أعَنْ واجِبٍ ألاّ يُسامِحَ جانِبٌ
مِنَ العَيشِ، إلاّ جانِبٌ يَتَمَنّعُ
وَرَيْعُ الشّبَابِ آضَ نَهباً مُفَرَّقاً،
وَكَانَ قَديماً وَهْوَ غُنْمٌ مُجَمَّعُ
أُسِفُّ، إذا أسْفَفْتُ أدْنُو لمَطْلَبٍ
خَفٍ، وأرَاني مُثرِياً حينَ أقْنَعُ
نَصِيبُكَ في الأُكْرُومَتَيْنِ، فإنّمَا
يَسُودُ الفتى من حَيثُ يَسخو وَيَشجُعُ
يَقِلُّ غَنَاءَ القَوْسِ، نَبْعُ نِجارِها،
وَساعِدُ مَنْ يَرْمي عن القوسِ خَرْوَعُ
فَلاَ تُغْلِيَنْ بالسّيفِ كُلَّ غَلائِهِ،
ليَمضي، فإنّ القَلْبَ لا السّيفُ يَقطعُ
إذا شئتَ حازَ الحَظَّ دونَكَ وَاهِنٌ،
وَنَازَعَكَ الأقْسامَ عَبدٌ مُجَدَّعُ
وَمَا كَانَ ما أسْدَى إليّ ابنُ يَلْبَخٍ
سوَى حُمَةٍ من عَارِضِ السّمّ تُنْزَعُ
أجِدَّكَ، ما المَكْرُوهُ إلا ارتِقَابُهُ،
وأبْرَحُ مِمّا حَلّ مَا يُتَوَقّعُ
وَقد تَتَنَاهَى الأُسدُ من دونِ صَيدِها،
شِبَاعاً، وَتَغشَى صَيدَها، وَهيَ جوّعُ
إذا اعتَرَضَ الخابُورُ، دُونَ جِيادِنا،
رِعالاً، فخَدُّ ابنِ اللّئيمَةِ أُضرِعُ
وَفي سَرَعانِ الخَيْلِ يُمْنٌ، وزَارَتي
أَبيٌّ يُحامي عَنْ حَرِيمي، وَيَدْفَعُ
نُصَارِعُ عَنّا الحادثاتِ، إذا عَرَتْ
بِهِ، وَهوَ مشغولُ الذّراعِ، فنَصرَعُ
بمُنْخَفِضٍ عَنْ قَدْرِهِ، وَهوَ يَعْتلي،
وَمُنْخَدِعٍ عَنْ حَظّهِ، وَهوَ يخدَعُ
إذا النّفَرُ الجَانُونَ لاذُوا بعَفْوِهِ،
تَغَمّدَ مُغْشِيَّ الفِنَاءِ مُوَسَّعُ
لَهُمْ عادَةٌ مِنْ عَفْوِهِ، وَعَلَيْهِمِ
جَرَائِرُ جابَوْا أمسِ فيها، وَضَيّعُوا
وَمَا ظَفرتْ مِنهُمْ خُرَاسان ُبالَّتِي
أَقامَتْ إِليْهَا بُرهَةً تتَطلَّع
يُحيطُ بأقصَى ما يُخَافُ، وَيُرْتَجَى
تَظَنّيهِمُ، أيَّ الأصَانيعِ يَصْنَعُ
بِجدِّ العُلا أَنَّ العَلاَءَ بْن صاعِدٍ
عَلا صَاعِداً يقْصُو مَدَها ويفْرَعُ
رَعى المُلكَ مِنْ أَقْطَارهِ ،ومُغَلَّّسٌ
عَلى المُلكِ مَنْ وفدَاهُ كِسرىوتُبَّعُ(35/410)
تَجَهُّمُهُ رَوْعُ القُلوبِ، وَبِشرُهُ
بَرِيدٌ يبُشرَى ما يُنَوِّلُ مُسْرِعُ
خَليلٌ، أتَاني نَفْعُهُ عِنْد حَاجَتي
إلَيْهِ، وَمَا كُلُّ الأخِلاّءِ يَنْفَعُ
يُشَفّعُني فيمَا يَعِزُّ وَجُودُهُ،
وَيَمْهَدُ لي عِنْدَ الرّجَالِ، فيَشفَعُ
سَرَى الغَيثُ يَرْوِي عَزْرُهُ حِينَ يَنبَرِي،
وَتَتْبَعُهُ أكْلاؤهُ حينَ يُقْلِعُ
عَدَتْكَ أبا عِيسَى الخُطُوبُ وَلاَ يَزَلْ
يُؤاتِيكَ إقْبَالٌ مِنَ الدّهْرِ، طَيّعُ
زَرَعْتُ الرّجاءَ في ذُرَاكَ مُبَكِّراً،
وَجُلُّ حِصَادِ المَرْءِ من حَيثُ يَزْرَعُ
وقد زَاحمتْ حظّي الحظوظُ وأجلَبتْ
طَوَارِقُ، منها صادِرَاتٌ وَشُرَّعُ
فَما ضَيّعَ التّبذيرُ حَقّي،
وَلَمْ يَزَلْ،إلى جانبِ التّبديرِ، حَقٌّ مُضَيَّعُ
وَلَوْلا نَوَالٌ مِنْكَ قَيّدَ عَزْمَتي،
لَكَانَ بأبرُجَرْدَ خِرْقٌ سَمَيْذَعُ
وَلانْقَلَبَتْ نَحوَ العِرَاقِ، مُغِذّةً
حَمُولَةُ رِفْدٍ مِنْ حَمُولَةَ تُوضِعُ
كأنّ رُكامَ الثّلجِ، تحتَ صُدورِها،
جِبالُ زَرُودٍ، كُثْبُهَا تَتَرَيّعُ
قَباطٍ، يَؤودُ اللّيلَ تَحوِيلُ لَوْنِهَا،
وَقَد لاحَها صِبعُ مِنَ اللَّيْلِ مُشبَعُ
كأنّ بَيَاضَ السِّنّ، سِنِّ سمَِيرَةٍ،
صَبيرٌ يُعَلّى في السّمَاءِ، وَيُرْفَعُ
تَرقى النَّجومَ مَوهِنا مِن وَرائها
طَلاَئِحُ قَدْ كادت من الوَاني تطْلعُ
كَأنّ الثُّرَيّا سَابِحٌ مُتَكَبِّدٌ
لِجَرْيَةِ مَاءٍ، يَستقِلُّ وَيَرْجِعُ
إذا ما أهَابَتْ عَنْ تَزَاوُرِ جانِبٍ
بعَيّوقِهَا، مَزْهُوَّةً، جاءَ يَهرَعُ
تَأيّا مَعَ الإمْسَاءِ، تَتْبَعُ ضَوْءَهُ،
وَتَسْبُقُهُ، فَوْتَ الصّبَاحِ، فيَتبَعُ
كأنّ سُهَيْلاً شَخصُ ظَمآنَ جانحٍ
مَعَ الأُفْقِ فِي نَهْيٍ من الأرْضِ يَكرَعُ
إذا الفَجْرُ، والظّلمَاءُ حِزْبَا تبَايُنٍ،
يُخَرِّقُ مِنْ جِلْبابِهَا ما تُرَقِّعُ
أصِحُّ فلا أُمني بشَكوٍ منَ الهَوَى،
وأصْحُو، فلاَ أصْبُو، وَلا أتَوَلّعُ(35/411)
فَتَذْهَبُ أيّامي التي تَسْتَفِزُّني
بِطالاتُها، إنّي إلى الله أرْجِعُ
أثَائِبُ حِلْمٍ أمْ أُفُولُ شَبيبَةٍ
خَلَتْ وَأتَى من دونِها الشّيبُ أجمَعُ
وَما خَيْرُ يَوْمَيّ الذي أزِعُ الصِّبَى
لَهُ، وأُحَلّي بالنّهَى، وأُمَتِّعُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> قلت له والدمع في وجنتي
قلت له والدمع في وجنتي
رقم القصيدة : 27680
-----------------------------------
قلت له والدمع في وجنتي
من لوعة ِ الأشجانِ مَدفُوقُ
ليس كمثلي في الورى عاشقٌ
قال : ولا مثلي معشوق
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> عَسى ما عَسى من عودِ شمليَ يَكتسي
عَسى ما عَسى من عودِ شمليَ يَكتسي
رقم القصيدة : 27681
-----------------------------------
عَسى ما عَسى من عودِ شمليَ يَكتسي
بعودهم بعد التسلب أوراقا
فلم يصف لي من بعدهم قط موردٌ
ولا لذ لي عيشٌ وإن طاب أوراقا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا كوكباً لم تحوه الأفلاك
يا كوكباً لم تحوه الأفلاك
رقم القصيدة : 27682
-----------------------------------
يا كوكباً لم تحوه الأفلاك
وبعارِضيه مِرْزَمٌ وسِماكُ
يُحيي بطلعتِه النفوسَ ولحظُه
لدماءِ أرباب الهوى سَفَّاكُ
إغمد شَباكَ عن القلوب وصِدْ بأهـ
بأهداب الجفون فإنهن شباك
أسرَ الغرامُ لكَ النفوسَ بأسْرِها
قَسراً فما يُرجى لَهنَّ فَكاك
أنَّى يُرجَّى مِنْ هواك فكاكُها
من بعد ما علقت بها الأشراك
خفقَت عليكَ قلوبُ أربابِ الهوى
حتى غَدَونَ وما بهنَّ حَراك
لك في القبائل نسبة ٌ بجمالها
تسمو الحُبوشُ وتفخر الأتراكُ
ما كنتُ أحسب للدُّموع بَوارقاً
حتَّى تلألأ ثغرك الضحَّاكُ
بشفاته ماءُ الحياة لأنفُس
أودى بهن من الصدود هلاك
ما ذقتُ موردَها ولكن هكذا
نقلَ الأراكُ وحدَّث المِسواكُ
قل للأراك أراك تلثم مبسماً
ما راح لاثمه سواك سواك
لو أبصر النساك بارق ثغره
ضلت سبيل رشادها النساك
سِيَّان في نَهب النُّفوس وسفكها(35/412)
حد الحسام وطرفه البتاك
ظبي الصريم إذا تلفت أو رنا
وإذا سطا فالضغيم الفتاك
وأنا الذي في الحب مذ وحدته
ما شان توحيدي له إشراك
وعلى التفنُّن في محاسن وصفهِ
ما حامَ حولَ أقلِّها الإِدراكُ
لولا أبي وأبي الرضيُّ المُرتضَى
لم يثنِني عن وصفِه اسْتِدراكُ
السيِّدُ الندبُ الهمامُ أخو العُلى
من أذعنت لجلاله الأملاك
هو شمس مجدٍ أشرقت بضيائها
ظُلَمُ الدُّجى وأنارت الأحلاكُ
طافَت بكعبة جُوده يومَ النَّدى
عُصَبُ الوفود ولاذت الهُلاَّكُ
الألمعيُّ إذا ادلهمَّت طَخيَة ٌ
عمياء فهو لسترها هتاك
واللوذعيُّ إذا تسامت رُتبة ٌ
قعساءُ فهو لنيلها دَرَّاكُ
والهبرزي إذا تغالت خصلة ٌ
علياءُ فهو لرقِّها ملاَّكُ
فلجيدِه دُررُ المدائح تُنتَقى
ولجوده بُردُ الثَّناءِ يُحاكُ
سمعاً أخا العلياء مدحة ناظم
نثرت لآلئها له الأسلاك
يدعوك بعد أبيه في الدنيا أباً
فكلاكما للمكرُماتِ مِلاكُ
يا ليت شعري كيف رأيك بعدما
حال الزمانُ ودارت الأفلاكُ
هل قائمٌ عذري لديك بما مضى
مني وقلبي بالخطوب يشاك
أم آخذٌ في العتب أنتَ وتاركي
حرضاً وأنت الآخذ التراك
ما كان إهمالي الجواب لجفوة ٍ
لا والذي دانت له الأملاك
لكن مخافة أن يقول ويفتري
عني المحال الكاذب الأفاك
وإليكها مني عروساً لم يكن
لِسوى ودادِك عندها إملاكُ
لا زلت مقصود الجناب ممجداً
ما لاح برقٌ واستهل سماك
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> آه يا حبل النوى ما أطولك
آه يا حبل النوى ما أطولك
رقم القصيدة : 27683
-----------------------------------
آه يا حبل النوى ما أطولك
قطع اللَّهُ زماناً وصلَكْ
حكم الدهرُ بأسبابِ النَّوى
وقضى فينا بما شاء الفلك
ذبت والله غراماً وأسى ً
من فراق لاك قلبي وعللك
عجل الدهر ولم يرفق بنا
آه يا دهر النوى ما أعجلك
ذبت يا قلب غليلاً بعدهم
وبهم ما كان أروى غَلَلكْ
كم وكم أملٍ نلتَ بهم
حيث لم تقض الليالي أملك
ليت دهراً كان أغرك هوى ً
بهم قد كان يوماً عذلك(35/413)
هل ترى بعد التَّنائي لهمُ
رجعة ً يَحيا بها من قد هَلَكْ
أيها النائي على وجدٍ بنا
بعدما جاز فؤادي وملك
إن تعد يوماً على رغم النوى
تجد القلب كما قد كان لك
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> بين العُذيب وبين بُرقة ِ ضاحكِ
بين العُذيب وبين بُرقة ِ ضاحكِ
رقم القصيدة : 27684
-----------------------------------
بين العُذيب وبين بُرقة ِ ضاحكِ
غراء تبسم عن شتيتٍ ضاحك
في حيِّها للعاشقينَ مصارعٌ
من هالكٍ فيها ومن مُتهالكِ
تسطو مَعاطفُها وسودُ لحاظِها
بمثقَّفٍ لَدْنٍ وأبيضَ باتِكِ
لا تَستَطِبْ يوماً مواردَ حُبِّها
ما هنَّ للعشَّاق غير مهالِكِ
فتكت بألباب الرجال ولم تَصُلْ
بِسوى فواتن للقلوب فواتِكِ
يرديك ناظرها ويغضي فاعجبن
من فاسقٍ يحكي تعفف ناسك
هجرت وما اتَّسعت مسالكُ هجرها
إلا وضاقت في الغرام مسالكي
ولقد أبيت على القتاد مسهداً
وتبيت وسنى في مهاد أرائك
لا تستعِرْ جَلداً على هجرانِها
إن كنتَ في دعوى الغرام مُشاركي
واتركْ حديث المُعرضِين عن الهوى
يا صاحبي إن كنت لست بتاركي
وإذا دعاك لبيع نفسك سائمٌ
في حبها يوماً فبعه وبارك
انَّ التي فتنتكَ ليلة َ أشرقت
إشراق شمسٍ في دجنة حلك
لا تصطَفي خِلاَّ سوى كلِّ امرىء ٍ
صبٍ لأستار التنسك هاتك
فاخلع ثيابَ النُّسك فيها واسترح
من إفك لاح في الصبابة آفك
أولا فدع دعوى المحبة واجتنب
نهجَ الغرام فلستَ فيه بسالِكِ
وإذا بدا منها المحيَّا فاستعذْ
من سافرٍ لدم الأحبة سافك
كم من محبٍ قد قضى في حبها
وجداً عليه فكان أهون هالك
ملكت نفوسَ أُولي الغَرام بأسرها
علا اتقيت الله يا ابنة مالك
حسبي ولوعاً في هواك ولوعة ً
إن تطلبي قتلي ظفرت بذلك
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ألا هل درت من أقصدت أسهم الهلك
ألا هل درت من أقصدت أسهم الهلك
رقم القصيدة : 27685
-----------------------------------
ألا هل درت من أقصدت أسهم الهلك
فأصبح عِقدُ المجد منفصمَ السِّلكِ(35/414)
وهل علمت ماذا جنته يدُ الرَّدى
لقد فتكت ويل أمها أيما فتك
أباحت حِمى ً ما راعه قطُّ حادثٌ
وأردت فتى ً للأخذ يُدعى وللتَّركِ
أصمَّت برُزءٍ عمَّ فادحُه الورى
وخص به بيت النبوة والملك
فأي فؤادٍ لا يذوب من الأسى
وأيَّة ُ عين لا تَفيض ولا تبكي
أصمَّت بزين العابدين نُعاته
فكم ثَمَّ من سمع بمنعاه مستكِّ
سرى نعيه قبل اليقين ولم أكن
لأحسبه إلا مقالاً من الإفك
على أنَّه أقذى العيونَ وأوْشكت
صدور العلى والمجد ترفض من ضنك
فلما تجلى للقلوب يقينه
ودكت له شم الذرى أيما دك
بكى حَزَناً من كان لا يعرفُ البُكا
وأنشد كلٌّ مقلتيه قِفا نبكِ
وأمست بِقاعُ الفضل عاطلة السُّرى
وأضحت بحارُ المجد راكدة َ الفُلْكِ
لقد كان شكِّي فيه أبردَ للحَشا
فيا ليتني ما زلت منه على شك
كذا جد أحداث الليالي وصرفها
فأيُّ امرىء ٍ مَدَّت إليه يَدَ الهَلكِ
برغم العوالي السمهرية والظبى
أصيب ولم تطعن عليه ولم تنك
أبا هاشمٍ أشرقت كوكب سحرة ٍ
فلا عجبٌ إن غبت عنا على وشك
فقدتك فقد الروض زهر كمامه
ورحت من الأشجان أبكي وأستبكي
لئن ظل صبري عنك منفصم العرى
فقلبي من الأحزان ليس بمنفك
وإن لم أكن أبصرتُ شخصَك في الورى
فما غاب عني شخص إحسانك المحكي
أعزِّي أباكَ البرَّ عنك وإنّني
وإياه من وجدٍ سهيمان في شرك
أتكتحل الأجفان بعدك بالكرى
سلواً وتفتر الثغور من الضحك
وهيهات ما في الأنس بعدك مطمعٌ
ولا لأسارى حزنِ يومكَ من فَكِّ
ألوذ بستر الصبر عنك تجلداً
فيأبى له عظمُ المصاب سِوى الهَتكِ
وإن رمتُ إطفاءً لنار تلهُّفي
عليكَ غدا حُزني لها أبداً يُذكي
ولو رد عنك الحتف بالبأس لم يقف
سِنانيَ عن طعنٍ وسيفيَ عن بَتْكِ
إذاً خاضَ لُجَّ الموت دونكَ فتية ٌ
على ضمرٍ تهوى الشكائم بالعلك
ولكن قضاءُ الله غيرُ مُدافَعٍ
وأحكامُه تجري ولمْ تخشَ من دَرْكِ
ولله قبرٌ ضم جسمك فانبرى
بطيب شذا رياك يهزأ بالمسك
فكم ضم من مجدٍ وكم حاز من علاً(35/415)
وكم حاز من رُشدٍ وكم نال من نُسكِ
يعز على أرض الغري وكربلا
وطيبة َ ذات الطِّيب والحرم المكِّي
بأنك في أرض سواهن ملحدٌ
ولو أنَّها تعلو السَّماكين في السَّمك
فلا برحت تَسقي ثراكَ مدامعٌ
تزيد على عِزِّ السَّحائب في السَّفكِ
أبا ناصرٍ لا يستفزنك الأسى
على حادثٍ يُشكى إليه فلا يُشكي
فإنك طودٌ لا تذل لفادحٍ
وهيهات طود المجد ليس بمندك
تأسَّ بخير الخَلق آبائِك الألى
بكت لرزاياهم أولو الدين والشِّركِ
على إنها لم يبق صرفها
على سوقة ٍ في العالمين ولا ملك
ولا تبد للبأساء إلا تكرماً
وإن بالغت في النهر يوماً وفي النهك
وكنْ في صُروف الدَّهر كالذهب الذي
يزيد عياراً كلما زيد في السبك
وكيف وأنت النَّدبُ لو أنَّ حاكياً
حكى عنك غير الصَّبر كذَّبتُ ما يحكي
أفاضَ عليك الله درعَ وقاية ٍ
تقيك من الأسواء موضونة الحبك
ودم لا نأت للعز عنك مآربٌ
ولا خرجت غرُّ العُلى لك عن مُلكِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا دارَ ميَّة بالجرعاءِ حيَّاك
يا دارَ ميَّة بالجرعاءِ حيَّاك
رقم القصيدة : 27686
-----------------------------------
يا دارَ ميَّة بالجرعاءِ حيَّاك
صوب الحيا الرائح الغادي وأحياك
ولا أغبك من دمعي سواجمه
إن كان يُرضيكِ ريَّا مدمعي الباكي
سَقياً ورَعياً لأيَّامٍ قضيتُ بها
عيش الشبيبة في أكناف مرعاك
ما هينَمَتْ نسماتُ الرَّوض خافقة ً
إلا تنسمت منها طيب رياك
ولا تغنى حمام الأيك في فننٍ
إلاَّ تذكرتُ أيَّامي بمغناكِ
أصبو إلى الرمل من جرعاء ذي إضمٍ
وما لقلبي وللجرعاءِ لولاكِ
يخونُني جَلَدي ما حنَّ مكتئِبٌ
وينفذُ الصبرُ مهما عنَّ ذكراكِ
لله طيبُ ليالٍ فيكِ مشرقة ٍ
مرت فما كان أحلاها وأحلاك
إذ النَّوى لم تُرْع شملي ولا عرِيَتْ
من اصطياد الظباء الغيد أشراكي
ياظبية ً بالكثيب الفرد راتعة ً
أوحشتِ عيني وفي الأحشاءِ مثواكِ
رميتِ قلبي بسهمٍ من رَناكِ وقد
سكنت فيه فما أبعدت مرماك(35/416)
الغصنُ يُعرب عن عِطفيك مائسُهُ
وطلعة البدر تنبي عن محياك
وكاد يَحكيكِ ضوءُ الصُّبح مبتسِماً
لكن ثناه وميضٌ من ثناياك
وقيل شمسُ الضُّحى تَحكيكِ مشرقة ً
وما حكتكِ ولكن أوهِمَ الحاكي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> من أودَع الراحَ والأقاحَ فمَكْ
من أودَع الراحَ والأقاحَ فمَكْ
رقم القصيدة : 27687
-----------------------------------
من أودَع الراحَ والأقاحَ فمَكْ
ومن أعار الصباح مبتسمك
أصبحَ من قد رآك ملتثماً
يتيه سُكراً فكيف من لَثمَكْ
لو أنصفتك الحسان قاطبة ً
أصبحت مولى ً وأصبحت خدمك
قالوا حكى فرقك الصباح ولو
حكمت فيه أوطأته قدمك
يا مقسِماً أن يُذيبَني كلَفاً
حسبُك أبررتَ بالجَفا قَسَمَكْ
وأنت يا طرفَه السقيمَ أما
تكف عن ظلم غير غير من ظلمك
سلبتَني صبري الجميلَ وما
كفاكَ حتى كسوتَني سَقَمَكْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> كوكب الصبح قد بدا يحكيك
كوكب الصبح قد بدا يحكيك
رقم القصيدة : 27688
-----------------------------------
كوكب الصبح قد بدا يحكيك
فامزج الكأسَ يا رشا من فِيكْ
بادر الصبح بالصبوح فقد
فاح ريحُ الصِّبا وصاحَ الدِّيكْ
وأدِرْها عليَّ مُشرقة ً
عن سنى البدر في الدجى تغنيك
وادْعُ في الأنس والسرور بها
ودَعِ الهمَّ شأنُه شانِيكْ
هي عين الحياة فاحي بها
روح صبٍ بروحه يفديك
إن ضللت السبيل في غسقٍ
فبمشكاة نورها تهديك
واصِل الراحَ ما حَييتَ ولا
تُصغ سَمعاً لعاذلٍ يُغويكْ
واهجر اللاَّئمين إن غَضِبوا
إن فيها جميع ما يرضيك
هي لا شك آية ٌ ظهرت
فانفِ عنها مقالَ ذي التَّشكِيكْ
قل لميتِ الغَرام قُم سَحَراً
واصطحبها فإنَّها تُحييكْ
لا تقل إثمها يحل بنا
فهيَ من كلِّ مأثم تُنجِيكْ
يا عذولي أسرفت في عذلي
كف عني فما جرى يكفيك
خلِّني والمُدام في شُغُلٍ
واشتغل أنت بالذي يعنيك
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> من قاس جدوى يديك يوماً
من قاس جدوى يديك يوماً(35/417)
رقم القصيدة : 27689
-----------------------------------
من قاس جدوى يديك يوماً
بالغيث ما بر في امتداحك
الغيثُ ينهلُّ وهوَ باكٍ
وأنت تُعطي وأنتَ ضاحِكْ
العصر العباسي >> البحتري >> ونكثر أن نستودع الله ظاعنا
ونكثر أن نستودع الله ظاعنا
رقم القصيدة : 2769
-----------------------------------
وَنُكثِرُ أنْ نَستَوْدِعَ الله ظَاعِناً،
يُوَدَّعُ صَافي العَيْشِ، حينَ يُوَدِّعُ
بَنو مَخلَدٍ إنْ يُشرَعِ الحمدُ يَشرَهُوا
إلَيهِ، وإنْ يُدعَوا إلى المَجدِ يُسرِعُوا
إذا نحنُ شَيّعْنا منَ القَوْمِ وَاحِداً،
هجَرْنا الكَرَى، حتّى يَؤوبَ المُشَيَّعُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> هذا المصلَّى وذا النخيلُ
هذا المصلَّى وذا النخيلُ
رقم القصيدة : 27690
-----------------------------------
هذا المصلَّى وذا النخيلُ
يا حبذا ظله الظليل
وهذه طيبة ٌ تراءت
فعُجْ بنا أيُّها الدَّليلُ
أما ترى العيسَ من نشاطٍ
تكاد في سيرها تسيل
تميد من تحتنا ارتياحاً
ونحن من فوقها نميل
فاحبس ولا تجهد المطايا
تم السرى وانقضى الرحيل
وانزل ولا تخش من عناءٍ
فها هنا يُكرَمُ النَّزيلُ
وها هنا تدرك الأماني
وها هنا ينقع الغليل
فسل سبيل الورود فيه
فورده العذب سلسبيل
مقام قدسٍ إليه يسمو
من السماوات جبرئيل
وقل صلاة الإله تترى
عليك يا أيها الرسول
يا خير من زمت المطايا
له ومن شُدَّت الحمولُ
أنت الذي جاهه جليلٌ
وجوده وافرٌ جزيل
يدعوك عبدٌ إليك يعزى
فهل له إذ دعا قبول
فؤاده بالأسى جريحٌ
وجسمه بالضنى عليل
قد عاث صرف الزمان فيه
وخانه صبره الجميل
أصبح بالهند في انفرادٍ
فلا عشيرٌ ولا قبيل
ليس به في الورى حفيٌّ
ولا له منهُمُ كفيلُ
وأنت أدرَى بما يُقاسي
فشرحُ أحواله طويلُ
خذ بيدي يا فدتك نفسي
فقد عَفا صَبريَ المُحيلُ
وطال ـ بالرغم ـ عنك بُعدي
فهل إلى قربكم سبيل
فأدْنني منك وانتقذني
من غربة عبؤها ثقيل
فقد تفألت بالتداني(35/418)
والفأل بالخير لا يفيل
متى أرى يا ترى ركابي
لها إلى طيبة ٍ ذميل
فيشتفي قلبيَ المُعنَّى
ويكتَسي جسميَ النحيلُ
ويُصبحُ الشملُ في اجتماعٍ
والقرب من بعدنا بديل
أرجوك يا أشرف البرايا
وما الرجا فيكَ مُستحيلُ
أن تنجحَ اليومَ كلَّ سُؤلي
وإن أبى دهريَ البخيلُ
صلَّى عليكَ الإلهُ يا من
بجوده تَرتَوي المُحُولُ
والآل والصحب خير آل
جميلُهم في الورى جَليلُ
ما غنت الورق في رياضٍ
وأطرب السجع والهديل
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> هذا الحجازُ وذاك ضالُهْ
هذا الحجازُ وذاك ضالُهْ
رقم القصيدة : 27691
-----------------------------------
هذا الحجازُ وذاك ضالُهْ
قد قُلِّصت عنه ظِلالُهْ
ماذا بكاء المستهام
برقمتيه وما سؤاله
إن كان أطعمه الحمى
فاليوم تؤيسه رماله
قد بانَ عنه جَمالُه
وتحملت منه جماله
أين المعاهد والعهود
وأين من مال اعتدالُهْ
لهفي على الرشأ الذي
قد أفلتت منِّي حباله
يصفو ويكدر حبه
فالحب أكدره ملاله
ما إن حلالي وعده
إلا ومرره مطاله
منع الكرى عن ناظري
كيلا يلم بنا خياله
لو أنَّ ما بي من هواه
بيذبلٍ ذابت قلاله
يا ويح قلب قد تفرغ
في هواه به اشتغاله
حملته ما لم يطق
واليوم قد قل احتماله
ولكلِّ خطبٍ حيلة ٌ
والبينُ قلْ لي ما احتيالُه
نعم التجأت بمن أذلَّ
فاليوم لا أخشى الزما
نَ وملجئي يُخشى صِيالُه
مولى ً به نلت المنى
وقضى لي الآمال ماله
وسِعَ الورى إفضالُه
فغدا يعمُّهمُ نوالُه
إن رام نال وإن يقل
فالقول يتبعه فعاله
ليثٌ يهولك صوله
يا أيها المولى الذي
قد أكملَ العَليا كمالُه
وبه زَها روضُ العُلى
والمجدُ قد صحَّ اعتلالُهْ
إنِّي بعفِوكَ واثقٌ
والعفو أكرمه مذاله
فأقِلْ عِثاري إن عثرت
ولا تقلْ ظهرَ اختلالُهْ
فلأنت أكرم من رجوت
وخيرُ من كرُمت خِصالُه
كم نائلٍ أوليتَنِيه
وساغ لي عَذباً زُلالُهْ
بوأتني المجد المؤثل
عندما مُدَّتْ ظِلالُه
فاسْلم ودُم متبوِّئاً
مجداً سما عزاً مناله(35/419)
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> إليكَ فقلبي لا تقِرُّ بلابلُهْ
إليكَ فقلبي لا تقِرُّ بلابلُهْ
رقم القصيدة : 27692
-----------------------------------
إليكَ فقلبي لا تقِرُّ بلابلُهْ
إذا ما شدت فوق الغصون بلابله
تهيج له ذكرى حبيبٍ مفارقٍ
زرودُ وحُزوى والعقيقُ منازلُهْ
سقاهُنَّ صوبُ الدَّمعِ منِّي ووبلُه
منازلَ لا صوبُ الغمام ووابلُه
يحلُّ بها من لا أصرِّحُ باسمِه
غزالٌ على بعد المزار أغازله
تقسَّمه رَقُّ الجَمال وجَزلُهُ
فرنَّ وشاحاهُ وصُمَّت خلاخِلُه
وما أنا بالناسي ليالي بالحمى
تقضت وورد العيش صفو مناهله
ليالي لا ظبيُ الصَّريم مصارمٌ
ولا ضاقَ ذَرعاً بالصّدود مُواصلُهْ
وكم عاذلٍ قلبي وقد لج في الهوى
وما عادلٌ في شِرعة الحبِّ عاذلُه
يلومون جهلاً في الغرام وإنما
له وعليه بره وغوائله
فلله قلبٌ قد تمادى صبابة ً
على اللوم لا تنفك تغلى مراجله
وبالحِلَّة الفيحاءِ من أبرقِ الحِمى
رداحٌ حماها من قنا الخط ذابله
تميسُ كماماسَ الرُّدينيُّ مائداً
وتهتز عجباً مثلما اهتز عامله
مهفهفة ٌ الكشحَيْن طاوية ُ الحَشا
فما مائد الغصن الرطيب ومائله
تعلَّقتُها عصرَ الشبيبة والصِّبا
وما علقت بي من زماني حبائله
حذرتُ عليها آجلَ البُعد والنَّوى
فعاجلني من فادح البين عاجله
إلى اللَّهِ يا ظمياءُ نَفساً تقطَّعت
عليكِ غراماً لا أزال أُزاولُهْ
وخطبَ بِعادٍ كلَّما قلتُ هذه
أواخرُه كرَّت عليَّ أوائِلُهْ
لئن جار دهري بالتفرق واعتدى
وغال التَّداني من دُهى البين غائلُه
فإنِّي لأرجو نيلَ ما قد أمَلتُه
كما نال من يحيى الرغائب آمله
كريمٌ وفي إحسانه ونوالِه
بما ضمِنَتْ للسائِلين مخائلُه
من النَّفر الغرِّ الذين بمجدهم
تأيد أرز المجد واشتد كاهله
لقد ألبست نفس المعالي بروده
وزرت على شخص الكمال غلائله
جوادٌ يرى بذل النوال فريضة ً
عليه فما زالت تعمُّ نوافلُهْ
له همة ٌ نافت على الأوج رفعة ً
تقاصر عنها حين همت تطاوله(35/420)
أجلُّ همامٍ أدرك المجدَ همَّة ً
وأكرمُ مولى ً جاوز الحدَّ نائلُه
وقد أيقنت نفسُ المكارم أنَّها
لتَحيا بيحيى حين عمَّت فواضلُهْ
أخٌ ليَ ما زالت أواخي إخائِه
موطَّدة ً منه ببرٍّ يُواصلُه
ليهنك مجدٌ يا ابن أحمد لم تزل
فواضلُه مشهورة ً وفضائلُهْ
أبى اللَّهُ إلاَّ أن يُنيفَ بكَ العُلى
ويعلي بك المجد الذي أنت كافله
وما زلت تسعى بالمكارم طالباً
مقاماً تناهى دونَه من يُحاولُه
فحسبك قد جزت الأنام برتبة ٍ
تشيرُ لها من كلِّ كفٍّ أناملُهْ
سأشكرُ ما أهديتَ لي من أزاهرٍ
يجول عليها من ندى الحسن جائله
وأثني على ما صغته من قلائدٍ
تحلى بها من جيد مدحي عاطله
فدم سالماً من كلِّ سُوءٍ مهنَّأً
بما نلتَه دهراً وما أنت نائلُهْ
ودونكها من بَعض شكري وما عسى
يفي بالذي أوليت ما أنا قائله
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أبو طالب عم النبي محمدٍ
أبو طالب عم النبي محمدٍ
رقم القصيدة : 27693
-----------------------------------
أبو طالب عم النبي محمدٍ
به قام أزر الدين واشتد كاهله
ويكفيه فخراً في المفاخر أنه
مؤازرُه دونَ الأنام وكافلُه
لئن جهِلَت قومٌ عظيمَ مقامِه
فما ضر ضوء الصبح من هو جاهله
ولولاه ما قامت لأحمد دعوة ٌ
ولا انجاب ليل الغي وانزاح باطله
أقرَّ بدين الله ستراً لحكمة ٍ
فقال عدوُّ الحقِّ ما هو قائلُه
وماذا عليه وهو في الدين هضبة ٌ
إذا عصفت من ذي العِناد أباطلُهْ
وكيف يحل الذم ساحة ماجدٍ
أواخره محمودة ٌ وأوائلُهْ
عليه سلامُ الله ما ذرَّ شارقٌ
وما تليت أخباره وفضائله
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لا طرقتك الخطوب والعلل
لا طرقتك الخطوب والعلل
رقم القصيدة : 27694
-----------------------------------
لا طرقتك الخطوب والعلل
ولا اعتراك الفتور والكسل
حاشاك من علة ٍ ومن كسلٍ
ما اعتلَّ إلاَّ الرَّجاءُ والأملُ
يا ماجداً بالفخار متسماً
دانت له الشامخات والقُللُ
ولاح نجم الهدى بطلعته(35/421)
فاتضحت من ضيائه السبل
أنت الذي حزت كل مكرمة ٍ
بها مدى الدَّهر يُضربُ المثلُ
فاسلم ودمْ راقياً ذُرى شَرفٍ
تقصر عنها البوازل الطول
وابق موقاً من كل حادثة ٍ
وغصنك الدهر مورقٌ خضل
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وافتك تنهجُ للخطاب سَبيلا
وافتك تنهجُ للخطاب سَبيلا
رقم القصيدة : 27695
-----------------------------------
وافتك تنهجُ للخطاب سَبيلا
وتجرُّ ذيلاً للعِتاب طَويلا
غرَّاءُ تهزأ بالنجومِ لوامِعاً
والزهر غضاً والنسيم بليلا
قد سمتها التقبيل فيك ولم أقل
لولا المشيبِ لسمتُها تقبيلا
حملتها جمل العتاب وإنما
فصلت در مقالها تفصيلا
ما فاخرَتْ قولاً بحسنِ نظامِها
إلا وجاءت وهي أحسن قيلا
أجريت طرف العتب في مضمارها
فأتاك يشأو السابقات ذميلا
ما لِلَّيالي قد وقَفْنَ مبرِّزاً
وفللن عضباً من وفاك صقيلا
فصرمتني ونبذت حبل مودتي
واعتضت عن ودي العداة بديلا
وصدفت عن سبل الوفاء مجنباً
وسلكتَ من طُرق الجَفاء سَبيلا
فحملت منك على مزاولة النوى
عِبئاً عليَّ مع الزمان ثَقيلا
مهلاً فما أعرضت عني واثقاً
إلاَّ بمن لم يُغنِ عنكَ فتيلا
فانظر لنفسك ما أتيت فلن أرى
لك لو علمتَ بما أتيتَ قبيلا
الله في حرمات ودٍ أصبحت
هملاً وأصبح هديها تضليلا
كم شامتٍ قد كان يأمُل أن يَرى
ربع الوداد ـ وقد رآه ـ مَحيلا
فارجِع بودِّك عن قريبٍ طالباً
عذراً ـ على رغم العدوِّ ـ جميلا
حتى أجادل فيك كل مكذب
وأقيمَ منكَ على الوفاءِ دليلا
حاشا لمثلك والمودة ذمة ٌ
أمسى بها العهدُ القَديم كَفِيلا
إنِّي أؤمِّل أن أُزيل بكَ الجَوى
وأبلُّ من حرِّ الفؤادِ غَليلا
وأعودُ أنشدُ في هواك ندامة
يا ليتني لم أتَّخذكَ خَليلا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> سقى تلك الأباطح والرمالا
سقى تلك الأباطح والرمالا
رقم القصيدة : 27696
-----------------------------------
سقى تلك الأباطح والرمالا
عهاد الغيث ينهمل انهمالا(35/422)
وحيَّا اللَّهُ بالجَرعاء حيّاً
رعَيتُ به الغَزالة َ والغَزالا
دياراً كنتُ آمنُها نزولاً
ولا أخشى لدائرة ٍ نِزالا
إذا هزَّت غَوانيها قُدُوداً
تهزُّ رجالُها أسَلاً طِوالا
لعَمرُكَ ما رُماة بني أبيها
بأصْمى من لواحظها نبالا
وبي منهنَّ واضحة ُ المحيَّا
هضيمَ الكشح جاهزة ً دلالا
تُعير الظبيَ مُلتَفَتاً وجيداً
وتكسو الغصنَ ليناً واعتدالا
تُميط لثامَها عن بدرِ تَمٍّ
تجلَّى فوق غرَّتها هِلالا
أغارُ من الرِّياح إذا أمالَتْ
مُهفهفَ قدِّها يوماً فمالا
تقابلُها إذا هبَّت قَبولا
وتشمَلُها إذا نَسَمت شَمالا
وما أغرى الفؤادَ بحبِّ خَودٍ
مَنوعٍ لن تُنيل ولن تُنالا
سبت جفني نومهما لكيلا
أواصل في المنام لها خيالا
ولستُ إذا طلبتُ الوصَل منها
بأوَّلِ عاشقٍ طلبَ المُحالا
غَبطتُ الركبَ حين بها استقلُّوا
فكم حملت جِمالُهم جَمالا
أقول لصاحبي لما تجلت
وجلت أن أصيب لها مثالا
أبدرُ الأفق لاحَ فقال كلاَّ
متى كانت منازلُهُ الحِجَالا
وربَّ لوائمٍ أوْقرنَ سَمعي
ملاماً ظل يوقرني ملالا
هجرنَ بذمهنَّ الهجرَ مِنها
ولا هجراً عرفنَ ولا وِصالا
ولو أني أكافيهن يوماً
جعلتُ خدودَهنَّ لها نِعالا
وكم حاولتُ صبري في هَواها
فقال إليك عني واستقالا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا غزالاً يخفي سناه الغزاله
يا غزالاً يخفي سناه الغزاله
رقم القصيدة : 27697
-----------------------------------
يا غزالاً يخفي سناه الغزاله
فتنَتْني لحاظُك الغَزَّالَهْ
مرَّ دهرٌ والعيشُ صفوٌ إلى أن
ذاق قلبي طعمَ الهوى فحَلالَهْ
ما لقلبي والحب لو لم تمله
للتًصابي أعطافك المياله
زادَني لحظُك السقيم اعتلالاً
لا شفى الله سقمَه واعتلالَهْ
كنتُ غِرّاً بالحبِّ حتى دَهَتْني
برناها لحاظك المغتاله
كيف أرجو الوفا وأنت على العهد
بطيء الرّضا سريع الملاله
قلت لمّا أاطال فيك عذولي
أنا راضٍ به على كلّ حاله
يا نسيماً سَرى من الغَور وَهْناً(35/423)
ساحباً في ربى الحمى أذياله
طاب نشراً بطيب من سكن الجِزع
ووافى يجرّ برد الجلاله
فروى أحسن الحديث صحيحاً
مسنداً عنهم وأدى الرساله
هات كررّ ذاك الحديث لسمعي
ولك الطول ان رايت الإطاله
قد نكأتَ الغداة في القلب جُرحاً
كنتُ أرجو بعد البِعاد اندِمالَهْ
يالك الخير إن أتيت ربى سلع
وشارفَت كثبَه ورمالَهْ
قف بأعلامه وسل عن فؤادٍ
خَتَلْته ظباؤه المُختالَه
وتلَّطف واشرَح لهم حالَ صبٍّ
غير السقم حاله فأحاله
ما سرى بارقٌ برامة َ إلاَّ
واستهلت دموعيَ الهَطَّاله
وتذكرت مربع الأنس والهم
وعصرَ الصِّبا وعهدَ البِطالَهْ
حيثُ ظلِّي من الشَّباب ظليلٌ
والهوى مُسبِغٌ عليَّ ظِلاله
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> سقى اللَّهُ أيَّامَنا بالحجاز
سقى اللَّهُ أيَّامَنا بالحجاز
رقم القصيدة : 27698
-----------------------------------
سقى اللَّهُ أيَّامَنا بالحجاز
ولا جازَها الغيدقُ الهاطلُ
فما كان أرغد عيشي بها
إذ المنزلُ القفرُ بي آهلُ
لقد طالَ وجدي وذكري لها
وليسَ لما قد مضى طائِلُ
فيا لهف نفسي له ماضياً
ترحل والوجد بي نازل
ترى من غرامي به دائم
وحالي من فقده حائل
درى أنّ وجدي به لا يزول
وصبري من بعده زائل
يقولون لي إنه خاذلٌ
وخير الظّبا الشادن الخاذل
أتعذلُني جاهلاً حالَه
لك الويلُ يا أيُّها العاذلُ
تجيب الصّفاة وليس يجيب
ودمعي على وجنتي سائل
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> إلى اللَّهِ ممَّا يُلاقي المحبُّ
إلى اللَّهِ ممَّا يُلاقي المحبُّ
رقم القصيدة : 27699
-----------------------------------
إلى اللَّهِ ممَّا يُلاقي المحبُّ
بليلى وما نال في الحبّ نيلا
قضى العمر بين بكا واشتياقٍ
فيبكي نهاراً ويشتاق ليلا
شعراء الجزيرة العربية >> خالد المريخي >> ما بين بعينك
ما بين بعينك
رقم القصيدة : 277
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ما بيّن بعينك على كثر ما جاك(35/424)
لا واحسافة ليتني ما عطيتك
تخطي وأعذرك وأتحمل خطاياك
هويت غلطاتك كثر ما هويتك
ضحيت بالدنيا علشان دنياك
خليت كل اللي يبيني وجيتك
كنت بعيوني وين ما أطالع ألقاك
حتى لو غمضت عيني لقيتك
من كثر ما أحبك وأقدرك واهواك
ما أذكر اني في حياتي عصيتك
ولا فاد كل اللي أسويه وياك
أتعبت قلبي ليتك تحس ليتك
والحين روح أرجوك ساعدني أنساك
لا تجي حتى لو اني بغيتك
وان مر في بالي بقايا لذكراك
بحاول أنساها مثل ما نسيتك
العصر العباسي >> البحتري >> ترى الليل يقضي عقبة من هزيعه
ترى الليل يقضي عقبة من هزيعه
رقم القصيدة : 2770
-----------------------------------
تُرَى اللّيلُ يَقضِي عُقبَةً من هَزِيعِهِ،
أمِ الصّبْحُ يَجلُو غُرّةً من صَديعِهِ
أوِ المَنْزِلُ العافي يَرُدُّ أنيسَهُ
بُكَاءٌ عَلى أطْلاَلِهِ، وَرُبُوعِهِ
إذا ارْتَفَقَ المُشْتَاقُ كانَ سُهَادُهُ
أحَقَّ بجَفْنَيْ عَيْنِهِ مِنْ هُجُوعِهِ
وَلُوعُكَ أنّ الصّبّ إمّا مُتَمِّمٌ
على وَجْدِهِ، أوْ زَائِدٌ في وَلُوعِهِ
وَلاَ تَتَعَجّبْ مِنْ تَمَادِيهِ إنّهَا
صَبَابَةُ قَلْبٍ مُؤيِسٍ مِنْ نُزُوعِهِ
وَكنتُ أُرَجّي في الشّبَابِ شَفَاعةً،
وَكَيْفَ لبَاغي حَاجَةٍ بشَفيعِهِ
مَشيبٌ كَنَثّ السّرّ عَيَّ بحَمْلِهِ
مُحَدّثُهُ، أوْ ضَاقَ صَدرُ مُذيعِهِ
تَلاَحَقَ حتّى كادَ يأتي بطيئُهُ،
بحَثّ اللّيَالي، قَبْلَ أتْيِ سَرِيعِهِ
أخَذْتُ لهَذا الدّهْرِ أُهْبَةَ صَرْفِهِ،
وَلَمّا أُشَارِكْ عاجِزِاً في هُلُوعِهِ
وَلَمْ تُبْنَ دارُ العَجْزِ للمُحْلِسِ الذي
مَطِيّتُهُ مَشْدُودَةٌ بِنُسُوعِهِ
وَلَيْسَ امرَاً إلاّ امرُؤٌ ذَهَبَتْ بِهِ
قَنَاعَتُهُ، مُنْحَازَةً عَنْ قُنُوعِهِ
إذا صَنَعَ الصَّفّارُ سُوءَاً لنَفْسِهِ،
فَلا تَحْسُدِ الصَّفّارَ سُوءَ صَنيعهِ
وَكانَ اختيالُ العِلجِ من عَطَشِ الرّدَى
إلى نَفْسِهِ، شَرَّ النّفُوسِ، وَجُوعِهِ
عَبَا لجَميعِ الشرّ هِمّةَ مَائِقٍ،(35/425)
وَقَد كانَ يكفي بَعضُهُ من جَمِيعِهِ
وَرَدّتْ يَدَيْهِ، عَنْ مُسَاوَاةِ رَافعٍ،
زِيَادَةُ عالي القَدْرِ عَنْهُ، رَفيعِهِ
بصَوْلَتِهِ كَانَ انْقِضَاضُ بِنَائِهِ
لأسفَلِ سِفْلٍ، وانفِضَاضُ جموعِهِ
وَلَمْ يَنْقَلِبْ مِنْ بَسْتَ، إلاّ وَرَأيُهُ
شَعَاعٌ، وإلاّ رَوْعُهُ شُغْلُ رُوعِهِ
فإنْ يَحْيَ لا يُفلِحْ، وإن يَثْوِ لا يكنْ
لِبَاكٍ عَلَيْهِ مَوْضِعٌ لدُمُوعِه
دَمٌ إنْ يُرَقْ لا يَقْضِ تَبْلاً مَرَاقُهُ،
وَلاَ يُطْفِىءُ الأوْغَامَ لُؤمُ نَجِيعِهِ
شَفَى بَرَحَ الأكْبَادِ أنّ ابنَ طاهِرٍ
هَوَتْ أُمّ عاصِيهِ بسَيْفِ مُطيعِهِ
تُرَجّي خُرَاسَانٌ جِلاَءَ ظَلاَمِهَا
ببَدْرٍ، منَ الغَرْبِ ارْتِقَابُ طُلُوعِهِ
مَتَى يأتِهَا يُعْرَفْ مُقَوِّمُ دَرْئِهَا،
وَلاَ يَخْفَ كافي شأنِهَا من مُضِيعِهِ
مَتَى قِظْتَ في شَرْقِ البِلادِ، فإنّني
زَعِيمٌ بأنّ قَيْظَهُ مِنْ رَبِيعِهِ
لَقَدْ جَشِمَ الأعْدَاءُ وِرْدَ نَفَاسَةٍ
عَلَيْكَ، يُلاقُونَ الرّدى في شُرُوعِهِ
وَكَمْ ظَهَرَتْ، بعْدَ استِتَارِ مكانِها،
شَنَاةٌ، خَباها كاشحٌ في ضُلُوعِهِ
وَمَرْضَى من الحُسّادِ قد كانَ شَفَّهُمْ
تَوَقُّعُ هَذا الأمْرِ، قَبْلَ وُقُوعِهِ
وَمَا عُذْرُهُمْ في أنْ تُعَلّ صُدُورُهمْ
على ناشرِ الإحْسانِ فيهِمْ، مُشيعِهِ
لَئِنْ شَهَرَ السّلطانُ أمضَى سُيُوفِهِ،
وَرَشّحَ عُودُ المُلْكِ أزْكَى فُرُوعِهِ
فَلاَ عَجَبٌ أنْ يَطْلُبَ السّيلُ نَهْجَهُ،
وأنْ يَستَقيمَ المُشتَري مِنْ رُجُوعِهِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا عاذلي في الأماني
يا عاذلي في الأماني
رقم القصيدة : 27700
-----------------------------------
يا عاذلي في الأماني
أكثرتَ في العذلِ قَولا
دَعني أُعلِّلُ نفسي
ما أضيقَ العَيشَ لَولا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ومزرٍ بضوءِ الشَّمس لم ترَ وجهَهُ
ومزرٍ بضوءِ الشَّمس لم ترَ وجهَهُ
رقم القصيدة : 27701(35/426)
-----------------------------------
ومزرٍ بضوءِ الشَّمس لم ترَ وجهَهُ
ولا ماثلَتهُ في علوٍّ ولا نُبل
بلينا جوى ً إن رام منّا تدلّلاً
على الحبِّ إبلاءَ النُفوس ولا نُبلي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وأهيف قد قدّ القلوب بقدّه
وأهيف قد قدّ القلوب بقدّه
رقم القصيدة : 27702
-----------------------------------
وأهيف قد قدّ القلوب بقدّه
وما هو حَدَّيْ سِنانٍ ولا نَصلِ
صلتنا لظى الهيجاء إن سامنا هوى ً
على حبه صلي النفوس ولا نصلي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> رَوى لنا المشطُ حديثاً عجباً
رَوى لنا المشطُ حديثاً عجباً
رقم القصيدة : 27703
-----------------------------------
رَوى لنا المشطُ حديثاً عجباً
من فرعها الداجي كلَيْلٍ أليلِ
إذ أرسلته وارداً مسلسلاً
فاعجب له من مُرسَلٍ مُسلسَلِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> تجنّ واعتب تجد منّي بذاك رضاً
تجنّ واعتب تجد منّي بذاك رضاً
رقم القصيدة : 27704
-----------------------------------
تجنّ واعتب تجد منّي بذاك رضاً
والعذرُ إنْ شئتَ مسموعٌ ومقبولُ
ولم أؤاخذك في ذنبٍ ولا عتبٍ
فالذنبُ والعتبُ موضوعٌ ومحمولُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لنا كل يومٍ رنة ٌ وعويل
لنا كل يومٍ رنة ٌ وعويل
رقم القصيدة : 27705
-----------------------------------
لنا كل يومٍ رنة ٌ وعويل
وخطبٌ يَكلُّ الرأيُ وهو صقيلُ
بكيتُ لو أنَّ الدمعَ يُرجعُ ميِّتاً
وأعولتُ لو أجدى الحزينَ عويلُ
لحما لله دهراً لا تزال صروفه
تطول علينا دائماً وتعول
علام وفيما قد أصاب مقاتلي
وغادرني هامي الدموع أعولُ
وحملني خطباً تضاءلت دونه
وما أنا قدماً للخطوب حمول
بموت كريمٍ ماجدٍ وابن ماجدٍ
له العزُّ دارٌ والعَلاءُ مَقيل
فتى ً قد عَنَت يومَ الهياج له القَنا
وراح الحسامُ العضبُ وهو ذليلُ
بكاه القنا الخطي علماً بأنه
كسيرٌ وأنَّ المشرفيَّ كليلُ(35/427)
فمن للعَوالي بعد كفَّيه والنَّدى
ومن في صفوف النَّاكثينَ يَجولُ
ومن بعده للسيف والضيف
والعُلى ومَن بعدَه للمكرُمات كفيلُ
ربيبُ عُلاً شحَّ الزمانُ بمثله
وكلُّ زمانٍ بالكرام بَخيلُ
ولمَّا نَعى النَّاعي به ضاق بي الفضا
وراحت دموعي الجامدات تسيل
وهيهات أن تأتي النِّساءُ بمثله
ويَخلف عنه في الأنام بَديلُ
سأبكيكَ يا عمارُ ما ناحَ طائرٌ
وما ندبت بعد الرحيل طلول
مُصابي وإن طوَّلته عنك قاصرٌ
ودمعي وإن كثرت فيك قليل
سلكت وأسلكت الأسى في حشاشتي
ممر سبيل ما سواه سبيل
لك اليومَ في قلبي مكانُ مودَّة ٍ
ودادك فيه ما حييت نزيل
فإنْ هاطلاتُ السُّحب شحَّت بسقيها
سقاك من الجفن القريح هطول
عليك سلامُ الله منّي تحيَّة
مدى الدهر ما غال البرية غول
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> حسن ابتدائي بذكري جيرة الحرم
حسن ابتدائي بذكري جيرة الحرم
رقم القصيدة : 27706
-----------------------------------
حسن ابتدائي بذكري جيرة الحرم
له براعة شوقٍ تستهل دمي
دعني وعجبي وعج بي بالرسوم ودع
مركَّب الجهل واعقِل مطلقَ الرُّسُمِ
بانوا فهان دمي عندي فها ندمي
على ملفق صبري بعد بعدهم
وذيَّل الدمُ دمعي يوم فرَّقَّهم
وراح حبي بلبي لاحقاً بهم
يا زيد زيد المنى مذ تم طرفني
وقال هِمْ بهم تُسعد بقربهمِ
كم عاذلٍ عادلٍ عنهم يصحف لي
ما حرفته وشاة الظلم والظلم
ما زلت في حرق منهم وفي حزن
مشوَّش الفكر من خَصْمي ومن حكمي
ظنُّوا سلوِّيَ إذ ضنُّوا فما لفظوا
بذكر أُنسٍ مضى للقلب في إضمِ
قدري أبو حسنٍ يا معنوي بهم
ووصف حال ابنة حالٍ بحبهم
أجروا سوابق دمعي في محبتهم
واستطردوها كخيلي يوم مزدحم
ذوى وريقُ شبابي في الغرام بهم
من استعارة نار الشَّوق والألمِ
ولوا بسخطٍ وعنف نازحين وقد
قابلتهم بالرِّضا والرفق من أممِ
وإن هم استخدموا عيني لرعيهم
أو حاولوا بذلَها فالسعدُ من خدمي
إن افتنانهم في الحسن هيمني
قدماً وقد وطِئت فرقَ السُّهى قدمي(35/428)
لفِّي ونَشري انتهائي مبدأي شَغفي
معهم لديهم إليهم منهم بهم
ما أسعد الظبي لو يحكي لحاظهم
أو كنتَ يا ظبيُ تُعزى لالتفاتِهمِ
أمَّلت عَودَهم بعد العتاب وقد
عادوا ولكن إلى استدراكِ صدِّهمِ
قالوا وقد أبهموا إنَّا لنرغبُ أن
نراكَ من إضم لحماً على وَضمِ
إن أدنُ ينأوْا وما قلبي كقلبهم
وهل يطابَقُ مصدوعٌ بملتئِم
أرسلت إذ لذ لي جيهم مثلا
وقد يكون نقيعُ السمِّ في الدَّسمِ
تخييرُ قلبيَ أضناني بهم ومحا
مني الوجود وألجاني إلى الندم
راموا النزاهة َ عن هجوٍ وقد فعلوا
ما ليس يرضاه حفظُ العَهد والذِّممِ
هازلت بالجد عذالي فقلت لهم
أكثرتم العذلَ فاخشوا كِظَّة البَشمِ
تهكماً قلت للواشين لي بهم
لقد هُديتم لفصل القول والحِكمِ
قالوا وقد زخرفوا قولاً بموجبه
فهِمتَ قلتُ هيامَ الصبِّ ذي اللمَّمِ
كم ادعوا صدقهم يوماً وما صدقوا
سلمت ذاك فما أرجو بصدقهم
قالوا سمعنا وهم لا يسمعون وقد
أورَوا بجنبيَّ ناراً باقتباسِهمِ
عدلت قصداً لأسلوب الحكيم وقد
قالوا تشاقلت ثوب الصدق والحكم
هديت يا لائمي فاترك مواربتي
فليس يحسن إلا ترك ودهم
أحسن أسيء ظن حقق ادن أقص أطل
حُكْ وَشِّ فوِّفْ أبِنْ اخفِ ارتحلْ أقمِ
من رام رشدَ أخي غيٍّ هَدى وأتى
كلامه جامعاً للصدق لا التهم
قالوا تراجعهم من بعد قلت نعم
قالوا أتصدقُ قلتُ الصِّدقَ من شيمي
وإنَّني سوفَ أوليهم مناقضة ً
إذا هرمتُ وشبَّ الشيخُ بالهرمِ
غايرت غيري في جيهم فأنا
أهوى الوشاة لتقريبي لسمعهم
هم وشحوني بمنثور الدموع وقد
توشَّحوا من لأsليهم بمنتظمِ
عدمتُ تذييلَ حظِّي حين قصَّره
طول التفرق والدنيا إلى عدم
تشابهت فيهم أطراف وصفهم
ووصفهم لم يطقه ناطقٌ بفم
أنا الذي جئتُ تتميماً لمدحهم
نظماً بقولٍ يباهي الدر في القيم
هجوت في معرض المدح الحسود لهم
فقلتُ انَّك ذو صبرٍ على السَّدَمِ
لم يكتفوا بي عميداً في محبَّتهم
بل كلُّ ذي نظر فيهم أراه عَمي
زاد احتباك غرامي يا عذول بهم(35/429)
فبرئ القلب من غيٍ أو اتهم
نتائجي اتصلت والاتصال بهم
عزٌ وعزي بهم فخرٌ على الأمم
بهجرهم كم وكم فل الهوى أمماً
وردَّ صَدراً على عجزٍ بهجرِهم
سلوت من بعدهم هيف القدود فلم
استثنِ إلاَّ غصوناً شُبِّهت بهمِ
وقد قصدتُ مراعاة َ النظير لهم
من جُلَّنار ومن وَردٍ ومن عَنَم
رفعت حالي إليهم إذ خفضت وقد
نصبت طرفي إلى التوجيه رسلهم
طربت في البعد من تمثيل قربهم
والمرءُ قد تزدهيه لذَّة ُ الحلمِ
عتاب المرء نفسه اتبت نفسي وقلت الشيب أنذرني
وأنتِ يا نفسُ عنه اليوم في صَممِ
لا بر صدقي وعزمي في العلى قسمي
إن لم أردَّكِ ردَّ الخيل باللُّجم
وقد هديت إلى حسن التخلص من
غي النسيب بمدحي سيد الأمم
محمَّدٌ أحمدُ الهادي البشير بن عبـ
عبد الله فخر نزارٍ باطرادهم
عز الذليل ذليل العز مبغضه
فاعجب لعكس أعاديه وذلهم
هو القسيم له أوفى القسيم على
نفي القسيم ولا ترديد في القِسمِ
زاكي النجار علو المجد ناسبه
زاهي الفَخار كريمُ الجدِّ ذو شَمَمِ
أفضاله ومعاليه ورفعته
جمعٌ من الفضل فيه غير منقسم
أوصافُه انسجمت للذاكرين لها
في هل أتى في سَبا في نُون والقَلم
فاسمع تناسبَ أطرافِ المديح له
وافهم معانيه إن كنت ذا فهم
معظَّمٌ بائتلاف المعنيين له
من عفو مقتدرٍ أو عزِّ منتقمِ
كل البليغ وقد أطرى مبالغة ً
عن حصر بعض الذي أولى من النعم
لو أنه رام إغراق العداة له
لأصبح البر بحراً غي مقتحم
ولا غلو إذا ما قلت عزمته
تكاد تَثني عهودَ الأعصر القُدُمِ
قاسُوه بالبَحر والتفريقُ متَّضحٌ
أين الأجاج من المستعذب الشبم
تلميحُه كم شفى في الخلق من عِللٍ
وما لعيسى يدٌ فيها فلا تَهِمِ
وآدمٌ إذْ بدا عنوانُ زلَّته
به توسل عند الله في القدم
به دعا إذْ دعا فرعونُ شيعتَه
موسى فافلت من تسهيم سحرهم
لاح الهدى فهدى تشريع ملته
لما بدا لسلوك المنهج الأمم
والله لولا هُداه ما اهتدى أحدٌ
لمذهبٍ من كلام الله ذي الحِكمِ
نفى بإيجابه عنَّا وسنَّتِه(35/430)
جهلاً نضل به عن واضح اللقم
ولا رجوع لغاوي نهج ملته
بلى بإرشاده الكشاف للغمم
ردَّت بمُعجزه من غير تَورية ٍ
له الغزالة ُ تعدو نحوَ أُفقهمِ
تجاهلَ العارفُ الباغي فقال له
أمعجزٌ ما ترى أم سحر مجترم
وما عليه اعتراضٌ في نبوَّته
وقصدُ إحضاره في الذِّهن لاح لنا
لمَّا سرى فيؤمُّ الرسلَ من أممِ
هو العوالمُ عن حصرٍ بأجمعها
وملحق الجزء بالكلي في العظم
تهذيبُ فطرته أغناهُ عن أدبٍ
في القول والفعل والأخلاق والشِّيمِ
ما زال آباؤه بالحمد مذ عُرفوا
فكان أحمدَهم وفق اتَّفاقِهمِ
ضياؤه الشمسُ في تفريق جمع دُجى ً
وقدره الشمسُ لم تُدرك ولم تُرم
وكم غزا لِلعِدى جمعاً فقسَّمه
فالزوج للأيم والمولود لليتم
فمن يماثله أو من يجانسه
أو من يقاربه في العلم والعلم
لقد تقمص برداً وشعته له
فخراً يدُ الأعظمين البأسِ والكرمِ
تكميل قدرته بالحلم متصفٌ
مع المهابة في بشر وفي أضم
شيئان شبههما شيئان منه لنا
نداه في المحل مثل البرء في السقم
سامي الكناية مهزول الفصيل إذا
ما جاءه الضيف أبدى بشر مبتسم
لا يسلبُ القِرْن إيجاباً لرِفعته
ويسلب النقص من إفضاله العمم
يجزي العداة َ بعدوانٍ مشاكلة ً
والفضلُ بالفضل ضعفاً في جزائهم
ساوت شجاعتُه فيهم فصاحتَه
فردهم معجزاً بالكلم والكلم
ماضيه كالبرق والتشبيه متضحٌ
ينهل في إثره ما لاح صوب دم
إذا فرائد جيشٍ عنده اتسقت
مشى العرضْنة والشعواءُ في ضرمٍ
كفاه نصراً على تصريع جيشهم
رُعبٌ تُراعُ له الآسادُ في الأُجُم
لم تبق يدرٌ لهم بدراً وفي أحدٍ
لم يبق من أحدٍ عند اشتقاقهم
ألم يفد أجرُ برٍّ جاد في ملأٍ
لم يستحل بانعكاسٍ عن عطائهم
إن مد كفاً لتقسيم النوال لهم فهم
ما بين مُعطى ً ومُستجدٍ ومُستَلمِ
درى إشارة من وافاه مجتدياً
فجادَ ما جادَ مرتاحاً بلا سأم
شمسسٌ وبدرٌ ونجم يُستضاء به
ترتيبُه ازدانَ من فرعِ إلى قدم
ما أوغلَ الفكرُ في قولٍ لمدحته
وهو الزعيم زعيم القادة البهم(35/431)
للواصفين عُلاه كلَّ آونة ٍ
توليد معنى ً به الألفاظ لم تقم
إبداع مدحي لمن لم يُبقِ من بِدعٍ
أفاد رِبحي فإن أطنبتُ لم أُلَمِ
إلا وجاء بعقدٍ غير منفصم
فهل نوادرُ قولي إذْ أتت علمت
بأنها مدح خير العرب والعجم
تطريز مدحي في علياه منتظمٌ
في خير منتظم في خير منتظمِ
تكرار قولي حَلا في الباذخ العَلم م
ابن الباذج العلم بن الباذج العلم
وآلُه الطاهِرون المُجتَبوْن أتى
في هلْ أتى ظاهراً تنكيتُ فضلهمِ
هم عصمة ٌ للورى تُرجى النجاهُ بهم
يا فوز من زانه حسن اتباعهم
أطعهمُ واحذَر العِصيان تنجُ إذا
بيضُ الوجوه غدت في النَّار كالفَحمِ
بسط الأكف يرون الجود مغنمة ً
لا يعرفون لهم لفظاً سوى نعم
ما الروضُ غِبَّ النَّدى فاحت روائحُه
يوماً بأضوعَ من تفريغ نعتِهِم
بيض المكارم سود النقع حور ظبى ً
خضرُ الديار فدبِّج وصفَ حالهمِ
تفسيرهم ومزاياهم وفخرهم
بعلمِهم ومَعاليهم وجودِهمِ
لا يستطيع الورى تعديد فضلهم
في العلم والحلم والأفضال والكرمِ
الحسنُ ناسقَ والإحسانُ وافق م
والإفضال طابق ما بين انتظامهم
ما طاب تعليل نشر الريح إذ نسمت
إلاَّ لالمامها يوماً بأرضِهمِ
من التعطف ما زالوا على خلقٍ
إنَّ التعطفَ معروفٌ لخلقهمِ
يعفونَ عن كلِّ ذي ذنبٍ إذا قدروا
مستتبعين نداهم عند عفوهم
تمكينُ عدلٍ لهم أرسَوْا قواعدَه
يرعى به الذئب في الموعى مع الغنم
وظنُّهم زادَ إيضاحاً وبخلُهُم
بعرضهم ونداهم فاض كالديم
إن شئت في معرض الذم المديح فقل
لا عيب فيهم سوى إكثار نيلهم
محققون لتوهيم العدى أبداً
كأنَّهم يعشقون البيض في القِممِ
من كلِّ كاسرِ جَفنٍ لا هدوَّ له
من الغرار فخذ ألغاز وصفهم
هم أردفوا عذب الخطى جائلة ً
حيث الوشاحُ بضرب الصَّارم الخذِمِ
قل في عليٍ أمير النحل غرتهم
ما شئت وفق اتساع المدح واحتكم
لا تعرضن لتعريضي بمدحته
فإنني في وِلادي غيرُ متَّهمِ
همُ همُ ائتلفوا جمعاً وما اختلفوا
لولا الأبوة قلنا باستوائهم(35/432)
إيداع قلبي هواهم شادَ لي بهم
من العناية ركناً غير منهدم
الحمدُ لله حَمداً دائماً أبداً
على مواردَتي قومي بحبِّهمِ
إنَّ التزاميَ في ديني بجدِّهم
ما زال يفعم قلبي صدقُ ودِّهم
إذا تزاوج إثمي فاقتضى نقمي
حققت فيهم رجائي فاقتضى نعمي
هم المجاز إلى باب الجنان غداً
فلستُ أخشى وهم لي زلَّة َ القَدمِ
جردت منهم لأعناق العدى قضباً
تبري الرقابَ بحدٍّ غير منثَلمِ
حققت إيهام توكيدي لحبهم
ولم أزل مغرياً وجدي بهم بهم
بهم ترصَّع نظمي وانجلى ألمي
وكم توسع علمي واعتلى علمي
طويت عن كل أمر يستلذ به
كشحاً وقد لذَّ لي تفصيل مدحهمِ
إذا أتيت بترشيحٍ لمدحتهم
حلَّى لساني وجيدي فضلُ ذكرهم
حذفتُ ودَّ سِوى آل الرسول ولم
أمدح سِواهم ولم أحمَدْ ولم أرُمِ
تقييد قلبي بمدحي فيهم شرفي
في النشأتين ففخري في مديحهم
سمطت من فرحي في وصفهم مدحي
ولم أنل منحي إلا بجاههم
جزيت في كلمي أغليت في حكمي
أبديت من هممي أرويت كل ظمي
نلتُ السَّلامة َ من بحر القريض وقد
سلكته لاختراعي در وصفهم
وصحبُه الأوفياءُ الأصفياء أتى
تضمينُ مزدوجٍ مدحي لجمعهمِ
لفظي ومعناي قد صح ائتلافهما
بمدح أروعَ ماضي السَّيف والقلمِ
موازنٍ مازنٍ مستحسنٍ حسنٍ
معاونٍ صائنٍ مستمكنٍ شهمِ
تألف اللفظ والوزن البسيط له
فاطرَبْ له من بديع النظم منسجمِ
وألف الوزن والمعنى له لسني
بمقولٍ غير ذي عيٍ ولا وجم
وجاء باللَّفظ فيه وهو مؤتلفٌ
باللفظ يحدو به الحادون بالنغم
لا ترض إيجازَ مدحي فيه واصغ إلى
مدحي الذي شاع بين الحل والحرم
تسجيع منتظمي والغرُّ من حكمي
ألفاظها بفمي درٌ من الحكم
وأنت يا سيد الكونين معتمدي
في أن تسهل ما أرجو ومعتصمي
أدمجتُ مدحك والأيام عابسة ٌ
وأنت أكرمُ من يُرجى لدى الازمِ
وكم مننتَ بلا منٍّ على وَجِلٍ
من احتراس حلول الخَطبِ لم يَنَمِ
حسن البيان أرانا منك معجزة ً
أضحت تقر لديها الفصح بالبكم
نُصِرتَ بالرُّعب والأقدارُ كافية ٌ(35/433)
وعَقد نصركَ لم يحلُلْه ذو أضمِ
كم ماردٍ حردٍ شطرته بيدٍ
تشطيرَ منتقمٍ بالله مُلتزمِ
فمن يساويك في فضلٍ ومكرمة ٍ
وأنت أفضلُ خلق الله كلِّهمِ
براعتي أبتِ التصريحَ في طلبي
لِما رأت من غوادي جودِك السَّجمِ
الحق بحسن ابتدائي ما أنال به
حسن التخلص يتلو حسن مختتم
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> سل البان عنهم أين بانوا ويمَّموا
سل البان عنهم أين بانوا ويمَّموا
رقم القصيدة : 27707
-----------------------------------
سل البان عنهم أين بانوا ويمَّموا
ألِلجزعِ ساروا أم برامَة خيَّموا
وهل شرعت تلك القباب بسفحها
وأمسى بها حاديهُم يترنَّمُ
وهل رنحت فيها الغواني قدودها
وأغصانُها من غَيرة ٍ تتبرَّمُ
وهل هيمنت ريح الصبا بشعابها
سحيرا وراحت بالشذا تتنسم
وهل وردت ماء العذيب أوانس
فإني أرى أرجاءه تتبسم
وبي غادة ٌ منهنَّ ما أسفرت ضحى ً
لشمس الضُّحى إلاّ غدت تتلثَّمُ
تُغير سنى الأقمار غرّة ُ وجهها
ويحسدُ عِطفيها الوشيجُ المقوَّمُ
تقسَّمَ فيها الحسنُ لمَّا تفرَّدت
فكلُّ فؤادٍ في هواها مقسَّمُ
ولم أنسها والبين ينعق بيننا
ونار الجوى بين الجوانح تُضرمُ
وقد نثرت دُرَّ الدّموع بخدها
وفي جيدها دُرُّ العقود المنظَّمُ
أسائلُها يوم التفرُّق عن دَمي
فتُومي بكفٍّ عِندَ مَنْ؟ وهي عَنْدمُ
وسارت فسالت أدمعٌ من محاجر
فما أبعدَت إلاَّ وأكثرُها دَمُ
وراحت حداة العيس تشدو بذكرها
وظلَّت مطاياها تغورُ وتُتهمُ
وما كلَّمتني حين زُمَّت رحالُها
ولكنَّ قلبي راح وهو مُكلَّمُ
وكم من خليّ ثَمّ لم يدر ما الهوى
غدا وهو مُغرى ً بالصّبابة مُغرمُ
أغارت عليه بالفتور لحاظها
وأقصده منها نبالٌ وأسهمُ
تصرّم صفو العيش بعد فراقها
فلم يبق إلاَّ حسرة ٌ وتندُّمُ
يقولون سَل عنها الدِّيارَ بذي الغضا
وهل ذو الغضا إلاَّ فؤادي المتَيَّمُ
وما خيَّمت بالمُنحنَى من مُحجِّرٍ
ولكن ضلوعي المنحنى والمخيّمُ
وإن يمّمت سفح العقيق بمقتلي(35/434)
فيا حبَّذا سفحُ العقيق الميمَّمُ
ونفحة طيبٍ من لطائم نشرها
تحمَّلها عنها النسيمُ المهَيْنِمُ
فجاء يجرُّ الذَّيلَ من مَرَحٍ بها
ووافى بها والركبُ يقظى ونوّم
فلم يدرِ ما أهدَتهُ لي غير مهجتي
ولا ارتاح إلاَّ قلبي المتألِّمُ
لئن ضاعَ عهدي عندها بعد بُعدِها
فما ضاع عندي عهدها المتقدّمُ
ولم تَثنني عنها مقالة ُ لائِمٍ
وان أكثرت فيها وشاة ٌ ولوّمُ
وأكتمُ وجدي في هواها تجلُّداً
ولكنَّ دمعي بالغرام يُترجِمُ
توهَّم سلواني العذولُ جهالة ً
بما جنَّ قلبي ساءَ ما يتوهَّمُ
فيا جيرة ً كانوا وكنَّا بقربهم
نذلّ تصاريف الزمان ونرغمُ
تحلّى بهم عيشي ليالي وصالهم
فمرَّت فأضحى وهو صابٌ وعَلقمُ
نشدتكُمُ هل عهدُنا بطوَيْلَع
على العَهد مأهولٌ كما كنت أعلمُ
وهل دارُنا بالشِّعب جامعة ٌ لنا
وهل عائدٌ بالوصل عيدٌ وموسمُ
وعادَ ربيعُ الوصل وهو محرَّمُ
ولو شئتُمُ ما فرَّق البينُ بيننا
ولا عنَّ طيرٌ للتفرُّقِ أشأمُ
ولكنكم أبعدتم شقّة النّوى
فأصبحتُ من جور النَّوى أتظلَّم
صِلوا أو فصدُّوا كيف شئتم فأنتم
أحبّه فلبي جرتم أم عدلتمُ
وإن جلَّ خطبي في هواكم فمخلصي
إذا عَظُم الخطبُ الجنابُ المعظَّمُ
محمَّدٌ المبعوث من آل هاشمٍ
وخاتم رُسل الله وهو المقدَّمُ
نبيُّ الهدى بحرُ النَّدى أشرفُ الورى
وأكرم خلق الله جاهاً وأعظمُ
بمبعثه إنجيل عيسى مبشّرٌ
وتوراة موسى والزبور مترجمُ
به أشرقت شمسُ الهِداية بعدما
أضلَّ الورى ليلٌ من الغيِّ مُظلمُ
له معجزاتٌ لا يُوارى ضياؤها
وكيف يُوارى الصبحُ أم كيف يُكتَمُ
بمولده غارت بحيرة ساوة ٍ
وايوانُ كسرى راح وهو مهدمُ
وأخمدَ نيرانَ المجوس قدومُه
وكانت على عُبَّادِها تتضرَّمُ
وأمست نجومُ الأفق تَدنو وشهبُها
رجومٌ لسرّاق الشياطين ترجمُ
درَّت على ظِئريه من بركاته
بمقدمة أنواع برّ وأنعمُ
وردّت عليه الشمس بعد غروبها
وشقّ له بدر السّماء المتمّم
وفاضت مياه من أنامل كفّه(35/435)
فأورت بها علاً ظماءٌ وحوّمُ
ومن شاطىء الوادي أجابَتهُ دوحة ٌ
وجاءت إليه من قريبٍ تسسلّمُ
وحنَّ إليه الجذعُ بعد فِراقه
فراح لما قد نالَه يتحطَّمُ
وفي كفِّه من خشية ٍ سبَّح الحصى
ومن جودها أثرى فقيرٌ ومُعدِمُ
ترقَّى إلى السَّبع السَّماوات صاعداً
وبارؤه يدينه برّاً ويكرمُ
فأمَّ جميعَ الأنبياءِ مقدَّماً
وحققّ له حقّاً هناك التقدّمُ
وصلى عليه الله في ملكوته
وقال لنا صلّوا عليه وسلّموا
نبيّ هو النور المضيء لناظر
ولم أر نوراً قبله يتجسّمُ
نبيٌّ أبانَ الدينَ بعدَ خفائِه
وأوضح منه ما يحل ويحرم
وجلَّى ظلامَ الشِّركِ منه بغرَّة ٍ
هي الصبح لكن أفقها ليس بظلم
هو البحر والبر الرؤوف وإنه
أبر بنا من كل برٍ وأرحم
يجود وقد لاحت تباشير بشره
ويبذلُ وهو الضاحكُ المتبسِّمُ
مكارمُه أربَتْ على الحصرِ كَثرة ً
وكلُّ بليغٍ عن معاليه مُفخَمُ
وماذا يقولُ المادحونَ وقد أتى
بِمدحتِه نصٌّ من الذِّكر مُحكَمُ
إذا ما بدا في آله الغز خلته
هنالك بدر التم حفته أنجم
عليٌّ أميرُ المؤمنين وصيُّه
إليه انتهى كلُّ النُّهى والتكرُّمُ
به ضاء نور الحق واتضحت لنا
معالمُ دين الله والأمرُ مُبهَمُ
وما أنكرت أعداؤه عن جهالة
مناقبَه العُظمى ولكنَّهم عَمُوا
هو البطل الشهم الأغر السميدع
الهمامُ السريُّ الأكرمُ المتكرِّمُ
يفلُّ شَبا الأعداءِ وهو مُذرَّبٌ
ويثني عنان الجيش وهو عرمرم
لئن جحدت قومٌ عظيم مقامه
وقالوا بما قالوا ضَلالاً وأبهموا
فقد شهدَ الذكرُ المبينُ بفضله
وطيبة ُ والبيتُ العتيقُ وزَمزَمُ
وأبناؤهُ من بعده أنجم الهُدى
هم العروة ُ الوثقى التي ليس تُفصَمُ
مودَّتُهم أجرُ النبوَّة في الورى
وحبهم فرضٌ علينا محتم
هم القومُ كلُّ القومِ في الفضل والنَدى
وما منهم إلاَّ مُنيلٌ ومُنعِمُ
ولا عيبَ فيهم غير أنَّ نزيلَهم
يُخيَّرُ فيما عندَهم ويُحكَّمُ
عليهم صلاة الله ما هبت الصبا
ونشرهم من طيها يتنسم
فيا خير خلق الله جئتك قاصداً(35/436)
وقصدُك في الدارين مَغنى ً ومغنَمُ
فكن لي شفيعاً من ذنوبي في غدٍ
إذا أحرزت أهل الذنوب جهنم
وأنعم فدتك النفس لي بزيارة ٍ
فأنت الذي يولي الجزيل وينعم
فقد طال بعدي عن جنابك سيدي
وقلبي بالأشواق نحوك مفعم
وفي النَّفس آمالٌ أريد نجاحَها
وأنت بما في النفس أدرى وأعلم
عليكَ صلاة ُ الله ثمَّ سَلامُه
مدى الدهر لا يفنى ولا يتصرم
وآلك والصحب الكرام أولي النهى
بهم يُبدأ الذكرُ الجميل ويُختمُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> مثال نعل رسول الله ذي الكرم
مثال نعل رسول الله ذي الكرم
رقم القصيدة : 27708
-----------------------------------
مثال نعل رسول الله ذي الكرم
شفاء كل عليلٍ من ضنى السقم
أكرم به من مِثالٍ زانه شرفٌ
من أشرف الرسل خير الخلق كلهم
محمدٍ أحمدَ المحمود مَن شَرُفت
بوطىء نعليه أرضُ القُدس والحرَمِ
فالثمهُ لثم محبٍّ لم يفُزْ بِلقا
حَبيبه فرأى الآثارَ للقدَمِ
وعفِّر الخدَّ فيه واكتحل نظراً
به فرؤيتُه تَشفي من الألمِ
واحمله تظفر بما ترجوه من أملٍ
واحفظه تحفظ من الأسواء واللمم
وكم نَجا حاملوهُ الحافظونَ له
من سوء خطب ملمٍ فادح عمم
وراجِع النَّفحات العنبريَّة في
وصفِ النِّعال التي فاقَت على القِممِ
تَظفَرْ بما يُبرىء الأبصارَ من رمدٍ
والقلب من كمد والسمع من صمم
لله دَرُّ إمامٍ حبَّرت يدُه
تلك الدَّراري التي صِيغت من الكَلم
وكم فتى ً فاته لثم النعال غدا
يرجو ويأملُ أن يَلقاه من أمَمِ
وراحَ ينشدُ والأشواق تزعجُه
مثال نعليه هلا قبلة ً بفم
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أشذا نَعمان أهدتُه النُّعامى
أشذا نَعمان أهدتُه النُّعامى
رقم القصيدة : 27709
-----------------------------------
أشذا نَعمان أهدتُه النُّعامى
أم سرت تحمل عن نعمٍ سلاما
كلَّما أهدت الينا نفحة ً
خلتها فضت عن المسك ختاما
أرِجَ الرَّوضُ بريَّا طِيبها
وروى عن طيبها نَشرُ الخُزامى
وسرت بالهند منها نسمة ٌ(35/437)
فشممنا شيحَ نجدٍ والبَشاما
يا رَعى الله ربوعاً بالحِمى
وسقاها صوبَ دَمعي فالغماما
وكسا أعطافَ هاتيك الرُّبى
حللاً طرزها الغيث انسجاما
كم بها من غادة ٍ إن أسفرت
في الدُجى أوفت على البدر تَماما
وإذا ما أشرَقتْ رَأدَ الضُّحى
سفرت عن طلعة الشمس لثاما
هزَّت السمرَ عليها غَيرة ً
غلمة الحي إذا هزت قواما
وانتضت دون حماها قضباً
مرهفاتٍ ترشح الموت الزؤاما
ما نُبالي لو أمِنَّا طرفَها
أسِناناً أقبلونا أم حُساما
وعذولٍ رامَ نُصحي في الهوى
كلَّما خاطبني قلتُ سَلاما
أتُراه ـ لا رأى ذاك البها ـ
كان أعمى أم تراه يتعامى
يا نزول المنحنى من أضلعي
وحلولاً من غضا قلبي مقاما
إن أكن شبت غراماً بعد كم
فالهوى العذري ما زال غلاما
بنتُمُ عن ظِلِّ باناتِ اللِّوى
وشرَعتم برُبى نجدٍ خِياما
كلَّ يوم نيَّة ٌ تنأى بكم
وهواكم حيثما حلَّ أقاما
كمْ إلى كمْ أتقاضى وصلَكم
وإلامَ الهجرُ لا كان إلاما
أفحقاً لا تملون الجفا
وعذولي فيكم ملَّ المَلاما
وجميع الدَّهر صدٌّ وقلى ً
يَنقضي الدَّهرُ ولم أقضِ مَراما
ما مَرامي بغرامي بكم
وعذابي في الهوى كان غراما
يا نداماي وأسرار الهوى
لم يطق كتمانها إلا الندامى
أعلمتُم أنَّ جيرانَ اللِّوى
خفروا العهد ولم يرعوا ذماما
سفكوا بالخَيْف عن عمد دمي
واستحلُّوا بمنى ً منِّي حَراما
زعموا أيام جمعٍ جمعت
بهم شملي ولاءً ولماما
لا ومَن سارت إليه ذُلُلاً
في بُراهُنَّ يُبارين النَّعاما
لم تكن إلا ثلاثاً وانبرت
بهمُ بُدْنُ المطايا تَتَرامى
وأحالوني على آثارِهم
ما شَفوا داءً ولا بَلُّوا أواما
يا حُداة الظُّعنِ هل من وقفة ٍ
بُربى طيبة َ تَشفي المستهاما
وقفة ٌ لا أشتكي من بعدِها
لوعة البين ولا أشكو الهياما
هي أقصى أملي لا رامة ٌ
ومنى قلبي لا دار أماما
أنخ العيسَ بها وأقرأ على
من به طابت صلاة ً وسلاما
والثم الأرض لديه خاضعاً
واستلم أعتابه العليا استلاما
أنها حضرة قدسٍ لم تزل(35/438)
حولَها الأملاكُ أفواجاً قياما
وادع إن ناجيته مبتهلاً
واخفض الصوت خشوعاً واحتراما
واعتصم منه بحبلٍ إنه الـ
عُروة ُ الوُثقى لمن رامَ اعتصاما
خيرة ُ الله الذي أرسلَه
بالهُدى للدِّين والدنيا قِواما
ملأ العالمَ نُوراً وسَناً
وجلا عن غرة الحق ظلاما
ورقى هامَ المعالي صاعداً
وامتَطى من كاهِل المجد سَناما
خصه الله بأسمى رتبة ٍ
جلَّ أدنى قدرِها عن أن يُسامى
ولقد أسْرى به في ليلة ٍ
كان فيها للنبيين إماما
ليلة ٌ ودَّ سَنى الصبحُ لها
أنَّه في فمها كان ابتساما
فاقت الأفلاك فخراً عندما
وطئت أقدامه منهن هاما
أحرزَ السهمَ المُعَلَّى إذْ دنا
قابَ قوسين ولم يُقرع سِهاما
بدأ الله به الخلق كما
ختم الله به الرُّسلَ الكراما
حاز أصنافَ المعالي قدرُه
وحَوى الآخرَ منها والقُدامى
وأتانا بكلامٍ معجزٍ
أفحم المنطيق إن رام الكلاما
فضلت آياته إذ نسقت
نَسَقاً يهزأ بالدُّرِّ نِظاما
فانثنى عنهامقرّاً أنَّ في
أنفه الرغم وفي فيه الرغاما
يا لها أحكام حقٍ أحكمت
لا يرى عِقدُ لأsليها انفصاماً
ولكَمْ من مُعجزٍ أظهرَه
لم يدع للحق في الخلق اكتتاما
يا رسولَ الله يا أكرَم مَن
أغدقت سحبُ أياديه الأناما
يا منيلَ المُرتجي مِن جوده
نعماً غراً وآمالاً وساما
جد لراجيك بما أمله
وأنِلْهُ مالَه أمَّ وراما
وانتقذني من يد البين الذي
شفَّ جسمي وبَرى منِّي العِظاما
وبأرض الهند طالت غيبتي
إنَّها ساءَت مقرّاً ومُقاما
فمتى أرحل عنها قاصداً
رَبعَك المأنوسَ والبيتَ الحراما
أولني يا خير من أولى يداً
منك قرباً يبرئ الداء العقاما
وأقلني عثراتٍ لم أزل
ساعياً في كسبها خمسين عاما
ثم كُنْ لي من ذُنوبي شافعاً
يوم يقضي الله عفواً وانتقاما
وصلاة الله تترى دائماً
وتَغَشَّاك مدى الدَّهرِ دَواما
وتعم الآل والصحب الألى
بعُلاهم نهضَ الحقُّ وقاما
العصر العباسي >> البحتري >> أنزاعا في الحب بعد نزوع
أنزاعا في الحب بعد نزوع
رقم القصيدة : 2771(35/439)
-----------------------------------
أنَزَاعاً في الحُبّ بَعدَ نُزُوعِ،
وَذَهَاباً في الغَيّ بَعْدَ رُجُوعِ
قَد أرَتْكَ الدّموعُ، يوْمَ تَوَلّتْ
ظُعُنُ الحَيّ، مَا وَرَاءَ الدّمُوعِ
عَبَرَاتٌ مِلْءُ الجُفُونِ، مَرَتها
حُرَقٌ في الفُؤادِِ مِلْءُ الضّلُوعِ
إنْ تَبِتْ وَادِعَ الضّمِيرِ فعِندي
نَصَبُ مِنْ عَشِيّةِ التّوْديعِ
فُرْقَةٌ، لمْ تَدَعْ لعَيْنَيْ مُحِبٍّ
مَنظَراً بالعَقيقِ، غيرَ الرّبُوعِ
وَهيَ العِيسُ، دَهرَها، في ارْتحالٍ
مِنْ حلولٍ، أوْ فُرْقةٍ من جَميع
رُبَّ مَرتٍ مَرت ْتُجاذِبُ قُطْريهِ
سَراباً كالْمَنْهلِ المْمَشرُوعِ
وَسُرًى تَنْتَحيهِ بالوَخْدِ، حتّى
تَصْدَعَ اللّيلَ عَن بَياضِ الصّديعِ
كالبُرَى في البُرَى، وَيُحسَبنَ أحيا
ناً نُسُوعاً مَجدولَةً في النّسوعِ
أبْلَغَتْنَا مُحَمّداً، فَحَمِدْنَا
حُسنَ ذاكَ المَرْئيّ وَالمَسموعِ
في الجَنابِ المُخضَرّ وَالخُلُقِ السّكْـ
ـبِ الشّآبيبِ، وَالفِناءِ الوَسيعِ
مِنْ فتًى، يَبتَدي، فيَكثُرُ تَبديـ
ـدُ العَطايا في وَفْرِهِ المَجْمُوعِ
كلَّ يَوْمٍ يَسُنُّ مَجداً جَديداً،
بفَعالٍ، في المَكرُماتِ، بَديعِ
أدَبٌ لمْ تُصِبْهُ ظُلْمَةُ جَهْلٍ،
فهوَ كالشّمسِ عندَ وَقتِ الطّلوعِ
وَيَدٌ، لا يَزَالُ يَصرَعُها الجُو
دُ، وَرَأيٌ في الخَطبِ غيرُ صرِيعِ
باتَ مِنْ دونِ عِرْضِهِ، فحَماهُ
خَلْفَ سُورٍ منَ السّماحِ مَنيعِ
وَإذا سَابَقَ الجِيَادَ إلى المَجْـ
ـدِ، فَما البرْقُ خَلفَهُ بسَرِيعِ
وَمَتى مَدّ كَفَّهُ نَالَ أقْصَى
ذلكَ السّؤدَدِ البَعيدِ، الشَّسوعِ
أُسْوَةٌ للصّديقِ تَدْنُو إلَيْهِ
عَن مَحَلٍّ في النَّيلِ، عالٍ رَفيعِ
وَإذا مَا الشّرِيفُ لَمْ يَتَوَاضَعْ
للأخِلاّءِ، فهوعَينَ الوَضِيعِ
يَا أبَا جَعْفَرٍ! عَدِمْتُ نَوَالاً
لَسْتَ فيهِ مُشَفّعي، أوْ شَفيعي
أنتَ أعْزَزْتَني، وَرُبّ زَمَانٍ،
طالَ فيهِ بَينَ اللّئَامِ خُضُوعي(35/440)
لمْ تُضِعْني لَمّا أضَاعَنيَ الدّهْـ
ـرُ، وَلَيسَ المُضَاعُ إلاّ مُضِيعي
وَرِجالٍ جارَوْا خَلائِقَكَ الغُرّ
وَلَيْسَتْ يَلامِقٌ مِنْ دُرُوعِ
وَلَيالي الخَرِيفِ خُضْرٌ، وَلكِنْ
رَغّبَتْنَا عَنْهَا لَيالي الرّبيعِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لقد آن أن تثني أبي زمامها
لقد آن أن تثني أبي زمامها
رقم القصيدة : 27710
-----------------------------------
لقد آن أن تثني أبي زمامها
وتسعف مشتاقاً برد سلامها
سلامٌ عليها كيف شطت ركابها
وأنى دنت في سيرها ومقامها
حملتُ تَمادي صدِّها حين كان لي
قوى جلدٍ لم أخش بث التئامها
وكنتُ أرى أنَّ الصُّدودَ مودَّة ٌ
ستدلي بقرب الود بعد انصرامها
فأمَّا وقد أوْرى الهوى بجوانحي
جوى غلة ٍ لم يأن بل أوامها
فلستُ لَعمري بالجليد على النَّوى
وهل بعدَها للنفسِ غيرُ حِمامها
إذا قلتُ هذا آن تنعمُ بالرِّضا
يقول العِدى هذا أوانُ انتقامِها
أطارَحَها الواشونَ أنِّي سلوتُها
وها أنا قد حكمتها في احتكامها
أبى القلب إلا أوبة ً لعهودها
وحفظاً لها في ألِّها وذِمامِها
يسفهني فيها وشاة ٌ ولومٌ
ومن سَفهٍ إفراطها في ملامها
وهل طائلٌ في أن يلوم على الهوى
طليقٌ وقلبي موثقٌ بغرامها
وأتعبُ مَن رام العذولُ سلوه
محبٌّ يَرى نيلَ المنى في التزامها
وإنِّي بعد الوصل أرجو لقاءَها
لِماماً ولكن كيف لي بلمامِها
أحبُّ لريَّا نَشرها كلَّ نفحة ٍ
تمرُّ بنجدٍ أو خُزامى خزامِها
سقى أرضَ نجدٍ كلُّ وطفاءَ ديمة ٍ
وما أرضها لولا محط خيامها
أجلْ وسَقى تلكَ الربوع لأجلها
وأغدق مرعى رندها وبشامها
هوى ً أنشأتهُ المالكيَّة ُ لم يزل
وثيقاً على حل العرى وانفصامها
فهل علمتْ أنَّ الهوى ذلك الهوى
وأن فؤادي فيه طوع زمامها
ولم يبق مني الوجد غير حشاشة ٍ
تراد على توزيعها واقتسامها
كفاكِ فحسبي من زماني خطوبه
فإنَّ فؤادي عُرضة ٌ لسهامها
أساور منها كل يوم وليلة
صروفاً قعود الجد دون قيامها(35/441)
إلى الله أشكوها حوادثَ لم تزل
تروع حتى مقلتي في منامها
ولولا رجائي في أجل مؤمل
رجوت لنفسي منه برء سقامها
إذن لقضى خطب الزمان وصرفه
عليها وأمست في إسارِ لِزامها
هو الأبلج الوضاح أشرق نوره
فجلى عن الدنيا قتام ظلامها
أجل ذوي العليا وواحد فخرها
وأكرم أهليها ومولى كرامها
حمى حوزة المجد المؤثل والعلى
فأصبح من عليائها في سنامها
وقام بأعباءِ الشريعة ناهضاً
فأيدها في حلها وحرامها
به أينعت روضُ النَّدى وتهدَّلت
فروعُ العُلى وانهلَّ صوبُ غمامها
فتى ً لا يرى الأموالَ إلاَّ لبذلها
إذا ما رآها غيره لاغتنامها
له مننٌ يَربو على الحصر عدُّها
غدا كل راج سارحاً في سوامها
نمتهُ سَراة ٌ من ذؤابة هاشمٍ
رقتْ شامخاتِ المجد قبلَ فطامِها
ولاحَت نجوماً في سماءَ فخارِها
فأشرق فيها وهو بدر تمامها
أمولى الموالي شيخها وغلامها
وربَّ المعالي فذِّها وتَؤامِها
رقيت من العلياء أرفع ذروة ٍ
مقام ذكاءً والبدر دون مقامها
فأصبح لا يرجو لحاقِك لاحقٌ
بعلياك إلاَّ شانَها باهتضامِها
فدتك أناسٌ أنت أول عزها
ودولة ُ قومٍ كنت بَدءَ قِوامِها
يُناويكَ فيها جاهلٌ كلُّ همِّه
دراكك في سبل العلى واقتحامها
وهيهات كم جاراك جهلاً عصابة ٌ
فخلَّفتَها آنافها في رَغامها
وكم غابطٍ نُعماك لجَّ بجهله
ضلالاً وقد أوردته من جمامها
فأغضيت عنه صافحاً متفضلاً
وعادت عليه هاطلات انسجامها
وإنِّي على ما قد جنيتُ لواثقٌ
بسَهل السَّجايا منك لا بعُرامها
فهل تسعفني من رضاك بنظرة ٍ
تنال بها الآمال اقصى مرامها
يكاد يحلُّ اليأسُ نفسي لما بها
إذا نظرت فيما جنت باجترامها
وتطمعني أخلاقك الغر أنها
رياضٌ زهت أنوارها في كمامها
فكيف وقد منَّيتَني منك مُنية ً
بوعد أرى كلَّ المنى في استلامِها
وأنك ممن يسبق القول فعله
وكم من رجال فعلها في كلامها
وقُربي إليك ـ الدهرَ ـ أقصى مطالبي
وإن كثرت من روقها ووسامها
فخذها نظام الدين وابن نظامه
محبَّرة ً تزهو بحسن نِظامِها(35/442)
ضننت بها عن كل سمعٍ وإنما
مديحك كان اليوم فض ختامها
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> صحت لصحتك العلياء والكرم
صحت لصحتك العلياء والكرم
رقم القصيدة : 27711
-----------------------------------
صحت لصحتك العلياء والكرم
وأصبح المجد بعد الروع يبتسم
وأسفرت أوجُهُ الامال ضاحكة ً
واستبشرت بشفا عليائك الأمم
وأصبح الدست مملوءاً سنى قمر
تُجلى بطلعته الأحلاكُ والظُّلَمُ
يَفديك كلُّ مفدّى ً في عشيرته
ويمرض الضر من يشناك والشقم
لا جاوزت سوحَك العلياءُ قطُّ ولا
عدت نواحِيَكَ الأفراحُ والنِّعمُ
ولا برحت مدى الأيام في نعمٍ
مؤمَّلاً يُمترى من كفِّك الكرمُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> مهلاً سقتكَ الغوادي هاطلَ الديم
مهلاً سقتكَ الغوادي هاطلَ الديم
رقم القصيدة : 27712
-----------------------------------
مهلاً سقتكَ الغوادي هاطلَ الديم
من ذا يباريك في قولٍ وفي حكمِ
نطمتَ قسراً نجومَ الافق في نسَقٍ
ورمتَ نظمي وأين الأفقُ من كَلِمي
ما الدر في نسقٍ والبدر في أفقٍ
والليث في نقم ٍ والغيث في كرم
أبهى نظاماً وأسنى منك مُطَّلعا
أدهى انتقاماً وأجدى منك في نعم
فهل لمن رام أن يحكي علاك علاً
في مثل هذي المساعي الغر من قدم
إن رمت فخراً فقل ما شئت من هممٍ
أو رمتَ مشياً فطأ ما شئت من قممِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ما نفثُه السِّحر إلاَّ شعرك السامي
ما نفثُه السِّحر إلاَّ شعرك السامي
رقم القصيدة : 27713
-----------------------------------
ما نفثُه السِّحر إلاَّ شعرك السامي
يا من عَلا كلَّ نثَّارٍ ونَظَّامِ
لأنتَ أفصحُ من لاقيتُ من يمنٍ
ومن شَآمٍ على الاطلاق يا شامي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> دع الندامة لا يذهب بك الندم
دع الندامة لا يذهب بك الندم
رقم القصيدة : 27714
-----------------------------------
دع الندامة لا يذهب بك الندم
فلست أول من زلت به قدم(35/443)
هي المقادير والأحكام جارية ٌ
وللمهيمن في أحكامه حِكمُ
خفِّض عليك فما حالٌ بباقية ٍ
هيهات لا نعمٌ تبقى ولا نقم
قد كنت بالأمس في عز في دعة ٍ
حيث السرور وصفوا العيش والنعم
واليوم أنتَ بدار الذلِّ مُمتهنٌ
صفرُ اليدين فلا بأسٌ ولا كرمُ
كأن سيفك لم تلمع بوراقه
وغيث سيبك لم تهمع له ديم
ما كان أغناكَ عن حِلٍّ ومرتحلٍ
لولا القضاءُ وما قد خطَّه القلمُ
يا سفرة ً أسفرت عن كلِّ بائِقة ٍ
لا أنتجت بعدك المهرية الرسم
حللت في سوح قومٍ لا خلاق لهم
سِيان عندهم الأنوارُ والظُّلمُ
تسطو بأسدِ الشَّرى فيها ثعالبُها
والصقر تصطاده الغربان والرخم
ويفضل الغمدُ يومَ الفخر صارمَه
وتستطيلُ على ساداتها الخدمُ
إن لم يبِنْ لهم فضلي فلا عَجبٌ
فليس يطرب شادٍ من به صمم
أو أنكروا في العلى قدري فقد شهدت
حتماً بما أنكروه العُربُ والعجمُ
ما شان شأني مقامي بين أظهرهم
فالتبرُ في التُّرب لم تنقص له قِيمُ
لا تعجبوا لهمومي إن برت جسدي
وأصبحت نارُها في القلب تَضطرمُ
فهم كل امرئٍ مقدار همته
وليس يفترقان الهَمُّ والهِممُ
لا كان لي في رقاب المعتفين يدٌ
ولا سعت بي إلى نحو العلى قدم
إن لم أشقَّ عُباب البحر ممتطياً
هوجاءَ ليس لها عُقْلٌ ولا خُطُمُ
أما الركابُ فقد أوليتُهنَّ قِلى ً
والخيلُ لا قرعت أشداقَها اللُّجمُ
ما زلتُ أطوي عليها كلَّ مقفرة
يهماء لا نصبٌ فيها ولا علم
فلم أنل عندها مما أُؤمِّلُه
إلاّ أمانيَّ نفس كلُّها حُلمُ
يا للرجال لخطب جل فادحه
حتى المعارفُ ضاعت عندها الذممُ
ما إن وثقت بخلّ أو أخي ثقة ٍ
إلاَّ دهاني بخطب شرُّه عَممُ
وكلُّ ذي رَحمٍ أوليتُه صلة ً
شكت إلى ربِّها من قطعِه الرَّحِمُ
هذا ابن أمي الذي راعيت قربته
ما كان عندي بسوء الظنِّ يُتَّهم
أدنيته نظراً مني لحرمته
وذو الديانة للأرحام يحترمُ
أضحى لعِرضي مع الأعداءِ منتهكاً
وراح للمال قبل الناس يلتهم
ما صانَ لي نسباً يوماً ولا نشباً(35/444)
ولا رعى لي عهوداً نقضُها يَصِمُ
قد كنتُ أحسبَه بالغيب يحفظني
ولو زواني عنه الموت والعدم
حتى إذا غبت عنه قام منتهباً
داري وراح لما خلَّفتُ يغتنمُ
تالله ما فعل الأعداء فعلته
كلا ولا اهتضموا ما ظل يهتضم
هلاَّ نَهاهُ نُهاه أو حفيظتُه
عن سلب ما حلي النسوان والحرم
وافى بهن وما أوفى بذمته
سلباً عواطل لا سورٌ ولا خدم
أين الفتوة إن لم ينهه ورعٌ
ولم يَخَفْ غبَّ ما قد راح يجترم
هبه أضاعَ إخائي غير محتشمٍ
أليس عن دون هذا المرء يحتشم
كأنَّه كان مطويّاً على إحنٍ
فعندما غبت عنه راح ينتقم
ما كان هذا جزائي إذ رعيتُ له
حقَّ الاخاءِ ولكن للورى شيمُ
فقل سلامٌ على الأرحام ضائعة ً
فقد لعمري أضاعت حقَّها الأممُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا قائلاً إن القشر البن قد حرما
يا قائلاً إن القشر البن قد حرما
رقم القصيدة : 27715
-----------------------------------
يا قائلاً إن القشر البن قد حرما
لكونه مفسداً عقل الذي طعما
إفسادُه العقلَ ممنوعٌ كما شهِدَتْ
به التجاربُ فاسأل من به عَلما
وإن بتحريمه أفتى مكابرة ً
أبو كثيرٍ فدَعهُ والذي زَعَما
فليس تحريمه يوماً بضائرنا
إذ كان إفسادُه للعقل قد عُدِما
وما يحلِّلُ شيئاً أو يحرِّمُه
إلا الذي خلق الأشياء لا العلما
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ليقعدَ الدهرُ بي ما شاءَ ولْيَقُم
ليقعدَ الدهرُ بي ما شاءَ ولْيَقُم
رقم القصيدة : 27716
-----------------------------------
ليقعدَ الدهرُ بي ما شاءَ ولْيَقُم
ليس التضاؤل للأهوال من شيمي
ما جرد الدهر عضباً من فوادحه
إلا وجردت عضباً من شبا همي
كم عاذرٍ عاذلٍ في الدهر قلت له
أقصرْ فليتكَ لم تعذُرْ ولم تلمِ
غيري لتَهدي اللَّيالي ولتضلَّ به
فلست منها على حال بمتهم
أنضو اللَّيالي وتَنضوني منادمة ً
وما قرعت بها سناً من الندم
فقل لمن سامني صبراً على مضضٍ
من القطيعة عمداً غير محتشم
لا تحسبني وإن ألفيتني سلماً(35/445)
يوماً بمستسلم للحادث العمِمِ
لئن صدعتَ صَفاة َ الشمل مجتهداً
فما عطفت على قربى ولا رحم
ماذا على الفرع خانته الأصولُ إذا
تأصَّل الفرعُ بين المجد والكرمِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> عارضه السندسي من رقمه
عارضه السندسي من رقمه
رقم القصيدة : 27717
-----------------------------------
عارضه السندسي من رقمه
وثغرُه اللؤلؤيُّ من نظمَهْ
ومن كسا الأرجوان وجنته
وأكسبَ الأقحوانَ مبتَسمَهْ
ومن أعار الصباح طلعته
فلاحَ يجلو عن أفقه ظُلمهْ
وأرقَم الصدغَ والعذارَ على
صفحة خديّه من برى قلمه
محجّب إن بدت محاسنه
هفت عليه القلوب مزدحمه
لو لم يكن في صِفاته علماً
ما نشر الحسنُ فوقَه عَلمَهْ
لم أنس إذ زارني بلا عدة ٍ
في ليلة ٍ بالسعودِ مبتسِمَهْ
فبت ّ فيها بالوصل مبتهجاً
وأنفُسُ الكاشحين مضطرمَهْ
ولم يزل والمدام يعطفه
عليَّ عَطفاً حتى لثمتُ فمَهْ
فذقتُ ماءَ الحياة من بَرَدٍ
لم يخشَ فقدَ الحياة من لثمَهْ
وبات والسكرُ قد أطاف به
يُظهر لي من هَواه ما كتمَهْ
حتى بدا الصبح فانثنى عجلاً
لم يشِ واشٍ به ولا اتَّهمَهْ
أقسم بالليل من ذوائبه
والصبحِ من فرقه إذا قَسمَهْ
ما طاب بعد استماع منطقه
لمسمعي من محاورٍ كلمه
سوى كلامٍ لسيِّدٍ سندٍ
حاز العُلى والفخارَ والعظمَهْ
لا سيَّما شِعرُه الذي اطَّردَت
أبياته بالبيان منسجمه
كأنَّه الدرُّ ضمَّه نسَقٌ
أو الدراري في الأفق منتظمه
إن يُصْغ يوماً إليه ذو صَممٍ
أزال عنه بلطفه صممه
يا سيِّداً جلَّ قدرُه فسمت
صفاته بالكلام متسمه
ويا شريفاً حلت شهامته
بكلِّ مجد ومفخرٍ شِيمَهْ
شنفتَ سمعي بنظم قافية ٍ
لو باهت الدرّ أرخصت قيمه
فلا عد منا بلاغة نسقت
منه المعاني وأبدعت حِكمَهْ
لا زلتَ في عزَّة وفي دَعة ٍ
وصولة ٍ من عداك منتقمه
ما أودعَ السحر في بلاغته
وضمَّن الدرَ شاعرٌ كلِمَهْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> سرت نفحة ٌ من حيهم بسلام
سرت نفحة ٌ من حيهم بسلام(35/446)
رقم القصيدة : 27718
-----------------------------------
سرت نفحة ٌ من حيهم بسلام
فأحْيَت بما حيَّت صريعَ غرامِ
لئن نَقعَتْ من لاعج الوجد غُلَّة ً
فمن بعد ما أروت لهيب أوام
أحيَّت براحٍ أم بريَّا تحيَّة ً
سكرتُ بها سُكري بكاس مُدامِ
سرت قبل مسراها الصبا بشميمها
فأزرت بعرفي عبهرٍ وخزام
ووافى شذاها بالشفاء لمدنفٍ
من الشوق مغلول الجوانح ظامي
ولما دنت مني حللت لها الحبى
وبادرتُ إعظاماً لها بقيامِ
ومطَّت قناعَ الطِّرس عن ضوء حسنها
فنار بها ربعي وضاء مقامي
فشنَّفتُ سَمعي من فرائِد لفظها
بجوهر أسلاكٍ ودُرِّ نظامِ
وقلَّدتُ جيدي من تقاصير نظمها
عقودَ لآل فذَّة ٍ وتؤامِ
ولم أدر ما أهداه لي حسن سجعها
أرنَّة شادٍ أم هديلَ حَمام
كأنَّ معانيها بحالِكِ نِقْسها
بدور تمام في بهيم ظلام
كأن مبانيها مباسم غادة ٍ
نضَت عن لآليها فضولَ لثام
كأنَّ قوافيها أزاهرُ رَوضة ٍ
تبسَّمن صُبحاً عن ثغورِ كِمام
وما بالها لا تجمع الحسنَ كلَّه
وقد بلغت في الحسن كل مرام
ولا غرو أن أربت على القول أنها
كلام ملوكٍ أو ملوك كلام
فيا سيداً مذ غالني الدهر قربه
وقفت عليه لوعتي وهيامي
تحدَّر دَمعي مذ تذكَّر عهدَه
تحدُّر قَطرٍ من مُتونِ غَمامِ
وأصبحت الأحشاء من فرط شوقه
تشبُّ لظى نيرانها بضِرام
بعثتَ بأبيات من الشعر أصبحَتْ
تمائم جيدي بل شفاء سقامي
أبنت بها عن لهجة ٍ هاشمية ٍ
ملكت بها للقول كل زمام
توارثتَها عن عصبة مضريَّة ٍ
مدارَه فصحٍ منجبين كرام
وضمَّنتها من خالص الودِّ نفثة ً
شحذت بها عضبي ورشت سهامي
وإن كنتُ أضمرتُ السكوتَ تحيَّة
فحسبي سكوتٌ ناطقٌ بذمامي
فلا برحت تغشاكَ منِّي رسائلٌ
بنشر ثناءٍ أو بطيب سلامِ
أحيِّي به ذاك المُحيَّا وإنَّما
أحيِّي به والله بدرَ تَمامِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> بكيتُ لبرقٍ لاحَ بالثغر باسمُه
بكيتُ لبرقٍ لاحَ بالثغر باسمُه
رقم القصيدة : 27719(35/447)
-----------------------------------
بكيتُ لبرقٍ لاحَ بالثغر باسمُه
فكانت جفوني لا السحاب غمائمه
أما والهوى لولا تَساجُمُ عبرتي
لَما لامَ قلبي في الصَّبابة لائمُهْ
كتمت خفايا الحب بين جوانحي
فنمت دموعي بالذي أنا كاتمه
ومن يمسك الأجفان وهي سحائبٌ
إذا لمعت لمعَ البروق مباسمُه
خليليَّ قد أبرمتماني ملامة ً
وألمتما قلبي بما لا يلائمه
كأني بدعٌ في ملابسه الهوى
ولم يكُ قبلي مغرمُ القلب هائِمُهْ
تَرومانِ من قلبي السلوَّ جهالة ً
بما أنا من سر المحبة عالمه
وكيف سلوي من ألفت وإننا
لإلفان مُذ نيطَتْ بكلٍّ تمائمُهْ
سقى الله أيامي بمكَّة والصِّبا
تفتح عن نور الشباب كمائمه
وحيَّا الحَيا ربعَ الهوى بسوَيْقة
وجاد بأجيادٍ من الدَّمع ساجمُه
ليالي أغفو في ظلال بشاشة ٍ
ولم ينتبه من حادث الدهر نائمه
هنالكَ لا ظبيُ الصَّريم مصارمٌ
ولا جَذَّ حبلَ الوصل من هو صارمُهْ
أجر ذيولي في بلهنية الصبا
وروض شبابي ناضر الغصن ناعمه
يواصلُني بدرٌ إذا تمَّ ضوؤه
يواريه من ليل الذَّوائب فاحمُهْ
وكم ليلة ٍ وافى على حينِ غفلة ٍ
فبت بها حتى الصباح أنادمه
وأفرشتُه منِّي الترائبَ والحشا
وبات وسادي زندُه ومعاصمُهْ
ونحَّى لِلثمي عن لَماه لثامَه
ولم أدر غيري بات والبدر لاثمه
فبتنا كما شاءَ الغرامُ يلفُّنا
هوى ً وتقى ً لا تُستحلُّ محارمُهْ
إلى حين هبت نسمة الفجر وانبرت
تجر ذيولاً في الرياض نسائمه
وسلَّ على اللَّيل الصباحُ حسامَه
فقامت حمامات الغصون تخاصمه
فقمنا ولم يعلق بنا ظن كاشحٍ
ولا نطقت عنا لواشٍ نمائمه
نعم قد صَفا ذاكَ الوصالُ وقد عفا
ولم تعف آثار الهوى ومعالمه
إليكَ نصيرَ الدين بُحتُ بلوعة ٍ
براني بها برد الهوى وسمائمه
ولولا اعتقادي صدق ودك لم أبح
بما لستُ أرضى أنَّ غيرَك واهمُهْ
لعمري لأنت الصادق الود والذي
تصدقني فيما ادعيت مكارمه
وأنك فردٌ في زمانٍ غدت به
عن الخير عجماً عربه وأعاجمه(35/448)
إلى الله أشكو منهُمُ عهدَ معشرِ
تَحايدُ عن حِفظ الذِّمام ذمائمُهْ
إذا سرَّ منهم ظاهرٌ ساءَ باطنٌ
تدبُّ إلى نهشِ الصَّديق أراقمُهُ
عجمتُهمُ عجمَ المثقِّف عُودَه
فما ظَفِرتْ كفِّي بصَلْبٍ معاجمُهْ
فأعرضت عنهم طاوياً كشح غائرٍ
على الودِّ منِّي أن تذلَّ كرائمُهْ
فحسبي نصير الدين في الدهر ناصراً
على الدَّهر إن أنحَتْ عليَّ مظالمُهُ
لقد ظَفِرَت كفايَ منه بماجدٍ
فواتحه محمودة وخواتمه
فتى ً ثاقبُ الآراء طلاَّع أنجُدٍ
حميدُ المساعي مبرماتُ عزائِمُهْ
له خلقٌ كالروض يعبق نشره
وتفترُّ عن غرِّ السَّجايا بواسِمُهْ
هو الخضِرُ الأكنافِ والخِضْرُم الذي
يرى مثلاً كل الخضارم عائمه
وزيرٌ له دَستُ الوزارة قائِمٌ
وعرشُ المعالي أيَّداتٌ قوائمُهْ
إذا صاوَلَ الأبطالَ شاهدتَ صائلاً
تزيدُ على المرِّيخ سطواً صوارمُهْ
وإن نافث الكتاب ألفيت كاتباً
عطارد في فن الكتابة خادمه
إذا ما امتطت متن اليراع بنانه
حوى قصبات السبق ما هو راقمه
فيهزأ بالمنثور ما هو ناثرٌ
ويُزري بنظم الدُّرِّ ما هو ناظِمُهْ
به أنجبَتْ أبناءُ فارسَ فارساً
تقدَّت به خيلُ العُلى ورواسمُهْ
أقر له بالسبق سباق غاية ٍ
وأعظمه من كل حيٍ أعاظمه
بنى لهُمُ بيتاً من المجد باذخاً
له شرفٌ باقٍ رفيعٌ دعائمُه
إلى مكرماتٍ كالشموسِ منيرة ٍ
تَجلَّى بها من كلِّ ليلٍ أداهمُهْ
فلله هاتيك المكارم إنها
علائم مكنون العلى وعيالمه
ولله هاتيك الشمائِل إنَّها
نوافجُ طيبٍ نشَّرتها الطائمُهْ
أتتني نصيرَ الدين منكَ قصيدة ٌ
تبارى فرادى الدهر منها توائمه
تأرَّج رَبعي من ذَكا طيبِ نَشِرها
وفاحت علينا من شذاها نواسمه
كأنَّ سحيقَ المسكِ كانَ مدادَها
ومِن عَذَب الريحان كانت مراقمُهْ
نشرتَ بها بُرد الشباب على امرىء ٍ
- وحقك - لا تثنيه عنك لوائمه
يُصافيكَ ودّاً لو مزجتَ بعذبه
أجاجاً حَلَتْ للشَّاربين علاقمُهْ
ويوليك عهداً لا انفصام لعقده
ولو بلغ المجهود في السعي فاصمه(35/449)
فكن واثقاً مني بأوثق ذمة ٍ
يلازمني فيها الوفا وألازمه
فلستُ كمن يَحلو لدى الودِّ قولُه
وتشجى بمر الفعل مني حلاقمه
فإن شئتَ فاخبُرْني على كلِّ حالة
تجد سيف صدقٍ لا يخونك قائمه
أبى أن يلم الغدر مني بساحة ٍ
على نسبٍ طالت فروعاً جراثمه
عزاه إلى العليا لؤي بن غالبٍ
وعبد مناف ذو العلاء وهاشمه
وشيبة ذو الحمد الذي وطئت به
عشائرُهُ فوق السُّها وأقاومُهْ
وذو المجد عبد الله أكرم والدٍ
لأكرم مَولودٍ نمتهُ أكارِمُهْ
وأحمدُ خيرُ المرسَلين وصِنوُهُ
عليٌّ أبو ريحانَتيْه وفاطِمُهْ
وأبناؤه الغرُّ الجحاجحة ُ الأُلى
بهم أكملَ الدينَ الإلهيَّ خاتِمُهْ
هم سادة ُ الدُّنيا وساسة ُ أهلها
فمن ذا يناوي فخرهم ويُقاومُهْ
عليهم سلام الله ما هل عارضٌ
وما شامَ برقٌ بالأُبيرق شائمُهْ
العصر العباسي >> البحتري >> قد لعمري يا ابن المغيرة أصبح
قد لعمري يا ابن المغيرة أصبح
رقم القصيدة : 2772
-----------------------------------
قد لَعَمرِي، يا ابنَ المُغيرَةِ، أصْبَحـ
ـتَ مُغيراً على القَوَافي جَميعَا
شَرَفاً، يا أخَا جَديلَةَ، أبْيَا
تُكَ رَدّتْ قَيظَ العِرَاقِ رَبِيعا
مَا لعَيْنَيْكَ تَغْزِلانِ، إذا مَا
رَأتَا في الرّؤوسِ رَأساً صَلِيعا
إنّ حُبّ الصُّلعانِ يُبدي، من المَرْ
ءِ، لأهلِ التّكشيفِ أمراً فَظيعَا
لَستَ عندي الوَضِيعَ، بل أنتَ يا وَغـ
ـدُ وَضِيعٌ عَن أن تكونَ وَضِيعَا
زُحِليٌّ، قَدِ استَفادَ منَ الشّؤ
م جَليساً، وَمُؤنِساً، وَضَجيعَا
مُدْبِرٌ، حَرْفُهُ يُصِمُّ وَيُعْمي
عَنْهُ رِزْقاً، يَغدو بَصِيراً سَمِيعَا
لكَ مِنْ لَفْظِهِ بَديعُ مَحَالٍ،
كُلَّ يَوْمٍ، إذا تَعَاطَى البَديعَا
لَيسَ يَنْفَكُّ هَاجِياً مَضْرُوباً
ألْفَ حَدٍّ، أوْ مادِحاً مَصْفُوعَا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا أيها المولى الذي
يا أيها المولى الذي
رقم القصيدة : 27720
-----------------------------------
يا أيها المولى الذي(35/450)
هو في معارِفه علَمْ
لله تحفتُك التي
من ليسَ يقبلُها ظَلمْ
فكأنها في فضلها
نارٌ تلوحُ على عَلمْ
أبياتها بمدادها
تحكي الكواكب في الظلم
لم يحو طرسٌ مثلها
كلا ولا رقم القلم
مني السلام عليك ما
غنى الحمام بذي سل
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> حيَّا بكأسٍ من مُدام
حيَّا بكأسٍ من مُدام
رقم القصيدة : 27721
-----------------------------------
حيَّا بكأسٍ من مُدام
عذب اللمى لدن القوام
وجلا لنا لما انجلى
شمس الضحى بدر التمام
وسرت مهيمنة ُ الصَّبا
تُهدي لنا نشرَ الخُزامِ
وترنَّحت عَذَبُ الرُّبى
طرباً لترجيعِ الحَمامِ
وتبسم الروش الندي
وقد بكت عين الغمام
وسرى وميض البرق يلـ
ـمع في الدجى لمع الحسام
فارقتُ مَضْمَضَمة َ الكرى
وأرقتُ من ضوءِ المُدامِ
طاب السهادُ لمقلتي
فسلوتُ عن طيب المنامِ
وسرى يحث كؤوسه
ساقٍ يجل عن الكلام
من وِرْدِ مبسمِه شِفايَ
ومن لواحظه سقامي
ما زال ينقع من مرا
شفه وأكؤسه أوامي
حتى رضيتُ عن الهوى
وحمدتُ عاقبة َ الغرامِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> زُفَّ يا ابن الكرام بنتَ الكُرومِ
زُفَّ يا ابن الكرام بنتَ الكُرومِ
رقم القصيدة : 27722
-----------------------------------
زُفَّ يا ابن الكرام بنتَ الكُرومِ
فهي شمسٌ قد رصعت بالنجوم
واسقنيها - سقيتها - في زمانٍ
يضحك الروض من بكاء الغيوم
وأدِرْها عليَّ في الكأس صرفاً
فعليها ضمانُ صَرفِ الهمومِ
هي بُرء الأسى وداعي التَّصابي
وسرور الفتى وسر النعيم
عصرت من قديم عهدٍ وجاءت
وهي تَروي حديثَ عصرٍ قديمِ
ما تجلَّت في الكأس إلاَّ وجلَّت
عن سماء الهنا غمام الغموم
كلما عبس النديم إليها
ضَحِكت من سرورها للنديمِ
لو أضل السراة سبل هداهم
لهدتهم في جنح ليلٍ بهيم
أشرقت للعقول يا صاح نوراً
وأضاءَت ناراً لموسى الكَليمِ
عاطنيها ولا تقل هي إثمٌ
إنَّما الاثم من شرابِ الأثيمِ
أكثرَ الَّلائِمُ المعنِّفُ فيها
ليس مثلي في شربها بملوم(35/451)
نحنُ منها على مقامٍ من
الأنس مقيمون في نعيمٍ مقيم
عقلَتْ من عُقولِ قوم فزاغوا
بضَلالٍ عن نهجها المستَقيمِ
أنكرَ الجاهلونَ مِنها رُموزاً
جهلوا علمَها بفهمٍ سَقيم
وعلى سلبها الوقار فكم
أهدت ثباتاً إلى الوقار الحليم
وأذمت كرام قومٍ فذمت
وذمامُ الكرام غيرُ ذميمِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> هاتا أعيدا لي حديثي القديم
هاتا أعيدا لي حديثي القديم
رقم القصيدة : 27723
-----------------------------------
هاتا أعيدا لي حديثي القديم
أيام وسمي بالتصابي وسيم
وعلِّلاني بنسيم الصَّبا
إن كان يستشفي عليلاً سَقيمْ
لله أيامي بسفح اللوى
إذ كنتُ الهوى في ظِلال النَّعيمْ
بانت فبانَ الصبرُ من بعدها
فمدمعي غادٍ وحزني مُقيمْ
وشادن غِرٍّ بأمر الهوى
قريبِ عهدٍ جيدُه بالتَّميمْ
يرتع لهواً في نعيم الصِّبا
وعاشقُوه في العذاب الأليمْ
العين ترعى منه في جنة ٍ
والقلب من إعراضه في جحيم
إذا بدا في شعره خلته
شمس الضحى فر جنح ليل بهيم
أرعى له العهدَ وكم ليلة ٍ
حلَّيتُ من ذكراه كأسَ النَّديمْ
فليتني إذ لم يزُرني سوى
خياله من بعض أهل الرقيم
ولائمٍ لامَ على حبِّه
جهلاً بأهل الحب وهو المليم
يرومُ منِّي الغدرَ فيه وما
ذمام عهدي في الهوى بالذميم
صُمَّ صَدى العاذِلِ في حبِّ من
أسكنتُه من مُهجتي في الصَّميمْ
فليت شعري هل دَرى من به
قد هام واستسلم قلبي السليم
أنِّيَ أصبحتُ به شاعراً
أنظم فيه كل عقدٍ نظيم
لكنَّني لستُ وإن ظُنَّ بي
بشاعرٍ في كلِّ وادٍ أهيمْ
ونفحة ٍ هبت لنا موهناً
يا حبذا نفحة ذاك النسيم
مرَّت بأكنافِ رُبى حاجرِ
فأرَّجت أرجاءَها بالشَّميمْ
تروي حديث الحب لي مسنداً
عن رامة ٍ عن ريم ذاك الصريم
بالله خبِّر يا نسيمَ الصَّبا
كيف اللوى بعدي وكيف الغميم
هل خفر العهد أهيل الحمى
بعديَ أم يَرعُون عهدي القديمْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وليلة ٍ عانقتُ في جُنحها
وليلة ٍ عانقتُ في جُنحها(35/452)
رقم القصيدة : 27724
-----------------------------------
وليلة ٍ عانقتُ في جُنحها
ثالثة الشمس وبدر التمام
فلم يطب لي ضمها ساعة ً
حتى ضممتُ السيفَ عند المنامْ
فاستنكرت ضمِّي له بيننا
وقد صَفا الوصلُ وطاب اللِّزامْ
قالت فدتكَ النفسُ من حازمٍ
ما تصنع الان بهذا الحسام
يُغنيكَ عنه ـ لا خشيتَ العدى ـ
مهند اللحظ ورمح القوام
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وأبرزتها بطحاء مكة بعدما
وأبرزتها بطحاء مكة بعدما
رقم القصيدة : 27725
-----------------------------------
وأبرزتها بطحاء مكة بعدما
أصات المنادي بالصَّلاة فأعتما
فضوَّأ أكنافَ الحَجون ضياؤها
وأشرقَ بين المأزِمين وزَمزما
ولما سرت للركب نفحة طيبها
تغنَّى لها حاديُهُمُ وترنَّما
وشام محياها الحجيج على السرى
فيمم مغناها ولبى وأحرما
فتاة ٌ هي الشمسُ المنيرة ُ في الضحى
ولكنها تبدو إذا الليل أظلما
تعلم منها الغصن عطفة قدها
وما كان أحرى الغصنَ أن يتعلَّما
وأسفرَ عنها الصبحُ لمَّا تلثَّمت
ولو أسفرت للصُّبح يوماً تلثَّما
إذا ما رنَتْ لحظاً وماسَتْ تأوُّداً
فما ظبية ُ الجَرعا وما بانة ُ الحِمى
تراءت على بُعدٍ فكبَّر ذو التُّقى
ولاحت على قربٍ فصلى وسلما
وكم حلَّلت بالصدِّ قتلَ أخي الهوى
وكان يرى قتل الصدود محرما
وظنت فؤادي خالياً فرمت به
هوى ً عاد دائي منه أدهى وأعظما
ولو أنَّها أبقت عليَّ أطقتُه
ولكنَّها لم تُبقِ لحماً ولا دَما
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> إلام تطيل نوحك يا حمام
إلام تطيل نوحك يا حمام
رقم القصيدة : 27726
-----------------------------------
إلام تطيل نوحك يا حمام
ولا وجدٌ عَراكَ ولا غرامُ
تبيت على الغصون حليفَ شجوٍ
تطارحُني كأنَّك مُستهامُ
وما صدعت لك البرحاء قلباً
ولا أودى بمهجتك الهيام
ولو صاليتَ نار الشوق أمسى
على خديك للدمع انسجام
وما بكَ بعضُ ما بي غير أنِّي
آلامُ على البُكاءِ ولا تُلامُ(35/453)
وكابدت النوى عشرين عاماً
ويومٌ من نَوى الأحباب عامُ
أحنُّ إلى الخيام وإنَّ قلبي
بمرتهنٌ بمن حوت الخيام
وأذكرُ إذْ يُظلِّلنا بَشامٌ
بشرقي الحمى سقي البشام
فيا زَمنى إذِ الدُّنيا فتاة ٌ
كما أهوى وإذْ دَهري غُلامُ
أعائدة ٌ ليالي المواضي
على حزوى سقى خزوى الغمام
لياليَ لا أرومُ سوى التَّصابي
وما لي غير من أهوى مَرامُ
أسامر في الدجى شمس الحميا
ومن نَدْمانيَ البدرُ التَّمام
وألهو والكؤوس لها ضياءٌ
بغانية غدائرها ظلام
رداحٌ لو تمشت في رياضٍ
لغرد فوق قامتها الحمام
لنا من وصلها العيشُ المهنَّا
ولكن هجرها الموت الزؤام
فيا عصر الصِّبا والأنسُ بادٍ
سقاك الغيث عارضه ركام
ويا عصرَ الشباب عليك منِّي
مدى الدهر التحية والسلام
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> معصيتي أعظمُ من طاعَتي
معصيتي أعظمُ من طاعَتي
رقم القصيدة : 27727
-----------------------------------
معصيتي أعظمُ من طاعَتي
لكن رجائي منهما أعظمُ
وأنت ذو الرحمَة يا سيِّدي
إن لم تكن ترحمُ من يَرحمُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ومورَّدِ الوَجَنات أغيدَ خالُه
ومورَّدِ الوَجَنات أغيدَ خالُه
رقم القصيدة : 27728
-----------------------------------
ومورَّدِ الوَجَنات أغيدَ خالُه
قد كان يفتن بالوسامة عمَّهُ
إن خص قلبي بالغرام فربه
بالحسن من فَرط الملاحَة عمَّه
كحل العيونَ وكان في أجفانه
عضب حكى ناب الشجاع وسمَّهُ
وبكى بطرفٍ ذي احورارٍ زانَه
كحَلٌ فقلتُ سَقى الحسامَ وسمَّهُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> عتبت على دهري بأفعاله التي
عتبت على دهري بأفعاله التي
رقم القصيدة : 27729
-----------------------------------
عتبت على دهري بأفعاله التي
براني بها برم السهام من الهمِّ
ليصرِفَ عنِّي فادحاتِ نوائبٍ
أضاق بها ذَرعي وأضنى بها جسمي
فقال ألم تعلم بأن حوادثي
وأخطارَها الَّلاتي تلمُّ بذي الفَهمِ
يضيقُ بها ذو الجهل ذَرعاً وإنَّما(35/454)
إذا أشكلت رُدَّت لمن كان ذا علم
العصر العباسي >> البحتري >> أبا نهشل رأيك المقنع
أبا نهشل رأيك المقنع
رقم القصيدة : 2773
-----------------------------------
أبَا نَهْشَلٍ رَأيُكَ المُقْنِعُ،
إذا طَرَقَ الحادِثُ الأَشَنْعُ
فَماذا اشتَهَيْتَ مِنَ الخُتّليّ،
وَهَلْ لكَ في الثّوْرِ مُستَمتَعُ
تُنَادِمُهُ، وَهْوَ في حَالَةٍ
تُضِرُّ النّدامَى، وَلا تَنْفَعُ
أَلستَ تَرى في اسْتِهِ إِصْبَعاً
تَجُول، وفي شِدْقِهِ إصْبعُ؟
وَيَنْقُلُ بَيْنَكُمُ جَعْسَهُ،
إذا كَظَّهُ القَدَحُ المُترَعُ
إذا ما أغارَ على سَلْحَةٍ
رَبُوصٍ، فَخِنزِيرَةٌ مُتْبَعُ
وَلمْ يَكُ فيها ابنُ كَلْبِيْنا،
ليَصْنَعَ بعْضَ الذي يَصْنَعُ
فَوَيلٌ لشِعْرِ أبي البرْقِ، إنْ
أطَافَ بهِ الأشيَبُ الأنْزَعُ
سَيَأكُلُهُ فَيُرِيحُ العِبَا
دَ مِنْ نَتْنِهِ، ثمّ لا يَشْبَعُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وروضة قابلنا بشرها
وروضة قابلنا بشرها
رقم القصيدة : 27730
-----------------------------------
وروضة قابلنا بشرها
بضاحك النوار بسامه
تسحب فيها الريح أذيالها
وينفحُ الوردُ بأكمامِهِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> سمحَ البدرُ بوصلٍ فشَفى
سمحَ البدرُ بوصلٍ فشَفى
رقم القصيدة : 27731
-----------------------------------
سمحَ البدرُ بوصلٍ فشَفى
من جوى الحب سقيما مغرما
وسما عن مشبه ثم ومن
أين للبدر شبيه في السما
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ريعَتْ وقد أبصرت نَبَتَ العذار بدا
ريعَتْ وقد أبصرت نَبَتَ العذار بدا
رقم القصيدة : 27732
-----------------------------------
ريعَتْ وقد أبصرت نَبَتَ العذار بدا
كالرَّوض يفترُّ عن غبٍّ من الديمِ
فقلت ما الشعر هذا ما ترين به
وإنَّما هو نبتُ الحِلم والكَرمِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وعود به عود المسرة مورق
وعود به عود المسرة مورق
رقم القصيدة : 27733(35/455)
-----------------------------------
وعود به عود المسرة مورق
يغنِّي كما غنَّت عليه الحَمائمُ
إذا حركت أوتاره كفُّ غادة
فسِيَّان من شوق خليٌّ وهائمُ
يرنح من يصغي إليه صبابة
كما رنَّحته في الرِّياض النَّسائمُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> تذكر بالحمى رشأ أغنا
تذكر بالحمى رشأ أغنا
رقم القصيدة : 27734
-----------------------------------
تذكر بالحمى رشأ أغنا
وهاجَ له الهوى طَرباً فغنَّى
وحنَّ فؤادُه شَوقاً لنجدٍ
وأين الهند من نجد وأنَّى
وغنت في فروع الأيك ورق
فجاوبها بزفرته وأنَّا
وطارحها الغرام فحين رنت
له بتنفُّس الصُّعداء رنَّا
وأورى لاعجَ الأشواق منه
بريق بالأبريق لاح وهنا
معنى كلما هبت شمال
تذكَّر ذلك العيش المهنَّا
إذا جنَّ الظلامُ عليه أبدى
من الوجدِ المبرِّح ما أجَنَّا
سقى وادي الغضا دمعي إذا ما
تهلل لا السحاب إذا أرجحنا
فكم لي في رباه قضيب حسن
تفرَّد بالملاحة إذْ تثنَّى
كَلِفتُ به وما كُلِّفت فرضاً
فأوجبَ طرفُه قَتلي وسنَّا
وأبدى حبَّه قلبي وأخفى
فصرَّح بالهوى شَوقاً وكنَّى
تفنَّنَ حسنُه في كلِّ معنى ً
فصار العيش لي بهواه فنا
بدا بدراً ولاح لنا هلالاً
وأشرق كوكبا واهتز غصنا
وثنى قده الحسن ارتياحا
فهام القلبُ بالحَسَن المُثنَّى
ولو أنَّ الفؤاد على هواه
تمنَّى كان غايَة ما تمنَّى
بكيت دما وجن إليه قلبي
فخضب من دمي كفا وحنا
ألا يا صاحبي ترفقا بي
فإنَّ البينَ أنصبني وعنَّا
ولم تبق النوى لي غير عزم
إذا حفَّت به المحنُ اطمأنَّا
وأقسم ما الهوى غرضي ولكن
أعلل بالهوى قلبا معنى
وأصرف بالتأني صرف دهري
وأعلم أن سيظفر من تأنى
وأدفعُ فادحاتِ الخطب عنِّي
بتفويضي إذا ما الخطبُ عنَّا
ولا والله لا أرجو ليسري
وعُسري غيرَ من أغنى وأقْنَى
وما قَصدي بتحبيرِ القَوافي
سوى لفظٍ أُحبِّرُه ومَعنى
لأستجني ثمار القول مدحا
لمن أضحى بطيبة َ مُستجِنَّا
ومدح محمد شرفي وفخري(35/456)
وهل شرف وفخر منه أسنى
إمامُ الأنبياء وخيرُ مولى ً
به سعد الورى إنسا وجنا
رقى بكماله رتب المعالي
وحل من العلى سهلا وحزنا
هدى الله الأنامَ به وأهدى
لمن والاه إيمانا وأمنا
وكم قد نالَ من يُسراهُ يسراً
أخو عُسرٍ ومن يُمناه يُمنا
وكم وافاه ذو كرب وحزن
ففرَّج كربَه وأزال حُزنا
وأغنى بائسا وكفاه بؤسا
وأنجد صارخاً وأصحَّ مُضنى
ختامٌ جميع رسل الله حقَّا
ومبدأ كلِّ إحسانٍ وحُسنى
بمولده أضاء الكون نورا
وأشرق في البسيطة كل مغنى
وفاخرت السماء الأرض لما
غدت بقدومِه السامي تُهنَّى
فخار لا يساويه فخار
مناط النجم من أدناه أدنى
تَبيدُ له اللَّيالي وهو باقٍ
ويفنى الواصِفون وليس يَفْنَى
لمعجزِهِ أقرَّ الضدُّ عجزاً
وظلَّت عنده الفُصحاء لُكْنا
مثاني تقشعر له جلود
ويغدو كلُّ قلبٍ مطمئنَّا
فيولي كلَّ مَن والاهُ ربحاً
ويعقب كل من ناواه غبنا
وزالت معجزات الرسل معهم
ومعجزُ أحمد يزدادُ حُسنا
هو المختار من أزل نبيا
وما زالت له العلياء تبنى
براه واصطفاه الله قدما
وأعلاهُ وأسماهُ وأسَنى
وأرضعه ثدي المجد درا
وآواه من العلياء حضنا
وصيره حبيبا ثم أسرى
به ليلاً فقرَّبه وأدْنى
كذلك كلُّ محبوب يوافي
أحبَّته إذا ما الليلُ جَنَّا
سَما السبعَ الطِّباق وبات يسمو
إلى رتب هناك له تسنا
فراح يجرُّ أذيالَ المعالي
ويسحبُ فوق هام المجد رُدْنا
فمن كمحمد إن عد فخر
سَما بالفخر منفرداً وضِمنا
أجل المرسلين علا وقدرا
وأرجحهم لدى الترجيح وزنا
وأعظمهم لدى البأساء يسرا
وأسمحهم إذا ما جاد يمنى
وأشرفُ من تقلَّد سيفَ حقّ
وهزَّ مثقَّفَ الأعطاف لَدْنا
فجلى في رهان الفضل سبقا
وجلَّى عن سَماء الحقِّ دَجنا
وطهر بالمواضي رجس قوم
جفته قلوبهم حسدا وضغنا
وخير فيهم أسرا ومنا
فأطلق أسرَهم وعفا ومَنا
وراموا منه إحسانا وفضلا
فأوسعهم بنائله وأغنى
وكم للهاشمي جميل وصف
عليه خناصر الأشهاد تثنى
وماذا يبلغُ المُثْني على من
عليه إلsهُهُ في الذكرِ أثنى(35/457)
ألا يا سيد الكونين سمعا
لداعٍ سائلٍ أمناً ومنَّا
وغوثاً يا فدتكَ النفسُ غَوثاً
فقد شفَّ الأسى جِسمي وأضنى
فما في الخلقِ أسرعُ منك نَصْراً
لملهوفٍ وأسمعُ منكَ أذْنا
وها أنا فيك قد أحسنت ظني
فحاشا أن تخيِّب فيكَ ظنَّا
وكيف يخافُ ريبَ الدَّهر عبدٌ
تكونُ له من الحدثانِ حصنا
أرومُ فكاك أسري من زمانٍ
علقت بكفه الشلاء رهنا
وأرجو النصر منك على عدو
متى استقبلته قلب المجنا
ركنت إليك في أسري ونصري
وحسبي جاهك المأمول ركنا
وكم لي فيكَ من أملٍ فسيحٍ
ستنجحه إذا ما الدهر ضنا
وقد طال البعاد وزاد شوقي
إليكَ وعاقَني دهري وأوْنى
فأبدلني ببعد الدار قربا
وبوئني بتلك الدار سكنى
وجد لي بالشفاعة يوم حشري
وأسكني من الجنات عدنا
عليكَ صلاة ُ ربِّك ما تغنَّى
حمامُ الأيك في فَنَنٍ وَحنَّا
وآلك والصحابة خير آل
وصحبٍ ما شدا شادٍ وغنَّى
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> اشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا
اشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا
رقم القصيدة : 27735
-----------------------------------
اشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا
بصوت شادٍ ودَعْ شاذاً وغمدانا
إن كان ألبست العليا ابن ذي يزن
تاجا فقد ألبست اليوم تيجانا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أيا ماجداً قد أتقنَ اللَّفظَ والمعنى
أيا ماجداً قد أتقنَ اللَّفظَ والمعنى
رقم القصيدة : 27736
-----------------------------------
أيا ماجداً قد أتقنَ اللَّفظَ والمعنى
ومَعْهُ من الإحسان ما لم يكن مَعْنا
إليكَ فقد صيَّرتَ سَحبان مُفحَماً
وأخجلتَ بالافضال يا سيِّدي مَعْنا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> بانوا فليت غرامي بعد هم بانا
بانوا فليت غرامي بعد هم بانا
رقم القصيدة : 27737
-----------------------------------
بانوا فليت غرامي بعد هم بانا
واستشعر القلب بعد البين سلوانا
لا بل سَروا بفؤادي قبلَ سيرهم
وأبدلوا من جميلِ الصَّبرِ أحزانا
هل يعلم الصحب أني بعد فرقتهم(35/458)
أبيت أرعى نجوم الليل سهرانا
أقضي الزمانَ ولا أقضي به وَطَراً
وأقطعُ الدَّهرِ أشواقاً وأشجانا
ولا غريب إذا أصبحت ذا حزنٍ
إن الغريب حزينٌ حيثما كانا
أرى فؤادي وإن ضاقت مسالكه
بمدح نَجل رسول الله جَذلانا
عمار أبنية المجد الذي رفعت
آباؤه الغرُّ من ناديه أركانا
السيِّدُ الماجدُ النَّدبُ الشريفُ ومن
قد بذَّ بالفضل أكفاءً وأقرانا
سما به النسبُ الوضَّاح فاجتمعت
فيه المحامدُ أشكالاً وألوانا
يا واسعَ الخُلْق إفضالاً ومكرُمة ً
ومُوسعَ الخَلْق إنعاماً وإحساناً
فقت الكرام بما أوليت من كرمٍ
لله درك مفضالاً ومعوانا
ما قلت في المجد قولاً يوم مفتخر
إلاَّ أقمتَ عليه منك بُرهانا
لا زلتَ في الدَّهر مرضيَّ العُلى أبداً
ونائلاً من إله الخلق رضوانا
عليكَ مني سلامُ الله ما صَدحت
ورق الحمام وهز الريح أغصانا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> شوقي إليكم يا أهل ودِّي
شوقي إليكم يا أهل ودِّي
رقم القصيدة : 27738
-----------------------------------
شوقي إليكم يا أهل ودِّي
ألَّف بينَ الأسى وبيني
هذا وشَوقي لكم أراه
شوقاً لنفسي من غير مَينِ
وصدقُ ما أدَّعيه فيكم
أن علياً أبو الحسين
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا بارقاً صَدَع الدُجى لمعانُهُ
يا بارقاً صَدَع الدُجى لمعانُهُ
رقم القصيدة : 27739
-----------------------------------
يا بارقاً صَدَع الدُجى لمعانُهُ
وسرى يهل على الحمى هتانه
بالله إن يممت منزلنا الذي
بانت ـ وما بان الهوى ـ سُكَّانه
بلِّغ تحيَّتيَ العَفيفَ أخا العُلى
أصفى الأخلاَّءِ المعظَّم شانُهُ
واشرح له شَوقي إليه وصِفْ له
وجدي الذي يَقضي به وجدانُه
واحذر عليه أن تبثَّ جميعَ ما
قاسيتُه كيلا يذوبَ جَنانُهُ
وأجبه عما قد حواه كتابه
من عِقد نظمٍ فصِّلت عِقيانُه
لا يحسبن أني سلوت جنابه
هيهات عز أخا الأسى سلوانه
لم أنس أنساً كان لي بلقائه
طابت معاهدُه وطاب زمانُهُ(35/459)
أيام روض العيش يشرق نوره
وتميس من طربٍ به أغصانه
يا أيها الشهم الذي أثنى على
فتكاته يوم الطعان سنانه
أهديتَ من غررِ المعاني مُعجزاً
بهرَ العقولَ بديعُه وبيانُه
لله درك ناطقاً يقضي على
حر الكلام بما يشاء لسانه
ومحبراً وشي القريض إذا امتطى
متنَ البراعَة للبيانِ بَنانُه
ومبرزاً إن رام سبقاً أقصرت
عن أن تحاولَ شأوَه أقرانُهُ
قسماً بأيمان الفتوَّة والوَفا
وقديم عهدٍ أسست أركانه
إن الوداد كما عهدت وإنما
هذا الزمان تلونت ألوانه
والعذرُ في تركي دعاءَك مسرعاً
عذرٌ وحقك واضحٌ برهانه
لكن عَسى قد آن إبَّانُ اللِّقا
والشيء يُقبِلُ إن أتى إبَّانُهُ
فيلين من دهري بذلك ما قسا
ويعود بعد إساءة ٍ إحسانه
العصر العباسي >> البحتري >> بين الشقيقة فاللوى فالأجرع
بين الشقيقة فاللوى فالأجرع
رقم القصيدة : 2774
-----------------------------------
بَينَ الشّقِيقَةِ ، فاللّوى، فالأجْرَعِ،
دِمَنٌ حُبِسْنَ على الرّياحِ الأرْبَعِ
فَكَأنّمَا ضَمِنَتْ مَعَالِمُهَا الّذي
ضَمِنَتْهُ أحْشَاءُ المُحِبّ الموجَعِ
لَوْ أنّ أنْوَاءَ السّحابِ تُطِيعُني
لَشَفى الرّبيعُ غَليلَ تِلْكَ الأرْبُعِ
مَا أحْسَنَ الأيّامَ، ِإِلاَّ أنّهَا
يا صاحِبيّ، إذا مَضَتْ لمْ تَرْجِعِ
كانوا جَميعاً، ثمّ فَرّق بَيْنهُمْ
بَينٌ كَتَقْوِيضِ الجَهام المُقلِعِ
مِن وَاقِفٍ في الهَجْرِ ليسَ بِوَاقِفٍ،
وَمُوَدِّعٍ بالبَيْنِ غَيرِ مُوَدِّعِ
وَوَرَاءَهُمْ صُعَدَاءُ أنْفاسٍ، إذا
ذُكِرَ الفِرَاقُ أقَمْنَ عُوجَ الأضْلُعِ
أمّا الثّغورُ، فقَدْ غَدَوْنَ عَوَاصِماً
لِثُغورِ رَأيٍ، كالجِبالِ الشُّرّعِ
مَدّتْ وِلايَةُ يُوسُفَ بْنِ مُحَمّدٍ
سُوراً على ذَاكَ الفَضَاءِ البَلْقَعِ
لا يَرْهَبُ الطّرْفُ البَعِيدُ تَطَرّفاً،
عادَ المضَيَّعُ، وهوَ غَيرُ مُضَيَّعِ
وَهْيَ الوَديعَةُ لا يُؤمَّلُ حِفْظُهَا،
حَتّى تصِحّ حفِيظَةُ المُسْتَوْدِعِ(35/460)
وَأعِنّةُ الإسْلامِ في يَدِ حازِمٍ،
قَدْ قادَها زَمَناً، وَلمْ يتَرَعْرَعِ
أمْسَى يُدَبّرُهَا بِهَدْي أُسامَةٍ،
وَبِكَيْدِ بَهْرَامٍ، وَنَجْدَةِ تُبّعِ
فَكَفاكَ منْ شَرَفِ الرّياسَةِ أَنْهٌُ
يَثْني الأعِنّةَ كُلَّهُنّ باصْبَعِ
أدْمَى فِجاجَ الرّومِ، حتى ما لَهَا
سُبُلٌ سِوَى دَفْعِ الدّماءِ الهُمَّعِ
قَطَعَ القَرائِنَ، وَاللّوَاءُ لِغَيْرِهِ،
بالمَشْرَفِيّة، حُسَّراً في الأدْرُعِ
وَلِوَاؤهُ المَعْقُودُ يُقْسِمُ في غَدٍ
أنْ سَوْفَ يَصْنعُ فيهِ ما لمْ يُصْنعِ
صَدْيانُ منْ ظمَإ الحُقودِ لوَ انّهُ
يُسْقى جميَع دمائهِمِ لم ينقعِ
ماضِ، إذا وَقَفَ المُشَهَّرُ لم يُعِفْ،
يَقِظٌ، إذا هجَعَ السُّهَا لمْ يهْجَعِ
وَمُهَيِّجٌ هَيْجَاءَ يَبْلُغُ رُمْحُهُ
صَفّ العِدى، وَالرّمحُ خمسَةُ أذْرُعِ
وَيُضيءُ من خلْفِ السّنانِ، إذا دجا
وَجْهُ الكَمِيّ على الكَمِيّ الأرْوَعِ
بحْرٌ لأهْلِ الثّغْرِ ليْسَ بغائِضٍ،
وَسَحَابُ جُودٍ لَيْسَ بالمُتَقَشِّعِ
نُصِرُوا بِدَوْلَتِهِ الّتي غَلَبُوا بهَا
في الجمعِ، فَانتصَفوا بها في المَجمَعِ
وإذا هُمُ قَحَطوا، فأعشَبُ مَرْبَعٍ،
وإذا همُ فَزِعوا، فأقرَبُ مَفزَعِ
رَجَعوا من الشِّبلِ، الذي عهِدوا، إلى
خَلَفٍ من اللّيثِ الضُّبارِمِ مُقنَعِ
ما غابَ عنهُمْ غيرُ نَزْعَةِ أشيَبٍ،
مَكسُوّةٍ صَدَأً، وَشَيبَةِ أنزَعِ
هذا ابنُ ذاكَ وِلادَةً. وَأخُوّةً،
عِندَ الزّعازِعِ وَالقَنا المُتَزَعزِعِ
مُتَشابِهانِ، إذا الأمورُ تشابَهَتْ،
حَزْماً وَعِلماً بِالطّريقِ المَهْيَعِ
عُودَاهُمَا مِنْ نَبعَةٍ، وَثَرَاهُما
مِنْ تُرْبَةٍ، وَصَفَاهُما منْ مقطَعِ
يَا يوسُفُ بنُ أبي سَعِيدٍ لِلّتي
يُدْعى أبوك لهَا، وَفيها، فاسمَعِ
إلاّ تَكُنهُ على حِقيقَتِهِ يَغِبْ
عَمروٌ، وَيشهَدْ عاصِمُ بنُ الأسفَعِ
وَلتَهنِكَ الآنَ الوِلايَةُ، إنّهَا
طَلَبَتكَ منْ بلَدٍ بَعِيدِ المَنزِعِ(35/461)
لمْ تُعظِها أمَلاً، وَلمْ تُشغِلْ بِهَا
فِكراً، وَلمْ تسألْ لهَا عنْ موْضِعِ
وَرَأيتَ نَفسَكَ فوْقها، وَهيَ الّتي
فوْقَ العَلِيّ منَ الرّجالِ، الأرْفَعِ
وَصَلَتكَ حِينَ هجرْتَها، وَتَزَيّنَتْ
بأغَرّ وَافي السّاعِدَينِ سَمَيذَعِ
وَمَهاوِلٍ دُونَ العُلا كلفتَهَا
خُلْقاً، إذا ضَرّ النّدَى لمْ ينْفَعِ
فقَطَعْتَها رَكض الجوَادِ، وَلَوْ مشَى
في جانِبَيْها الشَّنْفَرَى لمْ يُسْرِعِ
سعْي، إذا سمِعَتْ رَبِيعةُ ذِكْرَهُ،
رَبعَتْ فلَمْ تَذكُرْ مَساعي مِسمَعِ
أعطَيْتَ ما لمْ يُعْطِ في بذْلِ اللُّهَى،
وَمَنَعْتَ في الحُرُماتِ ما لمْ يَمنَعِ
وَبَعَثْتَ كيْدَكَ غازِياً في غارَةٍ،
ما كانَ فيها السّيْفُ غيرَ مُشَيَّعِ
كيْدٌ، كفى الجيشَ القِتالَ، وَردَّهمْ
بَينَ الغنيمَةِ وَالإيابِ المُسْرِعِ
جَزِعَتْ لهُ أُمُّ الصّليبِ، وَمن يَصُبْ
بحَرِيمِهِ وَبْلُ المنِيّةِ يَجْزَعِ
أعْطَوْا رَسولَكَ ما سألتَ، فكيْفَ لَوْ
سافَهْتَهُمْ بِصُدورِهِنّ اللُّمّعِ
وَاستقرَضُوا من أهلِ مَرْعَش وَقعَةً،
فقَضَوْكَ منْها الضِّعْفَ ممِا تدّعي
منْ أيّهِمْ لمْ تَستْفِدْ، وَلأيّهِمْ
لمْ تَنْجَرِدْ، وَبِأيّهِمْ لمْ تُوقِعِ
بَلْ أيُّ نَسْلٍ مِنْهُمُ لمْ تَسْتبِحْ،
وَثَنِيّةٍ مِنْ أرْضِهِمْ لمْ تَطْلُعِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا راحلينَ وهم في القَلب سكَّانُ
يا راحلينَ وهم في القَلب سكَّانُ
رقم القصيدة : 27740
-----------------------------------
يا راحلينَ وهم في القَلب سكَّانُ
هل غير قلبي لكم مأوى وأوطان
خذوا من الأرض أنى شئتم نزلاً
فأنتم في سويدا القلب قطان
وأنت يا حادي الظعن التي ظعنت
فيها العشية أقمارٌ وأغصان
بالله إن لم يكن بدٌ لمن ظعنوا
من منزل بالحمى تأويه أظعان
فعُجْ بشرقيِّ وادي الرَّمل من اضم
حيث الغضا والأضى والرند والبان
لعلهم أن يحلوا منه منزلة ً
كانوا يحلونها والدهر جذلان(35/462)
أيَّامَ أختالُ في بُرد الصِّبا مَرَحاً
والعمرُ غضٌّ وصفو العيش فَيْنانُ
لا أوحش الله من ناءٍ تؤرقني
ذكراه وهو خليُّ البال وَسْنانُ
أذوى وريق شبابي بعده ظمأٌ
وغصنه من مياه الحسن ريان
حيَّا به الله يوماً روحَ عاشقه
فإنَّما هو للأرواح رَيحانُ
قد جل في حسنه عن أن يقاس به
ظبيٌ وبدرٌ وأغصانٌ وكثبانٌ
لله كم فيه من حُسنٍ يُدِلُّ به
لو كان يشفع ذاك الحسن إحسان
يا عاذلي في هواه لا ترم شططاً
دعني فعذلك شانٌ والهوى شان
والله ما جادل العذال عاشقه
إلاَّ وقام له بالحسنِ بُرهانُ
وأين من سمعيَ اللاَّحي وزُخرفُهُ
ولي من الحبِّ سلطانٌ وشيطانُ
وليلة ً بات بدري وهو معتنقي
فيها سروراً وبدرُ الأُفق غَيرانُ
فظل ينقع من قلبي غليل جوى ً
إذ كانَ من قبل إعراضٌ وهجرانُ
حتى بدا الفجر فارتاعت كواكبها
كأنها نقدٌ والفجر سرحان
فقام يَثني قواماً زانَه هَيَفٌ
كأنَّه بمُدام الوصل نَشوانُ
وراح والدمع من أجفانه دررٌ
ورحت والدمع من جفني عقيان
لله أزمانُ وصلٍ قد مضَت وقضت
أن لا تعود بها ما عشت أزمان
مرت فلم يبق لي إلا تذكرها
وذكر ما قد مضى للوجد عنوان
فيا زمانَ اللِّوى حيِّيتَ من زمنٍ
ولا أغب اللوى والسفح هتان
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> تبدي السلو وأنت مرتهن
تبدي السلو وأنت مرتهن
رقم القصيدة : 27741
-----------------------------------
تبدي السلو وأنت مرتهن
وخفيُّ سرِّك في الهوى علنُ
هذي شهود الحب ناطقة ٌ
لا الروح تكذبها ولا البدن
إن رمت تكتم ما تكابده
بعدَ النَّوى فلرأيكَ الغَبَنُ
ما زال يُجهدُك الغرامُ أسى ً
حتَّى جَفا أجفانَكَ الوسنُ
في كلِّ حين للفؤادِ شجى ً
يوهي العزاء وللهوى شجن
أنى لقلبك أن يقال صحا
وثنى جمُوحَ ضلالهِ الرَّسَن
قد كان أولاكَ النصوحُ هُدى ً
لو أنَّه في النُّصح مؤتَمَنُ
لكن تَعامى عن نصيحتِه
منك الفؤاد وصمت الأذن
وغدوتَ تخطرُ في بُلهنِيَة ٍ
من صفوِ عيشكَ والهوى فِتَنُ(35/463)
يُصيبكَ كلُّ مهفهفٍ نَضِرٍ
من قده يتعلم الغصن
فتن القلوب بحسن طلعته
فكأنَّه في حُسنه وثنُ
وأراكَ من باهي محاسِنِه
مِنحَاً ولكن دونَها مِحَنُ
أمَّا الغرامُ فقد مُنيتَ به
فعلام يرهن عزمك الوهن
قد طال مُكثُكَ حيث لا وطرٌ
يصفو به عيشٌ ولا وطن
وأضر قلبك طول مغتربٍ
لا مسكنٌ يَدنو ولا سكنُ
فالامَ ترضى ـ لا رضيتَ ـ بأن
يُنمى إليك العجزُ والجُبُنُ
أحَلا لنفسِكَ أن يُقالَ لها
هذا عليٌّ حَطَّه الزَّمنُ
حصل الجهول على مآربه
ومضى بغير طلابه القمن
حتى متى قولٌ ولا عملٌ
وإلى متى قصدٌ ولا سَننُ
ما شان شأنك قط منتقص
أنت العلي وذكرك الحسن
فاقطَع برحلَك حيث لا عتبٌ
واربَأ بعرضِكَ حيث لا دَرَنُ
وافخر بسَبْقكَ لا بسبق أبٍ
فخراً فأنت السابق الأرن
إن يبلَ ثوبُك فالنُّهى جُنَنٌ
أو تود خيلك فالعلى حصن
لا تبتئِس لملمَّة عرضَتْ
لا فرحة تبقى ولا حَزَنُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ذكر الخيف والحمى وحجونه
ذكر الخيف والحمى وحجونه
رقم القصيدة : 27742
-----------------------------------
ذكر الخيف والحمى وحجونه
فذرى دمعَه وأبدى مَصونَهْ
وأعادَ الهوى له عِيدَ وجدٍ
منع النومُ بالبُكاءِ جفونَهْ
لا تلوموه إن بكى من جواه
وأجد الأسى عليه جنونه
كل صبٍ إذا تذكر يوماً
هيَّج الذكرُ وجدَه وشجونَهْ
يا نزولاً ببطن مكة عطفاً
بمحبٍ أبحتم اليوم هونه
مولَعٍ بالأسى عزيزِ تأسٍّ
قرح الدمع خده وشؤونه
قد أطلتم مطل المحبين فاقضوا
دَيْن صَبٍّ أذقتموه مَنونَهْ
ثم إن شئتُمُ صِلوا أو فصدُّوا
ما عليه إذا قضيتم ديونَهْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لولا ازديارُكِ في الكرى وَهْنا
لولا ازديارُكِ في الكرى وَهْنا
رقم القصيدة : 27743
-----------------------------------
لولا ازديارُكِ في الكرى وَهْنا
كان السهاد لطرفه أهنا
ألطيفٌ كان أرق منك له
لولا الصَّباحُ لزارَه مَثنى
إن تمنعي يقظى زيارته
فلقد أبحتِ وصالَه وَسْنى(35/464)
يا ظبية ً بالسفح راتعة ً
تشتو الغضا وتربع الحزنا
إن ينأحيك فالهوى أممٌ
أو تقص دارك فالحشى مغنى
ما كنتُ أحسبُ قبل فُرقتنا
أن سوفَ تَغلقُ مُهجتي رَهْنا
ولقد سألت عريف ركبهم
عنها فقال تَرحَّلت مَعْنا
لله مسكنها على إضمٍ
لو دام لي ولهاً به السكنى
إذ كان رَوْضُ صَبابتي نَضِراً
غضّاً وغصنُ شبيبتي لُدْنا
أيَّامَ تُسعدني بزورتِها
سُعدى وكلُّ لُبانتي لُبْنى
لم أنسها والبين يزعجها
تبدي العزاء وتكتم الحزنا
حتى إذا جد الرحيل بها
بلت سجال دموعها الردنا
واهاً من غادة ٍ سكنت
مني الحشا إذ حاولت ظعنا
قد بعتُها رُوحي بلا ثمنٍ
لا أشتكي في صفقتي غَبْنا
غرَّاءُ يحكي الصبحُ غرَّتها
لكنَّ صبحَ جبينها أسْنَى
تربو على أترابها حفراً
وتفوق غر لداتها حسنا
نشرت ذوائبها على قمرٍ
وثنت على حِقْف النَّقا غُصنا
لله أي محاسنٍ جليت
لو كان يشفع حسنها حسني
ومؤنِّبٍ فيها يُزخرفُ لي
نصحاً وليس لنصحه معنى
ما ضرَّه همِّي ولا وَصَبي
قلبي الكئيبُ وجسمي المُضْنى
هيهات يسلي العذل لي كلفاً
ويطرق التأنيب لي أذنا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أمعلنَ النَّوح في أغصانِه شجناً
أمعلنَ النَّوح في أغصانِه شجناً
رقم القصيدة : 27744
-----------------------------------
أمعلنَ النَّوح في أغصانِه شجناً
خفِّض عليك فقد أودى بك الشجنُ
هذي غصونك لا تنفك مائسة ً
وذاك إلفُكَ لم يَعصِفْ به الزَّمنُ
فكيف بي لا أزال الدهر منفرداً
جافي المضاجع لا إلفٌ ولا سكن
ألوى بحادث عهدي حادثٌ جللٌ
وشفَّني من زماني الهمُّ والحَزَنُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> إلsهي أنتَ ذو فضلٍ ومنِّ
إلsهي أنتَ ذو فضلٍ ومنِّ
رقم القصيدة : 27745
-----------------------------------
إلsهي أنتَ ذو فضلٍ ومنِّ
وإحسانٍ يزيد على التمني
وعفوُك شاملٌ أهلَ الخطايا
وإني ذو خطاءٍ فاعف عني
وظنِّي فيك يا ربِّي جميلٌ
وعادتك الجميلُ بغير ضَنِّ
وها أنا فيك قد أحسنت ظناً(35/465)
فحقِّق يا إلsهي حُسنَ ظنِّي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أيا سُحبَ نيسانَ روِّي الكروم
أيا سُحبَ نيسانَ روِّي الكروم
رقم القصيدة : 27746
-----------------------------------
أيا سُحبَ نيسانَ روِّي الكروم
لتروي خمرتها الأكرمينا
إذا القَطرُ أمكنَه أن يكون
سُلافاً فلا كان دُرّاً ثميناً
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> واللَّهِ لو رمتُ في غرامي
واللَّهِ لو رمتُ في غرامي
رقم القصيدة : 27747
-----------------------------------
واللَّهِ لو رمتُ في غرامي
إلزام من عنه قد نهاني
أقمت من حاجبي حبيبي
عليه برهاناً اقتراني
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يقولُ تفَّاحُنا الزاهي بنضرته
يقولُ تفَّاحُنا الزاهي بنضرته
رقم القصيدة : 27748
-----------------------------------
يقولُ تفَّاحُنا الزاهي بنضرته
وقد جنته يدُ الجاني من الفَننِ
وقلَّدته يدُ الحسناءِ عاتقَها
ما أبت عن غصنٍ إلا إلى غصن
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لمَّا جنى الطرفُ وردَ وجنتِهِ
لمَّا جنى الطرفُ وردَ وجنتِهِ
رقم القصيدة : 27749
-----------------------------------
لمَّا جنى الطرفُ وردَ وجنتِهِ
عذب قلبي بنار هجران
فقلتُ قد جرتَ يا فديتُك بي
عذبت قلبي وطرفي الجاني
العصر العباسي >> البحتري >> أخا علة سار الإخاء فأوضعا
أخا علة سار الإخاء فأوضعا
رقم القصيدة : 2775
-----------------------------------
أخَا عِلّةٍ، سارَ الإخاءُ، فأوْضَعا،
وَأوْشَكَ باقي الوِدّ أنْ يَتَقَطّعَا
بَدأتَ وَبادي الظّلمِ أظْلَمُ، فانتَحى
بكَ القَوْلُ شأواً رُدّ منكَ فأسرَعَا
وَما أنَا بالظّمْآنِ فيكَ إلى التي
أرَى، بَينَ قُطرَيْها، بجَنبِكَ مَصرَعا
أغَارُ على مَا بَيْنَنا أنْ يَنَالَهُ
لسانُ عَدُوٍّ لمْ يَجِدْ فيكَ مَطمَعَا
وَآنَفُ للدّيّانِ أنْ تَرْتَمي بِهِ
غِضَابُ قَوَافي الشّعْرِ خَمْساً وَأرْبَعَا(35/466)
وَكمْ حُفرَةٍ في غَوْرِ نجرَانَ أشفَقَتْ
ضُلُوعي، على أصْدائِها، أن تُرَوَّعَا
ملَكْت عِنانَ الهَجرِ أنْ يَبلُغَ المدى،
وَنَهنَهْتَ قَوْلَ الشّعرِ أن يتَسَرّعَا
فإنْ تَدْعُني للشّرّ أُسْرِعْ، وَإن تُهِبْ
بصُلحي، فقد أبقَيتُ للصّلحِ مَوْضِعَا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ذهبت فنونُ مسرَّتي فتنوَّعت
ذهبت فنونُ مسرَّتي فتنوَّعت
رقم القصيدة : 27750
-----------------------------------
ذهبت فنونُ مسرَّتي فتنوَّعت
في القلب من وجدٍ فنونُ شجونِ
يا من بُكاه لفقد فنٍّ واحدٍ
أني امرؤ أبكي لفقد فنون
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أيا بانياً عليا القصور مؤملاً
أيا بانياً عليا القصور مؤملاً
رقم القصيدة : 27751
-----------------------------------
أيا بانياً عليا القصور مؤملاً
أماناً من الدنيا ونيلَ أمانِ
أقل البنا فالدهر يومٌ وليلة ٌ
عجولانِ للأعمار ينتهبانِ
وقل للذي لا ينتهي عن بنائها
متى يأتي أمر الله ينته البان
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> قف بالعذيب وحي حي قطينه
قف بالعذيب وحي حي قطينه
رقم القصيدة : 27752
-----------------------------------
قف بالعذيب وحي حي قطينه
واستسق عينك في مراتع عينه
واحذر هنالكَ من ظِباءِ كناسِه
إن كنت لا تخشى أسودَ عَرينهِ
وإن ادَّعيتَ خلوَّ قلبك في الهوى
فمن ابتلاهُ بوجدِه وحنينِهِ
هيهات لا يغني الحذار إذا بدت
تلك الدُّمى بين الحِمى وحَجونِه
ومحجَّبٍ إن لاح تحت ردائِه
أبصرتَ بدرَ التمِّ فوق جَبينِه
ما هز ذابل قده إلا غدت
شغفاً تسيل عليه نفسُ طعينِهِ
لا يخدعنَّكَ منه لينُ قوامه
هذا الذي صدع القلوب بلينه
قد أخجل المران حالي قده
والبيض في الأجفان سود جفونه
لولا تلون وده ما كلن لي
طرفٌ يحار الدمع في تلوينه
عابَ الكواشحُ مَيْنَه في وعده
هبهُ يمينُ ألستُ ملكَ يمينه
ما هيَّمت قلبي فنونُ هيامه
حتى رأى في الحسن حسن فنونه(35/467)
وكتمتُ عن نفسي حديثَ غرامه
حذراً عليه ولم أفه بمصونه
فالقلبُ لا يدري بعلَّة وجده
والعقلُ يجهلُ من قضى بجنونِهِ
ومؤنِّبٍ لي في البكاءِ كأننِّي
أبكي إذا جدَّ الأسى بعيونِه
ظن الهوى سهل المرام وما درى
أن المنى في الحب دون منونه
ماذا عليه وما شجاه ولوعُهُ
إن بات قلبي مولَعاً بشجونِهِ
زعم النصيحة َ حين أرشَدني إلى
ترك الهوى من جده ومجونه
كلا وعيشك لو أراد نصيحتي
لم يرضَ لي أني أعيشُ بدونِهِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لله مدرسة ٌ علا بنيانها
لله مدرسة ٌ علا بنيانها
رقم القصيدة : 27753
-----------------------------------
لله مدرسة ٌ علا بنيانها
وسما على فرق السماء مكانها
قد شادها ملك الملوك بهمة ٍ
عَليا فأصبح في علوٍّ شانُها
سلطان شاه حسينٍ الملك الذي
طابت به الدُّنيا وطاب زمانُها
فغدت تنافسها السماوات العُلى
إذ زاحمت أفلاكها أركانُها
آوى بها كل العلوم فأصبحت
وطناً لها إذ أقفرت أوطانها
فلذا أتى تاريخ عام تمامها
مغنى هدى ً فحوى الهدى بنيانُها
لا زال بانيها المليك مؤيداً
بالله ما أحيا العلومَ بيانُها
وعليٌّ بن نظامٍ الداعي له
بدوام دولته السعيد قرانها
هو ناظم الأبيات يُزري نظمُها
بلأليء الجيد البهي جمانها
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ذاك الحجازُ وهذه كثبانُهُ
ذاك الحجازُ وهذه كثبانُهُ
رقم القصيدة : 27754
-----------------------------------
ذاك الحجازُ وهذه كثبانُهُ
فاحفظ فؤادَك إن رنَتْ غزلانُهُ
واسفح دموعك إن مررت بسفحه
شغفاً به إنَّ الدموعَ جمانُه
وسل المنازل عن هوى ً قضيته
هل عائدٌ ذاك الهوى وزمانُهُ
لهفي على ذاك الزمانِ وأهلِه
وسقاهُ من صَوب الحَيا هتَّانُهُ
إذ كان حبلُ الوصل متَّصلاً بنا
والعيشُ مورقة ٌ به أغصانُهُ
وإذ المعاهد مشرقاتٌ بالمنى
والسفحُ مغنى ً لم يِبنْ سكَّانُهُ
يا عاذلي دعا فؤادي والجوى
لا تعذُلاه فإنَّه دَيْدانُهُ
وارحمتا لمتيمٍ قذفت به(35/468)
أيدي النَّوى وتباعدت أوطانُهُ
هبت له من نحو نجدٍ نسمة ٌ
فتزايدت لهبُوبها أشجانُه
يُمسي ويُصبحُ بالفراق موجَّعاً
تبكي عليه من الضنى أخدانه
ما إن تذكَّر بالحجاز زمانَهُ
إلا وشبت في الحشا نيرانه
فسقى الحجازَ ومن بذيَّاكَ الحِمى
صوب المدامع هاطلاً هملانه
لا كف للدمع الهتون تقاطرٌ
بعد الحجاز ولا رَقتْ أجفانُهُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أصابت نواظره مهجتي
أصابت نواظره مهجتي
رقم القصيدة : 27755
-----------------------------------
أصابت نواظره مهجتي
وزادَت فؤادي نواه جَوى
فقلتُ وقد أكثر العاذلونَ
دعوني فإني قتيل النوا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> هجر الحبائب جانبي
هجر الحبائب جانبي
رقم القصيدة : 27756
-----------------------------------
هجر الحبائب جانبي
ونزلن منعرج اللوى
فظللتُ أعسِفُ في الهوا
جر سائراً النوى
وصلى الهوى قلبي فوا
كرباهُ مِن حرِّ الهَواجر
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ما بال قلبك لا يزال مولها
ما بال قلبك لا يزال مولها
رقم القصيدة : 27757
-----------------------------------
ما بال قلبك لا يزال مولها
لا الحلمُ يردعُه الغداة َ ولا النُّهى
أأعادَ عِيدَ غرامه طيرٌ شَدا
فغدا يحنُّ إلى زمانٍ قد زَها
ما زادَه اللاَّحون عذلاً في الهوى
إلا وزاد تولعاً وتولهاً
وتوجعاً وتحزناً وتململاً
وتشوُّقاً وتحرُّقاً وتأوُّهاً
ما أنت أوَّلَ من نأَى عن داره
ورمت به أيدي النوى فتدلها
قد آن أن تَثني غرامَك سلوة ٌ
فتُفيقَ منه طائعاً أو مُكرَهاً
أصَفا لدمعِكَ أن يبيتَ مُرقرِقاً
وحلا لقلبك أن يظل مولها
عبثت صروف النائبات به فلا
جزعٌ يأوِّبُه ولا صبرٌ وهى
ما إن شدت ورقاء فوق أراكة
إلاَّ وكان له حنينٌ مثلَها
ولقد نهاه الناصحون عن الهوى
فأبى وكان هو الرشيد لو انتهى
سفهاً لرأيكَ أن رجوتَ لما مضى
رَجعاً وقد وزعَ المشيبُ ونَهنها
هيهات أيّامُ الشَّباب وعهدُه(35/469)
إذ كنتَ في ظلِّ الشَّبابِ مُرفَّها
لا تحسبن أن المعاهد بالحمى
تلك المعاهد والمها تلك المها
قد أقفرَتْ تلك الربوعُ وفُرِّقتْ
تلك الجموعُ فلا البهيُّ ولا البهَا
أقصِرْ فقد خَلت الديارُ فلا هوى ً
يصبى إليه ولا مليحٌ يشتهى
لم تبق إلا لوعة ٌ أو حسرة ٌ
يمسي بها الصخر الأصم مدلها
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> برئتُ من حَولي ومن قوَّتي
برئتُ من حَولي ومن قوَّتي
رقم القصيدة : 27758
-----------------------------------
برئتُ من حَولي ومن قوَّتي
الحولُ والقوَّة ُ للَّهِ
يا نفسُ جدِّي في سبيل الهُدى
جدي وخلي اللهو للاهي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> تَفديك لو قبِلَ المنونُ فِداها
تَفديك لو قبِلَ المنونُ فِداها
رقم القصيدة : 27759
-----------------------------------
تَفديك لو قبِلَ المنونُ فِداها
نفسٌ عليكَ تقطَّعت بِأساها
يا كوكباً قد خر من أفق العلى
في ليلة ٍ كسَت الصباحَ دُجاها
كانت حياتُك للنَّواظر قرَّة ً
واليوم موتك للعيون قذاها
يا ليتني غُيِّبتُ قبلكَ في الثرى
وسُقيتُ كاسَ الموت قبل تَراها
أوْ ليتَ عيني قبلَ تبصرُ يومَك الـ
محتوم كحلها الردى بعماها
لم لا تمنى الموت دونك مهجة ٌ
قد كنت تجهد طالباً لرضاها
أم كيف لا تهوى العمى لك مقلة ٌ
قد كنتَ قرَّتها وكنت سَناها
آهٍ ليومَكَ ما أمضَّ مُصابَه
وأحرَّ نارَ مصيبة ٍ أوراها
لا والذي أبكى واضحك والذي
أفنى نفوساً بعدما أحياها
لم يبقَ لي في العيش بعدَك رغبة ٌ
ما لي وللدنيا وطول عناها
هيهات ترغبُ في الحياة حشاشة ٌ
قد كنت أنت حياتها ومناها
كانت تؤمل أن تكون لك الفدا
فأبيت إلا أن تكون فداها
وبررتها حتى كأنك رأفة ً
وتعطُّفاً كنتَ ابنهَا وأباها
أفٍّ لها إذ لم تشاطِرْكَ الرَّدى
ما كان أغلظَها وما أقساها
قسماً بربِّ العاكفين بمكة ٍ
والطائفين بِحجرها وصَفاها
لولا يقيني أنني بك لاحقٌ
لقهرتُها حتى تذوقَ رداها(35/470)
تالله خابَ السعيُ وانفصمت عُرى الـ
آمال ممَّا نابَها وعَراها
لا متعت بالعيش بعدك أنفسٌ
كانت حياتُك روضَها وجَناها
بل لا هنا للقلب غيرُ غليله
أبداً ولا للعين غير بكاها
يا دوحة ً للمجد مثمرة العلى
ذهبت نَضارتُها وجفَّ نَداها
قد كنت ساعدي الذي أسطو به
ويدي التي يَخشى الزمانُ سُطاها
تَنفي الأسى عنِّي وتحمي جانبي
من كلِّ كارثة ٍ يعمُّ أذاها
واليوم قد هجمت علي حوادثٌ
ما كنتُ أحذرُها ولا أخشاها
طوبى لأيَّام الوصال وطيبها
ما كان أحلاها وما أهْناها
أيَّام لي من حسنِ وجهك بَهجة ٌ
بجمالها بين الوَرى أتَباهى
فإذا جلست بجانبي فكأنني
قارنتُ من شمس النهار ضُحاها
وإذا رأيتُك بين آل المصطفى
عوَّذتُ منظَرك الجميل بطاها
كانت بقربك في الزمان مواردي
تصفو ويعذُبُ ورْدُها ورواها
فمنيت من حر الفراق بغلة ٍ
حكم الردى أن لا يبل صداها
وبُليتُ من أرزائه برزيَّة ٍ
عظُمت مصيبتُها وطالَ جَواها
إني ليملكني التأسف والأسى
فيعزُّ من نفسي عليكَ عزاها
فإذا ذكرت فناء دنيانا التي
لا لفظها يَبقى ولا معناها
خفَّ الأسى عنِّي وهان عليَّ ما
ألقاه من أهوالها وبَلاها
كيف البَقاءُ بهذه الدار التي
من قد بناها للفناء بناها
دارٌ قضت أن لا يدومَ نعيمُها
لا كان مسكنها ولا سكناها
لا سرها باقٍ ولا إعسارها
سِيَّان حالا فقرها وغناها
مقرونة ٌ خيراتها بشرورها
ونعيمُها بعنائِها وشَقاها
إن أضحكت أبكتْ وإن برَّت بَرَتْ
وإذا شفَتْ شفَّت عليلَ ضَناها
أين الملوك المالكين لأمرها
والعامرو أمصارها وقراها
أين القياصر والأكاسرة الألى
شادُوا مباني عزِّها وعُلاها
أين الخواقينُ الذين تمسَّكوا
بعهودها واستمسكوا بعراها
غرَّتهم بشَرابها وسَرابها
حتى انتشوا من كأسها وطلاها
بطشت بهم بطش الكمين بغرة ٍ
الله أكبرُ ما أقلَّ وفاها
قد ضل رشد من أطباه جمالها
فَصبا إليها وازدَهاهُ زُهاها
يهوى الأنام بها البقاء وإنما
شاء الإله بقاءهم بسواها(35/471)
ما هذه الأيام غير مراحلٍ
تطوى وأنفاس النفوس خطاها
حتى إذا بلغت نهاية سيرها
ألقت عَصاها واستقرَّ نَواها
يا قُرَّة ً للعين أسخَنها الرَّدى
وعزيمة ً للقلب فَلَّ شَباها
تبكي عليك النفس من فرط الأسى
وتنوح وجداً من عظيم شجاها
وتقول حقاً حين ينكشف العمى
عنها وتبصرُ رشدَها وهُداها
وُفِّقْتَ حين رفضتَ ألأمَ منزلٍ
ورقَيتَ من عُليا الجنان ذُراها
جاريتَني فبلغتَ قبلي غاية ً
للحق لم يبلغ أبوك مداها
ما زلتَ تسهر كلَّ ليلة ِ جمعة ٍ
لله إذ يغشى لعيون كراها
حتى دعاك الله فيها راضياً
لتنال منه مثوبة ً ترضاها
لله هَّمتُك التي فاقت على
همم الأعاظم شيخها وفتاها
سعت الرجالُ لنيل دُنياها التي
قد دُنِّست فعزفت عن دنياها
وسعيت للأخرى المقدسة التي
لم يرعَ غيرُ الطاهرين حِماها
فحويتَها والعمرُ مُقَتَبل الصِّبا
واهاً لهمتك العلية واها
إن كنت أحللت الجنان منعماً
فأبوك حل من الهموم لظاها
حزنت لموتك طيبة ٌ وبقيعها
وبكت لفوتك مكة ٌ ومناها
وغدا الغريُّ عليك يُغري بالأسى
طُوساً وبغداداً وسامَرَّاها
أقررتَ أعينَ من بها بنزاهة ٍ
حِلَّتكَ في سنِّ الصِّبا بحُلاها
صلَّى عليكَ الله من مُستودَعٍ
في رَوضة ٍ ضمَّ الكمالَ ثراها
وتواتَرتْ رحماتُ ربِّك بُكرة ً
وعشية ً يسقي ثراك حياها
ما حن مشتاقٌ إلى أحبابه
وتذكرت نفسٌ أهيل هواها
العصر العباسي >> البحتري >> إن تأمل محاسن الأصبهاني
إن تأمل محاسن الأصبهاني
رقم القصيدة : 2776
-----------------------------------
إِن تأَملْ مَحاسِنَ الأَصبَهَاني
تجدْ طَولهُ أَخا طُولِ بَاعِهْ
أَو تُحصِّلْهُ لاَ تُحصِّل خِلافا
بَيْنَ مَراهُ بَادِياً وسَماعِهْ
يُؤْخدُ الْحلمُ من مَكيثِ تَأَنِّيهِ
ونُجْحُ العِداتِ من إِسراعِهْ
يَنزِلُ القَومُ أَنفُساً وسَجايا
عن تَعَلَّيهِ فوْقَهُمْ وارْتِفاعِهْ
مُنْصبٌ نفسهُ لِمكتَسبِالحَمْد
يُرى أَنهُ مَكانُ ابتِداعِهْ
يا أبا عبدِ اللهِ عَمَّرَكَ الَّلهُ(35/472)
،لِعُرفٍ عَمَمتنا باصْطِناعِهْ
أَكْثرُ النَّيلِ ضائِعٌ غير ما
يَسْري إِلي نابهِ الثَّناءِ مُذاعِهْ
لاَ تلُمني إِن ضِقتُ دون قَوَافي الشِّعرِ
أَو كِلتُ للصَّديق بِضاعِهْ
ولضَنَّي بالشِّعّر أَعذَبُ ِمن ضنَّ
وَجيهٍ بِكُتْبهِ ورِقاعِه
إِن هذا القَريضَ نبتٌ من القوْلِ
يزِيدُ الفعَالُ في إِينَاعِهْ
هُو عِلقٌ تاجَرتني فيه
بالْحيلَةِ حتَّى غَبَنْتَنِي بابْتِياعِهْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> صاح إن جزت بذي الأثل فحي
صاح إن جزت بذي الأثل فحي
رقم القصيدة : 27760
-----------------------------------
صاح إن جزت بذي الأثل فحي
ساكني تلكَ الرُّبى حيّاً فحَيْ
وقِفِ الركبَ بشرقيَّ الحِمى
بين حُزوى وثنيَّاتِ اللِّوَيْ
وإذا استسقيتَ فاستسق له
بدل السحب الغوادي مقلتي
يا رعى الله بسفحِ المنحنى
رشأ تحميه آساد لؤي
كم معّنى ً بهواه لم يَزل
سائراً يطوي إليه البيدَ طَيْ
إنَّ غيِّيَ في هواه رشدٌ
ورشادي في سلوِّي عنه غَيْ
لا تلمني إن أمت وجداً به
كلُّ ميتٍ هو في الأحباب حَيْ
وبنفسي غادة ٌ مقصورة ٌ
باللوى تلوي ديون الصب لي
إن تشر للشمس والبدر تقل
هذه أختي وذياك أخي
إن بذلت الروح في حبي لها
فلها المنَّة ُ في البذل عَلَيْ
كل صب ٍ في الهوى ما لم يكن
سَمِحاً بالروح لم يسمَحْ بشَيْ
وإليه ينتهي البخل ولو
أنَّه في جوده حاتِمُ طَيْ
ساقني الحب كما قادني
فهو من خلفي ومن بين يدي
يا نداماي بجمعٍ ومنى ً
هل لعهدي بهما عَوْدٌ إلَيْ
حيث عَيشي بالتَّداني رغدٌ
والهوى طوعي ومن أهوى لَدَيْ
لا أغب المزن من أم القرى
منزلاً كان لأسماءَ ومَيْ
لو دعاني الدهر يوماً دعوة ً
نحوه أو قالت الأقدارُ هَيْ
جئته أسعى على الرأس ولم
أرض للسعي إليه قدمي
يا حُداة َ العيس أقصى أملي
وقفة ٌ بين كَداءٍ وكُدَيْ
وقفة ٌ يَروَى بها من زمزم
قلبيَ الظمآن لا من ثغر رَيْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لك الخير إن جزتَ اللِّوى والمطاليا(35/473)
لك الخير إن جزتَ اللِّوى والمطاليا
رقم القصيدة : 27761
-----------------------------------
لك الخير إن جزتَ اللِّوى والمطاليا
فحي ربوعاً منذ دهرٍ خواليا
وقفْ سائلاً عن أهلها أين يَمَّموا
وإن لم تجدْ فيها مجيباً وداعياً
وعج أولاً نحو المعاهد ثانياً
زمامَ المطايا واسأل العهدَ ثانياً
فإن تلفها من ساكنيها عواطلا
فعهدي بها مَرَّ الليالي حَواليا
تحلُّ بها غِيدٌ غوانٍ كأنَّما
نظمنَ على جيد الزمان لأsليا
يرنحن من هيف القدود ذوايلاً
وينضين من دعج اللحاظ مواضيا
ويُبدينَ من غرِّ الوجوه أهلَّة ً
وينشرن من سود الفروع لياليا
تحكمن قسراً في القلوب فلن ترى
فؤاد محبٍ من هواهن خاليا
قضتْ بهواهنَّ اللَّيالي وما قضَتْ
ديونَ الهوى حتى سئِمنا التَّقاضيا
أطعتُ الصِّبا في حبِّهنَّ مدى الصِّبا
فلما انقضى استبدلتُ عنه التَّصابيا
نعم قد حلا ذاكَ الزمانُ وقد خلا
على مثله فليبكِ من كان باكيا
وثم صباباتٌ من الشوق لم تزل
تؤجج وجداً بين جنبي واريا
ولكنَّني أبدي التجلُّدَ في الهوى
وأظهرُ سلواناً وما كنتُ ساليا
قُصارى النوى والهجر أن يتصرَّما
فيمسي قصي الدار والود دانيا
صبرت على حكم الزمان وذو الحجا
ينالُ بعون الصَّبر ما كان راجيا
وقلت لعل الدهر يثني عنانه
فأثني عن لوم الزمان عنانيا
ولو أجدَت الشَّكوى شكوتُ وإنَّما
رأيت صروف الدهر لم تشك شاكيا
فليت رجالاً كنت أملت نفعهم
تولوا كفافاً لا علي ولا ليا
ولو أنني يوم الصفاء اتقيتهم
تُقاة الأعادي ما خشيتُ الأعاديا
ولكنهم أبدوا وفاقاً وأضمروا
نفاقاً وجروا للبلاء الدواهيا
فأغضيت عنهم لا أريد عتابهم
ليقضيَ أمرُ الله ما كان قاضيا
ولي شيمة ٌ في وجنة الدهر شامة ٌ
تنير على رغم الصباح الدياجيا
تؤازرها من هاشمٍ ومحمدٍ
مفاخرُ لا تُبقي من الفخر باقيا
سبقتُ إلى غاياتِ مجدٍ تقطَّعت
رقابُ أناسٍ دونَها مِن ورائيا
وزدتُ على دهري وسنِّيَ لم تكن
تزيدُ على العشرينَ إلاَّ ثَمانيا(35/474)
وما وثقت نفسي بخلٍ من الورى
أكانَ صديقاً أم عدوّاً مُداجيا
ولا خانني صبري ولا خفَّ حادثٌ
بعزمي إذا ما الخطب ألقى المراسيا
وليس الفتى ذو الحزم من بات مولعاً
بشكوى الليالي والليالي كما هيا
ولكن فَتى الفِتيان من راحَ مُعرضاً
عن الدهر لا يخشى قريباً ونائيا
وإني لأخفي الوجد صبراً على الأسى
ويُبدي ضعيفُ الرأي ما كان خافيا
وأطوي الحشى طي السجل على الجوى
فما علمت قومٌ من الوجد مابيا
أصول بقلبٍ لوذَعيٍّ ومِقوَلٍ
يفلُّ شَباه المشرفيَّ اليمانيا
وأنظم من حر الكلام قوافياً
تكون لآثار المعالي قَوافيا
ونزهت شعري عن هجاءٍ ومدحة ٍ
ولولا الهوى ما كنت أطري الغوانيا
ولست أعدُّ الشعر فخراً وإنني
لأنظم منه ما يفوق الدراريا
ولكنني أحمي حمايَ وأتَّقي
عداي وأرمي قاصداً من رمانيا
وإن رمتُ لي فخراً عددتُ من العُلى
مزايا عظاماً لا عظاماً بواليا
على أنَّني من هاشمٍ في صميمها
وحسبُك بيتاً في ذُرى المجد ساميا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> بك في ملة الغرم اقتديت
بك في ملة الغرم اقتديت
رقم القصيدة : 27762
-----------------------------------
بك في ملة الغرم اقتديت
أتُراني إلى سواكَ انتميتُ
وهواكَ الذي عليه انطويتُ
لك طَرفي حمى ً وقلبيَ بيتُ
فيهما عهدك القديم خبيت
تحسب القلب عنك مال وملا
وصحا بعد سُكره وتخلَّى
لا وعينيكَ لستُ ممَّن تسلَّى
ومن السكر ما صحوت وكلا
كيف أصحو ومن هواك انتشيت
ما كتمت الهوى وفرط الهيام
بك إلاَّ وزادَ حرُّ أوامي
بسط العاذلون فيك ملامي
وبساطَ القبول عنهم طويتُ
زعم اللاَّئمُ الذي قد تعنَّى
أنني قد سلوت وهماً وظنا
وفؤادي أدرى بما قد أجنَّا
كيف ينوى السلو عنك المعنى
يا مُنى القلب وهو في الحيِّ ميتُ
قد أطال الفراق والبين أسري
وقضى لي عنك البعاد بهجر
وهداني للصَّبرِ من ليس يدري
وضلالٌ عن مثل حسنك صبري
فلقلبي الهنا بأني اهتديت
هام قلبي على حماك ولبي
وغدا العقلُ في هَواكَ يُلبِّي(35/475)
رمتُ قرباً فمذ خطيت بقرب
بك يا كعبة الوفا طاف قلبي
وبدا بارق الصفا فسعيت
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> للَّهِ مهجة ُ والهٍ لم يَثنها
للَّهِ مهجة ُ والهٍ لم يَثنها
رقم القصيدة : 27763
-----------------------------------
للَّهِ مهجة ُ والهٍ لم يَثنها
عذلُ العواذل من لواعج حُزنها
ذكرت صبابتها ومعهد فنها
ومليحة ً تسبي الأنام بحسنها
ومهفهفاً عبثَ الدلالُ بقدِّه
لمَّا رأته من المحاسِن فردَها
أورَت عليه من الصَّبابة وقدها
حتى إذا ما جرعته صدها
أهوى يقبلها ويلثم خدها
حنقت عليه وأسرعت في رده
فازداد إذ ردته عظم نكاية ٍ
فأباحَ ما أخفاه دون كناية ٍ
لمَّا رأت لا ينتهي عن غاية ٍ
لطمت عوارضه بغير جناية ٍ
منه فأثَّر كفُّها في خدِّه
فبدت محاسن للجمال ببطشها
وفشت سرائرُ للهوى لم يُفشِها
إذ أثرت في وجنتيه بخدشها
فاخضر آس عذاره من نقشها
واحمر باطن كفها من ورده
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> نأى ففرق بين الطرف والوسن
نأى ففرق بين الطرف والوسن
رقم القصيدة : 27764
-----------------------------------
نأى ففرق بين الطرف والوسن
وألف البين بين القلب والحزن
فيا رفيقيَّ لا أعداكما شجني
بالله ربِّكما عُوجا على سكني
وعاتباه لعلَّ العتبَ يعطفُهُ
وأنشدا من نسيبي أو نسيبَكما
وكنيا عن غرامي في نشيدكما
فإن صبا فاذكراني لأرزئتكما
وعرِّضا بي وقولا في حديثكما
ما بالُ عبدك بالهجران تُتلفُه
إرحَمْهُ من عبرات فيك واكفة ٍ
ومهجة بغليل الوجدِ لاهفة ٍ
شوقاً لأيَّام أنس منك سالفة ٍ
فإن تبسَّم قولا في ملاطفَة ٍ
ما ضر لو بوصالٍ منك تسعفه
وهو الذي بك طول الدهر مكتئب
وقلبُه بسعير الهجر يلتَهبُ
فإن تعطَّف فهو القصد والأربُ
وإن بدا لكما من وجهه غضب
فغالطاه وقولا ليس نعرفه
‰ الموشحات واليمانيات ‰ أ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> درتْ تلك الدُّمى أيَّ دِما
درتْ تلك الدُّمى أيَّ دِما
رقم القصيدة : 27765(35/476)
-----------------------------------
درتْ تلك الدُّمى أيَّ دِما
سفكتها باللِّحاظ النُعَّسِ
وأسالَت من جفوني عَنْدما
عِندَما سارت بتلكَ الأنفسِ
‰ ‰ ‰ ألَّفت ما بين شملي والنَّوى
وسرَتْ والبيتُ للقلب أسَرْ
وقضت لي بتباريح الجوى
وأحالَتْني على حُكم القَدرْ
أنجزت قتلي جهاراً في الهوى
وغدت تسأل عني ما الخبر
لو أرادت سلم لي أن أسلما
أترعت قبل التأني أكؤسي
وأزالتْ ما بقلبي من ظَما
وسقتني من لماها الألعس
لبتها إذ لم تجد لي باللقا
وعدتني وصلها بالحلم
كيف يأتي الطيفُ صبّاً قَلِقاً
أيزور الطيف من لم ينم
ولقد بت من الشوق لقى
وضجيعي طولَ ليلي ألمي
هكذا كلّ معنًّى بالدُمى
ليت شعري والجواري الكُنَّسِ
أم أنا المخصوصُ منهنَّ بما
قد برى نَفْسي وأورى نَفَسي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> جنب الغزال الأغيد
جنب الغزال الأغيد
رقم القصيدة : 27766
-----------------------------------
جنب الغزال الأغيد
لابس الوشاح العسجد
يجرُّ ذيل البُردِ
فائق الحسان الخرَّدْ
وهو في المحاسِنْ مُفردْ
منزهٌ عن ندً
قاتلي إذا ما جرد
سيف لحظه أو أود
عسَّال ذاك القَدِّ
طرفه بقتلي يشهد
فاسألوه إن لم يجحد
هل كان ذا عن عمد
‰ ‰ ‰ للهوى بقلبي عهدُ
مذ ضم جسمي المهد
في حب داجي الأفلال
حبه المنى والقصد
لا سؤال حادٍ يحدو
ولا البُكا في الأطلالْ
إن ثناه عني صد
أو زواه عني بعد
ركبت فيه الأهوال
غارَ بي الهوى أو أنجدْ
إن سعدت مثلي يسعد
بنيل هذا القصد
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> هينمت تعرب أنفاس الصبا
هينمت تعرب أنفاس الصبا
رقم القصيدة : 27767
-----------------------------------
هينمت تعرب أنفاس الصبا
عن شذا آرام رامَهْ
جددت عهد التصابي والصبا
للمُعنَّى وغرامَهْ
وروَتْ عن ساكني ذاك الخِبا
خبراً روى أوامه
لا عَدمناها فكم أهدَتْ نبا
فعلت فعل المدامه
أسكرتنا بشذاها
حيث هبت من رباها
وفهمنا بذكاها
ما أسرت من نباها(35/477)
‰ ‰ ‰ وسرَت ترفلُ في ذيل الدُّجى
ساحِبَهْ ذيلَ الجلالَهْ
سلبت ألبابَ أرباب الحِجا
مذ روت تلك الرساله
وأنالت كلٍّ صبٍّ من رَجا
وأحالت منه حالَهْ
وأغاثت بشذا تلك الربى
نفسَ صبٍّ مستهامَهْ
فنما شوقي ووجدي
لِلقا ساكن نجدِ
آه ليت الصبر يُجدي
ما عسى يبلغ جهدي
‰ ‰ ‰ في هَوى ظبي النَّقامُزري الدُّمى
المحجَّب في قِبابَهْ
لؤلؤي الثغر معسول اللمى
خمرتي صافي رضابَهْ
ما ضياء الشمس ما بدر السما
إن تجلَّى من حجابه
أخجل الآرام جيداً والظبى
والقنا قداً وقامه
كم له في الحسن معنى
مشرقٌ في كل مغنى
وبه العاني المعنى
لم يزل ولهان مضنى
‰ ‰ ‰ ساهرُ الأجفان مقروحُ الحشا
هائم في كل وادي
شربَ الحبَّ كؤوساً فانتشى
من هوى قُمري البَوادي
وغدا من عشق ذياك الرشا
وجدُه خافٍ وبادي
كلَّما هبَّت صَبا نجدٍ صَبا
وشدا شدو الحمامه
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا أهيل الغرام عز المرام
يا أهيل الغرام عز المرام
رقم القصيدة : 27768
-----------------------------------
يا أهيل الغرام عز المرام
من سُليمى وأضناني الصُّدودْ
للرَّنا في الحشى رشق السهامْ
وبقلبي من الفُرقهْ وقودْ
يا سقى الله لييلات الخيام
هل ترى ما مضى فيها يعودْ
ما سلا والنبي قلبي الغرامْ
ها دموعي وها وجدي شهود
كيف أسلو وما نلت المنى
من حبيبي ولا نلتُ اللِّقا
آه قد طال سقمي والضَّنى
من جفا ذاك الرَّشا ساجي المِقا
لا ومن بالنَّوى قدَّر لَنا
ما لصبري على هجرٍ بقا
ما يطفِّي غليلي والأُوام
غير رشفَهْ لمبسَمه البَرودْ
بعد بعد المزار نومي غرار
ودموعي على خدي غروب
فمتى يا ترى تدنو الديارْ
وتوافي مسرات القلوب
ويفكُّ القضا هذا الأسار
ويجلِّي الهَنا هذي الكروبْ
وينيل المنى جاني الوشام
من وصالهْ ويوليني السعودْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أسعفت ذات الرضاب السلسبيل
أسعفت ذات الرضاب السلسبيل
رقم القصيدة : 27769
-----------------------------------(35/478)
أسعفت ذات الرضاب السلسبيل
مغرماً قد طال نحبه
وأغاثت من لقاها بالجميل
فصفا زاده وشربه
وشفَتْ صبّاً بها مضنى ً عليل
دمعه ما كف غربه
ما على عاني هواها من سبيلْ
إن صَبا أوهام قلبُهْ
‰ ‰ ‰ عاد عيدُ الوصل من بعد البِعادْ
وبدت أقمارُ سَعدي
وقضت ذات اللمى حق الوداد
بعد إعراض وصد
وأنالت صبَّها أقصى المراد
ووفَتْ بالوصل وعدي
فسلوِّي عن هَواها مستحيلْ
لا تقل قد بان كذبه
العصر العباسي >> البحتري >> يا بديع الحسن والقد
يا بديع الحسن والقد
رقم القصيدة : 2777
-----------------------------------
يا بَدِيع الحُسنِ والقَدِّ
،بهِ وَجدِي بَديعُ
يا رَبيعَ العَيْنِ إلاَّ
أَنَّهُ مَرعىً مَنِيعُ
أَنا منْ حُبِّيكَ حُمِّلتُ
الَّذي لا أَستَطِيعُ
فَإِذا باسْمِكَ نادَيتُ
أَجابَتْني الدُّموعُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أصبِحْ فقد هَيْنَم النسيمْ
أصبِحْ فقد هَيْنَم النسيمْ
رقم القصيدة : 27770
-----------------------------------
أصبِحْ فقد هَيْنَم النسيمْ
والصبحُ قد لاح كوكبُهْ
وشنف الكأس يا نديم
فالراح قد طاب مشربه
واشرب على جَنَّة النعيمْ
من زاهر الخدِّ مُذهَبُهْ
أوْ دع فؤادي بها يَهيم
فالكل يعمل بمذهبه
عشق الغواني له مجال
ما كلُّ من جاء يُدركُهْ
كم دكدكت دونه جبال
وربَّ حرٍّ تملَّكُهْ
فاقنعْ من الوصل بالمحال
واحذر على السرِّ يهتِكُهْ
وارحل إذا كنت لا تقيم
فالحب قد عز مطلبه
‰ ‰ ‰ أنا الذي في هوى الملاحْ
حديثُ عهدي مُسلسلُ
الكل ألقى لي السلاح
وأذعنوا لي وأقبلوا
قدحي المعلَّى على القداحْ
فكيف أخفى وأجهل
يشفى بمنطوقي السقيم
إن لم تصدق فجربه
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ألا والنَّسيم سحَرْ
ألا والنَّسيم سحَرْ
رقم القصيدة : 27771
-----------------------------------
ألا والنَّسيم سحَرْ
متى جزت بالأثل والبان
وهات ما معك من خبر
فقد بان لي منك ما بان
وسِرَّك بعَرفك ظهرْ(35/479)
وهيَّج تباريحَ الأشجانْ
وإلاَّ فماذا الخفَرْ
ومن علمك سحب الأردان
‰ ‰ ‰ خبايا المحبَّة تلوحْ
وكم للهوى من أشائر
وعرف المحبة يفوح
وريَّاه في الكون سائرْ
وما كلُّ عاشق يبوح
ولكنَّما الحال ظاهرْ
وخلي إذا ما خطر
تَهافَتْ عليه أغْصُنُ البانْ
متى والليالي الوصال
تعودي بتلك الحبائب
فما لي من الشوق حال
وقلبي من الوجد ذائب
ولا والنبي ما استحال
ودادي ولو كنت غائب
فليت الذي لي هجر
رأى ما بقلبي من أحزانْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ربرب الحرم
ربرب الحرم
رقم القصيدة : 27772
-----------------------------------
ربرب الحرم
خطر بوادي عصفريّ مخرَّمْ
طاف والتزمْ
ومر يسحب ذيله لزمزم
كم سبا وكم
فتن بحسنه في الهوى وتيم
فانثنى ولمْ
يسمح بنظره للشجي المتيم
جؤذري الرنا
يزري غصون البان إن تثنى
حبُّهُ مُنى
قلبي وجسمي في هواهُ مُضنى
قلتُ إذ ثنى
عطفه ورنح قده وثنى
يا أخا الحرم
جفاك فتت مهجتي وسمم
اترك الجفا
وصل متيم من جفاك أشفى
ما جَرى كفى
وكدتُ من فرط السقام أخفى
فاسمحْ بالوفا
عسى تهوِّم مقلتي وتغفى
مر وابتسم
وقال مهلاً فالحظوظ تقسم
‰ ‰ ‰ مَن عشق صَبَرْ
وكل صابر بالمرام يظفر
حسني الأغر
أغار بدر التم حين أسفر
كم خدع وغَرْ
من ادعى عشقي ولا تصبر
قلتُ لا جَرَمْ
الحُبُّ مَغرمٌ والمحِبُّ مُغْرمْ
اسعف باللقا
ولا تَدعني في هواكَ مُلقى
يا رَشا النَّقا
جامِل محبَّك فالجميلُ أبقى
والجفا شقا
حاشا لصبك في الغرام يشقى
مغرمك حكم
عليه حسنك والهوى تحكم
قال لا تخف
أقبل فسعدك بالوصال أسعف
واترِك الأسفْ
والثم بديدي من لماي وارشف
كُلِّي لَكْ تُحفْ
ثغري وخصري والنهود والكف
فاشفي الألمْ
ممَّا تريدُه فالمرادُ لَكْ تَمْ
‰ ‰ ‰ بتُّ مُعتنِقْ
خِلِّي وبدري بالسعود مُشرقْ
رحتُ مغتبِقْ
ريقَه وراياتُ السرور تُخفقْ
والشذا عبق
وبات حبي للكؤوس يدهق
سر واغتنم
قلبي ومن نال الوصالَ يَغنمْ(35/480)
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وخذ القلاص سرت ليلا
وخذ القلاص سرت ليلا
رقم القصيدة : 27773
-----------------------------------
وخذ القلاص سرت ليلا
فوقها بدور
أبصر السُّراة ُ سَنى ليلى
في الظلام نور
فانثَنتْ تميلُ بها ميلا
هزَّها السُّرورْ
سالَت البِطاح بها سَيلا
وهي لا تَجورْ
‰ ‰ ‰ حلَّت الركابُ بناديها
لم تُطِقْ مَسيرْ
واغتدى يغرِّدُ حاديها
وهي لا تسيرْ
أشرق الصباح بناديها
والدجى منير
وانثنت تجرُّ بها ذيلا
خردٌ وحور
‰ ‰ ‰ سِرْ بنا نحلُّ على الرملِ
أيُّها الدليل
واحبس المطي على الأثل
حيثما المقيل
حيثما الهزاز غدا يملي
والظِّبا تميلْ
فاز من ينال به نيلا
من رشا الخدور
هذه المنازل من نجد
لا ترمْ بَراحْ
ههنا أنال شفا وجدي
مِن هوى المِلاحْ
فاترك الملام ولا تبدي
فيه قول لاحْ
واهجر المنامَ به كيلا
تُحرم الحضورْ
ابرز العروس من الدن
وادْهق الكؤوسْ
واصرف الهموم بها عني
وانفِ كلَّ بوسْ
وادعُ بالقيان وقل غنِّي
يا مُنى النُّفوسْ
هذه الشموس بدت ليلا
بيننا تدورْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> راعي الوشاحْ
راعي الوشاحْ
رقم القصيدة : 27774
-----------------------------------
راعي الوشاحْ
سباني عندما لاح
ثغره الأقاح
وفيه الشَّهد والراحْ
مخجلُ الرِّماحْ
بقده حين يرتاح
ما عليه جناح
إذا ما حاز الأرواحْ
‰ ‰ ‰ صائح البَريم
دعوني فيه ساهيم
لحظه السَّقيم
أغار الظبي والريم
كم شفى سَليم
لَمى ريقه بتسنيم
فانثنى وراح
يواصل راح الأفراحْ
يا رشا الكثيبْ
مطال الصب تعذيب
أنتَ لي طبيبْ
ووصلك في الهوى طيْب
واصل الكئيبْ
فما في الوصل تأنيبْ
داوي الجراح
بزورة ٍ منك يا صاح
‰ ‰ ‰ والهوى قَسَمْ
ودين الحب مَقْسَمْ
لا لِزْمك لزِمْ
وأقبل منك مبسم
واشْفى الألمْ
بقبلة منكَ واحْوَمْ
فاللقا مباح
لمن بالسر ما باح
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا برق العوالي
يا برق العوالي
رقم القصيدة : 27775(35/481)
-----------------------------------
يا برق العوالي
خبرني عن وادي زرود
هل تلك اللَّيالي
والأيام في سفحه تعود
واسأل ذا الجمالِ
ساهي الطرف ورديّ الخدودْ
أما أنا فهائم
من بعده ما ذقت المنامْ
استسقي الغمائمْ
من شوقي لتلك الخيام
واستنشق النسائم
إن مرت بوادي الخزام
جسمي كالخِلال
يبكي لي مما بي الحسود
يا حلو الشمائل
أضناني وجدي والعويل
إسمح لي بنائل
وصلك واجعل لي سبيل
ما في الصدِّ طائِل
لا تبخل بفعل الجميلْ
فاسمح بالوصالْ
يكفيك الجفا والصدود
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> قف بالكثيب
قف بالكثيب
رقم القصيدة : 27776
-----------------------------------
قف بالكثيب
وقل لمن طال عتَبه
عذب الشنيب
خدن الرَّشا وتِربَه
صل يا ربيب
صبا ملكت قلبه
واسمع عجيب
مقال من زاد كربَه
ما أحلى الحبيب إذا تلافى صبَّه
كم ذا الجفا
والهجر يا مفدى
أما كفى
ما هدَّ جسمي هدَّا
إنَّ الوفا
بالمستهام أجْدى
فاسمح بطبيبْ
وصلك ولا تبخل به
ما أحلى الحبيب إذا تلافى صبَّه
نومي غِرارْ
من يوم ذقت صدك
والدمعُ جارْ
على الخدود بعدك
لا ذقت مُرَّ فقدك
انَّ الكئيب
قد كاد يقضي نحبَه
ما أحلى الحبيب إذا تلافى صبَّه
أنت المنى
وأنت غاية ُ قصدي
ما المنحنى
وما منازلُ نجدِ
فاشفِ الضَّنى
وداوِ سقمَ وجدي
وصلك طبيب
دائي وأنتَ طبَّه
ما أحلى الحبيب إذا تلافى صبَّه
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> بدا كغصن مائس
بدا كغصن مائس
رقم القصيدة : 27777
-----------------------------------
بدا كغصن مائس
في أفخر الملابسِ
بدر إذا لاح لنا
جلا دجى الحنادس
‰ ‰ يدير من رُضابه
شهدا ومن أكوابه
راحا حكت بكفه
نارا بكف قابس
‰ ‰ أفديه من مهفهفِ
لدن القوام أهيف
كأنَّما مقلتُهُ
مقلة ظبي ناعس
تخاله إذا بدا
شمسا له الشمس فدا
والفرعُ منه فاحِمٌ
كجنح ليل دامس
هواه حل في الحشا
ومن حمياه انتشى
عقلي إذا نادمتُه
في أشرف المجالسِ(35/482)
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> مرنَّح القدّ من ثَنى لك عطفيك
مرنَّح القدّ من ثَنى لك عطفيك
رقم القصيدة : 27778
-----------------------------------
مرنَّح القدّ من ثَنى لك عطفيك
ومن أعار القنا اعتدالك
نهبت كل الورى بصارم لحظيك
فاتني من بذا قضى لك
أسعرت نار الحشى بحمرة خديك
فاطفها من لَمى زلالَكْ
الله في مهجة غدت في كفيك
شفها بالأسى مطالك
لو تعلم اليوم ما بها من عينيك
ما قضى بالجفا دلالك
قلبي مدى الدهر حائر في أمريك
من بعادك ومن وصالك
لويت دَين الهوى كلِّي صُدغيك
من فعل يا جَدْي فعالَكْ
ورحت تسبي النهى بساحر جفنيك
هكذا يقتضي جمالَكْ
بدر الدياجي والغزالة قلبيك
في البها والسهى نعالك
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> مرنّح القدِّ سمهريُّ الأعطافْ
مرنّح القدِّ سمهريُّ الأعطافْ
رقم القصيدة : 27779
-----------------------------------
مرنّح القدِّ سمهريُّ الأعطافْ
مفلج الثغرِ
نفى هُجوعي ودمعي الوكَّافْ
يجري بلا أجر
الله لي يا جميل الأوصاف
من لوعة الهجرِ
أطلت هجري وصدك قد حاف
على قوى صَبري
ليتك إذ لم تَجُدْ بالإسعافْ
أجملتَ يا عذري
قل لي فديتك وجد بالإنصاف
ما كان من أمري
لوعت قلبي وهذي أسياف
لحظك به تفري
وإن ترد لا عدمتك إتلاف
نفسي بلا عذر
بادِرْ ولا تخشَ يا خضيب الأطراف
من طالبٍ وتري
العصر العباسي >> البحتري >> منى النفس في أسماء لو يستطيعها
منى النفس في أسماء لو يستطيعها
رقم القصيدة : 2778
-----------------------------------
مُنَى النّفسِ في أسماءَ، لَوْ يَستَطيعُها
بِهَا وَجْدُها مِنْ غادَةٍ وَوَلُوعُهَا
وَقَدْ رَاعَني مِنها الصّدودُ، وَإنّما
تَصُدّ لِشَيبٍ في عِذاري يَرُوعُها
حَمَلْتُ هَوَاهَا، يَوْمَ مُنعَرَجِ اللّوَى
عَلى كَبِدٍ قَدْ أوْهَنَتْها صُدوعُها
وَكُنْتُ تَبِيعَ الغَانِيَاتِ، ولمْ يزَلْ
يَذُمّ وَفَاءَ الغَانِيَاتِ تَبِيعُهَا(35/483)
وَحَسنَاءَ لَمْ تُحسِنْ صَنيعاً، ورُبّمَا
صَبَوْتُ إلى حَسنَاءَ سِيءَ صَنِيعُهَا
عَجِبْتُ لَهَا تُبْدي القِلَى، وَأوَدُّهَا،
وَللنّفسِ تَعْصِيني هَوًى وأُطِيعُهَا
تَشكّى الوَجَا واللّيلُ مُلتبِسُ الدّجى،
غُرَيرِيّةُ الأنْسابِ مَرْتٌ بَقيعُها
وَلَستُ بِزَوّارِ المُلُوكِ عَلَى الوَجَا،
لَئِنْ لمْ تَجُلْ أغراضُها وَنُسوعُها
تَؤمّ القُصُورَ البِيضَ من أرْضِ بابلٍ
بِحَيْثُ تَلاَقَى غَرْدُها وَبَدِيعُها
إذا أشْرَفَ البُرْجُ المُطِلُّ رَمَيْنَهُ
بأبْصَارِ خُوصٍ، قَد أرَثّتْ قُطوعُهَا
يُضِىءُ لَها قَصْدَ السُّرَى لَمَعَانُهُ،
إذا اسوَدّ مِن ظَلماءِ لَيلٍ هَزِيعُها
نَزُورُ أمِيرَ المُؤمِنِينَ، وَدُونَهُ
سُهُوبُ البِلادِ: رَحْبُهَا وَوَسِيعُهَا
إذا مَا هَبَطْنا بَلْدَةً كَرّ أهْلُهَا
أحَادِيثَ إحْسَانٍ نَداهُ يُذِيعُهَا
حمَى حَوْزَةَ الإسلامِ، فارْتَدعَ العِدَى،
وَقَد عَلِمُوا أَلاَّ يُرامَ مَنيعُهَا
وَلَمّا رَعَى سِرْبَ الرّعيّةِ ذادَهَا
عن الجدبِ مُخضرُّ البِلادِ، مَرِيعُهَا
عَلِمتُ يَقيناً مُذْ تَوَكّلَ جَعفَرٌ
عَلى الله فِيهَا، أنّهُ لا يُضِيعُهَا
جَلا الشكَّ عن أبصَارِنا بِخِلافَةٍ
نَفَى الظُّلمَ عَنّا والظّلامَ صَديعُهَا
هيَ الشّمسُ أبدى رَونَقُ الحقّ نورَها،
وأشرَقَ في سرّ القُلوبِ طُلُوعُهَا
أسِيتُ لأِخْوَالي رَبِيعَةَ، إذْ عَفَتْ
مَصانُعها مِنْهَا وَأقْوَتْ رُبُوعُهَا
بكُرْهيَ إنْ بَاتَتْ خَلاءً دِيَارُهَا،
وَوَحْشاً مَغَانِيهَا، وشَتّى جَميعُها
وَأمسَتْ تُساقي المَوْتَ من بَعدِ ما غدتْ
شَرُوباً تُساقي الرّاحَ رِفْهاً شُرُوعُهَا
إذا افتَرَقُوا عَنْ وَقْعَةٍ جَمَعَتْهُمُ
لاُِخْرَى دِماءٌ ما يُطَلّ نَجِيعُهَا
تَذُمُّ الفَتاةُ الرُّودُ شِيمَةَ بَعْلِهَا،
إذا بَاتَ دونَ الثّأرِ، وهوَ ضَجِيعُهَا
حَمِيّةُ شَعْبٍ جَاهِلِيٍّ، وَعِزّةٌ
كُلَيْبِيّةٌ أعْيَا الرّجالَ خُضُوعُهَا(35/484)
وَفُرْسانِ هَيجاءٍ تَجِيشُ صُدُورُهَا
بِأحْقَادِها حَتّى تَضِيقَ دُرُوعُهَا
تُقَتِّلُ مِنْ وِتْرٍ أعَزَّ نُفُوسِهَا
عَلَيْها، بِأيْدٍ مَا تَكَادُ تُطِيعُهَا
إذا احتَرَبتْ يَوْماً، فَفَاضَتْ دِماؤها،
تَذَكّرَتِ القُرْبَى فَفَاضَتْ دُمُوعُها
شَوَاجِرُ أرْمَاحٍ تُقَطِّعُ بَيْنَهُمْ
شَوَاجِرَ أرْحَامٍ مَلُومٍ قُطُوعُهَا
فَلَولا أمِيرُ المُؤمِنِينَ وَطَوْلُهُ،
لَعَادَتْ جُيُوبٌ والدّمَاءُ رُدُوعُهَا
وَلاصْطُلمَتْ جُرْثُومَةٌ تَغْلِبِيّةٌ،
بهاِ استُبْقِيَتْ أغصَانُهَا وَفُرُوعُهَا
رَفَعْتَ بضَبْعَيْ تَغْلِبَ ابنةِ وَائِلٍ،
وَقَدْ يَئِسَتْ أنْ يَستَقِلّ صَرِيعُهَا
فَكُنْتَ أمِينَ الله مَوْلَى حَيَاتِهَا،
وَمَوْلاكَ فَتْحٌ يَوْمَذاكَ شَفيعُهَا
لَعَمْرِي لَقَدْ شَرّفْتَهُ بِصَنِيعَةٍ
إلَيهِمْ، ونُعمَى ظَلّ فيهِمْ يُشيعُها
تَألّفَهُمْ، مِن بَعدِ ما شرَدتْ بهمْ
حَفائظُ أخْلاقٍ، بَطيءٍ رُجُوعُهَا
فأبْصَرَ غَاوِيها المَحَجّةَ، فاهْتَدَى،
وأقصَرَ غاليها، وَدَانَى شَسُوعُهَا
وأمضَى قَضَاءً بَيْنَها، فَتَحاجَزَتْ،
وَمَحْفُوضُها رَاضٍ بهِ وَرَفِيعُهَا
فَقَدْ رُكّزَتْ سُمرُ الرّماحِ وَأُغمدتْ
رِقاقُ الظُّبَا مَجفُوُّهَا وَصَنيعُهَا
فَقَرّتْ قُلُوبٌ كَانَ جَمّاً وَجِيبُهَا،
وَنَامَتْ عُيُونٌ كانَ نَزْراً هُجُوعُهَا
أتَتكَ، وَقَدْ ثابَتْ إليها حُلُومُها،
وبَاعَدَها عَمّا كَرِهْتَ نُزُوعُهَا
تُعِيدُ وَتُبدي مِنْ ثَنَاءٍ كَأنّهُ
سَبَائِبُ رَوْضِ الحَزْنِ جادَ رَبيعُهَا
تَصُدُّ حَياءً أنْ تَرَاكَ بِأوْجُهٍ
أتَى الذّنْبَ عاصِيها فَليمَ مُطيعُهَا
وَلا عُذْرَ إلاّ أنّ حِلْمَ حَليمِهَا
تُسَفَّهُ في شَرٍّ جَنَاهُ خَليعُهَا
رَبَطْتَ بِصُلْحِ القَوْمِ نافِرَ جَأشِها،
فَقَرّ حَشاها واطمَأنّتْ ضُلُوعُها
بَقيتَ، فكَمْ أبقَيتَ بالعَفوِ مُحسِناً
على تَغْلِبٍ حتّى استَمَرّ ظَلِيعُهَا(35/485)
وَمشفقةً تخشَىالحمامَ على ابنها
لأول هيجْاءٍ تَلاقي جُمُوعها
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ما هكذا يا مُنى قلبي
ما هكذا يا مُنى قلبي
رقم القصيدة : 27780
-----------------------------------
ما هكذا يا مُنى قلبي
يجزي أخو الحسن عشَّاقَهْ
نأيت والصب في كرب
مبلبلُ القلب مشتاقُه
اعطفْ فديتُك على الصبِّ
لا ذقتَ في الحبِّ ما ذاقَهْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا كحيل الجفون
يا كحيل الجفون
رقم القصيدة : 27781
-----------------------------------
يا كحيل الجفون
لا تجعل العتب ضيقه
الهوى لَهْ فنونْ
وله معانٍ دقيقه
خَلِّ عنك الظنون
واسلك طريقَ الحقيقهْ
عاشقك لو يخونْ
ما أعطاك قلبه وثيقه
سر حبك مصون
ما سار غيرك طريقه
ها عيوني عيون
على خدودي دفيقه
كم شجاً كم شجونْ
ماذا هوى ً ذي حريقه
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا بروق الحيا
يا بروق الحيا
رقم القصيدة : 27782
-----------------------------------
يا بروق الحيا
حيّي ربوعَ الحبائبْ
مسبلات الحَيا
وساحبات الذَّوائبْ
مشرقاتُ الضيا
الغانياتُ الرَّبائبْ
مذْ نأت بي النيا
قلبي من الشَّوق ذائبْ
طال بعدي فيا
شوقي لتلك الغوائب
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا غزال أمحره
يا غزال أمحره
رقم القصيدة : 27783
-----------------------------------
يا غزال أمحره
أكفُفْ فديتُك سهامَكْ
لا تزدني شره
إلى التثام لثامك
فالهوى أيسره
أضنى معنى غرامك
في مِقاكَ عنترهْ
وسمهرية قوامك
سعدَ من أسكَره
ريقك وسلسل مُدامكْ
صلْ محبَّك ترَهْ
حافظ وحقَّكْ ذمامَكْ
شوقُهُ اسهرَه
وأنت تهنى منامَكْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> من علَّمكْ يا رشا هجري
من علَّمكْ يا رشا هجري
رقم القصيدة : 27784
-----------------------------------
من علَّمكْ يا رشا هجري
وقال لك لا تصل صبك
ترمي فؤادي ولا تدري
بعذابي لا وأخَذَكْ ربَّك
يرضيك أنْ أدمعي تجري(35/486)
وأنتَ مشغول في لعبكْ
مهلاً فقد خانني صبري
حسبك من الهجر حسبَكْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> خشف الربى بهجة النادي
خشف الربى بهجة النادي
رقم القصيدة : 27785
-----------------------------------
خشف الربى بهجة النادي
زين المحيا كحيل العين
أعادَ بالوصل ميعادي
وجاد لي فاتني بالدين
ناديته يا رشا الوادي
يكفيك هذا الحلا والزين
ما ارتاح قلبي الشجي الصادي
إلاَّ لِلُقياكَ بعدَ البَيْن
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا حمام الحبش
يا حمام الحبش
رقم القصيدة : 27786
-----------------------------------
يا حمام الحبش
ويا قماري الغواني
يا نجوم الغبش
ويا بدورَ المغاني
الحلا والورش
فيكم وكلُّ المعاني
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا عذيب النيوب
يا عذيب النيوب
رقم القصيدة : 27787
-----------------------------------
يا عذيب النيوب
ويا حويلي المؤشر
هاك ما في الجيوب
وهات ما في المؤزر
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ‰ الأراجيز ‰يقولُ راجي الصَّمدِ
‰ الأراجيز ‰يقولُ راجي الصَّمدِ
رقم القصيدة : 27788
-----------------------------------
‰ الأراجيز ‰يقولُ راجي الصَّمدِ
عليٌّ ابنِ أحمدِ
حمداً لمن هَداني
بالنُّطق والبَيانِ
وأشرفُ الصَّلاة ِ
من واهب الصلات
على النبي الهادي
وآله الأمجادِ
وبعد فالكلام
لحسنِه أقسامُ
والقول ذو فنون
في الجد والمجون
وروضة الأريض
السجع والقريض
والشعرُ ديوانُ العربْ
وكم أنالَ من أرَبْ
فانسل إذا رمت الأدب
إليه من كلِّ حَدَبْ
رواية ُ الأشعارِ
تكسو الأديب العاري
وترفع الوضيعا
وتكرمُ الشَّفِيعا
وتُنجحُ المآربا
وتصلح المواربا
وتطرب الإخوانا
وتذهب الأحزانا
وتُنعشُ العُشَّاقا
وتؤنس المشتاقا
وتنسخ الأحقادا
وتثبت الودادا
وتقدم الجبانا
وتَعطِف الغَضبانا
وتَنَعت الحبيبا
والرشأ الرَّبِيبا
وخيرُه ما أطربا
مُستمِعاً وأعجَبا
في فنها وجيزه
بديعة ُ الألفاظِ(35/487)
تسهل للحفاظ
تطرب كل سامع
بحسن لفظٍ جامع
أبياتها قصور
ما شانها قصور
ضمَّنتُها معاني
في عِشرة الإخوانِ
تشرح للألباب
محاسنَ الأدابِ
فإنَّ حسنَ العِشرَة
ما حاز قومٌ عُشْرَه
وأكثرُ الإخوانِ
في العصر والأوانِ
صحبتهم نفاق
ما زانها وفاق
يَلقى الخليلُ خلَّه
إذا أتى محلَّه
بظاهرٍ مُمَوَّهِ
وباطنٍ مشوه
يُظهرُ من صداقتِه
ما هو فوقَ طاقتِه
والقلب منه خالي
كفارغِ المخالي
حتى إذا ما انصرفا
أعرض عن ذاك الصفا
وإن يكن ثم حسد
أنشب إنشاب الأسد
في عِرضِه مخالبَه
مستقصياً مثالبه
مجتهداً في غيبته
لم يرعَ حقَّ غَيبتِه
فهذه صحبة ُ مَن
تَراه في هذا الزَّمنْ
فلا تكنْ مُعتمدا
على صديقٍ أبدا
وإن أطقت ألاَّ
تصحبَ منهم خِلاَّ
فإنَّك الموفَّقُ
بل السعيد المطلق
وإن قصدتَ الصُّحبَه
فخذ لها في الأهبه
واحرِصْ على آدابها
تعد من أربابها
واستنب عن شروطها
توقَّ مِن مَسخوطها
وإن أردت علمها
وحدَّها ورَسْمَها
فاستمله من رجزي
هذا البديعِ الموجَزِ
فإنه كفيل
بشرحه حفيل
فصلته فصولا
تقرب الوصولا
لمنهج الآداب
في صحبة الأصحاب
تَهدي جميع الصَّحب
إلى الطَّريق الرَّحبِ
سمَّيتُه إذ أطربا
بنظمه وأغْرَبا
بنغمة الأغاني
في عِشْرة الإخوانِ
والله ربي أسأل
وهو الكريم المفضل
إلهامِيَ الأمدادا
ومنحي السدادا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ولقد حللت من المنازل وادياً
ولقد حللت من المنازل وادياً
رقم القصيدة : 27789
-----------------------------------
ولقد حللت من المنازل وادياً
محل الجوانب إسمه البيضاء
فرحلتُ عنه وقلتُ للركب ارحَلوا
عنه عليه الراية السوداء
العصر العباسي >> البحتري >> ألمت وهل إلمامها لك نافع
ألمت وهل إلمامها لك نافع
رقم القصيدة : 2779
-----------------------------------
ألَمّتْ، وَهَلْ إلمامُها لكَ نَافِعُ،
وَزَارَتْ خَيالاً والعُيُونُ هَوَاجِعُ
بِنَفْسِيَ مَنْ تَنَأى وَيَدْنُو ادّكَارُها،(35/488)
وَيَبْذُلُ عَنها طَيْفُها، وَتُمَانِعُ
خَلِيلَيّ، أبْلاني هَوى مُتَلَوّنٍ،
لَهُ شِيمَةٌ تَأبَى، وأُخرَى تُطاوِعُ
وَحَرّضَ شوْقي خاطرُ الرّيحُ إذْ سرَى،
وَبْرقٌ بَدَا من جانبِ الغَربِ لامِعُ
وَمَا ذَاكَ أنّ الشّوْقَ يَدْنُو بنازِحٍ،
وَلا أنّني في وَصْلِ عَلْوَةَ طَامِعُ
خَلاَ أنّ شَوْقاً ما يَغُبُّ، وَلَوْعَةً،
إذا اضطَرَمَتْ فاضَتْ عَليها المَدامعُ
عَلاقَةُ حُبٍّ، كنتُ أكتُمُ بَثَّهَا،
إلى أنْ أذَاعَتها الدّموعُ الهَوَامِعُ
إذا العَينُ رَاحتْ وَهيَ عَينٌ على الجَوَى،
فَلَيْسَ بسِرٍّ ما تُسِرُّ الأضَالِعُ
فَلاَ تَحسَبَا أنّي نَزَعتُ، ولَمْ أكُنْ
لأنْزِعَ عَنْ إلْفٍ إلَيْهِ أُنَازِعُ
وإنّ شِفَاءَ النّفْسِ، لَوْ تَستَطِيعُهُ،
حَبِيبٌ مُؤَاتٍ، أو شَبَابٌ مُرَاجِعُ
ثَنَى أمَلي، فاحْتَازَهُ مَن مَعَاشِرٍ،
يَبيتُونَ، والآمَالُ فيهِمْ مَطامِعُ
جَنَابٌ مِنَ الفَتْحِ بنِ خَاقَانَ مُمرِعٌ،
وَفَضْلٌ منَ الفَتْحِ بنِ خَاقَانَ واسِعُ
أغَرُّ، لَهُ مِن جُودِهِ وَسَمَاحِهِ،
ظَهِيرٌ عَلَيْهِ ما يَخِيبُ وَشَافِعُ
وَلَمّا جَرَى للمَجْدِ، والقَوْمُ خَلفَهُ،
تَغَوّلَ أقصَى جُهْدِهِمْ وَهوَ وادِعُ
وَهَلْ يَتَكافَا النّاسُ شتّى خِلالُهمْ،
وَمَا تَتَكافَا، في اليَدَينِ، الأصَابِعُ
يُبَجَّلُ إجْلالاً، وَيُكبَرُ هَيْبَةً،
أصِيلُ الحِجَى فيهِ تُقًى وَتَوَاضُعُ
إذا ارْتَدّ صَمْتاً فالرّوءسُ نَوَاكِسٌ،
وإنْ قَالَ فالأعناقُ صُورٌ خَوَاضِعُ
وَتَسْوَدُّ مِنْ حَمْلِ السّلاحِ وَلُبْسِهِ
سَرَابِيلُ وَضّاحٍ، بهِ المِسكُ رَادِعُ
مُنِيفٌ على هَامِ الرّجالِ، إذا مَشَى
أطَالَ الخُطَى، بادي البَسالَةِ رَائِعُ
وأغْلَبُ ما تَنْفَكُّ مِنْ يَقَظاتِهِ
رَبَايَا عَلى أعْدَائِهِ، وَطَلائِعُ
جَنانٌ، على ما جَرّتِ الحَرْبُ، جامعٌ،
وَصَدْرٌ، لِمَا يأتي بهِ الدّهرُ، واسِعُ
يَدٌ لأمِيرِ المُؤمِنِينَ وَعُدّةٌ،(35/489)
إذا التَاثَ خَطْبٌ أوْ تَغَلّبَ خالِعُ
مُغامِسُ حَرْبٍ مَا تَزَالُ جِيَادُهُ
مُطَلَّحَةً، مِنْهَا حَسيرٌ وَظَالِعُ
جَديرٌ بأنْ تنشقّ عَنْ ضَوْءِ وَجْهِهِ
ضَبَابَةُ نَقْعٍ، تَحْتَهُ المَوْتُ ناقِعُ
وأنْ يَهْزِمَ الصَّفَّ الكَثِيفَ بطَعْنَةٍ،
لَهَ عَامِلٌ، في إثرِها، مُتَتَابِعُ
تَذُودُ الدّنَايَا عَنْهُ نَفْسٌ أبِيّةٌ،
وَعَزْمٌ، كَحَدّ الهُنْدُوَانِيّ، قاطِعُ
مُبِيدٌ، مَقيلُ السّرّ، لا يقبل التي ُ
يُحاولُها منهُ الأريبُ المُخادعُ
وَلاَ يَعْلَمُ الأعْدَاءُ مِنْ فَرْطِ عَزْمِهِ
متَى هُوَ مَصْبُوبٌ عَلَيْهِمْ فَوَاقِعُ
خَلاَئِقُ مَا تَنْفَكُّ تُوقِفُ حَاسِداً،
لهُ نَفَسٌ في أثْرِها، مُتَرَاجِعُ
وَلَنْ يَنقُلَ الحُسّادُ مَجدَكَ بَعدَما
تَمكّنَ رَضْوَى،واطمَأنّ مَتَالِعُ
أأكفُرُكَ النَّعْمَاءَ عِندي، وَقد نمتْ
عَليّ نُمُوَّ الفَجْرِ، والفَجْرُ ساطِعُ
وأنتَ الذي أعْزَزْتَني بَعدَ ذِلّتي،
فلا القوْلُ مَخفوضٌ ولا الطّرْفُ خاشعُ
وأغْنَيْتَني عَن مَعشَرٍ كُنتُ بُرْهَةً
أُكَافِحُهُمْ عَن نَيْلِهِمْ، وأُقَارِعُ
فَلَسْتُ أُبَالي جَادَ بالعرف باذل
على راغبٍ ضن بالخَيرِ مانِعُ
وأقصَرْتُ عَن حَمدِ الرّجَالِ وذمِّهم،
وَفيهِمْ وَصُولٌ للإخَاءِ، وَقَاطِعُ
أرَى الشّكْرَ في بَعْضِ الرّجَالِ أمانَةً
تَفَاضَلُ، والمَعْرُوفُ فيهِمْ ودائِعُ
وَلَمْ أرَ مِثْلِي أتْبَعَ الحَمْدَ أهْلَهُ،
وَجَازَى أخَا النُّعْمَى بِما هُوَ صانِعُ
قَصَائِدُ مَا تَنْفَكُّ فيها غَرَائِبٌ
تألّقُ في أظعافهَا وَبَدَائِعُ
مُكَرَّمَةُ الأنْسَابِ، فيها وسَائِلٌ
إلى غَيْرِ مَنْ يُحْبَى بهَا، وَذَرَائِعُ
تَنالُ مَنَالَ اللّيلِ في كُلّ وِجْهَةٍ،
وَتَبقَى كَمَا تَبقَى النّجُومُ الطّوَالِعُ
إذا ذَهَبَتْ شَرْقاً وَغَرْباً، فأمْعَنَتْ،
تَبَيّنْتُ مَنْ تَزْكُو لَدَيهِ الصّنَائِعُ(35/490)
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> انظر إلى الفحم فيه الجمر متقد
انظر إلى الفحم فيه الجمر متقد
رقم القصيدة : 27790
-----------------------------------
انظر إلى الفحم فيه الجمر متقد
كأنَّه بحرُ مسكٍ موجُه الذهبُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أميرَ المؤمنين فدتكَ نفسي
أميرَ المؤمنين فدتكَ نفسي
رقم القصيدة : 27791
-----------------------------------
أميرَ المؤمنين فدتكَ نفسي
لنا من شأنكَ العجبُ العجابُ
تولاّك الأُلى سعدوا ففازوا
وناواك الذين شقُوا فخابوا
ولو علم الورى ما أنتَ أضحوا
لوجهك ساجدين ولم يُحابوا
يمن الله لو كشف المغطى
ووجه الله لو رفع الحجاب
خفيت عن العيون وأنت شمسٌ
سَمت عن أنْ يُجلِّلَها سَحابُ
وليس على الصباح إذا تجلى
ولم يُبصِرْهُ أعمى العين عابُ
لسرٍ ما دعاك أبا ترابٍ
محمدٌ النبيُّ المستطاب
فكان لكلِّ من هو من ترابٍ
إليك وأنت علَّته انتساب
فلولا أنتَ لم تُخلق سماءٌ
ولولا أنت لم يخلق تراب
وفيك وفي ولائِك يوم حشرٍ
يُعاقب من يعاقبُ أو يُثابُ
بفضلكَ أفصحت توراة ُ موسى
وإنجيل ابن مريم والكتاب
فيا عجباً لمن ناواكَ قِدماً
ومن قومٍ لدعوتهم أجابوا
أزاعوا عن صراط الحق عمداً
فضلُّوا عنك أمْ خفي الصَّوابُ
أم ارتابوا بما لا ريبَ فيه
وهل في الحقِّ إذ صَدع ارتيابُ
وهل لسواك بعد غدير خمٍ
نصيبٌ في الخلافة أو نصاب
ألم يجعلك مولاهم فذلت
على رغم هناكَ لكَ الرِّقابُ
فلم يطمح إليها هاشميٌ
وإنْ أضحى له الحسبُ اللُّبابُ
فمن يتم بعد مرة أو عدي
وهم سِيّان إن حضَروا وغابوا
لئن جحدوك حقك عن شقاءٍ
فبالأشقين ما حلَّ العقاب
فكم سفهت عليك حلوم قومٍ
فكنت البدر تنبحه الكلاب
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> إذا ضلَّت قلوبٌ عن هُداها
إذا ضلَّت قلوبٌ عن هُداها
رقم القصيدة : 27792
-----------------------------------
إذا ضلَّت قلوبٌ عن هُداها
فلم تدرِ العقابَ من الثوابِ(35/491)
فأرشِدْها جزاكَ الله خيراً
بارشادِ القلوب إلى الصَّوابِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا أيها المولى الذي
يا أيها المولى الذي
رقم القصيدة : 27793
-----------------------------------
يا أيها المولى الذي
أضحى بمجدٍ مُستطابِ
ما كان ردِّي للكتاب
وحق فضلك والكتاب
إلاَّ لعلمكَ إنَّه
قِشرٌ وسُمِّيَ باللُّبابِ
فاصفح بفضلك عن فتى ً
قد ضل في ليل الشباب
والشيخ أولى من عفا
عن ذنبِ غِرٍّ في التصَّابي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ما عادَ عاشوراءُ إلاّ همَتْ
ما عادَ عاشوراءُ إلاّ همَتْ
رقم القصيدة : 27794
-----------------------------------
ما عادَ عاشوراءُ إلاّ همَتْ
عيني بدمعٍ هاطلٍ ساكبِ
وجداً على سبط الرسول
الحسين بن عليِّ بنِ أبي طالبِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> دَعاهُ على سَهل الغَرام وصَعْبه
دَعاهُ على سَهل الغَرام وصَعْبه
رقم القصيدة : 27795
-----------------------------------
دَعاهُ على سَهل الغَرام وصَعْبه
فماذا عليكم إن أضر بقلبه
أقلا عليه في الملام فإنه
يَرى الموتَ أصفَى من كدُورة خَطبِه
وليس بمُجْدٍ يا خليليَّ لومُه
فإن الهوى قد سيط منه بلبه
ولو ذُقُتما ما ذاقَ من لاعج الهوى
لأيقنتما أن العذاب بعذبه
يبيت على جمر الغرام وينطوي
وتُصْبيه ذكرى غورِ سَلْعٍ ومَن بِه
يحنُّ إلى أوْطانِه ثم يَنثني
على قَلبه كي لا يَذوبَ بكَرْبِه
وإن لاح من نجدٍ وميضٌ توقدت
بأحْشائه نارُ الغَرام وجَنبهِ
وليس له عن منهج الحب منهجٌ
وكيف ومهما أومض البرق يصبه
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أفدِيه من رَشأ تَبدَّى واختفَى
أفدِيه من رَشأ تَبدَّى واختفَى
رقم القصيدة : 27796
-----------------------------------
أفدِيه من رَشأ تَبدَّى واختفَى
كالبدر عن طلوعه ومغيبه
يجفو ويهجرُ مُعرضاً متدلِّلاً
ويصد معتذراً بخوف رقيبه
نفسي الفداءُ له فقد حَسُن الهوى
فيه وطابَ بحسنه وبطيبهِ(35/492)
ما شاء فليصنع فقلبي طوعه
ودع العذول يلج في تأنيبه
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يهلك المال بالعطاء ويحيا
يهلك المال بالعطاء ويحيا
رقم القصيدة : 27797
-----------------------------------
يهلك المال بالعطاء ويحيا
ميتُ فضلٍ فاعجَبْ لمحيٍ مُميتِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> رويدك حادي العيس أين تريد
رويدك حادي العيس أين تريد
رقم القصيدة : 27798
-----------------------------------
رويدك حادي العيس أين تريد
أما هذه حزوى وتلك زرود
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لقد كنت أبكي قبل أن أعرف النوى
لقد كنت أبكي قبل أن أعرف النوى
رقم القصيدة : 27799
-----------------------------------
لقد كنت أبكي قبل أن أعرف النوى
مخافة بينٍ والخطوب هجود
فكيف وقد شَطَّ المزارُ وأصبحَتْ
أيادي النَّوى تحدُو بنا وتَقودُ
شعراء الجزيرة العربية >> خالد المريخي >> صادفني ثلاث
صادفني ثلاث
رقم القصيدة : 278
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
صادفنّي ثلات إحترت ويّاهن
أبهرني صحيح وقمت أطالعهن
طولهن واحد ،،ولبستهن ،،وممشاهن
والله أعلم بعد يمكن طبايعهن
زاهياتٍ براقعهن ،، وتزهاهن
لعنبو جدهن ما أحلى براقعهن
لا رضى ابوهن عن الناس خبّاهن
ولا بغى يدمّر العالم يطلّعهن
قمت أعدّد على نفسي مزاياهن
وقمت أردد على نفسي وأنا أتبعهن
هذي أحلاهن،،لالا،،هذي أحلاهن
لالا،،لاذيك لا،،لاماهي بمعهن
وإستدارن ،، بجنبي شخص ناداهن
قلت ذي فرصتي بأقصد وأسمّعهن
للقصايد مع إني حافظ أرداهن
إرتبكت وعجزت أتذكر أروعهن
والسوالف بعد خلني أنساهن
ضيعنّي صحيح الله يضيعهن
والدليل إني تخربطت ويّاهن
أبسلم عليهن ،،قمت أودّعهن
العصر العباسي >> البحتري >> بعدوك الحدث الجليل الواقع
بعدوك الحدث الجليل الواقع
رقم القصيدة : 2780
-----------------------------------
بعَدُوّكَ الحِدْثُ الجَليلُ الوَاقِعُ،(35/493)
وَلِمَنْ يُكَايدُكَ الحِمَامُ الفَاجِعُ
قُلْنَا لَعاً لَمّا عَثَرْتَ وَلاَ تَزَلْ
نُوَبُ اللّيَالي وَهيَ عَنكَ رَوَاجِعُ
وَلَرُبّمَا عَثَرَ الجَوَادُ وَشَأوُهُ
مُتَقَدّمٌ وَنَبَا الحُسَامُ القاطعُ
لَنْ يَظفَرَ الأعداءُ منكَ بزَلّةٍ،
والله دُونَكَ حَاجِزٌ وَمُدافعُ
إحدَى الحَوَادِثِ شارَفَتكَ فرَدَّها
دَفْعُ الإلَهِ وَصُنْعُهُ المُتَتَابِعُ
دَلّتْ عَلَى رَأيِ الإمَام وأنَّهُ
قَلقُ الضّميرِ لما أصَابَكَ جازِعُ
هَل غَايَةُ الوَجدِ المُبَرِّحِ غيرُ أنْ
يَعلُو نَشيجٌ أوْ تَفيضَ مَدامعُ
وَفَضِيلَةٌ لكَ إنْ مُنيتَ بمثْلهَا
فنَجَوْتَ مُتّئداً وَقَلْبُكَ جامِعُ
ما حَالَ لَوْنٌ عندَ ذاكَ ولا هَفَا
عَزْمٌ وَلاَ رَاعَ الجَوَانحَ رَائعُ
حتّى بَرَزْتَ لَنَا وَجأشُكَ ساكنٌ
منْ نَجدَةٍ، وَضِيَاءُ وَجهك ساطعُ
خَبَرٌ يَسُوءُ الحاسدينَ إذا بَدَا
وأعَادَ فيهِ مُحَدِّثٌ أو سامعُ
سارَتْ بهِ الرُّكبانُ عَنكَ، ورُبّما
كَبَتَ الحسودَ لكَ الحديثُ الشّائعُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> هو طود علم لا يبارى رفعة ً
هو طود علم لا يبارى رفعة ً
رقم القصيدة : 27800
-----------------------------------
هو طود علم لا يبارى رفعة ً
ومحيط فضلٍ لا يزال مديدا
عَلمٌ إذا جارَت صوائبُ غيره
أبدى لنا رأياً لديه سديدا
أحيا رباع المكرمات بفضله
من بعد أن كانت مهامه بيدا
وإليه ألقي الفضل صعب زمامه
ودَنا له طوعاً وكان بَعيدا
كم حجَّة ٍ في الخَلق شادَ عِمادَها
كرهاً وأرضى العدل والتوحيدا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا بريق الحيا ويا عذب البا
يا بريق الحيا ويا عذب البا
رقم القصيدة : 27801
-----------------------------------
يا بريق الحيا ويا عذب البا
نِ لقد هجتُما لقلبيَ وَجْدا
زِدتُماني شَوقاً لظبيٍ غريرٍ
حين أشبهتماه ثغراً وقدا
هكذا كلُّ مُغرمٍ إن سَرى البر
ق وهز النسيم باناً ورندا(35/494)
يستجدُّ الأشواقَ وجداً ويزدا
دُ بِتَذكارِه على الوَقْدِ وَقْدا
لا أخصُّ النَّسيمَ والبرقَ والبا
نَ وإن جدَّدَتْ لشَوقيَ عَهدا
كل ما في الوجود يصبي المعنى
بهوى ذلك الجمال المفدى
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> من ذا الذي شرع المحبـ
من ذا الذي شرع المحبـ
رقم القصيدة : 27802
-----------------------------------
من ذا الذي شرع المحبـ
ـة والتَّواصلَ والودادْ
فكأنَّه لم يدرِ ما
محن التفرق والبعاد
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> الحمدُ للَّهِ حمداً دائماً أبدا
الحمدُ للَّهِ حمداً دائماً أبدا
رقم القصيدة : 27803
-----------------------------------
الحمدُ للَّهِ حمداً دائماً أبدا
على اجتماعٍ به صبح الرجاء بدا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أمعاد هل يفضي إليك معادي
أمعاد هل يفضي إليك معادي
رقم القصيدة : 27804
-----------------------------------
أمعاد هل يفضي إليك معادي
يوماً برغم مُعاندٍ ومُعادِ
فأفوزَ منكِ بكلِّ ما أمَّلتُه
ذُخراً لآخرتي ويوم مَعادي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ما كنتُ أحسبُ أنَّ الشملَ مُنتظمٌ
ما كنتُ أحسبُ أنَّ الشملَ مُنتظمٌ
رقم القصيدة : 27805
-----------------------------------
ما كنتُ أحسبُ أنَّ الشملَ مُنتظمٌ
حتى أتيت نظام الدين والجود
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لما رأت عينَي عينَ الذي
لما رأت عينَي عينَ الذي
رقم القصيدة : 27806
-----------------------------------
لما رأت عينَي عينَ الذي
عادَ لقُربي بعد إبعادي
قالت لقلبي لا تشك الصدى
ما أقرب العين من الصادي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وبثوا الجياد السابحات ليلحقوا
وبثوا الجياد السابحات ليلحقوا
رقم القصيدة : 27807
-----------------------------------
وبثوا الجياد السابحات ليلحقوا
وهل يدرك الكسلان شأو أخي الجد
فساروا وعادوا خائبين على وجى ً(35/495)
كما خابَ من قد باتَ منهم على وَعْدِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا حبذا الفيل الذي شاهدته
يا حبذا الفيل الذي شاهدته
رقم القصيدة : 27808
-----------------------------------
يا حبذا الفيل الذي شاهدته
وشهدتُ منه ما نَمى لي ذِكرُهُ
فكأنه وكأن أبيض نابه
ليلٌ تبلَّج للنَّواظِر فَجرُهُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لا تحسبن فرند صارمه به
لا تحسبن فرند صارمه به
رقم القصيدة : 27809
-----------------------------------
لا تحسبن فرند صارمه به
وشياً أجادَتْهُ القُيونُ وجَوهَرا
بل ذاك غَيْلُ الماءِ أزعجه الذي
كسَر النَّدى فجرى به مُتكسِّرا
العصر العباسي >> البحتري >> يا واحد الخلفاء غير مدافع
يا واحد الخلفاء غير مدافع
رقم القصيدة : 2781
-----------------------------------
يا وَاحِدَ الخُلَفَاءِ، غيرَ مُدافَعٍ
كَرَماً، وأحسَنَهُمْ ندىً صَنِيعَا
أنتَ المُطاعُ، فإنْ سُئِلْتَ رَغِيبَةً
أُلفِيتَ، للرّاجي نَداكَ، مُطِيعَا
إنّي أُرِيدُكَ أنْ تَكونَ ذَرِيعَةً
في حَاجَتي، وَوَسِيلَةً، وَشَفِيعَا
مَا سَالَهَا أحَدٌ سِوَايَ خَليفَةً
في النّاسِ مَرْئِيّاً، وَلاَ مَسْمُوعَا
لَوْ لَمْ أمُتّ بها إلَيكَ بَديعَةً،
ما كُنتَ، في كَرَمِ الفَعَالِ، بَديعَا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ولله ظبيٌ كالهلال جبينه
ولله ظبيٌ كالهلال جبينه
رقم القصيدة : 27810
-----------------------------------
ولله ظبيٌ كالهلال جبينه
رماني بسهمٍ من جفونٍ فواتر
جرت بمآقيها الدموع كأنها
مياهُ فرندٍ في شِفار بَواترِ
يشير بطرفٍ وهو يرتاع خيفة ً
كما ارتاعَ ظبيٌ خوفَ كفَّة ِ جازرِ
وعيناه مملوءان دمعاً كنرجسٍ
عليه سقيط الطل ليس بقاطر
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وأقسم بالبزل النوافج في البرى
وأقسم بالبزل النوافج في البرى
رقم القصيدة : 27811
-----------------------------------(35/496)
وأقسم بالبزل النوافج في البرى
تؤمُّ منى ً والنافراتِ ضُحى النَّفرِ
فما لجة الدأماء يوماً تقاذفت
بها عاصفٌ نكباءُ في شاطىء البحرِ
بأكثر من قلبي اضطرابا ولم تعث
يدُ الدَّهر فينا بَل حذار يد الدَّهرِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا حسنها جارية ً أقبلت
يا حسنها جارية ً أقبلت
رقم القصيدة : 27812
-----------------------------------
يا حسنها جارية ً أقبلت
في اللَّيل والليلُ بها كالنَّهارْ
لما رأتني خفضَتْ طَرْفَهَا
فقلت ما أحسن خفض الجوار
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> إن لم تفز يوماً بقرب مزاره
إن لم تفز يوماً بقرب مزاره
رقم القصيدة : 27813
-----------------------------------
إن لم تفز يوماً بقرب مزاره
فاقنعْ بما شاهدتَ من آثارِه
واكحل جُفونَك من مواطىء ِ نعله
واسفح دموعك في رسوم دياره
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> قسماً بخصرك وهو واهٍ واهنٌ
قسماً بخصرك وهو واهٍ واهنٌ
رقم القصيدة : 27814
-----------------------------------
قسماً بخصرك وهو واهٍ واهنٌ
وبروض خدك وهو زاهٍ زاهر
إنِّي لأهوى ما تحبُّ وإنَّما
أنا فيه بينَ الناس شاكٍ شاكرُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ومن ركبَ العجوزَ فلا يُبالي
ومن ركبَ العجوزَ فلا يُبالي
رقم القصيدة : 27815
-----------------------------------
ومن ركبَ العجوزَ فلا يُبالي
إذا ما اضطرَّ من أكلِ العجُوزِ
ولا تُخلِ عجوزَكَ من سهامٍ
إذا ما اسْطَعْتَ إعمالَ العجوزِ
وكم أمسى عجوزٌ في عجوزٍ
بمرتبة ٍ أجل من العجوز
ورب فتى ً يرى نقع العجوز
بمَفرقِه أجلَّ من العَجوزِ
ولا ترج الجسيم فكم عجوزٍ
لعمر الله أجدى من عجوز
ولا ترم الصغير فكل عضبٍ
لقبضته افتقارٌ للعجوز
عسى عدلٌ يزولُ الجورُ منه
وترعى الشاة ُ فيه مع العجوزِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> جليت كالعروس وهي عجوزٌ
جليت كالعروس وهي عجوزٌ
رقم القصيدة : 27816(35/497)
-----------------------------------
جليت كالعروس وهي عجوزٌ
من عذيري من العروس العجوز
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ولئن قضيت لنا بشرب مدامة
ولئن قضيت لنا بشرب مدامة
رقم القصيدة : 27817
-----------------------------------
ولئن قضيت لنا بشرب مدامة
يا ربِّ فلتَكُ من لَماهُ الألعَسِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وقالوا به صَفراءُ يُرجى زوالُها
وقالوا به صَفراءُ يُرجى زوالُها
رقم القصيدة : 27818
-----------------------------------
وقالوا به صَفراءُ يُرجى زوالُها
لقد صدقوا صفراء من خرد الحبش
تفوق ضياء البدر إن تبد في الدجى
وتزري بضوء الصبح إن تبد في الغبش
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> من لحزينٍ كلفٍ موجع
من لحزينٍ كلفٍ موجع
رقم القصيدة : 27819
-----------------------------------
من لحزينٍ كلفٍ موجع
قد شفَّه الشوقُ إلى الأربعُ
مالي وللأربع ما لم تكن
ربوع سلمى ربة البرقع
لم أنس عصراً قد تقضى بها
وجمعنا إذا هو لم يصدع
بكيتُ يومَ البَينِ وَجْداً فلم
أبقِ لذِكرى الوَصلِ من أدمُعي
فهل لذاك الشمل من ناظمٍ
أم هل لذاكَ العَصر من مرجعِ
العصر العباسي >> البحتري >> شوق إليك تفيض منه الأدمع
شوق إليك تفيض منه الأدمع
رقم القصيدة : 2782
-----------------------------------
شَوْقٌ إلَيكِ، تَفيضُ منهُ الأدمُعُ،
وَجَوًى عَلَيكِ، تَضِيقُ منهُ الأضلعُ
وَهَوًى تُجَدّدُهُ اللّيَالي، كُلّمَا
قَدُمتْ، وتُرْجعُهُ السّنُونَ، فيرْجعُ
إنّي، وما قَصَدَ الحَجيجُ، وَدونَهم
خَرْقٌ تَخُبُّ بها الرّكابُ، وتُوضِعُ
أُصْفيكِ أقصَى الوُدّ، غَيرَ مُقَلِّلٍ،
إنْ كانَ أقصَى الوُدّ عندَكِ يَنفَعُ
وأرَاكِ أحْسَنَ مَنْ أرَاهُ، وإنْ بَدا
مِنكِ الصّدُودُ، وبَانَ وَصْلُكِ أجمعُ
يَعتَادُني طَرَبي إلَيكِ، فَيَغْتَلي
وَجْدي، وَيَدعوني هَوَاكِ، فأتْبَعُ
كَلِفٌ بحُبّكِ، مُولَعٌ، وَيَسُرُّني(35/498)
أنّي امْرُؤٌ كَلِفٌ بحُبّكِ، مُولَعُ
شَرَفاً بَني العَبّاسِ، إنّ أبَاكُمُ
عَمُّ النّبيّ، وَعِيصُهُ المُتَفَرّعُ
إنّ الفَضِيلَةَ للّذي اسْتَسقَى بهِ
عُمَرٌ، وَشُفّعَ، إذْ غَدا يُستَشفَعُ
وَأرَى الخِلاَفَةَ، وَهيَ أعظَمُ رُتبَةٍ،
حَقّاً لَكُمْ، وَوِرَاثَةً مَا تُنزَعُ
أعْطاكُمُوها الله عَنْ عِلْمٍ بِكُمْ،
والله يُعْطي مَنْ يَشَاءُ وَيَمْنَعُ
مَنْ ذَا يُسَاجِلُكمْ، وَحَوْضُ مُحَمّدٍ
بِسِقَايَةِ العَبّاسِ فيكُمْ يَشفَعُ
مَلِكٌ رِضَاهُ رِضا المُلُوكِ، وَسُخطُه
حَتْفُ العِدى، وَرَداهُمُ المُتَوَقَّعُ
مُتَكَرِّمٌ، مُتَوَرّعٌ عِنْ كُلّ مَا
يَتَجَنّبُ المُتَكَرّمُ المُتَوَرّعُ
يا أيّهَا المَلِكُ الذي سَقَتِ الوَرَى،
مِنْ رَاحَتَيِهِ، غَمَامَةٌ ما تُقلِعُ
يَهْنِيكَ في المُتَوَكّلِيّةِ أنّهَا
حَسُنَ المَصِيفُ بها، وَطَابَ المَرْبَعُ
فَيْحَاءُ مُشْرِقَةٌ يَرِقُّ نَسيمُهَا
مِيثٌ تُدَرّجُهَُ الرّياحُ وأجْرَعُ
وَفَسيحَةُ الأكْنَافِ ضَاعَفَ حُسنَها
بَرٌّ لَهَا مُفْضًى، وَبَحْرٌ مُتْرَعُ
قَدْ سُرّ فيها الأوْلِيَاءُ، إذِ التَقَوْا
بِفِنَاءِ مِنْبَرِهَا الجَديدِ، فَجُمّعُوا
فَارْفَعْ بدارِ الضّرْبِ باقيَ ذِكْرِها،
إنّ الرّفيعَ مَحَلُّهُ مَنْ تَرْفَعُ
هَلْ يَجْلُبَنّ إليّ عَطْفَكَ مَوْقِفٌ
ثَبْتٌ لَدَيكَ، أقُولُ فيهِ وَتَسْمَعُ
مَا زَالَ لي مِنْ حُسنِ رَأيِكَ مُوْئلٌ
آوِي إلَيهِ، مِنَ الخُطُوبِ، وَمَفزَعُ
فَعَلاَمَ أنكَرْتَ الصّديقَ، وأقبَلَتْ
نَحوِي رِكابُ الكَاشِحِينَ تَطَلَّعُ
وَأقَامَ يَطْمَعُ في تَهَضّمِ جَانِبي
مَن لم يكُنْ، من قَبلُ، فيهِ يَطمَعُ
إلاّ يَكُنْ ذَنْبٌ، فعَدْلُكَ وَاسعٌ،
أوْ كَانَ لي ذَنْبٌ، فَعَفْوُكَ أوْسَعُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> الله لي من واعدٍ وعده
الله لي من واعدٍ وعده
رقم القصيدة : 27820
-----------------------------------
الله لي من واعدٍ وعده(35/499)
كذبٌ وفي الإنجاز من يلمع
يمنعني العذب ولما يزل
يُنهلني بالآجنِ المُنقَعِ
مالَ مع الدَّهرِ على رَوعتي
ولم يمل يوماً عليه معي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> إن المكارم والفضائل والندى
إن المكارم والفضائل والندى
رقم القصيدة : 27821
-----------------------------------
إن المكارم والفضائل والندى
طبعٌ جبلت عليه غير تطبع
والمجدُ والشرفُ المؤثَّل والعُلى
وقفٌ عليكَ وليسَ بالمستودَعِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لقد ظَلمَتْني واستطالَتْ يدُ النَّوى
لقد ظَلمَتْني واستطالَتْ يدُ النَّوى
رقم القصيدة : 27822
-----------------------------------
لقد ظَلمَتْني واستطالَتْ يدُ النَّوى
وقد طمعَتْ في جانبي أيَّ مَطمَعِ
إلى كم أُقاسي فرقة ً بعد فرقة ٍ
وحتى متى يا بين أنت معي معي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أهكذا دوحة العلياء تنقصف
أهكذا دوحة العلياء تنقصف
رقم القصيدة : 27823
-----------------------------------
أهكذا دوحة العلياء تنقصف
وهكذا الشمس في الآفاق تنكسف
وهكذا ظبة الماضي تفل شباً
من بعد ما زانها الإمضاء والرهف
وهكذا بهجة العليا ونضرتها
يزري بمشرقها الإظلام والسدف
وهكذا درة المجد الأثيل غدت
يضمها بعد حسنٍ الحلية الصدف
لله أية روحٍ فارقت جسداً
وأي جثمان عزٍ ضمه جدف
يا قُرَّة ً لعيونِ المجد قد سَخنَتْ
بكى لها الأشرفان المجد والشرف
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> قد نالَ غاياتِ المُنى المنافِقُ
قد نالَ غاياتِ المُنى المنافِقُ
رقم القصيدة : 27824
-----------------------------------
قد نالَ غاياتِ المُنى المنافِقُ
إذ آذنتنا بالنوى النواعق
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أتانا لذيذ العنب رطباً ويانعاً
أتانا لذيذ العنب رطباً ويانعاً
رقم القصيدة : 27825
-----------------------------------
أتانا لذيذ العنب رطباً ويانعاً
بطعمٍ كطعم الخسروي المعتق(35/500)
ونظمٍ كنظمِ الدُرِّ يَزهو على الدُّمى
ذكيٌ متى يتلى على السمع يعبق
فشرَّدَ همّاً بين جنبيَّ كامِناً
وطابَ به عيشُ الزَّمانِ المرنَّقِ
تزيد قلبي في الغرام إقلاق
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> زرتها يوماً فقالت
زرتها يوماً فقالت
رقم القصيدة : 27826
-----------------------------------
زرتها يوماً فقالت
وافني من قبل تدرك
مُذ كشفتُ الستر نادَتْ
يا جميل الستر سترك
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> كلُّ نجمٍ سَيعتريه أفولُ
كلُّ نجمٍ سَيعتريه أفولُ
رقم القصيدة : 27827
-----------------------------------
كلُّ نجمٍ سَيعتريه أفولُ
وقُصارى سَفر البَقاء القفُولُ
لاحقٌ إثر سابقٍ والليالي
بالمقادير راحلاتٌ نُزولُ
والأمانيُّ كالمنايا وإنْ نا
زَعَ غرٌّ فالاشتقاقُ دَليلُ
يا مصاباً قد جرع القلب صاباً
كل صبرٍ إلا عليك جميل
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> قِفْ طالباً فضلَ الإله وسائِلاقِفْ طالباً فضلَ الإله وسائِلا
قِفْ طالباً فضلَ الإله وسائِلاقِفْ طالباً فضلَ الإله وسائِلا
رقم القصيدة : 27828
-----------------------------------
قِفْ طالباً فضلَ الإله وسائِلاقِفْ طالباً فضلَ الإله وسائِلا
واجعلْ فواضِلَه إليكَ وسائِلا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا ربيب الندى وترب المعالي
يا ربيب الندى وترب المعالي
رقم القصيدة : 27829
-----------------------------------
يا ربيب الندى وترب المعالي
وأديباً فاق الورى بالمقال
إستمع لي - لا زلت - وأصغ لقولي
وأجبني بما يخف ثقالي
فأنا اليومَ منذُ عامين صَبٌّ
بغزالٍ يفوقُ كلَّ غزالِ
رق لي من جفاه كل عذولٍ
ورثى لي من صده كل قال
كلَّما رمتُ رشفَة ً من لماه
صد عني وسامني بالمحال
وأنا والذي أعلَّ فؤادي
بهواه لست الغداة بسالي
كيفَ والوجدُ قد أباحَ اصْطباري
ودموعي لما تزل في انهمال
فافْتِني ـ لا برحت ـ فَتوى أريب
فعساه يُصغي ويَرثي لحالي(36/1)
وابق واسلم في عزة ٍ وعلاءٍ
يا ربيب الندى وترب المعالي
العصر العباسي >> البحتري >> أغدا يشت المجد وهو جميع
أغدا يشت المجد وهو جميع
رقم القصيدة : 2783
-----------------------------------
أغَداً يَشِتُّ المَجدُ وَهْوَ جَميعُ،
وَتُرَدُّ دارُ الحَمدِ وَهْيَ بَقيعُ
بمَسيرِ إبْرَاهيمَ يَحْمِلُ جُودُهُ
جُودَ الفُرَاتِ، فَرَائعٌ وَمَروعُ
مُتَوَجِّهاً تُحْدَى بهِ بَصْرِيّةٌ،
خُشْنُ الأزِمّةِ، ما لَهُنّ نُسُوعُ
هُوجٌ، إذا اتّصَلتْ بأسبابِ السُّرَى،
قَطَعَ التّنائِفَ سَيرُها المَرْفُوعُ
لا شَهْرَ أعْدَى مِنْ رَبيعٍ، إنّهُ
سَيَبينُ عَنّا بالرّبيعِ رَبيعُ
سأُقيمُ بَعدَكَ، عندَ غيرِكَ، عالِماً
عِلْمَ الحَقيقَةِ أنّني سأضِيعُ
وَصَنَائِعٌ لَكَ سَوْفَ تَترُكُها النّوَى
وَكَأنّما هيَ أرْسُمٌ وَرُبُوعُ
وَذكرْتَ وَاجبَ حُرْمتي، فحفظتَها،
فَلَئِنْ نَسيتُكَ إنّني لَمُضِيعُ
سأُوَدّعُ الإحسانَ بَعدَكَ واللُّهَى
إذْ حَانَ منكَ البَينُ والتّوْديعُ
وَسأستَقِلُّ لَكَ الدّموعَ صَبَابَةً،
وَلَوَ أنّ دِجلَةَ لي عَلَيْكَ دُمُوعُ
وَمِنَ البَديعِ أنِ انتَأيتَ وَلَمْ يَرُحْ
جَزَعي على الأحْشاءِ، وَهوَ بديعُ
وَسَيَنْزِعُ العُشّاقُ عَنْ أحبابِهِمْ
جَلَداً، وَما لي عَن نَداكَ نُزُوعُ
فإذا رَحَلْتَ رَحَلْتَ عَن دارٍ، إذا
بُذِلَ السّماحُ، فَجارُها مَمْنُوعُ
وَقَطيعَةُ الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ إنّها
تَغدو، وَوَصْلي دونَها مَقطُوعُ
بَلْ لَيْتَ شِعْرِي هل تَرَاني قائِلاً:
هَلْ للّيالي الصّالحاتِ رُجُوعُ
وَتَذَكُّرِيكَ على البِعَادِ، وَبَيْنَنَا
بَرُّ العِرَاقِ، وَبَحْرُها المَشرُوعُ
يَفديكَ قَوْمٌ ليسَ يوجَدُ مِنهُمُ
في المجُدِ مَرْئيٌّ، وَلاَ مَسْمُوعُ
خُدِعوا عَنِ الشّرَفِ المُقِيمِ تَظنّياً
مِنهُمْ بأنّ الوَاهبَ المَخدوعُ
باتَتْ خَلاَئِقُهُمْ عَلى أمْوَالِهِمْ
وكَأنّهُنّ جَوَاشِنٌ وَدُرُوعُ(36/2)
قَنِعوا بمَيسُورِ الفَعَالِ، وَأُوهِمُوا
أنّ المَكَارِمَ عِفّةٌ وَقُنُوعُ
كَلاّ، وَكلُّ مُقَصِّرٍ مُتَجَهْوِرٍ،
عِنْدَ الحَطيمِ، طَوافُهُ أُسْبُوعُ
لا يَبْلُغُ العَليَاءَ غَيرُ مُتَيَّمٍ
بِبُلُوغِها، يَعصِي لَهَا، وَيُطيعُ
يَحكيكَ في الشّرَفِ الذي حَلّيتَهُ
بالمَجْدِ، عِلْماً أنّهُ سَيَشيعُ
خُلُقٌ، أتَيْتَ بفَضْلِهِ وَسَنَائِهِ
طَبْعاً، فَجَاءَ كأنّهُ مَصْنُوعُ
وَحَديثُ مَجدٍ منكَ أفرَطَ حُسنُهُ
حَتّى ظَنَنّا أنّهُ مَوْضُوعُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> نَفسي الفِداءُ لمقتولٍ على ظمأٍ
نَفسي الفِداءُ لمقتولٍ على ظمأٍ
رقم القصيدة : 27830
-----------------------------------
نَفسي الفِداءُ لمقتولٍ على ظمأٍ
لم يُسقَ إلاَّ بحدِّ البيضِ والأسلِ
نفس الفداءُ له من هالكٍ هلكت
له الهداية من علمٍ ومن عمل
قرت به أعين الأعداء شامتة ً
وأسْخِنَتْ أعينُ الأملاكِ والرُّسلِ
أفدِيه مستنصراً قد قلَّ ناصرُه
ومستضاماً قليل الخيل والخول
يا صرعة ً صُرِعَتْ شمُّ الأنوف بها
وأصبح الدين منها عاثر الأمل
قد أثكلت بضعة المختار فاطمة ً
وأوْجَعت قلب خَيْرِ الأوصياءِ علي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وإنِّي غَريبٌ بين قومي وجيرَتي
وإنِّي غَريبٌ بين قومي وجيرَتي
رقم القصيدة : 27831
-----------------------------------
وإنِّي غَريبٌ بين قومي وجيرَتي
وأهلي وحتى ما كأنهم أهلي
وليس غريبُ الدار من راحَ نائياً
عن الأهل لكن من غَدا نائي الشِّكلِ
فمن لي بِخِلٍّ في الزَّمانِ مُشاكلٍ
ألُفُّ به من بعد طُولِ النَّوى شَملي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> حزنت لموتك طيبة ٌ
حزنت لموتك طيبة ٌ
رقم القصيدة : 27832
-----------------------------------
حزنت لموتك طيبة ٌ
ومنى ً وزمزم والحطيم
فلذا أتى ببديهة ٍ
تاريخُهُ حزنٌ عَظيمُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وثم أمورٌ ليس يمكن كشفها(36/3)
وثم أمورٌ ليس يمكن كشفها
رقم القصيدة : 27833
-----------------------------------
وثم أمورٌ ليس يمكن كشفها
شكايتُها عزَّتْ فواجبُها الكَتْمُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وشاعرٍ قَريضُه
وشاعرٍ قَريضُه
رقم القصيدة : 27834
-----------------------------------
وشاعرٍ قَريضُه
من كل حسنٍ معدم
لم يلتزم شيئاً سوى
لزومَ ما لا يَلزِمُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> بعون الله تم الشرح نظماً
بعون الله تم الشرح نظماً
رقم القصيدة : 27835
-----------------------------------
بعون الله تم الشرح نظماً
ونَثراً مخجِلاً دُرَّ النِّظامِ
ومسكُ خِتامه مذ طابَ نشراً
أتى تاريخُه طيبُ الخِتامِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> تاريخُ ختمي لأنوار الرَّبيع أتى
تاريخُ ختمي لأنوار الرَّبيع أتى
رقم القصيدة : 27836
-----------------------------------
تاريخُ ختمي لأنوار الرَّبيع أتى
طيبُ الختام فيا طُوبى لمُختَتَمِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا متعباً بنقوشِ الخطِّ أنملَه
يا متعباً بنقوشِ الخطِّ أنملَه
رقم القصيدة : 27837
-----------------------------------
يا متعباً بنقوشِ الخطِّ أنملَه
وساهرَ اللَّيل لم يَرقُدْ ولم يَنَمِ
دَعْ عنكَ ما راحت الأقلام تنقُشُه
في صفحة السيف ما يغني عن القلم
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> تراءت سُليمي وهي كالبَدرِ أو أسْنى
تراءت سُليمي وهي كالبَدرِ أو أسْنى
رقم القصيدة : 27838
-----------------------------------
تراءت سُليمي وهي كالبَدرِ أو أسْنى
فضاء فضاء الربع من ضوئها وهنا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> من لِصبٍّ شَفَّه جورُ النَّوى
من لِصبٍّ شَفَّه جورُ النَّوى
رقم القصيدة : 27839
-----------------------------------
من لِصبٍّ شَفَّه جورُ النَّوى
كلما أوجعه التذكار أنا
وإذا هبت صبا نجدٍ صبا
قلبُه شَوقاً إلى نجدٍ وحَنَّا(36/4)
العصر العباسي >> البحتري >> تبيت له من شوقه ونزاعه
تبيت له من شوقه ونزاعه
رقم القصيدة : 2784
-----------------------------------
تَبيتُ لَهُ، مِنْ شَوْقِهِ وَنِزَاعِهِ،
أحاديثُ نَفسٍ أوْشكَتْ من زَماعِهِ
وَمَا حَبَسَتْ بَغدادُ منّا عَزِيمَةً،
بمَكتومِ ما نَهوَى بِها، وَمُذاعِهِ
جَعَلْنَا الفُرَاتَ، نحوَ جِلّةِ أهْلِنَا،
دَليلاً نَضِلُّ القَصْدَ ما لمْ نُرَاعِهِ
إذا ما المَطايا غِلْنَ فُرْضَةَ نُعمِهِ،
تَوَاهَقْنَ لاسْتِهلاكِ وَادِي سبَاعِهِ
فَكَمْ جَبَلٍ وَعْرٍ خَبَطْنَ قِنَانَهُ،
وَمُنْخَفِضٍ سَهْلٍ مَثَلْنَ بِقَاعِهِ
وَلَمّا اطّلَعْنَا مِنْ زُنَيْبَةَ مُشرِفاً،
يكادَ يُؤازِي مَنْبِجاً باطّلاعِهِ
رَأينا الشّآمَ من قرِيبٍ، وَأعرَضَتْ
رَقائقُ منْهُ جُنْحٌ عَنْ بِقَاعِهِ
وَمَا زَالَ إيشَاكُ الرّحيلِ، وَأخْذُنَا
من العِيسِ في نَزْعِ الدّجى وَادّرَاعِهِ
إلى أنْ أطاعَ القُرْبُ، بَعدَ إيَابِهِ،
وَلُوئِمَ شِعْبُ الحَيّ بَعد انصِداعِهِ
فَلا تَسألَنْ عَنْ مَضْجَعي وَنُبُوّهِ
بأرْضِي، وَعن نَوْمي بها وَامتِناعِهِ
أرَانيَ مُشتَاقاً، وَأهْليَ حُضَّرٌ،
عَلى لَحظِ عَيْنَيْ نَاظِرٍ وَاستِماعِهِ
وَمُغترِبَ المَثْوَى، وَسرْجيَ سارِبٌ
بأوْدِيَةِ السّاجُورِ، أوْ بِتِلاعِهِ
لفُرْقَةِ مَنْ خَلّفْتُ دُنْيَايَ غَضّةً
لَدَيْهِ، وَعِزّي مُعصِماً في بِقاعِهِ
وَمَا غَلَبَتني نِيّةُ الدّارِ، عِندَهُ،
على رِفْدِهِ في ساحَتي، وَاصْطِناعِهِ
كَفاني مِنَ التّقسيطِ فُحشُ عِيَانِهِ،
وَقَدْ ذَعَرَتْني مُندِياتُ سَماعِهِ
تَعَمّدْهُ في الأمْرِ الجَليلِ، وَلا تقِفْ
عنِ الغَيثِ أنْ تُرْوَى بفَيضِ بَعاعِهِ
فلَنْ تَكْبُرَ الدّنْيا عَلَيْهِ بأسرِها،
وَقَدْ وَسِعَتْهَا ساحَةٌ مِنْ رِبَاعِهِ
وَكَمْ لعَبيدِ الله مِنْ يَوْمِ سُؤدَدٍ،
يُجَلّي طُخَا الأيّامِ ضَوْءُ شُعاعِهِ
وَكَمْ بَحَثُوهُ عَنْ طِبَاعِ تكَرّمٍ،(36/5)
يَرُدُّ الزّمَانَ صَاغراً عَنْ طِبَاعِهِ
سَلِ الوُزَرَاءَ عَنْ تَقَدُّمِ شأوِهِ؛
وَعن فَوْتِهِ مِنْ بَينِهِمْ وَانقِطاعِهِ
وَهَلْ وَازَنُوهُ عِندَ جِدّ حَقيقَةٍ
بمثْقَالِهِ، أوْ كَايَلُوهُ بصَاعِهِ
زَعيمٌ بفَتْحِ الأمْرِ عِنْدَ انْغِلاقِهِ
علَيهِمْ، وَرَتْقِ الفَتقِ عند اتّساعِهِ
عَلا رَأيُهُ مَرْمَى العُقولِ فلَمْ تكنْ
لتُنْصِفَهُ في بُعْدِهِ وَارْتِفَاعِهِ
وَقارَبَ حتّى أطمَعَ الغِمْرُ نَفْسَهُ،
مُكاذَبَةً في خَتْلِهِ وَخْداعِهِ
وَلمْ أرَهُ يَأتي التّوَاضُعَ وَاحِدٌ
منَ النّاسِ، إلاّ مِنْ عُلُوّ اتّضَاعِهِ
تَضِيعُ صُرُوفُ الدّهرِ في بُعدِ هَمّهِ،
وَتُنوَى الخُطوبُ في اتّساعِ ذِرَاعِهِ
وَتَعْلَمُ أعْبَاءُ الخِلافَةِ أنّهَا،
وَإنْ ثَقُلَتْ، مَوْجودةٌ في اضْطلاعِهِ
فَما طاوَلَتْهُ مِحْنَةٌ عَنْ مُلِمّةٍ،
فتَنزِعَ، إلاّ باعُهَا دُونَ بَاعِهِ
رَعَى الله مَنْ تُلْقي الرّعِيّةُ أنسَهَا
إلى ذيّهِ مِنْ دُونِهَا، وَدِفَاعِهِ
تَصَرّعْتُ حَوْلاً بالعرَاقِ مُجَرَّماً،
مُدافَعَةً منّي ليَوْمِ وَداعِهِ
أأنساكَ بَعدَ الهوْلِ، ثمّ انصِرَافِهِ،
وَبَعدَ وُقُوعِ الكُرْهِ، ثمّ انِدفاعِهِ
وَبَعدَ اعتِلاقٍ مِن أبي الفَتْحِ ضَيعتي
ليُلحِقَهَا مُستَكثِراً في ضِيَاعِهِ
وَما رَامَ ضُرّي، يَوْمَ ذاكَ، وَإنّما
أرَاغَ امرُؤ ٌحُرًٌّ مَكانَ انتِفاعِهِ
إذا نَسِيَ الله اطّيَافي بِبَيْتِهِ،
وَوَفدُ الحَجيجِ حاشدٌ في اجتماعِهِ
وَلَيلَتيَ الطّولى بطُمِّينَ مُصْلِتاً
لصَدّ العَدُوّ دُونَها، وَقِرَاعِهِ
وَوَالله لا حَدّثْتُ نَفْسِي بمُنْعِمٍ
سِوَاكَ، وَلا عَنّيتُهَا باتّبَاعِهِ
وَلَوْ بِعْتُ يَوْماً منكَ بالدّهرِ كُلّهِ،
لَفَكّرْتُ دَهْراً ثانِياً في ارْتِجَاعِهِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> فارقتُ مكة َ والأقدارُ تُقحِمُني
فارقتُ مكة َ والأقدارُ تُقحِمُني
رقم القصيدة : 27840(36/6)
-----------------------------------
فارقتُ مكة َ والأقدارُ تُقحِمُني
ولي فؤادٌ بها ثاوٍ مَدى الزَّمنِ
فارقتُها لا رضى ً منِّي وقد شهدَتْ
بذلك أملاك ذاك الحجر والركن
فارقتُها وبودِّي ـ إذ فَرَقتُ بها ـ
لو كان قد فارقت روحي بها بدني
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> هذا كتابٌ في مَعانِيه حَسَنْ
هذا كتابٌ في مَعانِيه حَسَنْ
رقم القصيدة : 27841
-----------------------------------
هذا كتابٌ في مَعانِيه حَسَنْ
للديلميِّ أبي محمَّدٍ الْحَسَنْ
أشْهى إلى المضني العَليل من الشِّفا
وألذَّ في العَينينِ من غَمضِ الوَسَنْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> جاء البشيرُ مبشِّراً
جاء البشيرُ مبشِّراً
رقم القصيدة : 27842
-----------------------------------
جاء البشيرُ مبشِّراً
فأقر من بشراه عيني
وافى يقولُ أتى الحسيـ
ـن فقلت أهلاً بالحسين
أهوَ الذي حازَ المكا
رمَ والعُلى ملءَ اليَدينِ
قالوا نَعم هو ذاكَ مَن
فاق الورى من غير مين
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا قهوة ً قِشْرِيَّة ً
يا قهوة ً قِشْرِيَّة ً
رقم القصيدة : 27843
-----------------------------------
يا قهوة ً قِشْرِيَّة ً
حَكَت النُّضارَ بلَوْنِها
ولكم حباك حبابها
بخَلاصِها ولُجَينِها
جليت علي مصونة ً
بِزفافِها وبصَوْنِها
وكأنَّ كلَّ حَبابَة ٍ
تَرنُو إليَّ بِعَينِها
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> قامت تدير سلافاً من مراشفها
قامت تدير سلافاً من مراشفها
رقم القصيدة : 27844
-----------------------------------
قامت تدير سلافاً من مراشفها
حبابها لؤلؤء الثغر الجماني
في ليلة ٍ من أثيث الشعر حالكة ٍ
منها دَجا حندسُ اللَّيل الدَّجوجيِّ
تُريك إنْ أسفرَتْ غرَّاءَ مائسة ً
بدر السماء على أعطاف خطي
كم لوعة ٍ بت أخفيها وأظهرها
فيها وسر التصابي غير مخفي
أما وصَعْدَة ِ قدٍّ مِن مَعاطِفها
وعَضْبِ لحظٍ نضَتْهُ هِندوانِّي(36/7)
ما إن عذلت على حبي الفؤاد لها
إلا وجاء بعذرٍ فيه عذري
وافَتْ فأذكَتْ هُموماً غير خامدة
واذكرتني عَهداً غيرَ مَنْسِيِّ
يا حبَّذا نظرة ً هام الفؤادُ بها
أزرت - وعينيك - بالظبي الكناسي
لقد نعمت بوعدٍ منك منتظرٍ
ونائلٍ من نظام الدين مقضي
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> إن خلدت بعدَ الإمامِ محمدٍ
إن خلدت بعدَ الإمامِ محمدٍ
رقم القصيدة : 27845
-----------------------------------
إن خلدت بعدَ الإمامِ محمدٍ
نفسي لما فرحتْ بطولِ بقائها
إن البلاد غداة َ أصبحَ ثاوياً
كَادَتْ تَكُونُ جِبَالُهَا كَفضائِها
الْيَومَ أظْلِمَتِ الْبِلادُ وَرُبَّمَا
كُشِفَتْ بغُرَّتِهِ دُجَى ظُلْمَائِها
شَغَلَ الْعُيُونَ فَلَنْ تَرَى مِنْ بَعْدِهِ
عَيْناً عَلى أحَدٍ تَجُودُ بِمَائِها
أقُلِ الْحَيَاة َ إذَا رَأيْتَ قُصُورَهُ
غُبْراً خَوَاشِعَ بَعْدَ فَرْطِ بَهَائِها
عَمَّ الصِّحَاحَ بِعُرْفِهِ وَبِفَضْلِهِ
وَشَفَى الْمِرَاضَ بسَيْفِهِ مِنْ دَائِها
رَوَّى الظِّمَاءَ بَوَادِياً وعَوَامِراً
عَفْواً بِأرْشِيَة ِ النَّدَى ْ وَدَلاَئِها
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> ويوم عسولِ الآل حامٍ كإنما
ويوم عسولِ الآل حامٍ كإنما
رقم القصيدة : 27846
-----------------------------------
ويوم عسولِ الآل حامٍ كإنما
لَظَى شَمْسِهِ مَشْبُوبُ نَارٍ تَلَهَّبُ
نصبنا لهُ منا الوجوهَ وكنها
عصائبُ أشمالٍ بها نتعصبُ
إلى المجتدى معن تخطتْ ركابنا
تنائفَ فيما بينها الريح تلغبُ
كأنَّ دَلِيلَ القَوْمِ بَيْنَ سُهُوبِهَا
طريدُ دمٍ منْ خشية ِ الموتِ يهربُ
بَدَأْنَا عَلَيْهَا وهيَ ذَاتُ عَجارِفٍ
تَقَاذَفُ صُعْراً في البُرَى حِينَ تُجْذَبُ
فما بلغتْ صنعاءَ حتى تبدلتْ
حُلوماً وَقَدْ كانَتْ مِنَ الجَهْلِ تَشْغَبُ
إلى بابِ معنٍ ينتهي كلُّ راغبٍ
يُرَجِّي النَّدى أوْ خَائِفٍ يَتَرَقَّبُ
جَرَى سَابِقاً مَعْنُ بنُ زَائِدَة َ الذي(36/8)
به يفخرُ الحيانِ بكر وتغلبُ
فبرز حتى ما يجارى وإنما
إلى عرقهَ ينمى الجوادُ وينسبُ
محالفُ صولاتٍ تمتُ ونائلٍ
يَرِيشُ فَما يَنْفَكُّ يُرْجَى ويُرْهَبُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> ما الفَضْلُ إلاَّ شِهابٌ لاَ أُفُولَ لَهُ
ما الفَضْلُ إلاَّ شِهابٌ لاَ أُفُولَ لَهُ
رقم القصيدة : 27847
-----------------------------------
ما الفَضْلُ إلاَّ شِهابٌ لاَ أُفُولَ لَهُ
عندَ الحروبِ إذا ما تأفلُ الشهب
حَامٍ عَلَى مُلْكِ قَوْمٍ عَزَّ سَهْمُهُمُ
مِنَ الوِرَاثَة ِ في أيْدِيِهم سَبَبُ
أمستْ يدٌ لبني ساقي الحجيجِ بها
كتائبٌ ما لها في غيرهمْ أربُ
كتائبٌ لبني العباسِ قدْ عرفتْ
ما ألفَ الفضل منها العجمُ والعربُ
أثَبْتَ خَمْسَ مئِينَ في عِدادِهِم
مِنَ الأُلُوفِ التي أحْصَتْ لَكَ الكُتُبُ
يُقَارِعُونَ عَنِ القَوْمِ الذين هُمُ
أولى بأحمدَ في الفرقانِ إنْ نسبوا
إن الجوادَ ابنَ يحيى الفضلَ لا ورقٌ
يَبْقَى عَلَى جُودِ كَفَّيْهِ وَلاَ ذَهَبُ
ما مَرَّ يَوْمٌ لَهُ مُذْ شَدَّ مِئْزَرَهُ
إلا تمولَ أقوامٌ بما يهبُ
كَمْ غَايَة ٍ في النَّدَى والبَأْسِ أحْرَزَها
للِطَّالِبينَ مَدَاهَا دُونَها تَعَبُ
يعطي اللها حينَ لا يعطي الجوادُ ولاَ
يَنْبُو إذا سُلَّتِ الهِنْدِيَّة ُ القُضُبُ
وَلاَ الرِّضَا والرِّضَا لله غَايَتُهُ
إلى سِوَى الحَقِّ يَدعُوهُ ولاَ الغَضَبُ
قَدْ فَاضَ عُرْفُكَ حَتَّى ما يُعَادِلُهُ
غَيْثٌ مُغِيثٌ ولا بَحْرٌ لَهُ حَدَبُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> ما يلمعُ البرقُ إلاَّ حنَّ مغتربُ
ما يلمعُ البرقُ إلاَّ حنَّ مغتربُ
رقم القصيدة : 27848
-----------------------------------
ما يلمعُ البرقُ إلاَّ حنَّ مغتربُ
كأنَّه من دَواعِي شوقِهِ وَصِبُ
أهلاً بطيفٍ لأمَّ السمطِ أرقنا
ونحن لا صددٌ منها ولاَ كثبُ
ودي على ما عهدتهمْ في تجددهِ
لا القلبُ عنكم بطولِ النأي ينقلبُ(36/9)
كَفَى القَبَائِلَ مَعْنٌ كُلَّ مُعْضِلَة ٍ
يُحْمَى بها الدِّينُ أوْ يُرْعى بها الحَسَبُ
كَنْزُ المَحامِدِ والتَّقْوَى دَفَاتِرُهُ
وليسَ مِنْ كَنْزِهِ الأوْرَاقُ والذَّهَبُ
أنتَ الشهابُ الذي يرمى العدوُّ بهِ
فَيَسْتَنيرُ وَتخْبُو عِنْدَهُ الشُّهُبُ
بَنُو شُرَيْكٍ هُمُ القَوْمُ الذين لَهُمْ
في كُلِّ يَوْمٍ رِهَانٌ يُحْرِزُ القَصَبُ
إنَّ الفَوارِسَ مِنْ شَيْبَانَ قَدْ عُرِفُوا
بالصِّدْق إنْ نَزَلُوا والمَوْتِ إنْ رَكِبُوا
قَدْ جَرَّبَ النَّاسُ قَبْلَ اليَوْمِ أنَّهُمُ
أهْلُ الحُلومِ وأهْلُ الشَّغْبِ إنْ شَغَبُوا
قُلْ للجَوادِ الَّذي يَسْعَى لِيُدْرِكَهُ
أقْصِرْ فَمَا لَكَ إلاَّ الفَوْتُ والطَّلَبُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> مُوَفَّقٌ لسبيلِ الرُّشْدِ مُتَّبِعٌ
مُوَفَّقٌ لسبيلِ الرُّشْدِ مُتَّبِعٌ
رقم القصيدة : 27849
-----------------------------------
مُوَفَّقٌ لسبيلِ الرُّشْدِ مُتَّبِعٌ
يَزِينُهُ كلُّ ما يأتي وَيجْتَنِبُ
تسمو العيونُ إليه كلما انفرجتْ
للناسِ عن وجههِ الأبوابُ والحجبُ
له خَلائِقُ بيضٌ لا يُغَيَّرُها
صَرْفُ الزمانِ كما لا يَصْدأ الذَّهَبُ
العصر العباسي >> البحتري >> يابن مر قول مرتدع
يابن مر قول مرتدع
رقم القصيدة : 2785
-----------------------------------
يابنَ مُرٍّ قوْلَ مُرتَدعِ
ولَِهادِى الرُّشدِ مُتَّبِعِ
قَد رَحَلنا عَن ذَراكَ إلى
وطَنٍ رَحبٍ ومُتَّسِعِ
وَوَكْلناكُمْ إِلى نَفَر
ذَهبُوا بالْعلْمِ والوَرَعِ
مِن شَراحِيل بن حَلْحَلَةٍ
وهِشَامٍ وأبِي الْيسعِ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> نَوَاضِرَ غُلْباً قَدْ تَدَانَتْ رُؤوسُها
نَوَاضِرَ غُلْباً قَدْ تَدَانَتْ رُؤوسُها
رقم القصيدة : 27850
-----------------------------------
نَوَاضِرَ غُلْباً قَدْ تَدَانَتْ رُؤوسُها
مِنَ النَّبْتِ حَتَّى مَا يَطِيرُ غُرَابُها(36/10)
ترى الباسقاتِ العمَّ فيها كأنها
ظَعائنُ مَضْرُوبٌ عليها قِبَابُها
ترى َ بابها سهلاً لكلَّ مدفع
إذا أينعتْ نخلٌ فأغلقَ بابها
يَكُونُ لَنَا مَا نَجْتَني مِنْ ثِمارهَا
رَبيعاً إذا الآفاقُ قَلَّ سَحَابُها
حظائرُ لمْ يخلطْ بأثمانها الربا
وَلَمْ يَكُ مِنْ أخْذِ الدِّيَاتِ اكْتِسَابها
ولكنْ عطاءُ اللهِ منْ كلَّ مدحة ٍ
جزيلٌ منَ المستخلفينَ ثوابها
ومِنْ رَكْضِنَا الخَيْلَ في كُلِّ غَارَة ٍ
حلالٌ بأرض المشركينَ نهابها
حَوَتْ غُنْمَها آباؤُنا وجُدُودُنا
بِصُّمِّ العَواليِ والدِّماءُ خِضَابُها
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> حلَّ المشيبُ فلنْ يحولَ برحلهِ
حلَّ المشيبُ فلنْ يحولَ برحلهِ
رقم القصيدة : 27851
-----------------------------------
حلَّ المشيبُ فلنْ يحولَ برحلهِ
عَنِّي وَبَانَ فَلَنْ يَؤوبَ شَبَابِي
فَرَعَتْ بَنُو مَعْنٍ رَوَابيَ وَائِلٍ
مُتَمَهِّلِينَ وَهُنَّ خَيْرُ رَوَابي
قومٌ رواقُ المكرماتِ عليهم
عَالي الْعِمادِ مُمَهَّدِ اْلأطْنَابِ
يَلقى العدوَّ لهمْ إذا ما رامهم
أركانُ شامخة ٌ عليهِ صعابُ
وهمُ النّضارُ إذا القبائلُ حُصِّلتْ
أنسابُهَا ولبابُ كلِّ لبابِ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> يا أكْرَمَ النَّاسِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَم
يا أكْرَمَ النَّاسِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَم
رقم القصيدة : 27852
-----------------------------------
يا أكْرَمَ النَّاسِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَم
بَعْدَ الخَلِيفة ِ يا ضرْغَامَة َ العَرَبِ
أفنيتَ ما لكَ تعطيهِ وتنهبهُ
يا آفة َ الفضة ِ البيضاءِ والذهبِ
إن السَّنَانَ وحَدَّ السَّيْفِ لَوْ نَطَقَا
لأخبراَ عنكَ في الهيجاءِ بالعجبِ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> لعمركَ لا أنسى غداة َ المحصبِ
لعمركَ لا أنسى غداة َ المحصبِ
رقم القصيدة : 27853
-----------------------------------
لعمركَ لا أنسى غداة َ المحصبِ(36/11)
إشارة َ سلمى بالبنان المخضبِ
وَقَدْ صَدَرَ الحُجَّاجُ إلاَّ أقَلَّهُمْ
مصادرَ شتى موكباً بعدَ موكبِ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> مسحتْ ربيعة ُ وجهَ معنٍ سابقاً
مسحتْ ربيعة ُ وجهَ معنٍ سابقاً
رقم القصيدة : 27854
-----------------------------------
مسحتْ ربيعة ُ وجهَ معنٍ سابقاً
لَمَّا جَرَى وجَرَى ذَوُو الأحْسَابِ
خلى الطريقَ لهُ الجيادُ قواصراً
مِنْ دُونَ غَايَتِهِ وَهُنَّ كَوابي
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> تَبْقَى قَوافي الشِّعْر مَا بَقِيتُ
تَبْقَى قَوافي الشِّعْر مَا بَقِيتُ
رقم القصيدة : 27855
-----------------------------------
تَبْقَى قَوافي الشِّعْر مَا بَقِيتُ
والشِّعْرُ مَنْسيٌّ إذا نُسِيتُ
لمْ يحظَ في الشعر كما حظيتُ
جمعٌ منَ الناس ولاَ شتيتُ
كَمْ مَلِكٍ حُلَّتُهُ كُسِيتُ
وَمِنْ سَرير مُلْكِهِ أُدْنِيتٌ
إنْ غبتُ عنْ حضرتهِ دعيتُ
وإنْ حضرتُ بابهُ حييتُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> همامٌ إمامٌ لهُ قدرة ٌ
همامٌ إمامٌ لهُ قدرة ٌ
رقم القصيدة : 27856
-----------------------------------
همامٌ إمامٌ لهُ قدرة ٌ
تذلُّ الرقابُ لآياتها
فلاَ مجد في الأرضِ لمْ يبنهِ
وَلا غَايَة ً فِيهِ لَمْ يَأْتِهَا
لهُ إنْ رأى سائلاً يجتدبهِ
نفسٌ تجودُ بأقواتها
ويكسرُ في الحربِ أسيافهُ
لِيَكْفِيَ مُعْظَمَ آفاتِهَا
وَيَنْحرُ في المَحْلِ للطَّارِقينَ
كومَ المطايا بفضلاتها
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> لَقَدْ كَانَتْ مَجَالِسُنَا فساحاً
لَقَدْ كَانَتْ مَجَالِسُنَا فساحاً
رقم القصيدة : 27857
-----------------------------------
لَقَدْ كَانَتْ مَجَالِسُنَا فساحاً
فَضَيَّقَهَا بلحْيَتِهِ رَباحُ
مبعثرة ُ الأسافلِ والأعالي
لها في كلَّ زاروية ٍ جناحُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> ثَلاثُونَ ألْفاً كُلُّهَا طَبَريَّة ٌ(36/12)
ثَلاثُونَ ألْفاً كُلُّهَا طَبَريَّة ٌ
رقم القصيدة : 27858
-----------------------------------
ثَلاثُونَ ألْفاً كُلُّهَا طَبَريَّة ٌ
دعا بها لما رأى الصكَّ صالحُ
دعا بالزيوفِ الناقصاتِ وإنما
عطاءُ أبي الفضل الجيادُ الواجحُ
فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا دَعَا بزُيُوفِهِ
أألْجدُّ هَذَا مِنْكَ أمْ أنْتَ مَازِحُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> فما بلغتْ حتى حماها كلالها
فما بلغتْ حتى حماها كلالها
رقم القصيدة : 27859
-----------------------------------
فما بلغتْ حتى حماها كلالها
إذا عريتْ أصلابها أنْ تقيدا
تشابهتما حلماً وعدلاً ونائلاً
وحزماً إذا أمرٌ أقامَ وأقعدا
تَنَازَعْتُما نَفْسَيْن هَذي كَهَذَه
عَلى أصْل عِرْق كَانَ أفخر مُتْلَدَا
كما قَاس نَعْلاً حَضْرِميّاً فَقَدَّهَا
عَلَى أُخْتَهَا لَمْ يَأْلُ أنْ يَتَجَوَّدَا
بسَبْعِينَ ألْفاً شَدَّ ظَهْري وَرَاشَني
أبُوكَ وَقَدْ عَايَنْتَ مِنْ ذَاكَ مَشْهَدَا
وإني أميرَ المؤمنينَ لواثقٌ
بأنْ لا يرى شربي لديكَ مصدراَ
العصر العباسي >> البحتري >> من أنت إن حصلت يابن استها
من أنت إن حصلت يابن استها
رقم القصيدة : 2786
-----------------------------------
مَنْ أَنت إِن حُصِّلْتَ يابن اسْتِها
ومَنْ أَبو دِيككَ في الرُّقْعهْ؟
قد وفَّرتْ حَظَّكَ مِنْ إِخوةٍ
أُمك إِذْ زَوَّجتهًَا مُتْعَهْ
تَستنْصر الله عَلى سيَّدٍ
أَزال عنْك المائَتيْ صَفْعهْ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> حَمدْنَا الذي أدَّى ابنُ يَحْيَى فأصْبَحَتْ
حَمدْنَا الذي أدَّى ابنُ يَحْيَى فأصْبَحَتْ
رقم القصيدة : 27860
-----------------------------------
حَمدْنَا الذي أدَّى ابنُ يَحْيَى فأصْبَحَتْ
بمقدمهِ تجري لنا الطيرُ أسعداَ
وما هَجَعَتْ حَتَّى رَأتْهُ عُيُونُنا
وما زلْنَ حتّى آبَ بالدَّمْع حُشَّدَا
لَقَدْ صَبَحَتْنا خَيْلُهُ ورجَالُهُ(36/13)
بأرْوَع بَدْءِ النَّاس بَأْساً وسُؤدَدا
فكانَ مِن الآباءِ أحْنَى وأعْوَدَا
ضُحى الصُّبْحِ جِلْبَابَ الدُّجَى فَتَعَرَّدا
لقدْ راعَ منْ أمسى بمرو مسيرهُ
إلينا وقالوا شعبنا قدْ تبددا
عَلى حِينَ ألْقَى قُفْلَ كُلِّ ظُلاَمَة ٍ
وأطْلَقَ بالعَفْوِ الأسيرَ المُقَيَّدَا
وأفْشَى بِلاَ مَنٍّ مَعَ العَدْلِ فِيهِم
أيادِيَ عُرْفٍ بَاقِيَاتٍ وَعُوَّدَا
فأذهب روعاتِ المخاوفِ عنهمُ
واصدرَ باغس الأمنِ فيهم وأورداَ
وأجْدى عَلَى الأيْتَام فيهم بِعْرُفِهِ
فكانَ منَ الآباءِ أحنى وأ'وداَ
إذا النَّاسُ رامُوا غَايَة َ الفَضْلِ في النَّدَى
وفي البأسِ ألفوها من النجمِ أبعداَ
سَمَا صَاعِداً بالفَضْلِ يَحْيَى وَخالِدٌ
إلى كلَّ أمرٍ كان أسنى وأمجداَ
يلين لمنْ أعطى الخليفة طاعة ً
ويسقي دمَ العاصي الحسامَ المهنداَ
أدلتْ معَ الشركِ النفاقَ سيوفهُ
وكانَتْ لأهْلِ الدِّينِ عِزاً مُؤبَّدَا
وشدَّ القوى منْ بيعة ِ المصطفى الذي
عَلَى فَضْلِهِ عَهْدَ الخَلِيفَة ِ قُلِّدَا
سَمِيُّ النَّبِيِّ الفَاتِح الخَاتم الذي
بهِ الله أعطى كلَّ خيرٍ وسدداَ
أبحتَ جبالَ الكابليَّ ولمْ تدعْ
بهنَّ لنيرانِ الضلالة ِ موقداَ
فأطْلَعْتَها خَيْلاً وَطِئْنَ جُمُوعَهُ
قَتِيلاً وَمَأْسُوراً وَفَلاًّ مُشَرَّدَا
وعدتْ على ابن البرمِ نعماكَ بعدما
تحوبَ مخذولاً يرى الموت مفرداَ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> إنَّ بالشامِ بالموقرِ عزا
إنَّ بالشامِ بالموقرِ عزا
رقم القصيدة : 27861
-----------------------------------
إنَّ بالشامِ بالموقرِ عزا
ومُلوكاً مُباركينَ شُهُودَا
سَادة ً من بَني يَزيدَ كراماً
سبقوا الناسَ مكرماتٍ وجوداَ
هانَ يا ناقتي على َّ فسيري
أنْ تَمُوتي إذا لَقِيتُ الوَليدَا
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> أصابَ الردى قوماً تمنواْ لكَ الردى
أصابَ الردى قوماً تمنواْ لكَ الردى
رقم القصيدة : 27862(36/14)
-----------------------------------
أصابَ الردى قوماً تمنواْ لكَ الردى
لأنك أعطيتَ الجزيلَ وصرودا
سَيَذْهَبُ ما ضُمَّتْ عَلَيْهِ أكُفُّهُمُ
ويبقى لهمْ في الناسِذمَّ مخلدُ
وَتَبْقَى أيادِيكَ الكَريمة ُ بَعْدَما
يُوارِيكَ والجُودَ الصَّفِيحُ المُنضَّدُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> بنو مروانَ قومي أ'تقوني
بنو مروانَ قومي أ'تقوني
رقم القصيدة : 27863
-----------------------------------
بنو مروانَ قومي أ'تقوني
وكلُّ الناسِ بعدُ لهمْ عبيدُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> أعَادَكَ مِنْ ذِكْر الأحبَّة ِ عَائِدُ
أعَادَكَ مِنْ ذِكْر الأحبَّة ِ عَائِدُ
رقم القصيدة : 27864
-----------------------------------
أعَادَكَ مِنْ ذِكْر الأحبَّة ِ عَائِدُ
أجلْ واسْتَخَفْتكَ الرُّسُومُ البَوائِدُ
تَذَكَّرْتَ مَنْ تَهْوَى فَأبْكَاكَ ذِكْرُهُ
فَلاَ الذِّكرُ مُنْسِيٌّ ولا الدَّمْعُ جَامِدُ
تجنُّ ويأبى أنْ يساعدكَ الهوى
وَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ هَوى ً لا يُسَاعِدُ
ألاَ طالما أنهبتَ دمعكَ طائعاً
وجارتْ عليكَ اللآنساتُ النواهدُ
تذكرنا أبصارها مقلَ المها
وأعناقها أدمُ الظباءِ العواقدُ
ألا ربما غرتكَ عندَ خطابها
وجَادَتْ عَلَيْكَ الآنِسَاتُ الخَرائِدُ
تَسَاقَطُ مِنْهُنَّ الأحادِيثُ غَضَّة ً
تَسَاقُطَ دُرٍّ أسْلَمَتْهُ المَعَاقِدُ
أليكَ أميرَ المؤمنينَ تجاذبتْ
بِنَا اللَّيْلَ خُوضٌ كالقِسيِّ شَوارِدُ
يَمَانِيَّة ٌ يَنْأى القَرِيبُ مَحَلَّة ً
بهنَّ ويدنو الشاحطُ المتباعدُ
تَجَلَّى السُّرَى عنها وللَعِيسِ أعْيُنٌ
سوامٍ وأعناقٌ إلأيكَ قواصدُ
إلى مَلِكٍ تَنْدَى إذا يَبِسَ الثَّرَى
بَنائِلِ كَفَّيْهِ الأكُفُّ الجَوامِدُ
لهُ فوقَ مجدِ الناسِ مجدانِ منهما
طريفٌ وعاديُّ الجاثيمِ تالدُ
وأحواضُ عز حومة ُ الموتِ دونها
وأحْوَاضُ عُرْفٍ لَيْسَ عَنْهُنَّ ذَائِدُ
أيادِي بَنى العَبَّاسِ بِيضٌ سَوابغٌ(36/15)
عَلَى كُلِّ قَوْمِ بَادِيَاتٌ عَوَائِدُ
همُ يعدلونَ السمكَ منْ قبة ِ الهدى
كما تَعْدِلُ البَيْتَ الحَرَامَ القَواعِدُ
سَوَاعِدُ عِزِّ المُسْلِمينَ وإنَّما
تَنُوءُ بِصَوْلاَت الأكُفِّ السَّوَاعِدُ
يزينُ بني ساقي الحجيجِ خليفة ٌ
على وحههِ نورٌ منَ الحقَّ شاهدُ
يكونُ غراراً نومهُ منْ حذارهِ
على قبة ِ الإسلامِ والخلقُ شاهدُ
كأنَّ أمِيرَ المُؤْمِنينَ مُحَمَّداً
لرأفتهِ بالناسِ للناسِ والدُ
عَلَى أنَّهُ مَنْ خَالَفَ الحَقَّ مِنْهُمُ
سقتهُ بهِ الموتَ الحتوفُ القواصدُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> كفى لكَ فخراً أنَّ أكرمَ حرة ٍ
كفى لكَ فخراً أنَّ أكرمَ حرة ٍ
رقم القصيدة : 27865
-----------------------------------
كفى لكَ فخراً أنَّ أكرمَ حرة ٍ
غذتكَ يثديٍ والخليفة ُ واحدُ
لقدْ زنتَ يحيى في المشاهدِ كلها
كَمَا زَانَ يَحْيَى خَالِداً، في الْمَشَاهِدِ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> يا منْ يمطلعِ شمسٍ ثمّ مغربها
يا منْ يمطلعِ شمسٍ ثمّ مغربها
رقم القصيدة : 27866
-----------------------------------
يا منْ يمطلعِ شمسٍ ثمّ مغربها
إنَّ السَّخَاءَ عليكُمْ غَيْرُ مَرْدُودِ
قلْ للعفاة ِ أريحوا العيسَ منْ طلبٍ
ما بَعْدَ مَعْنِ حَلِيفِ الجُودِ مِنْ جُودِ
قلْ للمنية ِ لا تيقي على أحدٍ
إذْ مَاتَ مَعْنٌ فَما مَيْتٌ بِمَفْقُودِ
فَابْكُوا السَّخاءَ وَمَعْناً طُولَ دَهْرِكُمُ
إنَّ السخاءَ عليكمْ غيرْ موجودِ
قدْ ماتَ وماتَ الجودُ فافتقدوا
فَلْيسَ مَعْنٌ ولاَ جودٌ بَموْجُودِ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> للهِ دركِ يا عقيلة َ جعفرٍ
للهِ دركِ يا عقيلة َ جعفرٍ
رقم القصيدة : 27867
-----------------------------------
للهِ دركِ يا عقيلة َ جعفرٍ
ماذا ولدتِ منَ العلا والؤددِ
إنَّ الخِلافَة َ قَدْ تَبَيَّنَ نُورُها
للنَّاظِرينَ عَلَى جَبِينِ مُحَمَّدِ(36/16)
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> لَمَّا أتَتْكَ وَقَدْ كَانَتْ مُنَازَعَة ً
لَمَّا أتَتْكَ وَقَدْ كَانَتْ مُنَازَعَة ً
رقم القصيدة : 27868
-----------------------------------
لَمَّا أتَتْكَ وَقَدْ كَانَتْ مُنَازَعَة ً
وافى الرضا بينَ أيديها بأقبادِ
لها أحاديثُ ممنْ ذكراكَ تشغلها
عَن الرُّتُوعِ وَتَنْهَاهَا عَنِ الزَّادِ
أمَامَهَا مِنْكَ نُوْرٌ تَسْتَضِيءُ بِهِ
وَمِنْ رَجَائِكَ في أعْقَابِهَا حَاْدِي
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> وما فعلت بنو مروان خيرا
وما فعلت بنو مروان خيرا
رقم القصيدة : 27869
-----------------------------------
وما فعلت بنو مروان خيرا
ولا فعلت بنو مروان شرا
العصر العباسي >> البحتري >> إعجب من الغيم كيف ارفض فانقشعا
إعجب من الغيم كيف ارفض فانقشعا
رقم القصيدة : 2787
-----------------------------------
إعجبْ من الغَيمِ كيفَ ارْفضّ فانقشعا،
وَصَالحِ العيشِ كيفَ اعتيقَ فارْتُجعَا
لَوْلا الفَقيدُ، الذي عَمّتْ نَوَافِلُهُ،
ما ضَاقَ مِنْ جانبِ الأيّامِ ما اتّسَعَا
فَجيعَةٌ، من صرُوفِ الدّهرِ مُعضِلةٌ،
لوْ يَعلَمُ الدّهرُ فيها كُنهَ ما صَنَعَا
خَلّى أبُو القاسِمِ الجُلّى عَلى عُصَبٍ،
إنْ حاوَلوا الصّبرَ فيها بَعدَهُ امتَنَعَا
إنّ النّعيّ بِمَرْوِ الشّاهِجانِ غَدَا
لباعثٍ رَهَجاً، في الشّرْقِ، مُرْتَفِعَا
تَنْثَالُ أنْجِيَةُ الوَادي إلى خَبَرٍ،
بَنُو سُوَيْدٍ عَلَيْهِ عاكفونَ مَعَا
يُخفونَ ما وَجدُوا منهُ، وَبينَهُمُ
وَجْدٌ، إذا أطفأُوا مَشبوبَهُ سَطَعَا
لأبكِيَنّ ضُيُوفاً فيكَ، حَائِرَةً
أسبابُها، وَرَجَاءً منكَ مُنْقَطِعَا
وَكيفَ تُنسَى، وَما استُنزِلتَ عن خطرٍ،
وَلا نَسيتَ النُّهَى خَوْفاً وَلا طَمَعَا
لا تَحسَبَنّي اغتَفَرْتُ الرُّزْءَ فيكَ وَلا
ظَلِلْتُ فيهِ لرَيْبِ الدّهْرِ مُنخَدِعَا
وَقدْ تَقَصّيتُ عُذْرِي في التَّحمُّلِ لوْ(36/17)
أحمَدْتُ غايَتهُ وَالحزْنَ لوْ نَفَعَا
نَفَسٌ سلَكْتُ بهَا التّهجينَ رَائدَةً،
فَما رَأتْ جَلَداً أغنى، وَلا هَلَعَا
كَلَّفْتُها الصّبرَ، فاعتَاضَتْ مُمانِعَةً،
وَسامَحتْ لكَ، إذْ كَلّفتَها الجَزَعَا
وَالدّمعُ سَيْلٌ مَتَى عَلّيتَ جَرْيَتَهُ
أبَى الرّجوعَ، وَإنْ صَوّبتَهُ انْدَفَعَا
تَنَكّرَ العَيشُ، حتّى صَارَ أكْدَرُهُ
يَأتي نِظَاماً، وَيَأتي صَفْوُهُ لُمَعَا
وَآنَسَتْ مِنْ خطوبِ الدّهرِ كَثرَتُها،
فلَيس يَرْتاعُ من خَطبٍ، إذا طَلَعَا
قُلْ لأبي صَالحٍ، إمّا عَرَضْتَ لَهُ،
تَحْمَدْهُ قَائِلَ أقْوَامٍ، وَمُستَمِعَا
قَدْ آنَ للصّبرِ أنْ تُرْجَى مَثُوبَتُهُ،
وَمُولَعٍ بهُمُولِ الدّمعِ أنْ يَدَعَا
فَقْدُ الشّقيقِ غَرَامٌ ما يُرَامُ، وَفي
فَقْدِ التّجمّلِ وَهنٌ يُعقِبُ الظَّلَعَا
كِلاهُما عِبْءُ مكرُوهٍ، إذا افتَرَقَا،
فكَيفَ ثِقلُهُما المُوهي إذا اجتَمَعَا
لَيسَ المُصِيبَةُ في الثّاوِي مَضى قدَراً،
بَلِ المُصِيبَةُ في الباقي هَفَا جَزَعَا
إنّ البُكَاءَ على المَاضِينَ مَكْرُمَةٌ
لَوْ كانَ ماضٍ، إذا بكّيتَهُ، رَجَعَا
صُعُوبَةُ الرُّزْءِ تُلقَى في تَوَقّعِهِ
مُستَقبَلاً، وَانقِضَاءُ الرُّزْءِ أن يقَعَا
وَفي أبيكَ مُعَزٍّ عَنْ أخيكَ، إذا
فكّرْتَ فيهِ، وَفي الوَفْدِ الذي تَبِعَا
هُمُ وَنحنُ سَوَاءٌ، غَيرَ أنّهُمُ
أضْحَوْا لَنَا سَلَفاً نُمسِي لهمْ تَبَعَا
قَدْ رَدّ في نُوَبِ الأيّامِ شِرّتَهَا،
إنْ لم تَكُُنْ غَمَراً فيها وَلا ضَرَعَا
عَزِيمةٌ منكَ إنْ جَشّمتَها جَشَمَتْ،
وَرُكنُ رَضْوَى إذا حَمّلتَه اضْطَلَعَا
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> ما منْ عدوًّ ويرى معناً بساحتهِ
ما منْ عدوًّ ويرى معناً بساحتهِ
رقم القصيدة : 27870
-----------------------------------
ما منْ عدوًّ ويرى معناً بساحتهِ
إلا يظنُّ المنايا تسبقُ القدراَ
يلفى إذا الخيلُ لمْ تقدمْ فوارسها(36/18)
كاللَّيْثِ يَزْدادُ إقْداماً إذا زُجِرَا
أغرُّ يحسبُ يومَ الروعِ ذا لبدٍ
ورداً ويحسبُ فوقَ المنبرِ القمرا
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> تَخَيَّرْتُ لِلْمَدْحِ ابنَ يَحْيَى بن خَالِد
تَخَيَّرْتُ لِلْمَدْحِ ابنَ يَحْيَى بن خَالِد
رقم القصيدة : 27871
-----------------------------------
تَخَيَّرْتُ لِلْمَدْحِ ابنَ يَحْيَى بن خَالِد
فحسبي ولمْ أظلمْ بأنْ أتخيراَ
لهُ عادة ٌ أنْ يبسطَ سارَ ولمْ يزلْ
لِمَنْ سَاسَ مِنْ قَحْطَانَ أوْ مَنْ تَنزَّرَا
إلى المنبرِ الشرقيّ سارَ ولمْ يزلْ
لهُ والدٌ يعلو سريراً ومنبراَ
يُعَدُّ ويَحْيَى البَرْمَكِيّ وَلاَ يُرَى
لَهُ الدَّهْرَ إلاَّ قَائِداً أوْ مؤَمَّرَا
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> لقدْ أفسدتْ شيبانُ بكرَ بنَ وائلِ
لقدْ أفسدتْ شيبانُ بكرَ بنَ وائلِ
رقم القصيدة : 27872
-----------------------------------
لقدْ أفسدتْ شيبانُ بكرَ بنَ وائلِ
منَ التمرِ ماْ لوْ أصلحتهُ لمارها
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> سيحشرُ يعقوبُ بنُ داودَ خائباً
سيحشرُ يعقوبُ بنُ داودَ خائباً
رقم القصيدة : 27873
-----------------------------------
سيحشرُ يعقوبُ بنُ داودَ خائباً
يَلُوحُ كِتَابٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافرُ
خيانتهُ المهديَّ أودتْ بذكرهِ
فأمْسَى كَمَنْ قَدْ غَيَّبَتْهُ المَقَابِرُ
بَدَا مِنْكَ لِلْمَهْدِيِّ كالصُّبْحِ سَاطِعاً
من الغِشِّ مَا كَانَتْ تُجِنُّ الضَّمَائِرَ
وهلْ لبياضِ الصبحِ إنْ لاحَ ضوؤهُ
فَجَابَ الدُّجَى مِنْ ظُلْمَة ِ اللَّيْلِ سَاتِرُ
أمَنْزِلَة ٌ فَوْقَ التي كُنْتَ نِلْتَها
تعاطيتَ لا أفلحتَ مما تحاذرُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> صَحَّ الجِسْمُ يَا عَمْرُو
صَحَّ الجِسْمُ يَا عَمْرُو
رقم القصيدة : 27874
-----------------------------------
صَحَّ الجِسْمُ يَا عَمْرُو
لكَ التمحيصُ والأجرُ(36/19)
وللهِ علينا الحمدُ
ـدُ والمِنَّة ُ والشُّكْرُ
فقدْ كانَ شكا شوقاً
إليكَ النهيُ والأمرُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> لقدْ أصبحتْ تختالُ في كلَّ بلدة ٍ
لقدْ أصبحتْ تختالُ في كلَّ بلدة ٍ
رقم القصيدة : 27875
-----------------------------------
لقدْ أصبحتْ تختالُ في كلَّ بلدة ٍ
بِقَبْرِ أميرِ المُؤْمِنينَ المَقَابِرُ
أتَتْهُ التي ابتزَّتْ سليمانَ مُلْكَهُ
وألوتْ بذي القرنينِ منها الدوائرُ
أتتهُ فغالتهُ المنايا ملكة ُ
ومعروفهُ في الشرقِ والغربِ ظاهرُ
ولو كان تَجْرِيدُ السيوفِ يَرُدُّها
ثَنَتْ حدَّها عنه السيوفُ البواتِرُ
بأيدٍ بها تُعْطَى الصوارمُ حَقَّها
وتروى لدى الروعِ الرماحُ الشواجرُ
ولو لم تُسَكَّنْ بابنهِ بعدَ مَوْتِهِ
لما برحتْ تبكي عليه المنابرُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> لَوْ كُنْتَ أشْبَهْتَ يَحْيَى في مَنَاكِحِهِ
لَوْ كُنْتَ أشْبَهْتَ يَحْيَى في مَنَاكِحِهِ
رقم القصيدة : 27876
-----------------------------------
لَوْ كُنْتَ أشْبَهْتَ يَحْيَى في مَنَاكِحِهِ
لما تنقيتَ فحلاً جدهُ مطرُ
لله دَرُّ جِيادٍ كُنْتَ سَائِسَهَا
ضَيَّعْتَها وبها التَّحْجيلُ والغُرَرُ
نبئتُ خولة َ قالتْ يومَ أنكحها
قَدْ طَالَ ما كُنْتُ مِنْكَ العَارَ أنْتَظِرُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> أتظنُّ يا إدريسُ أنكَ مفلتٌ
أتظنُّ يا إدريسُ أنكَ مفلتٌ
رقم القصيدة : 27877
-----------------------------------
أتظنُّ يا إدريسُ أنكَ مفلتٌ
كَيْدَ الخَليفة ِ أو يَقيكَ فِرارُ
فَلْيَأْتِيَنَّكَ أوْ تَحُلَّ بِبَلْدَة ٍ
لا يهتدي فيها إليكَ نهارُ
إنَّ السُّيُوفَ إذا انْتَضَاهَا سَخْطَة ٌ
طَالَتْ وَتقْصُر دُونها الأعْمَارُ
ملكٌ كأنَّ الموتَ يتبعُ أمرهُ
حَتَّى يُقَالَ: تُطِيعُهُ الأقْدارُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> أفي كلَّ يومٍ أنتَ صبٌّ وليلة ٍ(36/20)
أفي كلَّ يومٍ أنتَ صبٌّ وليلة ٍ
رقم القصيدة : 27878
-----------------------------------
أفي كلَّ يومٍ أنتَ صبٌّ وليلة ٍ
إلأى أمَّ بكرٍ لاَ تفيقُ فتقصرُ
أُحِبُّ عَلَى الهِجْرانِ أكْنَافَ بَيْتِهَا
فيا لكَ منْ بيتٍ يحبُّ ويهجرُ
إلى جَعْفَرٍ سَارَتْ بِنَا كُلُّ جَسرَة ٍ
طَوَاهَا سُرَاهَا نَحْوَهُ والتَّهَجُّرُ
إلى وَاسِعٍ للمجتدين فِنَاؤُهُ
تروحُ عطاياهُ عليهمْ وتبكرُ
أبَرَّ فمَا يَرْجُو جَوادٌ لَحَاقَهُ
أبو الفضل سباقُ اللهاميمِ جعفرُ
وَزِيرٌ إذا نَابَ الخَلِيفَة َ حادِثٌ
أشار بما غنهُ الخليفة ُ يصدرُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> إذا بَلَّغَتْنَا العِيسُ يَحيى بنَ خَالدٍ
إذا بَلَّغَتْنَا العِيسُ يَحيى بنَ خَالدٍ
رقم القصيدة : 27879
-----------------------------------
إذا بَلَّغَتْنَا العِيسُ يَحيى بنَ خَالدٍ
أخَذْنَا بِحَبْلِ اليُسْر وانْقَطَعَ العُسْرُ
سَمَتْ نَحْوَهُ الأبْصارُ مِنَّا ودُونَهُ
مفاوزُ تغتال النياقَ بها السفرُ
فإنْ نشكر النعمى التي عمنا بها
فَحقَّ عَلَيْنَا مَا بَقينَا لَهُ الشُّكْرُ
العصر العباسي >> البحتري >> يا معرضا يدعى فلا يسمع
يا معرضا يدعى فلا يسمع
رقم القصيدة : 2788
-----------------------------------
يا مُعرضاً يُدْعى فَلا يَسمعُ
يضْحكُ مِمّا بي وأَستَرْجِع
هَبْني تَصبَّرْتُ على ما أَرى
أَمَا يَرى اللّه الَّذي تصْنعُ؟
وَجهُكَ قَدْ حَرم هِجْرانَهُ
ولِلأماني فِيه مُسْتمتَعُ
لا يَطْرفُ الطَّرفُ إِلى غَيرْهِ
في حُسنهِ من غَيْرِهِ مُقْنِعُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> وَسُدَّتْ بِهَارُونَ الثُّغورُ فَأُحْكِمَتْ
وَسُدَّتْ بِهَارُونَ الثُّغورُ فَأُحْكِمَتْ
رقم القصيدة : 27880
-----------------------------------
وَسُدَّتْ بِهَارُونَ الثُّغورُ فَأُحْكِمَتْ
بِهِ مِنْ أُمُورِ المُسْلِمينَ المَرائِرُ(36/21)
وما انْفَكَّ مَعْقُوداً بِنَصْرٍ لِوَاؤُهُ
لهُ عسكرٌ عنهُ تشظى العساكرُ
وكُلُّ مُلوكِ الرُّومِ أعْطَاهُ جِزْيَة ً
على الرغمِ قسراً عنْ يدٍ وهوصاغرُ
لقد تركَ الصفصافَ هارون صفصفاً
كأنْ لَمْ يُدَمِّنْهُ مِنَ النَّاسِ حَاضِرُ
أنَاخَ على الصَّفْصَافِ حَتَّى اسْتَباحَه
فَكَابَرَهُ فيها ألَجُّ مُكَابِرُ
إلى وَجْهِهِ تَسْمُو العُيُونُ وَما سَمَتْ
إلى مثلِ هارونَ العيونُ النواظرُ
تَرَى حَوْلَهُ الأمْلاَكَ مِنْ آلِ هَاشِمٍ
كَمَا حَفَّتِ البَدْرَ النُّجُومُ الزَّوَاهِرُ
يسوقُ يديهِ من قرشيٍ كرامها
وَكلْتَاهُما بَحْرٌ عَلى النَّاسِ زَاخِرُ
إذا فقدَ الناسُ الغمامَ تتابعتْ
عليهمْ بكفيكَ الغيومُ المواطرُ
على ثقة ٍ ألقتْ إليكَ أمورها
قريشٌ كما ألقى عصاعُ المسافر
أمورٌ بميراثِ النبيَّ وليتها
فأنتَ لها بالحزمِ طاوٍ وناشرُ
إليكم تناهتْ فاستقرتْ وإنما
إلى أهْلِهِ صَارَتْ بهِنَّ المَصائِرُ
إذا غابَ نجمٌ لاحَ آخرُ زاهرُ
عليَّ بني ساقي الحجيجِ تتابعتْ
أوَائِلُ مِنْ مَعْرُوفِكُمْ وأوَاخِرُ
فأصبحتُ قدْ أيقنتُ أنْ لستُ بالغاً
مدى شكرِ نعماكمْ وإني لشاكرُ
وما الناسُ إلاَّ واردٌ لحياضكمْ
وذو نهلٍ بالريَّ عنهنَّ صادرُ
حصونُ بني العباسِ في كلَّ مأزقٍ
صدورُ بأيديهمء تهزُّ المخاصرُ
بأيْدي عِظامِ النَّفْعِ والضُّرِّ لا تَني
بِهِمْ للعطَايَا والمَنايا بَوَادِرُ
ليهنكمُ الملكُ الذي أصبحتْ بكم
أسرتهُ مختالهً والمنابرُ
أبُوكَ وَليُّ المُصْطَفَى دُونَ هَاشِمِ
وغنْ رغمتْ منْ حاسديكَ المناخرُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> زَارَ ابْنُ زَائِدَة ِ الْمَقَابِرَ بَعْدَمَا
زَارَ ابْنُ زَائِدَة ِ الْمَقَابِرَ بَعْدَمَا
رقم القصيدة : 27881
-----------------------------------
زَارَ ابْنُ زَائِدَة ِ الْمَقَابِرَ بَعْدَمَا
ألْقتْ إليْهِ عُرَى الأمُورِ نِزَارُ
إنَّ الْقَبَائِلَ مِنْ نِزَارٍ أصْبَحَتْ(36/22)
وقلوبهم أسفاً عليهِ حرارُ
ودتْ ربيعة ُ أنها قسمتْ لهُ
منها فعاشَ بشطرها الأعمارُ
فلأبْكِيَنَّ فَتَى رَبِيْعَة َ مَا دَجَا
لَيْلٌ بِظُلْمَتِهِ وَلاَحَ نَهَارُ
لازالَ قبرُ أبي الوليدِ تجودهُ
بِعهَادِهَا وَبَوَبْلِهَا الأْمَطَارُ
قبرٌ يضمُّ معَ الشجاعة ِ والندى
حِلْماً يُخَالِطُهُ تُقى ً وَوقَارُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> أطَفْتَ بِقُسْطَنْطِينَة ِ الرُّوم مُسْنِداً
أطَفْتَ بِقُسْطَنْطِينَة ِ الرُّوم مُسْنِداً
رقم القصيدة : 27882
-----------------------------------
أطَفْتَ بِقُسْطَنْطِينَة ِ الرُّوم مُسْنِداً
إليها القَنَا حَتَّى اكْتَسَى الذِّلَّ سُورُها
وَما رِمْتَها حَتَّى أتَتْكَ مُلوكُها
بِجِزْيَتِها والحَرْبُ تَغْلي قُدُورُها
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> وَفُكَّتْ بِكَ الأسْرَى التي شُيِّدَتْ لَها
وَفُكَّتْ بِكَ الأسْرَى التي شُيِّدَتْ لَها
رقم القصيدة : 27883
-----------------------------------
وَفُكَّتْ بِكَ الأسْرَى التي شُيِّدَتْ لَها
مَحَابِسُ ما فيها حَمِيمٌ يَزُورُها
عَلى حِينَ أعَيا المسلمينَ فِكَاكُها
وقالوا سجونُ المشركين كبنَ قبورها
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> ذهبَ الفرزدق بالفخار وإنما
ذهبَ الفرزدق بالفخار وإنما
رقم القصيدة : 27884
-----------------------------------
ذهبَ الفرزدق بالفخار وإنما
حُلْوُ القَصِيدِ وَمُرُّهُ لِجَرِيرِ
ولقدْ هجا فأمضَّ أخطلَ تغلبٍ
وحَوَى اللُّها بِبَيانِهِ المَشهُورِ
كُلُّ الثَّلاثَة ِ قَدْ أبَرَّ بِمَدْحِهِ
وهجاؤهُ قدْ سارَ كلَّ مسيرِ
وَلَقَدْ جَرْيتُ مَعَ الجِيادِ فَفُتُّها
بعنانِ لا شبم ولا مبهورِ
مَا نَالَتِ الشُّعَراءُ مِن مُسْتَخْلَفٍ
ما نلتُ منْ جاهٍ وأخذِ بدورِ
عزَّتْ مَعاً عِنْدَ المُلوكِ مَقَالَتي
مَا قَالَ حَيُّهُمُ مَعَ المَقْبُورِ
ولقدْ حبيتُ بألفِ ألفٍ لم تثبْ(36/23)
إلاَّ بسيبِ خليفة ٍ وأميرِ
ما زلتُ آنفُ أنْ أؤلفَ مدحة ً
إلاَّ لِصَاحِبِ مِنْبَرٍ وسَرِيرِ
مَا ضَرَّني حَسَدُ اللِّئامِ وَلَمْ يَزَلْ
ذُو الفَضْلِ يَحْسُدَهُ ذَوُو التَّقْصِيرِ
أروي الظماءَ بكلَّ حوضٍ مفعمٍ
جوداً وأرترعُ ااسغابِ قدوري
وَتظَلُّ للإحْسَان ضَامِنَة َ القِرَى
بدءِ كلَّ تامكة ِ السنامِ عقيري
أُعْطي اللُّها مُتبَرِّعَاً عَوْداً عَلَى
بدءِ وذاكَ عليَّ غيرُ كثيرِ
وإذا هدرتُ معَ القرومُ محاضراً
في مَوْطنٍ فَضَحَ القُرومَ هَدِيري
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> لاَ تَعْدَمُوا رَاحَتَيْ مَعْنٍ فإنَّهما
لاَ تَعْدَمُوا رَاحَتَيْ مَعْنٍ فإنَّهما
رقم القصيدة : 27885
-----------------------------------
لاَ تَعْدَمُوا رَاحَتَيْ مَعْنٍ فإنَّهما
بالجودِ أفتنتا يحيى بنَ منصورِ
لما رأى راحتي معن تدفقتا
بِنَائِلٍ مِنْ عَطاءٍ غَيْرِ مَنْزُورِ
ألقى المسوح التي قدْ كانَ يلبسها
وظلَّ للشعرِ ذا رصفٍ وتحبيرُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> زواملُ للأشعارِ لا علمَ عندخمْ
زواملُ للأشعارِ لا علمَ عندخمْ
رقم القصيدة : 27886
-----------------------------------
زواملُ للأشعارِ لا علمَ عندخمْ
بجَيِّدِها إلاَّ كَعِلْمِ الأباعِرِ
لَعَمْرُكَ ما يَدْري البَعِيرُ إذا غَدَا
بأوساقهِ أوْ راحَ ما في الغرائرِ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> بَكَتْ عَنَانٌ مُسْبلٌ دَمْعُها
بَكَتْ عَنَانٌ مُسْبلٌ دَمْعُها
رقم القصيدة : 27887
-----------------------------------
بَكَتْ عَنَانٌ مُسْبلٌ دَمْعُها
كالدرَّ يسننُ منْ خيطهِ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> أرى القلبَ أمسى بالأوانسِ مولعاً
أرى القلبَ أمسى بالأوانسِ مولعاً
رقم القصيدة : 27888
-----------------------------------
أرى القلبَ أمسى بالأوانسِ مولعاً
وإنْ كَان مِنْ عَهْدِ الصِّبا قَدْ تَمَتَّعَا(36/24)
ولما سرى الهم الغربي قريتهُ
قَرِى مَنْ أزالَ الشَّكَّ عَنْهُ وأزْمَعَا
عزمتُ فعجلتُ الرحيل ولمْ أكنْ
كَذي لَوْثَة ِ لاَ يُطْلِعُ الهَمَّ مَطْلَعَا
فَأمَّتْ رِكَابي أرْضَ مَعْنٍ ولم تَزَلْ
إلى أرضِ معنٍ حيثما كانَ نزعا
نجائبُ لولاَ أنها سخرتْ لنا
أبَتْ عِزَّة ً مِنْ جَهْلَها أنْ تُوزَّعا
كسونا رحال الميس منها غوارباً
تَدَارَكَ فيها النَّيُّ صَيْفاً ومَرْبَعاً
فما بلغتْ صنعاء حتى تواضعتْ
ذراها وزال الجهل عنها وأقلعا
وما الغيثُ إذ عم البلادَ بصوبهِ
على الناس منْ معروفِ معنٍ بأوسعا
تَدَارَكَ مَعْنٌ قُبَّة َ الدِّينِ بَعْدَما
خَشِينَا عَلَى أوْتَادِها أنْ تُنَزَّعَا
أقام على الثغر المخوفِ وهاشمٌ
تَسَاقَى سِمَاماً بالأسِنَّة ِ مُنْقَعَا
مقامَ امرئ يأبى سوى الخطه دنية ً
بها العارَ أبقى والحفيظة َ ضيعا
وَمَا أحْجَمَ الأعْداءُ عَنْكَ بَقِيَّة ً
عليكَ ولكنْ امْ يروا فيكَ مطعما
رأوْا مُخدِراً قَدْ جَرَّبُوهُ وَعايَنُوا
لدى غيله منهم مجرا ومصرعاً
إذا عَجَمْتُهُ الحَرْبُ لَمْ تُوهِ عَظْمَهُ
وفل شبا منها فأسرعا
وَلَيْسَ بِثَانِيه إذا شَدَّ أنْ يَرَى
لدى نحره زرقَ الأسنة ِ شرعا
لهُ راحتان الحتف والغيثُ فيهما
أبَى الله إلاَّ أنْ تَضُرَّ وَتَنْفَعَا
لَقَدْ دوَّخَ الأعْدَاءَ مَعْنٌ فأصْبَحُوا
وامنعهم لا يدفع الذل مدفعا
نجيبُ مناجيبٍ وسيدُ سادة ٍ
ذُرَا المَجْدِ مِنْ فَرْعَى نِزَارٍ تَفَرَّعَا
فَبَانَتْ خِصالُ الخَيْرِ فيه وأُكْمِلَتْ
وما كملت خمس سنوه وأربعا
لقد أصبحت في كل شرق ومغرب
بسيفك أعناق المربين خضعا
وطئت خدود الحضرميين وطأة
لها هُدَّ رُكْنَا عِزِّهِمْ فَتَضَعْضَعَا
فأقْعَوْا عَلى الأذْبابِ إقْعَاءَ مَعْشَرٍ
يَرَوْنَ لُزُومَ السِّلْمِ أبْقَى وأوْدَعَا
فلو مدتِ الأيدي إلى الحربِ كلها
لكفوا وما مدوا إلى الحرب إصبعا
رأيت رجالاً يوم مكة أجلبوا
عَلَيْكَ فَرامُوا مِنْكَ طَوْداً مُمَنَّعَا(36/25)
غَلَى غَيْرِ شَيْءٍ غَيْرَ أنْ كُنْتَ مِنْهُمُ
أعَفَّ وأعْطَى للجَزيلِ وأشّجَعَا
فأصبحت كالعضب الحسام وأصبحوا
عَبادِيدَ شَتَّى شَمْلُهُمْ قَدْ تَصَدَّعَا
أخَذْتُ بِحَبْلٍ مِنْ حِبَالك مُحصَدٍ
متينٍ أبتْ منهُ القوى أنْتقطعا
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> خلتْ بعدنا منْ آل ليلى المصانعُ
خلتْ بعدنا منْ آل ليلى المصانعُ
رقم القصيدة : 27889
-----------------------------------
خلتْ بعدنا منْ آل ليلى المصانعُ
وَهَاجَتْ لنا الشَّوْقَ الدِّيَارُ البَلاَقِعُ
أبيتُ وجنتي لا يلائمُ مضجعاً
إذا ما اطْمَأنَّتْ بالجُنُوبِ المَضَاجِعُ
أتَاني مِنَ المَهْدِيِّ قَوْلٌ كأنَّما
به احتز أنفي مدمن الضعن جادعُ
وَقُلْتُ وَقَدْ خِفْتُ التي لا شوى ً لها
بِلاَ حَدَثٍ: إنِّي إلَى الله رَاجعُ
ومالي إلى الهدي لو كنت مذنباً
سوى حلمه الصافي من الناس شافعُ
وَلاَ هُوَ عِنْدَ السُّخْطِ منه ولا الرِّضَا
بغير الذي يرضى به لي صانعُ
عليه من التوى رداءٌ يكنهٌ
وللحق نورٌ بين عينيهٍ ساطعُ
يغضنُّ له طرف العيون وطرفه
على غَيْرِهِ مِنْ خَشْيَة ِ الله خَاشِعُ
هَل البَابُ مُفْضٍ بي إليك ابنَ هاشم
فعذري إن أفضى بي الباب ناصع
أتيتُ ضباب العدم عنه وراشه
وأنْهَضَهُ مَعْرُوفُكَ المُتَتَابعُ
فَقُلْتُ وَزيرٌ نَاصِحٌ قَدْ تَتَابَعَتْ
عليه بإنعام الإمام الصتائع
وَمَا كَانَ لي إلاَّ إليْكَ ذَرِيعَة ٌ
وما مَلِكٌ إلاَّ إليه الذَّرَائِعُ
وإنْ كَانَ مَطْويّاً عَلى الغَدْرِ كَشْحُهُ
فَلَمْ أدْرِ مِنْهُ ما تُجنُّ الأضَالِعُ
وَقُلْ مِثْلَ مَا قَالَ ابْنُ يَعْقُوبَ يوسُفُ
لأخوانه قولاً له القلب نائع
تَنَفَّسْ فَلا تَثرِيبَ إنَّكَ آمِنٌ
وإنِّي لَكَ المَعْرُوفَ والقَدْرَ جَامِعُ
فما الناسُ إلا ناظرٌ متشوفٌ
إلى كا ما تسدي إلي وسامعُ
العصر العباسي >> البحتري >> جفانا الكميتي الكبير ولم يكن
جفانا الكميتي الكبير ولم يكن(36/26)
رقم القصيدة : 2789
-----------------------------------
جَفَانا الكُميْتِيُّ الكَبيرُ ولمْ يكُنْ
لَنَا في الكُمَيْتيّ الصّغيرِ شَفِيعُ
وَمَا مَتّعَانَا في المَقامِ بِأُنْسَةٍ،
وَقَدْ عَلِما أنّ الفِرَاقَ سَريعُ
مَتى يَصِلانَا والدّيارُ شَتِيتَةٌ
إذا قَطَعَانا والدّيارُ جَميعُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> عندَ الملوك منافعٌ ومضرة ٌ
عندَ الملوك منافعٌ ومضرة ٌ
رقم القصيدة : 27890
-----------------------------------
عندَ الملوك منافعٌ ومضرة ٌ
وَأرَى الْبَرَامِكَ لاَ تُضِرُّ وَتَنْفَعُ
إنْ كَانَ شَرٌّ كَانَ غَيْرُهُمُ لَهُ
والخيرمنسة بٌ إليهم أجمع
وإذا جهلتَ من امرئ أعراقه
وقديمهُ فأنظرْ إلى ما يصنع
إنَّ الْعُرُوقَ إذا اسْتَسَرَّ بِهَا النَّدَى
أشَبَ النَّبَاتُ بِهَا وَطَابَ الْمَزْرَعُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> بكَى الشَّامُ مَعْناً يَوْمَ خَلَّى مَكَانَهُ
بكَى الشَّامُ مَعْناً يَوْمَ خَلَّى مَكَانَهُ
رقم القصيدة : 27891
-----------------------------------
بكَى الشَّامُ مَعْناً يَوْمَ خَلَّى مَكَانَهُ
فَكَادَتْ لَهُ أرْضُ الْعِرَاقَيْنِ تَرْجِفُ
ثَوَى الْقَائِدُ الْمَيْمُونُ والذَّائِدُ الَّذي
به كلن يرمى الجانب المتخوف
أتى الموت معنا وهوة للعرض صائنٌ
وللمجد مبتاعٌ وللمال متلف
وما مات حتى قلدته ٍ أمورها
رَبِيْعَة ُ وَالْحَيَّانُ قَيْسٌ وَخُنْدُفُ
وَحَتّى فَشَا في كُلِّ شَرْقٍ وَمَغْربِ
أيادٍ لَهُ بِالضُّرِّ والنَّفْعِ تُعْرَفُ
وَكَمْ مِنْ يَدٍ عِنْدِي لِمَعْنٍ كَرِيمَة ٍ
سَأشْكُرُهَا مَا دَامَتِ الْعَيْنُ تَطْرُفُ
بَكَتْهُ الْجِيَادُ الأعْوَجِيَّة ُ إذْ ثَوَى
وحن مع النبع الوشيحِ المثقفُ
وَقَدْ غَنِيَتْ رِيْحُ الصَّبَا في حَيَاتِهِ
قبولاً فَأمْسَتْ وَهْيَ نَكْبَاءُ حِرْجَفُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> إن أمير المؤمنين المصطفى(36/27)
إن أمير المؤمنين المصطفى
رقم القصيدة : 27892
-----------------------------------
إن أمير المؤمنين المصطفى
قَدْ تَرَكَ الصَّفْصَافَ قَاعاً صَفْصَفَا
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> إذا ما تذكرتُ النَّظيمَ وَمُطرِقاً
إذا ما تذكرتُ النَّظيمَ وَمُطرِقاً
رقم القصيدة : 27893
-----------------------------------
إذا ما تذكرتُ النَّظيمَ وَمُطرِقاً
حننتُ وأبكاني النظيم ومطرقُ
تَحنُ قلُوصي نحوَ صنعاء إذ رأتْ
سماء الحيا من نحو صنعاء تبرق
تحن إلى مرعى بصنعاء مخصب
وشرب رواء ماؤه لا يرنق
وقد وثقت أن سوف يصبح ربها
إذا وردت أحواض معنٍ ويعبق
نؤم شريكياً تهلل بالحيا
مَخَائلُهُ للشَّائِمينَ فَتَصْدُقُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> وَمَا خُلِقَتْ إلاَّ لِبَذْلٍ أكُفُّهُمْ
وَمَا خُلِقَتْ إلاَّ لِبَذْلٍ أكُفُّهُمْ
رقم القصيدة : 27894
-----------------------------------
وَمَا خُلِقَتْ إلاَّ لِبَذْلٍ أكُفُّهُمْ
وألسنهمْ إلا لتحبيرِ منطقِ
فَيَوْماً يُباروُنَ الرِّياحَ سَماحَة ً
وَيَوْماً لِبَذْلِ الخَاطِبِ المُتشَدِّقِ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> إعْصِ الهَوى وَتعَزَّ عَنْ سُعْدَاكا
إعْصِ الهَوى وَتعَزَّ عَنْ سُعْدَاكا
رقم القصيدة : 27895
-----------------------------------
إعْصِ الهَوى وَتعَزَّ عَنْ سُعْدَاكا
فلمثل حلمكَ عنْ هواكَ نهاكا
أحيا لنا سنن النبي سميهُ
قد الشراكِ به قرنتَ شراكا
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> أسلم بن عمرو وقد تعاطيت خطة
أسلم بن عمرو وقد تعاطيت خطة
رقم القصيدة : 27896
-----------------------------------
أسلم بن عمرو وقد تعاطيت خطة
تقصر عنهابعد طول عنائكا
وإني لسباق إذ الخيل كلفت
مدى مائة أو غاية فوق ذلكا
فَدَعْ سَابقاً إنْ عَاوَدَتْكَ عَجَاجة ٌ
سنابكه أو هينَ منكَ سنابكا
رَأيْتَ امْرَأً نَالَ اللُّهَا فَحَسَدْتَهُ(36/28)
فلم يبق إلا أن تموت بدائكا
طَلَبْتَ مِنَ المَهْدِيِّ شَطْرَ حِبَائِهِ
فَقَال لك المَهْدِيُّ لَسْتَ هُنَالِكَا
فَمَا أعْوَلَت أُمٌّ عَلَى ابنٍ ولا بَكَى
عَلَى يُوسُفٍ يَعْقُوبُ مِثْلَ بُكَائِكَا
غضضتَ على كفيك حتى كأنما
رُزِئْتَ الذي أُعْطِيتُ مِنْ صُلْبِ مَالِكَا
حبيت بأوقار البغال وإنما
سَرابُ الضُّحى ما تَدَّعي مِنْ حِبَائِكَا
وَمَا نِلْتَ حَتَّى شِبْتَ إلاَّ عَطِيَّة ً
تَقُومُ بها مَصْرُورة ً في رِدَائِكَا
وَمَا عِبْتَ مِنْ قَسَمِ المُلوكِ لِشاعِرٍ
به خُصَّ عَفَواً مِن أُولى وأُولِئكَا
فَأْقْسِمُ لَوْلاَ ابنُ الرَّبيعِ وَرفْدُهُ
لما ابتلن الدلو التي في رشائكا
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> لاَمَ في أُمِّ مَالِكٍ عاذِلاكَا
لاَمَ في أُمِّ مَالِكٍ عاذِلاكَا
رقم القصيدة : 27897
-----------------------------------
لاَمَ في أُمِّ مَالِكٍ عاذِلاكَا
ولعمر الإله ما أنصفاكا
وكلا عاذليك أصبح مما
بك خلوا هواه غير هواكا
عذلا في الهوى ولو حرباه
أسْعَدَا إذْ بَكَيْتَ أوْ عَذَرَاكَا
كلما قلت بعض ذا اللوم قالا
إنَّ جَهْلاً بَعْدَ المَشِيبِ صِبَاكَا
بَثَّ في الرأْسِ حَرْثَة َ الشَّيْبِ لمّا
حَان إبَّانُ حَرْثِهِ فَعَلاَكَا
فاسل عن أم مالك وانه قلباً
طالما في طلابه عناكا
أصبح الدهر بعد عشر وعشر
وثلاثين حجة قد رماكا
مَا تَرَى البَرْقَ نَحْو قُرَّانَ إلاَّ
هَاجَ شَوْقاً عَلَيْكَ فَاشتَبْكَاكَا
قد نأتك التي هويت وشطت
بَعْدَ قُرْبٍ نَوَاهُمُ مِنْ نَوَاكَا
وَغَدَتْ فِيهِمُ أوَانسُ بِيضٌ
كَعَواطي الظِّباءِ تَعْطُو الأرَاكَا
كُنْتَ تَرْعَى عُهُودَهُنَّ وَتَعْصى
فيهواهن كل لاح لحاكا
إذ تلاقى من الصبابة برحا
وتجنب الهوى إذا ما دعاكا
كُلُّ مَنْ قَدْ رَآهُ يَعْرفُ مِنْهُ
وأجابَاكَ إذْ دَعَوْتْ بِلَبَّيْـ
أين لا اين مثل زائدة
الخيرات إلا أبوه لا أين ذاكا
بِآبْنِ مَعْنٍ يُفَكَّ كُلُّ أسِيرٍ(36/29)
مسلم لا يبيت يرجو الفكاكا
وبه يقعص الرئيس لدى المو
تِ إذا اصْطَكَّتِ العَوالي اصْطِكَاكَا
مَطَرِيٌّ أغَرُّ تَلْقَاهُ بالعُرْ
قؤولا وللخنا تراكا
من يوم جاره يكن مثل مارام
بكفيه أن ينال السماكا
إنَّ مَعْناً يَحْمي الثُّغُورَ ويُعْطي
ـرِ وعَبْدِ الإلهِ كُلٌّ نَمَاكَا
لا يضر امرأ إذا نال وداً
منك إلأأن يناله من سواكا
ما عدا المجتدى أباكَ وما منْ
رَاغبٍ يَنْتَدِيهِ إلاَّ اجْتدَاكَا
قَدْ وَفَى البَأْسُ والنَّدَى لَكَ بالعَقْـ
ـدِ كَما قَدْ وَفَيْتَ إذْ حَالَفَاكَا
وأجاباك إذ دعوت بلبيكَ
ـكَ كَما قَدْ أجَبْتَ إذْ دَعَواكَا
فهما دون من له تخلص الود
دَّ وَتَرعى إخاءَه أخواكَا
لَسْتَ ما عِشْتَ والوَفاءُ سَنَاءٌ
لَهُما مُخْفِراً وَلَنْ يُخْفِرَاكَا
رفعت في ذرا المعالي قديماً
فوق أيدي الملوك يداكا
زين ما قدموا تلف صعباً
فس سلاليم مجدهم مرتقاكا
أُعْصِمَتْ مِنْكُمُ نِزَارٌ بِحَبْلٍ
لم يريدوا بغيره استمساكا
ورأبتم صدوعها بحلومٍ
رَاجِحاتٍ دَفَعْنَ عَنْهَا الهَلاكَا
فأشَارَتْ مَعاً إليكُمْ وَقَالَتْ:
إنما يرأب الصدوغ أولاكا
يئس الناس أن ينالوا قديماً
في المعالي لسعيكم إدراكا
إنَّ مَعْنَاً كما كَسَاهُ أبُوهُ
عزة السابق الجواد إياكا
كم به عارفاً يخالكإيا
بكَ منْ فضل بأسهِ يعرفُ البأس
سُ كما منْ نداه نداكا
كما منْ أبيه جاءَ كذاكا
دانياً منْ مدجى أبيه مداه
مثل ما مداهُ أمسى مداكا
ما جدا النيل نيلِ مصرَ إذا ما
طم آذيه كبعضِ مداكا
زَادَ نُعْمَى أبي الوَلِيدِ تَماماً
فَضْلُ مَا كَان مِنْ جَدَى نُعْمَاكَا
سُخْطُكَ الحَتْفُ حِين تَسْخَطُ والغُنْـ
ـمُ إذَا مَا رَضِيتَ يَوْماً رِضَاكَا
كل ذي طاعة ٍ من الناسِ يرجو
كَ كما كل مجرمٍ يخشاكا
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> يا خيزرانُ هناكِ ثمّ هناكِ
يا خيزرانُ هناكِ ثمّ هناكِ
رقم القصيدة : 27898
-----------------------------------(36/30)
يا خيزرانُ هناكِ ثمّ هناكِ
أمسى يسوسُ العالمينَ ابناكِ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> أمْسَى المَشِيبُ مِنَ الشَّبابِ بَدِيلاً
أمْسَى المَشِيبُ مِنَ الشَّبابِ بَدِيلاً
رقم القصيدة : 27899
-----------------------------------
أمْسَى المَشِيبُ مِنَ الشَّبابِ بَدِيلاً
ضيفاً أقامَ فما يريد رحيلاَ
والشَّيْبُ إذْ طَرَدَ السَّوادَ بَياضُه
كالصُّبْحِ أحْدَثَ للظَّلامِ أُفُولا
إنَّ الغواني طالما قتلننا
بعيرنهنَّ ولا يدينَ قتيلاَ
منْ كلَّ آنسة ٍ كأنَّ حجالها
ضمنَّ أحور في الكناسِ كحيلاَ
أردينَ عروة َ والمرقشَ قبلهُ
كُلٌّ أُصِيبَ وما أطَاقَ ذُهُولاَ
وَلَقَدْ تَركْنَ أبَا ذُؤَيْبٍ هَائِماً
ولقدْ تبلنَ كثيراً وجميلاً
وَترَكْنَ لابنِ أبي ربِيعَة َ مَنْطِقاً
فيهنَّ أصْبَحَ سَائِراً مَحْمُولاَ
إلاَّ أكُنْ مِمَّنْ قَتلْنَ فإنّني
مِمّنْ ترَكْنَ فُؤادَهُ مَخْبُولاَ
لَوْ كَانَ جَدُّكُمُ شُرَيْكٌ وَالِداً
للناسِ لمْ تلد النساءُ بخيلاَ
شعراء الجزيرة العربية >> خالد المريخي >> هذا بلا بوك ياعقاب
هذا بلا بوك ياعقاب
رقم القصيدة : 279
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يا ناس خلّوني معه وإتركوني
محدٍ معوّضني غيابه إلا غاب
أغليه بس شلون لا تسألوني
الحب من ربي يجي ماله أسباب
شوفوه بعيوني قبل تعذلوني
شوفوا حبيبي ماهو بمثل الاحباب
ترضون ولا كيفكم تزعلوني
أنا حبيبي سيد تلعات الارقاب
مافيه مثله بالبشر صدقوني
مزيون متواضع وطيب وجذّاب
يقول بس الزين فيني عيوني
وأقول أنا ذا بلا بوك ياعقاب
العصر العباسي >> البحتري >> غناؤك ليس يغني سامعيه
غناؤك ليس يغني سامعيه
رقم القصيدة : 2790
-----------------------------------
غِنَاؤُكَ ليسَ يُغْني سامِعِيهِ
وضَرْبُكَ يُوجبُ الضَّربَ الوَجِيعا
وَوَجْهُكَ يَطُرُدُ النَّشوَات عَنا
وقربُكَ يذكْرُ المَوتَ السَّرِيعا
إِذا غََنَّيتنَا يومَ اصْطِبَاحٍ(36/31)
فَقَدْ أَوسعْتَنا عَطشَاً وجُوعا
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> مَضَى لِسَبِيلِهِ مَعْنٌ وأبْقَى
مَضَى لِسَبِيلِهِ مَعْنٌ وأبْقَى
رقم القصيدة : 27900
-----------------------------------
مَضَى لِسَبِيلِهِ مَعْنٌ وأبْقَى
مَكارِمَ لَنْ تَبِيدَ ولَنْ تُنَالاَ
كأنَّ الشَّمْسَ يَوْمَ أُصِيبَ مَعْنٌ
من الإظلام ملبسة ٌ جلالاَ
هُو الجَبَلُ الذي كَانَتْ نِزَارٌ
تهد منَ العدو به الجبالاَ
وعطلتِ الثغور لفقد وأرثتها
مصيبتهُ المجللة ُ اختلالا
وظل الشام يرجغ جانباه
لركن العز حين وهي فمالا
وكادت من تهانة كا أرضٍ
تَرَى فِيهنَّ لِيناً واعْتِدَالاَ
فإن يعل البلاد له خشوعٌ
فقد كانت تطول بهِ اختيالاَ
أصاب الموت يومَ اصابَ معناً
مِنَ الأحْياءِ أكْرَمَهُمْ فَعَالاَ
وكانَ الناسُ كلهم لمعنٍ
إلى أن زار حفرتهُ عيالا
ولم يكُ طالٌ للعرف ينوي
إلَى غَيرِ ابنِ زَائِدَة َ ارْتِحَالاَ
مَضَى مَنْ كَانَ يَحْملُ كُلَّ ثِقْلٍ
ويسبق فضل نائله السؤلا
ومَا عَمَدَ الوُفُودُ لِمَثْلِ مَعْنٍ
ولا حَطُّوا بِسَاحَتِهِ الرِّحَالاَ
وَلاَ بَلَغَتْ أكُفُّ ذَوي العَطَايا
يميناً منْ يديه ولا شمالاَ
وما كانت تجف له حياضٌ
منَ المعروف مترعة ٌ سجالاَ
لأبْيَضَ لاَ يَعُدُّ المَالَ حَتَّى
يَعُمَّ بِهِ بُغَاة َ الخَيْرِ مَالاَ
فلبيتَ الشامتين بهِ فدوه
وَلَيْتَ العُمْرَ مُدَّ لَهُ فَطَالاَ
وَلَمْ يَكُ كَنْزُه ذَهَباً ولكِنْ
سيوفَ الهندِة الحلقَ المذالا
وَذَابلَة ً مِنَ الخَطِّيِّ سُمْراً
وذخراً منْ محامد باقياتٍ
وفضل تقى بهِ التفضيلَ نالاَ
لئن أمستْ رويداً قدْ أذيلت
جياداً كانَ يكرهُ أنْ تذالاَ
لَقَدْ كَانَتْ تُصابُ بِهِ وَيَسْمُو
بها عَقْباً ويُرْجِعها حَبَالَى
وقد حوتِ النهاب فاحرزتهُ
وَقَدْ غَشِيتْ مِنَ المَوْتِ الطِّلالاَ
مَضَى لِسَبِيلِهِ مَنْ كُنْتَ تَرْجُو
بهش عثراتُ دهركَ أنْ تقالاَ
فلست بمالك عبرات عين(36/32)
أبَتْ بِدُمُوعِها إلاَّ انْهِمَالاَ
وفي الأحشاء منك غليل حزن
كَحَرِّ النَّارِ يَشْتَعِلُ اشْتِعَالاَ
كأن الليل واصل بعد معنٍ
ليلي قد قرن به فطالا
لَقَدْ أوْرَثْتَني وَبَنيَّ هَمّاً
وأحْزاناً نُطِيلُ بها اشْتِغَالاَ
وقائلة رأت جسمي ولوني
مَعاً عَنْ عَهْدِهَا قُلِبا فَحَالاَ
رَأتْ رَجُلاً بَراهُ الحُزْنُ حَتَّى
أضر بهِ وارورثهُ خبالاَ
لفجع مصيبة ٍ انكى وعالاَ
وايامُ المنونِ لها صروف
تقلبُ بالفتى حالاً فحالا
يرانا الناسُ بعدكَ فل دهرٍ
أبى لِجُدُودِنا إلاَّ اغْتِيالاَ
فنحن كأسهمٍ لم يبقِ ريشاً
لَها رَيْبُ الزَّمانِ ولا نِصَالاَ
وَقَدْ كُنَّا بِحَوْضِكَ ذَاكَ نَرْوَي
ولاَ نَرِدُ المُصَرَّدَة َ السّحالاَ
فلهفُ أبي عليكَ إذا العطايا
جُعِلْنَ مُنى ً كَواذِبَ واعْتِلاَلاَ
وَلَهْفُ أبي عَلَيْكَ إذا الأسَارَى
شَكَوْا حَلَقاً بأسْوُقِهِمْ ثِقَالاَ
وَلَهْفُ أبي عَلَيْكَ إذا اليتَامى
غدوا شعثاً كأن بهم هزالا
وَلَهْفُ أبي عَلَيْكَ لِكُلِّ هَيْجَا
لها تلقى حواماها السخالا
وَلَهْفُ أبي عَلَيْكَ إذَا القَوافي
لِمُمْتَدَحٍ بها ذَهَبَتْ ضَلاَلاَ
وَلَهْفُ أبي عَلَيْكَ لِكُلِّ أمْرٍ
يقول له النجي إلا احتيالا
أقمنا باليمامة ِ إذ ئيسنا
مُقَاماً لاَ نُرِيدُ لَهُ زِيَالاَ
وَقُلْنَا أيْنَ نَرْحَلُ بَعْدَ مَعْنٍ
وقد ذهب النوال فلا نوالا
فإن تذهب فرب رعال خيلٍ
عوابس قد كففتَ بها رعالا
وَقَوْمٍ قَدْ جُعِلْتَ لَهُمْ ربيعاً
وَقَوْمٍ قَدْ جُعِلْتَ لَهُمْ نَكَالاَ
فما شهدَ الوقائع منكَ أمضى
وَأكرَمُ محْتداً وأشدُّ بَالاَ
سَيَذْكُرُكَ الخَلِيفَة غَيْرَ قَالٍ
إذا هوفي الأمور بلا الرجالاَ
ولا ينسى وقائعكَ اللواتي
عَلَى أعْدَائِهِ جُعِلَتْ وبَالاَ
وَمُعْتَرَكاً شَهِدْتَ بِهِ حِفَاظاً
ووقدْ كرهتْ فوارسهُ النزالاَ
حَبَاك أخُو أُميَّة َ بالمَراثي
مَعَ المِدَحِ اللَّواتي كَانَ قَالاَ
أقامَ وكانَ نحوكَ كلَّ عامٍ(36/33)
يُطِيلُ بَوَاسِطِ الرَّحْلِ اعْتِقَالاَ
وألقَى رَحْلَهُ أسَفاً وآلَى
يميناً لا يشدُّ لهُ حبالا
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> نَفَحْتَ مُكافِئاً عَنْ قَبْرِ مَعْنٍ
نَفَحْتَ مُكافِئاً عَنْ قَبْرِ مَعْنٍ
رقم القصيدة : 27901
-----------------------------------
نَفَحْتَ مُكافِئاً عَنْ قَبْرِ مَعْنٍ
لَنَا مِمَّا تَجُودُ بِهِ سِجَالاَ
فَعَجَّلْتَ العَطِيَّة يا ابْنَ يَحْيَى
بِتَأْدِيَة ٍ وَلَمْ تُرِدِ المِطَالاَ
فَكَافَأ عَنْ صَدَى مَعْنٍ جوادٌ
بأجْوَدِ رَاحَة ٍ بَذَلَتْ نَوَالاَ
بَنَى لَكَ خَالِدٌ وأبُوكَ يَحْيَى
بِنَاءً في المَكارِمِ لَنْ يُنَالاَ
كأنَّ البَرْمَكِيَّ بِكُلِّ مَالٍ
تَجُودُ بِهِ يَداهُ يُفِيدُ مَالاَ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> طَرَقَتْكَ زَائِرَة ً فَحَيِّ خَيَالَها
طَرَقَتْكَ زَائِرَة ً فَحَيِّ خَيَالَها
رقم القصيدة : 27902
-----------------------------------
طَرَقَتْكَ زَائِرَة ً فَحَيِّ خَيَالَها
بَيْضاءُ تَخْلِطُ بالحَياءِ دَلاَلَها
قادنْ فؤادكَ فاستقاد ومثلها
قادَ القلوبَ إلى الصبا فأمالها
و:انما طرقتْ بنفحة ٍ روضة ٍ
سحتْ بها ديمُ الربيع ظلالها
باتت تسائل في المنام معرساً
بالبِيدِ أشْعَثَ لا يَمَلُّ سُؤالَها
في فِتْيَة ِ هَجَعُوا غِراراً بَعْدَمَا
سَئِمُوا مُرَاعَشَة َ السُّرَى ومِطَالَها
فكأنَّ حَشْوَ ثِيَابِهِمْ هِنْدِيَّة ٌ
نَحَلَتْ وأغْفَلَتِ العُيونُ صِقَالَها
وضعوا الخدود لدى سواهم جنحٍ
تشكو كلوم صفاحها وكلالها
طلبت أمير المؤمنين فواصلن
بعد الفلاة حزونها ورمالها
نَزَعَتْ إلَيْكَ صَوادِياً فَتَقَاذَفَتْ
بَعْدَ النُّحُولِ تَلِيلَها وَقذَالها
هَوْجَاءَ تدرعُ الرُّبَا وتَشُقُّها
بعد الشموس إذا تراع جلالها
تَنْجُو إذا رُفِعَ القَطِيعُ كَما نَجَتْ
خَرْجَاءُ بَادَرَتِ الظَّلامَ رَئَالَها
كالقوسِ ساهمة ٌ أتتكَ وقدْ ترى(36/34)
كالبرجِ تملأ رحلها وحبالها
أحيا أمير المؤمينن محمدٌ
سنن النبي حرامها وحلالها
مَلِكٌ تَفَرَّغَ نَبْعُهُ مِنْ هَاشمٍ
مَدَّ الإلهُ على الأنامِ ظِلالَها
لَمْ تَغْشَها مِمَّا تَخَافُ عَظِيمة ٌ
إلا أجال لها الأمور مجالها
حتى يفرجها أغر مباركٌ
ألفى أباه مفرجاًأمثالها
ثَبْتٌ على زَلَل الحَوادِثِ رَاكبٌ
منْ صرفهن لكل حالٍ حالها
كِلتَا يَدَيْكَ جَعَلْتَ فَضْلَ نَوالِها
لِلْمُسْلِمينَ وفي العدُوِّ وَبَالَهَا
وقعتْ مواقعها بعفوكَ أنفسٌ
أذْهَبْتَ بَعْدَ مَخافَة ٍ أوْجَالَها
أمنت غير معاقبٍ طرادها
وفَكَكْتَ مِنْ أُسَرائها أغْلاَلَها
وَنَصَبْتَ نَفْسَك خَيْرَ نَفْسٍ دُونَها
وَجَعَلْتَ مَالَكَ وَاقِياً أمْوَالَها
بالخيلِ منصلتاً يجدُّ نعالها
رَادَى جِبَالَ عَدُوِّها فأزَالَها
نورٌ يضيءُ أمامها وخلالها
قَصُرَتْ حَمائِلُهُ عَلَيْهِ فَقَلَّصَتْ
وَلَقَدْ تَحَفَّظَ قَيْنُها فَأطَالَها
حَتَّى إذا وَرَدَتْ أوَائِلُ خَيْلِهِ
جيحان بث على العدو رعالها
أحمى بلادَ دوابرَ خيلهِ وشكيمها
غَارَاتُهُنَّ وألْحَقَتْ آطَالَها
لم تبق بعدَ مقادها وطرادها
هَلْ تَطْمِسُونَ مِنَ السَّمَاءِ نُجُومَها
بأكفكمْ أمْ تسترون هلالعا
أمْ تَجْحَدُونَ مَقَالَة ً عَنْ رَبِّكُمْ
جِبريلُ بَلَّغَها النَّبيَّ فَقَالَها
شَهِدَتْ مِنَ الأنْفَالِ آخِرُ آية ٍ
بتراثهمْ فأردتم إبطالها
فَذَرُوا الأسُود خَوَادِراً في غِيلِها
لاَ تُولِغُنَّ دِمَاءَكُمْ أشْبَالَها
رَفَع الخَلِيفَة ُ نَاظِرَيَّ وَرَاشَني
بيدٍ مباركة ٍ شكرتُ نوالها
وَحُشِدَتْ حَتَّى قِيلَ أصْبَحَ بَاغِياً
في المشي مترفَ شيمة مختالها
ولقدْ حذوت لمنْ أطاع ومنْ عصى
نَعْلاً وَرِثْتَ عَنِ النَّبيِّ مِثَالَها
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> تشابهَ يوما بأسه ونوالهِ
تشابهَ يوما بأسه ونوالهِ
رقم القصيدة : 27903
-----------------------------------
تشابهَ يوما بأسه ونوالهِ(36/35)
فما أحدٌ يدري لأيهما الفضلُ
شَبِيهُ أبِيهِ مَنْظَراً وخَلِيقَة ً
كَما حُذِيَتْ يَوْماً عَلَى أُخْتِهَا النَّعْلُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> وَقَالُوا: الطَّالِقَانُ يُجِنُّ كَنْزاً
وَقَالُوا: الطَّالِقَانُ يُجِنُّ كَنْزاً
رقم القصيدة : 27904
-----------------------------------
وَقَالُوا: الطَّالِقَانُ يُجِنُّ كَنْزاً
سيأتينا بهِ الدهرُ المديلُ
فأقتلَ مكدياً لهمُ بيحيى
وكَنْزُ الطَّالِقانِ لَهُ زَمِيلُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> إذا أمُّ طفلٍ راعها جوعُ طفلها
إذا أمُّ طفلٍ راعها جوعُ طفلها
رقم القصيدة : 27905
-----------------------------------
إذا أمُّ طفلٍ راعها جوعُ طفلها
دعتهُ بإسمِ الفضل فاعتصمَ الطفلُ
ليحيا بكَ الإسلامُ إنكَ عزة ُ
وإنَّكَ مِنْ قوْمٍ صَغِيرُهُمُ كَهْلُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> كأنَّ التي يَوْمَ الرّحِيل تَعَرَّضَتْ
كأنَّ التي يَوْمَ الرّحِيل تَعَرَّضَتْ
رقم القصيدة : 27906
-----------------------------------
كأنَّ التي يَوْمَ الرّحِيل تَعَرَّضَتْ
لَنا مِنْ ظَباءِ الرَّمْلِ أدْمَاءُ مُغْزِلُ
تصدُّ لمكحولِ المدامعِ لابنٍ
إذَا خَلَّفَتْهُ خَلْفَها الطَّرْفَ يُعْمِلُ
بنو مطرٍ يومَ اللقاءِ كأنهمْ
أسودٌ لها في غيلِ خفان أشبلُ
همُ يمنعون الجار حتى كأنما
لجارهمُ بينَ السماكينِ منزلُ
بَهَالِيلُ في الإسْلامِ سَادُوا ولم يَكُنْ
كأوَّلِهِمْ في الجَاهِليَّة ِ أوَّلُ
هُم القَوْمُ إنْ قَالوا أصَابُوا وإنْ دُعُوا
أجَابُوا وإنْ أعْطَوْا أطابُوا وأجْزَلُوا
وما يستطعُ الفاعلونَ فعالهمْ
وإنْ أحسنوا في النائباتِ وأجملوا
ثلاثٌ بأمثالِ الجبال حباهمُ
وأحْلاَمُهُمْ مِنْهَا لَدَى الوَزْنِ أثْقَلُ
تجنبَ لاَ في القولِ حتى كأنهُ
حرامٌ عليهِ قولُ لا حينَ تسألُ
تشابه يوماهُ علينا فأشكلاَ
فلا نَحْنُ نَدْرِي أيُّ يَوْمَيْهِ أفْضَلُ(36/36)
أيَوْمُ نَدَاهُ الغَمْر أم يَوْمُ بأْسِهِ
ومَا مِنْهُما إلاَّ أغَرُّ مُحَجَّلُ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> شفاءُ الصدى ماءُ المساويكِ والذي
شفاءُ الصدى ماءُ المساويكِ والذي
رقم القصيدة : 27907
-----------------------------------
شفاءُ الصدى ماءُ المساويكِ والذي
بِهِ الرِّيقُ مِنْ خَمْلٍ يُغَازِلُها طَفْلُ
فيا حَبَّذا ذاكَ السِّواكُ وحَبَّذا
بهِ البَرَدُ العَذْبُ الغَرِيضُ الذي يَجْلُو
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> صَحَا بَعْدَ جَهْل فاسْتَراحَتْ عَواذِلُهْ
صَحَا بَعْدَ جَهْل فاسْتَراحَتْ عَواذِلُهْ
رقم القصيدة : 27908
-----------------------------------
صَحَا بَعْدَ جَهْل فاسْتَراحَتْ عَواذِلُهْ
واقصرنَ عنهُ حينَ أقصرَ باطلهْ
وَقَال الغَواني قَد تَوَلَّى شَبابُهُ
وبدل شيبا بالخضابِ يقاتلهْ
يُقَاتِلُهُ كَيْمَا يَحُولَ خِضَابُهُ
وهيهاتَ لا يخفي على اللحظِ ناصلهْ
ومنْ مدَّ في أيامهِ فتأخرتْ
مَنِيَّتُهُ فالشَّيْبُ لاَ شَكَّ شَامِلُهْ
إليكَ قصرنا النصف منْ صلواتنا
مَسِيرَة شَهْرٍ بَعْدَ شَهْرٍ نُواصِلُهْ
فَلاَ نَحْنُ نَخْشَى أنْ يَخيِبَ رَجاؤُنَا
إليكَ ولكِنْ أهْنأُ الخَير عاجِلُهْ
هوَ المرءُ أما دينهُ فهوَ مانعٌ
صَئُونٌ وأمَّا مَالهُ فَهْوَ بَاذِلهْ
أمَرَّ وأحْلَى مَا بلا النَّاسُ طَعْمَهُ
عقابُ أمير المؤمنين ونائلهْ
أبيٌ لما يأبى ذوو الحزمِ والتقى
فَعُولٌ إذا مَا جَدَّ بالأمْر فَاعِلُهْ
تَرُوكُ الهَوَى لا السُّخْطُ منه ولا الرِّضَا
لدى موطنٍ إلا على الحقَّ حاملهْ
يرى أن مرَّ الحق أحلى مغبة ً
وأنْجَى ولو كانَتْ زُعَافاً مَناهِلُهْ
صَحِيحُ الضَّميرِ سِرُّهُ مِثْلُ جَهْرِهِ
قِيَاسَ الشِّراكِ بالشِّراكِ تُقَابِلُهْ
فإنَّ طليقَ الله منْ هوَ مطلقٌ
وإنَّ قَتِيلَ الله مَنْ هُو قَاتِلُهْ
فإنكَ بعدَ اللهِ للحكمُ الذي
تُصابُ بِهِ مِنْ كُلِّ حَقٍّ مَفَاصِلُهْ(36/37)
كأنَّ أمِيرَ المُؤْمِنينَ مُحَمَّداً
أبو جعفرٍ في كل أمرٍ يحاولهْ
كَفَاكُمْ بِعَبَّاس أبي الفَضْلِ وَالداً
فما من أب إلأا أبو العباس فاضلهْ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> قَاسَيْتُ شِدَّة َ أيَّامي فَما ظَفَرتْ
قَاسَيْتُ شِدَّة َ أيَّامي فَما ظَفَرتْ
رقم القصيدة : 27909
-----------------------------------
قَاسَيْتُ شِدَّة َ أيَّامي فَما ظَفَرتْ
يدايَ منها بصابٍ ولا عسلِ
ولا أغيرُ شيبي بالخضاب وهلْ
في العَقْلِ تَغْييرُ شَيْبِ الرَّأْسِ بالحِيَلِ
العصر العباسي >> البحتري >> أبيني لنا أيها الواسعه
أبيني لنا أيها الواسعه
رقم القصيدة : 2791
-----------------------------------
أَبيني لنا أَيَّها الواسِعهْ،
أَعاصِيةٌ أَنتِ أَمْ طَائِعهْ
فقَدْ انْكَرَ النَّاسُ نا قَدْ جَنَيْتِ
،فهل ْأَنت في مِثلِها راجِعهْ
أَتاني لَها خَبَرٌ شائِع
كوَحْشَةِ أَخبارِكِ الشَّائِعهْ
وقلت ُلِوهْبِ، ولَمْ أَحْتشِمْ،
ولَم تَمضِ لي كِلمَةُ ضَائِعهْ:
أَيا وَهب لِم هَتَفتْ بالوزير
؟ لعَلَّك بَيَّتِّها جائَعهْ
فجاءَت تَظلَّم من ظالمٍ
إِلى مُنْصفٍ أُذْنُهُ سامِعَهْ
أَم استَشْرَطتهُ فخافَتْ
يَظنَّ بها أَنها واسعَهْ
فأَبْدتْ لهُ العِشقَ مُخُتالَةً
وأَبْدت لهُ الضَّرْطةَ الرَّائعهْ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> بِسَبْعِينَ ألفاً رَاشَنِي مِنْ حَبائِهِ
بِسَبْعِينَ ألفاً رَاشَنِي مِنْ حَبائِهِ
رقم القصيدة : 27910
-----------------------------------
بِسَبْعِينَ ألفاً رَاشَنِي مِنْ حَبائِهِ
وما نالها في الناسِ منْ شاعرٍ قبلي
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> ألمْ ترَ أنَّ الجودَ منْ لدنِ آدمٍ
ألمْ ترَ أنَّ الجودَ منْ لدنِ آدمٍ
رقم القصيدة : 27911
-----------------------------------
ألمْ ترَ أنَّ الجودَ منْ لدنِ آدمٍ
تحدرَ حتى صارَ في راحة ِ الفضلِ
إذَا مَا أبُو العَبَّاسِ رَاحَتْ سَمَاؤُهُ(36/38)
فيا لكَ منْ هطلٍ ويا لك منْ وبلِ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> إلَى مَلِكٍ مِثْلِ بَدْرِ الدُّجى
إلَى مَلِكٍ مِثْلِ بَدْرِ الدُّجى
رقم القصيدة : 27912
-----------------------------------
إلَى مَلِكٍ مِثْلِ بَدْرِ الدُّجى
عظيمِ الفناءِ رفيعِ الدعمْ
قريعِ نزارٍ غداة َ الفخارِ
ولَوْ شِئْتُ قُلْتُ جَميعَ الأُمَمْ
لهُ كفُّ جودٍ تفيدُ الغنى
وكَفٌّ تُبِيدُ بِسَيْفِ النِّقَمْ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> رأيتُ ابنَ معنٍ أنطقَ الناسَ جودهُ
رأيتُ ابنَ معنٍ أنطقَ الناسَ جودهُ
رقم القصيدة : 27913
-----------------------------------
رأيتُ ابنَ معنٍ أنطقَ الناسَ جودهُ
فَكَلَّفَ قَوْلَ الشِّعْرِ مَنْ كَانَ مُفْحَمَا
وارخصَ بالعدلِ السلاحَ بأرضنا
فما يبلغُ السيفُ المهندُ درهما
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> إلى المصطفى المهديَّ خاضتْ ركابنا
إلى المصطفى المهديَّ خاضتْ ركابنا
رقم القصيدة : 27914
-----------------------------------
إلى المصطفى المهديَّ خاضتْ ركابنا
دُجَى اللَّيْلِ يَخْبِطْنَ السَّريح المخَدَّمَا
يَكُونَ لَها نُورُ الإمَامِ مُحَمَّدٍ
دَلِيلاً بِهِ تَسْري إذا اللَّيْلُ أظْلَمَا
إذا هنَّ ألقينَ الرحالَ ببابهِ
حَطَطْنَ بِهِ ثِقْلاً وأدْرَكْنَ مَغْنَمَا
إلى طَاهِرِ الأخْلاَقِ مَا نَالَ مِنْ رِضاً
ولاَ غضبٍ مالاً حراماً ولاَ دمَا
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> ظفرتَ فلاَ شلتْ يدٌ برمكية ٌ
ظفرتَ فلاَ شلتْ يدٌ برمكية ٌ
رقم القصيدة : 27915
-----------------------------------
ظفرتَ فلاَ شلتْ يدٌ برمكية ٌ
رَتَقْتَ بِهَا الفَتْقَ الذي بَيْنَ هَاشِمِ
عَلَى حِينَ أعْيَا الرَّاتِقِينَ التِئَامُهَ
فَكَفُّوا وَقالوا لَيْسَ بالمُتَلاَئِمِ
فأصبحتَ قدْ فازتْ يداكَ بخطة ٍ
مِنَ المَجْدِ بَاقٍ ذِكْرُها في المَواسِمِ
وما زَالَ قِدْحُ المُلكِ يَخْرُجُ فَائِزاً(36/39)
لَكُمْ كُلَّما ضُمَّتْ قِدَاحُ الْمُسَاهِمِ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> طَافَ الخَيالُ وَحَيِّهِ بِسَلامِ
طَافَ الخَيالُ وَحَيِّهِ بِسَلامِ
رقم القصيدة : 27916
-----------------------------------
طَافَ الخَيالُ وَحَيِّهِ بِسَلامِ
أنى ألمَّ وليسَ حينَ لمامِ
ياابنَ الذي ورثَ النبيَّ محمداً
دون الأاربِ من ذوي الأرحامِِ
الوحيُ بينَ بني البناتِ وبينكمْ
قَطَعَ الخُصَامَ فَلاَتَ حِينَ خِصَامِ
مَا للنِّساء مَعَ الرِّجَالِ فَرِيضَة ٌ
نزلتْ بذلكِسورة ُ الأنعامِ
ألغى سهامهمُ الكتابُ فحاولوا
أنْ يشْرَعُوا فيها بِغَيْر سِهامِ
ظفرتْ بنو ساقي الحجيجِ بحقهم
حَطْمُ المَناكِبِ كلَّ يَوْمِ زِحَامِ
وَارْضَوْا بِما قَسَمَ الإلهُ لكُمْ بِهِ
وَدَعُوا وِرَاثَه كُلِّ أصْيَدَ حَامِ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> عقدتْ لموسى بالرصافة ِ بيعة ٌ
عقدتْ لموسى بالرصافة ِ بيعة ٌ
رقم القصيدة : 27917
-----------------------------------
عقدتْ لموسى بالرصافة ِ بيعة ٌ
شدَّ الإلهُ بها عرى الإسلامِ
موسى الذي عرفتْ قريشٌ فضلهُ
ولها فضيلتها على الأوقوامِ
بمحمدٍ بعدَ النبيَّ محمدٍ
حَيِيَ الْحَلاَلُ وَمَاتَ كُلُّ حَرَامِ
مهديُّ أمتهِ الذي أمستْ بهِ
لِلذُّلِّ آمِنَة ً وَلِلإعْدَامِ
موسى ولى عهدَ الخلافة ِ بعدهُ
جفتْ بذاكَ مواقعُ الأقلامِ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> لما سمعتُ ببيعة ٍ لمحمد
لما سمعتُ ببيعة ٍ لمحمد
رقم القصيدة : 27918
-----------------------------------
لما سمعتُ ببيعة ٍ لمحمد
شَفَتِ النُّفُوسَ وأذهَبَتْ أحْزَانَها
بَايَعْتُ مُغْتَبِطاً وَلَوْ لَمْ تَنْبَسِطْ
كَفِّي لبَيْعَتِهِ قَطَعْتُ بَنَانَها
رَجَحَتْ زُبَيْدَة ُ والنِّساءُ شَوَائِلٌ
والله أرْجَح بالتُّقَى مِيزَانَها
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> بِدَوْلَة ِ جَعْفَرٍ حُمِدَ الزَّمانُ(36/40)
بِدَوْلَة ِ جَعْفَرٍ حُمِدَ الزَّمانُ
رقم القصيدة : 27919
-----------------------------------
بِدَوْلَة ِ جَعْفَرٍ حُمِدَ الزَّمانُ
لنا بكَ كلَّ يومٍ مهرجانُ
جعلتُ هديتي لكَ فيهِ وشياً
وخيرُ الوشي ما نسجَ اللسانُ
العصر العباسي >> البحتري >> فؤاد ملاه الحزن حتى تصدعا
فؤاد ملاه الحزن حتى تصدعا
رقم القصيدة : 2792
-----------------------------------
فُؤَادٌ مَلاهُ الحُزنُ حتَّى تَصدَّعا
وعَينانِ قال الشَّوقُ جُودَا معاً مَعَا
لِمن طَللٌ جرَّتْ به الريحُ `ذَيْلهاَ
وحنَّتْ عِشارُ المُزنِ فيهِ فأَمرعا
لِليْلاكَ إِذ ليْلى تُعِلُّكَ رِيقها
وتَسقيكَ من فيها الرَّحيقَ المُشَعشعا
كأن بهِ التُّفَّاح غَضَّا جنيْتهُ
ونشْرَ الخُزامَى في الصبَّاح تَضَوَّعا
وهَيجَ شوقِي سَاق حُرٍّ أَجابَهُ
هديلٌ علَى غُضْنٍ مِنْ الْباَنِ أفْرَغَا
يُقلِّبُ عَيْنَيْهِ ويوحِي بطَرْفِهِ
إِلى بلحْنٍ يَتْركُ القَلبَ موجعَا
إِذا ما الغَضا يوْماً ترَنَّمَ فرْعُهُ
وجَنَّتْ له الأَرواحُ غَنَّى فأّسمعا
طوتْنِي بَنَاتُ الدَّهر من كُلٍّ جَانِبٍ
وللدَّهر وَقعٌ يترُكُ الرَّأَسَ بلْقَعا
وَقَد كُنتُ وقَّاد الشَّعيلَةِ شارِخاً
أَحدَّ مِن العَضْبِ الحُسام وأَقْطَعا
فأَصْبَحْتُ كالرَّيْحانِ أَذْبلهُ الظَّما
وودَّعْتُ رَيعانَ الشَّبابِ فودَّعا
خَليليَّ هُبَّا طَالَ ما قَدْهَجَعتُمَا
إِلي مُصعبٍ يمطُو الجَزِيلَ تَبوٌُّعَا
يمورُ كَمَورِ الرَّيح في عَصفاتِها
أَو الماءِ وافَي مهْبطاً فَتَدفَّعا
هِجانٍ كَلَونٍ القُبْطريَّة ِلَونُهُ
إِذا نَطَق العُصفُورُظَل مُروَّعَا
يُلاعبُ أَثناءَالزِّمَامِ كأَنَّهُ
على الأَرضِ أَيمٌ خَافَ شيئاً فأَسْرعا
أَيا ابنَ أُنوفِ العُزَّ من الِ هاشِمٍ
وأَكرمِهمْ في الخَيرِ والشَّرِّ موْقَعَا
ومَنْ قَدْ حَوى مجْداً طرِيفا وتالِداً
وسامي نُجومَ الأَفقِ حينَ ترَفَّعا
ويَومٍ مِنَ الْهَيجَاء ِزَادَ سَعيرُها(36/41)
تَساقَي بهِ أَبطالُها السُّمَّ مَنْقعا
شهِدتَ عَلَى عَبْلٍ الجُزَازَةِ سَابِحٍ
كَساهُ دُقَاقُ التَّربِ جُلاًّ وبُرقُعَا
كَأَن لهُ في أَيطَليْهِ كِلَيهِما
جَنَاحَينِ خفَّاقَينِ لمْ يَتَصوَّعا
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> هَاجَتْ هَوَاكَ بَواكِرُ الأظْعَانِ
هَاجَتْ هَوَاكَ بَواكِرُ الأظْعَانِ
رقم القصيدة : 27920
-----------------------------------
هَاجَتْ هَوَاكَ بَواكِرُ الأظْعَانِ
يَوْمَ اللِّوَى فَظَلِلْتَ ذَا أحْزَانِ
لَوْلاَ رَجَاؤُكَ مَا تَخَطَّتْ نَاقَتَي
عَرْضَ الدَّبِيلِ وَلاَ قُرَى نَجْرَانِ
نِعْمَ المُنَاخُ لِرَاغِبٍ وَلِرَاهِبٍ
مِمَّنْ تُصِيبُ جَوائِحُ الأزْمَانِ
مَعْنُ بنُ زَائِدَة الذِي زِيدتْ بِهِ
شرفاً على شرفٍ بنو شيبانَ
جَبَلٌ تَلُوذُ بِهِ نِزَارٌ كُلُّها
صَعْبُ الذُّرَى مُتَمَنِّعُ الأرْكَانِ
إنْ عُدَّ أيّامُ الفَعالِ فإنَّما
يوماهُ يومُ ندى ويومُ طعانِ
تمضي أسنتهُ ويسفرُ وجههُ
في الروعِ عندَ تغيرِ الألوانِ
يَكْسُو الأسِرَّة َ والمَنَابِرَ بِهْجَة ً
ويزينها بجهارة ٍ وبيانِ
كلْتَا يَدَيْكَ أبَا الوَلِيد مَعَ النَّدَى
خُلِقَت لِقَائم مُنْصُلٍ وَعِنَانِ
جَلَبَ الجِيادَ مِنَ العِرَاقِ عَوَابِساً
قُبَّ البُطونِ يُقَدْنَ بالأرْسَانِ
جُرْداً مُحَنَّبَة ً تُعَاضِدُ في السُّرَى
بالبِيدِ كُلَّ شِمِلَّة ٍ مِذْعَانِ
بالسَّيْفِ حَازَ هَجَائِنَ النُّعْمانِ
وقعُ القنا وأقبَّ كالسرحانِ
حَتَّى أغَرْنَ بِحَضْرموتَ شَوَازِباً
بالسيفِ ككواسرِ العقبانِ
مَطَرٌ أبُوكَ أبُو الأهِلَّة ِ والنَّدَى
نفسي فداءُ أبي الوليد إذا علاَ
رهجُ السنابكِ والرماحُ دواني
ما زلتَ يومَ الهاشمية معلماً
بالسّيْفِ دُونَ خَلِيفَة ِ الرَّحْمانِ
فنمنعتَ حوزته وكنتَ وقاءهُ
مِنْ وَقْعِ كُلِّ مُهَنَّدٍ وِسِنَانِ
أنت الذي ترجو ربيعة ُ سيبهُ
وتعدهُ لنوائبِ الحدثانِ(36/42)
فُتَّ الذين رَجَوْا نَدَاكَ ولم يَنْلْ
أدْنَى بِنَائِكَ فِي المكارمِ باني
إني رأيتكَ بالمحمدِ مغرماً
تَبْتَاعُها بِرَغَائِبِ الأثْمانِ
فإذا صنعتَ صنبعة ً أتممتها
وَرَبَبْتَها بِفَوائِدِ الإحْسَانِ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> قدْ أمنَ اللهُ منْ خوفٍ ومنْ عدمِ
قدْ أمنَ اللهُ منْ خوفٍ ومنْ عدمِ
رقم القصيدة : 27921
-----------------------------------
قدْ أمنَ اللهُ منْ خوفٍ ومنْ عدمِ
منْ كانَ معنٌ لهُ جاراً منَ الزمنِ
مَعْنُ بنُ زَائِدَة المُوفي بِذِمَّتِهِ
والمُشْتَري المَجْدَ بالغالي مِنَ الثَّمَنِ
يَرَى العَطَايا التي تَبْقَى مَحَامِدُها
غُنْماً إذا عَدَّها المُعْطى مِنَ الغَبَنِ
بَنَى لِشَيْبانَ مَجْداً لا زَوالَ لَهُ
حَتَّى تَزُولَ ذُرَى الأرْكَان مِنْ حَضَنِ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> موسى وهارون هما اللذانِ
موسى وهارون هما اللذانِ
رقم القصيدة : 27922
-----------------------------------
موسى وهارون هما اللذانِ
في كُتُبِ الأخْبار يُوجَدانِ
مِنْ وَلَدِ المَهْديّ مَهْدِيَّانِ
قدَّا عنانينِ على عنانِ
قدْ أطلق المهديُّ لي لساني
وشدَّ أزري ما به حبابي
مِنَ اللُّجَيْنِ ومِنَ العِقْيانِ
عِيدِيَّة ٌ شَاحِطَة ُ الأثْمانِ
لوْ خايلتْ دجلة َ بالألبانِ
إذاً لَقِيلَ اشْتَبَهَ النَّهْرَانِ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> وأكرمُ قبرٍ بعدَ قبرِ محمدٍ
وأكرمُ قبرٍ بعدَ قبرِ محمدٍ
رقم القصيدة : 27923
-----------------------------------
وأكرمُ قبرٍ بعدَ قبرِ محمدٍ
نَبِيِّ الْهُدَى قَبْرٌ بِمَاسَبَذَانِ
عَجبْتُ لِكَفٍّ هَالَتِ التُّرْبَ فَوْقهُ
ضحاً كيفَ لمْ ترجعْ بغيرِ بنانِ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> لندبكَ أحزانٌ وسابقُ عبة ٍ
لندبكَ أحزانٌ وسابقُ عبة ٍ
رقم القصيدة : 27924
-----------------------------------
لندبكَ أحزانٌ وسابقُ عبة ٍ(36/43)
أثرنَ دماً منْ داخلِ الجوفِ منقعا
تجرعتها منْ بعدِ معنٍ بموتهِ
لأعظمُ منها ما احتسى وتجرعَا
ومنْ عجب أنْ بتَّ بالرزءِ ثاوياً
خلافكَ حتَّى ننطوي في الردى معَا
ألما بمعن ثمَّ قولاَ لقبرهِ
سقتكَ الغوادي مربعاً ثمَّ مربعا
فيا قبرَ معنٍ أولُ حفرة ٍ
منَ الأرضِ خطتْ للمساحة ِ مضجعا
ويا قبرَ معنٍ كيفَ واريتَ جودهُ
وقدْ كانَ منهُ البرُّ والبحرُ مترعا
بَلَى قَدْ وَسِعْتَ الجُودَ والجُودُ مَيِّتٌ
وَلَوْ كانَ حَيّاً ضِقْتَ حَتَّى تَصَدَّعَا
وَلَمَّا مَضَى مَعْنٌ مَضَى الجُودُ وانْقَضَى
واصبحَ عرنينُ المكارمِ أجدعَا
وما كان إلأالجودَ صورة ُ وجههِ
فَعَاشَ رَبِيعاً ثُمَّ وَلَّى وَوَدَّعَا
وَكُنْتَ لِدَارِ الجُودِ يَا مَعْنُ عَامِراً
وقدْ أصبحتْ قفراً منَ الجودِ بلقعا
فتى عيشَ في معرفه بعدَ موتهِ
كما كان بعدَ السيلِ مجراهُ مرتعا
تمنى أناسٌ شأوه منْ ضلالهمْ
فأصبحوا على الأذقانِ صرعى وظلعا
تعزَّ أبا العباسِ عنهُ ولاَ يكنْ
عَزَاؤُكَ مِنْ مَعْنٍ بأنْ تَتَضَعْضَعَا
أبَى ذِكرُ مَعْنٍ أنْ تَمُوتَ فَعَالُهُ
وإن كانَ قدْ لا قى حماماً ومصرعا
فما ماتَ من كنتَ ابنهُ لا ولا الذي
لَهُ مِثْلُ مَا أبْقَى أبُوكَ وَمَا سَعَى
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> لعمري لنعمَ الغيثُ أصابنا
لعمري لنعمَ الغيثُ أصابنا
رقم القصيدة : 27925
-----------------------------------
لعمري لنعمَ الغيثُ أصابنا
بِبَغْدَادَ مِنْ أرْضِ الجَزيرَة ِ وَابِلُهْ
فكنا كحيَّ صبحَ الغيثُ أهلهُ
ولمْ ترتحلْ أظعانه ورواحلة ْ
العصر الإسلامي >> مروان ابن أبي حفصة >> أضحى إمامُ الهدى المأمون مشتغلاً
أضحى إمامُ الهدى المأمون مشتغلاً
رقم القصيدة : 27926
-----------------------------------
أضحى إمامُ الهدى المأمون مشتغلاً
بالدِّين والنَّاسُ بالدُّنْيَا مَشَاغِيلُ
العصر العباسي >> البحتري >> من نعمة الصانع الذي صنعك
من نعمة الصانع الذي صنعك(36/44)
رقم القصيدة : 2793
-----------------------------------
مِنْ نِعْمَةِ الصّانِعِ الذي صَنَعَكْ
صَاغَكَ للمَكْرُمَاتِ، وابتَدَعَكْ
خُلِقتَ وِتْراً، فَلَوْ يُضافُ إلَيْـ
ـكَ البحرُ يَوْمَ الإفْضَالِ ما شَفَعَك
وَقدْ تَبَدّأتَ فاعِلاً حَسَناً،
فامتَثَلَ الغَيْثُ ذاكَ، فاتّبَعَكْ
يَخِفُّ وَزْنُ الرّجَالِ مِنْ صِغَرٍ،
عِندَ مُرَوٍّ رَآكَ، أوْ سَمِعَكْ
شَهِدْتُ حَقّاً أنّ الذي رَفَعَ النّجْـ
ـمَ بأيْدٍ، هُوَ الذي رَفَعَكْ
فَلِمْ يُعَنّ الحُسّادُ أنْفُسَهُمْ،
وَقَدْ رأوْا في السّماءِ مُطّلَعَكْ
يُعجِبُني في الخَليلِ تَكريرُهُ النّفْـ
ـعَ، وَخَيرُ الخِلاّنِ مَن نَفَعَكْ
رَأْيُكَ في أْنْسةِ الِّرفاق ولن
تعْتَاضَ مِنِّي مُكَثِّراً شِيَعكْ
سَيراً إلى ذِي الوِزَارَتَينِ وَقَدْ
وَعَدْتَني فيهِ أن أكُونَ مَعَكْ
إنْ تَنسَ أُذْكِرْكَ غَيرَ مُتّئِبٍ،
وإنْ تَدَعْني سَهواً فَلَنْ أدَعَكْ
ما أنا بالصّاحِبِ الثّقيلِ، وَلَنْ
يَضِيقَ بي، في المَحَلّ، ماوَسِعَكْ
العصر العباسي >> البحتري >> إن الحكيم له مقال سائر
إن الحكيم له مقال سائر
رقم القصيدة : 2794
-----------------------------------
إِن الحكيمَ لهُ مَقَالٌ سائرٌ
يَلتَذُّهُ ما قَالَ أُذْنُ السَّامِعِ
لا حُكمَ إِلا مِنْ تُقًى وتَوَاضُعٍ
أَوْ لا فإِنَّ الحُكْم َليسَ بنافعِ
وكَذا الحُكُومةُ من أَثمَّةِ هاشِمٍ
مِنْ لَدْنُ أَولهمْ إِلى ذَا التَّاسعِ
فَعَلى امْريء جَمَعَ القُرَانَ وفَسرهُ
من عِلْمِهِ صَافِي الدَّخيلةِ جامعِ
وَسما إلي الأَمرِ الجَليلِ بِنَفسِهِ
وبفَضْلِ معْرِفَةٍ وعِلمٍ بارعِ
أَلَّ يَجوزَ لَدَيهِ حُكْمٌ عادِلٌ
إِلاَّ بِعدْلِ شَهادةٍ من قاطِعِ
وبِشاهِدٍ يتلُوهُ عَدلٌ مِثلهُ
في كُلِّ أَمرٍ مُسْتَنِير ساطعِ
أَو لا فَقَدْ جارت حُكُومةُ حُكْمِهِ،
وكَذاكَ فِعْلُ الخاطِىءِ المُتَتَابِعِ
أَفَجِئتني برَّا ،وترجِعُ مُغْضَباً(36/45)
من قَولِ عبدٍ أو غُلامٍ تابعِ؟
أَفلا كَتبْتَ بِبَعْضِ ما أَنكرْتَهُ
وفعلْتَ فِعْلَ المْنصِفِ المُتَوَاضِع؟
قَبْلَ اعْتقَادِكَ لِلْقَطِيعةِ جائراً
تَشْكُو أَخاك لَدَى الطَّريق الشَّارعِ
بالظَّنِّ تَحْتِمُهُ عَليْنَا ظالِماً،
والظَّنُّ ليسَ عَلَى اليَقينِ بواقِعِ
فَلأَهْتِفنَّ غداً بحُكمِكَ في الْوَرَى
أَو تَستَجيرَ بكُل ِّخِلٍّ شَاسِعِ
وأَنا امْرُؤٌ أَبتاعُ وُدَّ ذَوي النُّهى
بجَميعِ ما أَحوي ولَستُ بِبائِعِ
وإِذا هَفا خِلِّي بِغَيْر تَعَمُّدٍ
أَغْضَيْتُ غيرَ مُبَايِنٍ ومُمَانِعِ
وكَذَاك ما لأَدَعُ العِتابَ مُخَفِّفاً
ولِذَاكَ ما أَوْليتَ لَيس بِنافِعِ
العصر العباسي >> البحتري >> وصلنا إلى التوديع غير مودع
وصلنا إلى التوديع غير مودع
رقم القصيدة : 2795
-----------------------------------
وَصلنا إِلى التَّودِيعِ غَيْر مُوَدَّعِ
سَنَحْفظُ عَهْداًمِنْكَ عير مُضَيَّعِ
أَمَا والَّذي يُبْقيكَ لِلحَمْدِ والنَّدَى
لَيَنْتَظِمنَّ الشَّوقُ مَا بين أَضْلُعي
وتَأْخُذُ مِنْ عَيْني بحَقِّ دُمُوعِهَا
ويَرْتاعُ قَلب ٌلم يَكُنْ بِمُروَّعِ
ومن أَعجَبِ الأَشياءِ أَنَّ قُلُوبَنا
صِحَاحٌ لِخوْفِ البَيْنِ لم تَتَقَطَّعِ
وَلَوْ أَنَّ غَرب الدَّمعِ كَانَ مُشاكِلاً
لِغرْبِ الأَسَى لأَرفَضَّ من كلَّ مدْمَعِ
وَلكن جَرى مِنْهُ قَليلٌ مُصرَّدٌ
وَلَم يَكُ تصْرِيدُ الدُّموعِ بمُقْنِعِ
فَرَوَّاكَ صوْبُ الحَمْدِ في كُلِّ موطِنٍ
وجادك غيْثُ الدَّهْرِفي كُلِّ مَرْبعِ
ولا زِلتَ بالصُّنْعِ الجمِيل مُشَيَّعاً
كما أَنَّني بالصَّبْرِ غيرُ مُشَيَّعِ
العصر العباسي >> البحتري >> تحفرت يا وهب في ضرطة
تحفرت يا وهب في ضرطة
رقم القصيدة : 2796
-----------------------------------
تَحَفرْت يا وَهبُ في ضَرْطَةٍ
فَأَضْحَتْ أَحادِيثُها شَائِعَهْ
وما سُمعَتْ قَبلها مِثْلُها
وقَدْ راعَهُمْ صَوتُها رَائِعهْ(36/46)
فقَالُوا ،وما أَبعَدوا ،إِنهُ
يُضَرَّطُ مِنْ فَقْحَةٍ واسِعهْ
العصر العباسي >> البحتري >> ضرطة وهب نكرت
ضرطة وهب نكرت
رقم القصيدة : 2797
-----------------------------------
ضَرْطَةُ وهْبٍ ـَنكرَتْ
وزِيرَنا جَامِعها
وأَخْجَلَتْ مُرْسِلَها
وأَضْحَكَتْ سامِعَها
العصر العباسي >> البحتري >> إذا جمع امرؤ حزما وعقلا
إذا جمع امرؤ حزما وعقلا
رقم القصيدة : 2798
-----------------------------------
إِذا جَمَعَ امْرؤٌ حَزْما وعَقْلاً
فحُقَّ لهُ بذالِك أَن يُطاعا
إِذا ذُو الْعَقْلِ أَعْطَى النُّصْحَ مِنْهُ
عَديمَ العَقلِ ضَيَّعهُ فَضَاعا
وكيفَ بِصاحبٍ إِنْ أَذنُ شِبْراً
يزدْني في مُباعَدَةٍ ذِراعَا
أَبت نَفْسي لهُ إِلا وِصالاً
وتأَبى نَفْسُهُ إِلاَّ انْقِطاعَا
كِلانا جاهِدُ: أَدْنو ويَنْأَى،
كذَِلكَ ما أستَطعْتُ وما استَطَاعَا
العصر العباسي >> البحتري >> إن عبد الملك السيد قد
إن عبد الملك السيد قد
رقم القصيدة : 2799
-----------------------------------
إِنَّ عَبدَ الملِك ِالسَّيِّدَ قَدْ
زَيَّغَ ابنَيْهِ فَلَمْ يَزَيَّغَا
قُلتُ لِلشَّيطانِ إِذ بَيْنَهُما
بِتَأَتِيّهِ وبَيْني نَزَغا:
قَدْ لَعمْري وَقَعا لَوعَلِمَا
منْ هِجائي في خَرا ما مَضَغا
شعراء الجزيرة العربية >> خالد المريخي >> فمان الله
فمان الله
رقم القصيدة : 280
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
فمان الله يا أغلى ماسكن قلبي فمان الله
فمان الله من شخص أظنك صعب تنسينه
فمان الله يا أول حب عاشه خالد بدنياه
عرفك زين وأنت يابعد عمره تعرفينه
أجل يومه طفل من غيرك اللي ضمه ورباه
أجل من تعّبك ليما كبر وأنت تربينه
أجل من قال : خل نفسك عزيزه والهوان أجفاه
توصينه على العز وعلى الفزعه توصينه
أجل من دلّله واغلى غروره حيل يوم أغلاه
تهنينه إلى من صاب واليا اخطا تعذرينه
أجل ياكويت من غيرك خذا بيده ومن خلاه(36/47)
يكافح لين يلمس أبعد النجمات بيدينه
أجل من شجعه يومه قصد غيرك وقال الله
حفظتي كل شعره من كثر مانت تحبينه
يا أم الخير مامثلك مثيل ولا أظن اشباه
عزيزه دار عز ومن نوى عزك تعزينه
فقير الجاه لامن صار وسطك صار عنده جاه
وفقير المال لامن قاربك والله ال تغنينه
انا ياكويت من حشمه ترابك ما احب آطاه
أحسه طاهر والطاهر إلى من دسته تهينه
أنا توي دريت إن المفارق كايده بلواه
وعرفت ان المفارق ينعذر لادمّعت عينه
العصر العباسي >> البحتري >> خطته فلم تحفل به الأعين الوطف
خطته فلم تحفل به الأعين الوطف
رقم القصيدة : 2800
-----------------------------------
خَطَتْهُ فَلَمْ تَحفِلْ به الأَعيُنُ الْوُطفُ
وكانَ الصَّبَا إِلفا فَفَارَقهُ الإلْفُ
وأَسْلى الغَوانِي عَنْهُ مُبيضُّ فَوْردهِ
وَكانَ يُغَنَّيهِنَّ مُسْودُّهُ الوَحْفُ
فَكمْ مَوعِدٍ أَتْوَينهُ ولَويْنَهُ،
فأَوَّلُهُ مطْلٌ ،وآخِرُهُ خُلْفُ
جَفَا مَضْجَعِي، وأَيُّ مَضجعِ مُغرْمٍ
يُقضُّ بِلوغَاتِ الفِراقِ فَلاَ يَجْفُو
وجَدْت الْمُحبِّين اسْتُرقَّت دُمُوعُهُمْ
فَهُنَّ عَلىأَشجَان لَوعتِهمْ وقْفَ
إِذا احتَدَمتْ أَكبادُهُمْ مِنْ صَبَابَةٍ
تضَرَّم مِنها في جَوَانِحِهِمْ رَضْفُ
وَزوْرِ خَيالٍ بَعْدَ وَهْنٍ أَلمَّ بي
وَأَحشاؤُهُ مِنْ فرْطِ خِيفتِهِ تَهفُو
وقد أَشرقتْ حتَّى أَقامت وجُوههَا
على جِهَةِ الغَرْبِ الفَوارِسُ والرِّدفُ
وُقُوفاً بِأَعْلَى منظَر قَد تَوَازَنتْ
مَنَاكِبُ مِنْهُمْ مِثلَ ما وَقَفَ الصَّفُّ
أَرى التَّاسَ صِنْفَي رفْعةٍ ودناءةٍ،
طَغَامُهُمُ صِنْفُ وأَعْيانُهُمْ صِْفُ
لقدْ شَرَّدَ الأَعرابَ كُلَّ مُشَرَّدٍ
تَسوُّقُ غَادٍ في سياقَيهِ عَسْفُ
زُحُوفٌ إِذا ما مَعشَرٌ زاغَ رأْيُهُمْ
فَلمْ يسْتَقيمُوا سَارَ تِلْقاءهُمْ زَحفُ
رأَت رُشدَها عِجْلُ فَثابَتْ حُلُومُها
وَلَمْ يَعْشَ مِنْها عَنْ مَراشِدها طرْفُ(36/48)
وجَاءت بنُو شَيبانَ تَنْشُدُ حِلفها
ولاَ إِلَّ لِلعاصي لَدَيْكَ ولاَ حِلْفُ
كَأَنَّ الوَدِيعِييَّنَ لَيلَةَ جِئْتَهُمْ
هَوَى بِهمُ في غُمرِ مسجُورَةٍ جُرْفُ
مضَوْا بيْنَ أَضعافِ الخُطُوبِ كما مَضتْ
جَدِيسُ،وبانَتْ عَنْ مَنازِلها هَفُّ
وَلاَ لابْنِ سَيَّارِ مِنَ الأَمرِ بَعدها
خِياَرٌ إِذا اخْتارَ القسِيمُ ولا نَصْفُ
وأَضْحوا وكانُوا لا يُنهْنِهُ شَغْبَهُمْ
إِذا قيلَكُفُّوا تَخمُّطِكُمْ كَفُّوا
ولمَّا استَقَرتْ في جلُولاَ ديارُهُمْ
فلا الظَّهْرُ من ساتِيدَ ماءَ ولا اللَّحْفُ
أَقامُوا نَدامًى مُترعاتٌ كؤُوسُهُمْ
لدَيهمْ ،وصرْفُ الدَّهر بَيْنَهُمْ صِرْفُ
تَوافَتْ لَهُمْ آجالُهُمْ فَكَأَنَّهُم
لَقُوا صَعْقةً أَو فصَّ بينهُمْ حتفُ
ورامتْ بَنُو تَيْمٍ بِكرْماءَ مُتعةً
فما كَرُموا عِندَ اللِّقاءِ ولا عفُّوا
وما بَرحَ التَّفْرِيطُ حتى أَصارهُم
إِلى خُطةٍ فيها الخزِيَّةُ والخْسفُ
إِذا انْتَزفُوا خِلْفا مِنَ الشَّرِ رَدَّهُمْ
أِلى أَول الوِرْد ِالذي أنتزفوا خِلْفُ
وإِلاَّ يُنِيبوا تَقْضِبِ القُضُبُ الرَّدى
وسُمْرٌ بسَابرُّوجَ تَمنعُها عُجْفُ
وإِلاَّ يُنِيبُوا صَاغِرينَ ويَرْجِعُوا
تَدُرْ بينْهُمْ كَأَسُ الحِماَمِ بِكَ الصِّرْفُ
لَنَا حَاتِمانِ للمُجَدِّدِ مِنْهُما
على المُبْتدِي في كُلِّ مَكْرمُةٍ ضِعْفُ
خَلائِقُ إِن ْأَكْدى الحَيا في غَمامِهِ
تتابَعَ عُرفاً من كَرَائِمِها العُرْفُ
أَحاطَتْ بِآفاقِ المَعَالي وأَشرَفتْ
بَها نَخوةٌ من أَن يُحيطَ بِها وَصفُ
لبِسْنَا مِنَ الطَّائيِّ آثارَ نِعْمَةٍ
تبينُ عَلَى مرِّ اللَّيالي ولا تَعْفُو
إِذا سَبَقتْ مِنْهُ يَدٌ فَتُشُوهِرتْ
أَبَّرتْ عَليها مِنْ نَداهُ يَدٌ تَقْفُو
وأَلفَانِ مَا يَنْفكُّ يدْنو مَداهُما
فَمِنْ مَالِهِ أَلفٌ،ومنْ جاهِهِ أَلفُ
العصر العباسي >> البحتري >> لم تبلغ الحق ولم تنصف
لم تبلغ الحق ولم تنصف
رقم القصيدة : 2801(36/49)
-----------------------------------
لمْ تَبلُغِ الحَقَّ وَلَمْ تُنْصِفِ
عَينٌ رَأتْ بَيناً، فلَمْ تَذْرُفِ
مِنْ كَلَفٍ أنْ تَنقَضي سَاعَةٌ
يأتي بها الدّهْرُ، وَلَمْ أكلَفِ
لا تَدَعِ الأحْشَاءَ، إلاّ لهَا
تَحَرُّقٌ، ذاتُ الحَشَا المُرْهَفِ
يَضِيعُ لبُّ الصّبّ في لحظِهَا،
ضَيَاعَهُ في القَهوَةِ القَرْقَفِ
وَصَفْوَتي الرّاحُ وَسَاعٍ بهَا،
فَدونَكَ العَيشَ الذي تَصْطَفي
أحلِفُ بالله، وَلَوْلاَ الذي
يَعرِضُ مِن شَكّكَ لم أحلِفِ
أقْبَلُ مِنْ مُؤتَمَنٍ خَائِنٍ
عَهْداً، وَلاَ مِنْ وَاعدٍ مُخلِفِ
إذا الرّجَالُ اعتَمْتَ أجوَادَهمْ،
فاسمُ إلى الأشرَفِ، فالأشْرَفِ
إدْفَعْ بأمْثَالِ أبي غَالِبٍ
عَادِيَةَ الدَّهْرِِ، أو استَعْفِفِ
أرْضَاهُ للمُعْتَمَدِ المُشْتَرِي
حَظّاً، وَللمُخْتَبِطِ المُعْتَفي
مِنْ شأنِهِ القَصْدُ، وَلَكِنّهُ
إنْ يُعْطِ في عارِفَةٍ يُسرِفِ
لَوْ جُمِعَ النّاسُ لأُكْرُومَةٍ،
وَلَمْ يَكُنْ في الجَمْعِ لمْ نَكتَفِ
وَوَقْعَةٍ للدّهْرِ بي لمْ أهِنْ
لحَزّهَا فيّ، وَلمْ أضْعُفِ
ما كُنتُ بالمُنخَزِلِ المُختَتي
فيها، وَلا بالسّائِلِ المُلْحِفِ
ضَافَتْهُ أُخْرَى مِثْلُها، فاغتدى
مُسانِدي، أوْ وَاقِفاً مَوْقِفي
مُستَظْهِراً، يَحْمِلُ ما نَابَهُ
وَنَابَني في المَغْرَمِ المُجحِفِ
يَزْدادُ مِنْ كَلّي إلى كَلّهِ
تَوْكِيدَ ثِقْلِ الرّاكِبِ المُرْدَفِ
كَمْ رَفَعَتْ حَالي إلى حَالِهِ
يَدٌ، متَى تَخلُفْ غِنًى تُتْلِفِ
غنِيتُ مِثْلاً لكَ في تَالِدٍ
مِنْ مالكَ الرَّغْبِ، وَمُستَطرَفِ
وَهَهُنَا رُجْحَانُ حَالٍ عَلى
حالٍ ، فجُد بالعَفوِ، أوْ أسعِفِ
عِنْدَكَ فَضْلٌ، فأعِدْ قِسْمَةً
تَرْجعُ في العِقْدِ، وَفي النّيّفِ
تَجْعَلُهَا رِفْداً لمُسْتَرْفِدٍ،
أوْ سَلَفاً قَرْضاً لمُسْتَسْلِفِ
هَلُمّ نَجْمَعْ طَرَفَيْ حَالِنَا
إلى سَوَاءٍ، بَيْنَنَا، مُنصِفِ
وَمَا تَكَافَا الحَالُ إنْ لم يَقَعْ(36/50)
رَدٌّ من الأقْوَى على الأضْعَفِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ماذا على طيفِ الأحبة ِ لو سرى
ماذا على طيفِ الأحبة ِ لو سرى
رقم القصيدة : 28013
-----------------------------------
ماذا على طيفِ الأحبة ِ لو سرى
وعليهم لو سامحوني بالكرى
جنحوا إلى قول الوُشاة ِ فأعرضوا
واللهُ يعلم أَنَّ ذلك مُفترى
يامُعرضاً عني بغير جناية ٍ
إلاَّ لما رقشَ الحسودُ وزوَّرا
هبني أَسأتُ كما تقوَّلَ وافترى
وأتيتُ في حبّيك أمراً منكرا
ما بعد بُعدك والصدودِ عقوبة ٌ
يا هاجري قد آن لي أنْ تغفرا
لاتجمعنَّ عليَّ عَتْبكَ والنوى
حسبُ المحب عقوبة ً أن يهجرا
عبءُ الصدود أخفُّ من عبء النوى
لو كان لي في الحب أن أَتخيَّرا
لو عاقبوني في الهوى بسوى النوى
لرجوتُهم وطمعتُ أن أَتصبَّرا
فسقى دمشقَ ووادِيَيها والحمى
متواصلُ الإرعادِ منفصمُ العرى
حتى ترى وجهَ الرياضِ بعارضٍ
أحوى وفودَ الدوح أزهرَ نيِّرا
وأعاد أياماً مضَين حميدة ً
ما بين حرَّة ِ عالقين وعشترا
تلك المنازلُ لا أعقَّة ُ عالجٍ
ورمالُ كاظمة ٍ ولا وادي القرى
أرضٌ إِذا مرَّتْ بها ريحُ الصَّبا
حملتْ على الأغصان مسكاً أَذْفرا
فارقتُها لا عن رضى ً وهجرتُها
لا عن قلى ً ورحلتُ لا متخيِّرا
أسعى لرزقٍ في البلاد مفرّقٍ
ومن البليَّة أنْ يكون مقتَّرا
ولقد قطعتُ الأرضَ طوراً سالكاً
نجداً وآونة ً أجدُّ مُغَوّرا
وأصونُ وجهَ مدائحي متقنّعاً
وأكفُّ ذيلَ مطامعي متستّرا
كم ليلة ٍ كالبحرِ جبتُ ظلامها
عن واضح الصبح المنير فأسفرا
في فتية ٍ مثل النجوم تسنَّموا
في البيد أمثالَ الأهلة ِ ضمَّرا
باتوا على شُعَب الرحال جوانحاً
والنومُ يفتل في الغوارب والذُّرى
مترنّحين من النُّعاس كأنهم
شربوا بكاساتِ الوجيف المسكرا
قالوا وقد خاط النُّعاسُ جفونَهم
أين المُناخُ فقلتُ جدوا في السرى
لا تسأموا الإدلاجَ حتى تُدركوا
بيضَ الأيادي والجنابَ الأخضرا
في ظلَ ميمونَ النَّقيبة َ طاهر الـ(36/51)
أعراق منصور اللواءِ مظفَّرا
العادلِ الملك الذي أسماؤه
في كلّ ناحية ٍ تشرِّف مِنبرا
وبكلّ أَرضٍ جنة ٌ من عدله الـ
ـضافي أَسالَ نَداه فيها كَوثرا
عدلٌ يبيتُ الذئبُ منه على الطوى
غرثانَ وهو يرى الغزالَ الأعفرا
ما في أبي بكر لمعتقد الهدى
شكٌّ يريبُ بأنه خيرُ الورى
سيفٌ صقالُ المجدِ أخلصَ متنهُ
وأبان طيبُ الأصلِ منه الجوهرا
ما مدحُه بالمستعار له ولا
آياتُ سؤدده حديثٌ يفترى
بينَ الملوكِ الغابرينَ وبينه
في الفضلِ ما بين الثريا والثرى
لا تسمعنَّ حديثَ ملكٍ غيره
يروى فكلُّ الصيدِ في جوفِ الفرا
نسختْ خلائقُه الكريمة ُ ما أَتى
في الكتب عن كسرى الملوك وقيصرا
كم حادثٍ خفَّت حلومُ ذوي النُّهى
في الرَّوع وادَ رزانة ً وتوقُّرا
ثَبت الجنان تُراعُ من وثَباته
يوم الوغى وثباته أسدُ الشرى
يقظٌ يكادُ يقولُ عمَّا في غدٍ
ببديهة ٍ أغنتهُ أن يتفكّرا
حلمٌ تخفُّ له الجبالُ وراءَه
عزمٌ ورأيٌ يحقرُ الإسكندرا
يعفو عن الذَّنب العظيم تكرُّماً
ويصدُّ عن قول الخنا متكبّرا
أينال حاسده علاه بسعيهِ
هيهاتَ لو ركب البُراقَ لقصَّرا
وله البنونَ بكل أرضٍ منهم
ملكٌ يقودُ إلى الأعادي عسكرا
من كلّ وضّاحِ الجبين تخالهُ
بدراً فإن شهد الوغى فغضنفرا
يعشو إلى نار الوغى شغَفاً بها
متقدِّمٌ حتى إِذا النقعُ انجلى
بالبيض عن سبي الحريم تأخَّرا
قومٌ زكوا أًلاً وطابوا مخبراً
وتدَّفقوا جوداً وراعوا منظرا
وتعافُ خيلُهمُ الورودَ بمنهلٍ
ما لم يكن بدم الوقائع أحمرا
حادثٍ خفَّتْ حلوم ذوي النُّهى
خوفاً وجأشُك فيه أربط من حِرا
يا أيها الملك الذي ما فضا
ثله وسؤدده ومحتده مرا
أنت الذي افتخر الزمان بجوده
ووجوده وكفاه ذلك مَفخرا
أللهُ خصَّك بالممالك واجتبى
لمَّا رآك لها الصلاح الأكبرا
أشكو إِليك نوى ً تمادى عمرُها
حتى حسبتُ اليومَ منها أشهُرا
لا عيشتي تصفو ولارسم الهوى
يعفو ولا جفني يصافحُه الكَرى
أضحي عن الأحوى المريع محلأً(36/52)
وأبيتُ عن وِرْدِ النمير منفَّرا
ومن العجائب أَنْ تفيَّأ ظلَّكم
كلّ الورى ونبذت وحدي بالعرا
ولقد سئمت من القريض ونظمه
ما حيلتي ببضاعة ٍ لا تُشترى
كسدتْ فلما قمتُ ممتدحاً بها
ملك الملوك غدوت أربح متجرا
فلأشكرنَّ حوادثاً قذفت بآ
مالي إليك وحقٌّها أن تشكرا
لازلت ممدود البقا حتى ترى
عيسى بعيسى في الورى مستنصرا
العصر العباسي >> ابن عنين >> جعل العتاب الى الصدود توصٌّلا
جعل العتاب الى الصدود توصٌّلا
رقم القصيدة : 28014
-----------------------------------
جعل العتاب الى الصدود توصٌّلا
ريمٌ رمى فأصاب مني المقتلا
أغراه بي واشٍ تقوَّل كاذباً
فأَطاعه وعصيت فيه العذَّلا
ورأى اصطباري عن هواه فظنَّه
مللاً وكان تقية ً وتجمُّلا
هيهات أنْ يمحو هواه الدهرَ من
قلبي ولو كانت قطيعتُه قِلى
ما عمَّه بالحسن عنبرُ خالِه
إلا ليصبح بالسواد مجملا
صافي أَديم الوجه ما خطَّت يد الـ
أيَّام في خدَّيه سطراً مشكلا
كلٌّ مقرٌّ بالجمال له فما
يحتاج حاكم حسنه أن يُسجلا
يفتَرُّ عن مثل الأَقاحِ كأنما
علَّتْ منابتُه رحيقاً سلسلا
ترفٌ تخال بنانه في كفّه
قُضُبَ اللُّجَين ولا أقول الإِسحِلا
ما أرسلت قوسُ الحواجب أسهماً
من لحظه إلا أصابتْ مقتلا
فكأنَّ طرَّته وَضَوْءَ جبينِه
وضحُ الصياح يقلُّ ليلاً أليلا
عاطيته صهباءَ كللَّ كأسها
حببُ المزاح بلؤلؤٍ ما فصّلا
تبدو بكفّ مديرها أنوارُها
فتعيد كافورَ الأناملِ صندلا
في روضة ٍ بالنَّيربين أريضة ٍ
رضعتْ أفاويق السحائب حُفَّلا
أنّى اتجهتَ رأيتَ ماءً سائحاً
متدفقاً أو يانعاً متهدّلا
فكأنما أطيارها وغصونها
نغم القيان على عرائس تجتلى
وكأنما الجوزاءُ ألقتْ زهرها
فيها وأرسلتِ المجرة ُ جدولا
ويمرّ معتلُّ النسيمِ بروضها
فتخالُ عطَّاراً يُحرّق منَدلا
فكأنها استسقت على ظمأٍ ندى
موسى فأرسل عارضاً متهلّلا
ولربّ لائمة ٍ عليّ حريصة ٍ
باتتْ وقد جمعتْ عليَّ العُذَّلا(36/53)
قالتْ أما تخشى الزمانَ وصرفهُ
وتقلُّ من إتلاف مالك قلتُ:لا
أأخافُ من فقرِ وجود الأشرفِ الـ
سلطان في الآفاق قد ملا الملا
الواهبِ الأمصارَ محتقراً لها
إنْ غيره وهب الهجانَ البزّلا
ما زار مغناه فقيرٌ سائِلٌ
فيعود حتى يستماحَ ويسألا
ملكٌ غدا جيدُ الزمان بجوده
حالٍ ولولاه لكان معطّلا
يا أيها الملكُ الذي إنعامه
لم يُبق في الدنيا فقيراً مُرْمِلا
لقد اتقيت اللهَ حقَّ تُقاته
ونهجتَ للناس الطريقَ الأمثلا
وعدلتَ حتى لم تجد متظلمّاً
وأخفتَ حتى صاحبَ الذئبُ الطُّلا
ورفعتَ للدين الحنيف مناره
فعلاً وكنتَ بنصره متكفّلا
لولاكَ لانفصمت عرى الإسلام في
مصرٍ وأُخْمِلَ ذكره وتبدَّلا
تحكمت فيها الفرنجُ وغادرت
أعلاجها محارب عمروٍ هيكلا
حاشا لدينٍ أنت فيه مطفرٌ
أنْ يُستباحَ حِماه أو أنْ يخذَلا
أنت الذي أجليت عن حلب العدا
وحميتَ بالسُّمر اللّدان الموصلا
كم مَوْفِقٍ ضنكٍ فرجتَ مضيقَه
وطريقه لخائفه قد أشكلا
كم يوم هولٍ قد وردت وطعمه
مر المذاق كريه نار المصطلا
ونثرتَ بالبيض المهنَّدة ِ الطُّلى
ونظمتَ بالسُّمر المثقَّفة ِ الكُلى
فاللهُ يخرقُ في بقائكَ عادة َ الد
نيا ويعطيكَ البقاءَ الأطولا
العصر العباسي >> ابن عنين >> لو لم يخالط بينك أضلعي
لو لم يخالط بينك أضلعي
رقم القصيدة : 28015
-----------------------------------
لو لم يخالط بينك أضلعي
قاني دمي ما كنت إلا مدعي
قد صحَّ عندك شاهدٌ من عَبرتي
فسل الدجى ونجومه عن مضجعي
عاقبتني بجناية لم أجنها
ظلماً وكم من حاصدٍ لم يزرعِ
ومنعتَ طيفكَ من زيارة عاشقٍ
حاولت مهجته فلم يتمنّعِ
وأمالَك الواشي ولولا غِرَّة ٌ
كان الصِّبى سبباً لها لم تخدعِ
فجمعتُ أثقالَ الصدودِ إلى النوى
فوق المَلامِ إلى فؤادٍ موجَعِ
يا راحلاً والقلبُ بين رِحاله
يقتادهُ حفظاً لعهدِ مضيّعِ
هلاَّ وقفتَ على محبّك حافظاً
عهد الهوى فيه وقوفَ مودّعِ
كيف السبيل إلى السلوّ ولم تُعدْ(36/54)
عقلي عليَّ ولم تدعْ قلبي معي
فسقى زماناً مرّ لي بطويلعٍ
صوبُ الحيا وسقى عراص طويلعِ
فلأصبرنّ على الزمان وجوره
صبر امريءٍ متجمّلٍ لم يخضعِ
ولألبسنَّ من التّجلدِ نثرة ً
حصداءَ تهزأُ من سوابغَ تبّعِ
ولأشكرنَّ حوادثاً قذفتْ بآ
مالي إلى الملك الهمام الأروعِ
ضافي لباسِ المجدِ صافي المَشرعِ
ورأتُ أحسنَ منظرٍ وخبرتُ أطـ
يبَ مخبرٍ وحللتُ أَرفعَ موضعِ
في ظلِّ وضّاحِ الجبين سميذعٍ
من نسلِ وضّاح الجبين سميذعِ
الأشرفِ الملك الذي بذلُ النَّدى
من كفّه طبعٌ بغيرِ تطبُّعِ
ملكٌ له يوم الهياج مواقفٌ
مشهورة ٌ لا يدعيها مُدَّعي
متبسّمٌ في كلِّ يومٍ عابسِ
متوضّحٌ في كل خطبٍ أسفَعِ
يروي حرارَ السّمهري بكفه
يوم الوغى من قلب كل مدرّعِ
سِيَّانِ عند يمينِه وحسامِه
في الحربِ هامة ُ حاسرٍ ومعنَّعِ
ولطالما حطَم الوشيجَ بكفّه
من بعدِ حشوِ الدرعِ بين الأضلعِ
ملكٌ متى استسقيتَ بحرَ يمينه
جادتْ عليك بديمة ٍ لم تُقلعِ
حسنتْ مواقعُها وكم مِن ديمة ٍ
جهلتْ فجادتْ في سباخٍ بلقعِ
ولطالما غشيَ الوغى بثلاثة ٍ
في ظهرِ منسوبٍ يطيرُ بأربعِ
بأصمَّ معتدلٍ وأبيضَ صارمٍ
وجنانُ مضَّاء العزيم مشيَّعِ
كم موقفٍ ضنكٍ فلولا صبرُه
فيه لوقع البيضِ لم يتوسَّعِ
من معشرٍ شرعوا السَّماح وأرشدوا
فيه العُفاة َ إلى طريقٍ مَهيَعِ
فبلغتُ من نعماه مالا ينتهي
أملي ولم يطمحْ إليهِ مطمعي
وصروفَ دهري أن تطوفَ بمربعي
متبرعٌ بالجودِ قبلَ سؤاله
والجودُ جود الباديء المُتبرّعِ
فغدوتُ أنشد جوده متمثلاً
ونوالهُ مثلَ السُّيولِ الدُّفعِ
ولقد دعوتُ ندى الكرام فلم يجب
فلأشكرنَّ ندى ً أجابَ وما دعى "
العصر العباسي >> ابن عنين >> قسماً بمن ضمَّتْ أباطحُ مكة ٍ
قسماً بمن ضمَّتْ أباطحُ مكة ٍ
رقم القصيدة : 28016
-----------------------------------
قسماً بمن ضمَّتْ أباطحُ مكة ٍ
وبمن حواهُ من الحجيج الموقفُ
لو لم يقم موسى بنصر محمدٍ(36/55)
لعلا على درج الخطيب الأُسقُفُ
لولاهُ ما ذلَّ الصليبُ وأهلهُ
في ثغرِ دمياطٍ وعزَّ المصحفُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أشاقك من عُليا دمشقَ قصورُها
أشاقك من عُليا دمشقَ قصورُها
رقم القصيدة : 28017
-----------------------------------
أشاقك من عُليا دمشقَ قصورُها
وولدانُ روضِ النَّيربين وحورُها
ومنبجسٌ في ظلّ أحوى كأنه
ثيابُ عروسٍ فاحَ منها عبيرُها
منازلُ أنسٍ ما أمحَّتْ ولا امَّحتْ
بمرِّ الغوادي والسواري سطورها
كأنَّ عليها عبقريَّ مطارفٍ
من الوَشي يُسديها الحَيا ويُنيرُها
تزيد على الأيام نوراً وبهجة ً
وتذوي الليالي وهي غضٌّ حَبيرُها
إِذا الريحُ مرَّتْ في رباها كريهة ً
حباها بطيب النشرِ فيها مرورها
سقى اللهُ دوْحَ الغُوطتين ولا ارتوى
من الموصلِ الحدباءِ إلا قبورُها
فيا صاحبي نجواي بالله خبِّرا
رهينَ صباباتٍ عسيرٌ يسيرُها
أمن مرحٍ مادتْ قدودُ غصونها
ببهجتها أم أطربتها طيورها
خليليَّ إنَّ البينَ أفنى مدامعي
فهل لكما من عبرة ٍ أستعيرها
لقد أنسيت نفسي المسراتُ بعدكم
فإنْ عادَ عيدُ الوصلِ عاد سرورها
على أَنَّ لي تحت الجوانح غلَّة ً
إِذا جادها دمعٌ تلظَّى سعيرُها
وقاسمتماني أن تعينا على النوى
إِذا نزواتُ البين سار سؤورُها
ففيمَ تماديكم وقد جدَّ جدُّها
كما تريانواستمرَّ مريرُها
وأصعبُ ما يلقي المحبُّ من الهوى
تداني النوى من خلة ٍ لا يزورها
فيا ليتَ شعري الآنَ-دع ذكر ما مضى -
أوائل أيامِ النوى أَمْ أخيرُها
متى أنا في ركبٍ يؤمُّ بنا الحمى
خفافٌ ثِقالٌ بالأماني ظهورُها
حروفٌ بأفعالٍ لهنَّ نواصبٌ
إِذا آنستْ خفضاً فرفعٌ مسيرُها
تظنُّ ذُرى لبنانَ والليّلُ عاكفٌ
صديعَ صباحٍ من سُراها يجيرُها
وقد خلَّفتْ رعنَ المداخل خلفَها
ونكَّبَ عنها من يمين سنيرها
فيفرحَ محزونٌ وَيكبتَ حاسدٌ
وتبردَ أكبادٌ ذكيٌّ سعيرها
وقد ماتتْ الآمالُ عندي وإنما
إِلى شرفِ الدين المليكِ نُشورُها(36/56)
مليكٌ تحلى الملكُ منه بعزمة ٍ
بها طالَ مِن رمح السِماك قَصيرُها
يلاقي بني الآمالِ طلقاً فبشرهُ
بما أمَّلته من نجاحٍ بَشيرُها
فما نعمة ٌ مشكورة ٌ لا يبثُّها
وما سيرة ٌ محمودة ٌ لا يَسيرُها
همامٌ تظلُّ منه الشمسُ منعزماتهِ
محجبة ٌ نقعُ المذاكي ستورها
مهيبٌ فلو لاقى الكواكب عابساً
تساقطتِ الجوزا وخرَّت عَبورُها
تشرّفُ أندى السحبِ إنْ قال قائلٌ
لأدنى نوالٍ منه هذا نظيرُها
حلفتُ بما ضمتْ أَباطحُ مكة ٍ
غداة َ منى ً والبُدْنُ تَدمى نُحورُها
لقد فازَ بالملكِ المعظَّمِ أمة ٌ
إِلى عدله المشهورِ رُدَّتْ أُمورُها
العصر العباسي >> ابن عنين >> عسى البارق الشاميُّ يهمي سحابهُ
عسى البارق الشاميُّ يهمي سحابهُ
رقم القصيدة : 28018
-----------------------------------
عسى البارق الشاميُّ يهمي سحابهُ
فتخضلَّ أثباجُ الحمى ورحابهُ
وتسري الصباي جانبيه عليلة ً
كما فتقتْ من حضرميّ عيابهُ
خليليّ ما لي بالجزيرة لا أرى
للمياءَ طيفاً يزدهيني عتابهُ
فيا من لراجٍ أنْ تبيتَ مُغِذَّة ً
ببيداءَ دونَ الماطرونَ ركابهُ
إذا جبلُ الريُّانِ لاحتْ قبابهُ
لعيني ولاحتْ من سنيرِ هضابه
وهبَّتْ لنا ريحٌ أتتنا من الحِمى
تحدثُ عمّا حمّلتها قبابه
وقامتْ جبالُ الثلج زُهراً كأنها
بقيَّة ُ شيبٍ قد تلاشى خضابُه
ولاحتْ قصورُ الغوطتين كأنها
سفائنُ في بحرٍ يعبُّ عُبابُه
وأعرض نسرٌ للمصلَّى غديَّة ً
كما انجابَ عن ضوءِ النهار ضَبابُه
لثمتُ الثرى مستشفياً بترابه
ومَن لي بأنْ يَشفي غليلي ترابُه
ومستخبرٍ عنَّا وما من جهالة ٍ
كشفتُ الغِطا عنه فزالَ ارتيابُه
وأَذْكَرُتُه أيام دمياط بيننا
وبين العدى والموتُ تهوي عُقابُه
وجيشاً خلطناهُ رحابٌ صدورهُ
بجيشٍ من الأعداءِ غلبٍ رقابه
وقد شرقتْ زرقُ الأسنَّة ِ بالدما
وأنكرَ حدَّ المشرفيِّ قرابه
وعرَّد إلاَّ كلَّ ذمرٍ مغامسٍ
ونكَّبَ إلاّ كلَّ زاكٍ نصابه
تركناهمُ في البحر والبر لُحمة ً(36/57)
تقاسمهمْ حيتانه وذئابه
ويوماً على القيمون ماجتْ متونهُ
بزرق أعاديه وغصَّتْ شِعابُه
نثرنا على الوادي رؤوساً أعزَّة ً
لكل أخي بأسٍ منيعٍ جنابُه
ورضنا ملوكَ الأرض بالبيض والقنا
فذلَّ لنا من كل قطرٍ صعابه
فكم أمردٍ خطَّ الحسامُ عذاره
وكم أشيبٍ كان النجيعَ خضابه
وكم قد نزلنا ثغرَ قوم أعزَّة ٍ
فلم نَرْتَحِلْ حتى تَداعى خرابُه
وكم يوم هولٍ ضاقَ فيه مجالُنا
صبرنا له والموتُ يُحرق نابُه
يسيرُ بنا تحتَ اللواءِ ممدَّحٌ
كريمُ السجايا طاهراتٌ ثيابُه
نجيبٌ كصدرِ السمهريِّ منجّحٍ الـ
ـسرايا كريمُ الطبعِ صافٍ لبابُه
من القومِ وضَّاحُ الأسرَّة ِ ماجدٌ
إِلى آلِ أيوبَ الكرامِ انتسابُه
ففرَّج ضيقَ الْقَوْمِ عنَّا طعانُه
وشتَّت شملَ الكفر عنّا ضِرابُه
وأصبح وجهُ الدين بعد عبوسهِ
طليقاً ولولاهُ لطالَ اكتئابه
جهادٌ لوجه اللهِ في نصر دينهِ
وفي طاعة ِ اللهِ العزيزِ احتسابُه
حميتُ حمى الإسلامٍ فالدينُ آمنٌ
تُذاد أقاصيهِ ويُخشى جنابُه
وما بغيتي إِلاَّ بقاؤك سالماً
لذا الدينِ لا مالٌ جزيلٌ أُثابُه
العصر العباسي >> ابن عنين >> ما سرُّ سكانِ الحِمى بِمُذاعِ
ما سرُّ سكانِ الحِمى بِمُذاعِ
رقم القصيدة : 28019
-----------------------------------
ما سرُّ سكانِ الحِمى بِمُذاعِ
عندي ولا عهدُ الهوى بِمضاع
أين الحِمى مني سقى اللهُ الحِمى
ريّاً وكان له الحفيظَ الراعي
ومنازلاً بينَ البقاعِ وراهطٍ
أكرمْ بها من أربُعٍ وبقاعِ
تلكَ المنازلُ لا منازلُ أنهجتْ
بين الكثيب الفردِ والأجراعِ
كم بات يُلهينى بها مصنوعة ُ الـ
ألحان أو مطبوعة ُ الأسجاعِ
إنسية ٌ بيضاءُ أو أيكية ٌ
ورقاءُ عاكفة ٌ على التَّرجاعِ
كحلاءُ ضاقتْ عن إِجالة ِ مرْودٍ
وجراحها في القلبِ جدُّ جراعِ
ومدامة ٍ لم يُبقِ طولُ ثَوائها
في خِدرها إِلاَّ وميضَ شُعاعِ
من كفِّ مصقولِ العوارضِ آنسٍ
يرنو بمقلة جؤذرٍ مُرتاعِ
وقفتْ عقاربُ صدغهِ في خدهِ(36/58)
حيرى وباتتْ في القلوب سواعي
راضتْ خلائقهُ العقارُ وبدِّلتْ
نزقَ الصبى بموقّرٍ مطواعِ
في روضة ٍ نسجتْ وشائعَ بُرْدها
كفُّ السَّحاب وأيُّ كفّ صنَاعِ
حلَّتْ بها الجوزاءُ عِقد نطاقِها
فتباشرتْ بالخصبِ والإمراعِ
وعلا زئيرُ الليثِ في عرصاتها
ما بينَ طرْفٍ واكفٍ وذراعِ
وتدافعتْ تلك التلاعُ فأتأقتْ
غدرانها بأتيِّ ذي دفَّاعِ
فكأنّما الملكُ المعظّمُ جادها
بنوالِه المتدفقِ المُنْباعِ
الخائض الغَمَراتِ في رَهَج الوغى
والحربُ حاسرة ٌ بغيرِ قِناعِ
والقومُ بينَ مردَّعٍ بدمائهِ
ومعرّدٍ بذَمائه مُنْصاعِ
في موقفٍ ضنكٍ كريهٍ طعمهُ
حُبسَ الفوارسُ منه في جَعجاعِ
بمطهَّمٍ نهدٍ كأنَّ مرورهُ
سيلٌ تدافع من متون تلاعِ
أولقوة ٍ شغواءَ حقًّق طرفُها
من رأسِ مرقبة ٍ طلاً في قاعِ
ومهنَّدٍ يبدو على صفحاتهِ
رقراقُ ماءٍ فوق نملٍ ساعِ
ومثقّفٍ إنْ رامَ مهجة َ فارسٍ
لم تَحمها موضونة ُ الأدراعِ
فكأنَّ مُحكمة َ السوابغِ عنده
من نسجِ خرقاءَ اليدينِ لكاعِ
بجنانِ مضَّاءِ العزائمِ رأيهُ
في الحربِ غيرُ الفائلِ الضَّعضاعِ
وكأنّما يختالُ في غمراتها
والنقعُ قد ستر الدُّجى بِلِفاعِ
ليثُ الشرى في متن أَجدلَ كاسرٍ
في الأرض تسألُ عن ذوي الإدقاعِ
خُلقتْ أناملُهُ لحطم مُثقَّفٍ
ولفلَّ هنديّ وحفظِ يراعِ
ما راية ٌ رفعتْ لأبعدِ غاية ٍ
إلاّ تلقّاها بأطولَ باعِ
ملأتْ مساعيهِ الزمانُ فدهرهُ
يومانَ يومُ قرى ً ويومُ قراعِ
وشأتْ أياديهُ الغيوثُ لأنها
تبقى وتلك سريعة ُ الإِقلاعِ
وله إِذا افتخر الملوكُ مفاخرٌ
لا تُعتَلى بأبُوَّة ٍ ومَساعِ
ماأوقدتْ نارُ الكرامِ بوهدة ٍ
في المحلِ إلاَّ شَبَّها بيَفاعِ
ترجوهُ أملاكُ الزمانِ وتتّقي
سطواتُ ضرّارٍ لهم نفاّعِ
ياأيها الملكُ المعظَّمُ دعوة ً
من نازحٍ قلقِ الحشا مُرتاعِ
لا يأتلي لدوامِ ملككَ داعياً
وإِلى وَلائك في المحافِل داعي
يُهدي إِليك من الثَّناءِ ملابساً
تضفو وتصفو من قذى الأطماعِ(36/59)
مصقولة َ الألفاظِ يلقاها الفتى
من كل جارجة ٍ بسمعٍ واعِ
فأبدعتَ فيما تنتحيه قأبدعتْ
فيك المدائحُ أيَّما إِبداعِ
فإلى متى أنا بالسفارِ أضيّعُ الـ
أيامَ بين الشدّ والإيضاعِ
حلفَ الرَّحالة َ والدجى فرواحلي
ما تأتلي ممعوطة َ الأنساعِ
أشبهتُ عِمراناً وأَشبهَ كلُّ منْ
جاوزتُ منزلهُ فتى زنباعِ
بَيْنا أُصَبّحُ بالسلامِ محلة ً
حتى أمسّي أهلها بوداعِ
أبدأ أرقّحُ كي أرقّعَ خلّة ً
من حالة ٍ مثل الردا المُتداعي
قسماً بما بينَ الحطيمِ إلى الصّفا
من طائف متنسكٍ أو ساعِ
إِني إِلى تقبيلِ كفكَ شيّقٌ
شوْقاً يضمُّ على جوى ً أَضلاعي
العصر العباسي >> البحتري >> مرحبا بالخيال منك المطيف
مرحبا بالخيال منك المطيف
رقم القصيدة : 2802
-----------------------------------
مَرحَباً بالخَيَالِ مِنْكِ المُطِيفِ،
في شُمُوسٍ لمْ تَتّصِلْ بِكُسُوفِ
وَظِبَاءٍ هِيفٍ تُجَلُّ عَنِ التّشْـ
ـبِيهِ في الحُسْنِ بالظّبَاءِ الهِيفِ
كَيْفَ زُرْتُمْ، وَدونَكُمْ رَمْلُ يَبرِيـ
ـنَ، ففَلْجٌ، والحَيُّ غيرُ خُلُوفِ
وَرِدَاءُ الظّلْمَاءِ في صِبْغِهِ الأسْـ
وَدِ، والصّبْحُ مِنْ وَرَاءِ سُجُوفِ
زَوْرَةٌ سَكّنَتْ غَليلاً، وَقَدْ ها
جَتْ غَليلاً مِنْ هَائِمٍ مَشْغُوفِ
قِفْ بِرَبْعٍ لَهُمْ عَفَاهُ رَبيعٌ،
وَمَصِيفٍ مَحَاهُ مَرُّ مَصِيفِ
وَاعصَ هذا الرّكْبَ الوُقُوفَ وإنْ أفْـ
ـتَوْكَ لَوماً في فَرْطِ ذاكَ الوُقُوفِ
فَقَلِيلٌ، فِيمَا يُلاقيهِ أهْلُ الـ
ـحُبّ، طُولُ المَلاَمِ، والتّعنِيفِ
وَخَليلٍ، لا أرْهَبُ الدّهْرَ ما دُمْـ
ـتُ أرَاهُ، والدّهْرُ جَمُّ الصّرُوفِ
أَوجَدَتنِيهِ هِمَّهٌ خَرَقَتْ بي
كُلَّ خَرقٍ من البِلادِ مخُوفِ
لا يُفيدُ الصّديقَ مَنْ لا يُفيدُ الـ
ـعِيسَ حَظّاً من الوَجَى والوَجِيفِ
وَتِلادُ الإخْوَانِ تُخْلِقُهُ البِذْ
لَةُ، مَا لَمْ تُغِبّهُ بالطّرِيفِ
أنَا رَاضٍ، وَوَاثِقٌ مِنْ أبي الفَضْـ(36/60)
ـلِ بِفِعْلٍ عَلى النّدَى مَوْقُوفِ
سَبَبٌ بَيْنَنَا، مِنَ الأدَبِ المَحْـ
ـضِ، قَوِيٌّ الأسْبَابِ، غيرُ ضَعِيفِ
وَحَلِيفي عَلى الزّمَانِ سَمَاحٌ
مِنْ كَرِيمٍ، للمَكْرُمَاتِ حَليفِ
مَدّ مِنْ ظِلّهِ عَليّ، وَبَوّا
نيَ رَبْعاً مِنْ رَبْعِهِ المألُوفِ
عِندَ جَزْلٍ مِنَ النّوَالِ، وَوَعْدٍ
لا يُزَجّى بالمَطْلِ والتّسْوِيفِ
وَمُرَدًّى بالبِشْرِ يَبْسُطُ للزّوّا
رِ وَجْهاً مِثْلَ الهِلالِ المُوفي
أرْيَحِيٌّ، لَهُ، عَلى مُجْتَديهِ،
رِقّةُ الوَالِدِ الرّحِيمِ الرّؤوفِ
يَتَرَقّى إلى المَعَالي، مِنَ الأمْـ
ـرِ، بِنَفْسٍ عَنِ الدّنَايَا عَزوفِ
يَصرَعُ الخَطبَ وَهْوَ صَعْبٌ جَليلٌ،
حُسْنُ تَدبيرِهِ الخَفيِّ، اللّطيفِ
رَائِحٌ، مُغْتَدٍ بحِلْمٍ ثَقِيلٍ،
رَاجِحٍ وَزْنُهُ، وَفَهْمٍ خَفيفِ
قُلَّبيٌّ، يَكادُ يَخْرُجُ مِنْ وَهْـ
ـمِكَ في شَكْلِهِ الرّشِيقِ الظّرِيفِ
وَكَأنّ الشّليلَ والنّثْرَةَ الحَصْـ
ـداءَ مِنْهُ عَلَى سَلِيلٍ غَرِيفِ
صَاحبُ الحَمْلَةِ التي تَنْقُضُ الزّحْـ
ـفَ بحَمْلِ الصّفُوفِ فَوْقَ الصّفُوفِ
يَتخَطّى الرّدَى فَيَملأُ صَدْرَ الـ
ـسّيْفِ مِنْ جَانِبِ الخَمِيسِ الكَثِيفِ
حَيْثُ لا يَهْتَدي الجَبَانُ إلى الفَرّ
وَحَيْثُ النّفُوسُ نُصْبُ الحُتُوفِ
في لَفيفٍ مِنَ المَنَايَا يُمَزِّقْـ
ـنَ، غَداةَ الهَيْجَاءِ، كُلَّ لَفِيفِ
وَمَقَامٍ بَينَ الأسِنّةِ ضَنْكٍ،
وِهَشيمٍ، مِنَ الظُّبَا، مَرْصُوفِ
مَدَّ لَيْلاً على الكُمَاةِ فَمَا يَمْـ
ـشُونَ فيهِ، إلاّ بِضَوْءِ السّيُوفِ
يا أبَا الفَضْلِ، قَدْ تَنَاهَى بُلُوغُ الـ
ـفَضْلِ مِنْ دُونِ فَضْلِكَ المَوْصُوفِ
مجْدُ سَهلٍ، والفَضْلِ، والحَسَنِ الإحْـ
ـسَانِ في مَجدِكَ الرّفيعِ الشّرِيفِ
كِسْرَوِيّونَ أوّلِيّونَ في السّؤ
دَدِ، بِيضُ الوُجُوهِ، شُمُّ الأنوفِ
سُدْتَ في سِنّكَ الحَدِيثِ، وَمَا النّجْـ
ـدَةُ إلاّ للأجْدَلِ الغِطْرِيفِ(36/61)
وإذا أُنْكِرَ البَخِيلُ مِنَ القَوْ
مِ.. فأنْتَ المَعْرُوفُ بالمَعْروفِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> صليلُ المواضي واهتزازُ القنا السُّمرِ
صليلُ المواضي واهتزازُ القنا السُّمرِ
رقم القصيدة : 28020
-----------------------------------
صليلُ المواضي واهتزازُ القنا السُّمرِ
بغيرِهما لا يُجتنى ثمرُ النَّصْر
وصبرً الفتى في المأزقِ الضنكِ فادحٌ
وركنّهُ أهدى طريقٍ إلى الفرِ
وتحت ظلامِ النَّقعِ تُشرقُ أوجهُ الـ
ثناءِ وجمعُ المجدَ في فرقة ِ الوقرِ
وما استعبدَ الأحرار كالعفوِ إنْ جنى
جَهولٌ وفضلُ الصدرِ في سَعة الصدرِ
ومن لم تنوهْ باسمه الحربُ لم يزلْ
وإنْ كرمتْ آباؤهُ خاملَ الذكرِ
إِذا غشيَ الحربَ العَوانَ تمخَّضتْ
وقد لقحتْ عن فتكة ٍ في العدى بكرِ
خلالٌ على ً لولا المعظَّمُ أعجزتْ
طرائقُها الأملاكَ بعد أَبي بكرِ
هلالٌ وبدرٌ أشرقا فابتهالُنا
إِلى الله إِبقاءُ الهلالِ مع البدرِ
مليكٌ إذا ما جالَ في متنِ ضامرٍ
ليومِ وغى ً أَبصرتَ بحراً على بحرِ
عليمٌ بتصريفِ القنا فرماحُه
مواقعُها بين التَّرائبِ والنَّحرِ
إِذا علَّ في صدر المدجَّج عاملاً
بدا علُّهُ فوقَ السنانِ على الظهرِ
وما مشبلٌ من أسدَ خفَّانَ باسلٌ
يذودُ الرَّدى عن أم شبلينِ في خدرِ
هزبرٌ إذا اجتازَ الأسودُ بغيلهِ
فأشجعها خافي الخطى خافتُ الزَّأرِ
حواليهِ أشلاءُ الوحوشِ نضيدة ٌ
غريضٌ على مستكرهٍ صائكِ الدَّفرِ
بِوادٍ تَحاماهُ الأُسودُ مهابة ً
ونكَّبَ عن مسراهُ والجة ُ السَّفرِ
بأعظمَ منه في القلوبِ مهابة ً
وإنْ غضَّ منها بالطَّلاقة ِ والبشرِ
بكلَّ فتى ً من آلِ أيوبَ لم يزلْ
دِفاعاً لخطبٍ أو سِداداً على ثَغر
إِذا استلأموا يومَ النِزال حسبتَهم
أسودَ العرينِ الغلبِ في غاية ِ السُّمرِ
فلا وزرٌ من بأسه لعداتهِ
ولو وقلتْ كالعصمِ في شامخٍ وعرِ
ولو حاولَ المريخُ في الأفقِ منعها
لخيَّم ما بين النَّعائم والغَفر(36/62)
فيا أيّها الملكُ المعظَّمُ دعوة ً
إليكَ لمطويّ الضلوعِ على جمرِ
غريبٌ إذا ما حلّ مصراً أبى له
وشيكُ النوى إلاّ ارتحالاً إلى مصرِ
له غُنية ٌ عن غيركم من قناعة ٍ
وأمّا إلى معروفكم فأخو فقرِ
فحتّامَ لا أنفكُّ في ظهرِ سبسبِ
أهجّرُ أو في بطن دويّة ٍ قفرِ
أُشقّقُ قلبَ الشرقِ حتى كأنني
أفتشُّ في سودائهِ عن سنا الفجرِ
ويقبحُ بي أن أرتجي من سواكمُ
نوالاً وأن يعزى إلى غيركم شكري
العصر العباسي >> ابن عنين >> سلوا صهواتِ الخيلِ يومَ الوغى عنَّا
سلوا صهواتِ الخيلِ يومَ الوغى عنَّا
رقم القصيدة : 28021
-----------------------------------
سلوا صهواتِ الخيلِ يومَ الوغى عنَّا
إِذا جهلتْ آياتُنا والقَنا اللُّدْنا
غداة َ لَقِيَنا دونَ دمياطَ جحفلاً
من الرومِ لا يُحصى يقيناً ولا ظنا
قد اتفقوا رأياً وعزماً وهمة ً
وديناً وإِن كانوا قد اختلفوا لُسنا
تداعوا بأنصارِ الصليبِ فأقبلتْ
ولُوغاً ولكنَّا ملكنا فأسجحنا
عليهمْ من الماذيّ كلُّ مفاضة ٍ
دلاصٍ كقرنِ الشمسِ قد أحكمتْ وضنا
وأطعمهم فينا غرورٌ فأرقلوا
إلينا سراعاً بالجيادِ وأرقلنا
فما برحتْ سمرُ الرماحِ تنوشهم
بأطرافها حتى استجاروا بنا مِنَّا
سقيناهم كأساً نفتْ عنهمُ الكرى
وكيف ينامُ الليلَ من عَدِم الأمنا
لقد صبروا صبراً جميلاً ودافعوا
طويلاً فما أجدى دفاعٌ ولا أغنى
فألقَوْا بأيديهم إِلينا فأحسنَّا
وما برحَ الإحسانُ منا سجيّة ً
تَوارثَها عن صِيد آبائِنا الأبنا
منحنا بقاياهم حياة ً جديدة ً
فعاشُوا بأعناقٍ مقلَّدة ٍ مَنَّا
ولو ملكوا لم يأتلوا في دمائنا
وقد جرَّبونا قبلها في وقائعٍ
تعلّمغمر القوم منّا بها الطعنا
فكم مِن مليكٍ قد شددنا إِساره
وكم من أسيرٍ من شقا الأسر أطلقنا
أسودُ وغى ً لولا قراعُ سيوفنا
لما ركبوا قيداً ولاسكنوا سجنا
وكم يوم حرٍّما لقِينا هجيرَه
بسترٍ وقُرٍّ ما طلبنا له كِنَّا
فإنّ نعيمَ الملك في شظفِ الشّقا(36/63)
يُنال وحلوَ العزّ من مُرّه يُجنى
يسيرُ بنا من آلِ أيوبَ ماجدٌ
أبى عزمُه أن يَستقرَّ به مغنى
كريمُ الثنا عارٍ من العارِ باسلٌ
جميلُ المحيّا كاملُ الحسنِ والحسنى
لعمركَ ما آياتُ عيسى خفيّة ٌ
هي الشمسُ للأقصى سناءً وللأدنى
سرى نحو دمياطَ بكل سميذعٍ
نجيبٍ يرى وردَ الوغى الموردَ الأهنا
فأجلى علوجَ الرومِ عنها وأفرحتْ
قلوبُ رجالٍ حَاَلَفتْ بعدَها الحزنا
وطهّرها من رجسهم بحسامه
همامٌ يرى كسبَ الثنا المغنم الأسنى
مآثرُمجدٍ خلَّدتها سيوفُه
لها نبأ يفنى الزمانُ ولا يفنى
وقد عرفتْ أسيافنا ورقابهم
مواقعَها فيها فإِنْ عاودوا عدنا
العصر العباسي >> ابن عنين >> أرى شأنيكَ شأنهما انبجاسُ
أرى شأنيكَ شأنهما انبجاسُ
رقم القصيدة : 28022
-----------------------------------
أرى شأنيكَ شأنهما انبجاسُ
تجنَّبَ مقلتيكَ له النُّعاسُ
تُداوي داءَ شوقك بالأماني
فيُدركه من اليأس انتكاسُ
أحنُّ ومن وراءِ النهرِ داري
حنينَ العَود أَوْثَقهُ العِراسُ
فبانتْ عنه شِرَّتُه ولانتْ
عريكتُهُ وكان به شِماسُ
بأرضٍ لا الكلابُ بها كلابٌ
ولا الناسُ السَّراة ُ هناك ناسُ
لهم حملٌ بوعدكَ إنْ أرادوا
جميلاً لا يكون له نفاسُ
فكيف تبيتُ تطمعُ في مديحي
رجاءَ نَوالها العجمُ الخِساسُ
إذا طمعٌ كسا غيري ثياباً
يذلُّ بها كساني بها العزَّ ياسُ
ولو أني مدحتُ ملوكَ قومي
تراغَتْ حوليَ النَّعَمُ الدِّخاسُ
فإنَّ الناسَ في طرقِ المعالي
لهم تَبَعٌ وهم للناسِ راسُ
ملوكٌ دأبُهم شرفٌ ومجدٌ
ودأبُ سواهم طربٌ وكاسُ
فلولا آلُ أيوبَ بن شاذي
لكانَ لمعهدَ الجودَ اندراسُ
يدافعُ عن حماهم كل ذمرٍ
له في غمرة ِ الموتِ انغماسُ
هم تركوا صليبَ الكفرِ أرضاً
يداسُ وكانَ معبوداً يباسُ
وأَرْغمَ بأسُهم آنافَ قومٍ
تجنّبها لعزتها العطاسُ
أولو عدلٍ يموتُ الليثُ منه
طوى ً وبجنبِ مأواهُ الكناسُ
بأحلامٍ موقرة ٍ إذا ما
تزعزعَ يذبُلٌ وهفا قُساسُ(36/64)
بنوا في ذروة ِ العلياءِ بيتاً
لجودهم حواليهِ ارتجاسُ
فمن سمرِ الرماحِ له عمادٌ
ومن بيضِ الصفاحِ له أساسُ
العصر العباسي >> البحتري >> فأحسن ما قال امرؤ فيك دعوة
فأحسن ما قال امرؤ فيك دعوة
رقم القصيدة : 3008
-----------------------------------
فَأَحْسَنُ ما قالَ امْرؤٌ فِيكَ دَعْوَةٌ
تَلاَقَتْ عَلَيْها نِيَّةٌ وقُبُولُ
وشُكرٌ كأَنَّ الشَّمسَ تُعْنَى بنَشرهِ
فَفِي كُلِّ أَرْضِ مُخْبِرٌ ورَسُولُ
يُبينَانِ عَرْفَ العُرْفِ حَتَّى كأَنَّمَا
يؤَرَّقُ في يَوْم الشَّمَالِ شَمُولُ
وكَمْ لَكَ نُعْمَى لو تَصَدَّى لشُكرِهَا
لِسَانُ مُعِدٍّ لاعْتَرَاهُ نُكُولُ
أُكَلِّفُ نَفسِي أَن أُقَابلَ عَفوَهَا
بجُهْدِي ، وهَل يَجْزِي الكَثِيرَ قَليلُ
فإِنْ أَنا لم أَصْدَعْ بِشُكْرِكَ إِنَّني
وحَاشايَ من خُلْقِ البَخِيلِ ـ بَخِيلُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> حبيبٌ نأى وهو القريبُ المُصاقِبُ
حبيبٌ نأى وهو القريبُ المُصاقِبُ
رقم القصيدة : 28023
-----------------------------------
حبيبٌ نأى وهو القريبُ المُصاقِبُ
وشحطُ نوى ً لم تنضَ فيهِ الركائبُ
وإِنَّ قريباً لا يُرجَّى لِقاؤهُ
بعيدٌ تناءى والمدى متقاربُ
أَلينُ لصعبِ الخُلقِ قاسٍ فؤادُهُ
وأعتبهُ لو يرَ عويَ من يعاتبُ
من التركِ ميّاسُ القوامِ مهفهفٌ
له الدرُّ ثغرٌ والزُّمرُّدُ شارِبُ
يفوّقُ سهماً من كحيلٍ مضيّقٍ
له الهدبُ ريشٌ والقسيُّ الحواجبُ
أسالَ عذاراً في أسيلٍ كأنّهُ
عَبيرٌ على كافورِ خدَّيهِ ذائبُ
وأَنْبَتَ في حِقفِ النَّقَاخِيزُ رانة
تُقِلُّ هلالاً أَطلعتْهُ الذَّوائبُ
سعتْ عقربا صُدغيهِ في صحنِ خدهِ
فهنَّ لقلبي سالباتٌ لواسبُ
عجبتُ لجفنيهِ وقد لجَّ سُقمٌها
فصحَّتْ وجسمي من أذاهنَّ ذائبُ
ومن خصرهِ كيفَ استقلَّ وقد غدتْ
تجاذبهُ أردافهُ والمناكبُ
ضنيتُ به حتى رثتْ لي عواذلي
ورقَّ لما ألقى العدوُّ المُناصبُ
وما كنتُ ممَّنْ يستكينُ لحادثٍ(36/65)
ولكنَّ سلطانَ الهوى لا يغالبُ
سحائبُ أجفانٍ سوارٍ سواربُ
وأ'باءُ أشواقٍ رواسٍ رواسبُ
فهل ليَ من داءِ الصبابة ِ مَخلصٌ
لعمري لقد ضاعتْ عليَّ المذاهبُ
حلبتُ شطورَ الدهر يُسراً وعُسرة ً
وجرَّبتُ حتى حنكتني التجاربُ
فكم ليلة ٍ قد بتُّ لا البدرُ مشرقٌ
يُضيءُ لِترائبهِ ولا النَّجمُ غارِبُ
شققتُ دجاها لا أرى غيرَ همَّتي
أنيساً ولا لي غيرُ عزميَ صاحبُ
بممغوطة الأنساعِ قَوْدٍ كأنها
على الرملِ من إثرِ الأفاعي مساحبُ
وبحرٍ تبطَّنتُ الجواري بظهره
فجبنَ وهنَّ المقرباتِ المناجبُ
إلى بحرِ جودٍ يخجلُ البحرَ كفُّهُ
فقلْ عن أياديهِ فهنَّ العجائبُ
إِلى ملكٍ ما جادَ إِلاَّوأَقلعتْ
حياءً وخوفاً من يديهِ السحائبُ
إِلى أَبلجٍ كالبدرِ يُشرِقُ وجهُه
سناءً إِذا التفتْ عليهِ المواكبُ
تسنَّمَ من أعلى المراتبِ رتبة ً
تقاصرُ عن أدنى مداها الكواكبُ
لنا مِن نداهُ كلَّ يومٍ رغائبٌ
ومِن فعلهِ في كلّ مدحٍ غرائبُ
فتى ً حصنهُ ظهرُ الحصانِ ونثرة ٌ
تكلُّ لديها المُرهَفاتُ القَواضبُ
مضعافة ٌ حتى كأنَّ قتيرها
حبابٌ حبتهُ بالعيونِ الجنادبُ
يريهِ دقيقُ الفكرِ في كلِّ مشكلٍ
من الأمرِ ما تُفضي إِليه العواقبُ
أتيتُ إليهِ والزمانُ عنادهُ
عنادي وقد سدَّتْ عليّ المذاهبُ
ليرفعَ من قدري ويجزِمَ حاسدي
وأصبحَ في خفضٍ فكم أنا ناصبُ
فلم أرَ كفاً عارضاً غيرَ كفّهِ
بوجهٍ ولم يزوَرَّ للسخط حاجبُ
قطعنا نِياطَ العيسِ نحوَ ابنُ حرَّة ٍ
صفتْ عندهُ للمعتفينَ المشاربُ
إِلى طاهرِ الأنسابِ ما قعدتْ به
عن المجدِمن بعضِ الجدودِ المناسبُ
دعا كوكباناً والنجومُ كأنها
نطاقٌ عليهِ نظَّمتهُ الثواقبُ
فرامَ امتناعاً عنهُ وهو مرادهُ
كما امتنعتْ عن خَلوة البَعل كاعبُ
وليس بِراشٌ منه أقوى قواعداً
وإنْ غرَّ من فيهِ الظُّنونُ الكواذبُ
تقِلُّ على كُثْرالعديدِ عُداتُه
وتكثٌر منهم في النوادي النوادبُ
ونصحي لهم أن يهربوا من عقابه(36/66)
إليهِ فإنَّ النُّصحَ في الدينِ واجبٌ
بقيتَ فكم شرَّفتَ باسمكَ منبراً
وكم نالَ من فخرٍ بذكركَ خاطبُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا ظالماً جعل القَطيعة َ مَذْهبا
يا ظالماً جعل القَطيعة َ مَذْهبا
رقم القصيدة : 28024
-----------------------------------
يا ظالماً جعل القَطيعة َ مَذْهبا
ظلماً ولم أرَ عن هواهُ مذهبا
وأضاعَ عهداً لم أُضِعهُ حافظاً
ذممَ الوفاءِ وحالَ عن صبٍّ صبا
غادرتَ داعية َ البعادِ محبّتي
فبأيِّ حالاتي أرى متقرّبا
ظبيٌ من الأتراكِ تَثني قدَّهُ
ريحُ الصَبا ويُعيدُه لينُ الصِبى
ما بالهُ في عارضيهِ مسكهُ
ولقد عهدتُ المسكَ في سرر الظبا
غضبانُ لا يرضى فما قابلتهُ
متبسماً إلاّ استحالَ مقطّبا
أللهُ يعلمُ ما طلبتُ له الرضا
إِلاَّتجنَّى ظالماً وتجنَّبا
كم قد جنى ولقيتُه متعذراً
فكأنني كنتُ المسيءَ المذنبا
فيزيدهُ طولُ التذللِ عزَّة ً
أبداً وفرطُ الإعتذارِ تعتّبا
عجباً له اتخذَ الوشاة َ وقولهم
صدقاً وعاينَ ما لَقيتُ وكذَّبا
ورأى جيوشَ الصبرِ وهي ضعيفة ٌ
فأغارَ في خيلِ الصدودِ وأجلبا
يا بدرُ عمِّكَ بالملاحة ِ خالكَ الد
اجي فخصَّكَ بالملاحة ِ واجتبى
سبحانَ من أذكى بخدّك للصِبى
لَهبَاً تزيد به القلوبُ تلهُّبا
أوَ ما اكتفى من عارضيكَ بأرقمٍ
حتى لوى من فضلِ صُدغك عقربا
العصر العباسي >> ابن عنين >> ملكٌ إِذا ما الوفدُ حلَّ ببابهِ
ملكٌ إِذا ما الوفدُ حلَّ ببابهِ
رقم القصيدة : 28025
-----------------------------------
ملكٌ إِذا ما الوفدُ حلَّ ببابهِ
قالتْ شمائلُه الكريمة ُ مرحبا
أندى الملوكِ ندى ً وأطولهم يداً
وأعزُّهم خالاً وأكرمُهم أبا
ثبتُ الجَنان إِذا الجبالُ تزعزعتْ
حامي الحقيقة ِ حاملٌ ما أتعبا
ومقصّرٌ عن بعض ما أوليتُه
شكري وإنْ كنتَ الفصيحَ المسهّبا
ولو أنني نظَّمتُ فيكَ قلائد الـ
جوزاءِ كنتَ أجلَّ منها منصبا
العصر العباسي >> ابن عنين >> لا تعرضنَّ لضيقِ المقلِ(36/67)
لا تعرضنَّ لضيقِ المقلِ
رقم القصيدة : 28026
-----------------------------------
لا تعرضنَّ لضيقِ المقلِ
فتبيتَمن أمنٍ على وجلِ
واترك ظِباء التركِ سانحة ً
لا تعترضْ لحبائلِ الأجلِ
فمتى يُفيقُ وقيذُ نافذة ٍ
مشحوذة ٍ بالسِحر والكحَلِ
لا يوقعنَّكَ عذبُ ريقتها
أنا من سُقيتُ السُّمَّ في العسلِ
من كلّ مائسة ٍ منعَّمة ٍ
غرقى الأياطلِ فعمة َ الكفلِ
خطرتْ بمثلِ الرمحِ معتدلٍ
ورنتْ بمثلِ الصارمِ الصقلِ
وتنفَّستْ عن عنبرٍ عبقٍ
وتبسَّمتْ عن واضحٍ رتلِ
خودٌ تعثّرُ كلما رقصتْ
من شعرها بمسلسلٍ رَجِلِ
بيضاءُ تنظرُ من مضيَّقة ٍ
سوداءَ تهزأ من بني ثُعَلِ
وبليَّتي من ضِيق مُقلتِها
إِنْ خِيفَ فتكُ الأعيُن النُّجُلِ
تسعى بصافية ٍ مُعتَّقة ٍ
تبدو لنا في الكأسِ كالشُّعَلِ
هجرتْ بلوذانا مهاجرة ُ
وتنصّلتْ من غلظة الجبلِ
وتعتَّقتْ في آبلٍ حقباً
لم تُمتَهنْ مزجاً ولم تُذَلِ
ودنتْ كأنَّ شعاعها قبسٌ
بادٍ وإِنْ جلَّتْ عن المثَلِ
في روضة ٍ عُنيَ الربيعُ بها
فأبانَ صنعة َ علة ِ العِللِ
وكأنَّ آذاراً تنوَّقَ في
ماحاكَ من حُلَلٍ لها وحُلي
وكأنما فَرشتْ بساحتها
فَرُشَ الزُّمرُّدِ راحة ُ النَّفَلِ
وكأن كفَّ الجوّ من طربٍ
نثرتْ عليها أنجمُ الحملِ
شقَّ الشقيقُ بها ملابسَهُ
حزناً على ديباجة ِ الأصلِ
فكأنَّه قلبٌ تصدَّعَ عنْ
سودائِه فبدتْ من الخَلَلِ
خطبَ الهزارُ على منابرها
فاعجبْ لأعجمَ مفصحٍ غزلِ
ودعتْ حمائمُها مرجّعة ً
فوقفتُ في شغلٍ بلا شغلِ
فكأنَّ في أغصانها سَحَراً
ثاني الثَّقيلِ ومطلقِ الرملِ
وكأنّما أغصانها طربتْ
فتأوّدتْ كالشاربِ الثملِ
جَرَّ النسيمُ بها مَطارِفَهُ
فتنفَّستْ عن عنبرٍ شَمِلِ
همَّ الأٌاحُ بلثمِ نرجسها
فثنى له ليتاً ولم يطلِ
وتنظَّم المنثورُ وافتضحَ النَّـ
مامُ وانقبضتْ يدُ الطَّفلِ
وأسالَ باناسٌ ذوائبَهُ
فتجعدتْ في ضيّق السُّبُلِ
أنّى اتجهتَ لقيتَ منبجساً
متدفقاً في يانعٍ خضلِ(36/68)
فكأنّها استسقتْ فباكرها
كفُّ العزيزِ بمسبلٍ هَطِلِ
يغشى الوغى والحربُ قد كشرتْ
للموتِ عن أنيابها المصلِ
والشمسُ كالعذراءِ كاسفة ٌ
محجوبة ٌ بالنّقعِ في كللِ
ملكٌ صوارمهُ رسائلهُ
إنَّ الصوارمَ أبلغَ الرسلِ
ملكٌ قصرتُ على مدائحهِ
شعري وعندَ نوالهِ أملي
لا أبتغي من غيره نعماً
كم عفتُ من بِرٍّ تعرضَ لي
عثَّرتَ خلفكَ كلَّ ذيث كرمٍ
يجري وراكَ وأنتَ في مَهَلِ
ومتى ينالُ علاكَ مجتهدٌ
هيهاتَ أين التُرْبُ من زُحَل
سفهاً بحلمي إِن تركتُ أَتِـ
ـيَّ السيلِ واستغنيتُ بالوَشَلِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا مخجلَ الغيثِ المُلِثّ إِذا همى
يا مخجلَ الغيثِ المُلِثّ إِذا همى
رقم القصيدة : 28027
-----------------------------------
يا مخجلَ الغيثِ المُلِثّ إِذا همى
ومُهَجّنَ البحرِ المحيطِ إِذا طَما
أنتَ الذي ما زالَ واضحُ رأيهِ
كالصبحِ إِنْ ليلُ الحوادثِ أظلما
ياكعبة َ الفضلِ الذي ناديتهُ
بالحجّ أقدِمني إِليها مُحرِما
ما كانَ برقكّ خلّباً إذ شمتهُ
فعلامَ بتُّ وقد همى أشكو الظما
حاشا لمجدكَ أن ألوذَ بظله
وأكونَ في أتباعهِ صلة ً لما
ما قطَّبتْ لي لي حاجباكَ فليتني
أدري وقيتُ الذمَّ لم عبساها
ومراميَ الأقصى يراهُ سماحكم
سهلاً وإقتاري يراهُ مغنما
العصر العباسي >> ابن عنين >> ريح الشَّمالِ عساكِ أَنْ تتحمَّلي
ريح الشَّمالِ عساكِ أَنْ تتحمَّلي
رقم القصيدة : 28028
-----------------------------------
ريح الشَّمالِ عساكِ أَنْ تتحمَّلي
خِدَمي إِلى المولى الإمامِ الأفضلِ
وقفي بواديه المقدَّسِ وانظري
نورَ الهُدى مُتألّقاً لا يَأْتلي
مِن دوحة ٍ فخريَّة ٍ عُمَريَّة ٍ
طابتْ مغارِسُ مجدها المُتأثّلِ
مكيّة ِ الأنسابِ زاكٍ أصلها
وفروعُها فوق السِماكِ الأعْزلِ
واستمطري جدوى يديهِ فطالما
خَلَفَ الحَيا في كل عامٍ مُمْحِلِ
نعمٌ سحائبها تعودُ كما بدتْ
لا يعرفُ الوسميُّ منها والولي
بحرٌ تصدَّرَ للعُلومِ ومنْ رأى(36/69)
بحراً تصدَّرَ قلبهُ في محفلِ
ومُشَمّرٌ في اللّه يَسْحبُ للتُّقى
والدين سربالُ العفافِ المسبلِ
ماتتْ بهِ بدعٌ تمادى عمرها
دهراً وكان ظلامُها لا يَنجلي
غلِطَ امرؤٌ بأبي عليٍ قاسَهُ
ورسا سواه في الحضيضِ الأسفلِ
هيهاتَ قصَّرَ عن مداهُ أبو علي
لو أنَّ رسطاليسَ يسمعُ لفظة ً
من لفْظِهَ لعرَتْهُ هزة ُ أَفْكَلِ
ولحارَ بطليموسُ لو لاقاهُ مِن
برهانهِ في كلِّ شكلٍ مشكلِ
فلو أنّهم جمعوا لديهِ تيقَّنوا
أنَّ افضيلة َ لم تكنْ للأوّلِ
وبهِ يبيتُ الحلمَ معتصماً إذا
هزَّتْ رياحُ الشوقِ رُكنيْ يَذْبُلِ
يعفو عن الذنبِ العظيمِ تكرُّماً
ويجودُ مسؤولاً وإنْ لم يسألِ
أرضى الإلهَ بفعلهِ ودفاعهِ
عن دينِه وأَقرَّ عينَ المُرسَلِ
يا أيها المولى الذي درجاتهُ
ترنو إِلى فلكِ الثوابتِ من عِلِ
ما منصبٌ إلاّ وقدركَ فوقهُ
فبمجدكَ السامي يهنِّاُ ما تلي
فمتى أرادَ اللهُ رفعة َ منصبٍ
أفضى إِليكَ فنالَ أشرفَ منزلِ
لا زالَ ربعكَ للوفودِ محطّة ً
أبداً وجودكَ كهفَ كلّ مؤمّلِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> عجبتُ للطيفِ يا لمياءُ حين سَرى
عجبتُ للطيفِ يا لمياءُ حين سَرى
رقم القصيدة : 28029
-----------------------------------
عجبتُ للطيفِ يا لمياءُ حين سَرى
نحوي وما جالَ في عيني لذيذُ كرى
وكيف ترقدُ عينٌ طولَ ليلتِها
تدافعُ المقلقينَ الدمعَ والسهرا
باتتْ وساوسُ فكري فيكِ تخدعني
أَطماعُها وتُريني آلَهُ غُدُرا
أحبابَنا ما لِدمعي كلما اضطرمتْ
نارُ الجوى بينَ أحناءِ الضلوعِ جرى
وما لصبري الذي قد كنتُ أذخرُه
على النوى ناصراً يوم النوى غَدرا
وما لدهري إِذا استسقيتُ أشرقني
على الظما وسقاني آجناً كدرا
يصفي لغيري على ريٍّ مواردهُ
ظلماً ويوردني المستوبلُ المقرا
أشكو إِليه سَقاماً قد برى جسدي
أعيا الأساة َ ولو واصلتمُ لبرا
وليلة ٍ مثل موج البحرِ بتُّ بها
أكابدُ المزعجينَ الخوفَ والخرا
حتى وردتُ بآمالي إِلى ملِكٍ(36/70)
لو رامَ رداً لماضي أمسِه قدرا
فأصبحَ الدهرُ مما كان أسلفَهُ
إِليَّ في سالِف الأيامِ مُعتذِرا
وذادَ عني الرزايا حينَ أبصرني
بعزة الأمجدِ السلطانِ منتصرا
ملكٌ أرانا عليّاً في شجاعتهِ
وعلمهُ وأرانا عدلهُ عمرا
أغَرُّ ما نزعتْ عنهُ تمائِمُه
حتى تردَّى رِداءَ الملكِ واتَّزرا
من آلِ أيوبَ أغنتنا عوارفهُ
في كالحِ الجَدبِ أن نستنزلَ المطرا
ثَبْتُ الجَنانِ له حلمٌ يُوقّرُهُ
إنْ خامرَ الطيشُ ركنيْ يذبلٍ وحرا
الفارجُ الهَبَواتِ السودَ يوردُ في
مواقعِ الراشقاتِ الأبيضَ الذَّكرا
ومُقدمُ الخيلِ في لَبَّاتها قِصَدٌ
وعاقِرُ البُدنِ في يوميْ وغى ً وقِرى
وخائضُ الهولِ والأبطالِ محجمة ٌ
لا تستطيعُ به ورداً ولا صَدَرا
وثابتُ الرأيِ أغنتَ ألمعيَّتهُ
عن أن يشاركَه في رأيه الوُزرا
لا يتَّقي في الوغى وقعَ الأسنة ِ با
لزَّعْفِ الدلاص كفاه سيفُه وَزَرا
عارٍ من العارِ كاسٍ من مفاخرهِ
تكادُ عزَّتُه تستوقفُ القَدَرا
تمضي المنايا بما شاءتْ أسنتهُ
إِذا القنا بين فرسانِ الوغى اشتجرا
تكادُ تخفي النجومُ الزهرُ أَنفَسها
خوفاً ويُشرق بَهْرامٌ إِذا ذُكرا
يدعو العفاة ُ إلى أموالهِ الجفلى
إذا دعا غيرهُ في الأزمة ِ النقرى
مِن دَوْحة شَرُفتْ أعراقُها وزكتْ
منها الفروعُ وطابتْ مغرساً وثرى
لمَّا تخيَّرني أَروي قصائِدَه
مضيتُ قُدماً وخلَّفتُ الرواة ورا
فاعجبْ لبحرٍ غدا في رأسِ شاهقة ٍ
من العواصمِ طامٍ يقذفُ الدررا
شعرٌ سمتْ بهِ الشعرى لشركتها
فيه فقامتْ تُباهي الشمسَ والقمرا
لو قامَ بعضُ رواة ِ الشعرِ ينشدهُ
يوماً بأرض أزالٍ أخجلَ الحِبَرا
سحرٌ ولكنَّ هاروتاً وصاحبهُ
ماروتَ ما نهيا فيه ولاأمرا
كم قمتُ في مجلسِ الساداتِ أنشدهُ
فلم يكنْ لحسودٍ في علاهُ مرا
عجبتُ من معشرٍ كيفَ ادَّعوا سفهاً
من بعدما سمعوهُ أنهم شعرا
لولا التُّقى قلتُ لا شيءٌ يعادله
أَستغفرُ اللّهَ إِلاالنملُ والشُّعَرا
أنا الذي سار في الدنيا له مثلٌ(36/71)
أَهديتُ من سفهٍ تمراً إِلى هَجَرا
جَرَيْتُ في شأوهِ أبغي اللَّحاقَ به
فما تعلقتُ إِلا أن ظفرت بَرَى
والشعرُ صيدٌ فهذا جُلُّ طاقتِه
حرشُ الضِّبابِ وهذا صائدٌ بقرا
وليس مستنزِلُ الأوعال من يَفَعٍ
كمَنْ أتى نَفَقَ اليَربوعِ فاحتفَرا
وإن من شارفَ التسعينَ في شغلٍ
عن القوافي جديرٌ أن يقولَ هرا
العصر العباسي >> البحتري >> خيال ماوية المطيف
خيال ماوية المطيف
رقم القصيدة : 2803
-----------------------------------
خَيَالُ مَاوِيّةَ المُطِيفُ،
أرّقَ عَيْناً لهَا وَكِيفُ
أكْثَرَ لَوْمي عَلى هَوَاهَا،
رَكْبٌ، على دِمنَةٍ، وُقُوفُ
يَرْتَجُّ مِنْ خَلْفِها كَثِيبٌ،
يَعْيَا بهِ خَصْرُها الضّعيفُ
واهْتزَّ فِي بُردِها قَضَِيبٌ
مُعْتَدِلٌ قَدُّهُ قَضِيفُ
وَصِيفَةٌ في النّسَاءِ رَوْدٌ،
كَأنّهَا خِفّةً وَصِيفُ
أصْبَحَ في الحارِثِ بنِ كَعبٍ
طَوْدٌ، على مَذحِجٍ، مُنيفُ
تُرْجَى الرّغِيبَاتُ في ذُرَاهُ،
وَيُؤمَنُ الحَادِثُ المَخُوفُ
لله عَبْدُونُ أيُّ فَذٍّ،
تَخِفُّ عَن وَزْنِهِ الألوفُ
تَرَى أجِلاّءَ كُلّ قَوْمٍ،
وَهُمْ عَلى رِفْدِهِ عُكُوفُ
شَرُفْتُمُ، وَاعتَلَى عَلَيكُمْ
بِطُولِهِ، ذَلِكَ الشّرِيفُ
عَمّ بجَدْوَاهُ كُلَّ حَيٍّ،
فَذا تَلادٌ، وَذا طَرِيفُ
بت وَوَالي السّوَادِ مِثْلي،
يَجْمَعُنَا بِرُّهُ اللّطِيفُ
باتَ مُضِيفاً، وَبتُّ ضَيفاً،
فاشتَبَهَ الضّيفُ وَالمُضِيفُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا دهرُ ويحكَ ما عدا ممَّا بدا
يا دهرُ ويحكَ ما عدا ممَّا بدا
رقم القصيدة : 28030
-----------------------------------
يا دهرُ ويحكَ ما عدا ممَّا بدا
أرسلتُ سهم الحادثاتِ فأقصدا
أغْمدتَ سيفاً مرهَفاً شَفَراتُه
قد كان في ذات الإله مُجرّدا
فافعلْ بجَهدِكَ ما تشاءُ فإِنني
بعدَ المعظَّم لا أُبالي بالرَّدى
ما خلتهُ يفنى وأبقى بعدهُ
يا بؤس عيشي ما أمرَّ وأنكدا
لهفي على بدرٍ تغيَّب في ثرى(36/72)
رمسٍ وبحرٍ في ضريحٍ ألحدا
أبقيتَ لي يا دهرُ بعدَ فراقهِ
كبداً مقرَّحة ً وجفناً أرمدا
وجوى ً يُؤجّجُ بين أَثناءِ الحشا
ناراً تزايدُ بالدموعِ توقُّدا
لم كانَ خلقٌ بالمكارمِ والتُّقى
يبقى لكان مدى الزمانِ مُخلَّدا
أو كان شقُّ الجيبِ ينقذُ من ردى ً
شَقَّتْ عليكَ بنو أبيك الأكبُدا
أو كانَ يغني عنكَ دفعٌ بالقنا الـ
ـخَطيِّ غادَرَتِ الوَشيجَ مُقَصّدا
ولقد تمنَّتْ أنْ تكونَ فوارسٌ
من آل أيوبَ الكرامِ لكَ الفدا
أبكيتَ حتى نَثْرَة ً وطِمِرَّة ً
وحزنتَ حتى ذابلاً ومهنّدا
كم ليلة ٍ قد بتَّ فيها لا ترى
إلاّ ظهورَ الأعوجيّة ِ مرقدا
تَحمي حِمى الإسلامِ منتصراً لهُ
بعزائمٍ تستقربُ المستبعدا
ولرُبَّ ملهوفٍ دَعاهُ لحادثٍ
جَلَلٍ فكانَ جوابُه قبلَ الصَّدى
ولطالما شيمتْ بوارقُ كفّهِ
فهمتْ سحائبُها علينا عَسجدا
ما ضلَّ غمرٌ عن محجَّة ِ قصدهِ
إِلاَّ وكان لهُ إِليها مُرشِدا
يا مالكاً من بعدِ فقدي وجهَه
جارَ الزمانُ عليَّ بعدكَ واعتدى
أَعززْ عليَّ بأنْ يزورَك راثياً
مَن كان زاركَ بالمدائحِ مُنشِدا
كم مورِدٍ ضنكٍ وردتَ وطعمُه
مرٌّ وقد عافَ الكماة ُ الموردا
وعزيزِ قومٍ مترَفٍ سربلتَه
ذُلاّ وكان الطّاغِيَ المتمرّدا
أَركبتَه حلَقاتِ أَدهمَ قصَّرتْ
منه الخطا من بعدِ أشقرَ أجردا
لولا دفاعُكَ بالصوارِمِ والقنا
عن حوزة ِ الإسلامِ عادَ كما بدا
وديارُ مصرٍ لو ونتْ عزماتهُ
عن نصرها لتمكنتْ فيها العدا
ولأمستِ البيضُ الحرائرُ أسهماً
فيها سبايا والموالي أَعْبُدا
ولأصبحتْ خيلُ الفرنجِ مُغيرة ً
تجتابُ ما بينَ البقيعِ إلى كدى
وبثغرِ دمياطٍ فكم من بيعة ٍ
عبدَ الصليبُ بها وكانَت مسجدا
أنقذتها من خطَّة ِ الخسفِ التي
كانت أحلَّتها الحضيضَ الأوْهدا
أجلَيتَ ليلَ الكفرِ عنها فانطوى
وأنرتَ في عرصاتها فجرَ الهدى
ولقدْ شهدتكَ يومَ قيساريَّة ٍ
والشمسُ قد نسجَ القتامُ لها ردا
والكفرُ معتصمٌ بسورٍ مشرفِ الـ(36/73)
أبراجِ أحكم بالصفيحِ وشيِّدا
فجعلتَ عاليها مكانَ أساسِها
وألنتَ للأخشابِ فيها الجامدا
قلْ للأعادي إنْ فقدنا سيّداً
يَحمي الذمارَ فقد رُزِقنا سيّدا
الناصرُ الملكُ الذي أضحى برو
حِ القدسِ في كلِّ الأمورِ مؤيَّدا
أعلى الملوكِ محلَّة ً وأسدُّهم
رأياً وأشجعُهم وأطولُهم يدا
ماضي العزيمة ِ لا يرى في رأيهِ
يومَ الكريهة ِ حائراً متردِّدا
يقظٌ يكادُ يريهِ ثاقبُ فكرهِ
في يومهِ ما سوفَ يأتيهِ غدا
العصر العباسي >> ابن عنين >> لو أنَّ غيرَ الدهرِ كان العادي
لو أنَّ غيرَ الدهرِ كان العادي
رقم القصيدة : 28031
-----------------------------------
لو أنَّ غيرَ الدهرِ كان العادي
لتبادرتْ قومي إلى إنجادي
ولدافعتْ عنكَ المنونَ فوارسٌ
بيضُ الوجوهِ كريمة ُ الأجداد
قومٌ بنى شاذي وأيوبٌ لهم
فخراً تليداً فوق مجدٍ عادي
من كلِّ وضّاحٍ إذا شهدَ الوغى
روَّى الأسنة َ من دمِ الأكباد
كسبوا المكارمَ من متونِ صوارمٍ
وجنوا المعالي من صدورِ صعادِ
المبصرونَ إِذا السنابكُ أطلعتْ
شمسَ الظهيرة ِ في ثيابِ حدادِ
لم تَنْبُ في يومِ الهياجِ سيوفُهم
عن مضربٍ ونَبَتْ عن الأغماد
قسماً لو أنّ الموتَ يقبلُ فدية ً
عزَّتْ لكُنتُ بمُهجتي لك فادي
قد كنتُ أرجو أن أراكَ مُقاسِمي
في خفضِ عيشٍ أو لقاءِ أعادي
وأَراكَ في يوميْ وغى ً ومسرَّة ٍ
قلبَ الخميسِ وصدرَ أهلِ النادي
وأراكَ مِن صدإِ الحديد كأنما
نضختْ عليك روادعٌ بالجادي
فجرى القضاءُ بضدّ ما أمّلتهُ
فيهِ وأرهفَ حدَّهُ لعنادي
خانَتْني الأيامُ فيك فقرَّبتْ
يومَ الرَّدى من ليلة ِ الميلاد
ورَمتْنيَ الأقدارُ منكَ بلوعة ٍ
باتتْ تأجّجُ في صميمِ فؤادي
لهفي عليكَ لو کنَّ لهفاً نافعٌ
أو ناقعٌ حَرَّ الفؤادِ الصادي
ياليتَ أنكَ لي بقيتَ وبيننا
ما كنتُ أشكو من جوى ً وبعادِ
قد أسعدتْني بعدَ فقدك أدمعٌ
ذرفٌ وخامَ الصبرُ عن إسعادي
وعدمتُ بعدك لذَّة َ الدنيا فقد
أنسيتها حتى نسيتُ رقادي(36/74)
أبقيتُ في كبدي حزازة ً
تَبْدُو لأهل الحشر يومَ معادي
فسقى ضريحكَ كلَّ دانٍ مسبلٍ
متواصلِ الإبراقِ والإرعادِ
حتى تُرى عرصاتُ قبرِكَ روضة ً
موشيَّة ً كوشائعِ الأبرادِ
فلقد مضيتَ وما كسبتَ خطيئة ً
وتركتَ دارَ بليِّة ٍ وفسادِ
وسكنتَ داراً ملكها لك خالدٌ
وتركتَ داراً ملكها لنفادِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> لا يَخدعنَّكَ صِحة ٌ ويَسارُ
لا يَخدعنَّكَ صِحة ٌ ويَسارُ
رقم القصيدة : 28032
-----------------------------------
لا يَخدعنَّكَ صِحة ٌ ويَسارُ
ما لا يدومُ عليكَ فهوَ معارُ
يغشى الفتى حُبَّ الحياة ِ وزينة َ الـ
ـدنيا وينسى ما إليهِ يصارُ
وإذا البصائرُ عن طرائق رشدها
عميتْ فماذا تنفعُ الأبصارُ
لا تغترر بالدهرِ إنْ وافاكَ
حالٍ يسرُّكَ إنّهُ غرَّارُ
انظرْ إلى من كانَ قبلكَ واعتبرْ
ستصيرُ عن كَثَبٍ إِلى ما صاروا
فيزول عنك جميعُ ما أوتيتَ في الـ
ـدنيا ولو زويتْ لكَ الأمصارُ
تزارُ الكرامُ ولا كرزءِ عشيرة ٍ
فجمعتْ بمن منهم إليهِ يشارُ
أو أرتجي خِلاً سِواكَ أَبثُّه
وسقى ضريحكَ وابلٌ مدرارُ
حتى تُرى جَنَباتُ قبركَ روضة ً
مخضرَّة َ ويحفُّهُ النُّوارُ
أَبكي عليكَ ولو وفتْ لك أدمعي
لتعجبتْ من مَدّها الأنهارُ
يا بدرُ كنتَ لنا اليمينَ وما عسى
تُغني إِذا مَضَتِ اليمينُ يسارُ
يا بدرُ ضاقَ بكَ الضريحُ وطالما
ضاقتْ على عزماتكَ الأقطارُ
أَعززْ عليَّ بأنْ يضيقَ بكَ الثرى
ويميلَ عن عرصاتكَ الزوَّارُ
قد كنتَ ذخراً للملوكِ وعمدة ً
فبرأيكَ الإيرادُ والإصدارُ
ولكم برأيكَ من ورائكَ قد سرى
نحوَ الأعادي جحفلٌ جرَّارُ
ومن العجائبِ أنَّ بدراً كاملاً
يعتادهُ عندَ التمامِ سرارُ
كان الجوادَ بما حوى وقد استوى
في مالِه الإِقلالُ والإِكثارُ
صافي أديمِ العرضِ لا يْنأى الندى
عنه ولا يدنو إِليه العارُ
من أسرة ٍ عربية ٍ جاءتْ بهِ
عربية ٌ آباؤها أحرارُ
لم يُغْذَ مِن لبنِ الإِماءِ ولم تُحِلْ
أخلاقه عن طبعهِ الأظآرُ(36/75)
قد كان إِنْ خفَّتْ حلومُ ذوي النهى
للهَول فيه رَزانة ٌ ووَقارُ
يا بدرُ لو أبصرتُ بعدكَ حالنا
لشجاكَ ما جاءتْ بهِ الأقدارُ
سُرَّتْ أعادينا وأَدركَ حاسدٌ
فينا مناهُ وقلَّتِ الأنصارُ
كنا نُخافَ ويرتجي إِحسانَنا
أعداؤنا ويعزُّ فينا الجارُ
ما العيشُ بعدكً بالهنيء ولو صفتْ
فيه الحياة ُ ولا الديارُ ديارُ
هيهاتَ أن يلتذَّ جفني بالكَرى
من بعدِ فقدكَ أو يقرَّ قَرارُ
الشكوى وتحفظُ عندهُ الأسرارُ
غدرَ الزمانُ بنا ففرَّقَ بيننا
إنَّ الزمانَ بأهلهِ غدَّارُ
لو أنَّ قلبَ الموتِ رقَّ لهالكٍ
لشجاهُ أطفالٌ وراكَ صغارُ
لم يكفِ صرفَ الدهر دفنُك في الثرى
حتى نأتْ بكَ عن دمشقَ الدارُ
ما أنصفَ الدهرُ المفرّقُ بيننا
أفبعدَ موتٍ نقلة ٌ وسفارُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> حنينٌ إِلى الأوطانِ ليس يزولُ
حنينٌ إِلى الأوطانِ ليس يزولُ
رقم القصيدة : 28033
-----------------------------------
حنينٌ إِلى الأوطانِ ليس يزولُ
وقلبٌ عن الأشواقِ ليسَ يحولُ
أبيتُ وأسرابِ النجومُ كأنها
قُفولٌ تَهادى إِثرَهنَّ قُفولُ
أراقبها في الليلِ من كل مطلعٍ
كأني برعي السائراتِ كفيلُ
فيا لكَ من ليلٍ نأى عن صحبهِ
فليس له فجرٌ إِليه يَؤول
أما لعُقودِ النجمِ فيه تصرُّمٌ
أما لخضابِ الليلِ فيه نُصولُ
كأنَّ الثريَّا غرة ٌ وهو أدهمٌ
له من وميض الشِّعَريين حُجولُ
ألا ليتَ شعري هل أبيتنَّ ليلة ً
وظِلُّكِ يا مَقْرى عليَّ ظليلُ
وهل أريني بعدما شطتْ النوى
ولي في رُبى روضٍ هناك مَقيلُ
دمشقُ فبي شوقٌ إليها مبرّحٌ
وإِنْ لجَّ واشٍ أو ألحَّ عذولُ
ديارٌ بها الحصباءُ درٌ وتُربها
عَبِيرٌ وأنفاسُ الشمالِ شَمولُ
تسلسلَ فيها ماؤها وهو مطلقٌ
وصحَّ نسيمُ الرَّوضِ وهو عليلُ
فيا حبذا الروضُ الذي دونَ عزَّتا
سحيراً إذا هبتْ عليهِ قبولُ
ويا حبذا الوادي إذا ما تدَّفقتْ
جداولُ باناسٍ إِليه تسيلُ
وفي كبدي من قاسيونَ حزازة ٌ
تزولُ رواسيه وليس تزولُ(36/76)
إِذا لاحَ برقٌ من سَنير تدافقتْ
لسحب جفوني في الخدودِ سيولُ
فللهِ أيامي وغصنُ الصِبا بها
وريقٌ وإذوجهُ الزمانِ صقيلُ
هيَ الغرضُ الأقصى وإنْ لم يكنْ بها
صديقٌ ولم يُصفِ الوِداد خليلُ
وكم قائلٍ في الأرضِ للحرِّ مذهبٌ
إِذا جارَ دهرٌ واستحالَ مَلولُ
وما نافعي أنَّ المياهَ سوائحٌ
عِذابٌ ولم يُنقعْ بهن غَليلُ
فقَدتُ الصِبا والأهلَ والدارَ والهوى
فللهِ صبري إنّهُ لجميلُ
وواللّهِ ما فارقتُها عن مَلالة ٍ
سِواي عن العهدِ القديمِ يَحولُ
ولكن أَبتْ أن تحملَ الضيمَ همتي
ونفسٌ لها فوق السِماك حُلولُ
فإِنَّ الفتى يلقى المنايا مكرَّماً
ويكرهُ طولَ العمرِ وهو ذليلُ
تعافُ الورودَ الحائماتُ مع القذى
وللقيظِ في أكبادهنَّ صليلُ
كذلكَ ألقى ابنُ الأشجِّ بنفسهِ
ولم يرضَ عمراً في الإسار يطولُ
سألثمُ إِن وافيتُها ذلك الثرى
وهيهاتَ حالتْ دونَ ذاكَ حؤولُ
وملتطمُ الأمواجِ جونُ كأنّهُ
دُجى الليلِ نائي الشاطئَينِ مَهولُ
يعاندني صرفُ الزمانِ كأنّما
عليَّ لأحداثِ الزمانِ ذحولُ
على أنني والحمدُ للّه لم أزلْ
أَصولُ على أحداثه وأَطولُ
أيعثُر بي دهري على ما يسوءُني
ولي في ذَرا الملك العزيزِ مَقيلُ
وكيف أخافُ الفقر أو أُحرمُ الغنى
ورأيُ ظهيرِ الدينِ فيَّ جميلُ
من القومِ أمَّا أحنفٌ فمسفَّهٌ
لديهم وأمَّا حاتمٌ فبخيلُ
فتى المجدِ أما جارُه فممَّنعٌ
عزيزٌ وأمَّا ضدُّهُ فذليلُ
وأمَّا عطايا كفهِ فسوابغٌ
عِذابٌ وأمَّا ظِلُّهُ فظليلُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أَهاجكَ شوقٌ أم سَنا بارقٍ نجدي
أَهاجكَ شوقٌ أم سَنا بارقٍ نجدي
رقم القصيدة : 28034
-----------------------------------
أَهاجكَ شوقٌ أم سَنا بارقٍ نجدي
يُضيءُ سَناهُ ما تُجِنُّ من الوجدِ
تعرَّصَ وهناً والنجومُ كأنها
مصابيحُ رهبانٍ تُشَبُّ على بُعدِ
حننتُ إليهِ بعدما نامَ صحبتي
حنينَ العشار الحائماتِ إِلى الوردِ
يُذكرني عصراً تقضَّى على الحِمى(36/77)
وأيامَنا في أيمنِ العَلَمِ الفردِ
وإذا أمُّ عمروٍ كالغزالة ِ ترتعي
بواي الخزامى روضَ ذاتِ ثرى ً جعدِ
غُلاميَّة ُ التخطيط ريميَّة الطُّلى
كثيبيّة ُ الأردافِ خوطيَّة ُ القدِّ
حفظتْ لها العهدَ الذي ما أضاعهُ
صدودٌ ولا ألوى بهِ قدمُ العهدِ
ألا يانسيمَ الريحِ من تلِ راهطٍ
وروضِ الحمى كيفَ اهتديتِ إلى الهندِ
تسديتنا والبحرُ دونكَ معرض
وبيدٌ تَحاماها جَوازي المها الرُبدِ
فأصبحَ طِيبُ الهندِ يخفى مكانُه
حياءً ولا يبدو شذا العنبرِ الوردِ
أأهلُ الحمى خصوكَ منهم بنفحة ٍ
فأصبحتَ معتلَّ الصَّبا عطرَ البُردِ
لئنْ جمعتْ بيني وبينهمُ النوى
فأيُّ يدٍ مشكورة ٍ للنوى عندي
فما زالتِ الأيامُ تمهي شفارها
وتشحذُ حتى استأصلتْ كلَّ ما عندي
فأقبلتُ أَجتابُ البلادَ كأنني
قذى ً حالَ دونَ النومِ في أعينٍ رمدِ
فلم يبقَ حزنٌ ما توقلَّتُ متنهُ
وَلَمْ يبقَ سهلٌ ما جررتُ به بُردي
أكدّ ويكدي الدهرُ في كلّ مطلبٍ
فيا بؤسَ حظّي كم أكدّ وكم يكدي
طريدُ زمانٍ لم يجدْ لصروفهِ
بغيرِ ذرا البابِ العزيزيّ من وردِ
فلما استقرتْ في ذَراهُ بي النَوى
وألقتْ عصاها بين مزدِحمَ الوفدِ
تنصلَ دهري واستراحتْ من الوجى
قلوصي ونامتْ مقلتي وعلا جدي
العصر العباسي >> ابن عنين >> كم أُوَرّي عن لوعتي وأُواري
كم أُوَرّي عن لوعتي وأُواري
رقم القصيدة : 28035
-----------------------------------
كم أُوَرّي عن لوعتي وأُواري
ما أَجَنَّتْ أَضالعي مِن أُواري
وارى صاحبي سلواً وفي القلـ
ـلبِ زنادٌ من قادحِ الشوقِ واري
جلداً أظهرُ السرورَ وإنْ أضـ
ـمرتُ حزناً بين الحَشا متواري
فسقى اللّهُ بين آبِل والمر
جِ ثقالاً من الغوادي السواري
كلَّ وطفاءَ تحسبُ الرعدَ فيها
بعدَ وهنٍ تَجاوبَ الأطيارِ
ورُبا عَزَّتَا وقد جادَها الثلـ
ـجُ ولاحتْ من سائر الأقطارِ
كعروسٍ من آل ساسانَ تُجلى
في دبيقي حُلَّة ٍ وإِزارِ
وزماناً مضى على آبِل السو(36/78)
ق وليلُ الشبابِ وحفٌ خداري
ومسرَّاتُنا طِوالٌ عِراضٌ
والليالي قصيرة ُ الأعمارِ
أجتلي بنتَ كرمة ٍ خزنتها الـ
ـرومُ دهراً ما بين طينٍ وقارِ
صَيْدَنائيَّة ُ المناسب لكنَّ
أباها إذا اعتزى كانَ قاري
من يدري كل مترفِ ساحر الطَّر
فِ جميلِ الأوصافِ كالدينارِ
بجبينٍ مثلِ الصباحِ منيرٍ
تحتَ ليلٍ تضلُّ فيه المَداري
ما رأى الناسُ قبلهُ بدرَ ليلٍ
طافَ في مجلسٍ بشمس نهارِ
في رِياضٍ مثلِ السماءِ اخضراراً
زينتها أزاهرٌ كالدّاري
أحكمَ الصنعَ شهرَكانونَ فيها
فشذاها يُثني على آذارِ
مثلُ رزقي يدرُّ لي بخراسا
ن ومدحي في أهل جَيرون جاري
أَتمناهُم وهيهاتَ أَقصى الـ
ـدهرُ عنهم داري وشطَّ مزاري
غيرَ أني أَطوفُ في طلب الرز
قِ كأني كلّفتُ مسحَ البراري
ومحالٌ قولي لنفسي عزاءً
سرعة ُ السيرِ عادة ُ الأقمارِ
لو يخَلَّى القَطا لنامَ ولو خُلّـ
يتُ لم أَرم عن وِجاري وَجاري
ولو أني خيّرتُ في هذه الدنـ
ـيا لما اخترتُ غيرَ قومي وداري
فأيادي مبارز الدين أدنى
لثَرائِي وعزمُه لانتصاري
أَدْركَتنِي نُعماه في آخر الهنـ
ـد فما ظنكم بهِ وهو جاري
أمَّنتني يمناهُ من جورِ أيا
مي وجادت يَساره بيَساري
مَهَّدَ الشامَ عدلُه فالطَلا الأخـ
ـرقُ يرعى مع الذئابِ الضواري
دامَ تُخطيه حادثاتُ المنايا
نافذاً حكمهُ على الأقدارِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> رعى اللّهُ قوماً في دمشقَ أَعزة ً
رعى اللّهُ قوماً في دمشقَ أَعزة ً
رقم القصيدة : 28036
-----------------------------------
رعى اللّهُ قوماً في دمشقَ أَعزة ً
عليَّ وإِن لم يحفظوا عهدَ مَن ظَعنْ
أحبة َ قلبي في الدُّنوّ وفي النوى
وأَقصى أماني النفس في السرّ والعلَنْ
أناساً أعدُ الغدرَ منهم بذمتي
وفاءً وألقى كلَّ ما ساءَني حسنْ
وكم فوّقوا نحوي سهاماً على النوى
فأصْمتْ فؤادي واعتددتُ بها مِننْ
وقد وعدتني النفسُ عنهم بسلوة ٍ
ولكن إذا ما قمتُ في الحشرِ بالكفنْ(36/79)
يُذكرُني البرقُ الشآميُّ إِنْ خَفا
زماني بكم يا حبذا ذلكَ الزمنْ
ويا حبذا الهضبُ الذي دونَ عزّتا
إذا ما بدا والثلجُ قد عمَّمَ القننْ
أأحبابَنا لا أسألُ الطيفَ زَورة ً
وهيهاتَ أَين الديلمياتُ من عَدَنْ
وهبكم سمحتم والظنونُ كواذبٌ
بطيفكمُ أينَ الجفونُ من الوسنْ
وكم قيلَ لي في ساحة ِ الأرضِ مذهبٌ
وعن وطنٍ للنفسِ ميلٌ إلى الوطنْ
وهل نافعي أنَّ البلادَ كثيرة ٌ
أَطوفُ بها والقلبُ بالشامِ مرتهنْ
وما كنتُ بالراضي بصنعاءَ منزلاً
ولوْ نلتُ من غُمدانَ ملكَ ابنِ ذي يزَنْ
عسى عطفة ٌ بدرية ٌ تعكسُ النَوى
فألفى قريرَ العينِ بالأهلِ والوطنْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> لولا ادّكارُكَ تلَّ راهطَ والحِمى
لولا ادّكارُكَ تلَّ راهطَ والحِمى
رقم القصيدة : 28037
-----------------------------------
لولا ادّكارُكَ تلَّ راهطَ والحِمى
ما سحَّ جفنكَ بالدموعِ ولا همى
أنَّى اتجهتَ رأيتَ روضاً محدقاً
بِشَفا غديرٍ كالمجرة ِ والسَما
ياأهلَ ودي بالشآمِ تحية ً
من نازحٍ لم يَبق فيه سوى ذَما
وإِذا سقى اللّهُ البلادَ فلا سقى
بلدَ الهنودِ سوى الصواعقِ والدِما
قد غيِّرتْ غيرُ الليالي كلَّ حا
لاتي؛وشوقي والغرامُ هُما هُما
وشَكِيَّتي بُعدُ النجيبِ فإِنه
قد كان لي من جَور أيامي حِمى
عهدي بأنيابِ النوائبِ عنده
دُرْداً وظفرِ الحادثاتِ مُقَلَّما
كم مدَّ صرفَ الدهرِ نحوي فما
لظلامة ٍ فثناه عني أَجذما
ورنا إليَّ بعينهِ شزراً فما
أغضى بها وإثمدها العمى
ولطالما شِمتُ السَحابَ وكفَّهُ
فتدافقا فجهلتُ أيُّهما السما
العصر العباسي >> ابن عنين >> لِطيفكمُ عندي يدٌ لا أضيعها
لِطيفكمُ عندي يدٌ لا أضيعها
رقم القصيدة : 28038
-----------------------------------
لِطيفكمُ عندي يدٌ لا أضيعها
سَأَشكُرُهَا شُكْرَ الرياضِ يدَ القَطرِ
تَجَشَّمَ أَهوالَ السُّرى لا يَصدهُ
مَهيبٌ ولا يرتاعُ من موحشٍ قفر
بارضٍ يحلو الركبُ في فلواتها(36/80)
على أنَّ هادي القومِ فيها القطا الكدري
رعى اللّهُ أياماً تقضَّتْ بقربكم
وعصرَ الصِبى يا حبذا ذاك من عصرِ
فسائرُ أيامي لديكم مواسمٌ
وكلُّ الليالي عندكم عندكم ليلة ُ القدرِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ذراها إذا رامتْ معاجاً إلى الحمى
ذراها إذا رامتْ معاجاً إلى الحمى
رقم القصيدة : 28039
-----------------------------------
ذراها إذا رامتْ معاجاً إلى الحمى
فقد هاجَ منها البرقُ داءً مكتَّما
أَضاءَ لنا من جانب الغورِ لامعٌ
يلوحُ بوادٍ بالدُجُنَّة ِ قد طَما
زماناً مضى رغداً وعصراً تصرَّما
وأيامَ دَوحِ الغوطتين وظلَّها الـ
ظليلَ إِذا صامَ الهجيرُ وصمَّما
وروضاً إذا ما الريحُ فيه تنسَّمت
سحيراً تخالُ المندلَ الرطبَ أضرما
سقى اللّهُ ذاك الروضَ عني مدلّحاً
من السحبِ موشيَّ الجوانبِ أسحما
فكم قد قصرتُ الليلَ فيه بزائرٍ
تَجشَّم أهوالَ السُرى وتهجَّما
يخالسُ عينَ الكاشحينَ ومن يخفْ
عيونَ الكرى يركبْ من الليلِ أدهما
وكأسٍ حَباها بالحَبابِ مزاجُها
فألقى عليها المزجُ عِقداً منظَّما
كُمَيتٍ إِذا ما نلتُ منها ثلاثة ً
رأيتُ السما كالأرضِ والأرضَ كالسما
وغشّى على عينيَّ منها غشاوة
فلا أَنظرُ الأشياءَ إِلا توهُّما
وأهيفَ عسالِ القوامِ كأنهُ
قضيبٌ على دِعصٍ من الرملِ قد نما
تحمَّل في أعلاهُ شمساً أَظلَّها
بليلٍ وأبدى من ثناياهُ أنجما
وما كانَ يدري ما الصدودُ وإنما
تصدَّى له الواشونَ حتى تعلّما
فأصبحَ غيري يجتني شهدَ ريقهِ
شهيّاً وأَجني من تَجنّيهِ عَلقما
وخافَ على الوردِ الذي غرسَ الحَيا
بوجنتهِ من أنْ يُنالَ ويُلثما
فسلَّ عليه مرهَفاً من جفونهِ
وأرسلَ فيه من عذاريهِ أرقما
أُعظّمه مما أرى من جماله
كما عظّم القِسيسُ عيسى بنَ مريما
حلفتُ بربِّ الراقصاتِ إلى منى ً
ومَن فرضَ السبعَ الجِمار ومَن رمى
لما أَرَجاتُ الروضِ جاءَت بها الصَبا
سُحَيراً ولا الماءُ الزلالُ على الظَما(36/81)
ولا فرحة ُ الإثراءِ من بعدِ فاقة ٍ
على قلب مَن ما نالَ في الدهرِ مغنما
بأحسنَ وجهاً من حبيبي مقطّباً
فكيفَ إِذا عاينتَه متبسما
العصر العباسي >> البحتري >> ومهتزة الأعطاف نازحة العطف
ومهتزة الأعطاف نازحة العطف
رقم القصيدة : 2804
-----------------------------------
وَمُهْتَزّةِ الأعْطافِ نازِحَةِ العَطْفِ
مُنَعَّمَةِ الأطرَافِ، فاترَةِ الطَّرْفِ
تَثَنّى على قَدٍّ غَرِيبٍ قَوَامُهُ،
وَتَضْحَكُ عَن مُستَعذَبٍ أفلجِ الرَّصْفِ
إذا بَعُدَتْ أبْلَتْ وَإنْ قرُبتْ شَفَتْ،
فَهِجْرَانُهَا يُبْلي، وَلُقيانُهَا يَشفي
بَذَلْتُ لهَا الوُصْلَّ الذي بَخُلَتْ بِهِ،
وَأصْفَيْتُها الوِدّ الذي لم تكُنْ تُصْفي
وَأبْدَيْتُ وِجْداني بهَا وَصَبَابتي،
وَإنّ الذي أُبْدي لَدونَ الذي أُخفي
دُنُوّاً فقد تَيّمتِ بالبُعدِ والنّوَى،
وَوَصْلاً فقَد عَنّيتِ بالصّدّوَ الصَّدفِ
أما يَظْفرُ المَحرُومُ عندَكِ بالجَدا،
وَلا يَطمَعُ المظلومُ عندَكِ في النَّصْفِ
لَعَمْرُ أميرِ المُؤمنينَ لَقَدْ كفَى
نَوَائِبَ دَهْرٍ، مِثْلُهُ مِثلَها يكفي
غَدا وَهوَ كَهْفُ المُسلمينَ وَرِدْؤهم،
فأكرِمْ بهِ من رِدْءِ قَوْمٍ وَمن كَهْفِ
كَرِيمِ السّجايا وَافرِ الجُودِ وَالنّدَى،
فلا ناقصُ النُّعمى وَلا جامدُ الكفّ
يَحِنُّ إلى المَعْرُوفِ، حتى يُنيلَهُ،
كَما حَنّ إلْفٌ مُستَهامٌ إلى إلْفِ
وَيَقْلَقُ حتى يُنجِزَ الوَعدَ مثلَ مَا
يُجافي الذي يَمِشِي على رَمَضِ الرَّضْفِ
مَتى مَا أَصِفْ أَخلاَقكَ الغُرَّ تعترِضْ
غراَائبُ أَفعالٍ تَزيدُ على الوَصْفِ
وَإمّا أَعِدْ نَفسِي علَيكَ، رَغيبَةً
من النَّيلِ، أصْبحْ في أمان من الخُلفِ
وَما ألْفُ ألفٍ من جداكَ كَثيرَةٌ،
وَكَيفَ أخافُ الفَوْتَ عندكَ في ألفِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ألا خَبّروني عن حِمى تلِ راهطٍ
ألا خَبّروني عن حِمى تلِ راهطٍ
رقم القصيدة : 28040(36/82)
-----------------------------------
ألا خَبّروني عن حِمى تلِ راهطٍ
يلذُّ به سمعي وإِنْ فاتني النظرْ
وقُصَّا أَحاديثَ المُصَلَّى وأهلهِ
عليَّ فمالي في سوى ذاكَ مِن وطرْ
لقد طالَ عهدي بالمصلَّى فليتني
رأيتُ المصلَّى أو سمعتُ له خبرْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> وما حائماتٌ تمَّ في الصيف ظمؤها
وما حائماتٌ تمَّ في الصيف ظمؤها
رقم القصيدة : 28041
-----------------------------------
وما حائماتٌ تمَّ في الصيف ظمؤها
فجاءتْ وللرمضاءِ غليُ المراجلِ
فلما رأينَ الماءَ عذباً وأقبلتْ
عليهِ رأينَ الموتَ دونَ المناهلِ
فعادتْ ولم تنقعْ غليلاً وقد طوتْ
حَشاها على سم الأفاعي القواتلِ
بأكثرَ من شوقي إليكَ ولوعتي
عليكَ وإِنْ لم أحظَ منك بطائلِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أأنْ حنَّ مشتاقٌ ففاضتْ دموعهُ
أأنْ حنَّ مشتاقٌ ففاضتْ دموعهُ
رقم القصيدة : 28042
-----------------------------------
أأنْ حنَّ مشتاقٌ ففاضتْ دموعهُ
غدتْ عُذَّلٌ شتَّى حوالَيهِ تعكفُ
وما زالَ في الناسِ المودَّة ُ والوفا
فمالي على حِفظِ العهود أُعَنَّفُ
نعمْ إنني صبٌّ متى لاحَ بارقٌ
من الغربِ لا تَنفكُّ عينيَ تَذرِفُ
وما قيلَ قد وافى من الشامِ مخبرٌ
عن القومِ إلا أقبلَ القلبُ يرجفُ
وأعرضُ عن تسآلهِ عنكَ خيفة ً
إِذا خفَّ كلٌّ نحوَهُ يتعرَّفُ
فكيفَ احتيالي بالليالي وصَرفُها
بضد مرادي دائماً يتصرَّفُ
أحاولُ أنْ أمشي إلى الغربِ راجلاً
وأحداثها بي في فم الشرق تقذفُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا سيدي وأخي لقد أَذكرتني
يا سيدي وأخي لقد أَذكرتني
رقم القصيدة : 28043
-----------------------------------
يا سيدي وأخي لقد أَذكرتني
عهدَ الصبى ووعظتني ونصحتَ لي
أذكرتني وادي دمشقَ وظلَّه الـ
ـضافي على صاِفي البَرودِ السَلسَلِ
ووصفتَ لي زمنَ الربيعِ وقد بدا
هرمٍ الزمانِ إلى شبابٍ مقبلِ
وتجاوبَ الأطيارِ فيه فمطربٌ(36/83)
يلهي الشجيَّ ونائحٌ يشجي الخلي
يُغني النديمَ عن القِيانِ غناؤها
فالعندليبُ بها رسيلُ البلبلِ
فكأنها أخذتْ عن ابنِ مقلّدٍ
قول المسرّجِ في الثقيلِ الأولِ
ومدامة ً من صيدنايا نَشْرُها
من عنبرٍ وقميصها من صَندَلِ
مسكية ُ النفحاتِ يشرفُ أصلها
عن بابلٍ ويجلُّ عن قُطْرَبُّلِ
وتقولُ أهلُ دمشقُ أكرمُ معشرٍ
وأجلُّهم ودمشقُ أفضلُ منزلِ
وصدقتَ إِنَّ دمشقَ جنة ُ هذه الـ
ـدنيا ولكنَّ الجحيمَ ألذُّ لي
لا الحاكمُ المصريُّ ينفذُ حكمُه
فيها عليَّ ولا العواني الموصلي
هيهاتَ أن آوي دمشقَ وملكُها
يعزى إلى غير المليكِ الأفضلِ
ومن العجائِب أنْ يقومَ بها أبو
بكرٍ وقد علمَ الوصية َ في علي
مهلاً أبا حسنٍ فتلك سحابة ٌ
صيفية ٌ عمَّا قليلٍ تنجلي
العصر العباسي >> ابن عنين >> سامحتُ كتبكَ في القطيعة ِ عالماً
سامحتُ كتبكَ في القطيعة ِ عالماً
رقم القصيدة : 28044
-----------------------------------
سامحتُ كتبكَ في القطيعة ِ عالماً
أَنَّ الصحيفة َ أعوزتْ من حاملِ
وعذرتُ طيفكَ في الجفاءِ لأنّهُ
يسري فيصبحُ دوننا بمراحلِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا برقُ حيّ إذا مررتَ بعزتّا
يا برقُ حيّ إذا مررتَ بعزتّا
رقم القصيدة : 28045
-----------------------------------
يا برقُ حيّ إذا مررتَ بعزتّا
أَهلي وإِنْ زادوا جفاً وتَعَنُّتا
أَبلغهمُ عني السلامَ وقلْ لهم
أَحبابَنا هذا الصدودُ إِلى متى
طالَ انتظاري للتلاقي فاجعلوا
لصدودكم أجلاً يكونُ موقَّتا
كم أحملُ الشوقَ المبرّحَ والأسى
لو كانَ قلبي صخرة ً لتفتتا
ياسادة ً فارقتُ يومَ فراقهم
عقلي وطلقتُ السرور مُبَتّتا
حرَّمتُ بعدكُم وذاك يحقُّ لي
لبسَ الجبابِ وتبتُ عن ذكر الشِتا
أحبابَنا بدمشقَ دعوة َ نازحٍ
لعبتْ به أيدي النوى فتشتَّتا
أشكو إِليكم فرطَ وجدٍ لم يزلْ
حيّاً يلازمني وصبراً ميّتا
عجباً لروحي يومَ جدَّ فراقُكم
إِذ لم تفظْ والقلبِ كيف تثبّتا(36/84)
العصر العباسي >> ابن عنين >> ألا ليتَ شعري هل تبيتُ مغذَّة ً
ألا ليتَ شعري هل تبيتُ مغذَّة ً
رقم القصيدة : 28046
-----------------------------------
ألا ليتَ شعري هل تبيتُ مغذَّة ً
ركابيَ ما بين النعائمِ والنسر
تجاذبُ ما بينَ المناظرِ ناظراً
مريعاً وتتلو مغربَ الطائرِ النسرِ
ولازمَها سعدُ السعودِ وصحبُه
إِلى أن تلاقى الضبُّ والنونُ في وَكرِ
وأهدى لها الوسميُّ سبعاً وسبعة ً
طلوع الزبانى قبل ذاكَ مع الفجرِ
فما بسطت كفُّ الخضيبِ بنانَها
على الأرض إِلا وهي مَوشِيَّة ُ الأُزرِ
فلا حبراتُ العصبِ من نْسِج حمْيَرٍ
حكمتها ولا ما وشَّعَ القبطُ في مصرِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أبعدَ مُقامي في دباوند أَبتغي
أبعدَ مُقامي في دباوند أَبتغي
رقم القصيدة : 28047
-----------------------------------
أبعدَ مُقامي في دباوند أَبتغي
دمشقَ لقد حاولتُ عنقاءَ مُغْرِبِ
وما قبضتْ كفُّ الخضيبِ على يدي
ولا حطَّ فوق الطائر النسرِ مركبي
فيا حبذا قومٌ هناك وحبذا
من الأرضِ غربيُّ الحدالى وغرَّبِ
لئن أَشرفتْ بي في الشآمِ ثنية ٌ
أرى كوكباً مِن فوقِها مثلَ كوكبِ
ولاحَ سَنيرٌ عن يميني كأنَّهُ
سنامٌ رعيبٌ فوقَ غاربِ مصعبِ
ولاحتْ جبالُ الثلجِ زهراً كأنها
ضياءُ صباحٍ أو مَفارِقُ أشيبِ
وشامتْ قلوصي من حمى تل راهطٍ
رياضاً حكتْ وشيَ اليماني المعصّبِ
وسرَّحْتُها في ظل أَحوى تدفَّقتْ
بأرجائه الأمواهُ من كلّ مشربِ
إذا ضاعَ ريَّاهُ أذاعتْ طيورهُ الـ
ـحديثَ فتغني عن قِيانٍ ومشحبِ
لعزَّة َ دفرٌ حينَ توقدُ نارها
لديه ومتفالٌ به أم جندبِ
غفرتُ لدهري ما جنى من ذنوبهِ
وأصبحتُ راضي القلبِ عن كل مذنبِ
أَحنُّ إِلى قومٍ هناك أَعزَّة ٍ
عليَّ وقومٍ في عِراص المقطَّبِ
أأرجو وقد حاولتُ في الهند عودة ً
إِليهم لقد حاولتُ أَطماعَ أَشْعَبِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> دَعَتْ في أعالي الصُغْدِ يوماً حمامة ٌ(36/85)
دَعَتْ في أعالي الصُغْدِ يوماً حمامة ٌ
رقم القصيدة : 28048
-----------------------------------
دَعَتْ في أعالي الصُغْدِ يوماً حمامة ٌ
على فننٍ في ظلِّ ريَّانَ كاليمِّ
فهاجتْ مشوقاً واستفزّتْ متيَّماً
وأبكتْ غريباً واستخفتْ أخا حلمِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> تحية ُ مشتاقٍ بعيدٍ مزارُهُ
تحية ُ مشتاقٍ بعيدٍ مزارُهُ
رقم القصيدة : 28049
-----------------------------------
تحية ُ مشتاقٍ بعيدٍ مزارُهُ
أَبى شوقُه أَنْ يستقرَّ قرارُهُ
إذا نفحة ٌ مرَّتْ بهِ قاهريَّة ٌ
ذكتْ في الحشا بينَ الجوانحِ نارهُ
وما شامَ من أعلا المقطَّمِ جفنُه
سنا بارقِ إلا توالت قطارهُ
حديثُ صقالِ الخدِّ لم يذوِ وردهُ
ولا دبَّ كالريحانِ فيهِ عذارهُ
إِذا زادَهُ جَنياً وشماً متيَّمٌ
ذكا وردُ خديه وزادَ احمرارهُ
ضَمانٌ على عينيه إِنْ طاشَ سهمهُ
إِذا ما رمى أن لا يَطيشَ احورارُهُ
خليليَّ لا واللّهِ ما القومُ قومُهُ
إذا غابَ من يهوى ولا الدارُ دارهُ
فإِنْ أنتما لم تُسعداني على الهوى
ذراني وشوقي عزّهُ لي وعارهُ
أَحِنُّ إِلى مصرٍ وياليتَ أنَّ لي
ذكرتْ مصرٌ جناحاً أعارهُ
فآوي إِلى ظلٍ ظليلٍ ونائلٍ
جزيلٍ وملكٍ حالفَ العزَّ جارهُ
العصر العباسي >> البحتري >> قد قلت عن نصح لبرذونة
قد قلت عن نصح لبرذونة
رقم القصيدة : 2805
-----------------------------------
قَد قُلتُ عَن نُصْحٍ لِبِرْذَوْنَةٍ
تُصَانُ أنْ تُسرَجَ، أوْ تُؤكَفَا
إذا استَوى الرّاكبُ في ظَهرِها،
طأمَنَتِ المَتْنَينِ كَيْ تُرْدَفَا
أوْ وَقَفَ العَيرُ عَلى بَوْلِهَا،
أنْعَمَ أنْ يَستَافَ، أوْ يَكْرُفَا
أشْهَدُ بالله لَقَدْ قَارَبَ الـ
ـبَاحِثُ عَنْ عَيْبِكَ أوْ أنْصَفَا
إنْ كُنتَ لا تَدفَعُ عَنِ ابنَةٍ،
فَلَيْسَ عَيْباً بكَ أنْ تَحْلِفا
أَبْرِ صُدورَ القَوْمِ من شَكلها
فَقَصْرُ مَنْ يَجْهَلُ أَن يعرفها
لو عَلِموا مَا بِتَّ نصْباً لَهُ(36/86)
أَصْبحْتَ دُبَّا عِنْدهُم ْأَكشَفا
شأَنُكَ إِنْ أَخْطأك َالحَظُّ أَنْ
تخْرُص َفي السُّلطانِ أو تُرجِفا
أَصابكَ اللهُ بِشرٍّ فما
أَشأمَ مَكفولاً وما أَحْرَفا
يَحيى بْنُ يَعقُوبَ وأَصحابُهُ
عَفَّيْتَ مَنْ آثارِهِمْ ما عَفَا
ما كُنتَ في تَقطِيع أَسبابِهمْ
بالأَمس إِلاَّ الصَّارمَ المُرهَفَا
العصر العباسي >> ابن عنين >> انظرْ إليَّ بعينِ مولى ً لم يزلْ
انظرْ إليَّ بعينِ مولى ً لم يزلْ
رقم القصيدة : 28050
-----------------------------------
انظرْ إليَّ بعينِ مولى ً لم يزلْ
يولي النَّدى وتلافَ قبلَ تلافي
أنا كالذي أَحتاجُ ما يحتاجُه
فاغنمْ ثوابي والثناءَ الوافي
العصر العباسي >> ابن عنين >> كأني من أخبارِ إنَّ ولم يجزْ
كأني من أخبارِ إنَّ ولم يجزْ
رقم القصيدة : 28051
-----------------------------------
كأني من أخبارِ إنَّ ولم يجزْ
له أَحدٌ في النحوِ أنْ يتقدَّما
عسى حرفُ جرٍ مِن نداكَ يجرُّني
إِليكَ فأضحي مِن زماني مُسَلَّما
العصر العباسي >> ابن عنين >> ياأيها الملكُ المعظّمُ سنة ٌ
ياأيها الملكُ المعظّمُ سنة ٌ
رقم القصيدة : 28052
-----------------------------------
ياأيها الملكُ المعظّمُ سنة ٌ
أحدثتها تبقى على الآبادِ
تجري الملوكُ على طريقكَ بعدها
خلعُ الولاة ِ وتحفة ُ الزهادِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> إِذا لقيتَ الأعادي يومَ معركة ٍ
إِذا لقيتَ الأعادي يومَ معركة ٍ
رقم القصيدة : 28053
-----------------------------------
إِذا لقيتَ الأعادي يومَ معركة ٍ
فإِنَّ جمعهمُ المغرورَ مُنتَهب
لك النفوسُ وللطيرِ اللحومُ وللـ
ـوحشِ العظامُ وللخَيَّالة ِ السَلَبُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أَقِلْنيْ عِثاري واحتسبْها صنيعة ً
أَقِلْنيْ عِثاري واحتسبْها صنيعة ً
رقم القصيدة : 28054
-----------------------------------
أَقِلْنيْ عِثاري واحتسبْها صنيعة ً
يكونُ برحماها لكَ اللهُ جازيا(36/87)
كفى حزناً أن لستَ ترضى ولا أرى
فتى ً راضياً عني ولا واللهَ راضيا
ولستُ أرجّي بعدَ سبعينَ حجة ً
حياة ً وقد لاقيتُ فيها الدواهيا
ولا بُدَّ أن ألقى الرَدَى من مصمّمٍ
فكم يتوقّى من تخطّى الأفاعيا
العصر العباسي >> ابن عنين >> هجوتُ الأكابرَ في جِلَّقٍ
هجوتُ الأكابرَ في جِلَّقٍ
رقم القصيدة : 28055
-----------------------------------
هجوتُ الأكابرَ في جِلَّقٍ
ورعتُ الوضيعَ بهجوِ الرفعِ
وأخرجتُ منها ولكنني
رجعتُ على رغمِ أنفِ الجميعِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا ابن الكرامِ المطعمينَ إذا شتوا
يا ابن الكرامِ المطعمينَ إذا شتوا
رقم القصيدة : 28056
-----------------------------------
يا ابن الكرامِ المطعمينَ إذا شتوا
في كلِ مخمصة ٍ وثلجٍ خاشفِ
العاصمينَ إِذا النفوسُ تطايرتْ
بينَ الصوارمِ والوشيجِ الراعفِ
مَن نبَّأ الورقاءَ أنَّ محلكم
حرمٌ وأنكَ ملجأٌ للخائفِ
وفدتْ عليكَ وقد تدانى حتفُها
فحيوتها ببقائها المستأنفِ
ولو انها تحبى بمالٍ لانثنتْ
من راحتيكَ بنائلٍ متضاعفِ
جاءتْ سليمانَ الزمانِ بشكوها
والموتُ يلمعُ من جناحي خاطفِ
قرِمٌ لواهُ القوتُ حتى ظِلُّه
بإِزائهِ يجري بقلب واجفِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> مرسى السّيادة ِ سدَّة ٌ سيفية ٌ
مرسى السّيادة ِ سدَّة ٌ سيفية ٌ
رقم القصيدة : 28057
-----------------------------------
مرسى السّيادة ِ سدَّة ٌ سيفية ٌ
محروسة ٌ مسعودة ُ التأسيسِ
سيفٌ يسركَ سلّهُ وسؤالهُ
لمساءة ٍ يوسي وسلبِ نفوسِ
سَبقَ السَّراة َ بسيرة ٍ وسريرة ٍ
محسودتينِ وسارَ سيرَ رئيسِ
حَسُنتْ سريرتُه وقُدّسَ سِنخُه
وسما بأسلافِ سراة ٍ شوسِ
أَسلاف ِساداتٍ سَما بجلوسهم
رأسُ السريرِ ومسندُ التدريسِ
واوسادوا واستَجدُّوا للسَخا الـ
ـمنسوخِ طاسمَ رسمه المدروسِ
سنُّوا السماحَ فأسرفت سؤّالهم
فإِساءة ٌ إِحسانُهم بالعِيسِ
ويَسُرُّ ساريَة السَحابِ قياسُها
بسماحهِ وبسيبهِ المبجوسِ(36/88)
والسُحبُ ممْسكة ٌ فلستُ أَقِيُسها
بسيولِ سيبٍ للسحابِ خبوسِ
فمسرَّة ٌ للمسنتينِ مساءة ٌ
سبقتْ لسرحِ سوامهِ والكيسِ
آنستُ من أستارِ سدَّتهِ سنا
قبسٍ فسقتُ نفيسة ً لنفيسِ
وسَقيتُها سَلْسالَ سحرٍ مُسكرٍ
للسامعينَ وسقتها كعروسِ
فاستحلِها واستجلِها حسناءَ ألـ
ـبَسها سَنا اسمِكَ أَحسنَ الملبوسِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> حَيَّا محلَّ الحاجبية ِ بالحِمى
حَيَّا محلَّ الحاجبية ِ بالحِمى
رقم القصيدة : 28058
-----------------------------------
حَيَّا محلَّ الحاجبية ِ بالحِمى
والسفحَ سفحُ مُدَلّحٍ سَحَّاحِ
حتى تصاحبَ حسلهِ حيَّاتهُ
ويضاحكَ الحوذانُ حسنَ أقاحِ
سحبٌ يوشِّحها لموحٌ ملقحٌ
ويحفُّ حافلها حفيفَ رياحِ
حَمَّالة ٌ حَنَّانة ٌ فحنينُها
والريحُ تحفِزُها حنينُ رزاحِ
تحيي المصوّحُ والمحيلَ فسحُّها
كحيا أبي الفتح السَحُوحِ الساحي
المحتوي بسماحهِ وحُسامِه
مدحَ الفصيحِ وحُلَّة الجَحْجاحِ
الأَريحِيُّ السَمحُ والرحبُ الحِبا
أَضحى حِماهُ محطة َ المجتاحِ
ومحالفُ الإحسانِ يمحو حلمهُ
أحقادهُ والحلمُ أحسنُ ماحِ
ومسامحٌ حلوُ الحديثِ محبَّبٌ
فضحَ الصَباحَ بحسنهِ الوضَّاحِ
فحديثُه السحرُ الحلالُ ومدحهُ
محضُ الصحيحِ وحَلَّة المُدَّاحِ
مُتَحرّجٌ حامي الحقيقة ِ حافظٌ
حُشِيتْ حَشا حُسادِهِ بجِراحِ
ومحافظٌ حسنُ الحديثِ منجَّحٌ
خيثُ انتحى نحو الحيا الفيَّاحِ
مُتَوضّحٌ حيثُ الحتوف كوالحٌ
محشودة ٌ بصفائحٍ ورِماحِ
فلأحسمنَّ الحاسدينَ بمدحة ٍ
لممدَّحٍ نحو الحِبا مُرتاحِ
متحمّلٍ حيفَ الحميمِ لحاجة ٍ
فدحتْ وحتفٍ للحسودِ متاحِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا سيداً عِرضُه عارٍ من العارِ
يا سيداً عِرضُه عارٍ من العارِ
رقم القصيدة : 28059
-----------------------------------
يا سيداً عِرضُه عارٍ من العارِ
وجنودهُ في البرايا سائرٌ ساري
قد كان لي من بناتِ الزنجِ جارية ٌ
صبورة ٌ عند إعساري وإيساري(36/89)
لها من الرومِ أولادٌ كأنهمُ
قِداحُ نَبْعٍ أُجيلتْ بين أَيْسارِ
تَضمهم في حشاها طولَ ليلتِها
وأكثرَ اليومِ إِشفاقاً من الباري
وكنتُ أَجررُتهم عنها فما امتنعوا
عن حجمِ أخلاقها يوماً بإجرارِ
وقد شقيتُ فخلّصني بضرَّتها الـ
ـبيضاءِ وأختِها السوداءِ من قارِ
العصر العباسي >> البحتري >> حضرموت وأينما حضرموت
حضرموت وأينما حضرموت
رقم القصيدة : 2806
-----------------------------------
حَضْرَموتٌ، وَأينماَ حَضْرَموتٌ،
بَلَدٌ دُونَهُ الفَلا وَالفَيَافي
أأبي، يا أخي، أبُوكَ فتَهْجُى،
أمْ أبُو خَثْعَمِيّكَ الإسْكَافِ
نحنُ مَن قد علمتَ في الشّرَفِ الوَا
في، فأجمِلْ في عِشرَةِ الأشرَافِ
سَلَفٌ لَوْ رَأيْتَهُم لَتَبَيّنْـ
ـتَ لَهُمْ زُلْفَةً عَلى الأسْلافِ
وَإذا ما انتَقَدْتَ شَيْخَكَ فيهِمْ
طالَ فيهِ تَصَفّحُ الصَّرّافِ
ما له مُتْجرٌ سِوى شَعَرِ الخِنْزِيرِ
في قَوْمِهِ وسَنِّ الأَشَافِي
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا ابن الكرامِ الأوليـ
يا ابن الكرامِ الأوليـ
رقم القصيدة : 28060
-----------------------------------
يا ابن الكرامِ الأوليـ
ـنَ السابقينَ إِلى المكارمْ
الأولينَ إلى الوغى
والآخرينَ إلى الغنائمْ
انظرْ إلى زهرِ الربيـ
ـعِ كأنهُ زهرُ النعائمْ
والروضِ قد رقمتْ وشا
ئعَ بردهِ كفُّ الغمائمْ
وبدا الهلالُ كزروقٍ
من فضة ٍ في البحرِ عائمْ
فانهضْ إلى شربِ المدا
مِ ولا تطعْ في الراحِ لائمِ
فنديمُنا ثَمِلُ القَوا
مِ أغنُّ ساجي الطوفِ ناعمْ
ما شدَّ بندَ قَبائِه
إِلا وحلَّ به العزائمْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا سيداً لا يُماري في فواضِله
يا سيداً لا يُماري في فواضِله
رقم القصيدة : 28061
-----------------------------------
يا سيداً لا يُماري في فواضِله
خَلْقٌ ولم يُرَ منها غيرَ مُمتارِ
يا باذلَ المالِ والأنواءُ مخلِفة ٌ
ومانعَ القدرِ الجاري من الجارِ
مالي ظمئتُ إِلى الصهباءِ في عَدَنٍ(36/90)
وجودُ كفّكَ فيها سائرٌ ساري
فانقعْ أُواري بها صهباءَ صافية ً
صِرفاً لها قَبسٌ من دَنّها وارِ
كأنما نشرُها المِسْكُ الفتيقُ إِذا
ما فاحَ أو عرضُكَ العاري من العارِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أعيتْ صفاتُ نداكَ الصقعَ اللسنا
أعيتْ صفاتُ نداكَ الصقعَ اللسنا
رقم القصيدة : 28062
-----------------------------------
أعيتْ صفاتُ نداكَ الصقعَ اللسنا
وجزتَ في الفضلِ حدَّ الحسن والحسنا
ولا تقلْ ساحلُ الافرنج أملكه
فما يساوي إِذا قايستَهُ عدَنا
وما تريدُ بجسمٍ لا حياة َ له
من خلص الزبدَ ما أبقى لك اللبنا
وإنْ أردتَ جهاداً روّ سيفكَ من
قومٍ أضاعوا فروضَ الله والسننا
طهّر بسيفكَ بيتَ اللهِ من دنسٍ
وما أحاطَ به من خسَّة ٍ وخنا
ولا تقلْ إِنهم مِن آلِ فاطمة ٍ
لو أدركوا آل حربٍ قاتلوا الحسنا
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا ملكَ الدنيا الذي سخطه
يا ملكَ الدنيا الذي سخطه
رقم القصيدة : 28063
-----------------------------------
يا ملكَ الدنيا الذي سخطه
يفني وجدوى كفّهُ تغني
لي أَعبدٌ قد ضاقَ ذَرعي بهم
وأَضجرتْهم عِلَّتي مني
يَشكونَ مني مثلَ ما أَشتكي
نهم فخلَّصهم وخلَّصني
العصر العباسي >> ابن عنين >> أبثُّكَ يا صفيَّ الدينِ حالي
أبثُّكَ يا صفيَّ الدينِ حالي
رقم القصيدة : 28064
-----------------------------------
أبثُّكَ يا صفيَّ الدينِ حالي
ولا يُشكى إِلى غيرِ الكرامِ
أيقتلني ظمايَ وأنتَ جاري
وكيفَ يبيتُ جارُ البحرِ ظامي
العصر العباسي >> ابن عنين >> إِنَّ القدودَ على تأوُّدِها
إِنَّ القدودَ على تأوُّدِها
رقم القصيدة : 28065
-----------------------------------
إِنَّ القدودَ على تأوُّدِها
فتكتْ بكل مقوَّمٍ لَدنِ
وأرى لحاظَ التركِ ما تركتْ
قدراً لهنديٍّ ولا يمني
يا مانعاً من فقرِ عاشقِه
زكواتِ حسنٍ أنتَ عنه غني
أتبعْ جمالكَ بالجميلِ لنا
ما أَليقَ الإِحسانَ بالحسنِ
الصدُّ منكَ سجيَّة ٌ عُرفتْ(36/91)
مثلَ السماحة ِ في بني يمنِ
قومٌ يبيتُ المالُ عندهُم
في غُربة ٍ والمجدُ في وطنِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أَفديكَ من مولى ً تملك خِلَّتي
أَفديكَ من مولى ً تملك خِلَّتي
رقم القصيدة : 28066
-----------------------------------
أَفديكَ من مولى ً تملك خِلَّتي
بخلائقٍ غُرٍّ فأسجحَ إِذْ ملَكْ
لولا الذي يبدو لنا من هيئة ٍ
وخلائقٍ بشرية ٍ قلنا ملَكْ
ما أَخْفَقَ المُزجي إِليكَ ركابَهُ
حتى يراكَ ولم يخبْ من أمَّلكْ
ما تحتويهِ يداكَ من مالٍ لنا
وجميعُ ما نأتيهِ من مدحٍ فلكْ
ترتاحُ للراجي إلى أقصى المدى
كرماً فيصغرُ عندهُ ما يمتلكْ
وكأنّها لم ترضَ ما في الأرضِ منْ
عرضٍ لراجيها فجاءتْ بالفلكْ
لك في المعالي منزلٌ أعيا الورى
لا سُوقة ٌ يرقي إِليه ولا ملكْ(36/92)
العصر العباسي >> ابن عنين >> ولي حاجة ٌ في جنبِ جودكَ سهلة ٌ
ولي حاجة ٌ في جنبِ جودكَ سهلة ٌ
رقم القصيدة : 28067
-----------------------------------
ولي حاجة ٌ في جنبِ جودكَ سهلة ٌ
ولكنها عندي تجلُّ وتعظمُ
فإن تولنيها أحتسبها صنيعة ً
أقومُ لها بالشكرِ ما قام موسمُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا موردَ الرمحِ ظمآناً ومصدرهُ
يا موردَ الرمحِ ظمآناً ومصدرهُ
رقم القصيدة : 28068
-----------------------------------
يا موردَ الرمحِ ظمآناً ومصدرهُ
يومَ الكريهة ِ ريّاناً من العلقِ
قد عيَّد الناسُ في نعماكَ في جددٍ
لكنني بينهم عيَّدتُ في خَلَقِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> جاءَ الشتاءُ وليس عندي فروة ٌ
جاءَ الشتاءُ وليس عندي فروة ٌ
رقم القصيدة : 28069
-----------------------------------
جاءَ الشتاءُ وليس عندي فروة ٌ
والقُرُّ خصمٌ لا يُرَدُّ ويُدفعُ
وإِذا الشتاءُ أتى وما ليَ فروة ٌ
أَلفيتَ كلَّ تميمة ٍ لا تنفعُ
فوحق مجدك وهو جهد أليَّتي
ونداك وهو لكل خطب مدفعُ
إِني أَبِيتُ على الطَوى خاوي الحَشا
سَغَباً وأَحناءُ الضُلوعِ تَقَعْقَعُ
العصر العباسي >> البحتري >> نكتم وديعة أردشيرولم يكن
نكتم وديعة أردشيرولم يكن
رقم القصيدة : 2807
-----------------------------------
نَِكتُمْ وَدِيعةَ أَرْدشير،ولم يَكُنْ
في الحقِّ نَيكُ ودائعِ الأَشرافِ
هَلاَّ توقَّفتُمْ مسافةَ فَرَسخٍ
حتى يُجاوزكُمْ إِلى إِسكافِ
أَعجلتُموها عَنْ تِئيَّةِ رَأْيها
عَجَلَ الكِرامِ إِلى قِرَى الأَضيافِ
و ظَنَنْتُمُ ما جِئْتُمُوهُ تُحْفَةً
تُعتَدُّ ،أَو لَطَفاً من الأَلطافِ
أَحْشَمْتُمُ ملِكَ المُلوكِ،وكِلتُمُ
تِلكَ الخَزَايةَ بالقَفِيزِ الوَافي
العصر العباسي >> ابن عنين >> ورأت طبيعتك الكريمة نقضَ ما
ورأت طبيعتك الكريمة نقضَ ما
رقم القصيدة : 28070
-----------------------------------
ورأت طبيعتك الكريمة نقضَ ما(37/1)
عوَّدتها من شيمة ِ الإسرافِ
فكأنّما أنفتْ لذاكَ فعوّضتْ
عن بَزْلِ قِيفَالٍ ببزلِ رُعافِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> لو كنتَ لشمسِ الملكِ ما خطرتْ
لو كنتَ لشمسِ الملكِ ما خطرتْ
رقم القصيدة : 28071
-----------------------------------
لو كنتَ لشمسِ الملكِ ما خطرتْ
مَساءَتي لصروفِ الدهرِ في خَلَدِ
وكانَ أرفعَ من كيووانَ منزلة ٍ
قدري وأمنعَ من عرّيسة ِ الأسدِ
لكنني بين قومٍ ما رعَوا ذِمَمي
فيهم ولا أَخذوا من عَثْرة ِ بيدي
الحابسينَ أوانَ الخصبِ كلبهمُ
والموقدي النارِ بين السجفِ النَضَدِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> قد زارني من بني الأتراكِ مختفياً
قد زارني من بني الأتراكِ مختفياً
رقم القصيدة : 28072
-----------------------------------
قد زارني من بني الأتراكِ مختفياً
ظبيٌ على غيرِ ميعادٍ له سلفاً
يهزُّ من قده رمحاً على نقويْ
رملٍ ينوءُ بهِ ثقلاً إِذا انعطفا
سقتْ عوارضهُ جفناهُ سارية ً
فأنبتتْ عارضاهُ روضة ً أُنُفا
كأنهُ دُرَّة ُ الغوَّاص كادَ يرى
من قبلِ رؤيتها في كفهِ التَلَفا
ولا سبيلَ إِلى معسولِ رِيقتِه
حتى يبيتَ من الصهباءِ مرتشفا
فامننْ بها مثلَ ديني رقة ً وشَذى
ذكراكَ يطباً وقلبي في هواكَ صفا
العصر العباسي >> ابن عنين >> ما للمحبّ وللعواذل
ما للمحبّ وللعواذل
رقم القصيدة : 28073
-----------------------------------
ما للمحبّ وللعواذل
لو أَنهم شُغلوا بشاغلْ
ما أنكروا أعجيبة ٌ
لأن يصبحَ الهنديُّ قاتلْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> بقدكما إنْ شئتما فتطاعنا
بقدكما إنْ شئتما فتطاعنا
رقم القصيدة : 28074
-----------------------------------
بقدكما إنْ شئتما فتطاعنا
بكلّ ردينيّ القوامِ مثقّفِ
وإنْ شئتما بالنبلِ أن تتناضلا
فدونكما بالرشقِ من كل أوطفِ
ولا تُثْقلا خصريكما بمهنَّدٍ
ففي كل جفن منكما حد مرهف
العصر العباسي >> ابن عنين >> جاءت تودّعني والدمعُ يغلبها(37/2)
جاءت تودّعني والدمعُ يغلبها
رقم القصيدة : 28075
-----------------------------------
جاءت تودّعني والدمعُ يغلبها
عند الرحيلِ وحادي البينِ منصلتُ
وأقبلتْ وهي في خوفٍ وفي دهشٍ
مثلَ الغزالِ من الأشراكِ ينفلتُ
فلم تطقْ خيفة َ الواشي تودّعني
ويحَ الوشاة ِ لقد لاموا وقد شمتوا
وقفت أبكي وراحتْ وهي باكية ٌ
تسير عني قليلاً ثم تلتفتُ
فيا فؤاديِ كم وجدٍ وكم حَزَنٍ
ويا زماني ذا جورٌ وذا عنتُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> للهِ بيطارٌ بحمصٍ ما رنا
للهِ بيطارٌ بحمصٍ ما رنا
رقم القصيدة : 28076
-----------------------------------
للهِ بيطارٌ بحمصٍ ما رنا
إلاّ وسلَّتْ مقلتاهُ مخذما
أَنحى على سردِ النعالِ فخلتُه
بدراً يصوغُ من الأهِلَّة ِ أَنجُما
العصر العباسي >> ابن عنين >> لو أنَّ قاضي الحبّ ممن يرتشي
لو أنَّ قاضي الحبّ ممن يرتشي
رقم القصيدة : 28077
-----------------------------------
لو أنَّ قاضي الحبّ ممن يرتشي
ما بتُّ أشكو من ظلامة بكمشِ
قمرٌ على غصنٍ يميلُ به الصِبا
فكأنّهُ من خمرِ عانة َ منتشي
وكأنَّ طُرَّتَهُ وضوءَ جبينِه
صبحٌ توضَّحَ تحت ليلٍ أَغْطَشِ
عبثَ الغرامُ بقلبِ عاشقهِ كما
عبثَ النسيمُ بصدغهِ المتوشوشِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> وأَهيفَ كم من مُبتلى ً فيه قد بُلي
وأَهيفَ كم من مُبتلى ً فيه قد بُلي
رقم القصيدة : 28078
-----------------------------------
وأَهيفَ كم من مُبتلى ً فيه قد بُلي
لهُ جمَلٌ من حسنِه لم تُفَصَّلِ
صبرتُ عليهِ وانتظرتُ زيارة ً
وقلتُ الهوى يومانِ يومٌ له ولي
فلم تكُ إلاّ مدة ٌ إذا رأيتهُ
وعِزَّتُهُ قد بُدّلتْ بتذللِ
وأصبحَ مثلَ الرسمِ أقوتْ رسومهُ
لما نسجتها من جنوبٍ وشمألِ
فقلتُ لقلبي بعدَ ذاكَ وناظري
قفا نبكِ من ذكرى حبيبِ ومنزلِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا غزالاً أرى الغواية َ رشداً
يا غزالاً أرى الغواية َ رشداً
رقم القصيدة : 28079(37/3)
-----------------------------------
يا غزالاً أرى الغواية َ رشداً
في هواهُ وأحسبُ الرشدَ غيّا
ما رأينا قبلَ ابتسامكَ بدرَ الـ
ـتمّ يَفْتَرُّ عَنْ نُجومِ الثُرَيّا
العصر العباسي >> البحتري >> لأخي الحب عبرة ما تجف
لأخي الحب عبرة ما تجف
رقم القصيدة : 2808
-----------------------------------
لأخي الحُبّ عَبرَةٌ ما تَجِفُّ،
وَغَرَامٌ يُدْوِي الحَشَا وَيَشُفُّ
وَطَليحٍ مِنَ الوَداعِ تُعَنّيـ
ـهِ نَوَى غُرْبَةٍ وَوَجْنَاءُ حَرْفُ
وأنَاةٍ عَنْ كُلِّ شَيءٍ سِوَى البَيْـ
ـنِ، وإلاّ بَينٌ، فصَدٌّ، وَصَدْفُ
أُعطيَتْ بَسطَةً على النّاسِ، حتّى
هيَ صِنْفٌ والنّاسُ في الحسنِ صِنفُ
إعْتِدَالٌ يُميلُ منه انْخِنَاثٌ،
وَيُثَنٍّ فيهِ الفَخَامَةَ لُطْفُ
نِعْمَةُ الغُصْنِ، إنْ تَأوّدَ عِطْفٌ
منه، عَنْ هَزّةٍ، تَمَاسَكَ عِطْفُ
مُسكِرِي، إنْ سُقيتُ منهُ بعَيني،
أُرْجَوَانٌ مِنْ خَمرِ خَدّيهِ صِرْفُ
أِي وَسَعيِ الحَجِيجِ حين سَعَوا شِعْثاً
،وصَفِّ الحَجِيجِ ساعةَ صَفُّوا
لَنْ يَنَالَ المَشيبُ حُظْوَةَ وِدٍّ
حيثُ يَسجو لحظٌ وَيَحوَرُّ طَرْفُ
وَغَرِيبٌ في الحبّ مَنْ لم يُصَاحِبْ
وَرَقاً من جَنَى الشّبَابِ يَرِفُّ
ناكَرَتْهُ الحَسنَاءُ أبْيَضَ بَضّاً،
وَهَوَاهَا، لوْ كَانَ، أسوَدُ وَحْفُ
يَهضِمُ الشَّيبَ أوْ يُرِي النّقصَ فيه
أسَفٌ يَتْبَعُ الشّبابَ، وَلَهْفُ
ثَقُلَتْ وَطْأةُ الزّمانِ على جَا
نِبِ وَفْرِي، وأقسَمَتْ لا تَخِفّ
وإذا رَاقَتِ المَطالبُ حُسْناً،
فَسِوَايَ الدّاني إلَيْهَا المُسِفّ
وإزَائِي مَطَالِبٌ، لَوْ تُؤَاتِـ
ينيَ نَفْسٌ عَن مثْلِهِنّ تَعِفّ
وَمَتى ارْتَدْتَ أينَ تَجعَلُ رِقّاً،
فَلْيَنَلْ رِقَّكَ الأشَفُّ الأشَفّ
لِبَني مَخْلَدٍ، عَلَى كلّ حيٍٍّ،
أثَرٌ مِنْ عَطَائِهِمْ لَيسَ يَعْفُو
مَجدُهمْ فَوْقَ مَجدِ مَنْ يَتَعَاطَى
مَجدَهُمْ، والسّماءُ للأرْضِ سَقْفُ(37/4)
دِيَمٌ مِنْ سَحَابِ جُودٍ إذا اسْـ
ـتُغْرغَ خِلفٌ منها تَدَفّقَ خِلفُ
أعِيَالٌ لَهُمْ بَنُو الأرْضِ أمْ مَا
لَهُمْ رَاتبٌ، على النّاسِ، وَقْفُ
مُتَنَاسُونَ للذُّنوبِ إذا اسْتُسْـ
ـرِفَ تفرِيطُ مَنْ يَزِلُّ وَيَهْفُو
إنّمَا فُوّضَ التّخَيّرُ في الحُكْـ
ـمِ إلَيْهِمْ ليَصْفَحوا، أوْ ليَعفُوا
كَمْ سَرِيٍّ تَقَيّلَ السّرْوَ عَنهُمْ،
واشتِبَاهُ الأخلاقِ عَدوَى وَإلْفُ
كأبي الفَضْلِ حينَ يَتّسعُ الإفْـ
ـضَالُ فيه في الطّالبينَ، وَيَضْفُو
سَبِطٌ مِثْلُ عَامِلِ الرّمْحِ طالَ الـ
ـقَوْمَ لَمّا التَفّوا عَلَيْهِ وَحَفُّوا
لأَبٍ مُنْجِبٍ تَجَاذَبُهُ العُتْـ
ـقُ، وفي السّائِمَاتِ عِيرٌ وَطِرْفُ
رَغْبَةٌ للعُيُونِ إمّا تَبَدّى،
طابَ عَرْفٌ منه وأُجزِلَ عُرْفُ
شِيمَةٌ حُرّةٌ، وَظاهِرُ بِشْرٍ،
رَاحَ مِنْ خَلْفِهِ السّماحُ يَشِفّ
وأشَقُّ الأفِعَالِ أنْ تَهَبَ الأنْـ
ـفُسُ ما أُغْلِقَتْ عَلَيْهِ الأكُفّ
يَا أبَا الفَضْلِ حَمّلَتْكَ المَعالي
عِبئَها ،والبَخِيلُ مِنْهُ مُخِفّ
جَمَعَتْنَا، عَلَى طَوِيّةِ وِدٍّ،
رَحِمٌ بَيْنَنَا تَحِنُّ، وَحِلْفُ
شَهِدَ الخَرْجُ إذْ تَوَلّيْتَهُ أنّكَ
في جَمْعِهِ الأمِينُ الأعَفّ
حَيْثُ لا عِنْدَ مُجْتَبًى منه إلطا
طٌ، وَلاَ في سِيَاقِ جابِيهِ عَنفُ
سَيِّرةُ القَصْدَ، لا الخُشُونةُ عُنفٌ
يَتَعَدّى المَدَى، وَلاَ اللّينُ ضُعفُ
وَعَلَى حَالَتَيْكَ يَسْتَصْلِحُ الناسَْ
إباءٌ من جانبَيْكَ، وَعَطْفُ
لَنْ يُوَلّى تلْكَ الطَسَاسيجَ، إلاّ
خَلَفٌ منكَ، آخرَ الدّهْرِ، خَلْفُ
إنْ تَشَكّتْ رَعِيّةٌ سُوءَ قَبْضٍ
بكَ أوْ أعقَبَ الوِلاَيَةَ صَرْفُ
فَقَديماً تَداوَلَ العُسْرُ واليُسْـ
ـرُ، وَكلُّ قذًى على الرّيحِ يَطفُو
يَفْسُدُ الأمْرُ ثمّ يَصْلُحُ مِنْ قُرْ
بٍ، وَللمَاءِ كُدْرَةٌ، ثمّ يَصْفُو
ما مَشَى في هَنيءِ طَوْلِكَ تَطْوِيـ
ـلٌ، وَلا دَبَّ في عُداتكَ خُلْفُ(37/5)
غَيرَ أُكْرُومَةٍ سَبَقْتَ إلَيْهَا
صَحّ ْ نِصْفٌ فيها، وأخْدَجَ نِصْفُ
ألِوَهْمٍ، أمْ كُلُّ إلْفَينِ، ما لمْ
يُؤخَذا، عندَ مُبتَدا الوَعدِ، إلفُ
وَفتى النّاسِ مَنْ إذا قالَ أوْفَى
فِعْلَهُ، وَهْوَ للذي قالَ ضِعْفُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> عاذلي لو رأيتَ من أنا مغرى
عاذلي لو رأيتَ من أنا مغرى
رقم القصيدة : 28080
-----------------------------------
عاذلي لو رأيتَ من أنا مغرى
بهواهُ بَدَّلْتَ عَذْلَكَ عُذْرا
زارَ وهناً لا أصغرَ اللهُ ممشا
هُ وحيَّا فزادَهُ اللّهُ بِرَّاً
العصر العباسي >> ابن عنين >> أَجَلْ أنا في لونِ الشبيبة ِ مغرمُ
أَجَلْ أنا في لونِ الشبيبة ِ مغرمُ
رقم القصيدة : 28081
-----------------------------------
أَجَلْ أنا في لونِ الشبيبة ِ مغرمُ
وإِنْ لجَّ عُذَّالٌ وأَسرفَ لُوَّمُ
وماذا عليهم أنْ كلفتُ بأسودِ
محلتهُ في العينِ والقلبُ منهمُ
وقد عابني قومٌ بتقبيلِ خدِهِ
وماذاكَ عيبٌ أسودُ الركنِ يُلثمُ
لئنْ ضمَّ جُنحَ الليلِ أثناءُ بُردهِ
لقدْ شقَّ عن مثلِ الصباحِ التبسمُ
وما شانَهُ لونُ السوادِ لأنه
بغرِّ الثنايا والخلائقِ معلمِ
فكم أشقرٍ يومَ النزالِ رأيتهُ الـ
ـّسُكَيْتَ وجَلَّى يقدمُ النقعَ أدهمُ
ومستعجم الألفاظِ يفصحُ تارة ً
ويُرتَجُ عنهُ تارة ً فَيُجمجمُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> وحديثِ عهدٍ بالفطامِ كأنما
وحديثِ عهدٍ بالفطامِ كأنما
رقم القصيدة : 28082
-----------------------------------
وحديثِ عهدٍ بالفطامِ كأنما
قد صيغَ من صدفية ٍ بيضاءِ
سبحانَ من أذكى بصفحة ِ خدهِ
ناراًيؤَجَّجُ وَقْدُها في ماءِ
وأَنارَ ضَوءَ جبينِه متوضّحاً
في ليلة ٍ من شعرهِ ليلاءِ
يفترُّ عن مثلِ الجمانِ مؤشَّرِ
قد صينَ تحتَ عقيقة ٍ حمراءِ
ومضيَّقُ الألحاظِ يهزأُ سحرُها
وفترها بالمقلة ِ النجلاءِ
وكأنّما برادهُ في خطراتهِ
سنَّا على بزينة ٍ سمراءِ
ما إنْ رأيتُ ولا سمعتُ بمثلها(37/6)
نجمٌ تولَّدَ منهُ بدرُ سماءِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ومن عجبِ الأيامِ أنَّ شفاعتي
ومن عجبِ الأيامِ أنَّ شفاعتي
رقم القصيدة : 28083
-----------------------------------
ومن عجبِ الأيامِ أنَّ شفاعتي
ترجى لمن في وجهه ألف شافع
لأبلج عسال التثني مهذب الخلائق
معسول الثنايا مطاوع
يَرومُ شفيعاً من سواهُ جهالة ً
ولا شافعٌ مثلَ الحبيبِ المضاجعِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> هذا الغزالُ الذي بعثتُ به
هذا الغزالُ الذي بعثتُ به
رقم القصيدة : 28084
-----------------------------------
هذا الغزالُ الذي بعثتُ به
ظمآنُ يشكو إِلى نَداكَ ظَما
وهو صبور على الأذى ومتى
ـتشاط غيطاً بِحِلْمِهِ كَظَما
العصر العباسي >> ابن عنين >> وصاحب قال في معاتبتي
وصاحب قال في معاتبتي
رقم القصيدة : 28085
-----------------------------------
وصاحب قال في معاتبتي
وظن أن الملال من قبلي
قلبُكَ قد كان شافعي أبداً
يا مالكي كيفَ صرتَ معتزلي
فقلتُ إِذ لجَّ في معاتبتي
ظلما" وضاقت عن عذره حيلي
خَدُّكَ ذا الأشعريُّ حَنَّفَني
فقال من أحمد المذاهب لي
العصر العباسي >> ابن عنين >> هل وفتْ للطلولِ عيني فأغنتْ
هل وفتْ للطلولِ عيني فأغنتْ
رقم القصيدة : 28086
-----------------------------------
هل وفتْ للطلولِ عيني فأغنتْ
ساحَتَيها عن صيّف وربيعِ
وضلال سؤال غير مجيب
وسَفاهٌ دعاءُ غيرِ سميعِ
لو رآني العذولُ يومَ استقلوا
لرثى لي في موقفِ التوديعِ
عبرت تحار منها الغوادي
وزفيرٌ تضيقُ عنه ضلوعي
العصر العباسي >> ابن عنين >> يعدو الرياض الحيا والأرض مجدبة
يعدو الرياض الحيا والأرض مجدبة
رقم القصيدة : 28087
-----------------------------------
يعدو الرياض الحيا والأرض مجدبة
رزقا" وفي البحر ذيل السحب مسحوب
فلا لعجز تعدى تلك نائله
ولا لحرصٍ سقتْ تلك الشآبيبُ
والرزقُ يأتي وإِن لم يسعَ صاحبُهُ
حتماً ولكنْ شقاءُ المرء مكتوبُ(37/7)
العصر العباسي >> ابن عنين >> لم يبق لي غير أن أموت كما
لم يبق لي غير أن أموت كما
رقم القصيدة : 28088
-----------------------------------
لم يبق لي غير أن أموت كما
قد مات قبلي مني إلى آدم
كلٌ إِلى اللّهِ صائرٌ وعلى
ما قدم المرء قبله قادم
يُدرِكُ ما قدَّمتْ يداه إِذا
مات فإمّا جذلان أو نادم
فيا لها حسرة مخلدة
إِذا تساوى المخدومُ والخادمْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> لولا الرَّدى كانتِ الدنيا لمن سَبَقا
لولا الرَّدى كانتِ الدنيا لمن سَبَقا
رقم القصيدة : 28089
-----------------------------------
لولا الرَّدى كانتِ الدنيا لمن سَبَقا
اللّهُ يبقى ويَفنَى كلُّ ما خَلَقا
يهوى الحياة بنو الدنيا وقد علموه
أن الحياة عناء دائم وشقاء
ما مَرَّ من عمرِ الإِنسانِ في حَزَنٍ
أو في سرورٍ كطيفٍ في الكَرى طَرَقا
العصر العباسي >> البحتري >> يهدي الخيال لنا ذكرى إذا طافا
يهدي الخيال لنا ذكرى إذا طافا
رقم القصيدة : 2809
-----------------------------------
يُهدي الخيَالُ لَنَا ذِكْرَى، إذا طَافَا
وَافَى يُخادِعُنَا، وَالصّبحُ قَد وَافَى
تَصْدُقُنا المَنعَ سُعدى، حينَ نَسألُها
نَيْلاً، وَتَكْذِبُنَا بَذْلاً وَإسْعَافَا
إنّ الغَوَاني، غَداةَ البَينِ، قِضْنَ لنَا
ماأمّلَ الدّنِفُ المُضْنَى بما خَافَا
فَتَنّ طَرْفاً، وَقد وَدَّعْنَ عَنْ نظَرٍ
ساجٍ، وَتَيّمْنَ، إذْ صَافحنَ أطرَافَا
إذا نَضَوْنَ شُفُوفَ الرَّيطِ آوِنَةً،
قَشَرْنَ عن لُؤلؤِ البحرَينِ أصْدافا
نَوَاصِعٌ، كسُيوفِ الصَّقْلِ مُشعِلَةٌ
ضَوْءاً، وَمُرْهَفَةٌ في الجَدلِ إرْهافَا
قَضَى لَنَا الله بَلوَى في نَوَاظِرِهَا،
تُقضِي عَلَينا، وَعَافَى الله مَن عَافَى
كأنّهنّ، وَقد قارَبنَ مِنْ طرَفي
ضِدّينِ في الحُسنِ، تَبْتيلاً وَإخطافَا
رَدَدْنَ ما خَفّفَتْ منهُ الخُصُورُ إلى
ما في الَمآزِرِ، فاستَثْقَلْنَ أرْدافا
ما للسّحابِ خَلاقٌ، أوْ يَصُوبَ عَلى(37/8)
عَلْيا سَوِيقَةَ، أجزَاعاً، وأخْيَافَا
إذا أرَدْتُ لرَاقي الدّمْعِ مُنْحَدَراً،
ذَكَرْتُ مُرْتَبَعاً فيها، وَمُصْطَافَا
إنْ أُتْبِعِ الشّوْقَ إزْرَاءً عَلَيْهِ، فَقَد
جافَى منَ النّوْم عَنْ عينيّ ما جَافَى
أزَاجِرٌ أنا جُرْدَ الخَيْلِ أجْشَمُهَا
سَيراً إلى الشّامِ، إغْذاذاً وإيجَافا
خُوصُ العُيونِ إذا أبدتْ سُرًى مَثَلتْ
بالأرْضِ، أوْ أجحَفَتْ باللّيلِ إجحافا
دَوَافِعٌ، في انخِرَاقِ البَرّ مَوْعِدُها،
مَدافعُ البَحرِ مِنْ بَيرُوتَ أو يَافَا
حتّى تَحُلَّ، وَقد حَلّ الشّرَابُ لَنَا،
جَنّاتِ عَدْنٍ على السّاجُورِ ألْفَافَا
نُضِيفُ نَازِلَةً تَقْرِي النَّوال كمَا
كُنّا نُزُولاً على الطّائيِّ أضْيَافَا
إنّ لقَوْمي، على الأقْوَامِ، مَنزِلَةً،
يُعطَونَ فيها، على الأشرَافِ، إشرَافَا
مَنْ يَنْأ كِبْرٌ بِهِ عَنّا، وأُبّهَةٌ،
نَحْمَدْ أبَا جَعْفَرٍ قُرْباً، وَإنْصَافَا
رَدَّ الحَوَادِثَ مُلْقَاةً أوَائِلُهَا
عَلى أوَاخِرِها، رَدْعاً وَإيقَافَا
إنْ تُرْمَ آلاؤهُ، في الدّهْرِ عن وَتَرٍ،
تَكُنْ لَهَا نُوَبُ الأيّامِ أهْدافَا
عَزَّ العِرَاقَيْنِ، حتّى ظَلّ مُخْتَتِياً
لَهُ العِرَاقَانِ، أقْلاماً وَأسْيَافَا
كَمْ مِنْ أبيِّ أُنَاسٍ في وِلاَيَتِهِ،
قَدْ ذَلّ عارِضَةً، أوْ لانَ أعْطافَا
سَاسَ البِلادَ بتَدْبيرٍ يُطَبّقُهَا،
أيَّدَ واسِطَةً مِنْهَا وَأطْرَافَا
لمْ يَرْتَفِعْ عَنْ مُرَاعَاةِ الصّغِيرِ، وَلَمْ
يَنزِلْ إلى الطَّمَعِ المَخْسوسِ إسْفافا
باسِطُ عَدْلٍ على الأعداءِ، لوْ عصَبوا
بغَيرِهِ لتَوَخّى الجَوْرَ، أوْ حَافَا
لمْ يَتّسعْ للأداني في أمَانَتِهِ،
وَقَدْ َرأََى خِلَلاً مِنهُمْ وَأُلاّفا
تَنَاذَرَتْهُ أعَارِيبُ السّوَادِ، فَمَا
شَتَا بِهِ قاطِنٌ مِنْهُمْ، وَلاَ صَافَا
وَكنتُ أعهَدُ عَينَ التّمرِ جامِعَةً
منَ الخَليطَينِ، أزْياداً، وأعْوَافَا(37/9)
ما مَنْ هَوًى منهُ باتَ السّيفُ مُلتِهماً
أوَاصِراً وَشَجَتْ منهُمْ، وأحْلافَا
مُنخَرِقُ اليَدِ بالمَعْرُوفِ، يَخبِطُ في
عَرْضٍ منَ المَالِ، لا يألُوهُ إتْلاَفَا
إذا وَعَدْتُ التّجافي عَنْ مَوَاهِبِهِ،
دافَعتُ بالنُّجحِ، أوْ أخلَفتُ إخلافا
آلَيْتُ لا أُجْهِدُ الطّائيَّ، مُلتَمِساً
جَدوَى، وَلا أسألُ الطّائيَّ إلْحَافَا
بحَسْبِنَا مِنْهُ ما يَزْدَادُ مِنْ حَسَبٍ،
وَمَا قَضَى من فُرُوضِ القَوْمِ، أوْ كَافَا
قضَيتُ عَنّي ابنَ بِسطامٍ صَنيعَتَهُ
عِندي، وَضَاعَفتُ ما أوْلاهُ إضْعَافَا
وَكَانَ مَعرُوفُهُ قَصْداً إِلي، وَمَا
جازَيْتُهُ عَنهُ تَبْذيراً، وإسْرَافَا
مِئُونَ عَيْناً، تَوَلّيْتُ الثّوَابَ بهَا،
حتّى انثَنَتْ لأبي العَبّاسِ آلاَفَا
قَدْ كَانَ يَكْفيهِ، فما قَدّمَتْ يدُهْ،
رِباً يَزِيدُ إَِلى الآحَادِ أنْصَافَا
تِلْكَ المَدائحُ أحرَارُ الرّقاب فيهاِ
أرَى عَلَيْهِ دُيُوناً لي، وإسْلافا
فَلاَ تَزَلْ مُرْصِداً للخَيْرِ تَفْعَلُهُ،
وَثَابِتاً دونَ ما تَخْشاهُ، وَقّافَا
العصر العباسي >> ابن عنين >> ولا بُدَّ أنْ أسعى لأفضلِ رتبة ٍ
ولا بُدَّ أنْ أسعى لأفضلِ رتبة ٍ
رقم القصيدة : 28090
-----------------------------------
ولا بُدَّ أنْ أسعى لأفضلِ رتبة ٍ
وأحمي عن عيني لذيذ منامي
وأقتحم الأمر الجسيم بحيث أن
أرى الموت خلفي تارة وأمامي
فإِمَّا مَقاماً يضربُ المجدُ حولَهُ
سرادقه أو باكيا" لحمامي
فإن أنا لم أبلغ مقاما" أرومه
فكم حسراتٍ في نفوسِ كِرامِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أَجِدَّكَ ما تَزالُ بكَ الرواحلْ
أَجِدَّكَ ما تَزالُ بكَ الرواحلْ
رقم القصيدة : 28091
-----------------------------------
أَجِدَّكَ ما تَزالُ بكَ الرواحلْ
تنقل في الهواجر والهواجل ْ
إذا أمسيت في بلد غريبا"
تَرومُ إِقامة ً أصبحتَ راحلْ
كأنك في الزمان اسم صحيح
جرى فتحكمت فيه العوامل ْ
مزيدٌ في بنيهِ كواو عمروٍ(37/10)
وملغى الحكم فيه كراء واصل ْ
وحقك أن يلازمك ارتفاع
لأنك للندى والوجود فاعل ْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> سرى والليل مزور النجوم
سرى والليل مزور النجوم
رقم القصيدة : 28092
-----------------------------------
سرى والليل مزور النجوم
وقد دنتِ الثُرَيَّا للغُروب
وَمَدَّتْ كفَّها الجَذْما قليلاً
كمن يرجوا مصافحة الحبيب
كأنَّ النسرَ حينَ رأى ورُودَ الـ
نعائم طار عن كف الخضيب
ويتلو أرنبَ الجبَّارِ كلبٌ
تَراهُ قد تَهيَّأ للوثوبِ
شحا فاه عن الشعري فلاحت
كمصباحٍ تَألَّقَ في قَلِيبِ
وللعُلجومِ في الأفقِ ارتعادُ الـ
جبان مخافة الحوت الجنوبي
وأبدتْ فنطساً في النهرِ يطفو
يمين الشرق في شكل عجيب
وبات الذئب والظبيات ترعى
مع الدبين في روض خصيب
العصر العباسي >> ابن عنين >> أتيتُ فما حظيتُ لسوءِ بختي
أتيتُ فما حظيتُ لسوءِ بختي
رقم القصيدة : 28093
-----------------------------------
أتيتُ فما حظيتُ لسوءِ بختي
بخدمة ِ سيدي ورجعتُ خائبْ
إمامٌ ما تيممناهُ إلاّ
رجعنا بالرَّغائبِ والغرائبْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> اللّهُ يَعلمُ ما سخنتَ لعلة ٍ
اللّهُ يَعلمُ ما سخنتَ لعلة ٍ
رقم القصيدة : 28094
-----------------------------------
اللّهُ يَعلمُ ما سخنتَ لعلة ٍ
عرضتْ من المأكولِ والمشروبِ
لكنَّ نفسكَ إذ رأتْ لكَ صاحباً
قد عابَ وهو إليكَ جدُّ قريبِ
فكأنّها أنفتْ لذاكَ فنالها
أَلمُ الكريمِ لصحبة ِ المعيوبِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أَبُثُّكَ ما لقيتُ من الليالي
أَبُثُّكَ ما لقيتُ من الليالي
رقم القصيدة : 28095
-----------------------------------
أَبُثُّكَ ما لقيتُ من الليالي
فقد قصَّتْ نوايبها جناحي
وكيفَ يفيقُ من عنتِ الليالي
مريضٌ لا يرى وجهَ الصلاحِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ياأيها الصاحبُ الصدرُ الذي شهدتْ
ياأيها الصاحبُ الصدرُ الذي شهدتْ
رقم القصيدة : 28096(37/11)
-----------------------------------
ياأيها الصاحبُ الصدرُ الذي شهدتْ
بفضله ونداهُ البدوُ والحَضَرُ
عساكَ تَقبلُ شيئاً قد بعثتُ به
نَزْراً فإِني إلى علياكَ أَعتذرُ
ولو بعثتُ على مقدارِ فضلكَ أر
سلتُ الكواكبَ فيها الشمسُ والقمرُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> وأرجو أن تعيدَ بياضَ خدي
وأرجو أن تعيدَ بياضَ خدي
رقم القصيدة : 28097
-----------------------------------
وأرجو أن تعيدَ بياضَ خدي
إليَّ فأستريحَ من الخضابِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> عطفاً علينا يا عزيزُ فإِننا
عطفاً علينا يا عزيزُ فإِننا
رقم القصيدة : 28098
-----------------------------------
عطفاً علينا يا عزيزُ فإِننا
بعدَ المعظمِ عندكم أَيتامُ
ولأنتَ خيرُ الكافلينَ فلا تدعْ
أَيْتامَكمْ يا ابنَ الكرامِ تُضامُ
حاشا لمجدكمُ الأثيلِ بأن نرى
في بابِ غيركُم ونحنُ قِيامُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا ابن إِدريسَ لفظُكَ الأنجمُ الزُهـ
يا ابن إِدريسَ لفظُكَ الأنجمُ الزُهـ
رقم القصيدة : 28099
-----------------------------------
يا ابن إِدريسَ لفظُكَ الأنجمُ الزُهـ
ـرُ تَعالى عن جَرْوَلٍ وزُهَيْرِ
لا تذلهُ في سائر الناسِ واحفظ
ـه فما في خيارهم من خيرِ
واقتنعْ بالقليلِ من بِرِّ مِثلي
واكشطِ اسمي وخُط من شئتَ غيري
شعراء الجزيرة العربية >> خالد المريخي >> هاك كل القصايد
هاك كل القصايد
رقم القصيدة : 281
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
هاك كل القصايد .. هاك وأقريهن
لاتقولين وش آخرهن وش أوّلهن
كلّهن فدوةٍ لك هاك قوليهن
في لسانك ترى لسانك..يجملّهن
غيبتك أثّرت في حال راعيهن
قطعة أيام عيّا لايتحملّهن
بس يمكن ثلاث أيام غبتيهن
لعنبو..هالثلاث أيام..ماأطولهن
طالعي في فعايلهن وشوفيهن
تحت عيني تبيّن لك فعايلهن
ماارحمنّي بعد ماطحت في يديهن
بهدلّني جعل ربي يبهدلهن
ماهقيت أني اسلم من بلاويهن
كان سيئ معي جداً تعاملهن(37/12)
وتهت حتى القصايد قمت اعنّيهن
يكملن..وانسى واعوّد واكملّهن
والمعاني غريبة قمت أنقّيهن
عقب ماكنت من قبل آتحايلهن
وقلت مادامهن جنّي برجليهن
باتشرّط عليهن وآخذ أجملهن
إتركي هالثلاث أرجوك خلّيهن
سولفي بأي حال..بنتجاهلهن
إنسي أيامهن وإنسي لياليهن
همّليهن وأنا مثلك باهمّلهن
لاتجيبين سيرتهن وطاريهن
أنزعج حيل..لاقمت اتخيّلهن
العصر العباسي >> البحتري >> ألما فات من تلاق تلاف
ألما فات من تلاق تلاف
رقم القصيدة : 2810
-----------------------------------
ألِمَا فَاتَ مِنْ تَلاقٍ تَلافِ،
أمْ لشاكٍ مِنَ الصّبَابَةِ شَافِ
أمْ هوَ الدّمعُ عن جوَى الحبّ بادٍ،
وَالجوَى في جَوَانِحِ الصّدْرِ خافِ
وَوُقُوفٍ على الدّيارِ، فمِنْ مُرْ
تَبَعٍ شائِقٍ، وَمِنْ مُصْطَافِ
عوَضٌ منهُمُ خَسيسٌ، وَقَد حلّوا
اللّوَى، مَنزِلٌ، بوَجرَةَ، عافِ
لمْ تَدَعْ فيهِ مُبْلِيَاتُ اللّيَالِي
غَيرَ نؤْي تَسفي عَلَيهِ السّوافي
وأثَافٍ، أتَتْ لَهَا حُجُجٌ، دونَ
لَظَى النّارِ، مُثَّلٌ كالأثَافي
قَمَرٌ في دُجُنّةِ اللّيْلِ يُوفي،
أمْ خَيالٌ، من عندِ سُعْدَى، يُوَافي
مُسْعِفٌ بالذي مَتَى سُئِلَتْهُ،
عَدِمَتْ حَظَّهَا مِنَ الإسْعَافِ
ألِشَيْءٍ تَسَخّطَتْهُ فأسْتَفْـ
ـرِغَ قَصرِي عن سُخطِها وانصِرَافي
واعترَافي بما اقتَرَفْتُ، فَكَمْ قَدْ
ذَهَبَ الإعْتِرَافُ بالإقْتِرَافِ
عَجِبَ النّاسُ لاعتِزَالي وَفي الأطْـ
ـرافِ تُغشَى مَنازلُُ الأشْرَافِ
وَجُلُوسي عَنِ التّصَرّفِ، والأرْ
ضُ لمِثْلي رَحيبَةُ الأكْنَافِ
لَيسَ عَنْ ثَرْوَةٍ بَلَغْتُ مَداها،
غَيرَ أنّي امرُؤٌ كَفَاني كَفَافي
قَد رَأى الأصْيَدُ المُنَكِّبُ عَنّي
صَيَدي عَنْ فِنَائِهِ، وانحِرَافي
وَغَبيُّ الأقْوَامِ مَنْ بَاتَ يَرْجُو
فَضْلَ مَنْ لا يَجُودُ بالإنْصَافِ
إنْ تَنَلْ قُدْرَةً، فَقَد نِلْتَ صَوْناً،
والتّغَاني، بَينَ الرّجالِ، تَكافي
صَافِ أمْثَالَ أحْمَدَ بنِ عَليٍّ،(37/13)
تَعتَرِفْ فَضْلَهُ على مَنْ تُصَافي
أرْيَحيٌّ، إمّا يُوَافِقُ ما تَهْـ
ـوَى، وإمّا يكفيكَ حرْبَ الخِلافِ
أيُّ بَادي أُكْرُومَةٍ، أو مُرَوٍّ
بَينَ رأيَينِ، أوْ حَصَاةٍ قِذافِ
إنْ أخَفَّ الكُتّابَ في الوَزْنِ غدرٌ،
رَجَحَتْ كِفّةُ الوَفيّ الوَافي
نِعْمَ مَوْلى كِفَايَةٍ مِنْ أمِينٍ،
أوْ مُؤدّي أمَانَةٍ مِنْ كَافِ
ما تَرَاهُ، وَعَفَّ في زَمَنِ الخَوْ
نِ، يُرَى منهُ في زَمَانِ العَفافِ
هِمّةٌ تَرْذُلُ الدّنَايَا، وَنَفْسٌ
شَرُفَتْ إنْ تَهُمّ بالإشْرافِ
وَعُلًى في الصَّهْبَذَينِ، وَدِدْنَا
أنّهَا في الزُّيُودِ والأعْوَافِ
قَدّمَتْهُ قَوَادِمُ الرّيشِ مِنهُمْ،
حينَ خَاسَتْ بآخَرِينَ الخَوَافي
رَهْطُ سابُورَ ذي الجُنُودِ، وَطُلاّ
بُ مَساعي سَابُورَ ذي الأكْتَافِ
عُمّرُوا، يُخلِفُونَ باطلَ ما ظَنّ الـ
ـعِدَى بالوِقَافِ ثمّ الثِّقَافِ
يا أبَا عَبدِ الله مَدّ لَكَ الله
بِنَاءَ العَلْيَاءِ مَدَّ الطِّرَافِ
لَنْ يَفُوتَ الرّبيعُ إسكافَ ما أبْـ
ـنَنتَ، والنّهْرَوَانَ في إسكافِ
وَلِيَتْ مِنْكُمَا بنَيْلٍ دِرَاكٍ،
مُغدِقٍ وَبْلُهُ، وَسَيْلٍ جُحَافِ
إنْ بَلَوْنَاكَ كُنْتَ وَاحدَ أوْحَا
دٍ، لَهُمْ كثرَةٌ على الآلافِ
بِتَقَصِّي الغَايَاتِ لا تُنْصِفُ الرِّيـ
ـحُ مَسَافَاتِها مِنَ الإزْحَافِ
واجتِماع الأضْدادِ فيمَا تُوَالي
مِنْ أيَادٍ فِينَا ثِقَالٍ خِفَافِ
شُهِرَتْ شُهْرَةَ النّجومِ وَسَارَ الـ
ـذّكْرُ منها في النّاسِ سَيرَ القَوَافي
العصر العباسي >> ابن عنين >> لو كنتُ أُهدي لمولانا مُشاكِلَهُ
لو كنتُ أُهدي لمولانا مُشاكِلَهُ
رقم القصيدة : 28100
-----------------------------------
لو كنتُ أُهدي لمولانا مُشاكِلَهُ
لكنتُ أُهدي إِليه السهلَ والجبلا
وإِنما العبدُ أهدى كُنْهَ قدرتهِ
والنملُ يُعذَرُ في القدرِ الذي حملا
العصر العباسي >> ابن عنين >> يهدي إِلى المولى أَقلُّ عبيدهِ(37/14)
يهدي إِلى المولى أَقلُّ عبيدهِ
رقم القصيدة : 28101
-----------------------------------
يهدي إِلى المولى أَقلُّ عبيدهِ
ولقد تفاضلَ حلمُه ما يحتقرْ
ولو انه أَهدى على مقدارِكم
لم يرتضِ الشمسَ المنيرة َ والقمرْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> إنَّ الجهولَ إذا تصدَّى بالغنى
إنَّ الجهولَ إذا تصدَّى بالغنى
رقم القصيدة : 28102
-----------------------------------
إنَّ الجهولَ إذا تصدَّى بالغنى
في مجلسٍ فوقَ العليمِ الفاضلِ
فهو المؤخَّرُ في المحافِلِ كلّها
كتقدُّمِ المفعولِ فوقَ الفاعلِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> لِمَ أَخَّرتَني وقدَّمتَ غيري
لِمَ أَخَّرتَني وقدَّمتَ غيري
رقم القصيدة : 28103
-----------------------------------
لِمَ أَخَّرتَني وقدَّمتَ غيري
أنا حالٌ وغيريَ استفهامُ؟
العصر العباسي >> ابن عنين >> ولأنتَ إنْ رفعَ امرؤٌ من غيرهِ
ولأنتَ إنْ رفعَ امرؤٌ من غيرهِ
رقم القصيدة : 28104
-----------------------------------
ولأنتَ إنْ رفعَ امرؤٌ من غيرهِ
كالمبتدا سببُ ارتفاعكَ معنوي
العصر العباسي >> ابن عنين >> فداؤكَ كلُّ من أمسى لبخلٍ
فداؤكَ كلُّ من أمسى لبخلٍ
رقم القصيدة : 28105
-----------------------------------
فداؤكَ كلُّ من أمسى لبخلٍ
نداهُ كأنَّهُ علمٌ منادى
العصر العباسي >> ابن عنين >> لي الشرفُ الأعلى على الذي عزَّ جانبهْ
لي الشرفُ الأعلى على الذي عزَّ جانبهْ
رقم القصيدة : 28106
-----------------------------------
لي الشرفُ الأعلى على الذي عزَّ جانبهْ
فلا أحدٌ إلاّ ومجديَ غالبهْ
وإِني الذي لولا صنائعُ جَدّهِ
لما رُفعتْ يوماً لملكٍ مضاربُهْ
فتى ً يتقاضى صنعهُ الناسُ دائماً
فلم يخلُ يوماً من غريمٍ يطالبُهْ
لهُ قصباتُ السَبقِ في كلِ موطنٍ
يُطيلُ إِذا أَسدى لمن لا يناسبهْ
ويسقي إذا الأنواءُ في العامِ أخلفتْ
فهل مثلُ آبائي تُعَدُّ مَنَاقبُهْ
وكم قد كسَونا من يتيمٍ وميّتٍ(37/15)
سَترنا ولولانا لبانتْ معايبُهْ
وكم قد سعى جَدي لمدّ صنيعة ٍ
تُهَزُّ لها أَعطافُهُ ومناكِبُهْ
وكم راضَ صعباً جامحاً متمنّعاً
يلاينهُ طوراً وطوراً يصاعبهْ
فأصحبَ من بعد الجماحِ وأسمحتْ
قرونتهُ حتى تولاّهُ راكبهْ
وإِنيّ لمقدامٌ إِذا ما تأخَّرتْ
بغيريَ في يومِ الطِعانِ مراكبُهْ
ولستُ كمن ولَّى فِراراً من الوغى
يُطيلُ سؤالاً عن رَفيقٍ يُصاحبُهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> للّهِ قاضي ديندوزَ فإِنهُ
للّهِ قاضي ديندوزَ فإِنهُ
رقم القصيدة : 28107
-----------------------------------
للّهِ قاضي ديندوزَ فإِنهُ
قاضٍ إِذا أسدى أَطالَ وأَعرضا
المتقنُ الأعمالَ حتى أنها
بهرتْ وأعجزَ صنعها من قد مضى
ستر الأراملَ واليتامى كفُّهُ
وسعى فأصبحَ سعيهُ عينُ الرضى
لولاهُ لم تسترْ لميتٍ عورة ٌ
فينا ولا كانتْ صلاة ٌ تُرتضى
ما إِنْ تراهُ الدهرَ إِلاَّ آمراً
وسطَ النَدِيّ وناهياً ومُحَرّضا
كم من فقيرٍ صنتَ مهجتهُ ولو
لا صنعُ كفّكَ كانَ من بردٍ قضى
ورُواقِ ملكٍ أنتَ شِدتَ ظِلالَهُ
لولاكَ زالَ ظلالهُ وتقوّضا
أَصبحتَ إِنْ نَشَرَ امرؤٌ مِن صُنْعِه
ما قد مضى تطوي الصنيعَ إذا مضى
ولَرُبَّ مُنْبتّ وصلتَ بصَحبِه
وطريقهُ لخفائهِ قد أغمضا
ولكم ركضتَ فنلتَ بالركضِ المنى
وأنرتَ مطويّاً ورضتَ الريّضا
وكستْ أناملُكَ اليَراعَ وشائِعاً
هنَّ السحابُ سقى البلادَ وروّضا
وصنيعة ٍ قد باتَ غيرُكَ نائماً
عنها وجفنُكَ ساهرٌ ما غمّضا
معدودة ٍ ممدودة ٍ مشهودة ٍ
بيضاءَ أَعجلَ صُنعُها أَن يُقتضى
كلتا يديكَ لصنعها مبسوطة ٌ
يتباريانِ كلمعِ برقٍ أومضا
كم فارسٍ في راحتيك ثيابُهُ
وجوادُهُ والمشرفيُّ المُنْتَضى
لو رامَ نشرَ صنائعٍ أَسديتَها
فيما مضى بَشَرٌ لضاقَ به الفضا
يسقي إذا بخلَ السحابُ ويرتوى
منه وعارِضُ مُزنِه قد أَعرضا
فاللّهُ يبقي للخليفة ِ صنعَهُ
ويَقي لنا قدميهِ مِن أَن ْ تُدحَضا(37/16)
العصر العباسي >> ابن عنين >> تجوَّعَ ليَ الشيخُ الزكيُّ وجاءني
تجوَّعَ ليَ الشيخُ الزكيُّ وجاءني
رقم القصيدة : 28108
-----------------------------------
تجوَّعَ ليَ الشيخُ الزكيُّ وجاءني
معَ الشمسِ قبلَ الشمسِ يتلوهما النجمُ
وقد سَرَّحا ذقنيهما وتسربلا
من الوَشْيِ ما ازدانتْ حواشيه والرقمُ
وجاءتْ بنو عبدانَ طرّاً كأنما
لهم في الذي استصحبتُ من عَدَنٍ قِسمُ
وَجَاءَ أبو الفضلِ الأمينُ وعبدُهُ
كذئبيْ غضاً قد مسَّهم من طَوى ً سقمُ
وأقبلَ شمسُ الدينِ يسعى مُبادراً
وفي كُمهِ للنهبِ من أَدَمٍ كمُّ
جُموعٌ لوکنَّ السَدَّ أَعرضَ دونهم
بدَا منهمُ في جانبيْ رتقهِ ثَلمُ
يرومون خبزي والكواكبُ دونه
لقد ضلَّ عنهم رأيهم ونأى الفهمُ
أما علموا أنّ الذبابة َ لا ترى
طعامي وأَنَّ الفارَ عندي لها لُجمُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> صلاحَ الدينِ يا خيرَ البرايا
صلاحَ الدينِ يا خيرَ البرايا
رقم القصيدة : 28109
-----------------------------------
صلاحَ الدينِ يا خيرَ البرايا
ومن قد عمَّ بالفضلِ الرعايا
سمعتُ بأنَّ محيي الدينِ يغشى الـ
وغى والحربُ ضارية ُ المنايا
فلا تشهدْ بصفعانَ قتالاً
فقوسُ الندفِ لا تصمي الرمايا
العصر العباسي >> البحتري >> إلي أي سر في الهوى لم أخالف
إلي أي سر في الهوى لم أخالف
رقم القصيدة : 2811
-----------------------------------
إلي أيّ سِرٍّ في الهَوَى لمْ أُخَالِفِ،
وأيِّ غَرَامٍ عندَهُ لمْ أُصَادِفِ
وَلي هَفَوَاتٌ باعِثاتٌ لي الجَوَى،
يُعَرِّضْنَني مِن بَرْحِهِ للمَتَالِفِ
كأنّ العُيُونَ الفاتِنَاتِ، تَعَاوَنَتْ
على تِرَةٍ عِنْدَ العُيُونِ الذّوَارِفِ
فإنْ أسْلُ أُلاّفَ الصّبا، فبِعُقْبِ مَا
غَنيتُ،وساحاتُ الصّبا مِنْ مَآلِفي
أرَى ثِقَةَ الرّاجي مُوَاصَلَةَ المَهَا،
تَكَاءَدَها، أوْ آدَهَا شَكُّ خَائِفِ
كَأنّ النّوَى يَكْذِبْنَهُ نَحْبَ ناذِرٍ(37/17)
يُقَضّينَ مِنْهُ، أوْ ألِيّةَ حَالِفِ
إذا مَا لَقَيْنَاهُنّ، والشّيْبُ شَفْعُنَا،
تَغَابَيْنَ، أوْ كَلّمْنَنَا بالسّوَالِفِ
لَئِنْ صَدَفَتْ عَنّا، فَرُبّةَ أنفُسٍ
صَوَادٍ إلى تلكَ الخُدودِ الصّوادِفِ
فَلَيْتَ لُبَانَاتِ المُحِبّ رُدِدْنَ في
جَوَانِحِهِ، أوْ كُنّ عِندَ مُساعِفِ
وَمَا شَعَفُ المَشْعُوفِ إلاّ بَلِيّةٌ
عَلَيْهِ، إذا لمْ يُعْطَ تَنْوِيلَ شَاعِفِ
بَدأتُ بحَقّ الأصْدِقَاءِ وَلَمْ أكُنْ
لأجْعَلَهُ لَفْقاً لِحَقّ المَعَارِفِ
وَسَاوَيْتُ بَينَ القَوْمِ في شكرِ سَيْبِهِمْ،
وَهُمْ دَرَجٌ مِنْ سُوقَةٍ وَخَلاَئِفِ
أُعَدُّ بإنْصَافِ الخَليلِ، تَفَضّلاً،
,إِنَّ منَ الإفْضَالِ بَعضَ التّنَاصُفِ
وَكم من أُناسٍ عِفْتُ أوْ عِبتُ زَارِياً
على عُنْجُهِيّاتٍ لَهُمْ، وَعَجَارِفِ
يُرَوْنَ، بساعَاتِ العطايا، تَفَاقَدُوا
مَخَايِلَ ساعاتِ المَنايا الحَوَاتِفِ
إذا طُوِيَ الفِتْيَانُ عَنْكَ، فأُشكِلَتْ
مَقَادِيرُهُمْ، فاعرِفْهُمُ بالعَوَارِفِ
قَضَيْتُ لإسْحَاقَ بنِ يَعْقُوبَ بالنّدى
قَضِيّةَ لا الغَالي، وَلاَ المُتَجَانِفِ
أبيٌّ، إذا حَامَتْ يَداهُ عَلَى العُلَا،
تَبَيّنْتَهُ فيها نَبيهَ المَوَاقِفِ
يُبادِرُ غاياتٍ منَ المَجْدِ، طَوّحتْ
بِهِ خَلفَ غاياتِ الرّياحِ العَوَاصِفِ
إذا قيلَ للقَوْمِ: اقدُرُوها بظَنّكم!
ألاحُوا مِنِ استِئنافِ تلكَ التّنايِفِ
يُؤدّي إلى بُعْدِ المَدى سَبقُ بالغٍ،
إذا استَشْرَفُوا مِنهُ دُنُوَّ مَشارِفِ
بأقصَى رِضَانَا أنْ يَعَضّ حَسُودُهُ،
عَلى رُغُمٍ في، كَفَّ غَضْبَانَ آسِفِ
وَمَا تُلُدُ المَعْرُوفِ بالمُغْنِيَاتِهِ
عَنِ المْجدِ أنْ يَزْدادَهُ بالطّوَارِفِ
وأينَ لَهَا بالهَضْبِ تَسْمُو فُرُوعُهُ
قَرَارَاتِ قِيعَانِ الصّرِيمِ الصّفاصِفِ
جَمَعتُ بهِ شَملَ الرّجاءِ، وَلم أمِلْ
إلى بِدَدٍ مُرْفَضّةٍ وَطَوَائِفِ
وأوْقَعْتُ حِلْفاً بَينَ شِعْرِي وَجُودِهِ،(37/18)
إذا لمْ تُناسِبْ في الثّراَءِ، فَحالِفِ
طَرَائِفُ مِنْ حُرّ القَرِيضِ يَرُدُّها،
مُقَابَلَةً، مِنْ رِفْدِهِ بالطّرَائِفِ
إذا ما طِرَازُ الشّعْرِ وَافَاهُ جَاءَنَا
غَرِيبَ طِرازِ السّوسِ، سَبطَ الرّفَارِفِ
نُكَرّرُ بَيْعَ الوَشْيِ بالخَزّ مُثْمَناً،
وَقَيْضَ البُرودِ عِنْدَناُ بالمَطارِفِ
وَلَوْ كَانَ في أرْضِ الرّقيقِ أمَارَنَا،
منَ الوُصَفَاءِ، كَثرَةً، والوَصَائِفِ
صَنَاعُ يَدٍ في الجُودِ، حيثُ تَوَجّهتْ
أرَتْ عَجَباً مِنْ حُسنِهَا المُتَضَاعِفِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أقولها لو بلغت ما عسى
أقولها لو بلغت ما عسى
رقم القصيدة : 28110
-----------------------------------
أقولها لو بلغت ما عسى
فالطبلُ لا يضربُ تحتَ الكسى
قاضيكَ إِنْ لم تُقصِه فاخصِه
أولا فلا يحكم بينَ النسا
العصر العباسي >> ابن عنين >> اللّهُ يعلمُ ما حلَّلتَ من دمِها
اللّهُ يعلمُ ما حلَّلتَ من دمِها
رقم القصيدة : 28111
-----------------------------------
اللّهُ يعلمُ ما حلَّلتَ من دمِها
وسفكهِ مستحلاً بعدما حَرُما
لكنْ رأيتَ ذوي الجاهات تشربها
رِيّاً وتتعبُ في تحصيلِها العلما
العصر العباسي >> ابن عنين >> وكنّا نرجّي بعدَ عيسى محمداً
وكنّا نرجّي بعدَ عيسى محمداً
رقم القصيدة : 28112
-----------------------------------
وكنّا نرجّي بعدَ عيسى محمداً
لِيُنقذَنا من لاعجِ الضُرّ والبلوى
فاوقعنا في تيهِ موسى فكلّنا
حيارى ولا منٌ لديهِ ولا سلوى
العصر العباسي >> ابن عنين >> أَشكو إِلى اللّهِ حَماتي فما
أَشكو إِلى اللّهِ حَماتي فما
رقم القصيدة : 28113
-----------------------------------
أَشكو إِلى اللّهِ حَماتي فما
يعلمُ ما لاقيتُ منها سواهُ
عجوزُ سوءٍ لو رأتْ قودة ً
في النسرِ طارتْ بجناحيْ قطاهْ
تقولُ للبنتِ الطميِ خدّهُ
ولا تهابيهِ وصكي قفاهُ
وباهِتيهِ إِنْ رأى رِيبَة ً
وابكي وسبّيهِ وسبّي أباهُ(37/19)
واللّهِ لا أُفلحُ ما عُمّرتْ
قل لي متى أفلحَ صاحبَ حماهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> قالوا الموفقُ شِيعِيٌّ فقلتُ لهم
قالوا الموفقُ شِيعِيٌّ فقلتُ لهم
رقم القصيدة : 28114
-----------------------------------
قالوا الموفقُ شِيعِيٌّ فقلتُ لهم
هذا خلافُ للناسِ منهُ ظهرْ
وكيفَ يصبحُ دينُ الرفضِ مذهَبهُ
وما دعاهُ إلى الإسلامِ غيرُ عمرْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أبو الفضلِ وابنُ الفضلِ أنتَ وتربهُ
أبو الفضلِ وابنُ الفضلِ أنتَ وتربهُ
رقم القصيدة : 28115
-----------------------------------
أبو الفضلِ وابنُ الفضلِ أنتَ وتربهُ
فغيرُ بديعٍ أنْ يكونَ لك الفضلُ
أتتني أياديكَ التي لا أَعدها
لكثرتها لا كفرَ عندي ولا جهلُ
ولكنَّني أُنبيكَ عنها بطرفة ٍ
تروقُكَ ما وافى لها قبلَها مثلُ
أتاني خروفٌ ما شككتُ بأنهُ
حليفُ هوى ٍ قد شفَّهُ الهجرُ والعذلُ
إِذا قامَ في شمسِ الظهيرة ِ خلتَهُ
خيالاً سرى في ظلمة ٍ ما لهُ ظلُّ
فناشدتهُ ما تشتهي قالَ قتَّة ٌ
وقاسمتهُ ما شفّهُ قالَ لي الأكلُ
فأحضرتُها خضراءَ مجَّاجة َ الثَّرى
مسلّمة َ ما حصّ أوراقها الفتلُ
فظلَّ يُراعيها بعينٍ ضعيفة ٍ
وينشدها والدمعُ في الخدِّ منهلُّ
"أتتْ وحياضُ الموتِ بيني وبينها
وجادتْ بوصلٍ حينَ لا ينفعُ الوصلُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> فديتكَ قلْ للشريفِ الشهابِ
فديتكَ قلْ للشريفِ الشهابِ
رقم القصيدة : 28116
-----------------------------------
فديتكَ قلْ للشريفِ الشهابِ
وإنْ شاطَ غيظاً فلا تحتفلْ
تُوالي الحنابلة َ القائلينَ
بأنَّ يزيدَ إِمام عَدَلْ
وتزعمُ أنّكَ من عترة ِ الـ
ـوصيّ وأنتَ تحبُّ الجملْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> قمْ فاسقنيها من سلافٍ صانها
قمْ فاسقنيها من سلافٍ صانها
رقم القصيدة : 28117
-----------------------------------
قمْ فاسقنيها من سلافٍ صانها
عصَّارُها في الدَنّ حولاً كاملا
خمراً تخالُ شُعاعَها في كأسِها(37/20)
برقاً تألقَ أَوْ نُضاراً سائلا
أو ما ترى الجوزاءَ كيفَ تعرَّتْ
والنجمُ في أفقِ المغاربِ آفلا
والصبحَ قد فضحَ الدُّجى فكأنَّهُ
شيبُ ابنِ عُروة َ حين يُضحي ناصِلا
العصر العباسي >> ابن عنين >> لا تحسبوا أنّ قلبي عن محبّتكْ
لا تحسبوا أنّ قلبي عن محبّتكْ
رقم القصيدة : 28118
-----------------------------------
لا تحسبوا أنّ قلبي عن محبّتكْ
وإنْ تماديتم في هجركم زادا
رَثَّتْ مواثيقُ عهدٍ كنتُ أَعرفُها
وبيننا أَصبح الشيطانُ نَزَّاغا
ولستُ آيسُ من وصلٍ أسرُّ بهِ
قد يجمعُ اللهُ بومَ الفقرِ والزَّاغا
وسوفَ أَرقُبُ بدراً من وصالكُم
يكونُ في ظلمة ِ الهجرانِ بزَّاغا
إِذا اختبرتَ بني الدنيا وجدتَهمُ
عقارباً وثعابيناً وأوزاغا
وإِنْ تأمَّلتَ أخباراً أَتَوكَ بها
رايتَ زوراً وروَّاغاً وأوزاغا
العصر العباسي >> ابن عنين >> رأيتُ النبيَّ عليهِ السلامُ
رأيتُ النبيَّ عليهِ السلامُ
رقم القصيدة : 28119
-----------------------------------
رأيتُ النبيَّ عليهِ السلامُ
فقمتُ غليهِ وقبَّلتهُ
فقالَ أيعقوبُ يروي الحديـ
ـثَ فقلتُ نعمْ قالَ ما قلتهُ
العصر العباسي >> البحتري >> لي سيد قد سامني الخسفا
لي سيد قد سامني الخسفا
رقم القصيدة : 2812
-----------------------------------
لي سَيّدٌ قَدْ سَامَني الخَسْفا،
أكْدَى منَ المَعْرُوفِ، أمْ أصْفَى
أسْتُرُ ما غَيْرَ مِن رأيِهِ،
أرِيدُ أنْ يَخفَى، فَمَا يَخفَى
داعَبَني بالمَطْلِ، مُسْتأنِياً،
وَعَدَّهُ مِنْ فِعْلِهِ ظَرْفَا
قَدْ كُنْتَ مِنْ أبْعَدِهِمْ هِمّةً
عِندي، وَمِنْ أجوَدِهِمْ كَفّا
ألْمَائَةُ الدّيْنَارِ مَنْسِيّةٌ،
في عِدَةٍ أشْبَعْتَهَا خُلْفَا
لا صِدْقُ إسْمَاعِيلَ فيها، ولا
وَفَاءُ إبْرَاهِيمَ، إذْ وَفّى
إنْ كُنْتَ لا تَنوِي نَجاحاً لهَا،
فَكَيْفَ لا تَجْعَلُهَا ألْفَا
هَل لَكَ في الصّلحِ، فأُعْفيكَ من
نِصْفٍ، وَتَستأنِفُ لي نِصْفا(37/21)
أوْ تَترُكُ الوِدّ على حالِهِ،
وَتَسْتَوي أقْدامُنا صَفّا
إنّ الذي يَثْقُلُ أهْلٌ لأنْ
يُضرَبَ عَنْهُ للّذي خَفّا
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا مَعْشرَ الناسِ حالي بينكم عَجَبٌ
يا مَعْشرَ الناسِ حالي بينكم عَجَبٌ
رقم القصيدة : 28120
-----------------------------------
يا مَعْشرَ الناسِ حالي بينكم عَجَبٌ
وليسَ لي بينكمْ يا قومُ أنصارً
هذا ابنُ كامل قد أَودعتُهُ ذَهباً
صيَّابة ً ما لها في العينِ مقدارُ
وجئتُ أطلبها منهُ وقد عرضتْ
في السوقِ مني لُبَاناتٍ وأَوطارُ
فقامَ ينفضُ كميْهِ وينظرُ في
صندوقهِ وينادي جرَّها الفارُ
فقلتُ لا شبَّ فرنُ الفارِ كم أكلوا
مالَ اليتامى وكم جرُّوا وكم جاروا
العصر العباسي >> ابن عنين >> أينما سرتُ في بلادِ إلهِ الـ
أينما سرتُ في بلادِ إلهِ الـ
رقم القصيدة : 28121
-----------------------------------
أينما سرتُ في بلادِ إلهِ الـ
ـعرشِ أَلفيتُ ثَمَّ كهفاً وصخرهْ
فإِلى اللّهِ أَشتكي ما أُلاقي
كلُّ أرضٍ فيها على الناسِ سخرهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> حوى قصبَ السبقِ أهلُ العراق
حوى قصبَ السبقِ أهلُ العراق
رقم القصيدة : 28122
-----------------------------------
حوى قصبَ السبقِ أهلُ العراق
وعطَّرَ ذكرهم الأنديهْ
وأيُّ خطيبٍ يجاريهمُ
وقد خطبتْ فيهمُ الأجديهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> مثلي وقد وافيتُ أطلبُ رفدكمْ
مثلي وقد وافيتُ أطلبُ رفدكمْ
رقم القصيدة : 28123
-----------------------------------
مثلي وقد وافيتُ أطلبُ رفدكمْ
جهلاً ولم يكُ لي حجى ً ينهاني
مَثَلُ الظَليمِ مَضى يرومُ بجهلهِ
قرناً فعادَ مُصَلَّمَ الآذانِ
وكَّلتَ بي صعبَ المِراسِ ملازِماً
كالظلِّ يتبعني بكلِّ مكانِ
لم أَعْشُ عن ذكرِ الإِلهِ فليتني
أدري علامَ قرنتٌ بالشيطانِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ليلٌ بأولِ يومِ الحشرِ متَّصلُ
ليلٌ بأولِ يومِ الحشرِ متَّصلُ
رقم القصيدة : 28124(37/22)
-----------------------------------
ليلٌ بأولِ يومِ الحشرِ متَّصلُ
ومقلة ٌ أبداً إنسانها خضلُ
وهل ألامُ وقد لاقيتُ داهية ً
ينهدُّ لو حملتها بعضها الجبلُ
ثَوى المِصَكُّ الذي قد كنت آملهُ
عوناً وخيّبَ فيهِ ذلكَ الأملُ
لا تَبعُدنْ تربة ٌ ضَمتْ شمائِلَهُ
ولا عَدا جانِبَيْها العارِضُ الهطِلُ
لقد حوتْ غيرَ مكسالٍ ولا رعشٍ
إنْ قيَّدَ الفودَ من دونِ اسرى الكسلُ
قد كانَ إِنْ سابقتْهُ الريحُ غادرَها
كأنَّ أخمصها بالشوكِ ينتعلُ
لا عاجزاً عند حملِ المثقلاتِ ولا
يمشي الهُوَينى كما يمشي الوَجي الوَجِلُ
مكمَّلُ الخلقِ رحبُ الصدرِ منتفخُ الـ
جنبينِ لا ضامرٌ طاوٍ ولا سغلُ
يطوي على ظَمَأٍ خمساً أَضالِعَهُ
في بيضة ِ الصيفِ والرمضاءُ تَشتعلُ
ويقطعُ المقفراتِ الموحشاتِ إِذا
عنْ قطعِها كلَّتِ المَهريَّة ُ البُزُلُ
ففي الأباطحِ هيقٌ راعهُ قنصٌ
وفي الجبالِ المنفياتِ الذُرى وَعِلُ
يرجّعُ النهقَ مقروناً ويطربني
لحناً كما يُطربُ المَزْمومُ والرَمَلُ
لو كانَ يفدى بمالٍ ما ضننتُ بهِ
ولم تصنْ دونهُ خيلٌ ولا خولُ
لكنَّها خُطة ٌ لا بدَّ يبلُغُها
هذا الورى كلُّ مخلوقٍ له أَجَلُ
وإِنَّ لي بنظامِ الدينِ تعزِية ً
عنهُ وفي النجبِ من أبنائه بَدَلُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> سلوهُ إنْ أجابكم سلوهُ
سلوهُ إنْ أجابكم سلوهُ
رقم القصيدة : 28125
-----------------------------------
سلوهُ إنْ أجابكم سلوهُ
سلوهُ جُنَّ حتى سَلسلوهُ
ولولا أنكم بقرٌ حميرٌ
لما منعوكمُ أن تدخلوهُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> لمّا رأى الجامعَ أموالهُ
لمّا رأى الجامعَ أموالهُ
رقم القصيدة : 28126
-----------------------------------
لمّا رأى الجامعَ أموالهُ
مأكولة ً ما بينَ نوَّابهِ
جُنَّ فمنْ خوفٍ عليه غدا
مسلسلاً من كل أبوابهِ
وكيف لا تَعتادُهُ جِنَّة ٌ
وقد رأى المسخَ لأربابهِ
القردُ في شبّاكهِ حاكمٌ
والتّيسُ في قبَّة ِ محرابهِ(37/23)
العصر العباسي >> ابن عنين >> غياثٌ فاسمعوا قولي وعمروٌ
غياثٌ فاسمعوا قولي وعمروٌ
رقم القصيدة : 28127
-----------------------------------
غياثٌ فاسمعوا قولي وعمروٌ
لهم عندي أحاديثٌ ظريفهْ
فزانٍ ما عليهِ مِن جُناحٍ
وقوَّادٌ بتوقيعِ الخليفهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> غياثٌ وعمروٌ فاسمعوا ما علمتهُ
غياثٌ وعمروٌ فاسمعوا ما علمتهُ
رقم القصيدة : 28128
-----------------------------------
غياثٌ وعمروٌ فاسمعوا ما علمتهُ
لشيخينِ عندي من حديثِهما شانُ
غياثٌ نفى عن نفسهِ الحدَّ في الزنى
وعمروٌ بتوقيعِ الخليفة ِ قرنانُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> لا رعى اللهُ ليلتي في بخارى
لا رعى اللهُ ليلتي في بخارى
رقم القصيدة : 28129
-----------------------------------
لا رعى اللهُ ليلتي في بخارى
ذكرُها ما حييتُ حشو ضميري
طَرقتْني الضيوفُ فيها وقد بِـ
ـتُّ من الجوعِ في عذاب السعيرِ
ليسَ في منزلي سوى قحفَ إبريـ
ـقٍ وباقي قطيعة ٍ من حصيرِ
أتقرَّى التجارَ في سائرِ الخا
ناتِ ظهراً عندَ استواءِ القدورِ
فإذا فاتني كريمٌ يغدّيـ
ـني تعشيتُ قُرصة ً مِنْ شَعيرِ
وأداري في صونِمالي بعرضي
وأَقولُ القليلُ أَصلُ الكثيرِ
وأنا لموسرُ الغنيّ ولكنّ
ـي من فرطِ خسة ٍ كالفقيرِ
فأتاحَ القضاءُ لي رهطَ سوءٍ
كذئابٍ قد أَحفقتْ أو نُمورِ
ألزموني ما قالهُ الخالديَّانِ
وراحوا عني بقولِ جريرِ
ثمَّ قالوا مَعادُنا عن قَريبٍ
فارتقِبْنا فقلتُ هذا مَسيري
العصر العباسي >> البحتري >> هذا كتابك فيه الجهل والعنف
هذا كتابك فيه الجهل والعنف
رقم القصيدة : 2813
-----------------------------------
هذا كتابُكَ، فيهِ الجَهلُ وَالعُنُفُ،
قَد جاءَنَا، فَفَهِمنا كلَّ ما تَصِفُ
أمَا تَخافُ القَوَافي أنْ تُزِيلَكَ عَنْ
ذاكَ المَقامِ، فتَمضِي ثمّ لا تَقِف
وَشاعراً لا يَكُفُّ النّصْفُ غَضْبَتَهُ
إنْ هُزّ، وَاللّيثُ يَرْضَى حينَ يُنتَصَف(37/24)
تَعيبُني بِهَنَاتٍ لَسْتُ أعْرِفُهَا
منّي، وَأنْتَ بهَا جَذْلانُ مُعترِفُ
لا تَجْمَعَنّ عَلَيْنَا رَدّةً وَبَذا
قَوْلٍ، فذلكَ سوءُ الكَيلِ وَالحَشَفُ
مَا لي وَللرّاحِ تَدْعُوني لأشْرَبَهَا،
وَلي فُؤادٌ بشيءٍ غَيرِها كَلِفُ
إنّ التّزَاوُرَ فيمَا بَيْنَنا خَطَرٌ،
وَالأرْضُ من وَطأةِ البِرْذَوْنِ تنخسِفُ
إذا اجتَمَعْنَا عَلى يَوْمِ الشّتَاءِ، فلي
هَمٌّ بِما أنَا لاقٍ، حينَ أنْصَرِفُ
أبِالغَديرِ، إذا ضَاقَ الطّرِيقُ بِهِ،
أمْ بالطّرِيقِ المُعَمّى، حينَ يَنعطِفُ
وَقُلْتُ دَجْنٌ يُرِيقُ العْينَ رَيّقُهُ،
مِنْ كلّ غادِيَةٍ أجْفَانُها وُطُفُ
فَكَيفَ يَطرَبُ للدَّجنِ المُقيمِ، إذا
سَحّتْ سَحائِبُهُ مَنْ بَيْتُهُ يَكِفُ
لا أقرَبُ الرّاحَ أوْ تَجْلُو السّماءُ لَنَا
شمسَ الرّبيعِ وَتَبهَى الرّوْضَةُ الأُنُفُ
وَيَفْتُقُ الوَرْدُ خُضْراً عَن مُعَصْفَرَة،
وَيكتَسِي نَوْرَهُ القاطُولُ وَالنَّجَفُ
هُنَاكَ تَجميعُ شَمْلٍ كانَ مُفترِقاً
مِنّا، وَتأليفُ رَأيٍ كَانَ يَختَلِفُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أَحبابَنا ما لهذا الهجرِ مِنْ أَمَدِ
أَحبابَنا ما لهذا الهجرِ مِنْ أَمَدِ
رقم القصيدة : 28130
-----------------------------------
أَحبابَنا ما لهذا الهجرِ مِنْ أَمَدِ
وحقّكم عزَّ صبري وانتهى جلدي
أبيضة ُ الديكِ حظي من وصالكمُ
لا تفعلوا واجعلوها دعوة َ الأبدِ
فللعواذلِ مني حظُّ شيعتِهِ
يومَ الوليمة ِ لا يلوى على أحدِ
عهدي به واليدُاليمنى يكفُّ بها
غَرْبَ المدامعِ والأخرى على الكبدِ
يقولُ للخبزِ لا يبعدُ مداكَ ولا
"أخنى عليكَ الذي أخنى على لبدِ "
العصر العباسي >> ابن عنين >> أنا وابنُ شيثٍ والرشيدُ ثلاثة ٌ
أنا وابنُ شيثٍ والرشيدُ ثلاثة ٌ
رقم القصيدة : 28131
-----------------------------------
أنا وابنُ شيثٍ والرشيدُ ثلاثة ٌ
لا تُرتجى فينا لخَلقٍ فائدهْ
من كل من قصرتْ يداهٌ عن النَدى(37/25)
يومَ الجَدا وتطولُ عند المائدهْ
فكأنّنا واوٌ بعمروٌ ألحقتْ
أو أصبعٌ بينَ الأصابعِ زائدهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أنا وابن شيثِ في الخيامِ زيادة ٌ
أنا وابن شيثِ في الخيامِ زيادة ٌ
رقم القصيدة : 28132
-----------------------------------
أنا وابن شيثِ في الخيامِ زيادة ٌ
وابنُ النّفيسِ وذا المُلقُّ الصوفي
لا نَيْلُنا يُرجى ولا أضيافُنا
تُقرى ولا نُدعى لدفعِ مَخوفِ
أما الملقُّ كما علمتَ فنسكهُ
نصبٌ على زبدية ْ ورغيفِ
وفتى بَجيلة َ إِن قَرا ما خَطَّهُ
أبصرتَ منه غرائبَ التصحيفِ
ومهوَّسٍ بالكيمياءِ يقطّعُ الأ
وقاتِ بالآمالِ والتسويفِ
يَبغي من الأبوالِ تبراً خالصاً
عقلٌ لعَمرُ أبيكَ جِدُّ سخيفِ
وأنا وشعري كم يعنّفني الورى
فيهِ فلا فلا أُصغي إِلى التعنيفِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> نَبْتانِ هذا أصلُهُ سامِقٌ
نَبْتانِ هذا أصلُهُ سامِقٌ
رقم القصيدة : 28133
-----------------------------------
نَبْتانِ هذا أصلُهُ سامِقٌ
قاسٍ وذا مِن خَائِرٍ قاصرِ
أيُّهما صحَّفتْ معكوسهُ
دلَّ بلا شكٍّ على الآخر
العصر العباسي >> ابن عنين >> وما حيوانٌ يتَّقي الناسُ شرَّهُ
وما حيوانٌ يتَّقي الناسُ شرَّهُ
رقم القصيدة : 28134
-----------------------------------
وما حيوانٌ يتَّقي الناسُ شرَّهُ
على أنَّه واهي القُوى واهنُ البطشِ
إِذا ضَعَّفوا نصفَ اسمِه صار طائراً
وإِن ضَعَّفوا باقيه صار من الوحشِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> عنديَ مملوكة ٌ إِذا حَملتْ
عنديَ مملوكة ٌ إِذا حَملتْ
رقم القصيدة : 28135
-----------------------------------
عنديَ مملوكة ٌ إِذا حَملتْ
علمتَ حقاً بأنها مُتْئِمْ
تجنُّ ضدَّينِ قطُّ ما اجتمعا
في ناطقٍ قبلها ولا أعجمْ
أَعلَمُ ما تحتوي أَضالعُها
عليهِ من حملها وما تعلمْ
يَلقحُها كلُّ مَن يُباشِرُها
سِيَّانِ عمرانُ كانَ أو مريمْ
وهي متى استنتجتْ بدا ذكرٌ
وأختُهُ في الحَشا وما تسلمْ(37/26)
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا أدباءَ الزمانِ أني
يا أدباءَ الزمانِ أني
رقم القصيدة : 28136
-----------------------------------
يا أدباءَ الزمانِ أني
أعجزني للعويصِ كشفُ
فخبّروني عن اسمِ جمعِ
النصفُ ظرفٌ والنصفُ حرفُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> وما مسبطرٌّ ماؤهُ متدفّقٌ
وما مسبطرٌّ ماؤهُ متدفّقٌ
رقم القصيدة : 28137
-----------------------------------
وما مسبطرٌّ ماؤهُ متدفّقٌ
من الظهرِ يأتي غيرَ زورٍ ولا كذبْ
يمجُّ بما منهُ الخليقة ُ كلّها
ولا روحَ فيه إِنَّ هذا هو العجبْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أَهلَ العلومِ أُحاجيكم بواردة ٍ
أَهلَ العلومِ أُحاجيكم بواردة ٍ
رقم القصيدة : 28138
-----------------------------------
أَهلَ العلومِ أُحاجيكم بواردة ٍ
لا ترتوي ذاتِ إِبطاءٍ على عَجَلَهْ
إِذا استوى بين رِجليها امرؤٌ نطقتْ
بمزعجاتٍ من الأصواتِ متَّصلهْ
تمشي وقائدُها مِن خلفِها أبداً
تميدُ في المشيِ كالسكرانة ِ الثملهْ
صعراءٌ إنْ هي قامتْ فهيَ مائلة ٌ
وإِنْ مشتْ فهي كالميزانِ معتدلهْ
محمولة ٌ وهي للأثقالِ حاملة ٌ
مقيمة ٌ لا تزالُ الدهرَ مرتحلهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ومملوكة ٍ أَنسابُها فارسيَّة ٌ
ومملوكة ٍ أَنسابُها فارسيَّة ٌ
رقم القصيدة : 28139
-----------------------------------
ومملوكة ٍ أَنسابُها فارسيَّة ٌ
لها لينُ مولى تحتَ قوة ِوالي
عليها جَلابيبٌ يروقُكَ وشيُها
كنْ قد وشتها حميرٌ بأزالِ
تحنُّ لفقدانَ القرينِ كأنَّها
فصيلٌ حماهُ الخلفَ ربُّ العيالِ
إِذا آنستْ فقدَ القرينِ حسبتَها
جِمالاً تراغتْ بُكرة ً لِجمالِ
تواصلُ بينَ الكافِ والجيمِ رنَّة ٌ
إِذا ما يمينٌ أردفتْ بشمالِ
العصر العباسي >> البحتري >> أبالمنحنى أم بالعقيق أم الجرف
أبالمنحنى أم بالعقيق أم الجرف
رقم القصيدة : 2814
-----------------------------------
أبالمُنْحَنَى، أمْ بالعَقيقِ أمِ الجُرْفِ(37/27)
أنيسٌ فيُسلينا عَنِ الأُنَّسِ الوُطْفِ
لَعَمْرُ الرّسومِ الدّارِساتِ لقد غدَتْ
بِرَيّا سُعَادٍ، وَهيَ طَيّبَةُ العَرْفِ
بَكَيْنَا، فمِنْ دَمعٍ يُمازِجُهُ دَمٌ
هناكَ وَمِن دَمْعٍ بهِ صِرْفِ
وَلمْ أنْسَ إذْ رَاحوا مُطيعينَ للنّوَى،
وَقد وَقَفَتْ ذاتُ الوِشاحينِ وَالوَقفِ
ثنَتْ طَرْفَها دونَ المَشيبِ، ومَن يشِبْ
فكُلُّ الغَوَاني عَنهُ مُثنيَةُ الطَّرْفِ
وَجُنَّ الهَوَى فيها، عَشِيّةَ أعرَضَتْ
بِناظِرَتَيْ ريْمٍ، وَسَالِفَتَيْ خِشْفِ
وَأفْلَجَ بَرّاقٍ، يَرُوحُ رُضَابُهُ
حَرَاماً على التّقبيلِ بَسلاً على الرَّشفِ
لآلِ حُمَيْدٍ مَذْهَبٌ فيّ لَمْ أكُنْ
لأذْهَبَهُ فيهِمْ، وَلَوْ جدَعوا أنفي
وَإنّ الذي أُبْدي لَهُمْ من مَوَدّتي،
على عُدَوَاءِ الدَّارِ، دونَ الذي أُخفي
وَكنتُ إذا وَلّيتُ بالوِدّ عَنْهُمُ،
دَعَوْني، فألْفَوْني لَهمْ لَيّنَ العطفِ
وَلمْ أرْمِ، إلاّ كانَ عِرْضُ عَدوّهمْ
من النّاسِ قُدّامي، وَأعرَاضُهم خلفي
جَعَلْتُ لِساني دونَهُمْ، وَلَوَ أنّهم
أهابُوا بسَيفي كانَ أسرَعَ من طَرْفي
دَعَاني، إلى قَوْلِ الخَنَا وَاستِماعِهِ،
أبو نَهشَلٍ، بَعْدَ المَوَدّةِ وَالحِلْفِ
وَأخْطَرَني للشّاتِمِينَ، وَلمْ أكُنْ
لأُشْتَمَ إلاّ بالتّكذيُّبِِ وَالقَرْفِ
فَما ثَلَمُوا حدِّي، وَلا فتَلوا يَدي،
وَلا ضَعضَعوا عزمّي، وَلا زَعزَعوا كهفي
وَهَلْ هَضَباتُ ابْنَيْ شَمَامٍ بَوَارِحٌ
إذا عصَفتْ هوجُ الجَنائبِ بالعَصْفِ
رَجعتُ إِلى حِلمي، وَلَوْ شِئْتُ شُرِّدت
نوافِذُ تمْضِي في الدِّلاصِيَةِ الزَّعفِ
أبَى لي العَبيدونَ الثّلاثَةُ أنْ أرَى
رَسيلَ لَئيمٍ، في المُباذاةِ، وَالقَذْفِ
وَأجبُنُ عَن تَعرِيضِ عِرْضِي لجاهلٍ،
وَإنْ كنتُ في الإقدامِ أطعَنُ في الصّفّ
وَلَمّا تَبَاذَيْنَا، فَرَرْتُ منَ الخَنَا
بأشياخِ صِدْقٍ لم يَفِرّوا من الزّحْفِ
جمَعتُ قُوَى حَزْمي، وَوَجّهتُ همّتي،(37/28)
فسِرْتُ وَمثلي سارَ عن خُطّةِ الخَسفِ
وَإنّي مَليءٌ إنْ ثَنَيْتُ رَكَائِبي
بدَيمُومَةٍ تَسفي بها الرّيحُ ما تَسفي
تَرَكتُكَ للقَوْمِ الذينَ تَرَكْتَني
لهم وَسَلا الإلْفُ المَشوقُ إِلىِ الإلْفِ
وَقَالَ ليَ الأعداءُ: ما أنتَ قائِلٌ؟
وَلَيس يَرَاني الله أنحَتُ مِنْ حَرْفي
وَإنّي لَئيمٌ، إنْ تَرَكْتُ لأُسرَتيء
أوَابدَ تَبقى في القَرَاطيسِ، وَالصُّحْفِ
أبَا نَهْشَلٍ للحادِثِ النُّكْرِ إنْ عرَا،
وَللدّهرِ ذي الخَطبِ المُبرِّحِ وَالصّرْفِ
كَرُمْتَ، فَما كَدّرْتَ نَيلَكَ عندنا
بمَنٍّ، وَلا أخلَفتَ وَعدَكَ في الخُلفِ
وَما الهَجرُ منّي عن قِلًى، غيرَ أنّها
مُجازَاةُ أوْغادٍ نفََضْتُ بها كَفّي
وَلَمّا رَأيتُ القُرْبَ يَدوِي اتّصَالُهُ،
بَعُدْتُ، لعَلّ البُعدَ من ظالمٍ يَشفي
فلِمْ صرْتُ في جَدَواكَ أسوَةَ وَاحِدٍ،
وَقد نُبتُ في تَفوِيفِ مَدحكَ عن ألْفِ
وإِني لأسْتَبْقي وَدادَكَ للّتي
تُلِمُّ، وَأرْضَى منكَ دونَ الذي يكفي
وَأسْألُكَ النِّصْفَ احتِجازاً، وَرُبّما
أبَيْتُ، فلَم أسمحْ لغَيرِكَ بالنِّصْفِ
وَإنّي لمَحسُودٌ عَلَيْكَ، مُنافَسٌ،
وَإنْ كُنْتُ أستَبطي كَثيراً وَأستَجفي
وَكَمْ لكَ عندي مِنْ يَدٍ صَامِتيّةٍ،
يَقِلُّ لهَا شكرِي، وَيَعيَا بهَا وَصْفي
فَلا تَجعَلِ المَعرُوفَ رِقّاً، فإنّنا
خُلِقنا نجوماً لَيسَ يُملَكنَ بالعُرْفِ
لكَ الشّكْرُ منّي وَالثّناءُ مُخَلَّداً،
وَشِعرٌ كمَوْجِ البحرِ يَصْفو وَلا يُصْفي
العصر العباسي >> ابن عنين >> أيّها السيّدُ الذي جعلَ الشر
أيّها السيّدُ الذي جعلَ الشر
رقم القصيدة : 28140
-----------------------------------
أيّها السيّدُ الذي جعلَ الشر
كَ حُطاماً وشيَّدَ الإسلاما
قد أتاكَ الجوابُ لا شكَّ فيهِ
فاتَّخذني للمشكلاتِ إِماما
العصر العباسي >> ابن عنين >> لك الفضلُ مجدَ الدينِ شرَّفت عبدَكَ الـ
لك الفضلُ مجدَ الدينِ شرَّفت عبدَكَ الـ(37/29)
رقم القصيدة : 28141
-----------------------------------
لك الفضلُ مجدَ الدينِ شرَّفت عبدَكَ الـ
ـغريبَ بنظمٍ لا نَقيسُ به نَظما
وسَقَّيْتَني من بحرِ فضلك شُربة ً
مُقَدَّسة ً صِرفاً حَمتنيَ أَنْ أَظما
وألبستني برداً من المجدِ ضافياً
جعلتَ عليه من صِفاتِكَ لي رقَمْا
وألغزتَ لي في حاكمٍ غيرَ مبصرس
ولسنا نرى فضلاً لديهِ ولا علما
وتقبلُ من أحكامهِ كلُّ أمَّة ٍ
ولا بخسَ فيهِ للأنامِ ولا هضما
وقلتَ بأَنَّ العينَ تُبطِلُ حكمَهُ
نعم يحتوي عيناً ونمضي له الحكما
وتنزلُ فيهِ الشمسُ في العامِ مرَّة ً
وترحلُ عنهُ مثلما نزلتْ حتما
فلو جعلوا المعتلَّ هاءً ورخَّموا
لكانَ على كل الورى حكمُه حلما
فلا زلتَ محروسَ الجنابِ مسلَّماً
سنا مجدكَ الأعلى وجانبكَ الأسمى
العصر العباسي >> ابن عنين >> ما اسمٌ حرامٌ للنساءِ فِعالُهُ
ما اسمٌ حرامٌ للنساءِ فِعالُهُ
رقم القصيدة : 28142
-----------------------------------
ما اسمٌ حرامٌ للنساءِ فِعالُهُ
وتراهُ بالتصيحفِ وهو مُحلّلُ
جمعٌ إذا ألقيتَ ثانيهِ ولم
يسمعْ بواحدهِ على ما ينقلُ
وبحذفِ ثالثه يُعابُ أخو الحِجى
إنْ جاءَ فيما قالَ أو ما يفعلُ
ويصيرُ بالترخيمِ إنْ ناديتهُ
ضداً لتصحيفِ الذي لا ينحلُ
لغزٌ أتاكَ به خليلٌ صادقٌ
في ودّهِ بادٍ لمنْ يتأمَّلُ
تركَ الخِداعَ بكشفِه لِقاعِه
فأبانهُ وهو الخفيُّ المشكلُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ما نالَ الهوى ممنْ كلفتُ بهِ
ما نالَ الهوى ممنْ كلفتُ بهِ
رقم القصيدة : 28143
-----------------------------------
ما نالَ الهوى ممنْ كلفتُ بهِ
مني صديقٌ ولا أَبثثتهُ بَشَرا
خفتُ الرقيبَ عليهِ والوشاة َ بهِ
فقد جعلتُ اسمَهُ فِي القلبِ مستترا
العصر العباسي >> ابن عنين >> قَدَرٌ مُتاحٌ نظرة ٌ أَرسلتُها
قَدَرٌ مُتاحٌ نظرة ٌ أَرسلتُها
رقم القصيدة : 28144
-----------------------------------
قَدَرٌ مُتاحٌ نظرة ٌ أَرسلتُها(37/30)
فكأنَّني ناضلتُ أحذقَ رامي
أَأَلومُهُ فيما جَنَتْهُ سِهامُه
ما ذنبُهُ الجاني عليَّ سِهامي
لا أَتَّقي فيهِ الملامَ لأنَّني
أخفيتهُ في القلبِ عن لوَّامي
العصر العباسي >> ابن عنين >> أخفي اسم من أحبُّهُ مخافة ً
أخفي اسم من أحبُّهُ مخافة ً
رقم القصيدة : 28145
-----------------------------------
أخفي اسم من أحبُّهُ مخافة ً
وذكرهُ في القلبِ شوقٌ وارقْ
شُبّهَ بالوردِ الجَنِيّ خَدُّهُ
وخدّهُ من ذاكَ أندى وأرقّْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> فديتُ فتى ً ثاقبَ فكرهِ
فديتُ فتى ً ثاقبَ فكرهِ
رقم القصيدة : 28146
-----------------------------------
فديتُ فتى ً ثاقبَ فكرهِ
يُقلّدُ دراً مِن نفائسِ نظمهِ
فلا زالَ في كلِ الأمورِ مظفَّراً
بطولِ أياديهِ وصادقِ عزمهِ
أجدَّكَ ما تَنفكُّ تُلغِزُ مُشكلاً
تُقَصّرُ أَلبابُ الورى دون فهمهِ
وقد ضاعَ من أنفاسِ نظمكَ نفحة ٌ
من المسكِ فاجعلها فداماً لختمهِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ما اسمٌ رُباعيُّ الحروفِ وإِنما
ما اسمٌ رُباعيُّ الحروفِ وإِنما
رقم القصيدة : 28147
-----------------------------------
ما اسمٌ رُباعيُّ الحروفِ وإِنما
باثنينِ يكتبُ والصحيحُ فواحدهُ
فإذا دعوتُ له فلستُ أزيدهُ
فإنِ استُجيبَ دُعايَ فهو الخالدُ
ولو أنَّهُ لي في المنامِ مصحَّفٌ
لوددتُ أني طولَ دهري راقدُ
وتَراهُ إِنْ صحَّفتَهُ وعكستَهُ
ينجي فبيّنهُ فإنّكَ ناقدُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ولقد كتَمتُ اسم الذي أحببتُهُ
ولقد كتَمتُ اسم الذي أحببتُهُ
رقم القصيدة : 28148
-----------------------------------
ولقد كتَمتُ اسم الذي أحببتُهُ
ودفنتُ سرَّ حديثهِ بينَ الحشا
ورأيتُ نقض العهدِ ذنباً يحتوى
أبداً وكشفَ السر شيئاً مفحشا
فجعلتُ سرَّ القلبِ ستراً دونَهُ
فَمَنِ الأمينُ البَرُّ إِنْ قَلْبٌ وشى
إني لأخشى القلبَ يَكشفُ سرَّهُ
إنْ طارَ عنهُ النسرُ واصطادَ الرشا(37/31)
العصر العباسي >> ابن عنين >> وشادن أبصرتهُ قائماً
وشادن أبصرتهُ قائماً
رقم القصيدة : 28149
-----------------------------------
وشادن أبصرتهُ قائماً
يلعبُ بالأكرة ِ في موسمِ
كأنَّهُ البدرُ وقد كُلّلتْ
مِنْ عرَق خدَّاهُ بالأنجُمِ
وكلَّما أَبعدَها ركضُهُ
عادتْ على أقدامهِ ترتمي
قلتُ له ما اسمكَ قلْ لي فقد
سفكتْ من غيرِ جراحٍ دمي
فمرّ في لعبته لاهياً
وقال حرفانِ من المُعجمِ
العصر العباسي >> البحتري >> حييتما من مربع ومصيف
حييتما من مربع ومصيف
رقم القصيدة : 2815
-----------------------------------
حُيّيتماَ مِنْ مَرَبَّعٍ وَمَصِيفِ،
كانَا مَحَلّيْ زَيْنَبٍ، وَصَدوفِ
وكُسيتُما زَهْرَ الرّبيعِ وَعُشْبَهُ،
مُتَألّفَينِ بأحْسَنِ التّأليفِ
فلَقَدْ عهِدتُكُما، وَفي مغْناكُما
سُؤلُ المحبّ، وَحاجةُ المَشعوفِ
مِنْ كلّ مُرْهَفَةٍ يُجيلُ وِشاحَها
عِطفا قَضِيبٍ، في القَوَامِ، قَضِيفِ
تَهْتَزُّ في هَيَفٍ، وَما بَعَثَ الهوَى
مِنهُنّ مثلَ المُرْهَفاتِ الهِيفِ
بِيضٌ مَزَجنَ ليَ الوِصَالَ بهجرَةٍ،
وَوَصَلنَ لي الإغرَامَ بالتّكْليفِ
إذْ لا يُنَهنِهُني العَذولُ وَلا أُرَى
مُتَوَقّفاً لِلّوْمِ وَالتّعْنيفِ
حَتّامَ تُفْرِطُ في التَّصابِي لَوْعتي،
وَيَفيضُ واكفَ دَمعيَ المَذرُوفِ
فَلْتَعْزِفَنّ عَنِ الَبَطالَةِ همّتي،
وَلْيَقْصُرَنّ على الدّيارِ وُقُوفي
وَلأشكُرَنّ أبَا عَليٍّ، إنّ مِنْ
جَدْوَى يَدَيْهِ تَالِدي وَطَرِيفي
أعْلى مَكَاني طَوْلُهُ، فَأحَلّني
في باذِخٍ، عندَ الإمامِ، مُنيفِ
صَنَعَ الصّنائعَ في الرّجالِ، وَلم يكنْ
كمُلَعَّنٍ في البَحثِ وَالتّكشيفِ
وَكفى صرُوفَ الدّهرِ مضْطلِعاً بها،
وَالدّهْرُ تِرْبُ حوَادثٍ وَصرُوفِ
فمتى خَشيتُ منَ الزّمانِ مُلِمّةً،
لاقَيْتُها، فدَفَعتُها بوَصِيفِ
بالأبيَضِ الوَضّاحِ، حينَ تَنوبُهُ
حاجاتُنا، وَالأزْهَرِ الغِطرِيفِ
خِرْقٌ مِنَ الفِتيانِ، بَانَ مُبَرِّزاً(37/32)
بكَمَالِهِ، وَفَعالِهِ المَوْصُوفِ
مَلِكٌ يُضِيءُ منَ الطّلاقةِ وَجهُه،
فَتَخالُهُ بَدْرَ السّماءِ المُوفي
ألله جارُكَ حَيثُ كُنتَ، مُمَتَّعاً
بِمَوَاهِبِ الإعزَازِ وَالتّشرِيفِ
إنّي لجَأتُ إلى ذَرَاكَ مُخَيِّماً
فيهِ وَعُذْتُ بظلِلّكَ المَألُوفِ
ما مَوْضِعي بمُذَمَّمٍ عِندي، وَلا
سَيْبي، وَقَد أكّدْتَهُ، بضَعيفٍ
لي حاجةٌ شَرُفَتْ، وَليسَ ببالغٍ
فيها الذي أمّلْتُ غَيرُ شَرِيفِ
وَقَدِ ابتَدَأتَ بمِثْلِها لا مَائِلاً
فيها إلى مَطْلٍ، وَلا تَسْوِيفِ
فَلَئِنْ ثَنَيْتَ بها، فلَيسَ بمنكَرٍ
أنْ تُتْبِعَ المَعرُوفَ بالمَعرُوفِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أيُّها العالمُ الرئيسُ أجبني
أيُّها العالمُ الرئيسُ أجبني
رقم القصيدة : 28150
-----------------------------------
أيُّها العالمُ الرئيسُ أجبني
عن سؤالي فأنتَ ربُّ المعاني
أعجزتني ثلاثة ٌ وهيَ خمسٌ
مشكلاتٌ مالم تنطْ بثماني
فإذا ما عكستها ثمَّ صحَّفـ
ـتَ غدتْ واحداً من الحيوانِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ما في نفاقِ أبي سفيانَ مختلفٌ
ما في نفاقِ أبي سفيانَ مختلفٌ
رقم القصيدة : 28151
-----------------------------------
ما في نفاقِ أبي سفيانَ مختلفٌ
قد كانَ أوْفى قريشٍ للنبيّ أَذى
وكانَ رأسَ العمى في جاهليَّتهِ
فصارَ في مقلة ِ الدينِ الحنيفِ قذى
العصر العباسي >> ابن عنين >> ياخليليَّ لا تطيلا سرالي
ياخليليَّ لا تطيلا سرالي
رقم القصيدة : 28152
-----------------------------------
ياخليليَّ لا تطيلا سرالي
سرُّ مثلي في الحب لا يُبديهِ
سائِلاً القلبَ إِن قدرتمْ على أنْ
تسألاهُ عن أسمِ من حلَّ فيهِ
هو في الناسِ ظاهرٌ غيرَ حرفٍ
واحدٍ في هجائهِ يخفيهِ
وإذا نقطة ٌ نفتْ أختها عنهُ
فكلٌّ بجهدهِ يتَّقيهِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> وساحرَ الطَرفِ شَهيّ اللَّمى
وساحرَ الطَرفِ شَهيّ اللَّمى
رقم القصيدة : 28153(37/33)
-----------------------------------
وساحرَ الطَرفِ شَهيّ اللَّمى
حلو التثنّي كاملِ الحسنِ
يمشي وتربٌ معهُ مثلهُ
في الشكلِ والهيئة ِ والسنِ
قلتُله ما اسمكَ قلْ لي فقد
فتنَتني قالَ انصرفْ عَني
تَبغي سوى اسمي وتُوَرّي به
فاتكَ ما تطلبهُ مني
أخفيتهُ عنكَ ولكنَّهُ
يبدو بما غرَّكَ من جفني
قلتُ فهذا ما اسمُهُ قال لي
بعضُ الذي قد قلتَهُ يُغني
العصر العباسي >> ابن عنين >> ما اسمٌ إِذا قَطَّعوهُ كان أَربعة ً
ما اسمٌ إِذا قَطَّعوهُ كان أَربعة ً
رقم القصيدة : 28154
-----------------------------------
ما اسمٌ إِذا قَطَّعوهُ كان أَربعة ً
وعَدُّهُ ستة ٌ معروفة ُ السببِ
نصفٌ ثلاثة ُ أَرباعٍ يكونُ لهُ
ونصفهُ ربعهُ هذا من العجبِ
وحرفُ ثانيهِ معجومٌ بواحدة ٍ
وعجمٌ آخِرهِ ثنتانِ في الكتبِ
ولاسمهِ نسبٌ لو كنتَ تعرفهُ
ما إِنْ يَؤولُ إِلى عُجْمٍ ولا عربِ
هذا اسمُ ذي غُنُجٍ ما إِنْ يفسّرهُ
إلا امرؤٌ بَارعٌ في العلم والأدبِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ومهينٍ ما زالَ في الناسِ محفو
ومهينٍ ما زالَ في الناسِ محفو
رقم القصيدة : 28155
-----------------------------------
ومهينٍ ما زالَ في الناسِ محفو
ظاً مناهُ من كلهم حرفُ جرّ
قِيلَ يا صاحِ ما اسمُه قلتُ بدرٌ
إنما راءٌ بدره واو عمروِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> إني لأعجبُ من ثلاثة ِ أحرفٍ
إني لأعجبُ من ثلاثة ِ أحرفٍ
رقم القصيدة : 28156
-----------------------------------
إني لأعجبُ من ثلاثة ِ أحرفٍ
نَسَقٍ يخالفُ شكلُها أَوصافَها
يلقاكَ سائرها بشكلٍ واحدٍ
ويُريكَ قطعُ رؤوسِها أَنصافَها
في اسمٍ لبدرٍ ما رنتْ أَلْحاظُهُ
إِلاَّ وأهدتْ للنفوسِ تَلافَها
العصر العباسي >> ابن عنين >> إنْ بدّلوا أوّلهُ آخراً
إنْ بدّلوا أوّلهُ آخراً
رقم القصيدة : 28157
-----------------------------------
إنْ بدّلوا أوّلهُ آخراً
وبدَّلوا الثاني بالآخرِ(37/34)
حدَّتْ عن أنفاسهِ آخرَ الليـ
ـلِ وعن جفنٍ له فاترِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> إسمعْ وقاكَ إلهي ما تحاذرهُ
إسمعْ وقاكَ إلهي ما تحاذرهُ
رقم القصيدة : 28158
-----------------------------------
إسمعْ وقاكَ إلهي ما تحاذرهُ
فخيرُ ما وُقِيَ الإِنسانُ ما حَذِرَا
مضروبُ أولهُ في نصفِ آخرهِ
جذرٌ لأوسطهِ إنْ حاسبٌ نظرا
العصر العباسي >> ابن عنين >> ولي صاحبٌ يغشى الوغى وهو فارسٌ
ولي صاحبٌ يغشى الوغى وهو فارسٌ
رقم القصيدة : 28159
-----------------------------------
ولي صاحبٌ يغشى الوغى وهو فارسٌ
ويعجزُ أنْ يغشى الوغى وهو راجلٌ
تفخَّذّ ظهرَ الأعوجيّ محزَّماً
فقلتُ هلالٌ أطلعتهُ المنازلُ
ولا غنية ٌ فيه بغيرٍ أخٍ له
شديدِ القوى صعبٍ على الخيلِ باسلِ
أسيمرُ موشيُّ العذارِ كأنّما
يناطُ به ساعديهِ جداولُ
العصر العباسي >> البحتري >> مرت على عزمها ولم تقف
مرت على عزمها ولم تقف
رقم القصيدة : 2816
-----------------------------------
مَرّتْ على عَزْمِها، وَلمْ تَقِفِ،
مُبْدِيَةً للشَّنَانِ وَالشَّنَفِ
أيهات ما وجهها بملتفٍ
َفاسْلُ وما عطفها بُمْنعطِفِ
أبَا عَليٍّ أعْزِزْ عَليّ بِمَا
أتَتْهُ ذاتُ الرِّعاثِ، وَالنُّطَفِ
ما للغَوَاني فَوَارِكاً شُمُساً،
وَأنْتَ بَرٌّ بالغانِيَاتِ حَفي
وَما نَكِرْنَ الغَداةَ مِنْ غُصُنٍ،
يَحسُنُ في الإنْثِنَاءِ وَالقَصَفِ
َأحلى وأشْهَى، مِنْ مَعْبَدٍ نَغَماً،
وَابنِ سُرَيْجٍ، وَنَازِلِ النّجَفِ
وَقَد تَقُولُ الأبْياتَ تُصْبي بها الـ
ـغادَةَ خَلْفَ الأبْوَابِ، وَالسُّجُفِ
وَقد تؤدّي عنكَ الرّسالةَ في الحبّ
فَتَأتيكَ دُرّةُ الصّدَفِ
قَاتَلَهَا الله كَيْفَ ضَيّعَتِ الـ
ـعَهْدَ، وَجاءَتْ باللّيّ وَالخُلُفِ
رَكَنْتَ فيها إلى الهَدايا، وَلَمْ
تَحْذَرْ عَلَيْهَا جَرَائِرَ التُّحَفِ
وَقَد رَأتْ وَجْهَ مَنْ تُرَاسِلُهُ،
فانحَرَفَتْ عَنكَ شرّ مُنحَرفِ(37/35)
قَد كانَ حَقّاً عَليكَ أن تَعرِفَ الـ
ـمكنُونَ من سرّ صَدرِها الكَلِفِ
بما تَعاطَيتَ في الغُيوبِ، وَمَا
أُوتيتَ من حكمَةٍ، وَمن لُطُفِ
أَلسْتَ بالسِّندِ هِنْدِ ذَا بَصَرٍ
إِلاَّ تَفُقْ حاسِبيهِ تنَتَصِفِ
وَقد بحَثتَ العُلومَ أجمَعَ وَاستَظْـ
ـهَرْتَ حِفْظاً مَقَالَةَ السّلَفِ
ما اقتَصّ وَاليسُ في الفَضَاءِ وَجابا
نُ، وَما سَيّرَا مِنَ النُّتَفِ
وَما حَكَاهُ ذُرُوثِيُوسُ وَبَطْلِمـ
ـيوسُ من وَاضحٍ لكُمُ وَخَفي
فكَيفَ أخطأتَ، أَي أخَيّ، وَلمْ
تَرْكًنْ إلى ما سَطَرْتَ في الصُّحُفِ
وَكَيفَ ما دَلّكَ القُرْآنُ عَلى
ما فيهِ مِنْ ذاهبٍ، وَمُؤتَنَفِ
هَلاّ زَجَرْتَ الطّيرَ العَلِىَ، أوْ
تعيَِّفْتَ المَهَا أوْ نَظَرْتَ في الكَتِفِ
حَمَلْتَها، وَالفِرَاقُ مُحتَشِدٌ
لرَاكِبٍ مِنكُمَا، وَمُرْتَدِفِ
وَرُحتُما، وَالنّحوسُ تُنبِىءُ عنْ
حَالٍ، مِنَ الرّائحينَ، مُختَلِفِ
أمَا أرَتْكَ النّجُومُ أنّكُمَا
في حَالَتَيْ ثَابِتٍ، وَمُنصَرِفِ
وَما رَأيتَ المِرّيخَ قَدْ جاسَدَ الـ
ـزُّهْرَةَ في الحَدّ مِنْهُ، وَالشّرَفِ
تُخْبِرُ عن ذاكَ أنّ زَائِرَةً
تَشْفي مَزُوراً مِنْ لاعجِ الدَّنَفِ
مِن أينَ أغفَلتَ ذا، وَأنتَ على التّقـ
ـوِيمِ وَالزِّيجِ، جِدُّ مُعْتَكِفِ
رُذِلْتَ في هذِهِ الصّناعَةِ، أمْ
أكدَيتَ، أمْ رُمتَها معَ الخَرَفِ
لمْ تَخطُ بابَ الدّهليزِ مُنصَرِفاً،
إلاّ وَخَلْخالُها مَعَ الشُّنُفِ
فأينَ حَلْفُ الفَتى، وَذِمّتُهُ،
وَأينَ قَوْلُ العَجوزِ لا تَخَفِ
ما أخْوَنَ النّاسَ للعُهُودِ، وَمَا
أشَدّ إقْدامَهُمْ عَلى الحَلَفِ
لَمْ تُصِبِ الرّأيَ، في أزَارَتِهَا،
مَنْ لا يُجازِي بالوِدّ، وَاللَّطَفِ
يا ضَيعَةَ العِلْمِ، كَيفَ يُرْزَقُهُ
ذو الخَرْقِ فيكُمْ وَالعُجبِ وَالصَّلَفِ
تَقُودُها ضِلّةٌ إلى مَلِكٍ،
يَرُوقُها بالقَوَامِ، وَالهَيَفِ
تَصْبُوا إلى مِثْلِهِ، إذا نَظَرَتْ(37/36)
منكَ إلى جِيفَةٍ مِنَ الجِيَفِ
يُسُوءُني أنْ تُسَاءَ فيها، وَأنْ
تُفجَعَ منها بالرّوْضَةِ الأُنُفِ
قدْ خبَّروُها قِيامَ شَيْخِكَ في الحمّـ
ـامِ، فاستَعبَرَتْ مِنَ الأسَفِ
وأَعْلَموها بأَنَّ كُنْيتَهُ
أَبو قُماشِ الحُشُوشِ والكُنُفِ
وحَدُّثُوها بالدَّسْتَبانِ وَبالصِّنّ
وَكَادَتْ تُشْفي عَلى التّلَفِ
وَقَد تَبَيّنْتُ ذاكَ في الكَمَدِ البَا
دي عَلَيها وَالوَاكِفِ الذّرِفِ
وَزُهْدِها في الدّنُوّ منكَ، فَمَا
تُعْطيكَ إلاّ بالتّعْسِ وَالعُنُفِ
أنتَ كمَا قَد عَلِمتَ مُضْطرِبُ الهيـ
ـئةِ وَالقَدّ، ظاهرُ الجَلَفِ
والسِّنُّ قَدْ بَيّنَتْ فَنَاءَكَ في
شِدقٍ، على ماضِغيَكَ، مُنخَسِفِ
وَجْهٌ لَعِينُ القِسمَينِ، يَقطَعُهُ
أنفٌ طَوِيلٌ، مُحَدَّدُ الطّرَفِ
وَرُتّةٌ تَحْتَ غُنّةٍ قَذَرَتْ،
مِنْ هالِكِ الرّاءِ،دَامِرِ الألِفِ
كأنّ في فيهِ لُقْمَةً عَقَلَتْ
لسَانَهُ، فالتَوَى عَلى جََنَفِ
تَنَاصَرَ النَّوْكُ وَالرّكَاكَةُ في
مُخَبَّلِ الإنْحِنَاءِ، وَالحَنَفِ
وَأعرَضَتْ ظُلْمَةُ الخِضَابِ عَلى
عُثْنُونِ تَيْسٍ، باللّؤمِ مُنعَقِفِ
مُحَرِّكٌ رَأسَهُ، تَوَهَّمُهُ
قَدْ قَامَ مِنْ عَطسَةٍ على شَرَفِ
سَمَاجَةٌ في العُيُونِ، فاحِشَةٌ،
خَلَفتَ، في قُبْحِها، أبَا خَلَفِ
تَرُومُ وَصْلَ المَهَا وَأنتَ كَذا؟
هَذا لَعَمْرِي ضرْبٌ منَ السَّرَفِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ورومية ٍ في الدارِ عندي عزيزة ِ
ورومية ٍ في الدارِ عندي عزيزة ِ
رقم القصيدة : 28160
-----------------------------------
ورومية ٍ في الدارِ عندي عزيزة ِ
عليَّ تروّيني الحديثَ بلا ضجرْ
تفوتُ القنا الخطيّ طولاً وشكلها
يُوازي الغلامَ الطفلَ في شدّة ِ القصَرْ
وأحببتُ يوماً أنْ أراها بحلية ٍ
فصغتُ لها تاجاً ولكنّهُ حجرْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> وتركية ِ الأنسابِ طوراً أُحبُّها
وتركية ِ الأنسابِ طوراً أُحبُّها
رقم القصيدة : 28161(37/37)
-----------------------------------
وتركية ِ الأنسابِ طوراً أُحبُّها
فأكرمُ مثواها وأعنى ببرّها
أواصلها حتى إذا ما مللتها
رأيتُ لذيذَ العيشِ في طولِ هجرها
خلفتُ لها آباءَها ووكلتُها
إلى ناصحٍ طبٍّ خبيٍ بسرها
فجاءتْ على ما اخترتُ لا الطولُ شانها
ولا قالَ فِيها الناسُ عيباً لقصرها
وألبستها ثوباً من الوشي معلماً
لإتمامِ معناها وإكمالِ فخرها
وما ليلة ٌ في الدهرِ إِلا هجرتُها
فلا وصلَ حتى تستنيرَ بفجرها
وكانت زماناً يُستَلذُّ ببطنِها
ولكنَّني أَلتذُّ منها بظهرِها
العصر العباسي >> ابن عنين >> وسائرة ٍ في الليلِ لا تعرفُ الكرى
وسائرة ٍ في الليلِ لا تعرفُ الكرى
رقم القصيدة : 28162
-----------------------------------
وسائرة ٍ في الليلِ لا تعرفُ الكرى
تحمَّلُ أ'باءً ثقالاً فتصبرُ
أُتيحَ لها علجٌ غنيفٌ فبزَّها
ملابسها مستأجرٌ لا يقصّرُ
وأَلْبَسَهَا ثوباً منَ الوشيِ رائعاً
وليسَ لها عقلٌ فتُثني وتَشكرُ
فمنْ سرَّهُ تأنيثها أنَّثَ اسمها
ومَنْ سرَّهُ التذكيرُ فهو مُذكّرُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ومملُوكة ٍ عندي عزيزٍ نِجارُها
ومملُوكة ٍ عندي عزيزٍ نِجارُها
رقم القصيدة : 28163
-----------------------------------
ومملُوكة ٍ عندي عزيزٍ نِجارُها
عليها حُلِيٌّ مِن لُجَيْنٍ ومن تِبْرِ
إِذا قابلتْ بدرَ السماءِ بوجهِها
تيقَّنتَ أنَّ البدرَ قوبلَ بالبدرِ
يؤثّرُ فيها الوهمُ من صلفٍ بها
فمنْ أجلِ هذا لا تريمُ عن الخدرِ
تُخبّرُني عني بما لا رأَيتُهُ
فتصدقُ فيما خَبَّرتْ وهي لا تدري
تُقابلُ بالتقطيبِ إِنْ قُوبلتْ بهِ
وإنْ قوبلتْ بالبشرِ لاقتهُ بالبشرِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> قد تنقَّلنا بميمينِ
قد تنقَّلنا بميمينِ
رقم القصيدة : 28164
-----------------------------------
قد تنقَّلنا بميمينِ
وسينينِ وجيمِ
فعلَ أَجلافِ جبالٍ
خِيمُهم خالفَ خِيمي(37/38)
العصر العباسي >> ابن عنين >> وما إِخوَة ٌ شَتَّى النِجارِ فمنهُمُ
وما إِخوَة ٌ شَتَّى النِجارِ فمنهُمُ
رقم القصيدة : 28165
-----------------------------------
وما إِخوَة ٌ شَتَّى النِجارِ فمنهُمُ
نبيهٌ ومنهمْ خاملٌ ما لهُ ذكرُ
ولا عقلَ يهديهم ولا دينَ عندهم
وحُكمهمُ حكمٌ وأَمرهمُ أَمرُ
عتادهم نحرُ الصفايا لقومهم
إذا السنة ُ الشهباءُ أخلفها القطرُ
إذا ما انتدى الساداتُ يواً لحكمهم
تباشرتِ الأيامُ واندفعَ العسرُ
ومن عجبٍ أنْ ليسَ ينفذُ حكمهم
على أحدٍ إِلاًّ ضمَّهم قبرُ
وأعجبُ منهُ أنّنا بفعالهِ
نعابُ وقدماً كانَ في فعلهِ فخرُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أيُّها السيد الأجلُّ عفيفَ الـ
أيُّها السيد الأجلُّ عفيفَ الـ
رقم القصيدة : 28166
-----------------------------------
أيُّها السيد الأجلُّ عفيفَ الـ
ـدينِ زينَ الحِجى وحلفَ الوقارِ
أنتَ من أُسرة ٍ عَتادُهمُ في المجـ
ـدِ بذلُ الندى وحفظُ الجارِ
سادة ٌ جَمَّعوا شَتاتَ المعالي
عظماءُ الحُلومِ والأخطارِ
والمجليّ في كل حلبة ٍ سبقٍ
وسواكَ السُّكيتُُ غير الجاري
كاسياً من ثابِ فضلٍ وفخرٍ
عاررياً من لباسِ ذلٍ وعارِ
لا تخلني ممَّنْ يجاريكَ في اللغـ
ـزِ وقد فرَّ منكَ كلّ مجاري
كلَّ يومٍ تجيئني بعويصٍ
مِن قوافيكَ متعب أَفكاري
كان لي قدرة ٌ على اللغزِ إِذ حبـ
ـلي متينٌ وزندُ فكري واري
وحقيقٌ بالثَلبِ ثِلبٌ تَصدَّى
لمجاراة ِ بازلٍ خطَّارِ
غيرَ أني أظنُّ أنَّكَ تَكني
عن رفيعٍ محلُّهُ ذي احتقارِ
أبداً يَكتسي العواري من النا
سِ ومن يكتسي العواري عاري
فهو يكسى واليومُ صحوٌ ويعرى
جسمُهُ في مواقعِ الأمطارِ
فإذا لم أُجبْ فغيرُ ملومٍ
أَنْ يرومَ المشيبُ إِطفاءَ ناري
ولَعَمْري لقد نطقتُ صَريحاً
باسمه فانجلى كضوءِ النهارِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> وعوجٍ كأمثالِ الأهلَّة بُزَّلٍ
وعوجٍ كأمثالِ الأهلَّة بُزَّلٍ
رقم القصيدة : 28167(37/39)
-----------------------------------
وعوجٍ كأمثالِ الأهلَّة بُزَّلٍ
دِقاقٍ حَواشيها تِماكٍ خُصورُها
عقرت لصحب جمعٍ فردديهم
بطاناً واما تدم منها نحورها
العصر العباسي >> ابن عنين >> تحاجيني ولفظك مثل درّ
تحاجيني ولفظك مثل درّ
رقم القصيدة : 28168
-----------------------------------
تحاجيني ولفظك مثل درّ
لهُ مِن فكركَ الواري نِصاحُ
وقدحك في العلوم هو المعلّى
غَداة َ تُجالُ في النادي القِداحُ
ببعلٍ كلُّهُ ذكرٌ صحيحٌ
وأُنثى كلُّها فرجٌ مُباحُ
وتُفْضى هذهِ ويُجَبُّ هذا
ول اتؤذيهما تلك الجراحُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ألغزت في شيىء ٍ ينـ
ألغزت في شيىء ٍ ينـ
رقم القصيدة : 28169
-----------------------------------
ألغزت في شيىء ٍ ينـ
ـمُّ ضلوعه في صدرهِ
ومجلَّدٌ بالعظمِ يَظـ
هر منه خافي أمرهِ
وإذا عكست حروفه
شرف الحسام بذكرهِ
ولقد جعلت هلاله
وهو الخفيُّ كبدرِهِ
العصر العباسي >> البحتري >> أتراك تسمع للحمام الهتف
أتراك تسمع للحمام الهتف
رقم القصيدة : 2817
-----------------------------------
أتَرَاكَ تَسْمَعُ، للحَمَامِ الهُتَّفِ،
شَجْواً، يكونُ كَشَجوِكَ المُستطرَفِ
لله حُلْمٌ، يَوْمَ بُرْقَةِ ثَهْمَدٍ،
يَهْفُو بِهِ بَينُ الغَزَالِ الأهْيَفِ
أُنْسٌ تَجَمّعَ ثُمّ بَدّدَ شَمْلَهُ
شَمْلٌ مِنَ الأُلاّفِ، غيرُ مُؤلَّفِ
وَلَقَدْ وَقَفْتُ على الرّسومِ، فلَم أجد
عَتَباً على سَنَنِ الدّموعِ الذُّرَّفِ
وَسألتُها، حتى انجَذَبتُ، فلمْ تُصخْ
فيها لدَعْوةِ وَاقِفٍ، مُستَوقِفِ
دِمَنٌ، جَنَيتُ بها الهَوى من غُصْنِهِ،
وَسَحَبتُ فيها اللّهوَ سَحبَ المِطَرفِ
فلأجْرِيَنّ الدّمْعَ، إنْ لمْ تُجْرِهِ،
وَلأعْرِفَنّ الوَجْدَ، إنْ لمْ تَعرِفِ
وعأنا المُعَنَّفُ في الصّبَابَةِ وَالصّبَا،
وَعَلَيهِما، إِنْ كنتُ غَيرَ مُعَنَّفِ
عَجِبَتْ لتَفوِيفِ القَذالِ، وإنّما
تَفْوِيفُهُ، لَوْ كانَ غَيرَ مُفَوَّفِ(37/40)
هَلاّ بكَيْتَ، وَقد رَأيتَ بُكاءَهُ،
وَدَنِفتَ حينَ سَمِعتَ شجْوَ المْدنَفِ
أقسَمتُ بالشّرَفِ الذي شَهدْتْ لهْ
أُدَدٌ، ورَاثَةَ يوسُفٍ عَن يُوسُفِ
وَبِهَوْلِ إبعادِ الهِزَبْرِ، فإنّهُ
قَصَفَ العَدوَّ برَعْدِهِ المُتَقَصِّفِ
ليُصَبّحَنّ الرّومَ جَيشٌ مُغْمدٌ
للصّبْحِ في رَهَجانِهِ المُتَلَفِّفِ
يَسوَدُّ منهُ الأفقُ، إن لم يَنسَدِدْ،
وَتَمورُ فيهِ الشّمسُ إنْ لم تُكسَفِ
لَوْ أنّ لَيْلى الأخيَليّةَ شَاهَدَتْ
أطْرَافَهُ لَمْ تُطْرِ آلَ مُطَرَّفِ
خَيْلٌ، كأمثالِ الرَّماحِ ، وَفِتيَةٌ
مِثلُ السّيوفِ، إذا دُعينَ لمشرَفِ
زُهْرٌ، إذا التَهَبَتْ بهمْ شُعَلُ الظُّبَا
عِنْد اجتِماعِ الجَحفَلِ المُتَألِّفِ
يَهْديهِمُ الأَسَدُ المُطاعُ كأَنهُ
عِنْدَ اجتماعِ الجَحْفَلِ المُتأَلِّفِ
عَمَرُوا القَنا في مَذحِجٍ، أوْ عامِرٌ
في طَيِّءٍ، أوحاجبٌ في خِندِفِ
كاللّيثِ، إلاّ أنّ هذا صائِلٌ
بمُهَنّدٍ ذَرِبٍ، وَذاكَ بمِخصَفِ
ثَبْتُ العَزِيمةِ، مُصْمَتُ الأحشاءِ في
أهْوَالِ ذاكَ العارِضِ المُتَكشِّفِ
مُستَظِهرٌ بذَخيرَةٍ مِنْ رَأيِهِ،
يُمضَى الأمُورُ، وَبحرُهاُ لمْ يُنزَفِ
إلاّ يَكُنْ كَهْلَ السّنينَ، فإنّهُ
كَهْلُ التّجارِبِ في ضَجاجِ المَوْقِفِ
تَبْدو مَوَاقِعُ رَأيِهِ، وكَأنّها
غُرَرُ السّوَابقِ مِنْ يَفاعٍ مُشرِفِ
وإذا استَعَانَ بخَطَرةٍ مِنْ فِكْرِهِ
عَنَنٍ، فَسِترُ الغَيبِ لَيسَ بمُسجَفِ
وَإذا خِطابُ القَوْمِ في الخَطبِ اعتَلى
فَصَلَ القَضِيّةَ في ثَلاثةِ أحرُفِ
في كلّ دَرْبٍ قَد أبَاتَ جَيادَهُ
تَهْوِي هُوِيّ جَنادِبٍ في حَرْجَفِ
جازَتْ على الجَوْزَاتِ، وَانكَدَرَتْ على
ظَهْرٍ مِنْ الصّفصَافِ قاعٍ صَفصَفِ
صَبّحْنَ من طَرْسُوسَ خَرْشَنَةَ التي
بَعُدَتْ على الأمَلِ البعَيِد المُوجِفِ
وَتَرَكْنَ ماوَةَ وهيَ مأوًى للصّدَى،
مَشفُوعَةٌ بصَدى الرّياحِ العُصَّفِ
وَعلى قَذاذِيَةَ انْحَطَطْنَ بِرَايَةٍ،(37/41)
أوْفَتْ بقادِمتي عُقابٍ مُنْكَشفِ
جُزْنَ الخَصِيَّ، وقد تَقَحّمَ طالباً
ثَأرَ الخَصِيّ برَكْضِ جِدٍّ مُقرِفِ
بَهَتَتْهُ أهْوالُ الوَغَى، فلَوَ انّهُ
عَينٌ لشِدّةِ رُعْبِهِ لمْ تَطْرُفِ
يا يُوسُفُ بنُ محَمّدٍ ما أحْمَدَ الـ
ـرّومُ انصِلاتَكَ بالحُسامِ المُرْهَفِ
وَدّوا وَداداً لَوْ جدَعتَ أُنُوفَهُمْ
جَدْعَ الرّؤوسِ، خلافَ جدعِ الآنُفِ
خَطَبَتْ إلَيكَ السّلمَ رَبّةُ مُلكِهِمْ،
أوْ كانَ يُطلَبُ نائلٌ منْ مُسْعِف
وَكأنّني بكَ قَد أتَيتَ بعَرْشِها،
وَالسّيفُ أسرَع هَيْبَةً مِنْ آصَفِ
أنزَلْتَ بالإنْجيلِ ثُمّ بِأهْلِهِ
ذُلاًّ أرَاهُمْ عِزَّ أهلِ المُصْحَفِ
أسْخَطْتَهُ بالبَارِقاتِ، وَإنّمَا
أرْضَيْتَهُ، لوْ كانَ غيرَ مُحَرَّفِ
فَتْحٌ، سَبَقتَ بهِ الفُتوحَ، فجاءَ في
ميلادِ مُلْكِ العاشِرِ المُسْتَخلَفِ
يَوْمٌ مَحَا عَنْ أسوَدانَ سَوَادَ مَا
فَعلَ النّبيُّ بكَعْبِ ابنِ الأشْرَفِ
ليُكافِئَنّكَ عَنْ كِفايَتِكَ التي
كانَتْ أمَانَ الدّينِ، بعدَ تخَوّفِ
أكّدْتَ بَيْعَتَهُ، وَلمْ تَرْكَنْ إلى
جَدَلِ السّفيهِ، وَلا كلامِ المُرْجِفِ
أُيّدْتَ بالحَظّ الذي لمْ يَنْتَقِضْ،
وَنُصِرْتَ بالفِئِة الَّتي لم تَضْعُفِ
كَرَماً، دَعَتْكَ بهِ القَبائلُ مُسرِفاً،
ما مُسرِفٌ في المَكْرُمات بمُسْرِفِ
جَدٌّ كَجَدّ أبي سعيدٍ، إنّهُ
تَرَكَ السِّمَاكَ، كأنّهُ لمْ يُشرِفِ
قَاسَمْتَهُ أخْلاقَهُ، وَهْيَ الرّدى
للمُعتَدي، وهْيَ النّدى للمُعْتَفي
فإذا جَرَى مِنْ غايَةٍ، وجَرَيتَ مِنْ
أُخرَى التَقَى شأوَاكما في المَنصَفِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ومملوكة ٍ عندي حديثٌ نِتاجُها
ومملوكة ٍ عندي حديثٌ نِتاجُها
رقم القصيدة : 28170
-----------------------------------
ومملوكة ٍ عندي حديثٌ نِتاجُها
أَتَتْني بمولودٍ وما بلغتْ شهرا
على أنها بكرٌ حصانٌ وعالق
وهذا لعمري مشكلٌ يُتعب الفكرا
وقد ولَدَتها أُمُّها وهي حامِلٌ(37/42)
فيا عجباً إِني أرى أمرها نُكرا
ومذ نَبَذتها أُمُّها حَفِيتْ بها
حُنُواً وَضمَّتْهَا إِلى جَنْبِها أُخرى
وفي جَمعها نقصٌ وتصحيفٌ عكسه
يكونُ لهُ صيتٌ وليس له ذكرى
العصر العباسي >> ابن عنين >> وقاكَ اللهُ مجدَ الدينِ عينَ الـ
وقاكَ اللهُ مجدَ الدينِ عينَ الـ
رقم القصيدة : 28171
-----------------------------------
وقاكَ اللهُ مجدَ الدينِ عينَ الـ
ـحسودِ ملأتْ لي قلبي سرورا
لقد أُوتِيتَ في نظمِ القوافي
وفي تفصيلها ملكاً كبيرا
إذا انتسبتْ إليكَ بناتُ فكرٍ
حَقَرنا كُلّ ما زانَ النُحورا
وإِنْ جُلِيَتْ عرائسُها علينا
ندينُ لها الفرزدقَ أو جريرا
معانٍ كالأهلّة ِ في خفاءٍ
ولفظٌ واضحٌ يحكي البدورا
لقد شرَّفني ورفعتَ قدري
فأصبحتِ المجرَّة ُ لي سريرا
سألتَ وقد أجبتُ فإن تجدني
هفوتُ فسلْ تجدْ غيري خبيرا
العصر العباسي >> ابن عنين >> ياشاعراً أَلْغَزَ لي
ياشاعراً أَلْغَزَ لي
رقم القصيدة : 28172
-----------------------------------
ياشاعراً أَلْغَزَ لي
مِنْ شِعرهِ بديعُهُ
سَمِيُّهُ في البحر لا
كِنّيَ لا أُذيعُهُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> مااسمٌ لحيٍّ وميْتٍ
مااسمٌ لحيٍّ وميْتٍ
رقم القصيدة : 28173
-----------------------------------
مااسمٌ لحيٍّ وميْتٍ
يُرى وبَرّ وبحرِ
اسمانِ واسمٌ وفعلٌ
إِنْ شئتَ من غير نُكرِ
وإنْ تشأَ كانَ فعليْـ
ـنِ فعلَ نهيٍ وأَمرِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ما عدد مثلَ ضعفهِ نصفهْ
ما عدد مثلَ ضعفهِ نصفهْ
رقم القصيدة : 28174
-----------------------------------
ما عدد مثلَ ضعفهِ نصفهْ
تندى على لينِ كفّهِ كفّهْ
حياتُهُ الماءُ وهو مِيتَتُهُ
فاعجبْ لشيءٍ حياتهُ حتفهْ
يسيرُ تحتَ اللواءِ معتصماً
بكلِ حامٍ سِنانُهُ طرفهْ
يكتبُ في نصفه القرانُ ولا
يخلو من الدورِ والغنا نصفُهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ألا ياعفيفَ الدينِ هل أنتَ مخبري
ألا ياعفيفَ الدينِ هل أنتَ مخبري(37/43)
رقم القصيدة : 28175
-----------------------------------
ألا ياعفيفَ الدينِ هل أنتَ مخبري
بمشكلة ٍ لا يَغمِزُ العَجْمُ عُودَها
بمثقلة ٍ حملاً إِذا مابناتُها
مرتها أ'ارتها الغواني نهودها
كأنَّ أليمَ الهجرِ أجرى دموعَها
ففاضتْ وأذكى فيحشاها وقودها
تباري ثقالَ المعصراتِ بدرها
فما تركتْ للسحبِ إِلا رُعودَها
ألا سقيّاني فالظلامُ قد انجلى
وأَبدتْ تَباشير الصباحِ عَمودَها
سَلافاً كأنَّ المسكَ كانَ لِدَنّها
خِتاماً وماءَ الوردِ روَّى صَعيدَها
العصر العباسي >> ابن عنين >> كم طعنة ٍ أنهرها حدُّهُ
كم طعنة ٍ أنهرها حدُّهُ
رقم القصيدة : 28176
-----------------------------------
كم طعنة ٍ أنهرها حدُّهُ
نافذة ٍ تنظمُ فيها الكلى
وثلَّة ٍ صبَّحها بأسهُ
أعدمها الوردَ ورعيّ الكلا
نعم وكم جَهَّزَ من مالِهِ
يتيمة ً أَنكحَها أرملا
موقفهُ في الفتكِ لا يشتهى
ونارُهُ في الحربِ لاتُصطلى
العصر العباسي >> ابن عنين >> خبِّروني عن أسمِ جمعٍ وإنْ سئـ
خبِّروني عن أسمِ جمعٍ وإنْ سئـ
رقم القصيدة : 28177
-----------------------------------
خبِّروني عن أسمِ جمعٍ وإنْ سئـ
ـتَ ففعْلٌ ماضٍ وإِنْ شئت حرفُ
كلُّ قلبٍ بقلبهِ مستهامٌ
وهو إِنْ خَبَّروا به الصبَّ حتفُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> لأختينِ صفراوينِ أصبحتَ واطئاً
لأختينِ صفراوينِ أصبحتَ واطئاً
رقم القصيدة : 28178
-----------------------------------
لأختينِ صفراوينِ أصبحتَ واطئاً
وفي جمعكَ الأُختينِ إِثمُكَ والعارُ
متى تنفردْ إحداهما فهي دهرها
مقصّرة ٌ عمَّا تريدُ وتختارُ
كسا شَعَرٌ وجهيْهِما وعليهما
فروعٌ بدتْ يسرحنَ والخلقُ أَطوارُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أُحاجي وقد أصبحتُ عنها بمعزِلٍ
أُحاجي وقد أصبحتُ عنها بمعزِلٍ
رقم القصيدة : 28179
-----------------------------------
أُحاجي وقد أصبحتُ عنها بمعزِلٍ
ولم تبقِ لي الأيامُ عقلاً ولا حسا(37/44)
بعريانَ لولا الريقُ ما راقَ فعلهُ
لهُ هامة ٌ مَلمومة ٌ ضخمة ٌ مَلسا
إِذا ما كسَتْهُ أُمُّه مِن لباسِها
أتتْ أختهُ فاستأصلتْ كلَّ ما يكسى
وأُمُّ الطَّلا الوحشيُّ توصفُ باسمِه
إِذا خُطَّ لاتصحيفَ فيه ولا عكسا
ولو أنَّ عيباً يَكرهُ الناسُ مثلَهُ
على العينِ غَشَّى عينَه كشفَ اللبسا
العصر العباسي >> البحتري >> شرخ الشباب أخو الصبا وأليفه
شرخ الشباب أخو الصبا وأليفه
رقم القصيدة : 2818
-----------------------------------
شَرْخُ الشّبابِ أخو الصّبَا، وأليفُهُ،
والشَّيبُ تَزْجِيَةُ الهَوَى وَخُفُوفُهُ
وأرَاكَ تَعجَبُ مِنْ صَبَابَةِ مُغرَمٍ
أسْيَانَ طَالَ على الدّيارِ وُقُوفُهُ
صَرَفَ المَسَامِعَ عَن مَلامةِ عَاذِلٍ،
لا لَوْمُهُ أجْدَى، وَلاَ تَعْنِيفُهُ
وأَبي الظَّعائنِ يَوْمَ رُحن َلَقَدْ مًضى
فِيهِنَّ مَجْدَولُ القَوَامِ قَضِيفُهُ
شَمْسٌ تألّقُ، والفِرَاقُ غُرُوبُهَا
عَنّا، وَبَدْرٌ، والصّدُودُ كُسُوفُهُ
فإذا تَحَمّلَ مِنْ تِهَامَةَ بَارِقٌ،
لَجِبٌ، تَسيرُ مَعَ الجَنُوبِ زُحُوفُهُ
صَخِبُ العِشِّي، إذا تَهامة ُبْرُقُهُ
ذَعَرَ الأجَادِلَ في السّماءِ حَفيفُهُ
فَسَقَى اللّوَى لا بل سَقَى عَهدَ اللّوَى
أيّامَ تَرْتَبِعُ اللّوَى وَنَصِيفُهُ
حَنّتْ رِكابي بالعِرَاقِ، وَشَاقَها
في نَاجِرٍ، بَرْدُ الشّآمِ وَرِيفُهُ
وَمَدافعُ السّاجُورِ، حَيثُ تَقَابَلَتْ
في ضِفّتَيْهِ تِلاعُهُ وَكُهُوفُهُ
وَيَهيجُني ألاّ يَزَالَ يَزُورُني
مِنْها خَيَالٌ، مَا يَغُبُّ مُطيفُهُ
وَشِفَاءُ ما تجدَُ الضّلُوعِ مِنَ الجَوَى
سَيرٌ يَشُقُّ، على الهِدانِ، وَجِيفُهُ
إنْ لَمْ يُرَيّثْنَا الجَوَازُ عَنِ الّتي
نَهْوَى، وَيَمْنَعْنَا النّفُوذَ رَفيفُهُ
أوْ نَائِلُ الفَتْحِ بنِ خَاقَانَ، الذي
للمَكْرُمَاتِ تَليدُهُ، وَطَرِيفُهُ
مَلِكٌ بِعَالِيَةِ العِرَاقِ قِبَابُهُ،
يَقْرِي البُدُورَ بها، ونحنُ ضُيُوفُهُ(37/45)
لَمْ ألْقَهُ، حَتّى لَقِيتُ عَطَاءَهُ
جَزْلاً، وَعَرّفَني الغِنَى مَعرُوفُهُ
فَتَفَتّحَتْ بالإذْنِ لي أبْوَابُهُ،
وَتَرَفّعَتْ عَنّي إلَيْهِ سُجُوفُهُ
عَطَفَتْ عَليّ عِنَايَةٌ مِنْ وُدّهِ،
وَتَتَابَعَتْ جُمَلاً إِلَي أُلُوفُهُ
عَالي المَحَلّ، أنَالَني بِنَوَالِهِ
شَرَفاً، أطَلّ عَلَى النّجُومِ مُنيفُهُ
أيُّ اليَدَينِ أجَلُّ عِنْدِيَ نِعْمَةً:
إغْنَاؤهُ إيّايَ، أمْ تَشْرِيفُهُ
غَيْثٌ تَدَفّقَ، واللُّجَينُ رِهَامُهُ،
فينَا، وَلَيْثٌ والرّماحُ غَرِيفُهُ
وَليَ الأُمُورَ بِرأَيهِ فَسَدَادُهُ
إمْضَاؤُهُ بالحَزْمِ، أوْ تَوْقيفُهُ
وَثَنى العُداةَ إلَيْهِ عَفْوٌ، لَوْ وَنَى
لَثَنَتْهُمُ غَصْباً إلَيْهِ سُيُوفُهُ
نِعَمٌ، إذا ابْتَلّ الحَسُودُ بِسَيْبِها
أحْيَتْهُ بالإفْضَالِ، وَهيَ حُتُوفُهُ
قُلْ للأمِيرِ، وأيُّ مَجدٍ ما التَقَتْ
مِن فَوْقِ أبْنِيَةِ الأميرِ سُقُوفُهُ
أمّا السّماحُ، فإنّ أوََّلَ خِلّةٍ
زَائَنْْهُ أنّكَ صِنْوُهُ، وَحَلِيفُهُ
لَمّا لَقِيتُ بكَ الزّمانَ تَصَدّعَتْ
عَنْ سَاحَتي أحْدَاثُهُ، وَصُرُوفُهُ
وأمِنْتُهُ، وَلَوَ أنّ غَيْرَكَ ضَامِنٌ
يَوْمَيْهِ لَمْ يُؤمَنْ عَلَيّ مَخُوفُهُ
فَلَئِنْ جَحَدْتُ عَظيمَ ما أوْلَيْتَني،
إنّي، إذاً، وَاهي الوَفَاءِ ضَعِيفُهُ
لمْ يأتِ جُودُكَ سَابِقاً في سُؤدَدٍ،
إلاّ وَجَاهُكَ للعُفَاةِ رَدِيفُهُ
غَيْثَانِ إنْ جَدْبٌ تَتَابَعَ أقْبَلا،
وَهُمَا رَبيعُ مُؤمِّلٍ، وَخَرِيفُهُ
فَهَلُمّ وَعْدَكَ في الإمَامِ، فإنّهُ
فَضْلٌ إلى جَدْوَى يَدَيْكَ تُضِيفُهُ
وَهْوَ الخَليفَةُ، إنْ أسِرْ، وَعَطَاؤهُ
خَلْفي، فإنّ نَقيصَةً تَخْليفُهُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> مااسمٌ جميعُ الناسِ تَهوى قربَهُ
مااسمٌ جميعُ الناسِ تَهوى قربَهُ
رقم القصيدة : 28180
-----------------------------------
مااسمٌ جميعُ الناسِ تَهوى قربَهُ
وتُحبهُ من خاملٍ ومسوَّد(37/46)
هو مفردٌ فإذا حذفتَ أخرهُ
أَلفيتَهُ جمعاً لذاكَ المفرد
وإذا عكستَ الجمعَ كانَ اسماً لمنْ
أَفعالهُ مشهورة ٌ في السؤدَدِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> خبّرْ فديتكَ من أبوهُ طائرٌ
خبّرْ فديتكَ من أبوهُ طائرٌ
رقم القصيدة : 28181
-----------------------------------
خبّرْ فديتكَ من أبوهُ طائرٌ
إنْ كنتَ تتعلمُ وابنهُ إنسانُ
بينَ الأبوَّة ِ والبنوّة ِ وهو لا
جنٌّ ولا إنسٌ ولا حيوانُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أَضالعٌ تَنطوي على كَرْبِ
أَضالعٌ تَنطوي على كَرْبِ
رقم القصيدة : 28182
-----------------------------------
أَضالعٌ تَنطوي على كَرْبِ
ومقلة ٌ مستهلُّة ُ الغربِ
شوقاً إِلى ساكني دمشقَ فلا
عَدتْ رُباها مَواطِرُ السُّحْبِ
منازلٌ ما دَعا تَذّكُّرُها
إِلا ولَبَّى على النَوى لُبّي
متى أرى سيدي الموفَّقَ يختا
لُ ضحى ً في عراصها الرُّحبِ
يَمشي الهُوَينى وخَلفَهُ عمرٌ
يَختالُ مثلَ المَهاة ِ في السِربِ
وسيدي كلّما تأمَّلهُ
تاهَ وأَبْدى غَرائِبَ العُجْبِ
تجعمسُ قلَّ منْ يناظرهُ
في الناس إِلاَّ تَعَنْفُقُ الرَّحْبي
المدَّعي أَنَّهُ بحكمتهِ
علّمَ بقراطَ صنعة َ الطبّ
وهو لَعمْري أَخسُّ منْ وطيء التُر
بَ وأَوْلى باللعنِ والسَّبِ
ولو رأَيتَ المِطْواعَ ينظرُ في الـ
ـتشريحِ كيفَ الفَقارُ في الصُلبِ
وكيف مجرى الأنوار في عصب الـ
ـعينِ إِذا ما انحدرنَ في الثُقْبِ
وإِنَّ في لَكنة ِ ابنِ عونٍ لَمَا
يَشْغَلُهُ عن فصاحة ِ العُربِ
ولابنِ نجلِ الدَّجاجِ طولُ يدٍ
تجمعُ بينَ الفُراتِ والضَبِ
بقودُ رضوى إلى عسيبٍ ولا
يُعجُزُهُ ما ارتقى من الهضبِ
ثمَّ أبو الفضلِ مع حماقتهِ
يقطعُ عمرَ النهارِ بالضربِ
والمغزلُ الحنبليُّ مجتهداً
يفتلُ في استِ الثقَّالة ِ الكتبي
هذا وكم غادرَ المؤيَّدُ ذا الـ
ـخليطَ بالدبسِ لاثمَ التربِ
ولو أَشا قلتُ في المُخلَّعِ ما
فيهِ وما عفتُ ذاكَ مِن رُعبِ
لكنْ أيادٍ لعروسهِ سلفتْ(37/47)
عندي وحسبي بذكرها حسِبي
كم عاثَ بالليلِ في الفراشِ على
كرومِ بستانِ شفرها...
على استها خرقة ٌ معلّقة ٌ
كطيلسانِ ابن مكتعٍ الحربي
وأسمرٍ كالهلالِ ركّبَ في
غصنِ أراكٍ مهفهفٍ رطبِ
صبا إليهِ عبدُ اللطيفِ ولا
غروَ لذاكَ القوامِ أنْ يصبي
وفي حديثِ ابنِ راشدٍ زَبَدٌ
على لحى سامعيهِ كالشَّبِ
وابنُ هلالٍ إذا تنحنحَ للـ
ـغناءِ يعوي مُشابِهَ الكلبِ
حلقٌ وضربٌ يستوجبانِ لهُ
معجَّلَ الحلقِ منه والضربِ
وللنفيسِ الصوفيِ عنفقة ٌ
محلوقة ٌ للمِحالِ والكِذْبِ
كلحية ِ المرّ كلّما حلقتْ
نمتْ نموَّ الزُروعِ والعُشبِ
مَعايِبٌ حَجبهن يهتِكُها
هتكَ بناتِ الرَقّيّ في الحُجبِ
ما إنْ رأينا من قبلهِ ملكاً
يسيرُ في موكبٍ من القحبِ
بَثِبْنَ نحوَ الزُّناة ِ من شَبَقٍ
كابنِ زهير البرغوثِ في الوثبِ
ولو تَردَّى النزيهُ مِن حبلٍ
قَباً لأضحى ممزَّقَ القَبّ
والعز عبدالرحيم سيدنا
مُطيْلَسٌ للقضاءِ بالشّرب
يظن رائيه أنه جرذ
مطلع رأسه من الثقب
وخُطبة ُ الدَوْلَعِيُ كمْ جلبتْ
للناسِ مِن فادِحٍ ومِن خَطْبِ
يؤمهم إذ يؤمهم جنبا"
فليته أمهم على جنب
تَخَشُّعٌ ما وراءَهُ نُسُكٌ
يصدر عن نية ولا قلب
وللمسمى بأمه لقب
مثل أبيه المنعوت من كذب
سَوءٌ كَسوءِ الفاعُوسِ ذي القرنِ والـ
معروف بابن البرادعي المربي
كأنه ضامن ومنزله الحا
نه لو كان ظاهر الشرب
وعن أبي الدار إن سألت فسل
لابنِ سليمٍ يُنَبئكَ بالخطبِ
له على الباب خادم ووار الـ
ـباب قحابٌ تلقاهُ بالرُّحْبِ
تسحق هذي لهذا فترى
شَهيقَ هذي مِن شهوة ِ...
وعِلَّة ٌ للبِغا مُحَلّلَة ٌ
مَعاقِدَ الأُزرِ مِن ورا النُّقْبِ
حَمَيْنَ بالنُقبِ عَلْوَهُنَّ وما
حَميْنَ أسفالَهنَّ مِن نَقْبِ
والعسقلاني في عمامته
دلائل عن سخافة تنبي
كأنها فوق رأس قمته
دوارة الحل رخوة الهدب
يُخادعُ اللّهَ في الزكاة ِ بألـ
ـفاظ محال لم تأت في الكتاب
ذو طرفين إذا نسبتهما
يَحارُ في ذاك كلُّ ذي لُبّ(37/48)
فالأُخْتُ والأُمُّ مِن بني شَبقٍ
و الأب والابن من بني كلب ِ
وحين أبصرت دولة الأحدب الفا
ضِلِ أَربتْ على عُلا الشُهبِ
تحادبوا فهي دولة الحدبِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> تَبّاً لحكمكَ لا حُرِستا
تَبّاً لحكمكَ لا حُرِستا
رقم القصيدة : 28183
-----------------------------------
تَبّاً لحكمكَ لا حُرِستا
هل أنت إلاّ من حرستا
بَلَدٌ تَجَمَّعَ مِن حِرٍ
واستٍ فصارَ إِذنْ حرستا
العصر العباسي >> ابن عنين >> ابنا الحرستاني في لقبيهما
ابنا الحرستاني في لقبيهما
رقم القصيدة : 28184
-----------------------------------
ابنا الحرستاني في لقبيهما
ضِدُّ الذي نُعِتا به بين المَلا
فَمُهَتَّكُ الأستارِ يُدعى صائِناً
والسِفْلة ُ السَّفْلاءُ يُدعى بالعَلا
العصر العباسي >> ابن عنين >> تَعجَّبَ قومٌ لصفعِ الرشيدِ
تَعجَّبَ قومٌ لصفعِ الرشيدِ
رقم القصيدة : 28185
-----------------------------------
تَعجَّبَ قومٌ لصفعِ الرشيدِ
وذلك ما زال من دابهِ
رحمتُ انكسار قلوب النعال
وقد دنَّسوها بأثوابهِ
فو الله ما صفعوه بها
ولكنَّهمْ صفعوها به
العصر العباسي >> ابن عنين >> جانبِ البُطءَ يارشيدُ وعجّلْ
جانبِ البُطءَ يارشيدُ وعجّلْ
رقم القصيدة : 28186
-----------------------------------
جانبِ البُطءَ يارشيدُ وعجّلْ
فلقد زالَ ذلكَ المحذورُ
ما تبقى على قذالك قطع
تاب سلطاننا ومات المجير ُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> خلقَ الشعرَ مدلويهِ وأهلهُ
خلقَ الشعرَ مدلويهِ وأهلهُ
رقم القصيدة : 28187
-----------------------------------
خلقَ الشعرَ مدلويهِ وأهلهُ
وأَزرى الملقُّ بالصوفيَّهْ
حادَ عن مذهبِ التصوفِ إلاّ
كثرة َ الأكلِ فيهِ واللوطيَّهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> جالَ على حجرتهِ مدلويهِ
جالَ على حجرتهِ مدلويهِ
رقم القصيدة : 28188
-----------------------------------
جالَ على حجرتهِ مدلويهِ
فويهِ منْ أفعالهِ ثمَّ ويهْ(37/49)
كأنَّهُ الرَّحبيُّ في حمقهِ
فلعنة ُ الله على والديهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> قالوا الرشيدُ بِغاؤُهُ مستَحدَثٌ
قالوا الرشيدُ بِغاؤُهُ مستَحدَثٌ
رقم القصيدة : 28189
-----------------------------------
قالوا الرشيدُ بِغاؤُهُ مستَحدَثٌ
كسبوا خطيئته وباؤوا بإثمهِ
ما ذاك إلا عادة مألوفة
طبعا" له مذ كان في بطن أمهِ
كانت غراميلُ الزناة إذا أتت
حرها تلقاها الجنين بسرمهِ
فلذاك يشتاق المني لأنه
منه تركب لحمه مع عظمهِ
العصر العباسي >> البحتري >> لقد سألت أبا ليلى بما حملت
لقد سألت أبا ليلى بما حملت
رقم القصيدة : 2819
-----------------------------------
لَقَدْ سأَلتُ أَبا لَيْلى بِمَا حَمَلَتْ
زَوِامِلُ القَوْمِ من نُعْمَى أَبي دُلَفِ
أَلاَّ يُمَكِّنَ لْؤْمَ المَطْلِ من عِدَةٍ
فَإِنَّهُ خَلَفٌ يُزْري على الخَلفِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> قيل لي إن مدلويهِ بن بدرٍ
قيل لي إن مدلويهِ بن بدرٍ
رقم القصيدة : 28190
-----------------------------------
قيل لي إن مدلويهِ بن بدرٍ
قتلوهُ بالصفعِ أشنعَ قتلِ
قلتُ عظَّمتمْ القضيَّة َ في دلـ
ـوٍ خليعٍ قد رقَّعوه بنعلِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> حمَّامنا بردها شديدُ
حمَّامنا بردها شديدُ
رقم القصيدة : 28191
-----------------------------------
حمَّامنا بردها شديدُ
وما على نتنها مزيدُ
كأن فيها أبا المرجَّى
ينشد ما قاله الرشيدُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> شَكا شِعري إِليَّ وقالَ تَهجو
شَكا شِعري إِليَّ وقالَ تَهجو
رقم القصيدة : 28192
-----------------------------------
شَكا شِعري إِليَّ وقالَ تَهجو
بمثلي عرضَ ذا الكلبِ اللئيمِ
فقلت له تسلَّ فربَّ نجمٍ
هوى في إِثرِ شيطانِ رجيمِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> طَوَّلتَ يا دولعي فقصّرْ
طَوَّلتَ يا دولعي فقصّرْ
رقم القصيدة : 28193
-----------------------------------
طَوَّلتَ يا دولعي فقصّرْ(37/50)
وأَنتَ في غيرِ ذا مُقَصّرْ
خطابة ٌ كلها خطوبٌ
وبعضُها للوَرى مُنُفّرْ
تظلُّ تهدي ولست تدري
كأنَّكَ المَغْرِبي المُفسّرْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> كم ذا التَّبظرمُ زائداً عن حدّهِ
كم ذا التَّبظرمُ زائداً عن حدّهِ
رقم القصيدة : 28194
-----------------------------------
كم ذا التَّبظرمُ زائداً عن حدّهِ
ما كان قبلك هكذا الحدبانُ
فحِرِ امّ ملكٍ أَنتَ مالكُ أَمرهِ
من أنت يا هذا وما بيسانُ
أظهرت فضل تقى ً وفضل تعفف
واللّهُ يعلمُ أنَّهُ بُهْتَان
مَا طالَ في الّليل البهَيم سجُودُهُ
إلاّ ليركع فوقهُ السُّودَانُ
فإِذا سمعتَ سمعتَ أمراً مُنكَراً
وإِذا رأيتَ رأيتَ لا إِنسانُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> حاشا لعبد الرحيم سيدنا الـ
حاشا لعبد الرحيم سيدنا الـ
رقم القصيدة : 28195
-----------------------------------
حاشا لعبد الرحيم سيدنا الـ
ـفاضلِ ممَّا تَقولُهُ السُّفَلُ
وتب من قال إن حدبته
في ظهره من عبيده حبلُ
هذا قِياسٌ في غيرِ سيدِنا
يصح إن كان يحبل الرجلُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> كل ذي أبنة ٍ لهُ واحدٌ يعـ
كل ذي أبنة ٍ لهُ واحدٌ يعـ
رقم القصيدة : 28196
-----------------------------------
كل ذي أبنة ٍ لهُ واحدٌ يعـ
ـلوهُ في حالِ نيلِهِ إِيَّاهُ
وله من عبيده خمسة ٌسو
دٌ كبارٌ أُيودُهم أَشباهُ
واحد فوقه وآخرُ يحشو
بطليموسِهِ المقْوَّمِ فاهُ
ويداهُ في أصلِ أيدي ْ غلاميـ
ـهِ التذاذاً وآخرٌ لِقفاهُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ذقنُ عبدِ الرحيمِ مع شاربيهِ
ذقنُ عبدِ الرحيمِ مع شاربيهِ
رقم القصيدة : 28197
-----------------------------------
ذقنُ عبدِ الرحيمِ مع شاربيهِ
وعذاريهِ في استِ عبد الحيمِ
وارم بالسَّبِ نجلَ شيثٍ ولا تخْـ
شَ تجدهُ تيساً بقرنٍ عظيمِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> إذا كلبة ٌ ولدتْ سبعة ً
إذا كلبة ٌ ولدتْ سبعة ً
رقم القصيدة : 28198(37/51)
-----------------------------------
إذا كلبة ٌ ولدتْ سبعة ً
فقفْ واستمعْ أيُّها السائلُ
وإنْ كلبة ٌ ولدتْ تسعة ٌ
تزاوجنَ فالفاضلُ الفاضلُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> لمَّا تَشكَّى ابن عصرون إِليَّ حِمى ً
لمَّا تَشكَّى ابن عصرون إِليَّ حِمى ً
رقم القصيدة : 28199
-----------------------------------
لمَّا تَشكَّى ابن عصرون إِليَّ حِمى ً
في سفلهِ حارَ فيهِ كلُّ بيطارٍ
وقالَ داءٌ عضالٌ قد رُميتُ بهِ
أَعْيا وقصَّرَ عنهُ كلُّ مِسْبارِ
طَعَنتُهُ بقويّ المَتنِ مُعتدلٍ
صدقِ الأنابيبِ كالخطيَ خطّارِ
فقالَ لما بدا رمحي يجوبُ فلا
أَعْفاجِه مُسئِداً كالمُدلجِ الساري
للّه دَرُّكَ شكراً للصنيعة ِ بي
من قابس شيط الوجعاء بالنار
وقر قرت بطنه فانحاز ثم رمى
بِسَلْحة ٍ خضبتْ بالورسِ أَطماريْ
وقام ينشد عجبا" غير مكترث
لِما عَراني ولمَّا يخشَ مِن عار
فقمت عنه وأذيالي على كتفي
فأشرفت عرسه من شرفه الدار
وأَنشدتْ ودموعُ العينِ ساجمة ٌ
في وجنتيها سجوم العارض الساري
"يا نعمة َ اللّه حلّي في منازلِنا
وجاورينا فدتك النفس من جارهِ
فلم أزال عنده جذلان في دعة ٍ
مُمَتَّعاً مِن أَياديه بأوْطار
حتى انثنت صعدتي عنه وبان له
مني الونى ورأى آثار إقصاري
أضحى يغنّي وأيدي في يديه لقى ً
كأنما علَّ من صهباِْ خمَّارِ
"يَاعمرو ما وقفة ٌ في رسم منزلة ٍ
أثار شوقكَ فيها محوُ کثاِر
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> التناقضات
التناقضات
رقم القصيدة : 282
-----------------------------------
التناقضات
فشلت جميع محاولاتي
في أن أفسر موقفي
فشلت جميع محاولاتي
مازلت تتهمينني
كأني هوائي المزاج , ونرجسي
في جميع تصرفاتي
مازلت تعتبرينني
كقطار نصف الليل .. أنسى دائما
أسماء ركابي , ووجه زائراتي
فهواي غيب
والنساء لدي محض مصادفات
مازلت تعتقدين .. أن رسائلي
عمل روائي .. واشعاري
شريط مغامرات
وبأنني استعمل اجمل صاحباتي(37/52)
جسراً إلى مجدي .. ومجد مؤلفاتي
مازلتي تحتجين أني لا احبك
كالنساء الأخريات
وعلى سرير العشق لم أسعدك مثل الأخريات
أهـ من طمع النساء
وكيدهن
ومن عتاب معاتباتي
كم أنتي رومانسية التفكير ، ساذجة
التجارب
تتصورين الحب صندوقاً مليئاً
بالعجائب
وحقول جار دينيا
وليلا لا زوردي الكواكب
مازلت تتشطرطين
أن نبقى إلى يوم القيامة عاشقين
وتطالبين بان نظل على الفراش ممددين
نرمي سجائرنا ونشعلها
وننقر بعضنا كحمامتين
ونظل أياما .. وأياما ..
نحاور بعضنا بالركبتين
هذا كلام مضحك
انا لست اضمن طقسي النفسي بعد دقيقتين
ولربما يتغير التاريخ بعد دقيقتين ونعود
في خفي حنين
من عالم الجنس المثير
نعود في خفي حنين
فشلت جميع محاولاتي
في أن أفسر موقفي
فشلت جميع محاولاتي
فتقبلي عشقي على علاته
وتقبلي مللي .. وذبذبتي .. وسوء تصرفاتي
فأنا كماء البحر في مدي وفي جزري وعمق تحولاتي
إن التناقض في دمي وأنا احب
تناقضاتي
ماذا سأفعل يا صديقه
هكذا رسمت حياتي
..منذ الخليقة .. هكذا رسمت حياتي
العصر العباسي >> البحتري >> لنا حاجة ما كان جاني سؤالها
لنا حاجة ما كان جاني سؤالها
رقم القصيدة : 2820
-----------------------------------
لَنَا حاجَةٌ ما كَان جانِي سُؤَالِهَا
وَصُولاً، ولا مَسْئُولُها الفَسْلُ مُنْصِفا
إِذَا مَا أَبَى الضَّرَّاطُ إِسعافَنَا بِهَا
فَرِغْنَا إِلى الإِضْرنطِ فيها فأَنْصفَا
العصر العباسي >> ابن عنين >> لاغروَ أَنْ ضاعت الأعيادُ بينكُم
لاغروَ أَنْ ضاعت الأعيادُ بينكُم
رقم القصيدة : 28200
-----------------------------------
لاغروَ أَنْ ضاعت الأعيادُ بينكُم
رفقاً كأنّي بكم ضاعتِ الجمعُ
فليعجبِ الناسُ مِنْ قومٍ يَقودهُم
إِلى الضلالة ِ أعمى وهو مُتَّبَعُ
قد كذَّبوا ما رأَوْهُ وهوَ مُتَّضحٌ
وصدَّقوا مارواهُ وهو ممتنعُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> وقالوا أَسعدُ بنُ الياسَ أَضحى
وقالوا أَسعدُ بنُ الياسَ أَضحى(37/53)
رقم القصيدة : 28201
-----------------------------------
وقالوا أَسعدُ بنُ الياسَ أَضحى
رئيساً لا حوتهُ يدُ السعودِ
ولا أهجو الوجودَ وقد حواهُ
فإنَّ وجودهُ هجوُ الوجودِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> نالَ معالي عمرا
نالَ معالي عمرا
رقم القصيدة : 28202
-----------------------------------
نالَ معالي عمرا
فغاصَ في بحرِ حرا
وغابَ في غابِ استهِ
جميعهُ فلم يرا
وحادَ عن خلَّتِه
في نيلِ ستِ الوزرا
وإنَّ كلَّ الصيدِ لو
يَعقلُ في جَوفِ الفَرا
ترى فمولايَ الحكيـ
ـمُ ما درى بما جرى
قالوا بلى فما
أَحدثَ قالوا غَفَرا
العصر العباسي >> ابن عنين >> الحمدُ للّهِ واجبِ الشكرِ
الحمدُ للّهِ واجبِ الشكرِ
رقم القصيدة : 28203
-----------------------------------
الحمدُ للّهِ واجبِ الشكرِ
قد اهتدى سيدي أبو نصرِ
واتبَّع الحقَّ حين لاحَ له
فجرُ الهُدى من دُجُنَّة ِ الفجرِ
وقال إِنَّ المسيحَ ليسَ بمعـ
ـبود وأفتى الصليبِ بالكسرِ
فظن حساده معاندة
أمرا وظن الحسود لا يزري
قالوا نِفاقاً وليس يفرُقُ في الإِ
سلامِ بين النفاقِ والكفرِ
ما ذاك إلا ستر على عمر
ربَّ انتهاكٍ خيرٌ من السترِ
فقلت يا قوم إن في عمر
معذرة ً إِنْ سمعتُمَ عُذري
شكتْ لهُ أُختهُ لهيبَ حمى ً
في حِرِها تَستثيرُ كالجمرِ
وحِكَّة ً في نَواتِها كدبيـ
ـبِ النملِ لاتَأتلي بها تَسري
وعزَّهُ داؤُها وقد شهدتْ
لهُ رُواة ُ الأخبارِ بالخُبْرِ
وكانَ هذا يقومُ بالناسِ في الحمَّـ
ـامِ هذا جَلِيَّة ُ الأمرِ
فجاز هذا الأستاذ أيده الل
ـهُ إِليها يوماً مع العصرِ
وكان قد نام في كلالته
وطاحَ عنهُ الرِدا ولا يدري
وانساب غرموله ولا دقلٌ
في رأسهِ مثلُ مِيسَمِ البَكرِ
منهرتُ الشِدقِ كالحُ الوجه صُلْب الـ
متنِ صعبُ المِراسِ مُستشري
فقالَ هذا يكونُ ممتهناً
مضيّعاً لا رضى عن الدهرِ
ولم يزلْ بالمِحالِ يَخدعُهُ
حتى أتاها بهِ على قدرِ(37/54)
العصر العباسي >> ابن عنين >> وربَّ أخٍ حميمٍ بتُّ ليلي
وربَّ أخٍ حميمٍ بتُّ ليلي
رقم القصيدة : 28204
-----------------------------------
وربَّ أخٍ حميمٍ بتُّ ليلي
أجرَّعُ من ملامتهِ الحميما
يقولُ عَلامَ مِن غيرِ اجترامٍ
هجوتَ موفقَ الدينِ الحكيما
فقلتُ له تأنَّ فغيرَ عدلٍ
إِذا ما لامَ مَن سَلِمَ السليما
شكوتُ إِليهِ مِن كانونَ قُرّاً
أَبيتُ لِضُرّهِ أَرعى النجوما
فما أَلْوى عليَّ وقالَ خَلطٌ
يزلُ إذا تجنَّبتَ اللُّحوما
فقضَّيتُ الشتاءَ كما تَقَضَّى
شا البرغوثِ في ذقنِ ابنِ سيما
العصر العباسي >> ابن عنين >> وحاجة ٍ ظلتُ أشكوها إِلى عمرٍ
وحاجة ٍ ظلتُ أشكوها إِلى عمرٍ
رقم القصيدة : 28205
-----------------------------------
وحاجة ٍ ظلتُ أشكوها إِلى عمرٍ
وقد ترقرقَ دمعُ العين ينحدرُ
فقال ذو فطنة ٍ نبَّهْ لها عمراً
فقلتُ واخَيبتي إِن لم ينمْ عمرُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ولا تودعْ متاعكَ عندَ عدلٍ
ولا تودعْ متاعكَ عندَ عدلٍ
رقم القصيدة : 28206
-----------------------------------
ولا تودعْ متاعكَ عندَ عدلٍ
ولاسيما إِذا كان ابنَ سيما
فكم أودعتهُ أيداً شديدَ الـ
ـقوى فأعاده نضواً سقيما
العصر العباسي >> ابن عنين >> دخلتُ على ابنِ الشهرِ زرويّ ليلة ً
دخلتُ على ابنِ الشهرِ زرويّ ليلة ً
رقم القصيدة : 28207
-----------------------------------
دخلتُ على ابنِ الشهرِ زرويّ ليلة ً
وقد أُغلقتْ دون الوزيرِ المَغالِقُ
فعاينتهُ ولهانَ يرطلُ فيشة ً
وينشدها والخدُّ بالدمعِ غارقُ
"وماذا عسى الواشونَ أن يتحدَّثوا
سوى أَنْ يقولوا إِنني لكِ عاشقُ
نعمَ صدقَ الواشونَ أنتَ حبيبة ٌ
إليّ وإنْ لم تصفُ منكِ الخلائقُ "
العصر العباسي >> ابن عنين >> بكرَ الخليطُ إلى اللعينِ يعودهُ
بكرَ الخليطُ إلى اللعينِ يعودهُ
رقم القصيدة : 28208
-----------------------------------
بكرَ الخليطُ إلى اللعينِ يعودهُ(37/55)
إِذ باتَ مِن حُمَّى الأكفّ نَهيكا
فرآهُ منتوفَ السّبالِ مذمَّمَ الـ
آباءِ مصفوعَ القَذالِ مَبِيكا
فبكى ورقَّ لهُ وقالَ مُسلّياً
لكَ في مُصابكَ أُسوة ٌ بأبيكا
أَبْشِرْ حكَيتَ أَباكَ في أَفعالهِ
وأظنُّ نجلَكَ بعدَها يَحكيكا
فأجابهُ المرءُ اللعينُ بقولهِ
الحقُّ لا يسليكَ مثلُ أخيكا
العصر العباسي >> ابن عنين >> إلى لحية ِ المرءِ اللعينِ ارتقتْ يدٌ
إلى لحية ِ المرءِ اللعينِ ارتقتْ يدٌ
رقم القصيدة : 28209
-----------------------------------
إلى لحية ِ المرءِ اللعينِ ارتقتْ يدٌ
لها في صعود الحادثاتِ سعودُ
وقد أصبحتْ مثلََ القرى اللائي أهلكتْ
قديماً فمنها قائمٌ وحَصيدُ
العصر العباسي >> البحتري >> ونديم حلو الشمائل كالدينار
ونديم حلو الشمائل كالدينار
رقم القصيدة : 2821
-----------------------------------
ونَديمِ حُلْوِ الشَّمَائِلِ كالدِّينار
،محْض ِالنِّجار، عَذْبٍ، مُصفَّى
لَمْ أَزَلْ بلخِداعِ أَسقِيهِ حتَّى
وضَع الكأسَ مَائلاً يَتَكَفَّا
قُْلتُ : عبدَ العزِيزِ، تَفْدِيك نفْسي ،
قال:لبَّيْكَ قُلْتُ: لَبَّيْكَ أَلْفا
هَاكَها قالَ :هَاتِها قُلْتُ:خُذْهَا
قالَ:لاَ أَسْتَطِيعُها،... ثُمَّ أَغْفَى
العصر العباسي >> ابن عنين >> مالي أرى اللعينَ فد اختفى
مالي أرى اللعينَ فد اختفى
رقم القصيدة : 28210
-----------------------------------
مالي أرى اللعينَ فد اختفى
هذي جناياتُ اليودِ على القفا
وسمتْ تواسيمُ الحبيبِ جبينهُ
والصفعُ خيرٌ للمحبِ من الجفا
عبثتُ بهامتهِ النعالِ فما انثنتْ
حتى انثنى من وقعهنَّ على شفا
فغدا يُكتّمُ أَمرَهُ ومُصابَهُ
طمعاً بأنْ يَخفى وقد بَرِحَ الخَفا
هيهاتَ أَنْ يَخفى مُصابُكَ بعدما
خطَّ المداسُ على جبينكَ أحرفا
العصر العباسي >> ابن عنين >> لا كانَ عشقٌ لا يصكُّ لعاشقٍ
لا كانَ عشقٌ لا يصكُّ لعاشقٍ
رقم القصيدة : 28211
-----------------------------------(37/56)
لا كانَ عشقٌ لا يصكُّ لعاشقٍ
بالنعلِ فيهِ هامة ٌ وأَخادعُ
لا تحسبنَّ يامرُّ أنَّكَ أوَّلٌ
في صفعه ما أنتَ إِلاَّ رابعُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أَصبحَ صفعُ المُرتضى
أَصبحَ صفعُ المُرتضى
رقم القصيدة : 28212
-----------------------------------
أَصبحَ صفعُ المُرتضى
بينَ الأنامِ مرتضى
وكانَ مندوباً فأضـ
،حى واجباً مفترضا
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا تاجَنا قد أَتتكَ مسألة ٌ
يا تاجَنا قد أَتتكَ مسألة ٌ
رقم القصيدة : 28213
-----------------------------------
يا تاجَنا قد أَتتكَ مسألة ٌ
فاكشف لنا ما بها من اللبسِ
حرابدبسٍ قد لقَّبوكَ وما
أراكَ إِلاَّ حرا بلا دبسِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا خليطاً بالدبسِ أَقصرْ عن الشـ
يا خليطاً بالدبسِ أَقصرْ عن الشـ
رقم القصيدة : 28214
-----------------------------------
يا خليطاً بالدبسِ أَقصرْ عن الشـ
ـرّ فقد قيلَ رابحُ الشر خاسرْ
وترفَّقْ بالجندِ فالجندُ آبا
ؤكَ إِنْ صحَّ أنكَ ابنُ عساكرْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا ابنَ العساكرِ إنْ صحَّ انتسابكَ ذا
يا ابنَ العساكرِ إنْ صحَّ انتسابكَ ذا
رقم القصيدة : 28215
-----------------------------------
يا ابنَ العساكرِ إنْ صحَّ انتسابكَ ذا
فأنتَ من أممٍ صورتَ مسبوكا
يا ابنَ الدجاجة ِ كلُّ الناسِ كانَ لها
ديكاً فأنتَ ابنُ من حتى أناديكا
العصر العباسي >> ابن عنين >> أبا البركاتِ ما جعلتَ يقيناً
أبا البركاتِ ما جعلتَ يقيناً
رقم القصيدة : 28216
-----------------------------------
أبا البركاتِ ما جعلتَ يقيناً
لكَ البركاتُ إلاّ في القرونِ
كريمٌ مالهُ أبداً مصونٌ
وجملة ُ عرضهِ غيرُ المَصونِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> لقّبوه الحرا بدبسٍ وقد ما
لقّبوه الحرا بدبسٍ وقد ما
رقم القصيدة : 28217
-----------------------------------
لقّبوه الحرا بدبسٍ وقد ما
نوا ورَّ العبادِ ما فيهِ دبسُ(37/57)
وأَخوهُ الحرا بزيتٍ ولا زيـ
ـتَ فكلُّ الألقابِ زُورٌ ولَبْسُ
وغدا المرتضى نهيكاً من الصَّفـ
ـعِ وقد خابَ فيه ظنٌّ وحَدْسُ
وأخوهمْ للعلمِ بالدرسِ مشغو
لٌ وللعِلمِ منهُ مَحوٌ ودرسُ
وأبوهم هم هكذا كانَ لا كا
نَ فمن تلقَ منهم فهو نحسُ
هؤلاءِ الصدورُ أَدبرُ من دبـ
ـرٍ وأَردى رذالة ً وأَخَسُّ
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا واعظَ الناسِ ماتَنفكّ مِن تعبٍ
يا واعظَ الناسِ ماتَنفكّ مِن تعبٍ
رقم القصيدة : 28218
-----------------------------------
يا واعظَ الناسِ ماتَنفكّ مِن تعبٍ
معذَّباً بين إِنعاظٍ وإِفلاسِ
ما كانَ أغناكَ عن إلحافِ مسألة ٍ
لو كانَ في استِ نصيرٍ داءُ عبَّاسِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> لنا أَميرٌ قرنُهُ
لنا أَميرٌ قرنُهُ
رقم القصيدة : 28219
-----------------------------------
لنا أَميرٌ قرنُهُ
ينطحُ في الأُفق الفَلَكْ
سِبالُهُ وذقنُهُ
تدخلُ في استِ امّ بلكْ
عطاؤهُ وطعنهُ
ما غيرَ دقّ بالحنكْ
فهو الذُّباني أبداً
في أَيَّما جيشٍ سلكْ
كأنَّهُ في قلعة ِ الـ
ـبيرة ِ صيَّادُ السمكْ
العصر العباسي >> البحتري >> لئن انتقضت على الشكاة فإنما
لئن انتقضت على الشكاة فإنما
رقم القصيدة : 2822
-----------------------------------
لئِن انتُقِضْتَ على الشَّكاةِ فإِنَّما
بالصَّقلِ يَخلُصُ ذا الحُسامُ المُرْهَفُ
كَانَتَ كُسُوفاً سَاعةً ثُمَّ انْجَلتْ
والبَدْر قَبل تَمَامِهِ لاَ يُكسَفُ
هَبَّتْ بِجِسمِك لاَفِحٌ مِنْ عِلَّةٍ
عَصَفتْ بها للبُرْءِ حرجَفُ
فكَأَنَّما إِذْقُمتَ قامَ حُطيْئةٌ
لِلشَّعرِ، أَو للحِلمِ قام الأَحْنَفُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> جاءَ الشتاءُ وليسَ عندي جُبَّة ٌ
جاءَ الشتاءُ وليسَ عندي جُبَّة ٌ
رقم القصيدة : 28220
-----------------------------------
جاءَ الشتاءُ وليسَ عندي جُبَّة ٌ
فطفقتُ أطلبُ دارَ بدرِ الدينِ
فتصحَّفتْ لمَّا فَراها حَبَّة ً(37/58)
فبدا يواصلُ زفرة َ بأنينِ
وشكا نياطَ فؤادهِ وحرارة ً
في قلبهِ تربي على سجّينِ
وغدتْ فرائِصهُ تهزُّ كأنَّها
سعفٌ عرتهُ الريحُ في تشرينِ
ينسى فيسكنُ ما بهِ وتعودهُ الـ
ـذكرى فيصرعُ صرعة َ المجنونِ
فشكرتُ ربي لو قراها جبَّة ً
لقتلتهُ عمداً بلا سكينِ
وخرجتُ أَمشي القَهقَرى مُتستّراً
بقرونِ حاجبِه الزكي ابنِ القيني
العصر العباسي >> ابن عنين >> بدرانِ منكسفانِ مِن ضوءِ السُّها
بدرانِ منكسفانِ مِن ضوءِ السُّها
رقم القصيدة : 28221
-----------------------------------
بدرانِ منكسفانِ مِن ضوءِ السُّها
لا ذاكَ مودودٌ ولا هذا حسنْ
اثنانِ قد تركتْهما عِرساهُما
ذا أيّلاً سامي القرونِ وذا رسنْ
خانا فلو حكما على عينِ امريءٍ
سَرقا بمكرِهما من الجفنِ الوسنْ
فسألتُ هل لكما قرينٌ ثالثٌ
قالا نعم عرّج على قاضي اليمنْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> البغلُ والجاموسُ في جدليهما
البغلُ والجاموسُ في جدليهما
رقم القصيدة : 28222
-----------------------------------
البغلُ والجاموسُ في جدليهما
قد أصبحا مثلاً لكلِ مناظرِ
بَرزا عشيَّة َ ليلة ٍ فتناظَرا
هذا بقرنيهِ وذا بالحافرِ
ماأَحكما غيرَ الصياحِ كأنَّما
لَقِنا جِدالَ المرتضى بنِ عساكر
جلفانِ ما لهما شبيهٌ ثالثٌ
إِلاَّ رقاعة ُ مدلويهِ الشاعر
لفظٌ طويلٌ تحتَ معنى ً قاصرٍ
كالعقل في عبدِ اللطيفِ الناظر
العصر العباسي >> ابن عنين >> لو أَنَّ لي بغلاً إِلى
لو أَنَّ لي بغلاً إِلى
رقم القصيدة : 28223
-----------------------------------
لو أَنَّ لي بغلاً إِلى
جَدّ النظامِ ينتسبْ
أَنفتُ مِنْ تحميلهِ
على عيالِ المحتسبْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أبلغْ رسالتي الصفيَّ وقلْ له
أبلغْ رسالتي الصفيَّ وقلْ له
رقم القصيدة : 28224
-----------------------------------
أبلغْ رسالتي الصفيَّ وقلْ له
كيفَ استحالَ صفاؤُهُ وتكدَّرا
يا مُعرضاً ما وُدُّهُ وصفاؤُهُ(37/59)
لِوليّه ممَّا يُباعُ ويُشترى
كيفَ اشتغلتَ بخادمٍ عن خادمٍ
ما جرَّ جرماً في هواكَ ولا افترى
ومتى الخلاصُ وقد وردتَ موارداً
هيهاتَ عن بحرانها أنْ تصدرا
لو كانَ عرسكَ لانتظرتَ طلاقها
أو أمرداً لرجوتُ أن يتعذَّرا
العصر العباسي >> ابن عنين >> ما إِنْ مدحتُكَ أرتجي لكَ نائلاً
ما إِنْ مدحتُكَ أرتجي لكَ نائلاً
رقم القصيدة : 28225
-----------------------------------
ما إِنْ مدحتُكَ أرتجي لكَ نائلاً
فحرمتَني فهجوتُ باستحقاقِ
لكنَّني عَاينْتُ عرضَكَ أسوداً
متمزّقاً فقدحتُ في حُرَّاقِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> رأيتُ عندَ المِطواعِ ميلاً
رأيتُ عندَ المِطواعِ ميلاً
رقم القصيدة : 28226
-----------------------------------
رأيتُ عندَ المِطواعِ ميلاً
في طولِ شبرٍ وعرضِ فترْ
فقلتُ هذا لأيّ عينٍ
فقال هذا لعينِ ظهري
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا هبة َ اللهِ لقد
يا هبة َ اللهِ لقد
رقم القصيدة : 28227
-----------------------------------
يا هبة َ اللهِ لقد
ماتَ المسمّي وافترى
يكذبُ في لحيتهِ
ما يهبُ اللهُ حرا
العصر العباسي >> ابن عنين >> ما عند مَودودَ مَن قلَّتْ مثالِبُهُ
ما عند مَودودَ مَن قلَّتْ مثالِبُهُ
رقم القصيدة : 28228
-----------------------------------
ما عند مَودودَ مَن قلَّتْ مثالِبُهُ
إلاّ المبارزُ إبراهيمُ نائبهُ
ومِنْ سواهُ فكلبٌ لا خَلاقَ لهُ
قد أعجزتني فما تحصى معايبهُ
المستشارُ عفيفُ الدينِ قد دميتْ
يدي على لومهِ ممّا أعاتبهُ
وابنُ النُفايَة ِ والتيسُ الشريفُ وجَعـ
ـسُ الكلبِ مُشرفُهُ والعِلقُ كاتبهُ
والأقلفُ الكلب رأس الأمر صاحبُ ديـ
ـوانِ الأميرِ وجابيهِ وحاسبهُ
والأحمقُ الجاهُالكرديُّ يسألُ في حبسِ
العقيبة ِ عن علق يداعبهُ
قومٌ لهم لو انهم في خدمة ِ الفلكِ الأ
على لخرَّتْ بهم منهُ كواكبهُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> وليلٍ كوجهِ الزَّاغِ برداً وظلمة ً(37/60)
وليلٍ كوجهِ الزَّاغِ برداً وظلمة ً
رقم القصيدة : 28229
-----------------------------------
وليلٍ كوجهِ الزَّاغِ برداً وظلمة ً
وطولاً كقرنيْ يونسٍ وأبي خضرِ
عدمتُ الكَرى فيه وطولَ هُجوده
كما عدمَ العقلَ البَها بنْ أبي اليُسرِ
العصر العباسي >> البحتري >> المرثديون أقوام تعد لهم
المرثديون أقوام تعد لهم
رقم القصيدة : 2823
-----------------------------------
المَرثَدِيُّونَ أَقوامٌ تُعدُّ لَهُمْ
مِنْ وائلٍ مأْثُراتُ المَجْدِ والشَّرَفِ
تَصرَّم المَجْدُ بالأَقوامِ مِنْ هَرمٍ
ومجْدهُمْ حَدَثٌ في العَيْنِ أَو نَصفُ
وما عليُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ إِنْ وردتْ
جمَّاتُه بثِمادِ الضَّحْل مُنْتَزَفُ
مَتَى وصفْناهُ أَلْفَينا مَحَاسِنَهُ
مِنَ الوُفُورِ عَلَى أَضعَافِ ما نصِفُ
فَدتْكَ أَنفسُ مُلْتَاحِينَ، أَنْفُسُهُمْ
مُعلَّقاتٌ بِريٍّ مِنْكَ يُؤْتَنفُ
سُقيا الزُّجاجِ، وإِنْ جلَّتْ،مصرَّدةٌ
فسَقّنِا ما عَليهِ القَارُ والخَزَفُ
وانْتِفُ لَنا لهوَ أَيَّامٍ نَعٍيشُ بِهِ
فاللَّهْو أَجْمَعُ إِنْ ميَّزتَهُ نُتَفُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> صعدَ الدينُ يستغيثُ إلى اللـ
صعدَ الدينُ يستغيثُ إلى اللـ
رقم القصيدة : 28230
-----------------------------------
صعدَ الدينُ يستغيثُ إلى اللـ
ـهِ وقالَ الأنامُ قد ظَلموني
يتسمَّونَ بي وحقُّكَ لا أعـ
ـرفُ شَخصاً منهم ولا يَعرفوني
جَعَلوا ابنَ المصريّ تاجي ولو كا
نَ شِراكاً للنعل لم يُنصفوني
ثمَّ قالوا البكريُّ صدري كما قا
لوا وفالوا ووجهيَ الزنكلوني
العصر العباسي >> ابن عنين >> أرى الناسَ لا يَرقى إِلى المجدِ منهمُ
أرى الناسَ لا يَرقى إِلى المجدِ منهمُ
رقم القصيدة : 28231
-----------------------------------
أرى الناسَ لا يَرقى إِلى المجدِ منهمُ
سوى ناقصٍ في الأضالعِ
فمن شكَّ فيما قلتهُ فقياسهُ
على معشرٍ بنفونَ شكَّ المنازعِ
سليمانَ والجاموسِ والصدرِ وابنِه(37/61)
وأصهارِهم والناصِحَينِ وجامعِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> قد أصبحَ الرزقُ ما لهُ سببُ
قد أصبحَ الرزقُ ما لهُ سببُ
رقم القصيدة : 28232
-----------------------------------
قد أصبحَ الرزقُ ما لهُ سببُ
في الناسِ إِلاَّ البِغاءُ والكَذِبُ
"سلطاننا أعرجٌ وكاتبهُ
ذو عمشٍ والوزيرُ منحدبُ "
وصاحبُ الأمرِ خلقُهُ شَرِسٌ
وعارضَ الجيشِ داؤهُ عجبُ
يبيتُ من حكَّة ٍ تؤرِّقهُ
في دبرِه كالسَّعيرِ تَلتَهِبٌ
وحاكُم المسلمينَ ليسَ لهُ
في غيرِ غرمولِ أسودٍ أربِ
والدَّوْلَعيُّ الخطيبُ معتكفٌ
وهو على قشرِ بيضة ٍ يثبُ
ولابنِ بَاقَا وعظٌ يغُرُّ بِهِ النا
س وعبدُ اللطيَف مُحَتِسُب
عيوبُ قومٍ لو انَّها جمعتْ
في فلكٍ ما سرتْ بهِ شهبُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> آلَيْتُ لا آتي بُخارى بعدَها
آلَيْتُ لا آتي بُخارى بعدَها
رقم القصيدة : 28233
-----------------------------------
آلَيْتُ لا آتي بُخارى بعدَها
ولو کنَّها في الأرضِ دارُ خلودِ
فلقدْ حللتُ بها حنيفاً مسلماً
ورحلتُ عنها باعتقادِ يهودي
العصر العباسي >> ابن عنين >> إنَّ ابنَ عروة َ حينَ سوَّدَ بالزنا
إنَّ ابنَ عروة َ حينَ سوَّدَ بالزنا
رقم القصيدة : 28234
-----------------------------------
إنَّ ابنَ عروة َ حينَ سوَّدَ بالزنا
وجْهَيْ صَحِيفتِهِ وبيَّضَ مسجدا
كمقامرٍ أَدَّى الزَّكاة َ مُرائياً
للناسِ لا يرجو مثوبتها غدا
العصر العباسي >> ابن عنين >> الواعظُ البَلخيُّ كانَ قَرابَتِي
الواعظُ البَلخيُّ كانَ قَرابَتِي
رقم القصيدة : 28235
-----------------------------------
الواعظُ البَلخيُّ كانَ قَرابَتِي
وأبو محمدٍ المنادي جاري
والزاهدُ الملاَّقُ مَنْ أخبارُهُ
ما قد علمتُ خفيَّة ُ الأسرارِ
لولا الحياءُ وطيبُ أصلي والتُّقى
لجعلتُها مهتوكة َ الأستارِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أَتاكَ النجيبُ بأشعارهِ
أَتاكَ النجيبُ بأشعارهِ
رقم القصيدة : 28236(37/62)
-----------------------------------
أَتاكَ النجيبُ بأشعارهِ
هوا لبعرُ لكنَّهُ مذهبُ
ويَحلفُ باللّهِ ما قصدهُ
نوالاً ولكنَّهُ يكذبُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> قلْ للنَّجيبِ صرمتَ حبلَ مودَّتي
قلْ للنَّجيبِ صرمتَ حبلَ مودَّتي
رقم القصيدة : 28237
-----------------------------------
قلْ للنَّجيبِ صرمتَ حبلَ مودَّتي
مللاً وقلبي في ولائكَ مخلصُ
أغضبتَ حينَ جعلتُ شعركَ مذهباً
وكذبتُ فهو كما علمتَ مرصَّصِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> اثنانِ في الجامعِ المعمورِ ليسَ على
اثنانِ في الجامعِ المعمورِ ليسَ على
رقم القصيدة : 28238
-----------------------------------
اثنانِ في الجامعِ المعمورِ ليسَ على
كلِ البريَّة ِ في صفعيهما حرجُ
هذاكَ قد أَنِفَ الفُسَّاقُ منه وذا
تُتْلَى عليهِ مساويهِ فيبتَهجُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> قلْ للنجيبِ ولا تعبأ بلحيتهِ
قلْ للنجيبِ ولا تعبأ بلحيتهِ
رقم القصيدة : 28239
-----------------------------------
قلْ للنجيبِ ولا تعبأ بلحيتهِ
وإنْ تعاظمَ بالكنديّ وافتخرا
كم ذا التَّبظرمُ جزتَ الحدَّ صفعنة ً
ما أنتَ إِلاّ قليلَ العقلِ ذقنُ حرا
العصر العباسي >> البحتري >> قد أهدف الغث العمى لو لم يكن
قد أهدف الغث العمى لو لم يكن
رقم القصيدة : 2824
-----------------------------------
قَدْ أهدَفَ الغَثُّ العَمَى، لوْ لم يكنْ
وَغْداً، وَلَيسَ الوَغدُ مِنْ أهْدافي
وَأتَى بأبْياتٍ لَهُ مَسْرُوقَةٍ،
شَتّى النِّجَارِ، وَنِسْبَةٍ أقوَافِ
مَا إنْ يَزَالُ يَجُرُّ مِنْ إشْعَارِهِ
جِيفَاً، فكَيفَ أقُولُ في الجَيّافِ
باتَ الشَّقِيُّ قَتِيلَ أَيْرٍ بعدَ ما
آل الهِجَاءُ بهِ قَتِيلَ قَوافِ
يُنْبيكَ عَنْ حلَقِيةٍ في شِعْرهِ
بِتعَصُّبٍ للاَّمِ دونَ الكافِ
وَالشّاعِرُ السّرّاجُ كَانَ يَفُوتُنا
عَجَباً، فَقُلْ في الشّاعرِ الإسكافِ
مُتَلَفِّفُ العُثْنُونِ مِنْ إكْبَابِهِ(37/63)
للخَرْزِ بَينَ قَوَالِبٍ وَأشَافِ
فَقَدَتْكَ أقْدامُ العُلُوجِ، فكُلُّ مَن
بِبِلادِ رَأسِ العَينِ بَعدَكَ حَافِ
وَزَعَمْتَ أنّكَ خَثْعَميٌّ، بَعدَمَا
عرَفوا أباكَ، فبَعضَ ذا الإرْجافِ
أنّى قَنِعْتَ بخَثْعَمٍ، وَهْيَ التي
لَيْسَتْ مِنَ الأسْبابِ غَيرَ كِفَافِ
ما قَصّرَتْ بكَ هِمّةٌ عَنْ هَاشِمٍ
لَوْلا اتّقَاءُ عُقُوبَةِ الأشْرَافِ
أسَرَفْتَ شِعْرِي ثمّ جِئتَ تَذيمُني؟
يا وَغْدُ! ما هَذا مِنَ الإنْصَافِ
وَجَرَيْتَ تَطْلُبُني، فَرَدَّكَ خَائباً
حَسَبُ الحِمارِ، وَكَبوَةُ الإقْرَافِ
إَنْ لَمْ أَدُلَّ عَلَى أَبيكَ فأَنَّني
منْ لُؤْمِ نُطْفَةِ جَدّكَ النطّافِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> وكَّلتِ الكنديَّ مولاتُنا
وكَّلتِ الكنديَّ مولاتُنا
رقم القصيدة : 28240
-----------------------------------
وكَّلتِ الكنديَّ مولاتُنا
فضلَّتِ القصدَ وساءتْ سبيلْ
فقلْ لهُ كفَّ ولا نأتلي
فعمرُ أَيَّامكَ فيها قليلْ
وقد كفيتَ الدهرَ في صَرفِهِ
فحسبها أنتَ وبئسَ الوكيلْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> وراحلٍ سرتُ في صحبٍ أؤملهُ
وراحلٍ سرتُ في صحبٍ أؤملهُ
رقم القصيدة : 28241
-----------------------------------
وراحلٍ سرتُ في صحبٍ أؤملهُ
تَبارك اللّهُ ما أَشقى المساكينا
جئنا إلى بابهِ لاجينَ نسألهُ
فليتنا عاقَنَاَ موتٌ ولا جينا
لاجينَ نسألُ مَيْتاً لاحَراك به
مثلَ النصارى إِلى الأصنامِ لاجينا
العصر العباسي >> ابن عنين >> تَيمَّمتُ سعدَ اللّهِ للفألِ باسمهِ
تَيمَّمتُ سعدَ اللّهِ للفألِ باسمهِ
رقم القصيدة : 28242
-----------------------------------
تَيمَّمتُ سعدَ اللّهِ للفألِ باسمهِ
وقلتُ كريمٌ بينَ موسى ومريمِ
فألفيتُهُ يَهوى النَّدى فَتَردُّهُ
عروقٌ إلى أخوالهِ الزرقِ تنتمي
إذا أيقظتهُ نخوة ٌ عربية ٌ
إلى المجدِ قالتْ أرمنيَّتهُ نمِ
فباتتْ قوافي الشعرِ بين أَضالعي
تجيشُ وأمواجُ الأراجيزِ ترتمي(37/64)
أهمُّ ويعتاقُ اللسانَ عن الخَنا
وعن ذكرهِ بالسوءِ إحسانُ مسلمِ
فتى ً عربيُّ الخالِ والعمّ طاهرُ الأ
رومة ِ والأخلاقِ والفرجِ والفمِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> تَيمَّمتُ سعدَ اللّهِ للفألِ باسمهِ
تَيمَّمتُ سعدَ اللّهِ للفألِ باسمهِ
رقم القصيدة : 28243
-----------------------------------
تَيمَّمتُ سعدَ اللّهِ للفألِ باسمهِ
لم آتِ سعدَ اللهِ لو كانَ لي عقلُ
وقلتُ فتى ً من دَوْحة عربية ٍ
تشابهُ منها الفرعُ في الطيبِ والأصلِ
ولم أدرِ أنَّ الأرمنية ِ ظئرهُ
وفي الأرمنياتِ النجاسة ُ والبخلُ
أَظلَّ كمرتَدّ عنِ الدين عاكفاً
ألازمهُ ما لي سوى شغلهُ شغلُ
أروحُ 'ليهِ بالسلامِ وأغتدي
إلى بابهِ واليومُ في مهدهِ طفلُ
فما كنتُ إِلا مستظِلاً بعشبَة ٍ
من الشوكِ ما فيها جنى ً لي ولا ظلُّ
العصر العباسي >> ابن عنين >> لا غروَ أنْ أصبَحَ المؤيَّدُ بيـ
لا غروَ أنْ أصبَحَ المؤيَّدُ بيـ
رقم القصيدة : 28244
-----------------------------------
لا غروَ أنْ أصبَحَ المؤيَّدُ بيـ
نَ الناسِ صبّاً مولّهاً بعمرْ
سلمانُ بيتِ العميدِ يعذرُ في الـ
ـسوءِ وإِنْ أَحسنوا إِليهٍ شكرْ
مآربُ الكلِ فيهُ تبصرهم
إلى لقاهُ في حرقة ٍ وضجرْ
يصبحُ تحتَ الرجالِ مفترشاً
أنثى ويمسي فوقَ النساءِ ذكرْ
كم حمَّلوهُ مِن ثقلِ عِبئهمُ
رزيَّة ٌ مشمخرَّة ً فصبرْ
وهو فتيقُ العجانِ منخرقُ المبـ
ـعرِ ما فيهِ للمنيِ مقرْ
وهو متى علَّهُ رجلهمُ
أَنهَلَ منهُ نساؤُهمْ وصَدَرْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> رأيتُ سليمانَ الدَّعيِّ معرَّضاً
رأيتُ سليمانَ الدَّعيِّ معرَّضاً
رقم القصيدة : 28245
-----------------------------------
رأيتُ سليمانَ الدَّعيِّ معرَّضاً
لرفعِ أكفٍ ما لها عنهُ من كفِّ
فما راحة ٌ إِلاَّ لها فيهِ راحة ٌ
كأنَّ قَفاهُ مشهدُ الكفّ للكفِّ
العصر العباسي >> ابن عنين >> كحلُ الشريفِ مُقاربٌ
كحلُ الشريفِ مُقاربٌ
رقم القصيدة : 28246(37/65)
-----------------------------------
كحلُ الشريفِ مُقاربٌ
كم ناظِرٍ قد أَغمَضا
تَلقى الدَّوَا بيمينِهِ
وشمالُهُ تُعطي القَضا
العصر العباسي >> ابن عنين >> سليمانُ السُّليمانيُّ يَبغُو
سليمانُ السُّليمانيُّ يَبغُو
رقم القصيدة : 28247
-----------------------------------
سليمانُ السُّليمانيُّ يَبغُو
ويصفعُ دائماً في أخدعيهِ
يَرومُ تطببَ الأبصارِ جهلاً
وكيفَ وَدَاؤَهَا نظرٌ إِلَيهِ
يُصافي بالمودَّة ِ كلَّ نَذْلٍ
شبيهٍ بالنزيهِ ومدلويهِ
ولكنْ ليسَ هذا منهُ بِدعاً
"فشبهُ الشيءِ منجذبٌ إليهِ "
العصر العباسي >> ابن عنين >> سألتُ السديدَ الفاضليِّ وقد بدا
سألتُ السديدَ الفاضليِّ وقد بدا
رقم القصيدة : 28248
-----------------------------------
سألتُ السديدَ الفاضليِّ وقد بدا
هزالٌ بعدَ شدة ٍ أسرهِ
أكنتَ مريضاً قالَ كلاَّ وإِنما
تخيَّرني عبدُ الرحيمِ لسرّهِ
فقلتُ لهُ إِنَّ القِطَمَّ اختيارُهُ
لأوضعِ فحلٍ من تَفاقُمِ أَمرهِ
ولكنُّهُ حقٌّ على اللهِ وضعُ من
تَرافعَ جهلاً أو عَلا فوقَ قدرهِ
وهبْ أنَّ ما يعزى إليهِ مصدَّقٌ
وأنَّكَ قد أقررتَ فينا بإمرهِ
فما هذهِ ما بينَ ثدييكَ قالَ لي
تَقعُّرُ صدري مِن محدَّبِ ظهرهِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> سألتُ الرئيسَ أبنَ المؤيَّدِ مرَّة ً
سألتُ الرئيسَ أبنَ المؤيَّدِ مرَّة ً
رقم القصيدة : 28249
-----------------------------------
سألتُ الرئيسَ أبنَ المؤيَّدِ مرَّة ً
مجدّاً بهِ في زيّ من راح يلعبُ
بأيّ الخِلالِ المغربيُّ إِليكمُ
تًرقَّى وما فيهِ خِلالٌ تُحبّبُ
فقالَ ولم يُبدِ احتشاماً ولا حياً
بوجهٍ وقاحٍ وهو في الضحكِ يُغربُ
لهُ فَضلة ٌ في جسمِه عن إِهابهِ
تجيءُ كما جاءَ الأتيُّ وتذهبُ
العصر العباسي >> البحتري >> أبا الفتح قد وجهت روحي ومهجتي
أبا الفتح قد وجهت روحي ومهجتي
رقم القصيدة : 2825
-----------------------------------(37/66)
أَبَا الفَتْحِ قَدْ وَجَّهتُ رُوحي ومُهْجَتي
إِليْكَ وجِسْمي وحْدَهُ مُتَخلِّفُ
وَفِيكَ بِحمْدِ اللهِ ما بلغَ الغنَى
وآمنَ ما أَخشَى وما أَتَخوَّفُ
وأَكثر ما يُهدِي خَفِيَّا مُستَّراً
كَثِيرُ التَّجِنّي والتَّعتُّبِ مُسْرفُ
فعُجْ بِودادٍ حَسْبَ ما كُنْتُ واثِقاً
ولا تَكُ وقَّافاً كَمَنْ ليْسَ يُعْرَفُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> دِحْية ُ لم يُعقبْ فكم تَنتمي
دِحْية ُ لم يُعقبْ فكم تَنتمي
رقم القصيدة : 28250
-----------------------------------
دِحْية ُ لم يُعقبْ فكم تَنتمي
إليهِ بالبهتانِ والإفكِ
ما صحَّ عندَ الناسِ شيءٌ سوى
أَنَّكَ مِنْ كلبِ بلا شَكّ
العصر العباسي >> ابن عنين >> يا مليكَ الدنيا الذي أعظمَ اللـ
يا مليكَ الدنيا الذي أعظمَ اللـ
رقم القصيدة : 28251
-----------------------------------
يا مليكَ الدنيا الذي أعظمَ اللـ
ـهُ بتأييدِ عزّهِ سلطانهْ
أنا أَشكو إِليكَ جَورَ رَقيعٍ
لقَّبوهُ الصَّفعانَ تاجَ الخزانهْ
عدمَ العقلَ والمروءة َ والإحـ
سانَ والدينَ والحيا والأمانهْ
وحَوى اللؤمَ والرقاعة َ والخِـ
سّة َ والجهلَ والخنا والخيانهْ
يزعمُ التيسُ أنني خالهُ الأد
نى تناهى في السبِ لي والإهانهْ
زعموا أنَّهُ خفيظٌ على الما
ل أَمينٌ قلتُ اسكتي يافلانهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أرى يحيى تعرَّضَ لي بسوءٍ
أرى يحيى تعرَّضَ لي بسوءٍ
رقم القصيدة : 28252
-----------------------------------
أرى يحيى تعرَّضَ لي بسوءٍ
تعرُّضَ عقربِ ولعتْ بحيَّهْ
أَيطمعُ أنني أَهجوهُ كلاَّ
كفاني أنْ يقالَ أخر رقيَّهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> مالُ ابنِ مازة َ دونهُ لعفاته
مالُ ابنِ مازة َ دونهُ لعفاته
رقم القصيدة : 28253
-----------------------------------
مالُ ابنِ مازة َ دونهُ لعفاته
خرطُ القتادِ أو منالُ الفرقدِ
مالٌ لزومُ الجمعِ يمنعُ صرفهُ
في راحة ٍ مثلُ المنادَى المفردِ(37/67)
العصر العباسي >> ابن عنين >> حديثَ المبارزِ مني اسألوا
حديثَ المبارزِ مني اسألوا
رقم القصيدة : 28254
-----------------------------------
حديثَ المبارزِ مني اسألوا
أُنَبّئْكمُ بأحاديثِهِ
نزلنا عليهِ فلم يَقرِنا
وبتنا قرى ً لبراغيثهِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> لاغَرْوَ أنْ نالَ اللئيمُ بهجوهِ
لاغَرْوَ أنْ نالَ اللئيمُ بهجوهِ
رقم القصيدة : 28255
-----------------------------------
لاغَرْوَ أنْ نالَ اللئيمُ بهجوهِ
منّي مَنالاً لم تَنَلهُ كِرامُ
كم مِن دمٍ أردى الكماة َ مرامُهُ
يومَ الوَغى وأَراقَهُ الحَجَّامُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> قيلَ إذا التاجُ عليٌّ خلا
قيلَ إذا التاجُ عليٌّ خلا
رقم القصيدة : 28256
-----------------------------------
قيلَ إذا التاجُ عليٌّ خلا
مع الكمالِ الجاهلِ الأحمقِ
تألفتْ من خبثِ فعليهما
قضيَّة ٌ مِن جهة ِ المنطِقِ
موضوعها التاجُ فإنْ حاولوا
بها طريقَ العكسِ لم تصدُقِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ماكلُّ مَن يَتسمَّى بالعزيز لها
ماكلُّ مَن يَتسمَّى بالعزيز لها
رقم القصيدة : 28257
-----------------------------------
ماكلُّ مَن يَتسمَّى بالعزيز لها
أهلٌ ولاكلُ برقُ سحبُهُ غَدِقَهْ
بين العزيزَيْنِ بَونٌ في فِعالِهما
هذاكَ يُعطي وهذا يأخذُ الصدقهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ودارِ كريمٍ بتُّ فيها على الطَوى
ودارِ كريمٍ بتُّ فيها على الطَوى
رقم القصيدة : 28258
-----------------------------------
ودارِ كريمٍ بتُّ فيها على الطَوى
خميصَ الحشا أشكو المجاعة َ والقرّا
فلما بدا ضوءُ الصباحِ لناظِري
خرجتُ وقد أوسعتُ صاحبَها شَكْرا
العصر العباسي >> ابن عنين >> لُمْنا ابنَ شيثٍ وقلنا في ملامتِه
لُمْنا ابنَ شيثٍ وقلنا في ملامتِه
رقم القصيدة : 28259
-----------------------------------
لُمْنا ابنَ شيثٍ وقلنا في ملامتِه
أَسرفتَ في حبِ إِبراهيمَ فاقتصدِ(37/68)
وجهٌ كريهٌ وأخلاقٌ مذمِّمة ٌ
فما علمناهُ محبوباً إلى أحدِ
فقالَ والشوقُ يُبكيهِ ويُضحكهُ
لا تعذلوني فهذا بيضة ُ البلدِ
بعينِ قلبي أراهُ لابأعيُنِكمْ
ذروا ملاميأما فيكم أخو رشدِ
"لقدْ لمستُ مُعرَّاهُ فما وقعتْ
مما لمستُ يدي إلا على وتدِ
العصر العباسي >> البحتري >> إذا كانت صلاتكم رقاعا
إذا كانت صلاتكم رقاعا
رقم القصيدة : 2826
-----------------------------------
إِذا كانتْ صِلاَتُكُمُ رِقاعاً
تُوقَّعُ بالأَنامِل والأَكُفَّ
ولَمْ تَكُنِ الرِّقَاعُ تَجُرُّ نفعاً
فَهَا خَطِّي خُذُوهُ بأَلْفِ أَلْفِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> قد فسدتْ صنعة ُ ابنِ شيثٍ
قد فسدتْ صنعة ُ ابنِ شيثٍ
رقم القصيدة : 28260
-----------------------------------
قد فسدتْ صنعة ُ ابنِ شيثٍ
منذُ أزاحوهُ عن قمامهْ
كانتْ بواتيقهُ النصارى
وكانَ إكسيرهُ القمامهْ
وقد تولَّى ابنُهُ عليها
ما أَشبهَ الفرخَ بالحمامهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ودلٍّ على الأخلاَّءِ مغترٍّ
ودلٍّ على الأخلاَّءِ مغترٍّ
رقم القصيدة : 28261
-----------------------------------
ودلٍّ على الأخلاَّءِ مغترٍّ
بإِكرامِهمْ لهُ واحترامِهْ
سَدَّ بابَ الحياءَ منهُ فلا يَلـ
ـقى صديقاً إلاّ بقبحِ احترامهْ
واغلٌ وارشٌ نماهُ طفيلٌ
أَرْشَمٌ قد مَلِلْتُ مِن إِبرامِهْ
يتشكَّى إليَّ رقَّة َ حالٍ
أَسقَمتْهَ وغَيَّضَتْ من عُرامِهْ
يطلبُ البُرْءَ مِن مريضِ الأيادي
غرَّهُ ما رآهُ من أورامهْ
مِثلُهُ بل يَفوقُهُ في التكدّي
بل يراهُ شرارة ُ من ضرارهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> إذا امتطى الجوزيُّ أعوادَ منبرٍ
إذا امتطى الجوزيُّ أعوادَ منبرٍ
رقم القصيدة : 28262
-----------------------------------
إذا امتطى الجوزيُّ أعوادَ منبرٍ
وظلَّ يناغي الفاجراتِ ويستخذي
فلا امرأة ٌ إلاّ وبادٍ وداقها
ولا رجل إلاّ وغرمولهُ يمذي(37/69)
العصر العباسي >> ابن عنين >> لا تظنَّ الجوزيَّ يصدقُ في الرؤ
لا تظنَّ الجوزيَّ يصدقُ في الرؤ
رقم القصيدة : 28263
-----------------------------------
لا تظنَّ الجوزيَّ يصدقُ في الرؤ
يا فما الأمرُ مثلَ ما يدَّعيهِ
كَسَدَ العلقُ في دمشقَ فأضحى
يستميلُ القلوبَ بالتمويهِ
كيفَ يَرضى النبيُّ يلثمُ منهُ
خاتماً تبصقُ البريَّة ُ فيهِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> إنَّ الجوزيّ في المسجدِ الجا
إنَّ الجوزيّ في المسجدِ الجا
رقم القصيدة : 28264
-----------------------------------
إنَّ الجوزيّ في المسجدِ الجا
معِ واعظٌ مزهّدٌ في الدينِ
كلما غازلتهُ منه فتاة ٌ
ماسَ عُجْباً وأَرسلَ الزنكلوني
العصر العباسي >> ابن عنين >> إذا ما ذمَّ فعلُ يوماً
إذا ما ذمَّ فعلُ يوماً
رقم القصيدة : 28265
-----------------------------------
إذا ما ذمَّ فعلُ يوماً
فإِني شاكرٌ فعلَ النياقِ
أرادَ اللّهُ بالحُجَّاجِ خَيراً
فثبَّطَ عنهمُ أهلَ النِفاقِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> في دولة ِ الملكِ المعظَّمِ خمسة ٌ
في دولة ِ الملكِ المعظَّمِ خمسة ٌ
رقم القصيدة : 28266
-----------------------------------
في دولة ِ الملكِ المعظَّمِ خمسة ٌ
لا يؤمنونَ على قشورِ الطحلبِ
صهرُ المكرَّمِ والمكرَّمُ وابنُهُ
و الحاكمُ المصريُّ وابنُ التنَّبي
العصر العباسي >> ابن عنين >> للهِ درُّ نزيهِ الدينِ من رجلٍ
للهِ درُّ نزيهِ الدينِ من رجلٍ
رقم القصيدة : 28267
-----------------------------------
للهِ درُّ نزيهِ الدينِ من رجلٍ
ما رأيهُ في الرزايا واهنٌ أفنُ
مازالَ يَسقي بِنَوءِ الدلوِ صاحِبَهُ
حتى انثنى وهو لاعينٌ ولا أذنُ
فقلتُ أَدعو سليمانَ الدَّعيَّ وقد
حلَّتْ من النعلِ في أوداجهِ محنٌ
"جهلاً علينا وجنباً عن عدوكمُ
لبئستِ الخَلَّتانِ الجهلُ والجُبن "
العصر العباسي >> ابن عنين >> مصحفُ عثمانَ صاحَ من حنقٍ
مصحفُ عثمانَ صاحَ من حنقٍ(37/70)
رقم القصيدة : 28268
-----------------------------------
مصحفُ عثمانَ صاحَ من حنقٍ
رافعُ قدري مابالُهُ خَفَضَهْ
الزنكلونيُّ صار يَخدمني
ياربّ عجّلْ بالفأر والأرَضَهْ
والله ما بي انحطاطُ منزلتي
وإِنما بي شماتة ُ الرَّفَضَهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> تشكَّى المؤيدُ من صرفهِ
تشكَّى المؤيدُ من صرفهِ
رقم القصيدة : 28269
-----------------------------------
تشكَّى المؤيدُ من صرفهِ
وذمَّ الزمانَ وأبدى السَّفهْ
فقلتُ لهُ لاتَذمُّ الزمانَ
فتظلمَ أيَّامَهُ المُنصفَهْ
ولا تغضبنَّ إذا ما صرفتَ
فلا عدلَ فيكَ ولامعرفهْ
العصر العباسي >> البحتري >> استوقفا الركب في أطلالهم وقفا
استوقفا الركب في أطلالهم وقفا
رقم القصيدة : 2827
-----------------------------------
اسْتَوقِفا الرَّكبَ في أَطْلالِهم، وقِفا
وإِنْ أَمَحَّ بِلىً مأَثُورها وعَفَا
تأَبى المنَزلُ أَنْ آبى الأَسى ،فَمَتى
أَبْللْتُ مِنْهُ سُلُوَّا هِضْننِي كَلَفَا
يَستَشرِفُ الناسُ إِعوالي وقَدْ جزَعتْ
أَحداجُهُمْ هضبَاتِ الجزعِ من شَرفا
وَفي الخُدور بُدُورٌ فَلَّما طَلعتْ
إِلاَّ تصرَّمَ ضَوءُ البدْرِ أَوْ كُسِفَا
مَقْسُومةٌ بينَ أَردافٍ مبتَّلةٍ
تَدعوا الهَوَى، وخُصُورٍ أَرهِفتْ هيَفا
قَدْ كُنتُ أَشكوُ تَمادِي حُبّها حدثاً
فالآنَ أَطْمعُ في إِنصافِها نَصفا
ولي فُؤادٌ إذا نهنَهْتُ صَبْوتًهُ
أَبى، ودمعٌ إِذا كفْكفْتُهُ وكَفَا
أَكادُ مِنْ كلَفٍ أُعْطِي الحمام يَداً
إِذا الحَمَامُ عَلَى أَغصَانِهِ هتَفا
مَا بَاشَرَ النَّارَ مَشْبُوباً تضَرُّمُها
مَنْ لم يُضِفْ تحت أَحْناءِ الحشَا كلَفَا
أَراجع ٌمِنْ شَبابي قيضُ مُبتَذَلٍ
أَنفقْتُهُ في لُبانَاتِ الهَوَى سَرفا
للهِ أِيَّامُنا ما كان أَحسَنَها
لَوْ أَنَّ دَهراً تَوَلَّى ذِهِباً وقَفَا
لا تَكذبِنّّ فَمَا الدُّنيا بِراجعةٍ
ما فات من لذَّةِ الدَّنيا وما سَلفا(37/71)
لَوْلاَ الأَميرُ ابْنُ صفْوانٍ وأَنغُمُهُ
ما لانَ مَا لانَ مِنْ أَيامِنا وصفا
غَمْرٌ يَمدُّ إِلى العَليَاءِ مِنْهُ يَداً
تُعْطِيهِ عادَتُها الممْنُوعَ والسَّعَفَا
إِنْ أَخلفَ القَطرُ أَوكدتْ مَخِيلَتُهُ
كاَنَتْ يَدَاهُ لنا من صَوْبِهِ خَلَفَا
ماضِي الحُسامِ إِذا حَدُّالحُسَامِ نَبَا
ثَبْتُ الجَنَانِ إِذا قَلْبُ الجَنانِ هَفَا
رَبُّ العزَائِمِ لَوْ رَادى بأَصغرِها
ذوائبُ الهضْبِ مِنْ رضْوى لَقَدْ رَجفَا
سائِلُ سُليْماً بهِ إِذْ ماقَ جَاهلُها
حَيناً، فأَدْركَهُ مَكرُوهُ ما اقْترفا
مِنْ حَيْنِهمْ أَنْ غلوْا بَغْياً ،فغَادَرَهُمْ
فَرطُ الغُلُوِّ لأِطرافِ القَنا هَدَفا
أَتةكَ يُزْجِيهُمُ للحَينِ جاهِلهُمْ
مُستَقْدِماً بِهمُ للبَغْيِ مُزْدَلِقَا
في كلِّ يومٍ صُدُورُ السُّمْرِ مُشرَعةً
تَمْرى نجيعاً على أَعجازهِمْ نُطَفَا
أَمطرت َ أَرؤُسَهُمْ ضَرباً ترْكتَ بهِ
مأَثورَةَ السُّمرِ مُنآداً ومُنقصِفا
يَسْتنزلُ القوْنَسَ المَحبُوكَ مُنْبتِراً
مِنْ وَقْعِهِ ويخُوضُ النَّثرَةَ الزَّغَفا
كأَنَّ وَقَعَ سُيوفِ الهِنْدِ سابِحةً
في هامِهمُ حَشُّ نَار تَحتَها سعفا
كَمْ مُقْعِصٍ مِنْهُمُ تدمى تَرائِبُهُ
ولاحِجٍ في وثاقِ الأَسرِ قد رسفا
أَولى لَهُمْ لَوْ بِغيرِ الطَّاعةِ اعْتصموا
لاسْتَمطُروا عارضاً مِنْ سَطوَةٍ قَصَفَا
أَبوك أَطْفَا نارَ الحربِ إِذْ كَشَرتْ
شَنْعاءَ مَذْرُوبةً أَنيابُها عَضََفَا
عَمَّ الجَزيرةَ عَدْلاً شائِعاً، ونَدْى
غمْراً ، أَماطَا ظَلامَ الظُّلْم فانْكشَفَا
فأَصْبحَتْ بَعْدَ أَنْ غاضَتْ بَشَاشَتُها
بِعدْلِهِ ونداه ُرَوْضَةً أَنُفَا
لَمْ يَتَّرِكْ وسَطاً مِنها على وَجَلٍ
إِلا عَلَى الأَمنِ مُطوِيًّا،ولا طرفا
يا ناصِرَ الدَّينِ كَافا اللهُ سَعْيَكَ عن
مَعاشِر شارَفُوا أَنْ يَنْفَدُوا تَلَفَا
سلَلْتَ دُونَ بني الإِسلامِ سيفَ وغىً
أبْرَا الجَوانِحَ مَنْ أَوْغامِها وشفَى(37/72)
أَطفَاْتَ نارَ العِدى عنْهُمْ وقد ذَكُوتْ
وذُدْتَ نَابَ الرَّدى عنْهُمْ وقَدْ صَرَفَا
حَتَّى إِذا مَا الهُدى مَالتْ دَعائِمُهُ
واسْترْجفَ العَدْلُ مِنْ أَقطارِهِ فهَفَا
دَلَفْتَ مُستَنْصِرا باللهِ مُنتصِرا
للهِ غيْرانَ تَحْمي دينَه أَنِفا
لَمَّا تَراءَاك في دَيجُورِ قَسْطَلِهِ
تُزْجِي من الموْت فِيها عارِضا قَصَفَا
وَلَّى وخَيْلكَ تَحْت اللَّيل تنْشُدُهُ
مُسْتَعْصِما بحبالِ الرُّوم مُعْتَسِفَا
إِنْ يَنْجُ مُنهَزِماً رَكْضاً فقَدْ وطِئتْ
مِنْهُ الرِّماحُ صَليفيْ كاهِلٍ وَقَفَا
لَئِنْ أَقَمتَ قَناةَ ا لدِّين واعْتدَلَتْ
فَمَا تَرى أَوَداً فيها ولا جَنَفا
فلَمْ يزَل مِنْكُم حِصْنٌ يُلاَذُ بهِ
إِذا عجاجُ الردَى في فِتْيةٍ عَصَفَا
إِليكَ أَلقَتْ نِزَارٌ ثِنْيَ مِقْودِها
طَوْعاً مِنها الشَّمْلُ مُؤْتَلفَا
لَوْلا دِفاعُكَ كانَ المُلْك مُهْتَضَما،
والشَّعْبُ مُنفَرجاً ،والأَمْرُ مُخْتَلِفَا
لِلهِ أَنْتَ رحى هَيْجاءَ مُشْعَلةٍ
إِذا القَنَا مِنْ صُباباتِ الطُّلَى رَعَفَا
لَمَّا تَمَادتْ شَكاةُ الدَّينِ أَعجزَهُ
إِلاَّ بِسَيْفِكَ مِنْ تِلْكَ الشَّكاةِ شِفَا
أَمّ العُفَاةُ فقدْ أَلقَوْا عِصِيَّهُمُ
حيتُ العطايا بَدراً والنَّدى سَرقا
رَأَوْكَ أَندَى الوَرَى كَفَّا، وأَمْنعَهمْ
كَهْفاً، وأَوْطأََهُمْ للمُعْتفي كَنَفَا
ما كان مِنْكَ الفنَاءُ الرَّحبُ إِذْ نَزُلوا
ضَنْكَ المَحَلِّ، ولا كَانَ النَّوالُ لفَا
إِذا الرِّجالُ تَعَاطَوا ذِكْرَمَكْرُمَةٍ
غَمرْتهم سُؤْدُداً اَو طُلْتَهمْ شَرَفَا
أَمْسَى بِكَ المُصرَمُ المحْرومُ مُغْتبِطاً
مُعْدًى على الدَّهر ، والمظْلومُ مُنتصَفَا
بِطَولكَ انْحازَتِ الأَيامُ رَاجِعَةً
عن سَاحَتي ،وصُرُوفُ الدَّهرِ مُنْصَرفَا
حَسْبِي بِجودِك فَذَّا أَستَعينُ بِهِ
عَلَى الخُطًوبِ إِذا ما اعْصوْصَبَتْ وكَفَى
العصر العباسي >> ابن عنين >> هذا ابنُ هرونَ الذي(37/73)
هذا ابنُ هرونَ الذي
رقم القصيدة : 28270
-----------------------------------
هذا ابنُ هرونَ الذي
في عصرنا لا يفلحُ
يبيعُ مسكاً أَذفراً
بيعُ الحراءِ أربحُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> لا عادَ في حلبٍ زمانٌ مرَّ لي
لا عادَ في حلبٍ زمانٌ مرَّ لي
رقم القصيدة : 28271
-----------------------------------
لا عادَ في حلبٍ زمانٌ مرَّ لي
ماالصبحُ فيهِ من المساءِ بأمْثَلِ
سِيَّانِ في عرصاتها رأدُ الضُحى
عندي ودَيجُورُ الظلامِ المُسْبَلِ
في معشرٍ لعَنوا عتيقاً لاسُقُوا
صوبَ الغمامِ ومعشرٍ لعنوا علي
قومٌ عهودُ رجالهم محلولة ٌ
أبدً وعهدُ نسائهم لم يحللِ
مِن كلّ مائسة ِ القوامِ رشيقة ٍ
رُودِ الشبابِ كدمية ٍ في هيكلِ
خطية ِ الخطواتِ يثني قَدَّها
مرحٌ فيهزأُ بالوشيجِ الذُبَّلِ
وإذا علاها راكبٌ رقصتْ بهِ
رقصَ القَلوصِ براكبٍ مستعجلِ
ومقطَّعِ الرماجِ ليسَ لدائهِ
راقٍ وأعيا الداءَ داءُ السفلِ
ما زالً ينتفُ شعرَ خديهِ إلى
أنْ أصبحتْ وجناتهُ كالمنجلِ
ولسوفَ أعربُ عن غريبِ صفاتهم
مستأنفاً مافاتَ في المستقبلِ
بقلائدٍ ما أُنشدتْ في محفلٍ
إِلاَّ وكانت عُقْلة َ المستعجلِ
شعرٌ يقطَّعُ بالنعالِ أخادعَ الأ
عشى ويحرا في عوارضِ جَرْوَلِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ولمَّا رأينا المغربيَّ بخدمة ِ الـ
ولمَّا رأينا المغربيَّ بخدمة ِ الـ
رقم القصيدة : 28272
-----------------------------------
ولمَّا رأينا المغربيَّ بخدمة ِ الـ
ـمؤيدِ مثلَ الراهبِ المتبتِّلِ
وأخلقَ فيها عمرهُ فكأنَّهُ
"قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ"
سألناهُ هلْ في ظلهِ لكَ مَرتعٌ
"وهلْ عندَ رسمٍ دارسٍ من معوَّلِ"
فقال أنا المسدي إليه تفضُّلي
وكم مِن يدٍ لي عندهُ وتَطَوُّلِ
أَسُدُّ إِذا استدبرتُهُ منهُ فُرجة ً
"بضاف فويق الأرض ليس بأعزلِ"
وأشفي غليلاً منه عزَّ شفاءه
"بمنجردٍ قيد الأوابد بكلكلِ"
وباتَ" كخذروفِ الوليدِ أَمَرَّهُ(37/74)
تتابع كفَّيهِ بخيطٍ موصلِ"
وجادَتْهُ أنواعُ الحَوايا فأنزلتْ
عليه من الأمشاجِ كل منزلِ
بدا رأسُهُ بعدَ العُتُوّ كأنَّهُ
"مِن السيلِ والغُثَاءِ فَلكة ُ مِغْزلِ"
كأن دم الأعفاجِ من فوق متنهِ
"عُصارة ُ حِنَّاءٍ بشيبٍ مُرَجَّلِ"
ولكنَّني إِنْ رُمْتُ إِتيانَ عِرسِه
"تَمتَّعتُ مِن لهوٍ بها غيرَ مُعْجَلِ"
وكم ليلة ٍ قد بتُّ جَذلانَ بينَهُ
"وبين هضيم الكشحِ ريا المخلخلِ"
"مِكَرّ مِفَرّ مُقبِلٍ مدْبرٍ معاً
كجلمودِ صخرٍ حطَّهُ السيلُ من علِ"
"فَعادى عِداءً بين ثَوْرٍ ونعجة ٍ
دراكاً ولم ينضح بماء فيغسل"
العصر العباسي >> ابن عنين >> ظننتُ سليماناً جَواداً يهزُهُ
ظننتُ سليماناً جَواداً يهزُهُ
رقم القصيدة : 28273
-----------------------------------
ظننتُ سليماناً جَواداً يهزُهُ
مديحي وتستجدى بسحري مواهبهْ
رأيتُ لهُ زيَّ الكرامِ فغرَّني
كما غرَّ آلُ موَّهتهُ سباسبهْ
دخلتُ عليهِ وهو في صحنِ دارهِ
على سدَّة ٍ نصَّتْ عليها مراتبهْ
فلما رى ني قيلَ من قالَ شاعرٌ
أَتى مادحاً فازورَّ للسخطِ جانبُهْ
وأقبلَ يستكفي وسبَّ عبيدهُ
وفاضتْ مآقيهِ وعزَّاهُ كاتبُهْ
فأنشدتُهُ شعراً تخيَّرتُ بحرَهُ
فرقَّتْ معانيهِ وراقتْ مذاهبهْ
بديعاً كروضٍ حالفتْهُ يدُ الحَيا
فما أقلعتْ حتى استنارتْ كواكبُهْ
ولازمتُهُ عامَينِ عَاماً مسلَّماً
إلى البابِ أحياناً وعاماً أواظبهْ
وبالغتُ في الشَّكوى وعرَّضتُ بالهجا
وصرَّحتُ حتى أعجزتني مثالبهْ
فما كانَ إلاّ صخرة ً لا تلينها الـ
ـرُّقاة ُ وطَوداً لاتَميلُ جوانبُهْ
وأَلححتُ حتى صرَّحَ الشعرُ قائلاً
أرحني فما ترجو بميّتٍ تخاطبهْ
ولا تغترر من بعدها بحماقة ٍ
وإِنْ عظُمتْ قد يظلمُ التيسَ حالبُهْ
إذا المرءُ لم يشرفْ بنفسٍ كريمة ٍ
وأصلٍ فما تَعلو بجاهٍ مراتبُهْ
فما زادَ قدرُ القردِ حينَ استخصَّهُ
يزيدُ ولا حطَّ الحسينَ مصايبهْ(37/75)
العصر العباسي >> ابن عنين >> سأرحلُ عن بغدادَ في طلبِ الغنى
سأرحلُ عن بغدادَ في طلبِ الغنى
رقم القصيدة : 28274
-----------------------------------
سأرحلُ عن بغدادَ في طلبِ الغنى
إلى بلدة ٍ
إلى بلدة ٍ فيها الكلابُ بحالها
كلابٌ وما ردتْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> وصلتْ منكَ رُقعة ٌ أَسأمَتْني
وصلتْ منكَ رُقعة ٌ أَسأمَتْني
رقم القصيدة : 28275
-----------------------------------
وصلتْ منكَ رُقعة ٌ أَسأمَتْني
وثَنتْ صبريَ الجميلَ كَليلا
كنهارِ المصيفِ حراً وكرباً
وليالي الشتاءِ برداً وطولا
العصر العباسي >> ابن عنين >> أرحْ من نزحِ ماء البرجِ يوماً
أرحْ من نزحِ ماء البرجِ يوماً
رقم القصيدة : 28276
-----------------------------------
أرحْ من نزحِ ماء البرجِ يوماً
فقد أَفضى إِلى تعبٍ وعِي
مرِ القاضي بوضعِ يديهِ فيهِ
وقد أضحى كرأسِ الدولعي
العصر العباسي >> ابن عنين >> قلْ لابنِ سيّدة ٍ وإِنْ أَضحى لهُ
قلْ لابنِ سيّدة ٍ وإِنْ أَضحى لهُ
رقم القصيدة : 28277
-----------------------------------
قلْ لابنِ سيّدة ٍ وإِنْ أَضحى لهُ
خَوَلٌ تُدِلُّ بكثرة ٍ وخيولُ
ما أنتَ إِلا كالعُقابِ فأمُّهُ
معروفة ٌ ولهُابٌ مجهولُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> لو كنتُ أسودَ مثلُ الفيلِ هامتُه
لو كنتُ أسودَ مثلُ الفيلِ هامتُه
رقم القصيدة : 28278
-----------------------------------
لو كنتُ أسودَ مثلُ الفيلِ هامتُه
عبلَ الذراعينِ في غرمولهِ كبرُ
كانتْ حوائجُ مثلي عندكم قُضيتْ
لكنَّني أبيضُ في أيدهِ قصرُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> لا كانَ يومٌ بدّلتْ
لا كانَ يومٌ بدّلتْ
رقم القصيدة : 28279
-----------------------------------
لا كانَ يومٌ بدّلتْ
فيهِ الكنائسُ بالمساجدْ
لاتفرحوا بفتوحِكم
هذا فإِنَّ الدهرَ راقدْ
العصر العباسي >> البحتري >> يا موعدا فات فأبقى الجوى
يا موعدا فات فأبقى الجوى
رقم القصيدة : 2828(37/76)
-----------------------------------
يا مَوْعِدا فات فأَبقى الجَوى
من مُخلفٍ لِلوعْدِ حَلاَّفِ
قَالَ وفَدَّاني فصَدَّقْتُهُ
بِرقَّةٍ مِنْهُ وأَعْطافِ
لِسَانُكَ الحُلْوُ الّذي غَرَّني
مِنْكَ وفَدْ أَكثرْتَ إِخلاَفِي
أَسْرفتُ في حُبِّك حتَّى لَقَدْ
أَضَرَّ بي عِندك إِسرافي
قَدْ قُلْتُ لمَّا رأَيتُ المَوتَ يَنْزِلُ بي
وَكَادَيَهْتِفُ بي ناعِيَّ ،أَو هتَفَا:
أَموتُ شَوْقاً، ولاَ أَلقاكُمُ أَبداً
يا حَسرتا ، ثُمَّ يا شَوْقا،ويا أَسفا
إِني لأَعجَبُ مِنْ قلبٍ يُحبُّكُمُ
وما يَرَى منْكُمُ ودًّا ولا لُطُفَا
العصر العباسي >> ابن عنين >> واللهِ إنَّ خيارَ بلدتكم
واللهِ إنَّ خيارَ بلدتكم
رقم القصيدة : 28280
-----------------------------------
واللهِ إنَّ خيارَ بلدتكم
سَقَطٌّ فكيفَ نُفاية ُ السَقَطِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> وسائقُ الصبيانِ أضحى ابنُه
وسائقُ الصبيانِ أضحى ابنُه
رقم القصيدة : 28281
-----------------------------------
وسائقُ الصبيانِ أضحى ابنُه
يسرقُ من دار الزكاة ِ الذهبْ
لا تسألوهُ واسألوا دارهُ
فإنَّها تُخبرُ عمَّا نهبْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ما قصَّرَ المصريُّ في فعلهِ
ما قصَّرَ المصريُّ في فعلهِ
رقم القصيدة : 28282
-----------------------------------
ما قصَّرَ المصريُّ في فعلهِ
إذ جعلَ الحفرة َ في دارهِ
فخلَّصَ الأحياءَ مِن رجمِه
وخلّصَ الأمواتَ من نارهِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> شاورتُ بعضَ أخلاَّئي وقلتُ لهُ
شاورتُ بعضَ أخلاَّئي وقلتُ لهُ
رقم القصيدة : 28283
-----------------------------------
شاورتُ بعضَ أخلاَّئي وقلتُ لهُ
أُريدُ أُودعُ كُتبي نجلَ عدلانِ
فقالَ ذلك جُرذانٌ ومصلحة ٌ
أنْ لا يحطَّ كتابٌ عندَ جرذانِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> إنَّ سلطاننا الذي نرتجيهِ
إنَّ سلطاننا الذي نرتجيهِ
رقم القصيدة : 28284
-----------------------------------(37/77)
إنَّ سلطاننا الذي نرتجيهِ
واسعُ المالِ ضيّقُ الإنفاقِ
هو سيفٌ كما يقالُ ولكنْ
قاطعٌ للرسومِ والأرزاقِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> وجنَّبني أنْ أفعلَ الخيرَ والدٌ
وجنَّبني أنْ أفعلَ الخيرَ والدٌ
رقم القصيدة : 28285
-----------------------------------
وجنَّبني أنْ أفعلَ الخيرَ والدٌ
ضئيلٌ إذا ما عدَّ أهلُ المناسبِ
بعيدٌ عن الحسنى قريبٌ من الخنا
وضيعُ مساعي الخيرِ جمُّ المعايبِ
إِذا رُمتُ أن أسمو صعوداً إِلى العُلى
غدا عرقُهُ نحو الدنيَّة ِ جاذبي
العصر العباسي >> ابن عنين >> لو أنَّ طلاَّ المطالبِ عندهم
لو أنَّ طلاَّ المطالبِ عندهم
رقم القصيدة : 28286
-----------------------------------
لو أنَّ طلاَّ المطالبِ عندهم
علمٌ بأنّكَ للعيونِ تعوّرُ
لأتوا إِليكَ بكلّ ما أمَّلتَهُ
منهم وكانَ لكَ الجزاءُ الأوقرُ
ودعوكَ بالصبَّاغِ لمَّا أنْ رأَوا
يُعشي العيونَ لديكَ ماءٌ أصفرُ
وبكفّكَ الميلُ الذي يَحكي عصا
موسى وكم عينٍ به تتفجّرُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ومهفهفٍ رقَّتْ حواشي خدّه
ومهفهفٍ رقَّتْ حواشي خدّه
رقم القصيدة : 28287
-----------------------------------
ومهفهفٍ رقَّتْ حواشي خدّه
فقلوبُنا وجداً عليهِ رِقاقُ
لم يَكسُ عارضَهُ السوادُ وإِنَّما
نَفضتْ عليهِ صباغَها الأحداقُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> خوارزمُ عنديَ خيرُ البلادِ
خوارزمُ عنديَ خيرُ البلادِ
رقم القصيدة : 28288
-----------------------------------
خوارزمُ عنديَ خيرُ البلادِ
فلا أقلعتْ سحبها المغدقهْ
فطوبى لوجهِ امريءٍ صبَّحتْـ
ـهُ أوجُهُ فتيانِها المُشرقهْ
وما إِنْ نَقمتُ بها حالة ً
سوى أنْ قامتْ بها مقلقهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> ونعمة ٍ جاءتْ إلى سفلة ٍ
ونعمة ٍ جاءتْ إلى سفلة ٍ
رقم القصيدة : 28289
-----------------------------------
ونعمة ٍ جاءتْ إلى سفلة ٍ
أبطرهُ الإثراءُ لمَّا ثرا(37/78)
فالناسُ مِن بغضٍ لهُ كلَّما
مرَّ عليهم لعنوا شاورا
تباً لمصرٍ ولها دولة ً
ما رفعتْ في الناسِ إلاّ حرا
العصر العباسي >> البحتري >> لأبي الصقر دولة
لأبي الصقر دولة
رقم القصيدة : 2829
-----------------------------------
لأَبي الصَّقْرِ دَولةً
مِثْلهُ في التَّخَلُّفِ
مُزْنَةُ حِينَ خَيَّلَتْ
آذَنَتْ بالتَّكشُّفِ
عَلِمَ النَّاسُ بَرْدَهُ
بَعْدَ طولِ التَّشَوُّفِ
فَهُمُ بيْنَ خَائفٍ
وَمَرُوعٍ ومُرْجِفِ
العصر العباسي >> ابن عنين >> وقائلٍ إِنَّ في الأسفارِ فائدة ً
وقائلٍ إِنَّ في الأسفارِ فائدة ً
رقم القصيدة : 28290
-----------------------------------
وقائلٍ إِنَّ في الأسفارِ فائدة ً
يُوسعنَ في الرزقِ ذا مالٍ وذا خُلقِ
وقد مضيتُ إِلى أقصى الذي ذكروا
وجئتُ أرعنَ والشلاّقُ في عنقي
العصر العباسي >> ابن عنين >> وغصنِ بانٍ قلوبَ الناسِ قاطبة ً
وغصنِ بانٍ قلوبَ الناسِ قاطبة ً
رقم القصيدة : 28291
-----------------------------------
وغصنِ بانٍ قلوبَ الناسِ قاطبة ً
منهُ على خطرٍ إِنْ ماسَ أو خَطَرا
بدا وأبدى برُؤياهُ لنا قمراً
فيهِ مِن الحسنِ ما للعقلِ قد قَمَرا
هو الغزالُ ولكِنّي عجبتُ لهُ
مِن الغزالة ِ إِذْ زارتهُ أنْ نَفرا
وظلَّ مستتراً منها ومحتجباً
عنها ونورهما في الناسِ قد ظهرا
فقلتُ حسبكَ لا تخشَ اجتماعكما
فالشمسُ لا ينبغي لأَنْ تُدرك القمرا
العصر العباسي >> ابن عنين >> غريرُ لحاظٍ ناقصُ الخصرِ فاتنٌ
غريرُ لحاظٍ ناقصُ الخصرِ فاتنٌ
رقم القصيدة : 28292
-----------------------------------
غريرُ لحاظٍ ناقصُ الخصرِ فاتنٌ
نكمِّل إذ في أخذِ روحي تشطّرا
هو الغصنُ لكن بالهوى فيه خاطري
على خطرٍ لمَّا مشى وتخطَّرا
وقالوا اصطبرْ والريقُ في فيهِ سكرٌ
فقلتُ بصبرٍ لا أقابلُ سكَّرا
عجبتُ لهُ إذ لاحَ واهتزَّ عطفهُ
لأني رأيتُ الغصنَ بالبدرِ أثمرا
فما الشمسُ إِلا وجنَة ٌ منهُ أشرقتْ(37/79)
نهاراً وخدٌّ فيهِ صبري تعذّرا
وما الليلُ إِلاَّ شَعرهُ وهو مسبَلٌ
ولكنّهُ قد صارَ بالوجهِ مقمرا
وما المسكُ إِلا نشرُ فيه الذي طَوى
أحاديثَ عن إِسنادِها الطيبُ عبَّرا
العصر العباسي >> ابن عنين >> وباردِ النيَّة ِ عاينتهُ
وباردِ النيَّة ِ عاينتهُ
رقم القصيدة : 28293
-----------------------------------
وباردِ النيَّة ِ عاينتهُ
يكرّرُ الرعدة َ والهزَّهْ
مُكبّراً سبعينَ في مرَّة ٍ
كأنّما صلَّى على حمزهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> نحنُ قومٌ ما ذُكرنا لامريءٍ
نحنُ قومٌ ما ذُكرنا لامريءٍ
رقم القصيدة : 28294
-----------------------------------
نحنُ قومٌ ما ذُكرنا لامريءٍ
قطُّ إلاّ واشتهى أن لا يرانا
شعرنا مثلُ الحرا ذقتَ الحرا
صفعَ اللّهُ بهِ أصلَ لِحانا
العصر العباسي >> ابن عنين >> الرزقُ يأتي وإِنْ لم يسعَ صاحبُهُ
الرزقُ يأتي وإِنْ لم يسعَ صاحبُهُ
رقم القصيدة : 28295
-----------------------------------
الرزقُ يأتي وإِنْ لم يسعَ صاحبُهُ
حتماً ولكنْ شقاءُ المرء مكتوبُ
وفي القناعة ِ كنزٌ لا نفاذَ لهُ
وكلُّ ما يملكُ الإنسانُ مسلوبُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> فِراري ولا خلفَ الخطيبِ جماعة ٌ
فِراري ولا خلفَ الخطيبِ جماعة ٌ
رقم القصيدة : 28296
-----------------------------------
فِراري ولا خلفَ الخطيبِ جماعة ٌ
وموتٌ ولا عبدُ العزيز طبيبُ
العصر العباسي >> ابن عنين >> أقلامهُ جازتْ أقاليمنا
أقلامهُ جازتْ أقاليمنا
رقم القصيدة : 28297
-----------------------------------
أقلامهُ جازتْ أقاليمنا
وكانَ في عصر الصبى مقلمهْ
إنْ صغِّر الكذاب من قبله
فلا تصغره وقل مسلمهْ
سلّمهُ اللّه إلى مالك
إن مات أو عاش فلا سلمهْ
العصر العباسي >> ابن عنين >> وخلٍ نأى عن صحبتي بعد قربه
وخلٍ نأى عن صحبتي بعد قربه
رقم القصيدة : 28298
-----------------------------------
وخلٍ نأى عن صحبتي بعد قربه(37/80)
وقد كنتُ أخشى من تقلب قلبه
وأنكرني حتى كأني لم أكنْ
بمرود بطني كاحلاً عين صلبه
ألا لا تكن يوماً بمن يند واثقاً
فمن لم يَذُدْ عن ثقبه لا تثق به
العصر العباسي >> ابن عنين >> أولاد شيخَ الشيوخ قالوا
أولاد شيخَ الشيوخ قالوا
رقم القصيدة : 28299
-----------------------------------
أولاد شيخَ الشيوخ قالوا
ألقابنا كلها محالُ
لا فخر فينا ولا عماد
ولا معين ولا كمال
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> يوميات إمرأة
يوميات إمرأة
رقم القصيدة : 283
-----------------------------------
لماذا في مدينتنا ؟
نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟
ونسرق من شقوق الباب موعدنا
ونستعطي الرسائل
والمشاويرا
لماذا في مدينتنا ؟
يصيدون العواطف والعصافيرا
لماذا نحن قصديرا ؟
وما يبقى من الإنسان
حين يصير قصديرا ؟
لماذا نحن مزدوجون
إحساسا وتفكيرا ؟
لماذا نحن ارضيون ..
تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟
لماذا أهل بلدتنا ؟
يمزقهم تناقضهم
ففي ساعات يقظتهم
يسبون الضفائر والتنانيرا
وحين الليل يطويهم
يضمون التصاويرا
أسائل نفسي دائماً
لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟
لكل الناس
كل الناس
مثل أشعة الفجر
لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟
ومثل الماء في النهر
ومثل الغيم ، والأمطار ،
والأعشاب والزهر
أليس الحب للإنسان
عمراً داخل العمر ؟
لماذا لايكون الحب في بلدي ؟
طبيعياً
كلقيا الثغر بالثغر
ومنساباً
كما شعري على ظهري
لماذا لا يحب الناس في لين ويسر ؟
كما الأسماك في البحر
كما الأقمار في أفلاكها تجري
لماذا لا يكون الحب في بلدي
ضرورياً
كديوان من الشعر
انا نهدي في صدري
كعصفورين
قد ماتا من الحر
كقديسين شرقيين متهمين بالكفر
كم اضطهدا
وكم رقدا على الجمر
وكم رفضا مصيرهما
وكم ثارا على القهر
وكم قطعا لجامهما
وكم هربا من القبر
متى سيفك قيدهما
متى ؟
يا ليتني ادري
نزلت إلى حديقتنا
ازور ربيعها الراجع
عجنت ترابها بيدي
حضنت حشيشها الطالع(37/81)
رأيت شجيرة الدراق
تلبس ثوبها الفاقع
رأيت الطير محتفلاً
بعودة طيره الساجع
رأيت المقعد الخشبي
مثل الناسك الراجع
سقطت عليه باكية
كأني مركب ضائع
احتى الأرض ياربي ؟
تعبر عن مشاعرها
بشكل بارع ... بارع
احتى الأرض ياربي
لها يوم .. تحب فيه ..
تبوح به ..
تضم حبيبها الراجع
وفوق العشب من حولي
لها سبب .. لها الدافع
فليس الزنبق الفارع
وليس الحقل ، ليس النحل
ليس الجدول النابع
سوى كلمات هذى الأرض ..
غير حديثها الرائع
أحس بداخلي بعثاً
يمزق قشرتي عني
ويدفعني لان أعدو
مع الأطفال في الشارع
أريد..
أريد..
كايه زهرة في الروض
تفتح جفنها الدامع
كايه نحله في الحقل
تمنح شهدها النافع
أريد..
أريد أن أحيا
بكل خليه مني
مفاتن هذه الدنيا
بمخمل ليلها الواسع
وبرد شتائها اللاذع
أريد..
أريد أن أحيا
بكل حرارة الواقع
بكل حماقة الواقع
يعود أخي من الماخور ...
عند الفجر سكرانا ...
يعود .. كأنه السلطان ..
من سماه سلطانا ؟
ويبقى في عيون الأهل
أجملنا ... وأغلانا ..
ويبقى في ثياب العهر
اطهرنا ... وأنقانا
يعود أخي من الماخور
مثل الديك .. نشوانا
فسبحان الذي سواه من ضوء
ومن فحم رخيص نحن سوانا
وسبحان الذي يمحو خطاياه
ولا يمحو خطايانا
تخيف أبي مراهقتي
يدق لها
طبول الذعر والخطر
يقاومها
يقاوم رغوة الخلجان
يلعن جراة المطر
يقاوم دونما جدوى
مرور النسغ في الذهر
أبي يشقى
إذا سالت رياح الصيف عن شعري
ويشقى إن رأى نهداي
يرتفحان في كبر
ويغتسلان كالأطفال
تحت أشعه القمر
فما ذنبي وذنبهما
هما مني هما قدري
متى يأتي ترى بطلي
لقد خبأت في صدري
له ، زوجا من الحجل
وقد خبأت في ثغري
له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس
له ، مجدولة الخصل
ليخطفني
ليكسر باب معتقلي
فمنذ طفولتي وأنا
أمد على شبابيكي
حبال الشوق والأمل
واجدل شعري الذهبي كي يصعد
على خصلاته .. بطلي
يروعني ..
شحوب شقيقتي الكبرى
هي الأخرى
تعاني ما أعانيه
تعيش الساعة الصفرا
تعاني عقده سوداء(37/82)
تعصر قلبها عصرا
قطار الحسن مر بها
ولم يترك سوى الذكرى
ولم يترك من النهدين
إلا الليف والقشرا
لقد بدأت سفينتها
تغوص .. وتلمس القعرا
أراقبها وقد جلست
بركن ، تصلح الشعرا
تصففه .. وتخربه
وترسل زفرة حرى
تلوب .. تلوب .. في الردهات
مثل ذبابة حيرى
وتقبح في محارتها
كنهر .. لم يجد مجرى
سأكتب عن صديقاتي
فقصه كل واحده
أرى فيها .. أرى ذاتي
ومأساة كمأساتي
سأكتب عن صديقاتي
عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات
عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات
عن الأبواب لا تفتح
عن الرغبات وهي بمهدها تذبح
عن الحلمات تحت حريرها تنبح
عن الزنزانة الكبرى
وعن جدارنها السود
وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ
دفن بغير أسماء
بمقبرة التقاليد
صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن
داخل متحف مغلق
نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق
مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق
وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق
بلا خوف
سأكتب عن صديقاتي
عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات
عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات
عن الأشواق تدفن في المخدات
عن الدوران في اللاشيء
عن موت الهنيهات
صديقاتي
رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات
سبايا في حريم الشرق
موتى غير أموات
يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات
صديقاتي
طيور في مغائرها
تموت بغير أصوات
خلوت اليوم ساعات
إلى جسدي
أفكر في قضاياه
أليس هوالثاني قضاياه ؟
وجنته وحماه ؟
لقد أهملته زمنا
ولم اعبا بشكواه
نظرت إليه في شغف
نظرت إليه من أحلى زواياه
لمست قبابه البيضاء
غابته ومرعاه
إن لوني حليبي
كان الفجر قطره وصفاه
أسفت لا نه جسدي
أسفت على ملاسته
وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته
رثيت له
لهذا الوحش يأكل من وسادته
لهذا الطفل ليس تنام عيناه
نزعت غلالتي عني
رأيت الظل يخرج من مراياه
رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه
تحرر من قطيفته
ومزق عنه " تفتاه "
حزنت انا لمرآه
لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟
لماذا الله أشقاني(37/83)
بفتنته .. وأشقاه ؟
وعلقه بأعلى الصدر
جرحاً .. لست أنساه
لماذا يستبد ابي ؟
ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه
كسطر في جريدته
ويحرص على أن أظل له
كأني بعض ثروته
وان أبقى بجانبه
ككرسي بحجرته
أيكفي أنني ابنته
أني من سلالته
أيطعمني أبي خبزاً ؟
أيغمرني بنعمته ؟
كفرت انا .. بمال أبي
بلؤلؤة ... بفضته
أبي لم ينتبه يوماً
إلى جسدي .. وثورته
أبي رجل أناني
مريض في محبته
مريض في تعنته
يثور إذا رأى صدري
تمادى في استدارته
يثور إذا رأى رجلاً
يقرب من حديقته
أبي ...
لن يمنع التفاح عن إكمال دورته
سيأتي ألف عصفور
ليسرق من حديقته
على كراستي الزرقاء .. استلقي يمريه
وابسط فوقها في فرح وعفوية
أمشط فوقها شعري
وارمي كل أثوابي الحريرية
أنام , أفيق , عارية ..
أسير .. أسير حافية
على صفحات أوراقي السماوية
على كراستي الزرقاء
استرخي على كيفي
واهرب من أفاعي الجنس
والإرهاب ..
والخوف ..
واصرخ ملء حنجرتي
انا امرأة .. انا امرأة
انا انسانة حية
أيا مدن التوابيت الرخامية
على كراستي الزرقاء
تسقط كل أقنعتي الحضارية
ولا يبقى سوى نهدي
تكوم فوق أغطيتي
كشمس استوائية
ولا يبقى سوى جسدي
يعبر عن مشاعره
بلهجته البدائية
ولا يبقى .. ولا يبقى ..
سوى الأنثى الحقيقة
صباح اليوم فاجأني
دليل أنوثتي الأول
كتمت تمزقي
وأخذت ارقب روعة الجدول
واتبع موجه الذهبي
اتبعه ولا أسال
هنا .. أحجار ياقوت
وكنز لألي مهمل
هنا .. نافورة جذلى
هنا .. جسر من المخمل
..هنا
سفن من التوليب
ترجوا الأجمل الأجمل
هنا .. حبر بغير يد
هنا .. جرح ولا مقتل
أأخجل منه ..
هل بحر بعزة موجه يخجل ؟
انا للخصب مصدره وأنا يده
وأنا المغزل ...
العصر العباسي >> البحتري >> بلوت أبا أحمد مرة
بلوت أبا أحمد مرة
رقم القصيدة : 2830
-----------------------------------
بَلوْتُ أَبا أَحمدٍ مَرَّةً
فألْفيْتُ مِنْهُ بَخِيلاً سخِيفَا
وَلَولاَ الضَّرورةُ لَمْ آتِهِ(37/84)
وعِند الضَّرورةِ آتِي الكَنِيفا
العصر العباسي >> البحتري >> تخلفت عن سير المواكب صاغرا
تخلفت عن سير المواكب صاغرا
رقم القصيدة : 2831
-----------------------------------
تَخَلَّفْتُ عن سَيْرِ المواكِبِ صاغِراً
وما كُنتُ فيما قَدْ مَضى أَتَخلَّفُ
وأَعْلِفُ مِنْ مالي فأَعلِفُ قاصِداً
وأَنتَ آمْرُؤُ مِنْ غيرِ مالِك تَعْلِفُ
وأَنت أَمِيرُ الرَّعْيِ في كُلِّ بلْدَةٍ
فمنْ ثَمَّ مُهْرانا سَمينٌ وأَعجَفُ
العصر العباسي >> البحتري >> إياك تغتر أو تخدعك بارقة
إياك تغتر أو تخدعك بارقة
رقم القصيدة : 2832
-----------------------------------
إِياكَ تغْتَرّ أَو تَخْدعْكَ بارِقَةٌ
مَنْ ذِي خِداعٍ يُرِي بِشْراً وإِلْطَافا
فَلَوْ قلََبْتَ جميعَ الأَرضِ قاطِبَةً
وسرتَ في الأَرضِ أَوساطاً وأَطرافا
لم تلْقَ فيها صَدُوقاً صادِقاً أَبداً
ولاَ أَخاً يَبْذُلُ الإِنصافَ إِنْ صافَى
العصر العباسي >> البحتري >> أأفاق صب من هوى فأفيقا
أأفاق صب من هوى فأفيقا
رقم القصيدة : 2833
-----------------------------------
أأفاق صَبٌّ مِنْ هَوىً، فأُفِيقَا،
أمْ خانَ عَهْداً، أمْ أطاعَ شَفِيقَا
إنّ السّلُوّ، كما تَقولُ، لَرَاحَةٌ،
لَوْ رَاحَ قلْبي للسّلُوِّ مُطِيقَا
هَذا العَقِيقُ، وفِيهِ مَرْأًى مَونِقٌ
لِلْعَينِ، لَوْ كانَ العَقيقُ عَقِيقَا
أشَقِيقَةَ العَلَمَيْنِ! هلْ من نَظرَةٍ
قتَبُلَّ قلْباً، للغَلِيلِ، شَقيقَا
وَسَمَتْكِ أرْدِيَةُ السماءِ بِديمَةٍ،
تُحْيي رَجاءً، أوْ تَرُدُّ عَشِيقَا
وَلَئِنْ تَنَاوَلَ مِنْ بَشاشَتِكِ البِلى
طَرَفاً، وَأوْحشَ أُنْسَكِ الموْموقا
فَلَرُبّ يَوْمٍ قَدْ غَنِينَا نَجْتَلي
مَغْناكِ، بالرّشَإ الأنِيقِ، أنِيقَا
عَلَ البَخيلَةَ أن تجودَ بِها النّوى،
وَالدّارَ تَجْمَعُ شائِقاً وَمَشوقَا
كَذَبَ العَوَاذِلُ أنتِ أقْتلُ لحظةً،
وأغَضُّ أطْرَافاً وَأعْذَبُ رِيقَا(37/85)
مَاذا عَلَيْكَ لَوِ اقْتَرَبْتِ بِمَوْعِدٍ
يشِْفي الجَوَى، وَسَقَيْتِنا تَرْنِيقا
غَدَتِ الجزِيرَةُ، في جَنابِ محَمّدٍ،
رَيّا الجَنابِ، مَغَارِباً، وَشُرُوقَا
بَرَقَتْ مَخايِلُهُ لهَا، وَتَخَرّقَتْ
فِيها عَزَالي جُودِهِ، تَخْرِيقَا
صَفَحَتْ لهُ عنْها السنونَ، وَوَاجَهَتْ
أطْرَفُهَا وَجْهَ الزّمان طَلِيقَا
رَفَعَ الأميرُ أبو سعِيدٍ ذكْرَها،
وَأقَامَ فِيهَا للمَكارِمِ سُوقَا
يَسْتَمطِرُونَ يداً يَفيِضُ نَوَالُها،
فيُغَرّقُ المَحْرُومَ، والمَرْزُوقا
يقظٌ، إذا اعترَضَ الخُطوبَ بِرَأيهِ،
تَرَكَ الجَلِيلَ منَ الخُطوبِ دَقيقا
هَلاّ سَألْتَ مَحمّداً بِمُحمّدٍ،
تَجِدُ الخَبيرَ الصَّادقَ، المَصْدوقا
وَسَلِ الشُّرَاةَ، فإنّهُمْ أشْقَى بِهِ
مِن أهلِ مُوقانَ الأوَائِلِ مُوقا
كُنّا نُكَفّرُ مِن أُمَيّةَ عُصْبَةً،
طَلَبُوا الخِلافَةَ فَجْرَةً، وَفُسوقا
وَنَلومُ طَلْحَةَ والزّبَيْرَ كِليهِما،
وَنُعَنّفُ الصّدّيقَوالفارُوقا
وَهُمْ قُريشُ الأضبطَحيْن إِذا أنتَمَوا
طَابُوا أْصُولا فيهِمُ وعُرُوقَا
ونَقُولُ تَيْمٌ قَربتْ وعَدِِيُّها
أَمرْاً بَعِيداَ حَيْثُ كانَ سَحِيقَا
حتّى غَدَتْ جُشَمُ بنُ بَكْرٍ تبْتغي
إرْثَ النبيّ، وتدّعِيهِ حُقُوقَا
جاءُوا بِرَاعِيهِمْ ليتّخِذوا بهِ
عَمَداً، إلى قَطْعِ الطريقِ، طَريقَا
طَرَحُوا عَبَاءَتَهُ وَألْقَوا فوْقَهُ
ثَوْبَ الخِلافَةِ مُشْرَباً، رَاوُوقَا
عَقَدُوا عِمَامَتَهُ بِرَأسِ قَنَاتِهِ،
وَرَأوْهُ بَرّاً فَاسْتَحالَ عُقُوقَا
وأقامَ يُنْفِذُ في الجزِيرَةِ حُكْمَهُ،
وَيَظُنُّ وَعْدَ الكاذِبينَ صَدوقَا
حَتّى إذا ما الحَيّةُ الذّكَرُ انْكَفا،
مِنْ أرْزَنٍ، حَنَقاً، يَمُجُّ حَرِيقَا
غضْبانَ يلقى الشمسَ منهُ بِهامَةٍ،
تغْْشى العُيونَ تألّقاً وبَريقَا
أوْفَى عَليْهِ، فَظنَّ منْ دَهَشٍ بهِ
البَرّ بَحْراً، وَالفَضَاءَ مَضِيقَا
غَدَرَتْ أمَانِيهِ بِهِ، وَتَمَزّقَتْ(37/86)
عنْهُ غَيَابَةُ سُكْرِهِ تَمْزِيقَا
طَلَعَتْ جِيادُكَ من رُبا الجُوديّ قدْ
حُمّلْنَ مِنْ دُفَعِ المَنُونِ وُسوقَا
يطْلُبْنَ ثأَرَ الله عِنْدَ عِصَابَةٍ،
خَلَعوا الإمامَ، وَخالَفوا التّوْفيقا
يَرْمونَ خالِقَهُمْ بِأقْبَحِ فِعلِهمْ،
وَيُحَرّفُونَ كتابَهُ المَنْسُوقَا
فدعا فرِيقاً، مِن سيوفك، حتْفُهُمْ،
وَشَدَدْتَ في عُقَدِ الحَديدِ فَريقَا
وَمَضَى ابْنُ عَمْروٍ قد أساء بعُمْرِهِ
ظنّاً، يُنَزِّقُ مَهْرَهُ تَنْزِيقَا
رَكِبَتْ جَوَانِحُهُ قَوَادِمَ رَوعِهِ،
يَخَذَفْنَهُ خَذْفَ المَريرِ الفُوقَا
فاجتازَ دِجْلَةَ خائضاً، وكأنّها
قَعْبٌ على بابِ الكَحِيلِ أُرِيقَا
لَوْ خاضَها عِمْلِيقُ، أوْ عُوجٌ، إذاً
ما جَوّزَتْ عُوجاً، وَلا عِمْليقَا
لَوْلا اضْطَرَابُ الخوْفِ في أحشائهِ،
رَسَبَ العُبابُ بهِ، فماتَ غَرِيقَا
خاضَ الحُتوفَ إلى الحُتوفِ مُعانِقاً
زَجَلاً، كفِهْرِ المَنجنِيقِ، عَتيقَا
يَجْتابُ حَرَّةَ سهَلِْها وَوعُورها،
والطِّيْرَهَانُ مَرَادُهُ وَدقُوقا
لَوْ نَفّسَتُهُ الخَيْلُ لِفْتَةَ نَاظِرٍ
مَلأ البِلادَ زَلازِلاً، وَفُتوقَا
لَثَنَى صُدورَ السُّمرِ تَكشِفُ كُرْبَةً،
وَلوَى رُؤوسَ الخَيْلِ تَفْرِجُ ضِيقَا
وَلَبَكّرَتْ بَكْرٌ، وَرَاحتْ تَغْلِبٌ،
في نَصْرِ دَعْوَتِهِ إليْهِ، طُرُوقَا
حَتّى يَعودَ الذّئبُ لَيْثاً ضَيْغَماً،
والغُصْنُ ساقاً، والقَرَارَةُ نِيقَا
هَيْهاتِ مارَسَ قُلْقُلاً مُتَيَقّظاً
قَلِقاً، إذا سَكَنَ البَليدُ، رَشيقَا
مُسْتَسْلِفاً، جعَل الغَبُوقَ صَبوحَهُ،
وَمَرَى صَبوحَ غَدٍ، فكانَ غَبوقَا
لله ركْضُكَ، إذْ يُبادرُكَ المدَى،
وَمُبِرُّ سَبْقِكَ، إذْ أتى مَسْبُوقَا
جاذَبْتَهُ فَضْلَ الحَيَاةِ فأفْلَتَتْ
منْ كَفّهِ قَمِناً بِذاكَ، حَقِيقَا
فرَدَدْتَ مُهْجتَهُ، وَقد كرَعَ الرّدَى،
لِيَحُفّ مِنْها مَنْهَلاً، مَطرُوقَا
لَبِسَ الحَديدَ َخَلاخِلاً وأساوِراً ،(37/87)
فكَفَيْنَهُ التّسْوِيرَ والتّطْوِيقَا
بِالتّلّ تَلِّ رَبيعَ، بَينَ مَوَاضِعٍ،
مَا زَالَ دِينُ الله فِيها يُوقَى
ساتَيدَمَا وَسُيوفُنَا في هَضْبِهِ،
يَفْرِي إياسُ بهَا الطُّلى وَالسُّوقَا
حَتّى تَنَاولَ تَاجَ قَيْصَرَ مُذْهَباً
بِدَمٍ، وَفَرّقَ جَمْعَهُ تَفْرِيقَا
والجَازِرَيْن وهَتْمِ إِبراهيم فِي
ثِنَييْهِما تِلْكَ الثَّنَايا الرُّوقَا
قَتلَ الدّعِيَّ ابنَ الدّعيّ بِضَرْبَةٍ
خَلْسٍ، وَحَرّقَ جيْشَهُ تحْرِيقَا
وَالزّابُ، إذْ حانَتْ أميّةُ، فاعتَدَتْ
تُزْجي لَنَا جَعْدِيَّهَا الزّنْديقَا
كشَفوا بِتَلّ كُشافَ أرْوِقَةَ الدّجى
عَنْ عارِضٍ، مَلأ السّماءَ بُرُوقَا
نِلْنَاهُمُ، قبْلَ الشّرُوقِ، بِأذْرُعٍ
يَهْزُرْنَ في كَبِدِ الظّلامِ شُرُوقَا
حَتّى تَرَكْنَا الهامَ يَنْدُبُ منْهُمُ
هَاماً، بِبَطْنِ الزّابِيَيْنِ، فَلِيقَا
يا تَغْلِبُ ابْنَةُ وَائلٍ حتى متى
تَرِدونَ كُفْراً مُوبِقاً، وَمُرُوقَا
تَتَجاوَبونَ بِدَعَوةٍ مخُذُولَةٍ،
دَعْوَى الحَميرِ، إذا أرَدْنَ نَهِيقَا
وَلقَدْ نَظَرْنا في الكتابِ، فلمْ نجِدْ
لِمقالِكُمْ في آيِةِ تَحْقِيقَا
أوَمَا عَلِمْتُمْ أنّ سيْفَ مُحَمّدٍ
أمْسَى عَذاباً، بالطّغاةِ، مُحْيقَا
لا تَنْتَضُوهُ بِأنْ تَرُومُوا خِطّةً
عَسْرَاءَ تُعْيِي الطّالِبِينَ لُحوقَا
لا تَحْسِبُنّ النّاسَ، إن صَفَرَتْ بهمْ
رُعْيَانُكُمْ، بُهْماً أطَاعَ، وَنُوقَا
خَلّوا الخِلافَةَ، إنّ دونَ منالِهَا
قَدَراً، بِأخْذِ الظّالمِينَ، خَلِيقَا
قدْ رَدّهَا زَيْدُ بنُ حُصْنٍ، بعْدَما
رَدّوا إَِلَيْهِ رِداءَهَا مَشْقُوقَا
وَرِجالُ طَيٍّ مُصْلِتونَ أمامَهُ
وَرَقاً هُناكَ، منَ الحديدِ، رَقِيقَا
بالنّهْرَوانِ، وَعَاهَدُوهُ، فأكّدُوا
عَقْداً لهُ، بينَ القُلوبِ، وَثِيقَا
لَمْ يَرْضَهَا لمّا اجْتَلاها صَعْبَةً،
لمْ تَرْضَهُ خِدْناً لهَا، وَرَفِيقَا
لَوْ وَاصَلَتْ أحَداً سِوَى أصْحَابِهَا(37/88)
مِنْهُمْ، لكان لهَا أخاً وَصَديقَا
العصر العباسي >> البحتري >> دع دموعي في ذلك الإشتياق
دع دموعي في ذلك الإشتياق
رقم القصيدة : 2834
-----------------------------------
دَعْ دُمُوعي في ذَلِكَ الإشْتِياقِ
تَتَنَاجَى بِفِعْلِ يَوْمِ الفِرَاقِ
فعَسَى الدّمْعُ أنْ يُسَكِّنَ بالسّكْـ
ـبِ غَليلاً مِنْ هَائِمٍ مُشْتَاقِ
إنّ رَيّا لمْ تَسْقِ رَيّاً مِنَ الوَصْـ
ـلِ، وَلمْ تَدْرِ ما جَوَى العُشّاقِ
بَعَثَتْ طَيْفَهَا إليّ، وَدُوني
وَخْدُ شَهْرَينِ للمَهارِي العِتَاقِ
زَارَ وَهْناً مِنَ الشّآمِ، فَحَيّا
مُسْتَهَاماً صَبَا بأعْلَى العِرَاقِ
فَقَضَى ما قَضَى، وَعَادَ إلَيْهَا،
وَالدّجَى في ثِيَابِهِ الأخْلاقِ
قَدْ أخَذْنَا مِنَ التَّلاقي بِحَظٍّ،
وَالتّلاقي في النّوْمِ عَدْلُ التّلاقي
يَا أبَا نَهْشَلٍ وَلا زَلتَ يَسْـ
ـقيكَ على حالَةٍ مِنَ الغَيثِ ساقِ
لَوْ تَرى لوْعَتي ، وَحُزْني،، وَوَجدي
وَغَليلي، وَحُرْقَتي، وَاشتِياقي
وَالتِفَاتي إلَيكَ مِنْ جَبَلِ القَا
طولِ وَالدّمعُ ساكبٌ ذو انْدِفاقِ
لَتَيَقّنْتَ أنّني صَادِقُ الوِدّ
وَفيٌّ بالعَهْدِ وَالمِيثَاقِ
وَبِنَفْسِي وَأُسرَتي حُسْنَ ذاكَ الْـ
ـأدَبِ الأرْيَحيّ، وَالأخْلاقِ
وَالنّدَى الصّامِتيَّ وَالمَلِكَ الأبْـ
ـلَخَ في أُخْرَياتِ ذاكَ الرُّوَاقِ
دائِمُ الإنْفِرَادِ بالرّأيِ في
الخَلْوةِ لا يَتّقي اللّيَالي بِوَاقِ
تَتَفادَى الخُطُوبُ، إنْ وَاجهتَهُ،
حينَ يُغْرَى بالفِكْرِ وَالإطْرَاقِ
صَامتيٌّ، يَغْدُو فتَغدو بيُمْنَا
هُ طَرِيقَ الآجَالِ وَالأرْزَاقِ
بِوَعيدٍ وَمَوْعِدٍ كانْسِكَابِ الـ
ـغَيْثِ بَينَ الإرْعادِ وَالإبْرَاقِ
وَمَعَالٍ أصَارَهَا لاجْتِماعٍ،
شَمْلُ مَالٍ أصَارَهُ لافْتِرَاقِ
وَعَطَايَا تأَْتَى رِفَاقاً، فَيَصْدُرْ
نَ رِفَاقَ العافِينَ بَعدَ الرّفاقِ
مُقْبِلٌ مُدْبِرٌ بِعارِضِ جُودٍ،
بَاسِطٌ ظِلّهُ عَلى الآفَاقِ(37/89)
وَبِعَزْمٍ لَوْ دافَعَ الفَجْرَ ما أقْـ
ـبَلَ وَجْهٌ للشّرْقِ في إشْرَاقِ
وَجَلالٍ، لَوْ كانَ للقَمَرِ البَدْ
ـرِ لَمَا جازَ فيهِ حُكْمُ المِحَاقِ
يَصْدُرُ الجُودُ عَن عَطاءٍ جَزِيلٍ
منهُ، وَالبأسُ عَنْ دَمٍ مُهْرَاقِ
العصر العباسي >> البحتري >> أريتك الآن ألمع البروق
أريتك الآن ألمع البروق
رقم القصيدة : 2835
-----------------------------------
أرَيْتُكَ الآنَ ألَمْعُ البُرُوقْ،
أمْ شُعَلٌ مُرْفَضّةٌ عَنْ حَرِيقْ؟
في عَارِضٍ تَعْرِضُ أجْوَازُهُ،
بينَ سَوَى خَبْتٍ، فرَملِ الشُّقُوقْ
أسَالَ بَطْحَانَ، وَلَمْ يَتّرِكْ
أنْ مُلئَتْ منهُ فِجَاجُ العَقيقْ
نَبّهَنِي، عَنْ زَوْرَةٍ مِنْ هَوًى،
مُوَكَّلٌ، في مَضْجَعي، بالطُّرُوق
عَدُوّةٌ بَادٍ لَنَا ضِغْنُهَا،
أَنْزَلها الحُبُّ مَحَلَّ الصّديقْ
لا أُتْبعُ المتْبُولَ عَتْباً، وَلاَ
ألُومُ غَيرَ البَارِىءِ المُسْتَفيقْ
سألتُ عَنْ مالي، وَلاَ مالَ لي،
غَيرَ بَقَايا تُرِكَتْ للحُقُوقْ
مُوَجَّهَاتٌ لذَوِي عَيْلَةٍ،
تُقَضُّ منهُمْ في فَرِيقٍ فَرِيقْ
هَلاّ اتّقَى الظّالمُ من دَعْوَتي،
تِقَاهَُ مَنْ أتْفيَّةِ المَنْجَنِيقْ
زََوَتْ وَزِيرَ السّوءِ عَنْ مُلْكِهِ،
إلى المَكَانِ المُسْتَشِقّ، السّحيقْ
مُناكِدٌ، قَدْ كَانَ من لُؤمِهِ
يَحمي على النّاسِ بِلالَ الحُلُوقْ
وَفي أمِينِ الله لي مُنْصِفٌ،
إنْ حَادَ خَصْمي عَن سَوَاءِ الطّرِيقْ
مُعْتَمِدٌ فينَا عَلى الله قَدْ
أيّدَهُ الله بعَقْدٍ وَثيقْ
تَرَى عُرَى التّدبيرِ يُحكَمنَ عَنْ
مُقتَصِدٍ، فيما يُعاني، شَفيقْ
حَلَفْتُ بالمَسْعى وبالْخيْفِ مِنْ
مِنَى وبالَبيْتِ الحرَامِ الْعتِيقْ
تَحُجُّه الأَرْكُبُ مَخْشُوشةً
رُكْبَانُها مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقْ
يُكبّرُونَ اللهَ لاَ مُخْبرٌ
عَنْ رَفتٍ مِنهُمْ ولاَ عَنْ فُسوقْ
لَقَدْ وَجَدْنا لكَ، إذْ سُستَنا،
سيَاسَةَ الحَاني عَلَينا الشّفيقْ(37/90)
جَمَعتَ أشتَاتَ بَني جَعفَرٍ
بالبِرّ لَمّا فُرّقُوا بالعُقُوقْ
وكنتَ بالطَّوْلِ، الذي جئْتَهُ
إلَيْهمِ بالأمسِ، عَينَ الخَليقْ
وَمَا أضَعْتَ الحَقّ في أجْنَبٍ،
فكَيفَ تَنْسَى واجباً في الشّقيقْ
جَادَتْ لَكَ الدّنْيَا بما مانَعَتْ،
وابتَدَأتْ في رَتْقِ تلكَ الفُتُوقْ
فَشيعَةُ الشّارِي إلى ذِلّةٍ،
قَدْ جَنَحُوا للسِّلمِ بَعدَ المُرُوقْ
وَحَائِنُ البَصرَةِ، عندَ التي
تَخشَى عَلَيْهِ لاحجٌ في مَضِيقْ
يَنْوِي فرَاراً، لوْ يَرَى مَخلَصاً،
منْ سَبَبٍ يُفْضِي بهِ، أوْ طَرِيقْ
لا زَالَ مَعشُوقُكَ يُسْقَى الحَيَا
من كلّ داني المُزْنِ وَاهي الخُرُوقْ
فَمَا خَلَوْنَا مُذْ رأيْنَاهُ منْ
فَتْحٍ جَديدٍ، وَزَمَانٍ أنِيقْ
أشرَفَ، نَظّاراً إلى مُلْتَقَى
دِجْلَةَ، يَلْقَاهَا بوَجْهٍ طَليقْ
وَطَالَعَ الشّمسَ، على مَوْعِدٍ،
بمثلِ ضَوْءِ الشّمسِ عندَ الشّرُوقْ
لمْ أرَ كالمَعْشُوقِ قَصْراً بَدَا
لأعْيُنِ الرّائِينَ، غَيرَ المَشُوقْ
هَذاكَ قَدْ بَزّزَ في حُسْنِهِ
سَبْقاً، وَهذا مُسرِعٌ في اللُّحُوقْ
هُمَا صَبُوح ٌبَاكِرٌغَيْمُهُ
ثُنَيَ في أَعقابِهِ بالغَبُوقْ
ألْمَاءُ لا يَبْعَثُ لي نَشوَةً،
فَعاطِني سَوْرَةَ ذاكَ الرّحيقْ
حَسْبُكَ أنْ تَكسِرَ منْ حَدّها
بالنّغَمِ الصّافي علَيها، الرّقيقْ
آلَيْتُ لا أشرَبُ مَمْزُوجَةً،
إنْ لمْ يَكُنْ مَزْجةُ رِيقٍ برِيقْ
العصر العباسي >> البحتري >> هو الظلام فلا صبح ولا شفق
هو الظلام فلا صبح ولا شفق
رقم القصيدة : 2836
-----------------------------------
هُوَ الظَّلاَمُ فَلاَ صُبْحٌ ولاَ شَفَقُ
هَل يُطْلِقُ اللَّيلُ مِنْ طَرفي فأَنْطَلِقُ؟
راحَ ابْنَ رَوْحٍ بِسوءِ اللَّفظ يَحشِمُني
والْغَيظُ يَبْرُقُ في عينْيْهِ والحَنِقُ
يَسْتَنْشِدُ الضَّيْفَ والظَّلمَاءُ حالِكةٌ
وقد تَعلَّمَ مِنْ أَخْلاَقِهِ الأُفُقُ
البَائتُونَ قَريباً مِنْ دِيارِهِمُ(37/91)
ولَوْ يَشَاءُون آبُوا الْحَيَّ أَوْ طَرَقُوا
مهْلاً فَدَارِي أَبا عَمْروٍ إِذا طُلِبَتْ
أَرضُ الشَّآمِ، وهذِي دارُك السَّلقُ
أَبعْدَ مَسْرَايَ إِنْ رُمْتُ النزُولَ عَلَى
حَيٍّ بِحَيثُ جِبالُ الثَّلْجِ تأْتَلِقُ
أَغْرَى بِكَ اللَّومَ مَجْمُوعاً ومُفْتَرقاً
لُؤْمٌ جَديدٌ وعِرضٌ دَارِسٌ خَلَقُ
إِنَّ الحُلاَقَ الذي أَنْفَقْتَهُ سَرَفاً
دَاءٌ لَكُمْ مِنْ بَنِي عِمْران َ مُسْتَرَقُ
لاَ تَأْخُذُوا حظَّ أَقوَامٍ تَلِيقُ بِهِمْ
إِذا بَدَتْ مِنْهُمُ الأَخْلاَقُ والخِلَقُ
القَوْمُ أَخبَثُ أَلفَاظاً إِذا اجْتَمَعوا
مِنْكُمْ، وأَمرَضُ أَلحَاظاً إِذا أفْتَرقُوا
بُلْهُ الأَكُفِّ وفي أَفخاذِهِمْ كَرَمٌ،
مَرْضَى الأَُيورِ وفي أَسْتَاهِهِمْ شَبَقُ
يُشبَّهُونَ ظُهُورَ الخَيْلِ إِنْ رَكِبُوا
فَيْشاً ، فَسَيْرُهُمُ التَّقْريبُ والعَنَقُ
جَفُّوا من البُخْلِ حَتَّى لَوْ بَدَا لهُمُ
ضَوْءُ السُّهَا في سوادِ اللَّيْلِ لاَحْتَرَقُوا
لَوْ صَافَحُوا المُزْنَ ما ابْتَلَّتْ أَكُفُّهُمُ
وَاَوْ يَخُوضُونَ بَحْرَ الصّينِ ما غَرِقوا
البَاخِلُونَ إِذا ما مازِنُ بَذَلُوا،
والمُفْحِمونَ إِذا ما رَاسِبٌ نَطَقُوا
لَوْ قِيلَ لِلأَزْدِ مَا قَالُوا وما انْتَحَلوا
مِنْ آدِّعاءٍ إِليهِ، قَالَ :ما صَدقُوا
العصر العباسي >> البحتري >> قلت للائم في الجب أفق
قلت للائم في الجب أفق
رقم القصيدة : 2837
-----------------------------------
قُلْتُ للاّئِمِ في الجُبّ أفِقْ،
لا تُهَوّنْ طَعمَ شيءٍ لم تَذُقْ
تَبهَشُ النّفسُ إلى زَوْرِ الكَرَى،
وَمَتَاعُ النّفسِ في زَوْرِ الأرَقْ
صَفْوَةُ الدّهْرِ، إذا الدّهْرُ صَفَا،
تَجمَعُ الشّملَ، إذا الشّملُ افتَرَقْ
أغَرِيمُ الصّبِّ أدّى دَيْنَهُ،
لَيلَةَ الوَعْدِ، أمِ الطّيفُ طَرَقْ
لا يَلَذُّ المُلْتَقَى، إنْ لم يَكُنْ
باعِثَ الشّوْقِ لَذيذُ المُعْتَنَقْ
لَوْ أنَالَتْ كانَ، في تَنْوِيلِهَا،(37/92)
بُلغَةُ الثّاوي، وَزَادُ المُنْطَلِقْ
نَظَرَتْ قادِرَةً أنْ يَنْكَفي
كلُّ قَلْبٍ، في هَوَاهَا، بِعَلَقْ
قالَ بُطْلاً، وَأفَالَ الرّأيَ مَنْ
لمْ يَقُلْ إنّ المَنَايَا في الحَدَقْ
إنْ تَكُنْ مُحتَسِباً مَنْ قَد ثَوَى
لِحِمَامٍ فاحتَسِبْ من قد عَشِقْ
يَمْلأُ الوَاشِي جَنَاني ذُعُراً،
وَيُعَنّيني الحَديثُ المُختَلَقْ
حُبُّهَا، أوْ فَرَقاً مِنْ هَجْرِهَا،
وَصَرِيحُ الذّلّ حُبٌّ، أوْ فَرَقْ
أدَعُ الصّاحبَ لا أعْذُلُهُ،
لا يُسَمّى بعُقُوقٍ، فَيَعُقّ
وأرَى الإمْلاَقَ أحجَى بالفتَى
مِنْ ثَرَاءٍ، يَطّبيهِ بالمَلَقْ
لَيسَ فيهِ غَيرُ ما يُغْرِي بهِ،
فإذا قُلْتَُ: انشَوَى، قال: احترَقْ
أكْثَرُ الإشْفَاقِ يُرْجَى نَفْعُهُ،
بَعْدَ أنْ تَطّرِحَ الخِلَّ الشّفِقْ
هُبِلَ الجَحشُ، فما أوْتَحَ مَا
يَقْتَنِيهِ مِنْ قَبُولٍ، أوْ لَبَقْ
وإخَاءٍ مِنْهُ لَوْ يُعْرَضُ لِلْـ
ـبَيْعِ في سُوقِ الثُّلاثَا ما نَفَقْ
وَكَأنّ الفَسْلَ يأتي ما أتَى
مِنْ قَبيحٍ في رِهَانٍ، أوْ سَبَقْ
يَدَّعِي أَنَّ لْوَاطاً رَاهِناً،
والفَتَى أَحْلقُ مِنْ ذَاتِ الحَلَقْ
مِن زِيَادَاتِ النّقيصَاتِ لَهُ
طَبَقٌ، يَرْكَبُهُ بَعْدَ طَبَقْ
كانَ قُبْحُ الوَجْهِ يَجزِينَا، فَقَدْ
زَادَنَا مَلْعُونُنَا قُبْحَ الخُلُقْ
عَلَمٌ في الإفْكِ، لَوْ قَالَ لَنَا
كِلْمَةَ الإخْلاَصِ ما خِلنا صَدقْ
غِلَظٌ في جِرْمِهِ يَشْفَعُهُ
حَسَبٌ، أهزَلَ باللُّْؤمِ، فَدَقّ
فَرْخُ مَجهولاتِ طَيرٍ، كُلُّهَا
قد رَعَى في مَسرَحِ الذّمّ وَزَقّ
نَسَبٌ في القُفْصِ، أوْ حَانَاتِهَا،
مُستَعيرٌ رُقْعَةً مِنْ كُلّ زِقّ
وإذا خَالَفَ أصْلاً فَرْعُهُ،
كانَ شَنَّا لمْ يُوَافِقْهُ الطَّبَقْ
سائِخٌ في الأرْضِ، لا تَرْفَعُهُ
خَصْلَةٌ يَخْثُرُ فيها، أوْ يَرِقّ
مُدْبِرُ الخَيْرَاتِ وَلّى نَفْعُهُ،
فَتَقَضّى مِثْلَ ما وَلّى الشَّفَقْ
هُنْدِمَتْ كَفّاهُ، من دونِ الذي(37/93)
يُبتَغَى، هَنْدَمَةَ البَابِ انصَفَقْ
لَو طَلَبْنَا بَلّةً مِنْ ريِقِهِ،
وُجدَتْ أعمَقَ مِن بِئرِ العُمُقْ
لَمْ نُصَادِفْ خَلّةً نَحْمَدُها
عِندَهُ، غَيرَ هدايَاتِ الطُّرُقْ
لا تَعَجّبْ أنْ تَرَى خاتَمَهُ،
وَعَلَيْهِ الجَحْشُ بالله يَثِقْ
لَوْ صَفَرْنَا عَبَّ في المَاءِ، وَلَوْ
مَرّ مُجتازاً على الأُتْنِ نَهَقْ
إنْ مَشَى هَمْلَجَ، أوْ صَاحَ إلى
صَاحبٍ عَشّرَ، أوْ مَاتَ نَفَقْ
مُوثَقُ الأسْرِ، ضَليعٌ، أشرَفَتْ
جَبْحَةٌ مِنْهُ، وَرَأسٌ وَعُنُقْ
لا وَظيفُ العَيرِ مَرْقُومٌ وَلاَ الـ
ـعَجْبُ مَهضُومٌ، وَلاَ الوَجهُ خَلَقْ
وَصَحيحٌ لَمْ يَقُمْ نَخَاسُهُ
يَتَبَرّا مِنْ عَشاً، أوْ مِنْ سَرَقْ
أزْرَقُ العَينِ، وَمِنْ إبْداعِهِ
أنْ يُرَى في أعْيُنِ الحُمرِ زَرَقْ
تُسْرجُ الحَائطَ أَو تَوكِفُهُ
وَنْيَةٌ مِنْ بَلْدَةٍ مَا لَمْ يُسَقَ
وإذا أسْرَى إلى فاحِشَةٍ،
أخَذَ المَرْفُوعَ، أوْ سَارَ العَنَقْ
لا تَتَبَّعْ فائِتاً مِنْ خَيْرِهِ
آيسَ الرَّهْنُ فَدَعْهُ إِذْ غَلِقْ
عُدَّهُ كانَ أجِيراً، فانْقَضَى
شَهْرُهُ، أوْ كَانَ عَبداً فأبِقْ
لَوْ حَسِبْنَا مَا عَلَيْهِ وَلَهُ،
لَكَفَرنَا أنْ حُرِمْنَا وَرُزِقْ
تُخْطِىءُ الدُّنْيَا المَقَادِيرَ، فَفي الـ
ـجَوّ مَنْ لَمْ يَكُ في قَعرِ النَّفَقْ
كانَ يُحْيي مَيّتاً، مِنْ ظَمَإٍ،
فَضْلُ ما أوْبَقَ مَيْتاً مِنْ غَرَقْ
فَلَجِي لَوْ أَنَّ فَقْراً أَو غِنىً
يُستدَامانِ بِكَيْسٍ أَو حُمُقْ
بَرَزَتْ بالمَخْلَدِيّين لُهىً،
كَجِمَامِ البَحرِ باتَتْ تَصْطَفِقْ
لَوْ تُوَفّي مَا لَنَا في صاعِدٍ،
لَصَعِدنا، مِنْ عُلُوٍّ، في الأُفُقْ
قَدْرُهُ مُرْتَفِعٌ عَنْ حَظّهِ،
لا يَرُعْكَ الحَظُّ لَمْ يُؤخَذْ بحَقّ
يُعْجِلُ المَوعِدَ، أوْ يَسبُقُهُ،
نائِلٌ لَو سَابَقَ السّيفَ سَبَقْ
هَزّ عِطْفَيْهِ النّدَى، مُكْتَسِياً
وَرَقَ الحَمْدِ، أثِيثاً يأتَلِقْ(37/94)
لَسْتُ أرْضَى هَزّةً يأتي بهَا
غُصُنٌ إنْ لم يَكُنْ غَضَّ الوَرَقْ
حَازِمٌ، يَجْمَعُ في تَدْبيرِهِ
بِدَدَ المُلْكِ، إذا طَارَ شِقَقْ
لَمُلُوكٌ في الذُّرَى مِنْ مَذحِجٍ،
وَقَعَتْ مُبْعِدَةً عَنْهَا السُّوَقْ
أَغزَرَ العِزُّ قِرَى أَضْيافِهِمْ،
وفِيَاقُ النَّيْلْ يُغْزِرْنَ الفِيَقْ
يُحْسَبُ الوَاحِدُ مِنْهُمْ فِئَةً
جَمّةً، والعَينُ أثْمانُ الوَرِقْ
يَتْبَعُ النّهْجَ الأشَطَّ المُنْتَوَى،
في مَعَالي الأمْرِ، والفِعلِ الأشَقْ
يَتَوَلّى، دونَ خَفّاقِ الحَشَا،
صَدْمَةَ الرّاياتِ زُوراً تَخْتَفِقْ
لا يُحِبُّ الخُرْقَ، إلاّ في الوَغَى،
إنّ بَذْلَ النّفْسِ للمَوْتِ خُرُقْ
يُعْمِلُ الهِنْدِيَّ، مُحْمَرَّ الظُّبا
فيهِ، والخَطّيَّ مُصْفَرَّ الخِرَقْ
حَصَرَ الأَعْدَاءَ، في قُدْرَتِهِ،
ظَفَرٌ، لَوْ زَاوَلَ النّجْمَ لَحِقْ
أَعْبُدٌ تُعْتْقُ في إِنعَامِهِ
مِنْهُمُ الدَّهْرَ وحُرُّ يُسْتَرَقّ
يُرْتَجَى للصّفْحِ مَوْتُوراً، وَلا
يَهَبُ السّؤدَدَ فيهِ للحَنِقْ
مُتْبِعٌ كلَّ مَضِيقٍ فُرْجَةً،
مُمْسِكٌ مِنْ كلّ نَفْسٍ بِرَمَقْ
العصر العباسي >> البحتري >> أما الخيال فإنه لم يطرق
أما الخيال فإنه لم يطرق
رقم القصيدة : 2838
-----------------------------------
أمّا الخَيالُ، فإنّهُ لمْ يَطْرُقِ،
إلاّ بعُقْبِ تَشَوّفٍ، وَتَشَوّقِ
قد زَارَ مِنْ بُعدٍ، فَبَرَّدَ من حشاً
ضَرِمٍ، وَسَكّنَ من فُؤادٍ مُقْلَقِ
وَلَرُبّما كانَ الكَرَى سَبَباً لَنَا،
بَعدَ الفِرَاقِ، إلى اللّقاءِ، فنَلتَقي
مُتَذاكرَانِ على البِعَادِ، فَما يني
يُهْدي الغَرَامَ مُغَرِّبٌ لمُشَرِّقِ
صَدَقَتْ محَاسِنُهُ، فصَارَتْ فتنةً
للنّاظِرينَ، وَوَعْدُهُ لمْ يَصْدُقِ
أأُفيقُ مِنْ شَجَنٍ لعَقْلي خَابِلٍ،
وَأصُدُّ عَنْ سَكَنٍ بقَلبيَ مُلصَقِ
قد رَابَني هَرَبُ الشّبابِ، وَرَاعني
شَيْبٌ يَدُبُّ بَياضُهُ في مَفرِقي(37/95)
إمّا تَرَيّني قد صَحوْتُ من الصّبَا،
وَمَشَيتُ في سَننِ المُبلّ المُفْرِقِ
وَذَكرْتُ ما أخذَ المَشيبُ فأرْسلتْ
عَيْنايَ وَاكِفَ ديمَةٍ مُغرَوْرِقِ
فَلَقَدْ أرَاني في مَخيلَةِ عَاشِقٍ،
حسنِ المكانةِ، في الحِسانِ مُعشَّقِ
أَغْدُو فأَسْحَبُ في البِطاَلِةِ مِئْزَرِي،
وكَذَاكَ مَنْ يُصْبِحْ بِبَثٍّ يُغْبقِ
إن كنتَ ذا عزْمٍ فشأنُكَ وَالسُّرَى،
قَصْدَ الإمامِ على عِتاقِ الأيْنُقِ
لا تَرْهَبَنَّ دُجَى الحَنادِسِ، بعدما
صُدِعَتْ خِلاَفَتُهُ بِنورٍ مُشْرِقِ
لله مُعْتَمِدٌ عَلى الله اكتَفَى
بالله، وَالرّأيِ الأصِيلِ الأوْثَقِ
لَهِجٌ بإصْلاحِ الأُمورِ، يَرُوضُها
تَدْبيرُهُ في مَنْهَجٍ مُستَوسِِقِ
مَلِكٌ تَدينُ لهُ المُلوكُ، وَتَقتَدي
لُجَجُ البِحارِ بسَيْبِهِ المُتَدَفِّقِ
فَرَعَى سَوَادَ المُسلِمينَ بِنَاظِرٍ
مُتَفَقِّدٍ، وَحِياطِ صَدْرٍ مُشفِقِ
أوْفَى فأضْمَرتِ القُلوبُ مَهَابَةً
لِمُوقَّر اللَّحظَات فَخْمِ المَنْطِقِ
وَتَهَلّلَتْ، للرَّاغِبِينَ، أسِرّةٌ،
يَضْحكنَ في وَجهٍ كثيرِ الرّوْنَقِ
يَتَقَيّلُ المُعتَزُّ فَضْلَ جُدودِهِ،
بخِلالِ مَحمودِ الخِلالِ، مُرَفَّقِ
وَيَظَلُّ يُخشَى في الإلَهِ، وَيُتّقى
فيهِ، كما يخشَى الإلهَ وَيَتّقي
ضَرْبٌ كنَصْلِ السّيفِ أُرْهفَ حدُّه
وَأضَاءَ لامعُ رَأيِهِ المُتَرقرِقِ
وَمُهَذَّبُ الأخلاقِ يَعْطِفُهُ النَّدى
عطْفَ الجَنوبِ مِنَ القضِيبِ المورِقِ
طَلْقٌ، فإنْ أبدى العُبوسَ تطأطأتْ
شُوسُ الرّجالِ وَخَفّضَتْ في المَنطق
مُتَغَمِّدٌ يَهَبُ الذّنوبَ، وَعهدُها
لمْ يَستَطِلْ، وَجديدُها لم يُخلِقِ
يَغشَى العُيونَ النّاظرَاتِ، إذا بَدا
قَمَرٌ، مَطالِعُهُ رِباعُ الجَوْسَقِ
ألله جارُكَ تَبتَغي، ما تَبتَغي،
في المَكرُماتِ، وَتَرْتَقي ما تَرْتَقي
فلَقَد وَليتَ فكنتَ خيرَ مُجَمِّعٍ،
إذْ كانَ مَنْ ناوَاكَ شَرَّ مُفَرِّقِ
وَلَقَدْ رَدَدْتَ النّائباتِ ذَميمَةً،(37/96)
وَفسَحتَ من كَنَفِ الزّمانِ الضّيّقِ
وَعَفَوْتَ عَفواً عَمَّ أُمّةَ أحْمَدٍ
في الغرْبِ من أوْطانِهمْ وَالمَشرِقِ
وَلقَد رَددتَ على الأنامِ عُقُولُهمْ
بهَلاكِ سُلطانِ الرّكيكِ، الأحمقِ
وَالقَوْمُ خَرْقى ما تُطُلِّبَ رُشدهمْ
وَأُديرَ أمرُهُمُ بعَزْمةِ أخْرَقِ
كَيفَ اهتِداءُ الرّكبِ في ظَلمائهم
وَدَليلُهُمْ مُتَخَلِّفٌ لمْ يَلْحَقِ
أوْلَتْكَ آرَاءُ المَوَالي نُصرَةً،
بسُيوفُهُمْ، وَالمُلكُ جِدُّ مُمزَّقِ
مِنْ ناصِرٍ بحُسَامِهِ وَمُخَذِّلٍ
عَنكَ العَدوَّ برَأيهِ المُستَوْسِقِ
كلٌّ رَضِي، وَأرَى ثَلاثَتهم كُفوا
قَسْرَ المُمانِعِ، وَافتِتاحَ المُغلَقِ
لهُمُ احتياطُ المُعتَني وَمُقاوِمِ الـ
ـكَافي، وَرَفرَفةُ النّصِيحِ المُشفِقِ
فاسلَمْ لهمْ، وَليَسلَموا لك، إنّهمْ
لكَ جُنّةٌ مِنْ كلّ خَطبٍ مُوبِقِ
سَبْتٌ، وَنَوْرُوزٌ، وَنجدَةُ سيّدٍ،
ما شَابَ بَهجَةَ خُلْقِهِ بتَخَلّقِ
وَأرَى البِساطَ وَفي غَرَائبِ نَبتِهِ،
ألوَانُ وَرْدٍ، في الغصُونِ، مُفَتَّقِ
شَجَرٌ على خُضْرٍ تَرِفُّ غُصُونُهُ
مِنْ مُزْهِرٍ، أوْ مُثمِرٍ، أوْ مُورِقِ
وَكأنّ قَصرَ السّاجِ خُلّةُ عاشقٍ،
بَرَزَتْ لِوَامِقِها بوَجْهٍ مُونِقِ
قَصْرٌ، تكامَلَ حُسنُهُ في قَلْعَةٍ
بَيضَاءَ، وَاسطَةٍ لبَحرٍ مُحدِقِ
داني المَحَلّ، فلا المَزَارُ بشاسِعٍ
عَمّنْ يَزُورُ، وَلا الفِناءُ بضَيّقِ
قَدّرْتَهُ تَقْديرَ غَيرِ مُفَرِّطٍ،
وَبَنَيْتَهُ بُنْيانَ غَيرِ مُشَفِّقِ
وَوَصَلْتَ بَينَ الجَعفَرِيّ وَبَيْنَهُ،
بالنّهْرِ يحمِلُ مِن جُنوبِ الخَندَقِ
نَهرٌ، كأنّ المَاءَ، في حُجُراتِه،
إفْرِنْدُ مَتْنِ الصّارِمِ المُتَألِّقِ
فإذا الرّياحُ لَعِبنَ فيهِ بَسَطنَ من
مَوْجٍ علَيهِ مُدَرَّجٍ، مُترَقرِقِ
ألِحقْهُ، يا خَيرَ الوَرَى بمَسيلِهِ،
وَامدُدْ فُضُولَ عُبَابِهِ المُتَدَفِّقِ
فإذا بَلَغتَ بهِ البَديعَ، فإنّمَا
أنزَلْتَ دِجلَةَ في فِنَاءِ الجَوْسقِ(37/97)
للمِهْرَجَانِ يَدٌ بِما أوْلاهُ مِنْ
هَطَلانِ وَسميّ السّحابِ المُغدِقِ
ما إنْ تَرَى إلاّ تَعَرُّضَ مُزْنَةٍ
مُخضَرّةٍ، أوْ عارِضٍ مُتألِّقِ
فاسعَدْ، أميرَ المُؤمنينَ، مُمَتَّعاً
بالعِزّ ما عَمَرَ الزّمانُ، وَما بَقي
هَلْ أطلُعَنّ على الشّآمِ مُبَجَّلاً،
في عزّ دَوْلَتِكَ الجَديدِ المُونِقِ
فأرُمَّ خَلّةَ ضَيعَةٍ تَصِفُ اسمَها،
وَأُلِمَّ ثَمّ بصِيبَةٍ لي دَرْدَقِ
شَهْرَانِ، إنْ يَسّرْتَ إذني فيهما،
كَفِلا بأُلفَةِ شَمْليَ المُتَفَرِّقِ
قد زَادَ في شَوْقي الغَمامُ وَهاجني
زَجَلُ الرّوَاعِدِ تحتَ لَيلٍ مُطرِقِ
لمّا استَطارَ البرْقُ قُلتُ لنائِلٍ:
كَيفَ السّبيلُ إلى عِنانٍ مُطلَقِ
العصر العباسي >> البحتري >> ها هو الشيب لائما فأفيقي
ها هو الشيب لائما فأفيقي
رقم القصيدة : 2839
-----------------------------------
ها هوَ الشّيبُ لائِماً، فأفيقي،
وَاتْرُكيهِ، إنْْ كانَ غَيرَ مُفيقِ
فلَقَدْ كَفّ مِنْ عَنَاءِ المُعَنّى،
وَتَلافَى مِنِ اشتِيَاقِ المَشُوقِ
عَذَلَتنا، في عِشقِها، أُمُّ عَمْروٍ،
هَل سَمعتُم بالعاذِلِ المَعشُوقِ
وَرَأتْ لِمّةً ألَمّ بِهَا الشّيْـ
ـبُ، فرِيعَتْ من ظُلمةٍ في شُروقِ
وَلَعَمرِي، لَوْلا الأقاحي لأبْصَرْ
تُ أنيقَ الرّياضِ غَيرَ أنِيقِ
وَسَوَادُ العُيُونِ، لَوْ لمْ يُحَسِّنْْ
ببَياضٍ، مَا كانَ بالمَوْمُوقِ
وَمِزَاجُ الصّهْبَاءِ بالمَاءِ أمْلَى
بصَبُوحٍ مُسْتَحسَنٍ، وَغَبُوقِ
أيُّ لَيْلٍ يَبْهَى بِغَيرِ نُجُومٍ،
أمْ سَحابٍ يَنْدَى بغَيرِ بُرُوقِ
وَقْفَةً في العَقيقِ أطْرَحُ ثِقْلاً
مِنْ دُمُوعي، بوَقفَةٍ في العَقيقِ
مَاثِلٌ بَينَ أرْبُعٍ مَاثِلاتٍ،
يَنْزِعُ الشّوْقَ مِنْ فُؤادٍ عَلوقِ
أزْجُرُ العَينَ عَنْ بُكاهُنّ وَالعِيـ
ـسَ إلى المُبْتَغَى بِكُلّ طَرِيقِ
وَاستَشَفّتْ مُحَمّدَ بنَ حُمَيْدٍ،
ما سَحيقٌ من الغِنى بسَحيقِ
سابقُ النّقعِ يَستَقي جُهدَ نَفسٍ،(37/98)
تُسْتَزَادُ اسْتِزَادَةَ المَسْبُوقِ
قَلّبَتْهُ الأيْدِي قَديماً وَللحَلْـ
ـبَةِ تُنْضَى الجِيَادُ بالتّعْرِيقِ
كُلّمَا أجْرَتِ الخَلائِقُ أوْفَى
رَادِعاً في خَلائِقٍ، كالخَلُوقِ
لَيسَ يَخلُو من فِكْرَةٍ في جَليلٍ
مِنْ أفَانِينِ مَجْدِهِ، أوْ دَقيقِ
يَنظِمُ المَجدَ مثلَ ما تَنظِمُ العِقْـ
ـدَ يَدُ الصّائغِ الصَّنَاعِ الرّقيقِ
يَزْدَهيهِ الهَوَى عَنِ الهُونِ وَالإشـ
ـفَاقُ يَرْبَا بِهِ عَنِ التّشْفيقِ
لَهُ مِنْهُ في كُلّ يَوْمٍ نَوَالٌ،
لَمْ تَنَلْهُ كُدُورَةُ التّرْنِيقِ
عِنْدَهُ أوّلٌ، وَعِندِيَ ثَانٍ
مِنْ جَداهُ، وَثالثٌ في الطّرِيقِ
يَهَبُ الأغْيَدَ المُهَفْهَفَ كالطّا
وُوسِ حُسناً، وَالطِّرْفَ كالسّوذنيقِ
يا أبَا نَهْشَلٍ، إذا ما دَعَا الظّمْـ
ـآنُ مِنْ كَرْبِهِ دُعَاءَ الغَرِيقِ
أمَلي في الغُلامِ كانَ غُلاماً،
فَهْوَ كَهْلٌ للمَطْلِ وَالتّعْوِيقِ
وَالجَوَادُ العَتيقُ حاجَزْتني فِيـ
ـهِ لِلاَ عِلّةٍ بِوَعْدٍ عَتيقِ
وَعَطَاياكَ في الفُضُولِ عِدادُ الـ
ـرّمْلِ من عالجٍ، فقُل في الحُقوقِ
صَافِياتٌ على قُلُوبِ المُصافِين
، رِقَاقٌ في وهْمِهِنَّ الرَّقِيقِ
لَوْ تَصَفَّحْتَها لأَخْرَجْتَ مِنهَا
أَلف مَعْنىً مِن حاتِمِ مَسْرُوقِ
أُخِذَتْ بالسّماحِ غَصْباً، وَقد يُؤ
خَذُ نَيْلُ البَخيلِ بالتّوْفيقِ
لا أعُدُّ المَرْزُوقَ مِنْهَا إذا فَكّرْ
تُ فيها، وَفيهِ بالمَرْزُوقِ
ظَلّ فيها البَعيدُ مِثْلَ القَرِيبِ الـ
ـمُخْتَتي، وَالعَدُوُّ مثلَ الصّديقِ
كَحَبِيّ الغَمَامِ جادَ، فرَوّى
كُلَّ وَادٍ مِنَ البِلادِ، وَنِيقِ
أصْدِقَائي علَى الغِنَى، فإذا عُدْ
تُ إلى حَاجَةٍ، فأنْتَ صَديقي
لابِسٌ منكَ نِعْمَةً لا أرَى الإخْـ
ـلاقَ في حَالَةٍ لَهَا بِخَلِيقِ
إنْ يَقُلْ زِينَةٌ، فَحِلْيَةُ عِقْيا
نٍ، وَإنْ خِفّةٌ فَفَصُّ عَقيقٍ
هيَ أعلَتْ قَدرِي، وَأمضَتْ لساني،
وَأشاعَتْ ذِكْري، وَبَلّتْ رِيقي(37/99)
إنّ نَبْهَانَ لَمْ تَزَلْ وَعَتُودا
كالشّقيقِ استَمَالَ وِدَّ الشّقيقِ
جَمَعَتْنَا حَرْبُ الفَسَادِ اتّفَاقاً،
وَهْيَ بَدْءُ الفَسَادِ وَالتّفْرِيقِ
نَحْنُ إخْوَانُكُمْ وَإخوَتُكم حيـ
ـنَ يَكُونُ الفَرِيقُ إلْفَ فَرِيقِ
كالرّفيقَينِ في رَفيقَينِ مِنْ أجَـ
ـإٍ وَسُلْمَى لمْ يُوجَفَا في عُقُوقِ
وَصِلانَا، فَأنْتُمُ كالثّرَيّا
حاضَرَتْنا، وَنَحْنُ كالعَيّوقِ
في رِعانٍ تَرْغُو وَتَصْهَلُ لم تَسْـ
ـمَعْ ثُغَاءً، وَلمْ تُصِخْ لِنَهيقِ
وَطَنٌ تَنْبُتُ المَكارِمُ فيهِ،
بَينَ مَاءٍ جَارٍ، وَعُودٍ وَرِيقِ
أَجَإِيٌّ فالْبئْرُ غَيْرُ جَرورٍ
في رُباه، والنَّخْلُ غَيْرُ سَحُوقِ
حَيْثُ تَلقَى الشّفاهَ لَيستْ بهُدْلٍ
من ظَماً، وَالأسنانَ لَيسَتْ بِرُوقِ
رَتَقَتْهُ سُيُوفُنَا، وَهْوَ ثَغْرٌ
بَينَ أعْدائِهِ، كَثيرُ الفُتُوقِ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> إمرأة حمقاء
إمرأة حمقاء
رقم القصيدة : 284
-----------------------------------
يا سيدي العزيز
هذا خطاب امرأة حمقاء
هل كتبت إليك قبلي امرأة حمقاء؟
اسمي انا ؟ دعنا من الأسماء
رانية أم زينب
أم هند أم هيفاء
اسخف ما نحمله ـ يا سيدي ـ الأسماء
يا سيدي
أخاف أن أقول مالدي من أشياء
أخاف ـ لو فعلت ـ أن تحترق السماء
فشرقكم يا سيدي العزيز
يصادر الرسائل الزرقاء
يصادر الأحلام من خزائن النساء
يستعمل السكين
والساطور
كي يخاطب النساء
ويذبح الربيع والأشواق
والضفائر السوداء
و شرقكم يا سيدي العزيز
يصنع تاج الشرف الرفيع
من جماجم النساء
لا تنتقدني سيدي
إن كان خظي سيئاً
فإنني اكتب والسياف خلف بابي
وخارج الحجرة صوت الريح والكلاب
يا سيدي
عنترة العبسي خلف بابي
يذبحني
إذا رأى خطابي
يقطع رأسي
لو رأى الشفاف من ثيابي
يقطع رأسي
لو انا عبرت عن عذابي
فشرقكم يا سيدي العزيز
يحاصر المرأة بالحراب
يبايع الرجال أنبياء
ويطمر النساء في التراب
لا تنزعج !(37/100)
يا سيدي العزيز ... من سطوري
لا تنزعج !
إذا كسرت القمقم المسدود من عصور
إذا نزعت خاتم الرصاص عن ضميري
إذا انا هربت
من أقبية الحريم في القصور
إذا تمردت , على موتي ...
على قبري
على جذوري
و المسلخ الكبير
لا تنزعج يا سيدي !
إذا انا كشفت عن شعوري
فالرجل الشرقي
لا يهتم بالشعر و لا الشعور ...
الرجل الشرقي
لا يفهم المرأة إلا داخل السرير ...
معذرة .. معذرة يا سيدي
إذا تطاولت على مملكة الرجال
الأدب الكبير ـ طبعاً ـ أدب الرجال والحب كان دائماً
من حصة الرجال
والجنس كان دائما ً
مخدراً يباع للرجال
خرافة حرية النساء في بلادنا
فليس من حرية
أخرى ، سوى حرية الرجال
يا سيدي
قل ما تريده عني ، فلن أبالي سطحية . غبية . مجنونة . بلهاء فلم اعد أبالي
لأن من تكتب عن همومها ..
في منطق الرجال امرأة حمقاء
ألم اقل في أول الخطاب أني
امرأة حمقاء ؟
العصر العباسي >> البحتري >> أفي كل دار منك عين ترقرق
أفي كل دار منك عين ترقرق
رقم القصيدة : 2840
-----------------------------------
أفي كُلّ دارٍ مِنكَ عَينٌ تَرَقْرَقُ،
وَقَلْبٌ، عَلى طُولِ التّذكّرِ، يخفِق
نَعَمْ قَد تَباكَين على الشِّعبِ سَاعةً،
وَمِنْ دُونهِ شِعبٌ للَيْلى مُفَرَّقُ
عَلى دِمْنَةٍ فيهَا، لأدْمَانَةِ النَّقَا،
مَحاسِنُ أيّامٍ تُحَبُّ وَتُعْشَقُ
وَقَفتُ وَأوْقَفتُ الجَوَى موقِفَ الهوَى
لَياليَ عُودُ الدّهرِ فَيْنانُ مُورِقُ
فحَرّكَ بَثّي رَبْعُهَا، وَهوَ ساكِنٌ،
وَجَدّدَ وَجدي رَسمُها وَهوَ مخلِقُ
سَقَى الله أخْلافاً مِنَ الدّهْرِ رَطْبَةً،
سقَتنا الجَوَى، إذْ أبرَقُ الحَزْنِ أبرَقُ
لَيَالٍ سَرَقْنَاها مِنَ الدّهْرِ، بَعدما
أضَاءَ، بإصْباحٍ منَ الشّيبِ، مَفرِقُ
تَداوَيتُ مِنْ لَيلى بلَيلى، فَما اشتفَى
بماءِ الرُّبا مَنْ باتَ بالمَاءِ يَشرَقُ
لَقَدْ عَلِمَتْ عِيدِيّةُ العِيسِ أنّني
أخُبُّ، إذا نامَ الهِدانُ، وَأُعْنِقُ(37/101)
وَلا أصْحَبُ الذّكرَى إذا ما ذكرْتُها،
وَلَوْ هَتَفَتْ وَرْقاءُ، وَاللّيلُ أوْرَقُ
خرَجْنا بها في البِيضِ بِيضاً فلَمْ نرَ الـ
ـدّ آدىءَ، إلاّ وَهيَ مِنهُنّ أمْحَقُ
هَشَمْنَ إلى ابنِ الهَاشِمِيّةِ أوْجُهاً
عَوَابِسَ، للبَيْداءِ، مَا تَتَطَلّقُ
لَقاسِينَ لَيْلاً، دونَ قاسانَ، لم تكَدْ
أوَاخِرُهُ، مِنْ بُعدِ قُطرَيهِ، تُلحَقُ
نَوَيْنَ مَقَاماً بَيْنَ قُمٍّ وَآبَةٍ،
عَلى لُجّةٍ طَلْحِيّةٍ تَترَفّقُ
بحَيْثُ العَطَايا مُومِضَاتٌ سَوَافِرٌ
إلى كلّ عافٍ، وَالمَوَاعيدُ فُرَّقُ
فضَلّتْ كَحَسّانٍ، وَظَلّ مُحَمّدٌ
كَحارِثِ غَسّانٍ، وَأبّةَ جِلّقُ
مَنَازِلُ، لا صَوْتي بهِنّ مُخَفَّضٌ
غَرِيبٌ، وَلا سَهمي لَدَيْهِنّ أفْوَقُ
أرَحْنَ عَلَيْنَا اللّيلَ، وَهوَ مُمسَّكٌ،
وَصَبّحَنَا بالصّبحِ وَهْوَ مُخَلَّقُ
لَدَى أشْعَرِيٍّ يَعلَمُ الشّعْرُ أنّهُ
سَيَنْزِعُ في تَصْديقِهِ، ثمّ يُغْرِقُ
لَقيتُ نَداهُ بالعِرَاقِ، وَأوْمَضَتْ
لَهُ بالجِبَالِ مُزْنَةٌ تَتَألّقُ
عَطاءٌ كضَوْءِ الشّمسِ عَمَّ، فمَغرِبٌ
يكُونُ سَوَاءً في سَنَاهُ، وَمَشرِقُ
فَلَوْ ذارَعَتْ أخلاقُهُ الغَيثَ حَافِلاً
لحَاجَزَها باعٌ منَ الغَيثِ ضَيّقُ
بَدا ماثلاً إذْ كوْكبُ الجودِ خافِقٌ؛
وَطالِبُهُ رَثُّ الوَسَائِلِ، مُخفِْقُ
فأنْفَقَ في العَلْيَاءِ، حَتّى حَسِبْتُه
منَ الدّهرِ يُعطي أوْ من الدّهرِ يُنفِقُ
ضَحوكٌ إلى الأبطالِ، وَهوَ يَرُوعُهم،
وَللسّيفِ حَدٌّ حينَ يَسطو، وَرَوْنَقُ
حَيَاةٌ وَمَوْتٌ وَاحِدٌ مُنْتَمَاهُمَا،
كَذلكَ غَمْرُ المَاءِ يُرْوِي، وَيُغرِقُ
وَفي كلّ حالٍ مِنْهُ مَجْدٌ يُنِيرُهُ
لَهُ خُلُقٌ مَا دَبّ فيهِ تَخَلُّقُ
فلا بَذلَ، إلاّ بَذْلُهُ، وَهوَ ضَاحكٌ،
وَلا عَزْمَ، إلاّ عَزْمُهُ، وَهوَ مُطرِقُ
عَلَىُّ بْنُ عِيسى بْنِ مُوسى بنِ طَلْحَةَ
بْنِ سَائِبٍ بْنِ مَالِكٍ حِينَ يُرْمَقُ(37/102)
رِوَاءً وَرَأىٌ عِندَما تُنقَضُ الحُبَى،
وَتُرْعِدُ أشْبَاهُ الخُطوبِ وَتُبرِقُ
وَمَا النّاسُ إلاّ سِرْبُ خَيْلٍ، فمنهُمُ
على لَوْنِ أسلافٍ قَدُمْنَ وَمُبلِقُ
إذا سَارَ في ابْنَيْ مالِكٍ قَلِقَ القَنَا
على جَبَلٍ، يَغشَى الجِبَالَ، فتَقلَقُ
عَفَارِيتُ هَيْجاءٍ، كأنّ خَميسَهمْ
به، حينَ تَلقاهُ الكَتائبُ، أوْلَقُ
هُمُ نَصَرُوا ذاكَ اللّوَاءَ، وَقد غَدَتْ
ذَوَائِبُهُ فَوْقَ الذّوَائِبِ، تَخفُقُ
فلَمْ يَبقَ، في حَيثُ الصّعاليكُ، مُخبرٌ
عنِ القوْمِ، كيفَ استَجْمعُوا ثمّ فُرّقوا
وَيَوْمَ رَأى الأكْرَادُ بَرْقَ سِنَانِهِ
يَتُجُّ دَماً فيهمِْ، فَوَبْلٌ، وَرَيّقُ
تَوَلّوا، فَهَامٌ بالفِرَارِ مُعَيَّرٌ
دُهُوراً، وَهَامٌ بالسّيوفِ مُفَلَّقُ
أبَا جَعفَرٍ هَذِي مَساعيك غَضّةً،
وَهَذا لِسَاني قَاطِعُ الحَدّ، مُطلَقُ
نَطَقْتُ، فأفحَمتُ الأعادي، وَلم يكن
ليُفحِمَني جُمهُورُهمْ، حينَ َينْطِقُ
بِكُلّ مُعَلاّةِ القَوَافي كَأنّهَا،
إذا أُنْشِدَتْ في فَيْلَقِ القَوْمِ، فَيلَقُ
فَلا عَرْفَ إلاّ عِندَ مَنْ باتَ شكرُهُ،
لبُعدِ التّنَائي، مُشئِماً وَهوَ مُعرِقُ
تَمَنّى رِجَالٌ أنْ تُضَامَ مَطالبي،
فتَكْدَرَ في جَدوَاكَ، ثمّ تَرَنَّقُ
وَفَاؤكَ سِتْرٌ دونَ ذَلِكَ مُسْبَلٌ،
وَجُودُكَ بَابٌ، دونَ ذلكَ، مُغلَقُ
تُبَادِرُ في الإِفْضال، حَتّى كَأنّمَا
تُجارِي رَسيلاً فيهِ قَد كادَ يَسبِقُ
وَمَا للعُلاَ مِنْ طالِبٍ فتَمَهّلَنْ،
وَلَوْ طُلِبَتْ ما كانَ مثلُكَ يَلحَقُ
العصر العباسي >> البحتري >> ألله جارك في انطلاقك
ألله جارك في انطلاقك
رقم القصيدة : 2841
-----------------------------------
ألله جَارُكَ في انْطِلاقِكْ،
تِلْقَاءَ شَامِكَ، أوْ عِرَاقِكْ
لا تَعْذُلَنّي في مَسِيـ
ـرِي يَوْمَ سِرْتُ، وَلَمْ أُلاقِكْ
إنّي خَشِيتُ مَوَاقِفاً
للبَينِ تَسْفَحُ غَرْبَ مَاقِكْ
وَعَلِمْتُ أنّ بُكَاءَنَا(37/103)
حَسَبَ اشْتِياقي وَاشتِيَاقِكْ
وَذَكَرْتُ مَا يَجِدُ المُوَدِّ
عُ عِنْدَ ضَمّكَ وَاعْتِنَاقِكْ
فَتَرَكْتُ ذاكَ تَعَمّداً،
وَخَرَجْتُ أهْرُبُ مِنْ فِرَاقِكْ
العصر العباسي >> البحتري >> لأوشك شعب الحي أن يتفرقا
لأوشك شعب الحي أن يتفرقا
رقم القصيدة : 2842
-----------------------------------
لأوْشَكَ شعَبُ الحَيّ أنْ يَتَفَرّقا،
فيُدمي الجَوَى، أوْ يَصْبِحَ الحبُّ، أو لِقَا
أمَا إنّ في ذاكَ النّقَا لأوَانِساً
تَثَنّى أعَاليهِنّ، ليناً، عَلى النّقَا
فَعَلّكَ تَقْضِي حَسرَةً، حينَ لمْ تَجدْ
عُيُونُ المَهَا، يَوْمَ اللّوَى، فيكَ مَعشَقا
أَرَيّا الصّبا مِنْ عِنْدِ رَيّا أتَى بهِ
نَسيمُ الصَّبَا وَهْنَاً، فَتَامَ وَشَوّقَا
دَنَتْ، فَدَنَا هِجْرَانُهَا، فإذا نأتْ
غَدا وَصْلُها المَطلوبُ أنأى، وأسحَقَا
تَجَمَّعَ فيها الحُسْنُ، حتّى انتَهَى بها،
وأَفَرطََ فيها الظَّرْفُ، حتّى تزَنْدَقَا
وَمَا رُبّما بَلْ كُلّما عَنّ ذِكْرُهَا
بكَيتَ، فأبكَيتَ الحَمَامَ المُطَوَّقَا
وَعَزَّكَ مِهْرَاقٌ مِنَ الدّمْعِ حيثُ ما
تَوَجّهَ، بعدَ البَينِ، صادَفَ مَهْرَقا
وَطَيْفٍ سَرَى، حتّى تَنَاوَلَ فِتْيَةً
سَرَوْا يجْذِبُونَ اللّيْلَ، حَتّى تمزّقَا
فَعَاوَدَ يَوْمُ الهَجْرِ أسْوَانَ، بَعْدَمَا
قَرَعْنَا لَهُ باباً، من الشّوْقِ، مُغْلَقَا
وَمَا قَصّرَتْ، في دَرْغَنونَ، رِماحُنَا
فيرْجعَ منها الطيْْفُ غَضْبانَ مُحنَقَا
أظالَمَةَ العينَينِ مَظلومَةَ الحَشَا،
ضَعيفَتَهُ، كُفّي الخَيَالَ المُؤرِّقَا
فَلاَ وَصْلَ حتّى تَقضِيَ الحَرْبُ أمرَهَا
بمُفْتَرَقٍ، أوْ فَضْلِ عُمْرٍ، فَمُلتَقَى
وَمَا هُوَ إلاّ يُوسُفُ بنُ مُحَمّدٍ،
وأعداؤهُ، والمَوْتُ غَرْباً وَمَشْرِقا
وَعَارِضُهُ المُستَمْطِرُ الجُودِ إنّهُ
تَجَهّمَ، فَوْقَ النّاطَلُوقِ، فأطرَقَا
وأضْعَفَ بالقَبّاذِقِينَ سِجَالَهُ،(37/104)
وأرْعَدَ بالأَبْسِيقِ شَهْراً، وأبْرَقَا
فَحَرَّقَ، ما بَينَ الدُّرُوبِِ، أتِيُّهُ
إلى مَجمَعِ البَحرَينِ، حين تَخَرّقَا
إذا انْشَعَبَتْ، من جانِبَيْهِ، غَمَامَةٌ
إلى بَلَدٍ، كانَتْ دَماً مُتَدَفِّقَا
وَبُرْدُ خَرِيفٍ قَدْ لَبِسْنَا جَديدَهُ،
فلَمْ يَنْصَرِفْ حتّى نَزَعْنَاهُ مُخلَقَا
وَبَدْرَينِ أنْضَيْناهُمَا، بَعْدَ ثالِثٍ،
أكَلْنَاهُ بالإيجافِ، حتّى تَمَحّقا
فَلَمْ أرَ مثْلَ الخَيْلِ أبْقَى على السُّرَى،
ولاَ مِثْلَنَا أحنى عَلَيْهاِ، وأشْفَقَا
وَمَا الحُسْنُ، إلاّ أنْ تَرَاهَا مُغيرَةً،
تُجَاذِبُنَا حَبْلاً، من الصّبحِ، أبرَقَا
فكَمْ مِنْ عَظِيمٍ أدرَكَتْهُ صُدورُهَا
فَبَاتَ غَنِيّاً ثمّ أصْبَحَ مُمْلِقَا
وأَوْحَشَها مِنْ يوسُفٍ حَملُ يوسُفٍ
عَلَيْهَا المَعالي، جَامِعاً، وَمُفَرِّقَا
إذا أقْبَلَتْ مِنْ سَمْلَقٍ بِنُفُوسِهَا،
أعَادَ عَلَيْهَا رَائِدُ المَوْتِ سَمْلَقَا
حوَى كلَّ ما دونَ الخليجِ، وَلَمْ يَدَعْ
فؤاداً، بما خَلْفَ الخليجِ، مُعَلَّقا
قَلِيلُ السّرُورِ بالكَثِيرِ يَنَالُهُ،
فتَحسَبُهُ، وَهْوَ المُظَفَّرُ، مُخْفِقَا
يَرَى الغَزْوَ حَجاً، فالمُقَصِّرُ مَا لَهُ
كأجْرِ الَّذِي طَافَ الطَّوَافَ، مُحَلِّقَا
وَمَا لَيْلَةُ الغَازِي بِقَرّةَ مِثْلَها
بمَيْمَنَةِ الشّقْرَاءِ صُدغاً، ومَفْرِقا
وَمُحْتَرِسٍ، مِنْ أينَ رُمتَ اغتِرَارَهُ،
وَجَدْتَ لَهُ سَهْماً إلَيكَ مُفَوَّقَا
إذا جادَ كانَ الجُودُ منهُ خَليقَةً،
وإنْ ضَنّ كانَ الضّنُّ منْهُ تَخَلُّقَا
مَشاهِدُ مِنْ خَلْفِ الصِّفاتِ ودُونِها
إِذا المَادِحُ السَّكبُ اللِّسانِ تَلَهْوَقَا
فإنْ قَالَ بالإكْثَارِ، قالَ مُقَلِّلاً،
ولَوْ قَالَ بالإفْرَاطِ، قالَ مُصَدَّقَا
بنَتْ شَرَفاً في مَجدِ نَبْهَانَ، والتَقَتْ
على رَبَضِ الإسْلاَمِ، سوراً وَخنَدَقا
يَشُدُّ فَيلْقَى أَيْدِيَ الْقوْمِ أَرجُلاً(37/105)
رَواجِعَ عَنْهُ ،والسَّوَاعِدَ أَسْوُقَا
فإنْ شَهَرُوا الماذِيَّ، كَي ْمَا يُرَهّبُوا،
شَهَرْتَ لَهُمْ بأساً علَيهِمْ مُحَقَّقَا
وَماذا على مَنْ يَمْلأُ الدّرْعَ نَجْدَةً
لدى الرّوْعِ، ألاّ يَلبَس الدّرْعَ يَلْمَقَا
وفي كلّ عَالٍ مِنْ قُرَاهُمْ، وَسَافِلٍ،
لَهيبٌ، كأنّ الوَشْيَ فيهِ مُشَقَّقَا
حَرِيقٌ، لَوِ النّعمانُ يَوْمَ أُوَارَةٍ
رَآكَ تُزَجّيهِ، دَعَاكَ مُحَرِّقَا
وَفي يَدِكَ السّيْفُ الذي امتَنَعَتْ بهِ
صَفاةُ الهُدَى مِنْ أنْ تَرِقّ فتُخرَقَا
وَما أظْلَمَ الإسْلامُ، إلاّ تألّقَتْ
نَوَاحِيهِ في ظَلْمائِهِ، فتألّقَا
إذا أُمَرَاءُ النّاسِ عَفّوا تَقِيّةً،
عَفَفتَ، ولم تَقصِدْ لشَيْءٍ سوَى التُّقَى
وَلَوْ أنْصَفَ الحُسّادُ يَوْماً تأمّلُوا
معاليكَ، هَلْ كانَتْ بغيرِكَ ألْيَقَا
قَطَعْتَ مَدَاهَا، وَهْيَ أبْعَدُ غَايَةً،
وجُزْْتَ رُبَاهَا، وَهْيَ أصْعَبُ مُرْتَقَى
وَكَانَ طَرِيقُ المَجدِ خلفَكَ وَاضِحاً،
وَفِعْلُ المعَالِي لَوْ أرَادُوهُ مُطْلَقاً
تَجُودُ على الطّلاّبِ سَحّاً، وَديمَةً،
وَهَطْلاً، وإرْهَاماً، وَوَبْلاً، وَرَيّقا
فإنْ قُلْتَ هَذي سُنّةٌ كُنْتَ حاتماً،
وإنْ قُلتَ فَرْضاً لازِمٌ كنتَ مَصْدَقَا
وَجَدْنا غِرَارَ السّيفِ عندَكَ واسِعاً،
وإنْ كَانَ مُفضَى الجُودِ عندكَ ضَيّقا
وَمَا أنَا إلاّ غَرْسُكَ الأوّلُ الذي
أفَضْتَ لَهُ ماءَ النّوَالِ، فأوْرَقَا
وَقَفْتُ بِآمَالي عَلَيْكَ جَميعَهاً،
فَرأيَكَ في إمْسَاكِهِنّ مُوَفَّقَا
العصر العباسي >> البحتري >> حلفت لها بالله يوم التفرق
حلفت لها بالله يوم التفرق
رقم القصيدة : 2843
-----------------------------------
حَلَفْتُ لهَا بالله، يَوْمَ التّفَرّقِ،
وَبالوَجْدِ مِنْ قَلبي بِها المُتَعَلِّقِ
وَبالعَهْدِ ما البَذْلُ القَليلُ بضَائعٍ
لَدَيّ، ولا العَهدُ القَديمُ بمُخلِقِ
وأبثَثْتُها شكوَى أبانَتْ عنِ الجَوَى،(37/106)
وَدَمعاً متَىَ يَشهَدْ بِبَثٍّ يُصَدَّقِ
وَإنّي لأخشاها عَليّ، إذا بَنتْ،
وَأخشَى عَلَيْهَا الكاشِحِينَ وأتّقي
وإنّي، وإنْ ضَنّتْ عليّ بِوُدّها،
لأرْتَاحُ مِنْهَا للخَيَالِ المُؤرِّقِ
يَعزُّ عَلَى الوَاشِينَ، لَوْ يَعْلَمُونَها،
لَيَالٍ لَنَا نَزْدادُ فيها، وَنَلْتَقي
فَكَمْ غُلّةٍ للشّوْقِ أطْفأتُ حَرّها
بطَيفٍ متى يَطرُقْ دُجَى اللّيلِ يَطرُقِ
أضُمُّ عَلَيْهِ جَفْنَ عَيْني تَعَلّقاً
بِهِ، عندَ إجلاءِ النّعاسِ المُرَنِّقِ
أجِدَّكَ! ما وَصْلُ الغَوَاني بمَطمَعٍ،
ولا القَلْبُ من رِقّ الغَوَانِي بِمُعْتَقِ
وَدِدْتُ بَيَاضَ السّيفِ يَوْمَ لَقَينَني
مَكانَ بَيَاضِ الشَّيبِ كَانَ بمَفْرِقِي
وَصَدَّ الغَوَاني عِندَ إيمَاضِ لِمّتي،
وَقَصّرْنَ عَن لَبّيكَ ساعةَ مَنطقي
إذا شِئْتَ ألاّ تعذُلَ الدّهرَ عاشِقاً
عَلى كَمَدٍ من لَوْعَةِ الحُبّ فاعشَقِ
وَكُنتُ متى أبْعُدْ عنِ الخُلِّ أكتَئبْ
لَهُ، ومَتى أظعَنْ عَنِ الدّارِ أشْتَقِ
تَلَفّتُّ مِن عُلْيَا دِمَشقَ، ودونَنَا
للُبْنَانَ هَضْبٌ كالغَمامِ المُعَلَّقِ
إلى الحِيرَةِ البَيْضَاءِ فالكَرخِ بَعدَما
ذَمَمتُ مَقامي بينَ بُصرَى وَجِلِّقِ
إلى مَعْقِلَيْ عزّي وَدَارَي إقَامَتي،
وَقَصْدِ التفَاتي في الهَوَى، وَتَشَوُّقي
مَقَاصِيرُ مَلْكٍ أقْبَلَتْ بوُجوهِهَا،
إِلى مَنظَرٍ من عَرْضِ دِجلَةَ مُونقِ
كأنّ الرّياضَ الحُوَّ يُكسَينَ حَوْلَها
أفَانينَ من أفْوَافِ وَشْيٍ مُلَفَّقِ
إذا الرّيحُ هَزّتْ نَوْرَهُنّ تَضَوّعَتْ
رَوَائِحُهُ مِنْ فَارِ مِسْكٍ مُفَتَّقِ
كأنّ القِبَابَ البِيضَ، والشّمسُ طلقَةٌ
تُضَاحِكُها، أنْصَافُ بَيضٍ مفََّلَّقِ
وَمنْ شَرَفَاتٍ في السّماءِ، كَأنّها
قَوَادِمُ بِيضَانِ الحَمامِ المُحَلِّقِ
رِبَاعٌ منَ الفَتْحِ بنِ خَاقَانِ لم تزَلْ
غنًى لعَديمٍ، أو فِكاكاً لمُوْثَِقِ
فَلا الهاربُ اللاّجي إلَيها بمُسْلَمٍ،(37/107)
ولا الطّالِبُ المُمْتَاحُ منهَا بمُخفِقِ
يَحُلُّ بهَا خِرْقٌ، كأنّ عَطَاءَهُ
تَلاَحُقُ سَيلِ الدِّيمَةِ المتُخَرِقِ
تَدَفُّقُ كَفٍّ بالسّماحةِ ثَرّةٍ،
وإسْفَارُ وَجْهِ بالطّلاَقَةِ مُشرِقِ
تَوَالَتْ أيَادِيهِ عَلَى النّاسِ، فاكَتَفى
بها كُلُّ حَيٍّ مِنْ شآمٍ وَمُعْرِقِ
فكَمْ حَقَنَتْ في تُغلِبَ الغُلبِ من دمٍ
مُبَاحٍ، وأدْنَتْ مِن شَتِيتٍ مُفَرَّقِ
وَكم نفّستْ في حِمصَ من مُتَأسِّفٍ،
غَدا المَوْتُ مِنهُ آخِذاً بالمُخَنَّقِ
وقدْ قَطَعتْ عَرْضَ الأُرُندِ إلَيهمُ،
كَتائبُ تُزجَى فَيْلَقاً بَعدَ فَيْلَقِ
بهِ استأنَفُوا بَرْدَ الحَياةِ، وأُسنِدُوا
إلى ظِلّ فَيْنَانٍ من العَيشِ، مُورِقِ
فَشُكراً بَني كَهلانَ للمُنعِمِ الذي
أتَاحَ لَكُمْ رأيَ الإمامِ المُوَفَّقِ
ثَنى عَنكُمُ زَحفَ الخِلاَفَةِ بَعدَما
أضَاءَتْ بُرُوقُ العَارِضِ المُتَألِّقِ
وَقد شُهرَتْ بِيضُ السّيُوفِ وأعرَضَتْ
صُدُورُ المَذاكي من كُمَيتٍ وأبْلَقِ
هُنالِكَ لَوْ لَمْ يفْْتُلتْكُمْ حُمِلْتُمُ
على مثلِ صَدرِ اللَّهْذَميّ المُذَلَّقِ
فَلا تَكْفُرُنّ الفَتْحَ آلاءَ مُنْعِمٍ،
نجوْتُمْ بها من لاحجِ القُطرِ ضَيّقِ
وَعُودُوا لهُ بالشّكرِ منكُمْ يَعُدْ لكمْ
بسَيْبِ جَوَادٍ، باللُّهَى مُتَدَفِّقِ
لَهُ خُلُقٌ في الجُودِ لا يَسْتَطِيعُهُ
رِجَالٌ، يَرُومُونَ العُلاَ بالتَخَلّقِ
إذا جَهِلُوا من أينَ تَحتَضِرُ العُلاَ،
دَرَى كَيفَ يَسمُو في ذُرَاها وَيَرْتَقي
أطَلّ على الأعداءِ مِنْ كُلّ وِجْهَةٍ،
وَشَارَفَهُمْ من كلّ غَرْبٍ وَمَشرِقِ
بِبِيضٍ مَتى تُشهَرْ عَلى القَوْمِ يُغْلَبُوا،
وَخَيلٍ متى تُرْكَضْ إلى النّصرِ تَسبقِ
أُعِينَ بَنُو العَبّاسِ مِنهُ بِصَارِمٍ
جِرَازٍ، وَعَزْمٍ كالشّهَابِ المُحَرِّقِ
وَصَدْرٍ أمِينِ الغَيْبِ يُهْدِي إلَيْهِمِ
نَصِيحَةَ حَرّانِ الجَوَانِحِ مُشْفِقِ
فَحَوْلَهُمُ مِنْ نَضْحِهِ وَدِفَاعِهِ(37/108)
تَكَهُّفُ طَوْدٍ بالخِلاَفَةِ مُحْدِقِ
رأيتُكَ مَنْ يَطلُبْ مَحَلّكَ يَنصَرِفْ
ذَميماً، وَمَنْ يَطلُبْ بسَعيِكَ يَلحَقِ
لكَ الفَضْلُ والنُّعمَى عَليّ مُبينَةٌ،
وَمَا ليَ إلاّ وُدُّ صَدْرِي وَمَنْطِقِي
العصر العباسي >> البحتري >> أنسيم هل للدهر وعد صادق
أنسيم هل للدهر وعد صادق
رقم القصيدة : 2844
-----------------------------------
أنَسيمُ! هَلْ للدّهْرِ وَعْدٌ صَادِقُ
فيما يُؤمّلُهُ المُحبُّ الوامِقُ؟
مَالي فَقَدْتُكَ في المَنَامِ، وَلَمْ يَزَلْ
عَوْنَ المَشُوقِ، إذا جَفَاهُ الشّائِقُ
أمُنِعْتَ أنْتَ مِنَ الزّيَارَةِ رِقْبَةً
مِنهمْ، فهلْ مُنعَ الخَيالُ الطّارِقُ؟
ألْيَوْمَ جازَ بي الهَوَى مِقْدَارَهُ،
في أصْلِهِ، وَعَلمتُ أنّي عاشِقُ
فَلْيَهْنِىءِ الحَسَنَ بنَ وَهْبٍ أنّهُ
يَلْقَى أحِبّتَهُ، وَنحنُ نُفارِقُ
العصر العباسي >> البحتري >> إن رق لي قلبك مما ألاق
إن رق لي قلبك مما ألاق
رقم القصيدة : 2845
-----------------------------------
إنْ رَقّ لِي قَلْبُكِ مِمّا أُلاقْ
مِنْ فَرْطِ تَعذِيبٍ، وفرْطَِ اشتياقْ
وَجُدْتِ بالوَصْلِ عَلى مُغْرَمٍ،
فَزَوّديني مِنْكِ قَبْلَ انْطِلاَقْ
إنْ أنتِ وَدّعْتِ بِتَقْبِيلَةٍ،
كانَتْ يَداً مَشكُورَةً للفِرَاقْ
أُحاذِرُ البَينَ مِنَ أجْلِ النّوَى،
طَوْراً، وأهوَاهُ مِنْ أجلِ العِناقْ
قَدْ جَعَلَ الله إلى جَعْفَرٍ
حِيَاطَةَ الدّينِ، وَقَمْعَ النّفاقْ
طاعَتُهُ فَرْضٌ، وَعِصْيَانُهُ
من أعظَمِ الكُفْرِ، وأعلى الشّقاق
مَنْ لَمْ يُبِحْكَ النّصْحَ مِنْ قَلْبِهِ،
فَمَا لَهُ في دِينِهِ مِنْ خَلاقْ
فاسْلَمْ لَنَا يَسْلَمْ لَنَا عِزُّنَا،
وابْقَ، فإنّ الخَيرَما عشتَ باقْ
إنّ دِمَشْقاً أصْبَحَتْ جَنّةً،
مُخضَرّةَ الرّوْضِ، عَذاةَ البِرَاقْ
هَوَاؤها الفَضْفَاضُ غَضُّ الندى،
وَمَاؤُها السَّلسالُ عَذْبُ المَذاق
والدهرُ طَلقٌ بينَ أَفْيَائِها(37/109)
والعَيْشُ فيها ذو حَوَاشٍ رِقَاقْ
ناظِرَةٌ نَحْوَكَ مُشْتَاقَةٌ
مِنكَ إلى القُرْبِ، وَوَشْكِ التّلاقْ
وَكَيْفَ لا تُؤثِرُها بالهَوَى،
وَصَيْفُها مِثْلُ شِتَاءِ العِرَاقْ
العصر العباسي >> البحتري >> أفق إن ظلم الدهر غير مفيق
أفق إن ظلم الدهر غير مفيق
رقم القصيدة : 2846
-----------------------------------
أَفِقْ، إِنَّ ظُلْمَ الدَّهْرِ غَيْر مُفِيقِ
وَإِِنَّ رَفِيقَ الْبَثِّ شَرُّ رَفِيقِ
تَشَعَّبُ بِي مُسْتَأْنَفَاتُ فُنُونِهِ
طَرِيقاً الى الأَشْجَانِ غَيْرَ طَرِيقي
فَنَفْسي فَرِيقا قِسْمَةٍ ،أَغفلَ الهوى
فَرِيقاً ،وأَوْدَى شُغْلُهُ بِفرِيقِ
وفي كَبِدِي نارُ اشْتِياقٍ كَأَنَّها
إِذا أُضْرِمَتْ لِلْبُعْدِ نَارُ حَرِيقِ
لِذكرى زَمَانٍ بانَ مِنَّا بِنَصْرةٍ
وَعَيْشٍ مَضَى بالرَّقَّتَيْن رَقيقِ
كَتَمْتُكَ لَمْ أُخْبِرْكَ عن ذُلِّ عاشقٍ
تَمادَى بهِ وَجْدٌ ، ودَلِّ عَشِيقِ
وَإِنِّي بَرِيٌّ مِنْ وِدَادِ أَصادِقٍ
وِدَادُهُمُ بالغَيْبِ غَيْرُ صَدُوقِ
شَبِيهانِ :إِحْسَاني بِهِمْ وإِسَاءَتي،
ومِثْلاَنِ : بِريِّ عِنْدَهُمْ وعُقُوقي
أَقولُ، وَخَلَّى صاحِبايَ إِرادتي
وَقَدْ سَلَكا بالأَمْسِ غيرَ طَريقي:
خُذاني عَلَى مِيمَاسِ حِمْصٍ فإِنَّني
إِلى خِلِّيَ الحِمصِيِّ جِدُّ مشُوقٍ
أَشاقُ عَلَى العهْدِ القَديمِ،وأَبتْغِي
زِيادةَ قُرْبٍ مِنْهُ وَهْوَ لَصِيقي
يَطُولُ بِكفٍّ في السَّماحةِ طَلْقةٍ
وَوْجَةٍ إِلى المُسْترْفِدِينَ طَليقِ
له حَسَبٌ في الأَقدَمِين مُقَدَّمٌ،
ونابِهُ فَخْرٍ في الفخَارِ عَتِيقِ
مَتَى اخْتُبِرَ الفِتيانُ عن حَمْلِ مُغْرمٍ
فَمِنْ عاجِز عن آدِهِ ومُطِيقِ
وَجَدتُ شَقِيقَ الجُودِ دُونَهُمُ أَبَا
عَلِيِّ على عَلاَّتهِ ابْنَ شَقيقِ
فَتىً لِدنِيِّ الأَمرِ جِدُّ مُباعِدِ
وبالخُلقِ المَرضىِّ جِدُّ خَلِيقِ
أَعُدُّ بِهِ ذُخْرِي ليُسْرِي وعُسْرَتي،
ومُعْتَصَرِي في فَرْجَتي ومَضيفي(37/110)
وأدْنى بَني عَمِّي إِلَّي،وإِنَّما
دُنُوُّ ابْنِ عَمِّي أَنْ يَكُونَ صَديقي
العصر العباسي >> البحتري >> متعا باللقاء عند الفراق
متعا باللقاء عند الفراق
رقم القصيدة : 2847
-----------------------------------
مُتِّعَا باللِّقاءِ عِنْدَ الفِراقِ
مُسْتَجِيرَيْنِ بالبُكَا والعَنَاقِ
كَمْ أَسَرَّا هَوَاهُمَا حَذَرَ البَيْنِ
،وكَمْ كَاتَمَا غَلِيلَ اشْتِياقِ
فَأَطَلَّ الفِراقُ فاجتَمَعَا فِيهِ
،فِرَاقٌ أَتَاهُمَا باتِّفَاقِ
كَيْفَ أَدعُو عَلَى الفِراقِ بِبْينٍ
وَغَدَاةَ الفِراقِ كَانَ التَّلاَقي؟
العصر العباسي >> البحتري >> بكيت من الفراق غداة ولت
بكيت من الفراق غداة ولت
رقم القصيدة : 2848
-----------------------------------
بَكيْتُ مِنَ الفِراقِ غَدَاةَ وَلَّتْ
بِنا بُزْلُ الجِمَالِ عَلَى الفِراقِ
فَمَا رَقَأَتْ دُمُوعُ العَيْنِ حَتَّى
شَفَى نَفْسِي الفِراقُ مِنَ التَّلاقي
غَداً تَغْدُو مَطَايَا السَّيْرِ مِنِّي
بِشَوق ٍ لاَ يُقِيمُ عَلَى الرِّفاقِ
وأَسْتَبطي إِلى بَغْدادَ سَيْري
ولوْ أَنِّي رَحَلتُ علَى الْبُرَاقِ
العصر العباسي >> البحتري >> لا لصبر هجرتكم علم الله
لا لصبر هجرتكم علم الله
رقم القصيدة : 2849
-----------------------------------
لاَ لِصَبْرٍ هَجَرْتُكُمْ، عَلِمَ اللَّهُ
، وَلكِنْ لِشِدَّةِ الإِشْفَاقِ
رُبَّ سِرٍّ شَرَكْتُ فِيهِ ضَمِيرِي
وطَواهُ اللِّسانُ عِنْدَ التَّلاَقي
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> ثقافتنا
ثقافتنا
رقم القصيدة : 285
-----------------------------------
ثقافتنا
فقاقيع من الصابون والوحل
فمازالت بداخلنا
"رواسب من " أبي جهل
ومازلنا
نعيش بمنطق المفتاح والقفل
نلف نساءنا بالقطن
ندفنهن في الرمل
ونملكهن كالسجاد
كالأبقار في الحقل
ونهذا من قوارير
بلا دين ولا عقل
ونرجع أخر الليل
نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل
نمارسه خلال دقائق خمسه(37/111)
بلا شوق ... ولا ذوق
ولا ميل
نمارسه .. كالات
تؤدي الفعل للفعل
ونرقد بعدها موتى
ونتركهن وسط النار
وسط الطين والوحل
قتيلات بلا قتل
بنصف الدرب نتركهن
يا لفظاظة الخيل
قضينا العمر في المخدع
وجيش حريمنا معنا
وصك زواجنا معنا
وقلنا : الله قد شرع
ليالينا موزعه
على زوجاتنا الأربع
هنا شفه
هنا ساق
هنا ظفر
هنا إصبع
كأن الدين حانوت
فتحناه لكي نشبع
تمتعنا " بما أيماننا ملكت "
وعشنا من غرائزنا بمستنقع
وزورنا كلام الله
بالشكل الذي ينفع
ولم نخجل بما نصنع
عبثنا في قداسته
نسينا نبل غايته
ولم نذكر
سوى المضجع
ولم نأخذ سوى
زوجاتنا الأربع
العصر العباسي >> البحتري >> سئمت من الوقوف على الطريق
سئمت من الوقوف على الطريق
رقم القصيدة : 2850
-----------------------------------
سَئِمْتُ مِنَ الوُقُوف عَلَى الطَّريقِ
أُطالِبُ بالْقدِيمِ مِنَ الحُقوقِ
وَأَنْكَدُ مَا سَمِعْتُ بهِ طَلِيحٌ
يُعَلَّلُ باللَّوَامِعِ والبُرُوقِ
العصر العباسي >> البحتري >> لما تذكر وانهلت مدامعه
لما تذكر وانهلت مدامعه
رقم القصيدة : 2851
-----------------------------------
لَمَّا تَذَكَّر ،وانْهَلَّتْ مَدَامِعُهُ
بَيْنَ النَّدامَى مِنَ التَّشْوَاقِ والقَلَقِ
أَقْذَى المَآقي لِيُخْفِي أَمْرَهُ عُصَباً
فَبَادَرَتْهُ أَكُفُّ القَوْمِ في نَسقِ
العصر العباسي >> البحتري >> يمزج خمرا بجنى ريقه
يمزج خمرا بجنى ريقه
رقم القصيدة : 2852
-----------------------------------
يمْزُجُ خَمْراً بجَنَى رِيقِهِ
رَقْرَقَها السَّاقِي بِتَصْفيقِهِ
كأَنَّهَا مِنْ طِيبِ أَرْياقهِ
شِيبِتْ مِنَ المِسْكِ بمَفْتُوقِهِ
ثَمَّةَ يَسْقِيني دِرَاكاً، وقَدْ
صَوَّبَ نَجْمٌ بَعْدَ تَحْليقِهِ
حَاسِدَنَا في الحُبِّ ، مُتْ حَسْرةً
سُهِّلَ دَهْرٌ بْعدَ تَعْوِيقِهِ
وَأُظْفِرَ العَاشِقُ مِنْ بعْدَ مَا
عَذَّبَهُ البَيْنُ بمَعْشُوقهِ
يا رَبِّ ،لا تَبْلُ فَتىً عَاشِقاً(37/112)
مِنَ الذي يَهْوَى بتَفْريقِهِ
العصر العباسي >> البحتري >> بيننا حرمة وعهد وثيق
بيننا حرمة وعهد وثيق
رقم القصيدة : 2853
-----------------------------------
بَيْنَنَا حُرْمةٌ وعَهْدٌ وَثيقُ
وعَلَى بَعْضِنَا لِبَعْضٍ حُقُوقُ
فَاغْتَنِمْ فُرصةَ الزَّمانِ فَما
يَدْري مُطيقٌ لها مَتَى لا يُطِيقُ
العصر العباسي >> البحتري >> تعود عوائد الدمع المراق
تعود عوائد الدمع المراق
رقم القصيدة : 2854
-----------------------------------
تَعُودُ عَوَائِدُ الدّمْعِ المُرَاقِ،
عَلى مَا في الضّلُوعِ منِ احْتِرَاقِ
لَقَدْ رَأتِ النّوَاظرُ، يَوْمَ سُعدَى،
وَيَالاً تُسْتَهَلُّ لَهُ المَآقي
بإنْفَاسٍ تَرَقّى عَنْ دَخِيلِ الـ
ـجَوَى حتّى تَعَلّقَ في التّرَاقِي
وأحْشَاءٍ أرَقَّ عَلى التّصَابي،
وأدْمَى مِنْ مَجَاسِدِها الرّقَاقِ
وَقَدْ رَحَلتْ، وَمَا افْتَكَّّتْ أسِيراً،
يُفالِتُ لُبَّهُ عَنَتُ الوِثَاقِ
بِبُرْقَةِ ثَهْمَدٍ، وَلَرُبّ شَوْقٍ
تَصَبّاني إلى أهْلِ البُرَاقِ
أُلِيمُ إِلى العَذولِ وتَغْتَلِي بِي
معَاذيِري الكَوَاذِبُ واخْتِلاَقِي
وَكَمْ قَدْ أغفَلَ العُذّالُ عندي
مِنِ اسْتِئْنَافِ بَثٍّ، واشتِيَاقِ
ومِنْ سَحَرِيَّةٍ دَالَجْتُ فِيها
تَرَنُّمَ قَيْنَةٍ وهُبُوبَ سَاقٍ
فَلَمْ يَدَعِ اصْطِبَاحِي فيّ فَضْلاً
يُؤدّيني إلى أمَدِ اغْتِبَاقِي
أقُولُ بِصَاحِبٍ خَلّيْتُ عَنْهُ
يَدي، إذْ مَلّ أوْ سَئِمَ اعتلاقي
فِرَاقٌ مِنْ جَفَاءٍ حَالَ بَيْني
وَبَيْنَكَ أمْ فِرَاقٌ مِنْ فِرَاقِ؟
وَإغْبَابُ الزّيَارَةِ فيهِ بُقْيَا
وَدادِكَ، واسترَاحَةُ عظمِ ساقي
وكُنّا بالشّآمِ، إخَالُ، خَيراً
لِرَعْيِ العَهِْد منّا بالعِرَاقِ
أقَلَّ وَفَاءُ أرْضِكَ أمْ تَجَازَتْ
خَلاَئِقَ غَيرَ وَافيَةِ الخَلاقِ؟
فَلا تَتَكَلّفَنّ إليّ وَصْلاً،
تُلاقي مِنْ هَوَاهُ مَا تُلاقي
مَتَى تَرِدِ التّزَيُّلَ تَعْتَرِفْني(37/113)
قَصِيرَ الذّيْلِ، مَشدودَ النّطاقِ
وإنّي، حينَ تُؤذِنُني بصُرْمٍ،
رَبيطُ الجأشِ، مُتّسِعُ الخِنَاقِ
أُرَى عَبدَ الصّديقِ، فإنْ تَحَلّى
بظُلْمٍ، فارْجُ عَتْقي، أو إبَاقِي
وَلَنْ تَعْتَادَني أشْكُو مَقَاماً
على مَضَضٍ، وفي يَديَ انْطِلاقي
وَلَيسَ العُرْسُ في نَفسِي بأحلى
مَعَ العِرْسِ الفَرُوكِ من الطّلاقِ
وَكَمْ قَد أُعْتِقَتْ من رِقّ مُكثٍ
خُطَى هَذي المُخَزَّمَةِ، العِتاقِ
فِرَاقٌ يُعْجِلُ الإِيشَاكُ مِنْهُ
عن التَّسْلِيم فيهِ والعِنَاقِ
لَعَلّ تَخَالُفَ الطِّيّاتِ مِنّا
يَعُودُ لَنَا بقُرْبٍ واتّفَاقِ
فَلَوْلا البُعْدُ ما طُلِبَ التّداني،
وَلَوْلا البَيْنُ ما عُشِقَ التّلاقي
وَخُسْرَانُ المَوَدّةِ في السّجايا،
كخُسرَانِ التّجَارَةِ في الوِرَاقِ
وَحَقٌّ مَا تَأمّلْنَا هِلالاً
بأقصَى الأُفقِ، إلاّ عن مِحَاقِ
فإلاّ نَقْتَبِلْ عَهْداً رَضِيّاً
بعَيداً مِنْ نُبُوٍّ، وانفتِيَاقِ
فَقَدْ يَتَعَاشَرُ الأقْوَامُ حِيناً
بِتَلْفيقِ التّصنّعِ، والنّفَاقِ
وَتأتي الدّلْوُ مَلأى، بَعدَ وَهْيٍ
مِنَ الأوْذَامِ فيها، والعَرَاقي
فَلا تَبْعَدْ لَيَالينَا الخَوَالي،
وَفَائِتُ عَيْشِنا العَذبِ المَذاقِ
العصر العباسي >> البحتري >> بعينيك إعوالي وطول شهيقي
بعينيك إعوالي وطول شهيقي
رقم القصيدة : 2855
-----------------------------------
بعَيْنَيْكِ إعْوَالي وَطُولُ شَهيقي،
وَإخفاقُ عَيني مِنْ كرًى وَخُفُوقي
على أنّ تَهْوِيماً، إذا عارَضَ اطّبَى
سُرَى طارِقٍ في غَيرِ وَقتِ طُرُوقِ
سَرَى جائباً للخَرْقِ يَخشَى، وَلم يكنْ
مَلِياً بإسْرَاءٍ، وَجَوْبِ خُرُوقِ
فَباتَ يُعاطيني، على رِقبَةِ العِدَى،
وَيَمْزُجُ رِيقاً مِنْ جَنَاهُ برِيقي
وَبِتُّ أهَابُ المِسْكَ مِنْهُ، وأتّقي
رُداعَ عَبيرٍ صَائِكٍ، وَخُلُوقِ
أرَى كذبَ الأحلامِ صِدقاً، وَكم صَغتْ
إلى خَبَرٍ أُذنَايَ، غَيرِ صَدُوقِ(37/114)
وَما كانَ مِنْ حَقٍّ وَبُطْلٍ، فَقدْ شَفى
حَرارَةَ مَتْبُولٍ، وَخَبْلَ مَشُوقِ
سَلا نُوَبَ الأيّامِ مَا بَالُها أبَتْ
تَعَمُّدَ، إلاّ جَفْوَتي وَعُقُوقي
مُزِيلَةُ شِعْبَيّ وَشِعْبَ أصَادِقي،
ودَاخِلَةٌ بَيْني وَبَيْنَ شَقيقي
أرَانَا عُنَاةً في يَدِ الدّهْرِ نَشْتَكي،
تَأكُّدَ عَقْدٍ مِنْ عُرَاهُ وَثيقِ
وَليسَ طَليقُ اليَوْمِ مَنْ رَجَعَتْ له
صُرُوفُ اللّيالي، في غَدٍ، بطَليقِ
تَفَاوَتَتِ الأَقسَامُ فِينَا، فَأفْرَطَتْ
بظَمْآنَ بَادٍ لُوحُهُ، وَغَرِيقِ
وَكنتَ، إذا ما الحادثاتُ أصَبنَني
بهائِضَةٍ صُمّ العِظَامِ دَقُوقِ
شَمَختُ، فلَمْ أُبْدِ اختِتاءً لشامتٍ،
وَلمْ أبتَعِثْ شكْوَى لغَيرِ شَفيقِ
أرَى كلّ مُؤذٍ عاجزاً عَنْ أذِيتي،
إذا هُوَ لمْ يُنْصَرْ عَليّ بمُوقِ
وَلَوْلا غُلُوُّ الجَهْلِ مَا عُدّ هَيْناً
تَكَبُّدُ سُخطي، وَاصْطِلاءُ حرِيقي
تَشُفُّ أقَاصِي الأمْرِ في بَدَآتِهِ
لعَيْني، وسِترُ الغَيبِ غَيرُ رَقيقِ
وَما زِلتُ أخشَى مُذْ تَبَدَّى ابنُ يَلبَخٍ
عَلى سَعَةٍ مِنْ أنْ تُدالَ بضِيقِ
وَما كانَ مَالي غَيرَ حُسوَةِ طَائِرٍ،
أُضِيفَ إلى بحرٍ بِمِصْرَ عَمِيقِ
لَئِنْ فَاتَ وَفْرِي في اللّثَامِ فلم أُطقْ
تَلافِيَهُ، مُستَرْجعَاً بِلُحُوقِ
فَلَستُ ألومُ النّفسَ في فَوْتِ بُغيَةٍ،
إذا لمْ يكُنْ عَصْري لهَا بِخَليقِ
أَما كانَ بَذْلُ العَدْلِ أيْسَرَ وَاجبي
على المُتَعَدّي، أوْ أقَلَّ حُقُوقي
إذا ما طَلَبْنا خُطّةَ النِّصْفِ رَدّها
علَينا ابنُ خُبْثٍ فاحِشٍ، وَفَسوقِ
وَعَاهِرَةٍ أدّتْ إلى شَدِّ عَاهِرٍ
مُشَابِهَ كَلْبٍ في الكِلابِ عَريقِ
لَيلبَخَ أو طُولونَ يُعزَى، فقد حوَتْ
على اثْنَينِ زَوْجٍ مِنْهُما، وَعَشيقِ
فَأيُّهُما أدّاهُ، فَهْوَ مُؤخَّرٌ
إلى ضَعَةٍ مِنْ شَخْصِهِ، وَلُصُوقِ
فَقُلْ لأبي إسْحَاقَ، إمّا عَلِقْتَهُ،
وَأينَ بِنَاءٍ، في العِراقِ، سَحيقِ(37/115)
لَقَدْ جَلّ مَا بَيْني وَبَيْنَك، أنّنَا
عَلى سَنَنٍ مِنْ حَرْبهِ، وَطَريقِ
وَإنّ أحْقّ النّاسِ مِنّي بِخِلّةٍ،
عَدُوُّ عَدُوّي، أوْ صَديقُ صَديقي
العصر العباسي >> البحتري >> تزوجتها بعد إحراقها
تزوجتها بعد إحراقها
رقم القصيدة : 2856
-----------------------------------
تَزَوّجْتَها، بَعدَ إحْرَاقِها
قُلُوبَ النّدَامى، وَإقْلاقِهَا
وَقد أعطَتِ القَوْمَ مِنْ عَهْدِها
رِضَاهُمْ، وَمِنْ عَقْدِ ميثَاقِهَا
فَكَيفَ أمِنْتَ خِيانَاتِهَا،
وَأنتَ عَليمٌ بِأخْلاقِهَا
وَكَيفَ انبَسَطتَ، وَلم تَنقَبِضْ،
لإجْلاسِهَا مَعَ عُشّاقِها
تُحَدّثُهُمْ بِمَعَاني الغِنَا
ءِ، عن بَثّ نَفسٍ، وَأشوَاقِهَا
وأَحسِبُ أَنَّك مُخْفٍ رِضىً
وَقَد راسَلتْهُمُ بِخِلْيَاقِهَا
إِذا كُنْتَ تُمْكِنُ مِنْ وَدِّها
فَإِنَّكْ تُمْكِنُ مِنْ سَاقِهَا
العصر العباسي >> البحتري >> بودي لو يهوى العذول ويعشق
بودي لو يهوى العذول ويعشق
رقم القصيدة : 2857
-----------------------------------
بوُدّيَ لَوْ يَهْوَى العَذولُ، وَيَعْشَقُ،
فيَعلَمَ أسْبابَ الهَوَى كيفَ تَعْلَقُ
أرَى خُلُقاً حُبّي لعَلْوَةَ دائِماً،
إذا لمْ يَدُمْ بالعَاشِقِينَ التّخَلُّقُ
وَزَوْرٌ أتَانِي طَارِقاً، فَحَسِبْتُهُ
خَيالاً أتى، من آخرِ اللّيلِ، يَطرُقُ
أُقَسّمُ فيهِ الظّنّ طَوْراً مُكَذِّباً
بهِ أنّهُ حَقٌّ، وَطَوْراً أُصَدِّقُ
أخافُ، وأَرْجُو بُطلَ ظَنّي وَصِدْقَه،
فَلِلّهِ شَكّي حينَ أرْجُو وَأفْرَقُ
وَقَدْ ضَمّناَ وَشْكُ التّلاقي، وَلَفّنَا
عِنَاقٌ عَلى أعْنَاقِنَا ثَمّ ضَيّقُ
فَلَمْ تَرَ إلاّ مُخْبِراً عَنْ صَبَابَةٍ
بشَكْوَى، وإلاّ عَبْرَةً تَتَرَقْرَقُ
فأحْسِنْ بِنَا، والدّمعُ بالدّمعِ وَاشجٌ
تَمازُجُهُ، والخَدُّ بالخَدّ مُلْصَقُ
وَمِنْ قُبَلٍ قَبْلَ التّشاكي وَبَعْدَهُ،
نَكَادُ لَهَا مِنْ شِدّةِ الوَجدِ نَشرَقُ(37/116)
فَلَوْ فَهِمَ النّاسُ التّلاقي وَحُسْنَهُ
لَحُبّبَ، من أجلِ التّلاقي، التّفَرّقُ
إذا قُرِنَ البَحْرُ الخِضَمُّ بأنْعُمِ الـ
ـخَليفَةِ كادَ البَحْرُ فيهِنّ يَغرَقُ
مَوَاِهِبُ أعدادُ الأمَاني، وَخَلْفَهَا،
عِداتٌ يَكادُ العُودُ منهُنّ يُورِقُ
بهِ تَعدِلُ الدّنيا، إذا مالَ قَصْدُها،
وَيَحسُنُ صُنعُ الدّهرِ وَالدّهرُ أخرَقُ
قَضَى الله للمُعْتَزّ بالله أنهُ
هُوَ القَائِمُ العَدْلُ، الرّشيدُ، المُوَفَّقُ
مَحَبّتُهُ فَرْضٌ مِنَ الله وَاجِبٌ،
وَعِصْيَانُهُ سُخطٌ مِنَ الله مُوبِقُ
بَقِيتَ، أمِيرَ المؤمِنِينَ، مُؤمَّلاً،
فَلِلْمُلْكِ نُورٌ مَا بَقيتَ وَرَوْنَقُ
لَقَدْ أقبَلَتْ بالأمْسِ خَيْلُكَ سُبَّقاً،
وأنتَ إلى العَلْيَاءِ والمَجْدِ أسْبَقُ
وَوَافَاكَ بالَّنيْرُُوزِ وَقْتٌ مُحَبَّبٌ،
يَظَلُّ جَنيُّ الوَرْدِ فيهِ يُفَتَّقُ
فَلا زِلْتَ في ظِلٍّ مِنَ الله سابِغٍ،
فَظِلُّكَ رَوْضٌ للبَرِيّةِ، مُونِقُ
تَجَانَفَ بي نَهْجُ الشّآمِ، وَطَاعَ لي
عِنَانٌ إلى أَبْيَاتِ مَنبِجَ مُطْلَقُ
أسُرُّ صَدِيقاً، أوْ أسُوءُ مُلاحِياً،
وأنْشُرُ آلاءً بِطَوْلِكَ تَنْطِقُ
وإنّي خَليقٌ بَل حَقيقُ يِعُقْبِ ما
يُغَرِّبُ شَخصي، إنّ شَوْقي يُشَرِّقُ
وَمِنْ أينَ لا يَثْني الرّجَاءُ مُعَوَّلي
عَلَيكَ، وَيَحْدُوني إلَيكَ التّشَوّقُ
وأنْتَ الذي أعلَيْتَني بصَنِيعَةٍ
هيَ المُزْنُ تَغدو من قَرِيبٍ، فتُغدِقُ
وَعارِفَةٍ فَاتَتْ صِفَاتِي، فَلا الَّثنَا
يُقارِبُ أقْصَاهَا وَلا الشّكرُ يَلحَقُ
حَمَلْتَ على عَشْرٍ من البُرْدِ مرْكبي
عِجالاً عَلَيهِنّ الشّكيمُ المُحَلَّقُ
وأكثَرْتَ زَادي مِنْ بُدُورٍ تَتَابَعَتْ
بِجُودِكَ فيهِنّ اللُّجَينُ المُطَرَّقُ
وَمُنْتَسِبَاتٍ للوَجِيهِ وَلاحِقٍ،
كُمَيْتٌ يَسُرّ النّاظِرِينَ، وَأبْلَقُ
وَمِنْ خِلَعٍ فازَتْ بلُبْسِكَ فاغتدى
بها أرَجٌ مِن طيبِ عَرْفِكَ، يَعْبَقُ(37/117)
عَلَيْهَا رِداءٌ مِنْ حَمَائِلِ مُرْهَفٍ
صَقيلٍ، يَزِلُّ الطّرْفُ عَنهُ، فيزْلَقُ
فهَلْ أنْتَ يا ابنَ الرّاشِدينَ مُخَتّمي
بِيَاقُوتَةٍ تُبْهي عَلَيّ، وَتُشْرِقُ
يَغَارُ احمِرَارُ الوَرْدِ من حُسنِ صِبغِها،
وَيَحكيهِ جاديُّ الرّحيقِ المُعَتَّقُ
إذا بَرَزَتْ والشّمسَ قُلتُ تَجَارَتَا
إلى أمَدٍ أوْ كادَتِ، الشّمسَ، تَسبُقُ
إذا التَهَبَتْ في اللّحظِ ضَاهَى ضِيَاؤها
جَبينَكَ عِندَ الجُودِ، إذْ يَتَألّقُ
أُسَرْبَلُ مِنْهَا ثَوْبَ فَخْرٍ مُعَجَّلٍ،
وَيَبْقَى بها ذِكْرٌ على الدّهرِ مُخلِقُ
عَلاَمَةُ جُودٍ منْكَ عِنْدي مُبينَةٌ،
وَشَاهِدُ عَدْلٍ لي بنُعمَاكَ يَصْدُقُ
وَمِثْلُكَ أعْطَاهَا، وأضْعَافَ مِثْلِهَا،
وَلا غَرْوَ للبَحْرِ انبَرَى يَتَدَفّقُ
لَئِنْ صُنتُ شِعْرِي عن رِجَالٍ أعِزّةٍ،
فإنّ قَوَافيهِ بوَصْفِكَ ألْيَقُ
وإنْ وُليَ العُمّالُ مِنّي مَبَرّةً،
فمُسْتَعمِلُ العُمّالِ أحرَى وأخْلَقُ
العصر العباسي >> البحتري >> كأنك السيف حداه ورونقه
كأنك السيف حداه ورونقه
رقم القصيدة : 2858
-----------------------------------
كأنّكَ السّيفُ: حَدّاهُ وَرَوْنَقُهُ،
وَالغَيْثُ: وَابِلُهُ الدّاني وَرَيّقُهُ
هَلِ المَكَارِمُ، إلاّ مَا تُجَمّعُهُ،
أوِ المَوَاهِبُ، إلاّ مَا تُفَرّقُهُ
مَجداً أبا مُسلِمٍ! أصْبَحتَ من كَرَمٍ
تُجِدُّهُ، وَتِلاداً ظِلْتَ تُخْلِقُهُ
يَفديكَ من كلّ سوءٍ وَامقٌ لكَ قَدْ
باتَتْ إلَيكَ دَوَاعي الشّوْقِ تُقْلِقُهُ
حَرّانُ يَخْلِطُ مِنْ وَجْدٍ يُتَيّمُهُ،
حتّى يَصَبّ، وَمِنْ بَثٍّ يُؤرّقُهُ
إذا تَيَمّمَ قَصْدَ الغَرْبِ مالَ بِهِ،
تِلقاءَ قَصْدِكَ في شرْقٍ، تَشَوّقُهُ
لا تَنْسَ للأبْلَقِ المَحبُوكِ رَوْحَتَهُ
بِمَنْ أظُنُّكَ تَهْوَاهُ، وَتَعْشَقُهُ
بفاتِرِ اللّحظِ وَالألفَاظِ جَاءَ على
تَخَوّفٍ، وَعُيُونُ النّاسِ تَرْمُقُهُ
كَأنّمَا رَاحَ في أثْنَاءِ يُمْنَتِهَا(37/118)
قَضِيبَ إسْحِلَةٍ، يَهْتَزُّ مُورِقُهُ
زُرَيْقَةٌ أُمُّها ،والفَالُ يُخبِرُني
عَنْ نَائِلٍ مِن هَوَاهَا سَوْفَ تُرْزَقُهُ
العصر العباسي >> البحتري >> زائر زارني ليسأل عن حا
زائر زارني ليسأل عن حا
رقم القصيدة : 2859
-----------------------------------
زَائرٌ زَارَني ليَسْألَ عَنْ حَا
لي، كمَا يَسألُ الصّديقُ الصّديقَا
كَيفَ حالي، وَقد غَدا ابنُ جُبيرٍ
ليَ، دونَ الإخوَانِ، جاراً لَصِيقا
غَادياً رَائِحاً عَليّ، فَما يَتْـ
ـرُكُني أنْ أُرِيحَ، أوْ أنْ أُفِيقَا
يَقتَضِيني الغَداءَ وَالشّمسُ لمْ تَبْـ
ـزُغْ طُلُوعاً وَلمْ تَبَلّجْ شُرُوقا
مِعْدَةٌ أوّلِيّةٌ كَرَحَى البُرِّ
تُلقَّي حَبّاً، وتُلْقي دَقِيقَا
وَيَدٌ مَا تَزَالُ تَرْمي بِأحْجَا
رٍ مِنَ اللُّقْمِ تُعجِزُ المَنْجَنيقَا
صَاحَ بُلْعُومُهُ، فقُلْنا المُنَادي،
صَاحَ في حَلقِهِ: الطّرِيقَ الطّرِيقَا
وَكَأنّ الفَتَى يَطُمُّ رَكَايَاً
قَدْ تَهَوّرْنَ، أوْ يَسُدُّ بُثُوقَا
وإذا جِيءَ بالخِوَانِ تخَّوفْتُ
وَأشفَقتَ أن يَمُوتَ خَنيقَا
العصر العباسي >> البحتري >> حاطك الله يا أبا إسحاق
حاطك الله يا أبا إسحاق
رقم القصيدة : 2860
-----------------------------------
حاطَكَ اللهُ يا أَبا إِسحَاقِ
وَوَقَاكَ المَكْرُوهَ أَجْمَعَ وَاقِ
قَد هَزَزْناكَ بالقَوافِي وَفِيهَا
دَرَجاتٌ إِلى العُلا ومَرَاقِ
والثَّنَاءُ المُنْحَلُ يَفْنَى ،وما يُعْقَدُ
بالشعْرِ مُدَّةَ الدَّهْرِ باقِ
ما أَبو جَعْفَرٍ بِمْسْتَقصَرِ الجَدْوى
،ولاَ سَالِكٍ سَبيلَ النِّفَاقِ
عِندَهُ نُجْحُ ما يَقُول ، ومِنْهُمْ
مُعْدِمُ مِنْ مَكارِمِ الأَخلاقِ
إِنْ تُعَاوِدْهُ مُذْكَراً لاَ تُعاوِدْ
ذَائِبَ القَوْلِ جَامِدَ الأَوراقِ
العصر العباسي >> البحتري >> إليك أمير المؤمنين رسالة
إليك أمير المؤمنين رسالة
رقم القصيدة : 2861
-----------------------------------(37/119)
إلَيكَ، أميرَ المُؤمنينَ، رِسَالَةٌ
منَ الغرْبِ تَسْتَقْرِي فِجاجَ المَشارِقِ
أُعيذُكَ بالنّعْمَى مِنَ الله أنْ تَرى
قدامَي جَنَاحِ المُسْلِمينَ لفَاسِقِ
أُعِيرَ بَرِيدُ الرَّقّتَينِ غَضَاضَةً،
بمُضْطَرِبِ الكَفّينِ، رِخوِ البَنَائِقِ
نَعَى العَدْلَ، شَرْقيَّ البلادِ، بجَوْرِهِ
عَلَينا، وَبَاعَ النّاسَ ثَمّ بِدانِقِ
لهُ في الَّذِي اسْتُرْعِيهِ رَوْحةُ فاجِرٍ
بِسَوْءَتِهِ الأَخرى ودُلْجَةُ سارِقِ
إِذا ما دَعَا غِلْمَانَهُ لِبِليَّةٍ
فَخَلْوتُهُ بالعِفْرِ دونَ المُرَاهِقِ
مُخَنَّثُ أَعْراسٍ ،وَلَيْسَ بمُطْرِبٍ
وقَيْنَةُ فِتْيَانٍ ،وَلَيْسَ بِعَاتِقِ
يَهِيجُ شَحِيجَ البَغْلِ مِنْ كَلَبِ اسْتِهِ
ويُطرِبُ خُصْيَيْهِ صِيَاحُ الفُرانِقِ
العصر العباسي >> البحتري >> أما والذي أعطاك فضلا وبسطة
أما والذي أعطاك فضلا وبسطة
رقم القصيدة : 2862
-----------------------------------
أمَا والّذي أعْطاكَ فَضْلاً وبَسْطَةً
على كلّ حيٍّ، وَاصْطفاكَ على الخَلْقِ
لقدْ سُسْتَنا بالعَدْلِ والبَذْلِ مُنعِماً،
وَعُدْتَ عَلَيْنَا بالأنَاةِ وَبِالرّفقِ
وَإنّا نَرَى سِيما النبيّ مُحمّدٍ،
وَسُنّتَهُ في وَجهِكَ الضّاحكِ الطَّلْقِ
وَقَدْ عَلِمَتْ تِلْكَ العِمامَةُ أنّها
تُلاثُ على تِلْكَ النّجابةِ وَالعِتْقِ
تدارَكْتَ بالإحْسانِ حِمصَ وَأهلَها،
وَقَدْ قارَفوا فعلَ الإساءةِ وَالخَرْقِ
طَلَعْتَ لهمْ وقتَ الشرُوقِ، فعَاينُوا
سَنا الشمسِ من أُفْقٍ وَوَجهَك من أُفقِ
وَما عايَنُوا شمْسَينِ، قبْلَهُما، الْتقى
ضِياؤهُما وَفَقْاً، من الغَرْبِ والشّرْقِ
أرَيْتَهُمُ إذْ ذاكَ قُدْرَةَ قادِرٍ،
وَعَفْوَ مُحِبٍّ للسّلامَةِ، مُسَبْقِ
ولَوْ شِئْتَ طاحوا بالسيوفِ وبِالقَنا،
وَباللَّهْذَميّاتِ المُذَرَّبَةِ الزّرْقِ
مَنَنْتَ عَلَيْهِمْ بالحَياةِ فأصْبحوا
موَالِيكَ فازُوا منكَ بالمَنّ والعَتقِ(37/120)
وَإنّ وَلاَءَ المُعْتَقِينَ منَ الرّدَى،
يفُوقُ وَلاءَ المُعْتَقِينَ من الرّقّ
بَقِيتَ أمِيرَ المُؤمِنِينَ لأمّةٍ،
سَلَكْتَ بها نَهْجَ السّبيلِ إلى الحقّ
بِوَجْهِكَ تَسْتعدي على الدهرِ، كلّما
أساءَ، كما كانَتْ بِجدِِّكَ تَستسْقي
العصر العباسي >> البحتري >> يابن المدبر يا أبا إسحاق
يابن المدبر يا أبا إسحاق
رقم القصيدة : 2863
-----------------------------------
ياْبن المُدَبِّرِ، يا أبا إسْحَاقِ،
غَيثَ الضّرِيكِ وَطارِدَ الأمْلاقِ
عِشْ للمُرُوُءَةِ، وَالفُتوّةِ، وَالعُلاَ،
وَمحَاسِنِ الآدابِ، وَالأخلاقِ
أمّا مَسامِعُنا الظِّمَاءُ، فإنّها
تُرْوَى بِمَاءِ كَلامِكَ الرّقْرَاقِ
وَإذا النّوَائِبُ أظلَمَتْ أحداثُها،
لَبستْ بوَجهِكَ أحسَنَ الإشرَاقِ
وَإذا غُيُومُكَ أبرَقتْ لم تَكترِثْ
للخَطبِ ذي الإرْعادِ، والإبرَاقِ
حُفظَ القَرِيضُ، فما يُضَيَّعْ حقُّه
أبَداً، وَأنتَ لَهُ مِنَ العُشّاقِ
هَا إنّهُ وَعَطاءَكَ الجَمّ اللُّهَى
أخَوَانِ، ذا فَانٍ، وَهَذا بَاقِ
أُثْني عَلَيكَ، بما بَسَطتَ بهِ يدي،
وَحَلَلْتَ مِنْ أسرِ الزّمانِ وِثَاقي
هيَ هِمَّةٌ، لوْ قِيسَتِ الدّنْيا بهَا
فضُلَتْ جَوَانِبُها عنِ الآفاقِ
كُنتُ الغَرِيبَ، فَمُذْ عرَفتُك عاد لي
أُنْسِي، وَأصْبَحَتِ العِرَاقُ عِرَاقي
العصر العباسي >> البحتري >> في حضور الفراق عند لقائيك
في حضور الفراق عند لقائيك
رقم القصيدة : 2864
-----------------------------------
في حُضُورِ الفِراقِ عِنْدَ لِقائِيك
احتِرَاقٌ يَفْوقُ كُلَّ احْتِراقِ
وإِذا مَا نأَيْتُ هوَّنَ مَا أَلْقَاهُ
مِنْ نأَيِكُمْ رَجَاءُ التَّلاقِي
لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُ وجْهَك عَنْ قُرْبِ
،فَأَنَّي إِليكَ بالأَشواقِ
العصر العباسي >> البحتري >> كم صديق عرفته بصديق
كم صديق عرفته بصديق
رقم القصيدة : 2865
-----------------------------------
كَمْ صَدِيقٍ عرَّفْتُهُ بِصَديقٍ(37/121)
صَارَ أَحْظَى مِنَ الصَّدِيق ِالعتِيقِ
وَرَفِيقٍ رَافَقْتُهُ في طَرِيقٍ
صَارَ بَعْدَ الطَّريقِ خَيْرَ رَفِيقِ
العصر العباسي >> البحتري >> غيث السماء استهل بارقه
غيث السماء استهل بارقه
رقم القصيدة : 2866
-----------------------------------
غَيْثُ السَّمَاءِ اسْتَهلَّ بارِقُهُ
وَلَيْسَ بَدْرُ السَّماءِ في أُفقِهْ
إِنْ قُلْتَ فِي خَلْقِهِِ فَإِنَّكَ لاَ
تَقُولُ إِلاَّ الجَمِيلَ في خُلُقِهْ
يَشُقُّ جِيرانُهُ جُيُوبَهُمُ
مِن حَمْلِهِ أَيْرَهُ عَلَى عُنُقِهْ
العصر العباسي >> البحتري >> أخي متى خاصمت نفسك فاحتشد
أخي متى خاصمت نفسك فاحتشد
رقم القصيدة : 2867
-----------------------------------
أُخَيَّ مَتى خاصَمْتَ نَفَسكَ فاحْتَشِدْ
لَها،ومَتَى حَدَّثْتَ نَفْسَكَ فاصْدُقِ
أَرىعلَلَ الأَشياءِ شَتَّى، ولا أَرى
التَّجَمُّعَ إِلاَّ عِلَّةً للتَّفَرُّق
أَرى العَيْشَ ظِلاًّ تُوشِكُ الشَّمْسُ نَقْلَهُ
فَكِسْ في ابتِغاءِ العيْشِ كَيْسَكَ أَوْمُقِ
أَرى الدَّهْرَ غُولاً لِلنُّفُوسِ،وَإِنَّمَا
بَقِي اللهُ في بعضِ المَواطِنِ مَنْ يَقِي
فَلا َ تُتْبعِ الماضِي سُؤَالك لِمْ مَضَى
وعِّرجْ عَلَى الباقي فَسائلْهُ لِمْ بَقِي
ولَمْ أَرَ كالدُّنيا حَلِيلَةَ وَامِقٍ
مُحِبٍّ مَتَى تَحْسُنْ بِعَيْنَيْهِ تَطلُقِ
تَرَاها عِيَاناً وَهْي صَنْعَةُ وَاحِدٍ
فَتحْسبُهَا صُنْعَيْ لَطِيفٍ وأَخْرَقِ
ذَكرْتُ أَبَا عيسى فَكَفْكَفْت ُمُقْلَةً
سَفُوحاً مَتَى لا تَسْكُبِ الدَّمْعَ تأْرَقِ
فَتىً كَانَ هَمَّ النَّفْسِ أَو فَوْقَ هَمّهَا
إِذا مَا غَدَا في فَضْلٍ رَأْيٍ ومَصْدِقِ
ولَسْتُ بِمُستَوفٍ تَمَامَ سَعَادَةٍ
على مُشْتَرٍ لَمْ يسْتَقِيمْ ويُشِرِّقِ
لَعاً لَكُمُ مِنْ عاثِرينَ بِنكْبَةٍ،
بَنِي مَخْلَدِ صَوْبَ الغَمَامِ المُطَبٍّقِ
تُحِبُّكُمُ نَفْسي وإِنْ كَانَ حُبُّكُمْ
مُصِيبي بأَهواءِ الأَعادِي ومُوبِقِي(37/122)
ومَا عَشِقَ النَّاسُ الأَحِبَّةَ عَشْقَهُمْ
لِكثْرٍ جَديدٍ مِنْ جَدَاكُمْ ومُخِلِقِ
فَمَنْ يَقْتَرِبْ بالغَدرِ عَهداً فلإِنَّنا
وَفَيْنا لِنجْرانيْ يَمَانٍ ومُعْرِقِ
حَبَوْناهُمَا الرّفِدَيْنَ حَتَّى تبَيَّنُوا
لنا الفَضْلَ من مالِ ابْنِ عَمِّي ومنْطِقي
العصر العباسي >> البحتري >> تحمل آل سعدى للفراق
تحمل آل سعدى للفراق
رقم القصيدة : 2868
-----------------------------------
تَحَمَّلَ آل سُعْدى لِلفِراقِ
وَقَدْ حَارَتْ دُمُوعٌ في المآقِي
وَمَا سَعِدَتْ بِسُعَدى النَّفْسُ حَتَّى
شَجَاهَا البَيْنُ فِيهَا باخْتِرَاقِ
وَلمَّا غَرَّدَ الحَادُونَ حَادَتْ
ظِبَاءُ الرَّقمتَيْنِ عَنِ التَّلاَقِي
فَمَا رقَأَتْ دُمُوعي إِذْ مَرَاها
تَرَقِّي مُهْجَتي عِنْدَ التَّراقِي
وَقَالَ عَوَاذِلي :رِفْقاً...ومَنْ لِي
بِرَِفْقٍ عِنْدَ تَفْرِيقِ الرِّفَاقِ؟
أَأَسْطِيعُ العَزَاءَ وقَدْ تَراءَتْ
عُيُونُ العَيْنِ تُؤْذِنُ بالفِرَاقِ؟
وَلوَّيْنَ البَنَانَ غَدَاةَ بَيْنٍ
بِتَسْلِيمٍ وَهُنَّ عَلَى انْطِلاَقِ
هُنَالِكَ تَتْلَفُ المُهَجَاتُ ضَرَّا
لِما فِيهِنَّ مِنْ حُرَقٍ بَواقِ
أَمَا أَبْصرْتَهُنَّ شُمُوسَ دَجْنٍ
عَلَى قُضُبٍ مُهَفْهفَةٍ دِقَاقٍ؟
وأَبْدَيْنَ الخُدُودَ كَرَوْضِ وَرْدٍ
وماءُ الحُسْنِ في أُدُمٍ رِقَاقِ
ومَا إِنْ زالَ مَكْتُوماً هَوَاهُمْ
وعِنْدَ البَيْنِ بُحْتُ بما أُلاَقي
العصر العباسي >> البحتري >> تيمته صبابة واشتياق
تيمته صبابة واشتياق
رقم القصيدة : 2869
-----------------------------------
تَيَّمَتْهُ صَبَابَةٌ واشْتِيَاقُ
وَشجَاهُ يَوْمَ الفِراَقِ الفِرَاقُ
سَاعَدَتْهُ عَلَى البُكَا عَبَراتٌ
سَاعَدَتْهَا فِي فَيْضِها الآمَاقُ
كَم تُشَقُّ الجُيوبُ في مَأْتَمِ البيْنِ،
وتَدْمَى لهُ الخُدودُ الرِّقَاقُ
أَطْلَقَتْ دمْعَهُ المَدامِعُ لَمَّا
جَدَّ لِلْبَيْنِ رِحْلَةٌ وانْطِلاَقُ(37/123)
رُوحُهُ بالشَّآمِ في غَمْرَةِ الموْتِ ،
وجُثْمَانُهُ حَوتْهُ العِرَاقُ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> قارئة الفنجان
قارئة الفنجان
رقم القصيدة : 287
-----------------------------------
جلست .. والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت : يا ولدي لا تحزن
فالحب عليك هوا المكتوب
ياولدي .. قد مات شهيداً
من مات على دين المحبوب
فنجانك .. دنيا مرعبه
وحياتك أسفار وحروب
ستحب كثيرا وكثيرا
وتموت كثيرا وكثيرا
وستعشق كل نساء الأرض
وترجع كالملك المغلوب
بحياتك .. يا ولدي .. امراءة
عيناها .. سبحان المعبود
فمها .. مرسوم كالعنقود
ضحكتها .. موسيقي وورود
لكن سماءك ممطرة
وطريقك مسدود
مسدود
فحبيبه قلبك .. ياولدي
نائمة في قصر مرصود
والقصر كبيراً يا ولدي
وكلاب تحرسه وجنود
وأميرة قلبك نائمة
من يدخل حجرتها مفقود
من يدنو
من سور حديقتها
مفقود
من حاول فك ضفائرها
يا ولدي
مفقود
مفقود
مفقود
بصرت
ونجمت كثيراً
لكني .. لم اقرأ أبدا
فنجانا يشبه فنجانك
لم اعرف أبداً يا ولدي
أحزاناً
تشبه أحزانك
مقدورك أن تمشي أبدا
في الحب .. على حد الخنجر
وتظل وحيداً كالأصداف
وتظل حزيناً كالصفصاف
مقدورك أن تمضي ابداً
في بحر الحب بغير قلوع
وتحب ملايين المرات
وترجع كالملك المخلوع
جلست .. والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت : ياولدي لا تحزن
فالحب عليك هوا المكتوب
يا ولدي .. قد مات شهيداً
من مات على دين المحبوب
العصر العباسي >> البحتري >> قولوا لسرجس يابن القحبة الشبقه
قولوا لسرجس يابن القحبة الشبقه
رقم القصيدة : 2870
-----------------------------------
قُولُوا لِسرْجَسَ يَابْنَ القَحْبَةِ الشَّبِقَهْ
ومَنْ لَهَا فِي حشَاها شَهْوَةٌ حرِقَهْ
وابْنَ الَّتي جَعَلَتْ لِلدَّاء فَقْحَتَها
وَفْقاً علَى كُلِّ فَحْلٍ نَاكَهَا صَدَقَهْ
ومَنْ تَذَلُّ لِوقْعِ الصَّفْعِ هَامَتُهُ
ذُلَّ الحُلُوقِ التي بالحَبْلِ مُختِنقَهْ(37/124)
وَمَنْ إِذا عُدَّتِ الأَنْبَاطُ كَانَ إِذا
ما نَصَّ عَنْ أَصْلِهِ مِنْ أَرْذَلِ الطَّبَقَهْ
وَمنْ بهِ أُبْنَةٌ في الدَّبْر مُقْلِقةٌ
قَدْ أَحْرَقَتْ جَفْنَهُ بلْ طَوَّلَتْ أَرقَهْ
ومَنْ بِهِ بُخْرَةٌ تُرْدِي مُخَاطِبَهُ
نَعَمْ ،وتَتْرُكُ مِنْهُ رُوحَهُ قَلِقَهْ
وَمَنْ لَهُ عَمَّةٌ تَزْنِي ،وَوَالِدةٌ
قَوَّادَةٌ نَذْلَةٌ مَهتُوكةٌ خَلَقَهْ
وأَخْتُ سَوْءٍ علَى الأَعْرَادِ ضارِطةٌ
ضُرَاطَ غَيْرٍ لدى البَيْطَارِ قد شَنَقَهْ
أَبْدَى الزَّمانُ لَنا مِن صَرْفِهِ عجَباً
إِذْ صَارَ مِثْلُكَ فِيهِلاّوِياً عُنُقَهْ
أَقْسَمْتُ لَولاَ بَداهَاتي ومَعْرِفَتي
بسُخْفِ قدْرِكَ يابن الجِيفَةِ الوَدِقَهْ
شَقَقْتُ مِنْكَ قَفاً للصَّفْعِ دامِيَةً
صَفْعاً تَظَلُّ عَلَيْهِ نادِرَ الحَدّقَهْ
لكِنْ تَرَفَّعْتُ قَدْراً عَنْكَ أَنَّ أَبِي
نَجْدٌ كريمٌ، وجَدِّي ساد مَنْ سَبقَهْ
بلْ كَيْفَ تَسْلَمُ نَفْسٌ مِنْكَ قَد صَلِيَتْ
بِسَطْوَتي ،ومَخَالِيبي بها عَلِقَهْ
ياَبن الَّتي إِنْ دَجَا لَيْلٌ علَى رَجُلٍ
وباتَ يَطْعَنُها بالعَرْدِ في الحَلَقَهْ
أَبْدَتْ نَخِيراً يُحاكي صوْتَ مِضْرَطِها
إِذا الغَوِيُّ مُجُوناً بالخُصَى صَفَقَهْ
إِنْ كُنْتَ مِنْ عَدَمٍ أَظْهَرْتَ جَهْلَكَ لِي
لَمَا أَنِفْتُ لِحُرٍّ ظاهرِ الشَّفْقّهْ
وذاكَ نَجْدٌ لَوَ انَّ الخَلْقَ سَابَقَهٌُ
الى العُلاَ وَسَماحِ الكَفِّ ما سَبَقَهْ
لَوْلاَ نُحُوسٌ تَوَلَّتْ عَنْكَ مُعْرِضَةً
تُرِيد غَيْرَكَ بالآفَاتِ مُخْتَرِقَهْ
لَكَانَ بدْرٌ ونَجْم ٌأَسْلَمَاكَ إِلى
ذُلٍّ يَخافُ الرَّدى من هَوْلِهِ فَرَقهْ
ومَا عَدَاكَ فَشَيءٌ لَسْتَ تَعْدَمُهُ
وسَوْفَ تقْبضُهُ مِنْ عَاجِلٍ نَفَقَهْ
العصر العباسي >> البحتري >> من يأمن البلوى وبينا فتى
من يأمن البلوى وبينا فتى
رقم القصيدة : 2871
-----------------------------------
منْ يَأْمَنِ الْبَلْْوَى ،وبَيْنَا فَتىً(37/125)
مِنْ آلِ وَهْبٍ بَيْنَنَا إِذْ حَبَقْ
سأَلْتُ عنْ ذَاكَ،فَقِيلَ:أسْتُهُ
مَكْشُوفَةٌ لَيْسَ عَلَيها طَبَقْ
لو عَصَرتْ عُنْقَ ظَلِيمٍ وقَدْ
أَدْخَلَ فيها رأْسَهُ ما اخْتَنَقْ
قُلْنا، وقَدْ انْطَقَها بَعْدَهُ،
ياذَا الّلِسَانَيْنِ إِذا مَا نَطَقْ
العصر العباسي >> البحتري >> إذا ما صديقي رابني سوء فعله
إذا ما صديقي رابني سوء فعله
رقم القصيدة : 2872
-----------------------------------
إِذا ما صَدِيقي رابَني سُوءُ فِعْلِهِ
وَلَمْ يَكُ عَمّا رَابَني بِمُفِيقِ
صَبرْتُ عَلَى أَشياءَ مِنْهُ تَرِيبُني
مَخَافَةَ أَنْ أَبْقَى بغَيْرِ صدِيقِ
العصر العباسي >> البحتري >> للناس بدران لا يخفى طلوعهما
للناس بدران لا يخفى طلوعهما
رقم القصيدة : 2873
-----------------------------------
للنَّاسِ بَدْرانِ لا يَخْفَى طُلُوعُهُمَا
بدْرُ السَّماءِ،وبَدْرُ الأَرْضِ إِسْحَاقُ
أَغَرُّ تُفْتَحُ أَبوَابُ النَّوَالِ بِهِ
وللمَنَايا به فَتْحٌ وإِغلاَقُ
كِلْتَا يَدَيْكَ يَمِينٌ لا شِماَل لَهَا
وفي يَمِينِكَ آجَالٌ وأَرْزَاقُ
العصر العباسي >> البحتري >> هبل الواشي بها أنى أفك
هبل الواشي بها أنى أفك
رقم القصيدة : 2874
-----------------------------------
هُبِلَ الوَاشِي بهَا، أنّى أفَكْ،
لَجّ في قَوْمٍ عَلَيْها، وَمَحَكْ
وَقَدِيماً لَمْ أزَلْ في حُبّهَا
شارِدَ السّمعِ عنِ القوْلِ الأرَكّ
كُلُّ عَانٍ يَتَرَجّى فَكَّهُ،
وَلِذاتِ الخَالِ عَانٍ ما يُفَكّ
وَجَدَتْ غِرّةَ قَلْبٍ شَفَّهُ،
سَقَمُ الحُبّ، وَجسْمٍ قد نُهِكْ
حَسْبُ لَيلى أنّني لمْ أنْفَكِكْ
من أسًى يُشجي، إذا الخالِي ضَحكْ
خَيّمَتْ في نَهْرِ عيسَى فغَدَا
نَهرُ عيسَى، وَبهِ القلبُ سَدِكْ
يا أخا الشّامِ امضِ مَكلُوءاً، فَما
جانبي منكَ، وَلا ضِلعي مَعَكْ
شَغَلَتْ بَغدادُ شَوْقي عَن قُرًى
عندَ مَيْشَاء، وَعَرْضٍ وَأُرُكْ
مَنْزِلٌ لي بالعِرَاقِ اخْتَرْتُهُ،(37/126)
لمْ يَشُبْ حُرَّ يَقيني فيهِ شَكّ
وَإذا دِجلَةُ مَدّتْ شَأوَها،
وَجَرتْ جَرْيَ اللّجَينِ المُنسَبِكْ
عارَضَتْ رَبْعي بفَيْضٍ مُزْبِدٍ،
بَينَ أموَاجٍ تَسامَى، وَحُبُكْ
يَتَكَفّا النّخْلُ، في حافاتِها،
بالقَمارِيّ تُغَنّي، أوْ تَبِكْ
حُنِيَتْ تلكَ العَرَاجينُ عَلى
لؤلؤٍ غضٍّ وَخُوصٍ كالشّرَكْ
وَلِيَتْني مِنْ سُلَيْمانٍ بِهِ
نِعْمَةٌ مِثْلُ السّحابِ المُدّرِكْ
وَأبُو العَبّاسِ لي جارٌ، فَقُلْ
في جِوَارِ البَحرِ وَفْقاً، وَالمَلِكْ
وَإلى عَبْدِ العَزِيزِ اتّجَهَتْ
رَغْبَتي تَسْلُكُ نَهْجاً مُشترِكْ
يَصْبِحَ الدّهْرَ عَلى جِيرَانِهِ،
ناصِلَ الأظفارِ مَضْمونَ الدّرَكْ
سَيّدٌ نَجْرُ المَعَالي نَجْرُهُ،
يَمْلِكُ الجُودُ عَلَيهِ ما مَلَكْ
وَيَمَانٍ، إنْ يُسَلْ لا يَعْتَلِلْ،
كاليَماني العَضْبِ إن هُزّ بتَكْ
لا يُعَنّي نَفْسَهُ مِنْ أسَفٍ،
إثْرَ حَظٍّ فاتَ، أوْ وَفْرٍ هَلَكْ
بَرَزَتْ أَنْعُمُهُ في عَدَدٍ
دُفَعَ اٌلبَحِْرِ وأَدوَارَ اٌلفَلك
يَرْقُبُ اٌلأَعْدَاءَ مِنْ رَوْعاتِها
بَغَتَاتُ اٌلخيْلِ يَحمْلْنَ الشَّكَكْ
حَطَّ في طَلْحَةَ أَو في مصعَبٍ
لاَ يُبَالي أَيَّ أُسْلبٍ سَلَكْ
خَيْرُهُم جَدًّا وَعَمًّا وأَباً
مُحْتِدٌ زَاكٍ وَغَيْضٌ مُشْتَبِكْ
يا أبَا العَبّاسِ لَنْ يَقْطَعَ بي
أمَلي فيكَ، وَلا ظَنّيَ بِكْ
حاجَةٌ ما عَرَضَتْ عائِرَةٌ،
أخَذَ التّخفيفُ منها، أوْ تَرَكْ
العصر العباسي >> البحتري >> جعلت فداك الدهر ليس بمنفك
جعلت فداك الدهر ليس بمنفك
رقم القصيدة : 2875
-----------------------------------
جُعِلتُ فِداكَ، الدّهْرُ ليسَ بمُنفَكِّ
منَ الحادثِ المَشكُوّ، وَالنازِلِ المُشكي
وَمَا هَذِهِ الأيّامُ إلاّ مَنازِلٌ،
فمِن منزِلٍ رَحبٍ وَمن منزِلٍ ضَنكِ
وَقَدْ هَذّبَتْكَ الَّنائباتُ، وَإنّمَا
صَفا الذّهبُ الإبرِيزُ قبْلكَ بالسّبْكِ
وما أنْتَ بالمَهزُوزِ جأشاً على الأذَى،(37/127)
وَلا المُتَفرّي الجِلْدَتَينِ على الدّعْكِ
عَلى أنّهُ قدْ ضِيمَ في حبْسِكَ الهُدى،
وَأضْحَى بكَ الإسلامُ في قبضَةِ الشِّرْكِ
أمَا في نَبِيّ الله يوسفَ أُسْوَةٌ
لِمثلِكَ، محْبوساً على الظَّلمِْ وَالإفْكِ
أقامَ جمِيلَ الصّبرِ في السجنِ بُرْهَةً،
فآلَ بِهِ الصّبرُ الجمِيلُ إلى المُلْكِ
العصر العباسي >> البحتري >> هل أنت مستمع لمن ناداكا
هل أنت مستمع لمن ناداكا
رقم القصيدة : 2876
-----------------------------------
هَلْ أنْتَ مُستَمِعٌ لِمَنْ نَاداكَا،
فَتُهِيبَ مِنْ شَوْقٍ إلَيْكَ دِرَاكَا
يا يُوسُفُ بنُ محَمّدٍ دَعْوَى امرِىءٍ،
عَدَلَ الهَوَى بِلِسَانِهِ، فَدَعَاكَا
لا يُعدَمُ العَافُونَ حَيثُ تَوَجّهُوا،
يَدَكَ الهَتُونَ وَوَجْهَكَ الضّحّاكَا
ما زِلْتَ مُذْ جَارَيْتَ سابقَ مَعشَرٍ
قَصَدوا العُلاَ، حتّى لَحِقْتَ أبَاكَا
فَجَرَى عَلى غُلَوَائِهِ، وَعَلِقْتَهُ
بالجَرْيِ لا فَوْتاً، وَلاَ إدْرَاكَا
صَرَفُوكَ عَنْ حَرْبِ الثّغُورِ بقَدرِ ما
عَرَفُوكَ، يابنَ مُحَمّدٍ، بِسِوَاكَا
دَحَضَتْ بهِ قَدَماهُ عَنْ أُهْوِيّةٍ،
ثَبَتَتْ عَلَيْهَا بالهُدَى قَدَمَاكَا
فَوَرَاءَكَ الإسْلاَمُ مَحْرُوسُ القُوَى
لَمّا جَعَلْتَ أمَامَكَ الإشْرَاكَا
والرّومُ تَعْلَمُ أنّ سَيفَكَ لم يَزَلْ
حَتْفاً لِصِيدِ مُلُوكِهَا، وَهَلاكَا
وَلَوِ احتَضَنْتَهُمُ بأيدِكَ لالتَقَتْ،
مِنْ خَلفِ أمْوَاجِ الخَليجِ، يداكَا
لَنْ يأخُذَ الحُسّادُ مَجدَكَ بالمُنى،
ألله أعْطاكَ الذي أعْطَاكَا
أهْدَى السّلامُ لَكَ السّلامَ وَنِعْمَةً
تُهدي الغَليلَ إلى صُدورِ عِداكَا
وَحَدَا الغَمَامُ إلى الثّغُورِ رِكَابَهُ،
حَتّى أنَاخَ بَعَلْوِها، فسَقَاكَا
أرْضٌ تَتيهُ عَلى السّحابِ إذا التَقَى
سَيحانُ في حُجُرَاتِهَا، وَنَداكَا
لَمْ تَرْوِ دِجْلَةُ ظَمأةً منّي، وَقَدْ
جَاوَرْتُهَا، وَتَرَكْتُ ذاكَ لذاكَا(37/128)
فَمَتى أرُومُ الغُرْبَ نَحوَكَ، ماتِحاً
غَرْبَ النّدَى، فأرَى الغِنَى وأرَاكَا
لا تَسْألَنّي عَنْ تَعَذّرِ مَطْلَبي
وَكُسُوفِ آمَالي، جُعِلتُ فِداكَا
فَلَقَدْ طَلبتُ الرّزْقَ بَعدَكَ مُعوزاً،
وَمَدَحْتُ، بَعد فِرَاقِكَ، الأفّاكَا
العصر العباسي >> البحتري >> نفسي فداؤك ما أعلك
نفسي فداؤك ما أعلك
رقم القصيدة : 2877
-----------------------------------
نَفْسي فِداؤكَ مَا أعلَّكْ،
أَمْ أيُّ مَكْرُوهٍ أضَلَّكْ؟
أرَأيْتَ وَجْهَ أبي فَرَا
شةَ، أم سمعْتَ غِناء عَلَّكْ؟
العصر العباسي >> البحتري >> قربت من الفعل الكريم يداكا
قربت من الفعل الكريم يداكا
رقم القصيدة : 2878
-----------------------------------
قَرُبَتْ، من الفِعلِ الكَرِيمِ، يَداكا،
وَنأَى على المُتَطَلّبينَ مَداكَا
فَاسْلَمْ، أبَا نُوحٍ، لتَشييدِ العُلا،
وَفِداكَ مِنْ صَرْفِ الزّمانِ عِدَاكَا
إنّي لأُضْمِرُ للرّبيعِ مَحَبّةً،
إذْ كُنْتُ أعْتَدُّ الرّبيعَ أخَاكَا
وَأرَاكَ بالعَينِ التي لمْ تَنْصَرِفْ
ألحَاظُهَا، إلاّ إلى نُعْمَاكَا
مَا للمُدامِ تَأخّرَتْ عَنْ فِتْيَةٍ،
عَزَمُوا الصّبُوحَ، وَأمّلُوا جَدوَاكَا
بكَرَتْ لهمْ سُقيا السَّحَابِ وَقَصّرَتْ
عَنهُمْ، أوَانَ تَعِلّةٍ، سُقْيَاكَا
مَا كانَ صَوْبُ المُزْنِ يَطمَعُ قَبلَها
في أنْ يَجيءَ نَداهُ، قَبلَ نَداكَا
وَلَدَيْكَ صَافِيةٌ، كأنّ نَسيمَها
مِن طيبِ عَرْفكَ، أوْ جَميلِ ثَناكَا
وَكَأنّ بِشرَكَ في شُعاعِ كُؤوسِها،
لَمّا تَوَالَتْ في الأكُفّ دِرَاكَا
تَجْلُو بِرَوْنَقِها العُيُونَ، إذا بَدََتْ
رَسْلاً، وَنَشرَبُها على ذِكْرَاكَا
يُغني النّديمَ عَنِ الغِنَاءِ حَديثُنا
بمِحَاسِنٍ لَكَ، لمْ تَكُنْ لسِوَاكَا
العصر العباسي >> البحتري >> إسلم أبا العباس واب
إسلم أبا العباس واب
رقم القصيدة : 2879
-----------------------------------
إسْلَمْ أبَا العَبّاسِ وَابـ(37/129)
ـقَ، وَلا أزَالَ الله ظِلَّكْ
وَكُنِ الذي تَحْيَا لَنَا
أبَداً، ونحنُ نموتُ قَبلَكْ
لي حَاجَةٌ أرْجُو لَهَا
إحسانَكَ الأوْفَى، وَفَضْلَكْ
والمَجْدُ مُشتَرِطٌ عَلَيْـ
ـكَ قَضَاءَها، والشّرْطُ أملَكْ
فَلَئِنْ كَفَيْتَ مُهِمَّهَا،
فَلِمِثْلِهَا أعدَدتُ مِثْلَكْ
العصر العباسي >> البحتري >> أقول لجاهلكم إذ ملك
أقول لجاهلكم إذ ملك
رقم القصيدة : 2880
-----------------------------------
أَقُولُ لِجَاهِلِكُمْ إِذْ مَلَكْ
ودَارَ لَهُ بالسَّعُودِ الفَلَكْ
وَخَنَّثَ لَهجْتَهُ مُسْمِعاً
بلَفْظٍ تُحَلُّ عَلَيه التِّكَكْ
تَمَاسَك ْعنِ الخُنْثِ لاَ أَمَّ لَكْ،
وَلاَ تَهْلِكَنْ فِيهِ مَعْ مَنْ هَلَكْ
فإِنَّ الفَتَى وَاجِدٌ مُُهْلَةً
تُبَلِّغُهُ العُذْر ما لَمْ يُنَكْ
العصر العباسي >> البحتري >> أعزز علي بأن يبين مفارقا
أعزز علي بأن يبين مفارقا
رقم القصيدة : 2881
-----------------------------------
أعْزِزْ عَليّ بِأنْ يَبينَ، مُفَارِقاً
مِنّا عَلى عَجَلٍ أخي، وَأخُوكَا
قَد كانَ عَنترَةَ الفَوَارِسِ، نَجدَةً،
تَكِفُ النّجيعَ، وَعُرْوَةَ الصُّعلُوكَا
وَفَتَى بَني عَبْسٍ، وَمَا زَالَ الفَتَى
مِنهُمْ، إذا بَلَغَ المَدَى، يَشدوكَا
حُرُّ النِّجَارِ، فَإنْ أرَدْتَ لَقيتَهُ
عنْدَ الشّمائلِ، للنّدَى، مَملُوكَا
نُودي كمَا أوْدى، وَنَشرَبُ كأسَهُ الـ
ـمَلأى، وَنَسلُكُ نَهجَهُ المَسلُوكَا
ما كانَ أفضَلَ مِنْ أبيكَ، وَقد مضَى
في الذّاهباتِ مِنَ السّنينَ، أبُوكَا
نَسْلُوهُ أنَّكَ بَعْدَهُ، وَلَوَ انَّكَ الـ
ـمَرْءُ المُقَدَّمُ لَمْ نَكُنْ نَسْلُوكَا
العصر العباسي >> البحتري >> أأخي نهنه دمعك المسفوكا
أأخي نهنه دمعك المسفوكا
رقم القصيدة : 2882
-----------------------------------
أأُخَيّ! نَهْنِهْ دَمْعَكَ المَسْفُوكا،
إنّ الحَوَادِثَ يَنْصَرِمْنَ وَشِيكا
ما أذْكَرَتْكَ بمُترِحٍ صِرْفِ الجوَى،(37/130)
إلاّ ثَنَتْهُ بِمُفْرِحٍ يُنْسيكَا
ألدّهرُ أنصَفُ منكَ في أحكامِهِ،
إذْ كانَ يأخُذُ بَعضَ ما يُعطيكَا
وَقلَيلُ هَذا السّعيِ يُكسِبُكَ الغِنى،
إنْ كَانَ يُغْنيكَ الذي يَكْفيكَا
نَلْقَى المَنُونَ حَقَائقاً، وَكَأنّنا
مِنْ غِرّةٍ نَلْقَى بهِنّ شُكُوكا
لا تَرْكَنَنّ إلى الخُطُوبِ، فإنّها
لَمعٌ يَسُرُّكَ تَارَةً وَيَسُوكا
هَذا سُلَيمانُ بنُ وَهْبٍ، بَعْدَمَا
طَالَتْ مَسَاعيهِ النّجُومَ سُمُوكَا
وَتَنَصّفَ الدّنْيا يُدَبّرُ أمْرَهَا،
سَبْعِينَ حوْلاً قَدْ تَمَمْنَ دكيكَا
أغْرَتْ بهِ الأقْدارُ بَغْتَ مُلِمّةٍ،
ما كانَ رَسُّ حَديثِها مَأفُوكَا
فكَأنّمَا خَضَدَ الحِمَامُ، بيَوْمِهِ،
غُصْناً بمُنْخَرَقِ الرّيَاحِ نَهيكَا
بَلّغْ عُبَيْدَ الله فَارِعَ مَذْحِجٍ
شَرَفاً، وَمُعطَى فَضْلِها تَمليكَا
مَا حَقُّ قَدْرِكَ أنْ أُحَمِّلَ مُرْسَلاً
غَيرِي آلَيكَ، وَلَوْ بَعُدْتُ ألُوكَا
كُلُّ المَصَائبِ، ما بَقيتَ، نَعُدُّهُ
حَرضاً يزَِكُّ عنِ النّفوسِ رَكيكَا
أنْتَ الذي لوْ قيلَ للجُودِ اتّخِذْ
خِلاًّ، أشَارَ إلَيكَ، لا يَعدُوكَا
وَكأنّمَا آلَيْتَ وَالمعْرُوفَ، لا
تَألُوُهُ مُصْطَفياً، وَلا يَألُوكَا
إنّ الرّزِيَّةَ في الفَقيدِ، فإنْ هَفَا
جَزَعٌ بصَبرِكَ، فالرّزِيئَةُ فيكَا
وَمَتى وَجَدْتَ النّاسَ، إلاّ تَارِكاً
لحَميمِهِ في التُّرْبِ، أوْ مَترُوكَا
بَلَغَ الإرَادَةَ إنْ فَداكَ بِنَفْسِهِ،
وَوَدِدْتَ لَوْ تَفْديهِ لا يَفْديكَا
لَوْ يَنْجَلي لكَ ذُخْرُها مِنْ نَكبَةٍ
جَلَلٍ، لأضْحَكَكَ الذي يُبكيكا
وَلحَالَ كُلُّ الحَوْلِ، من دونِ الذي
قَد باتَ يُسخِطُكَ الذي يُرْضِيكا
ما يَوْمُ أُمّكَ، وَهْوَ أرْوَعُ نَازِلٍ
فَاجَاكَ، إلاّ دُونَ يَوْمِ أبيكا
كَلْمٌ أُعِيدَ على حَشَاكَ، وَلَمْحَةٌ
مِمّا عَهِدْتَ الحَادِثاتِ تُريكَا
وَفَجيعَةُ الأيّامِ قِسْمٌ سُوّيَتْ
فيهِ البرِيّةُ: سُوقَةٌ وَمُلُوكا(37/131)
عِبْْْْْءٌ تَوَزَّعَهُ الأَنامُ يُخِفُّهْ
أَلاَّ تَزالَ تُصِيبُ فيه شَريكَا
العصر العباسي >> البحتري >> أتتني أنباء ما قاله
أتتني أنباء ما قاله
رقم القصيدة : 2883
-----------------------------------
أَتَتْنِي أَنْبَاءُ مَا قَالهُ
قَرَابَةُ موسَى بنِ عبدِ المَلِكْ
ومَا كُنْتُ أَخشَى عَلَيكَ السُّكُوتَ
إِذا حَائِنٌ فِي مَقَالِ أَفَكْ
وما دُبْرُ سُعْدَى وأَخْدَانِها
بأَكْفَاء كَهْلِهمِ المُحْتَنِكْ
وقد نَسَبُوهُ إِلى أَبْنَةٍ
تُجَاذِبُهُ سِتْرَهُ المُنْهِتِكْ
فَزَعْ أَيْرَكَ الفَسْل عن عَجْزِهِ
وإِنْ كُنت نَائِكَ غَيْرٍ فَنِكْ
العصر العباسي >> البحتري >> أتاني كتابك ذاك الذي
أتاني كتابك ذاك الذي
رقم القصيدة : 2884
-----------------------------------
أتَاني كِتابُك ذاكَ الّذي
تَهَدّدْتَ فيهِ ضَلالاً ونُوكَا
وَلَوْلا مَكانُ أبِيكَ الدّنيّ،
لقدْ كان شِعرُكَ وَشْياً مَحوكا
وَلكِنْ وَرِثْتَ عن المَلأمانِ
فَهْماً غلِيظاً ورَأياً رَكيكا
قَضَتْ لك أَبْنَتُهُ أَنْ تُنَاكَ
،وعاقَتْكَ زُهْرَتُهُ أَنْ تَنِيكَا
وأَصْدَقُ مَا كُنتَ شِبْهاً بهِ
إِذا مَرِضَ الأَيْرُ أَو مَاتَ فِيكَا
علَى أَنَّ قُبْحَكَ مِنْ عَاجِلِ
الْعَذابِ المُبِينِ عَلَى ناكِحِيكَا
فقُل ليَ، يا وَغدُ، لِمْ لَمْ تَرُدّ
مِن حَيْثُ أقبَلْتَ رَدّاً وَشِيكا
ولِمْ لَمْ يَثُبْ فِيكَ مِنْ ذَنْبِهِ
فَيأْكُلْكَ مُحْتَسِباً مَنْ خَرِيكَا
وَكَيْفَ تُجارِي إِلي غايةٍ
وأُمُّك كَشْخَانةٌ مِنْ أَبِيكا
العصر العباسي >> البحتري >> قم تأمل بنا عجائب دهر
قم تأمل بنا عجائب دهر
رقم القصيدة : 2885
-----------------------------------
قُمْ تأَملْ بِنا عَجَائِبَ دَهْرٍ
كُتِبَتْ فِيهِ للرِّجَالِ الرِّمَاكُ
مَا أَسَرَّت أُمُّ الْعياَلِ سُرُوراً
مُنْذُ قالُوا أَبو الْعيالِ يُنَاكُ
ويَخِسُّ النَّصِيبُ حَتَّى يَقِلَّ الحَظُّ(37/132)
، فِيهِ، ويَكْثُرَ الأَشْرَاكُ
قُدَّتِ الفِلْوَةُ الخُضَيْرَاءُ مِنْهُ
شَبَهاً مِثلَ ما يُقَدُّ الشِّرَاكُ
فَعَلى الْعيْنِ طَخْيَةٌ تُظْهِرُ
الْحِكَّةَ فِيهَا، وفي العِجانِ حُكَاكُ
فَقْحَةٌ تُكْثِرُ الحَرَاكَ ،وأَيْرٌ
ساقِطُ الحِسِّ لَيْسَ فيه حَرَاكُ
العصر العباسي >> البحتري >> ولقد أرسلت دمعي شاهدا
ولقد أرسلت دمعي شاهدا
رقم القصيدة : 2886
-----------------------------------
ولقد أَرسَلْتُ دَمْعِي شَاهِداً
ثُمَّ صَيَّرْتْ إِليهَا المُشْتَكَى
فَتَولَّتْ ،ثُمَّ قالَتْ شُغُلي :
كلُّ مَنْ شاءَ تَبَاكى فَبَكَى
يَا حَبِيباً لَمْ أَنَلْ مِنْهُ عَلَى
طْولِ مَا قاسَيْتُفِيهِ دَركَا
لِيْتَ شِعْرِي عَنْكَ هَلْ تَذْكُرُني
حينَ تَخْلُو مِثْلَ مَا أَذْكُرُكَا
العصر العباسي >> البحتري >> لقد عاجلتني نظرتي بهواكا
لقد عاجلتني نظرتي بهواكا
رقم القصيدة : 2887
-----------------------------------
لَقَدْ عَاجَلَتْني نَظْرْتي بِهَوَاكَا
كَأَنْ لَمْ تَكُنْ عَيْني تُريدُ سِواكا
أَتانِي رَسُولي مُشْرِقاً نُورُ وَجْهِهِ
وَلَمْ يَكُ عِندِي قَبْلَ ذَاكَ كَذَاكَا
أَتاكَ قَبيحاً وَجْهُهُ فَكَسَوْتهُ
بَقَايَا جَمَالٍ مِنكَ حِينَ أَتاكا
كَفَاني أِذا ما غْبَتَ عَنَّي بأَنْ أَرَى
رَسُولي بأَنْ قَدْ كَلَّمْتَهُ ورآكَا
العصر العباسي >> البحتري >> أيرى وأيرك يا كويرة
أيرى وأيرك يا كويرة
رقم القصيدة : 2888
-----------------------------------
أَيْرى وَأَيْرُكَ يَا كُوَيْرَةُ
في حِرِ امِّكَ ،ما أَرَكَّك
بِعْتَ الغُلامَ فَمَنْ يَحُكُّ
غَداً حَتَارَك إِنْ أَحَكَّكْ؟
العصر العباسي >> البحتري >> جعلت فداك سقيانا عليكا
جعلت فداك سقيانا عليكا
رقم القصيدة : 2889
-----------------------------------
جُعِلْتُ فِدَاكَ ، سُقْيَانا عَلَيْكَا
أَقَمْنَا عَنْكَ أَمْ سِرْنا إِلَيْكَا
فَجُدْ لِرَسُولِنا بِنَبِيذِ يَوْمٍ(37/133)
يَتِمُّ لَنَا السُّرورُ عَلى يَدَيْكَا
ومَا بغُلاَمِنا تَفْدِيكَ نَفَسي
نُبُوٌّ عَنْكَ إِنْ حاوَلْتَ نَيْكَا
شعراء الجزيرة العربية >> سليمان المانع >> أبعاد
أبعاد
رقم القصيدة : 289
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
من لبّس عيونه ظلام المدينه؟
وهو الفضول بنظرته مالها أبعاد
يغوص بأوراق السنين الحزينه
وميعاد يولد كل مامات ميعاد
بعثر على درب الاماني سنينه
تضحك عليه بلاد ويلوذ ببلاد
ليا ظمت ذكراه ..يمطر حنينه
وتغرق ملامحهم ولاينقص عناد
وين الامل..وين السعادة ووينه؟
يقوده الوقت الرمادي وينقاد
تلطخت في دم شعره يدينه
وصار الزمن شاهد وقاضي وجلاّد
قابل بشين العمر من دون زينه
وهو الذي في ماضي الوقت زهّاد
اعشوشب ظلال المدينه بعينه
علمه بشمسه (تسع) والباقي مهاد
يلمس على الخلوه بقايا سنينه
ويدلي على بير الهواجيس ورّاد
تنسل من ضلوعه أغاني دفينه
تقرا بعيونه..شايبٍ يندب أمجاد
يحق النظر يرفع بعزّه جبينه
ويشوف بكره مثقلاله بميلاد
ترجع لوجهه ..طلته ياسمينه
وترقص على صدره مشاهير وأجياد
يفتح عيونه ماتحدّه مدينه
يرسم من الاول لنظراته..أبعاد
العصر العباسي >> البحتري >> نعيت الكلاب بأسمائها
نعيت الكلاب بأسمائها
رقم القصيدة : 2890
-----------------------------------
نَعَيْتَ الكِلاَبَ بأَسْمَائِها
إِليْنَا ولَمْ تَنْعَ فيهَا أَبَاكَا
فَقَدْ كانَ أَنْذَلَها طِعْمَةً
وأَهْونَها حِينَ ماتت هَلاَكَا
العصر العباسي >> البحتري >> يا ابنة الدهر هل رأيت كمثلي
يا ابنة الدهر هل رأيت كمثلي
رقم القصيدة : 2891
-----------------------------------
يَا ابْنَةَ الدَّهرِ ،هَلْ رَأَيْتِ كَمِثْلِي
عِنْدَ دَفْعِ الَمُنَى ونَفْيِ الشُّكُوكِ
أَركَبُ الْمَهْمَةَ الْمَهُولَ بِعَزْمٍ
وَثَيابِي ظَلاَمَةُ الْحُلْكُوكِ
وأَشُقُّ الْجُيوبَ مِنْ خِلَعِ اللَّيْل
بكَفٍّ مِنَ الزَّماعِ بَتُوكِ(37/134)
وَأَنا الْباعِثُ العَزِيمَ إِلى الْهَمِّ
فأَجْلِيهِ عَنْ ثَبَاتِ الْحَنِيكِ
شَمَّريُّ الْجَنَانِ كالْخَذِم الصَّارِمِ
بَيْنَ الإِرْهَافِ والتَّحْبِيكِ
فِي غِرَارَيْهِ والذُّبَابِ بَنَاتُ الذَّرِّ ،
يَرْفُلْنَ فِي نَهِيكٍ سَبِيكِ
مُتَجَافٍ عَنِ الْوِسادِ بِقَلْبٍ
يَقِظِ اللُّبِّ غَيْرِ جَوْشٍ صَكِيكِ
أَرْكَبُ اللَّيْلَ في زُهَا هَائِلٍ اللَّيْلِ،
وَرَأْدَ الضُّحَى لِوَقْتِ الدُّلُوكِ
وَكَذَا أَشْتَهِي يَكُونُ فَتَى الهِمَّةِ
غَيْرَ الْخُمَيِّم الْمَأْفُوكِ
وإِلى إِخوَتي ذَوي الأَدَبِ الْغُرِّ
، أُؤَدِّي تَحِيَّتي وأَلوكِي
حَيِّهِم ْمِنْهُمُ كَشَاهِدِ عُرْبِ
غَائِبِ مِنْهُمُ بِدَارِ عَتِيكِ
فَبِدمْخٍ فَغَوْرِهَا فَتِهَامٍ
فَبِأَرْضِ العِراقِ واليَرْمُوكِ
فَخُرَاسَانَ ، صَاحِن فالْيَمَنِ النَّازِحِ
صَنْعَائِهَا فأَهْلِ تَبُوكِ
ويْلَكُمْ وَيْبَكُمْ لَقَدْ هُتِكَ الشِّعْرُ
فَبَكُّوا لِسِتْرهِ الْمَهْتُوكِ
ثُمَّ شُقُّوا الْجُيُوب قَدْ
الأَمْرُ واتِّساعه كأَبيّ الدروك
يَا امْرَأَ الْقَيْسِ ،لَوْ رأَيْتَ حَبِيكَ الشِّعْرِ
يُغْذَى بِمَاءِ لَفظٍ رَكِيكِ
لَبَكَيْتَ الدِّماءَ لِلأَدَبِ الْغَضِّ
بِفَيْضٍ مِنَ الدُّمُوعِ سَفُوكِ
وَلأَبْكَيْتَ طَرْفَةً وزُهَيْراً
ولَبِيداً وقَرْمِ آلِ نَهِيكِ
وبَكَى النَّابِغِانِ مِنْ فَرْطِ وَجْدِ
ثُمَّ صَنَّاجَةُ الْقَريِضِ المَحُوكِ
أَيْنَ شَمَّاخُ والكُمَيْتُ وذُو الرُّمَّةِ
وَصَّافُ مَهْمهٍ ونَبِيكِ
أَيْنَ ذَاكَ الظَّرِيفُ ،أَغْنِي ابْنَ هانِي
حَسناً ، وَبْيَهُ نَدِيمَ المُلُوكِ
حَكَمَتْ فِيكُمُ أَكُفُّ المَنَايَا
فَجَري حُكْمُهَا بغَيْر شُكُوكِ
وَتَبَدَّلْتُ مِنْهُمُ الْبَدَلَ الأَعْوَرَ
مِنْ بَيْنِ قُذْرَةٍ وأَفِيكِ
ذَهبَ النَّاسُ ،بَلْ مَضَى زَمَنُ النَّاسِ
،وخُلِّفْتُ لِلزَّمَانِ الهَتُوكِ
العصر العباسي >> البحتري >> إني لأحمد ناظري عليكا(37/135)
إني لأحمد ناظري عليكا
رقم القصيدة : 2892
-----------------------------------
إِنِّي لأَحمَدُ ناظريَّ عَلَيْكا
حَتَّى أَغُضَّ إِذا نَظرْتُ إِليْكَا
وأَرَاكَ تَخطِرُ شَمَائِلِكَ الَّتِي
هي فِتْنَتي فأَغَارُ مِنكَ عَلَيْكَا
ولَوِ اسْتَطَعْتُ مَنَعْتُ لَفظَكَ غَيْرَةً
كي لاَ أَراهُ مُقَبِّلاً شَفَتَيْكا
خلَصَ الهَوَى لَك ،واصْطَفَتْكَ مَوَدَّتي
حَتَّى أَغارَ عَلَيْكَ مِنْ مَلَكيْكَا
العصر العباسي >> البحتري >> قل للسحاب إذا حدته الشمأل
قل للسحاب إذا حدته الشمأل
رقم القصيدة : 2893
-----------------------------------
قُلْ للسّحابِ، إذا حَدَتْهُ الشّمألُ،
وسَرَى بلَيْلٍ رَكْبُهُ المُتَحَمِّلُ
عَرّجْ عَلى حَلَبٍ، فَحَيِّ مَحَلّةً
مأنُوسَةً فيها لِعَلْوَةَ مَنْزِلُ
لغُرَيْرَةٍ، أدْنُو وَتَبْعَدُ في الهَوَى،
وأجُودُ بالوُدّ المَصُونِ، وَتَبْخُلُ
وَعَلِيلَةِ الألحَاظِ، نَاعِمَةِ الصّبَا،
غُرِيَ الوُشَاةَ بِهَا، وَلَجّ العُذّلُ
لا تَكذِبِنّ، فأنتِ ألطَفُ في الحَشا
عَهْداً، وأحْسَنُ في الضّمِيرِ وأجملُ
لوْ شِئتِ عُدْتِ إلى التّناصُبِ في الهَوَى،
وَبَذَلْتِ مِنْ مَكْنُونِهِ ما أبْذُلُ
أحْنُو عَلَيكِ، وفي فؤادي لَوْعَةٌ،
وأصُدّ عَنكِ، وَوَجهُ وِدّي مُقبِلُ
وإذا هَمَمْتُ بوَصْلِ غَيرِكِ رَدّني
وَلَهٌ إلَيكِ، وَشَافِعٌ لكِ أوّلُ
وأعِزُّ ثُمّ أذِلُّ ذِلّةَ عَاشِقٍ،
والحُبّ فِيهِ تَعَزّزُ وَتَذَلّلُ
إنّ الرّعِيّةَ لَمْ تَزَلْ في سِيرَةٍ
عُمَرِيّةٍ، مُذْ سَاسَها المُتَوَكّلُ
ألله آثَرَ بالخِلاَفَةِ جَعْفَرَاً،
وَرَآهُ نَاصِرَهَا الذي لا يُخْذَلُ
هيَ أفضَلُ الرُّتَبِ، التي جُعِلَتْ لَهُ
دُونَ البَرِيّةِ، وَهوَ مِنْهَا أفضَلُ
مَلِكٌ، إذا عَاذَ المُسِىءُ بِعَفْوِهِ،
غَفَرَ الإسَاءَةَ، قَادِراً لا يَعْجَلُ
وَعَفَا كَمَا يَعْفُو السّحابُ، ورَعْدُهُ
قَصْفٌ، وَبَارِقُهُ حَرِيقٌ مُشْعَلُ(37/136)
يَتَقَبّلُ العَبّاسُ عَمَّ مُحَمَّدٍ،
وَوَصِيَّهُ، فِيمَا يَقُولُ وَيَفْعَلُ
شَرَفٌ خُصِصْتَ بِهِ، وَمَجْدٌ باذخٌ،
مُتَمَكّنٌ فَوْقَ النّجُومِ، مُؤثَّلُ
فَهَل الرُّوَافِضُ نَاقِِصُوكَ قُلاَمَةً
إِنْ غَيَّرُوا بِضَلالِهِمْ أَو بَدَّلُوا
لَنْ يَسْتَطِيعُوا نَقْلَ حَظِّكَ بَعْدَ ما
أَرْسَى بهِ قُدْسٌ وخَيَّمَ يَذْبُلُ
لا يَعْدَمَنْكَ المُسْلِمُونَ، فإنّهُمْ
في ظِلّ مُلْكِكٍ أدْرَكُوا ما أمّلوا
حَصّنتَ بَيضَتَهُمْ، وَحُطتَ حَرِيمَهُم،
وَحَمَلتَ من أعبَائِهِمْ ما استَثْقَلُوا
فَادَيْتَ بالأسرَى، وَقَدْ غَلِقُوا، فَلاَ
مَنٌّ يُنَالُ، وَلاَ فِداءٌ يُقْبَلُ
وَرَأيتَ وَفْدَ الرُّومِ، بَعْدَ عِنَادِهِمْ،
عَرَفُوا فَضَائِلَكَ، التي لا تُجهَلُ
نَظَرُوا إلَيْكَ، فَقَدّسوا، وَلَوَ أنّهُم
نَطَقُوا الفَصِيحَ لَكَبّرُوا وَلَهَلّلُوا
لحَظُوكَ أوّلَ لحظَةٍ، فاستَصْغَرُوا
مَنْ كَانَ يُعظَمُ فيهِمِ، وَيُبَجَّلُ
أحضَرْتَهُمْ حِججاً لوِ اجتُلِبَتْ بها
عُصْمُ الجِبَالِ، لأقْبَلَتْ تَتَنَزّلُ
وَرَأوْكَ وَضّاحَ الجَبينِ، كَمَا يُرَى
قَمَرُ السّمَاءِ التَّمِّ، لَيلَةَ يكمُلُ
حَضَرُوا السِّماطَ فكُلّما رَامُوا القِرَى
مَالَتْ بِأيْديهِمْ عُقُولٌ ذُهَّلُ
تَهْوِي أكُفُّهُمُ إلى أفْوَاهِهِمْ،
فتََجُورُ عَن قَصْدِ السّبيلِ، وَتَعْدِلُ
مُتَحَيِّرُونَ، فَباهِتٌ مُتَعَجّبٌ،
مِمّا يَرىَ، أوْ نَاظِرٌ مُتَأمّلُ
وَيَوَدُّ قَوْمُهُمُ الأولى بَعَثُوا بهمْ
لَوْ ضَمّهُمْ بالأمْسِ ذاكَ المَحْفِلُ
قَدْ نَافَسَ الغِيبَ الحُضُورُ على الذي
شَهدوا، وَقَد حَسَدَ الرّسولَ المُرسِلُ
عَجَّلْتَ رِفْدَهُمُ ،وأَفْضَلُ نَائِلٍ
حُبِيَ الوُفودُ بهِ الهَنِيءُ الأَعْجَلُ
فَالله أسْألُ أنْ تُعَمِّرَ صَالِحاً،
وَدَوَامُ عُمْرِكَ خَيْرُ شيءٍ يُسألُ
العصر العباسي >> البحتري >> لك النعماء والخطر الجليل
لك النعماء والخطر الجليل(37/137)
رقم القصيدة : 2895
-----------------------------------
لكَ النَّعْمَاءُ، وَالخَطَرُ الجَليلُ،
وَمِنْكَ الرِّفْدُ، وَالنَّيلُ الجَزِيلُ
أمَرْتَ بأنْ أُقِيمَ عَلى انْتِظَارٍ
لرَأيِكَ، إنّهُ الرّأيُ الأصِيلُ
وَرَاقَبْتُ الرّسُولَ، وَقُلتُ يأتي
بتِبْيَانٍ، فَمَا جاءَ الرّسُولُ
فَلَيسَ بغَيرِ أمْرِكَ لي مَقَامٌ،
ولا عَنْ غَيرِ رأَيِكَ لي رَحيلُ
وَقَدْ أوْقَفْتُ عَزْمي وَالمَطَايا،
فقُلْ شَيئاً لأفْعَلَ مَا تَقُولُ
العصر العباسي >> البحتري >> هب الدار ردت رجع ما أنت قائله
هب الدار ردت رجع ما أنت قائله
رقم القصيدة : 2896
-----------------------------------
هَبِ الدّارَ رَدّتْ رَجْعَ ما أنتَ قائِلُهْ،
وأبْدَى الجَوَابَ الرَّبْعُ عَمّا تُسائِلُهْ
أفي ذاكَ بُرْءٌ من جَوًى ألْهَبَ الحَشا
تَوَقُّدُهُ، واستَغْزَرَ الدّمْعَ جَائِلُهْ
هُوَ الدّمعُ مَوْقُوفاً على كلّ دِمْنَةٍ
تُعَرِّجُ فيها، أوْ خَلِيطٍ تُزَايِلُهْ
تَرَادَفَهُمْ خَفْضُ الزَّمَانِ وَلينُهُ،
وَجَادَهُمُ طَلُّ الرّبيعِ وَوَابِلُهْ
وإنْ لَمْ يَكُنْ في عاجِلِ الدّهرِ منهُمُ
نَوَالٌ، وَغَيْثٌ من زَمَانِكَ آجِلُهْ
مضَى العَامُ بالهِجْرَانِ منهُمْ وبالنّوَى،
فهَلْ بالقُرْبِ والوَصْلِ والقُرْبُ قابلُهْ
أُرَجِّمُ في لَيْلَى الظّنُونَ، وأرْتَجي
أوَاخِرَ حُبٍّ أخلَفَتْني أوَائِلُهْ
وَلَيْلَةَ هَوّمنا على العِيسِ، أرْسَلَتْ
بطَيْفِ خَيَالٍ يُشْبِهُ الحَقَّ باطِلُهْ
فَلَوْلاَ بَيَاضُ الصّبْحِ طَالَ تَشَبُّثي
بعِطْفَيْ غَزَالٍ بِتُّ وَهْناً أُغَازِلُهْ
وَكَمْ مِنْ يَدٍ للّيْلِ عِنْدِي حَمِيدةٍ،
وَللصّبْحِ من خَطْبٍ تُذَمُّ غَوَائِلُهْ
وَقد قُلتُ للمُعلي إلى المَجدِ طَرْفَهُ:
دَعِ المَجْدَ، فالفَتحُ بنُ خَاقَانَ شاغلُهْ
سِنَانُ أمِير المُؤمِنينَ وَسَيْفُهُ،
وَسَيْبُ أميرِ المُؤمِنِينَ وَنَائِلُهْ
تُشُبُّ بهِ للنّاكِثِينَ حُرُوبَهُ،(37/138)
وَتَدْنُو بهِ للخَابِطِينَ نَوَافِلُهْ
أطَلّ بِنُعْمَاهُ، فَمَنْ ذا يُطاوِلُهْ،
وَعَمَّ بجَدْوَاهُ، فَمَنْ ذا يُساجلُهْ
ضَمِنْتُ عَنِ السّاعِينَ أنْ يَلحَقُوا بهِ
إذا ذُكِرَتْ آلاؤهُ وَفَوَاضِلُهْ
أيَبْلُغُهُ بالبَذْلِ قَوْمٌ، وَقَدْ سَعَوْا،
فَما بَلَغُوا شُكْرَ الذي هُوَ باذِلُهْ؟
رَمَى كَلَبَ الأعداءِ عن حَدّ نَجدَةٍ،
بها قُطِعَتْ تحتَ العَجاجِ مَنَاصِلُهْ
وَمَا السّيفُ إلاّ بَزُّ غَادٍ لزِينَةٍ،
إذا لمْ يَكُنْ أمْضَى منَ السّيفِ حاملُهْ
يُداني بمعرُوفٍ هوَ الغَيثُ في الثّرَى،
تَوالى نَداهُ، واستَنَارَتْ خَمَائِلُهْ
أمِنتُ بهِ الدّهرَ الذي كنتُ أتّقي،
وَنِلْتُ بهِ القَدْرَ الذي كنتُ آمُلُهْ
وَلَمّا حَضَرْنا سُدّةَ الإذْنِ أُخّرَتْ
رِجَالٌ عَنِ البابِ الذي أنَا داخِلُهْ
فأفضَيتُ مِنْ قُرْبٍ إلى ذي مَهَابَةٍ،
أُقَابِلُ بَدْرَ الأُفْقِ حينَ أُقَابِلُهْ
إلى مُسْرِفٍ في الجُودِ لوْ أنّ حاتِمٌ
لَدَيْهِ لأمْسَى حاتِماً، وَهوَ عاذِلُهْ
بَدَا لِيَ مَحْمُودَ السّجيّةِ شُمّرَتْ
سَرَابِيلُهُ عَنْهُ، وَطَالَتْ حَمَائِلُهْ
كَما انتَصَبَ الرّمْحُ الرُّدَيْنيُّ ثُقّفَتْ
أنابيبُهُ للطَّعنِ، واهتَزّ عامِلُهْ
وَكالبَدْرِ وافَتْهُ لِتِمٍّ سُعُودُهُ،
وَتَمّ سَنَاهُ واستقََلّتْ مَنَازِلُهْ
فَسَلّمتُ واعتاقَتْ جَنَانيَ هَيْبَةٌ،
تُنَازِعُني القَوْلَ الذي أنَا قائِلُهْ
فَلَمّا تأمّلْتُ الطّلاقَةَ، وانثَنَى
إليّ بِبِشْرٍ آنَسَتْني مَخَايِلُهْ
دَنَوْتُ فَقَبّلتُ النّدى في يدِ امرِىءٍ،
جَميلٍ مُحَيّاهُ سِبَاطٍ أنَامِلُهْ
صَفَتْ مثلَما تَصْفو المُدامُ خِلالُهُ،
وَرَقّتْ كَمَا رَقّ النّسيمُ شَمَائِلُهْ
العصر العباسي >> البحتري >> أرى بين ملتف الأراك منازلا
أرى بين ملتف الأراك منازلا
رقم القصيدة : 2894
-----------------------------------
أرَى بَينَ مُلْتَفّ الأرَاكِ مَنَازِلا،(37/139)
مَوَاثِلَ، لَوْ كانَتْ مَهَاها مَوَاثِلا
فَقِفْ مُسعِداً فيهِنّ، إن كنتَ عاذِراً،
وَسِرْ مُبعِداً عَنهُنّ، إنْ كنتَ عاذِلا
لَقينَا المَغَاني باللّوَى، فكَأنّنَا
لَقِينَا الغَوَاني الآنِسَاتِ عَوَاطِلا
وَقَتْلُ المُحِبّينَ العُيُونُ، وَلمْ أكنْ
أظُنُّ الرّسومَ الدّارِساتِ قَوَاتِلا
هَوَاجِرُ شَوْقٍ، لَوْ تَشاءُ يَدُ النّوَى
لَجادَتْ بمَنْ نَهَوى، فعادَتْ أصَائلا
وَمَذْهَبُ حُبٍّ لم أجِدْ عَنهُ مَذهَباً،
وَشاغِلُ بَثٍّ لم أجِدْ عَنهُ شَاغِلا
وَأضْلَلْتُ حلمي، فالتَفَتُّ إلى الصّباَ
سَفاهاً وَقد جُزْتُ الشّبابَ مَرَاحِلا
فَلِلّهِ أيّامُ الشّبابِ، وَحُسنُ مَا
فَعَلْنَ بِنَا، لوْ لمْ يكُنّ قَلائِلا
ألَيْلَتَنَا الطّولى بطُمِّينَ، هَلْ لَنَا
سَبيلٌ إلى اللّيْلِ القَصِيرِ بِبَابِلا
سَلامٌ على الفِتْيانِ بالشّرْقِ، إنّني
إلى الجانِبِ الغَرْبيّ يَمّمْتُ وَاغِلا
مع اللّيثِ وابنِ اللّيثِ أَُضْحي مُغاوراً
حُماةَ الضّوَاحي، ثمّ أَُمْسِي مُقاتِلا
نَزُورُ بِلا شَوْقٍ تَذُورَةَ وَابنَهَا،
وَقَدْ صَدّ عَنْهَا نَوْفَلُ بنُ مِخايلا
كأصْحابِ ذي القَرْنَينِ حَيثُ تَبوّأوا،
وَرَاءَ مَغيبِ الشّمسِ، تلكَ المَنازِلا
وَمَنْ يَتقََلْقَلْ في سَرَايا ابنِ يوسُفٍ
يَرَ الحَقّ، في قُرْبِ الأحبّةِ، باطِلا
يَبيتُ وَرَاءَ النّاطَلُوقِ، وَرَأيُهُ
يَجُرُّ وَرَاءَ السّيْسَجانِ المفَاصِِلا
إذا اسْوَدّ فيه الشّكُّ كانَ كَوَاكِباً،
وَإنْ سارَ فيهِ الخَطْبُ كانَ حَبَائِلا
رَمَى الرّومَ بالغَزْوِ الذي ما تَتابَعَتْ
نَوافذُهُ،إِلاَّ أصَبْنَ المَقَاتِلا
غَزَاهُمْ، فإفناهُمْ، وَلم يَقتصرْ لهمْ
على العامِ، حتى جَدّدَ الغَزْوَ قَابِلا
لكَ الخَيرُ، أُنْظُرْهمْ لتَفتَجعَ الرُّبَى
مَنَوِّرَةً، أو تَحلِبَ الخِلفَ حافِلا
فقَدْ غُرْتَ بالغارَاتِ في وَهَداتِهِمْ،
وَلِيّاً، وَوَسْمِيّاً، رَذاذاً وَوَابِلا(37/140)
وَسُقْتَ الذي فَوْقَ المَعاقِلِ منِهُمُ،
فلَمْ يَبْقَ إلاّ أنْ تَسُوقَ المَعاقِلا
بجَمْعٍ، تَرَى فيه النّهَارَ قَبيلَةً،
إذا سَارَ فيهِ، وَالظّلامَ قَبَائِلا
يُدَبّرُهُمْ مُسترْعِفَ السّيفِ، فارِساً
بحَيثُ الوَغى، مُستحصَد الرّأيِ رَاجلا
طَليعَتُهُمْ، إنْ وُجّهَ الجَيشُ غَازِياً،
وَساقَتُهُمْ، إنْ وُجّهَ الجَيشُ قافِلا
وَما حَمدَ الفيتانُ، مثلَ مُحَمّد،
سَنَاماً لعَلْيَاء الفَعَالِ، وَكاهلا
بَعيدٌ من الحُسّادِ تَزْدَحِمُ العُلا
عَلَيهِ، إذا ما عُدّ سَعْداً وَنَايِلا
مُلُوكٌ، يَعُدّونَ الرّماحَ مَخاصِراً،
إذا زَعزَعُوها، والدّرُوعَ غَلائِلا
إذا قالَ وَعْداً، أوْ وَعيداً، تَسَرّعَتْ
مَكَارِمُ تَثْني آجِل الأَمْْرِعاجِلا
مَوَاهِبُ، إنْ مَتّ العُفَاةُ بحَقّهَا
إلى رَبْعِهِ المَألوفِ، عادَتْ وَسَائِلا
أدارَ رَحَاهُ، فاغتَدَى جَندَلُ الفَلا
تُرَاباً، وَقَد كانَ التّرَابُ جَنَادِلا
وَزَرَّ فُرُوجَ المُرْهَفَاتِ عَلى بَني
زُراةَ، فاختارُوا علَيها السّلاسِلا
فأصْلَحَ مِنْهُمْ كلّ ما كانَ فاسِداً؛
وَقَوّمَ مِنْهُمْ كلّ ما كانَ مَائِلا
وأصْعَدَ مُوسَى في السّمَاءِ فلَم يجد
بها مَهْرَباً مِنْهُ. فأقْبَل نَازِلا
وَلمْ تَستَطِعْ بَدْليسُ تَمنَعُ رَبّهَا
مِنَ الأسَدِ المُزْجي إليَها القَنَابِلا
لأذْكَرْتَهُ بالرّمْحِ مَا كانَ نَاسِياً،
وَعَلّمْتَهُ بالسّيْفِ ما كانَ جَاهِلا
وَنَجّاهُ، مِنْ وَافي الحَمَائلِ، أنّهُ
تَلَقّاكَ غَضْبَاناً، فألقَى الحَمائِلا
أحَطْتَ بهِ قَهْراً، فَلَمّا مَلَكْتَهُ
أحَطْتَ بِهِ مَنّاً عَلَيْهِ، وَنَائِلا
وَلَوْ لمْ تُناهِضْهُ، وَأبصَرَ عِظْمَ ما
تُنيلُ مِنَ الجَدْوَى، لجَاءَكَ سائِلا
عَطَفْت على الحَيّيْنِ بَكْرٍ وَتَغلِبٍ،
وَنَمرِهِما حتى حَسِبْنَاكَ وَائِلا
وَفي يَوْمِ مَنْوِيلٍ، وَقد لمَسَ الهُدى
بأظْفَارِهِ، أوْ هَمّ أنْ يَتَنَاوَلا(37/141)
دَفَعْتَ عَنِ الإسْلامِ ما لَوْ يُصِيُبهُ
لمَا زَالَ شَخصاً، بَعدَها، مُتَضَائِلا
لَئِنْ أخّرُوهُ عَنْ مَسَاعيكَ، إنّهُ
ليََقْدُمُ أيّامَ الرّجَالِ الأوائِلا
تَلافَيْتَ ألْفاً في ثَمانِينَ مِنْهُمُ،
وَشجّعْتَهُمْ حتى رَدَدْتَ الجَحافِلا
فِداؤكَ أقْوَامٌ، إذا الحَقُّ نَابَهُمْ
تَفَادَوْا مِنَ المَجدِ المُطلّ، تَوَاكُلا
فَمَنْ كانَ منهُمْ ساكِناً كُنتَ ناطقاً،
وَمَنْ كان منهُمْ قائِلاً كُنتَ فاعلا
العصر العباسي >> البحتري >> ضمان على عينيك أني لا أسلو
ضمان على عينيك أني لا أسلو
رقم القصيدة : 2897
-----------------------------------
ضَمَانٌ عَلَى عَيْنَيْكِ أنّيَ لا أسْلُو،
وأنّ فُؤَادي من جَوًى بكِ لا يَخلُو
وَلَوْ شِئْتِ يَوْمَ الجِزْعِ بَلّ غَليلَهُ
محِبٌّ بوَصْلٍ مِنكِ، إنْ أمكَنَ الوَصْلُ
ألا إنّ وِرْداً لوْ يُذادُ بهِ الصّدَى،
وَإنّ شِفَاءً لوْ يُصَابُ بهِ الخَبلُ
وَمَا النّائلُ المَطلُوبِ منكِ بِمُعْوِزٍ
لَدَيْكِ، بَلِ الإسعافُ يُعوِزُ والبذلُ
أطَاعَ لهَا دَلٌّ غَرِيرٌ، وَوَاضِحٌ
شَتِيتٌ، وَقَدٌّ مُرْهَفٌ، وَشَوًى خَدلُ
وألحاظُ عَينٍ ما عَلِقْنَ بِفَارِغٍ،
فَخَلّيْنَهُ، حَتّى يَكونَ لَهُ شُغْلُ
وعِنْديَ أحْشَاءٌ تُشَاقُ صَبَابَةً
إلَيها، وَقَلْبٌ من هَوَى غيرِها غُفْلُ
وَمَا بَاعَدَ النّأيُ المَسَافَةَ بَيْنَنَا،
فيُفرِطُ شَوْقٌ في الجَوَانِحِ، أوْ يَغْلُو
على أنّ هِجْرَانَ الحَبيبِ هُوَ النّوَى
أَُشَتَّتَ ،وعِرْفَانَ المَشِيبِ هوَ العَذْلُ
عِدِمْتُ الغَوَاني كيفَ يُعطينَ للصّبَا
مَحَاسِنَ أسمَاءٍ، يُخَالِفُها الفِعْلُ
فَنُعْمٌ، وَلَمْ تُنْعِمْ بِنَيْلٍ نَعُدُّهُ،
وَجُمْلٌ، وَلَمْ تُجملْ بعَارِفَةٍ جُمْلُ
عَقَلْتُ، فََوَدّعتُ التّصَابي، وَإنّما
تَصرُّمُ لَهوِ المَرْءِ أنْ يَكْمُل العَقلُ
أرَى الحِلمَ بُؤسَى في المَعِيشَةِ للفَتَى،(37/142)
وَلاَ عَيشَ إلاّ ما حَبَاكَ بهِ الجَهْلُ
بَني تَغْلِبٍ أعزِزْ عليّ بأنْ أرَى
دِيَارَكُمُ أمسَتْ، وَلَيسَ لها أهلُ
خَلَتْ بَلَدٌ مِن ساكنيها وأُوحِشَتْ
مَرَابِعُ مِن سِنجَارَ، يَهمي بها الوَبْلُ
وأزْعَجَ أهْلَ المَحلَبيّاتِ ناجِزٌ
مِنَ الحَرْبِ ما فيهِ خِداعٌ، وَلاَ هَزْلُ
وأقْوَتْ من القَمقامِ أعرَاصُ مارِدٍ،
فَما ضَمِنَتْ تلكَ الأعِقّةُ والرّمْلُ
أفي كلّ يَوْمٍ فُرْقَةٌ من جَمِيعِكُمْ
تَبيدُ، ودارٌ مِن مَجَامِعِكُمْ تَخلُو
مَصَارِعُ بَغْيٍ تَابَعَ الظّلْمُ بَيْنَها
بِسَاعَةِ عِزٍّ، كانَ آخِرَهُ الذّلّ
إذا ما التَقَوْا يَوْمَ الهِيَاجِ تَحَاجَزُوا،
وَللمَوْتِ فيمَا بَيْنَهُمْ قِسمَةٌ عَدلُ
غَدَوْا عُصْبَتَيْ وِرْدٍ، سجالُهما الرّدى،
فَفي هذِهِ سَجلٌ، وفي هَذِهِ سَجلُ
إذا كانَ قَرْضٌ من دَمٍ عندَ مَعشَرٍ،
فَلا خَلَفٌ في أنْ يُؤدّى وَلاَ مَطْلُ
كفيٌّ مِنَ الأحْيَاءِ لاقَىء كَفِيَّهُ،
وَمِثْلٌ مِنَ الأقْوَامِ زَاحَفَهُ مِثْلُ
إذا مَا أخٌ جَرّ الرّماحَ انْبَرَى لَهُ
أخٌ، لا بَليدٌ في الطّعانِ ولا وَغْلُ
تَخُصُّهُمُ البِيضُ الرّقاقُ، وَضُمّرٌ
عِتَاقٌ، وأحسابٌ بها يُدرَكُ التَّبْلُ
وَمَا المَوْتُ إلاّ أنْ تُشاهِدَ ساعَةً
فَوَارِسَهُمْ في مأزِقٍ وَهُمُ رِجْلُ
بطَعْنٍ يَكُبُّ الدّارِعِينَ دِرَاكُهُ،
وَضَرْبٍ كَمَا تَرْغُو المُخَزَّمةُ البُزْلُ
يُهَالُ الغُلاَمُ الغِمْرُ، حَتّى يَرُدّهُ
على الهَوْلِ مِنْ مَكْرُوهِهَا الأشيبُ الكهلُ
تَجَافَى أميرُ المُؤمنينَ عَنِ الّتي
أَتَيْتُم وْللجانينَ في مِثلِها النُّكلُ
وَعَادَ عَلَيْكُمْ مُنعِماً بِفَوَاضِلٍ،
أتَتْ، وأمِيرُ المُؤمِنِينَ لهَا أهْلُ
وَكَانَتْ يَدُ الفَتْحِ بنِ خَاقَانَ عندكم
يَدَ الغَيْثِ عندَ الأرْضِ حَرّقَها المَحْلُ
وَلَوْلاَهُ طُلّتْ بالعُقُوقِ دِمَاؤكُمْ،
فلا قَوَدٌ يُعطَى الأذَلّ، ولاَ عَقْلُ(37/143)
تَلاَفَيتَ، يا فَتْحُ، الأرَاقِمَ بَعدَما
سَقاهمْ بأوْحَى سُمّهِ الأرْقَمُ الصِّلُّ
وَهَبْتَ لَهمْ بالسّلمِ باقي نُفُوسِهِمْ
وَقَد شَارَفُوا أنْ يَستَتِمّهُمُ القَتْلُ
أتَوْكَ وُفُودَ الشّكرِ يُثْنُونَ بالذي
تَقَدّمَ مِنْ نُعْمَاكَ، عندهمُ، قبلُ
فَلَمْ أرَ يَوْماً كانَ أكثرَ سُؤدَداً
منَ اليَوْمِ، ضَمّتهمْ إلى بابك السُّبُلُ
تَرَاءَوْكَ مِنْ أقْصَى السِّمَاطِ فَقَصّرُوا
خُطاهم وَقد جازُوا السّتورَ وهمُ عُجلُ
فَلَمّا قَضَوْا صَدْرَ السمَاطِ تَهَافَتُوا
عَلَى يَدِ بَسّامٍ، سَجِيّتُهُ البذْلُ
إذا شَرَعُوا في خُطبَةٍ قَطَعَتْهُمُ
جَلالَةُ طَلْقِ الوَجْهِ جانِبُهُ سَهلُ
إذا نَكَّسوا أبْصَارَهُمْ مِن مَهَابَةٍ،
وَمَالُوا بِلَحْظٍ خِلْتَ أنَّهُمُ قُبْلُ
نَصَبْتَ لَهُمْ طَرْفاً حَديداً، وَمَنْطِقاً
سَديداً، وَرأياً مِثْل َما انتُضِيَ النّصْلُ
وَسَلّ سَخيماتِ الصّدورِ فَعَالُكَ الـ
ـجَمِيلُ، وأبْرَا غِلَّها قَوْلُكَ الفَصْلُ
فَمَا بَرِحُوا حَتّى تَعَاطَتْ أكُفُّهُم
قِرَاكَ، فَلا ضِغنٌ لدَيهمْ وَلاَ ذَحْلُ
وَجَزّوا بُرُودَ العَصْبِ تَضْفُو ذُيوُلُها
عَطَاءَ جَوَادٍ، مَا تَكاءَدَهُ البُخْلُ
وَمَا عَمَّهُمْ عَمرُو بنُ غُنْمٍ بنِسْبَةٍ
كما عَمَّهُمْ بالأمسِ نائِلُكَ الجَزْلُ
بكَ الْتأم الشّعبُ الذي كانَ بَينَهُمْ،
على حينَ بُعدٍ منهُ، واجتمعَ الشّملُ
فَمَهما رَأوا مِن غِبْطَةٍ في صَلاحهمْ،
فمنكَ بها النُّعمى جَرَتْ ولَك الفضْلُ
العصر العباسي >> البحتري >> عذيري من واش بها لم أواله
عذيري من واش بها لم أواله
رقم القصيدة : 2898
-----------------------------------
عَذِيريَ منْ وَاشٍ بهَا لَمْ أُوَالهِ
عَلَيها، وَلَمْ أُخْطِرْ قِلاَها ببَالِهِ
وَمنْ كَمَدٍ أسْرَرْتُهُ، فأذاعَهُ
تَرَادُفُ دَمْعٍ مُسْهِبٍ في انْهمَالِهِ
جَوًى مُستَطِيرٌ في ضُلُوعٍ، إذا انحنتْ(37/144)
عَلَيْهِ، تَجَافَتْ عَنْ حَرِيقِ اشتعالهِ
تَحَمّلَ أُلاّفُ الخَلِيطِ، وَأسرَعَتْ
حَزَائقُهُمْ مِنْ عَالِجٍ وَرِمَالِهِ
وَقد بانَ فيهمْ غُصْنُ بانٍ، إذا بَدَا
ثَوَى مُخبرٌ عن شَكْْلِهِ، أوْ مثالهِ
يَسُوءُكَ إلاّ عَطْْفَ عندَ انعطافِهِ،
وَيُشجيكَ إلاّ عَدْلَ عندَ اعتدالهِ
فَمَا حيلَةُ المُشتاقِ فيمَنْ يَشُوقُهُ،
إذا حَالَ هذا الهَجرُ دونَ احتِيَالِهِ
حَبيبٌ نَأى، إلا تَعَرُّضُ ذَكرَةٍ
لَهُ، أو مُلمَّا طِائفاً من خَيَالِهِ
أأُمْنَعُ في هِجْرَانِهِ منْ صَبَابَةٍ،
وَقد كنتُ صَبّاً مُغرَماً في وِصَالِهِ
وَيأمُرُني بالصّبْرِ مَنْ لَيْسَ وَجْدُهُ
كَوَجْدي، وَلا إعلانُ حالي كحالهِ
فإنْ أفْقُدِ العَيشَ الذي فَاتَ باللّوَى،
فَقِدْماً فَقَدْتُ الظّلّ عندَ انتقالِهِ
تَرَكْتُ مُلاَحَاةَ اللَّئِيمِ وإِنَّما
نَصِيبي في جَاه ِالكَرِيمِ ومالِهِ
وَلَمْ أرْضَ في رَنْقِ الصَّرَى ليَ مَوْرِداً،
فَحاوَلْتُ وِرْدَ النِّيلِ عندَ احتفالهِ
حَلَفْتُ بما يَتْلُو المُصَلّونَ في منَى،
وَما اعتَقَدُوهُ للنّبيّ، وَآلهِ
لَيَعْتَسِفَنّ العِيسَ، وَهْمٌ مُشَيَّعٌ،
عَنُوفٌ بها في حَلّهِ، وَارتحالهِ
إِلى ابْنِ نَهِيكٍ إِنَّهُ انْتَسَبَ النَّدَى
إِلى عَمِّهِ،عَمَّ الكِرامِ ،وَخَالِهِ
إلى فارِغٍ منْ كلّ شأْنٍ يَشينُهُ،
وإنْ يَشتَغلْ فالمَجدُ عِظْمُ اشتغالهِ
عَليُّ بنُ يحيَى، إنّهُ انتَسَبَ النّدَى
إلى عَمّهِ، عَمِّ الكرَامِ، وَخالِهِ
غَرِيبُ السّجايا ما تَزَالُ عُقُولُنَا
مُدَلَّهةً في خَلةٍ منْ خِلالِه
إذا مَعشَرٌ صَانُوا التِّلادَ تَعَسّفَتْ
بهِ همّةٌ مَجْنُونَةٌ في ابتذالهِ
أقَامَ بهِ، في مُنْتَهَى كلّ سُؤدَدٍ،
فَعَالٌ، أقَامَ النّاسُ دونَ امتثالهِ
فإنْ قَصَّرَتْ أكْفَاؤهُ عَنْ مَحَلّهِ،
فإنّ يَمينَ المَرْءِ فَوْقَ شِمَالِهِ
عَنَاهُ الحِجَى في عُنْفُوَانِ شَبَابِهِ،
فأقْبَلَ كَهْلاً قَبلَ حينِ اكْتهالِهِ(37/145)
كأنّ الجبَالَ الرّاسياتِ تَعَلّمَتْ
رَواجِحُهَا منْ حلمِهِ وجَلاَلِهِ
وَثقْتُ بنُعْمَاهُ، وَلمْ تَجتَمعْ بها
يَدي، وَرأيتُ النُّجحَ قَبلَ سُؤالِهِ
وَتَعْلَمُ أنّ السّيْفَ يَكفيكَ حَدَُّهُ
مُكَاثَرَةَ الإقْرَانِ، قَبلَ استلالهِ
أبَا حَسَنٍ أنْشأتَ في أُفُقِ النّدَى
لَنَا كَرَماً، آمَالُنا في ظلالِهِ
مَضَى منْكَ وَسْميٌّ، فجُدْ بوَليّهِ،
وَعَوّدْتَ منْ نُعماكَ فَضْلاً فَوَالهِ
وإنّ خَرَاجي للخَفيفُ، وَلَوْ غَدا
ثَقيلاً لَما استَحسنتُ غيرَ احتمالهِ
العصر العباسي >> البحتري >> جمعت أمور الدين بعد تزيل
جمعت أمور الدين بعد تزيل
رقم القصيدة : 2899
-----------------------------------
جُمِعَتْ أُمُورُ الدّينِ بَعدَ تَزَيُّلِ،
بالقَائِمِ، المُسْتَخلِفِ، المُتَوَكّلِ
بِمُوَفَّقٍ للصّالحَاتِ، مُيَسَّرٍ،
وَمُحَبَّبٍ، في الصّالحينَ، مُؤمَّلِ
مَلِكٌ، إذا أمضَى عَزِِيمَةَ أمْرِهِ،
لمْ يَثنِ عَزْمَتَهُ اعترَاضُ العُذّلِ
بَكَرَتْ جِيادُكَ، والفَوَارِسُ فُوْقَها،
بالمَشْرَفِيّةِ والوَشِيجِ الذُّبَّلِ
غُراٌّ، مُحَجَّلَةٌ، تُحَاوِلُ وَقْعَةً
بِالرُّوم، في يَوْمٍ أغَرّ مُحَجَّلِ
وأظُنُّ أنّكَ لا تَرُدّ وُجُوهَهَا،
حَتّى تُنيخَ على الخَليجِ بِكَلْكَلِ
دامَتْ لَكَ الأعْيَادُ مَسْرُوراً بهَا
في العِزّ مِنْكَ، وَفي البَقَاءِ الأطْوَلِ
وَجُزِيتَ أعْلَى رُتْبَةٍ مَأمُولَةٍ،
في جَنّةِ الفِرْدَوْسِ، غَيرَ مُعَجَّلِ
فَالبِرّ أجْمَعُ في ابْتِهَالِكَ دَاعِياً
للمُسْلِمِينَ، وَنُسكِكَ المُتَقَبَّلِ
عَرّفْتَنَا سُنَنَ النّبيّ وَهَدْيَهُ،
وَقَضَيْتَ فِينَا بالكِتَابِ المُنْزَلِ
حَقّاً وَرِثْتَ عَنِ النّبيّ، وإنّمَا
وَرِثَ الهُدى مُستَخلَفٌ عن مُرسَلِ
عَاذَتْ بحَقْوَيْكَ الخِلاَفَةُ، إنّهَا
قِسَمٌ لأَفْضَلِ هَاشِمٍ، فَالأفْضَلِ
وَتَمَنّعَتْ في ظِلّ عِزّكَ، فاغتَدتْ
في خَيرِ مَنْزِلَةٍ، وأحسَنِ مَعقِلِ(37/146)
فَاغمُرْ جَوَانِبَهَا بِجَدٍّ صَاعِدٍ،
وَالبَسْ بَشَاشَتَها بِحَظٍّ مُقبِلِ
لوْ كُنتُ أحسِدُ أو أُنَافِسُ مَعشَراً
لَحَسَدْتُ، أوْ نافَستُ أهلَ المَوْصِلِ
غَشّى الرّبيعُ دِيَارَهُمْ، وغَشِيتَهَا،
وَكِلاَكُما ذُو بَارقٍ مُتَهَلِّلِ
فأضَاءَ مِنْهَا كُلُّ فَجٍّ مُظْلِمٍ،
داجٍ، وأخصَبَ كلُّ وَادٍ مُمحِلِ
فَمَتَى تُخَيّمُ بِالشّآمِ، فَيَكْتَسي
بَلَدي نَبَاتاً مِنْ نَداكَ المُسْبِلِ
سَفَرٌ جَلَوْتَ بهِ العُيُونَ، فأبْصَرَتْ،
وَفَرَجْتَ ضِيقَةَ كلّ قَلبٍ مُقْفَلِ
في كلّ يَوْمٍ أنتَ نَازِلُ مَنزِلٍ،
جُدُدٍ مَعَالمُهُ، وتَارِكُ مَنزِلِ
وإذا أرَدْتَ جَعَلتَ يَوْمَ إقَامَةٍ
يَقِفُ السّرُورُ بهِ، وَيَوْمَ تَرَحُّلِ
شعراء الجزيرة العربية >> سليمان المانع >> سنابل قمح
سنابل قمح
رقم القصيدة : 290
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
مادام ينبت سنابل قمح وجه أمي
مايوصل الجوع لوحاول لوجداني
واللي يبيهاحرام ان قلت ياعمي
لاضرب رصاصه بعيني واقطع لساني
ذا شعري اللي تشوفونه وذا دمي
من منهم اللي يشرب نكهة الثاني؟
تظلم وأغني بسرب أقمار من فمي
عاهدت أنا الناي والراعي وغنّاني
أحيان اسمي وبعض أحيان مااسمي
خاف الشياطين في عمري تبلاني
كم واحد لاك(قبل معاشري)ذمي
ولاني موصي على قاصي ولاداني
لي دربي الخاص لي فكري ولي همي
لي ذكرياتي لي أحلامي لي أحزاني
ومازال يشرب رياح عنادهم كمي
والله لاحلق واحلق وارسم الواني
ماقدامك غبار ياخيل أولي شمي
بور القصايد وغني لي عن الجاني
مانيب مسبوق لي سفني ولي يمي
والناس مثلي وانا مااقول وحداني
العصر العباسي >> البحتري >> قف العيس قد أدنى خطاها كلالها
قف العيس قد أدنى خطاها كلالها
رقم القصيدة : 2900
-----------------------------------
قِفِ العِيسَ قد أدنَى خُطَاها كَلالُها،
وَسَلْ دارَ سُعدى، إن شَفاكَ سُؤَالُها
وَمَا أعرِفُ الأطلالَ من بَطنِ تُوضَحٍ،(37/147)
لطُولِ تَعَفّيها، وَلَكِنْ إخَالُهَا
إذا قُلتُ أنْسَى دارَ لَيْلَى على النّوَى،
تَصَوّرَ، في أقصَى ضَمِيري، مِثَالُها
وَقد كُنتُ أرْجُو وَصْلَها قَبْلَ هجرِها،
فقَد بانَ منّي هَجرُها، وَوِصَالُها
فَلَمْ يَبْقَ إلاّ لَوْعَةٌ تُلْهِبُ الحَشَا،
وَإلاّ أكاذِيبُ المُنَى، وَضَلالُها
فَلاَ عَهْدَ إلاّ أنْ يُعَاوِدَ ذِكْرُها،
وَلاَ وَصْلَ إلاّ أنْ يَزُورََ خَيَالُها
تَمَنّيْتُ لَيْلَى بَعْدَ فَوْتٍ، وإنّما
تَمَنّيْتُ مِنْهَا خِطّةً لا أنَالُها
زَهَتْ سرّ مَنْ رَابَا لخَلِيفَةِ جَعْفَرٍ،
وَعَادَ إلَيْهَا حُسْنُها، وَجَمَالُها
صَفَا جَوُّهَا لَمّا أتَاهَا، وَكُشّفَتْ
ضَبَابَتُهَا عَنْها، وَهَبَّتْ شَمَالُها
وَكانَتْ قدِ اغبَرّتْ رُباها وأظلَمَتْ
جَوَانِبُ قُطْرَيْهَا، وَبَانَ اختِلاَلُها
إذا غِبْتَ عن أرْضٍ، وَيَمّمتَ غَيرَها،
فقَد غَابَ عَنها شَمسُها، وَهِلالُها
غَدَتْ بكَ آفاقُ البِلادِ خَصِيبَةً،
وَهل تُمحِلُ الدّنيا، وأنتَ ثِمالُها
وأيّةُ نُعْمَى ساقَها الله نَحْوَنَا،
فكانَ لناَ استِئْنَافُها، واقتِبَالُها
فَمِنْ وَجْهِكَ الضّاحي إلَينا بِبِشْرِهِ،
وَمِنْ يَدِكَ الجارِي عَلَيْنا نَوَالُهَا
لَكُمْ كُلّ بَطْحَاءٍ بمَكّةَ، إذْ غدا
لغَيْرِكُمُ ظُهْرَانُهَا، وَجِبَالُها
وأنْتُمْ، بَنِي العَبّاسِ، عَمِّ محَمّد،
يَمِينُ قُرَيشٍ، إذْ سِوَاكُمْ شِمَالُها
وَقَدْ سَرّني أنّ الخِلاَفَةَ فيكُمُ
مُخَيّمَةٌ، ما إنْ يُخَافُ انْتِقَالُهَا
لَكُمْ إرْثُهَا، والحقُّ منها، وَلَم يكنْ
لغَيْرِكُمْ إلاّ اسْمُها وانتِحَالُها
وإنّ بني حَرْبٍ وَمَرْوَانَ أصْبَحُوا
بِدارِ هَوَانٍ، قَدْ عَرَاهُمْ نَكَالُها
يَغَضّونَ أبصَاراً مَغيظاً ضَمِيرُها،
وَيبْدُون ألحَاظاً مَبيناً كَلاَلُها
وإنّ الذي يُهْدي عَداوَتَهُ لَكُمْ
لَمُرْتَكِضٌ في عَثْرَةٍ، ما يُقَالُها
مَتَى ما ثَنَوا أَعْنَاقَهُمُ نَحْوَ فِتْنَةٍ(37/148)
يَكُنْ بالسُّيوفِ المَاضِياتِ أعْتِدَالُهَا
ودُونَ الَّتِي مَنَّى الأَعادِي نُفُوسهُمْ
مَنَاياهُمُ في العَالَمِينَ نَكَالُهَا
مُثَقَّفَةٌ سُمْرٌ لِدَانٌ صُدُورهَا
وهِنْدِيَّةٌ بيضٌ حَدِيثٌ صِقَالُهَا
العصر العباسي >> البحتري >> أبى الليل إلا أن يعود بطوله
أبى الليل إلا أن يعود بطوله
رقم القصيدة : 2901
-----------------------------------
أبَى اللّيلُ، إلاّ أنْ يَعُودَ بِطُولِهِ
عَلى عَاشِقٍ نَزْرِ المَنَامِ قَليلِهِ
إِذا مَا نَهَاهُ العَاذِلُونَ تَتَابَعَتْ
لهُ أَدْمُعٌ لا تَرْعَوِي لِعَذُوِلِهِ
لَعَلّ اقترَابَ الدّارِ يَثني دُمُوعَهُ،
فَيُقلِعَ، أو يُشفَى جَوًى من غَليلِهِ
وَما زَالَ تَوْخِيدُ المَهَارِي، وَطَيُّهَا
بِنَا البُعْدَ من حَزْنِ الفَلاَ وَسُهُولِهِ
إلى أن بدا صَحنُ العِرَاقِ، وَكُشّفتْ
سُجُوفُ الدّجَى عَن مائِهِ وَنَخِيلِهِ
تَظَلُّ الحَمامُ الوُرْقُ، في جَنَبَاتِهِ،
يُذَكّرهَا أحْبَابَنَا بِهَدِيلِهِ
فأحْيَتْ مُحِبّاً رُؤيَةٌ مِنْ حَبِيبِهِ،
وَسَرّتْ خَليلاً أوْبَةٌ مِنْ خَليلِهِ
بِنُعْمَى أميرِ المؤمِنِينَ وَفَضْلِهِ،
غدا العَيشُ غَضّاً بعدَ طولِ ذُبُولِهِ
إمَامٌ، رَآهُ الله أوْلَى عِبَادِهِ
بحَقٍّ، وأهْدَاهُمْ لِقَصْدِ سَبِيلِهِ
خَليفَتُهُ في أرْضِهِ، وَوَلِيُّهُ الـ
ـرَضِيُّ لَدَيْهِ، وابنُ عَمّ رَسُولِهِ
وَبَحْرٌ يَمُدُّ الرّاغِبُونَ عُيُونَهُم
إلَى ظَاهِرِ المَعْرُوفِ فيهِمْ، جَزِيلهِ
تَرَى الأرْضَ تُسقَى غَيثَها بمُرُورِهِ
عَلَيْهَا، وتُكْسَى نَبْتَهَا بِنُزُولِهِ
أتَى مِنْ بِلاَدِ الغَرْبِ في عَدَدِ النّقَا،
نَقَا الرّملِ، مِنْ فُرْسَانِهِ وَخُيُولِهِ
فأسفَرَ وَجْهُ الشّرْقِ، حتى كأنّما
تَبَلَّجَ فيهِ البَدْرُ بَعدَ أُفُولِهِ
وَقَدْ لَبسَتْ بَغدادُ أحسَنَ زِيّهَا
لإقْبَالِهِ، واستَشْرَفَتْ لِعُدُولِهِ
وَيَثْنِيهِ عَنْهَا شَوْقُهُ وَنِزَاعُهُ،(37/149)
إلى عَرْضِ صَحنِ الجَعفَرِيّ وَطُولِهِ
إلى مَنْزِلٍ، فيهِ أحِبّاؤهُ الأُلي
لِقَاؤهُمُ أقْصَى مُنَاهُ، وَسُولِهِ
مَحَلٌّ يُطِيبُ العيشَ رِقّةُ لَيْلِهِ
وَبَرْدُ ضُحَاهُ، وَاعتِدَالُ أصِيلِهِ
لَعَمْرِي، لَقَد آبَ الخَليفَةُ جَعْفَرٌ،
وَفي كلّ نَفسٍ حاجةٌ من قُفُولِهِ
دَعاهُ الهَوَى مِنْ سُرّ مَنْ رَاءَ فانكَفَا
إلَيها، انكِفَاءَ اللّيثِ تِلقَاءَ غِيلِهِ
على أنّها قَدْ كَانَ بُدّلَ طِيبُها،
وَرُحّلَ عَنْهَا أُنْسُهَا برَحِيلِهِ
وإفْرَاطُها في القُبحِ، عندَ خُرُوجِهِ،
كإفرَاطِهَا في الحُسنِ، عندَ دُخُولِهِ
ليَهْنَ ابنَهُ، خَيرَ البَنينَ، مُحَمّداً،
قُدُومُ أبٍ عَالي المَحَلّ، جَليلِهِ
غَدا، وَهوَ فَرْدٌ في الفَضَائِلِ كُلّها،
فهَلْ مُخبِرٌ عَن مِثلِهِ، أوْ عَدِيلِهِ
وإنّ وُلاةَ العَهدِ في الحِلمِ والتُّقَى،
وفي الفَضْلِ مِنْ أمثالِهِ وشُكُولِه
العصر العباسي >> البحتري >> ما الغيث يهمي صوب إسباله
ما الغيث يهمي صوب إسباله
رقم القصيدة : 2902
-----------------------------------
ما الغيثُ يَهمي صَوْبُ إسبالِهِ،
واللّيثُ يَحمي خِيسَ أشبالِهِ
كالمُستَعِينِ المُسْتَعَانِ، الذي
تَمّتْ لهُ النُّعمَى بإفْضالِهِ
تِلْوُ رَسُولِ الله في هَدْيِهِ،
وابنُ النّجُومِ الزُّهْرِ مِنْ آلِهِ
مَنْ يَحسُنُ الدُّنيا بإحسانِهِ،
ويَجْمُلُ الدَّهْرَ بإجْمَالِهِ
وَيَحْفَظُ المُلْكَ بإشْرَافِهِ
على نَوَاحِيهِ، وإطْلاَلِهِ
لابنِ الخَصِيبِ الوَيْلُ كَيفَ انبَرَى
بِإفْكِهِ المُرْدِي، وإبْطَالِهِ؟
كادَ أمِينَ الله في نَفسِهِ،
وفي مَوَاليهِ، وفي آلِهِ
وَرَامَ في المُلْكِ الذي رَامَهُ
بِغِشّهِ فيهِ، وإدْغَالِهِ
فأنْزَلَ الله بِهِ نَقْمَةً
غَيّرَتِ النّعمَةَ مِن حَالِهِ
وَسَاقَهُ البَغْيُ إلى صَرْعَةٍ
للحَينِ، لمْ تَخطُرْ على بالِهِ
دِينَ بِما دَانَ، وَعَادَتْ لَهُ
في نَفْسِهِ أسْوَأُ أعْمَالِهِ(37/150)
وأمّلَ المَكْرُوهَ في غَيْرِهِ،
فَنَالَهُ مَكْرُوهُ آمَالِهِ
قَد أسْخَطَ الله بإعْزَازِهِ الـ
ـدّنْيَا، وأرْضَاهَا بإذْلالِهِ
فَفَرْحَةُ النّاسِ بإدْبَارِهِ،
كَغَيْظِهِمْ كَانَ بإقْبَالِهِ
تَشَوّفُوا أمْسِ إلى قَتْلِهِ،
وأمّلُوا سُرْعَةَ إعْجَالِهِ
يا نَاصِرَ الدّينِ انتَصِرْ مُوشِكاً
مِنْ كائِدِ الدّينِ، وَمُغْتَالِهِ
فَهْوَ حَلالُ الدّمِ والمَالِ إنْ
نَظَرْتَ في باطِنِ أحْوَالِهِ
رَامَ الذي رَامَ، وَسَدّ الذي
سَدّاهُ مِنْ مُوبِقِ أفْعَالِهِ
والرََّأيُ كلُّ الرَّأيِ في قَتْلِهِ
بالسّيفِ، واستِصْفَاءِ أمْوَالِهِ
العصر العباسي >> البحتري >> كلما شاءت الرسوم المحيله
كلما شاءت الرسوم المحيله
رقم القصيدة : 2903
-----------------------------------
كُلّما شاءَتِ الرُّسُومُ المُحيلَهْ،
هَيّجَتْ مِن مَشوقِ صَدْرٍ غَليلَهْ
وَد َخيلاٍ مِنَ الصّبَابَةِ مَا يَتْـ
ـرُكُ مَاءَ الدَّمُوعِ، حتّى يُسيلَهْ
قد سألنا سُعدى، على أنّ سُعدَى
بالذي يَسألُ المُحِبُّ بَخِيلَهْ
حلأَتْنا عَنْ زَوْرَةٍ في مَنَامٍ
مُبْتَغَاهَا ،وحَاجَةٍ مَمْطَولَهْ
شَدّ مَا تُخلِفُ الظّنُونُ وَما يَكْـ
ـذِبُ وِدُّ الخَليلِ مِنّا خَليلَهْ
إنْ تُجَرِّبْ بني الزّمانِ تَجِدْهُمْ
إخْوَةً فيهِ كالشِّفَارِ الكَليلَهْ
وَالفَتى كَادِحٌ لفَعْلَةِ دَهْرٍ،
يَرْتَضِيها، أوْ عيشَةٍ مَمْلُولَهْ
خَائِفٌ، آمِلٌ لصَرْفِ اللّيَالي،
وَاللّيَالي مَخُوفَةٌ مَأمُولَهْ
رَاحَ أهْلُ الآدابِ فيها قَليلاً،
وَحُظُوظُ الأقْسَامِ فيها قَليلَهْ
فَعَلَيْكَ الرّضَا بِمَا رَضِيَتْهُ
لكَ هَذي المطَالِبُ المرْذُولََهْ
لَنْ تُلاَقي المَزْوِيَّ عَنْكَ بتَدْبيـ
ـرٍ، وَلَنْ تَصْعَدَ السّمَاءَ بحيلَهْ
وَإذا ما اعتَبرْتَ ظاهرَ أَمْري،
كانَ خَطباً مِنَ الخُطوبِ الجَليلَهْ
أطْلُبُ المَالَ في البِلادِ، وَمالي
في حُرُورِيّةِ ابنِ طُولونَ دَوْلَهْ(37/151)
ناقِهُ للسَّمَاعِ ،والغَبْنُ مِنْهُ
حَشَفُ رَادِفٌ لَهُ سُوءُ كِيلَهْ
خُلُقٌ، أبْقَتِ المَذَمّاتُ مِنْهُ
خُبْثَ بَاقي الفَرِيسَةِ المَأكُولَهْ
كاثَرَتْ أُمُّهُ النّجُومَ، ولَمْ تَرْ
ضَ بضعفٍ منها عِداداً بُعُولَهْ
أتَأنّاهُ كَيْ يُنيبَ وَيَأبَى الـ
ـفَسْلُ إلاّ خَسَاسَةً وَضُؤولَهْ
كَمْ تكَرّهتُ غِبَّ أمرٍ، فكانَتْ
عَادُة الدَّهْرِ فيهِ عِندِي جَميلَهْ
لَيسَ إلاّ فَضْلُ العَزِيمَةِ تُمْضِيـ
ـهَا، وَإلاّ المَطيّةُ المَرْحُولَهْ
مَا أرَى الرّكبَ دونَ أَبرٍوَجُرْدٍ،
نَازِلي حِلّةِ العَطَايَا الجَزِيلَهْ
بَاعَدَتْنَا مَنِ الغِنى، بَعدَ قرْبٍ،
مِنّةٌ مِنْ أبي عَليٍّ عَليلَهْ
لمْ يكنْ دونَ ناجزِ النُّجحِ، إلاّ
جَاهُهُ يَلتَقي، وَجُودُُ حُمُولَهْ
لَوْ تَرَى المَرْءَ منهُما لا تَرَاهُ
فَائِتاً أهْلَ دَهْرِهِ بفَضِيلَهْ
مِنْ لسَانٍ إلى البَيَانِ طَويلٍ،
وَيَمينٍ إلى العُفَاةِِ طَوِيلَهْ
نِعْمَ عَوْنيْ أُكْرُومَتَينِ، فَهَذا
عُمدَةٌ للنّدَى، وَذاكَ وَسيلَهْ
لَنْ يَبِيتَا إلاّ رَغيمَيْ ضَمَانٍ
للََذي، يَضْمنُ السّماءَ المَخيلَهْ
إِنَّ حَقِّي رَغْبُ النَّوالِ ، وحَقُّ النَّاسِ
أَنْ أَسْلُكَ القَرِيضَ سَبِيلَهْ
لَيتَ شِعرِي أفََاتَ نَصراً حِمامٌ،
أمْ تَأتّت لَهُ المتَالِف غِيلَهْ
يَنْقَضِي ذِكْرُهُ فَلا خيْرَ عَنْـ
ـهُ، وَلا أوْبَةٌ تُدَنّي قُفُولَهْ
وَعَلَيكُمْ كَفَالَةٌ أنْ تُثيبُوا
مُرْسِلَ المَدحِ، أوْ ترُدّوا رَسُولَهْ
العصر العباسي >> البحتري >> لتصدقني وما أخشاك تكذبني
لتصدقني وما أخشاك تكذبني
رقم القصيدة : 2904
-----------------------------------
لِتَصْدُقَنِّي، وَمَا أخشاكَ تَكذِبُني،
ماذا تأمّلْتَ، أوْ أمّلْتَ في أمَلِ
ألنّسْلَ حاوَلْتَ مِنْها، فهْيَ مُدبِرَةٌ،
قد جاوَزَتْ مُنذُ حيْنٍ، عِقبَةَ الحَبَلِ
إِذا انْتَشَرْتَ عَلَى أَمثَالِهَا شَبَقاً(37/152)
فانْعَمْ بِفَشَلةٍ مَأَمُونةٍ الفَشَلِ
وأَيُّ خَيْرٍ يُورجَّى عِنْدَ مُومِسةٍ
زَلاَّءَ مِنْ دُبُرٍ ؛وقْبَاءَ مِن قُبُلِ
لا يُرْتَضَى قَدُّهَا عندَ العِناقِ، وَلاَ
يُثنى عَلى خَدّها في ساعَةِ القُبَلِ
مُدارَةُ الخَلقِ مِن عَرْضٍ إلى قِصَرٍ،
كأنّما دُحرِجتْ في أخمَصَيْ جُعَلِ
تَقضِي بِقُوتِ عِيالي حَقَّ زَوْرَتِهَا،
لله أنْتَ، لَقَدْ أفحَشْتَ في الغَزَلِ
العصر العباسي >> البحتري >> لو كان يعتب هاجر في واصل
لو كان يعتب هاجر في واصل
رقم القصيدة : 2905
-----------------------------------
لَوْ كَانَ يُعْتَبُ هاجرٌ في وَاصِلِ،
أوْ يُسْتَفَادُ لمُغْرَمٍ مِنْ ذاهِلِ
لحرِجتُ مِنْ وَشَلٍ بعَيني سافِحٍ،
وَجَنَفْتَ مِنْ خَبَلٍ بقَلبي خَابِلِ
إمّا فَزِعتُ إلى السُّلُوّ، فإنّني
مِنْ حُبّكُمْ بإزَاءِ شُغْلٍ شاغِلِ
وَلَقَدْ خلَعتُ لكِ العِذَارَ، فلَمْ أكنْ
مُحظَى الوُشاةِ، وَلاَ مُطَاعَ العاذِلِ
وَلئنْ أقَمتِ بذي الأرَاكِ فبَعدَما ما اسْـ
ـتَعْلَقتِ من كَمَدٍ فُؤَادَ الرّاحِلِ
ماذا على الأيّامِ لَوْ سَمَحَتْ لَنَا
بِثُوَاءِ أيّامٍ، لَدَيْكِ، قَلاَئِلِ
فأوَيتِ للقَلْبِ المُعَنّى، المُبْتَلَى
بهَوَاكِ والبَدَنِ الضّئِيلِ النّاحِلِ
أمَلٌ تَرَجّحَ بَينَ عَامٍ أوّلٍ،
في أنْ أرَاكِ، وَبَينَ عَامٍ قَابِلِ
أَوْلَى لَها لَوْلاَ البِعَادُ لَعَادَ لي
ضِيقُ العِناقِ عَلَى الوِشاحِ الجَائِلِ
لِيَدُمْ لَنَا المُعْتَزُّ، إنّ بمُلْكِهِ
عَزّ الهُدَى وَخَبَا ضَلالُ الباطِلِ
مَا زَالَ يَكلأُ دِينَنَا وَيَحُوطُهُ
بالمَشرَفِيّةِ والوَشِيجِ الذّابِلِ
يَتَخَرّقُ المَعْرُوفُ، يَوْمَ عَطائِهِ،
عن جُودِ مُنخرِقِ اليدَينِ، حُلاحِلِ
مُتَهَلِّلٌّ، طلْقٌ، إذا وَعَدَ الغِنَى
بالبِشْرِ أتْبَعَ بِشْرَهُ بالنّائِلِ
كالمُزْنِ، إنْ سَطَعَتْ لوَامعُ بَرْقِهِ،
أجْلَتْ لَنَا عَنْ ديمَةٍ، أوْ وَابِلِ(37/153)
تَفْديكَ أنْفُسُنَا، وَقَلّتْ فِدْيَةٌ
لكَ مِنْ تَصَرّف كلّ دَهْرٍ غَائِلِ
لَمّا كَمَلْتَ رَوِيّةً وَعَزِيمَةً،
أعْمَلْتَ رأيَكَ في ابتِنَاءِالكامِلِ
وَغدَوْتَ، مِنْ بَينِ المُلُوكِ مُوَفَّقاً
مِنْهُ لأيْمَنِ حِلّةٍ وَمَنَازِلِ
ذُعِرَ الحَمَامُ، وَقَدْ تَرَنّمَ فَوْقَهُ
مِنْ مَنظَرٍ خَطِرِ المَزَلّةِ هَائِلِ
رُفِعَتْ لمنُخَرَقِ الرّيَاحِ سُمُوكُهُ،
وَزَهَتْ عَجَائِبُ حُسنِهِ المُتَخَايِلِ
وَكَأَنَّ حِيطَانَ الزُّجَاجِ بَجَوِّهِ
لُجَجٌ يَمْحُنَ عَلَى جُنُوبِ سَوَاحِل
وَكَأنّ تَفويفَ الرَّخَامِ، إذا التَقَى
تأليفُهُ بالمَنْظَرِ المُتَقَابِلِ
حُبُكُ الغَمَامِ، رُصِفْنَ بينَ مُنَمَّرٍ،
وَمُسَيَّرٍ، وَمُقَارِبٍ، وَمُشَاكِلِ
لَبِسَتْ منَ الذّهبِ الصّقِيلِ سُقُوفُهُ
نُوراً، يُضِيءُ على الظّلامِ الحافِلِ
فتَرَى العُيُونَ يَجُلنَ في ذي رَوْنَقٍ
مُتَلَهِّبِ العَالي أنِيقِ السّافِلِ
فكَأنّما نُشِرَتْ عَلى بُسْتَانِهِ
سِيَرَاءُ وَشيِ اليُمْنَةِ المُتَوَاصِلِ
أغْنَتْهُ دِجْلَةُ، إذْ تَلاحقَ فيضُها
عن فَيْضِ مُنسَجِمِ السَّحََابِ الهاطِلِ
وَتَنَفّسَتْ فيهِ الصَّبَا، فتَعَطّفَتْ
أشْجَارُهُ مِنْ حُيََّّلٍ وَحَوَامِلِ
مَشْيَ العَذَارَى الغِيدِ، رُحْنَ عَشيّةً
مِنْ بَينِ حاليَةِ اليَدَينِ وَعَاطِلِ
وَالخَيرُ يُجْمَعُ، والنّشاطُ لمَجلِسٍ
قَمَنِ المَحَلّ، منَ السّماحةِ، آهِلِ
وَافَيْتَهُ والوَرْدَ في وَقْتٍ مَعاً،
وَنَزَلْتَ فيهِ مَعَ الرّبيعِ النّازِلِ
وَغدا بِنَوْرُوزٍ عَلَيْكَ مُبَارَكٍ،
تَحْوِيلُ عَامٍ إثْرَ عَامٍ حَائِلِ
مُلّيتَهُ، وَعَمِرْتَ في بَحْبُوحَةٍ،
منْ دَارِ مُلكِكَ، ألفَ حَوْلٍ كامِلِ
وَرَأيتَ عَبْدَالله في السّنّ التي
تَعدُ الكَثيرَ بدَهرِها المُتَطاوِلِ
قَمَرٌ تُؤمّلُهُ المَوَالي للّتي
يَقْضي بها المَأمُولُ حَقَّ الآمِلِ
يَرْجُونَ مِنْهُ نَجَابَةً شَهِدَتْ بهَا(37/154)
فيهِ عُدُولُ شَوَاهِدٍ وَدَلائِلِ
وَمَذَاهِبٍ في المَكْرُمَاتِ، بمِثْلِها
يَتَبَيَّنُ المَفْضُولُ سَبْقَ الفَاضِلِ
حَدَثٌ، يُوَقّرُهُ الحِجَى، فكَأنّهُ
أخَذَ الوَقَارَ مِنَ المَشِيبِ الشّامِلِ
وَلَقَدْ بَلَوْتُ خِلالَهُ، فَوَجَدْتُهُ
أنْدَى أسِرّةِ رَاحَةٍ، وأنَامِلِ
وسأَلْتُهُ لِيَ آنِفاً فَوَجَدْتُهُ
أَنْدَى أَسِرَّةِ رَاحةٍ وأَنَامِلِ
يَحْكِيكَ في كَرَم الفَعَالِ خَلائقاً
بِخَلاَئِقٍ ،وشَمَائلاً بِشَمائلِ
قَدّمْتَ فيّ عِنَايَةً مَشْكُورَةً،
كَانَتْ لَدَيْهِ ذَرَائِعي وَوَسائِلي
وأرَى ضَمَانَكَ للوَفَاءِ وَوَعْدَهُ
لاَ يَرْضَيَانِ سِوَى النّجَاحِ العَاجِلِ
العصر العباسي >> البحتري >> عهد لعلوة باللوى قد أشكلا
عهد لعلوة باللوى قد أشكلا
رقم القصيدة : 2906
-----------------------------------
عَهْدٌ لعَلْوَةَ باللّوَى قَدْ أشكَلا،
مَا كَانَ أحْسَنَ مُبْتَدَاهُ وأجْمَلاَ
أنْسَى لَيَالِينَا هُنَاكَ، وَقَدْ خَلا
مِنْ لَهْوِنَا، في ظِلّها، ما قَدْ خَلاَ
عَيْشٌ غَرِيرٌ لَوْ مَلَكْتُ لِمَا مَضَى
رَدّاً، إذاً لَرَدَدْتُهُ مُسْتَقبِلا
لامُوا على لَيلي الطّوِيلِ، وَكُلّما
عادُوا بِلَوْمٍ كَانَ لَيْلي أطْوَلا
إتْبَعْ هَوَاكَ إلى الحَبِيبِ، فإنّهُ
رُشْدٌ، وَخَلِّ لِعَاذِلٍ أن يَعْذُلا
والله لا أسْلُو، وَلَوْ جَهِدَ الذي
يَلْحي، وَمَا عُذْرُ المُحبّ إذا سَلاَ
أحْيَا الرّجَاءَ، وَرَدَّ عَادِيَةَ الجَوَى،
قَوْلُ الذي أهوَى: نَعَمْ مِن بعدِ لا
وَمِزَاجُهُ كأسِي بِرِيقَتِهِ، التي
ثَلَجَتْ فؤَادَ مُحِبّهِ، فتَبَلّلاَ
لا تَعجَبي لِمُعَشَّقٍ أنْ يَرْعَوِي
عَنْ هَجْرِهِ، وَلعَاشِقٍ أنْ يُوصَلاَ
بِتْنَا، وَلي قَمَرَانِ: وَجْهُ مُساعدي،
والبَدْرُ، إذْ وافَى التّمامَ، وأكمَلاَ
لاحَتْ تَبَاشِيرُ الخَرِيفِ، وأعْرَضَتْ
قِطَعُ الغُيومِ، وَشَارَفَتْ أنْ تَهطُلا
فَتَرَوَّ مِنْ شَعْبَانَ إنّ وَرَاءَهُ(37/155)
شَهْراً يُمَانِعُنَا الرّحِيقَ السّلْسَلا
أحْسِنْ بدِجْلَةَ مَنظَراً وَمُخَيَّماً،
والغَرْدِ في أكْنَافِ دِجْلَةَ مَنزِلا
خَضِلُ الفِنَاءِ، متى وَطِئتَ تُرَابَهُ
قُلتَ: الغَمامُ انهَلّ فيهِ، فأسْبَلاَ
حَشَدَتْ لَهُ الأمواجُ فَضْلَ دَوَافِعٍ
أعْجَلْنَ دُولاَبَيْهِ أنْ يَتَمَهّلا
تَبْيَضُّ نُقْبَتُهُ، وَيَسطَعُ نُورُهُ
حَتّى تَكِلُّ العَينُ فيهِ، وَتَنْكُلا
كالكَوْكَبِ الدُّرِّيّ أخْلَصَ ضَوْءُهُ
حَلَكَ الدّجَى، حتّى تألّقَ وانجَلى
رَفَدَتْ جَوَانِبُهُ القِبَابَ مَيَامِناً
وَمَيَاسِراً، وَسَفُلْنَ عَنْهُ واعتَلَى
فَتَخَالُهُ، وَتَخَالُهُنّ إزَاءَهُ،
مَلِكاً تَدِينُ لَهُ المُلُوكُ، مُمَثَّلا
وَعَلى أعَاليهِ رَقِيبٌ مَا يَني
كَلِفاً بتَصريفِ الرّياحِ، مُوَكَّلا
مِن حَيثُ دارَتْ دارَ يَطلُبُ وَجهَهَا،
فِعْلَ المُقَاتِلِ جَالَ ثُم استَقْبَلا
بِدَعٌ لِبِدْعٍ في السّمَاحَةِ مَا تَرَى
مِنْ أمْرِهِ، إلاّ عَجِيباً، مُجْذِلا
فَضَلَ الأنَامَ أُرُومَةً مَذْكُورَةً،
وَتُقًى، وأنْعَمَ في الأنَامِ وأفضَلا
تَثْني بَوَادِرَهُ الأنَاةُ، وَرُبّما
سَارَتْ عَزِيمَتُهُ، فكانَتْ جَحفَلا
وَرِثَ النّبيّ سَجِيّةً مَرْضِيّةً،
وَطَرِيقَةً قَصْداً، وَقَوْلاً فَيْصَلا
فإذا قَضَى في المُشكِلاَتِ تَرَاَدفَتْ
حِكَمٌ تُرِيكَ الوَحيَ كيفَ تَنَزّلا
يابنَ الهُداةِ الرّاشِدِينَ، وَمَنْ بهمْ
أرْسَتْ قَوَاعدُ ديننَا، فتأثّلا
خِرْقٌ سَمَتْ أخْلاَقُهُ، فتَرَفّعَتْ،
وأضَاءَ رَوْنَقُ وَجْهِهِ فَتَهَلّلا
فإذا تَرَفّعَ في المَنَاسِبِ، واعتَزَى
لأُبُوّةٍ يَتْلُو الأخيرُ الأوّلا
عَدَّ النّجُومَ الطّالِعَاتِ مُؤهَّلاً
للأمْرِ، أوْ مُسْتَخْلَفاً أو مُرْسَلا
أصْحَبْتُهُ أمَلي، وَمِثْلُ خِلاَلِهِ
كَرُمَتْ فأعطَتْ رَاغِباً ما أمّلا
إنْ شِئْتُ جاءَتْ نَعْمَةٌ، فتُلُقّيَتْ
مِنْهُ، وَسُهّلَ مَطْلَبٌ، فَتَسَهّلا(37/156)
لمْ يَبْقَ إلاّ أنْ تَهُمّ، فيَنْقَضِي
ما قَدْ تَطَاوَلَ، أوْتَجُزََّ فتَفْضُلا
قَد قُلتَ، فافعَلْ ما وَأيتَ، وإنّ مِنْ
عاداتِ جُودِكَ أن تَقُولَ فتَفْعَلا
وَلَئِنْ عَجِلْتَ بِمَا تُنِيلُ، فإنّهُ
حَسْبٌ لنَيْلِكَ أنْ يَكُونَ مُعَجَّلا
العصر العباسي >> البحتري >> إن سير الخليط حين استقلا
إن سير الخليط حين استقلا
رقم القصيدة : 2907
-----------------------------------
إنّ سَيْرَ الخَليطِ، حينَ اسْتَقَلاّ،
كانَ عَوْناً للدّمعِ حَتَّى استَهَلاّ
والنّوَى خِطّةٌ منَ الدَّهْْرِ ما يَنفكُّ
يُشجَى بهاِ المُحبُّ، وَيُبْلَى
فأقِلاّ، في عَلْوَةَ،اللّوْمَ إنّي
زَائِدٌ في الغَرَامِ، إنْ لَم تُقِلاّ
تِلْكَ أيّامُهَا الذّوَاهِبُ منْ أحْـ
ـسنِ عَيشٍ مَضَى، وَدَهْرٍ تَوَلّى
وَخَيَالٍ ألَمّ مِنْهَا عَلى سا
عَةِ هَجْرٍ، فقُلتُ: أهْلاً وَسَهلا
ما أُضِيعَ الهَوَى وَلا نُسِيَ الخِلُّ
الذي ضَيّعَ الهَوَى، وَتَخَلّى
حَاطَهُ الله حَيْثُ أضْحَى وأمْسَى ،
وَتَوَلاّهُ حَيثُ سَارَ وَحَلاّ
سَكَنٌ مُغْرَمٌ بِهَجْرِيَ يَزْدَا
دُ صُدوداً إذا أنا ازْدَدْتُ وَصْلا
وَبِوُدّي لَوِ اسْتَطَعْتُ فََخَفّفْـ
ـتُ بصَبْرٍ عَنْ سَيّدي حينَ مَلاّ
وَمَعَاذَ الإلَهِ أنْ أتَعَزّى
عَنهُ، طولَ الأََيَّامِِ، أو أتَسَلّى
قد لَبِستُ الهَوَى وإنْ كانَ ضُرّاً،
وَتَحَمّلْتُهُ، وإنْ كانَ ثِقْلا
وَتَذَلّلْتُ جَاهِداً لمَليكي،
وَقَليلٌ مِنْ عَاشِقٍ أنْ يَذِلاّ
أصْبَحَتْ رُتْبَةُ الخِلاَفَةِ للمُعـ
ـتَزّ بالله مَنْزِلاً، وَمَحَلاّ
جَمَعَ الله شَمْلَهَا في يَدَيْهِ،
وَرآهُ لَهَا مَكَاناً، وَأهْلا
وَلِيَتْ نَصْرَهُ المُوَالي فأعْطَتْـ
ـهُ عُلُوّ السّمَاكِ، أوْ هُوَ أعْلَى
مَلِكٌ ما بَدَا لعَيْنِكَ إلاّ
قُلتَ بَحرٌ طَمَا، وَبَدرٌ تَجَلّى
لابِسٌ حُلّةَ الوَقَارِ، وَمِنْ
أُبّهَةِ السّيفِ أنْ يَكُونَ مُحَلّى(37/157)
يا جَمَالَ الدّنْيا سَنَاءً، وَمَجْداً،
وَثِمَالَ الدّنْيَا عَطَاءً، وَبَذْلا
كُلّمَا حُصّلَتْ مَساعي قُرَيْشٍ،
طِبْتَ فَرْعَاً في مُنْتَمَاهَا، وَأصْلا
لكَ مَحضُ النِّجارِ فيها المُصَفّى
غيرَ شَكٍّ، والقِدْحُ منَها المُعَلّى
يابْنَ عَمّ النّبيّ والحَبْرِ والسّجّادِ
والكَامِلِ الذي بَانَ فَضْلاَ
لَهُمُ زَمْزَمٌ وأفْنِيَةُ الكَعْـ
ـبَةِ والحِجْرُ والصّفَا والمُصَلّى
مَنْ أبَى حُبكُمْ فَلَيْسَ منَ الله
وَلَوْ صَامَ ألفَ عامٍ، وَصَلّى
لمْ يَزَلْ حَقُّكَ المُقَدَّمُ يَمْحُو
باطلَ المُستَعَارِ، حتّى اضْمخَلاًّ
قد طَلَبْنا فلَمْ نجدْ لكَ، في السّؤ
دَدِ والمَجدِ والمَكَارِمِ، مِثلا
أنتَ أندَى كَفّاً، وأشرَفُ أخْلا
قاً، وأزْكَى قَوْلاً، وأكرَمُ فِعْلاَ
طَالَعَتكَ السّعُودُ فانْسَكَبَ الغَيْـ
ـثُ رَذاذاً في ساحتَيكَ وَهطْْلاَ
وأتَى العِيدُ في دُجُونٍ تَتَبّعْـ
ـنَ غَلِيلَ البَطْحَاءِ حَتّى استَبَلاَ
عارَضَتْكَ الأنْوَاءُ فيها سَمَاحاً،
وَحَكَتْكَ السّماءُ سَّحا وَوْبلاَ
ذاكَ فَضْلٌ أُوتيتَهُ كُنتَ مِنْ بَيْـ
ـنِ البَرَايَا بِهِ أحَقَّ وأوْلَى
وَعَطَاءٌ مِنَ الإلَهِ فَلاَ زِلْـ
ـتَ مُهَنّا ذاكَ العَطاءِ، مُمَلّى
العصر العباسي >> البحتري >> للفضل أخلاق يلقن بفضله
للفضل أخلاق يلقن بفضله
رقم القصيدة : 2908
-----------------------------------
للفَضْلِ أخْلاقٌٌ يَلقِنَ بفَضْلِهِ،
ما كانَ يَرْغَبُ مِثلُها عن مِثلِهِ
جَمَعَ المَكارِمَ كُلّهَا بخَلائِقٍ،
لمْ تَجتَمِعْ في سَيّدٍ مِن قَبْلِهِ
فمتى يَقِفْ تَقِفِ العُلاَ، وَمتى يَسرْ
مُتَوَجّهاً تَسِرِ العُلاَ في ظِلّهِ
إحْسَانُهُ دَرَكُ الرّجَاءِ، وَقَوْلُه
عندَ المَوَاعدِ شُعبَةٌ من فِعلِهِ
قَسَمَ التّلادَ مُباعِداً، وَمُقارِباً،
وَرَأى سَبيلَ الحَمدِ أصْلَحََ سُبْلِهِ
لمْ تُجهِدِ الإجْوَادَ غايَةُ سُؤدَدٍ
إلاّ تَنَاوَلَهَا بأهْوَنِ رِسْلِهِ(37/158)
يُنْبيكَ عَن قُرْبِ النّبُوّةِ هَديُهُ،
وَالشّيءُ يُخبِرُ بَعضُهُ عَن كُلّهِ
وَبحَسبِهِ المأمونُ وَالمَهْدِيُّ وَالمَنْـ
ـصُورُ مِنْ كُثْرِ الفَعَالِ وَقُلّهِ
شَرَفٌ، أبَا العَبّاسِ، قُمتَ بحَقّه،
فهَجَرْتَ كلّ دَنيئَةٍ مِنْ أجلِهِ
الله يَشهَدُ، وَهوَ أفضَلُ شَاهِدٍ،
أنّ ابنَ عَمّ أبيكَ أفضَلُ رُسْلِهِ
العصر العباسي >> البحتري >> صب يخاطب مفحمات طلول
صب يخاطب مفحمات طلول
رقم القصيدة : 2909
-----------------------------------
صَب يُخَاطِبُ مُفْحَمَاتِ طُلُولِ،
مِنْ سائِلٍ باكٍ، وَمِنْ مَسْؤولِ
حَمَلَتْ مَعَالِمُهُنّ أعْبَاءَ البِلَى،
حَتّى كَأنّ نُحُولَهُنّ نُحُولي
يا وَهْبُ هَبْ لأخيكَ وِقفَةَ مُسعِدٍ
يُعطَى الأسَى مِنْ دَمْعِهِ المَبْذُولِ
أو َمَا تَرَى الدّمَنَ المُحيلَةَ تَشتَكي
غَدَرَاتِ عَهْدٍ، للزّمَانِ، مُحيلِ
إنْ كُنتَ تُنكِرُها فقَد عرَفَ البِلَى،
قِدْماً، مَعارِفَ رَبْعِها المَجهُولِ
تِلْكَ التي لمْ يَعْدُهَا قَصْدُ الهَوَى،
مَالَتْ مَعَ الوَاشينَ كلَّ مَميلِ
عَجِلَتْ إلى فَضْلِ الخِمارِ، فأثّرَتْ
عَذَباتُهُ بمَوَاضِعِ التّقْبيلِ
وَتَبَسّمَتْ عندَ الوَداعِ، فأشرَقَتْ
إشرَاقَةً عَنْ عارِضٍ مَصْقُولِ
أأخيبُ عِنْدَكِ، وَالصّبَا لي شافِعٌ،
وَأرَدُّ دونَكِ، وَالشّبَابُ رَسُولي
وَلَقَدْ تَأمّلْتُ الفِرَاقَ، فلَمْ أجدْ
يَوْمَ الفِرَاقِ، على امرِىءٍ، بطَوِيلِ
قَصُرَتْ مَسَافَتُهُ عَلى مُتَزَوِّرٍ
مِنْهُ لِدَهْرِ صَبَابَةٍ، وَعَوِيلِ
وَإذا الكِرَامُ تَنَازَعُوا أُكْرُومَةً،
فالفَضْلُ للفَضْلِ بنِ إسْمَاعيلِ
للأَرْوَعِ البُهْلُولِ ثابَ بهِ النَّدَى
مِنْ كُلّ أَروَعَ مِنْهُمُ بُهْلُولِ
قُسِمُوا عَلى أخْلاقِهِمْ، فتَفَاوَتوا
فيهِنّ قِسْمَةَ غُرّةٍ وَحُجولِ
في كُلّ مَكْرُمَةٍ يَدٌ مَبْسُوطَةٌ
مِنْ فَاضِلٍ مِنْهُمْ ومنْ مَفضُولِ
لا تَطْلُبَنّ لَهُ الشّبيهَ، فإنّهُ(37/159)
قَمَرُ التّأمّلِ، مُزْنَةُ التّأميلِ
جَازَ المَدَى، فَرَمَى بغَيرِ مُنَاضِلٍ
في سُؤدَدٍ، وَجرَى بغيرِ رَسيلِ
فمَتى سَمَتْ عَينُ الحَسودِ لفَخرِهِ،
رَجَعَتْ بطَرْفٍ، من عُلاهُ، كَليلِ
يَدَعُ المُلُوكَ المُترِفُونَ عَتَادَهُمْ
لأغَرّ، عَنْ أشغالهِمْ، مَشْغُولِ
مُستَأثِرٌ بالمَكْرُماتِ، تَعُودُهُ
فيهَا خَلائِقُ حَاسِدٍ، وَبَخيلِ
وَمتى عَرَضْتَ لشُكْرِهِ، فالبرْجُ من
تُبَلٍ، عَلى ثَبَجِ الثّنَاءِ، ثَقيلِ
وَمنَ الصّنائعِ ما يؤكَّدُ باللُّهَى،
فَيَنُوءُ حَامِلُهُ بعِبْءِ الفيلِ
مُتَمَكّنٌ مِنْ هَاشِمٍ في رُتْبَةٍ
عَلْيَاءَ، بَينَ الغَفْرِ وَالإكْليلِ
قَوْمٌ، إذا عَرَضَ الجَهولُ لمَجدهمْ،
عَطَفَتْ علَيْهِ قَوَارِعُ التّنْزِيلِ
وإذا حَلَلْتَ فِنَاءَهُمْ مُتَوَسّطاً
فيهِمْ، فَما اسْمُ النِّيلِ غبرُ جَزِيلِ
يَتغَوّلُ المُدّاحُ أدْنَى سَعْيِهِ
بِمَكَارِمٍ، مِثْلِ النجومِ، مُثُولِ
فالدّهْرَ يِعْقِرُ بالقَوَافي أهْلُهَا
في العَرْضِ مِنْ آلائِهِ، وَالطّولِ
يا فَضْلُ، جاءَ بك الزََََّمَانُ مُجرِّراً
كَرَماً، كَبُرْدِ اليُمنَةِ المَسدولِ
أوْضَحتَ عن خُلُقٍ أضَاءَ لَهُ الدّجى،
وَأخُو الغَزَالَةِ آذِنَ بأُفُولِ
وَشَمَائِلٍ كالمَاءِ صُفّقَ بَرْدُهُ،
برُضَابِ صَافيَةِ الرّضَابِ، شَمُولِ
نَدْعُوكَ للخَطْبِ الجَليلِ بسَيّدٍ،
وَأخٍ، لقُرْبِكَ تَارَةً، وَخَليلِ
وَكَذاكَ أنتَ البَحرُ، ثمّ تكونُ، في
كَرَمِ العُذوبَةِ، مُشْبِهاً للنِّيلِ
شعراء الجزيرة العربية >> سليمان المانع >> طقوس
طقوس
رقم القصيدة : 291
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
حياتنا جنح الصدى ترفض الصوت
وهو غصنها المفرد وهي جمع ورقا
نهرب لها تهرب بنا.. نطلع تفوت
الموت الأصدق لا والأقوى والأنقا
نعيش وأحلا أقمارنا تشربه حوت
ونضرب على نحاس القصايد لغرقا
عن عنكبوت أحلامنا ننسج: سكوت
طلع ذهب.. يا فضة الحكي فرقا(37/160)
نذبح بيوت بدمها نبني بيوت
من وين نرقا الدرب وين نرقا؟
عاري جهلنا شغلته يلعن التوت
وهذا الورق لا أشبع ولا أمتع ولا أسقا
كيف أفتخر؟! وأنا أشعر الشعر "عكروت"!
يَدوّرْ بنا كل الفضايح.. ويلقا
خجلا قصايدنا تهزَّعْ لهارَوت
وترقص لسحره في نواعيس عنقا
مبطي نسينا جرح سينا وبيروت
يعني وبعنا حيف "حيفا" بطرقا
العصر العباسي >> البحتري >> لو يكون الحباء حسب الذي أن
لو يكون الحباء حسب الذي أن
رقم القصيدة : 2910
-----------------------------------
لَوْ يَكُونُ الحِبَاءُ حَسْبَ الذي أنْـ
ـتَ لَدَيْنَا لَهُ مَحَلٌّ وأهْلُ
لَحَبَيْتُ اللّجَينَ والدُّرَّ واليَا
قُوتَ حَثْواً، وَكَانَ ذاكَ يَقِلّ
والشّريفُ الظّرِيفُ يَسمحُ بالعُذْ
رِ إذا قَصّرَ الصّديقُ المُقِلّ
بأبي، أنْتَ للبِرّ أهْلُ،
والمَسَاعِي بَعْدُ، وَسَعْيُكَ قَبْلُ
والنّوَالُ القَليلُ يَكثُرُ، إنْ شَا
ءَ مُرَجّيكَ، والكَثيرُ يَقِلّ
غَيرَ أنّي رَدَدْتُ بِرّكَ، إذْ كَا
نَ رِباً مِنْكَ، والرّبَا لا يَحِلّ
وإذا مَا جَزَيْتَ بالشَّعْرٍ شِعْراً
يُبْلِغُ الحَقَّ، فالدّنَانيرُ فَضْلُ
العصر العباسي >> البحتري >> ما أتى عندي ابن طاهر شيئا
ما أتى عندي ابن طاهر شيئا
رقم القصيدة : 2911
-----------------------------------
مَا أَتى عِنْدِيَ ابْنُ طَاهِرَ شَيْئاً
مِثْل حَطِّي إِلى ارْتِجَاءِ نَوَالِكْ
وَعَزِيزُ عَلَيَّ أَنْ أَنْزَلَتْني
مَثُلاَتُ الدُّنيا إِلى أَمثَالِكْ
وامْتِدَاحِي إِياكَ حَتَّى كأَنِّي
لَمْ أَكُنْ أَعْلَمَ الجَميعِ بِحَالِكْ
وإِذا الكَلْبُ قَاءَ جَاءَ بِمِثْليْ
عَمِّك التَّافِهِ القَليلِ وخالِكْ
العصر العباسي >> البحتري >> مدحت أبا العباس للحين ضلة
مدحت أبا العباس للحين ضلة
رقم القصيدة : 2912
-----------------------------------
مَدحتُ أَبا العبَّاسِ لِلْحَيْنِ ضَلَّةً
أُؤَمِّلُ فِيهِ فَضْلَ مَنْ مالُهُ فَضْلُ(37/161)
مدَحْتُ امْرَأً لَوْ كَانَ بالغَيْثِ ما بِهِ
لَمَا بَلَّ وَجْهَ الأَرضِ مِنْ قَطْرِهِ وَبْلُ
لَهُ هِمَّةٌ لو فَرَّقَ اللهُ شَمْلَهَا
عَلَى النَّاسِ لم يُجْمَعْ لِمَكْرُمَةٍ شَمْلُ
لَهُ حَسَبٌ لَوْ كَانَ لِلشَّمْسِ لم تُنِرْ،
ولِلْمَاءِ لم يَعْذُبِ ،ولِلنَّجْمِ لم يَعْلُ
العصر العباسي >> البحتري >> رايت الفضل من فرض وقرض
رايت الفضل من فرض وقرض
رقم القصيدة : 2913
-----------------------------------
رَاَيْتُ الفَضْلَ مِنْ فَرْضِ وقَرْضٍ
تَعَذَّرَ عِنْدَ آبَاءِ الفُضُولِ
وما أَسَدٌ وَلِيُّ يَدٍ فتُرْجَى
نَوَافِلُهُ ،ولا مَوْلَى جَمِيلٍ
وَضِيعُ القَدْرِ مِنْ عَدمِ المَسَاعِي
وَمَيْتُ الذِّكْرِ مِنْ سَرَفِ الخُمُولِ
ومَلْعُونُ السِّتَارةِ لم يُخَلَّصْ
خَفِيفُ المُخْطِيَاتِمنَ الثَّقِيلِ
ذَمَمْنَا عَهْدَهُ لَمَّا بَلَوْنَا
للَئيمَ سَجِيّةٍ لِحْزٍ بَخِيلِ
ولم يُسَلِ الكَثِيرَ، وغيرُ سَهْلٍ
تَطَلُّبُكَ القَلِيلَ مِنَ القَليلِ
أَبُو العبَّاس أَخْلَقُ للمسَاعِي
بِحَقِّ الطَّولِ والبَاعِ الطَّوِيلِ
تَفَرَّدَ بالمَكَارِمِ دونَقَوْمٍ
يروَنَ الجُود من ضَعْفَ العُقُولِ
ومَنْ كأَبِي عُمَارَة في ندَاهُ
وبَارِعُ فَضْلِهِ أَزْكى دَلِيلِ
وتَسْتَوْلي الشكُوكُ علَيْكَ ما لَمْ
تُخَبِّركَ الفُروعُ عن الأُصُولِ
العصر العباسي >> البحتري >> أجد لنا منك الوداع انتواءة
أجد لنا منك الوداع انتواءة
رقم القصيدة : 2914
-----------------------------------
أَجَدَّ لنا مِنْكَ الوَدَاعُ انْتِوَاءَةً
وكُنتَ وما تَنْفَكُّ يَشْغَلُكَ الشُّغْلُ
فَوَاللهِ ما نَدْري الْولاَيةُ تَشْتكِي
عقابِيلَها فِي مُنْتَواكَ أَمِ الْغَزْالُ
أَمِ الْحَظُّ مَخْسُوسٌ لَدَيكَمُؤَخَّرٌ
عَلَى كُلِّ مِنْكَ تََسْفُلُ أَو تَعْلُو
أَسِيرُ بطِيبِ النَّفْسِ مِنْكَ عَلَى الَّتِي
تُجَرِّب مِنْ سُوءِ المُجَازاةِ أَو تَبْلُو(37/162)
فَلا تَأَلُ في هَجْري فإِنِّني مُتَيَّمٌ
عَلَى هِجْرَةٍ بالَغْتَ فِيهَا فَمَا آلُو
لنا رحْلَةٌ لم تَسْر عَنْهَا مَطِيَّةٌ
سِوَىمَا أَفادَ الأَصْدِقاءُ ولا رَحْلُ
وكِفْلاَنِ مِنْ وعْدٍ عَلَيْكَ مُقَدَّمٍ
أَطَاعَ لنا كِفْلٌ ومانَعَنا كِفْلُ
فما أَنتَ بالمَرْزُقِ إِنْ كُنتَ عازماً
عَلى رَشَدٍ مِنْ فِعْلِ ما فَعَلَ النَّغْلُ
العصر العباسي >> البحتري >> تلوم المادرائيين جهلا
تلوم المادرائيين جهلا
رقم القصيدة : 2915
-----------------------------------
تَلُومُ المَادَرَائِّيينَ جَهْلاً
وبَعْضُ اللَّوْمِ أَوْلى بالجَهُولِ
وتَعْذُلُهُمْ إِذا بِيكُوا كَأَنْ لَمْ
تُنَكْ مَنْ قَبْلِهِم شِيَعُ العَذُولِ
وتنْسَى حظَّ خَوْلةَ في المَخَازي
ولِعْبَ أَبي الفَوَارِسِ بالطَّوِيل
فَضَائِحُ لا يَزالُ يُكَرُّ مِنها
عَلَى قالٍ تُعَرُّ بهِ وَقِيل
العصر العباسي >> البحتري >> يابن عمرووالخير فيك قليل
يابن عمرووالخير فيك قليل
رقم القصيدة : 2916
-----------------------------------
يابْنَ عَمْروٍ،والخَيْرُ فِيكَ قَليِلُ
كَذَبَ الظَّنُّ فِيكَ والتَّأْمِيلُ
مَنْ يكُنْ حَامِلاً إِليكَ كِتاباً
فَكِتَابي إِليْكَ أَيْرٌ طَوِيلُ
ورَسُولِي لَحْظٌ يُخَمِّشُ أَلْفَاظَكَ
إِنْ لم يُوجَدْ إِلَيْكَ رَسُولُ
لا تَدَلَّلْ عَلَيَّ بالبُخلِ إِني
ليْسَ يَصْبِينيَ الحَبيبُ البَخِيلُ
العصر العباسي >> البحتري >> نال من الحسن منتهى أمله
نال من الحسن منتهى أمله
رقم القصيدة : 2917
-----------------------------------
نال مِنَ الحُسْنِ مُنْتَهَى أَمَلِهْ
فالحُسْنُ عَبْدٌ يروحُ من خَوَلِهْ
أَيُّ قَضِيبٍ عَلَى كَثِيبِ نَقَا
أَحْسَنُ من خَصْرِهِ عَلَى كَفَلِهْ
العصر العباسي >> البحتري >> يا ابنة العامري عما قليل
يا ابنة العامري عما قليل
رقم القصيدة : 2918
-----------------------------------
يا ابنَةَ العامرِيّ عَمّا قَليلِ(37/163)
يأذَنُ الحَيُّ، فاعلَمي، بالرّحيلِ
قد سَمعتُ الغُرَابَ يَُوعَد بَيناً،
وَانْصِرَاماً لحَبلِكِ المَوْصُولِ
كَيفَ لي بالسّلُوّ لا كيفَ، وَالبَيْـ
ـنُ غَداً نازِلٌ بخَطْبٍ جَليلِ
إنّ يَوْمَ النّوَى لَيَوْمٌ طَوِيلٌ،
لَيسَ يَفنى، وَيوْمُ حزْنٍ طوِيلِ
يا هِلالاً أوْفَى بأعْلى قَضِيبٍ،
وَقَضِيباً عَلى كَثيبٍ مَهيلِ
ما شِفَاءُ المُتَيَّمِ الصّبّ، إلاّ
شَرْبَةٌ مِن رُضَابكَ السّلسَبيلِ
لا تَقِفْ بي على الدّيارِ، فإنّي
لَسْتُ مِنْ أرْبُعٍ وَرَسْمٍ مُحيلِ
في بُكَاءٍ عَلى الأحِبّةِ شُغْلٌ
لأخي الحبّ، عَن بكاءِ الطّلولِ
وَتَداني الدّارَينِ أحْسَنُ لوْ كا
نَ إلى رَدّ ظاعِنٍ مِنْ سَبيلِ
قَد لَعَمرِي أضْحى الزّمانُ حميداً
بابنِ طَوْقٍ، مُحَمّدِ المَأمولِ
بكَرِيمٍ يَستَغرِقُ الحَمدَ وَالمَجْـ
ـدَ بمَعرُوفِهِ العَرِيضِ، الطّوِيلِ
للنّدى عاشقٍ، وَبالمَجْدِ صَبٍّ
مُستَهَامٍ، وَللسّماحِ خَليلِ
وبَخِيلٍ بالعِرْض تصْدُرُ مِنْهُ
جُمَلُ النَّيْلِ عَنْ جَوَادٍ بَخِيلِ
وَأرِيبٍ، إذا الأرِيبُ تَصَدَّا
مِنْهُ فَهْمٌ، غَدا بفَهْمٍ صَقيلِ
مَلِكٌ شاكلتْ شَمائلُه الرّوْضَ الـ
ـمُخَلّى جارَ السّحابِ المَخيلِ
وَهلِ المَجدُ، إنْ تفَكّرْتَ فيهِ،
غَيرُ رَبْعٍ مِنْ فَعْلِهِ مأهولِ
إبْقَ وَقْفاً عَلى العُلا يا أبَا أيّو
بَ في ظِلّهَا عَلَيْكَ الظّليلِ
وَصَلَ الجُودُ رَاحَتَيْكَ بإفْرَا
طِ نَدًى خارِجٍ عنِ المَعقُولِ
وَكَأنّ الخُطُوبَ تَنشَقُّ من رَأ
يكَ عن صَدرِ أبْيَضٍ مَصْقولِ
أجزَلَتْ كَفُّكَ العَطَاياَ لعافِيـ
ـكَ، فَكَافَالاَ بالثّنَاءِ الجَزِيلِ
جُدْ بِما شئتَ، أنتَ أوْفَرُ حَظّاً
مِنْ مُرَجّي نَوَالِكَ المَبذولِ
فكَثيرُ العَطَاء غَيرُ كَثِيرٍ؛
وَقَليلُ الثّنَاءِ غَيرُ قَليلِ
العصر العباسي >> البحتري >> ولقد قال طبيبي
ولقد قال طبيبي
رقم القصيدة : 2919
-----------------------------------(37/164)
ولَقَدْ قال طَبيبي،
وَطَبيبي ذُو احْتِيالِ،
أَشْكُ مَاشِئْتُ سِوَىالـ
ــحُبِّ فَإِنِّي لا أُبَالِي
سقَمُ الحُبِّ رَخِيصٌ
وَدَوَاءُ الحُبِّ غَالِ
شعراء الجزيرة العربية >> سليمان المانع >> دلو بوحي
دلو بوحي
رقم القصيدة : 292
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
دلو بوحي جذبتك جيتني شلقا
تارد تصدّر ولكن منت لاقيها
وقفت هنيّا ولا تحوّل ولا ترقا
أدمت سيامي حبال الرمش تقصيها
نهار الاحزان ليل أشرب ظما الفرقا
يوم المسافات تطويني وأنا أطويها
أقلب أوراق تاريخ العطش وألقا
أشياء أبيها وبعض أشياء مابيها
الله عطاني جناحيني عشان أشقا
أقرا فضاها وأنا أجهل سر أراضيها
شف وجنة الشوق من خنق الزمن زرقا
ناظر عيونه يتيمه كيف أبكيها
كانت سحابه ولاهي معذرة أنقى
أخاف تزعل ومن يقدر يراضيها
كانت فلانة تسافر للسما طرقا
تمشي وحدها ولا بنت تباريها
هدية الله والله لابغى ينقا
يدني الهدايا على مقدار مهديها
مرّت أغاني وضجّ الجمع يا عنقا
لا واهنيّه حبيبك قلت أسمّيها
ومن باق عهدك يا علّه يوم ما يبقى
ياركعتينٍ سهيت وجيت أصلّيها
لعيونك أدمي وذا دلوي رجع شلقا
أبدّل حبال خادمها وواليها
العصر العباسي >> البحتري >> أخذت بحبل من دليل فلم يكن
أخذت بحبل من دليل فلم يكن
رقم القصيدة : 2920
-----------------------------------
أَخَذْتُ بحَبْلٍ من دُلَيْلٍ فَلَمْ يَكُنْ
ضَعيفَ قُوَى النَّعْمَى ولا وَاهِنَ الحَبْلِ
فَتىً لاَ أَرى في صِحَّةِ العَهْدِ مِثْلَهُ
كَمَا لا يُرَى في شُكْرِ عارِفَةٍ مِثْلي
تَنَكَّبَ مَذْمُومَ الخِلاَلِ ،وبَرَّزَتْ
خَلائقُ مِنْهُ في الوَفَاءِ وفي الفَضْلِ
مَتَى آتِهِ أَحمَدْ بِشَاشَةَ بِشرِهِ
وأَرضَى الَّذي يأْتِي مِنَ القَوْلِ والفِعْلِ
وَلَسْتُ بَعِيداً مِنْ تَنَاوُلِ مَطْلَبٍ
عَسِيرٍ إِذا سَهَّلْتُهُ بِأَبِى سَهْلِ
العصر العباسي >> البحتري >> وقوفك في أطلالهم وسؤالها(37/165)
وقوفك في أطلالهم وسؤالها
رقم القصيدة : 2921
-----------------------------------
وُقُوفُكَ في أطْلاَلِهِمْ، وَسُؤالُهَا،
يُرِيكَ غُرُوبَ الدّمعِ كيفَ انهمالُها
وَما أعرِفُ الأطْلالَ في جَنبِ تُوضَحٍ
لطُولِ تَعَفّيها، وَلَكِنْ إخالُها
أوَدُّ لَها سُقْيَا السّحابِ، وَمَحوَها
بسُقْيا السّحابِ حينَ يَصْدُقُ خالُهَا
مَحَلّتَنَا، والعَيْشُ غَضٌّ نَباتُهُ،
وأفْنِيَةُ الأيّامِ خُضْرٌ ظِلاَلُها
وَلَيْلَى على العَهْدِ الذي كانَ لمْ تَغُلْ
نَوَاهَا، وَلا حَالَتْ إلى الصّدّ حالُها
فَقَدْ أُولِعَتْ بالعَوْقِ، دونَ لقائِها،
تَنَائِفُ من بَيْدَاءَ يَلْمَعُ آلُهَا
وَكُنْتُ أُرَجّي وَصْلَها عِندَ هَجرِها،
فقَدْ بانَ منّي هَجرُها، وَوِصَالُها
فلا قُرْبَ، إلاّ أنْ يُعَاوِدَ ذِكْرُها،
وَلاَ وَصْلَ، إلاّ أنْ يُطِيفَ خَيَالُهَا
بَلَى إنّ في وَخْدِ المَطيّ لبُلْغَةً
إلَيها، إذا شُدّتْ لشَوْقٍ رِحَالُها
سَيَحْمِلُ أثقَالي تَبَرُّعُ مُنْعِمٍ
بأنْعُمِهِ، آدَتْ رِكَابي ثِقَالُها
وأيْسَرُ مِنْ بَذْلِ الرّغَائِبِ حَملُها
لمُستَكثِرٍ، أعْيَا عَلَيْهِ احتِمَالُها
فَتًى كانَتِ الأعبَاءُ منْ سَيْبِ كَفّه،
ثَنَى مُنْعِمِ، فاستَحْقَبَتها بِغَالُها
وَكنتُ إذا لمْ يكفني القَوْمُ حاجَتي،
كَفَتني يَدٌ، أيْدي الرّجالِ عِيَالُها
وَوَجْهٌ ضَمانُ البِشْرِ منهُ مُوَقَّفٌ
على النُّجحِ، والحاجاتُ تَترَى عِجَالُها
بهِ مِنْ صَفيحِ الهِندِ وَسْمٌ تُبينُهُ
صَفيحَةُ وَضّاحٍ، يَرُوقُ جَمالُها
مَتى رَبَدَتْها عِزّةٌ، أوْ حَفِيظةٌ،
أُعِيدَ إلَيْهَا بالسّؤالِ صِقَالُها
مَتى تَرَهَا يَوْماً عَلَيْها دَليلُها،
تُعجّبْكَ من شَمْسٍ عَلَيها هِلالُها
وَقَدْ عَجمَتْ تلْكَ الخُطوبُ قَنَاتَهُ،
فَزَادَ عَلَى عَجْمِ الخُطُوبِ اعتِدالُها
وَمَا كَانَ مَحْرُوماً من النّصْرِ في الوَغَى،
وَلَكِنّها الحَرْبُ اغتَدَتْ وَسِجالُها(37/166)
وَلَوْ شَاءَ، إذْ تَرْكُ المَشيئَةِ سُؤدَدٌ
لأشْوَتْهُ، يَوْمَ الهِنْدُوَانِ، نِبَالُها
غَداةَ يُجَارِيهِ التّقَدّمَ، في الوَغَى،
أبو غالبٍ، والخيلُ تَترَى رِعَالُها
كأنّهمَا،في نُصرَةٍ وَتَرَافُدٍ،
يَمينُكَ أعْطَتْهَا الوَفَاءَ شِمَالُها
فَمَا أُسِرَا، إنّ المَذاهبَ، لمْ تَكُنْ
مُحيطاً بكَيدِ الآسرِينَ، مَجالُها
وَلاَ نَجَوَا، إنّ النّجَاةَ يَسيرَةٌ،
وَلَكِنْ سُيُوفٌ أكْرَهَتْها رِجَالُها
وَمَا ارْتَبْتُ في آلِ المُدَبِّرِ، إنّهُمْ،
إذا انْتَسَبَتْ غُرُّ المَكارِمِ، آلُها
وَلا ظَلَمَتْ إِذْ لَمْ تُمَيٍّلْ رَوِيَّةً
بُغَاةُ النَّدَى فِي أَنَّ مالَكَ مالُها
فِداكَ، أبا إِسْْحاقَ، غادٍ على العُلاَ،
يُقَصِّرُ عَنْ غَايَاتِهَا وَتَنَالُها
وَرَاجِيَةٌ أنْ يَسْتَطيعَكَ سَعْيُها،
وَقَدْ سَافَرَتْ بينَ الرّجالِ خِلاَلُها
وكَمْ شَرَفٍ قد قُمتَ دونَ سَبِيلِهِ،
وَفُرْصَةِ مَجْدٍ لمْ يفتُكَ اهْتِبَالُها
وَنُبَيّتُكَ استَبطأتَ شُكرِي لأنْعُمٍ
تَتَابَعَ عِنْدي، سَيْبُها وَنَوَالُهَا
وكَيْفَ، وَقد سارَتْ غَرَائِبُ لمْ يَزَلْ
يَفُوتُ، فَعَالَ المُنْعِمِينَ، مَقَالُها
ضَوَارِبُ في الآفَاقِ لَيْسَ ببارِحٍ
بها مِنْ مَحَلٍ أوْطَنَتْهُ ارْتِحَالُها
قَصَائِرُهَا رَهْنٌ بتَجْزِيَةِ اللَّهى،
وَتَبقى ديوناً، في الكرامِ، طِوَالُها
تَرَكْتُ سَوَادَ الشّكّ وانحَزْتُ طالِبَاً
بَيَاضَ الثّرَيّا، حيثُ مالَ ذُبَالُها
وَلمْ أرْضَ مِنْ لَيْلَى حَبيباً، ولا من الـ
ـشّآمِ بِلاداً يَطّبيني احتِلالُهَا
أرِحْنا بتَيْسِيرِ المَطَايَا، فإنّها
صَرِيمَةُ عَزْمٍ حُلّ عَنْهَا عِقَالُها
وَقَد يُبلِغُ المُشتاقَ مَوْقعَ شَوْقِهِ
سُرَى الأَرْحَبِيَّّاتِ، البَعيدِ كَلالُها
العصر العباسي >> البحتري >> سقى ربعها سح السحاب وهاطله
سقى ربعها سح السحاب وهاطله
رقم القصيدة : 2922
-----------------------------------(37/167)
سَقَى رَبْعَها سَحُّ السّحابِ وَهَاطِلُهْ،
وإنْ لمْ يُخَبِّرْ آنِفاً مَنْ يُسَائِلُهْ
وَلاَ زَالَ مَغْنَاهَا بمُنْعَرَجِ اللّوَى،
مُرَوَّضَةً أجْزَاعُهُ، وجَراولُُهْ
فَكَمْ عُنّيَ الوَاشي هُنَاكَ وَبُيّتَ الـ
ـعَذُولُ بِلَيْلٍ، سَرْمَدٍ مُتَطَاوِلُهْ
وَلَيْسَ المُحبُّ مَنْ تَنَاهَتْ وُشاتُهُ،
وأقصَرَ لاحُوهُ، وَنَامَتْ عَوَاذِلُهْ
أُرَجِّمُ في لَيْلَى الظّنُونَ، وإنّمَا
أُخَاتِلُ في وَجْدي بهَا مَنْ أُخَاتِلُهْ
وَقَدْ زَعَمَتْ أنّي تَعَمّدتُ هَجرَها،
وَلَمْ تَدرِ ما خَطبُ الهَوَى، وَبَلابِلُهْ
وإنّي لأقْلي بَعْضَ مَنْ لا يُرِيبُهُ
صُدودي، وأهوَى بعضَ من لا أَوَاصِلُهْ
أبَرْقٌ تَجَلّى أمْ بَدا ابنُ مُدَبِّرٍ
بغُرّةِ مَسؤُولٍ، رأى البِشرَ سائِلُهْ
فَما قَطَعتْ بالمُستَميحِ ظُنُونُهُ، فيُكدي، ولا خابتْ لدَيهِ وسائلُهْ
يُخَاتِلُنَا عَنْ مَدحِنَا مُتَطَوِّلٌ،
إذا ما أرَدْنا نَيْلَهُ لا نُخَاتِلُهْ
ألَطّتْ بهِ الحُمّى ثَلاثاً، وَوَدّها
لَوَ أنّ وَشيكَ البُرْءِ أُمهِلَ عاجِلُهْ
تُعَاوِدُهُ تَوْقاً إلَيهِ، وَلَمْ يَزَلْ
يَتُوقُ إلَيْهِ الإلْفُ، حينَ يُزَايِلُهْ
وَكَانت حَرًى ألاّ تَعُودَ لوِ اغتَدَتْ
معَ الجَيشِ يَوْمَ الهِندُوَانِ، تُقاتِلُهْ
فتًى لمْ يُنَكّبُهُ الشّبَابُ عن الحِجَى،
وَلَمْ يَنْسَ عَهدَ اللّهوِ، والشّيبُ شاملُهْ
إذا بَعَثَتْهُ الأرْيَحِيّةُ أضْعَفَتْ
أياديه، أوْ جَاءَتْ تُؤاماً فَوَاضِلُهْ
إذا سؤدَدٌ دانَى لَهُ مَدَّ هَمَّهُ
إلى سُؤدَدٍ نائي المَحَلّ، يُزَاوِلُهْ
تَوَقَّعُ أنْ يَحْتَلّها دَرَجُ العُلَى،
كما انتَظَرَتْ أوْبَ الهِلالِ مَنَازِلُهْ
وَصَلْتُ بكَفّي كَفّهُ، فَمَدَدْتُها
إلى مَطلَبٍ، أيْقَنْتُ أنّيَ نائِلُهْ
وأبْثَثْتُهُ شأني، وَجَنّبْتُ مُعْرِضاً،
ليَفعَلَ صَوْبُ المُزْنِ ما هوَ فاعِلُهْ
وألقَيْتُ أمْرِي في مُهِمّ أُمُورِهِ،(37/168)
ليَحمِلَ رَضْوَى ما تَغَمّدَ كاهِلُهْ
وَقَدْ حَكّمُوهُ وَهوَ في كلّ مُشكلٍ
سَرِيعُ القَضَاءِ، مُرتَضَى الحكمِ،فاصِلُهْ
فلَمْ يَبْقَ إلاّ نَهْضَةٌ يَسْتَخِفُّهَا
تحَرّيهِ، إذْ عَاقَ الزّهيدَ تَثَاقُلُهْ
وَكَمْ غِرّةٍ للمَجْدِ بادَرَ فَوْتَهَا،
وَعَائِرِ حَمْدٍ أعْلَقَتْهُ حَبَائِلُهْ
وإنّ ارْتِقَابي ضَيْعَتي مِنْ جَنابِهِ،
كَمَا ارْتَقَبَ السّارِي الصّباحَ يُقابِلُهْ
العصر العباسي >> البحتري >> أبا حسن أنت وشك الأجل
أبا حسن أنت وشك الأجل
رقم القصيدة : 2923
-----------------------------------
أبَا حَسَنٍ! أنتَ وَشْكُ الأجَلْ،
وثُُكْلُ الغِنى وَانتِقالُ الدّوَلْ
زَعَمْتَ بأنّكَ لَستَ الدّمَارَ،
وَلَستَ العِثارَ، وَلَستَ الزّلَلْ
فََبَيِّنْ لَنَا مَنْ لَوَى شُؤْمُهُ
أَبا جَعْفَرٍ عَنْ بَرِيدِ الجَبَلْ
وتَظهِرُ في آلِ وَهْبٍ هَوًى،
وَأنْتَ نَحَسْتَهُمُ يَا زُحَلْ
نقضتهم عروة عروة
وفرقت عنهم جميع العمل
العصر العباسي >> البحتري >> عست دمن بالأبرقين خوال
عست دمن بالأبرقين خوال
رقم القصيدة : 2924
-----------------------------------
عَسَتْ دِمَنٌ بِالأَبْرَقَيْنِ خَوَالِ
تَرْدُّ سَلاَمِي أَوْ تُجِيبُ سُؤَالي
إِذا مَا تَأَيَّا الرَّكْبُ فِيهَا تَبَيَّنُوا
ضَمَانَةَ مَتْبُولٍ وَصِحَّةَ سَالِ
خَلِيليَّ ،مَا لِلرَّامِسَاتِ وما لَها
ومَا لِلشَّحُونِ المُبْرِحَاتِ ومَا لي
صَبَا بَعْدَ مَا خَلَّى لِدَاتِي عَنِ الصِّبا
ونَفَّر وَحْشَ البِيضِ شَيْبُ قَذَالِي
وَتَرْتُ الهَوى إِلاَّ لَجَاجَ مُعَذِّلٍ
ومُعْطِي الهَوَى إِلاَّ طُرُوقَ خَيَالِ
وَإِنّي وذَاتَ الخالِ فِي حَالِ مُغْرَمٍ
يَزِيدُ غَرَاماً مِنْ جَوَانِحِ خَالِ
وَلوْ ثَابَ لي رأَيٌ لَكانَتْ صَريمَةٌ
أُوَامِقُ مُخْتَاراً بِهَا وأُقَالِي
أَبَتْ أَن تُبَقِّي رَغْبةً عِتْدَ صَاحِبي
لَيالٍ يُريني الدَّهْرُ بَعْدَ لَيَالِ(37/169)
وَذِي مَلَّةٍ أَوشَكْتُ عَنْهُ تَرحُّلِي
فَلَمْ يُحْذِهِ الدَّهْرُ الطَّوِيلُ مِثَالِي
وَأَكْثَرُ فِتْيَانِ الزَّمانِ أرَاذِلٌ
مَوَازِينُهُمْ في السَّرْوِ غَيْرُ ثِقَالِ
إِذا كُلِّفُوا لِلْمجْدِ حَسْوَةَ طَائِرٍ
أَطَالُوا الوَنى مِنْ سَأْمَةٍ وكَلاَلِ
ومَا آفتيِ فِي خَلَّتي وبدُوِّها
سِوى خُلَلِ لَمْ تُعْطَ فَضُلَ خِلاَلِ
تَوَاكَلنِي الإِخْوانُ حَتَّى تَضَعْضَعَتْ
قُوايَ وخَافَ المُشْفِقُون وِكالي
ومَا زَالَ خَذْلُ الدَّهْرِ حتَّى تَوَقَّعَتْ
يَمِيني غَدَاةَ النَّصْرِ خَذْلَ شِمالي
عَلَى أَنَّ لي سُلْطانَ رُغْبٍ ورَهْبَةٍ
أَصُولُ بهِ في العِزِّ كُلَّ مَصَالِ
وأَغْفَلَ صَرْفُ الدَّهْرِ عِنْدِي سَوَائِراً
لِوَضْعِ مُعَادٍ أَو لِرَفْعِ مُوالِ
يُغالي بهَا ذُو الطَّوْلِ وَهي رَخِيصةٌ،
ويُرخِصُها ذُو النَّقْصِ وَهْيَ غَوالِ
مَتَى أَعْتَصِمْ فِي آلِ مُرٍّ أَجِدْهُمُ
حُصُوني كَفَتْ كَيْدَ العِدى وجِبَالي
وَقَفْنَا النُّفُوسَ مَنْ رَجاءِ ابنِ مُسْلِمٍ
عَلَى الدِّيمَتَيْنِ مِنْ جَداً ونَوالِ
فَتَى العَربِ المُغْرى بِتثْبيتِ عِزِّها
وقَدْ أَذِنَتْ أَركَانُهُ بِزوالِ
لَهُ جَوْهَرٌ في الجُودِ يُبْدِيهِ بِشْرُهُ
كَذا السَّيفُ يبدُو أَثْرُهُ بِصقَال
قَريبُ المَدَى حَتَّى يكُونَ إِلى النَّدى،
عَدُوُّ البُنَى حَتَّى تكُونَ مَعَالي
ومَا تَرَكَ استِحْقاقُهُ دُونَ حَظّهِ
وإِنْ نالَ أَعْلى مُرتَقًى ومَنَالِ
مِنْ القَومِ مرْجُوٌّ لِما الغَيْثُ دُونَهُ،
وفي القَوْمِ مَنْ لا يُرْتَجَى لِبِلالِ
اَشَدُّهُمُ لِلحَرْبِ إِتقانَ عُدَّةٍ،
وأَثْقَبُهُمْ فِيها اشْتِغالَ ذُبالِ
كَرَادِيسُ خَيْلٍ بَعْدَ خَيْلٍ تَؤُمُّها
عَوالٍ تَسُومُ الطَّعْنَ بَعْدَ عَوَالِ
قَطَعْنَ عَلَى النَّهْرينِ كُلَّ قَرينَةٍ،
وجُلْنَ على النَّهْريْنِ كُلَّ مَجَالِ
ونَقَّبنَ عَنْ جَنْبَيْ هَرَاةَ تَحَرِّياً(37/170)
لِقَتْلٍ على أَبْوَابِها وقِتَالِ
وعجَّلْنَ قَتْلَ النَّازِكِيِّ بِضَرْبَةِ
أَرَتْهُ المَنَايا وهْيَ جِدُّ عِجَالِ
وأَبْدَى الخُجُسْتَانيُّ أَمْراً تَكَشَّفَتْ
عَواقِبُهُ عَنْ عِبْرَةٍ ونَكَالِ
فُتُوحٌ عَلَى السُّلْطَانِ لَمْ تُبْقِ مُبْتَغىً
لِشَرِّ ،وَلاَ مُسْتَنْهِضاً لِضَلاَلِ
لَقِينَاكَ يَوْمَ البَأْسِ رِئْبَالَ غَابةٍ
وشِمْنَاكَ يَوْم الجُودِ بَارِقَ خَالِ
كَفَاك بَشِيرٌ ما كَفَاك ،وقَدْ تَرَى
مكان أَدَانِي أُسْرةٍ ومَوَالِ
يَغُضّون عَنْهُ السَّعْيَ لا يَبْلُغُونَهُ
بِقَوْلٍ إِذا أَجْرَوْا وَلا بِفعالِ
رِضَاكَ مِنْ اسْتِعْلاَء رَأْيٍ وحُجَّةٍ
وإِخْلاَصِ نُصْحٍ دُونَ غَيْرِكَ غالِ
يَرَى خَيْرَ حَظَّيْهِ الَّذي بَانَ عائِداً
عَلَيْكَ بهِ مِنْ زِينَةٍ وجَمالِ
فَإِنْ تتَقدَّمْ مِنْكَ فيهِ عُقُوبَةٌ
فإِنَّكَ قَدْ أَعْقَبْتَها بِنَوالِ
وشرَّفْتَهُ حتَّى عَلاَ النَّجْمَ قَدْرُهُ
بأَوْسَعِ جاهٍ يُستَعَارُ وَمالِ
أَبا طَاَحةَ اسْتَعْلتْ يَداكَ ولَمْ تَزَلْ
تُعانُ بِحَدٍّ في حُروبِك عَالِ
فَمَا اخْتَاركَ السُّلْطانُ إِلاَّ اسْتِنامةً
إِلى رَجُلِ يُغْنِي غَنَاءَ رِجالِ
وَوَلاَّكَ عَنْ عِلْمٍ بِأَنَّكَ دُونًهُمْ
وَليٌّ لِتِلْكَ المَكْرُماتِ وَوَالِ
غَدَاةَ تَوَرَّدْتَ العَلاَءَ فَمَا عَلاَ
بِجَدٍّ عَلَى ذَاكَ التَّوَرُّدِ عالِ
وَقَدْ حَشَدتْ حَوْْل المَراغَةِ مُدَّةً
لِقَتْل عَلَى أَبْوَابِها وقِتَالِ
وَمَا تَرَكَتْ في أَرْدَبِيلَ لُبَانَةً
لِطُلاَّبِ ذَحْلٍ في الدِّمَاءِ نِهَالِ
ويُبْهِجُني أَلاَّ تُخِلَّ بِثَرْوَةٍ
ومَا ذَاكَ إِلاَّ أَنَّ مَالَكَ مَالِي
العصر العباسي >> البحتري >> أجدك إن لمات الخيال
أجدك إن لمات الخيال
رقم القصيدة : 2925
-----------------------------------
أَجِدَّكِ إِنَّ لَمَّاتِ الخَيَالِ
لَمُذْكِرتي بِسَاعَاتِ الوِصَالِ
تُؤَرِّقُني إِذا الرُّقَباءُ نَامُوا(37/171)
أَناةُ الْخَطْو فَاتِنَةُ الدَّلاَلِ
لَهَا جِيدُ الغَزَالِ ومُقْلَتَاهُ ،
ولَمْ تُلْمِمْ بِشِبْهِ شَوَى الغَزَالِ
غَدَتْ أَتْرَابُها يَنْهَضْنَ هَوْناً
بِثِقْلٍ من رَوَادِفِها الثِّقالِ
مَشَيْنَ ضُحىً بِأَقْدَامٍ لِطَافٍ
وَسُوقٍ في خَلاَخِلِها خِدَالِ
إِذا اجْتَبْنَ الحُلِيَّ رأَيْتَ بِيضاً
أَوَانِسَ كالَّلآلِي في الَّلآلِي
أُمَيِّلُ فِي هَوَاكِ وقَدْ بَدَا لِي
مِنَ اسْتِحْكَامِ بُخْلِكِ مَا بَدَا لِي
صَبَابَةُ مُغْرَمٍ لَوْ رَاعَ قَلْبِي
لَقَدْ أَتْبَعُتُهَا بِنُزُوعِ سَالِ
لَعَمْرُكَ مَا أَبُو الجَيشِ المُرَجَّى
بِمَغْلُوبِ اليَدَيْنِ عَلَى الفَعَالِ
وَلا بِمُؤَخَّرٍ ،يُدْعَى أَخِيراً
إِذا نُدِبَ الرِّجَالُ إِلى المَعَالِي
لهُ يَوْمُ الثَّنِيَّةِ حِينَ يَثْنِي
بِكَرَّتِهِ مُسَدَّدَةَ العَوَالِي
أَراكَ تَزِيدُ في عَيْنِي و قَلْبي
إِذا نَقَصَتْ مَوَازِينُ الرِّجَالِ
وَلِي بِكَ حُرْمَةٌ دَرَجَتْ عَلَيْهَا
صُرُوفُ البُعْدِ والحِجَجُ الخَوَالِي
فَمَا أَزْرَى بِهَا طُولُ التَّنَائِي
وَلاَ أَنْسَاكَهَا قِدَمُ اللَّيَالِي
غَدَتْ لي جُنَّةً مِنْ كُلِّ خَطْبٍ
عَرَا، وعَدَدْتُهَا جَاهِي وَمالي
نَضَوْتَ الصَّوْمَ ،واسْتَبْدَلْتَ مِنْهُ
هِلاَلَ الْفِطْرِ ،بُورِكَ مِنْ هِلالِ
فَلاَ زَالَتْ لَكَ الأَعْيَادُ تَجْرِي
بِحَالٍ فِي السَّعَادَةِ بعْدَ حَالِ
العصر العباسي >> البحتري >> شاقني بالعراق برق كليل
شاقني بالعراق برق كليل
رقم القصيدة : 2926
-----------------------------------
شاقَني بالعِرَاقِ بَرْقٌ كَليلُ،
وَدَعَاني للشّامِ شَوْقٌ دَخيلُ
وَأرَى هِمّتي تُكَلّفُني حَمْـ
ـلَ أُمُورٍ، خَفيفُهُنّ ثَقيلُ
كُلّمَا قُلْتُ قَد أرَحتُ رِكَابي،
ذَهَبَتْ بي عنِ الحُقوقِ الفُضُولُ
وَلَوَ انّي رَضِيتُ مَقْسُومَ حَظّي،
لَكَفَاني مِنَ الكَثيرِ القَليلُ
أيّهَذا الوَزِيرُ! ثَمَّ لكَ الطَّوْ(37/172)
لُ، وَلا زِلْتَ تُرْتَجَى وَتُنيلُ
أنْتَ فينَا بَقيّةُ الدّينِ وَالدّنْـ
ـيَا، وَظِلُّ النّعمَى علَينا الظّليلُ
ما بَلَغْنَا التّقسيطَ، حتّى خَشينَا
عَثرَةً، ما يُقَالُهَا المُستَقيلُ
قَد لعَمرِي دافَعتَ عن نِعَمِ القوْ
مِ أوَانَ انْكفتْ وَكادَتْ تَزُولُ
مانِعاً مِنْ جَليلِ مَا أسْلَمُوهُ،
إنّمَا يَدْفَعُ الجَليلَ الجَليلُ
حَسْبُنَا الله في إدامَةِ مَا عَوّ
دَنَا فيكَ، وَهوَ نِعْمَ الوَكيلُ
بَعُدَتْ بي مَسَافَةٌ، وَثَنَانَى
أمَدٌ، دونَ ما طلَبتُ، طَوِيلُ
وَسَئِمتُ المَقَامَ، حتّى لقَد صَا
رَ شَبيهاً بالنُّجحِ عندي الرّحيلُ
مَتَى رُمتُ نُصرَةً مِنْ شَفيعي،
فَشفيعي عَنْ نُصْرَتي مَشْغُولُ
بَينَ كَأسٍ وَعَلةٍ، فَهْوَ إمّا
مُبْتَدِي نَشْوَةٍ، وَإمّا عَليلُ
جُمعَةٌ تَنقَضِي، وَشَهْرٌ يُوَفّى
عَدُّ أيّامِهِ، وَحَوْلٌ يَحُولُ
أنَا غَادٍ وَرَائحٌ عَنكَ بالشّكْـ
ـرِ، فماذا تَرَى، وَماذا أقُولُ
العصر العباسي >> البحتري >> سقاني القهوة السلسل
سقاني القهوة السلسل
رقم القصيدة : 2927
-----------------------------------
سَقاني القَهْوَةَ السّلْسَلْ
شَبيهُ الرّشَإِ الأكْحَلْ
مَزَجْتُ الرّاحَ مِنْ فيهِ
بمِثْلِ الرّاحِ، أوْ أفْضَلْ
عَذيرِي مِنْ تَثَنّيهِ،
إذا أدْبَرَ، أوْ أقْبَلْ
وَمِنْ وَرْدٍ بِخَدّيْهِ،
إذا جَمّشْتَهُ يَخجَلْ
أبَى أنْ يُنْجِزَ الوَعْدَ،
وَأنْ يُعْطي الذي يُسألْ
فَلَمّا سَرَتِ الرّاحُ
بهِ، أسْمَحَ، وَاستَرْسَلْ
فَلَمْ أنْظُرْ بهِ السّكْرَ،
وَخَيرُ الأمْرِ ما استَعْجَلْ
وقَطْعُ التِّكَّةِ الرَّأْيُ
إِذا التَّكَّةُ لَمْ تُحْلَلْ
فأدْرَكتُ الذي طَالَبْـ
ـتُ، أوْ قُلتُ، وَلمْ أفعَلْ
جَزَى الله أبَا نُوحٍ
جَزَاءَ المُحسِنِ، المُفْضِلْ
وتَمّتْ عِنْدَهُ النّعْمَا
ءُ، فَهوَ المُنْعمُ المُفِضِِلْ
تَوَلاّني بِمَعْرُوفٍ،
كسَيْلِ الدِّيَمةِِ المُسْبَلْ
أخٌ مَا غَيّرَ العَهْدَ الـ(37/173)
ـذي كانَ، وَلا بَدّلْ
عَلى شِيمَتِهِِ الأُولَى
وَفي مَذْهَبِهِ الأوّلْ
العصر العباسي >> البحتري >> قالت الشيب بدا قلت أجل
قالت الشيب بدا قلت أجل
رقم القصيدة : 2928
-----------------------------------
قالتِ: الشَّيْبُ بَدا، قلتُ: أجَلْ،
سَبَقَ الوَقْتُ ضِرَاراً، وَعجِلْ
وَمَعَ الشّيبِ، عَلَى عِلاّتِهِ،
مُهْلَةٌ للّهْوِ حِيناً، وَالغَزَلْ
خُيّلَتْ أنّ التّصَابي خَرَقٌ،
بَعدَ خَمسينَ، وَمَنْ يَسمعْ يَخَلْ
أتُرَى حُبّي لِسُعْدَى قاتِلي،
وَإذا ما أفْرَطَ الحُبُّ قَتَلْ
خَطَرَتْ في النّوْمِ، منها خطرَةٌ،
خَطْرَةَ البَرْقِ بَدا ثمّ اضْمحلّ
أيُّ زَوْرٍ لكِ، لوْ قَصْداً سَرَى،
وَمُلِمٍ مِنْكِ، لَوْ حقّاً فَعَلْ
يَتَرَاءَى، والكَرَى في مُقلَتي،
فإذا فارَقَها النّوْمُ بَطَلْ
قَمَرٌ أتْبَعْتُهُ، مِنْ كَلَفٍ،
نَظَرَ الصَّبِّ بِهِ، حتّى أفَلْ
أوْجَلَتْني، بَعْدَ أمنٍ، غِرّتي،
واغترَارُ الأمنِ يَستَدعي الوَجلْ
لمْ أُوَهَّمْ نِعْمَتي تَغْدُرُ بي
غِدْرَةَ الظّلّ سَجا، ثمّ انتَقَلْ
زَمَنٌ تَلْعَبُ بي أحْداثُهُ،
لَعِبَ النَّكْبَاءِ بالرّمْحِ الخَطِلْ
وأرَى العُدْمَ، فَلاَ تَحْفِلْ بِهِ،
عَقْبَةً تُقْضَى، وَكَلماً يَندمِلْ
أكبَرَتْ نَفسِي، وَكُرْهاً أكبرَتْ،
أنْ تُلَقّى النَّيْلَ من كفّ الأشَلّ
وَمِنَ المَعْرُوفِ مُرٌّ مَقِرٌ،
يَلْفِظُ الطّاعِمُ مِنْهُ ما أكَلْ
نَطلُبُ الأكثرَ في الدّنيا، وَقَدْ
نَبْلُغُ الحَاجَةَ فيها بالأقَلّ
وإذا الحُرُّ رأى إعْرَاضَةً
من صَديقٍ، صَدّ عَنهُ، ورََحَلْ
وَأقَلُّ المَكْثِ في الدّارِ، فمَنْ
أمِنَ التّثْقيلَ بالمَكْثِ ثَقُلْ
أخلَقَ النّاسُ الأخيرُونَ، كأنْ
لمْ يُنَبَّوْا جِدّةَ النّاسِ الأُوَلْ
وَلَقَدْ يَكثُرُ، مِنْ إعْوَازِهِ،
رَجُلٌ تَرْضَاهُ مِنْ ألْفِ رَجُلْ
كُلّما أغرَقْتُ في مَدْحِهِمُ،
أغرَقوا في المَنعِ منهمْ، والبَخَلْ(37/174)
وَمِنَ الحَسرَةِ وَالخُسْرَانِ أنْ
يَحبِطَ الأجرُ على طولِ العَمَلْ
أنَا، مِنْ تَلْفيقِ ما مَزّقَهُ
مُرْتَجُوهُمْ، في عَنَاءٍ وَشَغَلْ
أصِلُ النَّزْرَ إلى النّزْرِ، وَقَدْ
يَبْلُغُ الحبلُ، إذا الحبلُ وُصِلْ
مِنْ لَفَا هَذا إلى مَخْسُوسِ ذا،
وَمِنَ الذَّوْدِ إلى الذَّوْدِ إبِلْ
أتَصَدّى للتّفَارِيقِ، وَلَوْ
أُبْتُ قَوْمي لَتَصَدّتْ لي الجُمُلْ
كَبَني مَخْلَدٍ الغُرّ الأُولى،
رَدَّ مَعرُوفُهُمُ النّاسَ خَوَلْ
أوْ أبي جَعْفَرٍ الطّائيّ، إذْ
يَتَمَادَى مُعْطِياً حَتّى يُمَلّ
وَادِعٌ يَلْعَبُ بالدّهْرِ، إذا
جَدّ في أُكْرُومَةٍ، قلتَ: هَزَلْ
أيِّدُ الأعْبَاءِ، لَوْ حَمّلَه
سَائِلُو القَوْمِ ثَبيراً لحَمَلْ
ذَلّلَ الحِلْمُ لَنَا جانِبَه،
وإذا عَزّ كَرِيمُ القَومْ ذَلّ
يَتَفَادَى مِنْ نَدَاهُ تَالِدٌ،
لَوْ تَرَقّى في الثُّرَيّا مَا وَألْ
نَحْنُ مِنْ تَقرِيظِهِ في خِطَبٍ
ما تَقَضّى، وَثَنَاءٍ ما يُخِلّ
إنْ صَمَتنا لمْ يَدَعْنَا جُودُهُ،
وإذا لمْ يَحسُنِ الصّمتُ، فقُلْ
تَنْتَهي مأثَرَةُ الدّهْرِ إلى
جَبَلٍ، وُسِّطَ في طَيّ الجَبَلْ
حَزَبَ الإخْوَةُ مِنْهُمْ بِعُلا،
نَافَسَتْ نَبْهَانُ فيهِنّ ثُعَلْ
رَابىءٌ يَرْتَقِبُ العَلْيَا، مَتَى
أمكَنَتْه فرْصَةُ المَجدِ اهتَبَلْ
ساحةٌ، إنْ يَعْتَمِدْها يَعترِفْ
ناشِدُ السُّؤدَدِ فيها ما أضَلّ
سُبُلُ الآفَاقِ تَنْحُو نَحوَها،
باختِلافٍ من مَسافاتِ السُّبُلْ
حَيْثُ لا تَبلَى المَعاذِيرُ، وَلا
يَطأُ اليأسُ على عُقْبِ الأمَلْ
وأرَى الجُودَ نَشَاطاً يَعترِي
سادَةَ الأقْوَامِ، وَالبُخلَ كَسَلْ
العصر العباسي >> البحتري >> يأبى الخلي بكاء المنزل الخالي
يأبى الخلي بكاء المنزل الخالي
رقم القصيدة : 2929
-----------------------------------
يَأْبى الخَلِيُّ بُكَاءَ المَنْزِلِ الخَالي
والنَّوْحَ في أَرسُمٍ أَقْوَتْ وَأَطْلاَلِ(37/175)
وذُو الصَّبَابَةِ ما يَنْفَكُّ يُنْصِبُهُ
وَجْداً تأَيُّدُ آيالدِّمنَةِ البَالِي
كَمْ قَدْ صَمِمْتُ ،وأَذْنِي جِدُّ سامعةٍ
عَنْ عَاذِلاَتيَ في لَيْلى وعُذَّالِي
رَدَّتْ عَلَيَّ أَحَادِيثُ الصِّبا حُرَقاً
وقَدْ تَقَدَّمَ دَهْرٌ دُونهُ خَالِ
وَمَا تَوَهَّمْتُني أُعْطِي الزَّمَانَ رِضاً
بِأَنْ يَطُولَ بِذَاكَ العَهْدِ إِخْلاَلي
بانَ الشَّبَابُ فَلا عَيْنٌ ولا أَثَرٌ
إِلاَّ بَقيَّةَ بُرْدٍ مِنْهُ أَسْمَال
قد كِدْتُ أُخْرِجُهُ عَنْ مُنْتَهَى عَدَدِي
يَأْساً ،وأُسْقِطُهُ ،إِذْ فَاتَ، مِن بَالِي
أَسْوَا العَوَاقِبِ يَاْسٌ قَبْلَهٌ أَمَلٌ
وأَعْضَلُ الدَّاءِ نُكْسٌ بَعْدَ إِبْلاَلِ
والمَرْءُ طاعَةُ أَيَّامٍ تُنَقِّلُهُ
تَنَقُّلَ الظِّلِّ مِنْ حَالٍ إِلى حَالِ
ومِنْ غَرائبِ ما تَأْتِي الخُطُوبُ بهِ
في أَوَّلٍ مِنْ صُرُوفِ الدَّهْرِ أَوْ تَالِ
أَحْدُثَةٌ عَجَبٌ أَنْبِيكَ عن خَبَري
فِيها وَعَنْ خَبَرِ الشَّاهِ بْنِ مِيكَالِ
فرَرْتُ مِنْهُ حَيَاءً مِنْ قُصُورِيَ عَنْ
جَزَاءِ ما زَادَ في جَاهِي وفي مَالِي
لِمْ لَمْ أُعَوضْهُ شُكْرأً عنْ تَطَوُّلِهِ
إِذ لَمْ أُكَايِلْهُ إِفْضَالاً بإِفْضَالِ
وَفي القوَافي إِذا سَيَّرْتُها عِوَضُ
لأَِجْوَدِينَ ،وتَنْكِيلُ لِبُخَّالِ
كَالنَّوْرِ أَوْقَدَهُ طَلُّ الرَّبيعِ ضُحًى
في عاطِلٍ مِنْ رِياضِ الحَزْنِ أَوْ حَالِ
لَمْ تَغْلُ وَهي غَدَاةَ البَيْعِ مُثْمِنَةٌ
إِنَّ الرَّخِيصَ الَّذي يُلْغَى هُوَ الغَالِي
ومَا أَبُو غَانِمٍ عَمَّا تِهِيبُ بِهِ
إِليهِ بالمُقْتَضِي سَعْياً ولا الآلِي
عَلَيْهِ سيمَا مِنَ العلْياءِ بانَ بِها
مِنْ غَافِلِينَ عَن العَلْيَاءِ أَغْفَالِ
سَأَلْتُ عن أَصْدِقاءِ الصَّدْقِ مُؤْتِنِفاً
وَقَدْ تَرى عَدَمي مِنْهُمْ وإِقْلاَلي
أَشِيمُ مِنْهُمْ بُرُوقَ الخُلَّبَاتِ فَهَلْ
شَخْصٌ يُخَبِّرُنَا عَنْ بارق ِالخَالِ(37/176)
والنَّاسُ كالشَّجَرِ البَادِي تَفَاوُتُهُ،
وَقَدْ تَرَى بُعْدَ بَيْن النَّبْعِ والضَّالِ
تَصَرَّمَ الخَيْرأَمْ زَالَتْ بَشاشَتُهُ ،
أَمِ اضْمَحَلَّتْ لَيَالِيهِ مع الآلِ
لَوْلاَ خِلاَلٌ مِنَ الشَّاهِ اسْتَبَدَّ بِهَا
لأَصْبحَ الجُودُ فينَا كاسِف البَالِ
إِذا اسْتَقَلَّتْهُ جُرْدُ الخَيْلِ أَقْدَامَهَا
سَبْطاً يُفوتُ سِنانَ الصَّعْدةِ العَالِي
وإِنْ مَشَى في فُصُولِ الدِّرعِ قَلَّصَهَا
مُبَجَّلُ بَيْنَ تَشْمِيرٍ وإِسْبالِ
غَمْرٌ كَفَانِي ،وَلَمْ أَخْطُبْ كِفَايَتَهُ
نَصَّ المَطِيِّ عَلَى أَيْنٍ وإِعْمَالِ
آمَنَني غَوْلَ أَوْجَالي،وجَوزَ بي
في كلِّ مُطَّلَبٍ غَاياتِ آمَالي
وقد عَهِدْتُ اللَّيالي وَهْيَ جاهِدَةٌ
تَسْعَى عَلَىَّ ،فَعَادَتْ وهْيَ تَسْعَى لِي
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالرحمن العشماوي >> صرخة مرصعة بالإخلاص
صرخة مرصعة بالإخلاص
رقم القصيدة : 293
-----------------------------------
لا تشعلي ألم الجراح
فالحب مكسور الجناح
ما عدت أطرب لابتسام
الحب في ثغر الصباح
ما عدت أسعد بالتأمل
في ليالي الملاح
ضاقت علي دروب أحلامي
وما تعبت جراحي
أنا واحد من أمة
أمجادها في كل ساح
أنا رائد بشريعة الـ
إسلام في كل النواحي
فاسأل ضمير الفجر حين
اهتز من تلك البطاح
يقظان ينتهب الخطا
يسعى إلى الماء القراح
يدعو القوب إلى الهدى
لم يخش من وقع الرماح
وإذا بها ترنو إلى الرحمن
عن ضرب القداح
ذاكم رسول الله عنوان
الهداية والسماح
لن ترتوي يا قلب إلا
بالصمود على الكفاح
ويح العدا ، كم ضللوا الـ
أفكار كم بعثوا جراحي
هذا نداء الماردين
على الكتاب على الصلاح
أما نداء الله يا
قلبي فحي على الفلاح
قل للكلاب النابحات :
أنا الفتى رغم النباح
واصرخ بها في وجه كل
مضلل صعب الجماح
ردوا عليكم ما صنعتم
إن قرآني سلاحي
إن الدم الجاري بذكر
الله ليس بمستباح
أنظل نبكى مجدنا الـ
ماضي ونغرق في النواح
ونعيد ذكرى طارق بن(37/177)
زياد أو ذكرى صلاح
ونحيد عن درب به
انتصروا ونطمع في النجاح
لكأنني بظلام غفوتنا
يتوق إلى الصباح
وبصرخة المجد العريق
تثور في صدر الكفاح
يا قمة الإسلام تيهي
غردي لن تستباحي
فسننحر الخوف الجبان
بخنجر الحق الصراح
من يغتدي بالخير يجني
أجره عند الرواح
العصر العباسي >> البحتري >> لله ما تصنع الأجياد والمقل
لله ما تصنع الأجياد والمقل
رقم القصيدة : 2930
-----------------------------------
للهِ ما تَصْنَعُ الأَجْيادُ والمُقَلُ
والأُقْحُوانُ الشَّتِيبُ الواضِحُ الرَّتِلُ
تَرَنَّحَ الشَّرْبُ واغْتَالَتْ حُلُومَهُمُ
شَمْسٌ تَرَجَّلُ فِيهمْ ثُمَّ تَرْتَحِلُ
لاَ تَسْترِيحُ إِلى المِلْوَى تُمَارِسُهُ
ولا تَبِيتُ على الأَوْتَارِ تَتَّكِلُ
فِيها فَراغٌ مِنَ السُّلْوانِ يَشْغَلُها
عنِّي، وَفيَّ بهَا عَنْ غَيْرهَا شُغُلُ
إِذا تَلَبَّثْتُ عَنْهَا ساقَ بي كَلَفٌ
بَرْحٌ، وأَوْجَفَني وَجْدٌ بِهَا عَجِلُ
يَا عَلْوَ ،إِنَّ اعْتِلاَلَ القَلْبِ لَيْسَ لهُ
آسٍ ،يُدَاوِيهِ إِلاَّ خُلَّةً تَصِلُ
هَلْ أَنتِ إِلاَّ قَضِيبُ الْبانِ تَعْطِفُهُ
مَرْضَى الرِّياحِ وتَعْدُوهُ فَيَعْتَدِلُ
أَوِ الغَزَالةُ في دجْنٍ يُغازِلُها
أَو ظَبْيَةُ الْبَانِ في أَجْفَانها كَحَلُ
كَيف التَّصرُّعُ في أَرضِ العِراقِ وَقَدْ
خلَّفْتُ بالشَّامِ مَنْ قَلْبِي بهِ خَبِلُ؟
بَلْ كَيْفَ يَحْسنُ بِي التَّقْرِيظُ والغَزَلُ
وشَيْبُ رأْسِي عَلَى الفَوْدَينِ مُشْتَعِلُ
لَمْ يَبْقَ إِلاَّ حنِينُ الزِّيرِ أَسْمَعُهُ
والكَأْسُ يُصْبِحُنِيها الشَّارِبُ الثَّمِلُ
عَاجلْ بنَا الرَّاحَ والرَّيْحانَ مُبْتَكِراً
فَلَيْسَ يَحسُنُ إِلاَّ فِيهمَا العَجَلُ
واشْرَبْ علَى دَوْلَةِ المُعْتَزِّ إِنَّ لَهَا
حَظًّا مِنَ الحُسْنِ لم تَسْعَدْ بهِ الدُّوَلُ
خَلِيفَةٌ يَخْلُفُ الأَنْوَاءَ نَائِلُهُ
إِذا تَهَلَّل قُلْتَ العارِضُ الهَطِلُ(37/178)
إِذا بَدَا وجَلاَلُ المُلْكِ يَغْمُرُهُ
حَسِبْتَهُ البَدْرَ وفَّي حُسْنَهُ الكَمَلُ
رِباعُهُ في جِوَارِ اللهِ واسِطةٌ،
وحَبْلُهُ بِرَسُولِ اللهِ مُتَّصِلُ
خَلَّتْ قُرَيْشٌ لهُ البَطْحَاءَ وانْصَرفَتْ
لَهُ عَنِ السَّهْلِ حتَّى حَازَهَا الجَبَلُ
وفَضَّلُوهُ ،ولاَ تَزْكُو فَضَائِلُهمْ
إِلاَّ بتَفْضِيل أَقْوامِ بِهِمْ فَضَلُوا
يَا مَنْ لَهُ أَوَّلُ العلْيَا وآخِرُها
وَمَنْ بجُودِ يَدَيْهِ يُضْرَبُ المَثَلُ
أَنْقَذْتَنَا مِنْ خَبَالِ المُسْتَعَارِ وَقَدْ
أَوْبَا البِلاَدَ عَلَيْنَا رأْيُهُ الخَطِلُ
هو المَشُومُ الذي كانتْ وِلاَيَتُهُ
بَلَوى تَهَالَكَ فيها النَّاس إِذْ خُذِلُوا
غَزَلْتَهُ وَهْوَ مَذْمُومٌ عَلَى صُغُرٍ
ولمْ يَكَدْ لِلَجَاجِ الغيِّ يَنْعَزِلُ
وَكَانَ كالعِجْلِ غُرَّ الجاهِلُون بهِ
وكُنْتَ مُوسى هَدَى القَوْمَ الأْلَى جَهِلُوا
وَكَانَ كالجَسَدِالمُلْقَى ،فجِئْتَ كَمَا
جَاءَ سُلَيْمَانُ يَتْلُو قَوْلَكَ العَمَلُ
فالدِّينُ في كُلِّ أُفْقٍ ضاحِكٌ بَهِجٌ،
والكُفْرُ في كُلّ أَرضٍ خَائفٌ وَجِلُ
أَما المَوَالي فَجُنْدُ اللهِ حَمَّلَهُمْ
أَنْ يَنْصُرُوكَ فَقَدْ قَامُوا بِمَا احتَمَلوا
بَقَاؤُهُمْ عِصْمَةُ الدُّنْيَا، وعِزُّهُمُ
سِتَرُ على بَيْضَةِ الإِسلامِ مُنْسَدِلُ
رَدُّوا المُعَارَ،وتَابُوا مِنْ خَطِيئتِهِمْ
فِيهِ إِلى اللهِ،والإِثْمِ الَّذي فَعَلُوا
خَطِيئَةٌ لَمْ تَكُنْ بِدْعاً ولا عَجَباً،
قَدْ أَخْطَأَتْ أَنْبِيَاءُ اللهِ والرُّسُلُ
مَنْ يَرْكَبُ الخَطَرَ الصَّعْبَ الَّذي رَكِبُوا
بالأَمْسِ ،أَو يَبْذُلُ النَّصْرَ الَّذِي بَذلُوا؟
قَدْ جاهَدُوا عَنْكَ بالأَموَالِ وَافِرةً
وبالنُّفوسِ ،ونارُ الحَرْبِ تَشْتَعِلُ
تَوَرَّدُوا النَّقْعَ لا حَيْدٌ ولا كَشَفٌ،
وباشَرُوا المَوْتَ لا مِيلٌ ولا عُزُلُ
يُوَاتِرُونَ تِبَاعَ الكَرِّ إِنْ رَكِبُوا،(37/179)
ويَصْدُقُونَ دِرَاكَ الطَّعْنِ إِنْ نَزَلُوا
مَا مِثْلُ شَيْخِهِمُ حَزْماً وتَجْرِبَةً،
ولا كَبَأْسِ فَتاهُمْ حِينَ يَعْتَمِلُ
ثَلاَثَةٌ جِلَّةٌ أِن شُووِرُوا نَصَحْوا،
أَوِ اسْتُعِينُوا كَفَوا ،أَو سُلِّطُوا عدَلُوا
فاسْلَمْ لَهُمْ مَا دَعَتْ صُبْحاً مُطَوَّقَةٌ،
وَلَيْسلَمْور لَكَ ما حَنَّتْ ضُحىً إِبلُ
العصر العباسي >> البحتري >> سلاها كيف ضيعت الوصالا
سلاها كيف ضيعت الوصالا
رقم القصيدة : 2931
-----------------------------------
سَلاها كيْفَ ضَيّعَتِ الوِصَالا،
وَبَتّتْ منْ مَودّتِنا الحِبَالا
وَأضْحَتْ بالشّآمِ تَرَى حرَاماً
مُوَاصَلَتي، وَهِجْرَاني حَلالا
هَلِ الحَسْناءُ مُخْبِرَتي: أهَجْراً
أرادَتْ بالتجنّبِ، أمْ دَلالا
ذَكَرْتُ بِها قَضِيبَ البَانِ لَمّا
بَدَتْ تخْتالُ، في الحُسنِ، اختِيالا
تُشاكِلُه ُاهْتِزَازاً و انْعِطاَفاً،
وَتَحْكِيهِ قَوَاماً، وَاعْتِدالا
وَلي كَبِدٌ تَلِينُ على التَّصَابي
وَتَأْبَي في الهَوَى إِلاَّ اشْتِعَالاَ
وعَيْنٌ لَيْسَ تَأْلوني انْسِكاباً،
وقَلْبٌ لَيْسَ يأْلُوني خَبَالاَ
وَقَدْ عَلَمِ الوُشَاةُ ثَباتَ عَهْدِب
إِذا عَهْدُ الَّذي أَهْواهُ حَالا
وَإنّي لمْ أزَلْ كَلِفاً بِلَيْلى،
على كرْهِ الوشَاةِ، وَلَنْ أزَالا
فَلَمْ أعْدُدْ هَوَايَ لَهَا سَفاهاً،
وَلا وَجْدي القَديمَ بهَا ضَلالا
أميرَ المُؤمِنينَ، وَأنْتَ أرْضى
عِبَادِ الله، عِنْدَ الله، حَالا
رَدَدْتَ الدّينَ مَوْفوراً، مَصُوناً،
وَقَبْلَكَ كانَ مُنتَقصَاً مُذَالا
إذا الخُلفَاء عُدّوا يوْمَ فَخْرٍ،
وَبَرّزَ مَجْدُهُمْ، فسَما وطَالا
غَدَوْتَ أجعلّهُمْ خَطَرَاً، وذِكْرا
وأَعْلاَهُم، وَأشرَفهُمْ فَعَالا
وَما حُسِبَتْ نَوَاحي الأرْضِ، حتى
مَلَكْتَ السهْلَ، منها، وَالجِبالا
بِوَجْهٍ يَمْلأ الدّنْيَا ضِيَاءً،
وكَفّ تَمْلأ الدّنْيَا نَوَالا
أَرَى الحَوْلَ الجَديدَ جَرَى بِسَعْدٍ(37/180)
وحالَ بأَنعُمٍ لك حِينَ حَالاَ
فُتُوحٌ يُدرِكْنَمِنَ النّوَاحي،
كمَا ادَّرَكَ السّحابُ، إذا تَوَالى
يُحَسِّنُ منْ مديحي فِيكَ أنّي،
مَتى أعْدُدْ عُلاكَ أجِدْ مَقالا
وَلَسْتُ أُلامُ في تَقْصِير شكْري،
وَقَدْ حَمّلْتَني المِنَنَ الثّقَالا
لَقَدْ نَوّهْتَ بي شَرَفاً وغْرباً،
وَقَدْ خَوّلْتَني جَاهاً وَمالا
وَما ألْفٌ بِأكْثَرِ ما أُرَجّي،
وَآمُلُ مِنْ نَداكَ، إذا تَوَالَى
إذا سَبَقَتْ يَداكَ إلى عَطاءٍ،
أمِنّا الخُلْفَ عِنْدَكَ، وَالمِطالا
وَإنْ يَسّرْتَ للمَعْرُوفِ قَوْلاً،
فَإنّكَ تُتْبِعُ القَوَلَ الفَعَالا
رأَِيْتُ اليُمْنَ والبَركاتِ لَمّا
رَأيْتُ بَياض وَجهِكَ، وَالهِلالا
العصر العباسي >> البحتري >> بأي أسى تثنى الدموع الهوامل
بأي أسى تثنى الدموع الهوامل
رقم القصيدة : 2932
-----------------------------------
بأيّ أسًى تُثْنَى الدّمُوعُ الهَوَامِلُ،
وَيُرْجَى زِيَالٌ مِنْ جَوًى لا يُزَايِلُ
دَعِ المَوْتَ يَغْتَلْ مَنْ أرَادَ، فإنّهُ
ثوَى اليوْمَ من تُخشَى علَيهِ الغَوَائلُ
وَلمْ يَبقَ مَرْهُوبٌ تُخافُ شَذاتُهُ،
وَلا مُفضِلٌ تُرْجَى لَدَيْهِ الفَوَاضِلُ
إذا عَاجِلُ الدّنْيَا ألَمّ بِمُفْرِحٍ،
فمِنْ خَلفِهِ فَجعٌ، سيَتلوهُ آجلُ
وَكانَتْ حَياةُ الحَيّ سُوقاً إلى الرّدى،
وَأيّامُهُ، دونَ المَمَاتِ، مَرَاحِلُ
وَما لَبْثُ مَنْ يَغدو، وَفي كلّ لحظةٍ
لَهُ أجَلٌ، في مُدّةِ العمرِ، قاتِلُ
وَللمَرْءِ يَوْمٌ، لا مَحَالَةَ، مَا لَهُ
غَدٌ، وَسطَ عامٍ ما لهُ، الدّهرَ، قابلُ
كَفَانَا اعْتِرَافاً بالفَنَاءِ وَرِقْبَةً
لمَكْرُوهِهِ، أنْ لَيسَ للخُلدِ آمِلُ
سَلا خِفْيَةً عَن صَاحبِ الجَيشِ إنّه
أقَامَ بظَهْرِ الَكْرخِِ، وَالجَيشُ رَاحِلُ
أعاقَتْهُ عَن ذاكَ العَوَائقُ، أمْ عدتْ
علَيهِ العِدى، أمْ أعلَقَتهُ الحَبائلُ؟
فكَمْ جَرَزٍ من أرْضِ جَرْزَانَ، فاتَها(37/181)
تَتابُعُ سَحٍّ مِنْ يَدَيْهِ، وَوَابِلُ
تَفَرّغَتِ الأعْداءُ مِنْهُ، وَرُبّما
غَدا وَهوَ شُغلٌ للمُعادينَ، شاغلُ
لَئِنْ زُلزِلَ الثّغْرَانِ، عندَ ذهابِهِ،
لقَد سكَنَتْ، بالنّاطَلوقِ، الزّلازِلُ
فَلا ظَفِرَتْ تِلكَ الغَزَاةُ بمَغنَمٍ،
وَلا قَفَلَتْ، بالنُّجحِ، تلكَ القَوَافِلُ
عَجِبْتُ لهَذا الدّهرِ أفْنَى مُحَمّداً،
وَكانَ الذي يَسطو بهِ، وَيُصَاوِلُ
مَضَى، فمَضَى مَجدٌ تَليدٌ وَسُؤددٌ،
وَأوْدَى فأوْدَى منهُ بأسٌ وَنَائِلُ
وَكانَ سِرَاجَ الأرْضِ، فالأرْضُ مظلمٌ
قُرَاها، وَحَليَ الدّهرِ، فالدّهرُ عاطلُ
ستَبكيهِ عَينٌ لا ترَى الجُودَ بَعدَهُ،
إذا فاضَ منها هامِلٌ عَادَ هَامِلُ
وَتَعلَمُ جُرْدُ الخَيلِ أن ليسَ رَاكبٌ
سِوَاهُ، وَسُمرُ الخَطّ أن ليسَ حامِلُ
فتًى كانَ يأبَى قَدْرُهُ أن يُرَى لَهُ
نَظيرٌ مُسَاوٍ، أوْ شَبيهٌ مُشَاكِلُ
فتًى أقفَرَتْ منهُ المَعالي، وَلمْ تكُنْ
لتُقْفِرَ مِمّنْ بَانَ، إلاّ المَنَازِلُ
وَثَاوٍ، بَكَتْهُ المَكْرُمَاتُ، وَإنّما
تُبَكّي على الثّاوِي النّساءُ الثّوَاكِلُ
سَقَى الله قَبْراً لَوْ يَشَاءُ تُرَابُهُ،
إذاً سُقِيَتْ مِنْهُ الغُيُومُُ الهَوَاطِلُ
نَأى رَبُّهُ عَنَّا، وَأعرَضَ دونَهُ،
على كُرْهِنا، عَرْضُ الثّرَى وَالجَنادِلُ
حيا الأرْضِ ألقتْ فوْقَهُ الأرْضُ ثِقلَها،
وَهَوْلُ الأعادي حَوْلَهُ التُّرْبُ هائلُ
أمَا، وَأبي كَهْلانَ، يَوْمَ مُصَابِهِ،
لَقَدْ أُثْقِلَتْ بالرُّزْءِ منها الكَوَاهلُ
رَأوْا شَمسَهُمْ في يوْمهمْ، وَهيَ ظُلمة،
وَبَدْرَهُمُ في لَيلِهمْ، وَهوَ آفِلُ
فَشامُوا سُيُوفاً، ما لَهُنّ مَضَارِبٌ،
وَألْفَوْا رِمَاحاً، ما لَهُنّ عَوَامِلُ
فقَدْناكَ فِقدانَ الحَياةِ، وَأقبَلَتْ
تُلاحِظُنا، خَزْراً إلَينا، القَبائِلُ
وَلوْلا ابنُكَ المَرْجوُّ فينا لأصْبَحَتْ
أعَالي الرُّبَى مِنها، وَهُنّ أسَافِلُ(37/182)
رَدَدْنا إلَيْهِ الأمْرَ طَوْعاً، وَلمْ نَقلْ
لَهُ في الذي يأتيهِ: مَا أنتَ فَاعِلُ
بهِ جُمعَ الشّملُ الشّتيتُ، وَفُرّقَتْ
عَباديدَ في القَوْمِ، اللُّهَى وَالنّوَافلُ
تَخَطّى إلَيهِ الرُّزْءُ مِنْ كلّ وِجهَةٍ
حَرِيمَ نَدًى لا تَخْتَطيهِ العَوَاذِلُ
وَمَن يرَ جَدوَى يُوسُفَ بنِ محَمّدٍ
يرَ البَحرَ، لمْ يَجمَعْ نَواجيهِ ساحلُ
أغَرُّ، إذا عُدّتْ مَناقبُ فِعْلِهِ،
تَوَهّمْتَ أنّ الحَقّ مِنْهُنّ بَاطِلُ
إذا مَا نَحَا مِنْ مَجلِسِ المُلكِ رُتبةً،
تحَلحَلَ عَنْهَا الأحوَذيُّ الحُلاحلُ
تَطَاطَا الخُدودُ الزُّورُ تحتَ سُكوتِهِ،
وَتَنْتَظِرُ الأسْمَاعُ مَا هُوَ قَائِلُ
وَكَانَ وَرَاءَ المَدْحِ، إذْ هوَ زَائدُ الـ
ـيَدينِ، فكَيفَ الآنَ إذْ هوَ كامِلُ
وَقد حُقّقَتْ فيهِ الظّنونُ وَصُدّقَتْ
على ما حَكَتْ منْ قَبلُ فيهِ الدّلائِلُ
وَلا عَجَبٌ، إنْ رَجّمَ الغَيبَ عالِمٌ،
فقَبلَ الغُيوثِ ما تكونُ المَخايِلُ
وَإنْ جَاءَنَا يَحْكي أباهُ، فلَم تَزَل
لَهُ مِنْ أبيهِ شِيمَةٌ وَشَمَائِلُ
هُما شَرَعٌ في المَكرُماتِ، فَهَذِهِ
أوَاخِرُ أخْلاقٍ، وَتِلْكَ أوَائِلُ
العصر العباسي >> البحتري >> أكنت معنفي يوم الرحيل
أكنت معنفي يوم الرحيل
رقم القصيدة : 2933
-----------------------------------
أكنتَ مُعَنّفي، يوْمَ الرّحيلِ،
وَقد لجّتْ دُموعي في الهُمُولِ
عَشِيّةَ لا الفِرَاقُ أفَاءَ عَزْمِي
إليّ، وَلا اللّقاءُ شَفَى غَليلي
دَنَتْ عندَ الوَداع، لوَشْكِ بُعدٍ،
دُنُوَّ الشّمسِ تَجنَحُ للأصيلِ
وَصَدّتْ، لا الوِصَالُ لَهَا بِقَصْدٍ،
وَلا الإسعَافُ مِنْهَا بالمُخيلِ
تُليمُ إسَاءَةً، وأُلامُ حُبّاً،
وَبَعْضُ اللّوْمِ يُغْرِي بالخَليلِ
طَرِبْتُ بذي الأرَاكِ، وَشَوّقَتني
طَوَالِعُ مِنْ سَنَا بَرْقٍ كَليلِ
وَذَكّرَنِيكِ، والذّكْرَى عَنَاءٌ،
َشبايِهُ فيكِ، بَيّنَةُ الشُّكُولِ
نَسيمُ الرّوْضِ في رِيحٍ شَمَالٍ،(37/183)
وَصَوْبُ المُزْنِ في رَاحٍ شَمُولِ
عَذيري منْ عَذُولٍ فيكَ يَلحي
عَليّ، ألا عَذيرٌ مِنْ عَذُولِ
تَجَرّمَتِ السّنُونَ، ولا سَبِيلٌ
إلَيكِ، وأنتِ واضِحَةُ السّبيلِ
وَقد حاوَلْتُ أنْ تَخِدَ المَطَايَا
إلى حَيٍّ، على حَلَبٍ، حُلولِ
وَلَوْ أنّي مَلَكْتُ إليكِ عَزْمي،
وَصَلْتُ النّصّ مِنْهَا بالذَّمِيلِ
فأوْلى للمَهاري مِنْ فَلاةٍ
عَرِيضٍ جَوزُها، وَسُرًى طَوِيلِ
زَكَتْ بالفَتْحِ أُحدانُ المَساعي،
وأُوْضِحَ دارِسُ الكَرَمِ المُحيلِ
بمُنقَطِعِ القَرِينِ، إذا تَرَقّى
ذُرَى العَلْيَاءِ، مُفْتَقَدِ العَديلِ
تُوَلّيهِ، إذا انتَسَبَتْ قُرَيْشٌ،
عُلُوَّ البَيْتِ مِنْهَا، والقَبِيلِ
وَفَضْلاً بالخلائِفِ باتَ يُعزَى
إلى فَضْلِ الخَلائِفِ بالرّسُولِ
رحيبُ البَاعِ، يَرْفَعُ مَنْكِبَاهُ
فُضُولَ الدّرْعِ عَنْهُ، والشّليلِ
وَيَحْكُمُ في ذَخَائِرِهِ نَدَاهُ،
كَما حَكَمَ العَزِيزُ على الذّليلِ
أخٌ في للمَكْرُمَاتِ يُعَدُّ فيها،
لَهُ فَضلُ الشّقِيقِ على الحَمِيلِ
خَلائقُ كالغُيُوثِ، تَفِيضُ مَنْها
مَوَاهِبُ، مِثلُ جَمّاتِ السّيُولِ
وَوَجْهٌ، رَقّ مَاءُ الجُودِ فيهُ،
على العِرْنِينِ، والخَدِّ الأسيلِ
يُرِيكَ تألّقُ المَعْرُوفِ فِيهِ
شُعَاعَ الشمسِ في السّيفِ الصّقِيلِ
وَلَمّا اعتَلّ أصْبَحَتِ المَعَالِي
مُحَبَّسَةً عَلَى خَطَرٍ مَهُولِ
فَكَائِنْ فُضَّ مِنْ دَمْعٍ غَزِيرٍ
وأُضْرِمَ مِنْ جَوَى كَمَدٍ دَخِيلِ
ألَمْ تَرَ للنّوَائِبِ كَيفَ تَسْمُو
إلى أهلِ النّوَافِلِ، والفُضُولِ
وَكَيْفَ تَرُومُ ذا الفَضْلِ المُرجَّى،
وَتَخْطُو صاحَبَ القَدْرِ الضّئِيلِ
وَمَا تَنْفَكُّ أحداثُ اللّيالي
تَمِيلُ على النّبَاهَةِ للخُمُولِ
فَلَوْ أنّ الحَوَادِثَ طاوَعَتْنِي،
وأعطَتني صُرُوفُ الدّهْرِ سُولي
وَقَتْ نَفْسَ الجَوَادِ، مِنَ المَنَايا
وَمَحْذُورَاتِهَا، نَفْسُ البَخِيلِ
كَفَاكَ الله ما تَخْشَى، وَغَطّى(37/184)
عَلَيْكَ بِظِلّ نِعْمَتِهِ الظّليلِ
فَلَمْ أرَ مثلَ عِلّتِكَ استَفَاضَتْ
بِإعْلانِ الصَّبَابَةِ والعَوِيلِ
وَكمْ بدأتْ، وَثَنّتْ مِنْ مَبِيتٍ
على مَضَضٍ، وَجَافَتْ من مَقِيلِ
وَقد كانَ الصّحيحُ أشَدّ شَكْوَىَ
غَداتئِذٍ، مِنَ الدّنِفِ العَلِيلِ
مُحَاذَرَةً عَلى الفَضْلِ المُرَجّى،
وإشْفَاقاً عَلى المَجْدِ الأثِيلِ
وَعِلْماً أنّهُمْ يَرِدُونَ بَحْراً
بِجُودِكَ، غَيْرَ مَوْجُودِ البَدِيلِ
وَلَوْ كَانَ الذي رَهِبُوا وَخَافُوا
إذا ذَهَبَ النّوَالُ مِنَ المُنِيلِ
إذاً لَغَدا السّماحُ بلا حَليفٍ
لَهُ، وَجَرَى الغَمَامُ بلا رَسِيلِ
دِفَاعُ الله عَنْكَ أقَرّ مِنّا
قُلُوباً جِدّ طَائِشَةِ العُقُولِ
وَصُنْعُ الله فِيكَ أزَالَ عَنّا
تَرَجُّحَ ذلكَ الحَدَثِ الجَليلِ
وقَاكَ لغَيْبِكَ المأمُونِ سِرّاً،
وَظَاهِرِ فِعْلِكَ الحَسَنِ الجَمِيلِ
وَمَا تَكْفِيهِ مِنْ خَطْبٍ عَظِيمٍ،
وَمَا تُوليهِ مِن نَيْلٍ جَزِيلِ
فَرُحْتَ كأنّكَ القِدْحُ المُعَلّى،
تَلَقّاهُ الرّقيبُ مِنَ المُجِيلِ
ليَهْنِ المُسْلِمِينَ، بكُلّ ثَغْرٍ،
سَلاَمَةُ رأيِكَ الثّبْتِ الأصيلِ
وَصِحّتُكَ، التي قَامَتْ لَدَيْهِمْ
مَقَامَ الفَوْزِ بالعُمْرِ الطّوِيلِ
أيَادي الله مَا عُوفيتَ وَافٍ
سَنَا الأوْضَاحِ مِنْهَا وَالحُجُولِ
تُعَافَى في الكَثِيرِ، وأنتَ بَاقٍ
لَنَا أبَداً، وَتُوعَظُ بالقَلِيلِ
العصر العباسي >> البحتري >> لولا تعنفني لقلت المنزل
لولا تعنفني لقلت المنزل
رقم القصيدة : 2934
-----------------------------------
لَوْلاَ تُعَنّفُني لَقُلْتُ: المُنْزِلُ،
مَعْنًى تُبَيِّنُهُ، وَمَغْنًى مُشْكِلُ
وَبوَقْفَةٍ يَشْفِي غَلِيلَ صَبَابَةٍ،
وَيَقُولُ صَبٌّ مَا أرَادَ وَيَفْعَلُ
سَالَتْ مُقَدَّمَةُ الدّمُوعِ، وَخَلّفتْ
حُرَقاً تَوَقَّدُ في الحَشَا، ما تَرحَلُ
إنّ الفِرَاقَ، كَمَا عَلِمتَ، فخَلّني(37/185)
وَمَدَامِعاً تَسَعُ الفِرَاقَ، وَتَفْضُلُ
إلاّ يَكُنْ صَبْرٌ جَميلٌ، فالهَوَى
نَشْوَانُ يَجْمُلُ فيهِ مَا لاَ يَجمُلُ
يا دارُ! لا زَالَتْ رُبَاكِ مَجُودَةً،
منْ كلّ سَادِيَةٍ، تَعِلُّ وَتَنْهَلُ
أَذْكَرْتِِنَا دُوَلَ الزّمَانِ وَصَرْفَهُ،
وأرَيْتِنَا كَيْفَ الخُطُوبُ النُّزَّلُ
أصَبَابَةً بِرُسُومِ رَامَةَ، بَعدَمَا
عَرَفَتْ مَعَارَِفها الصَّبَا والشّمْألُ
وَسألتُ مَنْ لا يَستَجِيبُ فكنتُ في اسْـ
ـتِخْبَارِهِ كَمُجِيبِ مَنْ لا يَسألُ
ألْيَوْمَ أُطْلِعَ للخِلاَفَةِ سَعْدُها،
وأضَاءَ فيهاِ بَدْرُهَا المُتَهَلِّلُ
لَبِسَتْ جَلاَلَةَ جَعْفَرٍ، فكَأنّها
سَحَرٌ تَحَلَّلَهُ الصَّباحُ المُقْبِلُ
جَاءَتْهُ طَائِعَةً، وَلَمْ يُهْزَزْ لَهَا
رُمْحٌ، وَلَمْ يُشْهَرْ عَلَيْها مُنْصُلُ
أنّى، وَقَدْ كَانتَ تّلَفُ نحوَهُ،
مِنْ قَبلِ أنْ يَقَعَ القَضاءُ، فتُعقَلُ
حتّى أتَتْهُ يَقُودُها استِحْقَاقُهُ،
وَيَسُوقُهَا حَظٌّ إلَيْهِ مُقْبِلُ
عَنْ بَيْعَةٍ، إلاّ تَكُنْ عَقِبِيّةً،
فَهيَ التي رَضِيَ الكِتَابُ المُنْزَلُ
لَمْ تَنْصَرِفْ عَنها النّفُوسُ وَلَم تَزِغْ
فيها القُلُوبُ، وَلَم تَزِلّ الأرْجُلُ
مَسَحُوا أكُفَّهُمُ بِكَفّ خَلِيفَةٍ،
نَجَمَتْ بدَوْلَتِهِ، الحُقُوقُ الأُفَّلُ
وَكَفَتْهُمُ الشّورَى شَوَاهِدُ أعرَبتْ
عَن أمرِهِ، وَفَضِيلَةٍ مَا تَشْكُلُ
فَكأَنَّما الدُّنْيَا هُنالِكَ رَوضَةٌ
راحتْ جَوانِبُها تُراحُ وتُوبَلُ
أو َمَا تَرَى حُسنَ الزّمانِ، وَمَا بَدا،
وأعَادَ في أيّامِهِ المُتَوَكّلُ
أشرَقْنَ حَتّى كَادَ يُقْتَبَسُ الدّجَى،
وَرَطِبْنَ حَتّى كَادَ يَجْري الجَنْدَلُ
مِنْ بَعْدِما اسوَدّ الزَّمانُ المُنْتَضَى
فينا، وَجَفّ لَنا الثّرَى المُتَبَلّلُ
ألله سَهّلَ بِالخَلِيفَةِ جَعْفَرٍ،
مِنْ دَهْرِنَا، ما لمْ يَكُنْ يَتَسَهّلُ
مَلِكٌ أذَلَّ المُعتَدينَ بِوَطْأةٍ،(37/186)
تَرْسُو على كَتِدِ النّفَاقِ، وَتَثْقُلُ
إنْ كَلّ صَرْفُ الدّهْرِ لمْ يَكْلُل، وإن
غَفِلَ الرّبيعُ، فَجُودُهُ لا يَغفُلُ
نَفْسٌ مُشَيَّعَةٌ، وَرَأيٌ مُحصَدٌ،
وَيَدٌ مُؤيَّدَةٌ، وَقَوْلٌ فَيصَلُ
وَلَهُ، وإنْ غَدَتِ البِلادُ عَرِيضَةً،
طَرْفٌ بأطْرافِ البِلاَدِ مُوَكَّلُ
إسْلَمْ أمِيرَ المُؤمِنينَ لِسُنّةٍ
أحْيَيْتَهَا، والنّاسُ حَيْرَى ضُلَّلُ
وَرَعِيّةٍ أحْسَنْتَ رَعْيَ سَوَامِهَا،
حتّى غَدَتْ والعَدْلُ فيها مَهْمُلُ
ألله يَشكُرُ مِنْكَ سعْياً صَادِقاً
في حِفْظِهَا، ثمّ النّبيّ المُرْسَلُ
فَضْلُ الخَلائِفِ بالخِلاَفَةِ واقِفٌ
في الرّتْبَةِ العُلْيَا، وَفَضْلُكَ أفضَلُ
أَوفيت عَاشِرهُمْ، فإنْ نُدِبُوا إلى
كَرَمٍ وإحْسَانٍ، فأنْتَ الأوّلُ
وَغَدَوْتَ في بُرْدِ النّبيّ وَهَدْيِهِ
تُرجَى لِحُكْمٍ قَاصِدٍ، وَتُؤمَّلُ
العصر العباسي >> البحتري >> لا دمنة بلوى خبت ولا طلل
لا دمنة بلوى خبت ولا طلل
رقم القصيدة : 2935
-----------------------------------
لا دِمنَةٌ بلِوَى خَبتٍ، وَلا طَلَلُ،
يَرُدُّ قَوْلاً على ذي لَوْعَةٍ يَسَلُ
إنْ عزّ دَمْعُكَ في آي الرّسومِ، فلَمْ
يَصُبْ علَيها، فعِندِي أدمُعٌ ذُلُلُ
هلْ أنت يَوْماً مُعيري نَظرَةً، فترَى
في رَمْلِ يَبرِينَ عِيراً سَيرُها رَمَلُ
حَثُّّوا النّوى بحُداةٍ ما لَها وَطَنٌ
إِلاََّ النّوَى، وَجِمالٍ ما لها عُقُلُ
بَني زُرَارَةَ نُصْحاً مَا لَهُ ثَمَنٌ
يُرْجى لدَيكُمْ، وَقَوْلاً كلُّهُ عَذَلُ
وَإنّما هَلَكَتْ مِنْ قَبلِكمْ إرَمٌ،
لأنّهُمْ نُصِحْوا دَهْراً، فَما قَبِلُوا
مُستعْصِمينَ مَعَ الأرْوَى. كأنّكُمُ
لا تَعلَمُونَ بأنّ العَصْمَ لا تََئِلُ
أنْذَرْتُكُمْ عَارِضاً تُدْمي مَخايِلُهُ،
ألقَطرَةُ الفَذُّ منهُ عارِضٌ هَطِلُ
هذا ابنُ يوسُفَ في سَرْعَان ذي لجَبٍ،
فيه الظّبا واَلقَنَا وَالكَيْدُ وَالحِيَلُ
غَزَاكُمُ بِقُلُوبٍ ما لهَا خَلَلٌ(37/187)
من خَلفِها، وَسُيوفٍ ما لهَا خِلَلُ
قد كان ناراً وَعِظمُ الجَيشِ مُفترِقٌ
بالثَّغْرِِ، إلاّ أُصَيْحابٌ لَهُ قُلُلُ
فكَيفَ وَهوَ يَسُوقُ اللّيلَ في زَجِلٍ
مِن عَسكَرٍ، ما لشيءٍ غَيرِهِ زَجَلُ
وَلاّكُمُ البَغيَ ثمّ انساب نَحوَكُمُ
بالمَشرَفيّةِ فهيا الثُّكْلُ، والهَبَلُ
وانحازَ مِثلَ انحِيازَ الطّوْدِ. يَتْبَعُهُ
رَأيٌ يُصَغَّرُ فيهِ الحادِثُ الجَلَلُ
جَرَّ الرّمَاحَ إلى دََرْبِ الرّماحِ، فَهَلْ
لَكُمْ عَلَيْهِ بَقَاءٌ، أوْ بهِ قِبَلُ
فإنْ تكُن دوْلةً دامتْ، فما انقَطعتْ،
عن مثلِ صَوْلَتِهِ، الأيّامُ، والدّوَلُ
ألله ألله! كُفّوا إنّ خَصْمَكُمُ
أبو سَعيدٍ، وَضرْبُ الأرْؤسِ الجَدَلُ
تَغَنّموا السّلمَ، إنّ الحَرْبَ توعدُكم
يَوْماً، تَعُودُ لَهُ صِفُّونَ وَالجَمَلُ
ألآن، وَالعُذْرُ مَبسوطٌ لمُعْتَذِرٍ
وَالأمْنُ مُستَقْبَلٌ، وَالعَفُو مُقتبَلُ
وَلا يَغُرّنّكُمْ مِنْهُ تَبَذُّلُهُ
بالاذْنِ حتى استوَىَ الأرْبابُ وَالخَوَلُ
فإنْ يكُنْ ظاهراً فالشّمسُ ظاهَرَةٌ،
أوْ كانَ مُبتَذَلاً فالرّكنُ مُبتَذَلُ
طالَ الرّوَاءُ الذي في رَأسِ فَحلِكُمُ،
لا يَسهُلُ الصّعبُ حتى يَقصُرَ الطِّوَلُ
قَدْ جَارَ مُوسَى،وجَارَى حَتْفَ مُهْجَتِهِ
فإِنْ يَكُنْ جَئِراً فالرُّمحُ مُعْتَدِلُ
وَأمّلَ الثّلْجَ، وَالجَوْزَاءُ مُلْهِبَةٌ
في ناجرٍ، ساءَ هذا الظنُّ والأملُ
وَعِنْدَ بُقْرَاطَ داءٌ، لَوْ تَصَفّحَهُ
بُقرَاطُ قالَ: الدّوَاءُ البِيضُ وَالأسَلُ
وَما صَليبُ ابنِ آشُوط بأمنَعَ مِنْ
صَليبِ بَرْجانَ، إذْ خَلّوْهُ، وانجَفلوا
تَحمِلُهُ البُرْدُ مِنْ أقصَى الثّغُورِ إلى
أدْنَى العِرَاقِ سِرَاعاً، رَيثُها عجَلُ
بسُرّ مَنْ رَاءَ مَنكُوساً تُجَاذِبُهُ
أيْدِي الشِّمَالِ فُضُولاً، كلُّها فُضُلُ
تَهْفُو بِهِ رَايَةٌ صَفْرَاءُ تَحسِبُها
أزْدِيّةً، صَبّغَتها الهُونُ وَالشّلَلُ
أمسَى يَرُدُّ حَرِيقَ الشّمسِ جانِبُهُ،(37/188)
عن بابِكٍ، وَهيَ في الباقِينَ تَشتَعِلُ
كأنّهُمْ رَكِبُوا للحَرْبِ، وَهوَ لهمْ
بَنْدٌ، فَما لُفّ مُذْ أوْفَى وَلا نزَلُوا
تَفَاوَتُوا بَيْنَ مَرفُوع ومُنْخَفِضٍ
على مَرَاتِبِ ما قَالُوا وما فَعَلوا
رَدَّ الهَجيرُ لِحاهُمْ، بَعدَ شُعَلَتِها،
سُوداً فعادوا شَباباً بَعدَما اكتَهَلُوا
رَأى ابنُ عَمْروٍ أميرَ المُؤمنينَ، كمَا
قالَ الخَوَارِجُ إذْ ضَلّوا وَإذْ جَهِلُوا
سَمَا لَهُ خَاتِلُ الآسَادِ في لُمَةٍ
مِنَ المَنَايَا، فأمسى، وَهوَ مُحْتَبَلُ
حالي الذّرَاعَينِ وَالسّاقَينِ، لوْ صَدقتْ
لَهُ المُنَى لَتَمَنّى أنّهُ عُطُلُ
مِنْ تحتِ مُطبِقِ بابِ الشّامِ في نَفَرٍ
أسرَى، يَوَدّونَ وَدّاً أنّهمْ قُتلُوا
غابوا عنِ الأرْضِ أنأى غَيبَةٍ، وَهُمُ
فيها فلا وَصْلَ إلاّ الكُتبُ وَالرّسُلُ
تَغْدُو السّماءُ، فتَلقاهُمْ مُرَبَّعَةً،
وَتَقطَعُ الشّمسُ عَنهُمْ حينَ تتّصِلُ
ذَمّوا مُحمّداً المَحمُودَ إذْ نَشِبُوا
في مُصْمَتٍ لَيسَ في أرْجائِهِ خَلَلُ
لَوْ سِرْتُمُ في نَواحي الأرْضِ عَدّ
لكُمْ آثارَهُ الباقياتِ السّهلُ وَالجَبَلُ
مُشَيَّعٌ مَعَهُ رَأيٌ يُبَلّغُهُ
تِلكَ الأمورَ، التي ما رَامَها رَجُلُ
لا يَجذِبُ الوطنُ المَألوفُ عَزْمَتَهُ،
ولا الغَزَالُ الذي في طَرْفِه كَحَلُ
مُسَافِرٌ. وَمَطَاياهُ مُحَلَّلَةٌ
غُرُوضُها، وَمُقيمٌ وَهوَ مُرْتَحِلُ
يَهَشُّ للغَزْوِ، حتى شَكّ عَسكَرُهُ
فيهِ، وَقالوا أغَزْوٌ ذاكَ أمْ قَفَلُ
تجرِي على سُورَةِ الأنْفَالِ قِسْمَتُهُ،
إذا تَوَافَى إلَيْهِ الغُنْمُ وَالنَّفَلُ
أنا ابنُ نِعمَتِكَ الأولى التي شكَرَتْ
نَبْهانُ عَنها، وَعَنْ آلائِها ثُعَلُ
أقُولُ فيكَ بوِدٍّ ظَلّ يَجذِبُني
إلى المَدِيحِ فما يحظَى بيَ الغَزَلَ
هذا وَلَوْ قُلتُ فيكَ لمْ أرَني
قضَيتُ حَقّاً، وَلا أُعطيتُ ما أسَلُ
العصر العباسي >> البحتري >> ذاك وادي الأراك فاحبس قليلا(37/189)
ذاك وادي الأراك فاحبس قليلا
رقم القصيدة : 2936
-----------------------------------
ذاكَ وَادي الأرَاكِ فاحبِسْ قليلا،
مُقصِراً مِنْ صَبابَةٍ، أوْ مُطيلا
قِفْ مَشوقاً، أوْ مُسعِداً، أوْ حَزِيناً
أوْ مُعيناً، أوْ عاذِراً، أوْ عَذُولا
إنّ بَينَ الكَثيبِ فالجِزْعِ فَال
رَامِ رَبْعاً لآلِ هِنْدٍ مُحيلا
أبْلَتِ الرّيحُ وَالرّوَائحُ وَالأيّا
مُ مِنْهُ مَعَالِماً وَطُلُولا
وَخِلافُ الجَميلِ قَوْلُكَ للذّا
كِرِ عَهدَ الأحبابِ: صَبراً جَميلا
لا تَلُمْهُ على مُواصَلَةِ الدّمْـ
ـعِ، فَلُؤمٌ لَوْمُ الخَليلِ الخَليلا
علَّ ماءَ الدّموعِ يُخمدُ نَاراً
مِنْ جوَى الحبّ، أوْ يَبُلّ غليلا
وَبُكَاءُ الدّيَارِ مِمّا يَرُدُّ الـ
شّوْقَ ذِكرْاً وَالحبَّ نِضْواً ضَئيلا
لمْ يَكُنْ يَوْمُنَا طَوِيلاً بنُعما
نٍ، وَلكِنْ كان البُكاءُ طَوِيلا
قَدْ وَجَدْنَا مُحَمّدَ بنَ عَليٍّ
غايَةَ المَجْدِ، قائِلاً وَفَعُولا
وَلَقينَا شَمائِلاً تَنثُرُ المِسْـ
ـكَ سَحيقاً، كما لَقينا الشَّمُولا
وَرَأيْنَا سِيمَا ندىً وَسَمَاحٍ،
لمْ نُرِدْ، بَعدَها، عَلَيْهِ دَليلا
أشْعَرِيٌّ، حَبَاهُ عيسى بنُ موسى
شَرَفاً، بَاتَ للسّماكِ رَسيلا
وَجوَادٌ لَوْ أَنَّ عافِيهِ رَامُوا
بُخْلَهُ لَمْ يَرَوْا إِليْهِ سَبِيلاَ
خَلّفَ الفَوْتَِ للجِيَادِ، وَألْقَى
في مَدَى المَجدِ غُرّةً وَحُجولا
بَلَغَ المَكْرُماتِ طُولاً وَعَرْضاً،
وَتَنَاهَتْ إلَيْهِ عَرْضاً وَطُولا
وَبَنُو الأشْعَرِ الذي مَلأ الأرْ
ضَ رِجَالاً، وَنَجدَةً وَخُيولا
شَوْكَةٌ ما أصَابَتِ الدّهر، إلاّ
تَرَكَتْ في الغِرَارِ مِنْهُ فُلُولا
رَادَةُ المجَمْدِ، أوّلاً وأخيراً،
وأُولو المَجْدِ وَاحِداً وَقَبيلا
وَنُجُومٌ، إذا تَوَقّدْنَ في الخَطْ
ـبِ حُبّاً يُرْضُونَ فيه الرّسُولا
فَكَأنّ الأُصُولَ كانَتْ فُرُوعاً،
وَكَأنّ الفُرُوعَ كانَتْ أُصُولا(37/190)
ومُحِبُّونَ لِلرَّسُولِ وأَهْلِ البَيْتِ
حُبًّا يُرْضُونَ فيهِ الرَّسُولا
سَلَبُوا البِيضَ بَزَّهَا فَأَقامُوا
بِظُبَاهَا التَّأْوياَ والتَّنْزِيلاَ
تحسِبُ الشِّيبَ في الوَقيعَةِ شُبّا
ناً إذا صَافَح الصّقيلُ الصّقيلا
فإذا حَارَبُوا أذَلّوا عَزِيزاً،
وإذا سَالَمُوا أعَزّوا ذَليلا
وإذا عِزَّ مَعْشَرِ زَالَ يَوْماً،
مَنَعَ السّيفُ عزَّهمْ أنْ يَزُولا
يَا أبَا جَعْفَرٍ لَقَدْ راحَ إفْضَا
لُكَ خَطْباً على الكِرَام، جَليلا
ردَّ معرُوفُكَ الكَثيرَ قَليلاً،
وَأرَى جُودُكَ الجَوَادَ بَخِيلا
لا أظُنُّ البُخّالَ يُوفُونَك الشّكـ
ـرَ، وَلَوْ كانَ بُكرَةً وَأصِيلا
جَعَلَتْهُمْ مِنْ غَيرِمْ دُفَعٌ مِنْـ
ـكَ أفادَتْ حَمداً وَأعطَتْ جَزيلا
كَمْ لجَدْوَاكَ مِنْ مَقامٍ لَعَمْرِي،
كانَ، من رَيّقِ السّحابِ، بَديلا
عندَ وَجْهٍ طَلْقٍ، إذا مَا تَبَدّى
لحُزُونِ الخُطوبِ عادَتْ سُهُولا
يَئِسْ الحَاسِدونَ مِنْكَ، وَكانوا
أسَفاً يَنظُرُونَ نَحوَكَ حُولا
وَرأوْا أنّهُمْ إذا وَصَلُوا تِلْـ
ـكَ المَساعي بالفِكرِ ذابوا نحُولا
فَثَنَوْا عَنْكَ أعْيُناً وَقُلُوباً،
لمْ يَرُدّوا إلاّ حَسيراً كليلا
وَكَفاني على الذي يُوجَدُ الفَضْـ
ـلُ لَدَيْهِ بالحَاسِدينَ دَلِيلا
العصر العباسي >> البحتري >> تلك الديار ودارسات طلولها
تلك الديار ودارسات طلولها
رقم القصيدة : 2937
-----------------------------------
تلكَ الدّيارُ، وَدارِساتُ طُلُولِها
طَوْعُ الخُطُوبِ دَقيقُها، وَجَليلُها
مَتْرُوكَةٌ للرّيحِ، بَيْنَ جَنُوبِهَا
وَشَمالِها وَدَبُورِها وَقَبُولِها
وَمِنَ الجَهَالَةِ أنْ تُعَنِّفَ باكِياً،
وَقَفَ الغَرَامُ بهِ عَلَى مَجْهُولِهَا
إنّ الدّمُوعَ هي الصّبَابَةُ، فاطّرِحْ
بَعضَ الصّبَابَةِ تَستَرِحْ بِهُمُولِهَا
وَلَقَدْ تَعَسّفْتُ الأُمُورَ، وَصَاحبي
حَزْمٌ يَلُفُّ حُزُونَهَا بسُهُولِهَا(37/191)
وَنَشَرْتُ أرْدِيَةَ الدّجَى، وَطَوَيْتُها،
والعِيسُ بَينَ وَجِيفِها وَذَميلِهَا
شَامَتْ بُرُوقَ سَحَابَةٍ قُرَشيّةٍ،
غِرِقتْ صُرُوفُ الدّهرِ بينَ سُيُولِهَا
وَفَتًى، يَمُدُّ يَداً إلى نَيْلِ العُلاَ،
فَكَأنّ مِصْرَ تُمِدُّهُ مِنْ نَيْلِهَا
لا تَقْرُبُ الفَحْشَاءُ نادِيَهُ، وَلا
يأتي مِنَ الأخْلاقِ غَيرَ جَمِيلِهَا
وإذا الأُمُورُ تَصَعّبَتْ شُبُهَاتُهَا،
سَبَقَتْ رِيَاضَتُهُ إلى تَذْلِيلِها
عَرَفَ المَصَادِرَ، قَبلَ حينِ وُرُودِهَا،
وَمَوَاقِعَ البَدَهاتِ، قَبلَ حُلُولِها
أفْنَى أبُو الحَسَنِ المَحَاسِنَ، كُلَّها
بخَلاَئِقٍ للقَطْرِ بَعْضُ شُكُولِهَا
إنّ المَحَاسِنَ، يابْنَ عَمّ مُحَمّدٍ،
وَجَدَتْ فَعَالَكَ وَاقِفاً بِسَبِيلِهَا
وإذا قُرَيْشٌ فاضَلَتْكَ فَضَلْتَهَا
بأبي خَلاَئِفِهَا، وَعَمِّ رَسُولِهَا
وَكَوَاكِبٍ أشْرَقْنَ مِنْ أبْنَائِهِ،
لَوْلاَكَ قَدْ أفَلَ النّدَى بأُفُولِها
عَبدُ المَلِيكِ، وَصَالِحٌ، وَعَلِيُّهُ،
وأبُوهُ خَيرُ شَبَابِهَا وَكُهُولِهَا
رَفَعَتْهُمُ الآيَاتُ في تَنْزِيلِهَا،
وَقَضَتْ لَهُمْ بالفَضْلِ في تأوِيلِهَا
أخَذُوا النّبُوّة والخِلاَفَةَ، فاْنثَنَوْا
بالمَكْرُمَاتِ كَثيرِهَا وَقَلِيلِها
لَوْ سَارَتِ الأيّامُ في مَسعَاتِهَمْ
لِتَنَالَهَا، لَتَقَطّعَتْ في طُولِهَا
وَهْيَ المَآثِرُ لَيْسَ يَبْني مِثْلَهَا
بَانٍ، وَلاَ يَسْمُو إلى تَحْوِيلِهَا
يتَحَيّرُ الشّعَرَاءُ في تألِيفِهَا،
وَيُقَصّرُ العُظَمَاءُ عَنْ تأثِيلِهَا
ولأنْتَ غَالِبُ غَالِبٍ، يَوْمَ النّدَى،
كَرَماً، وَوَاهِبُ رِفْدِهَا وَجَزِيلِهَا
وَجَوادُها ابنُ جوادِهَا وَشَرِيفُها ابنُ شَرِيـ
ـفِها، وَنَبِيلُها ابنُ نَبِيلِهَا
وإذا انشَعَبْتَ أخذتَ خَيرَ فُرُوعِها،
وإذا رَجَعْتَ أخَذْتَ خَيرَ أُصُولِهَا
العصر العباسي >> البحتري >> لديك هوى النفس اللجوج وسولها
لديك هوى النفس اللجوج وسولها(37/192)
رقم القصيدة : 2938
-----------------------------------
لَدَيْكَ هَوَى النّفسِ اللّجُوجِ وَسُولُهَا،
وَفيكَ المُنى لَوْ أنّ وَصْلاً يُنيلُها
وَقَدْ كَثُرَتْ مِنْكَ المُلاَحَاةُ في الهَوى،
وَلَوْ أنّهَا قَلّتْ لَضَرّ قَليلُها
قَنِيتُ عَزَاءً عَنْ شُجُونٍ أُضِيفُها
إليّ، وَعَنْ أسْرَابِ دَمْعٍ أُجِيلُها
وَبِنتَ، وَقد غادَرْتَ في القَلْبِ لوْعَةً،
مُقِيماً جَوَاهَا، مُطْمَئِنّاً غَليلُها
خَليلَيّ لا أسْمَاءُ، إلاّ ادّكارُهَا،
وَلاَ دارُ مِنْ وَهْبِينَ، إلاّ طُلُولُها
تَمادى بها الهَجرُ المُبَرِّحُ، والتَوَى
بمَسْمَعِهَا قَالُ الوُشَاةِ، وَقِيلُها
وإنّي لأسْتَبقي حَيَاتيَ أنْ أُرَى
قَتيلَ غَوَانٍ، لَيسَ يُودَى قَتيلُها
وَقَدْ خَبّرَ الشَّيبُ الشّبيبَةَ أنّهَا
تَقَضّتْ، وإنّي مَا سَبيلي سَبيلُها
هَلِ الوَجْدُ، إلاّ عَبرَةٌ أستَرِدُُّها،
أوِ الحُبُّ إلاّ عَثْرَةٌ أسْتَقِيلُها
لَقَدْ سَرّني أنّ المَكَارِمَ أصْبَحَتْ
تُحَطُّ إلى أرْضِ العِرَاقِ حُمُولُهَا
مَجيءُ عُبَيدِ الله مِنْ شَرْقِ أرْضِهِ
سُرَى الدّيمةِ الوَطْفَاءِ هَبّتْ قَبُولُها
مَسِيرٌ تَلَقّى الأرْضُ مِنْهُ رَبيعَهَا،
وَيُبهِجُ عَنْهُ حَزْنُها وَسُهُولُها
فَمَا هُوَ تَعرِيسُ المَطايَا، وَنَصُّها،
وَلَكِنّهُ حَلُّ العُلاَ وَرَحيلُها
وأبيَضَ مِنْ آلِ الحُسَينِ تَرُدُّهُ،
إلى المَجْدِ، أعرَاقٌ مُهَدًّى دَليلُها
أضَاءَتْ لَهُ بَغدادُ، بَعدَ ظَلامِها،
فَعَادَ ضُحًى إمْساؤهَا وأصِيلُها
وَبَانَتْ بهِ، حتّى تَفَرّدَ بالعُلاَ،
غَرَائِبُ أفْعَالٍ، قَليلٍ شُكُولُها
حَلَفْتُ بإِحْسانِ الحُسَيْنِ وَجُودِهِ
وأَنْعُمِهِ الضَّافِي عَلَيْنَا فُضَولُهَا
لقَدْ سَبَقَتْ مِنهُ إِليَّ صَنِيعَةٌ
تَسرْبَلْتُ مِنْهَا حُلَّةً لا أُذِيلُهَا
إِخَاءُ مُسَاوَاةٍ ، وأَفْضَالُ مُنْعِمٍ
لهُ دِيمةٌ قَصْدٌ إِليَّ مَسيِلُهَا(37/193)
وأَيْسَرُ ما قَدَّمْتُ في مِثْلِ شُكْرِهِ
عَلَى مِثْلِها أَبْيَاتُ شِعْرٍ أَقُولُها
إِذا قَصُرتْ أَرْبَى عَلَيْهَا بِطَوْلِهِ
وإِنْ هيَ طالَتْ فَهْوَ سَرْواً يَطُولُهَا
نَمَاهُ لِثَأْثِيلِ المَكَارِمِ والعُلاَ
أَبُو صَالِحٍ تِرْبُ العُلاَ ورَسيلُهَا
ومَا حَمَدَ الأَقْوامُ كَابْنِ محمَّدٍ
لِنَعْمَاءَ نُولِيها وبُؤْسى يُزِيلُهَا
موازينُ حِلْمٍ ما يُوَازَنُ قَدْرُها،
وَساعاتُ جُودٍ ما يُطاعُ عَذُولُها
وَقَدْ تُسْعَرُ الهَيْجَاءُ مِنْهُ بمِرْجَمٍ
تُوَفَّى بهِ أوْتَارُها وَذُحُولُها
وَتُعْطَفُ أثْنَاءُ السُّرَادِقِ، حَوْلَهُ،
على قَمَرٍ تَنجابُ عَنْهُ سُدُولُها
إذا القَوْمُ قامُوا يَرْقُبُونَ بُدُوَّهُ،
بَدا حَسَنُ الأخلاقِ فيهِمْ جَميلُهَا
كأنّهُمُ، عِنْدَ اسْتِلاَمِ رِكَابِهِ،
عَصَائِبُ عِنْدَ البَيتِ حانَ قُفُولُها
إذا ازْدَحَمُوا قُدّامَهُ وَوَرَاءَهُ،
مَشَوْا مِشْيَةً يأبَى الأنَاةَ عَجُولُها
فَمَا تَخْطُرُ الشّبّانُ فيها مُخيلَةً،
وَلاَ الشِّيبُ تَستَدعي وَقاراً كُهُولُها
يُجِلُونَ مأمُولاً مَخُوفاً لِنَائِلٍ
يُوَاليهِ، أوْ صَوْلاتِ بأسِ يَصُولُهَا
أبا أحمَدٍ، والحَمْدُ رَهْنُ مَآثِرٍ،
تُؤثِّلُهَا، أوْ عارِفَاتٍ تُنِيلُها
وَصَلْتُ بِكَ الحاجاتِ جَمعاً، وإنّما
بطُولِ جَليلِ القَوْمِ يُقضَى جَليلُها
رَجَوْتُ أَبَا عَبْدِ الإِلهِ لِحَاجَتِي
خَلاَئِقَكَ الغُرَّ الغَريِبَ شُكُولُهَا
وأرْسَلْتُ أفْوَافَ القَوَافي شَوَافِعاً
إلَيكَ، وَقد يُجدي لَدَيكَ رَسُولُها
بَوَادٍ بإحْسَانٍ عَلَيْكَ، وَخَلْفَهَا
عَوَائِدُ لمْ تُطْلَقْ إلَيْكَ كُبُولُها
زَوَاهِرُ نَوْرٍ ما يَجِفُّ جَنِيُّها،
وأنْجُمُ لَيْلٍ ما يُخَافُ أُفُولُهَا
وَمَا بصَوَابٍ أنْ يُؤخَّرَ حَظُّهَا،
وَقَد سَبَقَتْ أوْضَاحُها وَحُجُولُها
إذا ما البُزَاةُ البِيضُ لمْ تُسْقَ رَيَّها
على ساعةِ الإحسانِ، خيفَ نُكُولُهَا(37/194)
العصر العباسي >> البحتري >> هواها على أن الصدود سبيلها
هواها على أن الصدود سبيلها
رقم القصيدة : 2939
-----------------------------------
هَواهَا عَلَى أَنَّ الصُّدُودَ سَبِيلُهَا
مُقِيمٌ بأَكْنَافِ الحَشَا ما يَزُولُهَا
وَإِنْ جَهَدَ الوَاشُونَ في صَرْمِ حَبْلِها
وأَبْدَعَ فِي فَرْطِ المَلاَمِ عَذُولُهَا
ومُولَعَةٍ بالْهَجْرِ يُقْلَى وَدُودُها،
ويُقْصى مُدَانِيها ،ويُخْفَى وَصُولُهَا
أَذَالَ مَصُونَاتِ الدُّمُوعِ اهْتِجَارُهَا
ولَوْلا الهَوَى ماكانَ شَيءٌ يُذِيلُهَا
وما الوَجْدُ إِلاَّ أَدْمُعٌ مُستَهلَّةٌ
إِذا ما مَرَاها الشَّوقُ فاضَ هُمُولُها
أَسِيتُ فأَعْطَيْتُ الصَّبَابةَ حَقَّها
غَداةَ اسْتَقَلَّت للفِراقِ حُمولُهَا
وَهَلْ هِيَ إلاَّ لَوْعةٌ مُسْتَسِرَّةٌ
يُذِيبُ الحَشَا والقَلْبَ وَجْداً غَليلُها
ولَوْلاَ معَالي أَحمَدَ بْنِ محَمَّدٍ
لأَضْحَتْ دِيارُ الحَمْدِ وَحْشاً طُلولُها
فَتْى لم يَمِلْ بالنَّفْسِ مِنْهُ عَنِ العُلاَ
أِلى غَيْرها شيءٌسِواهَا يُمِيلُهَا
يَرُدُّ بَنِي الآمالِ بيضاً وُجُوهُهُمْ
بنَائِلِهِ جَمُّ العَطَايَا جَزِيلُهَا
فَلَيْسَ يُبالي مُسْتَمِيحُو نَوالِهِ
أَصَابَ اللَّيالي خِصْبُها أَمْ مُحُولُهَا
أَنافَ بهِ بِسْطَامُهُ ومُحَمَّدٌ
قِمَامَ عُلاً يُعْيي المُلوكَ حُلُولُهَا
لهُ هِمَمٌ لا تَمْلأُ الدَّهْرَ صَدْرَهُ
يَضِيقُ بها عَرْضُ البِلادِ وطُولُهَا
إِذا لاَحَظَ الأَحْدَاثعن حَدِّ سُخْطِهِ
تَضَاءَلَ عند اللَّحظِ خَوْفاً جَلِيلُهَا
لقدْ أُعْطِيتْ مِنْهُ الرَّعِيَّةُ فَوْقَ ما
تَرَقَّتْ أَمانِيها إِلَيْهِ وَسُولُهَا
نَفَى الجَوْرَ بالْعَدْلِ المُبينِ فأَصْبَحَتْ
مَعَاهِدُهُ لَمْ يَبْقَ إِلاَّ مُحٍيلُهَا
فَأَثْرى بهِ مِنْ بَعْدِ بُؤْسٍ عَديمُها
وعزَّ بهِ من بَعْدِ خَوفٍ ذَلِيلُهَا
وسارَع طْوْعاً بالخَراجِ أَبِيُّها،(37/195)
وعادَ حَلِيماً بَعْدَ جَهْلٍ جَهُولُهَا
ومَا زَال مَيْمُونَ السِّياسةِ ناصِحاً
لهُ شِيَمٌ زُهْرٌ يَقِلُّ عَدِيلُها
يَنَالُ بِحُسْنِ الرِّفْقِ ما اَوْ يَرُومُهُ
سِوَاهُ بِبِيضِ الهِنْدِ خِيفَ فُلُولُهَا
لَهُ فِكَرٌ عِنْدَ الأُمورِ يُرِينَهُ
عَوَاقِبَها في الصَّدْرِ حِينَ يُجِيلُهَا
تَتَابعُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ فَضِيلَةٌ
يَفُوتُ ارتِدَادَ الطَرْفِ سَبْقاًّعَجُولُهَا
إِذا كَرَّها بالبِرِّ مِنه أَعادَها
علَى النَّهْجِ محْمودُ السَّجَايَا جَمِيلُها
لَهُ نَبْعَةٌ فِي العِزِّ طالَتْ فُرُوعُهَا
وطَابَ ثَرَاها ،واطْمَأَنَّتْ أُصُولُهَا
ولو وُزِنَتْ أَركانُ رَضْوَى ويَذْبلٍ
وقُدْسٍ بهِ في الحِلْمِ خَفَّ ثَقِيلُهَا
لَهُ سطَوَاتٌ كُلَّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ
عَلَى مُهَجِ الأَعْدَاءِ لا تَسْتَقِيلُها
إِذَا جَرَتِ الآمالُ عن قَصْدِها اغْتَدَى
إِليها نَدَاهُ الجَزْلُ وهو دَلِيلُهَا
ولمَّا شأَى في المَجْدِ سَبْقاً تَقَدَّمَتْ
لهُ في مَدَاهُ غُرَّةٌ وحُجُولُهَا
سَلِيلُ المَعَالي والفَخَارِ،وإَِّنما
يَتِيهُ ويُزْهِي بالمعالِي سَلِيلُها
فِدَاكَ أَبا العبَّاس مِنْ كُلّ حادِثٍ
مِن الدَّهْرِ مَنْزُورُ العَطايَا مَطُولُهَا
فَكَمْ لَكَ في الأَمْوَال مِنْ يَوْمِ وَقْعَةٍ
طَوِيلٍ ،مِنَ الأَهْوالِ فِيهِ ،عَوِيلُهَا
وَمِنْ صَوْلَةٍ في يَوْمِ بُؤْسٍ على العِدَى
يُهَالُ فُؤَادُ الدَّهْرِ حِين يَصُولُها
إِلَيْكَ سَرَتْ غُرُّ القَوافِي كأَنَّها
كَواكِبُ لَيْلٍ غَابَ عَنْهَا أَفُولُهَا
بَدَائعُ تأْبَى أَنْ تُدِينَ لِشَاعِرٍ
سِوَايَ إِذا ما رَامَ يَوماً يَقُولُهَا
تَزُولُ اللَّيالي والسِّنونَ ،ولا يُرَى
على العَهْدِ طُولَ الدَّهرِ شيءٌ يُزِيلُهَا
يُهَيِّجُ إِطْرابَ المُلوكِ اسْتِمَاعُها،
فَيُحْمَدُ راوِيها ،ويُحْبَى قَئُولُها
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالرحمن العشماوي >> تألقي يا حروف الشعر
تألقي يا حروف الشعر(37/196)
رقم القصيدة : 294
-----------------------------------
لا تُطفئي شمعة لا تُغلقي بابا
فمذ عرفتك وجه الفجر ما غابا
ومذ عرفتك عين الشمس ما انطفأت
ومذ عرفتك قلب الحب ما ارتابا
ومذ عرفتك ريح الخوف ما عصفت
ومذ عرفتك ظن الشعر ما خابا
تزينت لك أشعاري فكم سكبت
عطراً ، وكم لبست للحب أثوابا
وكم أثارت جنون الحرف فارتحلت
ركابه في مدى شعري وما آبا
تألقي يا حروف الشعر واتخذي
إلى شغاف قلوب الناس أسبابا
وصافحي لهب الأشواق في مهج
محروقة واصنعي للحب جلبابا
وسافري في دروب الذكريات فقد
ترين ما يجعل الإيجاز إسهابا
وصففي شعر أوزاني فقد عبثت
بشعرها صبوات الريح أحقابا
وعانقي فوق ثغر الفجر أغنية
كتبتها حين كان الفجر وثابا
وحين كانت شفاه الطل منشدة
لحناً يزيد فؤاد الروض إطرابا
وحين كان شذى الأزهار منطلقاً
في كل فج وكان العطر منسابا
تألقي يا حروف الشعر واقتحمي
كهف المساء الذي ما زال سردابا
ومزقي رهبة في البدر تجعله
أمام بوابة الظلماء بوابا
وخاطبي قلبي الشاكي مخاطبة
تزيده في دروب العزم أدرابا
يا ، قلب يا منجم الإحساس في جسد
ما ضل صاحبه درباً ولا ذابا
قالوا أطالت يد الشكوى أظافرها
وأقبلت نحوك الآهات أسربا
وأشعل الحزن في جنبيك موقده
وأغلقت دونك الأفراح أبوابا
ماذا أصابك يا قلبي ألست على
عهدي يقيناً وإشراقا وإخصابا
حددت فيك معاني الحب ما رفعت
إليك غائله الأحقاد أهدابا
صددت عنك جيوش الحزن ما نشأت
حرب ولاحرك الباغون أذنابا
ولا تقرب منك اليأس بل يئست
آماله فانطوى بالهم وانجابا
فكيف تغرق في بحر جعلت على
أمواجه مركباً للصبر جوابا
أما ترى موكب الأنوار كيف غدا
يعيد نحوي من الأشواق ما غابا
وينبت الأرض أزهاراً ، ويمطرها
غيثاً ويجعل لون الأفق خلابا
انظر إلى الروض يا قلبي فسوف ترى
ظلاً وسوف ترى ورداً وعنابا
قال الفؤاد أعرني السمع لست كما
تظن أغلق من دون الرضا بابا
لكنها نار الحزن ، كيف يطفئها(37/197)
صبر وقد أصبح الإحساس شبابا
يزيدها لهباً دمعُ اليتيم بكى
فما رأى في عيون الناس ترحابا
وصوت ثكلى غزاها الليل فانكشفت
لها المآسي تحد الظفر والنابا
نادت ، ونادت فلم تفرح بصوت أخ
يحنو ولا وجدت في الناس أحبابا
وأرسلت دمعة في الليل ساخنة
فأرسل الليل دمع الطل سكابا
ضاعت معالم بيت كان يسترها
عن الذئاب ، وأمسى روضها غابا
فكيف تطلب تغريد البلابل في
روض يُشيع به الطغيان إرهابا
هون عليك فؤادي لست منهزما
حتى أراك أمام الحزن هيابا
هون عليك فؤادي واتخذ سببا
إلى التفاؤل ،واترك عنك ما رابا
وقل لمن بلغ الإحساس غايته
منهما ، فما عاد مكسوراً ولا خابا
لاتُطفئي شمعة يا من أبحت لها
حمى فؤادي ، فإن الليل قد آبا
أما ترين ضياء الشمس كيف بدا
مستبشراً ، فحماه الليل وانجابا
لكنها لم تطاوع يأسها فمضت
تخيط من نورها للبدر جلبابا
ما حركت شفة غضبي ولا شتمت
وما أثارت على ما كان أعصابا
مضت على نهجها المرسوم في ثقة
وأعربت عن سداد الرأي إعرابا
لو أنها شغلت بالليل تشتمه
لما رأت في نجوم الليل أحبابا
كذلك الناسُ لو لم يفقدوا أملاً
واستمنحي رازقاً للخلق وهابا
فعندها سترين الأفق مبتسماً
والشمس ضاحكة والفجر وثابا
العصر العباسي >> البحتري >> جسمي لا جسمك النحيل
جسمي لا جسمك النحيل
رقم القصيدة : 2940
-----------------------------------
جِسْمِيَ ،لا جِسْمُكَ ،النَّحِيلُ
وَيَا عَليلاً، أَنا العَلِيلُ
حُمَّاكَ حُمَّايَ غَيْرَ شَكٍّ
فَلَيْتَني دُونك البَدِيلُ
حَمَيْتُ نَفْسِي لَذيذَ عَيْشٍ
إِذ احْتَمَى ذلِكَ الخَليلُ
وحَالَ مِنْ دُونهِ حِجاتٌ
فَعَادَني لَيْليَ الطَّويلُ
إِنِّي لأرْضَى بِخَطٍّ سَطْرٍ
أَو أَنْ يَجِيني لهُ رَسُولُ
العصر العباسي >> البحتري >> رأيت الإنبساط إليك يحظي
رأيت الإنبساط إليك يحظي
رقم القصيدة : 2941
-----------------------------------
رَأيتُ الإنْبِساطَ إلَيكَ يُحظي
لَدَيكَ، وَيُستَماحُ بِهِ النّوَالُ(37/198)
وَيُغضِبُكَ السّكوتُ، إذا سكتَنا،
وَبَعضُ القَوْمِ يُغضِبُهُ السّؤالُ
وَقَد سَبَقَتْ أيادٍ منكَ بِيضٌ
وَآلاءٌ إذا حُمِلَتْ ثِقَالُ
وَلَوْلا حاجَةٌ خَفّفْتُ فيهَا،
لَقُلتُ، سَفَاهَةً، مَا لا يُقَالُ
جَرَيْتُ عَلى الّذي عَوّدْتَنيهِ،
فكانَ، مكانَ ذاكَ الجَاهِ، مَالُ
العصر العباسي >> البحتري >> لو أسعدت سعدى بتنويلها
لو أسعدت سعدى بتنويلها
رقم القصيدة : 2942
-----------------------------------
لو أَسْعدَتْ سُعْدَى بتَنْويلهَا
أو يسَّرَتْ عاجِلَ مَبْذُولِهَا
لأَبْرَأَتْ أَحْشَاءَ ذِي لَوْعَةٍ
مُتَيَّمِ الأَحشاءِ مَتْبُولها
إِنَّ الغَوَاني يَوْمَ سِقْطِ اللِّوى
أَدَّتْ إِلْيَنا الإِفْكَ مِنْ قِيلِهَا
كَمْ لَيْلةٍ مُسْتَبْطَأ صُبْحُها
يَصْدُدْنَ أَو يَزْدَدْنَ فِي طُولِهَا
أَوانِسٌ عَطْشَانَةٌ وُشْحُهَا،
رَيَّانةُ خُرْسٌ خَلاَخِيلُها
عوَارضٌ يُجْلَى ظَلاَمُ الدُّجَى
إِذا اجْتَلَيْنَا ضَوْءَ مَصْقُولِها
وَمِنْ خُدُودٍ مُشْبَعٍ صِبْغُها
فِي لَثْمِها الفَوْزُ وتَقْبِيِلهَا
ما عُذْرُ عَيْنَيْكَ وقد زاغَتَا
عن مُرهَفِ القامةِ مَجْدُولِهَا
أَمَّا الخَيَالاتُ فَلَمْ تَنْفَكِكْ
تَسْرِي إِلَيْنَا بأَباطيلِها
وَلَمْ نَعُدْ مِنْهَا إِلى طَائِلٍ
غَيْرِ الأَماتيِّ وتَضْلِيلهَا
لاَ تَعْبَ بالدُّنيا فَكَائِنْ أَرَتْ
فَاضِلَها تَابِعَ مَفْضُولهَا
وَقَلَّمَا عارِفةُ لَمْ يَكُنْ
مَقُولُها بَادِيَ مَفْعُولِهَا
وَكْدُ بَنِي الفَيَّاض في حَشْدِهِمْ
عَلَى معَالِيهمْ وتأْثِيلهَا
قَدْ سَيَّرُوا أَفْعَالَهُمْ بَيْنها
ونَقَّلُوها كُلَّ تَنْقِيلِهَا
يَطْوُونَ مِنْ أَبْعَادِها طَيَّهُمْ
مِنْ فَرْسَخِ الأَرْضِ ومِنْ مِيلِهَا
إِذا بَدَوْا في حَرجَاتِ القَنَا
حَسِبْتَ أُسْدَ الْغَابِ في غِيلِهَا
مَا زالَ رَهْطُ مِنْهُمُ يَعْتَلِي
بِمُغْمَدِ الْبيضِ و مَسْلُولِهَا
صَوَارِمُ عَنْ حَدِّ مَأْثُورِهَا(37/199)
خَلَّتْ إِيَادٌ دَبْرَ عَاقُولِهَا
شُكْري عَلِيًّا دُونَ قَوْمٍ عَلَى
غَراَئبِ النُّعْمَى وتَخْوِيلِهَا
ونَرتَجِي مِنْ سَيْبِ آلاَئِهِ
مَا تَرْتَجيهِ مِصْرُ مِنْ نِيلِهَا
وَلَسْتُ أَعْتَدُّ عَتَاداً سِوَى
يَدِ ابْنِ فَيَّاضٍ وتأْمِيلِهَا
إِنْ قَلَّلَ المَعْروفَ تأْخِيرُهُ
كَثَّرَ جَدْوَاهُ بِتَعْجيلِهَا
العصر العباسي >> البحتري >> هذا الحبيب فمرحبا بخياله
هذا الحبيب فمرحبا بخياله
رقم القصيدة : 2943
-----------------------------------
هَذا الحَبيبُ، فمَرْحَباً بخَيالِهِ،
أنّى اهتَدى، وَاللّيلُ في سِرْبالِهِ؟
بَل كيفَ زَارَ، وَدونَهُ مَجهولَةٌ
مِنْ سَبسَبٍ قَفْرٍ، تَمورُ بِآلِهِ
سَارٍ تَجاوَزَ مِنْ شَقائِقِ عالجٍ،
بُعْدَ المَدَى منْ سَهلِهِ وَجِبالِهِ
حتّى تَقَنّصَهُ الكَرَى لمُتَيَّمٍ،
لَوْلا الكَرَى لَشفَاهُ مِنْ بَلبَالِهِ
رَشأٌ كأنّ الشّمسَ، يوْمَ دُجُنّةٍ،
حَيرَاءُ بَينَ حُجُولِهِ وَحِجَالِهِ
وَمُنَعَّمٍ هَجَرَ السّرُورُ بهَجرِهِ
لمُحبّهِ، وَوِصَالُهُ بوِصَالِهِ
وَاهاً لأيّامٍ، غَنِينَا مَرّةً
بنَعيمِها، وَالدّهْرُ في إقْبَالِهِ
أبَني حُمَيْدٍ، طالَ مَجدُ محَمّد
لَمّا تَطَاوَلْتُمْ لِبُعْدِ مَنَالِهِ
وَلكُمْ، وولَسْتُمْ لاحِقِينَ بشأوِهِ،
شرَفٌ تظَلُّ الشّمسُ تحتَ ظِلالِهِ
لا تَحسدُوهُ فَضْلَ رُتبَتِهِ، التي
أعيَتْ علَيكُمْ، وَافعَلوا كفِعالِهِ
مَلِكٌ أطاعَتْهُ العُلاَ، وَأطاعَها
في مالِهِ، وَعَصَى على عُذّالِهِ
جَزْلُ المَوَاهبِ ليسَ تُرْفعُ غايةٌ
للمَجْدِ، إلاّ نَالَهَا بِنَوَالِهِ
مُتَنَقّلٌ مِنْ سُؤدَدٍ في سُؤدَدٍ،
مثلُ الهِلالِ جَرَى إلى استِكمالِهِ
يا أيّها المَلِكُ، الذي قسَمَ النّدَى
نِصْفَينِ بَينَ يَمينِهِ وَشِمَالِهِ
فََأجازَ حُكْمَ السّيفِ في أعدائِهِ،
فمَضَى، وَحكّمَ الجُودِ في مالِهِ
العصر العباسي >> البحتري >> قد زاد في كمدي وأضرم لوعتي(37/200)
قد زاد في كمدي وأضرم لوعتي
رقم القصيدة : 2944
-----------------------------------
قَدْ زَادَ في كَمَدِي وأَضْرَمَ لَوْعَتِي
مَثْوَى حَبِيبٍ ،يَوْمَ بَانَ ، ودِعْبِلِ
وبَقَاءُ ضَرْبِ الخَثْعَمِيِّ وصِنْفِهِ
مِنْ كُلِّ مَكْدُودِ القَريحَةِ مُجْبِلِ
أَهلُ المَعَانِي المُسْتَحيِلَةِ إِنْ هُمُ
طَلَبُوا البَرَاعَةَ ، والكَلاَمِ المُقْفَلِ
أَخَوَيَّ ، لا تَزَل السَّمَاءُ مُخِيلَةً
تَغْشاَكُمَا بِسَمَاءِ مُزْنٍ مُسْبِلِ
جَدَثٌ على الأَهْوَازِ يَبْعُدُ دُونَهُ
مَسْرى النَّعِيِّ ، ورِمَّةٌ بالمَوْصِلِ
العصر العباسي >> البحتري >> فؤاد بذكر الظاعنين موكل
فؤاد بذكر الظاعنين موكل
رقم القصيدة : 2945
-----------------------------------
فُؤادٌ، بذِكْرِ الظّاعنينَ، مُوَكَّلُ،
وَمَنزِلُ حَيٍّ فيهِ، للشّوْقِ، مَنزِلُ
أرَاحِلَةٌ لَيلى، وَفي الصّدرِ حاجَةٌ،
أقَامَ بِهَا وَجْدٌ، فَمَا يَتَرَحّلُ
سَلامٌ عَلى الحَيّ الذينَ تَحَمّلُوا،
وَعَجلانُ من غُرّ السّحابِ مجَلجَلُ
فكمْ كَلَفٍ في إثرِهمْ ليسَ يَنقضِي،
وَكمْ خِلّةٍ من بَعدهم ليسَ توصَلُ
وَقَفْنَا على دارِ البَخيلَةِ، فانبَرَتْ
بَوَادِرُ قد كانتْ بها العَينُ تَبخُلُ
على دارِسِ الآياتِ عَافٍ، تَعاقَبَتْ
علَيهِ صَباً ما تَستَفيقُ، وَشَمْألُ
فلَمْ يَدْرِ رَسْمُ الدّارِ كَيفَ يُجيبُنَا،
وَلا نحنُ من فرْطِ الجَوَى كيفَ نَسألُ
أجِدَّكَ هَلْ تَنسَى العُهودَ، فينطوِي
بها الدّهرُ، أوْ يُسْلَى الحَبيبُ، فيَذهَلُ
أرَى حُبّ لَيلى لا يَبيدُ، فيَنقَضي،
وَلا تَلْتَوي أسْبَابُهُ، فَتُحَلَّلُ
مُعَنًّى بهِ الصْبّ الشّجيُّ، المُعَذَّلُ
عَلَيْهِ، وَذو الحُبّ المُعنّى المُعَذَّلُ
سَتَأخُذُ أيدي العِيسِ منهُ، إذا انتحى
بأشخاصِها جُنحٌ منَ اللّيلِ، ألْيَلُ
إلى مَعْقِلٍ للمُلْكِ، لوْلا اعتِزَامُهُ
وَمِنْعَتُهُ، ما كانَ للمُلْكِ مَعقِلُ(37/201)
وَمَكرُمَةِ الدّنْيا، التي لَيسَ دونَها
مُرَادٌ، وَلا عَنْ ظِلّهَا مُتَحَوَّلُ
إلى مُصْعَبيّ العَزْمِ يسْطُو فيَغتَذي،
وَمُتّسِعِ المَعرُوفِ يُعطي فيُجزِلُ
فتًى لا نَداهُ حَجْرَهُ، حينَ يَبتَدي،
وَلا مَالُهُ مِلْكٌ لَهُ حِينَ يُسألُ
إِذا نَحْنُ أَمَّلْنَاهُ لَمْ يَرَ حَظَّهُ
زَكَا ، أَو يَرَى جَدْواهُ حَيْثُ يُؤَمَّلُ
لَهُ قَدَمٌ في المَجدِ تَعْلَمُ أنّهُ
بِسُؤدَدِها يُرْبي مِرَاراً، وَيفَضُلُ
إذا جادَ أغضَى العَاذِلُونَ، وَكَفَّهمْ
قَديمُ مَسَاعيهِ الذي يَتَقَيّلُ
ومَنْ ذا يَلُومُ البَحرَ إنْ باتَ زَاخراً
يَفيضُ، وَصَوبَ المُزْنِ إنْ باتَ يهطِلُ
وَلَمْ أرَ مَجْداً كالأمِيرِ مُحَمّدٍ،
إذا مَا غَدا يَنْهَلُّ، أوْ يَتَهَلّلُ
حَياةُ النّفوسِ المُزْهَقاتِ، ومَأمِنٌ
يَثُوبُ إليهِ الخائِفونَ، ومَوْئلُ
أُعِيرَتْ بهِ بَغدَادُ صَوْبَ غَمامَةٍ،
تُعِلُّ البِلادَ مِنْ نَداها، وَتُنهَلُ
وَقد فقَدَتْ أُنسَ الخِلافةِ، وَانتحى
على أهلِها خَطبٌ، من الدّهرِ، مُعضِلُ
وَلِيتَهُمْ، وَالأُفْقُ أغْبَرُ عِنْدَهم،
وَجَوُّهُمُ، عَن صَيّبِ المُزْنِ، مُقفَلُ
فجَاءَ بكَ الصّنعُ الذي كانَ ذاهِباً،
وَجيدَ بكَ الصّقعُ الذي كانَ يُمحِلُ
وَما كنت إلا رحمة اللهِ ساقها
إليهم ودنُياهم أتتْ وهي تُقبلُ
ويَوْمُهُمُ السّعدُ الذي ضَمّ أمرَهُمْ
إليكَ، هوَ اليَوْمُ الأغَرُّ المُحَجَّلُ
تَلِينُ، وَتَقْسُو شِدّةً وَتَألّقاً،
وَتُمْلي، فتَستأني، وتَقضِي، فتَعدِلُ
ومَا زِلْتَ مَدْلولاً على كلّ خِطّةٍ
مِنَ المَجدِ، ما تَرْقَى وَلا تَتَوَقَّلُ
تَداركني الإحسانُ مِنكَ، وَمَسّني
على حاجةٍ، ذاكَ الجَدا، وَالتّطَوّلُ
ودَافَعْتَ عنّي، حينَ لا الفَتحُ يُبتَغى
لِدفْعِ الذي أخشَى ولا المتوكلُ
لَعَمرِي لَقَدْ وَحَّى ابْنُ مخْلَدَ حاجَتي
وأَسْعَفَني عَفْواً بما كُنْتُ أَسْأَلُ
أطَاعَكَ في رِفْدِي رِضاً وتَقَبُّلاً،(37/202)
لِمَا تَرْتَضِي مِنِّي وما تَتَقَبَّلُ
هُو الْمَرْءُ يأَتي ما أَتيْتَ تَحرِّياً
ويُعْطِي الَّذي تُعْطِي اتِّباعاً ويَبْذُلُ
يُبَادِرُ مَا تَهْواهُ حتّى يَجيئَهُ
تَوَخٍّ، فيَمضِي أوْ يقُولُ فيَفعَلُ
فَلا تكذِبَنْ عَنْ فَضْلِهِ وَوَفائِهِ،
فَمن هُوَ في هَذينِ إلاّ السّمَوْألُ
العصر العباسي >> البحتري >> قفا في مغاني الدار نسأل طلولها
قفا في مغاني الدار نسأل طلولها
رقم القصيدة : 2946
-----------------------------------
قِفَا في مَغاني الدّارِ نَسألْ طُلُولَها،
عَنِ الأُنَّسِ المَفْقُودِ كانوا حُلولَهَا
مَتى أجمَعَتْ سُعدَى رَحيلاً، فإنّهُ
قَليلٌ لسُعدَى أنْ نُخَشّى رَحيلَهَا
وَلَوْ آذَنَتْنَا بالتَحمَّلُِ، غُدْوَةً،
لَشَيّعَ رَكْبٌ بالدّمُوعِ حُمُولَهَا
شَنِئْتُ الصَّبَا إذْ قيلَ وَجّهنَ نَحْوَها،
وَعادَيْتُ مِنْ بَينِ الرّياحِ قَبُولَهَا
وَلوْ ساعدتْ سُعدى على الحُبّ ذا هوًى
أبتْ قوْلَ وَاشيها، وَعاصَتْ عَذولَهَا
إذا أرْسَلَتْ طَيفاً يُذَكّرُني الجَوَى،
رَدَدْتُ إلَيها، بالنّجاحِ، رَسُولَهَا
أجِدَّ الغَوَاني مَا تَزَالُ مُجِدّةً
تَبَارِيحَ شَجْوٍ، ما بَرَدْتُ غَليلَهَا
تَعَلّقْ بأسْبَابِ الوَزِيرِ، وَلا تُبَلْ
أمُبَرَمَها عُلّقْتَهُ أمْ سَحيلَهَا
نَوَاظِرُ مُعْتَلٍّ يُصَرَّفُ لحْظُها،
وَإنْ أغْفَلَ العُوّادُ سَهواً غَليلَهَا
مُضِيءٌ، وَأبْهَى المَشرَفيّاتِ أنْ ترَى
مؤثَّرَها مِنْ جَوْهَرٍ، أوْ صَقيلَهَا
عَظيمُ كَرَاديسِ المَوَاكِبِ، قادِرٌ
على الدّرْعِ أنْ يَغتالَ عَنه فضُولَهَا
إذا قَلّبَ الآرَاءَ ألْغَى خَسيسَهَا،
وَأزْلَفَ مُخْتَاراً إلَيْهِ أصِيلَهَا
إذا أوْطَأ الشُّقْرَ الدّمَاءَ، مُشايِحاً،
أعَادَ إلى تِلكَ الشّياتِ حُجُولَهَا
يُؤمَّلُ جَدْوَاهُ، وَمَرْجُوُّ نَيْلِهِ،
كمَا غَنِيَتْ مِصْرٌ تُؤمِّلُ نِيلَهَا
لُهًى سَوَّدْتْهُ دُونَ قَوْمٍ ،وَلَمْ يَدَعْ(37/203)
جَوادُ الرِّجالِ أَنْ يَسُودَ بَخِيلَهَا
تُرَاحُ الغَوَادي أنْ تُشَاهِدَ عِنْدَهُ
شَبَائِهَهَا مِنْ سَيْبِهِ، وَشُكُولَهَا
تَقَرّى جُنوبَ الأرْضِ جوداً وَنائلاً،
وَطَبّقَ عَدْلاً حَزْنَها وَسُهولَهَا
وَلَوْ سِيقَتِ الدّنْيَا إلَيْهِ بِأسْرِهَا،
وَلمْ يَتْلُهَا حَمْدٌ لَعَافَ قَبُولَهَا
بَقيتَ، فكأيِنْ جِئتَ بادىءَ نِعْمَةٍ،
يَقِلُّ السّحَابُ أنْ يَجيءَ رَسيلَهَا
وَأعطَيْتَ طُلاّبَ النّوَافِلِ سُؤلَهمْ،
فمِنْ أينَ لا تُعطي القَصَائدَ سُولَها
وَوَلّيتَ عُمّالَ السّوَادِ، فَوَلّني
قَرَارَةَ بَيْتي مُدّةً لَنْ أُطيلَهَا
قَصَرْتُ مَسَافَاتِ المدائِحِ عَامِداً
وَحقُّكَ أَنْ تُعْطى بِجَدْوَاكَ طُولَهَا
حَبسْتُ القَوَافِي عَنْكَ وهْيَ نَوَازِعٌ
تُجَاذِبُ مِنْ شَوقٍ إِليكَ كُبُولَهَا
فَهَا أَنَا إِنْ تُطْلِقَ سَبِيِلي ميَُسَّراً
إِلى بَلَدِي أُطْلِقْ لَديْكَ سَبِيلَهَا
وَمَا شَكَرَ النَّعْمَاءَ مِثْليَ شَاكِرُ
إِذا قَائِلُ الأَقوامِ جَزَى فَعُولَهَا
فَكَيْف َتَرَاني صَانِعاً في كَثِيرِهَا
إِذا كُنْتُ أُجْزَى بالكثِيرِ قَلِيلَهَا
العصر العباسي >> البحتري >> أكثرت في لوم المحب فأقلل
أكثرت في لوم المحب فأقلل
رقم القصيدة : 2947
-----------------------------------
أكْثَرْتَ في لَوْمِ المُحِبّ، فأقْلِلِ،
وَأَمَرْتَ بالصّبْرِ الجمِيلِ، فأجْملِ
لَمْ يَكْفِهِ نَأيُ الأحْبّةِ باللّوَى،
حَتّى ثَنَيْتَ عَلَيْهِ لَوْمَ العُذّلِ
قَسَمَ الصّبابَةَ فِرْقَتَيْنِ، فَشَوْقُهُ
للظّاعِنِينَ، وَدَمْعُهُ للْمَنْزِلِ
مُتقَسِّمُ الأحْشاءِ، يُنْشِدُ أرْبُعاً
مُتَقَسِّماتٍ بالصَّبَا وَالشّمألِ
حَطّتْ على تِلْكَ الأجارِعِ وَالرُّبَى
مِنْهُنّ، أعْباءُ الغَمامِ المُثقَلِ
وَسَرَى الرّبيعُ لهَا يُنمْنِمُ وَشْيَهَا،
ضَرْبَيْنِ، بَينَ مُعَمَّدٍ وَمُهَلَّلِ
وََلَرُبّ جِيدٍ وَاضِحٍ زُرْنَا بهَا،(37/204)
وَمُقَبَّلٍ عَذبٍ، وَطَرْفٍ أكْحَلِ
مِنْ كلّ مائِلَةِ الجُفونِ إلى الكَرَى،
عنْ طولِ ليْلِ الساهِرِ، المُتملمِلِ
لَوْ شِئْتُ زِدْتُ الكاشِحينَ من الجوَى،
وَوصَلْتِ خِلّةَ عاشِقٍ لَمْ توصَلِ
أهْلاً وَسَهْلاً بالأمِيرِ مُحَمّدٍ
بالمُقبِلِ المُوفي بِدَهْرٍ مُقْبِلِ
أهْلاً وَسهلاً بابْنِ صالِحٍ الّذي
بَذَّ المُلوكَ بِرَأْفَةٍ، وَتَفَضُّلِ
بالهاشِميّ، الصَّالِحىِّ المُكْتَسي
مِنْ فَضْلِ آصِرَةِ النّبيِّ المُرْسَلِ
جَاءَ البَرِيدُ ِ يَهُزُّ مِنْهُ سمَاحَةً
قُرَشِيّةً، مِثْلَ الغَمامِ المُسْبِلِ
بَحْرٌ لِكَفِّ المُستمِيحِ المُجتَدي،
بَدْرٌ لِعَيْنِ النّاظِرِ المُتأمّلِ
لَوْ أنّ كَفّكَ لمْ تَجُدْ لِمُؤمِّلٍ،
لَكَفاهُ عاجِلُ وَجْهِِكَ المُتَهَلِّلِ
أوْ أنّ مَجْدَكَ لم يكُنْ مُتقادِماً،
أغْنَاكَ آخِرُ سُؤدَدٍ عَنْ أوّلِ
رَغّبْتَ قَوْماً في السّماحِ، وَأيْنَ هُمْ
إنْ ساجَلوكَ منَ السّماكِ الأعْزَلِ
سَامَوْكَ مِنْ حَسَدٍ فَأَفْضَل مِنْهُمُ
غيرُ الجَوَادِ ، جادَ غيْرُ المُفضِلِ
فبذَلْتَ فِينَا ما بذَلْتَ سَماحَةً،
وتَكَرّماً، وَبَذَلْتَ ما لمْ يُبْذَلِ
وَتنَفَّسَتْ بكَ في المَكارِم هِمّةٌ،
نَزلَتْ مِنَ العَلْياءِ أرْفَعَ منزِلِ
أَدْركْتَ ما فاتَ الكُهولَ مِن الحِجى
في عُنْفُوَانِ شَبابِكَ المُستَقبِلِ
فإذا أمَرْتَ، فما يُقالُ لكَ اتّئِدْ،
وَإذا قَضَيْتَ فما يُقالُ لك اعْدِلِ
جُزْتَ الفُرَاتَ إلى الشّآمِ بِرَاحَةٍ
أرْبَتْ على مَدّ الفُرَاتِ المُعجِلِ
وَغَدَوْتَ في فَلَقِ الصّباحِ بِغُرّةٍ،
زَادَتْ على ضَوْءِ الصّباحِ المُنجَلي
اللهُ اَعْطانَا المُنَى، فََقدِمتَ أسْـ
ـعَدَ مَقْدَمٍ، وَدَخلتَ أيمنَ مَدخلِ
فالمَنُّ فِيكَ، وفي مجِيئِكَ سالماً،
لله ثُمّ القائِمِ المُتَوَكِّلِ
العصر العباسي >> البحتري >> سطا فما يأمنه خله
سطا فما يأمنه خله
رقم القصيدة : 2948(37/205)
-----------------------------------
سَطَا فَمَا يَأمَنُهُ خِلُّهُ،
أحْوَى سَقيمُ الطّرْفِ مُعْتَلُّهُ
أبْدَى ثَنَاياهُ، فَقُلْنَا لَهُ:
أوَرَقُ النّرْجِسِ أمْ طَلُّهُ
وَجْنَتُهُ حَمرَاءُ، مَصْقُولةٌ،
وَجِسْمُهُ مِنْ بَرَدٍ كُلُّهُ
العصر العباسي >> البحتري >> ما كسبنا من أحمد بن علي
ما كسبنا من أحمد بن علي
رقم القصيدة : 2949
-----------------------------------
ما كَسِبْنَا مِنْ أحْمَدَ بنِ عَليٍّ،
وَمِنَ النّيْلِ غَيرَ حُمّى النِّيلِ
وَضَلالٌ مِنّي، وَخُسْرَانُ سَعْيٍ،
طَلَبي النَّيْلَ عِنْدَ غَيرِ مُنيلِ
يا أبَا الصّقْرِ كمْ يَدٍ لَكَ عندي،
ذاتِ عَرْضٍ، في المَكْرُماتِ، وَطُولِ
كَشِفَاءِ السّقامِ في عُقْبِ يأسٍ
مِنْ تَلاَقيهِ أوْ شِفَاءِ الغَلِيلِ
إكْفِني دِقّةَ اللّئَامِ بتَخْفيـ
ـفِكَ ما آدَ مِنْ خَرَاجِي الثّقِيلِ
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالرحمن العشماوي >> غريب
غريب
رقم القصيدة : 295
-----------------------------------
غريب ، وأوطاني تُداس وأمتي
تعاني وموج الظلم يشتد صائله
غريب ، وهل في هذه الدار منزل؟
لمن في سواها تستقر منازله
ألا ليت شعري يا بلادي متى أرى
خميساً من الأبطال سارت جحافله
يجَّمعنا شرع حكيم وسنّة
فيبدوا لنا زيف الضلال وباطله
أقافلة الإسلام هيا تحفزي
وسيري فإن الشر سارت قوافله
أيا أمتي ، قد يأنس المرء بالهوى
ويشتاق للدنيا وفيها مشاغلُه
ويمضي مع الأيام يشدو بحبها
وفيها ولو يدري تقيم مقاتله
غريب ، أنختار الحياض ، وماؤها
غثاء وحوض الدين تصفو مناهله
وكم من صديق تحسب الخير قصده
فتبدو على مر الليالي مهازله
ومن سار في الدنيا بغير طريقة
فقد بات والأوهام سم يداخله
تناول من الأغضان ما تستطيعه
ودعك من الغصن الذي لا تطاوله
العصر العباسي >> البحتري >> أقم علها أن ترجع القول أو علي
أقم علها أن ترجع القول أو علي
رقم القصيدة : 2950
-----------------------------------(37/206)
أقِمْ عَلّها أنْ تُرْجعَ القَوْلَ، أوْ عَلَيّ
أُخَلِّفُ فيها بَعضَ ما بي منَ الخَبَلِ
هيَ الدّارُ، إلاّ ما تَخَوّنَهُ البِلَى،
وَعَفّى لَجَاجُ الرّيحِ والرّائِحِ الوَبْلِ
فإنْ لَمْ تَقِفْ مِنْ أجلِ نَفسِكَ ساعةً،
فقِفْها، على تلكَ المَعَالِمِ، مِنْ أجلي
وإنْ شِئتَ، فاعذُلني، فإنّ صَبَابَتي،
إذا نَفِدَتْ بالدّمعِ عادَتْ على العَذلِ
رَمَيتُ العيونَ النُّجلَ أمسِ، فلم أُصِبْ،
وأقصَدَني الرّامُونَ بالأَعيُنِ النُّجلِ
فَما قَدْرُ ما أُبقي، إذا كان مَوْضِعي
من الحبّ أنْ أُبْلَى عَلَيهِ، ولا أُبْلي
وَلَوْ كنتُ من قَبلِ الهَوَى لم أقُمْ لَهُ،
فكيفَ انْتَصَافي والهَوى كان من قَبلي
عَذيرِيَ مِنْ دَاءٍ قَديمٍ تَغَوّلَتْ
غَوَائِلُهُ، في الدّهْرِ، ألْفَ فتًى مثلي
أماتَ على عَفَرَاءَ عُرْوَةَ من هَوًى،
وَبَدّدَ نَفساً مِنْ جَميلٍ على جُمْلِ
رأى بَعضُهُمْ بَعضاً على الحبّ إِِسْوَةً،
فَماتوا وَمَوْتُ الحبّ ضرْبٌ من القَتلِ
وَلَيْسَ لِساني للّئيمِ، ولا يَدي،
وَلاَ نَاقَتي عندَ البَخيلِ، وَلا رَحلي
أمُبْلِغَتي أيْدي الرّوَاسِمِ جَعْفَراً،
فأُحمَدَ في قَوْلٍ، وَيُحْمَدَ في فِعْلِ
وأعهَدَ كَفّاً غَيرَ مَعقُودَةِ النّدى،
وعِقْدَ وَدادٍ ثَمّ لَيسَ بمُنْحَلّ
وَمَا كُلُّ مَنْ يُدعَى كَرِيماً لَدَيهِمِ
بِندٍّ لَهُ في المَكرُماتِ، ولا مِثْلِ
وَتِلْكَ سَحَابَاتٌ مَرَرْنَ، وَقَد تَرَى
تَفَاوُتَ ما بَينَ الرَّذاذِ إلى الهَطْلِ
فإنْ تَنْفَرِدْ عَنّا قُشَيرٌ بِمَجْدِهِ،
فلَمْ تَنْفَرِدْ عَنّا بِنَائِلِهِ الجَزْلِ
وَكُنّا نَرَى بَعضَ النّدَى بعدَ بَعضِهِ،
فلَمّا انتَجَعناهُ دُفِعْنا إلى الكُلّ
وَجَدْناه في ظِلّ السّماحةِ مُشرِقاً
بوَجْهٍ، أرَانَا الشّمسَ في ذلك الظلّ
عُلاً حُزْتَهَا بالجُودِ والبَذْلِ للُّهَى،
نأيْتَ بها عَنْ هِمّةِ الحاسِدِ الوَغْلِ
تَبيتُ على شُغْلٍ، وَلَيسَ بضائِرٍ(37/207)
لمَجْدِكَ يَوْماً، أنْ تَبيتَ على شُغْلِ
كَمَا لَمْ يَنَلْ إبْلِيسُ آدَمَ، إذْ سَعَى،
وَلَمْ يَمحُ، من نُورِ النّبيّ، أبو جَهْلِ
وَكَمْ لَكَ منْ وَسْميّ عُرْفٍ تعَرّفَتْ
لَهُ سِمَةٌ زَهْرَاءُ في طالِبٍ غُفْلِ
وَمِنْ نِعْمَةٍ في مَعشَرٍ، لوْ دَفَعْتَها
على جَبَلٍ لانهَدّ مِنْ فادحِ الثّقْلِ
شكَرْتُكَ شكرِي لامرِىءٍ جادَ ساحتي
بأنْوَائِهِ، طُرّاً، وَلَمّا أقُلْ جُدْ لي
العصر العباسي >> البحتري >> كثرت وفري بعد إقلال
كثرت وفري بعد إقلال
رقم القصيدة : 2951
-----------------------------------
كَثّرْتَ وَفْرِي، بَعدَ إقْلال،
وَزِدْتَ منْ حَالكَ في حَالي
وَما تَقَضّتْ مِنْكَ أُكْرُومَةٌ،
في سَالِفِ الدّهْرِ، وَلا التّالي
سَوْمُ غُلامي، وَارْتِجَاعيٌ لَهُ،
إنْ أنْتَ لَمْ تُعْنَ بِهِ غَالِ
وَهَبْتَ لي مَالَكَ سَمْحاً بهِ،
وكَيْفَ لا تأْخُذُ لي مَالي
إنْ تَصِلِ القُرْبَى لِمُدْلٍ بِهَا،
فَإنّ أعْمَامَكَ أخْوَالي
وَالشّعْرُ رَهْنٌ بِجَزَاءِ الذي
تُوليهِ مِنْ نُعْمَى، وَإفضَالِ
وَفي أبي طَلْحَةَ لي شَافِعٌ،
وَجَارُكَ الشّاهُ بنُ مِيكَالِ
وَسَائِلٌ مَرْجُوّةٌ كُلُّهَا،
لِكُلّ إحْسَانٍ وَإجْمَالِ
فَتَمّمِ النُّعْمَى، التي لمْ يَزَلْ
مِثْلُكَ يُسْديهَا لأمْثَالي
العصر العباسي >> البحتري >> أصدود غلا بها أم دلال
أصدود غلا بها أم دلال
رقم القصيدة : 2952
-----------------------------------
أَصُدُودٌ غَلاَ بِهَا أَمْ دَلاَلُ
يَوْمَ زُمَّتْ بِرامَةَ الأَجْمَالُ
أَعَرَضَتْ عَطْفَةَ القَضِيبِ، وحَادَثْ
مِنْ قَرِيبٍ كَمَا يَحِيدُ الغَزَالُ
عَهِدَتْنِي وَللشَّبيبةِ سِرْبالٌ
جَدِيدٌ ، فَأَنهَجَ السِّرْبَالُ
ورأَتْنِي تَدَارَكَ الحِلْمٌ مِنِّي ،
وتَنَاهَى عَنْ عذْلِيَ الْعُذَّالُ
إِنْ يَعُدْ هَجْرُهَا جَدِيداً ، فقدْ كَانَ
جَدِيداً مِنَّا ومِنْهَا الوِصالُ
إِذ حَوَاشِي الزَّمَانِ خُضْرٌ رِقَاقٌ(37/208)
وقَنَاةُ الأَيامِ فِيهَا اعْتِدَالُ
واهَا بِالكَثِيبِ مِنْ جَنْبِ حُزْوَى
أَنَسٌ قَاطِنٌ وحَيٌّ حِلاَلُ
تَلَفُ الحِلْمِ أَنْ بُطَاعَ التَّصَابي ،
وَرَدَى اللَّهْوِ أَنْ يَشِيب القَذَالُ
أَبْرَجَ الْعَيْشُ فَالمشِيبُ قَذِّى في
أَعيُنِ الْبيضِ ، والشَّبَابُ جَمَالُ
نَوِّلِينا ، وأَيْنَ مِنْكِ النَّوالُ
أَوعِدينَا ، ووعْدُ مِثْلِكَ آلُ
أَنَا رَاضٍ بِاَنْ تَجُودِي بِقَوْلٍ
كَاذَبٍ ، أَو يُطِيفَ مِنْكِ خَيَالُ
أَيُّهَا المُبْتَغِي مُسَجَلَةَ الْفَتْحِ
لَحَاولْتَ نَيْلَ ما لا يُنَالُ
اَيْنَ تِلْكَ الأَخلاقُ مِنْكَ إِذا رُمْتَ
مَداهَا ، وأَين تِلْكَ الخِلاَلُ
لَن تُجَارَى الْبِحَارُ حِينَ يَجِيشُ الْمَدُّ
فِيها ، ولَنْ تُوَازَى الجِبَالُ
يبْعُدُ البَائِنُ المُبَرِّزُ فَوْتاً ،
وتَدانَى الضُّرُوبُ والأَشكالُ
لَمْ تُسَلَّمْ لهُ المَقَادَةُ حَتَّى
عَرفَتْ فَضْلَهُ عَلَيْهَا الرِّجالُ
رَفَعَتْ مَجْدَهُ عَلَيْهِ تَنُوخٌ
فَلَهُ فَوْقَ غَيْرِهِ إِطْلاَلُ
قائلٌ ، فاعِلٌ ولَيْسَ يكونُ الْقَوْلُ
مجِْداً حتَّى يكُونَ الفَعَالُ
وصَحِيحُ السَّماحِ بَينَ أُناسٍ
في سجَاياهُمُ عَلَيْنا اعْتِلاَلُ
ثابِتٌ في المَكَرِّ إِذْ رَاحَ لِلْفُرْسانِ
عن جَانبِ الصَّرِيعِ مَجَالُ
مَلِكٌ يَسْتَقِلُّ في رَأْيِهِ المُلْكُ
، ويَحْيَا في فَضْلِهِ الإِفضَالُ
وَإِذا ما حَلَلْتُ رَبْعَ أَبي الْفَضْلِ
، فَثَمَّ السَّماحُ والإِبْلاَلُ
مُتَعَلٍّ على الخُطُوبِ إِذ الْعَاثِر
ُ كَابٍ في صَرْفِها ما يُقَالُ
ومُقِيمٌ صَغَى الأَمُورِ وفِيها
حَيَدٌ عن جِهَاتِها وانْفِتَالُ
مُتَحَنٍّ علَى الخِلاَفَةِ ما يَنْقُصُ
في حَظْها ولا يَغْتَالُ
شَاهِرٌ دُونَ حَقِّها عَزَمَاتٍ
تَتَحامَى مَكْرُوهَهَا الأَبْطَالُ
وسُيُوفاً إِيمَاضُها أَوْجالٌ
للأَعَادِي ، وَوَقْعُها آجَالُ
مُرْهَفَاتٍ ، لها إِذا أَظْلَمَ النَّقْعُ(37/209)
علَيْهَا تَوقُّدٌ واشْتِعالُ
أَبَداً يسْتَجِدُّ مِنهَا حَديثانِ
دَمٌ مِنْ عَدُوِّهِ وصِقَالُ
كُلَّما جِئْتُهُ تَعَرَّفْتُ مَجْداً
مُسْتفَاداً للطَّرْفِ فيه مَجَالُ
حَيْثُ لا تَدْفَعُ الحُقُوقَ المَعَاذِيرُ
، ولا يَسْبِقُ العَطَاءَ السُّؤَالُ
أَعْوَزَتْ مِن سِوَاك عارِفَةُ الجُودِ ،
وخَابَتْ في غَيْرِك الآمالُ
أَنا مَنْ بَلَّهُ نَدَالَ ، وأَعلَتْ
مِنْهُ آلاَؤْك العِراضُ الطِّوَالُ
وتوَّلَّتْهُ أَنْعُمٌ مِنْكَ يُحْملْنَ
خِفَافاً وَهُنّض وَفْرٌ ثِقَالُ
مَالئاتٌ بذِكْرِكَ الأَرضَ شكْراً
وثَنَاءً ، وسَيْرُها إِرْسالُ
طَالِعاتٌ تِلْكَ النِّجَادَ ،فَفِي كُلِّ
مَقَامٍ لَهُنَّ فِيهِ مقَالُ
العصر العباسي >> البحتري >> ذكرتنيك روحة للشمول
ذكرتنيك روحة للشمول
رقم القصيدة : 2953
-----------------------------------
ذكّرَتْنيكَ رَوْحَةٌ للشَّمُولِ،
أوْقَدَتْ غُلَّتي وَهاجَتْ غَليلي
ليتَ شعرِي، يابْنَ المُدبِّرِ، هل يُدْ
نيكَ فَرْطُ الرّجاءِ، وَالتّأميلِ
بَعُدَ العَهْدُ غَيرَ رَجعِ كِتَابٍ،
يَصِفُ الشّوْقَ أوْ بلاَغِ رَسولِ
أيُّ شيءٍ ألْهَاكَ عَنْ سُرّ مَنْ رَا
ءَ، وَظِلٍّ للعَيشِ فيها ظَليلِ
إقتِصَارٌ على أحاديثِ فَضْلٍ،
فَهوَ مُستَكْرَهٌ، كَثيرُ الفُضُولِ
لم تَكُنْ نُهْزَةَ الوَضِيعِ وَلا رُو
حُكَ كانَتْ لِفْقاً لرُوحِ الثّقيلِ
فعَلامَ اصْطَفَيْتَ مُنكَشِفَ الزّيْـ
ـفِ، مُعادَ المِخرَاقِ، نَزْرَ القَبولِ
إنْ تَزُرْهُ تَجِدْهُ أخلَقَ من شَيّـ
ـبِ الغَوَاني، وَمنْ تَعَفّي الطُّلولِ
رَائحٌ مُغْتَدٍ، وَمَا مَتَعَ الصّبْـ
ـحُ ادّلاجاً للشّحذِ وَالتطْفيلِ
وَإذا ما غَدا يرِيدُ ابنَ نَصْرٍ
رَاحَ مِنْ عِنْدِهِ بخَيرٍ قَليلٍ
وَكَذا المُلْحِفُ المُلِحُّ إذا أنْـ
ـشَبَ في نَائِلِ اللّجوجِ البَخيلِ
مُدّعٍ نِسبَةٍ، مَتى صَحّ يَوْماً،
كانَ فيها مَوْلى أبي البُهْلُولِ(37/210)
قد أتاني عَنهُ، وَما خِلْتُ حَقّاً،
وَضْعُهُ مِنْ كُثَيّرٍ، وَجَميلِ
وَيْحَهُ لِمْ يَقُولُ مَا يُفْسِدُ مَعْنىً
مِنْ مُبِينِ الفُرْقَانِ أَوْ مَجْهُولِ
هلْ هُمُ، لا رأَيْتُهُمْ، غَيرُ أبّنَا
ءِ شُيَيْخٍ رَثِّ الأداةِ، ضَئيلِ
جُلُّ ما عِندَهُ التّعَمّقُ في الفَا
عِلِ مِنْ وَالِدَيْهِ وَالمَفْعُولِ
العصر العباسي >> البحتري >> تزاجر هذا الناس عني تقية
تزاجر هذا الناس عني تقية
رقم القصيدة : 2954
-----------------------------------
تَزَاجَرَ هَذا النّاسُ عَنّي، تَقِيّةً،
فَمَا بَالُ هَذا الطّاهرِيّ وَبَالي
يُساجِلُني، حتى كأنْ لَيسَ بُحتُرٌ
أبي، وَابنُ هَمّامِ بنِ مرّةَ خالي
أخي وَابنُ عَمّي سابَقَتني خِصَالُهُ
إلى شرَفٍ، أوْ سَابَقَتْهُ خِصَالي
بَنو الحارِثِ الحَرّابِ، يَغشوْنَ نَصرَه
بكُلّ جَهيرٍ في السّلاحِ طِوَالِ
أولئكَ قَوْمٌ أنتَ كُفءُ سَرَاتِهِمْ،
وَشَرْوَاهُمُ في سُؤدَدٍ وَمَعَالِ
دِيَارُهُمُ بالغُوطَتَيْنِ ، ودَارُكُمْ
بِعُسْفَانَ تُسْقَى نت حَياً بعَزَالِ
لَهُمْ وَرَقُ الزّيْتُونِ غَضّاً وَعندكم
شَرَيجَانِ منْ أثَلٍ يَرِفُّ وَضَالِ
تَرَاكَ مُسَاميَّ الغَداةَ، فَفَائتي
بجُمْلَةٍ شِعْرِي، وَهُوَ جُملَةُ مالي
العصر العباسي >> البحتري >> وشاعر نسبته
وشاعر نسبته
رقم القصيدة : 2955
-----------------------------------
وَشَاعِرٍ نِسْبَتُهُ
بحيلَةٍ مِنْ حِيَلِهْ
تُذْكِرُنا رُؤيَتُهُ
مُتَالِعاً مِنْ ثِقَلِهْ
آباؤهُ مِنْ كَسْبِهِ،
وَخُفُّهُ مِنْ عَمَلِهْ
العصر العباسي >> البحتري >> بمثل لقائها شفي الغليل
بمثل لقائها شفي الغليل
رقم القصيدة : 2956
-----------------------------------
بِمِثْلِ لِقَائِهَا شُفيَ الغَليلُ،
غَداةَ تَزَايَلَتْ تِلْكَ الحُمُولُ
بَعيدَةُ مَطلَبٍ، وَجَمادُ نَيلٍ،
فَها هيَ ما تُنالُ، وَلاَ تُنِيلُ
إذا خَطَرَتْ تَأرّجَ جَانِبَاهَا،(37/211)
كما خطرَتْ على الرّوْضِ القَبولُ
وَيَحسُنُ دَلُّها، وَالمَوْتُ فيهِ،
وَقد يُستَحْسَنُ السّيفُ الصّقيلُ
وَقَفْنَا، وَالعُيُونُ مُشَغَّلاتٌ،
يُغَالِبُ دَمْعَها نَظَرٌ كَليلُ
نَهَتْهُ رِقْبَةُ الوَاشِينَ، حَتّى
تَعَلّقَ لا يَغِيضُ، وَلاَ يَسيلُ
غَدَتْ قُضْبانُ أسْحِلَةٍ عَلَيْها،
لفَرْطِ الجَدلِ، أوْشحةً تجولُ
يُقَوِّمُ مِنْ تَثَنّيها اعْتِدالٌ،
يَكادُ يُقالُ من هَيَفٍ: نُحولُ
مَشَينَ على خَمَائلِ ذي طَلُوحٍ،
وَقد ضَاقَتْ بما فيها الحُجُولُ
أقُولُ أزِيدَ مِنْ سَقَمٍ فُؤَادِي،
وَهَلْ يَزْدَادُ منْ قَتلٍ قَتيلُ
وَلَيْسَ يَصِحُّ للمَخْبُولِ قلبٌ
يُعِلُّ خَبَالَهُ اللَّحْظُ العَليلُ
تَنَاسَى عَهْدَهُ سَكَنٌ خَليٌّ،
وَنَاءَ بوِدّهِ خِلٌّ مَلُولُ
فَما دَامَ الحَبيبُ عَلى وِصَالٍ،
وَلاَ أدّى أمَانَتَهُ الخَليلُ
أذُمُّ إلَيْكَ مَنْ أحْمَدتُ، إنْ لمْ
يَكُنْ عَدَدٌ بحَيثُ هُمُ قَلِيلُ
لَنَا في كلّ دَهْرٍ أصْدِقاءٌ
تَعُودُ عِدًى، وَحالاتٌ تحولُ
وَقَدْ تَعفُو الظّنُونُ بمنْ يُرَجّى،
فتُخْلَفُ مثلَ ما تَعفُو الطّلولُ
وَمَا فُقِدَ الجَميلُ لقُرْبِ عَهْدٍ،
فَنَسألَ عَنهُ، بل نُسِيَ الجَميلُ
وَيَلْؤمُ سائِلُ البُخَلاءِ حِرْصاً
وإشْفَاقاً، كَمَا لَؤمَ البَخيلُ
بَنَاتُ العِيدِ تَعتَادُ الفَيَافي،
إذا شِئْنَا استَمَرّ بهَا الذّميلُ
وما طرفا زمَانِ المرْءِ إلاّ
مقامٌ يرتضيهِ أو رحيلُ
لقد ضَمِنَ العلاءَ بَديءُ جُودٍ،
نِجَارُ أبي العَلاءِ بِهِ كَفيلُ
يَلَذُّ الأرْيَحيّةَ للعَطايا،
كما لَذّتْ لشارِبِها الشَّمُولُ
لَهُ مِنْ مَخْلَدٍ وَبَني أبيهِ
شَمائلُ ما تخيبُ وَما تُخيلُ
أُنَاسٌ بَيتُ سُؤدَدِهمْ مطافُ الـ
ـمَعالي، وَاسْمُ نائِلهمْ جَزِيلُ
إذا ذُكِرُوا بِشُهرَةِ يوْمِ فَخرٍ،
تَنَاسَبَتِ النَّبَاهةُ وَالخُمُولُ
لَئِنْ مَدّوا إلى الَعلْيا أكُفّاً،
لَهُنّ على أكُفّ النّاسِ طُولُ(37/212)
فإنّهُمُ، وَإنّا، حيثَُ نَغْدُو،
وإنْ كانَتْ تُدَبّرُنا العُقُولُ
نُيَسِّرُ للّتي تَمْني المَوَاني،
وَنَذهَبُ حَيثُ تُرْسلُنا الأصُولُ
أبا عيسَى، وَأنْتَ المَرْءُ تَعْلُو
لَهُ النّفْسُ الشّرِيفَةُ وَالقَبيلُ
وَفَرْتُكَ لا هوًى بِكَ في وُفُورٍ
إذا ما حانَ منْ حَقٍّ نُزُولُ
وَلكنْ جاهُ ذي خَطَرٍ شَرِيفٍ،
أرَاهُ وَهْوَ، من جودٍ، بَدِيلُ
إذا ما القَوْلُ عادَ لَنَا بِطَوْلٍ،
فَفَيضٌ مِن فَعالِكَ ما تَقُولُ
العصر العباسي >> البحتري >> أكثر هذي الخطوب أشكال
أكثر هذي الخطوب أشكال
رقم القصيدة : 2957
-----------------------------------
أكْثَرُ هَذي الخُطوبِ أشكَالُ،
وَيَعْقُبُ الإنْصِرَافَ إقْبَالُ
وَبَعْدَ بُعْدِ الأحْبَابِ قُرْبُهُمُ،
وَبَعْدَ شَكْوِ النّفوسِ إبْلالُ
لَوْ رُدّتِ الحَادِثاتُ ما أخَذَتْ
عَادٌ ثَرَاءً، ورََاحَ إقْلالُ
فَلَيْتَ ذاكَ الحَبيبَ سَاعَفَنَا،
فَكَانَ وَصْلٌ، إذْ لم يكُنْ مَالُ
آلَيْتُ لا يَستَفِزُّني الطّمَعُ الـ
ـمُغْرِي، وَلا يَستَغِرُّني الآلُ
ليَ ابنُ عَمٍّ، إذا شَدَدْتُ بِهِ
أزْرِي، فقُلْ للخطوبِ لا تَالُو
تُنْمِيهِ مِنْ كَعْبِهِ وحارثِهِ
أَمْلاَكُ أُكْرُومةٍ وأَقْيَالُ
أحَلَّهُ مَخْلَدٌ ذُرى شَرَفٍ
لَهُ عَلى الشِّعْرَيَينِ أطْلالُ
فالله يَجْزِي الحُسْنىَ أبا حَسَنٍ،
فَهْوَ لثِقْلِ الحُقُوقِِ حَمّالُ
أزْهَرُ مِنْ مَذْحِجٍ أرُومَتُهُ،
لَهُ عَلى المُفْضِلِينَ إفْضَالُ
وَالأرْضُ لَوْلا العَذاةُ وَاحدَةٌ،
وَالنّاسُ لَوْلا الفَعَالُ أمْثَالُ
العصر العباسي >> البحتري >> ليلي بذي الأثل عناني تطاوله
ليلي بذي الأثل عناني تطاوله
رقم القصيدة : 2958
-----------------------------------
لَيْلي بِذي الأثْلِ عَنّاني تَطاوُلُهُ،
أرَى بِهِ، مُقْبِلاً، قِرْناً أُنازِلُهُ
وَقدْ أبِيتُ وفي باعِ الدّجى قِصَرٌ
بِزَائِرٍ قَرُبَتْ أُنْساً مَخَائِلُهُ(37/213)
إذْ لا وَسيلةَ للْوَاشي يَمُتُّ بِها
مَعَ الصّبا، وَهْوَ غَضّاتٌ وَسائِلُهُ
أوَاخِرُ العَيْشِ أخْبَارٌ مُكَرَّرَةٌ،
وَأقْرَبُ العَيْشِ مِنْ لهْوٍ أوَائلُهُ
يجْري الشبابُ، إذا مَا تَمّ تَكْمِلَةً،
وَللشّيْءُ يَنْفَدُ نُقْصَاناً تكامُلُهُ
وَيَعْقُبُ المْرءَ بُرْءاً منْ صَبابَتِهِ،
تَجَرُّمُ العَامِ يَأتي، ثمّ فابِلُهُ
إنْ فَرّ مِنْ عَنَتِ الأيّامِ حازِمُها،
فَالحَزْمُ فَرُّكُ مِمّنْ لا تُقاتِلُهُ
فإنْ أرَابَ صَديقي في الوَداد، فكَمْ
أمْسَيْتُ أحْذَرُ ما أصْبَحْتُ آمُلُهُ
يَكْفِيكَ مِن عُدّةٍ للدّهْرِ تجْعَلُها
ذُخْراً سَماحُ أبي بَكْرٍ وَنائِلُهُ
يبِيتُ منْ بيْنِهِمْ، وَهْوَ المَحوزُ له،
عَالي الفَعَالِ، ولِلْحُسّادِ سافِلُهُ
قدْ أفرَدوهُ بمَا يخْتارُ مِنْ حَسَنٍ،
فَما لَهُ فِيهِمُ نِدٍ يُساجِلُهُ
إِنْ نَحْنُ جِئْنَاهُ لَمْ تَكْسُدْ بِضَاعَتُنَا
وَلَم يَحُلْ دُونَ مَا جِئْنَا نُحَاولُهُ
مَتى تأمّلْتَهُ فالعُرْفُ من يَدِهِ،
إلى العُفاةِ، قَوِيمُ النّهْجِ، سابِلُهُ
مُحَمَّلاً كُلَّ يَوْمٍ مِنْ نَوَائِبِهِمْ
ثِقْلاً، يُزَاوِلُ مِنْهُ ما يُزَاوِلُهُ
لمْ نَعْدُ بَغْدَادَ لوْلا حظّنا معَهُ،
وَلمْ نُرِدْ وَاسِطاً لَوْلا نَوَافِلُهُ
يَعْرَى من المالِ إفْضَالاً، وَنُلبِسُهُ
وَشْياً منَ المدْحِ لم تُخلِقْ مَباذلُهُ
نُرِيهِ كيْفَ نَسِيمُ الشّكْرِ مُحْتَضَراً
أكْنافهُ، وَيُرِينا كيْف نَأمُلُهُ
دَعِ الّذي فاتَتِ العَلْيَاءَ بسْطَتُهُ،
يموتُ غَيْظاً، وَنَلْ ما أنْتَ نائِلُهُ
تَعلُو بِبَيْتِكَ مَرْوَ الشَّاهِجَانِ ، وَقَدْ
يُزَادُ فَضْلاً بِفَضْلِ الْبَيْتِ آهِلُهُ
مَا أَحْسَنَ الغَيْثَ إِلاَّ مَا حَكَاكَ بهِ
تَهْتَانُهُ ، واقْتَفَاهُ مِنْكَ وابِلُهُ
وَلَيْسَ للْبَدْرِ إلاّ ما حُبِيتَ بهِ،
أن يَسْتَنِيرَ، وَأنْ تَعلُو مَنَازِلُهُ
العصر العباسي >> البحتري >> عاود القلب بثه وخباله(37/214)
عاود القلب بثه وخباله
رقم القصيدة : 2959
-----------------------------------
عاوَدََ القلْبَ بَثُّهُ وَخَبالُهْ،
لِخليطٍ زُمّتْ، بِلَيْلٍ، جِمالُهْ
وَسقيمٍ يُخْشى بَلاهُ ولا يُرْ
جَى، من السقمِ والبِلى، إبلالُهْ
يَسْألُ الرّبْعَ قدْ تعَفّتْ رُباهُ،
وَخَلَتْ، مِنْ أنِيسِهِ، أطْلالُهْ
عَنْ رَهيفِ القَوَامِ، يجْمعُ فيهِ
صِفَةَ الغُصْنِ، لِينُهُ واعتدالُهُ
قد أعَلّ الفُؤادَ تَوْرِيدُ خَدّيْـ
ـهِ، وَتفْتيرُ لحْظِهِ، وَاعتِلالُهْ
زَائِرٌ في المَنَامِ يهْجُرُ يَقْظا
نَ، ويَدْنو معَ المَنامِ وِصَالُهْ
وَأمَا وَالأرَاكِ في بَطْنِ مُرّ،
يَتَفَيّأنَ بالعَشِيِّ ظِلالُهْ
وكُرَاعِ الغَميمِ، ينْآدُ فِيهَا،
مُرْجَحِنّاً، أثْلُ الغَميمِ وَضَالُهْ
وَاعتِسافِ الحجيجِ عُسفانَ إذ تُو
قَدُ رَمْضَاؤهُ وَيخْفُقُ آلُهْ
ما استعنْتُ الكرَى على الشّوْقِ إلا
باتَ قيْْضاً من الحبِيبِ خَيالُهْ
يا أبَا بَكْرٍ المَخُوفِ شَذَاهُ،
وَالمُرَجّى، كلَّ الرّجاء، نَوالُهْ
ما سَعى في نَقِيصَةِ المُلْكِ، إلا
حائِرٌ مُرْسَلٌ عليْهِ نَكالُهْ
سطَوَاتٌ بُثّتْ على الشرْقِ حتى
خَضَعَ الشّرْقُ سَهْلُهُ وَجِبالُهْ
تألَفُ المَكرُماتُ ساحَةَ خِرْقٍ،
حائِزٍ، ذِكْرَ مِثلِها، أمْثالُهْ
رَجُلُ الدّهْرِ هِمّةً، وَاحتِمالاً
لِلّذي يُعجِزُ الرّجالَ احتِمالُهْ
حَوْلَ قَلْبٍ يَسُرُّكَ الدّهرَ منهُ
نهْضُهُ بالجَلِيلِ، وَاستِقلالُهْ
قُمْ تأمّلْ، فمَا المَحاسِنُ إلاّ
فُرَصُ المجدِ عارَضَتْ وَاهتبالُهْ
حيْثُ أجرَتْ شِعابَها دُفَعُ الجُودِ
، وَحَقّتْ لآمِلٍ آمَالُهْ
نَزَعَ الحَاسِدُ المُنافِسُ صِفْراً،
آيِساً مِنْ مَنالِ ما لا ينَالُهْ
حازِمٌ لا يَني يُلقَّى، صَوَاباً،
رَيْثُهُ في الأمورِ، وَاستِعْجالُهْ
بِشْرُهُ والرّوَاءُ مِنْهُ، وللسّيْـ
ـفِ جَمالانِ: حَلْيُهُ وَصِقالُهْ
رَاشَنَا أمْسِ جاهُهُ وَثَنَى اليوْ(37/215)
مَ لَنا بالرّياشِ أجمَعَ مالُهْ
كانَ معرُوفُهُ المُقدَّمُ قَوْلاً،
فقَفا القوْلَ، من قرِيبٍ، فعالُهْ
شعراء الجزيرة العربية >> فهد عافت >> الصورة
الصورة
رقم القصيدة : 296
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
كانت الصوره جميله ... و كان في الصوره طفل
و خلفنا كانت مره تلبس عباه
و اطرف الصوره ولد يضحك صباه
و قربنا حطت حمامه .... قربها حطت حمامه
تذكرين اش كثر كانت ابسط الاشياء تثير الانتباه
و في البعيد احتفظت الصوره بمنظر مهر جامح
و في البعيد فاخر الصوره شخوص بلا ملامح
تذكرين ايش كثر كان
الوقت ... شفاف و ... حنون و ... طيب و ... مبهج و ... دافي متسامح
و كان في الصوره و هذا اجمل اللي كان في الصوره ... طباعك
نظرتك و الشيطنه في داخل عيونك جنونك ... و اندفاعك
بسمتك لما تطوقني ذراعك
اذكر انك قبل ندخل هذي الصوره في لحظه التفتي لي و قلتي قول احبك
قلت اخاف ليا تكلمت احرم اذني من سماعك
كانت الصوره جميله ... كنتي في احلى نفانيفك
كأن الصبح ضيفك
او كأنك من كثر ما كنتي انتي كنتي طيفك
كنتي في اكثر مواعيدك وفا
و كنت انا في ايديني دفا
كانت الصوره جميله ... و كان في الصوره طفل
العصر العباسي >> البحتري >> لها الله عني ضامن وكفيل
لها الله عني ضامن وكفيل
رقم القصيدة : 2960
-----------------------------------
لَهَا الله عَنّي ضَامِنٌ وَكَفِيلُ،
يُتَابَعُ فيها، أوْ يُطاعُ عَذُولُ
أبِيتُ بأعْلَى الحَزْنِ، والرّمْلُ عندَهُ
مَغَانٍ لَهَا مَعْْفُوّةٌ وَطُلُولُ
وَقَد كُنتُ أهوَى الرّيحَ غَرْباً مآبُها،
فقَد صِرْتُ أهوَى الرّيحَ وَهيَ قَبُولُ
وَمَا زَالَتِ الأحلاَمُ، حتّى التَقَى لَنا
خَيالانِ: بَاغِي نائِلٍ وَمُنِيلُ
أُنَبّهُهَا، وَهْناً، وفي فَضْلِ مِرْطِهَا،
مُصَابٌ قُوَاهُ بالنّعاسِ، قَتِيلُ
فَيَا حُسْنَهَا، إذْ هَبّ من سِنَةِ الكَرَى،
صَرِيعٌ بِصَيْكِ الزَّعْفَرَانِ، رَميلُ(37/216)
عَذَرْتُ النّوَى، فيمَنْ إلَيهِ اختيارُها،
فَما عُذرُها في المُلْكِ حينَ يَزُولُ
أمَا وَزَعَتْنِي النّفْسُ عَن بينِ مُلصَقٍ
إلى النّفْسِ، تَبكي بَيْنَهُ، وَتَعُولُ
بلى، قد تَكرّهتُ الفِرَاقَ، وأشفَقَتْ
جوَانِحُ، مِنْهَا مُثْبَتٌ وَعَليلُ
وَدَافَعتُ جُهدي عن ثُرَيّا، فلم يكنْ
إلى مَنْعِها مِنْ أنْ تُبَاعَ سَبيلُ
فَلاَ وَصْلَ إلاّ أنْ تُجَدَّدَ خِلّةٌ،
ولاَ أُنْسَ إلاّ أنْ يَكُونَ بَديلُ
وَلَوْ أنْجَبَتْ أُمُّ البرِيدِيّ ما نَأى
عَليّ جَداهُ، والبَخيلُ بَخيلُ
نَبَا في يَدي، وابنُ اللّئيمَةِ واجِدٌ،
وَيَنْبُو الحَدِيثُ الطّبْعِ، وَهوَ صَقيلُ
بَدا بالسِّيَاطِ الشُّقْرِ، والمَرْءُ مُبتَدٍ
منَ النّاسِ، بالرّهْطِ الذينَ يَعُولُ
وَكُنْتُ خَليقاً أنْ يُشَيِّعَ مِنّتي
عَزَاءٌ عَلى مَا فَاتَ مِنْهُ، جَميلُ
فَهَلْ يَنْفَعَنّي في حَمُولَةَ أنّهُ،
لأوْزَنِ ما أَعْيَا الرّجَالَ، حَمُولُ
أسًى في نُفُوسِ الحاسِدينَ وَحَسرَةٌ،
وَغَيْظٌ على أكبادِهِمْ، وغَليلُ
وَكانُوا، إذا رَامُوا تَعاطيَ سَعْيِهِ
يَفيءُ بعَجْزٍ رأيُهُمْ، فيَفيلُ
وَمَا نَقَمُوا إلاّ تَخَرُّقَ مُنْعِمٍ،
يَطُوعُ لَهُمْ إحْسَانُهُ، فيَطُولُ
لَهُ هِمّةٌ نُلْقي عَلَيْهَا مُهِمَّنَا،
فيَدْنُو بَعيدٌ، أوْ يَدِقُّ جَليلُ
أقامَتْ لَنا عُوجَ الخُطوبِ، وَرَحّلتْ
نَوَائِبَ هذا الدّهْرِ، وَهْيَ نُزُولُ
فأصْبَحَ ما نَرْجُو مُؤدًّى قَصِيُّهُ
إلَيْنَا، وَغَالَتْ ما نُحاذرُ غُولُ
وَلِيُّ أيادٍ عِنْدَنَا، مَا يُغِبُّهَا
ثَنَاءٌ، عَلَى سَمَعِ العَدُوّ ثَقِيلُ
وكيف تُخِلُّ الأَرضُ بالنَّبْتِ فَوْقَها
تَحَرِّي سَمَاءٍ ما تَزَالُ تُخِيلُ
لَهُ بَينَ جُوذَرْزٍَ مَنَاقِبٌ
شَرَاوَى لأعْلامِ الدّجَى، وَشُكُولُ
فَما سَعيُهُ، عَن نَيلِهِنّ، مُؤخَّرٌ،
وَلاَ حَدُّهُ، عَنْ حَوْزِهنّ، كَليلُ
خَطَبْنَا ألَيْهِ قَوْلَهُ، غِبَّ فِعْلِهِ،(37/217)
وَمَنْ يَفْعَلِ المَعْرُوفَ، فَهوَ يَقولُ
وَمَا سَاعَةٌ مِنْ جَاهِهِ، دُونَ جودِهِ،
بمُبْعِدَةٍ مِنْ أنْ يُنَالَ جَزِيلُ
أرَاني حَقيقاً أنْ أؤولَ إلى الغِنَى،
إذا كانتِ الشُّورَى إلَيكَ تَؤولُ
وإنّي على غَرْبِي وَشَغْبِ شَكيمَتي،
لَمُعْتَبَدٌ للطَّوْلِ مِنْكَ، ذَليلُ
جَلا أوْجُهَ الآمَالِ، حتّى أضَاءَها،
هِلالٌ، عَلَيْهِ بَهْجَةٌ وَقَبُولُ
صَغيرٌ، يُرَجّى للكَبيرِ ضُحَى غَدٍ،
وكم مِنْ كَثيرٍ قَدْ بَداهُ قَليلُ
نُؤَمِّلُ أنْ تَسرِي عَلَيْنَا، وَتَغْتَدي
أساكيبُ، مِن آلائِهِ، وَفُضُولُ
إذا استُحْدِثَتْ فيكُمْ زِيَادَةُ واحِدٍ
تَدَفَّقَ بَحْرٌ، أوْ تَلاَحَقَ نِيلُ
العصر العباسي >> البحتري >> في غير شأنك بكرتي وأصيلي
في غير شأنك بكرتي وأصيلي
رقم القصيدة : 2961
-----------------------------------
في غَيرِ شأْنكَ بُكْرَتِي وأصِيلي،
وَسوَى سَبيلكَ في السّلُوّ سَبيلي
بخُلَتْ جُفُونُكَ أن تَكونَ مُساعدي،
وَعَلِمتَ ما كَلَفي، فكُنتَ عَذولي
جَارَ الهَوَى، يَوْمَ استَخَفّ صَبَابتي
لِخِلِيّ ما تَحْتَ الضّلُوعِ، مَلُولِ
سَفَرَتْ كَمَا سَفَرَ الرّبيعُ الطّلْقُ عَنْ
وَرْدٍ، يُرَقْرِقُهُ الضّحَى، مَصْقُولِ
وَتَبَسّمَتْ عَن لُؤلُؤٍ، في رَصْفِهِ
بَرَدٌ، يَرُدُّ حُشَاشَةَ المَتْبُولِ
خَلَفَتْكُمُ الأنْوَاءُ في أوْطَانكمْ،
فَسَقَتْ صَوَادِي أرْبُعٍ وَطُلُولِ
وإذا السّحابُ تَرَجّحَتْ هَضَبَاتُهُ،
فعَلَى مَحَلٍّ بالعَقِيقِ مُحيلِ
حَتّى تُبَلّ مَنَازِلٌ، لَوْ أهْلُهَا
كُثُبٌ لَرُحْتُ على جَوًى مَبْلوُلِ
بَلْ ما أوَدُّ بأنّني أفْرَقْتُ منْ
وَجْدي، ولا أنّي بَرَدْتُ غَليلي
وأعُدُّ بُرْئي منْ هَوَاكَ رَزَِّيةً،
والبُرْءُ أكْبَرُ حَاجَةِ المَخبُولِ
ما للمَكَارِمِ لا تُرِيدُ سوَى أبي
يَعْقُوبَ إسْحَقَ بنِ إسْمَاعِيلِ
وإلى أبي سَهْلِ بنِ نَيْبُخْتََ انْتَهَى
مَا كَانَ من غُرَرٍ لَهَا وَحُجُولِ(37/218)
نَسَباً كَمَا اطّرَدَتْ كُعُوبُ مُثَقَّفٍ
لَدْنٍ، يَزِيدُكَ بَسطَةً في الطّوُلِ
يُفْضِي إلى بِيبَ بنِ جُوذَرْزَ الذي
شَهَرَ الشّجَاعَةَ، بَعد طول خُمولِ
أعْقَابُ أمْلاكٍ، لَهُمْ عَاداتُهَا
منْ كُلّ نَيْلٍ مثلِ مَدّ النِّيلِ
ألْوَارِثُونَ منَ السّرِيرِ سُرَاتَهُ،
عَنْ كُلّ رَبّ تَحيّةٍ مأمُولِ
والضّارِبُونَ بسَهْمَةٍ مَعْرُوفَةٍ،
في التّاجِ ذي الشُّرُفَاتِ والإكلِيلِ
إنّ العَوَاصِمَ قَدْ عُصِمْنَ بأبْيَضٍ
ماضٍ كحَدِِّ الأبيَضِ المَصْقُولِ
أعطَى الضّعيفَ من القَوِيّ، وَرَدّ من
نَفسِ الوَحيدِ، وَمِنّةِ المَخْذُولِ
عَزّ الذّليلُ، وَقَدْ رَآكَ تَشُدُّ منْ
وَطْءٍ عَلَى عُنُقٍ العَزِيزِ، ثَقِيلِ
وَرَحَضْتَ قِنَّسْرِينَ، حتّى أُنْقيَتْ
جَنَبَاتُهَا منْ ذَلكَ البِرْطِيلِ
رَعَتِ الرّعيّةُ مَرْتَعاً بكَ حَابساً،
وَثَنَتْ بظلٍّ، في ذُرَاكَ، ظَلِيلِ
أعطَيْتَهَا حُكْمَ الصّبيّ، وَزِدتَها
في الرِّفْدِ، إذْ زَادَتْكَ في التأمِيلِ
وَكَعَمتَ شِدقَ الآكلِ الذَّرِبِ الشَّبَا
حَتّى حَمَيْتَ جُزَارَةَ المأكُولِ
أحْكَمْتَ ما دَبّرْتَ بالتَّبْعِيدِ، والـ
ـتَّقْرِيبِ، والتّصعِيبِ، والتّسهِيلِ
لَوْلا التّبَايُنُ في الطّبَائِعِ لمْ يَقُمْ
بُنْيَانُ هَذا العَالَمِ المَجْهُولِ
قَوْلٌ يُتَرْجِمُهُ الفَعَالُ، وإنّما
يُتَفَهّمُ التّنزِيلُ بالتّأوِيلِ
مَاذا نَقُولُ، وَقَدْ جَمَعتَ شَتَاتَنا،
وأتَيْتَنا بالعَدْلِ والتّعْدِيلِ
العصر العباسي >> البحتري >> خير يوميك في الهوى واقتباله
خير يوميك في الهوى واقتباله
رقم القصيدة : 2962
-----------------------------------
خَيرُ يَوْمَيكَ في الهوَى وَاقتِبَالِهْ،
يَوْمَ يُدنيكَ هاجِرٌ مِنْ وِصَالِهْ
كُلّما قُلتُ: ثَابَ للقَلْبِ رُشْدٌ،
عَاوَدَ القَلْبَ عائدٌ مِنْ خَبَالِهْ
إنْ تُبَالِ الصّدودَ تَكَلفْ، وَما أنْـ
ـتَ بحَيّ الأحْشاءِ، إنْ لَمْ تُبَالِهْ(37/219)
شَرّدَ النّوْمَ عَنْ جُفُونِكَ ضَنٌّ
مِنْ حَبيبٍ بزَوْرَةٍ مِنْ خيَالِهْ
وَاعتِلالٌ مِنْ وِدّ أوْطَفَ لا يُعْـ
ـدَمُ بَثٌّ مِنْ طَرْفِهِ وَاعتِلالِهْ
تَتَكَفّا النْفُوسُ إثْرَ تَكَفّيـ
ـهِ امْتِثَالاً لمَيْلِهِ وَاعْتِدالِهْ
كادَ شَاكي الهَوَى يُعادُ، وكادَ الـ
ـخِلْوُ يُؤتَى مِلْكاً بِخَلْوَةِ بَالِهْ
رُبّ رَغْبٍ نَقّبْتُ عَنْهُ فَلَمْ يَبْعُدْ
ونُْجحٍ، أنشَطتُهُ من عِقَالِهْ
وَقَوافٍ أهْدَيْتُها لِمُراعٍ
حُسْنَ أمْثَالِها عَلى أمْثَالِهْ
هِبرِزِيٌّ، يَرَى، وَإنْ فاضَ غَزْراً،
لامتِداحي فَضْلاً عَلى إفْضَالِهْ
وَالغِنى في القُنوعِ، أوْ سَيبِ ما يُغـ
ـنيكَ وَشْكُ ابتِدائِهِ عَنْ سُؤالِهْ
كأخيك ابنِ صَالِح بْنِ عَليٍّ
في احتِمالِ الجَليلِ، وَاستِقلالِهْ
مُوسِرٌ مِنْ خَلائِقٍ، تَترَاءَى
مِنْ ضُرُوبِ الّربيعِ، أوْ أشكَالِهْ
يَتَصَرّعْنَ للرّجَاءِِ دُنُوَّ الـ
ـغيمِ، وَالوَدقُ خارِجٌ مِن خِلالِهْ
كَمْ عَداتٍ تَضَمّنَ الجُودُ فيها
رَدَّ إكْثَارَهُ إلى إقْلالِهْ
ألحَقَ المُقْطَعَ الرجّاء، وَأدّتْ
يَدُهُ آمِلاً إلى آمَالِهْ
شَغَلَ الحاسِدينَ أنْ لمْ يَبيتُوا
قَطّ مِنْ هَمّهِ، وَلا أشْغَالِهْ
فاضِحاً سَعْيُهُمْ إذا ما تَعَاطَوا
سَعيَهُ فُحشَ نَقصِهِمْ عن كمالِهْ
لا تَسَلْ رَبّكَ الخَطيرَ، وَسَلْهُ
خَصْلَةً تَستَفِيدُها مِنْ خِصَالِهْ
لَوْ قَلِيلٌ كَفَى امْرَأَ مِنْ كَثيرٍ
لاكْتَفَيْنَا بِقَوْلِهِ من فَعَالِهْ
مُشرِقُ البِشْرِ كالحُسامِ أشَاعَ الـ
ـقَينُ مَكتُومَ إثْرِهِ بِصِقَالِهْ
يَتَجَلّى للرّاغِبِينَ بِوَجْهٍ
تَلبسُ الأرْضُ حَليَها من جَمالِهْ
رَاعَ مَعرُوفُهُ، فأرْبَى، وَبدرُ الـ
أُفْقِ رَيْعٌ مُسْتَأنَفٌ مِنْ هِلالِهْ
نَفَحَتْ كأسُهُ بطيبٍ، فَقُلْنَا
أُعْطِيَتْ نَشْرَ خِلَةٍ من خِلالِهْ
إنْ فَزِعْنَا إلَيْهِ في الرّاحِ أدّتْـ
ـنَا إلَيْها طَوْلاً سُيُوبُ سِجالِهْ(37/220)
نَتَلَقّى المُدامَ مِنْ يَدِ حُرٍّ
يَخْتَطيهَا لَنَا إلى حُرّ مَالِهْ
إنْ بَذَلْنَا لَهُ اقْتِصَاراً عَلَيْها،
جَازَ عَنْها إلى جَزِيلِ نَوالِهْ
فَتَرَكْنَا يَمينَهُ لِجَداهُ،
وَاستَمَحْنَا ناجودَهَا مِنْ شِمَالهْ
العصر العباسي >> البحتري >> أهلا بهذا الملك المقبل
أهلا بهذا الملك المقبل
رقم القصيدة : 2963
-----------------------------------
أهْلاً بهَذا المَلِكِ المُقْبِلِ،
جِئْتَ مَجيءَ العارِضِ المُسْبِلِ
قَدِمْتَ، فابْتَلّ يَبِيسُ الثّرَى،
وَاخضَرّ رَوْضُ البَلَدِ المُمْحِلِ
ألله أعْطَاكَ نِظَامَ العُلا،
وَالفَخرَ، فافخُرْ يا أبَا نَهْشَلِ
فَمَجْدُكَ الآخِرُ يُغْني بَني
نَبْهانَ عَنْ مَجْدِهِمِ الأوّلِ
العصر العباسي >> البحتري >> أنبيك عن طول الأمير وفضله
أنبيك عن طول الأمير وفضله
رقم القصيدة : 2964
-----------------------------------
أُنَبِّيكَ عَن طَوْلِ الأَميرِ وفَضْلِهِ
وعَنْ جَدِّهِ في المَكْرُماتِ وهَزْلِهِ
كَريمٌ أَبَى إِلاَّ التَّفَضُّلَ إِنَّهُ
لِدِينَارِهِ إِرْثٌ قَدِيمٌ وَسَهْلِهِ
مَحَا عَفْوُهُ ذَنْبَ المُسِيءِ ولَمْ يَزَلْ
به حِلْمُهُ حَتَّى أَتى دُون جَهْلِهِ
وأَخْدُ يَدِي مَنٌّ عَلَيَّ ،وإِنَّما
يُقَالُ لَقَوَّالِ الخَنَا خُذْ بِرِجْلِهِ
العصر العباسي >> البحتري >> أبعد مبشر وأبي عبيد
أبعد مبشر وأبي عبيد
رقم القصيدة : 2965
-----------------------------------
أبَعْدَ مُبَشِّرٍ، وَأبي عُبَيْدٍ،
وَمَعْيُوفِ المَكَارِمِ وَالمَعَالي
وَبَعدَ أبي أبي العَطّافِ أرْجُو
وَفَاءَ الدّهْرِ، أوْ عَهدَ اللّيَالي
شُيُوخُ بَني عَبيدٍ أسْلَمُوني
إلى رَبْعٍ، منَ الأكفاءِ، خَالِ
وَرِثْتُ سُيُوفَهُمْ، وَمَضَوْا كرَاماً،
وَما نَفعُ السّيُوفِ بلا رِجَالِ
العصر العباسي >> البحتري >> علي بني الفياض يوم نواله
علي بني الفياض يوم نواله
رقم القصيدة : 2966(37/221)
-----------------------------------
عَلِيُّ بَنِي الفَيَّاضِ يوْمَ نَوَالِهِ
أَخْو الغَيْثِ في إِغْزَارِهِ واحْتِفَالِهِ
إِذا مَا بلَوْنَاهُ حَمدْنَا ،وإِنَّما
يَبِينُ غَنَاءُ السَّيفِ عِنْدَ اسْتِلالِهِ
وَزَنَّا بهِ أَخطَارَ قَوْمٍ فَخَفَّضَتْ
مَوَاقِعُ مِنْهُمْ عن تَرَفُّعِ حالِهِ
جَليلٌ عَنِ الحاجَاتِ ينْجُونَ نَحْوَهُ
فَيَعْلَقْنَ حَبْلاً مُحْصَداً مِنْ حِبَالِهِ
فَلَيْسَ بِمحْطُوطٍ إِلى دُونِ حَاجَةٍ
إِذا هُوَ لَمْ يَغْضُضْ لَهَا مِنْ جَلالِهِ
متَى مَا أَعِدْ نَفْسِي عَلَيْهِ رَغِيبةً
أَكُنْ آمِناً مِنْ لَيِّهِ واعْتِلاَلِهِ
ولَمَّا التَمَسْتُ جَاهَهُ جَاءَ تالِياً
لِمُسْتَسْلِفٍ مِنْ سَبْقِ مَوْهُوب مالِهِ
ولَسْتُ خَلِيقاً لاِنْتفَاعٍ تَرُومُهُ
بِقَوْلِ امْرىٍء لم يَنْتَفعْ بفَعالِهِ
العصر العباسي >> البحتري >> خير نيلك إن أنلت الجزيل
خير نيلك إن أنلت الجزيل
رقم القصيدة : 2967
-----------------------------------
خَيرُ نَيلِكَ، إنْ أنَلتَ، الجِزيلُ،
اختيارِيكَ في الأُمُورِ الأصِيلُ
لا تُقَلّلْ، إذا هَمَمْتَ بجَدْوَى،
إنّ شَرّ الأعدادِ عِندي القَليلُ
وَإذا أشكَلَ الصّوَابُ عَلى ظَـ
ـنّكَ، فانظُرْ ماذا يَرَى إسماعيلُ
مُبتَغي غايَةٍ مِنَ الجُودِ ما يَبْـ
ـلُغُهُ دونَ مُبتَغاها عَذُولُ
آلَ مِنْ وَائِلٍ إلى بَيْتِ فَخْرٍ،
بَاتَ سَارِي العُلا إلَيهِ يُئولُ
وَادِعٌ مِنْ كِفَايَةٍ وَهْوَ بالمُلْـ
ـكِ وَتَوْفيرِ حَظّهِ مَشغُولُ
أرْيَحيٌّ، إذا تَهَلّلَ لِلْجُو
دِ أضَاءَتْ طَلاقَةٌ وَقَبُولُ
ما لوَجْهِ السّمَاءِ، حينَ تَجَلّى
حُسنُ وَجْهِ الوَزِيرِ، حينَ يُخيلُ
زَانَهُ البِشرُ وَالعَطَاءُ كَمَا طَبّـ
ـقَ صَدْرُ الحُسامِ، وَهوَ صَقيلُ
يا أبا الصّقرِ، فضْلُكَ المُرْتجى حَيْـ
ـنَ يَفْنَى المرْجُوُّ وَالمَأمُولُ
ما أُبَالي، إذا ابتَدَأتَ بنُعْمَى،
أنتَ فيها أمْ غَيرُكَ المَسْؤولُ(37/222)
وَابنُ عَبدِ العَزِيزِ في عِزّهِ النّا
بِهِ عَبْدٌ لِمَا أمَرْتَ ذَليلُ
حُكْمُهُ في يَدَيْكَ يَتبَعُ ما تَفْـ
ـعَلُ في حُرّ مالِهِ، أوْ تَقُولُ
كيفَ أخشَى الإكداءَ، وَهوَ غرِيمٌ
بَيّنٌ يُسرُهُ، وَأنتَ كَفيلُ
صِلَةٌ، إنْ أرَدْتَ ذُلّلَ مِنْهَا
جَانِبٌ رَيّضٌ، وَصَحّ عَليلُ
أنتَ فيها الجَوَادُ إن كانَ غُزْرٌ ،
أوْ جُمودٌ، فأنتَ فيها البَخيلُ
العصر العباسي >> البحتري >> نعوك بهم كان النعي ولم تمت
نعوك بهم كان النعي ولم تمت
رقم القصيدة : 2968
-----------------------------------
نَعَوْكَ بهِمْ كان النعِيُّ، ولمْ تمُتْ،
وَلَوْ مُتَّ ماتَ الظَّرْفُ بعدَكَ كلّهُ
وَما استثقَلوا منْ مُدّةٍ قَد تَكاملَتْ،
وَمِنْ عُمُرٍ لَمْ يَبْقَ إلاّ أقلّهُ
عَلى أنّ لَهْواً للصّدِيقِ يَسُرُّهُ،
ودَرْءاً على حَدّ العَدُوّ يَفُلّهُ
بَقِيتَ، أبا العَيْناءِ، فِينا وَلا يَزَلْ
لَنَا ظِلُّ أُنْسٍ، في ذَرَاكَ نحْلُّهُ
العصر العباسي >> البحتري >> إنك والاحتفال في عذلي
إنك والاحتفال في عذلي
رقم القصيدة : 2969
-----------------------------------
إنّكَ والاحتِفالَ في عَذَلي،
غَيرُ مُقيمِ زَيْغي، وَلاَ مَيَلي
بلى، إنِ اسطَعتَ أوْ قدَرْتَ فخُذْ
مِنْ خابِلٍ سَلْوَةً لمُخْتَبَلِ
إنّ الغَوَانِي رَدَدْنَ خَائِبَةً
رَسَائِلِي، واعتَذَرْنَ مِنْ رُسُلي
لنَبْوَةٍ بي عَنِ الصّبَا ثَلَمَتْ
جاهيَ، أوْ كَبرَةٍ عَنِ الغَزَلِ
مِنْ خَيْرِ ما أسعَفَ الزّمانُ بهِ،
وَنحنُ مِنْ مَنعِهِ عَلى وَجَلِ
يَوْمٌ بِغُمّى تُجْلَى بطَلْعَتِهِ الـ
ـغُمّاءُ، أوْ لَيْلَةٌ بِقُطْرَبُّلِ
يَصْفَرُّ صِبغُ الكؤوسِ للسُّكْرِ، أوْ
يَحْمَرُّ صِبُغُ الخُدودِ للخَجَلِ
ليَذْهَبِ الغَيُّ، حَيْثُ طِيّتُهُ،
ما سُبُلُ الغَيّ بَعدُ مِنْ سُبُلي
آسَى على فائِتِ الشّبابِ، وَمَا
أنْفَقْتُ مِنْهُ في الأعْصُرِ الأُوَلِ
وَمُخْتَشٍ للهِجاءِ قُلْتُ لَهُ،(37/223)
وَخَافَ عندي جَريرَةَ البُخُلِ
وِدّيَ لوْ قد كُفيتَ ما قِبَلَ الدّهْـ
ـرِ كَما قَدْ كُفيتَ ما قِبَلي
حَسْبُكَ أنْ تُحرَمَ المَديحَ، وَمَا
يؤْثِرُ مِنْ شاهِدٍ، وَمِنْ مَثَلِ
أغْنَانيَ الله بالكَثِيرِ، وَمَا
أغْنَى عَنِ الأدْنِيَاءِ والسُّفُلِ
يَكفيكَ من ثَرْوَةٍ مَبيتُكَ مِنْ
سَيْبِ أبي عَامِرٍ عَلَى أمَلِ
تَسْهُلُ أخْلاَقُهُ، وَنَحْنُ عَلى
حالٍ من الدّهْرِ وَعْرَةِ الحِيَلِ
تَحْتَلُّ مَرْفُوعَةً أَرُومَتُهُ
مِنْ وَائِلٍ في الرِّعَانِ، والقُلَلِ
إنْ تُعْطَ مَرْضَاتَهُ وَتُحْرَمْ رَذا
ذَ الغَيثِ أوْ وَبْلَهُ، فلا تُبَلِ
أجلى لَنَا العَسْكَرَانِ عَنْ قَمَرٍ
مُلْتَبِسٍ بالسّعُودِ، مُتّصِلِ
أشوَسَ لا يَلبَسُ الخَليلَ على
عَمْدِ التّكَفّي، وَكَثرَةِ الزَّلَلِ
لا يَخْلِطُ الغَدْرَ بالوَفَاء ، وَلاَ
يبيعُ إِلْفَ الخُلاَّنِ بالمَلَل
يَشغَلُني وَصْفُ ما يَبينُ بهِ،
فَكُلَّ يَوْمٍ يَزِيدُ في شُغُلي
حانَ وَداعٌ مِنّا تَشيدُ بهِ
نُعْمَى مُقِيمٍ، وَحَمْدُ مُرْتَحِلِ
فاسْلَمْ مُوَقّى منَ الحَوَادِثِ في
سِترٍ مُغَطًّى عَلَيْكَ، مُنسَدِلِ
وَلاَ تَزَلْ تَغْمرُ الوَرَى بنَدًى
مُؤتَنَفٍ مِن يَدَيكَ، مُقتَبَلِ
شعراء الجزيرة العربية >> فهد عافت >> العلقم الترياق
العلقم الترياق
رقم القصيدة : 297
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
قالت وش العلقم الترياق؟
ومحدٍ ضمادة سوى جرحه
كل اللقا لو نظرت فراق
وكل البكا من ورا فرحة
محدٍربح كود لما باق
محدٍ خسر كود من ربحه
مابه خلوق وعديم أخلاق
للكل نسبة من الصحة
يا شاعري والوهم حرّاق
أجدى من مصافحة ذبحه
خذها حقيقة من الاعماق
صدرك هو اللي طعن رمحه
مافي الكتابه جديد آفاق
كم تشبه الكسرة الفتحة
قلت اسمعيني صوتي تاق
يجمع لك الكل في شرحه
ان قلت بعض الفراق عناق
أو قلت بعض الكفن طرحه
لاني بكاذب ولا آفاق
لكنها النظرة السمحه
أكبر خطا اننا نستاق(37/224)
تعريف للبحر من ملحه
انتي اتبعيني..أنا أوراق
أو تهجريني..أنا صفحه
للشعر للحب للاشواق
لليل في داخله صبحه
بيني وبين القلم ميثاق
يهدّني..وأبني في صرحه
ذي راحتي وإسألي العشاق
العاشق كتابته مسحه
العصر العباسي >> البحتري >> تباعد نصر على آمل
تباعد نصر على آمل
رقم القصيدة : 2970
-----------------------------------
تَبَاعَدَ نَصْرٌ عَلى آمِلٍ،
يُرَاقِبُ نَصْراً، وإقْبَالَهُ
لَعَلّ حَمُولَةَ أخْنَى عَلى
غُلامي جهَاراً، أوِ اغْتَالَهُ
وَمَا كَانَ يَخْشَى عَلى قَتْلَةٍ
حَرَامٍ، يَصُونُ لَهُ مَالَهُ
وَلاَ بالهُجُومِ على الفَاحِشَا
تِ، يُمِرّ على السّيفِ سُؤالَهُ
بَلَى في تََغُّيرِ هَذا الزّمَا
نِ مَا بَدّلَ المَرْءَ أبْدالَهُ
وَصَدّتْ رَبيعَةُ عَنْ شاعِرٍ،
يُسَمّي رَبيعَةَ أخوَالَهُ
فلا بُورِكَ الشّعرُ مِنْ صَنعَةٍ،
وَمَنْ قيلَ فيهِ، وَمَنْ قالَهُ
وَكنتُ أرَى عاصِماً عاصِماً
منَ الخَطبِ، أرْهبُ إعضَالَهُ
وَلاَ المَرْزُبَانيُّ أحْمَدْتُهُ،
وَقَدْ كنتُ أحمَدُ أفْعَالَهُ
وَما إنْ أخَلُّوا بأُكْرُومَةٍ،
بَلِ النُّجْحُ لُقّيتُ إخْلاَلَهُ
هُوَ الحَظُّ يَنقُصُ مِقْدارُهُ
لِمَنْ وَزَنَ الحَظَّ، أوْ كَالَهُ
وإنّ الفَتَى تَبَعٌ للخُطُو
بِ، تَنْقُلُ أحْوَالُها حَالَهُ
وإنّ الذي تَتَهَيّا عَلَيْهِ
نَسِيبُ الذي يَتَهَيّا لَهُ
أرَى الخَيرَ والشّرَّ مِنْ مَعدِنٍ،
وإكْثَارَ سَعيٍ، وإقْلالَهُ
فَرُدّوا غُلاميَ، إنْ لَمْ يَفُزْ
بنُجْحٍ، وَلَمْ يُعْطَ آمَالَهُ
إلى سادَةٍ مِنْ بَني مَخْلَدٍ،
يَعُدُّ السّمَاحُ بهِمْ آلَهُ
العصر العباسي >> البحتري >> يا خليلي بل لست لي بخليل
يا خليلي بل لست لي بخليل
رقم القصيدة : 2971
-----------------------------------
يا خَليلي، بَلْ لَسْتَ لي بخَليلِ،
جَدّ عَنْ كلّ ما عَهِدْتَ رَحيلي
قَدْ تَرَكْنَا لَك المُدَامَ ونَيْلَ الصَّعْبِ
مِمَّنْ تُحِبُّبهُ والذَّلُولِ(37/225)
وَوهَبْتُ الفَصَّيْنِ لِلهِ مَنْ بَعْدِ
عِنَادِ الدَّاعِي وضَرْبِ العَلِيلِ
وَأرَاني أصْبَحْتُ جَلْداً على هَجْـ
ـرِ أبي مالكٍ، وَهَجرِ الشَّمولِ
لا جَوَابُ الكِتَابِ بَيَّنَ مَا أنْـ
ـتَ عَلَيْهِ، وَلا جَوَابُ الرّسولِ
أبْطَأتْ حاجَتي وَمَوْقِعُها مِنْـ
ـكَ دَليلٌ فيهَا عَلى التّعْجيلِ
بَينَ طَرْفٍ إلى المَكارِمِ نَظّا
رٍ، وَخَدٍّ تحتَ السّؤالِ أسيلِ
أتَوَانَيْتَ أمْ تَشاغَلْتَ عَنْها،
أمْ تَعَلّمْتَ مَطْلَ إسمَاعيلِ
العصر العباسي >> البحتري >> أبلغ أبا حسن بآية جوده
أبلغ أبا حسن بآية جوده
رقم القصيدة : 2972
-----------------------------------
أبلغْ أبا حَسَنٍ بآيَةِ جُودِهِ
عِندي، وَنِعمَتِهِ التي لا تُجهَلُ
إنّي بَلوْتُ لَهُ خِلالاً، لم يَرُحْ،
في مِثلِ أَصُغرِها، الغَمامُ المُسبِلُ
ماذا تَقُولُ، وَلم تَزَلْ ذا هِمّةٍ
فَضْلٍ تَقولُ بها الجَميلَ، وتَفعلُ
في فِتْيَةٍ بَكَرُوا عَليّ تَطرُّباً،
مِنْ أوْجُهٍ شتّى، وَفيهم دِعْبِلُ
وَعَلَيكَ سُقياهمْ لَنا إذْ لم يكنْ
في نَوْبَةٍ، إلاّ عَليكَ مُعَوَّلُ
فأحَقُّ مَنْ وَسِعَ النّدامى جُودُهُ
بالرّاحِ، مَن كانتْ لهُ قُطرَبُّلُ
العصر العباسي >> البحتري >> إلام بابك معقودا على أمل
إلام بابك معقودا على أمل
رقم القصيدة : 2973
-----------------------------------
إلامَ بابُكَ مَعْقُوداً عَلى أَمَلٍ،
وَرَاءَهُ مِثْلُ ماءِ المُزْنِ مَحلولُ
إذا أتَيْتُكَ إجلالاً وَتَكْرِمَةً،
رَجَعْتُ أحمِلُ بِرّاً، غَيرَ مَقْبُولِ
فاليَوْمَ أُكْسِبُ نَفْسِي نِيّةً قَذَفاً،
عَنِ اعْتِلاَلٍ عَليّ بالأباطِيلِ
فإنْ أرَدْتُكَ عَرّضْتُ الرّسُولَ لِمَا
أخشَى من الرّدّ واستأذنتُ من مِيلِ
أمَا تَرَى الغَيْثَ مَصْبُوباً عَلى كَبِدٍ
حَرّى من الأرْضِ ذاتِ العَرْضِ والطّولِ
والرّاحَ غَضْبَى عَلَيْنا ما تُلِمُّ بِنَا،
فاشْعَبْ لَنَا شُعْبَةً من ذلكَ النِّيلِ(37/226)
العصر العباسي >> البحتري >> تقضى الصبا إلا تلوم راحل
تقضى الصبا إلا تلوم راحل
رقم القصيدة : 2974
-----------------------------------
تَقَضّى الصّبَا، إلاّ تَلَوّمَ رَاحِلِ،
وَأغنى المَشيبُ عَنْ مَلامِ العَوَاذِلِ
وَتأبَى صُروفُ الدّهرِ، سوداً شخوصُها،
على البِيضِ أنْ يحظَينَ منّي بطائِلِ
يُحَاوِلْنَ مِنِّي صَبْوَةً، وَإخالُني
على شُغُلٍ، ممّا يُحاوِلنَ، شاغِلِ
رَميُّ رَزَايا صَائِباتٍ، كأنّني
لِمَا أشتَكي مِنْهَا رَميُّ جَنَادِلِ
أعُدُّ أجَلَّ النّائِبَاتِ مَجِيعََةً،
وُفُورَ الرّزَايا، وَانثِلامَ الأماثِلِ
أعَنْ دُوَلٍ في العُصْبَتَينِ تَعَاقَبَتْ،
فَمَا نَقَلَ الحلاتِ نَقْلَ التّداوُلِ
وَلَوْلا اهتِمامي بالعُلا وَانعِكاسِها،
لمَا ارْتَعْتُ ذُعْراً مِنْ تَعَلّي الأسافلِ
أمَا قَائِلٌ للشّاهِ، وَالشّاهُ غُرَّةٌ
مُخبِّرَةٌ عَنْ مُلْكِ غَرْشٍ وَكابُلِ
أطِلْ جَفوَةَ الدّنيا وَتَهوِينَ شأنِها،
فَما العاقِلُ المَغرُورُ مِنهَا بِعَاقِلِ
يُرَجّي الخُلُودَ مَعشَرٌ ضَلّ سَعْيُهُمْ،
وَدونَ الذي يَرْجُونَ غَوْلُ الغَوائلِ
وَلَيسَ الأماني في البَقاءِ، وَإنْ مضَتْ
بها عَادَةٌ، إلاّ أحاديثُ بَاطِلِ
إذا ما حَرِيزُ القَوْمِ باتَ، وَمَا لَهُ
مِنَ الله وَاقٍ، فَهْوَ بَادي المَقاتِلِ
وَما المُفلِتونَ، أجملَ الدّهرُ فيهِمِ،
بأكثَرَ مِنْ أعدادِ مَنْ في الحَبائلِ
يُسَارُ بِنَا قَصْدَ المَنُونِ، وَإنّنَا
لَنَشْعَفُ أحْيَاناً بِطَيّ المَرَاحِلِ
عِجَالاً مِنَ الدّنْيَا بأسرَعِ سَعْيِنَا
إلى آجِلٍ مِنْهَا، شَبيهٍ بِعَاجِلِ
أوَاخِرُ مِنْ عَيشٍ، إذا ما امتَحَنتَها
تأمّلْتَ أمْثَالاً لهَا في الأوَائِلِ
وَما عامُكَ المَاضِي، وَإن أفرَطتْ بهِ
عَجائِبُهُ، إلاّ أخُو عامِ قَابِلِ
غَفِلْنَا عَنِ الأيّامِ أطوَعَ غَفلَةٍ،
وَما خَوْنُهَا المَخشِيُّ عَنّا بِغافِلِ
تَغَلْغَلَ رُوّادُ الفَنَاءِ، وَنَقّبَتْ(37/227)
دَوَاعي المَنُونِ عَن جَوَادٍ وَباخِلِ
وَما فَدَحَتْنَا نَكْبَةٌ، كافِتقادِنَا
أبَا الفَضْلِ نَجلَ الأكرَمينَ الأفاضِلِ
شَبَبْنَا لَهُ نَارَ الجَوَى، وَجَرَتْ لَنا
عَلَيْهِ أساكيبُ الدّموعِ الهَوَامِلِ
وَلمْ نُعْطِهِ حَقّ الغَرَامِ، وَلم نكُنْ
لنَبْلُغَ مَفْرُوضَ الأسَى بالنّوَافِلِ
وَلِيُّ هُدَى سَفْرٍ إلى المَجْدِ سَائِرٍ،
وَقائدُ زَحْفٍ، لِلْخُطُوبِ مُقَاتِلِ
يُؤمَّلُ للخَيرِ الكَثيرِ، إذا نَبَتْ
خَلائِقُ أصْحَابِ الخُيُورِ القَلائِلِ
متى اشتَبَهوا مَرْأًى على العَينِ أعرَبَتْ
شَمائِلُ مِنْ خِرْقٍ، غَرِيبِ الشّمائلِ
إذا طَلَعَتْ منهُ شَذاةٌ على العِدَى
أرَتْ أنّ بُغْثَ الطّيرِ صَيدُ الأجادِلِ
وَيَكْفي مِنَ الرّمْحِ المُبِرّ بِطُولِهِ
بَلاغُ الحِمامِ، مِن سِنانٍ وَعامِلِ
زَعيمُ بَني ميكالَ، حَيثُ تَكامَلوا،
وَكانَ ابتِداءَ النّقصِ فَرْطُ التّكاملِ
أخُو إخوَةٍ، ما كان محْمودُ سَعيهمْ
بِوَانٍ عنِ الحُسنى، وَلا بمُوَاكِلِ
بَني أحْوِذِِيٍّ، يَغمُرُ السّيفَ وافِياً
ببَسطَتِه، وَالسّيفُ وَافي الحَمائِلِ
تَضِيقُ الدّرُوعُ التُّبّعيّاتُ مِنْهُمُ،
على كلّ رَحبِ البَاعِ، سَبطِ الأناملِ
عَرَاعِرُ قوْمٍ، يَسكنُ الثّغرُ، إن مَشوْا
عَلى أرْضِهِ، وَالثّغْرُ جَمُّ الزّلازِلِ
فَكَمْ فيهِمِ مِنْ مُنْعِمٍ مُتَطَوِّلٍ
بآلائِهِ، أوْ مُشرِفٍ مُتَطَاوِلِ
إذا سُئِلُوا جاءَتْ سُيُولُ أكُفّهمْ،
نَطائرَ جُمّاتِ التّلاعِ السّوَائِلِ
يَقولونَ مَنْ أُرْضِي، وَلا تَرْض قَائلاً
إذا لم يَكُنْ في القَوْمِ أوّلَ فاعِلِ
خَليقُونَ، سُرّوا أنْ تُلينَ أكُفُّهُمْ
عَرَائِكَ أحداثِ الزّمَانِ الجَلائِلِ
وَمَا زَالَ لَحْظُ الرّاغِبينَ مُعَلَّقاً
إلى قَمَرٍ مِنهُمْ، رَفيعِ المَنَازِلِ
أبَا غانِمٍ! لا تَبرَحَنْ غُنْمَ آمِلٍ،
تَأَمَّل نُجْحاً، أوْ مُعَوَّلَ عَائِلِ
دَعَوْتُ بِكَ َالحاجاتِ أمسِ، فطَبّقَتْ(37/228)
مَضَارِبُ مأثُورِ الغِرَارَينِ قَاصِلِ
وَلَوْ تُنصِفُ الأقدارُ كانَتْ مَطالبي
إلَيكَ، وَكَانَ الآخَرُونَ وَسَائِلي
العصر العباسي >> البحتري >> حثثنا سيرنا لما مررنا
حثثنا سيرنا لما مررنا
رقم القصيدة : 2975
-----------------------------------
حَثَثْنَا سَيرَنَا لَمّا مَرَرْنا
عَلى ابنِ أبي الشّوَارِبِ وَالسبَالِ
وَقُلنا: اللّيثُ يَغدو مِن قَريبٍ
فيَفرِسُ إنْ أحَسّ حَسيسَ مالِ
وَمَا قَاضٍ لَهُ مِائَتَانِ ألْفاً
مِنَ الأرْزَاقِ في شَهْرٍ بِغَالِ
نَصَرْتَ الأوْصِياءَ على اليَتامَى،
وقدمت النساء على الرجال
وأحرزت الوقوف: فكُنْتَ أولى
بِهِنّ مِنَ الكَلالَةِ وَالمَوَالي
فلا تُشلَلْ، فنِعمَ أخُو النّدامَى،
وَسَاقي فَضْلَةِ الزّقّ المُذَلِ
العصر العباسي >> البحتري >> نوائب دهر أيهن أنازل
نوائب دهر أيهن أنازل
رقم القصيدة : 2976
-----------------------------------
نَوَائِبُ دَهْرٍ، أيُّهُنّ أُنَازِلُ
بعَزْميَ، أوْ مِنْ أيّهنّ أُوَائِلُ
بُلِيتُ بِمَدْحِ البَاخلينَ، كأنّني،
على الأجْوَدينَ الغُرّ، بالشّعرِ باخِلُ
وَكنتُ، وَقَدْ أمّلْتُ مُرّاً لِنَائِلٍ،
كَطالبِ جَدْوَى خُلّةٍ، لا تُوَاصِلُ
تَقاعَسَ دونَ المَكرُماتِ، وَبُلّدَتْ
خَلائِقُ مِنْهُ لا تَزَالُ تَوَاكَلُ
وَكيفَ تَنَالُ المَجْدَ كَفُّ مُوضَّعِ
لهُ في اسْتِهِ شُغْلٌ عَنِ المَجْدِ شاغِلُ
فَلاَ زِلْتُ أُهْدِي بَعْدَ مَا كَان بَيْنَنَا
لِطَيْءِ نَرِيزٍ سُوءَ ما أَنا قَائِلُ
هُمُ سَرَقُوا طِرْفِي وقَدْ جِئْتُ مادِحاً
لَهُمْ ، إِنَّ بَعْضَ المَدْحِ إِفْكٌ وباطِلُ
ضِفَنُّونَ مِنْ تَحْتِ الدُّروعِ كأَنَّهُمْ
إِذا َكِبُوا الخَيْلَ النِّسَاءُ الحَوامِلُ
وَلَسْتُ أُحَابي في الهِجَاءِ عَشِيرَتي
بِشْيءِسِوَى أَلاَّ تُراعَ الحَلاَئلُ
فِدَاءُ التَّليِيدِيِّين نَفْسِي ، فَإِنَّهُمْ
تَلِيدُون في العَلْيَاءِ ،بِيضِّ ، أَفاضِلُ(37/229)
مُقيمُونَ بالثَّغْر المَخُوفِ تَحَضُّهُمْ
عَلَى الطَّعْنِ عَادَاتُ الجُدُودِ الأَوَائلُ
إِذا اجْتَمعَتْ أَيْدِيهُمُ في مُلِمَّةٍ
فَأَهْوِنْ بِمَا تُطْوَى عَلَيْهِ القَبائلُ
وقَدْ غَنِيَتْ أَرضُ الجِبَالِ ، فَمَا يُرَى
يَمَانِ بِهَا إِلاَّ هُمُ والمَنَاصِلُ
إِذا شِئْتُ في حِبْتُونَ أَدَّى خُفَارَتِي
إِلى الجَانِبِ الغَرْبِيّ أَرْوعُ باسِلُ
وأَيُّ امْرِىءٍ يَخْشَى الأَعادِي وَدُنَهُ
حِجَابُ ابْنِ عَمْروٍ والرِّماحُ الذَّوابِلُ
العصر العباسي >> البحتري >> قل لأبي جعفر وإن له
قل لأبي جعفر وإن له
رقم القصيدة : 2977
-----------------------------------
قُلْ لأبي جَعْفَرٍ، وإنّ لَهُ
يَداً يَنَالُ البَعيدُ نَائِلَهَا
تَأبَى يَدُ الغَيْثِ أنْ تُسَاجِلَهَا،
وَيَقْصُرُ الدّهْرُ أنْ يُطَاوِلَهَا
بَقِيتَ في وائلٍ، فَحِينَئِذٍ
تَبْقَى رُبَى المَجْدِ وَالعَلاءِ لَهَا
مَنَعْتَ بالمُرْهَفَاتِ جَارِمَهَا،
وَعُلْتَ بالمَكْرُمَاتِ عَائِلَهَا
تُعَدُّ أفْعَالُكَ الحَصِينَةُ، إنْ
قَبيلَةٌ عَدّدَتْ مَعَاقِلَهَا
كَمْ لكَ فيها مِنْ نَائِلٍ ونَدَّى،
سُدْتَ بِهِ بَكْرَها وَوَائِلَهَا
أُذيعُ جَدْوَاكَ أمْ أكُونُ كَمَنْ
يَكْتُمُ شُؤبُوبَهَا وَوَابِلَهَا
هَا إنّهَا نِعْمَةٌ، إذا ذُكِرَتْ،
كانَتْ عَطَاءً، وَكُنْتَ باذِلَهَا
لَنْ يَتَوَلّى إتْمَامَ آخِرِهَا،
إلاّ كَرِيمٌ أنْشَا أوَائِلَهَا
كُنْتُ بِبَدْءِ الإحْسانِ عاجِلَهَا،
فكُنْ بعَوْدِ الإحْسَانِ آجِلَهَا
العصر العباسي >> البحتري >> لئن ثنى الدهر من سهمي فلم يصل
لئن ثنى الدهر من سهمي فلم يصل
رقم القصيدة : 2978
-----------------------------------
لَئن ثَنَى الدّهرُ من سَهمي فلَمْ يَصِلِ،
وَرَدّ مِنْ يَديَ الطّولى، فلَمَ تَنَلِ
لَقَدْ حَمِدْتُ صُرُوفاً مِنهُ عَرّفني
مَذْمُومُها عُصْباً مِمّنْ عَليّ وُلي
بَني المُدَبِّرِ ما استَبطأتُ سَعْيَكُمُ،(37/230)
ولا أرَدتُ بكُمْ في النّاسِ مِنْ بدلِ
أيّامُكُمْ هيَ أيّامي، التي عَدَلَتْ
مَيلي، وَدَوْلَتكُمْ حَظّي من الدّوَلِ
أقَمْتُ مِنْ سَيْبِكُمْ في يانعٍ خَضِِرٍ،
وَسِرْتُ من جاهِكُمْ في وابِلٍ خَضِلِ
تَنَكّرَ النّاسُ للنّاسِ الأَلَى عَرَفُوا،
وتلكَ حالُ أبي إسحاقَ لمْ تَحُلِ
إنْ زَادَهُ الله قَدْراً زَادَنَا حَسَناً
مِنْ رأيِهِ، فكأنّ الأمْرَ لمْ يَزَلِ
نَعُودُ منكَ على نَهْجٍ بَدأتَ بهِ،
فَنَحْنُ نَخْبِطُ في أخلاقِكَ الأُوَلِ
أأتْرُكُ السّهلَ مِنْ جَدوَاكَ أتبَعُهُ،
وأطلُبُ النّائِلَ الأقصَى إلى الجَبَلِ
نَعَمْ وجدتُ المُخَلّى ليسَ يَُحمدُ من
مَرْعَاهُ ما يَحْمدُ المَحْظُورُ في الطِّوَلِ
أقصِرْ برَأييَ إنْ شَرّقَتُ عَنكَ غَداً،
وَمَرّ بَعدَكَ لي لَيْلٌ، فلَمْ يَطُلِ
ولَوْ مَلَكْتُ زَمَاعاً ظَلَّ يَجْذِبُنِي
قَوْداً لَكَانَ نَدَى كَفَّيْكَ مِن عُقُلِي
ما بَعدَ جُودِكَ، لَوْلا ما يُجَاوِرُهُ،
بسُرّ من رَاءَ، من جَهلٍ وَمن بُخُلِ
فَكَيْفَ أنْظُرُ مُختاراً إلى بَلَدٍ،
يَكُونُ يَأسِيَ أعْلَى فيهِ مِنْ أمَلي
جاءَ الوَليُّ، فَبَلّ الأرْضَ رَيّقُهُ،
وَغُلّتي مِنْهُ ما أفضَتْ إلى بَلَلِ
وَقَدْ سألتُ، فَما أُعطيتُ مَرْغَبَةً،
وَكَانَ حَقّيَ أنْ أُعْطَى، وَلَمْ أسَلِ
أرْمي بظَنّي، فلا أعدو الخَطَاءَ بهِ،
إِعجَبْ لأخطاءِ رَامٍ مِنْ بني ثُعَلِ
أسِيرُ إذْ كُنْتُ في طُولِ المُقامِ بها
أُكْدِي لَعَلّيَ أُجْدَى عندَ مُرْتَحَلي
وَرُبّما حُرِمَ الغَازُونَ غُنْمَهُمُ
في الغزْوِ ثمّ أصَابُوا الغُنمَ في القَفَلِ
شَرّقْ وَغَرّبْ فعَهدُ العاهدينَ بمَا
طالَبَتَ في ذَمَلانِ الأيْنُقِ الذُّمُلِ
وَلاَ تَقُلْ أُمَمٌ شَتّى، ولا شِقَقٌ،
فالأرْضُ من تُرْبَةٍ والنّاسُ من رَجُلِ
العصر العباسي >> البحتري >> لئن بخلت بما تحوي يداك لقد
لئن بخلت بما تحوي يداك لقد
رقم القصيدة : 2979(37/231)
-----------------------------------
لَئِنْ بَخُلْتَ بما تَحْوي يَداكَ لَقَدْ
أَصبحْتَ سَمْحاً بِمَا تَحْتَ السَّراوِيلِ
زَخْرَفْتُ فِيكَ مَدِيحاً كُلُّهُ كَذِبٌ
فكُنْتَ أَكْذَبَ مِن مَدْحِي وتَأْمِيلي
شعراء الجزيرة العربية >> فهد عافت >> عصفورتين و شمس
عصفورتين و شمس
رقم القصيدة : 298
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
على حد العطش أرسم فمي غيمة وخمس أطفال
على حد الظلام أشعل يدي عصفورتين وشمس
مكاني مو مكاني والزمان يشوفني أشكال
أجي مرة صراخ أقوى من الحكمة ومرة همس
أنا كرهي خبال ولا عشقت أعشق بعد بخبال
ولا أعرف الوسط بين الحلول وذي طبيعة نفس
وأنا عشقي لباكر ولاجل ذا باركض رفيق ظلال
وفي زوادتي تمر النخيل اللي زرعني أمس
معي في الذاكرة بنتٍ توصيني بمشط وشال
وصوت أمي يوصي لا تجي ربعك بخاطر عمس
وأنا أمك لاتنام بليلةٍ وأنت خلي البال
وخل أدنى طموحك لانظرت لنجمتين اللمس
وأنا أمك لاصعدت إصعد مثل دعوة فقير الحال
ولامنك نزلت إنزل مثل غيثٍ بيحيي غرس
وعلى حد العطش إرسم فمك غيمة وخمس أطفال
وعلى حد الظلام إشعل يدك عصفورتين وشمس
العصر العباسي >> البحتري >> لما استعنت على الخطوب بصالح
لما استعنت على الخطوب بصالح
رقم القصيدة : 2980
-----------------------------------
لمَّا اسْتَعَنْتُ على اَلخُطُوبِ بِصَالحٍ
سَلَكَتْ هَوادِيهَا الطَّرِيقَ الأَمْثَلاَ
تَقِفُ الموالي حَجْرتَيْهِ فإِنْ غَدَا
أَغْدَى أُسُوداً ما تُرامُ وأَشْبُلا
نَصحَ الخَلِيفَةَ ذَائِداً عَنْ مُلْكِهِ
وكَفَى الخِلاَفَةَ ما أَهَمَّ وأَعْضَلا
سَيْفٌ عَلى أَعْدائهِ لا تَنْجِلي
ظُلَمُ الخُطوبِ السُّودُ حَتى يُجْتَلَى
تَثْنِي بوَادِرَهُ الأَنَاةُ ، ورُبَّما
سارَتْ عَزِيمتُهُ فكَانَتْ جَحْفَلاَ
خِرْقٌ سَمتْ أَخْلاَقُهُ فَتَرفَّعَتْ ،
وأَضَاءَ رَوْنَقُ وَجْهِهِ فَتَهَلَّلا
لا تَثْلِمُ الأَطْمَاعُ فِيهِ ولا يُرَى(37/232)
بَيْن الخِيانةِ والعَفَافِ مُميَّلا
صَحَّتْ مَذَاهِبُهُ فَآضَ مُهَذَّباً
كالكَواكَبِ الدُّرِّيِّ أَشْرَق واعْتَلَى
وحَلِيفُ جُودٍ لا يَرَى أَنْ يَغْتَدِي
مُتَكَنِّياً بالفَضْلِ حَتّى يُفْضِلاَ
يا واحِدَ الكَرَمِ الَّذِي ضَمِنَتْ لهُ
أَفْعَالُهُ دَرَكَ المَكَارِمِ والعُلاَ
إِنَّ الخَلِيفَةَ لَيْسَ يَرْقُبُ بالَّذِي
طالَبْتُ إِلاَّ أَنْ تَقُولَ فَيَفْعَلا
العصر العباسي >> البحتري >> هل الربع قد أمست خلاء منازله
هل الربع قد أمست خلاء منازله
رقم القصيدة : 2981
-----------------------------------
هَلِ الرَّبْعُ قد أَمْستْ خَلاَءً مَنَازِلُهْ
يُجيبُ صَدَاهُ أَو يُخَبَّرُ سَائِلُهْ ؟
وهَلْ مُغْرَمٌ قد ضَعَّفَ الحُزْنُ وَجْدَهُ
يُكَفْكِفُ دَمْعاً قد تَحَدَّرَ هَامِلُهْ ؟
أَعِنِّي على عَيْنٍ قَلِيلٍ هُجُودُها
عَصَتْ ، وعلى قَلْبٍ كثيرٍ بَلاَبلُهْ
يَشُطُّ فَيَنْأَى مَنْ نُحِبُّ اقْتِرابَهُ ،
ويَقْطَعُنا مِنْ هَجْرِهِ مَنْ نُواصِلُهْ
لَقَدْ نُصِرَتْ ، والنَّصْرُ أَوْلَى حُقوقِهَا ،
جَيُوشُ أَبي الجيْشِ الحِدَادِ مَناصِلُهْ
كَفَاهُ العِدَى حَتَّى تَصَرَّمَ كَيْدُهُمْ
طُغجُّ بْنُ جُفٍّ مُصْلَتَاتٍ قَنَابِلُهْ
بِقُونِيةَ العُلْيَا مَكَاناً إِذِ القَنَا
بِقُونِيَةَ العُلْيا تُدَمَّى عَوَامِلُهْ
وَيوْمَ الحَريقِ في مَلُورِيةَ انْتَحَى
لِساكِنها مَوْتٌ تَيَسَّرَ عاجِلُهْ
وأُصْفِيَ مِنْ بُرْغُوثَ سَبْيٌ كأَنَّما
عَقَابِيلُ أَسْرَابِ الظِّبَاءِ عَقَابِلُهْ
وقد أَزْعَجتْ خَيْلَ الدُّمُسْتُقِ خَيْلُهُ
كمَا أَزْعَج الْعَامَ المُجَرَّم قابِلُهْ
فلا مَعْقِلٌ إِلاَّ حوَتْهُ سُيُوفُهُ ،
ولا مَغْنَمٌ إِلاَّ حَجَتْهُ جَحَافِلُهْ
إِذا مَا طُغُجُّ سارَ في صَدْرِ عَسْكَرٍ
تُجِيبُ رواغِيهِ عِشَاءً صَوَاهِلُهْ
رأَيْتَ الرَّدَى سهْلَ السَّبِيلِ الى العِدَى
وقد رُفِعَتْ للنَّاظِرينَ قَسَاطِلُهْ(37/233)
إِذا أَظْلَمَ الدَّهْرُ العَبُوسُ أَضاءهُ
أَغَرُّ مِنْ الفِتْيَانِ حُلْوٌ شَمَائِلُهْ
إِذا طَلَب الأَقْوَامُ رُتْبَةَ مَجْدِهِ
أَبَاهَا عَلَيْهِمْ تُبَّعٌ ومَقَاوِلُهْ
العصر العباسي >> البحتري >> يا أبا جعفر وأنت كريم
يا أبا جعفر وأنت كريم
رقم القصيدة : 2982
-----------------------------------
يا أَبَا جَعْفَرٍ وأَنْتَ كريمٌ ،
ماجِدٌ ، سيِّدٌ ، أَغَرُّ ، نَبيلُ
قَدْ تَلَقَّيْتَ بالقَبُولِ مَدِيحِي ،
وَكَذَا يَفْعَلُ الرَّئيسُ الجَلِيل
هِيَ بَكْرٌ زُفَّتْ إِليْكَ عَرُساً
وَلَهَا عِنْدَكَ الصَّدَاقُ الجَزِيلُ
فَاجْعلِ النَّقْدَ عاجِلا إِنَّ خَيْرَ الْعُرْفِ
عُرْفٌ يَزينُهُ التَّعْجِيلُ
وَأَرَى عَزْمَكَ التَّرَحُّل في اليََوْمِ
، وعَزْمِي غَداً كَذاك الرَّحِيلُ
فَلْيَكُنْ بِلاُّك الجَوَابَ ، فإِنِّي
بِجَمِيلِ الثَّنَاءِ رَاعٍ كَفِيلُ
العصر العباسي >> البحتري >> يلاوط والإست من عنده
يلاوط والإست من عنده
رقم القصيدة : 2983
-----------------------------------
يُلاَوطُ والإسْتُ مِنْ عِنْدهِ
فَيَا عَجَبَا لِلِّوَاطِ المُحالِ
أَخَذْتَ غُلاَمِي فَقَنَّعْتَهُ
وخَوَّلَكَ الجَهْلُ أَهْلِي ومالي
تُكَلِّفُهُ فَوْقَ ما يَسْتَطِيعُ
إِذا برَكَ التَّيْسُ تَحْتَ الغَزَالِ
إِذا مَا عَلاَكَ لذَاتِ اليَمِينِ
تَدَحْرَجَ عَنْكَ لِذَاتِ الشِّمالِ
صَبيٌّ يَواسَى عَلَيْهِ وفِيهِ
رُمَاةُ الكُلَى وذَوَاتُ الحِجَالِ
يُوقِّرُ مِنْ رِدْفِهِ للصَّديقِ
، ويَخْبَأُ مِنْ أَيْرهِ للعِيَال
العصر العباسي >> البحتري >> إن ألأمير أبا علي أصبحت
إن ألأمير أبا علي أصبحت
رقم القصيدة : 2984
-----------------------------------
إِنَّ ألأَميرَ أَبا عَليٍّ أَصْبحَت
كَفَّاهُ قَدْ حَوَتِ المَكَارمَ والعُلاَ
حَاطَ الخِلاَفةَ ذَئِداً عَنْ عِزِّها
وكَفَى الخَليفةَ مَا أَهَمَّ وأَعْضَلاَ
سَيْفٌ عَلَى أَعدَائِهِ ، لا تَنْجَلِي(37/234)
ظُلَمُ الخُطُوبِ السُّودِ حَتَّى يُجْتَلَى
تَثْنَِي بوَادِرَهُ الأَنَاةُ ، ورَبَّما
سَارتْ عزِيمتُهُ ، فَكاَنَتْ جَحْفَلاَ
تَقِفُ المَوَالي حَجْرَتَيْهِ فإِنْ غَدَا
أَغْدَى لُيُوثاً ما تُرَامُ وأَشْبُلاَ
قَدْ جَرَّبَ الأَعْدَاءُ مِنْ وَقَعَاتِهِ
مَا كَفَّ غَرْبَ الخَالِعِينَ ونَكَّلا
كَمْ سادِرٍ في الغَيَِ ذَمَّ فِعَالَهُ
لَمَّا هَوَى تَحْتَ السُّيُوفِ مُجَدَّلاَ
كَأَبِي نُمَيْرٍ إِذْ تَتَابَعَ غيُّهُ
وغلاَ به من فَرطِ بَغْيٍ ما غَلاَ
قَطَعَتْهُ وَقْعةُ مَشْرَفيٍّ صَارِمٍ
أَعْيَا لَهَا جُثْمانُهُ أَن يُوصَلاَ
وغَدَتْ به نِصْفَيْنِ قد فُصِلاَ عَلَى
حَدَقٍ تَوَخِّى قَاسِمٍ أَن يَعْدِلاَ
يَتَأَمَّلُ الأَقوامُ إِذْ حَدَقوا بهِ
نِصْفَيْنِ أَيُّهُمَا يَرَوْنَ الأَطْوَلاَ
قَدْ قُلْتُ لِلعَرَب، اشْكُرُوا ذَا أَنْعُمٍ
أَوْلاَكُمُوها صَافِحاً ومُنَوِّلاً
عَجِلَتْ مَوَاهِبُهُ لَكُمْ فَتَسَرَّعَتْ
وتَثبَّتَتْ خُطُوَاتُهُ أَنْ تَعْجَلاَ
حَقَنَ الدِّمَاءَ، ولو يَشَاءُ هَرَاقَها
جَزْلَ العَطَليا حَامِلاً مَا حُمِّلاَ
صَلُحَت بهِ أَسْبَابُ قَوْمً لَمْ يَكُنْ
إِلاَّ التُّقَى بِصَلاَحِهَا مُتَكَفّلاَ
شَمَلَ الثُّغُورَ بِدِيمةٍ مِنْ جُودِهِ
سَمْحٍ ، وذَلَّلَ حِمْصَ فِيمَا ذَلَّلاَ
أَصْحَبْتُهُ ، أَمَلِي ، وَمِثْلُ خِلاَلِهِ
كَرُمَتْ ، فأَعْطَتْ رَاغِباً مَا أَمَّلا
وَرَجَوْتُ أَنْ يُعْطَى بِقسْطِ فُتُوحِهِ
فَيُخَوَّلَ الشَّامَاتِ فيمَا خُوٍّلاَ
لِيُقَوِّمَ المُعْوَجَّ مِنْ تَدْبِيرها ،
ويُعِيدَ مُدْبِرَ كلِّ أَمْرٍ مُقْبِلاَ
وَلَرُبَّ رُتْبَةِ سُؤْدُدٍ شَفَعَتْ بِهِ
مِنْ قَبْلِ أَنْ يُدْعَى لها ويُؤَهَّلاَ
َ انَ السَّحَابُ مُجانِباً لِبلاَدِنا
حَتَّى قَدِمْتَ فَجادَ فيهِ وأَسْبَلاَ
فاسلَمْ لنا طَولَ الحيَاةِ مُؤَمَّراً ،
ومُؤَمَّلاً ، ومُعَظَّماً ، ومُبَجَّلاَ(37/235)
العصر العباسي >> البحتري >> غروب دمع من الأجفان تنهمل
غروب دمع من الأجفان تنهمل
رقم القصيدة : 2985
-----------------------------------
غُروبُ دَمْعِ مِنَ الأَجْفَانِ تَنْهَمِلُ
وحُرْقَةٌ بِغَلِيلِ الحُزْنِ تَشْتَعِلُ
ولَيسَ يُطْفِىءُ نار الحُزْنِ إِذ وَقَدَتْ
عَلَى الجَوَانحِ إِلاَّ الوَاكِفُ الخَضِلُ
إِنْ لَجَّ حُزْنٌ ، فَلا بِدْعٌ وَلاَ عَجَبٌ
أَو قَلَّ صَبْرٌ ، فَلاَ لَوْمٌ ولاَ عَذَلُ
عَمْرِي ، لقَدْ فَدَحَ الخَطْبُ الَّذي طَرَقَتْ
بِهِ اللَّيَالِي ، وجَلَّ الحادِثُ الجَلَلُ
لِلهِ أَيُّ يَدٍ بََانَ الحِمَامُ بها
مِنَّا ، وأَيَّةُ نَفْسٍ غالَها الأَجَلُ
سَيِّدَةُ النَّاسِ حَقًّا بَعْد سَيّدِهِمْ
ومَنْ المأُثُرَاتُ الُّسبَّقُ الأُوَلُ
جرَى لَهَا قَدَرٌ حَتْمٌ ، فَحلَّ بها
مَكْرُوهُه ُ ، وقضاءٌ مُوشِكٌ عَجِلُ
فَكُلُّ عَيْنٍ لَهَا مِن عَبْرَةٍ دِرَرٌ
وكلُّ قَلْبٍ لهُ من حَسْرَةٍ شُغُلُ
عَمَّ البُكَاءُ عَلَيْها والمُصَابُ بها
كَمَا يَعُمُّ سَحَابُ الدِّيمَةِ الهَطَلُ
فالشَّرْقُ والغَرْبُ مَغْمُورانِ مِن أَسَفٍ
باقٍ لِفقْدَانِها ، والسَّهْلُ والجَبَلُ
مَثُوبَةُ اللهِ مِمَّا فَارقَتْ عِوَضٌ
وجَنَّةُ الخُلْدِ مِمَّا خَلَّفَتْ بَدَلُ
قُلْ لْلإِمامِ الَّذي آلاَؤْهُ جُمَلٌ
وبِشْرُهُ أَمَلٌ ، وسُخْطُهُ وَجَلُ
لَكَ البَقَاءُ عَلَى الأَيامِ يَقْتَبِلُ
والعُمْرُ بَمْتَدُّ بالنُّعْمَى ويَتَّصِلُ
والنَّاسُ كلُّهُمُ في كُلِّ حَادِثَةٍ
فِدَاءُ نَعْلِكَ أَنْ يَغْتَالَك الزَّلَلُ
إِذا بَقْيتَ لِدِينِ اللهِ تَكُلأُهُ
فَكُلُّ رُزْءٍ صَغِيرُ القَدْرِ مُحْتَمَلُ
لَئِنْ رُزِيتَ الَّتِي ما مِثْلُها امْرَأَةٌ
لَقَدْ أَتِيتَ الَّذي لَمْ يُؤْتَهُ رَجُلُ
صبْراً ومَعْرِفَةً باللهِ صادِقةً ،
والصَّبْرُ أَجْمَلُ ثَوْبٍ حِين يُبْتًذَلُ
عَزَّيْتَ نَفْسَكَ عَنْهَا بالنَّبِيَّ ، ومَا(37/236)
في الخُلْدِ بَعْدَ النَّبِيِّ المُصْطَفَى أَمَلُ
وَكَيْفَ نَرْجُو خُلُوداً لَمْ يُخَصَّ بهِ
مِنْ قبْلِنَا أَنْبِياءُ اللهِ والرَّسْلُ
عمَّرَكَ الله في النَّعْمَاءِ مُبْتَهِجاً
بها ، وأَعْطَاكَ منْهَا فَوْقَ ما تَسَلُ
العصر العباسي >> البحتري >> قبلتها من بعيد فانثنت غضبا
قبلتها من بعيد فانثنت غضبا
رقم القصيدة : 2986
-----------------------------------
قَبَّلْتُها مِنْ بَعيدٍ فانْثَنَتْ غَضَباً
وقَدْ تَبَيَّنَ فِيهَا التِّيهُ والخَجَلُ
ومَسَّحَتْ خَدَّها مِنْ قُبْلَتِي ،ومشَتْ
كَأَنَّها ثَمِلٌ أَو مَسَّها خَبَلُ
العصر العباسي >> البحتري >> ألا إن علوا أفسدتني على أهلي
ألا إن علوا أفسدتني على أهلي
رقم القصيدة : 2987
-----------------------------------
أَلاَ إِنَّ عَلْواً أَفْسَدَتْنِي عَلَى أَهْلِي
وَقَدْ صِرْتُ من عَلْوٍ عن النَّاسِ في شُغْلِ
وإِنِّي ، وكِتْمَانِي هَوَاها وقد فَشا ،
كَذِي الجَهْلِ تَحْتَ الثَّوْبِ يَضْرِبُ بالطَّبْلِ
وإِنِّي أَرَى أَهْلي جَمِيعاً وأَهْلَها
يَسُرَّهُمُ لَوْ بانَ مِنْ حَبْلِها حَبْلي
ومَا بَيْنَنَا مِنْ رِيبَةٍ في مَوَدَّةِ
ولا مِثْلُها يُرْمَى بِسْوءٍ ولا مِثْلِي
العصر العباسي >> البحتري >> قالوا مطايا التي تهوى سترتحل
قالوا مطايا التي تهوى سترتحل
رقم القصيدة : 2988
-----------------------------------
قالُوا مَطَايَا التي تَهْوى سَتَرْتَحِلُ
في يوْمِنَا أَو غَدٍ ، والبَيْنُ مُقْتَبِلُ
فأَضْرَمُوا ، إِذْ أَشَاعُوا البَيْنَ ،في كَبِدِي
والقَلْبِ نارَ الهَوى والشَّوقِ تَشْتَعِلُ
والبَيْنُ يَفْعَلُ بالعُشَّاقِ مُحْتَكِماً
مَا لَيْسَ يَفْعلُهُ الهِنْدِيُّ والأَسَلُ
العصر العباسي >> البحتري >> عسى آيس من رجعة البين يوصل
عسى آيس من رجعة البين يوصل
رقم القصيدة : 2989
-----------------------------------
عسَى آيِسٌ من رَجعةِ البَينِ يُوصَلُ،(37/237)
وَدَهْرٌ تَوَلّى بالأحِبّةِ يُقْبِل
أيَا سَكَناً فاتَ الفِرَاقُ بأُنْسِهِ،
وَحالَ التّعَادي دُونَهُ وَالتّزَيّلُ
بِكُرْهي رِضَا العُذّالِ عَنّي، وَإنّهُ
مضَى زَمَنٌ قَد كُنتُ فيهِ أُعَذَّلُ
فَلا تَعجَبَنْ إنْ لم يَفُلْ جسميَ الضّنى،
وَلمْ يَخْترِمْ نَفسَي الحِمامُ المُعَجَّلُ
فقَبلَكَ بَانَ الفَتْحُ عَنّي مُوَدِّعاً،
وَفَارَقَني شَفْعاً لهُ المُتَوَكِّلُ
فمَا بَلَغَ الدّمعُ الذي كنتُ أرْتَجي،
ولا فعَلَ الوَجدُ الذي خِلتُ يَفعَلُ
وَما كلُّ نيرَانِ الجَوَى تُحرِقُ الحَشا،
وَلا كُلُّ أدْواءِ الصّبَابَةِ تَقْتُلُ
لَعَلّ أبا العَبّاسِ يَرْضَى أمِيرُهُ،
فيَقْرُبَ مِنّا مَا نَرُومُ وَيَسهُلُ
مَتى تَتّجِهْ عَنْهُ الرّسالَةُ لا يَخِبْ
رَسولٌ ولا يُرْدَدْ عنِ النُّجحِ مُرْسَلُ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> فم
فم
رقم القصيدة : 299
-----------------------------------
في وجهها يدور .. كالبرعم
بمثله الأحلام لم تحلم
كلوحة ناجحة .. لونها
أثار حتى حائط المرسم
كفكرة .. جناحها أحمر
كجملة قيلت ولم تفهم
كنجمة قد ضعيت دربها
في خصلات الأسود المعتم
زجاجة للطيب مختومة
ليت أواني الطيب لم تختم
من أين يا ربي عصرت الجنى؟
وكيف فكرت بهذا الفم
وكيف بالغت بتدويره؟
وكيف وزعت نقاط الدم؟
وكيف بالتوليب سورته
بالورد، بالعناب، بالعندم؟
وكيف ركزت إلى جنبه
غمارة .. تهزأ بالأنجم..
كم سنة .. ضيعت في نحته ؟
قل لي .. ألم تتعب .. ألم تسأم؟
منضمة الشفاه .. لا تفصحي
أريدُ أن أبقى بوهمِ الفمٍ
العصر العباسي >> البحتري >> هجاني النغيل وما خلتني
هجاني النغيل وما خلتني
رقم القصيدة : 2990
-----------------------------------
هَجَاني النّغيلُ، وَما خِلْتُني
أخَافُ هِجَاءَ أبي حَرْمَلَهْ
وَقَد كُنتُ أُطْنِبُ في وَصْفِهِ،
وَتثْبيتِ نِسْبَتِهِ المُشْكِلَهْ
أُرَجّي تَلَوّنَهُ بالصّفَاءِ،
وَألْقَى قَطيعَتَهُ بالصّلهْ(37/238)
أرَاهُ وَفِيّاً، وَأنْى لَهُ
وَفَاءٌ، إذا كانَ لا أصْلَ لَهْ
فَلا تَحمَدَنْ مِنْ أخٍ آخِراً،
إذا أنْتَ لَمْ تَخْتَبِرْ أوّلَهْ
فإنْ يَكُ أخْلَفَ ظَنّي بِهِ،
وَحَالَ عَنِ العَهْدِ أوْ بَدّلَهْ
فَمَا كُنتُ أوّلَ مَنْ فَاتَهُ،
لدى صَاحبٍ، بعضُ ما أمّلَهْ
ألَمْ أختَصِصْكَ بِما قَدْ عَلِمْـ
ـتَ منَ الوِدّ، وَالمِقةِ المُكمَلَهْ
وَأسْألُ فيكَ أبا صَالِحٍ،
وَما كانَ حَقُّكَ أنْ أسْألَهْ
أُخَبِّرُ أنّكَ مُسْتَوْجِبٌ
لِلُطْفِ المَحَلّةِ، وَالمَنْزِلَهْ
وكانَ جَزَائيَ مَا قَدْ عَلِمْـ
ـتَ وَما لم يكنْ لكَ أن تَفعَلَهْ
أرَاكَ رَجَعْتَ إلى جَدّكَ الـ
ـشّرِيفِ، وَقِصَّتهَِ المُعْضِلَهْ
وَمَسرَاهُ في بَطنِ قَوْصَرَهْ،
مخرَّقةِ الخُوصِ، مُستَعمَلَهْ
إذا اسوَدّ من خَلفِ تَشبيكِها،
تَوَهّمتَهُ الطَّنّ في الدّوْخَلَهْ
فَلِلّهِ هَيئَتُهُ مصبِحاَ،
وَقَدْ وَجَدُوهُ عَلى المَزْبَلَهْ
يُعَبّي الذُّبَابُ كَرَاديسَهُ،
فتَغْشَاهُ قُنْبُلَةٌ قُنبُلَهْ
هُنالِكَ لَوْ تَدْعيهِ قُشَيرٌ
لَمَا خُيّلَتْ أنّها مُبْطِلَهْ
العصر العباسي >> البحتري >> أبا الفضل أنت فتى فارس
أبا الفضل أنت فتى فارس
رقم القصيدة : 2991
-----------------------------------
أبا الفَضْلِ أنتَ فَتى فارِسٍ،
لَكَ الشّرَفُ الخُسْرُوَانيُّ كُلّهْ
أَرَاكَ تُحَرّمُ لَحْمَ الجَزُورِ
وَلَوْ قامَ ألْفُ نَبيٍّ يُحِلّهْ
وَتَغْضَبُ للفِيلِ، إنْ أزْلَقُوهُ،
لأنّ الأعَاجِمَ كانَتْ تُجِلّهْ
العصر العباسي >> البحتري >> ريح الشمال أتت بريح شمال
ريح الشمال أتت بريح شمال
رقم القصيدة : 2992
-----------------------------------
رِيحُ الشَّمَالِ أَتَتْ بِرِيحِ شَمَالِ
سَحَراً فَهاجَتْ سَاكِنَ البَلْبَالِ
واهاً بما جَاءَتْ بهِ ، وَاهاً لهُ
أَحْيَتْ بِهِ مَا ماتَ مِنْ أَوصالِي
فَجَزاؤُها حُبَّانِ حُبٌّ باسْمِها
مِنَّا ، وحُبٌّ عن جَمِيلِ فَعَالِ(37/239)
ولَهَا عَلَيْنَا في مُوافَقَةِ اسْمِها
حَقٌّ جَدِيدٌ رِعْيَةَ اسْمِ شَمَالِ
وَلَقَدْ رَضِيتُ بِهَا طَبيبا ًحَاذِقاً
يَشْفِي الجَوَانِحَ مِنْ جوىً وغِلاَلِ
وَبِهَا غَنِيتُ عَنِ العِبَادِ رَسُولَةً
تَفْرِي القِفَارَ وما تَنِي لِكَلاَلِ
تُنْبِيكُمُ أَنَّي عَلَى عَهْدٍ لَكَمْ
واللهُ يَشْهَدُ لِي بِصِدْقِ مَقَالِ
عِفْتُ الحَرامَ ، ولَمْ يَكُنْ مِنْ عَادَتي
فِعْلُ الحَرَامِ لَكُمْ وَكُلّ حَلاَلِ
وَحَميْتُ عَيْنِي كُلَّ حُسْنٍ رَائِقٍ
وَعَقَلْتُ عَوْدَ عَرَامَتِي بِعِقَالِ
ورَفَضْتُ لَذَّاتِ الحَياةِ وَطِيبَها
مِنْ مَلبَسٍ أَوْ مَطْعَمٍ أَو مَالِ
وَإِذا خَلَوْتُ وَلَمْ أَجِدْ لِي مُسْعِداً
إِلاًّ الشُّؤُونَ بِسَاجِمٍ هَطَّالِ
أَلْقَيْتُ ثَوْبِي فوْقَ وجْهي باكِياً
وجَعَلْتُ مُعْتَمَدَ الجَبينِ شِمالي
قَدْ كُنْتُ قَبلَ فِرَاقِكُم في غِبْطَةٍ
مِنْ عِيشَةٍ بِكُمْ رَخِيَّ البَالِ
مَا لِلنْوَى ، تَعِسَتْ وأُتْعِسَ جَدُّها
قَطَعتْ رَجَايَ ، وأَخلَفَتْ آمالِي
شُدَّتْ عَلَى جَمْعِ الأَحِبَّةِ عَنْوَةً
يوْمَ الخَمِيسِ ضُحىً سَفِينُ أُوَالِ
فَاسْتُلَّتْ الأَرْوَاحُ مِنْ أَجْسَامِهَا
بالشَّوْقِ وهْيَ بَعِيدةُ الآجَالِ
واسْتُمْطِرَتْ نُجْلُ العُيُونِ فأَخْضَلَتْ
وَرْدَ الخُدُودِ بِوَاكِفٍ هَطَّالِ
أَمْسَيْتُ بَعْدَكِ يا شَمالُ تَشَوُّقاً
أَسْتَنْشِقُ الأَرْوَاحَ بالآصَالِ
وأَحِنُّ في غَلَسِ الدُّجونِ مُسَهَّداً
وأُوَاصِلُ الإِدبارَ بالإِقْبَالِ
كَالْوَالِهِ الْمَجْنُونِ إِلاَّ أَنَّ في
شَحْمِ الجُنُوبِ فَضِيلةً لِهُزَالِ
كَمْ قَائِلٍ شَفِقاً تَسَلَّ لَعَلَّهُ
يَسْلُو هَوَاكَ فَقُلْتُ غَيْريَ سَالِ
كَيْفَ السُّلُوُّ وقًدْ عَقَدْتُ عُقُودَهَا
بِمَواثِقي وحِبَالَها بِحِيَالي
وأَجَلْتُ طَرْفي في العِبادِ فَلَمْ أَجِدْ
أَحداً يَفُوقُ جَمَالَها بَجمَالِ
عارٌ عَلَىَّ متى أَضَعْتُ ذِمَامَها(37/240)
أَو رُعْتُها في الحُبِّ باسْتِبْدَالِ
ومَتَى نَسِيتُ ، فَلَسْتُ أَنْسَى قَوْلَهَا
صِلْنَا بكُتْبِكَ رَأْسَ كُلَّ هِلاَلِ
العصر العباسي >> البحتري >> لما حصلنا على العشر التي بقيت
لما حصلنا على العشر التي بقيت
رقم القصيدة : 2993
-----------------------------------
لمَّا حَصَلْنا عَلَى العَشْرِ الَّتي بَقِيَتْ
وأَدْبرَ الشّهْرُ عنَّا بَعْدَ إِقْبَالِ
وآنسَتْ لَهَواتِي بَعْد ما لَفَظَتْ
طَعْمَ الصيِّيَام حَدِيثاً طَعْمَ شوَّال
أَرِيتُ ذَا رَبْعَةٍ في العَيْنِ مِنْ قِصَرٍ
وذَاكَ أَطْوَلُ مِنْ شَاهِ بْنِ ميِكالِ
العصر العباسي >> البحتري >> أما كان في تلك الدموع السوائل
أما كان في تلك الدموع السوائل
رقم القصيدة : 2994
-----------------------------------
أَمَا كَانَ في تَلْكَ الدُّموعِ السَّوائلِ
بَيانٌ لِنَاهٍ أَو جَوَابٌ لِسائل ؟
سَوَابِقُ دَمْعٍ مِنْ جُفُونٍ سَوَائلٍ
إِذا سُكِبَتْ سَحًّا ذَرَتْ بالأَنامِلِ
دَلاَئلُ مَكْنُونٍ مِنَ الوَجْدِ لاعِجٍ
وسَحُّ دُموعِ العَيْنِ أَقْوَى الدَّلائلِ
نَعمْ ، قَدْ أَفَاقَ اللاَّئِمونَ وأَسْلَمُوا
نُهَاهُ لآجَالِ الظِّبَاء الخَوَاذِل
سَمَاءٌ عَلَى أَهْلِ السَّمَاوَةِ تَغْتَدِي
بِسُقْيَا الخَلِيطِ المُسْتَقِلِّ المُزَايِلِ
فَتَنْهَلُّ فِي جَوّ تَرُبُّ ظِبَاؤُهُ
كِنانةَ كَلْبٍ لا كِنَانة وائِلِ
أَنائلُ ، جاوَرْتَ الأَحصَّ وَأَهْلَهُ
وما جُدْتَ لِلصَّبِّ المشُوقِ بِنَائلِ
لَئِنْ طَالَ لَيْلي في هَواكَ ولَوْعَتي
لما كَانَ حَظِّي في هَواكَ بِطائلِ
عَدِمْتُ النِّساءَ بَعْدَ شَمْسَةَ إِنَّها
أَرَتْنَا كُسُوفاً في شُمُوسِ الأَصَائِلِ
لَبِسْنَا بِمَا أُلْبِسَتْ مِنْ حُلِيّهَا
حُلِيًّا مِن المَخْزَاةِ صُحْلَ الجلاَجِلِ
تَضَاءَلُ مِنْ لُوْمِ الضَّجِيع إِذا الْتَوَى
عَلَى كَشْحِهَا عَيْرٌ عَظِيمُ الأَباجِلِ
إِذا حاشِهَا الفَحْلُ اللَّئِيمُ تَلَكَّأَتْ(37/241)
لَيْهِ ، ونَادَتْ : يَا لَشَمْسِ بْنِ زَامِلِ
وَمِنْ خَلْفِ بَابِ الجِسْرِ خَمْسُ حَفَائِرٍ
ظِمَاءِ التَّرَابِ عَابِسَاتِ الجنَادِلِ
لَوِ استَحْدثَتْ عِلْماً بِذَاكَ تَبَجَّسَتْ
ينَابِيعُ مِنْ فيْضِ الدُّمُوعِ الهَوامِلِ
فَيَا ذِلَّةَ الخَصْرِ اللَّطِيفِ ، وقَدْ خَلاَ
بِهِ وَهَلُ الأَقْرَابِ نَهْدُ المَراكِلِ
وَيا ضَيْعَةَ الَُّغرِ الرَّقيقِ إِذا سرَى
لِتَقْبيلِهِ رَشْفاً بِتِلْكَ الجَحَافِلِ
ويَا سَوْءَتَا مِنْ وَجْهِ بَغْلٍ مُذَرَّعٍ
يُجِدُّ سَوَاداً في وُجُوهِ القَبَائلِ
يَغِيضُ غَداً في خَالِهِ دُونَ عَمِّهِ
عَشِيَّةَ فَخْرٍ أَو غَدَاةَ تَفَاضُلِ
عَلَى وَدِّهِ لَوْ أُمُّهُ حِينَ يَنْتمِي
أَبُوهُ ، وجُزَّتْ مِنهُ عَشْرُ الأَناملِ
يَظَلُّ هَجِيناً مِنْ أَبِيهِ إِذا دَعَا
لأنْبَاطِ تَرْعُودٍ وأَعْرَابِ حَايِلِ
لَهُ سَلَفٌ منْ آلِ شُوخَى إِذَا انْتَموْا
فَلاَ لِلذُّرى يَوْماً ولاَ لِلْكَوَاهِل
إِذَا رَجَّعَ القِسِّيسُ قُلُوبُهُمْ
حَنِيناً إِلى دَيْرٍ بِحَرَّانَ آهِلِ
مَعاشِرُ لَمْ تُضْرَبْ بسَلْمى قِبَابُهُمْ
ولا ارْتَبَعُوا في يَذْبُلٍ ومُوَاسِلِ
رأَوْا رفْعَةَ الآباءِ أَعْيَ مَرَامُها
فَكَرُّوا مُرِيغِي رِفْعَةٍ بالحلاَئَلِ
إِذا مَا أَعالِي الأَمْرِ لَمْ تُعْطِكَ المُنى
فَلا بأْسَ في اسْتِنجاحِها بالأَسافِلِ
مَنَاكِحُ فِي حَيٍّ فَخَيٍّ ، تَرَاهمُ
يَسِيرونَهَا باللُّؤْمِ سيْرَ المَرَاحِلِ
بُيُوتَاتُ مَجْدٍ أَخْرَبُوها بِلُؤْمِهِمْ
فَعَادَتْ قَوَاءٌ كالرُّسُوم المَوائِلِ
وَقَدْ تَدْرُسُ الأَحْسابُ إِنْ هِيَ ضُيِّعَتْ
منَاكِحُ أَهْلِيهَا دُرُوسَ المَنَازِلِ
بنِي أُدَدٍ ،ذُلاًّ ،فَهَاتَا عَظِيمَةٌ
أَذَلَّتْكُمُ بِالعَارِ دُونَ القَبائلِ
وَفِيكُمْ أُبَةُ الضَّيْمِ مِن كُلِّ أَغْلَبٍ
أَشَمَّ طَوِيلِ اللَّيلِ دُونَ الطَّوائلِ
فَلَمْ تَدَّعُوا قِرْياضَ فِيها إِذا دَعَتْ(37/242)
عَلَى غَضَبٍ مِنها تَنُوخ بِواصِلِ
أَيَسْخَطُهَا الأَذْوَاءُ مِنْ سَرْوِ حِمْيَرٍ
وَيرْضَى بِهَا أَوْلاَدُ سَعْدٍ ونابِلِ
فَلا كُسِيَتْ تِلْكَ السُّيُوف لِزِينَةٍ
بَيَاضَ اللُّجَيْنِ واحْمِرَارَ الحَمَائلِ
وما كُنتُ أَخْشَى أَنْ أَرَى لِرِمَاحِكُم
عَوَامِلَ في الهَيْجَاءِ غَيْرَ عوَامِلِ
العصر العباسي >> البحتري >> كفي الملامة أو دومي على العذل
كفي الملامة أو دومي على العذل
رقم القصيدة : 2995
-----------------------------------
كُفِّي المَلاَمَةَ أَو دُومِي عَلَى العَذَلِ
ما اللَّوْمُ أَكْثَرُ هِمَّاتي ولا شُغُلِي
لَوْ ذُقْتِ مَا ذُقْتُهُ مِنْ حَرِّ بَيْنِهِمُ
لَكُنْتِ فِي شُغُلٍ عنِّي وعَنْ عَذَلِي
هذِي دِيارُهُمُ تُنْبِيكِ أَنَّهُمُ
أَيْدِي سبَا بَيْنَ مُحْتَلٍّ ومُرْتَحِلِ
أَخْلَتْ مَعَالِمَهُمْ نَوًى غَمَرَتْ
حشَايَ مِنْ كَمَدٍ آنٍ ومِنْ خَبَلِ
لَمَّا عَفَتْ جَدَّدَتْ شَوْقِي فَجدَّدَهَا
دَمْعٌ تَرَقْرَقَ مِنْ جارٍ ومُنْهَمِلِ
ومَا اسْتَدَرَّتْ جُفُونُ العَيْنِ إِذْ بَكَأَتْ
أَخْلاَفَ دِرَّتِهَا كالنُّؤْيِ والطَّلَلِ
يا دِمْنَةً أَحْدثَتْ مِنْها النَّوى دِمَناً
أَخْلَتْ مَرَابِعَها قَفْراً مِنَ الغَزَلِ
إِنَّ الأُلَى احْتَمَلُوا أَبْقَى احْتِمَالهُمُ
في القَلْبِ قاطِنَ شَوْقٍ غَيْرَ مُحتَمِلِ
وَفِي الأَكِلَّةِ مِنْ تَحْتِ الأَجِلَّةِ أَمْثَالُ
الأَهِلَّهِ بيْن السِّجْفِ والكِلَل
أُدْمٌ أَوانِسُ كالأْدْمِ الكَوَانِسِ أَوْ
دُمَى الكَنَائِسِ ، لَكِنْ لَسْنَ بالعُطُلِ
أَشْبهْنَ مِنْهُنَّ أَعْطَافاً وأَجْيِدَةً
والرَّبْرَبَ الْعِينَ في الأَحْدَاقِ والكَحَلِ
إِذا السُّجُوفُ انْفَرَتْ عن بيضِها انْحَسرَتْ
مِنَ السُّجُوفِ حُتُوفُ اللَّحظِ والمُقَلِ
مَا ارْتَادَ مُرْتَادُ رَيْبِ الدَّهْرِ مِنْ سَبَبٍ
إِلى النُّفُوسِ بِمِثْلِ الأَعْيُنِ النُّجُلِ(37/243)
زِينَتْ بِخَالِدٍ الدُّنَيا وزِينَتُها
وَأَبْسمَ المُلْكُ عَنْ عِزٍّ وعَنْ جَذَلِ
سَيْفٌ مِن اللهِ لم يُهْزَزْ لِمُعْضِلَةٍ
إِلا انْفَرَتْ قِطَعاً عن أَنْهَجِ السُّبُلِ
بِهِ اسْتَقَرَّ عِمَادُ الدِّينِ وانْكَشَفَتْ
عَنهُ الدُّجَى وَهْي بيْن الدَّحْضِ والزَّلَلِ
إِذا اكْتَسَى المَلِكُ الجبَّارُ أُبَّهَةً
غَشَّاهُ بالسَّيْفِ ثَوْبَ الذُّلِ والخَمَلِ
كَمْ مَارِقِ مَرَقَتْ فيهِ أَسِنَّتُهُ
والموْتُ يصْدُرُ عَنْ عَلٍّ وعن نَهَلِ
وناكِثٍ نَكَثَتْ فِي الدِّين أَشْرَتُهُ
عَنْهُ وقَدْ نَشِبَتْ فيهِ شَبَا الأَسلِ
لمَّا رأَى خَيْلَهُ تُزْجِي سَحَابَ ردًى
يَنَهَلُّ هَيْدَبُهَا بالصَّيِّبِ الخَضِلِ
فِي موْضِعٍ ضَنِكٍ تُمْسِي مَعَاقِلُهُ
إِذا اسْبَطَرَّ شِهَابُ المَوْتِ كالعْقُلِ
تَغْدُو أَسِنَّتُهُ زُرْقاً فَيَكْحَلُهَا
يَوْمَ الكرِيَهَةِ في الأَحْدَاق والكَحَلِ
إِذا انْتَضَى السِّيْفَ يَوْمَ الرَّوْعِ أَغْمَدَةُ
مُخَضَّباً مِنْ دَمِ الأَعْدَاءِ في القُلَلِ
فَإِنْ تأَوَّدَتِ الأَرْمَاحُ ثَقَّفَهَا
بكَاهِلٍ بَطَلٍ مِن فَارِسٍ بَطَلِ
إِذا اغْتَدَى اغْتَدَتِ الآمَالُ تَقْدُمُهُ
إِلى نُفُوسِ العِدَى بالخَيْلِ والوَجَل
إِذا ارْتَدَى بِنِجادِ السَّيْفِ عاتِقُهُ
قُلْتَ الحَمَائِلُ قَدْ نِيطَتْ عَلَى جَبَلِ
تَنْدَى مَنَاصِلُهُ حَتْفاً ، ورَاحَتُهُ
عُرْفاً يَفِيضُ كَفَيْضِ المُسْبِلِ الوَبِلِ
تَبِيتُ أَعْدَاؤهُ تُطْوَى على وَجَلٍ
مِنْهُ ، وَأَمْوالُهُ تُطْوَى عَلَى وَجَلِ
غَيْثُ العُفَاةِ ،وفَكَّاكُ العُنَاةِ ، وقَتَّالُ
العُداةِ غَدَاةَ الرُّوعِ والوَهَلِ
أَغَرُّ لَيْسَ لَهُ فِي البَأْسِ مِنْ مَثَلٍ
وَلاَ لَهُ في النَّدَى والجُودِ مِنْ مَثَلِ
بِسَيْفِهِ أَصْبَحَ الإِسلامُ وهْوَ حِمىً
رَاضٍ عِنِ المُلْكِ والإِسلامِ والدُّولِ
لَوْلاَ تَدَاهُ ، ولَوْلاَ سَيْفُ نِقْمَتهِ(37/244)
دَارَتْ رَحَى الدِّينِ والدُّنيَا على ثِكَلِ
وَلاَ تُمْدُّ يَدٌ يوْماً إِلى طَمَعٍ
وَلاَ ثَنَتْهَا أَكُفُّ اليَأْسِ بالشَّلَلِ
إِذا تَصَعَّبَتِ الأَيَّامُ قَلَّدَها
رَأْياً يَرُدُّ شَبَا الأَيَّامِ عن فَلَلِ
تَبِيتُ أَعْيُنُ صَرْفِ الدَّهْرِ قَاذِيَةً
بالعِزِّ مِنْ دُونِهِ تُغْضِيعَلَى قَبَلِ
مَا زالَ يَمْلِكُ وَفْْراً غَيْرَ مُدَّخَرٍ
عَنِ العُفَاةِ وعِرْضاً غَيْرَ مُبْتَذَلِ
يكادُ يَعْلَمُ ما تُخْفِي الصُّدُورُ مِنَ الآمَال
حَتَّى لَقَدْ أَجْدَى ولَمْ يُسلِ
إِذا رأَيْتَ عَطَاياهُ وَنَائِلَهُ
خِلْتَ السَّمَاحَةَ لم تُفْقَدْ ولم تَزُلِ
إِذا الخُطُوبُ امْتَرَتْ أَخْلافَ دِرَّتِهِ
دَرَّتْ بِخِلْفَيْنِ مِنْ شَرْيٍ ومِنْ عَسَلِ
حَلَّت رِكَابُ العُلاَ والمَجْدِ أَرْحُلَها
بهِ ، وشالَتْ رِكَابُ البُخْلِ بالبَخَلِ
في كُلِّ يَوْمٍ لهُ وَعْدٌ يُحَقِّقُهُ
حَتَّى يُقَطِّعَ قَبْلَ المَطْلَ والعِلَلِ
لِخَالِدِ بْنِ يْزِيدٍ بِكْرُ مَكْرُمَةٍ
لَوْ رامَ هَادِيَهُ العَيُّوقَ لم يَنَلِ
أَرسَى قَوَاعِدَهُ مَعْنُ بْنُ زَائدَةٍ
في باذِخٍ مِنْ شَوَاةِ النَّجْمِ مُحْتَلَلِ
إِذا سَرَايا عَطَاياهُ سَرَتْ أَسَرَتْ
يَدَ المَكَارِمِ ، واسْتَغْنَتْ عَنِ العُقُلِ
لَمْ يَغْزُ ساحَتَهُ رَاجٍ سَمَاحَتَهُ
يَوْماً فَيَرْجِعُ إِلاَّ غَانِمَ القَفَلِ
كَأَنَّهُ وَبَنُو شَيْبَانَ تَكْنُفُهُ
بَدْرٌ بَدَا فِي نُجُومِ السَّعْدِ بالكَمَلِ
أَحْيا يَزِيدَ بِعُرْفٍ مِنْ مآثِرهِ
أَحْيَتْ مَآثِرَ مِنْ آبَائهِ الأُوَلِ
العصر العباسي >> البحتري >> رأيتك تنجز ما لم تعد
رأيتك تنجز ما لم تعد
رقم القصيدة : 2996
-----------------------------------
رأيتُكَ تُنْجِزُ ما لَمْ تَعِدْ
وفاءً ، وتَفعَلُ ما لمْ تَقُلْ
سأَلْتُ بِقَدْرِي ، فأَعْطَيْتَني
بِقَدْرِك تُضْعِفُ نَصْفاً بِكُلْ
فَمَا ضَرَّنِي النَّقْصُ في هِمَّتي(37/245)
إِذا كُنْتَ تُضْعِفُ لِي مَا أَسَلْ
وآمَنْتَني مِن شَمَاتِ العِدَى
على الخَوْفِ من كُرْهِهِ والوَجَلْ
فآمَنَكَ اللهُ عَثْرَ الخُطُوبِ
،وحَاطَك مِنْ هَفَوَاتِ الزَّلَلْ
ولَمَّا تَضَمَّنْتَ أَمْرِي قَعَدْتُ
، عَن السَّعْيِ ذا ثِقَةٍ مُتَّكِلْ
وقُلْتُ نَعَمْ نجَحَتْ حَاجَتي ،
وكُنْتُ أَقُولُ عَسَى أَو لَعَل
وَقَدْ عَلِمَ القَوْمُ أَنَّ الَّذي
تُحَمِّلُ لاَ بُدَّ أَنْ يَحْتَمِلْ
وأَنَّك تُسْعِفُهمْ بالكَثِيرِ
، فَتَقْبَلَ فِيمَا طَلَبْتُ العِلَلْ
ولَمْ تَعْتَلِلْ فِي الَّذي يَطّلُبُونَ
فَتَقْبَلَ فِيمَا طَلَبْتُ العِلَلْ
ولَمْ تَبْتَذِلْهُمْ بِمَنْعِ الخَطِيرِ
فَتَرْضَى لِجَاهِك أَنْ يُبْتَذَلْ
العصر العباسي >> البحتري >> رأيت الرياض الزهر يونق نورها
رأيت الرياض الزهر يونق نورها
رقم القصيدة : 2997
-----------------------------------
رأَيتُ الرِّياضَ الزُّهْرَ يُونَقُ نَوْرها
مُدَبَّجَةَ الأََرْجَاء مَوْشِيَّةَ الحَفْلِ
تَرَوَّتْ بدَاراتِ الغَمَامِ وقَدْ سَرَى
فَنَظَّمَ فِي أَوْرَاقِها لُؤْلُؤَ الطَّلِّ
وَقَدْ أَحْدَقَتْ بِيضُ الوَلاَئَدِ كالدُّمَى
بِغُدْرانِها غِبَّ المُرَوِّي مِنَ الوَبْلِ
حَوَاضِنُ لِلْعِيدَانِ فِي رَوْنَقِ الضُّحى
يَشُبْنَ شَجَى الأَلْحَانِ بالدَّلِّ والشَّكْلِ
لَطِيفُ الحَواشِي مُخْطَفُ الخَصْرِ أَهْيَفٌ
بِفَتْرِ لِحاظٍ سالِبِ اللُّبِّ والعَقْلِ
نَمَتْهُ الذُّرَى مِنْ هَاشمٍ ، وسَمَا بهِ
إِلى النَّجمِ عِزًّا شَامِخاً خَاتِمُ الرُّسْلِ
العصر العباسي >> البحتري >> قد تخللت مسلك الروح مني
قد تخللت مسلك الروح مني
رقم القصيدة : 2998
-----------------------------------
قَدْ تَخَلَّلْتَ مَسْلَكَ الرُّوحِ مِنِّي
وَبِذَا سُمِّيَ الخَلياُ الخَلِيلاَ
وإِذا مَا نطَقْتُ كُنْتَ صَحِيحاً
وإِذا مَا سَكَتُّ كُنْتَ عَليلاَ
العصر العباسي >> البحتري >> محا نور النواظر والعقول(37/246)
محا نور النواظر والعقول
رقم القصيدة : 2999
-----------------------------------
مَحَا نُورَ النَّواظِرِ والعُقولِ
أُفُولُكَ ، والبُدورُ إِلى أُفُولِ
ومنْ جَلَلِ الخُطوبِ نِعِيُّ ناعٍ
أَتَانَا عَنْكَ بالخَطْبِ الجَليلِ
هُوَ النَّبأُ العَظِيمُ ، وَكَمْ بأَرْضٍ
أُسِيلَ دَمٌ على خَدٍّ أَسِيلِ
أَيَوْمَ مُحمَّدٍ لم تُبْقِ سُؤْلاً
ولاَ أَمَلاً لِذِي أَملٍ وسُولٍ
فَكَمْ أَذْلَلْتَ مِنْ رَجُلٍ عَزِيزٍ
وكَمْ أَعزَزْتَ من رَجُلٍ ذَلِيلِ
وَلَمْ يكُ سَيَّداً لَوْ كَانَ قَيْلاً
تُغَضُّ لَدَيْهِ أَبْصارُ القُيًولِ
وما رَاحتْ بهِ النَّكْبَاءُ حَتَّى
دَعَا دَاعِي المَكارِمِ بالرَّحِيلِ
وكَمْ من حُرِّ وَجْهٍ فاطِمِيٍّ
جلَوْتَ وَكَانَ كالرَّسْمِ المُحِيلِ
وَمنْ عَظْمٍ كَسِيرٍ أَبْطَحِيٍّ
جَبرْتَ بِنَائلٍ غَمْرٍ جَزِيلِ
أَعَيْنَ السَّلسبِيل ، سَقاكِ جُوداً
كَجُودِكِ منْ عُيُونِ السَّلْسَبيلِ
عَدَتْكَ مَحبَّةٌ زَادَتْكَ حُبًّا
إِلى الصَّلَوَاتِ والسُّنَنِ العُدُولِ
ولَمَّا لَمْ نَجِدْ دَرَكاً لِثاوٍ
وَجَلَّ المَوْتُ عَنْ طَلَبِ الذُّحُولِ
رَدَدْنَا البِيضَ في الأَغْمادِ يَأْساً
وَأَطْلَقْنَا المَدَامِعَ لِلغَلِيلِ
ورُحْنا حَوْلَ شَرْجَعِهِ كَأَنَّا
نَشَاوَى رَائِحُونَ مِنَ الشَّمُولِ
نَغُضُّ لَهُ النَّوَاظِر وَهْوَ مَيْتٌ
لِهَيْبَتِهِ ونُخْفِضُ مِنْ عَوِيلِ
حَيَاءً مِنْ صَنَائعهِ اللَّواتي
أَخَذْنَ لَهُ مَوَاثِيقَ العُقُولِ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> رسالة من سيدة حاقدة
رسالة من سيدة حاقدة
رقم القصيدة : 300
-----------------------------------
قُلتَ ... لا تدخُلي
وسددتَ في وجهي الطريق بمرفقيكَ ... وزعمتَ لي ...
أن الرفاق أتوا إليك ... أهُمُ الرفاق أتوا إليك
أم أن سيدةً لديك ... تحتلُ بعدي ساعديك ؟
وصرختُ محتدماً : قفي ! والريحُ ... تمضغُ معطفي ...(37/247)
والذل يكسو موقفي ... لا تعتذر يا نذلُ لا تتأسف
أنا لستُ آسفةً عليك ... لكن على قلبي الوفي
قلبي الذي لم تعرِفِ ... ماذا لو انكَ يا دني ... أخبرتني
أني انتهى أمري لديكَ ... فجميعُ ما وشوشتني
أيامَ كنتَ تحبنيَ ... من أنني ...
بيتُ الفراشةِ مسكني ... وغدي انفراطُ السوسنِ
أنكرتهُ أصلاً كما أنكرتني ...
لا تعتذر ...
فالإثمُ ... يحصدُ حاجبيكَ أحمرها تصيحُ بوجنتيك
ورباطُكَ ... المشدوه ... يفضحُ
ما لديكَ ... ومن لديكَ
يا من وقفتُ دمي عليكَ
وذللتنيَ ونفضتني
كذبابةٍ عن عارضيك
ودعوتُ سيدةً إليكَ ............ وأهنتني
من بعد ما كنتُ الضياء بناظريك ...
إني أراها في جوار الموقدِ ... أخذت هُنالك مقعدي ...
في الركن ... نفس المقعدِ ...
وأراك تمنحها يداً ... مثلوجةً ... ذاتَ اليدِ ...
سترددُ القصص التي أسمعتني ...
ولسوف تخبرها بما أخبرتني ...
وسترفع الكأس التي جرعتني ...
كأساً بها سممتني
حتى إذا عادت إليكُ ... لتروُد موعدها الهني ...
أخبرتها أن الرفاق أتوا إليك ...
وأضعت رونقها كما ضيعتني ...
العصر العباسي >> البحتري >> أهلك والليل أيها الرجل
أهلك والليل أيها الرجل
رقم القصيدة : 3000
-----------------------------------
أَهْلك واللَّيلَ أَيَّها الرَّجُلُ ،
قَدْ طَالَ هذا الرَّجاءُ والأَمَلُ
عَوِّلْ عَلَى الصَّبْرِ ، واتَّخِذُ سَبَباً
إِلى اللَّيَالِي فإِنَّها دُوَلُ
مَا أَبْعَدَ المَكرُمَاتِ عَنْ رَجُلٍ
عَلَ سُؤَالِ الرِّجالِ يتَّكِلُ
ومَا يُريدُ الفَتَى بِهِمَّتِهِ
بُلِّغَهُ مِنْ ورائهِ أَجَلُ
لِيسَ الثَّرَى والثَّريَّ والعِزّةَ
القَعْساءَ إِلاَّ السُّيُوفُ والأَسَلُ
كُلُّ امْريٍء شُغْلُهُ بِقِصَّتِهِ
وَلِلفَزَارِيِّ بالقنَا شُغلُ
فكُنْ عَلَى الدَّهْرِ فَارِساً بَطَلاً
فإِنَّما الدَّهْرُ فَارِسٌ بَطَلُ
هَلْ هُوَ إِلاَّ سَبيلُ أَوَّلِكَ الْماضِين
، أَيْنَ الجَحَاجِحُ الأُوَلُ ؟(37/248)
كَانُوا فَبَانُوا وَبَانَ ذِكرُهُمُ
فَلَيْسَ إِلاَّ الرُّسُومُ والطَّلَلُ
لاَ بُدَّ للخَيْلِ أَنْ تَجُولَ بِنَا
والخَيْلُ أَرْمَاحُنا التي تَصِلُ
فَمَرَّةً باللُّجَيْنِ تَنْعَلُهَا
ومَرَّةً بالدِّماءِ تَنْتَعِلُ
حتَّى تَرى المَوتَ تَحْتَ رَايَتِنَا
تُطْفأُ نِيرَانُهُ وتَشْتَعِلُ
فاقْنِي حَيَاءً فَلَستُ من غَزَلٍ
فَليْسَ مَنِّي النِّساءُ والغَزَلُ
طَارَ غُرابُ الشَّباب مُرْتَحِلاً
وحَلَّ شَيْبٌ فَلَيْسَ يرْتَحِلُ
هَذا لِهَذا ، والدَّهْرُ ذُو عِلَلٍ
والمرْءُ في نَفْسِهِ لَهُ عِلَلُ
تَنَقُّلُ الدَّهْرِ للغِنَى سَبَبٌ
والمرْءُ ، والدَّهرَ حَيْثُ ينْتَقِلُ
فَدُمْ عَلَى صبْرِكَ الجَمِيلِ لهُ
واعْمَلْ فإِنَّ المُلُوكَ قَدْ عمِلُوا
إِيَّاكَ والنَّاسَ أَنْ تُحمَّلَهُمْ
فوْقَ الَّذي الآدمِيُّ يَحْتَمِلُ
إِيَّاكَ والبُخْلَ عِنْدَ مَكْرُمَةٍ
وإِنْ رأَيْتَ الرِّجالَ قَدْ بَخِلُوا
وارْغَبْ إِلى اللهِ لا إِلى أَحدٍ
فإِنَّهُ خَيْرُ وَاصِلٍ تَصِلُ
العصر العباسي >> البحتري >> وقريب المزار نائي النوال
وقريب المزار نائي النوال
رقم القصيدة : 3001
-----------------------------------
وقَريبِ المزَارِ نَائِي النَّوَالِ
مَانِعٍ وَصْلَهُ عَلَى كُلِّ حَالِ
قُلْتُ لِلْعَاذِلِينَ فِيهِ أَفِيقُوا
لَسْتُ أَصْحُوا لِلَوْمَةِ العُذَّالِ
أَنَا عَبْدٌ لِمَنْ هَوِيتُ ، ولكِنْ
مَا احْتِيالي /ِنْ سُوءِ رأَي الْوَألي
أَصُدُودٌ لِغْير ذَنبٍ وهَجْرٌ ؟
كُنْ كَما شئتَ لَستُ عَنْكَ بِسالِ
العصر العباسي >> البحتري >> أترى اللاحي وقد
أترى اللاحي وقد
رقم القصيدة : 3002
-----------------------------------
أَتَرَى اللاَّحِي ، وَقَدْ ْ
أَرْوَحَ مِن نَتْنِ خَلاِلِهْ
لَمْ يَكُنْ شِيمَ نَسِيمُ
المِسْكِ مِنْ أَخْلاَقِ حَالِهْ
لاَ وَرَأْيٍ بَتَّ بالحَزْمِ
حِبَالي مِنْ حِبَالِهْ
مَا جَرَى خَاطِرُ ذاكَ الكَرَمِ(37/249)
المَحْضِ بِبَالِهْ
لَمْ يَزدْهُ اللهُ إِلاَّ
فِي التَّمَادِي فِي خَبَالِهْ
يَا عدُوََّا فِي غِنَاهُ
وَصَدِيقاً في اخْتلاَلهْ
وفَتىً يَلْعَنُهُ المَجْدُ
عَلى كُلِّ فِعالِهْ
أَنْتَ لَوْ كُنْتَ كَلاَماً
كُنْتَ مِنْ بعضِ مُحَالِهْ
أَو فَعَالاً كُنْتَ مِن عُذْرِ
حَبيبٍ واعْتِلاَلِهْ
العصر العباسي >> البحتري >> أيا من تجنبه معضل
أيا من تجنبه معضل
رقم القصيدة : 3003
-----------------------------------
أَيَا مَنْ تَجَنُّبُهُ مُعْضِلُ
وَمَنْ كُلُّ أَفْعَالِهِ مُشْكِلُ
سَاَمْنَحُكَ الهَجْرَ لا عَنْ قِلًى
ولا أَنّني لَكَ مُسْتَثْقِلُ
ولا قَائِلٌ فِيكَ إِلاَّ الجَمِيلَ
وإِنْ كَانَ ما جِئْتَ لا يَجْمُلُ
وَلكِنَّ عُذُرَك بَعْدَ الوفاءِ ،
والعُذْرُ أَقْبَحُ مَا يُفْعَلُ
وَكَمْ جَاءَني عَنْكَ مِنْ مَنْطِقٍ
يَكادُ الحَلِيمُ لَهُ يَجْهَلُ
تَصَامَمْتُ عَنْهُ كَأَنْ قُلْتَهُ
لِغَيْرِي ، وَسمْعِي بهِ مُثْقَلُ
وَقُلتُ قَبِيحٌ مَضَى مُدْبِراً
سيتْبَعُهُ الحَسَنُ المُجْمِلُ
وَعَاقِبةُ الصَّبْرِ مَحْمُودةٌ
ولَكِنْ أَخُو الخُرْقِ مُسْتَعْجِلُ
العصر العباسي >> البحتري >> كم في بني الروم من أعجوبة مثل
كم في بني الروم من أعجوبة مثل
رقم القصيدة : 3004
-----------------------------------
كم في بني الرُّومِ مِنْ أُعْجُوبَةٍ مَثَلِ
وَفي بَنِي العُرْبِ مِنْ ذِي نَجْدَةٍ بَطَلِ
إِنَّا بِأَسْيَافِنا نَعْلُو أَكَابِرَهُمْ
قَسْراً ، وتَقْتُلَنَا الولْدَانُ بالمُقَلِ
إِذا انْصَرفْنَا بقَتْلَى مِنْ سَرَاتِهِمُ
نَالُوا التِّرَاتَ بلَحْظِ الأَعْيُنِ النُّجُلِ
العصر العباسي >> البحتري >> لعمرك ما ينفك يخطر بيننا
لعمرك ما ينفك يخطر بيننا
رقم القصيدة : 3005
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ ما يَنْفَكُّ يَخْطُرُ بَيْنَنَا
مَعَ الرُّومِ حَرْبٌ بالقَنَا والمَنَاصِلِ
نُقَارِعُهِمْ بالمَوْتِ دُونَ بنَاتِهِمْ(37/250)
مُقَارعَةَ الأُسْدِ الغِضَابِ البَوَاسِلِ
فَلَمْ تَرَ عَيْنَي كاقْتِضَاءِ بَنَاتِهمْ
لوِتْرٍ لَدَيْنَا أَو طِلاَبِ الطَّوائِلِ
إِذا مَا قَتَلْنا بالسُّيُوفِ رِجَالَهَا
تَقَاضَيْنَ مِنَّا بِالعُيُونِ القَوَاتِلِ
العصر العباسي >> البحتري >> لعمري لئن أخلقت ثوب التغزل
لعمري لئن أخلقت ثوب التغزل
رقم القصيدة : 3006
-----------------------------------
لَعَمْرِي لَئِنْ أَخلَقْتُ ثَوْبَ التَّغزُّلِ
وأَصْبَحْتُ عَنْ عَيْنِ الغَيُورِ بِمَعْزِلِ
وأَعْرَضْتُ عَنْ رِيِّ الصَّبُوحِ تَبلُّداً
وأَقْصَرَ جَهْلِي مِنْ مَراحِ التَّبَطُّلِ
فرُبَّ مَصُونَاتٍ بَكَرْنَ لِنُزْهَةٍ
فَوَافَيْنَ في غُمَّى بأَنْزَهِ مَنْزِلِ
إِذا مَا تَنَازَعْنَ الحَديِثَ شَوَارِباً
مَزَحْنَ حُمَيَّاهَا بحُسْنِ التَّدلُّلِ
غَنِيتُ وَجِيهاً عِنْدَهُنَّ مُمَتَّعاً
بِمَا شِئْتُ مِن لَهْوٍ ورَشْفِ مُقَبَّلِ
أَوَانَ رِكَابِ الجهْلِ عِنْدَ تَطَرُّبِي
مُوَجَّهةٌ نَحْوَ الخِبَاءِ المُجلَّلِ
إِلى ظِلِّ مَمْرُوجٍ بَرُودٍ مقِيلُهُ
طَلِيلِ السَّوَاري بالقِبَابِ مُعزَّلِ
لَهُ نخَلاَتٌ بالفِنَاءِ تَشُوقُنَا
كَثِيراً إِلى فَيْءٍ كَثِيرِ التَّنَقُّلِ
إِذا زَالَ زُلْنَا ناصِبِينَ كَمَنْزِلٍ
يُعَفِّيهِ سَافٍ مِنْ جَنُوبٍ وشَمْأَلِ
نَصَرْتُ بِهِ دَهْرِي ، ولِلدَّهْرِ غِرَّةٌ
بِكُلِّ غَويٍّ بالمُدَامِ مُعذَّلِ
إِذا سَارَتِ الصَّهْبَاءُ فِي أُمِّ رَأْسِهِ
يُؤَسِّفُ كَفًّا بَيْنَ دَنٍّ ومَنْزِلِ
هَشِيمَةُ ذاتِ الحاجِبَيْنِ تُعِلَّنا
مُشَمِّرَةً سُقْيا لَهَا مِنْ مُعلِّلِ
تَفُضُّ خِتامِ الرَّاحِ في ضَوْءِ بارِقٍ
يَلُوحُ حَفَافَيْ بارِقٍ مُتَهَلّلِ
سَلامٌ ، وإِنْ قَلَّ السَّلاَمُ ، مُضَاعَفاً
عَلَى ذَاكَ مِنْ لَهْوٍ وشَكْلٍ مُشَكَّلِ
سَأَنْدُبُ مَا أَبْلَيْتُهُ مِنْ شَبِيبَتي
وَأُعْوِلُ مِنْ شَيْبي إِلى كُلِ مُعْوِلِ(37/251)
عَلَيْنا بِحمْدِ اللهِ للهِ نِعْمَةٌ
تَرُوحُ وتَغْدُو مِنْ يَدِ المُتَوَكِّلِ
إِذا نَحْنُ جَدَّدْنا لَهُ الشُّكْرَ جُدِّدتْ
لَهُ نِعَمٌ أُخْرى بِبَذْلٍ مُعَجَّلِ
وَإِنْ نَحْنُ عُدْنا عَاوَدتْنا سَمَاؤُهُ
بأَحْمدَ مَنْ جَدْواهُ أَوَّلَ أَوَّلِ
فأَقْسِمُ مَا يَنْفَكُّ بالفَضْلِ عَائِداً
عَلَيْنا ، ولا نَنْفَكُّ من فَضْلِ مُفْضِلِ
جَوادُ بنِي العبَّاسِ قَدْ تَعْلَمُونَهُ
وزَيْنُ بَنِي العبَّاس ِفِي كُلِّ محْفِلِ
لهُ عِنْدَ تَجْديدِ السُّؤَالِ طَلاَقَةٌ
مُحَقَّقَةٌ بالغَيْبِ ظَنَّ المْؤَمِّلِ
كَأَنَّ وَمِيض التَّاجِ فَوْقَ جَبِينِهِ
عَلَى قَمَرٍ بالشِّعرَيَيْنِ مُكَلَّلِ
أَمَاطَ حِمَى الإِسْلاَمِ مِنْ كُلّ شُبْهَةٍ
وقَامَ بِعَدْلٍ واضِحٍ غَيْرِ مُشْكِلِ
العصر العباسي >> البحتري >> على ابن المغيرة أن يقتلا
على ابن المغيرة أن يقتلا
رقم القصيدة : 3007
-----------------------------------
عَلَى ابْنِ المُغِيرَةِ أَنْ يُقْتَلاَ
وَإِنْ كَانَ لِلبيْتِ مُسْتَقبِلاَ
تَرَى وَجْهَهُ أَبَداً كالِحاً
وعَنْ نَعَمٍ فَمَهُ مُقْفَلاَ
وما هلَّلَ اللهَ يَنْجُو بها
وَلكِنَّ مِنْ حُبِّ لا هَلَّلاَ
العصر العباسي >> البحتري >> خيال ملم أو حبيب مسلم
خيال ملم أو حبيب مسلم
رقم القصيدة : 3009
-----------------------------------
خيَالٌ مُلِمٌّ، أو حَبيبٌ مُسَلِّمُ،
وَبَرْقٌ تَجَلّى، أَم حَرِيقٌ مُضَرَّمُ
لَعَمْرِي، لقد تامتْ فُؤادَكَ تَكتُمُ،
وَرَدّتْ لكَ العِرْفَانَ، وهوَ تَوَهُّمُ
تَعُودُكَ مِنها، كُلّما اشتَقتَ، ذَكرَةٌ
تَرَقرَقُ مِنها عَبرَةٌ، ثمّ تَسْجُمُ
إذا شِئتُ أجرَتْ أدمُعي، من شؤونها،
رُبُوعٌ لهَا بالأبْرَقَينِ، وأرْسُمُ
وَقَفْتُ بها، والرّكبُ شتّى سَبيلُهُمْ،
يَفيضُونَ، مِنْهُمْ: عاذِرُونَ وَلُوَّمُ
هيَ الدّارُ، إلاّ أنّها لا تُكَلِّمُ،
عَفا مَعلَمٌ مِنْها، وأقْفَرَ مَعلَمُ(37/252)
تُقَيّضُ لي من حيثُ لا أعلَمُ النّوَى،
وَيَسْرِي إليّ الشّوْقُ من حَيثُ أعلَمُ
وإنّي لَمَوْقُوفُ الضّلُوعِ على هَوَى
مُبَتَّلَةٍ، تَنْأى ضِِرَاراً وَتَصْرِمُ
خَلَتْ، وَرأتْني مُغرَماً، فَتَجَنّبتْ،
وَشَتّانَ في حُبٍّ خَليٌّ وَمُغْرَمُ
حَلَفتُ بِما حَجّتْ قُرَيشٌ، وَحجّبتْ،
وَحازَ المُصَلّى، والحَطيمُ، وَزَمْزَمُ
وأهلِ مِنى إذْ جاوَزُوا الخَيفَ من منى،
وَهُمْ عُصَبٌ فَوْضَى: مُحِلٌّ وَمُحرِمُ
يَهِلّونَ من حيثُ ابتَدا الصّبحُ يَرْتَقي
سَناهُ إلى حَيثُ انتَهى اللّيلُ يُظلِمُ
لقَد جَشَمَ الفَتحُ بنُ خَاقَانَ خِطّةً
منَ المَجْدِ ما يَسطيعُها المُتَجَشِّمُ
يَبيتُ المُضَاهي فاترَ الطَّرْفِ دُونَها،
وَيَعجِزُ عَنْها المُقْتَدِي المُتَعَلّمُ
متى تَلْقَهُ تَلْقَ المكَارِمَ والنّدَى،
وَبَعضُهُمُ في الفَرْطِ والحِينِ يُكرِمُ
وَمَا هذِهِ الأخلاقُ إلاّ مَواهِبٌ،
وإلاّ حُظُوظٌ، في الرّجالِ، تُقَسَّمُ
تَحَمّلَ أعْبَاءَ المَعَالي بأسْرِها،
إذا حُطّ مِنها مَغرَمٌ عَادَ مَغرَمُ
وَقَامَ بِما لوْ قامَ رَضْوَى ببَعْضِهِ
هوَى الهضْبُ من أركانِ رَضْوَى الململَمُ
حُسامُ أمِيرِ المؤمنينَ الذي بِهِ
يُعَالِجُ أدوَاءُ الأَعادِي ، فتُحسَمُ
وَمَا هَزَّهُ إلاّ تَقَرّرَ عِنْدَهُ،
قَرَارَ اليَقِينِ، أيُّ سَيْفَيْهِ أصْرَمُ
أمَدُّ الرّجالِ لُبْثَةً حينَ يَرْتإي،
وأسرَعُهُمْ إمضَاءَةً حينَ يَعزِمُ
بتَسديدِهِ تُلغَى الأُمُورُ، وَتُجْتَبَى،
وَتُنْقَضُ أسبابُ الخُطوبِ، وتُبرَمُ
رَبَا في حُجُورِ المُلْكِ يُغريهِ بالحِجَى
خَلائِفُ مِنهُمْ مُرْشِدٌ، وَمُقَوِّمُ
فآضَ كَمَا آضَ الحُسَامُ تَرَافَدَتْ
عَلَيْهِ القُيُونُ، فهوَ أبيضُ مِخْذَمُ
مُدَبِّرُ مُلْكٍ أيُّ رَأيَيْهِ صَارَعُوا
بهِ الخَطبَ رُدّ الخطبُ يُدمى وَيُكلَمُ
وَظَلاّمُ أعْداءٍ، إذا بُدىءَ اعتدَى
بمُوجِزَةٍ يَرْفَضُّ من وَقعِها الدّمُ(37/253)
وَقُورٌ، يَرُدُّ العَفوُ فَرْطَ شَذاتِهِ،
وفي القَومِ أشتاتٌ: مُلِيمٌ وَمُجرِمُ
مَلِيًّ بأنْ يَغشَى الكَميَّ، وَدُونَهُ
ظُبًا تَتَثَنّى، أو قَناً تَتَحَطّمُ
وَلَوْ بَلَغَ الجَاني أقاصِيَ حِلْمِهِ،
لأعقَبَ بَعدَ الحِلْمِ مِنْهُ التّحَلّمُ
أرَى المَكرُماتِ استُهلِكَتْ في مَعَاشِرٍ،
وبادَتْ كَما بادَتْ جَدِيسٌ وَجُرْهُمُ
أرَاحُوا مَطاياهُمْ، فَلا الحَمْدُ يُبتَغَى،
وَلا المجْدُ يُستَبقى، ولا المَالُ يُهضَمُ
فأُقسِمُ لَوْلا جُودُ كَفّيكَ لم يَكُنْ
نَوَالٌ، ولا ذِكْرٌ من الجُودِ يُعلَمُ
وَما البَذْلُ بالشّيْءِ الذي يَسْتَطِيعُهُ
منَ القَّوْم، إلاّ الأرْوَعُ المُتَهَجِّمُ
وَيُحجِمُ أحْياناً عنِ الجُودِ بعضُ من
تَراهُ على مَكرُوهةِ السّيفِ يُقْدِمُ
إلَيكَ القَوافي نازِعَاتٌ، قَوَاصِداً
يُسَيَّرُ ضَاحي وَشْيِهَا، وَيُنَمْنَمُ
وَمُشرِقَةٍ في النّظمِ غَرّا، يَزِيدُها
بَهَاءً وَحُسناً، إنّها لَكَ تُنظَمُ
ضَوَامِنُ للحاجاتِ، إمّا شَوَافِعاً
مُشَفَّعَةً، أوْ حاكمَاتٍ تُحَكَّمُ
وكأْيِنْ غَدَتْ لي، وَهْيَ شِعرٌ مُسَيَّرٌ،
وَرَاحَتْ عَليّ، وَهْيَ مالٌ مُقَسَّمُ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> حقائب البكاء
حقائب البكاء
رقم القصيدة : 301
-----------------------------------
إذا أتى الشتاء..
وحركت رياحه ستائري
أحس يا صديقتي
بحاجة إلى البكاء
على ذراعيك..
على دفاتري..
إذا أتى الشتاء
وانقطعت عندلة العنادل
وأصبحت ..
كل العصافير بلا منازل
يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي.
كأنما الأمطار في السماء
تهطل يا صديقتي في داخلي..
عندئذ .. يغمرني
شوق طفولي إلى البكاء ..
على حرير شعرك الطويل كالسنابل..
كمركب أرهقه العياء
كطائر مهاجر..
يبحث عن نافذة تضاء
يبحث عن سقف له ..
في عتمة الجدائل ..
*
إذا أتى الشتاء..
واغتال ما في الحقل من طيوب..
وخبأ النجوم في ردائه الكئيب
يأتي إلى الحزن من مغارة المساء(37/254)
يأتي كطفل شاحب غريب
مبلل الخدين والرداء..
وأفتح الباب لهذا الزائر الحبيب
أمنحه السرير .. والغطاء
أمنحه .. جميع ما يشاء
*
من أين جاء الحزن يا صديقتي ؟
وكيف جاء؟
يحمل لي في يده..
زنابقا رائعة الشحوب
يحمل لي ..
حقائب الدموع والبكاء..
العصر العباسي >> البحتري >> خيال يعتريني في المنام
خيال يعتريني في المنام
رقم القصيدة : 3010
-----------------------------------
خَيَالٌ يَعْتَرِيني في المَنَامِ،
لسَكْرَى اللّحْظِ، فاتِنَةِ القَوَامِ
لعَلْوَةَ، إنّها شَجَنٌ لنَفْسِي،
وَبَلْبَالٌ لقَلْبي المُسْتَهَامِ
إذا سَفَرَتْ رَأيتُ الظَّرْفَ بحتاً،
وَنَارَ الحُسنِ ساطِعَةَ الضِّرَامِ
تَظُنُّ البرْقَ مُعتَرِضاً، إذا مَا
جَلا، عَن ثَغرِها، حُسنَ ابتسامِ
كَنَوْرِ الأُقحُوَانِ جَلاهُ طَلٌّ،
وَسِمْطِ الدُّرّ فُصّلَ في النّظامِ
سَلامُ الله، كُلَّ صَباحِ يَوْمٍ،
عَلَيكِ، وَمَنْ يُبلّع لي سَلامي
لَقَدْ غادَرْتِ في قَلبي سَقَاماً،
بِما في مُقلَتَيكِ منَ السّقامِ
وَذَكّرَنيكِ حُسْنُ الوَرْدِ، لمّا
أتَى، وَلَذيذُ مَشرُوبِ المُدامِ
لَئِنْ قَلّ التّواصُلُ، أوْ تَمادى
بِنا الهِجرَانُ عاماً، بَعدَ عَامِ
فكَمْ مِنْ نَظرَةٍ لي مِنْ قَرِيبٍ
إليكِ، وَزَوْرَةٍ لكِ في المَنَامِ
أأتّخِذُ العِرَاقَ هَوًى، وَداراً،
وَمَنْ أهْوَاهُ في أرْضِ الشّآمِ
فَلَوْلا غُرّةُ المَلِكِ المُرَجّى،
لآثَرْتُ المَسيرَ عَلى المَقَامِ
وَكَيفَ يَسيرُ مُرْتَبِطٌ بنُعْمَى،
تَوَلّتْهُ مِنَ المَلِكِ الهُمَامِ
وَجَدْنا دَوْلَةَ المُعتَزّ أدْنَى
إلى الحُسنَى، وَأشْبَهَ بالدَّوامِ
هُوَ الرّاعي، وَنحنُ لَهُ سَوَامٌ،
وَلمْ أََرَ مِثْلَهُ رَاعي سَوَامِ
تُبينُ خِلالَهُ، كَرَماً وَفَضْلاً،
فيَشرُفُ في الفَعَالِ، وَفي الكَلامِ
يُضَاهي جُودُهُ نُوْءََ الثّرَيّا،
وَيَحْكي وَجْهُهُ بَدْرَ التّمامِ
أمِينَ الله! عِشْتَ لَنا مََلِيّاً،(37/255)
بِجَمْعٍ للمَحَاسِنِ وَانتِظامِ
ضَمِنتَ رَدى عدوّكَ، وَالمَوَالي
تُدافعُ، دونَ مُلكِكَ، أوْ تحامي
يَحُفُّ خَليفَةَ الرّحمَنِ مِنهُمْ
ذَوُو الآرَاءِ، وَالهِمَمِ العِظامِ
أُسُودٌ أُطْعِمَتْ ظَفَراً، فعادتْ
بقَسْمٍ للأعادي، وَاهتِضَامِ
كُمَاةٌ مِنْ كُهُولٍ، أوْ شَبابٍ،
وَفَوْضَى مِن قُعودٍ، أوْ قِيَامِ
أمامَ مَحاذِرِ السّطَواتِ يَأوِي
إلى رَأيٍ أصِيلٍ، وَاعتِزَامِ
إذا استَعرَضْتَهُ بخَفيّ لَحْظٍ،
رَضِيتَ مَهَزّةَ السّيفِ الحُسامِ
غَفُورٌ بَعدَ مَقدِرَةٍ، إذا مَا
تَرَجّحَ بَينَ عَفْوٍ وَانْتِقَامِ
فلَيسَ رِضَاهُ مَمنُوعَ النّوَاحي؛
وَلا إفْضَالُهُ صَعْبَ المَرَامِ
أبُوهُ البَحْرُ سَاحَ لَنَا نَداهُ،
فَفَاضَ، وَأُمُّهُ مَاءُ الغَمَامِ
سقَتْ هَلكى الحَجيجِ، وَأطعمتهمْ،
وَأحيَتْ ساكني البَلَدِ الحَرَامِ
وَرَدّتْ مِنْ نُفُوسِهِمِ إلَيهِمْ،
وَقَد أشفَوْا على تَلَفِ الحِمامِ
فقَد رَجَعَتْ وُفودُ الأرْضِ تُثني
بذاكَ الطَّوْلِ، وَالمِنَنِ الجِسَامِ
لَئِنْ شَكَرَ الأنامُ لَقَدْ أُغيثُوا
هُنَاكَ بِفَضْلِ سَيّدَةِ الأنَامِ
إذا كَفِلَ الإِمَامُ لَهُمْ بنُعْمَى،
تَوَلّتْ مِثْلَهَا أُمُّ الإمَامِ
وَلمْ تَرَ مِثْلَ إسماعيلَ عَيْني،
وَعَبدِ الله ذي الشّيَمِ الكِرَامِ
أشَدَّ تَقَرّباً مِنْ كلّ حَمْدٍ،
وَأبْعَدَ مَنْزِلاً مِنْ كُلّ ذامِ
تَقُولُ: الفَرْقَدانِ، إذا أضَاءَا،
فإنْ وُزِنَا تَقُولُ: ابْنَا شَمامِ
هُمَا قَمَرَانِ هَمّا أنّ يَتِمّا
لنَفْيِ الظُّلْمِ، أجمَعَ، وَالظّلامِ
وَسَيْلا وَادِيَينِ، إذا استُفيضَا
حَمِدْتَ تَدَفُّقَ الغَيْمِ الرُّكامِ
أتَمَّ الله نُعْماكُمْ، فَإنّي
رَأيْتُكُمُ النّهَايَةَ في التَّمامِ
العصر العباسي >> البحتري >> قد ترى داراسات تلك الرسوم
قد ترى داراسات تلك الرسوم
رقم القصيدة : 3011
-----------------------------------
قَدْ تَرَى دارِاساتِ تِلْكَ الرّسومِ،(37/256)
وَغَرَامَ المَعْذُولِ فِيهَا، المَلومِ
واقِفَاً يَسْألُ المَغَاني. وَيَسْتَغْـ
ـزِرُ فَيْضاً منْ وَاكِفٍ مَسْجومِ
إنّ أوَهَى الحِبَالِ حَبْلُ وَدَادٍ،
أوْشكَتْ صَرْمَهُ مَهاةُ الصّريمِ
تابَعَتْ ظُلْمَها ظَلومٌ، وَلَوْلا
شَافِعُ الحُبّ هان ظُلمُ ظَلومِ
ويَقَلُّ انْتِصَارَ مَنْ هَضََمَتْهُ
ذاتُ كَشْحٍ مُهَفْهَفٍ مَهضُومِ
آمِري بابْتِذالِ عِرْضي، وَعِرْضي
رُقْعَةٌ مُسْتَعَارَةٌ مِنْ أديمي
مُكْبِرٌ أنّني عدمتُ، وَعُدْمى
لافْتِقادِ التَُكَرُّمِ، المَعْدُومِ
كَيْفَ تَقْضي لي اللّيَالي قضَاءً
يُشْبِهُ الَعْدلَ، وَاللّيالي خُصُومي
وَعَجِيبٌ أنّ الغُيُوثَ يُرَجّيـ
؛هِنّ مَنْ لا يَرَى مَكانَ الغُيُومِ
مَنَعَ الدّهْرُ أن يُسَوّيَ في القِسْـ
مَةِ بَينَ المَحْظوظِ وَالمحْرُومِ
أَلحَتْمٍ مُقَدَّرٍ، أمْ بِحَقّ
وَاجِبٍ، مَا ادّعاهُ أهْلُ النّجومِ
وَمَرَامُ المَعْرُوفِ صَعْبٌ، إذا لمْ
تَلْتَمِسْهُ لَدَىالشَّريفِ الأرُومِ
وَمَتَى تَسْتَعِنْ بيُونُسَ تُرْفَدْ
بعَظِيمِ يَكْفِيكَ شَأنَ العَظِيمِ
كَرَمٌ يَدْرَأُ الخُطوبِ، وَلا يَدْ
رَأ لُؤمَ الخطوبِ، غيرُ الكَريمِ
في العُلا مِنْ مُلوكِ غَسّانَ وَالصِّيـ
ـدِ الصّنَادِيدِ مِنْ مُلوكِ الرّومِ
فَارِسٌ يُحْسِنُ البَقِيّةَ إنْ أو
طِىءَ أعْقَابَ عَسْكَرٍ مَهْزُومِ
مَا اسْتَماحَ العافُونَ جَدْوَاهُ، إلاّ
كانَ عِداً لَهُمْ عَتِيدَ الجُمومِ
نَابِهٌ في محَاسِنٍ شَهّرَتْهُ،
لَمْ يَكُنْ فضْلُهُنّ بالمَكتُومِ
تَقِفُ المَكْرُمَاتُ لا يَتَوَجّهْـ
ـنَ لِوَجْهٍ إلاّ إلى حيْثُ يومي
نَحْنُ مِنْ سَيبِهِ المُقَسَّمِ فِينَا،
في حيَاً وَابلٍ عليْنَا مُقِيمِ
مِنْ أمَارَاتِ مُفْلِسٍ أنْ تَرَاهُ
مُوجِفاً في اقتِضَاءِ دَيْنٍ قَديمِ
وَعَدُوُّ الإفْلاسِ ناشِدُ عَهْدٍ
مِنْ عُهودِ الأزْدِيّ، غيرِ ذَمِيمِ
سَيّدٌ أنْطَقَ القَوَافي بِنُعْمَا
هُ، وكانتْ مِن قبلُ ذاتَ وُجومِ(37/257)
يا فَتَى الأزْدُ سُؤدَداً يا أبا العَبّا
سِ، يا أحْمَدُ بْنُ إبْرَاهِيمِ
إِنَّمَا نَحْمَدُ الفَعَالَ مِنَ الحُرِّ
إِذا مَا اسَتَلامَ فِعْلَ المُلِيمِ
لَوْ جفََتْ كَفُّكَ النّدَى لَسَلَوْنَا
مِنْهُ عنْ غائِبٍ، بَطيءِ القُدُومِ
إنْ يكُنْ ما طَلَبْتَ حقّاً يُطالِبْ
نَفْسَهُ بالوَفَاءِ أرْضَى غَرِيمِ
أوْ تَغَابَى مُسامِحاً، فَكثِيراً
ما أرَانَا الغِنَى تَغَابي الكَرِيمِ
العصر العباسي >> البحتري >> أأراك الحبيب خاطر وهم
أأراك الحبيب خاطر وهم
رقم القصيدة : 3012
-----------------------------------
أأرَاكَ الحَبيبُ خاطِرَ وَهْمِ،
أمْ أزَارَتْكَهُ أضَالِيلُ حُلْمِ
تلكَ نُعمٌ، لَوْ أنعَمَتْ بِوِصَالٍ
لَشَكَرْنَا، في الوَصْلِ، إنْعَامَ نُعمِ
نَسيَتْ مَوْقِفَ الجِمَارِ، وَشَخصا
نا كَشَخصٍ أرْمي الجِمَارَ وَتَرْمِي
إذْ وَدِدْنَا الحَجيجَ، من أجلِ ما نفْـ
ـتَنُّ فيهِ، أرْسالَ عُمْيٍ وَصُمّ
حَيثُ جاهي في الغانياتِ، وَنَعتي
و مَكاني، من الشّبيبَةِ، كاسمي
ظَلَمَتْني تَجَنّباً وَصُدُوداً،
غَيرَ مُرْتَاعَةِ الجَنانِ لظُلْمي
وَيَسيرٌ عِنْدَ القَتُولِ، إذَا مَا
أثِمَتْ فيّ، أنْ تَبُوءَ بإثْمي
أجِدُ النّارَ تُسْتَعَارُ مِنَ النّارِ،
وَيَنْشو من سُقمِ عَيْنَيكِ سُقمي
لَعِبٌ ما أتَيتِ مِنْ ذلكَ الصّدِّ
فنَرْضاهُ أمْ صَرِيمةُ عَزْمِ؟
وغَرِيرٍ يَلْقَى صُبَابَةَ مُزْنٍ،
آخِرَ اللّيْلِ، في صُبَابَةِ كَرْمِ
بِتُّ عَن رَاحَتَيْهِ شارِبَ خَمْرٍ،
وَكَأنّي للسُّقْمِ شارِبُ سُمّ
وَبِحَقٍّ إنّ السّيُوفَ لَتَنْبُو
تَارَةً، والعُيُونُ باللّحظِ تُدمي
حَارَبَتْني الأيّامُ حتّى لَقَدْ أصْـ
ـبَحَ حَرْبي مَنْ كنتُ أعتَدُّ سلمي
غَيرَ أنّي أُدَافِعُ الدّهْرَ عَنّي
باحْتِقَارِي لصَرْفِهِ المُسْتَذَمّ
وَحَديثي نَفْسي بأنْ سَوْفَ أُكْفَى
حَيفَ قاضِيَّ واستِطَالَةَ خَصْمي
إنْ أخَسّتْ تِلكَ الحَقائقُ حظّي(37/258)
أجْْزَلَتْ هَذِهِ الأمانيُّ قِسْمي
وإذا ما أبَى الحَبيبُ مُؤاتَا
تي تَبَلّغْتُ بالخَيَالِ المُلِمّ
مِنْ عَطَاءِ الإلَهِ بَلّغْتُ نَفْسي
صَوْنَهَا، ثمّ مِنْ عَطَاءِ ابنِ عَمّي
كُلّمَا قُلتُ أيبَسَ المَحلُ أرْضِي،
وَلِيَتْني غَمَامَةٌ مِنْهُ تَهْمي
فَلَهُ في مَدائحي حُكْمُهُ الأوْ
فَى، وَلي مِنْ نَوَالِهِ الغَمرِ حُكْمي
كُلُّ مَشْهُورَةٍ يُؤلَّفُ فيها
بَينَ دُرّيّةِ الكَوَاكِبِ نَظْمي
أيْنَمَا قَامَ مُنْشِدٌ لاحَ نَجمٌ
مُتَلالٍ مِنْهَا، على إثْرِ نَجْمِ
وَجَهُولٍ رَمَى لَدَيْهِ مَكَاني،
قُلتُ: أقصِرْ ما كُلُّ رَامٍ بمُصْمِ
وإذا مَا العِرّيضُ وَالى أذاتي،
كانَ خُرْطُومُهُ خَليقاً بِوَسْمي
في بني الحَارِثِ بنِ كَعبِ بنِ عَمْرٍو
سَيّدُ النّاسِ بَينَ عُرْبٍ وَعُجْمِ
بأبي أنْتَ عَاتِباً، وَقَليلٌ
لكَ منّي أبي فِداءً، وأُمّي
لُمْتَنِي أنْ رَمَيتُ في غَيرِ مَرْمًى،
وَعَزِيزٌ عَلَيّ تَضْيِيعُ سَهْمي
إنْ أكُنْ حُبْتُ في سُؤالِ بَخيلٍ،
فَبِكُرْهي ذاكَ السّؤالَ وَرُغمي
والذي حَطّني إلى أنْ بَلَغتُ الـ
مَاءَ ما كانَ مِنْ تَرَفّعِ هَمّي
وَإِبَائي عَلَى مُمَلَّكِ أَرْضِي
مَا تَوَلاَّهُ مِنْ عَطائي وشَكْمي
ثمّ حالَتْ حالٌ تُكَلّفُني قِسْـ
ـمَةَ حَمدي بَينَ الرّجَالِ وَذَمّي
فأرَى أينَ مَوْضِعُ الجُودِ في القومِ
مكاني وَمَيزَ الناسُ عُدْمي
فعلامَ التثريبُ واللومُ إذْ عِلْـ
ـمُكَ فيما أقُولُهُ مِثلُ عِلْمي
وَكَأنّ الإعْرَاضَ عَنّي قَضَاءٌ
فاصِلٌ عَنْ ألِيّةٍ مِنْكَ حَتْمِ
حينَ لا مَلْجَأٌ سِوَاكَ أُرَجّيـ
ـهِ تَجَهّمْتَني، وَلَسْتَ بجَهْمِ
وإِذا مَا سَخِطْتَ والمُخُّ رَارٌرَقَّ
عَنْ أَنْ يُطِيقَ سُخْطَكَ عظْمِي
لا تُجَاوِزْ مِقْدَارَ سَطوِكَ إنْ لَمْ
تَتَطَوّلْ بالصّفْحِ مقدارَ جُرْمي
واحترِسْ من ضَياعِ حِلمِكَ في الجَفـ
ـوَةِ والانْقِبَاضِ إنْ ضاعَ حِلمي(37/259)
العصر العباسي >> البحتري >> أقصر حميد لا عزاء لمغرم
أقصر حميد لا عزاء لمغرم
رقم القصيدة : 3013
-----------------------------------
أقَصْرَ حُمَيدٍ! لا عَزَاءَ لمَغْرَمِ،
وَلا قَصرَ عن دَمعٍ، وَإن كان من دمِ
أفي كُلّ عَامٍ لا تَزَالُ مُرَوَّعاً
بِفَذّ نَعيٍّ، تارَةً، أوْ بتَوْءَمِ
مَضَى أهلُكَ الأخْيَارُ، إلاّ أقَلَّهُمْ،
وَبَادوا، كمَا بَادَتْ أوَائلُ جُرْهُمِ
فَصِرْتَ كَعُشٍّ خَلّفَتْهُ فِرَاخُهُ
بعَلْيَاءِ فَرْعِ الأثْلَةِ المُتَهَشِّمِ
أحَبّ بَنُوكَ المَكْرُماتِ، فَفُرّقَتْ
جَماعَتُهُمْ في كلّ دَهياءَ صَيلَمِ
تَدانَتْ مَنَاياهُمْ بهِمْ، وَتَباعَدَتْ
مَضَاجِعُهُمْ عَنْ تُرْبِكَ المُتَنَسَّمِ
فَكُلٌّ لَهُ قَبْرٌ غَرِيبٌ بِبَلْدَةٍ،
فمِنْ مُنجِدٍ نائي الضّرِيحِ، وَمُتهِمِ
قُبُورٌ، بأطْرَافِ الثّغُورِ، كأنّمَا
مَوَاقِعُها مِنْهَا مَوَاقِعُ أنْجُمِ
بشاهِقَةِ البَذّينِ قَبْرُ مُحَمّدٍ،
بَعيدٌ عَنِ البَاكينَ، في كلّ مأتَمِ
تَشُقُّ عَلَيْهِ الرّيحُ، كلَّ عَشيّةٍ،
جُيُوبَ الغَمَامِ بَينَ بِكْرٍ وَأيِّمِ
وَقَبرَانِ في أعْلَى النّبَاجِ سَقَتْهُما
بُرُوقُ سُيُوفِ الغَوْثِ غَيثاً من الدّمِ
أقَبْرَا أبي نَصْرٍ وَقَحْطَبَةٍ هُمَا
بحَيثُ هُمَا، أمْ يَذْبُلٍ وَيَرَمْرَمِ
وَبالمَوْصِلِ الزْهرَاءِ مَلْحَدُ أحْمَدٍ،
وَبَينَ رُبَى القَاطولِ مَضْجعُ أصرَمِ
وَكَمْ طَلَبَتهُمْ مِنْ سَوَابقِ عَبْرةٍ،
متى ما تُنَهْنَهْ بالمَلامَةِ تَسْجُمِ
نَوَادِرُ في أقصَى خُرَاسانَ جاوَبَتْ
نَوَائحَ، في بَغدادَ، بُحِّ التّرَنّمِ
لَهُنّ عَلَيْهِمْ حَنّةٌ بَعْدَ أنّةٍ،
وَوَجْدٌ كَدُفّاعِ الحَرِيقِ المُضَرَّمِ
أبَا غانِمٍ أرْدَى بَنيكَ اعتِقادُهُمْ
بأنّ الرّدَى، في الحرْبِ، أكبرُ مَغنمِ
مَضَوْا، يَستَلِذّونَ المَنايا حَفيظَةً،
وَحِفظاً لذاكَ السّؤدَدِ المُتَقَدّمِ
وَمَا طَعَنُوا إلا ّ برُمْحٍ عَمْرٍ مُوَصَّلٍ،(37/260)
ومَا ضَرَبُوا إلاّ بسَيْفٍ مُثَلَّمِ
وَلَمّا رَأوْا بَعضَ الحَياةِ مَذَلّةً
عَلَيهِمْ، وَعِزَّ المَوْتِ غَيرَ مُحرَّمِ
أبَوْا أن يَذوقوا العَيشَ، وَالذّمُّ وَاقعٌ
عَلَيْهِ، وَمَاتُوا ميتَةً لَمْ تُذَمَّمِ
وَكُلُّهُمُ أفْضَى إلَيْهِ حِمَامُهُ
أمِيراً عَلى تَدبيرِ جَيشٍ عَرَمْرَمِ
تَوَلّى الرّدَى مِنْهمُ بهَبّةِ صَارِمٍ،
وَمَجّةِ ثُعْبَانٍ، وَعَدْوَةِ ضَيغَمِ
حُتُوفٌ أصَابَتْهَا الحُتوفُ، وَأسهُمٌ
من المَوْتِ، كَرَّ المَوْتُ فيها بأسهُمِ
ترَى البِيضَ لم تَعرِفهُمُ، حينَ وَاجهتْ
وُجوهَهُمُ في المأزِقِ المُتَجَهِّمِ
وَلمْ تَتَذَكّرْ رَيّهَا بأكُفّهِمْ،
إذا أوْرَدُوها تحتَ أغْبَرَ أقْتَمِ
بَلى! غَيرَ أنّ السّيفَ أغدَرُ صَاحبٍ،
وَأكْفَرُ مَنْ نَالَتْهُ نِعْمَةُ مُنعِمِ
بنَفسِي نُفوسٌ لم تكُنْ جُملةُ العِدى
أشَدّ عَلَيهمْ مِن وُقُوفِ التّكَرّمِ
وَلَوْ أنصَفَتْ نَبهَانُ ما طَلَبَتْ بهمْ
سوَى المَجدِ، إنّ المجدَ خُطّةُ مَغرَمِ
دَعاها الرّدى بَعدَ الرّدى، فتَتابَعَتْ
تَتَابُعَ مُنْبَتّ الفَرِيدِ المُنَظَّمِ
سَلامٌ على تِلْكَ الخَلائقِ، إنّها
مُسَلَّمَةٌ مِنْ كُلّ عَارٍ وَمَأثَمِ
مَسَاعٍ عِظامٌ لَيسَ يَبلَى جَديدُها،
وَإنْ بَلِيَتْ مِنْهُمْ رَمَائِمُ أعظُمِ
وَلا عَجَبٌ للأُسْدِ، إنْ ظَفِرَتْ بها
كِلابُ الأعادي مِنْ فَصِيحٍ وَأعجمِ
فحَرْبَةُ وَحشِيٍّ سَقَتْ حَمزَةَ الرّدى،
وحَتْفُ عَليٍّ عَن حُسامِ ابنِ مُلجِمِ
أبا مُسلِمٍ! لا زِلْتَ بيِْنَ مُودَعٍ لنا
مِنَ المُزْنِ مَسكوبِ الحَيا وَمُسَلِّمِ
مَدامعُ بَاكٍ مِنْ بَني الغَيثِ، وَالِهٍ،
أُعارِكُها، أوْ ضَاحكٍ مُتَبَسّمِ
لَئِنْ لمْ تَمُتْ نَهبَ السّيوفِ وَلم تُقِمْ
بَوَاكيكَ أطرَافَ الوَشيجِ المُقَوَّمِ
لَبالرّكضِ في آلِ المَنِيّةِ، مُعلَماً،
إلى كلّ قَرْمٍ، بالمَنيّةِ، مُعْلَمِ
وَحَملِكَ ثِقلَ الدّرْعِ يحمى حديدُها(37/261)
على ضَعْفِ جِسْمٍ، بالحَديدِ، مُهَدَّمِ
وَما جَدَثٌ فيهِ ابتسامُكَ للنّدَى،
إذا أظلَمَتْ أجداثُ قَوْمٍ، بمُظْلِمِ
العصر العباسي >> البحتري >> أنظر إلى العلياء كيف تضام
أنظر إلى العلياء كيف تضام
رقم القصيدة : 3014
-----------------------------------
أُنْظُرْ إلى العَلْيَاءِ كَيفَ تُضَامُ،
وَمَآتِمِ الأحسابِ كَيفَ تُقَامُ
حُطََّتْ سُرُوجُ أبي سَعيدٍ، وَاغتَدتْ
أسيَافُهُ، دُونَ العَدُوّ، تُشَامُ
خَبَرٌ ثَنَى رُكَبَ الرّكابِ، فَلْم يدَعْ
للرّكْبِ وَجْهَ تَرَحّلٍ، فَأقَامُوا
وَرَزِيئَةٍ حَمَلَ الخَليفَةُ شَطرَها
وَالمُسْلِمونَ، وَشَطْرَها الإسْلامُ
مَنْ يَعْتَفي العَافي بهِمّتِهِ، وَمَنْ
يأْوي إلَيْهِ المُعْتِمُ المُعْتَامُ
أينَ السّحابُ الجَوْدُ، وَالقَمَرُ الذي
يَجلُو الدّجَى، وَالضّيغَمُ الضّرْغَامُ
أينَ العَبُوسُ المُشْمَئِزُّ، إذا رَأى
جَنَفاً، وَأينَ الأبْلَجُ البَسّامُ
سَكَنُ العُلا أوْدَى، فهُنّ ثَوَاكلٌ،
وَأبو العُفَاةِ ثَوَى، فَهُمْ أيْتَامُ
وَلّى، وَقَد أوْلَى الوَرَى من جُودِهِ
نِعَماً، يَقُومُ بِشُكْرِهَا الأقْوَامُ
لا تَهْنِىءِ الرّومَ استِرَاحَتُهُمْ، فقدْ
هَدَأُوا بأفْوَاهِ الدّرُوبِ، وَنَامُوا
أمِنوا وَما أمِنُوا الرّدَى، حتى انطوَى،
في التُّرْبِ، ذاكَ الكَرُّ وَالإقْدَامُ
أسَفاً عَلَيْهِ لآسِفٍ بَينَ القَنَا،
أسْوَانَ، تُعْذَلُ خَيْلُهُ وَتُلامُ
وَلمُجْتَدٍ رَجَعَتْ يَداهُ بِلا جَداً،
أعْيَا عَلَيْهِ البَذْلُ وَالإنْعَامُ
يا صَاحبَ الجَدَثِ المُقِيمَ بِمَنْزِلٍ،
مَا للأنِيسِ بِحُجْرَتَيْهِ مَقَامُ
قَبْرٌ، تُكَسَّرُ فَوْقَهُ سُمرُ القَنَا
مِنْ لَوْعَةٍ، وَتُشَقَّقُ الأعْلامُ
مَلآنُ مِنْ كَرَمٍ، فَلَيْس يَضُرُّهُ
مَرُّ السّحابِ عَلَيْهِ، وَهوَ جَهامُ
بي لا بغَيرِي تُرْبَةٌ مَجْفُوّةٌ،
لكَ في ثَرَاهَا رِمّةٌ، وَعِظَامُ
حَالَتْ بكَ الأشْيَاءُ عَنْ حالاتِها،(37/262)
فالحُزْنُ حِلٌّ، وَالعَزَاءُ حَرَامُ
نَستَقْصِرُ الأكْبَادَ، وَهيَ قَرِيحَةٌ،
وَنَذُمُّ فَيضَ الدّمْعِ، وَهوَ سِجامُ
فعَلَيكَ، يا حِلفَ النّدى، وَعلى النّدى
مِنْ ذاهِبَينِ، تَحِيّةٌ وَسَلامُ
وَبرُغْمِ أنْفي أنْ أرَاكَ مُوَسِّداً
يَدَ هَالِكٍ، وَالشّامِتُونَ قِيَامُ
أوْ أنْ يَبيتَ مُؤمِّلُوكَ بِلَوْعَةٍ،
مُتَمَلْمِلينَ، وَخائِفُوكَ نِيَامُ
كنتَ الحِمامَ على العَدوّ، وَلمْ أخَفْ
مِنْ أنْ يكونَ على الحِمَامِ حِمَامُ
ما كنتُ أحسَبُ أنّ عِزّكَ يَرْتَقى
بالنّائِبَاتِ، وَلا حِمَاكَ يُرَامُ
قَدَرٌ عَدَتْ فيهِ الحَوَادِثُ طَوْرَها،
وَتَجاوَزَتْ أقْدَارَها الأيّامُ
فاذهَبْ كَما ذَهَبَتْ بساطعِ نُورِها
شَمسُ النّهارِ، وَأعقَبَ الإظْلامُ
لا تَبعُدَنّ، وَكَيفَ يَقرُبُ نَازِلٌ
بالغَيبِ، تَفْنَى دونَهُ الأعْوَامُ
وَلَقَدْ كَفَاكَ المَكْرُماتِ مُهَذَّبٌ،
يُرْضِيكَ مِنْهُ النّقْضُ وَالإبْرَامُ
حُزْتَ العُلاَ سَبْقاً، وصَلّى ثَانِياً،
ثُمْ استَوَتْ مِنْ بَعْدِهِ الأقْدَامُ
وَوَرَاءَ غَضْبَةِ يُوسُفَ بنِ مُحَمّدٍ
سَطْوٌ يَفُلُّ السّيفَ وَهْوَ حُسَامُ
رَبُّ الخَلائِقِ لَوْ تَكَلّفَ بَعضَهَا،
لمْ يَستَطِعْها الغَيمُ، وَهوَ رُكامُ
زَوّارُ أرْضِ الخالِعِينَ، إذا غَزَا
رَتَعَتْ، وَرَاءَ رِمَاحِهِ، الأقْلامُ
مُسْتَعْبِدٌ حُرَّ الأُمُورِ، يَقُودُهَا
رَأيٌ لخَطْمِ الصّعْبِ مِنْهُ خِطَامُ
أعْلى العُيُونَ، فَمَا بهِنّ غَضَاضَةٌ،
وَشَفَى الصّدورَ، فَما بهِنّ سَقَامُ
العصر العباسي >> البحتري >> لأية حال أعلن الوجد كاتمه
لأية حال أعلن الوجد كاتمه
رقم القصيدة : 3015
-----------------------------------
لأَيَّةِ حالٍ أَعْلَنَ الوَجْدَ كاتِمُهْ،
وَأقْصَرَ، عَنْ داعي الصَّبَابَةِ، لائِمُهْ
تَوَلّى سَحابُ الجُودِ تَرْقَا سُجُومُه،
وَجادَ سَحابُ الدّمعِ تَدمى سوَاجِمُهْ
أرَى خَصْمَنا يا وَهْبُ أصْبحَ حاكماً(37/263)
علَينا، فَما نَدرِي إلى مَن نُحاكمُهْ
إذا طِبْتُ نَفساً بالسّلامَةِ، رَدّني
إلى الحُزْنِ دَهرٌ لَيسَ يَسلَمُ سالمُهْ
مُعَافَاتُهُ طَوْراً، وَطَوْراً بَلاؤهُ،
كَمَا بَرْدُهُ مَرًّا، وَمَرّاً سَمَائِمُهْ
وَما صِرْتُ حَرْبَ الدّهرِ حتّى أضَاءَ لي
تَحَامُلُهُ الأوْفَى على مَنْ يُسالمُهْ
أيا ناشِدَ الإحْسانِ أقَوَتْ نُجُودُهُ،
وَيا ناشِدَ الإسْلامِ أقْوَتْ تَهَائِمُهْ
وَيا ناعيَ المَعرُوفِ أسمَعتَ طَالِباً،
فأكدَى، وَمَطلُوباً، فأسلَمَ جارِمُهْ
رُزِئْنَا النّدَى الرَّبْعيَّ، حينَ تَهَلّلتْ
بَوَارِقُهُ، وَجَادَنَا مُتَرَاكِمُهْ
خَليجٌ منَ البَحرِ انبرَى، فانبرَى لَهُ
قَضَاءٌ أبَى أنْ تَستَبِلّ حَوَائِمُهْ
وَغُصْنُ رَسُولِ الله دَوْحَتُهُ التي
لها حُسنُهُ لوْ دامَ في الأرْضِ دائِمُهْ
وَما يَوْمُهُ يَوْمٌ، وَلَكِنْ مَنيّةٌ،
تَوَافَى حَديثُ الدّهرِ فيها وَقادِمُهْ
فلَمْ تَستَطِعْ دَفعَ المَنُونِ حُماتُهُ،
وَلمْ تَستَطِعْ دَفعَ الحِمَامِ تَمَائِمُهْ
لَهَانَ عَلَيْهِ المَوْتُ لوْ كانَ عسكرَاً
يُلاقيهِ، أوْ خَصْماً ألَدّ يُخَاصِمُهْ
فَعَادَ النّهَارُ الجَوْنُ جَوْناً، كأنّما
تَجَلّلَهُ مِنْ مُصْمَتِ اللّيلِ فاحمُهْ
مُصَابٌ كأنّ الجَوّ يُعنَى بِبَعْضِهِ،
فَمَا يَنجَلي في نَاظِرِ العَينِ قائِمُهْ
وَثُكْلٌ، لوَ أنّ الشّمسَ تُمنى بحرّه
لأحْرَقَها في جانبِ الأُفقِ جاحِمُهْ
وَدَمعٌ، متى أسكُبْهُ لا أخشَ لائِماً،
وَلَوْ أنّني مِمّا تَفيضُ هَزَائِمُهْ
وَقَبرٌ حَمَاهُ الجُودُ أنْ تَنسجَ الصَّبَا
عَلَيهِ، وَأنْ تَعفُو عَلَيْها مَعالمُهْ
سَقَتْهُ يَدَا ثاوِيهِ، حتى تَوَاصَلَتْ
بِنُوّارِها كُثْبَانُهُ وَصَرَائِمُهْ
كَذَبْنَاهُ لمْ نَجزَعْ عَلَيْهِ، وَلم تقُم
مَآتِمُنَا لَمّا أُقِيمَتْ مَآتِمُهْ
عَجبتُ لأيْدٍ أجدَرَتْهُ، فلَم تَقُمْ
رَمائِمُ في حَيثُ استَقَرّتْ رَمائِمُهْ(37/264)
أما وَأبي النّعشُ الخَفيفُ لقَد حوَتْ
مَآخيرُهُ ثِقْلَ العُلاَ، وَمَقَادِمُهْ
بَنى صَالحٌ سُوراً على آلِ صَالحٍ،
تَحَيّفَ مِنْ عِزّ الخِلافَةِ هَادِمُهْ
لَئِنْ بَانَ مِنّا جُودُهُ وَسَمَاحُهُ،
لَقَدْ بَانَ مِنْهُمْ مَجدُهُ وَمَكَارِمُهْ
أبَا حَسَنٍ، وَالصّبرُ مَنكِبُ مَن غدا
على سَنَنٍ، وَالحَادِثاتُ تُزَاحِمُهْ
وَلَوْلا التّقَى لمْ يَرْدُدِ الدّمْعَ رَبُّهُ،
وَلَوْلا الحِجَى لم يكظُمِ الغَيظَ كاظمُهْ
تَعَزَّ، فإنّ السّيفَ يَمضِي، وَإنْ وَهتْ
حَمَائِلُهُ عِنْهُ وَخِلاّهُ قائِمُهْ
هُوَ الدّهْرُ يَستَدعي الفَنَاءَ بَقَاؤهُ
عَلَينا، وَتَأتي بالعَظيمِ عَظائِمُهْ
تَعَثّرَ في عادٍ، وَكانَ طَرِيقُهُ
على لُبَدٍ، إذْ لمْ تُطِعْهُ قَوَادِمُهْ
وَغَادَرَ إيوَانَ المَدائِنِ غَدْرُهُ
بكِسرَى بنِ ساسانٍ، ترِنُّ حَمائمُهْ
وَمِنْ إرْثِكُمْ أعطَتْ صَفيّةُ مُصْعَباً
جَميلَ الأسَى لمّا استُحلّتْ مَحارِمُهْ
وَثُكلُ ابنِهِ مُوفٍ على ثُكلِ نَفسِهِ،
فَما كانَ إلاّ صَبرُهُ وَعَزَائِمُهْ
وَعُرْوَةُ، إذْ لا رِجْلُهُ انصَرَفَتْ به
وَقَدْ خَرَمَتْ عَنهُ بنيهِ خَوَارِمُهْ
بكَى أقرَبوهُ شَجوَهُ، وَهوَ ضَاحكٌ
يَعِزِّيِهِمْ، حتّى تَحَيّرَ ذائِمُهْ
وَمَنْ جَهِلَ الأمْرَ الذي هُوَ غَايَةٌ
لِمَبْدَائِنَا هَذا، فإنّكَ عَالِمُهْ
وَيَظْلِمُكَ المَوْتُ الغَشومُ فترْتدِِي
بعزّ الأسَى، حتّى كأنّكَ ظالِمُهْ
كَبيرٌ لدَي الزُّرْءِ الكَبيرِ، وَإنّمَا
على قَدْرِ جِرْمِ الفيلِ تُبنَى قَوَائمُهْ
إذا شئتَ أنْ تَستَصْغرَ الخَطبَ فالتفتْ
إلى سَلَفٍ بالقَاعِ، أُهْمِلَ نَائِمُهْ
وَفيهِ النّبيُّ المُصْطَفَى، وَعَلِيُّهُ،
وَعَبّاسُهُ، وَجَعْفَرَاهُ، وَقاسِمُهْ
وَإنْ يَكُ أضْحَى للمَنيّةِ هَاشِمٌ،
فأُسْوَتُهُ فيها، وَفي المَجدِ هاشِمُهْ
العصر العباسي >> البحتري >> أمحلتي سلمى بكاظمة أسلما
أمحلتي سلمى بكاظمة أسلما(37/265)
رقم القصيدة : 3016
-----------------------------------
أمَحلّتَيْ سَلمَى، بكاظمةَ، أسلَما،
وَتَعَلّمَا أنّ الجَوَى ما هِجْتُمَا
هَلْ تَرْوِيَانِ، منَ الأحبّةِ، هائماً،
أوْ تُسعِدَانِ، على الصّبَابَةِ، مُغرَمَا
أبكيكُما دَمعاً، وَلَوْ أنّي عَلَى
قَدَرِ الجَوَى أبكي بكَيتُكُما دَما
أينَ الغزَالُ المُستَعِيرُ مِنَ النّقَا
كَفَلاً، وَمنْ نَوْرِ الأقاحي مَبسِما؟
ظَمِئَتْ مَرَاشِفُنَا إلَيهِ، وَرَيُّهَا
في ذلكَ اللَّعَسِ المُمَنَّعِ واللَّمَى
مُتَعَتِّبٌ في حَيثُ لا مُتَعَتَّبٌ،
إنْ لمْ يَجدْ جُرْماً عَليَّ تَجَرّما
ألِفَ الصّدُودَ، فَلَوْ يَمُرُّ خَيالُهُ
بالصّبّ في سِنَةِ الكَرَى، ما سلّما
خُلّفتُ بعدَهُمُ أُلاحِظُ نِيّةً
قَذَفاً، وأنْشُدُ دارِساً مُتَرَسَّمَا
طَلَلاً أُكَفْكِفُ فيهِ دَمعاً مُعرِباً
بدَمٍ وأقرَأُ فيهِ خَطّاً أعجَمَا
تأبَى رُبَاهُ أنْ تُجيبَ، وَلم يكنْ
مُستَخبرٌ ليُجيبَ حَتّى يَفْهَمَا
ألله جارُ بَني المُدَبِّرِ، كُلَّما
ذُكرَ الأكارِمُ ما أعَفَّ، وأكرَمَا
أخَوَانِ في نَسَبِ الإخَاءِ لعِلّةٍ،
بَكَرَا، وَرَاحَا، في السّمَاحَةِ، توْءَما
يَسْتَمْطِرُ العافُونَ، منْ نَوْأيهِما، الـ
ـشِّعرَى العَبُورَ غَزَارَةً، والمِرْزَمَا
غَيثانِ، أصْبحتِ العرَاقُ لوَاحِدٍ
وَطَناً، وَغرّبَ وآخَرٌ ، فتَشَأمَا
وَلَوَ أنّ نَجدَةَ ذاكَ، أوهذا لنَا
أمَمٌ، لأدرَكَ طالِبٌ ما يَمّمَا
قد كانَ آنَ لمُغمَدٍ أنْ يُنتَضَى
في حادِثٍ، وَلغائِبٍ أنْ يَقْدُما
إنّي وَجَدْتُ لأحمَدَ بنِ مُحَمّد
خُلُقاً، إذا خَنَسَ الرجالُ، تَقَدّما
مُتَقَلْقِلُ العزَماتِ في طَلَبِ العُلاَ،
حتى يكونَ، على المَكَارِمِ، قَيّما
المُسْتَضَاءُ بوَجْهِهِ وَبِرَأيِهِ،
إنْ حَيرَةٌ وَقعت وَخَطبٌ أظلَمَا
ألقَى ذِرَاعَيْهِ، وأوْقَدَ لحظَهُ
بدِمَشقَ، يَعتَدُّ النّوَائبَ أنْعُمَا
مُستَصغِرٌ للخَطبِ يَجمَعُ عََزْمَهُ(37/266)
لُملِمّةٍ، حتّى يَرَى مُستَعْظَمَا
تَقَعُ الأُمُورُ بجَانِبَيْهِ،كأَنّمَا
يَبْغِينَ رَضْوَى أو يرُمنَ يَرَمْرَمَا
كَلِفٌ بجَمعِ الخَرْجِ، يُصْبحُ لُبُّهُ
مُتَفَرِّقاً في إثْرِهِ، مُتَقَسَّمَا
شَغَلَ المُدافعَ عَن مَحَالَةٍ كَيدِهِ،
وأذَلّ جَبّارَ البِلادِ الأعْظَمَا
بَخَعُوا بحَقّ الله في أعناقِهِمْ،
لَمّا أُتَيحَ لَهُمْ قَضَاءً مُبرَمَا
لمْ يَغْبَ عن شيءٍ فيَظْلمَُه، وَلمْ
يَأْبَِ الذي حَدّ الكِتابَ، فيَظلِمَا
أبْلِغْ أبا إسحاقَ تُبْلِغْ لاغِباً
في المَكْرُمَاتِ مُعَذَّلا وَمُلَوَّمَا
تأْبي طَلاَقَتَكَ التي أجْلُو بها
نَظري إذا الغَيمُ الجَهَامُ تجَهّمَا
وَقديمُ ما بَيْني وَبَيْنَكَ، إنّهُ
عَقْدٌ، أُمِرَّ على الزّمانِ، فأُحكِما
كنتَ الرّبيعَ، فلا العَطاءُ مُصرَّداً
مِمَّا يَليكَ، ولا الإخَاءُ مُذَمَّما
فالدّهْرَ يَلْقاني لسَيْبِكَ شاكِراً،
إذْ كُنتُ لا ألقاكَ إلا مُنْعِمَا
قد طَالَ بي عَهدٌ وَهَزّ جَوَانحي
شَوْقٌ، فجئتُ من الشّآمِ مُسَلِّمَا
العصر العباسي >> البحتري >> يا أخا الحارث بن كعب بن عمرو
يا أخا الحارث بن كعب بن عمرو
رقم القصيدة : 3017
-----------------------------------
يا أخا الحارِثِ بنِ كَعبِ بنِ عمرو!
أشُهُوراً تَصُومُ أمْ أيّامَا
طالَ هذا الشّهرُ المُبارَكُ، حتى
قَدْ خَشِينَا بأنْ يَكُونَ لِزَامَا
لَقّبُوهُ بخَاتَمٍ حَسّنَ الأمْـ
ـرَ وَلَوْ أنْصَفُوا لَكَانَ لِجَامَا
كَم صَحيحٍ قد ادّعى السّقمَ فيهِ،
وَعَليلٍ قَد ادّعَى البِرْسَامَا
ظَلَّ فِي يَوْمِهِ يُصَلِّي قُعُوداً
وسَرَى لَيْلَهُ يَنِيكُ قِيَامَا
وَلَخَيْرٌ مِنَ السّلامَةِ عِنْدِي،
عِلّةٌ لِلفَتى، تُحِلُّ الحَرَامَا
قد مَضَتْ سَبَعةٌ وَعشرونَ يَوْماًٌ،
ما نَزُورُ اللّذّاتِ إلاّ لِمَامَا
مَا عَلى الوَرْدِ، لوْ أقامَ عَلَيْنَا،
أو يَرَانَا، مِنَ الصّيَامِ صِيَامَا
جَازَنَا مُعْرِضاً كأنّا لَقِينَا(37/267)
دونَهُ اللّهْوَ، أوْ شَرِبْنَا المُدامَا
أخَذَ الله مِنْكَ ثَأرَ خَليٍّ،
لمْ تَدَعْهُ، حتى غَدا مُسْتَهامَا
أنتَ أعْدَيْتَهُ بِحُبِّ سُعَادٍ،
وَكَرِيمُ الأهْوَاءِ يُعْدِي الكِرَامَا
قَد عَشِقْنَا كمَا عَشقتَ، وَمَا دُمْـ
ـتَ وَدُمنا، وَالحبُّ لوْ دُمتَ دامَا
أفْطِرُوا رَاشِدينَ إنجي أعُدُّ الـ
ـفِطْرَ في هَجْرِ مَنْ أُحِبُّ إثَامَا
وَأرَى الدّهْرَ كُلّهُ رَمَضَاناً
أبَداً، أوْ يكونُ فِطرِي غَرَامَا
العصر العباسي >> البحتري >> أحرى الخطوب بأن يكون عظيما
أحرى الخطوب بأن يكون عظيما
رقم القصيدة : 3018
-----------------------------------
أحْرَى الخُطُوبِ بأنْ يكونَ عَظيمَا
قَوْلُ الجَهُولِ: ألا تَكُونُ حَليمَا
قَبّحْتَ مِنْ جَزَعِ الشّجيّ مُحَسَّناً،
وَمَدَحْتَ مِنْ صَبرِ الخَليّ ذَمِيمَا
وَمَقيلُ عَذْلِكَ في جَوَانِحِ مُغْرَمٍ،
وَجَدَ السّهولَ منَ الغَرَامِ حُزوما
رَاضٍ مِنَ الهَجرِ المُبَرِّحِ بالنّوَى،
وَمِنَ الصّبَابَةِ أنْ يَبيتَ سَلِيمَا
لَيْتَ المَنَازِلَ سِرْنَ يَوْمَ مُتَالِعٍ،
إذْ لَمْ يَكُنْ أُنْسُ الخَليطِ مُقِيمَا
فَلَربّما أرْوَتْ دُمُوعاً مِنْ دَمٍ
فيها، وأظْمَتْ لائِماً وَمَلُومَا
وَلَقَدْ مَنَعتُ الدّارَ إعْلاَنَ الهَوَى،
وَطَوَيْتُ عَنْهَا سِرّكِ المَكْتُوما
فَكَأنّما الوَاشُونَ كانُوا أرْبُعاً
مَمْحُوَّةً لِعِرَاصِها، وَرَسُوما
وَسَلي مُحيلَ الرَّبعِ هَلْ أبْثَثْتُهُ
إلاّ الوُقُوفَ عَلَيْهِ، والتّسليما
لمْ أشكُ حُبّكِ بالنّحُولِ، ولم أُرِدْ
بسَقَامِ جِسْمي أنْ أكونَ سَقيمَا
وَتَفِيضُ مِنْ حَذَرِ الوشاةِ مَدامِعي،
فإذا خَلَوْتُ أفَضْتُهُنّ سُجُومَا
سُقِيَتْ رُبَاكِ بِكُلّ نَوْءٍ جاعِلٍ،
مِنْ وَبْلِهِ، حَقّاً لَهَا مَعْلُوما
فَلَوَ انّني أُعْطيتُ فيهِنّ المُنَى،
لَسَقَيْتُهُنّ بِكَفّ إبْراهِيما
بِسَحَابَةِ غَرّاءَ مُتْئِمَةٍ، إذا(37/268)
كانَ الجَهَامُ منَ السّحابِ عَقيمَا
وأغَرُّ للفَضْلِ بنِ سَهْلٍ عِنْدَهُ
كَرَمٌ، إذا ما العَمُّ وَرّثَ لُوما
مَلِكٌ، إذا افتَخَرَ الشّرِيفُ بِسُوقةٍ
عَدّ المُلُوكَ خُؤولَةً وَعُمُومَا
مِنْ مَعشَرٍ لحقَتْ أوائِلُ مُلكِهِمْ
خَلَفَ القَبَائِلِ جُرْهُماً، وأمِيمَا
نَزَلُوا بأرْضِ الزّعْفَرَانِ، وغادَرُوا
أرْضاً تَرُبُّ الشِّيحَ والقَيْصُوما
كانُوا أُسُوداً يَقْرَمُونَ إلى العِدَى
نَهَماً، إذا كانَ الرّجالُ قُرُومَا
وابنُ الذي ضَمّ الطّوَائِفَ بَعدَما افْـ
ـتَرَقَتْ، فعَادَتْ جَوْهراً مَنْظُوما
غَشَمَ العَدُوَّ، ولنْ يُقَالُ غَشَمْشَمٌ
للّيْثِ، إلاّ أنْ يَكُونَ غَشُوما
وَرَدَ العِرَاقَ، وَمُلْكُها أيدي سَبَا،
فاسْتَارَ سِيرَةَ أزْدَشِيرَ قَديمَا
جَمَعَ القُلُوبَ، وَكَانَ كُلُّ بنِي أبٍ
عَرَباً لشَحْنَاءِ القُلُوبِ، وَرُومَا
وَرَمَى بنَبْهَانَ بنِ عَمْروٍ مُبعِداً،
فأصَابَ في أقْصَى البِلادِ تَمِيمَا
وَمَضَتْ سَرَايَا خَيْلِهِ، فتَرَاجَعَتْ
بأبي السّرَايَا خَائِباً مَذْمُومَا
أفتى بَني الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ! إنّهُمْ
فِتْيَانُ فَارِسَ نَجدَةً وَحُلُوما
لا تُوجِبَنْ لكَرِيمِ أصْلِكَ مِنّةً،
لَوْ كُنتَ منْ عُكْلٍ لَكُنتَ كَرِيمَا
فَلَكَ الفَضَائِلُ مِنْ فُنُونِ مَحَاسِنٍ
بِيضاً لإفْرَاطِ الخِلاَفِ، وَشِيمَا
جُمِعَتْ عَليكَ وَللأنَامِ، مُفَرِّقٌ
مِنْهَا، فأفراداً قُسِمنَ، وَتُومَا
مَا نَالَ لَيْثُ الغَابِ إلاّ بَعْضَهَا،
حَتّى رَعَى مُهَجَ النّفُوسِ جَمِيمَا
شَارَكْتَهُ في البأسِ، ثمّ فَضَلْتَهُ
بالجُودِ، مَحقوقاً بذاكَ، زَعِيمَا
وَتَعِزُّ أنْ تَلْتَاثَ يَوْمَ كَرِيهَةٍ
عَنْها، وَتَكرُمُ أنْ تكونَ شَتِيمَا
وإذا ظَفِرْتَ غَفَوْتَ، وَهْوَ إذا رَأى
ظَفَراً على الأقْرَانِ كانَ لَئِيمَا
وَرَأيتُ يَوْمَ نَداكَ أشرَقَ بَهْجَةً،
واهْتَزّ أطْرَافاً، وَرَقّ نَسيما(37/269)
وَشَهِدْتُ يَوْمَ الغَيثِ في هَطَلاَنِهِ،
جَهْماً مُحَيّاهُ، أغَمَّ، بَهِيمَا
وَيَخُصُّ أرْضاً دونَ أرْضٍ جُودُهُ،
وَسَحَابُ جُودِكَ في العُفَاةِ عُمُومَا
فَعَلاَمَ شَبّهَكَ الجَهُُولُ بذَا وَذا،
بَلْ فِيمَ شَبَّهََكَ المُشَبِّهُ، فيما؟
أُثْنِي عَلَيْكَ ثَنَاءَ مَنْ ألْفَيْتَهُ
غُفْلاً، فَعَادَ بِنِعْمَةٍ مَوْسُومَا
وَشَكَرْتُ مِنْكَ مَوَاهِباً مَشْهُورَةً،
لَوْ سِرْنَ في فَلَكٍ لَكُنّ نُجُومَا
وَمَوَاعِداً، لَوْ كُنّ شَيْئاً ظاهِراً
تُفْضِي إلَيْهِ العَينُ، كُنّ غُيُوما
ألْقَى الحَسُودَ، إذا أرَدْتُ، كأنّني
مِنْ قَبْلُ لَمْ ألْقَ العَدُوّ رَحِيمَا
كانَ ابتِداؤكَ بالعَطَاءِ عَطِيّةً
أُخْرَى، وَبَذْلُكَ للجَسيمِ جَسيمَا
العصر العباسي >> البحتري >> دموع عليها السكب ضربة لازم
دموع عليها السكب ضربة لازم
رقم القصيدة : 3019
-----------------------------------
دُموعٌ عَلَيها السّكبُ ضرْبَةُ لازِمِ،
تُجَدّدُ مِنْ عَهدِ الهَوَى المُتَقادِمِ
وَقَفْنَا، فحَيّيْنَا، لأهْلِكِ باللّوَى،
رُبُوعَ دِيَارٍ دارِسَاتِ المَعَالِمِ
ذَكَرْنا الهَوَى العُذرِيّ فيها فأُنسيَتْ،
عَزَاها مَشوقاتُ القُلُوبِ الهَوَائِمِ
خَلَعْنَا بِهَا عُذْرَ الدّموعِ، فأقبلتْ
تَلُومُ، وَتَلْحي كلّ لاحٍ وَلائِمِ
أأنْتِ دِيَارُ الحَيّ أيّتُهَا الرُّبَى الـ
ـأنيقَةُ، أمْ دارُ المَهَا وَالنّعَائِمِ
وَسِرْبُ ظِباءِ الوَحشِ هذا الذي أرَى
أمامكِ، أمْ سرْبُ الظّبَاءِ النّوَاعِمِ
وَأدْمُعُنَا اللاّتي عَفَاكِ انْسِجامُها،
وَأبْلاكِ، أمْ صَوْبُ الغُيوثِ السّوَاجِمِ
وَأيّامُنَا فيكِ اللّوَاتي تَصَرّمَتْ
مَعَ الوَصْلِ، أمْ أضْغاثُ أحلامِ نائمِ
لَقَدْ حكَمَ البَينُ المُشَتِّتُ بالبِلَى
علَيكِ، وَصرْفُ البَيْنِ أجوَرُ حاكمِ
لَعَلّ اللّيَالي يَكَتْسِبْنََ بَشاشَةً،
فيَجمَعنَ من شَملِ النّوَى المُتَقاسَمِ(37/270)
وَوُرْقٍ تَداعَى بالبُكَاءِ بَعَثْنَ لي
كَمينَ أسًى بَينَ الحَشَا وَالحَيازِمِ
وَصَلْتُ بدَمْعي نَوْحَهُنّ، وَإنّما
بكَيتُ لشَجوِي، لا لشَجوِ الحَمائمِ
وَداوِيّةٍ للبُومِ وَالهَامِ، وَسْطَهَا
رَنينُ ثَكَالى أعْوَلَتْ في مَآتِمِ
تَعَسّفتُها، واللّيلُ قد صَبغَ الرُّبَى
بلَوْنٍ منَ الدّيجورِ أسوَدَ فاحِمِ
إلى مَلِكٍ تُرْمَى الكُماةُ إذا ارْتَمَتْ
بأُمّ الرّدَى، مِنْهُ بلَيثٍ ضُبَارِمِ
بأرْوَعَ مِنْ طَيٍّ، كَأنّ قَميصَهُ
يُزَرُّ على الشّيخَينِ: زَيْدٍ وَحَاتِمِ
سَمَاحاً وَبَأساً كالصّوَاعِقِ وَالحَيَا،
إذا اجتَمَعَا في العارِضِ المُتَرَاكِمِ
أغَرُّ، قَمارِيٌّ، يُطَحطَحُ في الوَغَى
بهِ جَبَلُ الجَيشِ الكثيفِ المُصَادِمِ
إذا ما الهَجيرُ اشتَدّ أسْنَدَ نَفْسَهُ
إلى الصّبرِ في وَقْعِ الظُّبَى وَالسّمائِمِ
غَدا ابنُ حُمَيْدٍ يَغْنَمُ الحَمدَ مالُه،
وَيَعلَمُ أنّ الحَمدَ أجدَى المَغانِمِ
مُدَبِّرُ رَأيٍ، لَيسَ يُورِدُ عَزْمَهُ،
فيَقرَعَ، في إصْدارِهِ، سنَّ نَادِمِ
أدِلاّؤهُ في الخَطبِ إنْ كانَ مُشكِلاً
بَديهاتُ عَزْمٍ كالنّجومِ العَوَاتِمِ
يُلاقَى بهِ الخَطْبُ الجَليلُ، فيَنثَني
لمُتّقِدِ الآرَاءِ، مَاضِي العَزَائِمِ
حَليفُ نَدًى، يأوِي إلى بَيت سُؤدَد
رَفيعِ الذُّرَى وَالسَّمكِ عالي الدّعائمِ
وَما اشتَدّ خَطبُ الدّهرِ، إلا ألانََهُ
حُمَيدُ بني عَبدِ الحُمَيدِ الأكارِمِ
قَوَاعِدُ هذا البَيتِ عَن مَجدِ طَيِّءٍ،
وإِنْ كَانَ هذا البَيتِ مِنْ مُلكِ هاشِمِ
أُسُودٌ يَفِرُّ المَوْتُ مِنْهُمْ مَهَابَةً،
إذا فَرّ مِنْهُ كلُّ أرْوَعَ صَارِمِ
مَصَارِعُهم حوْلَ العُلاَ، وَقبورُهُمْ
مَجامعُ أوْصَالِ النّسورِ الحَوَائِمِ
أبا مُسْلِمٍ، إنْ كانَ عِرْضُكَ سالماً،
فَمَالُكَ مِنْ جَدْواكَ لَيسَ بسالِمِ
إذا ارْتَدّ يَوْمُ الحَرْبِ لَيلاً رَدَدْتَه
نَهَاراً، بلألاءِ السّيوفِ الصّوَارِمِ(37/271)
وَإن غلَتِ الأرْوَاحُ أرْخَصْتَ سَوْمَها
هُنالكَ في سُوقٍ، من المَوْتِ، قَائِمِ
بضَرْبٍ يَشيدُ المَجدَ في كلّ مَوْقفٍ،
وَيُسرِعُ في هَدْمِ الطُّلَى وَالجَماجمِ
فتَصرِفُ وَجْهَ البِيضِ أَبْيَضَ مُشرِقاً
بوَجهٍ، مِنَ الهَيجاءِ، أَغْبَرََ قاتِمِ
أمَا وَالذي باهى بكَ الغَيثَ ما اصْطُفي
فَعالُكَ، إلاّ للعُلاَ وَالمَكَارِمِ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> القصيدة المتوحشة
القصيدة المتوحشة
رقم القصيدة : 302
-----------------------------------
أحبيني .. بلا عقد
وضيعي في خطوط يدي
أحبيني .. لأسبوع .. لأيام .. لساعات..
فلست أنا الذي يهتم بالأبد..
أنا تشرين .. شهر الريح،
والأمطار .. والبرد..
أنا تشرين فانسحقي
كصاعقة على جسدي..
أحبيني ..
بكل توحش التتر..
بكل حرارة الأدغال
كل شراسة المطر
ولا تبقي ولا تذري..
ولا تتحصري أبدا..
فقد سقطت على شفتيك
كل حضارة الحضر
أحبيني..
كزلزال .. كموت غير منتظر..
وخلي نهدك المعجون..
بالكبريت والشرر..
يهاجمني .. كذئب جائع خطر
وينهشني .. ويضربني ..
كما الأمطار تضرب ساحل الجزر..
أنا رجل بلا قدر
فكوني .. أنت لي قدري
وأبقيني .. على نهديك..
مثل النقش في الحجر..
***
أحبيني .. ولا تتساءلي كيفا..
ولا تتلعثمي خجلا
ولا تتساقطي خوفا
أحبيني .. بلا شكوى
أيشكو الغمد .. إذ يستقبل السيفا؟
وكوني البحر والميناء..
كوني الأرض والمنفى
وكوني الصحو والإعصار
كوني اللين والعنفاء..
أحبيني .. بألف وألف أسلوب
ولا تتكرري كالصيف..
إني أكره الصيفا..
أحبيني .. وقوليها
لأرفض أن تحبيني بلا صوت
وأرفض أن أواري الحب
في قبر من الصمت
أحبيني .. بعيدا عن بلاد القهر والكبت
بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت..
بعيدا عن تعصبها..
بعيدا عن تخشبها..
أحبيني .. بعيدا عن مدينتنا
التي من يوم أن كانت
إليها الحب لا يأتي..
إليها الله .. لا يأتي ..
***
أحبيني .. ولا تخشي على قدميك
- سيدتي - من الماء(37/272)
فلن تتعمدى امرأة
وجسمك خارج الماء
وشعرك خارج الماء
فنهدك .. بطة بيضاء ..
لا تحيا بلا ماء ..
أحبيني .. بطهري .. أو بأخطائي
بصحوي .. أو بأنوائي
وغطيني ..
أيا سقفا من الأزهار ..
يا غابات حناء ..
تعري ..
واسقطي مطرا
على عطشي وصحرائي ..
وذوبي في فمي .. كالشمع
وانعجني بأجزائي
تعري .. واشطري شفتي
إلى نصفين .. يا موسى بسيناء..
العصر العباسي >> البحتري >> نشدتك الله من برق على إضم
نشدتك الله من برق على إضم
رقم القصيدة : 3020
-----------------------------------
نَشَدْتُكَ الله مِنْ بَرْقٍ على إضَمِ،
لمّا سَقَيتَ جُنوبَ الحَزْنِ، فالعَلَمِ
وَصُبْتَ بَيْنَهُمَا، حتى تُسيلَهُمَا
بمُسْتَهِلٍّ، مِنَ الوَسميّ، مُنسَجِمِ
مَنازِلٌ، لا تُجيب الصّبَّ من خَرَسٍ،
وَلا ترِِيعُ إلى شَكْوَاهُ مِنْ صَمَمِ
أقَامَ يَنْشُدُ شَمْلاً، غَيرَ مُتّفِقٍ،
مِنْ آلِ لَيلى وَشِعْباً غَيرَ مُلْتَئِمِ
وَقَدْ تَكُونُ بهاِ قُضْبانُ إسْحِلَةٍ
مُهتَزّةٍ في احمِرَارِ الوَرْدِ وَالعَنَمِ
إذْ وِدُّ لَيلى صَحيحٌ، غَيرُ مُؤتَشِبٍ،
وَخََبلاًُ لَيلى جَديدٌ، غَيرُ مُنصَرِمِ
تُعدَى القُلوبُ بعَيْنَيْها إذا نَظَرتْ،
حتى تُجِدّ لهَا حَبْلاً مِنَ السّقَمِ
أمَا، وَضَحكَتِها عن وَاضحٍ رَتِلٍ،
تُنْبي عَوَارِضُهُ عَنْ بارِدٍ شَبِمِ
لَقَد كَتَمْتُ هَوَاها، لوْ يُطاوِعُني
شَوْقٌ لَجوجٌ، وَدَمعٌ غَيرُ مُنكَتِمِ
ألله جَارُ بَني خَاقانَ إنّهُمُ الـ
ـأثرَوْنَ من كَرَمِ الأخلاقِ وَالشّيَمِ
بَيْتٌ تَقَدّمَ فيهِ المَجدُ، وَاجتَمعتْ
لهُ عِظامُ المَساعي وَالعُلاَ القُدُمِ
النّازِحُونَ عَنِ الفَحشاءِ يُبعِدُهُمْ
عَنْ لُؤمِها عِظَمُ الأَخطَارِ والهِممِ
ما انفَكّ مَجدُ عُبَيدِ الله يُكسِبُهمْ
مَحبّةً مِنْ صُدورِ العُرْبِ وَالعَجَمِ
مَا إنْ يَزَالُ النّدَى يُدْني إلَيهِ يَداً
مُمتاحَةً مِنْ بَعيدِ الدّارِ وَالرّحِمِ(37/273)
يَلُومُهُ عَاذِلوهُ، في سَماحَتِهِ،
على خَلائِقَ لمْ تُذْمَمْ، وَلمْ تُلَمِ
خِرْقٌ، أقامَ قَناةَ المُلْكِ، فاعتدلتْ
بمُسْتَتِبٍّ مِنَ التّدْبيرِ، مُنتَظِمِ
مُستَحكِمُ الرّأيِ لا عَهدُ الصّبَا كثبٌ
منهُ، وَلا هوَ بالمُوفي على الهَرَمِ
قد أكمَلَ الحِلمَ، وَاشتَدّتْ شكيمتُه
على الأعادي، وَلم يَبلُغْ مدى الحُلُمِ
فكَيفَ إذا شابَ وَاجتازَتْ تجَارِبُهُ
لَهُ الحِجَى وَتَلَقّى الحَزْمَ من أُمَمِ
طَرْفٌ مُطِلٌّ على الآفاقِ، يكلأهَا
بِنَاظِرٍ، لمْ يُنَمْ عَنها، وَلمْ يَنَمِ
مُذَلَّلُ السَّمْعِ للدَّاعِينَ ، لَيْسَ بِذِي
بَأْوٍ عَلَى الصَّارِخِ الأَقْصَى ولا بُذُمِ
إذا استَعاذَ بهِ المُستَصرِخُونَ رَأوْا
وَجهاً يُجَلّي سَوَادَ الظُّلْمِ، وَالظُّلَمِ
إنْ قَلّلُوا هَيْبَةً، أوْ أكثرُوا لَغَطاً،
أصْغى بحِلْمٍ، وَرَدّ القَوْلَ عن فَهَمِ
أَو أغْفَلُوا حُجّةً لمْ يُلْفَ مُسترِقاً
لهَا، وَإنْ يَهِمُوا في القَوْلِ لمْ يهِمِ
حارِسُ مُلْكٍ، لَهُ مِن دونِهِ أبَداً
صَدْرٌ شَفيقٌ، وَرَأيٌ غَيرُ مُتّهَمِ
سُسْتَ الخِلافَةَ إشْرَافاً وَحَيِّطَةً،
وَذُدتَ عن حَقِّها بالسّيفِ وَالقَلمِ
وَلمْ يَزَلْ لكَ، مُذْ وُلّيتَ حَوْزَتَها،
غَوْثٌ للَهْفَانِ، أوْ نَصْرٌ لمُهتَضَمِ
تِلْكَ الرَّعِيَّةُ مَوْفُوراً جوَانِبُها
وقد تَكُونُ كَنَهْبٍ شَعَّ مُقْتَسَمِ
رَأوْكَ حِرْزاً لَهُمْ مِنْ كلّ بائِقَةٍ،
وَعُصْمَةً فيهمِ مِنْ أوْثَقِ العُصَمِ
وَما انفَكَكتَ وَما انفَكّتْ أناتُكَ من
توْفيرِ وَفْرِ امْرِىءٍ منهُم وَحَقنِ دَمِ
تَوَخّياً لاصْطِنَاعِ العُرْفِ تَصْنَعُهُ
في الصّالحينَ، وَإبْقاءً على النِّعَمِ
أظَلّهُمْ مِنكَ جُودٌ، لَوْ وَسَمتَ به
مَنابِتَ الأرْضِ لاستَغنَتْ عن الدّيمِ
ما كُنتَ فيهِ بمَنْزُورِ النّوَالِ، وَلا
رَثِّ الفَعالِ، وَلا مُستَحدَثِ الكرَمِ
إنّي أمُتّ بِوِدٍّ قَدْ تَقادَمَ عَنْ(37/274)
حَدْثِ اللّيالي، وَلمْ يُخلِقْ على القِدَمِ
وَذِمّةٍ بكَ لمْ يُشْبِهْ تأكُّدَها،
إلاّ وَفاؤكَ، للأقْوَامِ، بالذّمَمِ
العصر العباسي >> البحتري >> على أي أمر مشكل أتلوم
على أي أمر مشكل أتلوم
رقم القصيدة : 3021
-----------------------------------
عَلى أيّ أمْرٍ مُشْكِلٍ أتَلَوّمُ،
أُقِيمُ، فأثْوِي، أمْ أهُمُّ، فأعزِمُ
وَلَوْ أنْصَفَتْني سرّ مَنْ رَاءَ لم أكنْ
إلى العِيسِ، مِن إيطانِها، أتَظَلّمُ
لَقَدْ خابَ فيها جاهِدٌ، وَهوَ ناطِقٌ،
وأُعْطيَ مِنْها وَادِعٌ، وَهوَ مُفحَمُ
ولَوْ وَصَلَتْني بالإِمَامِ ذَرِيعَةٌ،
دَرَى النّاسُ أيَّ الطّالبينَ يُحَكَّمُ
أُعَاتِبُ إخْوَاني، وَلَسْتُ ألُومُهُمْ
مُكَافَحَةً، إنّ اللّئِيمَ المُلَوَّمُ
وَقَدْ كُنتُ أرْجُو، والرّجَاءُ وَسيلَةٌ،
عَليَّ بنَ يَحْيَ، لِلَّتي هيَ أعظَمُ
مُشاكَلَةُ الآدابِ تَصرِفُ ناظِري
إلَيْهِ، وَوِدٌّ بَيْنَنَا مُتَقَدّمُ
وَهِزّتُهُ لِلْمَجْدِ، حَتّى كأنّما
تَثَنّى بِهِ الخَطّيُّ فيهِا المُقَوَّمُ
أبَا حَسَنٍ! ما كَانَ عَذلُكَ فيهمُ
لِواحِدَةٍ، إلاّ لأنّكَ تَفْهَمُ
وَمَا أنْتَ بالثّاني عِناناً عَنِ العُلاَ،
وَلاَ أنَا بالخِلّ الذي يَتَجَرّمُ
خَلاَ أنّ بَاباً رُبّما التَاثَ إذْنُهُ،
وَوَجهاً طَليقاً، رُبّما يَتَجَهَّمُ
وإنّي لَنِكْسٌ إنْ ثَقُلتُ عَلى الغِنَى،
وَكُنتُ خَفيفَ الشّخصِ إذْ أنا مُعدَمُ
سأحملُ نَفسِي عنكَ حَملَ مُجَامِلٍ،
وَأُكْرِمُها إنْ كانتِ النّفسُ تُكرَمُ
وأبْعَدُ حَتّى تَعرِضَ الأرْضُ بَيْنَنَا،
وَيُمسي التّلاقي وَهْوَ غَيبٌ مُرَجَّم
عَلَيْكَ السَّلاَمُ أَقْصَرَ الوصْلُ فانْطَوَى
وأَجْمَعَ تَوْدِيعاً أَخُوكَ المُسَلِّمُ
فإلاّ تُساعِدْني اللّيالي، فَرُبّما
تأخّرَ في الحَظّ الرّئيسُ المُقَدَّمُ
وَمَا مَنَعَ الفَتْحُ بنُ خَاقَانَ نَيْلَهُ،
وَلَكِنّها الأقْدارُ تُعْطِي وَتَحْرِمُ(37/275)
سَحَابٌ خَطاني جودُهُ، وَهوَ مُسبَلٌ،
وَبَحْرٌ عَداني فَيْضُهُ، وَهوَ مُفعَمُ
وَبَدْرٌ أضَاءَ الأرْضَ شَرْقاً وَمَغْرِباً،
وَمَوْضِعُ رِجلي منهُ أسْوَدُ مُظْلِمُ
أأشْكُو نَداهُ بَعدَ ما وَسِعَ الوَرَى،
وَمَنْ ذا يَذُمُّ الغَيثَ، إلاّ مُذَمَّمُ
العصر العباسي >> البحتري >> يهون عليها أن أبيت متيما
يهون عليها أن أبيت متيما
رقم القصيدة : 3022
-----------------------------------
يَهُونُ عَلَيْهَا أنْ أبِيتَ مُتَيَّما،
أُعالجُ وَجْداً في الضّمِيرِ مُكَتَّمَا
وَقد جاوَزَتْ أرْضَ الأَعادِي وأصْبَحَتْ
حِمَى وَصْلِها مذ جاوَرَتْ أبرَقَ الحِمَى
بكَتْ حُرْقَةً، عندَ الوَدَاعِ، وأرْدفتْ
سُلُوّاً نَهَى الأحْشَاءَ أنْ تَتَضَرّما
فلَمْ يَبقَ مِنْ مَعْرُوفِها غَيرُ طائِفٍ
مُلِمٍّ بِنَا، وَهْناً، إذا الرّكبُ هَوّما
يَكادُ وَمِيضُ البَرْقِ عندَ اعتِرَاضِهِ
يُضِيىءُ خَيَالاً جَاءَ مِنْهَا مُسَلِّمَا
وَلمْ أنْسَهَا، عِندَ الوَداعِ، وَنَثرَها
سَوَابقَ دَمعٍ، أعجَلَتْ أن تُنَظَّمَا
وَقالتْ: هلِ الفَتحُ بنُ خَاقَانَ مُعقِبٌ
رِضًى، فيَعُودَ الشّملُ منّا مُلأّمَا؟
خَليلَيّ! كُفّا اللّوْمَ في فَيْضِ عَبرَةٍ،
أبَى الوَجْدُ إلاّ أنْ تَفيضَ وَتَسجُمَا
وَلاَ تَعْجَبَا مِنْ فَجعَةِ البَينِ إنّني
وَجَدتُ الهَوَى طَعمَينِ: شهداً وَعَلقَمَا
عَذيرِي مِنَ الأيّامِ رَنّقْنَ مَشْرَبي،
وَلَقّيتَني نَحْساً منَ الطّيرِ أشْأمَا
وأكْسَبْنَني سُخطَ امرِىءٍ بتُّ مَوْهِناً
أرَى سُخطَهُ لَيلاً معَ اللّيلِ مُظلِمَا
تَبَلّجَ عن بَعضِ الرّضَا، وانطَوَى على
بَقِيّةِ عَتْبٍ شَارَفَتْ أنْ تَصَرّما
إِذا قُلْتُ يَوْماً قَدْ تَجاوَزَ حَدَّهَا
تَلَبَّثَ فِي أَعْقَابِها وتَلَوَّما
وأصْيَدَ، إنْ نازَعْتُهُ اللّحظَ رَدّهُ
كَليلاً وإنْ راجَعتُهُ القَوْلَ جَمجَمَا
ثَناهُ العِدى عَنّي، فأصَبحَ مُعْرِضاً،(37/276)
وأوْهَمَهُ الوَاشُونَ حَتّى تَوَهّما
وَقَد كَانَ سَهلاً واضِحاً، فتَوَعّرَتْ
رُبَاهُ، وَطَلْقاً ضاحِكاً، فَتَجَهّما
أمُتّخِذٌ عِندي الإسَاءَةَ مُحسِنٌ،
وَمُنْتَقِمٌ مِنّي امرُؤٌ كَانَ مُنعِمَا
وَمُكتَسِبٌ في المَلامَةَ ماجِدٌ،
يَرَى الحَمدَ غُنْماً، والمَلاَمَةَ مَغرَمَا
يُخَوّفُني من سُوءِ رأيِكَ مَعشَرٌ،
وَلاَ خَوْفَ إلاّ أنْ تَجُورَ وَتَظْلِمَا
أُعِيذُكَ أنْ أخشاكَ من غَيرِ حادِثٍ
تَبَيّنَ، أوْ جُرْمٍ إلَيكَ تَقَدّما
ألَسْتُ المُوَالي فيكَ نَظْمَ قَصَائِدٍ،
هيَ الأنجُمُ اقتَادَتْ معَ اللّيلِ أنجُمَا
ثَنَاءٌ كأنّ الرّوْضَ مِنْهُ مُنَوِّراً،
ضُحًى، وكأنّ الوَشيَ فيهِ مُسَهَّمَا
وَلَوْ أنّني وَقّرْتُ شِعرِي وَقَارَهُ،
وأجلَلْتُ مَدحي فيكَ أنْ يَتَهَضّمَا
لأكبَرْتُ أنْ أُوْمي إلَيكَ بإصْبَعٍ
تَضَرّعَ، أوْ أُدْني لَمَعذِرَةٍ فَمَا
وَكَانَ الذي يأتي بهِ الدّهرُ هَيّناً
عَليّ، وَلَوْ كَانَ الحِمَامُ المُقَدَّمَا
وَلَكِنّني أُعْلي مَحَلّكَ أنْ أُرَى
مُدِلاًّ، وأستَحيِيكَ أنْ أتَعَظّما
أعِدْ نَظَراً فيما تَسَخّطتَ هل تَرَى
مَقَالاً دَنًّيا، أوْ فَعَالاً مُذَمَّمَا
رأيتُ العِرَاقَ أَنْكَرَتِنْي، وأقسَمَتْ
عَليّ صُرُوفُ الدّهرِ أنْ أتَشَاءَمَا
وَكَانَ رَجَائي أنْ أؤوبَ مُمَلَّكاً،
فَصَارَ رَجَائي أنْ أؤوبَ مُسَلَّمَا
وَما مانعٌ مِمّا تَوَهّمتُ غَيرَ أنْ
تَذَكّرَ بَعضَ الأُنْسِ، أو تتَذمّمَا
وأكبَرُ ظَنّي أنّكَ المَرْءُ لمْ تَكُنْ
تُحَلّلُ بالظّنّ الذّمامَ المُحَرَّما
حَيَاءٌ فَلَمْ يَذْهَبْ بي الغَيُّ مَذْهَباً
بَعيداً، ولم أرْكَبْ من الأمرِ مُعظَمَا
وَلم أعرِفِ الذّنْبَ الذي سُؤتَني لهُ،
فأقتُلَ نَفسِي حَسرَةً، وَتَنَدُّما
وَلَوْ كَانَ ما خُبّرْتُهُ، أو ظَنَنْتُهُ،
لَمَا كَانَ غَرْواً أنْ ألُومَ وَتُكرِما
أُذَكّرُكَ العَهْدَ الذي لَيسَ سُؤدَداً(37/277)
تَناسِيهِ، والوُدَّ الصّحيحَ المُسَلَّما
وَمَا حَمّلَ الرّكبانُ شَرْقاً وَمَغرِباً،
وأنْجَدَ في أعْلَى البِلادِ وأتْهَمَا
أُقِرُّ بِما لَمْ أجْنِهِ مُتَنَصِّلاً
إلَيْكَ، على أنّي إخالُكَ ألْوَمَا
ليَ الذّنْبُ مَعْرُوفاً، وإن كنتُ جاهلاً
بهِ، وَلَكَ العُتْبَى عَلَيّ وأنْعِمَا
وَمِثْلُكَ إنْ أبْدَى الفَعَالَ أعادَهُ،
وإنْ صَنَعَ المَعرُوفَ زَادَ وَتَمّمَا
وَمَا النّاسُ إلا عُصْبَتَانِ: فَهَذِهِ
قَرَنْتَ بها بُؤساً، وَهَاتيكَ أنْعُمَا
وَحِلَّةَ أعْدَاءٍ رَمَيْتَ بِعَزْمَةٍ،
فأضْرَمْتَها ناراً، وأجْرَيْتَهَا دَمَا
العصر العباسي >> البحتري >> طفقت تلوم ولات حين ملامه
طفقت تلوم ولات حين ملامه
رقم القصيدة : 3023
-----------------------------------
طَفِقَتْ تَلومُ، وَلاتَ حينَ مَلامِهِ،
لا عِنْدَ كبَْرَتهِ، وَلا إحْجَامِهِ
لمْ يُرْوَ مِنْ مَاءِ الشّبَابِ، وَلا انجلتْ
ذَهَبِيّةُ الصّبَوَاتِ عَنْ أيّامِهِ
أهْلاً بِزَائِرِنَا المُلِمّ، لَوَ انّهُ
عَرَفَ الذي يَعْتَادُ مِنْ إلْمَامِهِ
جَذْلانُ، يَسمَحُ في الكَرَى بعِناقِهِ،
وَيَضَنُّ، في غَيرِ الكَرَى، بسَلامِه
أتُرِيكَ أحْلامُ الدُّجى ذا لَوْعَةٍ،
كَلِفَ الضّلُوعِ يَرَاكَ في أحْلامِهِ؟
للصّامِتيّ مُحَمّدٍ في صَامِتٍ
نَسَبٌ، كَعِقْدِ الدُّرّ غِبَّ نِظامِهِ
مُستَجمِعٍ شَرَفَينِ قَدْ جُمِعَا لَهُ
في جَاهِلِيّتِهِ، وَفي إسْلامِهِ
إنْ قيلَ رَبْعيٌّ فَمِنْ آبَائِهِ؛
أوْ قيلَ قَحْطَبَةٌ فَمِنْ أعْمَامِهِ
وَخُؤولَةٌ مِنْ عَمْرِهِ، وَيَزِيدِهِ،
وَوَلِيدِهِ، وَسَعيدِهِ، وَهشَامِهِ
أُنْظُرْ إلى تِلْكَ الجِبَالِ، فإنّهَا
مَعْدُودَةٌ في هَضْبِهِ وَإكَامِهِ
كالسّيْفِ في إخْذامِهِ، وَالغَيْثِ في
إرْهَامِهِ، وَاللّيْثِ في إقْدامِهِ
إنْ كُنتَ تُنكِرُ ما أقُولُ، فَجارِهِ،
أوْ بَارِهِ، أوْ نَاوِهِ، أوْ سَامِهِ
مُتَشَعّبٌ، لا يَقْتَضِي في مَحْفِلٍ(37/278)
مِنْ فَهْمِهِ شَيْئاً، وَلاَ إفْهَامِهِ
أمْضَى عَلى خَصْمٍ غِرَارَ لِسَانِهِ،
فَكَأنّمَا أمضَى غِرَارَ حُسَامِهِ
إمّا تَنَقّلَتِ العُهُودُ، فإنّهُ
ثَبْتٌ علَى عَهْدِ النّدى وَذِمَامِهِ
وَيَبيتُ يَحْلَمُ بالمَكارِمِ وَالعُلاَ ،
حتّى يكونَ المَجْدُ جُلّ مَنَامِهِ
أفْدِي نَداكَ، فَرُبّ يَوْمٍ جَاءَني
عَفْواً، يَقُودُ ليَ الغِنَى بزِمَامِهِ
وَإذا أرَدْتَ لَبِسْتُ منكَ مَوَاهِباً،
يُنْشَرْنَ نَشْرَ الوَرْدِ مِنْ أكْمَامِهِ
أمّا الجَوَادُ، فَقَدْ بَلَوْنَا يَوْمَهُ،
وَكَفَى بِيَوْمٍ مُخْبِراً عَنْ عَامِهِ
جَارَى الجِيَادَ، فَطَارَ عَنْ أوْهامها
سَبْقاً، وكَادَ يَطيرُ عَنْ أوْهَامِهِ
جَذْلانُ، تَلْطُمُهُ جَوَانبُ غُرّةٍ،
جَاءَتْ مَجيءَ البَدْرِ عِندَ تَمَامِهِ
وَاسْوَدّ ثمَّ صَفَتْ، لعَيْنَيْ نَاظِرٍ،
جَنَبَاتُهُ، فأضَاءَ في إظْلامِهِ
مَالَتْ جَوَانِبُ عُرْفِهِ، فََكَأنّهَا
عَذَبَاتُ أثْلٍ مَالَ تَحتَ حَمَامِهِ
وَمُقَدَّمِ الأُذْنَينِ، تَحْسِبُ أنّهُ
بِهِمَا يَرَى الشّخْصَ الذي لأمَامِهِ
يَختالُ في استِعرَاضِهِ وَيُكبُّ في استدْ
بارِهِ، وَيَشِبُّ في اسْتِقْدَامِهِ
وَإذا التَقَى الثَّفْرَ القَصِيرَ وَرَاءَهُ،
فالطّولُ حَظُّ عِنَانِهِ وَحزَامِهِ
وَكَأنّ فَارِسَهُ، وَرَاءَ قَذالِهِ،
رِدْفٌ، فَلَسْتَ تَرَاهُ مِنْ قُدّامِهِ
لانَتْ مَعَاطِفُهُ، فَخُيّلَ أنّهُ،
للخَيْزُرَانِ، مُنَاسِبٌ بِعِظَامِهِ
في شُعْلَةٍ كالشّيبِ لاحَ بمَفْرِقي،
غَزَلٌ لهَا عَنْ شَيْبِهِ بِغَرَامِهِ
وَمُرَدَّدٍ بَينَ القَوَافي يَجْتَني
مَا شَاءَ مِنْ ألِفِ القَرِيضِ وَلامِهِ
وَكَأنّ صَهْلَتَهُ، إذا اسْتُعْلي بِها،
رَعْدٌ يَُقَعْقِعَُ في ازْدِحَامِ غَمَامِهِ
مِثْلُ العُقابِ انْقَضّ مِنْ عَلْيَائِهِ،
في بَاقِرِ الصَّمّانِ، أوْ أرْآمِهِ
أَو كالغُرَابِ غَدَا يُبَاري صَحْبَهُ
بِسَوَادِ نُقْبَتِهِ، وَحُسنِ قَوَامِهِ(37/279)
لا شيءَ أجْوَدَ مِنْهُ غَيرُ فَتًى غَدَا
مِنْ جُودِهِ الأوْفَى، وَمِنْ إنْعامِهِ
أرْسَلْتُهُ مِلْءَ العُيُونِ مُسَلَّماً
مِنْهَا، بشَهْوَتِهَا لِطُولِ دَوَامِهِ
وَكَأنّ كُلّ عَجِيبَةٍ مَوْصُولَةٍ
بِتَقَسّمِ اللّحَظَاتِ في أقْسَامِهِ
وَالطِّرْفُ أجْلَبُ زَائِرٍ لِمَؤونَةٍ،
مَا لمْ تُزِرْهُ بسَرْجِهِ وَلِجَامِهِ
العصر العباسي >> البحتري >> جاد الذفافي في أرضه
جاد الذفافي في أرضه
رقم القصيدة : 3024
-----------------------------------
جَادَ الذَّفافيَّ، في أرْضِهِ،
رُكَامُ الغَمامِ على ظُلْمِهِ
أخٌ ليَ لمْ تَتّصِلْ نِسْبَتي
بِقُرْبَى أبيهِ، وَلا أُمّهِ
تَنَكَّرََ، حتّى لأنْكَرْتُهُ،
خَلاَ أنّني عارِفٌ باسْمِهِ
وَمَا ليَ مِنْهُ سِوَى رِقّةٍ،
يُرَاحُ لهَا الشّعرُ مِنْ فَهمِهِ
كَذا المِسْكُ ما فيهِ مُستَمتَعٌ
لمُتّخِذِيهِ، سِوَى شَمّهِ
العصر العباسي >> البحتري >> قل للجنوب إذا غدوت فأبلغي
قل للجنوب إذا غدوت فأبلغي
رقم القصيدة : 3025
-----------------------------------
قُلْ للجَنُوبِ: إذا غَدَوْتِ فأَبْلِغي
كَبِدي نَسيماً مِنْ جَنَابِ نَسِيمِ
أخُدِعْتُ عَنكَ، وأنْتَ بَدْرٌ خادعٌ
لِلّيْلِ عَنْ ظُلَمٍ لَهُ، وَغُيُومِ
كَرُمَ الزّمانُ وَلُمتُ فيكَ وَلَنْ تَرَى
عَجَباً سِوَى كَرَمِ الزّمانِ، وَلَوْمي
وَظَلَمْتُ نَفْسِي جاهداً في ظُلْمِِها،
فاسْمَعْ مقَالَةَ ظالِمٍ مَظْلُومِ
قَدْ زَادَ يَوْمُ البُؤسِ بَعدَكَ، إنّهُ
أفْضَى إليّ بعُقْبِ يَوْمِ نَعِيمِ
فَأَقَمْتَ في قَلبي، وَشَخْصُكَ سائرٌ،
لا تَبْعَدَنْ مِنْ ظاعِنٍ وَمُقِيمِ
لا كَانَ وَجْدِي أينَ كانَ، وأنتَ لي
مَلِكٌ وَعَهْدي منكَ غَيرُ ذَمِيمِ
ألآنَ أطْمَعُ في هَواكَ ودُونَهُ
عَينُ الرّقيبِ، وَبَابُ إبْرَاهِيمِ؟
العصر العباسي >> البحتري >> عن أي ثغر تبتسم
عن أي ثغر تبتسم
رقم القصيدة : 3026
-----------------------------------(37/280)
عَنْ أيّ ثَغْرٍ تَبْتَسِمْ،
وَبِأيّ طَرْفٍ تَحْتَكِمْ ؟
حَسَنٌ يَضَنُّ بحُسْنِِهِ،
والحُسْنُ أشْبَهُ بالكَرَمْ
أفْدِيهِ مِنْ ظُلْمِ الوُشَا
ةِ، وإنْ أسَاءَ، وإنْ ظَلَمْ
وَكَأنّ، في جِسْمي، الذي
في نَاظِرَيْهِ مِنَ السّقَمْ
يَهنيكَ أنّكَ لَمْ تَذُقْ
سُهراً، وأنّيَ لَمْ أنَمْ
أقْسَمْتُ بالبَيْتِ الحَرَا
مِ، وحُرْمَةِ الشّهرِ الأصَمُّ
وَعُلاَ أمِيرِ المُؤمِنِـ
ـنَ، فإنّهَا حَقُّ القَسَمْ
لَقَدِ اصْطَفَى رَبُّ السّمَا
ءِ لَهُ الخَلائِقَ والشّيَمْ
مَلِكٌ بَدَا، وَجَبينُهُ
شَمْسُ الضّحَى، بَدْرُ الظُّلَمْ
قُلْ للخَلِيفَةِ جَعْفَرِ الـ
مُتَوَكّلِ بنِ المُعْتَصِمْ
للمُرْتَضَى ابنِ المُجْتَبَى،
والمُنعِمِ ابنِ المُنتَقِمْ
أمّا الرّعِيّةُ، فَهْيَ مِنْ
أَمَنَاتِ عَدْلِكَ في حَرَمْ
نِعَمٌ عَلَيْهَا في بَقَا
ئِكَ، فَلْتَتِمّ لهَا النِّعَمْ
يَا بَانيَ المَجْدِ، الّذي
قَدْ كَانَ قُوّضَ، فانهَدَمْ
إسْلَمْ لِدِينِ مُحَمّدٍ،
فإذا سَلِمْتَ، فقَدْ سَلِمْ
نِلْنَا الهُدَى، بعدَ العَمَى،
بِكَ، والغِنَى، بَعدَ العَدَم
العصر العباسي >> البحتري >> ألا هل أتاها بالمغيب سلامي
ألا هل أتاها بالمغيب سلامي
رقم القصيدة : 3027
-----------------------------------
ألا هَلْ أتَاهَا، بالمَغِيبِ، سَلاَمي،؟
وَهَلْ خَبَرَتْ وَجدي بها وَغَرَامي؟
وَهَلْ عَلِمَتْ أنّي ضَنِيتُ، وَأنّها
شِفَائيَ مِنْ دَاءِ الضّنَى، وَسَقَامي
وَمَهْزُوزَةٍ، هَزَّ القَضِيبِ، إذا مشتْ
تَثَنّتْ على دَلٍّ، وَحُسْنِ قَوَامِ
أحَلّتْ دَمي من غيرِ جُرْمٍ، وَحرّمتْ
بلا سَبَبٍ، يوْمَ اللّقَاءِ، كَلامي
فِداؤكِ مَا أبْقَيْتِ مِنّي، فإنّهُ
حُشَاشَةُ نَفْسٍ في نحُولِ عِظامي
صِلي مُغْرَماً قد وَاصلَ الشّوْقُ دَمْعَهُ
سِجاماً على الخَدّينِ، بَعدَ سِجامِ
فَلَيْسَ الّذي حَلّلْتِهِ بِمُحَلَّلٍ،
وَلَيْسَ الّذي حَرّمْتِهِ بِحَرَامِ(37/281)
وإنّي لأبّاءٌ على كلّ لائِمٍ
عَلَيْكِ، وَعَصّاءٌ لكُلّ مَلامِ
وَكُنتُ، إذا حَدّثْتُ نَفْسِي بسَلوَةٍ،
خَلَعتُ عِذاري، أوْ فَضَضتُ لجامي
وَأسْبَلْتُ أثْوَابي لكُلّ عَظيمَةٍ،
وَشَمّرْتُ مِنْ أُخرَى لكُلّ غَرَام
هَلِ العَيْشُ إلاّ ماءَ كَرْمٍ مُصَفَّقٍ،
يُرَقْرِقُهُ، في الكأسِ، ماءُ غَمامِ
وَعُودُ بَنَانٍ، حينَ سَاعَدَ شَجْْوهُ
عَلَى نَغَمِ الألحَانِ نَايَ زُنَامِ
أبَى يَوْمُنَا بالزَّوّ، إلاّ تَحَسّناً
لَنَا بِسَمَاعٍ طَيّبٍ، وَمُدامِ
غَنِينَا عَلى قَصْرٍ يَسِيرُ بِفِتْيَةٍ
قُعُودٍ، عَلَى أرجَائِهِ، وَقِيَامِ
تَظَلُّ البُزاةُ البِيضُ تَخْطَفُ حَوْلَنا
جَآجىءَ طَيْرٍ في السّمَاءِ سَوَامِ
تَحَدَّرُ بالدُّراجِ من كُلّ شَاهِقٍ،
مُخَضَّبَةً أظْفَارُهُنّ، دَوَام
فَلَمْ أرَ كالقَاطُولِ يَحْمِلُ ماؤهُ
تَدَفُّقَ بَحْرٍ بالسّمَاحَةِ طَامِ
وَلاَ جَبَلاً كَالزَّوّ يُوقَفُ تَارَةً
وَيَنْقَادُ، إمّا قُدْتَهُ بِزِمَامِ
لَقَدْ جَمَعَ الله المَحَاسِنَ كُلّهَا
لأبْيَضَ مِنْ آلِ النّبيّ، هُمامِ
نَطيفُ بطَلْقِ الوَجْهِ، لا مُتَجَهِّمٍ
عَلَيْنَا، وَلا نَزْرِ العَطَاءِ جَهَامِ
يُحَبّبُهُ، عِنْدَ الرّعِيّةِ، أنّهُ
يُدافِعُ عَنْ أطْرَافِهَا وَيُحاَمي
وَأنّ لَهُ عَطْفاً عَلَيْهَا وَرأفةً،
وَفَضْلَ أيَادٍ، بالنَّوال، جِسَامِ
لقَد لجَأ الإسلامُ، من سَيفِ جَعفَرٍ،
إلى صَارِمٍ في النّائِبَاتِ حُسَام
يَسُدُّ بهِ الثّغرَ المَخُوفَ انْثِلاَمُهُ،
وإنْ رَامَهُ الأعْداءُ كُلَّ مَرَامِ
نُصَلّي، وإتْمامُ الصّلاةِ اعْتِقَادُنَا
بِأنّكَ عِندَ الله خَيْرُ إمَامِ
إلَيكَ، أمِينَ الله، مَالَتْ قُلُوبُنَا
بإخْلاصِ نُزّاعٍ إلَيكَ هُيَامِ
حَلَفتُ بمنْ أدعُوهُ رَبّاً، ومَنْ لَهُ
صَلاتي، وَنُسكي خالِصاً وَصِيامي
لَقَدْ حُطْتَ دينَ الله خَيرَ حِيَاطَةٍ،
وَقُمْتَ بِأمْرِ الله خيرَ قِيَامٍ(37/282)
العصر العباسي >> البحتري >> إن طيفا يزورني في المنام
إن طيفا يزورني في المنام
رقم القصيدة : 3028
-----------------------------------
إنّ طَيْفاً يزُورُني في المَنامِ،
لَخَلِيٌّ منْ لَوْعَتي، وَغَرَامي
غَادَةٌ بِتُّ أحْمِلُ اللَّوْمَ فِيهَا،
وَعَنَاءُ المُحِبّ طُولُ المَلامِ
نَظَرَتْ خِلْسَةً إليّ، فأعْدَى
بَدَني طَرْفُ عَيْنهِا بالسّقامِ
أَنَّثَتْ ثُمّ ذُكّرَتْ فَلَها دلُّ
فَتَاةٍ رَوْدٍ، وَقَدُّ غُلامِ
وَلِحْسْنِ الحَلالِ فَضْلٌ، إذا مَا
شابَهُ في العُيُونِ ظَرْفُ الحَرَامِ
قَدْ سَقَتْني، بكَأسِها وَبِفِيها،
مَا يُرَوّي منْ غُلّةِ المُسْتَهامِ
في اعْتِدالٍ مِنَ الزّمانِ يُبارِيـ
ـهِ فَتَحْكِيهِ باعتِدالِ القَوَامِ
إنّمَا العَيْشُ أن تكون اللّيالي
مُفْضِلاتٍ، طُولاً، على الأيّامِ
قَدْ صَفَا جانِبُ الهوَاءِ، وَلَذّتْ
رِقّةُ المَاءِ في مِزَاجِ المُدَامِ
وَاستَتَمّ الصَّبِيح ُ في خيرِ وَقْتٍ،
فَهْوَ مُغْنى أُنْسٍ، وَدارُ مَقَامِ
نَاظِرٌ وِجْهَةَ المَلِيحِ فَلَوْ يَنْـ
ـطِقُ حَيّاهُ مُعْلِناً بِالسّلامِ
أُلْبِسَا بَهْجَةً، وَقَابَلَ ذا ذاكَ
فَمِنْ ضَاحِكٍ وَمِنْ بَسّامِ
كالمُحِبّينَ، لَوْ أطاقا الْتِقَاءً،
أفْرَطَا في العِنَاقِ والإلْتِزَامِ
تُنْفِذُ الرّيحُ جَرْيَهَا بَينَ قُطْرَيْـ
ـهِ، فتَكْبو مِنْ وِنْيَةٍ وَسَآمِ
مُسْتَمِدٌّ بجَدْوَلٍ مِنْ عُبابِ الْـ
ـماءِ كالأبْيَضِ الصّقِيلِ الحُسامِ
فإذا ما تَوَسّطَ البِرْكَةَ الخضْـ
ـراءَ ألْقَتْ عَلَيْهِ صِبْغَ الرّخامِ
فَتَرَاهُ كَأنّهُ مَاءُ بَحْرٍ،
يَخْدَعُ العَيْنَ، وَهْوَ ماءُ غَمامِ
وَالدّوَالِيبُ، إذْ يَدُرْنَ، ولا نا
ضِحَ يُسْقَى بِهِنّ غَيْرُ النّعَامِ
بِدَعٌ أُنْشِئَتْ لأوْلى عِبادِ الله
بالرّكْنِ، والصّفا، والمَقَامِ
إنْ خَيرَ القُصُورِ أصْبَحَ مَوْهُوباً
بِكُرْهِ العِدَى لخيْرِ الأنَامِ(37/283)
جَاوَرَ الجَعْفَرِيَّ، وَانْحَازَ شِبْدَا
زُ إلَيْهِ، كالرّاغِبِ المُعْتامِ
حِلَلٌ مِنْ مَنَازِلِ المُلْكِ كالأنْـ
ـجُمِ، يَلْمَعْنَ في سَوادِ الظّلامِ
مُفحَماتٌ تُعْيي الصّفاتِ فما تُدْ
رَكُ إلاّ بالظّنّ والإِيهامِ
فَكَأنّا نُحِسُّهَا في الأمَاني،
أوْ نَرَاهَا في طارِقِ الأحْلامِ
غُرَفٌ مِنْ بِناءِ دِينٍ وَدُنْيَا،
يُوجِبُ الله فِيهِ أجْرَ الإمامِ
شَوّقَتْنَا إلى الجِنَانِ فَزدْنَا
في اجْتِنابِ الذّنوبِ وَالآثَامِ
وَبِهَا تَشْرَبُ الأوَائِلُ مُلْكاً،
وَتُباهي مُكاثِري الإسْلامِ
بَارَكَ الله لِلْخَلِيفَةِ في المَجْـ
ـدِ المُعَلّى، وَالمَأثُرَاتِ الكِرامِ
وَأرَاهُ آمَالَهُ في وُلاةِ الْـ
ـعَهْدِ أهْلِ الوَفَاءِ وَالإنْعامِ
لا يَزَالُوا في غِبْطَةٍ وَسُرُورٍ،
وَبَقَاءٍ، مِن مُلْكِهِ، وَدَوَامِ
العصر العباسي >> البحتري >> عذيري فيك من لاح إذا ما
عذيري فيك من لاح إذا ما
رقم القصيدة : 3029
-----------------------------------
عَذيري فيكِ مِنْ لاحٍ، إذا مَا
شَكَوْتُ الحُبّ حَرّقَني مَلاَمَا
فَلا وأبيكِ، ما ضَيّعْتُ حِلْماً،
وَلاَ قَارَفْتُ في حُبّيكِ ذَامَا
أُلامُ عَلَى هَوَاكِ، وَلَيْسَ عَدْلاً
إذا أحْبَبْتُ مِثْلَكِ أنْ أُلاَمَا
لَقَدْ حَرّمْتِ مِنْ وَصْلِي حَلالاً،
وَقَدْ حَلّلْتِ مِنْ هَجْرِي حَرَامَا
أعيدي فيّ نَظْرَةَ مُسْتَثيبٍ،
تَوَخّى الأََجْرَ أوْ كَرِهَ الأثَامَا
تَرَيْ كَبِداً مُحَرَّقَةً، وَعَيناً
مُؤرَّقَةً، وَقَلْبَاً مُسْتَهَامَا
تَنَاءَتْ دَارُ عَلْوَةَ، بَعْدَ قُرْبٍ،
فَهَلْ رَكْبٌ يُبَلّغُهَا السّلاما؟
وَجَدّدَ طَيْفُهَا لَوْماَ وَعَتْباً،
فَمَا يَعْتَادُنا إلاّ لِمَامَا
وَرُبّتَ لَيْلَةٍ قَدْ بِتُّ أُسْقَى
بِعَيْنَيْها وَكَفّيْهَا المُدَامَا
قَطَعْنَا اللّيْلَ لَثْماً واعْتِنَاقَاً،
وأفْنَيْنَاهُ ضَمّاً والتِزَامَا
وَقَدْ عَلِمَتْ بِأنّي لَمْ أُضَيّعْ(37/284)
لَهَا عَهْداً، وَلَم أخفِرْ ذِمَامَا
لَئِنْ أضْحَتْ مَحَلّتُنَا عِراقَاً،
مُشَرِّقَةً، وَحِلّتُهَا شَآمَا
فَلَمْ أُحْدِثْ لَهَا إلاّ وَداداً،
وَلَمْ أزْدَدْ بهَا إلاّ غَرَامَا
خِلاَفَةُ جَعْفَرٍ عَدْلٌ، وأمْنٌ،
وحْلمٌ لمْ يَزَلْ يَسَعُ الأنَامَا
غَرِيبُ المَكْرُمَاتِ تَرَى لَدَيْهِ
رِقَابَ المَالِ تُهتَضَمُ اهْتِضَامَا
إذا وَهَبَ البُدُورَ رأيْتَ وَجْهاً،
تَخَالُ بحُسْنِهِ البَدْرَ التّمَامَا
غَنِيٌّ، إنْ بُفَاخَرَ، أوْ يُسَامَى،
جَليلٌ، إنْ يُفاخَرْ أو يُسَامَى
غَمَرْتَ النّاسَ إفضَالاً وَفَضْلاً،
وإنْعَاماً مُبِرّاً، وَاْنتِقَامَا
نَعُدُّ لَكَ السّقايَةَ وَالمُصَلّى،
وأرْكَانَ البَنِيّةِ والمَقَامَا
مَكَارِمُ قَدْ وَزَنْتَ بِهَا ثَبِيراً،
فَلَمْ تَنْقُصْ وَطُلْتَ بها شَمَامَا
وَمَا الخُلَفَاءُ لَوْ جَارَوْكَ يَوْماً،
بِمُعْتَلِقِيكَ رَأياً وَاعتِزَامَا
ألَسْتَ أعَمّهُمْ جُوداً، وأزْكَا
هُمُ عُوداً، وأمضَاهُمْ حُسَامَا
وَلَوْ جُمِعَ الأئِمّةُ في مَقَامٍ،
تَكُونُ بِهِ لَكُنتَ لهمْ إمَامَا
مُخِالِفُ أمرِكُمْ لِلهِ عَاصٍ،
وَمُنْكِرُ حَقّكُمْ لاقٍ أثَامَا
وَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ مَنْ لَمْ يُقَدّمْ
وِلاَيَتَكُمْ، وإِنْ صَلّى وَصَامَا
شَهَرْتُمْ في جَوَانِبِ كلّ ثَغْرٍ
ظُبَاةَِ البِيضِ، والأسَلَ المُقَامَا
وأقْدَمْتُمْ، وَفي الإقدامِ كُرْهٌ
عَلى الغَمَرَاتِ تُقتَحَمُ اقتِحَامَا
أمِينَ الله! دُمتَ لَنَا سَليماً،
وَمُلّيتَ السّلامَةَ والدّوَامَا
أرَى المُتَوَكّلِيّةَ قَدْ تَعَالَتْ
مَحَاسِنُها، وأكمَلَتِ التّمَامَا
قُصُورٌ كالكَوَاكِبِ، لاَمِعَاتٌ،
يَكَدْنَ يُضِئنَ للسّارِي الظّلامَا
وَبَرٌّ مِثلُ بُرْدِ الوَشيِ فيهِ
جَنى الحَوْذانِ يُنشَرُ والخُزَامَى
إذا بَرقََ الرّبيعُ لَهُ كَسَتْهُ
غَوَادي المُزْنِ، والرّيحُ الرُّخامَى
غَرَائِبُ مِنْ فُنُونِ النّبتِ فيها(37/285)
جَنَى الزّهْرِ الفُرَادَى والتّؤامَا
تُضَاحِكُها الضّحَى طَوْراً، وَطَوْراً
عَلَيْها الغَيْثُ يَنسَجِمُ انسِجَامَا
وَلَوْ لَمْ يَسْتَهِلّ بهَا غَمَامٌ
بِرَيّقِهِ، لَكُنْتَ لَهَا غَمَامَا
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> رفقاً باعصابي
رفقاً باعصابي
رقم القصيدة : 303
-----------------------------------
شَرَّشْتِ ..
في لحمي و أعْصَابي ..
وَ مَلَكْتِني بذكاءِ سنجابِ
شَرَّشْتِ .. في صَوْتي ، و في لُغَتي
و دَفَاتري ، و خُيُوطِ أَثوابي ..
شَرَّشْتِ بي .. شمساً و عافيةً
و كسا ربيعُكِ كلَّ أبوابي ..
شَرَّشْتِ .. حتّى في عروقِ يدي
وحوائجي .. و زجَاج أكوابي ..
شَرَّشْتِ بي .. رعداً .. و صاعقةً
و سنابلاً ، و كرومَ أعنابِ
شَرَّشْتِ .. حتّى صار جوفُ يدي
مرعى فراشاتٍ .. و أعشابِ
تَتَساقطُ الأمطارُ .. من شَفَتِي ..
و القمحُ ينبُتُ فوقَ أهْدَابي ..
شَرَّشْتِ .. حتَّى العظْم .. يا امرأةً
فَتَوَقَّفي .. رِفْقاً بأعصابي ..
العصر العباسي >> البحتري >> أعن سفه يوم الأبيرق أم حلم
أعن سفه يوم الأبيرق أم حلم
رقم القصيدة : 3030
-----------------------------------
أعَنْ سَفَهٍ، يَوْمَ الأُبَيْرِقِ، أمْ حِلْمِ
وُقُوفٌ برَبْعٍ، أوْ بُكَاءٌ على رَسْمِ؟
وَمَا يُعْذَرُ المَوْسُومُ بالشّيبِ أنْ يُرَى
مُعَارَ لِبَاسٍ للتّصَابي، وَلا وَسْمِ
تُخَبّرُني أيّاميَ الحُدْثُ أنّني
تَرَكتُ السّرُورَ، عندَ أيّاميَ القُدْمِ
وأُوْلِعْتُ بالكِتْمانِ، حتّى كأنّني
طُوِيتُ على ضِغْنٍ منَ الدّينِ أوْ وَغْمِ
فإنْ تَلْقَني نِضْوَ العِظَامِ، فإنّها
جَرِيرَةُ قَلبي مُنذُ كُنْتُ على جسمي
وَحَسبيَ منْ بُرْءٍ تَمَاثُلُ مُثْخَنٍ
منَ الحُبّ يُنمي مُدّرِيهِ وَلاَ يُصْمي
إذا رَاجَعَتْ وَصْلاً على طُولِ هِجْرَةٍ
تَرَاجَعتُ شَيئاً من بَلاَيَ إلى سُقمي
وقد زَعَمَتْ أنْ سَوْفَ يَنجحُ ما وَأتْ،
وَظَنّي بها الإخلافَ في ذلكَ الزّعْمِ(37/286)
خَليلَيّ! ما في لا شفَاءٌ من الجَوَى،
وَلاَ نِعَمٌ مَرْجُوّةُ النُّجحِ، من نُعْمِ
أعِينَا عَلى قَلْبٍ يَهيمُ صَبَابَةً،
وَعَينٍ، إذا نَهْنَهْتُها طَفِقَتْ تَهْمي
حَنَتْ مَذْحِجٌ حَوْلي، وَبَاتَتْ عَمائرٌ،
تُدافعُ دُوني منْ عَرَانينهَا الشُّمّ
وَمَا خَفَضَتْ جِدّاتُ بَكْرٍ أُرُومَتي،
وَلاَ عَطّلَتْ من رِيشِ أحسابها سَهمي
وإنّي لَمَرْفُودٌ، عَلَى كُلّ تَلْعَةٍ،
بنَصرِ ابنِ خال يَحملُ السّيفَ أوْ عَمّ
وَما أبهَجَتْني كَبوَةُ الجَحشِ إذْ كَبَا
لفيهِ، لوَ إنّ الجَحشَ أقلَعَ عن ظلمي
وَقد هُديَ السّلطانُ للرُّشدِ، إذْ نَبَا
بأغْثَرَ منْ أوْلآدِ قُطْرُبَّلٍ، فَدْمِ
إذا عَارَضَتْ دُنياهُ في جَنبِ رَأيِهِ،
شَهدتُ بأنّ الجَهلَ أحظى من العلمِ
وقَد أقترَ المَلعُونُ يَبْساً، وعنْدَهُ
ذَخائرُ كسرَى أوْ زُها مالهِ الجَمّ
إذا المَرْءُ لمْ يَجْعَلْ غِناهُ ذَرِيعَةً
إلى سُؤدَدٍ فاعدُدْ غناهُ من العُدْمِ
وَسيطُ أخسّاءِ الأُصُولِ، كأنّمَا
يُعَلّونَ نَاجُودَ المُدامَةِ بالذّمّ
خُلُوفُ زَمَانِ السّوءِ لمْ يُؤِْثروا العُلاَ،
وَلَمْ يَنزِلُوا للمَكْرُمَاتِ على حُكْمِ
وَقَد رُفعَتْ عن نَجرِهمْ آيةُ النّدَى،
كمَا رُفعَتْ، مَنسيّةً، آيةُ الرَّجْمِ
تأبّاهُمُ نَفْسِي، وَتَقْبُحُ فيهمِ
ظُنُوني، وَيَعلو عن مَقادِيرِهمْ همي
فَلَوْلا أبُو الصّقْرِ الأغَرُّ وَجُودُهُ،
رَضِيتُ قَليلي، واقتصرْتُ على قِسمي
هُوَ المِصْقَليُّ، في صِقَالِ جَبينِهِ
جَلاءُ الظّلامِ حينَ يَسدُفُ وَالظّلمِ
بهِ نلتُ من حَظّي الذي نلْتُ أوّلاً،
وأدرَكتُ ما قد كنتُ أدركتُ منْ خصْمي
تَصُدُّ بَنَاتُ الدَّهْرِ عَنْ بَغَتاتِ ما
يُنِيلُ صُدُودَ الدَّهْمِ فُوجِىءَ بالدَّهْمِ
وَيَعْرِفُني مَعرُوفُهُ، حينَ مَعشَرٌ
يَرَوْنَ عُقُوقَ المَالِ أنْ يَعلَمُوا علمي
مَوَاهبُ لا تَبغي ابنَ أرْضٍ يَدُلُّهَا
عَليّ، وَلا طَبّاً يُخَبّرُها باسمي(37/287)
إذا وَعَدَ ارْفَضّتْ عَطَاءً عِداتُهُ،
وأعرِفُ منهُمْ من يَحُزُّ ولا يُدمي
ومَا كَشَفَتْ منهُ الوِزَارَةُ أخرَقَ اليَـ
ـَدَيْنِ على الجُلّى وَلا طائشَ السّهمِ
كَثيرُ جهاتِ الرّأيِ، مُفتَنّةٌ بهِ،
إلى عَدَدٍ لا يَنْتَهِي، صُوَرُ الحَزْمِ
فَرُوعُ الثّنَايَا، ما يَغُبُّ فِجَاجَهَا،
تَطَلُّعُ مَضّاءٍ على أوّلِ العَزْمِ
مَتى يَحْتَملْ ضِغناً على القَوْمِ يجنحوا
إلى السّلمِ إنْ نجّاهُمُ الجَنْحُ للسّلْمِ
وَلَوْ عَلمُوا أنّ المَنايا تُنِيلُهُمْ
رِضَاهُ، إذاً بَاتُوا نَدامَى على السّمّ
أخوُ البِرّ أقصَى ما يَخَافُ مُنَازِلاً،
من السّيفِ، أدْنَى ما يَخافُ من الإثمِ
وَلَمْ يَنتَسِبْ من وَائلٍ في وَشيظَةٍ،
وَلاَ بَاتَ منها ضَارِبَ البيتِ في صُرْمِ
أَبُوك الَّذي غَالَى عَلِيًّا مُسَاوِماً
بِسَامَةَ لما رَدَّ سامَةَ في جرْمِ
ولَوْلا يَدٌ مِنْهُ لَصَاحَ مُثَوِّبٌ
عَلَى عُجُزٍ وُقِّفْنَ فِي مَجْمَعِ القَسْمِ
فَمنْ يَكُ مِنهَا عارِياً فقدِ اكْتَسَى
بها الجَهْمُ بَزًّا ظاهِراً وبَنُو الجَهْمِ
وَما أَنتَ عِنْدَ العَاذِلاَتِ على النَّدَى
بمُنْتَظِرِ العُتْبَى وَلاَ هَيِّنِ الجُرْمِ
كأنّ يَداً لمْ تْحلُ منكَ بطَائِلٍ،
يَدُ الأرْضِ، رَدّتها السّماءُ بلا شَكمِ
كأنكَ من جِذْمٍ من النّاسِ مُفرَدٍ
وَسائرُ مَن يأتي الدّنيّاتِ من جِذْمِ
وَكمْ ذُدْتَ عَنّي من تَحاملِ حادثٍ،
وَسَوْرَةِ أيّامٍ حَزَزْنَ إلى العَظْمِ
كأنا عَدُوّا مُلْتَقًى ما تَقَارَبَتْ
بنا الدّارُ إلاّ زَادَ غُرْمُكَ في غُنمي
أُحَارِبُ قَوْماً، لا أُسَرُّ بسُوئهمْ،
وَلكنّني أرْمي منَ النّاسِ مَنْ ترْمي
يَوَدُّ العِدَى لَوْ كنتَ سالكَ سُبْلهمْ،
وأينَ بناءُ المُعلياتِ منَ الهَدْمِ
وَهَلْ يُمكنُ الأعْداءَ وَضْعُ فضِيلَةٍ
وَقد رُفعَتْ للنّاظِرينَ معَ النّجْمِ
العصر العباسي >> البحتري >> أترى الزمان يعيد لي أيامي
أترى الزمان يعيد لي أيامي(37/288)
رقم القصيدة : 3031
-----------------------------------
أتَرَى الزّمَانَ يُعَيدُ لي أيّامي
بَينَ القُصُورِ البِيضِ، وَالآطَامِ
إذْ لا الوِصَالُ بخُلْسَةٍ فيهِمْ، وَلا
فَرْطُ اللّقَاءِ لَدَيْهِمِ بِلِمَامِ
سَاعَاتُ لَهْوٍ ما تَجَدّدَ ذِكْرُها،
إلاّ تَجَدّدَ عِندَ ذاكَ غَرَامِي
وَهَوًى مِنَ الأهْوَاءِ باتَ مؤرّقي،
فكَأنّهُ سَقَمٌ مِنَ الأْسْقَامِ
للدّهْرِ عِندي نِعْمَةٌ مَشْكُورَةٌ
شَفَتِ الذي في الصّدرِ من أوْغَامِي
والله ما أسْدَى مَبَادِىءَ نِعْمَةٍ،
إلاّ تَغَمّدَ أهْلَهَا بِتَمَامِ
طَلَبَ العِمَامَةَ والقَضِيبَ، وأينَ لم
تَبلُغْ حَمَاقَةُ ذَلِكَ الحَجّامِ؟
أَتُرَاهُ وُهِّمَ أَنَّهُ أَهْلٌ لَهَا
سَفَهاً تَعَدِّي هذِهِ الأَوهَامِ ؟
قَدْ رَامَ تَفْرِيقَ المَوَالي، بَعدَما
جُمِعُوا على مَلِكٍ أغَرَّ، هُمَامِ
مُتَعَزِّزٍ بالله، أصْبَحَ نِعْمَةً
لله سابِغَةً عَلى الإسْلاَمِ
ثَبْتِ الأنَاةِ، إذا اسْتَبَدّ برَأيِهِ
وَفّاكَ حَقَّ النّقْضِ والإبْرَامِ
ساقَ الأُمُورَ بعَزْمِهِ، فاستَوثقتْ
لِمُوَفَّقٍ في أمْرِهِ، عَزّامِ
فَخمٌ، إذا حملَ السّلاحَ عجبتَ من
بَدْرٍ تألّقَ في سَوَادِ غَمَامِ
لَبّاسُ أثْوَابِ الحَروبِِ، مُشَمِّرٌ
عَن ساعِدَيْ أسَدٍ، بِبِيشَةَ، حامِ
يَجفُو رَقيقَ العَيشِ، حتّى تَنجلي
شُبَهُ الشّكُوكِ وَسَدْفَةُ الإظلامِ
لمّا استَرابَ بما استَرَابَ بهِ انبَرَى
بمُهَنّدِ الحَدّينِ، غَيرِ كَهَامِ
فََسَرَى بعَينٍ مَا تَنَامُ على القَذَى
لهَلاكِ صَرْعَى، في الحِجَالِ، نيامِ
لَعِبُوا، وَلَجّ بهمْ لَجُوجٌ ماحكٌ
في الحَرْبِ يُرْخِصُها على المُستامِ
أيْقَظْتُمُوهُ وَنِمْتُمُ عَنْ صَوْلَةٍ
طَحَنَتْ مَنَاكبَ يَذبُل وَشُمَامِ
ما غَرّكُم منهُ، وقد جَرّبتُمُ
سَطَوَاتِهِ في سَالِفِ الأعْوَامِ
تَرَكَ الهَوَادَةَ،حينَ كَرّ يُرِيدُكُم
بعَزِيمَةٍ فَصْلٍ، وَطَرْفٍ سَامِ(37/289)
وَغَدا وآجامُ الرّماحِ مَظِنّةٌ
منهُ، وَمَغْنَى اللّيثِ في الآجامِ
حُشِدَتْ مَوَاِليهِ لَهُ، فَتَرَادفتْ
عُصَباً تُسايِفُ دونَهُ، وَتُرَامي
لَوْ لَمْ يَكُونُوا مُقدِمِينَ تَعَلّمُوا
مِنْهُ التّقَدّمَ، ساعَةَ الإقْدامِ
مُتَقَحِّمٌ بِهِمِ الغِمَارَ، وَعَزْمُهُ
أنْ يَخلِطَ الأعْلاَمَ بالأعلامِ
يَسَلُونَهُ فيها الأناةَ، وَقَدْ رَأوْا
لُججاً يَمُوجُ بهِنّ بحرٌ طَامِ
شَفَقاً على خَيْرِ البَرِيّةِ كُلّهَا
نَفْساً، وأفضَلِ سَيّدٍ وَإمَامِ
لَمّا شَهَرْتَ السّيفَ مُزْدَلِفاً بهِ
قَلِقَ العُبَيْدُ، وَرَامَ كلَّ مَرَامِ
وَزَحَفْتَ من قُرْبٍ، فلمْ تَكُ دارُه
لمّا زَحَفْتَ إلَيْهِ دارَ مُقَامِ
جَمَعَ العزِيمَةَ والإبَاقَ بِفَرّةٍ
مَذْكُورَةٍ، أخْزَتْهُ في الأقْوَامِ
يَرْجُو الأمَانَ ولا أمَانَ لغادِرٍ
رشَقَ العَصا، وأحَلّ كلَّ حَرَامٍ
فاليَوْمَ عاوَدَتِ الخِلاَفَةُ عِزَّها،
وأضَاءَ وَجْهُ المُلْكِ بَعدَ ظَلاَمِ
أضْحَى بُغَاءُ وأقْرَبُوهُ وَحِزْبُهُ،
وكأنّهُمْ حُلْمٌ مِنَ الأحْلاَمِ
طاحُوا فَما بَكَتِ العُيُونُ عَلَيهِمُ
بدُمُوعِها، وَمَضَوْا بغَيرِ سَلاَمِ
فاسْلَمْ أميرَ المؤمنينَ مُمَتَّعاً،
بِتَتَابُعِ الآلاءِ والإنْعَامِ
العصر العباسي >> البحتري >> سقى دار ليلى حيث حلت رسومها
سقى دار ليلى حيث حلت رسومها
رقم القصيدة : 3032
-----------------------------------
سَقَى دارَ لَيلى، حيثُ حَلّتْ رُسُومُها،
عِهَادٌ منَ الوَسميّ وُطْفٌ غُيُومُهَا
فَكَمْ لَيْلَةٍ أهْدَتْ إليّ خَيَالَها،
وَسَهْلُ الفَيَافي دُونَها، وَحُزُومُها
تَطيبُ بمَسرَاها البِلاَدُ إذا سَرَتْ،
فيَنْعَمُ رَيّاها، وَيَصْفُو نَسيمُهَا
إذا ذَكَرَتْكِ النّفسُ شَوْقاً تَتابَعَتْ
لذِكْرِاكِ أُحدانُ الدّمُوعِ وَتُومُهَا
قَضَى الله أنّي مِنْكِ ضَامِنُ لَوْعَةٍ
تَقَضّى اللّيالي، وَهْيَ باقٍ مُقيمُها(37/290)
أمِيلُ بقَلْبي عَنْكِ ثُمّ أرُدُّهُ،
وأعْذِرُ نَفْسِي فيكِ ثُمّ ألُومُها
إذا المُهْتَدي بالله عُدّتْ خِلالُهُ،
حَسِبْتَ السّمَاءَ كاثَرَتْكَ نُجُومُهَا
لَقَدْ خَوّلَ الله الإمَامَ مُحَمّداً
خُصُوصَ مَعَالٍ، في قُرَيشَ عُمُومُهَا
أُبُوّتُهُ مِنْهَا خَلاَئِفُها الأُلَى
لَهَا فَضْلُها في النّائِبَاتِ، وَخِيمُها
وَلَيْسَ حَديثُ المَكرُماتِ بكائنٍ،
يَدَ الدّهرِ، إلاّ حَيثُ كانَ قَديمُها
أقَرّتْ لَهُ بالفَضْلِ أُمّةُ أحْمَدٍ،
فَدانَ لَهُ مُعْوَجُّهَا، وَقَوِيمُها
وَلَوْ جَحَدَتهُ ذلكَ الحَقَّ لم تَكُنْ
لتَبرَحَ، إلاّ والنّجُومُ رُجُومُها
هَنَتْكَ، أمِيرَ المُؤمِنينَ، مَوَاهبٌ
مِنَ الله، مَشكُورٌ لَدَيْكَ جَسيمُها
وَتأييدُ دِينِ الله، إذْ رُدّ أمْرُهُ
إلَيْكَ، فَرَوّى في الأُمُورِ عَليِمُهَا
بَنُو هَاشِمٍ، في كلّ شَرْقٍ وَمَغرِبٍ،
كِرَامُ بني الدّنْيَا، وأنْتَ كَرِيمُها
إذا ما مَشَتْ في جانِبَيْكَ بِأوْجُهٍ
تُهَضِّمُ أقْمَارَ الدّجَى وَتُضِيمُها
رأيتَ قُرَيْشاً حَيثُ أُكمِلَ مَجدُها،
وَتَمّتْ مَساعيها، وَثَابَتْ حُلُومُها
تُوَالي سَوَادَ الرّيشِ مِنْ عندِ صَالحٍ
إلَيْكَ، بأخْبَارٍ يَسُرُّ قُدُومُهَا
مُحَلِّقَةٌ يُنبي عَنِ النّصرِ نُطْقُها
وَقَبلَكَ ما قَدْ كَانَ طَالَ وُجُومُها
نُخَبِّرُ عَنْ تِلْكَ الخَوَارِجِ إنّهُ
هَوَى مُكرَهاً تحتَ السّيُوفِ عَظِيمُها
أرَى حَوْزَةَ الإسْلامِ، حينَ وَليتَها،
تُخُرِّمَ باغِيها، وَحِيطَ حَرِيمُها
تَدارَكَ مَظْلُومُ الرّعِيّةِ حَقَّهُ،
وَخَلّى لَهُ وَجْهَ الطّريقِ ظَلُومُهَا
وَبَصْبَصَ أهلُ العَيثِ حينَ هَداهُمُ
أخُو سَطَوَاتٍ ما يُبَلُّ سَلِيمُها
وَقَد أعطَتِ الرّومُ الذي طُولبَتْ بهِ
بأَبْزِيقَ لَمّا خُبّرَتْ مَنْ غَرِيمُهَا
هَلِ الدّينُ، إلاّ في جِهَادٍ تَقُودُنا
إلَيْهِ عِجالاً، أوْ صَلاَةٍ تُقِيمُها
تَقَضّتْ لَيالي الشّهْرِ، إلاّ بَقِيّةً،(37/291)
تَهَجَّدُ فيها جاهِداً أو تَقُومُها
وأيسَرُ ما قَدّمْتَ لله، طالِباً
لمَرْضَاتِهِ، أيّامُ فَرْضٍ تَصُومُها
هَجَرْتَ المَلاهي حِسْبَةً وَتَفَرُّداً،
بآياتِ ذِكرِ الله يُتْلَى حَكيمُها
وأخْلَلْتَ باللّذّاتِ، وَهْيَ أوَانِسٌ
مَرَابِعُها، مُسْتَحْسِنَاتٌ رُسُومُها
وَما تَحسُنُ الدّنْيا، إذا هيَ لم تُعَنْ
بآخرَةٍ حَسْنَاءَ، يَبْقَى نَعيمُها
بَقَاؤكَ فِينَا نِعْمَةُ الله عِنْدَنَا،
فَنَحْنُ بِأوْفَى شُكْرِهاِ نَسْتَدِيمُهَا
العصر العباسي >> البحتري >> لم يكن بالكريم فعلا ولا البارع
لم يكن بالكريم فعلا ولا البارع
رقم القصيدة : 3033
-----------------------------------
لم يَكُنْ بالكَريمِ فِعْلاً ، ولا الْبَارِعِ
فَضْلاً ، فَضْلُ بْنُ عبد الكَريمِ
إِنْ يُسَافِرْ فِي صَالِحٍ من فَعَالٍ
غَلَطاً تَلْفَهُ سَرِيعَ القُدُوم
العصر العباسي >> البحتري >> يا قبر يحيى لا عدمت تحية
يا قبر يحيى لا عدمت تحية
رقم القصيدة : 3034
-----------------------------------
يا قَبرَ يَحْيَى! لا عَدِمْتَ تحيّةً
مِنْ كُلّ ذاتِ تَبَسُّمٍ وتَرَنُّمٍ
فيمَ المَرَامُ لرَأيِ صَاحِبِ هِمّةٍ،
قُتِلَتْ بها نُوَبُ القَضَاءِ المُبْرَمِ
أوَمَا عَلِمْتَ بِأنّ مَنْ طَلبَ العُلاَ
بالسّيفِ، في يوْمِ الوَغى، لم يَسلَمِ
مَا زَالَ يَعْثُرُ بالأسِنّةِ وَالظُّبَا،
حتّى انْثَنَى وأديمُهُ كالعَنْدَمِ
وَلَقَدْ رَأيْتُ البِيضَ تَأخُذُ دِرْعَهُ،
فذَكَرْتُ عِرْضَ مُحمّدِ بنِ الهَيثمِ
غَرَضَ الأُيُورِ ، يَقولُ عِنْدَ لِقَائِها
((لَيس الكَريمُ علَى القَنَا بمُحَرَّمِ ))
العصر العباسي >> البحتري >> غرام ما أتيح من الغرام
غرام ما أتيح من الغرام
رقم القصيدة : 3035
-----------------------------------
غَرَامٌ ما أُتيحَ مِنَ الغَرَامِ،
وَشَجْوٌ للمُحِبّ المُسْتَهَامِ
عَشيتُ عن المَشيبِ، غَداةَ أصْبو،
بذِكْرِكَ أوْ صَمَمْتُ عَنِ المَلاَمِ(37/292)
أيا قَمَرَ التّمامِ أعَنْتَ، ظُلْماً،
عَليّ تَطَاوُلَ اللّيْلِ التّمَامِ
أمَا وَفُتُورِ لحظِكَ، يَوْمَ أبْقَى
تَصرفُهُ فُتُوراً في عِظَامي
لَقَدْ كَلّفْتَني كَلَفاً أُعَنّى
بهِ، وَشَغَلْتَني عَمّا أمَامي
سَيَقْتُلُ في المَسِيرِ، إذا رَحَلْنا،
غَليلٌ كانَ يُمرِضُ في المَقامِ
أسَاءَ لَهيبُ خَدٍّ مِنكَ تُدْمي
مَحَاسِنُهُ بقَلْبٍ، فيكَ، دامِ
أُعِيذُكَ أنْ يُرَاقَ دَمٌ حَرَامٌ
بذاكَ الدّلّ، في شَهْرٍ حَرَامِ
مُحَمّدُ، يا بنَ عَبدِالله، لَوْلا
نَداكَ لفَاضَ مَعرُوفُ الكِرَامِ
وَمَا لِلنَّجْمِ إلاّ طَوْلُ قَوْمٍ،
بِهِمْ تَسْمُو بفَخْرِكَ، أوْ تُسامي
لَكُمْ بَيتُ الأعَاجِمِ، حَيثُ يُبنَى،
وَمُفْتَخَرُ المَرَازِبَةِ العِظَامِ
يَلُومُكَ في النّدَى مَنْ لم يُوَرَّثْ
عٌُلاَ الشّرَفِ الذي عَنْهُ تُحامي
فِداؤكَ صاحبُ النّسَبِ المُعَمّى،
مِنَ الأقْوَامِ، والخُلُقِ الكَهامِ
فما استَجْديتَ، إلاّ جئْتَ عَفواً
كفَيضِ البَحْرِ، أوْ صَوْبِ الغَمامِ
وَكَمْ مِنْ سُؤدَدٍ غَلَسْتَ فيهِ،
وَلَمْ تَرْبَعْ عَلَى النّفَرِ النّيَامِ
أرَاجِعَتي يَداكَ بأعْوَجيٍّ،
كقِدْحِ النّبعِ في الرّيشِ اللُّؤامِ
بأدْهَمَ كالظّلامِ، أغَرَّ يَجْلُو،
بِغُرّتِهِ، دَيَاجِيرَ الظّلامِ
تَقَدّمَ في العِنَانِ، فَمَدّ مِنْهُ
وَضَبّرَ، فاستَزَادَ منَ الحِزَامِ
تَرَى أحْجَالَهُ يَصْعَدْنَ فيهِ
صُعُودَ البرْقِ، في الغَيمِ الجَهامِ
وَمَا حَسَنٌ بأنْ تُهديهِ فَذّاً،
سَليبَ السّرْجِ، مَنْزُوعَ اللّجامِ
فأتْمِمْ ما مَنَعْتَ بهِ، وأَفْضِلْ،
فَمَا الإِفضالُ إلاّ بالتّمامِ
العصر العباسي >> البحتري >> إن السماحة والتكرم والندى
إن السماحة والتكرم والندى
رقم القصيدة : 3036
-----------------------------------
إنّ السّماحَةَ، والتَّكُرُّمَ، والنّدَى،
لِفَتَى السماحةِ، أحمدَ بنِ الهَيثَمِ
جَعَلَتْهُ أخْلاقُ المُرُوءةِ غُرّةً(37/293)
بَيْضَاءَ، في وَجْهِ الزّمانِ الأدْهَمِ
مَلِكٌ بَنَى لِلأَزْدِ مَجْداً عالِياً،
بالأبْيَضَيْنِ: حُسامِهِ وَالدّرْهَمِ
آباؤهُ صِيدُ المُلوكِ، متى انْتَمَى،
فإلى المُلوكِ ذوي المَكارِمِ يَنْتَمي
آباءُ صِدْقٍ قَوّمُوا بِفَعالِهِمْ
صَعَرَ الزّمانِ، وكان غيرَ مُقَوَّمِ
وَرِثُوا السّماحَ، فَأَوْرَثوهُ، فَما تَرَى
في غيْرِهِمْ لِلْجُودِ مِن مُتلَوِّم
بُسْلٌ جحَاجِحَةٌ، همُ خَلَفوا النّدى
في نائِلٍ، وَسماحَةٍ، وتكَرُّمِ
العصر العباسي >> البحتري >> يا ضيعة الدنيا وضيعة أهلها
يا ضيعة الدنيا وضيعة أهلها
رقم القصيدة : 3037
-----------------------------------
يا ضَيْعَةَ الدّنْيَا وَضَيْعَةَ أهْلِهَا،
وَالمُسْلِمِينَ، وَضَيْعَةَ الإسْلامِ
طلَبتْ دخولَ الشّرْكِ في أرْضِ الهدى
بَينَ المِدادِ، وَألْسُنِ الأقْلامِ
هَذا ابنُ يُوسُفَ في يَدَيْ أعْدائِهِ،
يُجْزَى عَلى الأيّامِ بالأيّامِ
نَامَتْ بَنُو العَبّاسِ عَنْهُ، وَلمْ تكُن
عَنْهُ أُمَيّةُ، لوْ رَعَتْ، بِنِيَامِ
العصر العباسي >> البحتري >> عهدي بربعك مثلا آرامه
عهدي بربعك مثلا آرامه
رقم القصيدة : 3038
-----------------------------------
عَهْدِي بِرَبْعِكَ مُثَّلاً آرَامُهُ
يُجْلَى بِضَوْءِ خُدُودِهِنَّ ظَلاَمُهُ
إِلْمَامةً بالدَّارِ ، إِنَّ مُتَيَّماً
يَكْفِيهِ أَكْثَرَ شَوْقِهِ إِلْمَامُهُ
أَمْسَى يُصرِّمُ في جَوانِحِهِ الجَوى
بَرقٌ يَشُبُّ مع العَشِيِّ ضِرَامُهُ
لَيْلٌ يُصَادِفُنِي ومُرْهَفَةَ الحَشَا
ضِدَّيْنِ ، أَسْهَرُهُ لَهَا وتَنَامُهُ
مَحْجُوبَةٌ ، فإِذا بَدَتْ فَكأَنَّها
بَدْرُ السَّماءِ تَمَامُهُ ومَرامُهُ
وَلَقَدْ لَقِيتُ ، فما انْتَفَعْتُ ضَحِيَّةً
بِلِقاءِ مَِنْ لا يُسْتَطَاعُ كَلاَمُهُ
ومُسَلِّمٍ يَوْمَ الوَداعِ ، شِفَاؤُهُ
مِمَّا يُعَانِي أَنْ يُرَدَّ سَلاَمُهُ
سُقِيَ اللِّوَى حَوْذَانُهُ ، وعَرَارُهُ ،(37/294)
وسَيَالُهُ ، وأَراكُهُ ، وبَشَامُهُ
فَلَرُبَّ عَيْشٍ بالِّلوَى لم تُسْتَزَدْ
حُسْناً لَيَالِيهِ ولا أَيّامُهُ
مَنْ مُبْلغٌ عنِّي الوَزِيرَ وإِنْ أَتَى
مِنْ دُونهِ خَرْقٌ يَمورُ ظَلامُهُ
أَنَّ الوَفَاءَ كَعَهْدِهِ لم يُنْتَقَضْ ،
والشُّكْرَ وَافِيَةٌ لهُ أَقْسَامُهُ
أَجْمَمْتُ نَائِلَهُ وَلَيْسَ بِزَائدٍ
في بَحْرِ دِجْلةَ إِذْ طَمَا إِجْمامُهُ
ولَبِثْتُ عَنْهُ لَبْثَ مُؤثِرِ راحَةٍ
لَقِيَتْهُ مِنْ بعدِ العِرلقِ شَآمُهُ
ونَوَافِلٌ مِنْ أَحْمَدَ بْنِ محمَّدٍ
أَعْتَامُ مِنْهُنَّ الَّذي أَعْتَامُهُ
خَلَفَتْ يَدَيْك يَدَاهُ فيَّ ، وإِنَّما
هُوَ وَبْلُهُ ، ورَذَاذُهُ ، ورهَامُهُ
مُغْلٍ رِقَابَ المَكْرُماتِ بِسُؤْدُدٍ
يَبْتَاعُهُ أَو سُؤْدُدٍ يَسْتَامُهُ
كَافٍ إِذَا أَلْقَى المُهِمَّ بِرَأْيهِ
بَدْءًا سَواءٌ عَزْمُهُ وحُسَامُهُ
وَوَلِيُّ مَأْثَرَتَيْنِ ، لا أَرْمَاحُهُ
طَاشَتْ عَوَامِلُها ولا أَقلامُهُ
بَدْءَاتُهُ بِنَوَالِهِ إِغْنَاَؤْنا
مِن عُدْمِنَا ، وسُؤَالُنا إِعْدَامُهُ
مُلْقٍ يَدَيْهِ إِلى ابْتِنَاءِ مَكَارِمٍ
تَنْسَى وتَذْكُرُ ما بَنَى بِسْطامُهُ
وبَدِيهَةٍ مِنْ طَوْلهِ لم تُرتَقَبْ
وَافَاكَ مُبْتَدِئاً بِهَا إِنْعَامُهُ
كالسَّيْلِ أَصْبَحَ فِي ذَرَاكَ أَتِيُّهُ
والصُّبْحِ مُصْحٍ ما يُحَسُّ غَمَامُهُ
أَرْضَاهُ كُفْءَ مُلِمَّةٍ تَعْطُو لَهَا
يَدُهُ ، ويَهْتِكُ هَوْلَها إِقدامُهُ
وإِذا الصَّدِيقُ نَبَا عَليَّ تَلَوِّياً
لم يَنْبُ مُعْتَدِلُ الطَّرِيقِ مُقَامُهُ
ولَقَدْ أَرَادَ بِيَ العَدُوُّ تَهَضُّماً
فأَبَاهُ آبي الضَّيْمِ حِين يُسَامُهُ
أَنْسَاهُ إِذْ الْقَى الزَّمَانُ بِسَاحَتِي
خَطْباً يَخَافُ تَمَامُهُ ودَوَامُهُ
وقيَامُهُ دُونِي إِذا الْتَقَتِ العِدَى
قَصْدي ، وإِذْ لَجَإِي الحَرِيزُ قِيامُهُ
أَمْرٌ تَوَلَّى حَمْدُهُ وثَنَاؤُهُ ،
وأَبَذَّ قَوْماً ذَمهُ وأَثَامُهُ(37/295)
مُتَبَيِّنٌ لِلْحَقِّ قَبْلَ وقُوعِهِ ،
هَضَّامُ جانِبِ مالِهِ ، ظَلاَّمُهُ
وَرَأَيْتُ مَعْرُوفَ الكَرِيمِ يَزِينُهُ
تَعْجيلُهُ عن وَقْتِهِ وتَمَامُهُ
ودَليلُ عَامِ الخَصْبِ عِندَ مُجَرِّبٍ
تَبْكِيرُ أَوَّلِ زَهْرِهِ وتُؤَامُهُ
العصر العباسي >> البحتري >> هويناك من لوم على حب تكتما
هويناك من لوم على حب تكتما
رقم القصيدة : 3039
-----------------------------------
هُوَيْنَاكَ مِنْ لَوْمٍ على حُبٍّ تَكَتّمَا،
وَقَصْرَكَ نَسْتَخبِرْ رُبُوعاً وأرْسُمَا
تَحَمّلَ عَنها مُنجِدٌ مِنْ خَليطِهِمْ،
أطاعَ الهَوَى، حتّى تَحَوّلَ مُتْهِمَا
وَمَا في سُؤَالِ الدّارِ إدْرَاكُ حَاجَةٍ،
إذا استُعجِمَتْ آياتُهَا أنْ تَكَلّما
نَصَرْتُ لهَا الشّوْقَ اللّجوجَ بأدْمُعٍ
تَلاَحَقْنَ في أعقابِ وَصْلٍ تَصَرّما
وَتَيّمَني أنّ الجَوَى غَيرُ مُقْصِرٍ،
وأنّ الحِمَى وَصْفٌ لمَنْ حَلّ بالحِمَى
وَكَمْ رُمتُ أنْ أسْلُو الصّبَابَةَ نازِعاً،
وَكَيفَ ارْتِجاعي فائِتاً قد تَقَدّما
أُؤلّفُ نَفْساً قَد أُعِيدَتْ على الجَوَى
شَعاعاً، وَقَلْباً في الغَوَاني مُقَسَّما
وَقد أخَذَ الرُّكبانُ أمسِ، وَغادَرُوا
حَديثَينِ مِنّا ظَاهِراً، وَمُكَتَّما
وَمَا كانَ بادي الحُبّ منّا وَمنكُمُ
ليَخْفَى، وَلا سِرُّ التّلاقي ليُعْلَمَا
ألا رُبّما يَوْمٌ مِنَ الرّاحِ رَدّ لي
شَبَابيَ مَوْفُوراً وغَيِّ مُذَّمَما
لَدُنْ غُدْوةً حتّى أرَى الأُفقَ ناشراً،
على شرْقِهِ، عُرْفاً من اللّيْلِ أسحَمَا
وَمَا لَيْلَتي في باطُرْنْجى ذمِيمَةٌ،
إذا كانَ بعضُ العيشِ رَنْقاً مُذَمَّما
طَلَعتُ على بَغدادَ أخْلَقَ طالِبٍ
بنُجْحٍ، وأحرَى وافِدٍ أنْ يُكَرَّمَا
شَفيعي أميرُ المُؤمِنِينَ، وَعُمْدَتي
سُلَيمانُ، أحبوهُ القَرِيضَ المُنَمْنَما
قَصَائِدُ مَنْ لمَ يَسْتَعِرْ مِنْ حلِيّها
تُخَلّفْهُ مَحرُوماً من الحمْدِ مُحرَمَا(37/296)
خَوَالِدُ في الأقْوَامِ يُبْعَثْنَ مُثَّلاً،
فَما تَدرُسُ الأيّامُ منهُنّ مَعْلَمَا
وَجَدْنَ أبا أيُّوبَ، حيثُ عَهِدَنْهُ،
من الأنسِ لا جَهماً، ولا مُتَجَهَّمَا
فَتًى، لا يُحبُّ الجُودَ إلاّ تَعَجرُفاً،
وَلاَ يَتَعَاطَى الأمْرَ إلاّ تَهَجُّمَا
ثِقَافُ اللّيالي في يَدَيْهِ، فإنْ تَمِلْ
صُرُوفُ اللَّيالي رَدّ مِنْهَا، فَقَوّما
مَليءٌ بِألاّ يَغْلِبَ الهَزْلُ جِدَّهُ،
ولو رَاحَ طَلْقاً للنّدى، مُتَبَسِّما
مُؤدٍّ إلى السّلطانِ جُهْدَ كِفَايَةٍ،
يَعُدُّ بِهَا فَرْضاً عَلَيْهِ مُقَدَّما
زَعِيمٌ لَهُمْ بالعِظْمِ مِمّا عَنَاهُمُ،
ولَوْ جَشّمُوهُ ثَْقْلَ رَضْوَى تَجَشّما
أُطيعُ، وأُضْحي، وَهوَ طَوْعُ خَلائقٍ
كَرَائمَ، يَتبَعَنَ النّدى حَيثُ يَمّما
فَلاَ هُوَ مُرْضٍ عاتِباً في سَماحِهِ،
وَلاَ مُنصِفٌ وَفْراً، إذا ما تَظَلّما
وَلَمْ أرَ مُعْطًى كالمُخَرِّمِ تَمّمَتْ
يَداهُ على بَذْلٍ، فأعطَى المُخَرِّما
رِبَاعٌ نَشَتْ فيها الخِلافَةُ غَضََّةً،
وخُيمِّ فَيْها المُلْكُ طْلقاً فَخَيّما
ألُومُ أجَلَّ القَوْمِ قَدْراً وَهَّمَةً،
إذا هُوَ لمْ يَشْرَهْ إلَيْهَا تَغَنّما
وأحْسُدُ فيها آخَرِينَ أَلومُهمْ،
وَمَا كُنتُ للحُسّادِ من قَبلِها ابْنَمَا
ذَراكَ ، ومَنْ يَحْلُلْ ذَرَاكَ يَجِدْ بهِ
مُجيراً عَلَى الأَيّام أَنْ يَتَهَضَّمَا
بحَسْبِكَ أنّ الشوسَ من آلِ مُصْعَبٍ
رَضُوكَ على تِلْكَ المَكَارِمِ قَيّمَا
رَدَدْتَ عَلَيْهِمْ ذا اليَمِينَينِ نَجدَةً،
تُحَرِّقُ في أعدائِهِمْ، وَتَكَرُّمَا
وَكَمْ لَبِسَتْ منكَ العِرَاقُ صَنيعَةً،
يُشارِفُ مِنْهَا الأفْقُ أنْ يَتَغَيّما
ثَلَثْتَ فُرَاتَيْهَا بجُودِ سَجِيّةٍ،
وَجَدْنَاكَ أوْلَى بالتّدَفّقِ مِنْهُمَا
وَمَكرُمَةٍ لمْ يَبْتَدِ القَوْمُ صَوْغَها،
وَلَمْ يَتَلاَفَوْا مُبْتغَاهَا تَعَلُّما
هَدَيْتَ لَهَا، إنّ التّكَرّمَ فِطْنَةٌ،(37/297)
وَقَد يَغفُلُ الشّهْمُ الأرِيبُ ليَلؤْمَا
وَلَيسَ يَنَالُ المَرْءُ فارِعَةَ العُلاَ،
إذا لمْ يَكُنْ بالمَغْرَمِ الإدّ مُغرَمَا
وَدِدْتُ لَوْ انّ الطّيفَ من أُمّ مالِكٍ،
على قُرْبِ عَهْدَيْنَا، ألَمّ، فسلّما
لَسَرْعَانَ ما تَاقَتْ إلَيْكَ جَوانحي،
وَما وَلِهَتْ نَفْسي إلَيكَ تَنَدُّمَا
ذكَرْتُكَ ذِكْرَى طامعٍ في تَجَمّعٍ،
رَأى اليأسَ فارْفَضّتْ مَدامِعُهُ دَمَا
وَمِثْلُكَ قَدْ أَعْطَى سُلَيْمَانَ بُلْغَةً
إلى المَجْدِ، أوْ أعطى سُلَيْمَانَ مُنْعِمَا
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> حكاية انقلاب
حكاية انقلاب
رقم القصيدة : 304
-----------------------------------
أنا الذي أحرق ألف ليلة وليلة..
وأخلص النساء ..
من مخالب الأعراب..
أنا الذي حميت وردة الأنوثة
من هجمة الطاعون ...
والذباب..
أنا الذي جعلت من حبيبتي
مليكة تسير في ركابها..
الأشجار..
والنجوم ..
والسحاب..
أنا الذي هرب قد هرب السلاح..
في أرغفة الخبز..
وفي لفائف التبغ..
وفي بطانة الثياب..
أنا الذي ذبحت شهريار في سريره..
أنا الذي أنهيت عصر الوأد..
والزواج بالمتعة..
والإقطاع ..
والإرهاب...
... وحين قامت دولة النساء..
وارتفعت في الأفق البيارق...
توقف النضال بالبنادق..
وأبتدأ النضال
بالعيون ..والأهداب..
العصر العباسي >> البحتري >> بالله أولى يمينا برة قسما
بالله أولى يمينا برة قسما
رقم القصيدة : 3040
-----------------------------------
بِالله أَولَى يَمِيناً بَرّةً، قَسَمَا،
ما كانَ ما زَعمَ الوَاشِي كمَا زَعَمَا
فكَيفَ يَترُكُني مَن لَستُ أتْرُكُهُ،
أسْيَانَ أنشُدُ حَبلاً منهُ مُنْصَرِما
كمْ قد تَلَفّتُّ فيما فاتَ من عُمُرِي،
أستَبعِدُ العَهدَ من سُعدَى وَما قَدُما
لا تَعْدُ أرْبُعَهَا السُّقْيَا، وَلا سِيَّما
رَبْعاً تَأبّدَ مَغْنَاهُ عَلى إضَمَا
جارَتْ عليهِ صرُوفُ الدّهْرِ، إذْ حكمتْ،(37/298)
وَالدّهرُ يَقرُبُ من جَوْرٍ إذا حَكَمَا
إنِ التَمَستُ رُجُوعاً مِنْ بَشَاشَتِهِ،
لمْ أُلْفِ مُلْتَمَساً قَصْداً وَلا أَمَمَا
متى جرَى الدّمعُ عَن بَينٍ تَقَدّمَهُ الـ
ـهِجرَانُ كانَ خَليقاً أنْ يكُونَ دَمَا
يَهْوَى الوَداعَ وَجيهٌ عِندَ غاِيتِه
يَلْتَذُّ مُعْتَنِقاً مِنْها، وَمُلْتَزِما
أحْلى مُعَاطيكَ كَأْساً أوْ مُنَاوَلَةً،
مُعطيكَ خَدّاً نَقيّاً صَحنُهُ، وَفَمَا
ألنّاسُ إمّا أخُو شَكٍّ يُرَبّثُهُ
عَنْ شانِهِ، أوْ أخو عزمٍ مضَى قُدُمَا
ما لي أرَى عُصَباً خَفّتْ إلى وَرَقِ الـ
ـدّنْيا، وَأغفَلَتِ الأخطارَ وَالهَمَمَا
يُبتَدِرُونَ الحُطامَ المُسْتَعَارَ، ولَمْ
يُهدَوْا فيَبتَدرُوا الأخلاقَ وَالشّيَمَا
إذا ابْتَدَا بُخَلاءُ النّاسِ عَارِفَةً،
يَتْبَعُها المَنُّ، فالمَرْزُوقُ مَنْ حُرِمَا
خَلِّ الثّرَاءَ، إذا أخْزَتْ مَغَبّتُهُ،
وَاختَرْ علَيهِ، على نُقصَانِه، العَدَمَا
إلى أبي يُوسُفٍ أَجتَابَتْ رَكَائِبُنَا
تِلكَ الدّآدىءَ، بالروْيَانِ، وَالظّلَمَا
إلى مُقِلٍّ مِنَ الأكْفَاءِ، لوْ طَلَبوا
مكانَ مُشبِهِهِ، في الأرْضِ، ما عُلمَا
إذا صَدَعْنا الدّجَى عَنّا بغُرّتِهِ،
خِلْنَا بِها قَبَساً نَجلُوهُ،قََدْ ضَرَمَا
ما قالَ مُعتَمِداً إنّ الغَمَامَ حكَى
نَداهُ، إلاّ غَبيُّ الظّنّ، أوْ وَهَمَا
تَعْنُو لَهُ وُزَرَاءُ المُلْكِ، خاضِعََةً،
وَعادَةُ السّيفِ أنْ يِستَخدمَ القَلَمَا
إنْ كانَ أسلَمَ حُصْنُ البَمِّ أمس فما
أَلامَ فِيهِ بِمَا أَعْطَى ولا لَؤُمَا
سارَتْ إلَيهِ زُحُوفٌ، إنْ نحَتْ بَلَداً
أعْطاهُ قَاطِنُهُ مِنْ خيفَةٍ سَلَمَا
ولا ابْنُ جُسْتَانَ يَلْحَى فِي الفِرارِ، وَقد
رَأى أوَائِلَهَا، فانصَاعَ مُنْهَزِما
وَما ابنُ هَرْثَمَةَ المَشهُورُ مَوْقِفُهُ،
إلاّ الحُسامُ أصَابَ الدّاءَ، فانحَسَمَا
إنْ أطرَقَ استَوْحشتْ للخوْفِ أفئدَةٌ،
وَيَملأ الأرْضَ من أُنسٍ، إذا ابتسمَا(37/299)
ضَاهَتْ محَاسِنَهُ الحُسّادُ طامعةً
للّوْمِ مِنْ جَهلِها أنْ يَغمُرَ الكَرَمَا
وَطاوَلُوهُ إلى العَلْيا، فَفَاتَهُمُ
نَجمُ السّماءِ تَعَلّى، فوْقَهمُ، وَسَمَا
يأتي مُرَجّوهُ أفْوَاجاً لِنَائِلِهِ،
يَسْتَرشِدُ الفوْجُ بالفوْجِ الذي اقتَحَمَا
ماضٍ على عَزْمِهِ في الجُودِ لوْ وَهبَ الـ
ـشّبابَ، يوْمَ لقاءِ البِيضِ، ما نَدِمَا
لا يَبرَحُ الحَزْمُ يِستَوْفي عَزِيمَتَهُ،
أقَامَ مُبْتَدِئاً، أَمْ سَارَ مُعتَزِمَا
أرْضَى خُرَاسانَ، حتّى لا ترَى عرَباً
تَنْبُو على حُكمِهِ فيها، ولا عَجَما
سيْلٌ تَجَلّلَ قُطْرَيها، فطَبّقَهَا،
يَعُمُّ غائرَها المَخفوضَ، وَالأكَمَا
بَلْ كانَ أقْرَبَهُمْ مِنْ سَيْبِهِ سبباً
مَن كانَ أبعدَهمْ من جِذمِهِ رَحِمَا
لَوْلا تألُّفُهُ، والصّدْعُ مُنْفَرِجٌ،
بالقَوْمِ ما التَأمَ الشّعبُ الذي التَأمَا
نَفسِي فِداؤكَ حُرّاً، للنّدَى عَبَداً،
وَهاضِماً باقتِدارِ السّطوِ مُهْتَضَمَا
كانَتْ بَشاشَتُكَ الأولى التي ابْتَدأَتْ
بالبِشرِ، ثمّ اقتَبَلْنَا بَعدَها النّعَمَا
كالمُزْنَةِ استُؤنِفَتْ، أُولى مَخيلَتِها،
ثمّ استَهَلّتْ بغَزْرٍ تَابَعَ الدِّيَمَا
العصر العباسي >> البحتري >> يا مغاني الأحباب صرت رسوما
يا مغاني الأحباب صرت رسوما
رقم القصيدة : 3041
-----------------------------------
يَا مَغَاني الأحْبَابِ صرْتِ رُسُومَا،
وَغَدَا الدّهْرُ فيكِ عِندي مَلُومَا
ألِفَ البُؤسُ عَرْصَتَيكِ، وَقد كُنْـ
ـتِ لَنَا قَبْلُ روْضَةً، وَنَعيما
رَحَلَ الظّاعِنُونَ عَنكِ، وأَبْقَوَا
في حَوَاشِي الأحْشاءِ حُزْناً مُقِيما
أينَ تِلْكَ الظّبَاءُ أَصْبَحْنَ في الحُسْـ
ـنِ بُدوراً، وَفي البِعَادِ نجُومَا
قَدْ وَجَدْنَ السّلُوّ بَرْداً سَلاماً،
إِذْ وَجَدْنا الهَوى عَذاباً ألِيمَا
يا أبَا الفَضْلِ، والذي وَرِثَ الفَضْـ
ـلَ عَنِ الفَضْلِ حادِثاً، وَقَدِيمَا(37/300)
قد لَعمرِي أعدتْ شَمَائِلُكَ الدّهْـ
ـرَ، فأضْحَى مِنْ بَعْدِ لُؤمٍ كَرِيمَا
لكَ مِنْ ذي الرّئاسَتَيْنِ خِلالٌ
مُعطَياتٌ في المَجْدِ حظّاً جَسيما
جُمَّلٌ فيكَ، لَوْ قُسِمْنَ على النّا
سِ لَمَا أصْبَحَ اللّئيمُ لَئِيمَا
شِيَمٌ غَضّةٌ، تَرُوحُ، وَتَغْدُو
أرَجاً في هُبُوبِها، وَنَسِيما
قد تعالَتْ بكَ المآثِرُ حتى
قد حَسِبْناكَ للسّماكِ نَديماً
كُلَّ يَوْمٍ آمَالُنَا فيكَ لِلأمْـ
ـرِ الرّئَاسيّ تَقتْضِيكَ النّجُومَا
آلَ سَهْلٍ! أنْتُمْ غُيوثُ بني سا
سانَ جُوداً، ونَجْدَةً، وَحُلُوما
أيُّ فَضْلٍ، وأيُّ بَذْلٍ وَجُودٍ،
لَمْ يُحالِفْ ذا الجُودِ إبْرَاهِيمَا
كِسْرَوِيٌّ تَلقاهُ في الحَرْبِ لَيْثاً
قَسْوَرِيّاً، وفي النّدِيّ حَكِيمَا
واضِحُ الوَجْهِ والفَعالِ، إذا ما
كَانََ وجْهُ الزّمَانِ جَهْاً بَهيما
هِبرِزِيٌّ، قَدْ نَالَ منْ كُلِّ فَنٍّ،
من فنونَ الآدابِ، حظّاً عَظيمَا
وَرَقيقُ الألْفاظِ يَرْصَفُ في الأسْـ
ـماعِ دُرّاً، وَلُؤلُؤاً مَنْظُوما
أتْعَبَتْهُ العُلاَ، فأبْقَتْ نُدُوباً
مُتْعِبَاتٍ بجِسْمِهِ، وَكُلُومَا
فَتَرَاهُ في حَالَةٍ مَحْسُوداً،
وَتَرَاهُ في حَالَةٍ مَرْحُومَا
كُلَّ يَوْمٍ يُفيدُهُ البَذْلُ والجُو
دُ متى كانَ ظاعِناً، أو مُقِيمَا
حَمْدَ عَافٍ، وَذَمَّ لاحٍ، فيَغدو
في جَزِيلِ اللُّهَى حَميداً ذَمِيما
العصر العباسي >> البحتري >> بأبي أنت يابن وهب وأمي
بأبي أنت يابن وهب وأمي
رقم القصيدة : 3042
-----------------------------------
بِأَبِي أَنْتَ ،يابْنَ وَهْبٍ ، وأَمِّي
وخُؤْولِي مِنْ طَيّىءٍ ، وعُمُومِي
حِينَ مَرَّتْ بِنَا السَّحَابُ أَرَتْنا
خُلُقاً مِنْكَ لَيْسَ بالمَذْمُومِ
حَسَدَتْ فِعْلَكَ الكَرِيمَ عَلَى المَجْدِ
فَجَارَتْ شَمَائِلاً بِغُيُومِ
مِلْتَ عَنِّي إِلى سِوَايَ بأَفْوَافِ
حَدِيثٍ كالجَوْهَرِ المَنْظُومِ
ثُمَّ رَاسَلْتَنِي بكَاسَاتِكِ المَزَّةِ(37/301)
حَثَّ النَّدِيمِ كَأْسَ النَّدِيمِ
وَإِذا ما انْكَتَمْتَ عَنِّي بِسِتْرٍ
فَكَأَنِّي بالهِنْدِ أَوْ بالرُّومِ
لَسْتُ أَرْضَى مِنْكِ اقْتِرَابَ عَجَاجٍ
فَارْضَ مِنِّي قُرْبَ ابْنِ عَبْدِ الكَرِيمِ
العصر العباسي >> البحتري >> برق أضاء العقيق من ضرمه
برق أضاء العقيق من ضرمه
رقم القصيدة : 3043
-----------------------------------
بَرْقٌ أضَاءَ العَقيقُ منْ ضَرَمهْ،
يُكَشِّفُ اللّيلَ عن دُجَى ظُلَمهْ
ذَكّرَني بالوَميضِ، حينَ سرَى،
من ناقضِ العَهْدِ، ضَوْءُ مُبتَسَمهْ
ثَغْرَ حَبيبٍ، إذا تألّقَ في
لَمَاهُ عَادَ المُحبُّ في لَمَمهْ
مُهَفْهَفٌ، يَعطِفُ الوِشاحَ على
ضَعيفِ مَجرَى الوِشاحِ مُهْتَضِمِهْ
يَجْذُبُهُ الثّقْلُ، حينَ يَنهَضُ من
وَرَائِهِ، والخُفُوفُ من أمَمهْ
إذا مَشَى أُدْمجَتْ جَوَانبُهُ،
واهتَزّ منْ قَرْنِهِ، إلى قَدَمهْ
قد حالَ من دونِهِ البعادُ وَتَشريـ
ـقُ صُدورِ المَطيّ، في لَقَمهْ
أشْتَاقُهُ من قُرَى العَراقِ عَلى
تَبَاعُدِ الدّارِ، وهْوَ في شَأمهْ
أحْببْ إلَيْنَا بدارِ عَلْوَةَ منْ
بَطْيَاسَ، والمُشرِفَاتِ من أكَمْه
باسِطُ رَوْضٍ تَجرِي يََنَابعُهُ،
مِنْ مُرْجَحِنّ الغَمامِ، مُنسجِمهْ
يَفضُلُ في آسِهِ وَنَرْجِسِهِ،
نَعمانَ في طَلحهِ، وفي سَلَمهْ
أرْضٌ عَذاةٌ، وَمُشرِفٌ أرِجٌ،
وَمَاءُ مُزْنٍ يَفيضُ مِنْ شَبِمهْ
هَلْ أرِدُ العَذْبَ منْ مَناهلِه،
أوْ أطْرُقُ النّازِلِينَ في خِيَمِهْ
مَتى تَسَلْ عَنْ بَني ثَوَابَةَ يَخبرْ
كَ السّحابُ المَحبُوكُ عَن دِيمَهْ
تُبِلُّ منْ مَحلها البلادُ بهمْ،
كمَا يُبِلُّ المَرِيضُ من سَقَمهْ
أقسَمتُ بالله ذي الجَلالَةِ والعزّ،
وَمثْلِي مَنْ بَرّ في قَسَمهْ
وَبالمُصَلّى، وَمَنْ يُطِيفُ بهِ،
والحَجَرِ المُبْتَغَى، وَمُسْتَلَمِهْ
إذا اشرَأبّوا لَهُ، فمُلْتَمِسٌ
بكَفّهِ، أوْ مُقَبِّلٌ بفَمهْ
إنّ المَعَالِي سَلَكْنَ قَصْدَ أبي العَـ(37/302)
ـبّاسِ حتّى عُدِدْنَ منْ شيَمهْ
مُعَظَّمٍ لمْ يَزَلْ تَواضُعُهُ،
لآملِيهِ، يَزِيدُ في عِظَمهْ
غَيرِ ضَعِيفِ الوَفَاءِ ناقصِهِ،
ولا ظَنِينِ التّدبيرِ مُتّهَمهْ
ما السّيفُ عَضْباً، يُضِيءُ رَونَقُهْ،
أمْضَى على النّائباتِ منْ قَلَمهْ
حامي عنْ المَكْرُماتِ، مُجْتَهداً
جُهْدَ المُحامي عن مالهِ، وَدَمهْ
ما خالَفَ المُلْكُ حالَتَيْهِ، وَلا
غَيّرَ عزُّ السُّلطانِ منْ كَرَمهْ
تَمّ على عَهْدِهِ القَدِيمِ لَنَا،
والسّيْلُ يَجرِي على مدى أَقَِمهْ
يَدْنُو إلَيْنا بالأُنْسِ، وَهْوَ أخٌ
للنّجْمِ في بأوِهِ، وَفي بَذَمهْ
إذا رَأيْنَا ذَوِي عنَايَتِهِ
لَدَيْهِ خِلْنَاهُمُ ذَوِي رَحِمهْ
وإنْ نَزَلْنَا حَرِيمَهُ، فَلَنَا
هُنَاكَ أمْنُ الحَمَامِ في حَرَمهْ
كانَ لَهُ الله حَيثُ كانَ، وَلاَ
أخْلاهُ منْ طَوْلِهِ وَمنْ نِعَمهْ
حَاجَتُنا أنْ تَدُومَ مُدّتُهُ،
وَسُؤلُنَا أنْ نُعَاذَ منْ عَدَمه
لَهُ أيَادٍ عندِي، وَلي أمَلٌ،
ما زَالَ في عَهْدِهِ وفي ذِمَمه
العصر العباسي >> البحتري >> على الحي سرنا عنهم وأقاموا
على الحي سرنا عنهم وأقاموا
رقم القصيدة : 3044
-----------------------------------
على الحَيّ، سرْنا عَنهُمُ وأقَامُوا،
سَلامٌ، وَهل يُدني البعَيدَ سَلامُ
إذا ما تَدَانَيْنَا، فأنْتِ عَلاَقَةٌ،
وإمّا تَبَاعَدْنا، فأنتِ غَرَامُ
أرَى النّاسَ في جَوٍّ تحُلّينَ غيرَهُ،
وَلي منهُمُ بُرْءٌ، وَمنكِ سَقامُ
يَُكلُفَنِي حُبّيكِ أنْ أتبَعَ الهَوَى
يُضِلُّ، وَآتي الأمْرَ، فيهِ مَلامُ
وَما انفَكّ داعي البَينِ حتى تَزَايَلَتْ
قِبَابٌ بَنَاهَا حاضِرٌ، وَخِيَامُ
عَشِيّةَ ما بي عن شَبيثٍ تَرَحّلٌ،
فأمضي، ولا لي في شَبيثَ مَقَامُ
فَمَا نَلْتَقي إلاّ على حُلمِ هاجِدٍ،
يُحِلُّ لَنَا جَدْوَاكِ، وَهْيَ حرَامُ
إذا ما تبَاذَلْنَا النّفائِسَ خِلْتَنَا،
منَ الجِدّ، أيقاظاً، وَنحنُ نِيامُ(37/303)
يُرَاقِبُ صَوْلَ الوَغْدِ، حينَ يهزُّهُ اقـ
ـتِدَارٌ، وَصَوْلَ الحرّ حينَ يُضَامُ
وأعلَمُ ما كلُّ الرّجالِ مُشَيَّعٌ،
ولا كلُّ أسيافِ الرّجالِ حُسامُ
أدِينُ بألاَّ تُستَحَلّ أمَانَةٌ
لحُرٍّ، وأَلاَّ يُسْتَبَاحَ ذِمَام
وأترُكُ عِرْضَ المَرْءِ، لَوْ شِئْتُ كان لي
وَلِلذّمّ فيهِ مَسرَحٌ، وَمَسَامُ
وَكَيفَ أذُودُ الخَسْفَ عَمّنْ تطُولُهُ
يَدي، وأُسامُ الخَسفَ حينَ أُسامُ؟
فتَالله أرْضَى في العِرَاقِ إقَامَةً،
وَفي الأرْضِ للسّفرِ المُغِذّ شَآمُ
شَذاتيَ منْ نَحوِ الصّديقِ كليلةُ الـ
ـمَدَى، وزِيَارَاتي الصّديقَ لِمَامُ
وَلَستُ بغاشِي القَوْمِ، إلاّ ذُؤَابَةً،
وَلاَ بابُهُمْ إلاّ عَلَيْهِ زِحَامُ
وأزهَرَ وَضّاحِ العَشيّاتِ، لايَني
من البِشْرِ يَنأى عن ذُرَاهُ قَتامُ
متى جِئْتَهُ عَنْ مَوْعِدٍ، أو فجاءََهً،
تَهَلّلَ بَدْرٌ، واستَهَلّ غَمَامُ
تُحَدّثُنا كَفّاهُ، والمَحلُ راهنٌ،
عن الأرْضِ تَكلا، والسّماءِ تُغامُ
أقولُ لِيَعقُوبَ بنِ أحمَدَ والنّدى
يَرُومُ بهِ العَوْصَاءَ، لَيسَ تُرَامُ
تكاليفُ فِعلٍ لَوْ علاَ الأرْضِ ثِقلُهُ،
شَكا يَذبُلٌ ما نَابَهُ وَشَمَامُ
لأَظْلَمَ ما بَيْني وَبَيْنَكَ مُضْحياً،
وَللظّلمِ، بينَ الخِلّتينِ، ظَلامُ
أأذْكُرُ أيّامَ المُصَافَاةِ، بَعدَمَا
تَجَرّمَ عامٌ بَعدَهُنّ، وَعَامُ
نَدِمْتُ على أمرٍ مَضَى لمْ يُشِرْ بِهِ
نَصِيحٌ، وَلَمْ يَجمَعْ قُوَاهُ نِظامُ
وَقد خَبّرُوا أنّ النّدَامَةَ تَوْبَةٌ،
يُصَلّى بهَا أنْ تُقْتَنى، وَيُصَامُ
وأنّ جُحُودي سوءُ ظَنٍّ بمُنْعِمٍ،
وَعَدّي مَعاذِيريِ عَلَيْهِ خِصَامُ
وَقَدْ شَمَلَتْ بِشراً لأوْسٍ صَنيعَةٌ،
بمَا أُمِرَتْ سُعْدَى، وَوُرّثَ لامُ
فإنْ تَمتَثِلْهَا، فالمَكَارِمُ خِطّةٌ،
لَكُم تابعٌ، في نَهجِهَا، وإمامُ
وَلَوْ شِئتُمُ أنْ تَستَثِيرُوا استَثَرْتُمُ
عِجَالاً، وَلَكِنّ الكِرَامَ كِرَامُ(37/304)
يَكُرُّ عَليّ اللّوْمُ فيكُمْ، ولابسٌ
منَ اللّوْمِ مَن لا يَستَفِيقُ، يُلامُ
تُجَرِّحُ أقْوَالُ الوُشَاةِ فَرِيصَتي،
وأكثرُ أقْوَالِ الوُشَاةِ سِهَامُ
تَرَى ألسُناً أُصْمِتْنَ بالعَيّ، إنْ هَفا
بيَ الرّأيُ، مَصْنُوعاً لهنّ كَلامُ
لَعَلّ غَيَابَاتِ السُخَائِمِ تَنْجَلي،
وَمُعْوَجّ ما تُخفي الصّدورُ يُقامُ
وَلَمّا نَبَتْ بي الأرْضُ عُدتُ إليكُمُ،
أمُتُّ بحَبلِ الوِدّ، وَهوَ رِمَامُ
وَقد يُهتدى بالنّجمِ يُشكلُ سَمتُه،
وَيُرْوَى بماءِ الجَفْرِ، وَهْوَ ذِمَامُ
وَما كلّ ما بُلّغتُمُ صِدْقُ قائِلٍ،
وَفي البَعْضِ إزْرَاءٌ عَلَيّ وَذامُ
وَلاَ عُذْرَ إلاّ أنّ بَدْءَ إسَاءَةٍ،
لهَا مِنْ زِيَادَاتِ الوُشَاةِ تَمَامُ
العصر العباسي >> البحتري >> أعلت بني وهب على العالم
أعلت بني وهب على العالم
رقم القصيدة : 3045
-----------------------------------
أعَلْتَ بَني وَهْبٍ على العالَمِ،
في حادِثِ الدّهْرِ وَفي القادِمِ
خَلائِقٌ بَرَزْنَ طُرّاً، وَمَا
كُلُّ سُيوفِ الهِنْدِ بِالصّارِمِ
وظلُّ مَن يرْجو مدَى شَأوِهمْ،
مِنْ عاجِزِ الأقْوَامِ والحازِمِ
أُمْنِيَّةُ المَغْرور عَنْ قَصْدِه ِ
ضَلَّتْ بِهِِ، أمْ حُلُمُ الحالِمِ
بَنى لَهُمْ وَهْبٌ فَأعْلى، وَللْـ
ـباني اليَدُ العُليا على الهادِمِ
كمْ فِيهِمِ منْ حاتِمٍ في النّدى،
يَبُرُّ إفْضَالاً على حَاتِمِ
مَنْ يُلْهَ عن نَصْري فلم يمتعِضْ
لِسوءِ مَا يأتي بِهِ ظالِمي
فقَدْ سعى ليَ، في الذي أبْتغي،
أبو الحُسَينِ ابنُ أبي القاسِمِ
العصر العباسي >> البحتري >> قد فقدنا الوفاء فقد الحميم
قد فقدنا الوفاء فقد الحميم
رقم القصيدة : 3046
-----------------------------------
قَد فقَدْنا الوَفاءَ فَقدَ الحَميمِ،
وَبَكَينَا العُلاَ بُكَاءَ الرّسُومِ
لا أُمِلُّ الزّمَانَ ذَمّاً، وَحَسْبي
شُغُلاً أنْ ذَمَمْتُ كُلّ ذَميمِ
أتَظُنُّ الغِنَى ثَوَاءً لِذِي الهِمّةِ(37/305)
مِنْ وَقْفَةٍ بِبَابِ لَئِيمِ
وَأرَى عِنْدَ خَجْلَةِ الرّدّ منّي
خَطَراً في السّؤالِ، جِدَّ عَظيمِ
وَلَوَجْهُ البَخيلِ أحْسَنُ في بَعْـ
ـضِ الأحَايينِ مِنْ قَفَا المَحرُومِ
وَكَرِيمٌ غَدَا، فأعْلَقَ كَفّي،
مُسْتَميحاً في نِعْمَةٍ مِن كَرِيمِ
حَازَ حَمدي، وَللرّياحِ اللّوَاتي
تَجْلُبُ الغَيثَ، مثلُ حَمدِ الغيومِ
عَوْدَةٌ بَعدَ بَدْأةٍ مِنكَ كانَتْ
أمسِ، يا أحمَدُ بنُ عَبدِ الرّحيمِ
مَا تَأنّيكَ بالظّنِينِ وَلا وَجْـ
ـهُكَ في وَجهِ حاجتي بشَتيمِ
العصر العباسي >> البحتري >> إذا شئت فاندبني إلى الراح وانعني
إذا شئت فاندبني إلى الراح وانعني
رقم القصيدة : 3047
-----------------------------------
إذا شِئْتَ فاندُبْني إلى الرّاحِ، وانعَني
إلى الشَّرْبِ مِنْ ذي خِلّةٍ وَنَدِيمِ
أمِيلُوا الزّجاجَ الصّفْوَ عَنّي، فإنكُمْ
أقْمْتُمْ، وَمَا شَخصِي لَكُمْ بمُقيمِ
بجِسْمي سَقَامٌ، كُلّما جُزْتُ رَدّني
إلى كَمَدٍ، في الصّدْرِ، غيرِ سَقيمِ
فإنْ مُتُّ كانَ المَوْتُ من كَرَمِ الهَوَى،
وَلَيْسَ الهَوَى، إنْ لَم أمُتْ، بكَرِيمِ
فَقُلْ لنَسيمِ الوَرْدِ: عَنكَ، فإنّني
أُعاديكَ إجلالاً لِوَجْهِ نَسيمِ
نَدِمْتُ، وقالَ النّاسُ كَيفَ ترَكْتَهُ؟
فَقُلْ في مَلاَمٍ واقِعٍ بمُليمِ
أبَا الفَضْلِ! رَاجعْ من حجاكَ، فإنّني
عَلى خَطَرٍ، مِمّا يُخافُ، عَظيمِ
وَخَبّرْتَني أنّ العَزَاءَ، تَكَرّمٌ،
وَهَلْ يَتَعَزّى عَنْهُ غَيرُ لَئِيمِ؟
فَما الدّارُ فيما بَيْنَنَا بِبَعِيدَةٍ،
وَلاَ العهْدُ فيما بَيْنَنَا بقَديمِ
العصر العباسي >> البحتري >> مغنيك للبغض فيه سمه
مغنيك للبغض فيه سمه
رقم القصيدة : 3048
-----------------------------------
مُغَنّيكَ، للبُغضِ، فيهِ سِمّهْ،
تَلُوحُ عَلى خِلقَةٍ مُبْهَمَهْ
تَزِيدُ الإهَانَةُ في شَأْنِهِ
صَلاحاً، وَتُفسِدُهُ التّكْرِمَهْ
يُرَعِّشُ لَحْيَيْهِ عِنْدَ الغِنَا(37/306)
ءِ كأنّ بهِ النّافضَ المُؤلِمَهْ
كأنّ الكُشُوثَ عَلى شَوْكِهِ،
تَعَقُّفُ لِحْيَتِهِ المُجْرِمَهْ
وَأنْفٌ، إذا احمَرّ في وَجهِهِ
وَقَامَ تَوَهّمْتَهُ محْجَمَهْ
وَمُنْتَشِرُ الحَلْقِ وَاهي اللَّهَا
ةِ، إذا ما شدا، فاحشُ الغَلْصَمَهْ
إذا صَاحَ سَالَتْ لَهُ مَخْطَةٌ
على العُودِ، وَانقلَعتْ بَلغَمَهْ
فَكَمْ شَذْرَةٍ ثَمّ مَنْسِيّةٍ،
أُطيحتْ، وَكم نِغمةٍ مُدغَمَهْ
يُبَظْرِمُهُ القَوْمُ مِنْ بُغْضِهِ
جَهَاراً ، وقَلَّتْ له البَظْرَمَهْ
عَرَابِدُهُ أبَداً جَمّةٌ،
وَأخْلاقُهُ كَزّةٌ، مُظلِمَهْ
كَثيرُ التّلفَتِ وَالإعْتِرَا
ضِ، شديدُ التّلفّتِ وَالهَمهمَهْ
إذا ما حَجَرناهُ عن صَاحِبٍ،
تَجَنّى، وَحَاوَلَ أنْ نُسْلِمَهْ
كَأنّا نَمُتُّ بِحَاجَاتِنَا
إلى طاهِرٍ، أوْ إلى هَرْثَمَهْ
هِرَاشٌ نُعَانيهِ طُولَ النّهَا
رِ، فمَجلِسُنا معَهُ مَلحَمَهْ
يَجيءُ بِمَا هُوَ أهْلٌ لَهُ،
فَلَوْلا الحَيَاءُ كَسَرْنَا فَمَهْ
العصر العباسي >> البحتري >> رأيت البحبحاني استقلت
رأيت البحبحاني استقلت
رقم القصيدة : 3049
-----------------------------------
رَأيتُ البَحبَحانيّ اسْتَقَلّتْ
رَكَائِبُهُ بحِرْمَانٍ عَظيمِ
إذا رَامَ التّخَلّقَ جَاذَبَتْهُ
خَلائِقُهُ إلى الطّبْعِ القَدِيمِ
بَكَى آمَالَهُ لَمّا رَآهَا
عِيَاناً، وَهْيَ دارِسَةُ الرّسُومِ
وَتَرْتَ القَوْمَ ثمّ ظَنَنْتَ فيهِمْ
ظُنُوناً لَستَ فيها بالحَكِيمِ
تُعَرْبِدُ غَيرَ مُحتَشِمٍ، وَتَشدو
فَلا تَأتي بلَحْنٍ مُسْتَقيمِ
فتُخطِىءُ في الغِناءِ على المُغَنّي،
وَتُخطىءُ في النِّدامِ على النّدِيمِ
نَهيتُكَ عن تعرّضِ عِرْضِ حُرٍّ،
فإنّ الذّمّ مِنْ شأنِ الذّميمِ
وَقُلتُ: تَوَقّ محْتَمِلاً يُوَرّي،
عنِ الأضْغانِ، بالخُلُقِ الكَرِيمِ
فَما خَرْقُ السّفيهِ، وَإنْ تَعدّى،
بأبْلَغَ فيكَ مِنْ حِقدِ الحَليمِ
متى أحرَجْتَ ذا كَرَمٍ، تخَطّى(37/307)
إلَيكَ ببَعضِ أخْلاقِ اللّئيمِ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> تقرير سري جداً من بلاد قمعستان
تقرير سري جداً من بلاد قمعستان
رقم القصيدة : 305
-----------------------------------
لم يبق فيهم لا أبو بكر.. ولا عثمان..
جميعهم هياكل عظمية في متحف الزمان..
تساقط الفرسان عن سروجهم..
وأعلنت دويلة الخصيان..
واعتقل المؤذنون في بيوتهم ..
و ألغى الأذان..
جميعهم تضخمت أثداؤهم..
وأصبحوا نسوان..
جميعهم يأتيهم الحيض، ومشغولون بالحمل وبالرضاعة..
جميعهم قد ذبحوا خيولهم..
وارتهنوا سيوفهم..
وقدموا نساءهم هدية لقائد الرومان..
ما كان يدعى ببلاد الشام يوما..
صار في الجغرافيا..
يدعى (يهودستان)..
الله .. يا زمان..
هل تعرفون الآن ما دولة ( قمعستان)؟
تلك التي ألفها لحنها..
أخرجها الشيطان...
هل تعرفون هذه الدويلة العجيبة؟
حيث دخول المرء للمرحاض يحتاج إلى قرار
والشمس كي تطلع تحتاج إلى قرار
والديك كي يصيح يحتاج إلى قرار
ورغبة الزوجين في الإنجاب تحتاج إلى قرار
وسعر من احبها
يمنعه الشرطي أن يطير في الريح
بلا قرار..
يا أصدقائي
إنني مواطن يسكن في مدينة ليس بها سكان
ليس لها أرصفة
ليس لها نوافذ
ليس لها جدران
ليس بها جرائد
غير التي تطبعها مطابع السلطان
عنوانها؟
أيخاف أن أبوح بالعنوان
كل الذي اعرفه
أن الذي يقوده الحظ على مدينتي
يرحمه الرحمن...
العصر العباسي >> البحتري >> هذي المعاهد من سعاد فسلم
هذي المعاهد من سعاد فسلم
رقم القصيدة : 3050
-----------------------------------
هذي المَعاهِدُ مِنْ سُعَادَ، فَسَلِّمِ،
واسألْ، وإنْ وَجَمتْ، وَلم تَتَكَلّمِ
آيَاتُ رَبْعٍ قَد تَأبّدَ، مُنْجِدٍ،
وَحُدُوجُ حيٍّ، قَد تَحَمّلَ، مُتْهِمِ
لَؤمٌ بِنَارِ الشّوْقِ، إنْ لم تَحْتَدِمْ،
وَخَسَاسَةٌ بالدّمعِ إنْ لمْ يَسْجُمِ
وَبِمَسْقَطِ العَلَمينِ ناعِمَةُ الصّبَا،
حَيرَى الشّبابِ تَبينُ إنْ لمْ تَصرِمِ(37/308)
بَيضَاءُ، تَكتُمُها الفِجَاجُ، وَخَلْفَها
نَفَسٌ يُصَعّدُهُ هوًى لمْ يُكْتَمِ
هَلْ رَكْبُ مَكّةَ حَامِلُونَ تحيّةً،
تُهْدَى إلَيْهَا مِنْ مُعَنًّى مُغْرَمِ
رَدَّ الجُفُونَ عَلى كَرًى مُتَبَدِّدٍ،
وَحَنَى الضّلُوعَ عَلَى جَوًى مُتَضَرّمِ
إنْ لمْ يُبَلّغْكَ الحَجيجُ، فلا رُمُوا
بالجَمْرَتَيْنِ، ولا سُقُوا من زَمزَمِ
وَمُنُوا بِرَائِعَةِ الفِرَاقِ، فإنّهُ
سِلْمُ السُّهَادِ وَحَرْبُ نَوْمِ النُّوّمِ
ألْوَى بأرْبَدَ عَنْ لَبيدٍ، واهتَدَى
لابْنَيْ نُوَيْرَةَ مالِكٍ وَمُتَمِّمِ
واغْتَرّ أهْلُ البَذّ في شُرُفَاتِهِمْ،
حتّى أصَابَهُمُ بسَيْفِ الهَيْثَمِ
في وَقْعَةٍ، وَلّيْتَ عَنّي حَدّها
بأجَشّ مِنْ زَجَلِ الحَديدِ مُلَملَمِ
نَزَلُوا، وَقَد كُرِهَ النّزَالُ، وَضَارَبُوا
جَنَبَاتِ أرْوَعَ، باللّوَاءِ مُعَمَّمِ
نَقَلَ الرِّجَالَ إلى الجِبَالِ فلَمْ يدَعْ
في هَضْبِ أرْشَقَ عُصْمَةً للأعصَمِ
وأزَارَ أرْضَ الرّومِ أطْرَافَ الظُّبا،
حَتّى أقَامَ مُلُوكَها في المَقْسِمِ
وَثَنَى إلى عَلْوِ الجَزِيرَةِ خَيْلَهُ،
مُتَمَطِّرَاتٍ في العَجَاجِ الأقْتَمِ
غُلْقاً عَلَى الشّرّ الذي لَمْ يَندَفِعْ،
عُجْلاً إلى الدّاءِ الذي لَمْ يُحْسَمِ
غَشِيَتْ قَنَاهُ النِّمْرَ، حتّى أوْجَفُوا
عَنَقاً على عَنَقِ الطّرِيقِ الأقْوَمِ
وَنَفَى الأرَاقِمَ أُفْعُوَانُ مَضِلَّةٍ،
يَفْرِي بِنَابَيْهِ قَمِيصَ الأرْقَمِ
قَارِي سِبَاعٍ، قَدْ لَغِبْنَ، حَوَائِمٍ
في نَقْعِهِ، وَمُضِيفُ طَيرٍ حُوَّمِ
يُدْني يَداً بَيْضاءَ يَختَلِطُ النّدَى
فيها إذا لَقِيَ الفَوَارِسَ بالدّمِ
وَيُعِزُّ جَانِبَهُ، فَيُظْلِمُ نَفْسَهُ
لِعُفاتِهِ بالجُودِ، إنْ لَمْ يُظْلَمِ
تَنْمِيهِ، مِنْ سَلَفَيْ غُنَيٍّ، أُسْرَةٌ
بِيضُ الوُجُوهِ إلى المَكَارِمِ تَنْتَمي
أهْلُ الحُبَى اللاّتي كأنّ بُرُودَها،
من حِلمِهِمْ، ضَمّتْ هِضَابَ يَلَملَمِ(37/309)
وَمُؤرِّثُو النّارِ العَتيقَةِ لِلْقِرَى،
وَمُشَيِّدُو البَيْتِ الرّفيعِ الأقْدَمِ
جُدُدٌ مَكَارِمُهُمْ، كما بُدئتْ، وَهمْ
أعْلَى وأكْبَرُ مِنْ ضُبَيْعَةِ أضْجَمِ
صَحِبُوا الزّمَانَ الفَرْطَ، إلاّ أنّهُ
هَرِمَ الزّمَانُ وَعِزُّهُمْ لمْ يَهْرَمِ
شَغَلُوا عَلَى غَطَفَانَ شَأْساً فِي الْوَغى
وبَنُو جَذِيمَةَ شَاهِدُوهُ وحِذْيَمِ
لَوْ كُنتَ جَارَ بُيُوتِهِمْ لمْ تُهْتَضَمْ،
أوْ كُنْتَ طالبَ رِفدِهمْ لمْ تُعْدِمِ
مِنْ كُلّ أغْلَبَ، وِدُّهُ أنّ ابْنَهُ،
يَوْمَ الحِفاظِ، يَمُوتُ إنْ لمْ يُكْرِمِ
لا يَقْتُلِ الحُسّادُ أنْفُسَهُمْ، فَقَدْ
هَتَكَ الصّبَاحُ دُجَى الهَزِيعِ المُظلِمِ
غَنِيَتْ غَنِيّ بالذُّرَى مِنْ مَجْدِهَا،
وَقَبَائِلٌ بَينَ الحَصَى والمَنْسِمِ
فَقَعُوا عَلى أحْسَابِكُمْ وَهُبُوطِها،
وَدَعُوا العُلُوّ، فإنّهُ لِلأنْجُمِ
كَرُمَ ابنُ عُثْمَانٍ، فَما يَنفَكُّ من
مَالٍ مُهَانٍ عِنْدَ زَوْرٍ مُكْرَمِ
إنّا بَعَثْنا اليْعْمَلاَتِ، قَوَاصِداً
لِفنَائِكَ المَأنُوسِ قَصْدَ الأسهُمِ
مِيلَ الحَوَاجِبِ، والنّجُومُ كأنّها،
خَلَلَ الحَنَادِسِ، شُعْلَةٌ في أدْهَمِ
لَتَجُودَ عَنْ فَهْمٍ يَدَاكَ وَلَمْ يَجُدْ،
وإنِ استَهَلّ نَداهُ مَنْ لَمْ يَفْهَمِ
فاسْلَمْ عَلى عَوْدِ الخُطُوبِ وَبَدْئِها،
وإنِ اغْتَدَيتَ بِتَالِدٍ لمْ يَسْلَمِ
وَلَقَدْ جَرَيْتَ إلى المَعَالي سابِقاً،
فأخَذْتَ حَظّ الأوّلِ المُتَقَدِّمِ
وَكَبَا عَدُوُّكَ، حينَ رَامَ بكَ التي
تُخشَى، فقُلنا: لليَدينِ وللفَمِ
العصر العباسي >> البحتري >> أكان الصبا ألا خيالا مسلما
أكان الصبا ألا خيالا مسلما
رقم القصيدة : 3051
-----------------------------------
أكَانَ الصّبا ألاّ خَيالاً مُسَلِّما،
أقَامَ كَرَجْعِ الطّرْفِ، ثمّ تَصَرّما
أرَى أقصَرَ الأيّامِ أحْمَدَ في الصِّبا
وأطْوَلَهَا مَا كَانَ فيهِ مُذَمَّمَا(37/310)
تَلَوّمْتُ في غَيّ التّصَابي، فَلَمْ أُرِدْ
بَدِيلاً بهِ، لَوْ أنّ غَيّاً تُلُوِّمَا
وَيَوْمَ تَلاقٍ، في فِرَاقٍ، شَهِدْتُه
بِعَيْنٍ، إذا نَهنَهْتُها دَمَعََتْ دَمَا
لحِقْنا الفَرِيقَ المُستَقِلّ ضُحَى وَقدْ،
تَيَمّمَ مِنْ قَصْدِ الحِمَى مَا تَيَمّما
فقُلتُ: انْعِمُوا مِنّا صَبَاحاً، وإنّما
أرَدْتُ بِما قُلتُ الغَزَالَ المُنَعَّمَا
وَمَا بَاتَ مَطْوِيّاً عَلى أرْيَحِيّةٍ،
بعُقْبِ النّوَى إلاّ امرُؤٌ باتَ مُغرَمَا
غَنِيتُ جَنِيباً للغَوَانِي يَقُدْنَني
إلى أنْ مَضَى شرْخُ الشّبابِ، وَبعدَمَا
وَقِدْماً عَصَيتُ العاذِلاَتِ، وَلَمْ أُطعْ
طَوَالِعَ هذا الشّيْبِ، إذْ جِئنَ لُوَّمَا
أقُولُ لثَجّاجِ الغَمامِ، وَقَد سَرَى
بمُحتَفَلِ الشّؤبُوبِ صَابَ فعَمّمَا
أقِلَّ وأكْثِرْ لَستَ تَبْلُغُ غايَةً
تَبينُ بِها حَتّى تُضَارِعَ هَيْثَما
وهُوالمَوْتُ وَيْلٌ منهُ لا تَلْقَ حَدّهُ،
فمَوْتُكَ أنْ تَلقاهُ في النّقعِ مُعلَمَا
فَتًى لَبِسَتْ منهُ اللّيالي مَحَاسِناً،
أضَاءَ لَها الأُفْقُ الذي كانَ مُظِلْمَا
مُعاني حُرُوبٍ قَوّمَتْ عَزْمَ رَأيِهِ،
وَلَنْ يَصْدُقَ الخَطّيُّ، حتّى يُقَوَّمَا
غَدا وَغَدَتْ تَدْعُو نِزَارٌ وَيَعرُبٌ
لَهُ أنْ يَعيشَ الدّهرَ فيهِمْ، وَيَسْلَمَا
تَوَاضَعَ مِنْ مَجْدٍ لَهُمْ وَتَكَرّمٍ،
وَكُلُّ عَظيمِ لا يُحِبُّ التّعَظّمَا
لِكُلّ قَبيلٍ شُعْبَةٌ مِنْ نَوَالِهِ،
وَيَختَصُّهُ منهُمْ قَبيلٌ، إذا انتَمَى
تَقَصّاهُمُ بالجُودِ، حتّى لأقْسَمُوا
بأنّ نَداهُ كانَ والبَحْرَ تَوْءَمَا
أبَا القَاسِمِ! استَغْزَرْتَ دَرّ خَلائقٍ،
مَلأنَ فِجَاجَ الأرْضِ بُؤسَى وأنْعُمَا
إذا مَعشَرٌ جَارَوْكَ في إثرِ سُؤدَدٍ،
تأخّرَ مِنْ مَسعاتهِمْ ما تَقَدّما
سَلامٌ، وَإنْ كَانَ السّلامُ تَحِيَّةً،
فوَجْهُكَ دونَ الرّدّ يكفي المُسَلِّمَا
ألَستَ تَرَى مَدّ الفُراتِ كأنّهُ(37/311)
جبالُ شَرَوْرَى جِئْنَ في البَحرِعُوَّمَا
وَلَمْ يَكُ مِنْ عاداتِهِ غَيرَ أنّهُ
رَأى شِيمَةً مِنْ جَارِهِ، فَتَعَلَّما
وَمَا نَوّرَ الرّوْضُ الشآميُّ بَلْ فَتًى
تَبَسّمَ مِنْ شعرْقِيّهِ، فَتَبَسّما
أتَاكَ الرّبيعُ الطّلقُ يَختالُ ضَاحِكاً
منَ الحُسنِ حتّى كادَ أنْ يَتَكَلّمَا
وَقَد نَبّهَ النّوْرُوزُ في غَلَسِ الدّجَى
أوائِلَ وَرْدٍ كُنّ بالأمْسِ نُوَّمَا
يُفَتّقُهَا بَرْدُ النّدَى، فكَأنّهُ
يَنِثُّ حَديثاً كانَ قَبلُ مُكَتَّمَا
وَمِنْ شَجَرٍ رَدّ الرّبيعُ لِبَاسَهُ
عَلَيْهِ، كَمَا نَشَّرْتَ وَشْياً مُنَمْنَما
أحَلَّ، فأبْدَى لِلْعُيونِ بَشَاشَةً،
وَكَانَ قَذًى لِلْعَينِ، إذْ كانَ مُحْرِما
وَرَقّ نَسيمُ الرّيحِ، حتّى حَسِبْتُهُ
يَجىءُ بأنْفَاسِ الأحِبّةِ، نُعَّمَا
فَما يَحبِسُ الرّاحَ التي أنتَ خِلُّهَا،
وَمَا يَمْنَعُ الأوْتَارَ أنْ تَتَرَنّما
وَمَا زِلْتَ خِلاًّ للنّدَامى إذا انتَشُوا،
وَرَاحُوا بُدوراً يَستَحِثّونَ أنْجُمَا
تَكَرّمتَ من قَبلِ الكؤوسِ عَلَيهِمِ،
فَما اسطَعنَ أنْ يُحدِثنَ فيكَ تَكَرُّمَا
العصر العباسي >> البحتري >> بني مخلد كفوا تدفق جودكم
بني مخلد كفوا تدفق جودكم
رقم القصيدة : 3052
-----------------------------------
بَني مَخْلَدٍ كُفّوا تَدَفُّقَ جُودِكم،
وَلا تَبخَسُونا حَظّنَا في المَكَارِمِ
وَلا تَنصُرُوا مَجدَيْ قِنَانٍ وَمالِكٍ،
بِأنْ تَذْهَبُوا مِنّا بِسِمْعَةِ حاتِمِ
وكانَ لَنا اسمُ الجُودِ، حتّى جعلتُمُ
تَغُضّونَ مِنّا بالخِلالِ الكَرَائِمِ
وَشَيّبَني ألاّ أزَالَ مُجرَِدَّاً
سَرَابيلَ سَآلٍ، كَثيرِ المَغَارِمِ
وَما خَطَرِي دونَ الغِنى، إنْ بَلَغتُه
سُؤالاً، وَلا عِرْضِي نَظيرُ الدّرَاهمِ
العصر العباسي >> البحتري >> نصيب عينيك من سح وتسجام
نصيب عينيك من سح وتسجام
رقم القصيدة : 3053
-----------------------------------(37/312)
نَصِيبُ عَيْنَيْكَ مِنْ سَحٍّ وتَسْجَامِ
وَحَظُّ قَلْبِكَ مِنْ بَثٍّ وتَهْيَامِ
أَشْجَى وَأْرْمَى بِوْجْدٍ مُنْصِبٍ وهَوًى
مُبْرِّحِ الخَبْلِ في شَاجِي وفِي رَاِمي
جَارِيَتَا رَبْرَبٍ حُوٍّ مَحَاجِرُهُ ،
وَظَبْيَتَا عُقُلٍ عُفْرٍ وآرَامِ
مِنْ بَاعِثَاتِ هَوٍى تَجْرِي مَزَاهِرُهَا
عَلَى المُدَامِ ولا تَجْرِي عَلى الذَّامِ
مَصْبٌوبَتَانِ إِلى سُخْطِي ومَعْتَبَتي
وصَبَّتانِ بِتَكْلِيفِي وإِغْرَامِي
أَلِلشَّبِيبَةِ لمَّا كانَ آخِرُها
خَاْفِي ، وللشَّيْبِ لمَّا كَانَ قُدّامي
هَلِ الشَّبَابُ مُلِمٌّ بِي فَرَاجِعَةٌ
اَيَّامُهُ لِيَ في أَعْقَابِ أَيَّامِي ؟
لَوْ أَنَّهُ نَائِلٌ غَمْرٌ يُجادُ بهِ
لَقَدْ تَطَلَّبْتُهُ عِنْدَ ابْنِ بِسْطَامِ
كافِي كُلَّ نَآدٍ لا اَقومُ لَهَا
إِلاَّ بِعَارِفَةٍ مِنْهُ وإِنْعَامِ
وناصِرٌ ثَرْوَتي حَتَّى يُقلِّبَها
أْخْرَى اللَّيالي عَلَى عُسْرِي وإِعْدِامِي
جَرَى الْعِراقُ بسَجْلٍ مِنْ سَحَائبهِ
كُنا نُؤَمِّلُ أَنْ نُسْقاهُ بالشَّامِ
مُسْتَصْحِباً قَصَباً مِنْهُ قَناً سُلُبٌ
صُمُّ الكُعُوبِ ، ومِنهُ جَوْفُ أَقْلاَمِ
زَعِيمُ حِزبَيْنِ مِن كُتَّابِ أَنْدِيَةٍ
ومِنْ فَوَارِسِ إِسْراجٍ وإِلجَامِ
مِنْ هَؤُلاَءِ لَهُ حَزْمٌ وتَجْرِبَةٌ ،
وَهَؤُلاءِ شَذَا كَرٍّ وإِقدَامِ
لَمْ يُبْقِ خُلْداً غَدَاةَ المَخْلَدِيَّةِ إِذْ
يَشْفِي حَزَازَتِ أَوْتَارٍ وأَوْغَامِ
فِي طَخْيَةٍ مِنْ سَوَادِ الْحَرْبِ مُظْلِمَةٍ
تَهْمِي سَمَاوَتُها ضَرْباً عَلَى الْهامِ
صَمْصَامَةُ الرَّأْي ، صَمْصَامُ الجَنَانِ ثَنَى
تِلْكَ الصُّفوفَ بِماضِي الحَدِّ صَمْصَامِ
وَإِنْ تأَخَّرَ ما رُمْنَا تَقَدُّمَهُ
فَعَنْ حُظوظٍ أَزَلَّتْنا وأَقسَامِ
إِذا الرِّجالُ تَعَالَوا بَيْعَ مَكْرُمَةٍ
أَرْبَى عَلَى مُشْتَرٍ مِنْهُمْ ومُسْتَامْ
أَو عَدَّدُوا صَالِحَ الأَيَّامِ كاثَرَ(37/313)
أُحْدَانَ الْفُذُوذِ الَّتِي عَدُّوا بأَتْوَامِ
كَأَنَّهُ مُسْتَمِدٌّ مِنْ كُنُوزِ عُلاً
لِمَعْشَرٍ أَو مُبَاحٌ مَجْدَ أَقوَامِ
تَرْقَى رِيَاشُ جَنَاحَيْهِ إِذا نهَضَتْ
بهِ قَوَادِمُ أَخوَالٍ وأَعْمَامِ
كأَنَّما أَنجُمُ الأُفُقَيْنِ تَرْفدُهُ
مِنْ مُسْتَقِيلٍّ بهِ في الفَخرِ أَو سَامِ
أَسْقَى الْغَمَامُ عَلَى الجِسْرَيْنِ مَنزِلَهُ
لِوَاضِحٍ في ضِياءِ البِشْرِ بَسّامِ
جارٌ لِدِجْلة يَجْرِي مِنْ نَدَى يَدِهِ
تَيَّارُ بَحْرٍ عَلَى تَيَّارِهَا طامِ
لم يَصْطَحِبْ في طَرِيقٍ والْبَخَيلُ ، ولم
يُولَدُ وجِبْسٌ من الأَقَوامِ في عَامِ
مَوَارِدٌ مِنْ نداهُ غيْرُ وانِيَةٍ
في الغُزْرِ تُلْحِقُ أَصْرَاماً بأَصْرَامِ
تَصْفُو خبطَتْها كلُّ طارِقَةٍ
وتَغتَدِي جَمَّةً من غَيْرِ إِجْمَامِ
مَا لِي أَرَى الْقَوْم لا يَخْشَوْنَ عادِيَتِي
وقَدْ أَشَادَ بِها صُبْحِي وإِظْلاَمِي
يَتْلُو عُقُوقِي عُقُوقٌ الْوَالِدَيْنِ وإِنْ
عَزَّا ، ويُكْرِمُ عِرْضَ الحُرِّ إِكْرَامِي
أَمّا العُدَاةُ فَقَدْ آلُوا إِلى صُغُرٍ
وَهُمْ طَرَائِدُ تَسْيِيرِي وإِحْكَامِي
في كُلِّ جَوٍّ سَنَا نارٍ تُرَى عَجَباً
أَو مِشْقَصٌ فِي رَمِيٍّ مِنْهُمُ دامِ
وَلَوْ هُدُوا لِصَوَابِ الرَّأْيِ أَقْنَعَهم
مِنْ وَابلي فِي غَدَاةِ الشَّرِّ إِرْهَامِي
لا تَخْلُوَنَّ أَبَا العبَّاسِ مِنْ نِعَمٍ
مَوْصُولَةٍ أَبَدَ الدُّنْيَا وإِنْعَامِ
تَشَاهَرَ النَّاسُ إِغْذَاذِي إِلَيْكَ ومَنْ
أَلْفَيْتُهُ مِنْ ذَوِي وُدِّي وأَرْحَامِي
وَإِنْ هَزَزْتُك لِلْجَدْوَى فَقَبْلُ رَأَي
هَزَّ الحُسَامِ كَمِيُّ الفَيْلَقِ الحَامِي
العصر العباسي >> البحتري >> لعمرك ما أبو فهم لفهم
لعمرك ما أبو فهم لفهم
رقم القصيدة : 3054
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ ما أَبُو فَهْمٍ لِفَهْمٍ
صَحِيحاً في الْوَلاَءِ وَلا صَمِيمَا(37/314)
مَتَى دُعِيَ الكِرَامُ إِلى المَسَاعِي
تَقَاعَسَ دُونَها ابْنُ ابْرَهِيمَا
ويَقْعُدُ بابْنِ تُومَا بَيْتُ سَوْءِ
من الأَنْباطِ يَعْجِزُ أَنْ يَقُومَا
إِذا البَسْمِينُ دُخَّنَ في لِحَاهُمْ
رَأَيتَ رَكَاكةً مِنْها وَلُومَا
تَظُنُّونَ ادِّعَاءَكُمُ مُخِيلاً
إِذا سَمَّيتُمُ تُومَا تَمِيمَا
وَلَسْتُمْ مِنْ مَحَطَّةَ في عُلُوٍّ
ولا رَهْطِ الفُصَيْصِ ولا كَرِيمَا
ولا اخْتَتَنَتْ عَجُوزُكُمْ فَيَمْحُو
حَديثٌ مِن خَزَايَتِكُمْ قَدِيمَا
إِذا ادَّلَجَتْ لِبِيعَتِها تَوَخَّتْ
طَرِيقاً غَيْرَ بيعَتِها أَثِيمَا
أَتَفْخَرُ وَهْيَ أُمُّكَ ، والرُّغَاثَا
أَبُوك ، لَكِدْتُ تَسْتَرِقُ النُّجُومَا
إِذا انْتَسَبَ الدَّعِيُّ تَجَهَّمَتْهُ
وَجُوهٌ لَمْ يَكُنْ فيها مُلِيمَا
فَوَيْلُ أَبِيكَ كَيْفَ أَفِنْتَ حَتّى
جَعَلْتَ النَّاسَ كلَّهُمُ خُصُومَا
العصر العباسي >> البحتري >> تبا للحمك أيها اللحام
تبا للحمك أيها اللحام
رقم القصيدة : 3055
-----------------------------------
تَبًّا لِلَحْمِكَ أَيُّها اللَّحَّام ،
وَلِخُبْزِكَ الوَتِحِ الَّذِي تَسْتَامُ
باكَرْتَ خَلَّتَنَا ورأَسُكَ أَشْيَبٌ
ولَوَيْتَ حاجَتَنَا وأَنْتَ غُلامُ
في كلِّ حالَيْكَ اكْتَسَبْتَ مَذَمَّةً
لا ثَرْوَةٌ حُمِدَتْ ولا إِعْدامُ
قَدْ كَانَ واجِبُنَا عَلَيْكَ مَبَرَّةً
إِنْ لَمْ تُيَسَّرْ تُحْفَةٌ فَسَلامُ
ظَْلنَا بِبَابِ الرُّومِ نَرْقُبُ هَلْ نُرَى
نُزُلاً لِنازِلةِ الْمُرَيْجِ يُقَامُ
هَيْهات بَرْقُكَ خُلَّبُ عَنْ مِثلِ مَا
خِلْنَا ، وغَيْمُكَ دُونَ ذاكَ جَهَامُ
أَوَ لَمْ يُعَلِّمْك ابْنُ أَيُّوبِ النَّدَى
وَيُعِرْكَ مِنْهُ فَضْلَ ما يَعْتَامُ
بَلْ كيْفَ تَقْدُرُ أَنْ تُحَوَّلَ شِيمَةً
ثَقُلَتْ قَوَاعِدُها فَليْسَ تُرَام
مَا لِلجَزِيرَةِ حِيلَةٌ فِي مَذْهَبٍ
قَدْ أَفْنَتِ المَجْهُودَ فِيهِ الشَّامُ(37/315)
لا بُدَّ مِنْ كَلِمٍ يَسِيرُ ، ورُبَّمَا
جَازَي الفَعَالَ نما جَناهُ كَلامُ
إِلاَّ يَكُنْ هَجْوٌ يَعُرُّ فإِنَّهُ
سَيَكُونُ عَتْبٌ مُعْنِفٌ ومَلاَم
وَصِحَابُكَ الكُتَّابُ لَمْ يَكُ عِنْدَهُمْ
نَقْضٌ بِصاَلِحَةٍ وَلا إِبْرَامُ
لا قُدِّسَتْ تِلكَ الدّوِيُّ ولا زَكَتْ
يَوْمَ التَّغابُنِ الأَقْلامُ
كعُوَيْمِلِ الصَّدَقاتِ مُزْدَهِياً بِها
والكَلْبُ فيها سارِقٌ ظَلاَّمُ
وأَضُنُّها حِلاًّ لَهُ مِنْ فاقَةِ الْـ
ـإِمْلاقِ إِذْ هِيَ لليَتِيمِ حَرامُ
نَسِيَ الخُلاَلَةَ والصَّفَاءَ وَلَمْ تَطُلٍْ
بَيْنِي وبَيْنَ الْحائِنِ الأَيَّامُ
وتَسَتُّرُ ابْنِ أَبِي الرَّبيعِ مَوَائِلاً
مِنا كأَنَّا خَلْفَهُ غُرَّامُ
وَتَخَوُّفُ المَصَّاصِ أَن يَغَشى لنا
رِجْلاً ،فمادا يَرْهَبُ الحَجَّامُ
ثَكِلَتْكُمُ أَمَّاتكمْ ،أَفَلاَ يَدٌ
تُرْعَى ، أَلا وَصْلٌ أَلاَ إِلْمَامُ ؟
أَيْنَ التَّقَيُّدُ أَنْ يُخَلَّ بِوَاجِبٍ
أَو أَنْ يُضاعَ مِنَ الصدِيقِ ذِمَامُ ؟
مَاذا عَلى إِسْحَاقَ أَنْ تَصْفُو لنا
مَعَكمْ مَوَدَّةُ عِشرَةٍ ومُدَامُ ؟
جَحَدَتْ نَصٍيبُونَ الإِخَاءِ وأَنْكَرَتْ
مِنْ حَقِّنَا مَا يَعْرِفُ الأَقْوَامُ
فُقِدَ الْوَفَاءُ بِهَا ، وإِنِّي خائفٌ
في أَهْلِها أَنْ يُفْقَدَ الإِسْلامُ
العصر العباسي >> البحتري >> كل أخلاق علي
كل أخلاق علي
رقم القصيدة : 3056
-----------------------------------
كُلُّ أَخْلاَقِ عَلِيٍّ
نَجْتَوِيها ، ونَذُمُّهْ
هُوَ قِرْدٌ حِينَ يَبْدُو
غَيْرَ أَنَّا لاَ نَكُمُّهْ
مُقْلَتاهُ ، وحَجَاجَاهُ
، وشِدْقَاهُ ، وخَطْمُهْ
العصر العباسي >> البحتري >> أرى العرب التاثت عوائد فضلها
أرى العرب التاثت عوائد فضلها
رقم القصيدة : 3057
-----------------------------------
أَرَى العَرَبَ الْتاثَتْ عَوَائدُ فَضْلِها
فمُسْتَبْطَاً فِي حَاجَتي ولَئِيمُ
فَما نصَرَتْني الأَزْدُ مَرْجُوَّ نَصْرِها ،(37/316)
ولا رَجَعَتْ حَقِّي إِلَيَّ تَمِيمُ
العصر العباسي >> البحتري >> كلفي ما أراه عني يريم
كلفي ما أراه عني يريم
رقم القصيدة : 3058
-----------------------------------
كَلَفِي مَا أَرَاهُ عَني يَرِيمُ
وصُرُوفُ النَّوَى عَذَابٌ أَلِيمُ
يَا أَبَا الْهَيْثَمِ الَّذِي شَيَّد المَجْدَ
لَهُ وَالِدٌ وَجَدٌّ كَرِيمُ
لكَ مِن قاسِطٍ رِقَابُ المَعَالِي
ومِنَ النَّمْرِ نَجْرُهَا والأَرُومُ
مَنْطِقٌ صَائِبٌ ، ورَأْيٌ أَصِيلٌ
وحِجًى رَاجِحٌ ، ونَيْلٌ رَخِيمُ
أَنَا بالْوُدِّ والصَّفَاءِ زَعِيمُ ،
وعَلَى الْعَهْدِ والْوَفَاءِ مُقِيمُ
إِنْ يكُنْ راعَك الفِراقُ فعِنْدِي
مِنْهُ خَطْبٌ أَعْيَا عَلَيَّ عَظِيمُ
زفَرَاتٌ تَعْتادُني كُلَّ يَوْمٍ
وَغرَامٌ كأَنَّهُ لِي غَرِيمُ
إِشْتِيَاقاً إِلى لِقائِكَ ، واللهُ
بِمَا قُلْتُهُ سَمِيعٌ عَلِيمُ
فَعَلَى عَيْشِنَا السَّلامُ وأَيَّامٍ
تَوَلَّت ، لوْ أَنَّ عَيْشاً يَدُومُ
فَابْقَ في نِعْمَةٍ تَدُومُ وعِزٍّ
ما اسْتنارتْ جِنْحَ الظَّلاَمِ النُّجُومُ
العصر العباسي >> البحتري >> اللوم منك وإن نصحت غرام
اللوم منك وإن نصحت غرام
رقم القصيدة : 3059
-----------------------------------
اللَّوْمُ مِنْكَ وإِنْ نَصَحْتَ غَرَامُ
إِذْ حَظُّهُ مِن مِثلِيَ الإِرْغامُ
حُبُّ الصِّبَا ــ لا حُبَّ إِلاَّ وَهْوَ لا
يَبْقَى لمُدَّتِهِ ــ وأَنت لِزامُ
شُيِّبْتَ عَنْ صِغَرٍ ، ولم يَصْغُرْ هَوَى
نَفسِي ، فَقَالَ الجَذْعُ أَنْتَ غُلاَمُ
هَيْهَاتِ ضامَنِيَ الزَّمَانُ ، ولَمْ يَضِمْ
شَوْقِي ، أَشْوْقُ القَلبِ فيك يُضَامُ؟
يا دَمْعُ ، قِفْ عن طُولِ جَرْيِكَ في الصِّبَا
بَلْ فِضْ لِذَاكَ ، فَما عَلَيْك مَلامُ
إِنْ كَانَ حَلَّ لِمَنْ هَوِيتُ صَنِيعُهُ
فِيمَا يَرَى ، فالصَّبْرُ عَنْهُ حَرامُ
تَاللهِ إِنَّ الشَّوْقَ يَفعَلُ ، دَهْرَهُ ،
بالجِسْمِ مَا لا تَفعَلُ الأَسْقامُ(37/317)
رَحَلَ الحَبِيبُ فَطَالَ لَيْلٌ لمْ يَكُنْ
لِقَصِيرِهِ بَعْدَ الرَّحِيلِ مُقامُ
أَيْنَ التِي كَانَتْ لَوَاحِظُ طَرْفِها
يَصْبُو إِلَيْهَا الْقَلْبُ وَهْيَ سِهَامُ
وحَدِيثُها كالغَيْثِ جَادَ بوَيْلِهِ ،
فِي حادِثِ المَحْلِ الشَّدِيدِ ، غَمَامُ
إِنْ مُتُّ مِنْ أَسَفٍ لِشَحْطِ مَزَارِها
فالمَوْتُ رَوْحٌ ،والحَيَاةُ حِمَامُ
قُسِمَ الأَسَى لِي والسَّماحُ لأَِحْمَدٍ
قِسْمَيْنِ جَفَّتْ عَنْهُمَا الأَقْلامُ
شَرَفاً بَنِي عَدْنَانَ أَلْسِنَةُ الوَرَى
لَكُمُ بِهِ فِي مَدْحِكُمْ خُدَّامُ
جَاءَ الَّذِي قَصُرَ التَّمَنِّي دُونَهُ
مِنْهُ فأُرْهِقَ عِندَهُ الإِعْدَأمُ
غُفِرَتْ ذنوبُ الدَّهْرِ فِيمَا قَدْ مَضَى
أَلآنَ إِذْ قَدْ تَابَتِ الايّّامُ
آباؤُهُ سَاسُوا الخِلافَةَ بالحِجَى
إِذْ لَمْ يَسُسْهَا مِثلَهُمْ أَقوامُ
سَائِلْ بِهِ أَرْضَ العِراقِ فَكَمْ لَهُ
فِعْلاً أُقِيمَ بِذِكْرِهِ الإِسْلامُ
قَدْ غَابَ عَنْهَا مِنْهُ نُورٌ ضَوْءُهُ
يَجْلُو سَوَادَ اللَّيْلِ وَهْوَ ظَلاَمُ
سَادَ الأَنَامَ بِنَفْسِهِ وَجُدُودِهِ
لا مِثْلَ ما فِي النَّاسِ سَادَ عِصَامُ
يَعْلُو الشَّآمَ ثَلاَثةٌ في أَرْضِها
إِفضَالُهُ ، وَجَدَاهُ ، والإِنعَامُ
وثَلاَثَةٌ تَغْشَاكَ إِمَّا زُرْتَهُ
إِرْفادُهُ ، والبِرُّ ، والإِكرامُ
وثََلاَثةٌ قَدْ جانَبَتْ أَخْلاَقَهُ
مِنهَا البَذا ، والزُّورُ ، والآثام
وثَلاثَةٌ فِي الْغُرِّ مِن أَفعَالِهِ
تَدْبِيرُهُ ، والنَّقضُ ، والإِبْرَامُ
والْفخرُ ، فهْوَ اثْنانِ ، أَحرَزَ واحِداً
أَخْوَالُهُ ، والآخَرَ الأَعْمَامُ
واللهُ أَفْرَدَهُ بِمَجْدٍ ، ذِكْرُهُ
أَبداً تُجَدِّدُهُ لهُ الأَعْوامُ
يَقْظَاتُهُ واللّيْلُ مُرْخٍ سَجْفَهُ
تَرَكَتْ عُيُوناً ما لَهُنَّ مَنَامُ
عمَّتْ صَنائِعُهُ : فَمِنْها جَالِبٌ
شُكْراً ، ومِنهَا للحَسُودِ لِجَامُ
َضْحَى ابْنُ إِبْراهِيمَ بَدْراً للعُلاَ(37/318)
والبَدْرُ ذُو نَقْصٍ ، وذَاكَ تَمَامُ
إِفْهَمْ أَبا العَبَّاسِ ، غَيْرَ مُفَهَّمِ ،
قَوْلاً يَشِيدُ أَساسَهُ الإِحكامُ
ما إِنْ قَصَدْتُ إِلَيْكَ حَتَّى قَالَ لِيٍ
زُرْنِي بمَدْحِكَ ،وَجْهُكَ البَسَّامُ
وسَمِعْتُ قَوْلَ نَعَمْ بِفِيكَ سَرِيعَةً
وفُرُوعُ أَصْلِ نَعَمْ هِي الإِنْعَامُ
فَنَظَمْتُ فِيكَ بَدِيعَ شِعْرٍ فَاتَ أَنْ
تَرْقَى إِلى دَرَجَاتِهِ الأَوْهَامُ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> حوار مع ملك المغول
حوار مع ملك المغول
رقم القصيدة : 306
-----------------------------------
يا ملك المغول ..
يا وارث الجزمه والكرباج عن جدّك أرطغولْ
يا من ترانا كلنّا خيولْ..
لا فرق- من نوافذ القصور-
بين الناس والخيولْ..
يا ملك المغولْ ..
يا أيها الغاضب من صهيلنا..
يا أيهل الخائف من تفتّح الحقولْ..
أريد أن أقول:
من قبل أن يقتلني سيّافكم مسرورْ..
وقبل أن يأتي شهود الزورْ..
أريد أن أقول كلمتينْ
لزوجت يالحامل من شهورْ..
وأصدقائي كلّهم..
وشعبي المقهورْ..
أريد أن أقول انّي شاعر
أحمل في حنجرتي عصفور
أرفض أن أبيعه..
وأنت من حنجرتي
تريد أن تصادر العصفورْ..
يا ملك المغولْ..
يا قاهر الجيوش يا مدحرج الرؤوس..
يا مدوّخ البحورْ..
يا عاجن الحديد يا مفتت الصخور
يا آكل الأطفال
يا مغتصب الأبكار
يا مفترس العطور
واعجبي ... واعجبي
أأنت , والشرطة , والجيش
على عصفور
العصر العباسي >> البحتري >> لأموتن بغمي
لأموتن بغمي
رقم القصيدة : 3060
-----------------------------------
لأَمُوتَنَّ بِغَمِّي
فِي هَوَى مَنْ لا أُسَمِّي
ذَهَبَتْ نَفْسِي وإِنْ كُنْتُ
عَلَى النَّاسِ أُعَمِّي
عَلْوَ ، يا قُرَّةَ عَيْنِي ،
ومُنَى نَفْسِي ، وَهَمِّي
حَقِّقي بَعْضَ عِدَاتِي
بِأَبِي أَنْتِ وأُمِّي
العصر العباسي >> البحتري >> فلا تحسب الغنم جمع التلاد
فلا تحسب الغنم جمع التلاد
رقم القصيدة : 3061(37/319)
-----------------------------------
فَلا تَحْسبِ الغُنْمَ جَمْعَ التِّلادِ
، فإِنَّ النَّجَاةَ هِيَ الْمَغْنَمُ
وَلَيْتَ النَّجَاءَةَ للمُنْصِفِين
تُرَجَّى ، فكَيْفَ لمَنْ يَظْلِمُ
حِيَالَكَ دَارَانِ مَهْدُومَةٌ ،
ومَنْقُوضَةٌ خَلْفَها تُهْدَمُ
وفي ذَاكَ مُغْتَبَرٌ لِلَّبِيبِ ،
ومُتَّعَظٌ لكَ لَوْ تَعْلَمُ
إِذَا جَازَ حُكْمُ آمْرِىءٍ مُلْحِدٍ
عَلَى مُسْلِمٍ هَلَكَ المُسْلِمُ
العصر العباسي >> البحتري >> وفي بقايا الفؤاد نار
وفي بقايا الفؤاد نار
رقم القصيدة : 3062
-----------------------------------
وَفي بَقَايا الْفُؤَادِ نَارٌ
تُوقَدُ فِي قَلْبِ مُسْتَهَامِ
وقَد نَهَاني عَنِ الغَوَانِي
مَا أَخَذَ الشَّيبُ مِنْ عُرَامِي
قَدْ كُنْتُ لِلْغَانِيَاتِ زِيراً
أَغْتَبِقُ الرِّيقَ بالمُدَامِ
خَمْسِينَ أَبْلَيْتُ في التَّصَابِي
كَهْلاً ، وَفي دَوْلَةِ الغُلاَمِ
العصر العباسي >> البحتري >> لا يحمد السجل حتى يحكم الوذم
لا يحمد السجل حتى يحكم الوذم
رقم القصيدة : 3063
-----------------------------------
لا يُحْمَدُ السَّجْلُ حَتَّى يُحْكَمَ الوَذَمُ
ولا تُرَدُّ بِغْيرِ الْوَاصِلِ النِّعَمُ
وفي الجَوَاهِرِ أَشْبَاهٌ مُشَاكِلَةٌ
ولَيْسَ تَشْتَبِهُ الأَنْوَارُ والظُّلَمُ
ونَحْنُ في كَنَفَيْ حَالٍ مُسَاعِدَةٍ
كُلٌّ عَلَى رَعْيِهِ الْمِيثَاقَ مُعْتَزِمُ
كَوَارِدِ الْخِمْسِ شَهْرَ القَيْظِ جَادَ لَهُ
حِسْيٌ ، ومَدَّ عليهِ ظِلَّهُ السَّلَمُ
أَلْهَتْكَ عَنْ حاجَةٍ ضَيَّعْتَ حُرْمَتَها
وِلاَيَةٌ ، ودَوَاعِي النَّفْسِ تُتَّهَمُ
أَحِينَ قُمْتَ مِنَ الأَيَّامِ في كَتَدٍ
كمَا أَنَارَ بِنَارِ المُوقِدِ العَلَمُ
أَنْشَبْتَ نَفْسَكَ في خَضْرَاءَ مُغْدِقَةٍ
وأَفْسَدَتْكَ عَلَى إِخْوَانِكَ النِّعَمُ
العصر العباسي >> البحتري >> إني لآمل صنع الله في حسن
إني لآمل صنع الله في حسن
رقم القصيدة : 3064(37/320)
-----------------------------------
إِنِّي لآمُلُ صُنْعَ اللهِ في حَسَنٍ
وابْنُ الطَّبَخْشيَةِ اللَّكْعَاء مَذْمُومُ
إِذا تَوَاصَى بِيَ الطَّائيُّ لم أَرَ لِلْحِـ
ــرْمَانِ شَخْصاً ، ولَمْ يَعْلُقْ بيَ الشُّومُ
قَد كَانَ ناكَدَني فِيه امْرُؤٌ سَلَكَتْ
آباؤُهُ ، وجَرَى في عِرْقِهِ اللُّومُ
فَالآنَ يَنْصُرُني مَنْ لَيْسَ جَانِبُهُ
بِمُسْتَضَامٍ ، ولا مَوْلاهُ مَهْضُومُ
مَتَى أَهَابَ بِبَدْرٍ يَسْتَجِيشُ بِهِ
تَنَاصَرَ العَرَبُ الأَشْرَافُ والرُّومُ
العصر العباسي >> البحتري >> أيما خلة ووصل قديم
أيما خلة ووصل قديم
رقم القصيدة : 3065
-----------------------------------
أَيُّمَا خُلَّةٍ وَوَصْلُ قَدِيمِ،
صَرَمَتْهُ مِنّا ظِبَاءُ الصّرِيمِ
نَافِرَاتٌ مِنَ المَشيبِ وَقَدْ كُنّ
سُكُوناً إلى الشّبَابِ المُقيمِ
وَإذا ما الشّبَابُ بَانَ، فقُلْ مَا
شئتَ في غائِبٍ، بَطيءِ القُدومِ
غُمّ عَنّا مَكَانُ مَنْ بالغَميمِ،
وَتَنَاءَى مَرامُ ذاكَ الرّيمِ
وَحَسيرٍ مِنَ السُّهَادِ لَوِ اسْطا
عَ شَرَى لَيْلَهُ بِلَيْلِ السّليمِ
خَلِّيَاهُ وَوَقْفَةً في الرّسُومِ،
يَخلُ مِن بَعضِ بَثّهِ المَكتومِ
وَدَعَاهُ لا تُسْعِداهُ بِدَمْعٍ،
حَسبُهُ فَيضُ دَمْعِهِ المَسجومِ
سَفَهٌ مِنكُما، وَإفْرَاطُ لُؤْمِ ،
أنْ تَلُومَا في الحُبّ غَيرَ مُليمِ
تلكَ ذاتُ الخَدّ المُوَرِّدِ، وَالمُبْـ
ـتَسَمِ العَذْبِ، وَالحَشا المَهضُومِ
غَادَةٌ مَا يَغُبُّ مِنْهَا خَيَالٌ،
يََقتَضِينى الجَوَى اقتِضَاءَ الغَرِيمِ
لَوْ رَآهَا المُعَنِّفُونَ عَلَيْهَا،
لَغَدا بالصّحيحِ ما بالسّقيمِ
إنّني لاجىءٌ إلى عَزَماتٍ،
مُعْدِياتٍ عَلى طُرُوقِ الهُمُومِ
يَتَلاعَبْنَ بالفَيَافي، وَيُودِيـ
ـنَ بنِقْيِ المُسَوَّمَاتِ الكُومِ
التّرَامي بَعْدَ الوَجيفِ، إذا استُؤ
نِفَ خَرْقٌ، وَالوَخدُ قبلَ الرّسيمِ
كُلُّ مَهْزُوزَةِ المَقَذّينِ، تَلْغَى(37/321)
رَوْحةَ الجأبِ خَلفَها، وَالظّليمِ
جُنُحاً كالسّهامِ، يَحمِلنَ رَكباً
طُلَّحاً مِنْ سَآمَةٍ، وَسُهُومِ
ما لَهُمْ عَرْجَةٌ وَإنْ نأتِ الشّقّةُ
غَيرُ الأغَرّ إبْرَاهِيم
طالِبي مُنْفِسٍ، وَلَنْ يُكرَمَ المَطـ
ـلَبُ، حتّى يَكُونَ عِندَ كَرِيمِ
نَشَدوا في بَني المُدَبِّرِ عَهْداً،
غَيرَ مُسْتَقصَرٍ، وَلا مَذْمُومِ
لمْ يكُنْ ماءُ بحرِهِمْ بِأُجَاجٍ،
لا وَلا نَبْتُ أرْضِهِمْ بِوَخِيمِ
في المَحَلّ الجَليلِ مِنْ رُبْتَةِ المُلْـ
ـكِ استَقَلّتْ، وَالمَذهبِ المُستَقيمِ
للنّدَى الأوّلِ الأخيرِ الذي بَرّزَ
وَالسُّؤْدُدِ الحَديثِ القَدِيمِ
هيَ أُكْرُومَةٌ نَمَتْ مِنْ بَني سَا
سانَ في خَيرِ مَنصِبٍ وَأُرُومٍ
للصّرِيحِ الصّرِيحِ وَالأشرَفِ الأشْـ
ـرَفِ، إنْ عُدّ، وَالصّميمِ الصّميمِ
وَإذا ما حَلَلْتَ رَبْعَ أبي إسْـ
ـحَاقَ ألْفَيْتَهُ مُوَطَّا الحَرِيمِ
وَمتى شِمْتَ غَيْمََهُ لَمْ تُهَجِّنْ
صَوْبَ شُؤبوبِهِ الأَجش، الهَزِيمِ
مُسْتَبِدٌّ بِهِمّةٍ جَعَلَتْهُ،
في عُلُوّ المَرْمى، شرِيكَ النّجومِ
وَخِلالٍ، لَوِ استَزَدْتَ إلَيْهَا
مِثْلَهَا، ما وَجَدتَها في الغُيُومِ
إتّبِعْهَا، فَقَدْ رَأيْتَ عِيَاناً
أثَرَيْهَا على العِدَى، وَالعَدِيمِ
الأغَرُّ الوَضّاحُ تُورِي يَداهُ،
حينَ يَكْبُو زَنْدُ الأغَمّ البَهيمِ
عَابِسٌ في حِيَاطَةِ الفَيءِ، يَلقى
مُبْتَغي نَقْصِهِ بِوَجْهٍ شَتيمِ
يُؤثِرُ البُؤسَ في مُبَاشرَةِ الأمْـ
ـرِ، وَفي جَنْبِهِ مَكانُ النّعيمِ
نَافِرُ الجَأشِ، لا تَقَرُّ حَشَاهُ،
أوْ يُؤدّي ظُلامَةَ المَظْلُومِ
وَوَقُورٌ تَحْتَ السّكينَةِ ما يَرْ
فَعُ مِنْ طَرْفِهِ ضَجاجُ الخُصُومِ
زَادَنَا الله مِنْ مَوَاهِبِهِ فِيـ
ـكَ، وَمِن فَضْلِهِ عَلَيكَ العَميمِ
ما تَصَرّفتَ في الوِلايَةِ، إلاّ
فُزْتَ مِنْ حَمْدِها بحَظٍّ جَسيمِ
لمْ تزَلْ من عُيوبها أبيَضَ الثّوْ
بِ، وَمِن دائِها صَحيحَ الأديمِ(37/322)
هَذِهِ البَصْرَةُ استَغاثَتْ إلى ذَبّـ
ـكَ عَنْها، وَسَيْبِكَ المَقْسُومِ
قُمْتَ فيها مَقامَ مُسْتَعْذَبِ المَا
ءِ، مَصيفاً، وَمُسترَقِّ النّسيمِ
وَدَفَعْتَ العَظيمَ عَنْهَا وَلا يَدْ
فَعُ كُرْهَ العَظيمِ غَيرُ العَظيمِ
نَازِلاً في بَني المُهَلَّبِ وَالفِتْـ
ـنَةُ تَسْطُو عَلى سَوَامِ المُسيمِ
كُنتَ فيهِمْ، فكُنتَ أوْفرَ حَظٍّ
خُصّتِ الأزْدُ فيهِ، دونَ تَميمِ
العصر العباسي >> البحتري >> لامت على أنها في الدمع لم تلم
لامت على أنها في الدمع لم تلم
رقم القصيدة : 3066
-----------------------------------
لامَتْ ، عَلَى أَنَّها في الدَّمْعِ لم تَلُمِ ،
لكِنْ عَلَى أَنَّ فَيْضَالدَّمْعِ لَمْ يَدُمِ
واسْتَشْعَرَتْ أَلماً لَمَّا رأَتْ أَلَمِي
من حادِثِ البَيْنِ أَنْسَانِي جَوَى الأَلَمِ
رَاحَتْ تُسِرُّ دُمُوعاً غَيْرَ مُعْلَنَةٍ ،
وَرُحْتُ أُعْلِنُ دَمْعاً غَيْرَ مُكْتَتَمِ
والبَيْنُ يَشْعَبُ صَدْعاً مِنْهُ مُلْتَئِماً ،
والغَيُّ يَصْدَعُ شَعْباً غيرَ مُلْتَئِمٍ
يَا مَعْهَداً لِلِّوَى أَبْقَى بِمُهْجَتِهِ
مَعاهِداً لِلْبِلى والأَدْمُعِ السُّجُمِ
مَا ضَرَّ قَوْمَكَ لو رَدَّتْ حُكُومَتُهُ
عَدْلَ الْقَضَاءِ كَمَا قَدْ جَارَ في الحُكُمِ
كَمْ لِلنَّوى والهَوَى فِي القَلْبِ مِنْ طَلَلٍ
لَمْ تُبْلِهِ سَوْرَةُ الأَيامِ والْقِدَمِ
يَا نِعْمَةَ اللهِ دُومِي في بَنِي جُشَمٍ
بِمالِكِ المَلِكِ المَحْمودِ مِنْ جُشَمِ
وأَنتِ يا تَغْلِبُ الغَلْبَاءُ فافْتَخِرِي
فقَدْ حَلَلْتِ عَلَى الهامَاتِ والقِمَمِ
إِنَّ الأَمِيرَ ابْنَ طَوْقٍ مالِكاً شَرَفٌ
كَسَاكِهِ اللهُ بَيْنَ العُرْبِ والعَجَمِ
سَيْفٌ ، إِمَامُ الهُدَى ما هَزَّ قائِمَةُ
إِلاَّأَقامَ بهِ مَنْ كانَ لم يَقْمِ
كَمْ مِنْ عَزِيزٍ طَوَى كَشْحاً عَلَى رَغَمٍ
أَزَلَّ أَخْمَصَهُ عَنْ مَوْطِىء القَدَمِ
سَائِلْ بأَيَّامِهِ عنهُ الأْلَى اجْتَرَمُوا(37/323)
ماذا بِهِمْ صَنَعَتْ عَوَاقِبُ الجَرَمِ
لَمَّا طَغَوْا وبَغَوْا جَهْلاً عَبَا لَهُمْ
حَرْباً تُغِصُّهُمُ بالْبَارِدِ الشَّبِمِ
أَعْذَرْتَ بالسِّلْمِ حتى ظَنَّ جاهِلُهُنْ
أَنْ قَدْ لَهَوْتَ وقد أَغْضَيْتَ مِن ْصَمَمِ
حَتَّى إِذا ما الشِّقَاقُ المَحْضُ أَشْعَثَهُمْ
لَمَمْتَ بالسَّيْفِ مِنْهُمْ شَعْثَةَ اللِّمَمِ
جَرَّدْتَ فِيهِمْ حُسَاماً صَارِماً ذَكَراً
وعَزْمَةً كَشَبَاةِ الصَّارِمِ الخَذِمِ
سُدَّتْ وُجُوهُ فِجَاجِ الأَرْضِ دُونَهُمُ
حَتَّى كَأَنَّهُمُ فِي حَيْرَةِ الرَّدَمِ
باتُوا يَشُبُّونَ نارَ اٌلحَرْبِ بَيْنَهُمُ
فَأَصْبَحُوا بَيْنَ ظُفْرٍ لِلرَّدَى وفَمِ
شَفَيْتَ سُقْمَهُمُ لَمَّا لَقِتَهُمُ
بِسُقْمِ مَلْحَمَةٍ تَشْفِي مِنَ السَّقَمِ
أَرْسَلْتَ مِنْ عَارِضِ اٌلآجَالِ فَوْقَهُمُ
طَيْراً أَبَابِيلَ لَمْ تُنْسَبْ إِلى الرَّخَمِ
دَلَيْتَ دَلْوَ اٌلمَنَايَا فِي نُفُؤسِهُمُ
فَأَغْرَقَتْهَا إِلى اٌلأَكْرابِ واٌلْوَذَمِ
حَطَّمْتَ مَنْكبَهُمْ لَمَّا حَلَلْتَ بِهِمْ
بِمَنْكِبٍ مِنْكَ أَضْحَى غَيْرَ مُنْحَطِمِ
غادَرْتَهُمْ بَيْنَ مَجْرُوحٍ ومُقْتَسَرٍ
عَانٍ ومُطَّرَحٍ لَحْماً عَلَى وَضَمِ
أَسْرَى وجَرْحَى وقَتْلَى فِي دِيَارِهِمُ
كأَنَّما لَبِسُوا قُمْصاً مِن اٌلأَدَمِ
أَوْرَثْتَهُمْ نََدَماً عَنْ غِبِّ ما فَعَلُوا
إِنْ كُنْتَ أَبْقَيْتَ فِيهِمْ مَوْضِعَ النَّدَمِ
ظَلَّتْ خُيُولُكَ يَوْمَ الرَّوْعِ صَائِمَةً
لكِنَّ سَيْفَكَ يَوْمَ الرَّوْعِ لم يَصُمِ
سَحَّتْ سَحَابُ المَنَايَا فَوْقَ هَامِهِمُ
صَوْباً مِنَ المَوْتِ دَانِي الوَدْقِ والدِّيَمِ
وَقَائِعٌ وَسَمَتْ أَنْفَ الشِّقَاقِ وقَدْ
عاشَ الشِّقاقُ زَماناً غيرَ مُؤْتَسَمِ
كَأَنَّمَا كَانَ فِي عِرْنِينِهِ شَمَمٌ
فَعَادَ أَجْدَعَ بَعْدَ الطُّولِ والشَّمَمِ
مِنْ رَاحَتْيكَ أَبا كُلْثُومٍ انْبَجَسَتْ(37/324)
يَنَابعُ الجُودِ فِي الَّلأْوَاءِ والإِزَمِ
طَوْقٌ بَنَى لكَ بَيْتَ العِزِّ مُتَّصِلاً
مُطَاوِلَ السَّمْكِ والأَرْكَانِ والدِّعَمِ
مَا زَالَ يَأْثُرُ مُذْ أَلْقَى تَمَائِمَهُ
شَرَائعَ المَجْدِ عَنْ آبائِهِ القُدُمِ
نِيطَتْ حَمَائلُهُ مِنْهُ إِلى مَلِكٍ
بِحَبْلِ مُعْتَصِمٍ باللهِ مُعْتَصِمِ
لا يَسْتَرِيحُ مِنَ الأَلْفَاظِ مَنْطِقُهُ
إِلاَّ إِلى نَعَمٍ تَفْتَرُّ عَنْ نِعَمِ
حَامِي الذِّمَارِ ، عَزيزُ الْجَارِ ، ذُو كَرَمٍ
مَحْضُ الضَّرِيبَةِ ، مُوفِي العَهْدِ والذِّمَمِ
كَأَنَّمَا جَارُهُ مِنْ عِزِّ جَانِبِهِ
بَيْنَ السِّمَاكَيْنِ أَو في سَاحَةٍ الحَرَمِ
ومُعْتَفِيهِ مُحِلٌّ مِنْ صَنَائِعِهِ
لَكِنَّهُ مُحْرِمٌ مِنْ خَلَّةِ العَدَمِ
لَوْ أَنَّ في الدَّهْرِ مِنْهُ بَعْضَ شِيمتِهِ
لأَصْبَحَ الدَّهْرُ فِينَا طاهِرَ الشَّيَمِ
يَحْمِي حَرِيمَ العُلاَ والمَجْدِ كَاسِبُها
مَا لَمْ يَذُبَّ عَنِ الأَحْسَابِ والكَرَمِ
تَرَى بِعَزْمَتِهِ فِي كلِّ نَائِبَةٍ
بَدْراً يُضِيءُ ضِيَاءَ البَدْرِ في الظُّلَمِ
يَكَادُ عِنْدَ اعْتِزَامِ الأَمْرِ يَفْعَلُ ما
لَمْ يُرْعِفِ اللَّوْحُ مِنْهُ مَنْخِرَ القَلَمِ
لَمْ يُمْسِ إِلاَّ بِمَالٍ مِنْهُ مُقْتَسَمٍ
أَيْدِي سَبَا ، وبِعِرْضٍ غَيْرِ مُقْتَسَمِ
رَاضَ الزَّمَانَ ، وَرَاضَتْهُ نَوَائِبُهُ
فَمَا اسْتَكَانَ ، ولَمْ يُذْمَمْ ، ولم يُلَمِ
لَمْ يَلْقَ سَائلَهُ ، مُذْ كَانَ سَائِلُهُ ،
إِلاَّ بِوَجْهٍ أَغَرِّ الوَجْهِ مُبْتَسِمِ
أَبْقَى مَآثِرَ مَنْ مَجْدٍ وَمِنْ كَرَمٍ
عَفَّتْ مَآثِرَ مِنْ كَعْبٍ ومِنْ هَرِمِ
العصر العباسي >> البحتري >> لا أنت أعطيت الجزيل ولا حنت
لا أنت أعطيت الجزيل ولا حنت
رقم القصيدة : 3067
-----------------------------------
لا أَنْتَ أَعْطَيْتَ الجَزِيلَ ، ولا حَنَتْ
شاجِي عَلَيَّ ، ولا أَوَتْ لي رامِي(37/325)
كَانَ السِّرَارُ لِعارِمٍ فِي أَمْرِنا
رُؤْيَا قَصَصْنَاها عَلَى الغُرَّامِ
ومِنَ العَجَائِبِ أَعْيُنٌ مَفْتُوحةٌ
وعُقُولُهنَّ تَجُولُ فِي الأَحْلاَمِ
العصر العباسي >> البحتري >> لك بالباب حاجب
لك بالباب حاجب
رقم القصيدة : 3068
-----------------------------------
لَكَ بالْبَابِ حاجِبٌ
كَالِحُ الوَجْهِ سَاهِمُ
كُلَّما جِئْتُ زائراً
قالَ لي : أَنتَ نائمُ
فَمَتَى أَنتَ في مَنَامِكَ
بالإِذْنِ حَالِمُ ؟
العصر العباسي >> البحتري >> الآن أيقنت أن الرزق أقسام
الآن أيقنت أن الرزق أقسام
رقم القصيدة : 3069
-----------------------------------
الآنَ أَيْقَنْتُ أَنَّ الرِّزْقَ أَقسَامُ
لمَّا تَقلَّدَ أَمْرَ البُرْدِ حَجَّامُ
صَانَ القِوَارِيرَ خَوْفَ العَزْلِ في سَفَطٍ
فِيهِ مَشَارِطُ لا تُحْصى وأَجْلاَمُ
حَتَّى إِذا خَفَّ بالجُلاَّسِ مَجْلِسُهُ
ودَارَ فِيهِ لَهُمْ نَقْضٌ وإِبْرَامُ
نادَى بسَوْسَنَ أَنْ هَاتِ الأَدَاةَ فَمَا
قَلَّبْتُهَا لاِِّتصالِ الشُّغْلِ مُذْ عامُ
فجَاءَهُ بِتَقارِيضٍ ومَرْهَفةٍ
من المَوَاسِي لَهَا في الحَلْقِ إِحْكَامُ
مَصُونَةٍ فِي مَنَاديلٍ مُطَيَّرَةٍ
قد زَانَها حُسْنُ تَطْريزٍ وأَعْلاَمُ
فَعِنْدَ ذلك تُلْفِيهِ أَخَا جَدَلٍ
جَمٍّ يَطُوفُ عَلَيْهَا الكَأْسُ والجَامُ
وَيَكْلَفُ الْوَجْهُ مِنْهُ حِينَ يَفْقِدُها
كأَنَّهُ لارْبِدَادِ الوَجْهِ فَحَّامُ
كأَقْطَعِ الكَفِّ هَادٍ عِنْدَ رُؤْيَتِها
فَإِنْ نَأَتْ هاجَهُ ضُرٌّ وأَسْقَامُ
لو أَنَّ أَرْضاً بَكَتْ شَجْواً لحادِثةٍ
حَلَّتْ ، إِذاً لَبَكَتْ مِنْ أَجْلِهِ الشَّامُ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> قصيدة اعتذار لأبي تمام
قصيدة اعتذار لأبي تمام
رقم القصيدة : 307
-----------------------------------
1 -
أحبائي :
إذا جئنا لنحضر حفلة للزار ..
منها يضجر الضجر
إذا كانت طبول الشعر ، يا سادة
تفرقنا .. وتجمعنا(37/326)
وتعطينا حبوب النوم في فمنا
وتسطلنا .. وتكسرنا.
كما الأوراق في تشرين تنكسر
فإني سوف أعتذر ..
2 -
أحبائي :
إذا كنا سنرقص دون سيقان .. كعادتنا
ونخطب دون أسنان .. كعادتنا ..
ونؤمن دون إيمان .. كعادتنا ..
ونشنق كل من جاؤوا إلى القاعة
على حبل طويل من بلاغتنا
سأجمع كل أوراقي..
وأعتذر...
3 -
إذا كنا سنبقي أيها السادة
ليوم الدين .. مختلفين حول كتابة الهمزة ..
وحول قصيدة نسبت إلى عمرو بن كلثوم ..
إذا كنا سنقرأ مرة أخرى
قصائدنا التي كنا قرأناها ..
ونمضغ مرة أخرى
حروف النصب والجر .. التي كنا مضغناها
إذا كنا سنكذب مرة أخرى
ونخدع مرة أخرى الجماهير التي كنا خدعناها
ونرعد مرة أخرى ، ولا مطر ..
سأجمع كل أرواقي ..
وأعتذر..
4 -
إذا كان تلاقينا
لكي نتبادل الانخاب، أو نسكر ..
ونستلقي على تخت من الريحان والعنبر
إذا كنا نظن الشعر راقصة .. مع الأفراح تستأجر
وفي الميلاد ، والتأبين تستأجر
ونتلوه كما نتلو كلام الزير أو عنتر
إذا كانت هموم الشعر يا سادة
هي الترفيه عن معشوقة القيصر
ورشوة كل من في القصر من حرس .. ومن عسكر ..
إذا كنا سنسرق خطبة الحجاج : والحجاج .. والمنبر ..
ونذبح بعضنا بعضا لنعرف من بنا أشعر ..
فأكبر شاعر فينا هو الخنجر..
5 -
أبا تمام .. أين تكون .. أين حديثك العطر؟
وأين يد مغامرة تسافر في مجاهيل ، وتبتكر ..
أبا تمام ..
أرملة قصائدنا .. وأرملة كتابتنا ..
وأرملة هي الألفاظ والصور..
فلا ماء يسيل على دفاترنا..
ولا ريح تهب على مراكبنا
ولا شمس ولا قمر
أبا تمام، دار الشعر دورته
وثار اللفظ .. والقاموس..
ثار البدو والحضر ..
ومل البحر زرقته ..
ومل جذوعه الشجر
ونحن هنا ..
كأهل الكهف .. لا علم ولا خبر
فلا ثوارنا ثاروا ..
ولا شعراؤنا شعروا ..
أبا تمام : لا تقرأ قصائدنا ..
فكل قصورنا ورق ..
وكل دموعنا حجر ..
6 -
أبا تمام : إن الشعر في أعماقه سفر
وإبحار إلى الآتي .. وكشف ليس ينتظر(37/327)
ولكنا .. جعلنا منه شيئا يشبه الزفة
وإيقاعا نحاسيا، يدق كأنه القدر ..
7 -
أمير الحرف .. سامحنا
فقد خنا جميعا مهنة الحرف
وأرهقناه بالتشطير ، والتربيع ، والتخميس ، والوصف
أبا تمام .. إن النار تأكلنا
وما زلنا نجادل بعضنا بعضا ..
عن المصروف .. والممنوع من صرف ..
وجيش الغاصب المحتل ممنوع من الصرف!!
وما زلنا نطقطق عظيم أرجلنا
ونقعد في بيوت الله ننتظر ..
بأن يأتي الإمام على .. أو يأتي لنا عمر
ولن يأتوا .. ولن يأتوا
فلا أحدا بسيف سواه ينتصر ..
8 -
أبا تمام : إن الناس بالكلمات قد كفروا
وبالشعراء قد كفروا..
فقل لي أيها الشاعر
لماذا الشعر - حين يشيخ -
لا يستل سكينا .. وينتحر؟
العصر العباسي >> البحتري >> ما لي لا يرحمني من أرحمه
ما لي لا يرحمني من أرحمه
رقم القصيدة : 3070
-----------------------------------
مَا ليَ لا يَرْحَمُنِي مَنْ أَرحَمُهْ
يَظْلِمُ بالهِجْرانِ مَنْ لا يَظْلِمُهْ
يُخْطِىءُ سَهْمِي ، وتُصِبيبُ أَسْهُمُهْ
وَإِنَّما أَسْقَمَ قَلْبِي مُسْقِمُهْ
أَسْلَمَهُ لِلزَّعْفَرَانِ مُسْلِمُهْ
أَحْسَنُ مَنْ تَحْمِلُ نَعْلاً قَدَمُهْ
لكِنَّهُ يَصْرِمُ مَنْ لا يَصْرِمُهْ
يُهِينُهُ طَوْراً ، وطَوْراً يُكْرِمُهْ
وتَارَةً يَرْزُقُهُ ويَحْرِمُهْ
بَدْرٌ بَدَا فانْجَابَ عَاْهُ ظُلَمُهْ
وَإِنَّما لُؤْلُؤَةٌ تَبَسُّمُهْ
مَا غَرَّ دَهْراً رابَنِيِ تَغَشُّمُهْ
وكانَ لا يَهْدِمُني وأَهْدِمُهْ
أَيَّامَ لِي مُبْشَرُهُ ومُؤْدَمُهْ
أَيَّامَ رأسِي كالغُرابِ أَسْحَمُهْ
يُتيِّمُ الرِّيمَ ولا يُتَيِّمُهْ
ورُبَّما زَلَّتْ بِحُرٍّ قَدَمُهْ
والحُرُّ لا يأَخُذُ منهُ عَدَمُهْ
ولا يَزِيدُ فِي اللَّئيمِ دِرْهَمُهْ
ومَهْمَهٍ مِثْلِ الفَنِيقِ عَلَمُهْ
يصْدَحُ فِيهِ هامُهُ وبُوَمُهْ
وقد تَرَدَّى بالسَّرابِ أَكَمُهْ
يَلْطِمُنَا عِفْرِيتُهُ ونَلْطِمُهْ
واللَّيلُ غِرْبِيبُ القَمِيصِ أَدْهَمُهْ(37/328)
إِلى الإِمامِ لا تجُفُّ قُذُمُهْ
مِنْ عاجِلٍ أَو آجِلٍ يُقَدِّمُهْ
إِنَّ أَبا إِسحاقَ عَمَّتْ نِعَمُهْ
وجَعْجَعَتْ بالنَّاكِثِينَ نِقَمُهْ
خَلِيفَةٌ يَعْلَمُ ما لا نَعْلَمُهْ
نِيطَتْ بأَعْلَى النَّجْمِ قِدْماً هِمَمُهْ
وطابَ منهُ خِسمُهُ وشِيَمُهْ
لو كلَّمَ اللهُ إِماماً كَلِمُهْ
إِمامُ عَدْلٍ كُلُّ فَضْلٍ تَوْأَمُهْ
ثُمَّ حَكِيمٌ أَدَّبَتْنَا حِكَمُهْ
يُلْهَمُ ما كَانَ الرَّشيدُ يُلْهَمُهْ
قامَ بهِ الدِّينُ وقَامَتْ دُعُمُهْ
وصَالَحَ السِّمْعِ الأَزَلَّ غَنَمُهْ
يا ناصرَ الإِسلامِ أَنْتَ سَلَمُهْ
يُثْنِي عَلَيْكَ حِلُّهُ وحَرَمُهْ
ومِثْلَهُ حَطِيمُهُ وزَمْزَمُهْ
كم مِنْ عَدُوٍّ لَكَ مَطْلُولٍ دَمُهْ
يَرْعَى النُّجُومَ ، والنُّجُومُ تَرْجُمُهْ
أَنْتَ أَمِينُ اللهِ لا تُجَمْجمُهْ
وفي الحَدِيثِ والقَدِيمِ كَرَمُهْ
وخَيْرُ بُنْيانِ المُلُوكِ أَقْدَمُهْ
والشَّامِخُ البَاذِخُ مِنْهُ قَشْعَمُهْ
العصر العباسي >> البحتري >> حان أن تنصل العدات عن النجح
حان أن تنصل العدات عن النجح
رقم القصيدة : 3071
-----------------------------------
حَانَ أَن تَنْصُلَ العِدَاتُ عن النُّجْحِ
، وأَن يَقطَعَ الحَيَا الإِكْرَامُ
فَدَعِ المَطْلَ راشِداً فهو مَيْدَانٌ
تَرُوضُ فيهِ النُّفُوسُ اللِّئامُ
ما تَمَامُ الإِنْعَام قَوْلاً سِوَى الإِنـ
ـعامِ فِعْلاً ، ولِلأُمُورِ تَمَامُ
العصر العباسي >> البحتري >> بالله أقسم لو ملكت ألسنة
بالله أقسم لو ملكت ألسنة
رقم القصيدة : 3072
-----------------------------------
باللهِ أُقسِمُ لو مُلِّكْتُ أَلْسِنَةً
تَبُثُّ شُكْرَكَ من قَرْني إِلى قَدَمِي
لَمَا وَفَيْتُ لِمَا أَوْلَيْتَ مِنْ حَسَنٍ
ولا نَهَضتُ بِمَا حَمَّلتَ مِنْ نِعَمِ
أَبَا عَلِيٍّ لَقَدْ طَوَّقَتنِي مِنَناً
طَوْقَ الحَمَامَةِ لا يَبْلَى على القِدَمِ
يا زينَةَ الدِّينِ والدُّنيَا وما جَمَعَتْ(37/329)
والأَمْرِ والنَّهْيِ والقِرْطاسِ والقَلَمِ
إِنْ أَنْسَأَ اللهُ في عُمْرِي فَسَوْفَ تَرَى
مِنْ خِدْمَتَي لَكَ ما يُغنِي عَن الخَدَمِ
العصر العباسي >> البحتري >> هذا الربيع كأنما أنواره
هذا الربيع كأنما أنواره
رقم القصيدة : 3073
-----------------------------------
هذا الرَّبِيعُ كأَنَّمَا أَنوَارُهُ
أَوْلادُ فَارسَ في ثِيَابِ الرُّوم
وتَرَى الخِلافَ كشَارِبٍ مِنْ قَهْوَةِ
ثَمِلٍ إِلى شُرْبِ المُدَامَة ِيُومي
بَسَطَ البَسِيطَةَ سُندُساَ وتَبَرْقَعَتْ
قُلَلُ المِيَاهِ بلُؤْلُؤٍ مَنظُومِ
العصر العباسي >> البحتري >> ولقد جمعت فضائلا ما استجمعت
ولقد جمعت فضائلا ما استجمعت
رقم القصيدة : 3074
-----------------------------------
ولَقدْ جَمَعْتَ فَضَائِلاً مَا اسْتُجْمِعَتْ
يَفنَى الزَّمَانُ وذِكرُهَا لم يَهْرَمِ
مِنْ صِدْقِ قَوْلِكَ تَبْتَدِي ، وإِلى فِعَالِكَ
تَنتَهي ، وإِليْكَ أَجْمَعُ تَنْتَمِي
مِثلُ الكَلاَمِ تَفَرَّقَتْ أَنَواعُهُ
فِرَقاً وتَجْمَعُهَا حُرُوفُ المُعْجَمِ
العصر العباسي >> البحتري >> أنت الربيع الذي تحيا الأنام به
أنت الربيع الذي تحيا الأنام به
رقم القصيدة : 3075
-----------------------------------
أَنْتَ الرَّبيعُ الَّذي تَحْيَا الأَنَامُ به
كُلٌّ يَعِيشُ بفَضلِ مِنكَ مَقسُومِ
وما السَّحَابُ إِذا ما انحَازَ عن بَلَدٍ
وجَازَ مِيقَاتَهُ فيهِ بمَذمُومِ َ
إِنْ جُدْتَ فالجُودُ أَمْرٌ قد عُرِفْتَ بهِ
وإِنْ تَجافَيْتَ لم تُنْسَبْ إِلى اللُّومِ
العصر العباسي >> البحتري >> لي إلى الريح حاجة إن قضتها
لي إلى الريح حاجة إن قضتها
رقم القصيدة : 3076
-----------------------------------
لي إِلى الرَّيحِ حاجَةٌ إِن ْقَضَتْهَا
كُنْتُ لِلرِّيح ما بَقِيتُ غُلاَمَا
حَجَبُوهَا عَنْ الرِّياحِ لأَني
قُلتُ للرِّيح : بَلِّغِيهَا السَّلاَمَا(37/330)
العصر العباسي >> البحتري >> وبي فضلة أن أغتدي غير شاكر
وبي فضلة أن أغتدي غير شاكر
رقم القصيدة : 3077
-----------------------------------
وبِي فَضلَةٌ أَن أَغْتَدِي غَيْرَ شَاكِرٍ
لأَنْعُمِهِ أَو يَغتَدِي غَيْرَ مُنْعِمِ
وما أسْتَعْبَدَ الْحُرَّ الكَريمَ كَنِعْمَةٍ
يَنَالُ بِها عَفواً ولَمْ يَتَكَلَّمِ
سأُثنِي وإِنْ لم يَبْلُغِ الْقَوْلُ مُنعِماً
فإِنَّ لِسَانَ الْحالِ لَيْسَ بأَعْجَمِ
ولا أَنَّ شُكراً مَدُّ صَوْتٍ لِشَاكِرٍ
لأَسْمَعْتُ ما بَيْنَ الحَطِيم وزَمْزَمِ
العصر العباسي >> البحتري >> ما تقضى لبانة عند لبنى
ما تقضى لبانة عند لبنى
رقم القصيدة : 3078
-----------------------------------
ما تُقَضّى لُبَانَةٌ عِنْدَ لُبْنَى،
والمُعَنّى بالغَانِيَاتِ مُعَنّى
هَجَرَتْنا يَقظَى، وكادتْ، على عا
دَاتِهَا في الصّدودِ، تهجرُ وَسنَى
بَعدَ لأيٍ، وَقَد تَعَرّضَ مِنْهَا
طائفٌ طافَ بي على الرّكبِ وَهْنَا
تَتَثَنّى حاجاتُ نَفْسي اتّباعاً
لقَضِيبٍ، في بُرْدِهَا، يَتَثَنّى
قَدْكِ منّي، فما جوَى السّقمِ إلاّ
في ضُلوعٍ على جَوَى الحبّ تُحنى
لَوْ رَأتْ حادِثَ الخِضَابِ لأنّتْ،
وأرَنّتْ مِنِ احْمِرَارِ اليُرَنّا
خِلْتُ جَهْلاً أنّ الشّبَابَ، على طو
لِ اللّيَالِي، ذخيرَةٌ ليسَ تَفنَى
وأرَى الدّهْرَ مُدْنِياً ما تَنَاءَى
لِضِرَارٍ، وَمُبْعِداً ما تَدَنّى
كَلَفُ البِيضِ بالمُغَمِّرِ قَدْراً،
حينَ يَكْلَفْنَ، والمُصَغِّرِ سِنّا
يَتَشَاعَفْنَ بالغَرِيرِ المُسَمّى
من فَتَاءٍ، دونَ الجَليلِ، المكنّى
مُغْرَمٌ بالمُدامِ، أُتْرِعُ كاساً
ساطِعاً ضَوْءُها، وأَنْزِفُ دَنّا
حَيثُ لا أرْهَبُ الزّمَانَ وَلاَ أُلْ
ـقي إلى العاذِلِ المُكَثِّرِ أُذْنَا
يَزْعُمُ البِرَّ في التّشَدّدِ والأسْـ
ـمَحُ أَحْجَى لأَِنْ يُبَرّ وَيُدْنَى
يَخْتَشِي زَلّةَ الخِطَارِ، وأرْجُو
عَوْدَةً مِنْ عوَائِدِ الله تُمْنَى(37/331)
لمْ تَلُمْني أنّي سَمَحتُ، ولكنْ
لُمْتَ أنّي أحْسَنْتُ بالله ظَنّا
إنْ تُعَنِّفْ عَلى السَّمْاحِ فَلاَ تَعْـ
ـدُ عَلِيّاً مُسَيَّراً، أوْ مُبِنّا
هُوَ أجْنَى بِمَا يُنَوَّلُ مِنْ أنْ
يَتعَدّى لاحِيهِ، أوْ يَتَجَنّى
يَهَبُ النّائِلَ المُثَنّى وَلاَ يَسْـ
ـتأنِفُ الكَيدَ في العدوّ المُثَنّى
عَمَّ مَعْرُوفُهُ فألْحَقَ فِينَا
بعُمومِ المَعْرُوفِ مَنْ لَيسَ مِنّا
عَبّدَتْهُ الحُقُوقُ والحُرُّ مَنْ أصْـ
ـبَحَ عَبداً في طاعَةِ الجُودِ قِنّا
وَتأبّى مِنْ أنْ يُقَالَ كَرِيمٌ
لِسوَاهُ، إلاّ شَحَاحاً وَضِنّا
عَزَماتٌ، إذا قَسَطْنَ على الدّهـ
ـرِ رَآهُ، أوْ عَدّهُ، الدّهْرُ قِرْنَا
يَتَأنّى بُغَى التّعَجّلِ، والأعْـ
ـجَلُ في بَعْضِ شأْنِهِ مَنْ تَأنّى
مُدْرِكٌ بالظّنُونِ ما طَلَبُوهُ
بِفُنُونِ الأخْبَارِ فَنّاً، فَفَنّا
لا تُرِدْ عِنْدَ مَنْ تَخَيّرَ رأياً،
واطْلُبِ الرّأيَ عندَ مَنْ يَتَظَنّى
وَدّ قَوْمٌ لَوْ ساجَلُوهُ، وَلَوْ سُو
جِلَ قَدْ خَابَ جاهِلٌ، وَتَعَنّى
مِن تَمَنّي الحصِيفِ، عندَ التَمَنّي،
أنْ يكونَ الخِيَارُ فيمَا تَمَنّى
رَدّ ملْكَ العِرَاقِ عَفْوَاً إلَيْهَا،
فَرَسَا في رِبَاعِهَا، واطْمَأنّا
كم مُعَزًّى عَنهُ، وَقد سارَ عنها،
عَادَ في عَوْدِهِ إلَيْهِ مُهَنّا
يُرْذَلُ البَحرُ في بُحُورِ بَني الفَـ
ـيّاضِ إذْ جِشْنَ بالنّوَالِ، ففِضْنَا
وَاسِطُوا سُؤدَدٍ، فلَيسَ يُنَادَوْ
نَ إلى المَجْدِ مِنْ هُنَاكَ وَهُنّا
نَزَلْوا رَبْوَةَ العِرَاقِ ارْتِيَاداً،
أيُّ أرْضٍ أشَفُّ ذِكْراً، وأسنَى
بَينَ دَيْرِ العَاقُولِ مُرْتَبَعٌ يُشْـ
ـرِفُ مُحْتَلُّهُ إلى دَيْرِ قُنَّى
حَيثُ باتَ الزّيتونُ من فَوْقِهِ النّخْـ
ـلُ، عَلَيهِ وُرْقُ الحَمامِ تَغَنّى
ما المَساعي، إلاّ المَكَارِمُ تُرْتَا
دُ، وإلاّ مَصَانِعُ المَجدِ تُبْنَى
والكَرِيمُ النّامي لأصْلٍ كَرِيمٍ(37/332)
حَسنٌ في العُيُونِ، يَزْدادُ حُسْنا
العصر العباسي >> البحتري >> بالله يا ربع لما ازددت تبيانا
بالله يا ربع لما ازددت تبيانا
رقم القصيدة : 3079
-----------------------------------
بِاللهِ يَا رَبْعُ لَمَّا ازْدَدْتَ تِبْيَانا
وقُلْتُ في الحَيِّ لَمَّابَانَ لِمْ بَانَا
لَيْلٌ بِذِي الطَّلْحِ لَمْ تَثْقُلْ أَوَاخِرُهُ
أَهْوَى لِقَلْبِيَ مِنْ لَيْلٍ بُعُسْفَانَا
أَكَانَ بِدْعاً من الأَيَّامِ لَوْ رَجَعَتْ
عَيْشِي بِبُرْقَةِ أَحْوَاجٍ كَمَا كَانَا
إِذْ لا هَوًى كَهَوَانا يُسْتَدامُ بهِ
عَهْدُ السُّرُورِ ، ولا دُنْيَا كَدُنْيَانَا
أُرَدُّ دُونَك يَقْظاناً ويأْذَنُ لي
عَلَيْكِ سُكْرُ الكَرَى إِنْ جِئْتُ وَسْنَانَا
كَأَنَّما اسْتَأْثَرَتْ بالوَصْلِ تَمْلِكُهُ
أَو سَايَرَتْ حارِساً باللَّيْلِ يَغْشَانا
يَذُوبُ أَطْوَعُنا في الحُبِّ مِنْ كَمَدٍ
بَرْحٍ ، و يَسْلَمُ مِنْ بَلْوَاهُ أَعْصَانَا
أَخَّرْتِ ظَالِمَةً حَقَّ المَشُوقِ ، وما
عايَنْتِ مِنْ حُرَقِ الشَّوْقِ الَّذي عَانَى
يَوَدُّ في أَهْلِ وَدَّانَ الدُّنُوَّ ، وهَلْ
يُدْنِي هَوًى وُدُّهُ في أَهْلِ وَدَّانَا
عَجْزٌ مِنَ الدَّهْرِلا يأَْتِي بِعَافَةٍ
إِلاَّ تَلَبَّثَ دُونَ الأَتْيِ واسْتَانَىِ
قد آنَ أَنْ يُوصَلَ الحَبْلُ الَّذي صَرَمُوا
لو آنَ أَنْ يُفْعَلَ الشَّيْءُ الَّذِي حَانَا
شَهْرَانِ لِلْوَعْدِ ، كَانَ القَوْلُ فِيْهِ غَداً
ومَا أَلمَّتُ بنُجْحٍ أُخْتُ شَهْرَانَا
شَعْبَانُ مُسْتَوْسِقٌ قُدَّامَهُ رَجَبٌ
لم يَتَّفِقُ باجْتِمَاعِ الشَّمْلِ شَعْبَانَا
مَهْمَا تَعَجَّبْتَ مِنْ شَيْءٍ فَلَسْتَ تَرَى
شَرْوَى اللَّيَالِي إِذَا أَكْدَتْ وشَرْوَانَا
والرِّزْقُ لي دُونَ مَنْ قد باتَ وَهْوَ لهُ
لَوْ أَنَّ أَزْكَاهُ مَقْسُومٌ لأََِذْكَانَا
وَلَيْسَ أَنْضَرَ ما اسْتَعْرَضْتَهُ وَرَقاً
بِأَصْلَبِ الشَّجَرِ الْمَعْجُومِ عِيدَانَا(37/333)
وَجَدْتُ أَكْثَرَ مَنْ يُخْشَى السَّوَادُ لَهُ
أَقَلَّهُمْ فِي رِبَاعِ المَجْدِ بُنْيَانَا
أَكانَ خَطْرَفَةً عَمْداً صُدُودُهُمُ
عَنِ المَكَارِمِ أَو وهْماً ونسْيَانَا
أَبَعْدَ ما أَعْلَقَ الأَقْوَامُ مِيْسَمَهُمْ
بِصَفْحَتِي ، وقَتَلْتُ الأَرْضَ عِرْفانَا
يَرْجُو البَخِيلُ اغْتِرَارِي أَو مُخَادَعَتي
حَتَّى أَسُوقَ إِلَيْهِ المَدْحَ مَجَّانَا ؟
لأَكْسُوَنَّ بَنِي الفَيَّاضِ مِنْ مِدَحِي
ما باتَ مِنْهُ لَئِيمُ النَّاسِ عُرْيانا
تَسْمُو إِلى حِلَلِ العَلْياءِ أَنْفُسُهُمْ
كَأَنَّ أَنْفُسَهُمْ يَطْلُبْنَ أَوْطَانَا
لمِ يَنْكِلُوا عَنْ فِعَالِ الخَيْرِ أَجْمَعَهُ
إِنْ لَمْ يُصِيبُوا عَلَى الخَيْرَاتِ أَعْوَانا
إِنْ أُرْبِحَتْ فِي ابْتِغَاءِ المَجْدِ صَفْقَتُهُمْ
لم يَحْسِبُوا غَبَنَاتِ المَجْدِ خُسْرَانَا
مُشَيَّعُونَ عَلَى الأَعْدَاءِ لم يَهِنٌوا
عن حَلْبَةِ الشَّرِّ ىأَنْ يَلْقَوْهُ وُحْدَانَا
ما يَبْرَحُ الشِّعْرُ يَلْقَى مِن أَبِي حَسَنٍ
خَلاَئِقاً شَغَلَتْ قُطْرَيْهِ إِحْسَانَا
تَتَبَّعَ الشَّمْسَ يَسْتَقْري تَصَوُّبَها
حَتَّى قَضَى الْغَرْبَ تَوْهِيناً وإِثْخَانَا
لَوْلا تَأَتِّيهِ لِلدُّنْيَا ونَبْوتِهَا
مَا لاَنَ مِنْ جانِبِ العَيْشِ الَّذي لاَنَا
قَدْ كاثَرَتْ نُوَبَ الأَيَّامِ أَنْعُمُهُ
حَتَّى أَبْذَّتْ صُرُوفَ الدَّهْرِ أَقْرَانَا
وَاقِعْ بِهِ الغَمْرَةَ المَغْرُورَ خائِضُها
ولا تُكَلِّفْهُ فيها حَيْنَ مَنْ حَانَا
قَارضْهُ ما شِئْتَ يُثْمِنْكَ الوَفَاءَ بهِ ،
واحْذَرْهُ يَنْشُدُ أَوْتَاراً وأَضْغَانَا
فَظُّ الخِلاَلِ ، عَسِيرُ الأَخْذِ ، أَشْامُهُ
إِذا تَنَمَّرَ دُونَ العَفْوِ غَضْبَانَا
رعَى الأَمَانَةَ للسُّلْطَانِ يُوضِحُها
حَتَّى تَبَيَّنَ عَنْهَا خَوْنُ من خَانَا
وما يَزَالُ غَرِيبٌ مِنْ كِفَايَتِهِ
فَذٌّ يَعُودُ عَلَى العُمَّالِ مِيزَانَا(37/334)
لِلشَّيْءِ وَقْتٌ وإِبَّانٌ ، ولَسْتَ تَنِيٍ
تَلْقَى لمَعْرُوفِهِ وَقْتاً وإِبَّانَا
إِذا جَعَلْنَا سَنَا إِشْرَاقِهِ عَلَماً
إِلى مَصَابِ نَدَى كَفَّيْهِ أَدَّانَا
إِذا أَتَيْنَاهُ والأََنْبَارُ عُمْدَتُنا
جِئْنَاهُ رَجْلاً ، وأُبْنَا عَنْهُ رُكْبَانَا
ما أَقْشَعَتْ سَمَوَاتٌ مِنْ نَوَافِلِهِ
إِلاَّ وأَسْخَطُنَا للدَّهْرِ أَرْضَانَا
عَوَائِدٌ وبَوَادٍ مِن مَوَاهِبِهِ
يَرُوحُ أَبْعَدُنا مِنْهَا كأَدْنَانَا
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> من مفكرة عاشق دمشقي
من مفكرة عاشق دمشقي
رقم القصيدة : 308
-----------------------------------
فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهرِ الهدبا
فيا دمشقُ... لماذا نبدأ العتبا؟
حبيبتي أنتِ... فاستلقي كأغنيةٍ
على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من امرأةٍ
أحببتُ بعدك..ِ إلا خلتُها كذبا
يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها
فمسّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا
وأرجعيني إلى أسوارِ مدرستي
وأرجعيني الحبرَ والطبشورَ والكتبا
تلكَ الزواريبُ كم كنزٍ طمرتُ بها
وكم تركتُ عليها ذكرياتِ صبا
وكم رسمتُ على جدرانِها صوراً
وكم كسرتُ على أدراجها لُعبا
أتيتُ من رحمِ الأحزانِ... يا وطني
أقبّلُ الأرضَ والأبوابَ والشُّهبا
حبّي هنا.. وحبيباتي ولدنَ هنا
فمن يعيدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا؟
أنا قبيلةُ عشّاقٍ بكاملها
ومن دموعي سقيتُ البحرَ والسّحُبا
فكلُّ صفصافةٍ حّولتُها امرأةً
و كلُّ مئذنةٍ رصّعتُها ذهبا
هذي البساتينُ كانت بينَ أمتعتي
لما ارتحلتُ عن الفيحاءِ مغتربا
فلا قميصَ من القمصانِ ألبسهُ
إلا وجدتُ على خيطانهِ عنبا
كم مبحرٍ.. وهمومُ البرِّ تسكنهُ
وهاربٍ من قضاءِ الحبِّ ما هربا
يا شامُ، أينَ هما عينا معاويةٍ
وأينَ من زحموا بالمنكبِ الشُّهبا
فلا خيولُ بني حمدانَ راقصةٌ
زُهواً... ولا المتنبّي مالئٌ حَلبا
وقبرُ خالدَ في حمصٍ نلامسهُ
فيرجفُ القبرُ من زوّارهِ غضبا(37/335)
يا رُبَّ حيٍّ.. رخامُ القبرِ مسكنهُ
ورُبَّ ميّتٍ.. على أقدامهِ انتصبا
يا ابنَ الوليدِ.. ألا سيفٌ تؤجّرهُ؟
فكلُّ أسيافنا قد أصبحت خشبا
دمشقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي
أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟
أدمت سياطُ حزيرانَ ظهورهم
فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا
وطالعوا كتبَ التاريخِ.. واقتنعوا
متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا؟
سقوا فلسطينَ أحلاماً ملوّنةً
وأطعموها سخيفَ القولِ والخطبا
وخلّفوا القدسَ فوقَ الوحلِ عاريةً
تبيحُ عزّةَ نهديها لمن رغِبا..
هل من فلسطينَ مكتوبٌ يطمئنني
عمّن كتبتُ إليهِ.. وهوَ ما كتبا؟
وعن بساتينَ ليمونٍ، وعن حلمٍ
يزدادُ عنّي ابتعاداً.. كلّما اقتربا
أيا فلسطينُ.. من يهديكِ زنبقةً؟
ومن يعيدُ لكِ البيتَ الذي خربا؟
شردتِ فوقَ رصيفِ الدمعِ باحثةً
عن الحنانِ، ولكن ما وجدتِ أبا..
تلفّتي... تجدينا في مَباذلنا..
من يعبدُ الجنسَ، أو من يعبدُ الذهبا
فواحدٌ أعمتِ النُعمى بصيرتَهُ
فانحنى وأعطى الغواني كلُّ ما كسبا
وواحدٌ ببحارِ النفطِ مغتسلٌ
قد ضاقَ بالخيشِ ثوباً فارتدى القصبا
وواحدٌ نرجسيٌّ في سريرتهِ
وواحدٌ من دمِ الأحرارِ قد شربا
إن كانَ من ذبحوا التاريخَ هم نسبي
على العصورِ.. فإنّي أرفضُ النسبا
يا شامُ، يا شامُ، ما في جعبتي طربٌ
أستغفرُ الشعرَ أن يستجديَ الطربا
ماذا سأقرأُ من شعري ومن أدبي؟
حوافرُ الخيلِ داست عندنا الأدبا
وحاصرتنا.. وآذتنا.. فلا قلمٌ
قالَ الحقيقةَ إلا اغتيلَ أو صُلبا
يا من يعاتبُ مذبوحاً على دمهِ
ونزفِ شريانهِ، ما أسهلَ العتبا
من جرّبَ الكيَّ لا ينسى مواجعهُ
ومن رأى السمَّ لا يشقى كمن شربا
حبلُ الفجيعةِ ملتفٌّ على عنقي
من ذا يعاتبُ مشنوقاً إذا اضطربا؟
الشعرُ ليسَ حماماتٍ نطيّرها
نحوَ السماءِ، ولا ناياً.. وريحَ صَبا
لكنّهُ غضبٌ طالت أظافرهُ
ما أجبنَ الشعرَ إن لم يركبِ الغضبا
العصر العباسي >> البحتري >> قلما لا تتصباني الدمن
قلما لا تتصباني الدمن(37/336)
رقم القصيدة : 3080
-----------------------------------
قَلّمَا لا تَتَصَبّاني الدّمَنْ،
وَتُعَنّيني بذِكْرَى مِنْ شَجَنْ
وَاجِداً غَايَةَ صَدْرٍ مِنْ جَوًى؛
ناشِداً بُلغَةَ عَيْنٍ مِنْ وَسَنْ
وَالغَوَاني يَتَورَّدْنَ بِنَا
قُحُمَ الهُلْكِ وَإنْ هِمْنَا بهِنّ
كُلّما أوْمَضَ بَرْقٌ، أوْ سرَى
نَسْمُ رِيحٍ، أوْ ثَنَى عِطفاً فَنَنْ
كَلّفَتْني أرْيَحِيّاتُ الصّبَا
طَلَقاً في السَّوْقِ ، مُمتَدَّ السَّنَنْ
نَقَلَتْني في هَوًى بَعدَ هوًى،
وَابتَغَتْ لي سَكَناً بَعدَ سَكَنْ
غَبْرَ حُبٍّ لسُلَيْمَى، لمْ يَزِدْ
فيهِ إسْعافٌ، وَلم يَنقُصْهُ ضَنّ
ثَبَتَتْ، تَحْتَ الحَشا، آخيّةٌ
مِنْهُ لا ينْزَِعُها المُهرُ الأرِنْ
أتَوَخّى سَترَ حُبٍّ لَمْ يَزَلْ
ظاهرَ الوَجْدِ بهِ، حتّى عَلَنْ
وَالذي غَمّ عَلى النّاسِ، فَلَمْ
يَعلَمُوا ما هوَ، شيءٌ لم يَكُنْ
وَلَقَدْ بايَعْتُ بالشّيْبِ، فَمَا
قِيضَ لي طَيّبُ نَفْسٍ بغَبَنْ
وَمِنَ الأعْلاقِ تَاوٍ قَدْرُهُ،
عاجِزُ القيمَةِ عَن كلّ ثَمَنْ
رُفِعَتْ قَرْيَةُ حَسّانٍ لَنَا،
وَسِوَاهَا عِنْدَهُ المَرْأى الحَسنْ
فَكَأنّا، حِينَ صَلّيْنَا إلى
قُبّةِ الحجّاجِ، عُبّادُ وَثَنْ
أمِقُ الكُوفَةَ أرْضاً، وَأرَى
نَجَفَ الحِيرَةِ أرْضَاهَا وَطَنْ
حِلَلُ الطّائيّ أوْلى حِلَلٍ،
بِمَقَامِ الدّهْرِ، للثّاوِي المُبِنّ
حَيثُ لا يُستَبطأُ الحَظُّ، وَلا
يُتَخَشّى غَوْلَهُ صَرْفُ الزّمَنْ
حَائِزٌ مُلْكَ العِرَاقَينِ، إلى
ما حوَى الشِّحْرَ، فأسيافِ عَدَنْ
تَتَظنَّاهُ عَلَى البُعْدِ فَلاَ
تَمْلِكُ الهَيْبَةَ أَقْوَالُ اليَمَنْ
تُوْجِفُ الأذْوَاءُ مِنْ طاعَتِهِ،
مِنْ حَوَالٍ أوْ رُعَينٍ أوْ يَزَنْ
يََسْألُ الأقْوَامَ عَنْ رُوّادِهِمْ،
عِندَ أبوَابِ مُرَجًّى ذي مِنَنْ
عُصَبٌ، إن يحتجبْ لا يَسخَطوا،
وَتَفيضُ الأرْضُ خَيراً إنْ أذِنْ
صَرّحَتْ أخْلاقُهُ عَنْ شِيمَةٍ،(37/337)
يَهَبُ السّؤدَدُ فيها ما اختَزَنْ
لمْ تَحُزْها صِفَةُ المُطرِي، وَلا
مُنيَةُ الرّاغبِ، لوْ قيلَ: تَمَنّ
لَوْ تَرَقّبْتَ لتَلْقَى مِثْلَهُ،
كُنتَ كالرّاقبِ وَقتاً لمْ يَحِنْ
ضَمِنَ البِشْرَ، فلَمْ يَلطُطْ بهِ،
كَزَعيمِ الدَّينِ أدّى ما ضَمِنْ
ما انتَهَى الأعداءُ حَتّى نَاقَلَتْ
حُصُنُ الخَيلِ بأبْنَاءِ الحُصُنْ
كُلّمَا احْمَرّ لَهَا البأسُ ثَنَتْ،
وَهْيَ مِمّا وَطِئَتْ حُمرُ الثُّنَنْ
سَكَنَتْ مِنْ شَغْبِ بَغدادٍ، وَقدْ
كانَ جَيّاشَ النّوَاحي، فسَكَنْ
وَعَلى دارَاتِ خَفّانٍ، وَقَدْ
أخْلَفَ الهَيصَمُ ما كانَ يُظَنّ
شاهِرَاتٌ، خَلْفَهُ، مأثُورَةً
مِنْ سُيُوفٍ لا تَقي مِنها الجُنَنْ
تَرَكَ الرّيفَ، وَعَلّى يَبْتَغي
في أبَانَينِ، عِيَاذاً، وَقَطَنْ
يَحْسِبُ الأرْطَي زُها الخيْلِ، وَمَنْ
تَنْهَسُ الحَيَّةُ يُفْزِعْهُ الرَّسَنْ
وَلَوِ استَأنَفَ رُشْداً، لاطّبَى
عطْفََ مَنّانٍ، إذا استُعطِفَ مَنّ
بيَمينَينِ تُفيدانِ الغِنَى،
وَالأيادي البِيضُ للأيدي اليُمُنْ
أينَ مَا استَنزَلَهُ الأقْوَامُ عَنْ
وَفْرِهِ بالقَوْلِ، ألفَوْهُ أَذِنْ
تَتَأيَّا بَغَتَاتُ الجُودِ مِنْ
رَادِفِ النّعمَى، متى يَبدأ يُثَنّ
أيُّ يَوْمٍ، بَعدَ يَوْمٍ، لمْ يَعُدْ
حَسَناً مِنْ فِعلِهِ، بَعدَ حَسنْ
العصر العباسي >> البحتري >> كم من وقوف على الأطلال والدمن
كم من وقوف على الأطلال والدمن
رقم القصيدة : 3081
-----------------------------------
كَمْ من وُقُوفٍ على الأطلال وَالدِّمَنِ،
لم يَشفِ، من بُرَحاءِ الشّوْقِ، ذا شجنِ
بَعضَ المَلامَةِ، إنّ الحُبّ مَغلَبَةٌ
للصْبرِ، مَجْلَبَةٌ للبَثّ وَالحَزَنِ
وَما يُرِيبُكَ مِنْ إلْفٍ يَصُبُّ إلى
إلفٍ، وَمِنْ سَكَنٍ يَصْبُو إلى شَكَنِ
عَينٌ مُسَهَّدَةُ الأجْفَانِ، أرّقَهَا
نَأىُ الحَبيبِ، وَقلبٌ نَاحِلُ البدَنِ
أسقَى الغَمَامُ بلادَ الغَوْرِ مِنْ بَلَدٍ(37/338)
هاجَ الهَوَى، وَزَمانَ الغَوْرِ من زَمَنِ
إنّي وَجَدتُ بني الجرّاحِ أهلَ ندًى
غَمرٍ، وَأهلَ تُقًى في السّرّ وَالعلَنِ
قَوْمٌ أشَادَ بِعَلْيَاهُمْ، وَوَرّثَهُمْ
كسرَى بنُ هُرْمُزَ مَجْداً وَاضِحَ السَّنَنِ
تَسمُو بَواذِخُ ما يَبْنونَ مِن شَرَفٍ،
كما سما الهَضْبُ من ثَهلانَ أوْ حَضَنِ
وَلَيسَ يَنفَكُّ يُشرَى في دِيارِهِمِ،
وَافي المَحَامِدِ بالوَافي مِنَ الثّمَنِ
ألْفَاعِلُونَ، إذا لُذْنَا بِظِلّهِمِ،
ما يَفعَلُ الغَيثُ في شُؤبوبِهِ الهَتِنِ
لله أنْتُمْ، فأنْتُمْ أهْلُ مَأثُرَةٍ
في المجدِ، مَعرُوفةِ الأعلامِ وَالسَّنَنِ
فَهَلْ لكُمْ في يَدٍ يُنْمَى الثّنَاءُ بها،
وَنِعْمَةٍ ذِكْرُها بَاقٍ عَلى الزّمَنِ
إنْ جِئتُموها، فلَيستْ بكرَ أنعُمكُم،
وَلا بَديءَ أيَاديكُمْ إلى اليَمَنِ
أَيَّامَ جَلَّى أنُو شِرْوَانُ جَدُّْكَُمُ
غَيَابَةَ الذُّلِّ عن، سَيفِ بنِ ذي يَزَنِ
إذْ لا تَزَالُ لَهُ خَيْلٌ مُدافِعَةٌ
بالطّعْنِ وَالضّرْبِ من صَنعاءَ أوْ عدَنِ
أنتُمْ بَنو المُنعِمِ المُجدي، وَنحنُ بنو
مَنْ فَاذَ منكُمْ بعِظمِ الطَّوْلِ وَالمِنَنِ
وَقَدْ وَثِقتُ بِآمَالي التي سَلَفَتْ،
وَحُسنِ ظَنّيَ في الحاجاتِ بالحَسَنِ
ببارِعِ الفَضْلِ، يأوِي مِنْ شَهامَتِهِ
إلى عَزَائِمَ، لم تَضْعُفْ وَلمْ تَهِنِ
مَا إنْ نَزَالُ إلى وَصْفٍ لأنْعُمِهِ
فينا، وَشُكْرٍ لِمَا أوْلاهُ مُرْتَهَنِ
العصر العباسي >> البحتري >> هم ألى رائحون أو غادونا
هم ألى رائحون أو غادونا
رقم القصيدة : 3082
-----------------------------------
هُمُ أُلَى رائِحُونَ، أو غَادُونَا
عن فرَاقٍ، تُُمسُونَ، أوْ مُصْبِحُونَا
فَعَلى العِيسِ في البُرَى تَتَبارَى
عَبرَةٌ أمْ عَلى المَهَا في البُرِينا
ما أرَى البَينَ مُخلِياً، مِنْ وَداعٍ،
أنْفُسَ العاشقينَ، حتّى تَبِينَا
مِنْ وَرَاءِ السُّجُوف-ِ كُثبانُ رَمْلٍ،
تَتَثَنّى أفْنَانُهُنّ فُنُونَا(37/339)
وَبِوِدّ القُلُوبِ، يَوْمَ استَقَلّتْ
ظُعُنُ الحَيّ، لَوْ تكونُ عُيُونا
مَنزِلٌ هَاجَ لِي الصّبَابَةَ، والشَّـ
ــيْبُ قَرِيني فيهِ، فَسَاءَ قَرِينَا
يَوْمَ كانَ المُقَامُ في الدّارِ شَكّاً
يَبعَثُ الحُزْنَ، والرّحِيلُ يَقينَا
إنّ تِلكَ الطّلُولَ مِنْ وَهَبينَا
أحزَنَتْ خَالِياً، وَزَادَتْ حَزِينَا
فاترُكَاني، فَما أُطيعُ عَذُولاً،
واخذُلاني، فَما أُرِيدُ مُعِينا
شَرَفاً، يا رَبيعَةُ بنُ نِزَارٍ،
خَصّ قَوْماً، وَعَمَّكُمْ أجمَعِينَا
غَدَرَ النّاسُ أوّلاً وأخِيراً،
وَكَرْمْتُمُ، فَكُنْتُمْ الوَافِينَا
ما نَقَضْتُمْ عَهداً، وَلاَ خُنْتُمْ غَيْـ
ـباً، وَحَاشَا لمَجدِكُمْ أن يَخُونَا
نحنُ في خِلّةِ الصّفَاءِ، وأنتُمْ
كاليَدَينِ اصْطَفَتْ شِمَالٌ يَمِينا
ضَمّنَا الحِلْفُ، فاتّصَلْنَا دِياراً
في المَقَامَاتِ، والتَفَفْنَا غُصُونَا
لمْ تُقَلَّبْ قُلُوبُنَا يَومَ هَيْجَا
ءَ، وَلَيْستْ أيدي سَبَا أيْدِينَا
وأبيكُمْ لَقَدْ نَهَضْتُمْ عَبَاديـ
ـدَ بِنُعْمَى مُحَمّدٍ، وَثُبِينَا
وَلَئِنْ أحْسَنَ ابنُ يُوسُفَ لله
يَرَاكُمْ، في حُبِّهِ، مُحسِنِينَا
قَد شَكَرْتُمْ نُعماهُ بالأمسِ حتّى
لعُدِدْتُمْ، بشُكْرِهِ، مُنعِمِينَا
وإذا ما مَوَاهبُ العُرْفِ لمْ تُقْـ
ـضَ بِحُرّ الثّنَاءِ، كانتْ دُيُونَا
وأحَقُّ الإحسانِ أنْ يُصرَفَ الحَمْـ
ـدُ إلَيهِ، مَالَمْ يكُنْ مَمْنُونَا
وأمّا لَوْ يَشاءُ يَوْمُ ابنِ عَمْرٍو
لأبَادَ العَمْرَينِ، والزّيْدِينَا
سَارَ يَستَرْشِدُ النّجُومَ إلَيِهِمْ،
في سَوَادِ الظّلماءِ، حتّى طُفينا
مَارِقاً منْ جَوَانِحَ اللّيلِ يَبغي
عُصْبَةً، من حُماتهم، مَارِقِينَا
أذْكَرَتْهُمْ سِيمَاهُ سيما عَليٍّ،
إذْ غَدا أصْلَعاً عَلَيْهِمْ بَطِينَا
آثَرَ العَفْوَ عَالِماً أنّ لله
تَعَالَى عَفْواً عَنِ العَافِينَا
زِدْهُمُ، يا أبَا سَعيدٍ، فَما السُّؤْ
دُدُ إلاّ زِيَادَةُ الشّاكِرِينَا(37/340)
تِلْكَ ساعَاتَهُمْ مَعَ ابنِ حَمِيدٍ
طَالَ مِقْدَارُها، فعُدّتْ سِنِينا
عَاقَرُوا المَوْتَ في جِفَافي ِ رِكَابَيْـ
ـهِ، وَقد نازَلُوا الأُلوفَ مِئِينَا
يَرْجُفُ الحِلفُ في صُدُورِ قَنَاهُمْ،
وَتَحِنُّ الأرْحَامُ فيهِمْ حَنِينا
أو َلَمْ تُنْبِهِمْ، بساحَةِ سِنجا
رَ، إلى آمِدٍ، إلى مَاردِينَا
ألْسُنٌ تَنشُرُ الثَنَاءَ، وأكْبَا
دٌ تَثَنّى عَلَيْكَ عَطْفاً، وَلينَا
بَلْ مَتَى العَقْدُ مِنْ لِوَائكَ والرَّقَّةُ
مَعْقُودَةٌ بِقِنَّسْرِينَا
نِعمةٌ، إنْ يَجُدْ بهَا الله يَوْماً،
لا يَجِدْنا لشُكْرِها مُقْرَنِينا
إنْ تَسَلْنَا تُخْبَرْ بخَيرِ أُنَاسٍ،
غَابَ عَنهُمْ مَحمودُ عَدلكَ حينَا
قد ذَمَمْنا مِنْ دَهرِنا ما حَمِدنا،
وَسَخِطْنا مِنْ عَيشِنَا ما رَضِينا
تَكرَهُ العاجزَ الضّعيفَ، إذا جَا
ءَ، وكنتَ القَوِيَّ فينا الأمِينا
ثَبّتَ الله وَطْأةً لكَ، أمْسَتْ
جَبَلاً رَاسِياً على المُشرِكِينا
رُبّما وَقْعَةٌ شَمَلْتَ بهَا الرّو
مَ فَبَاتُوا أذِلّةً، خَاضِعِينَا
قَدْ أمِنّا أنْ يأمَنُوكَ عَلَى حَا
لٍ، وَلَوْ صَيّرُوا النّجُومَ حُصُونَا
فَزّعُوا باسمِكَ الصّبيَّ، فعَادَتْ
حَرَكاتُ البُكاءِ منْهُ سُكُونَا
وَتَوَافَتْ خَيْلاكَ من أرْضِ طَرْسُو
سَ، وَقاليقَلا، بأَرْدَنْدُونَا
عابِساتٍ، يَحمِلنَ يَوْماً عَبوساً،
لأُنَاسٍ، عَنْ خَطْبِهِ، غافِلِينَا
زُرْتَ بالدّارِعِينَ أَهْلَ البَقَلاّ
رِ، فأجلَوْا عَن صَاغِرِي صَاغِرِينا
قَدْ طَوَاهُنّ طَيُّهُنّ الفَيَافي،
واكتَسَينَ الوَجيفَ حتّى عَرِينَا
كَوُعُولِ الهِضَابِ رُحْنَ ومَا يَمْـ
ـلِكْنَ إلاّ صُمّ الرّماحِ قُرُونَا
جُلْنَ في يَابِسِ التّرَابِ فَمَا رُمْـ
ـنَ طِعَاناً، حتّى وَطِئْنَ الطّينَا
وَنَفِيرٍ إلى عقَرْقَسَ، أنْفَرْ
تَ، فكُنْتَ المُظَفَّرَ المَيْمُونَا
إذْ مَلأتَ السّيُوفَ منهُمْ وَمِنّا،
وَغَمَسْتَ الرّمَاحَ فيهِمْ وَفِينَا(37/341)
ثمّ عَرّفْتَهُمْ جِبَاهَ رِجَالٍ
صَامِتِيّينَ في الوَغَى، مُصْمَتِينَا
لمْ يَكُنْ قَلْبُكَ الرّقيقُ رَقيقاً،
لا وَلاَ وَجهُكَ المَصُونُ مَصُونَا
ما أطاقُوا دَفْنَ الذي أظْهَرُوهُ،
كَبُرَ الحِقْدُ أنْ يَكُونَ دَفِينَا
بَعض بَغضائكم، فلَيسَ مُفِيقاً،
أوْ يَرُدَّ الأدْيَانَ بالسّيفِ دينَا
هَمُّهُ في غَدٍ بتَفْلِيقِ هَامٍ
في قُرَى العَازَرُونَ وَالمَازَرُونَا
وَلَعَمْرِي مَا مَاءُ زَمْزَمَ أحْلَى
عِنْدَهُ مِنْ دَمٍ بِزَارِمّينَا
يَجعَلُ البِيضَ، حينَ يأسُرُ، أغلا
لاً لأسرَاهُ، والمَنَايا سُجُونَا
غَيرَ وَانٍ في طاعَةِ الله، حَتّى
يَطْمَئِنَّ الإسْلامُ في طِمّينَا
العصر العباسي >> البحتري >> لج هذا الحبيب في هجرانه
لج هذا الحبيب في هجرانه
رقم القصيدة : 3083
-----------------------------------
لَجّ هذا الحَبيبُ في هِجْرَانِهْ،
وَغَدا، والصّدُودُ أكبرُ شَانِهْ
وَالذي صَيّرَ المَلاَحَةَ في خَـ
ـدّيهْ،وَقْقاً والسّحْرَ في أجْفَانِهْ
لا أطَعْتُ الوُشَاةَ فيهِ، وَلَوْ
أسرَفَ في ظُلْمِهِ، وَفي عُدْوَانِهْ
يا خَلِيلَيّ! باكِرَا الرّاحَ صُبْحاً،
واسقِيَانِي من صِرْفِ ما تمزُجانِهْ
وَدَعَا اللّوْمَ في التّصَابي فإنّي
لا أرَى في السّلُوّ ما تَرَيَانِهْ
قَدْ تَمَادَى الوَليُّ في هَطَلانِهْ
وَأتَانَا الوَسْمِيُّ في إبّانِهْ
وَأرَى الدَّكّتَينِ بَيْنَهُمَا أفْـ
ـوافُ رَوْضٍ كالوَشْيِ في ألْوَانِهْ
في ضُرُوبٍ من حُسنِ نَرْجِسه الغـ
ـضّ وَمنْ آسِهِ وَمِنْ زَعْفَرَانِهْ
ذاكَ قَصْرٌ مُبَارَكٌ تَقْصُرُ الأعْـ
ـيُنُ دونَ الرّفيعِ مِنْ بُنْيَانِهْ
فيهِ نَالَ الإمامُ تَكْرِمَةَ اللّـ
ـهِ، وَفَضْلَ العَطاءِ من إحسانِهْ
نَسْألُ الله أنْ يُتَمّمَ فِينَا
حُسْنَ أيّامِهِ وَطِيبَ زَمَانِهْ
ياابنَ عَمّ النّبيّ، واللاّبِسَ الفخـ
ـرَينِ مِن نُورِهِ وَمن بُرْهَانِهْ
أُضْعِفَتْ بَهجَةُ الخِلافةِ، وَارْتـ(37/342)
ـدّ شَبَابُ الدّنْيَا إلى عُنْفُوَانِهْ
وَرَآكَ العِبَادُ مِنْ نِعَمِ اللَّـ
ـهِ عَلَيهِمْ، وَطَوْلِهِ وامتِنَانِهْ
عَلِمَ الله كَيْفَ أنتَ، فأعطا
كَ المَحَلَّ الجَليلَ مِنْ سُلطانِهْ
جَعَلَ الدِّينَ في ضَمَانِكَ والدّنـ
ـيَا، فَعِشْ سالماً لَنَا في ضَمَانِهْ
العصر العباسي >> البحتري >> طيف تأوب من سعدى فحياني
طيف تأوب من سعدى فحياني
رقم القصيدة : 3084
-----------------------------------
طَيفٌ تأوّبَ مِنْ سُعدَى، فَحَيّاني،
أهْواهُ، وَهْوَ بَعيدُ النّوْمِ يَهْوَاني
فَيَا لَهَا زَوْرَةً يَشفَى الغَليلُ بهَا،
لَوْ أنّهَا جُلِبتْيَقظَى ليَقظانِ
مَهزُوزَةٌ إنْ مَشَتْ لمْ تُلفَ هَزّتُها
ِللْخَيزُرَانِ، وَلمْ توجَدْ معَ البَانِ
يُدني الكَرَى شَخصَها منّي وَيُوقظُِني
ْ وَجدٌ، فيُبعِدُ منّي طَيْفََها الدّاني
حلَفتُ بالقُرْبِ بَعدَ البُعد من سكَنٍ،
وَبالوِصَالِ أتَى مِنْ إِثْرِ هِجرَانِ
أنّ ابنَ مَصْقَلَةَ البَكرِيّ دافَعَ لي
عَن نِعمَتي، وَكَفاني العِظمَ من شاني
مُهذَّبٌ لَمْ يَزَلْ يَسْمُو إِلى كرَمٍ
مُجَدَّدٍ لَيْسَ يُبْلِيهِ الجَدِيدَانِ
خِرْقٌ مَتَى خِفْتُ من دَهْرٍ تَصَرُّفَهُ
كَانَ المُجِيرَ عَليهِ دُونَ إِخْوَانِي
أغَرُّ كَالقَمَرِ المَسعُودِ طَلعَتُهُ،
إذا تَبَلّجَ عَنْ طَوْلٍ وَإحْسَانِ
يَنْدَى حَيَاءً وتَنْدَى كفُّهُ كَرَماً
كاللَّيْثِ تَخِلْجُهُ في الجَوِّ رِيحَانِ
إسْلَمْ أبَا الصّقْرِ للمَعرُوفِ تَصْنَعُهُ،
وَالمَجدِ تَبنيهِ في ذهْلِ بنِ شَيبَانِ
قَدْ ألقَتِ العَرَبُ الآمَالَ رَاغِبَةً
إليكَ، من مُجْتدٍ جَدوَى، وَمن جانٍ
فالنَّيلُ للمُعتَفي يَلْقَوْنَهُ أبَداً
لَدَيكَ، مُقتَبَلاً، وَالفَكُّ للعَاني
العصر العباسي >> البحتري >> توهم ليلى وأظعانها
توهم ليلى وأظعانها
رقم القصيدة : 3085
-----------------------------------
تَوَهَّمَ لَيْلَى وأظعَانَهَا،(37/343)
ظِبَاءَ الصّرِيمِ، وَغِزْلاَنَهَا
بَرَزْنَ عَشِيّاً، فقُلْتُ استَعَرْ
نَ كُثْبَ السَّرَاةِ، وَقُضْبَانَهَا
وأسْرَيْنَ لَيْلاً، فخِلْنَا بهِـ
ـنّ مَثنى النّجومِ ووُحْدانَهَا
صَوادِفُ، جَدّدنَ، بعدَ الهَوى،
مِطَالَ الدّيُونِ وَلِيّانَها
جَحَدْنَ جَديدَ الهَوَى، بعدَما
عَرَفْنَ الصّبَابَةَ، عِرْفَانَهَا
وَكنتُ أمرَأً لم أزَلْ تابِعاً
وِصَالَ الغَواني، وَهِجْرَانَها
أُحِبُّ، عَلى كلّ ما حَالَةٍ،
إسَاءَةَ لَيْلَى، وإحْسَانَهَا
أرَاكِ، وإنْ كنتِ ظَلاّمَةً،
صَفِيّةَ نَفْسِي، وخُلْصََانَهَا
ويُعْجِبُني فِيكِ أَنْ أَسْتَدِيمَ
صَبَابَاتِ نَفْسِي وأَشْجَانَها
وَمَا سَرّني أنّ قَلبي أُعِيرَ
عَزَاءَ القُلُوبِ وَسُلْوَانَهَا
سرَى البَرْقُ يَلمَعُ في مُزْنَةٍ،
تَمُدُّ إلى الأرْضِ أشْطَانَها
فَلا تَسألَنْ باستِواءِ الزّمانِ،
وَقد وافتِ الشّمسُ مِيزَانَها
شَبيبَةَ لَهْوٍ تَلَقّيْتَهَا،
فَسَايَرْتَ بالرّاحِ رَيْعانَهَا
وَلاَ أرْيَحيّةَ، حتّى تُرَى
طَرُوبَ العَشِيّاتِ، نَشْوَانَهَا
وَلَيْسَتْ مُداماً، إذا أنتَ لمْ
تُوَاصِلْ مَعَ الشَّرْبِ إدْمَانَهَا
وكَمْ بالجَزِيرَةِ مِنْ رَوْضَةٍ،
تُضَاحِكُ دِجْلَةَ ثُغْبَانَهَا
تُرِيكَ البَواقِيتَ مَنْثُورَةً،
وَقَدْ جَلّلَ النَّوْرُ ظُهْرَانَهَا
غَرَائبُ تَخطَفُ لحظَ العُيونِ،
إذا جَلّتِ الشّمْسُ ألْوَانَهَا
إذا غَرّدَ الطّيرُ فيها، ثَنَتْ
إلَيْكَ الأَغانيُّ ألْحَانَها
تَسِيرُ العَمَارَاتُ أيْسَارَهَا،
وَيَعْتَرِضُ القَصْرُ أيْمَانَهَا
وَتَحْمِلُ دِجلَةَ حملَ الجَمُوحِ،
حَتّى تُنَاطِحَ أرْكَانَهَا
كأنّ العَذَارَى تَمَشّى بِهَا،
إذا هَزّتِ الرّيحُ أفْنَانَهَا
تُعَانقُ للقُرْبِ شَجْرَاؤهَا
عِنَاقَ الأحِبّةِ أسْكَانَهَا
فَطَوْراً تُقَوِّمُ مِنْهَا الصَّبَا،
وَطَوْراً تُمَيِّلُ أغْصَانَهَا
جَنُوحٌ، تُنَقّلُ أفْيَاءَهَا،
كَمَا جَرّتِ الخَيْلُ أرْسَانَهَا(37/344)
رِبَاعُ أخي كَرَمٍ مُغْرَمٍ
بأنْ يَصِلَ الدّهْرُ غِشْيَانَهَا
ألُوفُ الدّيَارِ، فإنْ أجمَعَ التّرَحّـ
ـلُ حَرّمَ إيطَانَهَا
إذا هَمّ لمْ يَختَلجْ عَزْمَهُ
مَقَاصِيرُ يَعْتَادُ إكْنَانَهَا
مُطِلٌّ عَلى بَغَتَاتِ الأُمُورِ،
عَبَا للمُلِمّاتِ أقْرَانَهَا
تُعِدُّ المُوَالي لَهُ نَصْرَهَا،
وَتُولي المُعَادِينَ خِذْلاَنَهَا
وَتَحتَاطُ مِنْ شَفَقٍ حوْلَهُ،
كَمَا حَاطَتِ العَينُ إنْسَانَهَا
نقيُّ السّرابيلِ قد أوضحتْ
طريقَتُهُ القَصْدُ بُرهَانَهَا
تَوَلُّى الأُمُورَ فَمَا أخْفَرَ الـ
ـأمَانَةَ فيها، وَلاَ خَانَهَا
يَبِيتُ عَلَى الفَيْءِ مِنْ عِفَّةٍ
رَهِيفَ الجَوَانِحِ طَيَّانَها
إذا فُرَصُ المَجْدِ عَنّتْ لَهُ،
تَغَنّمَ بالحَزْمِ إمْكَانَهَا
وَذي هِمّةٍ، قلتُ: لا تَلتَمِسْ
عُلاهُ لِتَبْلُغَ أعْنَانَهَا
وَخَلِّ الجِبَالَ، فَلاَ قُدْسَهَا
أطَقْتَ ولا اسطَعْتَ ثَهلانَها
مَوَارِيثُ مِنْ شَرَفٍ لم يُضِعْ
بِنَاهَا، وَلَمع يَطّرِحْ شَانَهَا
إذا انْتَحَلَ القَوْمُ أسمَاءَها،
وَجَدْنَاهُ مُلّكَ أعْيَانَهَا
سَتُثْني بآلائِكَ الصّالِحا
تِ مَدائحُ أسلَفْتَ أثْمَانَهَا
على اليُمْنِ يَسّرْتَ، لليَعْمَلا
تِ، عُرَاهَا وللخَيلِ فُرْسانَهَا
ألا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أطرُقَنّ
قُصُورَ البَليخِ، وأفْدانَهَا
وَهَلْ أرَيَنّ عَلى حَاجَةٍ
صَوَامِعَ زَكَّى، وَرُهْبَانَهَا
وَهَلْ أطْلُعَنّ على الرَّقّتَينِ
بخَيْلٍ أُخَايِلُ سَرْعَانَهَا
مَشُوقٌ تَذَكّرَ أُلاّفَهُ،
وَنَفْسٌ تَتَبّعُ أوْطَانَهَا
العصر العباسي >> البحتري >> أقول لعنس كالعلاة أمون
أقول لعنس كالعلاة أمون
رقم القصيدة : 3086
-----------------------------------
أقُولُ لعَنْسٍ، كالعَلاة، أمُونِ
مُضَبَّرَةٍ، في نِسْعَةٍ وَوَضِينِ
تَقي السّيرَ، إنْ جاوَزْتِ قِلّةَ ساطحٍ،
وَضَمَّكِ في المَعرُوفِ بَطنُ طَرُونِ
وَلا تُوغلي في أرْسَنَاسَ، فتَعثُرِي(37/345)
بمُنْدَرِسِ الأحْجَارِ ثَمّ دَفينِ
فَغَيرُ عَجيبٍ إنْ رَأيْتِهِ أنْ تَرَيْ
تَلَهُّبَ ضَرْبٍ في شَوَاكِ مُبِينِ
حَنيني إلى ذاكَ القَليبِ، وَلَوْعَتي
عَلَيْهِ، وَقَلّتْ لَوْعَتي وَحَنيني
أعاذِلَتي! ما الدّمعُ من فَرْطِ صَبوَةٍ،
وَلا مِنْ تَنَائي خِلّةٍ، فَذَرِيني
وَلا تَسْألي عَمّا بكَيْتُ، فَإنّهُ
عَلى مَاءِ وَجْهِي جَادَ مَاءُ جُفُوني
خَلا أمَلي مِنْ يُوسُفَ بنِ مُحَمّدٍ،
وَأوْحَشَ فكرِي بَعدَهُ، وَظُنُوني
فَوَاسَوْءَتي تُرْدَى وَأحيا، وَلم أكنْ
على عِذْرَةٍ مِنْ قَبْلِها بظَنينِ
وَكانَ يَدي شُلّتْ وَنَفسِي تُخُرّمتْ،
وَدُنيايَ بانَتْ، يوْمَ بَانَ، وَديني
فَوَا أسَفي ألاّ أكونَ شَهِدْتُهُ،
فَخَاسَتْ شِمَالي عِنْدَهُ وَيَميني
وَألاّ لَقيتُ المَوْتَ أحْمَرَ دُونَهُ،
كمَا كانَ يَلقى الدّهرَ أغبرَ دوني
وَإنّ بَقَائي بَعْدَهُ لَخِيَانَةٌ،
وَمَا كُنْتُ يَوْماً قَبْلَهُ بِخَئُونِ
فَلا ثَارَ حتّى تَطلُعَ الخَيلُ مُرْتَقَى
خُوَيْتٍ، بأُسدٍ، في السَّنَوَّرِ، جُونِ
وَحتّى تُصِيبَ المُرْهَفَاتُ، بساطحٍ،
شِفاءَ النُّفوسِ، مِنْ طُلًى وَشُؤونِ
وَحَتّى تُحَشَّ النّارُ ما بَينَ أرْزَنٍ،
وَأرْضِ جُوَاخٍ، من قُرًى وَحُصُونِ
وَحتّى يَنالَ السّيفُ موسَى، فيَختلي
جُزَازَةَ عِلْجٍ، بالتُّخومِ، سَمينِ
أألله! تَرْجونَ البَقاءَ، وَقد جَرَتْ
دِمَاءٌ لَنَا فيكُمْ قَضَينَ لحِينِ
فَأيْنَ أمِيرُ المُؤمِنِينَ، فإنّهُ
كَفيلي على مَا ساءَكُمْ، وَضَميني
ستَأتيكُمُ الجُرْدُ الخَناذيذُ تَقتَرِي
جُنُوبَ سُهُولٍ، في الفَلا، وَحُزُونِ
عَوَابِسُ تَغشَى الرّوْعَ في كلّ ماقطٍ،
مُنَاقِلَةً فيهِ بِأُسْدِ عَرِينِ
طَوَالبُ ثَارٍ من فتًى غَيرِ وَاهِنٍ،
وَلا وَكِلٍ، في النّائِبَاتِ مَهِينِ
مُعَارِكُ حَرْبٍ، ما يَزَالُ مُوَكَّلاً
بقُطْبِ رَحًى، للدّارِعينَ، طَحونِ
وَسائسُ جَيشٍ يُرْجعُ الحزْمَ وَالحِجى(37/346)
إلى شِدّةٍ، مِنْ جانِبَيْهِ، وَلِينِ
رَأى المَوْتَ رَأيَ العَينِ، لا سِترَ دونَه،
وَما موْتُ شَكٍّ مثلُ مَوْتِ يَقينِ
وَقيلَ انْجُ مِنْ غَمّائِها، فأبَتْ لَهُ
سَجيّةُ شكسٍ، في اللّقاءِ، حَرُونِ
وَلَمّا استَخَفّوا للنَّجَاءِ تَوقَّّرَتْ
جَوَانِبُ ثَبْتٍ للسّيُوفِ، رَكِينِ
وَقَى كَتِفَيْهِ، وَالرّمَاحُ شَوَارِعٌ،
بِثُغْرَةِ نَحْرٍ وَاضِحٍ، وَجَبينِ
أأنْسَاكَ، أوْ أنْسَى مُصَابَكَ، بعدَما
عَلِقْتُ بحَبْلٍ، مِنْ نَداكَ، مَتِينِ
وَلَوْ كُنتَ ذا عِلْمٍ بفَرْطِ صَبابَتي،
وَمَا عِلْمُ ثَاوٍ في التّرَابِ، دَفِِينِ
تَيَقّنْتَ أنّ العَينَ جِدُّ غَزِيرَةٍ
عَلَيْكَ، وَأنّ القَلْبَ جِدُّ حَزِينِ
إذا أنَا لمْ أشكُرْكَ نُعمَاكَ بالبُكَا،
فلَسْتُ، على نُعمَى امرِىءٍ، بأمينِ
العصر العباسي >> البحتري >> أذم إليك تغليس الدجون
أذم إليك تغليس الدجون
رقم القصيدة : 3087
-----------------------------------
أَذُمُّ إِلَيْكَ تَغْلِيسَ الدُّجُونِ
ولَمْعَ البَرْقِ في زَجِلٍ هَتُونِ
ومَيْلَهُمَا بِعَزْمِ أَبِي عَلِيٍّ
إِلى صَهْبَاءَ تُشْرِقُ فِي الْعُيُونِ
وكَمْ مِنْ حَاجَةٍ عِيقَتْ ، ونُجْحٍ
لَوَاهُ المَطْلُ حِيناً بَعْدَ حِينِ
ومَا كَانَ السَّحابُ عَلَى أَذَاتِي
بِمُتَّهَمٍ الْبُكُورِ ولا ظَنِينِ
فَلا تَمْزُجْ بِمَاءِ المُزْنِ كَأْسِي
وعَدِّ بِهَا إِلى المَاءِ المَعِينِ
العصر العباسي >> البحتري >> تسعى وأيسر هذا السعي يكفينا
تسعى وأيسر هذا السعي يكفينا
رقم القصيدة : 3088
-----------------------------------
تَسْعَى ؛ وأَيْسَرُ هَذَا السَّعْيِ يَكْفِينا
لَوْلاَ تَكَلُّفُنَا مَا لَيْسَ يَعْنِينَا
نَرُوضُ أَنْفُسَنَا أَقْصَى ريَاضَتِها
عَلَى مُوَاتَاةِ دَهْرٍ لا يُوَاتِينَأ
فَلَيْتَ مُسْلِفَنَا الأَعْمَارَ أَنْظَرَنَا
مُجَامِلاً فَتأَنَّى فِي تَقَاضِينَا
إِنْ أَنْتَ أَحْبَبْتَ أَن تَلْقَى ذَوِي أَسَفٍ(37/347)
عَلَى فَقيدِهِمُ فاحْلُلْ بِوَدِينَا
رَزيَّةٌ مِنْ رَزَايَا الدَّهْرِ شَاغِلَةٌ
لناصِر الدِّينِ عَنْ أَنْ يَنْصُرَ الدِّينَا
لاَ عَيْنَ إِلاَّ وَقَدْ بَاتَتْ مَُؤَرَّقَةً
لهُ ، ولا قَلْبَ إِلاَّ بَاتَ مَحْزُونََا
كَان الَّذِي مَنَعَ الإِخْوَانُ إِنْ سُئِلُوا
تَرْكَ المَلاَمِ عَلَى الإِغْرَامِ مَاعُونَا
لولا الأَمِيرُ أَبو العَبَّاسِ ما انْكَشَفَتْ
لنا العَوَاقِبُ عن أَمْرٍ يُعَزِّينَا
يَجْتَمِعُ الدِّينُ والدُّنْيَا لِرَائِدِنَا
فِي مُنْعِمٍ حَسُنَتْ آثارُهُ فِينَا
مُظَفَّرٌ لَمْ نَزَلْ نَلْقَى بِطَلْعَتِهِ
كَوَاكِبَ السَّعْدِ والطَّيْرِ المَيَامِينَا
تَهْدِي الفُتُوحُ من الآفَاقِ عامِدَةً
مُبارَكاً من بَنِي العَبَّاسِ مَيْمُونَا
إِذا أَرَدْنَا وَرَدْنَا بَحْرَ نَائِلِهِ
فَنَوَّلَتْنَا يَدَاهُ مِلْءَ أَيْدِينا
ولَوْ نَشاءُ شَرَعْنَا في تَطَوُّلِهِ
شُرُوعَنَا فَأَخَذْنَا مِنْهُ ما شِينَا
أَمُوجِهِي أَنْتَ إِيصَاءً وتَقْدِمَةً
يَزْكُو بِهَا سَبَبِي عِنْدَ ابْنِ طُولُونا
ومُطْلِقٌ مِنْ خَرَاجِي مَا أَعُدُّ بهِ
دَيْناً عَلَى ناصِرِ الإِسلامِ مَضْمُونَا
وكَمْ سُئِلْتَ فَما أُلفِيتَ ذا بَخَل
وَلاَ وَجَدْنَا عَطَاءً مِنْكَ مَمْنُونَأ
العصر العباسي >> البحتري >> علل النفوس قريبة أوطانها
علل النفوس قريبة أوطانها
رقم القصيدة : 3089
-----------------------------------
عِلَلُ النّفُوسِ قَرِيبَةٌ أوْطانُهَا
وَصَلَتْ، فمَلّ وِصَالَها جيرَانُهَا
سَهُلَتْ لرَائدِها الجِبالُ: ثَبيرُها،
فجَليلُها، فَشَمَامُهَا، فأبَانُهَا
فاشكُرْ يَدَ الأيّامِ في حُسْنٍ فقَد
عَفّى إسَاءَتَهَا بِهِ إحْسَانُهَا
أوَ مَا تَرَاهُ تَغَيّرَتْ قُمْرِيّةٌ
في لَوْنِهِ، فتَغَيّرَتْ ألْوَانُهَا
نَفْسِي فِداؤكَ أَيُّهَا النّفسُ التي،
لوْ خُلّيَتْ، أوْدَى بها خُلاّنُهَا
قد زِدتَ في مَرضِ القلوبِ، فبرّحَتْ(37/348)
بُرَحاؤها، وَتَضَاعَفَتْ أشجانُهَا
ما عِلّةٌ كَتَمَ التّجَهّلُ سِرَّهَا،
لَوْ لمْ يُخَبّرْنَا بِِهَا إعْلانُهَا
أُنْبِئُتَهَا بالغَيْبِ، ثُمّ رَأيْتُهَا
تَدنُو مَسافَتُها، وَيَصْغُرُ شانُهَا
وَسَمعتُ وَصفَكَها، فقُلتُ لوَ أنّها
زَادَتْ، وأكبرُ بُغْيَتِي نُقصَانُهَا
لا تَبعَثَنّ لهَا الهُمُومَ قَوَاصِداً،
بَعدَ الهُمومِ، فإنّها أعْوَانُهَا
أنّى أَخَافُ جِماحَها مِنْ بَعدِما
ظَهَرَ الدّوَاءُ، وفي يَدَيهِ عِنانُهَا
ضَرْبٌ من المَكرُوهِ يَدفَعُ آخَراً ،
كالنّارِ كُفّ بغَرْقَدٍ وَقَدانُهَا
وَالسّيفُ قد يُنقيهِ من كدَرِ الصّدا
كَدَرُ المَداوِس بِكرُها وعَوَانُهَا
وَالبَدرُ يكسِفُهُ النّهَارُ، فتبتَدي
ظُلَمُ الدّجَى، فتُنيرُهُ أدجانُها
لا تَعْدُمِنْكَ عَشيرَةٌ تَسْمُو إلى
سَعدِ العَشِيرَةِ عَمرُها، وَقِنانُهَا
فلأنْتَ، يَوْمَ نَعُدُّ أحْسَنَ ما لها،
يَدُهَا الصَّناعُ، وَوَجهُها ولِسانُهَا
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> متى يعلنون وفاة العرب
متى يعلنون وفاة العرب
رقم القصيدة : 309
-----------------------------------
1 -
أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ
تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...
وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ
وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى
ككلّ العصافير فوق الشجرْ...
أحاول رسم بلادٍ
تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما
فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي
وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...
- 2 -
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
لها برلمانٌ من الياسَمينْ.
وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.
تنامُ حمائمُها فوق رأسي.
وتبكي مآذنُها في عيوني.
أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.
ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني
- 3 -
أحاول رسم مدينةِ حبٍ...(37/349)
تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...
فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...
- 4 -
رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...
ولافائدهْ...
فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...
وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-
رائحةٌ واحدهْ...
وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ
ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.
- 5 -
أحاول منذ البداياتِ...
أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...
رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.
رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...
- 6 -
أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.
فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،
وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.
وواعدتُ آخِرَ أنْثى...
ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...
- 7 -
أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي
ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...
وأنفُضَ عني غُباري.
وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...
أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...
وداعا قريشٌ...
وداعا كليبٌ...
وداعا مُضَرْ...
- 8 -
أحاول رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
سريري بها ثابتٌ
ورأسي بها ثابتٌ
لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...
ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.
ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...
- 9 -
أحاول منذ الطفولةِ
فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...
ليستقبلَ العاشقينْ...
وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...
بين الرجال...وبين النساءْ...
وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...
وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...
ولكنهم...أغلقوا فندقي...
وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...
وطُهْرِ العربْ...
وإرثِ العربْ...
فيا لَلعجبْ!!
- 10 -
أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟
أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي
وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...
وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،
وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.
أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ
وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...
وبين نُهور اللبنْ...(37/350)
وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...
ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ...
ولا قهوةٌ في عَدَنْ...
- 11 -
أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...
وأزرعَ نخلا...
ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ...
أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا
ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!
- 12 -
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
خارجَ كلِ الطقوسْ...
وخارج كل النصوصْ...
وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
في أي منفى ذهبت إليه...
لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -
بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...
- 13 -
أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ
تحدّث عن أنبياء العربْ.
وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...
فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ
من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...
وبين الرُطَبْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...
لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...
وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...
وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...
فيا للعَجَبْ!!
- 14 -
أنا منذ خمسينَ عاما،
أراقبُ حال العربْ.
وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...
وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...
وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا
ولا يهضمونْ...
- 15 -
أنا منذ خمسينَ عاما
أحاولُ رسمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
وحينا رسمت بلون الغضبْ.
وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:
إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...
ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
ومَن سوف يبكي عليهم؟
وليس لديهم بناتٌ...
وليس لديهم بَنونْ...
وليس هنالك حُزْنٌ،
وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!
- 16 -
أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...
رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...(37/351)
وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...
فقتلى على شاشة التلفزهْ...
وجرحى على شاشة التلفزهْ...
ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...
- 17 -
أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
نتابع أحداثهُ في المساءْ.
فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟
- 18 -
أنا...بعْدَ خمسين عاما
أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...
رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...
ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...
رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...
ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!...
العصر العباسي >> البحتري >> ليت الخليط الذي قد بان لم يبن
ليت الخليط الذي قد بان لم يبن
رقم القصيدة : 3090
-----------------------------------
لَيْتَ الخَليطَ الذي قد بانَ لمْ يَبِنِ
وَلَيْتَ ما كانَ من حُبّيكِ لم يَكُنِ
أحْرَى العُيُونِ بأنْ تُدْمىَ مَدامعُها
عَيْنٌ، بكَتْ شَجوَها من مَنظرٍ حسنِ
مَا أَحسَنَ الصَّبْرَ إِلاَّ عِنْدَ فُرْقَةِ مَنْ
بِبَيْنِهِ صِرْتُ بَيْنَ الْبَثِّ والحَزَنِ
يا فَرْحَةً لي من الشّمسِ التي طَلَعَتْ
في الرّائحينَ، بسِرْبِ الرَّبْرَبِ القَطِنِ
ما أحسَنَ الصّبرَ، إلاّ عندَ فُرْقَةِ مَنْ
بِبَثّهِ صِرْتُ بَينَ البَثّ والحَزَنِ
كَثيبُ رَمْلٍ عَلى عَلْيَائِهِ فَنَنٌ،
وَشَمْسُ دَجْنٍ بأعْلَى ذلِكَ الفَنَنِ
ما تَقَعُ العَينُ مِنْهَا حِينَ تَلْحَظُها،
إلاّ عَلى فِتْنَةٍ مِنْ أقتَلِ الفِتَنِ
قامَتْ تَثَنّى، فَلانَتْ في مَجَاسِدِها،
حتّى كأنّ قَضِيبَ البَانِ لمْ يَلِنِ
لي عَنْ قَلِيلٍ ضَميرٌ لا يُلِمُّ بهِ
وَجْدٌ عَلَيْكِ، وَقَلبٌ غيرُ مُرْتَهَنِ
إنّ الهُمُومَ، إذا أوْطَنّ في خَلَدٍ
للمَرْءِ، سارَ وَلمْ يَرْبَعْ على وَطَنِ
إِلَيْكَ بَعْدَ وِصَالِ الْبِيدِ أَوْصَلَنَا
آذِيُّ دِجلَةَ في عِيرٍ مِنَ السّفُنِ
غَرَائِبُ الرّيحِ تَحدوها، وَيَجْنُبُها(37/352)
هَادٍ مِنَ المَاءِ، مُنقادٌ بلا رَسَنِ
جِئْنَاكَ نَحْمِلُ ألْفاظاً مُدَبَّجَةً،
كأنّما وَشْيُها مِنْ يُمْنَةِ اليَمَنِ
كأنّها وَهْيَ تَمشِي البَحْتُرِيَّةَ في
يَدَيْ أبي الفَضْلِ أوْ في نائلِ الحَسَنِ
نُهدي القَرِيضَ إلى رَبّ القَرِيضِ معاً
كَحَامِلِ العَصْبِ يُهديهِ إلى عَدَنِ
مِنْ كُلّ زَهْرَاءَ، كالنُّوّارِ، مُشرِقَةٍ،
أبْقَى على الزّمَنِ البَاقي مِنَ الزّمَنِ
شكرُ امرِىءٍ ظَلّ مَشغُولاً بشكرِكَ عَن
فَرْطِ البُكَاءِ على الأطْلالِ، والدِّمَنِ
قَدْ قُلتُ إذْ بَسَطَتْ كَفّاكَ من أملي:
ما شاءَ مِنْ نائباتِ الدّهرِ، فليكُنِ
رَضِيتُ منكَ بأخلاقٍ قدِ امتَزَجَتْ
بالمَكْرُمَاتِ امتِزَاجَ الرّوحِ بالبَدَنِ
وَزِدْتَني رَغْبَةً في عَقْدِ وُدِّكَ، إذْ
شَفَعتَ ذاكَ النّدَى بالفَهْمِ، والفِطَنِ
تُدْنِي إلى المَجُدِ كَفّاً منكَ قد أنستْ
بالبَذْلِ والعُرْفِ أُنسَ العينِ بالوَسنِ
مَنْ يُصْبِهِ سَكَنٌ مِمّنْ يحبُّ، وَمن
يَهوَى، فما لكَ غيرُ المَجْدِ من سَكَنِ
العصر العباسي >> البحتري >> قل للوزير الذي وزارته
قل للوزير الذي وزارته
رقم القصيدة : 3091
-----------------------------------
قُلْ للوَزِيرِ الذي وِزَارَتُهُ
صُنْعٌ مِنَ الله راتِبٌ حَسَنُهْ
أنتَ زَعِيمُ السّلطانِ في الحكمِ تُمْـ
ـضيهِ وَمُخْتَارُهُ وَمُؤتَمَنُهْ
وَعِنْدَكَ العَدْلُ بَيْنَنَا أبَداً
مَنَارُهُ، واضِحٌ لَنَا سَنَنُهْ
هَلْ لَكَ في الحَمْدِ تَسْتَبِدُّ بهِ،
وأُخْرى اللَّيَالِي والشُّكْرِ تَرْتَهِنُهْ
وَلَيْسَ يَحبُوكَ باجْتِمَاعِهِما
إلاّ غُلامي يُرَدُّ، أوْ ثَمَنُهْ
العصر العباسي >> البحتري >> أدمع قد غرين بالهملان
أدمع قد غرين بالهملان
رقم القصيدة : 3092
-----------------------------------
أدْمُعٌ قَدْ غُرِينَ بالهَمَلانِ،
وَفُؤادٌ قَدْ لَجّ في الخَفَقَانِ
إنَّ يَوْمَ الكَثِيبِ أفْقَدَنَا نَضْـ(37/353)
ـرَةَ تِلْكَ القُضْبَانِ والكُثْبَان
باِفتِرَاقٍ ألَمّ بَعْدَ اجْتِمَاعٍ،
وَتَنَاءٍ أقَامَ بَعْدَ تَدانِ
إبْكِيَا هَذِهِ المَغَاني التي أخْـ
ـلَقَهَا بُعْدُ أَهْلِها المْرِزَمَانِ
أُسْعِدَ الغَيْثُ إذْ بَكَاها وإنْ كَانَ
خَلِيّاً مِنْ كُلّ مَا تَجِدَانِ
جَادَ فِيهَا بِنَفْسِهِ، فاستَجَدّتْ
حُلَلاً مِنْهُ، جَمّةَ الألْوَانِ
فَهْيَ تَهْتَزُّ بَيْنَ إفْرِنْدِهِ الأخْـ
ـضَرِ، حُسناً، وَوَشْيِهِ الأُرْجُوَاني
في سَمَاءٍ مِنْ خُضرَةِ الرّوْضِ فيها
أنجُمٌ مِنْ شَقَائِقِ النّعْمَانِ
واصْفِرَارٍ مِنْ لَوْنِهِ، وابيضَاضٍ
كاجتِمَاعِ اللُّجَيْنِ والعِقْيَانِ
وتُرِيكَ الأحْبَابَ يَوْمَ تَلاقٍ،
باغْتِبَاقِ الحَوْذانِ والأُقْحُوَانِ
صَاغَ منها الرّبيعُ شَكْلاً لأخْلا
قِ حُسينٍ ذي الجودِ والإحسانِ
فَكَأنّ الأشْجَارَ تَعْلُو رُبَاهَا
بنَثيرِ اليَاقُوتِ، والمَرجَانِ
وَكأنّ الصَّبَا تَرَدّدُ فيها
بِنَسِيمِ الكَافُورِ، والزّعْفَرَانِ
قد تَصَابَيْتُ، فاعذِرِي، أوْ فَلُومي،
لَيْسَ شيءٌ سِوَى الصّبَا من شَاني
وَتَذَكّرْتُ وَافِدَ الشَّيْبِ فاستَعْـ
ـجَلتُ حَظّي في الرّاحِ والرَّيحانِ
عِندَ عَدْلٍ مِنَ الزّمانِ إذا اسْتَقْـ
ـبَلَ خَيْرٌ مِنِ اعتِدَالِ الزّمانِ
وَلَقَدْ أمْزُجُ المُدامَ بِفَتْرٍ،
بَلْ بسِحرٍ مِنْ مُقلَتَيْ أرْسَلانِ
وأُعاطي كُؤوسَها المَلِكَ الأبْـ
ـلَخَ، فِعلَ النَّدْمَانِ والنَّدْمَانِ
فكأنّي أُنَادِمُ القَمَرَ البَدْ
رَ عَلَيْها، في ذَلِكَ الإيوَانِ
يَزْدَهِيهِ مِنَ العُلاَ كِبْرِيَاءٌ
فيهِ، أنْ يَزْدَهي على الإخْوَانِ
وَعَلَيْهِ مِنَ النّدَى سِيميَاءٌ،
وَصَلَتْ مَدْحَهُ بكُلّ لِسَانِ
غَمَرَتْهُ جَلالَةُ المُلْكِ، واستَوْ
لَتْ عَلَيْهِ شَمَائِلُ الفِتْيَانِ
وَاصِلٌ مَجْدَهُ بِعِقْدِ الثّرَيّا،
وَيَداهُ بالجُودِ مَوْصُولَتَانِ
يَا أبَا القَاسِمِ المُقَسِّمِ في المَجْـ(37/354)
ـدِ ليَوْمِ النّدَى وَيَوْمِ الطّعانِ
قَدْ وَرِثْتَ العَلياءَ عَن أَرْدَشِيرٍ،
وَقَبَاذٍ، وَعَنْ أنُوشِرْوَانِ
وأرَى اللّيْلَ والنّهَارَ سوَاءً،
حينَ تَبدو بوَجهِكَ الإضْحِيانِ
العصر العباسي >> البحتري >> يكاد عاذلنا في الحب يغرينا
يكاد عاذلنا في الحب يغرينا
رقم القصيدة : 3093
-----------------------------------
يَكَادُ عَاذِلُنَا في الحُبِّ يُغْرينَا
فَمَا لَجَاجْكِ فِي لَوْمِ المُحِبِّينَا
نُلْحَى عَلَى الوَجْدِ مِنْ ظُلْمٍ ، فَدَيْدَنُنَا
وَجْدٌ نُعَانِيهِ أَو لاَحٍ يُعَنِّينَا
إِذَا زَرُودُ دَنَتْ مِنَّا صَرَائِمُها
فَلاَ مَحَالَةَ مِنْ زَوْرٍ يُوَافِينا
بِتْنَا جُنُوحاً عَلَى كُثْبِ اللَّوَى فأَبَى
خَيَالُ ظَمْيَاءَ إِلاَّ أَنْ يُحَيِّينَا
وَفي زَرُودَ تَبيعٌ لَيْسَ يُمْهلُنَا
تَقَاضِياً ، وغَريمٌ لِيْسَ يَقْضِينَا
مَنَازِلٌ لَمْ يُذَمَّمْ عَهْدُ مُغْرَمِنَا
فِيهَا ، ولا ذُمَّ يَوْماً عَهْدُها فِينَا
تَجَرَّمَتْ عِنْدَهُ أَيَّامُنَا حِجَجاً
مَعْدُودَةً وَخَلَتْ فيها لَيَالِينَا
إِنَّ الغَوَاني غَداةَ الجِزْعِ مِنْ إِضَمٍ
تَيَّمْنَ قَلْباً مُعَنَّى اللُّبِّ مَحْزُونَا
إِذا قَسَتْ غِلْظَةً أَكْبَادُها جَعَلَتْ
تَزْدَادُ أَعْطَافُها من نِعْمَةٍ لِينَا
يلُومُنَا في الهَوَى مَنْ ليس يَعْذِرُنا
فِيهِ ويُسْخِطُنا مَنْ لَيْسَ يُرْضِينَا
وَمَا ظَنَنْتُ هَوَى ظَمْيَاءَ مُنْزِلَنا
إِلى مُوَاتاةِ خِلٍّ لا يُوَاتِينَا
لَقَدْ بَعَثْتُ عِتَاقَ الخَيْلِ ساريَةً
مِثْلَ القَطَا الجُونِ يَتْبَعْنَ القَطَا الجُونَا
يُكْثِرْنَ عَنْ دَيْرِ مُرَّانَ السُّؤَالَ وقد
عارَضْنَ أَبْنِيَةً في دَيْرِ مَارُونَا
يَنْشُدْنَ في إِرَمٍ والنُّجْحُ فِي إِرَمٍ
غَنًى عَلَى سَيِّدِ السَّاداتِ مَضْمُونَا
يُلْفَى النَّدَى مِنْهُ مَلْمُوساً ومُدَّرَكاً
وَكَانَ يُعْهَدُ مَوْهُوماً ومَظَنُونَا(37/355)
بادٍ بِأَنْعُمِهِ العَافِينَ يُزْلِفُهُمْ
عَلَى الأَشِقَّاءِ فِيها والقَرَابِينَا
نَيْلٌ يُحَكَّمُ فِيهِ المُجْتَدُونَ إِذا
شِئْنَا أَخَذْنَا احْتِكَاماً فيهِ مَا شِينَا
ومُمْلِقِينَ مِنَ الأَحْسَابِ يَفْجَأْهُمْ
سَاهِينَ عَنْ كَرَمِ الأَفْعَالِ لاَهِينَا
إِنْ لَمْ يَكُنْ فِي جَدَاهُمْ نَزْرُ عَارِفةٍ
تَكُفُّنا كَانَ غُزْرٌ مِنْهُ يَكْفِينَا
وغَابِنٍ إِنْ شَرَى حَمْداً بِمَرْغَبَةٍ
رَآهُ فِيهَا بَخِيلُ القَوْمِ مَغْبُونَا
مُظَفَّرٍ لَمْ نَزَلْ نَلْقَى بِطَلْعَتِهِ
كَوَاكِبَ السَّعْدِ والطَّيْرَ المَيَامِينَا
يُمْسِي قَريباً مِنَ الأَعْدَاءِ لَوْ وَقَعُوا
بِالصِّينِ في بُعْدِها ما اسْتَبْعَدَ الصِّينَا
تَشْمِيرَ يَقْظَانَ ما انْفَكَّتْ عزِيمَتُهُ
تَزِيدُ أَعْدَاءَهُ ذُلاًّ وتَوْهِينَا
إِنِّي رأَيْتُ جُيُوشَ النَّصْرِ مُنْزَلَةً
عَلَى جُيُوشِ أَبِي الجَيْشِ بْنِ طُولُونَا
يَوْمَ الثَّنِيَّةِ إِذْ يَثْنِي بِكَرَّتِهِ
في الرَّوْعِ خَمْسِينَ أَلْفاً أَو يَزيدُونَا
والحَرْبُ مُشْعَلَةٌ تَغْلِي مَرَاجِلُها
حِيناً ويَضْرَمُ ذَاكِي جَمْرِها حِينَا
يَغْدُو الوَرَى وَهُمُ غاشُو سُرَادِقِهِ
صِنْفَيْنِ مِنْ مُضْمِرِي خَوْفٍ ورَاجِينا
والنَّاسُ بَيْنَ أَخِي سَبْقٍ يَبِينُ بهِ
وفَاتِرِينَ مِنَ الغَايَاتِ وَانِينَا
كَمَا رأَيْتُ الثَّلاَثَاءَاتِ وَاطِئَةً
مِنَ التَّخَلُّفِ أَعْقَابَ الأَثَانِينَا
عَمَّرَكَ اللهُ للعَلْيَاءِ تَعْمُرُها ،
وزَادَكَ اللهُ إِعْزَازاً وتَمْكِينَا
مَا انْفَكَّت الرُّومُ مِنْ هَمٍّ يُحَيِّرُهَا
مُذْ جَاوَرَتْ عِنْدَكَ الْعَزَّاءَ واللِّينَا
تَدْنُو إِذا بَعُدُوا عِنْدَ اشْتِطَاطِهُمُ
كَيْداً ، وتَبْعُدُ إِنْ كانُوا قَرِيبينَا
حَتَّى تَرَكَتْ لَهُمْ يَوْماً نَسَخْتَ بِهِ
ما يأَثُرُ النَّاسُ مِنْ أَخْبَارِ صِفِّينَا
مَصَارِعٌ كُتِبَتْ في بَطْنِ لُؤْلُؤَةٍ(37/356)
من ظَهْرِ أَنِقِرَةَ القُصْوَى وطِمِّينَا
فاسْلَمْ لِتَجْهَدَهُمْ غَزْواً وتُغْزِيَهُمْ
جَيْشاً ، وتُتْبِعَهُ الْمَأَمُولَ هَارُونَا
أَمَّا الْحُسَيْنُ فَمَا آلاَكَ مُجْتَهِداً
وليْسَ تَأْلُوهُ تَفْخِيماً وتَزْيينَا
تَرْضَى بهِ حِينَ لا يُرْضِيكَ مُدْبِرُهُمْ
مُبَارَكاً صادِقَ الإِقْبَال مَيْمُونا
أَدَّى الأَمانَةَ في مَالِ الشَّآمِ فَمَا
تَلْقَاهُ إِلاَّ أَمِينَ الغَيْبِ مَأْمُونَا
تَسْمُو إِلى الرُّتْبَةِ الْعُلْيَا مَحَاسِنُهُ
فَمَا تَرَى وَسَطاً مِنْهَا ولا دُونَا
العصر العباسي >> البحتري >> عزمت على المنازل أن تبينا
عزمت على المنازل أن تبينا
رقم القصيدة : 3094
-----------------------------------
عَزَمْتُ عَلى المَنَازِلِ أنْ تَبينَا،
وَإنْ دُمْنَ بَلِينَ كمَا بَلِينَا
نُمَتَّعُ مِنْ تَداني مَنْ قَلِينَا،
وَنُمْنَعُ مِنْ تَداني مَنْ هَوينَا
فََكَمْ مِنْ مُنتَوًى لَهُمُ لوَ انّا
نُعَاني مُرّهُ حِيناً، فَحِينَا
جَمَعْنَا مِنْ لَيَاليهِ شُهُوراً،
وَمِنْ أعْدادِ أشْهُرِهِ سِنِينَا
نُليحُ مِنَ الغَرَامِ، إذا اعْتَرَانا،
وَأبْرَحُ مِنْهُ ألاّ يَعْتَرِينا
وَمِنْ سُقْمٍ مَبيتُ المَرْءِ خِلواً،
بلا سُقْمٍ يَبيتُ لَهُ، وَهِيَنا
شَرِكْنَا العِيسَ ما نَدَعُ التّصَابي
لوَاحدَةٍ، وما تَدَعُ الحَنِينا
إذا بَدأتْ لَنَا أُسْلُوبَ شَوْقٍ،
رَأيْنَا في التَّصَابيِ مَا تُرِينَا
بعُمْرِكَ كَيفَ نَرْضَى مَا أبَانَا
منَ الدّنْيَا، وَنَسخَطُ ما رَضِينَا
عَنَانا مَا عَسَاهُ يُزَالُ عَنّا،
وَأنْصَبَنَا تَكَلُّفُ ما كُفِينَا
يُقَيَّضُ للحَرِيضِ الغَيْظُ بَحْتاً،
وَتَتَجِهُ الحُظُوظُ لمَنْ قُضِينَا
وَما هوَ كائنٌ، وَإنِ استَطَلْنَا
آلَيْه النّهْجَ، يوشكُ أنْ يكونَا
فَلا تُغْرَرْ مِنَ الأيّامِ، وَانظُرْ
إلى أقْسَامِها عَمّنْ زَوَيْنَا
كَلِفتُ بنُجحِ سارِيَةِ المَطايا،
إذا أسْرَتْ إلى أذْكُوتِكِينَا(37/357)
إلى خَوْفِ العِدَى، حتّى يَبيتُوا
عَلى ضِغْنِ، وَأمْنِ الخائِفِينَا
فتَى الفِتيَانِ، عَارِفَةً وَبأساً،
وَخَيرُ خِيارِهمْ، دُنْيا وَدِينَا
أبَاحَ حِمَى الدّيالِمِ في حُرُوبٍ،
سَقَتْ هِيمَ القَنَا، حتّى رَوِينا
إذا طَلَبُوا لها الأشْبَاهَ كَانَتْ
غَرَائبَ ما سُمِعْنَ، وَلا رُؤيَنا
وأعْهَدُ أرْضهِمْ أعْدَى سِبَاعاً،
وَآشَبُ عِنْدَ عادِيَةٍ عَرِينَا
فتِلْكَ جِبَالُها عَادَتْ سُهُولاً،
وَكانَتْ قِبْلَ مَغزَاهُ حُزُونَا
وَكانُوا جَمْعَ مَملَكَةٍ، فالُوا
طَوائِفَ في مَخابيهِمْ عَزِيَنا
وَلمْ يَنْجُ ابنُ جِسْتَانٍ لِشَيْءٍ،
سِوَى الأقْدارِ غَالَبَتِ المَنُونا
وَكَمْ مِنْ وقعَةٍ قَدْ رَامَ فيها
ظُهُورَ الأرْضِ، يَجعَلُها بُطونَا
يَصُدُّ عَنِ الفَوَارِسِ صَدَّ قالٍ
عَنِ العَشَرَاتِ، يَحسَبُها مِئينَا
يُلاوِذُ، وَالأسِنّةُ تَدّرِيهِ،
شِمَالاً، حيثُ وُجّهَ، أوْ يَمينَا
سَمَا لبَوَارِهِ حِرْقٌ، إذا مَا
سَمَا للصّعْبِ أوْجبَ أنْ يَهُونَا
أبُو حَسَنٍ، وَمَا للدّهرِ حَليٌ
سوَى آثَارِهِ الحَسَنَاتِ فِينَا
يَقِلُّ النّاسُ أنْ يَتَقَيّلُوهُ،
وَأنْ يَدْنُوا إلَيْهِ مُشاكِلينَا
وَظَنُّكَ بالضّرَائبِ أنْ تُكَافَا،
كَظَنّكَ بالأصَابعِ يَسْتَوينَا
وَلمْ أرَ مِثْلَهُ حَشدَتْ عَلَيْهِ
صُرُوفُ الدّهْرِ أبْكاراً وَعُونَا
أقَرَّ عَلى نُزُولِ الخَطْبِ جَاشاً،
وَأوْضَحَ تَحْتَ حَادِثَةٍ جَبِينَا
نَسِينَا ما عَهِدْنا، غَيرَ أنّا
يُذكّرُنَا نَداهُ مَا نَسِينَا
وَلَوْلا جُودُهُ البَاقي عَلَيْنَا،
لَكَانَ الجُودُ أنْفَسَ ما رُزِينَا
أُعِينَ على مُكَايَدَةِ الأعادِي،
مِنِ ابنِ الشَّلْمَغانِ، بِما أُعِينَا
بأزْهَرَ مِنْ بَني سَاسَانَ يَلْقَى
بهِ اللاّقُونَ عِلْقَهُمُ الثّمِينا
تَقَصّرَ عَنْ مِثَال يَدَيْهِ عِلْماً،
فقَصْرُكَ أنْ تَظُنّ بهِ الظّنُونَا
وَما هوَ غَيرُ خوْضِ الشّكّ ترْمي(37/358)
إلَيهِ، حَيثُ لا تَجِدُ اليَقينَا
وقَدْ صَلُبَتْ على ظَنّ المُنَاوِي
قَنَاةٌ، آيَسَتْ مِنْ أنْ تَلِينَا
وَلَمّا كَشّفَتْهُ الحَرْبُ أعْلَى
لهَا لهَباً، يَهُولُ المُوقِدِينَا
تُرِيكَ السّيفَ هَيْبَتُهُ مُذالاً،
وَيُكنَى عَنْ حَقيقَتِها مَصُونَا
مُثَبِّتُ نِعْمَةٍ ، ومُزِيلُ أَخْرَى
إِذا أَمَرتْ عَوَاذِلَهُ عُصِينَا
تَتَبّعَ فائِتَاتِ الخيرِ، حتّى
ونُثِْري رَوَاجِعاً عَمّا طُوينَا
يَرَى دُوَلَ الصّلاحِ بعَينِ رَاعٍ،
يَكَادُ يُعيدُهُنّ كَمَا بُدِينَا
متى لم يَزْكُ في العَرَبِ ارْتِيادي،
حَطَطْتُ إلى رِباعِ الأعجَمينَا
نُوَالي مَعْشَراً قَرُبُوا إلَيْنا
وَنَشْرَى مِنْ تَطَوّلِ آخَرِينا
وَقُرْبَى الأبْعَدينَ، بِما أنَالُوا،
تََخُصُّكَ دونَ قُرْبَى الأقْرَبينَا
بَنُو أعْمَامِنا الدّانُونَ مِنّا،
وَوَاهِبَةُ النّوَالِ بَنُو إبِينَا
العصر العباسي >> البحتري >> قد مررنا بزحول يوم دجن
قد مررنا بزحول يوم دجن
رقم القصيدة : 3095
-----------------------------------
قَدْ مَرَرْنَا بِزَحْوَلٍ يَوْمَ دَجْنٍ
فأَتَانا بِعِدْلِ فَحْمٍ تُغَنِّي
خُنْفَسَاءٌ أَعْمَتْ مِنَ الْفُبْحِ عَيْنِي
وأَصَمَّتْ بِسَيِّىءِ الْقَوْلِ أُذْنِي
لَسْتُ أَدْرِي إِذا أَشارَتْ بِصَوْتٍ
أَتُغَنَّي جَلِيسَها أَمْ تُزَنِّي
العصر العباسي >> البحتري >> يا خليلي والأيور أمانه
يا خليلي والأيور أمانه
رقم القصيدة : 3096
-----------------------------------
يَا خَلِيلَيَّ والأُيُورُ أَمَانَهْ
والبُظُورُ المُبَقَّيَاتُ دِيَانَهْ
لم تُغِبَّ الخِتَانَ أُمُّ مُويْسٍ
أَنَّهَا لَم تَجِدْ كِرَا الخَتَّانَهْ
قد رَأَيْنَاهُ وَهْوَ وَالِي خَرَاجٍ
وعَهدْناهُ وَهُوَ خَمَّارُ حَانَهْ
العصر العباسي >> البحتري >> أثيل العقيق إلى بانه
أثيل العقيق إلى بانه
رقم القصيدة : 3097
-----------------------------------
أُثَيْلُ العَقيقِ إلى بَانِهِ،(37/359)
فَعُفْرِ رُبَاهُ، فَقيعَانِهِ
مَغَانٍ لوَحْشٍ تَصِيدُ القُلُو
بَ عُيُونُ مَهَاهُ وَغِزْلانِهِ
صَبا بَعدَ إخلاسِ شَيبِ القَذا
لِ، وَبَعدَ اختلافاتِ ألوَانِهِ
وَفِقدانِ إلْفٍ جَفَوْتُ الكَرَى،
وَعِفْتُ السّرُورَ، لِفِقْدانِهِ
أطاعَ الوُشَاةَ عَلى كُرْههِ،
بِهَجْرِ المَشُوقِ، وَعِصْيَانِهِ
وَلَوْ وكّلُوهُ إلى رَأْيِهِ
أتَى وَصْلُهُ، قَبلَ هِجرَانِهِ
كَتَمتُ الهوَى، ثمّ أعلَنَتْهُ،
وَسِرّ الهَوَى قَبلَ إعْلانِهِ
أُخَلّي عَنِ الشّيْءِ في فَوْتِهِ،
وَأطْلُبُهُ عِنْدَ إمْكَانِهِ
وَآمُلُ مِنْ حَسَنٍ رَجْعَةٌ،
بِعَدْلِ الوَزِيرِ وَإحْسانِهِ
إذا هَمّ أمْضَى شَبَا عَزْمِهِ،
وَكانَ التّوَدّدُ مِنْ شانِهِ
وَلمْ يَتَوَقّفْ عَلى شَكّهِ،
فيَمْنَعُهُ تَنْفيذَ إيقَانِهِ
صَليبٌ، تُكَشِّفُ عَن سَبْقِهِ،
إلى الرّأي، أحداثُ أزْمانِهِ
وَقدْ حاجزَتْ عاجِماتِ الخُطُو
بِ عن النّبعِ شِدّةُ عيدانِهِ
تَعَلّمَ مِنْ فَضْلِهِ المُفضِلُو
نَ، فأجرَوْا عَلى نَهجِ ميدانِهِ
وَيَغْدُو، وَنَجدَتُهُ في الوَغَى
تُدَرِّبُ نَجْداتِ فُرْسَانهِ
يهُولُ العِدَى جِدُّهُ في ادّخا
رِقُمْيصِ الحَديدِ، وَأبْدانِهِ
إذا زَادَ في غَيظِهِ بَغْيُهُمْ،
وأنْكَرْتَ ظاهِرَ عِرْفانِهِ
ففي السّيفِ، إنْ لمْ يَعدْ عفوُه،
شِفَاءُ مُمِضّاتِ أضْغَانِهِ
تَلافَى رَعِيّتَهُ مُنْصِفاً،
وَوَفّى نَصِيحَةَ سُلْطانِهِ
وَقامَتْ كِفايَتُهُ، دونَ مَا
رَجاهُ الحَسُودُ بِشَنْآنِهِ
فَمَا الوَهْنُ نَهْجاً لتَدْبيرِهِ،
وَلا العَجْزُ داراً لإيطانِهِ
إذا وَعَدَ اتّسَعَتْ كَفُّهُ
لإنْجَاحِهِ، دونَ حِرْمَانِهِ
تُصُدِّقُ آمالَنَا عِنْدَهُ،
لدى سَليسِ النَّيلِ، عَجلانِهِ
مَكارِمُ لا يَبتَني مِثْلَهَا
مُشَفِّقُهُمْ، يَوْمَ بُنْيَانِهِ
تًسِيرُ القَوَافي بِأنْبَائِها،
مَسيرَ المَطيّ برُكْبَانِهِ
شرَى بارِعَ المَجدِ، مُستَظهِراً
على القَوْمِ في رَفْعِ أثْمَانِهِ(37/360)
إذا طَاوَلُوهُ إلى سُؤدَدٍ،
عَلا النّجْمَ في بُعْدِ إمْعَانِهِ
إذا ما استَطَعْنا مَدَى حاجَةٍ،
قَصَرْنا مَداهَا بِفِتْيَانِهِ
بزُهْرٍ كأنّ السّحَابَ استَعَا
رَ من جودِهمْ فَيضَ تَهتانِهِ
تَرَى الحَمدَ مُجتَمِعاً شَملُهُ
لأحْمَدِهِ بنِ سُلَيْمَانِهِ
لأبيضَ يَعْلُو بقُرْبَى الوَزِيرِ
عُلُوَّ الوَزيرِ بشَيْبَانِهِ
يُذكّرُنا لُبْسُ نَعْمَائهِ
لِبَاسَ الشّبابِ وَرَيْعَانِهِ
العصر العباسي >> البحتري >> بان الشباب وكل شيء بائن
بان الشباب وكل شيء بائن
رقم القصيدة : 3098
-----------------------------------
بانَ الشَّبَابُ ، وكلُّ شيءٍ بَائِنُ
والمَرْءُ مُرْتَهَنٌ بِمَا هُوَ كَائِنُ
ظَعَنَتْ بهِ أَيَّامُهُ وشُهُورُهُ
إِنَّ المُقِيمَ عَلَى الحَوَادِثِ ظاعِنُ
ذَهَبَ الشَّبَابُ وغَاضَ ماءُ بِرَنْدِهِ
فالْيَوْمَ مِنْه كلُّ وِرْدٍ آجِنُ
دَرَسَتْ مَحاسِنُهُ ، وطَار غُرابُهُ ،
وَلَقَدْ تَكُونُ لَهُ عَلَيْك مَحَاسِنُ
أَيَّامِ طَرْفُكَ لِلْجآذِرِ كَامِنٌ
والمَوْتُ فِي حَدَقِ الجَآذِرِ كامِنُ
خانَ الزَّمَانُ أَخَاكَ فِي لَذَّاتِهِ ،
إِنَّ الزَّمَانَ لِكُلِّ حُرٍّ خائِنُ
العصر العباسي >> البحتري >> يا سوءتا من طلابي يا أبا الحسن
يا سوءتا من طلابي يا أبا الحسن
رقم القصيدة : 3099
-----------------------------------
يا سَوْءَتَا مِنْ طِلاَبي يَا أَبَا الحَسَنِ
أَخْلَيْتُ ظَهْرِي لهُ من مُثْقَل المِنَنِ
بابُ الأَمِيرِ خَلاَءٌ لا أَنيسَ بهِ
إِلاَّ امْرُؤٌ وَاضِعٌ كَفًّا عَلَى ذَقَنِ
كَفَيْتُكَ الدَّهْرَ لا أَلْقَى أَخَا ثِقَةٍ
بِبَابِ دَارِكَ يُسْتَعْدى عَلَى الزَّمَنِ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> دكتوراة شرف في كيمياء الحجر
دكتوراة شرف في كيمياء الحجر
رقم القصيدة : 310
-----------------------------------
يرمي حجراً..
أو حجرينْ.
يقطعُ أفعى إسرائيلَ إلى نصفينْ
يمضغُ لحمَ الدبّاباتِ،(37/361)
ويأتينا..
من غيرِ يدينْ..
في لحظاتٍ..
تظهرُ أرضٌ فوقَ الغيمِ،
ويولدُ وطنٌ في العينينْ
في لحظاتٍ..
تظهرُ حيفا.
تظهرُ يافا.
تأتي غزَّةُ في أمواجِ البحرِ
تضيءُ القدسُ،
كمئذنةٍ بين الشفتينْ..
يرسمُ فرساً..
من ياقوتِ الفجرِ..
ويدخلُ..
كالإسكندرِ ذي القرنينِ.
يخلعُ أبوابَ التاريخِ،
وينهي عصرَ الحشّاشينَ،
ويقفلُ سوقَ القوَّادين،
ويقطعُ أيدي المرتزقينَ،
ويلقي تركةَ أهلِ الكهفِ،
عن الكتفينْ..
في لحظاتٍ..
تحبلُ أشجارُ الزّيتونِ،
يدرُّ حليبٌ في الثديينْ..
يرسمُ أرضاً في طبريّا
يزرعُ فيها سنبلتينْ
يرسمُ بيتاً فوقَ الكرملْ،
يرسمُ أمّاً.. تطحنُ بُنَّاً عندَ البابِ،
وفنجانينْ..
وفي لحظاتٍ.. تهجمُ رائحةُ الليمونِ،
ويولدُ وطنٌ في العينينْ
يرمي قمراً من عينيهِ السوداوينِ،
وقد يرمي قمرينْ..
يرمي قلماً.
يرمي كتباً.
يرمي حبراً.
يرمي صمغاً.
يرمي كرّاسات الرسمِ
وفرشاةَ الألوانْ
تصرخُ مريمُ: "يا ولداهُ.."
وتأخذهُ بينَ الأحضانْ.
يسقطُ ولدٌ
في لحظاتٍ..
يولدُ آلافُ الصّبيانْ
يكسفُ قمرٌ غزّاويٌ
في لحظاتٍ...
يطلعُ قمرٌ من بيسانْ
يدخلُ وطنٌ للزنزانةِ،
يولدُ وطنٌ في العينين..
ينفضُ عن نعليهِ الرملَ..
ويدخلُ في مملكةِ الماء.
يفتحُ نفقاً آخرَ.
يُبدعُ زمناً آخرَ.
يكتبُ نصاً آخرَ.
يكسرُ ذاكرةَ الصحراءْ.
يقتلُ لغةً مستهلكةً
منذُ الهمزةِ.. حتّى الياءْ..
يفتحُ ثقباً في القاموسِ،
ويعلنُ موتَ النحوِ.. وموتَ الصرفِ..
وموتَ قصائدنا العصماءْ..
يرمي حجراً.
يبدأ وجهُ فلسطينٍ
يتشكّلُ مثلَ قصيدةِ شعرْ..
يرمي الحجرَ الثاني
تطفو عكّا فوق الماءِ قصيدةَ شعرْ
يرمي الحجرَ الثالثَ
تطلعُ رامَ الله بنفسجةً من ليلِ القهرْ
يرمي الحجر العاشرَ
حتّى يظهرَ وجهُ اللهِ..
ويظهرُ نورُ الفجرْ..
يرمي حجرَ الثورةِ
حتّى يسقطَ آخر فاشستيّ
من فاشستِ العصرْ
يرمي..
يرمي..
يرمي..
حتّى يقلعَ نجمةَ داوودٍ
بيديهِ،
ويرميها في البحرْ..(37/362)
تسألُ عنهُ الصحفُ الكبرى:
أيُّ نبيٍّ هذا القادمُ من كنعانْ؟
أيُّ صبيٍّ؟
هذا الخارجُ من رحمِ الأحزانْ؟
أيُّ نباتٍ أسطوريٍّ
هذا الطالعُ من بينِ الجُدرانْ؟
أيُّ نهورٍ من ياقوتٍ
فاضت من ورقِ القرآنْ؟
يسألُ عنهُ العرَّافونَ.
ويسألُ عته الصوفيّونَ.
ويسألُ عنه البوذيّونَ.
ويسألُ عنهُ ملوكُ الأنسِ،
ويسألُ عنهُ ملوكُ الجانْ.
من هوَ هذا الولدُ الطالعُ
مثلَ الخوخِ الأحمرِ..
من شجرِ النسيانْ؟
من هوَ هذا الولدُ الطافشُ
من صورِ الأجدادِ..
ومن كذبِ الأحفادِ..
ومن سروالِ بني قحطانْ؟
من هوَ هذا الولدُ الباحثُ
عن أزهارِ الحبِّ..
وعنْ شمسِ الإنسانْ؟
من هوَ هذا الولدُ المشتعلِ العينينْ..
كآلهةِ اليونانْ؟
يسألُ عنهُ المضطهدونَ..
ويسألُ عنهُ المقموعونَ.
ويسألُ عنه المنفيّونَ.
وتسألُ عنهُ عصافيرٌ خلفَ القضبانْ.
من هوَ هذا الآتي..
من أوجاعِ الشمعِ..
ومن كتبِ الرُّهبانْ؟
من هوَ هذا الولدُ
التبدأُ في عينيهِ..
بداياتُ الأكوانْ؟
من هوَ؟
هذا الولدُ الزّارعُ
قمحَ الثورةِ..
في كلِّ مكانْ؟
يكتبُ عنهُ القصصيّونَ،
ويروي قصّتهُ الرُّكبانْ.
من هوَ هذا الطفلُ الهاربُ من شللِ الأطفالِ،
ومن سوسِ الكلماتْ؟
من هوَ؟
هذا الطافشُ من مزبلةِ الصبرِ..
ومن لُغةِ الأمواتْ؟
تسألُ صحفُ العالمِ،
كيفَ صبيٌّ مثل الوردةِ..
يمحو العالمَ بالممحاةْ؟؟
تسألُ صحفٌ في أمريكا
كيف صبيٌّ غزّاويٌّ،
حيفاويٌّ،
عكَّاويٌّ،
نابلسيٌّ،
يقلبُ شاحنةَ التاريخِ،
ويكسرُ بللورَ التوراةْ؟؟؟
العصر العباسي >> البحتري >> الله الله يا أبا الحسن
الله الله يا أبا الحسن
رقم القصيدة : 3100
-----------------------------------
الله، الله، يا أبَا الحَسَنِ،
في آلِ وَهْبٍ كَوَاكِبِ اليَمَنِ
لا تُغرِيَنْ شُؤمَكَ القَديمَ بِهمْ،
فيُصْبِحُوا كالرّسومِ وَالدِّمَنِ
العصر العباسي >> البحتري >> وأمر من عللي تخلي ناظري
وأمر من عللي تخلي ناظري
رقم القصيدة : 3101(37/363)
-----------------------------------
وأَمرُّ مِنْ عِلَلِي تَخَلِّي ناظِري
عَنْ حُسْنِ وَجْهِ خَلِيفَةِ الرَّحْمنِ
البَرْجُ مِنْ رَحَبٍ ومِنْ تَمُّوزِهِ
والعَيْشُ فِي آبٍ وفي شَعْبَانِ
فِي حَيْثُ أَطْلَقَتِ الشَّمَالُ عِقَالَها
وَدَنَا الخَرِيفُ بقَطْرِهِ المُتَدَانِي
ما لِلْمُدَامَةِ بَعْدَ طُولِ وِصَالِها
صَدَّتْ صُدُودَ مُجَانِبٍ غَضْبَانِ
لاَذَتْ بِحَرِّ القَيْظِ فامْتَنَعَتْ بِهِ
وتَعَوَّذَتْ بالقُرْبِ مِنْ رَمَضَانِ
فَلَئِنْ سَلِمْتُ لأَرْوِيَنَّ صَحَابَتي
مِنْ كُلِّ بِكْرٍ فِي الدِّنَانِ حَصَانِ
حَتَّى أَرَاني كُلَّ مُظْلِمِ لَيْلَةٍ
بَيْنَ الصَّحِيحِ العَزْمِ والنَّشْوَانِ
لِلشَّهْر أَنْ تَدَعَ المَلاَهِي كُلَّها
فِيهِ وإِنْ كَرُمَتْ عَلَى النَّدْمَانِ
اللهُ لِلْمُعَتزِّ جَارٌ ، إِنَّهُ
جَارُ لَنَا مِنْ رَيْبِ كُلِّ زَمَانِ
المُصْطَفَى للمُؤْمِنِينَ خَلِيفةً
والمُرْتَضَى لِحِيَاطَةِ الإِيمانِ
مَلِكٌ نَعُدُّ العَفْوَ منهُ خَلِيقَةٍ
والعَفْوُ خَيْرُ خَلائِقِ الإِنْسانِ
أَعْطَى الرَّعِيَّةَ سُؤْلَها مِن عَدْلِهِ
فِي السِّرِّ مُجْتَهِداً وفي الإِعْلاَنِ
وأَنَالَها مِنْ سَيْبهِ ونَوَالِهِ
أَفْضَالَ لا مُكْدٍ ولا مَنَّانِ
جُمِعَتْ قُلُوبُهُمُ إِلَيْهِ بِبَيْعَةٍ
كَانَتْ شَبِيهَةَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ
أُثْنِي بأَنْعُمِهِ الَّتي هُوَ أَهْلُهَا
ودِرَاكِ جَدْوَاهُ الَّذِي أَوْلاَنِي
مَنْ شَاكِرٌ عَنِّي الخَلِيفَةَ فِي الَّذِي
أَوْلَى مِنَ الإِفْضَالِ والإِحْسَان؟
حَتَّى لَقَدْ أَفْضَلْتُ مِنْ أَفْضَالِهِ
ورَأَيْتُ نَهْجَ الجُودِ حِينَ أَرَانِي
مَلأَتْ يَدَاهُ يَدَي وشَرَّدَ جُودُهُ
بُخْلِي فأَفْقَرَنِي كَمَا أَغْنَانِي
وَوَثِقْتُ بالخَلَفِ الجَميلِ مُعَجَّلاً
مِنْهُ فأَعْطَيْتُ الَّذي أَعْطَاني
العصر العباسي >> البحتري >> عناني من صدودك ما عناني
عناني من صدودك ما عناني(37/364)
رقم القصيدة : 3102
-----------------------------------
عَنَاني مِنْ صُدُودِكِ ما عَنَاني،
وَعَاوَدَني هَوَاكِ، كَمَا بَدَاني
وَذَكّرَني التّبَاعُدُ ظِلَّ عَيْشٍ
لَهَوْنَا فيهِ، أيّامَ التّداني
أُلاَمُ على هَوَى الحَسنَاءِ ظُلماً،
وَقَلبي، في يَدِ الحَسناءِ، عانِ
إذا انصرَفتْ أضَاءَتْ شمسَ دَجنٍ،
وَمَالَ من التّعَطّفِ غُصْنُ بَانِ
وَيَوْمَ تأوّهَتْ للبَينِ وَجْداً،
وَكُفّتْ عَبْرَتَيْنِ تَبَارَيانِ
جَرَى في نَحْرِها، مِنْ مُقلَتَيها،
جُمَانٌ يَستَهِلُّ عَلى جُمَانِ
وَكَانَ الحَجُّ للقَلْبِ المُعَنّى
ضَماناً، زِيدَ فيهِ إلى ضَمَانِ
وَمَا ذِكْرُ الأحبّةِ، مِنْ ثَبيرٍ
وَبَلْدَحَ، غَيرُ تَضْليلِ الأمَاني
نَظَرْتُ إلى طِدانَ، فقُلتُ: لَيلى
هُنَاكَ، وأينَ لَيلى مِنْ طِدانِ
وَدونَ لِقَائِهَا إيجافُ شَهْرٍ،
وَسَبْعٍ للمَطَايَا، أو ثَمَانِ
تَجَاوَزْنَ السّتَارَ إلى شَرَوْرَى،
وأَظْلَمَ، واعْتَسَفْنَ قُرَى الهِدانِ
وَلَمّا غَرّبَتْ أعْرَافُ سَلْمَى
لَهُنّ، وَشَرّقَتْ قُنَنُ القِنَانِ
وَخَلّفْنَا أَيَاسِرَ وارِداتٍ
جُنُوحاً، والأيامِنَ مِنْ إبَانِ
وَخُفّضَ عَنْ تَنَاوُلِها سُهَيْلٌ،
فَقَصّرَ واسْتَهَلَّ الفَرْقَدانِ
تَصَوّبَتِ البِلادُ بِنَا إلَيْكُمْ،
وَغَنّى، بالإيَابِ، الحَادِيَانِ
أمُبهِجَتي العِرَاقُ، وَلَيْسَ فيها
عَقِيدايَ اللّذانِ تَكَنّفاني
وَمُؤنِسَتِي، وَكَيْفَ شُهُودُ أُنْسِي
بها، وابْنَا المُدَبِّرِ غَائِبَانِ
حُسَامَا نُصرَةٍ، وَيَدا سَمَاحٍ،
وَبَحْرَا نَائِلٍ يَتَدَفّقَانِ
إذا ابْتَدَرَا مَدَى مَجْد بَعِيدٍ،
تَمَطّرَ دُونَهُ فَرَسَا رِهَانِ
هُمَا كَنْزِي لأحْداثِ اللّيالي،
إذا خِيفَتْ، وذُخْرِي للزّمَانِ
ألا أبْلِغْ أبَا إسْحَاقَ تُبْلِغْ
فتى االإِحْسَانِ، والشّيَمِ الحِسَانِ
وَمَنْ شَادَ المَعَالي غَيرَ آلٍ،
وأوْجَفَ في المَكَارِمِ غَيرَ وَانِ(37/365)
ظلَمتُكَ إن جَعَلتُ سوَاكَ قَصْدي،
أوِ استَكفَيتُ غَيرَكَ عُظْمَ شاني
وَفيكَ تَبَاعَدَتْ غاياتُ مَدحي،
وَمُدّ إلى ِنهايَتِهِ عِنَاني
وَلمْ يَسبُقْ فَعَالَكَ فَرْطُ قَوْلي،
وَخَبْطي في مَديحِكَ، وافتِناني
حَلَفْتُ برَبّ زَمْزَمَ والمُصَلّى،
وَرَبِّ الحِجرِ، والحَجَر اليَماني
وَبالسّبْعِ الطِّوَالِ، وَمَنْ تَوَلّى
تِلاَوَتَهُنّ، والسّبعِ المَثَاني
لَقَدْ وَفّرْتَ مِنْ جَدْوَاكَ حَظّي،
كَمَا وَفّرْتُ حَظّكَ مِنْ لِسَانِي
وَكَيْفَ أمُنُّ شُكراً كانَ منّي
بعُقْبِ تَطَوّلٍ لكَ، وامتِنَانِ
أبُو العَطّافِ عندَكَ حَيثُ يُرْضَى
لَهُ شَرَفُ المَحَلّةِ، والمَكَانِ
يُشَفَّعُ في لُبَانَاتِ الأَقَاصِي،
وَتُحْفَظُ فيهِ أسْبَابُ الأداني
العصر العباسي >> البحتري >> ليس الزمان بمعتب فذريني
ليس الزمان بمعتب فذريني
رقم القصيدة : 3103
-----------------------------------
لَيسَ الزّمَانُ بمُعْتِبٍ ، فذَرِيني
أرْمِي تَجَهّمَ خَطْبِهِ بجَبيني
وَخْدُ القِلاَصِ يَرُدُّني لكِ بالغِنَى
في بَعضِ ذا التّطَوَافِ أوْ يُرْديني
والرّزْقُ لليَقِظِ المُشَبَّعِ رأيُهُ
بالعَزْمِ، لا للعَاجِزِ المأفُونِ
لَوْلا أبُو إسحاقَ لمْ ألحَقْ بِمَنْ
فَوْقي، وَلَم أفضُلْ على مَنْ دوني
أقسَمْتُ لا يَخشَى الحَوَادثَ جارُهُ
وَيَمينُهُ قَمِنٌ بِبَرّ يَميني
سَمْحُ اليَدَينِ، لَهُ أيَادٍ جَمّةٌ
عنْدي، وَمَنٌّ لَيسَ بالمَمْنُونِ
وَلَقَدْ بَعَثتُ لَهُ الثّنَاءَ فلَمْ يقُمْ
جُهْدُ الثّنَاءِ بِعَفْوِ ما يُوليني
جُودٌ يَبُذُّ الغَيثَ أحفَلُ ما جَرَتْ
بِسِجَالِهِ فِيَقُ السّحَابِ الجُونِ
أنّى يكونُ لهُ اتِّصالٌ في النّدى،
وَوُقُوعُهُ في الحِينِ، بعدَ الحينِ
أفديكَ، والنَّعماءُ عندي، جَمَّةٌ
قَد كَثّرَتْ في النّاسِ من يَفديني
إنّ الذي حُمّلْتُهُ، فَحَمَلْتُهُ،
ما كانَ مِنْ خُلُقي، وَلاَ من دِيني
أيَخُونُ في سرّ الصّديقِ لسانُ ذي(37/366)
كَرَمٍ عَلى سِرّ العَدُوّ أمِينِ
هذا وَما صَدرِي بمُنصرِفِ الهَوَى
عَنكُمْ، وَلاَ أنا فيكُمُ بِظَنِينِ
أبَنِي المُدَبِّرِ لاَ تَزَلْ أيّامُكُمْ
مَوصُولَةً بالعِزّ، والتّمكِينِ
فالمَجدُ يَعلَمُ أنّكُمْ لم تَقصُرُوا
إلاّ على سَبْقٍ إلَيْهِ، مُبِينِ
العصر العباسي >> البحتري >> يا ابن حميد عش لنا سالما
يا ابن حميد عش لنا سالما
رقم القصيدة : 3104
-----------------------------------
يا ابنَ حُمَيْدٍ عِشْ لَنَا سالماً،
ما اختَلَفَ النّوْرُوزُ وَالمِهرَجانْ
وَاستَأنِفِ العُمْرَ جَديداً، فقَدْ
وَلّى زَمَانٌ، وَأتَانَا زَمَانْ
أمَا تَرَى الأرْضَ، وَأثْوَابُهَا
شَقَائِقُ النّعْمانِ، وَالأُقْحُوَانْ
وَهَذِهِ الأيّامُ قَدْ أُبْدِلَتْ،
فَهْيَ ظِرَافٌ، ناضِرَاتٌ، حِسانْ
فَصَدْتَ في النّوْرُوزِ عِرْقاً، وَقَدْ
تُخُيّرَ الوَقْتُ، وَطَابَ الأوَانْ
فاسْتَعْمِلِ الصّهْبَاءَ في مَجلِسٍ
تَستَعمِلُ الأوْتَارَ فيهِ القِيَانْ
العصر العباسي >> البحتري >> ألا شعرت برحلة الأظعان
ألا شعرت برحلة الأظعان
رقم القصيدة : 3105
-----------------------------------
ألاّ شَعَرْتَ بِرِحْلَةِ الأظعانِ،
فيَكونَ شأنُهُمُ بِرَامَةَ شَاني
مَاذا على الرّشإ الغَرِيرِ، لَوَ انّهُ
رَوّى جَوَى المُتَلَدِّدِ الحرََّانِ
سكَنٌ يُنازِعني الصّدودَ، وَكاشحٌ
يَسعى عليّ، وَعاذِلٌ يَلحاني
وَلعَلََّ ما ملَكَ العَذولُ مَقادَتي
في الحُبِّ، أوْ حبسَ المَشيبُ عِناني
لا يَذهَبَنّ علَيكِ فرْطُ صَبابَتي،
وَتَرَادُفُ الكَمَدِ الذي أبْلاني
وَتَعَلُّمي أنّ اعْتِلاقيَ حُبَّكُمْ
ذُلّي، وَأنّ هَوَايَ فيكِ هَوَاني
إمّا أقَمْتُ، فإنّ لُبّي ظَاعِنٌ،
أوْ سِرْتُ مُنطَلِقاً، فقَلبي عانِ
سُقِيَتْ مَعاهِدُكِ اللّوَاتي شُقنَني،
وَمَحلُّ مَنزِلِكِ الذي استَبكاني
وَأرَى خَيالَكِ لا يزَالُ معَ الكَرَى
مُتَعَرّضاً، ألقاهُ، أوْ يَلْقاني(37/367)
يُدني إليّ مِنَ الوِصَالِ شَبيهَ مَا
تُدْنِينَهُ أبَداً مِنَ الهِجرَانِ
عَصَبِيّتي للشّام تُضرِمُ لَوْعَتي،
وَتَزِيدُ في كَلَفي، وَفي أشجاني
كانَتْ بعَبْدِ الله أحظَى خُطَّةٍ
بِنَوَافِلِ الإفْضَالِ، وَالإحْسَانِ
حتى تَرَحّلَ سائِراً، فتَبَدّلَتْ،
بَعدَ العَطاءِ، غُضَاضَةَ الحِرْمانِ
إنْ تكتَئِبْ حلَبٌ فقد غلَبَتْ على
حلَبِ الغَمَامِ وصَوْبِهِ التّهْتَانِ
وَعلى أَنِيقِ الرّوْضِ، يَزْهو نَبتُهُ
أفوَافَ نَوْرٍ مُعجِبِ الألْوَانِ
مِنْ وَاضِحٍ يَقِقٍ، وَأصْفرَ فاقعٍ،
وَمُضَرَّجٍ جَسِدٍ، وَأحْمَرَ قَانِ
غَيْثٌ، تَحمَّلَ عَنهُمُ متَوَجِّهاً
مِنْ غَرْبهِمْ، لمَشارِقِ البُلْدانِ
إنْ أُسْقِيَتْهُ فارِسٌ، فبِعَقْبِ ما
ظَمِئَتْ جَوَانبُ رَبْعِها الحَرَّانِ
أوْ عاجَ في أهلِ الفُرَاتِ فإِنَّهُ،
سَيُقَالُ جاءَهُمُ فُرَاتٌ ثَانِ
مَلِكٌ، هَصَرْنَا العَيشُ في جَنَباتِهِ،
غَضُّ المَكاسِرِ، لَيّنُ الأفْنَانِ
أعْطَى الرّعيّةَ حُكمَها مِنْ عدلِه
في السرّ مُجتَهِداً، وَفي الإعلانِ
غَيرُ العنوفِ الفَظّ حينَ يَجِدُّ في
جَمعِ الخَرَاجِ، وَلا الضّعيفِ الوَاني
وَهيَ السّياسةُ لم تَزَلْ مَعرُوفَةً
لذَوِي السَّيََاسَةِ مِنْ بَني خَاقانِ
المُعِْلنِِينَ تُقَى الإلَهِ وَخَوْفَهُ،
وَالمُؤثرِينَ نَصِيحَةَ السّلطانِ
وَالرّافِعِينَ بِنَاءَ مَجْدٍ لمْ يَكُنْ
ليَطُولَهُ، يَوْمَ التّفاخُرِ، بَانِ
تَبهَى المَوَاكبُ وَالمَجالسُ منهُمُ
بِمُبَجَّلينَ عَلى الوَقارِ رِزَانِ
نَفْسِي فِداءُ أبي مُحَمّدٍ الذي
ما زِلْتُ أحمَدُ في ذِرَاهُ مَكاني
خِلٌّ، بلَغتُ برَأيِهِ شَرفَ العُلاَ،
وَأخٌ غَنيتُ بهِ عَنِ الإخْوَانِ
ألله يَجْزِيكَ الذي لَمْ يَجْزِهِ
شُكرِي، وَلمْ يَبلُغْ مَداهُ لساني
أعْتَدُّ عِزّكَ مِنْ وُفُورِ مَذاهبي،
وَسُعُودِ أيّامي، وَحُسنِ زَماني
وَإذا المَسافَةُ دونَ نائلِ جَعْفَرٍ
بَعُدَتْ عَليّ، فإنّ نَيْلَكَ دانِ(37/368)
وَمتى ضَمِنتُ علَيكَ حاجةَ طالبٍ
كَفَلَتْ يَداكَ بذِمّتي، وَضَماني
العصر العباسي >> البحتري >> وعدت برذونا فرددتني
وعدت برذونا فرددتني
رقم القصيدة : 3106
-----------------------------------
وَعَدْتَ بِرْذَوْناً فَرَدَّدْتَني
إلَيْكَ، حتّى قَامَ بِرْذَوْني
وَكانَ مَصْقُولَ النّوَاحي، إذا
رَأيْتَهُ مُسْتَغْرَبَ اللّوْنِ
لُؤلُؤةٌ تَضْحَكُ أرْجاؤهَا،
تحْسُنُ في البَذْلَةِ وَالصّوْنِ
مَنّيْتَني الأَدْهَمَ، مِنْ بعد أن
فَجَعْتَني بالأَشْهَبِ الجَوْنِ
إنْ تَكْذِبِ الميعادُ تَظلِمْ، وَإنْ
تَصْدُقْ، فَبِرْذَوْناً ببِرْذَوْنِ
العصر العباسي >> البحتري >> فؤادي منك ملآن
فؤادي منك ملآن
رقم القصيدة : 3107
-----------------------------------
فُؤَادِي منكَ مَلآنُ،
وَسرّي فيكَ إعلانُ
وأنْتَ الحُسنُ لَوْ كَا
نَ وَرَاءَ الحُسنِ إحْسَانُ
غَزَالٌ فيهِ إِعْراضٌ،
وإِبْعَادٌ وَهِجْرَانُ
وَدونَ النُّجحِ من مَوْعُو
دِهِ مَطْلٌ وَلَيّانُ
سَقَاني كأسَهُ شَزْراً،
وَوَلّى، وَهْوَ غَضْبَانُ
وَفي القَهْوَةِ أشْكَالٌ،
منَ السّاقي، وألْوَانُ
حَبَابٌ مثلُ ما يَضْحَـ
ـكُ عَنْهُ وَهْوَ جَذْلانُ
وَسُكْرٌ مثْلُ ما أسْكَـ
ـرَ طَرْفٌ منْهُ وَسْنَانُ
وَطَعْمُ الرّيقِ، إذْ جَادَ
بِهِ، والصّبُّ هَيْمَانُ
لَنَا منْ كَفّهِ رَاحٌ،
وَمنْ رَيّاهُ رَيْحَانُ
كَفَى الفَتْحَ بنَ خَاقَانَ
الذي شَيّدَ خَاقَانُ
عُلاً يُشْبهُهَا قُدْسٌ،
إذا أرْسَى، وَثَهْلانُ
فَللْحَاسِدِ إغْضَاءٌ،
إذا عُدّتْ، وإذْعَانُ
أبَى لي الفَتْحُ أنْ أحْفِلَ
بالأعْداءِ مَنْ شَانُوا
فَمَا أرْهَبُ، إنْ عَزّوا،
عَلَى كانُوا، وإنْ أَبْهَجُ
وأعْدَاني عَلى الأيّا
م ماضِي العَزْمِ يَقْظَانُ
لَهُ في وَفْرِهِ هَدْمٌ،
وَفِي عَلْيَاهُ بُنْيَانُ
صَحَا، واهتَزَّ للمَعْرُو
فِ، حتّى قيلَ نَشْوَانُ
لكَ النَّعْمَاءُ والطَّوْلُ،
وإفْضَالٌ وإحسانُ
وأخلاقُكَ أنْصَارٌ(37/369)
عَلى الدّهرِ، وأعْوَانُ
وأمْوَالُكَ، للحَمْدِ الـ
ـذي يُؤثَرُ، أثْمَانُ
العصر العباسي >> البحتري >> رحلت عنك رحيل المرء عن وطنه
رحلت عنك رحيل المرء عن وطنه
رقم القصيدة : 3108
-----------------------------------
رَحَلْتُ عنكَ رَحيلَ المرْءِ عن وَطَنهْ،
وَرِحلَةَ السّكنِ المُشتاقِ عن سكَنِهْ
وَما تَباعَدْتُ، إلاّ أنّ مُستَتِراً
منَ الزّمانِ نأتْهُ الدّارُ عَن جُنَنِهْ
أُنْسٌ لوَ انّي بنِصْفِ العُمرِ من أَمَمٍ
أشرِيهِ، ما خِلتُني أغلَيتُ في ثَمَنِهْ
فإنْ تكَلّفْتُ صَبراً عَنكَ أوْ مُنِيَتْ
نَفسِي بهِ فهوَ صَبرُ الطّرْفِ عن وَسنِهْ
وَما تَعرّضْتُ مِنْ شَينُوخَ عارِفَةً،
إلاّ تَعَرَّضَ عُثْنُونٌ على ذَقَنِهْ
فاسلَمْ، أبا صَالحٍ، للمَجدِ تَعمُرُهُ
بأرْيَحيّةِ مَحْمُودِ النَّثَا حَسَنِهْ
العصر العباسي >> البحتري >> طيف لعلوة ما ينفك يأتيني
طيف لعلوة ما ينفك يأتيني
رقم القصيدة : 3109
-----------------------------------
طَيفٌ لعَلْوَةَ ما يَنفَكُّ يأتيني،
يَصْبُو إليّ، على بُعْدٍ، وَيُصْبيني
تَحيّةُ الله تُهْدَى، وَالسّلامُ على
خَيَالِكِ الزّائِرِي وَهْناً، يُحَيّيني
إذا قَرُبْتُ، فهَجْرٌ مِنكِ يُبعِدُني؛
وَإنْ بَعُدْتُ، فوَصْلٌ منكِ يُدنيني
تَصَرّمَ الدّهرُ لا وَصْلٌ، فيُطمِعَني
فيما لَدَيكِ، وَلا يأسٌ، فَيُسْليني
وَلَستُ أعجَبُ من عِصْيانِ قلبكِ لي
عَمداً، إذا كانَ قلبي فيكِ يَعصِيني
أمَا وَما احمَرّ من وَرْدِ الخُدودِ ضُحًى،
وَاحوَرّ في دَعَجٍ مِنْ أعْيُنِ العِينِ
لقَد حَبَوْتُ صَفاءَ الوِدّ صَائِنَهُ
عَنّي، وَأقْرَضْتُهُ مَنْ لا يُجازِيني
هَوًى على الهُونِ أُعطيهِ، وَأعْهَدُني،
من قَبلِ حُبِِّيكِ، لا أعطي على الهونِ
ما لي يُخَوّفُني مَنْ لَيسَ يَعْرِفُني
بالنّاسِ، وَالنّاسُ أحرَى أن يَخافوني
إذا عَقَدْتُ عَلى قَوْمٍ مُشَنَّعَةً،
فَليُكثِرُوا القَوْلَ في عَيبي، وَتهجيني(37/370)
وَقَدْ بَرِئْتُ إلى العِرّيضِ مِنْ فِكَرٍ
مُبيرَةٍ، وَلِسَانٍ غَيرِ مَضْمُونِ
وَلَسْتُ مُنْبَرِياً بالجَهْلِ أجْعَلُهُ
صِنَاعَةً، ما وَجدتُ الحِلمَ يكفيني
إنّي، وَإنْ كنتُ مَرْهوباً لعادِيَةٍ،
أرْمي عَدُوّي بها في الفَرْطِ وَالحينِ
لَذُو وَفَاءٍ لأهْلِ الوِدّ مُدّخَرٍ
عِندي، وَغَيبٍ على الإخوَانِ مأمونِ
هَلِ ابنُ حَمدونَ مَرْدودٌ إلى كَرَمٍ،
عَهِدْتُهُ مَرّةٍ عِنْدَ ابنِ حَمْدُونِ
أخٌ، شكَرْتُ لَهُ نُعمَى أخي ثِقَةٍ،
زَكَتْ لَدَيّ، وَمَنّاً غَيرَ مَمنونِ
طافَ الوُشاةُ بهِ بَعدِي، وَغَيّرَهُ
مَعاشِرٌ كُلُّهُمْ بالسّوءِ يَعنيني
أصْبَحْتُ أرْفَعُهُ حَمْداً، وَيخفِضُني،
ذَمّاً، وَأمْدَحُهُ طَوْراً، وَيَهجوني
وَعَادَ مُحْتَفِلاً بالسّوءِ يَهدِمُني،
وكانَ مِنْ قَبلُ بالإحسانِ يَبنيني
تَدعُو اللَّئامَ إلى شَتمي وَمَنقَصَتي،
بِئسَ الحِباءُ على مَدحيكَ تَحْبُوني
أينَ الوَدادُ الذي قَد كنتَ تَمنَحُني،
أَيْنَ الصّفاءُ الذي قَد كنتَ تُصْفيني
إنْ كانَ ذَنْبٌ فأهلُ الصّفحِ أنتَ، وَإن
لمْ آتِ ذَنْباً فَفيمَ اللّوْمُ يَعرُوني
بَني زَُرَارَاءَ وَما أزْرَى بكُمْ حَسَبٌ
دونٌ، وَما الحَسَبُ العاديُّ بالدّونِ
تِلْكَ الأعاجِمُ تُنميكُمْ أوَائِلُهَا
إلى الذّوَائِبِ مِنها، وَالعَرَانِينِ
فَخْرُ الدّهاقِينِ مأثُور وفَخْرُكُمُ
مِنْ قَبلُ دَهْقَنَ آبَاءَ الدّهاقينِ
إنّي أعُدُّكُمُ رَهْطي، وَأجْعَلُكُمْ
أحَقُّ بالصّوْنِ مِنْ عِرْضِي وَمن ديني
شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> استغماية
استغماية
رقم القصيدة : 311
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
غمي عيونك
سد ودانك
إفتح بقك
قول انا فين
الشاطر فيكو
يحزر فزر
في دقيقتين
والإشطر منه
اللي يحزرها
في غمضة عين
والإشطر خالص ما يحزرش
يقول انا فين
والإشطر أشطر
اللي يبص يشوف بالعين
انا فين ؟
فيه ناس
اختلف في الموضوع
وحكاوي اتقالت(37/371)
عن مواضيع
والناس لا مؤاخذة
في زمن الجوع
يتعشوا كلام
يفطروا تشنيع !
فيه واحد شافني
بلبده ولاسه
في باب اللوق
والتاني
لمحني بقفصين موز
علي باب السوق
والتالت شافني
في كاديلاك
راكب مع بنتين
والرابع
شافني ف طنطا
بابيع
بلابيع ونشوق !
وصحافه الصاوي
والورداوي
والجمال
وأباظه ولاظه
وباقي الدلاديل
والأندال
بتأكد جدا
جدا جدا بالتدقيق
إن انا محبوس
وباروح يوميا
للتحقيق!
طب اصدق مين
وأكدب مين ؟!
ماهي حاجه تمخول أيها عاقل
وانا مجنون
وباكلم نفسي
وعقلي صراحه
ماهوش مضمون
لو كنت بلبده ولاسه
وماشي ف باب اللوق
طب إيه مشاني
مفلس جدا
جنب السوق ؟!
لوكنت بدأت
كتاجر فاكهه
وبقفصين ؟
مش كنت زماني
معلم طمبه
وجوز اتنين؟
لوكنت ف كاديلاك
زي ما قال
التالت بيه
ومعايا بنات
زي الشربات
طب ح انزل ليه ؟!
لوكنت يا طنطا
بابيع بلابيع
وسطل وبخور
مش كنت زماني
مدير على جامع
أو مأمور ؟
وصحيح الصاوي
والورداوي
والجمال
حابسين أفكار الناس
في بلدنا
وعال العال
إياك قاصدين
إن انا مسجون
زي الملايين ؟
كده يبقي تمام
ولأول مره
ح اقول " صادقين "
بس انا لا مؤاخذه
وبالتدقيق
ماحصلشي معايا
ولا تحقيق !
مش حاجه تحير
طب أنا فين ؟
حزرتوا خلاص
فزرتوا خلاص ؟
عارفين
أنا فين
أنا ساكن قلبي ومتونس
بالناس
والناس الونسه كتير
ماليين القلب
وشاغلينه
سارحين في الدم
وفي التفكير
وجناين قلبي العمرانه
بالناس
الأزهار
العصافير
سايعاني
وسايعه اللي باحبه
وتساعي معايا
رفاقه كتير
شايفين انا فين ؟
الشاطر فيكو
يحزر فزر
في دقيقتين
والأشطر طبعا
حيحزرها
في غمضة عين
أنا ...... فين ؟
العصر العباسي >> البحتري >> لبيت فيك الشوق حين دعاني
لبيت فيك الشوق حين دعاني
رقم القصيدة : 3110
-----------------------------------
لَبّيتُ فيكِ الشّوْقَ، حينَ دَعَاني،
وَعَصَيتُ نَهْيَ الشَّيبِ، حينَ نَهَاني
وَزَعَمْتِ أنّي لَستُ أصْدُقُ في الذي
عِندي مِنَ البُرَحَاءِ، والأشجَانِ(37/372)
أوَمَا كَفَاكِ بدَمعِ عَينَيَ شاهِداً
بصَبَابَتِي، وَمُخَبّراً عَنْ شَاني
تَمْضِي اللّيَالي والشّهُورُ، وَحُبُّنَا
بَاقٍ عَلى قِدَمِ الزّمَانِ الفَاني
قَمَرٌ مِنَ الأقْمَارِ، وَسْطَ دُجُنّةٍ،
يَمْشِي بِهِ غُصْنٍ مِنَ الأغْصَانِ
رُمتُ التّسَلّي عَنْ هَوَاه فَلَم يَكُنْ
لي بالتّسَلّي، عَن هَوَاهُ، يَدانِ
وأرَدْتُ هِجْرَانَ الحَبيبِ، فَلم أجد
كَبِداً تُشَيّعُني عَلى الهِجْرَانِ
أرَبِيعَةَ الفَرسِ اشكُرِي يَدَ مُنعِمٍ
وَهَبَ الإسَاءَةَ للمُسِىءِ الجَانِي
رَوّعْتُمُ جَارَاتِهِ، فَبَعَثْتُمُ
مِنْهُ حَمِيّةَ آنِفٍ غَيْرَانِ
لَمْ تَكْرَ عَنْ قَاصِي الرّعِيّةِ عَيْنُهُ،
فَيََنَامَ عَنْ وِتْرِ القَرِيبِ الدّاني
ضَاقَتْ بِأسْعَدِ أرْضِهَا لَمّا رَمَى
سَاحَاتِهَا بالرَّجْلِ والفُرْسَانِ
بِفَوَارِسٍ مثْلِ الصُّقُورِ، وَضُمّرٍ
مَجْدُولَةٍ كَكَوَاسِرِ العُقْبَانِ
لَمّا رَأوْا رَهَجَ الكَتَائِبِ سَاطِعاً،
قالُوا: الأمَانُ، وَلاَتَ حينَ أمَانِ
يَئِلُونَ من حَرِّ الحَديدِ، وَخَلفَهمْ
شُعَلُ الظَّبَا، وَشَوَاجِرُ الخِرْصانِ
يَوْمٌ مِنَ الأيّامِ طَالَ عَلَيْهِمُ،
فَكأنّهُ زَمَنٌ مِنَ الأزْمَانِ
أُيّدْتَ بالنّصْرِ الوَشيكِ، وَأُتْبِعُوا
في سَاعَةِ الهَيْجَاءِ بالخِذْلاَنِ
رَامُوا النّجَاةَ، وَكيفَ تَنجو عُصْبَةٌ
مَطْلُوبَةٌ بِالله والسّلطَانِ
جاءَتكَ أسرَى، في الحَديدِ، أذِلّةً،
مَشْدُودَةَ الأيْدي إلى الأذْقَانِ
فافْكُكْ جَوَامِعَهُمْ بِمَنّكَ، إنّهَا
سُمِرَتْ على أيْدي نَدًى وَطِعَانِ
لكَ في بَني غَنْمِ بنِ تَغلِبَ نِعمَةٌ،
فَهَلُمّ أُخْرَى في بَنِي شَيْبَانِ
أعمَامَ نَتْلَةَ، أُمِّكُمُ وَهْيَ الَّتي
شَرُفَتْ، وإخْوَةَ عَامِرِ الضَّحْيَانِ
نَمِرِيّةٌ، وَلدَتْ لكُم أُسْدَ الشَّرَى،
والنّمْرُ، بَعدُ، وَوَائِلٌ أخَوَانِ
مَنْ شَاكِرٌ عَنّي الخَليفَةَ في الذي
أوْلاهُ مِنْ طَوْلٍ، وَمِنْ إحسَانِ(37/373)
حَتّى لَقَدْ أفضَلْتُ مِنْ إفْضَالِهِ،
وَرَأيتُ نَهجَ الجُودِ حَيثُ أرَاني
مَلأتْ يَداهُ يَدي، وَشَرّدَ جُودُهُ
بُخْلي، فأفقَرَني كَمَا أغْنَاني
وَوَثِقْتُ بالخَلَفِ الجَميلِ مُعَجَّلاً
مِنْهُ، فأعْطَيتُ الذي أعطَاني
العصر العباسي >> البحتري >> من من الله مشكور وإحسان
من من الله مشكور وإحسان
رقم القصيدة : 3111
-----------------------------------
مَنٌّ مِنَ الله مَشْكُورٌ، وَإحسانُ،
وَنِعْمَةٌ، كُفرُها ظُلمٌ وَعُدوَانُ
بالقَصْرِ لا بمَليكِ القَصرِ نَازِلَةٌ،
أضْحَى لها وَهوَ طَلقُ الوَجهِ جَذلانُ
يَبني، وَيَعْمُرُ ما يَبنيهِ مِنْ أَمَمٍ،
فالأرْضُ دارٌ لَهُ، وَالنّاسُ عِبدانُ
ما كانَ قَدْرُ حَرِيقٍ أنْ نَبيتَ لَهُ،
وَكُلُّنَا قَلِقُ الأحْشَاءِ حَرّانُ
بَلْ ما ألُومُ شَفيقاً أنْ يُداخِلَهُ
وَجْدٌ لذَلِكَ، وَالإنْسانُ إنْسانُ
وَرُبّمَا جَلَبَ المَكْرُوهُ عَافِيَةً
تُرْجَى، وَأُرْدِفَ بعدَ السّوءِ إِحسانُ
لا تَنْتَقِضْ لِوَليّ العَهْدِ أُبّهَةٌ،
وَلا يكُنْ منْهُ، للأيّامِ، إذْعانُ
عِندَ الخَليفَةِ مِمّا فَاتَهُ خَلَفٌ،
بالمَالِ مالٌ، وَبالبُنْيَانِ بُنْيَانُ
تَفَاءَلَ النّاسُ، وَاشتَدّتْ ظنونُهمُ،
وَالفألُ فيهِ، لبَعضِ الأمرِ، تِبيانُ
وَأيْقَنُوا أنّ تَنْوِيرَ الحَرِيقِ هُوَ الـ
ـدّنْيَا يُمَلَّكُها، وَالنّارُ سُلطانُ
العصر العباسي >> البحتري >> بقيت مسلما للمسلمينا
بقيت مسلما للمسلمينا
رقم القصيدة : 3112
-----------------------------------
بَقِيتَ مُسَلَّماً للمُسلِمِينَا،
وَعِشْتَ خَليفَةً لله فِينَا
فَقَدْ أنْسَيْتَنَا،َعَدْلاً و بَذْلاً ،
أُبُوّتَكَ الهُدَاةَ الرّاشِدِينَا
أرَادَ الله أنْ تَبْقَى مُعَاناً،
فَقَدّرَ أنْ تُسَمّى المُسْتَعِينا
إذا الخُلَفَاءُ عُدّوا يَوْمَ فَخْرٍ
سَبَقْتَ سَرَاتَهُمْ سَبْقاً مُبِينا
وَقَيْنَاكَ المَنُونَ، وإنّ حَظّاً(37/374)
لَنا في أنْ نُوَقّيَكَ المَنُونَا
أرَى البَلَدَ الأمينَ ازْدَادَ حُسناً،
إذِ استَكْفَيتَهُ العَفَّ الأمِينَا
نَدَبْتَ لَهُ ابنَكَ العَبّاسَ لَمّا
رَضِيتَ بخُلْقِهِ هَدْياً، وَدِينا
سَرَرْتَ بهِ القُلُوبَ، غداةَ جاءَتْ
وِلاَيتُهُ، وأقْرَرْتَ العُيُونا
فقَدْ صَدَرَ الحَجِيجُ، وهمْ وُفُودٌ
بشُكرِكَ رائحينَ، ومُغْتَدِينا
أقَمْتَ سَبِيلَ حَجّهِمِ ببَدْرٍ،
أضَاءَ السّهْلَ مِنْهُ والحُزُونَا
بأزْكَى هَاشِمٍ حَسَباً، وأَعْلاَ
هُمُ شَرفَاً، وأنداهُمْ يَمِينا
وَحَسْبُكَ أنّهُ في كلّ حالٍ
شَبِيهُكَ، يا أميرَ المؤمِنِينا
يُسَرُّ المُسْلِمُونَ بأنْ يَرَوْهُ
لَدَيْكَ وَليَّ عَهْدِ المُسْلِمِينا
فَجَدّدْ عَقْدَ بَيْعَتِهِ تُجَدِّدْ
لهُمْ خَفضاً، من الدّنيا، ولِينَا
ظُنُونُ النّاسِ تَذهَبُ فيهِ عَلواً،
فحَقّقْ مُنعماً تلكَ الظّنُونَا
نَرَاهُ مُبَارَكاً جُمِعَتْ عَلَيْهِ
مَحَبّاتُ البَرِيّةِ أجمَعِينا
تَطَلّعَتِ السّعُودُ بهِ إلَيْنَا،
وَقد غَابَتْ طَوَالِعُهُنّ حِينَا
وَكَانَ القَطْرُ مُحتَبِساً، فَلَمّا
عَزَمْتَ عَلى وِلاَيَتِهِ سُقِينا
العصر العباسي >> البحتري >> أرق العين أن قرة عيني
أرق العين أن قرة عيني
رقم القصيدة : 3113
-----------------------------------
أرّقَ العَينَ أنّ قُرّةَ عَيْني
دَخَلَتْ بَيْنَهُ اللّيالي، وَبَيْني
إنْ يُقَدّرْ لَنَا الزّمَانُ التِقَاءً،
فهوَ حُكمي على الزّمانِ، وَدَيْني
ما لشيءٍ بَشاشَةٌ، بَعدَ شيءٍ،
كَتَلاقٍ مُوَاشِكٍ، بَعدَ بَينِ
صَافَحتْ في وَداعِها، فأرَتْنَا
ذَهَباً مِنْ خِضَابِها في لُجَينِ
أصْدَقُ النّاسِ مَن يشيدُ بقَوْلٍ:
إنّ سَيفَ الإمَامِ ذو السّيفَينِ
تَقِفُ العَيْنُ عِندَ أنْوَرِ وَجْهٍ،
يَتَجَلّى لَنَا، وَأنْدَى يَدَيْنِ
قَادَ آباؤهُ الجِيَادَ مُلُوكاً،
قَبلَ قَوْدِ الجيادِ من ذي رُعَينِ
العصر العباسي >> البحتري >> ألبيت مبني على أركانه(37/375)
ألبيت مبني على أركانه
رقم القصيدة : 3114
-----------------------------------
ألبَيْتُ مَبْنيٌّ على أرْكَانِهِ،
وَالطِّرْفُ جارٍ في امتِدادِ عِنانِهِ
يا عاذِلَ الحَسنِ بنِ وَهبٍ في اللُّهى
مِنْ نَيْلِهِ، وَالغَمرِ مِنْ إحسانِهِ
إنْ كانَ شأنُكَ ما أرَاهُ، فإنّهُ
عاصٍ عَليكَ، وآخِذٌ في شانِهِ
لَنْ تَسبُقَ الرّيحُ الشَّمالُ إذا طغتْ
في الجَرْيِِ، ما لم تَجرِ في ميدانِهِ
وَبِأيّما آبَائِهِ لا يَكْتَسِي
مَجْداً، يَفُوتُ الرَّوْضَ في ألْوانِهِ
أبِوَهْبِهِ، وَسَعيدِهِ، أوْ قَيْسِهِ،
وَحُصَيْنِهِ، أَمْْ عَمرِهِ، وَقَنانِهِ
لا المَجدُ بَينَهُمُ غَرِيبٌ زَائرٌ،
بَلْ في محَلّتِهِ، وَفي أوْطَانِهِ
يا صَيْقَلَ الشّعْرِ المُقَلَّدِ في الَّذِي
يُختارُ مِنْ قَلْعِيّهِ، ويَمَانِهِ
اسمَعْهُ مِنْ قَوّالِهِ تَزْدَدْ بِهِ
عُجْباً، وطِيبُ الوَرْْدِ في أغصَانِهِ
أحسَنْتُ فيهِ مُبَرِّزاً، فجَفَوْتَني،
وَتُبِرُّ أقْوَاماً على استِحسَانِهِ
هَلْ تُضْغِيَنْ لأخٍ يَقُولُ بحالِهِ
مُتَعَتِّباً، إذْ لمْ يَقُلْ بلِسَانِهِ ؟
نَزَلَتْ بَعقْوَتِهِ الخُطُوبُ طَوَارِقاً
فَتخَوّنَتْهُ، وَأنتَ مِنْ اخوانِهِ
ما كان غَرْواً أنْ يَضِيعَ ذِمامُهُ،
لَوْ لم تَكُنْ في عَصرِهِ وَزَمانِهِ
هَذا وَأنتَ الحُجّةُ البَيْضََاءُ في
اكْرَامِهِ مِنْ وَافِدٍ، وَهَوَانِهِ
وَمتى رآكَ النّاسُ تَحرِمُهُ اقتَدَوا
بكَ غَيرَ مُرْتابينَ في حِرْمَانِهِ
فتَكُونُ أولَ مانِعٍ مِن نَفسِهِ
ما أمّلَ العافي، وَمِنْ جِيرَانِهِ
وَالأرْضُ تَبذلُ في الرّبيعِ نَبَاتَها،
وَكذَاكَ بَذْلُ الحُرّ في سُلطانِهِ
وَالعُرْفُ بُنيانٌ، فمَنْ يَعدُ الرُّبَى
يُشرِفْ، وَيَعْفُ السّيلُ من بُنيانِهِ
واعَلمْ بأنّ الغَيثَ لَيسَ بنافِعٍ
للنّاسِ، ما لمْ يأتِ في إبّانِهِ
العصر العباسي >> البحتري >> ملنا أم نبا بنا أم جفانا
ملنا أم نبا بنا أم جفانا
رقم القصيدة : 3115(37/376)
-----------------------------------
مَلّنَا، أمْ نَبَا بنَا، أمْ جَفَانَا،
أمْ قَلانا، فاعتاضَ مِنَّا سِوَانَا؟
سَاخِطٌ نَبْتَغي رِضَاهُ وَلا يَسْـ
ـألُ عَن سُخطِنا، وَلا عن رِضَانَا
وَنُبَالي ألاّ نَرَى ذا تَجَنٍّ
لا يُبَالي الزّمَانَ، ألاّ يَرَانَا
ضَيّقُ العُذْرِ في الضّرَاعَةِ، إنّا
لَوْ قَنِعْنَا بقِسْمِنَا لَكَفَانَا
مَا لَنَا نَعْبُدُ العِبَادَ إذا كَا
نَ، إلى الله، فَقْرُنَا وَغِنَانَا ؟
العصر العباسي >> البحتري >> بعينك لوعة القلب الرهين
بعينك لوعة القلب الرهين
رقم القصيدة : 3116
-----------------------------------
بعَيْنِكِ لَوْعَةُ القَلْبِ الرّهِينِ،
وَفَرْطُ تَتَابُعِ الدّمعِ الهَتُونِ
وَقَدْ أصْغَيْتِ للوَاشِينَ، حَتّى
رَكَنْتِ إلَيهِمِ بَعْضَ الرّكُونِ
وَلَو جَازَيْتِ صَبّاً عَنْ هَوَاهُ
لَكَانَ العدْلُ الاّ تَهْجُرِيني
نَظَرْتُ، وَكم نَظَرْتُ فأقصَدَتْني
فُجاءَاتُ البُدُورِ على الغُصُونِ
وَرُبَّةَ نَظْرَةٍ أقْلَعْتُ عَنهَا
بسُكْرٍ في التّصَابِي، أو جُنُونِ
فَيَا لله ما تَلْقَى القُلُوبُ الـ
ـهَوَائِمُ مِنْ جَنِايَاتِ العُيُونِ
وَقَدْ يَئِسَ العَواذِلُ مِنْ فُؤَادٍ
لَجُوجٍ في غِوَايَتِهِ، حَرُونِ
فَمَنْ يَذْهَلْ أحِبّتَهُ، فإنّي
كُفيتُ مِنَ الصَبَابَةِ مَا يَلِيني
وَلي بَينَ القُصُورِ إلى قُوَيْقٍ
أليفٌ أصْطَفيهِ، وَيَصْطَفيني
يُعَارِضُ ذِكْرُهُ في كلّ وَقْتٍ،
وَيَطْرُقُ طَيْفُهُ في كلّ حِينِ
لَقَدْ حَمَلَ الخِلاَفَةَ مُسْتَقِلٌّ
بِهَا، وَبِحَقّهِ فيهَا المُبِينِ
يَسُوسُ الدّينَ والدّنيا بِرَأيٍ،
رِضًى لله في دُنْيَا وَدِينِ
تَنَاوَلَ جُودُهُ أقصَى الأمَاني،
وَصَدّقَ فِعْلُهُ حُسْنَ الظّنُونِ
فَما بالدّهرِ مِنْ بَهَجٍ وَحُسْنٍ،
وَما بالعَيشِ مِنْ خَفْضٍ وَلِينِ
وَلَمْ تُخْلَقْ يَدُ المُعْتَزّ إلاّ
لِحَوْزِ الحَمْدِ بالخَطَرِ الثّمِينِ(37/377)
تَرُوعُ المَالَ ضُحْكتُهُ، إذا مَا
غَدا مُتَهَلِّلاً، طَلْقَ الجَبِينِ
أمِينَ الله، والمُعْطَى تُرَاثَ الـ
ـأمينِ، وَصَاحِبَ البَلَدِ الأمِينِ
تَتَابَعَتِ الفُتُوحُ وَهُنّ شَتّى الـ
ـأماكنِ في العِدى، شتّى الفُنُون
فَمَا تَنْفَكُّ بُشرَى عَنْ تَرَدّي
عَدُوٍّ خاضِعٍ لكَ، مُستَكِينِ
فِرَارُ الكَوْكَبِيّ، وَخَيلِ مُوسَى،
تُثيرُ عَجَاجَةَ الحَرْبِ الزَّبُونِ
وَفي أرْضِ الدّيَالِمِ هامُ قَتْلَى،
نِظامُ السّهْلِ مِنها والحُزُونِ
وَقد صَدمتْ عَظيمَ الرّومِ عُظمَى
منَ الأحداثِ قاطِعَةُ الوَتينِ
بنُعْمَى الله عِندَكَ غَيرَ شَكٍّ،
وَرِيحِكَ أقْصَدَتْهُ يَدُ المَنُونِ
نُصِرْتَ على الأعادي بالأَعَادِي،
غَداةَ الرّومُ تَحتَ رَحًى طَحُونِ
يُقَتِّلُ بَعْضُها بَعْضاً بضَرْبٍ
مُبِينٍ للسّوَاعِدِ، والشّؤونِ
إذِ الأبْدَانُ ثَمّ بِلا رؤُوسٍ
تَهاوَى، والسّيُوفُ بلا جُفُونِ
فَدُمْتَ وَدامَ عَبدُ الله بَدْرَ الـ
ـدّجَى في ضَوْئِهِ، وَحَيَا الدُّجُونِ
تُطِيفُ بِهِ المَوَالي، حِينَ يَبدُو،
إطَافَتَها بِمَعْقِلِهَا الحَصِينِ
تَرَى الأَبْصَارَ تُغْضِي عَن مَهِيبٍ
وَقُورٍ في مَهَابَتِهِ، رَكِينِ
جَوَادٌ، غَلّسَتْ نُعْماهُ فِينَا،
وَلَمْ يُظْهِرْ بِهَا مَطْلَ الضّنِينِ
ظَنَنْتُ بهِ التي سرّتْ صَديقي،
فَكَانَ الظّنُّ قُدّامَ اليَقِينِ
وَكُنتُ إلَيْهِ في وَعْدٍ شَفيعي،
فصِرْتُ عَلَيْهِ في نُجْحٍ ضَميني
وَمَا وَلِيَ المَكَارِمَ مِثلُ خِرْقٍ
أغَرَّ، يرَى المَواعِدَ كالدّيُونِ
وَصَلْتُ بيُونسَ بنِ بَغَاءَ حَبْلي،
فَرُحْتُ أمُتُّ بالسّبَبِ المَتِينِ
فَقَدْ بَوَّأْتَنِي أَعْلَى مَحَلٍّ
شَرِيفٍ في المَكَانِ بِكَ المَكِينِ
وَمَا أخشَى تَعَذُّرَ ما أعاني
منَ الحَاجَاتِ، إذْ أمْسَى مُعِيني
وإنّ يَدي، وَقد أسنَدتُ أمرِي
إلَيْهِ اليَوْمَ، في يَدِكَ اليَمِينِ
العصر العباسي >> البحتري >> أتراه يظنني أو يراني(37/378)
أتراه يظنني أو يراني
رقم القصيدة : 3117
-----------------------------------
أتَرَاهُ يَظُنُّني، أوْ يَرَانِي،
نَاسِياً عَهْدَهُ الذي استَرْعَاني ؟
لا وَمَنْ مَدّ غَايَتي في هَوَاهُ،
وَبَلاني مِنْهُ بِما قَدْ بَلاَني
سَكَنٌ يَسْكُنُ الفؤَادَ عَلَى مَا
فيهِ مِنْ طَاعَةٍ، وَمن عِصْيانِ
شَدّ ما كَثّرَ الوُشَاةُ وَلاَمَ الـ
ـنّاسُ في حُبّ ذَلِكَ الإنْسَانِ
أيّهَا الآمِرِي بتَرْكِ التّصَابي،
رُمْتَ منّي ما لَيسَ في إمْكاني
خَلِّ عَنّي، فَما إلَيكَ رَشَادي
من ضَلالي، وَلا عَلَيكَ ضَمَاني
وَنَدِيمٍ، نَبّهْتُهُ وَدُجَى اللّيْـ
ـلِ، وَضَوْءُ الصّبَاحِ يَعتَلِجَانِ
قُمْ نُبَادِرْ بهَا الصّيَامَ فَقَدْ أقْـ
ـمَرَ ذَاكَ الهِلاَلُ مِنْ شَعْبَانِ
بِنتُ كَرْمٍ يَدْنُو بها مُرْهَفُ القَدّ
غَرِيرُ الصّبَا خَضِيبُ البَنَانِ
أُرْجُوَانِيّةٌ، تُشَبَّهُ في الكَا
سِ بِتُفّاحِ خَدّهِ الأُرْجُوَانِي
بَاتَ أحْلى لَدَيّ مِنْ سِنَةِ النّوْ
مِ، وأشهَى من مُفرِحَاتِ الأمَاني
للإمَامِ المُعْتَزّ بالله إعْزَا
رٌ مِنَ الله قاهِرِ السّلْطانِ
مَلِكٌ يَدْرَأُ الإسَاءَةَ بالعَفْـ
ـوِ وَيَجْزِي الإحسانَ بالإحسانِ
سَلْ به تُخْبَرِ العَجيبَ، وإن كا
نَ السّماعُ المأثُورُ دونَ العِيَانِ
وَتأمّلْهُ مِلْءَ عَيْنَيْكَ، فانظرْ
أيَّ رَاضٍ في الله، أوْ غَضْبَانِ
بَسْطَةٌ تُرْهِقُ النّجُومَ، وَمَلْكٌ
عَظُمَتْ فيهِ مأثُرَاتُ الزّمَانِ
أذْعَنَ النّاكِثُونَ إذْ ألقَتِ الحَرْ
بُ عَلَيهمْ بكَلْكَلٍ وَجِرَانِ
فَفُتُوحٌ يَقصُصْنَ، في كلّ يَوْمٍ،
شأنَ قَاصٍ من الأعادي وَدانِ
كلُّ رَكّاضَةٍ منَ البُرْدِ يَغدُو الـ
ـرّيشُ أوْلى بها مِنَ العُنْوَانِ
قد أتَانَا البَشِيرُ عَنْ خَبَرِ الخَا
بُورِ بالصّدْقِ، ظاهِراً، والبَيَانِ
عَنْ زُحُوفٍ منَ الأعادي وَيَوْمٍ
مِنْ أبي السّاجِ فيهِمِ، أرْوَنَانِ
حُشِدَتْ مَرْبَعَاءُ فيهِ وَمَرْدٌ،(37/379)
وَقُصُورُ البَلّيخِ والمَازِجانِ
وَتَوَافَتْ حَلائِبُ السَّلْطِ والمَرْ
جَينِ مِنْ دَابِقٍ، وَمن بَطْنانِ
تَتَثَنّى الرّماحُ، والحَرْبُ مَشْبُو
بٌ لَظَاهَا تَثَنّيَ الخَيْزُرَانِ
كُلّمَا مَالَ جَانِبٌ من خَمِيسٍ،
عَدّلَتْهُ شَوَاجِرُ الخِرْصَانِ
فَلَجَتْ حُجَّةُ المَوَالِي ضِرَاباً
وطِعَاناً لَمَّا الْتَقَى الخَصْمَانِ َ
فَقَتِيلٌ تَحتَ السّنَابِكِ يُدْمَى،
وأسِيرٌ يُرَاقِبُ القَتْلَ، عَانِ
لمْ تَكُنْ صَفْقَةُ الخِيَارِ عَشِيّاً
لابنِ عَمْرٍو فيها، ولا صَفْوَانِ
جَلَبَتْهُمْ، إلى مَصَارِعِ بَغْيٍ،
عَثَرَاتُ الشّقَاءِ، والخِذْلانِ
أسَفاً للحُلُومِ كَيفَ استَخَفّتْ،
بِغُلُوِّ الإسْرَافِ والطّغْيَانِ
كَيفَ لمْ يَقْبَلُوا الأمَانَ وَقَدْ كا
نَتْ حَيَاةٌ لمِثْلِهِمْ في الأمَانِ
يا إمَامَ الهُدَى نُصِرْتَ، ولا زِلْـ
ـتَ مُعَاناً باليُمْنِ والإيمَانِ
عَزّ دينُ الإلَهِ في الشَّرْقِ والغَرْبِ
بِبِضِ الأَيَّامِ مِنْكَ الحِسَانِ
واضْمَحَلَّ الشِّقَاقُ في الأرْضِ مُذْ طَا
عَ لكَ المَشْرِقَانِ والمَغْرِبَانِ
لمْ تَزَلْ تَكْلأُ البلادَ بقَلْبٍ
ألْمَعيٍّ، وَنَاظِرٍ يَقْظَانِ
إِنَّما يَحْفَظُ الأُمُورَ ويُتْوِيـ
ــهِنَّ بِحَزْمٍ مُواشكٍ أَو تَوَانِ
مَا تَوَلّى قَلْبي سِواكُمْ، وَلاَ ما
لَ إلى غَيْرِكمْ بمَدْحٍ لِسَاني
شأنيَ الشّكْرُ والمَحَبّةُ مُذْ كُنْـ
ـتُ وَحَقٌّ عَلَيْكَ تَعظيمُ شَاني
ضَعَةٌ بي، إنْ لمْ أنَلْ بِمَكَاني
مِنْكَ عِزّاً، مُسْتأنِفاً في مَكاني
العصر العباسي >> البحتري >> رويدك إن شانك غير شاني
رويدك إن شانك غير شاني
رقم القصيدة : 3118
-----------------------------------
رُوَيْدَكَ! إنّ شانَكَ غَيرُ شَاني،
وَقَصرَكَ! لَستُ طاعةَ مَن نَهَاني
فإنّكَ لَو رأيتَ كَثِيبَ رَمْلٍ
يُجاذِبُ جانِبَاهُ قَضِيبَ بَان
وَمُقْتَبَلَ المَلاَحَةِ، بِتُّ لَيْلي
أُعَاني مِنْ هَوَاهُ ما أُعَاني(37/380)
عَذَرْتَ على التّصابي مَنْ تَصَابَى،
وآثَرْتَ الغَوَايَةَ، في الغَوَاني
وَكَمْ غَلّسْتُ مُدّلِجاً بصَحْبي
على مُتَعَصْفِرِ النّاجُودِ، قانِ
أُغَادِي أُرْجُوَانَ الرّاحِ صِرْفاً،
على تُفّاحِ خَدٍّ أُرْجُوَاني
إذا مَالَتْ يَدي بالكأسِ رُدّتْ
بكَفِّ خَضِيبِ أطْرَافِ البَنَانِ
تأمّلْ مِنْ خِلالِ السِّجْفِ فانظُرْ
بعَيْنِكَ ما شرِبتُ وَمَنْ سَقَاني
تجدْ شَمسَ الضحَى تَدنو بشَمسٍ
إليّ، مِنَ الرّحيقِ الخُسْرُواني
سُبُوتُ الإصْطِبَاحِ مُعَشِّقَاتٌ،
وأحظَاهُنّ سَبْتُ المِهرَجَانِ
أتَى يَهْدي الشّتَاءَ على اشْتِيَاقٍ
إلَيْهِ، وَصَيِّبَ الدِّيَمِ الدّوَاني
يُحَيِّينا بنَرْجِسِهِ، وَيُدْني
مَكَانَ الوَرْدِ وَرْدِ الزّعْفَرَانِ
وَمِنْ إكْرَامِهِ حَثُّ النّدَامى،
وإعْجَالُ المَثَالِثِ والمَثَانِي
بيُمْنِ خِلاَفَةِ المُعْتَزّ عادَتْ
لَنَا حَقّاً أكاذيبُ الأَمَانِي
يَسُحُّ عطَاؤُه فينا، فتُغْني
عنِ القُلْبِ النّوَازِحِ، والسّوَاني
أغَرُّ كَبَارِقِ الغَيثِ المُرَجّى،
يُحَبَّبُ في الأبَاعِدِ والأدَاني
تَخَاضَعَتِ الوُجُوهُ لحُسْنِ وَجْهٍ
يَدُلُّ على خَلاَئِقِهِ الحِسَانِ
وَعَايَنَتِ الرّعِيّةُ مِنْ قَرِيبٍ
مَقَامَ مُوَفَّقٍ فيها، مُعَانِ
اَرُدَّتْ بَهْجَةُ الدُّنْيَا إِلَيْهَا
وعادَ كَعَهْدِهِ حُسْنُ الزَّمَانِ
وأضْحَى المُلْكُ أزْهَرَ مُسْتَنِيراً
بأزْهَرَ مِن بَنِي فِهْرٍ، هِجَانِ
وَمَنْصُورٍ أُعِينَ على الأعَادِي
بِكَرّ عَوَاقِبِ الحَرْبِ العَوَانِ
لَقَدْ جَاءَ البَرِيدُ يَنِثُّ قَوْلاً
شَهِيَّ اللّفظِ، مَفْهُومَ المَعَاني
إذا الخَبَرُ استَخَفّكَ من بَعيدٍ،
نَثَاهُ، فكَيفَ ظَنُّكَ بالعِيَانِ
أُبِيد المَارِقُونَ، وَمَزّقَتْهُمْ
سُيُوفُ الله مِنْ ثَاوٍ وَعَانِ
وَقد شَرِقتْ جِبالُ الطّيبِ مِنهُمْ
بِيَوْمٍ، مِثْلِ يَوْمِ النّهْرَوَانِ
وَفَرّ الحَائِنُ المَغْرُورُ يَرْجُو(37/381)
أمَاناً، أيَّ سَاعَةِ مَا أمَانِ؟
يَهَابُ الالْتِفَاتَ، وَقَدْ تأيّا
لِلَفْتَةِ طَرْفِهِ طَرَفَ السّنَانِ
تَبَرّأ مِنْ خِلاَفَتِهِ، وَوَلّى
كأنّ العَبْدَ يَرْكُضُ في رِهَانِ
وَمَا كَانَتْ رَعِيّتُهُ قَدِيماً،
سِوَى خِلْطَينِ مِنْ مَعِزٍ وَضَانٍ
أمِيرَ المُؤمِنِينَ عَمَرْتَ فِينَا،
عَزِيزَ المُلْكِ، مَحرُوسَ المكانِ
فإنّكَ أوّلٌ في كُلّ فَضْلٍ
نُعَدّدُهُ، وَعَبْدُ الله ثَانِ
العصر العباسي >> البحتري >> أمن بعد وجد الفتح بي وغرامه
أمن بعد وجد الفتح بي وغرامه
رقم القصيدة : 3119
-----------------------------------
أمِنْ بَعدِ وَجْدِ الفَتحِ بي وَغَرَامِهِ،
وَمَنْزِلَتي مِنْ جَعفَرٍ، وَمَكَانِي
أُكَلَّفُ مَدْحَ الأرْمَنيّ على الذي
لَدَيْهِ مِنَ البَغْضَاءِ والشّنَآنِ
وَمِنْ خُلُقٍ يَستَنكِفُ الكلبُ أن يُرَى
لَهُ جارَ بَيتٍ، أو رَضِيعَ لِبَانِ
نَديمَيّ، لا زَالَ السّحابُ مُوَكَّلاً
بجُودِكُمَا بالسّحّ، والهَطَلانِ
فَلَوْ كانَ صَرْفُ الدّهرِ حُرّاً عَداكما
إليّ، وَما ناصَاكُما، وَعَداني
شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> بابلو نيرودا
بابلو نيرودا
رقم القصيدة : 312
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
شيلي البارود
حطي الوعود
والتعليلات
في المهملات
سفحوا الورود
من ع الخدود
والخضره
من قلب البنات
فين الأمان
جنب الغيلان
يا ملفقين
عصر التبات ؟
لا الجرح بات
ولا إتنسي
ولا التاريخ
والذكريات
سيدنا الحسين
اسبارتاكوس
الليندي
لوركا
عب رحيم
فلاح بلدنا اللي انشوى
قبل القيامه
في جحيم
سينا الطعينه المزمنه
ارنستو
جيفارا العظيم
خميس وبقري
والشفيع
أدهم
ومواله القديم
قطب الرجال اللي ابتلي
لما تلا الذكر الحكيم
عقد العقيق اللي اتبدر
من عهد سقراط الحكيم
زاد النهارده
وانتظم
بالدره والفص اليتيم
نيرودا
زمار الصباح
نيرودا
مزمار النسيم
صابحه الصبيه
" سانتياجو "
تشرب لبنها من غناك(37/382)
اتروعوا العصافير
وهاجوا
لما نعيت البوم
نعاك
وانت الشهيد
ملو البراح
جراح تعود المجروحين
ساعتين تشاور
ع الجراح
ينشد ضهر المطعونين
تتمدد إيدهم ع السلاح
وبعزم ما في الموجوعين
تطعن في شريان الطاعون
تجهز
على الداء الدفين
الشمس تطلع بالصباح
ترمي الصباح
على كل الإبد
حاضنه البنادق والجراح
بإيد وعافقه الناي
بإيد
والشمس تطلع في النهار
فوق كل قصر
وكل بيد
والشمس تسقط
في الغروب
عن بابلوا نيرودا .. الشهيد
دواره بتعدي السنين
يا أرضنا
يا ام البنين
دواره بتعدي اللي فات
يا أرضنا يا ام البنات
كروب
حروب
محن شعوب
كلاب
عذاب
ضباب
غروب
بروق
رعود
شروق
صعود
نضال
سجال حرام
حلال
والعدل .. كان
في كل آن
هو القضية
والرهان
والارض عاشت من زمان مسرح لفرسان الميدان
سيدنا الحسين
اسبارتاكوس
جيفارا
لوركا
عب رحيم
نيرودا زمار الصباح
نيرودا
مزمار النسيم
العصر العباسي >> البحتري >> بني حميد تولى العز أولكم
بني حميد تولى العز أولكم
رقم القصيدة : 3120
-----------------------------------
بَني حُمَيْدٍ تَوَلّى العِزَّ أوّلُكُمْ،
وَصَارَ آخِرُكُمْ للذّلّ وَالهُونِ
أبَتْ لكم أن تَنالوا فَضْلَ مَكرُمَةٍ،
لِحَى التّيُوسِ، وَأعطافُ البَرَاذِينِ
يَخزَى عَدِيٌّ وَزَيدٌ، في قُبُورِهِما،
مِنْ قَوْلِ حامِدِكمْ يا عَزّ حُفّيني
وَفي أبي جَعْفَرِ مَرْأًى وَمُسْتَمَعٌ
مِمّنْ يُسَلْسَلُ في دَيْرِ المَجانِينِ
جَزْلُ الرَّقاعَةِ، فَدْمٌ يَدّعي أدَباً،
وَلَيسَ يَفرُقُ بَينَ التّينِ وَالطّينِ
جَهْمٌ عَبوسٌ على ظهْْرِ الخِوَانِ لهُ
تَفْرِيقُ لحظٍ كأطْرَافِ السّكاكينِ
يُدْنِيكَ نَائِلَهُ مِنْ غَيْرِ مُزْرِيةٍ
ونَيْلُهُ مِنْ وَرَاءِ الهِنْدِ والصِّينِ
العصر العباسي >> البحتري >> أرانا لا نزال نسام خسفا
أرانا لا نزال نسام خسفا
رقم القصيدة : 3121
-----------------------------------
أَرَانَا لا نَزَالُ نُسَامُ خَسْفاً(37/383)
بِرِجْسِ النَّفْسِ رِجْسَ الْوَالِدَيْنِ
مَتى نَرْضَى، وَدَجّالُ النّصَارَى
يُقَوّمُ ما يَرَاهُ بِفَرْد عَيْنِ ؟
وَأَجْوَرُ خُطَّةٍ طاوْوسُ حُسْنٍ،
يُوَلَّى الحُكْمَ فِيهِ غُرَابُ بَيْنِ
العصر العباسي >> البحتري >> يا أبا جعفر بأي مكان
يا أبا جعفر بأي مكان
رقم القصيدة : 3122
-----------------------------------
يا أبا جَعْفَرٍ! بأيّ مَكَانٍ
ضَاعَ مِنّي رَأيي، وَضََلَّ لساني
وَامتِداحيكَ لا لشَيْءٍ، ولكِنْ
هَذَيانٌ مِنْ شاعرٍ مَجّانِ
ما ألُومُ اللّؤمَ الذي مِنْ فِعْـ
ـلِكَ، لَكِنْ ألُومُ الأمَاني
العصر العباسي >> البحتري >> أبلغ أبا الدردام إن لاقيته
أبلغ أبا الدردام إن لاقيته
رقم القصيدة : 3123
-----------------------------------
أبْلِغْ أبَا الدَّرْدامِ، إنْ لاقَيْتَهُ
بالرَّقةِ البَيْضَاءِ، أوْ حَرّانِ
ألدّهْرَ، مَا تَنْفَكُّ تَنْدُبُ وَجْنَةً
دَرَسَتْ، وخَدّاً مُنْهَجَ العِرْفانِ
وَتَرَى الجَلالَةَ للصّغَارِ، وإنّمَا
أوْصَى الإلَهُ بِها إلى الشِّيْخَانِ
هَل تُفلِحَنّ، وَكيفَ تُفلِحُ لحيَةٌ
جَعَلَتْ حَوَائِجَها إلى الصّبْيَانِ
العصر العباسي >> البحتري >> قل لي إذا قمت على أربع
قل لي إذا قمت على أربع
رقم القصيدة : 3124
-----------------------------------
قُلْ لِي ، إِذا قُمْتَ عَلَى أَرْبَعٍ
مُحَيِّياً فِي ذَلِكَ الشَّانِ
وقامَ مِنْ خَلْفِكَ فَتْحٌ ، فمَا
يَنْفَعُكَ الفَضْلُ بْنُ مَرْوَانِ
العصر العباسي >> البحتري >> ترى لقزوين عند الله صالحة
ترى لقزوين عند الله صالحة
رقم القصيدة : 3125
-----------------------------------
تَرَى لقَزْوِينَ عِنْدَ الله صَالحَةً،
وَقَدْ تَوَلّى طُمَاسٌ أَْرْضَ قَزْوِينِ
مَا للنَّدامَى تَشَكّوْا مِنْهُ أُبّهَةً،
فيها تَطاوُسُ عَاتي الجَهلِ مجْنُونِ
لَن يَحمَدوكَ على خَلْقٍ وَلا خُلُقٍ،
إذا رَأوْكَ بِلا عَقْلٍ، وَلا دينِ(37/384)
بأَيِّ مُخْزِيَةٍ جَمَّشْتَ قَيْنَتَهُمْ
أَبِاسْتِ مُسْتَحْلِقٍ أَمْ أَيْرِ عِنِّينِ ؟
وَلِمْ تَخَرْسَنْتَ، يا مَلعونُ، بينَهُمُ،
وَأنتَ كُورُ عَليلِ الكِيرِ وَالكَوْنِ
العصر العباسي >> البحتري >> أبلغ أبا حسن وكنت أعده
أبلغ أبا حسن وكنت أعده
رقم القصيدة : 3126
-----------------------------------
أبلغْ أبا حَسَنٍ، وَكُنْتُ أعُدُّهُ،
من بَينِهِمْ، قَمِناً منَ الإحسانِ
إنْ كُنتَ إنساناً، فقُلْ لي صَادِقاً:
ما الفرْقُ بَينَ القِرْدِ وَالإنْسَانِ ؟
لَيسَ المَذارُ بحالِبٍ لكَ سُؤدَداً
غَيرَ الجِرَارِ الخُضرِ، وَالكِيزَانِ
وَلَئِنْ وَليتَ، فبالمُصَانَعَةِ التي
قَدّمْتَها، وشَفيعِكَ العُرْيَانِ
فالله مِنْ كَثَبِ، حَسيبُكَ ظالماً،
وَحَسيبُ زَوْجَةِ صَاحبِ الدّيوَانِ
العصر العباسي >> البحتري >> نطالب بشرا بسقيا المدام
نطالب بشرا بسقيا المدام
رقم القصيدة : 3127
-----------------------------------
نُطالِبُ بِشْراً بِسُقْيا المُدَام
، وَبِشْرٌ يُطالِبُنا بالثَمَنْ
أمِنْ عَادَةٍ لَكَ في بَيْعِها،
أمِ البُخلُ مِنْكَ طَرِيقٌ قَمِنْ ؟
فإنْ بِعْتَنَاها، فنَكّبْ بِنَا
عنِ البَخسِ في بَيعِها وَالغَبَنْ
وَأوْفِ لَنا الكَيْلَ حتّى نَعُدّ
قَبيحَكَ في بَيعِنَاها حَسَنْ
عَذيرِي مِنْ تاجِرٍ خازِنٍ
بَضَائِعَهُ في أصِيصٍ وَدَنّ
وَبَعْضُهُمْ في اخْتِيَارَاتِهِ،
يُحبُّ الدّناءَةَ، حُبَّ الوَطَنْ
العصر العباسي >> البحتري >> أمير المؤمنين لقد سكنا
أمير المؤمنين لقد سكنا
رقم القصيدة : 3128
-----------------------------------
أَميرَ المُؤْمنين لَقَدْ سَكَنَّا
إِلى أَيَّامِكَ الغُرِّ الحِسَانِ
رَدَدْتَ الدِّينَ فَذًّ ا بَعْدَمَا قَدْ
أَراهُ فِرْقَتَيْنِ تَخَاصَمَانِ
قَصَمْتَ الظَالِمِينَ بِكُلِّ أَرْضٍ
فأَضْحَى الظُّلْمُ مَجْهُولَ المكَانِ
وَفِي سَنَةٍ رَمَتْ مُتَجَبِّرِيهِمْ(37/385)
عَلَى قَدَرٍ بِدَاهِيَة عَوَانِ
فَمَا أَبْقَتْ مِن ابْنِ أَبِي دُؤَادٍ
سِوَى جَسَدٍ يُخَاطِبُ بالمَعاني
تَعَرَّبَ بارْتِبَاطِ الجُرْزِ حَتَّى
رَمَتْهُ فِي اليَدَيْنِ وفي اللِّسَانِ
ومَا كانَتْ غِذَاهُ زَمَانَ يَشْرِي
سَراطِينَ الصَّرَاةِ ويَهْرُبَانِ
تَحَيَّيرَ فيهِ سَابُورُ بَنُ سَهْلٍ
وطَاوَلَهُ ، ومنَّاهُ الأَمَانِي
إِذا أَصْحَابُهُ اصْطَبَحُوا بِلَيْلٍ
أَطَالُوا الحَوْضَ فِي خَلْقِ القُرَانِ
يُدِيرُونَ الكُؤُوسَ وَهُم نَشَاوَى
يُحَدِّثُنَا فُلاَنٌ عَن فُلاَنِ
وآخِرُ حَادِثٍ أَنَّا غَدَوْنَا
نَعُوذُ أَبَا الوَزِيرِ مِنَ الزَّمَانِ
وكَانَ إِذا تَسَرْبَلَ كُلَّ قُبْحٍ
وَسَءَك في السَّمَاعِ وفي العِيَانِ
أَهَشَّهُمُ إِلى غَيْرِ المَعَالِي
وأَضْحَكَهُمْ إِلى غَيْرِ الخِوَانِ
العصر العباسي >> البحتري >> حرمت النجح حرمانا مبينا
حرمت النجح حرمانا مبينا
رقم القصيدة : 3129
-----------------------------------
حُرِمْتُ النُّجْحَ حِرْماناً مُبِينَا
وَدافَعَ ظَالِمِي حِيناً فحِينا
وَأَصْبَحَ قَدْ تَعَرَّضَ دُونَ حَقِّي
أَخَسُّ قُضَاتِكمْ حَسَباً وَدِينا
سَيْرَضَى بالبَنَاتِ إِذَا رَآهُ
حَصِيفٌ كَانَ يَطَّلِبُ البَنِينَا
أَرَى مِائِتي تَعَذَّرَ مُبْتَغَاهَا
وكَانَ الحَقُّ أَنْ أُعْطَى مِئينَا
وعُظْمُ بَلِيَّتي أَلاَّ أَرَى لي
عَلَى مَكْرُوهِ دَافِعِها مُعِينَا
أَبَا حَسَنٍ وثَمَّ عَفَافُ نَفْسٍ
وآباءٌ خَصِيمُ الخَائِينَا
مَتَى تَهَبِ التَّفَضُّلَ عَنْ سَمَاحٍ
إِذا لَمْ تَقْسِمِ الإِنْصَافَ فِينَا ؟
شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> نيكسون جاء
نيكسون جاء
رقم القصيدة : 313
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أب ت ث جح
ألف باء
جونسون روح
نيكسون جاء
قولوا هأوأو
أو قولوا هاء
على صحافتنا
الغير غراء
ذات صباح
يا فتاح
بالجرانين على ريق النوم
جم على سهوه
كبسوا القهوه(37/386)
وابتدأوا ف تضييع اليوم
إللي يقول النصر نميس
ينفع تاكسي
ويمشي رميس
وإللي يقول الفورد يا بيه
أجعص من أجعصها جعيص
وإللي يقول جونسون دا حمار
راجل
عقله عقل صغار
راجل تيس
من غير حيث
ينصب ألف جنازه بطار
بس اهو ارح
وحنرتاح
وحنتبحبح بقي ونقول
يخرب بيته
ويدلق زيته
ويعيش نيكسون لنا
على طول
نيكسون عال
ومش بطال
وإللي يقول غير كده
مقفول
شفت كلامه
إلا كلامه
صح كلام راجل مسئول
ولا عنيه
يا ختي عليه
فيهم سكس ماهوش معقول
وإللي يقول يا بقر يا شراكسه
نيكسون ماله ومال النكسه
وإللي يقول بلوتنا كبيره
وإللي يقول فضوها سيره
وإللي يقول مين مسئول
وإللي يقول
وإللي يقول
شوفوا بقي يعني
ما تفلقونيش
آدى صحافتنا
وغيرها ما فيش
مش عاجباكو ما تلومونيش
قولوا هأو أو
أو قولوا هاء
على صحافتنا
الغير غراء
العصر العباسي >> البحتري >> لا جديد الصبا ولا ريعانه
لا جديد الصبا ولا ريعانه
رقم القصيدة : 3130
-----------------------------------
لا جَديدُ الصِّبَا، وَلاَ رَيَعَانُهْ
رَاجعٌ بَعدَمَا تَقَضى زَمَانُهْ
يأشَرُ الفَارِغُ الخَليُّ، ويَأسَى
مُترَعُ الصّدْرِ مِنْ جَوًى مَلآنُهْ
قاتِلي سرُّ ذا الهَوَى إنْ تجََنّيْـ
ـتُ عَلَيْهِ، أَمْ فاضِحي إعْلاَنُهْ
أتَخَشّى زِيَالَ عَلْوَةَ، بَلْ هجـ
ـرَانَهَا، والمُحبُّ خاشٍ جَنَانُهْ
يَذهبُ البرْقُ، حيثُ شَاءَ، بلُبّي،
إنْ بَدا البَرْقُ، أوْ بَدَا لَمَعَانُهْ
وَلَقَدْ أذْكَرَتْكَ رَوْحَةُ رِيحٍ
ألّفَتْ عَارِضاً، يُرِفّ عِنَانُهْ
حَنّ فيها أثْلُ الغُوَيرِ، فأشجَى
مُغرَماتِ القُلُوبِ، واهتَزّ بانُهْ
لَيْلَتي في هَماِنيَاءَ جَديرٌ
صُبْحُها أنْ يَشُوقَني عِرْفَانُهْ
وَلِيَتْني الشَّمُولُ فِيها دِرَاكاً،
بيَدَيْ مُرهَفٍ، خَضِيبٍ بَنَانُهْ
بَاتَ يَثْني بَلَوْنِها لَوْنَ خَدٍّ
مُشبِهٍ أُرْجُوَانَهَا أُرْجُوَانُهْ
وَلَقَدْ خِفْتُ، أوْ تَوَهّمْتُ ظَنّاً
بأبي الفَتْحِ أنْ يَطُولَ زَمَانُهْ(37/387)
وإذا صَحّتِ الرّوِيّةُ يَوْماً،
فَسَوَاءٌ ظَنٌّ امرِىءٍ وَعِيَانُهْ
إنْ تُغَطّي عنكَ الأصَادقَ تُبدي
شِدّةُ الدّهرِ عَنْهُمُ، وَلِيَانُهْ
يُعرَفُ السّيفُ بالضّرِيبَةِ يَلْقَا
ها، وَيُنبي عن الصّديقِ امتِحَانُهْ
وإذا ما أرَابَ دَهْرٌ، فَمَنْ أعْـ
ـدَاءِ شَاجٍ يُرِيبُهُ إخْوَانُهْ؟
فالْهُ عَنْ نَبوَةِ الأخِلاّءِ، إذْ كا
نَ عَتيداً في كلّ عُودٍ دُخانُهْ
حَفِظَ الله حَيثُ أصْبَحَ عبدُ الله
أوْ حَيْثُ أصْبَحَتْ أوْطَانُهْ
مَذْحِجيُّ النجارِ والبَيْتِ لمْ يَقْـ
ـعُدْ به، يَومَ سُؤدَدٍ، نَجْرَانُهْ
غِبْتُ عَنه، فَغَابَ عَنِِّي سرورِي،
إنّما يَجْمَعُ السّرورَ مُعَانُهْ
نِيّةٌ عُقّبَتْ بحِرْمَانِ حَظٍ،
رُبّ نأيٍ يَنْأى بِهِ حِرْمَانُهْ
سَعِدَ الشّاهِدُ المُقيمُ وَمِنْ أسْـ
ـعَدِ قَوْمٍ بِوَابِلٍ جِيرَانُهْ
زَوْرَةٌ قُيّضَتْ لإيوَانِ كِسْرَى،
لَمْ يُرِدْها كِسْرَى، ولاَ إيوَانُهْ
يَطّبي أبْيَضُ المَدائِنِ شَوْقي،
أفَلاَ المَذْحَجِيُّ، أوْ غُمْدانُهْ
أجدَرُ النّاسِ بامتِنَانٍ وأحْرَى الـ
ـنّاسِ طُرّاً أَلاَّ يُمَنّ امتِنَانُهْ
غُمّ عَنا أينُ السّماحِ وأضْلَلْـ
ـنَا مَكَانَ المَعرُوفِ لوْلا مكانُهْ
إنْ يَقُلْ وَاعِداً تُوَافِ إلى النُّجْـ
ـحِ يَداهُ في صَفقَةِ، وَلِسَانُهْ
ضامِنٌ للّذي يُرَادُ لَدَيْهِ،
قَلِقُ الفِكْرِ، أوْ يَصِحَّ ضَمَانُهْ
خُلُقٌ طَيّعٌ، إذا رِيضَ للجُو
دِ انثَنى عِطفُهُ، ولاَنَ عِنَانُهْ
كُلّما جاءَتِ اللّيالي بإحْسَا
نٍ، فَبادي إحْسَانِهْ
جُمَلٌ من لُهًى يُشكِّكنَ في القَوْ
مِ: أهُمْ مُجْتَدُوه أمْ خُزّانُهْ
ليسَ يُخْشَى منهُ التّفَنّنُ في الرّأ
يِ، ولاَ يُسْتَقَلّ فيهِ افْتِنانُهْ
يَنتَهي الحارِثُ بنُ كَعْبِ بنِ عمرٍو
بعُلاها حَيث انتَهَى بُنْيَانُهْ
إنْ تَقُلْ في حَديثِهَا، فهُوَ الفَرْ
عُ سَمَا، في أرُومِهَا، فَيْنَانُهْ
أوْ تَسَلْ عَنْ قَديمِها، فَزَعيما(37/388)
سَلَفَيْهَا يَزِيدُهُ وَقِنَانُهْ
العصر العباسي >> البحتري >> يا أبا القاسم استجد لنا عب
يا أبا القاسم استجد لنا عب
رقم القصيدة : 3131
-----------------------------------
يَا أبَا القَاسِمِ، اسْتَجَدّ لَنَا عَبْـ
ـدونُ حالاً تَمامُها في ضَمَانِهْ
جَمَعَتْنا مَوَدّةٌ، واجتَمَعْنَا،
بَعدُ، في بِرّهِ، وفي إحسانِهْ
قَدْ لَبِسْنَا ثِيَابَهُ، وَتَسَايَرْ
نا بتَقْرِيظِهِ عَلَى حُمْلانِهْ
العصر العباسي >> البحتري >> دعوتك للصبوح وقلت سبت
دعوتك للصبوح وقلت سبت
رقم القصيدة : 3132
-----------------------------------
دَعَوْتُكَ للصَّبُوحِ، وَقلتُ سَبتٌ
يَحُثُّ عَلى الصَّبُوحِ وَمِهْرَجانُ
وَغَيْمٍ، قَدْ تَعَلّقَ مُسْتَقِلاًّ،
عَلَيْهِ، بديمَةٍ سَحٍّ، ضَمانُ
وَنَدْمَانٍ يَسُرُّكَ أنْ تَرَاهُ،
لَهُ مِنْ قَلْبِ كلّ أخٍ مَكانُ
كيَعْقُوبَ بنِ أحْمَدَ، أوْ أبِيهِ،
وَعَنْ يَعْقُوبَ يَفْتَرُّ الزّمَانُ
كَرِيمٌ مِنْ أرُومَةِ شِرَزَادٍ،
تَليقُ بهِ الجَهَارَةُ وَالبَيَانُ
هِجَانٌ مِنْهُمُ، وَلَرُبّ مَجْدٍ
أتَاكَ بِهِ أغَرُّهُمُ الهِجَانُ
أرَادَ مَعاشِرٌ أنْ يَبْلُغُوهُمْ،
وما يَدْنُو إِلى الظَّنِّ العِيَانُ
وَما تَخفَى المَكارِمُ حَيثُ كانَتْ،
وَلا أهْلُ المَكارِمِ حَيثُ كَانُوا
العصر العباسي >> البحتري >> تعاط الصبابة أو عانها
تعاط الصبابة أو عانها
رقم القصيدة : 3133
-----------------------------------
تَعَاطَ الصّبَابَةَ، أوْ عَانِها،
لتَعْذُرَ في بَرْحِ أشْجَانِهَا
وَمَا نَقَلَتْ لَوْعَتي لِمّةٌ،
تَنَقَّلُ في حَدْثِ ألْوَانِهَا
أوَائِلُ شَيْبٍ يُشِيرُ العَذُولُ
إلَيْهَا، وَيُكْبِرُ مِنْ شَانِهَا
إذا حُرّمَ اللّهْوُ مِنْ أجْلِهَا،
غَلا في مَقَاديرِ أوْزَانِهَا
وَإلاّ تَجِدْني مُطيعاً لَهَا،
فَلَمْ أعْصِهَا كُلَّ عِصْيَانِهَا
متى جِئْتُ بَائِقَةً في الهَوَى،
فأسْرَارُهَا دُونَ إعْلانِهَا(37/389)