَسُحّ رْكَامُهَا
إذا أقْلَعَتْ عَنْهَا سَمَاءٌ مُلِحّةٌ
تَبَعّجَ مِنْ أُخْرَى عَلَيْكَ غَمامُها
فَبِتُّ بِدَيْرَيْ أرْيْحاءَ بِلَيْلَةٍ
خُدارِيّةٍ، يُزْدادُ طُولاً تَمَامُهَا
أُكَابدُ فيهَا نَفْس أقْرَبِ من مشَى
أبُوهُ لِنَفْسٍ مَاتَ عَني نِيَامُهَا
وَكَان إذا أرْضٌ رَأتْهُ تَزَيّلَتْ
لِرُؤيَتِهِ صَحْرَاؤهَا وَإكَامُهَا
تَرَى مَزِقَ السّرْبالِ فوْقَ سَمَيَدعٍ،
يَدَاهُ لأيْتَامِ الشّتَاءِ طَعَامُهَا
على مِثْلِ نَصْلِ السّيْفِ مزّق غمدَهُ
مَضَارِبُ مِنْهُ، لا يُفَلّ حُسَامُهَا(39/190)
وَكَانَتْ حَيَاةَ الهَالِكِينَ يَمِينُهُ،
وَللنِّيبِ والأبْطَالِ فيها سِمَامهَا
وَكَانَتْ يَدَاهُ المِرْزَمَينِ، وَقِدْرُهُ
طَوِيلاً بِأفْنَاءِ البُيُوتِ صِيَامُهَا
تَفَرَّقُ عَنْهَا النّارُ، وَالنّابُ تَرْتمي
بِأعْصَابِهَا أرْجَاؤهَا وَاهْتِزَامُهَا
جِمَاعٌ يُؤدّي اللّيْلُ من كُلِّ جَانبٍ
إلَيها إذا وَارَى الجِبَالَ ظَلامُهَا
يَتَامَى على آثَارِ سُودٍ، كَأنّهَا
رِئَالٌ دَعَاهَا للمَبِيتِ نَعَامُهَا
لمَنْ أخْطَأتْهُ أرْيِحَاءُ لَقَدْ رَمَتْ
فَتىً كَانَ حَلاّلَ الرّوَابي سِهَامُهَا
لَئِنْ خَرّمَتْ عَني المَنَايَا مُحَمّداً،
لَقَدْ كانَ أفنى الأوّلينَ اخْتِرَامُهَا
فَتىً كَانَ لا يُبْلي الإزَارَ وَسَيْفُهُ
بهِ للمَوَالي في التّرَابِ انْتِقَامُهَا
فَتىً لمْ يَكُنْ يُدْعَى فَتىً ليس مثلَهُ
إذا الرّيحُ ساقَ الشَّوْلَ شلاًّ جَهامُهَا
فَتىً كَشهَابِ اللّيْلِ يَرْفَعُ نَارَهُ،
إذا النّارُ أخْبَاها لَسارٍ ضِرَامُهَا
وَكُنّا نَرَى مِنْ غَالِبٍ في مُحَمّدٍ
خَلايِقَ يَعْلُو الفَاعِلِينَ جِسَامُهَا
تَكَرُّمَهُ عَمَا يُعَيَّرُ، وَالقِرَى،
إذا السّنَةُ الحَمْرَاءُ جَلّحَ عَامُهَا
وَكَانَ حَيّاً للمُمْحِلِينَ وَعِصْمَةً،
إذا السّنَةُ الشّهْبَاءُ حَلّ حَرَامُهَا
وَقدْ كانَ مِتْعابَ المَطيّ على الوَجَا،
وبَالسّيْفِ زَادُ المُرْمِلِينَ اعتِيامُهَا
وَمَا مِنْ فَتىً كُنّا نَبِيعُ مُحَمّداً
بهِ حينَ تَعْتَزّ الأُمُورُ عِظَامُهَا
إذا مَا شِتَاءُ المَحْلِ أمسَى قد ارْتدى
بمِثْلِ سَحِيقِ الأُرْجُوَانِ قتامُهَا
أقُولُ إذا قَالُوا وَكَمْ منْ قَبِيلَةٍ
حَوَالَيْكَ لمْ يُترَكْ عَلَيْها سِنَامُهَا
أبَى ذِكْرَ سَوْرَات إذا حُلّتِ الحُبى،
وَعندَ القِرَى، وَالأرْضُ بالٍ ثُمامُهَا
سأبكيكَ ما كانَتْ بنَفْسِي حُشاشَةٌ،
وَما دَبّ فوْقَ الأرْضِ يَمشِي أنامُهَا
وَمَا لاحَ نَجْمٌ في السّمَاء، وَما دَعا(39/191)
حَمامَةَ أيْك فَوْقَ سَاق حَمامُهَا
فَهلْ تَرْجِعُ النّفس التي قد تَفرّقَتْ
حَياةُ صَدىً تَحتَ القُبُورِ عِظامُهَا
وَليسَ بمَحْبُوسٍ عن النفس مُرْسلٌ
إلَيها، إذا نَفْسٌ أتَاهَا حِمَامُهَا
لَعمْرِي لَقَدْ سَلّمتُ لَوْ أنّ جِثَوةً
عَلى جَدَثٍ رَدّ السّلامَ كَلامُها
فَهَوّنَ وَجْدي أنْ كلّ أبي امرِىءٍ
سَيُثكَلُ، أوْ يَلقاهُ مِنها لزَامُهَا
وَقَدْ خَانَ مَا بَيْني وبَينَ مُحَمّدٍ
لَيَالٍ وَأيّامٌ تَنَاءَى التِئَامُهَا
كما خانَ دَلْوَ القَوْمِ إذْ يُستَقى بها
من المَاءِ من مَتنِ الرِّشاءِ انجذامُهَا
وَقَدْ تَرَكَ الأيّامُ لي بَعْدَ صَاحِبي
إذا أظْلَمَتْ عَيْناً طَوِيلاً سِجامُهَا
كَأنّ دَلُوحاً تَرْتَقَى في صُعُودِها،
يُصِيبُ مَسِيلَيْ مُقْلَتَيّ سِلامُهَا
على حُرّ خَدِّي مِنْ يَدَيْ ثَقَفِيّةٍ
تَنَاثَرَ مِنْ إنْسَانِ عَيْني نِظامُهَا
على حُرّ خَدِّي مِنْ يَدَيْ ثَقَفِيّةٍ
تَنَاثَرَ مِنْ إنْسَانِ عَيْني نِظامُهَا
لَعَمرِي لَقد عَوّرْتُ فَوْقَ مُحَمّدٍ
قَلِيباً بِهِ عَنّا، طَويلاً مُقَامُهَا
شَآمِيّةَ غَبْرَاءَ لا غُولَ غَيرُهَا،
إلَيها مِنَ الدّنيا الغَرُورِ انْصِرَامُهَا
فَلِلّهِ مَا اسْتَوْدَعْتُمُ قَعْرَ هُوّةٍ،
وَمِنْ دُونِهِ أرْجَاؤهَا وَهُيَامُهَا
بِغَوْرِيّةِ الشّأمِ التي قَدْ تَحُلّهَا
تَنُوخُ، وَلَخْمٌ أهلُها وَجُذامُهَا
وَقَدْ حَلّ داراً عَنْ بَنِيهِ مُحَمّدٌ
بَطِيئاً، لمَنْ يَرْجُو اللّقَاءَ، لمَامُهَا
وَمَا مِنْ فِرَاقٍ غَيرَ حَيْثُ رِكَابُنَا
على القَبرِ مَحْبُوسٌ عَلَينا قِيامُهَا
تُنَادِيهِ تَرْجُو أنْ يُجِيبَ وَقَدْ أتى
من الأرْضِ أنضَادٌ عَلَيهِ سِلامُهَا
وَقَدْ كَانَ مِمّا في خَليلَيْ مُحَمّدٍ
شَمَائِلُ لا يُخشَى على الجارِ ذامُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألما على أطلال سعدى نسلم
ألما على أطلال سعدى نسلم
رقم القصيدة : 3669(39/192)
-----------------------------------
ألِمّا عَلى أطْلالِ سُعْدَى نُسَلِّمِ،
دَوَارِسَ لمّا استُنْطِقَتْ لمْ تَكَلّمِ
وُقُوفاً بهَا صَحْبي عَليّ، وَإنّمَا
عَرَفْتُ رُسُومَ الدّارِ بَعْدَ التّوَهّمِ
يَقولُونَ لا تَهْلِكْ أسىً، وَلقد بَدَتْ
لَهُمْ عَبَرَاتُ المُسْتَهَامِ المُتَيَّمِ
فَقُلْتُ لهُمْ: لا تَعْذُلُوني، فإنّهَا
مَنَازِلُ كَانَتْ مِنْ نَوَارَ بمَعَلَمِ
أتَاني مِنْ الأنْبَاءِ بَعدَ الّذي مَضَى
لشَيبَانَ مِنْ عادِيّ مَجْدٍ مُقَدَّمِ
غَداةَ قَرَوْا كِسْرَى وَحَدَّ جُنُودِهِ
بِبَطْحَاءِ ذي قَارٍ قِرىً لمْ يُعَتَّمِ
أبَاحُوا حِمىً قَدْ كانَ قِدْماً محَرَّماً،
فأضْحَى على شَيْبَانَ غَيرَ مُحَرَّمِ
مِنِ ابْنَيْ نِزَارٍ وَاليَمَانِينَ بَعْدَهُمْ
أيَادي سَبَا، والعَقْلُ للمُتَفَهِّمِ
فخُصّتْ بِهِ شَيبانُ من دونِ قَوْمِها
على رَاضِياتٍ من أُنُوفٍ وَرُغَّمِ
فَصَارَتْ لذُهْلٍ دُونَ شَيْبَانَ إنّهم
ذَوُو العِزّ عِنْدَ المُنْتَمَى وَالتّكَرّمِ
فَآلَتْ لِهَمّامٍ، فَفازُوا بِصَفْوِهَا،
وَمَنْ يُعطِ أثمانَ المَكارِمِ يَعظُمِ
فَأبْلِغْ أبَا عَبدِ المَلِيكِ رِسَالَةً
يَمِينَ وَفَاءٍ لَمْ تَنطَّفْ بِمَأثَمِ
سَتَأتِيكَ مِني كُلَّ عامٍ قَصِيدَةٌ،
مُحَبَّرَةٌ نُوفِيكَهَا كُلَّ مَوْسِمِ
فَهذي ثَلاثٌ قَدْ أتَتْكَ وَبَعْدَها
قَصَائِدُ إلاّ أُودِ لا تَتَصَرّمِ
جَزَاءً بمَا أوْلَيْتَني إذْ حَبَوْتَني
بِجَابِيَةِ الجَوْلانِ ذاتِ المُخَرَّمِ
وَإنْ أكُ قَدْ عَاتَبْتُ بَكْراً فإنّني
رَهِينٌ لِبَكْرٍ بالرّضَا وَالتّكَرّمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تصرم عني ود بكر بن وائل
تصرم عني ود بكر بن وائل
رقم القصيدة : 3670
-----------------------------------
تَصَرّمَ عَني وُدُّ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ،
وَمَا كادَ عني وُدُّهُمْ يَتَصَرّمُ
قَوَارِصُ تَأتِيني، فَيَحْتَقِرُونَها،(39/193)
وَقَد يَمْلأُ القَطْرُ الأتيَّ، فيَفعُمُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وما عن قلى عاتبت بكر بن وائل
وما عن قلى عاتبت بكر بن وائل
رقم القصيدة : 3671
-----------------------------------
وَمَا عَنْ قِلىً عاتَبْتُ بكَر بنَ وَائِلٍ،
وَلا عَنْ تَجَنّي الصّارِمِ المُتَجَرِّمِ
وَلَكِنّني أوْلى بهِمْ مِنْ حَلِيفِهِمْ
لَدَى مَغْرَمٍ إنْ نابَ أوْ عِندَ مَغنَمِ
وَهَيّجَني ضَنيِّ بِبَكْرٍ على الّذِي
نَطَقْتُ، وَمَا غَيْبي لبَكْرٍ بمُتهَمِ
وَقَدْ عَلِمُوا أني أنَا الشاعِرُ الذي
يُرَاعي لبَكْرٍ كُلِّها كُلَّ مَحْرَمِ
وإني لمَنْ عَادَوا عَدُوٌّ، وَإنّني
لهُمْ شاكِرٌ ما حَالفَتْ رِيقَتي فَمي
هِمُ مَنَعُوني، إذْ زِيَادٌ يَكِيدُني،
بجاحِمِ جَمْرٍ ذِي لَظىً مُتَضَرِّمِ
وَهُمْ بَذَلُوا دُوني التِّلادَ وَغَرّرُوا
بِأنْفُسِهِمْ إذْ كانَ فيهِمْ مُرَغَّمي
أتَرْضَى بَنُو شَيْبَانَ، لله دَرُّهُمْ،
وَبَكْرٌ جَميعاً كلَّ مُثُرٍ وَمُعْدَمِ
بِأزْدِ عُمَان إخْوَةٌ دُونَ قَوْمِهِمْ،
لقد زَعَموا في رَأيهِمْ غَيرَ مَرْغَمِ
فإنّ أخَاها عَبْدُ أعْلى بَنى لَهَا
بِأْرضِ هِرَقلٍ والعُلى ذاتُ مَجشَمِ
رَفِيعاً مِنَ البُنْيَانِ أثْبَتتَ أسَّهُ
مَآثِرُ لَمْ تَخْشَعْ وَلَمْ تَتَهَدّمِ
هُمُ رَهَنُوا عَنْهُمْ أباك وَما ألَوا
عَنِ المُصْطَفى من قَوْمِهم بالتكَرّمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا المرء لم يحقن دما لابن عمه
إذا المرء لم يحقن دما لابن عمه
رقم القصيدة : 3672
-----------------------------------
إذَا المَرْءُ لمُ يَحْقُنْ دَماً لابن عَمّهِ
بمَخْلُولَةٍ مِنْ مَالِهِ أوْ بمُقْحَمِ
فَلَيْسَ بذي حَقٍّ يُهَابُ لحَقّهِ،
وَلا ذي حَريمٍ تَتّقِيهِ لمَحْرَمِ
فَخَلّ عن الحَيّاتِ إنْ نَهَدَتْ لهُ،
وَلا تَدْعُوَنْ يَوْماً بهِ عندَ مُعظَمِ
أبَى حَكَمٌ مِنْ مَالِهِ أنْ يُعِينَنَا
على حَلّ حَبْلِ الأبْيَضِيّ بدِرْهَمِ(39/194)
وَقُلْتُ لَهُ: مَوْلاكَ يَدْعُو يَقودُهُ
إلَيْكَ، بحَبْلٍ، ثائِرٌ غَيرُ مُنعِمِ
بكَى بَينَ ظَهْرَيْ رَهْطِهِ بَعدَما دعا
ذَوي المُخّ مِنْ أحسابِهِمْ وَالمُطَعَّمِ
فقالَ لهُمْ: رَاخُوا خِناقي وَأطْلِقُوا
وَثَاقي فَإني بَينَ قَتْلٍ وَمغْرَمِ
وَمِنْ حَوْلِهِ رَهْطٌ أصَابَ أخاهُمُ
بهازِمَةٍ تَحْتَ الفَرَاشِ المُحَطَّمِ
بَنُو عَلّةٍ مُسْتَبْسِلُونَ قَدِ التَوَتْ
قُوَاهُمْ بِثأرٍ في المَرِيرَةِ مُسْلَمِ
وَلَمْ يَدْعُ حتى ما لَهُ عِندَ طَارِقٍ
ولا سَائِرِ الأبْنَاءِ مِنْ مُتَلَوَّمِ
فقالوا: استَغِثْ بالقَبرِ أوْ أسمعِ ابنَهُ
دُعاءَكَ يَرْجِعْ رِيقُ فيكَ إلى الفَمِ
فَأقْسَمَ لا يَخْتَارُ حَيّاً بِغَالِبٍ،
وَلَوْ كانَ في لحدٍ من الأرْضِ مُظْلِمِ
دَعا بَينَ آرَامِ المَقَرّ ابنَ غالِبٍ،
وَعاذَ بِقَبْرٍ تَحْتَهُ خَيرُ أعْظُمِ
فَقُلْتُ لَهُ أقرِيكَ عَنْ قَبرِ غالِبِ
هُنَيْدَةَ إذْ كَانَتْ شفَاءً من الدمِ
يَنامُ الطّرِيدُ بَعدَها نَوْمةَ الضّحَى،
وَيَرْضَى بهَا ذُو الإحْنَةِ المُتَجَرِّمِ
فَقامَ عَنْ القَبْرِ الذي كانَ عائِذاً
بهِ إذا أطافَتْ عِيطُها حَوْلَ مُسلَمِ
وَلَوْ كانَ زَبّانُ العُلَيميُّ جَارَهَا،
وَآلُ أبي العاصِي غَدَتْ لمْ تُقَسَّمِ
وَفيمَ ابنُ بَحْرٍ من قِلاصِ أشَذَّهَا
بِسَيْفَينِ أغْشَى رَأسَهُ لَمْ يُعَمَّمِ
وَلمْ أرَ مَدْعُوَّينِ أسْرَعَ جَابَةً،
وَأكْفَى لِرَاعٍ مِنْ عُبَيْدٍ وَأسَلَمِ
أهِيبَا بهَا يا ابْنَيْ جُبَيْرٍ، فإنّهَا
جَلَتْ عَنْكُما أعناقُها لَوْنَ عِظلِمِ
دَفَعْتُ إلى أيْديهِمَا فَتقَبّلا
عَصَا مئَةٍ مثل الفَسِيلِ المُكَمَمِ
فَرَاحَا بِجُرْجُورٍ كَأنّ إفَالَهَا
فَسِيلٌ دَماً قِنْوَانُهُ مِنْ مُحَلِّمِ
ألا يا اخْبِرُوني أيّها الناسُ إنّمَا
سألتُ وَمَنْ يَسألْ عن العِلمِ يَعلَمِ
سُؤالَ امرِىءٍ لمْ يُغفلِ العِلمَ صَدرُه،
وَما العالمُ الوَاعي الأحاديثَ كالعَمي(39/195)
ألا هَلْ عَلِمْتُمْ مَيّتاً قَبْلَ غالبٍ
قَرَى مِئَةً ضَيْفاً، ولَمْ يَتَكَلّمِ؟
أبي صَاحبُ القَبْرِ الذي مَنْ يَعُذْ بِه
يُجْرْهُ مِنَ الغُرْمِ الذي جَرّ وَالدّمِ
وَقَد عَلِمَ السّاعي إلى قَبرِ غَالِبٍ،
من السّيْفِ يَسعى، أنّهُ غَيرُ مُسلَمِ
وَإذ نحّبَتْ كَلْبٌ على النجاسِ أيُّهمْ
أحَقُّ بِتَاجِ المَاجِدِ المُتَكَرّمِ
على نَفَرٍ هُمْ مِنْ نِزَارٍ ذُؤابَةٌ،
وَأهْلُ الجَرَاثِيمِ التي لمْ تُهَدَّمِ
على أيّهِمْ أعْطَى وَلمْ يَدْرِ مَن همُ،
أحَلَّ لَهُمْ تَعقِيلَ ألْفٍ مُصَتَّمِ
فَلمْ يَجلُ عن أحسابِهمْ غَيرُ غالبٍ
جَرَى بعِنانَيْ كُلّ أبْلَجَ خِضْرِمِ
وَلَوْ قَبِلَتْ سَيْدانُ مِني حَلِيفَتي،
شَفَيْتُ بهَا ما يَدّعي آلُ ضَمضَمِ
لأعطيتُ ما أرْضَى هُبَيْرَةَ قَائِماً
مِنَ المُعلَنِ البادي لَنا والمُجَمجَمِ
وَكُنْتُ كمَسْؤولٍ بِأحداثِ قَوْمِهِ
ليُصْلِحَهَا، مَنْ لَيسَ فيها بمُجرِمِ
وَلكِنْ إذا ما المُصْلِحُونَ عَصَاهُمُ
وَليٌّ، فَما للنّصْحِ مِنْ مُتَقَدَّمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لا يبعد الله اليمين التي سقت
لا يبعد الله اليمين التي سقت
رقم القصيدة : 3673
-----------------------------------
لا يُبْعِد الله اليَميِنَ التي سَقَتْ
أبا اللّيلِ تحتَ الّليلِ سَجلاً من الدمِ
جَلَتْ حُمَماً عَنها صُباحٌ فأصْبَحتْ
لهَا النّصْفُ من أُحدُوثَتي كلّ مَوْسِمِ
هُمُ القوْمُ إلاّ حَيثُ سَلّوا سُيوفَهم،
وَضَحّوْا بلَحمٍ من مُحِلٍّ وَمُحْرِمِ
هُمُ فَرّقُوا قَبْرَيْهِما بَعْدَ مالِكٍ،
وَمَنْ يَحْتَمِلْ داءَ العَشِيرَةِ يَندمِ
غَدَتْ من هلالٍ ذاتُ بَعلٍ سَمِينَةٌ،
فآبَتْ بِثَدْيٍ بَاهِلِ الزّوْجِ أيِّمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو أن حدراء تجزيني كما زعمت
لو أن حدراء تجزيني كما زعمت
رقم القصيدة : 3674
-----------------------------------
لَوْ أنّ حَدرَاءَ تَجزِيني كما زَعَمتْ(39/196)
أنْ سَوْفَ تَفعَلُ من بَذلٍ وَإكْرامِ
لكُنتُ أطوَعَ من ذي حَلقَةٍ جُعِلَتِ
في الأنْفِ ذَلّ بتَقَوَادٍ وَتَرْسَامِ
عَقِيلَةٌ مِنْ بَني شَيْبَان يَرْفَعُها
دَعَايِمُ للعُلى مِنْ آلِ هَمّامِ
مِنْ آلِ مُرّةَ بَينَ المُسْتَضَاءِ بِهمْ
مِنْ رُؤسَاءٍ مَصَاليتٍ وَأحْكَامِ
بَينَ الأحاوِصِ من كَلْبٍ مُرَكَّبُها،
وَبَينَ قَيْسِ بنِ مَسْعُودٍ وَبِسطامِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إني كتبت إليك ألتمس الغنى
إني كتبت إليك ألتمس الغنى
رقم القصيدة : 3675
-----------------------------------
إني كَتَبْتُ إلَيْكَ ألتَمِسُ الغِنى
بِيَدَيْكَ أوْ بِيَدَيْ أبِيكَ الهَيْثَمِ
أيْدٍ سَبَقْنَ إلى المُنادي بالقِرَى،
وَالبأسِ في سَبَلِ العَجاجِ الأقْتَمِ
الشّاعِبَاتِ، إذا الأمُورُ تَفاقَمَتْ،
والمُطْعِمَاتِ، إذا يَدٌ لمْ تُطْعَمِ
والمُصْلِحاتِ بمَالِهِنّ ذَوِي الغِنى،
وَالحاضِبَاتِ قَنَا الأسِنّةِ بِالدّمِ
إني حَلَفْتُ بِرَافِعِينَ أكُفَّهُمْ
بَينَ الحَطِيمِ وَبَينَ حَوْضَيْ زَمْزَمِ
لتَأتِيَنّكَ مِدْحَةٌ مَشْهُورَةٌ
غَرّاءُ يَعْرِفُها رِفَاقُ المَوْسِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم تر قيسا قيس عيلان شمرت
ألم تر قيسا قيس عيلان شمرت
رقم القصيدة : 3676
-----------------------------------
ألمْ تَرَ قَيْساً قَيْسَ عَيلانَ شَمّرَتْ
لنَصْرِي وَحاطَتْني هُناكَ قُرُومُهَا
فقَدْ حالَفَتْ قَيسٌ على الناسِ كلِّهم
تِميماً، فَهُمْ مِنْها وَمِنها تَمِيمُهَا
وَعادَتْ عَدُوّي أنْ قَيْساً لأسرَتي
وَقَوْمي، إذا ما النّاسُ عُدّ قَدِيمُهَا
لَنا المِنْبَرُ الغَرْبيُّ، وَالنّاسُ كُلُّهُمْ
يَدِينُ لَهُمْ جُهّالُهَا وَحَلِيمُهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تبكي على المنتوف بكر بن وائل
تبكي على المنتوف بكر بن وائل
رقم القصيدة : 3677
-----------------------------------
تُبَكّي على المَنْتُوفِ بكرُ بنُ وَائلٍ(39/197)
وَتَنهى عن ابنيْ مِسمَعٍ مَنْ بكاهُما
قَتِيلَين تَجْتَازُ الرّيَاحُ عَلَيْهِمَا،
مُجَاوِرُ نَهْرَيْ وَاسِطٍ جَسَداهُمَا
وَلَوْ أصْبَحَا مِنْ غَيرِ بكْرِ بن وَائلٍ
لَكَانَ عَلى الجَاني ثَقِيلاً دِمَاهُمَا
غُلامان نالا مِثلَ مَا نال مسْمَعٌ،
وَمَا وَصَلَتْ عِندَ النّبَاتِ لحَاهُمَا
وَلَوْ كَان حَيّاً مالِكٌ وابنُ مالِكٍ،
لَقَدْ أوْقَدا نَارَينِ عالٍ سَناهُما
وَلوْ غَيرُ أيدي الأزْدِ نالَتْ ذَرَاهُما،
وَلكِنْ بأيدي الأزْدِ حُزّتْ طُلاهُمَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا زخرت قيس وخندف والتقى
إذا زخرت قيس وخندف والتقى
رقم القصيدة : 3678
-----------------------------------
إذا زَخَرَتْ قَيْسٌ وَخِندِفُ والتَقَى
صَميماهُما، إذْ طاحَ كُلُّ صَمِيمِ
وَكَيفَ يَسيرُ الناسُ قَيسٌ وَرَاءهُمْ
وَقَدْ سُدّ مَا قُدّامَهُمْ بِتَميمِ
فلا وَالّذِي تَلْقَى خُزَيْمَةُ مِنهُمُ
بَني أُمّ بَذّاخِينَ غَيرِ عَقِيمِ
فَما أحَدٌ مِنْ غيرِهِمْ بِسَبيلِهمْ،
وَمَا النّاسُ إلاّ مِنْهُمُ بِمُقِيمِ
إذا مُضَرُ الحَمْرَاءُ حَوْلي تَعَطّفتْ
عَليّ، وَقَدْ دَقّ اللّجَامَ شكيمي
أبَوْا أنْ أسُومَ النّاسَ إلاّ ظُلامَةً،
وَكُنْتُ ابن مِرْغَامِ العَدُوّ ظَلُومِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم تر ما قالت نوار ودونها
ألم تر ما قالت نوار ودونها
رقم القصيدة : 3679
-----------------------------------
ألَمْ تَرَ ما قالَتْ نَوَارُ، وَدُونَها
مِنَ الهَمّ لي مُسْتَضْمَرٌ أنا كَاتِمُهْ
تَفُولُ وَعَيناها تَفيضَان: هَلْ تَرى
مكانَكَ مِمّنْ لا أرَاكَ تُخاصِمُهْ
تَنَحّ عَنِ الحَجّاجِ إنّ زِحَامَهُ
شَديدٌ إذا أغضَى على مَنْ يُزَاحِمُهْ
وَمَنْ يَأمَنُ الحَجّاجَ، وَالجِنُّ تتّقي
عُقُوبَتَهُ، إلاّ ضَعِيفٌ عَزَائِمُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أتاني بها والليل نصفان قد مضى
أتاني بها والليل نصفان قد مضى
رقم القصيدة : 3680(39/198)
-----------------------------------
أتاني بهَا وَاللّيْلُ نِصْفَانِ قَدْ مَضَى
أمامي، وَنِصْفٌ قَدْ تَوَلَّتْ تَوَائِمُهْ
فَقَال: تَعَلّمْ إنّهَا أرْحَبِيّةٌ،
وَإنّ لكَ اللّيلَ الذي أنتَ جاشِمُهْ
نَصِيحَتُهُ بَعدَ اللّبَابِ التي اشْتَرَى
بألّفَينِ لمْ تُحّجَنْ عَلَيها دَرَاهِمُهْ
وَإنّكَ إنْ يَقْدِرْ عَلَيْكَ يكُنْ لَهُ
لسانُكَ أوْ تُغْلَقْ عَلَيْكَ أداهِمُهْ
كَفاني بها البَهْزِيُّ جُمْلانَ مَن أبى
من النّاسِ، وَالجَاني تُخافُ جَرَائمُهْ
فتى الجُودِ عيسَى ذو المكارِمِ والنّدى
إذا المَالُ لمْ تَرْفَعْ بَخيلاً كَرَائِمُهْ
فتى الجُودِ عيسَى ذو المكارِمِ وَالنّدى
إذا المَالُ لمْ تَرْفَعْ بَخيلاً كَرَائِمُهْ
تَخَطّى رُؤوس الحَارِسِينَ مُخُاطِراً
مَخافَةَ سُلْطَانٍ شَدِيدٍ شَكائِمُهْ
فَمَرّتْ على أهْلِ الحفَيرِ، كَأنّها
ظَلِيمٌ تَبَارَى جُنْحَ لَيْلٍ نَعائِمُهْ
كَأنّ شِراعاً فِيهِ مَثْنى زِمَامهَا
من السّاجِ لَوْلا خَطمُهَا وَبَلاعَمُهْ
كَأنّ فُؤوساً رُكّبَتْ في مَحَالِهَا
إلى دَأيِ مَضْبُورٍ نَبِيلٍ مَحازِمُهْ
وَأصْبَحْتُ وَالمُلْقَى وَرَائي وَحَنْبلٌ،
وَما صَدَرَتْ حتى تَلا اللّيلَ عاتمُهْ
رَأتْ بَينَ عَيْنَيْهَا رُوَيّةَ، وانجَلى
لها الصّبحُ عن صَعلٍ أسيلٍ مَخاطِمُهْ
إذا ما أتَى دُوني الفُرَيّان، فاسْلَمي،
وَأعرَض من فَلْجٍ وعرَائي مخارِمُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بفي الشامتين الصخر إن كان مسني
بفي الشامتين الصخر إن كان مسني
رقم القصيدة : 3681
-----------------------------------
بفي الشّامِتينَ الصّخرُ إنْ كانَ مَسّني
رَزِيّةُ شِبْليْ مُخدِرٍ في الضّراغِمِ
هِزَبْرٍ، إذا أشْبَالُهُ سِرْنَ حَوْلَهُ،
تَشظَّتْ سباعُ الأرْضِ من ذي أرَى كُلَّ حَيٍّ لا يَزَالُ طَليعَةً
عَلَيْهِ المَنَايَا، من فُروُجِ المَخارِمِ
وَمَا أحَدٌ كَانَ المَنايَا ورَاءَهُ،(39/199)
وَلَوْ عاش أيّاماً طِوالاً، بِسَالِمِ
فَلَسْتُ ولَوْ شَقّتْ حَيازِيمَ نَفْسِها
من الوَجْدِ بَعدَ ابْنيْ نَوَارَ، بلائِمِ
على حَزَنٍ بَعْدَ اللَّذَينِ تَتَابَعَا
لهَا، والمَنَايَا قَاطِعَاتُ التّمَائِمِ
يُذَكّرُني ابنيّ السِّماكانِ مَوْهِناً،
إذا ارْتَفَعا بَينَ النّجُومِ التّوَائِمِ
فَقَدْ رُزِىء الأقْوَامُ قَبْليَ بابْنِهِمْ
وَإخُوَانِهِم، فاقني حياء الكرائِمِ
وَمِنْ قَبْلُ ماتَ الأقرَعانِ وَحاجِبٌ
وَعَمْروٌ وَماتَ المَرْءُ قيسُ بن عاصِمِ
وَمَاتَ أبي وَالمُنْذِرَانِ كِلاهُمَا،
وَعَمْرو بنُ كُلْثُومٍ شهابُ الأرَاقم
وَقَد ماتَ خَيراهمْ، فَلَمْ يُهلِكاهمْ
عَشِيّة بَانَا، رَهْط كَعْبٍ وَحاتِم
وَقَدْ ماتَ بِسْطامُ بنُ قَيسٍ وَعامِرٌ،
وَمَاتَ أبُو غَسّانَ شَيْخُ اللّهازِمِ
فما ابناكِ إلاّ ابنٌ من النّاسِ فاصْبرِي،
فَلَنْ يَرْجِعَ المَوْتَى حَنِينُ المآتِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لقد كان ابن ثور لنهشل
لعمري لقد كان ابن ثور لنهشل
رقم القصيدة : 3682
-----------------------------------
لَعَمْرِي لَقَدْ كان ابنُ ثَوْرٍ لنَهشلٍ
غَرُوراً، كمَا غَرّ السّلِيمَ تَمائِمُهْ
فَدَلاّهُمُ، حَتى إذا ما تَذَبْذَبُوا
بمَهْوَاةِ نِيقٍ أسْلَمَتْهُمْ سَلالمُهْ
فأصْبَحَ مَنْ تَحْمي رُمَيْلَةُ وابنُها
مُباحاً حِمَاهُ، مُسْتَحَلاًّ محَارِمُهْ
وَمِثلُكَ قد أبْطَرْتُهُ قَدْرَ ذَرْعِهِ،
إذا نَظَرَ الأقْوَامُ كَيْفَ أُرَاجِمُهْ
فَمَنْ يَزْدَجِرْ طَيْرَ اليَمِينِ، فإنّما
جَرَتْ لابن مَسعُودٍ يَزِيدَ أشائِمُهْ
تَسَمّعْ وَأنْصِتْ يا يَزِيدُ مَقالَتي،
وهَلْ أنتَ إنْ أفهَمتُكَ الحقَّ فاهِمُهْ
أُنَبّئْكَ ما قدْ يَعلَمُ النّاسُ كلُّهمْ،
وَما جاهلٌ شَيئاً كمَنْ هُوَ عالمُهْ
ألَمْ تَرَ أنّا نَحْنُ أفْضَلُ مِنْكُمُ
قَدِيماً، كما خَيرُ الجَناحِ قَوَادِمُهْ
وَمَا زَالَ بَاني العِزّ مِنّا، وَبَيْتُهُ،(39/200)
وَفي النّاسِ باني بَيتٍ عَزٍّ وَهادِمُهْ
قَديماً ورِثْنَاهُ على عَهْدِ تُبّعٍ
طِوالاً سَوَارِيه شِداداً دَعَائِمُهْ
وَكَمْ من أسيرٍ قد فكَكنا وَمن دَمٍ
حَمَلنا إذا ما ضَجّ بالثّقْلِ غَارِمُهْ
بَني نَهْشَلٍ لَنْ تُدرِكُوا بسِبابِكُم
نَوَافَذَ قَوْلي حَيثُ غَبّتْ عَوَارِمُهْ
مَتى تَكُ ضَيْفَ النّهشَليّ إذا شَتَا،
تجِدْ ناقصَ المِقَرى خَبيثاً مَطاعمُهْ
ألَمْ تَعْلَمَا يا ابْنيْ رَقَاشٍ بِأنّني
إذا اختارَ حَرْبي مثلُكُمْ لا أسالمُهْ
غَنِمْنَا فُقَيْماً، إذْ فُقَيْمٌ غَنِيمَةٌ،
ألا كُلّ من عادَى الفُقَيميَّ غانِمُهْ
فجِئْنا بهِ من أرْضِ بكْرِ بنِ وَائِلٍ،
نَسُوقُ لصيرَ الأَنْفِ حُرْداً قَوادِمُهْ
أَنَا الشَّاعِرُ الحَامِي حَقِيقَةَ قَوْمِهِ
وَمِثْلي كَفَى الشّرَّ الّذي هوَ جارِمُهْ
وَكُنتُ إذا عادَيتُ قَوْماً حَمَلْتُهُمْ
على الجَمْرِ حتى يَحسِمَ الداءَ حاسمُهْ
وَجَيْش رَبَعْنَاهُ، كَأنّ زُهاءَهُ
شَمارِيخُ طَوْدٍ مُشمخرّ مَخارِمُهْ
كَثيرِ الحَصَى جمِّ الوَغى بالغِ العِدَى،
يُصِمّ السّمِيعَ رزُّهُ وَهَمَاهمُهْ
لُهامٍ تَظَلّ الطّيرُ تأخُذُ وَسْطَهُ،
تُقادُ إلى أرْضِ العَدُوّ سَوَاهِمُهْ
مَطَوْنَا بِهِ حَتى كَأنّ جِيادَهُ
نوىً خَلّقَنْهُ بالضُّرُوسِ عَوَاجمُهْ
قَبَائِلُهُ شَتى، وَيَجْمَعُ بَيْنَها
مِنَ الأمْرِ ما تُلْقَى إلَينا خَزَائِمُهْ
إذا ما غَدا مِنْ مَنْزِلٍ سَهّلَتْ لَهُ
سَنابِكُهُ صُمَّ الصُّوَى وَمَناسِمُهْ
إذا وَرَدَ المَاءَ الرّوَاءَ تَظامَأتْ
أوَائِلُهُ حتى يُمَاحَ عَيَالِمُهْ
دَهَمنا بهمْ بكراً فأصْبَحَ سَبْيُهُمْ
تُقَسَّمُ بِالأنْهَابِ فِينَا مَغانِمُهْ
غَزَوْنَا بِهِ أرْضَ العَدُوّ، وَمَوّلَتْ
صَعاليكَنَا أنْفالُهُ وَمَقاسِمُهْ
وَعِندَ رَسُولِ الله، إذْ شَدّ قَبضَهُ،
وَمُلِّىءَ مِنْ أسْرَى تَمِيمٍ أداهِمُهْ
فَرَجْنا عَنِ الأسرَى الأداهِمْ بَعدَما(39/201)
تخَمّطَ، وَاشتَدّتْ عَلَيهمْ شكايمُهْ
فَتِلْكَ مَسَاعِينا قَدِيماً وَسَعْيُنَا
كَرِيمٌ، وَخَيرُ السّعي قِدْماً أكارِمُهْ
مَساعيَ لمْ يُدْرِكْ فُقَيمٌ خِيَارَها،
وَلا نَهْشَلٌ أحْجَارُهُ وَنَوايِمُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إني لينفعني بأسي فيصرفني
إني لينفعني بأسي فيصرفني
رقم القصيدة : 3683
-----------------------------------
إني لَيَنْفَعُني بَأسِي، فَيَصْرِفُني
إذا أتَى دُونَ شَيْءٍ مرّةُ الوَذَمِ
وَالشّيْبُ شَرُّ جَدِيدٍ أنْتَ لابِسُهُ،
وَلَنْ تَرَى خَلَقاً شَرّاً مِنَ الهَرَمِ
ما مِنْ أبٍ حَمَلَتْهُ الأرْضُ نَعلَمُه
خَيرٌ بَنِينَ، وَلا خَيرٌ مِنَ الحَكَمِ
الحَكَم بن أبي العاصِي الذينَ هُمُ
غَيْثُ البِلادِ وَنُورُ النّاسِ في الظُّلَمِ
مِنهمْ خَلائِفُ يُستَسقى الغَمامُ بهمْ،
وَالمُقْحِمُونَ على الأبطالِ في القَتَمِ
رَأتْ قُرَيْشٌ أبَا العاصِي أحَقَّهُمُ
باثنَينِ: بالخاتَمِ المَيْمُونِ وَالقَلَمِ
تَخَيّرُوا قَبلَ هذا النّاس إذْ خُلقُوا
مِنَ الخَلائِقِ أخْلاقاً مِنَ الكَرَمِ
مِلْءَ الجِفانِ من الشِّيزَى مُكَلَّلَةً،
وَالضّرْبَ عندَ احمرَارِ المَوْتِ للبُهَمِ
ما ماتَ بعَدَ ابن عَفّانَ الذي قَتَلوا،
وَبَعْدَ مَرْوَانَ للإسْلامِ وَالحُرَمِ
مثْلُ ابنِ مَرْوَانَ وَالآجالُ لاقِيَةٌ
بحَتْفِهَا كُلَّ مَنْ يَمْشِي على قدَمِ
إنْ تَرْجِعوا قد فرَغتمْ من جَنازَتِهِ،
فَما حَمَلْتُمْ على الأعْوادِ من أمَمِ
خَليفَةً كانَ يُستَسقى الغَمَامُ بِهِ،
خَيرَ الذِينَ بَقُوا في غابِرِ الأُمَمِ
قالُوا ادْفُنُوهُ فكادَ الطّوْدُ يُرْجِفُهُ
إذْ حَرّكُوا نَعْشَهُ الرّاسِي من العَلمِ
أمّا الوَليدُ، فَإنّ الله أوْرَثَهُ
بِعِلمِهِ فِيهِ مُلْكاً ثَابِتَ الدِّعَمِ
خَلافَةً لمْ تَكُنْ غَصْباً مَشُورَتُهَا،
أرْسَى قَوَاعِدَها الرّحَمنُ ذو النِّعَمِ
كانتْ لعُثمانَ لمْ يَظْلِمْ خِلافَتَها،(39/202)
فانْتَهَكَ النّاسُ منهُ أعظَم الحُرَمِ
دَماً حَرَاماً، وَأيْماناً مُغَلَّظَةً،
أيّام يُوضَعُ قَمْلُ القَوْمِ باللِّمَمِ
فَرّقتَ بَينَ النّصَارَى في كَنائِسِهِمْ،
وَالعابِدِينَ مَعَ الأسْحَارِ وَالعَتَمِ
وَهُمْ مَعاً في مُصَلاّهُمْ وَأوْجُهُهُمْ
شَتى، إذا سَجَدُوا لله وَالصّنَمِ
وَكَيفَ يَجتَمِعُ النّاقُوسُ يَضرِبُهُ
أهْلُ الصّليبِ مَعَ القُرّاءِ لمْ تَنَمِ
فُهّمتَ تَحوِيلَها عَنهُمْ كما فَهما،
إذْ يَحكُمَانِ لهمْ في الحَرْثِ وَالغَنمِ
داوُدُ وَالمَلِكُ المَهْدِيُّ، إذْ حَكَما
أوْلادَها وَاجْتِزَازَ الصّوفِ بالجَلَمِ
فَهَمَّكَ الله تَحْوِيلاً لبَيْعَتِهِمْ
عَن مَسجِدٍ فيهِ يُتحلى طَيّبُ الكَلِمِ
عَسَتْ فُرُوغُ دلائي أنْ يُصَادِفَها
بَعْضُ الفَوائضِ من أنهارِكَ العُظُمِ
إمّا مِنَ النِّيلِ إذْ وارَى جَزَائِرهُ،
وَطَمَّ فَوْقَ مَنَارِ المَاءِ والأكَمِ
أوْ من فُرَاتِ أبي العاصِي، إذا التَطمتْ
أثْبَاجُهُ بِمَكانٍ وَاسِعِ الثَّلَمِ
تَظَلُّ أرْكَانُ عَانَاتٍ تُقَاتِلُهُ
عَنْ سُورِها وَهوَ مثلُ الفالجِ القَطِمِ
يَخشَوْنَ من شُرُفاتِ السُّورِ سَوْرَتَهُ،
وَهُمْ على مثل فَحلِ الطّوْد من خِيَمِ
القاتلُ القِرْنَ وَالأبطالُ كَالِحَةٌ،
وَالجوعَ بالشّحمِ يوْم القِطقِط الشَّبِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا شئت هاجتني ديار محيلة
إذا شئت هاجتني ديار محيلة
رقم القصيدة : 3684
-----------------------------------
إذا شِئْتُ هَاجَتْني دِيَارٌ مُحِيلَةٌ
وَمَرْبِطُ أفْلاءٍ أمَامَ خِيَامِ
بحَيْثُ تَلاقَى الدّوُّ وَالحَمْضُ هاجَتا
لِعَيْنيَّ أغْرَاباً ذَوَاتِ سِجَامِ
فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا غَيرُ أثْلَمَ خاشَعٍ
وَغَيرُ ثَلاثٍ للرّمَادِ رِئَامِ
ألَمْ تَرَني عاهَدْتُ رَبّي، وَإنّني
لَبَيْنَ رِتَاجٍ قَائِمٌ وَمَقَامِ
على قَسَمٍ لا أشْتمُ الدّهْرَ مُسْلِماً،
وَلا خارِجاً مِنْ فيّ سوءُ كَلامِ(39/203)
ألَمْ تَرَني وَالشِّعْرَ أصْبَحَ بَيْنَنَا
دُرُوءٌ مِنَ الإسْلامِ ذاتُ حُوَامِ
بهنّ شَفَى الرّحمنُ صَدرِي، وقَد جلا
عَشَا بَصَرِي مِنْهُنّ ضَوْءُ ظَلامِ
فأصْبَحْتُ أسْعَى في فَكَاكِ قِلادَةٍ
رَهِينَةِ أوْزَارٍ عَلَيّ عِظَامِ
أُحاذِرُ أنْ أُدْعَى وَحَوْضِي مُحَلِّقٌ،
إذا كانَ يَوْمُ الوِرْدِ يَوْمَ خِصامِ
وَلَمْ أنْتَهِ حَتى أحاطَتْ خَطِيئَتي
ورَائي وَدَقّتْ للدّهُورِ عِظَامي
لَعَمْرِي لَنِعمَ النِّحيُ كان لقَوْمِهِ
عَشِيّةَ غَبَّ البَيْعُ نِحْيُ حُمَامِ
بِتَوْبَةِ عَبْدٍ قَدْ أنَابَ فُؤادُهُ،
وَمَا كانَ يُعْطي النّاسَ غَيرَ ظِلامِ
أطَعْتُكَ يا إبلِيسُ سَبْعِينَ حِجّةً،
فَلَمّا انْتَهَى شَيْبي، وَتمّ تَمامي
فَرَرْتُ إلى رَبّي، وَأيْقَنْتُ أنّني
مُلاقٍ لأيّامِ المَنُونِ حِمَامي
ولمّا دَنَا رَأسُ الّتي كُنْتُ خَائِفاً،
وَكُنْتُ أرَى فِيهَا لَقَاءَ لِزَامِ
حَلَفْتُ على نَفْسي لأجْتَهِدَنّهَا
على حَالِهَا مِنْ صِحّةٍ وَسَقَامِ
ألا طالَ مَا قَدْ بِتُّ يُوضِعُ نَاقَتي
أبُو الجنّ إبْلِيسٌ بِغَيرِ خِطَامِ
يَظلُّ يَمَنّيني على الرّحْلِ وَارِكاً،
يَكُونُ ورَائي مَرّةً وَأمَامي
يُبَشِّرُني أنْ لَنْ أمُوتَ، وَأنّهُ
سَيُخُلِدُني في جَنّةٍ وَسَلامِ
فَقُلْتُ لَهُ: هَلاّ أُخَيَّكَ أخرَجَتْ
يَمِينُكَ مِنْ خُضرِ البُحُورِ طَوَامِ
رَمَيْتَ بِهِ في اليَمّ لَمّا رَأيْتَهُ
كَفِرْقَةِ طَوْدَيْ يَذْبُلٍ وَشَمَامِ
فَلَمّا تَلاقَى فَوْقَهُ المَوْجُ طَامِياً،
نَكَصْتَ، وَلَمْ تَحْتَلْ لَهُ بمَرَامِ
ألمْ تَأتِ أهلَ الحِجرِ والحِجرُ أهلُهُ
بأنْعَمِ عَيْشٍ في بُيُوتِ رُخَامِ
فَقُلْتَ اعْقِرُوا هذي اللَّقوحَ فإنّها
لكُمْ، أوْ تُنيخُوها، لَقُوحُ غَرَامِ
فَلَمّا أنَاخُوها تَبَرّأتَ مِنْهُمُ،
وَكُنْتَ نَكُوصاً عَنْدَ كلّ ذِمامِ
وَآدَم قَدْ أخرَجْتَهُ، وَهوَ ساكِنٌ
وَزَوْجَتَهُ، مِنْ خَيرِ دارِ مُقَامِ(39/204)
وَأقْسَمْتَ يا إبْلِيسُ أنّكَ ناصِحٌ
لَهُ وَلَهَا، إقْسَامَ غَير إثَامِ
فَظَلاّ يُخِيطِانِ الوِرَاقَ عَلَيْهِما
بأيْدِيهِمَا مِنْ أكْلِ شَرّ طَعامِ
فكمْ من قُرُونٍ قد أطاعوكَ أصْبَحوا
أحادِيثَ كَانُوا في ظِلالِ غَمَامِ
وَمَا أنْتَ يا إبْلِيسُ بالمَرْءِ أبْتَغي
رِضَاهُ، وَلا يَقْتَادُني بِزِمَامِ
سأجزِيكَ من سَوْءاتِ ما كنتَ سُقتَني
إلَيْهِ جُرُوحاً فِيكَ ذاتَ كِلامِ
تُعَيِّرُها في النّارِ، وَالنّارُ تَلْتَقي
عَلَيْكَ بِزَقّومٍ لَهَا وَضِرَامِ
وإنّ ابنَ إبْلِيسٍ وَإبْلِيسُ ألْبَنَا
لَهُمْ بِعَذَابِ النّاسِ كُلَّ غُلامِ
هُمَا تَفَلا في فيَّ مِنْ فَمَوَيْهِمَا،
عَلى النّابِحِ العَاوِي أشَدُّ رِجَامِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رأتني معد مصحرا فتناذرت
رأتني معد مصحرا فتناذرت
رقم القصيدة : 3685
-----------------------------------
رَأتْني مَعَدٌّ مُصْحِراً فَتَناذَرَتْ
بَدِيِهَةَ مَخْشِيّ الجَرِيرَةِ عَارمِ
وَمَا جَرّبَ الأقْوَامُ مِني أنَاثَةً،
لَدُنْ عَجموني بالضُّرُوسِ العَواجمِ
بَرَى العَجْمُ أقوَاماً فَرَقّتْ عَظامُهم،
وَأبدى صِقالي وَقْعُ أبيضَ صَارِمِ
أتَاني وَعيدٌ مِنْ زِيَادٍ، فَلَمْ أنَمْ،
وَسَيلُ اللّوَى دُوني وَهَضْبُ التّهايمِ
فَبِتُّ كَأنّي مُشْعَرٌ خَيْبَرِيّةً
سَرَتْ في عِظامي أوْ دِمَاءَ الأرَاقِمِ
زِيادَ بن حَرْبٍ لَوْ أظُنّكَ تارِكي
وَذا الضّغنِ قد خشْمتَه غير ظالِمِ
لقَدْ كافَحَتْ مني العِراقَ قَصِيدَةٌ،
رَجُومٌ مَعَ الماضِي رُؤوس المَخارِمِ
خَفِيفَةُ أفْوَاهِ الرّوَاةِ، ثَقِيلَةٌ
على قِرْنِهَا، نَزّالَةٌ بِالمَوَاسِمِ
رَأيتُكَ مَن تَغضَبْ علَيهِ من امرِىء،
ولَوْ كانَ ذا رَهْطٍ، يَبِتْ غيرَ نائمِ
أغَرُّ، إذا اغْبَرّ اللّئامُ تَخايَلَتْ
يَدَاهُ بِسَيْلِ المُفْعَم المُتَرَاكِمِ
نَمَتْكَ العَرَانِينُ الطّوَالُ ، وَلا أرى
لسَعْيِكَ إلاّ جَاهِداً غَيرَ لائِمِ(39/205)
ألَمْ يأتِهِ أنَّني تَخَلّلُ نَاقَتي
بنعْمَانَ أطْرَافَ الأرَاكِ النّوَاعِمِ
مُقَيَّدَةً تَرْعَى البَرِيرَ، وَرَحْلُهَا
بِمَكّةَ مُلْقىً، عَائذٌ بالمَحارِمِ
فإلاّ تَدارَكْني مِنَ الله نِعْمَةً،
وَمن آلِ حَرْبٍ، ألْقَ طَيرَ الأشايِمِ
فدَعْني أكُنْ ما كُنتُ حَيّاً حَمامةً
من القاطِنَاتِ البَيتِ غَيرِ الرّوَائِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إني وإن كانت تميم عمارتي
إني وإن كانت تميم عمارتي
رقم القصيدة : 3686
-----------------------------------
إني، وَإنْ كانَتْ تَمِيمٌ عِمارَتي،
وَكنتُ إلى القُدْمُوسِ منها القُماقِمِ
لَمُثْنٍ على أفْنَاءِ بَكْرِ بنِ وَائلٍ
ثَنَاءً يُوافي رَكْبَهُمْ في المَوَاسِمِ
هُمُ يَوْمَ ذي قَارٍ أنَاخُوا فَصَادَموا
برَأسٍ بهِ تُرْمَى صَفَاةُ المُصَادِمِ
أنَاخُوا لكِسْرَى حِينَ جاءتْ جنودُه
وَبَهْرَاءَ إذْ جَاءَتْ وَجَمْعَ الأرَاقمِ
إذا فَرَغُوا من جانبٍ مَالَ جَانهبٌ
عَلَيْهِمْ فذادُوهُمْ ذيادَ الحَوَائِمِ
بمأثُورَةٍ شُهْبٍ إذا هيَ صَادَفَتْ
ذُرَى البَيضِ أبدتْ عن فرَاخ الجماجمِ
فَما بَرِحوا حتى تَهادَتْ نساؤهُمْ
بِبَطْحَاء ذي قَارٍ، عيابَ الّلطائِمِ
كَفَى بهمُ قَوْمَ امرىءٍ يَنْصُرُونَهُ
إذا عَصِيَتْ أيمانُهُمْ بِالقَوَائِمِ
أُنَاسٌ إذا ما الكَلْبُ أنْكَرَ أهْلَهُ،
أناخُوا فَعاذُوا بالسّيوفِ الصّوَارِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أباهل لو أن الأنام تنافروا
أباهل لو أن الأنام تنافروا
رقم القصيدة : 3687
-----------------------------------
أباهِلَ! لَوْ أنّ الأنَامَ تَنافَرُوا
على أيِّهِمْ شَرٌّ قَدِيماً وَألأمُ
لَفازَ لَكُمْ سَهْما لَئِيمٍ عَلَيْهِمُ،
وَلوْ كانَتِ العَجلانُ فيهِمْ وَجُرْهُمُ
فأيُّكُمَا يا ابْني دُخَان، إذا دَعَا
إلى اللّؤمِ داعٍ، عَنْكُمَا يَتَقدّمُ
فَمَا مِنْكُمُ إلاّ وَفيٌّ رِهَانَهُ
بألأمِ مَنْ يَمْشِي وَمَنْ يَتَكَلّمُ(39/206)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا كيف البقاء لباهلي
ألا كيف البقاء لباهلي
رقم القصيدة : 3688
-----------------------------------
ألا كَيْفَ البَقَاءُ لِبَاهِليٍّ
هَوَى بَينَ الفَرَزْدَقِ والجَحِيمِ
ألَسْتَ أصَمَّ أبْكَمَ بَاهِلِيّاً
مَسِيلَ قَرَارَةِ الحَسَبِ اللّئِيمِ
ألَسْتَ، إذا نُسِبْتَ لِبَاهِليٍّ،
لأَلأَمَ مَنْ تَرَكّضَ في المَشِيمِ
وَهَلْ يُنْجي ابن نخبَةَ حِينَ يَعوِي،
تَنَاوُلُ ذي السّلاحِ مِنَ النّجُومِ
ألَمْ نَتْرُكْ هَوَازِنَ حَيْثُ هَبّتْ
عَلَيْهِمْ رِيحُنَا مِثْلَ الهَشِيمِ
عَشِيّةَ لا قُتَيْبَةً مِنْ نِزَارٍ
إلى عَدَدٍ وَلا نَسَبٍ كَرِيمِ
عَشِيّةَ زَيّلَتْ عَنْهُ المَنَايَا
دِمَاءَ المُلْزَقِينَ مِنَ الصّميمِ
فَمَنْ يَكُ تارِكاً، ما كانَ، شَيئاً،
فَإنّي لا أُضِيعُ بَني تَمِيمِ
أنَا الحَامي المُضَمَّنُ كُلَّ أمْرٍ
جَنَوْهُ مِنَ الحَدِيثِ مَعَ القَدِيمِ
فَإن قَدْ ضَمنْتُ على المَنَايَا
نَوَائِبَ كُلِّ ذي حَدَثٍ عَظِيمِ
وَقَدْ عَلِمَتْ مَعدُّ الفَضْلِ أنّا
ذَوُو الحسَبِ المُكَمَّلِ وَالحُلُومِ
وَأنّ رِمَاحَنَا تَأبَى وَتَحْمَى
على مَا بَينَ عالِيَةٍ وَرُومِ
حَلَفْتُ بِشُحّبِ الأجْسَامِ شُعْثٍ
قِيَامٍ بَينَ زَمْزَمَ وَالحَطِيمِ
لَقَدْ رَكِبَتْ هَوَازِنُ من هِجائي
على حَدْبَاءَ يَابِسَةِ العُقُومِ
نُصِرْنَا يَوْمَ لاقُوْنَا عَلَيْهِمْ
بِريحٍ في مَساكِنِهِمْ عَقِيمِ
وَهَلْ يَسْطِيعُ أبْكَمُ بَاهِليٌّ
زحَامَ الهادِيَاتِ مِنَ القُرومِ
فلا يَأتي المَسَاجِدَ بَاهِليٌّ
وَكَيْفَ صَلاةُ مَرْجُوسٍ رَجِيمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تعجل بالمغبوط عجل من القرى
تعجل بالمغبوط عجل من القرى
رقم القصيدة : 3689
-----------------------------------
تُعَجِّلُ بالمَغْبُوطِ عجْلٌ من القِرَى
وَتَخضِبُ أطْرَافَ العَوالي من الدّمِ
هُما من كرامِ المأثُرَاتِ اصْطَفَاهُمَا(39/207)
على النّاسِ في إشرَاكِ دِينٍ وَمُسلِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا أبلغ لديك بني فقيم
ألا أبلغ لديك بني فقيم
رقم القصيدة : 3690
-----------------------------------
ألا أبْلِغْ لَدَيْكَ بَني فُقَيْمٍ
ثَلاثَةَ آنُفٍ مِنْهُمْ دَوَامِ
فَمِنْهُمْ مَازنٌ وَالعَبْدُ زُرٌّ
وَحَامِيَةُ ابنُ نَاحِتَةِ البِرَامِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> دعي مغلقي الأبواب دون فعالهم
دعي مغلقي الأبواب دون فعالهم
رقم القصيدة : 3691
-----------------------------------
دَعي مُغلِقي الأبْوَابِ دونَ فَعالهِمْ،
وَلَكِن تمَضَّيْ لي، هُبِلْتِ، إلى سَلْمِ
إلى مَنْ يرَى المَعرُوفَ سَهلاً سَبيلُهُ
وَيَعقِلُ أخْلاقَ الرّجالِ التي تَنْمي
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو كنت صلب العود أو كابن معمر
لو كنت صلب العود أو كابن معمر
رقم القصيدة : 3692
-----------------------------------
لَوْ كُنتَ صُلْبَ العُودِ أوْ كابنِ مَعمرٍ
لخُضْتَ حِياضَ المَوْتِ وَالّليلُ مظلَمُ
وَلكنْ أبَى قَلْبٌ أُطِيرَتْ بَنَاتُهُ،
وَعِرْقٌ لَئيمٌ حَالِكُ اللّوْنِ أدْهَمُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لله يربوع ألما تكن لها
لله يربوع ألما تكن لها
رقم القصيدة : 3693
-----------------------------------
لله يَرْبُوعٌ ألَمّا تَكُنْ لهَا
صَرِيمَةُ أمْرٍ في قَتِيلِ ابنِ خازِمِ
تمَشّى حَرَامٌ بِالبَقيعِ، كَأنّها
حَبَالى وَفي أثْوابِهِا دَمُ سَالِمِ
فلما قال هذين البيتين اجتمعت طائفة من بني تميم فتعلقوا بقيس بن الهيثم السلمي وهددوه بالقتل، فاستأجلهم وأتى الأحنف بن قيس فقال يا أبا بحر، تريد أن تأخذني بنو تمم بجريرة شارب الخمر؟فقال: لا أبالك ! إن السفهاء لا يرضون إلا بالدية، فادتها بنو سليم إليه فقال ا
فَصَمِّمْ كَتَصْمِيمِ الغُدانيِّ سَالِمِ
سَخَا طَلَباً للوِتْرِ نَفْساً بمَوْتِهِ،
فَمَاتَ كَرِيماً عائِفاً للملائِمِ(39/208)
نَقِيُّ ثِيابِ الذِّكْرِ مِنْ دَنَسِ الخَنا
يُناجي ضَمِيراً مُسْتَدِفّ العَزَائِمِ
إذا هَمّ أفْرَى ما بهِ، هَمَّ مَاضِياً
على الهَوْلِ طَلاّعاً ثَنَايا العَظائِمِ
ولَمّا رَأى السّلطان لا يُنصِفُونَهُ
قضَى بَينَ أيْدِيهِمْ بأبْيَضَ صَارِمِ
ولمْ يَتأرَّ العاقِبَاتِ، ولمْ يَنَمْ،
وَلَيْسَ أخُو الوِتْرِ الغَشُومِ بِنائِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبلغ زيادا إذا لاقيت جيفته
أبلغ زيادا إذا لاقيت جيفته
رقم القصيدة : 3694
-----------------------------------
أبْلِغْ زِيَاداً إذا لاقَيْتَ جِيفَتَهُ،
أنّ الحَمَامَةَ قَدْ طارَتْ من الحَرَمِ
طارَتْ فَما زَالَ يَنْمِيها قَوَادِمُهَا
حتى استَغاثَتْ إلى الصّحرَاءِ وَالأجَمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ما أنتم في مثل أسرة هاشم
ما أنتم في مثل أسرة هاشم
رقم القصيدة : 3695
-----------------------------------
ما أنْتُمُ في مِثْلِ أُسْرَةِ هَاشِمٍ،
فاذْهَبْ إلَيكَ، وَلا بَني العَوّامِ
قَوْمٌ لهُمْ شَرَفُ البِطَاحِ، وَأنْتُمُ
وَضَرُ البِلادِ، مُوَطَّأُو الأقْدَامِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أمر الأمير بحاجتي وقضائها
أمر الأمير بحاجتي وقضائها
رقم القصيدة : 3696
-----------------------------------
أمَرَ الأمِيرُ بحَاجَتي وَقَضَائِهَا،
وَأبُو عُبَيْدَةَ عِنْدَنَا مَذْمُومُ
مِثْلُ الحِمارِ، إذا شَدَدْتَ بسَرْجِهِ
وَإلى الضُّرَاطَ، وَعَضّهُ الإبْزِيمُ
أبَتِ المَوَالي أنْ تَكُونَ صَمِيمَها،
وَنَفَتْكَ عَنْ أحْسَابِهَا مَخْزُومُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تصدعت الجعراء إذ صاح دارس
تصدعت الجعراء إذ صاح دارس
رقم القصيدة : 3697
-----------------------------------
تَصَدّعَتِ الجَعْراءُ إذْ صَاحَ دارِسٌ
وَلمْ يَصْبِرُوا عند السّيوفِ الصّوَارِمِ
جَزى الله قَيْساً عَنْ عَدِيٍّ مَلامَةً
وَخَصّ بِهَا الأدْنَينَ أهل المَلاوِمِ(39/209)
هُمُ قَتَلوا مَوْلاهُمُ وَأميرَهُمْ،
وَلمْ يَصْبِرُوا للمَوْتِ عندَ المَلاحِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أفي طرفي عام وكيع ومحرز
أفي طرفي عام وكيع ومحرز
رقم القصيدة : 3698
-----------------------------------
أفي طَرَفَيْ عامٍ وَكيعٌ وَمُحْرِزٌ،
وَأنّى لَنَا مِثْلاهُما لِتَميمِ
سِماكان كَانَا يَرْفَعانِ بِنَاءَنَا،
وَمِرْدى حُرُوبٍ جَمّةٍ وَخُصُومِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا أخت ناجية بن سامة إنني
يا أخت ناجية بن سامة إنني
رقم القصيدة : 3699
-----------------------------------
يا أُخْتَ ناجِيَةَ بْنِ سَامَةَ إنّني
أخْشَى عَلَيْكِ بَنيّ إنْ طَلَبُوا دمي
لَنْ يَقْبَلُوا دِيَةً، وَلَيْسُوا، أوْ يَرَوْا
مِني الوَفَاءَ، وَلَنْ يَرَوْهُ بِنُوّمِ
فالمَوْتُ أرْوَحُ مِنْ حَياةٍ هَكَذا،
إنْ أنْتِ منْكِ بِنَائِلٍ لمْ تُنْعِمي
هَلْ أنْتِ رَاجِعَةٌ وَأنْتِ صَحيحَةٌ
لِبَنيَّ شِلْوَ أبِيهِمِ المُتَقَسَّمِ
وَلَقَدْ ضَنِيتُ مِنَ النّساءِ وَلا أرَى
كَضَنىً بِنَفْسِي مِنْكِ أُمَّ الهَيْثَمِ
كَيْفَ السّلامَةُ بَعْدَما تَيّمْتِني،
وَتَرَكْتِ قَلبي مثلَ قَلْبِ الأيْهَمِ
قَطّعْتِ نَفْسي مَا تَجيءُ سَرِيحَة،
وَتَرَكْتِني دَنِفاً، عُرَاقَ الأعظُمِ
وَلَقَدْ رَمِيْتِ إليّ رَمْيَةَ قَاتِلٍ
مِنْ مُقْلَتَيْكِ وَعارِضَيكِ بأسهُمِ
فأصَبْتِ مِنْ كَبِدي حُشاَشَةَ عاشِقٍ،
وَقَتَلْتِني بِسِلاحِ مَنْ لمْ يُكلَمِ
فإذا حَلَفْتِ هُناكَ أنّكِ من دَمي
لَبِرِيئَةٌ فَتَحَلّلي، لا تَأثَمي
وَلَئِنْ حَلَفْتُ على يَدَيكِ لأحلفَنْ
بَيَمِينِ أصْدَقِ، من يمينِكِ، مُقْسِمِ
بِالله رَبِّ الرّافِعِينَ أكُفَّهُمْ،
بَينَ الحَطِيمِ وَبَينَ حَوْضَي زَمْزَمِ
فلأنْتِ مِنْ خَلَلِ الحِجالِ قَتَلْتِني
إذْ نَحْنُ بالحَدَقِ الذّوَارِفِ نَرْتمي
إذْ أنْتِ مُقْبِلَةٌ بِعَيْنَيْ جُؤذَرٍ،
وَبجِيدِ أُمِّ أغَنَّ لَيْسَ بِتَوْأمِ(39/210)
وَبِوَاضِحٍ رَتَلٍ تَشِفُّ غُرُوبُهُ،
عَذْبٍ، وَأذْلَفَ طَيّبِ المُتَشَمَّمِ
وَكأنّ فَأرَةَ تَاجِرٍ هِنْدِيّةً
سَبَقَتْ إليَّ حَديثَ فيكِ من الفَمِ
مَا فَرّثَتْ كَبِدي مِنِ امْرَأةٍ لَها
عَيْنانِ منْ عَرَبٍ وَلا منْ أعْجَمِ
مِثْلُ التي عَرَضَتْ لنَفْسي حَتْفَهَا
مِنْها بِنَظْرَةِ حُرّتَينِ ومِعْصَمِ
نَاجِيَةٌ، كَرَمٌ أبُوهَا، تَبْتَني
مِنْ غالِبٍ قُبَبَ البِنَاءِ الأعْظَمِ
فَلَئِنْ هيَ احتَسَبَتْ عليّ لقدْ رَأتْ
عَيْنايَ صَرْعَةَ مَيّتٍ لمْ يَسْقمِ
هَلْ أنْتِ بايِعَتي دَمي بِغَلائِهِ،
إنْ أنْتِ زَفْرَةَ عاشِقٍ لمْ تَرْحَمي
ما كُنْتُ غَيرَ رَهِينَةٍ مَحْبُوسَةٍ
بِدَمٍ لأُخْتِ بَني كِنَانَةَ مُسْلِمِ
يا وَيْحَ أُخْتِ بَني كِنَانَةَ إنّها
لَبَخِيلَةٌ بِشِفَاءِ مَنْ لَمْ يُجْرِمِ
فَلَئِنْ سَفَكْتِ دَماً بِغَيرِ جَرِيرَةٍ
لَتُخَلَّدِنّ مَعَ العَذابِ الآلَمِ
وَلئِنْ حَملتِ دَمي عَليكِ لتَحمِلِنْ
ثِقلاً يكُونُ عَلَيْكِ مثلَ يَلَمْلَمِ
وَالنّفْسُ إنْ وَجَبَتْ عَلَيكِ وَجدتِها
عِبئاً يكُونُ عَلَيكِ أثقَلَ مَغْرَمِ
لَوْ كنتِ في كَبِدِ السّماءِ لحَاولَتْ
كَفّايَ مُطَّلَعاً إلَيْكِ بِسُلّمِ
ولأكْتُمَنّ لكِ الّذي اسْتَوْدَعْتِي،
والسّرُّ مُنْتَشِرٌ، إذا لَمْ يُكْتَمِ
هَلْ تَذْكُرِينَ إذِ الرِّكَابُ مُناخَةٌ
بِرِحَالِهَا لِرَوَاحِ أهْلِ المَوْسِمِ
إذْ نَحْنُ نَستَرِقُ الحَديثَ وَفَوْقَنا
مثلُ الضَّبابِ من العَجاجِ الأقتَمِ
إذْ نَحْنُ نُخْبِرُ بالحَوَاجِبِ بَيْنَنَا
ما في النّفُوسِ، وَنَحْنُ لمْ نَتَكَلّمِ
وَلَقَدْ رَأيْتُكِ في المَنَامِ ضَجيعَتي،
وَلَثَمْتُ مِنْ شَفَتَيكِ أطيَبَ مَلثمِ
وَغَدٌ وَبَعْدَ غَدٍ كِلا يَوْمَيْهِمَا
يُبْدي لَكِ الخَبَرَ الّذي لمْ تَعْلَمي
وَالخَيْلُ تَعْلَمُ أنّنَا فُرْسَانُهَا،
وَالعَاطِفُونَ بِهَا ورَاءَ المُسْلَمِ
أسْلابُ يَوْمِ قُرَاقِرٍ كَانَتْ لَنَا(39/211)
تُهدى وَكلُّ تُرَاثِ أبيضَ خِضرِمِ
تَطأُ الكُماةَ بِنا، وَهُنّ عَوَابِسٌ،
وَطْءَ الحِصَادِ وَهُنّ لَسْنَ بصُيَّمِ
نَعْصِي، إذا كَسَرَ الطّعَانُ رِمَاحَنا،
في المُعَلَمِينَ بكلّ أبْيَضَ مِخْذَمِ
وَإذا الحَديِدُ عَلى الحَديِدِ لَبِسْنَهُ
أخْرَجْنَ نَائِمَةَ الفِرَاخِ الجُثّمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أفاطم ما أنسى نعاس ولا سرى
أفاطم ما أنسى نعاس ولا سرى
رقم القصيدة : 3700
-----------------------------------
أفاطِمَ! ما أنْسَى نُعاسٌ وَلا سُرًى
عَقابِيلَ، يَلْقَانَا مِرَاراً غَرَامُهَا
لِعَيْنَيكِ وَالثّغْرِ الّذي خِلْتُ أنّهُ
تَحَدّرَ مِنْ غَرَّاءَ بِيضٍ غَمامُهَا
وَذَكّرَنِيهَا أنْ سَمِعْتُ حَمَامَةً
بكَتْ فبكى فوْقَ الغُصُونِ حَمامُهَا
نَؤومٌ عنِ الفَحشاءِ لا تَنطِقُ الخَنا،
قليلٌ، سَوى تَخبيلِها القَوْمَ، ذامُهَا
أفاطِمَ! ما يُدرِيكِ ما في جَوَانحي
مِنَ الوَجْدِ وَالعَينِ الكَثِيرِ سِجَامُهَا
فَلَوْ بِعْتِني نَفْسِي التي قَدْ ترَكْتِها
تَساقَطُ تَترَى، لافْتَداها سَوَامُهَا
لأعطَيتُ مِنها ما احتكَمتِ وَمِثْلَهُ،
وَلوْ كان ملءَ الأرْضِ يُحدى احتكامُها
فَهَلْ لكِ في نَفْسِي فتَقْتَحمي بهَا
عِقاباً، تَدَلّى للحَيَاةِ اقْتِحَامُهَا
لَقَدْ ضَرَبَتْ، لَوْ أنّهُ كان مُبْقِياً،
حَيَاةً على أشْلاءِ قَلْبي سِهَامُهَا
قَدِ اقتَسَمَتْ عَيْنَاكِ يَوْمَ لَقِيتِنَا
حُشاشَةَ نَفسٍ ما يَحِلُّ اقِتسامُهَا
فكَيْفَ بِمَنْ عَيناهُ في مُقْلَتَيِهِمَا
شِفَاءٌ لنَفْسٍ، فيهما، وَسَقَامُهَا
إذا هيْ نأتْ عَنِّي حَنَنتُ، وَإنْ دَنَتْ
فأبْعَدُ من بَيْضِ الأنوقِ كَلامُهَا
وَتَمنَعُ عَيْني وَهيَ يَقظَى شِفاءَها،
وَيُبْذَلُ لي عِنْدَ المَنَامِ حَرَامُهَا
وكائِنْ مَنَعْتُ القَوْمَ من نوْم لَيلةٍ،
وَقَدْ مَيّلَتْ أعْناقَهُمْ، لا أنامُهَا
لأدْنُو منْ أرْضٍ لأرْضِكِ إن دَنَتْ(39/212)
بهَا بِيدُهَا مَوْصُولَةٌ وإكَامُهَا
أفاطِمَ ما مِنْ عاشِقٍ هُوَ مَيّتٌ
من الناسِ إنْ لم يُرْدِ نَفسِي حُسامُهَا
وَلَجتِ بعَينَيْكِ الصَّيودَينِ مَوْلِجاً
من النّفسِ إنْ لم يوقِ نَفسِي حِمامُهَا
لَقَدْ دَلّهَتْني عَنْ صَلاتي، وَإنّهُ
لَيَدْعُو إلى الخَيْرِ الكَثِيرِ إمَامُهَا
أيَحْيَا مريضٌ بَعدَما مُيِّتَتْ له
سَوادُ التي تحتَ الفُؤادِ قيامُهَا
أيُقْتَلُ مَخضُوبُ البَنَانِ مُبَرْقَعٌ
بِمَيْتٍ خُفَاتاً لَمْ تُصِبْهُ كِلامُهَا
فَهَلْ أنْتِ إلاَّ نَخْلَةٌ غَيرَ أنّني
أرَاهَا لِغَيري ظِلّهَا وَصِرَامُهَا
وَمَا زَادَني نَأيٌ سُلُوّاً ولا قِرىً
مِنَ الشّامِ قَد كادَتْ يبُورُ أنامُهَا
إذا حُرِّقَتْ منهُمْ قُلُوبٌ، وَنُفّذَتْ
مِنَ القَوْمِ أكْبَادٌ أُصيبَ انْتِظامُهَا
كمَا نُحِرَتْ يَوْمَ الأضاحي بِبَلْدَةٍ
من الهَدْيِ خَرَّتْ للجُنُوبِ قِيامُهَا
ألا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيّرَ بَعْدَنَا
أُدَيْعاصُ أنْقَاءِ الحِمَى وَسَنَامُهَا
كأنْ لمْ تُرَفِّعْ بالأُكَيْمَةِ خَيْمَةً
عَلَيْهَا نَهَاراً، بالقُنيِّ ثُمامُهَا
أقامَتْ بها شَهْرَينِ حتى إذا جَرَى
عَلَيهِنّ مِنْ سافي الرّياحِ هَيامُهَا
أتاهُنّ طَرّادُونَ كُلَّ طُوَالَةٍ
عَلَيْهَا مِنَ النَّيّ المُذابِ لِحَامُهَا
عَلَيْهِنّ رَاحُولاتُ كُلِّ قَطِيفَةٍ،
مِنَ الخَزّ أوْ مِنْ قَيصرَانَ عِلامُهَا
إلَيْكَ أقَمْنَا الحَامِلاتِ رِحَالَنَا
وَمُضْمَرَ حاجاتٍ إلَيْكَ انصِرامُهَا
فرَعنَ وَفَرّغنَ الهُمومَ التي سَمَتْ
إلَيْكَ بِنَا، لمّا أتَاكَ سَمامُهَا
وَكَائِنْ أنَخْنَا من ذَراعَيْ شِمِلّةٍ
إلَيْكَ، وَقَدْ كَلّتْ وَكلَّ بغامُهَا
وَقَدْ دأبَتْ عِشرِينَ يَوْماً وَلَيْلَةً،
يُشَدّ بِرُسْغَيْها إلَيْكَ خِدامُهَا
وَلا يُدْرِكُ الحَاجاتِ بَعْدَ ذِهابِهَا
مِنَ العِيسِ بالرُّكْبانِ إلاّ نَعَامُهَا
لَعَمرِي لَئِنْ لاقَتْ هشاماً لطالَ مَا(39/213)
تمَنّتْ هشاماً أنْ يكونَ استِقامُهَا
إلَيْهِ، وَلَوْ كَانَ المُنَهِّتُ دُونَهُ،
وَمِنْ عَرْضِ أجبالٍ عَلَيهَا قَتامُهَا
وَقَوْمٍ يَعضّونَ الأكُفَّ، صُدورُهُمْ
عَليّ وَغارَى، غَيرُ مُرْضىً رِغامُهَا
نمَتْكَ مَنَافٌ ذِرْوَتَاهَا إلى العُلى،
وَمِنْ آلِ مَخْزُومٍ نَماكَ عِظامُهَا
ألَيسَ امْرُؤٌ مَرْوَانُ أدْنَى جُدوده،
لَهُ مِنْ بَطاحِيَّ لُؤَيٍّ كِرَامُهَا
أحَقَّ بَني حَوّاءَ أنْ يُدْرِكَ الّتي
عَلَيْهِمْ لَهُ، لا يُستَطاعُ مَرَامُهَا
أبَتْ لِهشامٍ عادَةٌ يَسْتَعِيدُهَا،
وَكَفُّ جَوَادٍ لا يُسَدُّ انْثِلامُهَا
كما انْثَلَمتْ من غَمرِ أكدَرَ مُفَعَمٍ
فُرَاتِيّةٌ يَعْلُو الصَّرَاةَ التِطَامُهَا
هِشامٌ فَتى النّاسِ الذي تَنْتهي المُنى
إلَيْهِ، وَإنْ كانَتْ رِغاباً جِسامُهَا
وَإنّا لَنَستحْيِيكَ مِمّنْ وَرَاءَنَا
مِنَ الجَهْدِ، وَالآرَامُ تُبْلى سِلامُهَا
فَدُونَكَ دَلْوِي إنّهَا حِينَ تَستَقي
بفَرْغٍ شَديِدٍ للدّلاءِ اقْتِحامُهَا
وَقَدْ كانَ مِتْراعاً لهَا وَهيَ في يدي
أبُوكَ، إذا الأْورَادُ طَالَ أُوَامُهَا
وَإنّ تَمِيماً مِنْكَ حَيثُ تَوَجّهَتْ،
على السِّلمِ، أوْ سَلِّ السيوف خِصَامُها
همُ الإخوَةُ الأدْنَوْنَ وَالكاهلُ الذي
بهِ مُضَرٌ عند الكِظاظِ ازْدِحَامُهَا
هِشامٌ خِيَارُ الله للنّاسِ، وَالّذِي
بِهِ يَنْجَلي عن كلّ أرْضٍ ظَلامُهَا
وَأنْتَ لِهَذا النّاسِ بَعْدَ نَبِيّهِمْ،
سَمَاءٌ يُرَجّى للمُحُولِ غَمامُهَا
وَأنْتَ الّذي تَلْوِي الجُنُودُ رُؤوسَها
إلَيْكَ، ولَلأيْتَامِ أنْتَ طَعامُهَا
إليكَ انتَهَى الحاجاتُ وانقَطَعَ المُنى،
وَمَعْرُوفَهَا في راحَتَيْكَ تَمامُهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تذكرت أين الجابرون قناتنا
تذكرت أين الجابرون قناتنا
رقم القصيدة : 3701
-----------------------------------
تَذَكّرْتُ أيْنَ الجَابِرُونَ قَنَاتَنَا،(39/214)
فقُلْتُ بَني عَمّي أبَانَ بنِ دارِمِ
رَمَوْا ليَ رَحْلي، إذْ أنَخْتُ إلَيهمُ
بِعُجْمِ الأوَابي واللِّقَاحِ الرّوَائِمِ
لَهُمْ عدَدٌ في قَوْمهمْ شافعُ الحَصَى،
وَدَثْرٌ مِنَ الأنْعامِ غَيرُ الأصَارِمِ
تَجَاوَزْتُ أقْوَاماً إلَيْكُمْ، وَإنّهُمْ
لَيَدْعُونَني، فاخْتَرْتُكُمْ للعظائِم
وَكُنتُمْ أنَاساً كان يُشفَى بمالِكُمْ
وأحلامِكُمْ صَدْعُ الثّأي المُتَفاقمِ
وَإنّ مُناخي فيكُمُ سَوْفَ يَلْتَقي
به الرّكْبُ من نَجدٍ وأهل المَواسِمِ
وَأيْنَ مُناخي بعَدَكُمْ إنْ نَبَوْتُمُ
عَليّ، وَهَلْ تَنْبُو صُدورُ الصّوَارِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> حسبت قذافي بعد عام ولم يكن
حسبت قذافي بعد عام ولم يكن
رقم القصيدة : 3702
-----------------------------------
حَسِبْتَ قِذافي بَعدَ عامٍ، ولمْ يَكُنْ
قِذافي زَمَاناً مَا يُرَوَّحُ سَائِمُهْ
سَتَعْلَمُ يا حَيْضَ المَرَاغَةِ أيُّنا
لَهُ حِينَ يَدْعُو مِنْ تَمِيم قَماقمُهْ
ألمْ تَعوِ عَن قَيسِ بنِ عَيْلانَ باسطاً
إلَيهِمْ يَدَيْ مُستَطعِمٍ لا تُطاعمُهْ
بِأعْرَاضِ قَوْمٍ خنْدفِيِّينَ مِنهُمُ
لُؤيُّ بنُ فِهْرٍ والسُّعُودُ وَدارِمُهْ
أرَى كُلَّ جانٍ من تَمِيمٍ إذا جَنى
لَهُمْ حَدَثاً، كانتْ عَليّ جَرائمُهْ
وَقَدْ عَلِمَ الجانُونَ أنّ ابنَ غالِبٍ
لكُلّ دَمٍ، قالُوا هَرَقناهُ، غارِمُهْ
وَلمّا دَعا الدّاعُونَ أينَ ابنُ غالِبٍ
لصَدْعِ ثأًى يُخشى لَهُمْ مُتَفاقمُهْ
دَعَوْا غالِباً عِنْدَ الحَمالَةِ وَالقِرَى،
وَأينَ ابْنُهُ الشّافي تَميماً نَقايمُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> جعلت لها بابين باب مجاشع
جعلت لها بابين باب مجاشع
رقم القصيدة : 3703
-----------------------------------
جَعَلْتُ لهَا بَابَينِ بَابَ مُجَاشِعٍ
وَبَاباً لُجَيْمِيّاً عَزِيزاً مَرَاوِمُهْ
وَمَا فِيهِمَا إلاّ سَيُصْبِحُ جَارُهُ
تَطَلّعُ في جَوّ السّمَاءِ سَلالِمُهْ(39/215)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> سرى لك طيف من سكينة بعدما
سرى لك طيف من سكينة بعدما
رقم القصيدة : 3704
-----------------------------------
سَرَى لكَ طَيْفٌ من سُكَينَةَ بَعدما
هَدَا سَاهِرُ السُّمّارِ لَيْلاً، فأعَتَمَا
ألَمّ بحَسْرَى بَينَ حَسْرَى تَوَسّدوا
مَذارِعَ أنْضَاءٍ تَجَافَيْنَ سُهّمَا
فَبِتْنَا كَأنّ العَنْبَرَ البَحْتَ بَيْنَنَا،
وَبَالَةَ تَجْرٍ، فَارُهَا قَد تخَرّمَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن الذين استحلوا كل فاحشة
إن الذين استحلوا كل فاحشة
رقم القصيدة : 3705
-----------------------------------
إنّ الّذِينَ استَحلُّوا كلَّ فاحِشَةٍ
مِنَ المَحَارِم بَعدَ النُّقضِ للذّمَمِ
قَوْمٌ أتَوْا من سِجستانٍ على عَجَلٍ،
مُنَافِقُونَ بِلا حِل وَلا حَرَمِ
ما كانَ فيهِمْ وَقد حُمّتْ أمُورُهمُ
مَنْ يُستَجارُ على الإسلامِ وَالحُرَمِ
يَستَفتحُونَ بمَنْ لمْ تَسْمُ سُورَتُهُ
بَينَ الطّوالِعِ بالأيْدي إلى الكَرَمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وجدنا الأبرش الكلبي تنمي
وجدنا الأبرش الكلبي تنمي
رقم القصيدة : 3706
-----------------------------------
وَجَدْنَا الأبْرَشَ الكَلْبيَّ تَنمي
بهِ أعرَاقُ ذي حَسَبٍ كَرِيمِ
نمَاهُ أبُوهُ في حَيْثُ اسْتَقَرّتْ
قُضَاعَةُ فَوْقَ عادِيٍّ جَسِيمِ
على الأحسابِ يَفضُلُ طُولَ باعٍ
أغَرَّ، وَلَيسَ بالحَسَبِ البَهِيمِ
إلَيكَ يَصِيرُ مِنْ كَلْبٍ حَصَاها،
وَحِلْفُ الأكْثَرِينَ بَني تَميمِ
هُمُ حُلَفَاؤكَ الأدْنَوْنَ غَمّوا
أُنُوفَ عَدُوّ قَوْمِكَ بالرُّغُومِ
وَكائِنْ فيكَ مِنْ سَاعَاتِ يَوْمٍ
مِنَ الفَرّاءِ بَادِيَةِ النّجُومِ
مَرَيتَ بسَيفِكَ المَسلُولِ فيهِمْ،
مَوَاطِنَ كُلِّ مُبْدِيَةِ الغُمُومِ
وَكَائِنْ مِنْ وَقَائِعِ يَوْمَ بأسٍ
لكَلْبٍ كُنّ في عَرَبٍ وَرُومِ
أشَدُّ النّاسِ يَوْمَ البأسِ كَلْبٌ،
وَأثْقَلُهُ مَوَازِينُ الحُلُومِ(39/216)
فإني وَالّذي حَجّتْ قُرَيْشٌ،
بحَلْفَةِ لا ألَدَّ وَلا أثِيمِ
يَحِنّ إلَيْهِ فِيهِ مُخَدَّماتٌ
وَدامٍ مِنْ مَناكِبِهَا كَلِيمِ
فَإنّي، والرّكَابُ حَلِيفُ كَلْبٍ،
كَرِيمٌ سَاقَهُنّ إلى كَرِيمِ
إلَيْكَ نُعَرِّقُ الأشْرَافَ مِنْهَا
على ظَهْرِ المُطَبَّقِ وَالصّمِيمِ
إذا بَلّغْتني رَحْلي ونَفْسِي
إلى الكَلْبيِّ، ناقَ، فلا تَقُومي
فَقَدْ بَلّغْتِني مَنْ كُنْتُ أرْجُو
جَداهُ، رَجَاةَ هَطّالٍ سَجُومِ
وَكَمْ مِنْ قاتِلٍ للجوعِ فِيكُمْ،
ضَرُوبٍ بالحُسَامِ على الصّمِيمِ
وَكَمْ قَدْ غَيّرَ الأبْدانَ مِنّا
على شُعْبِ الرّحالِ من السَّمُومِ
وَكائِنْ قَدْ شَنَفْنَ مُقَلِّصَاتٍ
إلى صَوْتٍ، وَما هُوَ غَيرُ يَوْمِ
تَجاوَبُ، وَهيَ في دَيْجورِ لَيْلٍ،
تَفَجُّعَ هامَتَينِ على الأرُومِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا أيها القوم الذين أتاهم
ألا أيها القوم الذين أتاهم
رقم القصيدة : 3707
-----------------------------------
ألا أيّهَا القَوْمُ الّذِينَ أتَاهُمُ،
غَداةَ ثَوَى الجَرّاحُ، إحدى العَظايمِ
إلى مَنْ يُلَوّي بعَدَهُ الهامُ، إذْ ثَوى
حَيا الناسِ، والقَرْمُ الذي للمَرَاجمِ
رَفِيقُ نَبيِّ الله في الغُرْفَةِ الّتي
إلَيْها انْتَهَى مِنْ عَيشِهِ كلُّ ناعِمِ
وَماتَ معَ الجَرّاح مَن يحشُدُ القِرَى،
وَمَن يَضرِبُ الأبطالَ فوْقَ الجماجمِ
فَما تَرَكَ الجَرّاحُ، إذْ ماتَ، بعَدَهُ
مُجيراً على الأيّام ذات الجَرَائِمِ
إذا التَقَتِ الأقرَانُ وَالخَيلُ والتَقَتْ
أسنّتُها بَينَ الذُّكُورِ الصَّلادِمِ
وَمَنْ بَعدَهُ تَدعو النّساءُ إذا سَعَتْ
وَقَدْ رَفَعَتْ عَنهُ ذُيُولَ المَخادِمِ
وَكانَ إلى الجَرّاحِ يَسعى، إذا رَأتْ
حياضَ المَنَايا عَيْنُهُ، كلُّ جارِمِ
وَقَدْ عَلِمَ السّاعي إلَيْهِ لَيَعْطِفَنْ
لَهُ حَبْل مَنّاعٍ منَ الخَوْفِ سالمِ
لتَبْكِ النّساءُ السّاعِياتُ، إذا دَعَتْ(39/217)
لها حامِياً، يَوْماً، ذمَارَ المَحَارِمِ
وَتَبْكِ عَلَيْهِ الشّمسُ والقمرُ الذي
بهِ يَدَعُ السّارِينَ مِيلَ العمَائمِ
وَقَدْ كَانَ ضَرّاباً عَرَاقِيبَها الّتي
ذُرَاها قِرىً تحتَ الرّياح العَوَارِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بكت عين محزون فطال انسجامها
بكت عين محزون فطال انسجامها
رقم القصيدة : 3708
-----------------------------------
بكَتْ عَينُ مَحزُونِ فطال انسجامُها،
وَطالَتْ لَيَالي حَادِثٍ لا يَنَامُهَا
حَوَادِثُ مِنْ رَيْبِ المَنونِ أصَبْنَني
فَصَارَ على الأخْيَارِ مِنّا سِهَامُهَا
كَأنّ المَنَايا يَطّلِبْنَ نُفُوسَنَا،
بذَحْلٍ، إذا ما حُمّ يَوْماً حِمامُهَا
فإنْ نَبْكِ لا نبكِ المُصِيباتِ، إذْ أتَى
بها الدّهْرُ، وَالأيّامُ جَمٌّ خِصَامُهَا
ولَكِنّنَا نَبْكي تَنَهُّكَ خالِدٍ
مَحارِمَ مِنّا لا يَحِلّ حَرَامُهَا
فَقُلْ ل بَني مَرْوَانَ: ما بالُ ذِمّةٍ
وَحُرْمَةِ حِلٍّ لَيسَ يُرْعَى ذِمامُهَا
ألا في سَبِيلِ الله سَفْكُ دِمَائِنَا،
بِلا جُرْمَةٍ مِنّا يَبِينُ اجْتِرَامُهَا
مَدَدْنَا بِثَدْيٍ مَا جُزِينَا بِدَرّهِ،
وَأيْدٍ بِنَا اسْتَعْلَتْ، وَتَمّ تمَامُهَا
وَثَارَ بِقَتلِ ابْنِ المهَلُّبِ خَالِدٌ
وفيناَ بَقِيَّاتُ الهُدى وإمَامُهَا
أرَى مُضَرَ المِصَرَينِ قد ذَلّ نَصرُها
وَلكِنّ قَيْساً، لا يُذَلّ شَآمُهَا
فَمَنْ مُبْلِغٌ بالشّامِ قَيْساً وَخِندِفاً
أحادِيثَ مَا يُشفَى بِبُرْءٍ سَقامُهَا
أحادِيثَ منّا نَشْتَكيها إلَيْهِمُ،
وَمُظْلِمَةً يَغْشَى الوُجُوهَ ظَلامُهَا
فإنْ مَنْ بِها لمْ يُنْكِرِ الضّيمَ منهُمُ
فَيَغْصَبَ مِنْها كَهْلُهَا وَغُلامُهَا
يَعُدْ مِثْلُهَا مِنْ مِثْلِهِمْ فيُنكِّلوا،
فيَعَلَمَ أهلُ الجَوْرِ كيفَ انتِقامُهَا
بِغَلْبَاءَ مِنْ جُمْهُورِها مُضَرِيّةٍ،
تُزَايِلُ فِيها أذْرُعَ القَوْمِ لامُهَا
وَبِيضٍ علاهُنّ الدِّجَالُ، كأنّهَا(39/218)
كَوَاكِبُ يَجْلُوها لسارٍ ظَلامُهَا
دَمُ ابنِ يَزيِدٍ كان حِلاًّ لخالِدٍ،
ألَهْفي لنَفْسٍ لَيسَ يُشفى هُيامُهَا
فَغَيّرْ أمِيرَ المُؤمِنِينَ، فَإنّهَا
يَمَانِيَةٌ حَمْقَاءُ أنْتَ هِشامُهَا
أبابنِ يَزِيدٍ وَابنِ زَحْرٍ تَحَلّلَتْ
دِمَاءُ تَمِيمٍ، وَاستُبِيحَ سَوَامُهَا
أنُقْتَلُ فِيكُمْ، إذْ قَتَلْنَا عدُوَّكم
على دينكُمْ، والحَرْبُ بادٍ قَتامُهَا
وَغَبْرَاءَ عَنكُمْ قَدْ جَلَوْنا كما جَلا
صَدَى حِلْيَةِ المأثُورِ عَنْهُ تِلامُهَا
لَقَدْ كانَ فِينَا لَوْ شَكَرْتُمْ بَلاءنا
وَأيّامَنَا اللاّتي تُعَدّ جِسَامُهَا
لَنَا فِيكُمُ أيْدٍ وَأسْبَابُ نِعْمَةٍ،
إذا الفِتَنَةُ العشوَاءُ شُبّ احتِدامُهَا
زِمامُ التي تَخشَى مَعَدٌّ وغَيْرُهَا،
إذا مَا أبَى أنْ يَستَقِيمَ هُمَامُهَا
غَضِبنا لكمْ يا آلَ مَرْوَانَ فاغضَبوا
عَسَى أنّ أرْوَاحاً يَسُوغُ طَعامُهَا
ولا تَقطَعُوا الأرْحامَ مِنّا، فإنّهَا
ذُنُوبٌ مِنَ الأعْمالِ يُخشَى إثامُهَا
لَقَدْ عَلِمَ الأحياءُ في كُلّ مَوْطِنٍ
إذا عُدّتِ الأحْيَاءُ أنّا كِرَامُهَا
وَأنّا، إذا الحْربُ العَوَانُ تضَرّمَتْ،
نَلِيهَا إذا ما الحَرْبُ شُبّ ضِرَامُهَا
قِوَامُ عُرَى الإسْلام والأمْرِ كُلِّهِ،
وَهَلْ طاعَةٌ إلاّ تَميمٌ قِوَامُهَا
وَلَكِنْ فَدَتْ نَفِسِي تَميماً من التي
يُخَافُ الرّدَى فيها وَيُرْهَبُ ذامُهَا
إلى الله تَشْكُو عزَّنا الأرْضُ فَوْقَها،
وَتَعْلَمُ أنّا ثِقْلُهَا وَغَرَامُهَا
شَكَتْنَا إلى الله العَزِيزِ، فأسمَعَتْ
قَرِيباً، وَأعْيَا مَن سِوَاهُ كَلامُهَا
نَصُولُ بحَوْلِ الله في الأمْرِ كُلِّهِ،
إذا خِيفَ من مُصْدُوعَةٍ مال التِئامُهَا
ألَمْ يَكُ في الإسْلامِ مِنّا وَمِنكُمُ
حَوَاجِزُ أرْكَانٍ عَزِيزٍ مَرَامُهَا
فَتَرْعَى قُرَيشٌ مِنْ تَمِيمٍ قَرَابَةً،
وَتَجْزِي أيّاماً كَرِيماً مَقَامُهَا
وَقَدْ عَلِمَتْ أبْنَاءُ خِنْدِفَ أنّنَا(39/219)
ذُرَاهَا، وَأنّا عِزُّهَا وَسَنَامُهَا
وَأنْتُمُ وُلاةُ الله، ولاّكُمُ الّتي
بهِ قُوِّمَتْ حتى اسْتَقَامَ نِظامُهَا
صِلُوا مِنْ تَميمٍ ما تَميمٌ تُجِدُّهُ،
إذا مَا حِبَالُ الدِّينِ رَثّتْ رِمامُهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ستبلغ عني غدوة الريح أنها
ستبلغ عني غدوة الريح أنها
رقم القصيدة : 3709
-----------------------------------
سَتَبْلُغُ عَنّي غُدْوَةَ الرّيحِ أنّهَا
مَسِيرَةُ شَهْرٍ للرّياحِ الهَواجِمِ
تَمِمياً، إذا مرّتْ عَليَها منَ الذي
جَرَى جَرْيَ مَرْقُومٍ قَصِيرِ القَوائِمِ
ولَمّا جَرَى بي غالِبٌ، وَجَرَى بِهِ
عَطِيّةُ لمْ يَسْطَعْ وُثُوبَ الجَرَاثِمِ
تَلَقّاهُ مُشْتَدُّ الحُسَاسِ، وَردَّهُ،
وَقَامَتْ بِهِ القَعْسَاءُ دُونَ المكارِمِ
وَلمّا جَرَيْنَا لمْ نَجِدْ جالِياً لَهُ،
ولا جالِساً عَندَ المَدَى مثلَ دارِمِ
ولوْ سُئِلتْ من كُفؤُ الشمس أوْمأتْ
إلى ابْنَيْ مَنَافٍ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
نَماني بَنو سعَدِ بنِ ضَبّةَ فانْتَسِبْ
إلى مِثْلهِمْ أخْوَالِ هاجٍ مُزَاحِمِ
إذا زَخَرَتْ حَوْلي الرّبابُ وَجَاءَني
لِمُرٍّ أوَاذِيُّ البُحُورِ الخَضَارِمِ
وَإنْ شِئتُ من حَيَّيْ خُزَيمَةَ جاءَني
وَخِنْدِفَ قَمْقَامُ البُحُورِ اللّهامِمِ
وعلمّا دَعَوْتُ ابنَ المَرَاغَةِ للّتي
رَهَنْتُ لِها ابْني أيُّنَا للعَظائِمِ
أحَقُّ أباً وابْناً وَقَوْماً، إذا جَرَى
إلى المَجْدِ بالمُسْتأثَرَاتِ الجَسائِمِ
وَكَيْفَ تُجارِي دارِماً حِينَ تَلتَقي
ذُرَاها إلى شَعْفِ النّجُومِ التّوَائِمِ
جَرَى ابْنا عِقالٍ بي وَعَمرٌو وَحاجبٌ
وَسَلْمَى وَجَدٌّ نِعْمَ جَدُّ المُزَاحِمِ
رَأى المُحْتَبِينَ الغُرَّ مِنْ آلِ دارِمٍ،
عَلَوْهُ بِآذِيّ البُحْورِ الخَضَارِمِ
هُمُ أيَّهُوا بي، إذْ عَطِيّةُ قَائِمٌ،
ليَنْهُقَ خَلْفَ الجامِحاتِ الصَّلادمِ
خَناذِيذُ يَنمِيها لأعْوَجَ مُشْرِفٌ(39/220)
على الخَيلِ حَطّامٌ فؤوس الشكائمِ
إذا مَا وَجُوهُ القَوْمِ سالَتْ جِباهُها
مِنَ العَرَقِ المَغنوظِ تحتَ الحَلاقِمِ
نَفَحْتُ لقَيْسٍ نَفْعةً لمْ تَدَعْ لهَا
أُنُوفاً، وَمَرّتْ طَيرُهَا بالأشائِمِ
ولَوْ أنّ كَعْباً أوْ كِلاباً سَألْتُمُ
على عَهْدِهِمْ قالا لكُمْ قَوْلَ عالمِ
لَقالا لَكُمْ كانَتْ هَوَازنُ حِقْبَةً
على عَهْدِ أكّالِ المُرَارِ القُماقِمِ
قَدِيماً يَرُبّونَ النِّحَاءَ لِيَفْتَدُوا
بِهِنّ بَنِيهِمْ مِنْ غُوَيٍّ وَسَالِمِ
إذا النِّحْيُ لمْ تَعْجَلْ بهِ عامِرِيّةٌ
فَداهَا ابْنُهَا أوْ بِنتُها في المَقَاسِمِ
وَقَدْ عَلِمَتْ قَيسُ بنُ عَيلانَ أنّها
إذا سَكَتَ الأصْواتُ غَيرَ الغَماغِمِ
مَوَالٍ أذِلاّءُ النّفُوسِ، ظُهُورُهمْ
لَهُمْ جُنَنٌ عِندَ السّيوفِ الصّوَارِمِ
تُوَتِّرُ لي قَيْسٌ قِياسَ حِظَائِهَا،
وَما أنَا عمَّا سَاءَ قَيْساً بِنَائِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أباهل هل أنتم مغير لونكم
أباهل هل أنتم مغير لونكم
رقم القصيدة : 3710
-----------------------------------
أبَاهِلَ هَلْ أنْتُمْ مُغَيِّرُ لَوْنِكُمْ
وَمَانِعكُمْ أنْ تُجعَلوا في المَقاسِمِ
هِجاؤكُمُ قَوْماً أبُوهُمْ مُجاشِعٌ
لَهُ المأثُرَاتُ البِيضُ ذاتُ المكارِمِ
فَإنّي لأسْتَحْيِي، وَإني لعَابِىءٌ
لكُمْ بَعضَ مُرّاتِ الهِجاءِ العَوَارِمِ
ألمْ تَذْكُرُوا أيامَكُمْ إذْ تَبيعُكمْ
بَغِيضٌ وَتُعطي مَالكُمْ في المَغارِمِ
يُعَجِّلْنَ يَرْهَصْنَ البُطُونَ إليكمُ
بأعجازِ قِعدانِ الوِطابِ الرّوَاسِمِ
بَني عامِرٍ هَلاّ نَهَيْتُمْ عَبيِدَكُمْ
وَأنْتُمْ صِحاحٌ مِنْ كُلُومِ الجَرَائمِ
فإني أظُنّ الشِّعْرَ مُطّلِعاً بِكُمْ
مَنَاقِبَ غَوْرٍ عَامِداً للمَوَاسِمِ
وَإنْ يَطّلِعْ نَجْداً تَعضّوا بَنانَكُمْ
على حِينَ لا تُغْني نَدامَةُ نَادِمِ
وَما تَرَكَتْ منْ قَيس عَيلانَ بالقَنَا،(39/221)
وَبالهُنْدُوَانِيّاتِ، غَيْرَ الشّرَاذِمِ
بَناتُ الصّرِيحِ الدُّهْمُ فَوْقَ مُتونِها
إذا ثَوَّبَ الدّاعي رِجالُ الأرَاقِمِ
أظَنّتْ كِلابُ اللّؤمِ أنْ لَستُ شاتماً
قَبائِلَ إلاّ ابْنَيْ دُخَانٍ بِدارِمِ
لَبئْسَ إذاً حامي الحَقِيقَةِ وَالّذِي
يُلاذُ بِهِ مِنْ مُضْلِعَاتِ العَظَائِمِ
وكَمْ من لَئِيمٍ قَدْ رَفَعتُ له اسمَهُ
وَأطْعَمتُهُ باسْمي وَلَيسَ بطاعِمِ
وَكانَ دقيقَ الرّهْطِ، فازْدادَ رِقّةً،
وَلُؤماً وَخِزْياً فاضِحاً في المَقَاوِمِ
أباهِلَ! إنّ الذّلّ بالّلؤمِ قَدْ بَنى
عَلَيكُمْ خِباءَ اللّؤمِ ضْربَةَ لازِمِ
أباهِلَ! هلْ منْ دونكُمْ إنْ رُدِدْتُمُ
عَبِيداً إلى أرْبابكُمْ مِنْ مُخاصِمِ
أبَاهِلَ! مَا أنْتُمْ بِأوّل مَنْ رَمَى
إليّ، وَإنْ كُنتُمْ لئامَ الألائِمِ
فإنْ تَرْجِعوني حيثُ كُنتُمْ رَدَدْتُمُ
فَقَدْ رُدّ بِالمَهْدِيِّ كُلُّ المَظَالِمِ
وَهَلْ كُنْتُمُ إلاّ عَبِيداً نَفَيْتُمُ
مُقَلَّدةً أعْنَاقُهَا بالخوَاتِمِ
إذا أنْتمَا يا ابْنَيْ رَبِيعَةَ قُمْتُمَا
إلى هُوّةٍ لا تُرْتَقى بِالسّلالِمِ
فَإيّاكُمَا لا أدْفَعَنّكُمَا مَعاً
إلى قَعْرِهَا بَعْدَ اعْترَاقِ المَلاوِمِ
وَإنّ هِجَاءَ البَاهِلِيّينَ دارِماً
لإحْدى الأمُورِ المُنكَرَاتِ العَظائِمِ
وَهَلْ في مَعَدٍّ مِنْ كِفَاءٍ نَعُدُّهُ
لَنَا غَيرَ بَيْتَيْ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
ألسْنَا أحَقَّ النّاسِ حِينَ تَقايَسُوا
إلى المَجْدِ بالمُستَأثَرَاتِ الجَسايِمِ
وَإنْ تَبْعَثُوني بَعْدَ سَبْعِينَ حِجّةً
أكُنْ كَذابِ النّارِ ذاتِ الجَحائِمِ
وإنّ هِجائي ابْنْي دُخَانٍ، وأْنتُمَا
كَأمْلَسَ مِنْ وَقْعِ الأسِنّةِ سالمِ
فَلَمْ تَدَعِ الأيّامُ، فاستَمِعا التي
تُصِمّ وَتُعْمي بِالكِبَارِ الخَوَاطِمِ
وَقَدْ عَلِمَتْ ذُهْلاَ رِبِيعَةَ أنّكُمْ
عبِيدٌ، وَكُنْتُمْ أعْبُداً للّهَازِمِ
فَقَدْ كُنْتُمُ في تَغْلِبٍ بِنْتِ وَائِلٍ(39/222)
عَبيداً لهمْ، يُعطَوْنَ خَرْجَ الدّرَاهمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> حلفت برب الجاريات إذا جرت
حلفت برب الجاريات إذا جرت
رقم القصيدة : 3711
-----------------------------------
حَلَفْتُ برَبّ الجَارِياتِ إذا جَرَتْ،
وحَيثُ دَنتْ من مَرْوَةِ البَيتِ زَمزَمُ
لمَا زادَني من خَشيَةٍ، إذْ حَبَسْتَني،
على الخَشيَةِ الأولى التي كنتَ تَعْلَمُ
إذا ذَكَرَتْ نَفْسِي يَدَيكَ نَزَتْ بها
كَرَاسيعُ زَالَتْ، وَالقَطِيعُ المُحَرَّمُ
أعُوذُ بِقَبْرٍ فِيهِ أكْفَانُ مُنْذِرٍ،
وَهُنّ لأيْدِي المُسْتَجِيرِينَ مَحَرَمُ
ألَمْ تَرَني نادَيْتُ بالصّوْتِ مَالِكاً،
ليَسْمَعَ لمّا غَصّ بالرِّيقَةِ الفَمُ
سَتَعْلَمُ أنّ الكَاذِبِينَ، إذا افترَوْا
عَليّ، إذا كُرَّ الحَديِثُ المُرَجَّمُ
بَني مُنْذِرٍ لاَ جَارَ مِنْ قَبْرِ مُنذِرٍ
أعَزَّ بِجَارٍ، حِينَ يَدْعُو وَأسْلَمُ
فهَلْ يُخْرِجَنّي مُنذِرٌ من مُخَيِّس،
وَعُذْرٌ بِهِ لي صَوْتُهُ يَتَكَلّمُ
أعُوذُ بِبِشْرٍ وَالمُعَلّى كِلَيْهِمَا،
بَني مَالكٍ أوْفَى جِوَاراً وَأكْرَمُ
من الحارِثِ المُنجي عياض بن دَيهَثٍ،
فَرَدّ أبُو لَيْلى لَهُ، وَهوَ أظْلَمُ
وَمَا انَ جاراً غَيرَ دَلْوٍ تَعَلّقَتْ
بِعَقْدِ رِشَاءٍ، عَقْدُهُ لا يُجَذَّمُ
فَرَدّ أخَا عَمْرِو بنِ سَعدٍ بذَوْدِهِ
جَميعاً، وَهُنّ المَغْنَمُ المُتَقَسَّمُ
فَمَنْ يَكُ جَارَ ابنِ المُعَلّى فقد عَلا
على النّاسِ لا يَخشَى ولا يُتَهَضَّمُ
وَأيُّ أبٍ بَعْدَ المُعَلّى وَمُنْذِرٍ
وَبِشْرٍ يُنَادَى للّتي هِيَ أفْقَمُ
هُمُ النّفَرُ الكافونَ بَيْعَةَ ما جَنَتْ،
بهِمْ يُرْأبُ الصَّدْعُ المُفَرَّقُ وَالدّمُ
وَكَيْفَ بمَنْ خَمْسُونَ قَيداً وَحلقةً
عَلَيْهِ مَعَ اللّيْلِ الّذِي هُوَ أدْهَمُ
أبِيتُ أُقَاسِي اللّيْلَ والقَوْمُ مِنْهُمُ
مَعي سَاهِرٌ لي لا يَنامُ وَنُوَّمُ
ولوْ أنّها صُمُّ الجِبَالِ تَحَمّلَتْ(39/223)
كما حَمَلَتْ رِجلاي كَادَتْ تُحطَّمُ
أمالِكُ! إنْ أخرُجْ بكَفّيْكَ صَالحاً
تكُنْ مثلَ ذي نُعمى لمن كان يُنْعِمُ
فَلَوْ أنّ ضَيْفَ البَارِقَيْنِ وَلَعْلعٍ
مكانَكَ مِني نازِلاً حِينَ يَضْغَمُ
كَأنّ شِهابَيْ قَابِسٍ تَحْتَ جَبِهةٍ
لَهُ من صِلابِ الرَّعنِ بل هوَ أجهَمُ
لَكانَ فُؤادي مِنْه أيْسَرَ خَشْيَةً،
وَأوْثَقَ مِنّي لِلْمَنِيّةِ مُسْلَمُ
إذا كَشَرَتْ أنْيَابُهُ عَنْ أسِنّةٍ
لَهُ بَينَ لَحْيَيْ مُلْجَمٍ لا يُثَلَّمُ
لَهُ ابْنَانِ لا يَنْفَكُّ يَمْشِي إلَيْهِما
بِأوْصَالِ مَعْفُورٍ بِهِ يَتَقَرّمُ
وَأوّلُ مَا ذاقَا، لَدُنْ فَطَمْتُهُمَا،
دَمٌ وَبَنَانٌ مِنْ صَرِيعٍ وَمِعْصَمُ
نَقُولُ لأوْصَالِ الرّجَالِ إلَيْهِمَا،
وَمَا لَهُمَا إلاّ مِنَ القَوْمِ مَطْعَمُ
وَلَمْ تَرَ مَخْضُوبَينِ أجْرَأَ مِنْهُمَا
أباً ويَدَيْ أُمٍّ لَهُ حِينَ تَفْطِمُ
وَعَلّمَني مَشْيَ المُقَيَّدِ خَالِدٌ،
وَمَا كُنْتُ أدْنَى خَطْوِهِ أتَعَلّمُ
أقُولُ لِرِجْلَيّ اللّتَينِ عَلَيْهِمَا
عُرىً وَحديدٌ يَحبِس الخَطوَ أبهَمُ:
أمَا في بَني الجَارُودِ مِنْ رَائِحٍ لَنَا
كمَا رَاحَ دُفّاعُ الفُرَاتِ المُثَلَّمُ
وَمَنْ يَطّلِبْ سَعْيَ المُعَلّى يجدْ لَهُ
صَعُوداً على كَفّيْهِ مَنْ يَتَجَثّمُ
مَسَاعيَ كانَتْ للمُعَلّى نَمَى بهَا
إلى المَجدِ حتى أدرَكَ الشّمسَ سُلّمُ
فَثِنْتَانِ مَجْدُ الجَاهِلِيّةِ فيهمُ،
وَهمْ قبلَ هذا النّاسِ لله أسْلَمُوا
تُعَدُّ بُيُوتٌ في قَبائِل أهْلهَا،
وبَيْتَاكُمُ مِنْ كلّ بَيْتَينِ أعظَمُ
عَسَى الله أنْ يَرْتَاحَ لي، فيَكُفَّني
بِرَحْمَةِ مَنْ هُو من أبي هُوَ أرْحَمُ
أعُوذُ بِبِشْرٍ وَالمُعَلّى وَمُنْذِرٍ،
سِماكانِ كانا: ذو سِلاحٍ وَمُرْزِمُ
وَثَالِثُهُنّ المُهْتَدَى بِبَيَاضِهِ
إلى الخَيرِ في لَيْلٍ وَسَارِيهِ مُظلِمُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وقائمة قامت فقالت لنائح(39/224)
وقائمة قامت فقالت لنائح
رقم القصيدة : 3712
-----------------------------------
وَقَائِمَةٍ قَامَتْ، فَقالَتْ لِنَائِحٍ
تَفِيضُ بِعَيْنَيْهِ الدّمُوعُ السّوَاجِمُ:
لَقَدْ صَبَرَ الجَرّاحُ حتى مَشَتْ بِهِ
إلى رَحْمَةِ الله السّيُوفُ الصّوَارِمُ
فَأصْبَحَ في القَوْمِ الّذِينَ مُحَمّدٌ
أخُوهُمْ، وَمَن يَلْحَقْ بهم فهوَ سالمُ
جُزُوا بالسّرِيرَاتِ التي في قُلُوبِهِمْ،
جَزَاهُمْ بهَا مُحْصِي السّرَائِرِ عالمُ
إلى الغُرْفَة العُلْيَا رَفِيقُ مُحَمّدٍ
مُقِيماً، وَلا مِنْهَا هُوَ الدّهَر رَائِمُ
لِتَبْكِ عَلى الجَرّاحِ خَيْلُ إغَارَةٍ،
وَيَوْمٌ تُرَى فيه النّجُومُ التّوَائِمُ
فَلِلّهِ أرْضٌ قَدْ أجَنّتْ يَمِينَهُ،
وَكَانَ بهَا يُنْكَى العَدُوُّ المُرَاجِمُ
فَلَوْ تَعْلَمُ الأنْعَامُ شَيْئاً بَكَيْنَهُ،
وَكَانَ على الجَرّاحِ تَبكي البَهائِمُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كيف ترى بطشة الله التي بطشت
كيف ترى بطشة الله التي بطشت
رقم القصيدة : 3713
-----------------------------------
كَيَفَ تَرَى بَطشةَ الله التي بَطشَتْ
بِابنِ المُهَلّبِ، إنّ الله ذُو نِقَمِ
قَادَ الجِيَادَ مِنَ البَلقَاءِ مُنْقَبِضاً
شَهراً، تَقَلقَلُ في الأرْسانِ واللُّجُمِ
حتى أتَتْ أرْضَ هارُوتٍ لَعاشِرَةٍ،
فيها ابنُ دَحمَةَ في الحَمرَاءِ كالأجَمِ
لمّا رَأَوْا أنّ أمْرَ الله حَاقَ بِهِمْ،
وَأنّهُمْ مِثْلُ ضُلاّلٍ مِنَ النَّعَمِ
فأصْبَحُوا لا تُرَى إلاّ مَساكِنُهُمْ،
كَأنّهُمْ من ثَمودِ الحِجرِ أوْ إرَمِ
كَمْ فَرّجَ الله عَنّا كَرْبَ مُظْلِمَةٍ
بسَيْفِ مَسَلَمَةَ الضّرّابِ للبُهَمِ
وَيَوْمَ غِيمَ مِنَ الهِنْديِّ كُنْتَ لَهُ
ضَوْءاً، وَقدْ كانَ مُسْوَدّاً من الظُّلَمِ
تأتي قُرُومُ أبي العاصِي، إذا صَرَفَتْ
أنْيَابُهَا حَوْلَ سَامٍ رَأسُهُ، قَطِمِ
يا عَجَبا لعُمَانِ الأسْدِ إذْ هَلَكُوا(39/225)
وَقَد رَأوْا عِبَراً في سالِفِ الأُمَمِ
لَوْ أنَّهُمْ عَرَبٌ أو كان قائدُهم
مُدبِّراً، ما غزَا العِقبانَ بالرَّخَمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أعيني ما بعد ابن موسى ذخيرة
أعيني ما بعد ابن موسى ذخيرة
رقم القصيدة : 3714
-----------------------------------
أعَيْنيّ ما بَعْدَ ابنِ مُوسَى ذَخِيرَةٌ،
فَجُودَا، إذا أنْفَدتْمَا المَاءَ، بالدّمِ
وَهِيجَا إذا نَامَ الخُلِيُّ وَأسْعِدَا
عَلَيْهِ بِنُوْحٍ مِنْكُمَا كُلَّ مأتَمِ
وَما لكُما لا تَبكِيَان، وَقد بَكَتْ
لَهُ كُلُّ عَينٍ مِنْ فَصِيحٍ وَأعْجَمِ
فَأيُّ فَتىً بَعْدَ ابنِ مُوسَى نُعِدُّهُ
لِيَوْمِ لِقَاءٍ، أوْ حَمَالَةِ مَغْرَمِ
فَتىً، بَينَ صدّيقِ النّبيّ فُرُوعُهُ،
وَطَلْحَةَ مَحمودِ الخَلائقِ خِضرِمِ
وَلَوْ شَاءَ إذْ وَلَّى الكَتائبُ حَوْلَهُ،
تَعالى على بَاقي العُلالَةِ مِرْجَمِ
وَلَكِنْ رَأى أنّ الحَيَاةَ ذَمِيمَةٌ،
وَأنّ المَنَايَا تَرْتَقي كُلَّ سُلّمِ
وَأنّ فِرَارَ المُسْلِمِينَ خَزَايَةٌ،
وَأُحدُوثَةٌ تَنْمي إلى كُلّ مَوْسِمِ
وَعِنْدَ ابنِ مُوسَى السّالِميّ، كأنّهُ
عَتيقٌ بِكَفّيْ قَانِصٍ مُتَقَرِّمِ
وَلا حِقَةُ الآطَالِ جُرْدٌ مُتُونُهَا،
تَبُذُّ هَوَادِيهَا يَدَيْ كُلِّ مُلْجِمِ
عَنَاجيجُ مِنْ آلِ الصّرِيحِ كَأنّمَا
يَخَلْنَ التِهابَ الشّدّ أسلابَ مَغَنمِ
فَقالَ لمَنْ يَرْجُو الإيابَ استَغِثْ بها،
وَكَرَّ كَمخضُوبِ الذّراعينِ ضَيغَمِ
بِسَيْفِ أبي بَكْرٍ وَطَلْحَةَ يَختَلي
بهِ حَلَقَ المَاذِيّ عَنْ كلّ مِعصَمِ
فَقُلْ لِعَتاقِ الخَيْلِ تَمنَعْ ظُهُورَهَا،
فَقَدْ غِيلَ عَنها مَن يَقولُ لها اقدِمِ
على غَمَراتِ المَوْتِ تَشكُو عِتاقُها
إذا ساورَتْ وَقْعَ القَنَا والتّحَمحُمِ
يَجُودُ بنَفْسٍ لا يُجَادُ بِمثْلَهَا،
إذا غَيّرَ السِّيمَا بهِ كُلّ مُعْلَمِ
فَقَدْ نَقَضَ الأيّامُ بَعْدَ مُحَمّدٍ(39/226)
على القَوْمِ مِنْ مِرّاتهِمْ كُلَّ مُبرَمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وداع بنبح الكلب يدعو ودونه
وداع بنبح الكلب يدعو ودونه
رقم القصيدة : 3715
-----------------------------------
وَداعٍ بنَبْحِ الكَلْبِ يَدْعُو، وَدونه
غيَاطِلُ مِنْ دَهماءَ داجٍ بَهيِمُهَا
دَعَا، وَهوَ يَرْجُو أنْ يُنَبِّه أذْرُعاً
فتىً كابن لَيْلى، حينَ غارَتْ نجومُهَا
بَعَثْتُ لَهُ دَهْمَاءَ لَيْسَتْ بِنَاقةٍ
تَدُرّ، إذا مَا هَبّ نَحساً عَقِيمُهَا
كَأنّ المَحالَ الغُرَّ في حَجَراتِهَا
عَذارٍ بَدَتْ لمّا أُصِيبَ حَمِيمُهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ومطروفة العينين قد قدت الصبا
ومطروفة العينين قد قدت الصبا
رقم القصيدة : 3716
-----------------------------------
وَمَطْرُوفَةِ العَيْنَينِ قد قُدْتُ الصِّبا،
تُقادُ إلى أخْرَى لَذِيذٍ شَمِيمُهَا
وَكَيْفَ بعَيْني وَالتي طُرِفَتْ بهَا
لهَا حِينَ ألْقَاهَا يَمُوتُ سُجُومُهَا
وَدَوّيّةٌ نَاءٍ مِنَ الخِمْسِ مَاؤهَا،
تَقَمَّسُ في طَافي السّرَابِ أرُومُهَا
وَلَيْلَةِ أسْرَابٍ نُزُولٍ مِنَ القَطَا
يُثَارُ بِألِحْي المُرْقِلاتِ جُثُومُهَا
أثرْتُ بِا جُونَ القَطا حِينَ عَسكرَتْ
على الأرْضِ دَيّورٌ تَداعى خُصُومُهَا
كأنّ حديثَ الدّارِجاتِ مِنَ القَطَا
تَراطُنُ أنْبَاطٍ تَلاقَتْ ورُومُهَا
بمُستَأنِسٍ بالقَفْرِ فَرْدٍ تَقاذَفَتْ
على الأرْضِ دَيمُوماتُها وَحُزُومُهَا
كأنّ رِجالَ الدّاعِرِيّةِ تَحْتَهَا،
قِلاصُ نَعَامٍ يَنْتَحِيهَا ظَليمُهَا
وَلَيْلَةِ لَيْلٍ لِلْمَهَارِي طَوِيلَةٍ،
وَأيّامُهَا اللاتي طِوَالٌ حُسُومُهَا
أقَمْتُ بهَا أعْنَاقَ غيدٍ، كَأنّها
سُكَارَى تُفَدّى تَارَةً، وَتَلُومُهَا
وَسَوْداءَ مِنْ لَيْلِ التَّمامِ اعتَسَفتُها
إلى أنْ تَجَلّى عَنْ بَياضٍ هُدومُهَا
كَأنّ بِها مَوصُولَتَينِ طَعَنْتُهَا
بِأعْنَاقِ أطْلاحٍ دَوَامٍ كُلُومُهَا(39/227)
أقَمْتُ لَهَا أعْناقَ لازِقَةِ الذُّرَى،
إلى أنْ تَجَلّى بِالبَيَاضِ بَهِيمُهَا
وَمَا جُشّمَ الأظْهَارَ مِثلُ شِمِلّةٍ،
وَحَامِلَةٍ للهَمّ مَاضٍ صَرِيمُهَا
تَخَوّنَهَا تَهْجِيرُ كُلِّ وَدِيقَةٍ،
إلى أنْ أتَتْ مُخَّ السُّلامَى شُحومُهَا
وَهاجِرَةٍ كَلّفْتُ نَفْسِي وَنَاقَتي،
من المُنضِجاتِ اللّحمِ نِيّاً سُمومُها
فَهُنّ شِفَاءُ الهَمّ، إذْ جاءَ طارِقاً
لَدَى البَدَوَاتِ المُسْمَهِرِّ عَزِيمُهَا
وَحَمرَاءُ مِنْ لَيْلِ الشّتاءِ قَتلتُها
منَ القَرّ، يَأبَى كَلبُها لا يُرِيحُهَا
يَعَضّ عَلى النّارِ الّذينَ يَلُونَهَا،
إذا كانَ ثَوْبَ الكلبِ منها جَحيمُهَا
جَعلتُ لحَافَ القَرّ للمُبتَغي القِرَى،
بضَرْبَةِ سَاقٍ قَدْ أُفِرَّ صَمِيمُهَا
أنَخْنَا ثَلاثاً تَحتَ ضَامِنَةِ القِرَى،
مِنَ الغَلْي يَسْمُو بالمَحالِ هَزِيمُهَا
فَلَيْتَ أمِيرَ المُؤمِنينَ قدِ انْتَهَتْ
إلَيهِ مِنَ الصُّهْبِ المَهارِي رَسِيمُهَا
عَلَيها امرُؤٌ لا يَنقُضُ اللّيلُ عَزْمَهُ،
وَلا يُدْرِكُ الحاجاتِ إلاّ حَميمُهَا
بِذِعْلِبَةٍ مَا مَسّ إلاّ مُنَاخُها
لِنصْفِ صَلاةٍ، وَهيَ دامٍ رَثيمُهَا
لهَا الأرْضُ إلاّ أرْبَعٌ ثِفنَاتُهَا،
إذا اللّيْلَةُ السّوداءُ نَاداهُ بُومُهَا
وَلا يَقْتُلُ اللّيْلَ المُبَيَّتَ هَمُّهُ
مِنَ الصّهْبِ بالرُّكْبَانِ إلاّ كُتومُهَا
وَلَيْلَةِ لَيْلٍ قَدْ حَمَلْتُ ثَقِيلَهَا
عَلى رَحْلِ مِذْعانٍ بَطيءٍ سُؤومُها
خَبَطْتُ بهَا الظَلماءَ، حتى أضَاءَهَا
عَمُودُ ضِيَاءٍ بالبَيَاضِ يَضِيمُهَا
وَلَيْلَةِ لَيْلٍ مُرْجَحِنٍّ ظَلامُهَا،
سَوَاءٌ عَلَيْنَا طَلْقُهَا وَغُيُومُهَا
كَأنّ بهَا الأيّامَ وَاللّيْلَ وُصِّلا
وَظَلْمَاءَ مُسْوَدٌّ عَلَيْهَا بَهِيمُهَا
إذا مَا رَجَوْنَا ضَوْءهَا اعتكَرَتْ لهَا
شَآمِيّةُ الألْوَانِ ضَوْءٌ بَرِيمُهَا
فَذلِكَ من لَيلِ الطِّوَالِ إذا التَقَتْ(39/228)
عَلَيْنَا بهِ ظَلْمَاؤهُ وَعُتُومُهَا
إذا قُلْتُ للحُرّاسِ هَلْ لَيْلَتي دنتْ
من الصّبْحِ أوْ كانَتْ جُنوحاً نجُومُهَا
يَقُولُونَ: ما يَنْزِلْنَ إلاّ تَنَزُّلاً
بَطِيئاً، وَمُسْوَدّاً عَلَيْنَا أدِيمُهَا
فَلَيْتَ مَكَانَ الأرْبَعِينَ الّتي لهَا
بِسَاقَيّ آثارٌ مُبِينٌ وَشُومُهَا
أخا نَجْدَةٍ عندي أخُوهُ فجَعتُهُ
بهِ، وَالمَنَايَا جَانِيَاتٌ حُتُومُهَا
فَنَازَلَني بِالسَّيْفِ عَنْهُ وَدُونَهُ
مع السيْفِ حِضْبُ الأرْضِ بادٍ شكيمُها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بحق امرىء أضحى أبوه ابن دارم
بحق امرىء أضحى أبوه ابن دارم
رقم القصيدة : 3717
-----------------------------------
بحَقّ امرىءٍ أضْحَى أبُوهُ ابنَ دارِمٍ
وَضَبّةَ مِنْهَا المُنْجِبَاتُ الكَرَائِمُ
تَكُونُ لَهُ شَمسُ النِّهارِ وَيَنجَلي
لَهُ البَدرُ طَوْعاً، وَالنّجومُ التّوَائِمُ
مَكَارِمُ مَا كانَتْ كُلَيْبٌ تَنَالُهَا
إذا قَامَ مِنْهَا المُقْرِفُونَ الألائِمُ
عَطِيّةُ تَرْجُو أنْ تَكُونَ كغالِبٍ،
سَوَاءٌ كُلَيْبٌ، لا أبَاكَ، ودَارِمُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمرك ما ليث بخفان خادر
لعمرك ما ليث بخفان خادر
رقم القصيدة : 3718
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ مَا لَيْثٌ بِخَفّانَ خادِرٌ،
بأشجَعَ منْ بِشْرِ بنِ عُتبَةَ مُقْدِمَا
أبَاءَ بِشَيْبَانَ الثُّؤورَ، وَقَدْ رَأى
بَني فَاتِكٍ هَابُوا الوَشيجَ المُقَوَّمَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وجدتك حين تنسب في تميم
وجدتك حين تنسب في تميم
رقم القصيدة : 3719
-----------------------------------
وَجَدتُكَ، حِينَ تُنْسَبُ في تَمِيمٍ،
شُعَاعِيّاً، وَلَسْتَ مِنَ الصّمِيمِ
تُرَدُّ إلى شُعَاعَةَ حِينَ يَنْمي،
وَلا يَنْمَى إلى حَسَبٍ كَرِيمِ
شعراء العراق والشام >> إيليا أبو ماضي >> قال السماء كئيبة وتجهما
قال السماء كئيبة وتجهما
رقم القصيدة : 372(39/229)
-----------------------------------
قال السماء كئيبة ! وتجهما
قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما !
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتسم
لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!
قال: التي كانت سمائي في الهوى
صارت لنفسي في الغرام جهنما
خانت عهودي بعدما ملكتها
قلبي , فكيف أطيق أن أتبسما !
قلت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها
لقضيت عمرك كله متألما
قال: التجارة في صراع هائل
مثل المسافر كاد يقتله الظما
أو غادة مسلولة محتاجة
لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما !
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها
وشفائها, فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما. و تبيت في
وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟
قال: العدى حولي علت صيحاتهم
أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟
قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم
لو لم تكن منهم أجل و أعظما !
قال: المواسم قد بدت أعلامها
و تعرضت لي في الملابس و الدمى
و علي للأحباب فرض لازم
لكن كفي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل
حيا, و لست من الأحبة معدما!
قال: الليالي جرعتني علقما
قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما
طرح الكآبة جانبا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟
يا صاح, لا خطر على شفتيك أن
تتثلما, و الوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى
متلاطم, و لذا نحب الأنجما !
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا
يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت ابتسم مادام بينك و الردى
شبر, فإنك بعد لن تتبسما
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أتيت الأشعث العجلي أمشي
أتيت الأشعث العجلي أمشي
رقم القصيدة : 3720
-----------------------------------
أتَيْتُ الأشْعَثَ العِجْليَّ أمْشِي
لِيَحْمِلَني على عَدَسٍ رَجُومِ
نَمَى بِكَ مِنْ رَبِيعَةَ غَيرُ فَحْلٍ،
وَسَعّدَ سَاعِدَيْكَ بَنُو تَمِيمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لنعم تراث المرء أورث قومه
لنعم تراث المرء أورث قومه
رقم القصيدة : 3721(39/230)
-----------------------------------
لَنِعْمَ تُرَاثُ المَرْءِ أوْرَثَ قَوْمَهُ
عُميرُ بنُ عَمروٍ وَالحَصَانِ السُّلاجمِ
بَنُوهُ بَنُو غَرّاءَ قَدْ صَعّدَتْ بهِمْ
إلى بَيْتِ سَعْدٍ ذي العَلاءِ وَدارِمِ
نَمَاهُمْ إلى عِرْنينِ سَعْدٍ مُحَرِّقٌ،
وَمِنْ وَائِلٍ أهلُ النُّهَى وَالعظائِمِ
عَمَيرٌ أبوهمْ ذو المَساعي، وَجَدُّهُمْ
ضُبَيْعَةُ ضَرّابُ الطُّلى وَالجَمَاجِمِ
هُمُ الهامَةُ العَلْياءُ مِنْ آلِ وَائِلٍ،
وَفُرْسَانُهَا في المَأزِقِ المُتَلاحِمِ
عَمَيرٌ أبُوكُمْ، فافخَرُوا بِفَعالِهِ،
إذا عَدّد الأقْوَامُ أهْلَ المَكارِمِ
وَجَارِيَةُ القَرْمُ النّجيبُ بَنى لهُمْ
مَآثِرَ مَجْد رَاسِيَاتِ الدّعَائِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> قل لعدي جاء من كنت تبتغي
قل لعدي جاء من كنت تبتغي
رقم القصيدة : 3722
-----------------------------------
قُلْ لِعَديٍّ جَاءَ مَنْ كُنْتَ تَبْتَغي
إليكَ، فلا تَحْفِلْ بُدُورَ الدّرَاهِمِ
أتعاكَ امْرُؤٌ لمْ تَخْدُمِ القَوْمَ أُمُّهُ،
طَوِيلُ السُّرَى ألْفَيْتَهُ غَيرَ نَائِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم تريا أن الجواد ابن معمر
ألم تريا أن الجواد ابن معمر
رقم القصيدة : 3723
-----------------------------------
ألمْ تَرَيَا أنّ الجَوادَ ابن مَعْمَرٍ
لَهُ رَاحَتَا غَيْثٍ يَفِيضُ مُدِيمُهَا
إذْ جاءَهُ السُّؤّالُ فاضَتْ عَلَيْهِمُ
سِجَالُ يَدَيْهِ فَاسْتَقَلّ عَدِيمُهَا
نمَتْهُ بَنُو تَيْمِ بنِ مُرّةَ لِلْعُلَى،
وَحاطَتْ حِماهُ من قُرَيشٍ قُرُومُهَا
وَما يَبْلُغُ البَحْرَانِ من آلِ غالِبٍ،
إذا هُزَّ يَوْماً للنّوَالِ كَرِيمُهَا
وَهمْ ساسةُ الإسلامِ، وَالقادَةُ الأولى
يَقُومُ على الحُكّامِ يَوْماً حُكُومُهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> طرقنا شفاء وهو يكعم كلبه
طرقنا شفاء وهو يكعم كلبه
رقم القصيدة : 3724
-----------------------------------(39/231)
طَرَقْنا شِفاءً، وَهُوَ يَكْعَمُ كَلبَهُ،
على الدّاعِرِيّاتِ العِتاقِ العَياهِمِ
فَعُجْنَا المَطايَا عَنْ شَقائِقِ فَوْبَعٍ،
وَأنّى مَنَافٌ مِنْ تَنَاوُلِ دارِمِ
تَغَلْغَلَ يَبْغي وَالِداً يَعْتَزِي بِهِ،
فَقَصّرَ عَنْ باعِ العُلى وَالمكارِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> سيبلغ عني غدوة الريح أنها
سيبلغ عني غدوة الريح أنها
رقم القصيدة : 3725
-----------------------------------
سَيَبْلُغُ عَني غَدْوَةَ الرّيحِ أنّهَا
مَسِيرَةُ شَهْرٍ للرّيَاحِ الهَوَاجِمِ
بَني عَامِرٍ مَا مَنْ تَأوّلَ مِنْكُمُ
بأنْ سَوْفَ يَنْجُو مِنْ تَميمٍ بحَازِمِ
وَلَوْ أنّ كَعْباً أوْ كِلاباً سَألْتُمُ
على عَهْدِهمْ قالوا لَكُمْ قوْلَ عالمِ
لَقالُوا لكُمْ: كانَتْ هَوَازنُ حِقبَةً
على عَهْدِ أكّالِ المِرَارِ القُماقِمِ
قَطِيناً يَرُبّونَ النِّحَاءَ لِيَفْتَدُوا
بِهنّ بَنِيهمْ مِنْ غُوَيٍّ وَسَالِمِ
إذا النِّحْيُ لمْ تَعْجَلْ بهِ عامِرِيّةٌ،
فَداهَا ابْنُهَا أوْ بِنْتُها في المَقاسِمِ
أظَنّتْ كِلابُ اللّؤمِ أنْ لَستُ خابطاً
قَبائِلَ غَيرَ ابْنَيْ دُخَانٍ بِدارِمِ
لَبِئْسَ إذاً حامي الحَقيقَةِ والّذِي
يُلاذُ بِهِ في مُعْضِلاتِ العَظَائِمِ
وَحَتى الحَنَاثَى مِنْ قُشَيرٍ تَسُبّني،
وَجَعْدَةُ أشْبَاهُ الإماءِ الخَوَادِمِ
وَظَنّتْ بَنو العَجلانِ أنْ لستُ ذاكراً
عِلاطَهمُ المَعرُوضَ تحتَ العَمائِمِ
وَظَنّتْ عُقَيلٌ أنّني لَستُ ذاكِراً
عَجوزَهُمُ الدَّغْمَاءَ أُمَّ التّوَائِمِ
وكمْ من لَئِيمٍ قد رَفَعتُ لَهُ اسمَهُ،
وأطعَمْتُهُ بِاسْمي، وَليس بطاعِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أرى السجن سلاني عن الروعة التي
أرى السجن سلاني عن الروعة التي
رقم القصيدة : 3726
-----------------------------------
أرَى السّجنَ سَلاّني عن الرَّوْعَةِ التي
إلَيْهَا نُفُوسُ المُسْلِمِينَ تَحُومُ
عَجِبتُ من الآمالِ وَالمَوْتُ دونَها،(39/232)
وَماذا يَرَى المَبْعُوثُ حِينَ يَقُومُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبا حاتم قد كان عمك رامني
أبا حاتم قد كان عمك رامني
رقم القصيدة : 3727
-----------------------------------
أبَا حاتمٍ! قَدْ كانَ عَمُّكَ رَامَني
زياداً، فألفاني امرَأً غَيرَ نَائِمِ
أبَا حَاتِمٍ! مَا حَاتِمٌ في زَمَانِهِ
بِأفْضَلَ جُوداً مِنْكَ عندَ العَظائِمِ
فهَلْ أنتَ إنْ أعتَبتُكَ اليَوْمَ تارِكي،
وَبُؤتُ بِذَنْبي يا ابنَ بَاني الدّعائِمِ
أبُوكَ الذي ما كانَ في النّاسِ مِثْلُهُ
إذا نَزَلَتْ بِالمِصْرِ إحدَى الصَّيالِمِ
بَهالِيلُ مَعْرُوفُونَ بالحِلْمِ وَالتُّقَى،
وَآسَادُهَا في المَأزِقِ المُتَلاحِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أصبنا بما لو أن سلمى أصابها
أصبنا بما لو أن سلمى أصابها
رقم القصيدة : 3728
-----------------------------------
أُصِبْنَا بِمَا لَوْ أنّ سَلْمَى أصَابَهَا
لهُدّتْ، ولَكنْ تَحمِلُ الرُّزْءَ دارِمُ
كَأنّهُمُ تَحتَ الخَوَافقِ إذْ مَشَوْا
إلى المَوْتِ أُسْدُ الغابَتَينِ الضّرَاغِمُ
إذا كَفّتِ العَيْنانِ جارِيَ دَمعِهَا،
تَحَرَّقَ نَارٌ في فُؤادِكَ جَاحِمُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لم أر كالرهط الذين تتابعوا
لم أر كالرهط الذين تتابعوا
رقم القصيدة : 3729
-----------------------------------
لَمْ أرَ كَالرّهْطِ الّذِينَ تَتَابَعُوا
عَلى الجِذْعِ وَالحُرّاسُ غَيرُ نِيَامِ
مَضوْا وَهُمُ مُسْتَيْقِنُونَ بِأنّهُمْ
إلى قَدَرٍ آجَالُهُمْ وَحِمَامِ
وَمَا مِنْهُمُ إلاّ يُخَفِّضُ جَأشَهُ
إلَيْهِ بِقَلبٍ صَارِمٍ وَحُسَامِ
وَلمّا التَقَوْا لَمْ يَلْتَقُوا بِمُنَفَّهٍ
كَبيرٍ، وَلا رَخْصِ العِظامِ غُلامِ
بمِثْلِ أبِيهِمْ حِينَ مَرّتْ لِداتُهُ
لخَمْسِينَ قُلْ في جُرْأةٍ وَتَمَامِ
شعراء العراق والشام >> إيليا أبو ماضي >> كن بلسما
كن بلسما
رقم القصيدة : 373
-----------------------------------(39/233)
كن بلسماً إن صار دهرك أرقما
وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها
لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..
أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا
أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً ؟
أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟
عُدَّ الكرامَ المحسنين وقِسهمُ
بهما تجد هذين منهم أكرما
ياصاحِ خُذ علم المحبة عنهما
إني وجدتُ الحبَّ علما قيما
لو لم تَفُحْ هذي ، وهذا ما شدا ،
عاشتْ مذممةً وعاش مذمما
فاعمل لإسعاد السِّوى وهنائهم
إن شئت تسعد في الحياة وتنعما
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا
لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بني جارم إن الصغير بقدره
بني جارم إن الصغير بقدره
رقم القصيدة : 3730
-----------------------------------
بَني جارِمٍ إنّ الصّغِيرَ بقَدْرِهِ
تَسُوقُ إلى الأمْرِ الكَبِيرِ جَرَائِمُهْ
فأغْنُوا سَفِيهَ القَوْمِ لا يَغْرُرَنّكُمْ
كما غُرّ مَنْ لمْ تُغْنِ عَنهُ تَمائِمُهْ
بَني جارِمٍ مَا مِنْ ثَلاثَةِ مَعْشَرٍ
بِألأمَ مِنكُمْ حَيثُ عُدّتْ مَلاوِمُهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ولقد أتيتكم لآمن فيكم
ولقد أتيتكم لآمن فيكم
رقم القصيدة : 3731
-----------------------------------
وَلَقَدْ أتَيْتُكُمُ لآِمَنَ فِيكُمُ،
وأخُو المَخاوِفِ عائِذٌ بِالأكْرَمِ
وَجَمِيعُ أُمّةِ أحْمَدٍ يَرْجُونَكُمْ
لِدِفَاعِ مَا رَهِبُوا وَفَكِّ المُقْرَمِ
وَلَقَدْ أتَيْتُكُمُ بِأعْظَمِ مِنّةٍ،
وَلَزِمْتُ بابَكُمُ وَلَستُ بمُجْرِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وعيد أتاني من زياد فلم أنم
وعيد أتاني من زياد فلم أنم
رقم القصيدة : 3732
-----------------------------------
وَعِيدٌ أتَاني مِنْ زيادٍ فَلَمْ أنَمْ،
وَسَيْلُ اللِّوَى دُوني وَهَضْبُ التهائمِ
فَبِتُّ كَأنّي مُشْعَرٌ خَيْبَرِيّةً
سَرَتْ في عِظامي أوْ لُعابُ الأرَاقِمِ(39/234)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> صل يا جنيد الخير لله صولة
صل يا جنيد الخير لله صولة
رقم القصيدة : 3733
-----------------------------------
صُلْ يا جُنَيْدَ الخَيرِ لله صَوْلَةً،
وَأقْرِرْ عُيُناً ما يَجِفُّ سِجَامُهَا
فَقَدْ فَضّل الله الجُنَيْدَ وَفُضّلَتْ
يَداهُ على الأيدي الطّوَالِ اهتضَامُهَا
وَمَا غَضِبَتْ لله أيْدِي قَبِيلَةٍ
عَلى مُشْرِكٍ إلاّ الجُنَيْدُ حُسَامُهَا
وَلا ذُكِرَتْ عَنْدَ المُلُوكِ قَماقِمٌ
بِفَضْلِ نَدىً إلاّ الجُنَيْدُ هُمامُهَا
قَبِيلَتُهُ مُرِّيّةٌ غَالِبِيّةٌ،
لها وَعَلَيْهَا حُلُّهَا وَحَرامُهَا
لَهُمْ في قُرَيْشٍ نِسْبَةٌ غالِبِيّةٌ،
إلَيهِمْ تَنَاهَتْ حَرْبُهَا وَسَلامُهَا
تَفَرّعَ مِنْ غَيْظِ ابنِ مُرّةَ مَجْدُها
قَدِيماً وَهُمْ أعْناقُ قَيْس وَهامُهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبلغ أبا داود أني ابن عمه
أبلغ أبا داود أني ابن عمه
رقم القصيدة : 3734
-----------------------------------
أبْلِغْ أبَا داودَ أني ابنُ عَمِّهِ،
وَأنّ البَعِيثَ مِنْ بَني عَمّ سَالِمِ
أتُدخِلُ بَيتَ المُلْكِ مَن ليسَ أهلَه،
وعِيش الذُّنَابَى قَبلَ رِيشِ القَوَادِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا ما أتيت العبد موسى فقل له
إذا ما أتيت العبد موسى فقل له
رقم القصيدة : 3735
-----------------------------------
إذا مَا أتَيْتَ العَبْدَ مُوسى فقُلْ له:
فدَيتَ من الأسوَاءِ مُوسَى بنَ سالمِ
عَفا بعَدَما أدّى إلى الحَيّ ثَأرَهُ،
وَأُبْتَ بِوَجْهٍ كَاسِفِ البَالِ نَادِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لئن قيس عيلان اشتكتني لمثل ما
لئن قيس عيلان اشتكتني لمثل ما
رقم القصيدة : 3736
-----------------------------------
لَئِنْ قَيْسُ عَيلانَ اشتكَتني لمثلِ ما
بها يُتشكّى حينَ مَضّتْ كُلُومُهَا
وَقَدْ تَرَكَتْ مِرْادةُ خُندِفَ في يدي
جَماجمَ من قَيسٍ عِظاماً هُزُومُهَا(39/235)
إذا وقَعَتْ فَوْقَ الجَماجِمِ لمْ يَقُمْ
إلى يَوْمِ بَعْثِ الأوجلِينَ أمِيمُهَا
أبَى حَسَبي إلاّ انْتِصَاباً، وَغَرّني
إذا شَالَ أحْسَابَ الرّجالِ بَهِيمُهَا
أنا ابنُ تَمِيمٍ وَالمُحَامي الّذِي بهِ
تُحامي إذا غَرْبٌ تَفَرّى أدِيمُهَا
سَتَأبى تَمِيمٌ أنْ أُضَامَ إذا التَقَتْ
عَليّ بِأعْنَاقٍ طِوَالٍ قُرُومُهَا
وَنَحْنُ قَتَلْنَا عَامِراً يَوْمَ مُلْزَقٍ،
فَبَاتَتْ على قُبْلِ البُيوتِ هُجومُهَا
وَنَجّى طُفَيْلاً مِنْ عُلالَةِ قُرْزُلٍ
قَوَائِمُ يَحْمي لَحْمَهُ مُستَقِيمُهَا
تَرَاخَتْ بِهِ عَنْ طالِبَاتٍ كَأنّهَا
جَرَادُ فَضَاءٍ طَارَ عَنْها حَمِيمُهَا
إذا مَا تَمِيمٌ أصْلَحَتْ ذاتَ بَيْنِها
وَتَمّتْ إلى سَعْدِ السُّعُودِ تَمِيمُهَا
تَجِدْ مَنْ عَوَى من كَلْبِ كلِّ قبيلةٍ
وَأُسرَتِهِ هَانَتْ عَليّ رُغُومُهَا
تَزيدُ بَنُو سَعْدٍ على عَدَدَ الحَصَى،
وَأثْقَلُ مِنْ وَزْنِ الجِبَالِ حُلُومُها
وَلَوْ وَطِئَتْ سَعْدٌ ليأجُوجَ ردْمَها
بأقْدامِهَا لارْفَضّ عَنها رُدُومُهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن يقتل النصري تحت لوائكم
إن يقتل النصري تحت لوائكم
رقم القصيدة : 3737
-----------------------------------
إنْ يُقْتَلِ النّصرِيُّ تحتَ لِوَائِكُمْ،
فَلَيْسَتْ تَميمٌ بَعْدَها بِتَمِيمِ
يُقَطِّعُ هِنْدِيَّ الصَّفيحِ، مُساوراً
سِوَارَ امْرِىءٍ في الحَرْبِ غَيرِ لَئِيمِ
أرَى الأُسدَ أنْباطَ العراق ومَذحِجاً،
وَمَا طَيّءٌ مِنْ مَذْحِجٍ بِصَمِيمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد كدت لولا الحلم تدرك حفظتي
لقد كدت لولا الحلم تدرك حفظتي
رقم القصيدة : 3738
-----------------------------------
لقد كِدتُ لَوْلا الحِلمُ تُدرِكُ حِفظتي
على الوَقَبَى يَوْماً مَقَالَةُ دَيْسَمِ
وَنَهنَهتُ نفِسي عَن مُعاذٍ وَقد بَدَتْ
مَقاتلُ مَجْهُورِ الرّكِيّةِ مُسَلمِ
وَلوْلا بَنُو هِنْدٍ لَنالَتْ عُقُوبَتي(39/236)
قُدامَةَ أوْلى ذا الفَمِ المُتَثَلِّمِ
ولَكِنّني اسْتَبْقَيْتُ أعَراضَ مازِنٍ
لأيّامِهَا مِنْ مُسْتَنِيرٍ وَمُظْلِمِ
أُنَاسٌ بِثَغْرٍ مَا تَزَالُ رِمَاحُهُمْ
شَوَارِعَ مِنْ غَيرِ العَشيرَةِ في الدّمِ
لَعَصّبْتُهُ مِمّا أقُولُ عِصَابَةً
طَوِيلاً أذاها مِنْ عِصَابَةِ قَيِّمِ
عَلامَ بَنَتْ أُخْتُ اليَرَابيعِ بَيْتَهَا
عَليّ، وَقَالَتْ لي بِلَيْلٍ تَعَمَّمِ
إذا أنَا لمْ أجْعَلْ مَكانَ لَبُونِهَا
لَبُوناً وَأفْقَأْ نَاظِرَ المُتَظَلِّمِ
وَنَابُ اليَرَابيعِ التي حَنَّ سَقْبُهَا
إلى أُمّهِ مِنْ ضَيْعَةٍ عِندَ دَهشَمِ
تَجاوَزْتُما أنْعامَ بَكرِ بنِ وائِلٍ
إلى لِقْحَتَيْ رَاعي نُعَيمِ بنِ دِرْهَمِ
فَلَوْلا ابنُ مَسْعُودٍ سَعيدٌ رَمَيْتُهُ
بِنافِذَةٍ تَسْتَكْرِهُ الجِلدَ بِالدّمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أما والذي ما شاء سدى لعبده
أما والذي ما شاء سدى لعبده
رقم القصيدة : 3739
-----------------------------------
أمَا وَالّذِي مَا شَاءَ سَدّى لَعَبْدِهِ،
إلى الله يُفْضِي مَنْ تَألّى وَأقْسَمَا
لَئِنْ أصْبَحَ الوَاشُونَ قَرّتْ عُيونُهُم
بهَجْرٍ مَضَى أوْ صُرْمِ حَبلٍ تَجذّمَا
لَقَدْ تُصْبِحُ الدّنْيَا عَلَينا قَصِيرَةً
جَميعاً وَمَا نُفشِي الحَديثَ المُكَتَّما
فقُلْ لطَبيبِ الحُبّ إنْ كانَ صَادِقاً:
بأيّ الرُّقَى تشفي الفُؤادَ المُتَيَّمَا
فقالَ الطبيبُ: الهَجرُ يَشفي من الهَوى،
وَلَنْ يَجْمَعَ الهِجرَانُ قَلباً مقسَّمَا
شعراء العراق والشام >> إيليا أبو ماضي >> السجينة
السجينة
رقم القصيدة : 374
-----------------------------------
رآها يحلُّ الفجرُ عقد جفونها
ويُلقي عليها تبرهُ فيذوبُ
وينفض عن أعطافها النورَ لؤلؤاً
من الطلِّ ما ضُمت عليه جيوبُ
فعالجها حتى استوت في يمينه
وعاد إلى مغناه وهو طروبُ
وشاء فأمست في الإناء سجينةً
لتشبع منها أعينٌ وقلوبُ
فليست تحيي الشمس عند شروقها(39/237)
وليست تحيي الشمس حين تغيبُ
ومن عُصبت عيناه فالوقت كله
لديه وإن لاح الصباحُ غروبُ
لها الحجرة الحسناءُ في القصر إنما
أحب إليها روضةٌ وكثيبُ
وأجمل من نور المصابيح عندها
حُباحبُ تمضي في الدجى وتؤوبُ
وأحلى من السقف المزخرف بالدمى
فضاءٌ تشع الشهبُ فيه رحيبُ
تحنُ إلى مرأى الغدير وصوته
وتُحرم منه ، والغدير قريبُ
وكانت قليل الطل ينعش روحها
وكانت بميسور الشعاع تطيبُ
تمشى الضنى فيها وأيار في الحمى
وجفت وسربال الربيع قشيبُ
إسارك يا أخت الرياحين مفجعٌ
وموتك يا بنت الربيع رهيبُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا دمعت عيناك والشوق قائد
إذا دمعت عيناك والشوق قائد
رقم القصيدة : 3740
-----------------------------------
إذا دَمَعَتْ عَيْناكَ وَالشّوْقُ قائِدٌ
لذي الشّوْقِ، حتى تَستَبِينَ المُكَتَّما
ظَلِلْتَ تُبَكّي الحَيَّ والرَّبعُ دارِسٌ،
وَقَدْ مَرّ بَعدَ الحَيِّ حَوْلٌ تجَرَّما
وَشَبّهتَ رَسْمَ الدّارِ، إذْ أنتَ وَاقِفٌ
عَلَيها تكُفّ الدّمعَ، بُرْداً مُسَهَّمَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن أمامي خير من وطىء الحصى
إن أمامي خير من وطىء الحصى
رقم القصيدة : 3741
-----------------------------------
إنّ أمامي خَيرَ مَنْ وَطىءَ الحَصَى
لذي هِمّةٍ يَرْجو الغِنى أوْ لِغارِمِ
فَقَالوا: فَعَلَنا، حَسبُنا الله، وَانْتَهَوْا
جَدِيلَةَ أمْرٍ يَقْطَعُ الشّكَّ عازِمِ
إذا لمْ يكنْ حِصْنٌ سَوى الخَيلِ وَالقَنا
يُلاذُ بهِ، والمُرْهَفاتِ الصّوَارِمِ
ولمّا مَضَوْا عَنْ خَيرِ سُنّةِ مَعْشَرٍ
وَقامَ سُلَيْمانٌ أتَتْ خَيرَ قائِمِ
فَألقَتْ لعهُ الأيّامُ كُلَّ خَبيئَةٍ
عَلى ذِرْوَةٍ لا تُرْتقَى بِالسّلالِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ديار بالأجيفر كان فيها
ديار بالأجيفر كان فيها
رقم القصيدة : 3742
-----------------------------------
دِيَارٌ بِالأُجَيْفِرِ كَانَ فِيهَا
أوَانِسُ مِثْلُ آَرَامِ الصّرِيمِ(39/238)
وَما أحَدٌ يُسَامِيني بِفَخْرٍ،
إذا زَخَرَتْ بُحْورُ بَني تَمِيمِ
إلى المُتَخَيَّرينِ أباً وَخَالاً،
إذا نُسِبَ الصّميمُ إلى الصّميمِ
تَرَى غُلْبَ الفِحَالِ لَنَا خُضُوعاً،
إذا نَهَضَتْ لِمُفْتَخَرٍ قُرُومي
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن الذي أعطى الرجال حظوظهم
إن الذي أعطى الرجال حظوظهم
رقم القصيدة : 3743
-----------------------------------
إنّ الذي أعطَى الرّجال حظوظَهُمْ
على الناسِ أعطى خِنْدِفاً بالخَزَائمِ
لخِنْدِفَ قَبْلَ النّاسِ بَيتانِ فيهِما
عَديدُ الحَصَى والمَأثُرًّتِ العَظائِمِ
أخَذتُ على النّاسِ اثنَتَينِ ليَ الحَصَى
معَ المَجدِ ما لي فيهما من مُخاصِمِ
أبُونَا خَلِيلُ الله وَابنُ خَلِيلِهِ،
أبُونَا أبُو المُسْتَخْلَفِينَ الأكَارِم
وَمَا أحَدٌ مِنْ فَخْرِنَا بالّذي لَنَا
على النّاسِ مِمّا يَعْرِفُونَ بِرَاغِمِ
وَهلْ من أبٍ في الناسِ يَدعونَ باسمه
لَهُ ابْنَانِ كَانَا مِثْلَ سَعْدٍ وَدارِمِ
إذا مَا هَبَطْنَا بَلْدَةً كانَ أهْلُهَا
بهَا وُلِدُوا، يَظعَنْ بها كلُّ جارِمِ
لَنَا العِزُّ مَنْ تَحلُلْ عَلَيْهِ بُيُوتُنا
يَمُتْ غَرَقاً أوْ يَحتَملْ أنْفَ رَاغِمِ
فَإنّ بَني سعدٍ هُمُ اللّيلُ، فيهِمُ
حُلُومٌ رَسَتْ، وَالظّالمو كلِّ ظالمِ
فَإنّ بَني سَعْدٍ هُمُ الهَامَةُ الّتي
بهَا مُضَرٌ دَمّاغَةٌ لِلْجَماجِمِ
أبَتْ لبَني سَعْدٍ جِبَالٌ رَسَتْ بِهمْ
شَوَامِخُها، لا تُرْتَقَى بالسّلالمِ
وَمَا أحدٌ مِمّنْ هَجَاني عَلِمْتُهُ
يَكُونُ وَفَاءً عِرْضُهُ لي بِدائِمِ
وَمَا كُنْتُ أخْشَى طَيّئاً أنْ تَسُبّني
وَهُم نَبَطٌ لمْ تَعْتَصِبْ بالعَمَائِمِ
نَبِيطُ القُرَى لمْ تَخْتَمِرْ أُمّهاتُهُمْ
وَلا وَجَدَتْ مَسَّ الحَديدِ الكَوَالمِ
وَمَا يعلْلَمُ الطَّائِيُّ مِمَّنْ أبٌ لَهُ
وَلَوْ سَأَلُوا عَنْ طَيِّءٍ كُلَّ عَلِمِ
وَمَا يَمْنَعُ الطّائيُّ إلاّ رَصَاصَةٌ،(39/239)
بهَا نَقْشُ سُلْطانٍ على النّاسِ قائِمِ
مَتى يَهْبِطِ الطّائيُّ أرْضاً ولَمْ يَكُنْ
بهِ وَشْمُ مَوْشُومٍ يكُنْ غُنْمَ غانِمِ
مَتى يُمْنَعِ الطّائيُّ مِنْ حَيْثُ يَرْتقي
يكُنْ مَغنَماً من طَيّءٍ في المَقاسِمِ
وَإنّ هِجائي طَيّئاً، وَهيَ طيّءٌ،
نَبِيطُ القُرَى إحدى الكِبارِ العَظائِمِ
بَنَى اللّؤمُ بَيْتاً فاستَقَرّتْ عِمادُهُ
على طَيّءِ الأنْبَاطِ ضَرْبَةَ لازِمِ
إذا اقْتَسَمَ اللّؤمَ اللّئَامُ وَجَدْتَهُ
يَكُونُ أبَا الطّائيّ دُونَ العَمَاعِمِ
وَما طَيّءٌ، واللّؤمُ فَوْقَ رِقَابِهِمْ،
وَلمْ تَرِمِ الأحْبَالُ عَنْهَا بِرَائِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم يك قتل عبد القيس ظلما
ألم يك قتل عبد القيس ظلما
رقم القصيدة : 3744
-----------------------------------
ألَمْ يَكُ قَتْلُ عَبْدِ القَيْسِ ظُلماً
أبا حَفْصٍ مِنَ الحُرَمِ العِظَامِ
قَتِيلُ عَداوَةٍ، لَمْ يَجْنِ ذَنْباً،
يُقَطَّعُ، وَهَو يَهْتِفُ بالإمَامِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم تر أنا يوم حنو ضرية
ألم تر أنا يوم حنو ضرية
رقم القصيدة : 3745
-----------------------------------
ألمْ تَرَ أنّا يَوْمَ حِنْوِ ضَرِيّةٍ
حَمَيْنا، وَقُلْنا السبْيُ لا يُتَقَسَّمُ
ضَرَبْنَا بأكْنافِ السّماءِ بُيوتَنا،
على ذِرْوَةٍ أرْكَانُها لا تُهَدَّمُ
حَلَبْنا بأخْلافِ السّماءِ عَلَيهِمُ
شَآبيبَ مَوْتٍ تَسْتَهِلّ وَتُزْرِمُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا الأسد ماست في الحديد وسومت
إذا الأسد ماست في الحديد وسومت
رقم القصيدة : 3746
-----------------------------------
إذا الأسدُ ماسَتْ في الحديدِ وَسَوّمتْ
تَمِيمٌ وَجاءَتْ بالبُحُورِ الخَضَارِمِ
فَما الناسُ في حَيّيْهِما غَيرُ حُشوَةٍ،
إذا سَكَنَ الأصْوَاتُ غَيرَ الغَماغِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ما أنت إن قرما تميم تساميا
ما أنت إن قرما تميم تساميا
رقم القصيدة : 3747(39/240)
-----------------------------------
ما أنتَ إنْ قَرْمَا تَمِيمٍ تَسَامَيَا
أخا التَّيمِ إلاّ كالشّظِيّةِ في العَظْمِ
ولَوْ كُنْتَ مَوْلى العِزّ أوْ في ظِلالِهِ
ظَلَمتَ، ولَكِنْ لا يَدَيْ لك بالظّلْمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بئست لقوحا ذي العيال امتنحتما
بئست لقوحا ذي العيال امتنحتما
رقم القصيدة : 3748
-----------------------------------
بئسَتْ لَقُوحا ذي العِيالِ امتَنَحْتُما،
عَلُوقانِ مَنْ يَعْطِفْهُما غيرُ مَرْيمِ
إذا احْتَلَبُوا شاتَيْهِما في إنائِهِمْ،
بَدا طَعْمُ صَابٍ في الإنَاءِ وَعَلْقَمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لما أتانا المشفقون فأنذروا
لما أتانا المشفقون فأنذروا
رقم القصيدة : 3749
-----------------------------------
لمَّا أتَانَا المُشْفِقُونَ، فَأنْذَرُوا
أمِيرَيْنِ مَخْشِيّاً عَلَيْنَا رَادهُمَا
وَقالتْ: ألا طُفْ في صَديقكَ فالتَمسْ
شَعيبَينِ يَرْبُو سَاعةً مَنْ سَقاهُمَا
جَزَى الله عَنّا ابْنَي عُمَيرَةَ إذْ نأتْ
أقاربُنَا خَيراً، إذا مَا جَزَاهُمَا
هُمَا مَتّعَانَا حِينَ رُحْنَا عَشِيّةً
بخِبرَيْنِ لمْ يُنْفَسْ عَلَينا جَداهُما
بخِبرَيْنِ وعفْرَاوَيْنِ صَيْدٍ، وَلَيْسَتا
بضَأنٍ، ولَمْ تُخْرَزْ بغَرْفٍ كُلاهُما
كَأنّهُمَا قَلْتَا صَفاً أتْأقَتْهُمَا
سُعُودُ الثُّرَيّا مَا يَبِضُّ نَداهُمَا
شعراء العراق والشام >> إيليا أبو ماضي >> العيون السود
العيون السود
رقم القصيدة : 375
-----------------------------------
ليت الذي خلق العيون السودا
خلق القلوب الخافقات حديدا
لولا نواعسها ولولا سحرها
ما ود مالك قلبه لو صيدا
عَوذْ فؤادك من نبال لحاضها
أو متْ كما شاء الغرام شهيدا
إن أنت أبصرت الجمال ولم تهم
كنت امرءاً خشن الطباع ، بليدا
وإذا طلبت مع الصبابة لذةً
فلقد طلبت الضائع الموجودا
يا ويح قلبي إنه في جانبي
وأضنه نائي المزار بعيدا
مستوفزٌ شوقاً إلى أحبابه(39/241)
المرء يكره أن يعيش وحيدا
برأ الإله له الضلوع وقايةً
وأرته شقوته الضلوع قيودا
فإذا هفا برق المنى وهفا له
هاجت دفائنه عليه رعودا
جشَّمتُهُ صبراً فلما لم يطقْ
جشمته التصويب والتصعيدا
لو أستطيع وقيته بطش الهوى
ولو استطاع سلا الهوى محمودا
هي نظرة عَرَضت فصارت في الحشا
ناراً وصار لها الفؤاد وقودا
والحبٌ صوتٌ ، فهو أنةُ نائحٍ
طوراً وآونة يكون نشيدا
يهب البواغم ألسناً صداحة
فإذا تجنى أسكت الغريدا
ما لي أكلف مهجتي كتم الأسى
إن طال عهد الجرح صار صديدا
ويلذُّ نفسي أن تكون شقيةً
ويلذ قلبي أن يكون عميدا
إن كنت تدري ما الغرام فداوني
أو ، لا فخل العذل والتفنيدا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أخذنا بالنجوم على كليب
أخذنا بالنجوم على كليب
رقم القصيدة : 3750
-----------------------------------
أخَذْنَا بِالنّجُومِ عَلى كُلَيْبٍ،
وَبِالقَمَرِ الّذِي جَلّى الغَمَامَا
على عَهْدِ ابنِ مَرْيَمَ كَانَ قَوْمي
هُمُ الفَرْعَ المُقَدَّمَ وَالسَّنَامَا
إذا سَامَتْ تَمِيمٌ يَوْمَ هَيْجَا،
سَمَوْا بي لا ألَفَّ وَلا كَهَامَا
أخُو حَرْبٍ أقُومُ لها، مِضَمٌّ،
إذا كَرِهَ المُزَجَّونَ الضِّمَامَا
بِكُلّ طِمِرّةٍ وَبِكُلّ طِرْفٍ،
يَدُقُّ شَكِيمَ نَاجِذِهِ اللِّجَامَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ما ابن سليم سائرا بجياده
ما ابن سليم سائرا بجياده
رقم القصيدة : 3751
-----------------------------------
ما ابنُ سُلَيْمٍ سَائِراً بجِيَادِهِ
إلى غَارَةٍ إلاّ أفَادَكَ مَغْنَمَا
إذا مَا تَرَدّى عابِساً فَاضَ سَيْفُهُ
دِماءً، وَيُعْطي مَالهُ إمْ تَبَسّمَا
يَكُرّ بأسْلابِ المُلُوكِ وَبِالمَهَا،
وَبالخيْلِ لا يَصْهِلنَ إلاّ تَحَمحُمّا
ألا رُبّ يَوْمٍ داجِنِ اللّيلِ كَاسِفٍ
تَرَاهُ مِنْ التّأجيجِ والرَّهجِ مُظلِمَا
لَهُ رَهَجٌ عَالى الزُّهَاءِ، كَأنّهُ
غَيَابَةُ دَجْنٍ ذِي طَخَاءٍ تَغَيَّمَا(39/242)
تَرَى حَدَقَ الأبْطَالِ فِيهِ كَأنّمَا
تُكَحَّلُ جَادِيّاً مَدُوفَاً، وَعَندَما
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أناخ إليكم طالب طال ما نأت
أناخ إليكم طالب طال ما نأت
رقم القصيدة : 3752
-----------------------------------
أناخَ إلَيكُمْ طالِبٌ طَالَ ما نَأتْ
بهِ الدّارُ، دانٍ بِالقَرَابَةِ عَالِمِ
تَذَكّرَ أيْنَ الجَابِرُونَ قَنَاتَهُ،
فَقَال: بَنُو عَمّي أبانُ بنُ دارِمِ
رَمَوْا لي رحلي إذ أنَخْتُ إلَيهِمُ،
بِعُجْمِ الأوَابي واللِّقَاحِ الرّوَايِمِ
وَقالُوا ابنُ لَيْلى سَوْفَ يَضْمَنُ للّتي
بها يُطْلَقُ الجَاني، شَديدَ الشكائِمِ
لَهُم عَدَدٌ في قَوْمِهِمْ شَافعُ الحَصَى
وَدَثْرٌ من الأنْعامِ غَيرُ الأصَارِمِ
فإني وإيّاهُمْ كَذِي الدّلُو أوْرَدَتْ
على مَائِحِ مَنْ يَأتِهِ غَيرُ لائِمِ
تَجاوَزْتُ أقْوَاماً إلَيكُمْ، وَإنّهُمْ
ليَدْعُونَني، فاختَرْتُكُمْ للعظائمِ
وَكُنْتُمْ أُنَاساً كانَ يُشفَى بمالِكُمْ
وَأحْلامِكُمْ صَدْعُ الثّأى المُتَفاقِمِ
هُمُ ما هُمُ عندَ الحَفيظَةِ وَالقِرَى،
وَضَرْبِ كِباشِ القَوْمِ فوْقَ الجماجمِ
وَإنّ مُناخي فيكُمُ سَوْفَ يَلْتَقي
بهِ الرّكْبُ مِنْ نَجْدٍ وَأهلِ المَوَاسِم
وَأينَ مُناخي بَعْدَكُمْ، إنْ نَبَوْتُمُ
عَليّ، وَهَلْ تَنْبُو ظُبَاتُ الصّوَارِمِ
ألَيْسَ أبي أدْنى أباكُمْ، وَأنْتُمُ
بمَا انَ يَلقَى سَيفُهُ كلَّ جارِمِ
فَما إخُوَةٌ مِنّا نُبَايِعُكُمْ بهِمْ
بحَبْسٍ على المَوْلى وَتَنكِيلِ ظالمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إليك سبقت ابني فزارة بعدما
إليك سبقت ابني فزارة بعدما
رقم القصيدة : 3753
-----------------------------------
إلَيْكَ سَبَقتُ ابْنَيْ فَزَارَةَ بَعدَما
أرَادَ ثَوَايَ في حِلاقِ الأداهِمِ
فَقُلْتُ: ألَيْسَ الله قَبْلَكُمَا الذي
كَفَاني زِياداً ذا العُرَى وَالشّكائِمِ
سَبَقْتُ إلى مَرْوَانَ حَتى أتَيْتُهُ(39/243)
بِساقَيّ سَعْياً مِنْ حِذارِ الجَرائِمِ
فكُنْتُ كَأنّي، إذْ أنَخْتُ فِنَاءَهُ
على الهَضْبَةِ الخَلْقَاءِ ذاتِ المَخازِمِ
تَزعلُّ مِنْ الأرْوَى، إذا ما تَصَعّدَتْ
إلَيهَا لتَلْقَاها، ظُلُوفُ القَوائِمِ
بهَا تَمْنَعُ البَيْضَ الأُنُوقُ وَدُونَها
نَفانِفُ لَيْسَتْ تُرْتَقى بالسّلالمِ
وَجَدْتُ لكَ البَطْحَاءَ لمّا تَوَارَثَتْ
قُرَيْشٌ تُرَاثَ الأطْيَبِينَ الأكَارِمِ
وَإنّ لَكُمْ عِيصاً ألفَّ غُصُونُهُ،
لَهُ ظِلُّ بَيْتَيْ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
لكَمْ لَكَ مِنْ سَاقٍ وَدَلْوٍ سَجيلةٍ
إلَيكَ لها الحوماتُ ذاتُ القَمَاقِمِ
فَلَوْ كانَ مِنْ أوْلادِ دارِمَ مَلأكٌ
حَمَلتْ جَناحَي مَلأكٍ غَيرَ سَائِمِ
مِنّ الحَمْدِ وَالتّسبيحِ لله ما جَرَتْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبلغ معاوية الذي بيمينه
أبلغ معاوية الذي بيمينه
رقم القصيدة : 3754
-----------------------------------
أبْلِغْ مُعَاوِيَةَ الّذِي بِيَمِينِهِ
أمْرُ العِرَاقِ وَأمْرُ كُلّ شَآمِ
إنّ الهُمُومَ وَجَدْتَهَا حِينَ التَقَتْ
في الصّدْرِ، طارقُهُنّ غَيرُ نِيَامِ
يَسْهَرْنَ مَنْ طَرَقَ الهُمومُ فؤادَهُ،
وَيَرُومُ وَارِدُهُنّ كُلَّ مَرَامِ
يَأمُرْنَني بِنَدَى مُعَاوِيَةَ الّذِي
قَادَ ابنُ خَمْسَتِهِ لكُلّ لُهَامِ
أوْ يَسْتَقِيمَ إلى أبِيهِ، فَإنّهُ
ضَوْءُ النّهَارِ جَلا دُجَى الأظْلامِ
غَمَرَ الخَلائِفَ قَبْلَهُ، وَهُوَ الّذي
قَتَلَ النّفَاقَ أبُوهُ بِالإسْلامِ
وَرِثُوا تُرَاثَ مُحَمّدٍ، كَانُوا بِهِ
أوْلى، وَكَانَ لَهُمْ من الأقْسَامِ
لمّا تُخُوصِمَ في الخِلافَةِ بِالقَنَا،
وَبِكُلّ مُخْتَضَبِ الحَدِيدِ حُسامِ
كَانَتْ خِلافَتُها، لآلِ مُحَمّدٍ،
لأبي الوَلِيدِ تُرَاثُهَا وَهِشَامِ
أخْلِصْ دُعَاءَكَ تَنْجُ مِمّا تَتّقي
لله يَوْمَ لِقَائِهِ بِسَلامِ
وَهوَ الّذِي ابْتَدَعَ السّمَاءَ وَأرْضَها،
وَرَسُولَهُ وَخَلِيفَةَ الآنَامِ(39/244)
مَلِكٌ بِهِ قُصِمَ المُلُوكُ، وَعِنْدَهُ
عِلْمُ الغُيُوبِ وَوقْتُ كلِّ حِمَامِ
أرْجُو الدُّعَاءَ مِنَ الّذِي تلّ ابْنَهُ
لجَبِينِهِ، ففداهُ ذُو الإنْعَامِ
إسْحَقُ حَيْثُ يَقُولُ لمّا هَابَهُ
لأبِيهِ، حَيْثُ رَأى مِنَ الأحْلامِ
أمضِي، وَصَدِّقْ ما أُمِرتَ فإنّني،
بِالصّبْرِ مُحْتَسِباً، لَخَيْرُ غُلامِ
إنّ المُبَارَكَ كَانَ حَيْثُ جَعَلْتَهُ
غَيْثَ الفَقِيرِ، وَنَاعِشَ الأيْتَامِ
وَلتَعَلَمَنّ مَنِ الكَذوبُ إذا التَقَى،
عِنْدَ الإمَامِ، كَلامُهُمْ وَكَلامي
قال الّذي يَرْوِي عَليّ كَلامَهُمْ
الطّارِحَاتِ بِهِ على الأقْداَمِ:
هَلْ يَنْتَهي زَجَلٌ وَلمْ تَعْمِدْ لَهُ
مِثْلَ الّذي وَقَعَتْ بذِي الأهْدَامِ
شَنْعَاءُ جَادِعَةُ الأُنُوفِ مُذِلّةٌ
كَانَتْ لَهُ، نَزَلَتْ بكُلّ غَرَامِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أهاج لك الشوق القديم خياله
أهاج لك الشوق القديم خياله
رقم القصيدة : 3755
-----------------------------------
أهاجَ لَكَ الشّوْقَ القَدِيمَ خَيالُهُ
مَنَازِلُ بَيْنَ المُنْتَضَى وَمُنِيمِ
وَقَدْ حالَ دُوني السّجنُ حتى نسيتُها
وَأذْهَلَني عَنْ ذِكْرِ كُلِّ حَمِيمِ
على أنّني مِنْ ذِكْرِهَا كُلَّ لَيلَةٍ
كَذِي حُمَةٍ يَعْتَادُ داءَ سَلِيمِ
إذا قِيلَ قَدْ ذَلّتْ لَهُ عَنْ حَيَاتِهِ
تُراجِعُ مِنْهُ خَابِلاتِ شَكِيمِ
إذا ما أتَتْهُ الرّيحُ منْ نَحْوِ أرْضِهَا،
فَقُلْ في بَعِيدِ العائِداتِ سَقيمِ
فإنْ تُنكِرِي ما كنتِ قَدْ تَعرِفِينَهُ،
فَمَا الدّهْرُ مِنْ حالٍ لَنَا بِذَمِيمِ
لهُ يَوْمُ سَوْءٍ ليْسَ يُخطىءُ حظُّه،
وَيَوْمُ تَلاقَى شَمْسُهُ بِنَعِيمِ
وَقَدْ عَلِمَتْ أنّ الرّكابَ قد اشتكتْ
مَوَاقِعَ عُرْيَانٍ مَكَانَ كُلُومِ
تُقاتِلُ عَنْهَا الطّيرَ دُونَ ظُهورِهَا
بأفوَاهِ شُدْقٍ غَيرِ ذاتِ شُحُومِ
أضَرّبهِنّ البُعْدُ مِنْ كُلّ مَطَلبٍ
وَحاجاتُ زَجّالٍ ذَوات هُمُومِ(39/245)
وَكَمْ طَرّحَتْ رَحْلاً بكلّ مَفازَةٍ
مِنَ الأرْضِ في دَوّيّةٍ وَحُزُومِ
كَأحْقَبَ شَحّاج بِغَمْرَة قارِبٍ
بِلِيتَيْهِ آثَارٌ ذَوَاتُ كُدُومِ
إذا زَخَرَتْ قَيْسٌ وَخِنْدِفُ وَالتَقى
صَمِيماهُما، إذْ طَاحَ كلُّ صَميمِ
وَما أحَدٌ مِنْ غَيرِهمْ بطَرِيقِهِمْ
مِنَ النّاسِ، إلاّ مِنْهُمُ بمُقِيمِ
وَكَيْفَ يَسيرُ النّاسُ قَيسٌ وَرَاءَهم
وَقَدْ سُدّ ما قُدّامَهُمْ بتَمِيمِ
سَيَلقى الذي يَلقى خُزَيْمَةُ منهُمُ،
لَهُمْ أمّ بَذّاخِينَ غَيرَ عَقِيمِ
هُما الأطْيَبانِ الأكْثَرانِ تَلاقَيَا
إلى حَسَبٍ عِنْدَ السّمَاءِ قَدِيمِ
فَمَنْ يَرَ غَارَيْنَا، إذا ما تَلاقَيَا،
يَكُنْ مَنْ يَرَى طَوْدَيْهِما كأمِيمِ
أبَتْ خِنْدِفٌ إلاّ عُلُوّاً وَقَيْسُها،
إذا فَخَرَ الأقْوَامُ، غَيرَ نُجُومِ
وَنَحْنُ فَضَلْنَا النّاسَ في كلّ مَشهدٍ
لَنَا بحَصىً عالٍ لَهُمْ وَحُلومِ
فإنْ يَكُ هذا النّاسُ حَلّفَ بَيْنَهُمْ
عَلَيْنَا لَهُمْ في الحَرْبِ كلُّ غَشومِ
فَإنّا وَإيّاهُمْ كَعَبْدٍ وَرَبِّهِ،
إذا فَرّ مِنْهُ رَدّهُ بِرُغُومِ
وقَدْ عَلِمَ الدّاعي إلى الحَرْبِ أنّني
بجَمْعِ عِظامِ الحَرْبِ غَيرُ سؤومِ
إذا مُضَرُ الحَمَرَاءُ يَوْماً تَعَطّفَتْ
عَليّ وَقَدْ دَقّ اللّجامَ شَكِيمي
أبَوْا أنْ أسُومَ النّاسَ إلاّ ظُلامَةً،
وَكُنْتُ ابن ضِرْغامِ العَدُوِّ ظَلُومِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وليس بعدل إن سببت مقاعسا
وليس بعدل إن سببت مقاعسا
رقم القصيدة : 3756
-----------------------------------
وَلَيْسَ بعَدْلٍ إنْ سَبَبْتُ مُقاعِساً
بآبَائيَ الشُّمّ الكِرَامِ الخَضَارِمِ
وَلَكِنّ عَدْلاً لَوْ سَبَبْتُ وَسَبّني
بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ من منافٍ وَهاشِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو شئت لمت بني زبينة صادقا
لو شئت لمت بني زبينة صادقا
رقم القصيدة : 3757
-----------------------------------(39/246)
لوْ شِئْتُ لُمْتُ بَني زَبِينَةَ صَادِقاً،
وَمَطِيّتي لِبَني زَبِينَةَ ألْومُ
نَزَلَتْ بمَائِهِمْ، وَتَحْسِبُ رَحْلَها
عَنْهَا سَيْحْمِلُهُ السّنامُ الأكْوَمُ
زَعَمَتْ زَبِينَةُ أنّمَا أمْوَالُهَا
غنَمٌ، وَلَيْسَ لهَا بَعِيرٌ يُعْلَمُ
فَسَتَعْلَمُونَ إذا نَطَقْتُ بحُجّتي
أنّي، وَأيُّ بَني زَبِينَةَ أظْلَمُ
لَوْ يَعْلَمُوا حَسَبَ المُنِيخِ إلَيهِمُ،
وَعلى بُيُوتهِمُ الطّرِيقُ اللَّهْجَمُ
لَوْ كَانَ وَسْطَ بَني زَبِينَةَ عاصِمٌ
وَالعَوْسَرَانُ وَذُو الطِّعانِ الأجْذَمُ
أمَرُوا زعبِينَةَ إذْ أنَخْتُ إلَيْهِمُ
بِالبَاقِيَاتِ، وَبالّتي هيَ أكْرَمُ
وَأبيكَ ما حمَلوا المُكِلَّ ولا اتّقَوْا
نَابَيْنِ ضَمَّهُمَا إلَيْهِ الأرْقَمُ
مَنْ يَجْرَحَا فَكَأنّما يُرْمَى بِهِ
من حيثُ يَرْتَفَعُ الشَّبوبُ الأعصَمُ
لَوْ أنّ كابَيَة بن حُرْقُوصٍ بِهِمْ
نَزَلَتْ قَلوصِي وَهيَ جِذوتُها الدّمُ
حَمَلُوا مُردَّفَةَ الرّحالِ، وَلمْ يكُنْ
حَمْلاً لكابيَةَ العَتُودُ الأزْنَمُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تقول الأرض إذ غضبت عليهم
تقول الأرض إذ غضبت عليهم
رقم القصيدة : 3758
-----------------------------------
تَقولُ الأرْضُ إذْ غَضِبَتْ عَلَيْهمْ:
أطَائِيٌّ يَسُبّ بَني تَمِيمِ
عَبِيدٌ كَانَ تُبّعٌ اسْتَبَاهُمْ،
فَأقْعَدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ اللّئِيمِ
فَإنْ تَكُ طَيّءٌ بِجِبَالِ سَلْمَى،
فَإنّ لَنَا الفَضَاءَ مع النّجُومِ
ألاَ يَا طَيّءَ الأنْبَاطِ لَسْتُمْ
بِمَوْلىً للصّمِيمِ وَلا الصّمِيمِ
مَتى مَا تَهْبِطُوا تَرْكَبْ عَلَيْكُم
عنَاجِيجٌ تَعَضّ عَلى الشّكِيمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبني لجيم إنكم ألجمتم
أبني لجيم إنكم ألجمتم
رقم القصيدة : 3759
-----------------------------------
أبَني لُجَيْمٍ إنّكُمْ أُلْجِمْتُمُ،
فَلمَنْ يُجارِيكُمْ أشَدُّ لِجَامِ
فَأساً تُصِيبُ لَهَاتَهُ، يَلْقَى الّذِي(39/247)
تَلْقَى نَوَاجِذُهُ أشَدَّ زِحَامِ
فَلأمْدَحَنّ بَني حَنِيفَةَ مِدْحَةً
بِالحَقّ أهْلَ رَوَاجِحِ الأحْلامِ
سَبَقُوا إذا اسْتَبَقَتْ مَعَدٌّ بِالّتي
سَمَقَتْ مَكَارِمُهَا على الأقْوَامِ
فَبَنُو حَنِيفَةَ يَمْتعُونَ نِسَاءَهُمْ
بِسُيُوفِ مُهْتَضِمِ العُداةِ كِرَامِ
قَوْمٌ، وَأُمِّكَ، مَا تُسَلُّ سُيوفُهم
إلاّ لِيَوْمِ مَنِيّةٍ وَحِمَامِ
القَاتِلُونَ مُلُوكَ كُلّ قَبِيلَةٍ،
وَالجوعُ قَدْ قَتَلُوهُ بِالإطْعَامِ
وَالضّارِبُونَ الكَبْش يَبْرُقُ بَيضُهُ،
وَالمُثْبِتُونَ مَوَاطىءَ الأقْدامِ
فَلَو أنّهُ مَطَرُ السّمَاءِ لعُصْبَةٍ
بالمَجْدِ، قَدْ سَبَقُوا بكُلّ غَمامِ
شعراء العراق والشام >> إيليا أبو ماضي >> فلنعش
فلنعش
رقم القصيدة : 376
-----------------------------------
لا تَسَلْ أين الهوى والكوثرُ
سَكَتَ الشادي وبُحَّ الوترُ
فجأةً ... وانقلب العُرسُ إلى
مَأتمٍ ...ماذا جرى؟ ما الخبرُ
ماجتِ الدنيا بمن فيها ، كما
ماج نهرٌ ثائرٌ مُنكدرٌ
كُلهم مُستَفسِرٌ صَاحبه
كلُّهم يُؤذيه من يَستَفسِر
هَمَسَ الموتُ بهم همستهُ
إن همس الموت ريحٌُ صَرصَرٌ
فإذا الحيرةُ في أحداقهم
كيفما مالوا وأنى نظروا
علِموا ... يا ليتهم ما عَلِموا
أنَّ دنيا من رؤىً تُحتَضَرُ
والذي أطربهم عن قُدرةٍ
بات لايقوى ولا يقتدرُ
يَبِسَ الضِّحكُ على أفواههم
فهو كالسُّخرِ وإن لم يسخروا
وإذا الآسي ... يدٌ مخذولةٌ
ومُحيا اليأسُ فيه أصفرُ
شاع في الدنياالأسى حتى شكت
أرضُها وطأتَهُ والجَدرُ
فعلى الأضواء مِنه فترةٌ
وعلى الألوان مِنه أثرُ
والقناني صُورٌ باهِتَةٌ
والأغاني عَالم مُندثرُ
ألهنا أُفلِت من أيديهمُ
والأماني ...؟ ..إنها تنتحِرُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألستم عائجين بنا لعنا
ألستم عائجين بنا لعنا
رقم القصيدة : 3760
-----------------------------------
ألَسْتُمْ عَائِجِينَ بِنَا لَعَنّا
نَرَى العَرَصَاتِ أوْ أثَرَ الخِيَامِ(39/248)
فَقَالُوا: إنْ فَعَلْتَ، فَأغْنِ عَنّا
دُمُوعاً غَيْرَ رَاقِيَةِ السّجَامِ
فكَيْفَ إذا رَأيْتُ دِيَارَ قَوْمي
وَجِيرَانٍ لَنَا، كَانُوا، كِرَامِ
أُكَفْكِفُ عَبْرَةَ العَيْنَيْنِ مِنّي،
وَمَا بَعْدَ المَدَامِعِ مِنْ مَلامِ
سَيُبْلِغُهُنّ وَحْيَ القَوْلِ عَنّي،
وَيُدْخِلُ رَأسَهُ تَحَتْ القِرَامِ
أُسَيّدُ ذُو خُرَيّطَةٍ نَهَاراً
مِنَ المُتَلَقّطي قَرَدَ القُسَامِ
فَقُلْنَ لَهُ نَوَاعِدُهُ الثّرَيّا،
وَذاكَ عَلَيْهِ مُرْتَفِعُ الزّحَامِ
رَآني الغَانِيَاتُ فَقُلْنَ: هذا
أبُونَا جَاءَ مِنْ تَحْتِ السِّلامِ
فَإنْ يَضْحَكْنَ أوْ يَسْخَرْنَ مِني
فإني كُنْتُ مِرْقَاصَ الخِدَامِ
وَلَوْ جَدّاتهنّ سَألْنَ عَنّي
رَجَعْنَ إليّ أضْعَافَ السَّلامِ
رَأيْنَ شُرُوخَهُنّ مُؤزَّرَاتٍ
وَشَرْخَ لِدِيّ أسْنَانَ الهِرَامِ
تَقُولُ بَنيّ: هَلْ يَكُ مِنْ رُجَيْلٍ
لِقَوْمٍ مِنْكَ غَيرَ ذَوي سَوَامِ
فَتَنْهَضَ نَهْضَةً، لِبَنِيكَ فِيهَا
غِنىً لَهُمُ مِنَ المَلِكِ الشّآمي
فَقُلْتُ لهُمْ: وَكَيفَ وَلَيسَ أمشِي
على قَدَمَيّ وَيْحَكُمُ مَرَامي
وَهَلْ لي حِيلَةٌ لَكُمُ بِشَيْءٍ،
إذا رِجْلايَ أسْلَمَتَا قِيَامي
رَمَتْني بِالثّمَانِينَ اللّيَالي،
وَسَهْمُ الدّهْرِ أصْوَبُ سَهِمِ رَامي
وَغَيّرَ لَوْنَ رَاحِلَتي وعلَوْني
تَرَدّيَّ الهَوَاجِرَ وَاعْتِمَامي
وَإقْبَالُ المَطِيّةِ كُلَّ يَوْمٍ،
مِنَ الجَوْزاءِ، مُلْتَهِبِ الضّرَامِ
وَإدْلاجي، إذا الظّلْمَاءُ جارَتْ،
إلى طَرْدِ النّهَارِ، دُجَى الظّلامِ
أقُولُ لِنَاقَتي، لَمّا تَرَامَتْ
بِنَا بيدٌ مُسَرْبَلَةُ القَتَامِ:
أغِيثي، مَنْ وَرَاءَكِ، مِنْ رَبِيعٍ
أمَامَكِ مُرْسَلٍ بِيَدَيْ هِشَامِ
يَدَيْ خَيْرِ الّذِينَ بَقُوا وَمَاتُوا،
إمَاماً وَابْن أمْلاكٍ عِظَامِ
بِهِ يُحْيِي البِلادَ وَمَنْ عَلَيْهَا
مِنَ النَّعَمِ البَهَائِمِ وَالأنَامِ(39/249)
مِنَ الوَسْمِيّ مُبْتَرِكٌ بُعَاقٌ،
يَسُوقُ عِشَارَ مُرْتَجِزٍ، رُكَامِ
فَإنْ تُبْلِغْكِ أرْبَعُكِ اللّوَاتي
بهِنّ إلَيْكِ أرْجِعْ كُلّ عَامِ
تَكُوني مِثْل مَيْتَةٍ، فَحَيّتْ
وَقَدْ بَلِيَتْ بِتَنْضَاحِ الرِّهَامِ
قَد اسْتَبْطأَتُ نَاجِيَةً ذَمُولاً،
وَإنّ الهَمّ بي فيهِا لَسَامي
أقُولُ لها، إذا عَطَفَتْ وَعَضّتْ
بمُورِكَةِ الوِرَاكِ مَعَ الزّمَامِ:
إلامَ تَلَفّتِينَ، وَأنْتِ تَحْتي،
وَخَيْرُ النّاسِ كُلّهِمُ أمَامي
مَتى تَأتي الرّصَافَةَ تَسْتَرِيحي
مِنَ التّهْجِيرِ وَالدَّبَرِ الدّوَامي
وَيُلْقَى الرّحْلُ عَنْكِ وَتَسْتَغِيثي
بمِلْءِ الأرْضِ والمَلِكِ الهُمَامِ
كَأنّ أرَاقِماً عَلِقَتْ يَدَاهَا،
مُعَلَّقَةً إلى عَمَد الرّخَامِ
تَزِفُّ إذا العُرَى لَقِيَتْ بُرَاهَا
زَفِيفَ الهَادِجَاتِ مِنَ النَّعَامِ
ذا رَضْرَاضَةٌ وَطِئَتْ عَلَيْهَا
خَضَبْنَ بُطُونَ مُثْعَلَةٍ رِثَامِ
إذا شَرَكُ الطّرِيقِ تَرَسّمَتْهُ
تَأوّدُ تَحتْهُ حَذَرَ الكِلامِ
كَأنّ العَنْكَبُوتَ تَبِيتُ تَبْني
على الخَيْشُومِ مِنْ زَبَدِ اللُّغَامِ
أخِشّةَ كُلّ جُرْشُعَةٍ وَغَوْجٍ،
مِنَ النَّعَمِ الّذِي يَحْمي سَنَامي
كَأنّ العِيسَ حِينَ أُنِخْنَ هَجْراً
مُفَقّأةٌ نَواظِرُهَا سَوَامي
تُثِيرُ قَعاقَعَ الأْلْحَى، إذا مَا
تَلاقَتْ هَاجِدَ العَرَقِ النّيَامِ
فَمَا بَلَغَتْ بِنَا إلاّ جَرِيضاً،
بِنِقْيٍ في العِظَامِ وَلا السَّنَامِ
كَأنّ النّجْمَ وَالجَوْزَاءَ يَسْرِي
على آثَارِ صَادِرَةٍ أوَامِ
وَصَادِيَةُ الصّدُورِ نَضَحْتُ لَيْلاً
لَهُنّ سِجَالَ آجِنَةٍ طَوَامي
كَأنّ نِصَالَ يَثْرِبَ سَاقَطَتْهَا
على الأرْجَاءِ مِنْ رِيشِ الحَمَامِ
عَمَدْتُ إلَيْكَ خَيرَ النّاسَ حَيّاً،
لَتَنعَشَ، أوْ يكُونَ بكَ اعْتِصَامي
إلى مَلِكِ المُلُوكِ جَمَعْتُ هَمّي،
على المُتَرَدَّفَاتِ مِنَ السَّمَامِ(39/250)
مِنَ السّنَةِ الّتي لمْ تُبْقِ شَيْئاً
مِنَ الأنْعَامِ بَالَيِةَ الثُّمَامِ
وَحَبْلُ الله حَبْلُكَ مَنْ يَنَلْهُ
فَمَا لِعُرىً إلَيْهِ مِن انْفِصَامِ
فَإنّي حَامِلٌ رَحْلي، ورَحْلي
إلَيْكَ على الوُهُونِ مِنَ العِظَامِ
على سُفُنِ الفَلاةِ مُرَدَّفَاتٍ،
جُنَاةَ الحَرْبِ بِالذَّكَرِ الحُسَامِ
يَداكَ يَدٌ، رَبِيعُ النّاسِ فِيهَا،
وَفي الأخْرى الشّهُورُ مِنَ الحَرَامِ
فَإنّ النّاسَ لَوْلا أنْتَ كَانُوا
حَصى خَرَزٍ تَسَاقَطَ مِنْ نِظَامِ
وَلَيْسَ النّاسُ مُجْتَمِعَينَ إلاّ
لخِنْدِفِ في المَشُورَةِ وَالخِصَامِ
وَبَشّرَتِ السّمَاءُ الأرْضَ لَمّا
تَحدّثْنَا بِإقْبَالِ الإمَامِ
إلى أهْلِ العِرَاقِ وَإنّمَا هُمْ
بَقَايَا مِثْلُ أشْلاءٍ وَهَامِ
أتَانَا زَائِراً كَانَتْ عَلَيْنَا
زِيَارَتُهُ مِنَ النِّعَمِ العِظَامِ
أمِيرُ المُؤمِنِينَ بِهِ نُعِشْنَا،
وَجُذَّ حِبَالُ آصَارِ الإثَامِ
فَجَاءَ بِسُنّةِ العُمَرَيْنِ، فِيهَا
شِفَاءٌ للصّدُورِ مِنَ السّقَامِ
رَآكَ الله أوْلى النّاسِ طُرّاً،
بأعْوَادِ الخِلافَةِ وَالسّلامِ
إذا مَا سَارَ في أرْضٍ تَرَاهَا
مُظَلَّلَةً عَلَيْهِ مِنَ الغَمَامِ
رَأيْتُكَ قَدْ مَلأتَ الأرْضَ عَدْلاً
وَضَوْءاً، وَهْيَ مُلْبَسَةُ الظّلامِ
رَأيْتُ الظّلْمَ لَمّا قُمْتَ جُذّتْ
عُرَاهُ بِشَفْرَتَيْ ذَكَرٍ هُذَامِ
تَعَنّ، فَلَسْتَ مُدْرِكَ مَا تَعَنّى
إلَيْهِ بِسَاعِدَيْ جُعَلِ الرَّغَامِ
سَتَخْزَى، إنْ لَقِيتَ بِغَوْرِ نَجْدِ
عَطِيّةَ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالمَقَامِ
عَطِيّةَ فَارِسَ القَعْسَاءِ يَوْماً،
وَيَوْماً، وَهْيَ رَاكِدَةُ الصّيَامِ
إذا الخَطَفَى لَقِيتَ بِهِ مُعَيْداً،
فَأيُّهُمَا يُضَمِّرُ للضِّمَامِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ما نحن إن جارت صدور ركابنا
ما نحن إن جارت صدور ركابنا
رقم القصيدة : 3761
-----------------------------------(39/251)
ما نَحْنُ إنْ جارَتْ صُدُورُ رِكَابِنَا
بِأوّل مَنْ غَرّتْ هدايَةُ عاصِمِ
أرَادَ طَرِيقَ العُنصُلَينِ، فياسَرَتْ
بهِ العِيسُ في نَائي الصُّوّى مُتَشائِمِ
وَكَيْفَ يَضِلُّ العَنْبَرِيُّ بِبَلْدَةٍ
بهَا قُطِعَتْ عَنْهُ سُيُورُ التّمَائِمِ
وَلَوْ كانَ في غَيرِ الفَلاةِ وَجَدْتُهُ
خَتُوعاً بِأعْنَاقِ الجِداءِ التّوَائِمِ
وَكُنْتَ إذا كَلّفْتَ حاضِنَ ثَلّةٍ
سُرَى اللّيلِ دَنّى عن فُرُوجِ المَحارِمِ
رَأى اللّيْلَ ذا غَوْلٍ عَلَيْهِ ولَم تكنْ
تُكَلّفُهُ المِعْزَى عِظَامَ المَجاشِمِ
أنَخْنَا بِهَجْرٍ بَعْدَمَا وَقَد الحَصَى،
وَذَابَ لُعابُ الشّمسِ فوْقَ العَمائِمِ
ونَحْنُ بذي الأرْطَى يَقِيسُ ظِمَاؤنَا
لَنَا بالحَصَى شِرْباً صَحيحَ المَقَاسِمِ
فَلَمّا تَصَافَنّا الإداوَةَ أجْهَشَتْ
إليّ غُصُونُ العَنْبَرِيّ الجُرَاضِمِ
وَجَاءَ بِجُلْمُودٍ لَهُ مِثْلُ رَأسهِ
لِيُسْقَى عَلَيْهِ المَاءَ بَينَ الصّرَائِمِ
فضَاقَ عَنِ الأُثْفِيّةِ القَعبُ إذْ رمى
بِهَا عَنْبَريٌّ مُفْطِرٌ غَيْرُ صَائِمِ
وعلَمّا رَأيْتُ العَنْبَرِيّ كَأنّهُ،
على الكِفلِ، خُرْآنُ الضّباعِ القَشاعمِ
شَدَتُ له أزْرِي وَخَضْخضْتُ نُطفَةً
لِصْدْيَانِ يُرْمى رَأسُهُ بِالسّمَائِمِ
صَدي الجوْفِ يَهوِي مِسمعاهُ قد التظى
عَلَيهِ لَظى يَوْمٍ من القَيظِ جَاحِمِ
وَقُلتُ له: ارْفَعْ جِلدَ عَينَيكَ إنّما
حَياتُكَ في الدّنْيَا وَجِيفُ الرّواسِمِ
عَشيّةَ خمس القَوْم، إذْ كان منهمُ
بَقَايَا الأداوِي كالنّفُوسِ الكَرَائِمِ
فَآثرْتُهُ لَمّا رَأيْتُ الّذي بِهِ
على القَوْمِ أخشَى لاحقاتِ المَلاوِمِ
حِفاظاً وَلَوْ أنّ الإداوَة تُشْتَرَى،
غَلَتْ فَوْقَ أثْمَانٍ عِظامِ المَغارِمِ
على ساعَةٍ لَوْ كانَ في القَوْمِ حاتمٌ
على جُودِهِ ضَنّتْ بِهِ نَفسُ حاتمِ
رَأى صَاحبُ المِعَزى الذي في عُرَاقِها
رَخِيصاً، ولَوْ أُعطي بها ألفَ رَائِمِ(39/252)
مِنَ الأمْعُزِ اللاّتي ورِثْتَ كِلابَهَا
وَأرْبَاقَهَا، تَيْساً قَصِيرَ القَوَائِمِ
فَكافَرَني إنْ لمْ أُغِثْهُ، وعلَوْ تَرَى
مُناخي بهِ المِعزَى غَداةَ النّعائِمِ
لَكُنّ شُهُوداً أنْ يُكَافِرَ نِعْمَتي
بِعَطْفِ النَّقا إذْ عاصِمٌ غَيرُ قَائِمِ
لأيْقَن أني قَدْ نَقَعْتُ فُؤادَهُ،
بِشَرْبَةِ صَادٍ يَابِسِ الرّأسِ هَائِمِ
وَكنّا كأصْحابِ ابنِ مامةَ إذْ سَقَى
أخا النّمِرِ العَطشانَ يوْمَ الضَّجاعِمِ
إذا قال كَعْبٌ قد رَوِيتَ ابنَ قاسِطٍ،
يَقُولُ لَهُ زِدْني بِلالَ الحَلاقِمِ
فَكُنْتُ كَكَعْبٍ غَيرَ أنّ مَنِيّتي
تَأخَرَ عَنّي يَوْمُهَا بِالأخَارِمِ
فَرُحْنا وَرِيقُ العَنْبَرِيّ كَأنّهُ
بِأنْيَابِ ضَبْعَانٍ على الخُرْءِ آزِمِ
وَكُنتُ أُرَجّي الشكرَ مِنهُ إذا أتى
ذَوِي الشّأمِ من أهلِ الحُفَيرِ وَرَاسِمِ
تَمَنّى هِجائي العَنْبَرِيُّ، وَخِلْتُني
شَدِيداً شَكِيمي عُرْضَةً للمُرَاجِمِ
ولَوْ كان من أهلِ القُرَى ما أثَابَني
على الرّمْيِ أقْوَالَ اللّئِيمِ المُخاصِمِ
إذا اخضَرّ عَيشومُ الجِفارِ وَأُرْسِلَتْ
عَلَيْهِنّ أنْوَاءُ الرّبِيعِ المَرَازِمِ
فَأيِّهْ بهِمْ شَهْرَينِ أنَّى دَعَوْتَهُمْ
أجَابُوا على مَرْقُومَةٍ بالقَوَائِمِ
طِرَازَ بِلادٍ عَن عُرَيْجِ بنِ جَندبٍ
وَعن حيّ جُنجودٍ حمارِ القَصَائِمِ
تَرَى كُلَّ جَعْرٍ عَنْبَرِيّ خبَاؤهُ،
ثُمَامٌ وَعَيْشُومٌ قِصَارُ الدّعائِمِ
ألَسْتُمْ بِأصَحابي وَكانَ ابنُ عامرٍ
ضَلَلْتُمْ بِهِ فَلْجَ المِيَاهِ العيَالِمِ
غَداةَ بَكَى مَغْرَاءُ لمّا تَسَافَدَتْ
بمغْرَاءَ بِالحَيْرَانِ أحْلامُ نَائِمِ
وَلا يُدْلِجُ المَوْلى إذا اللّيلُ أسدَفَتْ
عَلَيْهِ دُجَى أثْبَاجِهِ المُتَرَاكِمِ
تُنِيخُ المَوَالي حِينَ تَغْشَى عُيُونُهُمْ
كَأشْبَاهِ أوْلادِ الغَطاطِ التّوَائِمِ
وَلَوْ كان صَفْرَاء الثّرِيدِ وَجَدْتَهُمْ
هُداةً بِأفْوَاهٍ غِلاظِ اللّهَازِمِ(39/253)
إذا مَا تَلاقَى ابْنَا مُفَدّاةَ عُفّرَتْ
أُنُوفُ بَني الجَعْرَاءِ تحتَ المَناسِمِ
وَمَا كانَتِ الجَعْرَاءُ إلاّ وَلِيدَةً،
وَرِثْنَا أبَاهَا عن تَمييمِ بنِ دارِمِ
إذا ما اجتَمَعْنَا حَكّمُوا في رِقابهِمْ
أللعِتْقِ أدْنَى أمْ هُمُ للمَقاسِمِ
قُعُودٌ بِأبْوَابِ الزُّرُوبِ، وَلا تَرَى
لهُمْ شَاهِداً عِنْدَ الأمُورِ العَظائِمِ
ولَمْ تَعْتِقِ الجَعْرَاءُ مِني وَمَا بهَا
فِرَاقٌ ولَوْ أغْضَتْ على ألْفِ رَاغمِ
بِهمْ كَانَ أوَصَاني إبي أنْ أضُمّهُمْ
إليّ وَأنْهَى عَنْهُمُ كُلَّ ظَالِمِ
إذا مَا بَنُو الجَعْرَاءِ لَفّوا رُؤوسَهم
بَدا لُؤمُهُمْ بَينَ اللّحى والعَمائِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ومن عجب الأيام والدهر أن ترى
ومن عجب الأيام والدهر أن ترى
رقم القصيدة : 3762
-----------------------------------
ومَن عَجَبِ الأيّامِ والدّهرِ أنْ تُرَى
كُلَيْبٌ تَبَغّى المَاءَ بَينَ الصّرَائِمِ
فَيا ضَبَّ إنْ جارَ الإمَامُ عَلَيْكُمُ،
فَجُورُوا عَلَيهِ بالسّيُوفِ الصّوَارِمِ
أمَا فِيكُمُ وَفْدٌ ولا فَاتِكٌ بِهِ،
فَمَاذا الّذِي تَرْجُونَ عندَ العَظائِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رأيت سماء الله والأرض ألقتا
رأيت سماء الله والأرض ألقتا
رقم القصيدة : 3763
-----------------------------------
رَأيْتُ سَمَاءَ الله وَالأرْضَ ألْقَتَا
بِأيْدِيهمَا لابْنِ المُلُوكِ القَماقِمِ
وَكُنْتَ لَنَا غَيْثَ السّمَاءِ الذي بهِ
حَيينا، وَأحْيا النّاسَ بَعدَ البَهائِمِ
وَما لَكَ ألاّ تَملأ الأرْضَ رَحْمَةً،
وَأنْتَ ابنُ مَرْوَانَ الهُمَامِ وَهاشِمِ
فَما قُمْتَ حتى هَمّ مَنْ كانَ مُسلماً
لِيَلْبسَ مُسْوَدّاً ثِيابَ الأعَاجِمِ
لَقَدْ ضَاقَ ذَرْعي بالحَياةِ وَقَطّعَتْ
حَوَامِلُهُ عضَّ الحَدِيدِ الأوَازِمِ
رَأيْتُ بَني مَرَوانَ إذْ شَمّرَتْ بِمْ
من الحَرْبِ حَدْبَاءُ القَرَا غَيرُ رائِمِ(39/254)
لهُمْ حَجَرٌ للدِّينِ يَرْمُونَ مَن رَمُوا
بهِ، دَمغَتْ أيْدِيهِمْ كُلَّ ظَالِمِ
هِشَامٌ أمِينُ الله في الأرْضِ والّذِي
بهِ تَمْنَعُ الأيّامُ ذاتَ المَحارِمِ
بِهِ عَمَدُ الدّينِ استَقَلّتْ وَأثْبَتَتْ
على كلّ ذي طَوْدَينِ للدّينِ قائِمِ
وَسُلّتْ سيوفُ الحرْبِ وانشقَتِ العصَا
وَهَزّ القَنَا وُرْدُ الأسودِ القَشاعِمِ
وَقَدْ جَعَلَتْ للدّينِ في المَرْجِ بالقَنا
لِمَرْوَانَ أيّامٌ عِظَامُ المَلاحِمِ
وَما النّاسُ لَوْلا آلُ مَرْوَانَ مِنهُمُ
إمَامُ الهُدَى وَالضّارِبَاتُ الجَماجِمِ
ومَا بَينَ أيْدِي آلِ مَرْوَانَ بِالقَنَا
وَبَينَ المَوَالي نَاكِثاً مِنَ تَزَاحُمِ
رَأيْتُ بَني مَرْوَانَ جَلَّتْ سُيُوفُهُمْ
عَشاً كَانَ في الأَبْصَارِ تَحْتَ العَمَائِم
رَأيْتُ بَني مَرْوَانَ عَنْهُ تَوَارَثُوا
رَوَاسِيَ مُلْكٍ رَاسِيَاتِ الدّعَائِمِ
عَصَا الدّينِ والعُودَينِ وَالخاتمَ الذي
بهِ الله يُعطي مُلْكَهُ كُلَّ قَائِمِ
وَكُنتَ لأمْرِ المُسْلِمينَ وَدِينِهُمْ،
لَدُن حيثُ تمشِي عن حُجورِ الفَواطِمِ
يَقُولُ ذَوُو العِلْمِ الّذِينَ تَكَلّمُوا
بهِ عنْ رَسُولِ الله من كُلّ عالمِ
وعلَوْ أرْسِلَ الرّوحُ الأمينُ إلى امرِىءٍ
سَوى الأنْبياءِ المُصْطَفَينَ الأكارِمِ
إذاً لأتَتْ كَفَّيْ هِشامٍ رِسَالَةٌ
مِنَ الله فيهِا مُنزَلاتُ العَواصِمِ
ولَوْ كان حَيٌّ خالداً، أوْ مُمَلَّكٌ،
لَكَانَ هشامَ ابنَ المُلوكِ الخَضَارِمِ
إلَيْكَ تَعَرّقْنَا الذّرَى بِرِحَالِنَا،
وَأفْنَتْ مَنَاقِيهَا بُطُونُ المَنَاسِمِ
فأصْبَحنَ كالهِنديّ شَقّ جُفُونَهُ
دَوَالِقُ أعْنَاقِ السّيُوفِ الصّوَارِمِ
وَما تَرَكَ الصّوَّانُ والحَبسُ وَالسُّرَى
لهَا من نِعالِ الجلدِ غَيرَ الشّرَاذِمِ
لَهُنّ تَثَنٍّ في الأزِمّةِ والبُرَى،
إذا وَلَجَ اليَعْفُورُ حامي السّمائِمِ
تَرى العِيس يكرَهنَ الحصَى أنْ يَطأنَهُ(39/255)
إذا الجَمرُ من حامٍ من الشمسِ جاحِمِ
يُرِدْنَ الّذِي لا تُبْتَغَى من ورَائِهِ،
ولا دونَهُ الحاجاتُ ذاتُ الصّرَائِمِ
وَلَيْسَ إلَيْهِ المُنْتَهَى في نَجاحِهَا
وفي طَرَفَيْهَا للقِلاصِ الرّوَاسِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إما دخلت الدار دارا بإذنها
إما دخلت الدار دارا بإذنها
رقم القصيدة : 3764
-----------------------------------
إمّا دَخَلْتُ الدّارَ داراً بِإذْنِهَا،
فَدَارُ أبي ثَوْرٍ، عَلَيّ حَرَامُ
إذا ما أتَاهُ الزّوْرُ يَوْمَا سَقاهُمُ
نَبِيذاً جِبَالِيّاً، وَلَيْسَ طَعَامُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> قد كان بالعرق صيد لو قنعت به
قد كان بالعرق صيد لو قنعت به
رقم القصيدة : 3765
-----------------------------------
قَد كانَ بالعِرْقِ صَيدٌ لوْ قَنِعَتَ بهِ
فيه غِنىً لكَ عن دُرّاجَةِ الحَكَمِ
وَفي العَوَارِضِ ما تَنفَكّ تَجمَعُهَا
لَوْ كانَ يَشفِيكَ لحمُ الإبلِ من قَرَمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أرى كاهلي سعد أتى منكباهما
أرى كاهلي سعد أتى منكباهما
رقم القصيدة : 3766
-----------------------------------
أرَى كاهِلَيْ سَعْدٍ أتَى مَنْكِباهُمَا
عَليّ وَرَامي آلِ سَعْدٍ كِلاهُمَا
فَرَغْماً وَدَغْماً، للعَدُوّ فَإنّهُ
سَتَنْبُو مَرَامي عنهُما، مَنْ رَماهُمَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عفى المنازل آخر الأيام
عفى المنازل آخر الأيام
رقم القصيدة : 3767
-----------------------------------
عَفّى المَنَازِلَ، آخِرَ الأيّامِ،
قَطْرٌ، وَمُورٌ واخْتِلافُ نَعَامِ
قال ابنُ صَانِعَةِ الزُّرُوبِ لقَوْمِهِ:
لا أسْتَطِيعُ رَوَاسِيَ الأعْلامِ
ثَقُلَتْ عَليّ عَمَايَتَانِ، ولَمْ أجِدْ
سَبباً يُحَوِّلُ لي جِبَالَ شَمَامِ
قَالَتْ تُجَاوِبُهُ المَرَاٍغَةُ أُمُّهُ:
قد رُمتَ، ويَلَ أبيكَ، كلَّ مَرَامِ
فاسكُتْ فإنّكَ قَدْ غُلِبْتَ فلَمْ تجدْ
للقَاصِعَاءِ مَآثِرَ الأيّامِ(39/256)
وَوّجدْتَ قَوْمَكَ فَقَّأُوا من لؤمِهِمْ
عَيْنَيْكَ، عِنْدَ مَكَارِمِ الأقَوَامِ
صَغُرَتْ دِلاؤهُمُ، فَما ملأوا بهَا
حَوْضاً، ولا شَهِدوا عِرَاكَ زِحَامِ
أرْداكَ حَيْنُكَ، إذْ تُعارِضُ دارِماً
بِأدِقّةٍ مُتَأشّبِينَ لِئَامِ
وَحَسِبْتَ بَحَرَ بني كُلَيبٍ مُصْدِراً،
فغَرِقْتَ حِينَ وقَعْتَ في القَمْقامِ
في حَوْمَةٍ غَمَرَتْ أباكَ بُحْورُها،
في الجَاهلِيّةِ كَانَ، والإسْلامِ
إنّ الأقارِعَ والحُتَاتَ وَغَالِباً
وَأبَا هُنَيْدَةَ دَافَعوا لمَقَامي
بمَناكِبٍ سَبَقَتْ أبَاكَ صُدُورُهَا،
وَمَآثِرٍ لِمُتَوَّجِينَ كِرَامِ
إني وَجَدْتُ أبي بَنى لي بَيْتَهُ
في دَوْحَةِ الرّؤسَاءِ وَالحُكّامِ
مِنْ كُلّ أبْيَضَ في ذُؤابَةِ دارِمٍ،
مَلِكٍ إلى نَضَدِ المُلُوكِ هُمَامِ
فاسألْ بِنَا وَبِكُمْ، إذا لاقَيْتُمُ
جُشَمَ الأرَاقِمِ، أوْ بَني هَمّامِ
مِنّا الّذِي جَمَعَ المُلُوكَ وَبَيْنَهُمْ
حَرْبٌ يُشَبّ سَعِيرُهَا بِضِرَامِ
وأبي ابنُ صَعْصَعَةَ بن لَيْلى غالِبٌ،
غَلَبَ المُلُوكَ، وَرَهْطُهُ أعْمامي
خالي الّذي تَرَكَ النّجِيعَ بِرُمْحِهِ،
يَوْمَ النَّقَا، شَرِقاً على بِسْطَامِ
وَالخَيْلُ تَنْحَطُ بِالكُمَاةِ تَرَى لهَا
رَهَجاً بكُلّ مُجَرَّبٍ مِقْدَامِ
والحَوْفَزَانُ تَدَارَكَتْهُ غَارَةٌ
مِنّا، بِأسْفَلِ أُودَ ذي الآرَامِ
مُتَجَرّدِينَ على الجِيَادِ عَشِيّةً،
عُصَباً مُجَلِّحَةً بِدارِ ظَلامِ
وَتعرَى عَطِيّةَ ضَارِباً بِفِنَائِهِ
رِبْقَينِ بَينَ حَظَائِرِ الأغْنَامِ
مُتَقَلّداً لأبيهِ كَانَتْ عِنْدَهُ
أرْبَاقُ صَاحِبِ ثَلّةٍ وَبِهَامِ
ما مَسّ، مُذْ وَلَدَتْ عَطِيّةَ أُمُّهُ،
كَفّا عَطِيّةَ مِنْ عِنَانِ لِجَامِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تحن بزوراء المحنين عجول تبتغي البو رائم
تحن بزوراء المحنين عجول تبتغي البو رائم
رقم القصيدة : 3768
-----------------------------------(39/257)
تَحِنُّ بِزَوْرَاء المحَنِينَ عَجُولٍ تَبْتَغي البَوَّ رَائِمِ
وَيا لَيْتَ زوْرَاءَ المَدِينَةِ أصْبَحَتْ
بأحفارِ فَلْجٍ، أو بسِيفِ الكَوَاظِمِ
وَكَمْ نَامَ عَني بالمَدِينَةِ لمْ يُبَلْ
إليّ اطّلاعَ النّفْسِ دونَ الحَيازِمِ
إذا جَشأتْ نَفْسِي أقولُ لهَا ارْجعي
وَرَاءَكَ وَاستَحْيي بَياضَ اللَّهَازِمِ
فإنّ الّتي ضَرّتْكَ لَوْ ذُقْتَ طَعمَها
عَلَيْكَ من الأعْبَاءِ يَوْمَ التّخاصُمِ
ولَسْتَ بمأخوُذٍ بِلَغْوٍ تَقُولُهُ،
إذا لمْ تَعَمّدْ عَاقِدَاتِ العَزَائِمِ
وَلمّا أبَوْا إلاّ الرّحِيلَ، وَأعْلَقُوا
عَرًى في بُرًى مَخْشوشَةٍ بالخَزَائِمِ
وَرَاحُوا بجُثْماني، وَأمْسَكَ قَلْبَهُ
حُشَاشَتُهُ بَينَ المُصَلّى وَوَاقِمِ
أقُولُ لمَغْلُوبٍ أمَاتَ عِظَامَهُ
تَعاقُبُ أدْرَاجِ النّجُومِ العَوَائِمِ
إذا نَحْنُ نَادَيْنَا أبى أنْ يُجِيبَنا،
وَإنْ نَحْنُ فَدّيناهُ، غَيرَ الغَماغِمِ
سيُدْنيكَ منْ خَيرِ البَرِيّةِ، فاعتَدل،
تَنَاقُلُ نَصّ اليَعْمَلاتِ الرّوَاسِمِ
إلى المُؤمِنِ الفَكّاكِ كُلّ مُقَيَّدٍ
يَدَاهُ وَمُلْقي الثّقْلِ عَن كلّ غارِمِ
بِكَفّينِ بَيْضَاوَيْنِ في رَاحَتَيْهِمَا
حَيَا كُلّ شَيْءٍ بالغُيُوثِ السّوَاجِمِ
بخَيْرِ يَدَيْ مَنْ كانَ بَعْدَ مُحَمّدٍ
وَجَارَيْهِ، وَالمَظْلُومِ لله صَائِمِتَحِنُّ بِزَوْرَاء المَدِينَةِ نَاقَتي،
حَنِينَ عَجُولٍ تَبْتَغي البَوَّ رَائِمِ
وَيا لَيْتَ زوْرَاءَ المَدِينَةِ أصْبَحَتْ
بأحفارِ فَلْجٍ، أو بسِيفِ الكَوَاظِمِ
وَكَمْ نَامَ عَني بالمَدِينَةِ لمْ يُبَلْ
إليّ اطّلاعَ النّفْسِ دونَ الحَيازِمِ
إذا جَشأتْ نَفْسِي أقولُ لهَا ارْجعي
وَرَاءَكَ وَاستَحْيي بَياضَ اللَّهَازِمِ
فإنّ الّتي ضَرّتْكَ لَوْ ذُقْتَ طَعمَها
عَلَيْكَ من الأعْبَاءِ يَوْمَ التّخاصُمِ
ولَسْتَ بمأخوُذٍ بِلَغْوٍ تَقُولُهُ،
إذا لمْ تَعَمّدْ عَاقِدَاتِ العَزَائِمِ(39/258)
وَلمّا أبَوْا إلاّ الرّحِيلَ، وَأعْلَقُوا
عَرًى في بُرًى مَخْشوشَةٍ بالخَزَائِمِ
وَرَاحُوا بجُثْماني، وَأمْسَكَ قَلْبَهُ
حُشَاشَتُهُ بَينَ المُصَلّى وَوَاقِمِ
أقُولُ لمَغْلُوبٍ أمَاتَ عِظَامَهُ
تَعاقُبُ أدْرَاجِ النّجُومِ العَوَائِمِ
إذا نَحْنُ نَادَيْنَا أبى أنْ يُجِيبَنا،
وَإنْ نَحْنُ فَدّيناهُ، غَيرَ الغَماغِمِ
سيُدْنيكَ منْ خَيرِ البَرِيّةِ، فاعتَدل،
تَنَاقُلُ نَصّ اليَعْمَلاتِ الرّوَاسِمِ
إلى المُؤمِنِ الفَكّاكِ كُلّ مُقَيَّدٍ
يَدَاهُ وَمُلْقي الثّقْلِ عَن كلّ غارِمِ
بِكَفّينِ بَيْضَاوَيْنِ في رَاحَتَيْهِمَا
حَيَا كُلّ شَيْءٍ بالغُيُوثِ السّوَاجِمِ
بخَيْرِ يَدَيْ مَنْ كانَ بَعْدَ مُحَمّدٍ
وَجَارَيْهِ، وَالمَظْلُومِ لله صَائِمِ
فَلَمّا حَبَا وَادِي القُرَى من وَرَائِنا،
وَأشْرَفْنَ أقْتَارَ الفِجَاجِ القَوَاتِمِ
لَوَى كُلُّ مُشْتَاقٍ مِنَ القَوْمِ رَأسَهُ
بمُغْرَوْرِقَاتٍ كَالشِّنَانِ الهَزَائِمِ
وَأيْقَن أنّا لا نَرُدُّ صُدُورَهَا،
وَلمّا تُوَاجِهْهَا جِبَالُ الجَراجِمِ
أكُنتُمْ ظَنَنتُمْ رِحلَتي تَنثَني بكمْ
وعلَمْ يَنْقُضِ الإدْلاجُ طَيَّ العمائِمِ
لَبِئْسَ إذاً حامي الحَقيقةِ وَالّذِي
يُلاذُ بِه في المُعْضِلاتِ العَظائِمِ
وَمَاءٍ كَأنّ الدِّمْنَ فَوْقَ جَمامِهِ
عبَاءٌ كَسَتْهُ من فُروُجِ المخَارِمِ
رِيَاحٌ على أعْطانِهِ حَيْثُ تَلْتَقي
عَفَا، وَخَلا من عَهْدِهِ المُتَقَادِمِ
وَردْتَ وَأعْجَازُ النّجُومِ كَأنّهَا،
وَقَدْ غَارَ تَالِيهَا، هَجائنُ هاجِمِ
بِغِيدٍ وَأطْلاحٍ كَأنّ عُيُونَهَا
نِطَاقٌ أظَلّتْهَا قِلاتُ الجَمَاجِمِ
كأنّ رِحالَ المَيْسِ ضَمّتْ حِبالُهَا
قَنَاطِرَ طَيِّ الجَنْدَلِ المُتَلاجِمِ
إلَيْكَ، وَليَّ الحَقّ، لاقَى غُرُوضَهَا
وَأحْقَابَهَا إدْراجُهَا بالمَنَاسِمِ
نَوَاهضَ يَحمِلنَ الهُمومَ التي جَفَتْ
بِنَا عن حَشايا المُحصَناتِ الكَرَائِمِ(39/259)
ليَبلُغن مِلءَ الأرْضِ نُوراً وَرَحَمةً
وعَدْلاً، وَغَيَثَ المُغِبرَاتِ القَوَاتِمِ
جُعَلْتَ لأهْلِ الأرْضِ أمْناً وَرَحمة
وَبُرْءاً لآثَارِ القُرُوحِ الكَوَالِمِ
كمَا بَعَثَ الله النّبيَّ مُحَمّداً،
على فَتْرَةٍ، وَالنّاسُ مِثْلُ البَهائِمِ
وَرِثْتُمْ قَناةَ المُلْكِ، غَيرَ كَلالَةٍ،
عَنِ ابنِ مَنافٍ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
تَرَى التّاجَ مَعْقوداً عَلَيْهِ كأنّهُمْ
نُجُومٌ حَوَاليْ بَدْرِ مُلْكٍ قُماقِمِ
عَجِبْتُ إلى الجَحّادِ أيَّ إمَارَةٍ
أرَادَ لأنْ يَزْدادَهَا، أوْ درَاهِمِ
وَكَانَ على ما بَينَ عَمّانَ وَاقِفاً
إلى الصّينِ قَدْ ألْقَوْا لَهُ بالخَزَائِمِ
فعلَمّا عَتَا الجحّادُ حِينَ طَغَى بِهِ
غِنىً قال: إني مُرْتَقٍ في السّلالِمِ
فكَانَ كمَا قال ابنُ نُوحٍ سَأرْتقي
إلى جَبَلٍ مِنْ خَشْيَةِ المَاءِ عاصِمِ
رَمَى الله في جُثْمَانِهِ مِثْلَ ما رَمَى
عَنِ القِبْلَةِ البَيْضَاءِ ذاتِ المَحارِمِ
جُنُوداً تَسُوقُ الفِيلَ حَتى أعادَها
هَباءً وَكانوا مُطْرَخِمّي الطَّرَاخِمِ
نُصِرْتَ كَنَصْرِ البيْتِ إذْ ساقَ فيلَه
إلَيهِ عَظِيمُ المُشرِكِينَ الأعاجِمِ
وَمَا نُصِرَ الحجّاجُ إلاّ بَغَيْرِهِ،
على كُلّ يَوْمٍ مُسْتَحِرِّ المَلاحِمِ
بِقَوْمٍ أبُو العاصِي أبُوهُمْ تَوَارَثُوا
خِلافَةَ مَهْدِيٍّ وَخَيْرِ الخَواتِمِ
وَلا رَدَّ مُذْ خَطّ الصّحيفَةَ نَاكِثاً
كَلاماً، ولا بَاتَتْ لَهُ عينُ نَائِمِ
وَلا رَجعُوا حتى رَأوْا في شِمَالِهِ
كِتاباً لمَغْرُورٍ لَدَى النّارِ نَادِمِ
أتَاني وَرَحْلي بِالمَدِينَةِ وَقْعَةٌ
لآلِ تَمِيمٍ أقْعَدَتْ كُلَّ قَائِمِ
كأنّ رُؤوسَ النّاسِ إذْ سَمعوا بهَا
مُدَمَّغَةٌ مِنْ هَازِمَاتٍ أمَائِمِ
فِدىً لِسُيُوفٍ مِنْ تَميمٍ وَفَى بهَا
رِدائي وَجَلّتْ عَن وُجُوهِ الأهاتِمِ
شَفَينَ حَزَازَتِ النّفُوسِ ولَم تَدَعْ
عَلَيْنَا مَقالاً، في وفَاءٍ لِلائِمِ(39/260)
أبَأنَا بهِمْ قَتّلى، وَمَا في دِمَائِهمْ
وَفَاءٌ، وَهُنّ الشّافِيَاتُ الحَوائِمِ
جَزعى الله قَوْمي إذْ أرَادَ خِفَارَتي
قُتَيْبَةُ سَعْى الأفْضَلينَ الأكَارمِ
هُمُ سَمِعوا يَوْمَ المُحَصَّبِ من منىً
نِدائي، ذا التَفّتْ رِفَاقُ المَوَاسِمِ
هُمُ طَلَبُوهَا بالسّيُوفِ وَبِالقَنَا،
وَجُرْدٍ شَجٍ أفْوَاهُهَا بالشّكَائِمِ
تُقَادُ وَمَا رُدّتْ، إذا مَا تَوَهّسَتْ
إلى البَأسِ بالمُستَبْسِلينَ الضّراغِمِ
كأنّكَ لمْ تَسْمَعْ تَميماً إذا دَعَتْ
تَمِيمٌ وَلمْ تَسْمَعْ بيَوْمِ ابنِ خازِمِ
وَقَبلَكَ عَجلّنا ابنَ عَجلى حِمامَهُ
بأسْيافِنا يَصْدَعْنَ هامَ الجَماجِمِ
وَمَا لَقِيَتْ قَيْسُ بنُ عَيْلانَ وقَعةً
وَلا حَرَّ يَوْمٍ مِثْلِ يَوْمِ الأرَاقِمِ
عَشِيّةَ لاقَى ابنُ الحُبَابِ حِسَابَهُ،
بسِنْجارَ أنضاءَ السّيوفِ الصّوَارِمِ
نَبَحْتَ لِقَيِسٍ نَبْحَةً لمْ تَدَعْ لهَا
أُنُوفاً، وَمَرّتْ طَيْرُهَا بالأشائِمِ
نَدِمْتَ على العِصْيَانِ لمّا رَأيْتَنا
كَأنّا ذُرَى الأطْوَادِ ذاتِ المَخارِمِ
على طاعَةٍ لَوْ أنّ أجْبَالَ طَيّءٍ
عَمَدْنَ لها وَالهَضْبَ هَضْب التّهائمِ
ليَنْقُلْنَها لمْ يَستَطِعْنَ الّذيِ رَسَا
لهَا عِنْدَ عَالٍ فَوْقَ سَبْعِينَ دائمِ
وَألقَيْتَ مِنْ كَفّيْكَ حَبلَ جَمَاعةٍ
وَطَاعَةَ مَهْدِيٍّ شَدِيدِ النّقَائِمِ
فإنْ تَكُ قَيْسٌ في قُتَيْبَةَ أُغضِبَتْ
فَلا عَطَسَتْ إلاّ بِأجْدَعَ رَاغِمِ
وَمَا كانَ إلاّ بَاهِلِيّاً مُجَدَّعاً،
طَغَى فسَقَيناهُ بكأسِ ابنِ خازِمِ
لَقَدْ شَهِدَتْ قَيْسٌ فما كان نصرُهَا
قُتَيْبَةَ إلاّ عَضَّهَا بِالأباهِمِ
فإنْ تَقْعُدُوا تَقْعُدْ لِئَامٌ أذِلّةٌ،
وَإنْ عدْتُمُ عُدْنَا بَبَيْضٍ صَوَارِمِ
أتَغْضَبُ أنْ أُذْنَا قُتعيْبَةَ حُزّتَا
جِهِاراً وَلمْ تَغْضَبْ ليَوْمِ ابنِ خازِمِ
وَمَا مِنْهُمَا إلاّ بَعَثْنَا بِرَأسِهِ(39/261)
إلى الشّأمِ فوْقَ الشّاحّاتِ الرّوَاسِمِ
تَذَبْذَبُ في المِخلاةِ تَحَتَ بُطُونِها
محَذَّفَةَ الأذْنَابِ جُلْحَ المَقَادِمِ
سَتَعْلَمُ أيُّ الوَادِيَينِ لَهُ الثَّرَى
قَدِيماً، وَأوْلى بِالبُحُورِ الخَضَارِمِ
أوَادٍ بِهِ صِنُّ الوِبَارِ يُسِيلُهُ،
إذا بَالَ فِيهِ الوَبْرُ فَوْقَ الخَرَاشِمِ
كَوَادٍ بِهِ البَيْتُ العَتِيقُ تَمُدُّهُ
بحُورٌ طَمَتْ من عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
فَما بَينَ مَنْ لمْ يُعطِ سَمعاً وطاعَةً،
وَبَينَ تَمِيمٍ غَيرُ حَزّ الحَلاقِمِ
وَكَانَ لَهُمْ يَوْمَانِ كَانا عَليَهِمُ
كَأيّامِ عادٍ بالنُّحُوسِ الأشَائِمِ
وَيَوْمٌ لهُمْ مِنّا بحَوْمانَةَ التَقتْ
عَلَيْهِمْ ذُرَى حَوْماتِ بحرٍ قُماقِمِ
تَخَلّى عَنِ الدّنْيَا قُتَيْبَةُ إذْ رَأى
تَمِيماً، عَلَيها البِيضُ تحتَ العَمائِمِ
غَداةَ اضْمحَلّتْ قيسُ عَيلانَ إذ دعا
كمَا يَضْمَحِلُّ الآلُ فَوْقَ المَخارِمِ
لتَمْنَعَهُ قَيْسٌ، وَلا قَيْسَ عِنْدَهُ،
إذا ما دَعَا أوْ يَرْتَقي في السّلالِمِ
تُحَرِّكُ قَيْسٌ في رُؤوسٍ لَئِيمَةٍ
أُنُوفاً، وآذاناً لِئَامَ المَصَالِمِ
ولَمّا رَأيْنَا المُشْرِكِينَ يَقُودُهُمْ
قُتَيْبَةُ زَحْفاً في جُمُوعِ الزَّمازِمِ
ضَرَبْنَا بِسَيْفٍ في يَمِينِكَ لم نَدَعْ
بهِ دُونَ بَابِ الصّين عَيْناً لِظَالِمِ
بِهِ ضَرَبَ الله الّذِينَ تَحَزّبُوا
بِبَدْرٍ على أعْنَاقِهِمْ وَالمعَاصِمِ
فإنّ تَمِيماً لمْ تَكُنْ أمُّهُ ابتَغَتْ
لَهُ صِحّةً في مَهْدِهِ بِالتّمَائِمِ
كَأنّ أكُفّ القَابِلاتِ لأُمّهِ
رَمَينَ بِعادِيّ الأسُودِ الضّرَاغِمِ
تَأزْرَ بَينَ القَابِلاتِ، وَلمْ يَكُنْ
لَهُ تَوْأمٌ إلاّ دَهَاءٌ لِحَازِمِ
وَضَبّةُ أخْوَالي هُمُ الهامَةُ الّتي
بِهَا مُضَرٌ دَمّاغَةٌ لِلْجَمَاجِمِ
إذا هيَ ماسَتْ في الحَديد، وَأعلَمتْ
تَميمٌ، وَجاشَتْ كالبُحورِ الخَضَارِمِ
فَما النّاسُ في جَمعَيْهِمُ غَيرُ حِشَوةٍ(39/262)
إذا خَمَدَ الأصْوَاتُ غَيرَ الغَماغِمِ
كذبتَ ابن دِمن الأرْضِ وَابنَ مَراغها،
لآلُ تَميمٍ بِالسّيُوفِ الصّوَارِمِ
جَلَوْا حُممَاً فَوْقَ الوُجُوهِ، وَأنزَلوا
بعَيْلانَ أيّاماً عِظَامَ المَلاحِمِ
تُعَيّرُنَا أيّامَ قَيْسٍ. ولَمْ نَدَعْ
لِعَيْلانَ أنْفاً مُسْتَقِيمَ الخَياشِمِ
فَما أنتَ من قَيْسٍ فَتَنَبَحَ دُونَها،
ولا مِنْ تَميمٍ في الرّؤوسِ الأعاظِم
وَإنّكَ إذْ تَهْجُو تَمِيماً وَتَرْتَشِي
تَبابِينَ قَيسٍ أوْ سُحوقَ العَمائِمِ
كَمُهْرِيقِ مَاءٍ بِالفَلاةِ، وَغَرَّهُ
سَرَابٌ أثَارَتْهُ رِيَاحُ السَّمَائِمِ
بَلى وَأبِيكَ الكَلْبِ إني لَعَالِمٌ
بهِمْ فَهُمُ الأدنَوْنَ يَوْمَ التّزَاحُمِ
فَقَرّبْ إلى أشْيَاخِنَا إذْ دَعَوْتَهُمْ
أبَاكَ وَدعْدِعْ بِالجِدَاءِ التّوَائِمِ
فلَوْ كُنتَ منهُمْ لمْ تَعِبْ مِدْحتي لهمْ
وَلكِنْ حِمَارٌ وَشْيُهُ بالقَوَائِمِ
مَنَعْتُ تَمِيماً مِنكَ، إني أنَا ابْنُها
وَرَاجِلُها المَعْرُوفُ عِنْدَ المَوَاسِمِ
أنَا ابنُ تَميمٍ وَالمُحَامي وَراءَهَا،
إذا أسْلَمَ الجَاني ذِمَارَ المَحارِمِ
إذا ما وُجُوهُ النّاسِ سَالَتْ جِبَاهُها
مِنَ العَرَقِ المَعبُوطِ تحتَ العَمائِمِ
أبي مَنْ إذا ما قِيلَ: مَن أنتَ مُعتَزٍ،
إذا قِيلَ مِمّنْ قَوْمُ هَذا المُرَاجِمِ
أدِرْسَانَ قَيْسٍ لا أبَا لَكَ تَشْتَرِي
بأعَرَاضِ قَوْم هُمْ بُنَاةُ المَكارِمِ
وَمَا عَلِمَ الأقْوَامُ مِثْلَ أسِيرِنَا
أسِيراً وَلا إجْدافِنَا بالكَوَاظِمِ
إذا عَجَزَ الأحيَاءُ أنْ يَحْمِلُوا دَماً
أنَاخَ إلى أجْدَاثِنَا كُلُّ غَارِمِ
تَرَى كُلَّ مَظْلُومٍ إلَيْنَا فِرَارُهُ،
وَيَهْرُبُ مِنّا جَهْدَهُ كُلُّ ظَالِم
أبَتْ عَامِرٌ أنْ يَأخُذُوا بأسِيرِهِمْ
مِئِينَ مِنَ الأسرَى لَهُمْ عندَ دارِمِ
وَقالُوا لَنَا زِيدُوا عَليهِمْ، فإنّهُمْ
لَغاءٌ، وَإنْ كَانُوا ثُغَامَ اللّهازِمِ(39/263)
رَأوْا حَاجِباً أغْلى فِداءً، وَقَوْمَهُ
أحَقَّ بِأيّامِ العُلى وَالمَكَارِمِ
فلا نَقْتُلُ الأسْرَى ولَكِنْ نَفكُّهُمْ
إذا أثْقَل الأعْنَاقَ حَمْلُ المَغارِمِ
فَهلْ ضَرْبَةُ الرّوميّ جاعِلَةٌ لَكُمْ
أباً عَنْ كُلَيْبٍ أوْ أباً مِثلَ دارِمِ
كَذاكَ سُيوفُ الهِنْدِ تَنْبو ظُباتُها،
وَيقْطَعْنَ أحْيَاناً مَنَاطَ التّمَائِمِ
وَيَوْمَ جَعَلْنَا الظّلَّ فِيهِ لعَامِرٍ
مُصَمَّمَةً تَفْأى شُؤون الجَمَاجمِ
فمِنهُنّ يَوْمٌ للبَرِيكَيْنَ، إذْ تَرَى
بَنُو عَامِرٍ أنْ غَانِمٌ كُلُّ سَالِمِ
وَمِنْهُنّ إذْ أرْخَى طُفَيْلُ بنُ مالك
على قُرْزُلٍ رِجْليْ رَكُوضِ الهَزَائمِ
وَنَحْنُ ضَرَبْنَا مِنْ شُتَيرِ بن خالدٍ
على حَيثُ تستَسقيهِ أُمُّ الجَماجِمِ
وَيَوْمَ ابنِ ذي سَيدانَ إذْ فَوّزَتْ بهِ
إلى المَوْتِ أعجازُ الرّماحِ الغَوَاشِمِ
وَنَحْنُ ضَرَبْنَا هَامَةَ ابنِ خُوَيْلِدٍ
يَزِيدَ على أُمّ الفِرَاخِ الجَوَاثِمِ
وَنَحنُ قَتَلنا ابنْي هُتَيْمٍ وَأدْرَكَتْ
بُجَيراً بِنا رُكضُ الذّكُورِ الصّلادمِ
وَنَحْنُ قَسَمنا مِنْ قُدامَةَ رَأسَهُ،
بِصَدْعٍ على يَافُوخِهِ مُتَفَاقِمِ
وَعَمْراً أخَا عَوْفٍ تَركْنَا بمُلْتَقىً
مِنَ الخَيْلِ في سَامٍ من النّقعِ قاتِمِ
وَنَحْنُ تَرَكْنَا مِنْ هِلالِ بنِ عامرٍ
ثَمانِينَ كَهْلاً للنّسورِ القَشاعِمِ
بِدَهْنا تَميمٍ حَيْثُ سُدّتْ عَلَيهمُ
بمُعْتَرَكٍ مِنْ رَمْلِهَا المُتَرَاكِمِ
وَنَحْنُ مَنَعْنا مِنْ مَصَادٍ رِماحَنا،
وَكُنّا إذا يَلْقَيْنَ غَيرَ حَوَائِمِ
رُدَيْنيِيّةً صُمَّ الكُعُوبِ، كَأنّهَا
مَصابِيح في تَرْكِيبِهَا المُتلاحِمِ
وَنحْنُ جَدَعْنَا أنْفَ عَيلان بالقَنا
وَبالرّاسِياتِ البِيضِ ذاتِ القَوائِمِ
ولَوْ أنّ قَيساً قيسَ عَيلانَ أصْبَحَتْ
بمُسْتَنّ أبْوَالِ الرُّبَابِ وَدارِمِ
لَكانُوا كَأقْذاءٍ طَفَتْ في غُطامِطٍ
مِنْ البَحْرِ، في آذِيّهَا المُتَلاطِمِ(39/264)
فَإنّا أُنَاسٌ نَشْتَرِي بدِمَائِنَا
دِيَارَ المَنَايَا رَغْبَةً في المَكَارِمِ
ألَسْنَا أحَقَّ النّاسِ يَوْمَ تَقَايَسُوا
إلى المَجْدِ، بالمُستَاثِراتِ الجَسائِمِ
مُلُوكٌ إذا طَمّتْ عَلَيكَ بحُورُهَا
تَطَحْطَحتَ في آذِيّهَا المُتَصَادِمِ
إذا معا وُزِنّا بِالجِبَالِ رَأيْتَنَا
نَمِيلُ بِأنْضَادِ الجِبَالِ الأضَاخِمِ
تَرَانَا إذا صَعَدْتَ عَيْنَكَ مُشْرِفاً
عَلَيْكَ بِأطْوادٍ طَوالِ المَخارِمِ
وَلوْ سُئلتْ مَن كُفؤنا الشمسُ أوْمأتْ
إلى ابْنيْ مَناف عَبْدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
وَكَيْفَ تُلاقي دارِماً حَيْثُ تَلْتَقي
ذُرَاهَا إلى حَيْثُ النّجُومِ التّوَائِمِ
لَقَدْ تَرَكَتْ قَيْساً ظُباتُ سيُوفِنَا
وَأيْدٍ بِأعْجَازِ الرّمَاحِ اللّهاذِمِ
وَقَائِعُ أيّامٍ أرَيْنَ نِسَاءَهُمْ،
نَهَاراً، صَغِيرَاتِ النّجومِ العَوَائِمِ
بذي نَجبٍ يَوْمٌ لقَيْسٍ، شَرِيدُهُ
كَثِيرُ اليَتَامَى في ظِلالِ المَآتِمِ
وَنَحْنُ تَرَكْنَا بالدّفِينَةِ حاضِراً
لآلِ سُلَيْمٍ، هامُهُمْ غَيرُ نَائِمِ
حَلَفْتُ برَبّ الرّاقِصَاتِ إلى منىً،
يَقِينَ نَهَاراً دامِياتِ المَنَاسِمِ
علَيهنّ شُعْثٌ ما اتّقَوْا من وَرِيقَةٍ
إذا ما التَظَتْ شَهباؤها بالعَمائِمِ
لَتَحْتَلِبَنْ قَيْسُ بنُ عَيلانَ لَقحةً
صَرىً ثَرّةً أخلافُها، غَيرَ رَائِمِ
لَعَمْرِي لَئِنْ لامَتْ هَوَازنُ أمرَها،
لَقَدْ أصْبَحَتْ حَلّتْ بدارِ المَلاوِمِ
وَلَوْلا ارْتِفاعي عَنْ سُلَيمٍ سَقَيْتُها
كِئَاسَ سِمامٍ، مُرّةً، وَعَلاقِمِ
فَما أنتُم من قَيسِ عَيلانَ في الذُّرَى،
وَلا منْ أثافيها العِظامِ الجَماجِمِ
إذا حُصّلَتْ قَيسٌ، فأنْتُمْ قَليلُها
وَأبْعَدُها مِنْ صُلْبِ قَيْسٍ لعَالِمِ
وَأنْتُمْ أذَلُّ قَيْسِ عَيْلانَ حُبوَةً،
وأعجَزُها عِندَ الأمُورِ العَوَارِمِ
وَمَا كانَ هذا الناسُ حتى هَداهُمُ
بِنَا الله، إلاّ مِثْلَ شَاءِ البَهَائِمِ(39/265)
فَمَا مِنْهُمُ إلاّ يُقَادُ بِأنْفِهِ،
إلى مَلِكٍ من خِندِفٍ، بُالخَزَائِمِ
عَجبتُ إلى قَيسٍ وَما قد تكَلّفَتْ
مِنَ الشِّقْوَةِ الحَمقَاءِ ذاتِ النّقائِمِ
يَلُوذُونَ مِني بِالمَرَاغَةِ وَابْنِهَا،
وَمَا مِنْهُمَا مِني لِقَيْسٍ بِعَاصِمِ
فَيَا عَجَبا حَتى كُلَيْب تَسُبّني،
وَكانَتْ كُلَيْبٌ مَدْرَجاً للمَشاتِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نمتك قروم أولاد المعلى
نمتك قروم أولاد المعلى
رقم القصيدة : 3769
-----------------------------------
نَمَتْكَ قُرومُ أولادِ المُعَلَّى،
وأبنَاءُ المَسَامِعَةٍ الكِرامِ
تخَمَّطُ في رَبِيعَةَ بَينَ بَكْرٍ
وَعَبدِ القَيسِ في الحَسبِ اللُّهَامِ
إذا سَمَتِ القُرُومُ لهُمْ عَلَتْهُمْ
شَقاشِقُ بَينَ أشْداقٍ وَهَامِ
شعراء العراق والشام >> إيليا أبو ماضي >> الغبطة ... فكره
الغبطة ... فكره
رقم القصيدة : 377
-----------------------------------
أقبلَ العيدُ ، ولكنْ ليسَ في الناسِ المسرَّهْ
لا أَرى إلاَّ وُجُوهاً كالحاتٍ مُكْفَهِرَّهْ
كالرَّكايا لم تَدَعْ فيها يدُ الماتِحِ قطرَهْ
أو كمثلِ الرَّوضِ لم تَتْركْ به النكباءُ زهرَهْ
وعيوناً دَنقتْ فيها الأماني المُسْتَحِرَّهْ
فَهْيَ حَيرى ذاهلاتٌ في الذي تهوى وتكرَهْ
وخدوداً باهتاتٍ قد كساها الهَمُّ صُفْرَهْ
وشفاهاً تحذرُ الضحكَ كأنَّ الضحكَ جمرَهْ
ليسَ للقومِ حديثٌ غير شكوى مستمرَّهْ
قد تساوى عندهُمْ لليأسِ نفعٌ ومضرَّهْ
لا تَسَلْ ماذا عراهُمْ كلُّهم يجهل ُ أمرَهْ
حائرٌ كالطائرِ الخائفِ قد ضَيَّعَ وكرَهْ
فوقَهُ البازِيُّ ، والأشْرَاكُ في نجدٍ وحُفْرَهْ
فهو إنْ حَطَّ إلى الغبراءِ شَكَّ السهمُ صدرَهْ
وإذا ما طارَ لاقى قشعمَ الجوِّ وصقرَهْ
كلُّهم يبكي على الأمسِ ويخشى شَرَّ بُكْرَهْ
فهمُ مثل عجوزٍ فقدتْ في البحرِ إبرَهْ
* * *
أيّها الشاكي الليالي إنَّما الغبطةُ فِكْرَهْ(39/266)
ربَّما اسْتوطَنَتِ الكوخَ وما في الكوخِ كِسْرَهْ
وخَلَتْ منها القصورُ العالياتُ المُشْمَخِرَّهْ
تلمسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْرَهْ
وإذا رفَّتْ على القَفْرِ استوى ماءً وخُضْرَهْ
وإذا مَسَّتْ حصاةً صَقَلَتْها فهيَ دُرَّهْ
لَكَ ، ما دامتْ لكَ ، الأرضُ وما فوق المَجَرَّهْ
فإذا ضَيَّعْتَها فالكونُ لا يَعْدِلُ ذَرَّهْ
أيُّها الباكي رويداً لا يسدُّ الدمعُ ثغرَهْ
أيُّها العابسُ لن تُعطَى على التقطيبِ أُجْرَهْ
لا تكنْ مُرَّاً ، ولا تجعَلْ حياةَ الغيرِ مُرَّهْ
إِنَّ من يبكي لهُ حَوْلٌ على الضحكِ وقُدْرَهْ
فتَهَلَّلْ وتَرَنَّمْ ، فالفتى العابسُ صَخْرَهْ
سَكَنَ الدهرُ وحانتْ غفلةٌ منهُ وغِرَّهْ
إنَّهُ العيدُ ... وإنَّ العيدَ مثل العُرْسِ مَرَّهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ود جرير اللؤم لو كان عانيا
ود جرير اللؤم لو كان عانيا
رقم القصيدة : 3770
-----------------------------------
وَدّ جَرِيرُ اللّؤمِ لَوْ كَانَ عانِياً،
ولَمْ يَدنُ منْ زَأرِ الأسودِ الضّرَاغمِ
فإنْ كُنتُما قَدْ هِجتُماني عَلَيكْمَا
فلا تَجَزَعَا وَاسْتَسمِعا للمُرَاجِمِ
لمِرْدَى حُرُوبٍ مِنْ لَدُنْ شدَّ أزْرَهُ
مُحامٍ عن الأحسابِ صعَبِ المَظالِمِ
غَمُوسٍ إلى الغاياتِ يُلْفَى عَزِيمُهُ،
إذا سَئِمَتْ أقْرَانُهُ، غَيرَ سَائِمِ
تَسُورُ بِهِ عِنْدَ المَكَارِمِ دارِمٌ،
إلى غايَةِ المُسَتَصْعَباتِ الشّداقِمِ
رَأتْنَا مَعدُّ، يَوْمَ شَالَتْ قُرُومُها،
قِياماً على أقْتَارِ إحْدَى العَظائِمِ
رَأوْنَا أحَقَّ ابْنيْ نِزَارٍ وَغَيْرِهِمْ،
بإصْلاحِ صَدْعٍ بَيْنَهُمْ مُتَفاقِمِ
حَقَنّا دِمَاءَ المُسلِمينَ، فأصْبَحَتْ
لَنَا نِعْمَةٌ بُثْنى بهَا في المَواسِمِ
عَشِيّةَ أعْطَتْنَا عُمَان أُمُورَهَا،
وَقُدْنَا مَعدّاً عَنْوَةً بِالخَزَائِمِ
وَمِنّا الّذِي أعْطَى يَدَيْهِ رَهينَةً
لغارَيْ مَعَدٍّ يَوْمَ ضَرْبِ الجَماجمِ(39/267)
كَفَى كُلَّ أُمٍّ ما تَخافُ على ابْنِها،
وَهُنّ قِيَامٌ رَافِعاتُ المَعاصِمِ
عَشِيّةَ سَالَ المِرْبَدانِ كِلاهُمَا
عَجاجَةَ مَوْتٍ بالسّيُوفِ الصّوَارِمِ
هُنالِكَ لَوْ تَبغي كُلَيباً وَجْدْتَهَا
بِمَنْزِلَةِ القِرْدانِ تَحْتَ المَناسِمِ
وَمَا تَجعَلُ الظِّرْبَى القِصَارَ أُنُوفُها
إلى الطِّمّ من مَوْجِ البحارِ الخَضَارِمِ
لهَامِيمُ، لا يَسطِيعُ أحمالَ مثلِهمْ
أنُوحٌ وَلا جاذٍ قَصِيرُ القَوائِمِ
يَقولُ كِرَامُ النّاسِ إذْ جَدّ جِدُّنا،
وَبَيّنَ عَنْ أحْسَابِنَا كُلُّ عالِمِ
عَلامَ تَعَنّى يا جَرِيرُ، وَلمْ تَجِدْ
كُلَيْباً لهَا عَادِيّةٌ في المَكَارِمِ
وَلَسْتَ وَإنْ فَقَّأتَ عَيْنَيكَ وَاجداً
أباً لَكَ، إذْ عُدّ المَساعي، كدارِمِ
هوَ الشّيخُ وَابنُ الشّيخِ لا شَيخَ مثلَه،
أبُو كُلّ ذِي بَيْتٍ رَفِيعِ الدّعَائِمِ
تَعنّى مِنَ المَرّوتِ يَرْجُو أرُومَتي
جَرِيرٌ على أُمّ الجِحاشِ التّوَائِمِ
وَنِحْياكَ بالمَرّوتِ أهوَنُ ضَيْعةً،
وَجَحشاكَ من ذي المأزِقِ المُتَلاحِم
فَلَوْ كُنتَ ذا عَقْلٍ تَبَيّنْتَ أنّما
تَصُولُ بِأيْدِي الأعجَزِينَ الألائِمِ
نَماني بَنُو سَعْدِ بنِ ضَبّةَ فانتَسِبْ
إلى مِثْلِهِمْ أخوَالِ هاجٍ مُرَاجِمِ
وَضَبّةُ أخْوَالي هُمُ الهَامَةُ الّتي
بهَا مُضَرٌ دَمَاغَةٌ للجَمَاجِمِ
وهَلْ مِثْلُنا يا ابنَ المَرَاغَةِ إذْ دَعَا
إلى البَأسِ داعٍ أوْ عِظامِ المَلاحِمِ
فَما مِنْ مَعَدّيٍّ كِفَاءً تَعُدُّهُ
لَنا غَيرَ بَيْتَيْ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
وَما لَكَ مِنْ دَلْوٍ تُواضِخُني بهَا،
ولا مُعِلِمٍ حَامٍ عَنِ الحيّ صَارِمِ
وَعِنْدَ رَسُولِ الله قام ابنُ حابسٍ
بُخطّةِ سَوّارٍ إلى المَجْدِ حازِمِ
لَهُ أطْلَقَ الأسْرَى الّتي في حِبَالِهِ
مُغَلَّلَةً أعْنَاقُهَا في الأداهِمِ
كَفَى أُمّهَاتِ الخائفِينَ عَلَيْهِمُ
غَلاءَ المُفادِي أوْ سِهَامَ المُسَاهِمِ(39/268)
فَإنّكَ وَالقَوْمَ الّذِينَ ذَكَرتَهُمْ
رَبِيعَةَ أهْلَ المُقْرَباتِ الصّلادِمِ
بَناتُ ابنِ حَلاّبٍ يَرُحْنَ عَلَيْهِمُ
إلى أجَمِ الغابِ الطّوَالِ الغَوَاشِمِ
فعلا وَأبِيكَ الكَلْبِ ما مِنْ مَخافَةٍ
إلى الشّأمِ أدّوْا خالِداً لمْ يُسالِمِ
وَلكِنْ ثَوَى فيهِمْ عَزِيزاً مكَانُهُ
على أنْفِ رَاضٍ من مَعَدٍّ ورَاغِمِ
وَما سَيّرَتْ جاراً لهَا من مَخافَةٍ،
إذا حَلّ من بَكْرٍ رُؤوسَ الغَلاصِمِ
بِأيّ رِشَاءٍ، يا جَرِيرُ، وَمَاتِحٍ
تَدَلّيْتَ في حَوْماتِ تِلْكَ القَماقِمِ
وَما لكَ بَيْتُ الزَّبَرْقَانِ وَظِلّهُ؛
وَما لكَ بَيْتٌ عِندَ قَيسِ بنِ عاصِمِ
وَلكِنْ بَدا للذّلِّ رَأسُكَ قاعِداً،
بِقَرْقَرَةٍ بَينَ الجِداءِ التّوَائِمِ
تَلُوذُ بأحقَيْ نَهشَلٍ من مُجاشِعٍ
عِيَاذَ ذَليلٍ عارِفٍ للمَظالِمِ
وَلا نَقتُلُ الأسرَى وَلكنْ نَفُكُّهمْ
إذا أثْقَلَ الأعناقَ حَمْلُ المَغارِمِ
فَهَلْ ضَرْبَةُ الرّوميّ جاعِلَةٌ لكمْ
أبا عَنْ كُلَيْبٍ أوْ أباً مِثلَ دارِمِ
فَإنّكَ كَلْبٌ مِنْ كُلَيْبٍ لكَلْبَةٍ
غَذَتْكَ كُلَيبٌ في خَبيثِ المَطاعِمِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وأقسم أن لولا قريش وما مضى
وأقسم أن لولا قريش وما مضى
رقم القصيدة : 3771
-----------------------------------
وَأُقْسِمُ أنْ لَوْلا قُرَيشٌ وَما مَضَى
إلَيها، وَكانَ الله بِالحُكْمِ أعْلَمَا
لَكَانَ لَنا مَنْ يَلْبَسُ اللّيلَ منهمُ
وَضَوْءُ النّهارِ مِنْ فَصِيحٍ وَأعْجَمَا
وَمِنّا الّذِي أحْيَا الوَئِيدَ، ولَمْ يَزَلْ
أبِيّاً على الأعْداءِ أنْ يَتَهَضّمَا
وَجَارٍ مَنَعْنَاهُ، وَلَوْلا حِبَالُنَا
لأصْبَحَ غِبَّ الحَرْبِ شِلْواً مُقَسَّمَا
رَفَعْنَا لَهُ حَتى جَرَى النّمُ دونَه
وَحَلّ عَلى رُكْنِ المَجَرّةِ سُلّمَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أرى الزعل بن عروة حين يجري
أرى الزعل بن عروة حين يجري
رقم القصيدة : 3772(39/269)
-----------------------------------
أرَى الزِّعْلَ بنَ عُرْوَةَ حينَ يجرِي،
إذا جَارَى إلى أمَدِ الرّهَانِ
وَسَوْفَ يَرَى ابنُ عُرْوَةَ حينَ نجرِي
إلى الغايَاتِ يَوْمَ يَرَى مَكَاني
فَمَنْ يَكُ مِنْ ذُرَى عِزٍّ وَمَجدٍ،
فَمِنْ آبَائِكَ الغُرَرِ الرِّزَانِ
وَرِثْتَ فَلَمْ تُضَيِّعْ مَأثُرَاتٍ،
وَقَصّرَ عَنْ بِنَائِكَ كُلُّ بَانِ
وَتَنْهَضُ حِينَ تَنهَضُ للمَعَالي،
وَتَنْطِقُ حِينَ تَنْطِقُ بِالبَيَانِ
وَتُعْطي العُرْفَ عَفْواً سَائِلِيهِ،
وَتُرْوِي الزّاعِبِيّةَ في الطّعَانِ
وَتَضْرِبُ حِينَ تَضرِبُ للمَعَالي،
مَكَانَ الجَوْزِ مِنْ عَقْدِ العِنَانِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عجبت إلى قيس تضاغى كلابها
عجبت إلى قيس تضاغى كلابها
رقم القصيدة : 3773
-----------------------------------
عَجِبْتُ إلى قَيْسٍ تَضَاغَى كِلابُها
وَهُنّ على الأذْقَانِ تَحتَ لَباني
لَعَمْرُكَ مَا أدْرِي أطالِبُ سَالِمٍ
إلى اللّؤمِ أدْنَى أمْ أبُو ابنِ دُخَانِ
لَئِيمانِ، كانَا مَوْلَيَيْنِ، كِلاهُمَا
ذَلِيلٌ، غَداةَ الرّوعِ وَالحَدَثَانِ
وَهَبْتُ بَني بَدْرٍ لأسْمَاءَ، بَعدَما
جَرَتْ فَوْقَهُ رِيحَانِ يَخْتَلِفَانِ
إذا ما حَلَلْنَا حَلّ مَنْ كانَ خَلفَنا،
وَيَتْبَعُنَا، إنْ نَظعَنِ، الثّقَلانِ
أنَا ابنُ بَني سَعْدٍ تكونُ، إذا ارْتمَى
بقَيْسٍ لغارَيْ خِندِفَ، الرَّحَوَانِ
إذا وَلَجَتْ قَيسٌ تِهَامَةَ قُرّرُوا
بِهَا وَبِنَجْدٍ، هُمْ عَبيدُ هَوَانِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نام الخلي وما أغمض ساعة
نام الخلي وما أغمض ساعة
رقم القصيدة : 3774
-----------------------------------
نامَ الخُليُّ، وَما أُغَمّضُ سَاعَةً،
أرَقاً، وَهَاجَ الشّوْقُ لي أحْزَاني
وَإذا ذَكَرْتُكَ يا ابنَ مُوسَى أسبَلتْ
عَيْني بِدَمْعٍ دائِمِ الهَمَلانِ
ما كُنْتُ أبْكي الهالِكِينَ لفَقْدِهمْ،
وَلَقَدْ بَكَيْتُ وَعَزّ مَا أبْكَاني(39/270)
كَسَفتْ له شَمسُ النّهارِ فأصْبَحتْ
شَمْسُ النّهَارِ كَأنّهَا بِدُخَانِ
لا حَيّ بَعْدَكَ يا ابنَ مُوسَى فِيهِمُ
يَرْجُونَهُ لِنَوَائِبِ الحَدَثَانِ
كَانُوا لَيَاليَ كُنْتَ فِيِمْ أُمّةً،
يُرْجَى لهَا زَمَنٌ مِنَ الأزْمَانِ
فالنّاسُ بَعدَكَ يا ابن موسى أصْبحوا
كَقَنَاةِ حَرْبٍ غَيرِ ذاتِ سِنَانِ
مُتَشَابِهِينَ بُيُوتُهُمْ بَمَجَازَةٍ
للسّيْلِ، بَينَ سَباسِبٍ وَمِتَانِ
أوْدَى ابنُ مُوسَى وَالمكارِمُ وَالنّدَى
وَالعِزُّ عِنْدَ تَحَفّظِ السّلْطَانِ
جُمعَ ابنُ مُوسَى والمَكارِمُ والنّدى
وَالعِزُّ، عِنْد تَحَفّظِ السّلْطَانِ
جُمعَ ابنُ مُوسَى وَالمكارِمُ وَالنّدَى
في القَبْرِ بَينَ سَبائبِ الأكْفَانِ
ما مات فِيهِمْ بَعْدَ طَلْحَةَ مِثْلُهُ
للسّائِلِينَ، وَلا لِيَوْم طِعَانِ
وَلَئنْ جِيادُكَ يا ابنَ موسَى أصْبحتْ
مُلْسَ المُتُونِ تجولُ في الأشْطانِ
لَبِمَا تُقادُ إلى العَدُوّ ضَوامِراً
جُرْداً، مُجَنَّبَةً معَ الرُّكْبَانِ
مِنْ كُلّ سابحَةٍ وَأجْرَدَ سَابِحٍ،
كَالسِّيدِ يَوْمَ تَغَيّمٍ وَدُخَانِ
كَانَ ابنُ مُوسَى قَدْ بَنى ذا هَيبَةٍ
صَعْبَ الذّرَى مُتَمَنِّعَ الأرْكَانِ
فَثَوَى وَغادَرَ فيكُمُ بِصَنِيعَةٍ،
خَيرَ البُيوتِ وَأحْسَنَ البُنْيَانِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> جاد الديار التي بالرمس خالية
جاد الديار التي بالرمس خالية
رقم القصيدة : 3775
-----------------------------------
جادَ الدّيَارَ الّتي بِالرِّمْسِ خالِيَةً،
أنْوَاءُ أوْطَفَ جَرّارِ العَثَانِينِ
وَمَا بِهَا، بَعْدَ آثَارِ الحِلالِ بها،
غَيرُ الرّمَادِ، وَغَيرُ المُثَّلِ الجُونِ
أنَا ابنُ ضَبّةَ تَنْميني مَعاقِلُهَا،
وَمِنْ بَني دارِمٍ شُمِّ العَرَانِينِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كيف تقول وجد بني تميم
كيف تقول وجد بني تميم
رقم القصيدة : 3776
-----------------------------------(39/271)
كَيْفَ، تَقُولُ، وَجْدُ بَني تَمِيمٍ
عَليّ إذا لَهُمْ نَاعٍ نَعَاني
ألَيْسُوا هُمْ حُمَاةَ الحَرْبِ لمّا
أنَاخُوا بِالثّنِيّةِ للعَوَانِ
وَكَمْ مِنْ مُرْهَقٍ قد جِئتُ أجرِي
كَرَرْتُ عَلَيهِ نَصرِي، إذْ دعاني
بَني عَبْدِ المَدَانِ، فإن تَضِلّوا
فَما ضَلّتْ حُلُومُ بَني قَنَانِ
يُلاقُونَ العَدُوَّ بِأُسْدِ غِيلٍ،
وَأحْلامٍ مَرَاجِيحٍ رِزَانِ
إذا هَزّوا العَوَالي أنْهَلُوهَا،
وَهَشّوا للضّرَابِ وَللطّعَانِ
وَمَا تَلْقَى العَبيدُ بَنُو زِيَادٍ
بِسَيْفٍ للّقَاءِ، وَلا سِنَانِ
ذَلِيلٌ مَنْ يَعَكُّ بَنُو زِيَادٍ،
وَهُمْ كَانُوا أذَلّ مِنَ السّوَاني
عَبِيدُ بَني الحُصَينِ تَوَارَثُوهُمْ،
لَعَمْرُ المَاضِيَاتِ مِنَ الزّمَانِ
هُمُ أرْبَابُكُمْ، وَلَهُمْ عَلَيْكُمْ
فُضُولُ السّابِقَاتِ مِنَ الرّهَانِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لا بارك الله في قوم ولا شربوا
لا بارك الله في قوم ولا شربوا
رقم القصيدة : 3777
-----------------------------------
لا بَارَكَ الله في قَوْمٍ، وَلا شَرِبُوا
إلاّ أُجَاجاً، أتَوْنَا مِنْ سِجسْتَانَا
مُنافِقِينَ استَحَلّوا كُلَّ فاحِشَةٍ،
كانُوا على غَيرِ تَقْوَى الله أعْوَانَا
ألمْ يكُنْ مؤمنٌ فيهِمْ فَيُنْذِرَهُمْ
عَذابَ قَوْمٍ أتَوْا لله عِصْيَانَا
وَكَمْ عَصَى الله مِنْ قَوْمٍ فأهلكهمْ
بالرّيحِ، أوْ غَرَقاً بِالمَاءِ طُوفَانَا
وَمَا لِقَوْمٍ عَدِيُّ الله قَائِدُهُمْ،
يَسْتَفْتِحُونَ إذا لاقوا بهِمْيَانَا
ألاّ يُعَذّبَهُمْ رَبّي وَيَجْعَلَهُمْ
للنّاسِ مَوْعِظَةً، يا أُمَّ حَسّانَا
تَرَى سَرَابِيلَهُمْ في البَأسِ مُحكَمةً
مِنْ نَسْجِ داوُدَ أعْطاها سُلَيمَانَا
تَقيهِمُ البأسَ يوْمَ البأسِ إذْ رَكِبُوا
سَوَابِغٌ كالأضَا بَيْضاً وَأبْدَانَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وأطلس عسال وما كان صاحبا
وأطلس عسال وما كان صاحبا
رقم القصيدة : 3778(39/272)
-----------------------------------
وَأطْلَسَ عَسّالٍ، وَما كانَ صَاحباً،
دَعَوْتُ بِنَارِي مَوْهِناً فَأتَاني
فَلَمّا دَنَا قُلتُ: ادْنُ دونَكَ، إنّني
وَإيّاكَ في زَادِي لمُشْتَرِكَانِ
فَبِتُّ أسَوّي الزّادَ بَيْني وبَيْنَهُ،
على ضَوْءِ نَارٍ، مَرّةً، وَدُخَانِ
فَقُلْتُ لَهُ لمّا تَكَشّرَ ضَاحِكاً
وَقَائِمُ سَيْفي مِنْ يَدِي بمَكَانِ
تَعَشّ فَإنْ وَاثَقْتَني لا تَخُونُني،
نَكُنْ مثلَ مَنْ يا ذئبُ يَصْطَحبانِ
وَأنتَ امرُؤٌ، يا ذِئبُ، وَالغَدْرُ كُنتُما
أُخَيّيْنِ، كَانَا أُرْضِعَا بِلِبَانِ
وَلَوْ غَيْرَنا نَبّهَت تَلتَمِسُ القِرَى
أتَاكَ بِسَهْمٍ أوْ شَبَاةِ سِنَانِ
وَكُلُّ رَفيقَيْ كلِّ رَحْلٍ، وَإن هُما
تَعاطَى القَنَا قَوْماهُما، أخَوَانِ
فَهَلْ يَرْجِعَنّ الله نَفْساً تَشَعّبَتْ
على أثَرِ الغادِينَ كُلَّ مَكَانِ
فأصْبَحْتُ لا أدْرِي أأتْبَعُ ظَاعِناً،
أمِ الشّوْقُ مِني للمُقِيمِ دَعَاني
وَمَا مِنْهُمَا إلاّ تَوَلّى بِشِقّةٍ،
مِنَ القَلْبِ، فالعَيْنَانِ تَبتَدِرَانِ
ولَوْ سُئِلَتْ عَني النَّوَارُ وَقَوْمُهَا،
إذاً لمْ تُوَارِ النّاجِذَ الشّفَتَانِ
لَعَمْرِي لَقَدْ رَقّقْتِني قَبلَ رِقّتي،
وَأشَعَلْتِ فيّ الشّيبَ قَبلَ زَمَاني
وَأمْضَحتِ عِرْضِي في الحياةِ وَشِنتِهِ،
وأوْقَدْتِ لي نَاراً بِكُلّ مَكَانِ
فَلوْلا عَقَابِيلُ الفُؤادِ الّذِي بِهِ،
لَقَدْ خَرَجَتْ ثِنْتَانِ تَزْدَحِمَانِ
وَلَكِنْ نَسِيباً لا يَزالُ يَشُلُّني
إلَيْكَ، كَأني مُغْلَقٌ بِرِهَانِ
سَوَاءٌ قَرِينُ السَّوْءِ في سَرَعِ البِلى
عَلى المَرْءِ، وَالعَصْرَانِ يَختَلِفَانِ
تَمِيمٌ، إذا تَمّتْ عَلَيكَ، رَأيتَها
كَلَيْلٍ وَبَحْرٍ حِينَ يَلْتَقِيَانِ
همُ دونَ مَن أخشَى، وَإني لَدُونَهمْ،
إذا نَبَحَ العَاوِي، يَدِي وَلِسَاني
فَلا أنَا مُخْتَارُ الحَيَاةِ عَلَيْهِمُ
وَهُمْ لَنْ يَبيعُوني لفَضْلِ رِهَاني(39/273)
مَتى يَقْذِفُوني في فَمِ الشّرّ يكفِهمْ،
إذا أسْلَمَ الحَامي الذّمَارِ، مَكَاني
فلا لامرِىءٍ بي حِينَ يُسنِدُ قَوْمَهُ
إليّ، ولا بالأكْثَرِينَ يَدَانِ
وَإنّا لَتَرْعَى الوَحْشُ آمِنَةً بِنَا،
وَيَرْهَبُنا، أنْ نَغضَبَ، الثّقَلانِ
فَضَلْنَا بِثِنْتَينِ المَعَاشِرَ كُلَّهُمْ:
بِأعْظَمِ أحْلامٍ لَنَا وَجِفَانِ
جِبالٌ إذا شَدّوا الحُبَى من وَرَائهم،
وَجِنٌّ إذا طَارُوا بِكُلّ عِنَانِ
وَخَرْقٍ كفَرْجِ الغَوْلِ يُخَرَسْ رَكْبُهُ
مَخَافَةَ أعْدَاءٍ وَهَوْلِ جِنَانِ
قَطَعْتُ بِخَرْقَاءِ اليَدَيْنِ، كأنّها،
إذا اضْطَرَبَ النِّسعانِ، شاةُ إرَانِ
وَماءُ سَدىً من آخرِ اللّيلِ أرْزَمَتْ
لِعِرْفَانِهِ مِنْ آجِنٍ وَدِفَانِ
وَدَارِ حِفَاظٍ قَدْ حَلَلْنا، وَغَيرُهَا
أحَبُّ إلى التِّرْعِيّةِ الشّنآنِ
نَزَلْنَا بِهَا، والثّغْرُ يُخشَى انْخَرَاقُه،
بِشُعْثٍ على شُعْثٍ وَكُلِّ حِصَانِ
نُهِينُ بِهَا النّيبَ السّمَانَ وَضَيْفُنَا
بهَا مُكْرَمٌ في البَيْتِ غَيرُ مُهَانِ
فَعَنْ مَنْ نُحامي بَعدَ كلّ مُدجَّجٍ
كَرِيمٍ وَغَرَّاءِ الجَبِينِ حَصَانِ
حَرَائِرُ أحْصَنّ البَنِينَ وَأحْصَنَتْ
حُجُورٌ لهَا أدّتْ لِكُلّ هِجَانِ
تَصَعّدْنَ في فَرْعَي تَمِيمٍ إلى العُلى
كَبَيْضِ أداحٍ عَاتِقٍ وَعَوَانِ
وَمِنّا الّذِي سَلّ السّيُوفَ وَشَامَها
عَشِيّةَ بَابِ القَصْرِ مِنْ فَرَغَانِ
عَشِيّةَ لمْ تَمْنَعْ بَنِيهَا قَبِيلَةٌ
بِعِزٍّ عِرَاقيٍّ وَلا بِيَمَانِ
عَشِيّةَ مَا وَدّ ابنُ غَرّاءَ أنّهُ
لَهُ مِنْ سِوَانَا إذْ دَعَا أبَوَانِ
عَشِيّةَ وَدّ النّاسُ أنّهُمُ لَنَا
عَبِيدٌ، إذِ الجَمْعَانِ يَضْطَرِبانِ
عَشِيّةَ لمْ تَسْتُرْ هَوَازِنُ عامِرٍ
وَلا غَطَفَانٌ عَوْرَةَ ابنِ دُخَانِ
رَأوْا جَبَلاً دَقَّ الجِبَالَ، إذا التَقتْ
رُؤوسُ كَبِيرَيْهِنّ يَنْتَطِحَانِ
رِجَالاً عَنِ الإسْلامِ إذ جاء جالَدوا(39/274)
ذَوِي النَّكْثِ حتى أوْدَحوا بهَوَانِ
وَحتى سَعَى في سُورِ كُلّ مَدِينَةٍ
مُنَادٍ يُنَادي، فَوْقَهَا، بِأذَانِ
سَيَجْزِي وَكِيعاً بالجَماعَةِ إذْ دَعَا
إلَيْهَا بِسَيْفٍ صَارِم وَسِنَانِ
خَبيرٌ بِأعْمالِ الرّجالِ كما جَزَى
بِبَدْرٍ وَباليَرْمُوكِ فَيْءَ جَنَان
لَعَمرِي لنِعَمَ القَوْمُ قَوْمي، إذا دَعا
أخُوهُمْ على جُلٍّ مِنَ الحَدَثَانِ
إذا رَفَدُوا لمْ يَبْلُغِ النّاسُ رِفْدَهمْ
لضَيْفِ عَبيطٍ، أوْ لضَيْفِ طِعَانِ
فَإنْ تَبْلُهُمْ عَنّي تَجِدْني عَلَيْهِمُ
كَعِزّةِ أبْنَاءٍ لَهُمْ وَبَنَانِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أأسلمتني للموت أمك هابل
أأسلمتني للموت أمك هابل
رقم القصيدة : 3779
-----------------------------------
أأسْلَمْتَني للمَوْتِ، أُمُّكَ هَابِلٌ،
وَأنْتَ دَلَنْظَى المَنْكِبَينِ سَمِينُ
خَمِيصٌ منَ الوُدّ المُقَرّبِ بَيْنَنَا
من الشُّنْءِ رَابي القُصْرَيَينِ بَطِينُ
فَإنْ كُنْتَ قد سالمتَ دوني فلا تُقِمْ
بِدارٍ بِهَا بَيْتُ الذّليلِ يَكُونُ
وَلا تأمَنَنّ الحَرْبَ، إنّ اشْتِغارَها
كَضَبّةَ إذْ قال: الحَديثُ شُجُونُ
شعراء المغرب العربي >> أولاد أحمد >> الخروج من مقهى الزنوج
الخروج من مقهى الزنوج
رقم القصيدة : 378
-----------------------------------
أأزعجتكم يا ندامى؟
أكسّرت كاساً ... ولم أتكسّر؟
أناح بقربي حمامٌ
وسالت دموعٌ اليتامى
ولم أتأثّر؟
أقبّلت منكم صديقا ...
ولم أعتذر في الصّباح؟!
لماذا، إذن تسقطون
وما كلّ هذا الصّياح؟!
أأزعجتكم يا بنات؟!
ألاطفتُ منكن أنثى بدون رضاها؟
أقلت كلاماً جميلاً...
على شامةٍ فوق خدٍ جميل
ولم أطلب العُذر قبل المساء؟
لماذا
إذن
يا نباتُ
تهيج على صدرها في الربيع
وتأوي إلى معطف في الشتاء؟!
أأزعجتكم يا رفاق؟
أقلت كلاماً صحيحاً عن الحزب، من نوع: أن
على الحزب، ألاّ يكون، صغيراً
كحبّة سكّر
وألاّ يكون كبيراً
كقطعة سكّر
لكي لا يذوب بقهوتهم(39/275)
كلّما سقطوا وأفاقوا؟!
أأزعجتكم يا مرايا الجدار؟
أهشّمت منكنّ واحدةً بعد عيبٍ تراءى
على علّة الخلقِ فيّ؟
إليّ
عدوّي الذي في الزّجاج .. إليّ
إليّ
لساني الجريح
فمي
ويديّ
إليّ
إليّ
وكونوا جميعاً دعاءً عليّ
حرامٌ عليّ مدائنكم
من الآن لن أشرب الماء فيها
سأُهدي حياتي إلى جثّتي
وقبري إلى قريتي
وقلبي
إليك
- إذا شئت -
يا وطني
يا عدوّي!
تونس - أفريل 88
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمرك ما في الأرض لي من مصاهر
لعمرك ما في الأرض لي من مصاهر
رقم القصيدة : 3780
-----------------------------------
لعَمرُكَ ما في الأرْضِ لي من مصَاهرٍ
ولا نَسَبٍ يُدْعى بِأرْضِ عُمَانِ
وَلكِنّ أهْلَ الأبْطَحَينِ عَشِيرَتي،
بَنُو كُلّ فَيّاضِ اليَدَيْنِ هِجَانِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> سلوا خالدا لا أكرم الله خالدا
سلوا خالدا لا أكرم الله خالدا
رقم القصيدة : 3781
-----------------------------------
سَلُوا خالِداً، لا أكْرَمَ الله خَالِداً!
مَتى وَلِيتْ قَسْرٌ قُرَيْشاً تَدِينُهَا
أقَبْلَ رَسُولِ الله أمْ بَعْدَ عَهْدِهِ،
فتِلْكَ قُرَيْشٌ قَدْ أغَثّ سَمينُها
رَجَوْنَا هُداهُ، لا هَدَى الله خَالِداً!
فَمَا أُمُّهُ بِالأُمّ يُهْدَى جَنِينُهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لولا أن تغار بنو كليب
لولا أن تغار بنو كليب
رقم القصيدة : 3782
-----------------------------------
لَوْلا أنْ تَغارَ بَنُو كُلَيْبٍ
لأشْرَكْنَا غُدَانَةَ في الأتَانِ
وَلا يَنْفَكّ يَنْهقُ في طَرِيقٍ
كُلَيْبِيٌّ عَلَيْهِ مَزَادَتَانِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> قد بلغنا على مخشاة أنفسنا
قد بلغنا على مخشاة أنفسنا
رقم القصيدة : 3783
-----------------------------------
قَدْ بَلَغْنَا على مَخْشَاةِ أنْفُسِنَا
شَطَّ الصَّرَاةِ إلى أرْضِ ابنِ مَرْوَانِ
طَيّارَةٌ كَانَ للحَجّاجِ مَرْكَبُهَا،
تَرَى لهَا مِنْ أذَاةِ المَوّجِ أعْوَانَا(39/276)
أتَتْ بِنَا كُوفَةَ الرّابي لِثَالِثَةٍ
مِنَ الأُبُلّةِ للمَوْجِ الّذِي كَانَا
إني حَلَفْتُ بِأعْنَاقٍ مُعَلَّقَةٍ،
قد أُلزِمَتْ من رُؤوس النِّيبِ أذْقانَا
هَدْيٍ تُساقُ إلى حَيثُ الدّمَاءُ لَهُ
يَبْلُلنَ من عَلَقِ الأجوَافِ كَتَّانَا
لأمْدَحَنّكَ مَدْحاً لا يُوَازِنُهُ
مَدْحٌ على كُلّ مَدْحٍ كانَ عِلْيانَا
لتَبْلُغَنْ لأبي الأشْبَالِ مِدْحَتُنَا،
مَنْ كانَ بالغَوْرِ أوْ مَرْوَيْ خُرَاسانَا
كَأنّهَا الذّهَبُ العِقْيَانُ حَبّرَهَا
لسانُ أشعَرِ أهلِ الأرْضِ شَيطانَا
قوْمٌ أبَوْا أنْ يَنال الفحشُ جارَتَهمْ،
وَالجَاعِلُونَ مِنَ الآفَاتِ أرْكَانَا
وَالضّارِبُونَ مِنَ الأقْرَانِ هامَهُمُ،
إذا الجَبَانُ رَأى للمَوْتِ ألْوَانَا
هُمُ الفَوَارِسُ يَحمُونَ النّساءَ إذا
خَرَجنَ يَسعينَ يَوْمَ الرّوْعِ خُفّانَا
وَأنْتَ مِنْ مَعْشَرٍ يَحْمي حُماتَهمُ
ضَرْبٌ يُخَرِّمُ أرْواحَاً وَأبْدَانَا
كانَتْ بَجيلَةُ، إنْ لاقَى فَوَارِسُها،
وَأصْبَحَ النّاسُ سَلَّ السّيفَ عُرْيانَا
أحْمَوْا حِمىً بطِعانٍ لَيْسَ يَمنَعُه
إلاّ رِماحُهُمُ للمَوْتِ مَنْ حَانَا
الأحْلَمُونَ فَما خَفّتْ حُلُومُهُمُ،
والأثْقَلُونَ على الأعْداءِ مِيزَانَا
والمُعْجِلونَ قِرَى الأضْيافِ إن نَزلوا،
وَأمْنَعُ النّاسِ يَوْمَ الرّوْعِ جِيرَانَا
أيْدِي بَجِيلَةَ أيْدٍ لا يُوَازِنُهَا
أيْدِي طَعانٍ، إذا لاقَينَ أقْرَانَا
قَوْمٌ لهُمْ حَسَبٌ ضَخْمٌ دَسِيعَتُهُ،
زَادُوا على بَانِيَاتِ المَجْدِ بُنْيَانَا
فَمَنْ يَكُنْ ساعِياً يَرْجُو مَساعيَهم
يَجِدْ لهُمْ دُونَها فَرْعاً وأرْكَانَا
قَوْمٌ إذا رُفِعَتْ أصْوَاتُهُمْ هَزَمُوا
مَنْ يَدّعُونَ بِهِ في الخَيلِ فُرْسَانَا
يُعْطي عَطايَا كِرَاماً لا يُوَازِنُهَا
مُعْطٍ، ولا بَعْدَ مَا يُعْطِيهِ مَنّانَا
إني رَأيْتُ أبَا الأشْبَالِ مُعْتَصِماً
بِهِ الجِبَالُ كَعادٍ عندَ خَفّانَا(39/277)
ضَيْفٌ بَعَينِ أُبَاغٍ، لا يَزالُ لَهُ
لَحْمٌ لمُغْتَصِبٍ للقَوْمِ غَرْثَانَا
أحْمَى البِرَازَ فَلا يَسْرِي بِهِ أحَدٌ،
وَلمْ يَدَعْ في سَوَادِ الغِيلِ إنْسَانَا
أمَّا الفُرَادَى ، فلا فَرْدٌ يَقُومُ لَهُ،
وَقَدْ يَشُدُّ على الألْفَينِ أحْيَانَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو جمعوا من الخلان ألفا
لو جمعوا من الخلان ألفا
رقم القصيدة : 3784
-----------------------------------
لَوْ جَمَعُوا مِنَ الخِلاّنِ ألْفاً
فَقَالُوا أعْطِنا بِهمُ أبَانَا
لَقُلْتُ لَهمْ: إذا لَغَبَنتمُوني،
وَكَيفَ أبيع مَنْ شرَطَ الضّمانَا
خَلِيلٌ لا يَرَى المائَةَ الصّفَايَا،
ولا الخَيلَ الجِيادَ، وَلا القِيَانَا
عَطَاءً دُونَ أضْعَافٍ عَلَيها،
وَيَعْلِفُ قِدْرَهُ العُبْطَ السّمَانَا
وَمَا أرْجُو لطَيْبَةَ غَيرَ رَبّي،
وَغَيرَ ابنِ الوَلِيدِ بمَا أعَانَا
أعَانَ بِدَفْعَةٍ أرْضَتْ أبَاهَا،
فَكَانَتْ عِنْدَهُ غَلَقاً رِهَانَا
لَئِنْ أخْرَجْتَ طَيْبَةَ مِنْ أبِيهَا
إليّ، لأرْفَعَنّ لَكَ العِنَانَا
كَمِدْحَةِ جَرْوَلٍ لِبَني قُرَيْعٍ
إذا مِنْ فيّ أُخْرِجُهَا لِسَانَا
وَأُمِّ ثَلاثَةٍ جَاءَتْ إلَيْكُمْ
بِهَا وَهُمٌ، مُحَاذِرَةً زَمَانَا
وَكَانُوا خَمْسَةً إثْنَانِ مِنهُمْ
لهَا، وَتَحَزُّماً كَانَا ثِبَانَا
وَكَانَتْ تَنْظُرُ العَوّا تُرَجّي
لأعْزَلهَا مَطَراً، فخَانَا
تَرَاكَ المُرْضِعَاتُ أباً وأُمّاً،
إذا رَكِبَتْ بِآنُفِهَا الدّخَانَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن ابن أحوز قد داوت كتائبه
إن ابن أحوز قد داوت كتائبه
رقم القصيدة : 3785
-----------------------------------
إنّ ابنَ أحْوَزَ قَدْ داوَتْ كَتَائِبُهُ
داءَ العِرَاقِ وَجَلّتْ ظُلْمَةَ الفِتنِ
في كُلّ شَرْقٍ وَغَرْبٍ مِنْ كَتائِبِهِ
شَهباءُ كالرّكنِ من ثَهلانَ أوْ حضَنِ
يَشفي بِأرْماحِهِ مِنْ كُلّ مُبْتَدِعٍ(39/278)
دِيناً يَحيدُ عَنِ الفُرْقَانِ وَالسُّنَنِ
إنّ ابنَ أحْوَزَ مَحْمُودٌ شَمَائِلُهُ،
وَالمُسْتَقَالُ بِهِ مِنْ عَثْرَةِ الزّمَنِ
لاتَتّقي خَيْلُهُ وَطْءَ القَتِيلِ، وَلا
خَوْضَ الدّمَاءِ إذا كانَتْ إلى الثُّنَنِ
مَنْ كَانَ مُرٌّ أبَاهُ كانَ ذا شَرَفٍ
عَالٍ وَعُودَ نُضَارٍ غَيرَ ذي أُبَنِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> اعمد إذا كنت مختارا ندى رجل
اعمد إذا كنت مختارا ندى رجل
رقم القصيدة : 3786
-----------------------------------
اعمِدْ إذا كُنتَ مُختاراً نَدى رَجُلٍ
إلى جَميلٍ فتى الجُودِ ابنِ حُمْرَانَا
الطّاعنِ الطّعَنةَ النّجلاءَ قد حجَزَتْ
عَنها بصَدرِ قَناةِ الرّمْحِ مَنْ حَانَا
به اطمأنّتْ قُلُوبُ القَوْمِ إذْ نشزَتْ،
إذا الجَبَانُ رَأى للمَوْتِ ألْوَانَا
شَوامِخٌ لِبَني شَمْخٍ إذا ارْتفَعَتْ
لا تُرْتَقَى وأشَدُّ النّاسِ أرْكَانَا
إذا أتَيتَ بَني شَمْخٍ وَجَدْتَ لهُمْ
للمَكْرُماتِ على المعرُوفِ أعْوَانَا
تَغدُو النّساءُ إلى شَمخٍ، إذا فَزِعَتْ
وَأكْلَحَ البأسُ أفْوَاهاً وَأسْنَانَا
بهِمْ تُوَارِي نِسَاءُ الحَيّ أسْوُقَهَا،
إذا دَعَوْا يَوْمَ بَأسٍ يا لذُبْيَانَا
مِنْهُمْ فَوَارِسُ قَيْسٍ، والّذِينَ لهم
قِبْصُ الحَصَى وَثِقالُ الوَزْنِ ميزَانَا
أنتَ ابنُ أُمّ امرِىءٍ تَنمي إذا نُسبَتْ
حَيثُ انتمَتْ بأبيها بِنْتُ حَسّانَا
نالَتْ بهِ الشّمسَ لَوْ كادَتْ تَناوَلهَا
بالمَجدِ إنْ كانَ مَجدٌ عِندَها كانَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو بأبي جامع عرضت حاجتنا
لو بأبي جامع عرضت حاجتنا
رقم القصيدة : 3787
-----------------------------------
لَوْ بِأبي جامعٍ عَرّضْتُ حَاجَتَنَا،
أنْجَحَتُ، أو بِبَني الَعَوْجاءِ من قَطَنِ
بَنُو قَبِيصَةَ لا تَخفَى مَكارِمُهُمْ،
من دونِ أعرَاضهِمْ أموالُهُمْ جُنَنُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبى الحزن أن أنسى مصائب أوجعت
أبى الحزن أن أنسى مصائب أوجعت(39/279)
رقم القصيدة : 3788
-----------------------------------
أبَى الحُزْنُ أن أنسَى مَصَائبَ أوْجعتْ
صَمِيمَ فُؤادٍ كَانَ غَيرَ مَهينِ
وَمَا أنَا إلاّ مِثْلُ قَوْم تَتَابَعُوا
على قَدَرٍ مِنْ حَادِثَاتِ مَنُونِ
ولَوْ كانَتِ الأحداثُ يَدفَعُها امرُؤٌ
بَعِزٍّ، لمَا نَالَتْ يَدِي وَعَرِيني
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد بان للغاوي مفاخر أصبحت
لقد بان للغاوي مفاخر أصبحت
رقم القصيدة : 3789
-----------------------------------
لَقَدَ بَانَ للغَاوِي مَفَاخِرُ أصْبَحَتْ
على النّاسِ مِني كَالنّهَارِ مُبِينُهَا
لَنَا المَوْقِفَانِ وَالحَطِيمُ وَزَمْزَمٌ،
وَمِنّا على هذا الأنَامِ أمِينُهَا
أرَى اللّؤمَ مَعْلُوطاً بأعناقِ طَيّءٍ،
يَعُودُ عَلَيْهِ كَهْلُهَا وَجَنِينُهَا
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> هذه البلاد شقة مفروشة !
هذه البلاد شقة مفروشة !
رقم القصيدة : 379
-----------------------------------
هذي البلادُ شقَّةٌ مَفروشةٌ ، يملُكُها شخصٌ يُسَمّى عَنترَهْ ...
يسكَرُ طوالَ الليل عندَ بابها ، و يجمَعُ الإيجارَ من سُكّانها ..
وَ يَطلُبُ الزواجَ من نسوانها ، وَ يُطلقُ النارَ على الأشجار ...
و الأطفال ... و العيون ... و الأثداء ...والضفائر المُعَطّرَهْ ...
هذي البلادُ كلُّها مَزرَعَةٌ شخصيّةٌ لعَنترَهْ ...
سماؤها .. هَواؤها ... نساؤها ... حُقولُها المُخضَوضَرَهْ ...
كلُّ البنايات - هنا - يَسكُنُ فيها عَنتَرَهْ ...
كلُّ الشبابيك علَيها صورَةٌ لعَنتَرَهْ ...
كلُّ الميادين هُنا ، تحملُ اسمَ عَنتَرَهْ ...
عَنتَرَةٌ يُقيمُ في ثيابنا ... في ربطة الخبز ...
و في زجاجة الكُولا ، وَ في أحلامنا المُحتَضرَهْ ...
مدينةٌ مَهجورَةٌ مُهَجّرَهْ ...
لم يبقَ - فيها - فأرةٌ ، أو نملَةٌ ، أو جدوَلٌ ، أو شجَرَهْ ...
لاشيء - فيها - يُدهشُ السّياح إلاّ الصورَةُ الرسميّة المُقَرَّرَهْ ..
للجنرال عَنتَرَهْ ...(39/280)
في عرَبات الخَسّ ، و البطّيخ ...
في الباصات ، في مَحطّة القطار ، في جمارك المطار..
في طوابع البريد ، في ملاعب الفوتبول ، في مطاعم البيتزا ...
و في كُلّ فئات العُملَة المُزَوَّرَهْ ...
في غرفَة الجلوس ... في الحمّام .. في المرحاض ..
في ميلاده السَعيد ، في ختّانه المَجيد ..
في قُصوره الشامخَة ، الباذخَة ، المُسَوَّرَهْ ...
ما من جديدٍ في حياة هذي المدينَةُ المُستَعمَرَهْ ...
فَحُزنُنا مُكّرَّرٌ ، وَمَوتُنا مُكَرَّرٌ ،ونكهَةُ القهوَة في شفاهنا مُكَرَّرَهْ ...
فَمُنذُ أَنْ وُلدنا ،و نَحنُ مَحبوسُونَ في زجاجة الثقافة المُدَوَّرَهْ ...
وَمُذْ دَخَلنَا المَدرَسَهْ ،و نحنُ لانَدرُسُ إلاّ سيرَةً ذاتيّةً واحدَهً ...
تُخبرنا عن عَضلات عَنتَرَهْ ...
وَ مَكرُمات عَنتَرَهْ ... وَ مُعجزات عَنتَرَهْ ...
ولا نرى في كلّ دُور السينما إلاّ شريطاً عربيّاً مُضجراً يلعبُ فيه عَنتَرَهْ ...
لا شيء - في إذاعَة الصباح - نهتمُّ به ...
فالخبَرُ الأوّلُـ - فيها - خبرٌ عن عَنترَهْ ...
و الخَبَرُ الأخيرُ - فيها - خَبَرٌ عن عَنتَرَهْ ...
لا شيءَ - في البرنامج الثاني - سوَى :
عزفٌ - على القانون - من مُؤلَّفات عَنتَرَهْ ...
وَ لَوحَةٌ زيتيّةٌ من خربَشات عَنتَرَهْ ...
و باقَةٌ من أردَئ الشعر بصوت عنترَهْ ...
هذي بلادٌ يَمنَحُ المُثَقَّفونَ - فيها - صَوتَهُم ،لسَيّد المُثَقَّفينَ عَنتَرَهْ ...
يُجَمّلُونَ قُبحَهُ ، يُؤَرّخونَ عصرَهُ ، و ينشُرونَ فكرَهُ ...
و يَقرَعونَ الطبلَ في حروبه المُظفَّرَهْ ...
لا نَجمَ - في شاشَة التلفاز - إلاّ عَنتَرَهْ ...
بقَدّه المَيَّاس ، أو ضحكَته المُعَبرَهْ ...
يوماً بزيّ الدُوق و الأمير ... يوماً بزيّ الكادحٍ الفقير ...
يوماً على طائرَةٍ سَمتيّةٍ .. يَوماً على دبّابَة روسيّةٍ ...
يوماً على مُجَنزَرَهْ ...
يوماً على أضلاعنا المُكَسَّرَهْ ...(39/281)
لا أحَدٌ يجرُؤُ أن يقولَ : " لا " ، للجنرال عَنتَرَهْ ...
لا أحَدٌ يجرؤُ أن يسألَ أهلَ العلم - في المدينَة - عَن حُكم عَنتَرَهْ ...
إنَّ الخيارات هنا ، مَحدودَةٌ ،بينَ دخول السَجن ،أو دخول المَقبَرَهْ ..
لا شيء في مدينَة المائة و خمسين مليون تابوت سوى ...
تلاوَةُ القُرآن ، و السُرادقُ الكبير ، و الجنائز المُنتَظرَهْ ...
لا شيء ،إلاَّ رجُلٌ يبيعُ - في حقيبَةٍ - تذاكرَ الدخول للقبر ، يُدعى عَنتَرهْ ...
عَنتَرَةُ العَبسيُّ ... لا يَترُكنا دقيقةً واحدَةً ...
فـ مَرّةَ ، يأكُلُ من طعامنا ... و َمرَّةً يشرَبُ من شرابنا ...
وَ مَرَّةً يَندَسُّ في فراشنا ... وَ مرَّةً يزورُنا مُسَلَّحاً ...
ليَقبَضَ الإيجار عن بلادنا المُستأجَرَهْ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ليس ابن دحمة ممن في مواثقه
ليس ابن دحمة ممن في مواثقه
رقم القصيدة : 3790
-----------------------------------
لَيْسَ ابنُ دَحْمَةَ مِمّنْ في مَوَاثقه
إلٌّ، وَلا في عُمَانَ يُطلَبُ الدِّينُ
قَوْمٌ رِمَاحُهُمُ المُرْدِيُّ حَيثُ غَدوْا
إذا تَنَفّشَ في الرّيحِ العَثانِينُ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد سر العدو وساء سعدا
لقد سر العدو وساء سعدا
رقم القصيدة : 3791
-----------------------------------
لَقَدْ سَرّ العَدُوَّ وَسَاءَ سَعْداً
على القَعقاعِ قَبرُ فَتىً هِجَانِ
ألا تَبْكِي بَنُو سَعْدٍ فَتَاهَا
لأيّامِ السّمَاحَةِ وَالطّعَانِ
فَتَاهَا للعَظَائِمِ إنْ ألَمّتْ،
وَللحَرْبِ المُشَمِّرَةِ العَوَانِ
كَأنّ اللّحْدَ يَوْمَ أقَامَ فِيهِ،
تَضَمّنَ صَدْرَ مَصْقُولٍ يَمَاني
فَتىً كَانَتْ يَدَاهُ بِكُلّ عُرْفٍ
إذا جَمَدَ الأكُفُّ تَدَفَّقَانِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كتبتم زعمتم أنها ظلمتكم
كتبتم زعمتم أنها ظلمتكم
رقم القصيدة : 3792
-----------------------------------
كَتَبْتُمْ زَعَمْتُمْ أنّها ظَلَمَتْكمْ،(39/282)
كَذَبْتُمْ، وَبَيْتِ الله، بل تَظلمونَها
فإلاّ تَعُدّوا أُمَّهَا مِنْ نِسائِكُمْ،
فإنّ ابنَ لَيْلى وَالِدٌ لَنْ يَشينَها
وَإنّ لهَا أعْمامَ صِدْقٍ وَإخْوَةً،
وَشَيْخاً إذا شِئْتُمْ تَنَمّرَ دُونَها
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد علمت سكينة أن قلبي
لقد علمت سكينة أن قلبي
رقم القصيدة : 3793
-----------------------------------
لَقَدَ عَلِمَتْ سُكَيْنَةُ أنّ قَلْبي
على الأحْداثِ مُجْتَمِعُ الجَنَانِ
عَلى النّفَرِ الّذِينَ رُزِيتُ لَمّا
خَشِيتُ الحَادِثَاتِ مِنَ الزّمَانِ
لَقَدْ ضَمِنَتْ قُبُورُهُمُ، وَوَارَتْ
مَضَارِبَ كُلّ مَصْقُولٍ يَمَانِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لحا الله ماء حنبل قيم له
لحا الله ماء حنبل قيم له
رقم القصيدة : 3794
-----------------------------------
لحَا الله مَاءً، حَنْبَلٌ قَيّمٌ لَهُ
قَفَا ضَبّةٍ تَحْتَ الصَّفَاةِ مكُونِ
إذا مَا وَرَدْتَ المَاءَ فادلِفْ لحَنْبَلٍ
بقَعْبِ سَوِيقٍ أوْ بقَعْبِ طَحِينِ
أوَيْتُ لأبْنَاءِ الطّرِيقِ مِن امْرِىءٍ
شَرُوبِ الأداوِي للرّكِيّ دَفُونِ
وَلَوْ عَلِمَ الحَجّاجُ عِلمَكَ لم تَبعْ
يَمِينُكَ مَاءً مُسْلِماً بِثَمِينِ
لحَاوَلْتَ جَدْعاً أوْ لأُلفيتَ مُقعَداً
تَزحّفُ تَمْشِي مِشيَةَ ابنِ وَضِينِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا ابن المراغة والهجاء إذا التقت
يا ابن المراغة والهجاء إذا التقت
رقم القصيدة : 3795
-----------------------------------
يا ابنَ المَرَاغَةِ، وَالهِجَاءُ إذا التَقَتْ
أعْنَاقُهُ وَتَمَاحَكَ الخَصْمَانِ
ما ضَرّ تَغْلِبَ وَائِلٍ أهَجَوْتَهَا
أمْ بُلْتَ حَيْثُ تَنَاطَحَ البَحْرَانِ
يا ابن المَرَاغَةِ، إنّ تَغْلِبَ وَائِلٍ
رَفَعُوا عِنَاني فَوْقَ كُلّ عِنَانِ
كَانَ الهُذَيْلُ يَقُودُ كُلَّ طِمِرّةٍ
دَهْمَاءَ مُقْرَبَةٍ وَكُلَّ حِصَانِ
يَصْهِلْنَ بِالنّظَرِ البَعِيدِ، كأنّما(39/283)
إرْنَانُهَا بِبَوَائِنِ الأشْطَانِ
يَقْطَعْنَ كُلَّ مَدىً بَعِيدٍ غَوْلُهُ
خَبَبَ السّبَاعِ يُقَدْنَ بِالأرْسَانِ
وَكَأنّ رَايَاتِ الهُذَيْلِ، إذا بَدَتْ
فَوْقَ الخَمِيسِ، كَوَاسِرُ العِقْبَانِ
وَرَدُوا أَرَابَ بجَحْفَلٍ، مِنْ وَائِلٍ
لَجِبِ العَشِيّ ضُبَارِكِ الأرْكَانِ
وَيَبِيتُ فِيهِ مِنَ المَخَافَةِ عَائِذاً،
ألْفٌ عَلَيْهِ قَوَانِسُ الأبْدَانِ
تَرَكُوا لتَغْلِبَ إذْ رَأوْا أرْمَاحَهُمْ
بِأرَابَ كخلَّ لَئِيمَةٍ مِدْرَانِ
تُدْمي، وَتَغْلِبُ يَمْنَعُونَ بَنَاتِهِم،
أقْدامَهُنّ حِجَارَةُ الصّوّانِ
يَمْشِينَ في أثَرِ الهُذَيْلِ، وَتَارَةً
يُرْدَفْنَ خَلْفَ أوَاخِرِ الرُّكْبَانِ
لَوْلا أنَاتُهُمُ وَفَضْلُ حُلُومِهِمْ،
بَاعُوا أبَاكَ بِأوْكَسِ الأثْمَانِ
وَالحَوْفَزَانُ أميِرُهُمْ مُتَضَائِل
في جَمْعِ تَغْلِبَ ضَارِبٌ بجِرَانِ
أحْبَبْنَ تَغْلِبَ إذْ هَبَطْن بلادَهم
لمّا سَمِنّ، وَكُنّ غَيرَ سِمَانِ
يَمْشينَ بالفَضَلاتِ وَسْطَ شُرُوبِهِم،
يَتْبَعْنَ كُلَّ عَقِيرَةٍ ودُخَانِ
يَتَبَايَعُونَ، إذا انْتَشَوا بِبَنَاتِكُمْ،
عِنْدَ الإيَابِ بِأوْكَسِ الأثْمَانِ
وَاسْألْ بتَغْلِبَ كَيْفَ كانَ قديمُها
وَقَدِيمُ قَوْمِكَ، أوّلَ الأزْمَانِ
قَوْمٌ هُمُ قَتَلُوا ابنَ هِنْدٍ عَنْوَةً،
عَمْراً، وَهُمْ قَسَطُوا على النّعمانِ
قَتَلُوا الصّنَائعَ والمُلُوكَ وَأوْقَدوا
نَارَيْنِ قَدْ عَلَتا على النّيرَانِ
لوْلا فَوارِسُ تَغْلِبَ ابْنَةِ وَائِلٍ
نَزَلَ العَدُوُّ عَلَيْكَ كُلَّ مَكَانِ
حَبَسوا ابنَ قَيصرَ وابتَنوا برِماحِهمْ
يَوْمَ الكُلابِ كَأكْرَمِ البُنْيَانِ
وَلَقَدْ عَلِمْتُ ليَذْرِفَنْ ذا بَطْنِهِ
يَرْبُوعُكُمْ لموَقِّصِ الأقْرَانِ
إنّ الأرَاقِمَ لَنْ يَنَالَ قَدِيمَهَا
كَلْبٌ عَوَى مُتَهَتِّمُ الأسْنَانِ
قَوْمٌ إذا وَزِنُوا بِقَوْمٍ فُضّلُوا
مِثْلَيْ مُوَازِنهِمْ على المِيزَانِ(39/284)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إني حلفت برب البدن مشعرة
إني حلفت برب البدن مشعرة
رقم القصيدة : 3796
-----------------------------------
إني حَلَفْتُ بِرَبّ البُدْنِ مُشْعَرَةً،
وَمَا بجُمْعٍ مِن الرُّكْبَانِ وَالظُّعُنِ
لَتَأتِيَنّ على الدّيّانِ جَادِعَةٌ
شَنْعَاءُ تَبلُغُ أهلَ السِّيفِ من عَدَنِ
حتى يَبيتَ عَلَيهمْ، حيثُ أدرَكَهمْ
مِنّا جَوَادِعُ قَدْ أُلْحِقنَ بالسُّنَنِ
إنّ القَوَافيَ لَنْ يَرْجعنَ فَاستمعُوا
إذا بَلَغْنَ شِعابَ الغَوْرِ ذي القُنَنِ
لَوْ وازَنُوا حَضَناً مالَتْ حُلُومُهُمُ
بالرّاسياتِ الثّقالِ الشُّمّ من حَضَنِ
كمْ فيهمُ من كُهولٍ رَاجحينَ بهِمْ
يَوْمَ اللّقَاءِ، وَشُبّانٍ ذَوِي سُنَنِ
بَني الحُصَينِ وَهُمْ رَدّوا نِساءَكُمُ
عَلَيْكُمْ يَوْمَ غِبٍّ ثَابِتِ الدِّمَنِ
رَدّوا عَلَيْكُمْ سَباياكُمْ مُقَرَّنَةً
وَقد تُقُسّمنَ في زَوْفٍ وَفي قَرَنِ
كانَتْ هَوَامِلُ في زَوْفٍ مُعَطَّلَةً،
إنّ الهَوَابِلَ قَدْ يَرْجِعنَ للوَطَنِ
كانَ اليَهُودُ مَعَ الدّيّانِ دِينَهُمُ،
وَدِينُهُمْ كانَ شَرَّ الدّينِ في الزّمَنِ
بَني زِيادٍ رَأيْتُ الله زَادَكُمُ
لُؤماً، وَأمُّكُمُ مَخْلُوعَةُ الرّسنِ
لا والّذِي هُوَ بِالإسْلامِ أكْرَمَنَا،
وَجاعِلُ المَيتِ بعدَ المَوْتِ في الجَنَنِ
مَا كانَ يَبْني بَنو الدّيّانِ مَكرُمَةً،
وَلمْ تَكُنْ لبَني الدّيّانِ مِنْ حَسنِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تشمس يا ابن حري وأرتع
تشمس يا ابن حري وأرتع
رقم القصيدة : 3797
-----------------------------------
تَشَمّسْ يا ابنَ حَرّيٍّ وَأرْتِعْ،
فَمِثْلُكَ لا يُقَادُ إلى الرّهَانِ
وَمِثْلُكَ مُقْرِفُ الطّرَفَينِ عَبْدٌ،
صُفِعْتَ على النّوَاظِرِ وَالبَنَانِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبى الحزن أن أسلى بني وسورة
أبى الحزن أن أسلى بني وسورة
رقم القصيدة : 3798
-----------------------------------(39/285)
أبَى الحُزْنُ أنْ أسْلَى بَنّي وَسَوْرَةٌ
أرَاهَا إذا الأيْدِي تَلاقَتْ غِضَابُهَا
وَما ابْنَايَ إلاّ مِثْلُ مَنْ قَد أصَابَهُ
حِبَالُ المَنَايَا مَرُّهَا واشْتِعَابُهَا
ثَوَى ابْنَايَ في بَيْتيْ مُقَامٍ كِلاهُمَا
أخِلّتُهُ عَنّي بَطِيءٌ ذَهَابُهَا
وَمَحْفُورَة لا مَاءَ فيهَا مَهيبَة
يُغَطّى بأعْوَاد المَنيّة نَابُهَا
أنَاخَ إلَيْهَا ابْنايَ ضَيْفَيْ مَقامَةٍ،
إلى عُصْبَةٍ مَا تُسْتَعَارُ ثِيَابُهَا
فَلَمْ أرَ حَيّاً قَدْ أتى دونَ نَفسِهِ
منَ الأرْضِ جُولا هُوّةٍ وَتُرَابُهَا
مِنَ النّاسِ إلاّ أنّ نَفْسِي تَعَلّقَتْ
إلى أجَلٍ حَتى يَجِيءَ مُصَابُهَا
وَكانُوا همُ المالَ الذي لا أبِيعُهُ،
وَدِرْعي إذا ما الحَرْبُ هَرّتْ كلابُهَا
وَكَمْ قاتلٍ للجُوعِ قَد كانَ منهمُ،
وَمِنْ حَيّةٍ قَدْ كانَ سُمّاً لُعَابُهَا
إذا ذُكِرَتْ أسْمَاؤهُمْ أوْ دُعُوا بها
تَكَادُ حَيَازِيمي تفَرّى صِلابُهَا
وَكنتُ بِهمْ كاللّيثِ في خِيسِ غابةٍ
أبَى ضَارَعاتٍ كانَ يُرْجَى نُشابُهَا
وَكُنْتُ وَإشْرَافي عَلَيْهِمْ وَما أرَى
لِنَفْسِيَ إذْ هُمْ في فُؤادِي لُبَابُهَا
كَرَاكِزِ أرْمَاحٍ تُجُزِّعْنَ بَعدَما
أُقِيمَتْ حَوَانِيهَا وَسُنّتْ حِرَابُهَا
إذا ذَكَرَتْ عَيْني الّذِينَ هُمُ لهَا
قَذىً هيجَ منها للبكاءِ انْسِكابُهَا
بَني الأرْضِ قد كانُوا بَنيّ فعَزّني
عَلَيْهِمْ، لآجَالِ المَنَايَا كِتَابُهَا
وَلوْلا الّذِي للأرْضِ ما ذَهَبَتْ بهم
وَلمّا تَفَلّلْ بِالسّيُوفِ حِرَابُهَا
وَكَائِنْ أصَابَتْ مُؤمِناً مِنْ مُصِيبةٍ
على الله عُقْبَاهَا، وَمِنْهُ ثَوابُهَا
هَجَرْنَا بُيُوتاً، أنْ تُزارَ، وَأهْلُها
عَزِيزٌ عَلَيْنا، يا نَوارُ، اجْتِنَابُهَا
وَداعٍ عَليّ الله لَوْ مِتُّ قَدْ رَأى
بِدَعْوَتِهِ مَا يَتّقي لَوْ يُجَابُهَا
وَمِنْ مُتَمَنٍّ أنْ أمُوتَ وَقد بَنَتْ
حَيَاتي لَهُ شُمّاً عِظَاماً قِبَابُهَا(39/286)
سَيُبْلِغُ عَني الأخْطَلَينِ ابنَ غالبٍ
وَأخطَلَ بَكْرٍ حِينَ عَبّ عُبَابُهَا
أخي وَخَليلي التّغْلبيّ، وَدُونَهُ
سَخاوِيُّ تَنْضَى في الفَيافي رِكابُهَا
وَخُنْسٌ تَسُوقُ السَّخَلَ كلَّ عَشيّة
بِداوِيّةٍ غَبْرَاءَ دُرْمٍ حِدابُهَا
فَلا تَحْسِبَا أني تَضَعْضعَ جَانِبي،
وَلا أنّ نَارَ الحَرْبِ يَخبُو شِهابُهَا
بَقِيتُ وَأبْقَتْ مِنْ قَنَاتي مَصَابَتي
عَشَوْزَنَةً زوْرَاءَ صُمّاً كِعَابُهَا
على حَدَثٍ لَوْ أنّ سَلْمى أصَابَهَا
بمِثْلِ بَنيّ ارْفَضّ مِنْهَا هِضَابُهَا
وَما زِلْتُ أرْمي الحَرْبَ حتى تَركْتُها
كَسِيرَ الجنَاحِ مَا تَدِفّ عُقَابُهَا
إذا ما امتَرَاهَا الحالبُونَ عَصَبْتُهَا
على الجَمْرِ حتى مَا يَدِرُّ عِصَابُهَا
وَأقْعَتْ على الأذْنابِ كُلُّ قَبِيلَةٍ،
على مَضَضٍ مني، وَذَلّتْ رِقَابُهَا
أخٌ لكُما إنْ عَضّ بالحرْبِ أصْبحتْ
ذَلُولاً، وَإنْ عَضّتّ بِهِ فُلَّ نابُهَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن المهالبة الكرام تحملوا
إن المهالبة الكرام تحملوا
رقم القصيدة : 3799
-----------------------------------
إنّ المَهَالبَةَ الكِرَامَ تَحَمَّلُوا
دَفْعَ المَكَارِهِ عَنْ ذَوِي المكْرُوهِ
زَانُوا قَدِيمَهُمُ بحُسْنِ فَعالِهمْ،
وَكَرِيمَ أخْلاقٍ بحُسْنِ وَجُوهِ
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> حرف الياء لعمري لقد نبهت يا هند ميتا
حرف الياء لعمري لقد نبهت يا هند ميتا
رقم القصيدة : 3800
-----------------------------------
حرف الياء لَعَمْرِي لَقَدْ نَبّهْتِ يا هِندُ مَيّتاً
قَتيلَ كَرىً من حيثُ أصْبحتُ نَائِيَا
وَلَيْلَةَ بِتْنَا بِالجُبُوبِ تَخَيّلَتْ
لَنَا، أوْ رَأيْنَاهَا لِمَاماً تَمَارِيَا
أطَافَتْ بِأطْلاحٍ وَطَلْحٍ، كَأنّما
لَقُوا في حِياضِ المَوْتِ للقَوْمِ ساقيَا
فَلَمّا أطافَتْ بالرّحالِ، وَنَبّهَتْ
بِريحِ الخُزَامَى هاجعَ العَينِ وَانِيَا(39/287)
تَخَطّتْ إلَيْنَا سَيرَ شَهْرٍ لِسَاعَةٍ
مِنَ اللّيْلِ، خاضَتها إلَينا الصّحارِيَا
أتَتْ بالغَضَا، من عالجٍ، هاجعاً هوَى
إلى رُكْبَتيْ هَوْجَاء تَغْشَى الفَيافِيَا
فَباتَتْ بِنَا ضَيْفاً دَخيلاً، ولا أرَى
سِوَى حُلُمٍ جَاءتْ بهِ الرّيحُ سَارِيَا
وَكَانَتْ إذا ما الرّيحُ جاءتْ بَبشْرِهَا
إليّ سَقَتْني ثُمّ عَادَتْ بِدائِيَا
وَإني وَإيّاهَا كمَنْ لَيْسَ وَاجِداً
سِوَاها لِمَا قَدْ أنْطَفَتْهُ مُداوِيَا
وَأصْبَحَ رَأسِي بَعْدَ جَعْدٍ كَأنّهُ
عَناقِيدُ كَرْمٍ لا يُرِيدُ الغَوالِيَا
كأني بِه استَبْدَلْتُ بَيْضَةَ دارِعٍ،
تَرَى بحَفَافَيْ جَانِبَيْهِ العَنَاصِيَا
وَقَدْ كَانَ أحْيَاناً إذا مَا رَأيْتَهُ
يَرُوعُ كما رَاعَ الغِنَاءُ العَذارِيَا
أتَيْنَاكَ زُوّاراً، وَسَمْعاً وَطَاعَةً،
فَلَبّيْكَ يَا خَيرَ البَرِيّةِ دَاعِيَا
فَلَوْ أنّني بِالصّينِ ثُمّ دَعَوْتَني
وَلَوْ لمْ أجِدْ ظَهْراً أتَيْتُكَ سَاعِيَا
وَما لي لا أسْعَى إلَيْكَ مُشَمِّراً،
وَأمْشِي على جَهْدٍ، وَأنْتَ رَجائِيَا
وَكَفّاكَ بَعْدَ الله في رَاحَتَيْهِمَا
لمَنْ تحتَ هَذي فَوْقَنا الرّزْقُ وافِيَا
وَأنتَ غِياثُ الأرْضِ وَالنّاسِ كُلِّهم،
بكَ الله قَدْ أحَيَا الذي كانَ بالِيَا
وَمَا وَجَدَ الإسْلامُ بَعْدَ مُحَمّدٍ
وَأصْحَابِهِ للدّينِ، مِثْلَكَ رَاعِيَا
يَقُودُ أبُو العاصِي وَحَرْبٌ لحَوْضِهِ
فُرَاتَينِ قَدْ غَمّا البُحُورَ الجَوَارِيَا
إذا اجْتَمَعَا في حَوْضِهِ فَاضَ مِنهما
على النّاسِ فَيْضٌ يَعلُوانِ الرّوابِيَا
فلمْ يُلقَ حَوْضٌ مثلُ حوْضٍ هما له،
ولا مِثْلُ آذِيٍّ فُرَاتَيْهِ سَاقِيَا
وَمَا ظَلَمَ المُلْكَ ابنُ عاتِكَةَ الّتي
لهَا كُلُّ بَدْرٍ قَدْ أضَاءَ اللّيَالِيَا
أرعى الله بالإسْلامِ والنّصْرِ جاعِلاً
على كَعبِ مَن ناوَاكَ كَعْبَكَ عَالِيَا
سَبَقْتُ بِنَفْسِي بِالجَرِيضِ مُخاطراً(39/288)
إلَيكَ على نِضْوِي الأسُودَ العَوَادِيَا
وَكَنتُ أرَى أن قد سَمعتَ وَلَوْ نأتْ
على أثَرِي إذْ يُجْمِرُونَ بِدائِيَا
بخَيرِ أبٍ وَاسْمٍ يُنَادَى لِرَوْعَةٍ
سِوَى الله قَدْ كانتْ تُشيبُ النّوَاصِيَا
تُرِيدُ أمِيرَ المُؤمِنينَ وَلَيْتَهَا
أتَتْكَ بِأهْلي، إذْ تُنَادِي، وَمَالِيَا
بمُدَّرِعِينَ اللّيْلَ مِمّا وَرَاءَهَا،
بأنْفُسِ قَوْمٍ قَدْ بَلَغنَ التّرَاقِيا
إلَيْكَ أكَلْنا كُلَّ خُفٍّ وَغَارِبٍ
وَمُخٍّ، وَجاءَتْ بِالجَرِيضِ مَنَاقِيَا
إلَيْكَ أكَلْنا كُلَّ خُفٍّ وغارِبٍ
وَمُخٍّ، وَجاءتْ بالجَرِيضِ مَناقِيَا
تَرَامَينَ مِنْ يَبْرِينَ أوْ مِنْ وَرَائها
إلَيْكَ على الشّهرِ الحُسُومِ تَرَامِيَا
وَمُنْتَكِثٍ عَلّلْتُ مُلْتَاثَهُ بِهِ،
وَقد كَفّنَ اللّيلُ الخُرُوقَ الخَوَالِيَا
لألقَاكَ، إني إنْ لَقِيتُكَ سَالِماً،
فَتِلْكَ الّتي أُنْهَى إلَيْهَا الأمَانِيَا
لَقَدْ عَلِمَ الفُسّاقُ يَوْمَ لَقيتَهُمْ
يَزهيدُ وَحَوّاكُ البُرُودِ اليَمَانِيَا
وَجاءُوا بمثْل الشّاء غُلْفاً قُلوبُهُمْ
وَقَدْ مَنّيَاهُمْ بالضّلال الأمَانيَا
ضَرَبْتَ بسَيْفٍ كانَ لاقَى مُحَمّدٌ
بهِ أهْلَ بَدْرٍ، عَاقِدِينَ النّواصِيَا
فَلَمّا التَقَتْ أيْدٍ وَأيْدٍ، وَهَزّتَا
عَوَاليَ لاقَتْ للطّعانِ عَوَالِيَا
أرَاهُمْ بَنُو مَرْوَانَ يَوْمَ لَقُوهُمُ
بِبَابِلَ يَوْماً أخْرَجَ النّجْمَ بَادِيَا
بَكَوْا بِسُيُوفِ الله للدّينِ إذْ رَأوْا
مَعَ السّودِ والحُمْرَانِ بالعَقْرِ طاغيَا
أنَاخُوا بِأيْدي طاعَةٍ وَسُيُوفُهُمْ
على أُمّهَاتِ الهَامِ ضَرْباً شَآمِيَا
فَما تَرَكَتْ بالمَشْرِعَينِ سُيُوفُكُمْ
نُكُوباً عنِ الإسْلامِ مِمّنْ وَرَائِيَا
سعَى الناسُ مُذْ سَبعَونَ عاماً ليَقلعوا
بآلِ أبي العاصِي الجِبَالَ الرّوَاسِيَا
فما وَجَدُوا للحَقّ أقْرَبَ مِنْهُمُ،
وَلا مِثْلَ وَادي آل مَرْوَانَ وَادِيَا(39/289)
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم ترني ناديت سلما ودونه
ألم ترني ناديت سلما ودونه
رقم القصيدة : 3801
-----------------------------------
ألمْ تَرَني نادَيتُ سَلْماً، ودُونَهُ
من الأرْضِ ما يُنضِي البِغالَ النّوَاجيَا
فَقُلتُ لَهُ: هَبْ لي ابنَ أُمّي فلا أرَى
على الدّهرِ يا سَلْمَ المَكارِمِ بَاقِيا
فقالَ: نَعَمْ خُذْهُ، فَما أقبَلتْ بهِ
يَمِينيَ حَتى أصرَخَتْهَا شِمَالِيَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمرك ما تجزي مفداة شقتي
لعمرك ما تجزي مفداة شقتي
رقم القصيدة : 3802
-----------------------------------
لعَمْرُكَ ما تَجِزِي مُفَدَّاةُ شُقّتي
وَإخْطَار نَفْسِي الكَاشِحِينَ وَمَالِيَا
وَسَيْري إذا ما الطِّرِمْساءُ تَطخطختْ
على الرّكبِ حتى يَحسبوا القُفَّ وَاديَا
وَقِيلي لأصْحابي ألَمّا تَبَيّنُوا
هَوَى النّفْسِ قَد يَبدو لكم من أماميَا
وَمُنْتَجِعٍ دارَ العَدُوّ كَأنّهُ
نَشَاصُ الثّرَيّا يَسْتَظِلُّ العَوالِيَا
كَثِيرِ وَغَى الأصْوَاتِ تَسمَعُ وَسطَهُ
وَئيداً إذا جَنّ الظّلامُ، وَحَادِيَا
وَإنْ حَانَ مِنْهُ مَنْزلُ اللّيلِ خِلتَه
حِرَاجاً تَرَى مَا بَيْنَهُ مُتَدَانِيَا
وإنْ شَذّ مِنْهُ الألْفُ لمْ يُفْتَقَدْ له
وَلَوْ سَارَ في دارِ العَدُوّ لَيَالِيَا
نَزلْنَا لَهُ، إنّا إذا مِثْلُهُ انْتَهَى
إلَيْنَا قَرَيْنَاهُ الوَشِيجَ المَوَاضِيَا
فَلَمّا التَقَيْنا فَاءَلَتْهُمْ نحُوسُهُمْ
ضِرَاباً تَرَى ما بَيْنَهُ مُتَنَائِيَا
وَأخُبرْتُ أعمامي بَني الفِزْرِ أصْبحوا
يَوَدّونَ لَوْ أزْجَوْا إليّ الأفَاعِيَا
فإنْ تَلْتَمِسْني في تَمِيمٍ تُلاقِني
بِرَابِيَةٍ غَلْبَاءَ، تَعْلُو الرّوَابِيَا
تَجِدْني وَعَمْروٌ دونَ بَيْتي وَمالكٌ
يُدِرّونَ للنَّوْكَى العُرُوقَ العَوَاصِيَا
بكُلّ رُدَيْنيٍّ حَدِيدٍ شَبَاتُهُ،
فَأُولاكَ دَوّخْنَا بهِنّ الأعَادِيَا
وَمُسْتَنِبحٍ وَاللّيلُ بَيْني وَبَيْنَهُ(39/290)
يُرَاعي بِعيْنَيْهِ النّجُومَ التّوَالِيَا
سرَى إذْ تَغشى اللّيلُ تَحمِلُ صَوْتَهُ
إليَّ الصَّبَا، قد ظَلّ بالأمسِ طَاوِيَا
دَعَا دَعْوَةً كَاليأسِ لمّا تحَلّقَتْ
بهِ البِيدُ وَاعْرَوْرَى المِتانَ القَياقِيَا
فقُلتُ لأِهْلي: صَوْتُ صَاحبِ نَفرَةٍ
دَعا أوْ صَدًى نادى الفِرَاخَ الزّوَاقِيَا
تأنّيْتُ وَاستَسمَعتُ حتى فَهِمتُهَا،
وَقد قَفّعتْ نكباء مَن كانَ سارِيَا
فقُمتُ وَحاذَرْتُ السُّرَى أن تَفوتَني
بذي شُقّةٍ تَعلو الكُسورَ الخَوَافِيَا
فَلَمّارَأيْتُ الرّيحَ تَخْلِجُ نَبْحَهُ
وَقَدْ هَوّرَ اللّيلُ السّماكَ اليَمَانِيَا
حَلَفْتُ لهُمْ إنْ لمْ تُجِبْهُ كِلابُنَا
لأسْتَوْقِدَنْ نَاراً تُجِيبُ المُنَادِيَا
عَظِيماً سَنَاهَا للعُفَاةِ، رَفِيعَةً،
تُسامِي أُنُوفَ المُوقِدينَ فنائِيَا
وَقُلْتُ لعَبْدَيَّ: اسْعَرَاها، فإنّهُ
كَفَى بِسَنَاهَا لابنِ إنْسِكَ داعِيَا
فَما خَمَدَتْ حتى أضَاءَ وَقُودُهَا
أخَا قَفْرَةٍ يُزْجي المَطِيّةَ حَافِيَا
فَقُمْتُ إلى البَرْكِ الهُجودِ، ولم يكن
سِلاحي يُوَقّي المُرْبِعَاتِ المَتَالِيَا
فخُضْتُ إلى الأثْنَاءِ مِنْهَا وَقد ترَى
ذَواتِ البَقَايَا المُعسِنات مَكَانِيَا
وَما ذاكَ إلاّ أنّني اخْتَرْتُ للقِرَى
ثَنَاءَ المِخاضِ والجِذاعَ الأوَابِيَا
فمكّنتُ سَيْفي من ذَوَاتِ رِمَاحِهَا
غِشاشاً، ولَمْ أحفِلْ بكاءَ رِعَائِيَا
وَقُمْنَا إلى دَهْمَاءَ ضَامِنَةٍ القِرَى
غَضُوبٍ إذا ما استْحمَلُوها الأثافِيَا
جَهولٍ كَجوْفِ الفِيلِ لم يُرَ مثلُها،
تَرَى الزَّوْرَ فيها كالغُثَاءَةِ طَافِيَا
أنَخَنا إلَيها مِنْ حَضِيضِ عُنَيْزَةٍ
ثَلاثاً كَذَوْدِ الهَاجرِيّ رَوَاسِيَا
فَلَمّا حَطَطْنَاها عَلَيْهِنّ أرْزَمَتْ
هُدُوءاً وَألقَتْ فَوْقَهُنّ البَوَانِيَا
رَكُودٍ، كَأنّ الغَلْيَ فِيهَا مُغِيرَةً،
رَأتْ نَعَماً قَدْ جَنّهُ اللّيْلُ دانِيَا(39/291)
إذا استَحمَشُوها بالوَقُودِ تَغَيّظَتْ
على اللّحمِ حتى تَترُكَ العَظمَ بادِيَا
كَأنّ نَهيمَ الغَلْيِ في حُجَرَاتِهَا
تَمارِي خُصُومٍ عاقدينَ النّوَاصِيَا
لهَا هَزَمٌ وَسْطَ البُيُوتِ، كَأنّهُ
صَرِيحِيّةٌ، لا تَحرِمُ اللّحمَ جاديَا
ذَلِيلَةِ أطْرَافِ العِظَامِ رَقِيقَةٍ،
تَلَقَّمُ أوْصَالَ الجَزُورِ كمَا هِيَا
فَمَا قَعَدَ العَبْدَانَ حتى قَرَيْتُهُ
حَليباً وَشَحْماً من ذُرَى الشوْلِ وَارِيَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ومر بنا المختار مختار طيء
ومر بنا المختار مختار طيء
رقم القصيدة : 3803
-----------------------------------
وَمَرّ بِنَا المُختارُ مُختارُ طَيّءٍ،
فَرَوّى مُشاشاً كان ظَمآنَ صَادِيَا
أقَمْنَا لَهُ صَهْبَاءَ كالمِسْكِ ريحُها
إقامَتَهُ، حَتى تَرَحّلَ غَادِيَا
فَسارَ وقدْ كانَتْ عليْهِ غَبَاوَةٌ،
يَخَالُ حُزُونَ الأرْضِ سَهلاً وَوَاديا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> غدوت وقد أزمعت وثبة ماجد
غدوت وقد أزمعت وثبة ماجد
رقم القصيدة : 3804
-----------------------------------
غَدَوْتُ وَقَدْ أزْمَعتُ وَثْبَةَ ماجِدٍ
لأفْديَ بِابْني من رَدَى المَوْتِ خاليَا
غُلامٌ أبُوهُ المُستَجارُ بقَبْرِهِ،
وَصَعْصَعةُ الفَكّاكُ مَنْ كانَ عانيَا
وَكنتُ ابن أشياخٍ يُجيرُونَ مَن جنى
وَيُحيُونَ بالغَيْثِ العِظامَ البَوَالِيَا
يُداوُونَ بالأحلامِ وَالجَهْلِ مِنهُمُ
وَيُؤسَى بِهمْ صَدعُ الذي كان وَاهِيَا
رَهَنْتُ بَني السِّيدِ الأشائِمِ مُوفِياً
بمَقْتُولهِمْ عِنْدَ المُفاداةِ غَالِيَا
وَقُلتُ أشِطّوا يا بَني السِّيد حَكَمَكُمْ
عَلَيّ، فَإني لا يَضِيقُ ذِرَاعِيَا
إذا خُيّرَ السّيدِيُّ بَينَ غَوَايَةٍ
وَرُشْدٍ أتَى السيِّديُّ ما كانَ غاوِيَا
ولَوْ أنّني أعطَيْتُ ما ضَمّ وَاسِطٌ
أبَى قَدَرُ الله الّذِي كَانَ مَاضِيَا
وَلمّا دَعاني، وَهوَ يَرْسُفُ، لمْ أكُنْ(39/292)
بَطِيئاً عَنِ الدّاعي، وَلا مُتَوَانِيَا
شَدْدتُ على نِصْفي إزِارِي، وَرُبّما
شَدَدْتُ لأحْداثِ الأمُورِ إزَارِيَا
دَعَاني وَحدُّ السّيْفِ قَد كانَ فوْقَه
فأعطَيتُ مِنه ابني جَميعاً وَمَالِيَا
وَلمْ أرَ مِثْلي إذْ يُنَادَى ابنُ غالِبٍ
مُجيباً، ولا مِثْلَ المُنادي مُنَادِيَا
فما كانَ ذَنْبي في المَنِيّةِ إنْ عصَتْ
ولَمْ أتّرِكْ شَيْئاً عَزيزاً وَرَائِيَا
العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم تر أني يوم جو سويقة
ألم تر أني يوم جو سويقة
رقم القصيدة : 3805
-----------------------------------
ألَمْ تَرَ أنّي، يَوْمَ جَوّ سُوَيْقَةٍ،
بَكَيْتُ فَنادَتْني هُنَيْدَةُ مَالِيَا
فَقُلْتُ لهَا: إنّ البُكَاءَ لَرَاحَةٌ،
بهِ يَشْتَفي مَنْ ظَنّ أنْ لا تَلاقِيَا
قِفي وَدّعِينَا، يا هُنَيْدُ، فإنّني
أرَى الحَيَّ قد شاموا العقيقَ اليَمانِيَا
قَعِيدَكُمَا الله، الّذِي أنْتُمَا لَهُ،
ألَمْ تَسْمَعَا بالبَيْضَتَينِ المُنَادِيَا
حَبيباً دَعَا، والرّمْلُ بَيْني وَبَيْنَهُ،
فَأسْمَعَني، سَقْياً لذلك، داعِيَا
فكَانَ جَوابي أنْ بَكَيْتُ صَبابَةً،
وفَدّيْتُ مَنْ لَوْ يَستَطيعُ فَدانِيَا
إذا اغْرَوْرَقَتْ عيْنَايَ أسْبَلَ منهُما،
إلى أنْ تغِيبَ الشِّعْريَانِ، بكائِيَا
لذِكْرَى حَبيبٍ لمْ أزَلْ مذْ هَجَرْتُهُ
أعُدُّ لَهُ، بعْدَ اللّيَالي، لَيَالِيَا
أرَاني، إذا فارَقْتُ هِنْداً كَأنّني
دَوَى سَنَةٍ، ممّا التَقَى في فؤادِيَا
فَإنْ يَدْعُني باسمي البَعيثُ فلم يجدْ
لَئيمَاً كَفَى في الحَرْبِ ما كانَ جانيَا
وَما أنْتَ مِنّا غَيرَ أنّكَ تَدّعي
إلى آلِ قُرْطٍ بَعْدَما شِبتَ عانِيَا
تَكُونُ مَعَ الأدْنَى إذا كُنتَ آمِناً،
وَأُدْعَى، إذا غَمّ الغُثاءُ التَراقِيَا
عَجِبتُ لِحَينِ ابنِ المَرَاغةِ أنْ رَأى
لَهُ غَنماً أهْدَى إليّ القَوَافِيَا
وَهَلْ كانَ فيما قد مَضَى من شَبيبتي
لَهُ رُخْصَةٌ عندي، فيَرْجو ذكائِيَا(39/293)
ألَمْ أكُ قَدْ رَاهَنْتُ حَتى علِمتُمُ
رهَاني، وَخَلّتْ لي مَعدٌّ عنَانِيَا
وَما حَمَلَتْ أُمُّ امرىءٍ في ضُلوعِها
أعَقَّ مِنَ الجَاني عَلَيْها هِجَائِيَا
وَأنتَ بَوادي الكَلْبِ لا أنتَ ظاعِنٌ
ولا واجِدٌ، يا ابنَ المَرَاغَةِ، بَانِيَا
إذا العَنْزُ بالَتْ فِيهِ كَادَتْ تُسِيلُهُ
عَلَيْكَ وَتَنفي أنْ تَحُلّ الرّوَابِيَا
عَلَيْكُمْ بتَرْبِيقِ البِهَامِ، فإنّكمْ،
بأحسابكُمْ، لَنْ تَستَطيعوا رهَانِيَا
بِأيّ أبٍ يا ابنَ المَرَاغَةِ تَبْتَغي
رهَاني إلى غَاياتِ عَمّي وَخَالِيَا
هَلُمّ أباً كَابْنَيْ عِقَالٍ تَعُدّهُ،
وَوَاِيِهمَا، يا ابن المَرَاغةِ، وَادِيَا
تَجِدْ فَرْعَهُ عندَ السّماءَ، وَدارِمٌ
من المَجدِ منهُ أترَعَتْ لي الجَوَابِيَا
بَنى لي بهِ الشّيخانِ من آلِ دارِمٍ
بِنَاءً يُرَى عِنْدَ المَجَرّةِ عَالِيَا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أُولو الفضلِ، في أوطانهم، غرباءُ،
أُولو الفضلِ، في أوطانهم، غرباءُ،
رقم القصيدة : 3806
-----------------------------------
أُولو الفضلِ، في أوطانهم، غرباءُ،
تشِذّ وتنأى عنهمُ القُربَاءُ
فما سبأوا الراحَ الكُمَيْتَ لِلذّةٍ،
ولا كان منهم، للخِرادِ، سِباءُ
وحسبُ الفتى من ذلّةِ العيش أنّه
يروحُ بأدنى القوت، وهو حِباءُ
إذا ماخبتْ نارُ الشّبيبة ساءني
ولو نُصّ لي، بين النجوم، خِباءُ
أُرابيك في الودّ الذي قد بذَلتَه،
فأُضعِفُ، إن أجدى لديك رباءُ
وما بعد مَرّ الخمسَ عشْرَةٍ من صِبىً،
ولا بعد مرّ الأربعين صَباءُ
أجِدَّكَ لا ترضى العباءة ملبَساً،
ولو بان ما تُسديه، قيل: عبَاء
وفي هذه الأرض الرَّكودِ منَابتٌ،
فمنها، عَلَنْدى ساطِعٌ، وكِباءُ
تواصَلَ حبلُ النّسل ما بين آدمٍ،
وبيني، ولم يُوصل بلامِيَ باء
تثاءَبَ عمروٌ، إذ تثاءَبَ خالدٌ،
بعَدْوى، فما أعدتَنْيَ الثُؤبَاء
وزهّدني في الخلقِ معرفتي بهم،
وعلمي بأنّ العالمينَ هَباء(39/294)
وكيفَ تلافيّ الذي فاتَ، بعدما،
تلفّعَ نيرانَ الحريقِ أباء
إذا نزَلَ المِقدارُ لم يكُ للقطا،
نهوضٌ، ولا للمخدرات إباء
وقد نُطِحَتْ بالجيش رَضوى فلم تُبَلْ،
ولُزّ، برايات الخميسِ، قُباء
على الولد يجني والدٌ، ولو انهمْ
وُلاةٌ على أمصارهم، خُطباء
وزادك بُعداً من بينك، وزادَهم
عليك حقُوداً، أنهم نُجبَاء
يرون أباً ألقاهُمُ في مؤرَّبٍ
من العَقدِ، ضلّت حَلَّه الأُرَباء
وما أدَبَ الأقوامَ، في كلّ بلدةٍ،
إلى المَيْنِ، إلاّ مَعشَرُ أُدَباء
تَتبّعنُا، في كلّ نَقْبْ ومَخْرمٍ،
منايا لها، من جنسها، نُقَباء
إذا خافت الأُسدُ الخِماصُ من الظُّبا،
فكيفَ تعدّى حُكمَهُنّ ظِباء؟
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> تُكرم أوصال الفتى، بعد موته،
تُكرم أوصال الفتى، بعد موته،
رقم القصيدة : 3807
-----------------------------------
تُكرم أوصال الفتى، بعد موته،
وهنّ، إذا طالَ الزّمان، هَباءُ
وأرواحنا كالرّاح، إن طال حبْسُها،
فلا بدّ يوماً أن تكونَ سِباءُ
يعيّرنا، لفظَ المعرّة أنّها
من العُرّ، قومٌ، في العُلا، غُرباءُ
فإنّ إباءَ الليثِ، ما حلّ أنفُه
بأنَّ محلاَّتِ الليّوثِ إباء
وهل لحِق التثريبُ سُكّانَ يثربٍ،
من الناس، لا بل في الرّجال غباء
هُمُ ضاربوا أولادَ فِهرٍ، وجالدوا
على الدينِ، إذا وشّى الملوكَ عَباء
ضراباً، يُطيرُ الفرخَ عن وكرِ أُمّه،
ويترُكُ دِرعَ المرءِ، وهي قَباء
وذو نجَب، إن كان ما قيل صادقاً،
فما فيه إلاّ معشرٌ نُجبَاء
هل الدين إلاّ كاعبٌ، دون وصلِها،
حجابٌ، ومَهرٌ مُعوزٌ، وحياء
وما قبلت نفسي، من الخير، لفظةً
وإن طال ما فاهتْ به الخطباء
تفزَّعُ أعرابيَّةٌ، إن جرت لها
نواعبُ، يستعرضْنَها، وظِباء
وما الأُرَبى للحيِّ إلاَّ مُسِفَّةٌ،
على أنهم، في أمرهم، أُرَباء
تعادتْ بنو قيس بنِ عَيلانَ بالغنى،
فثابوا، كأنّ العَسجدَ الثُؤَبَاء
ولولا القضاءُ الحتمُ أُخبيَ واقِدٌ،(39/295)
ولم يُبنَ، حولَ الرافدينَ، خِباء
وعادوا إلى ماكان، إن جاد عارضٌ
رأوْا أنّ رَعياً، في البلاد، رِباء
يُبيئون قَتلاهُمْ بأكثرَ منهمُ،
وإن قتَلوا حُرّاً، فليس يُباء
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أُرائيكَ، فليغفِرْ ليَ اللَّهُ ُ زَلّتي
أُرائيكَ، فليغفِرْ ليَ اللَّهُ ُ زَلّتي
رقم القصيدة : 3808
-----------------------------------
أُرائيكَ، فليغفِرْ ليَ اللَّهُ ُ زَلّتي
بذاكَ، ودينُ العالَمينَ رِياءُ
وقد يُخلِفُ الإنسانُ ظَنّ عشيره،
وإن راقَ منهُ مَنظرٌ ورُواءُ
إذا قَومُنا لم يعبدوا اللَّهَ وحدهُ
بنُصحٍ، فإنّا منهمُ بُرَآءُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> سألتُ رِجالاً عن مَعَدٍّ ورَهطِهِ
سألتُ رِجالاً عن مَعَدٍّ ورَهطِهِ
رقم القصيدة : 3809
-----------------------------------
سألتُ رِجالاً عن مَعَدٍّ ورَهطِهِ
وعن سَبَأٍ: ماكان يَسْبي ويَسْبأ
فقالوا: هي الأيامُ لم يُخْلِ صَرفُها
مليكاً يُفدّى، أو تقيّاً يُنبّأ
أرى فَلكاً مازال بالخَلْقِ دائراً،
لهُ خَبَرٌ عنّا يُصانُ ويُخْبَأ
فلا تَطلُبِ الدنيا، وإن كنتَ ناشئاً،
فإنِّيَ عنها، بالأخلاّءِ، أرْبَأ
وما نُوَبُ الأيّام إلاّ كَتائِبٌ،
تُبَثّ سرايا، أو جيوشٌ تُعبّأ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> بني الدهر مهلاً! إنْ ذَممتُ فِعالَكمْ،
بني الدهر مهلاً! إنْ ذَممتُ فِعالَكمْ،
رقم القصيدة : 3810
-----------------------------------
بني الدهر مهلاً! إنْ ذَممتُ فِعالَكمْ،
فإني بنفسي، لا محالةَ، أبدَأُ
متى يتَقَضّى الوقتُ، واللهُ قادرٌ،
فنَسكُنُ في هذا التُّرابِ ونهدأُ؟
تجاورَ هذا الجسمُ والروحُ بُرْهَةً،
فما برِحَتْ تأذى بذاك وتصدأُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يأتي على الخلقِ إصباحٌ وإمساءُ،
يأتي على الخلقِ إصباحٌ وإمساءُ،
رقم القصيدة : 3811
-----------------------------------
يأتي على الخلقِ إصباحٌ وإمساءُ،(39/296)
وكلّنا لصروفِ الدّهرِ نَسّاءُ
وكم مضى هَجَريٌّ، أو مُشاكلُهُ
من المَقاول، سَرّوا الناسَ أم ساءوا
تَتْوى الملوكُ، ومِصرٌ، في تغيّرهم،
مِصْرٌ على العهدٍ، والأحسْاءُ أحساءُ
خَسِستِ، يا أُمّنا الدنيا، فأُفِّ لنا،
بنو الخسيسةِ أوباشٌ، أخِسّاءُ!
وقد نطقتِ بأصنافِ العِظاتِ لنا،
وأنتِ، فيما يظن القومُ، خَرساء
ومنْ لصخرِ بن عمروٍ إنّ جثته
صَخرٌ، وخنساءَه، في السِّرْبِ، خنساء
يموجُ بحركِ، والأهواءُ غالبةٌ
لراكبيهِ، فهل للسُفْنِ إرساءُ؟
إذا تعطّفتِ يوماً، كنتِ قاسيةً،
وإن نظرتِ بعينٍ، فهي شَوساء
إنسٌ على الأرض تُدمي هامها إحَنٌ،
منها، إذا دَمِيَتْ، للوحش، أنساءُ
فلا تغُرّنْكَ شُمٌّ من جبالهمُ،
وعِزّةٌ، في زمان المُلكِ، قعساء
نالوا قليلاً من اللذّاتِ، وارتحلوا
برَغمِهِمْ، فإذا النّعماءُ بأساءُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إنّ الأعلاّء، إن كانوا ذوي رَشَدٍ،
إنّ الأعلاّء، إن كانوا ذوي رَشَدٍ،
رقم القصيدة : 3812
-----------------------------------
إنّ الأعلاّء، إن كانوا ذوي رَشَدٍ،
بما يُعانونَ من داءٍ أطبّاءُ
وما شفاكَ من الأشياء تطلُبها،
إلاّ الألبّاءُ، لو تُلفى الألبّاءُ
نفرّ من شرب كأس، وهي تتبعنا،
كأنّنا، لمنايانا، أحِبّاءُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إن مازت الناسَ أخلاقٌ يُعاشُ بها،
إن مازت الناسَ أخلاقٌ يُعاشُ بها،
رقم القصيدة : 3813
-----------------------------------
إن مازت الناسَ أخلاقٌ يُعاشُ بها،
فإنهم، عند سوء الطبع، أسواء
أو كان كلّ بني حَوّاءَ يُشبهني،
فبئسَ ماولدت في الخلق حَوّاءُ
بُعدي من النّاس برءٌ من سقَامِهمُ،
وقربُهم، للحِجى والدين، أدواءُ
كالبيت أُفرد، لا أيطاءَ يدركه،
ولا سناد، ولا في اللفظِ إقواءُ
نوديتَ، ألويتَ، فانزل، لا يراد أتى
سَيري لِوى الرمل، بل للنبت إلواء
وذاك أنّ سواد الفَود غيّره،
في غرّة من بياض الشيب، أضواء(39/297)
إذا نجوم قتيرٍ في الدّجى طلعت،
فللجفون، من الإشفاق، أنواءُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أكفىء سوامك في الدنيا مُياسرةً،
أكفىء سوامك في الدنيا مُياسرةً،
رقم القصيدة : 3814
-----------------------------------
أكفىء سوامك في الدنيا مُياسرةً،
وأعرِضنْ عن قوافي الشعر تُكفِئُها
إنّ الشبيبة نارٌ، إن أرَدتَ بها،
أمراً، فبادِرْهُ إنّ الدهرَ مُطفئُها
أصابَ جَمريَ قرٌّ، فانتبهت له،
والنارُ تدفىءُ ضيفي، حين أدفئُها
ألقى عليها جليسي في الدّجى حُمماً،
فقام عنها، بأثواب، يُرَفّئُها
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> قد حُجِبَ النورُ والضّياءُ،
قد حُجِبَ النورُ والضّياءُ،
رقم القصيدة : 3815
-----------------------------------
قد حُجِبَ النورُ والضّياءُ،
وإنما ديننا رياءُ
وهل يجودُ الحيا أُناساً،
منْطوياً عنهُمُ الحياءُ؟
يا عالمَ السَّوءِ ما عَلِمنا
أنّ مُصَليّكَ أتقياءُ
لا يكذِبَنّ امرؤ جُهولٌ،
ما فيك للهِ أولياءُ
ويا بلاداً مشى عليها
أولو افتقارٍ، وأغنياءُ
إذا قضى اللَّه بالمخازي،
فكلُّ أهليكِ أشقياءُ
كم وعظ الواعظونَ منّا،
وقام في الأرضِ أنبياءُ
فانصرفوا، والبلاء باقٍ،
ولم يزُل داؤكِ العَياء
حكمٌ جرى للمليك فينا،
ونحن، في الأصل، أغبياءُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> تعالى رازقُ الأحياء طُرّاً،
تعالى رازقُ الأحياء طُرّاً،
رقم القصيدة : 3816
-----------------------------------
تعالى رازقُ الأحياء طُرّاً،
لقدْ وهَتِ المُروءةُ والحياءُ
وإن الموتَ راحةُ هِبْرِزِيٍّ،
أضرّ بلُبّه داءٌ عَياءُ
وما لي لا أكونُ وَصِيّ نفسي،
ولا تَعصي أموري الأوصياءُ؟
وقد فتّشتُ عن أصْحابِ دينٍ،
لهم نُسْكٌ، وليس لهم رِياءُ
فألفيتُ البهائمَ لاعقولٌ
تُقيمُ لها الدّليلَ، ولا ضِياءُ
وإخوانَ الفَطانةِ في اختيالٍ،
كأنهمُ لقومٍ أنبياءُ
فأمّا هولاءِ، فأهلُ مَكرٍ،
وأمّا الأوّلونَ، فأغبياءُ(39/298)
فإن كان التّقى بَلَهاً وعِيّاً،
فأَعيارُ المَذَلَّةِ أَتقياءُ
وأرشدُ منك أجربُ تحتَ عبءٍ،
تَهُبّ عليه رِيحٌ جِرْبِياءُ
وجدتُ الناس، كلُّهمُ فقيرٌ،
ويُعْدَمُ، في الأنام، الأغنياءُ
نحبّ العيش بُغضاً للمنايا،
ونحنُ بما هَوِينا الأشقِياءُ
يموتُ المرءُ ليس له صَفِيٌّ،
وقبلُ اليوم عَزَّ الأصفياءُ
أتدري الشمسُ أنّ لها بهاءً،
فتأسَفَ أن يفارقها الاياءُ؟
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أراهم يضحكون إليّ غشّاً،
أراهم يضحكون إليّ غشّاً،
رقم القصيدة : 3817
-----------------------------------
أراهم يضحكون إليّ غشّاً،
وتغشاني المشاقصُ والحِظاءُ
فلستُ لهم، وإن قربُوا، أليفاً،
كما لم تأتلف ذالٌ وظاءُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أسيتُ على الذوائب أن علاها
أسيتُ على الذوائب أن علاها
رقم القصيدة : 3818
-----------------------------------
أسيتُ على الذوائب أن علاها
نهاريُّ القميص، لهُ ارتقاءُ
لعلّ سوادها دنسٌ عليها،
وإنقاءُ المُسِنِّ له نَقاءُ
ودنيانا التي عُشِقَتْ، وأشْقَتْ،
كذاك العِشقُ، معروفاً، شقاءُ
سألناها البقاء، على أذاها،
فقالت: عنكمُ حُظِر البقاءُ
بعادٌ واقعٌ، فمتى التداني،
وبينٌ شاسعٌ، فمتى اللقاءُ؟
ودِرْعكَ إن وَقَتكَ سهام قَومٍ،
فماهي، من رَدى يومٍ، وِقاءُ
ولستُ كمن يقولُ بغيرِ علمٍ:
سواءٌ منكَ فتكٌ واتقاءُ
فقد وجبتْ عليكَ صلاةُ ظهرٍ،
إذا وافاكَ، بالماءِ، السّقاءُ
لقد أفْنَتْ عزائمَك الدّياجي،
وأفرادُ الكواكبِ أرفقاءُ
فيا! سِرْ بي لِتُدركَنا المنايا،
ونحنُ، على السّجيّةِ، أصدقاءُ
أرى جرعَ الحياةِ أمرَّ شيءٍ،
فشاهدْ صِدْق ذلك، إذ تقاءُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> ما لي غدوتُ كقافِ رُؤبة، قُيّدَت
ما لي غدوتُ كقافِ رُؤبة، قُيّدَت
رقم القصيدة : 3819
-----------------------------------
ما لي غدوتُ كقافِ رُؤبة، قُيّدَت
في الدّهْر، لم يُقْدَرْ لها إجراؤها(39/299)
أُعِللْتُ عِلّةَ قالَ، وهي قديمةٌ،
أعيا الأطِبَّةَ، كلَّهم، إبراؤها
طال الثّواء، وقد أنَى لمفاصلي،
أن تستبدّ، بضَمّها، صَحراؤها
فتْرَتْ، ولم تفْترْ لشُرب مدامةٍ،
بل للخُطوب، يغولُها إسراؤها
ملّ المُقامُ، فكم أُعاشِرُ أُمّةً،
أمرَتْ، بغير صلاحها، أُمراؤها
ظلموا الرعيّة، واستجازوا كيدها،
فعدَوْا مصالحَها وهم أُجَراؤها
فَرِقاً، شعَرتُ بأنها لاتقتني
خيراً، وأنَّ شِرارَها شُعَراؤها
أثَرَتْ أحاديثَ الكرام، بزعمها،
وأجادَ حبسَ أكفُهّا إثْراؤها
وإذا النفوسُ تجاوزت أقدارَها،
حذوَ البَعوضِ، تغيّرت سجَراؤها
كصحيحةِ الأوزانِ، زادتها القُوى
حَرفاً، فبان لسامعٍ نَكراؤها
كريتْ، فسُرّتْ بالكرى، وحياتُها
أكرَتْ، فجرّ، نوائِباً، إكراؤها
سبحانَ خالِقِكَ، الذي قرّتْ بهِ
غَبراءُ، توقَدُ، فوقها، خَضراؤها
هل تعرفُ الحسدَ الجيادُ كغيرها،
فالبُهْمُ تُحسَدُ بينها غَرّاؤها
ووجدتُ دنيانا تُشابه طامثاً،
لا تستقيمُ لناكحٍ أقْراؤها
هويتْ، ولم تُسعِفْ، وراح غنيُّها
تَعبِاً، وفازَ، براحةٍ، فُقراؤها
وتجادلتْ فقهاؤها من حُبّها،
وتقرّأت، لتنالها، قُرّاؤها
وإذا زجرتُ النفس عن شغف بها،
فكأنّ زجْرَ غويّها إغراؤها
شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> شيد قصورك
شيد قصورك
رقم القصيدة : 382
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
شيد قصورك ع المزارع
من كدنا وعمل إيدينا
الخمارات جنب المصانع
والسجن مطرح الجنينة
واطلق كلابك
في الشوارع
واقفل زنازينك
علينا
وقلّ نومنا في المضاجع
أدي احنا
نمنا ما اشتهينا
واتقل علينا بالمواجع
احنا اتوجعنا
واكتفينا
وعرفنا
مين سبب جراحنا
وعرفنا روحنا
والتقينا
عمال وفلاحين
وطلبة
دقت ساعتنا
وابتدينا
نسلك طريق
مالهش راجع
والنصر قريب من عنينا
النصر أقرب
من إدينا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> دُنياك ماويّةٌ، لها نُوَبٌ،
دُنياك ماويّةٌ، لها نُوَبٌ،
رقم القصيدة : 3820(39/300)
-----------------------------------
دُنياك ماويّةٌ، لها نُوَبٌ،
شتّى، سماويّة، وأنباءُ
أُفٍّ لها، جُلُّ مايفيدُ بها،
من فاز فيها، الطعامُ والباءُ
جُدَّ مقيمٌ، وخابَ ذو سفَرٍ
كأنّهُ في الهَجير حِرباءُ
أقضيةٌ، لا تزالُ واردةً،
تَحارُ، في كونها، الألبّاءُ
قام بنو القومِ في أماكنهم،
وغُيّبت، في التُّرابِ، آباءُ
وزال عزُّ الأميرِ، وافترقت
أحْباؤه عنهُ، والأحِبّاءُ
وكلَّ حين حوبٌ ومعصيةٌ،
زادتهما، في الذنوب، حوباءُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> فُقدتْ، في أيامك، العلماءُ،
فُقدتْ، في أيامك، العلماءُ،
رقم القصيدة : 3821
-----------------------------------
فُقدتْ، في أيامك، العلماءُ،
وادلهمَّتْ، عليهمُ، الظلماءُ
وتغَشّى دهماءَنا الغَيُّ، لمّا
عُطّلتْ، من وضوحها، الدّهماءُ
للمليكِ المذكَّراتُ عبيدٌ،
وكذاكَ المؤنّثاتُ إماءُ
فالهلالُ المنيفُ، والبدرُ، والفر
قدُ، والصبحُ، والثرَى، والماء
والثريّا، والشمسُ، والنارُ، والنثـ
ـرةُ، والأرض، والضّحى، والسماء
هذه كلّها لربّك، ماعا
بك، في قولِ ذلك، الحُكماء
خلّني، يا أُخيَّ، أسْتغفر اللّـ
ـهَ، فلم يَبقَ فيّ إلاّ الذَّماء
ويقالُ الكرامُ قَولاً، وما في الـ
ـعصرِ إلاّ الشّخوصُ والأسماءُ
وأحاديثُ، خَبّرتها غُواةٌ،
وافترَتها للمكسِبِ القُدَماءُ
هذه الشُّهبُ، خِلتُها شبَكَ الدهـ
ـرِ، لها فوق أهلها إلماءْ
عجباً للقضاءِ تمّ على الخَلـ
ـقِ، فهمّتْ أنْ تُبْسِلَ الحزماء
أوَما يُبصِروُن فعلَ الرّدى، كيـ
ـفَ يَبيدُ الأصهارُ والأحماء؟
غلبَ المينُ، منذُ كان، على الخَلـ
ـقِ، وماتتْ، بغيظِها، الحُكَماء
فارْقُبي، يا عَصامِ، يوماً، ولو أنّـ
ـكِ، في رأسِ شاهِقٍ، عصماء
وأرى الأربَعَ الغَرائزَ فينا،
وهي، في جُثّةِ الفتى، خُصَماء
إن تَوافقْنَ صحّ، أولا، فما ينفـ
ـكّ عنها الإمراضُ والإغماءُ
ووجدتُ الزّمانَ أعجمَ فظّاً،
وجُبارٌ، في حُكمها، العَجْماء(39/301)
إنّ دُنْياكَ مِنْ نَهارٍ ولَيْلٍ،
وهي، في ذاكَ، حيّةٌ عَرْماء
والبرايا حازُوا دُيون مَنايا،
سوف تُقْضَى، ويحضُرُ الغُرماء
ورَد القومُ، بعدما مات كعبٌ،
وارتوى، بالنّميرِ، وفدٌ ظِماء
حيوانٌ، وجامدٌ غيرُ نامٍ،
ونباتٌ له، بسقيا، نماء
ولوَ أنّ الأنام خافوا من العُقـ
بى، لما جارت المياهَ الدّماء
أجدرُ الناس، بالعواقب، في الرحـ
ـمةِ، قومٌ في بَديِهم رُحماء
وغضِبنا من قول زاعمِ حقٍّ،
أننا، في أصولنا، لؤماء
أنتَ يا آدمٌ، آدمُ السّرب، حَوّا
ؤك فيه، حوّاءُ، أو أدْماء
قَرَمَتنا الأيامُ، هل رَثَتِ النّحّـ
ـامَ، لمّا ثوى بها، قَرماء؟
عالم حائر كطير هواء
وهواف تضمها الدأماء
وكأنّ الهُمامَ عمرو بن دَرْما
ءَ، فلته، من أُمّه، درْماء
والبَهارُ الشميمُ، تحميه من وط
ءِ مُعاذيك، أرنبٌ شمّاء
وعَرانا، على الحُطام، ضِرابٌ،
وطِعانٌ في باطلٍ، ورِماء
أسودُ القلبِ أسودٌ، ومتى ما
تُصغِ أذني، فأذنُهُ صمّاء
قد رمى نابلٌ، فأنمى وأصمى،
ولياليك ما لها إنماء
إنّ رَبّ الحِصْنِ المَشِيدِ بتيما
ء، تولى وخُلِّفتْ تَيْماء
أومأت للحِذاءِ كَفُّ الثّريّا،
ثمّ صُدّ الحديثُ والإيماء
شهدتْ بالمليكِ أنجُمُها الستّـ
ـةُ، ثم الخضيبُ والجذْماء
فَهِمُ الناس كالجهولِ، وما يظـ
ـفر إلاّ بالحسرة الفُهماء
تلتقي في الصعيد أُمٌّ وبنْتٌ،
وتساوى القَرْناء والجَمّاء
وأنيقُ الرّبيع يدرِكُهُ القيـ
ـظ، وفيه البيضاء والسَّحْماء
وطريقي إلى الحِمام كريهٌ،
لم تُهَب، عندَ هولهِ، اليَهماء
ولوَ أنّ البيْداءَ صارِمُ حَربٍ،
وهي من كلّ جانبٍ صَرْماء
كيف لا يَشرِكُ المضيقين، في النعـ
ـمة، قومٌ عليهمُ النَّعماء؟
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> رُوَيدكَ قد غُررتَ، وأنتَ حرٌّ،
رُوَيدكَ قد غُررتَ، وأنتَ حرٌّ،
رقم القصيدة : 3822
-----------------------------------
رُوَيدكَ قد غُررتَ، وأنتَ حرٌّ،
بصاحب حيلةٍ يعظ النّساءَ(39/302)
يحرّم فيكمُ الصهباءَ صُبْحاً،
ويشربُها، على عمدٍ، مساءَ
تحسّاها، فمن مزجٍ وصِرْفٍ
يَعُلُّ، كأنَما وَرَدَ الحِساءَ
يقولُ لكم: غدوتُ بلا كساءٍ،
وفي لذّاتِها رهَنَ الكِساءَ
إذا فعل الفتى ما عنه يَنهى،
فمن جِهتَين، لا جهةٍ، أساءَ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> نرجو الحياةَ، فإن همّتْ هواجسنا
نرجو الحياةَ، فإن همّتْ هواجسنا
رقم القصيدة : 3823
-----------------------------------
نرجو الحياةَ، فإن همّتْ هواجسنا
بالخير، قال رَجاءُ النفس إرْجاءَ
وما نفيق من السُّكر المحيط بنا،
إلاّ إذا قيل: هذا الموتُ قد جاءَ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> قد نال خيراً، في المعاشر، ظاهراً،
قد نال خيراً، في المعاشر، ظاهراً،
رقم القصيدة : 3824
-----------------------------------
قد نال خيراً، في المعاشر، ظاهراً،
من كان تحتَ لسانه مخبوءا
باءَ الكلامُ بمأثمٍ، والصّمْتُ لم
يكُ، في الأعمّ، بمأثمٍ ليبوءا
إن يرتفع بشرٌ عليك، فكم غدا
علَمٌ، بتابع فتنةٍ، مربوءا
مهلاً! أمِن وبإٍ فررت، وهل ترى،
في الدّهر، إلاّ منزلاً موبوءا؟
تُسبى الكرائم، والكُمَيت شَرابُها،
يُلفى لألأم شاربٍ مسبوءا
حِلْفُ العباءة سوف يصبحُ، مثَلهُ،
ملكٌ، ويتركُ طيبَهُ المعبوءا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> علِّموهُنّ الغَزْلَ والنَّسْجَ والرَّدْ
علِّموهُنّ الغَزْلَ والنَّسْجَ والرَّدْ
رقم القصيدة : 3825
-----------------------------------
علِّموهُنّ الغَزْلَ والنَّسْجَ والرَّدْ
نَ، وخَلّوا كِتابَةً وقِراءه
فصلاةُ الفتاةِ بالحمدِ والإخـ
ـلاصِ، تُجزي عن يونُس وبَراءه
تَهتِكُ السِّترَ بالجلوسِ، أمامَ السِّـ
ـترِ، إن غنّتِ القِيانُ وراءه
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> توحّدْ، فإنّ اللَّهَ ربَّكَ واحدٌ،
توحّدْ، فإنّ اللَّهَ ربَّكَ واحدٌ،
رقم القصيدة : 3826
-----------------------------------(39/303)
توحّدْ، فإنّ اللَّهَ ربَّكَ واحدٌ،
ولا ترغبنْ في عِشْرَةِ الرّؤساءِ
يُقلُّ الأذى والعيبَ، في ساحة الفتى،
وإن هو أكدى، قِلّةُ الجلساءِ
فأفٍّ لعَصْرَيْهِمْ: نهارٍ وحِنْدِسٍ،
وجِنْسَيْ رجالٍ، منهمُ، ونساءِ
وليتَ وليداً ماتَ ساعةَ وضعِهِ،
ولم يرتضِعْ من أُمّهِ النُّفَساءِ
يقولُ لها، من قبلِ نُطقِ لسانهِ:
تُفيدينَ بي أن تُنكَبي وتُسائي
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا كان علمُ الناسِ ليسَ بنافعٍ
إذا كان علمُ الناسِ ليسَ بنافعٍ
رقم القصيدة : 3827
-----------------------------------
إذا كان علمُ الناسِ ليسَ بنافعٍ
ولا دافعٍ، فالخُسْرُ للعلماءِ
قضى اللَّهُ فينا بالذي هو كائنٌ،
فتَمّ وضاعتْ حكمةُ الحكماءِ
وهل يأبِقُ الإنسانُ من مُلك ربّه،
فيخرُجَ من أرضٍ لهُ وسماءِ؟
سنتبعُ آثارَ الذينَ تحمّلوا،
على ساقةٍ من أعبُدٍ وإماءِ
لقد طالَ، في هذا الأنامِ، تعجُّبي،
فيا لرِواءٍ قُوبِلوا بظِماءِ
أُرامي فتُشْوِي من أُعاديه أسهمي،
وما صافَ عني سهمُه برِماء
وهل أعظُمٌ إلاّ غصونٌ وَرِيقةٌ،
وهلْ ماؤها إلاّ جَنيُّ دِماء؟
وقد بانَ أنّ النَّحْسَ ليسَ بغافلٍ،
له عملٌ في أنجُمِ الفُهماءِ
ومنْ كان ذا جودٍ وليسَ بمكثرٍ،
فليسَ بمحْسوبٍ من الكُرَماء
نهابُ أموراً، ثمّ نركبُ هَوْلها،
على عَنَتٍ منْ صاغِرِين قِماء
أفِيقوا أفِيقوا يا غُواةُ! فإنما
دِياناتكمْ مكرٌ من القُدَماء
أرادُوا بها جَمعَ الحُطام فأدركوا
وبادوا وماتتْ سُنّةُ اللؤماء
يقولون: إنّ الدهر قد حان موتُهُ،
ولم يبقَ في الأيام غيرُ ذَماء
وقد كذَبوا مايعرفون انقِضاءَهُ،
فلا تسمعوا من كاذب الزّعماء
وكيف أُقضّي ساعة بمسرّة،
وأعلمُ أنّ الموت من غُرَمائي؟
خُذوا حذراً من أقَربينَ وجانبٍ،
ولا تذهلوا عن سيرةِ الحُزَماء
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا صاحبتَ في أيام بؤسٍ،
إذا صاحبتَ في أيام بؤسٍ،
رقم القصيدة : 3828(39/304)
-----------------------------------
إذا صاحبتَ في أيام بؤسٍ،
فلا تنسَ المودّةَ في الرّخاء
ومن يُعْدِمْ أخوه، على غناه،
فما أدّى الحقيقةَ في الإخاءِ
ومن جعلَ السخاء لأقربِيه،
فليس بعارِفٍ طُرُقَ السّخاءِ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يا ملوك البلادِ، فُزتم بنَسءِ الـ
يا ملوك البلادِ، فُزتم بنَسءِ الـ
رقم القصيدة : 3829
-----------------------------------
يا ملوك البلادِ، فُزتم بنَسءِ الـ
ـعُمر، والجورُ شأنكم في النَّساءِ
ما لكم لا ترَوْنَ طُرْقَ المعالي،
قد يزورُ الهيجاءَ زيرُ نساءِ
يرْتجي الناسُ أن يقومَ إمامٌ
ناطقٌ، في الكتيبةِ الخرْساءِ
كَذَبَ الظنُّ، لا إمامَ سوى الـ
ـعقلِ، مشيراً في صبْحه والمساءِ
فإذا ما أطعْتَهُ جلَب الـ
ـرحمةَ عند المسير والإرساءِ
إنما هذه المذاهِبُ أسبا
بٌ لجذبِ الدنيا إلى الرّؤساءِ
غرَضُ القوم مُتعةٌ، لا يَرِقّو
نَ لدمع الشّمّاءِ والخنساءِ
كالذي قامَ يجمعُ الزَّنجَ بالبصـ
ـرة، والقَرْمَطيَّ بالأَحساء
فانفردْ ما استطعتَ، فالقائلُ الصا
دقُ يُضحي ثِقلاً على الجُلساء
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> اليوميات
اليوميات
رقم القصيدة : 383
-----------------------------------
11
أسائل دائما نفسي:
لماذا لا يكون الحب في الدنيا؟
لكل الناس .. كل الناس..
مثل أشعة الفجر...
لماذا لا يكون الحب قي الدنيا؟
مثل الماء في النهر..
ومثل الغيم والأمطار,
و الأعشاب والزهر...
أليس الحب للإنسان
عمراً داخل العمر؟؟؟..
لماذا لا يكون الحب في بلدي ؟
طبيعياً...
كأية زهرة بيضاء..
طالعة من الصخر...
طبيعيا ...
كلقيا الثغر بالثغر...
ومنسابا
كما شعري على ظهري...
لماذا لا يحب الناس... في لين وفي يسر؟
كما الأسماك في البحر؟؟؟
كما الأقمار في أفلاكها تجري...
لماذا لا يكون الحب في بلدي؟
ضروريا..
كديوان من الشعر؟؟
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أوصيتُ نفسي، وعن وُدٍّ نصحتُ لها،(39/305)
أوصيتُ نفسي، وعن وُدٍّ نصحتُ لها،
رقم القصيدة : 3830
-----------------------------------
أوصيتُ نفسي، وعن وُدٍّ نصحتُ لها،
فما أجابت إلى نُصْحي، وإيصائي
والرمْلُ يُشبهُ، في أعداده، خطئي،
فما أهمُّ له، يوماً، بإحصاءِ
والرزقُ يأتي، ولم تُبسَط إليه يدي،
سِيّانِ في ذلك إدنائي وإقصائي
لو أنّه في الثريّا والسِّماك، أو الشعـ
ـرى العَبور، أو الشعرى الغميصاءِ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> القلبُ كالماءِ، والأهواءُ طافيةٌ
القلبُ كالماءِ، والأهواءُ طافيةٌ
رقم القصيدة : 3831
-----------------------------------
القلبُ كالماءِ، والأهواءُ طافيةٌ
عليه، مثلَ حَبابِ الماءِ في الماءِ
منه تنمّت ويأتي ما يغيّرها،
فيُخْلِقُ العَهدَ من هندٍ وأسماءِ
والقولُ كالخلقِ، من سَيْءٍ ومن حسَنٍ،
والناسُ كالدّهرِ، من نور وظَلماءِ
يُقالُ: إنّ زماناً يَستقِيدُ لهم،
حتى يُبَدِّلَ من بُؤسٍ بِنَعماءِ
ويوجدُ الصقرُ في الدّرماء، معتقداً
رأيَ امرىء القيس في عمرو بن درماءِ
ولستُ أحسِبُ هذا كائناً أبداً،
فابغِ الوُرودَ لنفسٍ ذاتِ أظماءِ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> الساعُ آنيةُ الحوادثِ ما حوت،
الساعُ آنيةُ الحوادثِ ما حوت،
رقم القصيدة : 3832
-----------------------------------
الساعُ آنيةُ الحوادثِ ما حوت،
لم يبدُ إلا بعدَ كشفِ غطائِها
وكأنما هذا الزّمانُ قصيدةٌ،
ما اضطُرّ شاعرُها إلى إيطائها
ليستْ لياليهِ، مُحِسّةُ كائنٍ،
وُصِفتْ بسرعتِها ولا إبطائِها
والمِصرُ آنسُ منهُ خَرقُ مفازةٍ،
أنسَ الدليلُ بقافها مع طائِها
وسهامُ دهرِك لا تزالُ مصيبةً،
صُرفتْ، بإذنِ اللَّهِ، عن أخطائها
إنّ المواهب كلّها عاريّةٌ،
ومن السّفاهةِ غبطةٌ بعطائِها
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> ما خصّ، مِصْراً، وبأٌ، وحدَها،
ما خصّ، مِصْراً، وبأٌ، وحدَها،
رقم القصيدة : 3833
-----------------------------------(39/306)
ما خصّ، مِصْراً، وبأٌ، وحدَها،
بل كائنٌ في كلّ أرضٍ وبَأْ
أنْبأنا اللُّبُّ بلقيا الرّدى،
فالغوثُ من صحة ذاك النبأ
هل فارسٌ والرومُ والتركُ، أو
ربيعةٌ، أو مُضَرٌ، أو سبأ
ناجيةٌ، في عزّ أملاكها،
أن يُظهرَ الدهرُ لها ما خبأ؟
ومنْ سجايا نَبْلِه أنها،
كلُّ قتيلٍ قَتَلتْ لم يُبأ
إن سار، أو حلّ الفتى، لم يزلْ
يلحَظُهُ المِقدارُ بالمرْتبأ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> تقواكَ زادٌ، فاعتقدْ أنّه
تقواكَ زادٌ، فاعتقدْ أنّه
رقم القصيدة : 3834
-----------------------------------
تقواكَ زادٌ، فاعتقدْ أنّه
أفضلُ ما أودعتَه في السّقاءْ
آهٍ غداً من عَرَقٍ نازلٍ،
ومُهجةٍ مولعةٍ بارتقاء
ثوبيَ محتاجٌ إلى غاسلٍ،
وليتَ قلبي مثلَهُ في النّقاءْ
موتٌ يسيرٌ، معه رحمةٌ،
خيرٌ من اليُسر وطولِ البقاء
وقد بلونا العيش أطوارَه،
فما وجدنا فيه غيرَ الشقاء
تقدَّم الناسُ، فيا شوقنا
إلى اتّباعِ الأهلِ والأصدقاء
ما أطيبَ الموتَ لشُرّابه،
إن صَحّ للأمواتِ وَشكُ التقاء
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> انفردَ اللَّهُ بسلطانه،
انفردَ اللَّهُ بسلطانه،
رقم القصيدة : 3835
-----------------------------------
انفردَ اللَّهُ بسلطانه،
فما له في كلّ حالٍ كِفاءْ
ما خَفِيَتْ قدرتُه عنكمُ،
وهل لها عن ذي رشادٍ خَفاءْ؟
إن ظهَرت نارٌ، كما خبّروا،
في كلّ أرضٍ ، فعلينا العَفاءْ
تهوي الثريّا، ويلين الصّفا،
من قبل أن يوجَدَ أهلُ الصّفاء
قد فُقِد الصدق ومات الهدى،
واستُحسنَ الغدرُ وقلّ الوفاء
واستشعر العاقلُ، في سُقمهِ،
أنّ الردى، مما عناه، الشِّفاء
واعترفَ الشيخُ بأبنائهِ،
وكلهم يَنذِرُ منه انتفاء
رَبّهم بالرفقِ، حتى إذا
شبّوا عنا الوالدَ منهم جفاء
والدّهرُ يشتفُّ أخلاّءهُ،
كأنما ذلك منه اشتفاء
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> قضى اللَّه أنّ الآدميّ معذَّبٌ،
قضى اللَّه أنّ الآدميّ معذَّبٌ،
رقم القصيدة : 3836(39/307)
-----------------------------------
قضى اللَّه أنّ الآدميّ معذَّبٌ،
إلى أن يقول العالِمون به: قضا
فهنّىء ولاةَ الميتِ يومَ رحيله،
أصابوا تُراثاً، واستراح الذي مضى
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أقيمي، لا أعُدُّ الحجّ فرضاً،
أقيمي، لا أعُدُّ الحجّ فرضاً،
رقم القصيدة : 3837
-----------------------------------
أقيمي، لا أعُدُّ الحجّ فرضاً،
على عُجُزِ النساء، ولا العَذارَى
ففي بطحاءِ مكّةَ سشرُّ قوم،
وليسوا بالحُماةِ ولا الغَيارىَ
وإنّ رِجالَ شيبةَ سادِنيها،
إذا راحتْ، لكعبتِها، الجمارا
قِيامٌ يدْفعونَ الوَفْدَ شَفْعاً،
إلى البيتِ الحرام، وهم سُكارى
إذا أخذوا الزوائفَ أولجوهم،
ولو كانوا اليهودَ أو النصارى
متى آداكِ خيرٌ، فافعليه،
وقولي، إن دعاكِ البِرُّ: آرا
فلو قيلَ الغُواةُ، عرفتِ كَشفي،
من الكذِبِ المموَّهِ، ما توارى
ولا تثقي بما صنعوا وصاغوا،
فقد جاءت خيولُهُمُ تَبارى
جرتْ زمناً، وتسكنُ بعد حينٍ،
وأقضيةُ المهيمنِ لاتُجارى
لعلّ قِرانَ هذا النجمِ يَثْني،
إلى طُرق الهدى، أُمَماً حيَارى
فقد أودى بهم سَغَبٌ وظِمْأٌ
وأيْنُقُهُمْ، بمَتلفَةٍ، حَسارى
وما أدري: أمَنْ فوقَ المهارى
ألَبُّ، إذا نظرتُ، أمِ المهارى؟
أتتهم دولةٌ قهرَتْ وعزّتْ،
فباتوا في ضلالتِها أُسارى
وظنّوا الطُّهرَ متّصلاً بقومٍ،
وأُقسِمُ أنهمْ غيرُ الطهارى
وما كَرِيَتْ عيونُ الناس جمعاً،
ولكن في دُجُنّتِها تَكارى
لهم كَلِمٌ تخالفُ ما أجنّوا،
صدُروُهمُ بصحتّهِ تَمارى
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا قيل لك: اخشَ اللَّـ
إذا قيل لك: اخشَ اللَّـ
رقم القصيدة : 3838
-----------------------------------
إذا قيل لك: اخشَ اللَّـ
ـه، مولاك، فقلْ آرا
كأنّ الأنجمَ السبـ
ـعة في لُعبة بُقّارا
خُزامى، وأقاحيُّ،
وصفراءُ، وشُقّارا
ومَنْ فوقَ الثرى يَصـ
ـغُرُ في أجزاءِ منْ وارا
وأصبحتُ مع الدّنْيا،
أدارِيها كمنْ دارى(39/308)
إذا بارأها قوْمٌ،
فقلبي حبُّها بارى
وما يُرْهِبُني جار
يَ إنْ ناضلَ أو جارى
وما عِرسيَ حوراءُ،
ولا خُبزيَ حُوّارا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> سرَيْنا، وطالبنا هاجعٌ،
سرَيْنا، وطالبنا هاجعٌ،
رقم القصيدة : 3839
-----------------------------------
سرَيْنا، وطالبنا هاجعٌ،
وعندَ الصباحِ حَمدِنا السُّرى
بنو آدمٍ يطلبون الثّرا
ءَ، عند الثريّا، وعند الثّرى
فتىً زارعٌ، وفتىً دارعٌ،
كلا الرجلين غدا، فامترى
فهذا بعين وزاي يروحُ،
وذاك يؤوبُ بضاد ورا
وعاملُ قُوتٍ ذَرا حَبَّهُ،
وخِدْنُ ركازٍ ضحا، فاذّرى
وكُورُكَ فوقَ طويلِ المطا،
وسَرجُكَ فوق شديد القرا
وتجري دُفارِ بها جَدُّها،
بمثلِ الظلامِ، فإذا ماجرى
كأنّ بصاقَ الدَّبى، فوقَها،
إذا وقدَتْ، في الأنوف، البُرا
وذلك من حَرِّ أنفاسها،
يضاعفهُ حرُّ يومٍ جرى
تلومُ على أمّ دَفْرٍ أخاك،
وراءك إنّ هوىً قد ورى
عهدتُك تشبهُ سِيدَ الضَّراء،
ولستَ مشابهَ ليثِ الشَّرى
تَدِبّ، فإن وجدتْ خِلسةً،
فيا للسُّليك، أو الشنفرى
هو الشرّ، قد عمّ، في العالَمين،
أهلَ الوُهودِ، وأهل الذُّرا
لِيفينّ، في صَمتهِ، ناسكٌ،
إذا افتنّ، فيمايقول، الورى
فَكنَّوا صَبُوحيّةَ الشَّرب أُمَّ
ليلى، ومكةَ أُمَّ القُرى
وقالوا بدا المشتري في الظّلام،
فيا ليتَ شِعريَ ماذا اشترى؟
وترجو الرّباحَ، وأين الرّباحُ،
ونعتك في نفسِك الخَيسرا
عَذيريَ منْ ماردٍ فاجرٍ،
تَقرّأ، والمخزياتِ اقترى
فهوّنْ عليك لِقاءَ المَنونِ،
وقلْ، حين تَطرُق: أطرِقْ كرا
ونادِ، إذا أوعدتك: اعتِري،
فصبراً على الحُكم لمّا اعترى
ونفسي ترجّي، كإحدى النفوس،
وتَذري النوائبُ سَكْنَ الذُّرا
وكم نزلَ القَيْلُ عن منبرٍ،
فعادَ إلى عُنصر في الثرى
وأُخرِجَ، عَن مُلْكِهِ، عارياً،
وخَلّفَ مملكةً بالعَرا
إذا الضّيْفُ جاءَكَ، فابسِمْ له،
وقرّبْ إليه وشِيكَ القِرى
ولا تحقِر المُزدرَى في العيون؛(39/309)
فكمْ نَفَعَ الهَيّنُ المزدرَى
ولا تحمِلُ البُزلُ تلكَ الوسوقَ،
إلاّ بأزرارها والعُرا
أجل! خَزَرَتْنيَ وثّابَةٌ،
سواها التي مشت الخيزَرى
فإنّ سُراءَ الليالي رمى
أوان شبيبتنا، فانسرى
ونوميَ موتٌ، قريبُ النشور،
وموتيَ نوْمٌ، طويلُ الكَرى
نؤمّلُ خالقَنا، إنّنا
صُرينا لنشربَ ذاك الصَّرا
سواءٌ عليّ، إذا ما هلَكتُ،
منْ شادَ مكرُمَتي، أو زرى
فأوْدى فلانٌ بسٌقمٍ أضرّ،
وأدوى فلانٌ بعِرقٍ ضرا
أبالنَّبْلِ أُدركَ أمْ بالرِّما
حِ، بين أسنّتها والسَّرا؟
فهلْ قامَ، من جَدَثٍ، مَيّتٌ،
فيخْبرَ عنْ مسمَع أو مَرَى؟
ولو هَبّ صَدّقَهُ معشرٌ،
وقال أناسٌ طغى وافترى
ولم يقرِ، في الحوضِ، راعي السوا
م إلاّ ليورده ما قرى
أفِرُّ، وما فَرأٌ نافرٌ،
بمعتصم منْ قضاءٍ فرا
أحِنُّ إلى أملٍ فاتَني،
وما للشَّبوبِ وعيشِ الفِرا
متى قرْقَرَ الهاتِفُ العِكْرِميُّ،
هيّجَ صبّاً إلى قَرْقرى
وقد يفسُدُ الفكرُ في حالةٍ،
فيوهِمُكَ الدُّرَّ قَطرُ السُّرا
سقاك المُنى، فتمنّيْتها؛
وصاغَ لك الطيفَ حتى انبرى
فلا تدْنُ منْ جاهلٍ آهلٍ،
لو انتُزِعَتْ خمسُهُ مادرى
أبى سيفُهُ قتلَ أعدائهِ،
وسافَ وليدتَهُ، أو هرا
وتختلفُ الإنسُ في شأنها؛
وأبعِدْ بمنْ باعَ ممن شرى
مُغنّيَةٌ أُعطيتْ مُرْغِباً؛
فغنّتْ، ونائحةٌ تُكترى
وهاوٍ ليُخرجَ ماءَ القليبِ؛
وراقٍ ليَجنيَ ثَولاً أرى
فإنْ نالَ شهداً، فأيسِرْ بهِ،
على أنّهُ، بسقوطٍ، حرى
نَزُولَ كما زال أجدادُنا؛
ويبقى الزمانُ على ما نرى
نهارٌ يُضيءُ، وليلٌ يَجيءُ،
ونجمٌ يغورُ، ونجمٌ يُرى
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> إختاري
إختاري
رقم القصيدة : 384
-----------------------------------
إني خيرتُكِ فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري..
أو فوقَ دفاترِ أشعاري..
إختاري الحبَّ.. أو اللاحبَّ
فجُبنٌ ألا تختاري..
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنارِ..
إرمي أوراقكِ كاملةً..
وسأرضى عن أيِّ قرارِ..(39/310)
قولي. إنفعلي. إنفجري
لا تقفي مثلَ المسمارِ..
لا يمكنُ أن أبقى أبداً
كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ
إختاري قدراً بين اثنينِ
وما أعنفَها أقداري..
مُرهقةٌ أنتِ.. وخائفةٌ
وطويلٌ جداً.. مشواري
غوصي في البحرِ.. أو ابتعدي
لا بحرٌ من غيرِ دوارِ..
الحبُّ مواجهةٌ كبرى
إبحارٌ ضدَّ التيارِ
صَلبٌ.. وعذابٌ.. ودموعٌ
ورحيلٌ بينَ الأقمارِ..
يقتُلني جبنُكِ يا امرأةً
تتسلى من خلفِ ستارِ..
إني لا أؤمنُ في حبٍّ..
لا يحملُ نزقَ الثوارِ..
لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ
لا يضربُ مثلَ الإعصارِ..
آهٍ.. لو حبُّكِ يبلعُني
يقلعُني.. مثلَ الإعصارِ..
إنّي خيرتك.. فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري
أو فوقَ دفاترِ أشعاري
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنّارِ..
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> حياةٌ عناءٌ، وموتٌ عنا؛
حياةٌ عناءٌ، وموتٌ عنا؛
رقم القصيدة : 3840
-----------------------------------
حياةٌ عناءٌ، وموتٌ عنا؛
فليتَ بَعيدَ حِمامٍ دَنا
يدٌ صفرَتْ، ولَهاةٌ ذوَتْ،
ونفسٌ تمنّتْ، وطَرفٌ رَنا
ومَوقدُ نيرانه في الدجى،
يرومُ سناءً برفع السّنا
يحاولُ من عاش سَترَ القميصِ،
ومَلْءَ الخميص، وبُرْءَ الضنى
ومنْ ضمَّهُ جدثٌ لم يُبَلْ
على ما أفادَ، ولا ما اقتنى
يصيرُ تراباً، سَواءٌ عليه
مسُّ الحرير، وطعنُ القنا
وشُربُ الفَناء بخَضرِ الفِرنْدِ،
كأنّ، على آُسّهِنّ، الفِنا
ولا يزدهي غضبٌ حِلمَهُ،
ألقَّبه ذاكرٌ أم كَنا
يُهنّأُ، بالخير، من نالَهُ،
وليسَ الهَناءُ على ما هُنا
وأقربْ، لمن كان في غبطةٍ،
بلقيا المُنى من لقاءِ المَنا
أعائبةٌ جسدي روحُه،
وما زالَ يخدُمُ، حتى ونى
وقد كلّفَتْه أعاجيبَها،
فطوراً فُرادى، وطوراً ثُنا
ينافي ابنُ آدمَ حالَ الغصون،
فهاتيك أجنتْ، وهذا جنى
تُغيّرُ حِنّاؤه شيبَهُ،
فهل غيّرَ الظهرَ لما انحنى
إذا هو لَمْ يُخْنِ دهرٌ عليه،
جاءَ الفريَّ، وقال الخنى
وسِيّانِ مَن أُمُّهُ حُرّةٌ(39/311)
حصانٌ، ومَن أُمُّهُ فَرْتنا
ولي مَوْرْدٌ بإناءِ المَنونِ،
ولكنّ ميقاتَهُ ما أنى
زمانٌ يخاطبُ أبناءَه،
جِهاراً، وقد جهلوا ماعنى
يبدِّلُ باليُسرِ إعدامَهُ،
وتَهدِمُ أحداثُه ما بنى
لقد فزتَ إن كنتَ تُعطى الجِنانَ
بمكة، إذ زُرْتها، أو مِنى
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> بعلم إلهي يوجِدُ الضعفُ شيمتي،
بعلم إلهي يوجِدُ الضعفُ شيمتي،
رقم القصيدة : 3841
-----------------------------------
بعلم إلهي يوجِدُ الضعفُ شيمتي،
فلستُ مُطيقاً للغدوِّ ولا المسرى
غبرتُ أسيراً في يديهِ، ومن يكنْ
لهُ كرمٌ تُكرَمْ بساحتهِ الأسرى
أأصبحُ في الدنيا كما هو عالمٌ،
وأدخلُ ناراً مثل قيصرَ أو كسرى
وإني لأرجو منه يوم تجاوُزٍ،
فيأمرُ بي ذاتَ اليمين إلى اليسرى
إذا راكبٌ نالت بهِ، الشأوَ، ناقةٌ،
فما أينُقي إلا الظوالعُ والحَسرى
وإن أُعْفَ بعد الموْتِ مما يريبُني،
فما حظّيَ الأدنى ولا يديَ الخُسرى
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يدُلُّ على فضلِ المماتِ وكونهِ
يدُلُّ على فضلِ المماتِ وكونهِ
رقم القصيدة : 3842
-----------------------------------
يدُلُّ على فضلِ المماتِ وكونهِ
إراحةَ جسمٍ، أنّ مسلَكَه صعْبُ
ألم ترَ أنّ المجدَ تلقاك، دونهُ،
شدائدُ، منْ أمثالها وَجَبَ الرّعبُ؟
إذا افترقت أجزاؤنا حُطّ ثقلُنا،
ونحمِلُ عِبئاً حين يلتئمُ الشَّعبُ
وأمسِ ثوى راعيكَ، وهو مودِّعٌ،
ولو كان حَيّاً قامَ في يده قعْبُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لِيَشْغَلْكَ ما أصبحتَ مرتقباً له،
لِيَشْغَلْكَ ما أصبحتَ مرتقباً له،
رقم القصيدة : 3843
-----------------------------------
لِيَشْغَلْكَ ما أصبحتَ مرتقباً له،
عن العيبِ يُبدي والخليلِ يؤنَّبُ
فما أذنبَ الدهرُ، الذي أنتَ لائمٌ؛
ولكن بنو حوّاءَ جاروا، وأذنبوا
سيدخلُ بيتَ الظالم الحتفُ، هاجماً،
ولو أنّهُ عند السِّماكِ مطنَّبُ
وقد كان يهوى الطّعنَ، أمّا قناتُهُ(39/312)
فذات لمىً، والخِرصُ كالناب أشنب
ودرعُ حديدٍ، عندَه، دِرعُ كاعبٍ،
من الودّ، واسمُ الحرب هندٌ وزينب
ويَطوي المَلا، بعد الملا، فوق كورِهِ،
إذا العيسُ تُزجى، والسوابقُ تُجُنَبُ
له، من فِرندٍ، جدوَلٌ، إن أسأله
على رأس قِرْنٍ، جاش بالدم مِذنب
وليس يُقيمُ الظَّهرَ، حنّبَهُ الرّدى،
قوامُ رُدَينّيٍ، وطِرفٌ مُحنَّبُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> نقِمتَ على الدنيا، ولا ذنبَ أسلفتْ
نقِمتَ على الدنيا، ولا ذنبَ أسلفتْ
رقم القصيدة : 3844
-----------------------------------
نقِمتَ على الدنيا، ولا ذنبَ أسلفتْ
إليكَ، فأنتَ الظالمُ المُتكذِّبُ
وهَبْها فتاةً، هل عليها جنايةٌ،
بمن هو صبٌّ، في هواها، معذَّبُ؟
وقد زعموا هذي النفوسَ بواقياً،
تَشكَّلُ في أجسامها وتَهذَّبُ
وتُنقَلُ منها، فالسعيدُ مكرَّمٌ
بما هو لاقٍ، والشقيُّ مشذَّبُ
وما كنْتَ في أيام عيشك مُنْصَفاً،
ولكن مُعَنّى، في حبالك تُجذَبُ
ولو كان يبقى الحسن في شخص مَيّت
لآلَيْتُ أنّ الموتَ في الفَمِ أعذَبُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لعمرُك! ما بي نُجعةٌ، فأرُومَها،
لعمرُك! ما بي نُجعةٌ، فأرُومَها،
رقم القصيدة : 3845
-----------------------------------
لعمرُك! ما بي نُجعةٌ، فأرُومَها،
وإني على طولِ الزمان لمجدِبُ
حملتُ على الأولى الحَمامَ فلم أقُلْ
يُغنّي ولكن قلتُ يَبكي ويندُبُ
وذلك أنّ الحادثاتِ كثيرةٌ،
وغالبُهنّ الفظُّ لا المتحدِّبُ
وكلُّ أديب، أي سيُدعى إلى الرّدى،
من الأدْبِ، لا أنّ الفتى متأدِّبُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لعلّ أُناساً، في المحاريبِ، خَوّفوا
لعلّ أُناساً، في المحاريبِ، خَوّفوا
رقم القصيدة : 3846
-----------------------------------
لعلّ أُناساً، في المحاريبِ، خَوّفوا
بآيٍ، كَناسٍ، في المشاربِ، أطرَبوا
إذا رام كيداً، بالصلاةِ، مُقيمُها،
فتاركُها، عمداً، إلى اللَّه أقرَبُ(39/313)
فلا يُمسِ فخّاراً من الفَخْرِ عائدٌ
إلى عنصر الفخّار، للنفعِ يَضرَبُ
لعلّ إناءً منه يُصنَعُ مرّةً،
فيأكلُ فيه من أراد ويشربُ
ويُحْمَلُ من أرضٍ لأخرى ومادرى؛
فواهاً له، بعدَ البِلى، يتغرّبُ!
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا كان إكرامي صديقيَ واجباً،
إذا كان إكرامي صديقيَ واجباً،
رقم القصيدة : 3847
-----------------------------------
إذا كان إكرامي صديقيَ واجباً،
فإكرامُ نفسي، لا محالةَ، أوْجبُ
وأحلِفُ ما الإنسانُ إلاّ مُذمَّمٌ:
أخو الفقر منّا، والمليكُ المُحجَّبُ
أيعقِلُ نجمُ الليل أو بَدْرُ تِمّهِ،
فيُصبحَ من أفعالنا يتعجّبُ؟
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> بقيتُ، وما أدري بما هو غائبٌ،
بقيتُ، وما أدري بما هو غائبٌ،
رقم القصيدة : 3848
-----------------------------------
بقيتُ، وما أدري بما هو غائبٌ،
لعلّ الذي يمضي إلى اللَّه أقربُ
تودُّ البقاءَ النفسُ من خِيفة الرّدى،
وطولُ بقاءِ المرءِ سمٌّ مجرَّبُ
على الموتِ يجتازُ المَعاشِرُ كلّهمْ:
مقيمٌ بأهليه، ومَنْ يتغرّبُ
وما الأرض إلاّ مثلُنا الرزقَ تبتغي،
فتأكلُ، من هذا الأنام، وتشرب
وقد كذَبوا حتى على الشمس أنها
تُهان إذا حان الشروقُ وتُضرَب
كأنّ هِلالاً لاحَ للطّعنِ فيهمُ،
حَناه الرّدى وهو السّنانُ المجرَّب
كأنّ ضياءَ الفجر سيفٌ يسُلّهُ
عليهم صباحٌ، بالمنايا مُذرَّب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أتُذْهبُ دارٌ بالنُّضارِ، وربُّها
أتُذْهبُ دارٌ بالنُّضارِ، وربُّها
رقم القصيدة : 3849
-----------------------------------
أتُذْهبُ دارٌ بالنُّضارِ، وربُّها
يُخلّفُها، عما قليلٍ، ويذهبُ
أرى قبَساً في الجسم يُطفِئُهُ الرّدَى،
وما دمتَ حيّاً، فهو ذا يتلهّبُ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> أحبك جداً
أحبك جداً
رقم القصيدة : 385
-----------------------------------
أحبك جدا
واعرف ان الطريق الى المستحيل طويل(39/314)
واعرف انك ست النساء
وليس لدي بديل
واعرف أن زمان الحبيب انتهى
ومات الكلام الجميل
لست النساء ماذا نقول..
احبك جدا..
احبك جدا وأعرف اني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى..وبيني وبينك
ريح وبرق وغيم ورعد وثلج ونار.
واعرف أن الوصول اليك..اليك انتحار
ويسعدني..
أن امزق نفسي لأجلك أيتها الغالية
ولو..ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية..
يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر
أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر
أحبك جدا واعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين
وأترك عقلي ورأيي وأركض..أركض..خلف جنوني
أيا امرأة..تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله ..لا تتركيني
لا تتركيني..
فما أكون أنا اذا لم تكوني
أحبك..
أحبك جدا ..وجدا وجدا وأرفض من نار حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالحب أن يستقيلا..
وما همني..ان خرجت من الحب حيا
وما همني ان خرجت قتيلا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> غدوتُ على نفسي أُثرِّبُ جاهداً،
غدوتُ على نفسي أُثرِّبُ جاهداً،
رقم القصيدة : 3850
-----------------------------------
غدوتُ على نفسي أُثرِّبُ جاهداً،
وأمثالَها لامَ اللبيبُ المثرِّبُ
إذا كان جسمي من ترابٍ، مآلُه
إليه، فما حظّي بأنيّ مُتْرِبُ
وما زالت الدّنْيا، بأصنافِ ألسُنٍ،
تُبيّنُ عن غيرِ الجميلِ، وتُعرِبُ
إذا أغربَتْ يوماً برُزْءٍ على الفتى،
فليستْ على نفسي، بما حُمّ، تُغرب
وجرّبتُها، أمَّ الوليدِ، لطامعٍ،
ويَيئِسُ من أمّ الوليدِ المجرِّب
يحقُّ لمن يَهوى الحياةَ بُكاؤه،
إذا لاحَ قرنُ الشمس، أو حين تغرُب
وما نَفَسٌ إلاّ يُباعِدُ مولداً،
ويُدني المنايا، للنفوسِ، فتقرُبُ
فهل لسُهَيْلٍ، في مَعَدّك، ناصرٌ،
إذا أسلمتْه، للحوادث، يَعُرب
وأهدى إلى نَهج الهُدى من مَعاشرٍ،
نواضحُ تَسنُو، أو عواملُ تكرُب
ألا تَفرَقُ الأحياءُ مما بدا لها،
وقد عمّها بالفجر أزرقُ مُغْرَب
وشفّ بقاءٌ صِرتُ من سُوءِ فِعلِهِ
أهَشُّ إلى الموت الزّؤام، وأطرَب(39/315)
فشِم صارماً، واركُزْ قناةً، فلِلرّدى
يدٌ، هيَ أولى بالحمامِ، وأدرَب
أفَضُّ لهاماتٍ، وأرمَى بأسهمٍ،
وأطعنُ في قلبِ الخمِيسِ، وأضرَب
أرى مُطعِمَ الرّمسِ اللِّهَمّ خليلَهُ،
سيأكلُ، من بعدِ الخليلِ، ويشرب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا أقبلَ الإنسانُ في الدهر صُدّقتْ
إذا أقبلَ الإنسانُ في الدهر صُدّقتْ
رقم القصيدة : 3851
-----------------------------------
إذا أقبلَ الإنسانُ في الدهر صُدّقتْ
أحاديثُهُ، عن نفسه، وهو كاذبُ
أتوهِمُني بالمَكر أنّكَ نافعي،
وما أنتَ إلا في حِبالكَ جاذِبُ
وتأكلُ لحم الخِلّ مُستعذبِاً له،
وتَزعُمُ للأقوام أنّكَ عاذِب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لا يُغبَطنّ أخو نُعْمَى بنعمتِه،
لا يُغبَطنّ أخو نُعْمَى بنعمتِه،
رقم القصيدة : 3852
-----------------------------------
لا يُغبَطنّ أخو نُعْمَى بنعمتِه،
بئسَ الحياة، حياةٌ بعدها الشَّجَبُ
والحسُّ أوقَعَ حيّاً في مَساءتِه،
وللزمانِ جيوشٌ ما لها لَجَبُ
لو تَعلمُ الأرضُ ما أفعالُ ساكِنها،
لطالَ منها، لما يأتي به، العجَبُ
بدءُ السعادةِ أنْ لم تُخْلَقِ امرأةٌ،
فهلْ تَودُّ جُمادى أنها رَجَبُ؟
ولم تَتُبْ لاختيارٍ كان مُنْتَجَباً،
لكنّكَ العُودُ إذ يُلحى ويُنتَجَب
وما احتجبتَ عن الأقوام من نُسُكٍ،
وإنما أنتَ للنّكراءَ مُحتجِب
قالت ليَ النفسُ: إني في أذىً وقَذىً،
فقلتُ: صبراً وتسليماً، كذا يجبُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أعَيّبُونيَ حيّاً، ثم قامَ لهمْ
أعَيّبُونيَ حيّاً، ثم قامَ لهمْ
رقم القصيدة : 3853
-----------------------------------
أعَيّبُونيَ حيّاً، ثم قامَ لهمْ
مُثْنٍ، وقد غيّبوني؟ إنّ ذا عجبُ!
نحنُ البريةُ، أمسى كلُّنا دَنِفاً،
يُحبُّ دُنياهُ حُبّاً فوقَ ما يجبُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أخلاقُ سكانِ دنيانا معذَّبةٌ،
أخلاقُ سكانِ دنيانا معذَّبةٌ،
رقم القصيدة : 3854(39/316)
-----------------------------------
أخلاقُ سكانِ دنيانا معذَّبةٌ،
وإن أتتكَ بما تستعذب العذَب
سمَّوا هلالاً وبدراً وأنجماً وضحى
وفرْقداً وسِماكاً، شَدّ ما كذبوا!
ولم يُنَطْ، بحبالِ الشمسِ، من نظرٍ،
إلاّ له، في جبالِ الشَّرّ، مُجتذِبُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لا تسألِ الضيفَ، إن أطعمتَه ظُهُراً،
لا تسألِ الضيفَ، إن أطعمتَه ظُهُراً،
رقم القصيدة : 3855
-----------------------------------
لا تسألِ الضيفَ، إن أطعمتَه ظُهُراً،
بالليلِ هلْ لكَ في بعضِ القِرى أرَبُ
فإنّ ذلكَ منْ قولٍ يُلقِّنُهُ
لا أشتهي الزاد، وهو الساغب الحرب
قدّمْ له ما تأتّى لا تؤامِرُهُ
فيه ولو أنّه'الطرثوث والصّرب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> قد أسرف الإنسُ في الدّعوى بجهلِهمُ
قد أسرف الإنسُ في الدّعوى بجهلِهمُ
رقم القصيدة : 3856
-----------------------------------
قد أسرف الإنسُ في الدّعوى بجهلِهمُ
حتى ادّعوا أنهم للخلق أربابُ
إلبابُهُمْ كان باللذّاتِ متصلاً،
طولَ الحياةِ، وما للقَوم ألبابُ
أجرى، من الخيلِ، آمالٌ أُصرّفُها،
لها بحثّيَ تقريبٌ، وإخبابٌ
في طاقةِ النفسِ أنْ تُعْنى بمنزِلها،
حتى يُجافَ عليها للثرى بابُ
فاجعلْ نساءك إن أُعطيتَ مَقدِرَةً،
كذاك، واحذَرْ فللِمقدارِ أسبابُ
وكم خنتْ من هَجولٍ حُجّبتْ ووفت
من حُرّة، مالها في العِينِ جِلباب
أذىً من الدهرِ مشفوعٌ لنا بأذىً،
هذا المحلّ بما تخشاهُ مِرْبابُ
يزورُنا الخيرُ غِبّاً، أو يُجانبنا،
فهل لمِا يكرهُ الانسانُ إغبابُ؟
وقد أساءَ رجالٌ أحسنوا فقُلوا،
وأجمَلوا، فإذا الأعداءُ أحباب
فانفع أخاك على ضُعفٍ تُحِسُّ بهِ،
إنّ النسيمَ بِنفَع الرُّوحِ هَبّاب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يا صاحِ، ما ألِفَ الإعجابَ من نفرٍ،
يا صاحِ، ما ألِفَ الإعجابَ من نفرٍ،
رقم القصيدة : 3857
-----------------------------------(39/317)
يا صاحِ، ما ألِفَ الإعجابَ من نفرٍ،
إلا وهم، لرؤوسِ القومِ، أعجابُ
ما لي أرى المِلكَ المحبوبَ يمنعُهُ،
أن يفعلَ الخيرَ، مُنّاعٌ وحُجّابُ؟
قد ينجُبُ الولدُ النامي، ووالدهُ
فَسْلٌ، ويفْسلُ، والآباءُ أنجاب
فرَجِّبِ اللَّهَ صِفْراً من محارِمِهِ،
فكم مضتْ بك أصفارٌ وأرجاب
ويعتري النفسَ إنكارٌ ومعرفةٌ،
وكلُّ معنىً له نفيٌ وإيجاب
والموتُ نومٌ طويلٌ، ما له أمَدٌ
والنومُ موتٌ قصيرٌ، فهو منجابُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> ما قرّ طاسُك في كفّ المُديرِ لهُ،
ما قرّ طاسُك في كفّ المُديرِ لهُ،
رقم القصيدة : 3858
-----------------------------------
ما قرّ طاسُك في كفّ المُديرِ لهُ،
إلا وقرطاسُك المرعوبُ مرعوبُ
تُضحي، وبَطنُك مثل الكَعبِ أبرزه
ريٌّ، ورأسُك مثل القعَب مشعوب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> في البدوِ خُرّابُ أذوادٍ مسوَّمةٍ،
في البدوِ خُرّابُ أذوادٍ مسوَّمةٍ،
رقم القصيدة : 3859
-----------------------------------
في البدوِ خُرّابُ أذوادٍ مسوَّمةٍ،
وفي الجوامع والأسواق خُرّابُ
فهؤلاءِ تسَمّوْا بالعُدولِ، أو الـ
ـتجّار، واسمُ أولاكَ القومِ أعراب
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> رسالة من تحت الماء
رسالة من تحت الماء
رقم القصيدة : 386
-----------------------------------
إن كنتَ صديقي.. ساعِدني
كَي أرحَلَ عَنك..
أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني
كَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما كنتُ بَدأت...
إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني
أن لا أشتاق
علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق
إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني
من هذا اليَمّ..
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق(39/318)
وأنا ما عندي تجربةٌ
في الحُبِّ .. ولا عندي زَورَق
إن كُنتُ أعزُّ عليكَ فَخُذ بيديّ
فأنا عاشِقَةٌ من رأسي حتَّى قَدَمَيّ
إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..
إنّي أغرق..
أغرق..
أغرق..
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> نفوسٌ، للقيامةِ، تشرئِبُّ،
نفوسٌ، للقيامةِ، تشرئِبُّ،
رقم القصيدة : 3860
-----------------------------------
نفوسٌ، للقيامةِ، تشرئِبُّ،
وَغَيٌّ، في البطالةِ، مُتلئِبُّ
تَأبّى أن تجيءَ الخيرَ يوماً،
وأنتَ، ليومِ غفرانٍ، تئبّ
فلا يغرُرك بِشْرٌ من صديقٍ،
فإنّ ضميرَه إحَنٌ وخَبّ
وإن الناسَ: طفلٌ، أو كبيرٌ،
يَشيبُ، على الغَوايةِ، أو يشبّ
تُحِبُّ حياتَك الدنيا، سَفاهاً،
وماجادتْ، عليك، بما تُحِبّ
وإنك منذُ كونِ النفسِ عَنْساً
لَتوضِعُ في الضّلالةِ، أو تُخبّ
وإن طال الرُّقادُ من البرايا،
فإنّ الراقدين لهمْ مهَبّ
غرامك بالفتاة خنًى وغمٌّ،
وليس يَسرّ من يشتاق غِبّ
لو أنّ سوادَ كَيْوانٍ خِضابٌ
بفكّك والسُّهى في الأذن حَبّ
لما نجّاكَ، من غِيَرِ الليالي،
سناءٌ فارعٌ، وغِنىً مُرِبّ
وما يحميك عزٌّ إن تَسبّى،
ولو أنّ الظلام عليكَ سِبّ
أرى جنح الدُّجى أوفى جَناحاً،
ومات غُرابُهُ الجَونُ المُرِبّ
فما للنَّسرِ، ليسَ يطيرُ فيه،
وعقربُهُ المُضِبّةُ لا تدُبّ
أيَجلو الشمسَ، للرّائي، نهارُ،
فقد شرَقتْ، ومشرِقُها مُضِبّ
ولم يدفع، رَدى سُقراطَ، لفظٌ،
ولا بِقراطُ حامى عنهُ طِبّ
إذا آسيتني بشفاً، صريعاً،
فدعني! كلُّ ذي أملٍ يتبّ
ولا تَذبُبْ، هناك، الطيرَ عني؛
ولا تَبْلُلْ يداك فماً يذبّ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أقَرّوا بالإلهِ وأثبتوهُ،
أقَرّوا بالإلهِ وأثبتوهُ،
رقم القصيدة : 3861
-----------------------------------
أقَرّوا بالإلهِ وأثبتوهُ،
وقالوا: لا نبيّ ولا كتابُ
ووَطءُ بناتنا حِلُّ مباحٌ؛
رُويدكُمُ فقد بَطَلَ العتابُ
تمادَوا في العتاب، ولم يتوبوا؛
ولو سمعوا صليلَ السيف تابوا(39/319)
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> تُرابُ جسومُنا، وهي الترابُ،
تُرابُ جسومُنا، وهي الترابُ،
رقم القصيدة : 3862
-----------------------------------
تُرابُ جسومُنا، وهي الترابُ،
إذى ولّى عن الآلِ اغترابُ
تُراعُ، إذا تُحَسُّ إلى ثراها،
إياباً، وهو مَنصِبُها القُرابُ
وذاك أقلُّ للأدواءِ فيها،
وإن صحّت، كما صحّ الغُرابُ
همومٌ بالهواءِ معلَّقاتٌ،
إلى التشريفِ أنفسُها طِرابُ
فأرماحٌ يُحَطّمُها طِعانٌ؛
وأسيافٌ يُفلّلُها ضِرابُ
تَنَافَسُ في الحُطام، وحسبُ شاكٍ،
طوىً قوتٌ وحِلْف صدىً شَرابُ
وأفسدَ جوهرَ الأحسابِ أشْبٌ،
كما فسَدت من الخيلِ العِرابُ
وأملاكٌ تُجزّأُ في غناها،
وإن ورد العُفاةُ، فهم سَرابُ
وقد يُفري أسودَ الغِيلِ حِرْصٌ،
فتحويها الحظائرُ والزِّرابُ
متى لمْ يضطرِبْ، من عَلَو، جَدٌّ،
فليسَ بنافعٍ منكَ اضطرابُ
كأنّ السّيْفَ لم يَعْطَلْ زماناً،
إذا حليَ الحمائلُ والقِرابُ
تألّفُ أرْبَعٌ فينا، فُتذْكَى
بها منّا ضغائنُ واحترابُ
ولو سكنتْ جبالَ الأرض روحٌ،
لما خَلَدَتْ نَضادِ ولا أرابُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> دنا رجُلٌ إلى عِرسٍ لأمرٍ،
دنا رجُلٌ إلى عِرسٍ لأمرٍ،
رقم القصيدة : 3863
-----------------------------------
دنا رجُلٌ إلى عِرسٍ لأمرٍ،
وذاك، لثالثٍ خُلقَ، اكتسابُ
فما زالتْ تعاني الثُّقْل، حتى
أتاها الوَضعُ، واتّصَل الحسابُ
نُرَدُّ إلى الأصولِ، وكلُّ حيٍّ
له في الأربع القُدُمِ انتسابُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> ألا عَدّي بكاءً، أو نحيباً،
ألا عَدّي بكاءً، أو نحيباً،
رقم القصيدة : 3864
-----------------------------------
ألا عَدّي بكاءً، أو نحيباً،
فمنْ سَفَهٍ بكاؤكِ والنّحيبُ
محلُّ الجسم في الغبراءِ ضَنْكٌ،
ولكن عَفْوُ خالِقنا رَحيبُ
وسِيّانِ ابنُ آدم، حينَ يُدعى
به للغُسْلِ، والهِدْمُ السحيبُ(39/320)
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> تريبُ، وسوف يفترقُ التريبُ،
تريبُ، وسوف يفترقُ التريبُ،
رقم القصيدة : 3865
-----------------------------------
تريبُ، وسوف يفترقُ التريبُ،
حوانا والثرَى نَسَبٌ قريبُ
جرَى، بفراقِ جيرتِنا، غُرابٌ
فُعالٌ، من مقالتهم، غريبُ
غدا يتوكفُ الأخبارَ غِرُّ؛
وصاحَ ببينهِم داعٍ أريبُ
طِعانٌ كلَّ حينٍ، أو ضِرابٌ،
يموتُ به طعينٌ، أو ضريبُ
وأرْضٌ لا تحسُّ بمن عليها،
ولا يبقى بها منهمْ عريب
وأشباحٌ يخالطهنّ غدْرٌ،
فما يرْعى الأكيلُ ولا الشريبُ
إذا كان الثراءُ إلى زوالٍ،
فكلُّ مُمَوَّلٍ منّا حريبُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا هَبّتْ جَنوبٌ، أو شَمالٌ،
إذا هَبّتْ جَنوبٌ، أو شَمالٌ،
رقم القصيدة : 3866
-----------------------------------
إذا هَبّتْ جَنوبٌ، أو شَمالٌ،
فأنت لكلّ مقتادٍ جَنيبُ
رُوَيدَك! إن ثلاثون استقلت،
ولم يُنِب الفتى، فمتى ينيبُ؟
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لسانُكَ عقربٌ، فإذا أصابَتْ
لسانُكَ عقربٌ، فإذا أصابَتْ
رقم القصيدة : 3867
-----------------------------------
لسانُكَ عقربٌ، فإذا أصابَتْ
سواكَ، فأنتَ أوّلُ منْ تُصِيبُ
أثِمتَ بما جنتْهُ، فمنْ شكاهَا
وَفى لك، من شَكيّتِه، نصيبُ
أتى الرّجلينِ، عنها، الشرُّ مثنى،
كلا يوميكما شَئِزٌ، عصيبُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> تنادَوا طاعِنينَ غداةَ قالوا:
تنادَوا طاعِنينَ غداةَ قالوا:
رقم القصيدة : 3868
-----------------------------------
تنادَوا طاعِنينَ غداةَ قالوا:
أصابَ الأرضَ منْ مطرٍ مُصيبُ
لعلّ شوائماً، رَمقتْ وميضاً،
تَبيدُ، وما لها فيه نصيبُ
وقد تنجو النفوسُ بأرض جَدْبٍ،
ويُهلِكُ أهلَهُ المَغنى الخصيبُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> رَغِبْنا في الحياةِ لفرط جهلٍ،
رَغِبْنا في الحياةِ لفرط جهلٍ،
رقم القصيدة : 3869
-----------------------------------(39/321)
رَغِبْنا في الحياةِ لفرط جهلٍ،
وفقدُ حياتِنا حظٌّ رغيبُ
شكا خُزَرٌ حوادثها، وليثٌ،
فما رُحمَ الزّئيرُ، ولا الضغيبُ
شَهدْتُ، فلم أُشاهد غيرَ نُكرٍ،
وغيّبني المنى، فمتى أغيبُ؟
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> هاملت شاعراً
هاملت شاعراً
رقم القصيدة : 387
-----------------------------------
أنْ تكوني امرأةً .. أو لا تكوني ..
تلكَ .. تلكَ المسألَهْ
أنْ تكوني امرأتي المفضَّلهْ
قطَّتي التركيَّة المدلَّلهْ ..
أنْ تكوني الشمسَ .. يا شمسَ عُيوني
و يداً طيّبةً فوقَ جبيني
أنْ تكوني في حياتي المقْبِلَهْ
نجمةً .. تلكَ المشكِلَهْ
أنْ تكوني كلَّ شيّْ ..
أو تُضيعي كلَّ شيّْ ..
إنَّ طبْعي عندما اهوى
كطبْع البَرْبَريّْ ..
أنْ تكوني ..
كلَّ ما يحملُهُ نوَّارُ من عُشْبٍ نديّْ
أنْ تكوني .. دفتري الأزرقَ ..
أوراقي .. مِدادي الذهنيّْ ..
أنْ تكوني .. كِلْمةً
تبحثُ عن عُنوانِها في شَفَتيّْ
طفلةً تكبرُ ما بين يديّْ
آهِ يا حوريةً أرسَلهَا البحرُ إليّْ ..
و يا قَرْعَ الطُبُولِ الهَمَجيّْ
إفْهَميني ..
أتمنَّى مُخْلصاً أن تَفْهَميني
رُبَّما .. أخطأتُ في شرح ظنُوني
رُبَّما سرتُ إلى حُبِّكِ معصوبَ العيونِ
و نَسَفْتُ الجسرَ ما بين اتِّزاني و جُنوني
أنا لا يمكنُ أن أعشقَ إلاّ بجُنوني
فاقْبَلِيني هكذا .. أو فارْفُضِيني ..
*
إنْصتي لي ..
أتمنَّى مُخْلصاً أنْ تُنْصِتي لي ..
ما هناكَ امرأةٌ دونَ بديلِ
فاتنٌ وجهُكِ .. لكنْ في الهوى
ليس تكفي فتنةُ الوجه الجميلِ
إفْعَلي ما شئتِ .. لكنْ حاذِري ..
حاذِري أنْ تقتلي فيَّ فُضُولي ..
تَعِبَتْ كفَّايَ .. يا سيِّدتي
و أنا أطرُقُ بابَ المُسْتَحيلِ ..
فاعشقي كالناس .. أو لا تعشقي
إنَّني أرفُضُ أَنْصَافَ الحُلولِ ..
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> عيوبي، إنْ سألتَ بها، كثيرٌ،
عيوبي، إنْ سألتَ بها، كثيرٌ،
رقم القصيدة : 3870
-----------------------------------(39/322)
عيوبي، إنْ سألتَ بها، كثيرٌ،
وأيُّ النّاس ليسَ له عُيوبُ؟
وللإنسان ظاهرُ ما يراهُ،
وليس عليه ما تُخفي الغيوبُ
يجرّونَ الذيولَ على المخازي،
وقد مُلئتْ من الغِشّ الجُيوبُ
وكيفَ يصولُ في الأيام ليثٌ،
إذا وَهَتِ المخالِبُ والنُّيوبُ؟
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لذَاتُنا إبِلُ الزّمانِ، ينالها
لذَاتُنا إبِلُ الزّمانِ، ينالها
رقم القصيدة : 3871
-----------------------------------
لذَاتُنا إبِلُ الزّمانِ، ينالها
منّا أخو الفتكِ الذي هو خاربُ
وأرى عناءً قِيدَ يغشى المرءَ منْ
بنتِ العناقيد الذي هو شارب
ولسيّدِ الأقوام، عند حِجابِه،
طبعٌ يقاتلُهُ الحِجى ويحارب
والشرُّ في الجَدّ القديم غريزةٌ،
في كل نفسٍ منه عِرقٌ ضاربُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> عَلِمَ الإمامُ، ولا أقولُ بِظنّه:
عَلِمَ الإمامُ، ولا أقولُ بِظنّه:
رقم القصيدة : 3872
-----------------------------------
عَلِمَ الإمامُ، ولا أقولُ بِظنّه:
إنّ الدُّعاةَ، بسعيها، تتكسّبُ
هذا الهواءُ يلوحُ فيهِ، لناظرٍ،
صورٌ، ولكن عن قريبٍ تَرسُبُ
والناسُ جنسٌ، ما تميّز واحدٌ،
كلُّ الجسوم، إلى الترابِ، تَنَسَّبُ
والأريُ، باطنَهُ، متى ما ذقتَهُ،
شرْيٌ، فماذا، لا أبالَكَ، تَلْسَبُ
وسيُقفرُ المصرُ الحريجُ بأهلهِ؛
ويَغَصُّ بالإنس الفضاء السبسبُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> سمّى ابنَهُ أسداً، وليس بآمنٍ
سمّى ابنَهُ أسداً، وليس بآمنٍ
رقم القصيدة : 3873
-----------------------------------
سمّى ابنَهُ أسداً، وليس بآمنٍ
ذيباً عليه، إذا أطلّ الذّيبُ
واللَّهُ حقٌّ، وابنُ آدمَ جاهلٌ،
من شأنه التفريطُ والتكذيبُ
واللّبُّ حاولَ أن يُهذّبَ أهلَه،
فإذا البريّةُ ما لها تهذيبُ
من رامَ إنقاءَ الغُراب، لكي يرى
وضحَ الجناحِ، أصابه تعذيبُ
والدّهرُ يقدُمُ، والمليكُ مخالفٌ
دُوَلاً، فمنها مُجمِدٌ ومذيبُ(39/323)
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إن عذُبَ المينُ بأفواهِكم،
إن عذُبَ المينُ بأفواهِكم،
رقم القصيدة : 3874
-----------------------------------
إن عذُبَ المينُ بأفواهِكم،
فإنّ صِدْقي بفمي أعذَبُ
طَلبتُ للعالَمِ تهذيبَهم،
والناسُ ما صُفّوا ولا هُذّبوا
سألتُ من خالف عن دينِه،
فأعوزَ المُخْبِرُ، لا يكذبُ
وأكثروا الدعوى بلا حجّةٍ؛
كلٌّ، إلى حَيّزهِ، يجذبُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يحسُنُ مرأى لبني آدمٍ،
يحسُنُ مرأى لبني آدمٍ،
رقم القصيدة : 3875
-----------------------------------
يحسُنُ مرأى لبني آدمٍ،
وكلُّهُم، في الذوقِ، لا يعذُبُ
ما فيهمُ بَرٌّ، ولا ناسكٌ،
إلا، إلى نفعٍ له، يجذِبُ
أفضلُ مِنْ أفضلِهم صخرةٌ،
لا تظلِمُ الناسَ ولا تكذِبُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> هذا طريقٌ، للهدى، لاحبُ،
هذا طريقٌ، للهدى، لاحبُ،
رقم القصيدة : 3876
-----------------------------------
هذا طريقٌ، للهدى، لاحبُ،
يرضى به المصحوبُ والصاحبُ
أهرُبْ من الناس، فإن جئتهم،
فمثلَ سأبٍ جرّه الساحبُ
ينتفعُ النّاسُ بما عندهُ،
وهو لَقىً، بينهم، شاحبُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إصفحْ، وجاهر، بالمرادِ، الفتى؛
إصفحْ، وجاهر، بالمرادِ، الفتى؛
رقم القصيدة : 3877
-----------------------------------
إصفحْ، وجاهر، بالمرادِ، الفتى؛
ولا يقولوا هو مغتابُ
إن رابنا الدّهرُ بأفعاله،
فكلُّنا، بالدهر، مرتابُ
فاعفُ، ولا تعتب عليه، فكم
أودى به عوفٌ وعتّابُ
لو ضُرِبَ الغاوون بالسيف، لا
بالسوط، حدُّ الخمرِ ما تابوا
تلك من اجتابَت له صورةٌ،
فهو، لسُخط اللَّهِ، مجتابُ
نمنا على الشَّيبِ، فهل زارنا
طيفٌ، لأصل الشرخ، منتابُ؟
هيهاتَ لا تحمِلُه، نحونا،
سروجُ أفراسٍ، وأقتابُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ،
إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ،
رقم القصيدة : 3878(39/324)
-----------------------------------
إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ،
غالبةٌ، خابَ ذلك الغَلَبُ
خابيةُ الرّاح ناقةٌ حفَلَت،
ليس لها، غيرَ باطلٍ، حلَبُ
أشأمُ من ناقةِ البَسوس على النا
سِ، وإن يُنَلْ عندها الطلب
يا صالِ، خَفْ إن حلَبت دِرّتها،
أن يترامى بدائِها حَلَبُ
أفضلُ مما تضمُّ أكؤسُها،
ما ضُمّنتَه العِساسُ والعُلَبُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ،
من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ،
رقم القصيدة : 3879
-----------------------------------
من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ،
أُذكَرُ فيه بغير ما يجبُ
يُظَنُّ بيَ اليُسرُ والديانةُ والعلـ
ـلمُ، وبيني وبينها حُجُبُ
كلُّ شهوري عليّ واحدةٌ،
لا صَفَرٌ يُتّقى ولا رجبُ
أقررْتُ بالجهل، وادّعى فَهَمي
قومٌ، فأمري وأمرُهم عجَبُ
والحقُّ أني وأنهم هدرٌ،
لستُ نجيباً، ولا همُ نُجُبُ
والحالُ ضاقتْ عن ضمِّها جسدي؛
فكيف لي أن يضمّه الشَّجَبُ؟
ما أوسعَ الموت، يستريح به الجسـ
ـم المعنّى، ويخفتُ اللَّجَبُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> ما الثريّا عنقودُ كرمٍ مُلاحـ
ما الثريّا عنقودُ كرمٍ مُلاحـ
رقم القصيدة : 3880
-----------------------------------
ما الثريّا عنقودُ كرمٍ مُلاحـ
ـيٌّ، ولا الليلُ يانعٌ غِربيبُ
ونأى عن مُدامةٍ، شفقَ التغـ
ـريبِ، فليتّقِ المليكَ اللبيبُ
طالَ ليلٌ، كأنّما قتلَ العقـ
ـربَ ساطٍ، فغابَ عنها الدّبيب
سلكَ النّجدَ، في قِطار المنايا،
قَطَرِيٌّ، ونَجدةٌ، وشَبيبُ
شبّ فِكرُ الحصيفِ ناراً فما يحـ
ـسُنُن، يوماً، بعاقل، تشبيبُ
أين بقراطُ، والمقلِّدُ جاليـ
ـنوسَ؟ هيهاتَ أن يعيشَ طبيبُ
سُبّبَ الرّزقُ للأنام، فما يقـ
ـطعُ، بالعجز، ذلك التسبيب
وجرى الحتفُ بالقضاءِ، فما يسـ
ـلَمُ ليثٌ، ولا غزالٌ ربيب
يطلُعُ الوافدُ المبغَّضُ، والعيـ
ـشُ، إلى هذه النفوس، حبيب
خَبَّبَتْها عليه نُكدُ الرزايا،
فنبا، عن قلوبها، التّخبيب(39/325)
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أطلّ صليبُ الدّلو، بين نجومِه،
أطلّ صليبُ الدّلو، بين نجومِه،
رقم القصيدة : 3881
-----------------------------------
أطلّ صليبُ الدّلو، بين نجومِه،
يكُفُّ رجالاً عن عِبادتِها الصُّلبا
فربُّكُمُ اللَّهُ الذي خلقَ السُّهى،
وأبدى الثريّا، والسّماكينِ، والقَلبا
وأنحلَ بدْرَ التّمّ، بعد كمالِه،
كأنّ به الظّلماءَ قاصمةٌ قُلبا
وأدنى رِشاءً للعَراقي، ولم يكنْ
شريعاً، إذا نصّ البيانُ، ولا خِلبا
وصوّرَ ليثَ الشُّب في مستقَرِّهِ،
ولوشاء أمسى، فوقَ غبرائه، كلْبَا
وألقى على الأرضِ الفَراقدَ، فارتعت
معَ الفَرْقَدِ الوحشيّ، ترتقب الألبا
وأهبطَ منها الثّورَ، يكرُبُ جاهداً،
فتعلقَ، ظلفَيهِ، الشّوابكُ، والهُلبا
وأضحَتْ نَعامُ الجّو، بعْدَ سُموّها،
سُدىً في نَعامِ الدوّ، لا تأمن الغُلبا
وأنزَلَ حُوتاً في السّماءِ، فضمّهُ
إلى النونِ في خضراءَ، فاعترفَ السّلبا
وأسكنَ في سُكٍّ من التُّربِ ضَيّقٍ،
نجومَ دُجىً في شَبوةٍ أبت الثّلبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> رأيتُ قضاءَ اللَّه أوجَبَ خلْقَهُ،
رأيتُ قضاءَ اللَّه أوجَبَ خلْقَهُ،
رقم القصيدة : 3882
-----------------------------------
رأيتُ قضاءَ اللَّه أوجَبَ خلْقَهُ،
وعاد عليهم في تصرّفه سَلبا
وقد غلبَ الأحياءَ، في كلّ وجهةٍ،
هواهمْ، وإن كانوا غطارفةً غُلْبا
كلابٌ تغاوتْ، أو تعاوت، لجيفةٍ،
وأحسَبُني أصبحتُ ألأمَها كلْبا
أبَينا سوى غِشّ الصّدور، وإنّما
ينالُ، ثوابَ اللَّه، أسلمُنا قلبا
وأيَّ بني الأيّام يَحمَدُ قائلٌ،
ومن جرّبَ الأقوامَ أوسعَهُم ثَلْبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا كُفّ صِلٌّ أُفْعوانٌ، فما لهُ
إذا كُفّ صِلٌّ أُفْعوانٌ، فما لهُ
رقم القصيدة : 3883
-----------------------------------
إذا كُفّ صِلٌّ أُفْعوانٌ، فما لهُ
سوى بيتِهِ، يَقتاتُ ما عَمَرَ التُّربا(39/326)
ولوْ ذهَبتْ عينا هِزَبْرٍ مُساورٍ،
لما راعَ ضأناً، في المراتع، أو سِربْا
أو التُمِعتْ أنوارُ عمروٍ وعامرٍ،
لما حَملا رُمحاً، ولا شهدا حربا
يقولونَ: هلاّ تشهَدُ الجُمَعَ، التي
رجوْنا بها عفواً، من اللَّه، أو قُرْبا
وهل ليَ خيرٌ في الحضورِ، وإنّما
أُزاحمُ، من أخيارهم، إبلاً جُربا
لعمري لقد شاهدتُ عُجماً كثيرة،
وعُرباً، فلا عُجماً حَمدتُ، ولا عُربا
وللموتِ كأسٌ تكرهُ النفسُ شُرْبَها،
ولا بُدّ يوماً أن نكون لها شَربا
من السّعدِ، في دُنياك، أن يهلك الفتى
بهيجاءَ، يغشى أهلُها الطعنَ والضّربا
فإنّ قبيحاً، بالمسوَّدِ، ضِجعَةٌ
على فَرْشِه، يشكو إلى النفَر الكَربا
ولي شرَقٌ بالحتفِ، ما هو مُغَربٌ،
أيمّمتُ شرقاً، في المسالكِ، أم غربا
تَقنّصَ، في الإيوانِ، أملاكَ فارسٍ،
وكم جازَ بحراً، دون قيصر، أو دربا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ، فهو لي
إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ، فهو لي
رقم القصيدة : 3884
-----------------------------------
إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ، فهو لي
أسَرُّ من الأمنِ، الذي يورث الرّعبا
ألمْ ترَ أن الهاشميّينَ بُلّغوا
عظامَ المساعي، بعدما سكنوا الشِّعبا
وكان الفتى، كعْبٌ، تخيّرَ للسُّرى،
أخا النّمر، فاستدنى إلى أجلٍ كعبا
وإنّي رأيتُ الصّعبَ يركبُ دائماً
من النّاس، من لم يركب الغرضَ الصّعبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا شِئتَ أن يَرْضى سجاياكَ ربُّها،
إذا شِئتَ أن يَرْضى سجاياكَ ربُّها،
رقم القصيدة : 3885
-----------------------------------
إذا شِئتَ أن يَرْضى سجاياكَ ربُّها،
فلا تُمسِ من فعل المقادير مُغضَبا
فإنّ قُرونَ الخيلِ أولتْكَ ناطِحاً؛
وإنّ الحُسامَ العَضبَ لقّاكَ أعضَبا
خضَبْتَ بياضاً بالصّبيب، صبابةً،
ببيضاءَ عدّتكَ البنانَ المخضَّبا
وما كان حبلُ العيش إلا مُعلَّقاً
بعُرْوة أيامِ الصّبا، فتقضّبا(39/327)
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لَعمْركَ! ما غادرتُ مطلِعَ هَضبةٍ،
لَعمْركَ! ما غادرتُ مطلِعَ هَضبةٍ،
رقم القصيدة : 3886
-----------------------------------
لَعمْركَ! ما غادرتُ مطلِعَ هَضبةٍ،
من الفكرِ، إلاّ وارتقيتُ هَضابها
أقلُّ الذي تجني الغواني تبرّجٌ،
يُري العينَ منها حَلْيها وخِضابها
فإن أنتَ عاشرتَ الكَعابَ فَصادِها،
وحاوِل رضاها، واحذرنّ غَضابها
فكم بكَرَتْ تسقي الأمرَّ حَليلَها
من الغارِ، إذ تسقي الخليلَ رُضابها
وإنّ حبالَ العَيشِ، ما علِقَت بها
يدُ الحيّ، إلا وهي تخشى انقضابها
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا ما عراكُمْ حادثٌ، فتحدّثوا!
إذا ما عراكُمْ حادثٌ، فتحدّثوا!
رقم القصيدة : 3887
-----------------------------------
إذا ما عراكُمْ حادثٌ، فتحدّثوا!
فإنّ حديثَ القوم يُنسي المصائبا
وحِيدوا عن الأشياءِ خِيفةَ غَيّها؛
فلم تُجعل اللّذّاتُ إلاّ نصائبا
وما زالت الأيّامُ، وهي غوافلٌ،
تسدّدُ سهْماً، للمنيّةِ، صائبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> اللَّه لا ريبَ فيه، وهو مُحتجبٌ،
اللَّه لا ريبَ فيه، وهو مُحتجبٌ،
رقم القصيدة : 3888
-----------------------------------
اللَّه لا ريبَ فيه، وهو مُحتجبٌ،
بادٍ، وكلٌّ إلى طَبعٍ له جذبا
أهلُ الحياةِ، كإخوان المماتِ، فأهْـ
ـوِنْ بالكُماةِ أطالوا السُّمرَ والعَذبا
لا يعلمُ الشَّريُ ما ألقى مرارتهَ
إليه، والأريُ لم يشْعُر، وقد عذُبا
سألتُموني، فأعيْتني إجابتكمْ؛
من ادّعى أنّه دارٍ فقد كذبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إن يصحبِ الروحَ عقلي، بعد مَظعنِها
إن يصحبِ الروحَ عقلي، بعد مَظعنِها
رقم القصيدة : 3889
-----------------------------------
إن يصحبِ الروحَ عقلي، بعد مَظعنِها
للموتِ، عني فأجدِرْ أن ترى عجَبا
وإنْ مضَتْ في الهواءِ الرّحبِ هالكةً،
هلاكَ جِسميَ في تُرْبي، فواشجبا!(39/328)
الدّينُ إنصافُكَ الأقوامَ كلَّهمُ،
وأيُّ دينٍ لآبي الحقّ إنْ وجبا؟
والمرءُ يُعييه قَودُ النفسِ، مُصبِحةً
للخير، وهو يقودُ العسكَر اللّجبا
وصوْمُه الشهرَ، ما لم يجنِ مَعصيِتَةً،
يُغنيهِ عن صَومه شعبانَ، أو رَجَبا
وما اتّبعتُ نجيباً في شمائله،
وفي الحمامِ تبعتُ السّادة النُّجُبا
واحذَرْ دعاءَ ظليم في نعامتِه؛
فرُبّ دَعوةِ داعٍ تَخرقُ الحجُبا
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> إلى رجل
إلى رجل
رقم القصيدة : 389
-----------------------------------
متى ستعرف كم أهواك يا رجلا
أبيع من أجله الدنيا وما فيها
يا من تحديت في حبي له مدنا
بحالها وسأمضي في تحديها
لو تطلب البحر في عينيك أسكبه
أو تطلب الشمس في كفيك أرميها
أنا أحبك فوق الغيم أكتبها
وللعصافير والأشجار أحكيها
أنا أحبك فوق الماء أنقشها
وللعناقيد والأقداح أسقيها
أنا أحبك يا سيفا أسال دمي
يا قصة لست أدري ما أسميها
أنا أحبك حاول أن تساعدني
فإن من بدأ المأساة ينهيها
وإن من فتح الأبواب يغلقها
وإن من أشعل النيران يطفيها
يا من يدخن في صمت ويتركني
في البحر أرفع مرساتي وألقيها
ألا تراني ببحر الحب غارقة
والموج يمضغ آمالي ويرميها
إنزل قليلا عن الأهداب يا رجلا
ما زال يقتل أحلامي ويحييها
كفاك تلعب دور العاشقين معي
وتنتقي كلمات لست تعنيها
كم اخترعت مكاتيبا سترسلها
وأسعدتني ورودا سوف تهديها
وكم ذهبت لوعد لا وجود له
وكم حلمت بأثواب سأشريها
وكم تمنيت لو للرقص تطلبني
وحيرتني ذراعي أين ألقيها
ارجع إلي فإن الأرض واقفة
كأنما فرت من ثوانيها
إرجع فبعدك لا عقد أعلقه
ولا لمست عطوري في أوانيها
لمن جمالي لمن شال الحرير لمن
ضفائري منذ أعوام أربيها
إرجع كما أنت صحوا كنت أم مطرا
فما حياتي أنا إن لم تكن فيها
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لا تفرَحنّ بفألٍ، إنْ سمعتَ به؛
لا تفرَحنّ بفألٍ، إنْ سمعتَ به؛
رقم القصيدة : 3890(39/329)
-----------------------------------
لا تفرَحنّ بفألٍ، إنْ سمعتَ به؛
ولا تَطَيّرْ، إذا ما ناعِبٌ نعبا
فالخطبُ أفظعُ من سرّاءَ تأمُلها؛
والأمرُ أيسرُ من أن تُضْمِرَ الرُّعُبا
إذا تفكّرتَ فكراً، لا يمازِجُهُ
فسادُ عقلٍ صحيحٍ، هان ما صعبُا
فاللُّبُّ إن صَحّ أعطى النفس فَترتها،
حتى تموت، وسمّى جِدّها لَعبِا
وما الغواني الغوادي، في ملاعِبها،
إلاّ خيالاتُ وقتٍ، أشبهتْ لُعَبا
زيادَةُ الجِسمِ عَنّتْ جسمَ حامله
إلى التّرابِ، وزادت حافراً تَعَبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لو كنتمُ أهْلَ صَفْوٍ قال ناسبُكم:
لو كنتمُ أهْلَ صَفْوٍ قال ناسبُكم:
رقم القصيدة : 3891
-----------------------------------
لو كنتمُ أهْلَ صَفْوٍ قال ناسبُكم:
صَفويّةٌ، فأتى باللّفظ ما قُلِبا
جندٌ لإبليسَ في بدليسَ، آوِنَةٍ؛
وتارةً يحلبِون العيشَ في حَلَبا
طلبتمُ الزّاد في الآفاق من طمعٍ،
واللَّهُ يُوجَدُ حقاً أينما طُلبا
ولستُ أعنى بهذا غيرَ فاجرِكُمْ؛
إنّ التّقيّ، إذا زاحمتَهُ، غلَبا
كالشّمسِ لم يدنُ من أضوائها دَنَسُ،
والبَدْرُ قد جلّ عن ذمٍّ، وإن ثُلِبا
وما أرى كلّ قوم، ضَلّ رُشدُهُمُ،
إلا نظيرَ النّصارى أعظموا الصُّلُبا
يا آلَ إسرالَ هل يُرجى مسيحُكُمُ؛
هيهاتَ قد ميّزَ الأشياءَ من خُلِبا
قلنا: أتانا، ولم يُصلب، وقولُكُمُ:
ما جاءَ بعدُ، وقالتْ أُمّةٌ: صُلِبا
جلبتمُ باطلَ التّوراةِ، عن شَحَطٍ؛
ورُبّ شرٍّ بعيدٍ، للفتى، جُلبَا
كم يُقتلُ الناسُ، ماهمُّ الذي عمَدَتْ
يداهُ للقتل، إلاّ أخذُهُ السَّلبَا
بالخُلفِ قامَ عمودُ الدّين، طائفةٌ
تبني الصّرُوح، وأخرى تحفرُ القُلُبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> الأمرُ أيسرُ مما أنتَ مُضمرُهُ؛
الأمرُ أيسرُ مما أنتَ مُضمرُهُ؛
رقم القصيدة : 3892
-----------------------------------
الأمرُ أيسرُ مما أنتَ مُضمرُهُ؛
فاطرَحْ أذاكَ، ويسّرْ كلّ ما صَعُبا(39/330)
ولا يسُرّكَ، إن بُلّغْتَهُ، أمَلٌ؛
ولا يهمّك غربيبٌ، إذا نعبا
إنْ جدّ عالمُكَ الأرضيُّ، في نبأٍ
يغشاهُمُ، فتصوّرْ جِدّهُمْ لَعبِا
ما الرّأيُ عندكَ في مَلْكٍ تدينُ لهُ
مصرٌ، أيختارُ دون الرّاحةِ التّعبا
لن تستقيمَ أُمورُ النّاس في عُصُر؛
ولا استقامتْ، فذا أمناً، وذا رعبا
ولا يقومُ على حقٍّ بنو زمنٍ،
من عهد آدمَ كانوا في الهوى شُعَبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> قد يَسّروا لدفينٍ، حانَ مَصْرَعُهُ،
قد يَسّروا لدفينٍ، حانَ مَصْرَعُهُ،
رقم القصيدة : 3893
-----------------------------------
قد يَسّروا لدفينٍ، حانَ مَصْرَعُهُ،
بيتاً من الخُشْبِ، لم يُرْفَع ولا رحُبا
يا هؤلاءِ اتركوهُ والثرى، فلهُ
أنُسٌ به، وهو أوْلى صاحبٍ صُحِبا
وإنما الجسْمُ تُرْبٌ، خيرُ حالته
سُقياً الغمائم، فاستسقوا له السُّحبا
صارَ البهيجُ، من الأقوام، خطّ سفا،
وقد يُراعُ، إذا ما وجهُه شحُبا
سِيّانِ من لم يضِق ذَرعاً بُعيد رَدىً،
وذارعٌ، في مغاني فتيةٍ، سُحبا
فافرِقْ من الضّحك واحذرْ أن تحالفه،
أما ترى الغيمَ لما استُضحك انتحبا؟
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> من قلّةِ اللُّبِّ عند النّصحِ أن تابا
من قلّةِ اللُّبِّ عند النّصحِ أن تابا
رقم القصيدة : 3894
-----------------------------------
من قلّةِ اللُّبِّ عند النّصحِ أن تابا
وأنْ ترُومَ من الأيّام إعْتابا
خلِّ الزّمانَ وأهليهِ لشأنهِمُ،
وعِشْ بدَهركَ، والأقوامِ، مُرتابا
سارَ الشّبابُ، فلم نعرفْ له خَبَراً،
ولا رأينا خَيالاً منهُ مُنتابا
وحُقّ للعيسِ، لو نالتْ بنا بَلَداً،
فيه الصِّبا، كونُ عُودِ الهندِ أقتابا
ألقى الكبيرُ قميصَ الشّرْخِ رهن بِلىً،
ثمّ استجدّ قميصَ الشيبِ، مُجتابا
ما زالَ يمطُلُ دُنياهُ بتوْبتِهِ،
حتى أتتهْ مناياها، وما تابا
خطُّ استواءٍ بدا عن نُقْطَةٍ عَجَبْ،
أفنَتْ خطوطاً، وأقلاماً، وكُتّابا(39/331)
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لو كنتَ رائِدَ قومٍ، ظاعنينَ إلى
لو كنتَ رائِدَ قومٍ، ظاعنينَ إلى
رقم القصيدة : 3895
-----------------------------------
لو كنتَ رائِدَ قومٍ، ظاعنينَ إلى
دُنياكَ هذي، لما ألفَيتَ كذّابا
لقلتَ: تلكَ بلادٌ، نبتُها سَقَمٌ،
وماؤها العذبُ سمٌّ، للفتى، ذابا
هي العذابُ، فجُدُّوا في ترَحّلكم
إلى سواها، وخلّوا الدّارَ إعذابا
وما تهذّب يومٌ من مكارِهِها،
أو بعضُ يومٍ، فحُثّوا السيرَ إهذابا
خَبَّرْتُكم بيقينٍ غيرِ مؤتشَبٍ،
ولم أكنْ في حبالِ المينِ جذّابا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أثْرى أخوكَ، فلم يسكُبْ نوافِلَهُ؛
أثْرى أخوكَ، فلم يسكُبْ نوافِلَهُ؛
رقم القصيدة : 3896
-----------------------------------
أثْرى أخوكَ، فلم يسكُبْ نوافِلَهُ؛
وحلّ رُزْءٌ، فظلّ الدّمعُ مسكوبا
أما تُبالي، إذا عَلّتْكَ غانيَةٌ،
من كوبها، الرّاحَ أن أصبحتَ منكوبا؟
أين الذين تولّوا قبلنا فَرَطاً،
أما تُسائلُ عمنْ بان أُركوبا؟
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لو كنتَ يعقوبَ طيرٍ كنتَ أرشدَ، في
لو كنتَ يعقوبَ طيرٍ كنتَ أرشدَ، في
رقم القصيدة : 3897
-----------------------------------
لو كنتَ يعقوبَ طيرٍ كنتَ أرشدَ، في
مسعاكَ، من أمَمٍ تُنمى ليعقوبا
ضلّوا بعجلٍ مصوغٍ من شُنوفهمُ،
فاستنكروا مِسمعاً للشنَّفِ مثقوبا
ولن يقومَ مسيحٌ يُجمَعونَ لهُ،
وخلتَ واعدَهم مِ الخُلفِ عُرقوبا
وإنّ دنياكَ هذا مثلُ قائبةٍ،
وسوفَ يقطعُ منها ربُّها القوبا
يُغنيكَ منسوجُ باريٍّ تُصانُ به،
عن بُسْطِ مُحْكَمةٍ، من نسج قُرقوبا
فاحذرْ لصوص الأماني فهي سارقةٌ
ردّت عن الدِّينِ قلبَ المرءِ منقوبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> سُرحُوبُ! عمن سرى، للَّه مبتعثاً
سُرحُوبُ! عمن سرى، للَّه مبتعثاً
رقم القصيدة : 3898
-----------------------------------
سُرحُوبُ! عمن سرى، للَّه مبتعثاً(39/332)
وجناء في الكور، أو في السرح سرحوبا
في لاحبٍ، لا يعودُ السّالكون به،
مثلَ ابن الأبرص لمّا عاد ملحوبا
أمّا الأنامُ، فقد صاحبتُهم زمناً،
فما رضيتُ، من الخلاّنِ، مصحوبا
لا تَغشَهُمْ، كولوج الهمّ يطرُقُهمْ،
بالكُرهِ، بل مثلَ وسقِ الخيرِ، مصحوبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إن كنتَ صاحبَ إخوانٍ ومائدةٍ،
إن كنتَ صاحبَ إخوانٍ ومائدةٍ،
رقم القصيدة : 3899
-----------------------------------
إن كنتَ صاحبَ إخوانٍ ومائدةٍ،
فاحْبُ الطّفيليّ تأهيلاً وترْحيبا
لا تلْقَيَنْهُ بتعبيسٍ، لتُوحشهُ،
فالزّادُ يفنى ولا يُبقي الأصاحيبا
يقفو اللّئيمُ كريمَ القوم، مكتسباً،؛
إنّ السّراحِينَ يَتبَعنَ السّراحيبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لم يقدُر اللَّه تهذيباً لعالَمِنا،
لم يقدُر اللَّه تهذيباً لعالَمِنا،
رقم القصيدة : 3900
-----------------------------------
لم يقدُر اللَّه تهذيباً لعالَمِنا،
فلا ترومنّ للأقوام تهذيبا
ولا تصدّق بما البرهانُ يُبطلهُ،
فتستفيدَ من التّصديق تكذيبا
إن عذّبَ اللَّه قوماً باجترامِهمُ،
فما يريدُ لأهل العدلِ تعذيبا
يغدو على خلّه الإنسانُ يظلمُه،
كالذّيبِ يأكلُ عند الغِرّةِ الذّيبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يا راعيَ المُصرِ! ما سوّمتَ في دَعَةٍ،
يا راعيَ المُصرِ! ما سوّمتَ في دَعَةٍ،
رقم القصيدة : 3901
-----------------------------------
يا راعيَ المُصرِ! ما سوّمتَ في دَعَةٍ،
وعِرسُكَ الشّاةُ، فاحْذر جارك الذيبا
تروم تهذيبَ هذا الخَلق من دَنَسٍ؛
واللَّهُ ما شاءَ، للأقوام، تهذيبا
وما رَوِيتَ بعذبٍ، حلّ قل قُلُبٍ،
حتى تكلّفتَ إعناتاً وتعذيبا
فاعرفْ، لصادِقك الأنباءَ، موضعَهُ؛
واجزِ الكذوبَ على ما قال تكذيبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يا آلَ غسانَ! أقوى منكمُ وطنٌ،
يا آلَ غسانَ! أقوى منكمُ وطنٌ،
رقم القصيدة : 3902(39/333)
-----------------------------------
يا آلَ غسانَ! أقوى منكمُ وطنٌ،
تغشى العُفاةُ به الشبّانَ والشِّيبا
تسقونهم، من حليبِ الجَفْنِ، صافيةً،
بباردٍ، كحليب الجَفنِ، ما شيبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إن كنتَ يَعسوبَ أقوامٍ فخف قدَراً،
إن كنتَ يَعسوبَ أقوامٍ فخف قدَراً،
رقم القصيدة : 3903
-----------------------------------
إن كنتَ يَعسوبَ أقوامٍ فخف قدَراً،
ما زالَ كالطّفْل يصطادُ اليعاسيبا
وإن تكن بمَنا سيبٍ، لمَهلَكةٍ،
فكم طوى الدهرُ أقيالاً مُناسيبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا كانتْ لك امرأةٌ عجوزٌ،
إذا كانتْ لك امرأةٌ عجوزٌ،
رقم القصيدة : 3904
-----------------------------------
إذا كانتْ لك امرأةٌ عجوزٌ،
فلا تأخذ بها أبداً كَعابا
فإن كانت أقلَّ بهاءَ وجهٍ،
فأجدَرُ أن تكون أقلَّ عابا
وحسنُ الشّمسِ، في الأيام، باقٍ،
وإن مَجّتْ، من الكِبَر، اللُّعابا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لا تكذبَنَّ، فإن فعلْتَ، فلا تقُلْ
لا تكذبَنَّ، فإن فعلْتَ، فلا تقُلْ
رقم القصيدة : 3905
-----------------------------------
لا تكذبَنَّ، فإن فعلْتَ، فلا تقُلْ
كَذِباً على ربّ السماءِ، تكسُّبا
فاللَّهُ فردٌ قادرٌ، من قبلِ أن
تُدْعى لآدمَ صورةٌ، أو تُحسبَا
وإذا انتسبتَ فقُلتَ إني واحِدٌ
من خَلقِهِ، فكفى بذاك تنسُّبا
أشباحُ إنْسٍ يخضِبون صوارماً،
تحت العَجاجِ، ويَركُضون الشُّسبا
ويمارسونَ، من الظّلامِ، غياهِباً؛
ويواصلونَ، فيقطعون السّبسبا
ومُرادُهم عَذْبٌ، خسيسٌ قدرُه،
شربوا له مَقْراً، لكيما يلسبا
ولقد علمتُ، فما التمضّر نافعي،
أني سأتبع نيْسبَاً، لابْنَيْ سبا
سبأ المُدامةَ، فاستدامَ مَسرّةً،
فيما يُظَنُّ، ولم يَرِعْ لمّا سبى
رُوحٌ، إذا رحلتْ عن الجسم الّذي
سكنتْ به، فمآلهُ أن يرسُبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لو أنّني سمّيْتُ طيفَكَ صادقاً،(39/334)
لو أنّني سمّيْتُ طيفَكَ صادقاً،
رقم القصيدة : 3906
-----------------------------------
لو أنّني سمّيْتُ طيفَكَ صادقاً،
لدعوتُهُ غضبانَ، أو عَتّابا
قال الخيالُ: كذبتَ لستُ بطارقٍ
ليلاً، ولم أكُ زائراً مُنْتابا
فأجبتُهُ: كم من كِتابٍ زائر؛
فاهتاجَ يَحلِفُ: ما بعثتُ كِتابا
لا تُثبتُ الأقلامُ زَلّةَ راقدٍ،
إنْ كنتَ بتّ بِحلُمهِ مُرتابا
لم يعفُ ربُّكَ عن مُصرٍّ، ماردٍ،
لكن تجاوزَ عن مسيءٍ تابا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أتصحُّ توبةُ مُدركٍ من كونِه،
أتصحُّ توبةُ مُدركٍ من كونِه،
رقم القصيدة : 3907
-----------------------------------
أتصحُّ توبةُ مُدركٍ من كونِه،
أو أسْودٍ من لونِه، فيتوبا
كُتبَ الشّقاءُ على الفتى، في عيشه،
وليبلُغنّ قضاءهُ المكتوبا
وإذا عتَبتَ المرءَ، ليس بمُعتَبٍ،
أُلفيِتَ، فيما جئتَهُ، معتوبا
يبغي المَعَاشرُ في الزّمانِ وصرفهِ
رتُبَاً، كأنّ لهم، عليه، رُتوبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> عفْوُكَ للعالَم لا تُخلِيَنْ
عفْوُكَ للعالَم لا تُخلِيَنْ
رقم القصيدة : 3908
-----------------------------------
عفْوُكَ للعالَم لا تُخلِيَنْ
حُنْظُبةً، منه، ولا عُنْظُبه
لا ظبةُ الصارم باشرتُها،
فيك، ولا زُرتُ، لِحَجّي، ظُبه
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> قد صَحِبْنَا الزّمانَ بالرغمِ منّا،
قد صَحِبْنَا الزّمانَ بالرغمِ منّا،
رقم القصيدة : 3909
-----------------------------------
قد صَحِبْنَا الزّمانَ بالرغمِ منّا،
وهو يُردْي، كما علمتَ، الصّحابا
وحللنا المضيقَ، ثمّ أتينا الرّحبَ،
لو دامَ ترْكُنا والرّحابا
والجسومُ الترابُ تَحيا بسقُيا،
فلهذا قلنا: سُقيتِ السّحابا
قد رضينا الشّحوبَ لوكان صرفُ الدّهـ
ـرِ يَرضْى، للأوجه، الإشحابا
وضَحِكنْا، وليس ما يوجِبُ الضحـ
ـكَ، لدينا، بل ما يَهيجُ انتحابا
كم أميرٍ أميرَ في عاصفاتٍ،
بعدما حابَ، في الحياة، وحابا(39/335)
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> كتاب الحب
كتاب الحب
رقم القصيدة : 391
-----------------------------------
1
ما دمت يا عصفورتي الخضراء
حبيبتي
إذن .. فإن الله في السماء
2
: تسألني حبيبتي
ما الفرق ما بيني وما بين السما ؟
الفرق ما بينكما
أنك إن ضحكت يا حبيبتي
أنسى السما
3
الحب يا حبيبتي
قصيدة جميلة مكتوبة على القمر
الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر
. . الحب منقوش على
ريش العصافير ، وحبات المطر
لكن أي امرأة في بلدي
إذا أحبت رجلا
ترمى بخمسين حجر
4
حين أنا سقطت في الحب
. . تغيرت
تغيرت مملكة الرب
صار الدجى ينام في معطفي
وتشرق الشمس من الغرب
5
يا رب قلبي لم يعد كافيا
لأن من أحبها .. تعادل الدنيا
فضع بصدري واحدا غيره
يكون في مساحة الدنيا
6
ما زلت تسألني عن عيد ميلادي
سجل لديك إذن .. ما أنت تجهله
تاريخ حبك لي .. تاريخ ميلادي
7
لو خرج المارد من قمقمه
وقال لي : لبيك
دقيقة واحدة لديك
تختار فيها كل ما تريده
من قطع الياقوت والزمرد
لاخترت عينَيْكِ .. بلا تردد
8
ذات العينين السوداوين
ذات العينين الصاحيتين الممطرتين
لا أطلب أبدا من ربي
إلا شيئين
أن يحفظ هاتين العينين
ويزيد بأيامي يومين
كي أكتب شعرا
في هاتين الؤلؤتين
9
لو كنت يا صديقتي
بمستوى جنوني
رميت ما عليك من جواهر
وبعت ما لديك من أساور
و نمت في عيوني
10
أشكوك للسماء
أشكوك للسماء
كيف استطعتِ ، كيف ، أن تختصري
جميع ما في الكون من نساء
11
لأن كلام القواميس مات
لأن كلام المكاتيب مات
لأن كلام الروايات مات
أريد اكتشاف طريقة عشق
أحبك فيها .. بلا كلمات
12
أنا عنك ما أخبرتهم .. لكنهم
لمحوك تغتسلين في أحداقي
أنا عنك ما كلمتهم .. لكنهم
قرأوك في حبري وفي أوراقي
للحب رائحة .. وليس بوسعها
أن لا تفوح .. مزارع الدراق
13
أكره أن أحب مثل الناس
أكره أن أكتب مثل الناس
أود لو كان فمي كنيسة
. . وأحرفي أجراس
14
ذوبت في غرامك الأقلام(39/336)
. . من أزرق .. وأحمر .. وأخضر
حتى انتهى الكلام
علقت حبي لك في أساور الحمام
ولم أكن أعرف يا حبيبتي
أن الهوى يطير كالحمام
15
عدي على أصابع اليدين ، ما يأتي
فأولا : حبيبتي أنت
وثانيا : حبيبتي أنت
وثالثا : حبيبتي أنت
ورابعا وخامسا
وسادسا وسباعا
وثامنا وتاسعا
وعاشرا . . حبيبتي أنت
16
حبك يا عميقة العينين
تطرف
تصوف
عبادة
حبك مثل الموت والولادة
صعب بأن يعاد مرتين
17
عشرين ألف امرأة أحببت
عشرين ألف امرأة جربت
وعندما التقيت فيك يا حبيبتي
شعرت أني الآن قد بدأت
18
لقد حجزت غرفة لاثنين في بيت القمر
نقضي بها نهاية الأسبوع يا حبيبتي
فنادق العالم لا تعجبني
الفندق الذي أحب أن أسكنه هو القمر
لكنهم هنالك يا حبيبتي
لا يقبلون زائرا يأتي بغير امرأة
فهل تجيئين معي
يا قمري . . إلى القمر
19
لن تهربي مني فإني رجل مقدرعليك
لن تخلصي مني . . فإن الله قد أرسلني إليك
فمرة .. أطلع من أرنبتي أذنيك
ومرة أطلع من أساور الفيروز في يديك
وحين يأتي الصيف يا حبيبتي
أسبح كالأسماك في بُحْرَتَيْ عينيك
20
لو كنت تذكرين كل كلمة
لفظتها في فترة العامين
لو أفتح الرسائل الألف .. التي
كتبت في عامين كاملين
كنا بآفاق الهوى
طرنا حمامتين
وأصبح الخاتم في
إصبعكِ الأيسر . . خاتمين
21
لمذا .. لمذا .. منذ صرت حبيبتي
يضيء مدادي .. والدفاترتعشب
تغيرت الأشياء منذ عشقتني
وأصبحت كالأطفال .. بالشمس ألعب
ولستُ نبياً مُرسلاً غير أنني
أصير نبياً .. عندما عنكِ أكتبُ ..
22
23
محفورة أنت على وجه يدي
كأٍسطر كوفية
على جدار مسجد
محفورة في خشب الكرسي.. ياحبيبتي
وفي ذراع المقعد
وكلما حاولت أن تبتعدي
دقيقة واحدة
أراك في جوف يدي
24
لا تحزني
إن هبط الرواد في أرض القمر
فسوف تبقين بعيني دائما
أحلى قمر
25
حين أكون عاشقا
أشعر أني ملك الزمان
أمتلك الأرض وما عليها
وأدخل الشمس على حصاني
26
حين أكون عاشقا
أجعل شاه الفرس من رعيتي
وأخضع الصين لصولجاني(39/337)
وأنقل البحار من مكانها
ولو أردت أوقف الثواني
27
حين أكون عاشقا
أصبح ضوءا سائلا
لاتستطيع العين أن تراني
وتصبح الأشعار في دفاتري
حقول ميموزا وأقحوان
28
حين أكون عاشقا
تنفجر المياه من أصابعي
وينبت العشب على لساني
حين أكون عاشقا
أغدو زمنانا خارج الزمان
29
إني أحبك عندما تبكينا
وأحب وجهك غائما وحزينا
الحزن يصهرنا معا ويذيبنا
من حيث لا أدري ولا تدرينا
تلك الدموع الهاميات أحبها
وأحب خلف سقوطها تشرينا
بعض النساء وجوههن جميلة
وتصير أجمل .. عندما يبكينا
30
31
أخطأت يا صديقتي بفهمي
فما أعاني عقدة
ولا أنا أوديب في غرائزي وحلمي
لكن كل امرأة أحببتها
أردت أن تكون لي
حبيبتي وأمي
من كل قلبي أشتهي
لو تصبحين أمي
32
جميع ما قالوه عني صحيح
جميع ماقالوه عن سمعتي
في العشق والنساء قول صحيح
لكنهم لم يعرفوا أنني
أنزف في حبك مثل المسيح
33
يحدث أحيانا أن أبكي
مثل الأطفال بلا سبب
يحدث أن أسأم من عينيك الطيبتين
. . بلا سبب
يحدث أن أتعب من كلماتي
من أوراق من كتبي
يحدث أن أتعب من تعبي
34
عيناك مثل الليلة الماطرة
مراكبي غارقة فيها
كتابتي منسية فيها
إن المرايا ما لها ذاكره
35
كتبت فوق الريح
إسم التي أحبها
كتبت فوق الماء
لم أدر أن الريح
لا تحسن الإصغاء
لم أدر أن الماء
لا يحفظ الأسماء
36
ما زلتِ يا مسافره
مازلت بعد السنة العاشره
مزروعه
كالرمح في الخاصره
37
كرمال هذا الوجه والعينين
قد زارنا الربيع هذا العام مرتين
وزارنا النبيُ مرتين
38
أهطل في عينيك كالسحابه
أحمل في حقائبي إليهما
كنزا من الأحزان والكآبه
أحمل ألف جدول
وألف ألف غابه
وأحمل التاريخ تحت معطفي
وأحرف الكتابه
39
أروع ما في حبنا أنه
ليس له عقل ولا منطق
أجمل ما في حبنا أنه
يمشي على الماء ولا يغرق
40
لا تقلقي . يا حلوة الحلوات
ما دمت في شعري وفي كلماتي
قد تكبرين مع السنين .. وإنما
لن تكبرين أبدا .. على صفحاتي
41
ليس يكفيك أن تكوني جميله(39/338)
كان لابد من مرورك يوما
بذراعيَّ
كي تصيري جميله
42
وكلما سافرت في عينيك ياحبيبتي
أحس أني راكب سجادة سحريه
فغيمة وردية ترفعني
وبعدها .. تأتي البنفسجيه
أدور في عينيك يا حبيبتي
أدور مثل الكرة الأرضيه
43
كم تشبهين السمكه
سريعة في الحب .. مثل السمكه
قتلتِ ألف امرأة .. في داخلي
وصرت أنت الملكه
44
.. إني رسول الحب
أحمل للنساء مفاجآتي
لو انني بالخمر .. لم أغسلهما
نهداك.. ماكانا على قيد الحياة
فإذا استدارت حلمتاك
فتلك أصغر معجزاتي
45
أجمل مافيك هو الجنون
أجمل ما فيك ، إذا سمحت
خروج نهديك على القانون
46
تعري فمنذ زمان طويل
على الأرض لم تسقط المعجزات
تعري .. تعري
أنا أخرس
وجسمك يعرف كل اللغات
47
كان نهداك .. في العصور الخوالي
ينشدان السلام مثل الحمامه
كيف ما بين ليلة وضحاها
صار نهداك .. مثل يوم القيامه ؟
48
ضعي أظافرك الحمراء ..في عنقي
ولا تكوني معي شاة .. ولا حملا
وقاوميني بما أوتيت من حيل
إذا أتيتك كالبركان مشتعلا
أحلى الشفاه التي تعصي .. وأسوأها
تلك الشفاه التي دوما تقول : بلى
49
كم تغيرت بين عام وعام
كان همي أن تخلعي كل شيء
وتظلي كغابة من رخام
وأنا اليوم لا أريدك إلا
أن تكوني .. إشارة استفهام
50
وكلما انفصلتُ عن واحدة
أقول في سذاجة
سوف تكون المرأة الأخيره
والمرة الأخيره
وبعدها سقطت في الغرام ألف مرة
ومت ألف مرة
ولم أزل أقول
" تلك المرة الأخيره "
51
عبثا ما أكتب سيدتي
إحساسي أكبر من لغتي
وشعوري نحوك يتخطى
صوتي .. يتحطى حنجرتي
عبثا ما أكتب .. ما دامت
كلماتي .. أوسع من شفتي
أكرهها كل كتاباتي
مشكلتي أنكِ مشكلتي
52
لأن حبي لك فوق مستوى الكلام
قررت أن أسكت .. . . والسلام
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لا تُطيعي هواكِ، أيّتُها النفـ
لا تُطيعي هواكِ، أيّتُها النفـ
رقم القصيدة : 3910
-----------------------------------
لا تُطيعي هواكِ، أيّتُها النفـ
ـسُ، فنعمى المليك فينا ربيبَهْ(39/339)
وابن جحشٍ، لمّا تنصّر، لم ترْ
كُنْ، إلى ما يقولُ، أمُّ حَبيبه
وبلالٌ يَحكي ابنَ تمرةَ في الخِفّة،
أوفى من عنترَ ابنِ زَبيبه
لا أغادي مَفارقي بصبيبٍ،
وأخلّي والقفرَ آلَ صبيبه
إنّ خيراً من اختراشِ ضِباب الأر
ضِ، للناشىء، اتخاذُ ضبيبه
كيف أضحتْ شبيبة القلب حمرا
ءَ، وزالت من السّواد الشّبيبه
فالزمي النّسك إن علقتِ، وفرّي
من ذوي الجهل كي تُعَدّي لبيبه
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> زاره حتفُهُ، فقطّبَ للموْ
زاره حتفُهُ، فقطّبَ للموْ
رقم القصيدة : 3911
-----------------------------------
زاره حتفُهُ، فقطّبَ للموْ
تِ، وألقى من بعدها التّقطيبا
زوّدوه طيباً، ليلحق بالنّا
سِ، وحَسبُ الدّفين بالتّربِ طيبا
نامَ في قبرهِ، وَوُسّدَ يُمنا
هُ، فخلناهُ قامَ فينا خطيبا
للمنايا حواطِبٌ لا تبالي،
أهشيماً جَرّتْ لها، أم رطيبا
صرفتْ كأسَها، فلم تَسقِ شَرْباً
مرةً، خالصاً، وأخرى قطيبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> زعَموا أنّ ما يُذكَّرُ، إن قا
زعَموا أنّ ما يُذكَّرُ، إن قا
رقم القصيدة : 3912
-----------------------------------
زعَموا أنّ ما يُذكَّرُ، إن قا
رَنَ أنثى، لم يَعْدم التغليبا
باطلٌ ذاك، إنّ لُبّي، إلى الدّنـ
ـيا، قرينٌ، وما يزالُ سليبا
والمنايا كالأُسْدِ، تفترسُ الأحـ
ـياءَ، جمعاً ولا تعافُ الكَليبا
مثلَ ماقيلَ في جريرٍ، أخي القو
لِ، يصيدُ الكُركيَّ والعَندليبا
كم سقَيْنا الحِمامَ شاربَ ماءٍ
ومُدامٍ، أو من يُسقّى حَلِيبا
تفْرَعُ الشّامخَ المنيفَ، من الشُّـ
ـمّ، وتهوي، فتّستبيحُ القَليبا
قَدَرٌ نازلٌ من الجوّ، نادى
بالنصارى، حتى أجلّوا الصليبا
والنّجاشيُّ صارَ مَلْكَ أُناس،
بعدما همّ أن يُعَدّ جليبا
والفتى كاسِمه، المصرِّفِ هذا الـ
ـجسمِ، يلقى التغيير والتقليبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إن يقرب الموتُ مني
إن يقرب الموتُ مني
رقم القصيدة : 3913(39/340)
-----------------------------------
إن يقرب الموتُ مني
فلستُ أكرهُ قُرْبَهْ
وذاكَ أمنعُ حِصْنٍ،
يصبِّرُ القبرَ دَرْبَهُ
منْ يَلقَهُ لا يراقبْ
خطباً، ولا يخشَ كُرْبَهُ
كأنني ربُّ إبلٍ،
أضحى يمارسُ جُرْبه
أو ناشطٌ يتبغّى،
في مُقفِر الأرض، عِربْه
وإنْ رُددتُ لأصلي،
دُفنتُ في شرّ تُربه
والوقتُ مامرّ، إلا
وحلّ في العمر أُربه
كلٌّ يحاذرُ حتفاً،
وليس يعدمُ شُربه
ويتّقي الصارِمَ العضـ
ـبَ، أن يباشر غَربه
والنزعُ، فوق فراشٍ،
أشقُّ من ألف ضربه
واللُّبٌّ حارَبَ، فينا،
طبْعاً يكابدُ حَرْبه
يا ساكنَ اللحدِ! عرّفـ
ـنيَ الحِمامَ وإربه
ولا تضنَّ، فإنّي
مَا لي، بذلك، دربه
يَكُرُّ في الناس كالأجـ
ـدَلِ، المعاود سِربه
أوْ كالمُعيرِ، من العا
سلات، يطرُقُ زربْه
لا ذات سِرْب يُعّري الرّ
دى، ولا ذات سُربه
وما أظُنُّ المنايا،
تخطو كواكبَ جَرْبه
ستأخُذُ النّسرَ، والغَفْـ
ـرَ، والسِّماكَ، وتِربْه
فتّشنَ عن كلّ نفسٍ
شرْقَ الفضاء وغَربه
وزُرْنَ، عن غير بِرٍّ،
عُجْمَ الأنام، وعُربه
ما ومضةُ من عقيقٍ،
إلا تهيجُ طرْبه
هوىً تعبّدَ حُرّاً،
فما يُحاولُ هرْبه
من رامني لمْ يجدْني،
إنّ المنازلَ غُربَه
كانتْ مفارقُ جُونٌ،
كأنها ريشُ غِرْبه
ثمّ انجلتْ، فعَجبنا
للقارِ بدّل صِرْبه
إذا خَمِصْتُ قليلاً،
عددْتُ ذلك قُربه
وليسَ عندِيَ، من آلة
السُّرى، غيرُ قِرْبه
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> اللَّهُ ينقلُ من شا
اللَّهُ ينقلُ من شا
رقم القصيدة : 3914
-----------------------------------
اللَّهُ ينقلُ من شا
ءَ، رُتبةً بعدَ رتبه
أبدى العتاهيُّ نُسكاً،
وتابَ من ذكرِ عُتبه
والخوفُ ألزمَ سُفيا
نَ أنْ يغرِّق كُتبَه
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> كريم أناب، وما أُنّبَا،
كريم أناب، وما أُنّبَا،
رقم القصيدة : 3915
-----------------------------------
كريم أناب، وما أُنّبَا،
وأنساهُ طولُ المدى زينبا(39/341)
لإحدى الأرانبِ، في قومها،
وإنْ صُبّحتْ، بعدَنا، أرنَبا
لها والدٌ، بيتُهُ شامخٌ،
معَ النسْرِ، أو مثلَه طُنُبا
عهدتُكَ لا تتوقّى الهجيرَ،
ولا ترْهَبُ الأشيَبَ، الأشنبا
ولكن لقيتَ صروفَ الزمان،
وباشرتها مِقنَباً، مِقنَبا
إذا المرءُ مرّتْ لهُ أربعون،
فليس يُعنَّفُ، إن حُنّبا
وإن يَفرِ خَطباً، فأهلٌ لهُ،
وإلاّ، فكمْ من حُسامٍ نَبا
ولا عقلَ للدّهرِ، فيما أرى،
فكيفَ يُعاتَبُ إنْ أذنَبا؟
فهلاّ تَراحُ لأهْلِ الجَنابِ،
إذا الركبُ، أفراسَهُ، جَنّبا
وكنتَ إلى وصلهم مائلاً،
تُعاصي العذولَ، وإن أطنبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> صحبتُ الحياةَ، فطالَ العَناءُ ؛
صحبتُ الحياةَ، فطالَ العَناءُ ؛
رقم القصيدة : 3916
-----------------------------------
صحبتُ الحياةَ، فطالَ العَناءُ ؛
ولا خيرَ في العيش مُستصحبَا
وقد كنتُ فيما مضى جامحاً؛
ومن راضَهُ دهرُهُ أصحَبا
متى ما شحَبْتَ لوجه المليكِ،
كُسيتَ جمالاً بأنْ تَشحبا
حبا الشيخُ، لا طامعاً في النهوض،
نقيضَ الصّبيّ، إذا ما حَبا
ولم يحبُني أحَدٌ نعمةً؛
ولكن مَوْلى المَوالي حبا
نصَحْتُكَ، فاعملْ له دائماً؛
وإن جاء موتٌ، فقلْ: مرحبا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يؤدّبك الدهر بالحادثات،
يؤدّبك الدهر بالحادثات،
رقم القصيدة : 3917
-----------------------------------
يؤدّبك الدهر بالحادثات،
إذا كان شيخاك ما أدّبا
بدت فتنٌ مثلُ سودِ الغمامِ،
ألقتْ على العالم الهيدبا
ومن دونِها اختلفتْ غالبٌ،
وأبْعدَ عُثمانُها جُندُبا
فلا تضحكنّ ابنةُ السّنبسيّ،
فأوجبُ منْ ذاك أنْ تَنْدُبا
إذا عامرٌ تَبِعتْ صالحاً،
وزجتْ بنُو قرّةَ الحُردَبا
وأردف حسّانُ في مائحٍ،
متى هَبطوا مُخْصِبا أجدَبا
وإنْ فرَعُوا جبلاً شامِخاً،
فليسَ يُعَنَّفُ أنْ يحدَبا
رأيتُ نظيرَ الدَّبَا كثرةً،
قتيرُهُم كعُيون الدَّبَا(39/342)
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> بني آدمٍ بئسَ المعاشِرُ أنتمُ،
بني آدمٍ بئسَ المعاشِرُ أنتمُ،
رقم القصيدة : 3918
-----------------------------------
بني آدمٍ بئسَ المعاشِرُ أنتمُ،
وما فيكمُ وافٍ لمقتٍ، ولا حبِّ
وجدتكمُ لا تقربون إلى العُلا،
كما أنّكمُ لا تبعدونَ عن السّبّ
ولم تكفكم أكبادُ شاءٍ وجاملٍ،
ووحشٍ إلى أن رُمتمُ كَبِدَ الضّبّ
فإن كان ما بينَ البَهائمِ قاضياً،
فهذا قضاءٌ جاءَ من قِبَلِ الرّبّ
ركبتم سفينَ البحر، من فرط رَغبةٍ،
فما للمطايا والمطهَّمةِ القُبّ
وكلُّكمُ يبدي، لدنياهُ، نَغْصَةً،
على أنه يخفي بها كَمدَ الصّبّ
إذا جولِسَ الأقوامُ بالحقّ أصبحوا،
عُداةً، فكلُّ الأصفياءِ على خِبّ
نشاهدُ بيضاً منْ رجالٍ، كأنّهمْ
غرابيبُ طيرٍ، ساقطاتٍ على حَبّ
إذا طلبوا، فاقنعْ لتظفرَ بالغنى؛
وإن نطقوا، فاصمتْ لترجع باللُّبّ
وإن لم تُطِقْ هِجرانَ رَهطِكَ دائماً،
فمن أدبِ النّفسِ الزّيارةُ عن غِبّ
ويدعو الطبيبَ المرءُ، وافاهُ حَينُهُ؛
رُوَيدَك! إنّ الأمرَ جلّ عن الطّبّ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أرى اللبّ مرآة اللّبيب، ومن يكن،
أرى اللبّ مرآة اللّبيب، ومن يكن،
رقم القصيدة : 3919
-----------------------------------
أرى اللبّ مرآة اللّبيب، ومن يكن،
مَرائيَّه، الإخوانُ يَصْدُقْ ويَكذبِ
أأخشى عَذابَ اللَّهِ، واللَّهُ عادِلٌ،
وقد عشتُ عيشَ المستضام المعذَّب
نعم! إنها الأرزاقُ، والمرءُ جاهلٌ،
يهذِّبُ، من دُنياهُ، ما لم يُهذَّبِ
فإنّ حبالَ الشمسِ لسنَ ثوابِتاً،
لشدّ رحالٍ، أو قوابضَ جُذَّبِ
شعراء مصر والسودان >> أمل دنقل >> ضد من
ضد من
رقم القصيدة : 392
-----------------------------------
في غُرَفِ العمليات,
كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ,
لونُ المعاطفِ أبيض,
تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات,
الملاءاتُ,
لونُ الأسرّةِ, أربطةُ الشاشِ والقُطْن,(39/343)
قرصُ المنوِّمِ, أُنبوبةُ المَصْلِ,
كوبُ اللَّبن,
كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ.
كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!
فلماذا إذا متُّ..
يأتي المعزونَ مُتَّشِحينَ..
بشاراتِ لونِ الحِدادْ?
هل لأنَّ السوادْ..
هو لونُ النجاة من الموتِ,
لونُ التميمةِ ضدّ.. الزمنْ,
***
ضِدُّ منْ..?
ومتى القلبُ - في الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ?!
***
بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء..
الذينَ يرون سريريَ قبرا
وحياتيَ.. دهرا
وأرى في العيونِ العَميقةِ
لونَ الحقيقةِ
لونَ تُرابِ الوطنْ!
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لكَ المُلكُ، إن تُنْعِمْ، فذاك تفضّلٌ
لكَ المُلكُ، إن تُنْعِمْ، فذاك تفضّلٌ
رقم القصيدة : 3920
-----------------------------------
لكَ المُلكُ، إن تُنْعِمْ، فذاك تفضّلٌ
عليّ، وإن عاقبتَني، فبواجبِ
يقومُ الفتى من قبرِهِ، إنْ دعوْتَهُ،
وما جرّ مخطوطٌ له في الرّواجب
عصا النّسكِ أحمى، ثمّ، من رمح عامرٍ
وأشرف عند الفجر من قوس حاجب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> عصا في يد الأعمى، يرومُ بها الهدى،
عصا في يد الأعمى، يرومُ بها الهدى،
رقم القصيدة : 3921
-----------------------------------
عصا في يد الأعمى، يرومُ بها الهدى،
أبرُّ له من كلّ خِدنٍ وصاحبِ
فأوسِعْ بني حوّاء هَجْراً، فإنّهم
يسيرون في نهجٍ من الغدر لاحب
وإن غيّرَ الإثمُ الوجوهَ، فما ترى،
لدى الحشر، إلا كلّ أسودَ شاحبِ
إذا ما أشار العقلُ بالرُّشد، جرَّهمْ،
إلى الغَيّ، طبعٌ أخذهُ أخذُ ساحب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> نهانيَ عَقلي عن أمورٍ كثيرةٍ،
نهانيَ عَقلي عن أمورٍ كثيرةٍ،
رقم القصيدة : 3922
-----------------------------------
نهانيَ عَقلي عن أمورٍ كثيرةٍ،
وطبعي إليها بالغريزة جاذبي
ومما أدامَ الرُّزءَ تكذيبُ صادقٍ،
على خُبرةٍ منّا، وتصديق كاذبِ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لو اتّبَعُوني، وَيحَهُمْ، لهديْتُهُمْ(39/344)
لو اتّبَعُوني، وَيحَهُمْ، لهديْتُهُمْ
رقم القصيدة : 3923
-----------------------------------
لو اتّبَعُوني، وَيحَهُمْ، لهديْتُهُمْ
إلى الحقّ، أوْ نهجٍ لذاكَ مقاربِ
فقدْ عشتُ حتى ملّني، ومَللْتُه،
زَماني، وناجتْني عيونُ التّجارب
إذا حانَ وقتي، فالمثقَّفُ طاعِني،
بغيرِ معينٍ، والمهنّدُ ضاربي
وإنّا، من الغَبراءِ، فوقَ مَطيّةٍ،
مُذَلَّلةٍ، ما أمكنَتْ يدَ خارِب
فمن لي بأرْضٍ رَحبْةٍ، لا يحلُّها
سِوايَ، تضاهي دارةَ المتقارب
فما للفتى إلاّ انفرادٌ ووَحدةٌ،
إذا هوَ لم يُرْزَقْ بلوغَ المآرب
فحاربْ وسالمْ، إن أردتَ، فإنما
أخو السِّلم، في الأيّام، مثل مُحارب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يقولونَ صِنْعٌ من كواكب سبعةٍ؛
يقولونَ صِنْعٌ من كواكب سبعةٍ؛
رقم القصيدة : 3924
-----------------------------------
يقولونَ صِنْعٌ من كواكب سبعةٍ؛
وما هو إلا من زعيم الكواكبِ
إذا رَفَعَتْ تلكَ المواكبُ قسطلاً،
فرافِعُهُ للعينِ مُجْري الكواكبِ
أترْجِعُ نفسُ الميتِ، بعدَ رحيلهِ،
فيَجْزِيَ قوماً بالدموع السّواكب؟
تبدّلَ أعناقَ الرّجالِ وأيدياً،
تَنَاقُلُهُ منْ عَسْجديّ المراكب
أحَبُّ إليهِ كوْنُهُ متواطَأً
بأقدامِهمْ، لا الحَمْلُ فوق المناكب
هوَ الموتُ، مثرٍ عندهُ مثلُ مقترٍ،
وقاصدُ نهجٍ مثلُ آخرَ ناكبِ
ودِرْعُ الفتى، في حكمه، درعُ غادةٍ،
وأبياتُ كسرى من بيوت العناكب
فرُجِّلَ في غَبراءَ، والخطبُ فارسٌ،
وما زالَ، في الأهلين، أشرفَ راكب
وما النّعْشُ إلاّ كالسّفينةِ رامياً،
بغَرقاه، في موج الرّدى المتراكب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أجلُّ هِباتِ الدهرِ تركُ المواهبِ،
أجلُّ هِباتِ الدهرِ تركُ المواهبِ،
رقم القصيدة : 3925
-----------------------------------
أجلُّ هِباتِ الدهرِ تركُ المواهبِ،
يمُدُّ، لما أعطاكَ، راحةَ ناهِبِ
وأفضلُ من عيشِ الغنى عيشُ فاقةٍ،
ومن زيّ مَلْكٍ رائقٍ زِيُّ راهبِ(39/345)
وما خِلتُهُ إلاّ سيُبعثُ حادِثاً،
يُحِلُّ الثّريّا عن جَبين الغياهبِ
جلا فرْقَدَيْه، قبلَ نوح وآدمٍ،
إلى اليوم، لمّا يُدْعيا في القراهب
ولي مذهبٌ في هجريَ الإنس نافعٌ،
إذا القومُ خاضوا في اختيار المذاهب
أرانا على السّاعات فُرسانَ غارةٍ،
وهنّ بنا يجرينَ جَريَ السّلاهبِ
ومما يَزيدُ العيشَ إخلاقَ مَلبسٍ،
تأسُّفُ نفسٍ، لم تطِقْ ردّ ذاهب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا عِبتَ، عندي، غيريَ اليوم ظَالماً،
إذا عِبتَ، عندي، غيريَ اليوم ظَالماً،
رقم القصيدة : 3926
-----------------------------------
إذا عِبتَ، عندي، غيريَ اليوم ظَالماً،
فأنتَ بظُلمٍ، عند غيريَ، عائبي
عَرفْتُك، فاعلم، إن ذمَمتَ خلائقي
ورابَكَ بعضي، أنّ كلّك رائبي
فأينَ الذي في التُّربِ يُدفَنُ شخصُه،
وأسرارهُ مدفونة في الترائب
يظنُّ نبيهٌ غائباً مثلَ شاهدٍ؛
وخاملُ قومٍ شاهداً مثل غائبِ
وقدْ يُورثُ، المالَ البعيدَ، مضلَّلٌ،
من الناسِ، يأبى وضعَهُ في القرائب
وإنّ بني حوّاءَ زُورٌ عن الهدى،
ولو ضُربوا بالسّيف ضرْبَ الغرائب
ومن حُبّ دُنياهم رَمَوْا في وغاهُمُ
بَغيضَ المنايا بالنفوس الحبائب
وكم غَوّروا، في موردٍ وتظمّىء
عيونَ رَكيٍّ، أوْ عيونَ ركائب
وأسرَوْا على الخيْلِ العتاقِ، وأصمتوا
نواطقَها، إلاّ تحَمْحُمَ هائب
وشُدّ لسانُ الطِّرفِ، خوفَ صهيله،
فقدْ ألجموا أفواهها بالسّبائب
وغرّهُمُ صبحُ الوجوه، وفوقَهُ
جوامدُ ليلٍ، سُمّيتْ بالذّوائبِ
غرائزُ في شِيبٍ ومُردٍ، بمشرِقٍ
وغرب، جرت مجرى الصَّبا والجنائب
أرادتْ لها خُضْرُ المضارب والظُّبَى
جلاءً، فلم تَبيضّ سودُ الضّرائب
يقولُ الفتى: أُخِلصتُ غَيّاً ولم أرُح،
وشائبُ فَوْدي بالتّوَرّع شائبي
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> توَخّ بهجرٍ أمَّ ليلى، فإنها
توَخّ بهجرٍ أمَّ ليلى، فإنها
رقم القصيدة : 3927
-----------------------------------
توَخّ بهجرٍ أمَّ ليلى، فإنها(39/346)
عجوزٌ، أضلّتْ حيّ طسم ومارِبِ
دَبِيبُ نِمالٍ، عنْ عُقارٍ، تخالُها
بجسمك، شرٌّ منْ دبيبِ العقاربِ
ولوْ أنها كالماءِ طلِقٌ لأوْجبتْ،
قِلاها، أصيلاتُ النُّهى والتّجاربِ
تحيّي وجوهَ الشَّرْب، فعلَ مُسالمٍ،
يُضاحِكُه، والكيدُ كيدُ محاربِ
إذا قُتِلَتْ، خافَ الرّشادُ جنايةً،
فكان من الفتيانِ أولَ هاربِ
عدُوّة لُبٍّ، سلّتِ السّيفَ واعتلَتْ
به القومَ، إلاّ أنها لم تضارب
وما شامَتِ الهنديَّ في الكفّ عَنوةً؛
ولكن ثَنَتهُ في أنامل ضارب
فلو كان سَرْحُ العقلِ أذ وادَ عامرٍ،
رمَتْ كلّ ذوْدٍ من سَفاهٍ بخارب
فما أبعدتْ إلاّ أجلَّ مُقارنٍ؛
ولا بلّغتْ إلاّ خسيسَ المآربِ
تُعري الفتى من ثوبه، وهو غافلٌ،
وتُوقِعُ حربَ الدهرِ بين الأقاربِ
تألّى الحِجا، واستشهدَ السكرَ أنها
ذميمةُ غِبٍّ، لا تَحِلُّ لشاربِ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> تناهبت، العيشَ، النفوسُ، بغِرّةٍ،
تناهبت، العيشَ، النفوسُ، بغِرّةٍ،
رقم القصيدة : 3928
-----------------------------------
تناهبت، العيشَ، النفوسُ، بغِرّةٍ،
فإن كنتَ تَسطيعُ النّهابَ، فناهبِ
بقائيَ في الدنيا، عليّ، رزيّةٌ،
وهل أنا إلاّ غابرٌ مثل ذاهبِ؟
إذا خَلِقَ الانسانُ ظلّ حِمامُه،
وإن نالَ يُسراً، من أجلّ المواهبِ
تقادمَ عمرُ الدهر، حتى كأنّما
نجومُ الليالي شَيْبُ هذي الغياهب
يهوّدُ باغي الحاجِ، والليلُ مِسلمٌ،
على كُفرهِ، والأرضُ في زيّ راهب
تألُّفُ غيّ الناسِ، شرْقاً، ومغرباً،
تكاملَ فيهم باختلاف المذاهب
وإنّ قُطوفَ السّاعِ، فيما علمتُهُ،
أحثُّ مروراً من وَساعِ السّلاهب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> متى عدّد الأقوامُ لُبّاً وفطنةً،
متى عدّد الأقوامُ لُبّاً وفطنةً،
رقم القصيدة : 3929
-----------------------------------
متى عدّد الأقوامُ لُبّاً وفطنةً،
فلا تسأليني عنهُما وسَليبي
أرى عالماً يرْجونَ عفوَ مليكهِم،
بتقبيلِ ركنٍ، واتخاذِ صليبِ(39/347)
فغفرانَكَ اللهمّ! هل أنا طارحٌ،
بمكّةَ، في وَفدٍ، ثيابَ سَليبي؟
وهل أرِدُ الغُدْرانَ، بين صحابةٍ
يمانينَ، لم يبغوا احتفارَ قليبِ
أُفارقُهم، ما العِرْضُ مني عندَهم
ثَليباً، ولا عِرضٌ لهم بثليب
ولستُ بلاحٍ من أراحَ سوامَهُ
إذا لم يَجِئْني، مَوْهِناً، بحليب
وهانَ على سمعي إذا القبرُ ضَمّني
هريرُ ضباعٍ، حوْلَهُ، وكَليبِ
عبيدُكَ جَمٌّ، ربَّنا، ولك الغِنى،
ولم تكُ معروفاً برِقّ جليب
شعراء مصر والسودان >> أمل دنقل >> زهور
زهور
رقم القصيدة : 393
-----------------------------------
وسلالٌ منَ الورِد,
ألمحُها بينَ إغفاءةٍ وإفاقه
وعلى كلِّ باقةٍ
اسمُ حامِلِها في بِطاقه
***
تَتَحدثُ لي الزَهراتُ الجميلهْ
أن أَعيُنَها اتَّسَعَتْ - دهشةً -
َلحظةَ القَطْف,
َلحظةَ القَصْف,
لحظة إعدامها في الخميلهْ!
تَتَحدثُ لي..
أَنها سَقَطتْ منْ على عرشِها في البسَاتين
ثم أَفَاقَتْ على عَرْضِها في زُجاجِ الدكاكينِ, أو بينَ أيدي المُنادين,
حتى اشترَتْها اليدُ المتَفضِّلةُ العابِرهْ
تَتَحدثُ لي..
كيف جاءتْ إليّ..
(وأحزانُها الملَكيةُ ترفع أعناقَها الخضْرَ)
كي تَتَمني ليَ العُمرَ!
وهي تجودُ بأنفاسِها الآخرهْ!!
***
كلُّ باقهْ..
بينَ إغماءة وإفاقهْ
تتنفسُ مِثلِىَ - بالكادِ - ثانيةً.. ثانيهْ
وعلى صدرِها حمَلتْ - راضيهْ...
اسمَ قاتِلها في بطاقهْ!
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> وجدْتُ عواريّ الحياةِ كثيرةً،
وجدْتُ عواريّ الحياةِ كثيرةً،
رقم القصيدة : 3930
-----------------------------------
وجدْتُ عواريّ الحياةِ كثيرةً،
كأنّ بقاءَ المرءِ شِعرُ حبيبِ
وتلقاهُ، من فرط الصّبابة، جاهلاً،
يغيّرُ أعلى رأسهِ بصَبيبِ
وما كرِهتْ خيلٌ، تُخالُ، وأينقٌ،
بياضاً بدا في غُرّةٍ وسَبِيبِ
فإنّ طريقَ الناسِ في الحتْفِ واحدٌ
أكُنْتَ طبيباً أمْ نقيضَ طبيب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا غيّبوني لمْ أُبالِ متى هفا(39/348)
إذا غيّبوني لمْ أُبالِ متى هفا
رقم القصيدة : 3931
-----------------------------------
إذا غيّبوني لمْ أُبالِ متى هفا
نسيمُ شَمالٍ، أو نَسيمُ جَنوبِ
تنوب الرّزايا أعظُمي، لا أصونُها
بمتَخّذٍ من عَرْعَرٍ وتَنوب
فهلْ عاينوا، في مضْجَعي لجرائمي
كتائبَ من زَنجٍ، ترُوعُ، ونُوب
وهل يجعلُ الأرضَ التي ابيضّ لونها،
كلونِ الحِرارِ الحُمس، لونُ ذُنوب
يقولُ الثرى: كم رمّ تحتيَ للورى
وسائدُ هامٍ، أو مُهودُ جُنوب
وإني، وإنْ لم آتِ خيراً أعدُّهُ،
لآمل إرواءً يخير ذَنوب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> وجدتُكَ أعطيتَ الشجاعةَ حقّها،
وجدتُكَ أعطيتَ الشجاعةَ حقّها،
رقم القصيدة : 3932
-----------------------------------
وجدتُكَ أعطيتَ الشجاعةَ حقّها،
غداةَ لقيتَ الموتَ غيرَ هَيوبِ
إذا قُرِنَ الظنُّ المصيبُ، من الفتى،
بتجربةٍ، جاءا بعلمِ غيوب
وإنّكَ، إن أهديتَ لي عيبَ واحدٍ،
جديرٌ، إلى غيري، بنقل عيوبي
وإنّ جيوبَ السردِ من سُبُلِ الرّدى،
إذا لم يكن، من تحتُ، نُصح جيوب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا سكت الإنسانُ قلّت خصومُه،
إذا سكت الإنسانُ قلّت خصومُه،
رقم القصيدة : 3933
-----------------------------------
إذا سكت الإنسانُ قلّت خصومُه،
وإن أضجَعَتْهُ الحادثاتُ لجنبهِ
حسَا طامرٌ، في صمتهِ، من دم الفتى،
فصغّرَ ذاك الصمتُ مُعظمَ ذنبِه
ولم يكُ في حالِ البعوضِ، إذا شدا،
لهُ نغمٌ عالٍ، وأنتَ أذٍ بهِ
وإن سلّ سيفاً، من كلامٍ، مسفَّهٌ،
عليك، فقابِلْهُ بصبرك تُنْبِه
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لقد ترفّعَ، فوقَ المُشتري، زُحَلٌ،
لقد ترفّعَ، فوقَ المُشتري، زُحَلٌ،
رقم القصيدة : 3934
-----------------------------------
لقد ترفّعَ، فوقَ المُشتري، زُحَلٌ،
فأصبح الشّرُّ فينا ظاهرَ الغَلَبِ
وإنّ كَيْوَانَ والمرّيخَ، ما بقيا،
لا يُخلِيانِكَ من فَجعٍ ومن سَلَب(39/349)
وكم طلبتَ أُموراً لستَ مدركَها،
تبارك اللَّه، مَن أغراك بالطّلب
أما رأيتَ رجالاً، بعد شربهمُ،
في النَّضر، يرضون أن يُسقوا من العُلب
وما أمنتُ زماني، في تصرّفه،
أن ينقل المُلكَ من مصرٍ إلى حلب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> الدهرُ ينسَخُ أولاه أواخرُهُ،
الدهرُ ينسَخُ أولاه أواخرُهُ،
رقم القصيدة : 3935
-----------------------------------
الدهرُ ينسَخُ أولاه أواخرُهُ،
فلا يُطيلَنْ بهذا اللّوم إنصابي
داءُ الحياة قديمٌ لا دواء له،
لم يخلُ بُقراطُ من سُقمٍ وأوصابِ
تلك اليهودُ، فهل من هائدٍ لهمُ،
والصّابئون، وكلٌّ جاهلٌ صابي
والأنس ما بين إكثارٍ إلى عدم،
كالوحش ما بين إمحال وإخصاب
لم يُثبتوا بقياسٍ أصلَ دينهِمُ،
فيحكموا بين رُفّاض ونُصّاب
ما الرّكنُ في قول ناسٍ، لست أذكرهم،
إلاّ بقيةُ أوثانٍ وأنصاب
لا أستقيلُ زماني عثرةً أبداً،
ما شاء فليأتِ، إنّ الشهدَ كالصّابِ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا رأيتم كريماً، عند غيركمُ،
إذا رأيتم كريماً، عند غيركمُ،
رقم القصيدة : 3936
-----------------------------------
إذا رأيتم كريماً، عند غيركمُ،
فأكرموه على يُسرٍ وإنْضابِ
فالسّيفُ تَعرف ذاتُ الخِدرِ موضعَهُ
من قومها، وهي لم تضرِب بِقرضاب
والشّرُّ يَنشُرُ، بعدَ الخيرِ، مَيّتَهُ،
كما أصابَ، عُمَيْراً، ما جنى ضابي
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يأتي الردى، ويواري إثلَبٌ جسداً،
يأتي الردى، ويواري إثلَبٌ جسداً،
رقم القصيدة : 3937
-----------------------------------
يأتي الردى، ويواري إثلَبٌ جسداً،
فافعل جميلاً، وجانبْ كلّ ثلاّبِ
والناسُ كالخيلِ، ما هُجْنٌ بمعطيةٍ،
في مَريها، كعطايا آل حلاّب
فاسمَع كلامي، وحاول أن تعيشَ به،
فسوفَ أُعوِزُ، بعد اليوم، طلاّبي
اسْتغفِر اللَّهَ، واتْرُك ما حكى لهمُ
أبو الهُذَيلِ، وما قال ابنُ كَلاّبِ
فالدينُ قد خَسّ، حتى صار أشرفُهُ(39/350)
بازاً لبازين، أو كلباً لكَلاّب
والظّلمُ، عندي، قبيحٌ لا أجوّزهُ
ولو أُطِعتُ لما فاؤوا بأجلاب
إنّ السوادَ لجنسٌ، خيرُهُ زَمِرٌ،
فَقِسْ بني آدمٍ منه على اللاّب
لا تُنبِتُ الحَرّةُ المرعى، ولو سُقيتْ
بعارضٍ، لمياه البحر، حلاّب
لا يكتسونَ قميصاً، في ديارهمُ،
كالأرض لم تُكْسَ من نَبتٍ بأسلاب
دهري قَتادٌ، وحالي ضَالةٌ ضَؤلَتْ
عمّا أريدُ، ولوني لونُ لبلاب
وإن وصلتُ، فشكري شكرُ بَرْوَقةٍ
ترضى ببرقٍ، من الأمطارِ، خلاّب
فدارِ خصْمَكَ، إن حقٌّ أنارَ لهُ،
ولا تنازعْ بتمويهٍ وإجلاب
وحبُّ دنياك طبعٌ في المقيم بها،
فقد مُنيت بقِرنٍ منه غلاّب
لمّا رأيتُ سجايا العصرِ تُرخِصُني،
رددتُ قَدري إلى صبري، فإغلابي
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أسوانُ أنت، لأنّ الحيّ نيّتُهُمْ
أسوانُ أنت، لأنّ الحيّ نيّتُهُمْ
رقم القصيدة : 3938
-----------------------------------
أسوانُ أنت، لأنّ الحيّ نيّتُهُمْ
أسوانُ، أيُّ عذابٍ دونَ عيْذابِ
والعقلُ يسعى لنفسي، في مصالحها
فما لطبعٍ، إلى الآفاتِ، جذّابِ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> الحظُّ لي، ولأهلِ الأرضِ كلّهمُ،
الحظُّ لي، ولأهلِ الأرضِ كلّهمُ،
رقم القصيدة : 3939
-----------------------------------
الحظُّ لي، ولأهلِ الأرضِ كلّهمُ،
ألاّ يرانيَ، أخرى الدّهر، أصحابي
وشِقْوَةٌ غَشِيَتْ وجهي، بنضرته،
أبّرُّ بي من نعيمٍ جرَّ إشحابي
حابي كثيرٌ، ومانَبلي بصائبةٍ؛
وكيفَ لي في مراميهِنّ بالحابي؟
قد كنتُ صعباً ولكن أرهفَتْ غِيَرٌ،
حتى تبينَ كلُّ الناس أصحابي
فاحْذرْ من الإنس، أدناهم وأبعدهم،
وإن لقوكَ بتبجيلٍ وتَرحاب
شعراء مصر والسودان >> أمل دنقل >> الجنوبي
الجنوبي
رقم القصيدة : 394
-----------------------------------
صورة
هل أنا كنت طفلاً
أم أن الذي كان طفلاً سواي
هذه الصورة العائلية
كان أبي جالساً، وأنا واقفُ .. تتدلى يداي
رفسة من فرس(39/351)
تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس
أتذكر
سال دمي
أتذكر
مات أبي نازفاً
أتذكر
هذا الطريق إلى قبره
أتذكر
أختي الصغيرة ذات الربيعين
لا أتذكر حتى الطريق إلى قبرها
المنطمس
أو كان الصبي الصغير أنا ؟
أن ترى كان غيري ؟
أحدق
لكن تلك الملامح ذات العذوبة
لا تنتمي الآن لي
و العيون التي تترقرق بالطيبة
الآن لا تنتمي لي
صرتُ عني غريباً
ولم يتبق من السنوات الغربية
الا صدى اسمي
وأسماء من أتذكرهم -فجأة-
بين أعمدة النعي
أولئك الغامضون : رفاق صباي
يقبلون من الصمت وجها فوجها فيجتمع الشمل كل صباح
لكي نأتنس.
وجه
كان يسكن قلبي
وأسكن غرفته
نتقاسم نصف السرير
ونصف الرغيف
ونصف اللفافة
والكتب المستعارة
هجرته حبيبته في الصباح فمزق شريانه في المساء
ولكنه يعد يومين مزق صورتها
واندهش.
خاض حربين بين جنود المظلات
لم ينخدش
واستراح من الحرب
عاد ليسكن بيتاً جديداً
ويكسب قوتاً جديدا
يدخن علبة تبغ بكاملها
ويجادل أصحابه حول أبخرة الشاي
لكنه لا يطيل الزيارة
عندما احتقنت لوزتاه، استشار الطبيب
وفي غرفة العمليات
لم يصطحب أحداً غير خف
وأنبوبة لقياس الحرارة.
فجأة مات !
لم يحتمل قلبه سريان المخدر
وانسحبت من على وجهه سنوات العذابات
عاد كما كان طفلاً
سيشاركني في سريري
وفي كسرة الخبز، والتبغ
لكنه لا يشاركني .. في المرارة.
وجه
ومن أقاصي الجنوب أتى،
عاملاً للبناء
كان يصعد "سقالة" ويغني لهذا الفضاء
كنت أجلس خارج مقهى قريب
وبالأعين الشاردة
كنت أقرأ نصف الصحيفة
والنص أخفي به وسخ المائدة
لم أجد غير عينين لا تبصران
وخيط الدماء.
وانحنيت عليه أجس يده
قال آخر : لا فائدة
صار نصف الصحيفة كل الغطاء
و أنا ... في العراء
وجه
ليس أسماء تعرف أن أباها صعد
لم يمت
هل يموت الذي كان يحيا
كأن الحياة أبد
وكأن الشراب نفد
و كأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد
عاش منتصباً، بينما
ينحني القلب يبحث عما فقد.
ليت "أسماء"
تعرف أن أباها الذي(39/352)
حفظ الحب والأصدقاء تصاويره
وهو يضحك
وهو يفكر
وهو يفتش عما يقيم الأود .
ليت "أسماء" تعرف أن البنات الجميلات
خبأنه بين أوراقهن
وعلمنه أن يسير
ولا يلتقي بأحد .
مرآة
-هل تريد قليلاً من البحر ؟
-إن الجنوبي لا يطمئن إلى اثنين يا سيدي
البحر و المرأة الكاذبة.
-سوف آتيك بالرمل منه
وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
فلم أستبنه.
.
.
-هل تريد قليلاً من الخمر؟
-إن الجنوبي يا سيدي يتهيب شيئين :
قنينة الخمر و الآلة الحاسبة.
-سوف آتيك بالثلج منه
وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
فلم أستبنه
.
.
بعدما لم أجد صاحبي
لم يعد واحد منهما لي بشيئ
-هل نريد قليلاً من الصبر ؟
-لا ..
فالجنوبي يا سيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنه
يشتهي أن يلاقي اثنتين:
الحقيقة و الأوجه الغائبة.
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> استنبط العُربُ لفظاً، وانبرى نبَطٌ،
استنبط العُربُ لفظاً، وانبرى نبَطٌ،
رقم القصيدة : 3940
-----------------------------------
استنبط العُربُ لفظاً، وانبرى نبَطٌ،
يخاطبونك من أفواه أعراب
كلّمتُ باللّحنِ أهلَ اللحنِ أنفسَهُم،
لأنّ عَيبيَ، عند القوم، إعرابي
دنيايَ لا كنتِ من أمٍّ مخادعةٍ،
كم مِيسَمٍ لك في وجهي وأقرابي
أُشْرِبتُ حبّكِ لا ينفيه عن جسدي
سوى ثرىً لدماء الإنسِ شرّاب
عند الفراقِدِ أسراري مُخبّأةٌ،
إذ لستُ أرضى لآرابي بآرابي
ترائبي، وهي مَغنى السّرّ، ما علمتْ
به، لديّ، فهل نالَته أترابي؟
ضرَبتني بحُسامٍ، أو بقاطعةٍ،
من منطق، وعن الجرحين إضرابي
ما شدّ ربُّك أزراً بي، فينْقصني،
من رُتبةٍ ليَ، من بالقول أزرا بي
أضعتُ ما كنتُ أفنيتُ الزمان به،
بل جرَّ، ما كانَ، أعدائي وحُرّابي
كقيْنة الكأسِ، إذ باتتْ مُطرِّبةً،
بين الشُّروب، وليستْ ذات إطْراب
والشّرُّ جمٌّ، ومن تسلم لهُ إبلٌ،
من غارة الجيش، يتركها لخُرّاب
أسرى بيَ الأملُ اللاّهي بصاحبه،
حتى ركبتُ سرايا، بينَ أسراب
هربتُ من بين إخواني لتَحْسِبَني(39/353)
في مَعشر، من لباسِ الذّام، هُرّاب
كأنّني، كلَّ حولٍ، مُحدثٌ حدثاً،
يرى به، من تولّى المِصرَ، إغرابي
السّيفُ والرّمحُ قد أودى زمانُهما،
فهل لكفّك في عُودٍ ومضراب؟
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> انفضْ ثيابَك من وُدّي ومعرفتي،
انفضْ ثيابَك من وُدّي ومعرفتي،
رقم القصيدة : 3941
-----------------------------------
انفضْ ثيابَك من وُدّي ومعرفتي،
فإنّ شخصي هباءٌ، في الضّحى، هابي
وقد نَبذتُ على جمرٍ، خبا، يبساً،
فإن يكن فيهِ سقطٌ يذْكُ إلهابي
وقد نصحتُك، فاحذر أن ترى أُذناً
ترمي إلى السَّهْب إكثاري، وإسهابي
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> الحمدُ للَّه! ما في الأرض وادعةٌ،
الحمدُ للَّه! ما في الأرض وادعةٌ،
رقم القصيدة : 3942
-----------------------------------
الحمدُ للَّه! ما في الأرض وادعةٌ،
كلُّ البريّة في همٍّ وتعذيب
جاءَ النبيُّ بحقٍّ، كي يُهذّبكمْ؛
فهلْ أحسّ لكم طبعٌ بتهذيب؟
عودٌ يُصَدِّقُ، أو غِرٌّ يكذِّبُ، أو
مُرَدَّدٌ بين تصديقٍ وتكذيب
ولو علمتمْ بداءِ الذّئب من سَغَبٍ،
إذاً لسامحتُمُ بالشّاة للذّيب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لا يحسب الجود من ربّ النخيل جَداً،
لا يحسب الجود من ربّ النخيل جَداً،
رقم القصيدة : 3943
-----------------------------------
لا يحسب الجود من ربّ النخيل جَداً،
حتى تجودَ على السّود الغرابيبِ
ما أغدرَ الإنس! كم خَشْفٍ تربَّبَهُم،
فغادَرُوهُ أكيلاً بعد تَربيب
هذي الحياةُ، أجاءتنا، بمعرفةٍ،
إلى الطّعامِ، وسَترٍ بالجلابيبِ
لو لم تُحِسّ لكان الجسمُ مُطّرحاً،
لذْعَ الهَواجِرِ، أو وقَعَ الشّآبيب
فاهجرْ صديقك، إن خِفْتَ الفساد به؛
إنّ الهجاءَ لمبدُوءٌ بتشبيب
والكفُّ تُقطعُ، إن خيفَ الهلاكُ بها،
على الذّراعِ بتقديرٍ وتسبيب
طُرْقُ النفوس إلى الأخرى مضلَّلة؛
والرُّعبُ فيهنّ من أجل الرّعابيب
ترجو انفساحاً، وكم للماءِ من جهةٍ،(39/354)
إذا تخلّصَ من ضيق الأنابيب
أمَا رأيتَ صروفَ الدهرِ غاديةً،
على القلوب، بتبغيضٍ وتحبيب
وكلُّ حيٍّ، إذا كانتْ لهُ أُذُنٌ،
لم تُخلِه من وشاياتٍ وتخبيب
عجبتُ للرّوم، لم يَهدِ الزمانُ لها
حتفاً، هداهُ إلى سابورَ أو بيب
إن تجعَلِ اللّجّةَ الخضراء واقية،
فالملكُ يُحفظُ بالخضرِ اليعابيب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا قضى اللَّهُ أمراً جاءَ مُبتدِراً،
إذا قضى اللَّهُ أمراً جاءَ مُبتدِراً،
رقم القصيدة : 3944
-----------------------------------
إذا قضى اللَّهُ أمراً جاءَ مُبتدِراً،
وكلُّ ما أنت لاقيهِ بتسبيب
ظلّتْ مُلاحِيَةً في الشيءِ تفعلهُ،
جهلاً، مُلاحِيةٌ منْ بعد غربيبِ
لو لم يصيبوا مُداماً من غراسِهمُ،
لجازَ أن يُمطرُوها في الشّآبيبِ
ولامترتْها، وخيلُ القوم جائلةٌ،
أيدي الفوارسِ من صُمّ الأنابيبِ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> دنياكَ تُكْنى بأُمّ دَفرٍ،
دنياكَ تُكْنى بأُمّ دَفرٍ،
رقم القصيدة : 3945
-----------------------------------
دنياكَ تُكْنى بأُمّ دَفرٍ،
لم يَكْنِها الناسُ أمَّ طِيبِ
فأذَنْ إلى هاتفٍ مُجيدٍ،
قامَ على غصنِه الرّطيب
يكونُ، عند اللبيبِ منّا،
أبلغَ من واعظٍ خطيب
يحلِفُ: ما جادت اللّيالي
إلاّ بسمٍّ لنا قَطيبِ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> قبيحٌ أن يُحَسّ نحيبُ باكٍ،
قبيحٌ أن يُحَسّ نحيبُ باكٍ،
رقم القصيدة : 3946
-----------------------------------
قبيحٌ أن يُحَسّ نحيبُ باكٍ،
إذا حان الردّى، فقضيبُ نحبي
ولم أَرِدِ المنيةَ باختياري،
ولكن أوشك الفَتَيان سحبي
ولو خُيّرتُ لم أترُكْ محلّي،
فأسكنَ في مضيقٍ بعد رحبِ
وجدتُ الموتَ ينتظمُ البرايا،
بشَجبٍ منه في أعقاب شجبِ
فأُوصيكم بدنيانا هَوَاناً،
فإنّي تابعٌ آثار صَحبي
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> ليالٍ ما تُفيق من الرّزايا،
ليالٍ ما تُفيق من الرّزايا،
رقم القصيدة : 3947(39/355)
-----------------------------------
ليالٍ ما تُفيق من الرّزايا،
فويحي من عجائبها وويبي!
أعادت أُسدُها أسَداً أكيلاً،
وأودى ذئبُها بأبي ذُؤيب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يَهابُ الناسُ إيجافَ المنايا،
يَهابُ الناسُ إيجافَ المنايا،
رقم القصيدة : 3948
-----------------------------------
يَهابُ الناسُ إيجافَ المنايا،
وهل حادَ القضاء عن الهَيوب؟
إذا كشّفْتَ أجناسَ البرايا،
وجدتَ العالمينَ ذوي عيوب
ذيولُهمُ كثيراتُ المخازي،
لما فقَدوه من نُصحِ الجيوب
تحدّثُكَ الظّنونُ بما تلاقي،
كأنّ الظّنّ علاّمُ الغيوب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا اصفرّ الفتى لفراق روحٍ،
إذا اصفرّ الفتى لفراق روحٍ،
رقم القصيدة : 3949
-----------------------------------
إذا اصفرّ الفتى لفراق روحٍ،
فأهْوِنْ بالتّصَعْلُكِ والشُّحوبِ
أحُوبيَ صاحبي، فأُعيرَ فضلاً
عليّ، أم انتُقصْتُ لأجل حوبي؟
شعراء مصر والسودان >> أمل دنقل >> الطيور
الطيور
رقم القصيدة : 395
-----------------------------------
(1)
الطيورُ مُشردةٌ في السَّموات,
ليسَ لها أن تحطَّ على الأرضِ,
ليسَ لها غيرَ أن تتقاذفَها فلواتُ الرّياح!
ربما تتنزلُ..
كي تَستريحَ دقائقَ..
فوق النخيلِ - النجيلِ - التماثيلِ -
أعمِدةِ الكهرباء -
حوافِ الشبابيكِ والمشربيَّاتِ
والأَسْطحِ الخرَسانية.
(اهدأ, ليلتقطَ القلبُ تنهيدةً,
والفمُ العذبُ تغريدةً
والقطِ الرزق..)
سُرعانَ ما تتفزّعُ..
من نقلةِ الرِّجْل,
من نبلةِ الطّفلِ,
من ميلةِ الظلُّ عبرَ الحوائط,
من حَصوات الصَّياح!)
***
الطيورُ معلّقةٌ في السموات
ما بين أنسجةِ العَنكبوتِ الفَضائيِّ: للريح
مرشوقةٌ في امتدادِ السِّهام المُضيئةِ
للشمس,
(رفرفْ..
فليسَ أمامَك -
والبشرُ المستبيحونَ والمستباحونَ: صاحون -
ليس أمامك غيرُ الفرارْ..
الفرارُ الذي يتجدّد. كُلَّ صباح!)
(2)
والطيورُ التي أقعدتْها مخالَطةُ الناس,(39/356)
مرتْ طمأنينةُ العَيشِ فَوقَ مناسِرِها..
فانتخَتْ,
وبأعينِها.. فارتخَتْ,
وارتضتْ أن تُقأقَىَء حولَ الطَّعامِ المتاحْ
ما الذي يَتَبقي لهَا.. غيرُ سَكينةِ الذَّبح,
غيرُ انتظارِ النهايه.
إن اليدَ الآدميةَ.. واهبةَ القمح
تعرفُ كيفَ تَسنُّ السِّلاح!
(3)
الطيورُ.. الطيورْ
تحتوي الأرضُ جُثمانَها.. في السُّقوطِ الأخيرْ!
والطُّيُورُ التي لا تَطيرْ..
طوتِ الريشَ, واستَسلَمتْ
هل تُرى علِمتْ
أن عُمرَ الجنَاحِ قصيرٌ.. قصيرْ?!
الجناحُ حَياة
والجناحُ رَدى.
والجناحُ نجاة.
والجناحُ.. سُدى!
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> بني الآداب! غرّتكمْ، قديماً
بني الآداب! غرّتكمْ، قديماً
رقم القصيدة : 3950
-----------------------------------
بني الآداب! غرّتكمْ، قديماً
زخارفُ مثلُ زمزمةِ الذُّبابِ
وما شعراؤكم إلاّ ذئابٌ،
تَلصَّصُ في المدائحِ والسِّبابِ
أضرُّ لمن توَدُّ من الأعادي،
وأسرَقُ، للمقالِ، مِنْ الزَّباب
أُقارِضُكم ثناءً غيرَ حقًّ،
كأنّا منهُ في مجرى سِباب
أأُذهِبُ فيكمُ أيّامَ شيبي،
كما أذهبتُ أيامَ الشّباب؟
معاذَ اللَّهِ قدْ ودّعتُ جهلي،
فحسبي من تميمٍ والرَّبابِ
أحاديثَ الضبابِ وآلِ كعبٍ
نبذتُ سوالِكاً دَرجَ الضِّبابِ
وما سُمُّ الحُبابِ، لديّ، إلاّ
كنَظمٍ قيلَ في آل الحَباب
ليعْدُ مع الضِّبابِ سليلُ حُجرٍ،
وسائر قولهِ في ابن الضّباب
فما أُمُّ الحوَيرثِ، في كلامي،
بعارضةٍ، ولا أُمُّ الرَّبابِ
وإنّ مَقاتلَ الفرسانِ، عندي،
مَصارعُ تلكمُ الغنمِ الرُّبابِ
وألقيتُ الفصاحةَ عن لساني،
مسلَّمةً إلى العربِ اللُّبابِ
شُغولٌ، ينقضينَ بغيرِ حمدٍ،
ولا يرجِعنَ إلاّ بالتَّباب
ذروني يَفقِدِ، الهَذيانَ، لفظي،
وأغلقُ للحِمام، عليّ، بابي
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> منْ يخضبُ الشّعراتِ يُحسبُ ظالماً،
منْ يخضبُ الشّعراتِ يُحسبُ ظالماً،
رقم القصيدة : 3951
-----------------------------------(39/357)
منْ يخضبُ الشّعراتِ يُحسبُ ظالماً،
ويُعَدُّ أخرقَ كالظّليم الخاضبِ
والشَّيبُ في لونِ الحُسامِ، فلا تدَعْ
جسدَ النّجيع على الحسام القاضب
عمري غديرٌ، كلُّ أنفاسي به
جُرعٌ، تُغادِرهُ كأمسِ الناضبِ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> جَدَثٌ أُريحُ، وأستريحُ بلحده،
جَدَثٌ أُريحُ، وأستريحُ بلحده،
رقم القصيدة : 3952
-----------------------------------
جَدَثٌ أُريحُ، وأستريحُ بلحده،
خيرٌ من القصر الّذي آذى بهِ
وصدقتُ هذا العيشَ في حبّي لهُ،
واغترّني بخِداعِهِ وكِذَابه
وجذبتُ من مَرَسِ الحياةِ مُغارَه،
فالآن أخشى البتّ عندَ جِذابه
ولأشربنّ من الحمام كؤوسَهُ،
ما بين جامِدِه وبينَ مَذابهِ
عذْبُ، يعذّبني، البقاء، وللرّدى
يومٌ، يخلِّصُ من فنونِ عذابه
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> كم أمّةٍ لعبتْ بها جُهّالُها،
كم أمّةٍ لعبتْ بها جُهّالُها،
رقم القصيدة : 3953
-----------------------------------
كم أمّةٍ لعبتْ بها جُهّالُها،
فتنطّستْ من قبلُ في تعذيبها
الخوفُ يلجئها إلى تصديقها،
والعقلُ يَحمِلُها على تكذيبها
وجِبلّةُ الناس الفساد، فظَلَّ من
يسمو بحكمتهِ إلى تهذيبها
يا ثُلّةً في غفلةٍ، وأُوَيسُها الـ
ـقَرَنيُّ مثلُ أُوَيسها، أي ذيبها
سبحان مُجمد راكِدٍ ومُقرِّه،
ومُمِير لجّة زاخرٍ ومذيبها
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> قد قيل: إنّ الروحَ تأسفُ، بعدما
قد قيل: إنّ الروحَ تأسفُ، بعدما
رقم القصيدة : 3954
-----------------------------------
قد قيل: إنّ الروحَ تأسفُ، بعدما
تنأى عن الجسد، الذي غَنِيَتْ بهِ
إن كان يصحبُها الحِجى، فلعلّها
تدري، وتأبه للزّمان وعَتْبهِ
أو لا، فكم هذيانِ قومٍ غابرٍ،
في الكُتْب، ضاع مدادهُ في كَتبه
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> كمْ غادةٍ مثل الثّريّا في العلا
كمْ غادةٍ مثل الثّريّا في العلا
رقم القصيدة : 3955
-----------------------------------(39/358)
كمْ غادةٍ مثل الثّريّا في العلا
والحُسن، قد أضحى الثرى من حُجبِها
ولِعُجْبِها ما قرّبتْ مِرآتَها،
نزّهْتُ خِلّي عنْ مقالي عُجْ بها
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إدْأبْ لرَبّكَ، لا يلومُكَ عاقلٌ
إدْأبْ لرَبّكَ، لا يلومُكَ عاقلٌ
رقم القصيدة : 3956
-----------------------------------
إدْأبْ لرَبّكَ، لا يلومُكَ عاقلٌ
في سَجْنِ هذي النّفْس، أوْ إدآبها
سنَؤوبُ في عُقبى الحياةِ مساكناً،
لا عِلمَ لي بالأمر، بعد مآبها
لا تأمننّ من الدّهورِ تغيُّراً،
حتّى تكونُ ظباؤها كذئابها
ويصيرُ في شَيبانَ مَجْنى غَرسِها،
ويعودُ مَسقِطُ ثَلْجِها في آبها
أبقتْ أحاديثَ الرّجالِ، وأهلكتْ
سَلفي عُتَيبيهَا، وآلَ ذؤابها
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لا ريبَ أنّ اللَّهَ حقٌّ، فلتعُدْ
لا ريبَ أنّ اللَّهَ حقٌّ، فلتعُدْ
رقم القصيدة : 3957
-----------------------------------
لا ريبَ أنّ اللَّهَ حقٌّ، فلتعُدْ
باللّوْم أنفُسُكمْ على مرْتابها
وغدتْ عقولُكمُ تعاتبُ أنفُساً،
ليستْ تَريعُ لنُصْحها وعِتابها
هلا تتوبُ من الذّنوب خواطىءٌ
قبلَ اعتراضِ الموت دون مَتابها
بنَتِ النّصارى للمَسيحِ كنائساً،
كانتْ تعيبُ الفعلَ منْ مُنتابها
ومتى ذكرتُ محمداً وكتابَهُ،
جاءَتْ يهودُ بجحْدِها وكِتابِها
أفمِلّة الإسلامِ يُنكِرُ منكِرٌ،
وقضاءُ ربّكَ صاغها وأتى بها
أينَ الهُدى فنرومهُ بمشقّةٍ،
في البيدِ، ساطيةٍ على مُجتابها
والعيسُ، أقتابٌ لها مستورةٌ،
شكتِ الذين سرَوْا على أقتابها
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لا تلبَسِ الدنيا، فإنّ لباسَها
لا تلبَسِ الدنيا، فإنّ لباسَها
رقم القصيدة : 3958
-----------------------------------
لا تلبَسِ الدنيا، فإنّ لباسَها
سَقَمٌ، وعَرِّ الجسمَ من أثوابها
أنا خائفٌ من شرّها، متوقِّعٌ
إكآبَها، لا الشّرْبَ من أكوابها
فلتفعلِ النفسُ الجميلَ، لأنهُ
خيرٌ وأحسنُ، لا لأجلِ ثوابِها(39/359)
في بيتِهِ الحَكمُ، الذي هو صادقٌ،
فأتوا بيوتَ القومِ من أبوابِها
وتخالُفُ الرّؤساءِ يشهدُ، مُقْسِماً:
إنّ المعاشِرَ ما اهتدتْ لصوابِها
وإذا لصوصُ الأرض أعيَتْ والياً،
ألقى السّؤالَ بها على تُوّابها
جيِبتْ فلاةٌ للغنى، فأصابهُ
نفرٌ، وصينَ الغيبُ عن جُوّابها
آوى بها اللَّهُ الأنامَ، فما أوى
لِمُحالفي دَدِها ولا أَوّابها
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أهلاً بغائلةِ الرّدى وإيابها،
أهلاً بغائلةِ الرّدى وإيابها،
رقم القصيدة : 3959
-----------------------------------
أهلاً بغائلةِ الرّدى وإيابها،
كيما تُستّرُني بفضل ثيابها
دُنياك دارٌ، إن يكنْ شُهّادُها
عقلاءَ، لا يبكوا على غُيّابها
قد أظهرت نُوَباً تزيدُ على الحصى
عدداً، وكم في ضَبْنِها وعِيابها
تفْرِيهمُ بسُيوفها، وتكُبُّهُمْ
برماحها، وتنالُهمْ بصيُابِها
ما الظافِرُون بِعزّها ويسارِها،
إلاّ قرِيبو الحالِ منْ خُيّابها
أنيابُ جامعةِ السِّمامِ فَمُ التي
أطغتْ، فخلْتُ الرّاحَ في أنيابها
إنّ المنيّةَ لمْ تَهَبْ متهيّباً،
فالعجزُ والتفريطُ في هُيّابها
ومنَ العجائبِ أنّ كلاًّ راغبٌ
في أمّ دَفرٍ، وهو من عُيّابها
فاتْفلْ عن التُّربِ الفصاحةَ، إنّها
تقضي لِناعيها على زُرْيابها
شعراء مصر والسودان >> أمل دنقل >> مقابلة خاصة مع ابن نوح
مقابلة خاصة مع ابن نوح
رقم القصيدة : 396
-----------------------------------
جاء طوفانُ نوحْ!
المدينةُ تغْرقُ شيئاً.. فشيئاً
تفرُّ العصافيرُ,
والماءُ يعلو.
على دَرَجاتِ البيوتِ
- الحوانيتِ -
- مَبْنى البريدِ -
- البنوكِ -
- التماثيلِ (أجدادِنا الخالدين) -
- المعابدِ -
- أجْوِلةِ القَمْح -
- مستشفياتِ الولادةِ -
- بوابةِ السِّجنِ -
- دارِ الولايةِ -
أروقةِ الثّكناتِ الحَصينهْ.
العصافيرُ تجلو..
رويداً..
رويدا..
ويطفو الإوز على الماء,
يطفو الأثاثُ..
ولُعبةُ طفل..
وشَهقةُ أمٍ حَزينه(39/360)
الصَّبايا يُلوّحن فوقَ السُطوحْ!
جاءَ طوفانُ نوحْ.
هاهمُ "الحكماءُ" يفرّونَ نحوَ السَّفينهْ
المغنونَ- سائس خيل الأمير- المرابونَ- قاضى القضاةِ
(.. ومملوكُهُ!) -
حاملُ السيفُ - راقصةُ المعبدِ
(ابتهجَت عندما انتشلتْ شعرَها المُسْتعارْ)
- جباةُ الضرائبِ - مستوردو شَحناتِ السّلاحِ -
عشيقُ الأميرةِ في سمْتِه الأنثوي الصَّبوحْ!
جاءَ طوفان نوحْ.
ها همُ الجُبناءُ يفرّون نحو السَّفينهْ.
بينما كُنتُ..
كانَ شبابُ المدينةْ
يلجمونَ جوادَ المياه الجَمُوحْ
ينقلونَ المِياهَ على الكَتفين.
ويستبقونَ الزمنْ
يبتنونَ سُدود الحجارةِ
عَلَّهم يُنقذونَ مِهادَ الصِّبا والحضاره
علَّهم يُنقذونَ.. الوطنْ!
.. صاحَ بي سيدُ الفُلكِ - قبل حُلولِ
السَّكينهْ:
"انجِ من بلدٍ.. لمْ تعدْ فيهِ روحْ!"
قلتُ:
طوبى لمن طعِموا خُبزه..
في الزمانِ الحسنْ
وأداروا له الظَّهرَ
يوم المِحَن!
ولنا المجدُ - نحنُ الذينَ وقَفْنا
(وقد طَمسَ اللهُ أسماءنا!)
نتحدى الدَّمارَ..
ونأوي الى جبلٍِ لا يموت
(يسمونَه الشَّعب!)
نأبي الفرارَ..
ونأبي النُزوحْ!
كان قلبي الذي نَسجتْه الجروحْ
كان قَلبي الذي لَعنتْه الشُروحْ
يرقدُ - الآن - فوقَ بقايا المدينه
وردةً من عَطنْ
هادئاً..
بعد أن قالَ "لا" للسفينهْ
.. وأحب الوطن!
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> خبرَ الحياةَ شُرورَها، وسُرورَها،
خبرَ الحياةَ شُرورَها، وسُرورَها،
رقم القصيدة : 3960
-----------------------------------
خبرَ الحياةَ شُرورَها، وسُرورَها،
من عاشَ عِدّةَ أوّلِ المتقارِبِ
وافى بذلكَ أربعينَ، فما لهُ
عُذرٌ، إذا أمسى قليلَ تجاربِ
يا ضاربَ العَوْدِ البطيءِ، وظهْرُهُ
لا وِزْرَ يحْمِلُهُ، كوِزْرِ الضّاربِ
أُرْفُقْ به، فشهدتُ أنّك ظالمٌ
في ظالمينَ: أباعدٍ وأقاربِ
قلْ للمُدامةِ، وهيَ ضدٌّ للنُّهى،
تنْضو لها أبداً سيوفَ محاربِ
لوْ كان لمْ يَحظُركِ، غيرَ أذِيّةٍ،(39/361)
شيءٌ، لَبِتِّ مباحةً للشّاربِ
لكنْ حماكِ العقلُ، وهو مؤمَّرٌ،
فانأي، وراءَكِ، في الترابِ التّاربِ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> البابليّةُ بابُ كلّ بليّةٍ،
البابليّةُ بابُ كلّ بليّةٍ،
رقم القصيدة : 3961
-----------------------------------
البابليّةُ بابُ كلّ بليّةٍ،
فَتَوقّيَنّ هُجومَ ذاك البابِ
جَرّتْ مُلاحاةَ الصديقِ وهجْرَهُ،
وأذى النديمِ، وفُرقةَ الأحبابِ
أُمُّ الحبابِ، وإنْ أُمِيتَ لهيبُها
بمزاجِها، وافتْ كأمّ حُبابِ
هتكت حجابَ المُحصَنات وجشّمت
مُهنَ العبيدِ تهضُّم الأرباب
وتُوهِّمُ الشِّيبَ المَدالِفَ أنّهم
لبِسوا، على كِبَرٍ، برودَ شبابِ
وإذا تأمّلتَ الحوادثَ، أُلفِيَتْ
صُهبُ الدّنان أعاديَ الألباب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> شُربي، على المُقلةِ، في مَقْلَتٍ،
شُربي، على المُقلةِ، في مَقْلَتٍ،
رقم القصيدة : 3962
-----------------------------------
شُربي، على المُقلةِ، في مَقْلَتٍ،
وأكليَ المشْرِقَ بالمغرِبِ
آثَرُ عندي من طعامٍ لهمُ
يُشفعُ بالمُطرفِ والمطربِ
يا تَرِبَ الحالةِ! كلٌّ إلى التُّر
بِ، فجنّتْ حسَدَ المُترِبِ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> ماويةُ المرأةِ لا تصحبُ الما
ماويةُ المرأةِ لا تصحبُ الما
رقم القصيدة : 3963
-----------------------------------
ماويةُ المرأةِ لا تصحبُ الما
ويّةَ المرأةَ، منْ عُجبِها
لعِلمها أنّ الذي صاغَها،
آثرها بالحُسْنِ في حُجبها
لوْ كانتِ الدّنْيا لها منزلاً،
ما قلتُ عنْ معرفةٍ عُجْ بها
سيرَ بِنا، فانظُرْ إلى رُفقةٍ،
لا تضعُ الأكوارَ عن نُجبها
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إتْبعْ طريقاً للهُدى لاحباً،
إتْبعْ طريقاً للهُدى لاحباً،
رقم القصيدة : 3964
-----------------------------------
إتْبعْ طريقاً للهُدى لاحباً،
وخَلِّ آثاراً بملحُوبِ
أفٍّ لدنيايَ، فإني بها
لم أخلُ من إثمٍ، ومن حُوب(39/362)
قلتُ لها: امضي غيرَ مصحوبةٍ!
فقالت: اذهَبْ غيرَ مصحوبِ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> قد أهمَلَتْ للخياطِ إبرتَها،
قد أهمَلَتْ للخياطِ إبرتَها،
رقم القصيدة : 3965
-----------------------------------
قد أهمَلَتْ للخياطِ إبرتَها،
فصادَفتْ إبرَةً لعَقْرَبها
فهيَ تُسقّى الحليبَ ليلتَها،
ولمْ يكنْ من لذيذِ مَشْربها
وإنما الخَوْدُ، في مَساربها،
كرَبّةِ السّمّ في تسرّبها
فلا تكوني مثلَ التي لدغتْ،
تَبْدَأُ، في شرّها، بأقرَبها
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إنّ كؤوسَ المُدامِ تُشبهُها السـ
إنّ كؤوسَ المُدامِ تُشبهُها السـ
رقم القصيدة : 3966
-----------------------------------
إنّ كؤوسَ المُدامِ تُشبهُها السـ
ـيوفُ، والموتُ في مضاربها
شموسُها شمسُ باطلٍ شرقتْ،
فلا يكُنْ فُوكَ من مغاربها
ونملُها إن تدِبّ في جسدٍ،
أضرُّ للنّفس من عقارِبها
وكلُّ ما أذهَبَ العُقولَ، وإنْ
خالفَها، فهوَ من أقارِبها
جرّبها عالِمٌ بشيمتِها،
ويذهبُ اللُّبُّ في تجاربها
وقد تُقضّى الحياةُ، راضيةً،
بدون مانِيلَ منْ مآربها
إن شرِبتْ راحها زنَتْ وجنَتْ،
فلتتّقِ اللَّهَ في مشارِبها
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> خَفْ دَنِيّاً، كما تخافُ شريفاً،
خَفْ دَنِيّاً، كما تخافُ شريفاً،
رقم القصيدة : 3967
-----------------------------------
خَفْ دَنِيّاً، كما تخافُ شريفاً،
صالَ ليثُ الشّرى بظُفرٍ ونابِ
والصِّلالُ، التي يخافُ رداها،
شرُّها في الرّؤوس والأذنابِ
هل جَنابٌ، نحلُّهُ، غيرَ دنيا
نا، فإنّا منها بشرّ جَناب
عُلّقَ الحينُ، في الحضارة بالخِدْ
رِ، وفي البدْوِ شُدّ بالأطناب
لا تَدَرَّعْ من القضاء، فما سيـ
ـفُ المنايا، عن الدّروع، بناب
زارتِ الشّامَ والعراقَ وكلَّ الأرْ
ضِ، ماجانبتْ قطينَ الجَناب
كلَّ عِلمُ الطبيبِ عن مرضِ المو
تِ، وقدْ نابَ فيهِ كلَّ مناب
نطقتْ ألسنُ الحِمام، وبالإيـ(39/363)
ـجاز جاءت،و كثرةِ الإطناب
لا يكادُ الفتى يُجهَّزُ، إلا
عنْ بديلٍ، مكانَهُ، مُستَناب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أسْطرٌ لابَ، حولهنّ، جهولٌ،
أسْطرٌ لابَ، حولهنّ، جهولٌ،
رقم القصيدة : 3968
-----------------------------------
أسْطرٌ لابَ، حولهنّ، جهولٌ،
فهو يرجو هَديْاً بأسطَرلابِ
لا تقِسني على الذي شاعَ عني،
إنّ دُنْياكَ معدِنٌ للخِلاب
قد يُسمّي الفتى الجبانَ أبوه
أسداً، وهو من خِساس الكلاب
والبرايا لفظُ الزمانِ، ولا بُدّ
لهُ من تغيّرٍ وانقلاب
عَجِبَ الليلُ من سُرورك فيه،
وأتى العيْنَ ثاكِلاً في سِلاب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا ابْنا أبٍ واحدٍ أُلِفيا
إذا ابْنا أبٍ واحدٍ أُلِفيا
رقم القصيدة : 3969
-----------------------------------
إذا ابْنا أبٍ واحدٍ أُلِفيا
جوَاداً وعَيْراً، فلا تَعْجبِ
فإنّ الطويلَ، نجيبَ القريض،
أخوهُ المديدُ، ولم يَنْجُب
ويشجُبُ كلُّ امرىءٍ، في الزمانِ،
منْ آلِ عدْنانَ، أو يشجُب
شعراء مصر والسودان >> أمل دنقل >> خطاب غير تاريخي
خطاب غير تاريخي
رقم القصيدة : 397
-----------------------------------
أنتَ تَسْترخي أخيراً..
فوداعاً..
يا صَلاحَ الدينْ.
يا أيُها الطَبلُ البِدائيُّ الذي تراقصَ الموتى
على إيقاعِه المجنونِ.
يا قاربَ الفَلِّينِ
للعربِ الغرقى الذين شَتَّتتْهُمْ سُفنُ القراصِنه
وأدركتهم لعنةُ الفراعِنه.
وسنةً.. بعدَ سنه..
صارت لهم "حِطينْ"..
تميمةَ الطِّفِل, وأكسيرَ الغدِ العِنّينْ
(جبل التوباد حياك الحيا)
(وسقى الله ثرانا الأجنبي!)
مرَّتْ خيولُ التُركْ
مَرت خُيولُ الشِّركْ
مرت خُيول الملكِ - النَّسر,
مرتْ خيول التترِ الباقينْ
ونحن - جيلاً بعد جيل - في ميادينِ المراهنه
نموتُ تحتَ الأحصِنه!
وأنتَ في المِذياعِ, في جرائدِ التَّهوينْ
تستوقفُ الفارين
تخطبُ فيهم صائِحاً: "حِطّينْ"..
وترتدي العِقالَ تارةً,
وترتدي مَلابس الفدائييّنْ(39/364)
وتشربُ الشَّايَ مع الجنود
في المُعسكراتِ الخشِنه
وترفعُ الرايةَ,
حتى تستردَ المدنَ المرتهنَة
وتطلقُ النارَ على جوادِكَ المِسكينْ
حتى سقطتَ - أيها الزَّعيم
واغتالتْك أيدي الكَهَنه!
***
(وطني لو شُغِلتُ بالخلدِ عَنه..)
(نازعتني - لمجلسِ الأمنِ - نَفسي!)
***
نم يا صلاحَ الدين
نم.. تَتَدلى فوقَ قَبرِك الورودُ..
كالمظلِّيين!
ونحنُ ساهرونَ في نافذةِ الحَنينْ
نُقشّر التُفاحَ بالسِّكينْ
ونسألُ اللهَ "القُروضَ الحسَنه"!
فاتحةً:
آمينْ.
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> تُشاورُ بِكْرَكَ في نفسها،
تُشاورُ بِكْرَكَ في نفسها،
رقم القصيدة : 3970
-----------------------------------
تُشاورُ بِكْرَكَ في نفسها،
وتنسى مشاورةَ الثّيّبِ
وأنت سفيهٌ رأى مثلهُ،
فقال السَّفاهُ له: عيِّبِ
أيا جسد المرءِ! ماذا دهاك؟
وقد كنتَ من عنْصُرٍ طيّب
تخبّثْتَ، إذ جُمعَتْ أربعٌ
لديْكَ، وأضحكت في الحي بي
فلا تجزعنّ إذا ما الحمامُ
صاحَ بوفْد الضّنى: هيّ بي
تصيرُ طَهوراً، إذا ما رجعْتَ
إلى الأصلِ، كالمطر الصَّيِّب
وما لكَ مالٌ وإن جُزْتَهُ،
فأعظِ عُفاتَكَ، أو خيّبِ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> مَعاصٍ تلوحُ، فأُوصيكمُ
مَعاصٍ تلوحُ، فأُوصيكمُ
رقم القصيدة : 3971
-----------------------------------
مَعاصٍ تلوحُ، فأُوصيكمُ
بهجرانها، لا بإغبابها
كأنّ المهيمِنَ أوصى النّفوسَ
بعِشقِ الحياةِ، وإحبابها
إذا دَفنتْ في الثرى هالكاً،
تناستْ عُهوداً لأحبابها
ألبّتْ على غيرِ نفعٍ لها،
وذاكَ لِقلّةِ ألبابها
تولّى الخليلُ إلى ربّه،
وخلّى العَروضَ لأربابها
فليسَ بذاكرِ أوتادِها،
ولا مُرتجٍ فَضلَ أسبابها
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أمَا والرّكابِ وأقتابِها،
أمَا والرّكابِ وأقتابِها،
رقم القصيدة : 3972
-----------------------------------
أمَا والرّكابِ وأقتابِها،
تجوبُ الفلاةَ بمُجتابها
تُنَصُّ بكلّ فتىً ناسكٍ،(39/365)
صحيحِ النُّهى غيرِ مُرْتابها
متى ذُكرتْ عندَهُ مومِسٌ
فليسَ، حِذاراً، بمغتابها
وأجبالِ فِهرٍ وأحجارِها،
وكعبةِ كعبٍ، ومُنْتابها
وكُتبٍ، يبينُ اتّقاءُ المليكِ
في دارسِيها، وكُتّابها
لقد عُتِبتْ هذه الحادثات،
فلم تُرْضِ خَلقاً بإعتابها
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> تُحِلُّ إذا استربتُ بك، اهتضامي،
تُحِلُّ إذا استربتُ بك، اهتضامي،
رقم القصيدة : 3973
-----------------------------------
تُحِلُّ إذا استربتُ بك، اهتضامي،
وأنتَ فعلتَ أفعالَ المريبِ
ضَريبُكَ، في بني الدّنيا، كثيرٌ،
وعزَّ اللَّه ربُّك عن ضَريب
وما العلماءُ والجهّالُ إلاّ
قريبٌ، حينَ تنظُر منْ قريب
متى ما يأتِني أجَلي بأرضي،
فنادِ على الجنازة للغريبِ
أكاشرُ مَن لقيتُ، على حِذارٍ،
وليسَ، على اعتقادي، من عَريب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يا أيها المغرورُ، لَبَّ من الحِجى،
يا أيها المغرورُ، لَبَّ من الحِجى،
رقم القصيدة : 3974
-----------------------------------
يا أيها المغرورُ، لَبَّ من الحِجى،
وإذا دعاك، إلى التقى، داعٍ فَلبْ
إنّ الشرورَ لكالسّحابة أثجمَتْ،
لاكِ السرورُ، كأنّهُ برقٌ خَلَبْ
وأبرُّ من شُربِ المدامة، صُفّنَتْ
في عسجدٍ، شُربُ الرثيئة في العُلَب
جاءَتكَ مثلَ دمِ الغزالِ بكأسها،
مقتولةً قَتلتْكَ، فالهُ عن السّلب
حلَبِيّةٌ في النّسبتينِ، لأنّهما
حلَبُ الكُرومِ، وأنّ موطنها حلَب
والعقلُ أنفسُ ما حُبيتَ، وإن يُضَعْ،
يوماً، يَضعْ، فغْوى الشّراب وما حلب
والنّفسُ تعلمُ أنّها مطلوبةٌ
بالحادثات، فما تُراع من الطّلب
والدّهرُ أرقمُ بالصباح وبالدُّجى،
كالصِّلّ يفتُكُ باللّديغِ، إذا انقلب
وأرى الملوكَ ذوي المراتِب، غالبوا
أيامهم، فانظرْ بعيشكَ من غَلَب
سيّانِ عندي مادحٌ متحرضٌ،
في قولهِ، وأخو الهجاءِ، إذا ثلَب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> للرزق أسبابٌ تَسَبَّبْ،
للرزق أسبابٌ تَسَبَّبْ،(39/366)
رقم القصيدة : 3975
-----------------------------------
للرزق أسبابٌ تَسَبَّبْ،
والعيشُ مأمولٌ، محَبَّبْ
وصبابةُ الإنسان بالدّ
نيا، أرَتك دماً تصبّبْ
شَربَ امرؤٌ من قَهْوةٍ
شاميّةٍ، حتى تحبّبْ
وأخوهُ يكرَهُ نُغْبَةً،
في الرّفدِ، من ذهبٍ يُضبَّب
والموتُ طِبٌّ، ليسَ يُبـ
ـرئهُ الحكيمُ، وإن تطبّب
يا طِرفُ! إن بَتَّ الأقـ
ـبَّ، وصَمَّ حافُرك المُقبَّب
وجَببْتَ، في الجَرْي، الخيو
لَ، وكنتَ من وَضَحٍ مُجبَّبْ
فليُدرِكنَّكَ، مرَّةً،
ما أدرك الخَرِقُ المُربَّب
والصّمتُ يلزمُهُ الفتى،
من بعد ما غنّى وشبّب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> جنى ابنُ ستينَ، على نفسهِ،
جنى ابنُ ستينَ، على نفسهِ،
رقم القصيدة : 3976
-----------------------------------
جنى ابنُ ستينَ، على نفسهِ،
بالوَلد الحادثِ، ما لا يُحِبّ
تقولُ عِرسُ الشيخ، في نفسها:
لا كنتَ يا شرّ خليلٍ صُحِبْ
أنفَعُ منه، عندَها، بُرْجُدٌ،
أذهَبَ قُرّاً، أو سِقاءٌ سُحِب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> كأنما الأجسادُ، إن فارَقتْ
كأنما الأجسادُ، إن فارَقتْ
رقم القصيدة : 3977
-----------------------------------
كأنما الأجسادُ، إن فارَقتْ
أرواحَها، صخرٌ ثوى أو خُشُبْ
وما درى المْيتُ: أأكفانُهُ
مُخلِقةٌ، في رَمْسه، أم قُشُبْ
شابَ، علينا أمرَنا، شائبٌ،
وقد ودِدْنا أنّه لم يَشُبْ
طوبى لطيرٍ تلقُطُ الحبةَ الملقاةَ،
أو وحشٍ تقفّى العُشُب
لا تألفُ الإنسَ ولا تعرفُ القَنـ
ـسَ، ولا تسمو إليها الأشُبْ
فلا تَشُبُّ الحربَ، وقّادةً؛
فخامدٌ في نفسِه من يَشُبّ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> قد أعْزبَ العالمُ أحلامَهُمْ؛
قد أعْزبَ العالمُ أحلامَهُمْ؛
رقم القصيدة : 3978
-----------------------------------
قد أعْزبَ العالمُ أحلامَهُمْ؛
يا عازِبَ الحلم عنِ الناسِ ثُبْ
نيرانُ حقدٍ بين أحشائهم،
فلفظُهُم عنها شرارٌ وَثَبْ(39/367)
تُنسيهمُ، العارفةَ، الهيفُ كالأغْـ
ـصانِ، والأعجازُ مثلُ الكُثب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أخبرتَ، عن كُتبِكَ، أُعجوبةً؛
أخبرتَ، عن كُتبِكَ، أُعجوبةً؛
رقم القصيدة : 3979
-----------------------------------
أخبرتَ، عن كُتبِكَ، أُعجوبةً؛
ورُبّ مَيْنٍ ضُمّنَتْهُ الكُتبْ
تُواصلُ الغيَّ، ولولم يكنْ
فيكَ حِجًى، ما عتَبَتْكَ العُتب
وطبعُك الشّرُّ، فإن أمْكنَتْ
توْبةُ ليلٍ، من سَوادٍ، فتُبْ
ويَطْلبُ النِّقْلَةَ، عن خِيمِهِم،
ناسٌ، على كلّ قبيحٍ، رُتُبْ
شعراء مصر والسودان >> أمل دنقل >> شجوية
شجوية
رقم القصيدة : 398
-----------------------------------
لماذا يُتابِعُني أينما سِرتُ صوتُ الكَمانْ?
أسافرُ في القَاطراتِ العتيقه,
(كي أتحدَّث للغُرباء المُسِنِّينَ)
أرفعُ صوتي ليُغطي على ضجَّةِ العَجلاتِ
وأغفو على نَبَضاتِ القِطارِ الحديديَّةِ القلبِ
(تهدُرُ مثل الطَّواحين)
لكنَّها بغتةً..
تَتباعدُ شيئاً فشيئا..
ويصحو نِداءُ الكَمان!
***
أسيرُ مع الناسِ, في المَهرجانات:
أُُصغى لبوقِ الجُنودِ النُّحاسيّ..
يملأُُ حَلقي غُبارُ النَّشيدِ الحماسيّ..
لكنّني فَجأةً.. لا أرى!
تَتَلاشى الصُفوفُ أمامي!
وينسرِبُ الصَّوتُ مُبْتعِدا..
ورويداً..
رويداً يعودُ الى القلبِ صوتُ الكَمانْ!
***
لماذا إذا ما تهيَّأت للنوم.. يأتي الكَمان?..
فأصغي له.. آتياً من مَكانٍ بعيد..
فتصمتُ: هَمْهمةُ الريحُ خلفَ الشَّبابيكِ,
نبضُ الوِسادةِ في أُذنُي,
تَتراجعُ دقاتُ قَلْبي,..
وأرحلُ.. في مُدنٍ لم أزُرها!
شوارعُها: فِضّةٌ!
وبناياتُها: من خُيوطِ الأَشعَّةِ..
ألْقى التي واعَدَتْني على ضَفَّةِ النهرِ.. واقفةً!
وعلى كَتفيها يحطُّ اليمامُ الغريبُ
ومن راحتيها يغطُّ الحنانْ!
أُحبُّكِ,
صارَ الكمانُ.. كعوبَ بنادقْ!
وصارَ يمامُ الحدائقْ.
قنابلَ تَسقطُ في كلِّ آنْ
وغَابَ الكَمانْ!(39/368)
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إني ونفسي، أبداً، في جِذابْ،
إني ونفسي، أبداً، في جِذابْ،
رقم القصيدة : 3980
-----------------------------------
إني ونفسي، أبداً، في جِذابْ،
أكذبُها، وهي تُحِبُّ الكِذاب
إن أدخُلِ النارَ، فلي خالقٌ،
يحْمِلُ عَنّي مُثْقلاتِ العَذاب
يقْدِرُ أنْ يُسكنَني روضةً،
فيها، ترامَى بالمياهِ العِذاب
لا أُطْعَمُ الغِسلِينَ، في قعرِها،
ولا أُغادَى بالحميم المُذاب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> عاقبةُ الميّتِ محمودةٌ،
عاقبةُ الميّتِ محمودةٌ،
رقم القصيدة : 3981
-----------------------------------
عاقبةُ الميّتِ محمودةٌ،
إذا كفى اللَّهُ أليمَ العِقابْ
ليسَ عذابُ اللَّهِ مَنْ خانَهُ،
كالقَطعِ للأيدي وضربِ الرّقاب
لكنهُ متصلٌ، فاحتَقِبْ
ما شئتَ لا يوضَع وضع الحِقاب
ونارُهُ لا تُشِبهُ النّارَ، في
إفنائها ما أُطْعِمَتْ من ثِقاب
كمْ عملٍ أهمَلهُ عاملٌ،
يحفظُهُ خالقُنا بارتقاب
وإنما غُودرَ، في مُدَّنَا،
كقابِ قوسٍ مُدّ أو بعض قاب
ليْتي هباءٌ في قَناتَيْ لأًى،
أو قطرةٌ بين جَناحَيْ عُقاب
أو كنتُ كُدْريّاً، أخا قَفرَةٍ،
مَشْرَبُهُ من آجناتِ الوِقاب
دُنْياك ورهاءُ، لها شارةٌ،
وقُبحُها يُسترُ تحت النّقاب
يا ناقةً في ضَرعِها قاتلٌ،
تُعِلُّهُ مرتضِعاتُ السِّقاب
هل وألتْ مُغفِرَةٌ بالذُّرى؛
أو أُفعوانٌ ساكنٌ بالشّقاب
آهٍ لضعْفي! كيفَ بي هابطاً
في الوادِ، أو مرتغياً في العِقاب
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> ما أجلي، في أجَلَى، حاضِرٌ،
ما أجلي، في أجَلَى، حاضِرٌ،
رقم القصيدة : 3982
-----------------------------------
ما أجلي، في أجَلَى، حاضِرٌ،
من بعدِ ما جرّبتُ أهلَ الجَريب
كأنّ حوّاءَ، التي زَوْجُها
آدمُ، لمْ تلقَحْ بشخْصٍ أريب
قد كثُرَتْ، في الأرض، جُهّالُنا،
والعاقلُ الحازمُ فينا غريب
وإنْ يكنْ، في موتنا، راحةٌ،
فالفرَجُ الوارِدُ منّا قريب(39/369)
هلْ من عَريبٍ أو ذوي جُرْهُمٍ،
أوْ إرَم أو آلِ طَسْمٍ عَريب؟
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> منْ جالسَ المُغتابَ، فهو مُغتابْ؛
منْ جالسَ المُغتابَ، فهو مُغتابْ؛
رقم القصيدة : 3983
-----------------------------------
منْ جالسَ المُغتابَ، فهو مُغتابْ؛
لستُ على كلّ جنىً بعتّابْ
ولا مجازٍ مخُطياً، إذا تابْ،
وكيفَ لي بوِرْدِ نُسْكٍ مؤتاب
أقطعُ منهُ حِنْدِساً، وأجتابْ؛
وتضمِرُ الأقتابُ فوقَ الأقتابْ
تُزعِجُني ذاتُ وجيفٍ رتّاب،
تخُطُّ في الأرض سطورَ الكُتّاب
إني بنفسي، في التقى، لمُرْتابْ،
ولا أشُكَّ في الحِمامِ المُنْتابْ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا وهبَ اللَّهُ لي نِعْمَةً،
إذا وهبَ اللَّهُ لي نِعْمَةً،
رقم القصيدة : 3984
-----------------------------------
إذا وهبَ اللَّهُ لي نِعْمَةً،
أفَدْتُ المساكينَ مما وهبْ
جعَلْتُ لهمْ عُشرَ سقي الغَمامِ،
وأعطيْتُهُمْ رُبعَ عُشرِ الذهبْ
وإلاّ فليسَ على قادحٍ،
إذا ما كبا الزَّندُ، دَفعُ اللهبْ
ولو أرسلتْ، في المهبّ، الجنوب،
لما عجَزتْ عن سلوكِ المهَبّ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يَحِلُّ بمَهْرٍ رَحيقُ الرُّضاب،
يَحِلُّ بمَهْرٍ رَحيقُ الرُّضاب،
رقم القصيدة : 3985
-----------------------------------
يَحِلُّ بمَهْرٍ رَحيقُ الرُّضاب،
وليسَ يحلُّ رَحيقُ العِنَبْ
يُعيدُ الفتى، كالذي نابَه
جنونٌ، على أنهُ لم يُنِبْ
وما أخذَ العَقلَ منْ أهلِهِ،
وإنْ هو غرَّ اللَّمى والشّنَبْ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> تنافَسَ قَوْمٌ على رُتْبَةٍ؛
تنافَسَ قَوْمٌ على رُتْبَةٍ؛
رقم القصيدة : 3986
-----------------------------------
تنافَسَ قَوْمٌ على رُتْبَةٍ؛
كأنّ الزّمانَ يُديمُ الرُّتَبْ
ودُنياكَ غُرَّ بها جاهِلٌ،
فتبّتْ على كلّ حالٍ وتَبّ
وكم من بَعيرٍ قضى دَهرَهُ،
بشدّ البطانِ وعضّ القَتَبْ
وآخرَ في مرْتَعٍ هامِلٍ،(39/370)
تَظالَعَ منْ أشَرٍ أو عَتَبْ
ولي عملٌ كجناحِ الغرابِ،
أو جنْحِ ليلٍ، إذا ما رَتبْ
فإنْ كانَ يكتُبُهُ كاتِبٌ،
فقد سوَّدَ الصُّبحَ ممّا كتَبْ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أخبّتْ ركابي أمْ أُتيحَ لها خَبْتُ،
أخبّتْ ركابي أمْ أُتيحَ لها خَبْتُ،
رقم القصيدة : 3987
-----------------------------------
أخبّتْ ركابي أمْ أُتيحَ لها خَبْتُ،
عَميمُ رياضٍ ما يزالُ به نَبْتُ
وكفّرها ليلٌ ترهّبَ شُهبُهُ،
تُخالُ يهوداً عاق عن سيرها السّبتُ
وهيّجها قولٌ، يُقالُ عن الحِمى؛
وذاك حديثٌ ما محدّثه ثَبت
ومن عاينَ الدّنْيا بعينٍ من النُّهى،
فلا جَذَلٌ يُفْضي إليه، ولا كبْت
وَفى اللَّهُ، يا بدرَ السّماءِ، بزعمِهِ،
وكم جُبتَ جِنحاً، قبل أن يُعبد الجِبت
يعيش أناسٌ، لا يمسُّ جسُومَهُم
شفوفٌ ولا يحذى لأقدامهم سِبْت
رَقدتُ زماناً، ثمّ أرقَدني الوَنى،
وألهَبتُ دهراً، ثمّ أدركني الهَبت
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> ثلاثة أيامٍ لأهلِ تنافرٍ،
ثلاثة أيامٍ لأهلِ تنافرٍ،
رقم القصيدة : 3988
-----------------------------------
ثلاثة أيامٍ لأهلِ تنافرٍ،
ولكنّ قولَ المسلمين هو الثّبتُ
يرى الأحَدَ النّصريُّ عيداً لأهله،
وجمعتُنا عيدٌ لنا، ولك السَّبت
وما الناسُ إلا خالفٌ بعد سالفٍ،
كذلك نبتُ الأرض يخلفه النّبت
إلا افتكر الإنسانُ في أمر دينه،
بدا نبأٌ يُثني الحِجى وبه كبْت
فهل خيرٌ عن أنفسٍ، بان وفدُها
إلى اللَّه، معمورٍ بأجسامها الخبت؟
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> ألم ترَ للدّنْيا وسوءِ صَنِيعِها،
ألم ترَ للدّنْيا وسوءِ صَنِيعِها،
رقم القصيدة : 3989
-----------------------------------
ألم ترَ للدّنْيا وسوءِ صَنِيعِها،
وليسَ سوى وَجهِ المهيْمن ثابتُ
تخالفَ بِرْساها: فبِرْسٌ، بهامةٍ،
أُقرَّ، وبِرْسٌ يُذهبُ القُرّ نابتُ
مُصلٍّ، ودهرِيٌّ، وغاوٍ، وناسكٌ،
وأزهرُ مكبوتٌ، وأسودُ كابت(39/371)
أينْحَلُّ سبتٌ يعقِدُ، الحظَّ، يومُه،
فينجَحَ ساعٍ أمْ هُو الدّهرُ سابت؟
شعراء مصر والسودان >> أمل دنقل >> سفر الف دلال
سفر الف دلال
رقم القصيدة : 399
-----------------------------------
(الإصحاح الأول)
القِطاراتُ ترحلُ فوق قضيبينِ: ما كانَ ما سيكُونْ!
والسماءُ: رمادٌ;.. به صنعَ الموتُ قهوتَهُ,
ثم ذَرّاه كي تَتَنَشَّقَه الكائناتُ,
فينسَلّ بينَ الشَّرايينِ والأفئِده.
كلُّ شيءٍ - خلال الزّجاج - يَفِرُّ:
رذاذُ الغبارِ على بُقعةِ الضَّوءِ,
أغنيةُ الرِّيحِ,
قَنْطرةُ النهرِ,
سِربُ العَصافيرِ والأعمِدهْ.
كلُّ شيءٍ يفِرُّ,
فلا الماءُ تُمسِكُه اليدُ,
والحُلْمُ لا يتبقَّى على شُرفاتِ العُيونْ.
***
والقطاراتُ تَرحلُ, والراحلونْ..
يَصِلُونَ.. ولا يَصلُونْ!
(الإصحاح الثاني)
سنترال:
أعطِ للفتياتِ
- اللواتي يَنَمْنَ الى جانب الآلةِ الباردةِ -
(شارداتِ الخيالْ)
رقمي; رقمَ الموتِ; حتى أجيءَ الى العُرْسِ..
ذي الليلةِ الواحِدهْ!
أَعطِه للرجالْ..
عِندما يلثُمُون حَبيباتهم في الصَّباحِ, ويرتحلونَ
الى جَبَهاتِ القِتالْ!!
(الإصحاح الثالث)
الشُهورُ: زُهُورٌ; على حافَةِ القَلبِ تَنْمو.
وتُحرقُها الشَّمسُ ذاتُ العُيون الشَّتائيَّةِ المُطفأهْ.
***
زهرةٌ في إناءْ
تتوهَّجُ - في أوَّلِ الحبِّ - بيني وبينَكِ..
تُصبحُ طفلاً.. وأرجوحةً.. وامرأة.
زهرةً في الرِّداء
تَتَفَتَّحُ أوراقُها في حَياءْ
عندما نَتَخَاضرُّ في المشْيةِ الهادِئه.
زهرةُ من غِناء
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> رأيتُ جماعاتٍ من الناس أولعتْ
رأيتُ جماعاتٍ من الناس أولعتْ
رقم القصيدة : 3990
-----------------------------------
رأيتُ جماعاتٍ من الناس أولعتْ
بإثباتِ أشياءَ استحالَ ثبوتُها
فقد أخبرَتْ، عن غيّها، سنواتُها،
كما أخبرَتْ آحادُها وسبُوتها
وما هي إلاّ النّارُ تُوقَدُ مرّةً،
فتذْكو، وتاراتْ يحينُ خُبوتُها(39/372)
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> مسيحيةٌ من قبلها موسويّةٌ ،
مسيحيةٌ من قبلها موسويّةٌ ،
رقم القصيدة : 3991
-----------------------------------
مسيحيةٌ من قبلها موسويّةٌ ،
حكتْ لك أخباراً، بعيداً ثُبوتها
وفارسُ قد شبّت لها النّارَ وادّعتْ
لنيرانها أنْ لا يجوز خُبوتُها
فما هذِهِ الأيّامُ إلاّ نظائرٌ؛
تساوتْ بها آحادُها وسبوتها
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> كأنّ قلوب القوم منّا جنادلٌ،
كأنّ قلوب القوم منّا جنادلٌ،
رقم القصيدة : 3992
-----------------------------------
كأنّ قلوب القوم منّا جنادلٌ،
فليس لها عند الأمور حَصاة
إذا ما ادّعوا للَّه خوْفاً وطاعةً،
فلا ريب أنّ المدّعين عُصاة
وأوصاهمُ أهلُ الأمانة والتّقى،
فما حُفظَتْ بعد المغيب وَصاةُ
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إنّا حَسَبنا حساباً لم يَصِحّ لنا،
إنّا حَسَبنا حساباً لم يَصِحّ لنا،
رقم القصيدة : 3993
-----------------------------------
إنّا حَسَبنا حساباً لم يَصِحّ لنا،
قد بانَ، في كلّه، التفريطُ والغَلَتُ
وكثرةُ المالِ شغلٌ، زادَ في نَصبٍ؛
وقلةٌ منه معدولٌ بها الفلتُ
هذي الحِبالةُ قد ضمّتْ جماعتَنا،
فهل ينوصُ فتىً منّا فينفلِتُ؟
أصبحت كالقوس حنّتْها أساورها،
وكنت كالسّهم أو كالسّيف ينصلت
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا أتاني حِمامي ماحِياً شبحي
إذا أتاني حِمامي ماحِياً شبحي
رقم القصيدة : 3994
-----------------------------------
إذا أتاني حِمامي ماحِياً شبحي
وما صنعْتُ، فعيشي كلّه عَنَتُ
لعلّ قوماً يُجازيهم مليكُهُمُ،
إذا لقوه، بما صاموا وما قنتوا
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لا خيرَ في المالِ أعْطاهُ وأجمعُهُ،
لا خيرَ في المالِ أعْطاهُ وأجمعُهُ،
رقم القصيدة : 3995
-----------------------------------
لا خيرَ في المالِ أعْطاهُ وأجمعُهُ،
إذا عَريتُ، فممّا حُزتُ عُرّيتُ(39/373)
وما انتفاعي، إذا أصبحتُ ذا فِرةٍ،
وإنما أنا رِسْلُ الضَّرعِ صُرّيتُ
وصاغني اللَّهُ من ماءٍ، وها أنا ذا
كالماءِ، أجْري بقدرٍ كيف جُرّيت
بُريتُ للأمر لم أعرف حقائقَهُ،
فليتني، من حساب اللَّه، بُرّيت
أرى خيالَ إزارٍ حمّه قَدَرٌ،
ظهرْتُ منهُ قليلاً ثمّ وُرّيت
ما لي رضيتُ بما أنكرْتُهُ زمناً،
وخِلتُني بصروف الدّهرِ ضُرّيت
فهل درى اللّيثُ إذ ضَمّ الرَّجاجَ له
فَمٌ، وقُدّرَ للشّدقينِ تَهريت
كأننا في قفارٍ، ضلّ سالِكُها
نهجَ الطريقِ وما في القوم خرّيت
لو يَنطقُ اللّيلُ نادى كم فرى ظُلَمي
فجرٌ وأُدلجتُ في حاجٍ وأُسريت
وأعملتني رجالٌ في مآربها،
كأنّني جملٌ، للإنس، أُبريتُ
لايصبرون، فقيرٌ تحت فاقته؛
إنّ السّباريتَ جابتْها السّباريت
ناسٌ، إذا نسكوا عُدّوا ملائكةً؛
وإن طغَوا فهُمُ جِنٌّ عفاريت
لا تطريَنّي، فلي نفس مجرَّبةٌ،
تُسِرُّ وجْداً، إذا بالمينِ أُطريت
وإن مُدحتُ بخيرٍ، ليس من شيَمي،
حسبتُني بقبيحِ الذّمّ فُرّيت
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أرى الأشياءَ ليسَ لها ثباتُ،
أرى الأشياءَ ليسَ لها ثباتُ،
رقم القصيدة : 3996
-----------------------------------
أرى الأشياءَ ليسَ لها ثباتُ،
وما أجسادُنا إلاّ نباتُ
بإذن اللَّهِ تفترقُ البرايا،
لِطِيّتِها، وتجتمعُ الثُّباتُ
أجلّتْ سبتَها أشياعُ موسى،
أسبتُ القطع ذاك أم السُّبات
سألتُ عن البواكر أين أضحتْ،
وعن أهلِ التروّحِ أينَ باتوا
وهل أرواحُ هذا الخلقِ إلاّ
عواريُّ المقادِر، لا الهِبات؟
تبغّضُ ساعُنا أبداً إلينا،
وهنّ إلى النّفوس محبَّبات
جِيادٌ ما يزالُ لها خبيبٌ،
قواربُ بالأنيس مقرِّبات
ومن يُحمى ونسوةُ آل كسرى
وقوفٌ بالعَراء، مسلبّات؟
وما يدري الفتى، والظنُّ جهلٌ،
وأقضيةٌ المليكِ مُغيَّبات
لعلّ بناتِ نعشٍ والثّريّا
وشَرْقةَ، للرّدى، متأهّبات
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> سحائبُ مبرقاتٌ، مرعداتُ،
سحائبُ مبرقاتٌ، مرعداتُ،(39/374)
رقم القصيدة : 3997
-----------------------------------
سحائبُ مبرقاتٌ، مرعداتُ،
لمهجَةِ كلّ حيٍّ مُوعِداتُ
وكيف يُقامُ في أمرٍ مهِمٍّ،
ليُفْعَلَ، والمقادِرُ مُقعِداتُ؟
وأنْفُسُ هذهِ الأجسامِ طيرٌ،
بُزاةُ حِمامِها متَصيِّدات
فما لكَ والهنودَ منعَّماتٍ،
كأنّ قدُودَهُنّ مهنَّدات
يفنّدنَ الحليمَ، بغيرِ لُبٍّ،
وهنّ، وإن غَلَبنَ، مفنَّدات
يُخلّدنَ الإماءَ نُضادَ صوغٍ،
فهلْ تلك الشخوصُ مُخلَّدات؟
تقلّدتِ المآثمَ، باختيارٍ،
أوانسُ بالفريدِ مقلَّدات
إذا عوتبنَ في جَنَفٍ وظُلمٍ،
أبتْ إلاّ السّكوتَ مُبلِّدات
يغادِرْنَ الجليدَ قرينَ ضعفٍ،
صوابرُ للنّوى، مُتجلِّدات
لقدْ عابتْ، أحاديثَ البرايا،
شُكولٌ، في الزّمان، مولَّدات
أتَعبَدُ، من إثامٍ تتّقيِهِ،
ظوالمُ، بالأذى، مُتعبِّدات؟
تُريقُ بذاكَ، في قتلٍ، دماءً
رُؤوسٌ، في الحجيج، مُلبَّدات
تعالى اللَّهُ، لم تصْفُ السّجايا،
فأفعالُ المَعاشِرِ مُؤيَدات
إذا ما قيلَ حَقٌّ في أناسٍ،
فأوجُهُهُمْ لهُ متربِّدات
مخازيهمْ أوابدُ في الليالي،
فلا تَهِجِ الأسى، متأبِّدات
وأطهرُ من ضواربَ، في نعيمٍ،
نَعامٌ، بالفلا، مُتهبِّدات
تُقّيدُ لفظَها عن كلّ بِرٍّ،
مَواشٍ، بالحُليّ، مقيَّدات
عَجِلْنَ إلى مَساءَةِ مُسْتجيرٍ،
لَوَاهٍ، في الخطَى، مُتأيِّدات
وتنقُصً، خيرُها، أشَراً وفتكاً،
صَواحِبُ منطقٍ متزيِّدات
ولسْنَ الهائداتِ، ولا النّصارى،
ولكنْ، في المقالِ، مُهوِّدات
مَضت لعوائد الكذبِ المُورّى،
سَوادِكُ، بالخنى، مُتَعوِّدات
تأوِّدُ منك عقلاً في سكونٍ،
غصونُ خواطرٍ، متأوِّدات
فلا يجلسْ على الصُّعَدَاتِ لاهٍ،
فأنفاسُ الفتى متَصَعّدات
تَمُرُّ به حوالِكُ، فوق بِيضٍ،
وخُضرٍ، في العقيقِ، مُسبَّدات
ومن تُخلقْهُ أيامٌ طوالٌ،
فإنّ شجُونَه مُتَجَدّدات
وتَسْنَحُ بالضحى ظَبياتُ مَرْدٍ،
بكلّ عظيمةٍ مُتمرّدات
وقد أُغْمِدنَ في أُزُرٍ، ولكن
سيوفُ لحاظِهنّ مُجرَّدات(39/375)
وورّدتِ اللّباسَ، بلونِ صِبْغٍ،
خُدودٌ، بالشّبابِ، مُورَّدات
ومَنْ فقدَ الشبيبةَ، فالغواني
له، عند الوُرودِ، مُصَرِّدات
هواجِرُ في التّيَقّظ أو عواصٍ،
وفي طيفِ الكرى مُتعهّدات
إذا سَهّدْنَهُ بطويلِ هَجرٍ،
فما أجفانُهنّ مُسَهَّدات
خَواطِىءُ غيرُ أسهُمِها خَواطٍ،
لكلّ كبيرةٍ مُتَعمِّدات
تخالفَتِ الغَرائزُ والمعاني،
فكيفَ تَوَافَقُ المُتجسِّدات؟
فما بينَ المقابرِ نادباتٌ؛
ومابين الشُّرُوب مُغرِّدات
قدَحنَ زِنادَ شوْقٍ من زُنودٍ،
بنارِ حُليّها متوقِّدات
ولم تُنْصِفْ بياضَ الشّيْبِ أيدٍ،
لِوَافِدِ شيبهنّ مُسوِّدات
تأخُّرُ أبيضِ الفَوْدَينِ ظُلمٌ،
إذا شَمِطَ القرائنُ واللِّدَاتُ
تحيّرَتِ العقولُ، ما أساءَتْ
دَوائِبُ في التقى، متهجِّدات
وفي مُهَجِ الأنيس مثلِّثاتٌ،
على عِلاّتِها، ومُوحِّداتُ
فما عُذري، وعندَ اللَّهِ علمي،
إذا كذَبَتْ قوائلُ مسنِدات؟
فهلْ عَلِمَتْ بغيب، من أمورٍ،
نجومٌ للمغيبِ مُعَرِّدات؟
وليست بالقدائم، في ضميري،
لعَمرُكَ، بل حوادثُ مُوجَدات
فلو أمرّ الذي خلقَ البرايا،
تهاوتْ للدُّجى متسرِّداتُ
وأمسى اللّيثُ منها ليثَ غابٍ،
يجاذبُ، فرسَهُ، المُتوحِّداتُ
وآضَ الفَرغُ، للساقِينَ، فرغاً،
تُحاولُ، ماءهُ، المُتورِّداتُ
وهَبّ يرومُ، سُنْبلةَ السّواري،
خبيرٌ، والزّرائعُ مُحصِداتُ
ونالَ فريرَها بمِدَاهُ فارٍ،
ذنوبُ ضيوفِه متغمَّداتُ
كأنّ نعامَها، واللَّهُ قاضٍ،
نعائمُ بالفلاةِ مُطَرَّداتُ
وقد زعموا بأنّ لها عقولاً،
وأقضيةُ المليكِ مُؤكَّداتُ
وأنّ لبعضِها لفظاً، وفيها
حواسِدُ، مثلَنا، ومُحسَّداتُ
أتحْمِلُني إلى الغُفْرانِ عِيسٌ،
على نَصّ الوجيفِ، مؤجَّداتُ
ولا تخشى الخطوبَ مُسبِّحاتٌ
بعزةِ رَبّهِنّ، مُمجِّدَاتُ
أرى حُسنَ الشّمائلِ منك حثّتْ
عليه الأيمنُ المُتوسِّداتُ
فإنّ الطّبعَ يطمحُ بالمعالي؛
وإنّ كِلابَ شرّك موسَداتُ(39/376)
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> على الكذِبِ اتّفقنا فاختلفنا،
على الكذِبِ اتّفقنا فاختلفنا،
رقم القصيدة : 3998
-----------------------------------
على الكذِبِ اتّفقنا فاختلفنا،
ومِن أسنى خلائِقِكَ الصُّموتُ
وقد كذَبَ الذي سمّى وليداً:
يَعيشُ، وبرَّ مَنْ سمّى: يموت
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أيا طفلَ الشفيقةِ! إنّ ربي،
أيا طفلَ الشفيقةِ! إنّ ربي،
رقم القصيدة : 3999
-----------------------------------
أيا طفلَ الشفيقةِ! إنّ ربي،
على ما شاءَ من أمرٍ، مُقيتُ
تَكَلَّمُ، بعد موتكَ، باعتبارٍ،
وقدْ أودى بك النّبأ المَقيتُ
تقولُ حَللتُ عاجلتي، بكرْهي،
فعِشتُ وكم لُدِدتُ وكم سُقيتُ
رَقيتُ الحولُ، شهراً بعد شَهرٍ،
فليتي، في الأهِلّةِ، ما رقيت
فلمّا صيحَ بي، ودنا فطامي،
تيمّمني الحِمامُ، فما وُقيت
تركتُ الدّارَ خاليةً، لغيري،
ولو طالَ المقامُ بها شَقيتُ
نَقيتُ، فما دَنِستُ، ولو تمادتْ
حياةٌ بي، دَنِستُ، فما نقيت
وما يُدريكِ باكيتي؟ عساني
لسُكنى الفَوز في الأخرى انتُقيت
رَقتني الرّاقياتُ، وحُمَّ يومي،
فغادرَني، كأني ما رُقيت
هَبيني عشتُ عُمرَ النّسرِ فيها،
وكانَ الموتُ آخرَ ما لقيتُ
فقيراً، فاستُضِمْتُ، بلا اتّقاءٍ
لربي، أو أميراً فاتُّقيتُ
ومِن صُنْع المليكِ إليّ أنّي
تعجّلْتُ الرّحيلَ، فما بقيت
لوَ أنّي هَضبُ شابةَ لارتُقِيتُ،
وماءٌ، في القرارةِ، لاستُقيت
شعراء مصر والسودان >> أمل دنقل >> سفر الخروج
سفر الخروج
رقم القصيدة : 400
-----------------------------------
(أغنية الكعكة الحجرية)
(الإصحاح الأول)
أيها الواقِفونَ على حافةِ المذبحهْ
أَشهِروا الأَسلِحهْ!
سَقطَ الموتُ; وانفرطَ القلبُ كالمسبحَهْ.
والدمُ انسابَ فوقَ الوِشاحْ!
المنَازلُ أضرحَةٌ,
والزنازن أضرحَةٌ,
والمدَى.. أضرِحهْ
فارفَعوا الأسلِحهْ
واتبَعُوني!
أنا نَدَمُ الغَدِ والبارحهْ
رايتي: عظمتان.. وجُمْجُمهْ,(39/377)
وشِعاري: الصَّباحْ!
(الإصحاح الثاني)
دَقت الساعةُ المُتعبهْ
رَفعت أمُّه الطيبهْ
عينَها..!
(دفعتهُ كُعُوبُ البنادقِ في المركَبه!)
دقتِ السَّاعةُ المتْعبه
نَهَضتْ; نَسَّقتْ مكتبه..
(صَفعته يَدٌ..
- أَدخلتْهُ يدُ اللهِ في التجرُبه!)
دقَّت السَّاعةُ المُتعبه
جَلسَت أمهُ; رَتَقَتْ جوربهْ...
(وخزنةُ عُيونُ المُحقَّقِ..
حتى تفجّر من جلدِه الدَّمُ والأجوبه!)
دقَّتِ السَّاعةُ المتعبهْ!
دقَّتِ السَّاعة المتعبهْ!
(الإصحاح الثالث)
عِندما تهبطينَ على سَاحةِ القَومِ, لا تَبْدئي بالسَّلامْ.
فهمُ الآن يقتَسِمون صغارَك فوقَ صِحَافِ الطعام
بعد أن أشعَلوا النارَ في العشِّ..
والقشِّ..
والسُّنبلهْ.!
وغداً يذبحونكِ..
بحثاً عن الكَنزِ في الحوصله!
وغداً تَغْتَدي مُدُنُ الألفِ عامْ.!
مدناً.. للخِيام!
مدناً ترتقي دَرَجَ المقصلهْ!
(الإصحاح الرابع)
دقّتِ الساعةُ القاسيهْ
وقفوا في ميادينها الجهْمةِ الخَاويهْ
واستداروا على دَرَجاتِ النُّصُبْ
شجراً من لَهَبْ
تعصفُ الريحُ بين وُريقاتِه الغضَّةِ الدانيه
فَيئِنُّ: "بلادي.. بلادي"
(بلادي البعيدهْ!)
دقت الساعةُ القاسيهْ
"انظروا.."; هتفتْ غانيهْ
تتلوى بسيارة الرقَمِ الجُمركيِّ;
العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أمّا المكانُ، فثابتٌ لا ينطوي،
أمّا المكانُ، فثابتٌ لا ينطوي،
رقم القصيدة : 4000
-----------------------------------
أمّا المكانُ، فثابتٌ لا ينطوي،
لكنْ زمانُك ذاهبٌ لا يثبُتُ
قال الغويُّ لقد كبَتُّ مُعانِدي؛
خسِرتْ يداه بأيّ أمرٍ يكبِت
والمرءُ مثلُ النار شبّتْ وانتهتْ،
فخَبَتْ، وأفلحَ في الحياة المُخبِت
وحوادثُ الأيّامِ مثلُ نباتِها،
تُرعى، ويأمُرُها المليكُ فتَنبُت
وإذا الفتى كان التّرابُ مآلَه،
فَعَلامَ تسهرُ أُمُّه وتُربِّت؟
إن كانت الأحبارُ تُعظِمُ سَبْتَها،
فأخو البصيرة كلَّ يومٍ مُسبِت(39/378)