لَقَدْ لاَحَ ضَوْءُ الصُّبْحِ يحملُ راية ً
يشقُّ جلابيبَ الدجى عنْ نهارهِ
وصفرتِ الأطيارُ بينَ رياضها
وَلَبّى بها القُمْرِيُّ صَوْتَ هَزَارِهِ
حرامٌ على منْ لم يقمْ من منامهِ
إليَّ يحييني بكأسِ عقارهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا بدرُ بادرْ إليَّ بالكاسِ
يا بدرُ بادرْ إليَّ بالكاسِ
رقم القصيدة : 27073
-----------------------------------
يا بدرُ بادرْ إليَّ بالكاسِ
فَرُبَّ خَيْرٍ أَتَى عَلَى ياسِ
ولا تُقَبِّلْ يَدِي فإنَّ فمي
أولى بها منْ يدي ومنْ راسي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> عرضتَ لي بالوصالِ مبتدئاً
عرضتَ لي بالوصالِ مبتدئاً
رقم القصيدة : 27074
-----------------------------------
عرضتَ لي بالوصالِ مبتدئاً
وكنتُ في نعمة ٍ بلا بوسِ
حتى إذا ملَّ ملتَ عنْ صلتي
ما أَنْتَ إلاَّ رَسُولُ إبْلِيسِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَنَا بَيْنَ الرَّجاءِ والخَوْفِ مِنْهُ
أَنَا بَيْنَ الرَّجاءِ والخَوْفِ مِنْهُ
رقم القصيدة : 27075
-----------------------------------
أَنَا بَيْنَ الرَّجاءِ والخَوْفِ مِنْهُ
في يدِ الشوقِ مطلقٌ محبوسُ
بانَ منا يومَ الفراقِ فولتْ
ثمَّ بانَتْ مِنْ بَعْدِ ذَاكَ نُفُوسُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أيُّشيءٍ أمرُّ منْ يومِ بينٍ
أيُّشيءٍ أمرُّ منْ يومِ بينٍ
رقم القصيدة : 27076
-----------------------------------
أيُّشيءٍ أمرُّ منْ يومِ بينٍ
وفِراقٍ لِصَاحِبٍ وأَنِيسِ
لَوْ رَمَى الله بالفِرَاقِ المَنَايا
شغلتْ عنْ طلابها للنفوسِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَكْثَرْتَ لَوْمِي بِغَيْرِ تَنْفِيسِ
أَكْثَرْتَ لَوْمِي بِغَيْرِ تَنْفِيسِ
رقم القصيدة : 27077
-----------------------------------
أَكْثَرْتَ لَوْمِي بِغَيْرِ تَنْفِيسِ
مَا أَنْتَ إلاَّ رَسُولُ إبْلِيسِ
جَفْني مِنَ الدَّمْعِ مُوسِرٌ وَمِنَ السَّلْـ(33/408)
ـوة ِ قلبي منَ المفاليسِ
منْ لامني في الحبيبِ كانَ كمنْ
يَضْرِبُ في مَسْجِدٍ بِنَاقُوسِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وكأَنَّها تَهْوَى إذَاعَة َ ضَوْئِها
وكأَنَّها تَهْوَى إذَاعَة َ ضَوْئِها
رقم القصيدة : 27078
-----------------------------------
وكأَنَّها تَهْوَى إذَاعَة َ ضَوْئِها
لِلنَّاظِرِينَ لِسَعْدِهِمْ بِنُحُوسِها
فإذا تقربَ عمرها لنفادهِ
رَدُّوا لَهَا عُمْراً بِقَطْعِ رُؤوسِها
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا مُخْجِلاً لِلْبَدْرِ في حُسْنِهِ
يا مُخْجِلاً لِلْبَدْرِ في حُسْنِهِ
رقم القصيدة : 27079
-----------------------------------
يا مُخْجِلاً لِلْبَدْرِ في حُسْنِهِ
وَزائداً نوراً على الشمسِ
إنَّ دُمُوعي فيكَ يا سَيِّدي
تَكَلَّمَتْ عَنْ أَلْسُنِ خُرْسِ
قلْ لي مقالاً واعنمدْ صدقهُ
لأيَّ شيءٍ قتلتْ نفسي ؟ !
العصر العباسي >> البحتري >> لله درك قد أكملت أربعة
لله درك قد أكملت أربعة
رقم القصيدة : 2708
-----------------------------------
لله درك قد أكملت أربعة
ما هن في أحد من سائر البشر
العرض ممتهن، والنفس ساقطة
والوجه من سفن، والعين من حجر
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> صِلْنِي فَقَدْ، والهَوَى ، يا أَحْسَنَ النَّاسِ
صِلْنِي فَقَدْ، والهَوَى ، يا أَحْسَنَ النَّاسِ
رقم القصيدة : 27080
-----------------------------------
صِلْنِي فَقَدْ، والهَوَى ، يا أَحْسَنَ النَّاسِ
وَصَلْتَ بالهَجْرِ لي تَقْطيعَ أَنْفاسي
أَثْبَتَّ سَهْمَكَ في قَلْبِي فَكَانَ لَهُ
لما تعمدتهُ في حالِ برجاسِ
كمْ قدْ شرقتُ بردي دمعة ً بدرتْ
لَمَّا تَرَكْتُ رَجائِي في يَدِ القاسي
سَالَتْ فَلَمَّا خَشِيتُ الوَجْدَ يُظْهِرُها
فَيَغْتَدِي كَلَفِي قَدْ شَاعَ في النَّاسِ
سَتَرْتُ بالكاسِ لَحْظِي عَنْ لَوَاحِظِهِ
عمداً وغيضتها في لجة ِ الكاسِ(33/409)
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ولما أنيختْ للفراقِ ركائبي
ولما أنيختْ للفراقِ ركائبي
رقم القصيدة : 27081
-----------------------------------
ولما أنيختْ للفراقِ ركائبي
لدى مأتمِ التوديعِ وَهوَ لها عرسُ
وَودعتُ قلبي والحبيبَ كليهما
ففارقنا سعدٌ وقابلنا نحسُ
تَنَفَّسَ حَتَّى قُلْتُ قَدْ غَاضَ قَلْبُهُ
وَراجَعَ حَتَّى قُلْتُ قَدْ فَاضَتِ النَّفْسُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> نَرْجِسُ عَيْنَيْكَ عَطَّلَ النَّرْجِسْ
نَرْجِسُ عَيْنَيْكَ عَطَّلَ النَّرْجِسْ
رقم القصيدة : 27082
-----------------------------------
نَرْجِسُ عَيْنَيْكَ عَطَّلَ النَّرْجِسْ
لَمَّا تَوَطَّى وَذَلَّ في المَجْلِسْ
أبصرَ عينيكَ فانثنى خجلاً
مِنْكَ بِفَرْطِ الجَمالِ قَدْ أُبْلِسْ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ومستنطقٍ بالدمعِ عنْ أعينٍ خرسِ
ومستنطقٍ بالدمعِ عنْ أعينٍ خرسِ
رقم القصيدة : 27083
-----------------------------------
ومستنطقٍ بالدمعِ عنْ أعينٍ خرسِ
لهُ صورة ُ المرتاعِ في مأمنِ الأنسِ
رَأى وَجْهَ مَنْ يَهْوَى فداخَلَ قَلْبَهُ
سُرُورٌ بِهِ أَرْوَاهُ عَنْ فَرَحِ النَّفْسِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> سَقْياً لِيَوْمٍ بَدا قَوْسُ الغَمامِ بِهِ
سَقْياً لِيَوْمٍ بَدا قَوْسُ الغَمامِ بِهِ
رقم القصيدة : 27084
-----------------------------------
سَقْياً لِيَوْمٍ بَدا قَوْسُ الغَمامِ بِهِ
وَالشمسُ مسفرة ٌ والبرقُ خلاسُ
كأَنَّهُ قَوْسُ رامٍ والبُرُوقُ لَهُ
رَشْقُ السِّهَامِ وَعَيْنُ الشَّمْسِ بُرْجَاسُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> قافية الشينيَا مَنْ تَجَنَّبَ دَمْعِي مِنْهُ حِينَ وَشى
قافية الشينيَا مَنْ تَجَنَّبَ دَمْعِي مِنْهُ حِينَ وَشى
رقم القصيدة : 27085
-----------------------------------
قافية الشينيَا مَنْ تَجَنَّبَ دَمْعِي مِنْهُ حِينَ وَشى(33/410)
سلطانُ حبكَ لمْ يقبلْ عليَّ رشا
وكمْ شكاني اشتكائي من هوى قمرٍ
محكمٍ في قلوبِ الخلقِ كيفَ يشا
يا خاضباً منْ دمي أسيافَ ناظرهِ
وَمنْ عبدتُ غرامي فيه حينَ نشا
هذا فُؤَادِي طَوْعاً لَوْ هَمَمْتَ بِهِ
يَمْشِي إلَيْكَ إذَا کسْتَمْشَيْتَهُ لَمَشى
وَهذهِ مهجتي جرحى جوارحها
يزيدها ريها منْ وردها عطشا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَخْشَى عَلَيْكَ إذَا مَشَيْتَ تَقَصُّفاً
أَخْشَى عَلَيْكَ إذَا مَشَيْتَ تَقَصُّفاً
رقم القصيدة : 27086
-----------------------------------
أَخْشَى عَلَيْكَ إذَا مَشَيْتَ تَقَصُّفاً
وَكذا يخافُ على القضيبِ إذا نشا
أوحشتني وَلوِ اطلعتَ على الذي
لَكَ في فُؤَادِي لَمْ تَكُنْ لِيَ مُوْحِشَا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لي حبيبٌ خدهُ كالـ
لي حبيبٌ خدهُ كالـ
رقم القصيدة : 27087
-----------------------------------
لي حبيبٌ خدهُ كالـ
ـوَرْدِ حُسْناً في بَياضِ
ودهُ ودٌّ صحيحٌ
وهوَ عني ذو انقباضِ
فهوَ بينَ الناسِ غضبا
نُ وفي الخلوة ِ راضِ
فَمَتَى يَنْتَصِفُ المَظْـ
ـلومُ والظالمُ قاضِ !
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَرْضَى صَبَابَتَهُ فَلِمْ لَمْ تُرْضِهِأَرْضَى صَبَابَتَهُ فَلِمْ لَمْ تُرْضِهِ
أَرْضَى صَبَابَتَهُ فَلِمْ لَمْ تُرْضِهِأَرْضَى صَبَابَتَهُ فَلِمْ لَمْ تُرْضِهِ
رقم القصيدة : 27088
-----------------------------------
أَرْضَى صَبَابَتَهُ فَلِمْ لَمْ تُرْضِهِأَرْضَى صَبَابَتَهُ فَلِمْ لَمْ تُرْضِهِ
وقضى بها ومرادهُ لمْ يقضه
أَهْدَى إلَيْهِ الحبُّ عِلَّة طَرْفِه
بالسُّقْمِ فکسْتَهْداهُ صِحَّة َ غُمْضِهِ
وكأنَّ حمرة َ خدهِ وعذارهِ
وردٌ تعلقَ بعضه في بعضهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> قَدْ آنَ لِلْوَصْلِ نَحْوَ الهَجْرِ يَنْتَهِضُ
قَدْ آنَ لِلْوَصْلِ نَحْوَ الهَجْرِ يَنْتَهِضُ
رقم القصيدة : 27089
-----------------------------------(33/411)
قَدْ آنَ لِلْوَصْلِ نَحْوَ الهَجْرِ يَنْتَهِضُ
كذا - وعيشكَ - كلُّ الأمرِ ينتقضُ
ما دامَ شيءٌ منَ الدنيا على أحدٍ
خَيْرٌ وَشَرٌ، كذا الأَيَّامُ تَنْقَرِضُ
صبراً عليكَ ، ولاصبرٌ يطاوعني
وكيفَ يَصْبِرُ من في قلبِهِ مَرَضُ
العصر العباسي >> البحتري >> إن السماء إذا لم تبك مقلتها
إن السماء إذا لم تبك مقلتها
رقم القصيدة : 2709
-----------------------------------
إن السماء إذا لم تبك مقلتها
لم تضحك الأرض عن شيء من الخضر
والزهر لا تنجلي أحداقه أبداً
إلا إذا مرضت من كثرة المطر
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> مَرِيضُ كَرِّ الطَّرْفِ مِنْ غَيْرِ مَرَضْ
مَرِيضُ كَرِّ الطَّرْفِ مِنْ غَيْرِ مَرَضْ
رقم القصيدة : 27090
-----------------------------------
مَرِيضُ كَرِّ الطَّرْفِ مِنْ غَيْرِ مَرَضْ
كأنما قتلي عليهِ مفترضْ
تُقْعِدُهُ أَرْدَافُهُ إذا نَهَضْ
كأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ مِنْها عِوَضْ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا منَ حلا حينَ ذاقهُ نظري
يا منَ حلا حينَ ذاقهُ نظري
رقم القصيدة : 27091
-----------------------------------
يا منَ حلا حينَ ذاقهُ نظري
لوْ لمْ يبنْ منهُ مرُّ إعراضِ
إنْ كَانَ ذَنْبي حُبِّيكَ يا أَمَلي
فاذنبْ كذنبي فإنني راضِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> نَرْجِسَة ٌ لَمْ تَزَلْ مُحَدِّقَة ً
نَرْجِسَة ٌ لَمْ تَزَلْ مُحَدِّقَة ً
رقم القصيدة : 27092
-----------------------------------
نَرْجِسَة ٌ لَمْ تَزَلْ مُحَدِّقَة ً
لمْ تكتحلْ قطُّ لذة َ الغمضِ
أمالها القطرُ فهيَ باهتة ٌ
تنظرُ فعلَ السماءِ بالأرضِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ومخطوفة ِ الخصرِ لما بدتْ
ومخطوفة ِ الخصرِ لما بدتْ
رقم القصيدة : 27093
-----------------------------------
ومخطوفة ِ الخصرِ لما بدتْ
لَدَى اللَّيْلِ عَايَنْتُ سَهْماً يُضِي
تعاقبُ منْ نفسها نفسها
فتقضي الأمورَ كما تنقضي(33/412)
وَتمرضُ إنْ تركوا رأسها
وإنْ قطعوا الراسَ لمْ تمرضِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَنْتَ بالعِزَّة ِ ماضِ
أَنْتَ بالعِزَّة ِ ماضِ
رقم القصيدة : 27094
-----------------------------------
أَنْتَ بالعِزَّة ِ ماضِ
وأَنَا بالذُّلِّ رَاضِ
هلْ سمعتمْ بغزالٍ
صَادَ لَيْثاً في غِيَاضِ؟!
بِأَبِي رِيمٌ رَمى قَلْـ
ـبِي بِأَحْدَاقٍ مِرَاضِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> كمْ زفراتٍ وكم دموع
كمْ زفراتٍ وكم دموع
رقم القصيدة : 27095
-----------------------------------
كمْ زفراتٍ وكم دموع
هذا لَعَمْري هُوَ القُطُوعُ
لوْ أعشبَ الخدُّ منْ دموعٍ
لَكَانَ في خَدِّيَ الرَّبِيعُ
يا قمراً غابَ عنْ عياني
بِالله قُلْ لِي: متى الطُّلُوعُ!
بِنْتَ فَما بِنْتَ عَنْ فُؤَادي
فبانَ منْ بينكَ الهجوعُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لوْ كانَ يعلمُ عذالي صنعوا
لوْ كانَ يعلمُ عذالي صنعوا
رقم القصيدة : 27096
-----------------------------------
لوْ كانَ يعلمُ عذالي صنعوا
لأَقْصَرُوا عَنْ مَلاَمِي فيكَ وکرْتَدَعُوا
زَادُوكَ عِنْدِيَ، إذْ عَابُوكَ، مَنْزِلَة ً
كأنهمْ رفعوا منكَ الذي وَصنعوا
فمنْ يكنْ فيهِ عنْ عذالهِ صممٌ
فإنَّني فيكَ لِلعُذَّالِ مُسْتَمِعُ
حُبّاً لِذِكْرِكَ أَنْ يَجْري عَلَى أُذُني
فَلْيُقْصِرُوا عَنْ مَلاَمي فيكَ وَلْيَدَعُوا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يَا مَنْ إذَا رُمْتُ عَنْهُ الصَّبْرَ يَمْنَعُني
يَا مَنْ إذَا رُمْتُ عَنْهُ الصَّبْرَ يَمْنَعُني
رقم القصيدة : 27097
-----------------------------------
يَا مَنْ إذَا رُمْتُ عَنْهُ الصَّبْرَ يَمْنَعُني
شَوْقٌ يُجِيبُ وَدَمْعٌ لَيْسَ يَمْتَنِعُ
هَبْنِي أُخَادِعُ طَرْفي عَنْ تأَمُّلِهِ
فكيفَ أخدعُ قلباً ليسَ ينخدعُ !
اخْضَعْ إذَا عَزَّ مَنْ تَهْوَى وَذِلَّ لَهُ
فودُّ أهلِ الهوى أبقى إذا خضعوا(33/413)
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> عانقتُ مولايَ عندَ رؤيتهِ
عانقتُ مولايَ عندَ رؤيتهِ
رقم القصيدة : 27098
-----------------------------------
عانقتُ مولايَ عندَ رؤيتهِ
وَنِلْتُ سُؤْلي بِحُسْنِ ما صَنَعَا
مِنْ قَمَرٍ صَارَ في تَنَصُّفِهِ
كأنهُ نصفُ درهمٍ قطعا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَلحظٍ يكادُ الحسنُ يعبدُ حسنهُ
وَلحظٍ يكادُ الحسنُ يعبدُ حسنهُ
رقم القصيدة : 27099
-----------------------------------
وَلحظٍ يكادُ الحسنُ يعبدُ حسنهُ
إذا أَقْلَقَتْهُ لِلْعُيُونِ المَضَاجِعُ
تَحَرَّكَ طِفْلُ الغُنْجِ في مَهْدِ طَرْفِهِ
فأجفانهُ مستيقظاتٌ هواجعُ
شعراء الجزيرة العربية >> سليمان المانع >> اعجاب
اعجاب
رقم القصيدة : 271
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
صدقيني أي كلمه تنطقيها
تعتبر في ذاتها معجم غرام
وأي نظره من عيونك ترسليها
ما يترجمها على أوراقي كلام
وأي بسمه في شفاهك ترسميها
منتهى أمن المولع والسلام
وكان ما نظرات عيني تفهميها
يصبح اسم البوح في شرعي حرام
العصر العباسي >> البحتري >> هجر الحبيب فمت من شغف
هجر الحبيب فمت من شغف
رقم القصيدة : 2710
-----------------------------------
هجر الحبيب، فمت من شغف
لما حرمت عزيمة الصبر
فإذا قضيت فناد يا حزني
هذ قتيل الصد والهجر
والبدر في حل وفي سعة
من سفكه دم عبده الحر
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> سَقْياً لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنِي جَزِعَا
سَقْياً لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنِي جَزِعَا
رقم القصيدة : 27100
-----------------------------------
سَقْياً لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنِي جَزِعَا
يستقبلُ اليأسُ منهُ بالرجا طمعا
حتى إذا بذلَ الموعودَ منْ صلتي
وَخَافَ مِنْ مَلَلِي إذْ قَالَ لِي، وَلِعا:
لاَ تطمعنَّ بغيرِ الوعدِ منْ صلتي
أَحَبُّ شَيْءٍ إلَى الإنْسَانِ مَا مُنِعَا(33/414)
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> قدْ كانَ يقنعُ بالمنى منْ حبهِ
قدْ كانَ يقنعُ بالمنى منْ حبهِ
رقم القصيدة : 27101
-----------------------------------
قدْ كانَ يقنعُ بالمنى منْ حبهِ
فَزَهَا عَلَيْهِ فَمَاتَ صَبْرُ قُنُوعِهِ
فكأنما ألفاظهُ يومَ النوى
منْ رقة ِ الشكوى دموعُ دموعهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> حَقِيقٌ لِعَيْنَيَّ أَنْ تَدْمَعَا
حَقِيقٌ لِعَيْنَيَّ أَنْ تَدْمَعَا
رقم القصيدة : 27102
-----------------------------------
حَقِيقٌ لِعَيْنَيَّ أَنْ تَدْمَعَا
لحرَّ الفراقِ وأنْ تجزعا
وألطمُ خديَّ حزناً عليهِ
وأبكي على الإلفِ إذْ ودعا
رماني الزمانُ بسهمِ الفراقِ
فَشَتَّتَ شَمْلِي وَلَمْ يَجْمَعَا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> رَعَى الله لَيْلاً ضَلَّ عَنْهُ صَبَاحُهُ
رَعَى الله لَيْلاً ضَلَّ عَنْهُ صَبَاحُهُ
رقم القصيدة : 27103
-----------------------------------
رَعَى الله لَيْلاً ضَلَّ عَنْهُ صَبَاحُهُ
وَطَيْفُكَ فيهِ لا يُفَارِقُ مَضْجَعِي
وَلمْ أرَ مثلي غارَ منْ طولِ ليلهِ
عَلَيْهِ كأَنَّ اللَّيْلَ يَعْشَقُهُ مَعِي
وَما زلتُ أبكي في دجاهُ صبابة ً
مِنَ الوَجْدِ حَتى کبْيَضَّ مِنْ فَيْضِ أَدْمُعي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> رَعَى الله مَنْ لَمْ يَرْعَ لي ما رَعَيْتُهُ
رَعَى الله مَنْ لَمْ يَرْعَ لي ما رَعَيْتُهُ
رقم القصيدة : 27104
-----------------------------------
رَعَى الله مَنْ لَمْ يَرْعَ لي ما رَعَيْتُهُ
وإنْ كانَ في كفَّ المنية ِ مودعي
فَيَا أَسَفي زِدْنِي عَلَيْهِ تأْسُّفاً
وَيا كبدي وجداً عليهِ تقطعي
وإنِّي لَمُشْتاقٌ إلَى مَنْ أُحِبُّهُ
فلاَ معهُ شوقي وَلا صبرهُ معي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> رحلوا فعاجَ على الربوعِ
رحلوا فعاجَ على الربوعِ
رقم القصيدة : 27105
-----------------------------------
رحلوا فعاجَ على الربوعِ(33/415)
يبكي إلى وقتِ الرجوعِ
ما وَدَّعُوا بَلْ أَوْدَعُو
هُ تحرقاً بينَ الضلوعِ
سَارُوا وَخَلَّوْا مُقْلَة ً
مَمْنُوعَة ً طِيبَ الهُجُوعِ
قسمَ الفراقُ لحاظها
بَيْنَ التَّلَفُّتِ والدّمُوعِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لمْ أمشِ في طرقِ العزاءِ لأنني
لمْ أمشِ في طرقِ العزاءِ لأنني
رقم القصيدة : 27106
-----------------------------------
لمْ أمشِ في طرقِ العزاءِ لأنني
غالي السلوَّ رخيصُ فيضِ الأدمعِ
وإذَا ذَكَرْتُكَ يَوْمَ سِرْتَ مُوَدِّعاً
وَقَفَ الأَسَى في القَلْبِ غَيْرَ مُوَدِّعِ
وَرأيتُ شخصكَ في سوادِ جوانحي
مُتَمَثِّلاً فكأنَّنا في مَوْضِعِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> هُمُ عَرَّضُوا لِلبَيْنِ رُوحي فأَعْرَضُوا
هُمُ عَرَّضُوا لِلبَيْنِ رُوحي فأَعْرَضُوا
رقم القصيدة : 27107
-----------------------------------
هُمُ عَرَّضُوا لِلبَيْنِ رُوحي فأَعْرَضُوا
فودعتُ روحي حينَ ودعتهمْ معا
فلوْ ردَّ فيَّ الروحُ بعدَ فراقهمْ
لَمَا وَجَدَتْ رُوحي لَهَا فِيَّ مَوْضِعَا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> تَقُولُ، وَقَدْ بانَتْ حَيَاتي لِبَيْنِها:
تَقُولُ، وَقَدْ بانَتْ حَيَاتي لِبَيْنِها:
رقم القصيدة : 27108
-----------------------------------
تَقُولُ، وَقَدْ بانَتْ حَيَاتي لِبَيْنِها:
أتطمعُ أنْ تشكو إليَّ وَأسمعا ؟
فلوْ كانَ حقاً ما تقولُ لما انثنتْ
يداكَ وَقدْ عانقتني بهما معا !
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> كَتَبْتُ إلَيْكُمُ بِيَدِ الدُّمُوعِ
كَتَبْتُ إلَيْكُمُ بِيَدِ الدُّمُوعِ
رقم القصيدة : 27109
-----------------------------------
كَتَبْتُ إلَيْكُمُ بِيَدِ الدُّمُوعِ
وَما أَمْلَى سِوَى قَلْبِي المَرُوعِ
أرى آثاركمْ فأذوبُ شوقاً
وأَسْكُبُ في مَوَاطِنِكُمْ دُمُوعي
وأسألُ منْ ببينكمُ رماني
يمنُّ عليَّ منكمْ بالرجوعِ
العصر العباسي >> البحتري >> لا تكمل اللذات إلا(33/416)
لا تكمل اللذات إلا
رقم القصيدة : 2711
-----------------------------------
لا تكمل اللذات إلا
بالقيان وبالخمور
هتك الستور، وإنما اللـ
ــلذات في هتك الستور
فاخلع عذارك في الهوى
وادفع مهمات الدهور
واعلم بأنك راجع
يوماً إلى رب غفور
يا إخوتي دام السرو
ر لكم، ودمتم للسرور
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لِحَاظُهُ تَجْلِبُ الحُتُوفا
لِحَاظُهُ تَجْلِبُ الحُتُوفا
رقم القصيدة : 27110
-----------------------------------
لِحَاظُهُ تَجْلِبُ الحُتُوفا
وَطَرْفُهُ لَمْ يَزَلْ ضَعِيفا
لمْ يبدُ للبدرِ قطُّ إلاَّ
أخجلهُ فاكتسى كسوفا
مَلَّكَهُ حُبُّهُ قِيَادِي
فصارَ في ملكهِ عنيفا
أصبحتُ في حبهِ إماماً
وَالناسُ خلفي غدوا صفوفا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> بِالله رَبِّكُما عُوجَا عَلَى سَكَنِي
بِالله رَبِّكُما عُوجَا عَلَى سَكَنِي
رقم القصيدة : 27111
-----------------------------------
بِالله رَبِّكُما عُوجَا عَلَى سَكَنِي
وَعَاتِبَاهُ لَعَلَّ العَتْبَ يَعْطِفُهُ
وَعَرِّضا بي وَقُولا في كَلاَمِكُما:
مَا بَالُ عَبْدِكَ بالهِجْرَانِ تُتْلِفُهُ
فإنْ تَبَسَّمَ قُولاَ عَنْ مُلاَطَفَة ٍ:
ما ضرَّ لوْ بوصالٍ منكَ تسعفهُ !
وإنْ بدا لكما منْ سيدي غضبٌ
فغالطاهُ وَقولاَ : " ليسَ نعرفهُ " !
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ياذا الذي منْ هجرِ ودًّ ما اكتفى
ياذا الذي منْ هجرِ ودًّ ما اكتفى
رقم القصيدة : 27112
-----------------------------------
ياذا الذي منْ هجرِ ودًّ ما اكتفى
ألاَّ جعلتَ منَ الخيانة ِ لي وفا ؟!
وَجَنَيْتَ مِن شَجَرِ القِلَى بِيَدِ الهَوى
مما غرستَ بمهجتي ثمرَ الجفا
فَهِلالُ وَصْلِكَ في سَمَاءِ مَوَدَّتي
بِكُسُوفِ هَجْرِكَ قَدْ أَضَرَّ بِهِ الخَفا
فَمَتَى تَكَشَّفَ غَيْمُ سُخْطِكَ بالرِّضا
عني وَعنهُ كانَ منهُ تطرفا
أسلُ الذي بالهجرِ أخلقَ جدتي
أنْ لا يكدرَ منْ وصالكَ ما صفا(33/417)
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> شَوْقِي إلَيْكَ مُجَاوِزٌ وَصْفي
شَوْقِي إلَيْكَ مُجَاوِزٌ وَصْفي
رقم القصيدة : 27113
-----------------------------------
شَوْقِي إلَيْكَ مُجَاوِزٌ وَصْفي
وَظُهُورُ وَجْدِي فَوْقَ ما أُخْفِي
يا ليتَ جسمي كلهُ حدقٌ
حتى تراكَ وليتها تكفي
ما دارَ ذكرٌ منكَ في خلدي
إلاَّ طرفتُ بدمعتي طرفي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا مُنْيَة َ النَّفْسِ كُوني كَيْفَ شِئْتِ فَمَا
يا مُنْيَة َ النَّفْسِ كُوني كَيْفَ شِئْتِ فَمَا
رقم القصيدة : 27114
-----------------------------------
يا مُنْيَة َ النَّفْسِ كُوني كَيْفَ شِئْتِ فَمَا
قلبي بسالٍ وَلا ودي بمنصرفش
إنْ تَقْتُلِيني فَمَطْلُولٌ لَدَيْكِ دَمِي
أوْ تهجريني فإني غيرُ منتصفِ
وَاللهِ ما اسفي أني أموتُ ضنى ً
وَلَيْسَ إلاَّ عَلَى أَنْ تأْثَمِي أَسَفِي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَيعجبني منكَ الصدودُ وإنهُ
وَيعجبني منكَ الصدودُ وإنهُ
رقم القصيدة : 27115
-----------------------------------
وَيعجبني منكَ الصدودُ وإنهُ
لحتفٌ وَِلكنْ حبذا بالهوى الحتفُ
فوَاللهِ ما اخترتُ التسترَ عنْ قلى ً
وَلكنْ حذاراً أن يشوبَ الهوى خلفُ
شَرِبْتُ حُمَيَّا الحُبِّ صِرْفاً مُعَتَّقاً
فَشُرْبُ الوَرَى مَزْجٌ وَشُرْبي لَهَا صِرْفُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> تاهَ بقدًّ يزهى بهِ الهيفُ
تاهَ بقدًّ يزهى بهِ الهيفُ
رقم القصيدة : 27116
-----------------------------------
تاهَ بقدًّ يزهى بهِ الهيفُ
كأنهُ في قوامهِ ألفُ
أعطفُ عنهُ إذا تجنبني
ثمَّ أرى وجههُ فأنعطفُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> جارَ الفراقُ وسرفا
جارَ الفراقُ وسرفا
رقم القصيدة : 27117
-----------------------------------
جارَ الفراقُ وسرفا
مَا ضَرَّهُ لَوْ أَنْصَفَا
يا مَوْقِفاً تَرَكَ الفُؤا
دَ عَلَى التَّلَهُّفِ مُوقَفا
دمعي عزيزٌ والكرى(33/418)
عندي أعزُّ منَ الوفا
وَجْهُ السُّرورِ لِفَقْدِكُمْ
قَدْ صَارَ في عَيْني قَفَا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> تَثَنّى فَكَادَ الغُصْنُ أَنْ يَتَقَصَّفَا
تَثَنّى فَكَادَ الغُصْنُ أَنْ يَتَقَصَّفَا
رقم القصيدة : 27118
-----------------------------------
تَثَنّى فَكَادَ الغُصْنُ أَنْ يَتَقَصَّفَا
وَقدْ هزَّ منهُ التيهُ غصناً مهفهفا
وَمِنْ أَيْنَ لِلغُصْنِ القَوامُ وإنَّما
رَأَى قَدَّهُ فکنْقَدَّ مِنْهُ تَكَلُّفا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا ظَالِماً في كلِّ أَفْعَالِهِ
يا ظَالِماً في كلِّ أَفْعَالِهِ
رقم القصيدة : 27119
-----------------------------------
يا ظَالِماً في كلِّ أَفْعَالِهِ
ما شئتَ فاصنعْ فلنا موقفُ
رَضِيتُ بالقَسْرِ بِظُلْمِ الهَوى
مَنْ خَصْمُهُ القَاضِي مَتَى يُنْصَفُ؟
يحلفُ باللهِ فياليتهُ
إذَا أَرَادَ الخُلْفَ لا يَحْلِفُ
إني لأستحيي إذا مرَّ بي
فقيلَ : هذا الموعدُ المخلفُ !
العصر العباسي >> البحتري >> وفوارة ماؤها في السماء
وفوارة ماؤها في السماء
رقم القصيدة : 2712
-----------------------------------
وفوارة ماؤها في السماء
فليست تقصر عن ثارها
ترد علة المزن ما أسبلت
على الأرض من فيض مدرارها
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أبيضُ وَأصفرَّ لاعتلالٍ
أبيضُ وَأصفرَّ لاعتلالٍ
رقم القصيدة : 27120
-----------------------------------
أبيضُ وَأصفرَّ لاعتلالٍ
فَصَارَ كالنَّرْجِسِ المُضَعَّفْ
كأنَّ نسرينَ وجنتيهِ
بِشَعْرِ أَصْداغِهِ مُغَلَّفْ
يَرْشَحُ مِنْهُ الجَبينُ ماءً
كأَنَّهُ لُؤلُؤٌ مُنَصَّفْ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> زَمَانُ الرِّياضِ زَمَانٌ أَنِيقُ
زَمَانُ الرِّياضِ زَمَانٌ أَنِيقُ
رقم القصيدة : 27121
-----------------------------------
زَمَانُ الرِّياضِ زَمَانٌ أَنِيقُ
وَعَيْشُ الخَلاَعَة ِ عَيْشٌ رَقِيقُ
وَقدْ جمعَ الوقتُ حاليهما(33/419)
فَمَنْ ذَا يُفِيقُ وَمَنْ يَسْتَفِيقُ؟
أيا منْ هوَ الفوزُ لي والمنى
وَمَنْ هُوَ بالحُبِّ مِنِّي حَقِيقُ
تَغَنَّمْ بِنَا غَفْلَة َ الحَادِثا
تِ فوجهُ الحوادثِ وجهٌ صفيقُ
أَدِرْ لَحْظَ عَيْنِكَ وکمْزِجْهُ في
مروجِ الرياضِ تجدها تشوقُ
ترى مزوجَ الحسنِ في مفردٍ
جليلُ المحاسنِ فيهِ دقيقُ
إذا قابلَ الزهرُ زهرَ الخدودِ
فَأَيْنَ الخلاصُ! وأَيْنَ الطَّرِيقُ!
بهارٌ بهيرٌ بهِ غيرة ٌ
على نرجسٍ وَشقيقٌ شفيقُ
فَذَا عَاشِقٌ دَنِفٌ خَائِفٌ
وَذا خجلٌ وَكذاكَ العشيقُ
مداهنُ يحملنَ طلَّ الندى
فهاتيكَ تبرٌ وهذا عقيقُ
يُنَظِّمُ أَوْرَاقَها دُرُّهُ
وَيَنْثُرُ مِنْهَا الّذِي لا يُطِيقُ
يميلُ النسيمُ بأغصانها
فبعضٌ نشاوى وَبعضٌ مفيقُ
وَيومٍ ستارتهُ غيمة ٌ
وَقَدْ طَرَّزَتْ رَفْرَفَيْها البُرُوقُ
تظلُّ بهِ المسُ محجوبة ً
كأنَّ اصطباحكَ فيها غبوقُ ؟
جَعَلْنَا البَخُورَ دُخاناً لَهُ
وَمنْ شررِ الراحِ فيهِ حريقُ
سَجَدْنا لِصُلْبان مَنْثُورِها
وَقَدْ نَصَرَتْنا عَلَيْهِ الرَّحِيقُ
لَدَى شَجَرٍ رَافِعَاتِ الذُّيُولِ
لِجَرْيِ الجداوِلِ فيها شَهِيقُ
كأَنَّ طَيَالِسَ غُدْرَانِهَا
عَلَى هَيْكَلِ المَاءِ فيها خُرُوقُ
وَقُلْنَا بِهَا، وَلِضَوْءِ الصَّبَاحِ
عَلَى عَنْبَرِ الفَجْرِ منْهُ خَلُوقُ:
أدرْ يا غلامُ كئوسَ المدامِ
وإلاَّ فَيَكْفِيكَ لَحْظٌ وَرِيقُ
وَحثَّ الصبوحَ لوقتِ الصباحِ
فمتسعُ الهمَّ فيهِ يضيقُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لَيْلُ شَعْرٍ مِنْ فَوْقِ صُبْحِ جَبِينٍ
لَيْلُ شَعْرٍ مِنْ فَوْقِ صُبْحِ جَبِينٍ
رقم القصيدة : 27122
-----------------------------------
لَيْلُ شَعْرٍ مِنْ فَوْقِ صُبْحِ جَبِينٍ
مَا لِبَيْنٍ عَلَيْهِما مِنْ طَرِيقِ
فيهِ ضِدَّانِ أُلِّفا فَوْقَ ضِدَّيْـ
ـنِ: بَهارٌ مُعَانِقٌ لِشَقِيقِ
وَهْوَ نَوْعَانِ فيهما صُفْرَة ُ العا
شقِ منْ فوقِ حمرة ِ المعشوقِ(33/420)
جُمِعا لِي مِنْ لَوْنِ مَنْ بَدَّلَ الكا
فُورَ مِنْ لَوْنِ أَدْمُعي بالخَلُوقِ
لابساً وشيَ أدمعي وَهوَ يدري
أنها مهجتي على َ التحقيقِ
كلُّ نوعِ فيهِ منَ الحسنِ أنوا
عٌ وَمجموعها بلا تفريقِ
وإذَا مَا بَكَى جَرَى اللُّؤلُؤُ المَنْـ
ـظومُ منْ جزعِ عينهِ في عقيقِ
وَلهُ منْ زبرجدِ الشعرِ راءٌ
فَوْقَ ثَغْرٍ كالنّونِ في التَّفْرِيقِ
بَرَدٌ لاَ يَذُوبُ مَا بَيْنَ خَمْرٍ
جَامِدٍ مِنْ رُضَابِهِ في رَحِيقِ
كَمْ صَبَاحٍ صَبَّحْتُهُ بَصَبُوحٍ
وَمَساءٍ مَسَّيْتُهُ بِغَبُوقِ
في أوانٍ صافٍ وَجوًّ صقيلٍ
وَزَمَانٍ رَطْبٍ وَدَهْرٍ رَشِيقِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> جَعَلُوا الحَجَّ حُجَّة ً لِلْفِرَاقِ
جَعَلُوا الحَجَّ حُجَّة ً لِلْفِرَاقِ
رقم القصيدة : 27123
-----------------------------------
جَعَلُوا الحَجَّ حُجَّة ً لِلْفِرَاقِ
وکسْتَحَلّوا خِيَانَة َ المِيثاقِ
دُونَ تِلْكَ الجِمالِ لَوْ قَدْ أَقامُوا
لحملناهمُ على الأحداقِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> رَأَيْتُ الهِلاَلَ وَقَدْ أَقْبَلَتْ
رَأَيْتُ الهِلاَلَ وَقَدْ أَقْبَلَتْ
رقم القصيدة : 27124
-----------------------------------
رَأَيْتُ الهِلاَلَ وَقَدْ أَقْبَلَتْ
نُجُومُ الثُّرَيَّا لِكَيْ تَسْبِقَهْ
فشبهتهُ وَهوَ منْ خلفها
وَبينهما الزهرة ُ المشرقهْ
بِقَوْسٍ لِرَامٍ رَأَى طائراً
فأَرْسَلَ في إثْرِهِ بُنْدُقَهْ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> راحٌ إذا استنطقتها بالمزاج يدٌ
راحٌ إذا استنطقتها بالمزاج يدٌ
رقم القصيدة : 27125
-----------------------------------
راحٌ إذا استنطقتها بالمزاج يدٌ
تَكَادُ تَخْرَسُ عَنْها أَلْسُنُ الحَدَقِ
كأَنَّها خَجِلٌ في كأْسِ شَارِبِها
فَاجَاهُ عِنْدَ مِزَاجِ صُفْرَة ُ الفَرَقِ
أَوْ مِثْلُ وَجْنَة ِ مَعْشُوقٍ إذَا نَثَرَتْ
يَدُ الدَّلالِ عَلَيْها لُؤلُؤَ العَرَقِ(33/421)
كأَنَّ ما کبْيَضَّ مِنْها في مُوَرَّدِهِ
كَوَاكِبٌ نُثِرَتْ في حُمْرَة ِ الشَّفَقِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أجرتْ منَ الكحلِ السحيقِ بخدها
أجرتْ منَ الكحلِ السحيقِ بخدها
رقم القصيدة : 27126
-----------------------------------
أجرتْ منَ الكحلِ السحيقِ بخدها
سطراً تؤثرهُ الدموعُ السبقُ
فكانَّ مجرى الدمعِ حلية ُ فضة ٍ
في بعضهِ ذهبٌ وَبعضٌ محرقُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> قُمْ يَا غُلاَمُ إلَى الشَّمُولِ فَهَاتِها
قُمْ يَا غُلاَمُ إلَى الشَّمُولِ فَهَاتِها
رقم القصيدة : 27127
-----------------------------------
قُمْ يَا غُلاَمُ إلَى الشَّمُولِ فَهَاتِها
قَبْلَ کنْتِشَارِ الصُّبْحِ في الآفاقِ
فكأنها شمسٌ تنيرُ بها الدجى
وكأنهُ قمرٌ تحولَ ساقِ
لَوْ كَانَ رِزْقِي مِنْ لَذِيذِ عِنَاقِهِ
مَا كُنْتُ أَحْسُدُكُمْ عَلَى الأَرْزَاقِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> تَنَفَّسْتُ الغَدَاة َ وَقَدْ تَوَلَّوا
تَنَفَّسْتُ الغَدَاة َ وَقَدْ تَوَلَّوا
رقم القصيدة : 27128
-----------------------------------
تَنَفَّسْتُ الغَدَاة َ وَقَدْ تَوَلَّوا
وَعِيرُهُمُ مُعَارِضَة ُ الطَّرِيقِ
فنادوا : بالحريقِ ؛ فظلتُ أبكي
فنادوا : بالحريقِ وبالغريقِ !
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ربَّ نجومٍ في زمانٍ أورقِ
ربَّ نجومٍ في زمانٍ أورقِ
رقم القصيدة : 27129
-----------------------------------
ربَّ نجومٍ في زمانٍ أورقِ
راعَيْتُها في مَغْرِبٍ وَمَشْرِقِ
كأنها منْ خجلٍ لمْ تطرقِ
أَوْ نَرْجِسٍ في رَوْضَة ٍ مُفَرَّقِ
والقُطْبُ حِينَ يَعْتَلي وَيَرْتَقِي
إذا الثريا سروة ٌ لمْ تورقِ
وَنُكِّسَتْ لِلْغَرْبِ في تَفَرُّقِ
كأنها عودٌ بغيرِ بخنقِ
العصر العباسي >> البحتري >> أبا العباس برزت على قوم
أبا العباس برزت على قوم
رقم القصيدة : 2713
-----------------------------------(33/422)
أبا العباس برزت على قومـ
ــك آداباً، وأخلاقاً، وتبريزا
فلو صورت من شيء سوى الناس
إذا كنت من العقيان إبريزا
ولم يعلك إلا كرم النفس،
بلى، فازددت بالمعتز تعزيزا
فأنت الغيث إذ يسجم، والليث
إذا يقدم، والصارم مهزوزاً
فأما حلبة الشعر فتستولي
على السبق بها فرضاً وتمييزا
بإحكام مبانيه، وإبداع
معانيه، ولا يوجد مغموزا
وإن جنست لم تستكره القول
وإن طابقته طرزت تطريزاً
مدى من رامه غيرك أنضاه
وأبدى منه تقصيراً وتعجيزا
فأما دافعو فضلك بالظلم
فجوزنا عليهم ذاك تجويزا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> كأَنَّ الهِلاَلَ إذَا مَا بَدَا
كأَنَّ الهِلاَلَ إذَا مَا بَدَا
رقم القصيدة : 27130
-----------------------------------
كأَنَّ الهِلاَلَ إذَا مَا بَدَا
وَأيدي المحاقِ بهِ تمحقُ
عليلٌ على فرشهِ مدنفٌ
وكلُّ النجومِ بهِ تحدقُ
فهذاكَ يتلفُ منْ علة ٍ
وَهاتيكَ وجداً بهِ تخفقُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> سَقَى الله لَيْلاً طَالَ إذْ زَار طَيْفُهُ
سَقَى الله لَيْلاً طَالَ إذْ زَار طَيْفُهُ
رقم القصيدة : 27131
-----------------------------------
سَقَى الله لَيْلاً طَالَ إذْ زَار طَيْفُهُ
فَأَفْنَيْتُهُ حَتّى الصَّباحِ عِناقا
بطيبِ نسيمٍ منهُ يستجلبُ الكرى
وَلوْ رقدَ المخمورُ فيهِ أفاقا
تَمَلَّكَني لَمَّا تَمَلَّكَ مُهْجَتي
وَفَارَقَني لَمَّا أَمِنْتُ فِرَاقا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا ممرضَ الجسمِ مني عندَ صحتهِ
يا ممرضَ الجسمِ مني عندَ صحتهِ
رقم القصيدة : 27132
-----------------------------------
يا ممرضَ الجسمِ مني عندَ صحتهِ
هَبْ لِي عَلَى طُولِ ما أَفْنَى عَلَيْكَ بَقَا
وَمَنْ تَعَشَّقَ جِسْمِي سُقْمَ ناظِرِهِ
لَمَّا رآهُ لِسُقْمِي فيهِ قَدْ عَشِقا
أغريتَ بالسقمِ حتى إذْ غريتُ بهِ
كأَنَّ سُقْمِيَ مِنْ جَفْنَيْكَ قَدْ خُلِقا(33/423)
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> فؤادٌ كما شاءَ الهوى يتحرقُ
فؤادٌ كما شاءَ الهوى يتحرقُ
رقم القصيدة : 27133
-----------------------------------
فؤادٌ كما شاءَ الهوى يتحرقُ
وَدَمْعٌ كَمَا شَاءَ البُكا يَتَدَفَّقُ
وَمَأْسُورَة ِ الأَجْفَانِ عَنْ سِنَة ِ الكَرَى
وَلَكنَّها في حَلْبَة ِ الدَّمْعِ تُطْلَقُ
وَصبًّ غدا مثلَ الغريقِ كما ترى
بما وجدتهُ كفهُ يتعلقُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> خفتُ الرقيبَ فجللتني شعرها
خفتُ الرقيبَ فجللتني شعرها
رقم القصيدة : 27134
-----------------------------------
خفتُ الرقيبَ فجللتني شعرها
وَتجللتْ منْ خوفِ واشٍ يرمقُ
فَكأَنَّنا صُبْحَانِ في لَيْلٍ حَوى
فجرينِ بينهما ظلامٌ مطبقُ
نَخْفَى إذَا خِفْنا وَنَبْدُو تارَة ً
فيهِ وَأحياناً يغيبُ ويشرقُ
وَعُيُونُنا قَدْ خَالَفَتْ رُقَبَاءَنا
وَقلوبنا للبينِ منهمْ تخفقُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَيْحَ رُوحي أَظُنُّها في السِّيَاقِ
وَيْحَ رُوحي أَظُنُّها في السِّيَاقِ
رقم القصيدة : 27135
-----------------------------------
وَيْحَ رُوحي أَظُنُّها في السِّيَاقِ
عندَ وقتِ الفراقِ يومَ الفراقِ
فکطْلُبُوها بِحَيْثُ كُنَّا کعْتَنَقْنا
هَلَكَتْ عِنْدَ شُغْلِنا بِالعِناقِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> حَسَدَتْنا أَيَّامُنا بالتَّلاقي
حَسَدَتْنا أَيَّامُنا بالتَّلاقي
رقم القصيدة : 27136
-----------------------------------
حَسَدَتْنا أَيَّامُنا بالتَّلاقي
فرمتنا تعسفاً بالفراقِ
ما أردنا الفراقَ لاَ كانَ منا
أشمتَ اللهُ بالفراقِ التلاقي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَنَرْجِسٌ لِلنَّسِيمِ مُعْتَنِقُ
وَنَرْجِسٌ لِلنَّسِيمِ مُعْتَنِقُ
رقم القصيدة : 27137
-----------------------------------
وَنَرْجِسٌ لِلنَّسِيمِ مُعْتَنِقُ
يَسْهَرُ طَبْعاً وَمَا بِهِ أَرَقُ
كأنهُ والقوامُ معتدلٌ(33/424)
وَفي المآقي منْ عطرهِ عبقُ
أَجْفَانُ دُرٍّ عَلَى ذُرَى قَصَبٍ
تقطرُ مسكاً وَما بها عرقُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> الله يَعْلَمُ مَا تَرَكْتُ وَدَاعَهُ
الله يَعْلَمُ مَا تَرَكْتُ وَدَاعَهُ
رقم القصيدة : 27138
-----------------------------------
الله يَعْلَمُ مَا تَرَكْتُ وَدَاعَهُ
وَلقدْ جزعتُ لفقدهِ وفراقهِ
إلاَّ مخافة َ أنْ يذيبَ فؤادهُ
ما في فؤادي منهُ عندَ عناقهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَحقَّ جفونكَ فهيَ التي
وَحقَّ جفونكَ فهيَ التي
رقم القصيدة : 27139
-----------------------------------
وَحقَّ جفونكَ فهيَ التي
إذَا مَا حَلَفْتُ بِهَا أَصْدُقُ
لقدْ فتحَ الوقُ لي منْ هوا
كَ بَاباً مِنَ الشَّوْقِ لاَ يُغْلَقُ
كأنَّ دموعي على وجنتي
لجينٌ على ذهبِ محرقُ
العصر العباسي >> البحتري >> قد قلت لابن أبي الشوارب مشفقا
قد قلت لابن أبي الشوارب مشفقا
رقم القصيدة : 2714
-----------------------------------
قَد قُلتُ لابْنِ أبي الشّوارِبِ مُشفِقاً
مِن أن يرَى فِيهِ العدُوُّ غَمِيزَهْ
قَدْ ساءني منكَ اشتمالُكَ، دونَ مَنْ
يدْنو إليْكَ، على أبي كَشْنِيزَهْ
وَهْوَ المَشومُ صَداقةً، والمُدّعي،
مخْسوسُ أصْلٍ، وَالضّعيفُ نَحِيزَهْ
أوَ مَا رَأيْتَ الخُنْثَ في أعْطَافِهِ،
وَمَقَصَّ تِلْكَ اللّحْيَةِ المَجْزُوزَهْ
وغدوه ببقية من سلحة
راحت وفيها فيشة مركوزه
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> كَتَبَتْ في نَهَارِ خَدٍّ أَنِيقِ
كَتَبَتْ في نَهَارِ خَدٍّ أَنِيقِ
رقم القصيدة : 27140
-----------------------------------
كَتَبَتْ في نَهَارِ خَدٍّ أَنِيقِ
واوَ ليلٍ مليحة َ التفريقِ
وَتبدتْ بمقلة ٍ ترشقُ القلـ
ـبَ بِأَلْحَاظِهَا وَقَدٍّ رَشِيقِ
ثمَّ مدتْ إليَّ كفا منَ اللؤ
لؤِ فيها أناملٌ منْ عقيقِ
فاعتنقنا على الطريقِ كأنا
مَا عَلَيْنا لِنَاظِرٍ مِنْ طَرِيقِ(33/425)
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> قُلْ لِمَرِيضِ الحَدَقِ
قُلْ لِمَرِيضِ الحَدَقِ
رقم القصيدة : 27141
-----------------------------------
قُلْ لِمَرِيضِ الحَدَقِ
ذِي طُرَرٍ كالحَلَقِ
هلْ في فؤادي للضنى
أَوْ جَسَدِي شَيْءٌ بَقِي
فَمُقْلَتي أَجْفَانُها
مَكْحُولَة ٌ بالأَرَقِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَقَالُوا: بِمُقْلَتِهِ زُرْقَة ٌ
وَقَالُوا: بِمُقْلَتِهِ زُرْقَة ٌ
رقم القصيدة : 27142
-----------------------------------
وَقَالُوا: بِمُقْلَتِهِ زُرْقَة ٌ
تَشِينُ فَظَلَّ لَهَا مُطْرِقا
وَهَلْ يَقْطَعُ السَّيْفُ يَوْمَ الجِلا
دِ إذا لمْ يكنْ متنهُ أزرقا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> إنِّي طَلَبْتُ إلَى القِرْطَاسِ يَحْمِلُ لي
إنِّي طَلَبْتُ إلَى القِرْطَاسِ يَحْمِلُ لي
رقم القصيدة : 27143
-----------------------------------
إنِّي طَلَبْتُ إلَى القِرْطَاسِ يَحْمِلُ لي
بَعْضَ الَّذِي بِي إلَيكُمْ زَادَني قَلَقا
فَظَلَّ يَرْعَدُ في كَفِّي فأَوْهَمَني
بأنهُ أهواهُ قدْ عشقا
أَشْكُو إلَيْهِ فَيَبْكِي حِينَ يَسْمَعُني
منْ رحمتي وَلوِ استنطقتهُ نطقا
حتى إذا علمَ القرطاسُ ما كتبتْ
كَفِّي مِنَ الشَّوْقِ في أَحْشَائِهِ کحْتَرَقا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أربعَ البلى إني إليكَ لشاكِ
أربعَ البلى إني إليكَ لشاكِ
رقم القصيدة : 27144
-----------------------------------
أربعَ البلى إني إليكَ لشاكِ
وإنِّي عَلَى وَجْدي عَلَيْكَ لَبَاكِ
وَما ذَاكَ مِنْ بُقْيَا عَلَيْكَ وإنَّما
لِعِشْقِ بُكَائِي حُبَّ هَلاَكي
أَيَا دِمْنَة َ اللَّذَّاتِ لاَ زَالَ دائِماً
عَلَيْكِ من الإشْرَاقِ نُورُ بَهَاكِ
أرى الشوقَ يلجيني إليكِ كما التجا
إلى الريَّ منْ ماءِ الحياة ِ رباكِ
مَلَكْتِ قِيَادَ الحُسْنِ حَتّى كأَنَّما
هوى كلُّ شيءٍ عاشقٍ للقاكِ
أواصلُ بالهجران عنكِ تجلداً(33/426)
وَمَا ذَاكَ إلاَّ طَاعَة ً لِهَوَاكِ
أحبُّ بأنْ أحيا بوصلكِ ساعة ً
وَلَوْ كَانَ فيها مَيْتَة ٌ بِجَفَاكِ
أَرَى تَلَفي مَا كانَ يُرْضِيكِ في الهَوَى
عليَّ يسيراً في بلوغِ رضاكِ
وَحقَّ عذابي إنني بكِ مغرمٌ
بِإظْهَارِ مَا أُخفيهِ حِينَ أَرَاكِ
تُرَاكِ تَرَيْ مَا بي عَلَيْكِ لأَنَّني
أَرَاكِ بِعَيْنٍ لاَ تَرَى لِسِوَاكِ
وَمَا ذَاكَ مِنْ حُبِّي بَقَائِي وإنَّما
أحبُّ بأنْ أبقى بطولِ بقاكِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> تَدَارَكَهُ عَلَى أَسَفٍ
تَدَارَكَهُ عَلَى أَسَفٍ
رقم القصيدة : 27145
-----------------------------------
تَدَارَكَهُ عَلَى أَسَفٍ
تأَسُّفُهُ عَلَى دَرَكَهْ
وَكَانَ الفَجْرُ مُبْيَضّاً
غُدافُ اللَّيْلِ مِنْ شَرَكِهْ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَليلٍ كلونِ السخطِ أقمرَ بالرضا
وَليلٍ كلونِ السخطِ أقمرَ بالرضا
رقم القصيدة : 27146
-----------------------------------
وَليلٍ كلونِ السخطِ أقمرَ بالرضا
فهجركَ مقرونٌ بهِ مثلُ وصلكا
كأَنَّ بَيَاضَ الفَجْرِ في ظُلْمَة ِ الدّجَى
بياضُ اعتذاري في تلونِ عذلكا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يكفيكَ منهُ إنْ قنعتَ بذاكا
يكفيكَ منهُ إنْ قنعتَ بذاكا
رقم القصيدة : 27147
-----------------------------------
يكفيكَ منهُ إنْ قنعتَ بذاكا
في السقمِ ما صنعتْ بهِ عيناكا
يَا حَسْبَ سُؤْلِ النَّفْسِ يا أَعْلَى المُنَى
طُوبى لِعَيْنٍ في المَنَامِ تَرَاكَا
انظرْ فؤاداً أنتَ فيهِ مصورٌ
هلْ فيهِ يا نورَ العيونِ سواكا !
بي مِنْكَ مَا لَيْسَتْ تُحَدُّ صِفَاتُهُ
حاشاكَ أنْ تبلى به حاششاكَ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَغارُ عَلَيْكَ مِنْ نَظَرِي وإنِّي
أَغارُ عَلَيْكَ مِنْ نَظَرِي وإنِّي
رقم القصيدة : 27148
-----------------------------------
أَغارُ عَلَيْكَ مِنْ نَظَرِي وإنِّي
لأخشى ناظريكَ عليكَ منكا(33/427)
لقدْ نطقتْ محاسنهُ بعذري
فأخرسَ عاذلي بالعذلِ عنكا
أموتُ منَ الصبابة ِ ثمَّ أحيا
كَذاكَ الحُبُّ أَضْحَكَنِي وأَبْكَى
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> قمْ فاسقني بالكأسِ لا بالقنقلِ
قمْ فاسقني بالكأسِ لا بالقنقلِ
رقم القصيدة : 27149
-----------------------------------
قمْ فاسقني بالكأسِ لا بالقنقلِ
وکشْرَبْ عَلَى وَجْهِ الزَّمَانِ المُقْبِلِ
كستِ السماءُ الأرضَ زهرَ نجومها
بِالزَّهْرِ فکخْتَالَتْ بِكُمٍّ مُسْبَلِ
صاغَ الغَمَامُ لَهَا عُيُونَ جَوَاهِرٍ
وَأجادَ جلوتها لعينِ المجتلي
فتأرجتْ وَتبرجتْ واستوقفتْ
لَحْظَ المُجِدِّ وَخُطْوَة َ المُسْتَعْجِلِ
فيها عيونٌ كحلٌ مبهوتة ٌ
كُحِلَتْ بِدَمْعِ الطَّلِّ إذْ لَمْ تُكْحَلِ
وَبها خدودٌ أخجلتْ فتعصفرتْ
وَبها ثغورٌ ضحكٌ لا تأتلي
صُفْرٌ وَحْمْرٌ كالمَدَاهِنِ أُوْدِعَتْ
دَمْعَ النَّدَى فَحَمَلْنَ أَحْسَنَ مَحْمَلِ
شِبْهُ الخُدُودِ بِعَقْبِ خَطْبٍ مُؤلِمٍ
أَوْ شِبْهُهَا مِنَ بَعْدِ خَوْفٍ مُوجِلِ
ألوانها شتى الفنونِ وَإنما
غذيتْ بماءٍ واحدٍ منْ منهلِ
مَا العَيْشُ إلاَّ فِي الرِّيَاضِ وَمُسْمِعٍ
غردٍ وَساقٍ إنْ سقى لمْ يعدلِ
فإذا دعاكَ العيشُ في خلساتهِ
فکرْكُضْ إلَيْهِ في الرَّعِيلِ الأَوَّلِ
العصر العباسي >> البحتري >> وحديثها السحر الحلال لو أنه
وحديثها السحر الحلال لو أنه
رقم القصيدة : 2715
-----------------------------------
وحديثها السحر الحلال لو أنه
لم يجن قتل المسلم المتحرز
إن طال لم يملل، وإن هي أوجزت
ود المحدث أنها لم توجز
شرك النفوس منزهة ما مثلها
للمطمئن وعقله المستوفز
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> رَسْمُ صَبْرِي في رَبْعِ شَوْقي مُحِيلُ
رَسْمُ صَبْرِي في رَبْعِ شَوْقي مُحِيلُ
رقم القصيدة : 27150
-----------------------------------
رَسْمُ صَبْرِي في رَبْعِ شَوْقي مُحِيلُ
وَلرُوحي في سَيْلِ دَمْعي مَسِيلُ(33/428)
قَدْ بَكَى لِي مِمَّا بَكَيْتُ العَذُولُ
وَرثى لي مما نحلتُ النحولُ
كلما قلتُ : قدْ تسليتُ عنهُ !
قَالَ صَبْرِي: وَهِمْتَ فِيمَا تَقُولُ
أَنَا أَفْدِي مَنْ أَسْتَقِلُّ لَهُ رُو
حِي فِدَاءً، وَذَاكَ فيهِ قَلِيلُ
لِيَ وَصْلٌ بِوَصْلِهِ أَبَداً مُغْـ
ـرى ً وَهَجْرٌ عَنْ هَجْرِهِ مَشْغُولُ
إنْ تَذَكَّرْتُهُ فَشَوْقِي صَحِيحٌ
أوْ تناسيتهُ فصبري عليلُ
ليَ ليلانِ منْ دجى عارضيه
عرضاني للوعة ٍ ما تزولُ
وَسَقامَانِ مِنْ تَمَرُّضِ جَفْنَيْهِ
فَذا ظاهِرٌ وَهذا دَخِيلُ
ليَ ليلٌ أمدُّ منْ نفسِ العا
شقِ طولاً إذْ زارَ فيه الخليلُ
ما کعْتَنَقْنَا حَتّى کفْتَرَقْنا وَخفتا
نُ الدُّجَى عَنْ قَمِيصِهِ مَحْلُولُ
وَكَأَنَّ الهِلاَلَ تَحْتَ الثُّرَيَّا
ملكٌ فوقَ رأسهِ إكليلُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَليلٍ كيومِ البينِ في مثلِ طولهِ
وَليلٍ كيومِ البينِ في مثلِ طولهِ
رقم القصيدة : 27151
-----------------------------------
وَليلٍ كيومِ البينِ في مثلِ طولهِ
كَبَسْطَة ِ كَفِّي إذْ حَوَتْ قَائِمَ النَّصْلِ
جَلَوْتُ بِهِ عَنْ وَجْهِهِ كلَّ عَارِضٍ
بِأَبْيَضَ مِثْلِ البَدْرِ في السِّنِّ والشَّكْلِ
كأَنَّ المَنايا كُمَّنٌ في لِحَاظِهِ
فهنَّ إلى قبضِ النفوسِ منَ الرسلِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ظَالِمِي في كُلِّ حَالِ
ظَالِمِي في كُلِّ حَالِ
رقم القصيدة : 27152
-----------------------------------
ظَالِمِي في كُلِّ حَالِ
عَاشِقٌ هَجْرَ وِصالي
تائهٌ يزدادُ تيهاً
عندَ ذليَّ في سؤالي
أيها السائلُ عني
وَهْوَ يَدْرِي سُوءَ حالِي
سَوْفَ أَسْلُو وَبَعِيدٌ
بينَ قولي وَفعالي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَتَرى الكأسَ دائِراً كَهِلالٍ
وَتَرى الكأسَ دائِراً كَهِلالٍ
رقم القصيدة : 27153
-----------------------------------
وَتَرى الكأسَ دائِراً كَهِلالٍ
سارَ فيهِ المحاقُ عندَ الكمالِ(33/429)
فإذا افتضها المزاجُ كساها
حُلَّة َ الشَّمْسِ عِنْدَ وَقْتِ الزَّوَالِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> مموقة ٌ في قدها
مموقة ٌ في قدها
رقم القصيدة : 27154
-----------------------------------
مموقة ٌ في قدها
تحكي لنا قدَّ الأسلْ
كأنها عمرُ الفتى
وَالنارُ فيها كالأجلْ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَزائرٍ راعَ وجهَ البينِ منظرهُ
وَزائرٍ راعَ وجهَ البينِ منظرهُ
رقم القصيدة : 27155
-----------------------------------
وَزائرٍ راعَ وجهَ البينِ منظرهُ
أحلى الأمنِ عند الخائفِ الوجلِ
ألقى على الليلِ ليلاً منْ ذوائبهِ
فهابهُ الصبحُ أنْ يبدو منَ الخجلِ
أَرَادَ بِالهَجْرِ قَتْلي فکسْتَجَرْتُ بِهِ
فاستلَّ بالوصلِ روحي منْ يديْ أجلي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> روحي الفداءُ وَما أحويهِ منْ نشبٍ
روحي الفداءُ وَما أحويهِ منْ نشبٍ
رقم القصيدة : 27156
-----------------------------------
روحي الفداءُ وَما أحويهِ منْ نشبٍ
لشادنٍ فاترِ الألحاظِ وَالمقلِ
قَدْ صِرْتُ فيهِ أَمِيرَ العَاشِقِينَ وَقَدْ
أضحتْ ولا ية ُ أهلِ العشقِ منْ قبلي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> سَيِّدِي أَنْتَ لَمْ أَقُلْ سَيِّدِي أَنْـ
سَيِّدِي أَنْتَ لَمْ أَقُلْ سَيِّدِي أَنْـ
رقم القصيدة : 27157
-----------------------------------
سَيِّدِي أَنْتَ لَمْ أَقُلْ سَيِّدِي أَنْـ
ـتَ لأَنِّي عَدَدْتُ نَفْسِيَ أَهْلاَ
أَنَا حُرٌّ والحُرُّ يَشْهَدُ أَنِّي
لَكَ عَبْدٌ فکكْتُبْ بِذَاكَ سِجِلاَّ
شَرَفي إنْ رَضِيتَ بي لَكَ مَمْلُو
كاً وَحَسْبِي بِذَاكَ عِزّاً وَنُبْلا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> بَخِلْتَ بِوَقْفَة ٍ أَشْكُوكَ فيها
بَخِلْتَ بِوَقْفَة ٍ أَشْكُوكَ فيها
رقم القصيدة : 27158
-----------------------------------
بَخِلْتَ بِوَقْفَة ٍ أَشْكُوكَ فيها
إلَيْكَ وأَيُّ عُذْرٍ لِلْبَخِيلِ(33/430)
وَلَمْ يَكُ في الوُقُوفِ عَلَيْكَ عَارٌ
وَقَدْ يَقِفُ العَزِيزُ عَلَى الذَّلِيلِ
أجرني - متُّ قبلكَ - منْ زمانٍ
رماني منهُ بالخطبِ الجليلِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أغريتَ بي سقماً عليـ
أغريتَ بي سقماً عليـ
رقم القصيدة : 27159
-----------------------------------
أغريتَ بي سقماً عليـ
ـكَ وَنمتَ عنْ ليلي الطويلِ
وَبخلتَ بالشكوى إليـ
ـكَ وَأيُّ عذرٍ للبخيلِ ؟!
فكأنما بخلَ الضنا
بِضَنَا ضَنَايَ مِنَ النُّحُولِ
وَطبيبُ هجركَ لا يجو
دُ بِهَجْرِ هَجْرِكَ لِلْعَلِيلِ
فإذَا أَرَدْتَ عِيَادَتي
فاسألْ عنِ الحيَّ القتيلِ
وَانظرْ إلى روحٍ جرتْ
في مستقيمٍ مستحيلِ
حكمُ الهوى في أخذها
حكمُ العزيزِ على الذليلِ
العصر العباسي >> البحتري >> يشوقك توخيد الجمال القناعس
يشوقك توخيد الجمال القناعس
رقم القصيدة : 2716
-----------------------------------
يَشُوقُكَ تَوخِيدُ الجِمَالِ القَنَاعِسِ
بأمثالِ غِزْلاَن الصّرِيمِ الكوانِسِ
بِبِيضٍ، أضَاءَتْ في الخُدُورِ كأنّها
نجُومُ دُجًى جَلّتْ سَوَادَ الحَنَادِسِ
صَدَدْنَ بصَحرَاءِ الأرِيكِ، وَرُبّما
وَصَلْنَ بأحْنَاءِ الدَّخُولِ فَرَاكِسِ
ظِبَاءٌ ثَنَاهَا الشَّيْبُ وَحشاً، وَقد تُرَى
لرَيْعِ الشّبابِ، وَهْيَ جِدُّ أوَانِسِ
إذا هِجْنَ وَسْوَاسَ الحُليّ تَوَلّعَتْ
بِنَا أرْيحِيّاتُ الجَوَى والوَساوِسِ
وَمِنْهُنَّ مَشغُولٌ بهِ الطّرْفُ هارِبٌ
بعَيْنَيْهِ مِنْ لحظِ المُحِبّ المُخَالِسِ
يُخَبِّرُ عَنْ غُصْنٍ مِنَ البَانِ مائدٍ،
إذا اهتَزّ في ضَرْبٍ من الدَّلّ مائسِ
عَذيريَ مِنْ رَجْعِ الهُمُومِ الهَوَاجِسِ،
وَمِنْ مَنْزِلٍ للعَامِرِيّةِ دارِسِ
وَلَوْعَةِ مُشَتَاقٍ تَبِيتُ كأنّها
إذا اضْطَرَمَتْ في الصّدْرِ شُعلةُ قابسِ
لِيَهْنىءْ بَنِي يزداد أنّ أكُفّهُمْ
خَلائِفُ أنْوَاءِ السّحابِ الرّوَاجِسِ
ذَوُو الحَسَبِ الزّاكِي المُنِيفِ عُلُوُّهُ(33/431)
على النّاسِ والبَيتِ القَدِيمِ القُدَامِسِ
إذا رَكِبُوا زَادُوا المَوَاكِبَ بَهجَةً،
وإنْ جَلَسُوا كانُوا بُدورَ المَجالسِ
بَنو الأبحُرِ المَسجُورَةِ الفَيضِ والظُّبَى الـ
ـقَواضِبِ عُتْقاً، والأُسُودِ العَنَابِسِ
لَهُمْ مُنْتَمًى في هَاشِمٍ بوَلائِهِمْ،
يُوَازِي عُلاهُمْ في أرُومَةِ فارِسِ
وأقْلاَمُ كُتّابٍ، إذا ما نَصَصْتَها
إلى نَسَبٍ، كانَتْ رِمَاحَ فَوَارِسِ
يَرَوْنَ لعَبْدِ الله فَضْلَ مَهَابَةٍ،
تُطأطىءُ لحظَ الأبْلَخِ المُتَشَاوِسِ
لَنِعْمَ ذُرَى الآمَالِ يَتْبَعْنَ ظِلّهُ،
وَوِرْدُ مَحَلاّةِ الظّنُونِ الخَوَامِسِ
مُلُوكٌ وسَادَاتٌ عِظَامٌ جُدودُهُمْ
وأَخْوَالُهُ من أَمْجدِين أَشَاوِسِ
بِهِمْ تُجْتَلَى الطَّخْيَاءُ عن كل حِنْدِسٍ
وَأوْجُهُمْ مِثْلُ الْبُدورِ القَوَابِسِ
تُرَدُّ شَذَاةُ الدّهْرِ مِنْهُ بمُسرِعٍ
إلى المَجْدِ لا الوَاني ولا المُتَقَاعِسِ
بأبلَجَ ضَحّاكٍ إلَيْنا بِما انْطَوَتْ،
عَلى مَنْعِهِ، كُلْحُ الوُجُوهِ العَوَابِسِ
وَمُسْتَحصَدِ التّدبيرِ، للفَيءِ جامعٍ،
وَللدّينِ مُحتاطٍ، وَللمُلْكِ حارِسِ
يُجاري أباً سَاسَ الخِلاَفَةَ دَهْرَهُ،
برأيٍ مُعَانٍ للأُمُورِ، مُمَارِسِ
وَلَيس يُلَقّى الحَزْمَ إلاّ ابنُ حازِمٍ،
وَليسَ يَسُوسُ النّاسَ إلاّ ابنُ سائِسِ
يُخَلّي الرّجالُ مَجدَكُم لا تَرُومُهُ،
وَهُمْ نَابِهُو الأخطارِ شُمُّ المَعَاطِسِ
وَلَمْ أرَ مثلَ المَجدِ ضَنّتْ بغَيرِهِ،
وَجَادتْ بهِ نَفسُ الحَسُودِ المُنافِسِ
وَلا كالعَطايا يُشرِفُ النّجمَ ما بَنَتْ،
وَهُنّ مَنَالٌ للأكُفّ اللّوامِسِ
أبَا صَالِحٍ إنّ المَحَامِدَ تَلتَقي
بساحةِ رَحبٍ، مِن فَنَائِكَ آنِسِ
بحَيْثُ الثّرَى رَطْبٌ يَرُفُّ نَبَاتُهُ
رَفيفاً، وَعَهْدُ الدّهْرِ لَيسَ بخائِسِ
تَقَيّلْتَ مِنْ أخلاقِ يَزْدادَ أنجُماً،
تَوَقَّدُ في داجٍ منَ اللّيلِ، دامسِ
وما بَرِحَتْ تُدْني نَجاحاً لآمِلٍ(33/432)
مُرَجٍّ، وتَسْتَدعي رَجاءً لآيِسِ
وَكَانَ عَطاءُ الله قَبْلَكَ كاسمِهِ
لِعَافٍ ضَرِيكٍ، أوْ لأسْيانَ بائِسِ
فِداؤكَ أبْنَاءُ الخُمُولِ، إذا هُمُ
ألامُوا، وأرْبَابُ الخِلالِ الخَسائِسِ
وإنْ كُنتَ قَد أخّرْتَ ذِكْرَ مَعونتي،
وألغَيْتَ رَسمي في الرّسومِ الدّوَارِسِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> إذَا کشْتَدَّ ما أَلْقَى جَلَسْتُ إزَاءَهُ
إذَا کشْتَدَّ ما أَلْقَى جَلَسْتُ إزَاءَهُ
رقم القصيدة : 27160
-----------------------------------
إذَا کشْتَدَّ ما أَلْقَى جَلَسْتُ إزَاءَهُ
وَنارُ الهوى قدْ أضرمتْ بينَ أوصالي
أقبلُ منْ فيه نسيمَ كلامهِ
إذَا مَرَّ بِي صَفْحاً بِأَفْوَاهِ آمَالي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> صَاحِ هَاتِ العُقَارَ حَمْراءَ كالنَّا
صَاحِ هَاتِ العُقَارَ حَمْراءَ كالنَّا
رقم القصيدة : 27161
-----------------------------------
صَاحِ هَاتِ العُقَارَ حَمْراءَ كالنَّا
رِ وَدَعني مِمَّا يَقُولُ العَذُولُ
مَا تَرَى اللَّيْلَ كَيْفَ قَدْ غَلَبَ الصُّبْـ
ـحَ وَقدْ أقبلَ النسيمُ العليلُ
وَكأَنَّ النُّجُومَ والبَدْرَ أَزْهَا
رُ رِيَاضٍ في وَسْطِها قِنْديلُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يَا فَارِغاً قَدْ أَطَالَ شُغْلي
يَا فَارِغاً قَدْ أَطَالَ شُغْلي
رقم القصيدة : 27162
-----------------------------------
يَا فَارِغاً قَدْ أَطَالَ شُغْلي
كُلَّكَ يَهْوَى هَوَاهُ كُلِّي
إذَا تَكَرَّهْتَني مُحِبّاً
فَدُلَّ قَلْبي عَلَى التَّسَلِّي
بما بقلبي عليكَ جدْ لي
بهجرِ هجري وَوصلِ وصلي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لي سقامٌ مواصلُ
لي سقامٌ مواصلُ
رقم القصيدة : 27163
-----------------------------------
لي سقامٌ مواصلُ
وَدموعٌ هواملُ
وَفؤادٌ مبلبلٌ
بَلْبَلَتْهُ البَلاَبِلُ
أَدْمُعي قَدْ تَزَاوَجَتْ
والأَمَانِي أَرَامِلُ
وَحبيبي معذبٌ
ليَ بالهجرِ قاتلُ(33/433)
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> رأى ذلي فأعرضَ وَاستطالاَ
رأى ذلي فأعرضَ وَاستطالاَ
رقم القصيدة : 27164
-----------------------------------
رأى ذلي فأعرضَ وَاستطالاَ
وَآلَى لا يُكَلِّمُنِي دَلاَلاَ
وَكانَ يزورني منهُ خيالٌ
فلما أنْ جفا منعَ الخيالاَ
أزيدُ صبابة ً في كلَّ يومٍ
كَمَا تَزْدَادُ طَلْعَتُهُ جَمَالاَ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> إذَا حَارَ رَكْبُ الشَّوْقِ في رَبْعِ لَوْعَتي
إذَا حَارَ رَكْبُ الشَّوْقِ في رَبْعِ لَوْعَتي
رقم القصيدة : 27165
-----------------------------------
إذَا حَارَ رَكْبُ الشَّوْقِ في رَبْعِ لَوْعَتي
جعلتُ لهُ بادي الأنينِ دليلاَ
وَإنْ عادَ ليلُ العتبِ أقمرَ بالرضا
وَعوضتني منهُ الكثيرَ قليلاَ
فما بالُ خيل الغدرِ في حلبة ِ الوفا
تطرقُ للبلوى إليَّ سبيلاَ
سأستعتبُ الأيامَ فيكَ لعلها
تُبَلِّغُني بِالعَتْبِ فِيكَ قَبُولاَ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ملَّ فأبدى الصدودَ منْ مللِ
ملَّ فأبدى الصدودَ منْ مللِ
رقم القصيدة : 27166
-----------------------------------
ملَّ فأبدى الصدودَ منْ مللِ
وَاعتلَّ في صحة ٍ منَ العللِ
وَكنتُ إنْ غبتُ عنهُ راسلني
فنحنُ في فترة ٍ منَ الرسلِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> انظرْ إلى قمرٍ عالٍ على غصنٍ
انظرْ إلى قمرٍ عالٍ على غصنٍ
رقم القصيدة : 27167
-----------------------------------
انظرْ إلى قمرٍ عالٍ على غصنٍ
يميلُ منْ تحتهِ طوراً وَيعتدلُ
كأَنَّما خَدُّهُ مِنْ خَمْرِ وَجْنَتِهِ
صَاحٍ وَنَاظِرُهُ مِنْ سُكْرِهِ ثَمِلُ
قدْ قلتُ إذْ عذلولني في محبتهِ
لِي والهَوَى عَنْ سَمَاعِي عَذْلَكُمْ شُغُلُ
فاحمرَّ منْ خجلٍ إشراقُ وجنتهِ
وَكَادَ مِنْ لَمَعَانِ الحُسْنِ يَشْتَعِلُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أحسَّ بترحالي فخافَ مقالاَ
أحسَّ بترحالي فخافَ مقالاَ
رقم القصيدة : 27168(33/434)
-----------------------------------
أحسَّ بترحالي فخافَ مقالاَ
فأرقدَ عيني واستزارَ خيالاَ
وَساءلني عنْ حالتي وَسألتهُ
فكانَ جوابي للحبيبِ سؤالاَ
وَأيقظا ريبُ الزمانِ لزعمهِ
بِأَنَّا سَرَقْنَا في المَنَامِ وِصَالاَ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ياذا الذي وردُ خديهِ إذا أخذتْ
ياذا الذي وردُ خديهِ إذا أخذتْ
رقم القصيدة : 27169
-----------------------------------
ياذا الذي وردُ خديهِ إذا أخذتْ
مِنْهُ اللَّوَاحِظُ شَيْئاً رَدَّهُ الخَجَلُ
ماذا يضركَ أنْ تجني وَقدْ ضمنتْ
أَضْعَافَ مَا تَجْتَنِي مِنْ لَحْظِهَا المُقَلُ
هذَا لَعَمْرُكَ مَاعُونٌ بَخِلْتَ بِهِ
عَلَى العُيُونِ وَبِئْسَ الخِلَّة ُ البَخَلُ
العصر العباسي >> البحتري >> أقول لصاحب من سر عبس
أقول لصاحب من سر عبس
رقم القصيدة : 2717
-----------------------------------
أقُولُ لِصَاحِبٍ مِنْ سِرّ عَبْسِ،
أرَى وَرْدي بِرُؤيَتِهِ وَآسي:
شَكوْتَ قَذىً بِعَيْنِكَ باتَ يُدمي،
كأنّكَ قد نَظرْتَ إلى طُمَاسِ
إلى وَغدٍ يكادُ يَعودُ فِينا
برُمحٍ في التِّنايةِ أو شِماسِ
فقَدْتُكَ يا طُماسُ، فكُلُّ عَيشٍ
بقُرْبِكَ أخْشَنُ الجَنَباتِ جَاسِ
تَمَخَّطُ للزّكامِ، وَفِيكَ بَرْدٌ
جِمادِيٌّ، يُخَبِّرُ عَنْ قُعَاسِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَما أبقى الهوى وَالشوقُ مني
وَما أبقى الهوى وَالشوقُ مني
رقم القصيدة : 27170
-----------------------------------
وَما أبقى الهوى وَالشوقُ مني
سوى روحٍ ترددُ في خيالِ
خفيتُ عنِ النوائبِ أنْ تراني
كأنَّ الروحَ مني في محالِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> عزُّ الهوى في حكمها ذلُّ
عزُّ الهوى في حكمها ذلُّ
رقم القصيدة : 27171
-----------------------------------
عزُّ الهوى في حكمها ذلُّ
والحُكْمُ في طُرْقُ الهَوَى جَهْلُ
نطقَ الجمالُ بعذرِ عاشقها
للعاذلينَ فأخرسَ العذلُ(33/435)
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> تظلمَ الوردُ منْ خديهِ إذْ ظلما
تظلمَ الوردُ منْ خديهِ إذْ ظلما
رقم القصيدة : 27172
-----------------------------------
تظلمَ الوردُ منْ خديهِ إذْ ظلما
وَعلمَ السقمُ منْ أجفانهِ السقما
وَلَمْ أَرِدْ بِلِحاظِي ماءَ ناظِرِهِ
إلاَّ سقى ناظري منْ ريهِ بظما
أَسْكَنْتُ مِنْ بَعْدِهِ صَبْرِي ثَرى جَلَدِي
فماتَ فيهِ وَلمْ أعلمْ بما علما
مَا سَوَّدَ الحُزْنُ مُبْيَضَّ السُّرُورِ بِهِ
إلاَّ وَديمَ دمعي فوقهُ ديما
أما وَأحمرِ دمعي فوقَ أبيضهِ
وَمَا بَنَى الشَّوْقُ مِنْ صَبْرِي وَمَا هدَما
لاَ رُعْتُ بِالبَيْنِ مِنْهُ مَا يُرَوِّعُني
وَلاَ حكمتُ عليهِ بالذي حكما
يا ربَّ يومٍ حجرنا في محاجرنا
ماءَ العيونِ وَأمطرنا الخدودَ دما
في مَوْقِفٍ يَسْتَعِيذُ البَيْنُ مِنْهُ بِهِ
فَمَا يُقَبِّلُ قِرْطَاسٌ بِهِ قَلَمَا
كَتَبْتُهُ بِيَدِ الشَّكْوَى إلَيْكَ وَقَدْ
أقسمتُ فيهِ على ما قلتهُ قسما
هذانِ طرفانِ لاَ وَاللهِ ما عزما
إلاَّ عَلَى سَقَمِي أَوْ لاَ فَلِمْ سَقِما
وَ يومِ دجنٍ أراقَ الغيمُ رائقهُ
كأَنَّما شَمْسُهُ مَكْحُولَة ٌ بِعَمَى
تَمَلْمَلَتْ سُحْبُهُ مِنْ طُولِ مَا سَحَبَتْ
وَهَمْهَمَ الرَّعْدُ مِنْهَا فِيهِ حِينَ هَمَى
بكى عليهِ الندى ليلاً فعبسَ لي
ما كانَ لي في نهارٍ منهُ مبتسما
لاَ زَالَ مُنْقَطِعاً مَا كَانَ مُتَّصِلاً
مِنْهُ وَمُنْتَثِراً مَا كَانَ مُنْتَظِما
كمْ لي بمحواهُ رسمٌ قدْ محوتُ بهِ
بغيرِ كفَّ البلى رسماً وَما رسما
أجريتُ مذهبَ دمعي فوقَ مذهبهِ
حَتَّى تَرَكْتُ بِهِ مَوْجُودَهُ عَدَما
لاَ أَجَلَّ الله آجالَ الدّمُوعِ إذَا
ما لمْ يكنَّ لأبناءِ الهوى خدما
يا هذهِ ، هذهِ روحي متى ألمت
مِنَ المَلاَمِ بِكُمْ قَطَّعْتُها أَلَمَا
كَمْ قَدْ تَدَيَّرَ قَلْبِي مِنْ دِيَارِكُمُ
داراً فما سئمتْ منهُ وَلا سئما
ثنيتهُ وَعنانُ الشوقِ يجمحُ بي(33/436)
غلى الذي راحتاهُ تنبتُ النعما
إلَى کبْنِ مَنْ فُتِحَتْ أُمُّ الكِتَابِ بِهِ
وَبالصلاة ِ على َ آبائهِ ختما
إلى الذي افتخرتْ أرضُ العقيقِ بهِ
وَمنْ بهِ أصبحتْ بطحاؤها حرما
إلَى فَتًى تَضْحَكُ الدُّنْيا بِغُرَّتِهِ
فَمَا تَرَى باكِياً فيها إذا کبْتَسَما
سَمَا بِهِ الشَّرَفُ السَّامِي فَصَارَ بِهِ
مُخَيِّماً فَوْقَ أَطْبَاقِ العُلَى خِيَما
لَوْ أَنَّ لِلْبُخْلِ أَغْصاناً وقابَلَها
بِوَجْهِهِ أَنْبَتَتْ مِنْ وَقْتِها كَرَمَا
أَزْرَى عَلَى الغَيْثِ غَيْثٌ مِنْ أَنَامِلِهِ
في رَوْضَة ِ الشُّكْرِ لَمَا بَخَّلَ الدِّيَمَا
ما إنْ دجا ليلُ نقعِ في نهارِ وغى ً
إلاَّ وأَمْطَرَهُ مِنْ سَيْبِهِ نِقَما
تأتي المنايا إلى أسيافهِ فرقاً
كأنما تجتدي منْ خوفهِ سلما
لا يَخْطُرُ الفَرُّ في كَرٍّ بِخَاطِرِهِ
وضلا يؤخرُ عنْ إقدامهِ قدما
كَمْ قَالَ خَطْبُ الرَّدَى فِيما ينازِلُهُ
هذا الذي لو رمي بالدهرِ ما انهزما
صبٌّ إلى شربِ ماءِ الطعنِ فيه فما
نَرَاهُ إلاَّ بِصَيْدِ الصِّيْدِ مُلْتَزِمَا
هذا ابنُ خيرِ الورى منْ بعدِ خيرهمُ
هذا الذي كتبتْ " لا " كفهُ " نعما "
هذا الذي لا يرى في جيدِ مكرمة ٍ
عقدٌ منَ المجدِ إلاَّ باسمهِ نظما
يَا مُلْزِمي غُرْمَ صَبْرِي بَعْدَ فُرْقَتِهِ
ما إنْ على مجرمٍ جرمٌ إذا اجترما
ذَرِ الصَّوارِمَ في أَغْمَادِهَا فَلَقَدْ
أمستْ نفوسُ المنايا في حماهُ حمى َ
قُلْ لِلَّتِي وَدَّعَتْ بالجِزْعِ مِنْ جَزَع
ما إنْ ظلمتِ بلِ البينُ الذي ظلما
لا وَ الهوى وَحياة ِ الشوقِ ما تركتْ
ليَ النوى منْ فؤادي غيرَ ما ثلما
مَتَى تَحَكَّمَ هَجْرِي في مُوَاصَلتي
جعلتُ " أحمدَ " فيما بيننا حكما
يا مُعْلِماً بِطِرَازِ الحُسْنِ نِسْبَتَهُ
وَمنْ غدا بينَ أبناءِ العلى علما
وَمَنْ هُوَ الشَّمْسُ في أُفْقٍ بِلاَ فَلَكٍ
وَمَن هُوَ البَدْرُ في أَرْضٍ بِغَيْرِ سَمَا
هذِي يَمِينُكَ في الآجَالِ صائِلَة ٌ(33/437)
فاقتلْ بسيفِ رداها الخوفَ وَ العدما
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> بذمامِ عهدكَ في الهوى أتذممُ
بذمامِ عهدكَ في الهوى أتذممُ
رقم القصيدة : 27173
-----------------------------------
بذمامِ عهدكَ في الهوى أتذممُ
يَا مَنْ بِحُرْمَة ِ وِدِّهِ أَتَحَرَّمُ
أسلمتني للوجدِ في دارِ الأسى
لما سلمتَ وَخلتَ أني أسلمُ
كمْ قدْ شرقتُ بماءِ ذكركَ مرة ً
فنسيتُ منْ ذكرِ الهوى ما أفهمُ
يا دَارُ مَا لِخَطِيبِ رَبْعِكِ ساكِتاً
فَكأَنَّهُ عَمَّا بِنا يَتَكَلَّمُ
ها نحنُ أبناءُ الغرامِ وَهذهِ
أَجْسَامُنا بِرُسُومِها نَتَرَسَّمُ
وَكأنما اشتملتْ رداءً منْ بلى ً
وَكأَنَّهُ مِنْ دَمْعِ عَيْنِي مُعْلَمُ
وَكَأَنَّ وَشْيَ رُبَاكِ يَا دَارَ الهَوَى
مِنْ عَبْرَتِي مُسْتَعْبِرٌ مُسْتَعْلِمُ
تَالله لا عَلِمَ السُّلُوُّ بِحُبِّ مَنْ
أَنَا في هَوَاهُ مُعَذَّلٌ وَمُلَوَّمُ
وَحياة ِ ما أبقى الهوى منْ مهجتي
لاَ قُلْتُ: إنِّي في هَواهُ مُسَلِّمُ
لوْ بينَ أجفاني تجافاهُ الكرى
مَا كَانَ يَحْلُمُ أَنَّهُ بِيَ يَحْلُمُ
يا نَازِحاً لَعِبَ القِلَى بِعُهُودِهِ
مَا الصَّبْرُ عَنْكَ أَقَلُّ مِمَّا تَعْلَمُ
لِي والهَوَى مَا بَيْنَ أَجْنِحَة ِ الكَرى
ليلانِ نومهما عليَّ محرمُ
مَا اللَّيْلُ طَالَ عَلَيَّ دُونَ ذَوِي الهَوى
لكِنْ بَعُدْتَ فَكُلُّ دَهْرِي مُظْلِمُ
واهاً لأيامي التي في ظلها
ظلتْ صروفُ الدهرِ فينا تحكمُ
أَيَّامَ أَيْقَظَنا الهَوَى لِمَوَاقِفٍ
فيها عيونُ الدهرش عنا نومُ
حالت وَما حلنا لها عنْ حالها
فكانها بشقائنا تتنعمُ
ثمَّ انثنتْ تثني إلينا عطفها
فكأنهُ منْ ظلمها يتظلمُ
فَرَمَيْتُ غَفْلَتَها بِذَكْرِ تَفَرُّقٍ
فکبْيَضَّ مِنْ خَوْفِ الفِرَاقِ لَهُ الدَّمُ
قالتْ، وَقَدْ شَرِبتْ مُدَامَ جُفُونِها
وَلسانها منها فصيحٌ أعجمُ :
يا ناعياً روحي إليَّ ببينهِ
بانَتْ وَلَمْ تَعْلَمْ بِأَنِّيَ أَعْلَمُ(33/438)
أشغلتَ قلبكَ بالغرامِ عنش الذي
في كلَّ عضوٍ منهُ قلبٌ مغرمُ
جهدُ الشكاية ِ أنَّ ألسننا بها
خرستْ وَأنَّ جفوننا تتكلمُ
لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ سِرَّ مَنْ كَتَمَ الهَوَى
يَوْمَ النَّوى لَكَتَمْتُ مَا لاَ يُكْتَمُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ما حكمَ البينُ إلاَّ جارَ محتكما
ما حكمَ البينُ إلاَّ جارَ محتكما
رقم القصيدة : 27174
-----------------------------------
ما حكمَ البينُ إلاَّ جارَ محتكما
وَلاَ کنْتَضَى سَيْفَهُ إلاَ أَرَاقَ دَمَا
يَا دَارَهُمْ خَبِّرِينا مَا کلَّذِي صَنَعُوا
فَرُبَّما جَهَلَ المُشْتَاقُ مَا عُلِما
قَدْ سَرَّنِي أَنَّهُمْ قَد سَرَّهُمْ سَقَمي
فازددتُ كيما يسروا بالضنى سقما
الله يَعْلَمُ أَنِّي يَوْمَ بَيْنِهِمُ
نَدِمْتُ إذْ لَمْ أَمُتْ في إثْرِهِمْ نَدَمَا
أَسْتَرْزِقُ الله لي صَبْراً أَعِيشُ بِهِ
يَكُونُ مَوْجُودُهُ مِنْ بَعْدِهِمْ عَدَما
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> سَأَلْتُ مَنْ شَفَّنِي هَواهُ وَمَنْ
سَأَلْتُ مَنْ شَفَّنِي هَواهُ وَمَنْ
رقم القصيدة : 27175
-----------------------------------
سَأَلْتُ مَنْ شَفَّنِي هَواهُ وَمَنْ
هَاجَرَنِي مُذْ هَوِيتُهُ النَّوْمُ
أَأَفْطَرَ النَّاسُ! قالَ مُبْتَسِماً
زِيدَ عَلَيْهِمْ في صَوْمِهِمْ يَوْمُ
فقلتُ : يا منْ خسرتُ آخرتي
فيهِ وَلَمْ يُغْنِ عَنِّيَ اللَّوْمُ
إنْ لَمْ أَكُنْ مُفْطِراً عَلَى قُبَلٍ
منكَ فدهري بأصلهِ صومُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> قُمْ يَا غُلاَمُ إلَى المُدامِ
قُمْ يَا غُلاَمُ إلَى المُدامِ
رقم القصيدة : 27176
-----------------------------------
قُمْ يَا غُلاَمُ إلَى المُدامِ
قمْ داوني منها بجامِ
فالصبحُ ينتهبُ الدجى
وَالبدرُ يضحكُ في الظلامِ
قُمْ فکسْقِنِي بَرْقَ الثُّغُو
رِ نقدْ مضى برقُ الغمامِ
بادرْ إلى شربِ الحميا
قبلَ بادرة ِ الحمامِ
وَ تغنمِ الغفلاتِ منْ(33/439)
دَهْرٍ يَجُورُ عَلَى الكِرَامِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> قمْ فاجلُ همي يا غلامُ
قمْ فاجلُ همي يا غلامُ
رقم القصيدة : 27177
-----------------------------------
قمْ فاجلُ همي يا غلامُ
بالراحِ إذْ ضحكَ الظلامُ
وَ جلاَ الثريا في ملا
ءة ِ نورهِ البدرُ التمامُ
فَكَأَنَّها كأْسٌ يُدْ
يُرُ بِهَا الدُّجَى والبَدْرُ جَامُ
وَ كأنَّ زرقَ نجومها
حدقٌ مفتحة ٌ نيامُ
وأَظُنُّها مِنْ صِحَّة ٍ
مرضتْ وَليسَ بها سقامُ
فَكَأنَّها وَكأَنَّهُ ـ
إذْ حانَ بينهما انصرامُ ،
وَهَوَتْ لِتَغْرِبَ فکنْثَنَى
عَنْها بِمَغْرِبِها کبْتِسامُ ـ
خودٌ هوى منْ أذنها
قرطٌ فقبلهُ غلامُ
وَالفجرُ في غسقِ الدجى
كالمَاءِ خالَطَهُ المُدامُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لمْ يدعْ سكرُ الغرامِ
لمْ يدعْ سكرُ الغرامِ
رقم القصيدة : 27178
-----------------------------------
لمْ يدعْ سكرُ الغرامِ
فِيَّ حَظّاً لِلمُدَامِ
أمرتْ عيناكَ عينيَّ
بهجرانِ المنامِ
أَيُّهَا البَدْرُ الَّذِي
يَحْسُدُهُ بَدْرُ التَّمامِ
هلْ يطيقُ الهجرُ أنْ يبـ
ـلغَ بي فوقَ الحمامِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> باحَ بما قدْ كتما
باحَ بما قدْ كتما
رقم القصيدة : 27179
-----------------------------------
باحَ بما قدْ كتما
لَمَّا جَرَى الدَّمْعُ دَمَا
رماهُ ريمٌ فأصا
بَ القَلْبَ مِنْهُ إذْ رَمَى
وَاحتجَّ في قتلتهِ
بِأَنَّهُ مَا عَلِمَا
يَا مَعْشَرَ النَّاسِ أَمَا
ينصفني منْ ظلما ؟
علمَ سقمُ طرفهِ
جِسْمِيَ مِنْهُ سَقَما
فَسُقْمُ جِسْمِي في الهَوَى
منْ طرفهِ تعلما
لَوْ قِيلَ لِي: مَا تَشْتَهِي؟
مخيراً محكما !
لقلتُ : أنْ ألثمهُ
نَحْراً وَخَدّاً وَفَما
قَالُوا لَهُ بِأَنَّهُ
في هجرهِ قدْ أثما
حَلَّلَ في هِجْرَانِهِ
لي في الهوى ما حرما
كمْ عاشقٍ قابلهُ
يبكي عليهِ ندما !
العصر العباسي >> البحتري >> آل فلسيكم غداة بحثنا
آل فلسيكم غداة بحثنا(33/440)
رقم القصيدة : 2718
-----------------------------------
آلَ فلسِيكُمُ، غَدَاةَ بَحَثْنَا
عَنْهُ، فَلساً، وَقيمةُ الفَلسِ فَلسُ
سَامرِيُّ الضّيوفِ، مِن دونِ خُبْزٍ،
مَعَ بَيْضِ الأنُوقِ لَيْس يُمَسّ
فارْتَحِلْ عنْ جِوَارِ كِسْرَى فما أنْـ
ـتَ كَريمٌ، ولا لِبَيْتِكَ أُسّ
نَبَطٌ مَلَكُوا عَمَارَةَ أرض،
كانَ عُمّارَهَا الأوائلَ فُرْسُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> الله يَعْلَمُ أَنِّي هَائِمٌ قَلِقٌ
الله يَعْلَمُ أَنِّي هَائِمٌ قَلِقٌ
رقم القصيدة : 27180
-----------------------------------
الله يَعْلَمُ أَنِّي هَائِمٌ قَلِقٌ
عليَّ ثوبانِ منْ ضرًّ وَمنْ سقمِ
وَقدْ ندمتُ على َ ما كانَ منْ زللي
وَأَنْتَ أَعْظَمُ مَنْ يُرْجَى مِنَ الأُمَمِ
فَکغْفِرْ لِعَبْدِكَ يَا مَوْلاَيَ زَلَّتهُ
أوْ لاَ فحكمكَ فينا غيرُ محتكمِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَلما غدا وردُ الخدودِ بنفسجاً
وَلما غدا وردُ الخدودِ بنفسجاً
رقم القصيدة : 27181
-----------------------------------
وَلما غدا وردُ الخدودِ بنفسجاً
وراحَ عقيقُ الخدَّ في الدمعِ ينهمي
تَصَدَّتْ لَنَا والبَيْنُ عَنَّا يَصُدُّها
بِإقْبَالِ وِدٍّ دُونَ إعْرَاضِ لُوَّمِ
وَقدْ حليتْ أجفانها منْ دموعها
كَمَا حُلِّيَتْ لَيْلاً سَمَاءٌ بِأَنْجُمِ
فقلتُ لأصحابٍ عليَّ أعزة ٍ :
يعزُّ علينا ما بكمْ منْ تألمِ
خُذُوا بِدَمِي ذاتَ الوَشَاحِ فَإنَّنِي
رَأَيْتُ بِعَيْنِي في أَنَامِلِها دَمِي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَساقٍ حكى البدرَ وَالغصنَ لي
وَساقٍ حكى البدرَ وَالغصنَ لي
رقم القصيدة : 27182
-----------------------------------
وَساقٍ حكى البدرَ وَالغصنَ لي
فذا بالتمامِ وَذا بالقوامْ
سَقَانِي بِكَأسَيْنِ في مَجْلِسٍ
بِكَأسِ المُدامِ وَكَأسِ الغَرَامْ
بطيءِ الإفاقة ِ مثلي وَقدْ
شَرِبْتُ المُدامَيْنِ شُرْبَ کغْتِنَامْ(33/441)
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَنَا أَفْدِي مَكْتُومَة ً لاَ تُسَمَّى
أَنَا أَفْدِي مَكْتُومَة ً لاَ تُسَمَّى
رقم القصيدة : 27183
-----------------------------------
أَنَا أَفْدِي مَكْتُومَة ً لاَ تُسَمَّى
هامَ قلبي بها هياماً وهما
حُلْوَة ُ الخَلْقِ مُرَّة ُ الخُلْقِ قَدْ أَصْـ
ـبَحْتُ مِنْها في الحُبِّ أَعْمَى أَصَمَّا
أَقْبَلَتْ في تَمَامِها فَنَسِينا
حُسْنَ بَدْرِ التَّمامِ ساعَة َ تَمَّا
تَتَمشَّى وَثِقْلُ رَانِفَتَيْها
قَدَّمَتْ صَدْرَها مِنَ المَشْيِ قُدْما
ثمَّ طالَ العتابُ ، وَالعضُّ وَالقر
صُ ، وَمصُّ اللسانِ منها فلما
منعتني منْ تكة ٍ ثمَّ قالتْ :
تهْ على الفدمِ ما ظننتكَ فدما
قلتُ : جودي بحلها لي وَإلاَّ
قَطْعُها هَيِّنٌ كَمَا أَشْرَبُ کلْمَا
فَهْيَ وَقْفٌ مَا بَيْنَ حَلٍّ وَقَطْعٍ
وإلَيْكِ الخِيَارُ إمَّا وإمَّا
قالتِ : احلمْ فقلتُ : للحلمِ وقتٌ
أَنَا لا أَسْتَطِيعُ في الحُبِّ حِلْما
قُلْتُ: لاَ بُدَّ أَنْ يُدَمَّى غَزَالٌ
ثمَّ يكفى منَ الغزالِ المدمى
فتلقيتها بروحي وَقلبي
لا بِجِسْمِي مِنْ أَيْنَ أَمْلِكُ جِسْما؟!
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَخْفَتْ عَنِ القَوْمِ مَا أَبْدَتْ عَزِيمَتُهُمْ
أَخْفَتْ عَنِ القَوْمِ مَا أَبْدَتْ عَزِيمَتُهُمْ
رقم القصيدة : 27184
-----------------------------------
أَخْفَتْ عَنِ القَوْمِ مَا أَبْدَتْ عَزِيمَتُهُمْ
وضأظهرتْ للنوى وَالبينِ ما كتما
بانوا فلمْ يبقَ لي في يومِ بينهمُ
قَلْبٌ أُحَمِّلُهُ مِنْ بَعْدِهِمْ أَلَمَا
فَکلْبَيْنُ يَعْشَقُهُمْ والشَّوْقُ يَعْشَقُني
وَالجسمُ مذ فارَقوني يعشقُ السقما
يَا لَيْتَني كُنْتُ أَعْمَى يَوْمَ صَاحَ بِهِمْ
حادي الرحيلِ فما للبينِ ما رحما !
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> هذَا كِتابي إلَيْكُمْ فِيهِ مَعْذِرَتي
هذَا كِتابي إلَيْكُمْ فِيهِ مَعْذِرَتي
رقم القصيدة : 27185(33/442)
-----------------------------------
هذَا كِتابي إلَيْكُمْ فِيهِ مَعْذِرَتي
يُنْبِيكُمُ اليَوْمَ عَنْ شَوْقي وَعَنْ سَقَمِي
أجللتُ ذكركمُ عنْ أنْ يدنسهُ
لونُ المدادِ فقدْ حبرتهُ بدمي
وَلوْ قدرتُ على جفني لأجعلهُ
طِرْسِي وأَبْرِي عِظَامِي مَوْضِعَ لَ
كَانَ ذَاكَ قَلِيلاً في مَحَبَّتِكُمْ
وَما وجدتُ لهُ ، وَاللهِ ، منْ ألمِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لاَ تلمهُ فليسَ فيهِ ملامُ
لاَ تلمهُ فليسَ فيهِ ملامُ
رقم القصيدة : 27186
-----------------------------------
لاَ تلمهُ فليسَ فيهِ ملامُ
لومهُ في الهوى عليكَ حرامُ
لَمْ يَعِشْ أَنَّهُ جَلِيدٌ وَلكِنْ
دَقَّ حَتَّى ما إنْ يَرَاهُ الحِمَامُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> نَشْوَانُ مِنْ خَمْرِ الصِّبَا
نَشْوَانُ مِنْ خَمْرِ الصِّبَا
رقم القصيدة : 27187
-----------------------------------
نَشْوَانُ مِنْ خَمْرِ الصِّبَا
وأَرَقُّ طَبْعاً مِنْ نَسِيمِ
ماءُ الدلالِ شرابهُ
وَغِذَاؤُهُ تَرَفُ النَّعِيمِ
أَضْحَى غَرَامِي في هَوَا
هُ عَلَى مَحَبَّتِهِ غَرِيمِي
وَوصفتُ نعمة َ جسمه
فَنَعِمْتُ في صِفَة ِ النَّعِيمِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يَا حَاكِماً قَدْ جَارَ في حُكْمِهِ
يَا حَاكِماً قَدْ جَارَ في حُكْمِهِ
رقم القصيدة : 27188
-----------------------------------
يَا حَاكِماً قَدْ جَارَ في حُكْمِهِ
وَهوَ إذا ينصفني خصمي
تَرَكْتُ جِسْمِي عَرَضاً قَائِماً
لَمْ يَبْقَ لِي مِنْهُ سِوَى اسْمِي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لهُ ضاحكٌ برقهُ خاطفٌ
لهُ ضاحكٌ برقهُ خاطفٌ
رقم القصيدة : 27189
-----------------------------------
لهُ ضاحكٌ برقهُ خاطفٌ
عُقُولَ الرِّجَالِ إذَا مَا کبْتَسَمْ
أَقُولُ لَهُ إذْ بَدَا دُرُّهُ
شهدنا لصانعه بالحكمْ
أَرَى الدُّرَّ يَثْقُبُهُ النَّاظِمُونَ
وَمَا ثَقَبُوا ذَا فَكَيْفَ کنْتَظَمْ(33/443)
العصر العباسي >> البحتري >> وذي راحة مثل صوب الغما
وذي راحة مثل صوب الغما
رقم القصيدة : 2719
-----------------------------------
وذيِ راحةٍ مِثْل صَوبِ الغما
مِ بَيْسَ له بالعلاَ مُؤنِسُ
تحملَ نَحْوَ بِلادِ الشَّآ
مِ يَحْمِلُه مَهْمَةٌ أمْلَسُ
إذا مَجَّهُ بَلَدٌ بَسْبَسُ
تَلَقَّمَهُ بَلَدٌ بَسْبَسُ
أُقولُ لهُ عِنْدَ تَوْدِعيِنَا
وَكُلٌّ بِحَاجَتِهِ مُبْلِسُ
لَئِن قَعَدَتْ عَنْكَ أَجَسامُنا
لَقَدْ سافَرَتْ مَعَكَ الأَنْفُسُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> كأنَّ نجومَ الليل منْ خوفِ فجرها
كأنَّ نجومَ الليل منْ خوفِ فجرها
رقم القصيدة : 27190
-----------------------------------
كأنَّ نجومَ الليل منْ خوفِ فجرها
وَقدْ جدَّ منها للغروبِ عزائمُ
جُفُونٌ حَماها الشَّوْقُ أَنْ تَطْعَمَ الكَرى
فأعينها مستيقظاتٌ نوائمُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لا تكثروا عذلاً وَلا لوما
لا تكثروا عذلاً وَلا لوما
رقم القصيدة : 27191
-----------------------------------
لا تكثروا عذلاً وَلا لوما
لمْ يبق حرُّ الهجرِ لي نوما
وَيْلِي عَلَى هِجْرَانِ مَنْ هَجْرُهُ
قَدْ سَامَنِي وِرْدَ الرَّدى سَوْمَا
أَنْكَرَني حَتَّى كَأنْ لَمْ يَكُنْ
يَعْرِفُني مِنْ دَهْرِهِ يَوْمَا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> سَقْياً لأَيَّامِ المُدَامِ
سَقْياً لأَيَّامِ المُدَامِ
رقم القصيدة : 27192
-----------------------------------
سَقْياً لأَيَّامِ المُدَامِ
لوْ ساعدتنا بالدوامِ
أَيَّامَ أَيَّامِي بِها
مثلُ الكواكبِ في الظلامِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لمنِ الرسومُ بـ " رامتينِ " بلينا
لمنِ الرسومُ بـ " رامتينِ " بلينا
رقم القصيدة : 27193
-----------------------------------
لمنِ الرسومُ بـ " رامتينِ " بلينا
كسيتْ معالمها الهوى وَعرينا
دِمَنٌ فُطِمْنَ مِنَ الصِّبى وَتَبَدَّلَتْ(33/444)
حَرَكَاتُهُنَّ مِنَ الغَرَامِ سُكُونَا
أيقظتُ فيها كلَّ وجدٍ هاجعٍ
بِيَدِ السُّهَادِ وَمَا أَرَدْتُ مُعِينا
وَجَرَتْ رِكَابُ البَيْنِ فيها بالجَوى
فَتَخَالُها بَيْنَ الحُزُونِ حُزُونا
لوْ كُنْتُ أَعْرِفُ عَاذِلاً مِنْ عَاذِرٍ
مَا كُنْتُ بَيْنَ طَلِيقِهِنَّ رَهِينا
لاَ طُلَّ مِنْ دَمْعِي عَلَى أَطْلاَلِها
ما لمْ يكنْ بفنائها يغنينا
واهاً لأيامِ الربيباتش التي
فيها نحلُّ نوى ً وَ نعقدُ لينا
أفلتْ كواكبُ صبوتي بأفولها
فلوَ أنّض أياماً بقينَ بقينا
سهلنَ وعرَ الوجدِ في طرقِ الهوى
وَبَذَلْنَ مِنْ وَجْدِ العَزَاءِ مَصُونا
دِمَنٌ كأَنَّ البَيْنَ فيها آخِذٌ
بِيَمِينِهِ مِنِّي عَلَيَّ يَمِينا
كَتَبَتْ بِأَقْلاَمِ التَّفَجُّعِ أَحْرُفاً
تقرا بأفواهِ الجفونِ خفينا
فكأنني وَحبيبُ قلبي منشدٌ :
"يَا رَبْعَ خَوْلَة َ مِنْ هَوَاكِ خَلِينا"
تاللهِ لوْ أنسيتُ في سنة ِ الكرى
شَوْقي إلَيْكِ لَمَا رَقَدْتُ سِنِينا
وَمُوَجِّهِ العَبَراتِ وَسْنَانِ الحَشى
عَمَّا يُبينُ مِنَ الضَّمِيرِ دَفِينا
أضحى يقينُ الصبرِ بينَ ضلوعهِ
شَكّاً وَمَسْرُورُ الدُّمُوعِ حَزِينا
حتى تطلعَ قلبهُ منْ صدرهِ
جزعاً وَأظهرَ سرهُ المكنونا
لَعِبَتْ بِهِ أَيْدِي البِلَى في مَلْعَبٍ
لوْ أننا متنا بهِ لحيين
عَلِقَ الهَوَى مِنْهُ بِرُكْنِ رِعَايَة ٍ
ما زالَ في ولعِ السلوَّ ركينا
صالَ الزمانُ بهِ على َ أحداثهِ
حتى كأنَّ لهُ عليهِ ديونا
تفنى مدامعنا وَما نفنى بها
فكأنها سخطتْ لما يرضينا
مترسماتٍ بالرسومِ تخالُ في
ألوانها مما بنا تلوينا
حَتَّى لَقَدْ ضَمِنَتْ "لأَحْمَدَ" عَنْوَة ً
أنْ لاَ يزالَ على َ الخطوبِ معينا
حرمٌ لغاشية ِ الندى لوْ لمْ يكنْ
تغشى يداهُ بالسؤالِ غشينا
كَرَمٌ تَمَكَّنَ فيهِ حَتَّى لَمْ تَدَعْ
أَوْصَافُهُ لِتَكَرُّمٍ تَمْكِينا
قدْ أورقتْ منهُ الظنونُ وَ أثمرتْ
نيلاً يظلُّ الكُّ فيهِ يقينا(33/445)
طَلَبَتْ مَوَاهِبُهُ مُنَى طُلاَّبِها
فوقفنَ مما قدْ وقفنَ وجينا
يهتزُّ للجدوى اهتزازَ مهندٍ
أبلتْ مضاربهُ الغداة َ جفونا
تُثْنَى إلَيْهِ أَعِنَّة ُ الرَّوْعِ الَّذِي
يَدَعُ الجَوَادَ مِنَ الأَمَانِ هَجِينَا
خطبَ السيوفَ منَ الحتوفِ ولمْ يكنْ
بمهورهنَّ على البقاءِ ضنينا
وَكذَاكَ أَطْرَافُ القَنَا مِنْ طَعْنِهِ
تَرَكَتْ لأَوْرَاقِ الصُّخُورِ غُصُونا
كالشَّمْسِ حُسْناً والحُسَامِ خُشُونَة ً
وَالمزنِ جوداً وَالأراكة ِ لينا
يا مسقماً بالبذلِ صحة َ مالهِ
فِينا وَهَادِمَهُ بِما يَبْنِينا
أسرجتَ في داجي الوغى لبني العدا
سرجاً بكفكَ في النحورِ طعينا
وَعَلَوْتَ مِنْ شَرَفِ النِّزَالِ بِمَنْزِلٍ
جعلَ الثريا في ثراهُ كمينا
لاَ باتَ بأسكَ تحتَ أشراكِ الوغى
أَبَداً لِحُزْنِ الحَادِثَاتِ حَزِينا
أَيْنَعْتَ لِي في نَبْعَتِي وَرَقَ الغِنَى
وَدفعتَ عني باليقينِ ظنونا
وَلَقَدْ رَقَتْ هِمَمِي ظُهُورَ عَزَائِمي
وَغَدَوْتُ لِلْجَوْزَاءِ فيكَ قَرِينا
وَكسوتني وَالمكرماتُ تقولُ لي :
افْخَرْ بِأَنَّكَ مُذْ كُسِيتَ كُسِينا
مِنْ كُلِّ سَافِرَة ِ الطِّرَازِ كأَنَّها
تَصِفُ المَكَارِمَ كَيْفَ شِئْتَ وَشِينا
لَوْ كُنَّ في فَلَكٍ لَكُنَّ كَوَاكباً
أَوْ كُنَّ في وَجْهٍ لَكُنَّ عُيُونا
وَكأنما الآمالُ عنكَ تفرعتْ
فينا فما يطلبنَ غيركَ فينا
فاسلمْ فإنكَ ما سلمتَ منَ الردى
وَسُقِيتَ مِنْ مَاءِ الحَيَاة ِ سُقِينا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> صولجُ لامينِ في عذارينِ
صولجُ لامينِ في عذارينِ
رقم القصيدة : 27194
-----------------------------------
صولجُ لامينِ في عذارينِ
في ذَهَبِيَّيْنِ جَوْهَرِيَّيْنِ
يَا بِأَبِي كَيْفَ شَفَّنِي سَقَماً
سَوَادُ هذَيْنِ في سَنَا ذَيْنِ
قدْ زهتِ الراءُ منْ مقبلهِ
فوقَ نظلمينِ لؤلؤيينِ
وکخْتَرَطَ الغُنْجُ مِنْ لَوَاحِظِهِ
سيفينِ للسحرِ بابليينِ
يا مرهفيْ مقلتيهِ دونكما(33/446)
قلبي فقداهُ نصفينِ
وَيَا عِذَارَيْهِ هاكُما كَبِدِي
فکبْتَدِرَا نَحْوَها بِسَيْفَيْنِ
أَقْبَلَ الوَرْدُ فَوْقَ وَجْنَتِهِ
منْ غرسِ لحظِ العيونِ لونينِ
وَراحَ للتيهِ في معصفرهِ
وَهوَ منَ الزهوِ في وشاحينِ
بَادَرَ عَيْني فَلَمْ يَجِدْ أَحَداً
يَجْعَلُهُ بَيْنَها وَمَا بَيْنِي
تُجْرَحُ خَدَّاهُ مِنْ مُلاَحَظَتي
يَا رَبِّ فکحْكُمْ لَهُ عَلَى عَيْنِي
لاَواخذَ اللهُ منْ هويتُ وَلوْ
قدَّ فؤادي هواهُ شطرينِ
يَمْطُلُ كُلَّ العِبَادِ دَيْنَهُمُ
وَهوَ ملبي بذلكَ الدينِ
منْ أينَ للبدرِ حسنُ صورتهِ
وَقدهُ للقضيبِ منْ أينِ
قلْ لسميَّ " الوصيَّ " : يا ثانيَ القطـ
ـرِ، وَيَا ثَالِثَ الرَّبِيعَيْنِ
وَيا هلالاً بدتْ مطالعهُ
في أفقِ بدرينِ تغلبيينِ
ما ارطبَ العيشَ في ذراكَ وَما
أَهْنَا النَّدَى في جَنَابِكَ اللَّيْنِ
عَلَوْتَ في المَجْدِ كلَّ مَكْرُمَة ٍ
كُنْتَ بِهَا ثَالِثَ السِّمَاكَيْنِ
منْ قاسَ جدواكَ بالغمامِ فما
أَنْصَفَ في الحُكْمِ بَيْنَ شَكْلَيْنِ
أنتَ إذا جدتَ ضاحكٌ أبداً
وهوَ إذا جادَ دامعُ العينِ
يوماكَ يومانِ في سجالهما
ضدانِ قدْ وكلاَ بضدينِ
يومانِ يمشي الأنامُ بينهما
قِسْمَيْنِ بَيْنَ الفَلاَحِ والحَيْنِ
حلفاً لقدْ حزتَ كلَّ مكرمة ٍ
والحَلْفُ بِالمَيْنِ لَيْسَ بِالمَيْنِ
مَدْحِكَ في حُلَّتَيْنِ مِنْ زَيْنِ
وَصارماً فاتكَ الغرارين
وَالشمسَ ، لما برزتَ ، بارزة ً
زينَ بكَ الشعرُ فهوَ يرفلُ منْ
مدحكَ في حلتينِ منْ زينش
زادَ جمالُ القريضِ يابنَ أبي الهيـ
ـجاءِ لما أتاكَ ضعفينِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> طَافَ بِشَمْسَيْنِ مِنْ عُقَارَيْنِ
طَافَ بِشَمْسَيْنِ مِنْ عُقَارَيْنِ
رقم القصيدة : 27195
-----------------------------------
طَافَ بِشَمْسَيْنِ مِنْ عُقَارَيْنِ
في ذَهَبِيَّيْنِ جَوْهَرِيَّيْنِ
قَضِيبُ بانٍ مِنْ فَوْقِهِ قَمَرٌ
يُدِيرُ كأْسَيْنِ مِنْ مُدَامَيْنِ(33/447)
يكادُ عندَ القيامِ يقسمهُ الر
دْفُ إذَا مَا کنْثَنَى بِقِسْمَيْنِ
كأنما وردُ وجنتيهِ على
خديهِ نارانِ فوقَ ماءينِ
لاَ النارُ تطفى بالماءِ فيهِ وَلاَ الـ
ـماءُ بِجَارٍ مِنْ تَحتِ هذَيْنِ
كأَنَّما كَانَ عَاشِقاً ظَفِرَتْ
أصداغُ صدغيهِ خوفَ نارينِ
في لَيْلَة ٍ طَرَزَتْ غِلاَلَة َ خَدَّيْـ
ـهِ لدى فجرهِ طرازينِ
فكلما مثلَ الصباحَ لنا
تمثلَ الليلُ فيه مثلينِ
تبكي لوجدٍ فيهِ كواكبهُ
كما بكى ناظرٌ بدمغعينِ
كأنما أسلفتْ سوالفُ خديـ
ـهِ لِضَوءِ الصَّبَاحِ صُبْحَيْنِ
عانقتُ بدراً فيهِ وَعانقني
فصارَ حظي منْ ذينِ حظينِ
وَالبدرُ قدْ وشحتْ يداهُ منَ الـ
ـوجدِ لأعناقنا وشاحينِ
كأنما عاشقاً ظفرتْ
يداهُ منْ هجرنا بوصلينِ
كأننا وَالظلامُ يجمعنا
صبحانِ لاحا منْ تحتِ ليلينِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> قالوا جفاكَ الذي تهوى فقلتُ لهمْ :
قالوا جفاكَ الذي تهوى فقلتُ لهمْ :
رقم القصيدة : 27196
-----------------------------------
قالوا جفاكَ الذي تهوى فقلتُ لهمْ :
نَوْمِي تَعَلَّمَ مِنْهُ فَهْوَ يَجْفُوني
لَوْ قَاسَ مَنْ قَدْ مَضى حُبِّي بِحُبِّهِمُ
كانُوا إذَا وُصِفَتْ أَشْجَانُهُمْ دُوني
كأنَّ دمعي على خدي وَصفرتهُ
حبابُ دمعِ الندى منْ حول نسرينِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يَا مُلْبِسِي مِنْ ثِيَابِ صَبْرِي
يَا مُلْبِسِي مِنْ ثِيَابِ صَبْرِي
رقم القصيدة : 27197
-----------------------------------
يَا مُلْبِسِي مِنْ ثِيَابِ صَبْرِي
عليهِ مذْ غابَ حلتينِ
لَمْ يَتْرُكِ البَيْنُ لِي دُمُوعاً
أَبْكِي بِهَا خِيفَة ً لِبَيْنِ
لأنَّ دمعي أصابَ عيني
عليكَ لما بكتْ بعينِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لِي هَوى ً فِيكَ مَصُونُ
لِي هَوى ً فِيكَ مَصُونُ
رقم القصيدة : 27198
-----------------------------------
لِي هَوى ً فِيكَ مَصُونُ
ليسَ لي فيهِ معينُ
يَا حَبِيباً خَانَ عَهْدي(33/448)
أَنَا مِمَّنْ لاَ يَخُونُ
عُدْ إلَى تَجْدِيدِ وَصْلِي
قَالَ: خُذْ فِيما يَكُونُ
وَصليَ اليومَ ظنونٌ
لكَ وَالهجرُ يقينُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> فديتُ منْ قالَ ، وَقدْ زرتهُ :
فديتُ منْ قالَ ، وَقدْ زرتهُ :
رقم القصيدة : 27199
-----------------------------------
فديتُ منْ قالَ ، وَقدْ زرتهُ :
هواكَ عنْ غيركَ ينهاني
لاَواصلتْ روحي لجسمي إذا
فَارَقْتَنِي إلاَّ بِهِجْرَانِ
وَلاَ تهنيتُ لذيذَ الكرى
إذا تجافتْ عنكَ أجفاني
شعراء الجزيرة العربية >> سليمان المانع >> أنا يا سيدي انا تكررها
أنا يا سيدي انا تكررها
رقم القصيدة : 272
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
في ضلوعي طفل لامن جاع أغني
وأجرح الدنيا بنظرات الذهول
أنقسم ثلثين إنس وثلث جني
وأترك الصرخة تقول وما أقول
صاحبي مثل القصيدة ما فتني
لا تعرت حلم للقلب الخجول
في ملامحها الخفية شي مني
آيتي للناس والشاعر رسول
إن بكت تمطر غيوم بوجه ظني
هي سما روحي وأنا أوجاعي فصول
لا تبرقعها ظنونك بالتجني
عن ضما الوردة يكلمك الذبول
صاحبي خانوا ربوعي والتمني
ما بقا عندي سوى مهر جفول
إنكفوا شدوا وشد الصبح عني
خلوا الظلما تشكل ألف زول
عيشوني الخوف كله لكن إني
ما عطيت الشمس لأنصاف الحلول
ما خذيت الشعر طفل بالتبني
ولا تركت لخطوه الرفض القبول
دست بعنادي ظروف عاندني
قلت أباصل لو غدى الموت الوصول
العصر العباسي >> البحتري >> أوضعت في شأو الجفا فاحبس
أوضعت في شأو الجفا فاحبس
رقم القصيدة : 2720
-----------------------------------
أَوْضَعْتَ في شَأوِ الجَفَا فاحْبِسِ
واسلُكْ طَرِيقَ العَطْفِ يا مُؤْنِسِي
يَا مَنْ جَرَى حُبِّيهِ في مُهْجَتي
جَرْيَ النَّدى في زَهرِ النَّرْجِسِ
عَلَى مَليءٍ مُوسِرٍ مِنْ ضَنًى
مُفْتَقِرٍ مِنْ صِحَّةٍ، مُفلِسِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> تباركَ منْ كسا خديكَ ورداً(33/449)
تباركَ منْ كسا خديكَ ورداً
رقم القصيدة : 27200
-----------------------------------
تباركَ منْ كسا خديكَ ورداً
تَطَلَّعَ مِنْ فُرُوعِ اليَاسَمِينِ
وِصَالُكَ جَنَّتِي وَجَفَاكَ نَارِي
وَوجهكَ قبلتي وَهواكَ ديني
أكلُّ الناسِ تمطلهمْ بدينٍ
لَقَدْ أَوْثَقْتَ نَفْسَكَ بِالدُّيُونِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَنَارَنْجٍ تَمِيلُ بِهِ غُصُونٌ
وَنَارَنْجٍ تَمِيلُ بِهِ غُصُونٌ
رقم القصيدة : 27201
-----------------------------------
وَنَارَنْجٍ تَمِيلُ بِهِ غُصُونٌ
فَيَغْدُو مَيْلُها كالصَّوْلَجَانِ
أشبههُ ثدايا ناهداتٍ
غلائها صبغنَ بزعفرانِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لِكَرَامَتِي أَعْرَضْتَ لاَ لِهَوَاني
لِكَرَامَتِي أَعْرَضْتَ لاَ لِهَوَاني
رقم القصيدة : 27202
-----------------------------------
لِكَرَامَتِي أَعْرَضْتَ لاَ لِهَوَاني
لَمْ تَجْفُني حَتَّى کهْتَمَمْتَ بِشَاني
أصلُ التغضبِ في هواكَ محبة ٌ
تدعُ المحبَّ بصورة الغضبانِ
فکشْغَلْ فُؤَادَكَ بِي فَلَسْتُ مُبَالِياً
أشغلتهُ بهوايَ أمْ هجراني
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَذِي غُنُجٍ مَرَّ بِي مُسْرِعاً
وَذِي غُنُجٍ مَرَّ بِي مُسْرِعاً
رقم القصيدة : 27203
-----------------------------------
وَذِي غُنُجٍ مَرَّ بِي مُسْرِعاً
يُحَيِّرُ مِنْ حُسْنِهِ العَالَمِينا
لِصُدْغَيْهِ ظِلٌّ عَلَى وَجْنَتَيْهِ
كظلَّ غصونٍ تثنينَ لينا
إذَا کشْتَدَّ حَرُّ کشْتِيَاقِ القُلُوبِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> سلتْ لواحظهُ سيوفاً في الورى
سلتْ لواحظهُ سيوفاً في الورى
رقم القصيدة : 27204
-----------------------------------
سلتْ لواحظهُ سيوفاً في الورى
جعلتْ لهنَّ قلوبنا أجفانا
فكانما حدقُ الحسانِ تبدلتْ
مِنْ خُفْرَة ٍ بِمَكَانِهِنَّ مَكَانَا
في كلَّ قلبٍ منْ هواهُ سريرة ٌ
أخذتْ لهُ مما يخافُ أمانا(33/450)
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لوْ أنَّ دمعي نظيرُ وجدي
لوْ أنَّ دمعي نظيرُ وجدي
رقم القصيدة : 27205
-----------------------------------
لوْ أنَّ دمعي نظيرُ وجدي
لابيضَّ منهُ سوادُ عيني
أَعَادَ لَيْلِي عَلَيَّ فِيها
لَيْلَ صُدُودٍ وَلَيْلَ بَيْنِ
هَجْرُكَ لِي شاهِدٌ بِأَنِّي
أَحِنُّ لَيْلِي بِغَيْرِ أَيْنِ
كأنما الفرقدانِ كانا
عَلى الثُّرَيَّا مُرَاقِبَيْنِ
كأنَّها كَفُّ لاَزَوَرْدٍ
بِهَا تَطارِيفُ مِنْ لُجَيْنِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> هَا قَدْ تَبَدَّلْتُ أَوْطاناً بِأَوْطانِ
هَا قَدْ تَبَدَّلْتُ أَوْطاناً بِأَوْطانِ
رقم القصيدة : 27206
-----------------------------------
هَا قَدْ تَبَدَّلْتُ أَوْطاناً بِأَوْطانِ
عمداً وَفارقتُ خلاناً بخلانِ
فليبلغِ الشوقُ بي أقصى مراتبهِ
فكمْ بدورٍ على قضبانِ كثبانِ
فَإنَّني باذِلٌ بِالصَّبْرِ عِنْدَ فَتًى
تَقْبِيلُ وَجْنَتِهِ والرُّكْنِ سِيَّانِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> إذا نظرتْ نحونا جردتْ
إذا نظرتْ نحونا جردتْ
رقم القصيدة : 27207
-----------------------------------
إذا نظرتْ نحونا جردتْ
سيوفَ الهوى بأكفَّ المنونِ
وَتُظْهِرُ لِلْحُسْنِ إنْ أَسْفَرَتْ
هلالَ المنى في سحابِ الظنونِ
كأنَّ دجى الشكَّ في سخطها
وَضَوْءَ الرِّضا في بَيَاضِ اليَقِينِ
وإنْ عَرَّسَ الوَجْدُ بي عَرَّسَتْ
رِكَابُ الدُّمُوعِ بِرَبْعِ الجُفُونِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَلِفَ السُّقْمُ جِسْمَهُ والحَنِينُ
أَلِفَ السُّقْمُ جِسْمَهُ والحَنِينُ
رقم القصيدة : 27208
-----------------------------------
أَلِفَ السُّقْمُ جِسْمَهُ والحَنِينُ
وَبَرَاهُ الهَوَى فَلَيْسَ يَبِينُ
قدْ سمعنا أنينهُ منْ قريبٍ
فکطْلُبُوا الجِسْمَ حَيْثُ كَانَ الأَنِينُ
لَمْ يَعِشْ أَنَّهُ جَلِيدٌ وَلكِنْ
طَلَبَتْهُ فَلَمْ تَجِدْهُ المَنُونُ(33/451)
لاَ تَرَاهُ العُيُونُ إلاَّ ظُنُوناً
وَهوَ أخفى منْ أنْ تراهُ العيونُ
فهوَ حيٌّ لمْ يحوهِ طرفُ حيًّ
وَهوَ ميتٌ في جسمهِ مدفونُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> حَدَقُ الحِسانِ مَرَاتِعٌ
حَدَقُ الحِسانِ مَرَاتِعٌ
رقم القصيدة : 27209
-----------------------------------
حَدَقُ الحِسانِ مَرَاتِعٌ
لجميعِ آرامِ الفتونِ
قَدْ جَرَّعَتْ بِفُتُونِها
عُشَّاقَها غُصَصَ المَنُونِ
أسدُ الحمامَ إذا عدتْ
منْ بينِ غاباتِ الجفونِ
العصر العباسي >> البحتري >> كل المظالم ردت غير مظلمة
كل المظالم ردت غير مظلمة
رقم القصيدة : 2721
-----------------------------------
كُلُّ المَظَالِمِ رُدّتْ، غَيرَ مَظلَمَةٍ
مَجرُورَةٍ في مَوَاعِيدِ ابنِ عَبّاسِ
مَنَعْتَني فَرْحَةَ النُّجحِ الذي التَمَسَتْ
نَفسِي، فَلاَ تَمنَعَنّي راْحَةَ اليَاسِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> بلحاظهِ سيفُ المنو
بلحاظهِ سيفُ المنو
رقم القصيدة : 27210
-----------------------------------
بلحاظهِ سيفُ المنو
نِ مُجَرَّداً بِيَدِ الفُتُونِ
وإذَا تَثَنَّى قَدُّهُ
أزرى بتحريكِ الغصونِ
فَدُمُوعُ عَيْنِي إذْ رَأَتْـ
ـهُ تجودُ بالدمع المصونِ
ما تطعمُ الإغماضَ منْ
قِصَرِ الجُفُونِ عَنِ الجُفُونِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> كلفي بمنْ لمْ يقضِ ديني
كلفي بمنْ لمْ يقضِ ديني
رقم القصيدة : 27211
-----------------------------------
كلفي بمنْ لمْ يقضِ ديني
سببٌ إلى تلفي وحيني
عشقَ السقامُ جفونهُ
عشقَ السهادِ جفونَ عيني
لَمْ يَكْفِني هِجْرَانُهُ
حتى تعقبني ببينِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَصَلْتُ أَنِيني في الهَوَى بِحَنِيني
وَصَلْتُ أَنِيني في الهَوَى بِحَنِيني
رقم القصيدة : 27212
-----------------------------------
وَصَلْتُ أَنِيني في الهَوَى بِحَنِيني
وَشكوايَ ما القى بضعفِ يقيني
وَبيضتُ بالهجرِ الطويلِ نواظري(33/452)
وَوَرَّدْتُ مَاءَ الدَّمْعِ بَيْنَ جُفُوني
فَيَا مُلْزِمي ذَنْبَ الدُّمُوعِ الَّتِي جَرَتْ
فأبدتْ منَ الأسرارِ كلَّ مصونِ
أَعِنِّي عَلَى تأْدِيبِ دَمْعِي فَإنَّهُ
يَتُوبُ إذَا مَا كُنْتَ أَنْتَ مُعِيني
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أهونُ ما القى وَليسَ يهونُ
أهونُ ما القى وَليسَ يهونُ
رقم القصيدة : 27213
-----------------------------------
أهونُ ما القى وَليسَ يهونُ
إذَا لاَحَظَتْني مِنْ هَوَاكَ عُيُونُ
لئنْ قطعَ الواشونَ ما كانَ بيننا
فَحَظُّكَ مِنْ قَلْبِي عَلَيْكَ مَصُونُ
وإنْ رُمْتُ كِتْمانَ الهَوَى نَطَقَتْ بِهِ
بَوَادِرُ دَمْعٍ سُحْبُهُنَّ جُفُونُ
أَهُونُ إذَا مَا عَزَّ مَنْ أَنَا عَبْدُهُ
وَما عزَّ فيهِ الخطبُ ليسَ يهونُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أهلاً بنمامٍ ينمُّ بطيبهِ
أهلاً بنمامٍ ينمُّ بطيبهِ
رقم القصيدة : 27214
-----------------------------------
أهلاً بنمامٍ ينمُّ بطيبهِ
في كلَّ إبانٍ وَكلَّ زمانِ
لاَكانَ عائبهُ فقدْ أبدى لنا
عَيْنَ المُحَالِ وَجَاءَ بِالبُهْتَانِ
يحدو المفيقَ إلى الخمارِ لأنَّ في
نِصْفِ کسْمِهِ ثَمَلَ الفَتَى السَّكْرَانِ
وَهجاءُ نمامٍ إذا نكستهُ
لَكَ طارِفٌ مِنْ طَارِقِ الحَدَثانِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أضحكتني منْ بعدِ ما أبكيتني
أضحكتني منْ بعدِ ما أبكيتني
رقم القصيدة : 27215
-----------------------------------
أضحكتني منْ بعدِ ما أبكيتني
فبرزتُ منْ فرحي فمتُّ مكاني
وَسَرَرْتَني بَعَدَ الأَسَى فَجَمَعْتَ لِي
عُرْسَ السُّرُورِ وَمأْتَمَ الأَحْزَانِ
ما غنْ تلجلجَ منطقي عنْ حجتي
إلاَّ وَذكركَ ترجمانث لساني
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا شمسَ حسنٍ أشرقتْ
يا شمسَ حسنٍ أشرقتْ
رقم القصيدة : 27216
-----------------------------------
يا شمسَ حسنٍ أشرقتْ
منْ فوقِ غصنٍ منْ لجينِ
انظرْ إلى البدرِ المنيـ(33/453)
ـفِ إذَا بَدَا في الفَرْقَدَيْنِ
وَلَهِي عَلَيْهِ أَشَدُّ مِنْ
وَلهِ" البتولِ " على َ " الحسين "
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> قلبٌ يقلبهُ الحنينُ
قلبٌ يقلبهُ الحنينُ
رقم القصيدة : 27217
-----------------------------------
قلبٌ يقلبهُ الحنينُ
وَحشى يقطعها الأنينُ
أينَ التصبرُ في الهوى
أينَ المساعدُ وَالمعينُ
ما كانَ مثلي في الغرامِ
وَلاَ السقامِ وَلاَ يكونُ
تَلْقَى القُلُوبُ مِنَ الهَوَى
حَتْفاً بِمَا جَنَتِ العُيُونُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> قُومي کمْزُجي الكأْسَ بِاللُّجَيْنِ
قُومي کمْزُجي الكأْسَ بِاللُّجَيْنِ
رقم القصيدة : 27218
-----------------------------------
قُومي کمْزُجي الكأْسَ بِاللُّجَيْنِ
وَاحتملي الكأسَ باليدينِ
وکغْتَنَمِي غَفْلَة َ اللَّيَالِي
فَرُبَّما أَيْقَظَتْ لِبَيْنِ
فَقَدْ لَعَمْرِي أَقَرَّ مِنِّي
هلالُ شوالَ كلَّ عينِ
ذَاتُ الخَلاَخِيلِ هَلْ تَراهُ
شبيهَ خلخالها اللجينِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَتمثالِ حسنٍ إذا ما بدا
وَتمثالِ حسنٍ إذا ما بدا
رقم القصيدة : 27219
-----------------------------------
وَتمثالِ حسنٍ إذا ما بدا
سَجَدَنْ لَهُ بِالجُفُونِ العُيُونُ
يَحَارُ إذَا زَارَ طَرْفِي الكَرى
كَمَا حَارَ بِالشَّكِّ فيهِ اليَقِينُ
وَكَانَ وَصُولاً فَلَمَّا جَفَا
تجافتْ عنِ الغمضِ منا الجفونُ
العصر العباسي >> البحتري >> شوق له بين الأضالع هاجس
شوق له بين الأضالع هاجس
رقم القصيدة : 2722
-----------------------------------
شَوْقٌ لَهُ، بَينَ الأضَالِعِ، هاجسُ،
وَتَذَكّرٌ، للصّدْرِ مِنهُ وَسَاوِسُ
وَلَرُبّمَا نَجى الفَتَى مِنْ هَمّهِ
وَخْد القِلاَصِ، وَلَيلُهُنّ الدّامسُ
ما أنْصَفَتْ بَغدادُ، حينَ تَوَحّشتْ
لنَزِيلِهَا، وَهْيَ المَحَلُّ الآنِسُ
لَمْ يَرْعَ لي حَقَّ القَرَابَةِ طَيّءٌ
فيها، وَلاَ حَقَّ الصّداقَةِ فارِسُ(33/454)
أعَلِيُّ! مَنْ يأمُلْكَ بَعْدَ مَوَدّةٍ
ضَيّعْتَهَا مِنّي، فإنّي آيِسُ
أوَعَدْتَني يَوْمَ الخَميسِ، وَقَد مَضَى
مِنْ بَعْدِ مَوْعِدِكَ الخَميسُ الخامسُ
قُلْ للأمِيرِ، فإنّهُ القَمَرُ الّذي
ضَحِكَتْ بهِ الأيّامُ، وَهيَ عَوَابِسُ
قَدّمْتَ قُدّامي رِجَالاً، كُلُّهُمْ
مُتَخَلّفٌ عَنْ غَايَتي، مُتَقَاعِسُ
وأذَلْتَني، حتّى لَقَدْ أشْمَتّ بي
مَنْ كَانَ يَحسُدُ مِنهُمُ، وَيُنَافِسُ
وأنا الذي أوْضَحتُ، غَيْرَ مَدافِعٍ،
نَهجَ القَوافي، وَهيَ رَسْمٌ دارِسُ
وَشُهِرْتُ في شَرْقِ البِلادِ وغَرْبِها،
فكأنّني في كلّ نادٍ جالِسُ
هَذي القَوَافيُ قَدْ زَفَفْتُ صِبَاحَها،
تُهْدَى إلَيْكَ، كأنّهُنّ عَرَائِسُ
وَلَكَ السّلاَمَةُ والسّلامُ، فإنّني
غَادٍ، وَهُنّ عَلى عُلاكَ حَبَائِسِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لَوْ قِيلَ: هَلْ رَجُلٌ طَالَتْ بَلِيَّتُهُ
لَوْ قِيلَ: هَلْ رَجُلٌ طَالَتْ بَلِيَّتُهُ
رقم القصيدة : 27220
-----------------------------------
لَوْ قِيلَ: هَلْ رَجُلٌ طَالَتْ بَلِيَّتُهُ
لاستعبرتْ مقلتي حتى أقولَ : أنا
وَلوْ قضى حزناً مستهترٌ دنفٌ
لَكُنْتُ أَوَّلَ مَحْزُونٍ قَضى حَزَنا
هذا كِتَابُ فَتى ً طَالَتْ صَبَابَتُهُ
مُكَبَّلٍ في الهَوَى وَقْفٍ لِكُلِّ ضَنى
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لجنونِ الهوى وهبتُ جناني
لجنونِ الهوى وهبتُ جناني
رقم القصيدة : 27221
-----------------------------------
لجنونِ الهوى وهبتُ جناني
فَدَعَانِي يَا عَاذِلَيَّ دَعَاني
اسْقِيَانِي ذَبِيحَة َ المَاءِ في الكأْ
سِ وَكفا عنْ شربِ ما تسقيانِ
إنَّني قَدْ أَمِنْتُ بِالأَمْسِ إذْ مُتُّ
بِهَا أَنْ أَمُوتَ مَوْتاً ثَانِي
قَهْوَة ٌ تَطْرُدُ الهُمُومَ إذَا مَا
مكنتْ منْ مواطنِ الأحزانِ
نثرتْ راحة ُ المزاجِ عليها
حدقاً ما تدورُ في أجفانِ
فَهْيَ تَجْرِي مِنَ اللَّطَافَة ِ في الأَرْ(33/455)
واحِ مجرى الأرواحِ في الأبدانِ
وَرَخِيمِ الدَّلاَلِ قَدْ تَاهَ في الحُسْـ
تتهادى بكاسهِ منْ هدايا
هُ إلَيْنا طَرَائِفُ الأَشْجَانِ
ما رأينا ورداً كوردٍ بخديـ
ـهِ بدا طالعاً على غصنِ بانِ
زارني وَالهلالُ في ساعدِ الأفـ
ـقِ كبحرٍ في نصفهِ نصفُ جانِ
وَغدا وَالهلالُ في شركِ الفجـ
ـرِ شَرِيكي في قَبْضَة ِ الإرْتِهَانِ
وَيمينُ الجوزاءِ تبسطُ باعاً
لعناقِ الدجى بغيرِ بنانِ
وَكأنَّ الإكليلَ في كلة ِ الليـ
ـلِ ثَلاَثٌ مِنْ فَوْقِ عِقْدِ ثَمَانِ
وَكأنَّ الذراعَ تحتَ الثريا
رَايَة ٌ رُكِّبَتْ بِغَيْرِ سِنَانِ
وَكأَنَّ المِرِّيخَ إذْ رُمِيَ الغَرْ
تُ بهِ شعلة ٌ منَ النيرانِ
وَكأَنَّ النُّجُومَ أَحْداقُ رُومٍ
ركبتْ في محاجرِ السودانِ
رشأٌ تشرهُ النفوسُ إلى ما
في ثَنَايَاهُ مِنْ رَحِيقِ اللِّسانِ
عفتهُ معْ تشوقٍ بي إليهِ
فَوِصالِي لَهُ عَلَى هِجْرَانِ
لاَ وَمَا کحْمَرَّ مِنْ تَوَرُّدِ خَدَّيْـ
ـهِ وَما اصفرَّ منْ شموسِ الدنانِ
لا أَطَعْتُ العَذُولَ في لَذَّة ِ الكأْ
سِ وَلا لمتُ عاشقاً في الزمانِ
سأُطِيلُ السُّجُودَ في قِبْلَة ِ الكأْ
سِ بتسبيحِ ألسنِ العيدانِ
كَمْ صَلاة ٍ عَلَى فَتى ً مَاتَ سُكْراً
قَدْ أُقِيمَتْ فِينا بِغَيْرِ أَذَانِ
أَيُّها الرَّائِحُ الَّذِي رَاحَتَاهُ
بخضابِ الكؤوسِ مخضوبتانِ
عجْ بضحكِ الأقداحِ في رهجِ القصـ
ـفِ إذَا مَا بَكَتْ عَلَيْهِ القَنَانِي
وَاسقني القهوة َ التي تنبتُ الور
دَ إذا شئتَ في خدودِ الغواني
لاَ تدغدغْ صدرَ المدامِ بأيدي الـ
ـمزجِ ما دغدغتْ صدورُ المثاني
في رِيَاضٍ تُرِيكَ في اللَّيْلِ مِنها
سرجاً منْ شقائقِ النعمانِ
كَتَبَتْها أَيْدِي السَّحَابِ بِأَقْلاَ
مِ دُمُوعٍ عَلَى طُرُوسِ المَغاني
ألفاتٍ مؤلفاتٍ وَلاما
تٍ تَكَوَّنَ مِنْ ضَمِيرِ المَعَاني
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> عليلُ القلبِ وَالبدنِ
عليلُ القلبِ وَالبدنِ
رقم القصيدة : 27222(33/456)
-----------------------------------
عليلُ القلبِ وَالبدنِ
بَعِيدُ الدَّارِ والسَّكَنِ
بكى وَشكا تشتتهُ
عَنِ الأَحْبَابِ والوَطَنِ
وَمنْ أعطى أزمتهُ
بِلاَ مَنْعٍ يَدَ الزَّمَنِ
فذاكَ يبيعُ لذتهُ
مِنَ الدُّنْيا بِلاَ ثَمَنِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> بَيَاضُ خَدَّيْكَ مَوْصُولٌ بِصُدْغَيْنِ
بَيَاضُ خَدَّيْكَ مَوْصُولٌ بِصُدْغَيْنِ
رقم القصيدة : 27223
-----------------------------------
بَيَاضُ خَدَّيْكَ مَوْصُولٌ بِصُدْغَيْنِ
صدغٍ منَ الليلِ مسودَّ الجناحينِ
سللتَ سيفاً قتلتَ العالمينَ بهِ
فكيفَ لوْ جردتْ عيناكَ سيفينِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يَا سَيِّدِي كَمْ ذَا البِعَا
يَا سَيِّدِي كَمْ ذَا البِعَا
رقم القصيدة : 27224
-----------------------------------
يَا سَيِّدِي كَمْ ذَا البِعَا
دُ أما لهُ يوماً دنوُّ .
أغريتَ قلبي بالغرا
مِ فَمَا لَهُ مِنْهُ سُلُوُّ
أهبطتَ قلبي بعدَما
أَعْلَى مَرَاتِبَهُ العُلُوُّ
فَرَأَى صَدِيقي شَيْنَهُ
وَرأى مسرتهُ العدوُّ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> هِيَ الحَيَاة ُ الَّتِي تَحْيَا النُّفُوسُ بِها
هِيَ الحَيَاة ُ الَّتِي تَحْيَا النُّفُوسُ بِها
رقم القصيدة : 27225
-----------------------------------
هِيَ الحَيَاة ُ الَّتِي تَحْيَا النُّفُوسُ بِها
تميتها كلما شاءتْ وَتحييها
لوْ أنها خاطبتْ ميتاً لكلمها
وَقامَ منْ قبرهِ شوقاً يلبيها
عَادَيْتُ مِنْ أَجْلِهَا رُوحي وَقَدْ عَلِمَتْ
روحي بأني أعادي منْ يعاديها
وَلستُ أبكي بدمعي حينَ تبعدني
لكِنْ بِرُوحي عَلَيْها حِينَ أَبْكيها
للهِ إنسانُ طرفي حينَ صارَ بها
عَبْدي كَمَا صِرْتُ فيها عَبْدَ حُبِّيها
غُرِيتُ بِاللَّوْمِ فيها إذْ غُرِيتُ بها
فَصِرْتُ أَهْوَى مَلاَمِي مِنْ مَلاَمِيها
هذا لأَنَّ عَذابي صَارَ يَعْذُبُ لِي
فيها وَأنَّ حياتي منْ أياديها(33/457)
يا قاتلَ اللهُ قلبي كيفَ صبرني
دَعَوْتُ بِالمَوْتِ خَوْفاً مِنْ دَوَاعِيها
بِحَقِّها يَا هَوَاهَا أَغْرِ هَجْرَكَ بِي
إذا تمنيتُ منها هجرَ وصليها
رُحْ يَا سَقَامِي عَلَى الأَعْضَاءِ مُحْتَكِماً
كما غدوتَ لفرطِ السقمِ تفنيها
خُذْ مِنْ قُوَى النَّفْسِ ما أَحْبَبْتَهُ صِلَة ً
مني وَلا تبقِ لي إنْ شئتَ باقيها
وأَنْتَ فکحْكُمْ بِمَا تَهْوَاهُ يا تَلَفي
رضيتُ منكَ بهِ إنْ كنتَ ترضيها
عَسَاكِرُ الشَّوْقِ في قَلْبِي مُخَيِّمَة ٌ
مُذْ خَيَّمَ الوَجْدُ لِي في رَبْعِ حُبِّيها
هَا قَدْ لَبِسْتُ ثِيَابَ الضُّرِّ فِيكِ فَقَدْ
بُلِيتُ بِالسُّقْمِ فيها قَبْلَ أُبْلِيها
وَحقَّ لاَ أبقيتُ - ما بقيتْ
عَيْني تَراكِ ـ لِعَيْنِي دَمْعَة ً فيها
وَلا اشتكيتُ إليها ما وجدتُ بها
وضلا شكاني اشتكائي منْ تشكيها
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> جَلَّتْ مَحَاسِنُهُ عَنِ التَّشْبِيهِ
جَلَّتْ مَحَاسِنُهُ عَنِ التَّشْبِيهِ
رقم القصيدة : 27226
-----------------------------------
جَلَّتْ مَحَاسِنُهُ عَنِ التَّشْبِيهِ
فكما اشتهى خلقتْ عليهِ وَفيهِ
وَترى الرياحَ إذا بدا لكَ مقبلاً
بِضَعِيفِ كَرِّ نَسِيمِها تَثْنِيهِ
تتعشقُ الحركاتِ في حركاتهِ
فكأنما بفتونها تغريهِ
وَتَراهُ فَرْداً وَهْوَ زَوْجٌ عِنْدَما
يثنيهِ زهوُ التيهِ أوْ يدنيهِ
إنْ جَارَ قَلْبِي في طَرِيقِ مَوَدَّة ٍ
فَدَلِيلُ حُبِّكَ في الهَوَى يَهْدِيهِ
لاَ خَلَّصَ الرَّحْمنُ قَلْبَ مَوَدَّتي
مَا دُمْتُ حَيّاً مِنْ يَدَيْ مُحْيِيهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> جَلَّتْ مَحَاسِنُهُ عَنْ كُلِّ تَشْبِيهِجَلَّتْ مَحَاسِنُهُ عَنْ كُلِّ تَشْبِيهِ
جَلَّتْ مَحَاسِنُهُ عَنْ كُلِّ تَشْبِيهِجَلَّتْ مَحَاسِنُهُ عَنْ كُلِّ تَشْبِيهِ
رقم القصيدة : 27227
-----------------------------------(33/458)
جَلَّتْ مَحَاسِنُهُ عَنْ كُلِّ تَشْبِيهِجَلَّتْ مَحَاسِنُهُ عَنْ كُلِّ تَشْبِيهِ
وَجَلَّ عَنْ مُشْبِهٍ في الحُسْنِ يَحْكِيهِ
انظرْ إلى وجههِ وَاستغنِ عنْ صفتي
سبحانَ خالقهِ سبحانَ باريهِ
النرجسُ الغضُّ منْ أجفانِ مقلتهِ
وَالوردُ منْ خدهِ وَ الدرُّ منْ فيهِ
دعا بألحاظهِ قلبي إلى تلفي
فَجَاءَهُ مُسْرِعاً طَوْعاً يُلَبِّيهِ
مثلَ الفراشة ِ تأتي إنْ رأتْ لهباً
إلى السراجِ فتلقي نفسها فيهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> تركبُ الروحَ فيهِ إذْ تركبهُ
تركبُ الروحَ فيهِ إذْ تركبهُ
رقم القصيدة : 27228
-----------------------------------
تركبُ الروحَ فيهِ إذْ تركبهُ
في حجرها فملاويها ملاويهِ
حَتَّى إذا دَغْدَغَتْ أَوْتَارَهُ عَبَثاً
تَكَلَّمَتْ أَلْسُنٌ مِنْ صَدْرِها فِيهِ
ما أفسدتْ يدها اليمنى محاسنهُ
مُذْ أَصْلَحَتْ يَدُها اليُسْرَى مَساوِيهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> بَدِيعٌ ذَابَ مِنْ نَظَرِي إلَيْهِ
بَدِيعٌ ذَابَ مِنْ نَظَرِي إلَيْهِ
رقم القصيدة : 27229
-----------------------------------
بَدِيعٌ ذَابَ مِنْ نَظَرِي إلَيْهِ
وَ ذبتُ صبابة ً عليهِ
فَلَوْلاَ دِقَّة ٌ في الخَصْرِ مِنْهُ
لَكَانَ الجَوُّ يَجْذِبُهُ إلَيْهِ
العصر العباسي >> البحتري >> ناهيك من حرق أبيت أقاسي
ناهيك من حرق أبيت أقاسي
رقم القصيدة : 2723
-----------------------------------
نَاهِيكَ مِنْ حُرَقٍ أبِيتُ أُقاسِي،
وَجُرُوحِ حُبٍّ ما لَهُنّ أوَاسِ
إمّا لَحَظْتَ، فأنْتَ جُؤذُرُ رَمْلَةٍ،
وإذا صَدَدْتَ، فأنتَ ظبيُ كِناسِ
قَد كانَ منّي الحُزْنُ، غِبَّ تَذَكّرٍ،
إذْ كَانَ مِنْكَ الصّبرُ غِبَّ تَناسِ
تَجرِي دُمُوعي، حينَ دَمعُكَ جامد،
وَيَلينُ قَلبي، حينَ قَلبُكَ قاسِ
أسَمِعتَ عاذِلَةً، فَهَلْ طاوَعتَها،
وَرَأيتَ شانِئَةً، فَهَلْ مِنْ بَاسِ
ما قُلْتُ للطّيْفِ المُسَلِّمِ: لا تَعُدْ(33/459)
تَغشَى، وَلاَ كَفكَفْتُ حاملَ كاسِ
يا بَرْقُ! أسفِرْ عَنْ قُوَيْقَ، فطُرّتَيْ
حَلَبٍ، فأعلى القَضرِ منْ بَطْيَاسِ
عَن مَنْبِتِ الوَرْدِ، المُعَصْفَرِ صِبْغُهُ،
في كُلّ ضَاحيَةٍ، وَمَجْنَى الآسِ
أرْضٌ، إذا استَوْحَشتُ ثمّ أتَيْتُها
حَشَدَتْ عليّ، فأكثَرَتْ إينَاسي
أليَوْمَ حَوّلَني المَشيبُ إلى النُّهَى،
وَذَلَلْتُ للعُذّالِ، بَعْدَ شِمَاسِ
وَرَفَعْتُ مِنْ نظَري إلى أهلِ الحِجَى،
وَلَوَيْتُ، عَنْ أهْلِ الغِوايَةِ، رَاسِي
وَرَضِيتُ، مِنْ عَوْدِ البَخِيلِ وَبَدْئِهِ،
باليَأسِ، لَوْ نَفَعَ الرّضَى باليَاسِ
أبلِغْ أبَا الحَسَنِ الذي لَبِسَ النّدى
للخابِطِينَ، فَكَانَ خَيرَ لِبَاسِ
مَهْمَا نَسيتُ، فلَستُ للحَسنِ الذي
أوْلَيْتَ، في قِدَمِ الزّمَانِ، بِنَاسِ
وَلَئِنْ أطَلْتُ البُعْدَ عَنْكَ فلمْ تَزَلْ
نَفْسي إلَيْكَ كَثِيرَةَ الإنْفَاسِ
إنْ تُكسَ مِنْ وَشْيِ المَديحِ، فإنّهُ
مِن ضَوْءِ سَيْبِكَ في المَحَافِلِ كاسِ
وَكَأنّكَ العَبّاسُ نُبْلَ خَليقَةٍ،
وَعُلُوَّ هَمٍّ في بَني العَبّاسِ
وَتَفَاضُلُ الأخْلاَقِ، إنْ حَصّلْتَهَا
في النّاسِ، حَسبُ تَفَاضُلِ الأجناسِ
لَوْ جَلّ خَلْقٌ قَطّ عَنْ أُكْرُومَةٍ
تُنْثَى، جَلَلْتَ عن النّدى والبَاسِ
وأبي أبيكَ، لَقَدْ تُقَصّي غَايَةً
في المَكْرُمَاتِ، قَليلَةَ الأُنَاسِ
فإذا بَنَى غُفْلُ الرّجالِ بُنًى عَلى
جَدَدٍ، بَنَيتَ على ذُرًى وأسَاسِ
وإنِ استَطاعَتْهُ المَنُونُ، فبَعْدَما
دَخَلَتْ على الآسادِ في الأخْيَاسِ
قَدْ قُلتُ للرّامِينَ مَجْدَكَ بالمُنَى،
وَلحَاسِدِيكَ الرُّذّلِ الأنْكاسِ
رُودوا بأفْنِيَةِ الظِّرَابِ، وَنَكِّبُوا
عَنْ ذَلكَ الجَبَلِ الأشَمّ الرّاسِي
فَهُنَاكَ أرْوَعُ مِنْ أرُومَةِ هَاشِمٍ،
رَحْبُ النّدِيّ، مُوَقَّرُ الجُلاّسِ
ساحَتْ مَوَاهِبُهُ فلَمْ تُحوِجْ ألى
جَذْبِ الدّلاءِ، تُمدُّ بالأمْرَاسِ(33/460)
لا مُطلِقٌ هُجرَ الحَديثِ، إذا احتَبَى
فيهِمْ، ولا شَرِسُ السّجيّةِ جاسِ
حَيثُ السّجايا الباذِلاتُ ضَوَاحِكٌ،
زُهْرٌ، وَحَيْثُ العَاذِلاتُ خَوَاسِي
لا مِنْ طَرِيفٍ جَمّعَتْهُ خِيَانَةٌ،
ما مِنْهُ يَبْذُلُ جاهِداً، وَيُوَاسي
لَيْسَ الذي يُعْطيكَ تالَدِ مالِهِ،
مِثْلَ الذي يُعطيكَ مالَ النّاسِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> كأنَّ أجفانهُ منْ جسمِ عاشقهِ
كأنَّ أجفانهُ منْ جسمِ عاشقهِ
رقم القصيدة : 27230
-----------------------------------
كأنَّ أجفانهُ منْ جسمِ عاشقهِ
قَدْ رُكِّبَتْ فَهْيَ بِالأَسْقَامِ تَحْكِيهِ
في صدغهِ عقربٌ للصدغِ لاذعة ٌ
دِرْيَاقُ لَدْغَتِها يَا قَوْمِ مِنْ فِيهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَفْدِي الَّذِي شَفَّ قَلْبِي
أَفْدِي الَّذِي شَفَّ قَلْبِي
رقم القصيدة : 27231
-----------------------------------
أَفْدِي الَّذِي شَفَّ قَلْبِي
بِغُنْجِهِ وکلتِّيهِ
حَازَ الكَمَالَ فأَضْحَى
بدرُ الدجى يحكيهِ
يُبْدِي غَرَائِبَ حُسْنٍ
جَلَّتْ عَنِ التَّشْبِيهِ
يَحْتَجُّ لِي كُلَّ يَوْمٍ
عَلَى العَواذِلِ فِيهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> إذا أنتَ أسلمتَ للباسليقِ
إذا أنتَ أسلمتَ للباسليقِ
رقم القصيدة : 27232
-----------------------------------
إذا أنتَ أسلمتَ للباسليقِ
دُمُوعاً لأَجْفَانِهِ الهَاوِيَهْ
رأيتَ اعتلالكَ يبكي دماً
وَتَضْحَكُ في جِسْمِكَ العَافِيَهْ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أيا منْ يرى أنَّ حبي لهُ
أيا منْ يرى أنَّ حبي لهُ
رقم القصيدة : 27233
-----------------------------------
أيا منْ يرى أنَّ حبي لهُ
ذُنُوبي وَمَا حَسَنَاتِي سوَاهْ
أَتَهْجُرُ مَنْ لَيْسَ يَهوى سِوَاكَ
وَيَهْوَى هَوَاكَ وَتَهْوَى جَفَاهْ
كَفَاكَ كَفَاكَ مِنَ الهَجْرِ مَا
أتيتَ بهِ حاسدي ما كفاهُ
أُحِبُّكَ والله حُبَّ الصِّبَا(33/461)
وَحُبَّ الشَّبَابِ وَحُبَّ الحَياهْ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> للهِ للهِ ما أحلى رضاكِ وَما
للهِ للهِ ما أحلى رضاكِ وَما
رقم القصيدة : 27234
-----------------------------------
للهِ للهِ ما أحلى رضاكِ وَما
أمرَّ سخطكِ يا مولاهَ مولاها
لاَ شَيْءَ أَحْسَنُ مِنْها إنَّها خُلِقَتْ
أَعَزَّ شَيْءٍ لِقَلْبي حِينَ أَلْقَاها
إذا تلهبَ نارُ الشوقِ في كبدي
أَطْفَاهُ مَاءُ التَّلاَقِي عِنْدَ رُؤيَاهَا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يَا مَنْ إذَا زِدْتُ ذُلاًّ زَادَنِي تِيها
يَا مَنْ إذَا زِدْتُ ذُلاًّ زَادَنِي تِيها
رقم القصيدة : 27235
-----------------------------------
يَا مَنْ إذَا زِدْتُ ذُلاًّ زَادَنِي تِيها
عَلِّلْ بِوَعْدِكَ نَفْسِي فَهْوَ يَكْفِيها
أَمَتَّها بِدَوَامِ الهَجْرِ مِنْكَ وَلَوْ
وَصَلْتَها كَانَ رُوحُ الوَصْلِ يُحْييها
الحَمْدُ لله حَمْداً لاَ شَرِيكَ لَهُ
صبراً فقدْ حرمتْ نفسي أمانيها
يَا مَعْشَرَ النَّاسِ إنِّي قَدْ كَلِفْتُ بِمَنْ
لاَ أستطيعُ لهُ وصفاً وَتشبيها
لاَ تَعْجَبي لآخْضِرارٍ في عَوَارِضِهِ
فَإنَّ جَدْوَلَ مَاءِ الحُسْنِ يَسْقِيها
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> عَادَنِي مَنْ أَعَادَ رُوحي إلَيّا
عَادَنِي مَنْ أَعَادَ رُوحي إلَيّا
رقم القصيدة : 27236
-----------------------------------
عَادَنِي مَنْ أَعَادَ رُوحي إلَيّا
بعدَ أنْ سلطَ الحمامَ عليا
أَيُّ مَيْتٍ مِثْلِي وَلَسْتَ تَرَاهُ
عَادَهُ إلْفُهُ فَأَصْبَحَ حَيَّا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يطوفُ براحٍ ريحها وَمذاقها
يطوفُ براحٍ ريحها وَمذاقها
رقم القصيدة : 27237
-----------------------------------
يطوفُ براحٍ ريحها وَمذاقها
نَسِيمُ الصَّبَا والعَيْشُ في زَمَنِ الصِّبا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا حسنها منْ وردة ٍ
يا حسنها منْ وردة ٍ
رقم القصيدة : 27238(33/462)
-----------------------------------
يا حسنها منْ وردة ٍ
بَيْضَاءَ جَاءَتْ بِکلعَجَبْ
كَجَامِ بِلَّوْرٍ بِهِ
قَرَاضَة ٌ مِنَ الذَّهَبْ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ربَّ ليلٍ أمدَّ منْ نفسِ العا
ربَّ ليلٍ أمدَّ منْ نفسِ العا
رقم القصيدة : 27239
-----------------------------------
ربَّ ليلٍ أمدَّ منْ نفسِ العا
شقِ طولاً قطعتهُ بانتحابِ
وَنَهَارٍ أَلَذَّ مِنْ نَظْرَة ِ المَعْشُو
قِ بُدِّلْتُهُ بِبُؤْسِ عِتَابِ
العصر العباسي >> البحتري >> يا ليلتي بالقصر من بطياس
يا ليلتي بالقصر من بطياس
رقم القصيدة : 2724
-----------------------------------
يا لَيْلَتي بالقَصْرِ مِنْ بَطْيَاسِ،
وَمُعَرَّسِي بالقَصْرِ بَلْ إعْرَاسِي
باتَتْ تُبَرّدُ، من جَوَايَ وَغُلّتي،
أنْفَاسُ ظَبْيٍ طَيّبِ الأنْفَاسِ
يَدْنُو إليّ َبِرِيقِهِ وبِرَاحِهِ،
فَيُعِلّني بالكاس بَعدَ الكَاسِ
هَيَفُ الجَوَانحِ منهُ هاضَ جَوانحي،
وَنُعاسُ مُقْلَتِهِ أطَارَ نُعَاسِي
بأبي أبُو الحَسَنِ الذي حَسُنَتْ لنا
أخْلاقُهُ، فحَكَى أبَا العَبّاسِ
مُسْتَقْبِلٌ، نُقِلَتْ بِهِ أيّامُنا
عَنْ وَحْشَةٍ مِنْها إلى إينَاسِ
أضْحَى يُؤمَّلُ للجليلِ وَتُرْتَجى
حَرَكاتُهُ لسِيَاسَةِ السُّوّاسِ
إنْ كانَ رَأساً في الكِتَابَةِ مِدْرَهاً،
فأبُوهُ مِنْهَا في مَحَلّ الرّاسِ
قَصَدَ الوَقَارَ وَفيهِ فَرْطُ بَشاشَةٍ،
بالأُنْسِ تَبسُطُ أوْجُهَ الجُلاّسِ
رَدَّ الخُطُوبَ وَقَد أتَينَ عَوَابِساً،
وَألانَ مِن كَبِدِ الزّمانِ القاسِي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> تكبرَ لما رأى نفسهُ
تكبرَ لما رأى نفسهُ
رقم القصيدة : 27240
-----------------------------------
تكبرَ لما رأى نفسهُ
عَلَى هَيْئَة ِ الشَّمْسِ إذْ صُوِّرَتْ
سَيَنْدَمُ أَلْفاً عَلَى فِعْلِهِ
إذا الشمسُ في خدهِ كورتْ(33/463)
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ والنُّجُومُ كأَنَّها
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ والنُّجُومُ كأَنَّها
رقم القصيدة : 27241
-----------------------------------
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ والنُّجُومُ كأَنَّها
درٌّ على أرضٍ منَ الفيرزوجِ
يلمعنَ منْ خللِ السحابِ كأنها
شَرَرٌ تَطايَرُ عَنْ يَبِيسِ العَرْفَجِ
وَالأفقُ أحلكُ منْ خواطرِ كاسبٍ
بالشعر يستجدي اللئامَ وَيرتجي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> نَالَتْ عَلَى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي
نَالَتْ عَلَى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي
رقم القصيدة : 27242
-----------------------------------
نَالَتْ عَلَى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي
نقشاً على معصمٍ أوهتْ بهِ جلدي
كأنهُ طرقُ نملٍ في أناملها
أَوْ رَوْضة ٌ رَصَّعَتْها السُّحْبُ بِالبَرَدِ
كأَنَّها خَشِيَتْ مِنْ نَبْلِ مُقْلَتِها
فألبستْ زندها درعاً منَ الزردِ
مَدَّتْ مَوَاشِطَهَا في كَفِّها شَركاً
تصيدُ قلبي بهِ منْ داخلِ الجسدِ
وَقَوْسُ حَاجِبِها مِنْ كُلِّ نَاحِيَة ٍ
وَنبلُ مقلتها ترمي بهِ كبدي
وَعقربُ الصدغِ قدْ بانتْ زبانتهُ
وَناعسُ الطرفِ يقظانٌ على رصدي
إنْ كانَ في جلنارِ الخدَّ منْ عجبٍ
فالصدرُ يطرحُ رماناً لمنْ يردِ
وَخصرها ناحلٌ مثلي على كفلٍ
مرجرجٍ قدْ حكى الأحزانِ في الخلدِ
إنسية ٌ لوْ بدتْ للشمسِ ما طلعتْ
منْ بعدِ رؤيتها يوماً على أحدِ
سأَلْتُها الوَصْلَ قَالَتْ أَنْتَ تَعْرِفُنا
مَنْ رَامَ مِنَّا وِصالاً مَاتَ بالكَمَدِ
وَكمْ قتيلٍ لنا في الحبَّ ماتَ جوى ً
منَ الغرامِ وَلمْ يبدئْ وَلمْ يعدِ
فَقُلْتُ أَسْتَغْفِرُ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَلٍ
إنَّ المُحِبَّ قَلِيلُ الصَّبْرِ والجَلَدِ
قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فِينا لَوَاحِظُها
مَا إنْ أَرَى لِقَتِيلِ الحُبِّ مِنْ قَوَدِ
قدْ خلفتني طريحاً وَهيَ قائلة ٌ
تأَمَلُوا كَيْفَ فِعْلُ الظَّبْيِ بِکلأَسَدِ(33/464)
قالتْ لطيفِ خيالٍ زارني وَمضى
بِالله صِفْهُ وَلاَ تَنْقُص وَلاَ تَزِدِ
فقالَ أبصرتهُ لوْ ماتَ من ظمإٍ
وَقُلْتِ قِفْ عَنْ وُرُودِ المَاءِ لَمْ يَرِدِ
قَالَتْ صَدَقْتَ الوَفَا فِي الحُبِّ عَادَتُهُ
يا بردَ ذاكَ الذي قالتْ على كبدي
وَاسترجعتْ سألتْ عني فقيلَ لها
مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ دَقَّتْ يَداً بِيَدِ
وَأمطرتْ لؤلؤاً منْ نرجسٍ وَسقتْ
ورداً وَعضتْ على َ العنابِ بالبرد
وأَنْشَدَتْ بِلِسانِ الحالِ قَائِلَة ً
مِنْ غَيْرِ كُرْهٍ وَلاَ مَطْلٍ وَلاَ جَلَدِ
وَاللهِ ما حزنتْ أختٌ لفقدِ أخٍ
حزني عليه وَلا أمٌّ على َ ولدِ
فأَسْرَعَتْ وأَتَتْ تَجْري عَلَى عَجَلٍ
فعندَ رؤيتها لمْ أستطعْ جلدي
وَجرعتني بريقٍ منْ مراشفها
فعادتِ الروحُ بعدَ الموتِ في جسدي
همْ يحسدوني على موتي فوا أسفي
حتى على الموتِ لا أخلوُ منَ الحسدِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَلاحَ هلالُ الفطرِ نضواً كأنهُ
وَلاحَ هلالُ الفطرِ نضواً كأنهُ
رقم القصيدة : 27243
-----------------------------------
وَلاحَ هلالُ الفطرِ نضواً كأنهُ
بُدُوُّ غِرَارِ السَّيْفِ مِنْ أَسْفَلِ الغِمْدِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا منْ نفتْ عني لذيذَ رقادي
يا منْ نفتْ عني لذيذَ رقادي
رقم القصيدة : 27244
-----------------------------------
يا منْ نفتْ عني لذيذَ رقادي
مالي وَمالكِ قدْ أطلتِ سهادي
فبأيَّ ذنبٍ أمْ بأية ِ حالة ٍ
أبعدتني وَلقدْ سكنتِ فؤادي
وَصددتِ عني حينَ قدْ ملكَ الهوى
روحي وَقلبي وَالحشا وَقيادي
مَلَكَتْ لِحاظُكَ مُهْجَتي حَتَّى غَدا
قَلْبي أَسِيراً مَا لَهُ مِنْ فَادِ
لاَ غَرْوَ إنْ قَتَلَتْ عُيُونُكِ مُغْرَماً
فَلَكَمْ صَرَعْتِ بِها مِنَ الآسَادِ
يامنْ حوتْ كلَّ المحاسنِ في الورى
وَالحسنُ فيها عاكفٌ في بادِ
رفقاً بمنْ أسرتْ عيونكِ قلبهُ
وَدَعِي السُّيُوفَ تَقِرُّ في الأَغْمَادِ(33/465)
وَتَعَطَّفِي جُوداً عَلَيَّ بِقُبْلَة ٍ
فبميمِ مبسمكِ شفاءُ الصادي
ماتتْ - أطالَ اللهُ عمركِ - سلوتي
وَلقدْ فني صبري وَعاشَ سهادي
وَمنَ المنى لوْ دامَ لي فيكِ الضنى
يا حبذا فأراكِ منْ عوادي
وأُجِيلُ مِنْكِ نَوَاظِرِي في ناضِرٍ
منْ خدكِ المترقرقِ الوقادِ
وَأقولُ ما شئتِ اصنعي يا منيتي
مَا لِي سِوَاكِ وَلَوْ حُرِمْتُ مُرادي
غلاَّ مديح المصطفى هوَ عمدتي
وَبِهِ سأَلْقَى الله يَوْمَ مَعَادِي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ترشفتُ منْ شفتيهِ العقارا
ترشفتُ منْ شفتيهِ العقارا
رقم القصيدة : 27245
-----------------------------------
ترشفتُ منْ شفتيهِ العقارا
وَقَبَّلْتُ مِنْ خَدِّهِ الجُلَّنارا
وَشاهدتُ منهُ كثيباً مهيلاً
وَغصناً رطيباً وَبدراً أنارا
وأَبْصَرْتُ مِنْ وَجْهِهِ في الظَّلاَمِ
بِكُلِّ مَكانٍ بِلَيْلٍ نَهَارَا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> عقرتْ لهمْ معقورة ً لوْ سالمتْ
عقرتْ لهمْ معقورة ً لوْ سالمتْ
رقم القصيدة : 27246
-----------------------------------
عقرتْ لهمْ معقورة ً لوْ سالمتْ
شرابها ما سميتْ بعقارِ
ذكرتْ طوائلها القديمة َ إذْ غدتْ
صرعى تداسُ بأرجلِ العصارِ
لانتْ لهمْ حتى انتشوا فتمكنتْ
منهمْ وَنادتْ فيهمُ بالثارِ
وأَمَاتَهُمْ طَرَبُ الأَغَانِي مِيتَة ً
أَخَذُوا لَهَا الأَوْتَارَ بِالأَوْتَارِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> قدْ جاءتِ البغلة ُ السفواءُ يجنبها
قدْ جاءتِ البغلة ُ السفواءُ يجنبها
رقم القصيدة : 27247
-----------------------------------
قدْ جاءتِ البغلة ُ السفواءُ يجنبها
للبرقِ غيثٌ بدا ينهلُّ ماطرهُ
عَرِيقَة ٌ نَاسَبَتْ أَخْوَالَها فَلَها
بالعتقِ منْ أكرمِ الجنسينش فاخرهُ
ملءُ الحزامِ وَملءُ العينِ مسفرة ٌ
يريكَ غائبها في الحسنِ حاضرهُ
أَهْدَى لَهَا الرَّوْضُ مِنْ أَوْصَافِهِ شِيَة ً
خَضْراءَ ناضِرَة ً إنْ زَالَ ناضِرُهُ(33/466)
لَيْسَتْ بِأَوَّلِ حُمْلاَنٍ شَرَيْتَ بِهِ
حَمْدِي وَلاَ هِيَ يَا ذَا الجُودِ آخِرُهُ
كَمْ قَدْ تَقَدَّمَها مِنْ سابِحٍ بِيَدِي
عنانهُ وَعلى الجوزا حوافرهُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> شربنا على َ النهرِ لما بدا
شربنا على َ النهرِ لما بدا
رقم القصيدة : 27248
-----------------------------------
شربنا على َ النهرِ لما بدا
بموجٍ يزيدُ وضلاَ ينقصُ
كأَنَّ تَكَاثُفَ أَمْوَاجِهِ
مَعَاطِفُ جَارِيَة ٍ ترْقُصُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَسْتَوْدِعُ الله في بَغْدَادَ لِي قَمَراً
أَسْتَوْدِعُ الله في بَغْدَادَ لِي قَمَراً
رقم القصيدة : 27249
-----------------------------------
أَسْتَوْدِعُ الله في بَغْدَادَ لِي قَمَراً
بالكرخِ منْ فلكِ الأزرارِ مطلعهُ
ودعتهُ وَبودي أنْ تودعني
رُوحَ الحَياة ِ وأَنِّي لا أَوَدِّعُهُ
وَكمْ تشبثَ بي يومَ الرحيلِ ضحى ً
وَأدمعي مستهلاتٌ وأدمعهُ
وَكمْ تشفعَ في أنْ لا أفارقهُ
وَللضرورة ِ حالٌ لاَ تشفعهُ
العصر العباسي >> البحتري >> بوركت من قبل ظريف كيس
بوركت من قبل ظريف كيس
رقم القصيدة : 2725
-----------------------------------
بُورِكتَ مِن قُبَلٍ ظَرِيفٍ، كَيّسِ،
عَفِّ اللّسانِ، عنِ الفوَاحشِ أخرَسِ
حُرٍّ، تُصَبُّ بهِ القُلُوبُ، وَيُفتَدى،
مِنْ رِقّةٍ وَحَلاوَةٍ، بالأنْفُسِ
فَلَنِعْمَ رَيْحَانُ النّدامَى أنْتَ إنْ
عَزَموا الصَّبوحَ، وَنِعمَ حشوُ المَجلسِ
بالشّعْرِ تُنشِدُهُ الجَليسَ، فَيَنْتَشي
طَرَباً، وَبالخَبَرِ الخَطيرِ المُنْفِسِ
ما لي أرَى الأُدَبَاءَ أحَرَزَ جُلُّهُمْ
خَصْلَ الثّرَاءِ، وَأنتَ عَينُ المُفلسِ
قَد كانَ حَقُّكَ أن تُغَلِّسَ في الغِنى
بمُغَلِّسِ بنِ حُذَيفَةَ بنِ مُغَلِّسِ
بصَديقِكَ الصَّدْقِ الذي جَمَعَتكُما
قَدَمُ الفُتُوّةِ، وَارْتِضَاعُ الأكْؤسِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> مَا ترَى النِّيلَ عَلَيْهِ(33/467)
مَا ترَى النِّيلَ عَلَيْهِ
رقم القصيدة : 27250
-----------------------------------
مَا ترَى النِّيلَ عَلَيْهِ
حبكاً مثلَ الدروعِ
إنما زادَ لأني
فيهِ أَجْرَيْتُ دُمُوعي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا سادتي هذهِ روحي تودعكمْ
يا سادتي هذهِ روحي تودعكمْ
رقم القصيدة : 27251
-----------------------------------
يا سادتي هذهِ روحي تودعكمْ
إذْ كَانَ لاَ الصَّبْرُ يُسْلِيها وَلاَ الجَزَعُ
قدْ كنتُ أطمعُ في روحِ الحياة لها
فکلآنَ مُذْ غِبْتُمُ لَمْ يَبْقَ لِي طَمَعُ
لاَ عَذَّبَ الله رُوحي بِالبَقَاءِ فَما
أظنها بعدكمْ بالعيشِ تنتفعُ "
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَكَرِيمَة ٍ سَقَتِ الرَّيَاضَ بِدَرِّها
وَكَرِيمَة ٍ سَقَتِ الرَّيَاضَ بِدَرِّها
رقم القصيدة : 27252
-----------------------------------
وَكَرِيمَة ٍ سَقَتِ الرَّيَاضَ بِدَرِّها
فَغَدَتْ تَنُوبُ عَنِ السَّحَابِ الهَامِعِ
بِلِبَاسِ مَحْزُونٍ وَدَمْعَة ِ عَاشِقٍ
وَحنينِ مشتاقٍ وَأنة ِ جازعِ
فكأنها فلكٌ يدورُ ، وَعلوهُ
يرمي القرار بكلَّ نجمٍ طالعِ "
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أشارتْ بأطرافٍ لطافٍ كأنها
أشارتْ بأطرافٍ لطافٍ كأنها
رقم القصيدة : 27253
-----------------------------------
أشارتْ بأطرافٍ لطافٍ كأنها
أَنَامِلُ دُرٍّ قُمِّعَتْ بِعَقِيقِ
وَدَاَرتْ عَلَى الأَوْتَارِ جَسّاً كأَنَّها
بَنَانُ طَبِيبٍ في مَجَسِّ عُرُوقِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَهَاجَ لِي الشَّوْقُ أَسى ً كامِناً
وَهَاجَ لِي الشَّوْقُ أَسى ً كامِناً
رقم القصيدة : 27254
-----------------------------------
وَهَاجَ لِي الشَّوْقُ أَسى ً كامِناً
فلمْ أزلْ أبكي على كلَّ ميلْ
فَكِدْتُ أَنْ أَغْرَقَ في دَمْعَتي
وَأجعلَ الذنبَ ليومِ الرحيلْ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لا تظلموا الناسَ وَلاَ تطلبوا(33/468)
لا تظلموا الناسَ وَلاَ تطلبوا
رقم القصيدة : 27255
-----------------------------------
لا تظلموا الناسَ وَلاَ تطلبوا
بِثَأْرِي اليَوْمَ أذى مُسْلِمِ
وَيا لقومي دونكمْ شادناً
مُعْتَدِلَ القَامَة ِ والمَبْسِمِ
وإنْ أَبَى إلاَّ جُحُود الهَوى
وکكْتَتَمَ الأَمْرُ وَلَمْ يَعْلَمِ
قُولُوا لَهُ يَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ
فإنَّ فيهِ نقطة َ منْ دمي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> مَنْ سَرَّهُ العِيدُ فَلاَ سَرَّنِي
مَنْ سَرَّهُ العِيدُ فَلاَ سَرَّنِي
رقم القصيدة : 27256
-----------------------------------
مَنْ سَرَّهُ العِيدُ فَلاَ سَرَّنِي
بَلْ زَادِ في شَوْقي وأَحْزَانِي
لأَنَّهُ ذَكَّرَني ما مَضى
مِنْ عَهْدِ أَحْبَابِي وإخْوَاني
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَذَاتِ رِيقٍ إنْ تَرَشَّفْتَهُ
وَذَاتِ رِيقٍ إنْ تَرَشَّفْتَهُ
رقم القصيدة : 27257
-----------------------------------
وَذَاتِ رِيقٍ إنْ تَرَشَّفْتَهُ
وَجَدْتَهُ أَحْلى مِنَ المَنِّ
إذا بدتْ في كفَّ جلابها
رأيتها في غاية ِ الحسنِ
كسلة ٍ خضراءَ محتومة ٍ
عَلى الفُصُوصِ الحُمْرِ في القُطْنِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَغزالٍ سعى إليَّ براحٍ
وَغزالٍ سعى إليَّ براحٍ
رقم القصيدة : 27258
-----------------------------------
وَغزالٍ سعى إليَّ براحٍ
قَدْ حَكَتْهُ... بالسَّويَّهْ
فهيَ في كفهِ أجلُّ شرابٍ
وَهيَ في وجنتيهِ أبهى تحيهْ
العصر العباسي >> الخالديان >> ...رقَّ ثَوْبُ الدُّجى وطاب الهواءُ
...رقَّ ثَوْبُ الدُّجى وطاب الهواءُ
رقم القصيدة : 27259
-----------------------------------
...رقَّ ثَوْبُ الدُّجى وطاب الهواءُ
وَتَدلَّتْ للمَغْرِبِ الجَوْزاءُ
والصَّباح المنيرُ قد نُشِرَتْ مِنْـ
ـه على الأرضِ رَيْطة ٌ بيضاءْ
فَاسْقِنيها حتَّى ترى الشمسَ في الْـ
غَرْب عليها غِلالَة ٌ صَفْراءُ
قهوة بابلية كدَمِ الشَّا(33/469)
دِنِ بِكْراً لكِنَّها شَمْطاءُ
قد كسَتْها الدُّهورُ أردِية َ الرِّقَّـ
ـة ِ حتَّى جَفَا لَدَيْها الهَواءُ
فَهْيَ في خَدِّ كأْسِهَا صُفْرَة ُ التِّبْـ
ـرِ وفي الخَدِّ ورْدَة ٌ حَمْراءُ
عَجَباً ما رأَيْتُ من أَعْجَبِ الأَشْـ
ياءِ تَقْدير مَنْ له الأَشْياءُ
سَبَجُ يَسْتَحيلُ منه عقيقٌ
وظلامٌ ينسلُّ مِنْهُ ضِياءُ
العصر العباسي >> البحتري >> يا أبا نهشل وداع مقيم
يا أبا نهشل وداع مقيم
رقم القصيدة : 2726
-----------------------------------
يا أبَا نَهْشَلٍ وَداعَ مُقيمٍ،
ظاعِنٍ بَينَ لَوْعَةٍ، وَرَسِيسِ
لا أُطيقُ السّلُوّ عَنْكَ وَلَوْ أنّ
فُؤادي مِنْ صَخْرَةٍ مَرْمَرِيسِ
فَقْدُكَ المُرُّ، يا بنَ عمّيَ، أبْكَا
نيَ، لا فَقْدُ زَيْنَبٍ وَلَمِيسِ
لَيسَ حُزْني على العِرَاقِ وَما يُلْـ
ـبِسُها الدّهْرُ مِنْ نَعيمٍ وَبُوسِ
مَا تُرَابُ العِرَاقِ بالعَنْبَرِ الوَرْ
دِ، وَلا ماءُ دِجْلَةَ بمَسُوسِ
غَيرَ أنّي مُخْلِّفٌ مِنْكَ، في آ
خِرِ بَغدادَ، فَضْلَ عِلقٍ نَفيسِ
فَسَلامٌ عَلى جَنَابِكَ، وَالمَنْـ
ـهَلِ فيهِ، وَرَبْعِكَ المَأنُوسِ
حَيْثُ فِعْلُ الأيّامِ لَيسَ بمَذمو
مٍ، وَوَجْهُ الزّمانِ غَيرُ عَبُوسِ
وَلَئِنْ كُنْتَ رَاحِلاً لَبِوِدٍّ
وَثَنَاءٍ وَقْفٍ عَلَيْكَ، حَبيسِ
لَسْتُ أنْسَى شَمَائِلاً مِنكَ كالنُّـ
ـوّارِ حُسْناً، لمْ تَجتَمعْ لرَئِيسِ
سَتَرُوحُ الأحْشاءُ مِنّي، وَتَغدو
في جَديدٍ مِنَ الأسَى، وَلبيسِ
إنّ يَوْمَ الخَميسِ يُفقِدُني وَجْـ
ـهَكَ قَسراً، لا كانَ يوْمُ الخَميسِ
العصر العباسي >> الخالديان >> وخرقاءُ قد تاهَتْ على من يرومُها
وخرقاءُ قد تاهَتْ على من يرومُها
رقم القصيدة : 27260
-----------------------------------
وخرقاءُ قد تاهَتْ على من يرومُها
بمرقبها العالي وجانبها الصَّعْبِ
يزرُّ عليها الجوّ جيب غمامهِ
ويُلبسها عقداً بأنجمه الشهبِ
إِذا ما سرى برقٌ بدتْ من خلالهِ(33/470)
كما لاحَتِ العذراءُ من خلل الحجبِ
فكم ذي جنودٍ قد أَماتَ بعَضْبِهِ
وذي سطواتٍ قد أبان على عَقْبِ
سَمَوْتَ لها بالرّأَي يشرق في الدُّجى
ويقطعُ في الجُلَّى ويصدعُ في الهضبِ
فأَبرزَتها منهوكة الجَيْبِ بالقَنَا
وغادرتَها ملصُوقَة َ الخدِّ بالتُّرْبِ
العصر العباسي >> الخالديان >> .......ومُدامَة ٍ صَفْراءَ في قارورة ً
.......ومُدامَة ٍ صَفْراءَ في قارورة ً
رقم القصيدة : 27261
-----------------------------------
.......ومُدامَة ٍ صَفْراءَ في قارورة ً
زَرْقَاءَ تَحْمِلُها يَدٌ بَيْضاءُ
فَالرَّاحُ شَمْسٌ والحَبابُ كَواكِبٌ
والْكَفُّ قُطْبٌ والإِناءُ سَمَاءُ
العصر العباسي >> الخالديان >> أَعاذِلُ إِنَّ كساءَ التُّقَى
أَعاذِلُ إِنَّ كساءَ التُّقَى
رقم القصيدة : 27262
-----------------------------------
أَعاذِلُ إِنَّ كساءَ التُّقَى
كسانِيهِ حُبّي لأَهْلِ الكِسَاءِ
العصر العباسي >> الخالديان >> يابن فَهْدٍ" وأَنت من ما نرانا
يابن فَهْدٍ" وأَنت من ما نرانا
رقم القصيدة : 27263
-----------------------------------
يابن فَهْدٍ" وأَنت من ما نرانا
في المَعَالي نَرَى له من ضَريبِ
زعم الزهرُ أنَّه كسجايا
ك شبيهٌ في حسنِ حالٍ وطيبِ
فأَرَيْناهُ أَنَّه يكذب الدَّعْـ
ـوى فلم يلتفت إلى التَّكذيبِ
فبعثنا به إليكَ لتلقا
هُ بتصديق قولنا من قريب
العصر العباسي >> الخالديان >> .......رُبَّ يَوْمٍ بِوَصْلِها ساعد الدَّهْـ
.......رُبَّ يَوْمٍ بِوَصْلِها ساعد الدَّهْـ
رقم القصيدة : 27264
-----------------------------------
.......رُبَّ يَوْمٍ بِوَصْلِها ساعد الدَّهْـ
ـرُ تَسَاوَى صَبَاحُهُ والمَسَاءُ
ساعدَتْنا ساعاتهُ بحديثٍ
رقَّ حتى جفا لديه الهواءُ
وتخَبَّا وجهُ الغَزالة ِ عنَّا
وَعَلَيْنا مِنَ الغَمامِ خِبَاءُ
العصر العباسي >> الخالديان >> فَدَيْتُكَ ما شِبْتُ من كبرة ٍ
فَدَيْتُكَ ما شِبْتُ من كبرة ٍ(33/471)
رقم القصيدة : 27265
-----------------------------------
فَدَيْتُكَ ما شِبْتُ من كبرة ٍ
وهذي سِنِيِّ وهذا الحسابُ
ولكنْ هَجَرْتَ حلَّ المشيـ
ـبُ ولو قَدْ وصلتَ لَعَادَ الشَّبَابُ
العصر العباسي >> الخالديان >> حَلَقْتَ سِبَالَكَ جَهْلاً بما
حَلَقْتَ سِبَالَكَ جَهْلاً بما
رقم القصيدة : 27266
-----------------------------------
حَلَقْتَ سِبَالَكَ جَهْلاً بما
يُواري مِنَ النَّكِرات القِبَاحِ
فَعَذَّبْتَ صَحْبَكَ حتى المساء
وعَذَّبْتَ عرسك حتى الصَّباحِ
فلا أَبْعَدَ اللهُ ذاك السّبال
فقد كان ستراً على مستراحِ
العصر العباسي >> الخالديان >> وَإِنْ بَدَتِ السُّتُورُ لَنَا رَأَيْنَا
وَإِنْ بَدَتِ السُّتُورُ لَنَا رَأَيْنَا
رقم القصيدة : 27267
-----------------------------------
وَإِنْ بَدَتِ السُّتُورُ لَنَا رَأَيْنَا
بُزاة ً قَدْ قُرِنَّ بِطيْرِ ماءِ
وأُسْداً فِي مَرَابِضِها ظِبَاءٌ
تُقابلُها على حالِ استِواءِ
فلا هذا يُراعُ لِذا، ولا ذا
يُرَوِّعُ ذَا بِجَوْرٍ واعْتِداءِ
كَأَنَّ الدَّارَ "مَكَّة ُ" وَهْيَ أَمْنٌ
لِتِلْك الْوَحْشِ مِنْ سَفْكِ الدِّماءِ
العصر العباسي >> الخالديان >> إِنْ غِبْتَ أَوْدَعَكَ الإِله حياطة ً
إِنْ غِبْتَ أَوْدَعَكَ الإِله حياطة ً
رقم القصيدة : 27268
-----------------------------------
إِنْ غِبْتَ أَوْدَعَكَ الإِله حياطة ً
وإذا قدمتَ أباحك التَّرْحيبا
ويكون من مِقَة ٍ كتابُك عِندَهُ
كقميص "يوسفَ" إِذ أَتى "يعقوبا"
العصر العباسي >> الخالديان >> فالكفُّ عاجٌ والحباب لآلئُ
فالكفُّ عاجٌ والحباب لآلئُ
رقم القصيدة : 27269
-----------------------------------
فالكفُّ عاجٌ والحباب لآلئُ
والرَّاحُ تبرٌ والزُّجاج زَبَرْجَدُ
العصر العباسي >> البحتري >> طويت في أمرها على لبس
طويت في أمرها على لبس
رقم القصيدة : 2727
-----------------------------------(33/472)
طُويتَ في أَمرِها عَلَى لَبَسِ
وازْدادْتَ فِيهَا عَجْزاً ولم تَكِسِ
عطْشَانَةٌ أَخْلَصَتْ مَوَّدتَها
لِمنْ سَقَاها كُوبَيْنِ في نَفَسِ
تلُومُها ضَلَّةً وَقَدْ جعَلَتْ
تَخْتَارُ بَيْنَ الحِمَارِ والفرَسِ
وَصَاحِبُ البَيْتِ إنْ أَلَمَّ بِهِ
ضَيْفَانِ مِنْ مُطْلَقٍ ومحْتَبَسِ
خَلَّفْتَها وانصَرَفْتَ وَهْيَ عَلى الْـ
ــمنْصَفِ بَيْنَ الإمْلاَكِ والعُرُسِ
إنْ كُنْتَ أُنْسِتَها، فلا عَجَبٌ
قَدْ عاهَدَ الله آدَمٌ فَنَسِي
العصر العباسي >> الخالديان >> .....ولقدْ تلقَّيتُ الصَّباح بمثلِه
.....ولقدْ تلقَّيتُ الصَّباح بمثلِه
رقم القصيدة : 27270
-----------------------------------
.....ولقدْ تلقَّيتُ الصَّباح بمثلِه
لا بلْ بأشرقَ منهُ في لألائهِ
وَرَضِيتُ مِنْ وَصْلِ الحَبيب وَقُعْدِهِ
بِدُنُوِّ مَنْزِلهِ وطُولِ جَفائِهِ
وسَمِعتُ عَذْلَ عَواذِلي لَمَّا مَشى
رُشْدِ المشيبِ مُقَنِّعي بِرِدائهِ
العصر العباسي >> الخالديان >> تَرَكَتْنا بطيبها إِذ تَغَنَّتْ
تَرَكَتْنا بطيبها إِذ تَغَنَّتْ
رقم القصيدة : 27271
-----------------------------------
تَرَكَتْنا بطيبها إِذ تَغَنَّتْ
"شَغَفٌ" بَيْنَ أنَّة ٍ ونَحيبِ
طبَّة ٌ بالغِناء فهي لأسقا
مِ النّدامَى لطافة ً كالطَّبيبِ
أَلفتْها القُلُوب لَمَّا رَأَتْها
صاغَها اللَّهُ مِنْ سَوادِ القُلُوبِ
العصر العباسي >> الخالديان >> قُلْ "للشَّريف" المستجا
قُلْ "للشَّريف" المستجا
رقم القصيدة : 27272
-----------------------------------
قُلْ "للشَّريف" المستجا
رِ بِهِ إِذا عَدِم المَطَرْ
وابنِ الأئمة من قُريْـ
ـشٍ والميامين الغُرَرْ
أَقْسَمْتُ بالرَّيْحان والنَّـ
ـغَمِ المُضَاعَف والوتَرْ
لَئِن "الشريفُ" مضى ولم
يُنْعِمْ بعَبْدَيْه النَّظَرْ
لنُشاركنَّ "بني أُميَّـ
ـة َ في الضَّلال المُشْتَهِرْ
وَنَقُولُ لم يَغْصَب "أبو
بكر" ولم يَظْلِمْ "عُمَرْ"(33/473)
ونرى "معاوية ً" إِمَا
ماً من يخالفُهُ كَفَرْ
وَنَقُولُ: إِنّ "يزيد" ما
قَتَلَ "الحُسَيْنَ" ولا أَمَرْ
وَنَعُدُّ طَلْحَة َ" والزُّبَيـ
ـرَ" من الميامين الغررْ
ويكون في عُنُق "الشَّريـ
ـفِ" دخولُ عَبْديْهِ سَقَرْ
العصر العباسي >> الخالديان >> دَمُ المَجْدِ أَجْرَاهُ الطَّبيبُ وعُصِّبَتْ
دَمُ المَجْدِ أَجْرَاهُ الطَّبيبُ وعُصِّبَتْ
رقم القصيدة : 27273
-----------------------------------
دَمُ المَجْدِ أَجْرَاهُ الطَّبيبُ وعُصِّبَتْ
على ساعِدِ العلْياءِ تلكَ العَصَائِب
لَئنْ لاحَ في عَضْدِ الأمير نَجيعهُ
غَداة َ جَرَتْ في الطَّسْتِ مِنْهُ سَبَاسِبُ
فلا غَرْوَ للصَّمْصَامِ إنْ مَسَّ حَدَّه
دَمٌ وهو مصقُول الغِراريْنِ قَاضِبُ
وَلَيْثُ الشَّرَى لا تُنْكِرُ الْعَيْنُ أَنْ تُرَى
بَراثِنُه مخضُوبة ً والمخَالِبُ
العصر العباسي >> الخالديان >> إنّ شَهْر الصّيامِ إذ جاء في فصـ
إنّ شَهْر الصّيامِ إذ جاء في فصـ
رقم القصيدة : 27274
-----------------------------------
إنّ شَهْر الصّيامِ إذ جاء في فصـ
ـلِ ربيعٍ أودى بحُسْنٍ وطيبِ
فكأنَّ الوردَ المضعَّفَ في الصَّوْ
مِ حَبيبٌ يمشي بجَنْبِ رقيبِ
العصر العباسي >> الخالديان >> لم يغْدُ شكرُكَ في الخلائق مطلقاً
لم يغْدُ شكرُكَ في الخلائق مطلقاً
رقم القصيدة : 27275
-----------------------------------
لم يغْدُ شكرُكَ في الخلائق مطلقاً
إلاَّ ومالُك في النَّوالِ حَبيسُ
خَوَّلَتَنَا شَمْساً وبدراً أشرَقَتْ
بهما لدينا الظَّلَمة ُ الحنديسُ
رشأ أَتانا وهو حسناً "يوسفٌ"
وغزالة ٌ هي بهجة ً "بِلْقِيسُ"
هذا ولم تقنع بذاكَ وهذه
حتَّى بعَثْتَ المال وهو نَفيسُ
أَتَتِ الوصيفة ُ وهي تحمل بدرة
وأَتى على ظهر الوصيف الكيسُ
وكَسَوْتَنا مِمَّا أَجادَتْ حَوْكَهُ
"مصْرٌ" وزادت حسنه "تِنّيسُ"
فغدا لنا مِنْ جُودِكَ المأكولُ وکلْـ
ـمَشْرُوبُ، والمنكوحُ، والمَلبُوسُ(33/474)
العصر العباسي >> الخالديان >> .....وبَدرِ دُجى يمشي بهِ غُصْنٌ رَطْبُ
.....وبَدرِ دُجى يمشي بهِ غُصْنٌ رَطْبُ
رقم القصيدة : 27276
-----------------------------------
.....وبَدرِ دُجى يمشي بهِ غُصْنٌ رَطْبُ
دَنَا نُورُه لكِنْ تَنَاولُهُ صَعْبُ
إذا ما بَدَا أَغْرى بهِ كُلَّ ناظِرٍ
كأنَّ قلوبَ النَّاسِ في حُبِّهِ قَلْبُ
العصر العباسي >> الخالديان >> أُدْنُ من الدَّنِّ بي فداك أبي
أُدْنُ من الدَّنِّ بي فداك أبي
رقم القصيدة : 27277
-----------------------------------
أُدْنُ من الدَّنِّ بي فداك أبي
واشرب وهات الكبير وانتحبِ
أما ترى للطَلَّ كيف يلمعُ في
عُيُونِ نَوْرٍ تَدْعو إلى الطَّرَبِ
في كلّ عَيْنٍ للطَّلِّ لُؤْلُوَة ٌ
كدمْعَة ٍ في جفونِ مُنتحبِ
والصُّبح قد جُرّدتْ صَوارِمهُ
واللَّيْلُ قد هَمَّ منه بالهَرَبِ
والجوّ في حلّة مُمَسَّكة
قد كتبْتها البروقُ بالذَّهبِ
فهاتها كالعروس محمرة َ الـ
ـخدَّيْن في مِعْجَر من الحَبَبِ
كادتْ تكون الهواء في أرج الـ
ـعنبر لو لم تكن من العِنَبِ
من كفّ راضٍ عن الصّدود وقد
غضبتْ في حُبّه على الغَضَبِ
فلو ترى الكأس حين يمزُجها
رأَيْتَ شيئاً من أَعجب العَجَبِ
نارٌ حَواها الزّجاج يُلهِبُها الـ
ـماءُ ودرٌّ يدور في لَهَبِ
العصر العباسي >> الخالديان >> وإذا أَرَدْتَ ترى فضيلة َ صاحبٍ
وإذا أَرَدْتَ ترى فضيلة َ صاحبٍ
رقم القصيدة : 27278
-----------------------------------
وإذا أَرَدْتَ ترى فضيلة َ صاحبٍ
فانظرْ بعينِ البحْثِ مَنْ ندمانُهُ
فالمرءُ مطويٌّ على عِلاَّتِهِ
طَيّ الكتاب، وصحبُهُ عُنوانُهُ
العصر العباسي >> الخالديان >> ما عُذْرُنا في حَبْسِنَا الأَكْوابا
ما عُذْرُنا في حَبْسِنَا الأَكْوابا
رقم القصيدة : 27279
-----------------------------------
ما عُذْرُنا في حَبْسِنَا الأَكْوابا
سقَطَ النَّدَى وصَفَا الهواءُ وطَابا(33/475)
وَدَعَا لِحَيَّ على الصَّبُوحِ مُغَرِّداً
دِيكُ الصَّبَاح فَهَيَّج الإِطْرَابا
وَكَأنَّما الصُّبْحُ المُنيرُ وَقَدْ بَدَا
بازٌ أَطارَ مِنَ الظَّلام غُرابَا
فأدِمْ لِذَاذَة َ عَيْشِنا بمُدَامَة ٍ
زَادَتْ على هَرَمِ الزَّمَانِ شَبَابا
سَفَرَتْ فَغَارَ حَبَابُها من لَحْظِنا
فَعَلا مَحَاسِنَها وَصَارَ نِقَابَا
العصر العباسي >> البحتري >> قل للأرند إذا أتى الروحين لا
قل للأرند إذا أتى الروحين لا
رقم القصيدة : 2728
-----------------------------------
قُلْ للأرَنْدِ، إذا أتَى الرّوحَينِ: لا
تَقْرَا السّلامَ عَلى أبي مَلْبُوسِ
دارٌ بِهَا جُهِلَ السّمَاحُ، وأُنكِرَ الـ
ـمَعْرُوفُ بَينَ شَمامِسٍ وَقُسُوسِ
لمْ يَسْمَعُوا بالمَكْرُمَاتِ، وَلمْ يَنُحْ
في دارِهِمْ ضَيْفٌ سِوَى إبلِيسِ
آذانُهُمْ وُقْرٌ عَنِ الدّاعي إلى الـ
ـهَيْجَاءِ مُصْغِيَةٌ إلى النّاقُوسِ
مَا إنْ يَزَالُ عَدُوُّهُمْ في نِعْمَةٍ
مِنْ مَالِهِمْ، وَصَديقُهُمْ في بُؤسِ
وَإذا فَلَيْتَ أُصُولَهُمْ رَجَعُوا إلى
نَسَبٍ كَرَيْعَانِ السرابِ، لَبيسِ
إيهاً مَلامَ بَني عَصِيرٍ إنّهُمْ
ذَهَبُوا بِلَوْمٍ مَنَاصِبٍ، وَنُفُوسِ
فَعَلَى وُجُوهِهِمِ لِبَاسُ خزَايَةٍ،
وَعلى رؤوسِهِمِ قُرُونُ تُيُوسِ
لا تَدَعُونَ أبا الوَليدِ لِنَائِلٍ،
خُلْقُ الحِمَارِ وَخِلْقَةُ الجَامُوسِ
العصر العباسي >> الخالديان >> متبرّمٌ بعتابِهِ
متبرّمٌ بعتابِهِ
رقم القصيدة : 27280
-----------------------------------
متبرّمٌ بعتابِهِ
مستعذبٌ لعذابه
هَجَر العميد تَعَمُّداً
فغدا وراح لما بهِ
وكَساهُ ثَوبَ مشيبهِ
في عُنْفُوانِ شَبَابِهِ
فتراهُ يُؤْذِنُ في أوا
نِ مجيئه بذهابهِ
العصر العباسي >> الخالديان >> وورد بستان قحابية
وورد بستان قحابية
رقم القصيدة : 27281
-----------------------------------
وورد بستان قحابية
رتَّبَهُ الحسن بنوعَيْنِ
ظاهرها مِنْ قِشْر ياقوتة(33/476)
باطنها من ذهبٍ عينِ
قَبَّلْتُها حُبَّاً لها إِذ بها
حَيَّانيَ البدْرُ على عَيْنِ
كأنَّها خَدِّي على خَدِّه
يوم اجتمعنا غدوة البَيْنِ
العصر العباسي >> الخالديان >> .....مُطَرِّبُ الصُّبح هَيَّجَ الطَّرَبا
.....مُطَرِّبُ الصُّبح هَيَّجَ الطَّرَبا
رقم القصيدة : 27282
-----------------------------------
.....مُطَرِّبُ الصُّبح هَيَّجَ الطَّرَبا
لَمَّا قَضى اللَّيْلُ نَحْبَهُ انْتَحَبا
مُغَرِّدٌ تَابَعَ الصِّياحَ فَما
نَدْرِي رِضاً كانَ ذاك أمْ غَضَبا
ما تُنكِرُ الطَّيرُ أنَّهِ ملِكٌ
لها فبِالتَّاج راحَ مُعتَصِبَا
طَوى الظَّلامِ البُنودَ مُنصرِفاً
حِينَ رأى الفجرَ يَنْشُرُ العَذَبا
واللَّيلُ مِنْ فَتكَة ِ الصَّباحِ بهِ
كَراهبٍ شقَّ جَيبَهُ طَربا
فَبَاكِرِ الخَمْرة الَّتي تَرَكَتْ
بَنَانَ كَفِّ المُديرِ مُخْتَضَبَا
كَأنَّما صَبَّ في الزُّجاجَة ِ، مِنْ
لُطْفٍ وَمِنْ رِقَّة ٍ نَسِيمَ، صَبَا
وليسَ نارُ الهموم خامدة ً
إلاَّ بنور الكؤوس مُلتهبا
يظَّلُّ زِقُّ المدام مِمتهناً
سَحْباً وذَيلُ المُجونِ مُنْسَحِبَا
وَمُقْعَدٍ لا حَرَاكَ يُنْهِضُه
وهو على أَرْبَعٍ قَدِ انتصَبَا
مُصَفَّرٍ مُحرِقٍ تَنَفُّسه
تَخَالُهُ العَيْنُ عاشِقاً وَصِبَا
إذا نَظَمْنا في جِيده سَبَجاً
صَيَّرهُ بعد سَاعة ٍ ذَهَبا
فما خبتْ نارُنا ولا وَقفتْ
خُيُولُ لَهْوٍ جَرَتْ بِنا خَبَبا
وسَاحِرِ الطَّرفِ لا نِقاب له
إذ كان بالجلَّنار مُنتقِبا
جَنيتُ مِنْ ثغْره ووَجْنَتهِ
بِلَحْظِ عَيْنَيَّ زَهْرَة ً عَجَبا
شقائِقاً مُذهباً يُرى خجلا
وأقحواناً مفضَّضاً شَنَبا
حتى إذا ما انْتَشى ونَشْوَتُهُ
قَدْ سَهَّلَتْ منهُ كلَّ ما صَعُبا
غلبْتُ صحْبي عليه مُنفرداً
به، وهل فاز غيرُ مَنْ غلبا
أرشُفُ ريقاً عذبَ اللَّمى خَصِراً
كأَنَّ فيه الضَّريبَ والضَّرَبا
العصر العباسي >> الخالديان >> وَإِذا تَطلَّع في مَرَائي فكره(33/477)
وَإِذا تَطلَّع في مَرَائي فكره
رقم القصيدة : 27283
-----------------------------------
وَإِذا تَطلَّع في مَرَائي فكره
لم تخف خافية ٌ على تنقيبهِ
فتراهُ يَبلُغُ ما أراد بِرِفقهِ
كالفَجْر يَبْلُغُ ما ابْتَغَى بِدَبِيبِهِ
العصر العباسي >> الخالديان >> وَ "قلعة ٍ" عانَقَ العَيُّوقُ سافِلَها
وَ "قلعة ٍ" عانَقَ العَيُّوقُ سافِلَها
رقم القصيدة : 27284
-----------------------------------
وَ "قلعة ٍ" عانَقَ العَيُّوقُ سافِلَها
وجاز منطقة الجوزا أعاليها
لا تعرف القطر إذ كان الغمامُ لها
أرضاً توَطّأُ قطريه ومواشيها
إذا الغمامة ُ لاحت خاض ساكنها
حياضَها قبل أَن تهمى عَزَاليها
يعدّ من أَنجم الأفْلاك مرقبُها
لو أنه كان يجري في مجاريها
على ذرى شامخ وعرٍ قد امتلأتْ
كبراً به، وهو مملوءٌ بها تِيهَا
له عقابٌ عقاب الجوّ حاتمة ٌ
من دونها فهي تخْفَى في خوافيها
ردّت مكايد أملاكٍ مكايدها
وقصَّرَتْ بدواهيهم دواهيها
أَوْطَأْتَ هِمّتكَ العَلْياءَ هامَتها
لمَّا جعلتَ العوالي من مراقيها
ولم تَقِسْ بك خَلْقاً في البريّة إذ
رأتْ قِسيَّ الردَّى في كف باريها
العصر العباسي >> الخالديان >> .....قامَ مثلَ الغُصنِ المَيَّـ
.....قامَ مثلَ الغُصنِ المَيَّـ
رقم القصيدة : 27285
-----------------------------------
.....قامَ مثلَ الغُصنِ المَيَّـ
ـادِ في غضِّ الشَّبابِ
يَمْزُجُ الخَمْرَ لنا بالصَّـ
ـفْوِ مِنْ ماءِ الرُّضابِ
فَكَأَنَّ الْكَأْسَ لَمَّا
ضَحِكَتْ تحتَ الحبابِ
وَجْنَة ٌ حَمْراءُ لاحَتْ
لكَ منْ تحتِ النِّقاب
العصر العباسي >> الخالديان >> يا حُسْنَنَا! نحنُ في لهْوٍ وَلَيْلَتُنا
يا حُسْنَنَا! نحنُ في لهْوٍ وَلَيْلَتُنا
رقم القصيدة : 27286
-----------------------------------
يا حُسْنَنَا! نحنُ في لهْوٍ وَلَيْلَتُنا
بِزُهْرِ أَنْجُما تُرْمَى العَفَاريتُ
وقد تَضَايق في السُّكر العِنَاقُ بنا(33/478)
كما تضايقَ في النَّظْم اليواقيتُ
العصر العباسي >> الخالديان >> وزَعْفَرانيَّة ٍ في اللَّون والطِّيبِ
وزَعْفَرانيَّة ٍ في اللَّون والطِّيبِ
رقم القصيدة : 27287
-----------------------------------
وزَعْفَرانيَّة ٍ في اللَّون والطِّيبِ
طيِّبة ِ الخَمر دكناءِ الجَلابيبِ
ثَوَتْ بِحَانَة "عُمْر الزَّعْفَران" عَلى
مَرِّ الهَوَاجر فيه والأَهاضيبِ
وما الغَطَارِفة ُ الشُّبانُ إِن شربوا
خمْراً بأبلَجَ من رُهبانه الشِّيبِ
شَرِبْتُها مِنْ يَدَيْ حَوْراءَ مُقْلَتُها
تُفني الْقلوبَ بتَبْعيدٍ وتَقْريبِ
شَمْسٌ إذا طَلَعَتْ قالتْ محاسنُها:
ها قدْ طلعْتُ، فيا شمس الضُّحى غِيبي
وَنِمْتُ سُكْراً ونامتْ لي مُعَانِقَة ً
فلا تَسَلْ عن عِناق الظَّبْي والذِّيبِ
العصر العباسي >> الخالديان >> وشادِنٍ قلتُ له: ما اسمه؟
وشادِنٍ قلتُ له: ما اسمه؟
رقم القصيدة : 27288
-----------------------------------
وشادِنٍ قلتُ له: ما اسمه؟
فقال لي، بالغُنْجِ: عَبَّاثُ
فصِرتُ من لثغتهِ ألثغاً
فقلتُ: أين الكاثُ والطاثُ
العصر العباسي >> الخالديان >> .....راحٌ كضوءِ شِهابِ
.....راحٌ كضوءِ شِهابِ
رقم القصيدة : 27289
-----------------------------------
.....راحٌ كضوءِ شِهابِ
سُلافة ُ الأعنَابِ
والمزجُ ماءُ غدير
صافٍ كماء الشَّبابِ
لو لم يكن ماءَ مُزْنٍ
لكان لَمْعَ سَرَابِ
كأنَّه جِسمُ دُرِّ
عَلَيْه دَرْجُ حَبَابِ
يجري خلال حِصِيٍّ
بيضٍ كقطر السَّحَابِ
كأنَّه الرّيق يجري
على الثَّنايا العِذابِ
العصر العباسي >> البحتري >> شاهدت مسعود في مجلس
شاهدت مسعود في مجلس
رقم القصيدة : 2729
-----------------------------------
شاهدتُ مَسْعُودَ في مَجْلِسٍ
فَلَمَّا انْتَحْيْنَا لِشُرْبِ الغَلَسْ
تَغَنَّى ونَحْنُ عَلَى لَذَّةٍ
فَأرْعدَ بَعْضٌ، وبَعْضٌ نَعَسْ
فَقَالَ: اقْتَرِحْ بَعْضَ ما تَشْتَهِي،
فَقُلْتُ: اقْتَرَحْتُ عَليْكَ الخَرَسْ(33/479)
العصر العباسي >> الخالديان >> يا حُسنَ "دير سعيد" إذ حللتُ به
يا حُسنَ "دير سعيد" إذ حللتُ به
رقم القصيدة : 27290
-----------------------------------
يا حُسنَ "دير سعيد" إذ حللتُ به
والأرض والرَّوض في وشي وديباجِ
فما ترى غُصنُاً إلاَّ وزهرتُه
تجلوه في جُبَّة ٍ منها ودُوَّاجِ
وللحمائم أَلحانٌ تُذَكِّرُنا
أحبابَنا بين أرمال وأهزاجِ
وللنسيم على الغدرانِ رفرفة ٌ
يزورُها فتلقَّاهُ بأمواجِ
والخمر تُجْلَى على خُطَّابها فترى
عرائس الكرم قد زُفَّت لأزواجِ
وكُلُّنا من أكاليل البَهار على
رؤوسنا "كأنوشروان" في التَّاجِ
ونحن في فلك اللَّهْو المحيط بنا
كأَنَّنا في سَمَاء ذات أَبراجِ
ولستُ أنسى نِدامي وسط هيكله
حتَّى الصباح غزالاً طرفه ساجِ
أَهزَّ عِطْفَيْ قَضِيبِ البَانِ معتنقاً
منه وأَلْثم عينَيْ لُعْبَة ِ العَاجِ
وقولتي، والتفاتي عند منصرفي
والشوق يزعج قلبي أي إزعاج:
يا ديرُ، يا ليتَ داري في فِنائك أو
يا ليتَ أنَّك لي في "دربِ دَرَّاجِ"
العصر العباسي >> الخالديان >> لا تُطنبنْ في بكا النُّؤْي والطُّنُبِ
لا تُطنبنْ في بكا النُّؤْي والطُّنُبِ
رقم القصيدة : 27291
-----------------------------------
لا تُطنبنْ في بكا النُّؤْي والطُّنُبِ
ولا تُحَيّي كثيبَ الحيّ من كَثَبِ
ولا تجُدْ بغمامٍ للغيم ولا
تسمحِ لسرْبِ المها بالواكفِ السَّرِبِ
رَبعٌ تعفَّى فأعْفى مِنْ جَوى ً وأسى
قلبي وكان إلى الَّلذاتِ مُنْقَلَبِي
سِيَّانَ بان خَليطٌ أو أقامَ بهِ
فإنَّما عامرُ البيداء كالخَرِبِ
أبهى وأجملُ من وصفِ الجمالِ ومِنْ
إدْمانِ ذكر هوى ً يهوي على قَتَبِ
مَدُّ البنان إلى كأسٍ على سُكرٍ
و رِفْعُ صَوْتٍ بتطريبٍ على طَرَبِ
حمراء حين جَلَتْها الكأسُ نَقّطها
مزاجها بدنانيرٍ من الحببِ
كم جَدَّدَتْ، وَهْيَ لم تُفْضَضْ خَوَاتِمُها،
من الدُّهور، وكَمْ أبلَتْ مِنَ الحِقَبِ
كانتْ لها أَرْجلُ الأَعْلاج وَاتِرَة ً(33/480)
بالدَّوسِ فانتصفَتْ مِنْ أرْؤُسِ العربِ
يسْقِيكَها مِنْ بني الكُفَّار بدرُ دُجى ً
أَلحاظُهُ لِلمعَاصِي أوْكدُ السَّبَبِ
يُومي إلَيْكَ بأَطْرافٍ مُطَرَّفَة ٍ
بِهَا خضَابَان لِلْعنّابِ والعِنَبِ
تَسْبِيكُ قَامَتُه إِنْ قامَ يمزُجها
مُوَشَّحاً بِصَليبٍ صِيغَ مِنْ ذَهَبِ
كم مَرَّة ً قلتُ - إذْ أَهْدى تَدَلُّلُه
إليَّ جِدَّ الرَّدى في صورة اللَّعِبِ-:
يا ضاحكاً حينَ أبكاني تَبَسُّمُهُ
حَقٌّ مِنَ الحُبِّ تُبكيني وتَضْحَكُ بي
العصر العباسي >> الخالديان >> مُكحَّلٌ بالدَّعجِ
مُكحَّلٌ بالدَّعجِ
رقم القصيدة : 27292
-----------------------------------
مُكحَّلٌ بالدَّعجِ
مُنَقَّب بالغنجِ
مُعصْفرُ التُّفَّاح في
خدٍّ مليح الضَّرَجِ
جَمَّشَهُ الشَّعْرُ وما
ذاك لطول الحججِ
وإنّما عارِضه
شنَّفهُ بالسَّبجِ
العصر العباسي >> الخالديان >> أَيا عَمْرُ يا بن العلى والحَسَب
أَيا عَمْرُ يا بن العلى والحَسَب
رقم القصيدة : 27293
-----------------------------------
أَيا عَمْرُ يا بن العلى والحَسَب
ومَنْ حَلَّ في المَنْصِبِ المنتَخِبْ
بعثتُ إليكَ ـ أطال الإلـ
ـهُ عُمْرَكَ ما طال عمر الحِقَبْ ـ
بِمَرْوَحَة ٍ رَاحَة ٍ للقُلُوبِ
لها نِسْبَتان إذا تَنْتَسِبْ
ففي سَعفِ النَّخْلِ نَخْل النَّبيط
وفي خيزران غياض العَرَبْ
عَليها الحِداد كمهْجِورَة ٍ
رمَتْها عَشيقَتُها بالْغَضَبْ
مَنَافِعُها أَبداً جَمَّة ٌ
لمالِكها غيرَ قَوْلٍ كَذِبْ
تَرُدُّ التَّشارينَ في حُمَّة ٍ
مِنْ القَيْظ نِيرانُها تَلْتَهِبْ
وتجْعَلُ سِتْراً إذا ما أَردْ
تَ سِرّاً إلى صاحِبٍ في سببْ
وإنْ شئتَ كانت قضيبَ الأقاحِ
فأَدَّتْ إليكَ فُنُونَ الطَّرَبْ
وتصلُح للضَّرْبِ ضَرْبِ الدَّلاَلِ
دلالِ الحَبيبِ، إذا ما عتبْ
وتُومي بها في عُروضِ الكلامِ
إذا ما حتبيتَ لنثْر الخُطَبْ
ومِنْ بَعْدِ ذا كُلِّهِ فاسْمكَ الـ
ـمُبَارَكُ في ظَهْرِها قد كُتِب(33/481)
العصر العباسي >> الخالديان >> وَبَرْقٍ مثل حاشِيَتَيْ رِدَاءٍ
وَبَرْقٍ مثل حاشِيَتَيْ رِدَاءٍ
رقم القصيدة : 27294
-----------------------------------
وَبَرْقٍ مثل حاشِيَتَيْ رِدَاءٍ
جَديدٍ مُذهَبٍ في يومِ ريحِ
العصر العباسي >> الخالديان >> وَاسْتَشْرَفَتْ نَفْسي إلى مُسْتَشْرَفٍ
وَاسْتَشْرَفَتْ نَفْسي إلى مُسْتَشْرَفٍ
رقم القصيدة : 27295
-----------------------------------
وَاسْتَشْرَفَتْ نَفْسي إلى مُسْتَشْرَفٍ
لِلدَّيْر تاهَ بِحُسنهِ وبِطيبهِ
متفرّق آذيُّ "دجلَة َ" تحتَهُ
بِغَدِيرِه وخليجِهِ وقلِيبِهِ
فنَعِمْتُ بينَ رياضهِ وغِياضهِ
وسكرتُ بينَ شروقهِ وغُروبهِ
غنَّى الجَمَالُ به فزادَ الثَّغْرَ مِنْ
تفضيضِهِ والخدَّ مِنْ تذهببِهِ
واهتزَّ غُصْنُ البانِ في زُنَّارهِ
وأضاءَ جيدُ الرّيم تحتَ صليبهِ
العصر العباسي >> الخالديان >> ما هو عَبدٌ لكنَّه ولدُ
ما هو عَبدٌ لكنَّه ولدُ
رقم القصيدة : 27296
-----------------------------------
ما هو عَبدٌ لكنَّه ولدُ
خَوَّلنيهِ المُهَيْمِنُ الصَّمَدُ
وشَدَّ أَزري بحسن صُحْبَتِهِ
فهو يدي والذراعُ والعَضُدُ
صغيرُ سِنٍّ كَبيرٌ مَعْرِفَة ٍ
تمازج الضَّعْفُ فيه والجَلَدُ
في سنّ بدر الدجى وصورته،
فمثله يُصْطَفَى ويفتقدُ
مُعَشّق الطرف كُحْلُهُ كَحَلٌ
معطّلُ الجيد حليه جَيَدُ
وورد خَدَّيْهِ والشقائق والتُّـ
ـفّاح والجلّنار منتضد
رياضُ حسن زواهرٌ أَبداً
فيهنّ ماء النّعيم يَطَّرِدُ
وَغُصْنُ بانٍ إِذا بَدَا؛ وإذا
شَدَا فَقُمْريُّ بانة ٍ غَرِدُ
ثَقَّفَهُ كيْسُهُ فلا عِوجٌ
في بَعْضِ أَخْلاقِهِ ولا أَوَدُ
أُنسي ولهوي وكلّ مأْربتي
مجتمع فيه ومُنْفَرِدُ
ظريف مزح، مليح نادرة
جوهر حسنٍ، شراره يقد
ما غاظني ساعة فلا صَخَبٌ
يمرُّ في منزلي ولا حَرَدُ
مسامري إن دجا الظلام فلي
منه حديثٌ كأنَّه الشَّهَدُ
مبارك الوجه مذ حظيتُ به
بالي رخيٌّ وعيشتي رَغَدُ(33/482)
خازنُ ما في يدي وحافظه
فلي شَيءٌ لديّ يفتقدُ
يَصُونُ كتبي فكلّها حسَنٌ
يطوي ثيابي فكلُّها جددُ
وحاجبي فالخفيف محتبسٌ
عندي به والثقيل مطردُ
وصيفيّ القريض، وازن ديـ
ـنار المعاني الجياد، منتقدُ
ويعرف الشّعر مثل معرفتي
وهو على أَن يزيد مجتهدُ
وحافظ الدّار إن ركبتُ فما
على غلامٍ سواه أعتمدُ
ومنفق مشفق إذا أنا أسـ
ـرفتُ وبذّرتُ فهو مقتصدُ
وأبصر الناس بالطَّبيخ فكالـ
ـمسك القلايا والعنبر الثرد
وهو يدير المدام إن جليت
عروس دنّ نقابها الزّبدُ
تمنح كأسي يدٌ أَنامِلُها
تنحلُّ من لينها وتنعقدُ
وكاتب توجد البلاغة في
ألفاظه والصَّواب والرَّشَدُ
وواجدٌ لي من المحبّة والـ
ـرَّأْفة أَضعاف ما به أَجِدُ
إِذا ابتسمتُ فهو مبتهجٌ
وإن تَنَمَّرْتُ فه مُرْتَعِدُ
ذا بعضُ أَوصافه وقد بَقيتْ
له صِفاتٌ لم يَحْوِها العَدَدُ
العصر العباسي >> الخالديان >> .....أنباكَ شاهدُ أمري عن مُغَيَّبهِ؛
.....أنباكَ شاهدُ أمري عن مُغَيَّبهِ؛
رقم القصيدة : 27297
-----------------------------------
.....أنباكَ شاهدُ أمري عن مُغَيَّبهِ؛
وجَدَّ جِدُّ الهوى بي في تلعُّبهِ
يا نازحاً نزحتْ دمعي قطِيعَتهُ
هَبْ لي من الدَّمعِ ما أبكي عليكَ بهِ
العصر العباسي >> الخالديان >> هِمَّتُه خمرٌ وما خُورُ
هِمَّتُه خمرٌ وما خُورُ
رقم القصيدة : 27298
-----------------------------------
هِمَّتُه خمرٌ وما خُورُ
وهمّه عودٌ وطنبورُ
وليس دنياهُ ولا دينُهُ
إِلاَّ مَهاً مثل الدُّمى حورُ
ذيل الصّبا في الغيّ مجرورُ
والعمر بالذَّات معمورُ
وليلة الهيكل كم أنفدت
فيها دنانٌ ودنانيرُ
أَقبلن كالرّوض تغشَّاه من
درّ وياقوتٍ أَزاهيرُ
على خصورٍ أَرهفتْ دِقّة ً
ففي الزَّنانير زَنابيرُ
فما دَرَيْنا أَوُجُوهُ الدُّمى
أَحْسَنُ أَم تلك التَّصاويرُ
وعندنا صفراء من قامرتْ
بالسُّكر مِنَّا فهو مَقْمُورُ
سِلافُ أعْنَابٍ فعنقودها
من قبل أن يعصر مَعْصُورُ(33/483)
زاد على المِصْبَاح إِشراقُها
فهو ظلامٌ وهي النُّورُ
حتّى إِذا ما انحلّ جيبُ الدُّجَى
فينا وَجَيْبُ الصُّبْحِ مَزْرُورُ
جرَتْ هناتٌ ليَ أجْمَلْتُها
فهل لها عِنْدَك تَفْسِيرُ؟
العصر العباسي >> الخالديان >> حُورٌ جَعَلْنَ وَقَدْ رَحَلْنَ، وَدَاعَنا
حُورٌ جَعَلْنَ وَقَدْ رَحَلْنَ، وَدَاعَنا
رقم القصيدة : 27299
-----------------------------------
حُورٌ جَعَلْنَ وَقَدْ رَحَلْنَ، وَدَاعَنا
بمدامِعٍ نطقَتْ وهُنَّ سُكُوتُ
فعُيونُها سَبَجٌ؛ ونثْرُ دُمُوعِها
دُرٌّ؛ وَحُمْرُ خُدودِها ياقُوتُ
شعراء الجزيرة العربية >> سليمان المانع >> أنا وين ما سافر
أنا وين ما سافر
رقم القصيدة : 273
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أنا وين ماسافر من احزاني تجد احزان
وأظل أركض مثل ضحكة غريب ودمعة مسافر
تعبت أهرب من الذكرى لها كل البشر عنوان
تجيني بالوجوه أهرب ولا اهرب دامها الناظر
واناديلك وانا بآخر ليالي بآخر الأوطان
أصارع غربتي بين الخفوق وعزة مكابر
لك الله ماشعرت إلا بعد فرقاك بالوجدان
شف غيابك عسف مهر العنادوروّض النافر
ياوجهٍ مالحقه انسان ولا يلحق أبد انسان
اغامر في مصالحنا وإذا زاعلتك مغامر
ياليتك لو تجي مرة ، تعيّشني زمانٍ كان
تدفي برد أحلامي وأذوب بصوتك الساحر
هلا منك لها لونٍ يسولف تسكت الألوان
هلا منك لها طهر الصلاة ومبسمك كافر
هلا منك تخليني أحس أكثر ظما الفنان
هلا منك تعلمني أذوق بنظرة الشاعر
هلا منك تسفرني لوجه أمي وأشيب اشجان
هلا منك على عمدان تقوّم حظي العاثر
هلا منك ولا أذكر شي بعدها من متى للآن
أهيم وماعرف ماشفت ولا سامع ولا خابر
دخيل اللوم بشفاهك بهمسة طرفك النعسان
بلا ونجت بهزة راست تغلي وأنتظر صابر
دخيل الصبح والنظرة تثاوب تنكسر ألحان
وليلٍ ماجمعه الليل على وسادتك متناثر
دخيل أخطر وعد مهما شربته عدت لك عطشان
دخيل موادعك لا حل يعلقني بيّد باكر(33/484)
دخيل العشق لا عاتب حنايا العاشق الولهان
سترت الشوق بضلوعي إلين أعرج مشى الخاطر
دخيلك دربها وينه ياناسي بلدة النسيان
تعبت أبحث وأبيع سنين لا غايب ولا حاضر
العصر العباسي >> البحتري >> أقام كل ملث الودق رجاس
أقام كل ملث الودق رجاس
رقم القصيدة : 2730
-----------------------------------
أقامَ كُلُّ مُلِثِّ الوَدْقِ رَجّاسِ،
عَلى دِيارٍ بِعَلْوِ الشّامِ أدْرَاسِ
فِيهَا لِعَلْوَةَ مُصْطافٌ ومُرْتَبَعٌ،
مِنْ بانَقُوسَا، وَبَابِلّي، وَبَطْياسِ
منَازِلٌ أَنْكَرَتْنا بَعْدَ مَعْرِفةٍ،
وَأوْحَشَتْ مِنْ هَوَانا بَعْدَ إِيناَسِ
يا عَلوَ لوْ شِئْتِ أبْدَلْتِ الصّدودَ لنَا
وَصْلاً، وَلانَ لِصَبٍّ قَلبُكِ القاسي
هلْ من سبِيلٌ إلى الظُّهْرَانِ من حلَبٍ،
وَنَشْوَةٌ بينَ ذاكَ الوَرْدِ وَالآسِ
إذْ أقْبَل الرّاحُ، والأيّامُ مُقْبِلةٌ،
من أهْيَفٍ خَنِثِ العِطْفَينِ مَيّاسِ
أمُدُّ كفّي لأخذِ الكأسِ منْ رَشَأٍ،
وَحاجَتي كُلُّها في حامِلِ الكاسِ
بِبَرْدِ أنْفاسِهِ يشْفي الغَلِيلَ، إذا
دنَا، فَقَرّبَها مِنْ حَرّ أنْفاسِي
إذا تَعَاظَمَني أمْرٌ فَزِعْتُ إلى
شِعْري، وَوَجّهتُ أجمالي وَأفَراسي
هلْ مِنْ رَسولٍ يُؤَدّي مَا أُحملُهُ
إلى الأمِيرِ أبي موسى بْنِ عَبّاسِ
عَبّاسُ بْنُ سَعيْدٍ في أُرُومتِهِ،
يحكي أُرُومةَ عبّاسِ بنِ مِرْداسِ
أيْهَاتِ منْكَ، لقد أعطيْتَ مَأثُرَةً
مَأثُورَةً عنْ جُدودٍ غيرِ أنْكاسِ
آباؤكَ الصيد تحميهِمْ، وَتجمَعُهُمْ
مَنَازِلُ العِزّ هِنْ غيُلٍّ وَأخْيَاسِ
المُقْعِصُونَ زُهَيْراً عن غَنِيِّهِمُ
وَقَدْ سَقَاها كَؤوسَ الموْتِ في شاسِ
وَأنتَ مُنْهرِتُ الشِّدْقَينِ تَلَحَظُني،
إيمَاضَ بَارِقَةٍ أوْ ضَوْءَ مِقْباسِ
العصر العباسي >> الخالديان >> ريقتُهُ خمر، وأنفاسُهُ
ريقتُهُ خمر، وأنفاسُهُ
رقم القصيدة : 27300
-----------------------------------
ريقتُهُ خمر، وأنفاسُهُ(33/485)
مسكٌ، وذاك الثَّغْر كافورُ
أخرجه "رضوان" من داره
مخافة ً تُفْتَنَ الحُورُ
يلومُهُ النّاسُ على تيهِهِ
والبدرُ إنْ تاه فمعْذُورُ
العصر العباسي >> الخالديان >> .....يا نفس مُوتي فقد جَدَّ الأسى مْوتي
.....يا نفس مُوتي فقد جَدَّ الأسى مْوتي
رقم القصيدة : 27301
-----------------------------------
.....يا نفس مُوتي فقد جَدَّ الأسى مْوتي
ما كُنْتِ أَولَ صَبٍّ غير مَبْخُوتِ
يَوْمُ الفِراقِ رَمَى شَمْلي فَشَتَّتَهُ
رَمَاهُ ربِّي بتَفْريقٍ وتَشْتيتِ
بكى إليَّ غَداة البينِ حينَ رأى
دَمْعي يَفيضُ وحالي حال مَبْهُوتِ
فدَمْعَتِي ذَوبُ ياقوتٍ على ذَهبٍ
ودمعُهُ ذَوْبُ دُرٍّ فوقَ ياقوتِ
العصر العباسي >> الخالديان >> رُوحيْ الفِداءُ لِظَاعِنين رَحيلُهُمْ
رُوحيْ الفِداءُ لِظَاعِنين رَحيلُهُمْ
رقم القصيدة : 27302
-----------------------------------
رُوحيْ الفِداءُ لِظَاعِنين رَحيلُهُمْ
أَنْكَى وأَفْسَدَ في القُلُوبِ وَعَاثا
فلْيَقْضِ عِدَّتَهُ السُّرورُ فإنّني
طلَّقْتُ بَعْدَهُمُ السُّرورَ ثَلاثا
العصر العباسي >> الخالديان >> صَدَّت مُجَانِبَة ً "نَوَارُ"
صَدَّت مُجَانِبَة ً "نَوَارُ"
رقم القصيدة : 27303
-----------------------------------
صَدَّت مُجَانِبَة ً "نَوَارُ"
ونأَى بجانبها ازْوِرَارُ
ورأَتْ ثيابي قَدْ غَدَتْ
وكأنَّها دِمَنٌ قِفارُ
يا هذه إِنْ رُحْتُ في
خُلَق فما في ذاك عارُ
هذي المُدام هي الحيا
ة قميصها خزفٌ وقارُ
العصر العباسي >> الخالديان >> لو أَشْرَقَتْ لك شمسُ ذاك الهَوْدَجِ
لو أَشْرَقَتْ لك شمسُ ذاك الهَوْدَجِ
رقم القصيدة : 27304
-----------------------------------
لو أَشْرَقَتْ لك شمسُ ذاك الهَوْدَجِ
لأرَتْكَ سالِفَتيْ غَزالٍ أدْعَجِ
أرعى النجوم كأنَّها في أُفقِها
زهرُ الأقاحي في رياضِ بَنَفْسَجِ
والمُشتَري وَسْطَ السَّماءِ تخالُهُ
وسَناهُ مِثل الزِّئبَقِ المَتَرجْرِجِ(33/486)
مِسْمار تِبْرٍ أَصْفَرٍ ركَّبتَه
في فَصِّ خاتَمِ فِضَّة ٍ فَيْرُوزَجِ
وتَمَايُلُ الجَوْزاءِ يَحْكي في الدُّجَى
مَيلانَ شارِبِ قَهْوة ٍ لَمْ تُمْزَجِ
وتَنَقَّبَتْ بِخَفيفِ غَيْمٍ أبْيَضٍ
هِي فيهِ بينَ تَخَفُّرٍ وتَبرُّجِ
كتنفُّسِ الحسناءِ في المرآة ِ إذ
كَمُلَتْ محاسِنُها ولم تتَزوَّجِ
العصر العباسي >> الخالديان >> وكنتُ أرى في النوم هجرك ساعة ً
وكنتُ أرى في النوم هجرك ساعة ً
رقم القصيدة : 27305
-----------------------------------
وكنتُ أرى في النوم هجرك ساعة ً
فأَجْفُو لذيذَ النَّوْمِ حَوْلاً تَطَيُّرا
وتأمرُني بالصَّبْر، والقلبُ كلَّما
تقاضيتُه صَبْراً تقاضيتُ مُعْسِراً
فلمّا رأَيتُ الغدرَ من شأنك اغتدى
غديرُ التَّصافي بيننا مُتَكدِّرا
فَوَاللهِ ما أَهْواكَ إِلاَّ تكلُّفاً
ولا أشتكي الهجران إلاَّ تَخَمُّر
العصر العباسي >> الخالديان >> وتَأتي بك الحاجاتُ عفواً كأنَّما
وتَأتي بك الحاجاتُ عفواً كأنَّما
رقم القصيدة : 27306
-----------------------------------
وتَأتي بك الحاجاتُ عفواً كأنَّما
مَغالِقُها في راحتيكَ مفاتِحُ
ودونكها أبياتَ شِعرٍ كأنَّها
خُدودُ الغَواني فوقها المسكُ فائِحُ
العصر العباسي >> الخالديان >> "بغدادُ" قد صار خيرُها شَرّاً
"بغدادُ" قد صار خيرُها شَرّاً
رقم القصيدة : 27307
-----------------------------------
"بغدادُ" قد صار خيرُها شَرّاً
صَيَّرَها اللهُ مثل "سامَرّا"
اطلب وفتّشْ واحرصْ فلَستَ تَرَى
في أَهْلها حُرّة ً ولا حُرَاً
العصر العباسي >> الخالديان >> "بِبَامخايالِ" إنْ حاولتُما طَلبي
"بِبَامخايالِ" إنْ حاولتُما طَلبي
رقم القصيدة : 27308
-----------------------------------
"بِبَامخايالِ" إنْ حاولتُما طَلبي
فَأَنْتُما تَجِدَاني ثَمَّ مَطْرُوحا
يا صاحِبيّ هُوَ العُمْرُ الذي جُمِعَتْ
فيه المُنى فاغدُوا للدَّيرِ أو رُوحا(33/487)
بَرٌّ وَبَحْرُ بهِ يُهْدِي نَسِيمُهما
للرُّوحِ مِسْكاً بِماءِ الوردِ مَنْفُوحا
يجُرُّ صَيَّادُه الشَّبُّوطَ مضْطَّرباً
حَياً وقانِصُه اليَعْفُور مَذبُوحا
العصر العباسي >> الخالديان >> نَيْلُ المطالب بالهندية البتْرِ
نَيْلُ المطالب بالهندية البتْرِ
رقم القصيدة : 27309
-----------------------------------
نَيْلُ المطالب بالهندية البتْرِ
لا بالأمانيّ والتأميل للقدَرِ
فإنْ عَفَا طَلَلٌ أو باد ساكِنُهُ
فلا تَقِفْ فيه بين البَثِّ والفِكَرِ
في شَمِّكَ المسكَ شغلٌ عن مذاقتهِ
وفي سنا الشمس ما يُغني عن القَمَرِ
لوْ لم أكُنْ مشبهاً للنّاس في خُلُقي
لَقُلْتُ إِنّيَ من جيلٍ سوى البَشَرِ
أَولم يكن ماء علمي قاهراً فكري
لأحْرقتني في نيرانِها فِكَري
تزيدُني قسوة ُ الأيَّام طيبَ ثناً
كأنني المِسكُ بين الفِهْرِ والحجرِ
ألفتُ من حادثات الدهر أكبرها
فما أعوج على أطفالها الأُخَرِ
لا شيء أعجبُ عندي في تباينِهِ
إذا تأمَّلتُهُ من هذه الصُّورِ
أرى ثياباً وفي أثنائها بقرٌ
بلا قُرُونٍ وذا عَيْبٌ على البَقَرِ
قالت: رَقَدْتَ! فقلت: الهمُّ أَرقدني
والهمُّ يمنع أَحياناً من السَّهَرِ
كم قد وَقَعْتُ وُقُوعَ الطَّيْرَ في شرَكٍ
فضعْضَعَتْ مُنَّتي منه قوى المِرَرِ
أصفو وأكدر أحياناً لمختبري
وليس مستحسناً صَفْوٌ بلا كَدَرِ
إِنّي لأَسْيَرُ في الآفاق من مَثَلٍ
سارٍ وأَملأُ للأَبصار مِنْ قَمَرِ
إذا تشكَّكْتَ فيما أنت مبصرُهُ
فلا تَقُلْ إِنّني في النّاس ذُو بَصَرِ
وكيف يفرحُ إِنسانٌ بغرّته
إذا نضاها فلم تصدقْهُ في النّظرِ
لَقَدْ فَرِحْتُ بما عاينتُ من عدم
خوف القبيحين من كبر ومن بَطَرِ
وربما ابتهج الأعمى بحالتِهِ
لأنَّهُ قد نجا من طيرَة ِ العوَرِ
ولستُ أَبكي لشيبٍ قد مُنيتُ به
يبكي على الشيب من يأْسي على العُمُرِ
كن من صديقك لا من غيره حَذِراً
إنْ كان ينجيكَ منه شدَّة الحذَرِ
ما اطمَئِنُّ إلى خَلْقٍ فأخبرهُ(33/488)
إلاَّ تكشَّفَ لي عن لؤم مُخْتَبَرِ
وقد نظرتُ إلى الدُّنْيا بمُقْلَتها
فاسْتَصْغَرَتْها جفوني غاية الصّغَرِ
وما شَكَرْتُ زماني وَهْوَ يَصْعَدُ بي
فكيفَ أشكُرُه في حَالِ مُنْحَدري
لا عار يلحقني أني بلا نَشَبٍ
وأيّ عار على عَيْنٍ بلا حَوَرِ
فإن بلغْتُ الذي أهوى فعَنْ قَدَرٍ
وإِنْ حُرِمْتُ الذي أَهوى فَعَنْ عُذُرِ
العصر العباسي >> البحتري >> هل فيكم من واقف متفرس
هل فيكم من واقف متفرس
رقم القصيدة : 2731
-----------------------------------
هَلْ فيكُمُ مِنْ وَاقِفٍ مُتَفَرِّسِ،
بَعدي على نَظَرِ الظّبَاءِ الأُنَّسِ
أثّرْنَ في قَلْبِ الخَليّ مِنَ الجَوَى،
وَمَلَكْنَ مِنْ قوْدِ الأبيّ الأشْوَسِ
مِنْ كُلّ مُرْهَفَةِ القَوَامِ غَرِيرَةٍ،
جُعِلَتْ مَحَاسِنُهَا هَوًى للأنْفُسِ
تَغْدُو بعَطْفَةِ مُطْمِعٍ، حتّى إذا
شُغِلَ الحَليُّ ثَنَتْ بصَدْفةِ مُؤِيسِ
شاهَدْتُ أيّامَ السّرُورِ، فَلَمْ أجدْ
يَوْماً يَسرُّ كيَوْمِ دَعوَةِ يُونُسِ
أدْنَى مَزَارٍ وَسْطَ أحْسَنِ بُقْعَةٍ،
وأجَلُّ زُوّارٍ لأبْهَى مَجْلِسِ
في رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ يُشرِقُ نَوْرُهَا،
تُسْقَى مُجَاجَاتِ الغُيُومِ البُجَّسِ
فَخَرَ الرّبيعُ على الشّتَاءِ بِحُسْنِها،
وَكَفَى حضُورُ الوَرْدِ فَقْدَ النّرْجسِ
لا تَسْقِيَانِي بالصّغِيرِ، فإنّهُ
يَوْمٌ تَلِيقُ بِهِ كِبَارُ الأكْؤسِ
إسْعَدْ، أمِيرَ المُؤمِنِينَ، بِدَوْلَةٍ
تَغدُو عَلَيْكَ بكُلّ حَظٍ مُنفِسِ
فَلِحُسْنِ وَجْهِكَ في القُلُوبِ مَحَلّةٌ
خُصّتْ إلى جَذَلٍ، بها مُتَلَبِّسِ
بَدْرٌ لَنَا، فَمَتَى عَرَتْنَا وَحْشَةٌ
جَلّيْتَهَا بِضِيَاءِ وَجْهٍ مُؤنِسِ
العصر العباسي >> الخالديان >> مَحاسِنُ الدَّيْر تَسبيحي ومِسْباحي
مَحاسِنُ الدَّيْر تَسبيحي ومِسْباحي
رقم القصيدة : 27310
-----------------------------------
مَحاسِنُ الدَّيْر تَسبيحي ومِسْباحي(33/489)
وخَمْرُهُ في الدُّجى صُبْحِي ومِصْباحِي
أَقمتُ فِيه إلى أَنْ صَارَ هَيْكَلُهُ
بَيتي ومِفتاحُهُ للأُنس مِفْتاحي
مُنَادِماً في قَلالِيهِ رَهَابِنَة ً
راحَتْ خلائِقُهُم أصفَى من الرَّاحِ
قَدْ عُدِّلُوا ثُقْلَ أوْزانٍ ومَعرِفَة ٍ
فيهم بِخِفَّة ٍ أَبْدانٍ وأَرْواحِ
ووَشَّحُوا غُرَرَ الآداب فلْسَفَة ً
وحِكمَة ً بِعُلومٍ ذات إيضاحِ
في طبِّ "بقراط" لحنُ "المَوْصِلي" وفي
نحو "المُبَرِّدِ" أَشْعارُ " الطِّرمَّاحِ"
ومُنشِدٌ حين يُبديهِ المِزاجُ لَنا،
أَلَمْعُ بَرْقٍ سَرَى أَمْ ضَوْءُ مِصْبَاحِ!؟
أخلفتُ في العُمرِ عُمرِي حينَ راحَ إلى
غيرِ البَطالَة ِ قلبي غيرَ مُرتاحِ
مَا نُورُ أَحْدَاقِنا إلاَّ حَدَائِقُهُ
لامَ اللَّوائِمُ فِيهِ أَوْ لَحَا اللاَّحي
بَدائِعٌ لاَ "لِدَيْرِ العَلْثِ" هُنَّ وَلاَ
"لِدَيْرِ حَنَّة َ" مِنْ " ذَاتِ الأُكَيْرَاحِ"
وَكَمْ حَنَنْتُ إلى حاناتِه وغَدا
شَوْقي يُكَاثِرُ أَصْواتاً بأَقْداحِ
حتّى تَخَمَّر خَمَّاري بِمَعْرِفَتي
وصيَّرتْ مُلَحِي في السُّكْرِ ملاحي
"أبا مخايال" لا تعدم ضُحًى ودُجًى
سِجَالَ كُلّ مُلِثِّ الوَدْقِ سحَّاحِ
إنْ تُفْنِ كأسُكَ أكْياسِي فإنَّ بها
يفُلُّ جيشَ همومي جيشُ أفراحي
وإنْ أُقِمْ سُوقَ إطرابِي فلا عَجبٌ
هذا بِذاكَ إذَا ما قَامَ نوّاحِي
العصر العباسي >> الخالديان >> صغيرٌ صرفْتُ إليه الهوى
صغيرٌ صرفْتُ إليه الهوى
رقم القصيدة : 27311
-----------------------------------
صغيرٌ صرفْتُ إليه الهوى
وهل خاتمٌ في سوى خنصر
فإن شئتَ فاعذر ولا تلحني
وإن شئت فالحُ ولا تعذر
العصر العباسي >> الخالديان >> قد طَفِحَ القَلبُ بالهُمومِ فإنْ
قد طَفِحَ القَلبُ بالهُمومِ فإنْ
رقم القصيدة : 27312
-----------------------------------
قد طَفِحَ القَلبُ بالهُمومِ فإنْ
طُفْتَ بكأْسٍ، فهاتِهَا تَطْفَحْ
في جُنْحِ ليْلٍ تُرى كواكبُه
وهي إلى الغَرْبِ كلُّها جُنَّحُ(33/490)
نَراك تنسى سرور يومِكَ في
"دَيْرِ سَعيدٍ" وَظِلِّه الأَفْيَحْ
عَلَى بِسَاطٍ من البَنَفْسِجِ قد
ألقي مِنَ الورْدِ فوقَهُ مطرَحْ
وكأسِ راحٍ يُديرُها قَمَرٌ
لحاظُهُ في قُلوبِنا تجْرَحْ
قدْ كانَ فِيمَا مَضَى يُعَرِّضُ بِالْـ
ـوصْلِ، ولكنْ أَراهُ قد صَرَّحْ
العصر العباسي >> الخالديان >> وواللَّه ما عارضتُ جودك ساعة ً
وواللَّه ما عارضتُ جودك ساعة ً
رقم القصيدة : 27313
-----------------------------------
وواللَّه ما عارضتُ جودك ساعة ً
بشعري إلاَّ كان أشعر من شعري
كأنَّ عطاياك الجسيمة أقسمتْ
بأَنيَ لا أَنْفكُّ مُهتَضَمَ الشُّكْرِ
العصر العباسي >> الخالديان >> صَاحِ غَمَّضْتُ وما غَمَّـ
صَاحِ غَمَّضْتُ وما غَمَّـ
رقم القصيدة : 27314
-----------------------------------
صَاحِ غَمَّضْتُ وما غَمَّـ
ـضَ جَفْنَيَّ الهجُودُ
ببَرِيقٍ هَبَّ تَحْدُو
هُ بُرُوقٌ وَرُعُودُ
مُقْبِلٌ يَقْصد أَحْيا
ناً وأحياناً يَحِيدُ
زَجِلٌ تَحْسِبُ في قُطْـ
ـرَيْهِ غِيلٌ وأسُودُ
عُلْوُهُ في النَّجْمِ لكنْ
سفلُهُ حيثُ الصَّعِيدُ
فيهِ للأَزْهُرِ والرَّو
ضَة ِ وَعْدٌ وَوَعِيدُ
العصر العباسي >> الخالديان >> حَيَّا الحَيَا دِمَنَ العَقِيقِ وَإنْ عَفَتْ
حَيَّا الحَيَا دِمَنَ العَقِيقِ وَإنْ عَفَتْ
رقم القصيدة : 27315
-----------------------------------
حَيَّا الحَيَا دِمَنَ العَقِيقِ وَإنْ عَفَتْ
فِيه عُهُودُ أحِبَّة ٍ ومَعاهِدُ
وَبَكَتْ بُكايَ عَلَى رُبَاهُ غَمائِمٌ
يجْنُبْنَهُنَّ بَوارِقٌ ورَوَاعِدُ
وَعَلى الصِّبَا أَيَّامَ صَبْرِي نَاقِصٌ
عَنْ شَمْسِ كِلَّتهِ وَوَجْدِي زَائِدُ
طَلَعَتْ لَنا فأنَارَ بدْرٌ طَالِعٌ
فَتَأَوَّدَتْ فَاهْتَزَّ غُصْنٌ مَائِدُ
وَبَكَتْ أَسى ً فَانْهلَّ نُورٌ ذَائِبٌ
وَتَبَسَّمَتْ فَأَضَاءَ ظِلٌّ حَامدُ
العصر العباسي >> الخالديان >> يا نديمي أَطْلِقِ الفَجْـ
يا نديمي أَطْلِقِ الفَجْـ(33/491)
رقم القصيدة : 27316
-----------------------------------
يا نديمي أَطْلِقِ الفَجْـ
ـرَ فَمَا لِلْكأْسِ حَبْسُ
قهوة تعطيكها قبـ
ـل طلوع الشَّمْس شَمْسُ
وهي كالمريخ لكن
هِيَ سَعْدٌ وهْوَ نَحْسُ
العصر العباسي >> الخالديان >> خَلِيلَيّ إنّي للثُرَيّا لَحَاسِدُ
خَلِيلَيّ إنّي للثُرَيّا لَحَاسِدُ
رقم القصيدة : 27317
-----------------------------------
خَلِيلَيّ إنّي للثُرَيّا لَحَاسِدُ
وإنّي على رَيْبِ الزَّمان لَواجِد
أيَبقى جميعاً شَمْلُها وهْيَ سبْعَة ُ
وأَفْقدُ مَنْ أَحْبَبْتُهُ وَهْوَ وَاحِد
العصر العباسي >> الخالديان >> أما ترى الغيمَ يا مَنْ قلبه قاسي
أما ترى الغيمَ يا مَنْ قلبه قاسي
رقم القصيدة : 27318
-----------------------------------
أما ترى الغيمَ يا مَنْ قلبه قاسي
كأَنَّه أَنا مقياساً بمقياسِ
قطرٌ كدمعي، وبرقٌ مثل نار جوى ً
في القلب منّي، وريح مثل أنفاسي
العصر العباسي >> الخالديان >> يا سَيّداً بالعُلا والمَجْدِ مُنْفرِدا
يا سَيّداً بالعُلا والمَجْدِ مُنْفرِدا
رقم القصيدة : 27319
-----------------------------------
يا سَيّداً بالعُلا والمَجْدِ مُنْفرِدا
وواحِدَ الأرضِ لا مُسْتثْنِياً أحَدا
لُهاكَ أَوْجَدَتِ الآمالَ مَا فَقَدَتْ
وقرَّبتْ لمُنى الرَّاجِينَ ما بَعُدَا
هذا زَمَانُ عِلاجٍ يُتَّقَى ضَرَرُ الْـ
أخلاَطِ فِيهِ لأَنَّ الفَصْلَ قَدْ وَفَدا
فَلَسْتَ تُبْصِرُ إلاَّ شَارباً قَدَحاً
مُرّاً وإلاّ نزيفَ الجِسْمِ مُفْتصدَا
وَقَدْ عَصْيتُ الهَوَى مُذْ أَمْسِ مُحْتَمِياً
لمّا عَزَمْتُ على إصلاحِ ما فَسَدا
وَرَوَّقُوا لِيَ رَطْلاً لَسْتُ أَذْكُرُهُ
إلاَّ عَدِمْتُ لَدَيْهِ الصَّبْرَ والجَلَدا
مُناكِرٌ لِطِباعي غَيرَ أنَّ لَهُ
عُقْبَى تُمازِجُ مَحْموداتُها الجَسدَا
وَلَيْسَ لي قَهْوَة ٌ أُطْفِي بِجَمْرَتِها
عَنْ مُهْجَتِي شِرَّة َ المَاءِ الذي بَرَدا(33/492)
فامْنُنْ بِدَسْتِيجَة ِ المَشْرُوبِ يَوْمَكَ ذَا
فقَدْ عَزَمْتُ على شُرْبِ الدَّواءِ غدا
العصر العباسي >> البحتري >> صنت نفسي عما يدنس نفسي
صنت نفسي عما يدنس نفسي
رقم القصيدة : 2732
-----------------------------------
صُنْتُ نَفْسِي عَمّا يُدَنّس نفسي،
وَتَرَفّعتُ عن جَدا كلّ جِبْسِ
وَتَماسَكْتُ حَينُ زَعزَعني الدّهْـ
ـرُ التماساً منهُ لتَعسِي، وَنُكسي
بُلَغٌ منْ صُبابَةِ العَيشِ عندِي،
طَفّفَتْها الأيّامُ تَطفيفَ بَخْسِ
وَبَعيدٌ مَا بَينَ وَارِدِ رِفْهٍ،
عَلَلٍ شُرْبُهُ، وَوَارِدِ خِمْسِ
وَكَأنّ الزّمَانَ أصْبَحَ مَحْمُو
لاً هَوَاهُ معَ الأخَسّ الأخَسّ
وَاشترَائي العرَاقَ خِطّةَ غَبْنٍ،
بَعدَ بَيعي الشّآمَ بَيعةَ وَكْسِ
لا تَرُزْني مُزَاوِلاً لاخْتبَارِي،
بعد هذي البَلوَى، فتُنكرَ مَسّي
وَقَديماً عَهدْتَني ذا هَنَاتٍ،
آبياتٍ، على الدّنياتِ، شُمْسِ
وَلَقَدْ رَابَني نُبُوُّ ابنِ عَمّي،
بَعد لينٍ من جانبَيهِ، وأُنْسِ
وإذا ما جُفيتُ كنتُ جديَرّاً
أنْ أُرَى غيرَ مُصْبحٍ حَيثُ أُمسِي
حَضَرَتْ رَحليَ الهُمُومُ فَوَجّهْـ
ـتُ إلى أبيَضِ المَدائنِ عُنْسِي
أتَسَلّى عَنِ الحُظُوظِ، وَآسَى
لَمَحَلٍّ من آلِ ساسانَ، دَرْسِ
أذَكّرْتَنيهمُ الخُطُوبُ التّوَالي،
وَلَقَدْ تُذكِرُ الخُطوبُ وَتُنسِي
وَهُمُ خافضُونَ في ظلّ عَالٍ،
مُشرِفٍ يُحسرُ العُيونَ وَيُخسِي
مُغْلَقٌ بَابُهُ عَلى جَبَلِ القَبْـ
ـقِ إلى دَارَتَيْ خِلاطٍ وَمَكْسِ
حِلَلٌ لم تكُنْ كأطْلالِ سُعدَى
في قِفَارٍ منَ البَسابسِ، مُلْسِ
وَمَسَاعٍ، لَوْلا المُحَابَاةُ منّي،
لم تُطقها مَسعاةُ عَنسٍ وَعبسِ
نَقَلَ الدّهرُ عَهْدَهُنّ عَنِ الجِدّ
ةِ، حتّى رجعنَ أنضَاءَ لُبْسِ
فكَأنّ الجِرْمَازَ منْ عَدَمِ الأُنْـ
ـسِ وإخْلالهِ، بَنيّةُ رَمْسِ
لَوْ تَرَاهُ عَلمْتَ أن اللّيَالي
جَعَلَتْ فيهِ مأتَماً، بعد عُرْسِ(33/493)
وَهْوَ يُنْبيكَ عَنْ عَجائِبِ قَوْمٍ،
لا يُشَابُ البَيانُ فيهم بلَبْسِ
وإذا ما رَأيْتَ صُورَةَ أنْطَا
كيَةَ ارْتَعْتَ بَينَ رُومٍ وَفُرْسِ
والمَنَايَا مَوَاثِلٌ، وأنُوشَرْ
وانَ يُزْجي الصّفوفَ تحتَ الدِّرَفْسِ
في اخضِرَارٍ منَ اللّباسِ على أصْـ
ـفَرَ يَختالُ في صَبيغَةِ وَرْسِ
وَعِرَاكُ الرّجَالِ بَينَ يَدَيْهِ،
في خُفوتٍ منهمْ وإغماضِ جَرْسِ
منْ مُشيحٍ يُهوي بعاملِ رُمْحٍ،
وَمُليحٍ، من السّنانِ، بتُرْسِ
تَصِفُ العَينُ أنّهُمْ جِدُّ أحيَا
ءَ لَهُمْ بَينَهُمْ إشارَةُ خُرْسِ
يَغتَلي فيهمُ ارْتِيابيَ، حَتّى
تَتقَرّاهُمُ يَدايَ بلَمْسِ
قَد سَقَاني، وَلمْ يُصَرِّدْ أبو الغَوْ
ثِ على العَسكَرَينِ شُرْبَةَ خَلسِ
منْ مُدَامٍ تظنهَا هيَ نَجْمٌ
أضوَأَ اللّيْلَ، أوْ مُجَاجةُ شَمسِ
وَتَرَاها، إذا أجَدّتْ سُرُوراً،
وَارْتياحاً للشّارِبِ المُتَحَسّي
أُفْرِغَتْ في الزّجاجِ من كلّ قلبٍ،
فَهْيَ مَحبُوبَةٌ إلى كلّ نَفْسِ
وَتَوَهّمْتَ أنْ كسرَى أبَرْوِيـ
ـزَ مُعَاطيَّ، والبَلَهْبَذُ أُنْسِي
حُلُمٌ مُطبِقٌ على الشّكّ عَيني،
أمْ أمَانٍ غَيّرْنَ ظَنّي وَحَدْسي؟
وَكَأنّ الإيوَانَ منْ عَجَبِ الصّنْـ
ـعَةِ جَوْبٌ في جنبِ أرْعَنَ جِلسِ
يُتَظَنّى منَ الكَآبَةِ أنْ يَبْـ
ـدُو لعَيْني مُصَبِّحٌ، أوْ مُمَسّي
مُزْعَجاً بالفَراقِ عن أُنْسِ إلْفٍ
عَزّ أوْ مُرْهَقاً بتَطليقِ عِرْسِ
عكَسَتْ حَظَّهُ اللّيالي وَباتَ الـ
ـمُشتَرِي فيهِ، وَهو كوْكبُ نَحسِ
فَهْوَ يُبْدي تَجَلّداً، وَعَلَيْهِ
كَلكلٌ من كَلاكلِ الدّهرِ مُرْسِي
لمْ يَعِبْهُ أنْ بُزّ منْ بُسُطِ الدّيـ
ـباجِ وَاستُلّ من سُتورِ الدِّمَقْسِ
مُشْمَخِرٌّ تَعْلُو لَهُ شَرَفاتٌ،
رُفعتْ في رُؤوسِ رَضْوَى وَقُدْسِ
لابسَاتٌ من البَيَاضِ فَمَا تُبْـ
ـصِرُ منها إلاّ غَلائلَ بُرْسِ
لَيسَ يُدرَى: أصُنْعُ إنْسٍ لجنٍّ
سَكَنوهُ أمْ صُنعُ جنٍّ لإنْسِ(33/494)
غَيرَ أنّي أرَاهُ يَشْهَدُ أنْ لَمْ
يَكُ بَانيهِ في المُلُوكِ بنِكْسِ
فَكَأنّي أرَى المَرَاتبَ والقَوْ
مَ، إذا ما بَلَغتُ آخرَ حسّي
وَكَأنّ الوُفُودَ ضاحينَ حَسرَى،
من وقُوفٍ خَلفَ الزِّحامِ وَخُنْسِ
وَكأنّ القِيَانَ، وَسْطَ المَقَا
صِيرِ، يُرَجّعنَ بينَ حُوٍّ وَلُعسِ
وَكَأنّ اللّقَاءَ أوّلُ مِنْ أمْـ
ـسِ، وَوَشْكَ الفرَاقِ أوّلُ أمْسِ
وَكَأنّ الذي يُرِيدُ اتّبَاعاً
طامعٌ في لُحوقهمْ صُبحَ خمسِ
عَمَرَتْ للسّرُورِ دَهْراً، فصَارَتْ
للتّعَزّي رِبَاعُهُمْ، وَالتّأسّي
فَلَهَا أنْ أُعِينَهَا بدُمُوعٍ،
مُوقَفَاتٍ عَلى الصَّبَابَةِ، حُبْسِ
ذاكَ عندي وَلَيستِ الدّارُ دارِي،
باقترَابٍ منها، ولا الجنسُ جنسِي
غَيرَ نُعْمَى لأهْلِهَا عنْدَ أهْلِي،
غَرَسُوا منْ زَكَائِها خيرَ غَرْسِ
أيّدُو مُلْكَنَا، وَشَدّوا قُوَاهُ
بكُماةٍ، تحتَ السّنَوّرِ، حُمسِ
وأعَانُوا عَلى كتَائِبِ أرْيَا
طَ بطَعنٍ على النّحورِ، وَدَعْسِ
وأرَانِي، منْ بَعدُ، أكْلَفُ بالأشْـ
ـرافِ طُرّاً منْ كلّ سِنْخٍ وَإسّ
العصر العباسي >> الخالديان >> وقفْتني ما بين هَمٍّ وَبُوسِ
وقفْتني ما بين هَمٍّ وَبُوسِ
رقم القصيدة : 27320
-----------------------------------
وقفْتني ما بين هَمٍّ وَبُوسِ
وثنَتْ بعد ضحكة بعبوس
وَرَأَتْني مَشَّطْتُ عاجاً بِعَاجٍ
وهي الآبُنُوسُ بالآبنوسِ
العصر العباسي >> الخالديان >> واسْتَمِعْها أَرقَّ مِنْ وَرَقِ الوَرْ
واسْتَمِعْها أَرقَّ مِنْ وَرَقِ الوَرْ
رقم القصيدة : 27321
-----------------------------------
واسْتَمِعْها أَرقَّ مِنْ وَرَقِ الوَرْ
دِ وأَنْدَى مِنْ يَاسَمينٍ مُنَدَّى
بِمَعانٍ لَوْ أنهُنَّ خُدُودٌ
كُنَّ في الحُسْنِ جُلّنَاراَ وَوَرْدَا
لَوْ هَجَوْنَا بِها المَنُونَ لَدَلَّتْ
أوْ مَدَحْنا بها الزَّمانَ لأجدَى
العصر العباسي >> الخالديان >> كأَنّما قَمْلُ "أَبي رياشِ"(33/495)
كأَنّما قَمْلُ "أَبي رياشِ"
رقم القصيدة : 27322
-----------------------------------
كأَنّما قَمْلُ "أَبي رياشِ"
ما بين صِئْبانِ قفاهُ الفاشي
وَذَا قَدْ لَجّ في انتعاشِ
شَهْدَانجٌ بدّد في خشخاشِ
العصر العباسي >> الخالديان >> ما زارهُ الطَّيفُ بعدَ اليومِ مُعْتَمِدا
ما زارهُ الطَّيفُ بعدَ اليومِ مُعْتَمِدا
رقم القصيدة : 27323
-----------------------------------
ما زارهُ الطَّيفُ بعدَ اليومِ مُعْتَمِدا
إلاَّ ليُدنِي له الشَّوْقَ الذي بَعُدا
كأنَّما مِنْ ثَناياها ومَبْسَمِها
أيدي الغمامِ سَرَقْن البَرْقَ والبَرَدا
العصر العباسي >> الخالديان >> كَأنَّ الرُّعودَ خِلال البُرو
كَأنَّ الرُّعودَ خِلال البُرو
رقم القصيدة : 27324
-----------------------------------
كَأنَّ الرُّعودَ خِلال البُرو
قِ والرّيحُ تُكْثر تَحْرِيضَها
زنوجٌ إِذا خَفَقَتْ بَيْنَها
دَبَادِبُها جَرَّدَتْ بَيْضَها
العصر العباسي >> الخالديان >> ومعْذورة في هجرها لجمالها
ومعْذورة في هجرها لجمالها
رقم القصيدة : 27325
-----------------------------------
ومعْذورة في هجرها لجمالها
كبدرٍ على خُوط من البانِ مائِدِ
أرومُ هواها والمشيبُ مُحالِفي
وقد هَجَرَتْنِي والشَّبابُ مُسَاعِدي
ومَنْ عرفَ الدُّنيا استقلَّ سُرورها
ولَوْ بَرَزَتْ من حُسْنِها في مَجَاسِدِ
صَقِيلُ حسامِ الفكر يلقاك رأيُه
لما غاب عن ألحاظهِ كالمشاهدِ
وَمَا شَهِدَ الهَيْجَاءَ إِلاَّ تَبَاعَدَتْ
مَسَافَة ُ مَا بَيْنَ الكُلَى والْسَوَاعِدِ
يُؤَازِرُهُ في الرَّوْعِ قلْبٌ مُشَيَّعٌ
ومُبتسِمٌ يُبكي عُيون العوائِدِ
سهِرتُ لها والنَّجمُ في الأفقِ نائمٌ
فهاهي كالإبريزِ في كفِّ ناقدِ
بَقِيتَ كما تَبْقَى مَعَاليكَ في الوَرَى
فهنَّ على الأيام غيرُ بوائدِ
العصر العباسي >> الخالديان >> سَعِدتْ صُبحَتي بـ"دَيْرِ سَعيدِ
سَعِدتْ صُبحَتي بـ"دَيْرِ سَعيدِ
رقم القصيدة : 27326(33/496)
-----------------------------------
سَعِدتْ صُبحَتي بـ"دَيْرِ سَعيدِ
يَومَ عِيدٍ في حُسنهِ ألفُ عيدِ
كمْ فتاة ٍ مثلَ المهاة ِ سلبْنا
هَا صَليباً مِنْ بَيْنَ نَحْرٍ وجيدِ
وغَريرٍ مثلَ الغزالِ حلَلْنا
عَقْدَ زُنَّارِ خَصْرِهِ المَعْقُودِ
وَحَطَطْنا رِحَالَنا بِفِنَاءِ الْـ
ـهَيْكلِ المونقِ البعيدِ المشيدِ
والرَّوَابي مُشَهَّرَاتٌ كغِلْمَا
نٍ لنا في مُحبَّراتِ البُرودِ
فخُدودٌ مثلُ الشَّقائقِ في اللَّوْ
نِ تليها شقائقٌ كالخدودِ
وإذا ما الهزارُ غرَّدَ في الغُصـ
ـنِ حكتهُ الأوتارُ في التَّغريدِ
مَنْ رآنا - ونَحْنُ في الأرضِ صَرْعَى
قَالَ: قومٌ موتى بغيرِ لُحودِ
العصر العباسي >> الخالديان >> بِنَفْسِي حَبيبٌ بانَ صَبْري لبَيْنِهِ
بِنَفْسِي حَبيبٌ بانَ صَبْري لبَيْنِهِ
رقم القصيدة : 27327
-----------------------------------
بِنَفْسِي حَبيبٌ بانَ صَبْري لبَيْنِهِ
وأَوْدَعَني الأَحْزَانَ ساعة َ وَدَّعَا
وانْحَلَني بالهجرْ حتّى لو کنَّنِي
قذى ً بين جَفْنيْ أَرْمَدٍ ما تَوَجَّعا
العصر العباسي >> الخالديان >> لاَ وَجُفُونٍ تنوسُ في العُقَدِ
لاَ وَجُفُونٍ تنوسُ في العُقَدِ
رقم القصيدة : 27328
-----------------------------------
لاَ وَجُفُونٍ تنوسُ في العُقَدِ
وحُسنِ ثغرٍ يَلُوحُ كالبردِ
لا كنتُ ممَّنْ يُضيعُ أدمُعَه
بين الأثافي والنُّؤْيِ والوَتَدِ
أحْسنُ من وقفة ٍ على طللٍ
قفرٍ وزجرِ العيرانَة ِ الأجُدِ
كأسُ مدامٍ جلا المديرُ بها
أُمَّ اللَّيالي وَجَدَّة َ الأَبَدِ
نشربُها شُعلة ً بلا حُرقٍ
نجتليها رُوحاً بلا جسدِ
هل أحدٌ نالَ مثلَ لذَّتِنا
يا "بامخايالَ" ليلة َ الأحدِ؟
سقياً لماخورِ "حارثٍ" ولِما
خُصَّ به من محاسنٍ جُدُدِ
قُلْتُ له، وابنُه يَطُوفُ بها:
عمرُك فينا عمارة ُ البلدِ
بابنِكَ ذا في جمال صُورَتهِ
صِرْتَ أَبَا الْظَّبْي لا "أَبا الأسدِ"
هَات اسْقِنيِها فإن سَفَكت دَمي(33/497)
فما بِقتلي عَليكَ مِنْ قَوَدِ
العصر العباسي >> الخالديان >> بُليتُ بأحسنِ الثَّقَليـ
بُليتُ بأحسنِ الثَّقَليـ
رقم القصيدة : 27329
-----------------------------------
بُليتُ بأحسنِ الثَّقَليـ
ـنش إِقبالاً ومُنْصَرفا
فمثل الخشفِ مُلْتَفِتاً
ومثل الغُصْن منعطفا
يُسَوِّفُني بنائلهِ
وقد أَهدى لِيَ الأَسفا
وآخُذُ وَصلَهُ عِدَة ً
ويأْخُذُ مهجتي سلفا
العصر العباسي >> البحتري >> بالأعورين المعورين أخل بي
بالأعورين المعورين أخل بي
رقم القصيدة : 2733
-----------------------------------
بالأعْوَرَيْنِ المُعْوِرَيْنِ أخَلّ بي
أمَلي، وَعَاوَدَني تَمَكُّنُ يَاسِي
وَمِنَ الضّلالَةِ أنْ رَجَوْتُ لحَاجَتي
إخْلاصَ مَسْعُودٍ، وَرِفدَ طُماسِ
لا يَبْرَحُ المَضّاضُ كُحْلَ صَحيحَتَيْ
رَجِسَينِ، مَرْذولَينِ في الأرْجاسِ
وَإذا عَدَدْتُ عَلى طُمَاسٍ عَيْبَهُ،
لمْ أُرْضِ ألفَاظي، وَلا أنْفاسِي
أدْنُو، وَأُقْصِرُ عَنْ مَداهُ، وَإنّما
أرْمي مِنَ المَلعُونِ في بُرْجَاسِ
هَلاّ أبو الفَرَجِ اسْتَعَارَ مَدائِحي،
أوْ رَدّنَا فيها إلى العبّاسِ
قَمَرٌ، جَلا ظُلَمَ الخُطُوبِ ضِيَاؤه
عنّا، وَبَدْرٌ رَاهِنُ الإينَاسِ
لمْ أنْسَ مَا سَبَقَا إلَيْهِ، وَلمْ أكُنْ
لِيَدِ الصّديقِ المُسْتَماحِ بِناسِ
وَنُبُوُّ ضِدّهِمَا، وَلَسْتُ بِوَاجدٍ،
عِندَ الكِلابِ، رَضِيَّ فعلِ النّاسِ
العصر العباسي >> الخالديان >> لاَ تَحْسِبُوا أَنّني بَاغٍ بِكُمْ بَدَلاً
لاَ تَحْسِبُوا أَنّني بَاغٍ بِكُمْ بَدَلاً
رقم القصيدة : 27330
-----------------------------------
لاَ تَحْسِبُوا أَنّني بَاغٍ بِكُمْ بَدَلاً
ولو تمكَّنتُ من صبرِي ومنْ جَلَدي
قَلْبِي رَقِيبٌ عَلَى قَلْبِي لَكُمْ أَبداً
والْعَيْنُ عَيْنٌ عَلَيْهِ آخِرَ الأَبَدِ
العصر العباسي >> الخالديان >> والحبُّ لولا جَوْرُهُ في حكمِهِ
والحبُّ لولا جَوْرُهُ في حكمِهِ
رقم القصيدة : 27331(33/498)
-----------------------------------
والحبُّ لولا جَوْرُهُ في حكمِهِ
ما سلَّم الأقوَى لأمر الأضعفِ
لم يُبْقِ لي جسماً ولا دمْعاً فقُلْ
في مُدْنَفٍ يبكي بدمع مدنفِ
العصر العباسي >> الخالديان >> تَتِيهُ كِبْراً وَلكِنْ
تَتِيهُ كِبْراً وَلكِنْ
رقم القصيدة : 27332
-----------------------------------
تَتِيهُ كِبْراً وَلكِنْ
جمالُها يتودَّدْ
حَبَتْ فَعَالاً وأَمْسَتْ
تحلّ ليناً وتعْقدْ
العصر العباسي >> الخالديان >> لو أنَّ في فمهِ جمراً وأنشدَنا
لو أنَّ في فمهِ جمراً وأنشدَنا
رقم القصيدة : 27333
-----------------------------------
لو أنَّ في فمهِ جمراً وأنشدَنا
شِعراً لما ضرَّهُ من بَردِ إنشادِهْ
العصر العباسي >> الخالديان >> أَبَحْتُ النرجسَ الرّقي ودّي
أَبَحْتُ النرجسَ الرّقي ودّي
رقم القصيدة : 27334
-----------------------------------
أَبَحْتُ النرجسَ الرّقي ودّي
وما لي باجتناب الورد طاقَهْ
كلا الأخويْن معْشُوقٌ وإنّي
أرى التَّفْضيل بينهما حماقَهْ
هما في عسكر الأَنوار هذا
مقدمة يسير، وذاك ساقَهْ
العصر العباسي >> الخالديان >> قَبْرٌ تَوَدُّ العُلى ضنَّاً بساكنِهِ
قَبْرٌ تَوَدُّ العُلى ضنَّاً بساكنِهِ
رقم القصيدة : 27335
-----------------------------------
قَبْرٌ تَوَدُّ العُلى ضنَّاً بساكنِهِ
على الثَّرى أنَّه فيهنَّ محفورُ
فَإِنْ يَضِقْ فَلَهُ مِنْ صَدْرِهِ سَعَة ٌ
وَإنْ دَجَا فَلَهُ مِنْ صَدْرِهِ نُورُ
العصر العباسي >> الخالديان >> وليلة ٍ ليلاء في اللَّـ
وليلة ٍ ليلاء في اللَّـ
رقم القصيدة : 27336
-----------------------------------
وليلة ٍ ليلاء في اللَّـ
ـوْنِ كَلَوْنِ المَفْرِقِ
كأنما نُجومُها
في مَغْرِبٍ ومَشْرِقِ
دراهم مَنْثُورَة ً
على بساطٍ أَزْرَقِ
العصر العباسي >> الخالديان >> يُرَى فيهِ إِيماضُ السُّيُوفِ كأَنَّهُ
يُرَى فيهِ إِيماضُ السُّيُوفِ كأَنَّهُ(33/499)
رقم القصيدة : 27337
-----------------------------------
يُرَى فيهِ إِيماضُ السُّيُوفِ كأَنَّهُ
خُدودُ الغَواني والعَجاجُ لها خُمْرُ
يُهَدّى إليهِ الذِّئْبُ مِنْ أَبْعَدِ الْمَدَى
وَكَيْفَ يَضِلُّ الذِّئْبُ والرَّائدُ النَّسْرُ
العصر العباسي >> الخالديان >> إنّا لنَرْحلُ، والأهواءُ أجمعهاإنّا لنَرْحلُ، والأهواءُ أجمعها
إنّا لنَرْحلُ، والأهواءُ أجمعهاإنّا لنَرْحلُ، والأهواءُ أجمعها
رقم القصيدة : 27338
-----------------------------------
إنّا لنَرْحلُ، والأهواءُ أجمعهاإنّا لنَرْحلُ، والأهواءُ أجمعها
لدَيْكَ مستوطناتٌ ليس تَرْتَحِلُ
لهنَّ من خلقك الرَّوْضُ الأريضُ، ومن
نَداك يَغْمُرُهنَّ العارضُ الهَطِلُ
لكنَّ كلّ فقيرٍ يَسْتفيدُ غِنًى
دَعاهُ شوْقٌ إلى أوطانِهِ عَجِلُ
وكُلُّ غازٍ إذا جَلَّتْ غنيمَتُهُ
فإنَّ آثرَ شَيْءٍ عِنْدَهُ القَفَلُ
العصر العباسي >> الخالديان >> وسحابٍ يجرُّ في الأرض ذَيلي
وسحابٍ يجرُّ في الأرض ذَيلي
رقم القصيدة : 27339
-----------------------------------
وسحابٍ يجرُّ في الأرض ذَيلي
مُطرفٍ زَرَّهُ على الجوّ زرّا
برْقهُ لمحة ٌ ولكنْ لهُ رَعْـ
ـدٌ بطيءٌ يكسوا المسامِعَ وقْرا
كَخَلِيٍّ مُنَافِقٍ لِلَّذِي يَهْوا
هُ يَبْكي جَهْراً ويضحَكُ سِرَّا
العصر العباسي >> البحتري >> ضعة للزمان عندي وعكس
ضعة للزمان عندي وعكس
رقم القصيدة : 2734
-----------------------------------
ضَعَةٌ للزَّمانِ عِنْدي وعَكْسُ
إذْ تَوَلَّى بُزُرْجَسَابُورَ جِبْسُ
شَخْصُهُ المُزْدَرَى ومَخْبَرُهُ المَشْـ
ــنُوءُ قُبْحاً ورأْيُهُ المُسْتَخَسُّ
يَتَعَاطى القَرِيضَ وهو جَمَادُ الذِّ
هْنِ يَخْفُو عَنِ القَرِيضِ ويَعْسُو
سَمِعَ الضَّارطِينَ فِيهِ فَأَنْشَا
بغَبَاءٍ من الجَهَالَةِ يَفْسُو
العصر العباسي >> الخالديان >> قَمرٌ بِدَيْر الموْصِلِ الأعلى
قَمرٌ بِدَيْر الموْصِلِ الأعلى(33/500)
رقم القصيدة : 27340
-----------------------------------
قَمرٌ بِدَيْر الموْصِلِ الأعلى
أنا عبدُهُ وهَواهُ لي مَوْلَى
لَثَمَ الصَّلِيبَ فقلتُ من حَسَدٍ:
قُبَلُ الحبيب فمي بها أوْلى
جُدْ لي بإِحداهُنّ كي يحيا بها
قلبي، فحبّتُهُ على المَقْلَى
فاحْمَرَّ مِنْ خجلٍ، وكم قَطَفَتْ
عَيْني شقائقَ وَجْنَة ٍ خَجْلَى
وَثكِلْتُ صَبْري عند فرْقَتِهِ
فعَرفْتُ كيف تَحَرّق الثَّكْلى
العصر العباسي >> الخالديان >> ألا فاسترزقِ الرَّحمن خيرا
ألا فاسترزقِ الرَّحمن خيرا
رقم القصيدة : 27341
-----------------------------------
ألا فاسترزقِ الرَّحمن خيرا
وَسِرْ بالكَأْسِ نحو السُّكر سُكْرا
فأيّامُ الهمومِ مُقصَّصاتٌ
وأيَّامُ السُّرورِ تَطِيرُ طيرا
العصر العباسي >> الخالديان >> يا قضيباً يميسُ تحت هِلالِ
يا قضيباً يميسُ تحت هِلالِ
رقم القصيدة : 27342
-----------------------------------
يا قضيباً يميسُ تحت هِلالِ
وهلالاً يرنو بِعَيْنَيْ غَزالِ
منك يا شمْسَنَا تَعَلَّمَتِ الشّمْـ
ـسُ دُنُوَّ السَّنَا وبُعْدَ المَنَالِ
العصر العباسي >> الخالديان >> بَدَا فأَراكَ الشَّمس في الْغُصُن النَّضْر
بَدَا فأَراكَ الشَّمس في الْغُصُن النَّضْر
رقم القصيدة : 27343
-----------------------------------
بَدَا فأَراكَ الشَّمس في الْغُصُن النَّضْر
وعَينَي مهاة الرَّمل في القَمَر البدرِ
هِلالُ دُجى ً لَوْلاَ الخَلاخِلُ في الشَّوى
وظَبْيُ نَقا لَوْلا المَنَاطِقُ في الخَصْرِ
وَيَنْظُم عِقْدَ الشَّوْقِ تيهاً ونَخْوَة ً
بياقُوتِ خدٍّ فوقَ دُرٍّ من الدُرِّ
وَمُسْوَدّ صِدْغٍ فَوْق مُحْمَرّ وَجْنَة ٍ
تَرى ذاك من مسكٍ وهاتيكَ من خمرٍ
فَكَمْ يا غَرَاماً جائراً تَرْشُقَ الحَشا
بِأَسْهُمِ وَجْدٍ من فِرَاقٍ ومن هَجْرِ
وَقَفْتُ فؤادي بَيْنَ هَمٍّ وحَسْرة ٍ
بذكْرٍ لهُ يجري وطَيْفٍ لهُ يَسْرِي
ويا طيفُ أنَّى بتُّ بتَّ مُضاجِعي(34/1)
كأنَّك ما قد سار في الأرض من ذكرى
عدِمْتُكَ يا مَنْ رام شِعري سفَاهة ً
متى كنتَ من أقرانِ "هاروتَ" في السِّحرِ
وِدَادي لهم دَانٍ وأَمَّا ودادُهُم
ففي عُنُق العَنْقاءِ أَوْ منسر النَّسْرِ
وأُمسكُ سهمَ العتب بين أناملي
وَأُغْمِد صَمْصَام المَلامَة في صَدْرِي
وما يُحسنُ الخلخالُ في السَّاق يدَّعي
بأَنَّ له حُسْنَ القِلادة في النَّحْر
كَأَنَّ القَنَا تَلْقَاهُ مِنْ أُنْسِهِ بها
بتُفَّاحتيْ خدٍّ ورُمانَتَيْ صَدْرِ
العصر العباسي >> الخالديان >> ظالمٌ لي وليته الـ
ظالمٌ لي وليته الـ
رقم القصيدة : 27344
-----------------------------------
ظالمٌ لي وليته الـ
ـدَّهرَ يَبقَى ويظلمُ
وَصْلُه جَنَّة ٌ ولـ
ـكنَّ جفاه جَهنَّمُ
وَرِضَاهُ وسخطه الـ
ـدَّهْرَ عرسٌ ومأتَمُ
العصر العباسي >> الخالديان >> رُبَّ لَيٍلٍ فَضَحْتُه بِضِيَاءٍ الـ
رُبَّ لَيٍلٍ فَضَحْتُه بِضِيَاءٍ الـ
رقم القصيدة : 27345
-----------------------------------
رُبَّ لَيٍلٍ فَضَحْتُه بِضِيَاءٍ الـ
ـرَّاحِ حتَّى تركْتهُ كالنَّهار
ذي سَمَاء كَخَزام ونجوم
مُشرقاتٍ كنرجِس وبَهار
وهلالٍ يُلوحُ في ساعدِ الغَرْ
بِ كدُمْلُوج فِضَّة ٍ أَو سوارِ
بتُّ أجلُو به شموسَ وُجوه
حَمَلَتْ في الدُّجى شموسَ عُقَارِ
العصر العباسي >> الخالديان >> ومن نكد الدُّنْيا إِذا مَا تَعذَّرت
ومن نكد الدُّنْيا إِذا مَا تَعذَّرت
رقم القصيدة : 27346
-----------------------------------
ومن نكد الدُّنْيا إِذا مَا تَعذَّرت
أُمورٌ، وإِن عُدَّت صغاراً، عظائمُ
إذا رمتُ بالمنقاش نتف أَشاهي
أُتيح لها من بينهن الأداهمُ
فأنتفُ ما أهوى بغير إرادتي
وأتركُ ما أقلي وأنْفِيَ راغِمُ
العصر العباسي >> الخالديان >> قامَرَ بالنَّفس في هوى قمَر
قامَرَ بالنَّفس في هوى قمَر
رقم القصيدة : 27347
-----------------------------------
قامَرَ بالنَّفس في هوى قمَر(34/2)
ونالَ وَصْلَ البُدورِ بالبدرِ
وافتضَّ أبكارَ لهوه طرَباً
إلى عَشَايا المُدَام والبُكُرِ
لا يوم كاليوم أَبرزْتهُ لنا
رياضُه في مُشْهَر الحِبَر
يومَ بهيمُ الزمان يخطر من
جماله في الحجول والغُرَرِ
مسرَّة ٌ كيلُها بلا حَشفٍ
ولذَّة ٌ صَفْوُها بلا كدرِ
قد ضُربتْ خيمة الغمام لنا
ورُشَّ جيشُ النَّسيم بالمطر
وعندنا عاتِقانِ حَمراء كالشَّمـ
ـسِ وأخرى صفراء كالقمرِ
بِكْرانُ هذي تُعابُ بالكِبَر الـ
ـبادي وهذي تُعابُ بالصِّغَر
مدامة ٌ كَأَنَّ مِنْ تَقَادُمِها
عاصرها آدمٌ أبو البَشَرِ
وبنت خدر تريك صورتُها
بدرَ الدُّجى في ردائها العَطِر
حَنَّتْ على عُودها وقد بزلت
مدامَنا جمرة ً بلا شَرَرِ
يَسْعَى علينا بها الوَصَائفُ قُلِّدْ
نَ مجوناً قلائد الزَّهرِ
قُرَّطْنَ قُرْطَيْن إذْ جَلَبْنَ لنا
مُعَقْرَبَاتِ الأَصْدَاغِ والطُّرَرِ
يا تاركاً طيبَ يومه لِغَد
تبيعُ عينَ السُّرور بالأثَرِ
إنْ وَتَرتْ قلْبَكَ الهُمومُ فما
مثل انتصارٍ بالنَّاي والوتَرِ
وشادِنٍ حيَّرَتْ لواحِظُهُ
ألحاظَ عينِ الغِزال بالحوَرِ
أُجْبِرتُ في حُبِّهِ لأَعْذُرَهُ
فإنْ جَفاني احتجَجْتُ بالقَدَرِ
سألتُه زورة ً فجادَ بها
وكلُّ هذا بألْسُنِ النَّظَرِ
فَنِلْتُ سُؤْلي من رشف ريقَتِهِ
ومُنْيَتي من مآربٍ أخَرِ
العصر العباسي >> الخالديان >> يا راقداً عارياً من ثَوْبِ أسقامي
يا راقداً عارياً من ثَوْبِ أسقامي
رقم القصيدة : 27348
-----------------------------------
يا راقداً عارياً من ثَوْبِ أسقامي
هَبِ الرُّقَادَ لِعَيْنٍ جَفْنُها دامِ
لا خلَّص اللَّهُ قلبي مِنْ يَدَيْ "رَشَإٍ"
رؤيا رجائي له أَضْغَاثُ أَحلامِ
العصر العباسي >> الخالديان >> يا خليليَّ مَنْ عَذيري من الدّنـ
يا خليليَّ مَنْ عَذيري من الدّنـ
رقم القصيدة : 27349
-----------------------------------
يا خليليَّ مَنْ عَذيري من الدّنـ
ـيا ومن جورها عَلَيَّ وَصَبْري(34/3)
عَجَباً أَنَّني أُنَافِسُ في عِمْـ
ـرانِ أيَّامِها وتَخْرِبُ عُمرِي
العصر العباسي >> البحتري >> سهر أصابك بعد طول نعاس
سهر أصابك بعد طول نعاس
رقم القصيدة : 2735
-----------------------------------
سَهَرٌ أَصَابَك بَعْدَ طُولِ نُعَاسِ
لِصُدُودِ أغْيَدَ فاتِنٍ مَيَّاسٍ
مِثْلُ القضيبِ عَلَى الكَثِبِ مُهَفْهَفٌ
مِنْ بَانَةٍ أو مِنْ فُروعِ الآسِ
كَالَبدْرِ يَأتَلِقُ الضِّيَاءُ بِوَجْهِهِ
مَا شانَ وَجْنَتَهُ سَوَاد نُحَاسِ
يَرْمِي فمَا يَشْوي ويَقْتُلُ مَنْ رَمَى
بِسِهَامِ لا هَدَفٍ ولا بُرْجَاسِ
كم ليلةٍ أحييتُها بِحَديثهِ
ولذِيذِ رَشْفٍ عند ذَوْقِ الكاسِ
ما غمَّضتْ عَيْنٌ لِفقدِ خَيَالهِ
والقلبُ فِيهِ بَلاَبِلُ الوسوَسِ
كل الدَّلاَلِ مِنَ الحبيبِ مُعَشَّقٌ
إلا دلالَ صُدُودِهِ والياسِ
إنْ كَانَ جِداً مِنْهُ ساَلَتْ مُهْجَتي
أُو كان هَولاً مَا بِهِ مِنْ بَاسِ
ولَسَوْفَ يَذْكُرُ خَالِياً أُنْسِي به
وخَلاَءَهُ مِنَّي ومِنْ إينَاسِي
وترُدُّهُ سَهْلاً إِليَّ عَطَائِفٌ
كمْ قَدْ عَلِقْنَ لَناَ بِقَلْبٍ قاسِ
وَلًقَدْ شَرِبْتُ بطَارِفي وبِتَالِدِي
وسَبَأْتُها بِكْراً بِغَيْرٍ مِكَاسِ
ولَقَدْ أُنادِمُ خيرَ شَرْبٍ كُلُّهُمْ
دَجَنوا بِحُسْنِ خَلائقِ الجُلاَّسِ
أَمْوَالُهمْ مَبْذولَةٌ لضُيُوفِهمْ
إِنَّ الكريمَ مُسامِح وموُاسِ
ولقد ألفْتُ خَلاَئفاً وبَطَارِقاً
أَنِسُوا بِكِتْمَاني لِلاِستِئْنَاسِ
ولقد صَبَرتُ عَلى صَديقٍ فاسدٍ
ناهيكَ من نَكْسٍ ومن إِتْعاس
إنْ قُدْتَهُ يَأْبَى عَلَيْكَ حِرَانُهُ
أولِنْتَ عَضَّ عَلَى شَكِيمِ الفاس
لا يَحْمَدُ الرَّجَلُ المُحِبُّ صَدِيقَهُ
مِثْلَ الزُّلاَلِ لِذَائِقٍ أو حَاس
حَتَّى يَرَاهُ لِغَيْظِهِ مُتَجَرِّعاً
يَحْبُوهُ فِي يُسْرٍ وَفي إفْلاس
وَلَقَدْ أَقُولُ لِمنْ يُسَدِّدُ رُمْحَهُ:
خُذْهَا كِفَاحاً مِنْ يَدَيْ جَسَّاس
وَلَقَدْ شَدَدْتُ إذا الهمومُ تضيفتْ(34/4)
رَحْلي بكُورِ عُذَافِرٍ جِرفاس
قَرْمٍ إذاَ نَكِرَتْهُ أُمٌّ مَرةً
عَرَفَتهُ أُخرَى فِي دِيارِ أُناس
دَرَّتْ عَلَيهِ عزيزة ضراتها
تروي الهيام بمحلب وعساس
ولقد ركبت البحرَ في أمواجهِ
وركبتُ هَولَ اللَّلِ في بَيَّاس
وقَطعتُ أَطوالَ البِلادِ وَعَرْضها
مَا بَينَ سِنْدَانٍ وبيْنَ سِجَاس
ولقَدْ رَأَيْتُ، وَقدْ سَمِعْتُ بِمَنْ مَضَى
فَإذَا زُرَيْقٌ سَيِّدُ السُّوَّاس
فافخرْ به وبمصعبٌ وحليفُهُ
إنَّ الحُسَيْنَ أَجَلُّ مِنْ نَشْنَاس
لولاَ الحُسَيْنُ ومُصَعبٌ وقَبِيلُهُ
مَا قَامَ مُلْكٌ فِي بَني العَبَّاس
وبِذِي اليمينينِ الذي مَا مِثْلُهُ
لمشيرِ أَخْماسٍ إلى أسداس
يَبْغي عَلَّيا إذ أَتَى في جَحْفَلٍ
حَنِقِينَ أَهلِ شَراسَةٍ ومراس
فَبَدَا بجَدِّهِمُ فَدَقَّ شَبَاتَهُ
دَاسُوا أَبَا يَحَيى أَشَدَّ دِيَاسِ
وانحطَّ يَطلُبُ بَابِلاً ومَليكَها
فأَحاطَ بالملكِ الخْلِعِ النَّاسي
دَاجَاهُ حِيناً عَلَّهُ أَنْ يَرْعَوِي
فَأَبَى وَمَالَ إلى الهجَفِّ الجاسِي
قَدْ كاَنَ حِلْمُ أَخِيهِ حِلْماً وَاسِعاً
غَمَرَ المُلُوكَ وسَائِرَ الأَجْنَاسِ
لكنه أصغى لهرثمة الذي
خلاه بين صراري أطفاس
فأتت قوارب طاهر فتشبثت
بخليقة الخصيان والنسناس
لا كوثر أغنى ولا أشياعه
من رهط بيدون ولا فرناس
فرمى الأمين بنفسه في دجلة
يرجو النجاء فصار في الديماس
من كان يدري أن آخر أمره
يبقى أسيراً في يد الحراس
بل كيف ينجو والمطالب طاهرٌ
بمواقف الأرصاد والأحراس
فسعى إليه مبشراً بمحمد
عجلا فقال له: اشفني بالرأس
ما فوق ذا مجد يصول به امرؤ
فر المماجد من مدى الأحراس
ما حل مذ عقد الزريق إزاره
حتى استقرت كرة الأفراس
هذي المكارم لا عروس همه
عزف وقصف طاعم أو كاس
وأبوك هد جموع نصر كلها
وابن السري وعسكري قرياس
فتح البلاد صغيرها وكبيرها
منها الطوان إلى محل الماس
ملك المشارق والمغارب عنوة
يدعو لها بمنابر وكراسي
حتى إذا سلمت مغاربها له(34/5)
وصفت من الفجار والأناس
زار العراق ولم يطنها منزلاً
وأتى الشراة فأمسكت بحداس
فأم حتفاً للمسيء وروضة
للمحسنين كروضة البسباس
لو لم يقم فيا لناس إلا واحد
ما قام مثل أبيك بالقسطاس
لو عد فتح المازيار ومثله
أفنى العداد كراسف الأنقاس
وثوى أخوك وقد توافى عنده
كرم الكرام وبأس أهل الباس
ما طاهر إلا أبوه وجده
برعوا ثلاثتهم على ذا الناس
ولقد لحقت ولم تقصر دونهم
بل قد علقت بثغرة الأضراس
ولقد لبست عساكراً بعساكر
بالغور فيها سادة الوسواس
فرموا وجالوا بالقنا وتثاقفوا
بسيوفهم من بعد طول دعاس
وتعافسوا من كان طاح سلاحه
والنفس تتلف عند كل عفاس
والخيل تجمر بالفوارس والقنا
يخلجن خلج البئر بالأمراس
والموت يأشر بالسيوف كأنها
برق يلوح على ظهور تراس
وترى المنية كالحا أنيابها
ثكلى تمخض مطفلاً بنفاس
فقتلت جيشهم، وجئت بسيبهم
وتركتهم بالغور كالأكداس
ومتى يهيج معاشر ترعاهم
علقوا بشغب وساوس الخناس
نكلت بالرؤساء منهم جهرة
كي ما تسكن شرة الرجاس
ولقد يقول ذوو الحجى لسفيرهم
حث المطي بواضح مراس
فإذا لقيت محمداً فاسجد له
لا غرو من صلى أبا العباس
ملك ترى الأملاك حول ركابه
يمشون حبسوا من الأنفاس
يقضي الأمور وليس يسمع نبسة
بخلال أشوس في المحل الشاسي
كالدهر صرف ثوابه وعقابه
في العالمين لجارح أو آس
ولقد علا فوق الفراقد بيته
وعلى الحضيض قواعد الأساس
وسما فنال المجد حتى مال لي
حي سواه طلائح الأحلاس
وجرى فأحرز كل رهن فاخر
ورمى فأحرز غرة القرطاس
لو نال قرن الشمس حلوا بيته
شرفاً عطاء شوامخ ورواس
والعبدليون المراض من الحيا
مثل الليوث تميد في الأخياس
أحلام عاد في الندي إذا احتبوا
والجن يصطرمون نوم حماس
في الحرب لبسهم الحديد مضاعفاً
والسلم لبسهم جميل لباسِ
الأحسنون من النجوم وجوههم
بهروا بأكرم عنصر ونحاس
ولقد خدمتك بالرصافة برهة
وخدمت سنحك في قرى بطياس
لي حرمة مذ أربعون أعدها
حججاً، ولست عن القديم بناس(34/6)
ولقد رجعت إليك بعد ملاوة
فقلت رجعة وامق مستاس
فاخفض جناحك لي، وصني إنني
كالسامري بمساس
أو لأتركت لقاً لكل خساسة
كقبيصة الطائي أو كإياس
يهنيك جلوتها فخذها عاتقاً
فوق المنصة شمسة الأعراس
قد قلت لما أن نظمت حليها
والشعر يبعث فطنة الأكياس
لو للفحول تعن لافتخروا بها
ولجرول لحبا بني شماس
العصر العباسي >> الخالديان >> إذا تَغَنَّتْ بعودِها "شَغَفٌ"
إذا تَغَنَّتْ بعودِها "شَغَفٌ"
رقم القصيدة : 27350
-----------------------------------
إذا تَغَنَّتْ بعودِها "شَغَفٌ"
جاء سرورٌ يفوق كُلَّ مُنَى
واحِدَة ُ الحِذْقِ لا نظيرَ لها
كالمِسْكِ لوناً وبهجَة ً وغِنَى
العصر العباسي >> الخالديان >> هتفَ الصُّبحُ بالدُّجى فاسْقِنِيهَا
هتفَ الصُّبحُ بالدُّجى فاسْقِنِيهَا
رقم القصيدة : 27351
-----------------------------------
هتفَ الصُّبحُ بالدُّجى فاسْقِنِيهَا
قَهْوَة ً تَتْرُكُ الحَليمِ سَفِيهَا
لستَ تدري لِرِقَّة ٍ وصفاءٍ
هي في كأسِها أم الكأسُ فيها
العصر العباسي >> الخالديان >> ألستَ ترى "التَّلَّ" يُبدي لنا
ألستَ ترى "التَّلَّ" يُبدي لنا
رقم القصيدة : 27352
-----------------------------------
ألستَ ترى "التَّلَّ" يُبدي لنا
طرائفَ من صُنع آذاره
ويلبِسُ مِن "ما نخاياله"
حُلِيّاً على "تلّ زمَّارهِ"
وقد نقَّط الزَّهرُ خدَّ الثَّرى
بدرهمهِ وبدينارهِ
وَكَتَّب في لاَزَوَرْدِ الدُّجى
بِزَنْجَفْرِهِ وبزِنْجَارِهِ
فَلا تضلْقَ كَأْساً بِتَأْخِيرها
ولا يومَ لهو بإنْظارِهِ
العصر العباسي >> الخالديان >> قُلْ لمن يشْتَهي المديحَ ولكنْ
قُلْ لمن يشْتَهي المديحَ ولكنْ
رقم القصيدة : 27353
-----------------------------------
قُلْ لمن يشْتَهي المديحَ ولكنْ
دون مَعْرُوفه مِطَالٌ وَلَيُّ
سوف أهجوكَ بعَدَ مدْحٍ وتَحْريـ
ـكٍ وعَتْبٍ، وآخر الدّاءِ كيُّ(34/7)
العصر العباسي >> الخالديان >> إنْ خَانَكَ الدَّهْرُ فَكُنْ عَائِذاً
إنْ خَانَكَ الدَّهْرُ فَكُنْ عَائِذاً
رقم القصيدة : 27354
-----------------------------------
إنْ خَانَكَ الدَّهْرُ فَكُنْ عَائِذاً
بِالبيدِ والظَّلْماءِ وَالْعِيسِ
وَلاَ تَكُنْ عَبْدَ المُنَى فَالمُنَى
رُؤوسُ أَمْوَالِ المَفَاليسِ
العصر العباسي >> الخالديان >> أَيَّدْتَ مُلْكَ "مُعِزِّ" دَوْلَة ِ "هاشِمٍ"
أَيَّدْتَ مُلْكَ "مُعِزِّ" دَوْلَة ِ "هاشِمٍ"
رقم القصيدة : 27355
-----------------------------------
أَيَّدْتَ مُلْكَ "مُعِزِّ" دَوْلَة ِ "هاشِمٍ"
فَزَمانُه عُرْسٌ من الأَعْرَاسِ
وَتَيقَّنَ الشُّعَرَاءِ أَنَّ رَجَاءهم
في مَأْمَنٍ بكَ مِنْ وُقُوع البَاسِ
ما صَحَّ عِلْمُ الكِيمياءِ لِغِيرِهِمْ
فِيمَنْ عَرَفْنا منْ جَميعِ النَّاسِ
تُعْطِيهِمُ الأَمْوالَ في بِدَرٍ إِذا
حملُوا الكلامَ إليك في قِرطاس
العصر العباسي >> الخالديان >> وَأَخٍ رَخُصْتُ عَلَيْهِ حتَّى مَلَّني
وَأَخٍ رَخُصْتُ عَلَيْهِ حتَّى مَلَّني
رقم القصيدة : 27356
-----------------------------------
وَأَخٍ رَخُصْتُ عَلَيْهِ حتَّى مَلَّني
والشَّيءُ ممُلولٌ إذا ما يَرخُصُ
يا ليتَهُ إذْ باع وِدِّيَ باعَهُ
فِيمنْ يَزيدُ عليه لا مَنْ ينقُصُ
مَا فِي زَمَانِكَ مَا يَعِزُّ وُجودُهُ
إِنْ رَمْتَهُ إِلاَّ صَدِيقٌ مُخْلِصُ
العصر العباسي >> الخالديان >> وَأَغْيَدَ رَوَّتْهُ المُدَامَة ُ فَانْثَنَى
وَأَغْيَدَ رَوَّتْهُ المُدَامَة ُ فَانْثَنَى
رقم القصيدة : 27357
-----------------------------------
وَأَغْيَدَ رَوَّتْهُ المُدَامَة ُ فَانْثَنَى
كَما يَنْثَنِي مِنْ رِيَّهِ الغُصُنُ الغَضُّ
دَعوتُ إليها وَهْوَ في دعْوة َ الكَرَى
وقدْ أخَذَتْ في خَلْع أسوَدِها الأرضُ
فَقامَ وَفِي أعطافِه فضلُ سَكْرَة ٍ
وفِي عَيْنِهِ منْ وَرْدِ وَجْنَتِهِ بَعْضُ(34/8)
العصر العباسي >> الخالديان >> له قَلَمٌ كَقَضاءِ الإلـ
له قَلَمٌ كَقَضاءِ الإلـ
رقم القصيدة : 27358
-----------------------------------
له قَلَمٌ كَقَضاءِ الإلـ
ـهِ فَبالسَّعْد طوراً وبالنَّحْسِ ماضِ
وَمَا فارَقَ الأُسْدَ في حَالَتَيْـ
ـهِ يَبِيساً وَذا وَرَقاتٍ غِضَاضِ
فَفِي كَفِّ لَيْثِ العُلَى للنَّدَى
وَفي وَجْه لَيْثِ الشَّرى في الغِيَاضِ
العصر العباسي >> الخالديان >> دَعِ العُودَ مَحْزُوناً يُطيلُ بُكاءهُ
دَعِ العُودَ مَحْزُوناً يُطيلُ بُكاءهُ
رقم القصيدة : 27359
-----------------------------------
دَعِ العُودَ مَحْزُوناً يُطيلُ بُكاءهُ
على الزّقِّ مَذْبُوحاً يَسيلُ نَجِيعُهُ
ويوْمٌ نأى إصْباحُهُ مِنْ مَسائهِ
غَداة َ تَدَانَتْ للِضِّرابِ جُموعُهُ
إِذا كانَ لَيْلاً رَهْجُهُ وَقَتَامُهُ
ثَنَتْهُ نهاراً بِيضُهُ وَذُرُوعُهُ
جَعَلْتُ لِقَلْبي الصَّبْرَ فِيهِ شَريعَة ً
حِفاظاً وأطرافُ الرِّماحِ شُروعهُ
سَلِمْتَ لِمَجْدٍ دارَة ُ الشِّمْسِ دَارُه
وَبَيْنَ رُبُوعِ الفَرْقَدَيْنِ رُبُوعُهُ
العصر العباسي >> البحتري >> ما أنس من شيء فلست بناس
ما أنس من شيء فلست بناس
رقم القصيدة : 2736
-----------------------------------
مَا أنْسَ من شيءٍ، فَلَسْتُ بِناسِ
عَهْدَ الشبابِ، إذ الشّبَابُ لِباسي
إنّ الخُطوبَ طَوَيْنَني، ونَشَرْنَني،
عَبَثَ الوَلِيدِ بجانِبِ القِرْطاسِ
ما شِبْتُ من طويلِ السّنِينَ، وإنّما
طُولُ المَلامَةِ فيكَ شَيّبَ رَاسي
نَمّتْ على ما في ضَميري أدْمُعي،
وَتَتَابُعُ الصُّعَدَاءِ منْ أنْفاسي
وَلَقَدْ شَرِبْتُ الكأسَ من يدِ أحوَرٍ،
مِثْلِ القضِيبِ، مُهفْهَفٍ مَيّاسِ
بَيْضَاءَ طافَ بهَا عَلَيْنَا أبيضٌ،
بَاتَتْ مَرَاشِفُهُ مِزَاجَ الكاسِ
خَمْرٌ، وسِحرٌ مازَجَا ماءَ النّدى،
مِنْ فَضْلِ كأسكَ، يا أبا العبّاسِ
مَا لي وشُرْبَ نَداكَ، يا بن محَمّدٍ،(34/9)
ليْسَ النّدى الكِنْدِيُّ منْ أحْلاسي
صَبَغَتْ خَلائِقُكَ الحِسانُ بنَوْرِها الـ
ـقَمَرِيّ سُودَ خَلائِقِ الجُلاّسِ
أبداً يُذكّرُني اهْتِزَازُكَ للنّدَى
عَمَلَ الجَنائِبِ في قَضِيبِ الآسِ
أسَعِيدُ! ما العَلْيَاءُ إلاّ ما بَنى
لَكَ أوّلٌ، أبْناءُ أُمّ أُناسِ
وَإلَيْكُمُ، آلَ المُهاجِرِ، هاجَرَتْ
جُمَلُ المَكارِمِ عنْ جَميعِ النّاسِ
فأبوكُمُ المَجْدُ القديمُ، وَفِعْلُكُمْ
وَقْفٌ أقامَ على النّدى وَالباسِ
العصر العباسي >> الخالديان >> حُورٌ شَغَلْنَ قلوبَنا بفراغِ
حُورٌ شَغَلْنَ قلوبَنا بفراغِ
رقم القصيدة : 27360
-----------------------------------
حُورٌ شَغَلْنَ قلوبَنا بفراغِ
لِرَسَائِلٍ قَصُرَتْ عَنِ الإِبْلاَغِ
وَمَنَعْن ورْدَ خُدودِهِنَّ فَلَمْ نُطِقْ
قَطْفاً لَهُ لِعَقَاربِ الأَصْداغِ
العصر العباسي >> الخالديان >> لفظٌ كخدٍّ يُجَتلَى
لفظٌ كخدٍّ يُجَتلَى
رقم القصيدة : 27361
-----------------------------------
لفظٌ كخدٍّ يُجَتلَى
مَعنى ً كَثَغْرٍ يُرْشَفُ
العصر العباسي >> الخالديان >> كأَنَّما أَنجم الثُّريا لِمَنْ
كأَنَّما أَنجم الثُّريا لِمَنْ
رقم القصيدة : 27362
-----------------------------------
كأَنَّما أَنجم الثُّريا لِمَنْ
يَرْمُقُها والظَّلام مُنْطَبِقُ
مالُ بَخيلٍ يَظلُّ يجمعهُ
مِن كلِّ وجهٍ وليس يفترقُ
العصر العباسي >> الخالديان >> بِقاعٌ أشرقَتْ فكأنَّ فيها
بِقاعٌ أشرقَتْ فكأنَّ فيها
رقم القصيدة : 27363
-----------------------------------
بِقاعٌ أشرقَتْ فكأنَّ فيها
وميض البرْقِ مِنْ قَرْط البريقِ
وَأَوْدِيَة ٌ كأَنَّ الزَّهْرَ فيها
يواقيتٌ تُفَصَّلُ بالعَقيقِ
لها حَصْباءُ كالكافُورِ بُثَّتْ
على تُرْبٍ خُلِقْنَ مِنَ الخَلُوقِ
العصر العباسي >> الخالديان >> "بِديرْ أبي يُوسفٍ" خَمْرَة ٌ
"بِديرْ أبي يُوسفٍ" خَمْرَة ٌ
رقم القصيدة : 27364(34/10)
-----------------------------------
"بِديرْ أبي يُوسفٍ" خَمْرَة ٌ
تَزِيدُ عَلَى لَهَبِ البارِقِ
ونرجِسُهُ كَسنِيمِ الجَيبـ
ـبِ عِنْد مُحِبٍّ لَهُ وَامِقِ
فَمَاذا تَرَى فِيه قَبْلَ اسْتِماعِ
هماهِمِ ناقوسهِ النَّاطقِ؟
لتقنِصَ بِكْراً خَلُوقِيَّة ً
تُخَبِّرُ عن حِكْمَة ِ الخالقِ
العصر العباسي >> الخالديان >> ألا فاسقِني واللَّيلُ قد غابَ نورُهُ
ألا فاسقِني واللَّيلُ قد غابَ نورُهُ
رقم القصيدة : 27365
-----------------------------------
ألا فاسقِني واللَّيلُ قد غابَ نورُهُ
لغَيبهِ بَدرٍ في الغمام غريقِ
وقد فَضَح الظَّلْماءَ بَرْقٌ كأَنَّهُ
فُؤَادُ مَشوق مولَعٌ بخفوقِ
نُعايِنُها نوراً جلاهُ تجَسُّدٌ
ونشربُها ناراً بغير حريقِ
كأَنَّ حَبَاب الكَأْسِ في جَنَباتُها
كواكِبُ دُرٍّ في سَمَاءِ عَقِيقِ
العصر العباسي >> الخالديان >> فَلأَشْكُرَنَّ لِ "دَيْرِ مَتَّى " ليلة ً
فَلأَشْكُرَنَّ لِ "دَيْرِ مَتَّى " ليلة ً
رقم القصيدة : 27366
-----------------------------------
فَلأَشْكُرَنَّ لِ "دَيْرِ مَتَّى " ليلة ً
مَزَّقْتُ ظُلْمَتَها بِبَدْرٍ مُشْرِقِ
بِتْنَا نُوَفّي اللَّهْوَ فيها حَقَّهُ
بالرّاح والوَتَر الفَصيحِ المنطِقِ
والجوُّ يَسحبُ مِنْ عَليل هوائهِ
ثَوْباً يرشُّ بِطَلِّهِ المُتَرقْرِقِ
حَتَّى رَأَيْنَا اللَّيْلَ قَوَّسَ ظَهْرَه
هَرَمٌ وأَثَّر فيه شَيْبُ المَفْرِقِ
وكأنَّ ضوءَ الفجر في باقي الدُّجى
سَيْفٌ حُلاَهُ من اللُّجَيْن المُحَرقِ
يا طِيبَها مِنْ ليلَة ٍ لَوْ لمْ تَكُنْ
قَصُرَتْ فَريعَ تجَمُّعٌ بتَفَرُّقِ
العصر العباسي >> الخالديان >> قلتُ لمَّا بَدَا الهلالُ لِعَيْنٍ
قلتُ لمَّا بَدَا الهلالُ لِعَيْنٍ
رقم القصيدة : 27367
-----------------------------------
قلتُ لمَّا بَدَا الهلالُ لِعَيْنٍ
مَنَعَتْها من الكرا عَيْنَاكا:
يا هلالَ السَّماء، لولا هلالُ الْـ(34/11)
أَرْضِ ما بِتُّ ساهراً أَرعاكا
العصر العباسي >> الخالديان >> فَتَكْتَ فَلا تأخُذَنْ مَنْ فتَكْ
فَتَكْتَ فَلا تأخُذَنْ مَنْ فتَكْ
رقم القصيدة : 27368
-----------------------------------
فَتَكْتَ فَلا تأخُذَنْ مَنْ فتَكْ
بما أخذ الجهلُ أو ما تَركْ
أدرِها ألستَ ترى "الدَّيرَ" في
بَدائِعَ من حُلَلٍ لم تُحكْ
وبين البُكُور وبينَ الغُروب
وبينَ الرّياض وبين البِرَكْ
غِنَاءٌ تُشَدُّ إليه الرِّحالُ
بِلَحْنٍ تُحَلُّ عليه التِّكَكْ
العصر العباسي >> الخالديان >> لا ترى رأْيَهُ يضلُّ عن الرّشـ
لا ترى رأْيَهُ يضلُّ عن الرّشـ
رقم القصيدة : 27369
-----------------------------------
لا ترى رأْيَهُ يضلُّ عن الرّشـ
ـدِ، ونجمُ الصَّباح كيف يَضِلُّ!
هياجٌ، له من البيضِ والرايا
ت تحت العجاج شمسٌّ وظِلُّ
العصر العباسي >> البحتري >> أتيتك تائبا من كل ذنب
أتيتك تائبا من كل ذنب
رقم القصيدة : 2737
-----------------------------------
أَتَيْتُكِ تَائِباً مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ
أُبَادِرُ مُنْيتي وحُلول َرَمْسِي
أسَأْتُ فَأَنْعِمِي وتَدَارَكِيني
بِعَفْوٍ مِنْكِ قَبْلَ خُروجِ نَفسِي
مضَى أَمْسي وقد حُمِّلْتُ جَهداً
وأَصْبَحْتُ الغَدَاةَ بِحَالِ أَمْسي
العصر العباسي >> الخالديان >> كَأَنِّي بِهِمْ إِذْ خَالَفُوا بَعْضِ أَمْرِهِ
كَأَنِّي بِهِمْ إِذْ خَالَفُوا بَعْضِ أَمْرِهِ
رقم القصيدة : 27370
-----------------------------------
كَأَنِّي بِهِمْ إِذْ خَالَفُوا بَعْضِ أَمْرِهِ
وقدْ جُمِعَتْ أعناقُهُمْ والسَّلاسِلُ
وَصِيغَتْ خَلاخِيلٌ لَهُمْ وأَساورٌ
عَلَى أَنَّ حَاليها مَدَى الدَّهْر عَاطِل
فلا نُزِعَتْ تِلْكَ الأساوِرُ عنهُمُ
ولا فَارَقْتْهُمْ في الحَياة ِ الخَلاخِلُ
العصر العباسي >> الخالديان >> إِنْ قَيَّدَتْهُ يَدٌ مَشَى ، ومَتَى خَلاَ
إِنْ قَيَّدَتْهُ يَدٌ مَشَى ، ومَتَى خَلاَ
رقم القصيدة : 27371(34/12)
-----------------------------------
إِنْ قَيَّدَتْهُ يَدٌ مَشَى ، ومَتَى خَلاَ
من قَيدهِ ظَلَّ الحَسيرَ المْثْقَلا
يَمْشِي بِمَفْرَقِه ويَعْلَمُ مَا انْطَوى
في قَلْبِ صَاحِبهِ إِذا ما أَعْمَلاَ
العصر العباسي >> الخالديان >> مَهاة ً تَوَهَّمُها أَمْ غَزَالاَ
مَهاة ً تَوَهَّمُها أَمْ غَزَالاَ
رقم القصيدة : 27372
-----------------------------------
مَهاة ً تَوَهَّمُها أَمْ غَزَالاَ
وشمساً تُشَبِّهُها أمْ هِلالا
مُنَعَّمَة ً أَطْلَقَتْ لحْظَها
فكان لِعَقْلِ المُعنَّى عِقالا
وشمسٌ تَرَجَّلُ في مَجْلِسٍ
لِنَدْمَانِها وتُغَنّى ارْتِجَالا
ولا تْعرفُ اللَّحْنَ أَلْحَانُها
إذا ما الخِفَافُ تَبِعْنَ الثِّقالا
شَدَتْ "رَمَلاً" في مَديح الوَزيـ
ـر فظلْنا من السُّكر نحكي الرِّمالا
وَهَلْ ثَملٌ مُنْكَرٌ بعد أن
تكون له راحتاه ثِمالا
هَنيئاً مَريئاً بأجرٍ أَقام
وصومٍ ترحَّل عنكَ ارتحالا
وفِطْرٍ تَوَاصَلَ إِقْبالُهُ
لأنَّ له بالسُّعودِ اتصالا
رأَى العِيدُ فِعْلَكَ عِيداً لَهُ
وَإنْ كانَ زادَ عَلَيْهِ جَمالا
وَكَبَّر حِينَ رَآكَ الهِلالُ
كفِعْلِكَ حِينَ رَأَيْتَ الهِلالا
رأى مِنكَ ما مِنهُ أبصَرْتَهُ
هِلاَلاً أَضاءَ وَوَجْهاً تَلالا
توَلاَّكَ فيهِ إلهُ السَّماءِ
بِعِزٍّ تَعَالى ويُمْنٍ تَوَالَى
ولُقِّيتَ سَعْداً إذَا العِيدُ عَادَ
وَلُقِّيتَ رُشْداً إِذا الحوْلُ حَالا
وإنْ رمضانُ أطاحَ الكوؤسَ
فشَوَّالُ يأذنُ في أن تُشالا
فَواصِلْ بيُمنٍ كؤوسَ الشَّمُولِ
يَميناً مُقَبَّلة ً أَو شِمَالاَ
ولا زِلتَ عَنْ رُتَبٍ نِلْتَها
ومَنْ ذَا رَأَى جَبَلاً قَطُّ زالا
العصر العباسي >> الخالديان >> ألستَ تَرى الظَّلامَ وقدْ توَلَّى
ألستَ تَرى الظَّلامَ وقدْ توَلَّى
رقم القصيدة : 27373
-----------------------------------
ألستَ تَرى الظَّلامَ وقدْ توَلَّى
وعُنقودَ الثُّريَّا وقد تدَلَّى(34/13)
فَدُونَكَ قَهْوة ً لم يُبْقِ مِنْها
تقادُمُ عهدها إلاَّ الأقَلاَّ
بَزَلْنَا دَنَّها واللَّيْلُ داجٍ
فصيَّرَتِ الدُّجى شَمْساً وظِلاَّ
العصر العباسي >> الخالديان >> يا شَبِيهَ البَدْرِ حُسْناً
يا شَبِيهَ البَدْرِ حُسْناً
رقم القصيدة : 27374
-----------------------------------
يا شَبِيهَ البَدْرِ حُسْناً
وَضِياءً وَمِثَالاَ
وشَبيهَ الغُصْنِ لِيناً
وَقَواماً واعتِدالا
أنْتَ مِثْلُ الوَرْدِ لَوْناً
وَنَسيماً ومَلاَلا
زَارَنا حتَّى إِذا ما
سَرَّنا بالْقُرْبِ زَالا
العصر العباسي >> الخالديان >> بِحُمْرَة ِ وَجْهٍ لِذَاكَ الهِلاَلِ
بِحُمْرَة ِ وَجْهٍ لِذَاكَ الهِلاَلِ
رقم القصيدة : 27375
-----------------------------------
بِحُمْرَة ِ وَجْهٍ لِذَاكَ الهِلاَلِ
وَفَتْرَة ِ مُقْلَة ِ ذَاكَ الغَزَالِ
صِلِ الْيَوْمَ بِالأَمْسِ إِنّي أَرى
لهُ بالسُّعودِ وُجوهَ اتِّصالِ
هواءٌ صَفا، وَهَوى ً مِثلُهُ
كَخَمْرِ دَلالٍ ومَاءٍ زُلاَلِ
وَغَيْمٌ تَوَهُّمُهُ كَالنَّوى
وَصَحْوٌ حَقيقتُه كالمُحالِ
وَمِثْل اليَواقيتِ زَهْرُ الرُّبى
وقَطْر النَّدَى بَيْنها كاللآلِ
إِذا ما دَنَتْ شَمْسُهُ للذُّبُو
لِ أَشْرَقَ نُوَّارُهُ كالذُّبالِ
وذا الدَّيرُ تَسعى بغِزلانهِ
شَعَانينُه في صُنُوفِ الجَمَالِ
وَصَفْراءُ بائِعُها خاسِرٌ
ولو حَازَ عَنْ قَدَحٍ بَيتَ مالِ
أَيا "بَا مَخايَالَ" أَفدِي ثَراكَ
بِنفسي، ومالي، وعَمِّي، وخَالي
فَكَمْ سَكْرَة ٍ ليَ قَبْلَ الأَذَا
نِ بَيْنَ دَواليبِهِ والدَّوالي
تَجُولُ خُيُولُ دَوَاليبِها
فتملأُ ما وردَ ذَاكَ المجالِ
العصر العباسي >> الخالديان >> فكمْ مِنْ روحَة ٍ والشَّمـ
فكمْ مِنْ روحَة ٍ والشَّمـ
رقم القصيدة : 27376
-----------------------------------
فكمْ مِنْ روحَة ٍ والشَّمـ
ـسُ لَمْ تَدْنُ لِتَطْفيلِ
إلى "دير سعيدٍ" أو
إلى "دَيرِ مَخائِيلِ"
وَلَيْلٍ مِثْلِ يَوْمِ الْبَعْـ(34/14)
ـثِ في الْعَرْض وفي الطُّولِ
تَرى أَنْجُمَهُ كَالنَّا
رِ في زُهْرِ القَنَادِيلِ
فَعَايَنْتُ بِهِ الأَنْجـ
ـمَ مثل الأعيُنِ الحُولِ
بساقٍ كمهاة ٍ مُغْـ
ـزِلٍ أَدْمَاءَ عُطْبُولٍ
ترى في وجههِ وَجْهَـ
ـكَ لِلرِّقَّة ِ منْ مِيلِ
أَتَى الدَّنَّ بمِبْزَالٍ
وإِبريقٍ ومنديلِ
فأجراها كخلخالٍ
منَ الياقوت مفتِولِ
مُدَاماً لا يَرى طَرْفُـ
ـكَ مِنْهَا غَيْر تَخْييلِ
كشخصٍ الآلِ لا يُدْرَ
كَ معناهُ بتَحْصيلِ
يُريكَ الصُّبْحَ في سِتْرٍ
مِنَ الظَّلْماءِ مَسْدُولِ
شَرِبْنَاهَا عَلَى أَوْجُـ
ـهِ حُورٍ كالتَّمَاثِيلِ
إذا شِئْنَ تَمنْطَقْنَ
جميعاً بالخلاخِيلِ
العصر العباسي >> الخالديان >> وأَنْحَلَنِي حتَّى لَو کنّي بِكفَّة ٍ
وأَنْحَلَنِي حتَّى لَو کنّي بِكفَّة ٍ
رقم القصيدة : 27377
-----------------------------------
وأَنْحَلَنِي حتَّى لَو کنّي بِكفَّة ٍ
وظلّي بأُخرى ما رَجَحْتُ على ظِلّي
إذا طَلَعتْ قُلْتَ الغزالة ُ في الضُّحى
وإن نظرتْ قُلتَ الغزالة ُ في الرَّمْلِ
خِلالٌ يراها الطَّرْف حتَّى كأنَّها
مَبادِي نعاسٍ ذُرَّ في أعْيُنٍ نُجْلِ
وَقَدْ هَذَّبْتُه الحادِثَاتُ وإِنَّما
يبيِّن أفرند الحسام على الصَّقْلِ
كذا البَدْرُ شِبْهٌ لِلْهِلالِ وَلَمْ يَزَلْ
يُرَى في هِزَبْرِ اللَّيْثِ شِبْهٌ من الشِّبْلِ
تَبَارَكَ مَنْ أَبْداكَ بَدْراً بِلا دُجى ً
وشِبلاً بَلا غَيْلٍ وَغَيْثاً بِلا وَحْلِ
العصر العباسي >> الخالديان >> يا مَنْ جَفَا في القُرْبِ ثُمَّ نَأَى
يا مَنْ جَفَا في القُرْبِ ثُمَّ نَأَى
رقم القصيدة : 27378
-----------------------------------
يا مَنْ جَفَا في القُرْبِ ثُمَّ نَأَى
فَشَكَا الهَوى بالكُتْبِ والرُّسْلِ
مَهلاً فإنَّك في فِعالِكَ ذي
مِثْلُ الَّذي قَدْ قِيلَ في المَثَلِ:
تركَ الزيارة َ وهْيَ ممكِنة ٌ
وأَتَاكَ مِنْ مِصْرٍ علَى جَمَلِ"
العصر العباسي >> الخالديان >> هُو يومٌ كما ترا(34/15)
هُو يومٌ كما ترا
رقم القصيدة : 27379
-----------------------------------
هُو يومٌ كما ترا
هُ مَلِيحُ الشَّمَائِلِ
هاجَ نوحُ الحمامِ فيـ
ـهِ غِناءَ البلابِلِ
ولِرَكْبِ السَّحابِ في الـ
ـجَوِّ حَقٌّ كَبَاطِلِ
مَثْلَمَا مَاهَ في المُهَنَّـ
ـدِ بعضُ الصَّياقلِ
جُلّيتْ شَمْسُهُ لرقَّـ
ـتِهِ في غَلائِلِ
وَعَمُودُ الزَّمانِ مُعْـ
ـتَدِلٌ غَيرُ ماثلِ
حِينَ ساوى حرُّ الهوا
جرِ بَردَ الأصائلِ
وغدا الرَّوض في قَلا
ئدِهِ والخلاخِلِ
فمِنَ العَجز أنْ تُرى
فيهِ طوْعَ العَواذِلِ
يا لِذا مِنْ "أبي الهُذَيْـ
ـلِ" وتَوْصيلِ "واصِلِ"
ومُلاحاة ِ عاقِلٍ
وَمُقاسَاة ِ جَاهِلِ
وَخُصُومٍ يُكَابِرُو
نَ وُضُوحَ الدَّلائِلِ
إنْفِ كَيْدِ الجِدالِ عَنْـ
ـكَ بِصَيْدِ الأجادِلِ
كُلِّ صَلْبِ العِظَامِ وَالـ
ـلَحْمِ رَطْبِ المَفَاصِلِ
وَهْوَ أَهْدى من الرَّدى
في طَريقِ المَقَاتِلِ
كم غَدوْنا بهِ لِطيْـ
ـرِ التّلاعِ السَّوابِلِ
فَانْبَرَى أَخْرَسُ الجَنَا
حِ صَخُوبُ الجَلاجِلِ
وتَعامى عن الشَّوى
واهْتَدى لِلشَّواكِلِ
بسكاكينهِ التي
ثُبِّتَتْ في الأنامِلِ
عُقِّفَت ثم أُرْهِفَتْ
فَهِي مِثْلُ المَناجِلِ
صاعِدٌ خلفَ صاعِدٍ
نازلٌ خَلْفَ نَازِلِ
فَتَرَدّى في رِدَاءِ لَهْـ
ـوٍ إلى اللَّيْلِ شامِلِ
ثُمَّ انْثَنَى جَذْلانَ بَيْـ
ـنَ القَنَا والقَنابِلِ
نَحْوَ رَبْعٍ من المَكَا
رمِ والمجْدِ آهِلِ
فَتَرى الأُنْسَ في عَبيـ
ـرِكَ عَذْبَ المناهِلِ
مِنْ عُقُولٍ قدْ بَلْبَلَتْـ
ـهُنَّ صَفْراءُ بابلِ
فَإِذا اللَّيْلُ كَفَّ كـ
لَّ رقِيبٍ وَعَاذِلِ
صَرَّتِ الفُرْشُ تَحْتَ قَوْ
مٍ صَريرَ المَحامِلِ
العصر العباسي >> البحتري >> مهرج صبوحك سعده لم ينحس
مهرج صبوحك سعده لم ينحس
رقم القصيدة : 2738
-----------------------------------
مَهْرِجْ صَبُوحَك سَعْدُه ُلم يُنْحَسِ
يَوْمٌ يَطِيبُ بِهِ مَدَارُ الأَكْؤُسِ(34/16)
واشْرَبْ عُقَارَك مُصْبحِاً ،هُنِّئتهَا
بالرَّطلِ صِرفاً وادع ُلي بِمُشَمَّسِ
لا تُؤذينَّي واسْقِني ما أبْتَغِي
فِعْلَ امْرىءٍ طًلقٍ كًرِيمِ المَعطِس
هذي الرَّياضُ بَدَا لِطرْفِكَ نورهُا
فأَرَتُكَ أَحَسنَ من رِيَاطِ السُّنْدُسِ
ينْشُرنَ وَشْياً مُذَهباً و مُدَبَّجاً
ومَطَارِفا ًنُسِجَتْ لغِيرِ المَلْبَسِ
وأَرَتْك كافُورأً و تِبْراً مُسْرِقاً
في قَائِمٍ مثْل الزُّمُُّردِ أَمْلسِ
مُتَمَايلَ الأعنَاقِ في حرَكَاتِه
كَسَل النَّعيمِ وفَتْرَةَ المُتَنفِّسِ
مُتَحَلِّياَ من كلِّ حُسنٍ مُونِقٍِ
مُتنفّساَ بالمِسكِ أَيَّ تَنَفّسِ
نصْباَ لِعينكِ صاحبا أَكرمْ به
من صَاحبِ ومُنادٍمِ في المجْلٍسٍ
فأذا طَرِبتَ العُيُونِ وغُنجِها
فأَجَل لِحاظَكَ في عُيونِ النَّرجسِ
تَجَديكَ كُلُّ طَرِيفَةٍ ومليحةٍ
حُسنا ًوأَمتعَ ما تَرى للأَنفُسِ
للمِهْرجان بَشَاشةٌ فالهَجْ بِهِ
ودَعِ التَّشاغُل بالهُمُومِ الهُجَّسِ
ليسَ الزَّمانُ عَليَكَ أَنحى دُونَنَا
فَأَنالنا وكََساكَ حُلَّةَ مُفْلسِ
بل كُلُّنا فِيهِ سَواءٌ فاجْتَلبْ
فَرَحاَ يُزٍلُك عنْ محَلً البُؤَّسِ
هَوِّنْ عَلَيكَ فَما يَقومُ لِصرفِهِ
إلاَّ فتى فيه كَرِيمُ المَغرَس
ساعِد وإِن كُنت امْرَاً من هاشمٍ
ودَعِ التَّهشُّمَ يَوْمًنا وتَفَرَّسِ
أَيَطيبُ مِنك تكَاسُلٌ عَن فِتْيةٍ
قَد عاقُرواالصَّهْبَاءَ جِنحَ الجِنْدِسِ
بَكَرُوا عَلى طيب الصًّبُوح فكن فَتَى
باعَ الأخَسَّ حياتهُ بالأنَفَسِ
وَأمُرْ غَريرَك أّن يُكرِّرَ كلَّما
أَدهقْت كأَسك صَوبَ صبٍّ مُبْلِسِ
غُضِّ جُفُونكِ يا عُيُون الَّرجِسِ
كَي ما أَفُُوزَ بِقُبَلةٍ مِن مُؤْنِسِ
العصر العباسي >> الخالديان >> وَتَطْمَحُ فَوَّارَاتُها فَكَأَنَّها
وَتَطْمَحُ فَوَّارَاتُها فَكَأَنَّها
رقم القصيدة : 27380
-----------------------------------
وَتَطْمَحُ فَوَّارَاتُها فَكَأَنَّها
دُموعُ المُحِبِّين استَهلَّ هُمُولُها(34/17)
تَمُدُّ إلى الجَوْزَاءِ أَرْمَاحَ مَائِها
فَتَذْعَرُهَا في أُقْقِها وتَرُوعُها
العصر العباسي >> الخالديان >> وما خُلِق الإنسان إلاَّ لينطوي
وما خُلِق الإنسان إلاَّ لينطوي
رقم القصيدة : 27381
-----------------------------------
وما خُلِق الإنسان إلاَّ لينطوي
عليه من الأَيّام بؤسى وأَنعمُ
ولولا اختياري حاسدي صُلْتُ صَولة ً
تَروحُ وماء البحر من هَوْلِهَا دَمُ
ويأيها المستامُ حربي بجهلِهِ
وذو الجهل يغلو ساعة ً ثم يندَمُ
إِذا وصَلَتْنا "بالأمير" ركابُنا
فليسَ لنا عَتبٌ على الدَّهْر يُعْلَمُ
وإِنْ نحن أَعصَمنا الرجاءَ بحبلِهِ
فإنّا بأمراس الكواكب نعصمُ
ومن أيّ وجهٍ واجهتُه عيوننا
تبدَّى لها بدرٌ وبحرٌ وضيْغَمُ
سماحٌ بتيَّار الغمام مسربلٌ
وفخر بلأَلآء النُّجُومِ مُعَمَّمُ
وشانيكَ يدري أَنَّه غير بالغ
مَدَاكَ ولكن يرتجي ويُرَجّمُ
طَمَا بحرُك السَّامي عليه فلو لَجَا
إلى الفَلَكِ الدَّوَّارِ ما كان يسلمُ
إذا انآدت الأرماحُ في هَبْوَة ِ الوغى
غدَتْ بك في عوج الضلوع تُقَوَّمُ
سُرى ً قاسمتنا الأَيْنَ فيها ركابُنا
تَجشَّمُ منها مثلما نتجشَّمُ
تجوب جبالاً تبلغ الأفقَ رِفْعَة ً
ومن دونها العُقْبَانُ في الجوّ حُوَّمُ
إذا ما عَلَوْنا فالصُّخورُ لوطئنا
مراقٍ إلى الجوزاء والطَّود سُلَّمُ
العصر العباسي >> الخالديان >> وأخٍ جفا ظلماً ومَلَّ وطَالمَا
وأخٍ جفا ظلماً ومَلَّ وطَالمَا
رقم القصيدة : 27383
-----------------------------------
وأخٍ جفا ظلماً ومَلَّ وطَالمَا
فُقْنَا الأَنامَ مودَّة ونِدَاما
فسَلَوْتُ عنه وقلتُ ليس بمُنكرٍ
للدَّهْر أنْ جعل الكرام لئاما
فالخمرُ، وهي الرَّاحُ، رُبَّتَما غَدَتْ
خلاًّ وكانت قبل ذاك مُداما
العصر العباسي >> الخالديان >> وكم مِنْ عَدُوٍّ صار بعد عداوة
وكم مِنْ عَدُوٍّ صار بعد عداوة
رقم القصيدة : 27384
-----------------------------------(34/18)
وكم مِنْ عَدُوٍّ صار بعد عداوة
صديقاً مُجِلاًّ في المجالس مُعْظِما
ولاَ غَرْوَ فالعُنْقُودُ مِنْ عُودِ كَرْمَة ٍ
يُرَى عِنَباً من بَعْد ما كان حِصْرِمَا
العصر العباسي >> الخالديان >> بأَبي الّتي كتمت محاسِنَها
بأَبي الّتي كتمت محاسِنَها
رقم القصيدة : 27382
-----------------------------------
بأَبي الّتي كتمت محاسِنَها
خوفَ العيُون وليس تنكتمُ
لبستْ سواداً كي تُعاب به
والبدر ليس يعيبُه الظُّلَمُ
العصر العباسي >> الخالديان >> ويكشفُ بالآراء ما كان مشكلاً
ويكشفُ بالآراء ما كان مشكلاً
رقم القصيدة : 27385
-----------------------------------
ويكشفُ بالآراء ما كان مشكلاً
ولو كان في طَيِّ الضمير مُكَتَّما
يرى العارَ أن يثني العِنَانَ عن الرَّدَى
إِذا ما ثَنى الطَّعْنُ الوشيحَ المقرّما
يردُّ غِرارَ المشرفيّ مثلَّماً
ضِرَاباً وصدَر الراعبيّ محطّما
ومنتقمٍ حتّى إذا ما تمَكَّنَتْ
يميناه من أَعدائه ظَلَّ مُنْعِمَا
العصر العباسي >> الخالديان >> هو الفجر قابلنا بابتسام
هو الفجر قابلنا بابتسام
رقم القصيدة : 27386
-----------------------------------
هو الفجر قابلنا بابتسام
ليصرف عنا عبوسَ الظلام
ولاح فحلّل كأسَ الشَّمو
ل صرفاً وحَرَّم كأْس الملام
ظَلِلْنا على شمّ ورد الخدودِ
ومِسْك النّحور وَنُقْلِ اللّثام
نُعينُ الصَّباح على كشفه
قناعَ الظلام بضوء المُدَام
العصر العباسي >> الخالديان >> يا مُعيري بالصَّدِّ ثوب السّقامِ
يا مُعيري بالصَّدِّ ثوب السّقامِ
رقم القصيدة : 27387
-----------------------------------
يا مُعيري بالصَّدِّ ثوب السّقامِ
أنت همّي في يقظتي ومنامي
أَنتَ أُمنيتي فإِن مِتَ غمضاً
سلَّمَتْك المُنى إلى الأحلامِ
العصر العباسي >> الخالديان >> في كَنَفِ اللَّهِ ظاعِنٌ ظَعَنا
في كَنَفِ اللَّهِ ظاعِنٌ ظَعَنا
رقم القصيدة : 27388
-----------------------------------(34/19)
في كَنَفِ اللَّهِ ظاعِنٌ ظَعَنا
أوْدَعَ قلبي ودَاعُه حَزَنا
لا أَبصَرَتْ مُقْلَتِي مَحاسِنَهُ
إِنْ كنتُ أَبْصَرْتُ بَعْدَهُ حَسَنا
العصر العباسي >> الخالديان >> لَمَّا تَبَدَّى "الكُوفِيُّ" يُنشِدُنا
لَمَّا تَبَدَّى "الكُوفِيُّ" يُنشِدُنا
رقم القصيدة : 27389
-----------------------------------
لَمَّا تَبَدَّى "الكُوفِيُّ" يُنشِدُنا
قُلْنَا لَهُ: طعنة وطاعونا
تَجْمَعُ، يَا أَحْمَقَ العِبَادِ، لَنَا
شِعْرَكَ في بَرْدِهِ وَكانُونا
العصر العباسي >> البحتري >> إن الكؤوس بها يطيب المجلس
إن الكؤوس بها يطيب المجلس
رقم القصيدة : 2739
-----------------------------------
إنَّ الكُؤُوسَ بها يَطِيبُ المجْلِسُ
فَعَلامَ تُحْبسُ َأَم لِماذا تَحبِسُ
قَد طَاب مُغتَبقُ الزَّمانِ ونُشِّرَتْ
حُلَلُ الرَّبيعِ كأَنَّهُنّّ السُّندُسُ
وَتوقَّدَ النُّوارُ حتَّى إِنهُ
لَيُخالُ أَنَّ النَّارَ مِنْهُ تُقبَسُ
ومُفاكِهٍ عبِقُ الكَلامِ كأّنَّما
يفضِي إِليكَ بِلفْظِ فيهِ تُقْبسُ
رَكبتْ إِليكَ بَنَانَهُ ذَهَبِيَّةٌ
صَفراءُ تُمزََجُ بالظَّلامِ فتنْبِسُ
بْكرٌ تَقَدَّمَتِ الزَّمان بِغَرسِها
إنْ كان قَبلَ الدَّهرِ شَيءٌ يغُرسُ
ومُنَادِِمِينَ كأَنَّهُمْ سُرُجُ الدُّجى
أَيْمَانُهُمْ بِنَوالِهمْ تَتَبجَّسُ
أَقمارُ ليلٍ رُكِّبتْ منْ تحِتها
أَبدانُ حُورٍ أَسكِنتها الأَنفُسُ
العصر العباسي >> الخالديان >> غَدَتْ دارُ "الأمير" كما روينا
غَدَتْ دارُ "الأمير" كما روينا
رقم القصيدة : 27390
-----------------------------------
غَدَتْ دارُ "الأمير" كما روينا
من الأخبار عن حُسن الجَنان
علتْ جُدرانُها حتى لقُلنا
سيقصر عن مداها الفرقدان
وجال الطّرفُ في ميدان صَحْن
يُرَدُّ الطّرفَ دون مداه وانِ
ترى فيه حدائقَ ناضرات
تشبههن أقداح الغواني
تشير إلى الصَّبُوح بغير طرف
وتستدعي الغبوق بلا لسانِ
كأنَّ تَفَتُّحَ الخشخاشِ فيه(34/20)
على أوراقه الخضر اللِّدَانِ
سوالفُ غانيات فاتنات
علت قمص الفريد الخسرواني
وصبغ شقائق النّعمان تحكي
يواقيتاً نظمن على اقترانِ
وأَحياناً تشبّهها خدوداً
كستها الرّاح ثَوْبَ الأُرْجُوَانِ
على أَنَّا سننعتُ ذا وهذا
بنسبتهنَّ ما يتغيّران
هما في صحّة ٍ وبديعِ لَفْظٍ
كما قُرن الجمانُ مع الجُمانِ
شقائق مثل أقداح مِلاء
وخشخاش كفارغة القناني
ولمّا غازَلَتْها الرِّيحُ خِلْنَا
بها جَيْشَيْ وَغى ً يَتَقاتَلانِ
غدَتْ راياتُهم بيضاً وحُمْراً
تُميّلِها الفوارسُ للطِّعانِ
وللمَنْثُور أنوارٌ تَراها
كما أبصرْتَ أثوابَ القِيانِ
تخالُ به ثُغوراً باسِماتٍ
إِذا ما افْترَّ نَوْرُ الأُقحوانِ
وآذريونه قد شَبَّهُوهُ
بتشبيهٍ صحيحٍ في المَعَاني
كَكأَْسٍ مِنْ عَقِيقٍ فيه مسْكٌ
وَهذا الحقُّ أيِّد بالبَيَانِ
العصر العباسي >> الخالديان >> مُتَوقِّدٌ مُتَرَقرِقٌ عجباً له
مُتَوقِّدٌ مُتَرَقرِقٌ عجباً له
رقم القصيدة : 27391
-----------------------------------
مُتَوقِّدٌ مُتَرَقرِقٌ عجباً له
نارٌ وماءٌ كيف يجتمعانِ
وكأنَّما أَبَوَاهُ صَرْفَا دَهْرِنا
أَوْ كان يَرْضَعُ دِرَّة َ الحدَثانِ
تَجْرِي مضَارِبُه دماً يوم الوغى
فكأنّما حداهُ مفتصدانِ
العصر العباسي >> الخالديان >> عَطَّلْتُ دارسَة َ المغاني
عَطَّلْتُ دارسَة َ المغاني
رقم القصيدة : 27392
-----------------------------------
عَطَّلْتُ دارسَة َ المغاني
وعَمَرْتُ "عُمْرَ الزَّعفرانِ
وأَقمتُ في غُرَفٍ لَدَيـ
ـهِ كأَنَّها غُرَفُ الجِنانِ
وترى قنانياً مُفَدَّ
مة بآسٍ خسروانيّ
ومُعانقي ظَبيٌ وَبدْ
رُ دُجُنَّة ٍ وقضيب بانِ
والرّاح أَحْصَنُ جُنَّة ٍ
لك في مقارعة الزَّمانِ
لا تأمَنَنّ صُروفَهُ
فالدَّهرُ ليس بذي أمانِ
العصر العباسي >> الخالديان >> وجاهلٍ بالغرام قلتُ له،
وجاهلٍ بالغرام قلتُ له،
رقم القصيدة : 27393
-----------------------------------(34/21)
وجاهلٍ بالغرام قلتُ له،
إذ قال: ما الهوى ! وما فتنُهْ؟
إن كُنتَ تَهوى الممات فاصبُ هوى ً
فالصبُّ مَيْتٌ قميصُهُ كَفَنُهْ
العصر العباسي >> الخالديان >> أَهلاً بشمسِ مُدَامٍ منْ يَدَيْ قمرٍ
أَهلاً بشمسِ مُدَامٍ منْ يَدَيْ قمرٍ
رقم القصيدة : 27394
-----------------------------------
أَهلاً بشمسِ مُدَامٍ منْ يَدَيْ قمرٍ
تكَامَلَ الحُسْنُ فيه فَهو تَيَّاهُ
كأنَّ خمرتَهُ إذا قام يمزجُها
من خدّه اعتصرتَ أَو من ثناياهُ
إذا سقتك مِنَ الممزوج راحتُهُ
كأْساً سقتك كُؤوس الصرف عَيْنَاهُ
في وجهه كلُّ رَيْحانٍ تُرَاحُ له
منّا قلوبٌ وأبصارٌ وتهواهُ
النَّرْجسُ الغضُّ عيناه، وطُرَّتُهُ
بنفسجٌ، وجنيُّ الورد خَدَّاهُ
العصر العباسي >> الخالديان >> تَرَى البَرِيَّة َ في حَالَيْ ندى ً وَرَدى ً
تَرَى البَرِيَّة َ في حَالَيْ ندى ً وَرَدى ً
رقم القصيدة : 27395
-----------------------------------
تَرَى البَرِيَّة َ في حَالَيْ ندى ً وَرَدى ً
يرِيشُها وَبِحَدِّ السَّيفِ يبْريها
ففرقة بمناياها مصبّحة
وفرقة صدقت فيها أَمانيها
كأنَّه الدهر في الآمال ينشرها
بين العباد وفي الأعمار يَطْويها
إِذا الصَّوارم عَرَّتهنَّ غضبتُه
فإِنَّهُ بنفوسِ الأُسد كاسيها
يظلّ بالهزّ يوم الرّوع يضحكها
وبالدّماء من الهامات يُبكيها
حَتَّى كأَنَّ جفون المشركين حَلتْ
طيَّاتها وأعارتها مآقيها
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> تذكرَ ليلى حسنَها وصَفَاءها
تذكرَ ليلى حسنَها وصَفَاءها
رقم القصيدة : 27396
-----------------------------------
تذكرَ ليلى حسنَها وصَفَاءها
وبانتْ فأمسى َ ما ينالُ لقاءهَا
ومثْلِكِ قدْ أصْبَيْتُ، ليْسَتْ بكَنّة ٍ
ولا جارة ٍ، أفْضَتْ إليَّ حياءها
إذا ما اصْطَبَحْتُ أرْبَعاً خَطَّ مِئْزَري
وأتبعتُ دلوي في السَّخاء رشاءها
ثأرْتُ عَدِيّاً والخَطِيمَ فَلَمْ أُضِعْ
ولاية َ أشياءٍ جعلتُ إزءها(34/22)
ضَرَبْتُ بذِي الزِّرَّيْن رِبْقة َ مالكٍ
فأبتُ بنفسٍ قد أصبتُ شفاءها
وسامحني فيها ابنُ عمرِو بنِ عَامِرٍ
خداشٌ فأدَّى نعمة ً وأفاءها
طَعَنْتُ ابنَ عبدِ القَيْس طعنة َ ثائرٍ
لها نفذٌ لولا الشُّعاعُ أضاءها
ملكتُ بها كفّي فأنهرتُ فتقها
يرى قائماً من خلفها ما وراءها
يَهونُ عليَّ أن تَرُدَّ جِرَاحُهُ
عيونَ الأواسي إذ حُمِدتَ بلاءهُا
وكنتُ امْرءاً لا أسْمعُ الدَّهْرَ سُبّة ً
أسب بها إلا كشفت غطاءها
وإنّيَ في الحرب الضَّرُوسِ مُوكَّلٌ
بإقْدامِ نَفْسٍ ما أُرِيدُ بَقاءها
إذا سَقِمَتْ نَفْسي إلى ذي عَداوة ٍ
فإنّي بِنَصْلِ السّيْفِ باغٍ دواءها
متى يأت هذا الموت لا تبق حاجة
لنفسي إلا قد قضيت قضاءها
وكانت شَجاً في الحَلْقِ ما لم أبُؤْ بها
فأبت بنفس قد أصبت دواءها
وقد جربت مني لدى كل مأقطٍ
دُحَيٌّ إذا ما الحَرْبُ ألْقَتْ رِداءها
وإنّا إذا ما مُمْتَرُوا الحَرْبِ بَلّحُوا
نُقيمُ بأسْبادِ العَرِينِ لواءها
ونُلْقِحُها مَبْسُورة ً ضَرْزَنِيّة ً
بأسيافنا حتى نذل إباءها
وإنا منعنا في بعاث نساءنا
وما مَنَعَتْ مِ المخْزِياتِ نِساءها
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> أنّى سَرَبْتِ وكنتِ غيرَ سَرُوبِ
أنّى سَرَبْتِ وكنتِ غيرَ سَرُوبِ
رقم القصيدة : 27397
-----------------------------------
أنّى سَرَبْتِ وكنتِ غيرَ سَرُوبِ
وتُقرِّبُ الأحلامُ غيرَ قَرِيبِ
ما تَمْنَعِي يَقْظَى فقد تُؤْتِينَهُ
في النّوْمِ غيرَ مُصَرَّدٍ مَحْسُوبِ
كان المُنَى بِلِقَائِهَا فَلَقِيتُها
فَلَهَوْتُ مِن لَهْوِ امرىء مكْذوبِ
فرَأيْتُ مثْل الشّمْسِ عندَ طُلوعهِا
في الحُسْنِ أو كَدُنُوّها لِغُروبِ
صَفْراءُ أعْجَلَها الشّبَابُ لِدَاتِها
مَوْسُومة ٌ بالحُسْنِ غيرُ قَطوبِ
تخطوُ على بردتينِ غذاهما
غدقَ بساحة ٍ حائرٍ يعبوبِ
تنكل عن حمش اللثات كأنه
برد جلته الشمس في شؤبوب
كشقيقة السيراء أو كغمامة
بَحْرِيّة ٍ في عارضٍ مَجْنوبِ(34/23)
أبَني دُحَيٍّ، والخَنا مِنْ شأنكمْ
أنّى يَكونُ الفَخْرُ للمَغْلوبِ
وكأنهم في الحرب إذ تعلوهم
غَنَمٌ تُعَبِّطُها غُوَاة ُ شُرُوبِ
إن الفضاء لنا فلا تمشوا به
أبداً بِعَالِيَة ٍ ولا بِذَنُوبِ
وتفَقّدُوا تِسْعِين مِنْ سَرَوَاتِكُمْ
أشْباهَ نَخْلٍ صُرّعَتْ لِجُنوبِ
وسَلوا صَرِيحَ الكاهِنَيْنِ ومالكاً
عن من لكم من دارع ونجيب
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> أجدَّ بعمرة َ غنيانُها
أجدَّ بعمرة َ غنيانُها
رقم القصيدة : 27398
-----------------------------------
أجدَّ بعمرة َ غنيانُها
فَتَهْجُرَ، أم شَأنُنا شَانُها
وإن تمسِ شطتْ بها دارها
وَباحَ لَكَ اليومَ هِجْرانُها
فما روضة من رياض القطا
كأنَّ المصابِيحَ حَوْذَانُها
بأحْسَنَ منها، ولا مُزْنَة ٌ
دَلُوحٌ تكَشَّفُ أدْجَانُها
وعَمْرَة منْ سَرَوَاتِ النِّسَا
ء تَنْفَحُ بالمسْكِ أرْدَانُها
ونحن الفوارس يوم البي
ع، قد علموا كيف فرسانها
جنبنا الحراءب وراء الصري
خ حتى تقصف مرانها
فلمّا اسْتَقَلَّ كَلَيْثِ الغَرِيـ
ـفِ زَانَ الكَتِيبة َ أَعْوَانُها
تَراهُنَّ يُخْلَجْنَ خَلْجَ الدِّلا
ء تختلج النزع أشطانها
ولاقى الشَّقاءَ لدَى حَرْبِنا
دُحَيٌّ وَعَوْفٌ وإخْوانُها
رَدَدْنَا الكَتِيبة َ مَفْلولة ً
بِها أَفْنُهَا وَبِها ذَانُهَا
وقد علموا أن متى ننبعث
عَلى مِثْلِها تَذْكُ نِيرانُها
ولولا كَراهَة ُ سَفْكِ الدِّماءِ
لعاد ليثرب أديانها
ويثرب تعلم أن النبي
ت راس بيثرب ميزانها
حِسَانُ الوُجُوهِ، حِدادُ السُّيو
فِ، يَبْتَدِرُ المَجْدَ شُبّانُها
وبالشوط منيثرب أعبد
سَتَهْلِكُ في الخَمْرِ أثمانُها
يهُونُ على الأوْسِ أثمانُهمْ
إذا رَاحَ يَخْطِرُ نَشْوانُها
أتتهم عرانين من مالك
سراع إلى الروع فتيانها
وقد علموا أن ما فلهم
حَدِيدُ النَّبِيتِ وأعيانُها
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> أتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرَادِ المَذاهبِ(34/24)
أتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرَادِ المَذاهبِ
رقم القصيدة : 27399
-----------------------------------
أتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرَادِ المَذاهبِ
لعمرة وحشاً غير موقف راكب
ديارَ التي كادتْ ـ ونحنُ على مِنًى ـ
تَحُلُّ بنا، لولا نَجاءُ الرَّكائبِ
تبدت لنا كالشمس تحت غمامة
بَدا حاجبٌ منها وضَنّتْ بحاجبِ
ولم أرها إلا ثلاثاً على منى
وعَهْدي بها عَذْراءَ ذاتَ ذَوائبِ
ومِثْلِكِ قد أصْبَيْتُ ليستْ بكَنّة ٍ
ولا جارة ٍ ولا حَلِيلة ِ صاحبِ
دعَوْتُ بني عَوْفٍ لحَقْنِ دمائهمْ
فلمّا أبَوْا سامحْتُ في حَرْبِ حاطبِ
وكُنْتُ امْرءاً لا أبْعثُ الحَرْبَ ظالماً
فلمّا أبَوْا أشْعَلْتُها كُلَّ جانبِ
أربت بدفع الحرب حتى رأيتها
عن الدفع لا تزداد غير تقارب
فإذْ لم يَكُنْ عَنْ غاية ِ الموْتِ مَدْفعٌ
فأهْلاً بها إذْ لم تَزَلْ في المَرَاحبِ
فلما رأيت الحرب حرباً تجردت
لبست مع البردين ثوب المحارب
مُضَاعَفَة ً يَغْشَى الأناملَ فَضْلُها
كأنَّ قَتيرَيْها عُيُونُ الجنادبِ
أتت عصبم الكاهنين ومالك
وَثَعْلَبَة َ الأثْرِينَ رَهْطِ ابن غالبِ
رجال متى يدعوا إلى الموت يرقلوا
إليه كإرْقالِ الجِمَالِ المَصَاعِبِ
إذا فزعوا مدوا إلى الليل صارخاً
كَمَوْجِ الأتيّ المُزْبِدِ المُتراكِبِ
تَرَى قِصَدَ المُرَّانِ تَهْوي كأنّها
تذرع خرصان بأيدي الشواطب
صَبَحْنا بها الآطامَ حَوْلَ مُزاحِمٍ
قَوَانِسُ أُولى بَيْضِنا كالكَواكبِ
لَوَانّكَ تُلْقي حنظلاً فوق بَيْضِنا
تَدَحْرَجَ عَنْ ذي سامِهِ المُتقارِبِ
إذا ما فررنا كان أسوا فررانا
صدود الخدود وازورار المناكب
صدود الخدود والقنا متشاجر
ولا تبرح الأقدام عند التضارب
إذا قصرت أسيافنا كان وصلها
خطانا إى أعدائنا فنضاربِ
أُجالِدُهُمْ يَوْمَ الحَدِيقة ِ حاسِراً
كأنَّ يدي بالسّيفِ مخراقُ لاعبِ
وَيَوْمَ بُعاثٍ أسْلَمَتْنا سُيُوفُنا
إلى نَسَبٍ في جِذْمِ غَسّانَ ثاقِبِ
يعرَّينْ بيضاً حينَ نلقى عدونَّا(34/25)
ويغمدن حمراً ناحلاتِ المضاربِ
أطاعَتْ بَنُو عَوْفٍ أميراً نهاهُمُ
عَنِ السِّلْمِ حتى كان أوَّلَ واجبِ
أويتُ لعوفٍ إذْ تقولُ نساؤهم
وَيَرْمِينَ دَفْعاً: لَيْتَنا لم نُحارِبِ
صَبَحْناهُمُ شَهْباءَ يَبْرُقُ بَيْضُها
تبينُ خلاخيلَ النسّاء الهواربِ
أصابت سراة ً مِ الأغرّ سيوفنا
وغُودِرَ أولادُ الإماءِ الحَواطِبِ
ومنّا الذي آلى ثلاثين ليلة ً
عنِ الخمرِ حتى زاركمْ بالكتائبِ
رضيتُ لهمْ إذْ لا يريمون قعرها
إلى عازبِ الأموالِ إلا بصاحبِ
فَلَوْلا ذُرى الآطامِ قد تَعْلَمونَهُ
وتركُ الفضا، شوركتمُ في الكواعبِ
فلم تمنعوا منّا مكاناً نريدهُ
لَكُمْ مُحْرِزاً إلا ظُهُورَ المشارِبِ
فهلاَّ لَدَى الحَرْبِ العَوَانِ صَبَرْتمُ
لوقعتنا، والبأسُ صعبُ المراكبِ
ظَأرْناكُمُ بالبِيضِ حتى لأنْتُمُ
أذَلُّ مِنَ السُّقْبانِ بَينَ الحلائبِ
ولمّا هَبَطْنا الحَرْثَ قال أميرُنا:
حرامٌ علينا الخمرُ ما لم نضاربِ
فسامحهُ منّا رجالٌ أعزَّة ٌ
فما بَرِحُوا حتى أُحِلّتْ لِشارِبِ
فَليْتَ سُوَيْداً راءَ مَن جُرَّ مِنْكُمُ
ومَن فَرَّ إذْ يحْدُونَهُمْ كالجلائبِ
فَأُبْنا إلى أبْنائنا ونِسائنا
وما مَنْ تَرَكْنا في بُعاثٍ بآئبِ
وغُيّبْتُ عَن يَوْمٍ كَنَتْني عشيرتي
ويومُ بُعاثٍ كان يَوْمَ التّغالُبِ
شعراء الجزيرة العربية >> سليمان المانع >> شاعر طبل
شاعر طبل
رقم القصيدة : 274
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أنا زميلي ضمير ونبل
ما يزرع الظلم بأدراجه
لا منّ غيره عصته السبل
حكيم..لا غبرّت واجه
شعور قبل الشعر..لا..قبل
وقبل الورق روح وهّاجه
لا هو محابل..ولا هو حبل
كن الفرح خلق بإحجاجه
ولد الأسد لو تسبه شبل
مثلك يوكر على أوداجه
والشخص باللي عليه وجبل
والناس كلٍ ومنهاجه
شاعر خيالي..و شاعر خبل
و شاعر ولا شاعر بحاجه
و شاعر طبلكي..وشاعر طبل
و شاعر حلاته هي إزعاجه(34/26)
العصر العباسي >> البحتري >> سطوات هجرك قطعت أنفاسي
سطوات هجرك قطعت أنفاسي
رقم القصيدة : 2740
-----------------------------------
سَطَواتُ هَجْرِكِ قطَّعَتْ أَنفاسِي
وَوَصَلنَ عِندَ تجَلُّدي وَسواسِي
أَنا من إذا سَتَرَ الهَوى خوْفَ العِدى
فَضَحتْهُ مُقلتُهُ لَدىَ الجُلاَّسِ
أَأُطيقُ هَجْرَك وهوَ لَوْ حَمَّلْتُهُ
رُكنَ الزَّمانِ لمَّا سَرى في النَّاسِ
رَفضُ السَّلوُّ هُو السُّلوُّ عَنِ الصِّبِا
والصَّبرُ تَركُ الصَّبر تَحْتَ الْياسِ
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> ردَّ الخليطُ الجمالَ فانصرفوا
ردَّ الخليطُ الجمالَ فانصرفوا
رقم القصيدة : 27400
-----------------------------------
ردَّ الخليطُ الجمالَ فانصرفوا
ماذَا عَلَيْهِمْ لَوَ انّهُمْ وَقَفُوا
لَوْ وَقَفُوا ساعة ً نُسَائلُهُمْ
رَيْثَ يُضَحّي جِمَالَهُ السَّلَفُ
فِيهِمْ لَعُوبُ العِشاء آنِسَهُ الـ
دَّلّ، عروبٌ يسوءها الخلفُ
بَيْنَ شُكولِ النّساء خِلْقَتُها
قصدٌ، فلا جبلة ٌ ولا قضفُ
ألا إنَّ بينَ الشَّرعبيّ وراتجٍ
ضراباً كتخذيمِ السَّيالِ المعضَّدِ
تغترقُ الطَّرفَ وهيَ لاهية ٌ
كأنّما شَفَّ وَجْهَها نُزُفُ
قَضى لهَا اللَّهُ حين يَخْلُقُها الـ
ـخالقُ ألاَّ يكنَّها سدفُ
تَنامُ عَنْ كُبْرِ شَأنِها فإذا
قَامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ
ترى اللاَّبة َ الّوداءَ يحمرُّ لونها
ويسهل منها كلُّ ربيعٍ وفدفدِ
حَوْراءُ جَيْداءُ يُسْتَضاء بها
كأنّها خُوطُ بَانَة ٍ قَصِفُ
تَمْشي كمَشْيِ الزَّهراء في دَمَثِ الـ
ـرَّملِ إلى السّهلِ دونهُ الجرفُ
ولا يغثُّ الحديثُ ما نطقتْ
وَهْوَ بِفِيها ذُو لَذَّة ٍ طَرِفُ
تَخْزُنُهُ وَهْوَ مُشْتَهًى حَسَنٌ
وهوَ إذا ما تكلمت أنفُ
كأنَّ لبّاتها تبدَّدها
هَزْلى جَرَادٍ أجْوَازُهُ جُلُفُ
كأنّها دُرَّة ٌ أحَاطَ بِها الـ
ـغوَّاصُ، يجْلو عن وجهها الصَّدَفُ
واللهِ ذي المسجدِ الحرامِ وما(34/27)
جُلِّلَ مِنْ يُمْنَة ٍ لها خُنُفُ
وأنّنا دُونَ ما يَسومُهُمُ الأعـ
خَطْمَة َ أنّا وَرَاءهُمْ أُنُفُ
نفلي بحدّ الصَّفيحِ هامهمُ
وفلينا هامهمْ بنا عنفُ
وَذي شيمَة ٍ عَسْراءَ تَسْخَطُ شيمتي
أقولُ له: دعني ونفسك أرشدِ
فما المالُ والأخلاقُ إلاَّ مُعَارَة ٌ
فما اسطعتَ من معروفها فتزوَّدِ
إنّا وَلَوْ قَدَّمُوا التي عَلِمُوا
أكْبادُنَا مِنْ وَرَائهِمْ تَجِفُ
لمّا بدتْ غدوة ً جباههمُ
حنتْ إلينا الأرحامُ والصُّحفُ
مَتى ما تَقُدْ بالباطلِ الحقَّ يأبَهُ
وإنْ قُدْتَ بالحقّ الرَّواسيَ تَنْقَدِ
كقيلنا للمقدِّمينَ: قفوا
عن شأوِكُمْ، والحِرَابُ تخْتَلِفُ
مَتى ما أتَيْتَ الأمْرَ مِنْ غَير بابهِ
ضللتَ وإنْ تدخلْ من الباب تهتدِ
فمنْ مبلغٌ عني شريد بن جابرٍ
رولاً إذا ما جاءهُ وابن مرفدِ
يتبعُ آثارها إذا اختلجتْ
سُخْنٌ عَبِيطٌ عُرُوقُهُ تَكِفُ
فأقسمت لا أعطي يزيد رهينة ً
سِوَى السّيْفِ حتى لا تَنُوء له يدي
قالَ لنا النّاسُ: معشرٌ ظفروا
قلنا: فأنّى بقومنا خلفُ
لنا معَ آجامنا وحوزتنا
بَيْنَ ذُرَاها مَخارِفٌ دُلُفُ
فلا يُبْعِدَنْكَ اللّهُ عبدَ بن نافذٍ
ومَنْ يَعْلُهُ رُكْنٌ من التُّرْبِ يَبعَدِ
يذبُّ عنهنَّ سامرٌ مصعٌ
سودَ الغواشي كأنّها عرفُ
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> لعمرةض -إذْ قلبهُ معجبٌ
لعمرةض -إذْ قلبهُ معجبٌ
رقم القصيدة : 27401
-----------------------------------
لعمرةض -إذْ قلبهُ معجبٌ
فأنّى بعمرة َ أنّى بها
ليالٍ لنا ودها منصبٌ،
إذا الشَّولُ لطت بأذنابها
وراحت حدابيرُ حب الظهو
رِ مجتلماً لحم أصلابها
كأن القرنفل والزنجبيلَ
وذاكي العبيرِ بجلبابها
نَمَتْها اليَهُودُ إلى قُبّة ٍ
دوينَ السماء بمحرابها
ونارٍ يُقَصِّرُ عَنْها الدَّنِـ
ـيُّ آخِرَ لَيْلٍ صَلِينا بها
ومَلْمومَة ٍ كَصَفاة ٍ المَسِيـ
ـلِ دارتْ رَحاها وَدُرْنا بها
مَشَيْنا إليها كَجُرْبِ الجِما
لِ باقي الهِناء بأقْرابِها(34/28)
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> معاقلهمْ آجامهم ونسائهمْ
معاقلهمْ آجامهم ونسائهمْ
رقم القصيدة : 27402
-----------------------------------
معاقلهمْ آجامهم ونسائهمْ
وأيماننا بالمشرفية معقلُ
كأنَّ رؤوس الخزرجيّينَ -إذْ بدتْ
كتائبنا تترى معَ الصُّبحِ-حنظلُ
فلا تقربوا جذمانَ إنَّ حمامهُ
وجنتّهُ تأذى بكم، فتحمّلوا
وكائنْ رأينا منْ أناسٍ ذوي غنى ً
وجِدَّة ِ عَيْشٍ أصْبَحوا قدْ تبَدَّلوا
فإنْ تكُ قد أُوتيتَ مالاً فلا تكُنْ
بهِ بَطِراً والحالُ قَدْ تَتَحوَّلُ
فَلَيْس علينا قالَة ٌ غَيْرَ أنّنا
نسودُ ونكفي، كلَّ ذلك نفعلُ
كأنّا وقدْ أجلوا لنا عنْ نسائهمْ
أسودٌ لها في عيصِ بشية َ أشبلُ
بِبِئرِ الدُّرَيْكِ فاسْتَعِدُّوا لمِثْلِها
وأصغوا لها آذانكمْ وتأمّلوا
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> سلِ المرءَ عبدَ الله إذْ فرَّ هلْ رأى
سلِ المرءَ عبدَ الله إذْ فرَّ هلْ رأى
رقم القصيدة : 27403
-----------------------------------
سلِ المرءَ عبدَ الله إذْ فرَّ هلْ رأى
كتائبنا في الحربِ كيفَ مصاعها
ولوْ قامَ لمْ يلقَ الأحبّة َ بعدها
ولاقى أُسُوداً هَصْرُها ودِفاعُها
ونحنُ هَزَمْنا جَمْعَكُمْ بكَتيبة ٍ
تَضَاءلَ مِنها حَزْنُ قَوْرى وقاعُها
إذا هم جمع بانصراف تعطفوا
تعطف ورد الخمس أطّت رباعها
تركنا بعاثاً يوم ذلك منهم
وقَوْرَى على رَغْمٍ شِباعاً ضِباعُها
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> صرمتَ اليومَ حبلكَ منْ كنودا
صرمتَ اليومَ حبلكَ منْ كنودا
رقم القصيدة : 27404
-----------------------------------
صرمتَ اليومَ حبلكَ منْ كنودا
لتبدلَ حبلها حبلاً جديدا
مِنَ اللاَّئي إذا يَمْشِينَ هَوْناً
تجلببنَ المجاسدَ والبرودا
كأنَّ بطونهنَّ سيوفُ هندٍ
إذا ما هُنَّ زايَلْنَ الغُمُودا
تبدَّتْ لي لتقتلني فأبدتْ
مَعَاصِمَ فَخْمَة ً مِنْها وَجيدا
ووجهاً خلتهُ لمّا بدا لي
غَدَاة َ البَيْنِ دِيناراً نَقِيدا(34/29)
سقينا بالفضاء كؤوسَ حتفٍ
بني عوفٍ وإخواتهمْ تزيدا
لَقِيناهُمْ بِكُلّ أخي حُرُوبٍ
يقودُ وراءهُ جمعاً عتيدا
وَمُشْرِفَة َ التَّلائلِ مُضْمَرَاتٍ
طَوَى أحْشاءها التَّعْداءُ، قُودا
أكُنْتُمْ تَحْسِبُون قِتالَ قَوْمي
كأكْلِكُمُ الفَغَايا والهَبِيدا
وإنّ سُيُوفَنا ذَهَبَتْ عَلَيْكُمْ
بَني شَرِّ الخَنى مَهَلاً بَعِيدا
ويأبى جَمْعُكُمْ إلاَّ فِرَاراً
ويأبى جَمْعُنا إلاَّ وُرُودا
وإنَّ وعيدناكمْ حينَ نمشي
بهنَّ على المنون ولا وعيدا
ألا منْ مبلغٌ عنّي كعيباً
فهلْ ينهاكَ لبُّكَ أنْ تعودا
أراني كُلّما صَدَّرْتُ أمْراً
بني الرَّقعاء جشّمكمْ صعودا
فما أبقتْ سيوفُ الأوسِ منكمْ
وحَدُّ ظُباتِها إلاَّ شَرِيدا
فَلَنْ نَنْفَكَّ نَقْتُلُ مَا حَيِينا
رجالكمُ ونجعلكمْ عبيدا
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> بَعْضُ القَوْلِ لَيْسَ لهُ عِيَاجٌ
بَعْضُ القَوْلِ لَيْسَ لهُ عِيَاجٌ
رقم القصيدة : 27405
-----------------------------------
بَعْضُ القَوْلِ لَيْسَ لهُ عِيَاجٌ
كَمَخْضِ الماء لَيْسَ له إتاءُ
يَصُوغُ لكَ اللّسانُ على هَوَاهُ
وَيَفْضَحُ أكْثرَ القِيلِ البَلاء
ومَا بَعْضُ الإقامَة ِ في دِيارٍ
يكونُ بها الفتى إلاَّ عناء
وَلم أرَ كامْرِىء ٍ يَدْنو لِخَسْفٍ
لهُ في الأرضِ سيرٌ وانتواء
وبَعْضُ خَلائقِ الأقْوامِ داءٌ
كداء الكشحِ ليسَ لهُ شفاء
ألا منْ مبلغُ الشّعراء عنّي
فلا ظُلْمٌ لَديَّ ولا ابْتِداء
ولستُ بعابطِ الأكفاء ظلماً
وعندي للملمّاتِ اجتزاء
يحبُّ المرءُ أن يلقى مناهُ
وبأبى الله إلاَّ ما يشاء
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> منْ يكُ غافلاً لمْ يلقَ بؤساً
منْ يكُ غافلاً لمْ يلقَ بؤساً
رقم القصيدة : 27406
-----------------------------------
منْ يكُ غافلاً لمْ يلقَ بؤساً
يُنِخْ يَوْماً بسَاحَتهِ القَضَاءُ
تَنَاوَلُهُ بَنَاتُ الدَّهْرِ حَتّى
تثلِّمهُ كما انثلمَ الإناء
وكلُّ شديدة ٍ نزلتْ بحيٍّ(34/30)
سيأتي بعدَ شدَّتها رخاء
فَقُلْ للمُتّقي عَرَضَ المَنَايا:
تَوَقَّ، ولَيْسَ يَنْفَعُكَ اتّقاء
فلا يعطى الحريصُ غنى ً لحرصٍ
وقدْ ينمي لذي العجزِ الثَّراء
غنيُّ النّفسِ، ما استغنى ، غنيٌّ
وفَقْرُ النّفْسِ، ما عَمِرَتْ، شَقاء
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> إذا جاوزَ الإثنينسرٌّ فإنّهُ
إذا جاوزَ الإثنينسرٌّ فإنّهُ
رقم القصيدة : 27407
-----------------------------------
إذا جاوزَ الإثنينسرٌّ فإنّهُ
بِنَشْرٍ وتَكْثيرِ الحَدِيثِ قَمِينُ
وإنْ ضَيّعَ الإخْوانُ سِرّاً فإنّني
كَتُومٌ لأسْرَارِ العَشِيرِ أمينُ
فذلك ما قَدْ تَعْلَمِينَ، وإنّني
مَقَرٌّ بِسَوْداء الفُؤادِ كَنِينُ
سلي منْ نديمي في النَّدامى ومألفي
ومنْ هوَ لي عندَ الصَّفاء خدينُ
وأيّ أخي حرب ٍإذا هيَ شمرتْ
ومدرهِ خصمٍ بعدَ ذاكَ أكونُ
وهل يحذرُ الجارُ الغريبُ فجيعتي
وخَوْني، وبَعْضُ المُقْرِفينَ خؤونُ
وما لمَعَتْ عَيْني لِغِرَّة ِ جارة ٍ
ولا ودَّعتْ بالذَّمّ حينَ تبينُ
أبى الذَّمَّ نمتني جدودهمْ
لَجَلْدٌ على رَيْبِ الخُطوبِ مَتِينُ
أمرُّ على الباغي ويغلظُ جانبي
وذو القصدِ أحلولي لهُ وألينُ
وإنّي لأعْتَامُ الرّجالَ بِخُلّتي
أُولي الرَّأيِ في الأحْداثِ حِينَ تحِينُ
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> ردَّ الخليطُ الجمالَ فانقضبا
ردَّ الخليطُ الجمالَ فانقضبا
رقم القصيدة : 27408
-----------------------------------
ردَّ الخليطُ الجمالَ فانقضبا
وقطّعوا منْ وصالكِ السَّببا
قادتهمُ للفراقِ شاطنة ٌ
فشطَّ وليُ الحبيبِ فاغتربا
لَمْ أدْرِ قَبْلَ النّوَى بِبَيْنِهِمُ
حتّى استطارتْ عصاهمُ شعبا
هِنْدٌ تَجَنّى الذُّنُوبَ عاتِبة ً
يا حبَّ بالعاتبِ الذي عتبا
أقسمتُ لولا الذي زعمتُ وما
خبرتُ قوماً عن مجدهمْ كذبا
وقدْ أضعتِ الذي حفظتُ منَ الـ
ـودّ -لقدَّ متُ مدحة ً عجبا
أفنيتُ دهري وطولَ دهركِ لا
نَنْفَكُّ نُزْجي مَقالة ً لَعِبَا(34/31)
يَسْلُكُ منْها الصَّعودَ مَنْ طَلَبَ الـ
ـقصدَ وتعوي سباعها كلبا
هلاَّ إذِ الخورُ في أصرَّتها
والحفلُ في الذَّرّ تقطعُ العصبا
لاقَيْتِ أمري والرَّأيُ مُؤْتَنِفٌ
أتبعُ رأساً وأتركُ الذَّنبا
في غيرِ ما كنههِ سفهتِ وما
أحدثتِ حالاً فتحدثي الخطبا
الحَمْدُ للَّهِ البَنِيّة ِ إذْ
أمستْ دحيٌّ قدْ أثخنتْ غلبا
يَرْكَبُ حَزْنَ الطّرِيقِ أوَّلُهُمْ
يدعو يني عمهِ وقدْ كربا
غودرَ عندض المكرّ سيّدهمْ
فيهِ سنانٌ تخالهُ لهبا
وابنا حرامٍ وثابتٌ كشفتْ
خَيْلاهُما عَنْهُما وقَدْ عَطِبَا
زُرْنَاهُمُ بالخَمِيسِ ضَاحِية ً
نُزْجي إلى المَوْتِ جَحْفَلاً لَجِبَا
جاءتْ بنو الأوسِ عارضاً برداً
تَحْلِبُهُ الرّيحُ مُقْبِلاً حَلَبا
أرْعَنَ مِثْلَ الأتيّ أعْقَبَهُ
صَوْبُ مُلِثٍّ يُسَيِّلُ الحَدَبَا
إنَّ بني الأوسِ حينَ تستعرُ الـ
ـحَرْبُ لَكالنّارِ تأكلُ الحَطَبَا
إنَّ بني الأوسِ معشرٌ صدقوا الـ
ـضَّرْبَ وَسَنُّوا الإساءَ والنَّدَبَا
فَصَمَدُوا رَأس كَبْشِ إخْوَتِهِمْ
حتّى تولَّوا واستنفروا هربا
بكُلّ لَيْنٍ ماضٍ ضَرِيبَتُهُ
عَضْبٍ إذا ما هَزَزْتَهُ رَسَبا
قالتْ بنو الأوسِ منْ عفافهمُ
مرُّوا ولا تأخذوا لهمْ سلبا
تسوقُ أخراهمُ أوائلهمْ
كما يسوقُ المعارضُ الجلبا
لمّا دعاهمْ للموتِ سيّدهمْ
ثَابَتْ إليهمْ جُمُوعُهُمْ عُصَبَا
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> ألَمَّ خَيَالُ لَيْلى أُمِّ عَمْرِو
ألَمَّ خَيَالُ لَيْلى أُمِّ عَمْرِو
رقم القصيدة : 27409
-----------------------------------
ألَمَّ خَيَالُ لَيْلى أُمِّ عَمْرِو
ولمْ يلممْ بنا إلاَّ لأمرِ
تقولُ ظعيني لمّا استقلّتْ:
أتتركُ ما جمعتَ صريمَ سحرِ
فقلتُ لها: ذريني إنَّ مالي
يَرُوحُ إذا غَلَبْتُهُمُ ويَسْرِي
فلستُ لِحَاصِنٍ إنْ لَمْ تَرَوْنَا
نُجَالِدُكُمْ كأنّا شَرْبُ خَمْرِ
وتحملُ حربهمْ عنا قريشٌ
كأنَّ بَنَانَهُمْ تَفْرِيكُ بُسْرِ(34/32)
وتُدْرِكُ في الخَزَارِجِ كلَّ وِتْرٍ
بذمِّ الكاهنينِ وذمِّ عمرو
زَجَرْنا النَّخْلَ والآطامَ حتّى
إذا هِيَ لَمْ تُشَيّعْنا لِزَجْرِ
هَمَمْنا بالإقامة ِ ثمَّ سِرْنا
كَسَيْرِ حُذَيفَة ِ الخَيْرِ بنِ بَدْرِ
ورثنا المجدَ قدْ علمتْ معدٌّ
فَلَمْ نُغْلَبْ ولَمْ نُسْبَقْ بوِتْرِ
متى تلقوا رجالَ الأوسِ تلقوا
لِبَاسَ أسَاوِدٍ وجُلُودَ نُمْرِ
ونَصْدُقُ في الصَّبَاحِ إذا التَقَيْنا
ولَوْ كانَ الصَّباحُ جَحِيمَ جَمْرِ
ألا أبلغْ بني ظفرٍ رسولاً
فلَمْ نَذْلِلْ بيَثْرِبَ غَيْرَ شَهْرِ
خذلناهُ وأسلمنا الموالي
وفَارَقَنا الصَّرِيحُ لِغَيْرِ فَقْرِ
أبحنا المسبغينض كما أباحتْ
يَمانُونا بَني سَعْدِ بنِ بَكْرِ
فإنْ نلحقْ بأبرهة َ اليماني
ونعمانٍ يوجهنا وعمرو
وإنْ نَنْزِلْ بذِي النَّجَدَاتِ كُرْزٍ
نلاقِ لديهِ شرباً غيرَ نزرِ
له سَجْلانِ: سَجْلٌ منْ صَرِيحٍ
وسجلُ تريكة ٍ بعتيق خمرِ
ونمنعُ ما أرادوا، لا يعاني
مقيمٌ في المحلّة ِ وسطَ قسرِ
وإنْ تَغْدُو بِنا غَطَفانُ نُرْدِفْ
نِسَاءَهُمُ ونَقْتُلْ كُلَّ صَقْرِ
فنحنُ النّازلونَ على المنايا
ونَحْنُ الآخِذُونَ بِكُلّ ثَغْرِ
العصر العباسي >> البحتري >> ما لذا الظبي لا ينال اقتناصه
ما لذا الظبي لا ينال اقتناصه
رقم القصيدة : 2741
-----------------------------------
ما لِذا الظّبْيِ لا ينالُ اقتِنَاصُهْ،
وَهْوَ بالقُرْبِ بَيّنٌ إفْرَاصُهْ
باتَ تَختَصُّهُ النّفُوسُ، وَمِنْ حبٍّ
تحَلّى إلى النّفُوسِ اخْتِصَاصُهْ
مُرْهَفٌ ما ثَنَى التّبَسّمَ، إلاّ
أشرَقَ البَيْتُ أوْ أنَارَ خَصَاصُهْ
كَثّرَ النّاسُ في هَوَانَا، وَقَالُوا
فيهِ قَوْلاً يُرْضِي الوُشاةَ اقتصَاصُهْ
مِنْ حَديثٍ تخَرّصُوهُ، وَقَدْ يُو
قعُ شكّاً على الحَديثِ اخترَاصُهْ
حُبَّ بالزُّورِ رَائحاً لعُيُونٍ،
مَلأتْهَا، مَلاحَةً، أشخاصُهْ
فتَنَتْني قُضْبَانُهُ، إذْ تَثَنّتْ،
وَتَبَتّتْ، ثَقيلَةً، أدْعَاصُهْ(34/33)
لُؤلؤٌ أُعطيَ النّفَاسَةَ، حَتّى
أُعطِيَتْ، فوْقَ حُكمِها، غُوّاصُهْ
مَن يُودِّي قَولي إلى الشَّاه، والشَّا
هُ رفيعُ الفَعَال، سروٌ مُصَاصُهْ
رُبّ سَفرٍ أتَاكَ غَرْثانَ مِنْ زَا
دِ اللُّهَى أُشبِعَتْ نَوَالاً خِماصُهْ
وَمَكَرٍّ شَهِدْتَهُ، فغَدا قِرْ
نُكَ فيهِ مُغَلِّساً إقْعَاصُهْ
يَتَبَغّى العَدُوُّ فيه مَنَاصاً،
يتَوَقّى بهِ، وَأيْنَ مَنَاصُهْ
خُلُقٌ يَسْتَنيرُ، كالذّهَبِ الرّا
ئِقِ حُسناً، إبْرِيزُهُ وَخِلاصُهْ
وَاحِدَ العَهْدِ في تَنَقّلِ قَوْمٍ،
ظاهِر عَنْ نِفَاقِهِمْ إخْلاصُهْ
سَيّدٌ يغتَدي وَفَيضُ الغَوَادي
فَيضُ إغزَارِ جُودِهِ وَقِصَاصُهْ
مُتَداني الثُّغْبَانِ، إذْ ليسَ للمَا
تحِ إلاّ الثّرَى، وَإلاّ امتصَاصُهْ
يَتَرَقّى، عَلى شَبَاةِ الأعَادي،
دَرَجَ ازْدِيادُهُ، وَانْتِقاصُهْ
يَتَدنَى رَبَابُهُ، حينَ يَنْأى
مُسْتَقِلاًّ على العُيونِ نَشاصُهْ
بَسطَةٌ في السّلاحِ يَعجِزُ عَنها
سابغُ السرْدِ زَغْفُهُ، وَدِلاصُهْ
بَسطَةُ الرّمحِ، إذْ تَمَهَّلُ منها
مارِنُ المَتنِ، في الوَغى، عَرّاصُهْ
ذاهبٌ في عَمائرِ الغِرْشِ وَالغَوْ
رِ، إلى مَنكِبٍ زَكتْ أعيَاصُهْ
في رِبَاعٍ، تَرْتَادُ عَيْنُكَ فيهَا
حُلَلَ المُلْكِ مُفْضِياتٍ عِرَاصُهْ
شَرَفٌ يُمغِصُ الحَسودَ، وَمِن أد
نَى جَزَاءٍ لحاسِدٍ إمْغَاصُهْ
يا أبَا غَانِمٍ! بَقيتَ لإغْلا
ءِ مَديحٍ تَجزِي الكِرَامَ ارْتخاصُهْ
كَمْ وَجَدْناكَ عندَ آمَالِ رَكْبٍ
رَاغبٍ، أوْجَفتْ إلَيكَ قِلاصُهْ
أفرَصَتْ حاجةٌ إلَيكَ، وَقَد يَدْ
عُو أخَا حَاجَةٍ إلَيْكَ افترَاصُهْ
وَلَعَمْرِي، لَئِنْ أعَنْتَ لَقد ألْـ
ـجَا إلى العَوْنِ يُونُسٌ وَعِفاصُهْ
حاجةٌ، إنْ قضَيتَ فيها بأمر
ذَلّ مأمُورُها وَقَلّ اعتِياصُهْ
وَيَسيرٌ طِلابُ إنْصَافِ مَنْ لا
ضُعْفُهُ مُعْوِزٌ، وَلا إمْصَاصُهْ
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> لأُصَرِّفَنّ سِوَى حُذَيْفَة َ مِدْحتي(34/34)
لأُصَرِّفَنّ سِوَى حُذَيْفَة َ مِدْحتي
رقم القصيدة : 27410
-----------------------------------
لأُصَرِّفَنّ سِوَى حُذَيْفَة َ مِدْحتي
لفنى العشيِّ وفارسِ الأجرافِ
منْ لا يزال يكبُّ كلَّ ثقيلة ٍ
وَزْماءَ غَيْرَ مُحاوِلِ الإنْزَافِ
رحبُ المباءة ِ والجنابِ موطّأٌ
مَأوًى لكُلّ مُعَصَّبٍ مِسْوافِ
الضَّارِبُ البَيْضَ المُتَقَّنَ صُنْعُهُ
يَوْمَ الهياجِ بكُلّ أبْيَضَ صافي
إنْ تلقَ خيلَ العامريِّ مغيرة ً
لا تلقهمْ متعنِّقي الأعرافِ
وإذَا تَكُونُ عَظِيمَة ٌ في عَامِرٍ
فَهُوَ المُدَافِعُ عَنْهُمُ والكافي
الواتِرُونَ المُدْرِكُونَ بتَبْلِهمْ
والحاشدونَ على قرى الأضيافِ
تعدوبهمْ في الرَّوعِ كلُّ طوالة ٍ
تنضو الجيادَ، ومنهبٍ غرَّافِ
ربذس قوائمهُ شديدٍ أسرهُ
صلتِ المعذَّرِ ذي بيبٍ ضافِ
ألْفَيْتَهُمْ يَوْمَ الهِياجِ كأنّهُمْ
أسدٌ ببيشة َ أو بغافِ روافِ
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> إذَا قَبِيلٌ أرَادُونا بمُؤذِيَة ٍ
إذَا قَبِيلٌ أرَادُونا بمُؤذِيَة ٍ
رقم القصيدة : 27411
-----------------------------------
إذَا قَبِيلٌ أرَادُونا بمُؤذِيَة ٍ
فَبالظّواهِرِ أهْلُ النّجْدَة ِ البُهَمُ
إذا الخَزارِجُ نادَتْ يَوْمَ مَلْحَمَة ٍ
وشَدَّتِ الكاهِنانِ الخَيْلَ واعْترَموا
تدارموا الأوسْ لمّا رقَّ عظمهمُ
حتى تلاقتْ بهِ الأرحامً ولاذِّممُ
لمّا أتَتْ من بني عَمْرٍو مُلَمْلَمَة ٌ
بها تهدُّ حزونُ الأرضِ والأكمُ
ومن بن خطمة َ الأبطالش قدْ علموا
لا يهلعونَ إذا أعدؤاهمْ سلموا
جزاهمُ اللهُ عنّا أينما ذكروا
لدى المَكارِمِ إذْ عُدَّتْ بها النِّعَمُ
تاللهِ نكفرهمْ ما أورقتْ عضة ٌ
وكانَ بالأرضِ منْ أعلامها علمُ
ساقوا الرُّهونَ وآسونا بأنفسهمْ
عندَ الشدائد قدْ برُّوا وقدْ كرموا
ولستُ ناسيهمْ إن جاهلٌ خطلٌ
خنا، وما جدبوا عرضي وما كلموا
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> تقولُ ابنة ُ العمري آخرَ ليلها(34/35)
تقولُ ابنة ُ العمري آخرَ ليلها
رقم القصيدة : 27412
-----------------------------------
تقولُ ابنة ُ العمري آخرَ ليلها
علامَ منعتَ النومَ، ليلكَ ساهرُ
فقلتُ لها: قومي أخافُ عليهمُ
تَبَاغِيَهُمْ، لا يُبْهِكُمْ ما أُحاذِرُ
فلا أعرفنكمْ بعدَ عزٍّ وثروة ٍ
يُقالُ: ألا تِلْكَ النَّبيتُ عَساكِرُ
فلا تَجْعَلوا حَرْباتِكُمْ في نحورِكمْ
كما شدَّ ألواحَ الرِّتاجِ المسامرِ
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> يا عَمرُو قَدْ أعْجَبْتني منْ صَاحِبٍ
يا عَمرُو قَدْ أعْجَبْتني منْ صَاحِبٍ
رقم القصيدة : 27413
-----------------------------------
يا عَمرُو قَدْ أعْجَبْتني منْ صَاحِبٍ
حيناً تشجُّ وتارة ً تأسوني
أمّا الفُؤادُ فَنَاصِحٌ فيما بدا
والقولُ قولُ احمقِ المجنونِ
وإذا أقومُ بخطبة ٍ ترضى بها
وإذا أوقمُ بخطبة ٍ تخزيني
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> كَمْ قائمٍ يُحْزِنُهُ مَقْتَلي
كَمْ قائمٍ يُحْزِنُهُ مَقْتَلي
رقم القصيدة : 27414
-----------------------------------
كَمْ قائمٍ يُحْزِنُهُ مَقْتَلي
وقاعدٍ يرقبني شامتُ
أبلغْ خداشاً أنّني ميتٌ
كلُّ امرئٍ ذي حسبٍ مائتُ
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> فَما ظَبْيَة ٌ مِنْ ظِباء الحِسا
فَما ظَبْيَة ٌ مِنْ ظِباء الحِسا
رقم القصيدة : 27415
-----------------------------------
فَما ظَبْيَة ٌ مِنْ ظِباء الحِسا
ء عَيْطاءُ تَسْمَعُ مِنْها بُغاما
ترشِّحُ طفلاً وتحنو لهُ
بِحِقْفٍ قدَ انْبَتَ بَقْلاً تُؤاما
بأحْسنَ مِنْها غَدَاة َ الرَّحِيـ
ـلِ قَامَتْ تُرِيكَ أثِيثاً رُكاما
فما كانَ حبُّ ابنة ٍ الخزرجـ
ـيِّ إلاَّ عناءً وإلآَّ غراما
فهلْ ينسينْ حبَّها جسرة ٌ
مِنَ النّاعِجاتِ تُباري الزِّماما
كأنَّ قُتُودي على نِقْنِقٍ
أزجَّ يباري بجوٍّ نعاما
وفي الأرضِ يسبقُ طرفَ البصيرِ
فَبَيْنا يَعُوجُ تَرَاهُ اسْتَقَاما
ومأقِطِ خَسْفٍ أقَمْنا بِهِ(34/36)
على ضتكهِ خشية ً أنْ نلاما
وقَوْماً أبَحْنا حِمَى مَجْدِهمْ
وكانوا لِمَنْ يَعْترِيهِمْ سَنَاما
أذاعتْ بِهِمْ كلُّ خَيْفانة ٍ
طروحٍ طموحٍ تلوكُ اللِّجاما
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> ألا أبلغا ذا الخزرجيَّ رسالة ً
ألا أبلغا ذا الخزرجيَّ رسالة ً
رقم القصيدة : 27416
-----------------------------------
ألا أبلغا ذا الخزرجيَّ رسالة ً
رِسَالَة َ حَقٍّ لَسْتُ فِيها مُفَنَّدا
فإنّ تركناكم لدى الردم غدوة
فَرِيقَيْنِ: مَقْتُولاً بهِ ومُطَرَّدا
صَبَحْناكُمُ مِنّا بهِ كُلَّ فارِسٍ
كريم النثا يحمي الذمار ليحمدا
أتَذْكُرُ أمْراً لَمْ تَنَلْهُ، وإنّما
تَناوَلَ سَجْلَ الحَرْبِ مَنْ كان أنجدا
فَذُقْ غِبَّ ما قَدَّمتَ، إنّي أنا الذي
صَبَحْتُكُمُ فيهِ السِّمامَ بِبُرْجُدَا
ونحنُ حُماة ُ الحَرْبِ لَيسَتْ تَضِيرُنا
نسوقُ خميساً كالقطا متبددا
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> ألَمَّ خَيَالٌ مِنْ أُمَيْمَة َ مَوْهِناً
ألَمَّ خَيَالٌ مِنْ أُمَيْمَة َ مَوْهِناً
رقم القصيدة : 27417
-----------------------------------
ألَمَّ خَيَالٌ مِنْ أُمَيْمَة َ مَوْهِناً
فَلَمْ أغْتَمِضْ لَيلَ التِّمامِ تهجُّدا
وكانَ يراها القلبُ جيداءَ ترتعي
سوائلَ يمنٍ فالحساءَ فأرشدا
وماءٍ على حَافاتِهِ أُبَّدُ القَطا
تَخَالُ بهِ دِمْنَ المعاطِنِ إثْمِدَا
أقمتُ بهِ ليلاً طويلاً فلمْ أجدْ
لِذي أرَبٍ يَبْغي الرَّغائبَ مَقْعَدَا
ونَحْنُ حُماة ٌ لِلْعَشِيرة ِ أيْنما
نكنْ لا يبالوا أن يغيبوا ونشهدا
نُحامي على جِذْمِ الأغَرّ بِمالِنا
ونبذلُ حزراتِ النّفوسِ لنحمدا
صَبَحْناهُمُ عِنْدَ القِتَالِ بِغَارة ٍ
فأصْبَحَ قَيْسٌ بَعْدَها مُتَلَدِّدا
يَعَضُّ عَلى أطْرَافِهِ كُلّما بَدَا
لنا فراسٌ يبغي القتالَ تنجُّدا
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> وليسَ بنافعٍ ذا البخلِ مالٌ
وليسَ بنافعٍ ذا البخلِ مالٌ
رقم القصيدة : 27418(34/37)
-----------------------------------
وليسَ بنافعٍ ذا البخلِ مالٌ
ولا مُزْرٍ بِصاحِبهِ السّخاءُ
وَبَعْضُ الدَّاء مُلْتَمَسٌ شِفاهُ
وداءُ النُّوكِ ليس لهُ شفاءُ
يودُّ المرءُ ما تعدُ الليّالي
وكان فناؤهن له فناءُ
كَذَاكَ الدَّهْرُ يَصْرِفُ حالَتَيْهِ
ويعقبُ طلعة َ الصُّبحِ المساءُ
فإنَّ الضَّغْطَ قَدْ يَحْوِي وِعاءً
ويَتْرُكُهُ إذا فَرَغَ الوِعاءُ
ليخرجَ ما بهِ امتلأ الأناءُ
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> أصبحتْ من حلولِ قوميَ وحشاً
أصبحتْ من حلولِ قوميَ وحشاً
رقم القصيدة : 27419
-----------------------------------
أصبحتْ من حلولِ قوميَ وحشاً
رحبث الجدارِ جلسها فالبطاحُ
أعَلى العَهْدِ أصْبَحَتْ أُمُّ عَمْرٍو
لَيْتَ شِعْرِي، أم غالها الزُّمّاحُ؟
إنْ ترينا قليلينَ كما ذيـ
ـدَ عَنِ المُجْرِبِينَ ذَوْدٌ صِحَاحُ
فَبِهِمْ لِلْمُلايِنينَ أنَاة ٌ
وطماحٌ إذا يرادُ الطِّماحُ
العصر العباسي >> البحتري >> ترون بلوغ المجد أن ثيابكم
ترون بلوغ المجد أن ثيابكم
رقم القصيدة : 2742
-----------------------------------
تَرَوْنَ بُلُوغَ المَجْدِ أنّ ثيَابَكُمْ
يَلُوحُ عَلَيْكمْ حُسنُها وَبَصِيصُها
وَلَيسَ العُلا دَرّاعَةً وَرِدَاؤهَا
وَلا جُبّةً مَوْشيّةً وَقَميصُها
وإلاّ كَمَا اسْتَنّ الثوابي إذْ جَرَتْ
عَلى عَادَةٍ أثْوَابُهُ وَخُرُوصُهَا
يُخصُّ بَهَاءً في العُيونِ وَقِيمةً
ويَبْذُلُها حَتَّى يَعُمَّ خُصُوصُها
يَبيتُ عَلى الإخْوَانِ غَالي ثِيَابهِ،
وَيُصْبحُ مَتْرُوكَاً عَلَيْهِ رَخيصُها
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> أُكَثِّرُ أهْلي مِنْ عِيالٍ سِواهُمُ
أُكَثِّرُ أهْلي مِنْ عِيالٍ سِواهُمُ
رقم القصيدة : 27420
-----------------------------------
أُكَثِّرُ أهْلي مِنْ عِيالٍ سِواهُمُ
وأطوي على الماء القراحِ المبرَّدِ
إذا المرءُ لمْ يشبهْ أباهُ وجدَّهُ
وأُقْحِمَ إقْحاماً فلَمْ يَتَسَدَّدِ(34/38)
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> لو كنتمُ منّا قريباً لخفتمُ
لو كنتمُ منّا قريباً لخفتمُ
رقم القصيدة : 27421
-----------------------------------
لو كنتمُ منّا قريباً لخفتمُ
سِبابي إذا أنْشَأتُ في شُرُبِ الخَمْرِ
وإنّي لَمِسْماحُ العَشِيِّ مُؤَزَّرٌ
أسامحُ في أمثالكمْ عصبَ التَّجرِ
كأنّهُمُ إذْ وَاقَفُوني على مِنًى
سيولُ الحجازِ ناطحتْ عرض البحرِ
فما الأسدُ باللاَّتي الغريف مقيلها
ولكنَّ أُسْدَ الغابِ حافة َ ذي الجَدْرِ
بَنُوا حَطْمَة َ الأبْطالُ إنّهُمُ بها
غذوا، وعليها ينشأونَ يدَ الدّهرِ
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> كَتُومٌ لأسْرَارِ الخَلِيلِ أمِينُها
كَتُومٌ لأسْرَارِ الخَلِيلِ أمِينُها
رقم القصيدة : 27422
-----------------------------------
كَتُومٌ لأسْرَارِ الخَلِيلِ أمِينُها
يرى أنَّ بثَّ السرّ قاصمة ُ الظَّهرِ
وقد ضمرتْ حتى كأنَّ وضينها
وِشاحُ عَرُوسٍ جالَ مِنها على خَصْرِ
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> ولا ينسيني الحدثانُ عرضي
ولا ينسيني الحدثانُ عرضي
رقم القصيدة : 27423
-----------------------------------
ولا ينسيني الحدثانُ عرضي
ولا أرخي منَ المرحِ الإزارا
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> وقدْ لاحَ في الَصُّبْحِ الثُّريّا لمَنْ رأى
وقدْ لاحَ في الَصُّبْحِ الثُّريّا لمَنْ رأى
رقم القصيدة : 27424
-----------------------------------
وقدْ لاحَ في الَصُّبْحِ الثُّريّا لمَنْ رأى
كَعُنْقُودِ مُلاَّحِيّة ٍ حِينَ نَوَّرا
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> يقولُ ليَ الحدَّادُ وهوَ يقودني
يقولُ ليَ الحدَّادُ وهوَ يقودني
رقم القصيدة : 27425
-----------------------------------
يقولُ ليَ الحدَّادُ وهوَ يقودني
إلى السِّجن: لا تجزعْ فما بك منْ باسِ
. . . . . . . . . . .
وتتركُ عذري وهو أضحى من الشمس
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> فلا تَمْذُلْ بِسِرّكَ، كلُّ سِرٍّ(34/39)
فلا تَمْذُلْ بِسِرّكَ، كلُّ سِرٍّ
رقم القصيدة : 27426
-----------------------------------
فلا تَمْذُلْ بِسِرّكَ، كلُّ سِرٍّ
إذا ما جاوزَ الإثنينِ، فاشي
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> واللَّهِ لا يأتي بِخَيْرٍ صدِيقَها
واللَّهِ لا يأتي بِخَيْرٍ صدِيقَها
رقم القصيدة : 27427
-----------------------------------
واللَّهِ لا يأتي بِخَيْرٍ صدِيقَها
بَنو خَنْدَعَ ما اهتَزَّ في البحْرِ أيْدَعُ
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> إذا أنتَ لم تَنْفَعْ فَضُرَّ، فإنّما
إذا أنتَ لم تَنْفَعْ فَضُرَّ، فإنّما
رقم القصيدة : 27428
-----------------------------------
إذا أنتَ لم تَنْفَعْ فَضُرَّ، فإنّما
يُرَجّى الفَتى كَيْما يَضُرَّ ويَنْفَعا
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> نحنُ بغرسِ الوديّ أعلمنا
نحنُ بغرسِ الوديّ أعلمنا
رقم القصيدة : 27429
-----------------------------------
نحنُ بغرسِ الوديّ أعلمنا
منّا بِرَكْضِ الجيادِ في السَّدَفِ
يا لَهْفَ نَفْسِي وكيف أطْعنُهُ
مستمسكاً واليدانِ في العرفِ
قَدْ كُنْتُ أدْرَكْتُهُ فأدْرَكَني
للصَّيْدِ عرفٌ مِنْ مَعْشَرٍ عُنُفِ
العصر العباسي >> البحتري >> أما الشباب فقد سبقت بغضه
أما الشباب فقد سبقت بغضه
رقم القصيدة : 2743
-----------------------------------
أمّا الشّبَابُ فَقَدْ سُبِقْتَ بغَضّهِ،
وَحَطَطْتَ رَحلَكَ مُسرِعاً عَن نَقضِهِ
وأفَاقَ مُشْتَاقٌ، وأقْصَرَ عاذِلٌ
أرْضاهُ فيكَ الشّيبُ، إذْ لمْ تُرْضِهِ
شَعْرٌ صَحِبْتُ الدّهْرَ، حتّى جازَ بي
مُسْوَدُّهُ الأقْصَى إلى مُبَيِّضهِ
فَعَلَى الصِّبَا الآنَ السّلامُ، وَلَوْعَةٌ
تَثْني عَلَيْهِ الدّمْعَ في مُرْفَضّهِ
وَلْيَقْنَ تُفّاحُ الخُدودِ، فلَستُ من
تَقبيلِهِ غَزِلاً، وَلاَ مِنْ عَضّهِ
وَمُكايِدٍ لِي بالمَغِيبِ رَمَيْتُهُ
بِصَرِيمَةٍ، كالنّجْمِ في مُنْقَضّهِ
فَرَدَدْتُ ظُلْمَةَ يَوْمِهِ في أمْسِهِ،(34/40)
وأرَيْتُهُ إبْرَامَهُ في نَقْضِهِ
أمضَيْتُ ما أمضَيتُ فيهِ، وَلَوْ ثَنَى
بإشارَةٍ، أمْضَيْتُ ما لمْ أُمْضِهِ
وَعِتَابِ خِلٍّ قد سَمعتُ، فلَمْ أكنْ
جَلْدَ الضّميرِ على استِمَاعِ مُمِضّهِ
هذا أبُو الفَضْلِ الذي صَرْحُ النّدَى،
في رَاحَتَيْهِ، مَشوبُهُ عَنْ مَحْضِهِ
لمْ نَخْتَدِعْ بِجَهَامِهِ عَنْ غَيمِهِ
يَوْماً، وَلَمْ نَرَ خُلّباً مِنْ وَمْضِهِ
طافَ الوُشاةُ بهِ، فأحدَثَ ظُلْمَةً
في جَوّهِ، وَوُعُورَةً في أرْضِهِ
غَضْبانُ حُمّلَ إحنَةً، لوْ حُمّلَتْ
ثَبَجَ الصّباحِ، لَثَقّلتْ من نَهضِهِ
مَهْلاً! فِذاكَ أخُوكَ ذو ألْهَيْتَهُ
عَنْ لَهْوِهِ، وَشَغَلْتَهُ عَنْ غُمضِهِ
خَزْيَانُ أكبَرَ أنْ تَظُنّ خِيَانَةً
في بَسْطِهِ لصَدِيقِهِ، أو قَبْضِهِ
ماذا تَوَهّمَ أنْ يَقُولَ، وَقَوْلُهُ
في نَفْسِهِ، وَلِسَانُهُ في عِرْضِهِ
أنَبَوْتُ عَنْكَ بزَعْمِهِمْ؟ وَمَتى نَبا
في حَالَةٍ بَعضُ امرِىءٍ عَنْ بَعْضِهِ
أنَصَلْتُ مِنْ عَوْدِ الحَيَاءِ وَبَدْئِهِ،
وَخَرَجْتُ من طُولِ الوَفَاءِ وَعَرْضِهِ
"المَذْحِجيّةُ" بَيْنَنَا مَوْصُولَةٌ
بِنَوافِلِ الأدَبِ الأصِيلِ وَفَرْضِهِ
وَتَرَدّدٌ للكَأسِ أحْدَثَ حُرُمَةً
أُخْرَى، وَحَقّاً ثالِثاً لمْ نَقْضِهِ
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> مأوى الضَّريك إذا الرياحُ تناوحتْ
مأوى الضَّريك إذا الرياحُ تناوحتْ
رقم القصيدة : 27430
-----------------------------------
مأوى الضَّريك إذا الرياحُ تناوحتْ
ضَخْمِ الدَّسيعة ِ مُخْلِفٍ مِتْلافِ
فَسقى الغوادي رَمْسَكَ ابنَ مُكَدَّمٍ
مِنْ صَوْبِ كلِّ مُجَلْجِلٍ وكّافِ
أبلغْ بني بكرٍ وخصَّ فوارساً
لحقوا الملامة دون كلّ لحافِ
أسلمتمُ جذلَ الطِّعانِ أخاكمُ
بينَ الكَدِيدِ وقُلّة ِ الأعرافِ
حتّى هَوَى مُتَدائلاً أوْصَالُهُ
لِلّحْدِ بينَ جَنادلٍ وقِفافِ
للَّهِ دَرُّ بَني عَدِيٍّ إنّهُمْ
لَمْ يَثْأروا عَوْفاً وحَيَّ خِفافِ(34/41)
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> الحافظو عورة َ العشيرة ِ، لا
الحافظو عورة َ العشيرة ِ، لا
رقم القصيدة : 27431
-----------------------------------
الحافظو عورة َ العشيرة ِ، لا
يأتيهمُ مِنْ وَرَائنا وَكَفُ
يطرأ في بعضِ رأيه السَّرفُ
نحن المكيثونَ حيث يحمدُ بالـ
ـمُكْثِ ونحن المصالتُ الأُنُفُ
خالفتَ في الرأي كلَّ ذي فجرٍ
والبَغْيُ يا مالِ غيرُ ما تَصِفُ
إنَّ بجيراً مولى لقومكمُ
والحقُّ نُوفي بهِ ونَعْترِفُ
إنّي على ما ترينَ منْ كبري
أعْلَمُ مِنْ أين تُؤْكَلُ الكَتِفُ
إنَّ بني عمّنا طغوا وبغوا
ولَجَّ مِنْهُمْ في قَوْمِهمْ سَرَفُ
بين بني جحجى وبينَ بني
كُلْفَة َ أنّى لِجَارِيَ التَّلَفُ
العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> أجودُ بمضنونِ التّسلادِ وإنني
أجودُ بمضنونِ التّسلادِ وإنني
رقم القصيدة : 27432
-----------------------------------
أجودُ بمضنونِ التّسلادِ وإنني
بسرك عمّنْ سالتني لضنينُ
فأبري بهمْ صدري وأصفي مودَّتي
وسِرُّك عندِي بعد ذاكَ مَصُونُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> عاذَ بِالصَّفْحِ مَنْ أَحَبَّ کلْبقاءَ
عاذَ بِالصَّفْحِ مَنْ أَحَبَّ کلْبقاءَ
رقم القصيدة : 27433
-----------------------------------
عاذَ بِالصَّفْحِ مَنْ أَحَبَّ الْبقاءَ
وَ احتمى جاعلُ الخضوعِ وقاءَ
فَلْتَنَمْ أُمَّة ُ اُلْمَسِيِحِ طَوِيلاً
كَفَّ مَنْ يَمْنَعُ اُلْعِدى اُلإِغْفاءَ
ملكٌ يطلبُ الملوكُ رضاهُ
مِثْلَما يَطْلُبُ العَليلُ الشِّفاءَ
قسمتْ راحتاهُ جوداً وفتكاً
في اُلأَنامِ السَّرَّاءَ وَالضَّرَّاءَ
ما بهرتَ العقولَ يا معجزَ الآيا
تِ إِلاَّ لِتَجْمَعَ اُلأَهْواءَ
هُدْنَة ٌ بَقَّتِ النُّفُوسَ عَلَى الرُّو
فكانوا بشكرها أملياءَ
سَلَّ مَنْهُ سَيْفاً عَلَى غِيَر الأ
يَّامِ وَکجْتابَ نَثْرة ً حَصْداءَ
يا مُبِيدَ اُلأْحْقادِ أَعْظَمُ طَبٍّ
واحدٌ عمَّ نفعهُ الأعضاءَ
حزتَ حكمَ الجيوشِ فيهمْ وما جهز(34/42)
تَ جيشاً وَلا عقدتَ لواءَ
فَأَقِمْ وادِعاً فَما نِلْتَ بالآ
راءِ تُفتي العِدى وَتُبْقي العِداءَ
وَعظتهمْ آياتكَ اللائي حطتْ
عنْ رجالِ الخلافة ِ الأعباءَ
في كُماة ٍ تَمْشي الْبَرَاحَ إِلى الْمَوْ
ـدِ إِلاّ لِتَعْدَمَ الأكْفاءَ
كيفَ يقوى على محاربة ِ الطا
ردِ من لا يواجهُ الطرداءَ
كانَ إِقدامُ عامِرٍ لَكَ إِضْرا
ءً وقَدْ أَحْسَنُوا هُناكَ الْبَلاءَ
حِينَ راؤُا السُّيُوفَ لَمْ تُغْنِ شَيْئاً
أَغْمَدُوها وَجَرَّدُوا الآراءَ
وَأَناخُوا بِكَ الْمُنى حِينَ أَلْفَوْا
في يديكَ الأراءَ وَالإجراءَ
فسقيتَ المنى منَ الأمنِ رياً
وَركزتَ القنا اللدانَ ظماءَ
منة ٌ علمتْ ذوي البخلِ الجو
دَ وَسَنَّتْ للْعادِمينَ الْوَفاءَ
فَعَلُوا ما حَبَاكَ مَجْداً فَلَمْ أَدْ
رِ اعْتِماداً أَتَوْهُ أَمْ إِخْطاءَ
لوْ تيممتَ أرضَ خفانَ يوماً
لأحلتَ الزئيرَ فيها عواءَ
عَرَفَ النَّاسُ مِنْهُمُ الْحَزْمَ قِدْماً
فلهذا سموهم حكماءَ
لمْ تزلْ تقهرُ العدى فلهذا
كُلَّما أَنْجَبُوا اسْتَزَدْتَ سَناءَ
أيُّ حيفٍ وَللخلافة ِ سيفٌ
تَسْتَمِدُّ السُّيوفُ مِنْهُ الْمَضاءَ
فلتفاخرْ بحدهِ بعدَ علمٍ
ـة َ فَکصْفَحْ حَمِيَّة ً وَإِباءَ
رُقْتَهُمْ بِالإِباءِ وَالنُّصْحِ فَالآ
باءُ منهمْ توصي بكَ الأبناءَ
توقدُ النارُ في الظلامِ وَلكنْ
لَيْسَ يَجْلوُ الْهَزِيعَ كَابْنِ ذُكاءَ
وَلمنْ يبتغي عقوقكَ ظنٌّ
عودتهُ صفاتكَ الإكداءَ
مَنْ بَغى أَنْ يَعِزَّ سِلْماً وَحَرْباً
فَلْيقارِعْ قِراعَكَ الأعْداءَ
فَإِذا ما الأصْحابُ خامَتْ عَنِ الأرْ
بابِ كانُوا بِسَيْفِهِ عُتَقاءَ
أنتَ غيثٌ إذا اعترى الأرضَ محلٌ
وَدواءٌ إذا اشتكى الدينُ داءَ
فضتَ حتى على الترابِ نوالاً
وَفَكَكْتَ الْعُناة َ حَتّى الْماءَ
أَفَعَيْناً حَفَرْتَ أَمْ هُوَ بَحْرٌ
بانَ لما كشفتَ عنهُ الغطاءَ
لَمْ نَخَلْ قَطٌّ أَنَّ في الْعَزْمِ سَيْلاً
تَذْهَبُ الرّاسِياتُ فيهِ جُفاءَ(34/43)
قَدْ رَأَتْ رَأَيَكَ الْمُلوكُ وَعَجْزاً
تَرَكُوا ما أَتَيْتَ لا إِلْغاءَ
لأفَضْتَ الأمْواهَ حَتَّى لَخِيلَ الصَّـ
جادها منْ جميلِ رأيكَ نوءٌ
قَدْ كَفاها أَنْ تَرْقُبَ الأنْواءَ
فَلْيَشِمْ غَيْرُنا السَّحابَ فَقَدْ أنْـ
ـشَأَتَ في الأرضِ دِيمَة ً وَطْفاءَ
نعمة ٌ عمتِ البلادَ وَأخرى
في ابنِ سيفٍ قدْ عمتِ الأحياءَ
فَانْكَفا مُطْلَقاً وَلَوْ غَيْرُكَ الطَّا
لِبُ إِطْلاقَهُ لَطالَ ثَواءَ
منة ٌ في عديَّ قدْ جلتِ الغماءَ
عَنْهُمْ وَفاقَتِ النَّعْماءَ
عَظُمَتْ مَوْقِعاً وَما زِلْتَ بِالْآ
لاءِ قدماً تطرزُ الألاءَ
كلَّ يومٍ تسدي إليهمْ يداً بيـ
ـضاءَ تلوي بأزمة ٍ سوداءَ
فَتَغَمَّدْ سَمِيَّهُ مِنْكَ بِالرَّأْ
فة ِ وَالعفو محسناً إنْ أساءَ
مُلْحِقاً بِالإحْسانِ مَعْناً بِكَلْبٍ
ليكونَ الحيانِ فيهِ سواءَ
قدْ أصمَّ الخطوبَ منْ حيثُ نادى
ملكٌ بالندى يجيبُ النداءَ
خَلَفَتْكَ الْمُلُوكُ فيهمْ وَلكِنْ
مِثْلَما يَخْلُفُ الظَّلامُ الضِّياءَ
لمْ تزلْ مبدعاً فلمْ أدرِ إلها
ماً عرفتَ الإعجازَ أمْ إيحاءَ
فَتَجاوَزْ رُكوبَ جُرْدِ الْمَذاكي
أَنَفاً مِنْهُ وَامْتَطِ الْجَوْزاءَ
ميزتكَ الأفعالُ عنْ عالمِ الأر
ضِ فَلا غَزْوَ أَنْ تَنالَ السَّماءَ
غمرتني آلاءُ جودكَ حتى
لمْ تدعْ لي في العالمينَ رجاءَ
فَرَفَضْتُ الْوَرى وَغَيْرَ مَلُومٍ
تاركُ الرشحِ منْ أصاب الرواءَ
دامَ عَيْشِي في ذا الْجَنابِ هَنيئاً
فليدمْ في ذراهُ شعري هناءَ
حَسُنَتْ في الْعُيُونِ مَرْأَى ً مَساعِيـ
ـكَ وَطابتْ بينَ الورى أنباءَ
خَلَقَ اللّهُ فيكَ ما شِئْتَ فَضْلاً
فليقلْ كلُّ مادحٍ ما شاءَ
قدْ ملأتَ الأرضَ العريضة َ عدلاً
فملا أهلها السماءَ دعاءَ
فَوَقانا الأسْواءَ فيكَ جَميعاً
مَنْ وَقانا بِقِرْبِكَ الأسْواءَ
فَتَغَمَّدْ سَمِيَّهُ مِنْكَ بِالرَّأْ
فة ِ وَالعفو محسناً إنْ أساءَ
مُلْحِقاً بِالإحْسانِ مَعْناً بِكَلْبٍ(34/44)
ليكونَ الحيانِ فيهِ سواءَ
قدْ أصمَّ الخطوبَ منْ حيثُ نادى
ملكٌ بالندى يجيبُ النداءَ
فتداركْ حشاشة ً لمْ تدعْ منـ
ـها صروفُ الزمانِ إلاَّ ذماءَ
ليسَ ذا الملكُ راضياً أنْ ترى الرو
مُ لعربٍ منْ بعدها خفراءَ
خَلَفَتْكَ الْمُلُوكُ فيهمْ وَلكِنْ
مِثْلَما يَخْلُفُ الظَّلامُ الضِّياءَ
لمْ تزلْ مبدعاً فلمْ أدرِ إلها
ماً عرفتَ الإعجازَ أمْ إيحاءَ
أَمْ أَصارَ السُّمُوَّ قِسْمَكَ مَن عَـ
ـلَّمَ مِنْ قَبْلُ آدَمَ الأسماءَ
فَتَجاوَزْ رُكوبَ جُرْدِ الْمَذاكي
أَنَفاً مِنْهُ وَامْتَطِ الْجَوْزاءَ
ميزتكَ الأفعالُ عنْ عالمِ الأر
ضِ فَلا غَزْوَ أَنْ تَنالَ السَّماءَ
غمرتني آلاءُ جودكَ حتى
لمْ تدعْ لي في العالمينَ رجاءَ
فَرَفَضْتُ الْوَرى وَغَيْرَ مَلُومٍ
تاركُ الرشحِ منْ أصاب الرواءَ
دامَ عَيْشِي في ذا الْجَنابِ هَنيئاً
فليدمْ في ذراهُ شعري هناءَ
حَسُنَتْ في الْعُيُونِ مَرْأَى ً مَساعِيـ
ـكَ وَطابتْ بينَ الورى أنباءَ
خَلَقَ اللّهُ فيكَ ما شِئْتَ فَضْلاً
فليقلْ كلُّ مادحٍ ما شاءَ
قدْ ملأتَ الأرضَ العريضة َ عدلاً
فملا أهلها السماءَ دعاءَ
فَوَقانا الأسْواءَ فيكَ جَميعاً
مَنْ وَقانا بِقِرْبِكَ الأسْواءَ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> شفاءُ الهدى ياسيفهُ العضبَ أنْ تشفا
شفاءُ الهدى ياسيفهُ العضبَ أنْ تشفا
رقم القصيدة : 27434
-----------------------------------
شفاءُ الهدى ياسيفهُ العضبَ أنْ تشفا
وَكَفُّ اُلْخُطُوبِ المُدْلَهِمَّة ِ أَنْ تُكْفا
فجاوزتَ أقصى عمرِ نوحٍ معوَّضاً
عنِ العامِ منْ أعوامِ مدَّتهِ ألفا
حَياة ُ بَني الدُّنْيا حَياتُكَ سالِماً
فلا بدِّلَ الإسلامُ منْ قوَّة ٍ ضعفا
أَنَمْتَ عُيُونَ الْخَلْقِ بَعْدَ سُهادِها
كذا كلُّ جفنٍ مذْ تألَّمتَ ما أغفا
إلى أنْ وقاكَ اللهُ لطفاً بخلقهِ
فلا عدموا منهُ تباركَ ذا اللُّطفا
وأمَّنهمْ فيكَ المخاوفَ كلَّها
كما أمنوا في ظلِّكَ الجورَ والعسفا(34/45)
فسرَّتْ قلوبٌ شافهتكَ بسرِّها
عَلَى أَنَّهُ ما كانَ فِيما مَضى يَخْفا
أَيُجْحَدُ ما تُولِيهِ آلاءُ مُنْعِمٍ
إِذا جارَ صَرْفُ الدَّهْرِ كانَ لَهُ صَرْفا
وَذُو الأَمَلِ الْمَغْضُوضِ قَد عادَ طامِحاً
فأوفى على النُّعمى وذو النَّذرِ قدْ وفّا
فلو لمْ تكنْ فينا لمُتنا مخافة ً
وَلَوْ عَدِمَتْكَ الأرْضُ لَمْ تَأْمَنِ الْخَسْفا
أَلَسْتَ تَرى النَّبْتَ الَّذِي أَطْلَعَ الْحَيا
إذا ما جفا صوبُ الحيا تربهُ جفّا
فَلاَ فَلَّتِ الأيَّامُ عَزْماً مَضاؤُهُ
شفى الحقَّ منْ أدوائهِ بعدَ أنْ أشفا
ولا سكنتْ ريحُ المظفَّرِ إنَّها
إِذَا عَصَفَتْ كانَ الْمُلُوكُ بِها عَصْفا
ولا برحتْ نيرانهُ كلَّما طغتْ
سيولُ الرَّدى تطفو عليها ولا تُطفا
لِشَكْوَاكَ أَخْفى الْجَوُّ عَنَّا غَمامَهُ
زَماناً فَمُذْ عُوفِيتَ أَظْهَرَ ما أَخْفا
أرادَ يرينا اللهُ جاهكَ عندهُ
وخمنْ منكَ أولى بالمحبَّة ِ والزُّلفا
ظهرتَ فظلَّتْ نعمتانِ أظلَّتا
وإنْ كنتَ للإمحالِ عنْ أرضنا أنفا
فدتْ أنفسُ الأملاكِ نفساً شريفة ً
إِذَا انْفَرَدَتْ عَنْهُمْ فَسائِرُهُمْ أَكْفا
وَطَوْدَ فَخارٍ فَخْرُ مَنْ عَزَّ مِنْهُمُ
وطالَ محلاًّ أنْ يكونَ لهُ لحفا
أَشَّدَّهُمُ كَفًّا لِنائِبَة ٍ عَرَتْ
وأندادُهمُ إنْ سيلَ مكرُمة ً كفّا
وأروعَ عفّى في التَّجاوزِ والتُّقى
على منْ بعدَ اقتدارٍ ومنْ عفّا
لَقَدْ مَلأَتْ أَخْبَارُهُ وَهِباتُهُ
أنوفَ الورى عرفاً وأيديهمْ عرفا
فَيا مَنْ سَقَتْنا الأَمْنَ وَالْعَدْلَ وَالْغِنى
عَلَى ظَمَإٍ أَيَّامُ دَوْلَتِهِ صِرْفا
وَيا ذَا الْمَعالِي لاَ يُعَدِّدُ فَضْلَها
مَقالٌ أَيُفْنِي الْبَحْرَ وَارِدُهُ غَرْفا
وَعَجْزُ الْمَساعِي أَنْ تَنالَ أَقَلَّها
كَعَجْزِ الْقَوَافِي أَنْ تُحِيطَ بِها وَصْفا
لئنْ جئتَ في أخرى الزَّمانِ معقِّباً
فمجدُكَ لا يقفو ولكنَّهُ يُقفا
وَلاَ خُلْفَ أَنَّ الدَّهْرَ عادَ بِوَجْهِهِ(34/46)
إِلَيْكَ إِلى أَنْ صارَ قُدَّامُهُ خَلْفا
رَأَى مُعْجِزَاتٍ مِنْكَ يا عُدَّة َ الْهُدى
تَطَلَّبَها فِي الْعالَمِينَ فَما أَلْفا
وكمْ طالبٍ ذا المجدَ حاولَ عطفهُ
فَلَمَّا أَبى عِزّاً ثَنى دُونَهُ عِطْفا
أَباحَتْكَ أَقْطَارَ الْبِلادِ عَزَائِمٌ
كَفَيْنَ الْسُّيُوفَ السَّلَّ وَالْجَحْفَلَ الزَّحْفا
وأمطتكَ أطرافُ الأسنَّة ِ رتبة ً
تودُّ الثُّريَّا أنْ تدومَ لها إلفا
محرَّمة ً لمْ ترضَ قبلكَ راكباً
وَأَحْرِ بِهَا مِنْ بَعْدِ أَنْ تَمْنَعَ الرِّدْفا
وَلَوْ شِئْتَ تَدْوِيخَ الْمَمالِكِ سُرْعَة ً
لَكُنْتَ بِها أَغْرى مِنَ النَّارِ بِالْحَلْفا
لقدْ عجزَتْ أربابها أنْ تعزَّها
متى شئتها والضَّيمُ بالعجزِ لا يُنفا
ولوْ حزموا أعطوكَ شطرَ الَّذي حووا
فذلكَ فوقَ النِّصفِ أنْ تأخذّ النِّصفا
تمهَّلتَ علماً أنَّها لكَ دونهمْ
وملتمسُ الممنوعِ يأخذهُ خطفا
أبحتنيَ الإيسارَ علماً بأنَّني
سيبقى على الأيَّامِ ما أودعُ الصُّحفا
مَوَاهِبُ لاَ أَدْرِي إِذَا أَنَا شِمْتُها
أَصَوْبَ بَنانٍ شِمْتُ أَوْ دِيَماًوُطْفا
فَلاَ يُلْزِمَنِّي شُكْرُها حَمْلَ ثِقْلِهِ
فَمَنْ لِي بِشِعْرٍ حَامِلٍ مِنْهُ َما خَفَّا
وقدْ خافَ دهرٌ ألحقَ الأبعدينَ بي
وَعَدْلُكَ لاَ يَرْضى وَفَضْلُكَ بِي أَحْفا
لعمري لقدْ خوِّلتُ ما دونهُ الغنى
وفي عشرِ معشارِ الَّذي نلتُ ما كفَّا
وَمَا حَامِلي أَنْ أَسْتَزِيدَ مُصَرِّحاً
سوى أنفي أنْ يجدعَ الدَّهرُ لي أنفا
تقاربُ بعضُ الخيلِ في السَّبقِ بعضها
وَلَنْ يُلْحَقَ الطِّرْفُ الَّذي يَسْبِقُ الطَّرْفا
أَنَا السَّابِقُ الْمُهْدِي إِلَيْكَ غَرَائِباً
تَدُلُّ مَعَانِيها عَلَى جَوْهَرٍ شَفَّا
فَمَيِّزْ مَدِيحاً لَنْ يَزَالَ صَرِيحُهُ
عَلَى ذِي الْعُلاَ مَا عَاشَ شَاعِرُهُ وَقْفا
أَأَتْرُكُ ذَا الْغَيْمَ الرُّكَامَ مُعَرَّضاً
لِمَنْ رَامَ جَدْوَاهُ وَأَنْتَجِعُ الْهِفَّا(34/47)
ببرئكَ عافى اللهُ منْ عللِ المنى
وَمِنْ مِنَنِ الْقَوْمِ الأُلَحا بَخِلُوا أَعْفا
فلا زلتَ للرَّاجينَ في كلِّ أزمة ٍ
حَيَاة ً وَلِلأَعْدَاءِ حَيْثُ أنْتَحَوْا حَتْفا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> مَحْضُ إلاباءِ وَسُؤْدُدُ الآباءِ
مَحْضُ إلاباءِ وَسُؤْدُدُ الآباءِ
رقم القصيدة : 27435
-----------------------------------
مَحْضُ إلاباءِ وَسُؤْدُدُ الآباءِ
جعلاكَ منفرداً عنِ الأكفاءِ
وَلقدْ جمعتَ حمية ً وَتقية ً
ثنتا إليك عنان كُلِّ ثناءِ
يا مَنْ إِذا أَجْرى الأنامُ حَديثَهُ
وصلوا ثناءً طيباً بدعاءِ
الدَّهْرُ في أَيامِ عِزِّكَ لا کنْقَضَتْ
متعوضٌ منْ ظلمة ٍ بضياءِ
وَتَحَكُّمُ الأيَّامِ مُنْذُ رَدَعْتَها
عنْ جورها كتحكمِ الأسراءِ
حُطْتَ الرَّعِيَّة َ بِالرِّعايَة ِ رَأْفَة ً
فاضتْ على القرباءِ وَالبعداءِ
وَشملتها بالعدلِ إحساناً بها
فجزاكَ عنها اللهُ خيرَ جزاءِ
عدلٌ كفيتَ بهِ العداءَ يضمهُ
عَزْمٌ أَقامَ قِيامَة َ الأعْداءِ
عَزْمٌ إذا سَمِعَ الْعَدُوُّ بِذِكْرِهِ
أغنى غناءَ الغارة ِ الشعواءِ
إنْ صلتَ كنتَ مجبنَ الشجعانِ أوْ
ظافَرْتَ كُنْتَ مُشَجِّعَ الْجُبَناءِ
وَإِذا مَرَرْتَ عَلَى مَكانٍ مُجْدِبٍ
نابتْ يداكَ لهُ عنِ الأنواءِ
كمْ أزمة ٍ سوداءَ راعتْ إذْ عرتْ
جليتها بندى يدٍ بيضاءِ
وَكَتيبَة ٍ شَهْباءَ مِنْ ماذِيِّها
لاقيتها بمنية ٍ دهماءِ
تَلْقَى الْفَوارِسُ مَنْكَ في رَهْجِ الْوَغى
زَيْدَ الْفَوارِسِ أَوْ أَبا الصَّهْباءِ
وَ العزُّ لا يبقى لغيرِ معودٍ
أنْ يكشفَ الغماءَ بالغماءِ
إِنَّ الأئِمَّة َ في اصْطَفائِكَ أُيِّدُوا
بِمُؤَيَّدِ الرّاياتِ وَالآراءِ
ذي هَمَّة ٍ عَدَويَّة ٍ مارُوِّعَتْ
بِعِدى ً وَلا باتَتْ عَلَى عُدَواءِ
وَجَدُوكَ في مَنْعِ التُّراثِ وَحِفْظِهِ
أَقْوى الحُماة ِ وَأَوْثَقَ الأمَناءِ
ما زلتَ مذْ أعلوا مكانكَ مازجاً
صِدْقَ الْوَلاءِ لَهُمْ بِحُسْنِ وَفاءِ(34/48)
وَلَقَدْ أَعَدُّوا لِلْخُطُوبِ صَوارِماً
لَيْسُوا وَأَنْتَ إِذا عَدَتْ بِسَواءِ
تذكى مصابيحُ الظلامِ علالة ً
أبداً وَما يجلوهُ كابنِ ذكاءِ
لوْ كنتَ قدماً سيفهمْ لمْ يستثرْ
أبناءُ هندٍ منْ بني الزهراءِ
أَوْ كُنْتَ ناصِرَ حَقِّهِمْ فيما مَضى
ما حَازَهُ ظُلْماً بَنُو الطُّلَقاءِ
ما غيظُ منْ يبغي محلكَ ضلة ً
إلاَّ كغيظِ ضرائرِ الحسناءِ
حَسَدٌ كَحَرِّ النّارِ مُنْذُ عَراهُمُ
لا زالَ غصهمُ ببردِ الماءِ
يابْنَ الألى ما رُشِّحَتْ أَيْمانُهُمْ
إِلاَّ لِبَذْلِ نَدى ً وَعَقْدِ لِواءِ
نزلوا على حكمِ المروءة ِ وَامتطوا
بِالْبَأْسِ ظَهْرَ الْعِزَّة ِ الْقَعْساءِ
أَمْواتُهُمْ بِالذِّكْرِ كالأَحْياءِ
وَلحيهمْ فضلٌ على الأحياءِ
ولاكَ حمدانُ الفخارَ بأسرهِ
وَأجلهُ لبني أبي الهيجاءِ
الْفائضينَ عَلَى الْعُفاة ِ مَواهِباً
وَالناهضينَ بباهظِ الأعباءِ
سكنَ القصورَ العزُّ منذُ حضرتمُ
وَبِكُمْ قَديماً حَلَّ في الْبَيْداءِ
وَعَلَوْتُمُ حَتَّى لَقالَ عَدُوُّكُمْ
أَمُلُوكُ أَرْضٍ أَمْ نُجُومُ سَماءِ
فلتفخرْ بكمُ ربيعة ُ بلْ بنو
عَدْنانَ طُرًّا بَلْ بَنُو حَوَّاءِ
أَيْديكُمُ مَشْكُورَة ُ الآلاءِ
وَوُجُوهُكُمْ مَشْهُورَة ُ اللأْلاءِ
وَأَرى مُشَبِّهَكُمْ بِأَهْلِ زَمانِكُمْ
كَمُشَبِّهِ الإصْباحِ بِالإمْساءِ
وَلأنتَ في الرؤساءِ غيرُ مطاولٍ
وَكذلكَ ابنكَ في بني الرؤساءِ
أَخَذَ الْحُسَيْنُ مِنَ الْمَحاسِنِ صَفْوَها
عَفْواً وَما أَبْقى سِوى الأقْذاءِ
عَمْري لَقَدْ كُبِتَ الْحَسُودُ بِوُصْلَة ٍ
تَصِلُ الرَّفاءَ بِصالِحِ الأبْناءِ
وَاجتابَ منْ خلعِ الخلافة ِ كلَّ ما
تقذي سناهُ نواظرَ النظراءِ
فَلْيَعْلُ أَبْناءُ الْمُلُوكِ كَما حَوى
أَسْنى الْحِباءِ وَعُدَّ في الأحْياءِ
وَمَلابِسُ الْخُلَفاءِ لائِقَة ٌ بِمَنْ
أضحى أبوهُ ناصرَ الخلفاءِ
إِنْ حازَ أَقْطارَ السَّعادَة ِ فهو مَنْ(34/49)
نَمَّتْ عَلَيْهِ مَخايِلُ السُّعَداءِ
وَتحدثتْ تلكَ الشمائلُ أنهُ
عَيْنُ الزَّمانِ بِأَلْسُنٍ فُصَحاءِ
فَأثْنِ الْمَلامَة َ في فِراقٍ بالِغٍ
بِأَبي عليٍّ أَشْرَفَ الْعَلْياءِ
ـدَاني وَلا الدّاني حَياة َ النّائِي
لمؤمليهِ أكرمُ الوزراءِ
لنْ تحسبَ الضراءُ ضراءً إذا
أفضتْ بصاحبها إلى السراءِ
فاجعلهُ مثلَ الشمسِ ينفعُ وقعها
وَضياؤها وَمكانها متنائي
للعزَّ سارَ محمدٌ عنْ أهلهِ
ثمَّ استعانَ بنصرة ِ الغرباءِ
إِنْ كانَ عَنْ عَيْنَيْكَ غابَ فَلَمْ تَغِبْ
أَنْباءُ مَنْ يَأْتي مِنَ الأبناءِ
لا يجحدنكها الحسودُ تجاهلاً
فالصبحُ لا يخفي على البصراءِ
إِنَّ الْمَحامِدَ في الْمَحافِلِ رُتْبَة ٌ
ما حرمتْ إلاّ على البخلاءِ
فَتَمَلَّ مِنْ وَشْي الْقَرِيضِ مَلابِساً
طَرَّزْتَها بِجَلاَلَة ٍ وَعَلاءِ
لَوْ كانَ لِلْعَرَبِ الْقَدِيمَة ِ مِثْلُها
لَمْ تَحْمَدْ الْمَصْنُوعَ في صَنْعاءِ
إنِّي عَقَلْتُ رَكائِبي وَوَسائِلي
في حَضْرَة ٍ مَسْكُونَة ِ الأفْناءِ
مأهولة ِ الأرجاءِ بالنعمِ التي
ما كدرتْ بالمنَّ وَ الإرجاءِ
شفعتُ مواهبها الجسامُ بعزة ٍ
كفلتْ بإعدائي على أعدائي
أبقية َ البيتَ الرفيعِ بناؤهُ
لازِلْتَ تِرْبَ عُلى ً حَلِيفَ بَقاءِ
مستمتعاً بالمأثراتِ ممتعاً
أُذُنَ السَّمِيعِ بِها وَعَيْنَ الرّائي
إِنّا لَنَدْعُو بِالبَقاءِ لِتَسْلَما
أبداً وَلا ندعو بقربِ لقاءِ
فَرَقاً لَعَمْرُكَ أَنْ يُفارِقَ عاصِماً
بِالْبَأْسِ مَعْصُوماً مِنَ الْفَحْشاءِ
حكمٌ بغيرِ تحاملٍ وَحراسة ٌ
حمتِ الهدى وَتقى ً بغيرِ رياءِ
هذا الْوَرى فَضْلاً عَنِ الأمَراءِ
إِنّا أَمِنّا السُّوءَمُنْذُوَلِيتَنا
فَوَقَتْكَ أنْفُسُنا مِنَ الأسْواءِ
وَهناكَ ذا العيدُ الذي حسنتهُ
وَبَقِيتَ مَخْصُوصاً بِكُلِّ هَناءِ
مستعلياً بمناقبٍ مسموعة ٍ
مِنْ أَلْسُنِ الْخُطَباءِ والشُّعَراءِ(34/50)
العصر العباسي >> ابن حيوس >> قَدْ كَفى اللَّهُ وَهْوَ نِعْمَ الْكَافِي
قَدْ كَفى اللَّهُ وَهْوَ نِعْمَ الْكَافِي
رقم القصيدة : 27436
-----------------------------------
قَدْ كَفى اللَّهُ وَهْوَ نِعْمَ الْكَافِي
وَشَفَى الْمَجْدَ وَهْوَ أَلْطَفُ شَافِ
جرَّ ذاكَ الخوفُ الَّذي نكسَ الأبـ
صارَ تيهاً قدْ بانَ في الأعطافِ
نِعْمَة ٌ أَخْلَفَتْ ظُنُونَ الأَعادِي
فِيكَ دَامَتْ مَظِنَّة َ الإِخْلاَفِ
طالَما أَرْجَفُوا وَكانَتْ هَوَادِي
ذي المذاكي نتيجة َ الإرجافِ
يا أميرَ الجيوشِ يا عدَّة َ الظَّا
هِرِ أَكْرِمْ بِذَا النِّدَاءِ الْمُضافِ
لَكَ مِنْ قَلْبِ كُلِّ مَنْ وَحَّدَ اللّهَ
مكانٌ مشاركٌ للشَّفافِ
فَفِدَاءٌ لِعَدْلِكَ الْمالِئيْ الأَرْ
ضَ وَكَانَتْ غُفْلاً مِنْ الإِنْصافِ
أممٌ مذْ وليتَ أمرَ اللَّيالي
آذَنَتْهُمْ صُرُوفُها بِانْصِرَافِ
أَنْتَ سَيْفُ اللَّهِ الَّذِي لَيْسَ يَحْتا
جُ غداة َ الوغى إلى إرهافِ
وسراجُ الدُّنيا فدامتْ إلى أنْ
تتقضَّى منيرة َ الأكنافِ
إنَّ رأيَ الوزيرِ أسَّسَ عزّاً
أنتَ أعليتهُ بذي الأسيافِ
مَنْ يُضِعْ أَمْرَهُ فإِنَّ إِحَامَ العصْـ
رِ يدري منْ يصطفي ويصافي
كلُّ منْ خالفَ الخلافة َ قدْ رآ
ءَ بعينِ اليقينِ عقبى الخلافِ
أَسْرَفُوا ضِلَّة ً فَأَسْرَفْتَ عَدْلاً
قَدْ يُماطُ الإِسْرَافُ بِالإِسْرَافِ
وَاسْتَعانُوا بِنُصْرَة ِ الرُّومِ وَالرُّو
مُ هَباءٌ تَسْفِيهِ هذِي السَّوَافِي
جَهِلُوا أَمْرَهُمْ فَقَدْ عَلِمُوهُ
ذكروا البحرَ عندَ وردِ النِّطافِ
فَأَتَوا أَرْوَعاً يَفُوقُ البَرَايا
بِفَعالٍ مُوفٍ وَقَوْلٍ وَافِ
وتلافوا وما سواكَ رجاءٌ
كَمْ تَلاَفٍ ثَنى عِنانَ تَلاَفِ
فاصطنعْ منْ أتاكَ فالرُّمحُ لا ينـ
فعُ إلاَّ منْ بعدِ عضِّ الثِّقافِ
ليسَ ينجي الطَّريدَ منْ هذهِ الهمَّة ِ
غَيْرُ الإِرْقَالُ وَالإيجافِ
فلينيبوا فما لمنْ أنتَ قافٍ(34/51)
بِشَبَا الْعَزْمِ مَنْزِلٌ دُونَ قافِ
وليشيموا نداكَ فالوردُ صافٍ
ولفيؤوا إليكَ فالظِّلُّ ضافِ
فِي رِياضٍ جِيدَتْ بِصَوْبِ الْعَطايا
فسوامُ الآمالِ غيرُ عجافِ
خلقٌ لا يضيقُ إنْ ضاقتِ الأخـ
لاَقُ عَمَّنْ تَضِيقُ عَنْهُ الْفَيَافِي
واعتزامٌ يلينُ في الزَّمنِ اللَّيـ
نِ ويجفو على الزَّمانِ الجافي
كَرَمٌ فَائِضٌ وَعِزٌّ بِأَطْرَا
فِ العوالي ممنَّعُ الأطرافِ
ما لعرقِ الأتراكِ لا اجتثَّهُ الدَّهـ
رُ وَلاَ مَالَ دَوْحُهُ لِانْقِصَافِ
فأراهمْ قوادماً في جناحِ الـ
عزِّ والنَّاسُ دونهمْ كالخوافي
معشرٌ ينسبُ الفخارُ إليهمْ
فتكاتٌ لكلِّ ضيمٍ نوافِ
شيَّدوا فخرهمْ بفخركَ لمَّا
عايَنُوا الْمَجْدَ ظَاهِراً غَيْرَ خافِ
وقُريشٌ لولا الرِّسالة ُ والتَّنزِ
يلُ ما أذعنتْ لعبدِ منافِ
كُلَّما رُمْتُ مِنْ صِفاتِكَ صِنْفَاً
أخذتْ بي علاكَ في أصنافِ
أَنْتَ نَبَّهْتَ ذَا الْكَلاَمَ فَلاَ نا
مَتْ جُفُونِي إِنْ نامَ لَيْلُ القَوافِي
عَنْ مَعانٍ تَكْسُو الْمَناقِبَ أَفْوَا
فَ ثناءٍ أبقى منَ الأفوافِ
بالِغاتٍ أَقْصى الدُّنا تُنْزِلُ الْمَشْـ
روفَ أعلى منازلِ الأشرافِ
قَدْ سَقَتْ هذِهِ اللُّهى شَجَرَاتٍ
كلَّ حينٍ لهنَّ حينُ قطافِ
خابَ سَعْيُ الْقَرِيضِ إِنْ مَلَّ مِنْ إِتْـ
حافِ مَنْ لاَ يَمَلُّ مِنْ إِتْحافِي
مُنْكِراً عُرْفَهُ وَ أَيُّ ثَناءٍ
بَينَ إِنْكارِهِ وَبَيْنَ اعْتِرَافي
كلَّما جئتُ أشتكي ضعفَ شكري
عن عطاياهُ لجَّ في الإضعافِ
وَثَنائِي وَإِنْ عَلاَ لاَ يُوَفِّي
حَقَّ جَدْوى فِي كُلِّ يَوْمٍ تُوَافِي
كَيْفَ يُثْنِي مِنْ مَكْرُماتِكَ بِالْحا
ضِرِ مَنْ لاَ يَقُوُمُ بالأَسْلاَفِ
صرتُ أبغي فواضلَ العيشِ تبذيـ
راً وَما كُنتُ طامِعاً بِالكَفافِ
لَمْ أَخَلْ وَالْآحادُ تَنْفِرُ مِنِّي
أَنْ تَصِيرَ الْآلاَفُ مِنْ أُلاَّفِي
كلُّ عافٍ ينتابُ فضلك قدْ أصـ
بَحَ يَنْتَابُ فَضْلَهُ كُلُّ عَافِ(34/52)
صَدَّقَتْ هذِهِ الْمَخَايِلُ بِالإِحْـ
سانِ قولَ المدَّاحِ والوُصَّافِ
فبقاءُ المديحِ ما لمْ يكنْ فيـ
كَ بَقَاءُ الْحَبابِ فَوْقَ السُّلاَفِ
فحباكَ الَّذي براكَ بألطا
فٍ توالى منْ أنفسِ الألطافِ
وَعَوَافٍ تَتْرى وَلاَ رُؤِيَتْ مِنْكَ
ربوعُ العليا وهنَّ عوافِ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أَمّا الْفِراقُ فَقَدْ عاصَيْتُهُ فَأَبى
أَمّا الْفِراقُ فَقَدْ عاصَيْتُهُ فَأَبى
رقم القصيدة : 27437
-----------------------------------
أَمّا الْفِراقُ فَقَدْ عاصَيْتُهُ فَأَبى
وَطالَتِ الْحَرْبُ إِلاّ أَنَّهُ غَلَبا
أراني البينُ لما حمَّ عنْ قدرٍ
وَداعنا كلَّ جدًّ قبلهُ لعبا
أَشْكُو إِلى اللّهِ فَقْدَ السَّيْفِ مُنْصَلِتاً
وَالليثِ مهتصراً وَالغيثِ منسكبا
وَالْعِلْمِ وَالْحِلْمِ وَالنَّفْسِ الَّتي بَعُدَتْ
عنِ الدنياتِ وَالصدرِ الذي رحبا
وَمنْ أعادَ حياتي غضة ً وَيدي
مَلأى وَرَدَّ لِيَ الْعَيْشَ الَّذي ذَهَبا
قدْ كنتُ أكرعُ كاساتِ الكرى نخبا
وَبَعْدَ بَيْنِكَ لَمْ أَظْفَرْ بِهِ نُغَبا
وَقدْ أظلنيَ السقمُ المبرحُ بي
فَإِنْ سَلِمْتُ فَما أَدَّيْتُ ما وجَبا
مااعْتَضْتُ مِنْكَ وَلَوْ مُلِّكْتُ مامَلَكَتْ
يمينُ قارونَ أوْ سكنتُ عرشَ سبا
أقولُ هذا وَقدْ صيرتَ لي نشبا
لولاكَ لمْ أرَ لي في غيرهِ نسبا
يَکبْنَ الْمُقَلَّدِ قَدْ قَلَّدْتَني مِنَناً
ماقارَبَ الْحَمْدُ أَدْناها وَلا كَرَبا
سَأَمْلأ الأرْضَ مِنْ شُكْرٍ يُقارِنُ ما
أَوْلَيْتَني رَضِيَ الشّانِيكَ أَوْ غَضِبا
فيمنُ جدكَ أفضى بي إلى ملكٍ
ماابْتَزَّهُ الشِّعْرُ إِلاّ هَزَّهُ طَرَباً
مَحْضِ القَبِيلَيْنِ يُلْفى صالِحاً أَبَداً
في حلبة ِ الفخرِ وَثاباً إذا نسبا
ولادتانِ لهُ منْ عامرٍ قضتا
أَنْ يَشْرُفَ النّاسَ خالاً فاقَهُمْ وَأَبا
أغنى وَأقنى وَأدنى ثمَّ أرغبَ في
إنعامه فأفاد العقل والأدبا
يزيدني كلما أحضرتُ مجلسهُ(34/53)
فضيلة ً لمْ يدعْ لي غيرها أربا
لَوْ تَدَّعِي الشَّمْسُ يَوْماً نُورَهُ كُسِفَتْ
وَلوْ جرى النجمُ يبغي شأوهُ لكبا
شمائلٌ بصنوفِ الفضلِ ناطقة ٌ
وَهمة ٌ قارنتْ بلْ طالتِ الشهبا
تدنو العلى أبداً منهُ وَإنْ بعدتْ
على سواهُ وَينأى كلما قربا
في الممحلاتِ غمامٌ لا يقالُ ونى
وَفي الْحُروبِ حُسامٌ لا يُقالُ نَبا
وَقبلَ قلعتهِ دامتْ ممنعة ً
ما إنْ رأينا سماءً تمطرُ الذهبا
فَكُلُّ نَوْءٍ بِمِصْرٍ جادَني زَمَناً
فداءُ نوءٍ سقاني الريَّ في حلبا
أرى المطامعَ ضلتْ وَهيَ رائدتي
قِدْماً وَقَدْ هُدِيَتْ فَاخْتارَتِ السُّحُبا
يَعِنُّ ذِكْرُكَ أَحْياناً فَيُخْبِرُني
فرطُ الإضاحة ِ عنْ قلبٍ إليكَ صبا
يصغي لهُ في حديثٍ جاءَ مقتضياً
لَهُ وَيَبْغيهِ إِنْ لَمْ يَأْتِ مُقْتَضِبا
أثني فيعجبهُ قولي ويكثرُ منْ
سَلامَتي بَعْدَ أَنْ لَمْ فارَقْتُكَ الْعَجَبا
يامُحْرِزَ الْمَجْدَ مَوْرُوثاً وَمُبْتَدَعاً
وَحائزَ الفضلِ مولوداً وَمكتسبا
وَكُلُّ ما نِلْتُ مِنْ عِزٍّ وَتَكْرِمَة ٍ
وَثَرْوَة ٍ فَإِلى آلائِكَ انْتَسَبا
لمْ يعدُ منْ شامَ نصراً عندَ نائبة ٍ
خِيفَتْ بَوائِقُها إِدْراكَ ماطَلَبا
سللتهُ وَضربتُ النائباتِ بهِ
ما كُلُّ من سلَّ سَيفاً صارماً ضرباً
فَمَرَّ كَالسَّهْمِ إِسْراعاً لِوِجْهَتِهِ
إِنْ هِيْجَ عَنَّ وَإِنْ سِيلَ الْجَزيلَ حَبا
بِهِمَّة ٍ لاتُجارَى في اكْتِسابِ عُلى ً
وَعزمة ٍ لا تشكى الأينَ وَالوصبا
تلقى أعاديهِ منهُ شرَّ منْ لقيتْ
وَيَصْحَبُ الْمَجْدُ مِنْهُ خَيْرَ مَنْ صَحِبا
وَيُشْبِهُ التُّركَ إِقْداماً وَمَحْمِيَة ً
فَإِنْ دَعاهُ وَفاءٌ عاوَدَ الْعَرَبا
صاحبتهُ ولداً براً يعينُ على
قَطْعِ الطَّريقِ فَكَانَ الْوالِدَ الْحَدِبا
تَلاكَ فِيَّ فَأَكْرِمْها مُصاحَبَة ً
تعطي المنى وَتزيلُ الهمَّ وَالتعبا
يابْنَ الَّذينَ إِذا شَبَّتْ وَغى ً مَلَؤُا
دروعهمْ نجدة ً وَاستفرغوا العيبا(34/54)
وَخَوَّفُوا النّاسَ فَارْتاعَتْ مُلُوكُهُمُ
تروعَ السربِ لما عارضَ السربا
منْ أمَّ مسعاكَ أنضى فكرهُ سفهاً
وَلَسْتَ تَلْقاهُ إِلاّ خائِفاً وَصِبا
وَقدْ حللتَ بثغرٍ عزَّ ساكنهُ
سددتهُ بسدادٍ صحح اللقبا
ظافَرْتَ مالِكَهُ دامَتْ سَعادَتُهُ
بمحضِ ودًّ أزالَ الشكَّ وَالريبا
فأنتما فيهِ سيفا عصمة ٍ وَردى
أمضى منَ المرهفاتِ الباتراتِ شبا
إنْ طاولا علوا أوْ فاضلا فضلا
أَوْ حارَبا حَرَبا أَوْ خاطَبا خَطَبا
إِنِّي أَقُولُ وَلَيْسَ الْمَيْنُ مِنْ شِيَمي
إِنِّي شَريكُكَ فِيما عَنَّ أَوْ حَزَبا
لَمّا اشْتَكَى مُرْشِدٌ أَعْظَمْتُهُ نَبَأً
ذادَ الكرى وَاستثارَ الهمَّ وَالوصبا
حتى إذا جاءتِ البشرى بصحتهِ
قَضَتْ بِتَسْكينِ قَلْبٍ طالَما وَجَبا
فَلا بَرِحْتَ وَإِنْ ساءَ الْعِدى أَبَداً
تَلْقى الْخُطُوبَ بِجَدٍّ يَخْرُقُ الْحُجُبا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> لِلَّهِ قَدْرُكَ مَا أَجَلَّ وَأَشْرَفا
لِلَّهِ قَدْرُكَ مَا أَجَلَّ وَأَشْرَفا
رقم القصيدة : 27438
-----------------------------------
لِلَّهِ قَدْرُكَ مَا أَجَلَّ وَأَشْرَفا
وَمَضَاءُ عَزْمِكَ أَيَّ حَادِثَة ٍ كَفا
إنَّ الملوكَ جميعهمْ ما أمَّلوا
ساعينَ ما أحرزتهُ متوقِّفا
وكفاكَ أنَّكَ مذحويتَ مدى العلى
خَلَّفْتَ كُلاًّ دُونَهُ مُتَخَلِّفا
قدْ كانَ يذكرُ منْ مضى زمناً فمذْ
عَفَّى الْعِيَانُ عَلَى حَدِيثِهِمُ عَفا
كَانَتْ جَهَاماً سُحْبُهُمْ فَتَقَطَّعَتْ
فِي الْجَوِّ مُذْ هَبَّتْ رِيَاحُكَ حَرْجَفا
كَمْ خُضْتَ مَلْحَمَة ً تَرُوعُ عُيَيْنَة ً
وَغَفَرْتَ ذَنْباً يَسْتَفِزُّ الأحْنَفَا
وَأَنَلْتَ وَفْراً لَوْ حَوَاهُ حَاتِمٌ
للوى غريمَ المكرماتِ وسوَّفا
قسمَ الفخارُ فللورى أكدارهُ
ولمصطفى الملكِ المظفَّرِ ما صفا
مَلِكٌ إِذَا مَا نَابَ خَطْبٌ كَفَّهُ
وإذا أنابَ إليهِ ذو جرمٍ عفا
يَقْظَانُ إِنْ أَسْدى إِلى بَاغٍ يَداً(34/55)
أخفى وإنْ أعدى على باغٍ حفا
أَبَداً يُؤَسِّسُ مَا بَنى فَفِعَالُهُ
لاَ تَقْتَفي أَثَراً وَلَكِنْ تُقْتَفا
يَزْدَادُ جُوداً كُلَّما بَخِلَ الْحَيَا
وَيَلِينُ إِنْ صَرْفُ الزَّمانِ تَعَجْرفَا
تَلْقى جَمِيلَ الصُّنْعِ مِنْهُ خَلِيقَة ً
كَرَماً وَمِنْ كُلِّ الأنَامِ تَكَلُّفا
عَزْمٌ إِذَا صَدَعَ النَّوَائِبَ صَدَّها
وندى ً إذا أعطى الرَّغائبَ أسرفا
فطريدُ هذا البأسِ مبذولُ الحمى
أبداً وعافي ذي المواهبِ يعتفا
إِنَّ الْخِلاَفَة َ لَمْ يُرَوَّعْ سِرْبُها
منذُ انتضتكَ فكنتَ عضباً مرهفا
فَالْحَقُّ مُرْتَجَعٌ بِسَيْفِ إِمَامِهِ
وَالْمُلْكُ مُمْتَنِعٌ بِعِزِّ مَنِ اصْطَفا
لتزدْ بكَ العلياءُ طولاً إنَّها
عهدتْ إليكَ وكنتَ أوفى منْ وفا
أَعْطَيْتَ لاَ مُتَكَلِّفَاً وَمَنَعْتَ لاَ
متخوِّفاً وحكمتَ لا متحيِّفا
فَرَأَتْكَ أَنْدى مَنْ سَخا وَ أَعَزَّ مَنْ
أعْدَى وأَعْدَلَ مُسْتَعانٍ أَنْصَفا
هممٌ إذا هممٌ أذالتْ أهلها
بَلَغَتْ بِصاحِبِها الْمَحَلَّ الأشْرَفا
حكمتْ لعزِّكَ أنْ تذلَّ لهُ العدى
وَأَبَتْ لِجارِكَ أَنْ يُرى مُسْتَضْعفَا
إنْ نوَّمتْ أهلَ الشَّآمِ فبعدما
منعتْ عيونَ عدوِّهمْ أنْ تطرفا
جارَ الزَّمانُ فما رأوهُ منصفاً
حتّى رأول هامَ الطُّغاة ِ منصَّفا
ذُدْتَ الْخُطُوبَ حَدِيِثَها وَقَدِيمَها
حَتَّى لَصارَ حَدِيثُها مُسْتَطْرفَا
وَحَمَيْتَ مِنْ بُلْدَانِهِمْ ما لَمْ يَزَلْ
غَرَضاً لِعادِيَة ِ الرَّدى مُسْتَهْدَفا
حصَّنتَ طارفها وكمْ متوسِّطٍ
لولاكَ أصبحَ بالقنا متطرِّفا
فَلَهُمْ لَدَيْكَ حِياضُ جُودٍ قَدْ صَفا
لِلوَارِدِينَ وَظِلُّ أَمْنٍ قَدْ ضَفا
وشأوتَ منهلَّ السَّحابِ بنائلٍ
لمَّا طفا أعيا السَّحابَ الأوطفا
فاضَلْتَهُ فَفَضَلْتَهُ لَمَّا هَمى
وخلفتهُ بنداكَ حينَ تخلَّفا
يا منْ نفوسُ الخلقِ بعضُ هباتهِ
وسحائبُ النَّكباتِ ممَّا كشَّفا
أَمَّا وَقَدْ أَوْطَنْتَ آسادَ الشَّرى(34/56)
مِمَّنْ طَغى أَوطانَ حَيَّاتِ السَّفا
فَلَيَعْسُرَنَّ عَلَى اللَّيالي بَعْدَما
كلَّفتها الإسهالَ أنْ تتعسَّفا
قدْ دانتِ الدُّنيا لعزَّتكَ الَّتي
منعتْ نفوساً أنْ تعزَّ فتعزفا
وَتَحَقَّقَ الإِسْلاَمُ أَنْ لاَ عُدَّة ً
تَحْمِيهِ إِلاَّ عُدَّة ُ ابْنِ الْمُصْطَفى
مَنْ كانَ رَأَيُكَ رُمْحَهُ وَمَجِنَّهُ
لمْ يلقَ ريبَ الدَّهرِ أعزلَ أكشفا
خالفتَ رأيَ الدَّهرِ فيَّ ولمْ تزلْ
تعدي على الأقوى الأذلَّ الأضعفا
فَأَجَرتَنِي لَمَّا عَدَا وَلَطَفْتَ بِي
لمَّا قسا ووصلتني لمَّا جفا
أوسعتني حلماً وزدتَ تطوُّلاً
وعطفتَ عفواً قبلَ أنْ تستعطفا
وَهَدَيْتَنِي كَرَماً إِلى سُبُلِ الْغِنى
فلأهدينَّ لكَ الثَّناءَ مفوَّقا
يَسْتَوْقِفُ الرُّكْبَانَ عَنْ أَعْرَاضِهِمْ
فَإِذَا يَمُرُّ عَلَى الْقَطِينِ اسْتُوقِفا
باقٍ على الأيَّامِ يخلفُ ما توى
فِيهِ إِذَا وَعْدُ الأمَانِي أَخْلَفا
وَهِيَ الْمَنَاقِبُ لَنْ يَسِيرَ حَدِيثُها
حَتَّى يَسيِرَ بِهِ الْقَرِيضُ فَيُوجِفا
لا تطلبنَّ لهنَّ غيري ناظماً
مَاكُلُّ مَنْ أَلْفى الْجَوَاهِرَ أَلَّفا
معَ أنَّ مجدكَ لا يُحاطُ بوصفهِ
قدْ جلَّ حتّى دقَّ عنْ أنْ يوصفا
منْ حسنِ ذي الأيَّامِ دامَ بهاؤها
قَدْ كادَتِ الأعْيَادُ أَنْ لاَ تُعْرَفا
فاسلمْ على غيرِ الزَّمانِ لأمَّة ٍ
لولاكَ لمْ يكُ شملها متألِّفا
إِنِّي إِذَا عَدَّ الرِّجالُ قَدِيمَهُمْ
ورأيتُ كلاًّ ذاكراً ما أسلفا
ألغيتُ آبائي وشامخَ ما بنوا
لي منْ على ً وعددتُ هذا الموقفا
لاَ تُكْذَبَنَّ فَلَيْسَتِ الأَشْعَارُ لِي
حتّى تنكِّبَ عنْ سواكَ وتصدُفا
وَقْفٌ عَلَى ذَا الْمَلكِ مَدَّاحٌ مَتى
لَمْ يَسْعَ فِي الطَّلَبِ الشَّرِيفِ تَوَقَّفا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> بقيتَ وَلا عزتْ عليكَ المطالبُ
بقيتَ وَلا عزتْ عليكَ المطالبُ
رقم القصيدة : 27439
-----------------------------------
بقيتَ وَلا عزتْ عليكَ المطالبُ(34/57)
فَإِنّا بِخَيْرٍ ما عَدَتْكَ النَّوائِبُ
لقدْ كذبتْ مذْ ذدتَ عنا ظنونها
فَلا صَدَقَتْ تِلْكَ الظُّنُونُ الْكَواذِبُ
وَلا برحتْ تثني على الدهرِ أمة ٌ
نفوسهمُ منْ بعضِ ما أنتَ واهبُ
وَهَبْتَ لَها الأرْواحَ فيما وَهَبْتَهُ
فجاوزتَ منْ أثنتْ عليهِ الحقائبُ
وَهلْ ضمنتْ تلكَ الحقائبُ آنفاً
ألوفاً بها لاتستقلُّ الركائبُ
حَبَوْتَ بِها مَنْ أَمَّ مُلْكَكَ عائِلاً
وَعاوَدَ يُرْجى جُودُهُ وَهو آيِبُ
وَلَمْ تَزَلِ الْغُدْرانُ تُرْوي مِياهُها
وَتذهبُ بالذكرِ الجميلِ السحائبُ
وَأتبعتها كومَ القلاصِ جميعها
عِرابُ الْمَتالي وَالْفُحُولُ الْمَصاعِبُ
أَعَدْتَ ابْنَ سَلْمانٍ كَأَنْ لَمْ تُنِخْ بِهِ
خُطُوبٌ وَلَمْ يَغْصِبْهُ ماحازَ غاصِبُ
عَطايا كَريمٍ لا يُحيطُ بِوَصْفِها
مَقالٌ وَلايُحصي لَها الْعَدَّ حاسِبُ
وَأروعَ للعافينَ في حجراتهِ
مَواهِبُ تَتْلُوها وَتَتْرى مَواهِبُ
يَفيضُ وَأَفواهُ الشِّعابِ إِلى الْحَيا
ظماءٌ وَأمواهُ العيونِ نواضبُ
صفوحٌ عنِ الأجرامِ أما انتقامهُ
فغبٌّ وَأما عفوهُ فهوَ دائبُ
قديرٌ على الإيجازِ وَهوَ مخاطرٌ
مُبينٌ عَنِ الإعْجازِ وَهْوُ مُخاطِبُ
معاديهِ في قيدٍ منَ العجزِ راسفٌ
وَخاشيهِ في يَمِّ مِنَ الْهَمِّ راسِبُ
فَما تَرْتَقي الأمْلاكُ في دَرَجاتِهِ
وَلا تَلْتَقي أَفْعالُهُ وَالْمَعايِبُ
ضرائبُ فيها العلمُ وَالحلمُ وَالحجى
أَحاديثُها في الْخافِقْينِ ضَوارِبُ
وَما ذكرتْ إلاّ وَماتَ بدائهِ
حسودٌ حقودٌ أوْ كنودٌ موارب
تَفَرَّدْتَ في كَسْبِ الْمَعالِي وَحَوْزِها
وَغَيْرُ فَريدٍ مَنْ لَهُ الْعَزْمُ صاحِبُ
وَما رَبُّها مَنْ رَبَّها نابِيَ الشَّبا
وَمنْ خطوهُ في طرقها متقاربُ
ذرِ الهمَّ للمرتادِ ما لا ينالهُ
وَمنْ لم تنكبهُ الخطوبُ النواكبُ
وَذللْ عصيَّ النومِ بالسطوة ِ التي
أرحتَ بها نومَ الورى وَهوَ عازبُ
وَطيبِ ثَناءٍ طَبَّقَ الأرْضَ فَاكْتَسَتْ(34/58)
مشارقها منْ عرفهِ وَالمغاربُ
وَمَمْلَكَة ٍ نَصْرِيَّة ٍ صالِحِيَّة ٍ
حمتها العوالي وَالرهافُ القواضبُ
أَبَتْ حَوْزَها أَيْدي الأباعِدِ هِمَّة ٌ
خحفظتَ بها ما ضيعتهُ الأقاربُ
وَكنتَ شجى ً للآخذيها تعدياً
وَلَوْلا الشَّجى ماغَصَّ بِالْماءِ شارِبُ
أَضَفْتَ إِلى التَّكْديرِ خَوْفاً وَقَدْ صَفَتْ
مَشارِبُ فيها وَاطْمَأَنَّتْ مَسارِبُ
وَوَاصَلْتَها وَصْلَ الْغَريمِ غَريمَهُ
تُطاعِنُ حَتَّى حُزْتَها وَتُضارِبُ
وَألهمكَ البأسُ الهجومَ على الردى
فلمْ تهبِ الهولَ الذي أنتَ راكبُ
أبَتْ لَكَ أَنْ تَرْضى بِضَيْمٍ وَقائِعٌ
تُعِلُّ الْقَنا فيها فَتَعْلُو الْمَراتِبُ
مَواقِفُكُمْ كَذَّبْنَ ماادَّعَتِ الْعِدى
وَمَنْ قالَ قِدْماً أَيْنَ بِالسَّيْفِ ضارِبُ
وَأنيَّ وَقدْ سطرتَ في كلَّ مأزقٍ
صَحائِفَ تُتْلى وَالسُّطُورُ الْكَتائِبُ
صَحائِفُ مَفْرُوضٌ عَلَى الدَّهْرِ حِفْظُها
لَها الْعَزْمُ مُمْلٍ وَالْمُهَنَّدُ كاتِبُ
وَظافَرَ ذاكَ الْعَزْمَ وَالْحَزَمَ فِكْرَة ٌ
تحدثُ عما أضمرتهُ العواقبُ
وَأَظْهَرْتَ لِلأيّامِ لِيناً وَقَسْوَة ً
تُسالِمُها طَوْراً وَطَوْراً تُحارِبُ
تمرُّ وَ تحلولي على أنْ غلبتها
برأيكَ وَالإقدامِ وَهيَ غوالبُ
وَأَوْضَحْتَ في تِلْكَ الْمَساعي تَبايُناً
بهِ تمَّ هذا السؤددُ المتناسبُ
وَطاعَ لكَ المقدارُ حتى كأنهُ
بِأَمْرِكَ جارٍ أَوْ لِبَطْشِكَ هائِبُ
أَلَسْتَ مِنَ الْقَوْمِ الألى كَفَلَتْ لَهُمْ
بِإِذْلالِ مَنْ عادَوْا عِتاقٌ سَلاهِبُ
إذا قدحتْ في الليلِ لمْ يدجُ غاسقٌ
وَإِنْ ضَبَحَتْ في الصُّبْحِ لَمْ يَنْجُ هارِبُ
وَهِنْدِيَّة ٌ إِنْ جُرِّدَتْ لِكَريهَة ٍ
فأغمادها فيها الطلى وَالترائبُ
مواطنٍ إذا صلتْ وصلتْ لها العدى
سجوداً فآثارُ المذاكي محاربُ
وَحطية ٌ يلفى الردى تبعاً لها
إذا مرقتْ في الأسدِ منها الثعالبُ
أسافلها في أبحرٍ منْ أكفكمْ
طَمَتْ وَأَعالِيها نُجُومٌ ثَواقِبُ(34/59)
تضيءُ مثارَ النقعِ وَهيَ طوالعٌ
وَتبني منارَ العزَّ وَهيَ غواربُ
عتادُ ملوكٍ لا يبالونَ في الندى
وَخَوْضِ الرَّدى الْمَكْرُوهِ ماالدَّهْرُ جالِبُ
تحبُّ من الإقدامِ ما أبغضَ الورى
وَتَسْلُو عَنِ الأرْواحِ وَهِيَ حَبائِبُ
نصية ُ شدادٍٍ وَفخرُ ربيعة ٍ
وَسادة ُ كعبٍ حينَ تحصى المناقبُ
تظلُّ المعالي في سواكمْ غرائباً
ذَواتِ نِفارٍ وَهْيَ فِيكُمْ رَبائِبُ
إذا عددتْ أفعالكمْ عندَ مفخرٍ
غَنِيتُمْ بِها عَنْ أَنْ تُعَدَّ الْمَناسِبُ
وَكلُّ حديثٍ سارَ لمْ يكُ فيكمُ
هَباءٌ أَثارَتْهُ صَباً وَجَنائِبُ
لقدْ بلغتْ أبناءُ صعصعة ٍ بكمْ
ذُرى شَرَفٍ لاتَدَّعِيهِ الْكَواكِبُ
وَلولا رسولُ اللهِ لمْ تلوِ بالعلى
لؤيٌّ وَلمْ تغلبْ على المجدِ غالبُ
وَإنكَ أوفى الناسِ بأساً وَنجدة ً
إذا أَقْبَلَتْ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ مَواكِبُ
وَأحضرهمْ في الخطبِ إنْ عزَّ خاطرٌ
إِذا شاعِرٌ أَكْدى وَأُفْحِمَ خاطِبُ
أرى إبلي ألفتْ مناخاً فأصبحتْ
مسالمة ً أقتابها وَ الغواربُ
وَأَسْعَفَها خَفْضُ الْمُقامِ وَخِصْبُهُ
بَأَضْعافِ مابَزَّ السُّرى وَالسَّباسِبُ
وَلَوْ تَرَكَتْ تَاجَ الْمُلوكِ وَراءَها
تعذرَ مطلوبٌ وَأخفقَ طالبُ
وَجَدْتُ الْغِنى وَالْعِزَّ وَالأمْنَ وَالْعُلى
فلا غروَ أنْ سدتْ عليَّ المذاهبُ
يُرِيدُ أُناسٌ بِذْلَتي وَضَراعَتي
وَلَيْسَ لِمنْ سَرْبَلْتَهُ الْعِزَّ سَالِبُ
أَيادِيكَ أَغْنَتْ عَنْ مَدائِحِ مَعْشَرٍ
مَدائِحُهُمْ لِلنَّاظِمِيها مَثالِبُ
إذا شبتِ النيرانُ للقرَّ وَالقرى
فَلا نارَ إِلاَّ مايُريهِ الْحُباحِبُ
فأضربتُ عمنْ لوْ وقفتُ ببابهِ
تَنَمَّرَ بَوَّابٌ وَأَعْرَضَ حَاجِبُ
وَمَنْ تَبْلُغُ الأعْداءُ فِيهِ مُرادَهَا
وَإنْ قصرتْ عجزاً وَراجيهِ خائبُ
فَيَحْيا وَمَاحَقُّ الْمُوالِيهِ واجِبٌ
عليهِ وَلا قلبُ المعاديهِ واجبُ
فيا شائبَ المعروفِ بالبشرِ منعماً
أَعَدْتَ الشَّبابَ الْغَضَّ والرَّأْسُ شائِبُ(34/60)
وَلولا زمانٌ في ذراكَ قطعتهُ
لَما عادَ مِنْ شَرْخِ الشَّبِيبَة ِ ذَاهِبُ
نَحَتْكَ الْقَوافي وَهْيَ عُوُنٌ عَوانِسٌ
وَها هيَ أبكارٌ لديكَ كواعبُ
عقائلُ تأبى أنْ تزنَّ بريبة ٍ
وَعَهْدي بِها وَهْيَ الإماءُ الْحواطِبُ
وَذَنْبِيَ أَنْ زُفَّتْ إِلى غَيْرِ أَهلِها
ألاَ إنني منهُ إلى المجدِ تائبُ
قَبيحٌ ضَلالُ الْمَرْءِ بَعْدَ اهْتِدائِهِ
وَإبطالهُ ما خبرتهُ التجاربُ
وَعِنْدَكَ لاقَتْ يآبْنُ نَصْرِ بْنِ صالحٍ
رغائبَ في هذا الزمانِ غرائبُ
وَمنْ رهبة ِ التقصيرِ عاودتُ قائلاً
وَلَمْ تَحْوِ شَرْواها العُصُورُ الذَّواهِبُ
هلِ العيدُ إلاَّ بعضُ أيامكَ التي
تماثلهُ في حسنهِ وَتناسبُ
فَلا زِلْتَ تَكْسُوهُ الْمَحاسِنَ حاضِراً
وَتخلفهُ في أهلهِ وَهوَ غائبُ
مَنِيعَ الْحِمى تَضْفُو عَلَيْكَ مَلابِسٌ
لأذْيالِها فَوْقَ السَّماءِ مَساحِبُ
وَلا سلبتنيكَ الليالي فإنني
عنِ العيشِ إلاَّ في جنابكَ راغبُ
العصر العباسي >> البحتري >> ترك السواد للابسيه وبيضا
ترك السواد للابسيه وبيضا
رقم القصيدة : 2744
-----------------------------------
تَرَكَ السّوَادَ للابِسِيهِ، وَبَيّضَا،
وَنَضَا مِنَ السّتّينَ عَنْهُ مَا نَضَا
وشآه أَغْيَدُ في تَصَرُّفِ لحظِهِ
مَرَضٌ أَعلَّ بهِ القُلُوبَ وأمْرَضَا
وَكأنّهُ ألْفَى الصِّبَا، وَجَديدَهُ،
دَيْناً دَنَا ميقَاتُهُ أنْ يُقْتَضَى
أسْيَانُ، أثْرَى مِنْ جَوًى وَصَبَابَةٍ،
وأسَافَ مِنْ وَصْلِ الحِسانِ وأنْفَضَا
كَلِفٌ، يُكَفْكِفُ عَبرَةً مُهْرَاقَةً
أسَفاً على عهدِ الشّبابِ، وما انقَضَى
عَدَدٌ تَكَامَلَ للذّهابِ مَجيئُهُ،
وإذا مُضِيُّ الشّيءِ حانَ، فقد مَضَى
خَفِّضْ عَلَيكَ من الهُمُومِ، فإنّما
يَحظَى برَاحَةِ دَهْرِهِ مَنْ خَفّضَا
وارْفُضْ دَنيَاتِ المَطَامِعِ إنّهَا
شَينٌ يَعُرُّ، وَحَقُّها أنْ تُرْفَضَا
قَعْقَعتُ للبخلاء أذعر جأشهم
ونذِيرةٌ من باتِكٍ أن ُينْتَضَى(34/61)
وَكَفَاكَ مِنْ حَنَشِ الصّرِيمِ تَهدُّداً
إنْ مَدّ فَضْلَ لسانِهِ أوْ نَضْنَضَا
لمْ يَنْتَهِضْ للمَكْرُمَاتِ مُشَيَّعٌ،
مثلُ الوَزِيرِ، إذا الوَزِيرُ استُنْهِضَا
غَمْرٌ، متى سَخِطَ الخَلائقَ ساخِطٌ،
كانَ الخَليقَ خَليقَةً أن تُرْتَضَى
لَوْ جَاوَدَ الغَيْثُ المُثَجَّجُ كَفَّهُ،
لأتَتْ بأطْوَلَ مِنْ نَداهُ وَأعرَضا
ما كانَ مَوْرِدُنا أُجاجاً عِنْدَهُ،
ثَمَداً، وَلا المَرْعَى الخَصِيبِ تَبرُّضَا
كَمْ مِنْ يَدٍ بَيْضَاءَ مِنْهُ ثَنَى بها
وَجْهاً، بلألاءِ للبَشَاشَةِ، أبْيَضَا
ومَعَاشِرٍ رَدَّ العُبُوسُ وُجُوهَهُمْ
أوْقابَ مَحْنِيَةٍ لَبِسْنَ العِرْمِضا
لا بُورِكَتْ تِلْكَ الخِلالُ ولاَ زكتْ
تِلْكَ الطّرائِقُ ما أدَقّ وأغمَضَا
ما زَالَ لي مِنْ عَزْمَتي وَصَرِيمَتي
سَنَداً يُثَبّتُ وطأتي أنْ تُدْحَضَا
لَسْتُ الذي إنْ عَارَضَتْهُ مُلِمّةٌ،
ألْقَى إلى حُكْمِ الزّمانِ وَفَوّضا
لا يَسْتَفِزَّنِي اللّطِيفُ، وَلاَ أُرَى
تَبَعاً لِبَارِقِ خُلَّبٍ، إنْ أوْمَضَا
أعَدُّ عُدمي للكِرَامِ، وَخَلّتي
شَرَفاً أُتيحَ لَهُمْ، وَمَجداً قُيّضا
والحَمْدُ أنْفَسُ ما تَعَوّضَهُ امرُؤٌ
رُزِىءَ التِّلادَ، إذا المُرَزّأُ عُوِّضَا
قَد قُلتُ لابنِ الشَّلْمَغَانِ، وَرَابَني
مِنْ ظُلْمِهِ لي ما أمَضّ وأرمَضا
لا تُنْكِرَنْ مِنْ جَارِ بَيْتِكَ إنْ طَوَى
أطْنَابَ جانبِ بَيْتِهِ، أوْ قَوّضَا
فالأرْضُ واسِعَةٌ لنُقْلَةِ رَاغِبٍ،
عَمّنْ تَنَقّلَ عَهْدُهُ، وَتَنَقّضا
لا تَهْتَبِلْ إغضَاءَتي، إذ كُنتُ قَدْ
أغضَيْتُ مُشتَمِلاً على جَمرِ الغَضَا
أنَا مَنْ أحَبّ مُصَحَّحاً، وكأنّني
فيما أُعاني منكَ مِمّنْ أُبْغِضَا
أغْبَبْتَ سَيْبَكَ كَيْ يَجُمّ، وإنّما
غُمِدَ الحُسامُ المَشرَفيُّ ليُنْتَضَى
وَسَكَتُّ إلاّ أنْ أُعَرّضَ قائلاً
نَزْراً، وَصَرّحَ جُهْدَهُ مَنْ عَرّضا
ما صَاحِبُ الأقْوَامِ، في حاجاتِهِمْ،(34/62)
مَنْ ناءَ عِنْدَ شُرُوعِهِنّ، وأعرَضَا
إلاّ يَكُنْ كُثْرٌ، فَقُلُّ عَطِيّةٍ،
يَبلُغْ بها باغي الرّضا بَعضَ الرّضا
أوْ لاَ تَكُنْ هِبَةٌ، فقَرْضٌ يُسّرَتْ
أسبابُهُ، وَكَوَاهِبٍ مَنْ أقْرَضا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> مَا عَلَيْهَا أَوَانَ تَطْوِي الْفَيَافِي
مَا عَلَيْهَا أَوَانَ تَطْوِي الْفَيَافِي
رقم القصيدة : 27440
-----------------------------------
مَا عَلَيْهَا أَوَانَ تَطْوِي الْفَيَافِي
غَيْرُ حَثِّ الذَّمِيلِ وَالإيجافِ
غيرَ أنَّ المرءَ اللَّجوجَ دعاها
فاعتسفنَ الفلاة َ أيَّ اعتسافِ
أَنْكَرَتْ شَدْقَماً وَأَلْغَتْ جَدِيلاً
مُعْرِباتٍ عَنِ الرِّيَاحِ السَّوَافِي
فانبرتْ كالقسيِّ بلْ كسهامٍ
وَصَلَتْها الْقِسِيُّ بِالأهْدَافِ
حيثُ لا تدركُ السَّنابكُ ركضاً
بعضَ ما أردكتهُ بالأخفافِ
فاعلاتٌ بهنَّ سبعُ ليالٍ
فِعْلَ سَبْعٍ مِنَ السِّنِينَ عِجافِ
وردتْ بعدَ ظمئها نيلَ مصرٍ
قبلَ وردِ الفرَّاطِ والسُّلافِ
حِينَ ذَمَّتْ فِي مَرْتَعِ الْعِزِّ وَالثَّرْ
وة ِ مرعى التَّنُّومِ والخذرافِ
وَأَناخَتْ بِدَوْلَة ٍ عَزَّ فِيها
فكفاها الملمَّ نعمَ الكافي
فخرها وابنُ فخرها معدنُ السُّؤ
ددِ ربُّ العلاءِ تربُ العفافِ
الشَّرِيفُ الأعْرَاقِ وَالنَّفْسِ وَالْهِمَّـ
ـة ِ وَالْمَكْرُماتِ وَالأوْصافِ
ذو صفاحٍ تأبى الجفونَ مقرّاً
وقرى ً في الجفانِ لا في الصِّحافِ
فأعيذتْ منْ كلِّ مينٍ ظنوني
مُنْذُ عاذَتْ بِأَشْرَفِ الأشْرَافِ
وَحَمِدْتُ الزَّمانِ عِنْدَ هُمامٍ
غَيْرُ عافٍ ذَرَاهُ مِنْ أَلْفِ عافِ
لمْ يذمُّوا بظلِّهِ العيشَ في مشـ
تى ً ولا مربعٍ ولا مصطافِ
فتناسيتُ كلَّ مولي جميلٍ
عِنْدَ مَوْلى ً مَوُطَّإِ الأكْنافِ
مجتديهِ مجدٍ وراجيهِ مرجوٌّ
وَأَضْيافُهُ ذَوُو أَضْيافِ
مجحفٌ بالتِّلادِ في سننِ الإحـ
مادِ إجحافَ وقعة ِ الجحّافِ
لَيْسَ يَخْلُو مِنَ النَّدى وَهْوَ يَقْظا(34/63)
نُ ويغشاهُ طارقاً وهوَ غافِ
منعمٌ تبعدُ المذمَّاتُ عنهُ
بُعْدَ مِيعادِهِ مِنَ الإخْلاَفِ
يا قليلَ الألاَّفِ في رتبِ المجـ
دِ انْفِرَاداً وَوَاهِبَ الْآلاَفِ
كم أخٍ في الزَّمانِ فاقَ أخاهُ
بِفَعالٍ بِهِ يَبِينُ التَّنافِي
مثلما فاتَ عبدَ شمسٍ ثناءٌ
حازَهُ هاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَنافِ
بِفَعالٍ بِهِ تَسَمَّى فَأَنْسى
ذِكْرَ عَمْروٍ وَلَيْسَ عَمْروٌ بِخافِ
طافَ كُلٌّ بِبابِ دَارِكَ يَرْجُو
ما يرجِّي الحجيجُ عندَ الطَّوافِ
حيثُ لا مرتعُ المواعيدِ مجدا
بٌ وَلاَ مَرْبَعُ الأمَانِيِّ عَافِ
أنتمُ عصمة ُ الأنامِ ولوْ بنـ
تمْ وكلاَّ ردُّوا بغيرِ خلافِ
هلْ خلا قطُّ منْ قوادمهِ الطَّا
ئرُ إلاَّ وبانَ عجزُ الخوافي
وَلِرَبِّ العِبادِ مِنْكُمْ سُيُوفٌ
غيرُ محتاجة ٍ إلى إرهافِ
حمتِ الدِّينَ بالتَّلافي وبالقهـ
رِ وقدْ كانَ عرضة ً للتَّلافِ
وَثَباتٌ إِلى قِرَاعِ الأعادِي
وَثَباتٌ تَحْتَ الْقَنا الرَّعّافِ
وغداً يعرفُ الأنامَ بسيما
همْ رجالٌ منكمْ على الأعرافِ
قَدْ حَلَلْتُمْ صُدُورَ أَنْدِيَة ِ الْفَخْـ
رِ وحسبُ الكرامِ بالأطرافِ
وإذا الحمدُ ذاعَ في النَّاسِ يوماً
فُزْتَ مِنْ دُونِهِمْ بِحَظٍّ وَافِ
بالنَّسايا......................
أَفضل يَشْتَرِيهِ بِکلإْسْلافِ
لَكَ مِنْهُ أَضْعافُ ما تَسْلُبُ الْغا
رة ُ بعدَ الإلحاحِ والإلحافِ
ولهمْ منهُ مثلُ ما يتركُ السَّا
رقُ بعدَ الإعرافِ للعرَّافِ
أوْ كما غادرتْ عطاياكَ منْ وفـ
ركَ لمَّا نعتَّ بالمتلافِ
فانفردْ بالعلاءِ يابنَ أبي يعـ
لى انْفِرادَ السَّماءِ بِالإشْرَافِ
لا كقومٍ كمْ طولبوا بالمساعي
فأحالوا بها على الأسلافِ
سطَّروا مبطلينَ في صحفقِ الفخـ
رِ حِساباً يَنْحَطُّ بِالأخْلاَفِ
كُلُّ مَنْ كانَ بَيْتُهُ فِي الثُّرَيَّا
وَبِهِ صارَ سابِحاً غَيْرَ طافِ
فَهْوَ بَيْتُ الأعْرَابِ لَمْ يَبْقَ فِيهِ
معلمٌ غيرَ نؤيهِ والأثافي
لا يحسُّونَ بالمذمَّة ِ يوماً(34/64)
هَلْ يُحِسُّ الْوَشِيجُ عضَّ الثِّقافِ
ضلَّ ذا الخلقُ فاهتديتَ فآثا
رُكَ فِي الْمَكْرُماتِ غَيْرُ قَوَافِ
لَمْ تَرُضْ آمِلِيكَ فِي حَلْبَة ِ الْمَطْ
لِ وَلَمْ تَرْضَ لِلْمُنى بِالكَفافِ
مَكْرُماتٌ نُسِبْتَ فِيها إِلى الْجَوْ
رِ وإنْ كنتَ معدنَ الإنصافِ
كُنْتُ أَرْجُو مِنْ قَبْلُ مَنْ لَيْسَ يُرْجى
وكذا الدَّهرُ يبتلي ويعافي
وَكَذا قُلْتُ لِلْمَطامِعِ عِفِّي
وإذا أعوزَ الزَّمانُ فعافي
واعترافي بالجهلِ عذرٌ وقدماً
مُحِيَ الإقْتِرَافُ بِالإعْتِرَافِ
ظفرتْ بالمرادِ عندكَ آما
لِي وَأَعْيا عَلَى الزَّمانِ خِلاَفِي
مِثْلَما يَظْفَرُ الْمُماتُ بِمُحيٍ
لا كما يظفرُ العليلُ بشافِ
وَتَلَطَّفْتَ فِي اقْتِناءِ ثَنائِي
بِهِباتٍ كَثِيرَة ِ الألْطافِ
بينَ عرفٍ يدُ المسيفِ بهِ ملأى
وعرفٍ لمارنِ المستافِ
بَدَأَتْنِي قَبْلَ السُّؤَالِ وَوَالَتْ
بجميلٍ إلى جميلٍ مضافِ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> لَكُمْ أَنْ تَجُورُوا مُعْرِضِينَ وَتَغْضَبُوا
لَكُمْ أَنْ تَجُورُوا مُعْرِضِينَ وَتَغْضَبُوا
رقم القصيدة : 27441
-----------------------------------
لَكُمْ أَنْ تَجُورُوا مُعْرِضِينَ وَتَغْضَبُوا
وَعَادَتُكُمْ أَنْ تَزْهَدُوا حِينَ نَرْغَبُ
جَنَيْتُمْ عَلَيْنا وَاعْتَذَرْنا إِلَيْكُمُ
وَلَوْلاَ الْهَوى لَمْ يُسْأَلِ الصَّفْحَ مُذْنِبُ
وَمَوَّهْتُمُ يَوْمَ الْفِرَاقِ بِأَدْمُعٍ
تُخَبِّرُ عَنْ صِدْقِ الْوِدَادِ فَتَكْذِبُ
وَكَمْ غَرَّ ظَمْآناً سَرَابٌ بِقَفْرة ٍ
وَخَبَّرَ بَرْقٌ بِالْحَيَا وَهْوَ خُلَّبُ
وَمَا بَلَغَتْ مِنِّي نَوَى ً بِسِهَامِها
رماني التجني قبلها والتجني قبلها وَالتجنبُ
وَلمْ يبقَ مما كانَ إلاَّ بقية ٌ
تجيءُ كما جاءَ الجهامُ وَتذهبُ
يُكَلَّفُ طَرْفي رَعْيَهَا وَهْوَ طامِحٌ
وَيسألُ قلبي حفظها وَهوَ قلبُ
صُبَابَة ُ شَوْقٍ مِنْ بَقَايَا صَبَابَة ٍ
إذا ذلَّ فيها طالبٌ عزَّ مطلبُ(34/65)
وَما زادَ ذاكَ الوصلُ أيامَ عطفكمْ
عَلَى مَاأَنَالَ الطَّارِقُ الْمُتَأَوِّبُ
مواصلة ٌ كانتْ كأحلامِ نائمٍ
وَإنْ لام فِيهَا عَاذِلٌ وَمُؤَنِّبُ
دنا بعدها منْ قربها فكأنها
منَ الصدَّ تسبى أوْ منَ الهجرِ تسلبُ
وَقَدْ رُمْتَ أَنْ أَلْقى الصُّدُودَ بِمِثْلِهِ
مقابلة ً لكنني أتهيبُ
سَأَصْبِرُ صَبْرَ الضَّبِّ وَالْمَاءُ ذُو قَذَى ً
وَأمشي على السعدانِ وَالذلُّ مركبُ
وَأَقْفُو بِعَزْمي أُسْرَة ً تَغْلَبِيَّة ً
إَلَى الْمَوْتِ مِمَّا يُكْسِبُ الْعَارَ تَهْرُبُ
وَكُلَّ فَتى ً كَالْخَيْزُرَانَة ِ دِقَّة ً
يُرَاعُ بِهِ لَيْثُ الشَّرى وَهْوَ أَغْلَبُ
إذا ركبوا ألووا بعزَّ عدوهمْ
وَإنْ وهبوا جادوا بما ليسَ يوهبُ
تظلُّ المعالي منْ ثوابِ عفاتهمْ
وَداعيهمُ يومَ الوغى لا يثوبُ
وَلَسْتُ كَمَنْ أَنْحى عَلَيْهِ زَمَانُهُ
فَظَلَّ عَلَى أَحْدَاثِهِ يَتَعَتَّبُ
تلذُّ لهُ الشكوى وَإنْ لمْ يفدْ بها
صلاحاً كما يلتذُّ بالحكَّ أجربُ
وَلكِنَّني أَحْمِي ذَمارِي بِعَزْمَة ٍ
تَنُوبُ مَنَابَ السَّيْفِ وَالسَّيْفُ مِقْضَبُ
لقدْ كذبتْ بالأمسِ منْ ظنَّ أنني
عنِ الحزمِ أزوى أوْ على الرأيِ أغلبُ
وَدَاوِيَّة ٍ بِكْرٍ جَعَلْتُ نِكَاحَهَا
سُرى ضُمَّرٍ فَارَقْتُهَا وَهْيَ ثَيِّبُ
تضلُّ فلوْ بعضُ النجومِ سرى بها
وَرامَ نجاة ً ما درى كيفَ يذهبُ
دَلِيلاَيَ فِيهَا حُسْنُ ظَنِّي وَبَارِقٌ
يبشرُ بالتهطالِ وَالعامُ مجدبُ
وَمُذْ أَرَيَانِي نَاصِرَ الدَّوْلَة ِ أنْجَلى
بِرُؤْيَاهُ مَاأَخْشى وَمَا أَتَرَقَّبُ
رغبتُ بنفسي أنْ أكونَ مصاحباً
أناساً إذا قيدوا إلى الضيمِ أصحبوا
فجاورتُ ملكاً تستهلُّ يمينهُ
نَدى ً حِينَ يَرْضى أَوْ رَدَى ً حِينَ يَنْضَبُ
تَدُورُ كَؤُوسُ الْحَمْدِ حِيناً فَيَنْتَشِي
وَطَوْراً تَصِلُّ الْمُرْهَفَاتُ فَيَطْرَبُ
إِذا مَاارْتَبا غِبَّ الْوَغى خِلَتَ أَجْدَلاً
لَهُ أَبَداً فَوقَ الْمَجَرَّة ِ مَرْقَبُ(34/66)
وَإِنْ أَعْمَلَ الأَفْكَارَ عِنْدَ مُلِمَّة ٍ
تُلِمُّ أَرَتْهُ مايُسِرُّ الْمُغَيَّبُ
وَربَّ نصولٍ لا تنصلُ إنْ جنتْ
وَتنصلُ منْ قاني النجيعِ فتخضبُ
إِذا الْبِيضُ كَلَّتْ يَوْمَ حَرْبٍ فَإِنَّها
مواطنٍ قواضٍ أنَّ تغلبَ تغلبُ
فَإِحْكَامُهُ الأَيَّامَ غَضَّ جِمَاحَهَا
وَأَحْكامُهُ في الدَّهْرِ أَوْ هُمَامٌ لا تْتعقَّبُ
وَلوْ حدتُ عنهُ ضلة ً واستمالني
كَريمٌ مُرَجّى ً أوهامٌ مُحَجَّبُ
لأغنى كما أغنى عنِ الصبحِ حندسٌ
دجا كما أغنى عنِ البدرِ كوكبُ
فَدَاكَ مِنَ الأسْواءِ كَلُّ مُمَلَّكٍ
عَلَى الْجُودِ يُحْدى أَوْ إِلى الرَّوْعِ يُجْذَبُ
تخذتَ اقتضابَ المكرماتِ سجية ً
فَحَالَفْتَ قَوْماً بِالْمَوَاعِيدِ شَبَّبُوا
أصختَ إلى داعي الوغى وتصامموا
وَصَدَّقْتَ آمَالَ الْعُفَاة ِ وَكَذَّبُوا
تَبِيتُ النِّيَاقُ عِنْدَهُمْ مُطْمَئِنَّة ً
وَلما يدرْ قعبٌ وَلمْ يدنَ محلبُ
إِذَا حَارَدَتْ أَخْلاَفُهَا عُطِّلَ الْقِرى
وَعِنْدَكَ مِنْ أَوْدَاجِهَا الدَّمُ يُحْلَبُ
مَسَاعٍ بِهَا وَصّى رَبِيعَة ُ وَائِلاً
وَلما يحلْ عنها عديٌّ وتغلبُ
وَمنهُ إلى حمدانَ كلُّ مملكٍ
لَهُ الْجُودُ وَكْدٌ وَالْمَحَامِدُ مَكْسَبُ
مصاعبُ نالوا بعضَ ما نلتَ منْ على ً
مُؤَمِّلُها مَاعَاشَ يُكْدِي وَيَتْعَبُ
سِوَاكَ بَغَاهَا وَالشَّبَابُ رِدَاؤُهُ
فَعَزَّتْ وَزَادَتْ عِزَّة ً وَهْوَ أَشْيَبُ
فأحرزتها طفلاً فمهدكَ كعبة ٌ
يَلُوذُ بِهَا الرَّاجِي وَنَادِيكَ مَكْتَبُ
خَلاَئِقُ كَالْمَاءِ الزُّلاَلِ وَتَحْتَها
مِنَ الْعَزْمِ وَالإِقْدَامِ نَارٌ تَلَهَّبُ
وَضحنَ فأعلمنَ المعلمَ أنهُ
يُؤَدَّبُ في أَثْنَائِهَا لاَ يُؤَدِّبُ
يُقِرُّ لَكَ الأعْداءُ بِالْبَأْسِ عَنْوَة ً
وَكلُّ عدوًّ مدحهُ لا يكذبُ
وَحسبهمُ يومٌ ثبتَّ لشرهِ
وَقدْ عردَ الحامونَ عنكَ وَنكبوا
مَضَوْا وَلِكُلٍّ في النَّجَاة ِ مَذَاهِبٌ(34/67)
وَمَا لَكَ إِلاَّ نُصْرَة َ الْحَقِّ مَذْهَبُ
وَلَوْ شِئْتَهَا كَانَتْ لَدَيْكَ سَوَابِقٌ
للحقِ العدى لاَ للفرارِ تقربُ
تَطِيحُ إِلى أَنْ تَدَّعِي غَيْرَ أَصْلِهَا
وَتعربُ عنْ أحسابها حينَ تجنبُ
إلى الريحِ تعزى حينَ تجري فإنْ مشتْ
رويداً فجداها الوجيهُ وَمذهبُ
وَبَعْدَ سُلَيْمانٍ إِلى أَنْ رَكِبْتَهَا
وَذللتها ما كانتِ الريحُ ترْكبُ
تَخَالَفْنَ أَلْوَانَاً وَخُضْنَ عَجَاجَة ً
فَلَمْ يَخْتَلِفْ في اللَّوْنِ جَوْنٌ وَأَشْهَبُ
ثَبَتَّ ثَبَاتَاً لَمْ يَكُنْ لآبْنِ مُسْلِمٍ
وَأُوْتِيْتَ صَبْراً لَمْ يَنَلْهُ الْمُهَلَّبُ
هُوَ الْيَوْمَ لَوْ آلُ الزُّبَيْرِ مُنُوا بِهِ
لَقَهْقَرَ عَبْدُاللّهِ عَنْهُ وَمُصْعَبُ
يُخَبَّرُ عَنْهُ مَاتَلاَ الغَسَقَ الضُّحى
وَيروى إلى يومِ المعادِ وَيكتبُ
أَبى لَكَ طِيْبُ النَّجْرِ إِلاَّ عَزِيمَة ً
على الحزمِ في يومِ النزالِ تغلبُ
وَجُدْتَ بِنَفْسٍ لاَيَجُودُ بِمِثْلِهَا
مَعَ الْعِلْمِ بِالْعُقْبى نَبِيٌ مُقَرَّبُ
وَليسَ الفتى منْ لمْ تسمْ جلدهُ الظبا
وَتُحْطَمُ فِيْهِ مِنْ قَنَا الْخَطِّ أَكْعُبُ
وَكَمْ زُرْتَ أَحْيَاءً فَلَمْ يُغْنِ عَنْهُمُ
طِعَانٌ وَلاَ نَجَّاهُمُ مِنْكَ مَهْرَبُ
يودونَ مذْ صارَ الصباحُ طليعة ً
لجيشكَ أنَّ الدهرَ أجمعَ غيهبُ
عرفتَ فصارَ الإنتسابُ زيادة ً
وفي سمعه وَقَرٌ وفي فيه إنلبُ
وَفي بعضِ ذا المجدِ الذي ظفرتْ بهِ
يداكَ غنى ً عما بنى الجدُّ وَالأبُ
على أنهُ فوقَ السماكِ مطنبُ
أَلَمْ تَرَ قِرْواشَاً بَنَت مَكْرُمَاتُهُ
لأسرتهِ البيتَ الذي ليسَ يخربُ
مَكَارِمُ لَمْ يَطْمَحْ إِلَيْهَا مُقَلَّدُ
لعمري وَلاَ أفضى إليها مسيبُ
وَبينَ اللهى وَالواهيبها تناسبٌ
فمنْ أجلِ ذا فيها خبيثٌ وَطيبُ
كذا البأسُ في أهلِ الغناءِ مقسمٌ
وَما يستوي فيها عليٌّ وَمرحبُ
وَقبلكَ ما خلتُ البدورَ لنائلٍ
ترجى وَلاَ زهرَ الكواكبِ تصحبُ(34/68)
فإنْ طابتِ الأوطانُ لي وَذكرتها
فإنَّ مقامي في جنابكَ أطيبُ
عدلتُ إليكَ وَالبلادُ رحيبة ٌ
لِمُرْتَادِهَا لكِنَّ صَدْرَكَ أَرْحَبُ
فهلْ لكَ في منْ لا يشينكَ قربهُ
وَيعربُ إنْ أثنى عليكَ وَيغربُ
إِذَا صَاغَ مَدْحاً خِلْتَهُ مِنْ مُزَيْنَة ٍ
وَتَحْسَبُهُ مِنْ عُذْرَة ٍ حِينَ يَنْسُبُ
قوافٍ هيَ الخمرُ الحلالُ وَكأسها
لِسَانِي وَلكِنْ بِالْمَسَامِعِ تُشْرَبُ
يحلي بها ألحانهُ كلُّ منْ شدا
وَتحلو بأفواهِ الرواة ِ وَتعذبُ
إِذَا أُنْشِدَتْ ظَلَّ الْحَسُودُ كَأَنَّهُ
بِمَا ضُمِّنَتْ مِنْ بَارعِ الحمدُ يُثلَبُ
على ظهره وِقْرٌ وفي عَيْنهِ قذى ً
وَفي سمعهِ وقرٌ وَفي فيهِ إثلبُ
أَخَفْتَ الزَّمَانَ وَهْوَ رَاضٍ مُسَلِّمٌ
وَأمنهُ قومٌ مضوا وَهوَ مغضبُ
وَإنكَ أهدى الناسِ في طرقِ العلى
سَمَا بِكَ دَسْتٌ أَوْ عَلاَ بِكَ مَوْكِبُ
وَأَقْرَبُ مِنْ إِدْرَاكِ مَا تَعِدُ الْمُنى
عداكَ طلوعُ الشمسِ منْ حيثُ تغربُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> تَخَلَّفَ عَنْهُ الصَّبْرُ فِيمَنْ تَخَلَّفا
تَخَلَّفَ عَنْهُ الصَّبْرُ فِيمَنْ تَخَلَّفا
رقم القصيدة : 27442
-----------------------------------
تَخَلَّفَ عَنْهُ الصَّبْرُ فِيمَنْ تَخَلَّفا
وَقَدْ وَعَدَ الْقَلْبُ السُّلُوَّ فَأَخْلَفا
وسارَ مطيعاً للفراقِ وما شفا
حُشَاشَة َ نَفْسٍ مِنْ رَدَاها عَلَى شَفا
وَلَمَّا وَقَفْنا وَالرَّسائِلُ بَيْنَنا
دُمُوعٌ نَهَاها الْوَجْدُ أَنْ تَتَوَقَّفا
ذَكَرْنا اللَّيالِي بِالْعَقيِقِ وَظِلَّها الْ
أنيقَ فقطَّعنا القلوبَ تأسُّفا
وَعاصى الأسى مَنْ حَثَّ قِدْماً عَلَى الأسى
وَعَنَّفَ دَمْعُ الْعَيْنِ مَنْ فِيهِ عَنَّفا
وَفِي حاضِرِ التَّوْدِيعِ مَمْنُوعَة ُ الْحِمى
تريكَ صباحاً جامعَ اللَّيلَ مسدفا
إذا نظرتْ لمْ تعدمِ الظَّبيَ أحوراً
وَإِنْ خَطَرَتْ لَمْ تَفْقَدِ الْغُصْنَ أَهْيَفا
ولمْ ترَ عيني منظراً مثلَ خدِّها(34/69)
وقد كتبتْ فِيه يدُ الرَّمْعِ أَحْدُفَا
عشيَّة َ وافتنا على غيرِ موعدٍ
نوى ً لمْ أزلْ منْ قربها متخوِّفا
كتمتُ الهوى جهدي وبالصَّبرِ مسكة ٌ
وَبَرَّحَ ما أَلْقى فَقدْ بَرِحَ الْخَفاَ
وَلِي سَنَة ٌ لَمْ أَدْرِ ما سِنَة ُ الْكَرى
لهمٍّ أتى ضيفاً فألفى مضيِّفا
يُمَثِّلُ لِي طَيْفاً تَجَنَّبَ فِي الْكَرى
فَلَمَّا جَفانِي الْغُمْضُ أَرْضى وَأَسْعَفا
فيا همُّ دمْ وانفِ الرُّقادِ فإنَّني
وَجَدْتُكَ مِنْهُ الْآنَ أَحْفى وَأَرْأَفا
إلامَ اتِّباعي القلبَ وهوَ يضلُّني
مُطِيعُ هَوى ً لَمْ يَقْوَ إِلاَّ لأضْعُفا
وكمْ أشغلُ العمرَ القريبَ ذهابهُ
بِذِكْرِ حَبيِبٍ بانَ أَوْ مَنْزِلٍ عَفا
وَأَطْلُبُ فِي أَعْقابِهِ عَدْلَ خُرَّدٍ
عدلنَ عنِ الإنصافِ منكَ تنصُّفا
صحبتُ ليالي حتّى مللنني
وثقَّلتُ حتّى آنَ لي أنْ أخفِّفا
وَما بَلَّغَ الْحُسَّادَ فِيَّ مُرَادَهُمْ
قُعُودِي عَنِ الأمْرِ الدَّنِيءِ تَعَففُّا
وَما الْمَرْءُ إِلاَّ مَنْ يَضَنُّ بِنَفْسِهِ
إِباءً وَلاَ يَرْضى مِنَ الْعِزِّ بِاللَّفا
وَمَنْ لاَ يَعِيفُ الطَّيْرُ إِنْ سَنَحَتْ لَهُ
وَإِنْ خالَطَ الْماءَ امْتِنانٌ تَعَيَّفا
يبوءُ بخسرٍ بائعُ العزِّ بالغنى
وَأَخْسَرُ مِنْهُ مُشْتَرِي الْغَدْرِ بِالْوَفا
وما الغرضُ المطلوبُ ممّا أريغهُ
إِذَا كانَ يَوْماً بِالمُروءَة ِ مُجْحِفا
عرفتُ رجالاً لا أذمُّ جوارهمْ
لكوني فيهِ ناعمَ البالِ مترفا
فلمْ أرَ إلاَّ شاكماً يبذلُ اللُّهى
مصانعة ً أو حاكماً متحيِّفا
سوى ملكٍ يأبى الدَّنيَّاتِ فعلهُ
فَيَبْذُلُ إِنْعاماً وَيَحْكُمُ مُنْصِفا
نَخَا وَسَخَى فِي الْمُمْحِلاتِ فَجَارُهُ
بخيرٍ فلا يُعصى وعافيهِ يعتفا
إذا ما جرى في غاية ٍ صدقَ اسمهُ
وَغَادَرَ كُلاًّ خَلْفَهُ مُتَخَلِّفا
لعمري لقدْ بذَّ الملوكَ جميعهمْ
بِأَرْبَعَة ٍ فِي غَيْرِهِ لَنْ تَأَلَّفا
بِأَمْنٍ لِمَنْ يَخْشى وَقَهْرٍ لِمَنْ طَغى(34/70)
وَسَبْقٍ لِمَنْ جارى وَعَفْوٍ لِمَنْ هَفا
فإنْ طلبَ الأمجادُ مسعاهُ قصَّروا
وإنْ حاولوا إخفاءَ سؤددهِ خفا
وإنْ صالَ لمْ تعدُ العقوبة ُ حدَّها
عَلَى أَنَّهُ ما جادَ إِلاَّ وَأَسْرَفا
مليءٌ بأنْ يأتي الجميلَ خليقة ً
إِذَا ما أَتاهُ الْمُحْسِنُونَ تَكَلُّفا
وجدنا الغنى والأمنَ ممَّا أفادهُ
وَخَوْفَ الرَّدى وَالْفَقْرِ مِنْ بَعْضِ مَا نَفَا
أعمُّ الورى جوداً إذا بخلَ الحيا
وأصدقهمْ بشراً إذا البرقُ سوَّفا
تُلاَقِيهِ فِي الْعَامِ الْجَدِيبِ غَمَامَة ٌ
تسحُّ وفي اليومِ العصبصبِ مرهفا
أخافَ الزَّمانَ المستبدَّ برأيهِ
فصارَ على أحكامهِ متصرِّفا
ويأنفُ أنْ يستصحبَ السَّيفُ كفَّهُ
إذا لمْ يقدَّ السَّابريَّ المضعَّفا
ويمنعهُ منْ أنْ يعاودَ غمدهُ
إلى أنْ يرى هامَ الأعادي منصَّفا
وَلَمْ يُرْضِهِ أَنْ فَاقَ فِي الْبَأْسِ عامِراً
وَعَمْراً إِلى أَنْ فَاقَ في الْحِلْمِ أَحْنَفا
وَيُعْرِفُ بِالفَضْلِ الَّذِي بَهَرَ الْوَرى
إذا ما انتمى ملكٌ سواهُ ليُعرفا
وما زرتهُ إلاَّ اعتفيتُ ابنَ مامة ٍ
وَخَاطَبْتُ سَحْبَاناً وَشَاهَدْتُ يُوسُفا
إذا كلَّ أهلُ العلمِ أرهفَ حدَّهمْ
وما خطلوا إلاَّ وكانَ مثقَّفا
إلى أنْ عددنا معجزاتٍ يذيعها
ويُهدي بها ممَّا أنالَ وأتحفا
وَلَمْ آتِهِ أَشْكُو اتِّصَالَ هِبَاتِهِ
وضعفي عنْ شكريه إلاَّ وأضعفا
مَوَاهِبُ شَتّى لَوْ عَدَتْنِي وَحُوشِيَتْ
كفانيَ ما أحرزتهُ متسلِّفا
بِيُمْنَايَ مِنْها صَعْدَة ٌ وَبِأُخْتِها
مجنٌّ وقدماً كنتُ أعزلَ أكشفا
تُبِرُّ عَلَيْهِ بِالْجَمَالِ إِذَا أَتى
وَفى لِي زَمَانٌ قَبْلَ قُرْبِكَ مَاوَفا
بقيتَ لذا الثَّغرِ العزيزِ فلمْ تزلْ
عَلَى سَاكِنِيهِ حَانِياً مُتَعَطِّفا
صَرَفْتَ صُرُوفَ الدَّهْرِ غَيْرَ مُشارَكٍ
فَزَالَتْ كَمَا زَالَ الأَتِيُّ عَنِ الصَّفا
فَلا فُلَّ عَزْمٌ شَرَّدَ الْخَوْفَ عَنْهُمُ
وأسكنهمْ ظلاًّ منَ الأمنِ قدْ ضفا(34/71)
وَلاَ حَجَبَ اللَّهُ الْكَرِيمُ ابْتِهَالَهُمْ
وَلاَ خَابَ دَاعِيهِمْ إِذَا اللَّيْلُ أَغْضَفا
ليهنكَ ذا العيدُ الشَّريفُ ولا تزلْ
لَهُ مَا أَقَامَ النَّيرِّانِ مُشَرِّفا
تبرُّ عليهِ بالجمالِ إذا أتى ت
وتخلفهُ في ذا الأنامِ إذا انكفا
قرنتَ النَّدى بالبشرِ حتّى تمازجا
كمزجِ الزُّلالِ العذبِ صهباءَ قرقفا
تصرَّمُ أخبارُ الكرامِ فتنطوي
وذكركَ ما ينفكُّ يُروى ويقتفا
فضائلُ لا تخفى على ذي نحيزة ٍ
وهلْ لضياءِ الصُّبحِ عنْ ناظرٍ خفا
فرائدُ قدْ صارتْ بنظمي قلائداً
وَمَا كُلُّ مَنْ أَلْفى الْجَواهِرَ أَلَّفا
بِغُرِّ قَوَافٍ لاَ أَخَافُ عِثَارَهَا
تَجَشَّمْنَ حَزْناً أَوْ تَيَمَّمْنَ صَفْصَفا
إذا طرقتْ سمعَ المعاديكَ خالها
صخوراً وإنْ كانت منَ الماءِ ألطفا
تَخَيَّرَهَا مِنْ لُجَّة ِ الْفِكْرِ غَائِصٌ
إِذَا حَازَ أَسْنى الدُّرِّ مِنْ قَعْرِهَا طَفا
وما زلتَ تحبوني بإحسانكَ النَّدى
صَرِيحاً وَأَكْسُوكَ الثَّناءَ مُفَوَّفا
إلى أنْ رآنا منْ لهُ خبرة ٌ بنا
وَكُلٌّ بِما حازَتْ يَدَاهُ قَدِ اكْتَفا
فها أنتَ أغنى النَّاسِ عنْ مدحِ مادحٍ
وَها أَنا بَعْدَ الْعُدْمِ أُرْجى وَأَعْتَفا
أَبَيْتُ بِشِعرِي أَنْ يَرَاهُ مُسَرْبِلاً
سواكَ وشكري أن يُرى متخطَّفا
فَبَيَّضْتَ لِي وَجْهَ الرَّجاءِ وَطالَما
بَدَا لِي وَلَمْ أَعْرِفْكَ أَرْبَدَ أَكْلَفا
وَأَظْهَرْتَ فَضْلِي وَ هْوَ خافٍ عَنِ الْوَرى
بِفَضْلٍ كَفى الْمُدَّاحَ أَنْ تَتَكَلَّفا
وَما كُنْتُ إِلاَّ صارِماً فِيهِ جَوْهَرٌ
جَلَوْتَ الصَّدا عَنْ مَتْنِهِ فَتَكَشَّفا(34/72)
العصر العباسي >> ابن حيوس >> لاَ زِلْتَ تَعْلُو وَإِنْ حُسَّادُكَ اكْتَأَبُوا
لاَ زِلْتَ تَعْلُو وَإِنْ حُسَّادُكَ اكْتَأَبُوا
رقم القصيدة : 27443
-----------------------------------
لاَ زِلْتَ تَعْلُو وَإِنْ حُسَّادُكَ اكْتَأَبُوا
أوْ يبلغَ الحظ ما يقضي بهِ الحسبُ
وإنْ يكنْ ما بلغتَ اليومَ مذهلهمْ
فإنهُ دونَ ما ترجو وَ ترتقبُ
تُعْلِي الْمَنازِلُ قَوْماً قَبْلَهَا خَمَلُوا
وَأنتَ منْ لمْ تزلْ تعلو بهِ الرتبُ
إنْ لمْ تكنْ للنجومِ النيراتِ أخاً
فَأَنْتَ غَيْرَ مُنَاوى ً جَارُهَا الْجُنُبُ
إنَّ الجلالة َ منْ أفعالكَ انتقلتْ
فَإِنْ خُصِصْتَ بِأَوْفَاهَا فَلاَ عَجَبُ
فليدرِ منْ ظلَّ مشغوفاً بها علقاً
أنَّ النباهة َ علقٌ ليسَ يغتصبُ
فإنَّ دونَ المعالي شقة ً بعدتْ
بِهَا الْمَشَقَّة ُ دُونَ الْفَوْزِ وَالشَّجَبُ
لَمَّا اصْطَفَاكَ لَهُ الَمَلِكُ الأَعَزُّ حِمَى ً
حَبَاكَ مَايَصْطَفِي مِنْهَا وَيَنْتَخِبُ
حباءَ منْ يهبُ الدنيا بأجمعها
وَلاَ يُصَادَفُ مُعْتَدَّاً بِمَا يَهَب
وَمُذْ دَعَاكَ إِمَامُ الْعَصْرِ عُدَّتَهُ
عادتْ سراعاً على أعقابها النوبُ
وَقولهُ عدتي دونَ الورى صفة ٌ
وَإنْ تظنى جهولٌ أنها لقبُ
وَهلْ تحلتْ رياضٌ غبَّ ماطرة ٍ
بِمِثْلِ مَا حُلِّيَتْ مِنْ وَصْفِكَ الْكُتُبُ
أَعْظِمْ بِهَا كُتُباً جَاءَتْكَ حَائِزَة ً
مناقباً كثرتْ ما حازتِ الكتبُ
وَسربلتكَ ثناءً جلَّ موقعهُ
عما كستكَ ثياباً عمها الذهبُ
هذي تعاودُ أسمالاً إذا ابتذلتْ
حيناً وَتلكَ على طولِ المدى قشبُ
لما تضايقَ بالجيشِ الفضاءُ ضحى ً
بَثَثْتَ في الْجَوِّ جَيْشَاً مَالَهُ لَجَبُ
وَما رأينا سماءً قبلَ يومكَ ذا
في أفقها الطيرُ وَالآسادُ تصطحبُ
غَابٌ تَلُوحُ بِأَعْلاَهُ ضَرَاغِمُهُ
فَوَاغِراً أَبَداً لَمْ تَدْرِ مَا السَّغَبُ
مستعلياتٌ لها منْ فضة ٍ قصبٌ
يُقِلُّهَا وَلَهَا مِنْ عَسْجَدٍ أُهُبُ(35/1)
وَقدْ أظلتكَ لما سرتَ أربعة ٌ
قلبُ الغزالة ِ إعظاماً لها يجبُ
تعلو بأقربها عهداً بمنْ شرفتْ
بِذِكْرِهِ سُوَرُ الْقُرْآنِ وَالْخُطَبُ
سمتْ إلى حيثُ قوسُ المزنِ فاعتصمتْ
بِبَعْضِهِ وَلَهَا مِنْ بَعْضِهِ عَذَبُ
وَتَسْتَقِلُّ بِمَاءٍ مَالَهُ حَبَبٌ
وتَسْتَظِلُّ بِنارٍ مَالَهَا لَهَبُ
فإنْ بدتْ في سوادِ النقعِ طالعة ً
وَأنتَ وَابناكَ قبلَ السبعة ُ الشهبُ
كأنما التبرُ بحرٌ فاضَ فاعترفتْ
مِنْهُ الْكُسى وَالْعِتَاقُ الْقُبُّ وَالْقُبَبُ
وَكُلُّ مَاضِ تَدِينُ الْمُرْهَفَاتُ لَهُ
تجنى السلامة ُ منْ حديهِ وَالعطبُ
إِذَا عَلاَهُ نَجِيعٌ فَوْقَ جَوْهَرِهِ
في مأزقٍ خيلَ خمراً فوقها حببُ
قلدتموها على علمٍ بأنكمُ
ذَوُو الْقُلُوبِ الَّتي مَا حَلَّهَا رُعُبُ
وَأنكمْ موردوها كلَّ يومِة غى ً
مِنْ قَبْلِ أَنْ تَرِدَ الْخَطِّيَة ُ السُّلُبُ
وَإِنْ تَقَلَّدتُمُوهَا وَهْيَ نَاصِلَة ٌ
فإنها منْ دمِ الأعداءِ تختضبُ
وَقدْ فرعتَ بهذا الدستِ منزلة ً
نصيبُ شانيكَ منها الهمُّ وَالتعبُ
إِذَا الْمُلُوكُ إِلى لَذَّاتِهَا جَنَحَتْ
وَشَارَكَ الْجِدَّ في أَفْعَالِهَا اللَّعِبُ
فَلَنْ تَزَالَ بِحَسْمِ الظُّلْمِ في شُغُلٍ
عما دعاكَ إليهِ الظلمُ وَالشببُ
لئنْ غضبتَ لسومِ الخسفِ حينَ رضوا
لقدْ رضيتَ بحكمِ الجودِ إذْ غضبوا
في دولة ٍ بكَ نالتْ فوقَ بغتيها
في منْ عصى فعصا أعدائها شعبُ
فأنتَ معتزها وَابناكَ منجبها
وَنَصْرُهَا وَلَكَ الْعَضْبُ الهُمَامُ أَبُ
لئنْ أفادا علواً في بعادهما
فالمسكُ يزدادُ قدراً حينَ يغتربُ
لاَ يطعمنَّ نبيهٌ في مكانهما
فَمَا الْمَجَرَّة ُ مِمَّنْ رَامَهَا كَثَبُ
الْجَائِدَانِ إِذَا مَا ضَنَّتِ السُّحُبُ
وَالذائدانِ إذا ما كلتِ القضبُ
بَنِي أَبِي صَالِحٍ مَازَالَ عِنْدَكُمُ
مُذْ كُنْتُمُ الرَّغَبُ الْمَعرُوفُ وَالرَّهَبُ
أَلسْتُمُ مَعْشَراً يَنْأَى إِذَا بعُدُوا(35/2)
حُسْنُ الْفِعَالِ وَيَدْنُو كُلَّمَا قَرُبُوا
إِذَا وُجُوهُهُمُ بِالْعِثْيَرِ أنْتَقَبَتْ
بَدَا الْمَضَاءُ الَّذي مَا دُونَهُ نُقُبُ
طِبْتُمْ فَطابُ حَديثٌ تُوصَفُونَ بِهِ
مُكَرَّراً ذِكْرُهُ ما كَرَّتِ الحُقُبُ
وَالمادحونَ على أبوابكمْ حزقاً
لِقَوْلِ حُسَّادِكُمْ لِلْمادِحِ السَّلَبُ
تَسْمُو الإِمَارَة ُ إِذْ تُعْزى إِلَيْكَ كَما
تسمو تميمُ بنُ مرًّ حينَ تنتسبُ
وَبَعْدَ بَيْتِ رَسُولِ اللّهِ ما فَخَرَتْ
بِمِثْلِ بَيْتِكَ لاعُجْمٌ وَلا عَرَبُ
بيتٌ لهُ العزُّ أرضٌ وَالإباءُ سماً
وَالْبَاتِراتُ عِمادٌ وَالنَّدى طُنُبُ
حماهُ منْ دارمٍ في كلَّ معتركٍ
غُلْبٌ عَلَى الْمَجْدِ والْعَلْيَاءِ قَدْ غَلَبوا
لَمَّا أَبَوْا دَرَّ أَخْلافِ اللِّقَاحِ قِرى ً
بَاتَتْ لَدَيْهِمْ مِنَ الأَوْدَاجِ تُحْتَلَبُ
وَإنْ غنيتَ بما أثلتَ منْ شرفٍ
عَنْ ذِكْرِ ما أَثَّلَتْ آبَاؤُكَ النُّجُبُ
فالمرءُ إنْ لمْ تقدمهُ مآثرهُ
لَمْ يُعْلِهِ نَسَبٌ زَاكٍ وَلا نَشَبُ
أَمّا دِمَشْقُ فَقَدْ أَسْلَفْتَ نُصْرَتَها
في سالفِ الدهرِ إذْ أنصارها غيبُ
غَابُوا بِأَسْرٍ وَقَتْلٍ وَانْتِجاعِ عِدى ً
وَأنتَ وحدكَ فيها جحفلٌ لجبُ
حَامَيْتَ عَنْها مُحَامَاة َ الْمَليكِ لَها
فَهَلْ زَمَانَكَ هذا كُنْتَ تَرْتَقِبُ
فكنتَ أبعدَ خلقِ اللهِ منْ فرقٍ
إِذا تَفارَقَتِ الأَسْيافُ وَالقُرُبُ
كَمْ خُضْتَ مِنْ دُونِها ناراً مُضَرَّمَة ً
مَا خَاضَها مِنْ لَهُ في نَفْسِهِ أَرَبُ
وَكمْ نطقتَ بفصلِ القولِ مرتجلاً
وَالبيضُ في قممِ الأبطالِ تصطحبُ
فمنْ بيانكَ ماءُ الفضلِ منهمرٌ
وَمنْ بنانكَ ماءُ الجودِ منسكبُ
والْمَجْدُ إِنْ كانَ في الأَقْوامِ مُكْتَسَباً
فإنهُ فيكَ مولودٌ وَمكتسبُ
سطوتَ فاستصغرَ الأنجادُ ما قهروا
وجدتَ فاستزرَ الأجوادُ ما وهبوا
مَكارِمٌ بَزَّتِ الرُّكْبَانَ رَأْفَتَهَا
باليعملاتِ فما تثنى لها ركبُ(35/3)
وَصَيَّرَتْ قَصْرَكَ الْعَافُونَ مَوْطِنَهُمْ
إذا مضتْ عصبٌ منها أتتْ عصبُ
إِذا الْوَسَائِلُ عِيفَتْ عِنْدَ مَنْ قَصَدُوا
شربتَ ما صرفوا منها وَما قطبوا
وَإِنْ أَتَتْكَ كُؤُوسُ الْحَمْدِ مُتْرَعَة ً
لَمْ تَأْتِهِمْ نُخَبٌ مِنْهَا وَلا نُغَبُ
شَرُفَتْ نَفْساً فَأَحْسَنْتَ الْخِيَارَ لَهَا
فالمالُ محتقرٌ وَالحمدُ محتقبُ
وَلَسْتَ تَذْخَرُ مِمّا أَنْتَ كَاسِبُهُ
إلاَّ كما ذخرتْ منْ مائها السحبُ
لقدْ أتاحَ غياثُ المسلمينَ لهمْ
منكَ الشفاءَ الذي ما بعدهُ وصبُ
فَدَامَ سُلْطَانُ تَاجِ الأَصْفِيَاءِ وَلاَ
زَالَتْ عَنِ الْخَلْقِ مَا خَافُوا وَمَا رَغِبُوا
يَدٌ لِمُعْتَزِّهَا مِنْ مَنْعِهَا حَرَمٌ
كَمَا لِمُعْتَرِّهَا مِنْ بَذْلِهَا نَشَبُ
نوالها كهتونِ الغيثِ منتجعٌ
وَمَا حَمَتْ كَعَرِينِ اللَّيْثِ مُجْتَنَبُ
فلا غدتْ نائباتُ الدهرِ رائعة ً
رَعِيَّة ً كُشِفَتْ عَنْهَا بِكَ الْكُرَبُ
وَلاَ ألمَّ بكَ المكروهُ في قمرٍ
زالتْ بمطلعهِ عنْ قلبكَ الريبُ
أَنّى وَأَوْبَتُهُ لِلصَّوْمِ مُوجِبَة ٌ
وَوَجْهُهُ كَهِلاَلِ الْفِطْرِ مُرْتَقَبُ
وَمَا تَحَايَدَتُ عَنْ ظِلٍّ نَشَأْتُ بِهِ
وَلاَ انقطعتُ لأني عنكَ منجذبُ
بلْ شئتُ إعلامَ منْ تندى بمسألة ٍ
يَدَاهُ أَنَّ نَدَاكَ الْغَمْرَ يَقْتَضِبُ
جودٌ هربتُ بآمالي فأدركها
فالحمدُ للهِ إذْ لمْ ينجني الهربُ
وَلوْ أفضتُ حياتي للثناءِ بهِ
لما نهضتُ بمعشارِ الذي يجبُ
فكلُّ ربَّ جميلٍ جرهُ سببٌ
فِدَاءُ بَادٍ بِنُعْمَى مَا لَهَا سَبَبُ
لِيَثْنِ عَنِّي صُرُوفَ الدَّهْرِ رَاغِمَة ً
أني علقتُ بحبلٍ ليسَ ينقضبُ
وَقَدْ تَحَقَّقْتُ قِدْماً أَنَّ مَأْرُبَتِي
تقضي وَما عضَّ فيها غارباً قتبُ
فانظرْ لمنْ مالهُ في الحرصِ مضطربٌ
نَزَاهَة ً وَلهُ في الأَرْضُ مُضْطَّرَبُ
لِمُصْعَبٍ يَطَّبِيهِ الْعِزُّ يُحْرِزُهُ
والْخَصْمُ يُعْجِزُهُ لاَ الْمَاءَ وَالْعُشُبُ(35/4)
إني غذا شئتُ أنْ يرتاحَ ذو كرمٍ
أَدَرْتُ رَاحاً أَبُوهَا الْفِكْرُ لاَ الْعِنَبُ
وَلاَ اعتدادَ بما أهديتُ منْ مدحٍ
وَإنْ تخيرها حبيكَ وَالأدبُ
إنَّ الفعالَ الذي ما شابهُ كدرٌ
شادَ المقالَ الذي ما شابهُ كذبُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> كِلاَنا إِذَا فَكَّرْتَ فِيهِ عَلَى شَفا
كِلاَنا إِذَا فَكَّرْتَ فِيهِ عَلَى شَفا
رقم القصيدة : 27444
-----------------------------------
كِلاَنا إِذَا فَكَّرْتَ فِيهِ عَلَى شَفا
وَقَدْ مَرَّ فِي التَّعْلِيلِ وَالْمَطْلِ ما كَفا
وإنِّي لأخفي ما لقيتُ صيانة ً
لعرضكَ فامننْ قبلَ أنْ يبرحَ الخفا
سالك لاَ تُرْكِنْ إِلَيْهِ فَلَوْ صَفا
لَكَ الدَّهْرُ كَالْعَهْدِ الْقَدِيمِ لَما صَفا
تحكَّمَ في دارِ الوكالة ِ فانبرتْ
بغاراتهِ قاعاً كما شاءَ صفصفا
فَأَفْقَرَ وَاسْتَغْنى وما كَفَّ شَرَّهُ
وحازَ تراثَ العالمينَ وما اكتفا
أَضافَتْ لَهُ تِلْكَ الإساءَة ُ وَحْشَة ً
مخافة َ أنْ يجزى بما كانَ أسلفا
وَقَدْ بانَ في الْحَوْماهِ والْجاهِ قِدْحُهُ
فَلا يَلْغَ مَنْ لاَ يَقْوَ إِلاَّ لِتَضْعُفا
تَعَمَّدَني بِالْجَوْرِ كَيْ يَسْتَفِزَّني
فَلاَ كانَ مَا يَرْجُو لَدَيَّ وَلاَ اشْتَفَا
وَسَوَّفَنِي حِيناً إِلى أَنْ شَكَوْتُهُ
عَلَى أَنَّني لَمْ أَلْقَ إِلاَّ مُسَوِّفا
إذا عدمَ الإحسانُ عندكَ لم نجدْ
أخا سنًّة ٍ في العدلِ والجودِ يقتفا
إمامُ كرامِ العصرِ أنتَ فلا تجرْ
عنِ القصدِ إنْ جارَ الزَّمانُ وإنْ وفا
ولا تنسى أقوالاً بشكركَ لمْ يزلْ
يبوحُ وأشعاراً لمجدكَ تصطفا
وكنْ راحماً منْ يبتغي ردَّ مالهِ
أَذَلَّ مِنَ الْمُسْتَرْفَدِي النّاسِ اوقفا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> بكَ اقتضى الدينُ ديناً كانَ قدْ وجبا
بكَ اقتضى الدينُ ديناً كانَ قدْ وجبا
رقم القصيدة : 27445
-----------------------------------
بكَ اقتضى الدينُ ديناً كانَ قدْ وجبا(35/5)
وَأَنْجَزَ اللّهُ وَعْداً كانَ مُرتَقَباً
فعاودَ الجدبُ خصباً وَالمباحُ حمى ً
وَالأَمْنُ مُسْتَوطِناً وَالْخَوْفُ مُغْتَرِباً
أنارَ رأيكَ وَالأيامُ داجية ٌ
فأشرقتْ وَجلاَ تأثيركَ الكربا
قرنتَ نوراً وَتأثيراً بمنزلة ٍ
لاَ ترْتَقى فَثَمَنْتَ السَّبْعَة َ الشُّهُبا
ذُدْتَ الأُلى قَهَرُوا الأَمْلاَكَ وَانْتَزَعُوا
ما استحقبتهُ بأطرافِ القنا حقبا
ضراغمٌ تفرسُ الأبطالَ شردها
عما أرادتْ هزبرٌ يفرسُ النوبا
لقدْ حمى ملبداً أكنافَ غابتهِ
فَمَا تَظُّنُّ بِهِ الأَعْدَاءُ لَوْ وَثَبا
جذَّ الرقابَ وَما إنْ سلَّ صارمهُ
وَاستنزلَ الخطبَ مقهوراً وَما ركبا
وَأَمَّنَ النَّاسَ مَا خَافُوهُ مِنْ فِتَنٍ
ضَاقَ الزَّمَانُ بِأَدْنَاهَا وَإِنْ رَحُبا
لَمْ تُغْنِ فِيهَا عَنِ الْمُثْرِينَ ثَرْوَتُهُمْ
بَلْ ذُو الْحَلِيَلَة ِ مِنْهُمْ يَحْسُدُ الْعَزَبا
فكيفَ كشفتَ محجوباً حنادسها
وَالبدرُ لا يكشفُ الظلماءَ محتجبا
وَلوْ يكونونَ أكفاءً برزتَ لهمْ
بُرُوزَ جَدِّكَ لَمَّا نَكَّسَ الصُّلُبا
لكِنْ قَعَدْتَ وَأَغْرَيْتَ الْخُطُوبَ بِهِمْ
مُذَلِّلاً مِنْ صُرُوفِ الدَّهْرِ مَا صَعُبا
فِي أَيِّ يَوْمِ نِزَالٍ حَارَبُوكَ فَمَا
دارتْ كؤوسُ المنايا فيهمُ نخبا
حتى مضى ملكهمْ يشكو وغى ً بلغتْ
فيهِ رضاكَ وَلمْ يبلغْ بها أربا
شَكْوى الْجَرِيحِ الَّذِي أَعْيَتْ سَلاَمَتُهُ
لاَ مثلَ ما يتشكى الغاربُ القتبا
وَما نجا تركمانٌ إذْ ندبتَ لهُ
مِنْ عَامِرٍ عُصَباً أَعْزِزْ بِهَا عُصَبَا
وَلَوْ تَمَهَّلَ مُرْدِيهِ أَتَوْكَ بِهِ
إتيانَ جنَّ سليمانٍ بعرشِ سبا
وافى بلادكَ مغتراً بمالكها
جهلاً وحيناً فلاقى دونها العطبا
وَكانتِ التركُ بالأعرابِ جاهلة ً
حتى أتحتَ لها أنْ تعرفَ العربا
لاَقَوْهُمُ بِرِمَاحٍ طَالَمَا انْحَطَمَتْ
وَاسْتَخْلَفَتْ في الْعِدى الْهِنْدِيَّة َ الْقُضُبا
وَما ثَنَاها وَإِنْ أَغْمَادُها خَلِقَتْ(35/6)
صوارمٌ حليتْ أغمادها ذهبا
جحافلٌ قيضَ اللهُ البوارَ لها
منْ نكبَ الحقَّ في أحكامهِ نكبا
وَلمْ يفتْ منهمُ إلاّ أغيلمة ٌ
نَجَتْ بِهِمْ مُقْرَباتٌ تَحْمِلُ الأُرَبا
تنعى إلى القومِ منْ ظنوا بمقدمهِ
والْبَغْيُ مَصْرَعُهُ أَنْ يَمْلِكُوا حَلَبا
غرابُ بينٍ صموتٌ قبلَ مقتلهِ
حتى إذا ما أتاهُ حينهُ نعبا
رَجَوْا بِهِ الْغَايَة َ الْقُصْوى فَلا عَجَبٌ
أنِ استطارتْ عصاهمْ بعدهُ شعبا
كَأَنَّ أَنْفُسَهُمْ أَتْباعُ مُهْجَتِهِ
وَصِدْقَ إِقْدامِهِمْ مِنْ بَعْضِ ماسُلِبَا
وکلنَّارُ تَخْبُو إذَا مَا غَابَ مُوقِدُهَا
وَالزندُ إنْ لمْ يعنهُ القادحونَ كبا
فليتركِ البأسُ للأولى بنسبتهِ
فالبأسُ لا شكَّ كعبيٌّ إذا انتسبا
إنْ ضيعوا الحزمَ لما نازلوا حلبا
فَقَدْ أَصَابُوهُ لَمَّا أَزْمَعُوا هَرَبا
غَدَاة َ وَلَّوْا عَلَى جُرْدٍ تَشُدُّ بِهِمْ
وَهُمْ يَظُنُّونَ خَوْفاً شَدَّها خَبَبا
عَنْ هَيْبَة ٍ لَكَ لَمْ تُؤْمَنْ بَوائِقُها
لوْ أنها في الزلالِ العذبِ ما شربا
دُونَ الْغَنِيمَة ِ أَهْوالٌ تُكَدِّرُها
وَفي الْهَزيمَة ِ مَنْجاة ٌ لِمَنْ هَرَبا
طودٌ منَ العزَّ ما زالتْ تهبُّ بهِ
رياحُ عزمكَ حتى صيرتهُ هبا
سموا إلى مرتقى ً صعبٍ فعاقهمُ
جدٌّ رأوا جدهمْ في جنبهِ لعبا
وَ النجمُ ليسَ بمعلٍ نجمَ صاحبهِ
مالَمْ يُؤَيِّدْهُ جِدٌّ يَخْرُقُ الْحُجُبا
جَماعَة ٌ عَدِمَتْ دُنْيا وَآخِرَة ً
مَاكُلُّ مَنْ سَاءَ مَحْياً ساءَ مُنْقَلَبا
وَحَيْثُ حَلَّتْ فَما تَنْفَكُّ تُطرِقُها
جَيْشاً مِنَ الرُّعْبِ لَمْ تَسْمَعْ لَهُ لَجَبا
كففتَ عنهمْ وَلوْ شئتَ اجتياحهمُ
لمْ تتركْ منهمُ رأساً وَ ذنبا
فهلْ تعمدتَ بقيا أمة ٍ شهدتْ
ثباتَ جأشكَ حتى تنذرَ الغيبا
إنْ أقلعتْ غيرُ الأيامِ راغمة ً
فَبَعْدَ أَنْ أَكْثَرَتْ مِنْ صَبْرِكَ الْعَجَبَا
لمْ يطرقوا الشامَ إلاَّ بعدَ أنْ جمعوا
مِنَ العَشِيرَة ِ مُخْتاراً وَمُغْتَصَبا(35/7)
مكايدٌ أوهمتهمْ أنْ تكادَ بها
كانتْ لآسادهمْ عندَ النزالِ زبا
وَنارُ حربٍ شووا فيها الورى زمناً
فحينَ قارعتهمْ صاروا لها حطبا
بأيما سببٍ تخشى سعادتهمْ
أَنّى وَقَدْ ذَهَبَتْ في ضِمْنِ ما ذَهَبا
أَبِالسُّيُوفِ الَّتي فَلَّلْتَ قَاطِعَها
أمْ بالقلوبِ التي أسكنتها الرعبا
لولاَ كلابٌ لما جاستْ جيوشهمُ
هذِي البِلادَ وَلاَ مَدُّوا بِهَا طُنُبا
رَامُوا الْمَوَدَّاتِ مِنْ أَعْدَى عُداتِهِمُ
وَذَاكَ رَأْيٌ إِلى غَيْرِ الصَّوابِ صَبا
فقارعوا عارضاً عمتْ مواطرهُ
وَيَمَّمُوا لَمْعَ بَرْقٍ طَالَما كَذَبا
كَطَارِدٍ إِبْلَهُ والأْرْضُ مُخْصِبَة ٌ
يَبْغِي سِبَاخاً يُرَجِّي عِنْدَهَا العُشُبا
حَتّى إِذَا كَذَبَتْ فِيهِمْ ظُنُونُهُمُ
فَاؤُا إِلَيْكَ بِظَنٍّ جَانَبَ کلْكَذِبا
فردَّ قربكَ عزاً كانَ منتزحاً
عنهمْ وَأطلعَ نجماً كانَ قدْ غربا
حلوا بهِ الذروة َ العليا وَعاضهمُ
مِنَ النَّبُوِّ مَضَاءً وَالوِهَادِ رُبا
وَصَادَفُواوَلَداً بَرَّاً بِكَهْلِهِمُ
وَلللمراهقِ منهمْ والداً حدبا
مِنْ يُجْزِلُ العُرْفَ إِذْ يَرْجُونَهُ رَغَباً
وَيَبْذُلُ الْعَفْوَ إِذْ يَخْشَوْنَهُ رَهَبا
إِذَا وَحى الْحِقْدُ والشَّحْنَاءُ مَا اجْتَرَمُوا
مَحَا تَجَاوُزُهُ وَالصَّفْحُ مَا كَتَبا
وَإنْ سطا فالمنايا بعضُ أسهمهِ
وِإِنْ عَفَا خِلْتَهُ لاَ يَعْرِفُ الْغَضَبا
منْ ردَّ ميتَ المنى حياً وَذاويها
غَضّاً وَلاَءَمَ شَعْبَ الْمُلْكِ فَانْشَعَبا
رَبُّ الْعَزَائِمِ لَوْ كَانَتْ مُجَسَّمَة ً
لَظَنَّهَا كُلُّ طَرْفٍ نَاظِرٍ شُهُبا
تَزْدَادُ إِنْ قَصَّرَ الْخَطِّيُ عَنْ غَرَضٍ
طُولاً وَتَمْضِي إِذَا حَدُّ الْحُسَامِ نَبا
حلَّ السماكَ وَما حلتْ تمائمهُ
عنْ جيدهِ وَحبا العافينَ منذُ حبا
إِنْ صَالَ كَفَّ الَّليَالي عَنْ إِرَادَتِها
قَهْراً وَإِنْ قالَ طَالَ الأْلْسُنَ الذُّرُبا
حوى منَ الفضلِ مولوداً بلا تعبٍ(35/8)
أَضْعافَ ما أَعْجَزَ الطُّلاّبَ مُكْتَسَبا
صغا إليهِ إلى أنْ صارَ موطنهُ
فَلَوْ عَدَاهُ وَلَنْ يَعْدُوهُ ما اغْتَرَبا
وأظْهَرَتْ غامِضَ الْمَعْنى بَديهَتَهُ
ففاتَ منْ أتعبَ الأفكارَ مقتضبا
وراءكَ الخلقُ في فضلٍ وَفي كرمٍ
فَقُلْ لِسَعْيِكَ مَهْلاً تَرْبَحِ التَّعَبا
وَقِفْ لِذا الأَمَدِ الأْقْصى فَإِنَّكَ مَنْ
حوى منَ المجدِ أضعافَ الذي طلبا
مجدٌ تفردتَ يا عزَّ الملوكِ بهِ
للحمدِ مجتنياً للذمَّ مجتنبا
إِنَّ الإِلهَ حَباكَ الْمُلْكَ مَوْهِبَة ً
مِنْهُ وَلَنْ يَسْتَرِدَّ اللّهُ ما وَهَبا
إنْ عنَّ ذكركَ في بدوٍ وَفي حضرٍ
فدأبهمْ غضُّ أبصارٍ وَفضُّ حبا
فَأَذْعَنَ الدَّهْرُ حّتَّى ما أَتَيْتَ أَتى
وَما أبيتَ وَإنْ سيئتْ عداكَ أبا
إِنّي أَنَخْتُ رِكابي في ذَرى مَلِكٍ
لَمْ يُبْقِ لِي في بِلادِ اللّهِ مُضْطَّرَبا
ما شابَ إنعامهُ منٌّ وَلا عدة ٌ
تجرُّ مطلاً فلولا البشرُ ما قطبا
طَلْقُ الْمُحَيَّا إِذا ما زُرْتَ مَجْلِسَهُ
حزتَ العلى وَالغنى وَالجاهَ وَالأدبا
ما زالَ يَسْمَعُ أَشْعارِي وَيَمْدَحُهَا
حتى عددتُ عطاياهُ الجسامَ ربا
لا أستزيدكَ نعمى بعدَ وصفكَ لي
حسبي انتهائي إلى هذا المدى حسبا
ترحتَ فضلاً وَإفضالاً فلا برحتْ
تزينُ أوصافكَ الأشعارَ وَالخطبا
فَخْرُ الْمَدائِحِ أَنْ تُهْدَى إِلَيْكَ كَما
فَخْرُ الْفَضائِلِ أَنْ تُدْعى لَهُنَّ أَبَا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> لَقَدْ أَدْنَتْ لَكَ الْبَلَدَ السَّحِيقا
لَقَدْ أَدْنَتْ لَكَ الْبَلَدَ السَّحِيقا
رقم القصيدة : 27446
-----------------------------------
لَقَدْ أَدْنَتْ لَكَ الْبَلَدَ السَّحِيقا
فهلْ كانتْ خيولاً أمْ بروقا
وَهَلْ مَنْ قَلَّدَ الْخَيْلَ الْمَخالِي
كَمَنْ جَعَلَ الشَّكِيمَ لَها عَلِيقا
سرتْ مقورَّة ً تجلو الدَّياجي
بأروعَ يلبسُ اللَّيلَ الشُّروقا
أثرنَ عجاجة ً خيلتْ دخاناً
وَخِيلَ سَنا الْحَدِيدِ بِها بُرُوقا(35/9)
وبارينَ الرِّياحَ لكسبِ نصرٍ
رجعنَ حواملاً منهُ وسوقا
وَما لِمُمَلَّكٍ فِي الْعِزِّ حَقٌّ
إِذَا لَمْ يَسْتَرِدَّ كَذَا الْحُقُوقا
لأسرعتَ انصلاتاً واعتزاماً
وفخرُ السَّيفِ أنْ يلفى دلوقا
نُصِرْتَ وَكُنْتَ أَوْفى النّاسِ رِبْحاً
أَوَانَ تُقيِمُ لِلْهَيْجاءِ سُوقا
ولاقتْ طيِّءٌ ضرباً دراكاً
أَطارَ طُلى ً وَأَذْرِعَة ً وَسُوقا
رَمَيْتَهُمُ بِعَزْمٍ لَوْ تَحَدّى
حَدِيدَ السُّدِّ جاوَزَهُ مُرُوقا
وعزمٍ ناصريٍّ بثَّ فيهمْ
فيالقَ غادرتْ هاماً فليقا
وَظَنُّوا الْعَزْمَ ضَحْضاحاً بَكِياًّ
فكانَ ليحنهمِ بحراً عميقا
وَقَدْ زَأَرَتْ أُسُودُهُمُ فَلَمَّا
دَنَوْتَ غَدَا زَئِيرُهُمُ شَهِيقا
وَوَلَّوْا عَنْ حَرِيمِهِمُ فِرَاراً
فكنتَ بصونِ منْ تركوا حقيقا
ولولا أنْ كففتَ الجيشَ عنهُ
لسيقَ معَ السَّوامِ غداة َ سيقا
فَأَلْحَقْتَ الْمَتالِيَ بِالْعَذَارى
وَكَثَّرْتَ الأطَيْفالَ الرَّقِيقا
وَلَوْ لَمْ تَقْفُ رَأْياً حَيْدَرِيّاً
لمَّا أوصلتهمْ إلاَّ العقيقا
وَقَدْ وَرَدَتْ رِماحُ الْخَطِّ مِنْهُمْ
مَوَارِدَ لَمْ تَدَعْ بِالْقَوْمِ مُوقا
قَناً تَمْضِي مُصَمِّمَة ً فَتَقْضِي
لسكرانِ الغواية ِ أنْ يفيقا
وَقَدْ صَدَرَتْ تَمايَلُ كَالنَّشاوى
فَهَلْ سُقِيَتْ نَجيِعاً أَوْ رَحِيقا
أتيتهمُ بما كرهوا نهاراً
إِباءً أَنْ تُوَافِيَهُمْ طُرُوقا
لئنْ وجدوا الثباتَ لهمْ عدوّاً
لَقَدْ وَجَدُوا الْفِرَارَ لَهُمْ صَدِيقا
لَقَدْ ذَكَرُوا عَلَى جَرَشٍ طِعاناً
بِلُوبِيّة ٍ بَلَوْكَ بِهِ خَليِقا
وما سبقوا الحمامَ هناكَ إلاَّ
كَما سَبَقَ الْحَمامُ السَّوذَنيِقا
وَلَوْ ثَبَتُوا فَوَاقاً لِلْمَواضِي
ولمْ يتيقَّنوا الخبرَ الصَّدوقا
جَعَلْتَ حَصى بِلاَدِهِمُ عَقيِقاً
بِما سَفَكَتْ وَتُرْبَتُها خَلُوقا
وَهَلْ في أَرْضِهِمْ إلاَّ فَرِيقٌ
يُحَدِّثُ بِالَّذِي لاقَى فَرِيقا
أتيتَ لتقتضي حقّاً مبيناً(35/10)
هناكَ فكانَ باطلهمْ زهوقا
أَبَتْ لَكَ أَنْ تُسامَ الْخَسْفَ نَفْسٌ
إلى غَيْرِ الْفَضائِلِ لَنْ تَتُوقا
ومحمية ٌ أبتْ إلاَّ انتقاماً
وقهراً إذْ أبوا إلاَّ فسوقا
وإنْ قطعوا طريقاً بعدَ هذا
فَقَدْ عَرَفُوا إِلى الْحَتْفِ الطَّرِيقا
وإِنْ لَزِمُوا المُرُوق وَذَا مُحالٌ
فقدْ عرفتْ دماؤهمُ المريقا
أَبَيْتَ سِوى صَرِيحِ الْعِزِّ غُنْماً
وَغَيْرُكَ غانِمٌ غَنَماً وَنُوقا
شَنَنْتَ عَلَيْهِمُ شَعْوَاءَ أَبْقَتْ
لِكُلٍّ مِنْهُمُ قَلباً خَفُوقا
ستُنسي راعيَ النَّعمِ الحداءَ الـ
حَنِينَ وَرَاعِيَ الشَّاءِ النَّعِيقا
وَإِنْ غَادَرْتَ صَبْرَهُمُ أَسِيراً
فَقَدْ غَادَرْتَ رُعْبَهُمُ طَلِيقا
تزاحمهمْ إذا سلكوا فضاءً
فكيفَ بهمْ إذا سلكوا مضيقا
وَإِنْ ضَاقَتْ بِلادُ اللّهِ جَمْعاً
بِفَلِّهِمِ فَعَفْوُكَ لَنْ يَضِيقا
وَإِنَّكَ لَوْ مَنَعْتَ الدَّهْرَ شَيْئاً
لأضْحى عَنْ تَنَاوُلِهِ مَعُوقا
وكنتَ إذا على ً بعدتْ منالاً
إلى غاياتها أبداً سبوقا
أرى اسمَ الملكِ مشتركاً مشاعاً
وَمَعْنَاهُ بِغَيْرِكَ لَنْ يَلِيقا
وَكَمْ جاوَزْتَ فِي طَلَبِ الْمعالِي
طريقاً ما وجدتَ بهِ رفيقا
فياذا الصَّدرِ يزدادُ اتِّساعاً
إِذَا ما ازْدَادَ صَدْرُ الدَّهْرِ ضِيقا
وَقَتْكَ مِنَ الرَّدى أَرْواحُ قَوْمٍ
متى بخلوا بها بخلوا عقوقا
تخذتَ صلاحَ حالهمُ صبوحاً
وَصَفْحَكَ عَنْ مُسِيئِهِمُ غَبُوقا
فَلوْ مُنِيَ الزَّمانُ بِما تُعانِي
لما كانَ الزَّمانُ لهُ مطيقا
أدامَ اللهُ أيَّاماً جَنَينا
بضافي ظلِّها العيشَ الأنيقا
وَزَادَ اللَّهُ قَدْرَ أَبِي عَلِيٍّ
وَإِنْ رَغِمَتْ أَعادِيهِ بُسُوقا
فَما أَمَّ الْعِدى إِلاَّ مُشِيحاً
ولا قصدَ الوغى إلاَّ مشوقا
فَدَامَ أَخاً شَقِيقاً لِلْمَعالِي
وَدُمْتَ لَها أَباً بَرّاً شَفيِقا
رَأَيْتُكَ دَوْحَة ً طالَتْ فُرُوعاً
وَطابَتْ مَنْبِتاً وَزَكَتْ عُرُوقا
فحبسٌ ذا الثَّناءُ عليكَ إنِّي(35/11)
وجدتكَ في محبَّتهِ عريقا
لَقَدْ شَجِيَتْ بِكَ الْحُسّادُ غَيْظاً
فَلاَ بَرِحَ الشَّجى تِلْكَ الْحُلُوقا
ولا عريتْ ربوعكَ منْ مساع
قَضَتْ لَكَ أَنْ تَفُوزَ وَأَنْ تَفُوقا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> هَلْ لِلْخَلِيطِ الْمُسْتِقلِّ إِيَابُ
هَلْ لِلْخَلِيطِ الْمُسْتِقلِّ إِيَابُ
رقم القصيدة : 27447
-----------------------------------
هَلْ لِلْخَلِيطِ الْمُسْتِقلِّ إِيَابُ
أَمْ هَلْ لِأَيَّامٍ مَضَتْ أَعْقابُ
سَرَتِ النَّوائِبُ عَنْكَ رَوْنَقَ مَنْ سَرى
واسْتَحْقَبَتْ لَذَّاتِكَ الأَحْقْابُ
ما بَالُ طَيْفِ الْمالِكيَّة ِ مُعْرِضاً
ولقدْ عهدنا طيفها ينتابُ
ألرقبة ِ الواشينَ أوجسَ ريبة ً
فارتاعَ أمْ بودادنا يرتابُ
يَامَيُّ هَلْ لِدُنُوِّ دَارِكِ رَجْعَة ٌ
أَمْ لِلْعِتَابِ لَدَيْكُمُ إِعْتَابُ
لاَ أَرْتَجِي يَوْماً سُلُوّاً عَنْكُمُ
هَيْهَاتَ سُدَّتْ دُونَهُ الأْبْوَابُ
أَوْصَابُ جِسْمِي مِنْ جِنَايَة ِ بُعْدِكُمْ
وَالصَّبْرُ صَبْرٌ بَعْدَكُمْ أَوْ صَابُ
دَامَتْ سَحَابَة ُ تَحتَ ظِلِّ سَحَابَة ٍ
وَجَرى عَلَى دَارِ الرَّبَابِ رَبَابُ
وَسقى بقاعَ الجونِ جونٌ مرزمٌ
ما للذهابِ الغمرِ عنهُ ذهابُ
فَلَقَدْ عَهِدْتُ بِهَا مَعَاهِدَ لِلصِّبَا
مأهولة ً تحتلها الأحبابُ
وَأما وَما عهدوا إلينا إنهُ
عهدٌ يحقُّ لحقهِ الإيجابُ
لاَ خَامَرَ السُّلْوَانُ قَلْبَ مُتَيَّمٍ
هَاجَتْ لَهُ فِي إِثْرِهِمْ أَطْرَابُ
كاسٍ منَ الأسقامِ جرعَ للنوى
كأساً لها ريقُ الحبابِ حبابُ
وَتَعَاوَرَتْهُ نَوائِبٌ بِنُيوبِها
إنْ كلَّ نابٌ نابَ عنهُ نابُ
جَابَ الْفَيَافِي الْمُؤْيِدَاتِ وَآلُهُ
آلٌ تَمَكَّنَ فِيهِ قَلْبٌ جَابُ
قَصَرَ الزَّمَانُ يَدِي وَطَالَتْ هِمَّتي
فَالْعَزْمُ لِي دُونَ الرِّكَابِ رِكَابُ
لَمْ أُكْثِرِ الإْضْرَابَ عَنْ تَرْكِ الْعُلى
إلاّض ليقعدَ دونيَ الأضرابُ
لا أَيْأَسُ الإْتْرَابَ مُذْ نَطَقَتْ بِهِ(35/12)
عِنْدَ الْمُظَفَّرِ أَنْعُمٌ أَتْرَابُ
مَلِكٌ إِذَا مَا الْجَوْدُ غَبَّ هُمُولُهُ
فلديهِ جودٌ مالهُ إغبابُ
سهلتْ خلائقهُ لباغي نيلهِ
لكِنَّهُنَّ عَلَى الْعَدُوِّ صِعَابُ
تمضى الوسائلُ في ذارهُ لطالبٍ الـ
ـجَدْوى وَتُقْضى عِنْدَهُ الآرَابُ
بِشْرٌ يُبَشِّرُ مَنْ يَرُومُ نَوَالَهُ
وَالْبِشْرُ مِنْ قَبْلِ الثَّوَابِ ثَوَابُ
ترجى مواهبهُ وَسضحي خوفهُ
ولَهُ بِأَلبَابِ الْورى إِلْبَابُ
متباينُ الأوصافِ أما عرضهُ
فَحِمى ً وَأَمَّا مَالُهُ فَنِهَابُ
غَدَتِ الأْمَانِي وَالْمَنُونُ بِكَفِّهِ
فَالأَرْيُ فِيها بِالسِّمامِ يُشَابُ
يقني وَيفني وعدهُ وَوعيدهُ
لهذا جنى ً عذبٌ وَذاكَ عذابُ
وَإِذا يُهابُ الْخَطْبُ عِنْدَ حُلُولِهِ
فبهِ لدفعِ النائباتِ يهابُ
سَالٍ عَنِ البِيضِ الْحِسانِ فَمالَهُ
إِلاَّ هَوى الْبِيضِ الْقَواضِبِ دَابُ
لَيْثٌ أَظافِرُهُ الأَسِنَّة ُ وَالْقَنا
عريسهُ وَلهُ الظبى أنيابُ
إنْ بانَ بانَ الموتُ في نظراتهِ
أَوْ غَابَ فَالسُّمْرُ الشَّواجِرُ غَابُ
خرقٌ إذا كتبتْ إليهِ كتيبة ٌ
مَرَقَتْ فَلَيسَ سِوى السُّيُوفِ جَوابُ
وَإذا حمى الأصحابُ نفسَ مملكٍ
فَبِسَيْفِهِ يَسْتَعْصِمُ الأْصْحابُ
بفتى أميرِ المؤمنينَ وَسيفهِ
عمرتْ بلادُ اللهِ وَهيَ خرابُ
نَزَلَتْ كِلاَبٌ بِالْجَنابِ وَأَتْهَمَتْ
طَيٌّ وَعَزَّتْ في ذَراهُ جَنابُ
وَلِمُصْطَفى الْمُلْكِ اعْتِزامُ الْمُصْطَفى
لَمَّا أَحَاطَ بِيَثْرِبَ الأْحْزابُ
فتحانِ يومَ الأربعاءِ كلاهما
للكفرِ عنْ حرمِ الهدى إذهابُ
يومانِ للإسلامِ عزَّ لديهما
دينُ الإلهَ وَذلتِ الأعرابُ
ذا لِلنَّبِيِّ وَذا لِمُنْتَجَبِ أبْنِهِ
ردّا مَشِيبَ الْحَقِّ وَهْوَ شَبابُ
وَصَلَتْ عِداتُكَ لِلإْمَامِ بِصِدْقِها
فتقطعتْ بعداتكَ الأسبابُ
وَدعاكَ عدتهُ فكنتَ ذخيرة ً
ينفى بها ضيمٌ وَيدفعُ عابُ
ألهيتَ عنْ يومِ الكلابِ بوقعة ٍ
شقيتْ بها عندَ اللقاءِ كلابُ(35/13)
وَرُمُوا بِداهِيَة ٍ لِبَكْرٍ عِنْدها
بكرُ الخطوبِ وَللضبابِ ضبابُ
طَلَبُوا الْعِقابَ لِيَسْلَمُوا بِنُفُوسِهِمْ
فَابْتَزَّهُمْ دُونَ الْعِقابِ عُقابُ
وَاستشعروا نصراً فكانَ عليهمُ
وَتَقَطَّعَتْ دُونَ الْمُرادِ رِقَابُ
كانوا حديداً في الوغى لكنهمْ
لَمَّا اصطَلَوْا نارَ الْمُظَفَّرِ ذَابُوا
نَارٌ تُنِيرُ لِطَارِقِيهِ عَلَى النَّدى
وَشرارها عندَ الحروبِ حرابُ
لمْ يبلغِ الآرابَ فيكَ معاشرٌ
أَجْسَامُهُمْ غِبَّ الْوَغى آرَابُ
فَلُحُومُهُمْ لِلْحَائِمَاتِ مَطَاعِمٌ
وَدِمَاؤُهَمْ لِلْمُرْهَفَاتِ شَرَابُ
وَحماتهمْ قتلى وَجلُّ متاعهمْ
نهبٌ وَكلُّ سلاحهمْ أسلابُ
في مأزقٍ تجري القنا فيهِ قنى ً
حمراً لها مهجُ الكماة ِ عذابُ
كَاللَّيْلِ لاَ بَرْقُ الأْسِنَّة ِ خُلَّبٌ
فِيهِ وَلاَ لَمْعُ النُّصُولِ سَرَابُ
وَتماطرتْ خيلُ اللقاءِ كأنها
غَيْثٌ تَصَوَّبَ وَالْقَتَامُ سَحَابُ
لمْ يبدُ للأعداءِ إلاَّ عسكرٌ
أَوْ عِثْيَرٌ عَنْ عَسْكَرٍ مُنْجَابُ
أَرْدَتْ سُيُوفُكَ صَالِحاً فأَقَامَ فِي
دارِ البلى وَحديثهُ جوابُ
لَمْ تَحْمِهِ الأْصْحَابُ حِينَ أقْتَدَتْهُ
وَلَهُ إِلى حَوْضِ الرَّدى إِصْحَابُ
غادرتَ بالرزقِ الرهافِ إهابهُ
وَعَلَيْهِ مِنْ قَانِي النَّجِيعِ إِهَابُ
فَبَلَغْتَ أَمْراً لَوْ سِوَاكَ يَرُوُمُهُ
لثناهُ طعنٌ دونهُ وَضرابُ
وَأبى المهندُ أنْ يفللَ حدهُ
واللَّيْثُ أَنْ تَعْدُو عَلَيْهِ ذِئَابُ
صفحتْ صفاحكَ عنْ أناسٍ أيقنوا
أنَّ الهزيمة َ منْ سطاكَ صوابُ
فمضتْ لطيتها قبائلُ طيءٍ
فَرَقاً وَحَشْوُ صُدُورِهِمْ إِرْهَابُ
وَاسْتَنْفَقَ الرَّكْضُ الْجِيادَ فَخَيْلُهُمْ
مهرية ٌ وَسروجهمْ أقتابُ
وَأنْقَادَ بَعْضُ الْمَارِقِينَ إِلى الْهُدى
بعدَ الضلالِ فطبتَ لما طابوا
حققتَ ظنهمُ الجميلَ وَزدتهمْ
أَضْعَافَ مَا أَمَلُوهُ حِينَ أَنَابُوا
هذي المفاخرُ لاَ مفاخرُ تدعى(35/14)
مَيْناً وَيَحْجُزُ دُونَهَا أَسْبَابُ
منْ مبلغُ الأتراكِ أنَّ أميرهمْ
بِفَعَالِهِ تَتَجَمَّلُ الأَنْسَابُ
وَالْمَرْءُ مَنْ كَسَبَ الْعُلى لَمْ تَرْفَعِ الْـ
أَنْسَابُ مَنْ لَمْ تَرْفَعِ الأْحْسَابُ
يا أيها الملكُ الذي هانتْ بهِ
نوبُ الزمانِ وَعزتِ الأدابُ
أدعوكَ للخطبِ المبرحِ عالماً
أنَّ النداءَ إلى نداكَ يجابُ
فِي حَيْثُ تَحْجُبُنِي عُلاكَ مِنَ الرَّدى
كَرَماً وَما دُونَ الثَّراءِ حِجابُ
وَسَوابِقٌ حُمِّلْنَ مِنْكَ يَلَمْلَماً
شَرَفِي فَأَنْتَ الْمَانِحُ الْوَهَّابُ
وَاسعدْ بتشريفِ الإمامِ فإنَّ أدْ
نَاهُ إِلى أَعْلى الْمَراتِبِ بَابُ
خلعٌ لبستَ بها المفاخرَ وَاكتستْ
بكَ فوقَ ما ألبسنكَ الأثوابُ
وَسوابقٌ حمانَ منكَ يلملماً
عَجَباً لِطِرْفٍ تَمْتَطيهِ هِضابُ
وَجَواهِرٌ غَمَرَ النُّضارَ شُعاعُها
فَعَلَيْهِ مِنْ أَنْوارُها جِلْبابُ
عَفّى عَلَى الإْطْنابِ وَصْفُ مَناقِبٍ
لِخِيَامِهَا فَوْقَ السُّهى أَطْنابُ
حَسُنَتْ أَحَادِيثُ الأَميرِ فَحَسَّنَتْ
ما ألفَ الشعراءُ وَالكتابُ
فَوْقَ الْمَنابِرِ نَثْرُها وَبِنَظْمِها
يتعللُ السارونَ وَالشرابُ
وَمِنَ الثَّنَا عَرَضٌ وَمِنْهُ جَواهِرٌ
وَمِنَ الْجَواهِرِ جَامِدٌ وَمُذابُ
رويتَ تربَ المجدِ تربَ مدائحٍ
لسُهُولِها وَوُعُورِها إِعْشابُ
وَالأْرْضُ تُجْدِبُ حِينَ يَهْجُرُها الْحَيا
وَيُصابُ فِيها الْخِصْبُ حِينَ تُصابُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> بِإِحْرَازِكَ الْفَضْلَ الَّذِي بَهَرَ الْخَلْقا
بِإِحْرَازِكَ الْفَضْلَ الَّذِي بَهَرَ الْخَلْقا
رقم القصيدة : 27448
-----------------------------------
بِإِحْرَازِكَ الْفَضْلَ الَّذِي بَهَرَ الْخَلْقا
فرعتَ ذرى المجدِ الَّتي لمْ تكنْ ترقا
وَمَنْ مَهَرَ الْعَلْيَاءَ حِلْماً وَنَائِلاً
ومحمية ً كانتْ حلالاً لهُ طلقا
وقدْ زدتها منَ التَّقيَّة ِ نحلة ً
فكنتَ الأعفَّ الأحلمَ الأكرما الأتقا(35/15)
معاني معالٍ فقتَ لمَّا ابتدعتها
وَأَعْيَا الْوَرى مَا جَلَّ مِنْها وَمَا دَقَّا
ركبتَ إلى المجدِ الرَّوامسَ وامتطوا
عرامسَ ما أبقى الكلالُ بها طرقا
وحجَّتهمْ كانتْ لإشكالِ طرقهِ
فألاَّ وقدْ أوضحتَ للسَّالكِ الطُّرقا
ومستبقٍ للأكرمينَ بمرْكضٍ
ترى الوفرَ مقنى ً فيهِ والشُّكرَ مستبقا
عَلَوْتَ بِهِ الأجْوَادَ طُرّاً مَكارِماً
وفتَّ بهِ الأمجادَ قاطبة ً سبقا
كَأَنَّكَ لاَ تَرْجُو لِذَا الْفَخْرِ أَنْ يُرى
محقاً إذا لم تفنِ ما حزتهُ محقا
وَمَازِلْتَ ذَا الْفَضْلِ الَّذي صاقَبَ السُّهى
عُلُوّاً وَذَا الْقَوْلِ الَّذِي جانَبَ الْمَذْقا
جلا عنْ جميعِ المسلمينَ غياثهمْ
خطوباً تحدَّتهمْ بأسهمها رشقا
خَليلٌ أَتى مَأْتى الْخَلِيلِ بْنِ آزَرٍ
منَ الحلمِ والإغضاءِ قدْ آزرَ الخلقا
فَأَبْقى عَلَى الْجانِينَ عَفْواً وَرَأْفَة ً
وَجَادَ عَلَى الْعافِينَ عَفْواً فَما أَبْقا
وقدْ تلدُ المعروفَ أيدٍ كثيرة ٍ
وَلكِنَّها مِنْ قَبْلِهِ تُكْثِرُ الطَّلْقا
سَرِيعٌ إِلى أُكْرُومَة ٍ وَحَمِيَّة ٍ
فلوْ رافقتهُ الرِّيحُ قالتْ لهُ رفقا
يَفِيضُ نَدى ً فِيمَنْ أَطَاعَ وَمَنْ عَصى
أتتهُ سطاهُ مثلَ أنعمهِ دفقا
منَ الأسرة ِ الشُّمِّ الَّذينَ تحمَّلوا
إلى كلِّ ذكرٍ طيِّبٍ كلَّ ما شقّا
وذبُّوا عنِ الأعراضِ علماً بأنَّها
بغيرِ مياهِ البذلِ والعدلِ لا تبقا
بَهالِيلُ كَمْ أَسْدَوا إِلى الدَّهْرِ مِنَّة ً
وسدُّوا بها خرقاً وسادوا بها خرقا
رأيتُ الَّذي يبغي مداكَ كناصبٍ
حبائلهُ جهلاً ليقتنصَ العنقا
مَلَكْتَ مِنَ الآفاقِ غَرْباً وَقِبْلَة ً
فَأَنْشَاْتَ عَزْماً يَطْلُبُ الشَّامَ وَالشَّرْقا
وَقَدْ دَبَّ مِنْ أَقْصى الْمَشارِقِ حَيَّة ٌ
لَها لَدَغاتٌ لاَ تُداوى وَلاَ تُرْقا
فَطَبَّقَ تِلْكَ الأرْضَ ظُلْماً وَظُلْمَة ً
فَكُنْ فَلَقاً يَجْلُو دَجُوجِيَّهُ فَلْقَا
فَمِنْ دُونَ دِينٍ قَدْ تَوَلَّيْتَ نَصْرَهُ(35/16)
قبائلُ منْ قيسٍ وقحطانَ ما تلقا
هُمُ سَلَبُوا كِسْرى بْنَ ساسانَ مُلْكَهُ
وقبلهمُ عقَّ الملوكَ وما عُقّا
وذادوا على اليرموكِ ذادة َ قيصرٍ
بِكُلِّ حُسامٍ يَمْنَعُ النَّاطِقَ النُّطْقا
يُبالِغُ فِي نَهْيِ الطُّغاة ِ وَلَمْ يَقُلْ
وَيَقْسُو لَدى الْحَرْبِ الْعَوَانِ وَإِنْ رَقّا
ولا شكَّ أنَّ التُّركَ ينسونَ رميهمْ
بطعنٍ بهِ أنسيتَ صنهاجة َ الزَّرقا
أَلاَ فَارْمِهِمْ مِنْهُمْ بِكُلِّ ابنِ حُرَّة ٍ
يَهِيمُ بِيَوْمِ الرَّوْعِ مِنْ مَهْدِهِ عِشْقا
تَطِيحُ بِهِ شَقّاءُ يُجْنَبُ خَلْفَها
إلى كلِّ حربٍ عثيرٌ قطُّ ما شُقّا
جريءٍ يرى الإقدامَ حقّاً على الفتى
فيحملُ وقرَ العودِ منْ نجدة ٍ حقَّا
يَحُثُّ الْجَوَادَ الأعْوَجِيَّ وَما وَنى
ويسقي الحسامَ المشرفيَّ وما استسقى
منَ القومِ بزُّوا ربَّة َ الرُّومِ نفسها
بمنزلها الأقصى وما بلغوا العمقا
رَمَيْتَ مِنَ الْعَزْمِ کلْوَحيَّ بِلاَدَها
بِصاعِقَة ٍ ما خِلْتُها بَعْدَها تَبْقا
بَعَثْتَ لَهُمْ مِنْ كُلِّ خَرْقٍ وَقُلَّة ٍ
صوارمَ أعيتْ منْ يسدُّ لها خرقا
فَأَجْرَتْ سُيُولاً مِنْ دِماءِ حُماتِهِمْ
أماتتْ بها الفرَّارُ من وقعها غرقا
وَلَمْ نَرَ سَيْلاً قَبْلَهُ فَاضَ مِنْ دَمٍ
ولا قضباً هنديَّة ً قتلتْ خنقا
وقدْ طالما أخَّرتَ جيشاً عنِ العدى
وَأَرْسَلْتَ رَأْياً مِثْلَ باعِثِهِ صَدْقَا
فأذهبتَ بالإيعادِ شقَّ نفوسهمْ
وغادرتَ منها للظُّبى والقنا شقّا
وَلَوْ شِئْتَ لَمْ تَتْرُكْ لِبيِضٍ مِنَ الظُّبى
وزرقٍ منَ الخرصانِ في مهجة ٍ رزقا
وَلَكِنْ أَرَاكَ الْحَزْمُ أَنَّ وُرُودَها
دمَ المارقِ الغاوي لهيبتها أبقا
قَرَعْتَ الرَّزَايا بِالرَّزَايا وَلَمْ تَكُنْ
بِمُسْتَعْمِلٍ فِي مَوْضِعِ الشِّدَّة ِ الرِّفْقا
وَعَايَنْتَ مَاتَحْتَ الْغُيُوبِ فِرَاسَة ً
وفجرُ اليقينِ في دجى الشَّكِّ ما انشقَّا
فلوْ كانَ ظنُّ الجاهليَّة ِ صادقاً(35/17)
كظنِّكَ لمْ تسألْ سطيحاً ولا شقَّا
مَسَاعٍ بِأَدْنَاهُنَّ تُسْتَعْبَدُ الْعُلى
وقبلكَ لمْ يملكْ لها أحدٌ رقَّا
تحقَّقها الأدنونَ سمعاً ورؤية ً
وأشعرها الأقصونَ منَ عرفها نشقا
وَأَنْجُمُ عَزْمٍ أَشْرَقَ الْمُلْكُ مُذْ بَدَتْ
فَدَامَتْ لَهُ وَقْفاً وَدُمْتَ لَها أُفْقا
بإنعامكَ استغنيتُ عنْ كلِّ منعمٍ
وَمَنْ ظَلَّ تَحْتَ الْغَيْثِ لَمْ يَشِمِ الْبَرْقا
أَبَتْ لِيَ ذَاكَ دِيمَة ٌ نَاصِرِيَّة ٌ
تفوقُ الحيا نفعاً وتكثرهُ ودقا
وَصَائِنُ مَدْحِي عَنْ مَعَاشِرَ لاَ يَرى
اسفُّهمُ بينَ النَّدى والرَّدى فرقا
ذوي الملقِ المنجابِ عنْ غيرِ بغية ٍ
وَكَمْ عَدِمَ الإحْسانَ مَنْ حَسَّنَ الْمَلقْا
وَسَائِلُ مَاأَجْدَتْ لَدَيْهِمْ كَأَنَّها
مَسَائِلُ مِنْ عِلْمٍ عَلَى جَاهِلٍ تُلْقا
سَقى اللَّهُ آمالاً سَمَا بِي طُمُوحُها
إلى الذِّروة ِ العلياءِ والعروة ِ الوثقا
تركتُ أكفَّاً قرمطَ البخلُ رفدها
وعذتُ بكفٍّ في النَّدى تحسنُ المشقا
فأمَّنتَ سرباً كانَ قدماً مروَّعاً
وأصفيتَ شرباً كنتُ أعهدهُ رنقا
وَأَحْمَدْتَني الأيَّامَ مِنْ بَعْدِ ذَمِّها
على أنَّ دهراً عاقني عنكَ قدْ عقَّا
وَلَوْ كانَ جِسْمِي مِثْلَ عَزْمِيَ لَمْ أُنِخْ
قَلاَئِصَ يُلْوِي بِالْحصى وَخْدُها ج
جديليَّة ً ورقاً إذا جدَّ جدُّها
إِلى غَايَة ٍ ظُنَّتْ هَدِيِليَّة ً ورُقْا
خَلِيلَ أَمِيرِ الْمُؤمِنينَ بِكَ اعْتَلى
مَقَالي وَقِدْماً كانَ كَالْحَرَضِ الْمُلْقا
فجاوزتُ في مدحيكَ لمَّا نظمتهُ
فُحُولاً مَضَوْا مَاكُنْتُ أَرْجُو لَهُمْ لَحْقا
وَصِرْتُ إِذَا مَا قَالَة ُ الشِّعْرِ قُلِّبَتْ
بضائعهمْ ألفيتُ أنفسهمْ علقا
ولا حمدَ لي في حسنِ قولي وصدقهِ
ولكنَّهُ للملهمي الفضلَ والصِّدقا
وقدْ تشكرُ الأرضُ العميمُ نباتُها
وَإِنْ كانَ مِنْ فِعْلِ الْغَمامِ الَّذي أَسْقا
إذا طلبَ المملوكُ عتقَ مليكهِ
أبى ليَ ما أوليتَ أنْ أطلبَ العتقا(35/18)
فَلاَ زَالَ هذَا الْعِيدُ يَأْتى وَيَنْقَضي
وجدُّكَ قاضٍ أنَّ شانئكَ الأشقا
فمنذُ ملكتَ الدَّهرَ لا زلتَ ربَّهُ
غَدَا فِعْلُهُ فِينَا مِنِ اسْمِكَ مُشْتَقَّا
وَمَا هُوَ لِلإحْسانِ أَهْلاً وَإِنَّما
تَخَلَّقَهُ خَوْفاً فَصارَ لَهُ خُلْقا
فَدُمْتَ مُوَقًّى فِي لِلأَجَلَّيْنِ صَرْفَهُ
فكمْ أرديا بطلاً وكمْ أحييا حقَّا
لَقَدْ أَشْبَهاكَ هِزَّة ً وَنَزَاهَة ً
وَلاَ عَجَبٌ لِلْفَرْعِ أَنْ يُشْبِهَ الْعِرْقا
بقيتَ وإنْ سيءَ العدى لتراهما
ولا منبرٌ إلاَّ بأمرهما يرقا
وَلاَ زِلْتَ مَا كَرَّ الْجَدِيدَانِ سَاحِباً
ملابسَ منْ فخرٍ لغيركَ ما حقَّا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أرقدتَ عنْ قلقِ الفؤادِ مشوقهِ
أرقدتَ عنْ قلقِ الفؤادِ مشوقهِ
رقم القصيدة : 27449
-----------------------------------
أرقدتَ عنْ قلقِ الفؤادِ مشوقهِ
فَأَمَرْتَ بِالسُّلوَانِ غَيْرَ مُطِيقِهِ
لا تتعبِ اللَّومَ الَّذي أنضيتهُ
فِي كُلِّ مُعْتَدِلِ الْقَوَامِ رَشِيِقِه
يَحْكِي الْقَضِيبَ إِذَا الصَّبَا مَرَّتْ بِهِ
حَرَكاتُهُ وَيَطُولُهُ بِبُسُوقِهِ
وَمُمَنْطَقٍ يُغْنِي النَّدِيمَ بِوَجْهِهِ
عَنْ كَأْسِهِ الْمَلأَى وَعَنْ إِبْرِيقِهِ
فِعْلُ الْمُدَامِ وَلَوْنُها وَمَذَاقُها
فِي مُقْلَتَيْهِ وَوَجْنَتَيْهِ وَرِيقِهِ
وبنفسيَ الطَّيفُ الملمُّ وإنْ جرى
فِي مَذْهَبِ الإعْرَاضِ عِنْدَ طُرُوقِهِ
فدنوُّهُ كبعادهِ ووصالهُ الـ
هجرُ الصَّريحُ وبرُّهُ كعقوقهِ
أبداً أريهِ باطلاً منْ سلوتي
وَأَبُثُّهُ وَلَهي عَلَى تَحْقِيقِهِ
وجدٌ كوجدِ أبي المظفَّرِ بالنَّدى
كلُّ امريءٍ يصبو إلى معشوقهِ
لَطَرَقْتَ فِي كَسْبِ الثَّنَاءِ مَحَجَّة ً
أَبْدَعْتَها وَعَدَلْتَ عَنْ مَطْرُوقِهِ
وَظَهَرْتَ فِي ذَا الْمُلْكِ مَظْهَرَ سِيرَة ٍ
أَفْضى الرَّجَاءُ بِهَا إِلى تَصْدِيقِهِ
مِثْلَ انْتِهاءِ الشَّمْسِ تَمَّ ضِياؤُها
لا كابتداءِ الصُّبحِ قبلَ شروقهِ(35/19)
حازَ السَّعادَة َ مَنْ يُقَسِّمُ عَيْشَهُ
قِسْمَيْنِ بَيْنَ صَبُوحهِ وَغَبُوقِهِ
مَهْلاً فَضَلْتَ المعْدَ مُنذُ حَوَيْتَهُ
وَفَصَلْتَ بَيْن كذَوبِهِ وَصَدومهِ
لا فضلَ نائلهِ على مرتادهِ
بلْ فضلَ خالقهِ على مخلوقهِ
فبعيدُ ما قدْ رمتهُ كقريبهِ
وعلى سواكَ قريبهُ كسحيقهِ
فَلْيُسْأَلِ الْمالُ الَّذِي لَجَّ الْوَرى
في جمعهِ ولججتَ في تفريقهِ
ولتسألِ الخيلُ الَّتي ذيدتْ ضحى ً
بالطَّعنِ عنْ سعة ِ المكرِّ وضيقهِ
عمَّنْ حمى أعقابها ضنَّاً بها
لاَ مَنْ سَلاَ عَنْ سَرْحِهِ وَوُسُوقِهِ
يا ناصِرَ الدِّينِ الْحَنيِفِ بِعَزْمَة ٍ
صَدَقَتْ فَأَذْعَنَ باطِلٌ بِزُهُوقِهِ
لَنْ يَأَمَنَ اللَّيَّانَ إِلاَّ صارِمٌ
سلَّ الصَّوارمَ لاقتضاءِ حقوقهِ
فليحقنِ المستعصمونَ بمنبجٍ
باقي دمٍ متعرِّضٍ لمروقهِ
فَلَقَدْ رَمَيَيْتَهُمُ بِمَنْ يَغْشى الْوَغى
فَيَرى فِرَاقَ النَّفْسِ دُونَ فَرِيقِهِ
أَوْ يَنثْنِي بِدَمِ الْكُماة ِ مُخَلَّقاً
مثلَ العروسِ مضمَّخاً بخلوقهِ
ومهنَّدٍ يمضي غراراهُ إذا
كَلَّ الشَّقيِقُ وَمَلَّ نَصْرَ شَقِيقِهِ
ومطهَّمٍ يردُ النِّزالَ كأنَّما
يُدعى إلى آريِّهِ وعليقهِ
ما بالُ واليهمْ يعلِّلُ نفسهُ
حيناً ويخبرُ صبرهُ عنْ موقهِ
متعرِّضاً لنضالِ منْ هوَ فوقهُ
جهلاً بسهمٍ قدْ خلاَ منْ فوقهِ
وتعذُّرُ الأبصارِ أوعظُ واعظٍ
لَوْ أَنَّهُ يُهْدى إِلى تَوْفِيقِهِ
في عارضٍ فيهِ المنايا والمنى
تردي وتحدى قبلَ لمعِ بروقهِ
يَخْشى الْهِزَبْرُ هُجُومَهُ فِي غابِهِ
أبداً ويرهبهُ العقابُ بنيقهِ
قدْ كانَ جدُّكَ صالحٌ في أسرِ منْ
مَنَعَ الْمَحِيصَ وَزَادَ فِي تَضْيِيقِهِ
حتّى إذا ما اللهُ أطلقهُ قضى
بِبِعادِ آسِرِه وَمُلْكِ طَلِيقِهِ
وَكذَاكَ يَفْعَلُ فِيكَ فَأعْزمْ عَزْمَة ً
تَجْلُو ظَلاَمَ کلإِفْك بَعْدَ غُسُوقِهِ
كَمْ حَلَّ أَنْطاكِيَّة ً مِنْ مُتْرَفٍ
مُتَشاغِلٍ بِرَحِيقِهِ وَرَقِيقِهِ(35/20)
وَأَمامَ قَسْطَنْطِينَة ٍ وَوَرَاءَها
خطبٌ أعينَ جليلهُ بدقيقهِ
وافى مليكَ الرُّومِ منهُ مانعٌ
عنْ نصرِ دوقسهِ وعنْ بطريقهِ
وَقَفَ الرَّجاءُ بِهِ عَلَى إِخْفاقِهِ
والخوفُ يلزمُ قلبهُ بخفوقهِ
لا يأمننَّ الشِّركُ بطشَ غشمشمٍ
يُرْجى لِقَطْعِ فُرُوعِهِ وَعُرُوقِهِ
وَمِنَ الضَّلاَلِ نِضالُ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ
سَفَهاً بِسَهْمٍ قَدْ خَلاَ مِنْ فُوقِهِ
وليعتصمْ بمملَّكٍ قهرَ العدى
حَتَّى لَدَانَ عَدُوُّهُ لِصَدِيقِهِ
أغنى عطاؤكَ عنْ ندى ً محرومهُ
أولى بحسنِ الذِّكرِ منْ مرزوقهِ
جودٌ علوتَ بهِ الملوكَ فما سعوا
يَوْماً إِلَيْهِ وَلاَ اهْتَدَوا لِطَرِيقِهِ
سبقوا السُّؤالَ وعاذليكَ على اللُّهى
مَنْ ذَا يَرُدُّ السَّهْمَ بَعْدَ مُرُوقِهِ
أَسْرَفْتَ فِي إِكْثارِهِ وَشَرُفْتَ فِي
إنكارهِ وكرمتَ عنْ تعويقهِ
فلتعلمِ الآمالُ حقّاً أنَّها
نَزَلَتْ عَلَى مَحْضِ النِّجارِ عَرِيقِهِ
عقلَ المديحَ نوالهُ فأنفتُ منْ
تَغْرِيبِهِ وَغَنيِتُ عَنْ تَشْرِيقِهِ
قدْ كنتُ أعرضهُ ولا سوقٌ لهُ
فَالآنَ صِرْتُ أَبِيعُهُ فِي سُوقِهِ
حلاًّ لأنِّي أشتريهِ بفكرة ٍ
جَوَّالَة ٍ وَأَحِيدُ عَنْ مَسْرُوقِهِ
فِي كُلِّ مُعْجِزَة ٍ تَكَفَّلَ لِي بِها
فَضْلٌ أَعاذَ الْقَوْلَ مِنْ تَلْفِيقهِ
حَتَّى قَرَنْتُ بِدُرِّهِ ياقُوتَهُ
وَسِوَايَ يَقْرِنُ دُرَّهُ بِعَقِيقِهِ
مِنْ بَحْرِ نَصرٍ أَجْتَنِيهِ فَرَائِداً
والحظُّ للعلياءِ في منسوقهِ
بَحْرٌ يُغاصُ عَلَى الْغِنى فِيهِ فَما
ينجو منَ الإعدامِ غيرُ غريقهِ
العصر العباسي >> البحتري >> طاف الوشاة به فصد وأعرضا
طاف الوشاة به فصد وأعرضا
رقم القصيدة : 2745
-----------------------------------
طافَ الوُشاةُ بهِ، فصَدّ وَأعْرَضَا،
وَغَلا بهِ هَجْرٌ أمَضَّ، وَأرْمَضَا
والحُبُّ شَكْوٌ، ما تزَالُ تَرَى بهِ
كَبِداً مُجرَّحَةً وَقَلْباً مُحْرَضَا
وَبِذي الغَضَا سَكَنٌ لِقَلْبِ مُتَيَّمٍ،(35/21)
حُنِيَتْ أضَالِعُهُ على جَمْرِ الغَضَا
صَدْيانُ يُمْسي، وَالمناهِل جمّةٌ،
كَثَباً يحَلأ عن ذَرَاها، مُجهَضا
أنّى سَبِيلُ الغيّ منْكِ، وَقدْ نضَا
مِنْ صِبْغِ رَيْعَانِ الشّبيبَةِ ما نضا
يا ليْتَ شعري! هل يعودُ، كما بدا،
زَمَنُ التّصَابي، أوْ يَجيءُ كما مضَى
كانَتْ لَيالي صَبْوَةٍ، فتقَطّعَتْ
أسْبابُها، وَأوَانُ لهْوٍ، فانْقضَى
بأبي عليٍّ ذي العَلاءِ تَحَبّبَتْ
أيام دَهْرٍ ، كان قبل مُبغَّضَا
خُرْقٌ، يُزَجّي نَيْلَهُ لِعُفاتِهِ
سَحّاً، إذا ما النّيْلُ كان تَبرُّضَا
مُمْضَى العزِيمَةِ، لَوْ يُباشِرُ حَدّها،
فَلّتْ غِرَارَيْهِ، الحُسامُ المُنْتَضَى
ذَلَبَتْ مساعِيهِ الرّجالُ، فقصّرَتْ
عَنْهُ، وَقَصْرُ رَسيلِهِ أن يَغْرِضَا
هَلْ أنْتَ مُسْتَمِعٌ لِعُذرَةِ تائِبٍ
مِنْ ذَنْبِهِ، مستوْهِبٍ منْكَ الرّضَا
ما كانَ ما بلّغْتَ غيرَ تَسَرّعٍ
مِن نابِلِ، ذكَرَ الوَفاءَ، فأنْبضَا
بَدَرَاتُ مَوْتورٍ، وَهَفْوَةُ مُحْرَجٍ،
أكْنَى عن التّصريحِ فيكَ، فعَرّضَا
فعَلامَ أمنحُكَ الوِصَالَ مُقارِباً
جُهْدي، وتَحْبوني القطيعةَ مُعرِضَا
أدْنُو وَتَبْعُدُ في الوِصَالِ مُنَكِّباً
عَنّي، وَتِلْكَ قضِيّةٌ لا تُرْتضَى
فتغَمّدَنْ بالصّفْحِ هَفْوَةَ مُذنبٍ،
ضاقتْ بهِ معْ سُخطِكَ الأرْضُ الفضَا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> سلِ المقاديرَ ما أحببتهُ تجبِ
سلِ المقاديرَ ما أحببتهُ تجبِ
رقم القصيدة : 27450
-----------------------------------
سلِ المقاديرَ ما أحببتهُ تجبِ
فما لها غيرُ ما تهواهُ منْ أرب
وَاطلبْ بهذي الظبى ماعزَّ مطلبهُ
فما على الأرضِ منْ يثنيكَ عنْ طلبِ
وَكَيْفَ تَعْصي مُلُوكُ الأَرْضِ ذا هِمَمٍ
تَجُوزُ أَحْكامُهُ في السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ
رِيعُوا فَما دَفَعُوا ضَيْماً وَلا كَرَبُوا
أنْ يكشفوا بعضَ ما كشفتَ منْ كربِ
طالوا مقالاً وَفي أفعالهمْ قصرٌ
وَلنْ تراعَ الخطوبُ السودُ بالخطبِ(35/22)
وَحاولوا المجدَ منْ طرقٍ مشبعة ٍ
وَجِئْتَهُ مِنْ طَريقٍ غَيْرَ مُنْشَعِبِ
لا يذهلِ الناسُ ما خولتَ منْ شرفٍ
فمنْ سعى سعيكَ استولى على القصبِ
بَأْسٌ تَحُوطُ الْغَرِيبَ الأَجْنَبِيَّ بِهِ
كَمَا تَذودُ الأَذى عَنْ جَارِكَ الْجُنُبِ
وَنائلٌ ظلَّ ذو وفرٍ كمفتقرٍ
فِيهِ الْغَداة َ وَنَاءٍ مِثْلَ مُقْتَرِبِ
كذلكَ النارُ في نفعٍ وَفي ضررٍ
ميممٌ نورها مرهوبة ُ اللهبِ
وَنخوة ٌ ما يزالُ الدهرَ يمنعها
مستحسنُ الجدَّ عنْ مستقبحِ اللعبِ
يرى سواكَ إذا ما جاءَ مفتخراً
يوماً أحالَ على آبائهِ النجبِ
فاعلُ الورى غيركُ المسؤولُ عن نسبٍ
قَاصٍ وَحَسْبُكَ مَا أُوتِيتَ مِنْ حَسَبِ
وَأنتَ منْ ترفعُ الأشرافَ خدمتهُ
وَالانتماءُ إليهِ أشرفُ النسبِ
وَما خفيتَ على ذي فطتة ٍ نسباً
إِذَا النَّدى وَالْوَغى قالاَ لَكَ انْتَسَبِ
بَنَيْتَ لِلْعَجَمِ الْمَجْدَ الْمُبَلِّغَهُمْ
مجداً بناهُ رسولُ اللهِ للعربِ
لقدْ حمى الحاكمُ المنصورُ دولتهُ
بِقَوْلِهِ انْتَجِبِ الْفُرسانَ وَانْتَخَبِ
ثُمَّ انْتَضَاكَ آبْنُهُ سَيْفاً زَمَانَ طَغَتْ
أَعْداؤُهُ فَرَماها مِنْكَ بِالعَطَبِ
فحينَ أربيتَ قالَ ابنُ ابنهِ اعتضدي
يا دولتي بفتى جدي وَسفِ أبي
أرى نصيبكَ منْ عزًّ وَمنْ شرفٍ
نصيبَ شانيكَ منْ همًّ وَمنْ نصبِ
لاَذَتْ بِكَ الْعَرَبُ الْعَرْباءُ وَاعْتَلَقَتْ
منْ جودِ كفكَ حبلاً غيرَ منقضبِ
أصفيتها المالَ شراباً وَالعلى كلأً
منْ بعدِ أنْ رضيتْ بالماءِ وَالعشبِ
ناقضتَ حكمهمُ لما أبحتهمُ
ما قدْ سلبتَ بأطرافِ القنا السلبِ
فَقَدْ صَفَا لَكَ إِعْلاَناً وَمُعْتَقَداً
منْ لمْ يزلْ في طريقِ الخبَّ ذا خببِ
أعدمتها الجهلَ وَالإعدامَ مذْ وجدتْ
فِي ظِلِّكَ الرَّغَبَ الْمَخْلُوطَ بِالرَّهَبِ
فِي ظِلِّ أَرْوَعَ إِنْ تَسْأَلْهُ مُنْفِسَهُ
يهبْ وَإنْ باشرَ الهيجاءَ لمْ يهبِ
ندى متى ينزلِ العافونَ عقوتهُ
يصبْ وَعزمٌ متى يرمِ العدى يصبِ(35/23)
يبثُّ في كلَّ أرضٍ للعدوَّ نأتْ
ذِكْراً يَقُومُ مَقَامَ الْجَحْفَلِ اللَّجِبِ
إنَّ الجزيرة َ بابٌ ظلتَ توسعهُ
هزاً وَلمْ يبقَ غيرُ الفتحِ فارتقبِ
بَابُ الْعِرَاقِ فَإِنْ جَاءَ الْبَشِيرُ بِهِ
وافى المبشرُ منْ بغدادَ بالعقبِ
وَكَمْ سَعَيْتَ لِحَظٍّ كُنْتَ تَلْحَظُهُ
فَزَادَكَ الْجِدُّ حَظّاً غَيْرَ مُرْتَقَبِ
وَكَمْ فَتَحْتَ بِلاَداً غَيْرَ مُكْتَرِثٍ
وَالسمرُ مركوزة ٌ وَالبيضُ في القربِ
َلاَ يَغُرَّ نُمَيْراً أَنَّهَا سَلِمَتْ
لَيْسَ السَّلامَة ُ مِنْ ذَا الْعَزْمِ بِالْهَرَبِ
نحوا فحينَ أحسوا باللقاءِ نجوا
يَاقُرْبَ هَذَا الرِّضى مِنْ ذلِكَ الْغَضَبِ
هموا فمذْ نزلوا بالشطَّ شطَّ بهمْ
عنْ سورة ِ الحربِ ما خافوا منَ الحربِ
حَتَّى إِذَا نَزَلَتْ صِرِّينَ مُقَبِلَة ً
جاشتْ بحارُ ردى طمتْ على القلبِ
ألاَّ ثنوها وَقدْ ظلتْ عجاجتها
أولى بسترِ عذاراهم منَ النقبِ
خَيْلٌ أَثَارَتْ غَدَاة َ الْعَبْرِ أَرْجُلُهَا
مَاءً حَكى نَقْعَهَا فِي الْمَرْكَضِ التَّرِبِ
طالَ القنا طامحاً حتى لقدْ ركزتْ
مِنْ قَبْلِ طَعْنِ الْعِدى مُبْتَلَّة َ الْعَذَبِ
وَعادَ بعدَ بلوغِ الجوَّ منعكساً
كَأَنَّمَا جَادَ تِلْكَ الأَرْضَ مِنْ سُحُبِ
تَفَرَّقَ الْجَمْعُ لَمَّا أَقْبَلَتْ زُمَراً
تَفَرُّقَ السِّرْبِ لَمَّا رِيعَ بِالسُّرَبِ
كالطيرِ تحملُ آساداً تظللها
طيرٌ مواردها قاني الدمِ السربِ
هذي تفورُ إذا نارُ اللقاءِ خبتْ
وَتلكَ إنْ تخبُ منْ قبلِ الردى تخبِ
وَأحدقوا بأبي كعبٍ لينصرهمْ
وَهلْ تراعُ ليوثُ الغابِ بالشببِ
أوْ يحتمي مستجيرُ الرومِ منْ ملكٍ
يُزْجِي الْكَتَائِبَ مِلءَ الأَرضِ بِالكُتُبِ
لا يصطلَ الرومُ جهلاً ما يشبُّ لهمْ
رَبُّ الْعُلى لَمْ تُشَبْ وَالْجُودِ لَمْ يُشَبِ
وَلتجتنبْ بطشَ ألوى حدُّ سطوتهِ
ألوى بمنْ ردها منكوسة َ الصلبِ
نجمٌ بسيفكَ منْ بعدِ الوقودِ خبا(35/24)
فَحُزْتَ مَالَكَ دُونَ الْعَالَمِينَ خُبي
وأَيْنَ مِنْكَ ابْنُ حَمْدانَ المُرَوِّعُهُم
وَمِنْ مَمَالِيكَكَ الوَالِي عَلَى حَلَبِ
هُمُ الْمَوالي وَإِنْ خَوَّلْتَهُمْ خَوَلاً
حظاً منَ الجودِ وَالإقدامِ وَالأدبِ
همُ الموالي وَإنْ خولهمْ خولاً
مَاضَرَّ مِنْ يُوسُفٍ أَنْ بيعَ في الجَلَبِ
وَلَّيْتَهُمْ مَا تَوَلَّتْهُ الْمُلُوكُ لَقَدْ
أبى َ اعتزامكَ ما نالتْ منَ الرتبِ
كأنَّ مجدكَ وَهوَ الدهرَ في صعدٍ
منْ فرطِ إسراعهِ ينحطُّ في صببِ
مَلَكْتَنَا مُلْكَ مَوْلى ً عَزَّ مَقْدُرَة ً
وَحطتنا حانياً كالوالدِ الحدبِ
لاَ يرضَ عزمكَ شطرَ الأرضِ مملكة ً
فشطرها في ضمانِ السمرِ وَالقضبِ
وَلا تُسَالِمْ عَدُوّاً أَنْتَ قَاهِرُهُ
قد أمكنتكَ كؤوسَ الحمدِ فانتخبِ
فكلُّ ملكِ دعاكَ اليومَ منْ بعدٍ
فإنهُ في غدٍ يدعوكَ منْ كثبِ
هواكَ أذهلني عنْ ذكرِ كلَّ هوى ً
فما أجيءُ بشعرٍ غيرِ مقتضبِ
أمنتني بالعطاءِ الغمرِ منْ عدمٍ
وَبِالْمَسَاعِي إِذَا أَثْنَيْتُ مِنْ كَذِبِ
وَقدْ شفعتَ الغنى لي بالعلى كرماً
فَصِرْتُ ذَا نَسبٍ في الْمَجْدِ وَالنَّشَبِ
فَدُلَّني أَيمّا الثِّقْلَيْنِ أَحْمِلُهُ
ثِقْلِ اصْطِنَاعِكَ لِي أَمْ ثِقْلَ صُنْعِكَ بِي
قدْ شدَّ أزريَ أنَّ الشعرَ سببٌ
وَأنَّ هذا الذي يغني بلاَ سببِ
إنْ لمْ تغصْ ليَ أفكاري على مدحٍ
تُغْرِي البَعِيدَ مِنَ الأَطْرابِ بِالطَّرَبَ
فَلاَ بَلَغْتُ مَدَى مَحْيايَ أَيْسرَ مَا
أرجو وَلاَ نلتُ عفواً يومَ منقلبي
مَضى الصِّيَامُ وَمَا أَجْرٌ بِمُطَّرَحٍ
فِيمَا فَعَلْتَ وَلاَ وِزْرٌ بِمُحْتَقَبِ
وَعَاوَدَ الْعِيدُ فَکسْلَمْ مَا أَتى وَمَضى
مُعَظَّمَ الْقَدْرِ مَحْرُوساً مِنَ النُّوَبِ
أما الحجيجُ فقدْ أوضحتَ نهجهمُ
ما بينَ ذي وطنٍ دان وَمغتربِ
وَلاَ يُخِيبُ إِلهُ الْخَلْقِ سَعِيَهُمُ
وَقَدْ سَمِعْتَ دُعَاءَ الْقَوْمِ مِنْ كَثَبِ(35/25)
سَيْفَ الْخِلاَفَة ِ دُمْ حِلْفَ الْمَضَاءِ كَذَا
إِنَّ الْخُطُوبَ إِذَا لَمْ تَنْبُ لَمْ تَنُبِ
وَعشْ لدولة ِ حقًّ تعضدها
فإنها منكَ قدْ دارتْ على قطبِ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> إنَّ الفريقَ مذِ استقلَّ مغرباَ
إنَّ الفريقَ مذِ استقلَّ مغرباَ
رقم القصيدة : 27451
-----------------------------------
إنَّ الفريقَ مذِ استقلَّ مغرباَ
لَمْ يُبْقِ لي في طِيبِ عَيْشٍ مَرْغَبا
لَمَّا تَحَمَّلَ لِلرَّحِيلِ حَسِبْتُهُ
مِنْ كَثْرَة ِ الظَّبَيَاتِ فِيهِ رَبْرَبا
وَبِمُهْجَتِي تِلْكَ الْبُدُورُ عَشِيَّة ً
إذْ نكبتْ أكنافَ غربَ غربا
وَعَلَى الْمَطَايَا مِنْ ذُؤَابَة ِ عَامِرٍ
وَجْهٌ يَرُوقُكَ سَافِراً وَمُنَقَّبا
ذو صفحة ٍ لوْ لمْ يصافحْ نارها
ماءُ الشبابِ لخفتُ أنْ تتلهبا
يا غرة َ الحيَّ اللقاحِ أواجبٌ
أَنْ تَزْهَدِي زُهْدَ الْمَلُولِ وَأَرْغَبا
أَفْدِي بِأَنْفَسِ مَا أُدَافِعُ عَنْهُ مَنْ
قَطَعَ الْحَيَاة َ تَعَنُّتاً وَتَعَتُّبا
مَا كُنْتُ قِدْماً ذَا نَصِيبٍ في الْهَوى
فَجَعَلْتَ لِي مِنْهُ النَّصِيبَ الْمُنْصِبا
أصليتني بالهجرِ ناراً ما خبتْ
فَعَلِمْتُ أَنَّ هَوَاكَ زَنْدٌ مَا كَبا
وَأمرتني ألاَّ أمرَّ بداركمْ
فَمَتى مَرَرْتُ بِهَا مَرَرْتُ مُجَنِّبا
خفتِ الرقيبَ وَلوْ وصلتِ أمنتهِ
وَنَهَيْتِ دَمْعَ الْعَيْنِ أَنْ يَتَصَوَّبا
وَسَنَنْتِ لِي أَنْ لا يَبُوحَ مُحَدِّثاً
أأمنتِ أنْ يملي الصدودُ فيكتبا
لاَ تمزجي صفوَ الودادِ بجفوة ٍ
مَا الْمَاءُ مُحْتَاجٌ إِلى أَنْ يُقْطَبَا
ما للخيالِ الطارقي مسترسلاً
قَدْ صَارَ يَطْرُقُ خَائِفاً مُتَرَقِّبا
هلْ خافَ منْ عدواكِ حينَ أمرتهِ
أنْ لاَ يلمَّ تجنياً وَتجنبا
لاَ تَرْدَعِيهِ عَنِ الْمَزَارِ فَإِنَّهُ
لوْ لمْ يزرْ شوقاً لزارَ تطربا
كمْ أشتكي الإعراضَ ظناً أنني
أشكى وَأعتبُ آملاً أنْ أعتبا(35/26)
العصر العباسي >> ابن حيوس >> لاَ زَالَ مُلْكُكَ بِالْعُلى مَأْهُولا
لاَ زَالَ مُلْكُكَ بِالْعُلى مَأْهُولا
رقم القصيدة : 27452
-----------------------------------
لاَ زَالَ مُلْكُكَ بِالْعُلى مَأْهُولا
وَسَلِمْتَ تُدْرِكُ كُلَّ يَوْمٍ سُولا
يعدو الزَّمانُ ولا يصيبكَ ريبهُ
فيردُّ طرفاً عنْ ذراكَ كليلا
أنتَ الَّذي غمرَ العفاة َ مواهباً
لَوْ كُنَّ أَمْوَاهاً لَكُنَّ سُيُولاً
فَفِدَاءُ مَجْدِكَ أُمَّة ٌ هَمَّتْ بِهِ
زَمَناً فَما وَجَدَتْ إِلَيْهِ سَبِيلا
حَسُنتْ مَناظِرُهُمْ وَغَيْرُ فَضِيلَة ٍ
للسَّيفِ ينبو أنْ يكونَ صقيلا
وذوتْ أكفُّهمُ فأغصانُ المنى
بِعِرَاصِهِمْ أَبَداً تَزِيدُ ذُبُولا
خُلِقَتْ لِمَحْمُودِ بْنِ نَصْرٍ رَاحَة ٌ
تندى فلا ترضى الغمامَ رسيلا
ملكٌ عناؤكَ أنْ تحاولَ مجدهُ
فإذا عدقتَ بجودهِ التَّأميلا
عدَّ اليسيرَ منَ السُّؤالِ وسيلة ً
وَرَأَى الْكَثِيرَ مِنَ النَّوَالِ قَلِيلا
تُثْنِي عَلَيْهِ فَتَعْتَرِيهِ نَشْوَة ٌ
فكأنَّ مادحهُ سقاهُ شمولا
يثني عيونَ الحاسدينَ كليلة ً
ويرى حزونَ المكرماتِ سهولا
أَأَبا سَلاَمَة َ أَنْتَ فَخْرُ قَبِيلَة ٍ
طالوا البريَّة َ صبية ً وكهولا
إِنَّ الْعُلى رَضِيَتْكُمُ غُرَراً لَها
منْ بعدِ أنْ أبتِ الملوكَ حجولا
وَلَوِ اكْتَفَيْتَ كَما اكْتَفى أَعْيانُهُمْ
كُلٌّ يَكُونُ عَلَى أَبِيهِ مُحِيلا
لكفاكَ جمعكَ والداً غمرَ الورى
جوداً وأمّاً في النِّساءِ بتولا
لكنْ أبتْ لكَ همَّة ٌ ما شأنُها
أَنْ تَسْتَعِيرَ عُمُومَة ً وَخُؤُولا
ومنعتَ هذا الشَّامَ ممَّن رامهُ
قَسْراً كَما مَنَعَ الْهِزَبْرُ الْغِيلا
ما بالُ عَمِّكَ ظَلَّ يَخْدَعُ نَفْسَهُ
سَفَهاً وَيَقْطَعُ عُمْرَهُ تَعْلِيلا
متطرِّحاً أبداً وكمْ منْ خاملٍ
طلبَ النَّباهة َ فاستزادَ خمولا
يدنو منَ العلياءِ فتراً كلَّما
عَنَّتْ فَيُبْعِدُهُ التَّخَلُّفُ مِيلا
متعوِّضاً منْ عزِّ منْ هوَ فرعهُ(35/27)
ذُّلاً يُحَدِّثُ عَنْهُ جِيلٌ جِيلا
فَارحَمْ غَنِيّاً عَالَ وَارْثِ لِتَائِهٍ
قدْ ضلَّ واعذرْ صبرهُ إنْ عيلا
أكدتْ مطالبهُ وهلْ يُعدي على الـ
قُرْآنِ مَنْ يَسْتَنْصِرُ الْإِنْجِيلا
فليثنِ فائلَ رأيهِ عنْ راية ٍ
أَمَرَ الْإِلهُ بِنَصْرِها جِبْرِيلا
أَوْلَجْتَهُ النَّفَقَ الَّذي مَنْ أَمَّهُ
ماتتْ ضغينتهُ وعاشَ ذليلا
وعقوقُ أرمانوسَ حينَ أبيتَ نصـ
رَتَهُ أَبَاحَكَ وُدَّ مِيخَائِيلا
وَكَمِ ابْتَدَعْتَ غَرَائِباً مِنْ سُؤْدُدٍ
ما كُنتَ في طُرُقاتِها مَدْلُولا
ولكَ الأدلَّة ُ أوضحتْ حتَّى رأى
إثباتَ فضلكَ منْ رأى التَّعطيلا
وَمَتى أَرَقْتَ دَماً غَزِيراً سَفْكُهُ
إِلاَّ عَلَيْكَ فَلَمْ يَكُنْ مَطْلُولا
ملأتْ وقائعكَ القلوبَ مخافة ً
ضاقتْ بها عنْ أنْ تُجنَّ ذحولا
ولمرهفاتكَ بالفنيدقِ وقعة ٌ
ملأتْ مسامعَ منْ بمصرَ صليلا
عُصَبٌ أُتِيحَ بَوَارُهُمْ في مَأْزِقٍ
حَسَدَ الْأَسِيرُ بِضَنْكِهِ الْمَقْتُولا
غرُّوا بأنْ شرَّقتَ عنهمْ مذهباً
في الرَّأيِ ما عرفوا لهُ تأويلا
حَتَّى إِذَا دَلَفَتْ إِلَيْكَ جُمُوعُهُمْ
جُمَلاً جَعَلْتَ لَها الرَّدى تَفْصِيلا
زأرتْ أسودُهمُ فلمَّا عاينوا
أذوادكمْ عادَ الزَّئيرُ أليلا
ما كانَ في المعقولِ أنَّكَ كائدٌ
تلكَ الغواة َ بحلِّكَ المعقولا
أَهْمَلْتَها كَيْمَا يَظُنُّوا أَنَّها
غَنَمٌ فَخِيلَتْ بِالْعَرَاءِ خُيُولا
وعلمتَ أنَّ رغاءها مفضٍ إلى
طَمَعٍ فَأَلْحقْتَ الرُّغَاءَ صَهِيلا
مِنْ مُقْرَبَاتٍ أُورِدَتْ أُمَّاتُها
بَرَدى وَأَحْرِ بِأَنْ يَرِدْنَ النِّيلا
شُقْرٍ بَرَاها النَّقْعُ دُهْماً وَانْجَلى
فَنَزَعْنَ لَيْلاً وَارْتَجَعْنَ أَصِيلا
تردى بكلِّ مظفَّرٍ يُردي العدى
إِنْ هِيجَ أَوْ يَهَبُ الْغِنى إِنْ سِيلا
فَسَفَيْتَهُمْ وَهُمُ الْجِبَالُ بِعَزْمِة ٍ
صَدَقَتْ كَمَا سَفَتِ الرِّياحُ نَسِيلا
قسمتْ سبيعة ُ ما حووا وذؤيبة ٌ
والعزُّ قسمكَ لمْ تحزهُ غلولا(35/28)
فلتحذرِ الهممُ المذالة ُ في الثَّرى
همماً تجرُّ على السَّماءِ ذيولا
منذُ انبرتْ دونَ الخليفة ِ جنَّة ً
ملأتْ غرارَ النَّائباتِ فلولا
وَلَقَدْ دَعاكَ إِلى کلَّتِي إِدْرَاكُها
عسرٌ فكنتَ بما أرادَ كفيلا
أَعْلَمْتَهُ أَنَّ لَيْسَ يَذْهَبُ ثَأْرُهُ
ما دُمْتَ لِلْحَقِّ الْمُبِينِ مُدِيلا
وَأَبَنْتَ عَنْ فَصْلِ الْخطابِ بِلَفْظَة ٍ
أوضحتَ منها حقَّهُ المجهولا
وأتاكَ منْ إكرامهِ وصفاتهِ
ما جاوزَ الإكرامَ والتَّبجيلا
وَمَلاَبِسٍ لَبِسَتْ بِكَ الْفَخْرَ الَّذِي
لاَ تَسْتَطِيعُ لَهُ الْعِدى تَبْدِيلا
ومهنَّدٍ راقَ النَّواظرَ مغمداً
وغدا يُحكَّمُ في الطُّلى مسلولا
وأقبَّ ليسَ يليقُ إلاَّ بالَّذي
ريضَ الزَّمانُ بهِ فصارَ ذلولا
أمطاكهُ الموفي على آبائهِ
ورعاً وكمْ علتِ الفروعُ أصولا
بذلتْ لكَ الأملاكُ في أعطافها
وَوِدَادِها ما لَمْ يَكُنْ مَبْذُولا
وأبانَ منْ ملكَ البسيطة َ فضلهُ
لَمَّا اصْطَفاكَ لَهُ أَخاً وَخَلِيلا
فلذاكَ أمركَ حيثُ يمَّمَ نافذٌ
أرسلتَ جيشاً أوْ بعثتَ رسولا
هذَا هُوَ الشَّرَفُ الَّذي لاَ يُرْتَقى
أَدْناهُ وَالْعِزُّ الَّذي ما نِيلا
فلتفتخرْ كعبٌ بأنَّكَ منهمُ
بلْ عامرٌ بلْ نسلُ إسماعيلا
وَبِمَنْ تُقاسُ وَقَدْ حَوَيْتَ مَآثِراً
تأبى لكَ التَّشبيهَ والتَّمثيلا
بنداكَ أنجزَ وعدهُ الزَّمنُ الَّذي
قدْ كنتُ أعهدهُ ألدَّ مطولا
أنسيتني ذكرَ الأنامِ فما أرى
مسخبراً عنهمْ ولا مسؤولا
مِنَنٌ بِجِيدي لَنْ تَزَالَ قَلاَئِدَاً
وَلَوَ کنَّها لِسِواكَ كُنَّ كُبُولا
وَعَصَمْتَنِي مِمَّا أَخافُ فَظَنَّنِي
مَنْ رَامَنِي لِلْفَرْقَديْنَ نَزِيلا
لِمَ لا يَكُونُ الْقَوْلُ جَزْلاً فِيكَ يا
تاجَ الملوكِ وقدْ أنلتَ جزيلا
جاوزتَ غاية َ منْ يجودُ ومنصبي
يأبى لمثليَ أنْ يكونَ بخيلا
ما في المروءة ِ كفرُ منْ أغنيتهُ
وسكوتُ منْ أنطقتهُ ليقولا
فلأملأنَّ الخافقينِ غرائباً
موسومة ً بكَ مثلها ما قيلا(35/29)
مِمَّا يَزِيدُ عَلَى زِيادٍ بَسْطَة ً
وَيُضِلُّ فِي طُرُقاتِهِ الضِّلِّيلاَ
تطوي بلاداً لا الجيادُ تنالها
خَببَاً وَلاَ الْكُومُ الْقِلاَصُ ذَمِيلا
فوقَ الرَّوامسِ لا العرامسِ مالها
حادٍ يسوقُ ولا تريدُ دليلا
معَ أنَّ شكريَ لا يقومُ بأنعمٍ
صَحَّ الرَّجَاءُ بِها وَكانَ عَلِيلا
وَعوَاطِفٌ لاَ يَبْتَغي بَدَلاً بِها
إِلاَّ الْمُرِيدُ مِنَ الْحَياة ِ بَدِيلا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> كُنْ بَعِيداً إِنْ شِئْتَ أَوْ كُنْ قَرِيبا
كُنْ بَعِيداً إِنْ شِئْتَ أَوْ كُنْ قَرِيبا
رقم القصيدة : 27453
-----------------------------------
كُنْ بَعِيداً إِنْ شِئْتَ أَوْ كُنْ قَرِيبا
فَأَيادِيكَ عِنْدَنا لَنْ تَغِيبا
خَلَفَتْكَ الآلاَءُ مُذْ سِرْتَ فِينا
فتساويتَ مشهداً وَمغيبا
كَالغَمَامِ الرُّكامِ يَمْضِي وَيُبْقِي
مَوْرِداً فائِضاً وَمَرْعَى ً خَصِيبا
فُرْقَة ٌ يا أَبا الْعَلاَءِ أَصارَتْ
حسناتِ الزمانِ عندي ذنوبا
كمْ سبقتَ الجارينَ في حلبة ِ المجـ
ـدِ وَكَلُّوا وَما شَكَوْتَ لُغُوبا
لا كما يسبقُ المجاري المجارى
بَلْ كَما يَسْبِقُ الشَّبابُ الْمَشِيبا
لمْ يزلْ جانبي منيعاً مهيباً
مذْ رأتني بكَ الخطوبُ مهيبا
وَلِهَذَا أَصْبَحْتُ مِنْ أَلَمِ الْفُرْ
قة ِ أوفى مفارقيكَ نصيبا
وَلوْ أني ملكتُ نفسي وَرأيي
لَوَصَلتُ الإِسْآدَ وَالتَّأْوِيبا
فكفاني مؤونة َ الشوقِ عزمٌ
لاَ يملُّ التقويضَ وَ التطنيبا
غَيْرَ أَنِّي الْقَلْبَ عِلْماً
أَنَّهُ لاَ يَؤُوبُ حَتَّى تَؤُوبا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> شرفَ المعالي منْ يساجلكَ العلى
شرفَ المعالي منْ يساجلكَ العلى
رقم القصيدة : 27454
-----------------------------------
شرفَ المعالي منْ يساجلكَ العلى
ولكَ الإمامُ بملكها قدْ أسجلا
تدعو الحظوظَ فتستجيبُ كذا وما
لمْ تدعهُ منها أتاكَ مطفِّلا
في كلِّ يومٍ ما تزالُ مكذِّباً
مَنْ قالَ غايَة ُ كاملٍ أَنْ يَكْمُلا(35/30)
ولقدْ أتتكَ اليومَ منْ فخرٍ حُلى ً
ذا المجدُ صايغها ومنِ تبرٍ حلا
هاتِيكَ تُسْمِعُ مِنْ صِفاتِكَ مُعْجِزاً
لا يستعارُ وذي تري ما أذهلا
لولا البصائرُ منْ عشى أبصارنا
لِضِيائِها خِلْنا الْعِيانَ تَخَيُّلا
وإذا تعاودنا ثناءكَ بيننا
عاد المكثّرُ ما رآهُ مقلِّلا
فَهَلِ انْتَحَتْكَ مِنَ الْكَوَاكِبِ سُرْبَة ٌ
كيما تكونَ لنورها متسربلا
أَمْ لِلْغَزَالَة ِ فِي الْجَدَالَة ِ مَنْزِلٌ
وعهدتها لا تستطيعَ ترحُّلا
وَهَلِ ادَّرَعْتَ شُعاعَها فَلِأَجْلِ ذَا
ما إنْ تطيقُ لكَ العيونُ تأمُّلا
أَمْ قَدْ كَسَاكَ النُّورَ ذُو النُّورِ الِّذي
ما زالَ في آبائهِ متنقِّلا
لُبْسُ الْحَرِيرِ مِنَ الْحدِيدِ مُثَقَّلاً
أَفْضى إِلَيْهِ بِالنُّضَارِ مُثَقَّلا
وَالْحَرْبُ لاَ تُجْنِيكَ أَرْياً غِبُّها
إِلاَّ إِذا أَجْنَتْ عِدَاكَ الْحنْظَلا
وسليلِ صاعقة ٍ أتاكَ معوِّضاً
مِمَّا تَرَكْتَ مِنَ الضِّرَابِ مُفَلَّلا
وَالتَّبْرُ مَا لَمْ تَرْضَهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ
بنفائسِ الدُّرِّ الثَّمينِ مكلَّلا
وَلَوْکنَّ كُلَّ النَّاسِ يَعْرِفُ قَدْرَهُ
أَغْنَاهُ جَوْهَرُ مَتْنِهِ عَمَّا احْتَلا
وَمُضِيئَة ٍ كَسَتِ النَّدِيَّ بِضَوْئِها
والحاضرينَ بهِ حريقاً مشعلا
ما إنْ رأينا هالة ً منْ قبلها
أضحتْ تضمَّنُ عارضاً متهلِّلا
فابجح بمفخرها ملابسَ لمْ يكنْ
غَيْرُ الْإِمامِ لِمِثْلِها مُتَبَدِّلا
لمَّا تنافستِ الجواهرُ والحلى
فيها اتتكَ وجسمها قدْ فصِّلا
بجُذى غضى ً ما لمسهنَّ بمحرقٍ
ونجومِ داجية ٍ وليستْ أفَّلا
وَأَظُنُّها تاجاً وَلكِنْ لَمْ تَجِدْ
لعلوِّ قدركَ فوقَ خصركَ منزلا
وسوابقٍ عدتِ الجمالَ فلوْ مشى
شبدازُ كسرى بينها لتخيَّلا
مِنْ كُلِّ مَحْبُوكِ الْقَرى لَوْ لَمْ يَكُنْ
بَعْضَ الْجِبالِ لَهَدَّهُ ما حُمِّلا
كالطَّودِ تنقلهُ قوائمُ سابحٍ
فإذا عدا صارتْ قوادمَ أجدلا
نَبَذَ الْبَرَاقِعَ وَالْجِلاَلَ وَرَاءَهُ(35/31)
لَمَّا تَبَرْقَعَ بِالْحُلى وَتَجَلَّلا
لَبِسَتْ تَجافِيفَ النِّضارِ فَهَلْ أتَتْ
تُحَفاً لِمُلْكِكَ أَوْ لِتَلْقى جَحْفَلا
وَمُحَلِّقٍ فِي الْجَوِّ تَحْسَبُ أَنَّهُ
ظامٍ وَقَدْ ظَنَّ الْمَجَرَّة َ مَنْهَلا
أَوْفَى عَلَى قَوْسِ الْغَمامِ مُعَمَّماً
منهُ بناحية ٍ لأخرى مسدلا
مِنْ عَقْدِ مَنْ ما حَلَّ خَطْبٌ عَقْدَهُ
كلاَّ وليسَ بعاقدٍ ما حلَّلا
يقتادُ منْ زهرِ القبابِ شوامخاً
تُوهِي بِحِلْيَتِها الْجِمالَ الْبُزَّلا
أعطاكها شمَّاً فكمْ منْ قائلٍ
هَلْ أَرْسَلَ الْأَهْرَامَ فِيما أَرْسَلا
ولقدْ غنيتَ عنِ اللِّواءٍ بقامة ٍ
طالتْ فطلتَ بها الوشيجَ الذُّبَّلا
وَكَفَتْكَ أَفْياءُ الْعَوَالِي أَنْ تُرى
عندَ الهجيرِ بفيئهِ متظلِّلا
للمجدِ أخذكَ والعطاءُ ولمْ تزلْ
تعلو الملوكَ منوِّلاً ومنوَّلا
ولأنتَ منْ لوْ خوِّلَ الدُّنيا بما
جمعتْ لكانَ أجلَّ ممَّا خوِّلا
ومعَ الرَّسولِ إليكَ أنفسُ قيمة ً
ممَّا يُرى وأخفُّ أيضاً محملا
عَهْدٌ يُؤَوِّلُ مَأْثُرَاتِكَ لِلْوَرى
معَ أنَّها ما استعجمتْ فتأوِّلا
وافى فأسمعنا وليسَ بناطقٍ
شكراً لسعيكَ لمْ يكنْ متمحَّلا
وَلَقَدْ أَعاذَ اللَّهُ جَلَّ جَلالُهُ
قولَ الخلافة ِ أنْ يكونَ تقوُّلا
كَمْ حازَ مِنْ صِفَة ٍ وَكَمْ فِي ضمْنِهِ
قَوْلٌ دَعاكَ بِهِ الْإِمامُ مُبَجَّلا
أمنتْ خلافتهُ ودولتهُ معاً
أَنْ يُمْنَعا مِنْ بُغْيَة ٍ أَوْ يُمْطلا
بالسَّيفِ ما عرفَ النُّبوَّ غرارهُ
مذْ سُلَّ والعضدِ الَّذي لنْ ينكلا
وَافْخَرْ بِذَا الْيَوْمِ الَّذِي أُعْطِي الْهُدى
فيمنْ أقامَ عمادهُ ما أمَّلا
حَتَّى لَظَنَّ النَّاسُ يَقْظَتَهُمْ كَرى ً
أوْ ملكَ مصرَ إلى دمشقَ تحوَّلا
وَلَقَلَّما يَصِفُ الْمَحاسِنَ وَاصِفٌ
إلاَّ وظلَّ بحسنهِ متمثِّلا
عَجَباً لِمَجْنُوبٍ وَذِي أَعْباؤُهُ
كَيْفَ اسْتَطاعَ بِها إِلَيْكَ تَحَمُّلا
رقتَ الأئمَّة َ بالمساعي لمْ تدعْ(35/32)
عنْ ربِّها لإمامِ عدلٍ معدلا
فَإِنِ اكْتَفَوْا فِي الْمُلِمِّ فَلَمْ تَزَلْ
أولى الزَّمانِ بنصرهمْ متكفِّلا
أَوْ أَجْلَسُوكَ عَلَى مَرَاتِبِهِمْ فَمَنْ
أعلتهُ همَّتهُ إلى شرفٍ علا
مُسْتَنْصِرٌ بِاللَّهِ أَنْتَ حُسامُهُ
وَالْحَقُّ يَحْمِي آمِنٌ أَنْ يُخْذَلا
ووزيرُ ملكٍ ظلَّ وصفكَ دأبهُ
عندَ الخلافة ِ دائماً لنْ يخجلا
جليتْ برأي الكاملِ النُّوبُ الَّتي
كانتْ ترينا الصُّبحَ ليلاً أليلا
يَقِظٌ إِذَا الْإِسْلامُ خافَ فَأَمْنُهُ
مِمَّا تَخَوَّفَ أَنْ تَقُولَ وَتَفْعَلا
ما زِلْتَ بِالْغَارَاتِ طَوْراً غائِراً
خَلْفَ الْعَدُوِّ وَتارَة ً مُتَوَقِّلا
تُزْجي الْجُيُوشَ تَرَاكَمَتْ حَتَّى لَقَدْ
مَنَعَ الْقَنا فِيها الْقَنا أَنْ يَعْسِلا
وحماة َ حربٍ لا تلينُ لغامزٍ
فوقَ السَّوابقِ تستلينُ الجندلا
حَتَّى تَرَكْتَ قُبَيْلَ عَوْدِكَ قافِلاً
مِنْ دُونِ دِينِ اللَّهِ باباً مُقْفَلا
وحسمتَ منْ أدوائهِ ما أعضلا
وفللتَ عنهُ كلَّ نابٍ أعصلا
وثنيتَ محضَ الخوفِ عن أوطاننا
منْ بعدِ أنْ ألقى عليها كلكلا
وأباحنا سلطانكَ الأمنَ الَّذي
لوْ نشتريهِ بالنَّواظرِ ما غلا
صارَ العنودُ بكلِّ أرضٍ ناكلاً
مذْ ظلَّ بأسكَ بالطُّغاة ِ منكِّلا
ولقدْ أنابوا وانتحوكَ فلمْ تضقْ
خلقاً بأحياءٍ يضيقُ بها الفلا
فمشوا على الأفواهِ منْ إعظامهمْ
هذَا الثَّرى أَنْ يُوطِؤُهُ الْأَرْجُلا
وَتُرَابُ أَرْضٍ أَنْتَ فِيها قاطِنٌ
أولى التُّرابِ بأنْ يكونَ مقبَّلا
ما أسرفَ الظَّمآنُ في تقبيلهِ
سبلاً تبلِّغهُ الغمامَ المسبلا
لَمْ يَبْقَ غَيْرَ ابْنِ المُفَرِّج خائِفٌ
يَبْغي الأَمانَ وَمُجْدِبٌ يَبْغِي الكَلا
فَاغْفِرْ لَهُ تِلْكَ الذُّنُوبَ مُعاوِداً
حِلْماً رَجَحْتَ بِهِ الجِبالَ المُثَّلا
عاقبتهُ لمَّا جنى وقهرتهُ
لَمَّا تَجَبَّرَ فَاعْفُ حِينَ تَنَصَّلا
وارحمْ عليلاً ما أصابَ معلِّلا
وأغثْ طريداً لمْ يصادفْ موئلا(35/33)
مذْ زارَ ربعكَ يجتني فيهِ الغنى
والعزَّ عافَ المنزلَ المستوبلا
عدلا عدمتَ الفضلَ بالفضلِ الَّذي
جعلَ الملوكَ إلى انتجاعكَ عمَّلا
لَمْ يُمْنَ جَبَّارٌ بِبَأْسِكَ ساعَة ً
إلاَّ وعاودَ خاضعاً متذلِّلا
تأبى رماحكَ أنْ ترى مرْكوزة ً
حتّى تعلَّ منَ الصُّدورِ وتنهلا
أَوْرَدْتَها ثُغْرَ الْأَعادِي رَامِحاً
وَرَجَعْتَ تَطْعَنُهُمْ بِخَوْفِكَ أَعْزَلا
فَأَقِمْ عَلَى ذَا الْعِزِّ وَاطَّرِحِ الْوَغى
طَعْنُ الْقُلُوبِ أَشَدُّ مِنْ طَعْنِ الْطُّلا
أوَما تفارقُ ذي الجيادُ سروجها
حتّى تثيرَ وراءَ غزنة َ قسطلا
لا فلَّ ريبُ الدَّهرِ غربَ عزائمٍ
مَدَّتْ عَلَى الْإِسْلاَمِ سِتْراً مُسْبَلا
موتورها لا يشتفي وطريدها
لا ينكفي وقتيلها لنْ يعقلا
ومحاولٍ هذي العلى قلتُ اسلها
فَلَقَدْ أَرَاحَ الْفِكْرَ مَمْنُوعٌ سَلا
وَاسْأَلْهُ ما تَحْوِي يَدَاهُ يُنِلْكَهُ
كَرَماً وَأَمَّا مَجْدَهُ الزَّاكِي فَلا
فالمجدُ ما لمْ يبقَ فيهِ لغيرهِ
إلاَّ كما يسعُ الإناءُ إذا امتلا
أولى الملوكِ إذا الفضائلُ ميِّزتْ
بِالْحَظِّ فِيها أَنْ يُعَدَّ الْأَفْضَلا
مَنْ كانَ فِي اللَّأَوآءِ أَنْدى مِنْهُمُ
كفّاً وفي الهيجاءِ أمضى منصلا
فإذا همُ حكموا بما يهوونهُ
أَمَّتْ قَضاياكَ الْكِتابَ الْمُنْزَلا
وإذا همُ افتكروا وضلَّ رشادهمْ
أوضحتَ غيرَ مفكِّرٍ ما أشكلا
وَإِذَا تَنازَعَتِ الْخُصُومُ لَدَيْهِمُ
كانتْ بحضرتكَ الإشارة ُ فيصلا
لَوْ كانَ حُكْمُكَ ضِدَّ حُكْمِ اللَّهِ ما
أَضْحى بَنُو الدُّنْيا عَلَيْهِ نُزَّلا
وَلَكَ النَّدى لَمْ تَجْرِ فيهِ إِلى مَدى ً
يَنْحُوهُ مَنْ فِي وَصْفِ جُوْدِكَ أَوْغَلا
حَتَّى لَعاتَبَكَ الْعُفاة ُ فَهَلْ رَأَى
أَحَدٌ عُفاة َ نَدى ً عَلَيْهِ عُذَّلا
لَمَّا أَبَيْتَ لِمَنْ يُنِيخُ بِكَ الْمُنى
ذُلَّ السُّؤالِ كفيتهُ أنْ يسألا
فالعيسُ في تعبٍ وجودُكَ مقسمٌ
أَلاَّ يُرِيحَ ظُهُورَها وَالْأَرْجُلا(35/34)
أَنْهَجْتَنِي مِنْ قُرْبِكَ اللَّقَمَ الَّذي
ما زلتُ فيهِ إلى السَّعادة ِ مرقلا
وَأَبَحْتَنِي مِنَناً تَتابَعَ سَيْبُها
حَتَّى لَقَدْ أَحْبَبتُ أَنْ تَتَمَهَّلا
لوْ أنَّها مطرٌ لكانتْ وابلاً
وَلَوْ أنَّها رِيحٌ لَكانَتْ شَمْأَلا
لاَ تُلْزِمَنِّي أَنْ أُفَصِّلَ شُكْرَها
منْ بعدِ ما أعيا القوافي مجملا
وَمَتى تَخِفُّ إِلى سِوَاكَ مَطامِعِي
أَنَّى وَقَدْ حَمَّلْتَنِي ما أثْقَلا
منْ أنعمٍ قدْ غارَ عدُّ محامدي
فِي ضِمْنِهِنَّ وَصارَ بَحْرِي جَدْولا
وَالْفِقْهُ غَيْرُ مُبيِحَة ٍ أَحْكامُهُ
منْ لا يؤدِّي الفرضَ أنْ يتنفَّلا
ومتى أثبتَ على الثَّناءِ فلمْ أقلْ
كنْ لي منَ الفضلِ المبينِ محلِّلا
لَوْ غَيْرُ نائِلِكَ الْمَرَامِي لَمْ تَخَفْ
مَعَ ذِي الْإِصابَة ِ أَسْهُمِي أَنْ تَنْصُلا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> مالي مقالٌ عنْ فعالكَ يعربُ
مالي مقالٌ عنْ فعالكَ يعربُ
رقم القصيدة : 27455
-----------------------------------
مالي مقالٌ عنْ فعالكَ يعربُ
قدْ ضلتِ الأفكارُ مما تغربُ
بذلاً وَمنعاً فالرجاءُ مخيمٌ
بِذَرَاكَ وَالنَّكَباتُ عَنْكَ تَنَكَّبُ
وَسُطاً وَصَفْحاً فَالْمَمالِكُ قَدْ عَنَتْ
مِنْ خَوْفِ بَأْسِكَ وَالْجَرَائِمُ تُوهَبُ
وَتواضعاً سنَّ التواضعَ للورى
مَعَ رُتْبَة ٍ يَنْحَطُّ عَنْها الْكَوْكَبُ
يا جامعَ الأضدادِ في كسبِ العلا
منْ أينَ لي قلبٌ كقلبكَ قلبُ
لوْ ميزتكَ سجية ٌ عنْ ضدها
لعلمتُ ما آتي وَما أتجنبُ
ما سارَ في الأفاقِ ذكرٌ طيبٌ
عمنْ مضى إلاَّ وَذكركَ أطيبُ
قَعَدوا عَنِ الْغَيْرِ الَّتي ناهَضْتَها
وَاستبعدوا الأمدَ الذي تستقربُ
فَضَفَتْ عَلَيْكَ مِنَ الثَّناءِ مَلابِسٌ
لمْ يقدروا منها على ما تسحبُ
نَسَخَتْ فَضائِلُكَ الْفَضائِلَ كُلَّها
إِنَّ الْكَثِيرَ عَلَى الْقَلِيلِ يُغْلّبُ
فَلْيَعْتَرِفْ لَكَ بِالسَّيادَة ِ أَهْلُهَا
لَزِمَتْ مَلازِمَها وَصَرَّ الْجُنْدَبُ(35/35)
لاَ يَدَّعِ الْمَجْدَ الْمُؤَثَّلَ مُدَّعِ
فالمجدُ منْ هذي الخلالِ مركبُ
فظباكَ مذْ خطبتْ على قممِ العدى
خَطَبَتْ لَكَ الرُّتَبَ الَّتي لا تُخْطَبُ
فَفَرَعْتَ مِنْهَا كُلَّ مالاَ يُرتَقى
إِنَّ النُّجُومَ قَلائِصٌ ما تُرْكَبُ
فلذا إذا نسبتْ على ً في مشهدٍ
فإليكَ يا شرفَ المعالي تنسبُ
بَعُدَ کلْمَدى إِلاَّ عَليْكَ فَما لِمَنْ
يأتمهُ إلاّ النصيبُ المنصبُ
ما انقادتِ الأملاكُ طوعكَ كلها
حتى استقادَ لكَ الزمانُ الأصعبُ
لَوْ غَيْرُكَ الْمُبْتَزُّ يَا سَيْفَ الْهُدى
ما كانتِ النخواتُ مما تسلبُ
تَتَجَنَّبُ الأَحْداثُ ما لاَ تَشْتَهي
وَتَسَارِعُ الأَقْدارُ فِيما تَطْلُبُ
لَوْ كانَ ذَبُّكَ في الزَّمانِ اللَّذْ مَضى
لَمْ تَفْتَخِرْ بِحِمى كُلَيْبٍ تَغْلِبُ
أوْ كانَ جُودُ يَدَيْكَ عَاصَرَ حَاتِماً
لَرَأَيْتَهُ مِنْ فِعْلِهِ يَتَعَجَّب
فطلِ الورى يا منْ لباذخِ فخرهِ
أَلْقَتْ مَفاخِرَها نِزارُ وَيَعْرُبُ
فَلَئِنْ عَلَوْتَ فَكُلُّ ما أَدْرَكْتَهُ
وَهُوَ التَّناهِي بَعْضُ ما تَسْتَوْجِب
أضحتْ بعدتها الإمامة ُ هضبة ً
لَيْسَتْ تُرامُ وَرَوْضَة ً لا تُجْدِبُ
بِأَغَرَّ يَثْنِي الْحادِثاتِ فَتَنْثَنِي
رهباً وَيقتادُ الجبالَ فتصحب
يَا بَالِغَ الْغَرَضِ الْبَعِيدِ وَدُونَهُ
جَيشٌ يَضِيقُ بِهِ الْفَضاءُ السَّبْسَبُ
تُغْنِي الْخِلاَفَة ُ ما عُدِدْتَ ظَهيرَهَا
وَالجَيْشُ ما لاَقاكَ حَرْباً رَبْرَبُ
قَدْ صارَتِ الدُّنْيا بِعَدْلِكَ مَعْقِلاً
هلْ في الورى عادٍ وَأنتَ المرهبُ
أَنّى وَفي هذِي الْجُفُونِ بَوارِقٌ
ما أَوْمَضَتْ إلاَّ تَجَلّى غَيهَبُ
وَعلى َ عواملِ ما ركزتَ كواكبٌ
مِمَّا کنْتَصَيْتَ لَها وَخَلَّفَ قَعْضَبُ
تَجْلُو ظَلاَمَ النَّقْعِ عِنْدَ طُلُوعِها
وَظَلاَمَ أَهْلِ الْبَغْيِ سَاعَة َ تَغْرُبُ
تَرَكَ الزَّئِيرَ اللَّيْثَ مُذْ أَشْرَعْتَهَا
فَرَقاً كَما تَرَكَ الْهَدِيرَ الْمُصْعَبُ(35/36)
بِكَ عَاذَ هذا الدّينُ دُمْتَ نَصِيرَهُ
مما يخافُ وَنالَ ما يترقبُ
أَنْتَ الْمُظَفَّرُ بالأَعادِي وَالمُنى
إِنْ خِيفَ حَيْفٌ أَو تَعَذَّرَ مَطْلَبُ
فرقتَ شملَ الخوفِ وَهوَ مجمعٌ
وَجمعتَ شملَ الأمنِ وَهوَ مشعبُ
مَا زِلْتَ تَبْعَثُ كُلَّ يَوْمٍ نَكْبَة ً
حتى استقامَ لكَ العنودُ الأنكبُ
فلينتحِ القمقامَ عندَ سكونهِ
مَنْ نَدَّ عَنْهُ وَمَوْجُهُ مُغْلَوْلِبُ
فَالْعِزُّ أَقْعَسُ وَالْمَجازُ مُساهِمٌ
وَالروضُ أحوى وَالحيا متصوبُ
غيرُ الذي عاداكَ يظفرُ بالمنى
وَبغيرِ آملكِ الظنونُ تخيبُ
تسدي الكرامُ مكارماً مبتولة ً
وَلِكُلِّ نَيْلٍ مِنْ يَدَيْكَ مُعَقِّبُ
فَمِنَ الْعُفَاة ِ مُقَوِّضٌ وَمُطَنِّبٌ
وَمِنَ الثَّنَاءِ مُشَرِّقٌ وَمُغَرِّبُ
وَلقدْ أجرتَ الخائفينَ وَمالهمْ
في الأْرْضِ عَنْ حُجُراتِ مُلْكِكَ مَذْهَبُ
وَغمرتهمْ صفحاً يقربُ منهمُ
منْ مالهُ عملٌ إليكَ يقربُ
حَتى لَقالَ النَّاسُ مِمَّا عَمَّهُمْ
مَا ثَمَّ ذَنْبٌ لِلْعُقُوبَة ِ مُوجِبُ
فَالعَفْوُ فِيكَ فَضِيلَة ٌ مَكْنُونَة ٌ
حتى يبينَ فضلهُ منْ يذنبُ
وَأَرَاكَ تَكْرَهُ طَيَّها فِلأجْلِ ذَا
كُلٌّ إِلَيْكَ بِنَشْرِها يَتَقَرَّبُ
لَتَخِذْتِ إِعْجَازَ الأْنامِ خَلِيقَة ً
فغريبُ ما تأتيهِ لاَ يستغربُ
وَعممتَ كلَّ العالمينَ بنائلٍ
ما امتازَ فيهِ عنِ البعيدِ الأقربُ
أنشأتَ منهُ بكلَّ أفقٍ ديمة ً
لسحابها في كلَّ أرضٍ هيدبُ
فَالْغَيْمُ إِلاَّ مِنْ سَمَائِكَ زِبْرِجٌ
وَالبرقُ إلاَّ منْ سحابكَ خلبُ
فلتعلُ أرضُ التركِ أنَّ ترابها
مَا حَازَ أَصْلاً فَرْعُهُ لاَ يُنْجِبُ
وَلقدْ أبنتَ لنا بضربكَ في الطلى
يَوْمَ الْوَغَى في أَيِّ عِرْقٍ تَضْرِبُ
لِلْمشْرِقِ الأْقْصَى بِبَيْتِكَ مَفْخَرٌ
قَدْ ظَلَّ يَحْسُدُهُ عَلَيْهِ الْمَغْرِبُ
وَدِمَشْقُ فَهْيَ لهُ الْغَداة َ قَسِيمَة ٌ
إنَّ المعاليَ منْ جواركَ تكسبُ(35/37)
لَوْلاَ انْتِقَالُ مُحَمَّدٍ عَنْ قَوْمِهِ
ما شاركتْ في الفخرِ مكة َ يثربُ
وَبفضلِ قومكَ منْ إبائكَ شاهدٌ
إِنَّ الإْبَاءَ عَنِ الأْبُوَّة ِ يُعْرِبُ
وَلَوَ انَّهُمْ لَمْ يُشْهَرُوا بِفَضِيلَة ٍ
لآزْدَانَ بِالْفَرْعِ الزَّكيِّ الْمَنْصِبُ
فَلْيَهْن بَيْتاً أَنْتَ مِنْهُ أَنَّهُ
أَبَداً عَلَى ظَهْرِ السِّمَاكِ مُطَنَّبُ
فنواظرُ الأفلاكِ شاهدة ٌ لهُ
بالمجدِ وَهوَ عنِ العيونِ محجبُ
وَإِذَا الْسَّحَابُ رَأَيْتَهُ مُتَراكِماً
فَاحْكُمْ بِأَنَّ الْغَيْثَ فِيهِ صَيِّبُ
شَغَفَ الْوَرَى حُبّاً فَعَالُكَ كُلُّه
إنَّ الجميلَ إلى النفوسِ محببُ
تتطلبُ الأهواءَ أفئدة ُ الورى
وعَنِ الْمَناقِبِ مَا تَزالُ تُنَقِّبُ
فَلْيَطْلُبِ الصَّبَوَاتِ غَيْرُكَ صَاحِباً
ماذا العزوفُ لصبوة ٍ مستصحبُ
وَلقدْ شغلتَ بمنعِ ثغرٍ طارفٍ
عما دعاكَ إليهِ ثغرٌ أشنبُ
قلْ للمساعي بعضَ ما تملينهُ
قدْ ملتِ الأقلامُ مما تكتبُ
يرجوكَ منا خائفٌ وَمؤملٌ
وَمنَ الملوكِ متوجٌ وَمعصبُ
لاَأَدَّعِي بِالْقَوْلِ فِيكَ فَضِيِلَة ً
باغي مديحكَ رائدٌ لا يتعبُ
بِكَ عَادَ دَهْرِي ضَاحِكاً مِنْ بَعْدِمَا
ألوى َ بصدرِ العمرِ وَهوَ مقطبُ
هَلْ غالَني زَمَنٌ وَظِلُّكَ عاصِمي
أوْ فاتني طلبٌ وَأنتَ المطلبُ
فلأشكرنَّ نداكَ مبلغَ طاقتي
أَنا إِنْ رَجَوْتُ لَهُ جَزَاءً أَشْعَبُ
أثني عليكَ وَلستُ أبلغُ شأوهُ
معَ أنني في وصفِ مجدكَ مطنبُ
زينتْ بهذا الملكِ أعيادُ الورى
فبقيتَ ما دامتْ تجيءُ وَ تذهبُ
للخطبِ تنفيهِ فليسَ بعائدٍ
وَالأْمْرِ تُمْضِيهِ فَلاَ يُتَعَقَّبُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> هَل غَيْرُ ظِلِّكَ لِلْعُفاة ِ مَقِيلُ
هَل غَيْرُ ظِلِّكَ لِلْعُفاة ِ مَقِيلُ
رقم القصيدة : 27456
-----------------------------------
هَل غَيْرُ ظِلِّكَ لِلْعُفاة ِ مَقِيلُ
أَمْ غَيْرُ عَفْوِكَ لِلْجُناة ِ مُقِيلُ
شرفَ المعالي ظلتَ مفتوناً بها(35/38)
فَوُعُورُها أَبَداً عَلَيْكَ سُهُولُ
وَخُلِقْتَ مُعْتَلِياً عَلَى الرُّتَبِ الْعُلى
فعظيمُ ما في ناظريكَ ضئيلُ
ما كانَ مثلكَ قطُّ في جيلٍ مضى
فَلْيَفْخَرَنْ ما شاءَ هذَا الْجيِلُ
كمْ في سيوفكَ آية ٌ قدْ غادرتْ
متألِّهاً منْ رأيهُ التَّعطيلُ
بِيضٌ حَقَنَّ مِنَ الدِّماءِ حَرَامَها
وحلالُها بشفارها مطلولُ
خافَتْ عَوَادِيَكَ الْمُلُوكُ فَرُسْلُها
عنْ رهبة ٍ أبداً إليكَ مثولُ
وَلَطالَما زَادَ التَّخَوُّفُ فَالْتَقى
بجنابِ ملككَ مرسلٌ وسولُ
تأتيكَ طائعة ً إذا استدعيتها
وَلَها إِذا لَمْ تَدْعُها تطِفيلُ
ألهى عدوَّكَ عنكَ لحظة ُ ناظرٍ
وَشُهُودُ بِشْرِكَ بِالنَّوَالِ عُدُولُ
بشرٌ تكفَّلَ بالغنى إيماضهُ
ما كلُّ برقٍ بالذَّهابِ كفيلُ
ويدٌ ترى أموالها بنوالها
جُمَلاً تَوَلّى هَدْمَها التَّفْصِيلُ
فالنُّجحُ يا سيفَ الخلافة ِ معوزٌ
حَتَّى يُناخَ بِبابِكَ التَّأْمِيلُ
حرمٌ لإكرامِ الوفودِ مؤهَّلٌ
ففناؤهُ أبداً بهمْ مأهولُ
وَالظَّاعِنُونَ مُواصِلُوكَ يَدَ النَّدى
حتّى كأنَّهمُ لديكَ نزولُ
مجدٌ بحيثُ تحلُّ ليسَ بنازحٍ
وحديثهُ في الخافقينَ يجولُ
فَهَلِ الرِّياحُ حَمَلْنَ ذِكْرَكَ فَاسْتَوى
عَرْضُ الْبَسِيطَة ِ عِنْدَهُ وَالطُّولُ
أخجلتَ منهمرَ الحيا بمكارمٍ
يُخْبِرْنَ أَنَّكَ لِلْكِرامِ سَلِيلُ
ثَمَرُ الْغُصُونِ تُبِينُ عَنْ أَعْرَاقِها
أَيَكُونُ مِنْ غَيْرِ الْغُيُوثِ سُيُولُ
ما مَجْدُ قَوْمِكَ غامِضاً وَجَمِيعُ ما
تأتيهِ منْ حسنٍ لهُ تأويلُ
لا كالَّذي إنْ عدَّ يوماً فخرهُ
فعلى مآثرِ أوَّليهِ يحيلُ
بَلَغَتْ بِكَ الْأَمَدَ الْبَعِيدِ فَضائِلٌ
لأَقِلّهَا يُسْتَوْجَبُ التَّفْضِيلُ
منها لدى سوقِ الثَّناءِ بضائعٌ
حلَّتْ وفي سوقِ العفاة ِ كبولُ
وَأَرى الَّذي أَدْرَكْتَ وَهْوَ الْمُنْتَهى
مُسْتَصْغَراً فِيما إِلَيْهِ تَؤُولُ
كمْ قدْ فصلتَ بلحظة ٍ وبلفظة ٍ
ما الخطبُ يقصرُ عنهُ وهوَ طويلُ(35/39)
سَعْيٌ تَبَتَّلَ لِلسُّموِّ وَهَيْبَة ٌ
سلمتْ منَ الأكفاءِ فهيَ بتولُ
ضَمَّنْتَها أَنْ لاَ تَخافَ وَإِنْ نَأَى
عَنْكَ الصَّرِيخُ فَلاَ يُخافُ سَبِيلُ
شَرُفَتْ بِوَطْئِكَ أَرْضُنا فَبِوَاجِبٍ
أَنْ يُسْتَقَلَّ لِتُرْبِها التَّقْبِيلُ
فَدِمَشْقُ لَيْسَ لها نَظِيرٌ فِي الدُّنا
وَكَذَاكَ مالَكَ فِي الْمُلُوكِ عَدِيلُ
ظلَّتْ ترجِّي أنْ تعنَّ إقامة ٌ
حيناً وتخشى أنْ يعنَّ رحيلُ
وَجَمِيعُ ما تَحْوِي تَبَاعَدَ أَوْ دَنا
ما لِلْخُطُوبِ يَدٌ إِلَيْهِ تَطُولُ
نكَّلتَ بالأحداثِ لمَّا أنْ عدتْ
فلصرفها عمَّا حميتَ نكولُ
فَأَقِمْ فَذِكْرُكَ لِلْعَوَاصِمِ عِصْمَة ٌ
يُخشى وَإِنْ بَعُدَ الْهِزَبْرُ الْغِيلُ
رُعْتَ الْقُلُوبَ وَظَلَّ ما قُلِّدْتَهُ
في جفنهِ وكأنَّهُ مسلولُ
سيفٌ يميتُ ولا يعاودُ غمدهُ
حتّى تموتَ ضغائنٌ وذحولُ
إنْ غيركَ اتَّخذَ الدِّلاصَ مذيَّلاً
فَرَقاً فَإِنَّكَ لِلدِّلاَصِ مُذِيلُ
يا منْ قواضبهُ تشايعُ عزمهُ
وَلِأَجْلِ ذَاكَ تَصِلُّ حِينَ يَصُولُ
ما دُونَ أَمْرِكَ فِي الْمَمَالِكِ حَاجِزٌ
قلْ ما تشاءُ فإنَّهُ مفعولُ
وانشرْ على أرضِ العراقِ سحائباً
أمطارهنَّ دمُ العدى وبروقها
لَمْعُ الصَّوَارِمِ وَکلُّرعُودُ صَلِيلُ
فلعلَّ دجلة َ أنْ توسَّطَ ملكَ منْ
حَفَّ الْفُرَاتُ بِمُلْكِهِ وَالنِّيلُ
أَبَنِي نُمَيْرٍ مَا الْجَزِيرَة ُ مَعْقِلاً
إنْ زارها منْ ذي الجيوشِ رعيلُ
لا يضمرنَّ سفيهكمْ برضاكمُ
غدراً فأمُّ الغادرينَ ثكولُ
فَلَقَدْ أَرَدْتُمْ نَصْرَ نَصْرٍ ضَلَّة ً
وَالْحَقُّ يُقْسِمُ أَنَّهُ مَخْذُولُ
كانَتْ سُيُوفُكُمُ بَوَارِقَ زِبْرِجٍ
أَجْلى عَنِ الْكَعْبِيِّ وَهْوَ قَتيِلُ
أتخونكمْ عندَ اللِّقاءِ صوارمٌ
وَتَخُونُكُمْ بَعْدَ الفِرارِ عُقُولُ
منْ لمْ يرعهُ الهولُ وهوَ بعينهِ
لَمْ يَثْنِهِ عَنْ عَزْمِهِ التَّهْوِيلُ
هلْ يستعدُّ الخفَّ عبئاً مثقلاً
منْ يستخفُّ العبءَ وهوَ ثقيلُ(35/40)
فَتَجَنَّبُوا سَرْح الْمُظَفَّرِ إِنَّهُ
نَعَمٌ بِأَشْطَانِ الْقَنَا مَعْقُولُ
أو فارقبوا وشكَ الرَّدى في عزمة ٍ
بَيْنَ الْعَزَائِمِ وَالْقُلُوبِ تَحُولُ
سيفيَّة ٍ عضديَّة ٍ شرفيَّة ٍ
حدُّ الزَّمانِ بحدِّها مفلولُ
تُجْلى بِها الْأَزْمانُ وَهِيَ حَنَادِسٌ
وَيَدِقُّ فِيها الْخَطْبُ وَهْوَ جَلِيلُ
لاَ تَأْمَنُوا رَبَّ الْجُيُوشِ إِذَا غَزَتْ
فَلَها بِهَامَاتِ الرِّجَالِ قُفُولُ
مَنْ يَطَّبِيهِ الطِّرْفُ يَحْمِلُ فَارِساً
متلبِّباً لا الطَّرفُ وهوَ كحيلُ
وَيَرُوقُهُ الْأَسَلُ الْمُحَطَّمُ في الْعِدى
يَوْمَ الْوَغى لاَ الْخَدُّ وَهْوَ أَسِيلُ
ملكٌ تردّى بالمهابة ِ والنُّهى
هَذِي الْعُلى لاَ التَّاجُ وَالْإِكْلِيلُ
ذُو الْبَأْس لَوْ فِي النَّاسِ فُضَّ يَسِيرُهُ
لاَ نْصانَ مُبْتَذَلٌ وَعَزَّ ذَلِيلُ
وَالْجُودِ لَوْ بَلَغُوا مَدى مِعْشارِهِ
لمْ يبقَ بينَ الخافقينَ بخيلُ
يختصُّ بالعلياءِ حينَ ينالها
ضَنّاً بِها وَيَعُمُّ حِينَ يُنِيلُ
للهِ ما تأتي فكلُّ نباهة ٍ
تعدوكَ في ذا الخلقِ فهيَ خمولُ
لَمَّا اشْتَكَتْ خَيْلُ الْوَغى مِن بَعْدِها
إدمانَ ركضكَ والكلامُ صهيلُ
أَسْكَنْتها ظِلَّ الْقُصُورِ وَلَمْ تَزَلْ
مِنْ قَبْلُ فِي ظِلِّ الْوَشِيجِ تَقَيلُ
وَمَنَحْتَها خَيْرَ الْأَنامِ مَقُودَة ً
ولها منَ النُّصحِ الصَّريحِ دليلُ
شُقْرٌ لَوَ کنَّ اللَّيلَ أُلْبِسَ قُمْصَها
أوْ خالطتهُ لعادَ وهوَ أصيلُ
قرنتْ بدهمٍ لونها منْ لونهِ
ونجومهُ غررٌ لها وحجولُ
وغرائبُ الألوانِ ظلَّ مقصِّراً
عنْ وصفها التَّشبيهُ والتَّمثيلُ
كفلتْ لها أعناقها وعروقها
بِالسَّبْقِ وَالطِّرْفُ الطَّمُوحُ رَسِيلُ
مَعْنُونَة ٌ سِرْبٌ بِها مَطْرُودَة ٌ
متقنَّصٌ سربٌ بها مشلولُ
طالتْ على الجردِ السَّلاهبِ بسطة ً
حَتّى ادَّعاها شَدْقَمٌ وَجَدِيلُ
لَمْ يَكْفِها الْإِسْرَاجُ يَوْمَ بَعَثْتَها(35/41)
شَرَّ الْعُيُونِ فَعَمَّها التَّجْلِيلُ
وتجفَّلتْ مرحاً فكمْ منْ قائلٍ
أيقادُ وحشٌ أمْ تقادُ خيولُ
أَسْلاَبُ مَنْ أَرْدَيْتَ مِنْ شُوسِ الْعِدى
ما عِنْدَ مَنْ يَسْخُو بِتِلْكَ غُلُولُ
يا مَنْ يَذِلُّ الْمالُ عِنْدَ سُؤَالِهِ
أذلَّ السُّؤالِ وغيرهُ المسؤولُ
إِنْ كانَ هذَا الْفَضْلُ تاجاً لِلْعُلى
فمدائحي التَّرصيعُ والتَّكليلُ
إنِّي برغمِ عدايَ ممنوعُ الحمى
ما هَزَّ هذَا الْقَيْلَ هذَا القِيلُ
وليَ المحامدُ لنْ يطاولَ ربُّها
حَتَّى يَطُولَ الْفاضِلَ الْمَفْضُولُ
مَا كُنْتُ أُحْسِنُ ذَا الْمَقالَ وَإِنَّما
علَّمتني بنداكَ كيفَ أقولُ
ذلَّلتَ لي صعبَ القوافي منعماً
فالقولُ جزلٌ والعطاءُ جزيلُ
ما عشتَ فالأيَّامُ أعيادٌ لنا
فَرْضٌ لَها التَّعْظِيمُ وَالتَّبْجِيلُ
فاسلمْ لدينٍ قدْ غدوتَ تحوطهُ
فَعَلَيْهِ ظِلٌّ مِنْ سُطاكَ ظَلِيلُ
وَرَعِيَّة ٍ أَغْنَيْتَها وَحَمَيْتَها
فدعاؤها بثنائها موصولُ
إِنَّا نَصُولُ عَلَى الْخُطُوبِ بِأَنْعُمٍ
منها بأيدينا قنى ً ونصولُ
لاَ زِلْتَ تَحْكُمُ فِي الْأَنامِ مُخَوَّلاً
ملكاً يزولُ الدَّهرُ قبلَ يزولُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> تسدُّ إذا حمَّ الحمامُ المذاهبُ
تسدُّ إذا حمَّ الحمامُ المذاهبُ
رقم القصيدة : 27457
-----------------------------------
تسدُّ إذا حمَّ الحمامُ المذاهبُ
ويُعيي البرايا فوت ماللّه طالبُ
و أنتَ وَما في الخلقِ منكَ معوضٌ
لَهُمْ عِوَضٌ مِنْ كُلِّ ما هُوَ ذَاهِبُ
أرى غيرَ الأيامِ تلعبُ بالورى
فلا زلتَ محروساً وَلاَ جدَّ لاعبُ
هوى كوكبٌ زهرُ الكواكبِ مذهوى
ففارقَ مثواها عليهِ نوادبُ
وِلَوْ لَمْ يُرَاعِ الأْفْقُ حَقَّ جِوَارِهِ
لما شيعتهُ بالبكاءِ السحائبُ
أعبرُ بالتذكيرِ عمداً وَإنني
وَما إنْ تعديتُ الكناية َ هائبُ
وَلَيْسَ لِما أَخفى إِباؤُكَ مُظْهِرٌ
وَلَيْسَ لِمَنْ سَرْبَلْتَه الصَّوْنَ سالِبُ(35/42)
وَكَمْ مُظْهَرٍ مِنْ فَضْلِهِ وَهْوُ مُضْمَرٌ
وَكَمْ شاهِدٍ مِنْ مَجْدِهِ وَهْوُ غائِبُ
إذا ما سماءُ المجدِ لمْ يهوِ بدرها
فَأَهْوِنْ بِأَنْ تَنْقَضَّ مِنْها الْكَوَاكِبُ
فدتْ سائرُ الأرواحِ ملكاً فداؤهُ
وَطاعتهُ فرضٌ على الناسِ واجبُ
لئنْ ظفرتْ أيدي الخطوبِ ببغية ٍ
فَما زِلْتَ تَفْرِي وِالْخُطُوبُ الضَّرَائِبُ
وَلَوْ أَنَّ صَرْفَ الدَّهْرِ يُثْنى بِقُوَّة ٍ
لعاودَ عنْ هذا الحمى وَهوَ خائبُ
وَلَوْ كانَ شَخْصاً صَدَّهُ عَنْ مُرَادِهِ
مُؤَلَّلَة ٌ زُرْقٌ وَبِيضٌ قَوَاضِبُ
وَلَوْ أَنّهُ جَيْشٌ كَثِيرٌ عَدِيدُهُ
لَقارَعَهُ مَنْ كُلِّ أَوْبٍ كَتائِبُ
ترى نزهة َ الأبصارِ وَهيَ مواكبٌ
وَهادِمَة َ الأْعْمارِ وَهْيَ مَقَانِبُ
وِما هِيَ إِلاَّ عَزْمَة ٌ مِنْكَ صَدْقَة ٌ
وَلاَ الصبرُ مغلوبٌ وَلاَ الهمُّ غالبُ
وَعزمكَ قدْ أفنى حماة َ ممالكٍ
تُطاعِنُ شَزْراً دُونَها وَتُضارِبُ
ممالكُ قدْ دوختها بعدَ ما صفتْ
مَشارِبُ فِيها وَاطْمَأَنَّتْ مَسارِبُ
فَحٌزْتَ مَدى ً قَدْ عاوَدَتْ دُونَ نَيْلِهِ
أمانيُّ أهلِ الأرضِ وَهيَ لواغبُ
لَئِنْ ناسَبَتْكَ التُّرْكُ فَرْعاً وَعُنْصُراً
فَما لَكَ في حَوْزِ الْعَلاَءِ مُناسِبُ
تحلى زمانٌ أنتَ فيهِ محاسناً
عَوَاطِلُ مِنْهُنَّ السِّنون الذَّوَاهِبُ
وَ أَنْتَ الَّذي ما إنْ يَزَالُ مُظَفَّراً
إِذَا ما الْتَقّتْ آرَاؤُهُ وَالنَّوَائِبُ
لقدْ كذبتْ مذْ ذدتَ عنا ظنونها
فَلا صَدَقَتْ تِلْكَ الظُّنُونُ الكَوَاذِبُ
أَذَا الْفَتَكاتِ اللَّائِي لَوْ لَمْ تَبُحْ بِها
نفوسُ العدى ما التذَّ بالماءِ شاربُ
تعزَّ بذا العزَّ الأشمَّ فإنهُ
طريقٌ إلى حسمِ المساءة ِ لاحبُ
وَطِيبِ ثَناءٍ طَبَّقَ الأَرْضَ فَاكْتَسَتْ
مشارقها منْ عرفهِ وَالمغاربُ
بعزمكَ يا سيفَ الخلافة ِ يقتدى
فَلا تُرِ خَطْبَاً أَنَّهُ لَكَ غاصِبُ
أَنِلْنا بِتَرْكِ الهَمِّ يَمْضي لِشَأْنِهِ(35/43)
منانا فكمْ نيلتْ لديكَ الرغائبُ
وَذللْ عصيَّ النومِ بالسطوة ِ التي
أرحتَ بها نومَ الورى وَهوُ عازبُ
وَهبنا الأسى فيما وهبتَ فإننا
تَهُونُ عَلَيْنا ما بَقِيَتَ المَصائِبُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> النَّجمُ أقربُ منْ مداكَ منالا
النَّجمُ أقربُ منْ مداكَ منالا
رقم القصيدة : 27458
-----------------------------------
النَّجمُ أقربُ منْ مداكَ منالا
فعلامَ يسعى طالبوهُ ضلالا
مَافِي البَرِيَّة ِ مَنْ يُسَاجِلُكَ الْعُلى
فتباركَ المعطيكها وتعالى
أينَ الألى قصروا خطى ً في طرقها
مِمَّنْ غَدَتْ خُطُواتُهُ أَمْيالا
يَا مَانِعَ الْمُلْكِ الْعَقِيمِ وَحاسِمَ آلـ
دَّاءِ العقامِ سياسة ً ونصالا
ما يمتطي العزَّ الَّذي أمطتكهُ الـ
ـعَزَمَاتُ مَنْ لاَ يَرْكَبُ الْأَهْوَالا
منْ عافَ ماءَ العيشِ وهوَ مكدَّرٌ
عِنْدَ الْكَرَائِهِ لَمْ يَرِدْهُ زُلاَلا
تضحي سيوفكَ للبلادِ مفاتحاً
فإذا فتحتَ جعلتها أقفالا
وَقَدِ اكْتَسَتْ حَلَبٌ بِك الْعِزَّ الَّذِي
ما ذَلَّ مَنْ يُضْحِي لَهُ سِرْبالا
كانتْ لأرماحِ الخطوبِ دريئة ً
فَجَعَلْتَ جُنَّتَها ظُبى ً وَإِلاَلا
وأبيتَ أنْ تبقى العيونُ سواهراً
حَذَرَ النَّوَائِبِ وَالْقُلُوبُ وِجَالا
فانتابها أهلُ البلادِ وطالما
قدْ رامَ عنها أهلها التَّرحالا
أعطى الرَّعيَّة َ منْ رعايتهِ المنى
مَنْ مُذْ حَمى لَمْ يَعْرِفِ الْإِهْمَالا
أجرى الورى إنْ صالَ بلْ أعلاهمُ
إنْ طالَ بلْ أوفاهمُ إنْ قالا
بمضائهِ وقضائهِ وعطائهِ
أمنوا الرَّدى والجورَ والإمحالا
كمْ رمتَ في الغدواتِ أبعدَ غاية ٍ
فَوَصَلْتَ قَبْلَ وُصُولِكَ الْآصالا
وَمِنَ الْعَجائِبِ أَنْ يَخِفَّ مُصَمِّماً
منْ كانَ مثلكَ يحملُ الأثقالا
ضاقتْ مسالكُ ما أتيتَ فلمْ يجدْ
في ضنكها أحدٌ سواكَ مجالا
وأهنتَ مالكَ غيرَ ما متكلِّفٍ
ما عزَّ إلاَّ منْ أهانَ المالا
ونبذتَ آراءَ الأنامِ وطالما
عاصيتَ في طلبِ العلى العذَّالا(35/44)
إنْ شئتَ تعرفُ أنَّ رأيكَ ثاقبٌ
لا ما رأوا فانظرْ إلى ما آلا
وَإِذَا هَمَمْتَ فَخُذْ بِعَزْمِكَ إِنَّهُ
قَمِنٌ بِما تَهوى وَخَلِّ الْفالا
وَاسْتَخْدِمِ السَّيْفَ الَّذِي ما فُلَّ فِي الْـ
هَيْجَاءِ وَالرَّأْيَ الَّذِي ما فالا
لَنْ يَتْرُكَ الْخَصْمَ الْأَلَدَّ مُجَدَّلاً
إِلاَّ امْرُؤٌ جَعَلَ الضِّرابَ جِدَالا
وَالْحَرْبُ ما بَرِحَتْ سِجالاً فِي الْوَغى
مدداً فغودرتِ الحقوقُ قتالا
فَكَتَبْتَ إِسْجالاً عَلَى قِمَمِ الْعِدى
بِشَبا الظُّبى أَلاَّ تَكُونَ سِجالا
فلذاكَ ما ينفكُّ ملككَ ظافراً
يَحْمِي حِماهُ وَيَقْتُلُ الْأَقْيالا
وَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ قِدْحَكَ فائِزٌ
لاَشَكَّ مُذْ أَرْسَلْتَها إِرْسالا
موسومة ً بالنَّصرِ لمْ ترَ قبلها
عينٌ رئالاً يحتملنَ رجالا
نَضَتِ الْأَجِلَّة َ وَالبَرَاقِعَ وَاكْتَسَتْ
مِمَّا تُثِيرُ بَرَاقِعاً وَجِلالاً
خَلَقَتْ جِبالاً فِي الْهَوَاءِ شَوَارِعاً
ظلَّتْ تظلُّ منَ الجيوشِ جبالا
يقتادُها مرضيكَ عندَ السِّلمِ قوَّ
الاً وَفِي يَوْمِ الْوَغى فَعّالا
ومعظَّمٌ مذْ حلَّ منكَ محلَّة ً
ما طاوَلَ الْأَمْجادَ إِلاَّ طالا
ومتى يجارى رافعٌ منْ بعدما
سَرْبَلْتَهُ الْإِعْظامَ وَالْإِجْلالا
أجنيتهُ ثمرَ النَّصيحة ِ أنعماً
قدْ عاقتِ الإحسانَ والإجمالا
فَوَجَدْتَ عَيْنَ الدَّوْلَة ِ الْعَضْبَ الَّذي
ضَرَبَ الْأَنامُ بِجِدِّهِ الْأَمْثالا
سيفٌ عديٌّ أصلهُ لا ينتضى
للدَّاءِ إلاَّ أنْ يكونَ عضالا
وَالْفَخْرُ فِيمَنْ عَدَّدَ الْحَسَناتِ لاَ
منْ عدَّدَ الأعمامَ والأخوالا
فلتعلُ ما شاءتْ جنابٌ بعدما
وَجَدُوا جَنَابَكَ مَوْئِلاً وَمآلا
سَحَبُوا ذُيُولَ العِزِّ مُذْ سَحَبُوا إِلى
أَعْدَاءِ دَوْلَتِكَ الْقَنا الْعَسَّالا
ولقدْ أبحتَ بني كلابٍ مورداً
رأتِ المواردَ عندهُ أوشالا
حَسُنَتْ إِنابَتُهُمْ فَشامُوا وَابِلاً
منْ جودِ منْ بالأمسِ كانَ وبالا(35/45)
إِنْ كَذَّبَ الْأَطْماعَ بَأْسُكَ فِي الْوَغى
فَنَدى يَدَيْكَ يُصَدِّقُ الْآمالا
ما زَالَ يَرْجِعُ مَنْ تَرَحَّلَ غانِماً
حَتَّى تَوَهَّمْتُ النُّزُولَ نِزَالا
واليومَ قدْ ألقوا إليكَ عصيَّهمْ
لا زالَ ربعكَ للرَّجاءِ عقالا
خابَ الَّذِي يَبْغِي بِساحَتِكَ الْغِنى
قَسْراً وَفازَ الْمُبتَغِيهِ سُؤَالا
ورأتْ نميرٌ أنَّ سخطكَ عارضٌ
إِنْ لَمْ يُدَاوُوهُ بِعَفْوِكَ غالا
فَأَتَوْا لِحَسْمِ الْعارِضِ الْقَتَّالِ مَنْ
يعرو فكنتَ العارضَ الهطَّالا
أَرْدَتْ صَوَاعِقُهُ فَلَمَّا أَذْعَنُوا
وَالى مَوَاطِرَهُ عَلَى مَنْ وَالا
ما قَدْ أَنَلْتَ مُطاعِناً وَعَطِيَّة ً
يدني شبيباً رغبة ً وثمالا
فليدنوا يجدا المقيلَ موسَّعاً
بجميلِ رأيكَ والعثارَ مقالا
رَاجٍ أَحالَتْهُ الظُّنُونُ عَلَى سِوى
نعماكَ ظلَّ على المحالِ محالا
بِذَرَاكَ أُمَّاتُ الرَّجاءِ مَطافِلٌ
وحيالَ غيركَ ما تزالُ حيالا
كَمْ قُدْتَ مِنْ شَطَنِ الْجَمِيلِ مَصاعِباً
أَعْيَتْ عَلَى كُلِّ الْمُلُوكِ إِفالا
أَنْسَتْ مَكَارِمُكَ الْكِرامَ وَمُلْكُكَ الْـ
مُتَمَلِّكِينَ وَبَأْسُكَ الْأَبْطالا
وَعَلَوْتَ قَدْراً في الْوَرى فَلْيَعْتَمِدْ
صدقَ الأليَّة ِ منْ بقدركَ آلا
شرفَ المعالي قدْ عممتَ صنائعاً
ظلَّتْ على ظهرِ الثَّناءِ ثقالا
هِيَ كَالْقَلائِدِ فِي النُّحُورِ فَإِنْ صَغَتْ
تلكَ النُّحورُ أحلتها أغلالا
مَا أَشْرَفَ الْأَقْوَامُ إِذْلالاً عَلَى
ذِي قُدْرَة ٍ إِلاَّ جَنَوا إِذْلالا
ولكَ العزائمُ لمْ تزلْ تردي بها الـ
فُجَّارَ أَوْ تَهْدِي بِها الضُّلّالا
إِنْ شِئْتَ كُنَّ كَوَاكِباً تَجْلُو الدُّجى
أَوْ شِئْتَ كُنَّ مَناصِلاً وَنِصَالا
ذَلَّتْ لِهَيْبَتِكَ الْمُلُوكُ وَلَمْ تَزَلْ
كلُّ الوحوشِ تخوَّفُ الرِّئبالا
ما زلتَ في الإمحالِ أخصبَ منهمُ
رَبْعاً وَأَنْكَا فِي الْعَدُوِّ مِحالا
وإذا سطو ختلاً سطوتَ مصرِّحاً(35/46)
وإذا نخوا قولاً نخوتَ فعالا
فَالشَّامُ ذَوْدٌ ذَادَ عَنْهُ مُصْعَبٌ
قطمٌ تصلُّ البيضُ إنْ هوَ صالا
وَأَرى مَمَالِكَ بِالْعِرَاقِ وَغَيْرِهِ
تشكو إليكَ الجدبَ والإمحالا
أغنتْ يدُ السُّلطانِ منْ أملاكها
قَوْماً يُعَدُّ حُضُورُهُمْ إِخْلالا
رَضَعُوا بِها الدَّرَّ الَّذي لَمْ يَدْرَؤُا
عنهُ خطوباً ما تزالُ توالا
وَمَتى فَصَلْتَ مِنَ الْعَوَاصِمِ نَحْوَهُمْ
لتبيرهمْ كانَ الفصولُ فصالا
خُذْهَا مِصَاعاً لاَ اخْتِدَاعاً قَدْ كَفى
ذا الملكَ هذا الفتكُ أنْ يغتالا
منْ كلِّ ذي سيفٍ يقلُّ نجادهُ
عنْ أنْ يكونَ لما احتذيتَ قبالا
فَمَتى تُدَافِعُكَ الثَّعَالِبُ بَعْدَ مَا
رأتِ الضَّراغمِ تسلمُ الأغيالا
فَرَغُوا لِلَهْوِهِمُ بِشُغْلِكَ عَنْهُمُ
فاجعلْ لهمْ بنفوسهمْ أشغالا
كَيْ يَسْمَعُوا مِنْ وَقْعِ مَا قُلِّدْتَ مَا
ينسيهمُ الأهزاجَ والأرمالا
ولدارُ قسطنطينَ أكشفُ عورة ً
مِمَّنْ ذَكَرْتُ أَجَلْ وَأَكْسَفُ بالا
لوْ لمْ يذدْ برضاكَ عادية َ الرَّدى
عَنْ أَرْضِهِ لَمْ يَأْمَنِ الْزِّلْزَالا
وَأَظُنُّها مِنْ بَعْدِ سَبْعٍ نُهْزَة ً
ما اغْتَرَّ مَنْ أَوْسَعْتَهُ إِمْهالا
ظلَّتْ قصاراً عندهُ منْ خوفِ ما
تأتي وعندَ المسلمينَ طوالا
فلتحذرِ الهممُ المذالة ُ في الثَّرى
همماً تجرُّ على السُّهى أذيالا
خُلِقَ الْمُظَفَّرُ بِالثَّناءِ مُظَفَّراً
وَصَلَ الْمُنى أَوْ قَطَّعَ الْأَوْصالا
يثني ببأسكَ منْ أبحتَ ذمارهُ
وَبِفَيْضِ كَفِّكَ مَنْ مَنَحْتَ نَوَالا
لَيْسَتْ تَقَضَّى مِنْ زَمانِكَ لَحْظَة ٌ
حَتَّى تَزِيدَكَ رِفْعَة ً وَجَلالا
بِكَ أَنْجَزَ الدَّهْرُ الْمَطُولُ عِدَاتِهِ
منْ بعدِ ما كانَ المطالُ مُطالا
ما زِلْتَ تُلْبِسُهُ مَحاسِنَ جَمَّة ً
حتّى مشى منْ تيههِ مختالا
فَاسْعَدْ بِعِيدِكَ بَعْدَ سابِقِهِ وَلا
نظرتْ لذا الظِّلِّ العيونُ زوالا
عِيدَيْنِ مِن عِيدٍ وَفَتْحٍ قَبْلَهُ(35/47)
زادا زمانكَ نضرة ً وجمالا
ولذاكَ أشرفُ في النُّفوسِ ولمْ يزلْ
رمضانُ يفضلُ دائماً شوَّالا
لَوْلاَ ارْتِياحُكَ لِلثَّناءِ وَأَهْلِهِ
لَمْ يُصْبِحِ الْأَدَبُ الْمُذَالُ مُذَالا
أوسعتَ قوَّالَ القريضِ فضائلاً
فلذاكَ منْ أثنى عليكَ أطالا
لَمَّا رَأَيْتُ عُلاكَ لاَ مِثْلٌ لَها
أيقنتُ أنَّكَ ما اقتفيتَ مثالا
وَلَئِنْ عَلاَ الْأَفْعالَ فِعْلُكَ كُلُّهُ
فَلَقَدْ عَلَوْتُ بِمَدْحِكَ الْأَقْوَالا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> لاَفَاتَ مُلْكَكَ ما أَعْيابِهِ الطَّلَبُ
لاَفَاتَ مُلْكَكَ ما أَعْيابِهِ الطَّلَبُ
رقم القصيدة : 27459
-----------------------------------
لاَفَاتَ مُلْكَكَ ما أَعْيابِهِ الطَّلَبُ
وَلاَ تَزَلْ أَبَداً تَعْلُو بِكَ الرُّتَبُ
فَقَدْ حَلَلْتَ بِما تَأْتِي ذُرى شَرَفٍ
لَوْ يُدّعَى لاَدَّعَتْهُ السَّبْعَة ُ الشُّهُبُ
وَعَمَّ بَيْتَكَ مِنْ مَجْدٍ خُصِصْتَ بِهِ
فَخْرٌ تَشارَكَ فِيهِ العُجْمُ وَالعَرَبُ
يُشَبِّبُ النَّاسُ إِنْ هَمُّوا بِمَكْرُمِة ٍ
عِياً وَأَنْتَ عَلَى الحالاتِ تَقْتَضِبُ
نافيتهمْ بمساعٍ منْ أعينَ بها
فكلُّ مرمى ً بعيدٍ رامهُ كثبُ
كما تنافى الثريا وَالثرى رتباً
لاَ مثلما يتنافى الصفرُ وَالذهبُ
فصحَّ حقكَ لما اعتلَّ باطلهمْ
لَنْ يَنفُقَ کلصِّدْقُ حَتّى يَكْنُسُدَ کلْكَذِبُ
يَکبْنَ کلأُلى دَاَنتِ کلدُّنْيا لَهُمْ رَهَباً
وَأَدْرَكُوا عَنْوَة ً أَضْعافَ مَا طَلَبُوا
بالعزمِ حينَ يخونُ العزمُ طالبهُ
وَ الغَزْوِ حِينَ يُمَلُّ السَّرْجُ وَالقَتَبُ
ذَوُو الوَقَائِعِ حَلّى مُرَّها لَهُمُ
ضَرْبُ الطُّلى رُبَّ ضَرْبٍ دُونَهُ ضَرَبُ
الوَارِدُونَ حِياضَ المَوْتِ مَحْمِيَة ً
والجائِدُونَ إِذا مَا ضَنَّتِ السُّحُبُ
لهمْ ظبيً تسلبُ الأعداءَ أنفسها
يَوْمَ الوَغى وَرِماحٌ كُلُّها سُلُبُ
وَطَالَمَا أَضْرَمُوا في كُلِّ مُعْتَرَكٍ
ناراً حماة ُ أعاديهمْ لها حصبُ(35/48)
مَا عَاشَ مَنْ لَمْ تَكُنْ هذِي الصِّفاتُ لَهُ
حُلى ً وَلا ماتَ مَنْ نَصْرٌ لَهُ عَقِبُ
طَلْقُ المُحَيَّا بِحَيْثُ الحَرْبِ عَابِسَة ٌ
كأنَّ جدَّ الوغى قدامهُ لعبُ
في مَوْقِفٍ شَهِدَتْ شُوسُ الكُماة ِ لَهُ
بالجودِ بالنفسِ وَالأرواحُ تستلبُ
إذْ عمَّ كلَّ فصيحٍ مدرهٍ خرسٌ
وَلِلظُبى وَالعَوالي أَلْسُنٌ ذُرُب
وَرَأْيُهُ الكَرُّ في أَعْقابِ أُسْرَتِهِ
إِذْ رَأْيُ كُلِّ عَزِيزٍ جَارُهُ الهَرَبُ
حتى انجلتْ وَلهُ الذكرُ المبلغهُ
هذا المَدى رَضِيَ الحُسَّادُ أَوْ غَضِبُوا
مَنْ لَيْسَ يُجْزِلُ نُعْمَى جَرَّها سَبَبٌ
إلاّ تلاها بأخرى مالها سببُ
وَمظهرُ العدلِ في نأيٍ وَمقتربٍ
حَتّى لَقَدْ عَدَلَتْ عَنْ ظُلْمِها النُّوَبُ
فالجودُ وَالعدلُ مفروضٌ وَمتبعٌ
والجَوْرُ والبُخْلُ مَرْفُوضٌ وَمُجْتَنَبُ
تخفى الكرامُ متى عدتْ مكارمهُ
إِذا الأَتِيُّ طَغى لَمْ تَظْهَرِ القُلُبُ
فَلا يُحاوِلْ مَداهُ كُلُّ ذِي نَسَبٍ
فَما لَهُ في حَديثٍ طَيِّبٍ نَشَبُ
لَنْ يُعْدَمَ الخَيْرُ في بَيْتٍ قَواعِدُهُ
غُلْبٌ على الفَضْلِ وَالإِفْضالِ قَدْ غَلَبُوا
مَعَاشِرٌ لا يَرَوْنَ الجُودَ عارِفَة ً
كَمْ مِنْ لُهَى ً أَتْبَعَتَها بِلُهى ً
إنَّ الخليفة َ لما رقتهُ شيماً
علقتَ منهُ بحبلٍ ليسَ ينقضبُ
حَنَا عَلَيْكَ فَما بَارَى مَبَرَّتَهُ
أخٌ شقيقٌ أوْ أبٌ حدبُ
وَزَادَ مُلْكَكَ مِنْ أَسْنَى مَوَاهِبِهِ
أشفَّ ما يصطفي منهُ وَينتخبُ
وَحزتَ كلَّ نفيسٍ منْ ملابسهِ
أَشْبَهَتَ لأْلآءَهُ والشِّبْهُ مُنْجَدِبُ
ممعٌ وَهوَ بالأبصارِ منتهبٌ
وَظاهرٌ وَهوَ بالأنوارِ محتجبُ
وَمُقْرَبٌ بَرَّحَ السَّيْرُ الحَثِيثُ بِهِ
حتى تحكمَ فيهِ الأينُ والدأبُ
نحا جناحكَ وَ الأشواقُ تجذبهُ
فدأبهُ الشدُّ وَالتقريبُ وَالخببُ
حتى رآكَ فمالَ الإختيالُ بهِ
إلى الجماحِ إلى أنْ كفهُ الأدبُ
وَقَلَّدَ العَضْبُ عَضْباً طالما انْكَشَفَتْ(35/49)
بهِ صنوفُ الأذى وَانجابتِ الكربُ
وَكلُّ ما أَنْتَ مُمْطَاهُ وَلاَبِسُهُ
دونَ الذي ضمنتَ منْ مدحكَ الكتبُ
كَمْ أُوُدِعَتْ مِنْ صِفَاتٍ عَنْكَ مُخْبِرَة ٍ
وَإنْ تظنى َّ جهولٌ أنها لقبُ
كَلُّ المَلابِسِ يَبْلَى عِنْدَ بِذْلَتِهِ
وَتلكَ باقية ٌ أثوابها قشبُ
إِنَّ النَّبَاهَة َ أَدْنَى مَا سَعَيْتَ لَهُ
فَإِنْ خُصِصْتَ بِأَقْصَاهَا فَلاَ عَجَبُ
لكَ الهناءُ الذي للشانئيكَ بهِ
لَذْعُ الهِنَاءِ وَإِنْ لَمْ يَذْهَبِ الجَرَبُ
منْ كلَّ مظهرِ ودٍّ ليسَ يضمرهُ
وَضاحكٍ لكَ خوفاً وَهوَ مكتئبُ
وَمَنْ أَحَقُّ التَّنْوِيهِ مِنْ مَلِكٍ
ماضي الغرارِ إذا ما كلتِ القضبُ
تَرْضَى المُلُوكُ بِأَنْ يُدْعَى لَهَا شَرَفاً
وَتعتلي باسمهِ الأشعارُ وَالخطبُ
أنالهُ الجودُ وَالإقدامُ منزلة ً
مَا نَالَها سَالِفاً آباؤُهُ النُّجُبُ
وَتاجُ ملة ِ خيرِ الأنبياءِ لهُ
جدٌّ وَتاجُ ملوكِ الخافقينِ أبُ
وَإنْ معاليهمُ طالتْ فقدْ بلغتْ
بهِ المآثرُ مالاَ يبلغُ الحسبُ
لَقَدْ ظَفِرْتَ مِنَ المَجْدِ الصَّريحِ
نصيبُ طلابهِ الإكداءُ وَالنصبُ
منافياً كلَّ منْ تخفيهِ همتهُ
فليسَ يعرفُ إلاَّ حينَ ينتسبُ
بكَ اقتضى الدينُ ديناً حانَ ماطلهُ
فَيَسَّرَ اللّهُ ما تَرْجُو وَتَرْتَقِبُ
فليسَ يعصيكَ إلاَّ منْ حشاشتهُ
يَسْتاقُها الحَتْفُ أَوْ يَشْتاقُها العَطَبُ
وَصَلْتَنِي بِصِلاَتٍ لاَ يَجُودُ بِها
إِلاَّ امْرُؤٌ مَالهُ فِي مالِهِ أَرَبُ
فمنْ بيانكَ ماءُ الفضلِ منهمرٌ
وَمنْ بنانكَ ماءُ الجودِ منسكبُ
وَالمَجْدُ إِنْ كانَ فِي الأَقْوَامِ مُكْتَسَباً
فإنهُ فيكَ مولودٌ وَمكتسبُ
سطوتَ فاستصغرَ الأنجادُ منْ غلبوا
وجدتَ فاستنزرَ الأجوادُ ما وهبوا
كمْ منْ لهى ً جمة ٍ أتبعتها بلهى ً
كذبنَ منْ قالَ إني جاركَ الجنبُ
وَزادَ بِرُّكَ حَتَّى صارَ ناسِبُكُمْ
يعدني منْ ذوي القربى إذا نسبوا
فَقَدْ تَرَكْتُ غَنِيّاً غَيْرَ مَقْلِيَة ٍ(35/50)
لَمَّا تَجَدَّدَ لِي فِي عامِرٍ نَسَبُ
وَسَوْفَ أُبْقِي عَلَى ذَا المُلْكِ مِنْ كَلِمِي
مالا تحفيهُ الأحوالُ وَالحقبُ
منْ كلَّ مطرية ٍ للفضلِ مطربة ٍ
مَنْ لَيْسَ يَطْرَبُ وَالأَوْتارُ تَصْطَخِبُ
قولٌ يُضاعِفُ بُعْدُ الدَّارِ قِيْمَتَهُ
كالمسكِ يزدادُ قدراً حينَ يغتربُ
وَكيفَ أمدحهُ منْ بعدِ معرفتي
ألاَّ أَقُومَ بِمِعْشارِ الَّذي يَجِبُ
لَنْ يَبْلُغَ المَدْحُ أَدْنى ما تَجُودُ بِهِ
فَلَسْتَ تُحْرِزُ إِلاَّ دُونَ ما تَهَبُ
العصر العباسي >> البحتري >> يزيد قلبي بصده مرضا
يزيد قلبي بصده مرضا
رقم القصيدة : 2746
-----------------------------------
يَزيدُ قَلْبي بِصَدِّهِ مَرَضاً
ظَبْيٌ غَريرٌ في طَرْفِهِ مَرَضُ
إِنْ صَدَّ عَنِّي بِوَجْهِهِ عَبَثاً
ففي قَفَاهُ مِنْ وَجْهِهِ عِوَضُ
لَوْ شَاهَدَ الشَّريفُ ما اعتَرَضَتْ
عَائِقةٌ فِي الحَبيبِ تَعْتَرِضُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> ليهنِ العلى فرعٌ غدوتَ لهُ أصلا
ليهنِ العلى فرعٌ غدوتَ لهُ أصلا
رقم القصيدة : 27460
-----------------------------------
ليهنِ العلى فرعٌ غدوتَ لهُ أصلا
وَغَرْسٌ نَمَتْهُ تُرْبَة ٌ تُنْبِتُ الْفَضْلا
وَنُعْمى لِشَهْرِ الصَّوْمِ مُدَّ ظِلاَلُها
سيشكرها منْ صامَ فيهِ ومنْ صلاَّ
وَيَوْمٌ بِهِ أَضْحى الْمُهَيْمِنُ شائِداً
لِدِينِ الْهُدى عِزَّاً يَزْيدُ الْعِدى ذُلاَّ
لقدْ راعهمْ ليثُ الشَّرى وهوَ وحدهُ
فَكَيْفَ إِذَا لاَ قَوْهُ مُستَصْحِباً شِبْلا
لعمري لقدْ أهدى البشيرُ بشارة ً
تَرُدُّ عَلَى الشِّيبِ الشَّبابَ الَّذِي وَلاّ
بِأَسْعَدِ مَوْلُودٍ أَتى فَتَضَمَّنَتْ
سَعادَتُهُ أَنْ تَطْرُدَ الْخَوْفَ وَالْمَحْلا
سيفرعُ منْ قبلِ الفطامِ محلَّة ً
يرى زحلاً منها لأخمصهِ نعلا
ويبلغُ منْ قبلِ البلوغِ إلى مدى ً
تعذَّرَ أدناهُ على غيرهِ كهلا
فعشتَ لهُ حتَّى يُرى جدَّ أسرة ٍ
يَبِيتونَ عنْ جَدٍّ مِن المشتَرِي أَعْلا(35/51)
ويُلفى لهُ عزمٌ كعزمكَ والظُّبى
تَصِلُّ وَنارُ الحَرْبِ تُرْهَبُ أَنْ تُصْلا
فَهِمَّة ُ مَسْعُودٍ كَهِمَّتِكَ الَّتي
بَنَتْ شَرَفاً يَبْلى الزَّمانُ وَما يَبْلا
فَذَاكَ شِهابٌ مُصْطَفى الْمُلْكِ زَنْدُهُ
وبالغصنِ قدماً يعرفُ الرَّائدُ الحملا
بعدَّة ِ مولانا الإمامِ وسيفهِ
جلا اللهُ منْ ريبِ النَّوائبِ ما جلاّ
وَحَلَّ عُقُوداً لَوْ تَيَمَّمَها الْوَرى
بأجمعهمْ لمْ يستطيعوا لها حلاّ
فكمْ ملكٍ خلاّهُ في النَّاسِ مثلة ً
ولولاهُ لمْ تذهبْ طريقتهُ المثلا
أصاينَ وجهي عنْ معاشرَ أصبحوا
لِصَدْرِ الْعُلى غِلاًّ وَفِي نَحْرِها غُلاّ
رويدكَ كمْ خفَّفتَ عنِّي بمنَّة ٍ
فحمَّلتني منْ شكرِ آلائها ثقلا
وَمِنْ أَيْنَ يَعْدُو النُّجْعُ فِيكَ وَسائِلي
وما نزلتْ إلاّ بأوفى الورى إلاّ
فَلاَ زَالَ عَنِّي ظِلُّ مَجْدِكَ إِنَّهُ
عتادٌ لمنْ أكدى وهادٍ لمنْ ضلاّ
وَلاَزِلْتُ مَسْمُوعَ التَّهانِي بِحَضْرَة ٍ
عَرَائِسُ أَبْكارِي بِها أَبَداً تُجْلى
العصر العباسي >> ابن حيوس >> هلْ فوقَ مجدكَ غاية ٌ لطلابِ
هلْ فوقَ مجدكَ غاية ٌ لطلابِ
رقم القصيدة : 27461
-----------------------------------
هلْ فوقَ مجدكَ غاية ٌ لطلابِ
أمْ عَنْ ذَرَاكَ مُعَرَّجٌ لِرِكَابِ
ما المنزلُ الآمالَ عندكَ مخفقٌ
كلاَّ وَلاَ المرتادُ بالمرتابِ
فطلِ الورى وَتملَّ رتبتكَ التي
خَطَبَتْكَ وَهْيَ كَثِيرَة ُ الخُطَّابِ
وَتملكِ العلياءِ بالسعي الذي
أَغْناكَ عَنْ مُتَعَالَمِ الأَنْسابِ
بِسَوَادِ نَقْعٍ وَاحِمِرَارِ صَوَارِمٍ
وَبياضِ عرضٍ وَاخضرارِ جنابِ
وَافْخَرْ بِعَمٍّ عَمَّ جُودُ يَمِينِهِ
وَأبٍ لأفعالِ الدنية ِ آبِ
بوراثة ِ الأفعالِ أدركتَ المدى
لاَ شَكَّ قَبْلَ وِرَاثَة ِ الأَلقابِ
حسناتُ فعلكَ جمة ٌ فبأيها
أصبحتَ منفرداً منَ الأضرابِ
بمضائكَ المجتاحٍ أمْ بقضائكَ المنتاشِ أمْ بعطائكَ المنتابِ
ـتاشِ أَمْ بِعَطائِكَ المُنْتابِ(35/52)
أمْ بذلِ عفوكَ وَالذنوبُ كثيرة ٌ
أَمْ قَطْعِ عَزْمِكَ وَالسُّيُوفُ نَوَابِ
فِي الأَرْضِ أَهْلُ مَمالِكٍ ساحاتُهُمْ
وَصُدُورُهُمْ قِي المَحْلِ غَيْرُ رِحابِ
لمْ يعجزوا في المكرماتِ وَأعجبوا
وَلديكَ إعجازٌ بلاَ إعجابِ
وَلِحِلْمِكَ الإِغْضاءُ فِي الإِغْضابِ
وَلِنَيْلِكَ الإِجْدَاءُ فِي الإِجْدَابِ
وَلأنتَ غرة ُ أسرة ٍ أيمانها
مَلأّى مِنَ الإِعْطاءِ وَالإِعْطابِ
مِنْ رَازِقٍ فِي لَزْبَة ِ أَوْ سابِقٍ
في حلبة ٍ أوْ ناطقٍ بصوابِ
قومٌ إذا طلعَ العجاجُ عليهمُ
قتلوا العدى فانجابَ عنْ أنجابِ
وَإذا تعذرتِ الغيوثُ بأرضهمْ
نابوا عنِ الأنواءِ خيرَ منابِ
حَرَبُوا الزَّمانَ فَنالَ مِنْهُمْ ثَأْرَهُ
بِشَيا خُطُوبٍ لاَ بِحَدِّ حِرَابِ
وَأتيتَ في أعقابِ قومكَ عالماً
في الروعِ فضلَ فوارسِ الأعقابِ
فأخفتهُ حتى انبرتْ أحداثهُ
مَفْلُولَة َ الأَظْفارِ وَالأَنْيابِ
ما بينَ خطبٍ رعتهُ بعزيمة ٍ
تردي وَخطبٍ ذدتهُ بخطابِ
يا أحضرَ الأمراءِ في حسمِ الأذى
قَوْلاً وَأَحْصَرَهُمْ غَدَاة َ سِبابِ
شرفَ النديُّ وَأنتَ فيه المحتبي
شرفَ الندى المعطى وَأنتَ الحابي
لَوْ رَاءَ ما يَأْتِي أَوائِلُ وَائِلٍ
بمحضِ الفخرِ منكَ لبابِ
لِلنَّاصِرِ بْنِ النَّاصِرِ الشَّرَفُ الَّذِي
ما شَمْسُهُ مَحْجُوبَة ٌ بِضَبابِ
ملكٌ إذا اجتابَ المفاضة َ في وغى ً
عانيتَ ليثا في قميصِ حبابِ
يلفي طنينَ ذبابِ كلَّ مهندٍ
في سمعهِ عزاً طنينَ ذبابِ
شَفَعَ الشَّجَاعَة َ بِالخُشوعِ لِرَبِّهِ
ما أَحْسَنَ المِحْرابَ في المِحْرابَ
وَغدا يحاسبُ نفسهُ لمعادهِ
وَهباتهُ تترى بغيرِ حسابِ
إِنَّ القَوافِيَ مُذْ أَتَتْكَ مَوادِحاً
أمنتْ منَ الإكداءِ وَ الإكذابِ
فلتفخرِ الأيامُ منكَ بباسلٍ
غَمْرِ الثَّوابِ مُطَهَّرِ الأَثْوَابِ
يَقْظَانَ أَوجَدَهُ التَّناهِي فِي النُّهى
عدمَ اللعابِ بربعهِ وَالعابِ
قدْ كنتُ عنْ حوكِ القريضِ منكباً(35/53)
فأتيحَ لي عرفانُ وجهِ صوابي
فلأكسونَّ علاكَ منْ حبراتهِ
حللَ الملوكِ وَحلية َ الأدابِ
وَلأهدينَّ المدحَ عزَّ نظيرهُ
لأعزَّ فرعٍ في أجلَّ نصابِ
وَلأُبْقِيَنَّ عَلَى عَدِيٍّ مِثْلَ مَا
أبقى حبيبٌ في بني عتابِ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> بالحولِ نلتَ ونالَ النَّاسُ بالحيلِ
بالحولِ نلتَ ونالَ النَّاسُ بالحيلِ
رقم القصيدة : 27462
-----------------------------------
بالحولِ نلتَ ونالَ النَّاسُ بالحيلِ
فَسُدْ جَمِيعَ الْوَرى مُسْتَوْجِباً وَطُلِ
وَارْسُمْ لِدَهْرِكَ ما تَخْتَارُ يَجْرِ عَلَى
عاداتِ مستمعٍ للرَّسمِ ممتثلِ
مَازِلْتَ تَلْتَذُّ طَعْمَ الْعَفْوِ مُقْتَدِراً
حَتّى ابْتُغي عِنْدَكَ الْإِحْسانُ بِالزَّلَلِ
هذِي الْفَضَائِلُ لَمْ نَعْرِفْ لَها شَبَهاً
ضلَّ الورى حينَ قالوا الفضلُ للأُولِ
فَكَيْفَ يَثْبُتُ هذَا فِي قِيَاسِهِمُ
وخيرة َ الخلقِ أضحى خاتمُ الرُّسلِ
أجلتَ أعيننا في كلِّ معجزة ٍ
لَمْ تَجْرِ فِي خَلَدٍ مِنْهُمْ وَلَمْ تَجُلِ
فَإِنْ أَتى حَسَنٌ مِنْ فِعْلِ بَعْضِهِمِ
فَقَدْ يَصِحُّ وُقُوعُ السَّعْدِ عَنْ زُحَلِ
للهِ رأيُ إمامِ الخلقِ كيفَ سرى
إِلَيْكَ وَالْوَقْتُ دَاجٍ مُظْلِمُ السُّبُلِ
ألفى الوزارة َ لمْ تسندْ إلى وزرٍ
يَوْماً وَلَمْ يَخْلُ طَرْفُ الْعَيْنِ مِنْ خَلَلِ
فَرَبَّها مِنْكَ نَحْوَ الْكُفْءِ يَمْهُرُها
آرَاءَ مُكْتَهِلٍ فِي عَزْمِ مُقْتَبِلِ
مَا زَالَ إِنْ طَغَتِ الْأَعْدَاءُ جَلَّلَها
رَأْياً يَفُلُّ شَبَاة َ الْحادِثِ الْجَلَلِ
أَزَلْتَ قُرَّة َ عَنْ دَارِ الْقَرَارِ بِمَا
أعملتهُ منْ سدادِ الرَّأيِ والعملِ
مَالُوا عَنِ الْحَقِّ فَاسْتَنْهَضْتَ نَحْوَهُمُ
فوارساً غيرَ ما ميلٍ ولا عزُلِ
لَوْ لَمْ يَنُمَّ صَهِيلُ الْخَيْلِ تَحْتَهُمُ
ظُنُّوا شُمُوسَ ضُحى ً وَافَتْ عَلَى قُلَلِ
تَهْدِيهِمُ وَ دَيَاجِي اللَّيْلِ مُظْلِمة ٌ(35/54)
لَمْعُ الْأَسِنَّة ِ فِي الْخَطِّيَّة ِ الذُّبُلِ
أَوْلَغْتَهَا مِنْ دَمِ الْأَوْدَاجِ ظامِئَة ً
وَزِدْتَها دُفَعاً في الْعَلِّ وَالنَّهَلِ
فحينَ ما ثملتْ هزَّتْ معاطفها
وغيرُ بدعٍ تثنّي الشَّاربِ الثَّملِ
أشرقتَ حينَ تركتَ الشَّمسَ شاحبة ً
كأنَّما ألبستْ دكناً منَ الحللِ
وراحَ نقعكَ في أجفانها كحلاً
وَمَا عَهِدْنَا بِجَفْنِ الشَّمْسِ مِنْ كَحَلِ
عَزَائِمٌ مَغْرِبِيَّاتٌ تَنَاذَرَها
أَهْلُ الْعِرَاقَيْنِ قَبْلَ السَّهْلِ وَالْجَبَلِ
لَقَدْ رَأَى طُغْلُبَكٍ في تَخَوُّفِها
رَأْياً بَعِيداً مِنَ التَّثْرِيبِ والخَطَلِ
أضحى يظنُّ ضياءَ الصُّبحِ منْ قضبٍ
سلَّتْ وأنَّ نجومَ اللَّيلِ منْ أسلِ
تركتَ أعضاءهُ تنقدُّ منْ وجلٍ
رُعْباً وَأَضْلُعَهُ تَنْقَضُّ مِنْ وَهَلِ
فَلاَ تَلُمْهُ إِذَا لَمْ يَشْكُ عِلَّتَهُ
فَالْمَيْتُ لاَ يَتَشَكى حادِثَ الْعِلَلِ
قدْ أصبحتْ صفحاتُ الملكِ مشرقة ً
وصافحتكَ بتسليمٍ يدُ الدُّولِ
فَاحْكُمْ بِسَعْدِكَ رفيمَا أَنْتَ فَاعِلُهُ
وجاوزِ الحكمَ بالجوزاءِ والحملِ
فالسَّبعة ُ الشُّهبُ لوْ نالتْ أمانيها
لأَصْبَحَتْ خَوَلاً مَعْ هذِهِ الْخَوَلِ
بالكاملِ الأوحدِ استخذى الزَّمانُ لنا
وصارَ يُنعتُ بالهيَّابة ِ الوكلِ
آباؤُهُ الْغُرُّ طالُوا النَّاسَ كُلَّهُمُ
وأصبحَ المجدُ منهمْ محصدَ الطَّولِ
زَالُوا وَخَلدَتِ الْعَلْياءُ ذِكْرَهُمُ
كأنَّ أشخاصهمْ في النَّاسِ لمْ تزلِ
الحاكمينَ بما في الشَّرعِ منْ حكمٍ
والنَّاصريهِ على الأديانِ والمللِ
لَمْ يَبْقَ في كِبدِ الْمَعْروفِ مِنْ غُلَلٍ
بِهِمْ وَلاَ فِي قَناة ِ الْمَجْدِ مِنْ مَيَلِ
ومتربونَ منَ العلياءِ تربهمُ
ألمى الشِّفاهِ منَ التَّعفيرِ والقُبلِ
أصخْ إلى الدَّهرِ تسمعْ قولهُ طرباً
هذَا وَلِيُّ عَلِيٍّ صَفْوَة ُ ابْنِ عَلِي
يا سامِعاً صَوْتَ أَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ بُعُدٍ
وليسَ يسمعُ نجوى اللَّومِ في العذلِ(35/55)
لقدْ حقنتَ دمَ العليا بجودِ يدٍ
مخضوبة ٍ بدماءِ المحلِ والبخلِ
أَظْما إِلى رَشْفِها يَوْماً فَيَصْدِفُني
عَنْها تَعَرُّضُ سَيْلِ الْعارِضِ الْهَطِلِ
هذي كواعبُ قدْ وافتكَ مقسمة ً
أَنْ لَمْ تُزَفَّ إِلى بَعْلٍ وَلَمْ تُنَلِ
قدْ صنتهنَّ عنِ الخطَّابِ قاطبة ً
كَما تُصانُ ذَوَاتُ الخِدْرِ بِالِكلَلِ
لولاكَ ما حلِّيتْ يوماً ترائبها
ولا نضا الدَّهرُ عنها حُلَّة َ العطلِ
إنْ غابَ شخصيَ عنْ هذا المقامَ فقدْ
صحبتهُ بالرَّجاءِ المحضِ والأملِ
فانعمْ بتخفيفِ ما أسديتَ منْ نعمٍ
بِكَثْرَة ِ النُّورِ يَعْشى ناظِرُ الْمُقَلِ
واستبقِ مهجة َ عبدٍ رحتَ مالكهُ
فربَّ حتفٍ جناهُ كثرة ُ الجذلِ
ولتمهلنَّ اللَّيالي حاسديكَ فقدْ
سقتهمُ المهلَ والغسلينَ في مهلِ
وافنِ الزَّمانَ بعزٍّ غيرِ منصرمٍ
وسؤددٍ بنواصي النَّجمِ متَّصلِ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> إِنَّ العُلَى المُعْيِي المُلُوكَ طِلاَبُها
إِنَّ العُلَى المُعْيِي المُلُوكَ طِلاَبُها
رقم القصيدة : 27463
-----------------------------------
إِنَّ العُلَى المُعْيِي المُلُوكَ طِلاَبُها
لَكَ دُونَ هذا الخَلْقِ يُفْتَحُ بَابُها
خَطَبَتْكَ العُلَى رَاغِبَة ً إِلَيْكَ وَطَالَما
رُدَّتْ عَلَى أَعْقَابِها خُطَّابُها
وَلقدْ فرعتَ بما صنعتَ محلة ً
لَوْلاَ النُّجُومُ تَعَذَّرَتْ أَتْرابُها
وَبكَ انجلى عن مقلة ِ الحقَّ القذى
وَانْجابَ عَنْ لَيلِ الخُطوبِ حِجابُها
وأَعَدْتَ أَيَّامَ الخِلاَفَة ِ غَضَّة ً
فَمَضى شَبَاها مُنْذُ عَادَ شَبَابُها
مسترجعاً بالمرهفاتِ ممالكاً
لولاكَ ما غصتْ بها غصابها
فَافخَرُ فَإِنَّكَ غُرَّة ُ في أُسْرَة ٍ
دلتْ على أنسابها أحسابها
وَتملها خيماً حباكَ النصرَ منْ
مُدَّتْ لِنُصْرَة ِ دِينِهِ أَطْنَابُها
طلعتْ بأعلاها نجومُ دجى ً ضحى ً
زَهَرَتْ فَمِنْ أَنْوَارِها جِلْبابُها
وَبها الحيا وَالشمسُ طالعة ٌ فهلْ(35/56)
عقدتْ على الفلكِ المدارِ قبابها
قصرٌ إذا الشعراءُ رامتْ وصفهُ
عَجَزَتْ وَقَصَّرَ دُونَهُ إِطْنابُها
في كلَِ فترٍ منهُ حربٌ لمْ ترعْ
منْ قاتلتهُ سيوفها وَحرابها
كثرتْ مهاواة الرجالِ مشيرة ً
بِظُبى صَوَارِمِها وَقَلَّ ضِرَابُها
تَحْمِي الرُّماة ُ بِها حَقائِقَها وَلَمْ
يَسْطِعْ فِرَاقَ قِسِيِّها نُشَّابُها
فترى الأسودَ بهِ فوارسَ حيثُ لاَ
تعدو وَلاَ تفري الطلى أنيابها
وَتَرى الفَوَارِسَ لاَ تَمَلُّ جِيادُها
تُزْجِي الظَّعائِنَ لاَ تَكِلُّ رِكابُها
أَبَداً تَسِيرُ وَلاَ تَزُولُ فَهَلْ تُرى
عرفتْ غيوثَ الجودِ أينَ مصابها
عزمٌ متى تصلِ العدى أخبارهُ
قَبْلَ العِيانِ تَقَطَّعَتْ أَسْبابُها
يا مُتْعِبَ النَّفِسِ النَّفِيسَة ِ حَسْبُ مَنْ
قَارَعَتَ عَنْهُ رَاحَة ً إِتْعابُها
منْ همَّ بالعلياءِ هامَ فؤادهُ
وَجْداً بِها وَحَلاَ بِفِيهِ صابُها
أينالُ منْ صعبتْ عليهِ سهولها
ما نَالَ مَنْ سَهُلَتْ عَلَيْهِ صِعابُها
تَفْدِيْكَ مِنْ غَيْرِ الزَّمانِ خَلاَئِقٌ
فِي رَاحَتَيْكَ ثَوَابُها وَعِقابُها
إِنَّ السَّماءَ رَأَتْ فَعالَكَ فِي الوَرى
فإذا دعوا لكَ فتحتْ أبوابها
وَالأَرْضَ إِنْ خَافَتْ فَمِنْكَ ذَهابُ ما
تَخْشَى وَإِنْ ظَمِئْتَ فِمِنْكَ ذِهَابُها
لاَ تشتكي ظلماً وَعدلكَ جارها
كلاَّ وَلاَ ظلماً وَأنتَ شهابها
خبثتْ فمذْ طهرتها بدماءِ منْ
خَبُثَتْ بِهِمْ طَهُرَتْ وَطابَ تُرَابُها
لَوْلاَ فِعالُكَ بِالطَّوَاغِي لَمْ تَلُذْ
حذرَ البوارِ برومها أعرابها
هيهاتَ لا عزٌّ يتاحُ وَقدْ
دَانَتْ لِمُلْكِكَ كَلْبُها وَكِلاَبُها
وَبلادُ أرمانوسَ سوفَ تشيمها
إِنْ حانَ مالِكها وَحانَ خَرَابُها
وَالمُلْكُ لاَ يَبْقَى لَهُ إِلاَّ كَمَا
يَبْقَى عَلَى وَجْهِ المُدَامِ حَبابُها
وَالرُّومُ ثَابِتَة ٌ كَمَا زَعَمَتْ إِذَا
ثَبَتَتْ عَلَى وَقْعِ السّيُوفِ رِقَابُها
وَلها منَ البيضِ الرقاقِ رهافها(35/57)
إنْ لمْ تنبْ وَمنَ العتاقِ صلابها
خَيْلٌ إِذَا رَكَضَتْ تَسَاوَى عِنْدَها
مِنْ كُلِّ أَرضٍ وَهْدُهَا وَهِضَابُها
تردي بآسادٍ خوادرَ في القنا
مِنْها أَظَافِرُهَا وَمِنْهَا غَابُها
وَأمامها ظفرٌ يذلُّ لهُ العدى
وَيُفَلُّ ظُفْرُ النَّائِبَاتِ وَنَابُها
إذعرْ جيوشهمُ بجيشكَ إنها
نَعَمٌ وأَطْرَافُ الوَشيجِ ذِئابُها
وَالقومُ إنْ شطتْ بعزهمُ النوى
فابْنُ المُفَرِّجِ لاَ تَشُكَّ غُرابُها
إِنْ زُرْتَ مَمْلَكَة َ النَّصَارَى زَوْرَة ً
أعيا على أصحابها إصحابها
ثَبَتَتْ بِأَفْئِدَة ِ العِدَى لَكَ هَيْبَة ٌ
سَتَزُولُ مِنْ إِلْبَابِهَا أَلْبَابُها
هِمَمٌ يُهِيبُ بِهَا الوَلِيُّ لِدَفْعِ مَا
يَخْشَى وَلَكِنَّ العَدُوَّ يَهَابُها
عَزَّتْ وَجَادَتْ فَالمَرُوعُ طَرِيدُها
في كلَّ أرضٍ وَالمريعُ جنابها
يا مصطفى الملكِ المظفرَ دعوة ً
عَدْواكَ أن عَدَتِ الخُطوبُ جَوابُها
حَسُنَتْ بِكَ الدُّنْيَا فَإِنْ هِيَ أُعْجِبَتْ
تِيهاً فَلَيْسَ بِمُنْكِرٍ إِعْجَابُها
إِنَّ القَوَافِيَ وَهْيَ غَيْرُ مَلُومَة ٍ
مُذْ أَصْبَحَتْ دَأْبِي فَمَدْحُكَ دَابُها
فَکلبَسْ مِنَ الحَمْدِ المُؤَثَّلِ مُوقِناً
أَنَّ المَحَامِدَ لَنْ تَرِثَّ ثِيابُها
حللاً عليَّ وَما أكافئ نسجها
وَعَلَى مَنَاقِبِكَ العُلى إِذْهَابُها
وَإذا الخيولُ تسابقتْ في حلبة ٍ
بَانَتْ هُنَاكَ هِجَانُها وَعِرَابُها
قَدْ صَحَّ لِي كَدَرُ المُلُوكِ وَغَدْرُها
لَمَّا وَفَى لِي صَفْوُها وَلُبَابُها
غَرِيَتْ صُرُوفُ الدَّهْرِ بِي إِنْ غَرَّني
منْ بعدِ أنْ هطلتْ يداكَ سرابها
أحليتَ لي العيشَ الأمرَّ بأنعمٍ
صَدَقَتْ بَوَارِقُها وَسَحَّ سَحَابُها
وَنَظَرْتَنِي كَرَماً بِمُقْلَة ِ عالِمٍ
أنَّ الرجالَ حليها آدابها
فَاسْلَمْ وَإِنْ رُغِمَتْ عِدَاكَ لأُمَّة ٍ
لولاكَ طالَ على الزمانِ عتابها
العصر العباسي >> ابن حيوس >> ضَلَّ مَنْ يَسْتَزِيرُ طَيْفَ الْخَيالِ(35/58)
ضَلَّ مَنْ يَسْتَزِيرُ طَيْفَ الْخَيالِ
رقم القصيدة : 27464
-----------------------------------
ضَلَّ مَنْ يَسْتَزِيرُ طَيْفَ الْخَيالِ
هلْ تداوى حقيقة ٌ بالمحالِ
سُنَّة ٌ سَنَّها الْمُحِبُّونَ جَهلاً
كَسُؤَالِ الرُّبُوعِ وَالْأَطْلالِ
أوْ كمزجي القلاصِ في غيرِ قصدٍ
أَوْ مُرَجِّي مَكارِمِ البُخَّالِ
أوْ كلاحٍ سعى بمنْ لا أسمِّي
موقناً أنَّ سعيهُ في ضلالِ
بِأَبِي مَنْ عَدَا فَجَاوَزَ أَعْدَا
ئي ولوْ كانَ منهمُ لرثى لي
وَالتَّعَدِّي يُسْلِي الْمُحِبَّ فَما با
ليَ لا يخطرُ السُّلوُّ ببالي
ذو عتابٍ لغيرِ معنى ً وسخطٍ
لاَ لِجُرْمٍ وَهِجْرَة ٍ عَنْ مَلالِ
سَلَبَ الْوَحْشَ خَلَّتَيْنِ تَصُولاَ
نِ وَكِلْتاهُمَا طَرِيقُ وَبَالِ
فهوَ طوراً يردي بسطوة ِ ضرغا
مٍ وَطَوْراً يَعْدُو بِعَيْنَيْ غَزَالِ
زَادَ فَتْكاً وَاسْتَجْمَعَتْ خُدْعَة ُ الْمُحْـ
تَالِ فِيهِ وَوَثْبَة ُ الْمُغْتالِ
فلذا ما أزالُ أنشدُ قلباً
ضلَّ بينَ الدَّلالِ والإدلالِ
لامني ضلة ً وما كنت أخشى
أنْ يصيرَ الحبيبُ منْ عذَّالي
ولقدْ آنَ أنْ أداوي صبابا
تي بداءٍ منَ المشيبِ عضالِ
عَادِلاً بِالقَرِيضِ عَنْ سُنَنِ الْعِشْـ
قِ إِلى عَاشِقٍ لِحُسْنِ الفِعالِ
مَنْ إذا ما الكمالُ أعلى ملوكاً
طالَ بالإزديادِ فوقَ الكمالِ
عزُّها وابنُ تاجها منشرُ الآما
لِ جوداً وقاتلُ الأقيالِ
هامَ بالهمَّة ِ الحصانِ فؤاداً
فهوَ عاصي الملامِ قاصي الملالِ
وسما شارخاً فزادَ على السَّا
مِينَ بَعْدَ الْمَشِيبِ وَالْإِكْتِهالِ
وَخِضَمٌ يَأْبى وَإِنْ كَثُرَ الْوُرّا
دُ أنْ يظفروا بغيرِ زلالِ
فَتَرى الْجارَ عِنْدَهُ ناعِمَ الْبا
لِ وَيَحْيى بِهِ الرَّجاءُ الْبالِي
أوضحَ المجدَ للورى وحماهُ
فَهْوَ بادِي الْمَنارِ صَعْبُ الْمَنالِ
درَّ نيلُ المنى وإنْ أغرتِ الأطـ
ماعُ قَوْماً غَرَّتْهُمُ بِالْمُحالِ
فلواتٌ تجابُ بالجودِ والإقـ(35/59)
دَامِ لاَ بِالذَّمِيلِ وَالإِرْقالِ
مقفراتٌ يكونُ منْ سارَ فيها
عرضاً للبوارِ أوْ للضَّلالِ
جازها سابقُ بنُ محمودٍ السَّا
بِقُ يَوْمَ النَّدى وَيَوْمَ النِّزَالِ
وسعى سعيَ أوَّليهِ فأربى
باختيارِ الفضائلِ الأعقالِ
ووفى لاسمهِ وكنيتهِ العز
مُ فقاما مَعاً مَقامَ الفالِ
مَلِكٌ إِنْ أَتى الْوُفُودُ ذَرَاهُ
صدَّهمْ عرفهُ عنِ الإرتحالِ
حيثُ لمْ يفصموا عرى الظَّنِّ باليأ
سِ ولمٍ يوصموا بذلِّ السُّؤالِ
وَوَقُورُ الأَطْرَابِ إِنْ زُفَّتِ الصَّهْ
باءُ بينَ الأهزاجِ والأرمالِ
وطروبٌ أوانَ تجتمعُ الأطـ
رَابُ بَيْنَ الصَّلِيلِ وَالتَّصْهالِ
ولهُ منْ بني بويهِ جدودٌ
ذَهَبُوا بِالإِعْظامِ وَالإِجْلاَلَ
كلُّ ملكٍ قدْ حازَ فضلَ أبيهِ
مثلَ حوزِ البهاءِ فضلَ الجلالِ
فمساعي الأجدادِ لنْ يبعدَ العهـ
دُ بِها وَهْيَ وُضَّحٌ فِي الْحالِ
قَدْ كَفاها أَبُو الْفَوَارِسِ أَنْ يَقْـ
دَحَ فِيها تَنَقُّلُ الأَحْوَالِ
يا بنَ منْ ذادَ عنْ رجائي ومدحي
كلَّ غثِّ الحباءِ رثِّ الحبالِ
عُصَبٌ مَوْقِعُ الْوَسائِلِ مِنْهُمْ
مَوْقِعُ الشَّيْبِ مِنْ ذَوَاتِ الْحِجالِ
وَعْدُهُمْ مُعْوِزٌ فَإِنْ بَذَلُوهُ
فهوَ وقفٌ على المطالِ المُطالِ
وَإِذَا ما الْحاجاتُ حَلَّتْ لَدَيْهِمْ
مُتْنَ طَوْعَ الإِمْهالِ وَالإِهْمَالِ
زرتهُ كيْ يظلَّني فأصارتـ
ني عطيَّاتهُ مديدَ الظِّلالِ
لمْ يدعْ حاسداً يفوهُ بإخفا
قِي وَقَدْ جِئْتُ حاشِداً آمالِي
إِذْ رَجائِي لَدَيْهِ وَقْفٌ عَلَى النُّجْـ
حِ وفألي مصدَّقٌ مذْ وفى لي
نَضَلَتْ مَأْثُرَاتُهُ وَلُهاهُ
كُلَّ سَهْمٍ أَعْدَدْتُهُ لِلنِّضالِ
وَحَبانِي بِالاْنْبِساطِ إِلى أَنْ
حزتُ فعلَ العبيدِ عندَ الموالي
وَبِبَعْضِ الَّذِي أَنالَ مِنَ الإِكْـ
رَامِ رَبَّ النَّوَالَ رَبُّ النَّوَالِ
ولوَ أنِّي أدللتُ في غيرِ مغنا
هُ لَكَفَّ الإِدْلاَلَ بِالإِذْلالِ
فَسَقى اللَّهُ تُرْبَة ً حَلَّ فِيها(35/60)
مَوْطِنُ الْفَضْلِ مَعْدِنُ الإِفْضالِ
الأَسَدُّ الأَشَدُّ إِنْ كانَ سِلْمٌ
أوْ وغى ً والألدُّ عندَ الجدالِ
طالما قلتُ للمسائلِ عنكمْ
واعتمادي هداية ُ الضُّلاَّلِ
إِنْ تُرِدْ عِلْمَ حالِهِمْ عَنْ يَقِينٍ
فالقهمْ في مكارمٍ أوْ قتالِ
تلقَ بيضَ الأعراضِ سودَ مثارِ الـ
نَّقْعِ خُضْرَ الأَكْنافِ حُمْرَ النِّصالِ
أُشُرٌ إِنْ طَغى بِهِمْ أَشَرُ الْعِزِّ
أزالوا رواسيَ الأجبالِ
وإذا حاربوا رأيتَ قلوبَ الأُ
سدِ قدْ أودعتْ صدورَ الرِّجالِ
وَبِهِمْ زُلْزِلَتْ بِمَنْ قارَعُوا الأَرْ
ضُ وَهُمْ أَمْنُها مِنَ الزِّلْزَالِ
ولكمْ في المديحِ أبقى سماتٍ
تركتها الأقوالُ في الأقيالِ
لوْ أتيحتْ لدارمِ بنِ تميمٍ
بِضْعَة ٌ مِنْ فَخارِكَ الْمُتَوَالِي
حَجَبُوا حاجِباً إِذَا عُدِّدَ الْفَخْـ
رُ وَلَمْ يُطْلِقُوا عِقالَ عِقالِ
مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يَرُومُوا مَدَاكُمْ
فرطُ حبِّ النُّفوسِ والأموالِ
وَاكْتَفى مُحْدَثٌ بِذِكْرِ قَدِيمٍ
راضياً بالملابسِ الأسمالِ
فإذا طولبوا بما يوجبُ الحمـ
دَ أحالوا على العظامِ البوالي
وَامْتَنَعْتُمْ مِنْ أَنْ يُباحَ لَكُمْ جَا
رٌ بِبيضِ الظُّبى وَسُمْرِ العَوَالي
كامتناعِ النُّجومِ في حيثُ حلَّتْ
لا امتناعِ اللُّيوثِ في الأغيالِ
وَهَمى جُودُكُمْ جُزَافاً إِلى أَنْ
زَالَ حُكْمُ الْمِيزَانِ وَالْمِكْيَالِ
وقديماً عرفتمُ مذْ ملكتمْ
أنْ يفوقَ المتلوَّ فضلُ التَّالي
وَلِهَذا نَنسى بِأَفْعالِ مَحْمُو
دٍ مَعالِي نَصْرٍ وَمَجْدَ ثِمالِ
أنت أنداهمُ إذا أجدبَ العا
مُ وَأَهْدَاهُمُ لِطُرْقِ الْمَعالي
قَصَّرَ السَّابِقُونَ دُونَ مَدَاها
وتملَّكتها بستِّ خصالِ
مَكْرُماتٌ مَعَ اعْتِذَارٍ وَعَفْوٌ
باقتدارٍ وعفَّة ٌ في جمالِ
وَبِحَقٍّ أَنْ ظَلْتَ فِيها بِلا مِثْـ
لٍ وقدْ سدتها بغيرِ مثالِ
لَقَمٌ جُبْتَهُ بِغَيْرِ دَلِيلٍ
وهوَ خافي المجازِ ضنكُ المجالِ
آخذٌ باليمينِ ما أوجبتهُ(35/61)
لَكَ قَبْلُ الْيَمِينُ أُخْتُ الشِّمالِ
مَا ذَكَرْتُ الأَوْطَانَ مُذْ ظَلَّ طَرْفِي
رَاتِعاً في جَلالِ هذِي الخِلالِ
بجنابٍ إذالة ُ المالِ فيهِ
أَعْرَبَتْ عَنْ إِنالَة ِ الآمَالِ
وَمَتى قُلْتُ أَنْتَ بَعْضُ كِرَامِ الْ
عصرِ قستُ الأتيَّ بالأوشالِ
وَبَنَاتُ الْجَدِيلِ إِنْ عَنَّ رَكْضٌ
لا تجاري بناتِ ذي العقَّالِ
كمْ سبقتَ المنى بصوبِ يمينٍ
في الْعَطَايا كَثِيرَة ِ الإِرْتِجالِ
هيَ أغلتْ بالعزِّ كلَّ رخيصٍ
وَاسْتَهَلَّتْ فَأَرْخَصَتْ كُلَّ غالِ
كُلَّما أَخْلَفَتْ مَوَاعِيدُ بَرْقٍ
خَلَفَتْ كُلَّ وَابِلٍ هَطَّالِ
مَكْرُمَاتٌ إِذَا الصِّفَاتُ نَحَتْها
وقعتْ دونها سهامُ المغالي
لوْ تعدَّيتها فواقاً إذاً عد
تُ بظنٍّ على محالٍ محالِ
ما بَغاها مِنْ عِنْدِ غَيْرِكَ مَنْ يَفْـ
رقُ بينَ الأطواقِ والأغلالِ
دُمْتَ فِيما حَوَتْ يَدَاكَ وَتَحْوِي
آمناً منْ تغيُّرٍ أوْ زوالِ
إِنَّ شَهْرَ الصِّيامِ أَظْهَرَ أَمْراً
ما عهدناهُ في العصورِ الخوالي
لَيْلَة ُ الْقَدْرِ فِيهِ كانَتْ خُصُوصاً
خُلِقَتْ لِلْعُبَّادِ وَالأَبْدَالِ
وَأَتَتْنا فِي ذَا الأَوَانِ عُمُوماً
قبلَ ميقاتها بسبعِ ليالِ
فشكرنا لهُ ولمْ يعدمِ الشُّكـ
رَ هِلاَلٌ أَفْضى إِلى شَوَّالِ
ولقدْ فازَ بالثَّناءِ هلالٌ
بشَّرَ البدرَ قبلهُ بهلالِ
خبرٌ ما وعتهُ أسماعُ أعدا
ئكَ حتّى أغصَّهمْ بالزُّلالِ
رهبة ً منْ نضالهِ وإلى الآ
سادِ قِدْماً تَنَجُّلُ الأَشْبالِ
فتهنَّ العيدينِ باليمنِ زارا
منْ مقيمٍ وظاعنٍ في الحالِ
سَبَقَتْ بِالجَمِيلِ أَفْعَالُكَ الْغُرُّ
فجاءتْ وراءها أقوالي
أَثْقَلَتْها أَعْباءُ نُعْماكَ فَابْسُطْ
عذرها إنْ أتتكَ غيرَ عجالِ
ثُمَّ لاَ تَلْحَها إِذَا هِيَ ضَلَّتْ
بَيْنَ آلائِكَ العِرَاضِ الطِّوَالِ
قدْ توالى شكري وصحَّ ولائي
فَتَقَبَّلْ عُذْرَ الْمُوَالِي الْمُوَالِي
وأقلني إذا عجزتُ وإنْ كا(35/62)
نَ عِثارُ الْمَقالِ غَيْرَ مُقالِ
معَ أنِّي لمْ أخلِ ملككَ منْ نظ
مِ لآلٍ تَبْقى بَقاءَ اللَّيالي
ضلَّ غيلانُ إذْ بغاها فلمْ يحـ
ظَ بلالٌ منْ بحرها ببلالِ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> بقيتَ لذا العزَّ الذي عزَّ مطلبا
بقيتَ لذا العزَّ الذي عزَّ مطلبا
رقم القصيدة : 27465
-----------------------------------
بقيتَ لذا العزَّ الذي عزَّ مطلبا
وَلاَ زالَ ظنُّ الحاسديكَ مخيبا
لَقَدْ جَلَّتِ البُشْرى بِتَكْذِيبِ ما حَكَوْا
فَأَهْلاً بِما قالَ البَشِيرُ وَمَرْحَبا
وَللهِ قولٌ كانَ للشملِ جامعاً
وَلِلْبَغْيِ مُجْتَاحاً وَلِلْهَمِّ مُذْهِباً
وَيا حبذا القولُ بانَ مينهُ
إذا كانَ عما في الضمائرِ معربا
عرفتَ بهِ ما في القلوبِ فلمْ تجدْ
بِهَا عَنْكَ مُعْتاضاً وَلاَ عَنْكَ مَرْغَبا
جَنَيْتَ ومِنَ الإِحْسانِ وَالعَدْلِ وَالتُّقى
هوى ً عدمتْ فيهِ القلوبُ التقلبا
يفوقُ هوى منْ يعشقُ الطرفَ أحوراً
وَصبوة َ منْ يصبو إلى الثغرِ أشنبا
فَلاَ طَوَتِ الأَقْدَارُ أَيَّامَكَ الَّتي
تذكرُ أيامَ الصبا كلَّ أشيبا
وَلاَ أقلعَ النوءُ الذي أنتَ غيثهُ
فلسنا نرى عاماً بظلكَ مجدبا
وَنبتُ الوهادِ كانَ قبلكَ ذاوياً
فلما أتيتَ اخضرَّ ما تنبيتُ الربا
طلعتَ على ذي الأرضِ أيمنَ طالعٍ
فأمنتَ مرتاعاً وأرهبتَ مرهبا
فَإِنْ لَمْ تَكُنْ أَفْعالُكَ الْمَجْدَ نَفْسَهُ
فلاَ شكَّ أنَّ المجدَ منها تركبا
فَلاَ يَلْتَمِسْ إِدْرَاكَ رُتْبَتِكَ الْوَرى
فما عرضتْ للخاطبينَ فتخطبا
لَقَيَّدْتَها بِالْمَأْثُرَاتِ مُحَوِّطاً
عليها فلمْ تتركْ لها عنكَ مذهبا
فَما هِيَ إِلاَّ حَوْزُ مَنْ طابَ مَوْلِداً
وَنشراً وَأخباراً وَعرقاً وَمنصبا
وَذِي شِيَمٍ سَيْفِيَّة ٍ ناصِرِيَّة ٍ
قضينَ لهُ ورثَ العمَّ وَالأبا
فأصبحَ مدعواً بما دعيا بهِ
فَلاَ فَرْقَ فِيها أَنْ يُسَمّى وَيُنْسَبا
إذا نزلَ العافونَ مغناهُ جادهمْ(35/63)
حَيَا مُزْنَة ٍ عَادَاتُها أَنْ تَصَوَّبا
وَلَمْ يَجِدُوا غَيْمَ الْمَواعِيدِ زِبْرِجاً
لديهِ وَلا برقَ الطلاقة ِ خلبا
فَوازِنْ بِهِ أَهْمى الْغُيُوثِ إِذا حَبا
وَوَازِنْ بِهِ أَرْسى الْجِبالِ إِذا أحْتَبَا
وَلَوْ لَمْ يُصَدِّقْ ناصِرُ الدَّوْلَة ِ الْمُنى
بِأَنْعُمِهِ لَمْ تَلْقَ إِلاّ مُكَذِّبا
منَ القومِ لمْ يغضوا لباغٍ على قذى ً
فَواقاً وَلَمْ يَرْضَوْا سِوى الْحَمْدِ مَكْسَبا
أُناسٌ سُقُوا دَرَّ الإبَاءِ لِيَنْتَخُوا
كما سقيَ الماءَ الحديدُ ليصلبا
أَطَاعَتْهُمُ الأَيَّامُ في نَيْلِ مَا بَغَوْا
وَلَوْ غَالَبَتْهُمْ أَحْرَزُوهُ تَغَلُّبا
لَئِنْ كانَ هذا الدَّهْرُ مالِكَ أَهْلِهِ
فإنكمُ ملاكهُ شاءَ أوْ أبا
وَأَنْتُمْ مَقَرُّ الْمُلْكِ قِدْماً وَإِنَّمَا
يُرَى نَازِلاً فِي غَيْرِكُمْ إِنْ تَغَرّبا
أَتَى مُلْكُكُمْ مِنْ مَطلِعِ الشَّمْسِ مُشْبِهاً
سَنَاهَا فَلَمَّا طَبَّقَ الأْرْضَ غَرَّبا
وَكانَ يودُّ الغربُ لوْ كانَ مشرقاً
فَصَارَ يَوَدُّ الْشَّرْقُ لَوْ كَانَ مَغْرِبا
إذا ما شهدتمْ مأزقاً شهدَ الورى
بأنكمُ أجرى وَأمضى منَ الظبا
ملأتمْ قلوبَ العالمينَ مهابة ً
وَحقَّ لأسدِ الغابِ أنْ تتهيبا
فَكَمْ غُضَّتِ الأْبْصَارُ عِنْدَ لِقَائِكُمْ
خضوعاً وَفضتْ عندَ ذكركمُ الحبا
وَكمْ قالَ رائي جودكمْ وَوفائكمْ
وَبَأْسِكُمُ مَا الْفَخْرُ إِلاّ لِتَغْلِبَا
فَيَا مَلِكاً مَا زَالَ لِلّهِ مُرْضِياً
وَلِلإْفْكِ فِي نُصْحِ الْخِلافة ِ مُغْضِبا
وَيامنْ طوى عزَّ الأعادي وَما انتضى
حُسَاماً وَلاَ أَنْضَى مِنَ الْرَّكْضِ مُقْرَبَا
بلى أسكنَ البيضَ الجفونَ مجرداً
صوارمَ عزمٍ لا يفلُّ لها شبا
وَثاقبَ آراءٍ يضيءُ لها الدجى
وَصَادِقَ أَفْكارٍ تُرِيهِ الْمُغَيَّبا
لَقَدْ طَالَ مَا اسْتَنْقَذْتَ بِالأَمْنِ خَائِفاً
وُقُوعَ الرَّدَى وَانْتَشْتَ بِالْعَفْوِ مُذْنِبَا(35/64)
إِذَا عُدَّ أَمْجَادُ الدُّنَا كنْتَ وَاحِداً
وَإِنْ سُعِّرَتْ نَارُ الْوَغى كُنْتَ مِقْنَبَا
جمعتَ فخرتَ الفخرَ نفساً نفيسة ً
وَقلباً على صرفِ النوائبِ قلبا
وَطَرْفاً إِلى غَيْرِ الْفَضائِلِ ما رَنا
وَسَمْعاً إِلى غَيْرِ الْمَحامِدِ ما صَبا
مناقبُ قدْ خصتْ نزارَ يزينها
مَوَاهِبُ قَدْ عَمَّتْ نِزَارَ وَيَعْرُبا
فهنيتَ أعيادَ الزمانِ مملكاً
ذُرَى شَرَفٍ مَنْ رَامَهُ زَلَّ أَوْ كَبا
وَبلغتَ أقصى غاية ِ السؤلِ في أبي
عَلِيٍّ فَما أَسْخى وَأَنْخى وأَنْجَبا
جرى في مدى ً جليتَ فيهِ مصلياً
وَما كُلُّ فَرْعٍ طَيِّبِ الأْصْلِ طَيِّبا
لقدْ أظهرَ الدهرُ الذي هوَ عينهُ
بِهِ الْيَوْمَ إِعْجاباً وَمِنْهُ تَعَجُّبا
إِذَا زُرْتُهُ لَمْ أَدْرِ هَلْ جِئْتُ مَجْلِساً
حَوى جُمَلَ الْعَلْياءِ أَمْ جِئْتُ مَكْتَبا
بِحَيْثُ أُلاَقِي حُلَّة َ الْفَضْلِ بِالْحِجى
مُطَرَّزَة ً وَالْحِلْمَ يَسْتَغْرِقُ الصِّبا
رأيتُ أخاهُ مثلهُ وَ{ايتهُ
يسايرُ منْ أبنائهِ الغرَّ موكبا
هما كوكبا سعدٍ أنافا وَأشرقا
فلاَ أفلاَ ما أطلعَ الليلُ كوكبا
سَماعُكَ قَوْلِي مِنْ أَجَلِّ جَوَائِزِي
فَقُلْ لِلُّهى مَهْلاً فَما حُلِّلُ الرِّبا
سَأُثْنِي بِقَدْرِ الْجَهْدِ لِلْعِيِّ غالِباً
وَلاَ أبتغي ما تستحقُّ فأغلبا
وَلوْ كنتُ أرجو أنْ تقومَ مدائحي
بأيسرِ ما تأتي لأشبهتُ أشعبا
أصارَ لماءِ المدحِ جودكَ مسربا
وَ أصفيتهُ منْ جودكَ الغمرِ مشربا
فلاَ عذرَ للعشرِ الذي فاضَ بحرهُ
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي وَصْفِ فَضْلِكَ مُطْنِبا
وَهذي المساعي عنْ صفاتي غنية ٌ
وَلكِنَّها لَمْ تُمْلِ إِلاّ لِأَكْتُبا
وَلاَ برحَ المولي بكَ العدلَ مانعاً
مكانكَ منْ أعلى منَ الناسِ أوْ حبا
وَلاَ زِلْتَ تَجْلُو الْحادِثَاتِ وَتَجْتَلِي
عَذَارى الْقَوَافِي ما جَلى الصُّبْحُ غَيْهَبا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> ظُلاَمَة َ مَنْ أَعَدَّكَ لِلَّيالِي(35/65)
ظُلاَمَة َ مَنْ أَعَدَّكَ لِلَّيالِي
رقم القصيدة : 27466
-----------------------------------
ظُلاَمَة َ مَنْ أَعَدَّكَ لِلَّيالِي
وَمَنْ أَثْنى بِفَضْلِكَ غَيْرَ آلِ
أيا ثقة َ الثِّقاتِ أصخْ فواقاً
لتسمعَ ما يشقُّ على المعالي
أما أنا مثبتُ الحججِ القواضي
لكمْ بالمجدِ في الحججِ الخوالي
ومفردكمْ للاَ سببٍ بشكرٍ
تعالمهُ المعادي والموالي
ثناءٌ لمْ أشبهُ باختلاق
ووصفٌ لمْ أشنهُ بانتحالِ
إليكمْ دونَ ذا الخلقِ اعتزائي
وَعَنْكُمْ كانَ صَدِّي وَاعْتِزَالِي
وَقَدْ سَمِعَ الْوَرى في كُلِّ أَرْضٍ
وليسَ المينُ منْ شيمي مقالي
إِذَا ذُكِرَ البُيُوتُ عَدَا قُصَيّاً
فَآلُ أَبي عَقِيلٍ خَيْرُ آلِ
وَأَنْتَ أَعَزُّهُمْ جَاراً وَنَفْساً
وَأَغْلَبُهُمْ عَلَى شَرَفِ الْخلاَلِ
عَلَوْتَهُمُ بَنَانَاً فِي الْعَطَايا
وَفُتَّهُمُ ثَباتاً فِي النِّضالِ
ألستَ ابنَ المنبِّي عنْ سجايا
بهنَّ تفاوتتْ قيمُ الرِّجالِ
يَظَلُّ جَنَابُهُ مَأْوى الأَمَانِي
ويمسي بابهُ ملقى الرِّحالِ
يُحَكِّمُ في الذَّخَائِرِ سَائِلِيهِ
ويمنعهمْ منَ الأسلِ الطِّوالِ
وَذَاكَ الْوَفْرُ بَالٍ وَهْوَ بَاقٍ
بِهذَا الشُّكْرِ باقٍ وَهْوَ بَالِ
وإنَّكَ في اكتسابِ الحمدش حقّاً
لتأتي سابقاً وأبوكَ تالي
تحيَّفني الزَّمانُ بكلِّ فنٍّ
فَما أَنْفَكُّ مِنْ دَاءٍ عُضالِ
وَأَعْوَزَتِ الأَمَانَة ُ فِيهِ حَتّى
تخوَّفتِ اليمينُ منَ الشِّمالِ
وأذهبَ كلَّ ما أحوي ضياعاً
فها أنا ذا بنارِ الفقرِ صالِ
وقدْ أودعتُ ما أبقى صديقاً
فعرَّضتُ البقيَّة َ للوبالِ
وَقَصَّرَ عَنْ أَمَانَتِهِ كَأَنِّي
طلبتُ الوخدَ منْ جملٍ ثقالِ
فَلاَ تُرْكِنْ إِلى زَمَنٍ خَؤُونٍ
لآملهِ سريعِ الإنتقالِ
فَمَا يَكُ فِيهِ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ
قليلُ الَّلبثِ منتظرُ الزَّوالِ
لقدْ ضلَّ امرؤٌ رامَ اهتضامي
ولستُ مشايعاً أهلَ الضَّلالِ
وَأَقْدَمَ مَنْ بَغى إِغْضابَ مِثْلِي(35/66)
على أمرٍ ثناهُ على مثالِ
وتلكَ حكومة ٌ عزَّتْ مراماً
فما خطرتْ لذي ظلمٍ ببالِ
سقى ذو العرشِ رهبانَ النَّصارى
وجادهمُ بمنهلِّ العزالي
فَما مَنَعُوا الْوَدَائِعَ مُودِعِيها
لضربٍ منْ ضروبِ الإعتلالِ
ولاَ شَدُّوا أَكُفَّهُمُ عَلَيها
لتؤخذَ بالخصومة ِ والجدالِ
كَتَبْتُ إِلَيْهِ أَعْطِفُهُ بِذُلٍّ
فأضربَ عنْ مقالٍ أوْ فعالِ
وما قرأَ الكتابَ ولا كتاباً
بِهِ عُرِفَ الْحَرَامُ مِنَ الْحَلاَلِ
وما أسميهِ إبقاءً لودٍّ
سَلاَ عَنْهُ وَما أَنا عَنْهُ سالِ
وَإِنْ كانَ الْوِدَادُ الْيَوْمَ بَيْنَ ال
رِّجالِ كودِّ ربَّاتِ الحجالِ
ولمَّا سيلَ فيَّ وفاضَ جوداً
أحالَ على التَّعلُّلِ والمطالِ
فَشَدَّ بِذَا قُوى ً ضَعُفَتْ حَياءً
وَسَدَّ طَرِيقَ صَبْرِي وَاحْتِمالِي
وأنتَ إذا عدا باغٍ سلاحي الـ
حَصِينُ وَإِنْ عَرَا خَطْبٌ ثِمالِي
وَأَمْرَكَ نافِذٌ فِينا فَأَطْلِقْ
بمحضِ العدلِ حقِّي منْ عقالِ
فَإِنَّكَ لاَ تَمَلُّ الْعَدْلَ بَيْنَ الْ
خصومِ ولا تميلُ ولا تُمالي
لقدْ آلتْ بيَ الدُّنيا فقبحاً
لما صنعتْ إلى هذا المآلِ
وَغَالَ الدَّهْرُ مَنْزِلَتِي وَوَفْرِي
فَأَرْخَصَ مِنْ مَدِيحي كُلَّ غالِ
مَضى الْكُرَماءُ صانُوا ماءَ وَجْهِي
بما بذلوهُ عنْ ذُلِّ السُّؤالِ
وها أنا بعدهمْ في الناسِ أبغي
كريماً يشتري شكري بمالي
أرى الأكدارَ يشرقُ شاربوها
فَوَاشَرَقِي مِنَ الماءِ الزُّلالِ
لَعَلَّكَ يابْنَ عَبْدِ اللّهِ تَرْعى
قَدِيمَ الْوُدِّ أَوْ تَرْثِي لِحالِي
ولا تحبسْ جميلكَ عنْ موالٍ
لكمْ ولنشرِ فضلكمْ موالي
وفي الأمرينِ منْ منعٍ وبذلٍ
فَإِنِّي شَاكِرٌ فِي كُلِّ حالِ
وماذا القولُ تمهيداً لظلمي
وَمِثْلُكَ لاَ يَميلُ إِلى الْمِحالِ
وَلَيْسَ بِغامِضٍ وَأَبِيكَ أَمْرِي
فَأَنْسُبَهُ إِلى جَوْرِ اللَّيالي
وَلَوْلاَ فَاقَة ٌ فَاقَتْ فَعاقَتْ
لصنتُ علاكَ عنْ هذا المقالِ
سَأَتْرُكُ ذِي البِلادَ بِلاَ اخْتِيارٍ(35/67)
وأهجرُ أهلها لا عنْ تقالِ
بحالٍ لوْ تأمَّلها عدوِّي
لَسَاهَمَنِي الرَّزِيَّة َ أَوْ رَثى لي
فَزَوِّدْني بِما تَأْتِي حَدِيثاً
سيروى في العراقِ وفي الشَّمالِ
فإنِّي فقتُ غيلاناً مقالاً
يَسِيرُ وَأَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ بِلالِ
أدامَ لكَ العلى والنَّصرَ مولى ً
إِلَيهِ في حِرَاسَتِكَ ابْتِهالي
العصر العباسي >> ابن حيوس >> بِسَعْدِكَ دَارَتْ فِي السَّماءِ الْكَوَاكِبُ
بِسَعْدِكَ دَارَتْ فِي السَّماءِ الْكَوَاكِبُ
رقم القصيدة : 27467
-----------------------------------
بِسَعْدِكَ دَارَتْ فِي السَّماءِ الْكَوَاكِبُ
وَسارتْ لتشييدِ العلاءِ المواكبُ
وَلَوْلاَكَ لَمْ يَقْحَمْ جَوَادٌ بِمَأْزِقٍ
وَلاَ فتكتْ في الأسدِ تلكَ الثعالبُ
بحيثُ التقتْ سمرُ القنا وَصدورهمْ
وَبيضُ المواضي وَالطلى وَالترائبُ
عِنَاقٌ يُزِيلُ الشَّوْقَ عَنْ مُسْتَقَرِّهِ
يُرى وَاصِلاً وَهْوَ الْقَطُوعُ الْمُجانِبُ
بِيَوْمٍ أَحَمِّ الْجَوِّ حَامٍ وَطِيسُهُ
كَأَنَّ حَصَاهُ مِنْ تَلَظِّيهِ ذَائِبُ
صبغتَ به ما ابيضَّ منْ فلقِ الضحى
بِكُلِّ بَيَاضٍ تَجْتَوِيهِ الْكَواعِبُ
وَرَاجَعْتَ شَيْبَ الْهِنْدُوَانِيِّ حُلْكَة ً
وَأَبْهَجُهُ مَا سُمْتَهُ وَهْوَ شَائِبُ
على أنهُ صبغٌ يحدثُ سائلاً
بِما كَانَ مِنْ تَأْثِيرِهِ وَهْوَ غَائِبُ
وَنَابَ وَإِنْ لَمْ يَرْضَ عَزْمُكَ قَاطِعاً
وَمِنْ أَيْنَ كُفْؤٌ عَنْهُ يُوجَدُ نَائِبُ
فريتَ بهِ غربَ الزمانِ وَغاية ُ الـ
ـصوارمِ أنْ تفرى بهنَّ الغواربُ
وَمَلْمُومَة ٍ دَبَّتْ وَأَلْسِنَة ُ الْقَنَا
لَهَا حُمَة ٌ وَالْمُقْرَبَاتُ الْعَقَارِبُ
يُعَاطِي بِهَا النَّدْمَانُ كَأْساً مِنَ الرَّدى
بها نالَ رياً في المنية ِ شاربُ
وَعانقَ فيها مبغضٌ لبغيضهِ
كما اعتنقتْ يومَ اللقائِ الحبائبُ
سَمَاعُهُمُ فِيها الصَّلِيلُ وَخَمْرُهُمْ
دمُ القومِ لاَما استحلبَ الكرمَ حالبُ(35/68)
سَرَتْ بِكَ فِي لَيْلٍ مِنَ النَّقْعِ أَلْيَلٍ
تُعَمَّى عَلَى مَنْ سَارَ فِيهِ الْمَذاهِبُ
فَأَطْلَعْتَ فِيهِ بِالأْسِنَّة ِ أَنْجُماً
لها منْ نواصي الدارعينَ ذوائبُ
عَزَائِمُ خَرَّاجٍ إِذَا مَا تَضَايَقَتْ
مَخَارِجُهُ لاَ لاَعِباً وَهْوَ لاَعِبُ
وَطعنٌ لسمرِ السمهريَّ محطمٌ
على أنهُ للمجدِ بانٍ وَناصبُ
وَضَرْبٌ لِبِيضِ الْمَشْرَفِي مُهَدِّمٌ
بِهِ وَلِأَعْدادِ الْمُعَادِينَ حَاصِبُ
وَأَرْعَنَ مَوَّارِ الْحَواشِي لِأَرْضِهِ
بعثيرهِ منْ ناظرِ الجوَّ حاجبُ
لَهُ مِنْ سُطَا فَخْرِ الْمُلُوكِ مُؤَيِّدٌ
يطاعنُ عنْ أقرانهِ وَيضاربُ
فتى ً هذبتْ فيهِ التجاربُ نفسهُ
فكيفَ بها إذْ هذبتها التجاربُ
يَسُدُّ مَسَدَّ الأْلْفِ بَأْساً وَنَجْدَة ً
إِذَا رَدَّ ضَرْبَ الأْلْفِ في الأْلْفِ حاسِبُ
وَدَبَّرَ أَمْرَ الْمُلْكِ قَبْلَ بُلُوغِهِ
وَما نزعتَ عنهُ السخابَ الربائبُ
وَتِلْكَ لِأَبْناءِ الْمُسَيَّبِ شِيْمَة ٌ
يَسُودُ وَلِيدٌ مِثْلَما سادَ شائِبُ
أناسٌ أساءتْ حكمها في لهاهمُ
أكفهمُ إذْ أحسنوا وَالمواهبُ
وَسَدُّوا بتَسْدِيدِ الطِّعانِ مِنَ الْعُلى
ثغوراً تولتْ كشفهنَّ النوائبُ
فمنْ رأيهِ الواري عواليهِ أشرعتْ
وَمِنْ عَزْمِهِ الْماضِي تُسَلُّ الْقَوَاضِبُ
سِوَاكَ يَامَنْ لَهُ الفَضْلُ صَاحبُ
فَحَيْثُ تَرَاهُ ناقِماً فَهْوَ واهِبُ
يَصُولُ وَلَوْ أَنَّ النُّجُومَ كَتائِبُ
وَيعطي وَكفُّ الجدبِ للسترِ جاذبُ
وَكنتَ إذا ما الشرُّ صرحَ باسمهِ
وَلاَذَتْ بِأعْناقِ الصَّياصِي الذَّوَائِبُ
جَعَلْتَ غِرَارَ الْمَشْرَفِيِّ مُصاحِباً
ألاَ إنهُ نعمَ الرفيقُ المصاحبُ
وَفِيٌّ إِذَا خانَ الشَّقِيقُ وَدَافِعٌ
إِذَا حاصَ عَنْ دَفْعِ الْمُلِّمِ المُحارِبُ
وَلَمَّا أَبى قَوْمٌ سِوى الْبَغْيِ مَرْكَباً
وَلِلذُّلِّ فِيهِ وَالْمَذَلَّة ِ رَاكِبُ
سددتَ عليهمْ كلَّ بابٍ وَثغرة ٍ
يخالونَ منهُ النجحَ وَالنجحُ عازبُ(35/69)
وَأمهلتهمُ حتى لظنوكَ عاجزاً
وَما يستوي المغلوبُ وَالمتغالبُ
وَقَدْ تَنْفُذُ الأْقدَارُ حَتَّى يَرى امْرُؤٌ
منَ الصدقِ ظناً وَعدها وَهوَ كاذبُ
وَعزمكَ ماضٍ حينَ تنبو صوارمٌ
وَرَأْيُكَ لَمَّا أَظْلَمَ الْجَوُّ ثاقِبُ
وَلكِنَّهُمْ مِنْ عَامِرٍ فِي أَرُوَمَة ٍ
لها منكَ عزٌّ لاَ يرامُ وَجانبُ
فإنْ يهفُ فرعٌ منهمُ فاغتفارُ ما
جناهُ على معروفِ فضلكَ زاجبُ
بنوا العمَّ وَالأرحامُ في الناسِ شجنة ٌ
رِعايَتُها فِي الدِّينِ وَالْعَقْلِ وَاجِبُ
فكنْ بهمُ لا فيهمُ الخطبَ ضارباً
فَفِيهِمْ قُوى ً تَعْيا بِهِنَّ الضَّرَائِبُ
وَلَمَّا هَجَرْتَ الشَّامَ حاشاكَ أَنْ تُرى
لَهُ هاجِراً أَوْ عَنْهُ رَأْيُكَ رَاغِبُ
فَلاَ حَلَّهُ مِنْ وَحْشَة ٍ مَا أسْتَفَزَّهُ
عَنِ الأْمْنِ وَأرْتَابَ النَّزيلُ الْمُصَاقِبُ
مددتَ عليهِ ظلَّ عزكَ فاحتمى
وَلولاكَ يوماً ما احتمى فيهِ جانبُ
وَصَيَّرْتَهُ لِلأْمْنِ رَبْعَاً وَقَبْلَهَا
غدا لذيولِ الخوفِ وَهوَ مساحبُ
وَأَنْقَذْتَ قَوْماً فِيهِ مِن كفَّة ِ الرَّدَى
وَقَدْ نَشِبَتْ أَظْفَارُهَا وَالْمَخَالِبُ
بعزكَ لاذوا وَهوَ أمنعُ موئلٍ
وَغيثكَ أموا وَهوَ للبرَّ ساكبُ
تَرَكْتَ لَهُمْ رَأْياً كَسَاهَمْ مَذَلَّة ً
وَلُذْتَ بِرَأْيٍ جَانَبَتْهُ الْمَعَائِبُ
أَسَاؤُوا وَجَاؤُا لاَئِذِينَ بِشِيمَة ٍ
لِمَذْهَبِهَا فِي الْعَفْوِ تَعْفُو الْمَذَاهِبُ
فَمَالَ إِلى جَنْبِ التَّجَاوُزِ عَنْهُمُ
كريمٌ قديرٌ للرضى منهُ جانبُ
يمنُّ وَطولُ الإقتدارِ مساعدٌ
وَيَحْلُمُ فِي وَقْتٍ بِه الْحِلْمُ عَازِبُ
تَجاوَزَ صَفْحاً عَنْ عُقُوبَة ِ جَاهِلٍ
يسيءِ وَينسى ما تجرُّ العواقبُ
وَأدبهمْ بالعفوِ وَالعفو سوطهُ
لكلَّ كريمٍ فيهِ تلقى المآدبُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> يا غابراً وجدَ النَّدى
يا غابراً وجدَ النَّدى
رقم القصيدة : 27468
-----------------------------------
يا غابراً وجدَ النَّدى(35/70)
قَيْداً فَما أَرْجُو قُفُولَهْ
إنْ كنتَ منِّي في بلو
غكَ ما أردتَ أدقَّ حيلهْ
لا كانَ رأيكَ ذا الصَّحيـ
حُ ولاَ مودَّتكَ العليلهْ
فمتى أردتَ بصاحبٍ
ضِدَّ النَّجَاحِ فَكُنْ رَسُولَهْ
ومتى بغيت ضلاله
يوماً فكنْ أيضاً دليلهْ
لَصَدَدْتَ عَمَّا رُمْتُهُ
صدَّ الذَّليلِ عنِ الحليلهْ
وتطلُّبي منكَ المنا
بَ مِنَ الأُمُورِ الْمُستَحِيلَة ْ
وَأَظُنَّهُ مُسْتَنْبَطاً
مَنْ قَوْلِ دِمْنَة َ أَوْ كَليلَهْ
هِيَ قِصَّة ٌ أَعْرَبْتَ فِيها
عنْ سجيَّتكَ البخيلهْ
ولقدْ نزلتَ بحضرة ٍ
مِنْ كُلِّ نَائِبَة ٍ مُزِيلَهْ
يشتاقني إنعامها
وَالْمَطْلُ يَمْنُعِنِي سَبِيلَهْ
إنْ أغضبتْ ذا الدّّينِ ما
طِلَة ً فَقَدْ أَرْضَتْ وَكِيلَهْ
فَكَتَبْتَ تَذْكُرُ مَا أَنا
لتْ منْ مواهبها الجزيلهْ
فَأَتى كِتَابُكَ شَاهِداً
لكَ في الكتابة ِ والفضيلهْ
لَوْلاَ عِبَارَتُكَ کلْقَبِيـ
حة ُ عنْ زيارتكَ الجميلهْ
يَمَّمْتُها في حَالَة ٍ
ينسى الخليلُ بها خليلهْ
وهربتُ منْ شظفِ المعا
شِ إِلى التَّنَعُّمِ وَالرَّبِيلَهْ
مَنْ حَلَّ فِي ذَاكَ الْجَنَا
بِ سَلاَ عَنِ الدِّمَنِ الْمُحِيلَهْ
وكفاكَ فخراً موقفٌ
تأبى نباهتهُ خمولهْ
ومديحُ منْ عشقَ الثَّنا
ءَ فَأَدْرَكَ الرَّاجِيهِ سُولَهْ
بغرائبِ الشِّعرِ الَّذي
حظُّ المسامعِ أنْ تطولهْ
فقرٌ يحلُّ أبو عبا
دة َ دونها وتفوق قيلهْ
أَصْبَحْتُ أُنْبَذُ بِالعَرَا
ءِ وأنتَ ترتعُ في الخميلهْ
إِنْ جَادَكَ الْغَيْثُ الْهَطُو
لُ فإنَّني راجٍ سيولهْ
يَفْدِي أَبَا الْحَسَنِ الْكِرَا
مُ فَلَمْ أَجِدْ فِيهِمْ عَدِيلَهْ
أَنْدَاهُمُ في عَامِ مَسْـ
ـغَبَة ٍ وَأَكْرَمُهُمْ قَبِيلَهْ
مِنَنٌ تَخِفُّ إِلى المَحَا
مِدِ وَهْيَ إِنْ حُمِلَتْ ثَقِيلَهْ
وسحابة ٌ للطَّالبيـ
نَ سوايَ صادقة ُ المخيلهْ
وَلَوَ انَّهَا بِالْعَدْلِ تَقْـ
ضي كنتُ أقواهمْ وسيلهْ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> يطمعُ الناسُ في البقاءِ وَتأبى(35/71)
يطمعُ الناسُ في البقاءِ وَتأبى
رقم القصيدة : 27469
-----------------------------------
يطمعُ الناسُ في البقاءِ وَتأبى
نوبٌ تسلبُ النفوسَ اغتصابا
وَمَتَى تَرْعَوِي حَوَادِثُ دَهْرٍ
دأبها أنْ تفرقَ الأحبابا
يذهبُ اللومُ وَالعتابُ هباءً
في خطوبٍ لاَ تعرفُ الإعتابا
ـابَ وَلَوْ صَافَحَ
تْ حَدِيداً لَذَابَا
وَإذا ما سطتْ فمنْ ذا يداجى
منْ جميعِ الأنامِ أمْ منْ يحابا
إِنَّ رَيْبَ الْمَنُونِ أَلْوَى بِمَلْكٍ
داً وَلكنَّ صرفهُ لنْ يهابا
عمَّ نصراً وَصالحاً وَمنيعاً
وَشَبِيبَاً وَلَمْ يَهَبْ وَثَّابَا
أينَ تلكَ الأملاكُ زادوا على الخلقـ
ـقِ وَزَانُوا الأْحْسَابَ وَالأْنْسَابَا
إِنْ دَعَاهُمْ إِلى الْكَرِيهَة ِ دَاعٍ
جَعَلُوا الطَّعْنَ وَالضِّرابَ جَوَابَا
وَلقوا الحربَ دارعينَ منَ الصبـ
ـرِ دروعاً ليستْ تحلُّ العيابا
نزلوا مكرهينَ عنْ ذروة ِ العـ
ـزِّ وَكَانٌوا قِدْماً لَهُ أَرْبَابَا
فَكَأَنْ لَمْ يُصَاقِبُوا أَرْضَ حَرَّا
نَ وَلاَ حَلَّ حَيُّهُمْ جُلاَّبا
قصدتهمْ بوائقُ الدهرِ حتى
أَسْكَنَتْهُمْ بَعْدَ الْقُصُورِ التُّرَابَا
وَاستزادتْ أبا سلامة لما
تمَّ ملكاً وَقدرة ً وَشبابا
حادثٌ عمَّ عامراً بالرزابا
فاستكانتْ لهُ وَخصَّ كلابا
لَوْ رَمَاهُ غَيْرُ الرَّدَى مَا أَصَابَا
لَمْ يُغَالِبْ فَضَاءَ ذِي الْعَرْشِ إِذْ وَا
فى وَما زالَ للعدى غلابا
لاَيَخافُ الأْمْلاَكَ مُذ فَارَقَ الْمهَـ
ـدَ وَهلْ ترهبُ الأسودُ الذئابا
منْ أناسٍ توارثوا البأسَ وَالنخو
ة َ وَاسْتَحْقَبوا الْعُلَى أَحْقَابَا
يَكْرَهُ الْوَعْدَ وَالْمِطَالَ فَتَنْثَا
وَحلوا منهُ الربى وَالهضابا
لهفَ نفسي على المسافرِ لاَ يرْ
جُو لَهُ طَالِبُ النَّوالِ إِيَابَا
أكرمُ العالمينَ نفساً وَأخلا
قاً وَأماً وَوالداً وَنصابا
كانَ فِي ذَا الْوَرى غَرِيباً وَوَافى
قَدَرٌ لَمْ يَزِدْهُ إِلاَّ اغْتِرَابَا(35/72)
جَازَ حَدَّ النَّدى وَآمَنَ سِرْبِي
فَكَفى أَنْ أَرْتَادَ أَوْ أَرْتَابَا
عَقَلَتْنِي فِي ظِلِّهِ فَعَلاتٌ
تمنعُ الإنتجاعَ وَ الإظطرابا
بَيْنَ جُودٍ يَسِيرُهُ يَطْرُدُ الْفَقْـ
ـرَ وَ قربى تعلمُ الأدابا
وَعَطَايَا لَمَّا تَعَالَمَها الْعَا
لَمُ لَمْ يُنْكِرُوا لِبَحْرٍ عُبَابَا
وَكَسَانِي مَلاَبِساً أَلْبَسَتْنِي
مُذْ تَوَارى مِنَ الأَسى جِلْبَابَا
يا ابنة َ الأكرمينَ قدركِ في النا
سِ عَظِيمٌ وَإنْ عَظُمْتِ مُصابَا
فَکسْتَرَدَّ الْوَهَّابُ ما كَانَ أَعْطا
كِ وَمنْ ذا ينازعُ الوهابا
لمْ تسودي ذا الخلقَ إلاَّ بفضلٍ
فقتِ فيهِ الأشكالَ وَ الأضرابا
فدعي رأيَ أمة ٍ لستِ منهمْ
وَافْعَلِي فِعْلَ مَنْ يَخافُ الْحِسابَا
وَتَأَسَّيْ بِرَأْيِ دَاوُدَ فِي الْفِتْـ
ـنة ِ إذْ خرَّ راكعاً وَأنابا
لاَ تعاصي مولاكِ فيما قضاهُ
وَذَرِي الْحُزْنَ إِنْ أَرَدْتِ الثَّوَابَا
قدرُ اللهِ لاَ يدافعُ إنْ حمَّ
فصبراً لحكمهِ وَاحتسابا
أَيُّ عُذْرٍ وَقَدْ أَحَطْتِ بِصَرْفِ الدَّ
لُ يَدَاهُ بالعكْرُمات اقْتِضَابَا
وَحَقِيْقٌ بالصَّبْرِ مَنْ لَزِمَ الْمُصْـ
ـحَفَ دِيناً وَوَاصَلَ الْمِحْرَابَا
وَلعذرٍ تأخرتْ هذهِ الخدْ
مة ُ لاَ أنني عدمتُ الصوابا
نابتِ العينُ بالبكاءِ وَأفحمـ
ـتُ فَما أَحْسَنَ اللِّسانُ الْمَنابَا
زَالَ لُبِّي فِي عِلَّة ٍ جَمَعَتْ لِي
فَقْدَ تاجِ الْمُلُوكِ وَالأْوْصابَا
ليتني لمْ أفقْ فقدْ جاءَ منْ فقـ
ـدِيْهِ ما سَهَّلَ الْحِمامَ فَطابَا
لاَ يوازي معشارَ ما كانَ يولي
قطعيَ العمرَ حسرة ً وَاكتئابا
سرني حاضراً وَ أدنى وَ أغنى
فعدمتُ السرورَ لما غابا
وَبرغمي أنْ أجعلَ المدحَ تأييـ
ـناً وَأَدْعُو مَنْ لَوْ وَعى لَأَجابَا
بمقالٍ لاَ أستزيدُ بهِ زلـ
ـفى وَلاَ أبتغي عليهِ ثوابا
سائِرٍ لاَ يَزَالُ يَشْكُرُ نُعْما
هُ كَمَا تَشْكُرُ الرِّياضُ السَّحابَا(35/73)
العصر العباسي >> البحتري >> إذا انبسطنا رددنا عن زيارتنا
إذا انبسطنا رددنا عن زيارتنا
رقم القصيدة : 2747
-----------------------------------
إذا انْبَسَطْنَا رَدَدْنَا عَنْ زِيارَتِنَا،
أوِ انقَبَضْنا، فلَوْمٌ موشكُ المَضَضِ
فلَيسَ تَنْفَكُّ مِنْ منع، وَمن عَذَلٍ
منكُمْ، بمُنْبَسِطٍ مِنّا وَمنُقَبِضِ
ما ظنُّ مُستَوْهِبِ الجَدوَى إذا نظرَتْ
عَيْنَاهُ عِندَكُمُ إخْفَاقَ مُعترِضِ
كُتْبُ الوَزِيرِ إلى عُمّالِهِ عِوَضٌ
مِمّا تَطَلّبتُ أوْ جِنسٌ من العِوَضِ
فَلا تَضَنّوا بإحدَى الحاجَتَينِ، فَلا
عُذْرٌ لمَانِعِ داني القَدْرِ مُنخفِضِ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أَمَا وَهَوى ً عَصَيْتُ لَهُ الْعَوَاذِلْ
أَمَا وَهَوى ً عَصَيْتُ لَهُ الْعَوَاذِلْ
رقم القصيدة : 27470
-----------------------------------
أَمَا وَهَوى ً عَصَيْتُ لَهُ الْعَوَاذِلْ
لَقَدْ أَسْمَعْتَ نُصْحَكَ غَيْرَ قَابِلْ
وَما سَمْعِي إِلى الْعُذَّالِ مُصْغٍ
ولاَ قلبي عنِ الأحبابِ ذاهلْ
وَلَوْ أَنْصَفْتَ لَمْ تُنْكِرْ وُقُوفِي
على طللٍ بذاتِ الضَّالِ ماثلْ
أَأَجْحَدُ رَبْعَ رَيّى وَهْوَ عافٍ
زَماناً مَرَّ فِيهِ وَهْوَ آهِلْ
وَما أَعْطى الصَّبابَة َ ما اسْتَحَقَّتْ
عليهِ ولا قضى حقَّ المنازلْ
ملاحظها بعينٍ غيرِ عبرى
وَزَائِرُها بِجِسْمٍ غَيْرِ ناحِلْ
يميِّلني إلى وطني هناتٌ
جَرَتْ ما بَيْنَ عِلْمِيَة ٍ وَدَاعِلْ
وَأَذْكُرُ دَائِماً ثَمَرَاتِ عَيْشٍ
جُبينَ بِدَيْرِ قانُونٍ وَآبِلْ
تهيجُ بلابلي نغمُ الأغاني
مُجاوِبَة ً لِأَصْوَاتِ الْبَلاَبِلْ
لياليَ لي إلى ما أشتهيهِ
تلطُّفُ وارشٍ وهجومُ واغلْ
ومحموداتُها أتباعُ أمري
وَمَذْمُوماتُها عَنِّي غَوَافِلْ
وَكَمْ قَطَعَ الظَّلامَ بِغَيْرِ وَعْدٍ
غزالٌ دأبهُ قطعُ الحبائلْ
بِرَاحٍ باتَ يَمْزُجُها بِرِيقٍ
كفاها المزجَ بالعذبِ السُّلاسلْ
وَأَشْرَبُها عَلَى ظَمَأٍ فَأَرْوى(35/74)
كَرُمْحِ الْخَطِّ يَرْوى وَهْوَ ذَابِلْ
وَلَمَّا رَاحَتِ الأَظْعانُ باحَتْ
بِما نُخْفِي مَدَامِعُنا الهَوَامِلْ
وقفنا والإشارة ُ ثمَّ رسلٌ
مُعَبِّرَة ٌ وَأَدْمُعُنا الرَّسائِلْ
فَعَقْراً لِلرِّكابِ غَدَاة َ وَلَّتْ
بنُزَّالِ الحمى تطوي المراحلْ
فَقَدْ حَمَلَتْ جَمالاً وَاعْتِدَالاً
تجنُّهما البراقعُ والغلائلْ
لمفغمة ٍ بيوتَ الحيِّ طيباً
ومفعمة ِ الأساورِ والخلاخلْ
ومفردة ٍ وما وضعتْ حبيباً
كَما انْفَرَدَتْ عَنِ السِّرْبِ الْخَوَاذَلْ
تَفَرَّدُ بِالتَّعَتُّبِ وَالتَّجَنِّي
وتذهبُ بالمحاسنِ والشَّمائلْ
تَرُوقُ الْعَيْنَ رَاضِيَة ً وَغَضْبى
وَتُصْبِي الْقَلْبَ حالِيَة ً وَعاطِلْ
مُذِيبَة َ مُهْجَتِي طالَ اقتِضائِي
عِدَاتِكِ وَالغَرِيمُ بِها مُماطِلْ
أمنّى بانعطافكِ وهوَ غالٍ
وأمنى بانحرافكِ وهوَ غائلْ
لقدْ أنفقتُ في الصَّبواتِ عمري
وَكُنْتُ كَبائِعٍ حَقّاً بِباطِلْ
إِلى أَنْ ثابَ رَأْيٌ ضَلَّ حِيناً
فَعُدْتُ إِلى الفُرُوضِ مِنَ النَّوَافِلْ
وَزَارَتْ آلَ مِرْدَاسٍ رِكابِي
فأغنتني البحارُ عنِ الجداولْ
وَكُنْتُ أَذُمُّ آمالاً نَحَتْ بِي
ممالكَ لمْ أفزْ فيها بطائلْ
بِحَيْثُ أَبُو سَلاَمَة َ لَمْ يَجُدْها
وَنَصْرٌ بَعْدَهُ وَأَبُو الْفَضائِلْ
مُلُوكٌ أَمَّنُوا خَيْلِي وَرَجْلِي
مُكابَدَة َ الهَوَاجِرِ وَالهَوَاجِلْ
وأمضوا في الَّذي يحوونَ حكمي
فَفُزْتُ بِعاجِلٍ مِنْهُ وَآجِلْ
مَكارِمُ مُبْتَغِيها مِنْ سِوَاهُمْ
كَباغِي الرِّسْلِ مِنْ أَخْلاَفِ حائِلْ
زرَوْا كَرَماً عَلَى مَنْ غاصرَوُهُ
وَإِقْداماً وَأَزْرَوْا بکلأَوَائِل
وَثالِثُهُمْ وَإِنْ عَزُّوا وَجادُوا
أمرُّ عداوة ً وأعمُّ نائلْ
أَظَلَّتْهُ نَوَائِبُ لَمْ تَنُبْهُمْ
فقارعها برأيٍ غيرِ فائلْ
وفلَّ شبا المواضي بالمواضي
وَلاَقى بِالزَّرافاتِ الْجَحَافِلْ
مَوَاقِفُ تَشْخَصُ الأَبْصارُ مِنْها
وَتَعْيا عَنْ إِبانَتِها الْمَقاوِلْ(35/75)
وما خرستْ بها الأبطالُ حتّى
تَكَلَّمَتِ الصَّوَارِمُ وَالصَّوَاهِلْ
حروبٌ لمْ تكنْ لبني بغيضٍ
ولا عزيتْ إلى أبناءِ وائلْ
وَفُرْسانٍ تَحِنُّ إِلى رَدَاها
حَنينَ الهائِماتِ إِلى الْمَناهِلْ
وَشَرَّدَها إِباءٌ سابِقِيٌّ
تعزُّ بهِ العقائلُ والمعاقلْ
ثناها عنْ مطامعها همامٌ
لَهُ بِالنَّصرِ رَبُّ الْعَرْشِ كافِلْ
وما غمدَ الظُّبى حتّى أزالتْ
جبالاً لا تحرِّكها الزَّلازلْ
وكانَ يزيرها في كلِّ عامٍ
عِرَاباً شُزَّباً قُبَّ الأَياطِلْ
لها نظرُ الأجادلِ إذْ تُخلَّى
وعندَ الأرضِ أجنحة ُ الأجادلْ
إذا نزعَ الوجيفُ اللَّحمَ عنها
كساها ما تثيرُ منَ القساطلْ
وَإِنْ عَضَّتْ شَكائِمَها وَطاحَتْ
أَتاحَتْ لِلْعِدى عَضَّ الأَنامِلْ
وقلَّلتِ المدافعَ والمحامي
وَكَثَّرْتِ الأَيام وَالثَّوَاكِلْ
وَكَمْ عَضَدَ الرِّماحَ وَمُشْرِعِيها
بعزمٍ كانَ أعرفَ بالمقاتلْ
همامٌ خوَّفَ الأيَّامَ حتّى
سَعَتْ أَيَّامُها فِيما يُحاوِلْ
وَمَلْكٌ لاَ يُنازَعُ فِي مَعالٍ
لَهُ الآياتُ مِنها وَالدَّلاَئِلُ
يعزُّ جوارهُ والخوفُ فاشٍ
وَيُخْصِبُ جارُهُ وَالعامُ ماحِلْ
ورُبَّ صوارمٍ تلدُ المنايا
وَتُلْفى بَعْدَ ما وَلَدَتْ حَوَامِلْ
كَيُمْناهُ الَّتي تَهْمِي نَوَالاً
يَعُمُّ الْخَلْقَ طُراً وَهِي حافِلْ
إذا سيمَ الغنى روّى الأماني
وإنْ شهدَ الوغى روّى المناصلْ
خلالٌ في العطايا والرَّزايا
بِها عُدِمَ الْمُساجِلُ وَالْمُشاكِلْ
تنزِّقهُ الحميَّة ُ حينَ يعصى
فَيَعْرُوهُ التَّطَوُّلُ وَهْوَ صائِلْ
ولولاَ رأيهُ في العفوِ كانتْ
أَيادِيهِ كَأَنْعُمِهِ كَوَامِلْ
يجورُ على الَّذي تحوي يداهُ
ويحكمُ في الرَّعايا حكمَ عادلْ
وَيَلْبَسُ مِنْ سَجاياهُ ثِياباً
عَلَى الْجَوْزَاءِ مُرْخاة َ الذَّلاَذِلْ
لها أرجٌ تضوَّعَ منْ نداهُ
ومنْ نوَّارها أرجُ الخمائلْ
نصيَّة ً أسرة ٍ ولبانُ بيتٍ
بهِ افتخرتْ كلابُ على القبائلْ
لأملاكِ العواصمِ منهُ بيتٌ(35/76)
يفوزُ بشطرهِ أملاكُ بابلْ
فزرهُ عائلاً أوْ مستفيداً
وجاودْ منْ أردتَ بهِ وفاضلْ
مناقبُ لوْ تنالُ الشَّمسُ أدنى
مداها ما دنتْ منها الأصائلْ
تعالمها جميعُ النَّاسِ حتّى
تساوى عالمٌ فيها وجاهلْ
جَمَعْتَ تَوَثُّبَ الأَسَدِ المَنِيعِ الْ
حمى بركانة ِ الملكِ الحلاحلْ
وَمِنْ تَحْتِ السَّكِينَة ِ بَحْرُ عِلْمٍ
بِهِ عُرِفَ الْمُنَاظِرُ وَالْمُجَادِلْ
مَقَالٌ تَعْجِزُ الْبُلَغَاءُ عَنْهُ
كَعَجْزِ الْمَدْحِ عَمَّا أَنْتَ فَاعِلْ
يَطُولُ وَتُفْقَدُ السَّقَطَاتُ فِيهِ
كفقدِ الرَّاءِ في أقوالِ واصلْ
سَلَكْتَ إِلى الثَّنَاءِ بِلاَ دَلِيلٍ
سَبِيلاً مَا تَقَدَّمَ فِيهِ سَائِلْ
وعندي منهُ ثاوٍ مستظلٌّ
بِظِلِّكَ وَهْوَ فِي الآفاقِ جَائِلْ
وَمَا تَنْفَكُّ تَزْدَادُ الْمَعالِي
بهِ شرفاً وتزدانُ المحافلْ
تعدّى كلَّ منْ يُرجى نداهُ
وَمَيَّلَهُ الْفُرَاتُ عَنِ الثَّمائِلْ
فليسَ يزورُ إلاَّ منْ كفاني
تودُّدَ معرضٍ وسؤالَ باخلْ
بقيتَ مملَّكاً ترجى وتُخشى
وَلاَ غَالَتْ مَسَاعِيكَ الْغَوَائِلء
وَلاَ عَدِمَتْ بِلادُكَ مَنْ كَفاهَا
تغطرسَ جائرٍ ووثوبَ خاتلْ
يَزُولُ الْفِطْرُ وَالأَضْحى جَمِيعاً
إلى حينٍ وملككَ غيرُ زائلْ
وَحَدُّكَ في النَّوَائِبِ غَيْرُ نابٍ
ونجمكَ في السَّعادة ِ غيرُ آفلْ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أبا زنة ٍ لاَ زالَ جدكَ هابطاً
أبا زنة ٍ لاَ زالَ جدكَ هابطاً
رقم القصيدة : 27471
-----------------------------------
أبا زنة ٍ لاَ زالَ جدكَ هابطاً
وَحَدُّكَ مَفْلُولاً وَسَعْيُكَ خَيَّابا
وَأَلْحَقَكَ اللّهُ الْكَرِيمُ بِعُصْبَة ٍ
فتحتَ إلى ضربِ الرقابِ لهمْ بابا
فكمْ لكَ في بسطِ الردى منْ حبائلٍ
تَكُونُ إِلى مَا يَكْرهُ اللّهُ أَسْبَابا
ألستَ الذي أغرى بمولاهُ جندهُ
وَعَادَ وَمَا يَحْوِي مِنَ الْمُلْكِ أَسْلاَبا
وَعَاوَدْتَ فِيمَنْ بِالشَّامِ نَاظِراً
فأرملتَ نسواناً وَفرقتَ أحبابا(35/77)
وَلما عممتَ الخلقَ بالفقرِ وَالردى
فبادوا وَأوسعتَ المنازلَ إخراجا
عمدتَ إلى منْ لا يعددُ فضلهُ
وَلَوْ كَانَ أَهْلُ الْبَدْوِ وَالْحَضْرِ حُسَّابا
جهدتَ لكيْ ما تسلبُ الدينَ عزهُ
وَكُنْتَ لِمَا لَمْ يُرْضِ ذَا الْعَرْشِ طَلاَّبا
وَ ذلكَ كيدٌ عادَ منْ قبلِ ضرهِ
هَبَاءً فَمَا أَخْلى مِنَ الضَّيْغَمِ الْغَابا
وَمَكْرٌ بحَمْدِ اللّهِ حَاقَ بِأَهْلِهِ
وَعارضُ بفيٍ قبلَ أنْ يمطرَ انجابا
وَلمْ ترجُ هذا الملكَ يوماً وَإنما
خَبُثْتَ فَأَغْرَيْتَ الطُّغَاة َ بِمَنْ طَابا
وَمَنَّيْتَ أُمَّاناً كَدِينِكَ دِينُهُ
وَلوْ أمهلتهُ البيضُ ألفاكَ كذابا
حويتَ صفاتِ الكلبِ إلاَّ حفاظهُ
ففي الأمنِ هراراً وَفي الخوفِ هرابا
كَأَفْعَالِ مَنْ حَاوَلْتَ بِالْخَتْلِ نَفْسَهُ
فلاَ زلتَ مغلوباً وَلاَ زالَ غلابا ؟
مُبِيحُ حِمى الأْموالِ إِنْ زَمَنٌ نَبَا
وَمانعُ سرحِ الملكِ إنْ حادثٌ نابا
إذا اجتابَ ثوباً منْ على ً وَمهابة ٍ
لبستَ منَ الفحشاءِ وَالخزي أثوابا
وَإنْ عدَّ مرداساً وَنصراً وَصالحاً
لَدى ً الْفَخْرِ وأسْتَثْنى شَبَيباً وَوَثَّابا
بجحتَ بهناسٍ وَطلتَ بتروسٍ
وَزالاَ وَأربابٍ تضامُ فلاَ تابا ؟
وَ بالسيفِ يسطو حينَ تسطو بحيلة ٍ
وَيُنْفِقُ أَمْوالاً وَتُنْفِقُ أَلْقَابا
تنزهَ عنْ عجبٍ معَ العزَّ وَالغنى
وَزِدْتَ مَعَ الإِذْلاَلِ وَالفَقْرِ إِعْجَابا
وَما دونهُ للطالبي العرفِ حاجبٌ
إِذَا مَا أَتَوْا مِنْ دُونِ بَابِكَ حُجَّابا
وَمَا تَحْتَ ذَاكَ الْبَابِ إِلاَّ دَهَاثِمٌ
بِها عِشْتَ لاَ طَالَتْ حَيَاتُكَ أَحْقَابا
لَئِنْ كُنْتَ مِنْ قَوْمٍ لِئَامِ فَلَمْ تَزَلْ
أَقَلَّهُمُ خَيْراً وَأَكْثَرَهُمْ عَابا
زعمتَ لحاكَ اللهُ أنكَ تائبٌ
وَما هذهِ الأفعالُ أفعالُ منْ تابا
نَظارِ تَرَ الْمَمْلُوءَ بَأْساً وَنَخْوَة ً
وَقَدْ مَلَأَ الْغَبْرَاءَ تُرْكاً وَأَعْرَابا
فما ملكُ الأملاكِ وَالعصرِ راضياً(35/78)
وَإِنْ غابَ عَمَّا قَدْ جَنَيْتَ فَما غابا
وَما هِيَ إِلاَّ عَزْمَة ٌ عامِرَيَّة ٌ
تقطعُ آراباً وَتبلغُ آرابا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أبى الدَّهرُ إلاَّ أنْ تقولَ وتفعلا
أبى الدَّهرُ إلاَّ أنْ تقولَ وتفعلا
رقم القصيدة : 27472
-----------------------------------
أبى الدَّهرُ إلاَّ أنْ تقولَ وتفعلا
لتصفحَ عنْ جرمِ الزَّمانِ الَّذي خلا
وَمِنْ قَبْلُ عَادَاكُمُ لِقَهْرِكُمُ لَهُ
فَلَمَّا رَآهَا فُرْصَة ً مَا تَمَهَّلا
وَرَدَّ إِلَيْكَ الأَمْرَ وَالنَّهْيَ رَاغِماً
وَلَوْ أَنَّهُ أَلْفى بَدِيلاً تَبَدَّلا
فَمَا ذَمُّهُ إِذْ نَالَ بَعْضَ تِرَاتِهِ
وَمَا حَمْدُهُ إِذْ لَمْ يَجِدْ عَنْكَ مَعْدِلا
فلا تنكرِ الحسَّادُ أنْ حزتَ يافعاً
محلاًّ لهُ في المهدِ كنتَ مؤهَّلا
فَصَدَّقْتَ مَنْ سَمَّاكَ مِنْ قَبْلُ سابِقاً
بِكَوْنِكَ سَبَّاقاً إِلى رُتَبِ الْعُلا
تَكَدَّرَ ماءُ الْعَيشِ لَحْظَة َ ناظِرٍ
فَلَمَّا حَوَيْتَ الْمُلْكَ عاوَدَ سَلْسَلا
فللهِ مفقودٌ عزيزٌ مصابهُ
عراهُ ملمٌّ لمْ يجدْ منهُ موئلا
أَتاهُ وَحِيًّا حَتْفُهُ كَهِباتِهِ
وَإِنْ كانَ ما أَعْطاهُ أَوْحى وَأَعْجَلا
فمنْ قبلهِ لمْ تنشَ في الأرضِ ديمة ٌ
تسحُّ ولاَ لاقى الغمامُ مبخِّلا
وعهدي بأثمارِ الأمانيِّ تجتنى
لديهِ وأبكارِ المحامدِ تجتلا
سأذكرهُ ما عشتُ لا ذكرَ عاتبٍ
كذكرِ امرئِ القيسِ الدَّخولَ فحَومَلا
وَإِنْ بَلِيَتْ أَوْصالُهُ وَعِظامُهُ
فعندي ثناءٌ لا يُلمُّ بهِ البلا
وَلَوْ كانَتِ الأَقْدَارُ تُرْدَعُ بِالأَسى
وتقدعُ كانَ الصَّبرُ أولى وأجملا
وكيفَ وليسَ الحزنُ إلاَّ علالة ً
يَعِيشُ بِها الْغَمْرُ الْجَهُولُ تَعَلُّلا
وما النَّاسُ إلاَّ آمنٌ مثلُ خائفٍ
وَدَانٍ كَقاصٍ أَوْ مُعافى ً كَمُبْتَلا
وَلَمْ نَرَ خَطْباً نالَ مِنَّا فَأَعْقَبَتْ
إساءتهُ نعمى وجارَ ليعدلا
ولاَ حادثاً راعَ القلوبَ ظهورُهُ(35/79)
عَبُوساً وَفي حالِ الْعُبُوسِ تَهَلَّلا
أرادَ شقاءً فاستحالَ سعادة ً
ورامَ قبيحاً حينَ صالَ فأجملا
لَئِنْ أَخَذَ الْمِقْدَارُ وَهْوَ مُحَكَّمٌ
عظيماً لقدْ أعطى عظيماً وأجزلا
عدا وابتغى منهُ بديلاً فما عدا
هماماً معمّاً في النَّباهة ِ مخولا
مَناسِبُ فَنَّا خُسْرُ مِنها وَصالِحٌ
بها فليطلْ منْ طالَ وليعلُ منْ علا
سَخِطنا فَلَمَّا قُمْتَ فِينا مَقامَهُ
وَزِدْتَ رَضِينا أَنْ تُقِيمَ وَيَرْحَلا
وَرَاعَ الأَعادِي أَنَّهُ الْمُلكُ عَنْ يَدٍ
إلى أختها وهيَ اليمينُ تنقَّلا
وجدتُ بهاءَ الدَّولة ِ الملكَ لمْ يزلْ
لَهُ الْعَزْمُ حَدَّاً وَالتَّصَوُّرُ صَيقَلاَ
هُوَ الدَّاءُ أَعْيا النَّاسَ طُرّاً دَوَآؤُهُ
فَلَوْ غَيْرُهُ كانَ الطَّبِيبَ لأَعْضَلا
أَذَلَّ عَصِيَّ الْخَطْبِ بَعْدَ جِمَاحِهِ
إلى أنْ أتى ممَّا جنى متنصِّلا
رآهُ بعينِ الفكرِ قبلَ وقوعهِ
فصادفَ منهث قلَّبَ الرَّأيِ حوَّلا
إلى أنْ أقرَّ الأمرَ في مستقرِّهِ
فأمَّنَ ما يُخشى وأرخصَ ماغلا
وأصفاكهُ عفواً ولمْ يطعِ الهوى
لميلٍ ولمْ يعصِ الكتابَ المنزَّلا
أبانَ لنا عنْ همَّة ٍ عضديَّة ٍ
كفى حدُّها بيضَ الظُّبى أنْ تسلَّلا
وذكَّرنا أسلافهُ بمضائهِ
وَإِنْ كانَ أَوْفى في النُّفُوسِ وَأَمْثَلا
وما جحدتْ علياؤهمْ غيرَ أنَّهُ
أَتى حادِثٌ أَنسَى القَدْيمَ وَأَذْهَلا
تميدُ بمنْ يعصيكَ أرضٌ تحلُّها
وَإِنْ لَمْ تُثِرْ فِيها جِيادُكَ قَسْطلا
وَعَجْزُهُمُ عَنْ أَنْ يُرَاعَ بِحَدِّهِمْ
كَعَجْزِ الصَّبَا عَنْ أَنْ تُحَرِّكَ يَذْبُلا
وَظَنُّوا حِمى نَصْرٍ يُباحُ بِمَوْتِهِ
وألفوهُ ظنّاً بالبوارِ موكَّلا
وَوَارِثُهُ مَنْ سَدَّدَ اللّهُ سَهْمَهُ
فَما إِنْ رَمى إِلاَّ وَصَادَفَ مَقْتَلا
لقدْ فتحوا بابَ العقوقِ جهالة ً
وما زالَ بالإغضاءِ والصَّفحِ مقفلا
بَنِي عَامِرٍ لاَ تَمْتَطوا الْبَغْيَ ضِلَّة ً
فَلَمْ يَعْلُهُ الْمَغْرُورُ إِلاَّ لِيَسْفُلا(35/80)
وإنْ نتجتْ أمُّ المخافة ِ فيكمُ
فلاَ تأمنوها أنْ تعاودَ ممغلا
وَلاَ تَتَّبِعُوا الأَهْوَاءَ فَهْيَ مضِلَّة ٌ
وَإِنْ سَوّفَ الشَّيطانُ فيها وَسَوَّلاَ
وَلاَ تَقْتَفُوا مَنْ جَارَ عَنْ مَنْهَجِ الْهُدى
فَأَدْمَى يَداً مِنْ حَقِّها أَنْ تُقَبَّلا
وكونوا كأشياخٍ لكمْ غالها الرَّدى
ترى الموتَ منْ نقضِ المواثيقِ أسهلا
ففي آلِ ذبيانٍ وأبناءِ وائلٍ
مواعظُ لا تخفى على منْ تأمَّلا
أَعَلُّوا صَحِيحَ الرَّأْيِ وَاتَّبَعُوا الْهَوى
فأيتمَ منهمْ كيفَ شاءَ وأرملا
وَقَدْ حَدَثَتْ في الأَرْضِ وَالأَمْرُ وَاضِحٌ
نوائبُ تنهاكمْ عنِ الهجرِ والقلا
أذكِّرُكمْ ذكرَ الصَّديقِ صديقهُ
وأكبرُكم عن أن ألوموا عذلا
وَلاَ أَجْرَحُ الأَعْرَاضِ ضَنّاً بِوُدِّكُمْ
ويحسنُ فيهِ أنْ أضنَّ وأبخلا
فَلاَ تَرْضَ يَا عِزَّ الْمُلُوكِ بِذُلِّهِمْ
وَأَنْ يَرِدُوا مِنْ غَيْرِ بَحْرِكَ مَنْهَلا
وَصِنْوَاكَ لاَ تَعْصِ ابْنَ عَمِّكَ مِنْهُمَا
وَكُنْ غَيْرَ مَأْمُورٍ إِلى السِّلْمِ أَمْيَلا
فَما رَضِيَا بِالبُعْدِ عَنْكَ زَهَادَة ً
وَلاَ ابْتَغَيَا مَا عَزَّ إِلاَّ تَذَلُّلا
وهلْ طلبا الإنصافَ منْ غيرِ أهلهِ
وَهَلْ أَوْعَرَا في السَّوْمِ إِلاَّ لِيُسْهِلا
وإنْ بانَ وثَّابٌ فما ضيفُ مسلمٍ
كَمَنْ شَطَّ عَنْ بَحْرٍ وَيَمَّمَ جَدْوَلا
ولكنَّ مثوى ً في السَّماءِ نبا بهِ
فَعُوِّضَ في أُفْقٍ نَشَا مِنْهُ مَعِقلا
فأكرمْ بمنْ جابَ المهامهَ مرسلاً
إِلَيْكَ وَأَكْرِمْ بِابْنِ بَدْرَانَ مُرْسِلا
سَلِيلُ مُلُوكٍ أَقْسَمَتْ مَأْثُراتُهُمْ
بأنْ لاَ يكونَ المدحُ فيهمْ تقوُّلا
تماثلُ أنوارَ البدورِ أهلَّة ً
وتعدو كما تعدو الضَّراغمُ أشبلا
وَكُلُّ مَنِيعِ الْجَارِ وَالْعِرْضِ وَالحِمى
يفوقُ الورى فضلاً ويُربي تفضُّلا
دَعَاكَ إِلى مَا يُكْسِبُ الْحَمْدَ مُحْسِناً
وحثَّ على ما يجمعُ الشَّملَ مجملا
وخصَّكَ فيهِ بالسُّؤالِ كرامة ً(35/81)
وما إنْ براهُ اللهُ إلاَّ ليُسأَلا
بِدَوْلَتِكَ ازْدَادَ الزَّمَانُ نَضَارَة ً
فَلاَ بَرِحَتْ سِتْراً عَلى الدَّهْرِ مُسْبِلا
وَأَمَّنْتَ مُرْتَاعَاً وَأَرْهَبتَ مُرْهباً
وأنصفتَ مظلوماً وأغنيتَ مرملا
فضائلُ أعلاها أبوها فلمْ يدعْ
لذي شرفٍ فيها وإنْ عزَّ مدخلا
وأعربَ عنْ إجمالهِ بجمالهِ
فَصَدَّقَ تَأْمِيلاً وَرَاقَ تَأَمُّلا
لَكَ الْعَزْمُ لاَ يَنْبُو إِذَا كَلَّتِ الظُّبى
تُضَافِرُهُ البِيضُ الَّتي لَنْ تُفَلَّلا
تروِّعُ في أغمادها قبلَ سلِّها
ومنْ بعدهِ تفري المفارقَ والطُّلى
وخطِّيَّة ٌ ما زالَ غضّاً حديثها
إِذَا شَهِدَتْ حَرْباً وَإِنْ كُنَّ ذُبَّلا
بِأَيْدٍ لَها أَيْدٌ تُبَرِحُ بِالعِدى
إِذَا صَارَتِ آلأَيْدِي مِنَ الرُّعْبِ أَرْجُلا
منَ القومِ حلُّوا بالقصورِ فشيَّدوا
علاً أسَّسوها إذْ همُ ساكنوا الفلا
فَدَانُوا بِدِينِ النَّاسِ وَاتَّخَذُوا النَّدى
كتاباً بتصديقِ الأمانيِّ أُنزِلا
فمنْ نعمٍ موهوبة ٍ لعفاتهمْ
وَمِنْ نَعَمٍ مَأْكُولَة ٍ وَهِيَ فِي الْكَلا
تردُّ الرَّدى عنها الصَّوارمُ والقنا
وتودي بها إنْ هبَّتِ الرِّيحُ شمألا
ذَوُو النَّارِ تُغْشى لِلإِضاءَة ِ وَالقِرى
وَتَثْنِي العِدى عَنها لَظى ً لَيْسَ تُصْطَلا
صفوا واصطفوا خيرَ الخؤولة ِ نخوة ً
فَما وَلَدُوا إِلاَّ مَخُوفاً مُؤَمَّلا
وَيَفْضُلُ تالِيكُمْ عَلَى مَنْ يَؤُمُّهُ
فمنْ جاءَ منكمْ آخراً عُدَّ أوَّلا
ليهنكَ عيدٌ أنتَ عصمة ُ أهلهِ
فَلاَ خابَ مِنْكُمْ مَنْ دَعا وَتَبَهَّلا
يُقصِّرُ قولي دونَ ما أنتَ فاعلٌ
وإن كنتُ قدْ أوتيتُ قولاً ومقولا
فَخُذْ جُمْلَة ً مِنْ وَصْفِ مَدْحِكَ سُطِّرَتْ
وَلاَ تُلْزِمَنِّي مُعْيياً أَنْ أُفَصِّلا
وَما جِئتُ مَحْمُوداً وَنَصْراً بِمِثلِها
لعمركَ إلاَّ فضَّلاها وأفضلا
وَلَوْ تَرَكا لِي بُغْيَة ً أَسْتَزِيدُها
لَكُنْتَ بِها دُونَ الْوَرى مُتَكَفِّلا(35/82)
وتلكَ العطايا منْ تراثكَ حزتها
وَما نَقَصَتْ عَنْ بُغْيَتِي فَتُكَمِّلا
ولاَ الظُّلمُ منْ شأني فأطلبَ آجلاً
وَقَدْ نِلْتُ أَقْصى ما رَجَوْتُ مُعَجَّلا
مواهبُ يسبقنَ السُّؤالَ سجيَّة ً
وَضَنّاً بِرَاجِيهِنَّ أَنْ يَتَوَسَّلا
تَخَالَفَ أَهْلُ الأَرْضِ فِيَّ وَفِيهما
وقدْ أسرفا فيما أفادا وخوَّلا
فقالَ أناسٌ شاعرُ العصرِ نالَ منْ
أشفِّ الملوكِ فوقَ ما كانَ أمَّلا
وقالَ أناسٌ إنَّها شنُّ غارة ٍ
وَإِنِّي إِلى مَدْحَيهِما قُدْتُ جَحْفَلا
وما قدتُ إلاَّ شرَّداً عَزُّ مرُّها
عَلَى بَلَدٍ لَمْ تَتَّخِذْ فِيهِ مَنْزِلا
تُحَلّى بِها الأَمْلاَكَ فِي كُلِّ مَشْهَدٍ
وَإِنْ نُظِمَتْ فِيكُمْ فَأَنْتُمْ لَها حُلا
نَهَتْهَا عُلاَكُمْ أَنْ تَبَدَّلَ غَيْرَكُمْ
وَآمَنَها إِنْعامُكُمْ أَنْ تَبَذَّلا
سَأُثْني بِما أَوْلاَهُ أَبناءُ صالِحٍ
بِجَهْدِي فَأَمَّا أَنْ أُكافِيهُمْ فَلا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> لوْ لمْ يقدْ نحوكَ العدى الرغبُ
لوْ لمْ يقدْ نحوكَ العدى الرغبُ
رقم القصيدة : 27473
-----------------------------------
لوْ لمْ يقدْ نحوكَ العدى الرغبُ
أنزلهمْ تحتَ حكمكَ الرهبُ
فَكَيْفَ يُنْجِي الفِرَارُ مِنْ مَلِكٍ
تَطْلُبُ أَعْدَاءَ مُلْكِهِ النُّوَبُ
وَمنْ تولى الإلهُ نصرتهُ
فليسَ يحمي طريدهُ الهربُ
بَني شَبِيبٍ هُبُّوا فَقَدْ رُفِعَتْ
عنْ عفوِ ملغي الجرائمِ الحجبُ
وَعادَ سَيْفُ الهُدى لِعادَتِهِ
فكلُّ ما تأملونهُ كثبُ
علامَ تظمونَ في مجاورة ِ الشـ
ـرْكِ وَغَيْثُ الإِسْلامِ مُنْسَكِبُ
حَلأَّتَهُمْ عَنْوَة ً وَلَوْلاَكَ ما
مُدَّ لِقَيْسٍ فِي أَرْضِهِمْ طُنُبُ
فحينَ فاقَ العقابَ ما اقترفوا
قِدْماً وَجازَ الجَزَاءَ ما اكْتَسَبُوا
عدتَ إلى العادة ِ التي ألفوا
فماتَ في طيَّ صفحكَ الغضبُ
لحاولوا نصرة ً عليكَ وَكمْ
طالبِ أمرٍ قدْ غالهُ الطلبُ
حَتَّى إِذَا أَخْفَقَتْ ظُنُونُهُمُ(35/83)
تَهَافَتَتْ نَحْوَ قَصْرِكَ العُصَبُ
تَنْحُو هُماماً فِي ظِلِّ خِدْمَتِهِ
تجنى المعالي وَتكسبُ الرتبُ
فعاينوا هديَ حضرة ٍ ينفقُ الجدُّ
لديها وَيكسدُ اللعبُ
وَمَنْ رَأَى بَعْثَهُ الكَتائِبَ لاَ
ينفعُ حامتْ عنْ نفسهِ الكتبُ
ما ظَفِرُوا فِيْكَ بِالَّذِي طَلَبُوا
فَلْيَظْفَرُوا مِنْكَ بِالَّذِي طَلَبُوا
قَدْ بَذَلُوا الطَّاعَة َ الَّتي مَنَعُوا
فاستَرْجَعُوا النِّعْمَة َ الَّتي سُلِبُوا
وَأنتَ منْ تردعُ الوسائلُ منْ
سطاهُ ما ليسَ تردعُ القضبُ
عَوَاطِفٌ طالَما كَسَوْتَ بِها
مَنْ سَلَبَتْهُ رِماحُكَ السُّلُبُ
قدْ هذبتهمْ لكَ الخطوبُ وَلوْ
لاَ النارُ ما كانَ يخلصُ الذهبُ
فاكشفْ محياً الرضى فصفحتهُ
تَبْدُو لَهُمْ تَارَة ً وَتَحْتَجِبُ
لِتَرْجِعَ العِزَّة ُ الَّتِي ذَهَبْتَ
فَهُمْ عِبِدَّاكَ حَيْثُ ما ذَهَبُوا
مُشَرَّدُو ذِي السُّيُوفِ إِنْ بَعُدُوا
وَوَارِدُو ذِي الحِياضِ إِنْ قَرُبُوا
عزٌّ مقيمٌ بالشامِ تكلؤهُ
وَذكرهُ في البلادِ مغتربُ
عِنْدَ مُلُوكِ الزَّمانِ يَعْرِفُهُ
متوجٌ منهمُ وَمعتصبُ
فَلْيَهْنِ مَوْلاَكَ أَنَّ دَوْلَتَهُ
تنتجبُ الصفوَ ثمَّ تنتخبُ
أولى الورى أنْ تكونَ طاعتهُ
فَرْضاً عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَجِبُ
منْ ذللَ الدهرَ بعدَ عزتهِ
حتى تجلتْ عنْ أهلهِ الكربُ
فَالعَدْلُ فاشٍ وَالجَوْرُ مُكْتَتِمٌ
وَالخوفُ ناءٍ وَالأمنُ مقتربُ
إِنَّ أَجَلَّ المُلُوكِ كُلِّهِمِ
رَضُوا بِهَذَا القَضاءِ أَوْ غَضِبُوا
مَلْكٌ إِلَيْهِ تُعْزى العُلى أبَداً
وَيَنْتَمِي الفَخْرُ حِيْنَ يَنْتَسِبُ
مِنَ الأُلى غَيْرَ ضُمَّرِ الخَيْلِ ما
قادوا وَغيرَ الكماة ِ ما ضربوا
المطرُ الجودُ إنْ همُ سئلوا
وَالعَدَدُ الدَّثْرُ إِنْ هُمُ رَكِبُوا
أبلج تسمو بمدحهِ قالهُ الشـ
ـعْرِ وَتُزْهَى بِذِكْرِهِ الخُطَبُ
ذُو رَاحَة ٍ فِي النَّدى يُقِرُّ لَهَا
بأنها لاَ تساجلُ السحبُ
عِدٌّ مِنَ الجُودِ لاَ يَغِيْضُ وَإِنْ(35/84)
دامَ إليهِ الذميلُ وَالخببُ
لتتركِ التركُ ذكرَ سالفها
فحسبُ منْ ذي العلى لهُ حسبُ
كَمْ حُزْتَ سِرْباً تَحْمِي جَآذِرَهُ الْ
ـبيضَ هناكَ الجيوشُ لاَ السربُ
فكنتَ ستراً وَالروعُ قدْ كشفتْ
عَمَّا تُجِنُّ البُرودُ وَالنُّقُبُ
لِلّهِ أَفْعَالُكَ الَّتِي نَشَرَتْ
مَا لَيْسَ تَطْوِي بِمَرِّهَا الحِقَبُ
مَلأْتَ أُفْقَ العَلاءِ مِنْ هِمَمٍ
تحسدها في بروجها الشهبُ
فما يجاريكَ في الدنا أحدٌ
أنى تساوى البحارُ وَالقلبُ
وَالرُّومُ قَتْلَى خَوْفٍ وَوَقْعِ ظُبى ً
إِنْ زَهِدُوا فِي اللِّقَاءِ أَوْ رَغِبُوا
وَقَدْ دَرَوْا أَنَّهُمْ وَمَا وَهِمُوا
إنْ نكبوا عنْ بلادهمْ نكبوا
مُظَفَّرٌ مَنْ تُظِلُّهُ هذِهِ کلـ
رَّاياتُ لاَم تُظِلُّهُ کلصُّلُبُ
في كلَّ يومٍ يزورُ أرضهمُ
مِنْ ذِكْرِ ذَا العَزِمِ جَحْفَلٌ لَجِبُ
فَکرْمِ بِهِ عُدْوَة َ الخَلِيْجِ فَقَدْ
طارتْ هباءً في ريحهِ حلبُ
أوْ فتربثْ فقدْ ظفرتَ معَ الـ
ـخفضِ بأقصى ما يبلغُ النصبُ
وَشمْ ظباكَ التي إذا نصلتْ
فَمِنْ دِمَاءِ المُلوْكِ تَخْتَضِبُ
فَطَالَمَا أَضْرَمَتْ بَوَارِقُها
ناراً أسودُ الوغى لها حصبُ
وَكَيْفَ تَسْتَعْصِمُ البِلادُ وَأَعْمَا
رحماة ِ البلادِ تنتهبُ
وَصَالِحٌ مَنْ قَتَلْتَهُ وَهْوَ مَنْ
قدْ كانَ يجنى منْ بأسهِ الحربُ
أثبتهمْ وطأة ً إذا زلتِ الأقـ
ـدَامُ خَوْفاً وَأصْطَكَّتِ الرُّكَبُ
فليسلُ نصرٌ عنِ العواصمِ فالـ
ـقاتلُ في حكمهمْ لهُ السلبُ
ما بالهُ يمنعُ الحقوقَ وَما
مِثْلُ أَمِيرِ الجُيُوشِ يُغْتَصَبُ
يا مصطفى الملكِ كلُّ عارفة ٍ
إليكَ تعزى وَمنكَ تكتسبُ
عُمَّ بِجَدْوَاكَ مَنْ أَتَاكَ لَهَا
وَمَا لَهُ في البِلادِ مُضْطَرَبُ
وَاخْصُصْ بِها مَنْ وَفى فَلَيْسَ لَهُ
إلاَّ إلى ذا الجنابِ منقلبُ
فَكَيْفَ يَعْدُو أَبَا سَمَاوَة َ مَا
يرجو وَأنتَ السبيلُ وَالسببُ
وَقدْ أضيفتْ لهُ إلى الخدمة ِ الـ(35/85)
ـقُرْبى فَصَحَّ الوَلاَءُ وَالنَّسَبُ
بلغهُ يا عدة َ الإمامِ مدى
ما بَلَغَتْهُ آباؤُهُ النُّجُبُ
وَارْدُدْ إِلَيْهِ تُراثَ وَالِدِهِ
تثنِ إليهِ الأعنة َ العربُ
فَمِنْ عَجِيْبِ الأَشْيَاءِ أَنْ يُصْبِحَ الـ
ـملكُ شعاعاً وَيحرزَ اللقبُ
وَاسمعْ لها جمة َ المحاسنِ منْ
أَحْسَنِ ما يُصْطَفى وَيُنْتَخَبُ
غَرَّاءَ لَوْ نُوجِيَتْ بِما ضَمِنَتْ
صمُّ الجبالِ استخفها الطربُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> إِباؤُكَ لِلمَجْدِ أَنْ يُبْتَذَلْ
إِباؤُكَ لِلمَجْدِ أَنْ يُبْتَذَلْ
رقم القصيدة : 27474
-----------------------------------
إِباؤُكَ لِلمَجْدِ أَنْ يُبْتَذَلْ
أصارَ لكَ النَّاسَ طرّاً خولْ
وَآزَرَكَ الرَّأْيُ مَا إِنْ يَفِيـ
لُ وَضافَرَكَ الْعَزْمُ ما إِنْ يُفَلّ
فلمْ تتَّركْ حصَّة ً في الثَّناءِ
تُسامُ وَلاَ فُرْصَة ً تُبْتَذَلْ
عُلى ً فَضَّتِ الْخَلْقَ عَنْ نَهْجِها
فَأَفْضَتْ إِلى رُتْبة ٍ لَمْ تُنَلْ
وما هيَ منْ رتباتِ الورى
فَهَلْ زُحَلٌ لَكَ عَنها زَحَلْ
لقدْ كفلتْ بالغنى والتَّوى
يَدٌ فِي النَّدى والرَّدى لَمْ تَطُلْ
يدٌ كُلَّما فَتَكَتْ بِالنُّضا
رِ قالَ الرَّجاءُ لها لا شللْ
تَرى بَذْلَهُ بِيَسِيرِ السُّؤالِ
وتمنعهُ منْ نصالِ الأسلْ
إِذَا قَبَّلَ النَّاسُ رَاحَ الْمُلُوكِ
وقاها ثرى قدميكَ القُبلْ
وَحُقَّ الجَلالُ لِرَبِّ الجَلاَلِ
غذاها الحجى وعداها الخللْ
فمشروعُ إنصافهِ لا يميلُ
ومسموعُ أوصافهِ لا يُملّْ
يُعَفِّي عَلَى مَنْ عَفا أَوْ كَفى
ويوفي على منْ وفى أوْ عدلْ
ويشرهُ في العفوِ عنْ قدرة ٍ
ويكرهُ سبقَ الحسامِ العذلْ
مَنِيعُ الْجَنابِ إِذَا الدَّهْرُ صالَ
سَرِيعُ الْجَوَابِ إِذَا السَّيْفُ صَلّْ
مديدُ الظِّلالِ سديدُ المقالِ
شَدِيدُ الْمِحالِ بَعِيدُ الْمَحَلّْ
مَحَلٌّ يَقِي بِالنَّدى الْمَحْلَ عَنْهُ
حَيا مُزْنِهِ ما وَنى مُذْ هَطَلْ
فما ارتحلَ المجدُ مذْ حلَّهُ(35/86)
ولاَ انفصلَ الحمدُ منذُ اتَّصلْ
وَلاَ جاوَزَ الذَّمُّ فِيهِ الثَّنا
وَلاَ ذَعَرَ النَّاسُ عَنْهُ الأَمَلْ
تخيَّرَ ذو العرشِ للمسلمينَ
غياثاً كفى الدِّينَ أنْ يبتذلْ
يحلُّونهُ بسوادِ القلو
بِ ضَنّاً بِهِ عَنْ سَوَادِ الْمُقَلْ
رَعَاهُمْ بِطَرْفٍ كَثِيرِ الرُّنُوِّ
وَقَلْبٍ مِنَ اللّهِ جَمِّ الْوَجَلْ
فَمُذْ بَاتَ يَحْرُسُهُمْ لَمْ يَنَمْ
وَمُذْ ظَلَّ يَكْلَؤُهُمْ مَا غَفَلْ
كثيرُ الأناة ِ وإنْ لمْ تزلْ
عَطايَاهُ مَخْلُوقَة ً مِنْ عَجَلْ
مَكارِمُ لَوْ لَمْ تُحَلَّلْ لَدَيكَ
لَدَامَتْ مَحَارِمَ لاَ تُسْتَحَلّ
ولمَّا عممتَ بها السَّائليـ
نَ عادتْ تطلَّبُ منْ لمْ يسلْ
وأنزرُها كالأتيِّ استمدَّ
وَأَيْسَرُهَا كَالغَمامِ اسْتَهَلّْ
أتاكَ هواها أمامَ اللِّبانِ
لِذَلِكَ لَمْ تَبْغِ عَنْهَا حِوَلْ
وَوَاصَلْتَها وَصْلَ ذِي صَبْوَة ٍ
عزيزِ السُّلوِّ عسيرِ المللْ
فيامنْ مراميهِ لا تنتَحى
ويامنْ مساعيهِ لا تُنتحَلْ
وَيَا عَلَمَ الْمَجْدِ قَاضِي الْقُضَاة ِ
ويا سيِّدَ الوزراءِ الأجلّْ
لأَنْتَ عَلَى طِيبِ أَصْلٍ نَما
كَ منْ كلِّ شاهدِ عدلٍ أدلّْ
وَمَا زِلْتَ فِي طُرُقَاتِ الْعَلاَءِ
تَدُلُّ عَلَيْهَا وَمَا إِنْ تُدَلّْ
كَفَاكَ الخِدَاعَ أَوَانَ القِرَا
عِ عزمٌ يقدُّ إذا العضبُ كلّْ
عرفتَ بهِ وكذاكَ الأسو
دُ بالحولِ تفعلُ لا بالحيلْ
سطوتَ على الدَّهرِ لمَّا اعتدى
وَقَدْ كانَ ذَا مَيَلٍ فَاعْتَدَلْ
فَخَوْفُكَ في صَدْرِهِ مَاثِلٌ
وَأَمْرُكَ في صَرْفِهِ مُمْتَثَلْ
وَجَرَّدْتَ رَأْيَكَ قَبْلَ السُّيوفِ
فأغنى مواضيها أنْ تُسلّْ
وأعملتهُ واطَّرحتَ الرِّماحَ
لما في عواملها منْ خطلْ
إذا قصرتْ درجُ المرتقينَ
فإنَّكَ ذو الدَّرجاتِ الطُّولْ
وَإِنَّ الإِمَامَ مَعَدّاً رَآ
كَ خيرَ معدٍّ لأمرٍ جللْ
فقلَّدكَ الحكمَ في ملكهِ
كَمَا قُلِّدَ الْمَشْرِفِيَّ الْبَطَلْ
فَمِنْ ذَا لِذَبِّكَ عَنْهُ اسْتَقَلَّ(35/87)
ومنْ ذا بعبئكَ فيهِ استقلّْ
وَأَتْحَفْتَهُ بِحُسامِ الفُتُوحِ
فَعاضَكَ ما اجْتابَهُ مِنْ حُلَلْ
فتوحٌ أتتْ والقنا لمْ يرمْ
مَرَاكِزَهُ وَالظُّبى فِي الخِلَلْ
أَنَخْتَ بِصَنْهاجَة َ النَّائِباتِ
ففاتَ زعيمهمُ ما أملْ
فَمِنْ عُصَبٍ عَصَبَتْها الْحُرُوبُ
ومنْ ثللٍ قدْ محاها الثَّللْ
وكانَ يسمّى معزّاً فمذْ
تَحَدَّيْتَهُ صارَ يُدعى مُذَلّْ
فما يأملنْ فرجاً بالبعادِ
طريدكَ مستضعفٌ حيثُ حلّْ
ولوْ أقلعَ الخوفُ عنهُ اهتدى
ولكنَّهُ زادَ رعباً فضلّْ
وَخَوْفُ حُذَيْفَة َ عَمّى عَلَيْـ
ـهِ بِالجَفْرِ ما لَمْ يَغِبْ عَنْ حَمَلْ
ولوْ أمَّ بابكَ مستعصماً
بهِ صانَ منْ ملكهِ ما بذلْ
ممالكُ أسلمها ربُّها
وفرَّ فظلَّتْ كشاءٍ هملْ
تخطَّفها كلُّ ليثٍ أزبَّ
وَدَانَ بِها كُلُّ سِمْعٍ أَزَلَّْ
إِذَا رَامَ رَيَّ كُعُوبِ الْقَنا
ة ِ لَمْ تَثْنِهِ كاعِبٌ ذَاتُ دَلّْ
أعاريتُ مذ صِرتَ ردءاً لها
شفت من عدى الحقِّ كل الغلل
ولمَّا خشيتَ عليها الخلافَ
وما اختلفَ العزُّ إلاَّ انتقلْ
أَبَيْتَ لأَعْناقِها أَنْ تُغَلَّ
وَصُنْتَ غَنائِمَها أَنْ تُغَلّْ
وَأَرْسَلْتَ فِيهِمْ أَمِيناً كَفاكَ
فقسَّمَ بالعدلِ ذاكَ النَّفلْ
وَجَابَ إِلى أَنْ أَجابَ الصَّرِيخَ
مَهامِهَ مَنْ دَلَّ فِيها أَضَلّْ
مفاوزَ لوْ أمَّها الشَّنفرى
عَلَى عِلْمِهِ بِالسُّرى ما وَأَلْ
مَضى مُعْلِناً بِشِعارِ الإِمامِ
وراياتهِ في محلٍّ محلْ
يؤيِّدهُ حدُّكَ المتَّقى
وَيَعْضُدُهُ جَدُّكَ الْمُقْتَبَلْ
إِلى أَنْ أَناخَ إِلى القَيْرُوَا
نِ منْ بزلهِ كلَّ دامي الأظلّْ
فقضَّى المکربَ مَا عَاقَهَا
شماسٌ ولاَ عاقَ عنها فشلْ
فخصَّ بأوفى العطيَّاتِ منْ
يُسَدِّدُ فِي غَزْوِهِ وَالْقَفَلْ
فَمَنْ لَمْ يُدِلْهُ الأَجَلُّ الْمَكِيـ
نُ منْ صرفِ أيَّامهِ لمْ يُدلْ
فَناقَضَ أَمْلاَكَ هَذا الزَّمانِ
بما بذَّ فيهِ الملوكَ الأولْ
فما استعملوا الغدرَ إلاَّ وفى(35/88)
ولاَ أعملوا الفكرَ إلاَّ ارتجلْ
ولاَ برَّضوا النَّيلَ إلاَّ أفاضَ
وَلاَ مَرَّضُوا الْقَوْلَ إِلاَّ فَعَلْ
إِذَا أَمْرَعُوا فَقْتَهُمْ فِي الْمُحُولِ
وإنْ أسرعوا فتَّهمْ بالمَهلْ
فهمْ مرهٌ في عيونِ العلى
وإنَّكَ وابنيكَ فيها كحلْ
شبيهكَ في العهدِ ما إنْ يحو
لُ يَوْماً وَفِي العَقْدِ ما إِنْ يُحَلّْ
سَحابَيْ نَوَالٍ زَمانَ الْجَدَا
وَسَهْمَيْ نِضالٍ أَوَانَ الْجَدَلْ
فداؤهما كلُّ مرخي الإزارِ
جَلّى أَبُوهُ وَلَمَّا يُصَلّْ
إذا عدَّ فخرُ الأصولِ اعتزى
وإنْ عدَّ فخرُ الفروعِ اعتزلْ
أترضى معاليكَ لي أنْ أُعدَّ
بَعْدَ النَّباهَة ِ فِيمَنْ خَمَلْ
لئنْ جلَّ ما خوَّلتني لهاكَ
فَإِنَّ الكَرَامَة َ عِندِي أَجَلّْ
فضاعفْ بها كمدَ الحاسدينَ
وَزِدْ في مضاي تزدهم وهل
وحزْ مدحاً إنْ سواها انطوى
بدت غُرَراً فِي وُجُوهِ الدُّوَلْ
ثناءٌ يجولُ بأقصى البلادِ
ويُلفى مقيماً إذا ما رحلْ
ولاَ تنكرنَّ جماحَ المنى
فأنتَ مددتَ لها في الطِّوَلْ
وَلَمْ أَعْدُ قَدْرِيَ كَيْ لا يَكُو
نَ ذا أملٍ طالَ حتّى أملّْ
مَضى الصَّوْمُ مُحْتَقِباً مِنْ تُقا
كَ أحسنَ قولٍ وأزكى عملْ
وَعَاوَدَكَ الْعِيدُ يُثْنِي عَلَيْكَ
فَدُمْتَ لَهُ زِينَة ً مَا أَظَلّْ
وَقَدْ سَمِعَ اللّهُ فِيكَ الدُّعَا
ءَ ممَّنْ دعا مخلصاً وابتهلْ
وَلاَ حُرِمَتْ سُؤْلَها أُمَّة ٌ
دعتْ للأجلِّ بطولِ الأجلْ
كَفى اللَّهُ مَجْدَكَ عَيْنَ الْكَمَالِ
فمنْ نالَ أوفى مداهُ كملْ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> حاشاكَ أنْ تسلبَ الأيامُ ما تهبُ
حاشاكَ أنْ تسلبَ الأيامُ ما تهبُ
رقم القصيدة : 27475
-----------------------------------
حاشاكَ أنْ تسلبَ الأيامُ ما تهبُ
وَأَنْ تُخَوِّفَ مَنْ أَمَّنْتَهُ النُّوَبُ
قدْ رامَ نفيَ كلابٍ عنْ مواطنها
بالختلِ منْ مالهُ في أرضها نشبُ
وَالرومُ تسعى اغتيالاً لاَ مصالتة ً
ألاَ ثنوها وَكاساتُ الردى نخبُ(35/89)
فِي مَوْقِفٍ خَرِسَتْ أَيْدِي الكُماة ِ بِهِ
وَللصوارمِ فيهِ ألسنٌ ذربُ
غَزَوا مِئِينَ أُلُوفٍ فِي مِئِينَ فَما
فَاتَ المَنِيَّة َ مَنْ لَمْ يُنْجِهِ الهَرَبُ
فصدرُ ملكهمُ مما جرى حرجٌ
وَقَلْبُ مَلْكِهِمُ مِمَّا يَرى يَجِبُ
تَوَهَّمَ الحَزْمَ مَوْلُوداً فَصَحَّ لَهُ
مذْ قارعَ التركَ أنَّ الحزمَ مكتسبُ
وَليسَ ترضى العوالي وَهيَ ما انحطمتْ
أنْ يطردَ الأسدَ عنْ عريسها الشببُ
وَهِيَ المَمالِكُ لاَ تُحْمى مَسارِحُها
إذا أضرَّ بذؤبانِ الفلاَ السغبُ
إِنَّ العَوَاصِمَ نادَتْ مِنْكَ عَاصِمَها
وَقَدْ تَوَالى عَلَيْها الخَوْفُ وَالرَّهَبُ
إِذْ كُلُّ ماطِرَة ٍ ذَا الكَفُّ مَنْشَأُها
وَكُلُّ عِزٍّ بِهَذَا السَّيْفِ مُكْتَسَبُ
لا تخملِ الشركَ في استئصالِ شأفتها
فَإِنَّمَا الشَّامُ جِسْمٌ رَأْسُهُ حَلَبُ
وَانْهَضْ لِنُصْرَتِها فِي أُسْدِ مَلْحَمَة ٍ
كأنَّ جدَّ المنايا بينهمْ لعبُ
بمقرباتٍ كساها نقعُ أرجلها
أَضْعافَ ما بَزَّها التَّقْرِيبُ وَالخَبَبُ
مُقْوَرَّة ٌ طَالَمَا أَنْضَيْتَها تَعَباً
عِلْماً بِأَنَّ سَيَجْني الرَّاحَة َ التَّعَبُ
فِي القَيْظِ وَالقُرِّ لاَظِلٌّ وَلاَ كَنَفٌ
لَهَا فَلَيْسَتْ بِغَيْرِ النَّقْعِ تَحْتَجِبُ
فَعِزُّ مَنْ دَانَ دَانٍ مَا اسْتَقَامَ بِها
وَقَلْبُ مَنْ لَمْ يُجِبْ مِنْ خَوْفِهَا يَجِبُ
اوقعْ بها نارَ عزمٍ منكَ ليسَ لها
إلاَّ الكماة ُ إذا ما أسعرتْ حطبُ
نَارٌ مَتى وَقَعَتْ منْ دُونِ خَرْشَنَة ٍ
فكلُّ منْ خلفَ أنطاكية ٍ حصبُ
إِذَا أكْتَسَتْ بَارِضَ الرِّبْعِيِّ أَرْضُهُمُ
فَلْيَرْقُبُوهَا فَإِنَّ المُلْتَقَى كَثَبُ
وَلَوْ دَرَوْا أَنَّها وَالعُشْبَ طَالِعَة ٌ
مَا سَرَّ مُجْدِبَهُمْ أَنْ يَطْلَعَ العُشُبُ
قَدْ صَدَّ عَنْهُمْ غِرَارَ النَّوْمِ سَيْفُ هُدى ً
غرارهُ بدمِ الأعداءِ مختضبُ
شَعْبُ الخِلاَفَة ِ مُذْ سَلَّتْهُ مُلْتَئِمٌ(35/90)
لكِنْ عَصَا مَنْ عَصى مِنْ حَدِّهِ شُعَبُ
فالمستجيرُ بذي الراياتِ معتصمٌ
لاَ المستجيرُ بمنْ راياتهُ الصلبُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> مَا نَرى لِلثَّنَاءِ عَنْكَ عُدُولا
مَا نَرى لِلثَّنَاءِ عَنْكَ عُدُولا
رقم القصيدة : 27476
-----------------------------------
مَا نَرى لِلثَّنَاءِ عَنْكَ عُدُولا
لمْ تدعْ للورى إليهِ سبيلا
فاقتصرْ منعماً على جُمَلِ الحمـ
دِ فَإِنَّا لاَ نُحْسِنُ التَّفْصِيلا
بهرتنا صفاتُ مجدكَ حتّى
قَصَّرَ الْوَاصِفُونَ عَنْها نُكُولا
قَدْ وَهَبْتَ الغِنى بِغَيْرِ سُؤالٍ
فَأَعِرْنا أَلْبَابَنَا مَسْؤُولا
معَ أنَّ الأفعالَ أبدعتَ فيها
غيرُ محتاجة ٍ إلى أنْ تقولا
وضحتْ للورى معاليكَ حتّى
مَا يَرُومُ العِدى عَلَيها دَلِيلا
كُلَّ يَوْمٍ نَرى وَنَسْمَعُ عَنْها
فَعَلاَتٍ بِهَا شُهُوداً عُدُولا
لاَ يُخَامِرُكَ فِي بَقَائِكَ شَكٌّ
حَسْبُكَ الْعَدْلُ بِالبَقَاءِ كَفِيلا
فَاسْتَدِمْهُ مُناقِضاً كُلَّ مَلكٍ
مَنَعَ الْجَوْرُ عُمْرَهُ أَنْ يَطُولا
شدتَ ذكراً علاَ السَّماءِ وآلى
أَنَّهُ لاَ يَزُولُ حَتّى تَزُولا
فابقَ للدِّينِ ناصراً ولأهليـ
ـهِ غِياثاً وَلِلإِمَامِ خَلِيلا
كفَّ لمَّا استثيبَ كفَّ الغوادي
وكفى الممحلاتِ لمَّا استنيلا
كلَّما ازددتَ عزَّة ً واقتداراً
زِدْتَ أَهْلَ الذُّنُوبِ صَفْحاً جَمِيلا
وإذا ما فرائضُ المجدِ عالتْ
حزتَ منهُ فريضة ً لنْ تعولا
وغمرتَ المسيءَ جوداً فقلنا
مستقيلاً أتاهُ أوْ مستنيلا
سُنَّة ٌ أَغْرَبَ ابْتِدَاعُكَ فِيها
لمْ تكنْ في طريقها مدلولا
وَلَئِنْ سُدْتَ كُلَّ مَنْ سادَ فِي الدَّهْـ
رِ فَبِالسُّؤْدُدِ الَّذِي ما نِيلا
وَبإِحْكامِكَ النَّوَائِبَ قَسْراً
وبأحكامكَ الَّتي لنْ تميلا
عن إباءٍ سبقتَ فيهِ المجاريـ
نَ وعدلٍ عدمتَ فيهِ العديلا
مأثراتٌ أبينَ أنْ يدخلَ التَّشـ
بيهَ في وصفهنَّ والتَّمثيلا
لو أتيحتْ للأوَّلينَ لكانتْ(35/91)
غرراً في صفاتهمْ لا حجولا
نَسَخَتْ ذِكْرَهُمْ كَما نَسَخَ الذِّكْـ
رُ الحكيمُ التَّوراة َ والإنجيلا
فَاعْذِرِ الْجائرِينَ عَنها ضَلاَلاً
عذركَ الحائرينَ فيها عقولا
وجدتْ عندكَ الإمامة ُ رأياً
وارياً زندهُ ونصراً مديلا
وَلَقَدْ رُقْتَها بِعِلْمٍ وَحِلْمٍ
يوجبانِ التَّعظيمَ والتَّبجيلا
فَأَحَلَّتْكَ مِنْ هِضابِ الْمَعالِي
مَنْزِلاً ما وَجَدْتَ فِيهِ نَزِيلا
كانَ صرفُ الزَّمانِ صعباً ولكنْ
صارَ لمَّا حكمتَ فيهِ ذلولا
بِقَضايا نَفَذْنَ لَمَّا أَطَعْتَ اللَّهَ
ـهَ فيهنَّ واتَّبعتَ الرَّسولا
مُعْمِلاً كُلَّ بُكْرَة ٍ وَأَصِيلٍ
عَزْمَة ً صَدْقَة ً وَرَأْياً أَصِيلا
نخوة ٌ إنْ عدتْ أذلَّتْ عزيزاً
وإذا أنجدتْ أعزَّتْ ذليلا
وإذا الرُّومُ لمْ يفوزوا بأنْ ترْ
ضى فَأَجْدِرْ بِمُلْكِهِمْ أَنْ يَزْولا
وَمَتى غُودِرُوا بِغَيْرِ أَمانٍ
وَجَدُوا أَمْرَهُمْ وَبِيّاً وَبِيلا
خَدَعَتْهُمْ مَعاقِلٌ مَنَعَتْهُمْ
مثلَ ما تمنعُ الجبالُ الوعولا
فَوْقَ تِلكَ الذُّرى صَوَاعِقُ مِنْ عَزْ
مِكَ تُضْحِي بِها كَثِيباً مَهِيلا
لَيْسَ رِيحٌ هُبُوبُها يَقْطَعُ النَّسْـ
لَ كَرِيحٍ تَطْغى فَتَذْرُو الْفِيلا
فانتدبِ للرُّبدِ الَّتي تنكرُ التَّهليـ
لَ أسداً لا تعرفُ التَّهليلا
غَنِيتْ عَنْ أَظافِرٍ بِسُيُوفٍ
وَقْعُها يَسْلُبُ النِّساءَ الْبُعُولا
منْ نصولٍ منذُ اختضبنَ منَ الها
مِ لَدى الرَّوْعِ ما شَكَوْنَ نُصُولا
كُلَّما شِمْتَها لِسَفْكِ الدَّمِ الْمَمْـ
نوعِ أضحى بحدِّها مطلولا
لا أرى ما يولِّدُ الضِّغنَ عزّاً
إِنَّما الْعِزُّ ما يُمِيتُ الذُّحولا
وَلَعَمْرِي لَقَدْ مَدَدْتَ عَلَى الإِسْـ
لامِ والمسلمينَ ظلاًّ ظليلا
ظلتَ ستراً عليهمُ مسدولا
وحساماً منْ دونهمْ مسلولا
فَهُمُ الْيَوْمَ فِي جِوَارِكَ قَدْ عا
وَدَ طَرْفُ الزَّمانِ عَنْهُمْ كَلِيلا
فَرَأَوْا خَطْبَهُ الجَليِلَ دَقِيقاً
بعدَ رؤياهمُ الدَّقيقَ جليلا(35/92)
ما أَصاخُوا إِلى وَعِيدِ الأَعادِي
مُذْ أَناخُوا بِبابِكَ التَّأْمِيلا
قَصُرَتْ عِنْدَ آمِلِيكَ اللَّيالي
وَأَرى لَيْلَ حاسِدِيكَ طَوِيلا
أَبِقَتْ مِنْهُمُ الْعُقُولُ وَأَبْقَتْ
سَقَماً ظاهِراً وَهَمَّاً دَخِيلا
لا تقضّى عيدٌ ولاَ عادَ إلاَّ
كنتَ فيهِ مهنَّأً مقبولا
عِشْ لِمُلْكٍ قَدَعْتَ عَنْهُ عِدَاهُ
تارة ً قائلاً وطوراً فعولا
بالِغاً فِي خَطِيرِهِ وَأَخِيهِ
ذي المعالي صفيِّهِ المأمولا
فهما الأشرفانِ قدراً وأفعا
لاً وسنخاً ووالداً وقبيلا
وصا لِلْحُقوقِ جُنَّة َ عَدْلٍ
ملأتْ حدَّ كلِّ باغٍ فلولا
مُذْ تَأَسَّى فِينا بَعَدْلِهِما الْحُكَّا
مُ لمْ تظلمِ الأنامُ فتيلا
أَوَلَيْسا مِنْ أُسْرَة ٍ تُتْقِنُ التَّنْـ
زِيلَ حِفْظاً وَتَعْلَمُ التَّأْوِيلا
الكرامِ الأعراقِ طالوا فروعاً
بالتُّقى والنُّهى وطابوا أصولا
عُرِفُوا بِالمَعْرُوفِ وَالْعُرْفُ شُبَّا
ناً وَشِيباً وَصِبْيَة ً وَكُهُولا
مُذْ جَرَوا فِي إِزَالَة ِ الْجَوْرِ وَالْمُنْـ
كَرِ جَرُّوا عَلَى السِّماكِ ذُيُولا
قرنوا الفضلَ بالتَّفضُّلِ عفواً
وَأَضافُوا إِلى الْجَمالِ الْجَمِيلا
حيثُ لا تنطوي القلوبُ على الغـ
لِّ ولاَ تعرفُ الأكفُّ الغُلولا
ولأنتمْ فينا الشُّموسُ أقامتْ
حِينَ غَابَتْ تِلْكَ النُّجُومُ أُفُولا
ومنِ اشتاقَ أهلهُ فاشتياقي
ليسَ يعدو جنابكَ المأهولا
حيثُ يلقى المنى مقيلاً ومنْ يُثـ
ني مقالاً وذو العثارِ مقيلا
حرمٌ حرَّمَ الرُّقادَ على عينـ
يَّ لمَّا حرمتُ فيهِ المثولا
جئتهُ للنَّوالِ لمْ يعدهُ ظنِّي
فَأَجْدَى التَّنْوِيهَ وَالتَّنْوِيلا
ما كفاهُ إزالة ُ الفقرِ بالثَّر
وة ِ عنِّي حتّى أزالَ الخمولا
لمْ يزلْ في جزيلِ جدواهُ حتّى
فضتُ منْ بعضهِ نوالاً جزيلا
كَالْغَمَامِ الرُّكَامِ خَصَّ بِلاداً
بِغُيٌوثٍ فَعَمَّ أُخْرى سُيُولاً
ثُمَّ أَنْشَأْتُ أَسْتَكِفُّ عَطَايا
كَ فَحَاوَلْتُ مَطْلَباً مُسْتَحِيلا(35/93)
عاذلاً في النَّدى ولمْ يُرَ قبلي
شَاعِرٌ صَارَ فِي السَّماحِ عَذُولا
كلَّ يومٍ تزيدُ أرضيَ منْ أُفـ
قكَ غيثاً بمثلهِ موصولا
مَكْرُمَاتٌ تَخِفُّ نَحْوِي مَعَ الْبَرْدِ
وَإِنْ كَانَ حَمْلُهُنَّ ثَقِيلا
ولوَ أنِّي حللتُ بالصِّينِ وافا
نِي رَعِيلٌ مِنْهُنَّ يَتْلُو رَعِيلا
فرويداً فقدْ تجاوزَ حظِّي
مِنْ لُهَاكَ التَّتْمِيمَ وَالتَّكْمِيلا
وَلَقَدْ عَاقَ عَنْ لِقَائِكَ خَطْبٌ
لَيْتَهُ لاَ يَعُوقُ عَنْ أَنْ أَقُولا
عارضٌ صرتُ فيهِ كالصَّعدة ِ السَّمـ
راءِ لَوْناً وَدِقَّة ً وَذُبُولا
فلتبلَّغْ مصرٌ على كلِّ حالٍ
أنَّني عنْ ودادِها لنْ أحولا
إنْ أعلَّتْ جسماً صحيحاً فأوهتـ
ـهُ فقدْ صحَّحتْ رجاءً عليلا
وَعَدِمْتُ الْحَياة َ إِنْ كُنتُ أَرْضى
بِحَيَاتِي مِنْ أَنْ أَرَاكَ بَدِيلا
وسأُدمي أخفافها كنتُ معذو
راً عَلَى ما أَتَيْتُ أَوْ مَعْذُولا
راسماتٍ للرَّامساتِ يناسبـ
نَ وينكرنَ شدقماً وجديلا
مِنْ قِلاصٍ تَرى الْبَعِيدَ قَرْيباً
حِينَ تَنْحُوكَ وَالْحُزُونَ سُهُولا
مَنْ يَعُدُّ الإِيجَازَ فَضْلاً فَإِنِّي
فِي مَدِيحِيكَ أَعْشَقُ التَّطْوِيلا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> وَإِذَا أَزَارَ الطِّرْسَ نِقْسَ دَوَاتِهِ
وَإِذَا أَزَارَ الطِّرْسَ نِقْسَ دَوَاتِهِ
رقم القصيدة : 27477
-----------------------------------
وَإِذَا أَزَارَ الطِّرْسَ نِقْسَ دَوَاتِهِ
خوِّلْتَهُ فَالصَّبْرُ مِنْ آلاَتِهِ
لَكَ مِنْ سَدَادِكَ مُخْبِرٌ بَلْ مُذِكْرٌ
أَنَّ الزَّمَانَ جَرى عَلَى عَادَاتِهِ
اثكلتهُ أحداثهُ وَخطوبهُ
فَکصْبِرْ لَهُ إِنْ نَالَ بَعْضَ تِرَاتِهِ
صدعَ القلوبَ بما أتى مستيقناً
أنْ لا يذمَّ وَأنتَ منْ حسناتهِ
إنَّ الذي عمَّ الأنامَ مصابهُ
وَ تشعبتْ شعبُ المنى بوفاتهِ
أَمَلُوا شَتَاتَ الشَّمْلِ خُيِّبَ ظَنُّهُمُ
أَنّى وَقَدْ مُلِّكْتَ جَمْعَ شَتَاتِهِ
لَمَّا رَأَى أَنَّ الشَّبِيبَة َ لِلْعُلى(35/94)
وَزرٌ وَبانَ الضعفُ في حركاتهِ
وَلاَّكَ مِنْها ما تَوَلَّى بُرْهَة ً
وَفَدى حَياتَكَ رَاضِياً بِحَياتِهِ
فلذاكَ لاقى يومهُ مستبشراً
حتى ظننا الموتَ بعضَ عفاتهِ
وَقضى عليماً أنْ تقومَ مقامهُ
بعدَ الفراقِ فلمْ يفهْ بوصاتهِ
مليتَ ما ورثتهُ منْ عزهِ
وَوُقِيْتَ بِالمَسْمُوْعِ مِنْ دَعَوَاتِهِ
فلقدْ مضى ترجو الممالكُ ردهُ
فتسومهُ وَتخافُ منْ سطواتهِ
فبكاهُ ثغرٌ كانَ عصمة َ أهلهِ
وَمعاذَ قاصدهِ وَعزَّ ولاتهِ
أجناهُ ربُّ العرشِ غرسَ فعالهِ
وَقضى لهُ بالخلدِ في جناتهِ
بالرفقِ أدركَ وادعاً ما لمْ ينلْ
أَنْخى المُلُوكِ بِكُمْتِهِ وَكُمَاتِهِ
حتى لحلناهُ نبياً مرسلاً
وَمحاسنُ الأخلاقِ منْ آياتهِ
فَامْلِكْ بِمَا مَلَكَ القُلُوبَ مُكَذِّباً
منْ ظنَّ أنَّ مماتها بمماتهِ
مالِي ظَلِلْتُ مُنَبِّهَاً ذَا يَقْظَة ٍ
يَأْتِي مِنَ الإِحْسانِ ما لَمْ آتِهِ
أمْوَالُهُ مَرْفُوضَة ٌ كَعُدَاتِهِ
وَصلاتهُ مفروضة ٌ كصلاتهِ
وَإذا أزارَ الطرسَ نفسَ دواتهِ
أيقنتَ أنَّ الفضلَ منْ أدواتهِ
ما زَالَ يَثْنِي الدَّهْرَ عَنْ عَزَمَاتِهِ
فيفلها وَيجودُ في أزماتهِ
تمسي كرامُ العصرِ بعضَ ضيوفهِ
وَيَبِيْتُ فِعْلُ الخَيْرِ مِنْ صَبَوَاتِهِ
وَأسدُّ منْ أسدى يداً مأثورة ً
مَنْ أَوْدَعَ المَعْرُوفَ عِنْدَ ثِقاتِهِ
صَبْراً جَلاَلَ المُلْكِ تَحْمَدْ غِبَّ ما
هخولتهُ فالصبرُ منْ آلاتهِ
لاَ تشعرنَّ الدهرَ أنكَ جازعٌ
مِنْ فِعْلِهِ فَيَلَجَّ فِي غَدَرَاتِهِ
فلأنتَ مجدُ ملوكِ دهركَ فليعدْ
عَنْ قَوْلِهِ مَنْ قالَ مَجْدُ قُضاتِهِ
وَلَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ بَيْنَكُمُ الَّذي
لاَ تَرْحَلُ العَلْياءُ عَنْ حُجُرَاتِهِ
وَافاكَ مني ذا الكلامُ مغرياً
بَلْ رَاغِباً في الصَفْحِ عَنْ زَلاَّتِهِ
قولٌ أتى عنْ علة ٍ وَفجيعة ٍ
فاقبلهُ مستوراً على علاتهِ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> ما كانَ قبلكَ في الزَّمانِ الخالي(35/95)
ما كانَ قبلكَ في الزَّمانِ الخالي
رقم القصيدة : 27478
-----------------------------------
ما كانَ قبلكَ في الزَّمانِ الخالي
منْ يسبقُ الأقوالَ بالأفعالِ
حتّى أتيتَ منِ ارتياحكَ ما كفى
ذلَّ السُّؤالِ وخيبة َ الآمالِ
لَمْ يَكْفِكَ الشَّرَفُ الَّذِي وُرِّثْتَهُ
حَتّى شَفَعْتَ مَعَالِياً بِمَعالِي
وَنَسَخْتَ سِيَرة َ آلِ بَرْمَكَ مُنْعِماً
فِي الشَّدِّ مَا عَفَّى عَلَى الإِرْقَالِ
أعطوا منَ الإكثارِ والدُّنيا لهمْ
دونَ الَّذي تعطي منَ الإقلالِ
وَعَلَوْا بِأَنْ جَعَلُوا السُّؤَالَ وَسِيلَة ً
ونداكَ منهمرٌ بغيرِ سؤالِ
وبواجبٍ أنْ أعدمتكَ منَ الورى
مَثَلاً عُلى ً بُنِيَتْ بِغَيْرِ مِثَالِ
حَامَيْتَ عَنْهَا بِالنَّزَاهَة ِ وَالنَّدى
وَحَمَيْتَها بِالفَضْلِ وَالإِفْضالِ
وَمَهَرْتَها بَأْساً وَجُوداً كَذَّبَا
فيها منى الجبناءِ والبُخَّالِ
حاولتها قدماً وكلٌّ عاشقٌ
وَبَلَغْتَ غَايَتَهَا وَكُلٌّ سَالِ
طرقاتها إلاَّ لديكَ بعيدة ٌ
ومهورُها إلاَّ عليكَ غوالِ
نظروا أليها منْ حضيضٍ هابطٍ
وَأَتَيْتَها مِنْ مَرْقَبٍ مُتَعَالِ
وَحَرَسْتَ بِالإِنْجَازِ وَالإِيجَازِ مَا
رَامُوهُ بِالإِمْهالِ وَالإِهْمَالِ
وَلَوْ أَنَّهُمْ جُدُّوا وَجَدُّوا فَاتَهُمْ
جدٌّ عرفتَ بهِ وجدٌّ عالِ
ومتى يحاولُ أهلُ عصركَ ذا المدى
أينَ الثِّمادُ منَ الحيا الهطَّالِ
أَجْزَلْتَ أَثْمَانَ الْمَدِيحِ وَزِدْتَهُ
لمَّا بغوا حمداً بغيرِ نوالِ
فَإِذَا لَبِسْتَ مِنَ الثَّنَاءِ مَلابِساً
جُدُداً رَضُوا بِمَلابِسٍ أَسْمَالِ
وإذا همُ لمْ يبلغوا شأوَ العلى
عدلوا إلى الأعمامِ والأخوالِ
هُمْ ضَيَّعُوها ثُمَّ رَامُوا حِفْظَها
مِنْ أَعْظُمٍ تَحْتَ التُّرَابِ بَوَالِ
خَصَّ الإِلهُ مُحَمَّداً مِنْ بَيْنِكُمْ
لاَ زَالَ مَحْرُوساً بِأَكْرَمِ آلِ
وَبَرَاكُمُ مِنْ طِينَة ٍ مِسْكِيَّة ٍ
لمَّا برى ذا الخلقَ منْ صلصالِ(35/96)
وَأَبُو الرَّسُولِ فَجَدُّكُمْ أَوْلى بِهِ
مِنْ دُونِ إِخْوَتِهِ بِلاَ إِشْكالِ
أَنّى يَكُونُ شَرِيكُهُ فِي عَمِّهِ
كَشَرِيكِهِ فِي عَمِّهِ وَالْخالِ
نسبٌ بنو العلاَّتِ عنهُ بمعزلٍ
وبذاكَ تقضي سورة ُ الأنفالِ
شَمَخَتْ بِفَخْرِ الدَّوْلَة ِ الْهِمَمُ الَّتي
حازَتْ مَدى الإِعْظامِ وَالإِجْلالِ
رحبُ الجنابِ تضمَّنتْ آلاؤهُ
فَوْزَ الْعُفاة ِ وَخَيْبَة َ الْعُذَّالِ
فإذا تُملُّ المكرماتُ فعندهُ
لغرائبُ الإحسانِ والإجمالِ
وَصْلٌ بِغَيْرِ قَطِيعَة ٍ وَرِضى ً بِغَيْـ
رِ تسخُّطٍ وهوى ً بغيرِ ملالِ
يبدو فرندُ السَّيفِ بعدَ صقالهِ
وفرندهُ بادٍ بغيرِ صقالِ
وحياً لصيِّبهِ بكلِّ ثنيَّة ٍ
أثرٌ يعيشُ بهِ الهشيمُ البالي
لا تأمنُ الأموالُ بطشَ هباتهِ
هَلْ يَأْمَنُ الْمَصرُوفُ بَطْشَ الْوَالِي
كمْ أرضعتْ أملاً شكا إجرارهُ
درَّ النَّوالِ ولمْ يرعْ بفصالِ
ومريدها منْ غيرهِ كمطالبٍ
عَيْرَ الْفَلاَة ِ بِصَوْلَة ِ الرِّيبالِ
لكنَّ خيرَ النَّاسِ بعدَ محمَّدٍ
وَأَشَدَّهُمْ بَأْساً بِكُلِّ نِزَالِ
بِكَ لاَ انْطَوَتْ عَنَّا ظِلالَكَ أُنْجِزَتْ
عدة ُ اللَّيالي بعدَ طولِ مطالِ
وَبِقُرْبِكَ انْقَشَعَتْ غَمائِمُ لَمْ يَزَلْ
ماءُ الحياة ِ بهنَّ غيرَ زلالِ
فَالدَّهْرُ مِنْ تِلْكَ الْمَساوِي عاطِلٌ
مذْ ذدتهُ وبذي المحاسنِ حالي
كَمْ غَرَّتِ الآمالُ مِنْ تَكْذِيبِها
فأعرتها في سائماتِ المالِ
وَسَبَقْتَ قَوْلَكَ بِالفَعالِ وَلَمْ تَدَعْ
شرفاً لقوَّالٍ ولاَ فعَّالِ
ولكَ العزائمُ لا يقومُ مقامها
ما فِي البَسِيطَة ِ مِنْ ظُبى ً وَعَوَالِي
ومنائحٌ كسبتَ مدائحَ هدَّمتْ
ما شادتِ الأقوالُ للأقيالِ
فَافْخَرْ فَإِنَّكَ غُرَّة ٌ فِي أُسْرَة ٍ
ذَهَبُوا بِكُلِّ نَبَاهَة ٍ وَجَلالِ
تتزلزلُ الدُّنيا إذا غضبوا فإنْ
بلغوا الرِّضى أمنتْ منَ الزِّلزالِ
نُزُلٌ عَلَى حُكْمِ الرَّجاءِ وَأَهْلِهِ(35/97)
حَتّى إِذَا دَعَتِ الْكُماة ُ نَزَالِ
سبقوا السُّروجَ مسارعينَ إلى قرى
ذيَّالة ٍ جرداءَ أوْ ذيَّالِ
حتّى إذا طارتْ بهمْ مقورَّة ً
شرفَ الوجيهُ بها وذو العقَّالِ
خَلَعُوا عَلَى الإِصْبَاحِ أَرْدِيَة َ الدُّجى
وَتَغَشْمَرُوا الأَهْوَالَ بِالأَهْوَالِ
وإذا امتطوها في نزالٍ خلتهمْ
آسادَ غابٍ فِي ظُهُورِ رِئالِ
ما أَوْرَدُوها قَطُّ إِلاَّ أُصْدِرَتْ
جَرْحى الصُّدُورِ سَلِيمَة َ الأَكْفالِ
أسدٌ إذا صالوا صقورٌ إنْ علوا
وَلَرُبَّما كَمَنُوا كُمُونَ صِلالِ
لُدٌّ إِذَا شُوسُ الْكُماة ِ تَجالَدُوا
وَتَجادَلُوا بِالضَّرْبِ أَيَّ جِدَالِ
لا عزَّ إلاَّ كسبُ أبيضَ صارمٍ
ماضي الشَّبا أوْ أسمرٍ عسَّالِ
لا ما يسوِّلهُ ويبعدُ نيلهُ
حرصُ الحريصِ وحيلة ُ المحتالِ
قَدْ سَدَّدتْ عَزَماتُهُمْ أَرْماحَهُمْ
حتّى عرفنَ مقاتلَ الأقيالِ
وَإِذَا انْجَلَتْ عَنْهُمْ دَياجِيرُ الْوَغى
عدلوا بقتلهمُ إلى الأموالِ
فَلَهُمْ بِكُلِّ مَفازَة ٍ مَرُّوا بِها
آثارُ صوبِ المزنِ في الإمحالِ
عَمْرِي لَقَدْ فاتُوا الأَنامَ وَفُتَّهُمْ
في كلِّ يومِ ندى ً ويومِ نضالِ
بطرائقٍ أبطلتَ مذْ أوضحتها
للسَّالكينَ معاذرَ الضُّلالِ
ألاَّ اهتدوا بكَ في المكارمِ مثلما
هديَ الورى بأبيكَ بعدَ ضلالِ
ثَقُلَتْ وَإِنْ خَفَّتْ عَلَيْكَ فَأَصْبَحَتْ
في الخافقينِ عزيزة َ الحمَّالِ
أَمَّا الصِّيَامُ فَقَدْ أَظَلَّكَ شَهْرُهُ
مُسْتَعْصِماً بِذَرَاكَ غَيْرَ مُذَالِ
كمْ زارَ غيركَ وهوَ مغضٍ سادمٌ
وأتاكَ يمشي مشية َ المختالِ
وَقَّرْتَهُ لَمَّا أَتى وَإِذَا مَضى
أوْ قرتهُ منْ صالحِ الأعمالِ
فبقيتَ محروسَ الفناءِ مهنَّأً
في سائرِ الأعوامِ والأحوالِ
ما دامَ شعبانٌ يجيءُ أمامهُ
أبداً وما أفضى إلى شوَّالِ
لاَ أَرْتجِي خَلْقاً سِوَاكَ لأَنَّنِي
منْ لا يبيعُ حقيقة ً بمحالِ
لا درَّ درُّ مطامعي إنْ نكَّبتْ
بحراً وأفضتْ بي إلى أوشالِ(35/98)
فمتى أمدُّ يدي إلى طلبٍ وقدْ
أثريتُ منْ جاهٍ لديكَ ومالِ
صَدَّقْتَ ظَنِّي فِيكَ ثُمَّتَ زِدْتَنِي
مَا لَيْسَ يَخْطُرُ لِلرَّجَاءِ بِبالِ
وَسَنَنْتَ لِي طُرُقَ الثَّناءِ بِأَنْعُمٍ
وَاصَلْنَ بِالغَدَوَاتِ وَالآصَالِ
فإذا المعالي أعجزتْ روَّادها
منْ بعدِ طولِ تطلُّبٍ وكلالِ
ذَلَّلْتَ جَامِحَها بِغَيْرِ شَكِيمَة ٍ
وَحَبَسْتَ شَارِدَهَا بِغَيْرِ عِقالِ
إِلاَّ بِإِهْدَائِي الْمَدِيحَ لِحَضْرَة ٍ
أَعْدَتْ غَرَائِبُ مَجْدِها أَقْوَالي
فجليلها متعالمٌ ودقيقُها
قَدْ أَلْحَقَ الْعُلَمَاءَ بِالْجُهَّالِ
جَادَتْ سَمَاؤُكَ لِي وَما اسْتَسْقَيْتُها
بالغيثِ إلاَّ أنَّهُ متوالِ
وَسَرَحْتُ طَرْفي في خِضَمٍّ مَاؤُهُ
عَذْبٌ وَكانَ مُوَكَّلاً بِالآلِ
وَأَفَدْتَنِي أَنَّ الإِقامَة َ لِلْفَتى
ذلٌّ وأنَّ العزَّ في التِّرحالِ
منْ بعدِ أنْ كلَّتْ وذلَّتْ إذعرا
بَعْضُ الْخُطُوبِ صَوَارِمي وَرِجَالِي
وَلَقَدْ تَخَيَّرْتُ الْمَوَاهِبَ مُغْرِباً
عنْ وصلِ ذي مقة ٍ وهجرة ِ قالِ
فبغيتُ منها ما يعدُّ قلائداً
وصدفتُ عمَّا عدَّ في الأغلالِ
أوضحتَ لي نهجَ القريضِ بنائلٍ
رَخُصَتْ بِهِ فِقَرُ الْكَلاَمِ الْغَالي
فهمى عليكَ وكمْ بغاهُ معشرٌ
لمْ يظفروا منْ بحرهِ ببلالِ
أغنيتني عنهمْ كما أغنى القنا
عِنْدَ الْكَرِيهَة ِ عَنْ عِصِيِّ کلبضَّالِ
وَلَطَالَما وَصَلَتْ يَدَيَّ صِلاَتُهُمْ
فأبتْ يميني قبضها وشمالي
وأرى القوافيَ إنْ أتتْ ببدائعٍ
فَالْحَمْدُ في إِبْدَاعِها لَكَ لاَ لي
لا لومَ يلزمها إذا قصرتْ خطى ً
منْ فرطِ ما حملتْ منَ الأثقالِ
أو قرتها منناً فأوسعْ ربَّها
عُذْراً إِذَا جَاءَتْكَ غَيْرَ عِجَالِ
حرَّمتها زمناً فمنذُ خطبتها
حَلَّلْتُها وَالسِّحْرُ غَيْرُ حَلالِ
وكأنَّ مهديها غداة َ أتى بها
مزجَ الشَّمولَ بباردٍ سلسالِ
منْ كلِّ ثاوية ٍ لديكَ مقيمة ٍ
جَوَّالَة ٍ في الأَرْضِ كُلَّ مَجالِ(35/99)
وَكَثِيرَة ِ الأَمْثَالِ إِلاَّ أَنَّها
في ذا الزَّمانِ قليلة ُ الأمثالِ
لَمْ تُحْشَ حُوشِيَّ الْكَلاَمِ فَقَدْ أَتَتْ
مَعْدُومَة َ الأَشْكالِ والإِشكالِ
وتتيهُ إدلالاً وليسَ بمنكرٍ
أَنْ تُوصَفَ الْحَسنَاءُ بِالإِدْلاَلِ
وَإِذَا أَتى غَيْرِي بِحَوْلِيَّاتِهِ
أربتْ عليها وهيَ بنتُ ليالِ
وَمِنَ الأَنَامِ مُتبّرِّرٌ وَمُبَهْرَجٌ
ومنَ الكلامِ جنادلٌ ولآلي
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أبا طاهرٍ أنتَ عيبُ الزمانِ
أبا طاهرٍ أنتَ عيبُ الزمانِ
رقم القصيدة : 27479
-----------------------------------
أبا طاهرٍ أنتَ عيبُ الزمانِ
وَعَيْبٌ لِحَمْدَانَ فِي حُفْرَتِهْ
لَئِنْ مَثَلٌ لِطُوَيْسٍ جَرى
فَإِنَّكَ أَشْأَمُ مِنْ غُرَّتِهْ
كَفى اللّهُ شُؤْمَكَ سَيْفَ الإِمَامِ
وَبَاعَدَ شَخْصَكَ عَنْ حَضْرَتِهْ
العصر العباسي >> البحتري >> لابس من شبيبة أم ناض
لابس من شبيبة أم ناض
رقم القصيدة : 2748
-----------------------------------
لابِسٌ مِنْ شَبِيبَةٍ أمْ نَاضِ،
وَمُلِيحٌ مِنْ شَيْبَةٍ أمْ رَاضِ
وإذا ما امتَعَضْتِ مِنْ وَلَعِ الشّيْـ
ـبِ برَأسِي لمْ يثنُ منه امتِعَاضِي
لَيسَ يَرْضَى عَنِ الزّمانِ مُرَوٍّ
فيهِ، إلاّ عَنْ غَفلَةٍ أوْ تَغَاضِ
والبَوَاقِي على اللّيالي، وَإنْ خَا
لَفْنَ شَيْئاً، فُمُشْبِهَاتُ المَوَاضِي
ناكَرَتْ لِمّتي، وَناكَرْتُ مِنها
سوءِ الأخلافِ وَالأعْوَاضِ
شَعَرَاتٌ أقُصُّهُنّ وَيَرْجِعْـ
ـنَ رُجُوعَ السّهامِ في الأغْرَاضِ
وأبَتْ تَرْكيَ الغَدِيّاتِ وَالآ
صَالَ، حتّى خَضَبتُ بالمِقْراضِ
غَيرُ نَفْعٍ إلاّ التّعَلّلُ مِنْ شَخْـ
ـصِ عَدُوٍّ لَمْ يَعْدُهُ إبْغَاضِي
وَرُوَاءُ المَشيبِ كالبحصِ في عَيْـ
ـني فقُلْ فيهِ في العيُونِ المِرَاضِ
طِبْتُ نَفْساً عَنِ الشّبابِ وَمَا سُوّ
دَ مِنْ صِبْغِ بُرْدِهِ الفَضْفَاضِ
فَهَلِ الحادِثَاتُ، يا ابنَ عُوَيفٍ،(35/100)
تارِكَاتي وَلُبْسَ هذا البَيَاضِ
يَكثْرُ الحَظُّ في أُنَاسٍ وإنْ قَلّ
التّأسّي بكَيْسِهِمْ، والتّرَاضِي
ما قَضَى الله للجَهُولِ بِسِتْرٍ،
يَتَلاَفاهُ، مِثلِ حَتْفٍ قاضِ
أفرَطَتْ لَوْثَةُ ابنِ أيّوبَ والشّا
ئعُ مِنْ أفْنِ رأيِهِ المُسْتَفَاضِ
جامحٌ في العنَانِ لا يَسمَعُ الزّجْـ
ـرَ، ولا يَنثَني إلى الرُّوّاضِ
زاعِمٌ أنّ طَيْفَ بِدْعَةٍ قَدْ أنْـ
ـدبَ بالنّهسِ جِلدَهُ، والعَضَاضِ
أخَيَالاَتُ خُرّدٍ، أمْ خَيَالا
تُ سِبَاعٍ وَحشيّةٍ في غِيَاضِ
حَرَضٌ هالِكُ الرَّوَّيةِ مغرُو
رٌ بِهَلْكي من جمعِهِ أَحْرَاضِ
أجْلَبُوا تَحتَ غابَةٍ من قَنَا الخَطّ
وَزَغْفٍ مِنَ الحَديدِ مُفَاضِ
مُدّةً ثمّ أقْشَعُوا لانْخُرِاقٍ
فاحشٍ من جموعهم وانفِضاضِ
بَعدَ مَا استَغْرَقُوا النّهَايَةَ في النّزْ
عِ وأفنَوْا مَذخورَ ما في الوِفَاضِ
غَلَبَتْهُمْ آرَاءُ أغْلَبَ، فَيّا
ضِ العَشِيّاتِ، من بني الفَيّاضِ
سَدّ تَدبيرُهُ الفَضَاءَ عَلَيِهِمْ،
بَعدَ شَغبٍ من دَرْئِهِمْ واعتِرَاضِ
إنْ تَعَاطَوْا تلكَ المَكَايدَ ضاعوا
في مَسَافَاتِهَا الطّوَالِ، العِرَاضِ
ليسَ من عُصْبَةٍ، إذا استأنَفُوا السّعْـ
ـيَ سَعَوْا في تَسَافُلٍ، وانخِفَاضِ
أوْ تَوَخّوا صِيَانَةً كَانَتِ الأمْـ
وَالُ أوْلَى بِهَا مِنَ الأعْرَاضِ
ما بَرِحْنَا نَرْجُو عُلُوّ عَليٍّ،
لاجْتِبَارِ المُطَلَّحِ المُنْهاضِ
وأيَادٍ مُبْيَضّةٍ، والأيَادي
فَضْلُها أنْ تَكونَ ذاتَ ابيِضَاضِ
وَدُيُونٍ مَضْمُونَةٍ مِنْ عِداتٍ،
كَضَمَانِ الأعدادِ مَلْءَ الحِيَاضِ
فالتّهَنّي بِهِنّ قَبْلَ التّعزي
راهنٌ والقَضَاءُ قَبْلَ التّقاضي
بِأبي أنْتَ، أنْتَ أوّلُ مَنْ حَوّ
لَني عنْ تَحَشّمي، وانْقِبَاضِي
ما النّدَى في سِوَاكَ غَيْرُ حَديثٍ
من أُناسٍ بادُوا، وَفِعْلٍ ماضِ
قد تَلاَفَى القَرِيضَ جودُكَ فارْتُثّ
لَقى، مُشْفياً على الإنْقِرَاضِ
نِعَمٌ أبْدَتِ المَصُونَ المُغَطّى(35/101)
منهُ، تحتَ الخُفُوتِ والإغْماضِ
كالغَوادي أظْهَرْنَ كُلَّ جَنيٍّ،
مُسْتَسِرٍّ في زَاهرَاتِ الرّيَاضِ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> لي بامتداحكَ عنْ ذكرِ الهوى شغلُ
لي بامتداحكَ عنْ ذكرِ الهوى شغلُ
رقم القصيدة : 27480
-----------------------------------
لي بامتداحكَ عنْ ذكرِ الهوى شغلُ
وبارتياحكَ عنْ عيشِ الصِّبا بدلُ
وكيفَ يعدوكَ بالتَّأميلِ منْ بلغتْ
بِهِ عَطَايَاكَ مَا لَمْ يَبْلُغِ الأَمَلُ
أَسْرَفْتَ وَاخْتَصَرَ الْقَوْمُ الَّذِينَ مَضَوْا
فَهَلْ عَلِمْتَ بِصَافِي الْفِكْرِ مَا جَهِلُوا
ولاَ أقيمُ لهمْ عذراً بجهلهمُ
لكنْ أقولُ محقّاً جدتَ إذْ بخلوا
ما جُرتَ عنْ طرقِ العلياءِ إذْ عدلوا
عَنْهَا وَجُرْتَ عَلَى الأَمْوَالِ إِذْ عَدَلُوا
وَهَبْتَها كَرَماً قَبْلَ السُّؤالِ بِلاَ
مَنٍّ وَمَنُّوا وَمَا مَنُّوا وَقَدْ سُئِلُوا
يا مسمعي فقراً تفضيلُها لزمٌ
وَمُوسِعِي مِنَناً تَفْصِيلُها جُمَلُ
قُسٌّ وَسَحْبَانُ وَالقَوْمُ الأُلى فَصُحُوا
لوْ يسمعونَ الَّذي أسمعتني ذهلوا
لاَ يَبْلُغُونَ إِذَا أَفْكَارُهُمْ تَعِبَتْ
معشارَ قولكَ فينا حينَ ترتجلُ
فُتَّ الْوَرى بِأَيادٍ كُلُّها هُطُلٌ
على المنى وعوادٍ كلُّها قتلُ
فما لنا في حياة ٍ عنكَ مندفعٌ
وَالرِّزْقُ طَوْعُكَ فِيما شِئْتَ وَالأَجَلُ
فليسلُ مجدكَ رغماً لاَ مجاملة ً
منْ مالهُ ناقة ٌ فيهِ ولاَ جملُ
وَلاَ لَهُ فِي يَمِينٍ بَرَّة ٍ صَدَقَتْ
قَوْلٌ وَلاَ بِيَمِينٍ بَرَّة ٍ عَمَلُ
وَلَوْ رَأَتْكَ مُلُوكٌ أَنْتَ تاجُهُمُ
لأَذْعَنُوا وَأَقَرُّوا أَنَّهُمْ خَوَلُ
وهلْ لهمْ طمعٌ أنْ يلحقوكَ وقدْ
بَلَغْتَ ما لَمْ يَنَلْ آباؤُكَ الأُوَلُ
مَنْ لمْ يدينوا لمنْ دانَ الزَّمانُ لهُ
ولمْ يدوا منْ حماة ِ الرَّوعِ مَنْ قتلوا
تُغْنِي عَنِ السُّمرِ فِي الْهَيجا عَزَائِمُهُمِ
فيطعنونَ العدى شزراً وهمْ عزلُ
ولوْ غزوا مكَّة ً إذْ جاهليَّتُها(35/102)
قريشُ لمْ تُعبدِ العزّى ولاَ هُبَلِ
مَضَوا وَخَلَّوْا أَحَادِيثاً مُخَلَّدَة ً
تُحدى بِها في الدَّياجِي الأيْنُقُ الذُّلُلُ
ونبتَ عنهمْ وقدْ طاحَ الزَّمانُ بهمْ
نِيَابَة َ البِيضِ لَمَّا حُطِّمَ الأَسَلُ
تنقَّلَ الشَّامُ فيكمْ برهة ً وأتى
منْ صدقِ عزمكَ ما زالتْ بهِ النُّقلُ
أكلاؤهُ بشفارِ المرهفاتِ حمى ً
وماءهُ بينَ مركوزِ القنا غللُ
وَدُونَ قَدْرِكَ مَا أَصْبَحْتَ مَالِكَهُ
فَاحْكُمْ فَأَمْرُكَ في الآفاقِ مُمْتَثَلُ
مَا بَعْدَ قَوْلِ مَلِيكِ الأَرْضِ كَيْفَ أَخِي
منْ مطلبٍ دونهُ مطلٌ ولاَ عللُ
أَثْنى عَلَيْكَ لَدُنْ شَافَهْتَ حَضْرَتَهُ
ونابتِ الكتبُ لمَّا بانَ والرُّسلُ
مجدِّداً فيكَ أمراً لا يخصُّ بهِ
سِوَاكَ كُلُّ جَدِيدٍ عِنْدَهُ سَمَلُ
لَقَدْ أَحَلَّكَ إِذْ آخَاكَ مَنْزِلَة ً
لا المشتري طامعٌ فيها ولا زحلُ
وقدْ أظلَّكَ منْ تشريفهِ منحٌ
على صنوفِ العلى والعزِّ تشتملُ
ومنْ ملابسهِ ما فخرهُ أبداً
باقٍ عليكَ إذا ما رثَّتِ الحللُ
وَمِنْ نَفَائِسِ مَا قَدْ كانَ مُمْتَطِياً
جردٌ يعزُّ عليها الغزوُ والقفلُ
زادتْ حلاها ولوْ جاءتكَ عاطلة ً
منْ خالصِ التِّبرِ ما أزرى بها العطلُ
وراءها علما النَّصرِ اللَّذا كفلا
لِمَنْ أَظَلاَّ بِعِزٍّ لَيْسَ يُنْتَحَلُ
مِنْ عَقْدِ مَنْ عُذِقَ النَّصْرُ الْعزِيزُ بِهِ
فما لهُ أبداً عنْ ظلِّهِ حولُ
عَنَّتْ لَهُ فُرَصٌ شَتّى دَعَاكَ لَهَا
يَا مَنْ بِهِ فُرَصُ الْعَلْيَاءِ تُهْتَبَلُ
وَقَلَّدَ الأَمْرَ مَيْمُوناً نَقِيبَتُهُ
لِلْهَوْلِ مُقْتَحِمٌ بِالنَّصْرِ مُشْتَمِلُ
إذا عرا الخطبُ لمْ يحضرْ مشورتهُ
منْ فيهِ حرصٌ ولا جبنٌ ولا بخلُ
وكيفَ يأمنُ أبناءُ الزَّمانِ سطى ً
أبوهمُ خائفٌ منْ بطشها وجلُ
روَّعتهُ في مقاماتٍ قهرتَ بها
حَتّى اعْتَرَاهُ عَلَى إِقْدَامِهِ فَشَلُ
لا فلَّ عزمكَ صرفُ النَّائباتِ فكمْ
عَزَّتْ وَذَلَّتْ بِكَ الأَمْلاكُ وَالدُّوَلُ(35/103)
وَالرُّومُ مَنْ عَلِمُوا حَقّاً بِأَنَّهُمُ
إِنْ سَالَمُوا سَلِمُوا أَوْ قَاتَلُوا قُتِلُوا
ولاَ سلامة َ إلاَّ أنْ يجودَ لهمْ
بِها أَبُوهَا فَيَنْأَى الْخَوْفُ وَالوَجَلُ
يرجونَ أمناً بهِ تحيا نفوسهمُ
وَالأَمْنُ يَنْزِلُ وَالأَرْوَاحُ تَرْتَحِلُ
قَتَلْتَ شَطْرَهُمُ خَوْفاً وَشَطْرُهُمُ
يُمِيتُهُمْ فَرَحاً إِدْرَاكُ مَا سَأَلُوا
فَا فْخَرْ فَقَبْلكَ مَا أَبْصَرْتُ سَيْفَ وَغى ً
ينوبُ عنْ مضربيهِ الخوفُ والجذلُ
أتيتَ ظاهرَ أنطاكيَّة ٍ عبثاً
أَمَامَكَ الْقَاتِلاَنِ الرُّعْبُ وَالْوَهَلُ
وَكُلُّ أَسْمَرَ مَا فِي عَوْدِهِ طَمَعٌ
بَعْدَ اللِّقاءِ وَلاَ في عُودِهِ خَطَلُ
وَكُلُّ أَبْيَضَ مَضْرُوبٍ بِشَفْرَتِهِ
رأسُ المدجَّجِ مضروبٌ بهِ المثلُ
وَكُلُّ سَلْهَبَة ٍ أَنْتَ الْكَفِيلُ لها
أَلاَّ يُصَابَ لَها فِي غارَة ٍ كَفَلُ
دهماءَ كاللَّيلِ أوْ شقراءَ صافية ٍ
تريكَ في اللَّيلِ ثوباً حاكهُ الأصلُ
مُذْكِّراً بِأَبِيكَ الْمُستَبِيحهِمُ
بِالسَّيفِ إِذْ كُلُّ أَلْفٍ فَلَّهُ رَجُلُ
عزوا مئينَ ألوفٍ في مئينَ فلمْ
أَصْلٌ كَرِيمٌ بِعَبْدِ اللَّهِ يَتَّصِلُ
فَخَلَّفُوا الْمُلْكَ إِذْ جَدَّ الْعِرَاكُ بِهِمْ
نهباً مشاعاً ولولاَ ذاكَ ما وألوا
وأُعطيَ النَّصرَ نصرٌ يومَ قارعهمْ
بعزمة ٍ ما لمنْ أمَّتْ بها قبلُ
وَقَدْ تَخَلَّصْتَ نَصْراً مِنْ حَبائِلِهِمْ
والحولُ يفعلُ ما لا تفعلُ الحيلُ
وَمِنْ بَدَائِعِكَ اسْتَخْرَجْتَ جَوْهَرَة ً
غَوَّاصُها البِيضُ وَالخَطِّيَّة ُ الأَسَلُ
بحارها مقفراتُ البيدِ والحللُ
تشكو الحجالُ الَّتي تاهتْ بها زمناً
فراقها بعدَ أنْ تاهتْ بها الكللُ
بَلَغْتَ ما أَنْتَ رَاجِيهِ وَآمِلُهُ
فِيهِ وَلاَ بَلَغَ الْحُسَّادُ ما أَمَلُوا
لَكَ الْعَطايا الَّتي ما شابَها كَدَرٌ
معَ الخلالِ الَّتي ما شانها خللُ
عَلَى جَمِيعِ الَّذي تَحْوِيهِ مِنْ نَشَبٍ
منَ المكارمِ والٍ ليسَ ينعزلُ(35/104)
مَوَاهِبٌ تَخْلُفُ الأَنْوَاءَ غائِبَة ً
ويعجزً الغيثُ عنها وهوَ محتفلُ
أمَّا عفاتكَ لا أكدوا فما لهمُ
إِذَا الْمَطامِعُ طاحَتْ عَنْكَ مُرْتَحَلُ
جاءَتْ وَسائِقُها وَخْذٌ وَسابِقُها
إلى حياضكَ يا بحرَ النَّدى عجلُ
فَأَقْلَعَ الْمَحْلُ عَنْهُمْ حِينَ مُدَّ لَهُمْ
لِيَرْتَعُوا فِي كَلاَ إِنْعامِكَ الطِّوَلُ
يقبِّلونَ ثرى ً دامتْ تظلِّلهُ
سُحْبُ النَّدى فَهْوَ فِي افْيائِها خَضِلُ
لمْ يظفروا بطريقٍ نحوَ ملككَ ما
تزاحمُ النَّاسَ فيهِ الخيلُ والإبلُ
فالعيسُ تدرسُ أيدي الخيلِ ما وطستْ
والمقرباتُ تعفِّي وطأها القبلُ
فاشرعْ لهمْ طرقاً ما ذلِّلتْ فلقدْ
ضاقتْ بمنْ جاءَ يبغي جودكَ السُّبلُ
وَاسْلَمْ وَلاَ زَالَتِ الأَعْيَادُ عَائِدَة ً
والعزُّ مقتبلٌ والظِّلُّ منسدلُ
ظهرتَ فينا فأقررتَ العيونَ وما
يعدو بقاءكَ منْ يدعو ويبتهلُ
وزانَ جيشكَ لمَّا سارَ أربعة ٌ
إنْ ناضلوا نضلوا أوْ فاضلوا فضَلوا
عَلَوْا جُدُوداً وَأَجْدَاداً فَفَخْرُهُمُ الْ
مُذَاعُ مُتَّصِلٌ طَوْراً وَمُنْفَصِلُ
تفصيلهُ ابنُ بويهٍ وابنُ زائدة ٍ
وَعِنْدَ نَصْرٍ حَلِيفِ الْجُودِ يَتَّصِلُ
وأنتَ يا أكرمَ الآباءِ والدُهمْ
فمجدهمْ في الورى ماضٍ ومقتبلُ
بقوا ولاَ خيَّموا إلاّ على شرفٍ
مدى الزَّمانِ ولا خاموا ولاَ خملوا
يَا نَاصِرَ الدِّينِ بِالجِدِّ ارْتَقَيْتَ إِلى
هذَا الْمَحَلِّ عَلَى أَنَّ الْعُلى نِحَلُ
وبالحروبِ الَّتي سعَّرتها اعتزلَ الـ
بِلادَ مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلُ يَعْتَزِلُ
وَلَيْسَ يَجْتَمِعُ التَّدْبِيرُ وَالْخَللُ
إِذَا تَفَارَقَتِ الأَسْيَافُ وَالْخِلَلُ
لَقَدْ مَلأَتْ الْقَوَافِي فَوْقَ مَا وَسِعَتْ
فما لها عنكَ تعريدِ ولاَ ميلُ
فضائلٌ ملأتْ شعري بكثرتها
مِنْ أَنْ يَفُوزَ بِهِ التَّشْبِيبُ وَالْغَزَلُ
فَاسْمَعْ لِمُحْكَمَة ٍ فِي الأَرْضِ حاكِمَة ٍ
كَالشَّمْسِ مَكَّنَهَا مِنْ بُرْجِهِ الْحَمَلُ(35/105)
سَرِيعَة ِ السَّيْرِ إِلاَّ أَنَّهَا أَبَداً
تقيمُ في كلِّ أرضٍ وهيَ ترتحلُ
ولا تكرَّرُ في سمعٍ فيحدثَ منْ
تَكْرَارِهَا ضَجَرٌ مِنْهَا وَلاَ مَلَلُ
جَلَّتْ صِفاتُكَ عَنْ قَوْلٍ يُحِيطُ بِها
حَتّى اسْتَوى شَاعِرٌ فِيها وَمُنْتَحِل
مناقبٌ في أقاصي الأرضِ قدْ شُهرتْ
فما اعترى مطنباً في وصفها خجَلُ
أُعِيذُ مَجْدَكَ مِنْ عَيْنِ الْكَمالِ فَكَمْ
أصابتِ العينُ أملاكاً وما كملوا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> فِتْيَة ٌ قَدْ قَطَعُوا الدَّهْـ
فِتْيَة ٌ قَدْ قَطَعُوا الدَّهْـ
رقم القصيدة : 27481
-----------------------------------
فِتْيَة ٌ قَدْ قَطَعُوا الدَّهْـ
ـرَ اغْتِبَاقاً وَاصْطِباحا
يَحْمِلُونَ الرَّاحَ بَالرَّا
حِ غُدُوّاً وَرَوَاحا
وَإذا ما سئلوا الجو
دَ غَدَا المَالُ مُبَاحا
وَإذا قيلَ اركبوا قدْ
غَلَبَ الجِدُّ المُزاحا
جَعَلُوا الكاسَاتِ بِيضاً
وَالرَّيَاحِينَ رمَاحا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أرى سفهاً ولوْ جاءَ العذولُ
أرى سفهاً ولوْ جاءَ العذولُ
رقم القصيدة : 27482
-----------------------------------
أرى سفهاً ولوْ جاءَ العذولُ
بِحَقٍّ أَنْ أَقُولَ كَمَا يَقُولُ
فَمَا مِنِّي إِلى لَوْمٍ جُنُوحٌ
وَلاَ عِنْدِي لِتَعْنِيفٍ قَبُول
وكيفَ يبلُّ منْ داءٍ دفينٍ
عليلٌ ما يبلُّ لهُ غليلُ
أَحِنُّ لَدى الْمَنازِلِ وَهْيَ قَفْرٌ
كَما حَنَّتْ لَدى الْبَوِّ الْعَجُولُ
وأشتاقُ الدِّيارَ وساكنيها
كما يشتاقُ صحَّتهُ العليلُ
بَكَيْتُ لِهَجْرِهِمْ حِيناً وَحِيناً
لِبُعْدِهِمُ وَقَدْ أَزِفَ الرَّحِيلُ
فَلَمْ تَذَرِ النَّوى وَالْهَجْرُ دَمْعاً
تجادُ بهِ المعالمُ والطُّلولُ
وممَّا شفَّني وجدٌ عزيزٌ
يحاولُ قهرهُ صبرٌ ذليلُ
جَزى الرِّيحَ الدَّبُورَ اللّهُ خَيْراً
فلي منها إذا هبَّتْ رسولُ
أحمِّلهُ إلى سلمى سلاماً
تَرُدُّ جَوَابَهُ الرِّيحُ الْقَبُولُ
وَدُونَ الظَّاعِنِينَ نَوى ً شَطُونٌ(35/106)
عرتنا قبلها وهمُ حلولُ
خُطُوبٌ يَبْعُدُ الأَدْنَوْنَ مِنْها
ويقطعُ عندها البرُّ الوصولُ
وعندَ أبي المظفَّرِ إنْ ألمَّتْ
مَقِيلٌ مِنْ عَوَادِيها مُقِيلُ
بِهِ اغْتُفِرَتْ جِنَاياتُ اللَّيالِي
وَأَنْجَزَ وَعْدَهُ الزَّمَنُ الْمَطُولُ
أَضافَ إِلى النَّدى المُنْهَلِّ بَأْسَّا
يَهُونُ عَليهِ فِيه مَا يَهُولَ
أبادَ مخالفاً وأفادَ ذكراً
تَزُولُ الرَّاسِياتُ وَما يَزُولُ
وَأَمْناً تَعْجَبُ الأَيَّامُ مِنْهُ
وَعَدْلاً مالَهُ فِيهِ عَدِيلُ
تَدُورُ عَلى الأَدَانِي وَالأَقاصِي
مواهبهُ ولمْ تدُرِ الشَّمولُ
مساعٍ وعَّرتْ سبلَ المعالي
فَلَيْسَ إِلى اللَّحاقِ بِها سَبِيلُ
وَشَاعَ حَدِيثُها حَتّى تَساوى الْ
ـعَلِيمُ بِما تُؤَثِّلُ وَالْجَهُولُ
فأيقنَ منْ حوى ملكاً بجدٍّ
وحظٍّ أنَّهُ فيهِ دخيلُ
نحا شرفُ الملوكِ بلاَ دليلٍ
طَرَائِقَ لَيْسَ يَعْرِفُها دَلِيلُ
فَوَعْرُ الْمَكْرُماتِ عَلَيْهِ سَهْلٌ
وصعبُ النَّائباتِ لهُ ذلولُ
نَدى ً تَحْيَا الْعُفَاة ُ بِهِ وَعِزٌّ
تموتُ بهِ الضَّغائنُ والذُّحولُ
وعزمٌ لا يمينٌ ولاَ يمنِّي
وَرَأْيٌ لاَ يُفَلُّ وَلاَ يَفِيلُ
حمى ذا الشَّامَ أجمعهُ هزبرٌ
لَهُ بِالْقَلْعَة ِ الشَّمَّاءِ غِيلُ
مخوفٌ والصَّوارمُ لمْ تجرَّدْ
وَلاَ أَخْلَتْ مَرَابِطَها الْخُيُولُ
وليسَ يريمُ أسماعَ الأعادي
صليلُ ظبى ً يمازجهُ صهيلُ
ففي كفِّ الخلافة ِ حينَ يسطو
حُسَامٌ لاَ يُلِمُّ بِهِ كُلُولُ
فلاَ يأذنْ إلى الإرجافِ مصغٍ
يميلُ بهِ الهوى أنّى يميلُ
فَكُلُّ عُدَاة ِ هذَا الْمُلْكِ أَسْرى
وَهَيْبَتُكَ الْجَوامِعُ وَالكُبُولُ
وَما تَخْشَى عِدى ً لاَ أَسْرَ فِيهِمْ
وإنْ كثرَ المشرَّدُ والقتيلُ
وليسَ يخيبُ حينَ تجودُ إلاَّ
مُشِيرٌ بِاخْتِصارِكَ أَوْ عَذُولُ
فداؤكَ منْ نزاهتهُ لأمرٍ
يخافُ ومنْ نباهتهُ خمولُ
ففي قلبِ السِّيادة ِ منهُ غلٌّ
تكنَّفهُ وسؤددهُ غلولُ(35/107)
وَمَغْرُورٌ رَأَى الإِقْدَامَ يُرْدِي
فعاودَ يستميلُ ويستقيلُ
كَسَيْلٍ عَزَّهُ طَوْدٌ مُنِيفٌ
فأعرضَ حينَ عارضهُ مسيلُ
فكانتْ عزمة ً ذهبتْ ضلالاً
إلى أنْ أصحبَ الرَّأيُ الأصيلُ
فَأَوَّلُها اعْتِدَاءٌ وَاغْتِرَابٌ
وَآخِرُهَا وِدَادٌ بَلْ نُكُولُ
وغاية ُ منْ غزا لينالَ غنماً
وَأَعْيَتْهُ مَطالِبُهُ الْقُفُولُ
لأخفقَ ظنُّهُ واعتاضَ ودّاً
على غيرِ الزَّمانِ بهِ يصولُ
فَإِنْ تَخِبِ الصَّوَارِمَ وَالْعَوَالِي
فَلَمْ يَخِبِ الكِتابُ وَلاَ الرَّسُولُ
فما للرُّومِ لا عدموا ضلالاً
يَغُرُّهُمُ الرَّجاءُ الْمُسْتَحِيلُ
عَهِدْتُهُمُ تَخُونُهُمُ الأَمانِي
متى صارتْ تخونهمُ العقولُ
لذا منعوكَ حقَّكَ واستعاضوا
بِهِ بَدَلاً فَمَا ثَبَتَ الْبَدِيلُ
نَزَلْتَ بِأَخْذِهِ قَسْراً جَدِيراً
وأنتَ بردِّهِ كرماً كفيلُ
يَحِلُّ النَّاسُ مَا عَقَدُوهُ غَدْراً
وَعَقْدُكَ لاَ يُحَلُّ وَلاَ يَحُولُ
ومنْ أعززتَ ليسَ لهُ مذلٌّ
ومنْ أذللتَ ليسَ لهُ مديلُ
وهلْ تعصي الفروعُ على همامٍ
متى ما همَّ لمْ تعصِ الأصولُ
فكيفَ بهمْ إذا ما الخيلُ بثَّتْ
فُحُولاً فَوْقَ أَظْهُرِهَا فُحُولُ
يُبَرْقِعُها الْقَنَا فِي كُلِّ حَرْبٍ
نجيعاً ما لها منهُ شليلُ
ويكسو الصُّبحَ منْ نقعٍ خضاباً
كَلَيْلٍ وَالنُصُولُ بِهِ نُصُولُ
أَبَى لَكَ أَنْ تُسَامَ الْخَسْفَ عَزْمٌ
بأسيافِ العدى منهُ فلولُ
ليحوِ الفخرَ عصرٌ أنتَ فيهِ
فَإِنَّكَ لِلزَّمَانِ يَدٌ تَصُولُ
تَكَلَّفَهَا لِنَفْيِ الْبُخْلِ عَنْهُ
وقدْ يسني عطيَّتهُ البخيلُ
ولستَ مطاولاً في المجدِ إلاَّ
إِذَا طَالَتْ عَلى الْغُرَرِ الْحُجُولُ
عَلَتْ جَدْوَاكَ أَقْوَالِي وَقِدْماً
عَلَوْتُ الْمُنْعِمِينَ بِمَا أَقُولُ
بِهَا أَدْرَكْتُ آمَالِي وَبَيْنِي
وَبَيْنَ قَرِيبِهَا أَمَدٌ طَوِيلُ
فنابُ الدَّهرِ عنِّي اليومَ نابٍ
لَدَيْكَ وَطَرْفُهُ دُونِي كَحِليلُ(35/108)
وَكُنْتَ لِرَيْبِهِ هَدَفاً إِلى َ أَنْ
غَطَانِي ظِلُّ أَنْعُمِكِ الظَّلِيلُ
سَأَشْكُرُهَا مُبيناً عَنْ ثَنَاءٍ
يُقَصِّرُ عَنْ مَدَاهُ مَنْ يُطِيلُ
خفيفٍ حمَّلَ الحسّادَ ثقلاً
مقيمٍ وهوَ في الدُّنيا يجولُ
تَضَمَّنَهُ قَرَاطِيسٌ سَتُطْوَى
وينشرُ فضلها جيلٌ فجيلُ
كَوَاكِبُ فِي سَمَاءِ عُلاكَ زُهْرٌ
ولكنْ مالها عنها أفولُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> عَوِّضُونا مِنَ السُّهادِ الرُّقادا
عَوِّضُونا مِنَ السُّهادِ الرُّقادا
رقم القصيدة : 27483
-----------------------------------
عَوِّضُونا مِنَ السُّهادِ الرُّقادا
فلعلَّ الخيالَ أنْ يعتادا
صحة ُ الشوقِ أحدثتْ علة َ الصبـ
ـرِ وَبُعْدُ المَزَارِ أَدْنى السُّهَادا
كمْ عذولٍ عليكمُ رامَ إصلاَ
حِي فَكانَ المَلاَمُ لِي إِفْسادا
كُلَّما زَادَ عَذْلُهُ زَادَ وَجْدي
وَكِلاَنَا في شَأْنِهِ قَدْ تَمَادا
ثُمَّ رَافَقْتُمُوهُ إِذْ جَاءَ يَلْحَا
ني فألاَّ رافقتمُ العوادا
كَيْفَ يُصْغِي إِلى المَلاَمَة َ فِيكُمْ
منْ يرى الغيَّ في هواكمْ رشادا
مَنْ لِقَلبٍ أَصْلَيْتُمُوهُ لَظى الجَمْـ
ـرِ وَجَنْبٍ أَفْرَشْتُمُوهُ القَتَادا
بَعْدَ عَيْشٍ حَكى الشَّبَابَ بَلَوْنَا
هُ حميداً وَقدْ مضى ما عادا
وَنأيتمْ معَ الدنوَّ فما أنـ
ـكَرْتُ لَمَّا نَأَى المَحَلُّ البِعَادا
وَوراءَ الحمى بوادٍ بوادٍ
تمنهُ السمرُ سربهُ أن يصادا
وَمهى ً لها اعتناءٌ بمنْ ها
مَ وَلاَ لفتة ٌ إلى منْ فادا
ما عرفنَ البكاءَ يوماً وَكمْ أبـ
ـكَيْنَ عَيْناً وَكَمْ تَبَلْنَ فُؤَادا
كُلُّ حَسْنَاءَ لاَ تَجُودُ بِإِحْسَا
نٍ ورودٍ لاَ تحسنُ الإروادا
وَأَرى العِشْقَ وَالثَّمانُونَ تَنْهى
عنهُ رأياً فارقتُ فيهِ السدادا
وَعَرَتْنِي نَوَائِبٌ تُبْطِلُ الحَـ
ـقَّ وَتُعْطِي غَيْرَ المُحِقِّ المُرَادا
وَأخلاءَ يضمرونَ ليَ الشحـ
ـنَاءَ وَدْءَاً وَيُظْهِرُونَ وِدَادا(35/109)
قَدَحُوا فِي فَضَائِلٍ حُرِمُوهَا
بزنادٍ لاَ تعدمُ الإصلادا
وَقديماً كمِ ابتغى نقضَ حبلي
جَاهِلٌ بِي فَزَادَهُ إِحْصَادا
لا مَلاَمٌ لَهُمْ وَهَلْ لِيَمتِ الرِّيـ
ـحُ إِذَا لَمْ تُزَعْزِعِ الأَطْوَادا
منْ يذدْ بالتمويهِ عنْ موردِ العزَّ
فإني عنْ وردهِ لنْ أذادا
صنتُ نفسي عنِ اللحاقِ بقومٍ
بلغَ الحرصُ فيهمُ ما أرادا
وَ زوتني عنهُ مواهبُ ملكٍ
جلَّ عنْ أنْ يهزَّ أوْ يستزادا
يَفْعَلُ الدَّهْرُ جَاهِداً كُلَّ مَا شَا
ءَ وَلَمْ يُلْفَ هَادِماً مَا شَادا
وَاعِدٌ بَالغِنى فَلاَ يُخْلِفُ الوَعْـ
ـدَ وَيعفو فيخلفُ الإيعادا
وَبعيدُ المرامِ ، ما قالتِ الأعـ
ـداءُ حازَ الكمالَ إلاَّ وَزادا
فَاتَ أَمْلاَكَ عَصْرِهِ فَبِحَقٍّ
حلَّ أعلى الربى وَحلوا الوهادا
خَنعُوا وَانْتَخى وَعَزَّ وَذَلُّوا
وَهَوَوْا واعْتَلى وَضَنُّوا وَجَادا
فَعَلاتٌ عَمَّتْ رَبِيعَة َ بِالفَخْـ
ـرِ وَكعباً وَخصتِ الشدادا
وَمعالٍ ما قصرتْ دونها الأ
مالُ إلاَّ لتعذرَ الحسادا
سَدَّ أَقْطَارَهَا عَلَى النَّاسِ مَنْ سَا
دَ وَلَمْ تُكْسَ عَارِضَاهُ سَوَادا
يا بنَ منْ ذللوا النوائبَ بالقهـ
ـرِ وَأَعْطَاهُمُ الزَّمَانُ القِيَادا
منْ ملوكٍ لها العواصمُ دارٌ
وَمُلُوكٍ تَقَيَّلُوا بَغْدَادا
عُصَبٌ إِنْ جَرَوْا إِلى الجُودِ وَالإِقْـ
ـدامِ بذوا الأجوادَ وَالأنجادا
وَأَبَوْا أَنْ يَفُوزَ سَاعٍ بِمَجْدٍ
لمْ يكنْ منْ خلالهمْ مستفادا
فقتَ هذا الورى جدوداً وَآبا
ءً وَفُقْتَ الآبَاءَ وَالأَجْدَادا
طُلْتَ طَوْلاً وَهِمّة ً وَمَحَلاًّ
وَمحالاً وَنجدة ً وَنجادا
وَأَبَتْ مَا أَبَيْتَ بِيضٌ حِدَادٌ
أَبَداً تُلْبِسُ النِّسَاءَ حِدَادا
مرهفاتٌ إنْ بزها سخطكَ الأغـ
ـمَادَ عِيضَتْ مِنَ الطُّلى أَغْمادا
لَوْ أَبَانَتْ عَنْ ذِكْرِ مَنْ عَاصَرَتْهُ
ذكرتْ تبعاً وَلمْ تنسَ عادا
وَعتاقٌ مقورة ٌ تسبقُ الأو
هَامَ إِذْ غَيْرُهَا يُبَارِي الجِيَادا(35/110)
تَرِدُ الرَّوْعَ وَهْيَ دُهْمٌ مِنَ النَّقْـ
ـعِ وَيصدرنَ بالنجيعِ ورادا
إِنْ أَرَدْنَ البَعِيدَ كَانَ قَريباً
أوْ وردنَ البحارَ صارتْ ثمادا
لمْ تزلْ توسعُ الخلافة َ بالنصـ
ـحِ اجتهاداً وَالمشركينَ جهادا
نَهَضَاتٌ أَوْهَتْ قُوَى مَلِكِ الرُّو
مِ فحلَّ الثرى بها أوْ كادا
وَلقدْ نازلتْ مدينتهُ العظـ
ـمى حُمَاة ٌ لاَ يَأْلَمُونَ الجِلاَدا
يَبْذُلُونَ النُّفُوسَ فِي طَاعَة ِ اللّـ
ـهِ احْتِسَاباً وَيَذْكُرُونَ المَعَادا
منْ يردْ مطلباً بجدكَ لاَ يكـ
ـدِي وَمَنْ كُنْتَ رِدْءَهُ لَنْ يُكادا
أَغْمَدَ الرُّومُ عَنْ حِمَايَتِهَا البِيـ
ـضَ وَلَمْ يَشْرَعُوا القَنَا المُنادا
وَإذا النارُ نامَ موقدها عنـ
ـهَا فَأَجْدِرْ بِأَنْ تَحُولَ رَمَادا
ربَّ أمرٍ مريدهُ لاَ يناوى
جَرَّ أَمْراً وَلِيدُهُ لاَ يُنَادا
قصدتهمْ منْ سابقٍ عزماتٌ
لاَ تَعَدّى سِهَامُها الإِقْصَادا
صَادِقَاتٌ كَأَنَّ بَيْنَ المَنَايَا
يومَ تنضى وَبينها ميعادا
وَدواءُ الداءِ الذي فتَّ في الأعـ
ـضَادِ خَوْفاً وَفَتَّتَ الأَكْبَادا
جزية ٌ إنْ رضيتها تؤمنُ الأنفـ
ـسُ منْ أنْ تفارقَ الأجسادا
أوْ خروجٌ عنها فقدْ آنَ للمسـ
ـروقِ بعدَ المطالِ أنْ يستعادا
كمْ بغى حصرها عزيزٌ فألفا
هُ عَزِيزاً صَعْبَ المَرامِ فَحَادا
وَأبى اللهُ أنْ يشاركَ فيهِ
فاختصاصاً بفخرهِ وَانفرادا
وَقدتْ عزها ملوكٌ تناءوا
عَنْ طَرِيفِ العُلى فَعَدُّوا التِّلادَا
يا بني صالحٍ بكمْ صلحَ الدهـ
ـرُ وَقدْ كانَ لا يريمُ الفسادا
وَزَمَاناً مَا زِلْتُ أَسْأَلُ عَنْكُمْ
فكفتني رؤياكمُ الإسنادا
وَشهدتُ البحورَ قدْ كفتِ الورَّ
ادَ أَنْ يَبْعَثُوا لَهَا رُوَّادا
وَرَغِبْتُمْ فِي المَكْرُمَاتِ فَجُدْتُمْ
وَأرى الناسَ غيركمْ زهادا
وَلقدْ فازَ بالخلودِ كرامٌ
تخذوا الحمدَ عدة ً وَعتادا
بعطايا تترى مئينَ وَآلا
فاً وَتلفى فيمنْ ترى أفرادا
وَسواكمْ إذا تكلفَ معرو(35/111)
فاً وَإنْ قلَّ أكثرَ الإعتدادا
سكنَ الخلقُ منْ جواركَ ظلاً
زَادَهُ اللّهُ بَسْطَة ً وَامْتِدَادا
وَ توالتْ أيامُ ملككَ أعيا
داً فكدنا لاَ نعرفُ الأعيادا
وَجمعتَ الأهواءَ منْ بعدِ تشتيـ
ـتٍ برأيٍ يؤلفُ الأضدادا
قدْ كثرتَ الملوكَ فضلاً وَإفضا
لاً وَعدلاً فأكثرهمُ أولادا
وَاتْلُ نَصْراً بِكُلِّ قَرْمٍ هُمَامٍ
آمنٍ أنْ يطالَ أوْ أنْ يسادا
لترى منهمُ حيالكَ آسا
داً وَمنْ ولدِ ولدهمْ آسادا
عِشْ لِعَافٍ أَنْسَيْتَهُ الفَقْرَ إِصْفَا
داً وَعانٍ فككتَ عنهُ الصفادا
وَلْيَزِدْ أَمْرُكَ المُطاعُ نَفَاذاً
فَسَأُبْقِي عَلَيْكَ مَا أمْكَنَ القَوْ
لُ ثناءً حتى المعادِ معادا
بقوافٍ ليستْ تفارقُ مغنا
كَ عَلَى أَنَّها تَجُوبُ البِلاَدا
قَدْ حَمَاهَا مَنْ أَجْزَلَ النَّقْدَ إِذْ زُفَّـ
ـتْ إِلَيْهِ وَأَحْسَنَ الإِنْتِقَادا
عنْ جهولٍ يعدها منْ عداهُ
وَعدوًّ منْ سمعها يتفادا
وَقبيحٌ أنْ أدعي الفضلَ فيها
بعدَ أنْ أنطقتْ علاكَ الجمادا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أَجْدِرْ بِمَنْ عادَاكَ أَنْ يَتَذَلَّلا
أَجْدِرْ بِمَنْ عادَاكَ أَنْ يَتَذَلَّلا
رقم القصيدة : 27484
-----------------------------------
أَجْدِرْ بِمَنْ عادَاكَ أَنْ يَتَذَلَّلا
وبمنْ أردتَ لقاءهُ أنْ ينكلا
لمْ يزجِ أرمانوسُ نحوكَ رسلهُ
حتّى تخوَّفَ أنْ يكونَ الفيصلا
كَالْعَيرِ يُوْعِرُ جاهِداً فَإِذَا رَأَى
إِيْعارَهُ ضَرَراً عَلَيْهِ أَسْهَلا
قدْ نابَ عنْ إسلامهِ استسلامهُ
بَعْدَ الْخُضُوعِ عَلَيْهِ سِتْراً مُسْبَلا
ما فَالَ رَأْيُ الرُّومِ لَما عاجَلُوا
طَلَبَ الأَمانِ مَخافَة ً أَنْ يُعْجَلا
فَاسْتَنْزَلُوا عَنْ مُلْكِهِمْ مَنْ لاَ يُرى
فِيهِ بِمِثِلِ فِعَالِهِمْ مُسْتَنْزَلا
واستصفحوا هذي الصِّفاحَ فأطفؤا
بخضوعهمْ منها حريقاً مشعلا
قدْ ماجَ بحرهمُ فلمْ يحفلْ بهِ
بَحْرٌ يُغادِرُ كُلَّ بَحْرٍ جَدْوَلا(35/112)
وَالرِّيحُ إِنْ هَبَّتْ يَهُزُّ هُبُوبُها
نارَ الذُّبالِ بأنْ تحرِّكَ يذبلا
عنيتْ بشمسِ العزمِ بعدَ بزوغها
في .............
وَلَوَ انَّها طَلَعَتْ عَلَيْهِمْ طَلْعَة ً
لَرَأَيْتَهُمْ مِنها هَباءً مُهْمَلا
في هدنة ٍ قدْ قلَّدتهمْ منَّة ً
تأبى صنائعُ ربِّها أنْ تجهلا
ضلَّ السَّبيلَ فلمْ يفزْ بنجاتهِ
مَنْ ظَلَّ يَطْلُبُ غَيْرَ عَفْوِكَ مَوْئِلاً
فليقهرِ الأديانَ غيرَ مدافعٍ
دِينٌ غَدَوْتَ بِنَصْرِهِ مُتَكَفِّلا
أمبلِّغَ الرُّسلِ المرادَ لقدْ رأوا
مِنْ دُونِ قَصْرِكَ ما يَسُوءُ الْمُرسِلا
جيشاً تظلُّ لهُ الشَّواهقُ خشَّعاً
وَتكادُ مِنْهُ الأَرْضُ أَنْ تَتَزلْزَلا
حتّى رأوكَ ومنْ رآكَ فلمْ يرعْ
يئسوا وقدْ نظروكَ ذاكَ الجحفلا
وَتَحَقَّقُوا ما رَابَهُمْ بِتَوَهُّمٍ
وَرَأَوْا عِياناً ما رَأَوْهُ تَخَيُّلا
خطبتْ إليكَ السِّلمَ أملاكُ الورى
فَغَدَتْ وُفُودُهُمُ بِبابِكَ مُثَّلا
كَمْ قَدْ أَتَتْكَ مُخِفَّة ً وَأَعَدْتَها
لاَ تَسْتَطِيعُ بِما أَنَلْتَ تَحَمُّلا
شيَّدتَ للإسلامِ فلتسلمْ لهُ
بِعُلاَكَ عِزّاً لاَ يَرِيمُ مُؤَثَّلا
لاَ يَطْمَعَنَّ بِأَنْ يُسَامِيَ ذَا الْعُلى
سامٍ ولوْ كانَ السِّماكَ الأعزلا
كلاَّ ولاَ ريّاً يؤمِّلُ دونها
ظَامٍ وَلَوْ شَامَ الْغُيُوثَ الْهُطَّلا
لَمَّا ارْتَضَتْكَ لَهَا الْخِلاَفَة ُ عُدَّة ً
ثُمَّ انْتَضَتْكَ فَكُنْتَ عَضْباً مِقْصَلا
أَصْبَحْتَ صاحِبَ رَأْيها إِنْ عَضَّها
زَمَنٌ وَحاسِمَ دَائِها إِنْ أَعْضَلا
ولتذخرنْ طيُّ العصاءِ لرعي ما
أبقيتَ ولتذرِ الوشيجَ الذُّبَّلا
قدْ أصبحوا فرقاً بكلِّ مفازة ٍ
فَرَقاً مِنْ النَّارِ الَّتي لاَ تُصْطَلا
أنزلتهمْ دارَ الهوانِ ولوْ رضوا
بِسُطى سِوَاكَ لَما ارْتَضَوْها مَنْزِلا
وسلبتَ حسَّاناً بعزِّكَ عزَّة ً
وَلكَانَ ذَا وَجْدٍ بِما عَنْهُ سَلا
فاذعرْ بذا العزمِ الأسودَ الغلبَ في
غاباتِها وَذَرِ النَّعامَ الْجُفَّلا(35/113)
فسيوفُ عزمكَ لوْ لقيتَ مهلهلاً
يومَ الكلابِ بها لعادَ مهلِّلا
وَسِهامُ رَأْيِكَ ما رَمَيْتَ بِها الْعِدى
إِلاَّ أَصارَتْ كُلَّ عُضْوٍ مَقْتَلا
وليلبسِ الطَّوقَ المرصَّعَ ناكثٌ
وجدَ الصَّليبَ أخفَّ منهُ محملا
وليهنِ مولانا عزائمُ غادرتْ
متذلِّلاً منْ لمْ يزلْ متدلِّلا
وَانْتَابَهُ أَهْلُ البِلادِ وَطَالَما
قدْ رامَ عنهُ أهلهُ متحوَّلا
قَدْ صَارَ صُبْحُ الشَّامِ لَيْلاً مُسْفِراً
وَلَكانَ فِيهِ الصُّبْحُ لَيْلاً أَلْيَلا
مذْ ظلَّ بأسكَ عونهُ إنْ نابهُ
خَطْبٌ وَجُودُكَ غَيْثَهُ إِنْ أَمْحَلا
فَلْيَرْمِ مَنْ أَصْبَحْتَ عُدَّتَهُ الْعِدى
بكَ عنْ يقينٍ أنَّهُ لنْ ينضلا
وَلْيَرْقَ مَنْ رَامَ الْعُلُوَّ بِنائِلٍ
فَنَدَاكَ يَحْكِي الْعَارِضَ الْمُتَهَلِّلا
فبمثلِ هذا البأسِ يحمي منْ حمى
وبمثلِ هذا الجودِ يعلو منْ علا
أيُّ الخلائقِ لمْ تدنْ لكَ طاعة ً
أَيُّ الْمَدَائِنِ لَمْ تَصِرْ بِكَ مَعْقِلا
لوْ قيلَ للأيَّامِ وهيَ خبيرة ٌ
هلْ كالمظفَّرِ في الأنامِ لقلنَ لا
إنَّ الزَّمانُ أرادَ كشفكَ للورى
فسطا لتردعهُ وجارَ لتعدلا
فعدلتَ حتّى لمْ تجدْ متظلِّماً
ومنعتَ حتّى لمْ تدعْ متبذِّلا
عِزٌّ أَنَالَكَ ذُو الْجلاَلِ بَقَاءَهُ
فلقدْ حويتَ بهِ الفخارُ مكمَّلا
وَأَرَاكَ مَحْمُوداً مُبَلَّغَ رُتْبَة ٍ
ما نالَ أدناها الأكاسرة ُ الألى
فلقى الشَّآمَ وساكنيهِ عصمة ً
أنْ أصبحَ الضِّرغامُ فيهِ مشبلا
مَلِكٌ إِذَا حَمَلَ الْمَغارِمَ عَنْهُمُ
أَجْزى وَإِنْ بَذَلَ الْمَكارِمَ أَجْزَلا
سهلٌ على الطُّلاَّبِ صعبٌ في الورى
أَكْرِمْ بِهِ مُسْتَصْعِباً مُسْتَسْهِلا
يا مصطفى الملكِ المظفَّرَ لمْ تدعْ
في ذا الثَّناءِ مجدٍّ مدخلا؟
حرَّمتهُ إلاَّ عليكَ فلنْ ترى
أَبَداً لِغَيْرِكَ مَا حَيِيتُ مُحَلَّلا
مَاذَا أَرُومُ وَكُلُّ أَكْدَرَ قَدْ صَفا
لي في ذراكَ وكلُّ مرٍّ قدْ حلا
حسبُ المطامعِ روضُ بشركَ مرتعاً(35/114)
وكفى المنى منهلُّ جودكَ منهلا
والآنَ أغناني عنِ الثَّمدِ الحيا الـ
هامي وأنساني المحلَّ الممحلا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> عليَّ لها أنْ أحفظَ العهدَ وَالودا
عليَّ لها أنْ أحفظَ العهدَ وَالودا
رقم القصيدة : 27485
-----------------------------------
عليَّ لها أنْ أحفظَ العهدَ وَالودا
وَإِنْ لَمْ يُفِدْ إِلاَّ القَطِيعَة َ وَالبُعْدا
وَكمْ عاذلٍ فيها أشارَ بهجرها
فَأَدَّى إِلى أَسْمَاعِنَا خَبَراً إِدَّا
إذا ما أطالَ اللومَ قلتُ لهُ اتئدْ
فِمَا عَاشِقٌ مَنْ لاَ يَرى غَيَّهُ رُشْدا
وَخدنُ الهوى منْ عدَّ إسخاطهُ رضى ً
وَإِكْدَارَهُ صَفْواً وَحَنْظَلَهُ شَهْدَا
وَلَوْ لَمْ يَرُضْنِي الشَّوْقُ وَالْهَجْرُ بُرْهَة ً
لَمَا كُنْتُ أَرْضى الْوَعْدَ وَالنَّائِلَ الثَّمْدَا
تَصَدَّتْ إِلى أَنْ قُلْتُ مَا الْهَجْرُ دِينُهَا
وَصدتْ إلى أنْ صرتُ لاَأنكرُ الصدا
وَبانتْ فباتَ الطيفُ يعصي بحكمها
يُوَاصِلُنِي سَهْواً وَيُهْجُرُنِي عَمْدَا
عشية َ قالتْ لاَ يمتُّ بأنهُ
مقيمٌ على دعواهُ منْ لمْ يمتْ وجدا
وَقَفْنَا مَعاً أَسْتَنْصِرُ الدَّمْعَ وَالضَّنى
إذا ما انبرتْ تستنصرُ الطرفَ وَالقدا
وَسَهْمَ لِحَاظٍ يُؤْلِمُ الْقَلْبَ جُرْحُهُ
أهانَ جراحاً تؤلمُ العظمَ وَالجلدا
وَتَخْجَلُ مِنْ ظُلْمِي صُرَاحاً فَكُلَّما
حَكى الْوَرْدَ خَدّاها حَكى دَمْعِيَ الْوَرْدَا
وَما زِلْتُ مِنْ أُولى زَمانِيَ رَاغِباً
بنفسيَ أنْ تبغي مآربها كدا
وَأَنْ أَقْدَحَ النَّارَ الَّتي يُهْتَدى بِها
إِلى الْحَظِّ ما كانَ الْخُضُوعُ لَها زَنْدَا
فَيا رَغْبَتي فِي الْحُبِّ عُودِي زَهادَة ً
فما أنتِ أولى رغبة ٍ رجعتْ زهدا
ذَرِي الأَمَلَ المُعْتَلَّ تَلْقَيْ صَحِيحَهُ
لدى ملكٍ أفعالهُ تخلقُ المجدا
إذَا جادَ لَمْ يَخْلُفْ مَوَاهِبَهُ الْحَيا
وَإَنْ قالَ لَمْ يُخْلِفْ وَعِيداً وَلا وَعْدَا(35/115)
وَإِنْ جادَتِ الأْنْوَاءُ فِي الْخِصْبِ فاتَها
وَإنْ بخلتْ في المحلِ كانَ لها ضدا
وَإنْ عاقبَ الجانينَ صالَ وَما اعتدى
وَإنْ سئلَ الإنعامَ أغنى وَما اعتدا
سَدِيدٌ إِذَا الْقَوْلُ نابَ عِنِ الظُّبى
شَدِيدٌ عَلَى رَيْبِ الزَّمانِ إِذَا أشْتَدَّا
فدتْ سابقاً شوسُ الملوكِ فإنهُ
حقيقٌ بأنْ يثنى عليهِ وَأنْ يفدا
وَععزهمُ في المجدِ أبعدهمْ مدى
على أنهُ بالمهدِ أقربهمْ عهدا
وَأصفاهمُ ذهناً وَأنداهمُ يداً
وَأَضْفاهُمُ ظِلاًّ وَأَوْفاهُمُ رِفْدَا
يدلُّ وَلمْ يدللْ على نهجِ سؤددٍ
كَذَاكَ النُّجُومُ الزُّهْرُ تَهْدِي وَلا تُهْدَا
سَلِيْلُ الأُلى حَلُّوا ذُرَى الْمَجْدِ بِالْقَنا
وَخَلَّوْا لِمَنْ يَرْجُو لَحاقَهُمُ الْوَهْدَا
وَكمْ لهمُ منْ حاسدٍ بسطَ المنى
وَلكنهُ أودى وَما نالَ ما ودا
وَتنطقُ أهلَ العيَّ أوصافُ مجدهمْ
عَلَى أَنَّهُمْ إنْ فاخَرُوا أَخْرَسُوا اللُّدَّا
بَنِي صالِحٍ أَقْصَدْتُمُ مَنْ رَمَيْتُمُ
وَأَحْيَيْتُمُ مَنْ أَمَّ مَعْرُوفَكُمْ قَصْدَا
سَقى اللّهُ دَوْحاً يُثْمِرُ الْحَتْفَ وَالْغِنى
وَلاَ ملكتْ أيدي الخطوبِ لهُ عضدا
فَما وَخَدَتْ كُوم؟ الْمَطِيِّ بِرَاغِبٍ
وَلاَ راهبٍ إلاَّ بمدحكمُ تحدا
أفضتمْ على هذا الورى انعماً أبى
تَوَاتُرُها أَنْ يَسْتَطِيعُوا لَها جَحْدَا
وَأَنَّى يَهُمُّ الأَوْلِياءُ بِطَيِّها
وَلَمْ يَجِدِ الأَعْدَاءُ مِنْ نَشْرِها بُدَّا
جَنَوْا فَعَفَوْتُمْ وَأعْتَفَوْكُمْ فَجُدْتُمُ
فَأَحْسَنْتُمُ الْبُقْيا وَأَجْزَلْتُمُ الرِّفْدَا
وَذللتمُ صعبَ الزمانِ لأهلهِ
فذلَّ وَقدْ كانَ الجماحُ لهُ وَكدا
وَمالَ إلى الإنصافِ منْ بعدِ جورهِ
فأبدى الذي أخفى وَأخفى الذي أبدا
وَصَيَّرْتُمُ الْبَذْلَ الذَّي شاعَ ذِكْرُهُ
مُضافاً إِلى الْعَدْلِ الذَّي يُوجِبُ الخُلْدَا
دروعاً على الأعراضِ لاَ قومُ تبعٍ
قضوها وَلاَ داودُ أحكمها سردا(35/116)
مَناقِبُ لَوْ أَنَّ اللَّيالِي تَوَشَّحَتْ
بِأَذْيالِها لآبْيَضَّ مِنْهُنَّ ما اسْوَدّا
وَمُلْكٌ حَوَاهُ بَعْدَما شابَ صالِحٌ
وَخُوِّلْتُمُوهُ بَعْدَهُ غِلْمَة ً مُرْدَا
فأشرعتمُ قدامهُ وَوراءهُ
صوارمَ تجتاحُ العدى وقناً ملدا
وَخَيْلاً إِذَا نادى الصَّريخُ تَهافَتَتْ
إليهِ سراعاً تحملُ الغابَ وَالأسدا
عِرَاباً كَساها النَّقْعُ مِمّضا يَحُوكُهُ
جلالاً وَقدْ سدتهُ عارية ً جردا
وَنارَيْنِ لِلْمَعْرُوفِ وَالْبَأْسِ شُبَّتا
لذي فاقة ٍ يحبا وَذي إحنة ٍ يردا
فنارُ قرى ً دلتْ عليهِ وَطالما
هَدَتْ عائِلاً قَدْ ضَلَّ وَاسْتَوفَدَتْ وَفدَا
وَنارُ وَغى ً يَصْلى بِها كُلُّ حائِنٍ
إذا ما بغى إطفاءها زادها وقدا
وَمنْ دونِ هذا العزَّ سيفُ خلافة ٍ
يفوقُ الظبى صفحاً وَيفضلها حدا
وَيَفْرُقُ ما بَيْنَ الْمَفارِقِ وَالَّلهى
إِذَا ما عَرَا خَطْبٌ وَما فارَقَ الْغِمْدَا
أَيا مَنْ حَمى شُكْرِي بِفائِضِ نائِلٍ
إذا رمتُ إحصاءً لهُ كثرَ العدا
وَأحسنَ بي يتلو أباهُ فما اعتدى
وَاسرفَ في فعلِ الجميلِ وَما اعتدا
ألستَ ابنَ منْ أنستْ عطاياهُ كلَّ منْ
همتْ يدهُ طوعاً وَكرهاً وَمنْ أجدا
وَكانَ ثوابُ المدحِ فيهمْ نسيئة ً
تُناسى إِلى حِينٍ فَعَجَّلَهُ نَقْدَا
وَأَعْطَوْا قَلِيلاً ثُمَّ أَكْدَوا فَيَمَّمَتْ
رِكابِيَ مَنْ أَعْطى كَثِيراً وَما أَكْدَا
فَعُوِّضْتُ مِنْ ذُلِّ الْمَطامِعِ عِزَّة ً
وَمِنْ خِيفَة ٍ أَمْناً وَمِنْ عَدَمٍ وَجْدَا
بِظِلِّ كَرِيمِ النَّجْرِ وِالْيَدِ لَمْ تَلِدْ
لَهُ مامَة ٌ مِثْلاً وَلاَ نَجَلَتْ سُعْدَا
وَفِي ضِمْنِ تِلكَ الْمَكْرُماتِ كَرَامَة ٌ
ظفرتُ بها حراً فصرتُ لها عبدا
فَها أَنا ثاوٍ فِي جَنابِكَ لَمْ أَمِلْ
إلى أملٍ ينحى وَلاَ منة ٍ تسدا
يَعافُ وُرُودَ الطَّرْقِ مَنْ وَجَدَ الْحَيا
وَيَأْبى الرِّضى بِالرَّشْحِ مَنْ جاوَرَ الْعِدَّا
هنيئاً لكَ العيدانِ ثانٍ وَأولٌ(35/117)
تودُّ الثريا أنْ تكونَ لهُ مهدا
وَوَاهِبُهُ الْمَسْؤُولُ فِي أَنْ يُرِيكَهُ
هماماً سعيدَ الجدَّ وَابنَ ابنهِ جدا
وَلاَ زالَ منعوتاً بنعتِ سميهِ
وَأَخْبارُهُ تُرْوى وَرَاحَتُهُ تَنْدَا
وَمالِيَ لاَ أُهْدِي إِلَيْكَ غَرَائِباً
بكَ اعتصمتْ عنْ أن تباعَ وَأنْ تهدا
مضمنة ً مدحاً إذا ضاعَ نشرهُ
فما الندُ أهلاً أنْ يكونَ لهُ ندا
وَطائِيَّة َ التَّحْبِيرِ لَمْ تَعْدُ أَعْصُراً
وَنَجْدِيَّة ً لَمْ يَأْتِ قائِلُها نَجْدَا
وَكمْ راقَ شعرٌ ما حبيبٌ أتى بهِ
وَقَدَّ الطُّلى سَيْفٌ وَما عَرَفَ الْهِنْدَا
وَلنْ تبلغَ الأقوالُ ما أنتَ فاعلٌ
وَلوْ بلغتْ في وصفِ آلائكَ الجهدا
فَأَنْزَرُ ما تُعطِيهِ يُوفِي عَلَى الْمُنى
وَأَيْسَرُ ما تُولِيهِ يَسْتَغْرِقُ الْحَمْدَا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> مَحَلُّكَ مِنْ مَحَلِّ الشَّمْسِ أَعْلا
مَحَلُّكَ مِنْ مَحَلِّ الشَّمْسِ أَعْلا
رقم القصيدة : 27486
-----------------------------------
مَحَلُّكَ مِنْ مَحَلِّ الشَّمْسِ أَعْلا
فَهَلْ يَئِسَ الْمَنافِسُ فِيهِ أَمْ لا
وما استفهمتُ شكّاً لمْ بغاهُ
فَمَا وَجَدَ الطَّرِيقَ إِلَيْهِ سَهْلا
ضربتَ لحوزِ أعشارِ المعالي
فَكانَ لَكَ الرَّقِيبُ مَعَ الْمُعَلاّ
سَمَتْ بِكَ هِمَّة ٌ كَسَبَتْكَ ذِكْراً
وَسَمْتَ بِها الزَّمَانَ وَكانَ غُفْلا
فطلْ منْ شئتَ منزلة ً فإنَّي
أَرى كُلاًّ عَلَى ذَا الْمَجْدِ كَلاّ
عَلَوْتَ يَفَاعَهُ يَفَعاً وَيَأْبى
إِباؤُكَ أَنْ تُدَانى فِيهِ كَهْلا
وَبَعْدَ الْحِرْصِ لاَ بَعْدَ التَّوَانِي
تَخَلّى عَنْ مَكانِكَ مَنْ تَخَّلاَّ
أضيفَ لهمْ إلى الطَّلبِ اجتهادٌ
فَكَانَ عَلى تَخَلُّفِهِمْ أَدَلاّ
فَلاَ تَلْحَوْا عَزِيماتٍ إِذَا مَا
أرادتْ نقضَ حبلكَ زادَ فتلا
فَمَنْ ذَا يُلْزِمُ النَّكْبَاءَ ذَنْباً
إذا لمْ تستطعْ للهضبِ نقلا
ألستَ ابنَ الألى جادتْ ثراهمْ
سماءُ المجدِ تسكاباً وهطلا(35/118)
إِذَا نَزَلَ الرَّجَاءُ بِهِمْ أَزَالُوا
عَسى مِنْ قَوْلِهِمْ وَنَفَوْا لَعَلاّ
أَفَادُوا الْفَخْرَ بِالأَمْوَالِ جُوداً
لِطَالِبِها وَبِالأَعْرَاَضِ بُخْلا
مصاعبُ بوِّئتْ روضَ المعالي
رَعَتْهُ مُصَوّحاً وَرَعَتْهُ بَقْلاَ
بِأَرْضٍ أَنْبَتَتْ كَرمَاً وَبَاْساً
جناهُ العزُّ لا نشماً ورغلا
سموا زمنَ الحياة ِ فلمْ يساموا
وَسَامُوا الدَّهْرَ طَاعَتَهُمْ فَذَلاَّ
وغابوا في صفائحَ لمْ تغيِّبْ
صَحَائِفَ مَا أَقَامَ الدَّهْرُ تُتْلا
عُلى ً حَلِيَ الزَّمَانُ بِهَا وَلكِنْ
بِمِثْلِ صِفاتِ مَجْدِكَ مَا تَحَلاَّ
فداؤكَ عالمٌ لمْ تبقِ فيهمْ
مروعاً بالخطوبِ ولاَ مقلاّ
إِذَا لاَذُوا بِجُودِكَ فِضْتَ جُوداً
وإن عاذوا بحلمكَ فضتَ عدلا
فَيَا أَوْفى الْمُلُوكِ حِجى ً وَحِلماً
وأطيبهمْ ندى ً وثناً وأصلا
وَأَخْشَعُهُمْ إِذَا صَلّى فُؤَاداً
وَأَشْجَعَهُمْ إِذا مَا السَّيفُ صَلاّ
لَقَدْ وَلاَّكَنَا مَوْلى ً رَؤُوفٌ
فأكرمْ بالمولِّي والمولى
فمنذُ حللتَ ذا البلدَ استقلَّتْ
غَمَائِمُ ضُمِّنَتْ خَوْفاً وَمَحْلا
وَمَا حَمَّلْتَ نَفْسَكَ فِيهِ وِزْراً
ولاَ حمَّلتَ عزَّكَ فيهِ ثقلا
وَكُلُّ سِعَايَة ٍ أَعْرَضْتَ عَنْهَا
كأنَّكَ سامعٌ في الجودِ عذلا
حَمَيْتَ مُشَمِّراً وَقَهَرْتَ مَنْعاً
وَجُدْتَ مُيَسِّراً فَغَمَرْتَ بَذْلا
بأرضٍ لوْ عداكَ الحكمُ فيها
لَمَا تَرَكَ الأَعَرُّ بِهَا الأَذَلاّ
وَمَنْ لَزِمَ التُّقى قَوْلاً وَفِعلاً
تولّى اللهُ عصمة َ ما تولّى
رأيتُ حسامكَ الحاكيكَ قطعاً
إِذَا سَفَكَ الدَّمَ الْمَمْنُوعَ طُلاَّ
ومالكَ ما أراقَ دماً حراماً
وكمْ ألزمتهُ قوداً وعقلا
تُحَمِّلُكَ الْمَكارِمُ كُلَّ عِبءٍ
فَتُلْفى مُسْتَقِلاً مُسْتَقِلاّ
وَإِنْ طَالَ الْكَلاَمُ بِلا صَوَابٍ
أصبتُ لديكَ أدنى القولِ فصلا
بَيَانٌ وَاضِحٌ وَنَدى بَنَانٍ
غمرتَ تفضُّلاً وبهرتَ فضلا
فَطَوراً تُعْجِزُ الْحُكَماءَ قَوْلاً(35/119)
وَطَوْراً تُعْجِزُ آلْكُرَمَاءَ فِعْلا
وما انتصرتْ بكَ الخلفاءُ إلاَّ
وقدْ وجدتكَ أوفى الخلقِ إلاَّ
فأنتَ ولنْ تدافعَ عنْ مساع
تظلُّ لشاردِ العلياءِ عقلا
أمينهمُ على الوفرِ الَّذي لوْ
تولّى أمرهُ ملكٌ لغلاّ
وَنَاصِرُهُمْ عَلى النُّوَبِ الّتي لَوْ
رآها الموتُ مقبلة ً لولّى
وَسَيْفَهُمُ الَّذي قَهَرَ الأَعادِي
فأغمدَ كلَّ سيفٍ منذُ سلاّ
امتَّ جميعَ منْ عاداكَ خوفاً
لِتَفْضُلَ مَنْ أَماتَ عِدَاهُ فَلاّ
عَزَائِمُ طالَما فَرَّجْتَ كَرْباً
بِماضِي حَدِّها وَقَتَلْتَ قَتْلا
فَما تَرَكَتْ بِقَلْبِ الدِّينِ غِلاّ
ولاَ أبقتْ لجيدِ الحقِّ غلاّ
وَأَنْتَ جَمَعْتَ شَمْلَ الأَمْنِ فِينا
فلاَ شتَّتْ لكَ الأيَّامُ شملا
وَلاَ زَالَ الأَمِيرُ أَبُو عَلِيٍّ
يجدُّ ثيابَ عزٍّ ليسَ تبلا
لقدْ عفَّتْ سعادتهُ فدامتْ
على ما ظنَّهُ الحسَّادُ جهلا
فأثمرَ ظنُّنا صدقاً وحقّاً
وَأَثْمَرَ ظَنُّهُمْ مِيناً وَبُخْلا
فأفئدة ٌ بماءِ الفوزِ تسقى
وأفئدة ٌ لظى النِّيرانِ تصلا
وَلَمْ يَعْدِلْ بِهِ الإِرْجافُ عَمَّا
رآهُ لهُ إمامُ العصرِ أهلا
وَخَوَّلَهُ مَعَ التَّقْرِيبِ نَعْتاً
لِيَرْفَعَ ذِكْرُهُ اللَّقَبَ الأَجَلاّ
وما العلمَ المشيرَ إلى طرازٍ
نَحا لكِن نَحا الْعَلَمَ الْمُظِلاّ
وما مدحتْ بهِ الخنساءُ صخراً
مشبِّهة ً لهُ فعلاَ محلاّ
وَلَيْسَ بِرَأْسِ ذَا نارٌ ولكِنْ
بِنُورِ جَبِينِهِ الظُّلُماتُ تُجْلا
وأعظمَ أهلُ مصرٍ ما رأوهُ
فصارَ حديثهُ للقومِ شغلا
وقالوا ما عهدنا الشَّمسَ عرساً
فَقُلْتُ وَلاَ عَهِدْنا الْبَدْرَ بَعلا
فليتَ حلولَ هذا الأمنِ أضحى
لحتفِ الكارهينَ لهُ محلاّ
بشائرُ أتعبتْ رندا فلولا
مَسَرَّتُهُ بِما ضَمِنَتْ لَكَلاَّ
فَبُشْرى نِقْسُها رَطْبٌ وَأُخْرى
تخطُّ وأختها في الحالِ تملا
أَحادِيثٌ عَرَفْناها يَقِيناً
فَزَالَ الشَّكُّ فِيها وَاضْمَحَلاّ
ألذُّ منَ الغناءِ لسامعيهِ(35/120)
وممَّا في بطونِ النَّحلِ أحلا
حَلَتْ لِلنَّاطِقِينَ بِها فَظَنُّوا
حَماماً طارَ بِالأَخْبَارِ نَحلا
وأصبحَ شائعاً خبرُ التّداني
فكشَّفَ كلَّ داجية ٍ وجلاّ
أَدَالَ مِنَ المَساءَة ِ ما تَوَلّى
وردَّ منَ المسرَّة ِ ما تولّى
فسقياً في البعادِ لهُ ورعياً
وَأَهْلاً فِي الدُّنُوِّ بِهِ وَسَهْلا
فَلا تَجْعَلْ لِمَقْدَمِهِ أَوَاناً
عليهِ الطَّالعُ المختارُ دلاّ
وَأَبْعِدْ أَنْ تُدَبِّرَهُ نُجُومٌ
تَمَنّى أَنْ تَحُلَّ بِحَيْثُ حَلاّ
تَهَادَاهُ الْقُصُورُ وَإِنْ تَشَكّى
أليمَ الشَّوقِ ما عنهُ استقلاّ
فَقَصْرٌ مِنْهُ بِالفُسْطاطِ يَخْلُو
وَشَروَاهُ لَهُ بِدِمَشْقَ يُخْلا
فعشتَ لهُ وعاشَ بلاَ نظيرٍ
يكاثرُ تغلباً عزّاً ونبلا
وَذَا الْعِيدُ السَّعِيدُ فَأَنْتَ فِيهِ
منَ الحسناتِ أوفى النَّاسِ كفلا
يقرُّ بذاكَ منْ صلّى وزكّى
ويشهدُ كلُّ منْ شهدَ المُصلّى
تَعَمَّدْتُ الإِطالَة َ عَنْ يَقِينٍ
بِأَنَّ سَمَاعَ وَصْفِكَ لَنْ يُمَلاّ
وَيَالَيْتَ الكَلاَمَ وَفى بِشُكْرِي
حَياً مَا شِمْتُهُ إِلاَّ اسْتَهَلاّ
سواكَ يزيدهُ المدَّاحُ مجداً
وَغَيْرُكَ بِاسْتِماعِ الْمَدْحِ حُلاَّ
يُعلّى العودُ كيْ يزدادَ طيباً
وَيَأْبَى کلنَّدُّ طِيباً أَنْ يُعَلاَّ
بقيتَ منَ الخطوبِ لنا مُديلاً
وَإِنْ رَغِمَ الْعِدى وَلَهُمْ مُذِلاّ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> هواكمْ وَإنْ لمْ تسعفونا وَلمْ تجدوا
هواكمْ وَإنْ لمْ تسعفونا وَلمْ تجدوا
رقم القصيدة : 27487
-----------------------------------
هواكمْ وَإنْ لمْ تسعفونا وَلمْ تجدوا
على ما عهدتمْ وَالنوى لمْ تحنْ بعدُ
وَفينا وَلمْ نسمعْ مقالة َ قائلٍ :
إِذَا ظَلَمَ الْمَفْقودُ لَمْ يُؤْلِمِ الْفَقْدُ
وَحَكَّمَكُمْ فِينا الْغَرَامُ فَجُرْتُمُ
وَكَمْ حَكَمَ الْمَوْلى بِما كَرِهَ الْعَبْدُ
غرامٌ كما شاءَ التغربُ وَالنوى
وَسقمٌ كما تهوى القطيعة ُ وَالصدُّ(35/121)
بَلَغْتُمْ مِنَ الإْعْرَاضِ والْهَجْرِ وَالْقِلى
مدى لمْ يزدْ فيهِ التفلاقُ وَالبعدُ
فإنْ نشدا العذريُّ في الحيَّ عنسهُ
نَشَدْتُ كَرى ً ما لِلْجُفُونِ بِهِ عَهْدُ
وَيا حبذا ريحٌ على َ ما تحملتْ
تروحُ برياكمْ منَ الشامِ أوْ تغدو
تهيجُ أشواقاً وَتنقعُ غلة ً
فَفِيها الضَّنى وَالْبُرءُ وَالصَّابُ وَالشَّهْدُ
وَربعٌ بمقرىى العقيقُ وَلاَ اللوى
وَوَرْدٌ بِسَطْرى لاَ الْعَرَارُ وَلاَ الْمَرْدُ
وَحالِيَة ٍ بِالْحُسْنِ خالِبَة ٍ بِهِ
تَعَرُّضُها هَزْلٌ وَإِعْرَاضُها جِدُّ
هِلاَلِيَّة ٍ في أَصْلِها وَمَرَامِها
حمتها ظبى ً هندية ٌ وقناً ملدُ
عشية َ لمْ نعطَ الغراءَ بموقفٍ
لَكُمْ مَقْصَدٌ مِنْ بًعْدِهِ وَلَنا قَصْدُ
بَكَيْنا فَأَضْحَكْنا الْحَسُودَ وَزَادَنا
بُكاءً هَديرُ الْبُزْلِ وَالرَّكْبُ قَدْ جَدُّوا
نريكمْ بكاءَ السحب وَالبرقُ ضاحكٌ
وَإِضْعافَها التَّهْطال إِنْ قَهْقَهَ الرَّعْدُ
فَلاَ تُظْهِرُوا سُخْطاً إِذَا لَمْ يَكُنْ رِضى ً
وَلاَ تكثروا ذماً إذا لمْ يكنْ حمدُ
وَلاَ تنكروا فالدهرُ مدنٍ وَمبعدٌ
حوادثَ فيها ضاقَ بالصارمِ الغمدُ
قَطَعْتُ مِنَ النيلِ الزَّهِيدِ عَلاَئِقِي
فَلِي أَبَداً فِيهِ وَفِي أَهْلِهِ زُهْدُ
وِيَمَّمْتُ فَخْرَ الدَّوْلَة ِ الْوَاهِبَ الْغِنى
وَشيكاً وَفي أثنائهِ العزُّ وَالمجدُ
فَاسْرَفَ فِي إِنْعامِهِ مُتَبَرِّعاً
كريمَ النجارِ مالهُ في الورى ندُّ
بهِ يحسنُ الإسرافُ لاَ بي وَ بالمنى
وَيقبحُ بي معْ فعلهِ لاَبهِ الجحدُ
وَكيفَ وَقدْ شاعتْ وَسارتْ غرائبٌ
يُكَرَّمُ مَنْ يَشْدُو بِهِنَّ وَمَنْ يَحْدُو
وَيبقى على الأحسابِ منها مياسمٌ
وَتَنْفَعُ إِذْ لاَ يَنْفَعُ الْمالُ وَالْوُلْدُ
وَتحملها هوجُ الرياحِ مغذة ً
إلى كلَّ أرضٍ قصرتْ دونها البردُ
على أنها دونَ الذي يستحقهُ
وَإِنْ طالَتِ الأْقْوَالُ واسْتُفْرِغَ الْجَهْدُ
أحاطَ بها علماً وَأثنى ثوابها(35/122)
عَليمٌ كَرِيمٌ عِنْدَهُ النَّقْدُ وَالنَّقْدُ
سَرِيعٌ إِلى الإْقْدَامِ وَالْجُودِ ما لَهُ
إذا عرضا إلاَّ اهتبا لهما وَكدُ
فَما يَسْبِقُ الْعَدْوى عَلَى ذِي جِنايَة ٍ
وَعِيدٌ وَلاَ الْجَدْوى وَإِنْ لَمْ يُسَلْ وَعْدُ
وَأروعَ تصبيهِ المكارمُ وَالعلى
إِذَا غَيْرُهُ أَصْبَتْهُ زَيْنَبُ أَوْ هِنْدُ
هوى ً لمْ يحلْ دونَ المروءة ِ في الصبى
وَلاَ حلَّ في عصرِ المشيبِ لهُ عقدُ
لها عاذلوهُ في اللهى عنْ ملامهِ
فعذلهمُ جزرٌ وَأنعمهُ مدُّ
فهلْ قالتِ الآمالُ زاجرة ً لهمْ
وَساخِرَة ً وَالْحَقُّ لَيْسَ لَهُ رَدُّ
"أَقِلُّوا عَلَيْهِمْ لاَ أَبا لِأَبِيكُمُ
منَ اللومِ أوْ سدُّوا المكانَ الذي سدوا "
إِذَا رَامَ ذُو حَدٍّ وَجَدٍّ مَرَامَهُ
نبا صارمٌ في كفهِ وَكبا زندُ
نَدى ً بَعْضُهُ أَغْنى الْعُفاة َ وَبَعْضُهُ
إلى كلَّ أرضٍ لمْ يفدْ أهلها وفدُ
وَفِكْرٌ يُرِيهِ الأمْرَ أَبْلَجَ وَاضِحاً
وَمنْ دونهِ ليلٌ منَ الغيبِ مسودُّ
وَعزمٌ لهُ حدٌّ لدى الروعِ ما نبا
يُجاوِرُهُ الْجُودُ الَّذي ما لَهُ حَدُّ
فَلَوْ سَبَقا لَمْ تَفْتَخِرْ بِکبْنِ مامَة ٍ
غيادٌ وَلمْ تذكرْ مهلبها الأزدُ
فلاَ يضعِ الباغي مداهُ عناءهُ
فَأُخْرَاهُ إِكْدَاءٌ وَأَوَّلُهُ كَدُّ
ألستَ ابنَ منْ ردَّ الخطوبَ كليلة ً
وَلولاهُ لمْ تقلعْ نوائبها الربدُ
حوادثُ مادَ الشامُ فيها بكلَّ منْ
بِهِ وَدِمَشْقٌ دُونَ بُلْدَانِهِ مَهْدُ
وَإنْ شدتَ للبيتِ الذي أنتَ فخرهُ
مَناقِبَ يَسْتَعْلِي بِها الأْبُ وَالْجَدُّ
أمامَكَ جاؤُوا فِي الزَّمانِ وَإِنَّهُمْ
وراءكَ في الإفصالِ وَ الفضلِ إنْ عدوا
تفرقَ فيهمْ سؤددٌ فجمعتهُ
وَزِدْتَ كَما أَربى عَلَى الْخَبَبِ الشَّدُّ
كذلكَ أنوارُ النجومِ خفية ٌ
إذا ما جلاَ أنوارهُ القمرُ الفردُ
وَإنَّ أديمَ الأرضِ لاَ شكَّ واحدٌ
وَما يستوي فيها الشواهقُ وَالوهدُ
عَلَى أَنَّهُمْ طالُوا الْكِرَامَ الأْلى حَوَوْا(35/123)
مناقبَ لا يحصى لها وَلهمْ عدُّ
وَقدْ فخرتْ قدماً تميمٌ بدارمٍ
على أنها قلٌّ وَإنْ كثرتْ سعدُ
غيوثُ ندى ً تعدي على المحلِ كلما
عدا وليوثٌ وَالجيادُ بهمْ تعدو
وَكمْ أطرقوا بعدَ المواهبِ حشمة ً
وَكمْ طرقوا بابَ الثناءِ فما ردوا
فَهُمْ فَضَلُوا مَنْ عارَضُوا بِفَضائِلٍ
عيونُ الورى عنْ طرقها أبداً رمدُ
إِذَا أُفْحِمُوا قالُوا وَإِنْ خَنَعُوا نَخَوْا
وَإنْ بخلوا جادوا وَإنْ هزلوا جدوا
وَتَلْقاهُمُ خُرْساً لدى الْهُجْرِ وَالْخَنا
وَإنْ فاضلوا أوْ ناضلوا فهمُ لدُّ
وَإنكَ أغنى الناسِ عنْ ذكرِ سالفٍ
إِذَا فَاحَ عَرفُ الْمِسْكِ لَمْ يُذْكَرِ الرَّنْدُ
غنيتَ بنفسٍ لا تنافسُ في على
أعينتْ بجدًّ لاَ يفارقهُ جدُّ
لَئِنْ ذُدْتَ عَنْها كُلَّ ذِي شَغَفٍ بِها
فلاَ غروَ أنْ تحمي عرائنها الأسدُ
وَإِنْ جاوَزَ الْجَوْزَاءَ دَسْتٌ عَلَوْتَهُ
فقدْ طالها منْ قبلِ أنْ تفطمَ المهدُ
فَلاَ زَالَتِ الأَعْيادُ تَأْتِي وَتَنْقَضِي
وجودكَ ممتارٌ وَظلكَ ممتدُّ
سَقانِي غَمامٌ هاطِلٌ ما أنْتَجَعْتُهُ
فأغنى كما أغنى عنِ الثمدِ العدُّ
وَأحسنتَ بي عنْ عادة ٍ أنتَ وَالندى
وَقَصَّرْتُ لاَ عَنْ عادَة ٍ أَنا وَالْحَمْدُ
وَكانَتْ قِوَافِي الشِّعْرِ قِدْماً تَدِينُ لِي
وَما خِلْتُها إِذْ أَمْكَنَ الْقَوْلُ تَرْتَدُّ
لَقَدْ خَذَلَتْني حِينَ حاوَلْتُ نَصْرَها
وَما زِلْتُ غَلاَّباً بِها وَهْيَ لِي جُنْدُ
وَلاَ عُذْرَ فِي التَّقْصِيرِ مِنْ بَعْدِ أَنْعُمٍ
بأيسرها يستنطقُ الحجرُ الصلدُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> ليهنكَ ما شادتْ لكَ الهممُ العلا
ليهنكَ ما شادتْ لكَ الهممُ العلا
رقم القصيدة : 27488
-----------------------------------
ليهنكَ ما شادتْ لكَ الهممُ العلا
وهنِّيتَ مجداً لمْ يجدْ عنكَ معدلا
إِلَيكَ ارْتَقَى إِذْ كُنتَ مُذْ كُنْتَ فَوْقَهُ
وَغَيْرُكَ مَا يَنْفَكُّ يَرْقى إِذَا عَلاَ(35/124)
تَحَلّى أُناسٌ بِالمَدِيحِ لِيَشْرُفُوا
فأمَّا منِ استولى على ذا المدى فلا
تأوَّلَ أعداءُ الملوكِ عليهمُ
فَوَالَيْتَ إِحْسَاناً كَفاكَ التَّأَوُّلا
فَلَوْ وَصَلَتْ أَبْوَاعُهُمْ مَا تَطَاوَلَتْ
إِلَيهِ مُناهُمْ كانَ فِتْرُكَ أَطْوَلا
ولوْ صلحتْ تيجانهمْ لكَ زينة ً
إِذَاً ما اسْتَطَاعَتْ أَنْ تَعَدّى الْمُخَلْخَلا
وإنْ باتَ في أخراهمُ متعقِّباً
تكنْ أوَّلاً منهمْ إذا الفضلُ أوَّلا
تفوقُ النُّصولَ البيضَ قطعاً وهزَّة ً
وَتَسْبَقُ بِالصَّفْحِ الْجَميلِ التَّنَصُّلا
وما زلتَ تلقى الذَّنبَ معتذراً لهُ
فَتَغْفِرُهُ طَولاً وَتَنْدَى تَطَوُّلا
إِلى أَنْ حَسِبْنَا كُلَّ صَاحِبِ زَلَّة ٍ
بِما كَسَبَتْ مِنها يَدَاهُ تَوَسَّلا
وأعرضتَ عنْ قولِ السُّعاة ِ جلالة ً
إِلى أَنْ حَسِبْنَاهُمْ عَلَى الْجُودِ عُذَّلا
وَلاَ لَوْمَ فِي كَسْبِ الثَّناءِ لِمَنْ صَبَا
إليهِ ولكنَّ الملامَ لمنْ سلا
نَفى ظِلُّكَ الإِمْحَالَ عَنْ كُلِّ لاَئِذٍ
بِهِ فَكَفَيْتَ الْمَادِحِيكَ التَّمَحُّلا
مَوَاهِبُ لَمَّا لَمْ تُغَادِرْ فَرِيضَة ً
ولاَ سنَّة ً في الجودِ جادتْ تنفُّلا
إذا ما أصابتْ منْ عداتكَ مقتلاً
بأسهمها عادتْ تطلَّبُ مقتلا
وَإِنْ عُلِمَتْ ظُنَّ کلْيَقِينُ تَظَنِّياً
وإنْ رؤيتْ خيلَ العيانُ تخيُّلا
فَهُنَّ الْحَيا لَوْ كُنَّ غَيْرَ دَوَائِمٍ
وَهُنَّ النُّجُومُ الزُّهْرُ لَوْ كُنَّ أُفَّلا
أَلَسْتَ مِنَ الْقَوْمِ الَّذينَ تَقَيَّلُوا
مِنَ العِزِّ ظِلاًّ لَمْ يَكُنْ مُتَقَيَّلا
وطالوا إلى أنْ لمْ يلاقوا مطاولاً
وجادوا إلى أنْ لمْ يصيبوا مؤمِّلا
فلو سطرتْ للمنعمينَ جرائدٌ
لَمَا ثَبَتَتْ فِيها لِغَيْرِكُمُ حِلا
حَوى عَلَمُ الْمَجْدِ الأَجَلُّ مَآثِراً
أَفَادَتْهُ حَمْداً لَنْ يَزَالَ مُؤَثَّلا
يَرى الصَّابَ أَرْياً حِينَ يَطْلُبُ غَايَة ً
يرى غيرهُ في سوقها الأريَ حنظلا(35/125)
وَيَبْذُلُ دُونَ الدِّينِ نَفساً نَفِيسَة ً
عَزِيزٌ عَلَى الْعَلْيَاءِ أَنْ تُتَبَذَّلا
إذا حرجَ السُّلطانُ صدراً بأمرهِ
وعادَ إلى رأيِ الكفاة ِ معوِّلا
فتوقيعهُ الأعلى يخبِّرُ أنَّهُ
على اللهِ في كلِّ الأمورِ توكّلا
فأبدى لهُ ما كانَ قدما مغيَّبا
وَسَهَّلَ صَعْباً قَبْلَهُ مَا تَسَهَّلا
وَأَوْجَدَ مَعْدُوماً وَذَلَّلَ جَامِحاً
وَقَرَّبَ مِنْزَاحاً وَأَوْضَحَ مُشْكِلا
لأَرْوَعَ يَبْدُو في أَسِرّة ِ وَجْهِهِ
سَناً يُعجِلُ الأَبْصَارَ أَنْ يُتَأَمَّلا
يَصُولُ فَيُضْحِي السَّابِرِيُّ مُمَزًّقاً
وَيَحْمِي فَيَثْنِي الْمَشْرِفِيَّ مُفَلَّلا
ومدَّرعِ منْ خشية ِ اللهِ في الملا
ملابسَ لا ينزعنَ عنهُ إذا خلا
حَلَفْتُ بِمَنْ لَوْلاَهُ مَا سَارَ وَفْدُهُ
إليهِ يحثُّونَ الرِّكابَ المذلَّلا
لَقَدْ أُوقِرُوا مِنْ أَنْعُمٍ وَمَحَامِدٍ
فأعجبْ بهمْ كيفَ استطاعوا تحمُّلا
وقدَّمتَ ميقاتَ المسيرِ ليأمنوا
بِيُمْنِكَ سَيْراً طَالَما كانَ مُعْجَلا
وَأَوْسَعْتَهُمْ مِنْ كُلِّ دَهْمَاءَ شَطْبَة ٍ
تُعَارِضُ بِالبَيْدَاءِ أَدْمَاءَ عَيْطَلا
سَوَارٍ إِذَا سَارَ الْمِطِيُّ مُحَرَّماً
صوافنُ إنْ باتَ المطيُّ معقَّلا
إذا سلكوا ربعاً جديباً مروِّعاً
شفعتَ لهمْ حسنَ الكلاءة ِ بالكلا
مُبِيحاً لَهُمْ في حَيْثُ لاَ رَعْيَ مُرْتَعى ً
ومستنبطاً في حيثُ لا ماء منهلا
هوَ السَّعيُ أرضى ذا الجلالِ وخلقه
فَدُمْ أَبَداً سِتْراً عَلَى الْخَلْقِ مُسْبَلا
ولا خيَّبَ اللهُ الكريمُ دعاءهمْ
فَحَظٌّ لِدِينِ اللّهِ أَنْ يُتَقَبَّلا
وأمَّكَ حجَّاجُ العراقِ وخلَّفوا
مواطنَ قدْ ألقى بها الخوفُ كلكلا
وَأَنْتَ غِيَاثُ الْمُسْلِمِينَ فَكُنْ لَهُمْ
وَإِنْ نَزَحَتْ أَوْطَانُهُمْ عَنْكَ مَوئِلا
فلاَ عذرَ للخيلِ الَّتي طالَ حبسها
إذا لمْ تثرْ في أرضِ بغدادَ قسطلا
جيادٌ إذا اشتدَّتْ بأرضِ مخالفٍ
أرتكَ مثارَ النَّقعِ هاماً وجندلا(35/126)
تجارى بفرسانٍ تضاعفُ أيدها
إِذَا صَارَتِ الأَيْدِي مِنَ الرُّعْبِ أَرْجُلا
عَصَائِبُ لاَ تَجْتَابُ غَيْرَ يَقِينِها
إِذَا غَيْرُها اجْتَابَ الدِّلاَصَ الْمُذِيَّلا
فَيَا مَالِكَ الزَّوْرَاءِ حُزْتَ عَزَائِماً
جَرى الفِكْرُ في آيَاتِهِنَّ مُضَلَّلا
غياثيَّة ً تاجيَّة ً ناصريَّة ً
إذا ما سمتْ لمْ ترضَ في الأفقِ منزلا
وكمْ أخلفتْ في مأزقٍ ظنَّ مارقٍ
وكمْ خلَّفتْ فيهِ سناناً ومنصُلا
ويا صاحبَ النَّارِ القريبِ خمودُها
حذارِ منَ النَّارِ الَّتي ليسَ تصطلا
منَ السُّمرِ والبيضِ الرِّقاقِ وقودُها
وإنْ ظُنَّ منْ طيبِ التَّضوُّعِ مندلا
وَمَا زِلْتَ لِلأَمْرِ العَظِيمِ مُؤَهَّلا
قَدِيماً وَلِلْمُلْكِ الْعَقِيمِ مُؤَهِّلاَ
عُرى ً أعربتْ عنْ ذاتها في ابتدائها
فَلَمْ يَخْفَ مَغْزَاها عَلَى مَنْ تَأَمَّلا
وعزمٌ أبى في الخطبِ إلاَّ توقُّداً
وسعيٌ أبى في الفخرِ إلاَّ توقُّلا
فحلَّ رباهُ واجتلى بعقودهِ
فَأَعْيَا الْوَرى مَا احْتَلَّ مِنها وَمَا اجْتَلا
فضائلُ ظلَّ الدَّهرُ منها معطَّراً
فَلاَ عَادَ مِنْ فَخْرٍ بِهِنَّ مُعَطَّلا
وجارى خطيرَ الملكِ فيها صفيُّهُ
فلمْ ينيا يوماً ولمْ يتمهَّلا
هُمامانِ معلومانِ قدْ سلكا معاً
طريقاً إلى العلياءِ ليسَ بأميلا
ذَوَا شِيَمٍ صِيغَتْ مِنْ الْعَدْلِ وَالتَّقى
بِها عُظِّما فِي الْخافِقَيْنِ وَبُجِّلا
إذا قدرا فالوالدانِ ترفّقاً
وَإِنْ حَلِمَا عَايَنْتَ رَضْوى وَيَذْبُلا
وإنْ أحكما الأيَّامَ زالَ جماحها
وإنْ حكما أمَّا الكتابَ المنزَّلا
وَلاَ جَاوَدَا الأَجْوَادَ إِلاَّ وَأَرْبَيَا
ولاَ فاضلاَ الأمجادِ إلاَّ وفُضِّلا
ولا نزعا عنْ هده عرفا بها
ولاَ نزعاً منْ عزَّة ٍ ما تسربَلا
لِتَهْنِ مَسَاعِيكَ الإِمَامَ....
بعروتهِ الوثقى قوى ً لنْ تحدَّلا
وهُنِّيتَ عيداً ظلتَ تعلوهُ بهجة ً
وتخلفهُ فينا إذا ما ترحَّلا
ومنْ جادَ بالآمالِ عنكَ فإنَّني(35/127)
أَرى كُلَّ بَحْرٍ مُذْ رَأَيْتُكَ جَدْوَلا
وَوَالَيْتَ آلاءً فَسُدَّتْ مَطَامِعِي
فلمْ تتَّركْ لي عنْ جنابكَ مزحلا
وألفيتُ إخلافَ المواعيدِ معوزاً
لَدَيكَ وَأَخْلاَفَ الْمَكارِمِ حُفَّلا
وَأَنْشَرْتَ في قَحْطَانَ أَوْساً وَحَاتِماً
وَأَنْشَرْتَ في قَيْسٍ زِياداً وَجَرْوَلا
وَكُنتَ لِحُكْمِ الدَّهْرِ فِيَّ مُنَاقِضاً
وَلَيْسَ بِبِدْعٍ أَنْ يَجُورَ وَتَعْدِلا
ولاَ غروَ أنْ تُعطي أمانيَّ طالبٍ
يراكَ بتصديقِ المنى متكفَّلا
مصيخٍ إذا استدعيتهُ جاءَ مسرعاً
إِلَيْكَ وَإِنْ لَمْ تَدْعُ جَاءَ مُطَفِّلا
وما ليَ أرضى بالتَّعلُّلِ بعدما
نهاني نَداكَ الغمرُ أنْ أتعلَّلا
لُهى ً فَتَحَتْ بَابَ الْمُنى فَدَخَلْتُهُ
وقدْ كانَ باباً لمْ أجدْ فيهِ مدخلا
رعى أملي فيها بكلِّ خميلة ٍ
وكانَ قديماً مجدبَ الرَّعيِ مهملا
أَرى خَجَلاً يَعْتَادُني فِي مَوَاقِفِي
وما كنتُ أخشى أنْ أقولَ فأخجلا
وَمَا ذَاكَ إِلاَّ أَنَّ وَصْفَكَ جَاعِلي
بليداً وإنْ أوتيتُ قولاً ومقولا
وَلاَ عُذْرَ في التَّقْصِيرِ عَنْهُ فَإِنَّني
نَبَوْتُ نُبُوَّ السَّيْفِ صَادَفَ مَفْصِلا
وعندي وإنْ أوضحتُ عجزاً بقيَّة ٌ
إِذَا نُشِرَتْ لَمْ أُلْفَ إِلاَّ مُفَضَّلا
ثنائي ينشي سامعيهِ كأنَّني
أديرُ عليهمْ منهُ صهباءَ سلسلا
فَلا بَرِحَتْ مِنْهُ غَرَائِسُ تُجْتَنى
لَدَيْكَ وَلاَ زَالَتْ عَرَائِسُ تُجْتَلا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أما الحسانُ فما لهنَّ عهودُ
أما الحسانُ فما لهنَّ عهودُ
رقم القصيدة : 27489
-----------------------------------
أما الحسانُ فما لهنَّ عهودُ
وَلهنَّ عنكَ وَما ظلمنَ محيدُ
فاربعْ فما للبيضِ فيكَ لبانة ٌ
لِسِوَاكَ خُوطُ الْبانَة ِ الأُمْلُودُ
وابْغِ النَّباهَة َ وَالثَّرَاءَ بِعَزْمَة ٍ
لَمْ يَثْنِها لَوْمٌ وَلاَ تَفْنِيدُ
قدْ أعوزَ الماءُ الطهورُ وَما بقي
غَيْرُ التَّيَمُّمِ لَوْ يَطِيبُ صَعِيدُ(35/128)
وَنبا بيَ الوطنُ القيدمُ وَإنني
في البعدِ عمنْ حلهُ لسعيدُ
وَتنوفة ٍ عقمتْ فما تلدُ الكرى
لكنها للنائباتِ وَلودُ
فِيها يَطِيشُ السَّهْمُ وَهْوَ مُسَدَّدٌ
وَيَضِلُّ رَأْيُ الْمَرْءِ وَهْوَ سَدِيدُ
أفنيتها بقلائصٍ عاداتها
أَنْ تَنْقُصَ الْفَلَوَاتِ وَهْيَ تَزِيدُ
وَصّى بِها حَيْدَانُ مَهْرَة َ سالِفاً
وَنمى الجديلُ أصولها وَالعيدُ
فَمَرَرْنَ يخْبِطنَ الدَّياجِيَ وَالفَلاَ
وَأَظُنُّهُنَّ عَلِمْنَ أَيْنَ أُرِيدُ
تأتمُّ ملكاً بالعواصمِ بحرهُ
عذبُ المياهِ وَظلهُ ممدودُ
أَنِفَتْ مِنَ الْمُتَكَلِّفي بَذْلِ اللُّهى
فلها صدوفٌ عنهمُ وَصدودُ
وَورَاءَها مِنْ لاَ أَذُمُّ مَهانَة ً
وَأمهامها محمودٌ المحمودُ
مَلِكٌ لِما تَبْني يَدَاهُ شائِدٌ
وَلِما بَناهُ أَوَّلُوهُ مُشيدُ
ما زالَ يَبْتَدِعُ الْعَلاَءَ مُناقِضاً
مَنْ رَأْيُهُ فِي حَورِهِ التَّقْلِيدُ
وَيفوتُ أهلَ الأرضِ بالشيمِ التي
يَمْتارُ مِنْها سَيِّدٌ وَمَسُودُ
وَغرايبٌ منْ نطقهِ ما مثلها
في الفضلِ مكتسبٌ وَلاَ مولودُ
يعطي وَلوْ سيمَ الحياة َ أو الصبى
وَيفي وَلوْ بالغدرِ نيلَ خلودُ
وَإِذَا انْتَمى يَوْمَ الوَغى ثُمَّ أَكْتَنى
فالنصرُ فيهِ مبديءٌ وَمعيدُ
وَمَتى تُخَوَّفُ ذِي الْبِلاَدُ وَدُونَها
ملكٌ تدينُ لهُ الملوكُ الصيدُ
وَلَيتْ نُمَيْرٌ نَصْرَهُ وَرَبِيعَة ٌ
وَلهُ منَ العزمِ الوحيّ جنودث
وَلقدْ حباهُ أخوة ً وَمحبة ً
وَلَهُ نُهُودٌ فِي الْمُغَارِ عَلَيْهِمُ
وَدَعاهُ ذَا الْحَسَبَيْنِ عِلْماً أَنَّهُ
يُزْهى بِهِ التَعْظِيمُ والتَّمْجِيدُ
ياابْنَ الَّذِينَ إِذَا تَضَوَّعَ نَشْرُهُمْ
كَسَدَ الْعَبِيرُ بِهِ وَهانَ الْعُودُ
أُسَرٌ لَها فَوْقَ السَّماءِ أَسِرَّة ٌ
وَلِطِفْلِها الْحابِي هُناكَ مُهُودُ
قومٌ أقاموا سوقَ كلَّ فضيلة ٍ
كَسَدَتْ وَقامُوا وَالأْنامُ قُعُودُ
وَ غنوا وَلاَ في البأسِ يدخلُ ذكرهمُ
وَالبأسُ أوفى كسبهمْ وَالجودُ(35/129)
كُلٌّ إِذَا ما الْحَرْبُ شُبَّتْ عامِرٌ
وَإِذَا أَتى الأْضْيافُ فَهْوَ لَبِيدُ
تتوقعُ الأذوادُ منهُ عاقراً
مَا زَالَ يَحْمي سَرْحَهَا وَيَذُودُ
مِنْ كُلِّ مُحْدَثَة ِ الْفَصِيلِ وَمُقْرَمٍ
قَدْ صَدَّ عَنْهُ الْجَيْشَ وَهْوَ عَتُودُ
تُصْبِيهِ مُرْهَفَة ُ الظُّبى مَخْضُوبَة ً
بِدَمِ الأْعَادِي لاَ الظِّبَاءُ الْغِيدُ
وَلهُ نههودٌ في المغارِ عليهمُ
تُنْسِي غُصُوناً حَمْلُهُنَّ نُهُودُ
ـفَلَوَاتِ لاَ نَايٌ يَرُوقُ وَعُودُ
طالوا الأنامَ وَطلتهمْ بخلائقٍ
خُلِقَتْ عَلَى مَا تَشْتَهِي وَتُرِيدُ
وَلقدْ حويتَ منَ المعالي طارفاً
تَغْنى بِهِ عَنْ أَنْ يُعَدَّ تَلِيدُ
كَرَمٌ تُمَدُّ إِلَيْهِ أَعْنَاقُ الْمُنى
وَسُطى ً لِهَيْبَتِهَا الْجِبَالُ تَمِيدُ
وَنأيتَ عنْ أهلِ الزمانِ بهمة ٍ
قَدْ جَازَتِ النَّسْرَيْنِ وَهْيَ صَعُودُ
لاَ كالرجالِ تباينوا لكنْ كما
يتباينُ الموجودُ وَالمفقودُ
فلذا الثناءُ عليكَ ضدُّ ثنائهمْ
ذا منشدٌ أبداً وَذا منشودُ
مَا زَالَ يَسْقَمُ وَعْدُهُمْ وَوَعِيدُهُمْ
وَيَصِحُّ عِنْدَكَ مَوْعِدٌ وَوَعِيدُ
عَاشُوا وَمَا يَخْضَلُّ فِي حُجُراتِهِمْ
تربٌ وَلاَ يخضرُّ فيهمْ عودُ
فَأَرَحْتَهُمْ بِالْيَأْسِ مِنْ ذَا الْمُرْتَقى
فَلَهُمْ نُكُوصٌ دُونَهُ وَنُدُودُ
وَإِذَا سَمَتْ آمَالُ حَاسِدِ نِعْمَة ٍ
بَسَطَ الرَّجَاءَ فَعَبْدُكَ الْمَحْسُودُ
وَالْعَيْشُ غَضٌّ مَا سَلِمْثَ لأُمَّة ٍ
إِصْلاَحُهَا إِلاَّ عَلَيْكَ بَعِيدُ
أوطنتَ فيها الأمنَ بعدَ مزوحهِ
وَنَفَيتَ عَنْهَا الْخَوْفَ فَهْوَ طَرِيدُ
فَلَوِ اسْتَطَاعَتْ أَنْ تَكَلَّمَ أَرْضُهُمْ
أَثْنَتْ عَلَيْكَ تَهَائِمٌ وَنُجُودُ
ظلتْ عشيرتكَ التي عاشرتها
فلها مروقٌ دائمٌ وَمرودُ
فَجَعَلْتَ مَحْضَ الْخوْفِ مِلْءَ صُدُورِهِمْ
فَعَنَا عَنِيدٌ وَأسْتَقَامَ عَنُودُ
مَا إِنْ يَحُلُّ الرُّعْبُ صَدْراً وَاغِراً
فتقيمَ فيهِ سخائمٌ وَحقودُ(35/130)
لَوْ كُنْتَ يا تاجَ الْمُلُوكِ مُؤَآزِراً
لِسَمِيِّ جَدِّكَ ما عَصَتْهُ ثَمُودُ
أَوْ كُنْتَ ناصِرَ هاشِمٍ فِيما مَضى
ما ضلَّ مرتادٌ وَخابَ مريدُ
تَزْدَادُ مَجْداً لَيْسَ يُعْرَفُ كُلَّما
قالَتْ عُداتُكَ ما عَساهُ يَزِيدُ
فَشِمِ السُّيُوفَ فَطالَما جَرَّدْتَها
حَتَّى لَقُلْنا ما لَهُنَّ غُمُودُ
هِنْدِيَّة ٌ كَمْ مَزَّقَتْ فِي مَأْزِقٍ
ما كَانَ أَحْكَمَ سَرْدَهُ داوُدُ
أَثْنى عَلَيْكَ مُؤَالِفٌ وَمُخالِفٌ
طَوْعاً بِأَنَّكَ فِي الزَّمانِ فَرِيدُ
فَعَجِبْتُ كَيْفَ أَقَرَّ أَنَّكَ وَاحِدٌ
فِي النّاسِ مَنْ ما دِينُهُ التَّوْحِيدُ
وَقَصَرْتَ وَعْدَكَ فَلْيَدُمْ مَقْصُورُهُ
لمؤمليكَ وَعمركَ الممدودُ
تُغْنِي الْعُفاة َ وَتَصْطَفِي مُهَجَ الْعِدى
قامتْ بذاكَ أدلة ٌ وَشهودُ
وَبِمَنْهَجَ الأْطْماعِ تَخْتَلِفُ الْوَرى
هذا يفيدُ غني وَذاكَ يبيدُ
يا كعبة َ الجودِ التي طفنا بها
فلنا ركوعٌ حولها وَسجودُ
بجنابكَ ابيضتْ لياليَّ التي
أيامها منْ قبلِ قربكَ سودُ
وَخَرَجْتُ مِنْ حَجْرِ الزَّمانِ لِعِلْمِهِ
أني بإفضائي إليكَ رشيدُ
مننٌ غلبتَ بها القريضَ فما لهُ
بِذَرَاكَ تَصْوِيبٌ وَلاَ تَصْعِيدٌ
وَأَعَدْنَ لِي شَرْخَ الشَّبابِ وَلَمْ أَخَلْ
منْ قبلها أنَّ الشبابَ يعودُ
وَلهنَّ في سوقِ الثناءِ بضائعٌ
تُزْجى وَفِي سُوقِ الْعُفاة ِ قُيُودُ
أذهلتني عنْ أنْ أقومَ بحقها
يا وَاسِمِي بِالْعَجْزِ حِينَ يَجُودُ
وَإِذَا أعْتَرَفَتُ بِهِ وَقَصَّرَ خاطِرِي
عيا فذاكَ الإعترافُ جحودُ
لاَ تُلْزِمَنِيّ فَوْقَ جَهْدِي مُعْنِتَاً
بصفاتِ مجدٍ مالها تحديدُ
وَمعَ اعتذاريَ فاستمعْ لغريبة ٍ
عونايَ فيها الفكرُ وَالتسهيدُ
لَوْ أَنَّ فَحْلَيْ طَيِّءٍ حَضَرَا لَها
مبذولة ٌ في القومِ وَهيَ مصونة ٌ
معقولة ٌ في الحيَّ وَهيَ شرودُ
خفتْ على الأفواهِ حتى لانبرتْ
تَحْدُو بِها مَعَنا المَطايَا القُودُ(35/131)
وَتَكَرَّرَتْ فِينا فَمِمَّا كُرِّرَتْ
قَدْ صارَ يَحْفَظُها الدُّجى وَالبِيدُ
فَاضِلْ بِها الأَشْعارَ تَعْرِفْ فَضْلَها
ما كُلُّ مَنْ مَدَحَ المَجِيدَ مُجِيدُ
أوصيكَ بي خيراً فإني في الألى
أصبحتَ مالكَ رقهمْ معدودُ
وَوَصِيَّتَكَ فَجُدْ بِعَفْوِكَ زَلَّة ٌ
ما فَوْقَ ما أَوْلَيْتَنِيْهِ مَزِيدُ
أينالني شيءٌ أحاذرهُ وَلي
مِنْ حُسْنِ رَأْيِكَ عُدَّة ٌ وَعَدِيدُ
لا زِلْتَ تُبْلِي كُلَّ عامٍ قادِمٍ
في العزَّ ما خلفَ اللبيسَ جديدُ
وَأرى النجومَ تخالفتْ أحكامها
إِلاَّ عَلَيْكَ فَإِنَّهُنَّ سُعُودُ
العصر العباسي >> البحتري >> يا أبا جعفر غدونا حديثا
يا أبا جعفر غدونا حديثا
رقم القصيدة : 2749
-----------------------------------
يا أبا جَعْفَرٍ! غَدَوْنَا حَديثاً،
في سَوَاجيرِ مَنبِجٍ، مُستَفيضَا
عَرَضَتْ عُذْرَتي إلَيكَ، وَطَالَتْ،
فاغتَفِرن ذَنْبيَ الطّوِيلَ العَريضَا
نِك غُلاَمي إذا اتَّحَذْتُ غُلاماً
واعْفُ، إنَّ المَعرُوف كان قُرُضا
قَطَعَ ابنُ الغَلائليّ وَداداً،
كانَ من قَبلِ وَصْلِهِ، مفرُوضا
بِتُّ أُعْطَى مِنهُ غَرَائبَ حُسْنٍ،
باتَ عَنْ مَنْعِها الوَفاءُ مَرِيضَا
كَفَلاً نَاعِماً، وَكَشحاً لَطيفاً،
وَقَوَاماً لَدْناً، وَطَرْفاً غَضِيضَا
وَغِنَاءً لِمَنْ أرَادَ غِنَاءً،
وَقَرِيضاً لِمَنْ أرَادَ قَرِيضَا
مِنْ جَوَادٍ سَمْحٍ يُجمَّشُ باللحْـ
ـظ ذكاءً فَيَفْهمُ التَّعْرضَا
ومُبَاحٌ ممّا يُحَضِّنُهُ السُّو
رُ، وَلَوْ بَاتَ دُونَهُ مَعشْروضَا
وَإذا ما أرَدْتَ أنْ تَمنَعَ النّا
سَ وُرُودَ الفُرَاتِ كُنتَ بَغيضَا
إنّما كُنتُ وَارِداً في جَميعِ الـ
ـنّاسِ مَنْ كانَ للوُرُودِ مُفيضَا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> يا للرِّجالِ لنظرة ٍ سفكتْ دما
يا للرِّجالِ لنظرة ٍ سفكتْ دما
رقم القصيدة : 27490
-----------------------------------
يا للرِّجالِ لنظرة ٍ سفكتْ دما(35/132)
وَلِحَادِثٍ لَمْ أَلْقَهُ مُسْتَلْئِما
وَأَرَى السِّهَامَ تُؤُمُّ مَنْ يُرْمى بِها
فعلامَ سهمُ اللَّحظِ يصمي منْ رما
يَا آمِرِي بِتَجَلُّدٍ لَمْ أُعْطَهُ
ما نمَّ دمعي بالجوى حتّى نما
وَلَقَدْ وَقَفْتُ بِدِارِ زَيْنَبَ مَوْهِناً
وَالوَجْدُ يَأْبَى أَنْ أَقُولَ فَأُفْهِما
مستخبراً عنها فلمْ أرَ معلماً
منها بأخبارِ الأحبَّة ِ معلما
أبكي ويمنعني تناسي ما مضى
ما يمنعُ الأطلالَ أنْ تتكلَّما
فعذلتُ قلبيَ إذْ أطاعَ غرامهُ
وَعَصى التَّسَلِّيَ بَعْدَهَا وَاللُّوَّما
وَاللَّوْمُ مِثْلُ الرِّيحِ يَذْهَبُ ضَلَّة ً
وَيَزِيدُ نِيرَانَ الْمُحِبِّ تَضَرُّما
وخطيطة ٍ ضنَّ الغمامُ بريِّها
خلفتها خلفي وسرتُ ميمِّما
أَرْضاً إِذَا ما التُّرْبُ أَجْدَبَ أَخْضَبَتْ
بندى ً إذا ما الغيثُ أنجمَ أثجما
يَلْقى بِها الرُّوَّادُ رَوْضاً مُزْهِراً
وَيُصَادِفُ الوُرَّادُ حَوْضاً مُفْعَما
وَتَرى بِها أُمُّ الْمُدَامَة ِ عَاقِراً
أبداً وأمَّ الحمدِ حبلى متئما
أَضْحَتْ بِإِحْسَانِ الْمُظَفَّرِ كَعْبَة ً
لِلطَّالِبِيِنَ وَلِلْمَكارِمِ مَوْسِما
مَلِكٌ إِذَا سُئِلَ الرَّغَائِبَ وَاللُّهى
أَعْطى وَإِنْ لاَقى الْكَتَائِبَ أَقْدَما
يُرْبِي عَلَى الْقَدَرِ الْمُتَاحِ إِذَا سَطَا
ويجاودُ الجودَ السَّحاحَ إذا هما
أَوْفى مِنَ الشَّمْسِ الْمُنِيرَة ِ بَهْجَة ً
وأشفُّ منزلة ً وأبعدُ مرتما
مَنَعَ اللَّيالِيَ أَنْ تَبِيتَ مَوَانِعاً
ما رامَ أوْ مستبذلاتٍ ما حما
يأبى الغواني والغناءَ وينتشي
طَرَباً إِذَا كَانَ الصَّلِيلُ تَرَنُّما
هممٌ علونَ على السِّماكِ وإنَّما
بِالْجُودِ وَالإِقْدَامِ يَسْمُو مَنْ سَما
ومناقبٌ أعيا الأعادي كتمها
والشَّمسُ أظهرُ أنْ تسرَّ وتُكتما
ومواهبٌ راجي جداها لمْ يخبْ
مِنْهُ وَرَاضِعُ دَرِّهَا لَنْ يُفْطَما
غَدَتِ الْجُيُوشُ غَزِيرَة ً بِأَمِيْرِهَا
وَالدَّهْرُ مَحْمُوداً وَكانَ مُذَمَّما(35/133)
وَالأَمْنُ جَمّاً وَالرَّجاءُ مُصَدَّقاً
والحقُّ أبلجَ والهدى مستعصما
للهِ درُّكَ في طغاة ِ قبائلٍ
أَنْصَفْتَ مِنْهَا الدِّينَ حِينَ تَظَلَّمَا
فَلَكَمْ جنَيتَ أَذى ً حَسَمْتَ بِهِ أَذَى ً
ولكَمْ سفكتَ دماً حقنتَ بهِ دما
لمَّا أزرتَهُمْ الظُّبى مصقولة ً
وَالْخَيْلَ قُبّاً وَالْوَشِيجَ مُقَوَّما
ظَنُّوكَ مَنْ لاَقَوْا فَحِينَ قَرَعْتَهُمْ
صَارُوا وَقَدْ كَانُوا حَدِيداً حَنتَما
قَهَرُوا الْوَرى زَمَناً فَمُذْ حَارَبْتَهُمْ
طمَّ الأتيُّ عليهمُ لمَّا طما
وهمُ حماة ُ الرَّوعِ إلاَّ أنَّهمْ
فَرُّوا لَعَمْرُكَ حِينَ فَرُّوا الأَرْقَما
ثمَّ انثنيتَ إلى سرايا طيِّءٍ
تَقْتَادُ أَرْعَنَ كَالْخِضَمِّ عَرَمْرَما
مُتَنَائِيَ الأَقْطَارِ زَادَ قَتَامُهُ
فغدا بهِ وجهُ النَّهارِ ملثَّما
تَبْدُو بَوَارِقُهُ فَتَحْسَبُ ضَوءَها
بَرْقاً تَأَلَّقَ فِي سَحَابٍ أَظْلَما
وَتَخَالُ نَقْعَ الأَعْوَجِيَّة ِ دُونَهُ
ستراً بلمعِ القعضبيَّة ِ معلما
حَتّى إِذَا أَنْشَيْتَهُمْ بِسُلافَة ٍ
وَالْحَيْنُ يَعْجَبُ مِنْهُمُ مُتَبَسِّما
ظَنُّوا الطَّلائِعَ كُلَّ مَنْ يَأْتِيهِمُ
فَتَثَبَّتُوا لِلدَّاءِ حَتّى اسْتَحْكَما
لَمَّا أَتَيْتَ فَكُنْتَ رِيحاً عَاصِفاً
تُلْوِي بِمَا لاَقَتْ وَكَانُوا خَشْرَما
لَمْ تَلْقَ إِلاَّ عَارِياً سَبَقَتْ بِهِ
روعاءُ أوْ مستلئماً مستسلما
والعزُّ حيثُ ترى الدِّماءَ مراقة ً
تروي الثَّرى والسَّمهريَّ محطَّما
والوهدُ أدوَنُ أنْ ينالَ متالعاً
والذِّئبُ أهونُ أنْ يروعَ الضَّيغما
مَلَكُوا فَجَارُوا فِي الْقَضَايَا وَاعْتَدَوْا
وَعَدَلْتَ فِيْهِمْ إِذْ غَدَوْتَ مُحَكَّما
فَمَنَحْتَهُمْ جَبَلَيْ أَبِيهِمْ إِرْثَهُمْ
عَنْهُ وَسَاءا مَنْزِلاً وَمُخَيَّما
فَهُمُ بِبِيدٍ يَصْطَلُونَ بِمَا جَنَوْا
فيها إذا حميَ الهجيرُ جهنَّما
منْ سائرِ الطُّرداءِ أبعدُ مشرباً
وأرثُّ أطماراً وأخبثُ مطعما(35/134)
وَحَرَمْتَهُمْ طِيبَ الْكَرى حَتّى لَقَدْ
ظَنُّوا الرُّقادَ عَلَى الْجُفُونِ مُحَرَّما
عَمْرِي لَقَدْ وَجَدُوا اصْطِنَاعَكَ سَالِفاً
أرياً وقدْ وجدوا اجتياحكَ علقما
فَرَأَوْكَ عِنْدَ السِّلْمِ بَحْرَ مَوَاهِبٍ
يُغْنِي وَفِي الْهَيْجاءِ عَضْباً مِخْذَما
وَرَجَعْتَ تَنْظُرُ فِي الْبِلادِ بِرَأْيِ ذِي
عزمٍ يردُّ المشرفيَّ مثلَّما
حصَّنتَ شاسعها برأيٍ لوْ حمى
بدرَ السَّماءِ عنِ النَّواظرِ لاحتما
وَعَمَرْتَ غَامِرَها بِجِدٍّ لَمْ يَزَلْ
يأبى لما تبنيهِ أنْ يتهدَّما
أَنّى يُشَارِكُكَ الوَرى في رُتْبَة ٍ
أدلجتْ تطلبها وباتوا نوَّما
حمَّلتَ نفسكَ غيرَ مكترثٍ بهِ
أمراً يؤودُ يرمرماً ويلملما
فبغتْ مطالعكَ الملوكُ فقصَّرتْ
ورأى وقائعكَ الزَّمانُ فأحجما
مهلاً فما أبقى نزالكَ خائفاً
خطباً ولاَ أبقى نوالكَ معدما
لاَ تُكْذَبَنَّ فَمَا أَمَامَكَ غَايَة ٌ
فانظرْ مليّاً هلْ ترى متقدَّما
نَاهِيكَ مِنْ كَرَمٍ يَفُوقُ بِهِ الْحَيَا
سَبْقاً وَمِنْ بَأْسٍ يَفْوتُ الأَنْجُما
وَعَزَائِمٍ حَشَتِ الْقُلُوبَ أَسِنَّة ً
مثلَ الخناجرَ والخناجرَ أسهما
فَقَضَتْ لِذِكْرِكَ أَنْ يَسِيرَ مُفَوَّزَاً
وقضتْ لذكركَ أنْ يجلَّ ويعظما
يَهْنِي الْخِلاَفَة َ أَنَّ عُدَّتَها شَجى
حلقِ العدوِّ وسيفها لنْ يكهما
وليهنكَ العيدُ السَّعيدُ مضاعفاً
لَكَ أَجْرَ مَنْ صَلّى وَصَامَ وَأَحْرَما
إنِّي لأشعرُ منْ رأيتَ وإنَّني
أَصْبَحْتُ عَنْ إِدْرَاكِ وَصْفِكَ مُفْحَما
وَلَقَدْ أَرَحْتُ الْخَيْلَ نَحْوَكَ ضُمَّراً
وَالْعِيسَ يَحْمِلْنَ الْقَرِيضَ الْمُحْكَما
يَحْمِلْنَ مِنْهُ مُفَصَّلاً وَمُنَظَّما
ومحبَّراً وموشَّحاً ومسهَّما
مدحٌ كزهرِ الرَّوضِ إلاَّ أنَّهُ
يَبْقى إِذَا زَهْرُ الرِّياضِ تَصَرَّما
إنِّي كتمتُ الشِّعرَ في طيِّ المنى
فعلَ امرئٍ لمْ يرضَ ما دونَ السَّما
لا أسألُ الرَّحمنَ حظّاً فوقَ ما(35/135)
أَعْطى فَقَدْ أَوْلى الْجَمِيلَ وَأَنْعَما
حسبي امتداحكَ رتبة ً ونباهة ً
وَذَرَاكَ مُعْتَصَماً وَقُرْبُكَ مَغْنَما
العصر العباسي >> ابن حيوس >> طاوِلْ بِهِمَّتِكَ الزَّمانَ وَحِيْدَا
طاوِلْ بِهِمَّتِكَ الزَّمانَ وَحِيْدَا
رقم القصيدة : 27491
-----------------------------------
طاوِلْ بِهِمَّتِكَ الزَّمانَ وَحِيْدَا
فأرى مداكَ على الأنامِ بعيدا
وَلقدْ بلغتَ ببعضِ سعيكَ رتبة ً
أَعْيَتْ عَلَى مَنْ لَمْ يَدَعْ مَجْهُودَا
فَلْيَيْأَسِ الشَّرَفَ الَّذِي أُوتِيتَهُ
منْ لا يقومُ مقامكَ المحمودا
فَالعِزُّ يَأْبى أَنْ يُنِيلَ يَسِيرَهُ
منْ لاَ يكونُ على الجلادِ جليدا
وَمُحَمِّلُ الأَيَّامِ ما لَمْ تَحْتَمِلْ
يُفْنِي الحَياة َ مُخَيِّباً مَكْدُودَا
أَنّى يَنالُ مَحَلَّة َ الجَوْزَاءِ مَنْ
لاَ يستطيعُ منَ الصعيدِ صعودا
قدْ شاعَ مجدكَ فهو أشهرُ في الورى
منْ أنْ ترومَ لهُ عداكَ جحودا
فلوِ ابتغيتُ بما أقولُ شهادة ً
لَوَجَدْتُ أَهْلَ الخَافِقَيْنِ شُهُودَا
غَاضَتْ يَنَابِيعُ الكِرَامِ بِعارِضٍ
أَوْفى عَلَى جُودِ الغَمائِمِ جُودَا
تُزجِي عَوَاصِفُهُ سَحَائِبَ لِلْمُنَى
بِيضاً وَسُحْباً لِلْمَنايَا سُودَا
مثعنجرٌ كفُّ المظفرِ أفقهُ
لمْ يبقِ ذا عدمٍ وَلاَ مزؤودا
فاعتاضَ أهلُ الشامِ منْ خوفِ الردى
أمناً وَمنْ عدمِ اليسارِ وجودا
بِأَغَرَّ مَا أَمَّ المَنَاقِبَ تَابِعاً
فِيها وَلاَ أَخَذَ العُلى تَقْلِيدَا
لكِنْ يُؤَسِّسُ مَا بَنَى عَنْ هِمَّة ٍ
أَبَدَاً تَعَافُ المَنْهَلَ المَوْرُودَا
مَا زَال يَسْبِقُ جُودُهُ مِيعَادَهُ
كَرَماً وَيَسْبِقُ سَيْفُهُ التَّهْدِيدَا
حَتّى أَبَانَ عَنِ اعْتِزَامٍ لَمْ يَزَلْ
للمالِ وَالباغي العنيدِ مبيدا
وَعتا الزمانُ فكفَّ منْ غلوائهِ
فعنا وَصارَ لما يريدُ مريدا
يَاسَيْفَ مَنْ عِصْيَانُهُ وَوَلاَؤُهُ
جعلا شقياً في الورى وَسعيدا
خلِّ العدوَّ فقدْ غدا أنجادهمُ(35/136)
لمْ يضمروا لمهندٍ تجريدا
ملأتْ وقائعك القلوبَ مخافة ً
ضاقتْ بها عن أنْ تجنَّ حقودا
وَرفعتَ ناراً كلما أوقدتها
زادتْ بها نارُ العدوِ خمودا
هيَ نارُ إبراهيمَ للباغي الندى َ
لَكِنْ عَلَى البَاغِي تُشَبُّ وُقُودَا
وَلوْا وَلوْ أوغلتَ تطلبُ إثرهمْ
لمْ يحمِ ملكُ الرومِ منكَ طريدا
وَلوِ اتبعتَ مولياً فيما مضى
لتبعتهمْ سيراً يبيدُ البيدا
بِالمُقْرَبَاتِ مُقَرّبَاتٍ نَحْوَهُمْ
لاَ تعرفُ الإيضاعَ وَالتخويدا
مُقْوَرَّة ً تَرْدِي بِكُلِّ مَفَازَة ٍ
تردي السوابقَ وَالمطايا القودا
نزعتْ كسى ً منْ نيها وَتسربلتْ
منْ نقعها فوقَ الجلودِ جلودا
في فيلقٍ لوْ لمْ تقدهُ إلى العدى
لكفاكَ بأسكَ عدة ً وَعديدا
حَمَلَتْ ضَراغِمُهُ الحَدِيدَ مُذَلَّقاً
وَتَدَرَّعَتْ حَزْماً بِهِ مَسْرُودَا
فليلبثوا حيثُ استقرتْ دارهمْ
وَأَرَدْتَ مَا دَامَ الحَدِيدُ حَدِيدَا
وَليحذروا الهممَ التي منعتهمُ
مِنْ أَنْ يُقِيموا بالشَّامِ عَمُودَا
نَقَضَتْ حِبَالَهُمْ حَبَائِلُ لَمْ تَزَلْ
قدماً تصيدُ بها الملوكَ الصيدا
وَلَطَالَمَا صَبَّحْتَهُمْ فِي غَارَة ٍ
ألفوا بها أمَّ اللهيمِ وَلودا
لمْ تبقِ في بكرٍ لربَّ هنيدة ٍ
بكراً وَلاَ لبني عتودَ عتودا
ظَنُّوا بِهَا نَقْعَ الجِيَادِ وَوَقْعَها
عِنْدَ المُغَارِ سَحَائِباً وَرُعُودَا
وَمتى مددتَ قناً فما أوردتها
مِنْ كُلِّ باغٍ ثُغْرَة ً وَوَرِيدَا
وَمَتى سَلَلْتَ ظُبى ً فَمَا كاَنَتْ لَهَا
هاماتهمْ عندَ اللقاءِ غمودا
أَمْ أَيَّ يَوْمِ وَغى ً شَهِدْتَ فَلَمْ يَكُنْ
يوماً أغرَّ محجلاً مشهودا
فَرَأَوْكَ أَصْدَقَ مِنْهُمُ عِنْدَ النَّدى
أرياً جنوا جنوهُ هبيدا
وَعْداً وَأَنْكى فِي العَدُوِّ وَعِيدَا
وَأرى جنابَ مبينة ً عن رشدها
إِذْ لَمْ تَرُمْ عَنْ ذَا الجَنَابِ مَحِيدَا
نَالَتْ بِقُرْبِكَ عِزَّة ً وَنَبَاهَة ً
وَحَمَتْ بِسَيْفِكَ طَارِفاً وَتَلِيدَا
قلدتها منناً شفعنَ صنائعاً(35/137)
يَجْعَلْنَ أَحْرَارَ الرِّجَالِ عَبِيدَا
وَمددتَ باعَ أبي سماوة َ منجزاً
لأَبِيهِ في استِصْلاَحِهِ المَوْعُودَا
وَنأى َ بمنْ كفرَ الضيعة َ فعلهُ
فَغَدَا لِخَوْفِكَ فِي البِلاَدِ شَرِيدَا
وَلَطَالَمَا خَصَّتْ نُحُوسُ كَوَاكِبٍ
قَوْمَاً وَكُنَّ لآَخَرينَ سُعُودَا
أضحى يرودُ المحلَ مغرورٌ مضى
عَنْ ذَا المَحَلِّ مُحَلأًّ مَطْرُودَا
وَوَرى زِنَادُ مَنِ اعْتَلَتْ آراؤُهُ
حَتّى تَقَيَّلَ ظِلَّكَ المَمْدُودَا
كَمْ آمَنَتْ سَطَواتُ عَزْمِكَ خَائِفَاً
وَجلاً وَراعتْ أروعاً صنديدا
وَتخرمتْ ملكاً وردتْ ذاهباً
لولاكَ لمْ يكُ مثلهُ مردودا
فاسلمْ على مرَّ الزمان لأمة ٍ
تَلْقى بِقُرْبِكَ كُلَّ يَوْمٍ عِيدَا
وَلدولة ٍ قدْ صرتَ منتجباً لها
زادتْ وَعزتْ منعة ً وَجنودا
وَاسعدْ بمولودٍ سما لمحلة ٍ
أمسى لها بدرُ السماء حسودا
إِذْ خَصَّهُ خَيْرُ الأَنَامِ بِنِعْمَة ٍ
لمْ يحبها كهلاً وَلاَ مولودا
وَأنالهُ اسماً منْ صفاتكَ مؤذناً
منهُ بأمرٍ لاَ يزالُ حميدا
سَعِدَ الَّذِي يَرْجُو إِمَامُ العَصْرِ أَنْ
سَيَكُونُ فِي حَالاَتِهِ مَسْعُودَا
نعمٌ يهنيكَ الإلهُ جديدها
فلقدْ لبستَ بها الفخارَ جديدا
وَيُرِيكَ مَحْمُودَا مُبَلَّغَ غَايَة ٍ
في الملكِ أعجزَ نيلها محمودا
تُرْوى مَنَاقِبُهُ وَيَرْوِي حَوْضُهُ
عِنْدَ المَعَاطِشِ مَنْ أَرَادَ وُرُودَا
وَتَرى بِحَضْرَتِهِ لِيَ ابْناً شَاعِراً
مثلي مجيداً في الثناءِ مجيدا
يا مصطفى الملكِ الذي كانَ الندى
هماً فعاودَ في ذارهُ وليدا
أَنْهَجْتَنِي مِنْ نَهْجِ فَضْلِكَ مَسْلَكَاً
تَثْنِي مَسَافَتُهُ البَلِيغَ بَلِيدَا
فَلَئِنْ حَصِرْتُ فَإِنَّ عُذْرِيَ وَاضِحٌ
أَنْ لَسْتَ أَبْلُغُ لِلسَّما تَحْدِيدَا
وَلئنْ نطقتُ فإنَّ أيسرَ ما أرى
مِنْ مَأْثُرَاتِكَ يُنْطِقُ الجُلْمُودَا
أَلْفَيْتُهُنَّ جَوَاهِراً مَنْثُورَة ً
وَعَلَى القَوَافِي أَنْ يَصِرْنَ عُقُودَا(35/138)
فَلَكَ الفَرِيدُ وَقَدْ وَجَدْتَ نِظَامَهُ
وليَ الثناءُ وَقدْ وجدتُ فريدا
حَمِدَ الوَرى لِيَ ذَا الثَّنَاءَ وَمَذْهَبِي
فِيهِ فَكُنْتُ الحَامِدَ المَحْمُودَا
جُوزِيتُ عَنْ شُكْرِي بِشُكْرٍ مِثْلِهِ
فععدتُ ما تسدي إليَّ مزيدا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> تَفَرَّدْتَ بِالْمَجْدِ دُونَ الأُمَمْ
تَفَرَّدْتَ بِالْمَجْدِ دُونَ الأُمَمْ
رقم القصيدة : 27492
-----------------------------------
تَفَرَّدْتَ بِالْمَجْدِ دُونَ الأُمَمْ
وحزتَ منَ العزمِ ما لمْ يُرمْ
فما لحديثٍ أتى في العلا
حَدِيثٌ وَلاَ لِقَدِيمٍ قَدَمْ
وفي كلِّ يومٍ ثناءٌ يسيرُ
وَمَجْدٌ يَخُصُّ وَجُودٌ يَعُمُ
سَلَكْتَ إِلى نَيلِ ما رُمْتَهُ
سَبِيلاً لِغَيرِكَ لَمْ يَسْتَقِمْ
وقدْ أعجزَ النَّاسَ هذا الصُّعودُ
وَمَا بَلَغَتْ مُنْتَهاها الْهِمَمْ
ولوْ لمْ يكنْ لكَ إلاَّ الفعالُ
لأغناكَ عنْ فخرِ خالٍ وعمّْ
عَلَى أَنَّ مَعْشَرَكَ الضَّارِبُو
نَ هبراً حيالَ النِّعمْ
هُمُ الْقَوْمُ يَبْلُغُ مَوْلُودُهُمْ
مَدى الْحِلْمِ قَبْلَ بُلُوغِ الْحُلُمْ
إِذَا خُوشِنُوا فَبِحارُ الرَّدى
وَإِنْ حُوسِنُوا فَبِحارُ الْكَرَمْ
ولوْ لمْ يكنْ لهمُ مفخرٌ
سِوَاكَ لَقالَ الوَرى حَسْبُهُمْ
وفي روضِ أيَّامكَ المونقاتِ
تنزَّهَ طرفُ المنى فلتدمْ
فقدْ ضحكَ الدَّهرُ عجباً بها
وَما كانَ مِنْ قَبْلِها يَبْتَسِمْ
أنرتَ لياليَ أهلِ الشَّآمِ
وَكانَ نَهارُهُمُ مُدْلَهمّْ
وبيَّضتَ بالعدلِ سودَ الوجوهِ
وَسَوَّدْتَ بِالأَمْنِ بِيضَ اللِّمَمْ
أَبى حَلُّ سَيْفِكَ عَقْدَ العِدى
لِعَقْدِ الْخِلاَفَة ِ أَنْ يَنْفَصِمْ
فَلِلّهِ جِدُّكَ ماذا بَنى
وَإِقْبَالُ جَدِّكَ ماذَا هَدَمْ
وللهِ سيفُ عليٍّ فكمْ
أشمَّ المذلَّة َ أنفاً أشمّْ
لَوَ كَّلْتَ طَيّاً بِطَيِّ القِفارِ
وَلَوْ لَمْ تَرُمْ مُلْكَهُمْ لَمْ يُرَمْ
وفرَّقتهمْ فرقاً في البلادِ
فهلْ كانَ عزمكَ سيلَ العرمْ(35/139)
فَإِنْ شَرِكُوا الرُّومَ فِي شِرْكِهِمْ
فَما رُزِقُوا الْحَظَّ مِنْ مُلْكِهِمْ
عليهمْ منَ اللَّعنِ أضعافُ ما
عَلَيْهِمْ وَلَيْسَ لَهُمْ ما لَهُمْ
فَلاَ يَأْمَنُوا نُصْرَة َ الْمُشرِكِينَ
فعندهمُ فوقَ ما عندهمْ
وَكُلُّ بَعِيدٍ عَلَيْها أَمَمْ
بِمُنْهَزِمٍ مِنْ يَدَيْ مُنْهَزِمْ
ومنْ مسلمٍ خانَ إسلامهُ
وَيُظْهِرُ لِلشِّركِ رَعْيَ الذِّمَمْ
لقدْ عدموا الرَّأيَ فاستنصروا
طَرَائِدَ مَنْ ذَلَّ فِي نَصْرِهِمْ
فَهَبْ آلَ يُونانَ لَمْ يُخْبِرُوا
فَأَبْناءُ قَحْطانَ مَنْ غَرَّهُمْ
وما يقبحُ الجهلُ منْ جاهلٍ
كَما يَقْبُحُ الْجَهْلُ مِمَّنْ عَلِمْ
وقدْ أطمعَ القومَ إهمالهمْ
فعاثوا وأغراهمُ حينهمْ
فَرُدْ أَرْضَهُمْ فِي جُيُوشِ الإِمامِ
لِتُنْسِيَ ما فَعَلَ الْمُعْتَصِمْ
ووفِّرْ بقسطونَ قسطَ النُّزولِ
بِصَحْرَآئِها فَالْمُسِيؤُونَ هُمْ
فقدْ طالما نزلوا بالرَّقيمِ
فَصَبَّحْتَ أَحْياءَهُمْ بِالرَّقِمْ
وَيَمِّمْ بِها مِنْ وَرَآءِ الدُّروبِ
لِيَلْحَقَ بِالْمُسْتَذِمِّ الْمُذِمّْ
فسمرُ الرِّماحِ تشكّى الظَّما
وبيضُ الصِّفاحِ تشكّى القرمْ
فَتِلْكَ مَشارِبُها فِي الصُّدُورِ
وهذي مطاعمها في القممْ
وَقالُوا بَغى القَطَبانُ اللِّقآءَ
وأوعدَ بالحربِ فيما زعمْ
فَقُلْتُ سَيْصْرَعُهُ بَغْيُهُ
كَذَاكَ بَغى صالِحٌ فَاختُرِمْ
وَعِيدٌ تَبَيَّنَ فِيمَنْ أَتاهُ
كتبيينِ ريحِ الصَّبا في إضمْ
وما للخصيِّ وما للقِّاءِ
وكيفَ تلاقي الرِّجالَ الحرمْ
وَأَنْتَ قَتَلْتَ أَعَزَّ الْفُحُولِ
فَمَاذَا يَظُنُّ أَذَلُّ الْخَدَمْ
ولاَ واعتزامكَ لا روِّعتْ
بِتِلْكَ البَهائِمِ هذِي البُهَمْ
أأنصارَ ملَّة ِ خيرِ الورى
أترضونَ للحقِّ أنْ يُهتضمْ
أَلاَ فَاقْتَضُوا دَيْنَ دِينِ الْهُدى
لِيُنْجِزَ رَبُّكُمُ وَعْدَكُمْ
فَهذِي الطَّرِيقُ إِلى جَنَّة ِ الْ
خلودِ فمنْ حادَ عنها ندمْ
وقدْ آنَ للحقِّ أنْ يستردَّ(35/140)
كَما آنَ لِلدَّاءِ أَنْ يَنْحَسِمْ
فَأَبْلُوا أَمامَ إِمامِ الْهُدى
بلاءً يؤمَّلُ منْ مثلكمْ
لتأتوا إلهكمُ في المعادِ
بأعمالكمْ دونَ أنسابكمْ
وجودوا بأنفسكمْ إنَّما
يُصانُ الْوَشِيجُ لِكَيْ يَنْحَطِمْ
وَكَيْفَ يَخافُ الرَّدى مَعْشَرٌ
إِذَا عَطَبَ الْمَرْءُ مِنْهُمْ سَلِمْ
فَلاَ بُدَّ مِنْ قَوْدِها شُزَّباً
طوالٌ أعنَّتها والحزمْ
تجاذبُ أسدَ اللِّقاءِ اللُّجمْ
فَكُلُّ طَرِيدٍ بِها مُدْرَكٌ
كأنِّي بها منْ وراءِ الخليجِ
أَمامَ الْمُظَفَّرِ تَهْوي زِيَمْ
وقدْ قابلَ البحرَ سيفُ الإمامِ
بِبَحْرِ رَدى ً مَوْجُهُ مُرْتَطِمْ
وَقَدْ غَصَّ بِالجَيْشِ ذَاكَ الْفَضَا
فضاقَ على الخائفِ المنهزمْ
فما وهدة ٌ ما بها صعدة ٌ
ولاَ علمٌ ما عليهِ علمْ
سَيُعْطِيكَ مَلْكُهُمُ مُلْكَهُ
وعنْ ذلَّة ٍ ذاكَ لا عنْ كرمْ
جرى لكَ في اللَّوحِ ألاَّ عزيزَ
يعزُّ عليكَ وجفَّ القلمْ
وقدْ حكَّمتكَ شفارُ السُّيوفِ
عَلَى كُلِّ ذِي عِزَّة ٍ فَاحْتَكِمْ
أَبَيْتَ فَنَارُكَ لاَيُصْطَلى
لَظَاهَا وَجَارُكَ لاَ يُهْتَضَمْ
وَقُمْتَ بِفَرْضِ جِهَادِ الْعَدُوِّ
فأغنى قيامكَ منْ لمْ يقمْ
فلاَ تحسبِ الرُّومُ أنْ قدْ رقدتَ
فَمُذْ نَبَّهَتْكَ الْعُلى لَمْ تَنَمْ
عَزَائِمُ تَمْضِي مَضَاءَ الظُّبى
وتربي على كلِّ نجمٍ نجمْ
فَمِنها فَوَادِحُ تُجْلِي الْعِدى
ومنها مصابحُ تجلو الظُّلمْ
فأيُّ وليٍّ بها ما اهتدى
وأَيُّ عَدُوٍّ بِها مَا رُجِمْ
أَنَخْتُ لَدَيْكَ مَطَايَا الْمُنى
وهلْ يتعدّى زهيرٌ هرمْ
فأمَّنتني بالعلوِّ الغلوِّ
وَأَعْدَمْتَنِي بِالنَّوَالِ الْعَدَمْ
وَلَوْ كانَ ذَا العِيدُ ذَا نَاظِرٍ
لأعشتهُ أنوارُ هذي الشِّيمْ
فَدُمْتَ تُوَدِّعُهُ مَا مَضى
وَتَلْقَاهُ مُسْتَقْبِلاً مَا قَدِمْ
فلسنا نراعُ لظلمِ الخطوبِ
وَعَدْلُكَ عَادٍ عَلَى مَنْ ظَلَمْ
إذا ما ألمَّ بنا ما يهولُ
فأنتَ المليءُ بدفعِ الملمّْ
فأمَّننا اللهُ فيكَ المخوفَ(35/141)
وألهمنا شكرَ هذي النِّعمْ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> لَكَ السَّعْيُ مَا يَنْفَكُّ يَخْدمْهُ السَّعْدُ
لَكَ السَّعْيُ مَا يَنْفَكُّ يَخْدمْهُ السَّعْدُ
رقم القصيدة : 27493
-----------------------------------
لَكَ السَّعْيُ مَا يَنْفَكُّ يَخْدمْهُ السَّعْدُ
وَذَا العِزُّ مَا أَمْطَاكَهُ الجِدُّ وَالجَدُّ
بهمتكَ الطولى بلغتَ إلى المنى
وَذو الهمة ِ القصرى يروحُ كما يغدو
لقدْ أظهرتْ مذْ غبتَ عنها كآبة ً
دِمَشْقُ كَأَنْ لَمْ يَخْلُ مِنْ صَارِمٍ غِمْدُ
مَضَيْتَ كَمَا تَمْضي الصَّوَارِمُ في الطُّلى
وَعدتَ كما عادتْ إلى الأجم الأسدُ
وَشحطُ النوى أبدى سرائرَ أهلها
وَقَدْ يُعْرَفُ الشَّيءُ الخَفِيُّ بِمَا يَبْدُو
لَئِنْ مُنِعُوا بِالهَمِّ فِي بُعْدِكَ الكَرى
لَقَدْ مَنَعَ الأَيَّامَ قُرْبُكَ أَنْ تَعْدُو
وَمَا إِنْ رَأَوْا شَمْساً لَهَا الشَّامُ مَطْلَعٌ
سواكَ وَلاَ غيثاً تخبُّ بهِ الجردُ
سَحَابٌ حَيَاهُ الجُودُ وَالبِشْرُ بَرْقُهُ
وَوقعُ العتاقِ المقرباتِ لهُ رعدُ
أحاطوا بها رجلى لأنَّ غبارها
تَدَاوَى بِهِ مِنْ دَائِهَا الأَعْيُنُ الرُّمْدُ
وَلستَ موفى ً بعضَ ما تستحقهُ
إِذَا لَمْ يَنُبْ عَنْ كُلِّ رِجْلٍ مَشَتْ خَدُّ
حَضَرَتَ فَوَجْهُ الدَّهْرِ أَبْلَجُ نَاضِرٌ
وَإنْ غبتَ حيناً فهوَ أكلفُ مربدُّ
فلاَ تتحدوهُ بذمٍ فإنْ تكنْ
إساءتهُ سهواً فإحسانهُ عمدُ
وَإنَّ ألذَّ القربِ ما قبلهُ نوى ً
وَأَحْلى الوِصَالِ مَا تَقَدَّمَهُ صَدُّ
ظعنتَ فلمْ تظعنْ رعايتكَ التي
حمتهمْ فما ريعوا وَأوجدتْ فلمْ يكدوا
فلوْ لمْ تكنْ رؤياكَ شيئاً محبباً
إِلى كُلِّ عَيْنٍ لاَسْتَوى القُرْبُ وَالبُعْدُ
وَهَلْ حَلَبٌ إِلاَّ السُّهى مُنْذُ أصْبَحَتْ
لأَرْوَعِ أيّامُ الزَّمَانِ لَهُ جُنْدُ
لذي البيضِ لمْ تجفُ الطلى شفراتها
وَجُرْدِ المَذَاكِي مَا يَجِفُّ لَهَا لِبْدُ
إذا قصدتْ أرضَ العدوَّ فسيرها(35/142)
لعمركَ تقريبٌ وَتقريبها شدُّ
وَلما دعتْ منكَ العواصمُ غوثها
أجبتَ بلاداً قدْ تمادى بها الجهدُ
فأسهرتَ أجفاناً تطاولَ نومها
لِتَرْقُدَ أُخْرى مَا لَهَا بِالكَرى عَهْدُ
نهضتَ وَقدْ مادتْ حذاراً بأهلها
وَعَاوَدْتَ عَنْهَا وَهْيَ مِنْ أَمْنِهَا مَهْدُ
فَلاَ طَرْفُ ذِي فَتْكٍ إِلى الفَتْكِ يَعْتَلِي
وَ لاَ يَدُ ذِي جَوْرٍ إِلى الجَوْرِ تَمْتَدُّ
وَلما طغى نصرٌ أتحتَ لهُ الردى
فَلَمْ يَحْمِهِ الجَمْعُ الصَّريحُ وَلاَ الحَشْدُ
أبتْ أنْ يحيدَ الحقُّ عنْ مستقرهِ
خصومٌ منَ الملدِ التي أشرعتْ لدُّ
فَخَلَّوْا لأطْرَافِ القَنَا عَنْ مَمَالِكٍ
بِهَا أَخَذُوهَا عَنْوَة ً وَبِهَا رَدُّوا
أَبَاحَكَ مُلْكُ العُربِ مَاضِي سِلاَحَهَا
سَيُصْفِيكَ مُلْكُ الهِنْدِ مَا طَبَعَ الهِنْدُ
فَكَمْ خُضْتَ أَهْوَالاً نَتِيجَتُهَا عُلى ً
وَلاَقَيْتَ أَوْصاباً جَنى صابِها شَهْدُ
تَفَرَّدْ بِمُلْكِ الأَرْضِ وَاسْلَمْ لأَهْلِهَا
فَإِنَّكَ فِيهِمْ وَالأُلى قَبْلَهُمْ فَرْدُ
وَلاَ تُخْلِ قَلْباً فِي الوَرَى مِنْ مَخَافَة ٍ
فَلوْلاَ حَياة ُ الخَوْفِ لَمْ يَمُتِ الحِقْدُ
فلوْ لمْ يكنْ بأسُ المهلبِ كاسباً
لَهُ العِزَّ ما أَعْطَتْهُ طَاعَتَها الأَزْدُ
تَكَفَّلَ هذَا العَزْمُ أَنَّكَ ظافِرٌ
بِما لَمْ تُحَدِّثْكَ الظُّنُونُ بِهِ بَعْدُ
أمانيُّ قدْ أخلتْ لها طرقَ الظبى
وَلاَ صَدَرٌ يُحْمى عَلَيْهِ وَلاَ وِرْدُ
لِسائِرِ ما يَأْتِي بِهِ الدَّهْرُ غايَة ٌ
وَما لِمَعالِيكَ انْتِهاءٌ وَلاَ حَدُّ
إذا سلبَ الأعداءُ شيئاً رددتهُ
وَإِنْ سَلَبَتْهُمْ ذِي السُّيُوفُ فَلاَ رَدُّ
قواطعُ مذْ أذْكتْ بمذكينَ نارها
فَبَيْنَ ضُلُوعِ الرُّومِ نارٌ لَها وَقْدُ
وَمُنْذُ دَنَتْ دَارُ المُبِيرِ مُبِيرِهِمْ
فأمنهمُ جزرٌ وَخوفهمُ مدُّ
يقولُ لهمْ في كلَّ يومٍ مليكهمْ
كذا فاحمدوا رأييِ لما أكدَ العقدُ
لعمري لقدْ غروا بإبعادِ عصبة ٍ(35/143)
نَحَتْ غَيَّها مِنْ بَعْدِما وَضَحَ الرُّشْدُ
وَليستْ لهذا الملكِ أولى طريدة ٍ
غَدَا حَظَّهَا مِمَّنْ بَغَتْ نَصْرَها الطَّرْدُ
فلا تحسبوا ماءَ الفراتِ كعهدهمِ
فَقَدْ حالَ دونَ الوِرْدِ ذَا الأَسَدُ الوَرْدُ
لقدْ ضاقَ ذو القرنينِ ذرعاً بسدهِ
فقالَ أعينوني فقدْ نفدَ الجهدُ
وَأَنْتَ الَّذِي لَمْ يَسْتَعِنْ غَيْرَ عَزْمِهِ
وَكمْ دونَ ما قدْ بتَّ تلكلؤهُ سدُّ
بِإِقْدَامِكَ الإِسْلامُ بِالعِزِّ مُرْتَدٍ
وَجَاحِدُ ما أَوْلَيْتَهُ عَنْهُ مُرْتَدُّ
وُقِيْتَ بِرَغْمِ الحاسِدِينَ فَما زَكا
لِقائِلِهِمْ قَوْلٌ وَلاَ كَانَ ما وَدُّوا
فلاكهمُ السيفُ الذي الحقُّ ضاربٌ
بِهِ مَنْ طَغى بَغْياً وَلاَ خَوِرَ العَضْدُ
فَهُمْ بَيْنَ مَيْتٍ ظَلَّ يَلْفِظُهُ الثَّرى
وَحيًّ لهُ منْ بيتهِ أبداً لحدُ
وَإِنَّ رِجالاً فِيكَ شَكَّتْ قُلُوبُهُمْ
أولئكَ قومٌ عنْ سبيلِ الهدى صدوا
وَلَسْتُ عَنِ النُّصْحِ الصَّرِيحِ مُدَافِعاً
إذا وضحَ الإحسانُ لمْ يمكنِ الجحدُ
كَفَيْتَ بِذَا السَّيْفِ الأَئِمَّة َ ما عَرَا
فمنْ كلَّ شيءٍ ما عداكَ لهمْ بدُّ
فلاَ غروَ أن شدوا عليكَ أكفهمْ
بذلكَ وصى ابناً أبٌّ وَأباً جدُّ
وَمُذْ شاعَ فِي مِصْرَ وُصُولُكَ سالِماً
فَفِيها لِمَنْ يَحْتَلُّها عِيْشَة ٌ رَغْدُ
وَقَدْ لَبِسْتَ أَبْهى الكُسى وَتَعَطَّرَتْ
بِما حَمَلَتْ مِنْ طِيْبِ أَخْبَارِكَ البُرْدُ
بكَ انذعرتْ ربدُ الحوادثِ رهبة ً
كَما أنْذَعَرَتْ مِنْ خِيفَة ِ القانِصِ الرُّبْدُ
وَحَيْثُ ثَوى هذَا الهُمَامُ فَقَصْرُهُ
بِأَرْجَائِهِ مِنْ كُلِّ مَمْلَكَة ٍ وَفْدُ
تَرُومُ لَدَيْهِ الجُودَ إِنْ أَخْلَفَ الحَيا
وَتَجْديدَ عَهْدِ السِّلْمِ إِنْ أَخْلَقَ العَهْدُ
وَعدتَ الهدى عزاً بإبعادكَ العدى
فلما زكا فيها الوعيدُ زكا الوعدُ
وَجمعتَ باإحسانِ شتى قبائلٍ
فنابَ عنِ القربى التوازرُ وَالودُّ(35/144)
وَلَوْ لَمْ تُزِلْ بِالمَنْعِ غِلَّ صُدُورِهِمْ
وَبالبذلِ لمْ يركنْ إلى ضدهِ الضدُّ
صَنَائِعُ قَدْ عَمَّتْ نِزَاراً وَيَعْرُباً
فَكُلُّهُمُ أَسْرَاكَ وَالنِّعَمُ القِدُّ
سَأُثْني بِنُعْمَاكَ الَّتي مَلأَتْ يَدِي
وَإنْ فاتَ حدَّ العدَّ نائلكَ العدُّ
رُمِيتُ بِسَهْمِ العِيِّ إِنْ ظَلْتُ كاتِماً
مَوَاهِبَ لِي مِنْها الطَّوَارِفُ وَالتُّلْدُ
سقتني بكاساتِ المنى كلَّ نخبة ٍ
فَها أَنا بِالأَشْعارِ مِنْ طَرَبٍ أَشْدُو
عزيزُ القوافي لي ذليلٌ وَصعبها
ذلولٌ وَحرُّ القولِ ما رمتهُ عبدُ
أَمِيرَ الجُيُوشِ اسْمَعْ لَها فَبِمثْلِها
تَزِيْدُ العُلى طَوْلاً وَيَفْتَخِرُ المَجْدُ
وَما أنشدتْ إلاَّ انبرى كلُّ عالمٍ
يقولُ لهذا الجيدِِ يصلحُ ذا العقدُ
تجلُّ إذا ما جلة ُ القومْ أنصتوا
وَتُلْغَى إِذَا أَنْضى لِيَ النَّقْدُ وَالنَّقْدُ
أَذَا العُرْفِ ما شَرْوَاهُ مُنْهَمِرُ الحَيا
وَذَا العَرْفِ نا النَّدُّ الذَّكِيُّ لَهُ نِدُّ
شهرتَ بإرغامِ الخطوبِ وَكبتها
فما لكَ إلاَّ حفظُ ما ضيعتْ وَكدُ
وَمنهُ الندى يعتادُ في كلَّ لحظة ٍ
وَغَيْرُكَ بِالأَدْنى مِنَ الجُودِ يَعْتَدُّ
فضائلُ يطوى الدهرُ منْ قبلِ طيها
وَتَنْعَدُّ أَنْفَاسُ الوَرى قَبْلَ تَنْعَدُّ
كَبَا كُلُّ مَنْ يَبْغِي مَدَاكَ فَلاَ كَبَا
لِذَا المُلْكِ فِي أَمْرٍ تُحَاوِلُهُ زَنْدُ
لِتَحتَاز آفَاقَ الدُّنى دُونَ أَهْلِهَا
كَمَا لَكَ فِيهَا دُونَهُمْ وَحْدَكَ الحَمْدُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أمَّا وَسَيْفُكَ في النُّفُوسِ مُحَكَّمُ
أمَّا وَسَيْفُكَ في النُّفُوسِ مُحَكَّمُ
رقم القصيدة : 27494
-----------------------------------
أمَّا وَسَيْفُكَ في النُّفُوسِ مُحَكَّمُ
فَالعِزُّ أَجْمَعُهُ إِلَيْكَ مُسَلَّمُ
منْ لاَ يطيعكَ والمقاديرُ الَّتي
تُرْضِي وَتُجْدِي بَعْضُ مَا يَسْتَخْدِمُ
فَلِكُلِّ قَلْبٍ مِنْ سُطاكَ مُرَوِّعٌ(35/145)
وَبِكُلِّ وَجْهٍ مِنْ جَمِيلِكَ مِيسَمُ
عوِّدتَ فصلَ الأمرِ أشكلَ ناطقاً
أوْ ساكتاً فالسَّيفُ عنكَ مترجمُ
وخصصتَ بالإبداعِ في فعلاتكَ الـ
حسنى ليظهرَ عجزُ منْ يتهمَّمُ
ومتى يجيءُ بمثلها منْ نفسهِ
مَنْ ظَلَّ يُبْصِرُهَا فَلاَ يَتَعَلَّمُ
لوْ لمْ يعزَّ بنو أبيكَ ويكرموا
طالوا الورى شرفاً بأنَّكَ منهمُ
أَبْشِرْ بِسَبْقِكَ مَنْ تَقَدَّمَ مُوقِناً
أَنَّ الْفَضَائِلَ لاَ الْعُصُورَ تُقَدِّمُ
كُنَّا نَظُنُّكَ تَابِعاً آثَارَهُمْ
فَأَبَنْتَ بِالإِعْجَازِ أَنَّكَ مُلْهَمُ
ولقدْ سمعتَ كما سمعنا عنهمُ
وعلمتَ بالإحسانِ ما لمْ يعلموا
أفهلْ ظفرتَ بمنْ جرى في ذا المدى
مذْ قامَ بالإحسانِ فيهمْ قيِّمُ
قلبُ الهدى بكَ لنْ يراعَ وقهرهُ
لَنْ يُسْتَطَاعَ وَعَقْدُهُ لاَ يُفْصَمُ
للهِ بذلكَ حينَ لاَ مستمنحٌ
يُرْجى وَمَنْعُكَ حِينَ لاَ مُسْتَعْصَمُ
لَنْ يَكْشِفَ الْحَقُّ الْجَلِيُّ لِثَامَهُ
إلاَّ ووجهكَ بالعجاجِ ملثَّمُ
وإذا عزمتَ على اجتياحِ قبيلة ٍ
كَثُرَ اليتِيمُ بِحَيِّها وَالأَيِّمُ
يَخْشى عَوَادِيكَ الهِزَبْرُ بِغِيلِهِ
ويخافها تحتَ التُّرابِ الأرقمُ
وتصيبُ شاكلة َ الرَّميِّ مفوِّقاً
وتطيشُ عنكَ إذا رميتَ الأسهمُ
إنَّ المظفَّرَ منْ أبتْ فتكاتهُ
أنْ تخرجَ الأيَّامُ عمَّا يرسمُ
في كلِّ يومٍ ناطقٌ بلسانهمْ
منْ خوفهمْ فلذاكَ ما يستعجمُ
وإذا امتطى سيفُ الخلافة ِ عزمهُ
فَلِدَوْلَة ٍ تُبْنى وَأُخْرى تُهْدَمُ
وإذا نظرتَ إلى عواقبِ رأيهِ
أيقنتَ أنَّ ظنونهُ تتنجَّمُ
فاسألهُ عمَّا لمْ يكنْ بكناية ٍ
فالغيبُ منْ أفكارهِ يستعلمُ
ولذاكَ حقِّقَ ظنُّهُ فيما أتى
وَظُنُونُ أَهْلِ الْخافِقِيْنَ تَوَهُّمُ
رقَّاكَ عزمكَ مخطراً لا يرتقى
فَعَلِمْتَ مِنْ ذَا الْمَجْدِ ما لاَ يُعْلَمُ
وإذا علاَ باغي الغنيمة ِ همَّة ً
وَأَطاعَهُ الْمِقْدَارُ جَلَّ الْمَغْنَمُ
شرفَ المعالي فزتَ بالشَّرفِ الَّذي(35/146)
قَدْ باتَ يَحْسُدُهُ السُّهى وَالْمِرزَمُ
وَقَتَلْتَ مَنْ لَوْ غَيْرُكَ الْمُجْتاحُهُ
لأبتْ نزارٌ أنْ يطلَّ لهُ دمُ
وَجَنَيْتَ أَثْمارَ الْعَوَالِي وَاجْتَنى
وَمِنَ الْجَنا أَرْيٌ وَمِنْهُ عَلْقَمُ
وإذا الوغى عبستْ وطالَ عبوسُها
عندَ النِّزالِ فعنْ فتوحكَ تبسمُ
ظفرٌ جميعُ الطِّيبِ أضحى كاسداً
مُذْ أَصْبَحَتْ أَخْبارُهُ تُتَنَسَّمُ
وَلَقَدْ تَحَقَّقَتِ الْعَوَاصِمُ أَنَّها
بِسِوَاكَ يا سَيْفَ الْهُدى ما تُعْصَمُ
غَرَضَ النَّوَائِبِ لَمْ تَزَلْ فَمَنَعْتَهَا
قَسْراً كَما مَنَعَ الْعَرِينَ الضَّيْغَمُ
ما زرتها إلاَّ ليأمنَ خائفٌ
وَيُغاثَ مَلْهُوفٌ وَيُثْرِيَ مُعْدِمُ
فلتعتصمْ بكَ ذي الثُّغورُ وأهلها
مِمَّا تَخافُ فَطَوْدُ عِزِّكَ أَيْهَمُ
وَلَقَدْ عَمَمْتَ الْمُذْنِبِينَ صَنائِعاً
حَتّى لَظّنُّوا أَنَّهُمْ لَنْ يُحْرَمُوا
فدعِ الألى مرقوا فإنَّ بعادهمْ
عَنْ ذَا الْجَنابِ لَهُمْ عِقابٌ مُؤْلِمُ
أولادُ مرداسٍ لسيفكَ طعمة ٌ
في كلِّ أرضٍ أنجدوا أوْ أتهموا
وَلَوْ أنَّهُمْ عَقَلُوا لَدَيْكَ ظُنُونَهُمْ
لرأوا بكَ الرَّشدَ الَّذي عنهُ عموا
ومنَ السَّفاهة ِ أنْ تضلَّ حلومهمْ
منْ بعدِ ما وضحَ الطَّريقُ الأقومُ
قدْ عاينوا عينَ الرَّدى لمَّا رأوا
فِي تَلِّ خَالِدٍ الْقَنَا يَتَحَطَّمُ
لَمَّا أَبَانَ خَلِيفَة ٌ عَنْ رُشْدِهِ
فعلَ امرئٍ تزكو لديهِ الأنعمُ
فِي فِتْيَة ٍ جَعَلُوا رِضاكَ سِلاَحَهُمْ
فلذاكَ أحجمَ منْ لقوهُ وأقدموا
نُصِرَ الْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ فَما انْجَلَتْ
عَنْهُمْ وَفِي أَرْماحِ حِزْبِكَ لَهْذَمُ
غَارَتْ هُنالِكَ فِي النَّوَاظِرِ وَالْطُّلى
عندَ الطِّعانِ كما تغورُ الأنجمُ
فَإِذَا بَعَثْتَ إِلى الْعَدُوِّ طَلِيعَة ً
أغنتْ غناءَ الجيشِ وهوَ عرمرمُ
بِظُبى ً إِذَا خَرِسَ الكُماة ُ بِمَوْقِفٍ
فلها كلامٌ في الجماجمِ يفهمُ
وبها نحتْ جسرَ الحديدِ عصائبٌ(35/147)
كَانَتْ عَلَى بابِ الْحَدْيدِ تُخَيِّمُ
والرُّومُ بينَ مؤرَّقٍ سلبَ الكرى
أَوْ نائِمٍ بِهُجُومِ جَيْشِكَ يَحْلُمُ
يَتَجَلَّدُونَ ضَرُورَة ً مَعَ عِلْمِهِمْ
لمَّا دنوتَ بأيِّ داهية ٍ رموا
مُتَمَسِّكِينَ بِهُدْنَة ٍ ما تَنْقَضِي
إِلاَّ وَأَنتَ عَلَى الْخَلِيجِ مُخَيِّمُ
وَمَتى رَكَزْتَ بِدَارِ مَسْلَمَة َ الْقَنا
زرقَ الأسنَّة ِ سلَّموا أوْ أسلموا
فليستكنْ ملكٌ تفلُّ جميعهُ
بِعِصابَة ٍ مِمَّا فَلَلْتَ وَتَهْزِمُ
هَيْهاتَ تَجْحَدُكَ الْمُلُوكُ سَفاهَة ً
ما قَدْ تَعالَمَهُ السَّوَادُ الأَعْظَمُ
ردءُ الخلافة ِ منْ مضائكَ عاصمٌ
وَرِدَاؤُها بِجَمِيلِ صُنْعِكَ مُعْلَمُ
مجدٌ تخرَّمتِ العمالقُ دونهُ
وتمزَّقتْ عادٌ وبادتْ جرهمُ
في كلِّ يومٍ بلدة ٌ تحتازُ منْ
أَرْضِ العَدُوِّ وَقَلْعَة ٌ تُتَسَلَّمُ
وكذا إلى أنْ تملكَ الدُّنيا بما
جمعتْ ويسعدكَ البقاءُ الأدومُ
فاندبْ لمملكة ِ العراقِ ضراغماً
علَّمتهمْ فرسَ العدى فتعلَّموا
مِنْ كُلِّ مَنْ لِسُرَاهُ ظَهْرُ مَطِيَّة ٍ
وَلِطَعْنِهِ ثُغَرَ الْعُدَاة ِ مُطَهَّمُ
جَنّابُ ما وَلَدَ الْوَجِيهُ وَلاَحِقٌ
رَكَّابُ ما وَلَدَ الْجَدِيلُ وَشَدْقَمُ
كيما ترى عضديَّة ً تركيَّة ً
قَدْ طالَما اسْتَوْلَتْ عَلَيْها الدَّيْلَمُ
قَدْ آنَ أَنْ تَروى بِقُرْبِكَ أَنْفُسٌ
ظمئتْ وأنْ تحيا بعدلكَ أعظمُ
لَنْ يَدْفَعَ الإِصْبَاحَ عَنْ إِشْرَاقِهِ
منْ بعدِ مطلعهِ الهزيعُ المظلمُ
رُمْ أَيَّ مَمْلَكَة ٍ أَرَدْتَ فَإِنَّما
حلبٌ إلى كلِّ الممالكِ سلَّمُ
وبصدركَ القلبُ الَّذي لمَّا يرعْ
وبكفِّكَ العضبُ الَّذي لا يكهمُ
وارجعْ رجوعَ اللَّيثِ وهوَ مظفَّرٌ
وَالسَّيْفِ يَقْطُرُ مِنْ غِرَارَيْهِ الدَّمُ
مُتَجَلْبِبَ النَّصْرِ کلَّذِي عُوِّدْتَهُ
إِذْ كانَ خَلْفَكَ حَيْثُما تَتَيَمَّمُ
فَدِمَشْقُ مِثْلُ الْغَابِ غَابَ هِزَبْرُهُ
والجفنِ فارقهُ الحسامُ المخذمُ(35/148)
وَبِأَهْلِها عَطَشٌ إِلَيْكَ وَكُلُّهُمْ
كَالنَّبْتِ نَكَّبَهُ السَّحَابُ الْمُرْزِمُ
وَسَيَقْدَمُ العِزُّ الأَشَمُّ عَلَيْهِمُ
والعارضُ السَّحّاحُ ساعة ً تقدمُ
شَعْبَانُ شَعَّبَ يَوْمَهُمْ فَلْيَرْقُبُوا
إِنَّ الْمُحَرَّمَ لِلسُّهادِ مُحَرِّمُ
عامٌ حلولكَ فيهمُ بحلولهِ
عامٌ يبجَّلُ عندهمْ ويعظَّمُ
يا غامرَ المتظلِّمينَ بعدلهِ
حَتَّامَ مَالُكَ في اللُّهى يَتَظَلَّمُ
أنتَ الَّذي لوْ لمْ تطعْ حكمَ النَّدى
ما كانَ مخلوقٌ عليهِ يحكمُ
يغنى الَّذي تحبوهُ أوَّلَ مرَّة ٍ
وسواكَ ينقصُ نيلهُ فيتمَّمُ
فالجودُ إلاَّ منْ يدكَ مصرَّدٌ
والظَّنُّ إلاَّ في نداكَ مرجَّمُ
قلْ للعفاة ِ مضى عنِ البحرِ القذى
فردوا مشارعهُ ولاَ تتلوَّموا
إنَّ المكارمَ أفرقتْ منْ دائها
مُذْ أَفْرَقَ الْمَلِكُ الأَجَلُّ الأَعْظَمُ
فلتبردِ الآنَ القلوبُ فإنَّها
كانتْ بنيرانِ الأسى تتضرَّمُ
لاَ عَادَكَ الأَلَمُ الْمُلِمُّ فَلَمْ يَزَلْ
قلبُ العلاءِ لأجلهش يتألَّمُ
والعيدُ يقصرُ عنْ سلامتكَ الَّتي
هِيَ في النُّفُوسِ أَجَلُّ مِنْهُ وَأَعْظَمُ
فَاسْعَدْ بِها وَبِهِ وَدُمْتَ مُسَلَّماً
مَا طَافَ بِالبَيْتِ الْمُحَرَّمِ مُحْرِمُ
فَلِكَثْرَة ِ الدَّعَوَاتِ في أَرْجَائِهِ
قَدْ كَادَ يَفْهَمُها الْحَطِيمُ وَزَمْزَمُ
كلُّ الورى داعٍ وجلُّ دعائهمْ
أَلاَّ يُزِيلَ اللّهُ ظِلَّكَ عَنْهُمُ
أغنى نوالكَ بعضهمْ عنْ بعضهمْ
كي لا يُرى في الأرضِ غيركَ منعمُ
فلذاكَ ألسنهمْ لسانٌ واحدٌ
يثني بما خوَّلتَ والدُّنيا فمُ
زادَ الثَّناءُ بمأثراتكَ بهجة ً
ولربَّما زانَ السِّوارَ المعصمُ
وَأَطَاعَني فِيكَ الْكَلامُ وَهَلْ دَرَتْ
هذِي الْعُقُودُ لأَيِّ شَيءٍ تُنْظَمُ
وَلَقَدْ تَعَمَّدْتُ الإِطَالَة َ عَالِماً
أنَّ استماعَ ثناكَ مالاَ يسأمُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> ليهنكَ ما أنالتكَ الجدودُ
ليهنكَ ما أنالتكَ الجدودُ
رقم القصيدة : 27495(35/149)
-----------------------------------
ليهنكَ ما أنالتكَ الجدودُ
وَأنَّ الدهرَ يفعلُ ما تريدُ
مرامٌ شطَّ مرمى العزمِ فيهِ
فَدُونَ مَدَاهُ بِيدٌ لاَ تَبِيدُ
وَأَمْرٌ قُمْتَ فِيهِ بِلاَ ظَهِيرٍ
وَأَهْلُ الأَرْضِ مِنْ فَشَلٍ قُعُودُ
وَمِثْلكَ لاَ يَضِلُّ الحَزْمُ عَنْهُ
فهلْ أنباكَ بالصدرِ الورودُ
أبيْتَ فَلَمْ تَنَمْ نَوْمَ ابْنِ هِنْدٍ
عَلَى حَنَقٍ فَنَبَّهَهُ وَلِيدُ
وَأَعْفَيْتَ المَسَامِعَ مِنْ حَدِيثٍ
يَعِنُّ فَتَقْشَعِرُّ لَهُ الجُلُودُ
نباً ضاقتْ بنسوانٍ خدورٌ
لَهُ وَنَبَتْ بِأَطْفَالٍ مُهُودُ
فَكَذَّبَ ظَنَّ مَنْ عَادَاكَ صِدْقٌ
تساوى فيهِ وعدكَ وَالوعيدُ
وَعِيدٌ غَادَرَ المُرَّاقَ صَرْعى
وَعِيدٌ مَا أَتى مَأْتَاهُ عِيدُ
فلولاَ كونهُ معَ يومِ بدرٍ
لَقُلْنَا إِنَّهُ اليَوْمُ الوَحيدُ
مَقَامٌ آزَرَتْ أَسَداً نُمَيْرٌ
لديهِ وَظافرتْ كلباً عتودُ
وَأيُّ حمى ً أباحوا يومَ باحوا
بِمَا كَتَمَتْهُ فِي السِّلْمِ العُمُودُ
لَقَدْ طَاحَ الرَّجَاءُ بِطُغْلُبكٍّ
وَكمْ أملٍ إلى أجلٍ يقودُ
كَأَشْدَقِ عَبْدِ شَمْسٍ إِذْ تَبَغّى
تراثاً لمْ يخلفهُ سعيدُ
وَجاورَ أهلَ تلكَ الأرضِ منهُ
مَريدٌ لاِجْتِيَاحِهِمُ مُرِيدُ
عَجِبْتُ لِمُدَّعِي الآفَاقِ مُلْكَاً
وَغايتهُ ببغدادَ الركودُ
يَصُولُ عَلَى رَعَايَاهَا اعِتِدَاءً
وَيُحْجَمُ كُلَّمَا صَلَّ الحَدِيدُ
وَمنْ مستخلفٍ بالهونِ راضٍ
يذادُ عنِ الحياضِ وَلاَ يذودُ
لَهُ حَرَمٌ هُنَالِكَ لَمْ يُحَرَّمْ
بِهِ إِلاَّ السَّلاَمَة ُ وَالهُجُودُ
تَلاَهُ خَوْفُهُ بِأَشَدِّ مِنْهُ
وَلَوْلاَ الجُدْبُ مَا أُكِلَ الهَبِيدُ
وَدَبرَهُ ابْنُ مُسْلِمَة ٍ سَفَاهَا
برأيٍ ما اشارَ بهِ رشيدُ
وَضاعفَ ضعفهُ فرطُ التوقيِ
وَأيدَ أيدكَ البطشُ الشديدُ
وَمَا کلْبَطْشُ کلشَّدِيدُ مُفِيدُ عِزٍّ
إِذَا لَمْ يُمضِهِ کلرَّأْيُ کلسَّديدُ
وَأعجبُ منهما سيفٌ بمصرٍ(35/150)
تقامُ بهِ بسنجارَ الحدودُ
عَلَى مَنْ وَارَتِ الدِّيرانُ مِنْهُمْ
جُسُومٌ لَيْسَ يَقْبَلُهَا الصَّعِيدُ
أزيلوا عنْ مواقفهمْ بضربٍ
تَزُولُ بِهِ الضَّغَائِنُ والحُقُودُ
فَكَمْ غُلَلٍ شَفَاهَا حَرُّ ضَرْبٍ
وَقَدْ أَعْيَا بِهَا المَاءُ البَرُودُ
لَقَدْ لاَقَوْا بِنُصْرَتِهِمْ قُرَيْشاً
كما لاقتْ بأشقاها ثمودُ
عَلَيْهِ أَنَّ مُبْدِئَهُ مُعِيدُ
وَلمْ تغنِ المواثقُ وَالعهودُ
وَلاَ العزُّ الطريفُ حماهُ مما
أَرَدْتَ بِهِ وَلاَ العِزُّ التَّلِيدُ
فَوَلّى يَحمَدُ الجُرْدَ المَذَاكِي
وَليسَ لسيفهِ أثرٌ حميدُ
وَغرَّ الغرَّ أنَّ الدينَ واهٍ
هناكَ وَأنَّ ناصرهُ بعيدُ
ففاتهمُ بعزمكَ ما أرادوا
وَآلَ بهمْ إلى ما لمْ يريدوا
وَلَمْ تَزَلِ الأَمَانِي وَهْيَ بِيضٌ
تُكَذِّبُها المَنَايَا وَهْيَ سُودُ
فمنْ جيشٍ يعدُّ العودَ فتحاً
وَمِنْ جَيْشٍ يَمُرُّ فَلاَ يَعُودُ
وَما إقدامُ قطرمشٍ معادٌ
وَلاَ عُمَرٌ لَهُ عُمْرٌ جَدِيدُ
جَنَاحَا جَارِحٍ غَرْثَانَ هِيضَا
فَأَصْبَحَ لاَ يَطِيرُ وَلاَ يَصِيدُ
وَطَوْدُ أَذى ً وَهَتْ بِسُطَاكَ مِنْهُ
قواعدُ جمة ٌ وَوهتْ ريودُ
سطى ً سمعَ الملوكُ بها فظلتْ
أسرتهمْ بها خوفاً تميدُ
وَشاعَ حَدِيثُها فَکرْتاعَ مِنْها
عَمِيدٌ وَاسْتَقَامَ بِها عَنِيدُ
رَمَيْتَهُمُ بِكُلِّ سَلِيلِ غابٍ
يَعِيشُ بِفَرْسِهِ ضَبُعٌ وَسِيدُ
يروق فؤادهُ نأيٌّ وَعودٌ
يغذُّ السيرَ لاَ نايٌ وَعودُ
وَيعجبهُ النهودُ إلى الأعادي
مشيحاً لاَ القدودُ وَلاَ النهودُ
وَلَوْ أَنَّ النَّعامَ بِكَ أسْتَجَارَتْ
لخافتْ منْ عواديها الأسودُ
فَكَيْفَ وَمُسْتَجِيرُكَ أَحْوَذِيٌ
تحداهُ الحتوفُ فلاَ يحيدُ
تَفَرَّدَ وَهْوَ مُجْتَنَبٌ مَخُوفٌ
كَما يُتَجَنَّبُ الحَيُّ الحَرِيدُ
وَفاضَ عليهِ بالإحسانِ حتى
تَخَلَّصَهُ مِنَ العَدَمِ الوُجُودِ
كريمٌ منْ عطاياهُ المعالي
عظيمٌ منْ تحاياهُ السجودُ(35/151)
مُؤَمَّلُهُ يُفِيدُ غِنَى ً وَعِزّاً
وَشانيهِ بغصتهِ يفيدُ
غَمامٌ فِيهِ مِنْ بِشْرٍ بُرُوقٌ
وَلمْ يصحبهُ منْ منًّ رعودُ
مُلِثٌّ ما يُبالِي حَيثُ يَهْمِي
أُتِيحَ لَهُ شَكُورٌ أَمْ كَنُودُ
وَأعطى ما وهبتَ بلا اكتراثٍ
عليهِ أنَّ مبدئهُ نعيدُ
وَكلُّ ندى ً إلى جدواكَ يعزى
كَما تُعْزى إِلى الغَيْثِ المُدُودُ
عممتَ القومَ منْ عجمٍ وَعربٍ
مواهبَ ما خلاَ منهنَّ جيدُ
لُهى ً كَادَتْ عَدُوَّهُمُ وَكَادَتْ
تَضِيقُ بِها التَّهائِمُ والنُّجُودُ
تَخَالَفَتِ الرِّفَاقُ بِها إلَيْهِمْ
كَما اخْتَلَفَتْ عَلَى التَّجْرِ النُّقُودُ
وَربَّ مغانمٍ أدتْ إليها
مَغارِمُ حَمْلُ أَدْناها يَؤُدُ
وَأَرْسَلْتَ العِتاقَ الجُرْدَ قُبّاً
يُعارِضُ مُمْتَطى ً مِنْها مَقُودُ
وَمِنْ أُدَدٍ وَعَدْنَانٍ عَلَيْها
جنودٌ لا تلاقيها جنودُ
منَ الأسرِ التي ألوتْ بكسرى
وَذاكَ وَمنْ سلاحهمُ الجريدُ
مَرَتْ خِلْفَ التِّلافِ بِكُلِّ مَرْتٍ
تَنُوبُ عَنِ السُّرُوجِ بِهِ القُتُودُ
وَنكبتِ الجبالَ بهمْ جبالٌ
ضوامرُ لاَ تجفُّ لها لبودُ
إذا قدحتْ فما يدجر ظلامٌ
وإن ضَبحتْ فما ينجو طريدُ
أَبَتْ وَطْءِ الثَّرى تِيهاً فَصَارَتْ
مواطئها النواظرُ وَالخدودُ
وَحلَّ الموصلَ المنصورَ يثني
بِسَطْوَتِهِ وَنَخْوَتِهِ الوُفُودُ
وَقدْ شهدتْ منابرها بحقًّ
مَلاَئِكَة ُ السمَاءِ بِهِ شُهُودُ
وَسَوْفَ تُضافُ بَغْدَادُ إِلَيْها
كَما أنْضافَتْ إِلى عَدَنٍ زَبِيدُ
فقدْ ضعفتْ زنودٌ عنْ قسيًّ
رَمَتْ عَنْها الْعِدى وَكَبَتْ زُنُودُ
وَلِلنَّارِ الَّتي شَبَّتْ فَخِيفَتْ
خمودٌ سوفَ يتبعهُ همودُ
لَكَ الْفَتْحُ الْمُبِينُ بِكُلِّ وَجْهٍ
قصدتَ وَللعدى الحتفُ المبيدُ
لَقَدْ سُدْتَ الْمُلُوكَ بِمَأْثُرَاتٍ
بِها الْوُزَرَاءُ أَيْسَرُ مَنْ تَسودُ
سددتَ منَ الهدى مالمْ يسدوا
وَشِدْتَ مِنَ الْعُلى ما لَمْ يَشِيدُوا
بِناؤُكَ كُلُّهُ أَجْرٌ وَشُكْرٌ(35/152)
وَما يَبْنُونَ آجُرٌّ وَشِيدُ
جميلٌ تسترقُّ بهِ الأماني
وَعَدْلٌ يُسْتَحَقُّ بِهِ الْخُلُودُ
حَلَلْتَ مِنَ الْخِلاَفة ِ فِي مَكانٍ
بِهِ عُدِمَ الْمباشِرُ وَالْحَسُودُ
وَلَمْ يَحْلُمْ بِشَرْوَاكَ التَّمَنِي
وّلاَ جادَ الزَّمانُ وَلاَ يَجُودُ
بقيتَ وَمشبهاكَ تقى ً وَحلمٌ
وَظِلُّكُمُ عَلَى الدُّنْيا مَدِيدُ
وَلاَ زالتْ بأفقِ الملكِ منكمْ
نُجُومٌ لاَتَعَدَّاها السُّعُودُ
وَلاَ برحتْ كذا الأعيادُ تأتي
وَجدكَ قاهرٌ فيها سعيدُ
وَما أبقى فعالكَ لي مقالاً
وَلكنَّ ارتياحكَ يستعيدُ
مَدَائِحُ طَالَما أَبْدَعَتُ فِيهَا
وَأَيْنَ وُقُوعُها مِمَّا أُرِيدُ
إذا تليتْ على الحسادِ قالوا
كذا فلينظمِ الدرُّ الفريدُ
وَلاَ إحسانَ إلاَّ في مجيدٍ
علاَ همماً وَمادحهُ مجيدُ
وَلَنْ نَخْشَى عَلَى فَخْرٍ شُروداً
إِذَا عَقَلَتْهُ قافِيَة ٌ شَرُودُ
فَسَيِّرْ بي حَدِيثَ الْمَجْدِ إِنِّي
لِمَا أَثَّلْتَ مِنْ شَرَفٍ مُشِيدُ
فَدُمْ عَلَماً لَهُ ما اخْضَلَّ تُرْبٌ
تَوالى سَقْيُهُ وَاخْضَرَّ عُودُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أَرى الشَّرَفَ الأَعْلَى إِلَيْكَ مُسَلَّما
أَرى الشَّرَفَ الأَعْلَى إِلَيْكَ مُسَلَّما
رقم القصيدة : 27496
-----------------------------------
أَرى الشَّرَفَ الأَعْلَى إِلَيْكَ مُسَلَّما
فلاَ مجدَ إلاَّ ما إلى مجدكَ انتما
وما نالَ هذا الفضلَ ماضٍ منَ الورى
وإنْ نالهُ آتٍ فمنكَ تعلَّما
وَهذَا مَجَالٌ قَدْ رَكِبْتَ طَرِيقَهُ
بِكُلِّ الْوَرى عَنْها وَإِنْ أَبْصَرُوا عَما
ومنْ أدركَ العلياءَ والعجزُ خلقهُ
وَقَالَ كَفَانِي الْحَظُّ أَنْ أَتَهَمَّما
فما نلتها إلاَّ عنِ الحوبِ معرضاً
وَفِي الْجَدْبِ فَيَّاضاً وَفِي الْحَربِ مُقْدِما
عَفَافٌ وَإِنْصَافٌ أَنَالا جَلاَلَة ً
وجودٌ وإقدامٌ أفادا تقدُّما
إذا ما ملوكُ الأرضِ تيهاً تعظَّموا
كَفَاكَ عَظِيمُ الْقَدْرِ أَنْ تَتَعَظَّما(35/153)
لَقَدْ قَصَّرُوا أَنْ يُبْرِموا مَا نَقَضْتَهُ
كتقصيرهمْ عنْ نقضِ ماظلتَ مبرما
لهذا العلى ملكٌ بغيرِ مشاركٍ
لأَكْرَمِ مَنْ أَعْطى وَأَشْرفِ مَنْ سَما
لأبدعهمْ فضلاً وأقطعهمْ ظبى ً
وأبرعهمْ فعلاً وأمنعهمْ حما
وَأَوْسَعِهِمْ صَدْراً وَأَسْرَعِهِمْ نَدى ً
وَأَمْرَعِهِمْ أَرْضاً وَأَرْفَعِهِمْ سَما
ومنْ قدَّمتهُ نفسهُ وإباؤهُ
وهمَّتهُ على الأنامِ تقدَّما
كَفى الدَّوْلَة َ الْمُسْتَنصِرِيَّة َ عَضْدُها
نوائبَ لوْ قارعنْ رضوى تهدَّما
وَقَدْ قَلَّدَتْهُ الأَمْرَ فِي الدِّينِ وَالدُّنا
وكانَ أميناً بالمغيبِ عليهما
فلاَ يرهبِ النَّاسُ الخطوبَ وريبها
فمنذُ رأى إقدامكَ الدَّهرُ أحجما
وَلاَ يَطْلُبُوا إِلاَّ بَقَاءَكَ عِصْمَة ً
فَهُمْ فِي أَمَانٍ مَا بَقِيَتَ مُسَلَّما
تُرِيدُ الْعِدى إِطْفاءَ نَارِكَ خُيِّبُوا
ظُنُوناً وَمَا تَزْدَادُ إِلاَّ تَضَرُّما
وَعَجْزُهُمْ عَنْ أَنْ تُرَاعَ بِحَدِّهِمْ
كَعَجْزِ الصِّبا عَنْ أَنْ تَهُزَّ يَلَمْلَما
ولمْ تدنُ عينُ الشَّمسِ منْ كفِّ لامسٍ
فتقذى ولاَ لانَ الحديدُ فيعجما
وما زالَ حسمُ الظُّلمِ والَّلمُّ للهدى
هواكَ الَّذي يضنيكَ لا الظَّلمُ والَّلما
وَلَمَّا تَعَدّى الرُّومُ جَهْلاً بَعَثْتَهَا
كتائبَ يحملنَ الوشيجَ المقوَّما
قَناً جَدَّلَ الْفُرْسَانَ قَبْلَ انْحِطَامِهِ
ونابتْ سيوفُ الهندِ لمَّا تحطَّما
وَإِنَّكَ مَنْ يَمْضِي الْكَهَامُ بِكَفِّهِ
فَكَيْفَ إِذَا جَرَّدْتَ أَبْيَضَ مِخْذَما
وَتُرْدِي بِرُمْحٍ لَمْ يُرَكَّبْ سِنَانُهُ
فَكَيْفَ إِذَا أَشْرَعْتَهُ مُتَلَهْذِما
وَتَحَكُمُ بِالإِيَعادِ فِي مُهَجِ الْعِدى
فَكَيْفَ إِذَا جَهَّزْتَ جَيْشاً عَرَمْرَما
فغرَّقهمْ بحرُ الرَّدى وهوَ ساكنٌ
فَمَاذَا يَظُنُّونَ الشَّقِيُّونَ إِنْ طَما
وَلَوْ لَمْ يَذُدْ عَنْهُمْ طُغَانُ وَجَيْشُهُ
لَكَانَ عَلى شَاطِي الْخَلِيجِ مُخَيَّما(35/154)
وقدْ علموا منْ راشَ بالعزِّ سهمهُ
وَمِنْ طَاشَ إِذْ دَارَتْ رَحى الْحَرْبِ مِنْهُما
أظنُّهمُ لمْ يفهموا ما أمرتهمْ
بِهِ فَجَعَلْتَ السَّيْفَ عَنْكَ مُتَرْجِما
حُسَامٌ هُمَامٌ ظَلَّ بِالْحَقِّ نَاطِقاً
فما صلَّ في الهاماتِ إلاَّ وأفهما
وَعِنْدَهُمُ صَبْرٌ عَلى الضَّيْمِ وَالأَذى
يرجُّونَ أنْ يضحى إلى السِّلمِ سلَّما
وقدْ طالما استنفذتَ بالأمنِ خائفاً
وَبِالْجُودِ مِعْداماً وَبِالعَفْوِ مُجْرِما
وَإِنْ كُنْتَ تَسْطُو عِزَّة ً وَحَفِيظَة ً
فإنَّكَ تعفو رحمة ً وتكرُّما
فدعهمْ إلى وقتٍ فلوْ لمْ يمتهمُ
يقينُ الرَّدى الآتي لماتوا توهُّما
وقدْ أصبحوا في غمَّة ٍ ما تكشَّفتْ
ومنْ لهمُ أنْ يتركَ الأمرُ مبهما
وَمَازَالَ مِيخَائِيلُ مِنْ قَبْلُ مُقْدِماً
فلمَّا رأى عينَ الرَّدى عادَ محجما
وَإِنْ كانَ أَبْدى إِذْ نُصِرْتَ عَلَيْهِمُ
سروراً فقدْ أخفى أسى ً وتألُّما
وقالَ لكَ احكمْ في بلادي وأهلها
وَهَلْ حَكَّمَتْكَ البِيضُ إِلاَّ لِتَحْكُما
ألاَ فليعلِّمْ نفسهُ ما بدا لهُ
فَإِنَّكَ أَغنى النَّاسِ عَنْ أَنْ تُعَلَّمَا
وَلَمْ أَرَ خُلْداً بَصَّرَ الْبَازَ صَيْدَهُ
وَلاَ ضَبُعاً دَلَّتْ عَلَى الْفَرْسِ ضَيْغَما
ولوْ قصدتْ ذي البيضُ بيضة َ ملكهِ
لأسلمَ إعظاماً لها ولسلَّما
حَوى حَلَباً مَنْ صَارَ مِنْ تَحْتِ حُكْمِهِ
وكانَ على ملاَّكها متحكِّما
فَيَا رَوْعَة َ الْيَعْقُوبِ صَاقَبَ أَجْدَلاً
ويا صرعة َ العصفورِ جاورَ أرقما
وإنَّ السُّهى أدنى إلى متناولٍ
وَأَيْسَرُ مِنْ ثَغْرٍ بِأَسْيَافِكَ احْتَما
وَقَدْ صَارَ طَيْرُ الأَمْنِ فِيها مُغَرِّداً
وَكَانَتْ لِطَيْرِ الذُّلِّ وَالْخَوْفِ مَجْثَما
وبدَّلتَ منْ ضمَّتْ سروراً منَ الأذى
وَنُعْمى مِنَ الْبُؤسى وَرَيّاً مِنَ الظَّما
وَأَمَّنْتَهُمْ لَمَّا أَخَفْتَ عَدُوَّهُمْ
فَنَوَّمْتَ أَيْقاظاً وَأَيْقَنْتَ نُوَّماً(35/155)
وَأَوْرَدْتَهُمْ بَحْراً مِنَ الْجُودِ مُفْعَماً
وأسكنتهمْ طوداً منَ العزِّ أيهما
فلاَ تأمنِ الرُّومُ المظفَّرَ إنَّهُ
وحيُّ الرَّدى إنْ همَّ والغيثِ إنْ هما
وَمَا عَرَضَ الأَمْرَانِ يَوْماً لِرَأْيِهِ
فَحادَ عَنِ الدَّاعِي إِلى الْمَجْدِ مِنْهُما
عَلِيمٌ بِعُقْبى الأَمْرِ إِنْ جَاءَ مُشْكِلاً
بصيرٌ إذا ما حندسُ الشَّكِّ أظلما
فَيَتْرُكُ أَقْوَالَ الأَنَامِ كَأَنَّما
بهِ صممٌ عنها ويمضي مصمِّما
شَرُوبٌ إِذَا مَا أَصْبَحَ الْحَمْدُ قَهْوَة ً
طروبٌ إذا كانَ الصَّليلُ ترنُّما
رَأَى أُفُقَ الْعَلْيَاءِ لاَ شَكَّ عَاطِلاً
فَأَطْلَعَ فِيهِ مِنْ مَسَاعِيهِ أَنْجُما
ولوْ أنَّ أحكامَ النُّجومِ صحيحة ٌ
لخلناكَ منْ صدقِ النُّجومِ منجِّما
وَمَا هُوَ عِلْمٌ عَنْ سِوَاك أَخَذْتَهُ
وَلَكِنْ بَزاكَ اللهُ لاَ شَكَّ مُلْهَمَا
توخّى التُّقى والعدلَ فعلكَ كلُّهُ
فلمْ تقترفْ إثماً ولمْ تجنِ محرما
فلوْ أنَّهُ شخصٌ قضى النَّاسُ أنَّهُ
تَكَوَّنَ مِنْ نُورِ الْهُدى وَتَجَسَّما
لقدْ حزتَ فضلَ الأنبياءِ وهديهمْ
فصلّى عليكَ اللهُ ملكاً وسلَّما
فضائلُ أعلى منْ ذكاءَ محلَّة ً
وَأَشْرَفُ أَنْوَاراً وَأَبْعَدُ مُرْتَما
غَدَتْ فَوْقَ رَأْسِ الْمَجْدِ تاجاً مُرَصَّعاً
وفي عنقِ العلياءِ عقداً منظَّما
يُفِيدُ بِرُؤْيَاهَا الْقَرِيبُ تَنَزُّهاً
ويحظى بريَّاها البعيدُ تنسُّما
فَكُلُّ نَدى ً في الْخَلْقِ جُودُكَ أَصْلُهُ
ففي ضلَّة ٍ منْ عدَّ غيركَ منعما
لأَظْهَرَ أَهْلُ الأَرْضِ حُبَّكَ رَهْبَة ً
فأنعمتَ حتّى خالطَ اللَّحمَ والدَّما
فيا ذا العطايا لمْ تدعْ متطلِّباً
وَيَاذَا الْقَضَايَا لَمْ تَدَعْ مُتَظَلِّما
بسطتَ يدَ العدوى فلمْ تبقِ حائفاً
وأسرفتَ في الجدوى فلمْ تبقِ معدما
فَلاَ بَرِحَتْ تَعْلُو يَداً تُنْهِلُ الْقَنا
دِمَاءَ أَعَادِيها وَتَنْهَلُّ أَنْعُما
وَقَدْ سَمِعَ اللّهُ الْكَرِيمُ لِأُمَّة ٍ(35/156)
تَيَمَّمَتِ الْبَيْتَ الْعَتيقَ الْمُحَرَّما
وَلَوْلاَكَ لَمْ يَنْزِلْ غَرِيبٌ بِمَكَّة ٍ
ولاَ وردتْ تلكَ الخلائقُ زمزما
وَمَوْسِمُها في كُلِّ عَامٍ وَإِنَّنا
نرى كلَّ يومٍ في جنابكَ موسما
وَإِنْ جَلَّ مَا خَوَّلْتَنِي وَكَتَمْتَهُ
جلالاً فما استودعتنيهِ لأكتما
فدونكَ فاسحبْ في الثَّناءِ ملابساً
وَأَفْخَرُهَا مَا كَانَ بِالْحَمْدِ مُعْلَما
مَدَائِحَ تَبْقى مَا يَلِي الْغَسَقَ الدُّجى
وَمَا بَلَّ رِيقٌ في بَني آدَمٍ فَما
حَبَسْتُ عَلَيْكَ الظَّنَ وَ الشِّعْرَ فِعْلَ مَنْ
يَرى کلنَّيْلَ إِلاَّ مِنْ يَدَيْكَ مُحَرَّما
وَمَنْ عَدَّ جُودَ الْقَومِ غُنْماً فَإِنَّني
أرى مغنماً ما أنتَ موليهِ مغرما
وَإِلاَّ تَأَمَّلْ حُرَّ وَجْهِي هَلْ تَرى
بصفحتهِ إلاَّ لجودكَ ميسما
وحاشا لحظِّي أنْ يُرى وهوَ ناقصٌ
لَدَيْكَ وَظَنِّي أَنْ يَكُونَ مُرَجَّما
فمكَّنكَ الإسلامُ عزّاً لأهلهِ
فَمَا زِلْتَ لِلإِسْلاَمِ عِيداً مُعَظَّما
ودمْ للمنى كنزاً وللحقَّ عصمة ً
وَلِلْبَغْيِ مُجْتَاحاً وَلِلإِفْكِ مُرْغِما
العصر العباسي >> ابن حيوس >> مساعيكَ لا تحصى فتدركَ بالعدِّ
مساعيكَ لا تحصى فتدركَ بالعدِّ
رقم القصيدة : 27497
-----------------------------------
مساعيكَ لا تحصى فتدركَ بالعدِّ
وَمَجْدُكَ لاَيَرْضَى الوُقُوفَ عَلَى حَدِّ
وَمَا قَصَّرَتْ فِيكَ الصِّفاتُ تَعَمُّداً
وَلكنها جازتْ عنِ القصدِ
وَإِنَّكَ إِنْ دَانَ الْمَقَالُ وَإِنْ عَصَى
بغيرِ شريكٍ في الثناءِ الذي نهدي
بأجنحة ِ الفتخِ ارتقيتَ محلقاً
وَأَحْسَبُهُمْ طَارُوا بِأَجْنِحَة ِ الرُّبْدِ
أَضَفْتَ إِلَى الْجَدِّ اجْتِهَادَاً وَلَمْ تَكُنْ
كَمَنْ تَرَكَ الْجِدَّ اتِّكَالاً عَلَى الْجَدِّ
وَكُلٌّ إِلَى الْعَلْياءِ ظَامٍ وَإِنَّمَا
تعزُّ بأسبابٍ حمتْ سبلَ الوردِ
وَأَنْتَ أَخَفْتَ الدَّهْرَ حَتَّى بَزَزْتَهُ(35/157)
عَزَائِمَهُ أَيَّامَ يَعْدُوَ وَلاَ مُعْدِ
فَصَارَ يَرى فِي كُلِّ يَوْمٍ رَشَادَهُ
وَكَمْ مَرَّ عَامٌ وَهْوَ عَامٍ عَنِ الرُّشْدِ
فَلاَ فَلَّلَتْ أَحْداثُهُ غَرْبَ صَارِمٍ
وَفي اللهُ للإسلامِ مذْ سلَّ بالوعدِ
وَألفى إمامُ العصرِ نصرة َ جدهِ
إلى الأزردِ تعزى فاصطفى أشرفَ الأزدِ
وَمَا اجْتَابَ عِقْداً مِنْ جَوَاهِرِ فِعْلِهِ
وَإِنْ جَلَّ إِلاَّ كُنْتَ وَاسِطَة َ الْعِقْدِ
أَمَا مِنْكُمُ أَنْصَارُ ذَا الدِّينِ سَالِفاً
ببيضِ المواضي وَالردينية ِ الملدِ
وَمِنْهُمْ رِجَالٌ قَارَعُوا عَنْ نَبِيِّهِمْ
ببدرٍ وَمنهمْ ذو العصابة ِ في أحدِ
مَضى آخِذاً سَيْفَ الرَّسُولِ بِحَقِّهِ
فَبَاءَ بِهِ مُحْدَوْدِباً دَامِيَ الْحَدِّ
وَحَسْبُ الْعَتِيكِ بِالْمُهَلَّبِ وَابْنِهِ
يزيدَ معزيْ دولة ٍ باذليْ رفد
وَيَوْمَ الْقُرَيْظِييِّنَ أَيَّامَ شَعَّبَتْ
شَعُوبُ عَصَاهُمْ لَمْ يُحَكَّمْ سِوى سَعْدِ
وَأَشْيَاخُكَ الْمَاضُونَ فِي سَنَنِ الْعُلى
أقاموا كراماً وَاستقاموا على حردِ
أسودُ وغى ً تردي عداها مخافة ً
إذا أصبحتْ قبُّ العتاقِ بهمْ تردي
وَإِنْ عَرَّدَ الْحَامُونَ فِي حَوْمَة ِ الْوَغى
أَطَارُوا إِلَيْهَا كُلَّ ذَاتِ نَساً عَرْدِ
وَإنْ شحتِ الأنواءُ سحتْ أكفهمُ
مَوَاهِبَ تُلْوِي بِالطَّوَارِفِ وَالتُّلْدِ
وَإنكَ أعفاهمْ عنِ الجرمِ قادراً
وَأوفاهمُ في نصرة ِ الحقَّ بالعهدِ
إِلى مَلِكٍ يَلْقاهُ عافِي نَوَالِهِ
وَأطوعهمْ للهِ في الحلَّ وَالعقدِ
فداؤكَ أرواحٌ حبيبٌ بقاؤها
أَجَلْ وَنفُوسٌ غَيْرُ مَكْرُوهَة ِ الْفَقْدِ
وَكلُّ ثقيلِ السمعِ عنْ مستغيثهِ
فَدَاعِيهِ مِنْ قُرْبٍ كَدَاعِيهِ مِنْ بُعْدِ
بهِ صممٌ عندَ السؤالِ فإنْ لحى
عَلَى الْجُودِ لاَحٍ كَانَ أَسْمَعَ مِنْ خُلْدِ
ملأتَ قلوبَ الخلقِ خوفاً وَرهبة ً
فأنتَ مصونُ الجارِ مبتذلُ الضدَّ
فذو طيلسانٍ أنتَ أمْ ربُّ صارمٍ(35/158)
وَذا لبدٍ أمطيتَ أمْ ظهرَ ذي لبدِ
وَقُرَّة ُ لَمّا أَنْ عَصتْكَ سَلَبْتَها
مواريثَ إقدامٍ عنِ الأبِ وَالجدَّ
ضراغمُ جازتْ طورها فأحلتها
نعائمَ دوّ لاَ تمنعُ منْ طردِ
مُصَعْصَعَة َ الأَعْوَانِ نَابِيَة َ الشَّبَا
مضعضعة َ الأركانِ كابية َ الزندِ
عضدتَ السيوفَ فانبرتْ شفراتها
محكمة ً في كلَّ محكمة ِ السردِ
وَلَوْ لَمْ يُؤَيِّدْهَا اعْتِزَامُكَ فُضِّلَتْ
صناعة ُ داودٍ على صنعة ِ الهندِ
وَمُنْذُ نَصَرْتَ الدِّينَ ظَلَّتْ جُيُوشُهُ
مُظَفَّرَة َ الرَّايَاتِ مَنْصُورَة َ الْجُنْدِ
وَلَوْ لَمْ تَدَعْ جُنْدَاً عَزَائِمُ لَوْ رَمى
بِهَا سُدَّ يِأْجُوجٍ مَرَقَنْ مِنَ السُّدِّ؟
بعزٍّ مطولٍ في علاً وَجلالة ٍ
وَغَيْرِ مَطُولٍ فِي وَعِيدٍ وَلاَ وَعْدِ
لَهُ سُورَة ٌ أَعْيَا الْمُلوكَ ادِّعاؤُهَا
وَسَوْرَة ُ عِزٍّ دُونَها سَوْرَة ُ الأْسْدِ
وَعزمكَ لاَ ينبو فدمْ قاطعاً بهِ
يداً حملتْ كفَّ العقوقِ منَ الزندِ
تُبالِغُ فِي بسْطِ الرَّدى غَيْرَ مُعْتَدٍ
وَتسرفُ في بذلِ الندى غيرَ معتدَّ
فلاَ تمهلنَّ مظهراً لكَ طاعة ً
فإني أراهُ مضمراً ضدَّ ما يبدي
يقرُّ بها بالقولِ إقرارَ مسلمٍ
وَيُنْكِرُها بِالْفِعْلِ إِنْكَارَ مُرْتَدِّ
فَشَرِّقْ بِرَأْيٍ مَهَّدَ الْغَرْبَ مُوقِناً
بتمهيد ما بينَ العراقينِ وَالسندِ
لعمري لقدْ حازتْ يداكَ فضائلاً
تسدُّ على حسادها طرقَ الجحد
فَلاَ يَتَظَنَّوْا أَنَّها مُسْتَجَدَّة ٌ
فإنكَ مهديٌّ إليها منَ المهدِ
فللهِ هذا السعيُ كمْ فاتَ طالباً
وَكمْ فلَّ من خطبٍ وَكمْ فتَّ في عضدِ
وَهلِ للمعنى ظلَّ يحسدكَ العلى
سِوى الأْمَلِ الْمَكْدُودِ وَالطَّلَبِ الْمُكْدِي
تقاصرُ أعلامُ البلادِ لأينقي
فَهَلْ عَلِمَتْ قَصْدِيكَ يا عَلَمَ الْمَجْدِ
وَهَلْ شَفَّ كُوُمَ الْعِيسِ شَوْقٌ مُبَرِّحٌ
كشوقي فلجتْ في الذميلِ وَفي الوخدِ
أَيا مَنْ نُفُوسُ الْخَلْقِ هِباتِهِ(35/159)
بعزة ِ مجدٍ لاَ بذلة ِ مستجدي
وَأروعَ لاَ يقضي على الجودِ للغنى
وَلكِنّهُ يَقْضِي عَلَى الْوَفْرِ لِلْوَفْدِ
أبا منْ نفوسُ الخلقِ بعضُ هباتهِ
تعذرَ منْ يسدي النوالَ كما تسدي
وَيا منْ يرى بالقاصديهِ كما يرى
أَخُو صَبْوَة ٍ بِالوَصْلِ فِي عَقِبِ الصَّدِّ
لَقَدْ مُدِحَ الأجْوَادُ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ
وَما وجدوا بالمكرماتِ كذا الوجدِ
وَشَبَّهَ عَنْ جَهْلٍ حَبِيبٌ وَلَوْ رَأَى
زمانكَ لمْ يعدلْ بهِ زمنَ الوردِ
لَئِنْ صَحَّ أَنَّ الْعَدْلَ فِي الْعُمْرِ زَائِدٌ
فأيسرُ ما تأتيهِ يفضي إلى الخلدِ
وَإنْ سدتَ في الأيامِ كلَّ مسودٍ
لَقَدْ ذُدْتَ مِنْ أَحْدَاثِها كُلَّ مُسْوَدِّ
ليهنكَ ما أصفتكَ ألسنة ُ الورى
مِنَ الِشُّكْرِ عَفْواً وَالقُلُوبُ مِنَ الْوُدِّ
قُلُوبٌ ذَعَرْتَ الْخَوْفَ عَنْها بِضِدِّهِ
فَأَنْتَ بِها أَحْلى مِنَ الْمالِ وَالْوُلْدِ
بقيتَ لمولانا فأهلُ بلادهِ
بِذَبِّكِ الإحْسانِ فِي زَمَنٍ رَغْدِ
وَإِنّ خَطِيرَ مُلْكِهِ وَصَفِيَّهُ
بربعكَ نوءاً رحمة ٍ كوكبا سعدِ
همامانِ قدْ سنا منَ العدلِ سنة ً
يُقَصِّرُ عَنْ تَعْدِيدِها لَدَدُ اللُّدِّ
ألاَ إنني أضربتُ عنْ كلَّ مطلبٍ
سِوَاكَ فَعَدَّيْتُ الثِّمادَ إِلى الْعِدِّ
تَرَكْتُ ظِلاَلاً يُسْتَظَلُّ بِغَيْرِها
وَملتُ إلى ظلًّ على الخلقِ ممتدَّ
وَقُلْتُ لِأَيّامِي بَلَغْتُ مَدى الْعُلى
فحلي خناقَ الحظَّ إنْ شئتِ أوْ شدي
وَقَدْ تِهْتُ في طُرْقِ النَّباهَة ِ فَکهْدِني
إِلَيْها فَما يَخْشى الضَّلاَلَة َ مَنْ تَهْدِي
فعندي منَ الإقدام ما عندَ أسرتي
وَما عِنْدَهُمْ مِنْ وَصْفِ مَجْدِكَ ما عِنْدِي
وَأَيْسَرُ ما أَسْعى لَهُ الْفِقَرُ الَّتي
تُعجِّزُ مَن قَبْلِي وَتَعْجِزُ مَن بَعْدِي
أشفُّ منَ البردِ المحبرِ ملبساً
وَأسرعُ في قطعِ البلادَ منَ البردِ
قوافٍ إذا أنشدنَ لمْ يدرِ سامعٌ
رَقَتْ مِنْ دِمَشْقٍ أَوْ تَحَدَّرْنَ مِنْ نَجْدِ(35/160)
وَلوْ لمْ يكنْ فضلُ المحامدِ باهراً
لَما افْتُتِحَ الذِّكِرُ الْمُنَزَّلُ بِالْحَمْدِ
فلاَ زلتَ منهُ لابساً كلَّ حلة ٍ
يفضلُ رياها على أرجِ الندَّ
وَلاَ زالتِ الأعيادُ تأتي وَتنكفي
وَأنتَ عليُّ الذكرِ وَالقدرِ وَالمجدِ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> لا تجزْ في الَّذي بلغتَ الأنامُ
لا تجزْ في الَّذي بلغتَ الأنامُ
رقم القصيدة : 27498
-----------------------------------
لا تجزْ في الَّذي بلغتَ الأنامُ
فهوَ حقٌّ قضتكهُ الأيَّامُ
وَقَلِيلٌ لِمَا حَوَيْتَ مِنَ السُّؤْ
ددِ هذا الإجلالُ والإعظامُ
أَخَذَ الْمَجْدَ مُحْدَثٌ عَنْ قَدِيمٍ
ومعاليكَ كلُّها إلهامُ
ولقدْ شاعَ منْ تملُّككَ الأمـ
رَ حَدِيثٌ بِنَا إِلَيْهِ أُوَامُ
سبقَ البردَ طيبهُ فهوَ مقرو
ء ومافْضَّ عن كتاب ختام
ورأى الناس مِنْ زَمانِكَ في الْ
يَقْظَة ِ مَا لاَ تُرِيهُمُ الأَحْلاَمُ
جلَّ عنْ سائرِ العصورِ فقدْ قيـ
لَ منامٌ فدامَ هذا المنامُ
أمنوا مذْ قضى على الدَّهرِ خرقٌ
كُلُّ أَحْكَامِهِ لَهُ إِحْكامُ
ذُدْتَهُ وَهْوَ عَانِسٌ عَنْ هَوَاهُ
فأتاهُ بعدَ المشيبِ الفطامُ
فَإِذَا أَقْسَمُوا بِما أَنْتَ مُولِيـ
ـهِ ففرضٌ أنْ تصدقَ الأقسامُ
مِنْ أَيَادٍ هَمَتْ عَلَى الْعَارِضِ الْهَطَّ
الِ لَوْ لاَ عُمُومُها وَالدَّوَامُ
عَلَيْهَا فَانْفَضَّ ذَاكَ الزِّحَامُ
هُ وَيُثنِي بِهِ عَلَيْكَ الإِمامُ
تبعتْ رأيكَ الولاة ُ فعفَّتْ
وَتَأَسَّتْ بِعَدلِكَ الْحُكَّامُ
ثُمَّ أَنْعَمْتَ صَافِحاً عَنْ ذُنُوبٍ
ما استخفَّتْ بمثلها الأحلامُ
فَمَتَى يُضْمِرُ الْحَسُودُ لِمَعْرُو
فِكَ جَحْداً وَعَرْفُهُ نَمَّامُ
هَلْ لِصُبحٍ بَعْدَ الْوُضُوحِ اسْتِتَارٌ
أَوْ لِشَمْسٍ بَعْدَ الطُّلُوعِ اكْتِتامُ
كمْ قريبٍ لديكَ سكَّنهُ فضـ
لكَ إذْ طوَّحتْ بهِ الأوهامُ
لمْ يحلكَ السُّلطانُ عنْ رأيكَ الأوَّ
لِ فِيهِ بَلْ ضُوعِفَ الإِكْرَامُ(35/161)
أَنَفاً أَنْ تَقُولَ مَا قَالَهُ کلأَبْـ
رشُ إذْ سامهُ السُّجودَ هشامُ
هِمَمٌ لَمْ تَزَلْ لِهَامِ الْمَعَالِي
مقلاً غيرَ أنَّها لا تنامُ
ولقدْ أوطأتكَ ذروة َ مجدٍ
لاَ تُسامى وَرُتْبَة ً لاَ تُسامُ
وَهْوَ فِيمَا كَفَاكَ قَوْلُ حَسُودٍ
نالها والأنامُ عنها نيامُ
مُذْ حَمَاهَا بِسَعْيِهِ الْكَامِلُ الأَوْ
حَدُ شَطَّ الْمَرمَى وَعَزَّ الْمَرَامُ
فإذا قامَ طامعٌ يبتغيها
فسواءٌ قعودهُ والقيامُ
أنتَ أعليتها فأكدى مرجِّيـ
ها وَأَغْلَيْتَهَا فَمَا تُسْتَامُ
بالنَّدى حينَ أعوزَ الجودُ والإقـ
دَامِ فِي حَيْثُ زَلَّتِ الأَقْدَامُ
وَثَبَاتٌ تُقَصِّرُ الأَسْدُ عَنْهَا
وَثَبَاتٌ لاَ يَدَّعِيهِ شَمَامُ
لَكَ فِي كُلِّ مَأْزِقٍ حَفِظَ کلإِقْـ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أرى الأرضَ تثني بالنباتِ على الحيا
أرى الأرضَ تثني بالنباتِ على الحيا
رقم القصيدة : 27499
-----------------------------------
أرى الأرضَ تثني بالنباتِ على الحيا
وَلَوْ تَسْتَطِيعُ النُّطْقَ خَصَّتْكَ بِالْحَمْدِ
فلوْ لمْ تعلمْ كفكَ السحبَ الندى
لما أنجدتْ منْ قحطِ أعوامها الجردِ
بكَ افترتِ الأيامُ عنْ ناجذِ الغنى
وَغَرَّدَ طَيْرُ الْعَيْشِ فِي الزَّمَنِ
وَفي كلَّ يومٍ أنتَ مظهرُ آية ٍ
تجيءُ بإعجازٍ يفوتُ مدى الحدَّ
عَهِدْ نَامُدُودَ الأْرْضِ تَأْتِي بِحَارَهَا
وَلَمْ نَرَ بَحْراً قَطُّ سَارَ إِلى مَدِّ
شعراء الجزيرة العربية >> سليمان المانع >> يا وسيع الصدر
يا وسيع الصدر
رقم القصيدة : 275
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يستغفلك هذا المغفل وبرضاك
تنسى عبير الورد وتغازل الشوك
تتجاهل القصة وتضحك من أقصاك
مملوك مملوكٍ حكمله بمملوك
يا وسع صدرك يانزاهة نواياك
بك فطرة الطيب وبك حدس صعلوك
غنّيت حزنك لين ما الحزن غنّاك
وكان الشعر جوّك تجيبه لياجوك
ترمي حمامة كل ما طل شباك
من شرفةٍ في عين بنتٍ من تبوك(35/162)
تحكيلهم شي تشوفه بالإدراك
عن ضحكةٍ صفرا على شفاه مدروك
عن ناس ماهم..؟ عن بلادك وعن ماك
عن حبك لناس وعن ناس حبّوك
يا أخّ لي متى ملك الطفوله محيّاك
إن أنبّوا تزعل وتفرح إن حيّوك
نهر الجنون اللي تشكّل بك أظماك
لامن جريت بوادي الصدق شربوك
خلّك رجل عاقل وفاطن لدنياك
كم علمّوا بك غاليينك وملوك
زهّقتني ..عجزت أعدد سواياك
سعيد سولف لك وضحّكت مبروك
شكواك ترسلها وعذرك وبلواك
وليا وصلت بصالي النار صلّوك
يا عرض صدرك يا سذاجة نواياك
بك ظلمة المبصر وشاعر وصعلوك
العصر العباسي >> البحتري >> أيها العاتب الذي ليس يرضى
أيها العاتب الذي ليس يرضى
رقم القصيدة : 2750
-----------------------------------
أيّها العَاتِبُ الذي لَيسَ يَرْضَى،
نَمْ هَنِيئاً، فَلَسْتُ أُطْعَمُ غَمضَا
إنّ لي مِنْ هَوَاكَ وَجْداً قَدِ اسْتَهـ
ـلَكَ نَوْمِي، وَمَضْجِعاً قَدْ أقَضّا
فَجَفُوني في عَبرَةٍ لَيسَ تَرْقَا،
وَفُؤَادِي في لَوْعَةٍ مَا تَقَضّى
يَا قَلِيلَ الإنصَافِ كَمْ أقتَضِي عِنْـ
ـدَكَ وَعْداً، إنجازُهُ لَيسَ يُقْضَى
فأجِزني بالوَصْلِ، إنْ كَانَ دينا
وأثِبْنِي بالحُبّ إنْ كَانَ قَرْضَا
بأبي شادِنٌ تَعَلّقَ قَلْبي
بجُفُونٍ فَوَاتِرِ اللّحْظِ، مَرْضَى
غَرّني حُبُّهُ، فأصْبَحْتُ أُبْدِي
مِنْهُ بَعْضاً، وأكتُمُ النّاسَ بَعْضَا
لَسْتُ أنْساهُ إذْ بَدَاً مِنْ قَرِيبٍ،
يَتَثَنّى تَثَنّيَ الغُصْنِ غَضّا
واعْتِذَارِي إلَيْهِ، حَتّى تَجَافَى
ليَ عَنْ بَعْضِ مَا أتَيْتُ، وأغْضَى
وَاعْتِلاَقِي تُفّاحَ خَدّيهِ تَقْبِيـ
ـلاً، وَلَثماً طَوْراً، وَشَمّاً، وَعَضّا
أيّها الرّاغِبُ الّذي طَلَبَ الجُو
دَ فأبْلَى كُومَ المَطَايَا، وأنْضَى
رِدْ حِيَاضَ الإمَامِ، تَلقَ نَوَالاً،
يَسَعُ الرّاغِبِينَ طُولاً وَعَرْضا
فَهُنَاكَ العَطَاءُ جَزْلاً لِمَنْ رَا
مَ جَزِيلَ العَطَاءِ والجُودِ مَحْضا
هُوَ أنْدَى مِنَ الغَمَامِ، وأوْفَى(35/163)
وَقعَاتٍ مِنَ الحُسَامِ، وأمْضَى
دَبّرَ المُلْكَ بِالسَّدَادِ، فَإبْرَا
ماً صَلاَحُ الإسْلامِ فيهِ، وَنَقْضَا
يَتَوَخّى الإحْسَانَ قَوْلاً وَفِعْلاً،
وَيُطيعُ الإلَهَ بَسْطاً وَقَبْضا
وإذا مَا تَشَنّعَتْ حَوْمَهُ الحَرْ
بُ، وَكَانَ المَقَامُ بالقَوْمِ دَحْضا
وَرَأيْتَ الجِيَادَ تَحْتَ مَثَارِ الـ
ـنّقعِ يَنْهَضْنَ بالفَوَارِسِ نَهْضا
غَشِيَ الدّارِعِينَ ضَرْباً هَذَاذَيْـ
ـكَ، وَطَعْناً يُوَرعُ الخَيلَ وَخْضَا
فَضَّلَ اللهُ جَعْفَراً بِخِلالٍ
جَعَلَتْ حُبَّهُ عَلَى النَّاسِ فَرْضَا
يا ابنَ عَمّ النّبيّ حَقّاً، وَيَا أزْ
كَى قُرَيشٍ نَفساً، وَديناً، وعِرْضا
بِنْتَ بِالفَضْلِ والعُلُوّ فأصْبَحْـ
ـتَ سَمَاءً، وأصْبَحَ النّاسُ أرْضَا
وأرَى المَجْدَ بَيْنَ عَارِفَةٍ مِنْـ
ـكَ تُرَجَّى، وَعَزْمَةٍ مِنكَ تُمْضَى
العصر العباسي >> ابن حيوس >> ما أردكَ الطَّلباتِ مثلُ مصمِّمِ
ما أردكَ الطَّلباتِ مثلُ مصمِّمِ
رقم القصيدة : 27500
-----------------------------------
ما أردكَ الطَّلباتِ مثلُ مصمِّمِ
إنْ أقدمتْ أعداؤهُ لمْ يحجمِ
تركَ الهوينا للضَّعيفِ مطيَّة ً
مَنْ بَطْشُهُ كَقِرَاهُ لَيْسَ بِمُعْتِمِ
إنْ همَّ لمْ يلممْ بعينيهِ كرى ً
أوْ سبيلَ لمْ يألمْ ولمْ يتلوَّمِ
أَحْرَزْتَ مَا أَعْيَا الْمُلُوكَ مُصابِراً
غِيَرَ الْحَوَادِثِ وَاحْتِمالَ الْمَغْرَمِ
وَلَقَدْ تَحَقَّقَتِ الْعَوَاصِمُ أَنَّهَا
إنْ لمْ تحزْ أقطارها لمْ تعصمُ
حنَّتْ إليكَ على البعادش فشوقها
شَوْقُ الرِّيَاضِ إِلى السَّحابِ الْمُثْجِمِ
لِلّهِ يَوْمٌ فِي السَّعَادَة ِ وَاحِدٌ
ألوى بشدَّة ِ ألفِ يومٍ أشأمِ
يا رحمة ً بعثتْ فأحيتْ أمَّة ً
قَدْ طَالَما مُنِيَتْ بِمَنْ لَمْ يَرْحمِ
جلَّيتَ ظلمَ النَّائباتِ كما جلا
ضوءُ الغزالة ِ جنحَ ليلٍ مظلمِ
وأطرتَ طيرَ الخوفِ حتّى مالهُ
بالشَّامِ منذُ طرقتهُ منْ مجثمِ(35/164)
وأخفتَ ذا الزَّمنَ المضاعفَ جورهُ
حَتّى اتَّقَاكَ بِطَاعَة ِ الْمُسْتَخْدَمِ
إنَّ الرَّعايا في جنابكَ أمَّنتْ
كَيْدَ کلْغَشُومِ وَفَتْكَة َ الْمُتَغَشْرِمِ
لاَ يَشْتَكُونَ إِلَيْكَ نَائِبَة ً سِوى
تقصيرهمْ عنْ شكرِ هذي الأنعمِ
فالأمنُ للمرتاعِ والإنعامُ للـ
باغي النَّدى والعدلُ للمتظلِّمِ
لا الظَّبية ُ الغيداءُ تخشى القسورَ الضَّـ
ارِي وَلاَ الذِّمِّيُّ حَيْفَ الْمُسْلِمِ
قدتَ الجيوشَ بصدقِ بأسكَ تقتدي
وبها الفجاجُ إلى مرادكَ ترتمي
فتضمّنتْ أَبْطالُهَا أَبْطَالَهَا
خدعَ المنى وتوهُّمَ المتوهِّمِ
بالمشْرَفّية ِ مَا تُوَازِي دِجْلَة ً
عندَ الزِّيادة ِ ما أراقتْ منْ دمِ
والخيلُ يحملنَ المنايا والمنى
مِن كُلِّ سَلْهَبَة ٍ وَأَجْرَدَ شَيْظَمِ
كَمْ حُجِّلَتْ بِدَمِ الطُّغاة ِ وَأُعْجِلَتْ
فِي نَهْضَة ٍ عَنْ مُسْرِجٍ أَوْ مُلْجِمِ
عَلَّمْتُمُوهَا الصَّبْرَ وَهْيَ كَلِيمَة ٌ
تغشى الوغى وكأنَّها لمْ تلكمِ
أقدمتَ أمنعَ مقدمٍ وغنمتَ أوْ
فى مَغْنَمٍ وَقَدِمْتَ أَسْعَدَ مَقْدَمِ
وَلَقَدْ ظَفِرْتَ بِمَا يَعِزُّ مَرَامُهُ
إِلاَّ عَلَيكَ فَدُمْ عَزِيزَاً وَاسْلَمِ
كانتْ تعدُّ منَ المعاقلِ برهة ً
وَسَمَتْ بِمُلْكِكَ فَهْيَ بَعْضُ الأَنْجُمِ
فضلتْ على كلِّ القلاعِ وبيَّنتْ
فضلَ الصَّبورِ على الممضِّ المؤلمِ
منْ ذادَ عنها نخوة ً لمْ يخشَ منْ
عَنَتِ العِتَابِ وَلاَ مَلاَمِ اللُّوَّمِ
وكذا مسلِّمها لترضى آمنٌ
عَضَّ البَنَانِ وَفِكْرَة َ الْمُتَنَدِّمِ
فَاعْرِفْ لَهُمْ مَحْضَ الوِدَادِ فَإِنَّهُمْ
تَرَكُوا العَظِيمَة َ لِلْهُمَامِ الأَعْظَمِ
مَنْ كُنْتَ يَا فَخْرَ الْمُلُوكِ ظَهِيرَهُ
فبناؤهُ في المجدِ لمْ يتهدَّمِ
فَاعْطِفْ عَلَيْهِمْ عَطْفَة ً شَرَفِيَّة ً
مَا الظَّنُّ فِي إِنْعَامِها بِمُرَجَّمِ
وامننْ فكمْ لكَ منْ فعالٍ صالحٍ
ألزمتَ نفسكَ فيهِ ما لمْ يلزمِ(35/165)
هُمْ مِنْكَ إِنْ عَدَّتْ رَبِيعَة ُ فَخْرَهَا
وَلُبابهَا فِي مَحْفِلٍ أَوْ مَوْسِمِ
لا ينكرِ الحسَّادُ مدحيَ معشراً
طالتْ بهمْ هممي وزادَ تقدُّمي
لَوْ لَمْ أَقُلْ نَطَقَتْ صَنَائِعُ جَمَّة ٌ
لأَبِيهِمُ يُعْلِمْنَ مَنْ لَمْ يَعْلَمِ
فلأثنينَّ مدى حياتي موقناً
أَنِّي مَتى أَجْحَدْ جَمِيلاً أَظْلِمِ
إِنَّ الْوَفَاءَ طَريقُ أَسْلافِي الأُلى
عَمَرُوهُ مَا بَينِي وَبَينَ الهَيْثَمِ
ومضوا فأحسنتُ النِّيابة َ عنهمُ
في القَوْلُ الافْقال غَيْرَ مذَمَّمِ
ولقدْ جمعتَ فضائلاً ما استجمعتْ
يَفْنى الزَّمَانُ وَذِكْرُها لَمْ يَهْرَمِ
كَرَماً يُبِيحُ حِمى الغِنى وَمَآثِراً
وُضُحاً تُبِيحُ بَلاَغَة ً لِلْمُفْحَمِ
منْ صدقِ قولكَ يبتدي وإلى فعا
لِكَ يَنْتَهِي وَإِلَيْكَ أَجْمَعُ يَنْتَمِي
مثلُ الكلامِ تفرَّقتْ أنواعهُ
فِرَقاً وَتَجْمَعُهُ حُرُوفُ الْمُعْجَمِ
أظهرتَ غامضها فأنسيتَ الألى
عزُّوا وجادوا في الزَّمانِ الأقدمِ
فَكَأَنَّ بِسْطَامَ بْنَ قَيْسٍ لَمْ يَرُعْ
يوماً عداهُ وحاتماً لمْ يُكرمِ
وَأَرَاكَ تَعْلُو قَائِلاً أَوْ صَائِلاً
بقرا سريرٍ أوْ سراة ِ مطهَّمِ
وَهِيَ النَّبَاهَة ُ فُرْصَة ُ الْعَذْبِ الْجَنَا
لاَ فُرْصَة ُ الْمُتَهَوِّرِ الْمُتَهَكِّمِ
وَإِذَا جَرى الْكُرَمَاءُ بَرَّزَ سَابِقاً
خلقُ الكريمِ تخلُّقَ المتكرِّمِ
كمْ فضتَ إنعاماً وخضتَ مخاوفاً
مَا هَوْلُها لَوْلاَكَ بِالْمُتَهَجَّمِ
مُسْتَنْقذَاً مِنْ كُرْبَة ٍ أَوْ مَاتِحاً
في لزبة ٍ أوْ صافحاً عنْ مجرمِ
في يومِ قارٍ راية ٌ لكَ فهَّمتْ
منْ قادة ِ الأتراكِ منْ لمْ يفهمِ
لمَّا تقاصرتِ الصَّوارمُ والخطى
حَذَرَ الْبَوَارِ وَثَبْتَ وَثْبَة َ ضَيْغَمِ
فِي عُصْبَة ٍ كَعْبِيَّة ٍ تَرَكُوا الْقَنا
متعوِّضينَ بكلِّ أبيضَ مخذمِ
يَلْقَوْنَ أَعْرَاءً بكُلِّ كَرِيهَة ٍ
يجتابُ فيها اللَّيثُ ثوبَ الأرقمِ
قلَّلتمُ عددَ العدى بقواضبٍ(35/166)
كثَّرنَ أزوادَ النُّسورِ الحوَّمِ
مِنْ مُرْهَفَاتٍ لَمْ تَزَلْ أَيْمَانُكُمْ
أَنْصَارَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ أَيْوَمِ
مَا عَايَنَتْها التُّرْكُ تَحْكُمُ في الطُّلى
حتّى تولَّتْ طائشاتِ الأسهمِ
منْ نابذٍ لسلاحهِ فاتَ الرَّدى
سَبْقاً وَمِنْ مُسْتَلْئِمٍ مُسْتَسْلِمِ
أَلوى بِهِمْ صِدْقُ اعْتِزَامِكَ مِثْلَما
تُلْوِي الرِّياحُ الْعَاصِفَاتُ بِخَشْرَمِ
فخصصتَ بالإذلالِ كلَّ مقلنسٍ
وعمَّمتَ بالإعزازِ كلَّ معمَّمِ
وبصدركَ القلبُ الَّذي لمَّا يُرعْ
وَبِكَفِّكَ السَّيْفُ الَّذِي لَمْ يَكْهَمِ
مَا شِيمَ إِلاَّ بَعْدَ قَتْلِ مُعْظَّمٍ
ماضي الشِّبا وثباتِ ملكِ معظَّمِ
وغَداً سَتُخْلِي الشَّامَ مِنْهُمْ مِثْلَما
أَخْلَتْ خُزَاعَة ُ مَكَّة ً مِنْ جُرْهُمِ
دونَ الَّذي أملوا ظبى ً هنديَّة ٌ
قَدْ حَكَّمَتْكَ عَلى العِدى فَتَحَكَّمَ
أذكرتهمْ بوقا وَ بكتاشاً لدنْ
طرقا البلادَ وأهلها بالصَّيلمِ
فثنتهما دونَ المرادِ عشيرة ٌ
وفتِ الزَّرافة ُ منهمُ بعرمرمِ
مَنَعُوا ذِمَارَهُمُ بِكُلِّ مُهَنَّدٍ
قدَّ الدِّلاصَ وعادَ غيرَ مثلَّمِ
يوم لعمرك لم تزل أخباره
مسموعة ً منْ منجدٍ أوْ متهمِ
عزَّتْ بهِ عربُ البلادِ كعزِّها
بِالقَادِسِيَّة ِ يَوْمَ مَقْتَلِ رُسْتُمِ
أمنتْ قبائلُ عامرٍ صرفَ الرَّدى
وَالْجَدْبَ في ظِلِّ الْمُعِزِّ الْمُنْعِمِ
مُسْتَعْصِمِينَ بِذُرْوَة ٍ لاَ تُرْتَقى
مستمسكينَ بعروة ٍ لمْ تفصمِ
إِنْ أَجْدَبُوا لاَذُوا بِغَيْثٍ هَاطِلٍ
أَوْ رُوِّعُوا عَاذُوا بِطَوْدٍ أَيْهَمِ
أصفيتَ للعربِ المشاربَ بعدَ أنْ
كانتْ كرمحٍ لا يُعانُ بلهذمِ
لاَرَاعَتِ الأَيَّامُ مَنْ بِفِنائِهِ
كنز الفقير وعصمة المستعصم
أنتَ الَّذي نفقَ الثَّناءُ بسوقهِ
وجرى النَّدى بعروقهِ قبلَ الدَّمِ
وَتَحَقَّقَ الأَمْلاَكُ طُرّاً أَنَّهَا
إنْ لمْ تسالمْ ملكهُ لمْ تسلمِ
فأتاكَ بالآمالِ غيرَ مهانة ٍ
في ظلِّهِ والمالِ غيرَ مكرَّمِ(35/167)
ماضٍ إذا ما الصَّارمُ الماضي نبا
قَاضٍ بِأَحْكَامِ الْكِتابِ الْمُحْكَمِ
ولهُ مخافة َ أنْ تضلَّ ضيوفهُ
باللَّيلِ نارٌ ما خلتْ منْ مضرمِ
أَبَداً يُشَبُّ عَلى کلْيَفَاعِ وُقُودُها
وَوَقُودُهَا قِصَدُ الْقَنَا الْمُتَحَطِّمِ
مِمَّا تَحَطَّمَ فِي نُحُورِ عَرَامِسٍ
كومِ الذُّرى أو في كميٍّ معلمِ
مِنْ مَعْشَرٍ عَمَرُوا الْمَعَالِي بَعْدَ ما
عمرتْ زماناً دارساتِ الأرسمِ
وَعَلَوْا عَلى شُوسِ الْمُلُوكِ بِغَيْظِهِمْ
غَيْظِ الْوِهَادِ عَلَى هِضَابِ يَلَمْلَمِ
فَلْيَيْأَسُوا الرُّتَبَ الْعَلِيَّة َ إِنَّها
لكمُ وراثة ُ خضرمٍ عنْ خضرمِ
وَالْمَجْدُ شِنْشِنَة ٌ لآلِ مُسَيَّبٍ
ما كلُّ شنشنة ٍ تناطُ بأخزمِ
بيتٌ بنى قرواشهُ وقريشهُ
شَرَفاً أَطَلَّ عَلى مَحَلِّ کلِمرْزَمِ
وَاسْتَخْلَفَاكَ فَنَوَّهَتْ بِكَ هِمَّة ٌ
أربى الأخيرُ بها على المتقدِّمِ
فَأَبُو الْمَنِيعِ أَبُو الْمَعَالِي فِي عُلى ً
أَضْعَافُها لأَبي الْمَكارِمِ مُسْلِمِ
فبقيتَ ما شئتَ البقاءَ معظِّماً
وسقى الغمامُ رميمَ تلكَ الأعظمِ
تعطي على الشِّعرِ الرَّغائبَ بعدَ أنْ
غنيتْ صفاتكَ عنْ بيان مترجمِ
والدُّرُ ما ينفكُّ يعرفُ قدرهُ
فِي النَّاسِ مَنْظُوماً وَغَيْرَ مُنَظَّمِ
يُفْضِي إِلى الشَّمْسِ الْعَقِيمِ كُسُوفُها
وَنَرَاكَ شَمْساً أُفقُها لَمْ يُظْلِمِ
أشرقتَ لمَّا أشرقتْ فبهرتها
وَكَثَرْتَها فَوَلَدْتَ سَبْعَة َ أَنْجُمِ
حَبَسَتْ رِكابِي عَنْ ذَرَاكَ عَوَائِقٌ
يحيا الغنيُّ بها حياة َ المعدمِ
وتشرِّدُ الآباءَ عنْ أبنائهمْ
فتعيشُ ذاتُ البعلِ عيشُ الأيِّمِ
لولاَ تواليها لزرتكَ وافداً
كوفودِ حسَّانٍ على ابنِ الأيهمِ
بغرائبٍ بينَ الكلامِ وبينها
كالفرقِ بينَ مصرِّحٍ ومجمجمِ
تنأى عنِ الفصحاءِ إلاَّ أنَّها
أَدْنى إِلَيَّ مِنَ اللِّسَانِ إِلى الْفَمِ
حتّى أتاحَ اللهُ لي نيلَ العلى
بقدومِ مولى ً كانَ يرقبُ مقدمي(35/168)
وكذا الغمامُ يزورُ مهجورَ الثَّرى
أمطارهُ ويؤمُّ غيرَ ميمَّمِ
وَلَئِنْ حَنَتْ ظَهْرِي السِّنُونَ بِمَرِّها
فالرِّمحُ ينفعُ وهوَ غيرُ مقوَّمِ
ولديَّ مدحٌ لاَ يملُّ سماعهُ
فَتَمَلَّ بَاقِي عُمْرِيَ الْمُسْتَغْنَمِ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أَمَّا الزَّمَانُ فَقَدْ أَلْزَمْتَهُ الْجَدَدا
أَمَّا الزَّمَانُ فَقَدْ أَلْزَمْتَهُ الْجَدَدا
رقم القصيدة : 27501
-----------------------------------
أَمَّا الزَّمَانُ فَقَدْ أَلْزَمْتَهُ الْجَدَدا
وَالمكرماتُ فقدْ أنشأتها جددا
فعاودَ الخوفُ أمناً وَالمباحُ حمى ً
وَالْجَدْبُ فِي الأْرْضِ خِصْباً وَالضَّلاَلُ هُدا
وِزَارَة ٌ لَوَتِ الأْعْنَاقَ خَاضِعَة ً
لعزها وَعهدنا ليها صيدا
فَارَقْتَها لاَ كَغَيْثٍ صَدَّ عَنْ بَلَدٍ
يَشْكُو الظَّمَابَلْ كَرُوحٍ فَارَقَتْ جَسَدا
وَعدتَ وَالنومُ قدْ ألوتْ بهِ فتنٌ
لِأَجْلِهَا ذُمَّ عَيْشٌ طَالَمَا حُمِدا
فقمتَ في كفَّ كفَّ الخطبِ حينَ سطا
وَ نبتَ في صرفِ الدهرِ حينَ عدا
وَهَلْ نَذُمُّ زَمَاناً مَا أَسَاءَ بِنَا
إِلاَّ لِيُحْسِنَ فِي إِنْجَازِ مَا وَعَدا
يثني عليهِ وَإنْ أضحى يعنفهُ
مَنْ لَيْسَ يَعْرِفُ مَعْنَاهُ الَّذِي قَصَدا
فكمْ لهُ عندنا منْ منة ٍ عظمتْ
وَنعمة ٍ لا يؤدى شكرها أبدا
خُطُوبُهُ لَكَ بِالإعْجَابِ خَاطِبَة ٌ
وَجورهُ لكَ بالإعجازِ قدْ شهدا
إنَّ الإمامَ حمى الملكَ الأعزَّ بمنْ
لاَتَسْتَطِيعُ الَّليَالِي حَلَّ مَا عَقَدا
تَصَفَّحَ النَّاسَ ثُمَّ اخْتَارَ أَحْسَنَهُمْ
فِيهِ وَفِي بَيْتِهِ رَأْياً وَمُعْتَقَدا
أعدَّ للبعثِ ذخراً منْ ولائهمُ
يَبْقى إِذَا كُلُّ ذُخْرٍ صَالِحٍ نَفِدا
وَلَمْ تَزَلْ فِي اجْتِيَاحِ الإْفْكِ مُنْصَلِتاً
وَفِي جِهَادِ عُدَاة ِ الدِّينِ مُجْتَهِدا
مُعَظَّماً قَبْلَ تَعْظِيمِ الإِمَامِ لَهُ
وَالسَّيْفُ يُخْشى وَيُرْجى سُلَّ أَوْ غُمِدا(35/169)
مَتى تزُرْهُ لِعِلْمٍ وَاكْتِسَابِ غِنى ً
فاضَ النديُّ بياناً وَالبنانُ ندا
يبخلُ الديمة َ الوطفاءَ مختصراً
وَيسبقُ الحرجفَ النكباءَ متئدا
وَماجدٌ لسوى العلياءِ ما خلقتْ
أخلاقهُ وَلغيرِ الفضلِ ما ولدا
وَلاَ نَبَذْتَ حَدِيثاً فِيهِ قَدْ وَردَا
بعزمهِ وَسألناهُ فما اقتصدا
فَلَيْسَ يَلْقاكَ مَأْمُورٌ بِمَعْصِيَة ٍ
عَلَى الْمَكِينِ الْحَفِيظِ الأَوْحَدِ اعْتَمَدا
وَكيفَ يعدوكَ وَالأيامُ عادية ٌ
مَنْ رَامَ مِثْلَكَ فِي الدُّنْيا فَما وَجَدا
إِنَّ السَّعادَة َ عَمَّتْ مُذْ خُصِصْتَ بِها
فاسلمْ على رغمِ حسادٍ وَكبتِ عدا
أخفوا ضباباً كداها في صدورهمُ
وَهُمْ ضِبابٌ لَها فَرْطُ الْخُضُوعِ كدا
فَلاَ تَرُعْهُمْ وَكُنْ مِنْهُمْ عَلَى ثِقَة ٍ
أنَّ الحمامَ إليهمْ يسبقُ الكمدا
وَجلة ُ القومِ فقاتلهمْ بسعيهمُ
فيما تحبُّ وَلاَ تستصغرِ النقدا
ما حِدْتَ عَنْ آيَة ٍ فِي الْعَفْوِ مُنْزَلَة ٍ
وَرُبَّما عَزَّهُ أَنْ يَقْلَعَ الْوَتِدا
وَذا مقالٌ غنيٌّ عنْ هدايتهِ
مَنْ مُذْ تَنَبَّهَ لِلْعَلْياءِ ما رَقَدا
إني بذا النصحِ لما عنَّ في خلدي
كالْخُلْدِ دَلَّ عَلَى حِيسِ الْفَلاَ الأَسَدا
رقتَ الإمامة َ في قولٍ وَفي عملٍ
فَبُلِّغَتْ بِكَ هذَا الْمُرْتَقى الصُّعُدا
فَکشْكُرْ خَلِيلَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لِمَنْ
أعطاكَ منزلة ً لمْ يعطها أحدا
وَاحكمْ على كلَّ منْ رامَ العنادَ لهُ
بِحُكْمِ جَدِّكِ فِي النُّعْمانِ إِذْ عَنَدَا
كَذَّبْتَ بِالْعَدْلِ إِذْ أَصْبَحْتَ باسِطَهُ
مَنْ قالَ كِسْرى أَنُوِشرْوَانُ قَدْ فُقِدَا
وَأوردتكَ سجاياكَ التي شرفتْ
مِنَ النَّباهَة ِ بَحْراً قَطُّ ما وُرِدَا
وَهيَ الفضائلُ منْ أعلينَ رتيتهُ
طالَ الأَنامَ وَمَنْ أَفْرَدْنَهُ انْفَرَدَا
آزَرْتَ أَرْبابَ هذَا الأَمْرِ آوِنَة ً
عزّاً لمنْ ذلَّ نهاضاً لمنْ قعدا
هَلْ كُنْتَ فِي الْقَوْمِ إِلاَّ بانِياً شَرَفاً(35/170)
وَمُصْلِحاً فاسِداً أَوْ مُوْضِحاً رَشَدَا
وَما أَتى مِنْكَ فِعْلٌ أَوْ أَمَرْتَ بِهِ
فِيهِ الْكَلاَمَ وَما مَثَّلْتهُ اعْتُمِدَا
ضافَرْتَ أَرْبَعَة ً مِنْهُمْ سَلَكْتَ بِهِمْ
طَرَائِقاً ضَلَّ عَنْها مَنْ تَرَكْتَ سُدَا
يسومها معوزٌ مما ينالُ بهِ
وَشأنُ مينِ الفتى تقريبُ ما بعدا
كَقائِلٍ بِلِسانٍ لَمْ يَحُطْهُ فَمٌ
بدَّدْتَ وَفْرَكَ فِي فَرْضٍ وَنافِلَة ٍ
أَوْعَاشِقٍ وَصَلَ کلْمَعْشُوقُ هِجْرَتَهْ
مستيقظاً وَهوَ وصالٌ إذا هجدا
فليخلُ ذو الأملِ الطماحِ منْ تعبٍ
يُضيِعُهُ وَلْيُخَلِّ کلْحَاسِدُ کلحَسَدا
إِني وَجَدْتُ لِطَرْفِ کلْعَيْنِ مِنْكَ عُلى ً
سما لها وَلطرفِ المدحِ مطردا
فَحَازَ نَيْلاً لِرَاويهِ وَقَائِلِهِ
وَحَافِظِيهِ وَمَنْ غَنّى بِهِ وَشَدا
إلى کلمَوَاطِنِ سَيّارٌ وَإِنْ بَعُدَتْ
وَفي الحيازمِ معقولٌ وَإنْ شردا
بقيتَ ما دامتِ الأعيادُ عائدة ً
العصر العباسي >> ابن حيوس >> وتربة ِ المرحومِ والحاءُ جيمْ
وتربة ِ المرحومِ والحاءُ جيمْ
رقم القصيدة : 27502
-----------------------------------
وتربة ِ المرحومِ والحاءُ جيمْ
لقدْ ثوى في النَّارِ منهُ رجيمْ
تبكي لظى أنْ حلَّ في قعرها
وَتَسْتَقِيلُ اللَّهَ مِنْهُ الْجَحِيمْ
مَضى وَفِعْلُ السُّوءِ إِضْمَارُهُ
فما أتى اللهَ بقلبٍ سليمْ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> شرفَ الملوكِ عدتْ معاليكَ المدى
شرفَ الملوكِ عدتْ معاليكَ المدى
رقم القصيدة : 27503
-----------------------------------
شرفَ الملوكِ عدتْ معاليكَ المدى
فبقيتَ محروساً على رغمِ العدا
عَجَبَاً لِكَفِّكَ كَيْفَ تُمْطِرُهُمْ رَدَى ً
يومَ الكريهة ِ وَهيَ منْ سحبِ الندا
رُمْ مَا تَشَاءُ يَهُنْ عَلَيْكَ عَسِيرُهُ
وَابْغِ البَعِيدَ فَإِنَّهُ لَنْ يَبْعُدا
وَليهنكَ الظفرُ الذي بحلولهِ
ردَّ الضلالَ الحقُّ وَانتصرَ الهدا
وَطريدة ٍ للدهرِ أنتَ رددتها(35/171)
قَسْراً فَكُنْتَ السَّيْفَ يَقْطَعُ مُغْمَدا
عَجَزَ الأَنَامُ وَذُدْتَ عَنْهَا قَاهِراً
زَمَناً سَطَا فِي عَصْرِ غَيْرِكَ وَاعْتَدا
فتحٌ تقدمَ كلَّ فتحٍ قبلهُ
ليكونَ في الآفاقِ مثلكَ مفردا
وَأَقَامَ لِلدِّينِ الحَنيفِ عِمَادَهُ
فَأَقَامَ عُبَّادَ المَسِيحِ وَأَقْعَدا
وَلَوِ انْتَحَاهُ سِوَاكَ لاَقى دُونَهُ
باباً بحدَّ المشرفية ِ موصدا
وَعصائباً كانوا أسودَ خفية ٍ
فَأَحَلْتَهُمْ مِثْلَ النِّعَامِ مُشَرَّدا
علموا بأنَّ نفوسهمْ مأسورة ٌ
فِي حِصْنِهِمْ وَبِغَيْرِهِ لاَ تُفْتَدا
زهدتهمْ فيهِ وَحقَّ لراغبٍ
وَجدَ الحمامَ مزهداً أنْ يزهدا
خَافُوا المُقَامَ بِمَنْبِحٍ فَتَيَمَمُوا
غَيْثَاً يُروِّي فِي المُحُولِ وَيُجْتَدا
وَغمامة ً سحتْ هناكَ صواعقاً
حَتّى إِذَا وَصَلُوكَ سَحَّتْ عَسْجَدا
وَجَرَيْتَ فِي سَنَنِ الوَفَاءِ فَلَوْ جَرى
يَبْغِي مَحَجَّتَكَ السَّموْءَلُ ما اهْتَدا
وَعَضَدْتَ بِآسْمِكَ أَهْلَ دِينِكَ قَاهِراً
أَنْصَارَ عِيسى مُذْ نَصَرْتَ مُحَمَّدا
وَلَقَدْ تَرَكْتَ الرُّومَ مِمَّا نالَهُمْ
متعوضينَ منَ المعاقلِ بالكدا
خَنَعُوا فَما امْتَنَعُوا فَكَيْفَ بِهِمْ إِذَا
زرتَ الخليجَ بكلَّ أسمرَ أملدا
فَکقْرَعْ بِها أَبْرَاجُ قُسْطَنْطِينَة ٍ
فَالمُنْتَهَى تَبَعٌ لِهذَا المُبْتَدا
وَاعلمْ بأنكَ ما تمرُّ ببيعة ٍ
فِي أَرْضِهِمْ إِلاَّ وَصَارَتْ مَسْجِدَا
في كلَّ أروعَ لا يراعُ إذا الوغى
شبتْ وَلاَ يعدى عليهِ إذا عدا
وَحليفِ عزًّ لاَ يلذُّ لهُ الكرى
إِنْ لَمْ يَبِتْ لِذِرَاعِهِ مُتَوَسِّدَا
ينفي الظلامة َ بالحديدِ مذلقاً
أبداً وَيجتابُ الحديدَ مسردا
وَإذا عزمتَ على قراعِ مخالفٍ
فاسللْ عليهِ منْ سيوفكَ أحمدا
سيفٌ تخيرهُ أبوكَ فراقهُ
في حالتيهِ مغمداً وَمجردا
عضدٌ إذا عدمَ المعاضدُ ناصحٌ
إِذْ يُسْتَشارُ مُظَفَّرٌ إِنْ أَنْجَدَا
بمضاءِ عزمكَ أدركَ العزَّ الذي(35/172)
لاَ يُدَّعى وَبِيُمْنِ جَدِّكَ أُيِّدَا
وَكَفاهُ عِلْمُكَ أَنَّهُ الرَّجُلُ الَّذِي
فاتَ الكُفاة َ تَشَدُّدَا وَتَسَدُّدَا
إِنَّ الخِلاَفَة َ مُذْ دَعَتْكَ حُسَامَها
وردتْ بحدكَ منهلاً لنْ يوردا
فَلْيَشْكُرَنَّكَ مَنْ تَعِبْتَ مُشَمِّراً
كَيْ يَسْتَرِيحَ وَمَنْ سَهِرَتْ لَيَرْقُدَا
كَانَتْ مَوَاهِبُهُ بَوَادِيءَ عُوَّدا
وَتبيتُ أنجمهُ لسعيكَ حسدا
وَلوَ أنَّ أيامَ الزمانِ نواطقٌ
شَهِدَتْ بِفَضْلِكَ قَبْلَ أَنْ تُسْتَشْهَدَا
دَانَتْ لَكَ الدُّنْيا وَأَذْعَنَ أَهْلُها
فَعَنا القَريبُ لِما أَخَافَ الأَبْعَدا
لمَ لاَ يطيعكَ منْ رآكَ لنفعه
متعمداً وَلجرمهِ متغمدا
فَإِذَا شَكا فَقْراً بَذَلْتَ لَهُ الغِنى
وَإِذَا جَنى خَطَأً صَفَحْتَ تَعَمُّدا
إنَّ الملوكَ تأخروا عنْ غاية ٍ
أدلجتَ تطلبها وَباتوا هجدا
تَرَكُوا لَكَ العَلْيَاءَ عَجْزاً لاَ رِضى ً
وَنَسُوا السِّيَادَة َ مُذْ مَنَعْتَ السُّؤْدُدا
مَازِلْتَ تَرْعَاهُ بِعَيْنَيْ أَجْدَلٍ
وَسواكَ يرمقهُ بعينيْ أرمدا
لَمْ يَثْنِ عَزْمَكَ أَنْ وَجَدْتَ طَرِيقَة ُ
وَمتى يشاطركَ السموَّ مشاطرٌ
والجُودُ وَالإِقْدَامُ مِنْكَ تَوَلَّدا
وَحَمَيْتَ مَا مَلَكُوا فَمَا بَالي أَرى
ما حزتهُ في المكرماتِ مبددا
مالٌ نداكَ عدوهُ لاَ يحتمي
ملكٌ سطاكَ عقالهُ لنْ يشردا
وَلَطَالَمَا وَجَدَتْ يَدَيْكَ عِطَاشُهُمْ
أندى من الديمِ الغزار وَأجودا
لَوْ أَنَّهُمْ جَحَدُوكَ مَا أَوْلَيْتَهُمْ
لأبى لعرفكَ عرفهُ أنْ يجحدا
أَنْتَ ابْتَدَعْتَ بِهَذِهِ الشِّيَمِ العُلى
فمنِ اهتدى في سبلها فبكَ اقتدا
مَلِكٌ إِذَا بَتَلَ المُلُوكُ هِبَاتِهِمْ
وَهِيَ المَآَثِرُ لَنْ يَنَالَ بَعِيدَهَا
مَنْ لَمْ يَطِبْ كَأَبِي المُظَفَرِ مَوْلِدا
وَإذا المنى أمتْ نداهُ عوانساً
عوناً أعادتها عذارى نهدا
أَغْنَاهُ أَنْ يَعِدَ ابْتِدَارُ نَوَالِهِ
وَكَفَاهُ صَادِقُ عَزْمِهِ أَنْ يُوعِدا(35/173)
مَا أَدْرَكَتْ أَشْيَاخُهُ وَهُمُ الأُلى
شَرُفُوا وَعَزُّوا مَا حَوَاهُ أَمْرَدا
يَزْدَادُ قَدْرُكَ فِي النُّفُوسِ جَلاَلَة ً
أبداً إذا ما الفكرُ فيكَ ترددا
رويتَ بالجدوى رسوماً أثمرتْ
هذَا الثَّنَاءَ وَكَمْ سَدى ً يَمْضِي سُدا
وَأَرَيْتَنِي طُرُقَاتِهِ فَوَجَدْتَنِي
أُرْضِيكَ نَاظِمَ قِطْعَة ٍ وَمُقَصِّدا
لمَ لاَ أبالغُ في مديحكَ مطنباً
وَإِذَا غَلَوْتُ أَمِنْتُ أَنْ أَتَزَيَّدا
وَرِياضُ شُكْرِي فِي ذَرَاكَ أَنِيقَة ٌ
عنيَ الغمامُ بها فلنْ تشكو الصدا
لاَ رَاعَتِ الأَيَّامُ دِيناً أَمْنُهُ
مِمَّا تَخَوَّفَ أَنْ تَعِيشَ مُخَلَّدا
وَعدتكَ أحداثُ الزمانِ إذا عدتَ
وَفَدَتْكَ أَرْوَاحُ الأَنَامِ مِنَ الرَّدا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أعدْ منعماً بالعفوِ روحي إلى جسمي
أعدْ منعماً بالعفوِ روحي إلى جسمي
رقم القصيدة : 27504
-----------------------------------
أعدْ منعماً بالعفوِ روحي إلى جسمي
وَعُدْلي إِلى حُلْوِ الرِّضى وَاهِباً جُرْمي
وَكُنْ لِيَ مِنْ سَوْرَاتِ عَتْبِكَ مُؤمِناً
فَقَدْ جَلَّ فِي نَفْسِي وَإِنْ دَقَّ عَنْ فَهْمِي
وَإِنَّ امْرَأً تُدْنِيهِ عِلْماً بِحَقِّهِ
لَيَكْبُرُ أَنْ يُجْفى وَيُقْصى عَلَى الْوَهْمِ
ولستُ بمعتدٍّ عليكَ بخدمة ٍ
على نزرها جازيتَ بالنَّائلِ الجمِّ
بَلى لِي بِأَنِّي نَشءُ عَصْرِكَ حُرْمَة ٌ
إذا رعيتْ كانَ المعلَّى بها سهمي
أَأُلْقَى لأَنْيَابِ النَّوَائِبِ مُضْغَة ً
وَأَنْتَ حُسَامٌ لِلْنَّوَائِبِ ذُو حَسْمِ
وَيَظْلِمُ أَدْنى النَّاسِ مِنْكَ زَمَانُهُ
وَعَدْلَكَ مُخْلي الْخَافِقَيْنِ مِنَ الظُّلْمِ
وَأُبْعَدُ إِعْرَاضاً عَلَى غَيْرِ زَلَّة ٍ
وقدْ شاعَ قربي منكَ في العربِ والعجمِ
رمانيَ منْ عنْ قوسهِ كنتُ رامياً
بِسَهْمٍ وَهى رُكْنِي لَهُ وَهَوى نَجْمِي
فأنهجَ أعدائي طريقَ مساءتي
وَأَوْجَدَ حُسَّادِي السَّبِيلَ إِلى ذَمِّي(35/174)
نَزَلْتُ عَلى حُكْمِ الزَّمَانِ لِأَجْلِهِ
وقدْ كانَ منْ بعضِ النُّزولِ على حكمي
وإنِّي لتدنيني إليكَ على النَّوى
مَكارِمُ أَحْفى بِي مِنَ الأَبِ وَالأُمِّ
توالتْ توالي الغيثِ جادَ وليُّهُ
يُكَمِّلُ عِنْدَ الرَّوْضِ عَارِفَة َ الْوَسْمِي
فلاَ يذوِ غصنٌ أنتَ غارسُ أصلهِ
وساقيهِ جوداً لمْ يزلْ جودهُ يهمي
وَإِلاَّ تُعِدْها خُلْطَة ً تَكْبِتُ الْعِدى
عدايَ وتجريني لديكَ على رسمي
فَلاَ تَسْتَدِمْهَا جَفْوَة ً جَلَّ خَطْبُهَا
ففالَ بها رأيي وفلَّ شبا عزمي
وجدْ لي ببعضِ القربِ واسمحْ لناظري
بِأَدْنى الْكَرى وَارْغَبْ بِقَلْبِي عَنِ الْوَهْمِ
فقدْ جدتَ لي بالصِّيتِ في النَّاسِ واللُّهى
فَوَفَّرْتَ مِنْ نَيْلِ الْعُلى وَالْغِنى قِسْمِي
وأنطقتني يا منطقَ الخرسِ بالنَّدى
فَأَلْفَيْتَنِي دُونَ الْوَرى مُسْمِعَ الصُّمِّ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> إِنْ لَمْ أَقُلْ فِيْكَ مَا يُرْدِي العفى كَمَدَا
إِنْ لَمْ أَقُلْ فِيْكَ مَا يُرْدِي العفى كَمَدَا
رقم القصيدة : 27505
-----------------------------------
إِنْ لَمْ أَقُلْ فِيْكَ مَا يُرْدِي العفى كَمَدَا
فَلاَ بَلَغْتَ مَدى ً أَسْعى لَهُ أَبَدا
وَكَيْفَ أُصْبِحُ فِي الإِحْسَانِ مُقْتَصِداً
وَما وجدتكَ فيهِ قطُّ مقتصدا
لأُورِدَنَّكَ بِالنُّعْمَى الَّتي غَمَرَتْ
مِنَ المَحَامِدِ بَحْراً قَطُّ ما وُرِدا
عذبَ المشاربِ ممنوعَ المشارعِ لوْ
نَحاهُ غَيْرُكَ لَمْ يَظْفَرْ بِبَلِّ صَدا
وَمترعاً منْ معانٍ غيرِ ناضبة ٍ
أَنّى وَمَجْدُكَ قَدْ أَضْحَى لَها مَدَدا
أبحتكَ الصفوَ منْ أمواههِ فسقى
رياضَ فخركَ لاَ نزراً وَلاَ ثمدا
وَلوْ سواكَ وَكلاَّ كانَ واردهُ
لَما عَدَوْتُ بِهِ الإِكْدَارَ وَالزَّبَدا
سَيْفَ الخِلاَفَة ِ مَنْ يَرْجُو السُّمُوَّ وَقَدْ
أَحْرَزْتَ مُطَّرَفاً مِنْهُ وَمُتَّلَدا
أَحْرَزْتَهُ بِالنَّدى لَمْ تُبْقِ ذا عَدَمٍ(35/175)
وَبالحروبِ التي ألوتْ بمنْ عندا
لقدْ تركتَ طريقَ المجدِ شاطنة ً
فلوْ سرى النجمُ فيها استبعدا الأمدا
فقلْ لمنْ رامَ جرياً في مداكَ شأى
مُسْتَبْعِدَ القُرِبِ مَنْ يَسْتَقْرِبُ البُعُدا
دعِ المعالي لمنْ أضحى لها شرفاً
فَما وَجَدْتَ بِها مِعْشَارَ ما وَجَدا
وَلَيْسَ يَبْلُغُها فَکرْبَعْ عَلَى ظَلَعٍ
منْ لاَ يرى صابها منْ حبها شهدا
بلِ المكارمِ لم تَكثُر مَغارمُها
إلاّ لِتُلْحِقَ بالدّانين من بَعُدا
كمْ في الدنا قفرة ٍ عذراءَ ما سلكتْ
صارتْ طرائقَ منْ قصادها قددا
تركتَ منْ ذكرها الآفاقَ طيبة ً
وَلَنْ يَطِيبُ نَثا مَنْ لاَ يَعُمُّ جَدا
وَمُذْ حَلَلتَ بِهذَا الشَّامِ تَكْلَؤُهُ
فقدْ عدا الدهرُ فيهِ أنْ يقالَ عدا
مَلأْتَ آفَاقَهُ مِنْ ذِي الظُّبى شُهُباً
جعلتها لشياطينِ الورى رصدا
وَفِي الرُّدَيْنِيَّة ِ الَّلآئِي حَشَوْتَ بِها
وَمعطياً مالوِ استبقيتهُ نفدا
فَما نَقَلْتَ إِلى غَيْرِ العُلى قَدَماً
وَلاَ شَدَدْتَ على غَيْرِ الثَّنَاءِ يَدا
كَفى الإِمامَة َ عِزّاً أَنَّ عُدَّتَها
لاَ تَسْتَطِيعُ اللَّيالِي حَلَّ ما عَقَدا
ما زلتَ في نصحها مذْ كنتَ مشتبهاً
قَوْلاً وَفِعْلاً وَإِظْهاراً وَمُعْتَقَدا
عنْ رأفة ٍ منكَ بالإسلامِ قد شهرتْ
لَمْ يُعْطِها وَالِدٌ مِنْ نَفِسِهِ وَلَدا
ذُدْتَ المَطَامِعَ عَنْهُ بَعْدَما شُرِعَتْ
فيهِ وَجاهدتَ منْ عاداهُ مجتهدا
وَكانَ يَحْمَدُ أَنْصاراً لهُ ذَهَبُوا
فَمُذْ رَآكَ نَصِيراً ذَمَّ مَنْ حَمِدا
كَمْ فَتَّتِ الدَّوْلَة ُ الزَّهْرَاءُ فِي عَضُدٍ
لما دعتكَ لها دونَ الورى عضدا
أَنْتَ الحُسَامُ الَّذِي لاَ يُنْتَضى أَبَداً
إِلاَّ لِذُلِّ ضَلاَلٍ أَوْ لِعِزِّ هُدا
لما انتضاكَ لمنعِ الحقَّ صاحبهُ
أهلكتَ بالجدَّ منْ لمْ يركبِ الجددا
وَعودة ُ الجور قصداً غيرُ ممكنة ٍ
حتى يعودَ القنا عنْ أهلهِ قصدا
أقعدتَ منْ قامَ منْ أعداءِ دولته(35/176)
وَلوْ بغيركَ ريعوا قامَ منْ قعدا
أهبطتَ أقدارهمْ قسراً وآنفهمْ
فَما تَرَكْتَ سِوى أَنْفاسِهِمْ صُعُدا
كانتْ عواديهمُ تخلي صدورهمُ
منَ الحقودِ فصارتِ للضباب كدا
وَأنتَ منْ لمْ تزلْ تتوي إخافتهُ
عداهُ حتى أمتتْ حقدَ منْ حقدا
حاكَمْتَهُمْ وَهُمُ لُدُّ فَأَحْصَرَهُمْ
عنْ نصرة ِ الغيَّ طعنٌ ينصرُ الرشدا
وَفي الردينية ِ الآئي حشوتَ بها
تِلْكَ الصُّدُورَ لَدُودٌ يُذْهِبُ اللَّدَدا
لَمْ تُغْنِ عَنْهُمْ رِماحٌ قَلَّ مانِعُها
إذا رأتْ ثغرَ الأبطالِِ أنْ تردا
وَلاَ حمتهمْ دروعٌ طالما عصمتْ
وَالقَعْضَبِيَّة ُ فِيها تَكْثُرُ الزَّرَدا
قَتَلْتَهُمْ بِصُنُوفِ الخَوْفِ تَبْعَثُهُ
كمْ منْ قتيلٍ وَلما يدنُ منهُ ردا
وَعدتَ تطلبُ منهمْ قودَ أنفسهمْ
وَمَا سَمِعْنَا بِقَتْلى أُلْزِمُوا قَوَدا
فيمموكَ رجاءَ أنْ سيغمرهمْ
عَفْوٌ يُحِيلُ الرَّدى فِي رَاحَتَيْكَ نَدا
مَنْ لَمْ يَعِشْ فِي ذَرَاهَا لَمْ يَعِشْ رَغَدا
فضلٌ تميزتَ عنْ كلَّ الأنامِ بهِ
فَاشْكُرْ لِمُعْطِيكَ مَا لَمْ يُعْطِهِ أَحَدا
أيدتَ بالجدَّ وَالجدَّ الملوكَ فعشْ
عمرَ الزمانِ بملكِ الأرضِ منفردا
أَمَتَّ مِنْ حَسَدٍ مَنْ لَمْ يَمُتْ رَهَباً
منهمْ وَمنْ رهبٍ منْ لمْ يمتْ حسدا
إِلاَمَ يُمْطَلُ حَسَّانٌ بِبُغْيَتِهِ
لاَ يَنْفَدَنْ مَا بَقِي مِنْ عُمْرِهِ فَنَدا
قَدْ كَانَ فِي سَالِفِ الأَيَّامِ ذَا جَلَدٍ
على الخطوبِ فلمْ تتركْ لهُ جلدا
جرعتهُ ما يذيبُ الصخرَ أيسرهُ
وَما خطاهُ الردى لوْ لمْ يكنْ لبدا
إِنْ فَازَ مِنْكَ بِأَدْنى نَظْرَة ٍ سَعِدا
فليسَ يعصيكَ في قولٍ وَلا عملٍ
مَنْ مُذْ حَظَرْتَ عَلَيْهِ النَّوْمَ مَا رَقَدا
ذَلَّتْ لَكَ الأُسْدُ في غَابَاتِهَا وَعَنَتْ
خوفاً فلوْ شئتَ لاسترعيتها النقدا
وَالأعينُ الشوسُ قدْ غضتْ فلاَ شوسٌ
وَ الصيدُ قدْ تركوا في عصركَ الصيدا
عَزَائِمٌ تَسْبِقُ الأَقْدَارَ مَا خُلِقَتْ(35/177)
إِلاَّ لِكَفِّ عِدَاءٍ أَوْ لِقَتْلِ عِدا
فَكَمْ جَلَوْتَ بِهَا مِنْ فِتْنَة ٍ غَسَقَتْ
عنا وَأجليتَ عنْ عريسهِ أسدا
وَكمْ أتحتَ عديا كلها نعماً
حتى كأنَّ جناباً قبلَ مصرعهِ
وصاكَ إذْ باينَ الدنيا بمنْ ولدا
فَلَوْ أَصَابَتْ قَدِيماً جَاهِلِيَّتُهُمْ
ملكاً يدانيكَ جوداً عفَّ منْ وأدا
فليلتمسْ رافعٌ ما عزَّ مطلبهُ
فَلَنْ يُدَافَعَ مَنْ تُضْحِي لَهُ سَنَدا
وَلْيَفْرَعِ النَّجْمَ بِالقُرْبى الَّتي جَمَعَتْ
شملَ الفخارَ لهُ وَالسؤددَ البددا
تَقَطَّعَتْ أَنْفُسُ الأَعْدَاءِ مِنْ صِلَة ٍ
يظلُّ يحسدُ عدنانٌ بها أددا
إلاَّ اعترافاً فما المغبونُ منْ جحداتْ
آلاؤهُ إنما المغبونُ منْ جحدا
ضَاقَ الزَّمَانُ بِمَا خَوَّلْتَ مِنْ نِعَمٍ
خِيلَتْ طَوَارِفُهَا مِمَّا ضَفَتْ تُلُدا
قَضَتْ بِأَنَّ أَجِدَ الإِيْسَارَ فِي وَطَنِي
فَمَا رَحَلْتُ إِلَيْهِ عِرْمِساً أُجُدا
وَكَيْفَ يُدْرِكُ بِالتَّقْصِيرِ غَايَتَها
منْ لاَ ينالُ قصاراها إذا جهدا
فَکسْحَبْ ذُيُولَ بُرُودٍ لاَ فَنَاءَ لَهَا
منسوجة ٍ منْ مديحٍ تسبقُ البردا
مروضٍ جادَ هذا الغيثُ تربتهُ
فَراحَ فِي خِلَعِ مِنْ نَوْرِهِ وَغَدا
كساهُ ذكركَ لألآءَ فغادره
أَشَفَّ مَا يُقْتَضَاهُ مِنْ شَدَا وَحَدا
لاَ زِلْتَ زِينَة َ دُنْيَانَا وَلاَ بَرِحْتَ
أَيَّامَ مُلْكِكَ أَعْيَاداً لَنَا جُدُدا
وَلاَ خَلَتْ مِنْكَ أَوْطَانٌ بِكَ أعْتَصَمَتْ
لولاكَ ما استوطنتْ روحٌ بها جسدا
يستكثرُ اليومَ ما تأتيهِ منْ حسنٍ
وَيستقلُّ بما تفضي إليهِ غدا
وَلاَ بَلْغتَ مَدى ً تَعْلُو المُلُوكَ بِهِ
إلاَّ أجدَّ لكَ الجدُّ السعيدُ مدا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> إِنِّي وَإِنْ كُنْتُ في الأَقْوَالِ مُحْتَكِماً
إِنِّي وَإِنْ كُنْتُ في الأَقْوَالِ مُحْتَكِماً
رقم القصيدة : 27506
-----------------------------------
إِنِّي وَإِنْ كُنْتُ في الأَقْوَالِ مُحْتَكِماً(35/178)
لاَ أَدَّعِي شَرْحَ مَا يَسْتَغْرِقُ الْكَلِما
لكنْ أقولُ على مقدارِ مقدرتي
فلستُ أظهرُ إلاَّ بعضَ ما اكتتما
أبعدتَ مسراكَ منْ مغداكَ مرتقياً
إلى المعالي فضلَّ الفكرُ بينهما
وَلَسْتُ أُعْطِي مُلُوكَ الأَرْضِ سُؤْلَهُمُ
بِأَنْ أَقُولَ هُمُ أَرْضٌ وَأَنْتَ سَما
لَقَدْ غَدَا بِكَ هذَا الدَّهْرُ مُحْتَلِياً
فعادَ بعدَ علوِّ السِّنِّ محتلما
وَلَمْ نَخَلْ أَنَّنَا فِيما نَعِيشُ نَرى
قَبْلَ الْحِمامِ دَوَاءً يُذْهِبُ الْهَرَما
رَأْيٌ وَعَزْمٌ مَضى حَدَّاهُمَا فَنَبَا
حدُّ الخطوبِ الَّتي قارعتها بهما
أَنْتَ الْحُسَامُ الَّذِي مَا سُلَّ يَوْمَ وَغى ً
إلاَّ أتاحَ حماماً أوْ أباحَ حما
وما تميَّزَ مذْ أصبحتَ تكلؤنا
مَنْ يَسْكُنُ الشَّامَ مِمَّنْ يَسْكُنُ الْحَرَما
وهلْ ترى غيرَ الأيَّامِ عادية ً
وقدْ رأتكَ منَ العادينَ منتقما
أَمْ هَلْ يُرَوَّعُ بِالإِرْجَافِ مَنْ جَمَعَتْ
جُيُوشُهُ الْعَرَبَ الْعَرْبَاءَ وَالعَجَما
وَكَيْفَ تَطْمَحُ أَبْصَارٌ مُذَلِّلُها
وافٍ إذا قالَ منصورٌ إذا عزما
أمْ كيفَ يخشى جموعَ المفسدينَ وقدْ
فلَّ الصَّوارمَ سيفٌ قطُّ ما كهما
رَأَوْا لَيالِيَهُمْ لَمَّا عَفا زُهُراً
ولوْ سطا لرأوا أيَّامهمْ سحما
كَذَّبْتَ آمالَهُمْ عِزّاً أَوَانَ عَتَوْا
فَمُذْ عَنَوْا طاعَة ً صَدَّقْتَها كَرَما
مَوَاهِبٌ صَوْبُها يُحْيِي الْعُفاة َ وَفِي
أَثْنائِها سَطَوَاتٌ تَقْتُلُ الْبُهَما
وَمُقْرَباتٌ إِذَا أَمَّتْ دِيارَ عِدى ً
جَعَلْنَ كُلَّ بَعِيدٍ نازِحٍ أَمَما
تخافُ وهيَ على الآريِّ صافنة ٌ
فَما يَظُنُّونَ إِنْ أَعْضَضْتَها اللُّجُما
يَجْنِي قَناكَ وَلَمْ يَبْرَحْ مَرَاكِزَهُ
على الطُّغاة ِ كما يجني إذا انحطما
وكمْ أصبتَ بسهمٍ في كنانتهِ
قلبَ العدوِّ الَّذي أخطاكَ حينَ رما
وَمُذْ فَشَا خَبَرُ التَّبرِيزِ ما اجْتَمَعُوا
فَهَلْ ضَرَبْتَ طُلى ً بِالقاعِ أَوْ خِيَما(35/179)
ولوْ رموا بكَ في الهيجاءِ لمْ يجدوا
إلاَّ إلى ظلِّكَ الممدودِ منهزما
إذا أذمُّوا لمنْ تخشى بوائقهُ
حكمتَ مقتدراً أنْ يخفروا الذِّمما
وَمَنْ نَبَذْتَ إِلَيْهِ ذِكْرَ مَوْجِدَة ٍ
فَقَدْ جَعَلْتَ إِلَيْهِ لِلرَّدى لَقَما
ومن بسطت عليه للوعيد يداً
كمن سللت عليه صارماً خذ ما
هذَا هُوَ العِزُّ مَرْئِياً وَمُخْتَبَراً
لاَ ما يخبِّرُ عنهُ زعمُ منْ زعما
وَقَدْ غَمَرْتَ ابْنَ حَسَّانٍ بِفَيْضِ نَدى ً
ما شَكَّ فِي الْفَوْزِ رَاجِيهِ وَلاَ وَهِما
أجابَ منْ قبلِ أنْ يدعى بتلبية ٍ
ولوْ سواكَ دعاهُ أظهرَ الصَّمما
ولاَ اعتدادَ بهذا طالما خطمتْ
لكَ المهابة ُ أنفاً قطُّ ما خطما
وكمْ خلفتَ الحيا أوقاتَ غيبتهِ
عَنْ ذِي البِلاَدِ وَلَمْ يَخْلُفْكَ حِينَ هَما
أمَّنتَ قطَّانها لاَ زلتَ مؤمنهمْ
مِنْ أَنْ يُعاوِدَهُمْ دَاءٌ بِكَ انْحَسَما
وأمحلوا فأماتَ المحلَ صوبُ يدٍ
أنشأتَ في الأرضِ منْ آلائها ديما
فَكُلُّ سَيْفٍ تُزِيلُ الْخَوْفَ شَفْرَتُهُ
فداءُ سيفٍ يزيلُ الخوفَ والعدما
إذا رأى مذهباً للهِ فيهِ رضى ً
ودونهُ النَّارُ أوْ حدُّ الظُّبى اقتحما
وكمْ تعرَّضَ في أبهى ملابسهِ
لِعَينِهِ آلإِثْمُ مُخْتَالاً فَمَا أثِمَا
لَمْ كُنْتَ تُجْزِى بِأَدْنَى مَا مَنَنْتَ بِهِ
لأَوْطَأُوا خَيْلَكَ الأَبْصَارَ والقِمَما
وقبَّلوا كلَّ نهجٍ ظلتَ تسلكهُ
حَتّى يَصِيرَ ثَرَاهُ فِي الشِّفَاهِ لَما
يَابْنَ الْخَضَارِمِ أَمَّا سَيْلُهُمْ فَطَفَا
على الكرامِ وأمَّا بحرهمْ فطما
طالوا وصالوا بأيدٍ تستهلُّ ندى ً
عَلى الْوَرى وَسُيُوفٍ تَسْتَهِلُّ دَما
فتاهمُ بالتُّقى والحلمِ مدرِّعٌ
وشيخهمْ منْ لبانِ الحربِ ما فُطما
أبوا فما نزلوا عنْ منزلٍ نزلوا
خَوْفاً وَلاَ طعَنُوا فِي الرَّوْعِ مُنْهَزِما
وإنْ كفتكَ صفاتُ الذَّاهبينَ على ً
أَغْنَاكَ حَادِثُها عَنْ ذِكْرِ مَا قَدُما
لستَ المحيلَ إذا ما طلتَ مفتخراً(35/180)
عَلى فَضَائِلِ قَوْمٍ أَصْبَحُوا رِمَما
بلْ أنتَ أوفرُ منْ تمشي الجيادُ بهِ
قِسْماً إِذَا ظَلَّ حُسْنُ الذِّكْرِ مُنْقَسِما
وَهِيَ الْمَحامِدُ أَبْقَتْ خامِلاً أَبَداً
منْ لمْ تسمْ وسما ملكٌ بها وسما
لقدْ حملتَ منَ الأعباءِ مضطَّلعاً
ما لَوْ أَلَمَّ بِطَوْدٍ شامِخٍ أَلِما
حتّى علوتَ بأفعالٍ أمنتَ بها
منْ أَنْ يَقُولَ حَسُودٌ حافَ مَنْ قَسَما
يا ناصِرَ الدَّوْلَة ِ الْمُنْسِي بِسِيرَتِهِ
مَنْ عَزَّ فِي الزَّمَنِ الْخَالِي وَمَنْ كَرُما
أَوْدَعْتَ غابِرَ هذَا الدَّهْرِ فَابْقَ لَهُ
مِنَ الْمَحاسِنِ ما لَمْ يُودِعِ القُدَما
مناقبٌ لمْ يفزْ غيرُ الحسينِ بها
حتّى لخلناكَ قدْ ساهمتهُ الشِّيما
تشابهتْ فهلِ الرُّوحانِ واحدة ٌ
في حوزِ ذا الفضلِ أمْ أعديتهُ همما
إنَّ الإمامَ الَّذي أقوالهُ جمعتْ
فصلَ الخطابِ وعنها تأخذُ الحكما
أَبْدَتْ عِبارَتُهُ مَعْنى إِرَادَتِهِ
وَفِي إِشَارَتِهِ مَعْنى ً لِمَنْ فَهِما
لوْ لمْ يطلْ شرفاً أبناءَ دولتهِ
لما دعاهُ لها منْ دونهمْ علما
غيرانُ ما جارهُ الأقصى بمهتضَمٍ
يَوْماً وَلَوْ أَنَّ جَارَ الْفَرْقَدِ اهْتُضِما
يعطي الألوفَ ويلقى مثلَ عدَّتها
منَ الفوارسِ في الهيجاءِ مبتسما
كَمْ قَالَ رَائِيهِ فِي حَرْبٍ وَبَذْلِ لُهى ً
لنْ تنبتَ الذُّلَّ أرضٌ تنبتُ الكرما
إنْ حلَّ بالوهدِ كانَ الأفعوانَ وإنْ
طَلَّ الرَّبِيئَة َ كَانَ الأَجْدَلَ القَطِما
وَلِلْثَّنَا نَغَماتٌ فِي مَسَامِعِهِ
لِأَجْلِهَا هَجَرَ الأَوْتَارَ وَالنَّغَما
كَفَاكَ كُلَّ مُلِمٍّ فِيكَ نَحْذَرُهُ
ربٌّ جلا بكَ عنْ ذا العالمِ الغمما
واللهُ يحرسُ نجميْ سؤددٍ طلعا
فينا فطبَّقَ أفقَ المجدِ نورُهما
أَمَّا مَدَاكَ فَمَا حَازَا وَلاَ عَدَلاَ
وأشبهاكَ فما جارا ولا ظلما
وَكُلُّ عَصْرِكَ أَعْيَادٌ مُجَدَّدَة ٌ
فَمَا نُبَالِي مضى ذَا العِيدُ أَمْ قَدِما
فَلاَ خَبَا ضَوءُ نَارٍ يَسْتَضِيءُ بِهَا(35/181)
مَنِ اسْتَجَارَ وَيَصْلاَهَا مَنِ اجْتَرَما
ولاَ أديلتْ صروفُ الدَّهرِ منْ ملكٍ
نظنُّ يقظتنا في ظلِّهِ حلما
العصر العباسي >> ابن حيوس >> فُتَّ الوَرى فَعَلاَمَ ذَا الإِجْهَادُ
فُتَّ الوَرى فَعَلاَمَ ذَا الإِجْهَادُ
رقم القصيدة : 27507
-----------------------------------
فُتَّ الوَرى فَعَلاَمَ ذَا الإِجْهَادُ
وَبِبَعْضِ سَعْيِكَ تُحْرِزُ الآمَادُ
قَدْ فَتَّ فِي الأَعْضَادِ هذا المُرْتَقى
وَتَفَتَّتَتْ مِنْ دُونِهِ الأَكْبَادُ
في كلَّ يومٍ أنتَ بالغُ سؤددٍ
لمْ تدرِ كيفَ طريقهُ الأنجادُ
تَزْدَادُ مَجْداً لَيْسَ يُعْرَفُ كُلَّمَا
قَالَ الوَرى لَمْ يَبْقِ مَا تَزْدَادُ
وَمناقباً منْ دونها وَبمثلها
تكبو الملوكُ وَتكبتُ الحسادُ
جمعتْ لغلابِ اليدينِ على العلى
تَعْنُو لِسَوْرَة ِ عِزِّهِ الأَمْجَادُ
ندبٌ إذا ما همَّ أنْ يلقى عدى ً
وَغَدَتْ قُوى الإِسْلاَمِ وَهْيَ شِدَادُ
منْ أسرة ٍ شوسٍ إذا سئلوا الندى
جادوا وَإنْ صنعوا الصنيعَ أجادوا
مِنْ كُلِّ صَعَّادٍ إِلى رُتَبِ العُلى
دَرَجَاتُهُ أَبَداً ظُبى ً وَصِعَادُ
وَرَّادِ أَحْوَاضِ المَنُونِ إِذَا طَغَتْ
خافُوا الرَّدى فَنَحَوْا هُماماً عِنْدَهُ
فخروا بما شادوا فمنذُ بدا لهمْ
مجدُ المظفرِ أهملوا ما شادوا
وَإِذَا الفَتى هَبَطَتْ بِهِ أَفْعالُهُ
لَمْ تُعْلِهِ الآبَاءُ وَالأَجْدَادُ
كَفَّ العِدى وَكَفى العِدَاءَ مُؤَيَّدٌ
يثني الألوفَ ذكرهِ الآحادُ
لجيوشهِ منْ رأيهِ وَمضائهِ
وَإبائهِ يومَ الوغى أمدادُ
فَلْيَيْأَسِ الأَعْدَاءُ أَرْضاً ذَادَهُمْ
عَنْها طِعانٌ صادِقٌ وَجِلاَدُ
فعلى الشآمِ سرادقٌ أوتادهُ
بيضُ الظبى وَلهُ القنيُّ عمادُ
كادُوا الهُدى فَأَدَالَ خَوْفُكَ مِنْهُمُ
حَتّى لَقَدْ سَكَنُوا الكُدا أَوْ كادُوا
كانُوا جِبالاً مُثَّلاً وَكَأَنَّهُمْ
فِي ذِي الزَّعازِعِ إِذْ عَصَفْنَ رَمَادُ
قَصُرتْ رِمَاحُ الخَطِّ فِي أَيْدِيِهِمُ(35/182)
وَنبتْ سيوفُ الهندِ وَهيَ حدادُ
مُذْ جاشَ بَحْرُكَ وَأعْتَلى آذِيُّهُ
نَضَبَتْ بِحارُ الإِفْكِ فَهْيَ ثِمَادُ
لولاكَ ما انقمعَ النفاقُ وَلاَ ورتْ
لِلدِّينِ مِنْ بَعْدِ الكُبُوِّ زِنَادُ
بِكَ عادَ سَيْفُ الشِّرْكِ مَفْلَولَ الشَّبا
وَمَتى دَهِمْتَ الرُّومَ فِي أَوْطَانِهِمْ
صَبَحَتْهُمُ الدَّهْمَاءُ وَهْيَ نَآدُ
بِحَوَامِلِ الآسَادِ آسادِ الوَغى
لمْ يوهها التأويبُ وَالإسادُ
وَلهمْ متى لاقوكَ يومٌ بعدهُ
لاَ تَلْتَقِي الأَرْوَاحُ وَالأَجْسَادُ
فليحذروا ملكاً تخلتْ عنوة ً
لسطاهُ عنْ أجماتها الآسادُ
هَلْ لِلأَرَاوِي مَصْحَرٌ مِنْ بَعْدِما
سَمِعَتْ بِأَسْدِ الغابِ كَيْفَ تُصادُ
سَيْفَ الإِمامِ عَلَوْتَ ما لَمْ يَرْقَهُ
أَمَلٌ وَشِئْتَ فَلَمْ يَفُتْكَ مُرَادُ
وَلكَ العزائمُ لا يبلُّ جريحها
وَلْغَيْرِكَ الإِبْراقُ وَالإِرْعَادُ
ذُلُقاً إِذَا نَحَتِ العَدُوَّ فَإِنَّمَا
بَيْنَ الحُتُوفِ وَبَيْنَها مِيْعَادُ
سكنتْ لصولتكَ الرياحُ مهابة ً
وَتزعزعتْ منْ خوفكَ الأطوادُ
فَشِمِ السُّيُوفَ فَطالَما جَرَّدَتْها
حَتّى لَقُلْنا ما لَها أَغْمادُ
وَأقمْ فقدْ قامتْ لبأسكَ هيبة ٌ
لَمْ يَخْلُ مِنْها فِي الأَنَامِ فُؤَادُ
وَسَرَتْ هُمُومُكَ فَالإِقَامَة ُ رِحْلَة ٌ
وَالسلمُ حربٌ وَالرقادُ سهادُ
فثواءُ رحلكَ عصموٌ أنى ثوى
أبداً وَكفكَ للعدوَّ جهادُ
ما احرقتْ نيرانهمْ وَشرارها
عالٍ فَكَيْفَ تَرُوعُ وَهْيَ رَمَادُ
رَكِبُوا سَبِيلَ الغَيِّ حِينَ بَدَتْ لَهُمْ
وَلَقَدْ رَأَوْا سُبُلَ الرَّشادِ فَحادُوا
وَعلى الظبى إرشادُ منْ لمْ يثنهِ
فِيما مَضى عَنْ غَيِّهِ إِرْشادُ
حَقَدُوا فَمُذْ أَسْكَنْتَ بَيْنَ ضُلُوعِهِمْ
خَوْفَ انْتِقَامِكَ ماتَتِ الأَحْقَادُ
وَأَرَاكَ تَغْمُرُهُمْ بِصَفْحِكَ بَعْدَما
كَثُرَتْ بِبَابِكَ مِنْهُمُ القُصَّادُ
يُجْدِي وَيُرْدِي الوَعْدُ وَالإِيعادُ(35/183)
وَهَدَتْهُمُ النَّكَباتُ مِنْ بَعْدِ العَمى
يا طالما جرَّ الصلاحَ فسادُ
قَطَعُوا القِفارَ وَنُورُ وَجْهِكَ فِي الدُّجى
هادٍ لهمْ وَرجاءُ قربكَ زادُ
أرهبتهمْ حتى تحققَ منْ نأى
أَنْ لَيْسَ يُنْجِي مِنْ سُطاكَ بِعادُ
وَعَفَوْتَ حَتّى لَوْ رَجا غُيَّابُهُمْ
ذا العفوَ وَدوا أنهمْ شهادُ
هذا ابنُ جراحٍ أتاكَ وَهلْ لمنْ
أَقْصَيْتَهُ إِلاَّ إِلَيْكَ عِوَادُ
فَأَجِبْ بِفَضْلِكَ مَنْ دَعَاكَ فَلَمْ يَزَلْ
للعفوِ عندكَ مبدأٌ وَمعادُ
قابِلْ بِرَأْفَتِكَ اعْتِذَارَ مُساوِرٍ
إنَّ المعذرَ للذنوبِ حصادُ
قَدْيَكْهَمُ العَضْبُ الجُرَازُ وَحَدَّهُ
ماضٍ وَيكبو الطرفُ وَهوَ جوادُ
يا عدة َ الإسلامِ منْ ذا يشتكي
ظَمَأً وَعِدُّكَ لِلْعُفَاة ِ عَتادُ
كَمْ قُدْتَ فِي رِبْقِ الجَمِيلِ مَصاعِباً
لِسِوَاكَ لاَ تَعْنُو وَلاَ تَنْقَادُ
عاذتْ بحضرتكَ الملوكُ وَلاذتِ الـ
ـفقراءُ فاجتمعتْ بها الأضدادُ
أضحى محلكَ جامعاً وَمفرقاً
فالحمدُ يحرزُ وَالثراءُ يبادُ
تَحْوِيْ العَلاَءَ بِهِ فَتَمْنَعُ نَيْلَهُ
وَ المالُ ساعة َ يستفادُ يفادُ
يَفْدِيْكَ أَهْلُ مَمَالِكٍ هَضَبَاتُهَا
فِي جَنْبِ ذَا المُلْكِ الأَشَمِّ وِهَادُ
نُعْمَانُ هذا العَصْرِ أَنْتَ وَإِنَّنِي
فِي حَيْثُ يَنْتَسِبُ القَرِيضُ زِيَادُ
لاَ يلفتنكَ عنْ ثنائي لافتٌ
فَلِكُلِّ قَوْلٍ مَا عَدَاهُ نَفَادُ
وَاسمعْ لمحكمة ِ النظامِ حليها
دُرَرُ الثَّنا وَجِلاَؤُهَا الإِنْشَادُ
وَاشْفَعْ بِهَا تِلْكَ القَلاَئِدَ إِنَّهَا
منْ خيرِ ما تزهى بهِ الأجيادُ
وَاقْتَدْ بِمَا أَسْدَتْ يَدَاكَ مَدَائِحاً
لولاكَ لمْ يملكْ لهنَّ قيادُ
أنى أمدُّ يداً إلى طلبٍ وَلي
منْ جودِ كفكَ طارفٌ وَتلادُ
وَاسعدْ بهِ عاماً سحائبُ يمنهِ
هُطُلٌ وَكَوْكَبُ سَعْدِهِ وَقَّادُ
لاَزالَ عنا ظلُّ منْ أيامنا
مِنْ حُسْنِهَا فِي ظِلِّهِ أَعْيَادُ
وَأَقَامَ هذا المُلْكُ أَخْضَرَ لاَئِذاً(35/184)
بفنائهِ الورادُ وَ الروادُ
وَحييتَ للأدبِ الذي أحييتهُ
فَنَفَاقُهُ إِلاَّ لَدَيْكَ كَسَادُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> خَيْرُ الأنَامِ لِشَرِّهِمْ إِحْكاما
خَيْرُ الأنَامِ لِشَرِّهِمْ إِحْكاما
رقم القصيدة : 27508
-----------------------------------
خَيْرُ الأنَامِ لِشَرِّهِمْ إِحْكاما
مَنْ بِالسُّيُوفِ يُنَفِّذُ الْأَحْكاما
غيرُ المظفَّرِ منْ ينامُ على قذى ً
وسواهُ يوسعُ منْ ألامَ ملاما
جعلَ الكتابَ إلى العدوِّ كتائباً
أَبْدَتْ لَهُمْ عِوَضَ الْكَلاَمِ كلاَما
واستنطقَ الأسيافَ علماً أنَّها
تغنيهِ أنْ يستنطقَ الأقلاما
يُرْجى وَيُخْشَى رَغْبَة ً وَمَخافَة ً
مَنْ يُجْزِلُ الإِنْعامَ وَالإِرْغاما
يا قامعَ العدوى بنفسٍ مرَّة ٍ
تأبى الظَّلامَ وتكشفُ الإظلاما
سَلَبَتْ مَخافَتُكَ اللَّيالِيَ جَوْرَها
وَاسْتَعْبَدَتْ آلآؤُكَ الأَيَّاما
وَلَرُبَّ مَمْلَكَة ٍ عَصَتْكَ رِجالُها
حيناً فغادرتَ النِّساءَ أياما
زلزلتَ أرضَ الرُّومِ بالفتنِ الَّتي
ظَلُّوا يَرَوْنَ اليَوْمَ مِنْها عاما
جحدوكَ ما أوليتهمْ ومعرَّضٌ
لِلْهُونِ مَنْ لَمْ يَحْمَدِ الإِكْرَاما
وَلَطالَما كَفَرَ الْمُعافى صِحَّة ً
فأحالها كفرانها أسقاما
غشَّيتهمْ مستيقظينَ مخاوفاً
غشيتهمُ فيما مضى أحلاما
ما صادَفُوا بَرْقَ التَّهَدُّدِ خُلَّباً
كلاَّ ولاَ غيمَ الوعيدِ جهاما
أمَّنتهمْ عنْ قدرة ٍ وأخفتهمْ
كَيْ يَخْبُرُوكَ سَكِينَة ً وَعُرَاما
إنْ كانَ أكثرهمْ طعاماً فالظُّبى
تفني الخبارَ ولاَ تعافَ طعاما
بِطَلاَئِعٍ نُكِبُوا فَكَيْفَ بِهِمْ غَداً
إنْ زارَ أرضهمُ الخميسُ لهاما
فِي فِتْيَة ٍ تُصْلِيهِمُ نارَ الْوَغى
أبداً وإنْ كانوا عليكَ كراما
لاَ يَسْلُبُونَ سِوى النُّفُوسِ كَفَتْهُمُ
نعمٌ جنوها منْ يديكَ جساما
تَهْذِيبُ مُلْكِكَ إِنَّهُ الْمُلْكُ الَّذِي
يُسْنِي اللُّهى وَيُعلِّمُ الإِقْدَاما
خِلْطانِ مِنْ حَضَرٍ وَبَدْوٍ طالَما(35/185)
لاَقَوْا إِلى مَجْنُوبِكَ الآلاما
ما غضَّ فيهمْ والقلوبُ قريبة ُ الأ
هْوَاءِ أَنْ يَتَباعَدُوا أَرْحاما
خَيْلٌ سَبَقْنَ الْمُنْذِرِينَ بَعَثْنَها
عَزَماتُ أَرْوَعَ تَسْبِقُ الأَوْهاما
كستِ البسيطة َ بالحديدِ إضاءة ً
وَالجَوَّ مِنْ قَسْطالِها إِدْهاما
في يومِ أرتاحٍ غداة َ سقتهمُ
موتاً تحكَّمَ في النُّفوسِ زؤاما
أسرتْ زعيمهمُ هناكَ وغادرتْ
عُظَماءَهُمْ غِبَّ الْمُغارِ عِظاما
نَبَذُوا القِسِيَّ وَأَسْلَمُوهُ لأَنَّها
طاشَتْ وَقَدْ حَمِيَ الْوَطِيسُ سِهاما
ومبطرقُ البطريقِ يأبى مثلهُ
إِنْ أَنْتَ لَمْ تُعْطِ الرَّسُولَ ذِماما
وَبَنُو عَدِيٍّ يَوْمَ لاَقَوْا جَمْعَهُمْ
تَرَكُوا الْقَنَا لاَ تَشْتَكِينَ أُوَاما
صَدَرَتْ تَرَنَّحُ في الأَكُفِّ كَأَنَّما
سقِّينَ منْ تلكَ الدِّماءِ مداما
لَمَّا رَأَوْا خَطَّ الظُّبى مُسْتَعْجِماً
جَعَلُوا لَهُ وَخْزَ الْقَنَا إِعْجَاما
وَأَبُو الْفَوَارِسِ شَلَّهَا بِمَخَاضَة ِ الْ
بُرْجِيِّ شَلَّ الْفَيْلَقِ الأَنْعَاما
زأرتْ زئيرَ الأسدِ إلاَّ أنَّهمْ
صَارُوا وَقَدْ جَدَّ العِرَاكُ نَعَاما
فأتتْ رؤوسُ رؤوسهمْ محمولة ً
ظلموا فلمْ يكنِ الرَّدى ظلاَّما
بَثَّتْ سَرَايَاكَ الْحُتُوفَ وَأَكْثَرَتْ
في أَرْضِ أَنْطَاكِيَّة َ الأَيْتَاما
وَمَضَتْ مُصَمِّمَة ً وَإِنْ لَمْ تَثْنِها
ضربتْ على شاطي الخليجِ خياما
وَلْيَلْزَمِ الْحِصْنَ الدُّمُسْتُقُ مُحْجِماً
عنْ حربها فسيحمدُ الإحجاما
لَوْ فَارَقَ الْجُدْرَانَ أَصْبَحَ جَمعُهُ
مَا بَيْنَ مُنْحَطِمِ الْوَشِيجِ حُطاما
وَدَرى هُنَالِكَ مَنْ أَشَدُّ شَكِيمَة ً
عِنْدَ اللِّقَاءِ وَمَنْ أَلَدُّ خِصَاما
ما نكبة ُ الزِّروارِ منهُ بعيدة ٌ
إنْ رامَ منْ حسمِ الأذى ما راما
دَوَّخْتَ مُلْكَ الْعُرْبِ في سُلْطَانِها
والرُّومُ أيسرُ إنْ أردتَ مراما
أنّى تمانعكَ الوعولُ وقدْ رأتْ
أسدَ الشَّرى لا تمنعُ الآجاما(35/186)
وَلَوِ الْتَمَسْتَ حُضُورَ مَلْكِهِمُ غَداً
لأَتَاكَ إِسلاَماً أَوِ اسْتِسْلاَما
فليستجيبوا بالخضوعِ فمَنْ سوى
شرفِ المعالي يغفرُ الإجراما
عَمْرِي لَقَدْ سَبَرُوا رِضَاهُ وَسُخْطَهُ
فَرَأَوْا حَيَاة ً حُلْوَة ً وَحِمَاما
وَسَقَاهُمُ مَاءَ الْحَيَاة ِ وَقَدْ عَنَوا
حتّى إذا عندوا استحالَ سماما
قدْ ضلَّ منْ ظنَّ المجرَّة َ روضة ً
تُرْعى وَزَاهِرَة َ النُّجُومِ سَوَاما
يَهْنِي العَوَاصِمَ أَنَّهَا مَعْصُومَة ٌ
بأعزِّ منْ منعَ الذِّمارَ وحاما
إِنْ شَبَّتِ الأَعْدَاءُ نَاراً رَدَّهَا
برداً على سكَّانها وسلاما
بمضائهِ وقضائهِ ونوالهِ
عَدِمُوا الرَّدى وَالْجَوْرَ وَالإِعْدَاما
أمنتْ بذكركَ في المغيبِ وطالما
غَابَ الهِزَبْرُ وَغابُهُ مُتَحَاما
أَمْناً أَنَامَ السَّاهِرِينَ وَقَبْلَهُ
خَوْفٌ لَعَمْرُكَ أَسْهَرَ النُّوَّاما
فَأَقِمْ وَأَمْرُكَ نَافِذٌ فَقَدْ اسْتَوى
منْ كانَ مثلكَ رحلة ً ومقاما
ولتدرِ أملاكُ البلادِ بأنَّها
كلٌّ على ملكٍ يحلُّ الشَّاما
إِنْ جَارَ خَطْبٌ كَانَ حَسَّاماً لَهُ
أَوْ قَارَعَ الأَبْطَالَ كانَ حُساما
يُضْحِي الْحَيا الْهَامِي حَصِيراً إِنْ سَخَا
فإذا نحا عزّاً أطارَ الهاما
خَصَّتْكَ بِالخَطَرِ العَظِيمِ مَنَاقِبٌ
تَسْتَغْرِقُ الإِجْلاَلَ وَالإِعْظَاما
ما زلتَ همَّاماً بكلِّ عظيمة ٍ
فِي الْمَجْدِ حَتّى مَا تَرَكْتَ هُمَاما
أَخَذَ الْفَضَائِلَ آخِرٌ عَنْ أَوَّلٍ
وأبيتَ ذاكَ فحزتها إلهاما
خلَّفتهمْ خلفاً وأنتَ تظنُّهمْ
سبقوا فدهركَ تطلبُ القدَّاما
وَالْجُودُ وَالإِقْدَامُ يَا حَاوِيهِما
قدْ أخَّرا عنْ نهجكَ الأقداما
لحملتَ عنْ قلبش الخلافة ِ سيفها
ثِقْلاً يَؤُودُ مُتَالِعاً وَشَماما
وَمَتى تَبَرَّمُ بِالحَوَادِثِ دَوْلَة ٌ
جَعَلَتْ إِلَيْكَ النَّقْضَ وَالإِبْرَاما
فَلْيَشْكُرَنَّكَ مَنْ تَعِبْتَ مُشَمِّراً
حتّى استراحَ ومنْ سهرتَ وناما(35/187)
مَا أَحْسَنَ الدُّنْيَا وَعِزُّكَ قَاهِرٌ
ونداكَ منهمرٌ فدمتَ وداما
ولقدْ غمرتَ المذنبينَ صنائعاً
عَلَتِ الثَّنَاءَ وَجَازَتِ الإِنْعاما
فلوَ أنَّهمْ قاموا بأدنى فرضها
قَطَعُوا زَمَاناً أَنْتَ فِيهِ صِياما
فاسلمْ فكمْ لكَ وقفة ٌ مشهورة ٌ
أَرْضَيْتَ فِيهَا اللَّهَ وَالإِسْلاَما
لمَ لاَ تميلُ إلى بقائكَ أنفسٌ
لولاكَ لمْ تستوطنِ الأجساما
بَلْ كَيْفَ لاَ تُثْنِي عَلَيْكَ خَوَاطِرٌ
أنتَ الَّذي أوسعتها إفهاما
فاقَ الملوكَ حميَّة ً وتقيَّة ً
ملكٌ سرتْ عزماتهُ وأقاما
أَمَرَ الكَتَائِبَ بِالجِهَادِ وَجَدَّ فِي
تسهيلِ سبلِ الحجِّ ثمَّتَ صاما
فَلْيَهْنِكَ الشَّهْرُ الَّذِي يُثْنِي بما
صَيَّرْتَهُ خَلْفاً لَهُ وَأَماما
شهرٌ جعلتَ الغزوَ فاتحة ً لهُ
ورعاً وتسييرَ الحجيجِ ختاما
قَدْ مَحَّصَتْ عَنْ أُمَّة ٍ أَغْنَيْتَهَا
وَحَمَيْتَها حَسَنَاتُكَ الآثَاما
حَسَّنْتَ دُنْيَاها وَأُخْرَاهَا فَعِشْ
تفني الشُّهورَ وتنفدُ الأعواما
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أَمَا وَمَسَاعٍ لاَ نُحِيطُ لَهَا عَدَّا
أَمَا وَمَسَاعٍ لاَ نُحِيطُ لَهَا عَدَّا
رقم القصيدة : 27509
-----------------------------------
أَمَا وَمَسَاعٍ لاَ نُحِيطُ لَهَا عَدَّا
وَتَأْثِيرِ مَجْدٍ لاَ نَقِيسُ بِهِ مَجْداً
لَقَدْ قَصَّرَ المُثْنِي وَطَالِبُ ذَا المَدى
وَمَا مُنْعِمٌ إِلاَّ مَنِ اسْتَفْرغَ الجُهْدا
فَإِنْ شِئْتَ وَصْفاً بَالِغاً مَا بَلَغْتَهُ
فقفْ حيثُ فتَّ الوصلَ نجعلْ لهُ حدا
وَإِلاَّ فَلاَ لَوْمٌ عَلَى كُلِّ قَائِلٍ
نَحَاهُ فَأَخْفَى جَهْدُهُ فَوْقَ مَا أَبْدا
وَمَا كُنْتَ فَرْداً فِي ابْتِغَائِكَ غَايَة َ الْـ
ـكَمَالِ وَلَكِنْ كُنْتَ فِي حَوْزِهَا فَرْدا
وَناقضكَ الأملاكُ فيها فكلما
عَلاَ بِكَ فِعْلٌ هَضْبَة ً هَبَطُوا وَهْدا
لَئِنْ كُنْتَ فِي العَلْيَاءِ أَبْعَدَهُمْ مَدَى ً
فإنكَ بالإنعامِ أقربهمْ عهدا(35/188)
وَإِنْ كَنْتَ أَسْلاَهُمْ عَنِ البِيضِ كَالدُّمى
فإنكَ بالتقوى أشدهمُ وجدا
وَإنْ كنتَ في الفحشاءِ أنباهمُ شباً
فإنكَ في الهيجاءِ أمضاهمُ حدا
وَأَنَّى يَرُومُونَ المَحَامِدَ ضِلَّة ً
وَمَا صَدَقُوا فِيها وَعِيداً وَلاَ وَعْدا
وَأَيْنَ هُمْ مِمَّنْ إِذَا غَدَرُوا وَفَى
وَإنْ منعوا اعطى وَإنْ هزلوا جدا
بقيتم بني حمدانَ ما بقيَ الورى
لِبَاغِي نَدَى ً يُحْيَا وَبَاغِي رَدَى ً يُرْدا
فما كانتِ الأقمارُ منْ قبلِ خلقكمُ
تخافَ وَلاَ زهرُ الكواكبِ تستجدا
سيوفكمُ تدمى بكلَّ كريهة ٍ
وَأيدكمُ في كلَّ مسألة ٍ تندا
إذا أضمرَ الأملاكُ حقداً لمنْ جنى
كَفَاكُمْ وَحِيُّ البَطْشِ أَنْ تُضْمِرُوا حِقْدا
لَطَبَّقَتِ الدُّنْيَا أَحَادِيثُ مَجْدِكُمُ
فَمَا تَرَكَتْ فِي الأَرْضِ غَوْراً وَلا نَجْدا
وَقبلكمُ ما أبصرَ الدهرُ مثلكمْ
فبادَ فلاَ يبصرْ لأيامكمْ بعدا
وَلَمْ تَقْتَدُوا فِي المَأْثُراتِ بِغَيْرِكُمْ
وَمنْ علمَ السبقَ المطهمة َ الجردا
بكمْ حصرٌ عندَ السبابِ فإنْ جرتْ
مُفَاخَرَة ُ الأَمْجَادِ أُلْفِيتُمُ لُدَّا
تهينونَ منْ ألغى فضائلَ نفسهِ
وَعدَّ تليدَ الفخرِ وَالحسبَ العدا
وَتُقْصُونَ مَنْ إِنْعَامُهُ يَغْمُرُ المُنى
إِذَا لَمْ يَكُنْ إِقْدَامُهُ يَقْهَرُ الأُسْدا
وَإِنَّكَ إِنْ عُدَّتْ فَضَائِلُ تَغْلِبٍ
لأعد لها حكماً وَأجزَ لها رفدا
علاَ بكَ بيتٌ أنتَ أعلى عمادهِ
وَكمْ ودَّ نجمٌ أنْ يكونَ لهُ ودا
وَلِلْدَولَة ِ المُسْتَنْصِرِيَّة ِ نَاصِرٌ
بِهِ أشْتَدَّ زَنْداً عِزُّهَا وَوَرَتْ زَنْدا
وَسَيْفٌ حَمى الآفَاقَ وَهْوَ بِغِمْدِهِ
فَكَيْفَ إِذَا صَارَ النَّجِيعُ لَهُ غِمْدا
وَأرسلها سومَ الجرادِ مغيرة ً
تخرُّ جبالُ الأرضِ منْ وقعها هدا
حُسَامٌ صُرُوفُ الدُّهْرِ مِنْ بَعْضِ مَا كَفَتْ
مَضَارِبُهُ وَالأَمْنُ مِنْ بَعْضِ مَا أَجْدا
قضى بكتابِ اللهِ فينا وَما اعتدى(35/189)
وَوالتْ يداهُ المكرماتِ وَما اعتدا
فلاَ عدمتْ هذي النيابة َ دولة ٌ
جعلتَ لها أعداءها كلهمْ جندا
وَما خفتَ إلاَّ اللهَ فيما وليتهُ
وَلاَ خِفْتَ فِي الأَفْعَالِ سَهْواً وَلاَ عَمْدا
فعلتَ فعالَ الحرَّ نفساً وشيمة ً
وَإنْ كنتَ في محضِ الولاءِ لها العبدا
وَهلْ تردُ الأطماعُ ماعنهُ حلئتْ
وَهذا الهزبرُ الوردُ يمنعها الوردا
لقدْ منعوا بالبيضِ ما أخذوا بها
وَلوْ أمنوا عدواكَ ما بذلوا الودا
بَلَغْتَ بِحَدِّ الرُّأْيِ ما أَعْجَزَ الظُّبى
تَناوُلُهُ فِيما مَضى وَالقَنا المُلْدا
فلوْ سارَ ذو القرنينِ في ظلماتهِ
برأيٍ كذا لابيضَّ منها الذي اسودا
وَلوْ أنَّ يأجوجَ استعانوكَ مرشداً
وَحوسيتَ منْ إرشادهمْ حرقوا السدا
وَلوْ فرقتْ هذي العزائمُ في الورى
إِذاً عُطَّلُوا ما يَطْبَعُ الهِنْدُ وَالهِنْدا
وكَمْ جاهِلٍ أَغْرى بِمَجْدِكَ كَيْدُهُ
وَلكنهُ أودى وَما كانَ ماودا
تُقِرُّ لَكَ الأَعْدَاءُ بِالفَضْلِ عَنْوَة ً
وَما الفضلُ إلاَّ ما أقرتْ بهِ الأعدا
وَكَانَتْ دِمَشْقُ تُنْبِتُ الذَّمَّ بُرْهَة ً
وَأَنْتَ الَّذِي صَيَّرْتَها تُنْبِتُ الحَمْدا
قطعتَ الأذى عنها وَفضتَ مواهباً
وَما عرفتْ ذا الجزرَ قدماً وَلاَ المدا
فعشتَ بها خمسينَ عاماً وَمثلها
لعافٍ وَعانٍ ذا يفادُ وَذا يفدى
وَما إِنْ عَدَتْ هذِي الأَمَانِيُّ طَوْرَها
لأنكَ بالإنصافِ تستوجبُ الخلدا
وَهنيتَ أعيادَ الزمانِ وَلاَ انطوى
زمتنٌ جنينا العيشَ في ظلهِ رغدا
أَمَامَكَ فِي النُّهْجِ ما أَحَدٌ جَرى
وَلَوْلاَ بَنُوكَ قُلْتُ خَلْفَكَ قَدْ سُدّا
وَعنوانُ فضلِ الأصغرينَ فضائلٌ
مُؤَثَّلَة ٌ نالَ الكَبِيرُ بِها المَجْدا
لَئِنْ حازَ أَقْطَارَ الشَّجاعَة ِ أَمْرَداً
فمنْ معشرٍ يردونَ أسدا الوغى مردا
وَإنْ حازَ مقدارَ البلاغة ِ ناشئاً
فما جارَ عنْ مسعى أبيهِ وَلاَ صدا
وَمنْ عجبٍ أنْ أمَّ قصدكَ قافياً
خلاَ لكَ وَالأعلامُ تهدي وَلاَ تهدا(35/190)
تفضُّ الحبا للطفلِ منكمْ وَما حبا
وَيَشْتَدُّ فِي كَسْبِ الثَّناءِ وَما أشْتَدّا
وَهَلْ فِيكُمُ مَنْ باشَرَ الذَّمَّ مُذْ نَشا
وَمَنْ فَارَقَ الإِحْسانَ مُذْ فارَقَ المَهْدَا
وَهلْ وخدتْ تلكَ الركابُ بمهمه
ٍ لتقطعهُ إلاَّ بمدحكمُ تحدا
أزرنكَ حاجاتي فلمْ أنزلِ المنى
بِمَنْ كُذِّبْتَ فِيهِ وَلَمْ أَعْدَمِ الرُّشْدا
وَأعطى قليلاً ثمَّ أكدى زماننا
فيممتُ منْ أعطى كثيراً وَما أكدا
مواهبُ يطويها جلالاً وَنخوة ً
وَلستُ أرى في الناسِ منْ نشرها بدا
بِمَدْحٍ إِذَا ما ضَاعَ فِي القَوْمِ نَشْرُهُ
فما الندُ أهلٌ أنْ يكونَ لهُ ندا
وَكمْ فيكَ لي عقدٌ يحوزُ جواهراً
تزينُ منها كلُّ جوهرة ٍ عقدا
مِنَ اللّهِ أَسْتَهْدِي بَقاءَكَ إِنَّهُ
قصية ُ ما أعطى وَنخبة ُ ما أهدا
فلاَ خلت الأيامُ منها محاسناً
أشدَّ على الأحداقِ منْ نومها فقدا
العصر العباسي >> البحتري >> أما لعيني طليح الشوق تغميض
أما لعيني طليح الشوق تغميض
رقم القصيدة : 2751
-----------------------------------
أَما لِعيْنيْ طَلِيحِ الشُّوقِ تَغْمِيضُ
أَم الكَرى عَن جُفُونِ الصَّبِّ مَرْ حُوضُ
طَيفُ البَخيِلَةِ وافَانا فَنَّبهَنَا
بعرْفِه أَم خِتامُ المِسكِ مَفضُوضُ
لَها غَرائبُ دَلِّ مَا يَزالُ لَها
عَلَى الغَرَامِ بِنَا بَثِّ وتَحرِيضُ
تُفَّاح خَدٍّ إِذا اْحمرَّتْ مَحَاسِنهُ
مُقَبَّلٌ بَخفِيِّ اللَّحْظِ مَعضوضُ
وَوَاضِحاتٌ تُريكَ الدُّرَّ مُتَّسِقاً
كأَنَّهُنَّ إِذا اسَتغْرَبْنَ إِعرِيضُ
اَوْ كانَ يَكْفيكَ عِلمُ الشَّيءِ تجَهلُهُ
لَقدْ كَفاكَ من التَّصريحِ تَعرِيضُ
ما لي دنوتُ عَلَى خَصمِي ،وأَعهَدُني
يُنكِّبُ الخَصمُ عَنِّي وهو عِرِّيضُ
واسْتُحدِثَتْ لِي أَبدالٌ بَرِمتُ بهَا
بالكَوَرِ حَوْرٌ وبالبُنْيْانِ تَقويضُ
حتى اصْطْفيْتُ أَمُوراً كُنْتُ أَرْفُضُها
ويُصطَفَى الأَمْرُ يوْماً وهْوَ مرْفُوضُ(35/191)
والسِّنُّ قَدْ رَجَعتْ في نقْضِ مُبْرمِها،
وَكلُّ مَا أَبْرمَتهُ السِّنُّ مَنْقوضُ
هَلْ يُثْمِرنْ في ابن نَصْرٍ مِنْ تَطَوُّلِهِ
قَوْلٌ عَلَى أَلْسُنِ الرَّاوينَ مَقْرُوضُ
مِثل الحُلىِّ جَلَتْهُ كَفُّ صَانِعهِ
فِيهِ خَليطَان: تَذْهيبٌ وتَقْضيضٌ
تَبْلى الخُطُوبُ وأَحْداثُ الزَّمَانِ،ولاَ
تبْلى القَوافِي مُثُولاً والأَعارِيضُ
إِذا أَرادَ مُريدٌ عَدَّ أَنْعُمِهِ
أَبَي نَوَالٌ عَلَى العَافِينَ مَفُضُوضُ
أَعْطى الجَزيلَ وَلَمْ يَنْهَضْ بهِ أَحَدٌ
كالفَحْل يَحمْي حِمَاهُ وهْوَ مَأَبُوضُ
فِدَاؤُهُ قَاتِمُ الأَخلاقِ مُظلِمُها
مُغَمَّرٌ عنْ بُلُوغٍ مَغْمُوضُ
لأَشْكُرنَّكَ إِنَّ الشُّكْرَ مِنْ أَمَمٍ
حَقٌّ عَلى حَامِلِ المَعروفِ مَفرُوضُ
أَيُّ نَواليْكَ لم تُزهِرْ كَواكِبُهُ:
بِغالُك الشُّهْب ُأَم أَوْرَاقُكَ البيضُ؟
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أَمَا وَمَناقِبٍ عَزَّتْ مَرَاما
أَمَا وَمَناقِبٍ عَزَّتْ مَرَاما
رقم القصيدة : 27510
-----------------------------------
أَمَا وَمَناقِبٍ عَزَّتْ مَرَاما
ومجدٍ شامخٍ أعيا الأناما
لَقَدْ هَمَّتْ نُفُوسٌ بِالمَعَالِي
فمنذُ هممتَ لمْ تتركْ هماما
وكلٌّ ضاربٌ فيها بسهمٍ
وَلكِنْ فَازَ مَنْ جَمَعَ السِّهَاما
خُصِصْتَ بِرُتْبَة ٍ عَلَتِ الثُّرَيَّا
وَخَلَّتْ لِلْمُحَاوِلِها الرَّغَاما
عَلَتْ وَغَلَتْ عَلَى مُتَطَلِّبِيها
لتأمنَ أنْ تسامى أوْ تُساما
فَمَا أَبْدَتْ لِمُسْتَامٍ خِدَاما
ولاَ فضَّ الزَّمانُ لها ختاما
وَكَيْفَ يَرُومُ شَأْوَكَ رَبُّ عَزْمٍ
إذا ما باشرَ الهيجاءَ خاما
يرى طلبَ المعاشِ أجلَّ غنمٍ
فَقَدْ أَفْنى الْحَيَاة َ بِهِ اهْتِماما
وَرَائِدُ بِرِّهِ يُعْصى وَيُقْصى
وَوَارِدُ بَحْرِهِ يَشْكُو الأُوَاما
ويرضى منسمَ العلياءِ تاجاً
إذا لمْ ترضَ أخمصكَ السَّناما
أرى الملكَ العقيمَ حمى حِماهُ
بأروعَ يحسمُ الدَّاءَ العقاما(35/192)
ثَنى الأَزَمَاتِ بِالعَزَمَاتِ عَنَّا
وَكَفَّ بِحَدِّها الْكُرَبَ العِظَاما
فَلاَ زَالَتْ لِجَاحِمِها خُمُوداً
ولاَ برحتْ لجامحها لجاما
مَنِيعٌ جَارُهُ إِنْ حَلَّ أَرْضاً
جَلاَ الإِظْلاَمَ عَنْها وَالظَّلاما
فَقَدْ وَدَّ الْمُلُوكُ عَلى التَّنَائِي
لوِ اسطاعوا لراحتهِ التثاما
سَخَوْا لَمَّا انْتَشَوْا وَهَمى نَدَاهُ
وما عرفَ النِّدامَ ولاَ المُداما
يَعُمُّ بِهِ الأَدَانِيَ وَالأَقَاصِي
إِذَا لَمْ يَعْدُ رِفْدُهُمُ النَّدَاما
وَإِنْ قَرَنُوا بِبُخْلِهِمُ عُبُوساً
قرنتَ بجودكَ السَّجمِ ابتساما
يمينٌ برَّحتْ بالمالِ حتّى
حَسِبْنَا وَفْرَكَ اقْتَرَفَ اجْتِرَاما
وَتَأْبَى أَنْ يُجَاوِرَهَا فُوَاقاً
لعلمكَ أنَّ جاركَ لنْ يُضاما
وَكَانَ الدِّينُ مُعْتَصِماً وَلكِنْ
بِنَصْرِكَ زَادَهُ اللَّهُ اعْتِصَاما
عَزَائِمُ أَخْفَرَتْ ذِمَمَ الأَعَادِي
وَلَمْ يَخْفِرْ لَهَا أَحَدٌ ذِمَاما
وكمْ منْ غارة ٍ أرسلتَ فيها
إِلى طُرَدَائِكَ الْمَوْتَ الزُّؤَاما
ببيضٍ ما شحذتَ لها غراراً
وَخَيْلٍ مَا شَدَدْتَ لَهَا حِزَاما
وكمْ أغنى وعيدكَ في عدوٍّ
غَنَاءً يُعْجِزُ الْجَيْشَ اللُّهَاما
تَوَلَّجَ فِي مَسَامِعِهِمْ كلاَماً
وَصَارَ إِلى قُلُوبِهِمُ كِلاَما
لغرُّوا بالسَّكينة ِ منكَ جهلاً
ورُبَّ سكينة ٍ جرَّتْ عراما
نَسَخْتَ تَلِيدَ عِزِّهِمُ بِذُلٍّ
أَوَانَ مَسَخْتَ أُسْدَهُمُ نَعاما
فظنَّ القومُ محياهمْ مماتاً
وَنَحْنُ نَظُنُّ يَقْظَتَنا مَناما
وَقَدْ مَرَنَتْ عَلى قَذْعٍ وَجَدْعٍ
موارنُ قطُّ ما عرفتْ خطاما
وناديتَ الممالكَ فاستجابتْ
لِطَاعَتِكَ اعْتِياماً وَاغْتِناما
تيقَّنُ أنَّ أخذكها صلاحٌ
كفاها أنْ تحيطَ بها اصطلاما
فَأَلْحِقْ شَرْقَهَا بِالغَرْبِ قَسْراً
كَحَوْزِكَ قِبْلَة ً مِنْهَا وشَاما
غياثَ المسلمينَ كففتَ عنهمْ
عَظَائِمَ تَسْلُبُ اللَّحْمَ العِظاما
يَهُونُ عَلَيْكَ إِحْيَاءُ اللَّيالِي(35/193)
وَإِنْ طَالَتْ إِذَا بَاتُوا نِياما
سَهِرْتَ لِكَيْ تُنِيمَهُمُ وَقِدْماً
تولّى الأمرَ منْ سهروا وناما
وَمَا سَلَّ الْكَهَامَ عَلى عِدَاهُ
غَدَاة َ الرَّوْعِ مَنْ وَجَدَ الْحُسَاما
لَقَدْ وَطَّدْتَ بِالآرَاءِ أَمْراً
لِغَيْرِكَ مَا اسْتَقَادَ وَلاَ اسْتَقَاما
عُقُودٌ بِالتُّقى وَالْعَدْلِ شُدَّتْ
أَطَعْتَ اللَّهَ فِيهَا والإِمَاما
فما يخشى الوليُّ لها انفصالاً
وَلاَ يَرْجُو العَدُوُّ لَهَا انْفِصَاما
دعتْ لكَ بالبقاءِ وقدْ أجيبتْ
حَزَائِقُ أَمَّتِ الْبَيْتَ الْحَرَاما
بجمعٍ تلبسُ الخضراءُ منهُ
ترحَّلَ أوْ ثوى غيماً ركاما
إِذَا مَا حَلَّ ظَلَّلَها دُخَاناً
وَإِنْ هُوَ سَارَ طَبَّقَها قَتَاما
وَيَمْنَعُ مَنْ تَحَدَّاهُ حُدُوداً
بعزِّ المشرفيَّة ِ أنْ تُقاما
حَمَيْتَهُمُ مِنَ النَّكَبَاتِ طُرّاً
وَمِثْلُكَ عَنْ وُفُودِ اللّهِ حَاما
يقرُّ بذاكَ منْ صلّى وضحّى
ويشهدُ كلُّ منْ شهدَ المقاما
مَوَاقِفُ يَسْأَلُونَ اللّهَ فِيها
لدولتكَ الحراسة َ والدَّواما
لقدْ حليتْ بسؤددكَ المساعي
فَلاَ حَلَّ الزَّمَانُ لَها نِظَاما
حَيِيتَ حَيَاتَهُ الطُّولى تَقَضّى
كذا أعوامهُ عاماً فعاما
موقَّى ً في الخطيرِ وذي المعالي
نوائبَ ما تركتَ لها احتكاما
قرينا سؤددٍ بلغا مداهُ
وجاراهُ وما بلغا الفطاما
لقدْ نهضا بعبئكَ فاستقلاَّ
وقدْ عرفا سبيلكَ فاستقاما
وَعَمَّا الأَرْضَ إِحْسَاناً وَعَدْلاً
فَدُمْتَ لِأَهْلِها أَبَداً وَدَاما
إذا الشُّعراءُ بالتَّشبيبِ فاهوا
فلستُ بغيرِ مدحكَ مستهاما
وما ذكري هوى ً لمْ أجنِ منهُ
وإنْ أحببتهُ إلاَّ غراما
نسبتُ بصبوة ٍ لا لومَ فيها
تذكِّرهث صبوة ً جلبتْ ملاما
نَمَتْ حَالِي وَعَزَّ صَلاَحُ جِسْمِي
بأرضٍ لا أطيقُ بها مقاما
ولولاَ ما نهى القرآنُ عنهُ
إِذاً لاَخْتَرْتُ قُرْبَكَ وَالسَّقَاما
سأكرهُ في رحيلي عنكَ عزماً
إِلَيْكَ سَرى يُجَاذِبُنِي کلزِّمَامَا(35/194)
فَزَارَكَ مِنْ بَدِيعِ الشِّعْرِ زَوْرٌ
عَدِمْتُ الزَّورَ فِيهِ وَالأَثَاما
مقيمٌ في جنابكَ لمْ يرمهُ
وإنْ غدتِ البلادُ بهِ تراما
عَلاَ قِمَمِ النَّعَائِمِ مُسْتَطِيلاً
وَسَارَ وَمِنْ قَلاَئِصِهِ النُّعَاما
قوافٍ في الفيافي آنستنا
وَأَنْسَتْنَا بِذِكْرَاكَ الْكِرَاما
وَلاَ عَجَبٌ إِذَا شُغِلَتْ أُنُوفٌ
بعرفِ المسكِ عنْ نشرِ الخزاما
وَأَفْخَرُ مَا تَسَرْبَلَهُ كَرِيمٌ
ثناءٌ سارَ عنْ مجدٍ أقاما
وَمَا نَقَصَتْ عَطَايَاكَ اللَّوَاتِي
عَلَتْ أَمَلِي فَأَسْأَلَكَ التَّماما
وَلكِنْ عَنَّ لِي غَرَضٌ فَطَرِّزْ
بِتَبْلِيغيهِ أَنْعُمَكَ الجِسَاما
أماتَ الحاسديكَ اللهُ غيظاً
وَإِنْ كانَتْ حَيَاتُهُمُ حِمَاما
فَلَوْلاَ جَهْلُهُمْ بَرَدَتْ قُلُوبٌ
تَحَقَّقُ أَنَّ مَجْدَكَ لَنْ يُرَاما
قُلُوبٌ فَاضَ سَيْلُ الْيَأْسِ فِيها
وَتَأْبَى نَارُها إِلاَّ اضْطِّرَاما
فَلاَ نَقَعَ الْغَمامُ غَلِيلَ صَادٍ
رأى جدواكَ وانتجعَ الغماما
العصر العباسي >> ابن حيوس >> قَصَّرَ عَنْ سَعْيِكَ الأُلى جَهَدُوا
قَصَّرَ عَنْ سَعْيِكَ الأُلى جَهَدُوا
رقم القصيدة : 27511
-----------------------------------
قَصَّرَ عَنْ سَعْيِكَ الأُلى جَهَدُوا
فَآفْخَرْ بِحَمْدٍ ما نَالَهُ أَحَدُ
طالتْ بكَ العالمينَ أربعة ٌ
عزمٌ وَحزمٌ وَنائلٌ وَيدُ
وًنزلتكَ السيوفُ منزلة ً
طالَ عَلَى مَنْ يَرُومُها الأَمَدُ
كُنْتَ أَبَا عُذْرِهَا وَذَاكَ بِما
أقدمتَ وَالموتُ دونها رصدُ
فَما سَعى نَحْوَها أَمَامَكَ إِنْـ
ـسانٌ وَقَدْ سُدَّ خَلْفَكَ الجَدَدُ
يقربُ منْ عزمكَ البعيدُ منَ الـ
ـعزَّ وَينأى عنْ رأيكَ الفندُ
فِي كُلِّ يَوْمٍ لَقِيتَ فِيهِ عِدى ً
دمٌ مراقٌ وَمرتقى ً صعدُ
وَمُنْذُ بَوَّأْتَهُمْ رَضَاكَ نَسُوا
مَنْ أَقْصَدَتْهُ الظُّبى بِمَنْ قَصَدُوا
حكمتَ حكمَ الأعزَّ مقتدراً
فَالقَتْلُ فِيهِمْ وَمِنْهُمُ القَوَدُ(35/195)
هَوَّنَ وِجْدَانُهُمْ نَدَاكَ لَهُمْ
عوناً على الدهرِ فقدَ منْ فقدوا
عَقَلَتْهُمْ بِالجَمِيلِ فَکنْعَقَلُوا
رُبَّ عُنَاة ٍ أَصْفَادُهَا الصَّفَدُ
تقاربَ الخلقُ في خرئقهمْ
وَأنتَ بالمعجزاتِ منفردُ
وَأَيْنَ مِنْكَ الوَرى وَمَا وَلَدَتْ
لكَ الليالي مثلاً وَلاَ تلدُ
إنْ كلنَ ذا الملكُ نيلَ مطرفاً
فإنَّ هذا العلاءِ متلدُ
قَعَدْتَ وَالقَوْمُ قَائِمُونَ كَمَا
قمتَ بصرفِ الخطوبِ إذْ قعدوا
فلتعلُ بيضُ السيوفِ صاعدة ً
عَزَائِمٌ فِي دُجى الوَغى تَقِدُ
نهضتَ يا عدة َ الخلائفِ بالأعـ
ـباءِ إذْ خانَ غيركَ الجلدُ
مُبَيِّناً أَنَّ رَأْيَ حاكِمِهِمْ
مِمَّا أَرَاهُ المُهَيْمِنُ الصَّمَدُ
أيقنَ يومَ اصطفاكَ منتجباً
أَنَّكَ لآبْنِ ابْنِهِ غَداً عَضُدُ
بايَعَ جَدّاً عَلَى هَوَاكَ أَبٌ
وقدْ تلاَ الآنَ والداً ولدُ
لاَ تَخْشَ مِنْ حَاسِدِيكَ بائِقَة ً
ذَلَّتْ أَعادٍ سِلاَحُهَا الحَسَدُ
فَلَنْ يَحُلَّ الأَنامُ مَا عَقَدَتْ
يداكَ ما دامَ في القنا عقدُ
أضحتْ مطايا المنى بأجمعها
إليكَ منْ كلَّ وجهة ٍ تخدُ
حيثُ يحطُّ الرجاءُ أرحلهُ
مَكارِمٌ لَمْ يُحِطْ بِها عَدَدُ
وَلَوْ دَعَوْتَ المُلُوكَ قَاطِبَة ً
لأَصْبَحَتْ دُونَ رُسْلِهَا تَفِدُ
أَمَالَ أَعْنَاقَهَا الخُضُوعُ لِمَا
تَعْرِفُهُ مِنْ سُطَاكَ لاَ الصَّيَدُ
لاَ يَدَّعُوا النُّصْحَ بِکعْتِرَافِهِمُ
لَوْ وَجَدُوا الجَحْدَ مُمْكِناً جَحَدُوا
وَكيفَ يعصونَ حينَ يأمرهمْ
مَلْكٌ إِذَا عَنَّ ذِكْرُهُ سَجَدُوا
يُرْبِي عَلَى الغَيْثِ حِيْنَ يَقْتَصِدُ
وَيسبقُ الريحَ وَهوَ متئدُ
مَنْ اسْتَوَى فِي وَغَى ً وَفِي قَنْصٍ
بِنَاظِرَيْهِ الطِّرَادُ وَالطَّرَدُ
وَجَادَ حَتّى انْبَرتْ مَوَاهِبُهُ
تَطْلُبُ ذَا فَاقَة ٍ فَمَا تَجِدُ
وَلَنْ يُسَاوُوهُ فِي العُلى أَبَداً
هَلْ يَتَسَاوَى الصَّرِيحُ وَالزَّبَدُ
تِسْعَة ُ أَعْشَارِهَا اسْتَبَدَّ بِهَا
وَعشرها في بني الدنى بددُ(35/196)
مُبَادِرُ البَطْشِ وَالنَّوَالِ فَمَا
يُوعِدُ ذَا زَلَّة ٍ وَلاَ يَعِدُ
قدْ قطبَ البشرَ بالقطوبِ كذا -- الصـ
ـارمُ فيهِ الفرندُ وَالربدُ
أعجبْ بنفسٍ ضاقَ الزمانُ بها
مِنْ عِظَمٍ كَيْفَ حَازَهَا الجَسَدُ
ملكتَ رقَّ الفخارِ ما ملكتْ
عَدْنَانُ مِعْشَارَهْ وَ لاَ أُدَدُ
خَلَفَتَ أَجْوَادَهُمْ كَمَا خَلَفَ النَّا
عِقَ بِالبَيْنِ مُطْرِبٌ غَرِدُ
وَنبتَ عمنْ فشتْ شجاعتهُ
نيلبة َ البيضِ وَالقنا قصدُ
فلوْ رآكَ المقرظونَ لهمْ
عَادُوا يَذُمُّونَ كُلَّ مَنْ حَمِدُوا
وَعَزَّ دِينٌ عَلَيْكَ يَعْتَمِدُ
عزمكَ سيفٌ لديهِ منصلتٌ
وَأنتَ تاجٌ عليهِ منعقدث
وَقدْ أنجتَ الملوكَ أمنهمُ
منَ الردى ما عتوا وَما عندوا
ففي عدادِ الجرادِ تبعثها
جُرْداً بِأُسْدِ اللِّقَاءِ تَنْجَرِدُ
كمْ وَاردوكَ الردى فما صدروا
عَنْهُ وَلكِنْ رُدُّوا كَمَا وَرَدُوا
ظبى ً تقدُّ الطلى تؤيدها
وهمة ٌ في السماءِ مسكنها
لذاكَ سكانها لها مددُ
شَمِّرْ لأَرْضِ کلْعِراقِ إِنَّ بِهَا
جمائعاً في الحياة ِ قدْ زهدوا
تلقَ قلوباً إليكَ طائرة ً
شَوْقاً وَأُخْرى أَطَارَهَا الزَّأدُ
وَاندبْ لها فتية ً عمائمها
بَيْضٌ تَلاَلاَ وَقُمْصُها زَرَدُ
حَشْوَ جُيُوشٍ إِذَا انْتَحَتْ بَلَداً
فَقَائِدَاهَا النَّجَاحُ وَالرَّشَدُ
تَشْتَبِهْ الدُّهْمُ وَالوِرَادُ بِهَا
لَمَّا كَسَاهَا العَجَاجُ وَالنَّجَدُ
فَمَا بِبَغْدَادَ مَنْ يُرَوِّعُهَا
حتى يروعَ الضراغمَ النقدُ
فثمَّ ملكٌ مالتْ دعائمهُ
وَعَنْ قَلِيْلٍ إِلَيْكَ يَسْتَنِدُ
لَنَا بِذَا الظِّلِّ لاَ أنْطَوَى أَبَداً
درٌّ غزيرٌ وَعيشة ٌ رغدُ
بهجة ُ أعيادنا بقاؤكَ محـ
ـرُوساً فَبُقِّيتَ مَا بَقِيَ الأَبَدُ
بذا دعا المحرمونَ مذْ نزلوا
مَكَّة َ فِي كُلِّ مَشْهَدٍ شَهدُوا
قدْ سمعَ اللهُ فاستجابَ لهمْ
دُعَاءَهُمْ وَالمَقامُ مُحْتَشِدُ
ما بَلَغَ الحَمْدُ كُنْهَ ما أَنْتَ
موليهِ من العرفِ وَهوَ مجتهدُ(35/197)
أعييتني بالنوالِ عنهُ وَما
تغبني منكَ أنعمٌ جددُ
جادَتْ بِفَوْقِ الغِنى وَ هاهِيَ لاَ
تُقْلِعُ فَهْيَ الطَّوَارِفُ التُّلُدُ
لاَ يحسبِ الحاسديَّ أنهمُ
بأنني عنكَ نازحٌ سعدوا
بُعْدِي دُنُوٌّ بِما أُحُبِّرُهُ
فِيكَ وَغَيْرِي دُنُوُّهُ بَعَدُ
وَإِنَّمَا أَنْظِمُ الفَرِيدَ كَذَا
عِقْداً لِذَا الجِيدِ حِينَ أَنْفَرِدُ
بَحْرِي مِنَ الشِّعْرِ زَاخِرٌ وَبِهِ
جَوَاهِرٌ بِالعُقُولِ تُنْتَقدُ
فَکسْمَعْ لِغُرٍّ مِنَ المَحَامِدِ لاَ
يفوتها في مسيرها بلدُ
مقيمة ٍ في البلادِ ظاعنة ٍ
معقولة ٍ وَهيَ في الدنا شردُ
تَفْنى الأَحَادِيثُ وَهْيَ باقِية ٌ
وَتنطوي قبلَ طيها المددُ
لاَ بَلَغَتْ سُؤْلَهَا عِدَاكَ وَلاَ
زالَ بها أوْ يميتها الحسدُ
وَعِشْتَ ما أَعْقَبَ النَّهَارُ دُجى ً
وَدامَ لليومِ في الزمانِ غدُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> قِفُوا فِي القِلى حَيْثُ انتَهَيْتُمْ تَذَمُّما
قِفُوا فِي القِلى حَيْثُ انتَهَيْتُمْ تَذَمُّما
رقم القصيدة : 27512
-----------------------------------
قِفُوا فِي القِلى حَيْثُ انتَهَيْتُمْ تَذَمُّما
وَلاَ تَقْتَفُوا مَنْ جَارَ لَمَّا تَحَكَّما
أَرى كُلَّ مُعْوَجِّ الْمَوَدَّة ِ يُصْطَفى
لَدَيْكُمْ وَيَلْقى حَتْفَهُ مَنْ تَقَوَّما
فَإِنْ كُنْتُمُ لَمْ تَعْدِلُوا إِذْ حَكَمْتُمُ
فلمْ تعدلوا عنْ مذهبٍ قدْ تقدَّما
حَنى النَّاسُ مِنْ قَبْلُ القِسِيَّ لِتُقْتَنى
وثقِّفَ منآدُ القنا ليُحطَّما
وَمَا ظَلَمَ الشَّيْبُ الْمُلِمُّ بِلِمَّتي
وإنْ بزَّني حظِّي منَ الظَّلمِ واللَّما
وَمَحْجُوبَة ٍ عَزَّتْ وَعَزَّ نَظِيرُها
وإنْ أشبهتْ في الحسنِ والعفَّة ِ الدُّما
أُعَنِّفُ فِيها صَبْوَة ً قَطُّ ما ارْعَوَتْ
وأسألُ عنها معلماً ما تكلَّما
سَلِي عَنْهُ تُخْبِرْ بِاليَقِينِ دُمُوعُهُ
وَلاَ تَسْأَلِي عَنْ قَلْبِهِ أَيْنَ يَمَّما
فقدْ كانَ لي عوناً على الصَّبرِ برهة ً(35/198)
وَفَارَقَنِي أَيَّامَ فارَقْتُمُ الْحِما
فراقٌ قضى ألاَّ تأسِّيَ بعدَ أنْ
مَضى مُنْجِداً صَبْرِي وَأَوْغَلْتُ مُتْهِما
وفجعة ُ بينٍ مثلُ صرعة ِ مالكٍ
ويقبحُ بي ألاَّ أكونَ متمِّما
خليليَّ إنْ لمْ تسعداني على الأسى
فَما أَنْتُما مِنِّي وَلاَ أَنا مِنْكُما
وَحَسَّنْتُما لِي سَلْوَة ً وَتَناسِياً
ولمْ تذكرا كيفَ السَّبيلُ إليهما
سَقى اللَّهُ أَيَّامَ الصِّبا كُلَّ هاطِلٍ
مُلِثٍّ إِذَا ما الْغَيْثُ أَنْجَمَ أَثْجَما
وَعَيْشاً سَرَقْناهُ بِرَغْمِ رَقِيبِنا
وقدْ ملَّ منْ طولِ السُّهادِ فهوَّما
بِمَعْصُورَة ٍ وَالدَّهْرُ ما اصْفَرَّ عُودُهُ
فَيُلْوِي وَما أَلوَى بِعادٍ وَجُرْهُما
أَرَاحَتْ مِنَ الْهَمِّ الدَّخِيِل وَشَجَّعَتْ
جباناً وسنَّتْ للبخيلِ التَّكرُّما
وشادٍ جزاهُ اللهُ روحاً ورحمة ً
إِذَا ما اسْتَحَقَّ الْمُحْسِنُونَ التَّرَحُّما
فَلَسْتَ تَرى إِلاَّ يَداً صافَحَتْ يَداً
لإِنْجازِ وَعْدٍ أَوْ فَماً لاَثِماً فَما
بِأَذْيالِ دَوْحٍ نَيْرَبِيٍّ كَأَنَّهُ
سماءُ دجى ً أبدتْ منَ النَّورِ أنجما
إِذَا قَابَلَتْ شَمْسُ الأَصائِلِ ما عَلا
تدنَّرَ أوْ بدرُ الظَّلامِ تدرهما
إلامَ أمِّني النَّفسَ مالاَ تنالهُ
وَأَذْكُرُ عَيْشاً لَمْ يَعْدُ مُذْ تَصَرَّما
وقدْ قالتِ السَّبعونَ للَّهوِ والهوى
دعا لي أسيري واذهبا حيثُ شئتما
وَلَمَّا رَأَيْتُ الْخَيْرَ عَزَّ مَرَامُهُ
رَفَضْتُ التَّأَنِّي وَاطَّرَحْتُ التَّلَوُّما
ونكبتُ أمواهاً يعزُّ ورودها
فأنقعُ للظَّمآنِ منْ وردها الظَّما
وأعلمتُ منْ فارقتُ أنَّ لقاءنا
بعيدٌ وأعملتُ المطيَّ المزمَّما
قِلاصاً إِذَا رَامَتْ خَلاَصاً مِنَ السُّرى
مَرَقْنَ فَأَنْكَرْنَ الْجَدِيلَ وَشَدْقَما
وَلَمْ يُرْضِها وَخْدُ الْمَهارى تَعاطِياً
عليها فأستنَّ النَّعامَ المصلَّما
تَيَمَّمْتُ لَمَّا أَعْوَزَ الْماءُ طاهِراً
فيمَّمنَ بي بحراً كفاني التَّيمُّما(35/199)
وَمُذْ وَصَلَتْ تاجَ الْمُلُوكِ أَنَخْتُها
بأرفعهمْ بيتاً وأمنعهمْ حما
وَأَشْرَفَ مِنْ شَمْسِ الظَّهِيرَة ِ رُتْبَة ً
وَأَشْرَقَ أَنْوَاراً وَأَبْعَدَ مُرْتَماً
منَ القومِ لا يغضونَ يوماً على قذى ً
وَلاَ يَأْخُذُونَ العِزَّ إِلاَّ تَغَشْرُما
وَفِي ظِلِّ مَحْمُودِ بْنِ نَصْرِ بْنِ صالِحٍ
مَرَاقٍ لِمَنْ يَبْغِي إِلى الْمَجْدِ سُلَّما
وها أنا ذا مستعصمٌ بجنابهِ
أماثلُ منْ أغنى نداهُ ومنْ حما
همامٌ إذا أعطى الرَّغائبِ كرَّها
مِرَاراً وَإِنْ لاَقى الكَتائِبَ أَقْدَما
وأروعُ إنْ أمَّ العفاة ُ فناءهُ
أزالَ عسى منْ قولهِ ولعلَّما
نَزَلْتُ بِهِ وَالسَّيْلُ قَدْ بَلَغَ الزُّبى
فَأَسْكَنَنِي طَوْداً مِنَ العِزِّ أَيْهَما
بأبناءِ مرداسٍ وحسبكَ نصرهمْ
تَعَمَّرَ جُوداً كَانَ قِدْماً تَجَلْهَما
وَزَادَ إِلى أَنْ طَبَّقَ الْوَهْدَ سَيْبُهُ
وَلَمْ يَرْضَ أَحْقَافَ الرُّبى فَتَسَنَّما
فِدَاكَ وَقَدْ يُفْدى الْكَرِيمُ بِضِدِّهِ
إِذَا لَمْ يَجِدْ فِي عَصْرِهِ مَنْ تَكَرَّما
مَنِيعُ حِمى الْمَعْرُوفِ طالِبُ رِفْدِهِ
يُمارِسُ لَيْثاً أَوْ يُلاَمِسُ شَيْهَما
وَصائِنُ زَادٍ لَمْ يَجِدْ مَنْ يَرُومُهُ
لهُ طمعاً فيهِ ولاَ منهُ مطمعا
ذَوُو الْمُلْكِ يَتْلُو آخِرٌ نَهْجَ أَوَّلٍ
وأنتَ براكَ اللهُ وحدكَ ملهما
عَلَوْتَهُمُ خَلْقاً وخُلْقاً وَهِمَّة ً
وأَيْنَ وِهادُ الأَرْضِ مِنْ صَهْوَة ِ السَّما
وَذُدْتَهُمُ عَمَّا رَضِيتَ مِنَ العُلى
وغادرتَ ما لمْ ترضَ منها مقسَّما
فلاَ يعظمِ النَّاسُ الملوكَ جهالة ً
فَإِنَّ الْعَظِيمَ مَنْ يَرُوقُ الْمُعَظَّما
تقولُ العدى زارَ انتقاماً بزعمهمْ
وهلْ زارَ هذي الأرضَ إلاَّ لينعما
رَعى اللّهُ ما قَدَّمْتَ قَبْلَ لِقائِهِ
فَأَدْناكَ تَبْجِيلاً وَنادَاكَ مُكْرِما
أتاكَ فقالوا جاءنا متسلِّما
وَعَادَ فَقَالُوا بَلْ أَتَاهُ مُسَلِّما
وفاهَ بأقوالٍ تضاهي فعالهُ(35/200)
أَعَزَّكَ فِيها ظَاعِناً وَمُخَيِّما
وتابعَ آراءَ الخلافة ِ قاضياً
بِتَكْذِيبِ ظَنٍّ كانَ فِيكَ مُرَجَّما
إِذَا رَامَ أَرْضاً بَثَّ فِي كُلِّ مَسْلِكٍ
مخوفَ الشَّذى يزجي خميساً عرمرما
تحيطُ بهِ منْ كلِّ قترٍ غمامة ٌ
صوارمها برقٌ وتنهلُّ أسهما
تَرى لِلِدَانِ السَّمْهَرِيَّة ِ فَوْقَهُ
سَدَى ً بِمُثَارِ الأَعْوَجِيَّة ِ أُلْحِما
عجاجٌ إذا أمَّ المجرَّة َ صاعداً
إِلَيْهَا رَمى عَيْنَ الغَزَالَة ِ بِالْعَما
يبيتُ لأنوارِ الكواكبِ كاسفاً
وَيُضْحِي بِهِ وَجْهُ النَّهارِ مُلَثَمَّا
وَلَوْ أَنَّ ذَا القَرْنَيْنِ يُمْنى بِبَعْضِ مَا
مُنِيتَ لَوَلّى هَارِباً أَوْ لَسَلَّما
ثَبَتَّ فَلَمَّا أَوْضَحَ الرَّأْيُ نَهْجَهُ
طَفَوْتَ عَلَى الْبَحْرِ الْمُحِيطِ وَقَدْطَما
وَذُدْتَ مَخُوفَاتِ الْخُطُوبِ مُجَامِلاً
فَعَادَ سَحِيلاً كُلُّ مَا كانَ مُبْرَما
كَفَيْتَ السُّيُوفَ أَنْ تَرِيمَ غُمُودَها
وَشِمْتَ مِنَ التَّدْبِيرِ أَبْيَضَ مِخْذَما
لئنْ وضعتْ عنها الجيادُ سروجها
لَقَدْ أُسْرِجَ الرَّأْيُ الأَصِيلُ وَأُلْجِما
إِلى أَنْ حَسَمْتَ الدَّاءَ أَعْيَا دَوَاؤُهُ
سواكَ ولوْ كانَ المسيحَ ابنَ مريما
وأعربتَ عنْ فضلِ الخطابِ مباشراً
وَلَوْ أَنَّ سَحْبَاناً مَكانَكَ أُفْحِما
مَقالٌ يَرُوقُ السَّامِعِينَ شَفَعْتَهُ
بمرأى ً يروقُ النَّاظرَ المتوسِّما
وَسَكَّنْتَ عَنْ حَزْمٍ زَعَازِعَكَ الَّتي
إِذَا عَصَفَتْ كانَتْ أَعَادِيكَ خَشْرَما
فقلَّدكَ الشَّامَ الَّذي قلَّدتكهُ
ظباكَ فشدَّ الآخرُ المتقدِّما
لعمري لقدْ حلَّتْ رعاياكَ هضبة ً
تطاولُ رضوى بلْ تطولُ يلملما
أَوَانَ أَحَلْتَ الْخَوْفَ أَمْناً بِعَزْمَة ٍ
أَحَلَّتْ لَهَا النَّوْمَ الَّذِي كانَ حُرِّما
أَعَدْتَ لَهُمْ حُبَّ الْحَيَاة ِ فَعَادَ فِي
اغْتِباطٍ بِها مَنْ كانَ مِنْهَا تَبَرَّمَا
وَفِيما مَضى حَابَوْكَ بِالحُبِّ رَهْبَة ً(35/201)
فأنعمتَ حتّى خالطَ اللَّحمَ والدَّما
وأعرضتَ عنْ قولِ السُّعاة ِ نزاهة ً
إلى أنْ ظننَّاهمْ على الجودِ لوَّما
وَمَنْ ظَافَرَ السَّاعِي عَلى مَا يَقُولُهُ
فمنْ قولهِ استملى وعنْ قوسهِ رما
وما الدَّهرُ إلاَّ طوعُ أمركَ راغماً
جنى أبؤساً أو بثَّ في الخلقِ أنعما
إِذَا عَادَ عَنْ سُوءٍ فَأَنْتَ نَهَيْتَهُ
وَإِنْ جَاءَ إِحْسَاناً فَمِنْكَ تَعَلَّما
وَمَا جَادَتِ الْخَضْرَاءُ إِلاَّ تَغَيَّمَتْ
فللهِ نوءٌ لا يغيمُ إذا هما
حَلَلْتَ وَإِنْ سِيئَتْ عِدَاكَ مَحَلَّة ً
يَعُودُ حَسِيراً مَنْ إِلى سَوْمِهَا سَما
لئنْ كانَ أدناها عسيراً على الورى
فما زالَ أقصاها إليكَ مسلَّما
تَبِيتُ بِهَا فَوْقَ السِّمَاكِ مُطَنِّباً
فلاَ رئيتْ حتّى القيامة ِ أيِّما
بنفسكَ طاولْ غالباً لاَ مغالباً
ذوي المجدِ واتركْ منْ إذا طاولَ انتما
كفى صالحاً فخراً أبوكَ وكونهُ
لهُ ابناً ونصراً أنْ تكونَ لهُ ابنما
ويكفي كلاباً وهوَ ميتٌ وعمَّهُ
نُمَيْراً حَيَاة ً أَنَّ جَدَّيْكَ مِنْهُما
وَمَا عَنَّ هُجْرُ الْقَوْلِ إِلاَّ تَأَخَّرَا
ولاَ كرهَ الإقدامُ إلاَّ تقدَّما
وإنْ كنتَ قدْ أنسيتَ بالبأسِ والنَّدى
وقهرِ العدى ما شاعَ في الأرضِ عنهما
وَما إِنْ رَأَيْنَا قَبْلَ سَيْفِكَ عَقْرَباً
يُعَفِّرُ أَيْماً أَوْ يُجَدِّلُ ضَيْغَما
لعمري لقدْ أوسعتني منْ كرامة ٍ
أضاءَ بها الحظُّ الَّذي كانَ أظلما
وأوضحتَ لي بالبشرِ ما أنتَ مضمرٌ
وَأَظْهَرْتَ بِالتَّقْرِيبِ مَا كَانَ مُبْهَما
وَإِنَّ عَطَايَا الأَكْرَمِينَ مَلاَبِسٌ
وَأَفْخَرُهَا مَا كانَ بِالبِشْرِ مُعْلَما
سأشكرُ رأياً منقذيّاً أحلَّني
ذَرَاكَ لَقَدْ أَوْلى جَمِيلاً وَأَنْعَما
وأبسطُ فيما قلَّدَ ابنُ مقلَّدٍ
لساناً إذا لاقى الضَّريبة َ صمَّما
عطفتَ عليهِ كابتاً كلَّ حاسدٍ
وَكُنْتَ بِهِ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ أَعْلَما
وَأَسْمَعْتَنِي مِنْ حُسْنِ رَأْيِكَ فِيهِ مَا(35/202)
أزالَ التَّشكِّي بلْ أماطَ التَّلوُّما
هُوَ العَبْدُ إِنْ جَرَّدْتَهُ شَهِدَ الْوَغى
حُسَاماً وَإِنْ أَشْرَعْتَهُ كَانَ لَهْذَما
على أنَّهُ لا فُلَّ غربُ لسانهِ
مدى الدَّهرِ لا تحتاجُ منهُ مترجما
لَقَدْ لَؤُمَ الدَّهْرُ الَّذِي عَنْكَ عَاقَنِي
وإنْ لمتهُ منْ بعدِ ذا كنتُ ألأما
سَأُثْنِي بِما أَوْلَيْتَ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ
يراني فيهِ الجاهليَّ المخضرما
العصر العباسي >> ابن حيوس >> سبقتَ ففزْ بعظيمِ الخطرْ
سبقتَ ففزْ بعظيمِ الخطرْ
رقم القصيدة : 27513
-----------------------------------
سبقتَ ففزْ بعظيمِ الخطرْ
ودعْ لعداكَ المنى وَالخطرْ
فدتكَ ملوكٌ علتْ بالجدودِ
وَأَعْلاَكَ مَجْدُكَ لَمَّا ظَهَرْ
وَأَيْنَ المُنِيفُ بِحِظٍّ أَعَا
نَ ممنْ أنافَ بفضلٍ بهرْ
بِطَاءٌ إِذَا سُئِلُوا نَجْدَة ً
أقاموا مقامَ النهوضِ العذرْ
غدا المالُ محتقباً عندهمْ
وَعِنْدَكَ لَمَّا يَزَلْ مُحْتَقَرْ
فراهبُ عدواهمُ لاَ يساءُ
وَطَالِبُ جَدْوَاهُمُ لاَ يُسَرْ
لقدْ حظرَ اللهُ هذا الجلالَ
عَلَى مَنْ مَضى وَعَلَى مَنْ غَبَرْ
أتقعدُ عنْ مرتقاهُ النجو
مُ عجزاً وَ يطمعُ فيهِ البشرْ
وَيبغي تناولهُ الحاسدونَ
عَلَى مَا بِأَبْوَاعِهِمْ مِنْ قِصَرْ
وَإِنَّكَ مِنْ كَيْدِهِمْ آمِنٌ
كما أمنَ البازُ كيدَ النغرْ
معالٍ بغوا حطها فاعتلتْ
وَمَجْدٌ رَجَوْا طَيَّهُ فَکنْتَشَرْ
وَإِنْ جَحَدُوهُ وَلَنْ يَقْدِرُوا
فَإِنَّ الإْمَامَ بِهِ قَدْ أَقَرْ
ففاهُ بوصفكَ منْ لا يمينُ
وَخَبَّرَ عَنْ سُؤْدُدٍ مَنْ خَبَرْ
وَرقاكَ في قولهِ وَالفعالِ
ذُرى شَرَفٍ لَمْ يَنَلْهَا بَشَرْ
رأى اللهَ متخذاً في الورى
خَلِيلاً فَكُنْتَ الْخلِيلَ الأَبَرَ
على ألسنِ الناسِ طراً تقرُّ
بها وَعيونُ المعالي تقرّْ
وَوصفٌ أحلكَ فوقَ السماءِ
فخاطبْ وَكاتبْ منَ المستقرّْ
وَكمْ لعداتكَ منْ عثرة ٍ
تقالُ وَمنْ زلة ٍ تغتفرْ
لَدَيْكَ وَلَمْ يُعْمِلُوا حِيلَة ً(35/203)
نجا الهرمزانُ بها منْ عمرْ
لِغَيْرِكَ عِنْدَ احْتِيَالِ الرِّجَالِ
يدبُّ الضراءُ وَيمشي الخمرْ
أَزِلْ مَا بِأَعْنَاقِهِمْ مِنْ صَغى ً
وَما بخدودهمُ منْ صعرْ
فما أمهلَ السمُّ إلاَّ وَدبَّ
وَلاَ أهملَ الكلبُ إلاَّ عقرْ
وَعاتبهمُ بصليلِ التي
تفرقُ بينَ الطلى وَالقصرْ
فأوعظُ منْ زبرِ الأولينَ
لَدى الْكُفْرِ مَطْبُوعَة ٌ منْ زُبَرْ
وَإنَّ الذي شايعَ المرجفيـ
ـنَ أَعْمى الْبَصِيرَة ِ أَعْمى الْبَصَرْ
حمى الحقَّ منكَ منيعُ الجوارِ
عزيزُ النفيرِ كريمُ النفرْ
شُجاعٌ إِذَا مَا قَضى أَوْ سَطَا
مطاعٌ إذا ما نهى أوْ أمرْ
غَمَامٌ وَمَا هَدَرَ الرَّعْدُ فِيهِ
أرانا دمَ المحلِ يمضي هدرْ
كُنُوزُ الْمَعَالي لَدَيْهِ تُزَارُ
وَثَوْبُ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ يُزَرَ
وَللمجدِ راحاتهُ وَاللغوبُ
وَللحمدِ روحاتهُ وَالبكرْ
مَضَاءٌ لِكُلِّ عَنِيدٍ أَبَارَ
وَسعيٌ على كلَّ سعيٍ أبرّْ
وَعَدْلٌ بِهِ يُسْتَدَامُ الْبَقَاءُ
وَعَفْوٌ بِهِ يُسْتَتَمُّ الظَّفَرْ
وَتَفْعَلُ آلاَؤُهُ فِي الْمُحُو
لِ فعلَ عزائمهِ في الغيرْ
عَزَائِمُ مَنْ أَمَّنَتْ لَمْ يُجَرْ
عليهِ وَمنْ خوفتْ لمْ يجرْ
فَيَا عَلَمَ الْمَجْدِ لَمَّا اسْتَطَالَ
وَيا ناصرَ الدينِ لما انتصرْ
وَيَا دَاعِيَ الَجَفَلى لِلْغِنى
إِذَا مَنْ دَعَا لِلطَّعَامِ انْتَقَرْ
وَيا صاحبَ السيرِ السائرا
تِ تُتْلى وَتَبْقى بَقَاءَ السُّوَرْ
رأى اللهُ عدلكَ في خلقهِ
فَأَجْرى عَلَى مَا تَشَاءُ الْقَدَرْ
وَإِنَّ الْمُغِيثَ بِكَ الْمُسْلِمِيـ
ـنَ أَحْسَنَ لِلْمُسْلِمِينَ النَّظَرْ
وإِنَّكَ مِنْ مَعْشَرٍ جَاوَزَتْ
مَدى الْحُسْنِ أَفْعَالُهُمْ وَالصُّوَرْ
وُجُوهٌ تَلُوحُ فَتَخْفى الْبُدُورُ
وَأيدٍ تسحُّ فتترى البدرْ
قرومٌ مضوا في سبيلِ الردى
وَذكرهمُ ماثلٌ ما دثرْ
ذَوُو عِتَرٍ نَشْرُ أَعْرَاقِهَا
هوَ المسكُ لاَ ما حوتهُ العترْ
أُصُولُكُمُ شَامِخَاتُ الْفُروعِ(35/204)
وَأَيَّامُكُمْ شَادِخَاتُ الْغُرَرْ
وَمَحْضُ الْإِبَاءِ وَحُسْنُ الْوَفَاءِ
غَرَائِزُ فِي بَدْوِكُمْ وَالْحَضَرْ
وَمنكمْ رجالٌ أقاموا الحدودَ
بحدَّ السيوفِ على منْ كفرْ
وَكَانُوا لِذَا الدِّينِ لَمَّا نَبَتْ
بِهِ أَرْضُ مَكَّة َ نِعْمَ الْوَزَرْ
مساعٍ لقومكَ ما غادرتْ
لمفتخرٍ في الورى مفتخرْ
تغصُّ ربيعة ُ منها العيونَ
وَلَوْلاَ الرَّسُولُ لَغَضَّتْ مُضَرْ
وَإنكَ إذْ جئتَ منْ بعدهمْ
سنا الشمسِ غطى ضياءَ القمرْ
يَفِيضُ بِوَجْهِكَ مَاءُ الْحَيَا
ءِ إنْ شئتَ نفعاً وإنْ ئتَ ضرّْ
وَتغضي على الذنبِ لاَرهبة ً
كَمَا احْمَرَّتِ الْبِيضُ لاَ مِنْ خَفَرْ
وَتهتزُّ عندَ استماع المديحِ
كَمَا اهْتَزَّ فِي الرَّوْعِ عَضْبٌ ذَكَرْ
وَقَدْ أيْقَنَ ابنَاكَ فَلْيَسْلَمَا
بأنَّ العلى فرصٌ تبتدرْ
فكلٌّ بها مستهامُ الفؤادِ
قليلُ الرقادِ كثيرُ السهرْ
يَعِفُّ إِذَ مَا خَلاَ مِثْلَمَا
تعفُّ وَيعفو إذا ما قدرْ
يفوتانِ فيما أفادَ الثنا
ءَ لمعَ البروقِ وَلمحَ البصرْ
فَهَلْ مِنْ مُجِيدٍ يُدانِيهِمَا
إِذَ الْمَجْدُ عَنْ سَاعِدَيْهِ حَسَرْ
وَما العيدُ إلاَّ كعافٍ أتا
كَ أحمدتهُ وردهُ وَالصدرْ
فَلاَ زِلْتَ تَخْلُفُهُ مَا اسْتَقَـ
ـلَّ فغابَ وَتذهلهُ ما حضرْ
لَقَدَ ضَلَّ فِكْرِي وَضَاقَ الْقَرِيضُ
بوصفِ ندى ً فاضَ حتى غمرْ
وَما خلتُ قبلَ بلوغي إليكَ
أَنَّ الْغِنى مِنْ دَوَاعِي الْحَصَرْ
وَمَا أَعْرِفُ الْفَقْرَ حَتّى أَقُولَ
عَلَى أَنَّنِي رَبُّ بَيْتِ الْفِقَرْ
زوتها عطاياكَ عنْ معشرٍ
بِأَجْيَادِهِمْ لاَتَلِيقُ الدُّرَرْ
وَحليتَ حاليَ بعدَ العطولِ
وَأَحْلَيْتَ مِنْ عِيشَتِي مَا أَمَرَ
إذا ما مضتْ زمرٌ منْ لهاكَ
تَلَتْهَا وَأَرْبَتْ عَلَيْهَا زُمَرْ
فجودٌ أنالَ جميعَ المنى
وَجُودٌ بِبَالِ الْمُنَى مَا خَطَرْ
أخو العدمِ منْ ظلَّ يرجو سواكَ
وَرَبُّ الْغِنَى مَنْ إِلَيكَ افْتَقَرْ
وَما طالبُ الدرِّ منْ بحرهِ(35/205)
كمنْ ظلَّ يطلبهُ منْ نهرْ
وَمُعْتَاصَنة ِ الْمِثْلِ فِي ذَا الزمَا
نِ معتاضة ٍ صحفاً منْ فكرْ
لها أرجٌ كنسيمِ الرياضِ
وافى رسيلَ نسيمِ السحرْ
تَحلَّتْ مَنَاقِبَ لَمْ تَسْتَعِنْ
عليها سواها وَلمْ تستعرْ
تطاولُ أعمارَ زهرِ النجومِ
وَيبقى سواها بقاءَ الزهرْ
وَإنَّ الذي يبتغي عدها
لكالمبتغي عدَّ قطرِ المطرْ
لِذَاكَ الْمُبُالِغُ فِي مَدْحِهَا
إذا هوَ أكثرَ قيلَ اختصرْ
وَإِنْ أَقْعَدَتْنِيَ عنْكَ الْخُطُوبُ
فعندي ثناءٌ يديمُ السفرْ
وَحضُّ السقامِ على ذا المقام
مُشِيرٌ لَعَمْرُكَ لَمْ يُسْتَشَرْ
رَأَى هِجْرَتِي فِي الزَّمَانِ الْبَهِيمِ
وَوَاصَلَنِي فِي الزَّمَانِ الأغَرْ
وَلوْ أنني أستطيعُ النهوضَ
حفظتُ الوفا وَأضعتُ الحذرْ
لقدْ أظهرَ الغدرَ إذْ غبتُ عنكَ
زماني وَلوْ لمْ أغبْ ما غدرْ
وَإنْ أمهلتني حتى أراكَ
حوادثهُ فعليها المكرّْ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> يا ديمتي نوءِ الثُّريَّا دوما
يا ديمتي نوءِ الثُّريَّا دوما
رقم القصيدة : 27514
-----------------------------------
يا ديمتي نوءِ الثُّريَّا دوما
لتروِّيا بالأبرقينِ رسوما
حُطَّا رِحَالَ الْمُزْنِ فَوْقَ مَعَالِمٍ
جعلَ الهوى مجهولها معلوما
وَمَعَاهِدٍ عَهْدِي بِها مَأْهُولَة ً
بصريمِ إنسٍ لمْ يكنْ مصروما
وَإِذَا الْغَمامُ عَدَا الْمَنَازِلَ صَوْبُهُ
فغدا على أجإٍ أجشَّ هزيما
وَسَقى لِسَلْمى دُونَ سَلْمى مَنْزِلاً
أَضْحى بِوَسْمِيِّ البُكا مَوْسُوما
بَانَ الْفَرِيقُ فَكَمْ حَمِيمٍ مِنْهُمُ
صارَ الفراقُ لهُ أخاً وحميما
رحلوا كأنَّ البينَ كانَ غمامة ً
حجبتْ بدوراً منهمُ ونجوما
بِقَلاَئِصٍ لَوْلاَ الْمَهَا وَخَدَتْ بِهِ
مَا كَانَ يَحْسُدُ مُهْمَلٌ مَحْرُوما
يا عاذليَّ أرى الملامَ جميعهُ
فِي الْحُبِّ لُؤْماً فَاعْذِرا أَوْ لُوما
وبنفسيَ القمرُ الَّذي في عشقهِ
ألغيتُ ريّى واطَّرحتُ ظلوما
رشأٌ تشابهَ طرفهُ ومحبُّهُ(35/206)
وَوِدَادُهُ كُلٌّ أَرَاهُ سَقِيما
يَحْكِي تَعَرُّضُهُ لَنَا وَنِفَارُهُ
وَالجِيدُ وَالطَّرْفُ الكَحِيلُ الرِّيما
وَيُشاكِلُ الشَّمْسَ الْمُنِيرَة َ وَجْهُهُ
نُوراً وَبُعْدَ تَنَاوُلٍ وَأَدِيما
ويقايسُ المسكُ الذَّكيُّ بعرفهِ
فيكونُ أطيبَ في الأنوفِ نسيما
ذُو هِجْرَة ٍ أَيَّامُها مَا تَنْقَضِي
ومواعدٍ إنجازها ما سيما
مطلٌ كما مطلَ البخيلُ بوعدهِ
لا مثلما مطلَ الغريمُ غريما
فَسَأَطْلُبُ الْمَوْجُودَ عَنْ ثِقَة ٍ بِمَا
يُجْدِي عَلَيَّ وَأَتْرُكُ الْمَعْدُوما
وأقولُ للحدثانِ نصرٌ ناصري
فَاطْلُبْ لِجَوْرِكَ مَارِناً مَخْطُوما
إِنِّي أَبَيْتُ وَغَيْرُ بِدْعٍ أَنْ أَبى
منْ في ذراهُ أنْ يُرى مهضوما
فِي ظِلِّ أَرْوَعَ لاَ يَمُرُّ بِبُقُعَة ٍ
إِلاَّ وَكانَ تُرَابُهَا مَلْثُوما
تَتَنَاهَبُ الأَفْوَاهُ مَوْطِىء َ رِجْلِهِ
قُبَلاً لِمَنْعِ الهَيْبَة ِ التَّسْلِيما
يبثُّ منْ كلماتهِ الفقرَ الَّتي
ملأتْ قلوبَ الحاسديهِ كلوما
فاقَ الملوكَ فصاحة ً وسماحة ً
وَصَبَاحَة ً وَرَجَاحَة ً وَعَزِيما
وبدا الزَّمانُ بهِ أغرَّ محجَّلاً
ولقد عهدناهُ أغمَّ بهيما
إنْ همَّ بالأعداءِ كانَ غشمشماً
وإذا همتْ كفَّاهُ كانَ غشيما
منْ معشرٍ راعوا الممالكَ وارتعوا
رَوْضَ الْمَحَامِدِ بَارِضاً وَجَمِيما
حَتّى إِذَا ذَهَبُوا بِحُرِّ نَبَاتِهِ
تَرَكُوهُ لِلْمُتْعَقِّبِينَ هَشِيما
أخفوا هباتهمُ وخفُّوا للنَّدى
والمستغيثِ ويثقلونَ حلوما
مِنْ كُلِّ أَرْوَعَ مَا اسْتُقِلَّ عَطَاؤُهُ
في الممحلاتِ ولاَ استقلَّ ذميما
عُدِمُوا فَمَا ضَرَّ الشَّجَاعَة َ وَالنَّدى
وبغاتهُ أنْ يظعنوا وتقيما
وأتيتَ في أعقابهمْ متأخِّراً
فَأَتَيْتَ فَضلاً أَوْجَبَ التَّقْدِيما
مَاثَلْتَهُمْ ثُمَّ انْفَرَدْتَ بِسُؤْدُدٍ
تُلْفى إِماماً فِيهِ لاَ مَأْمُوما
لاَ تَبْكِ يَوْماً بِالفُنَيْدِقِ حَسْبُهُ
عزّاً وجدُّكَ مَنْ أذلَّ الرُّوما(35/207)
وَرِثَا مَضَاءَ أَبِي عَلِيٍّ صَالِحٍ
حاوي المآثرِ حادثاً وقديما
أوفى البريَّة ِ في قراعِ ملمَّة ٍ
حزماً وأوسعهمْ لها حيزوما
كَمْ فَازَة ٍ ضُرِبَتْ لَهُ بِمَفَازَة ٍ
تردي السَّوابقَ والقلاصَ الكوما
ضُربتْ على محضِ النِّجارِ مظفَّرٍ
لا يسأمُ التَّقويضُ والتَّخييما
بِذَوَابِلٍ إِنْ زُرْنَ أَرْضَ مُعَظَّمٍ
أكثرنَ أرملة ً بها ويتيما
وَمُبَذَّلاَتٍ لِلصَّوَارِمِ وَالقَنَا
وَمُبَدَّلاَتٍ مِ العَليقِ شَكِيما
طوراً تغيرُ وراءَ عانة َ شزَّباً
تردي وطوراً تطرقُ الدَّاروما
فبقيتَ منْ خلفٍ تكفَّلَ للعلى
أَلاَّ يَبِيتَ بِغَيْرِهَا مَهْمُوما
وحسامِ هيجاءٍ بهِ انحسمَ الأذى
وَحَياً يَسُحُّ الْمَكْرُماتِ هَزِيما
وليسلُ رتبتكَ العليَّة َ راغماً
منْ كانَ منْ درِّ الثَّناءِ فطيما
فَهِيَ النَّبَاهَة ُ لَنْ يَنَالَ عَظِيمَها
منْ لاَ يذودُ منَ الخطوبِ عظيما
أقسمتُ حلفة َ صادقٍ بمواهبٍ
غادرنني لذوي الثَّراءِ قسيما
لَوْلاَ ابْنُ مَحْمُودٍ لَعَاوَدَ رَوْضُها
مرعى الخطوبِ وحوضها مهدوما
بنداكَ أصبحَ حاسدي منْ كانَ لي
مِنْ قَبْلِ إِفْضَائِي إِلَيْكَ رَحِيما
ولديكَ قامَ بحقِّيَ الزَّمنُ الَّذي
مَا زِلْتُ أَعْهَدُهُ أَلَدَّ غَشُوما
فلأثنينَّ على سحابٍ غيثهُ
أغنى الفقيرَ وأنصفَ المظلوما
وَأُعِيذُ مَجْدَكَ مِنْ عَطَايَا جَمَّة ٍ
أَبْغِي لَهَا التَّكْمِيلَ وَالتَّتْمِيما
أوْ أنْ أُرى في غيرِ مكَّة َ محرماً
وَمِنَ الثِّيَابِ خَلَعْتَها مَحْرُوما
وَلوِ انْقَبَضْتُ عَنِ السُّؤَالِ لَحُقَّ لِي
وَإِذَا انْبَسَطْتُ فَقَدْ سَأَلْتُ كَرِيما
عَلَّمْتَنَا الطَّلِبَاتِ مِنْ بَعْدِ الغِنى
وَرُزِقْتَ شَيْخاً يَقْبَلُ التَّعْلِيما
فَکمْنُنْ وَلاَ تَلُمِ العُفَاة َ إِذَا هِيَ کشْـ
تطَّتْ فأنتَ أبحتها التَّحكيما
هلْ تخفقُ الآمالُ عندَ مملَّكٍ
يَهَبُ الأُلُوفَ وَيُقْطِعُ الإِقْلِيما
يَهَبُ الثَّناءَ وَمَالَهُ لِلْمُجْتَدِي(35/208)
نهباً فكانَ الغانمَ المغنوما
والوفرُ نافعهُ الَّذي يُحبى كما
نَفْعَ الْمُثَقَّفِ أَنْ يُرى مَحْطُوما
بأبي المظفَّرِ عادَ ذلِّي عزَّة ً
والخوفُ أمناً والشَّقاءُ نعيما
بمصدِّقِ الأملِ الَّذي أنضيتهُ
أَرْجُو البَخِيلَ وَأَحْمَدُ الْمَذْمُوما
وأميلُ طوعَ نوائبٍ لمْ يستطعْ
عَضُّ الثِّقَافِ لِمَيْلِها تَقْوِيما
أُحْضِرْتُ مَجْلِسَهُ فَجَادَ بِنَائِلٍ
بارى بهِ التَّقريبَ والتَّكريما
دَرَّتْ خُلُوفٌ مَا مَرَاهَا حَالِبٌ
وهمتْ غيوثٌ ما امتطينَ غيوما
تُهْدِي بِرِيحِ الْمِسْكِ لاَ رِيحِ الصِّبا
نَشْراً وَتَسْقِي الْحَمْدَ لاَ التَّنُّومَا
ورأيتُ ثغرَ مواهبٍ متبسِّماً
أبداً وثغرَ مناقبٍ معصوما
لَوْ شَامَ ذِي الشِّيَمَ ابْنُ أَوْسٍ لَمْ يَبِتْ
جاراً لإسحقَ بنِ إبراهيما
أوْ راءَ أحنفُ وهوَ أحلمُ منْ مضى
ذا الحِلمَ آيسَ أنْ يُعدَّ حليما
أَوْ عَايَنَتَ ذَا الْجُودِ سُعْدى وابْنُهَا
أوسٌ لودَّتْ أنْ تكونَ عقيما
أيَّامُ هذا الملكِ أعيادق لنا
تَسْتَغْرِقُ التَّبْجِيلَ وَالتَّعْظِيما
فلقلَّ ما نشتاقُ عيداً ظاعناً
مَا دُمْتَ عِيداً لِلأَنَامِ مُقِيما
إِنَّ الْقَوَافِيَ لاَ عَدَتْكَ مَوَادِحاً
أمنتْ بكَ الإخفاقَ والتَّأثيما
فَمَنَعْتَهَا مَنْ كَانَ مَشْرَبُها بِهِ
كَدِراً وَمَرْتَعُهَا لَدَيهِ وَخِيما
لِلّهِ قَوْلٌ فِيكَ لَمْ أَكْسِبْ بِهِ
إثماً وظنٌّ لمْ يكنْ ترجيما
فلقدْ أنلتَ وما مطلتَ بنائلٍ
وَأَرى مِطَالَكَ بِالْمَحَامِدِ لُوما
العصر العباسي >> ابن حيوس >> كَفى الدِّينَ عِزّاً مَا قَضَاهُ لَكَ الدَّهْرُ
كَفى الدِّينَ عِزّاً مَا قَضَاهُ لَكَ الدَّهْرُ
رقم القصيدة : 27515
-----------------------------------
كَفى الدِّينَ عِزّاً مَا قَضَاهُ لَكَ الدَّهْرُ
فمنْ كانَ ذا نذرٍ فقدْ وجبَ النذرُ
لَقَدْ ظَلَّلتْ هذِي الْبِلادَ سَحابَة ٌ
بوارقها بشرٌ وَإيماضها تبرُ
إذا ما غمامٌ خصَّ أرضاً بغيثهِ(35/209)
همى هاطلاً في كلَّ قطرٍ لها قطرُ
ثَمانِيَة ٌ لَمْ تَفْتَرِقْ مُذْ جَمَعْتَها
فَلاَ افْتَرَقَتْ ما ذَبَّ عَنْ ناظِرٍ شُفْرُ
يقينكَ وَالتقوى وجودكَ وَالغنى
وَلَفْظُكَ وَالْمَعْنى وَعَزْمُكَ وَالنَّصْرُ
بكَ انجابتِ اللأوآءُ وَامتدتِ المنى
وَضُوعِفَتِ الآلاءُ وَافتَخَرَ الْعَصْرُ
وَرَدَّ إِلَيْكَ الأَمْرَ لُطْفاً وَرَحْمَة ً
بذا الخلقِ طراً منْ لهُ الخلقُ وَالأمرُ
فَآمَنْتَهُمْ غَضَّ الْجُفُونِ عَلَى قَذى ً
فَأَقْصى مُناهُمْ أَنْ يَطُولَ لَكَ الْعُمْرُ
فللهِ ملكٌ زينَ الدستَ ملكهُ
وَجادَ الْحَيا مَلْكاً تَضَمَّنَهُ الْقَبْرُ
وكنا نظنُّ الأرضَ تظلمُ بعدهُ
فقمتَ مقامَ الشمسِ إذْ غيبَ البدرُ
لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أَعْظَمُ أُسْوَة ٍ
فَلاَ تَظْهَرِ الشَّكْوى وَلاَيَتْعَبِ الْفِكْرُ
فَقِيدُكَ مَنْ لاَيَمْلِكُ الْهَمُّ رَدَّهُ
وَخصمكَ منْ لا يقتضى عندهُ وترُ
مضى حيثُ لا تغني الصوارمُ وَالقنا
وَلاَ النَّسَبُ الزَّاكي وَلاَ النَّائِلُ الْغَمْرُ
وَلَوْ كَانَتِ الأَقْدَارُ تُثْنى بِقُوَّة ٍ
حماهُ الإباءُ المحضُ وَالجحفلُ المجرُ
وَسارتْ على مثلِ النعامِ ضراغمٌ
عَلَيْها مِنَ الْماذِيِّ أَوْشِحَة ٌ خُضْرُ
إذا أظهروا سرَّ الجفونِ فلاَ دجى ً
وَإِنْ لَفَّهُمْ نَقْعُ الْمَذَاكِي فَلاَ فَجْرُ
وَلكنها تمضي على غلوانها
سَوَادٌ عَلَيْها مُسْتَعِدٌّ وَمُغْتَرُّ
صَبَرْنا عَلَى حُكْمِ الزَّمانِ الَّذي سَطا
على أنهُ لولاكَ لمْ يمكنِ الصبرُ
غزانا ببؤسى لا يماثلها الأسى
تقارنُ نعمى لا يقومُ بها شكرُ
وَأَوْجَبَتِ الأُولى الْمَلاَمَ فَلَمْ نَلُمْ
وَأنى لهُ لومٌ وَأنتَ لهُ عذرُ
وَكادَ شعارُ الخوفِ ينبثُّ في الورى
فنادى شعارُ الأمنِ يا نصرُ يا نصرُ
فَمَرَّتْ بِكَ الشَّقْراءُ تَسْمُو تَحَلُّقاً
كَما حَلَّقَتْ فَتْخاءُ يَجْذِبُها وَكْرُ
عَلَيْها هُمامٌ يَمْلأُ الأْرْضَ هَيْبَة ً(35/210)
عَلَى الْجَيْشِ كَرَّارٌ إِذَا حِزْبُهُ فَرُّوا
بِحَيْثُ حَمى تِلْكَ الْوُجُوهَ بِسَيْفِهِ
وَقَدْ كُشِفَتْ عَنْها البَرَاقِعُ وَالْخُمْرُ
حَبِيبٌ إِلَيْهِ الْعَدْلُ وَاللِّينُ وَالنّدى
بَغِيضٌ إِلَيْهِ الْجَوْرُ وَالبُخْلُ وَالْكِبْرُ
أرى المجدَ عقداً أنتَ واسطة ٌ لهُ
وَعَن جانِبَيْهِ صالِحٌ وَفَنا خُسْرُو
فَجَدٌّ لَهُ دَانَتْ نِزَارٌ وَيعْرُبٌ
وجدٌّ رعايا ملكهِ البدوُ وَالحضرُ
وأَنْتَ الَّذِي يُرْوى بِسَحِّ بَنانِهِ
فَكَيْفَ إِذَا فاضَتْ أَنامِلُهُ الْعَشْرُ
وَما الْمَرْءُ إِلاَّ مَنْ يُخافُ وَيُرْتَجى
لديهِ العطاءُ الحلوُ وَالأنفُ المرُّ
سَعِدْنا بِمَوْلى ً يَوجَدُ الْخَيْرُ عِنْدَهُ
وَيعدمُ إلاَّ في مواضعهِ الشرُّ
عواديهِ مدٌّ يحدثُ العفوُ جزرهُ
وَجَدْوَاهُ مَدٌّ لاَيُعَقِّبُهُ جَزْرُ
وَلَمَّا أَرَادَ اللّهُ إِظْهارَ حَقِّهِ
وَجاهرَ فيهِ الناسُ إذْ أمكنَ الجهرُ
بدا لاَ كما يبدو النباتُ منَ الثرى
وَلكنْ كما يبدو منَ الصدفِ الدرُّ
فداؤكَ منْ هذي الصفاتُ وَذكرها
عَلَى ظَهْرِهِ وِقْرٌ وَفِي سَمْعِهِ وَقْرُ
أَعانَتْ عَلَى إِدْرَاكِ ما تَسْتَحِقُّهُ
طريقتكَ المثلى وَهمتكَ البكرُ
وَلَمْ تَكُ فِيهِ كَکبْنِ هِنْدٍ فَإِنَّهُ
بَغى فَبَغى ما لمْ يُخَلِّفْ لَهُ صَخْرُ
وَما ضَرَّ مَنْ فاقَ الْمُلُوكَ بِرَأْيِهِ
وَإِقْدَامِهِ أَلاَّ يَكُونَ لَهُ عَمْرُو
وَخالكَ منْ شادتْ دعائمَ بيتهِ
سجيتهُ الحسنى وَنائلهُ الغمرُ
فيا طيبَ ما حيتْ به مصرَ بابلٌ
وَيا حسنَ ما أهدتْ إلى حلبٍ مصرُ
فجاءَ كما يهدى إلى الروضِ صيبُ الـ
ـحيا لاَ كما يهدى إلى هجرَ التمرُ
فَأَهْلاً بِمَنْ تَقْضِي فَضائِلُهُ لَهُ
بِأَضْعافِ ما تَقْضِي الْقَرَابَة ُ وَالصِّهْرُ
وَلمْ يتركْ تلكَ البلادَ لأنها
بغتْ بدلاً منهُ وَلاَ أنْ نبا دهرُ
وَلكنهُ كالسيفِ فارقَ غمدهُ
ليشهدَ حداهُ بما خبرَ الأثرُ
وَإخوتكَ الراقونَ يبغونَ ذروة ً(35/211)
تقيلها منْ قبلُ آباؤكَ الغرُّ
مَلَكْتَ فَما كَانُوا كَإِخْوَة ِ يُوسُفٍ
توددهمْ مكرٌ وَمحصولهُ خترُ
وَلكِنْ أَباحُوكَ الْمَوَدَّاتِ أُخْلِصَتْ
فَما فَوْقَها وُدٌّ وَلاَ تَحْتَها غِمْرُ
وَقبلكَ ما راءَ الأنامُ وَلنْ يروا
مدى الدهرِ شمساً حولها أنجمٌ زهرُ
فجاوزْ بهمْ حدَّ الأخوة ِ بالغاً
إِلى غايَة ٍ فِيها لَكَ الْحَمْدُ وَالأَجْرُ
وَأَمَّا الْعِدى خابُوا فَإِنَّ غَناءَهُمْ
غناءُ دخانِ النارِ غادرهُ الجمرُ
وَحوشيتَ منْ قرب اللئامِ فإنهمْ
إِذَا اسْتُنْصِحُوا غَرُّوا أَوِ أسْتُصْحِبُوا عَرُّوا
فمزقهمُ قتلاً وَنفياً فإنهُ
نَهى الدِّينُ أِنْ يَسْتَصْحِبَ الْفاجِرَ الْبَرُّ
وَفَائِضِ إِنْعَامٍ بِهِ يُطْرَدُ الفَقْرُ
وَيبعدها منْ ليسَ يغلبهُ القرُّ
فيبعدُ عنْ أعطانها منْ بهِ عرُّ
وَأَنْشَرْتَ أَمْوَاتَ الأَمَانِي مُكَذِّباً
مَقالَ أُناسٍ لَيْسَ بَعْدَ التَّوى نَشْرُ
فَدَامَتْ وَعَزَّتْ دَوْلَة ٌ نَبَوِيَّة ٌ
دعتكَ بما فيهِ لها لعزُّ وَالفخرُ
فَإِنْ فاخَرَتْ يَوْماً فَأَنْتَ جَلاَلُها
وَصَمْصَامُها فِي كُلِّ نائِبَة ٍ تَعْرُو
وَإنْ عدمتْ منْ كانَ أظهرَ حقها
بمحضِ ولاءٍ لاَ يمازجهُ غدرُ
وألوتْ بمحمودِ بنِ نصرٍ ملمة ٌ
عوائدها الإقدامُ وَالقسرُ وَالقهرُ
فنصرُ بنُ محمودِ بنِ صالحٍ
لَها عِوَضٌ نِعْمَ البَقِيَّة ُ وَالذُّخْرُ
وَأَنْتُمْ بِحَارُ الجُودِ وَالبَأْسِ وَالحِجَى
إذا غاضَ بحرٌ فاضَ يخلفهُ بحرُ
فكمْ منْ بلادٍ أنكحتكمْ رماحكمْ
وَليسَ سوى طعنِ النحورِ لها مهرُ
ثغورُ العدى إنْ رمتموهنَّ كالفلاَ
وَكلُّ فلاة ٍ رمتمُ منعها ثغرُ
أَحَادِيثُ مَجْدٍ يُعْجِزُ الدَّهْرَ طَيُّهَا
وَأخلدها ما كانَ يحفظهُ الشعرُ
تَبَاعَدَتُ عَنْكُمْ حُرْفَة ً لاَ زَهَادة ً
وَسرتُ إليكمْ جينَ مسنيَ الضرُّ
فَلاَقَيْتُ بابَ الأَمْنِ ما عَنْهُ حاجِزٌ
يَصُدُّ وَبَابَ العُرْفِ ما دُونَهُ سِتْرُ(35/212)
وَطالَ مقامي في إسارِ جميلكمْ
فَدَامَتْ مَعالِيْكُمْ وَدَامَ لِيَ الأَسْرُ
وَأَنْجَزَ لِي رَبُّ السَّموَاتِ وَعْدَهُ الْـ
ـكريمَ بأنَّ العسرَ منْ بعدهِ يسرُ
وَجادَ ابْنُ نَصْرٍ لِي بِأَلْفٍ تَصَرَّمَتْ
وَإِنِّي عَلْيمٌ أَنْ سَيُخْلِفُها نَصْرُ
لقدْ كنتَ مأموراً ترجى لمثلها
فكيفَ وطوعا أمركَ النفعُ وَالضرُّ
وَمَابِي إِلَى الإِشْطاطِ فِي السَّوْمِ حاجَة ٌ
وَقدْ عرفَ المبتاعُ وَانفصلَ السعرُ
وَإِنِّي بِآمالِي لَدَيكَ مُخَيِّمٌ
وَكمْ في الورى ثاوٍ وَآمالهُ سفرُ
وَعِنْدَكَ لاَ أَبْغِي بِقَوْلِي تَصَنُّعاً
بأيسرِ ما توليهِ يستبعدُ الحرُّ
تَقَبَّلْ مِنَ المُثْنِي عَلَيْكَ اعْتِذَارَهُ
فقدْ ضاقَ عنْ أوصافكَ النظمُ وَالنثرُ
وَهنيتَ جداً لا يفترُ صاعداً
وَمليتَ أياماً عنِ اسمكَ تفترُّ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> دُمْ بالصِّيامِ مهنَّأً ما داما
دُمْ بالصِّيامِ مهنَّأً ما داما
رقم القصيدة : 27516
-----------------------------------
دُمْ بالصِّيامِ مهنَّأً ما داما
تُفْنِي الشُّهُورَ وَتُنْفِدُ الأَعْواما
فِي عِزِّ مَمْلَكَة ٍ تَذِلُّ لَكَ العِدى
وَسَعَادَة ٍ تَسْتَخْدِمُ الأَيَّاما
أَخَذَ الفَضَائِلَ آخِرٌ عَنْ أَوَّلٍ
وحباكها ربُّ الورى إلهاما
فَافْخَرْ فَما لَكَ مَذْهَبٌ عَنْ مَذْهَبٍ
تُرْضِي الْخَلِيفَة َ فِيهِ وَالإِسْلاَما
ولتعلُ دولتهُ بأنَّكَ مجدها
وليعتصمْ بأنِ انتضاكَ حساما
وَمَتى تُبَارى أَوْ تُجَارى بَعْدَ أَنْ
فُتَّ الرِّجَالَ سَكِينَة ً وَعُرَاما
ومحاسناً تبقى بشاشتها إذا
عادتْ أحاديثُ الكرامِ حطاما
كالدُّرِّ لمَّا فارقَ الأصدافَ لاَ
كَالنُّورِ لَمَّا فَارَقَ الأَكْمَاما
ومناقباً لوْ لمْ يوعَّرْ نهجها
لاَقَيْتَ لِلسَّاعِينَ فِيهِ زِحَاما
أَغْلَيْتَ يَا شَرَفَ الْمُلُوكِ مُهُورَها
فِي بَثِّكَ الإِنْعامَ وَالإِرْغَاما
فعلتَ فما يسمو إليها مرتقٍ(35/213)
وَغَلَتْ فَلَسْتَ تَرى لَهَا مُسْتَاما
يا رُبَّ نارٍ أجِّجتْ فأحلتها
برداً على مَنْ حُطتهُ وسلاما
وضراغمٍ زأرتْ فمنذُ أزرتها
صمَّ القنا عادَ الزَّئيرُ بُغاما
كالدَّوقسِ المغرورِ ظنَّ بجهلهِ
أنَّ الوهادَ تطاولُ الآكاما
ورجا فأقدمَ كيْ يُعزُّ بلادهُ
ورآكَ عنْ بعدٍ فخابَ وخاما
لَمَّا تَيَقَّنَ مَنْ أَشَدُّ شَكِيمَة ٍ
عندَ النِّزالِ ومنْ ألدُّ خصاما
فاعتاضَ منْ خيلائهِ بتخيُّلٍ
وَرَأَى الرَّدى خَلْفاً لَهُ وَأَمَاما
فلذا استجاركَ كيْ يفوزَ بنفسهِ
فَأَطَعْتَ فِيها الْوَاحِدَ الْعَلاَّما
كَانَتْ مُحَلَّلَة ً فَحِينَ حَمَيْتَهَا
صارتْ على البيضِ الرِّقاقِ حراما
لاَقى البَوَارَ فَعَاذَ بِالعَفْوِ الَّذِي
يمحو الذُّنوبَ ويغفرُ الإجراما
ومضى مضيَّ الطَّيرِ يطلبُ وكرهُ
يَلْحى القِتالَ وَيَحْمَدُ الإِحْجاما
مُتَحَقِّقاً أَنْ لَوْ دَعَوْتَ مَلِيكَهُ
لأَتَاكَ إِسْلاَماً أَوْ اسْتِسلاما
هِيَ فَعْلَة ٌ مَا أَنْتَ مَأْمُومٌ بِها
لَوْ لَمْ يَكُنْ مَلِكُ الْمُلُوكِ إِمَاما
وَبِحُكمِهِ فِيهِمْ حَكَمْتَ مُبَيِّناً
عَزْماً يَحُوزُ الْقَهْرَ وَالإِنْعَاما
أغنى سيوفكَ عنْ فراقِ غمودها
وَجِيَادَكَ الإِسرَاجَ وَالإِلْجَاما
وَلَقَدْ لَقِيتَ جَمَائِعاً فَشَلَلْتَها
فَرداً كَمَا شَلَّ الْخَمِيسُ نَعَاما
وطعنتَ فيهمْ حاسراً لا تتَّقي
وخزَ الرِّماحِ ولا تهابُ سهاما
ونحاكَ سهمٌ عارضتهُ مدية ٌ
لُطْفاً بِنَا فَثَنَتْهُ عَمَّا رَاما
لوْ أنَّ بسطاماً رآكَ وعامراً
وَاللَّذْ فَعَلْتَ لأَوْسَعَاكَ مَلاما
هلْ تبتغي بدلاً بمهجتكَ الَّتي
وجدانها قدْ شرَّدَ الإعداما
أمْ خلتَ أنَّ المجدَ ليسَ ينالهُ
منْ لا يكونُ على الرَّدى هجَّاما
لوْ أصحروا لمْ تحوِ أنطاكيَّة ٌ
إِلاَّ أَرَامِلَ تَكْفُلُ الأَيْتَاما
دونَ الَّذي أملوا حسامٌ صارمٌ
وَوَحِيُّ عَزْمٍ يَسْبِقُ الأَوْهاما
ماضٍ يزيلُ الهمَّ إنْ خطبٌ عرا(35/214)
وَوَرَاءَهُ ضَرْبٌ يُطِيرُ الْهَاما
وَأُسُودُ هَيْجَاءٍ إِذَا قَصَدَتْ وَغى ً
حَمَلَتْ عَلَى أَكْتَافِهَا الآجَاما
مَا ضَرَّهُمْ لَمَّا تَنَاسَبَ فِعْلُهُمْ
فِي الرَّوْعِ أَنْ يَتَبَاعَدُوا أَرْحَاما
إنْ طالما آثرهمْ فلطالما
خاضوا الرَّدى وتحمَّلوا الآلاما
تُصْلِيهِمُ نَارَ الْحُرُوبِ مُغَرِّراً
بِهِمُ وَإِنْ كَانُوا عَلَيْكَ كِرَاما
لاَ يَسْلُبُونَ سِوى النُّفُوسِ كَفَتْهُمُ
نعمٌ جنوها منْ يدكَ جساما
تَهْذِيبُ نَصرٍ إِنَّهُ الْمَلِكُ الَّذِي
يُسْنِي اللُّهى ويُعَلِّمُ الإِقْدَاما
وَيَكُونُ لِلرَّاجِي حَيَاة ً حُلْوَة ً
ولمنْ طغى فبغى عليهِ حِمَاما
مَنْ لا يرى أنَّ الجميلَ فضيلة ٌ
مَعْدُودَة ٌ حَتّى يَكُونَ لِزَاما
فِي الجُودِ وَالإِقْدَامِ لاَ يَصْغُو إِلى
حزمٍ ولاَ يُصغي إلى منْ لاما
هيَ صبوة ٌ كثرَ العتابُ لأجلها
أوفى الهوى ما كثَّرَ اللُّوَّاما
يَا نَصْرُ إِنَّ النَّصْرَ خَلْفَكَ ظَاعِنٌ
أنّى ظعنتَ وإنْ أقمتَ أقاما
أقدمتَ حتّى لمْ تجدْ متقدَّماً
وهممتَ حتّى ما تركتَ هُماما
وحسمتَ داءً لا يُصابُ دواؤهُ
لَوْ غَيْرُكَ الآسِي لَكَانَ عُقَاما
وقدمتَ منصوراً فزالتْ غمَّة ٌ
وَحَلَلْتَ مِنْ بَعْضِ القُنُوطِ غَمَاما
وَحَياً أَزَالَ الْمَحْلَ يَتْلُو عَارِضاً
فاقَ الغيوثَ تبجُّساً ودواما
هامٍ يشفُّ البشرُ عنْ أمواههِ
والغيمُ يُحمدُ أنْ يكونَ رُكاما
وإِذَا السَّحَابُ الْجَوْنُ أَظْلَمَ أُفُقُه
أَلْفَيْتَهُ مُتَهَلِّلاً بَسَّاما
وَيَبِينُ لِلرُّوَّادِ أَبْيَضَ سَاطِعاً
لولاَ تدفُّقهُ لظُنَّ جهاما
كَمْ قَدْ أَخَفْتَ وَما صَبَحْتَ بِغَارَة ٍ
أهلَ کلْعِنَادِ وَمَا ذَعَرْتَ سَوَاما
قَامَتْ مَقَامَ کلْبْطسِ فِيهِمْ هَيْبَة ٌ
تَنْفي کلّظلاَمَ وَتَكْشِفُ الإِظْلاَمَا
سَنَّتْ بِسُنَّتِكَ الْوُلاَة ُ فَمَا أَتَتْ
حَيْفاً وَأَعْدى عَدْلُكَ الْحُكَّاما
فجميعُ أهلِ الأرضِ مذْ سمعوا بهِ(35/215)
تَرَكُوا البِلاَدَ وَيَمَّمُوا ذَا الشَّاما
إنَّ الرَّعايا مذْ ملكتَ تقيَّلوا
مِنْ ظِلِّ عِزِّكَ يَذْبُلاً وَشَماما
أَمْناً أَنَامَ السَّاهِرِينَ وَقَبْلَهُ
خَوْفٌ لَعَمْرُكَ أَسْهَرَ النُّوَّاما
معَ أنعمٍ لوْ لمْ تكنْ موصولة ً
لَتَوَهَّمُوا يَقَظَاتِهِمْ أَحْلاما
تَفْدِيكَ مِنْ غَيْرِ النَّوَائِبِ أَنْفُسٌ
أنتَ الَّذي أوطنتها الأجساما
وَمُمَوَّلٌ عَبَدَ الثَّرَاءَ فَعَدَّهُ
الرَّاجونَ فيمنْ يعبدُ الأصناما
أوَ ما درى أنَّ الثَّراءَ يزيدهُ
هُوناً إِذَا مَا زَادَهُ إِكْرَاما
أَدْنَيْتَ لِي الحَظَّ الَّذِي عَهْدِي بِهِ
وَإِذَا دَنا يَوْماً تَأَخَّرَ عَاما
وَبَلَغْتَ بِي أَقْصى الغِنى هِمّاً وَقَدْ
قَصَّرْتُ عَنْهُ يَافِعاً وَغُلاما
وَوَجَدْتُ دُرَّ الْمَأْثُرَاتِ مُبَدَّداً
حَتّى جَعَلَتْ لَهُ القَرِيضَ نِظاما
أبلِ اللَّياليَ واستجدَّ ولاَ تبلْ
قعدَ المنافسُ راضياً أمْ قاما
مَا فِي البَسِيطَة ِ مَنْ يُسَاجِلُكَ الْعُلى
شطَّ المدى مرمى ً وعزَّ مراما
خالفتَ أملاكاً إذا ما فاخروا
عدُّوا مآثرَ قدْ عفتْ وعظاما
وكفاكَ سؤددكَ الَّذي لا يُدَّعى
أنْ تذكرَ الأخوالَ والأعماما
معَ أنَّهمْ قدْ سطَّروا في المجدِ ما
أَفْنى الطُّرُوسَ وَأَتْعَبَ الأَقْلاما
فهمُ كتابٌ للفضائلِ جامعٌ
وَأَرَاكَ مِنْ مِسْكٍ عَلَيْهِ خِتاما
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أَمَّا وَظِلُّكَ مِمّا خِفْتُهُ وَزَرُ
أَمَّا وَظِلُّكَ مِمّا خِفْتُهُ وَزَرُ
رقم القصيدة : 27517
-----------------------------------
أَمَّا وَظِلُّكَ مِمّا خِفْتُهُ وَزَرُ
يُجِنُّنِي فَلْتُدِمْ غارَاتِها الغِيَرُ
إذا ظفرتُ بأنْ يرتاحَ جودكَ لي
فما لنائبة ٍ نابٌ وَلاَ ظفرُ
إِنِّي وَإِنْ لَمْ تَدَعْ لِي فِي غِنى ً أَرَباً
إلى عواطفَ تدني منكَ مفتقرُ
نامتْ عيونُ الورى عنْ كلَّ مكرمة ٍ
تَرْنُو إِلَيْها بِعَينٍ دَأْبُها السَّهَرُ(35/216)
سَلَوْا عَنِ العِزِّ حُبَّاً لِلحَياة ِ فَلَمْ
يَجْنُوهُ أَقْعَسَ فِي حَيْثُ القَنا شَجِرُ
وَهونَ الحمدَ عزُّ عندهمُ
فَعَزَّ عِنْدَكَ حَتّى هانَتِ البِدَرُ
فما أخذتَ منَ الأحمادِ ما تركوا
حَتّى وَصَلْتَ مِنَ الإِنْعَامِ ما هَجَرُوا
خافُوا وَمِنْ دُونِ إِدْرَاكِ العُلى خَطَرٌ
يذودُ عنْ نيلهِ منْ مالهُ خطرُ
إِنَّ العَوَاصِمَ مُذْ جادَتْ يَدَاكَ بِها
فِي كُلِّ يَوْمٍ إِلَيْها لِلْمُنى سَفَرُ
محلة ُ الأمنِ لاَ خوفٌ يمازجها
وَموطنُ العيشِ ما في صفوهِ كدرُ
أمنتها بعدَ أنْ مرتْ لها حقبٌ
وَمركبا أهلها التغريرُ وَالخطرُ
وَجُدْتَ مُجْدِبَها حَتّى لَقَدْ طَلَعَتْ
بَعْدَ الأُفُولِ الثُّرَيَّا وَالثَّرَى خِضَرُ
وَفاحَ عرفكَ فيها فاكتستْ ارجاً
نسيمها أبداً منْ نشرهِ عطرُ
فليسَ يدرى أشابَ المسكُ تربتها
أمْ باتَ يوقدُ في أرجائها القطرُ
للمجدِ كلُّ سبيلٍ أنتَ سالكهُ
وَللمحامدِ ما تأتي وَما تذرُ
وَفي زمانكَ خلى َّ الدهرُ عادتهُ
وَعَادَ مِنْ فِعْلِهِ المَذْمُومِ يَعْتَذِرُ
وَما تقدمتَ أهلَ الأرضِ قاطبة ً
حَتّى نَهَضْتَ بِمَا أَعْيَا بِهِ البَشَرُ
وَالبيضُ لوْ لمْ تميزها مضاربها
بِالقَطْعِ مَا قَصَّرَتْ عَنْ قَدْرِهَا الزُّبَرُ
أَبُوكَ أَنْسى بَنِي قَحْطَانَ حَاتِمهُمْ
جوداً وَجدكَ منْ عزتْ بهِ مضرُ
ما لُمْتُ قَوْمَيْهمَا إِلاَّ لأَنَّهُمُ
إذْ حانَ يومهما قلوا وًإنْ كثروا
لمْ يحفظوا الحقَّ منْ ماضٍ وَمقتبلٍ
حتى كأنهمُ غابوا وَإنْ حضروا
قومٌ رقوا هضباتِ البغيِ منْ حسدٍ
وَمَصْعَدُ البَغْيِ لَوْ يَدْرُونَ مُنْحَدَرُ
لوْ أنصفوا تبعوا غيثاً بصيبهِ
غنوا وَلمْ يخذلوا ملكاً بهِ نصروا
وَكَانَ لَمَّا التَقى الجَمْعَانِ بَيْنَهُمَا
ضَرْبٌ بِهِ حَلَقُ الماذِيِّ يَنْتَثِرُ
كَيَوْمِهِمْ بِعَزَازٍ إِذْ مَضَوا قُدُماً
وَلَنْ أَخِفَّ إِلى جَدْوى وَإِنْ كَثُرَتْ
ذاكَ المقامُ لنصرٍ آية ٌ ظهرتْ(35/217)
لمْ يؤتها قبلهُ بدوٌ وَلاَ حضرُ
وَقدْ تضاعفَ عزٌّ أنتَ وارثهُ
كَمَا تَضَاعَفَ نَبْتٌ جَادَهُ المَطَرُ
وَقارَعَتْ عَنْ ثُغُورِ المُسْلِمِينَ قَناً
سمرٌ مواردها اللباتُ وَالثغرُ
أَطَعْتَ شارِعَ دِينٍ أَنْتَ ناصِرُهُ
فَصَارَ يَجْرِي بِما أَحْبَبْتَهُ القَدَرُ
وَصَانَعَتْكَ مُلُوكُ الرُّومِ حاذِرَة ً
خطباً إذا ما عرا لمْ ينفعِ الحذرُ
وَ عزمة ً لكَ لا تنبو مضاربها
عنِ العدا حينَ ينبو الصارمُ الذكرُ
ألوتْ بنجوة ِ منْ في طرفهِ خزرٌ
وَقَوَّمَتْ زَيْغَ مَنْ فِي خَدِّهِ صَعَرُ
مِنْ أَجْلِهَا سَلَّمُوا مَا أُودِعُوا فَرَقاً
وَلَوْ تَشَاءُ أَبَاحُوكَ الَّذي ادَّخَرُوا
وَهلْ يحيدونَ عنْ شيءٍ أمرتَ بهِ
وَبَعْضُ أَنْصَارِكَ التَّأْيِيدُ وَالظَّفَرُ
فَلْيَلْزَمُوا اللّقَمَ الوَضَّاحَ إِنْ طَلَبُوا
أَمْناً فَحَزْمُكَ لاَ يُمْشى لَهُ الخَمَرُ
تنأى المخاوفُ عنْ أكنافِ مملكة ٍ
بِنَاصِرِ الدِّينِ تَسْتَعْدِي وَتَنْتَصِرُ
وَيسكنُ الخصبُ في أرضٍ يحلُّ بها
تاجُ الملوكِ وَإنْ لمْ يسقها المطرُ
ثبتُ الجنانِ بحيثُ الصبرُ يلجئهُ
إلى مواردَ يحلو عندها الصبرُ
إنْ همَّ بالحربِ صدتهُ عزائمهُ
عما دعاهُ إليهِ الظلمُ وَالأشرُ
وَإنْ دعاهُ الندى مواهبهُ
وَلَمْ يَحُلْ دُونَهَا مَطْلٌ وَلاَ عُذُرُ
مِنْ مَعْشَرٍ طَالَمَا شَبُّوا بِكُلِّ وَغَى ً
ناراً رؤوسَ أعاديهمْ لها شررُ
وَصَابَرُوا الحَرْبَ تَكْذِيباً لِقَائِلِهِمْ
" وَقيسُ عيلانَ منْ عاداتها الضجرُ "
منْ كلَّ منْ تنتضي منهُ حفيظتهُ
سَيْفاً لَهُ الأَثَرُ المَحْمُودُ وَالأُثُرُ
مُعَظَّمُونَ يُطِيعُ النَّاسُ أَمْرَهُمْ
وَلاَ يطيعونَ للأملاكِ إنْ أمروا
وَلاَ يُخُوَّفُ مَنْ رَاعَوْا وَمَنْ مَنَعُوا
وَلاَ يعنفُ منْ راعوا وَمنْ قهروا
همْ قارنوا الحسنَ بالإحسانِ عنْ كرمٍ
حَتَّى تَشَابَهَتِ الأَفْعالُ وَالصُّوَرُ
وَأنتَ أمنعهمْ جاراً وَأبعدهمْ(35/218)
مدى ً وَأطيبهمْ ذكراً إذا ذكروا
قدْ شاعَ ذكركَ في الدنيا برغمِ عدى ً
يَطْوُونَهُ مَا اسْتَطَاعُوا وَهْوَ يَنْتَشِرُ
فَهَلْ رِيَاحُ سُلَيْمَانٍ تَجُوبُ بِهِ الـ
ـبِلاَدَ أَمْ بَاتَ يَسْرِي بِکسْمِكَ الخَضِرُ
أيامكَ الغرُّ زادتْ بهجة ً فبها
هذا الزمانُ على َ الأزمانِ يفتخرُ
أمنٌ وَعدلٌ وَعفوٌ فالعدى حرضٌ
وَالظلمُ مرتدعٌ وَالذنبُ مغتفرُ
وَقَدْ أَضاءَتْ سَماءُ المَجْدِ إِذْ طَلَعَتْ
منْ مكرماتكَ فيها أنجمٌ زهرُ
لاَ يَبْلُغُ الغَيْثُ غِبَّ المَحْلِ غايَتَهَا
وَلاَ ينالُ مداها وَهوَ منهمرُ
تُزْجِي سَحائِبَ جُودٍ جَودُها مِنَنٌ
تسقي رياضَ ثناءٍ تربها الفكرُ
مَحَوْتَ ذِكْرَ الكِرَامِ الأَوَّلِينَ بِها
وَالسَّيْلُ ما غَرِقَتْ فِي فَيْضِهِ الغُدُرُ
تَفْدِيكَ أَرْوَاحُ أَقْوَامٍ مَتى بَخِلُوا
أنْ يفتدوكَ بها لؤماً فقدْ كفروا
جَلَتْ سُيُوفُكَ عَنْهُمْ كُلَّ دَاجِيَة ٍ
لَمْ يَجْلُها عَنْهُمُ شَمْسٌ وَلاَ قَمَرُ
ببرئكَ اجابتِ اللأواءُ عنْ أمم
لَوْلاَ حَياتُكَ لَمْ يَحْسُنْ لَها النَّظَرُ
وَهلْ شفاؤئكِ إلاَّ رحمة ٌ لهمُ
فَلْيَشْكُرُوا اللّهَ وَلْيُوفُوا بِما نَذَرُوا
إذا عدتكَ الليالي في تصرفها
فكلُّ حادثة ٍ جاءتْ بها هدرُ
وَالمُسْلِمُونَ بِخَيْرٍ ما سَلِمْتَ لَهُمْ
يُرْجى وَيُخْشى لَدَيكَ النَّفْعُ وَالضَّرَرُ
لاَ يَعْدَمُوا سَطَواتٍ طالَمَا رَدَعَتْ
مَنْ لَيْسَ يَرْدَعُهُ الآياتُ وَالنُّذُرُ
أَهْلُ السَّلاَمَة ِ فِي أَمْنٍ وَفِي دَعَة ٍ
ما حطتهمْ ولأهلِ الظلمِ مزدجرُ
ذللتَ لي الخطبَ حتى صرتُ أذعرهُ
وَحْدِي إِذَا عَجِزْتَ عَنْ حَرْبِهِ الأُسَرُ
وَأَثْمَرَتْ فِيْكَ آمالِي وَلَوْ قَصَدَتْ
سِوَاكَ كَانَتْ غُصُوناً مالَهَا ثَمَرُ
فَلْيَيْأَسِ الطَّالبُوا مَدْحِي فَمَطْلَبُهُ
إِلاَّ عَلَى مَنْ كَفَانِي بَذْلَهُ عَسِرُ
ظَنُّوا نَوَالَهُمُ قَصْدِي وَمُمْتَنِعٌ(35/219)
أَنْ يَأَكُلَ البازُ مِمَّا يَأْكُلُ النُّغَرُ
لنْ أجعلَ الحمدَ ذخراً عندَ غيركَ لي
منْ فازَ باغمرِ لمْ يصلحْ لهُ الغمرُ
وضلنْ أخفَّ إلى جدوى وَإنْ كثرتْ
أَنَّى وَظَهْرِي بِما حَمَّلْتَنِي وَقِرُ
حسبي إذا أنا فاخرتُ الورى حسباً
أني بخدمة ِ هذا الملكِ أفتخرُ
بكلَّ عذراءَ يطغيها تبرجها
وَمنْ صفاتِ الحسانِ الخردِ الخفرُ
منَ السوائرِ في الأفاقِ قدْ جمعتْ
مِنْ مَأْثُرَاتِكَ مَالاَ تَجْمَعُ السِّيَرُ
تَحْوِي الصَّحَائِفُ مِنْهَا كُلَّمَا كُتِبَتْ
عَرْفاً هُوَ المِسْكُ لاَ مَا تَضْمَنُ العِتَرُ
إِنْ قَصَّرَتْ دُونَ مَا تُولِي فَلَيْسَ بِهَا
وَأَنْتَ تَعْلَمُ عَنْ نَيْلِ السُّهى قِصَرُ
فاقتْ هباتكَ أوفى ما أقولُ فما
أَسْرَفْتُ فِي الشُّكْرِ إِلاَّ قِيلَ مُخْتَصِرُ
متى أكافيءُ ما خولتَ منْ نعمٍ
وَالمدحُ في جنبِ ما خولتَ محتقرُ
بقيتَ ما دامتِ الأعيادُ عائدة ً
مخلدَ ممدوداً لكَ العمرُ
وَلاَ عَدَاكَ ثَناءُ المادِحِينَ فَكَمْ
قَدَّتْ فَقارَ حَسُودٍ هذِهِ الفِقَرُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> ما في المعالي عليٌّ منكَ يعتصمُ
ما في المعالي عليٌّ منكَ يعتصمُ
رقم القصيدة : 27518
-----------------------------------
ما في المعالي عليٌّ منكَ يعتصمُ
مذْ ظافرتكَ عليها هذهِ الشِّيمُ
وَقَدْ سَعى کلنَّاسُ فِي ذَا النَّهْجِ فَالْتَمَسُوا
مَدَاكَ دَهْراً وَلكِنْ خَابَ سَعْيُهُمُ
فَلْيَيأَسُوا مِنْ مَعَالِيكَ الَّتِي بَهَرَتْ
هذا وَمَا بَلَغَتْ غَايَاتِهَا الهِمَمُ
وَكُلَّما ازْدَدْتَ بِالأَفْعَالِ مَنْزِلَة ً
لاَ تُرْتَقى زَادَ فِي حُسَّادِكَ الأَلَمُ
قلَّدتهمْ منناً لا ينهضونَ بها
أَوَانَ أَوْضَحْتَ بِالإِعْجَازِ عُذْرَهُمُ
وَقَصَّرَ الْقَوْمُ عَمَّا نِلْتَهُ هِمَماً
فَأَقْلَعَتْ بَعْدَ تَبْرِيحٍ هُمُومُهُمُ
لقدْ بنيتَ غياثَ المسلمينَ لهمْ
بالجدِّ والجدِّ عزّاً ليسَ ينهدمُ(35/220)
فكلُّ منزلة ٍ حلُّوا بها حرمٌ
وَكُلُّ أَشْهُرِهِمْ مِنْ أَمْنِها حُرُمُ
وما خلاَ منْ جزيلِ العرفِ منتجعٌ
كلاَّ ولاَ منْ جميلِ الصَّفحِ مجترمُ
أمنٌ وعدلٌ وعفوٌ فالغنى حرصٌ
والذَّنبُ مغتفرٌ والجورُ منصرمُ
وَمُذْ عَزَزْتَ فَشَعْبُ الإِفْكِ مُنْصَدِعٌ
في كلِّ أرضٍ وشعبُ الحقِّ ملتئمُ
وكاتبتكَ ملوكُ الأرضِ راغبة ً
فِيما لَدَيكَ وَأَقْصى سُؤْلِهَا السَّلَمُ
كُلٌّ إِلَيْكَ يُؤَدِّي جِزْيَة ً رَهَباً
قَدْ يَبْذُلُ الْخَوْفُ مَا لاَ يَبْذُلُ الْكَرَمُ
خَافُوا سُطَاكَ فَمِنْ أَمْوَالِهِمْ تُحَفٌ
تأتي الإمامَ ومنْ أولادهمْ حشمُ
عَنْ هَيبَة ٍ لَكَ لَوْ قَبْلَ الرَّسُولِ أَتَتْ
فؤادَ مكَّة َ لمْ يعبدْ لمْ بها صنمُ
خيِفَتْ فَمُذْ حَطَمَتْ صُمَّ الْقَنا خَطَمَتْ
منَ العدى كلَّ أنفٍ ليسَ ينخطمُ
فَصَارَ يَطْعُنُ فِي إِقْدَامِهِ قُبُلاً
منْ كانَ يطعنُ شزراً وهوَ منهزمُ
نَظَمْتَ مِنْ شَمْلِ هذَا الدِّينِ مَا نَثَرُوا
لمَّا نثرتَ منَ الطُّغيانِ ما نظموا
ولوْ أفادهمُ عمرو مكايدهُ
مَا فَكَّهُمْ مِنْ إِسَارِ الرُّعْبِ إِفْكُهُمُ
وما خصصتَ عدوّاً دونَ صاحبهِ
إلاَّ لينذرَ بعضُ القومِ بعضهمُ
مُكَافِحاً عَنْ حُقُوقٍ مَنْعُهَا شَرَفٌ
وصافحاً عنْ ذنوبٍ طيُّها كرمُ
عنْ رحمة ٍ طالما أدنتْ عواطفها
منْ سيبكَ الغمرِ منْ لمْ تدنهِ رحمُ
لَمَّا عَتَوْا مَنَعَ الإِنْعَامَ وَاهِبُهُ
فَمُذْ عَنَوْا بَذَلَ الإِنْعَامَ مُنْتَقِمُ
عَزَائِمٌ ذُلُقٌ مَا قَبْلَهَا حَذَرٌ
وأنعمٌ غدقٌ ما بعدها ندمُ
وما مذلٌّ بنُ باديسٍ وأسرتهُ
إلاَّ بغاة ُ محالٍ مانَ ظنُّهمُ
ما أبعدَ الصِّدقَ منْ ظنٍّ تكذِّبهُ
زرقُ الأسنَّة ِ والهنديَّة ُ الخذمُ
وَخَيَّبَ ابْنَ حَبِيبٍ خَادِعاً فَوَهى
جارُ الذَّليلِ على العلاّتِ معتضمُ
حتّى نحاكَ على كرهٍ يسيرُ بهِ
أقبُّ لمْ يدرِ ما الإعياءُ والسَّأمُ
تَسُوقُهُ الرِّيحُ حَثّاً وَهْوَ يَسْبِقُهَا(35/221)
وَيُفْرَجُ الْمَوْجُ عَنْهُ وَهُوَ يَلْتَطِمُ
وما استجاشَ نصيراً نطقهُ كذبٌ
إلاْ ليمطى بعيراً خلقهُ عممُ
عَلى الْجُيُوشِ مُطِلاًّ لاَ لِتَكْرِمَة ٍ
وما رأيتُ علوّاً قبلهُ يصمُ
يَرى وَيَسْمَعُ مَا خَيْرٌ لِنَاظِرِهِ
وسمعهِ منهما الإعماءُ والصَّممُ
وما أراكَ بما قدْ كانَ مقتنعاً
حتّى يبيدَ الهلاليُّونَ كلُّهمُ
فِعْلَ الصُّلَيْحِيِّ بِالجَيْشَانِ مُزْدَلِفاً
برايتيكَ فما زلَّتْ بهِ قدمُ
لمَّا سقى الأرضَ غيثاً منْ دمائهمُ
لا تدَّعي مثلهُ في سحِّها الدِّيمُ
يومَ اقتضتْ دينَ دينٍ أنتَ ناصرهُ
ظبى ً مواردها الأعناقُ والقممُ
وَقَائِعٌ لَبِسَ الْحَقُّ الشَّبَابَ بِهَا
منْ بعدِ أنْ قيلَ قدْ أودى بهِ الهرمُ
وَلأبْنِ بَادِيسَ يَوْمٌ مِنْكَ تَرْقُبُهُ
بيضُ الصَّوارمِ إنْ لمْ يبرهِ السَّقمُ
يروقهُ صبرهُ فامتازَ معتصماً
لَوْ کنَّ صَبْرَة َ مِنْ ذَا کلْعَزْمِ مُعْتَصَمُ
وَأَمَّ مُرْسَلُهُ بَغْدَادَ مُنْتَجِعاً
حَمَّالَة َ الضَّيْمِ في سُلْطَانِهِ وَصَمُ
فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُ مَا رَامَ صَاحِبُهُ
فَعَاضَهُ مِنَحاً وِجْدَانُهَا عَدَمُ
وعادَ تحتَ ظلامِ اللَّيلِ مستتراً
حتّى أذاعَ مليكُ الرُّومِ سرَّهمُ
يرجو الرِّضى منكَ في إخفارِ ذمَّتهِ
وفي رضاكَ لعمري تخفرُ الذِّممُ
لقدْ بغى نصرَ قاصٍ قصَّرتْ يدهُ
عنْ نصرِ منْ دارهُ منْ دارهِ أممُ
وَمَنْ أَبُوهُ عَلِيٌّ لاَ يُنَازِعُهُ
ميراثَ أحمدَ باغٍ عمُّهُ قثمُ
قدِ انطوى زمنٌ عزَّ الضَّلالُ بهِ
ففاتَ آلَ رسولِ اللهِ حقُّهمُ
وَلَوْ تَوَلَّيْتَ أُولى الدَّهْرِ أَمْرَهُمُ
لمْ يهتضمْ ولدَ الزَّهراءِ مهتضمُ
ولمْ تصلْ غيرُ الأيَّامِ عادية ً
فَالبُطْلُ مُدَّعَمٌ وَالحَقُّ مُدَّغَمُ
حوادثٌ ورَّثتْ مروانَ ظالمة ً
خلافة ً لمْ يخلِّفها لهُ الحكمُ
وَعَاوَدَتْ بِبَنِي العَبَّاسِ قَاهِرَة ً
بَنِي أُمَيَّة َ حَتّى زَالَ مُلْكُهُمُ(35/222)
حَتّى إِذَا أَقْلَعَتْ عَنْ جَوْرِهَا عَقَدَتْ
منْ ذي الأمانة ِ عقداً ليسَ ينفصمُ
وأيَّدَ اللهُ بالميمونِ طائرهُ
هذَا الإِمَامَ فَقَدْ دَانَتْ لَهُ الأُمَمُ
بِمُدْرِكٍ وَهْوَ لِلْهَيجَاءِ مُعْتَزِلٌ
ما لمْ ينلهُ سواهُ وهوَ معتزمُ
يَقْظَانُ يُحْبَسُ مِنْ أَلْحاظِهِ النَّفَسُ الْ
جَارِي وَتُقْبَسُ مِنْ أَلْفاظِهِ الْحِكُمُ
لمَّا انتضاكَ لنصرِ الدِّينِ شارعهُ
كنتَ الحسامَ بهِ الأدواءُ تنحسمُ
خَيْلٌ مِنَ الرَّأْيِ فِي الآفاقِ جَارِيَة ٌ
يَشُدُّهَا الْحَزْمُ يَوْمَ الرَّوْعِ لاَ الْحُزُمُ
تروعُ كلَّ عدوٍّ وهيَ صافنة ٌ
فَمَا يُظَنُّ بِهَا إِنْ آنَ مُقْتَحَمُ
حميَّة ٌ أفنتِ المرَّانَ تنصرها
تقيَّة ٌ زالَ فيها الشَّكُّ والوهمُ
تعلو بها وزراءً أنتَ سيِّدهمْ
كما سما أصفياءٌ أنتَ تاجهمُ
هوَ البناءُ الَّذي طالتْ دعائمهُ
فما بنى مثلهُ عادٌ ولاَ إرمُ
والمكرماتُ الَّتي تهوى بهنَّ ندى ً
مَا حَاتِمٌ مِنْهُ فِي شَيءٍ وَلاَ هَرِمُ
أربى على باذلِ الكومِ العشارِ قرى ً
منْ جودهُ النِّعمُ المسناة ُ لا النَّعمُ
إِنْ هَاشِمٌ خُزِلَتْ يَوْماً فَلاَ عَرَبٌ
تقاربُ الأزدَ في مجدٍ ولاَ عجمُ
همُ الألى نشرتْ أفعالهمْ لهمُ
مناقباً عجزتْ عنْ مثلها القدُمُ
وأنتَ والحقُّ بادٍ غيرُ مكتتمٍ
أَعْلى الْفُرُوعِ الَّتِي طَالَتْ بِها الجِذَمُ
مِنْ مَعْشَرٍ عُرِفُوا بِالبَذْلِ إِنْ سُئِلُوا
وَالْفَصْلِ إِنْ نَطَقُوا وَالعَدْلِ إِنْ حَكَمُوا
أَرْبَابُ أَرْدِيَة ٍ لاَ ظُلْمَ يَصْحَبُها
يوماً وأردية ٍ تجلى بها الظُّلمُ
فَمِنْ طَيَالِسَ لَمْ تَعْلَقْ بِها تُهَمٌ
وَمِنْ صَوَارِمَ كَمْ رِيَعَتْ بِها بُهَمُ
قومٌ أفادوا بأيَّامِ الحياة ِ على ً
تَضَاعَفَتْ بِكَ أَضْعَافاً وَهُمْ رِمَمُ
وابناكَ منْ بعدُ أوفى النَّاسِ كلِّهمُ
قِسْماً إِذَا ظَلَّتِ الْعَلْيَاءُ تُقْتَسَمُ
مَلَكْتُمُ الْفَخْرَ مُذْ كُنْتُمْ فَنَاشِئُكُمْ(35/223)
يَحْتَلُّ أَعْلى ذُرَاهُ قَبْلَ يَحْتَلِمُ
تَبَارَكَ اللَّهُ رَبَّ الْخَلْقِ خَالِقُكُمْ
منْ جوهرٍ جلَّ أنْ تلفى لهُ قيمُ
سَعَيتُ لِلْمَجْدِ مِنْ طُرْقٍ ضَلَلْتُ بِها
وذاكَ والمجدُ غفلٌ مالهُ علمُ
وَ هَا أَنَا اليَوْمَ لاَ أَرْضى الْخُمُولَ وَلِي
هذَا الْمَقَامُ إِلى التَّنْوِيهِ بِي لَقَمُ
سَلْ عِلْمَكَ الْجَمَّ عَنِّي فَهْوَ يُخْبِرُنِي
يُخْبِرْكَ أَنِّي لِسَانٌ وَالزَّمَانُ فَمُ
وَكَيْفَ أُغْضِي لأَيَّامِي عَلَى دَخَلٍ
أَنّى وَأَنْتَ عَلَى الأَيَّامِ مُحْتَكِمُ
وما طلبتُ الغنى حتّى عممتَ بهِ
وكانَ مثلكَ هيناً عندهُ العدمُ
تَحَرَّزَ الْمَجْدُ حَتّى قَالَ طَالِبُهُ
أماتهُ الدَّهرُ أمْ أمَّاتهُ عقمُ
أُري التَّجمُّلَ أعدائي فأعينهمْ
تُسِيغُهُ ثُمَّ تَأْبَاهُ قُلُوبُهُمُ
كخاضبٍ واللَّيالي غيرُ ألية ٍ
تُذِيعُ مِنْ شَيبِهِ مَا يَكْتُمُ الْكَتَمُ
سمني بميسمِ نعماكَ الَّتي غمرتَ
غَيْرِي فَمَا تُغفِلُ الأَيَّامُ مَنْ تَسِمُ
أَرُومُ تَرْكَ دِمَشْقٍ ثُمَّ يَجْذُبُنِي
حَرّى قُلُوبٍ بِهَا لاَ مَاؤُهَا الشَّبِمُ
وَحَيْثُ كُنْتُ فَإِنِّي نَاظِمٌ عُمُرِي
لذي المعالي عقوداً درُّها الكلمُ
أَنْأَى إِذَا ما انْقَضَتْ مَشْكُورَة ً خِدَمِي
حيناً وأدنو إذا ما عنَّتِ الخدمُ
لِلّهِ عَصْرُكَ مَا أَوْفى مَحَاسِنَهُ
كمْ يقظة ٍ فيهِ خلنا أنَّها حلمُ
بقيتَ ما كرَّتِ الأيَّامُ مغتنماً
شكرَ الورى ولديكَ الفوزُ مغتنمُ
وَلاَ خَلاَ مِنْكَ مَا جَلَّى کلدُّجَى فَلَقٌ
دَهْرٌ بِكَ انْكَشَفَتْ عَنْ أَهْلِهِ الغُمَمُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> سَلْ عَنْ فَضائِلِكَ الزَّمانَ لِتُخْبَرا
سَلْ عَنْ فَضائِلِكَ الزَّمانَ لِتُخْبَرا
رقم القصيدة : 27519
-----------------------------------
سَلْ عَنْ فَضائِلِكَ الزَّمانَ لِتُخْبَرا
فنطيرُ مجدكَ ما رآهُ وَلاَ يرا
أوْ لاَ فدعهُ وَادعِ الشرفَ الذي(35/224)
أعيا الأنامَ فلستَ تلقى منكرا
ما احتاجَ يوماً أنْ يقامَ بشاهدٍ
حقٌّ أزالَ الشكَّ وَاجتاحَ المرا
وَلقدْ جمعتَ مناقباً ما استجمعتْ
مَشْهُورَة ً ما اسْتَعْجَمَتْ فَتُفَسَّرا
وَمَلَكْتَ أَهْوَاءَ النُّفُوسِ بِأَنْعُمٍ
عَمَّتْ فَأَيْسَرُ حَقِّها أَنْ تُشْكَرا
مَنٌّ يَلُوحُ عَلَى الجِبَاهِ مُسَطَّراً
وَهَوَى ً يَظَلُّ عَلَى القُلُوبِ مُسَيْطِرا
لوْ لمْ تملككَ الأمورُ قيادها
ضعفتْ قوى ً مما عرا وَوهتْ عرى
فطلِ الكرامَ فأنتَ أثبتهمْ قرا
في حملِ نائبة ٍ وَأعجلهمْ قرى
لَسَهِرْتَ فِي حِفْظِ الذِّمارِ وَإِنَّهُ
مَجْدٌ لَدُنَّكَ أَنْ يَنامَ وَتَسْهَرا
فَالسِّلْمُ مِثْلُ الحَرْبِ مُنُذُ تُخُوِّفَتْ
وَثَباتُ بَأْسِكَ وَالإِقَامَة ُ كَالسُّرى
ما كَانَ هذَا الأَمْرُ مَظْنُوناً وَلاَ
مُتَوَهَّماً فَجَعَلْتَهُ مُسْتَشْعَرا
قَدْ فاقَ جَدُّكَ جَدَّ عَمِّكَ وَهْوَ مَنْ
ذَلَّتْ لِسَطْوَة ِ عِزِّهِ أَسْدُ الشَّرى
إِنْ كانَ هذَا الجَدُّ أَرْدى تُبَّعاً
خَوْفاً وَذَاكَ الجِدُّ رَوَّعَ قَيْصَرا
فَکفْخَرْ فَأَنْتَ السَّيْفَ يفْرِي مُغْمداً
قممَ العدى وَالليثُ يفرسُ مخدرا
جَرَّدْتَ رَأْيَكَ وَالسُّيُوفُ مُقَرَّة ٌ
بِغُمُودِهَا فَكَفَيْتَها أَنْ تُشْهَرا
وَلَوِ الوَغى شُّبَّتْ كَفَيْتَ مُصالِتاً
كَيْدَ الطُّغَاة ِ كَما كَفَيتَ مُدَبِّرا
لمِ لاَ تعزُّ وأنتَ غرة ُ أسرة ٍ
ضَمِنَتْ لَها النَّخوَاتُ ألا تُقْهَرا
قدْ أصبحَ اسمكَ عنْ قراعكَ نائباً
وَكفى العدوَّ مروعاً أنْ تذكرا
لِلْدَّوْلَة ِ الغَرَّاءِ مِنْكَ ذَخِيرَة ٌ
جَلَّتْ فَحُقَّ لِمِثْلِهَا أَنْ يُذْخَرا
يا سَيْفَها المَا ضِي وَنَاصِرَها أفْتَخِرْ
بِمَكَانِكَ الأَعْلى عَلَى كُلِّ الوَرى
إِنَّ الخَلاَئِفَ مُذْ بَلَوْكَ نَصاحَة ً
جَعَلُوا لَكَ الشَّرَفَ الرَّفِيعَ مُقَرَّرا
وَصَّى بِذَاكَ الحَاكِمُ العَدْلُ أبْنَهُ
قدماً وَأوصى الظاهرُ المستنصرا(35/225)
ضَنّاً بِمَنْ يَغْشى الوَغى مُتَبَرِّجاً
وَتَفُوحُ رَيَّاها فَتُحْسَبُ عَنْبَرا
مَحْضُ الإِبَاءِ مِنَ النَّزَاهَة ِ كُوِّنَتْ
أَفْعَالُهُ وَمِنَ النَّباهَة ِ صُوِّرا
قَلْبٌ لَها بِالنُّسْكِ عَنْ ذِكْرِ الخَنا
وَلُهى ً أُبَتْ لِلْوَفْرِ أَنْ تَتَوَفَّرا
لوْ لمْ يفضْ ذهبَ الثناءُ إضاعة ً
أوْ لاَ فكانَ بضاعة ً لا تشترى
يابْنَ الأُلى قَالَتْ لَهُمْ أَفْعَالُهُمْ
لاَ يستحقُّ سواكمُ أنْ يفخرا
العارضينَ إذا الكريهة ُ عارضتْ
فَوْقَ المَعارِفِ كُلَّ لَدْنٍ أَسْمَرا
بينَ الأسنة ِ وَالأعنة ِ ذبلٌ
لاَ تَكْسِرُ الأَعْدَاءَ حَتّى تُكْسَرا
ورودا بهنَّ منَ الدروعِ غدائراً
يأبى تحطمها بها أنْ تصدرا
ما ضَرَّ مَنْ أَصْبَحْتَ تَكْلأُ شامَهُ
بمضاءِ عزمكَ أنْ يغيبَ وَتحضرا
ما خَصَّ خالِقُنا بِقُرْبِكَ بَلْدَة ً
إلاَّ أتاحَ لها الصلاحَ الأكبرا
قدْ كنتَ بالإسكندرية ِ مرة ً
فأريتها منْ عدلكَ الإسكندرا
يَبْغِي العِدى إِطْفَاءَ نارِكَ ضِلَّة ً
فيزيدها هذا الفعالُ تسعرا
فتقدمِ الأمراءَ غيرَ منازعٍ
فوراءَ زندكَ كلُّ زندٍ قدْ ورى
إِنْ حَاوَلُوا إِدْرَاكَ سَعْيِكَ خُيّبُوا
فَليُشْبِهُوكَ تَصَوُّناً وَتَصَوُّرا
مَابَينَ مَجْدِكَ وَالمُحَاوِلِ نَيلَهُ
إلاَّ كما بين الثريا وَالثرى
أصبحتَ منقطعَ القرينِ فلوْ جرى
وَهْمُ المُنَافِسِ فِي مَدَاكَ تَقَطَّرا
أَمَّا الصِّيامُ فَقَدْ قَضَيتَ فروضَهُ
بِقَضِيَّة ٍ مَا حُلْتَ عَنْهَا مُفْطِرا
لما أقامَ لديكَ حلَّ موقرا
وَقَدْ اسْتَقَلَّ بِشُكْرِ صُنْعِكَ مُوقَرا
شهرٌ نمتْ بركاتهُ فتهنهُ
حَتّى لَقَلَّدَ مِنَّة ً لَنْ تُكْفَرا
شهرٌ بهِ نزلَ الكتابَ وَجاءنا
فِيهِ الكِتَابُ بِمَ يَسُرُّكَ مُخْبِرا
خبرٌ تقدمهُ إلينا عرفهُ
حتى أتى قبلَ البشيرِ مبشرا
حياكَ قبلَ قدومهِ بنسيمهِ
فكأنهُ إذْ جاءَ جاءَ مكررا
لوْ لمْ يفضَّ عنِ الكتابِ ختامهُ
أَغْنَاهُ طَيِّبُ نَشْرِهِ أَنْ يُنْشَرا(35/226)
قَدِمَتْ بِمَقْدَمِهِ سَعَادَاتُ المُنى
وَبِهِ تَسَالَمَتِ النَّوَاظِرُ وَالكَرى
أبداً معدٌّ عندَ عدَّ ثقاتهِ الـ
ـمستخلصينَ لهُ أعدَّ الخنصرا
وَاختارَ منْ تاجِ الرياسة ِ منْ بهِ
فاقَ الأئمة َ فكرة ً وَتخيرا
منْ نابَ فخرُ الملكِ عنهُ فلمْ يزلْ
لِلْملْكِ بِالأَمْرِ العَظِيمِ مُظَفَّرا
إنَّ الوزارة َ مذْ تحلتْ باسمهِ
عزتْ ذرى ً في ظلهِ وَعلتْ ذرى
أَفْضَى إِلى المُتَهَلِّلِ العَذْبِ الجَنى
ما فَارَقَ المُتَجَبِّرَ المُتَكَبِّرا
شكراً لما فعلَ الزمانُ وَمنْ لنا
لوْ كانَ قدمَ مجملاً ما أخرا
فَکسْعَدْ بِعِيدٍ يَتْبَعُ النَّبَأَ الَّذِي
أطرا لنا فعلَ الليالي إذْ طرا
وَتملَّ عمرَ أبي عليًّ إنهُ
فرعٌ أنافَ فجاءَ يحكي العنصرا
قدْ همَّ أنْ يرقى محلكَ بلْ رقا
وَسَعى لِيُحْرِزَ مَأْثُرَاتِكَ بَلْ جَرى
هَوِيَ الجَمِيلَ فَفاقَ مِثْلَكَ مَخْبَراً
وَحَوى الجَمَالَ فَرَاقَ مِثْلَكَ مَنْظَرا
وَمَضَتْ عَزَائِمُهُ وَلَيْسَ بِمُنْكَرٍ
لاِبْنِ الغَضَنْفَرِ أَنْ يَكُونَ غَضَنْفَرا
فليلحقِ النعمانَ في سلطانهِ
بلْ فليطلهُ فقدْ علوتَ المنذرا
سهلتَ لي نهجَ الغنى معَ أنني
لمْ ألقهُ فيما مضى متوعرا
لكنْ أنلتَ وَدوحُ حالي مزهرٌ
فسقيتهُ بنداكَ حتى أثمرا
جودٌ كفى الآمالَ أولَ وهلة ٍ
ما كانَ مستقصى ً وَلاَ مستقصرا
إنْ راقكَ السكرُ الحلالُ فإنني
سأديرُ كاساتِ الثناءِ لتسكرا
سُكْراً لَوَ أنَّ أَبا نُوَاسٍ ذَاقَهُ
يوماً لأنساهُ سلافة َ عكبرا
مِنْ بَحْرِ فِكْرِي تُقْتَنى الدُّرَرُ الَّتي
أَعْيَتْ نَظَائِرُها عَلَى مَنْ فَكَّرا
فلأنظمنَّ لذا العلاءِ قلائداً
متضمناتٍ ذا الكلامَ السيرا
تَبْدُو لِرَائِيها فَتُحْسَبُ جَوْهَرا
شَرُفَتْ لَدَيْكَ مَطَالِبي وَمَكَاسِبِي
فغدوتُ منْ وفرٍ وَفخرٍ مكثرا
وَهجرتُ أملاكَ الزمانِ مواصلاً
هذَا الجَنَابَ وَحُقَّ لِي أَنْ أَهْجُرا
لَوْ رُمْتُ نَيْلَكَ عِنْدَهُمْ لَعَدِمْتُهُ(35/227)
أَوْ رُمْتُ مِثْلَكَ فِيهِمُ لَتَعَذَّرا
ساجلْ براحتكَ البحارَ فإنها
بَحْرٌ تَضَمَّنَ مِنْ بَنَانَكَ أَبْحُرا
وَأسْلَمْ لِمَعْرُوفٍ رَفَعْتَ مَنَارَهُ
فَفَشَا بِأَرْضِكَ مُذْ قَمَعْتَ المُنْكَرا
وَأبْجَحْ بِأَنَّكَ ذُو الأَحَادِيثِ الَّتي
ظَلَّ الزَّمَانُ بِنَشْرِها مُتَعَطِّرا
العصر العباسي >> البحتري >> فتور الجفون وإمراضها
فتور الجفون وإمراضها
رقم القصيدة : 2752
-----------------------------------
فُتُورُ الجُفُون وإِمراضُها
نُبُوُّ الجُنُوبِ وإِقضَاضُها
وكَمْ سَهَر في الهَوى هاَجهُ
صُدودُ الغَوانِي وإِعراضُها
وبَيضَاءَ يُؤْيسُ هِجرَانُها
ويُطمِعُ في الوَصلِ إيماضُها
تَراءَتْ فأُثْبِتَ عَنْ لَحْظها
عَلِيلُ الجَوانِحِ مُنْهاضُها
أَإِسحَاق تَفديِيكَ مِن ماجِد
مُنَاسِبُ طَيٍّ وأَعْراضُها
وهُنيتَ تَكْرُمَةً سَاقَها
إِليْكَ نَدِي الكَفِّ فَيَّاضُها
سَرَابيل أَزْهرَ أَصفاكَها
رَقيقُ السَّرَابيلِ فَضْفاضُها
تدُلُّ عَلى زُلفَةٍ عِندَهُ
يُعاضُ الرَّغاَئِبَ مُعْتَاضُها
فَلا زِلتَ تَرمي إلي أَنعُمٍ
تُبِذُّ سِهَامَكَ أَغراضُها
العصر العباسي >> ابن حيوس >> وَلِي مَوْلى ً أَسَاءَ فَلَمْ أَسِمْهُ
وَلِي مَوْلى ً أَسَاءَ فَلَمْ أَسِمْهُ
رقم القصيدة : 27520
-----------------------------------
وَلِي مَوْلى ً أَسَاءَ فَلَمْ أَسِمْهُ
بِمِيسَمِ مَنْ أَسَاءَ وَلَمْ أُسَمِّهْ
وَقَدْ عَجِبَ الْوَرى وَاللّهُ يُبْقي
لِيَ الإِحْسَانَ مِنْ عَدْلِي وَظُلْمِهْ
أعرِّضُ ...... وما جناهُ
فَيَمْزُجُهُ وَيَأْخُذُنِي بِجُرْمِهْ
وَيَحْسِبُنِي أَخَذْتُ الْمَطْلَ عَنْهُ
فها أنا ضاربٌ فيهِ بسهمهْ
فَلاَ تَرْكَنْ إِلى صَبْرِي وَمَيْلِي
على نفسي ولوْ كنتُ ابنَ أمِّهْ
فَقَدْ يَعْدُو الْحَمِيمُ عَلَى أَخِيهِ
فَيَأْخُذُ حَقَّهُ مِنْهُ ابْنُ عَمِّهْ(35/228)
العصر العباسي >> ابن حيوس >> ماذِي المَساعِي الغُرُّ فِي قَدْرِ الوَرى
ماذِي المَساعِي الغُرُّ فِي قَدْرِ الوَرى
رقم القصيدة : 27521
-----------------------------------
ماذِي المَساعِي الغُرُّ فِي قَدْرِ الوَرى
فلذاكَ نحنُ نظنُّ يقظتنا كرى
تبدي لأعيننا فضائلَ ما رأتْ
أَمْثَالَها فِي العَالَمِينَ وَلاَ تَرى
وَضحتْ لنا فعلاؤها لا يمترى
في صدقه وَثناؤها لاَ يفترى
قدْ كنتُ عنْ مكنونها مستخبرا
فغدوتُ مذْ قربتني مستخبرا
فوددتُ أيامي تكونُ لديكَ أعـ
ـوَامَاً وَساعَاتِي القَصِيرَة َ أَشْهُرا
لرى وَأسمعَ كلَّ لحظة ِ ناظرٍ
ما راقَ مستمعاً وَأذهلَ منظرا
يَامَنْ إِذَا نَشَرَ الأَنَامُ حَدِيْثَهُ
مَلأَ الدُّنا عَرْفاً يَفُوقُ العَنْبَرا
إِنْ فاحَ فِي أَقْصَى البِلاَدِ فَبَعْدَ أَنْ
أَضْحَى الشَّآمُ بِعَرْفِهِ مُتَعَطِّرا
حَتّى لَخِلْنَا دَوْحَهُ وَتُرَابَهُ
عوداً قمارياً وَمسكاً أذفرا
مَنْ أَصْدَرَ الرَّايَاتِ حُمْراً مِثْلَمَا
أصدرتها غبّض الحروب تصدرا
وَمَلاَبِسُ التَّعْظِيمِ لاَئِقَة ٌ بِمَنْ
نَعى إِذَا لَبِسَ العَجاجَ الأَكْدَرا
لولاَ انصلاتكَ وَ الحوادثُ جمة ٌ
لغذا الهدى مما عرا وَاهي العرى
بِكَ أَيَّدَ الرُّحْمَنُ ظَاهِرَ دِيِنِهِ
وَبِحَدِّ سَيْفِكَ يَنْصُرُ المُسْتَنْصِرا
وَمَتى تُخِيفُ عَصَائِبٌ قَسَّمْتَها
بَيْنَ المَنايَا وَالرَّزَايا اشْطُرا
ذللتهمْ فلذاكَ أرخى ذيلهُ
مَنْ كَانَ قِدْماً لِلْحُرُوبِ مُشَمِّرا
وَمَنَيْتَهُمْ بِالفَقْرِ حَتّى أَشْبَهَتْ
في قلة ِ اقثراءِ معنٌ بحترا
وَلَوَ انَّ غَيْرَكَ رَامَ ذُعْرُ سَوَامِهِمْ
لأبى لها صمُّ القنا أنْ تذعرا
حتى إذا ما أقلعتْ ظلمُ الوغى
عنهمْ وَأبصرَ رشدهُ منْ أبصرا
عاذوا بملككَ خاضعينَ ليأمنوا
صَرْفَ الرَّدى وَاسْتَغْفَرُوكَ لِتَغْفِرا
فَمَنَعْتَ حَتّى لَمْ تَجِدْ مُسْتَبْدِلاً
وَغَفَرْتَ حَتّى لَمْ تَدَعْ مُسْتَغْفِرا(35/229)
وَلوا وَقدْ ألقوا أعنة َ خيلهمْ
وَأَتَوْا وَقَدْ سُلِبتْ قِلاَصُهُمُ البُرى
وَمَتى جَنَوْا ثَمَرَاتِ وَعْدِكَ وَاعْتَدَوْا
ألفوا وَعيدكَ مثلَ وَعدكَ مثمرا
فلتحذرِ الذؤبانُ في فلواتها
أسداً تحامتْ سخطهُ أسدُ الشرى
وَمظفراً كفلتْ لهُ عزماتهُ
أنْ لاَ يقدمَ همهُ منْ أخرا
إِنَّ ابْنَ جَرَّاحٍ دَعَاكَ وَ مَالَهُ
مما يحاذرُ غيرَ عفوكَ مدرا
فَأَجِبْ نِدَاءَ أَبِي النَّدى فَلَطَالَمَا
نَادَاهُ غَيْرُكَ خَاضِعَاً فَکسْتَكْبَرا
وَامننْ عليهِ محققاً آمالهُ
كرماً فكلُّ الصيدِ في جوفِ الفرا
مَا كَانَ أَثْقَبَ زَنْدَهُ لَوْ أَنَّهُ
مستقبلٌ منْ أمرهِ ما استدبرا
خلى بلاداً بعدَ ذمّ ورودها
وَلَسَوْفَ يَحْمَدُ إِنْ عَفَوْتَ المَصْدَرا
مذْ راءَ أفنية َ الممالك كلها
غُبْراً تَذَكَّرَ ذَا الجَنَابَ الأَخْضَرا
فَبَكى وَأَضْحَكَهُ الرُّجَاءُ فَمَا رَأَتْ
عينٌ سواهُ ضاحكاً مستعبرا
قرتْ جيادُ الخيلِ منذُ كفيتها
طلبَ العدوِّ مغلساً وَمهجرا
فأراحها منْ لاَ يريحُ جيادهُ
حتى تثيرَ بكلَّ أرضٍ عثيرا
حَتّى لَقِيدَتْ بُدَّناً وَلَوَ أَنَّهَا
قِيدَتْ لِيَوْمِ وَغى ً لَقِيدَتْ ضُمَّرا
مِنْ كُلِّ أَشْقَرَ لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلِ أَنْ
تغغشى بهِ وخزَ الأسنة ِ أشقرا
يتلوهُ أدهمُ كانَ ورداً برهة ً
مِمَّا تُسَرْبِلُهُ النَّجِيعَ الأَحَمرا
دَاجٍ وَيُشْرِقُ مِنْ ضِيَاءٍ حُجُولِهِ
فَيَخَالُهُ رَائِيهِ لَيْلاً مُقْمِرا
وَوَرَاءَهُ خَيْلٌ كَأَنَّ جُلُودَهَا
منْ نسجِ قسطنطينة ِ أوْ عبقرا
لَقَدْ أنْتَحَيْتَ لِمُصْطَفِيكَ مَنَائِحاً
تعيي الملوكَ مقدماً وَمؤخرا
مِنْ بَعْضِ مَا سَلَبَتْ قَنَاكَ مِنَ الْعِدى
ما هذهِ مما يباعُ وَيشترى
وَالْجَاهِلِيَّة ُ كُلُّهَا كَانَتْ تَرى
عقرَ القلوصِ ندى ً إذا المحلُ اعترى
إِذْ لَمْ تَكُنْ فِي عَصْرِهِمْ وَلَوَ أَنَّهُمْ
شهدوا زمانكَ ما استحلوا الميسرا(35/230)
وَكَفَاهُمُ عَقْرَ الْقَلُوصِ مُمَلَّكٌ
بعطية ِ الدررِ الثمينة ِ موفرا
وَنشرتَ منْ كشفِ المظالمِ ميتة ً
مَا كَانَ يَأْمُلُ آمِلٌ أَنْ تُنْشَرا
فَوَرى بِحُكْمِكَ زَنْدُ عَدْلٍ قَدْ كَبَا
وَ كبا لخوفكَ زندُ جورٍ قدْ ورى
وَحسمتَ ظلمَ الظالمينَ فعادَ منْ
يَمْشِي الْعِرَضْنَة َ وَهْوَ يَمْشِي الْقَهْقَرى
فالجورُ قدْ ألغاهُ منْ لمْ يلغهِ
وَالْحَقُّ مُعْتَرِفُ بِهِ مَنْ أَنْكَرا
خُلِقَ الْمُظَفَّرُ بِالْفَضائِلِ وَالنُّهى
وَالْمَجْدِ وَالذِّكْرِ الْجَمِيلِ مُظَفَّرا
جَدٌّ يُشايِعُهُ عَلَى حَوْزِ الْعُلى
جدٌّ إذا طلبَ العسيرَ تيسرا
وَهيَ العلى وَأبيكَ ليسَ يحوزها
مَنْ لَمْ يَطِبْ أَصْلاً وَيَكْرُمْ عُنْصُرا
وَالتُّرْكُ بَعْضُ النَّاسِ إِلاَّ أَنَّهُمْ
أَقْوى وَأَصْلَبُ فِي الْكَرِيهَة ِ مَكْسِرا
وَالنبعُ كالشريانِ إلاَّ أنَّ ذا
نَبْتُ الْوِهادِ وَذَاكَ نَبْتٌ فِي الذُّرى
باغي نظيركَ فائزٌ بمرادهِ
لكنْ إذا التقتِ الثريا وَالثرى
فلأنتَ عيدُ المسلمينَ فلاَ رأوا
رَبْعَ الْمَعالِي مِنْكَ يَوْماً مُقْفِرا
وَنداكَ روى روضَ شعري بارضاً
حَتّى لَصارَ كَما تَرَاهُ مُنَوِّرا
فليرعَ مجدكَ منهُ كلَّ خميلة ٍ
كفلتْ لها نعماكَ ألاَّ تمعرا
وَالروضُ لستَ تراهُ أبلجَ ناضراً
إلاَّ بحيثُ ترى الحيا مثعنجرا
إِنِّي وَجَدْتُكَ تاجَ كُلِّ مُمَلَّكٍ
فكسوتُ هذا التاجَ هذا الجوهرا
وَلوَ أنني أجري وَلستُ بفاعلٍ
قلماً بمدحٍ في سواكَ لما جرى
أَوْ كُنْتُ غائِصَ غَيْرِ بَحْرِكَ لَمْ أَكُنْ
مستخرجاً ذا اللؤلؤَ المتخيرا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> مَا مُرْتَقَاكَ عَلَى مَنْ رَامَهُ أَمَمُ
مَا مُرْتَقَاكَ عَلَى مَنْ رَامَهُ أَمَمُ
رقم القصيدة : 27522
-----------------------------------
مَا مُرْتَقَاكَ عَلَى مَنْ رَامَهُ أَمَمُ
فلتسلُ عنْ نيلِ ما أوتيتهُ الأممُ
ولييأسوا رمَّة ً كانتْ مؤهَّلة ً(35/231)
لِهِمَّة ٍ مَا اهْتَدَتْ في طُرْقِها الْهِمَمُ
فما تحطُّ مطايا المجدِ أرحلها
إلاَّ بحيثُ أناخَ البأسُ والكرمُ
وَإِنَّ أَوْلى الْوَرى بِالأَمْرِ أَوْفَرُهُمْ
قِسْماً إِذَا ظَلَّتِ الأَخْطَارُ تُقْتَسَمُ
وَمَنْ أَحَقُّ بِمُلْكِ الأَرْضِ مِنْ مَلِكٍ
بسيفهِ انكشفتْ عنْ أهلها الغممُ
عدلَ القضيَّة ِ يُمضي وهوَ مطَّرحٌ
ثوبَ الحياءِ ويندى وهوَ محتشمُ
أَغَرُّ لَوْ وَهَبَ الدُّنْيا بِأَجْمَعِها
لَمَا تَتَبَّعَها مَنٌّ وَلاَ نَدَمُ
ورُبَّ عفوٍ إذا لاذَ الجناة ُ بهِ
أَنْسَاهُمُ بِجَمِيلِ الصَّفْحِ مَا اجْتَرَمُوا
وذي يدٍ تلدُ النُّعمى فإنْ قصدتْ
كَيْدَ کلْعَدُوّ فَمِنْ أَوْلاَدِهَا الرَّقِمُ
سَيْفَ آلإِمَام بِكَ کزْدَادَ کلْهُدى َ وضَحاً
وَفِيكَ كادَتَ تُغَطِّي نُورَها الظُّلَمُ
وَمُذْ دَعَاكَ إِمَامُ الْعَصْرِ عُدَّتَهُ
ذلَّ العدى فأزالَ الحقُّ إفكهمُ
قَدْ كانَ مُتَّهَماً صَرْفُ الزَّمَانِ وَمُذْ
وفى بقربكَ لمْ تعلقْ بهِ التُّهمُ
وَغَيْرُ مُسْتَوْجِبٍ ذَمَّ الْوَرى زَمَنٌ
أيَّامهُ لكَ فيما تشتهي خدمُ
ثَبَّتَّ وَطْأَة َ دِينِ اللّهِ مُعْتَصِماً
بِاللّهِ مِنْ بَعْدِ مَا زَلَّتْ بِهِ الْقَدَمُ
لقدْ نهضتَ بعبءٍ في حمايتهِ
لاَ يَسْتَقِلُّ بِهِ رَضْوى وَلاَ إِضَمُ
بِهِمَّة ٍ لَوْ أَرَادَ العُصْمَ صَاحِبُها
لمْ يحمها في ذرى الأطوادِ معتصمُ
وعزمة ْ مُذْ ألمَّتْ بالشآمِ بَنَتْ
دونَ الخلافة ِ سوراً ليسَ ينهدمُ
وَطَالَمَا عَرَّسَتْ فِي أَرْضِهِ فِتَنٌ
تَشِيبُ مِنْهَا قُلُوبُ الْخَلْقِ لاَ اللِّمَمُ
وَرُبَّ جَيْشٍ إِذَا سَالَ الفَضَاءُ بِهِ
رَأَيْتَ فِيهِ جِبالَ الأَرْضِ تَصْطَدِمُ
بَحْرٌ فَإِنْ عَسَلَتْ فِيهِ الرِّمَاحُ أَرَتْ
أَمْواجَ بَحْرِ الْمَنَايَا كَيْفَ تَلْتَطِمُ
لِخَيْلِ فُرْسَانِهِ مِنْ طَعْنِ مَا لَقِيَتْ
براقعٌ ولهمْ منْ نقعها لثمُ
ثناهُ بأسكَ فانصاعتْ كتائبهُ(35/232)
كأنَّ آسادها منْ ذلَّة ٍ نعمُ
عَنَتْ حُمَاة ُ بُيُوتِ الشِّعْرِ رَاغِمَة ً
مذْ طنِّبتْ لكَ في أوطانها الخيمُ
وكمْ لهمْ موقفٌ جالَ الحمامُ بهِ
لوْ كانَ غيركَ فيهِ الخصمَ ما خصموا
وكمْ لقوا فيكَ يوماً أيوماً خلقتْ
فِيهِ السَّنَابِكُ لَيْلاً جَنَّهُ الْخَدَمُ
ليلاً إذا غطَّتِ الأبصارَ ظلمتهُ
كانَتْ مَصَابِيحَكَ الهِنْدِيَّة ُ الْخُذُمُ
مَنَعْتَ آسَادَهُمْ قَسراً فَرَائِسَهَا
فَلَيْسَ يُنْكَرُ أَنْ تَنْبُو بِهَا الأَجَمُ
وما تظلُّ قناة ُ العزِّ قائمة ً
إلاَّ بحيثُ القنا الخطِّيُّ ينحطمُ
وَإِنْ تَكُنْ نَارُ تِلكَ الْحَرْبِ قَدْ خَمَدَتْ
فَإِنَّها فِي قُلُوبِ الْقَوْمِ تَضْطَّرِمُ
عَنْ هَيْبَة ٍ سَكَنَتْ أَحْشَاءَهُمْ فَقَضَتْ
أنْ يقفلَ الجيشُ عنهمْ وهوَ عندهمُ
عضَّتْ رؤوسهمُ بعدَ الجماحِ ظبى ً
على الموارنِ منْ آثارها حكمُ
بِيضٌ إِذَا فَارَقَتْ في يَوْمِ مَعْرَكَة ٍ
أَغْمَادَها فَارَقَتْ أَجْسَادَهَا القِمَمُ
وَلَوْ تَوَخَّيْتَ إِعْنَاتَ الْمُذِمِّ لَهُمْ
لَمْ يَرْضَ سَيْفُكَ حَتّى تُخْفَرَ الذِّمَمُ
لوَ انَّهمْ جاوزوا الجوزاءَ ما امتنعوا
منْ ذي العتاقِ المذاكي أنْ تدوسهمُ
ذرهمْ ونصرة َ مَنْ لاذوا بعقوتهِ
فَقَدْ وَهَتْ عَرَبٌ بِالرُّومِ تَعْتَصِمُ
أَرى لَيَالِيَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ زُهُراً
كَمَا لَيَالِيَ مَنْ أَقْصَيْتَهُ سُحُمُ
إنْ لمْ تكنْ بينهمْ قربى فبينهمُ
مِنَ الْمُسَاوَاة ِ فِي خَوْفِ الرَّدى رَحِمُ
غَاضَتْ دِمَاؤُهُمُ خَوْفاً فَلَوْ شَرَعَتْ
فيهمْ رماحكَ لمْ يعلقْ بهنَّ دمُ
وَلَوْ أَرَدْتَ لأَغْرَيْتَ التُّرَابَ بِهِمْ
فلمْ يكنْ لهمُ في الأرضِ منهزمُ
لكنْ جريتَ على رسمٍ ظللتَ بهِ
فِي الْعَفْوِ مُلْتَزِماً مَا لَيْسَ يُلْتَزَمُ
وَمُذْ رَأَيْتُكَ تُولِي الْعَفْوَ كَافِرَهُ
عَلِمْتُ أَنَّكَ بِالإِنْعَامِ تَنْتَقِمُ
علماً بأنَّ الَّذي عُوِّدتَ نصرتهُ(35/233)
يُحِيقُ بِالكَافِرِي نُعْماكَ كُفْرَهُمُ
وَالرُّومُ قَدْ أَيْقَنُوا لاَ شَكَّ أَنَّهُمُ
لوْ ساهموكَ بسهمٍ في الورى سُهِمُوا
وَكَيْفَ تَطْمَحُ نَحْوَ الْحَرْبِ أَعْيُنُهُمْ
وذكرُ بأسكَ في أفواههمْ لجُمُ
ولوْ أعرتهمُ ألبابهمْ لدروا
أنَّ الَّذي جهلوا أضعافُ ما علموا
إنَّ المظفَّرَ منْ ما حلَّ في بلدْ
إِلاَّ تَحَمَّلَ عَنْهُ الْخَوْفُ وَالْعَدَمُ
وَكَيْفَ تُظْلِمُ أَرْضٌ أَنْتَ سَاكِنُها
نُوراً تَسَاوَتْ بِهِ الأَظْهَارُ وَالعَتَمُ
أَوْ تَشْتَكِي النَّاسُ إِمْحَالاً وَقَدْ فَعَلْتَ
فِيهِمْ يَمِينُكَ مَا لاَ تَفْعَلُ الدِّيَمُ
وَأَيْنَ مِنْكَ حَياً يَحْيَا التُّرَابُ بِهِ
أَنّى وَأَنْتَ حَياً يَحْيَا بِهِ النَّسَمُ
خَلاَئِقٌ عَمَّتِ الدُّنْيَا بِما نَسَلَتْ
مِنَ الْعَطايَا وَأُمَّاتُ النَّدى عُقُمُ
يثني بآلائها منْ في الحياة ِ ولوْ
تَسْطِيعُ نُطْقاً إِذاً أَثْنَتْ بِها الرِّمَمُ
وَأَيُّ بَارِقَة ٍ لِلْمَجْدِ صَادِقَة ٍ
لاحتْ ولمَّا تشمها هذهِ الشِّيمُ
وهلْ تساويكَ أملاكٌ مضوا وبقوا
أَسْمَاؤُهُمْ في اسْمِكَ الْمَشْهُورِ مُدَّغَمُ
مَنَاقِبٌ لَيْسَ تُحْصَى خَصَّ مَفْخَرُها
بَني أَبِيكَ وَعَمَّ النَّاسَ كُلَّهُمُ
فما خلا عربيٌّ منْ مفاخرة ٍ
بِذِي الْمَعَالِي وَإِنْ خُصَّتْ بِها العَجَمُ
فاعلُ الورى بمساعٍ طالما اقتحمتْ
إِلى العُلى غَمَرَاتٍ لَيْسَ تُقْتَحَمُ
واسمعْ لحاكمة ٍ في القلبِ مُحكمة ٍ
لَمْ يَسْتَمِعْ مِنْ زُهَيْرٍ مِثْلَها هَرِمُ
وإنَّني لجديرٌ أنْ أطولَ إذا
أصبحتُ مهدي تاجٍ درُّهُ الكلمُ
قَوْلٌ يُجَاوِزُ غَايَاتِ البَهاءِ فَمَا
تَزِيدُ في حُسْنِهِ الأَوْتَارُ وَالنَّغَمُ
صَعْبُ القِيادِ إِذَا أَرْعَيْتَهُ أُذُناً
عَلِمْتَ أَنِّي لِسَانٌ وَالزَّمانُ فَمُ
وأيُّما بغية ٍ تنأى على أملي
وَذَا الْمَقامُ إِلى مَا أَبْتَغِي لَقَمُ
أَيَّامُنَا بِكَ أَعْيَادٌ وَأَشْهُرُنَا(35/234)
مِنْ كَثُرَة ِ کلأَمْنِ فيرقا أَشْهُرُ حُرُمُ
فکلَّلهُ عَزَّ مُجِيباً فِيكَ مُسْتَمِعٌ
دُعَاءَ مَنْ ضَمَّهُ في أَمْنِكَ الْحَرَمُ
لاَ خَابَ فِيكَ رَجَاءُ الْمُسْلِمِينَ فَقَدْ
صحَّتْ بعزِّكَ دنياهمْ ودينهمُ
ودامَ ربعكَ مأهولاً ولاَ برحتْ
وَقْفاً عَلَيْكَ كَمَا تَمَّتْ بِكَ النِّعَمُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> هلِ العدلُ إلاَّ دونَ ما أنتَ مظهرُ
هلِ العدلُ إلاَّ دونَ ما أنتَ مظهرُ
رقم القصيدة : 27523
-----------------------------------
هلِ العدلُ إلاَّ دونَ ما أنتَ مظهرُ
أو الخيرُ إلاَّ ما تذيعُ وَتضمرُ
قَضى لَكَ بِالْعَلْياءِ عَزْمٌ وَهِمَّة ٌ
وَجودٌ وَإقدامٌ وَفرعٌ وَعنصرُ
وَرَأْيٌ كَفى كَيْدَ الْخُطوبِ وَقَبْلَهُ
عَدَتْ غِيَرُ الأْيَّامِ إِذْ لاَ مُغَيِّرُ
بَلَغْتَ بِأَدْناهُ إِلى الْغايَة ِ الَّتي
كَبا دُونَها كِسْرى وَقَصَّرَ قَيْصَرُ
وَأَنَّى يُجارِيكَ الْعَلاَءَ مُعَظَّمٌ
يُعَظِّمُ مِنْ شَأْنِ الْعُلى ما تُصَغِّرُ
يخافُ منَ الإقدامِ مالاَ تخافهُ
وَيَرْقُدُ عَنْ مَنْعِ الذِّمارِ وَتَسْهَرُ
فضلتَ الحيا السحاحَ وَالعامُ ممرعٌ
وَأسرفتَ في التهطالِ وَالعامُ ممعرُ
وَدَانَتْ لَكَ الأَيَّامُ فَکنْجابَ ظُلْمُها
كَما انْجابَتِ الظَّلْماءُ والصُّبْحُ مُسْفِرُ
وَكَانَ وَقارُ الشَّيْبِ فِي النَّاسِ فاشِياً
فَأَعْلَمْتَهُمْ أَنَّ الْشَّبِيبَة َ أَوْقَرُ
ضَفَتْ نِعْمَتانِ خَصَّتاكَ وَعَمَّتا
حَدِيثُهُما حَتَّى الْقِيَامَة ِ يُؤْثَرُ
وجودكَ وَالدنيا إليكَ فقيرة ٌ
وَجودكَ وَالمعروفُ في الخلقِ منكرُ
بعارفة ٍ لوْ عارضتْ آلَ برمكٍ
لأكْبَرَها يَحْيى وَفَضْلٌ وَجَعْفَرُ
وَلوْ عاينتكَ الجاهلية ُ لمْ يئدْ
فَقِيرٌ وَلاَ ضَمَّ الْجَماعَة َ مَيْسِرُ
وَأَبْطَلَ عَقْرَ الْعَوْدِ فِيهِمْ مُبِيحُهُ
لِمَنْ يَعْتَفِيهِ وَهْوَ بِالدَّبْرِ مُوقَرُ
إذا عزمتْ كعبٌ على حوزِ سؤددٍ(35/235)
قضى بالذي تهوى القضاءُ المقدرُ
وَهلْ عدمتْ أعداؤها منْ سيوفها
رسوماً تعفى أوْ قروماً تعفرُ
إِذَا لاَقَتِ الأْبْطالَ يَوْمَ كَرِيهَة ٍ
فَكَمْ أَبْطَلَتْ ما يَدَّعِيهِ السَّنَوَّرُ
لها منكَ يومَ السلمِ تاجٌ وَحلة ٌ
تزينُ وَيومَ الروعِ درعٌ وَمغفرُ
وَإنكَ أوفاها بعهدٍ وَذمة ٍ
وضأثبتها وَالخيلُ بالهامِ تعثرُ
وَفارسها وَالبيضُ تقطرُ منْ دمِ الـ
ـكماة ِ وَفرسانُ الوغى تتقطرُ
كفعلكَ بالرومي إذْ رامَ خطة ً
تَكادُ سَماءُ الْعِزِّ فِيها تَفَطَّرُ
نهضتَ إليهِ نهضة ً شرفية ً
بها الدينُ يحمى وَالخلافة ُ تنصرُ
رَفِيقُكَ مِمَّا تَطْبَعُ الهِنْدُ أَبْيَضٌ
وَهادِيكَ مِمَّا تُنْبِتُ الْخَطُّ أَسْمَرُ
وَقدْ كانتِ الريحُ الرخاءُ تغرهُ
إلى أنْ أتتهُ وَهيَ نكباءُ صرصرُ
فَوَلّى وَلَوْلاَ حُسْنُ عَقْوِكَ لَمْ يَئِلْ
وَلاَ عادَ عنهُ بالنجاة ِ مبشرُ
وَقَدْ عايَنُوا شَزْراً مِنَ الطَّعْنِ كافِلاً
لِدِينِكَ أَلاَّ تَمْنَعَ الرُّومَ شَيْزَرُ
بعزكَ سرحُ المسلمينَ ممنعٌ
وَكانَ بأطرافِ الأسنة ِ يذعرُ
وَلمَّا تَعَدَّى التُّرْكُمانِيُّ طَوْرَهُ
وَأَضْمَرَ بَغْياً ضِدَّ ما كانَ يُظْهِرُ
بَعَثْتَ إِلَيْهِ الْمُقْرَباتِ حَوَامِلاً
أسودَ وغى ً عنْ ناجذْ النصرِ تفغرُ
فولتْ بأمرِ اللهِ لاَ عنْ مخافة ٍ
وَقدْ يحضرُ الروعَ الذليلُ فينصرُ
ففازَ بكسرٍ عجلَّ اللهُ جبرهُ
وَأَعْقبَهُ الْكَسْرُ الَّذِي لَيْسَ يُجْبَرُ
وَرَجّى سَفاهاً أُخْتَها وَهْوَ صائِمٌ
فَأَدْرَكَهُ ما ساهُ وَهْوَ مُفْطِرُ
وَلَوْ لَمْ يُجِرْهُ الَّليْلُ خامِسَ خَمْسَة ٍ
لَما عَادَ مِنْ تِلْكَ الْجُمُوعِ مُخَبِّرُ
وَأخرتِ الطلابَ عنهُ عصائبٌ
تحكمُ فيها المرهفاتُ وَتأسرُ
فَإِنْ تَكُ أَسْرَى عَفَّتِ الْبِيْضُ عَنْهُمُ
فمنْ بعدِ أنْ عافتْ ضباعٌ وَأنسرُ
توغلَ مجتاباً منَ الليلِ جنة ً
وَعادَ وَأُخْرى لِلْكَرَامَة ِ تُذْخَرُ(35/236)
وَخُبْرُ أَخِيهِ رَدَّهُ عَنْكَ سالِماً
وَباءَ بمحضِ الذلِ منْ ليسَ يخبرُ
مَلَكْتَ مِنَ الدَّهْرِ الْعَصِيِّ قِيادَهُ
فما قدمتْ أحداثهث منْ تؤخرُ
وَليستْ تردُّ ما أمرتَ خطوبهُ
وَلاَ تردُ الأملاكُ منْ حيثُ تصدرُ
هديتَ إلى طرقِ المعالي وما اهتدوا
وَأَنْجَدْتَ فِي كَسْبِ الثَّناءِ وَغَوَّرُوا
تَوَقَّلْتَ فِي تِلْكَ الْهِضابِ فَحُزْتَها
على أنها لولاكَ لمْ تكُ تعبرُ
فإنْ طاولول أوْ صاولوا بقديمهمْ
فَأَنْتَ بِما تَأْتِي عَلَى الطَّوْلِ أَقْدَرُ
وَإِنْ كُنْتَ ذَا الْجَدَّيْنِ جَلاَّ وَأُعْظِما
فكلٌّ بهِ يسمو الزمانُ وَيفخرُ
فجدٌّ بهِ يسمو جوادٌ وَصارمٌ
وَجَدٌّ بِهِ يَعْلُو سَرِيرٌ وَمِنْبَرُ
بِنَصْرِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ نَصْرٍ تَسَهَلَّتْ
مطالبُ كانتْ قبلهُ تتوعرُ
بأروعَ أعمارُ المكارمِ عندهُ
تطولُ وَأعمارُ المواعيدِ تقصرُ
لجوجٌ إذا قادَ اللجاجُ إلى الوغى
وَلوجٌ وَنيرانُ الوغى تتسعرُ
إذا عدَّ صدقُ الناسِ أوْ ذكرَ الندى
فما يتعداهُ لسانٌ وَخنصرُ
رويدَ المساعي تعرفِ القولَ مقصداً
فَمَا الْقَوْلُ عَنْ هذا الْفَعَالِ مُعَبِّرُ
وَهَلْ بِالَّذي تَأْتِي إِلى الْوَصْفِ حَاجَة ٌ
وَأَخْبَارُهُ بِالشَّرْقِ وَالْغَرْبِ تُشْهَرُ
وَلكِنَّهُ بِالشِّعْرِ يَزْدَادُ بَهْجَة ً
كَمَا کزْدَادَ حُسْنُ الرَّوْضِ وَهْوَ مُنَوِّرُ
لَقَدْ مَاتَتِ الآمَالُ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ
وَلولاَ نداكَ الغمرُ لمْ تكُ تنشرُ
فَيَا لَيْتَ أَيّامِي بِظِلِّكَ لاَانْطَوى
سنونَ وَساعاتي القصيرة َ أشهرُ
بحيثُ اللهى تنهلُّ وَالحمدُ يقتنى
وَصِدْقُ الْمُنى قَدْ شَاعَ وَالذَّنْبُ يُغْفَرُ
فقربكَ أنساني عطايا بلوتها
منَ المطلِ تجنى بلْ منَ اللؤمِ تعصرُ
مناظرُ راقتْ لمْ تعنها مخابرٌ
وَما كلُّ دوحٍ راقَ رائيهِ مثمرُ
إذا عذرَ المأمولُ في البخلِ نفسهُ
فَآمِلُهُ فِي مَنْعِهِ الشُّكْرَ أَعْذَرُ
وَعندي لما خولتنيهِ محامدٌ(35/237)
تَسِيرُ مَسِيرَ الشَّمْسِ بَلْ هِيَ أَسْيَرُ
غَرَائِبُ إِنْ لاَحَتْ فَدُرٌّ وَجَوْهَرٌ
ثمينٌ وَإنْ فاحتْ فمسكٌ وَعنبرُ
وَما أضعفتْ عشرُ الثمانينَ منتي
كَمَا تُضْعِفُ الضِّرْغَامَ وَهْوَ غَضَنْفَرُ
أَرى خَبَرَ الْبُخَّالِ يَهْلِكُ عَبْطَة ً
فَيُنْسى وَأَخْبَارُ الْكِرَامِ تُعَمَّرُ
وَلوْ لمْ يكنْ هذا كذا ماتَ حاتمٌ
مَمَاتَ رِجَالٍ عَنْ مَدى الْجُودِ قَصَّرُوا
فللهِ مولى ً أصبحَ الحمدُ دأبهُ
فَلَمْ يَعْدُهُ هذَا الثَّنَاءُ الْمُحَبَّرُ
منَ الذمَّ معصومٌ كأنَّ مغيبهُ
وَلوْ جمعتْ فيهِ أعاديهِ محضرُ
وَمُعْتَرِفٌ لِلطَّالِبِينَ بمَا أدَّعَوْا
وَلكِنَّهِ بَعدَ الْمَوَاهِبِ مُنْكِرُ
تحوزُ الغنى جدواهُ أولَ وهلة ٍ
وَيَحْسَبُهُا لَمْ تُغْنِ فَهْوَ يُكَرِّرُ
كَصَوْبِ حَياً عَمَّ الْبِلاَدَ بِغَيثِهِ
ففازتْ بأقصى ريها وَهوَ ممطرُ
بقيتَ بقاءَ الفرقدينِ ملازماً
جِوَارَهُمَا مَا جَاوَرَ الْعَيْنَ مَحْجِرُ
وَلاَ زالتِ الأعيادُ تقدمُ هكذا
وَمُلْكُكَ مَحْرُوسٌ وَمَغْنَاكَ أَخْضَرُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> يا أيُّها الملكُ السَّامي الّذي شرفتْ
يا أيُّها الملكُ السَّامي الّذي شرفتْ
رقم القصيدة : 27524
-----------------------------------
يا أيُّها الملكُ السَّامي الّذي شرفتْ
بِهِ السُّعُودُ فَمَا خَلْقٌ يُلاَيِمُهُ
حاشا لأشقركَ الميمونِ غرَّتهُ
يزلُّ والفلكُ الدَّوَّارُ خادمهُ
وإنَّما عاينَ الأملاكَ ساجدة ً
إلى علاكَ فلمْ تثبتْ قوائمهُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> تَمَنِّي الْعُلى سَهْلٌ وَمَنْهَجُها وَعْرُ
تَمَنِّي الْعُلى سَهْلٌ وَمَنْهَجُها وَعْرُ
رقم القصيدة : 27525
-----------------------------------
تَمَنِّي الْعُلى سَهْلٌ وَمَنْهَجُها وَعْرُ
وَشِيمَتُها إِلاَّ سُمْتَها الْغَدْرُ
أَبَتْ كُلَّ مَنْ أَنْضى إِلَيْها رِكابَهُ
فَلاَ حازِمٌ أَفْضى إِلَيْها وَلاَ غَمْرُ(35/238)
وَأغليتَ بالإقدامِ وَالجودِ مهرها
فأحجمتِ الخطابُ لما غلاَ المهرُ
فَمُذْ سُدْتَ لِمْ تَطْمَحْ بِذِي هِمَّة ٍ مُنى ً
وَمُذْ جُدْتَ لَمْ يَسْنَحْ لِذِي مِنَّة ٍ ذِكْرُ
فَضَحْتَ الأُلى حَنَّتْ إِلَيْها قُلُوبُهُمْ
فَما لَهُمُ فِيها قَلُوصٌ وَلاَ بَكْرُ
همُ اعتذروا قدماً بإشكالِ طرقها
عليهمْ فمذْ أوضحتها لمْ يضحْ عذرُ
عَلَوْتَ بِحُكْمٍ لاَ يُقارِنُهُ هَوى ً
وَمَحْضِ وَفاءٍ لاَ يُقارِبُهُ خَتْرُ
وَعَدْلٍ سَوَاءٌ فِيهِ سُخْطُكَ والرِّضى
وَدِينٍ سَوَاءٌ فِيهِ سِرُّكَ وَالْجَهْرُ
وَطبقتِ الآفاقَ أخباركَ التي
إِذَا نُشِرَتْ فِي بَلْدَة ٍ كَسَدَ الْعِطْرُ
فَهَلْ وُلِّيَتْ رِيحُ ابْنِ دَاوُدَ حَمْلَها
فغدوتها شهرٌ وَروحتها شهرُ
أَحَلَّكَ فَوْقَ الْخَلْقِ قَدْراً وَرُتْبَة ً
وَدِيناً وَدُنْيا مَنْ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ
وَمنذُ أخفتَ الدهرَ لمْ يعدُ حادثٌ
وَلمْ يدمَ للأيامِ نابٌ وَلاَ ظفرُ
وَمنكَ استفادتْ كلَّ أمرٍ يزينها
فَلاَ عَجَبٌ أَنْ طاوَعَتْكَ وَلاَ نُكْرُ
وَما زَالَ لِلرّاجِي لُهى كَفِّكَ الْغِنى
وَما زَالَ لِلْجانِي التَّجاوُزُ وَالْغَفْرُ
وَيارُبَّ جَبَّارٍ أَرَدْتَ اجْتِياحَهُ
فلمْ ينجهِ برٌّ وَلمْ ينجهِ بحرُ
وَأيُّ خلالِ المجدِ ما ملكتكهُ
وَإِنْ رَغِمَ الْحُسَّادُ هِمَّتُكَ الْبِكْرُ
تَباعَدَ عَنْ إِنْعامِكَ الْمَنُّ وَالأَذى
وَلمْ تنفصلْ عنهُ الطلاقة ُ وَالبشرُ
فداؤكَ أملاكٌ ثوابُ عفاتها
لديها العبوسُ الجمُّ وَالنظرُ الشزرُ
إِذَا ما رُقُوا بِالْحَمْدِ لَمْ تَنْفَعِ الرُّقى
وَإنْ سحروا بالمدحِ لمْ ينفذِ السحرُ
ذَوُو عَزَماتٍ لاَيُفَلُّ بِها عِدى ً
وَأَرْبابُ وَفْرٍ لاَ يُفَكُّ لَهُ أَسْرُ
وَعزمكَ يأبى أنْ تقومَ مقامهُ
مهندة ٌ بيضٌ وَخطية ٌ سمرُ
وَلوْ أنَّ أسدَ الغابِ ريعتْ بحدهِ
عَلَى عِزِّها لَمْ يَخْشَها الْغِفْرُ وَالْغُفْرُ
أما قومكَ القومُ الذينَ إذا جنوا(35/239)
أَبى عِزُّهُمْ أَنْ يُقْتَضى عِنْدَهُمْ وِتْرُ
حمية ُ بأسٍ قدْ تلتهُ تقية ٌ
فَطالُوا وَهُمْ بَدْوٌ وَطابُوا وَهُمْ حَضْرُ
أسودٌ على أسدِ الكرائهِ قد ضروا
إِذَا حُوسِنُوا سَرُّوا وَإِنْ خُوشِنُوا ضَرُّوا
يَطُولُ إِلى أَنْ لاَ يماثِلَهُ عُمْرُ
وَحوشوا وَ أنى تهبطُ الأنجمُ الزهرُ
لَبَلَّغْتَهُمْ ما لَمْ تَنَلْهُ بِكَعْبِها
إيادٌ وَلمْ تبلغْ بخالدها قسرُ
فضلتمْ كرامَ الناسِ في كلَّ سؤددٍ
وَلاَ عَجَبٌ أَنْ يَفْضُلَ الْيَرْمَعَ الدُّرُّ
إِذَا فاخَرَتْ بِالْجُودِ عُرْبٌ سِوَاكُمُ
فَفَخْرُهُمُ ما تَمْنَحُ الْجَفْنَة َ الْقِدْرُ
وَعِنْدَكُمْ خَيْرُ الْقِرى وَوَرَاءَهُ
وَلوْ قصرا الإمكانُ جودُكمُ الغمرُ
فإنْ نعمٌ بالشلَّ بادتْ فلمْ يبدْ
عُرُوجَكُمُ إِلاَّ الْمَوَاهِبُ وَالْعَقْرُ
وَقدْ أيدَ الإسلامُ منكَ بأسرة ٍ
فَكانَ لَها الإِيوَاءُ مِنْ قَبْلِ وَالنَّصْرُ
بِكُلِّ مَنِيعِ الْجارِ ما سَلَّ سَيْفَهُ
وَلَمْ يَكُ مِنْ أَضْيافِهِ الذِّئْبُ وَالنَّسْرُ
إذا طلبَ الغاياتِ لمْ يهنهِ الكرى
وَإِنْ قارَعَ الأَعْدَاءَ لَمْ يَنْهَهُ الزَّجْرُ
تَفَرَّدَ تاجُ الأَصْفِياءِ بِحَوْزِها
مَكارِمُ جَمُّ الْوَصْفِ فِي جَنْبِها نَزْرُ
تلاَ رهطهُ في كلَّ فخرٍ سموالهُ
فأربى كما أربى على الأنجمِ البدرُ
وَلَمْ يَكُ مِثْلَ الصُّبْحِ يَقْدُمُهُ الدُّجى
وَلكنها شمسٌ تقدمها فجرُ
هُمامٌ يُغِصُّ الحاسِدِيهِ بِبابِهِ
بِما لَمْ يَغُصْ يَوْماً عَلَى مِثْلِهِ الْفِكْرُ
وَيحكمُ في أهلِ النفاقِ وَعيدهُ
بِأَضْعافِ ما يَقْضِي بِهِ الْعَسْكَرُ الْمَجْرُ
وَمَلْكٌ تَوَالى ذَبُّهُ وَعَطاؤُهُ
فَما خافَ مُغْتَرٌّ وَلاَ خابَ مُعْتَرُّ
وضإنْ ظلَّ يهمي قيلَ بالدهرِ مغترُّ
وَما هِيَ إِلاَّ غِرَّة ٌ سَنَّها النَّدى
على غارة ٍ في مالهِ شنها الشعرُ
وَنَشْوَانُ مِنْ خَمْرِ الْمَكارِمِ لَمْ يُفِقْ(35/240)
فُوَاقاً وَلَوْلاَهُنَّ لَمْ يَدْرِ ما السُّكْرُ
فلاَ يطمعِ العذالُ منهُ بسلوة ٍ
لِغَيْرِ النَّدى مِنْهُ الْقَطِيعَة ُ وَالْهَجْرُ
وَكَمْ قَدْ نَهاهُ النَّاصِحُونَ بِزَعْمِهِمْ
فَمَرَّ كَأَنَّ النَّهْيَ فِي سَمْعِهِ أَمْرُ
فكلُّ حياً يحيا الترابُ بمائهِ
فداءُ غمامٍ منْ مواطرهِ التبرُ
يُحَجَّبُ إِعْظاماً وَما دُونَ عَدْلِهِ
وَفائِضِ جَدْوَاهُ حِجابٌ وَلاَ سِتْرُ
وَيطفو على ماءِ الجمالِ بوجههِ
حياءٌ تظنى جاهلٌ أنهُ كبرُ
وَما ثَبَتَتْ إِلاَّ لَهُ حُجَجُ الْعُلى
وَلاَ أقلعتْ إلاَّ بهِ الحججُ الغبرُ
وَلاَ هُوَ عِنْدَ الْفَخْرِ ذُو السُّؤْدُدِ الَّذِي
يقرُّ بهِ زيدٌ وَيجحدهُ عمرو
خَلِيلَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِكَ أنْجَلَتْ
حَنادِسُ لاَ شَمْسٌ جَلَتْها وَلاَ بَدْرُ
وَأَمَّنْتَنا كَيْدَ الْخُطُوبِ الَّتي عَرَتْ
فَهانَتْ عَلَيْنا كُلُّ حادِثَة ٍ تَعْرُو
مِنَ اللّهِ نَسْتَهْدِي لَكَ الْعُمُرَ الَّذِي
وَنَسْأَلُهُ إِيزَاعَنا شُكْرَهُ الّذي
توخيهِ إيمانٌ وَإلغاؤهُ كفرُ
فَجاحِدُ ما تُولِي عَلَى اللّهِ مُفْتَرٍ
وَكاتمهُ عنْ ناجذِ الكفرِ مفترُّ
لَقَدْ أَشْكَلَتْ أَعْيادُنا مُنْذُ أَصْبَحَتْ
تُشاكِلُها فِي الحُسْنِ أَيَّامُكَ الْغُرُّ
فلولاَ مواقيتٌ تعالمها الورى
لَما عُرِفَ الأَضْحى لَدَيْنا وَلاَالْفِطْرُ
كَفاكَ الرَّدى مَنْ أَنْتَ ناصِرُ دِينِهِ
فَلَمْ يَفْتَخِرْ إِلاَّ بِأَفْعالِكَ الدَّهْرُ
وَلاَ غاضَ مِنْ بَحْرِ الأَجَلَّيْنِ زاخِرٌ
عَلاَ طامِياً آذِيُّهُ وَنَأَى الْقَعْرُ
فَقَدْ حازَ هذَا الْعَصْرُ مِنْكَ وَمِنْهُما
فضائلَ لمْ يظفرْ بأيسرها عصرُ
وَكمْ منة ٍ أسديتها وَشكرتها
فَأَسْدَيْتَ أُخْرى لاَيَقُومُ بِها شُكْرُ
وَإِنْ طالَما أَرْسلْتُ غَيْرَ مُدَافَع
وَإِنْ جَلَّ عَنْ قَوْلٍ يُمَاثِلُهُ قَدْرُ
وَأَهْدَتْ إِلى مِصْرٍ دِمَشْقُ عَلَى النَّوى(35/241)
نَظَائِرَ مَا تُهْدِيهِ دَارِينُ وَالشِّحْرُ
قريضاً كأحوى الروضِ صافحهُ الندى
نَدى اللَّيْلِ لَمْ يُقْلِعْ وَصَابَحَهُ الْقَطْرُ
يخفُّ على الأفواهِ في الأرضِ كلها
فَيَشْدُو بِهِ شَرْبٌ وَيَحْدُو بِهِ سَفْرُ
وَيُعْرِبُ عَنْهُ حِينَ يُنْشَدُ نَشْرُهُ
وَما طيبُ مسكٍ لاَ يضوعُ لهُ نشرُ
وَيقبحُ إدلالي بنظمِ مدائحٍ
لمجدكَ أدنى قلها وَليَ الكثيرُ
فَحَظُّكَ مِنْها مَا يُغَاظُ بِهِ الُعِدى
وَحَظِّي الْغِنى وَالْعِزُّ وَالْجاهُ وَالْفَخْرُ
تناءتْ على الوصافِ أوصافكَ التي
وَليسَ لقولي عندما أنتَ فاعلٌ
وَلكنَّ شعري لارتياحكَ عاشقٌ
وَما بعدتْ يوماً على عاشقٍ مصرُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> دعوا القولَ فيمنْ جادَ منَّا ومنْ ضنَّا
دعوا القولَ فيمنْ جادَ منَّا ومنْ ضنَّا
رقم القصيدة : 27526
-----------------------------------
دعوا القولَ فيمنْ جادَ منَّا ومنْ ضنَّا
فَلَيْسَ بِبِدْعٍ أَنْ أَسَأْتُمْ وَأَحْسَنَّا
بلى عجبٌ في الحالتينِ رجاؤنا
لَكُمْ لَيْتَهُ يَأْسٌ وَيَأْسُكُمُ مِنَّا
فكلٌّ رأى طرقَ الهوى غيرَ أنَّكمْ
تَأَخَّرْتُمُ عَنْ قَصْدِها وَتَقَدَّمْنَا
وَقَدْ عَلِمَ التَّوْدِيعُ أَنَّ أَشَحَّنَا
بِصَاحِبِهِ إِذْ جَدَّ أَسْمَحُنَا جَفْنا
وَكَانَتْ دُمُوعُ الْعَيْنِ بِيضاً كَغَيرِهَا
فلمَّا تلوَّنتمْ علينا تلوَّنَّا
فَلاَ تُلْزِمُونَا مَيْنَ وَاشٍ وَشَى بِنَا
خُذُوا الْحَقَّ مِنَّا فِي الْمَوَدَّة ِ إِنْ مِنَّا
لَئِنْ كُنْتُ فِي الْحُبِّ الْمُضِرِّ بِمُهْجَتِي
بِلاَ جَسَدٍ مُضْنى ً فَلِي حَسَدٌ مُضْنَا
كَذَاكَ إِذَا يَمَّمْتُ بِالرَّكْبِ مَنْزِلاً
أجابتْ دموعي قبلَ أنْ أسألَ المغنا
فَحَيَّا وَدَنَّا آللهُ حَيّاً عَلَى اللَّوى
بِحُبِّ كَحِيلِ الطَّرَفِ مِنْ سِرْبِهِ دِنَّا
لَهُ نَظَرٌ يَثْنِي العِدى عَنْ فَرِيقِهِ
ولاَ منكرٌ للطَّعنِ أنْ يمنعَ الطَّعنا(35/242)
وَرُبَّ جَمَالٍ فِتْنَتِي فِي افْتِنَانِهِ
فلاَ زلتُ مفتوناً ولاَ زالَ مفتنّا
تَحَقَّقْتُ أَنَّ الْوَرْدَ يُجْنى بِخَدِّهِ
وَلَمْ أَدْرِ أَنَّ الْمَوْتَ مِنْ صَدِّهِ يُجْنَا
تَبَاعَدَ هَجْراً وَالدِّيَارُ قَرِيبَة ٌ
فيا طولَ أشواقي إلى الأبعدِ الأدنا
وَنَفْسِي عَلَى العِلاَّتِ فِي الْقُرْبِ والنَّوى
فداءُ الَّذي منّى زماناً وما منَّا
فألاَّ اقتفى أفعالَ زيدِ بنِ أحمدٍ
مكمِّلِ ما فيهِ منَ الحسنِ والحسنا
فكمْ سنَّة ٍ مأثورة ٍ سنَّ في النَّدى
وَكَمْ غَارَة ٍ شَعْوَاءَ فِي مَالِهِ شَنّا
رَأَى الدَّهْرَ وَثَّاباً عَلَى كُلِّ مَا رَأَى
وَأَخْنى عَلى مَا حَازَ وَالدَّهْرُ مَا أَخْنَا
فَلَوْ سِيلَ عَنْ أَمْجَادِهِمْ مَنْ أَعَفَّهُمْ
لِما في يديهِ قالَ زيدٌ وما استثنا
إذا عنَّ مجدٌ كانَ أطولهمْ يداً
وَإِنْ عَزَّ قَوْلٌ كَانَ أَحْضَرَهُمْ ذِهْناً
يروقكَ مرأى ً ثمَّ يسترُ حسنهُ
فتلقى منَ الإحسانِ ما يفضلُ الحسنا
ضَمِيرٌ عَلَى غَيْرِ السَّلاَمَة ِ مَا انْطَوى
وقلبٌ إلى غيرِ الفضائلِ ما حنَّا
جَدِيرٌ بِإِذْلاَلِ الْخُطُوبِ إِذَا سَطَا
عَلِيمٌ بِإِضْمَارِ الْغُيُوبِ إِذَا ظَنَّا
إِذَا هُزَّ مَنْ يُرْجى لُهَاهُ فَعِنْدَهُ
غُصُونُ ارْتِيَاحٍ لاَ تُهَزُّ وَلاَ تُحْنَا
أَيَا مُبْدِلَ الْعَافِينَ مِنْ فَقْرِهِمْ غِنى ً
وَمِنْ ذُلِّهِمْ عِزّاً وَمِنْ خَوْفِهِمْ أَمْنَا
وَيَاذَا الْعَطَايا تَسْتَقِلُّ جَزِيلَهَا
فما تتبعُ المنَّ اعتداداً ولاَ منَّا
كَفى النَّاسَ مِنْ عُلْيَاكَ قَوْمٌ غِناهُمُ
فقرُّوا وعنّى كاذبُ الظَّنِّ مَنْ عنّا
همُ حاولوا الحمدَ الَّذي أنتَ أهلهُ
بكلِّ فعالٍ يوجبُ الذّمَّ واللَّعنا
ففازوا منَ البحرِ الَّذي جبتَ لجَّهُ
إِلى الْحَمْدِ بِالْمَوْجِ الَّذِي أَغْرَقَ السُّفْنا
قضى اللهُ في الدُّنيا لهمْ ذمَّ أهلها
وَيَوْمَ الحِسَابِ لاَ يُقِيمُ لَهُمْ وَزْنا(35/243)
لأعضائنا شغلٌ لمجدكَ شاغلٌ
عنِ الدِّينِ والدُّنيا إذا ذكرهُ عنَّا
فمنْ ناظرٍ يرنو ومنْ مسمعٍ يعي
ومنْ مقولٍ يُثني ومنْ خِنصَرٍ تُثنا
وَلَوْ لَمْ يَضِحْ مَعْنى النَّدى بِكَ لِلْوَرى
لَكَانَ عَلَى عَادَاتِهِ اسْماً بِلاَ مَعْنا
فلاَ سقتِ الأنواءُ رائدَ نجعة ٍ
رأى الغيثَ في كفَّيكَ وانتجعَ المُزنا
وَإِنَّا لَمَفضُولُونَ وَالْفَضْلُ بَيِّنٌ
إذا نحنُ قسنا ما تقولُ بما قلنا
غَرَائِبُ فِكْرٍ لَمْ يَجُلْ قَطُّ مِثْلُها
بِفِكْرٍ وَلَمْ يُتْحِفْ لِسَانٌ بِها أُذْنا
يَرى حَزْنَها سَهْلاً وَأَفْضَلُ مَنْ يَرى
وَإِنْ لَجَّ في الدَّعْوى يَرى سَهْلَها حَزْنا
بَدَائِعُ لاَ تَدْرِي أَزَيْدٌ أَفَادَها الْ
ملاحة َ أمْ القريضُ لها لحنا
تهيِّجُ لي الأطرابَ عندَ سماعها
إلى أنْ نظنَّ أنَّ منشدها غنّا
وكمْ أخذتْ بي في فنونٍ كثيرة ٍ
مساعيكَ لمَّا رُمتُ منْ وصفها فنّا
فَيَا مَنْ حَبَانِي الفَضْلَ في بَعْضِ مَا حَبَا
فأيقنتُ أنَّ الوفرَ أيسرُ ما أقنا
تَجَاوَزْ إِذَا أَخَّرْتُ مَدْحَكَ حِشْمَة ً
لتقصيرهِ عنْ كنهِ قدركَ لا ضنَّا
وزعتُ رجائي عنْ ندى كلِّ باخلٍ
يُنَوِّلُ بِاليُسْرى وَيَسْلُبُ بِاليُمْنا
ووفَّرتُ قسمي منْ صفاءِ مودَّة ٍ
مكاني بها الأعلى وحظِّي بها الأسنا
إِذَا خِفْتُ كَانَتْ لِي مَجِنّاً مِنَ الرَّدى
وَإِنْ رُمْتُ أَثْمَارَ الغِنى فَهْيَ لِي مَجْنا
وإنِّي متى حاولتُ سيبكَ ظالمٌ
وفي بعضِ ما نوَّلتني منهُ ما أغنا
فجدْ بالعطايا عنْ أمانيَّ عمَّها
جَمِيلُكَ لاَ أَنِّي أَسَأْتُ بِكَ الظَّنّا
وَلَكِنْ أَرى غَبْناً لِمَالِكَ أَخْذَهُ
بما فقتني فيهِ وما أشتهي الغبنا
كَفَاكَ الإلَهُ فِي أَجَلِّ هِبَاتِهِ
صروفَ الرَّدى ما أطلعتْ دوحة ٌ غصنا
فَتى ً يَمَّمَتْ أَفْعَالُهُ الْمَجْدَ نَاشِئاً
إلى أنْ علاَ في كسبهِ منْ علاَ سنَّا
هوَ الأبيضُ الصَّمصامُ عزماً وهزَّة ً(35/244)
وَإِنْ كانَ يَحْكِي لَوْنُهُ الأَسْمَرَ اللَّدْنا
سَمَتْ رُتْبَة ُ الأَيَّامِ مُنْذُ أَتَتْ بِهِ
وقدرُ المعالي منذُ صارَ بها يُكنا
أَمِنَّا بِكَ الدَّهْرَ الْمَخُوفَ فَكُلَّما
دَعَا لَكَ دَاعٍ بِالسَّلاَمَة ِ أَمَّنّا
وَرُعْنَا بِكَ الأَحْدَاثَ حَتّى كَأَنَّما
حَطَطْنَا عَلَى الأَحْدَاثِ مِنْ يَذْبُلٍ رُكْنا
بقيتَ برغمِ الحاسدينَ مؤهَّلاً
لإعدادِ ما يبقى وإنفادِ ما يفنا
مطلاًّ على الدَّهرِ الَّذي أنتَ عينهُ
ومستخدماً فيهِ السَّعادة َ واليمنا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> لوْ أنَّ شامخَ قدرٍ دافعٌ قدرا
لوْ أنَّ شامخَ قدرٍ دافعٌ قدرا
رقم القصيدة : 27527
-----------------------------------
لوْ أنَّ شامخَ قدرٍ دافعٌ قدرا
لمْ يخترمْ منْ لإعزازِ الهدى ظهرا
وَلَيْسَ يَعْلُو قَرا الْغَبْرَاءِ مِنْ أَحَدٍ
حَتّى يَكُونَ لأَضْيَافِ المَنُونِ قِرى
حوادثٌ لمْ تميزْ في تصرفها
منْ ضيعَ الحزمَ ممنْ أكثرَ الحذرا
وَلوْ مشتْ غيرُ البراحَ لهُ
لحاولتْ منْ رداهُ مطلباً عسرا
وردها سيفهُ الماضي مفللة ً
عَنْهُ وَلَكِنَّهَا دَبَّتْ لَهُ الخَمَرا
حَتّى قَضى مَا قَضَى مِنْ لِذَّة ٍ وَطَراً
وَكَمْ قَضَتْ مِنْهُ آمَالُ الوَرى وَطَرا
وَرَاغِبٍ عَنْ سَرِيرِ المُلْكِ فَارَقَهُ
فَعَاضَهُ اللّهُ فِي جَنَّاتِهِ سُرُرا
أَعْظِمْ بِهِ حَدَثاً أَفْضى إِلى جَدَثٍ
عرى القلوبَ منَ الأوجالِ حينَ عرا
دَمْعٌ تَرَقْرَقَ فِي الأَجْفَانِ ثُمَّ رَقَا
وَلوْ تأخرتِ البشرى إذاً لجرى
لوْ لمْ تكنْ لدموعِ العينِ عاقلة ً
لأَطْلَقَ الحُزْنُ دَمْعاً طَالَما أُسِرا
فَلْيُرْغَمِ الدَّهْرُ أَنْفاً أَنَّ حَادِثَهُ
أرادنا بسهادٍ فاستحالَ كرى
رزية ٌ جلبتْ نعمى وَزندُ هدى ً
لَمْ يَكْبُ إِلاَّ كَرَجْعِ الطَّرْفِ ثُمَّ وَرى
وَصارمٌ حمتِ الدنيا مضاربهُ
مَاقِيلَ أُغْمِدَ حَتّى قِيلَ قَدْ شُهِرا
إنَّ الزمانَ جنى لما جنى ندماً(35/245)
فَقَامَ مِنْ فِي فِعْلِهِ الحالِ مُعْتَذِرا
وَهلْ يباحُ حمى الدينِ الحنيفِ وَقدْ
ألفى معداً معداً للهدى وزرا
فقامَ منْ دونِ دينِ الهِ يكلؤهُ
بِاللّهِ مُسْتَنْصِراً لِلْحَقِّ مُنْتَصِرا
وَقدْ جرى القلمُ الأعلى بنصرتهِ
فَقَبْلَ يُدْعى بِهِ مُسْتَنْصِراً نُصِرا
أَمَّتْ خِلاَفَتَهُ رِيحُ النَّدى يَسَراً
وَظلَّ نشرُ الدنا منْ نشرها عطرا
عُرْفاً وَعَرْفاً فَمَا يَنْفَكُّ آمِلُهُ
يستنزلُ القطرَ أوْ يستنشقُ القطرا
وَخصَّ بالشرفِ المحضِ الذي ارتفعتْ
لهُ النواظرُ وَالنورِ الذي بهرا
نُورِ النَّبِيِّ الَّذِي مَازَالَ مُنْتَقِلاً
فيمنْ دعا ظاهراً منهمْ وَمستترا
أَهْلُ الصَّفَا كَرُمَتْ أَعْرَاقُهُمْ وَزَكَتْ
فَكُلُّ صَفْوٍ سِواهُمْ عَائِدٌ كَدَرا
وَمَا بَقِي خَلَفٌ مِنْهُمْ فَمَا نَقَضَتْ
منَ الهدى وَالندى أيدي الردى مررا
همُ الألى أخذَ اللهُ العهودَ لهمْ
وَالناسُ ذرٌّ على منْ برَّ أوَ فجرا
لأَجْلِهِمْ خَلَقَ الدُّنْيَا وَأَسْكَنَهَا
وَذَنْبُ آدَمَ لَوْلاَهُمْ لَمَا غُفِرا
أَئِمَّة ٌ لَمْ يَغِبْ عَنَّا لَهُمْ قَمَرٌ
إِلاَّ وَأَعْقَبَنَا مِنْ سِنْخِهِ قَمَرا
وَخَيْرُهُمْ وَأَنَا المَسْؤُولُ ثَامِنُهُمْ
يَزْيدُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَنْ حَضَرا
منْ ما يزالُ يرينا منْ عزائمهِ
فِي كُلِّ ظَلْمَاءَ تَدْجُو أَنْجُماً زُهُرا
عودٌ إذا دولة ٌ ألقتْ مقالدها
لِرَأْيِهِ لَمْ يَدَعْ فِي عُودِهَا خَوَرَا
مَا زَالَ بِالجِدِّ يَنْفِي كُلَّ نَائِبَة ٍ
حتى استقامَ بهِ الجدُّ الذي عثرا
رّدَّ الوَزْيرُ الأَجَلُّ العِزَّ مُقْتَبِلاً
وَالأَمْنَ مُنْبَسِطاً وَالعَدْلَ مُنْتَشِراً
مبرحٌ بالعدى يأبى الإباءُ لهُ
أنْ يبتغى عندهُ وترٌ إذا وترا
ظباكَ لاَ شكَّ منْ آرائهِ طبعتْ
فما أراقتْ دماً إلاَّ مضى هدرا
يا أوضحَ البيضِ عندَ المجتلى أثرا
أَجَلْ وَأَشْهَرهَا يَوْمَ الوَغى أَثَرا(35/246)
اِقْهَرْ أَسَاكَ بما قَدْ جَرَّ مِنْ فَرَحٍ
فَكَمْ قَهَرْتَ عَزِيزاً قَطُّ ما قُهِرا
فهوَ الأسى كلما سكنتهُ سكنتْ
نِيرانُهُ وَإِذَا سَعَّرْتَهُ أسْتَعَرا
كَأَنَّ حَظُّكَ مِمَّنْ غابَ مُحْتَضَرا
يزيدُ في كلَذ يومٍ عندَ منْ حضرا
سارعتَ منصلتاً في أخذِ بيعتهِ
حَتّى جَمَعْتَ عَلَيْهَا البَدْوَ وَالحَضَرا
مُبادِرِينَ لَها مُسْتَعْصِمِينَ بِها
مِنَ الحَوَادِثِ وَالحُسْنى لِمَنْ بَدَرا
لما دعوتهمُ عزاً لها الجفلى
وَلوْ سواكَ دعا ذلاً لها النقرى
وَما تميزَ فيها مذْ أمرتَ بها
مَنْ يَنْزِلُ القاعَ مِمَّنْ يَسْكُنُ المَدَرا
جاؤُوكَ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ قاطِعِينَ فَلاَ
تَلْقى العَرَامِسُ نُصّاً دُونَها وَسُرى
يُصَافِحُونَ يَداً تَنْفِي بِسَوْرَتِها
كَيْدَ الخُطُوبِ وَنَسْتَسْقِي بِها المَطَرا
تَحْمِي وَتَهْمِي فَلاَ زَالَتْ مُؤَمَّلَة ً
ترجى لمنعِ ثراءٍ أوْ لريَّ ثرى
لوْ لمْ تمدَّ لكَ الأيدي مددتَ قناً
عودتها تردُ اللباتِ وَالثغرا
مَرى سَدَادُكَ خِلْفَ الرَّأْيِ مُجْتَهِداً
حَتّى لَقَدْ قَلَّ خُلْفُ وَأسْتَقَلَّ مِرا
وَأيُّ للإسلامِ ما حمدتْ
لكَ الخلائفُ فيهِ الوردَ وَالصدرا
تَقَدَّسَتْ رُوحُ مِنْ سَمَّاكَ عُدَّتَهُ
فَنِعْمَ ما وَرَّثَ الباقِي وَما ذَخَرا
وَمُنْتَضِيكَ وَقَدْ لَجَّ الجِمَاحُ بِمَنْ
بَغى عَلَيْهِ فَكُنْتَ الصَّارِمَ الذَّكَرا
أفرى وَإنْ شاءَ إصلاحَ الأمورِ فرى
وَكَيْفَ يُصْبِحُ هذَا الحَقُّ مُهْتَضَماً
وَقَدْ غَدَا دُونَهُ ذا اللَّيْثُ مُهْتَصِرا
مُظَفَّراً لَمْ يَزَلْ فِي مَنْعِ حَوْزَتِهِ
يَسْتَخْدِمُ العِزَّ وَالتَأْيِيْدَ وَالظَّفَرا
مُذْ أصْطَفَاكَ لَهُ المَلْكُ الرَّفِيعُ ذُرى ً
وَذُدْتَ عَنْهُ العِدى أَضْحى المَنِيعَ ذُرى
فإنْ يفوضْ إليكَ الأمرَ أجمعهُ
فَبَعْدَ مَا رُقَتْهُ مَرْأى ً وَمُخْتَبَرا
لاَ يَطْلُبَنَّ الوَرى ما أَنْتَ مُحْرِزُهُ(35/247)
أَجَلُّهُمْ خَطَراً مَنْ باشَرَ الخَطَرا
فعاودَ الخوفُ أمناً وَالمباحُ حمى ً
لِبَأْسِهِ وَوَفى الدَّهْرُ الَّذِي غَدَرا
ما عَادَ صَرْفُ اللَّيالِي فِي إِسَاءَتِهِ
مذْ أحسنَ اللهُ للدنيا بكَ النظرا
فأنتَ يا عدة َ الإيمانِ أولُ منْ
يَعُدُّ ذَا الدَّهْرُ مِنْ فَخْرٍ إِذَا فَخَرا
إذا جحدناكَ ما أوليتَ منْ حسنٍ
فقدْ كفرناكَ والمغبونُ منْ كفرا
نثني بآلآءِ منْ ولاكَ نصرتنا
فشادَ إقدامكَ العزَّ الذي دثرا
وَإِنَّ آلاَءَهُ ما لاَ يُحِيطُ بِها
وصفٌ على أنها تستنطقُ الحجرا
مَدْحُ الأَئِمَة َ شَيْءٌ لَيْسَ يَبْلُغُهُ
جهدُ البليغِ وَإنْ أنضى لهُ الفكرا
مناقبٌ عدد الأنفاسِ ما تركتْ
لفاخرٍ منْ جميعِ الناسِ مفتخرا
وَكَيْفَ نُدْرِكُ بِالأَشْعَارِ وَصْفَ عُلى ً
نَعُدُّ إِغْرَاقَنَا فِي وَصْفِها حَصَرا
لاَ تسألنَّ القوافي عنْ فضائلهمْ
إنْ شئتَ تعرفها فاسألْ بها السورا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> إدراكُ وصفكَ ليسَ في الإمكانِ
إدراكُ وصفكَ ليسَ في الإمكانِ
رقم القصيدة : 27528
-----------------------------------
إدراكُ وصفكَ ليسَ في الإمكانِ
ما للمقالِ بذا الفعالِ يدانِ
قَدْ دَقَّ عَنْ فِكْرِ الْوَرى وَتَحَيَّرَتْ
فِيكَ الْعُقُولُ وَكَلَّ كُلُّ لِسَانِ
والوصفُ ما لا تستزيدُ بهِ على ً
أَنَّى وَمَجْدُكَ وَاضِحُ البُرْهَانِ
جاوزتَ مالمْ تسعَ في طرقاتهِ
هِمَمٌ وَلَمْ تَطْمَحْ إِلَيْهِ أَمَانِي
وأبانَ فضلكَ للزَّمانِ فضيلة ً
تَبْقى إِذَا دَرَسَتْ هِضَابُ أَبَانِ
قَدْ كانَ مِنْ غُرَرِ الْمَحَاسِنِ مُعْدِماً
فَالآنَ قَدْ أَفْضَى إِلى الوِجْدَانِ
أعطى الرَّعيَّة َ سؤلها منْ عدلهِ
ملكٌ عليها بالرِّعاية ِ حانِ
يُغفي وليسَ ينامُ ناظرُ دينهِ
أَعْظِمْ بِهِ مِنْ نَائِمٍ يَقْظَانِ
فإذا دعوا وتضرَّعوا لمْ يسألوا
إِلاَّ إِدَامَة َ عِزِّ ذَا السُّلْطَانِ
قدْ كانَ هذا الشَّامُ نُهزة َ ناكثٍ(35/248)
حيناً فصارَ أعزَّ منْ خفَّانِ
أَسْكَنْتَ مُقْفِرَهُ وَلَوْ لَمْ تَحْمِهِ
لخَلَتْ معاقلهُ منَ السُّكَّانِ
مذْ ظلَّ في عمَّانَ جيشكَ نازلاً
عَنَتِ الْبَوَادِي مِنْ وَرَاءِ عُمَانِ
عَنْ هَيْبَة ٍ ضَمَّنْتَهَا إِذْ لَمْ تَزَلْ
للعزِّ أوفى ضامنٍ بضمانِ
أَلاَّ يَقِرَّ النَّوْمُ فِي أَجْفَانِهِمْ
حَتّى تَقِرَّ ظُبَاكَ فِي الأَجْفَانِ
مَا زِلْتَ تُزْجِي مُزْنَة ً فِي ضِمْنِهَا
إِطْفَاءُ مَا شَبُّوا مِنَ النِّيرَانِ
حَتّى تَرَكْتَ ظُنُونَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ
وَقْفاً عَلَى الإِخْفَاقِ وَالْخَفَقَانِ
منْ آخذٍ بمضلَّة ٍ أوْ عائدٍ
بمذلَّة ٍ أوْ عائذٍ بأمانِ
بينَ النَّباهة ِ والخمولِ مسافة ٌ
لولاكَ ما بعدتْ على حسَّانِ
لَوْ لَمْ تَذُدْ عَنْهُ الإِمَارَة َ عَنْوَة ً
لاقتادَ مصعبها بغيرِ حرانِ
لَيَّنْتَهُ وَلَوَيْتَهُ فَتُرَاثُهُ
بَينَ اللَّيَانِ يَضيعُ وَاللَّيّانِ
وَسُطَاكَ تَأْبى أَنْ تَفُوزَ قِدَاحُهُ
حتّى يفوزَ لديكَ بالغفرانِ
فَامْدُدْ عَلَيْهِ ظِلَّ رَأْفَتِكَ الَّذِي
يَجْنِي ثِمَارَ الْعَفْوِ مِنْهُ الْجَانِي
فَمَتى يُسِرُّ الْغَدْرَ مَنْ غَادَرْتَهُ
حَيَّ الْمَخَافَة ِ مَيِّتَ الأَضْغَانِ
مُطلتْ مطامعهُ بما منَّيتهُ
فمنيتهُ بتخاذلِ الأعوانِ
مذْ زالَ مخائيلُ عنْ خيلائهِ
زلَّتْ بطالبِ نصرهِ القدمانِ
لرأى بناظرِ حزمهِ لمَّا رأى
ألاَّ سلاحَ لديكَ كالإذعانِ
وكفى احتماءً ملكَ قيصرَ أنَّهُ
أَلْقى مَقَالِدَهُ إِلى خَاقَانِ
أوفى البريَّة ِ نائلاً وحميَّة ً
فِي عَامِ مَسْغَبَة ٍ وَيَوْمِ طِعَانِ
مَلِكٌ إِذَا ما امْتاحَ أَروَاحَ العِدى
جعلَ القنا عوضاً منَ الأشطانِ
وَإِذَا الْفَوَارِسُ أَمْكَنَتْ أَسْلابُها
لَمْ يُرْضِهِ سَلَبٌ مِنَ التِّيجَانِ
مَنْ كُنْتَ عُدَّتَهُ لِقَهْرِ عُدَاتِهِ
ذلَّ البعيدُ لعزِّهِ والدَّاني
بَأْسٌ لَوَ کنَّ الْجَاهِلِيَّة ِ رُوِّعَتْ(35/249)
العصر العباسي >> ابن حيوس >> سَما بِكَ دَهْرُكَ فَلْيَفِتَخِرْ
سَما بِكَ دَهْرُكَ فَلْيَفِتَخِرْ
رقم القصيدة : 27529
-----------------------------------
سَما بِكَ دَهْرُكَ فَلْيَفِتَخِرْ
عَلى كُلِّ دَهْرٍ مَضى أَوْ غَبَرْ
فَلَوْ أَنَّ أَيَّامَهُ أَوْجُهٌ
لَكَانَتْ مَسَاعِيكَ فِيها غُرَرْ
وَكَمْ جَدَّ مُجْتَهِدٌ فِي طَلاَبِ
عُلاَكَ فَلَمْ يَكْتَحِلْ بِالأَثَرْ
وَأَيْنَ الثِّمادُ مِنَ الرَّافِدِيْنَ
وَأَيْنَ مِنَ الفَرْقَدَيْنِ السَّمَرْ
كَأَنَّكَ أَحْكَمْتَ رَيْبَ الزَّمَانِ
وَسُقْتَ إِلى ما تَشاءُ القَدَرْ
بصرفِ اعتزامكَ صرفُ الخطوبِ
وَكَفَّ انْتِقَامِكَ كَفُّ الغِيَرْ
وَطاوعكَ الدهرُ فيمن تريدُ
فمنْ شئتَ ساءَ وَمنْ شئتَ سرّْ
هَنَاكَ أنْفِرَادُكَ بْالمُعْجِزَاتِ
وَيومكَ ذا فهوَ يومٌ أغرّْ
وَهذا السدلى الذي ما سما
لهُ ملكٌ في قديمِ العصرْ
رَفَعْتَ لَهُ قُبَّة ً أَصْبَحَتْ
تطولُ على ما علا وَاشمخرّْ
إذا ما بدتْ في الدجى خلتها
مرصعة ً بالنجومِ الزهرْ
وَفي الدجنِ تحسبها كاعباً
عَلَيْهَا السَّحَائِبُ مِثْلُ الأَزُرْ
تُرَاعُ لَهَا الشَّمْسُ عِنْدَ الطُّلُوعِ
فَلَوْ مَلَكَتْ نَفْسَهَا لَمْ تُنِرْ
وَلَوْ رَاءَهَا البَدْرُ فِي تِمِّهِ
وَكانتْ لهُ قدرة ٌ لاستترْ
فَصَارَ لَهَا عَلَماً فِي البِنَاءِ
كَسِيرَة ِ صَاحِبِهَا فِي السِّيَرْ
فَإِيوَانُ كِسْرى وَإِنْ أَعْجَزَ الـ
ـبرية َ في جنبهِ محتقرْ
وَكُلُّ بِنَاءٍ بَنَتْهُ المُلُوكُ
حَدِيثٌ عَلاَ وَقَدِيمٌ دَثَرْ
وَقَلَّ مَقَرّاً عَلَى ذِي الصِّفَاتِ
لمنْ نصرَ الدينَ لما انتصرْ
فأضحتْ عرى الحقَّ في ظلهِ
برغمِ العدى محكماتِ المررْ
لمنتجبِ الدولة ِ المصطفى الـ
ـمُظَفَّرِ سَيْفِ إِمَامِ البَشَرْ
مَآثِرُ تُخْبِرُ عَنْ أَصْلِهِ
وَما نسبَ السيفَ مثلُ الأثرْ
وَكمْ قدْ بغاها الملوكُ الألى
فَأَعْيَتْ عَلَى بَدْوِهِمْ وَالحَضَرْ(35/250)
وَلوْ يظفرونَ لعمري بها
لَكَانَتْ لِتِيجَانِهِمْ كَالدُّرَرْ
شَآهُمْ إِلى المَجْدِ ذُو هِمَّة ٍ
بِبَاعِ المَجَرَّة ِ عَنْهَا قِصَرْ
تَضِلُّ مَنَاقِبُهُمْ فِي عُلاَهُ
كَمَا ضَلَّ فِي الرِّيحِ سَافِي العَفَرْ
وَيَغْرَقُ جُودُهُمُ فِي نَدَاهُ
كما غرقتْ في الأتيَّ الغدرْ
وَأَنَّى يُسَامِي سَحَابَ السَّما
ءِ فِي الأَرْضِ مِنْهُ الحَيَا المُنْهَمِرْ
وَيُزْجِي الظَّعائِنَ صَوْبُ البُرُوقِ
وَبِشْرُكَ ذَا بَارِقٌ لاَ يَغُرْ
أَمَرَّ أرْتِيَاحُكَ حَبْلَ الرَّجا
إِلى أَنْ حَلاَ لِلْمُنى ما أَمَرْ
وَغادرتَ في كلَّ أرضٍ مررتَ
بِها أَثَراً يا لَهُ مِنْ أَثَرْ
أبانيَ بالسيفِ أعليتها
وَلولاكَ ما قامَ منها حجرْ
مَحَوْتَ بِها أَثَرَ المُفْسِدِينَ
وَما ليس تجبرُ لاَ ينجبرْ
كذا يبلغُ العزَّ منْ رامهُ
وَيعمرُ أوطانهُ منْ عمرْ
لَئِنْ حَمَلَ الوِزْرَ فِيها العِدى
فإنكَ مما جنوهُ الوزرْ
أَحَلُّوا مَحارِمَ مِنْ دُونِها
تَكادُ السَّموَاتُ أَنْ تَنْفَطِرْ
وَقدْ وَاردوكَ بحارَ الردى
وَكمْ واردٍ منهمُ ما صدرْ
رَضُوا بِالفِرَارِ حِذَارَ البَوَارِ
وَلَوْ شِئْتَ لَمْ يُنْجِ مِنْها المَفَرْ
فأذهلتهمْ عنْ طلابِ التراتِ
فَكَمْ مِنْ دَمٍ مَرَّ مِنْهُمْ هَدَرْ
وَما يقتضونكَ تلكَ الديونَ
وَلَوْ أَنَّهُمْ فِي عِدَادِ الشَّجَرْ
مَنِيَّتُهُمْ بِجِوارِ الصَّلِيبِ
وَمنْ لمْ تجرْ منهمُ لمْ يجرْ
وَقدْ ذلَّ منْ حاولوا نصرهُ
فَكَيْفَ يَعْزُّ بِهِ المُنْتَصِرْ
وَعَزَّ عَلَى الرُّومِ ما كُلِّفُوا
حمى ثغرَ الدينِ طعنُ الثغرْ
وَفِيمَا جَرى مِنْ طَرِيدَيْ ظُباكَ
على ملكهمْ لهمُ معتبرْ
وَبَعْضُ كِلاَبٍ وَهُمْ بَعْضُ مَنْ
قَهَرْتَ رَمَاهُمْ بِإِحْدى الكُبَرْ
وَقدْ يمموا الشامَ في قوة ٍ
يخرُّ لها الجبلُ المشمخرّْ
مئينَ ألوفٍ غزوا في مئينَ
فلمْ يلبثوا غيرَ لمحِ البصرْ
وَوَلَّوْا هَزِيماً حِذَارَ الرَّدى(35/251)
وَهَلْ حَذَرٌ عاصِمٌ مِنْ قَدَرْ
بِيَوْمٍ تَكَنَّتْ كِلاَبٌ بِهِ
عَلى كُلِّ ذِي نَخْوَة ٍ مِنْ مُضَرْ
فألاَّ ثنوها حيالَ القصيرْ
وَعزمكَ يقدمُ تلكَ الزمرْ
وَقَدْ كَلَّ بَأَسُهُمُ وَالحَدِيـ
ـدُ خوفاً منَ الأسدِ المهتصرْ
وَوقعُ الظبى دونَ قرعِ العصا
وَوَخْزُ القَنا دُونَ نَخْسِ الإِبَرْ
وَما يَدْفَعُ الكَرُّ عَنْ أَهْلِهِ
إذا ضاقَ بالدراعينَ المكرّْ
ذعرتَ حماة َ الوغى منهمُ
كَما أنْذَعَرَتْ للِهِزَبْرِ الحُمُرْ
وَفِي أَيِّ يَوْمٍ شَهدْتَ الوَغى
وَما عُدْتَ تَسْحَبُ ذَيْلَ الظَّفَرْ
تجنبَ ذو الخبرِ هذا النزالَ
وَروعَ غيرَ الخبرْ
وَلَوْ شاجَروُكَ القَنا ضَلَّة ً
لطمَّ على الخبرِ المختبرْ
يقرُّ ببأسكَ أسدُ الشرى
إِذَا المَوْتُ عَنْ ناجِذَيْهِ فَغَرْ
فقدْ أحجمَ الناسُ عنكَ الغدا
ة َ أَهْلُ الفَيَافِي وَأَهْلُ المَدَرْ
وَقَائِعُ جَلَّى دَياجِيرَها
إِبَاؤُكَ ثُمَّ الحُسامُ الذَّكَرْ
بِها بانَ فَضْلُكَ لِلْعَالَمِينَ
وَبِاللَّيْلِ يُعْرَفُ فَضْلُ القَمَرْ
صفتْ في جنابكَ أيامنا
فَحاشى لها أَبَداً مِنْ كَدَرْ
وَحَسَّنْتَ بِالعَدْلِ أَوْطانَنا
وَلولاكَ ما حسنتْ مستقرّْ
فَشَيَّدَ رَبُّ العُلى ما بَنَيْتَ
وَ لاَ أَعْدَمَ الشَّامَ هذَا النَّظَرْ
وَكَمْ حَرَمٍ لَوْ نَأَيْتَ أسْتُبِيحَ
وَكمْ ثغرٍ لوْ بعدتَ انثغرْ
وَلَوْلاَ قِرَاعُكَ وَالمَكْرُمَاتُ
لَماتَ بِهِ النَّاسُ خَوْفاً وَضُرْ
جزيتَ المنيبينَ وَ المارقيـ
ـنَ بالخيرِ خيراً وَبالشرَّ شرّْ
فلسنا نفكرُ بالحادثاتِ
طَوى جَوْرَها عَدْلُكَ المُنْتَشِرْ
وَإنكَ أكرمُ ذي ثدرة ٍ
عفا وَتجاوزَ لما قدرْ
وَلِلْعُذْرِعِنْدَكَ إِيسَاعُهُ
قَبُولاً وَلِلْذَنْبِ أَنْ يُغْتَفَرَ
ففخراً بنيلكِ هذي الخلالَ
ففي عشرِ معشارها مفتخرْ
فضائلُ لمْ تجتمعْ في الورى
فسبحانَ جامعها في بشرْ
وَلَوْ خُلِقْتَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الـ
ـكتابُ أتى ذكرها في السورْ(35/252)
فلاَ يرجُ ذو شرفٍ نيلها
فَإِنَّ الطَّرِيقَ إِلَيْهَا خَطِرْ
وَمَا يَرْكَبُ الخَطَرَ المُسْتَهالَ
منَ القومِ إلاَّ العظيمُ الخطرْ
وَما يكملُ المرءُ حتى يكونَ
لَدى السِّلْمِ حُلواً وَفِي الحَرْبِ مُرّ
وَعذراءَ لما تلدها النساءُ
وَلَكِنَّهَا مِنْ بَنَاتِ الفِكَرْ
إذا رفعَ الخفرُ الغانياتِ
سَمَتْ بِالتَّبَرُّجِ لاَ بِالخَفَرْ
تَحَلَّتْ بَدَائِعَ حُرَّ الكَلاَمِ
كَمَا يَتَحَلّى القَضِيبُ الزَّهَرْ
وَجاءتكَ تثني بما قد أنلتَ
وَلِلْغَارِسِينَ اجْتِنَاءُ الثَّمَرْ
وَلَمْ آلُ جُهْداً كَمَا قَدْ تَرى
وَإِنِّي بِتَقْصِيرِ جَرْيِي مُقِرْ
وَمَا أَنَا مُثْنٍ عَلَى مَنْ عَدَاكَ
رَجَاءً لَهُ مَا تَمَادى العُمُرْ
نهاني عنِ الضيحِ قربُ الصريحِ
وَأنساني الغمرُ شربَ الغمرْ
وَجَادَتْ أَمَانِيَّ مِنْ رَاحَتَيْكَ
فلمْ يبقَ لي عندَ خلقٍ وَطرْ
أَيَادِيَ يَغْمِرُنِي جُودُهَا
كما غمرَ الأرضَ جودُ المطرْ
بِهَا أَقْلَعَ الدَّهْرُ عَنْ جُرْمِهِ
وَلَوْ لَمْ أَصِرْ فِي حِمَاهَا أَصَرْ
فَلِي بِالجَمِيلِ الَّذِي خَوَّلَتْ
لسانٌ يقرُّ وَعينُ تقرّْ
لَقَدْ سَارَ فِعْلُكَ بِي فِي الأَنَامِ
وَ لاَ عُذْرَ لِلْحَمْدِ إِنْ لَمْ يَسِرْ
العصر العباسي >> البحتري >> أحجابا بعد المديح ومطلا
أحجابا بعد المديح ومطلا
رقم القصيدة : 2753
-----------------------------------
أَحِجَاباً بَعدَ المدِيحِ ،ومَطْلاً
بَعْدَ وَعْدٍ منْ ذَا بِهَذيْنِ يَرْضَى
ليْسَ مِثْلي عَلىالهَوانِ ،أَبا نَصرٍ
،ولا الذُّلِّ في المواِطِن أَغْضَى
أَجعلتَ الجَزَاءَ لِي من مَديحيكَ
اطِّرَاحاً وغَفْلةً ما تُقضَّى؟
وتهاونتَ بي لأَن صِرتَ باليُسْر
سَمَاءُ وصِرتُ بالعُسْرِ أَرْضَا
أوَلَسْتُ الَّذي انْتَحلْتُ لك الْوُدَّ،
، وأَصْفيْتُكَ المَحَبَّةَ مَحْضَا
يا كَثير المِطالٍ ، كَمْ،وإِلى كمْ
أَتقاضاكَ مَوْعِداً لَيسَ يُقْضى؟
كُلَّما سِرْتُ فِي اقِتضائِكَ مالي(35/253)
عَنَقاً،سِرْتَ في مِطالِك رَكْضَا
قَدْ حَطَطنَاكَ بَعْضَ ما كانَ في الوَعدَ
لَنا وَاجِباً لِتُنجِزَ بَعْضا
واقَتصَرْنا عَلى الدَّنانيرِ فاجْعَلها
لنَا نِحْلةً وإِن شِئْتَ قرْضَا
وثُغورٌ كأَنَّها اللؤْلُؤُ الرَّطبُ
أَو الأُقحُوَانُ يَهتَزُّ غَضَّا
لا تنكَّرتُ في الوصَالِ وإِن أَظْههَرتَ
لي ظالِماً جَفاءٌ وبُغْضَا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> بِجِيدِ عُلاَكَ مَدْحِي كُلَّ آنِ
بِجِيدِ عُلاَكَ مَدْحِي كُلَّ آنِ
رقم القصيدة : 27530
-----------------------------------
بِجِيدِ عُلاَكَ مَدْحِي كُلَّ آنِ
يَلُوحُ كَأَنَّهُ عِقْدُ الْجُمَانِ
ولوْ لمْ ينظمِ الشُّعراءُ مدحاً
لَكُمْ أَغْنَتْكُمُ سُوَرَ القُرَانِ
وَفِي ضِمْنِ الصَّلاَة ِ لَكُمْ صَلاة ٌ
فَلاَحٌ فِي الإِقَامَة ِ وَالأَذَانِ
ألستَ ابنَ الَّذي قهرَ الأعادي
وذادَ برأيهِ غيرَ الزَّمانِ
وروَّعَ كلَّ صاحبِ مشرفيٍّ
مروعٍ وهوَ صاحبُ طيلسانِ
وَشَاعَ إِبَاؤُهُ في النَّاسِ حَتّى
تَنَاذَرَهُ الأَقَاصِي وَالأَدَانِي
إِذَا الْهَيْجَاءُ هَاجَتْهُ رَأَتْهُ
مليّاً بالضِّرابِ وبالطِّعانِ
لهُ في الصُّبحِ فرسة ُ ليثِ غابٍ
وَتَحْتَ اللَّيْلِ نَهْشَة ُ أُفْعُوَانِ
ولمَّا غابَ عنَّا نبتَ عنهُ
كما نابَ الحسامُ عنِ السِّنانِ
وَإِنْ كانَتْ خِلالُ النَّاسِ شَتّى
فَمَا الْعَلْيَاءُ إِلاَّ فِي ثَمَانِ
إقالة ِ عاثرٍ وغنى فقيرٍ
وَنَيْلِ مُمَنَّعٍ وَفَكاكِ عَانِ
وأمنٍ لمْ يشبْ بمذيقِ خوفٍ
ومنٍّ لمْ يُكدَّرْ بامتنانِ
وَبَذْلِ الرُّعْبِ فِي عَاصٍ وَبَاغٍ
وَبَسْطِ الْعَدْلِ فِي قَاصٍ وَدَانِ
صِفَاتٌ كُمِّلَتْ لَكَ مُؤذِناتٌ
بأنَّكَ في الكرامِ بغيرِ ثانِ
وأنَّ المجدَ ما توليهِ لا ما
يحدِّثهُ فلانٌ عنْ فلانِ
رَأَيْنَا مِنْكَ مَا لَمْ يُرْوَ عَنْهُمْ
فَأَلْغَيْنَا السَّماعَ لَدى العِيَانِ
خَفُوا لَمَّا ظَهَرْتَ كَذَاكَ يَخْفى(35/254)
بِضَوْءِ الشَّمْسِ نُورُ الزَّبرِقَانِ
وقهركَ منْ أخافَ النَّاسَ قدماً
كَفَاكَ تَطَاوُلاً فِي ذَا الزَّمَانِ
فَمَا مِنْ عَالَمِ الْغَبْرَاءِ عَادٍ
وَلاَ فِي الْجَمَّة ِ الْخَضْرَاءِ جَانِ
لأنَّكَ منذُ صرتَ لها قريناً
بدا في الأرضِ تأثيرُ القرانِ
وَإِنْ جَاوَزْتَ قَدْرَ الْمَدْحِ حَتّى
لَأَصْبَحَ جَاهِدٌ فِيهِ كَوَانِ
وإنَّ حديثكَ السَّيَارَ أشهى
إلى سمعِ الطَّروبِ منَ الأغاني
فداؤكَ كلُّ ذي عرضٍ عزيزٍ
عَلَى الرَّاجِي وَذِي عِرْضٍ مُهَانِ
وَأَمْلاَكٌ أَبَادُوا مَا أَبَادُوا
مُضَاعاً فِي الْقَنَانِي وَالقِيَانِ
وَعَزَّ الْخَيْرُ مِنْهُمْ فَالتَّعَازِي
إذا بطشَ الزَّمانُ بهمْ تهاني
لقدْ روَّى وهاديَ والرَّوابي
حياً قبلَ انتجاعيهِ سقاني
وأغنى بالسَّواري والغوادي
رياضَ الحمدِ عنْ سقيا السَّواني
هدايا واصلتْ فظننتُ كسرى
وأيَّاماً كيومِ المهرجانِ
وما شينتْ بمطلٍ واقتضاءٍ
وَلاَ سُبِقَتْ بِوَعْدٍ أَوْ ضَمَانِ
وَإِنْ أَغْنى نَدَاكَ فَقَدْ تَغَنَّى
بِمَا حَبّرَتُ فِيكَ الْخَافِقَانِ
فَأَقْصَاهُ بِأَرْضِ النَّهْرَوَانِ
وأدناهُ بأقصى القيروانِ
غَرَائِبُ لاَ يُرَدُّ لَهَا شَفِيعٌ
إِذَا حَلَّتْ ذَرى مَلِكٍ هِجَانِ
أَوَانِسُ عَنْ سِوَاكَ لَها نِفَارٌ
كما نفرتْ منَ الشِّيبِ الغواني
زَفَفْتُ إِلَيْكَ فِيهَا كُلَّ بِكْرٍ
ولمْ أسمحْ لغيركَ بالعوانِ
أَأَمْدَحُ مَنْ أُرَجِّمُ فِيهِ ظَنِّي
وَأَتْرُكُ مَنْ بِأَنْعُمِهِ ابْتَدَانِي
وَأَدْعُو مَنْ بِهِ صَمَمٌ وَعِيٌّ
وَأَقْعُدُ عَنْ إِجَابَة ِ مَنْ دَعَانِي
وَلَسْتُ أَرى إِرَاقَة َ مَاءِ وَجْهِي
نَوَالُكَ عَنْ إِرَاقَتِهِ نَهَانِي
شَرُفْتَ مَنَاقِباً وَشَرَفْتُ قَوْلاً
فأيقنَ منْ رآكَ ومنْ رآني
بِأَنَّكَ رَبُّ أَبْكَارِ الْمَعَالِي
وَأَنِّي رَبُّ أَبْكَارِ الْمَعَانِي
فَلاَ بَرِحَتْ تَدِينُ لَكَ اللَّيَالِي
وتخضعُ ما تدانى الفرقدانِ(35/255)
ولاَ دجتِ البسيطة ُ بلْ أضاءتْ
بمجدكَ ما أضاءَ النَّيِّرانِ
تُقضِّي الدَّهرَ عاماص بعدَ عامٍ
وتُفنيهِ بعمرٍ غيرِ فانِ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> لَقَدْ دُفِعْنَا إِلى حَالَيْنِ لَسْتُ أَرى
لَقَدْ دُفِعْنَا إِلى حَالَيْنِ لَسْتُ أَرى
رقم القصيدة : 27531
-----------------------------------
لَقَدْ دُفِعْنَا إِلى حَالَيْنِ لَسْتُ أَرى
ما بينَ ذاكَ وَهذا حظَّ مختارِ
إِمَّا المُقَامِ عَلَى خَوْفٍ وَمَسْغَبَة ٍ
أو الرحيلِ عنِ الأوطانِ وَالدارِ
وَالموتُ أيسرُ منْ هذا وَذاكَ وَما
كَرْبُ المَمَاتِ وَلاَ فِي المَوْتِ مِنْ عَارِ
مَنْ جَاوَرَ الأُسْدَ لَمْ يَأْمَنْ بَوَائِقَهَا
وَليسَ للأسدِ إبقاءٌ على الجارِ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أَسُكَّانَ نَعْمَانِ الأَرَاكِ تَيَقَّنُوا
أَسُكَّانَ نَعْمَانِ الأَرَاكِ تَيَقَّنُوا
رقم القصيدة : 27532
-----------------------------------
أَسُكَّانَ نَعْمَانِ الأَرَاكِ تَيَقَّنُوا
بأنَّكمْ في ربعِ قلبيَ سكَّانُ
وَدُومُوا عَلَى حِفْظِ الوِدَادِ فَطَالَما
بُلينا بأقوامٍ إذا حفظوا خانوا
رعينا لهمْ حفظَ الودادِ فما رعوا
وَصُنَّا هَوَاهُمْ أَنْ يُذَالَ فَمَا صَانُوا
سَلُوا النَّومَ عَنِّي مُذْ تَنَاءَتْ دِيَارُكُمْ
هلِ اكتحلتْ بالنَّومِ لي بعدُ أجفانُ
وَهَلْ جَرَّدَتْ أَسْيَافَ بَرْقٍ دِيَارُكُمْ
فكانتْ لها إلاَّ جفونيَ أجفانُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> طَاوِلْ بِقَدْرِكَ مَنْ عَلاَ مِقْدَارُهُ
طَاوِلْ بِقَدْرِكَ مَنْ عَلاَ مِقْدَارُهُ
رقم القصيدة : 27533
-----------------------------------
طَاوِلْ بِقَدْرِكَ مَنْ عَلاَ مِقْدَارُهُ
فأرى العلاَ فلكاً عليكَ مدارهُ
منْ يدفعُ الشرفَ الذي أوتيتهُ
منْ بعدِ أنْ أعيا الورى إنكارهُ
نَطَقَ الوَلِيُّ بِهِ وَأُسْكِتَ حَاسِدٌ
عنْ وصفهِ وَسكوتهُ إقرارهُ
فَلْيَعْلَمِ السَّاعِي لِيُدْرِكَ ذَا المَدى(35/256)
أَنَّ الطَّرِيقَ كَثِيرَة ٌ أَخْطَارُهُ
وَهيَ الرياسة ُ لنْ تبوحَ بسرها
إلاَّ لأروعَ لاَيباحُ ذمارهُ
يَحْمِي حِمَاهُ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ
وَتَذُودُ عَنْهُ يَمِينُهُ وَيَسَارُهُ
لاَ العذلُ ناهيهِ وَلاَ الحرصُ الذي
أَمَرَ النُّفُوسَ بِشُحِّهَا أَمَّارُهُ
لكَ في الشجاعة ِ وَالسماحة ِ رتبة ٌ
تَرَكَتْ عَدُوِّكَ لاَ يَقِرُّ قَرَارُهُ
لَمْ يُعْطِها عَمْرُو القَنا إِقْدَامُهُ
قِدْماً وَلاَ كَعْبَ النَّدى إِيْثارُهُ
تفنى العدى قتلاً بكلَّ كريهة ٍ
لكَ فخرهُ وَعليهمُ أوزترهُ
فلطالما اضرمنَ في إحرازها
لَهَباً رُؤُوسُ الدَّارِعِينَ شَرَارُهُ
بِوَغى ً يَضِلُّ عَنْ المُثَقَّفِ قَصْدُهُ
في ضنكها وَعنِ الكميَّ شعارهُ
لِيَدُمْ لَكَ العِزُّ المُؤَثَّلُ وَلْيَدُمْ
لمريدِ كيدكَ ذلهُ وَصغارهُ
ما فَازَ عِنْدَكَ مَنْ وَتَرْتَ بِبُغْيَة ٍ
بلْ ضاعَ في تيارِ عزكَ ثارهُ
فَفَدَاكَ ذُو مُلْكٍ يُصِيخُ لِبَرْبَطٍ
شغلتهُ عنْ أوتارهِ أوتارهُ
وَقضى المسرُّ لكَ العداوة َ نحبهُ
غَيْظَاً عَلَيْكَ وَلاَ أنْقَضَتْ أَوْطَارُهُ
يک بْنَ الأُلى لاَ يُعَظِّمُونَ عَظِيمَهُمْ
حتى يجارَ منَ النوائبِ جارهُ
قومٌ إذا حملوا الوشيبجَ تطاولتْ
أطرافهُ وَتقاصرتْ أعمارهُ
وَنحتْ أسنتهُ الصريخَ كأنها
طيرٌ وَأفئدة ُ العدى أوْكارهُ
كثرتْ منى قصادكمْ آلآؤكمْ
كرماً كما كثرَ الحجيجَ جمارهُ
وَأَبْيْتُمُ أَنْ تَنْتَمُوا إِلاَّ كَما
نسبتْ لدى الروعِ الصفيحِ شفارهُ
وَأَعَدْتُمُ عُودَ المَكَارِمِ أَخْضَراً
لِلّهِ عُودٌ أَنْتُمُ أَثْمَارُهُ
شِيَمٌ حَوَتْ مِنْ كُلِّ فَخْرٍ صَفْوَهُ
وَ تعقبتْ منْ بعدها أكدارهُ
فلذا تعمُّ ذوي النباهة ِ عونهُ
إِنْ سَامَحَتْ وَتَخُصُّكُمْ أَبْكَارُهُ
إنَّ الإمامَ سطا بسيفِ وقائعٍ
مذْ سلَّ ما عرفَ النبوَّ غرارهُ
شيدتَ حينَ نصرتَ دولتهُ لهُ
عِزّاً بَنَتْهُ لِجَدَّهِ أَنْصَارُهُ(35/257)
وَنَصَحْتَ مُلْكَ بَني عَلِيٍّ نُصِحَ مَنْ
أربى على إعلانهِ إسرارهُ
أَثْنى بِهِ مَنْصُورُهُ وَعَلِيُّهُ
وَمَعَدُّهُ وَأَبَانَ عَنْهُ نِزَارُهُ
شهدَ المشاهدُ ذا الفعالَ بما رأى
فِيهِ وَصَحَّ لِمُخْبِرٍ إِخْبارُهُ
مهدتَ هذا الشامَ حتى لاستوتْ
في أمنها بلدانهُ وَقفارهُ
لاَ أنتَ متبعُ ما صنعتَ بأهلهِ
مَنَّ المُنِيلِ ولا هُمُ كُفَّارُهُ
نوبٌ تطيشُ سهامها وَمنى يعيـ
ـشُ يقينها وَندى ً تجيشُ بحارهُ
ما كانتِ الغبراءُ تحملُ باخلاً
لوْ قضَّ في سكانها معشارهُ
فِي ظِلِّ أَرْوَعَ أَعْجَزَتْ أَفْعَالُهُ
هذَا الأَنَامَ وَأَعْوَزَتْ أَنْظارُهُ
وَمُؤَيَّدِ العَزَماتِ لاَ إِيرَادُهُ
يدنيهِ منْ ذامٍ وَلاَ إصدارهُ
يَغْنِي غَناءَ سَيَوفِهِ إِيْعَادُهُ
وَتنوبُ عنْ نظراتهِ أفكارهُ
مَلِكٌ مٌقِيمٌ فِي دِمَشْقَ وَذِكْرُهُ
في الخافقينِ بعيدة ٌ أسفارهُ
لمْ يحتجبْ عنْ ربَّ مسألة ٍ وَلاَ
سدلتْ على غيرِ التقى أستارهُ
جَعْدٌ عَنِ الآثامِ إِلاَّ أَنَّهُ
مَتَتابِعٌ مَعَ فَقْدِها أسْتِغْفارُهُ
أخبارُ مجدٍ كادَ يحفظها الدجى
مِمَّا يُكَرِّرُ ذِكْرَها سُمّارُهُ
لوْ عاصرتْ كسرى لكانَ بودهِ
لَوْ صِيغَ مِنْها تاجُهُ وَسِوَارُهُ
فَلْيَيْأَسِ المُتَمَحِّلُونَ مَحَلَّ مَنْ
هذِي مَناقِبُهُ وَذَاكَ نِجَارُهُ
خَيْرُ البُيُوتِ إِذَا عَدَوْنا هاشِماً
بيتٌ حللتَ بهِ وَأنتَ خيارهُ
بَيْتٌ يَحِنُّ إِلى الفَضَائِلِ طِفلُهُ الـ
ـحابي فتحسبُ أنها أظآرهُ
ما زَالَ بِالحَسَنَاتِ مُرْتَقِياً فَهَلْ
فَوْقَ المَجَرَّة ِ مَنْزِلٌ يَخْتَارُهُ
وَأَبُو عَلِيٍّ مُعْرِبٌ عَنْ مِثْلِها
في كلَّ فضلٍ تقتفى آثارهُ
ما حَادَ عَنْ شَرَفِ عَلَوْتَ بِهِ الوَرى
فيقولَ مادحهُ إليكَ محارهُ
أَعْطى فَبَخَّلَ كُلَّ جَوْدٍ أَثْجَمَتْ
أَنْوَاؤُهُ وَتَتَابَعَتْ أَمْطارُهُ
وَسَطا فَما جَرَّ اغْتِرارُ وَلِيِّهِ
ضَرَراً وَلاَ نَفَعَ العَدُوَّ حِذَارُهُ(35/258)
علمٌ يدلُّ عليهِ ساطعُ نورهِ
مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلِيَ الهِدَايَة َ نارُهُ
متألقُ البشرِ المبشرِ بالغنى
وَالدَّوحُ قَبْلَ ثِمَارِهِ نُوَّارُهُ
يُرْضِيكَ إِنْ رَكِبَ الجِيَادَ عُرَامُهُ
عزاً وَإنْ حضرَ النديَّ وقارهُ
تأبى لهُ النشواتِ نفسٌ مرة ٌ
حَتّى يَكُونَ مِنَ الثَّنَاءِ عُقارُهُ
فَرَأَيْتَ إِخْوَتَهُ بْمَرْآهُ الَّذِي
أَقْذَتْ عُيُونَ عَدُوِّكُمْ أَنْوَارُهُ
ضَيْفٌ يَشُقُّ عَلَى اللِّئَامِ مَزَارُهُ
أفلتْ أهلتهُ وَلاَ أقمارهُ
وَأسيرُ أنعمكَ الثناءُ قضى
ربُّ الخلائقِ أنْ يفكَّ إسارهُ
لَمْ تُلْفَ فِيهِ وَهْوَ مُلْكُكَ شامِخاً
وَسواكَ يستعلي أوانَ يعارهُ
وَإذا أردتكَ بالمديحِ تفتحتْ
أَغْلاَقُهُ وَتَسَهَّلَتْ أَوْعارُهُ
وَإذا زففتُ إلى نديكَ كاعباً
أَثْنى عَلَيَّ بِحُسْنِها حُضَّارُهُ
وَالمسكُ أولُ منْ يفوزُ بعرفهِ
فِي وَقْتِ فَضِّ خِتامِهِ عَطَّارُهُ
لولاكَ كانَ الشعرُ شيئاً ذاهباً
أَوْ مَذْهَباً مُتَجَنَّباً إِظْهَارُهُ
أَكْرَمْتَ مَثْوَاهُ عَلِيماً أَنَّهُ
ضيفٌ يشُّ على اللئامِ مزارهُ
فَسَلِمْتَ لِلزَّمَنِ الفَقِيرِ إِلَيكَ مَا
كَرَّتْ عَلَى آصَالِهِ أَسْحَارُهُ
وَبَقِيتَ مَا شِئْتَ البَقَاءَ لِمُنْكِرٍ
تَمْتَازُ عَنْهُ وَسُؤْدُدٍ تَمْتَارُهُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أَمَّا الزَّمَانُ فَفِي يَدَيْكَ عِنَانُهُ
أَمَّا الزَّمَانُ فَفِي يَدَيْكَ عِنَانُهُ
رقم القصيدة : 27534
-----------------------------------
أَمَّا الزَّمَانُ فَفِي يَدَيْكَ عِنَانُهُ
يا أيُّها الملكُ المعظَّمُ شانُهُ
ذَلَّلْتَ جَامِحَهُ فَصَارَ كَمَا تَرى
لاَ جَوْرُهُ يُخْشَى وَلاَ عُدْوَانُهُ
وَأَرَيْتَهُ السُّنَنَ الْحَمِيدَة َ رَادِعاً
عَنْ ضِدِّهَا فَتَقلَّبَتْ أَعْيَانُهُ
إِنْ ذَمَّ سَائِرَ مَنْ يَرَاهُ فَإِنَّهُ
يُثني عليكَ ولاَ يكلُّ لسانُهُ
لاَ غاضَ ذا الملكُ العقيمُ فإنَّهُ(35/259)
بَحْرٌ وَأَمْلاَكُ الدُّنَا خُلْجَانُهُ
طلهمْ فإنَّكَ معدنُ الشَّرفِ الَّذي
أخبارهُ عجبٌ فكيفَ عيانُهُ
أوتيتَ في أفقِ العلاءِ محلَّة ً
لاَ يَدَّعِي إِدْرَاكَهَا كِيوَانُهُ
فَاسْلَمْ لِمُلْكٍ صِدْقُ عَزْمِكَ حِصْنُهُ
وعلى سيوفكَ لا نبتْ إحصانُهُ
وَرَعِيَّة ٍ أَنْسَيْتَها مُذْ حُطْتَها
زمناً تشيبُ لهولهِ ولدانُهُ
فَمَقِيلُهُمْ بِفِنَاءِ دَوْحٍ لَمْ يَزَلْ
عذباً جناهُ ظليلة ً أفنانُهُ
وعشيرة ٍ ظنُّوا خلافكَ فرصة ً
طَوْعَ الهَوى فَأَضَلَّهُمْ شَيْطَانُهُ
ودواؤهمْ ما شاهدوهُ وداؤهمْ
إنكارُ حقٍّ واجبٍ عرفانُهُ
فلقدْ أطاعكَ منْ أحبَّ حياتهُ
فَنَجَا وَأَرْدى حَائِناً عِصْيَانُهُ
وَلَوْ انَّهُمْ ذَلُّوا لِعِزِّ مَلِيكِهِمْ
لاَ زَالَ يَقْهَرُ مَنْ بَغى سُلْطَانُهُ
لَمَحَا ذُنُوبَهُمُ وَجَمَّعَ شَمْلَهُمْ
بعدَ الشَّتاتِ حنوُّهُ وحنانُهُ
لاَ يَطْمَعَنْ فِي حُسْنِ عَفْوِكَ طَامِعٌ
حَتّى يُمَاثِلَ سِرَّهُ إِعْلانُهُ
وليسلهُ منْ لاَ يفارقُ غلَّهُ
حتّى يُفارقُ روحهُ جثمانهُ
وَلْيَتْبَعَنَّ رِضَاكَ غَيْرَ مُوَارِبٍ
منْ في يمينكَ خوفهُ وأمانهُ
فلأنتَ منْ يأبى النِّفاقَ فلمْ يعشْ
في ظلِّهِ منْ لمْ تمُتْ أضغانهُ
وغناءُ منْ أصبحتَ عنهُ معرضاً
كغناءِ رُمحٍ بانَ عنهُ سنانهُ
فَلْيُصْحِبُوا لَكَ رَغْبَة ً أَوْ رَهْبَة ً
فلطالما ضرَّ الجوادَ حرانهُ
لَوْ أَنَّ غَيْرَكَ رَامَهُمْ لَتَصَعْصَعَتْ
أَعْوَانُهُ وَتَضَعْضَعَتْ أَرْكَانُهُ
وَهُمُ الأُلى مَا أَشْرَعُوا صُمَّ الْقَنَا
في مأزقٍ إلاَّ وهمْ فرسانهُ
أبطالُ صعصعة ٍ حُماة ُ ربيعة ٍ
فِي حَيْثُ يُزْرِي بِالجَبانِ جَنانُهُ
مِنْ كُلِّ مُخْتَبَرِ الْمَضَاء مُجَرَّبٍ
يَحْمِي حِمَاهُ ضِرَابُهُ وَطِعَانُهُ
مَنْ يَنثَنِي وَمِنَ النَّجِيعِ مُدَامُه
طرباً وما طبعَ القيونُ قيانُهُ
ليثٌ وفي خللَ الوشيجِ عرينهِ
وفنيقُ حربٍ والمكرُّ عِرانُهُ(35/260)
مَا أَمَّ قَفْراً لَمْ تَجَفَّلْ أُسْدُهُ
فَرَقاً كَمَا جَفَلَتْ بِهِ ظِلْمَانُهُ
غرُّوا بأنْ عقُّوا سواكَ وأسرفوا
وعقوقُ مثلكَ معوزٌ إمكانُهُ
فأتتْ عزائمُ لوْ قرعنَ متالعاً
لَتَهَافَتَتْ هَضَبَاتُهُ وَرِعَانُهُ
لمؤيَّدِ الإقدامِ بالرَّأيِ الَّذي
لَمْ يَأْتِهِ عَمْروٌ وَلاَ وَرْدَانُهُ
ونصيَّة ِ البيتِ الَّذي طالَ السُّهى
وعلاَ الثُّريَّا صاعداً بُنيانُهُ
أَوْتَادُهُ بِيضُ الظُّبَا وَعِمَادُهُ
بَعْضُ الرِّماحِ وَبَعْضُهَا أَشْطَانُهُ
مِنْ مَعْشِرٍ لَمْ يُطْوَ مُهْرَقُ سُؤْدُدٍ
إلاَّ وطيِّبُ ذكرهمْ عنوانهُ
وَإِذَا انْتَهى دَهْرٌ فَهُمْ أَعْيَانُهُ
وَإِذَا أَتى خَيْرٌ فَهُمْ أَعْوَانُهُ
وَإِذَا أَتَوْا بَلَداً جَدِيباً أَخْصَبَتْ
فيهِ رُباهُ وأتئقتْ غدرانُهُ
لَوْ لَمْ تَفُزْ بِهِمُ الْعُفَاة ُ لَمَا دَرى
متطلِّبُ المعروفِ أينَ مكانهُ
لَمْ يَجْحَدِ الأَعْدَاءُ وَاضِحَ مَجْدِهِمْ
كَيْفَ الْجُحُودُ وَسَابِقٌ بُرْهَانُهُ
مَنْ خُصَّ بِالشَّرَفِ الَّذِي ظَنَّتْ بِهِ
زُهْرُ الْكَوَاكِبِ أَنَّها جِيرَانُهُ
مَمْنُوعَة ٌ أَحْوَالُهُ مَتْبُوعَة ٌ
أَقْوَالُهُ مُتَتَابِعٌ إِحْسَانُهُ
مَا إِنْ يُغَادِي الْعِلْمَ أَوْ يَحْوِي الغِنى
حتّى يفيضَ بيانُهُ وبنانُهُ
لاَ خَابَ آمِلُهُ وَلاَ خَبَّ الرَّدى
يَوْماً إِلَيْهِ وَلاَ خَبَتْ نِيرَانُهُ
يَا عَوْنَ مَنْ غَدَرَتْ بِهِ أَيَّامُهُ
وَمُعِينَ مَنْ تَنْبُو بِهِ أَوْطَانُهُ
أغنيتَ عنْ مرِّ السُّؤالِ وحلوهِ
بندى ً يزيدُ على الحيا تهتانُهُ
هُوَ كَالغَوَادِي لاَ تَمُنُّ إِذَا هَمَتْ
لاَ كالغمامِ تباعدتْ أحيانُهُ
لم لاَ أبالغُ في مديحكَ مطنباً
وَالشِّعْرُ طِرْفٌ خَاطِرِي مِيْدَانُهُ
أُثني عليكَ بما أنالتني يدٌ
بكرُ الغنى منْ سيبها وعوانُهُ
فَلْيَعْذِرِ الْمَوْلى الَّذِي خَالَفْتُهُ
فَأَذَعْتُ جُوداً رَأْيُهُ كِتْمانُهُ(35/261)
العصر العباسي >> ابن حيوس >> ما ضرَّ طيفكَ وَالكرى لوزارا
ما ضرَّ طيفكَ وَالكرى لوزارا
رقم القصيدة : 27535
-----------------------------------
ما ضرَّ طيفكَ وَالكرى لوزارا
فَعَسى اللَّيَالِي أَنْ يَعُدْنَ قِصَارا
يا عادلاً في حكمهِ وَمزارهُ
نَاءٍ فَلَمَّا صارَ جَاراً جَارا
لاَ أبتغي فوقَ الخيالِ زيارة ً
حسبي خيالكَ لوْ أنالَ مزارا
أَأَكُونُ مَنْ يُهْدِي إلَيْكَ حَيَاتَهُ
وَأَرُومُ مَا يُهْدِي إلَيْكَ اُلْعَارا
وَأما وَشعثٍ فوقَ شعثٍ رزحِ
جَعَلُوا بُلُوغَ اُلْمَشْعَرَيْنَ شِعَارا
مَلِكٌ غَدَتْ يُمْناهُ يُمناً لاِمْرِيءٍ
فيها على منْ يعلمُ الأسرارا
مَا أَحْدَثَ اُلْعُذَّالُ عِنْدِي سَلْوَة ً
بَلْ زَادَنِي مَنْ لاَمَنِي اسْتِهْتَارا
فعلى التسلي أنْ يغيضَ جميعهُ
وَعَلى المَدَامِعِ أَنْ تَفِيضَ غِزَارا
ما كلُّ ما ألقى وَإنْ هدَّ القوى
كفؤاً لخوفي أنْ أرى غدارا
يا حبذا ذاتُ الأرجاعِ منزلاً
وَجِوَارُنَا قِبَلَ اُلعقِيقِ جِوَارا
وَأعنَّ تحكيهِ الغزالة ُ مقلة ً
وَمقلداً وَتعرضا وَنفارا
يفترُّ عنْ بردٍ يعلُّ بباردٍ
مِنْ ريقِهِ تَرَكَ اُلْقُلُوبَ حِرَارا
لَمْ أَدْرِ حيِنَ رنَا إِلَيَّ بِطَرْفِهِ
أأدارَ لحظاً أمْ أدارَ عقارا
نظرٌ نظيرُ الخمرِ في إسكارها
لكِنَّهُ مِنْها أَشَدُّ خُمارا
وَأَلَحَّ يَلْحى فِي اُلفِراَقِ أخاً هَوى ً
لمْ يقضِ منْ أحبابهِ أوطارا
فَأَجَبْتُهُ لاَ تَلْحَ رَبَّ عَزَائِمٍ
هجرَ الثواءَ وَواصلَ الأسفارا
فبهذهِ الأسفارِ أسفرَ لي غنى
لَوْلاَ اُبْنُ يُوسُفَ جانَبَ اُلإِسْفارا
أَسْدى َ وَما أَكْدى أَيادِيَ لَمْ يَزَلْ
معروفها يستعبدُ الأحرارا
وَصَنائِعاً غُرّاً أَفَدْنَ مَنائِحاً
عوناً وَلدنَ مدائحاً أبكارا
وَلكمْ دعا مدحي نوالُ مملكٍ
فأبتْ عتواً عنهُ وَاستكبارا
حَتَّى وَجَدْتُ لَها هُماماً لَمْ تَزَلْ
أَوْصافُهُ تَسْتَغْرِقُ اُلأَشْعارا(35/262)
فَوَسَمْتُ أَوْجُهَها بِمُسْتَوْلٍ عَلَى
رتبِ العلاءِ مناقباً وَنجارا
وَأَغَرَّ فِي إِجْمالِهِ وَجَمالِهِ
ما يملأُ الأسماعَ وَالأبصارا
ملكٌ غدتْ يمناهُ يمناً لامرئٍ
بيغِي نَوَالاً وَاُليَسارُ يَسارا
حَلّى اُلزَّمانَ وَكانَ قِدْماً عاطِلاً
وَأَعادَ لَيْلَ اُلآمِلِينَ نَهارا
بِعُلًّى أَقامَتْ لاَ تَرِيمُ فِناءَهُ
وَحديثها بينَ الورى قدْ سارا
بَلَغَتْ بِهِ رُتَباً فَرَعْنَ مَحَلَّة ً
أمستْ نجومُ سمائها أقمارا
زَانَتْ فَضائِلُهُ بَدَائِعَ نَظْمِها
كَمْ مِعْصَمٍ أَضْحى يَزيِنُ سِوارا
وَلقدْ جزيتُ الحادثاتِ بما جنتْ
فَسَلَبْتُها اُلأَنْيابَ وَاُلأَظْفارا
مذْ شمتُ أوضحَ منْ حسامٍ صارمٍ
أثراً وَأحمدَ في الورى آثارا
وَأعمَّ منْ كعبِ بنِ مامة َ نائلاً
وَأَعَزَّ مِنْ زَيْدِ اُلفَوَارِسِ جارا
وَمظفرَ الأقلامِ كمْ أردى بها
ملكاً وَروعَ جحفلاً جرارا
عجباً لها تجري بأسودَ فاحمٍ
يَكْسُو اُلطٌّرُوسَ ظَلاَمُهُ أَنْوَارا
تمضي بحيثُ ترى السيوفُ كليلة ً
وَتطولُ حيثُ ترى الرماحُ قصارا
وَتَخالُها بِاُلظَّنِّ أَغْماراً وَقَدْ
ملأتْ صدورَ عداتهِ أغمارا
تَجْرِيِ بِوَاحِدِها ثَلاثُ سَحائِبٍ
تهمي الصواعقَ وَالحيا المدرارا
وَيمدهُ بالوصلِ حينَ يمدهُ
ببديهة ٍ لا تتعبُ الأفكارا
إِنْ رَامَ نائِلَهُ اُلعُفاة ُ أَمَدَّهُ
كَرَمَاً وَإِنْ رَامَ اُلخَميسُ مُغارا
مَلأَ اُلكِتابَ تَهَدُّداً فَكَأَنَّما
مَلأَ الكِتابَ أَسِنَّة ً وَشِفارا
تَجْنِي اُلنَّوَاظِرُ مِن مَحاسِنِ خَطِّهِ
رَوْضاً وَمِنْ أَلفاظِهِ أَزْهارا
خطٌّ رماحُ الخطَّ منْ خدامهِ
إنْ رامَ ذمراً أوْ أعزَّ ذمارا
وَبلاغة ٌ تضحي بأدنى فقرة ٍ
تُغْنِي فَقيِراً أَوْ تَقُدُّ فَقارا
وَيَشيمُ رُوَّادُ اُلنَّدى مِنْ بِشْرِهِ
بَرْقاً وَمِنْ إِحسانِهِ أَمْطارا
بِشْرٌ يُبَشِّرُّ بِاُلجَمِيِلِ وَعادَة ُ اُلأَ
زهارِ أنْ تتقدمَ الأثمارا(35/263)
وَنَدى ً يَعُمُّ وَلاَ يَخُضُّ كَأَنَّهُ
هامِي قُطارٍ طَبَّقَ اُلأَقطارا
يَسْتَصْغِرُ اُلأَمْرَ اُلعَظيِم إِذَا عَرَا
بِعَزِيَمة ٍ تَسْتَسْهِلُ اُلأَوْعارا
وَيردُّ غربَ الحادثاتِ مفللاً
بِسعادَة ٍ تَسْتَخْدِمُ اُلأَقْدَارا
كَمْ ذَلَّلتْ صَعْباً وَرَدَّتْ ذَاهِباً
وَحَمتْ أَذَلَّ وَذَلَّلَتْ جَباَّرا
وَيَخِفُّ نَحْوَ اُلجُودِ إِلاَّ أَنَّهُ
وَأَمَا وَشُعْث فَوْقَ رُزَّحٍ
وَلَهُ وَجُرْدُ اُلخَيْلِ تَعْثُرُ بِالقَنا
وَالهامِ رأيٌّ لاَ يخافُ عثارا
وَلَفقَدْ عَرَفْتُ النَّاسَ مِنْ أَطوَارِهِمْ
سُبْحانَ مَنْ خَلَقَ اُلوَرى أَطوَارا
فَوَجَدْتُهُمْ يَتَبايَنُونَ وَإنْ غَدَوْا
في خلقهمْ وَفنائهمْ أنظارا
يا مَنْ عَرَفْتُ بِجُودِهِ وَجْهَ اُلغِنى
حَقًّا وَكُنْتُ جَهِلْتُه إِنكارا
أَمَّا وَقَدْ وَسَّعْتَ لِي طُرُقَ اُلمُنى
وَجَعلِت لآمالِ أَنْ تَخْتارا
وَغمرتني بمواهبٍ موصولة ٍ
لمْ تبقِ لي عندَ الحوادثِ ثارا
فَلأَبْقِيَنَّ مِنَ الثَّناءِ عَلَيْكَ ما
يتعقبُ الآثارَ وَالأخبارا
كَمْ ذَاهِبٍ عَمَرَتْ لَهُ أَخْبارُهُ
لما تقضى عمرهُ أعمارا
إِنَّ الوَزِيرَ رَأَى اُلنَّوَائِبَ جَمَّة ً
فاختارَ منكَ لدفعها مختارا
فَصَرَفْتَهَا قَسْراً بِهِمَّتِكَ الَّتي
لَمْ تَرْضَ مَادُونَ اُلمَجَرَّة ِ دَارا
وَعدى الأعاديَ أنْ تثيرَ جيادهمْ
خَوْفَ انْتِقامِكَ بِاٌلشَّآمِ غُبَارا
وَسلبتهمْ بالعزمِ تالدَ عزهمِ
فَكَأَنَّ ذَاكَ اُلعِزَّ كَانَ مُعَارا
وَعَمَرْتَ هذَا الشَّامَ بَعْدَ دُثُورِهِ
حَتّى غَدَتْ أَطْرَافُهُ أَمْصَارا
لمْ تدغعِ الغمراتِ عنْ سكانهِ
حَتّى لَقِيتَ أَذى ً وَخُضْتَ غِمَارا
وَسَمَحْتَ بِاٌلنَّفْسِ اُلنَّفِيسَة ِ فِي العُلى
تَسْتَحْمِدُ اُلإِيرَادَ وَالإِصْدَارا
يَارَاكبَ اُلأَخْطارِ عَنْ عِلْمٍ بِهَا
أَدْرَكْتَ أَعْلى رُتْبَة ٍ أَخْطَارا
لاَتطلبنَّ منَ العزائمِ جهدها(35/264)
قَدْ سِرْتَ حَتّى مَا وَجَدْتَ مَسَارا
عُدْ آهِلَ اُلأَرْجَاى مَمْنُوعَ الحِمى
جَمَّ اُلمسَاعِي نَافِعاً ضرَّارا
وَاسْلَمْ عَلَى الأَيَّامِ أَزكى صَائِمٍ
صوماً وَأسعدَ مفطرٍ إفطارا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> لاَ تَخْشَ عَدْوى مَنْ أَبَحْتَ ذِمَارَهُ
لاَ تَخْشَ عَدْوى مَنْ أَبَحْتَ ذِمَارَهُ
رقم القصيدة : 27536
-----------------------------------
لاَ تَخْشَ عَدْوى مَنْ أَبَحْتَ ذِمَارَهُ
منْ ماتَ قلباً لمْ تعشْ أضغانهُ
دعهُ لأحداثِ الزَّمانِ دريَّة ً
أتراهُ يُكرمُ منْ هواكَ هوانُهُ
وإذا أردتَ بوارَ مملكة ٍ طغتْ
سَفَهاً فَبَعْثُكَ رَايَة ً عُنْوَانُهُ
فلقدْ أطاعكَ منْ أحبَّ حياتَهُ
فِيهَا وَلَجَّ بِخَائِنٍ طُغْيَانُهُ
فَلْيَطْلُبِ الرُّومُ الأَمَانَ فَقَدْ بَدَتْ
لهمُ خشونة ُ صارمٍ وليانُهُ
هجرَ الرُّقادُ جفونهمْ مذْ نبَّهوا
مَنْ لاَ تَنَامُ عَلَى القَذى أَجْفَانُهُ
ذا العزمُ جأشُ الدَّهرِ منهُ مروَّعٌ
وَالْجَيْشُ يَفْتَرِسُ العِدى فُرْسَانُهُ
ضمنتْ سوافَ معانديهِ سيوفهُ
فَأَمَرَّ عَيْشَ عُدَاتِهِ مُرَّانُهُ
ولقدْ سمتْ شرفاً ملوكٌ قسِّمتْ
فِيما تَقَدَّمَ بَيْنَهَا بُلْدَانُه
بجحوا بها وأجلَّ عنها نفسهُ
مُذْ حَازَهَا فَوُلاَتُهَا غِلْمَانُهُ
فلذا الجيوشُ يقودُها ويسودُها
بنجوتكينُ أميرها وطغانُهُ
واللهُ جاءَ بها على أعقابهمْ
ليفيضَ منْ إحسانهمْ إحسانهُ
يُغْنِي غَنَاءَ سُيُوفِهِمْ إِيعَادُهُ
وتفيضُ فيضَ بحارهمْ غدرانُهُ
وَالْغَيْثُ لَيْسَ يَنُوبُ عَنْهُ وَطَالَما
غَابَ الغَمَامُ فَنَابَ عَنْهُ بَنَانُه
يحوي النَّباهة َ منْ تقدَّمَ فضلهُ
لاَ مَنْ تَقَدَّمَ عَصْرُهُ وَأَوَانُهُ
هَلْ مَنْ يُسَاهِمُ وَالْمُعَلّى سَهْمُهُ
إنْ كانَ بعدَ الأنبياءِ زمانهُ
فليدرِ أملاكُ الطَّوائفِ أنَّهُ
فَلَكٌ تَضَمَّنَ سَلْبَهَا دَوَرَانُهُ
فَلِمَا حَمَتْ أَتْرَاكَهَا أَتْرَاكُهُ(35/265)
ولما حمتْ سودانها سودانهُ
يَا كَافِيَ الإِسْلاَمِ غَيْرَ مُشَارَكٍ
فتناً تشيبُ لهولها ولدانهُ
أغنى صفاتكَ عنْ شهادة ِ شاهدٍ
مَجْدٌ لَعَمْرُكَ وَاضِحٌ بُرْهَانُهُ
حزتَ الفضائلَ ليسَ يمكنُ جحدها
وَالصُّبْحُ لَيْسَ بِمُمْكِنٍ كِتْمانُهُ
بشراً يبشِّرُ بالغنى إيماضهُ
كالبرقِ دلَّ على الورى لمعانهُ
وَنَدى ً قَصَرْتَ عَلى الثَّنَاءِ فُنُونَهُ
وتُظلُّ آمالَ الورى أفنانهُ
وَالْمَالُ لاَ يَبْقَى عَلَى مُتَمَلِّكٍ
إِلاَّ وَأَبْنَاءُ الْمُنى خُزَّانُهُ
أَمَّا شَبِيهُكَ فِي الأَنَامِ فَإِنَّهُ
ما كانَ قطُّ ولاَ يجوزُ كيانهُ
ما في طريقِ المجدِ غيركَ مهتدٍ
كُلٌّ سِوَاكَ يَقُولُ أَيْنَ مَكانُهُ
ففعلتَ ما عجزَ الورى عنْ فعلهِ
فعرفتَ ما أعياهمُ عرفانهُ
ولقدْ شفعتَ الحجَّ بالغزوِ الَّذي
لولاكَ أعجزَ أهلهُ إمكانهُ
وَبَذَلْتَ حُمْرَ الْمَالِ فِي تَنْفِيذِهِمْ
أيَّامَ عزَّ عليهمُ وجدانهُ
فَمُعَجَّلٌ لَكَ مِنْ إِلْهِكَ نَصْرُهُ
وَمُؤَجَّلٌ لَكَ عِنْدَهُ رِضْوَانُهُ
هيَ منَّة ٌ يبقى عليكَ ثناؤها
فِي النَّاسِ مَا صَحِبَتْ حِرَاءَ رِعَانُهُ
فَالْبَيْتُ يَشْكُرُهَا إِذَا طَافَتْ بِهِ
زَمَنَ الْحَجِيجِ وَقُبِّلَتْ أَرْكانُهُ
فأجابَ فيكَ اللهُ دعوة َ قارنٍ
يتلو هناكَ قرانهُ قرآنهُ
وَبَقِيتَ لِلْمَوْلى الَّذِي شَرُفَتْ بِهِ
أيَّامهُ وتطاولتْ أزمانهُ
حَتّى تَرى أَضْعَافَ جَيْشِكَ جَيْشَهُ
ويكونَ أكثرَ منْ بهِ فتيانهُ
لمَ لاَ أبالغُ في مديحكَ مطنباً
وَالشِّعرُ طِرْفٌ خاطِري مَيْدَانُهُ
بَلْ كَيْفَ أَجْحَدُ ما أَنالَتْنِي يدٌ
بكرُ الغنى منْ سيبها وعوانهُ
فَاسْمَعْ لِمَادِحِكَ الَّذِي لاَ يَنْطَوِي
إِلاَّ عَلَيْكَ إِذَا انْطَوى دِيوَانُهُ
ما في بني حوَّاءَ عندي آخرٌ
يُرْجَى عَطاهُ وَيُتَّقى حِرْمانُهُ
فلذا رجائي عنْ سواكَ منكِّبٌ
وإليكَ يتبعُ نصَّهُ ذملانهُ
أَثْنى عَلَيْكَ العِيدُ بِالتَّقْوى الَّتي(35/266)
أَثْنى بِها مِنْ قَبْلِهِ رَمَضانُهُ
فتهنَّهُ واسلمْ وعزُّكَ قاهرٌ
أَبداً فَسُلْطانُ الْهُدى سُلْطانُهُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أَرى لَكَ يَاخَزْرُونَ لُبْنَانَ فِي اُلوَرى
أَرى لَكَ يَاخَزْرُونَ لُبْنَانَ فِي اُلوَرى
رقم القصيدة : 27537
-----------------------------------
أَرى لَكَ يَاخَزْرُونَ لُبْنَانَ فِي اُلوَرى
أَحَاديِثَ صِدْقٍ لاَتُشَابَ بِإلْبَاسِ
مقابحُ شاعتْ في البلادِ بأسرها
أبنتَ بها فضلَ الكلابِ على الناسِ
مَرَرْتُ بِهِ مُسْتَعَجِلاً لاَ لِحَاجَة ٍ
كَمَا مَرَّ مَخْمُورٌ بِدُ كَّانِ هَرَّاسِ
فأحسنَ بي إذْ لمْ يقمْ لي مؤخراً
مِنَ النَّتْنِ مَااسْتَنْشَقْتُهُ عِنْدَ جُلاَّسِي
وَجَعْمَسَنَي مُسْتَخْبِراً فَصَفَعْتُهُ
فقمتُ بلاَ أنفٍ وَقامَ بلاَ راسِ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> ظنَّ الأراكَ لدى واديهِ أظعانا
ظنَّ الأراكَ لدى واديهِ أظعانا
رقم القصيدة : 27538
-----------------------------------
ظنَّ الأراكَ لدى واديهِ أظعانا
فلمْ يُطقْ لرسيسِ الشَّوقِ كتمانا
فَبَانَ لِلرَّكْبِ شَجْوٌ كانَ يَسْتُرُهُ
عنْ كلِّ مستخبرٍ منْ حبِّ منْ بانا
وَفِي الظَّعائِنِ غِزْلاَنٌ هَوَادِجُها
تَحْوِي بُدُوراً وَأَغْصَاناً وَكُثْبانا
وغادة ً عادة ٌ منها الصُّدودُ فما
تَنْفَكُّ تُوْسِعُنا مَطْلاً وَلِيَّانا
فَهَبْ نَوَاها اسْتَبَدَّتْ دُونَنا عَبَثاً
بها وإنْ بعدتْ في القربِ هجرانا
فما على طيفها لوْ عادَ يطرقنا
فَطَالَما زَارَ أَحْياناً فَأَحْيانا
إِنْ يُعْقِبِ کلْحَزْنُ حُزْناً بَعْدَ جِيرَتِهِ
فقدْ نعمنا بهمْ دهراً بنعمانا
أَوْ تُصْبِحِ الدَّارُ صِفْراً إِنْ دَنا صَفَرٌ
فقدْ تلاءمَ في شعبانَ شعبانا
وَقَدْ وَقَفْتُ بِأَصْحَابِي بِمَنْزِلَة ٍ
يَبِيتُ يَقْظانُها وَهْلاَنَ وَلْهَانا
فِيها جَنى حِينَ حَيَّانا النَّسِيمُ بِما
سُفْناهُ يَوْمَ الْتَقى بِالجِزْعِ حَيَّانا(35/267)
نبكي وتسعدها كومُ المطيِّ فهلْ
نحنُ المشوقونَ فيها أمْ مطايانا
وَلاَ وَمَنْ بَرَأَ الأَشْياءَ ما وَجَدَتْ
كَوَجْدِنا العِيسُ بَلْ رَقَّتْ لِشَكْوَانا
بِحَيْثُ أُنْشِدُ أَشْعَارِي وَأَنْشُدُهُمْ
لَوْ تَسْمَعُ الدَّارُ إِنْشَاداً وَنِشدَانا
لاَ وجدَ إلاَّ كوجدٍ كنتُ أكتمهُ
خَوْفاً وَلاَ مَجْدَ إِلاَّ مَجْدُ مَوْلاَنا
الحائزُ الفخرَ مولوداً ومكتسباً
وَالْجائِزُ الْحُكْمَ فِيمَنْ شَطَّ أَوْ دَانا
مُصَدَّقٌ كُلُّ ما يُثْنى عَلَيْهِ بِهِ
كأنَّ مدَّاحهُ يتلونَ قرآنا
مَنْ أَظْهَرَ الْعَدْلَ فِي الآفَاقِ فَامْتَنَعَتْ
ظباءُ وجرة َ منْ آسادِ خفَّانا
في دولة ٍ جعلَ اللهُ الكريمُ لها
حوادثَ الدَّهرِ أنصاراً وأعوانا
عَزَّتْ فَمَنْ دَانَ لَمْ يُلْمِمْ بِساحَتِهِ
خَطْبٌ وَمَنْ خانَ يَوْماً رَبَّها حانا
يا بْنَ الكِرَامِ الأُلى كانَتْ سُيُوفُهُمْ
قواعداً لمعاليهمْ وأركانا
لكَ الأصولُ الَّتي طابتْ مغارسها
قدماً فجاوزتِ الجوزاءَ أغصانا
فمنْ جدودهمُ الأملاكُ في حلبٍ
ومنْ جدودهمُ أملاكُ بغدانا
الطَّيِّبونَ أحاديثاً وأندية ً
وَمَكْرُماتٍ وَأَفْياءً وَأَفْنانا
رُجُوا قَدِيماً لِما تُرْجى الرِّجالُ لَهُ
أجنَّة ً واستحقُّوا الملكَ ولدانا
إِذَا نَبَتْ بِالْوَرى أَوْطانُهمْ فَنَأَوْا
كانتْ لهمْ رتبُ العلياءِ أوطانا
وقبلكمْ والجيادُ الجارياتُ بكمْ
تَشْتَدُّ ما امْتَطَتِ الآسادُ عِقْبانا
وريعَ حيٌّ لقاحٌ لا يروعهمُ
مِنَ الْمُلُوكِ عَظِيمٌ كانَ مَنْ كانا
حتّى مضوا يحسبونَ اللَّيلَ منْ فرقٍ
نَقْعَ الرَّدى وَنَجُومَ اللَّيْلِ خِرْصانا
كَمِ اسْتَقَيْتُمْ نُفُوساً عَزَّ ناصِرُها
منذُ اتَّخذتمْ رماحَ الخطِّ أشطانا
حَتّى بَدَتْ أَنْجُماً فِي الأَرْضِ باقِيَة ً
فكمْ رجمتمْ بها مِ الإنسِ شيطانا
قدْ أُعجمتْ طاءُ طعَّانِ العدى فتُرى
لِخَوْفِها قَبْلَ وَشْكِ الرَّوْعِ ظُعَّانا
يا طالما ناجزوكمْ عندَ معتركٍ(35/268)
حيناً فجرَّ طلابُ الرِّبحِ خسرانا
أَبَيْتُمُ سَلْبَ قَتْلاَهُمْ فَلَوْ دُفِنُوا
لاستصحبوا حلقَ الماذيِّ أكفانا
ملأتمُ الأرضَ إقدماً ومرحمة ً
وَفُقْتُمُ أَهْلَها شِيباً وَشُبَّانا
وَأَنْتَ أَرْهَفُهُمْ حَدّاً وَأَسْعَدُهُمْ
جَدّاً وَأَعْظَمُهُمْ فِي سُؤْدُدٍ شانا
أرى رعاياكَ حلَّتْ روضة ً أنفاً
يجودُها الأمنُ والإنصافُ تهتانا
آثرتهمْ بالكرى لمَّا ملكتَ ومنْ
أَضَافَ هَمَّكَ بَاتَ اللَّيْلَ يَقْظَانا
هَمٌّ إِذَا ما عَرى أَفْضى إِلى هِمَمٍ
جاورنَ بهرامَ أوْ جاوزنَ كيوانا
بني كلابٍ أطيعوا أمرَ سيِّدكمْ
فَقَدْ أَعَزَّ حِمَاهُ مَنْ لَهُ دَانا
تضحي النَّعامُ أسوداً تحتَ طاعتهِ
وتُمسخُ الأسدُ إنْ عاصتهُ ظلمانا
لاَ تُضْمِروا حَسَداً مَحْصُولُهُ عَطَبٌ
إِنَّ التَّحَاسُدَ أَفنى آلَ ذُبْيانا
وَلِلْتَّنَافُسِ صَارَ الْمُسْلِمُونَ إِلى
ما يكرهونَ وعادَ الدِّينُ أديانا
لوذوا بأروعَ يُعطي الألفَ مقتضباً
قَبْلَ السُّؤَالِ وَيَلْقَى الأَلْفَ جَذْلاَنا
فَلَوْ تَقَدَّمَ لَمْ تَفْخَرْ بِحَاتِمِها
وَعَمْرِهَا سَالِفاً أَبْنَاءُ قَحْطَانا
ولمْ تؤبِّنْ إيادٌ في محافلها
منْ ماتَ في طاعة ِ المعروفِ ظمآنا
أبا المظفَّرِ جاوزتَ المدى وعنا
لَكَ الزَّمَانُ فَمَا يَسْطِيعُ عَصْيَانا
لاَ يَدَّعِ الآنَ مَا أُوْتِيتَ مِنْ شَرَفٍ
منْ لاَ يقيمُ على دعواهُ بُرهانا
فالمجدُ لوْ أنَّهُ شخصٌ يرى ويُرى
إِذاً لَكُنْتَ لَهُ رُوحاً وَجُثْمانا
أتيتهُ منْ طريقٍ قطُّ ما طُرقتْ
أَكانَ عَنْهَا جَمِيعُ النَّاسِ عُميَانا
مناقبٌ لكَ لوْ فازَ الملوكُ بها
لصيَّروها على التِّيجانِ تيجانا
أَهَنْتَ مَا لَوْ أَهَانُوهُ لَمَا حَمَلُوا
عَلَى الْمَفَارِقِ يَاقُوتاً وَعِقْيَانا
مُنَاقِضاً لَهُمُ فِي الأَرْضِ تُبْدِلُها
بالخوفِ أمناً وبالإخرابِ عمرانا
وكلُّ صامتة ٍ فيها وناطقة ٍ
تدعو لكَ اللهَ إسراراً وإعلانا(35/269)
أَمَّا أَبُوكَ الَّذِي بَذَّ الْمُلُوكَ إِلى
مَدى الثَّنَاءِ بِمَا أَعْطى ابْنَ سَلْمَانا
أهانَ بالجودِ ما لوْ فضَّ أيسرهُ
على كرامِ بني الدُّنيا لما هانا
لأشكرنَّ هباتٍ منكَ ما كدرتْ
بالمنِّ يوماً وظنّاً فيهِ ما مانا
مَكَارِمُ زَانَهَا الإِكْرَامُ وَاتَّصَلَتْ
أَرى الْجُحُودَ لَهاً ظُلْماً وَعُدْوَانا
أَنْسَانِي اللَّهُ مَا أَعْدَدْتُهُ لِغَدٍ
إنِ اعتمدتُ لما أولاهُ نسيانا
أمنتُ ما خفتُ مذْ يمَّمتُ حضرتهُ
واعتضتُ منْ عدمِ الإيسارِ وجدانا
وللحميَّة ِ لا عنْ زلَّة ٍ حكمتْ
بِالبُعْدِ فَارَقْتُ أَخْدَاناً وَخُلاَّنا
تُخِيفُنِي بَلَدٌ حَتّى أَعُودَ إِلى
أخرى كأنِّيَ عمرانُ بنُ حطَّانا
وَمُذْ عَقَلْتُ الْمُنى وَکلعِيْسَ فِي حَلَبٍ
حللتُ آمنَ أرضِ اللهِ سكَّانا
لا يطَّبيني مكانٌ بعدَ ظلِّكما
حَتّى يَهُزَّ هُبُوبُ الرِّيحِ ثَهْلاَنَا
حسبي الَّذي جادَ لي تاجُ الملوكِ بهِ
وما أنالَ جلالُ الدَّولة ِ الآنا
عرفٌ حويتَ بهِ أجراً موازية ً
فَخُذْ ثَنَاءً يَجُوبُ الأَرْضَ رُجْحَانا
فِي كُلِّ مَعْدُومَة ِ الأَشْبَاهِ لَوْ طَرَقَتْ
سمعَ ابنَ جفنة َ لمْ يحفلْ بحسَّانا
أَعْيَتْ زِياداً فَلَمْ يَحْبُ الْجُلاَحَ بِهَا
وَلَمْ يَجْدِهَا بِلالٌ عِنْدَ غَيْلاَنا
لها إذا حسَّنَ الشِّعرَ الغناءُ غنى ً
عَنْ أَنْ يَصُوغَ لَها الشَّادُونَ أَلْحانا
ما أُنشدتْ قطُّ إلاَّ ظلَّ منْ طربٍ
مَنْ لاَ تُحَرِّكُهُ الصَّهْبَاءُ نَشْوَانا
بكرٌ إذا ردِّتِ الخطَّابَ خائبة ً
جَاءَتْكَ خَاطِبة ً يَا فَخْرَ عَدْنَانا
فَهُنِّئَتْ بِكَ أَعْيَادُ الزَّمَانِ فَقَدْ
صَحَا بِظِلِّكَ دَهْرٌ كانَ سَكْرَانا
إِنِّي وَجَدْتُ لِطَرْفِ الْمَجْدِ مِنْكَ عُلى ً
سمالها ولطرفِ المدحِ ميدانا
فاسلمْ لباغي عداً تبتزُّ مهجتهُ
قَسراً وَبَاغِي نَدى ً تُوْلِيهِ إِحْسَانا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> هُوَ ذَاكَ رَبْعُ اُلمَالِكِيَّة ِ فَکرْبَعِ(35/270)
هُوَ ذَاكَ رَبْعُ اُلمَالِكِيَّة ِ فَکرْبَعِ
رقم القصيدة : 27539
-----------------------------------
هُوَ ذَاكَ رَبْعُ اُلمَالِكِيَّة ِ فَکرْبَعِ
وَاُسْأَلْ مَصِيفاً عَافِياً عَنْ مَرْبَعِ
وَاستسقِ للدمنِ الخوالي بالحمى
غرَّ السحائبِ وَاعتذرْ عنْ أدمعي
قَلَقَدْ فَنيِنَ أَمامَ دَانٍ هاجِرٍ
فِي قُربِهِ وَوَرَاءَ نآءٍ مُزْمِعِ
لَوْ يُخْبِرُ اُلرُّكْبانُ عَنِّي حَدَّثُوا
عَنْ مُقْلَة ٍ عَبْرى وَقَلْبٍ مُوجَعِ
رُدِّي لنا زَمَنَ اُلكَثيِبِ فَإِنَّهُ
زَمَنٌ مَتى يَرْجِعْ وَفاؤُكِ يَرْجِعِ
لوْ كنتِ عالمة ٍ بأدنى لوعتي
لَرَدَدْتِ أَقْصى نَيْلِكِ المُسْتَرجَعِ
بلْ لوْ قنعتِ منَ العزامِ بمظهرٍ
عَنْ مُضْمَرٍ بَيْنَ اُلحَشا وَالأضْلُعِ
أعتبتِ إثرَ تعتبٍ وَوصلتِ غبَّ تجنبٍ وَبذلتِ بعدَ تمنعِ
ــبَّ تَجَنُّبٍ وَبَذَلْتِ بَعْدَ تَمَنُّعِ
وَلوْ أنني أنصفتُ نفسيَ صنتها
عَنْ أَنْ أَكُونَ كَطالِبٍ لَمْ يَنجَعِ
وَلقدْ بغيتُ العزَّ منْ أوطانهِ
وَتركتُ أهلَ الشامِ تركَ مودعِ
بِاٌلمُقْرَباتِ مُقَرِّباتٍ ما نَأَى
لَمْ يُعْيِها بَلَدٌ بَعيِدُ المَنْزِعِ
مَرَّتْ تُجاذِبُنا الأَعِنَّة َ بَعْدَ أَنْ
مَرَتِ البِلاَدَ بِكُلِّ مَرْتٍ بَلْقَعِ
شَوْقاً إِلى المَجْدِ لاَ يُرْتَقى
في منصبِ الشرفِ الأعزَّ الأمنعِ
وَمَحلُّ فَخْرِ الدَّوْلَة ِ السَّامِي الذُّرى
أَمْنُ المَخُوفِ وَمَفْزَعُ المُسْتَفْزِعِ
سَبَقَ السُّؤَالَ نَدًى وَعَفَّ سَريِرة ً
فظفرتُ بالمتبرعِ المتورعِ
فرعٌ نمى بينَ النبيَّ محمدٍ
خَيْرِ البَرِيَّة ِ وَالبَطيِنِ الأَنْزَعِ
وَمُهَذَّبُ الأَتْباعِ مَمْنُوعُ الحمِى َ
صافِي أديِمِ العِرْضِ صافِي التُّبَعِ
فالمنُ غيرُ مُكدَّر والشربُ غيـ
ـرُ مصردٍ وَالسربُ غيرُ مروعِ
عَلَتِ الدُّسُوتُ بِهِ وَقِدْماً شُرِّفَت
مِنهُ المنَابُرِ بِالخَطيِبِ المِصْقَعِ
فليهنِ آمالَ الخلائقِ أنها(35/271)
علقتْ بأروعَ بالمكارمِ مولعِ
يعطي وَلوْ وهبَ الشبيبة َ في اللهى
وَحبا الحياة َ معَ الغنى لمْ يقنعِ
يَفْدِيكَ صاحِبُ ثَرْوَة ٍ لكِنَّهُ
بِجَزِيِلِ ما يَحْوِيهِ غَيْرُ مُمَتَّعِ
وَمُؤَمَّلٌ سَبَقَ المَديِحُ نَوَالَهُ
فكأنهُ ما جادَ لوْ لمْ يخدعِ
جاراكَ مغرورٌ فخانتهُ المنى
هلْ يلحقُ المسؤولُ بالمتبرعِ
وَلقدْ سلكتَ وَما اتخذتَ مرافقاً
نَهْجاً إِلى العَلْياءِ لَيْسَ بِمَهْيَعِ
عادَ الورى منهُ حذاراً مثلما
عادَ الدليلُ عنِ الطريقِ المسبعِ
ما إنْ تزاحمُ في اقتناءِ فضيلة ٍ
ذهبَ الصناعُ ببغية ِ المتصنعِ
وَإِذَا مُحِقُّ القَوْمِ أَوْضَحَ حَقَّهُ
فَوُضُوحُهُ بُطْلاَنُ قَوْلِ المُدَّعِي
وَالهمة ُ البكرُ التي لمْ تفترعْ
خَصَّتْكَ بالشَّرَفِ الَّذِي لَمْ يُفْرَعِ
وَالمَجْدُ كُلٌ يَدَّعِي مَا لَمْ لَمْ يَنَلْ
منهُ وَأنتَ تحوزُ ما لاَ تدعي
لكمُ الصوارمُ لمْ تزلْ آثارها
يومَ الكريهة ِ درعاً في الأدرعِ
بِوَغى ً إِذَا ضَاقَتْ مَسالِكُكُمْ بِهَا
قُلْتُمْ لأَطْرَافِ الأَسِنَّة ِ وَسِّعِي
وَسوابقٌ يأبى لها طلبُ العدى
في كلَّ أرضٍ أنْ تقرَّ بموضعِ
وَسوائمٌ وَليتْ ظباكمْ نحرها
عندَ الرواحِ وَمنعها في المرتعِ
وَلكمْ غداً في الحشرِ كلُّ مؤملٍ
ترجى النجاة ُ بهِ وَكلُّ مشفعِ
هذِي مَنَاقِبُكُمٍ فَهَلْ مِنْ طَامِعٍ
وَصِفَاتُ مَجْدِكُمُ فَهَلْ مِنْ مَطَمعِ
إني دعوتُ ندى الكرامَ فلمْ يجبْ
فلأشكرنَّ ندى ً أجابَ وَما دعي
فَحَوَيْتُ مَالَمْ يَجْرِ فِي خَلَدِ المُنى
منْ سيبهِ وَحصدتُ مالمْ أزرعِ
مِنَنٌ وَصَلْنَ عَلَى التَّدَانِي وَالنَّوى
فجمعنَ شملَ رجائيَ المتوزعِ
إنْ أقتربْ فنوالُ كفكَ موطني
أوْ أغتربْ فإلى جميلكَ مرجعي
معَ أنَّ جودكَ لاَ يراقبُ مقدمي
إِنْ سِرْتُ عَنهُ بَلْ يَسيِرُ مُتَبِّعِي
بمواهبٍ لولاَ اتصالُ دوامها
لَظَنَنْتُها بَعْضَ اُلغُيُوثِ اُلهُمَّعِ
تخفى أحاديثُ الكرامِ بها كما(35/272)
تخفى الوقائعُ في السيولِ الدفعِ
شغلتْ لعمري خاطري وَتعاظمتْ
في ناظري وَتكررتْ في مسمعي
تعتادني طولَ النهارِ مغذة ً
فإذا ادلهمَّ الليلُ زارتْ مضجعي
وَمِنَ اُلعَجَائِبِ وَاُلعَجَائِبُ جَمَّة ٌ
شكرٌ بطيءٌ عنْ ندى ً متسرعِ
إِني وَقَفْتُ وُقُوفَ مَنْ قَصَرَ اُلخُطى
عنْ حيرة ٍ لاَ وقفة َ المتمنعِ
أذهلتني عنْ أنْ أقولَ وَإنما
نابتْ هباتكَ عنْ لساني فاسمعِ
عُرْفٌ وَثِقْتَ بِصَمْتِهِ فَكَتَمْتَهُ
كرماً ففاهَ بعرفهِ المتضوعِ
سبقتْ موارننا إلى عرفانهِ
أَسْمَاعَنَا فَوَعَاهُ مَنْ لَمْ يَسْمَعِ
قلْ للهى كفي فآثارُ الحيا
لَيْسَتْ بِظَاهِرَة ٍ إِذَا لَمْ تُقْلِعِي
يامنْ تفردَ بالعلى فصفاتهُ
لاَ تدعى وصفاتهُ لمْ تقرعِ
أَنَا قَائِلٌ بِفَنَاءِ عِزِّكَ قَائِلٌ
للنائباتِ خذي بحكمكِ أودعي
مِنْ كَانَ جَارَكَ لاَ يَخَافُ إِذَا عَدَتْ
منْ واقعٍٍ منها وَلاَ متوقعِ
فليدرِ قومي أنني في ذا الحمى
ألقى الخطوبَ بمارنٍ لمْ يجدعِ
لي عنكَ إنْ شطَّ المزارُ غداً غنى ً
إَنْ كَانَ يُغْنِي مُمْعِرٌ عَنْ مُمْرِعِ
فَکسْلَمْ وَلاَ بَرِحَ اُلحَسُودُ بِغَيْظِهِ
حَتّى يَمُوتَ بِغُلَّة ٍ لَمْ تُنْقَعِ
العصر العباسي >> البحتري >> من قضاءالحقوق في بعض ما عارض
من قضاءالحقوق في بعض ما عارض
رقم القصيدة : 2754
-----------------------------------
من قَضَاءِالحُقوقِ فِي بَعضِ مَا عارَضَ
دُونَ الحُقُوقِ أَلاَّ تُقَضَّى
حَكمَتْ هَذهِ السَّماءُ بأَن نُحْبَسَ
عَن واجِبِ الصَّدِيقِ ويَرْضَى
ديَمٌ أَقبَلَتْ تُصحِّحُ عُذْرأً
لأِخي جَفْوةٍ وتُسْقِطُ فَرْضَا
أَبعدَتني مِنْ أَن أَجيئكَ سَعياً
وبكُرْهِي أَلاَّ أَجيئَكَ رَكضَا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> بِنَصْرِكَ يُدْرَكُ الْفَتْحُ الْمُبِينُ
بِنَصْرِكَ يُدْرَكُ الْفَتْحُ الْمُبِينُ
رقم القصيدة : 27540
-----------------------------------
بِنَصْرِكَ يُدْرَكُ الْفَتْحُ الْمُبِينُ(35/273)
وَعِنْدَكَ يُؤْمَنُ الزَّمَنُ الْخَؤُونُ
وجاركَ ضدُّ مالكَ منذُ أمَّا
مَحَلَّكَ ذَا تُعِزُّ وَذَا تُهِينُ
لَكَ الْعَرَضُ الْمُباحُ لِمَنْ بَغاهُ
منَ العافينَ والعرضُ المصونُ
وَإِقْدَامٌ تَبُورُ بِهِ الأَعادِي
وإنعامٌ تقرُّ بهِ العيونُ
تحوزُ يداكَ أبكارَ المعالي
وَيَأْباها إِباؤُكَ وَهْيَ عُونُ
ولمْ تطلِ الورى حتّى تساوتْ
سُهُولُ الْمَجْدِ عِنْدَكَ وَالْحُزُونُ
بساحتكَ العطايا والرَّزايا
فَفِي يَدِكَ الأَمانِي وَالْمَنُونُ
عَطايا إِنْ تَجَاهَلَها حَسُودٌ
فعندَ وهيبٍ الخبرُ اليقينُ
أيادٍ جدنَ سحّاً وهيَ بيضٌ
بما يُعيي السَّحائبَ وهيَ جونُ
وَصَلْتَ بِها كَرِيمَ النَّجْرِ دَارَتْ
عَلَيْهِ لِلعَدُوِّ رَحى ً طَحُونُ
فكنتَ بردِّ ثروتهِ جديراً
وأنتَ بعودِ عزَّتهِ قمينُ
ومنْ بعدِ الألوفِ منحتَ كوماً
غَنِيٌّ مَنْ تُقِلُّ وَمَنْ تَمُونُ
محرَّمة ُ الغواربِ ما علتها الرِّ
جالُ وَلاَ تَبَطَّنَها وَضِينُ
ولاَ حكَّتْ لها الأقتابُ جلداً
وَلاَ خَرَمَتْ مَناخِرَها الْبُرِينُ
ولوْ منْ عندِ غيركَ يبتغيها
لعزَّتْ عندهُ العنسُ الأمونُ
متالٍ لوْ يعاينها جريرٌ
درى أنَّ ابنَ مروانٍ ضنينُ
ولمْ يذكرْ هنيدتهُ حياءً
وعندَ المسكِ يُلغى الياسمينُ
حلفتُ بربِّ منْ صلّى وضحّى
وما ضمنَ المحصَّبُ والحجونُ
فَمَهْلاً فَالْحَدِيثُ مِنَ التَّعَدِي
سيخلقُ والحديثُ لهُ شجونُ
وَفِي التَّحْكِيمِ قَدْ رَضِيَتْ قُرَيْشٌ
بِما لَمْ يَرْضَ أَنْزَعُها البَطِينُ
وعندَ أبي سلامة َ ما يُداوى
بِهِ إِنْ أَعْجَزَ الطَّبَّ الْجُنُونُ
عتاقٌ ليسَ يسبقها طريدٌ
وَسُمْرٌ لاَ يُبِلُّ لَها طَعِينُ
ولنْ تنسى ضغائنها قلوبٌ
لِنِيرَانِ الْحُقُودِ بِها كُمُونُ
ولاَ ترضى نميرٌ وهيَ حيٌّ
لَقَاحٌ لِلْنَّوَائِبِ لاَ يَلِينُ
كَأَنَّهُمُ وَقَدْ قُهِرُوا صَرِيحٌ
كَرِيمُ الْبَيْتِ رَوَّعَهُ هَجِينُ
وما تغني الصَّورمُ والعوالي(35/274)
إذا ما أعوزَ الرَّأيُ الرَّصينُ
ولاَ تحمي الدُّروعُ وما علاها
فتى ً لمْ يحمهش أجلٌ حصينُ
وَلَوْلاَ الْخُلْفُ مَا خَافَتْ عِدَاها
لإلباسٍ ولاَ خفَّ القطينُ
وَلاَ زَأَرَتْ عُبَادَة ُ بَعْدَ صَمْتٍ
زئيراً سوفَ يتبعهُ أنينُ
وَإِنْ تَبِعُوا زَعِيمَهُمُ وَنَالُوا
منالاً كذِّبتْ فيهِ الظُّنونُ
فما انعطفوا لهُ إلاَّ خداعاً
كَمَا انْعَطَفَتْ عَلَى البَوِّ اللَّبُونُ
وَلَوْلاَ ظُلْمُهُ اشْتَمَلُوا عَلَيهِ
كما اشتملتْ على الحدقِ الجفونُ
وأعلمُ أنْ سيبدو ما أسرُّوا
إِذَا أَبْدَتْ سَرَائِرَها الْجُفُونُ
فكيفَ بهمْ إذا سُلَّتْ سيوفٌ
بماضي حكمها تُقضى الدُّيونُ
جنى وانصاعَ مغترّاً بفتحٍ
أَعَانَ عَلَيْهِ مَنْ لاَ يَسْتَعِينُ
وناقضَ منْ يذودُ حماة َ حربٍ
وَلاَ تَخْشى جَرِيرَتَهُ کلظعُونُ
يُخافُ الحرُّ والمملوكُ فيكمْ
وَيُرْجَى الطِّفْلُ مِنْكُمْ وَالجَنِينُ
فلاَ عدمتْ سماءُ المجدِ منكمْ
شموساً لاَ تغيِّبها الدُّجونُ
فأنتمْ دوحة ٌ طالتْ وطابتْ
سَقى أَعْرَاقَها كَرَمٌ وَدِينُ
لها في العامِ أجمعهِ ثمارٌ
وَفِي أَعلى السَّماءِ لَهَا غُصُونُ
أَذَا الشَّرَفَيْنِ إِنْ أَعْتَقْتَ أَسْرِي
فشكري بالَّذي تولي رهينُ
لقدْ كثَّرتَ حسَّادي فأربوا
على حسَّادِ آدمض وهوَ طينُ
دنا فصلُ الشِّتاءِ ولي عداتٌ
نداكَ المستفيضُ بها قمينُ
بذاكَ شهدتُ حتّى ازددتُ منهُ
لأعلمَ أنَّكَ البرُّ الأمينُ
وتلبسني على عيبي فعندي
ثناءٌ لاَ يحولُ ولاَ يخونُ
يَزُورُ ذَرَاكَ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ
غِنَاءٌ لَمْ تَدُرْ فِيهِ اللُّحُونُ
ولوْ في غيرِ بحركَ غصتُ عاماً
لأعوزَ فيهِ ذا الدُّرُّ الثَّمينُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> هَلْ لِلأَمَاني عَنْ جَنَابِكَ مَدْفَعُ
هَلْ لِلأَمَاني عَنْ جَنَابِكَ مَدْفَعُ
رقم القصيدة : 27541
-----------------------------------
هَلْ لِلأَمَاني عَنْ جَنَابِكَ مَدْفَعُ(35/275)
أَمْ هَلْ لَهَا مِنْ دُونِ بَابِكَ مَشْرَعُ
لكَ في العلاءِ محجة ٌ لاَ يهتدي
فِيهَا اُلمُلُوكُ وَحُجَّة ٌ لاَ تُدْفَعُ
رَكِبُوا بُنَيَّاتِ الطَّرِيِقِ فَضَلَّ سَا
لكها وَمنهجكَ الطريقُ المهيعُ
وَرَعَيْتَ حَقَّ اُلقَاصِدِينَ وَمَا رَعَوْا
وَوَعَيْتَ قَوْلَ المَادِحِينَ وَلَمْ يَعُوا
فرجاؤهمْ إلاّ لفضلكَ كاذبٌ
وَمناخهمْ إلاَّ بظلكَ جعجعُ
فَکفْخَرْ فَإِنَّكَ وَاحِدٌ مِنْ مَعْشَرٍ
بِهِمُ تُذَادُ اُلنَّائِبَاتُ وَتُدْفَعُ
فرعوا هضابَ العزَّ وَهيَ منيعة ٌ
فرعوا رياضَ الفخرِ وَهوَ ممنعُ
قومٌ إذا راموا ممالكَ غيرهمْ
حصدوا ببيضِ الهندِ مالمْ يزرعوا
وَرَأَى اُلمُعايِنُ مِنْكَ ما يُرْبِي عَلَى
أخبارِ مجدٍ عنْ سواكمْ توضعُ
معَ أنكمْ ماعزَّ منكمْ واحدٌ
إلاَّ وَتاليهِ أعزُّ وَأمنعُ
لَوْ أَنّ يَرْبُوعاً رَأَتْكَ بَمأْزقٍ
عَلِمَتْ بِأَنَّكَ مِنْ عُتَيْبَة َ أَشْجَعُ
أَبَتِ اُلظُّلاَمَة َ هَمَّة ٌ كَعْبِيَّة ٌ
نامَ الأنامُ وَربها لاَ يهجعُ
وَعَزَائِمٌ مِثْلُ اُلسُّيُوفِ وَطالَما
قَطَعَتْ غَدَاة َ اُلرَّوْعِ مالا يُقْطعُ
وَصوارمٌ ذلقٌ سواءٌ عندها
يومَ الكريهة ِ حاسرٌ وَمقنعُ
وَقناً تروعُ مراكزها العدى
رهباً فماذا ظنهمْ إذْ تشرعُ
لَزِمُوا اُلمَنازِلَ وَأكْتَفَوْا بِقَعاقِعٍ
مسموعة ٍ لكنها لاَ تنجعُ
مَنْ بِالسِّنانِ يَصُولُ مُنْذُ فِطامِهِ
لَمْ يَخْشَ آخَرَ بِالشِّنانِ يُقَعْقِعُ
لَمّا تَرَكْتَ ظِلاَلَ قَصْرِكَ ناهِضاً
أضحى يظلكَ القنا المتزعزعُ
وَغمامة ٌ لمْ تحوِ غيثاً يرتجى
وَتُظِلُّ غَيْثَ غَمامَة ٍ لاَ تُقْلِعُ
خَضْراءُ حَمْرَاءُ اُلأَسافِلِ تارَة ً
تَبْدُو وَطَوْراً بِاُلعَجاجِ تَلَفَّعُ
وَتَخالُها تَسْعى بِقائِمَة ٍ وَإنْ
سارتْ بحاملها قوائمُ أربعُ
أَبَداً تَضِيقُ إذَا اُلسَّماءُ تَغَيَّمَتْ
وَتعودُ إنْ ظهرتْ ذكاءُ توسعُ
فكأنها إبانَ تنشرُ هالة ٌ
لكِنَّها عَنْ بَدْرِها تَتَرَفَّعُ(35/276)
قدتَ الجحافلَ لمْ يقدْ معشارها
كِسرى اُلمُلُوكِ وَلاَ رَآها تُبَّعُ
لوْ أبصرتْ فهرٌ فريقاً منهمُ
ما قِيلَ لِلْفِهْرِيِّ أَنْتَ مُجَمِّعُ
وَعصائباً ملؤا الفراتَ سفائناً
لما نبا بهمُ الفضاءُ الأوسعُ
فِي حَيْثُ لاَ تَسَعُ اُلفَيافِي جَمْعَهُمْ
إلاَّ كما يسعُ الإناءُ المترعُ
طُوفَانُ عَزْمٍ لاَ يَشُقُّ عُبَابَهُ
فلكٌ وَلاَ الجوديُّ منهُ يمنعُ
مَاعَايَنَتْ صِفِّينُ عِنْدَ تَقَارُعِ الصَّفَـ
ـينِ جيشاً جامعاً ما تجمعُ
خِلْطَيْنِ مِنْ عَرَبٍ وَعُجْمٍ طَالَمَا
نُدِبُوا لِصَرْفِ اُلنَّائِبَاتِ فَأَسْرَعُوا
فرقٌ تخالفُ ألسناً وَعناصراً
لكِنْ تَشَابَهَ مَاأنْتَضَوْا وَتَدَرَّعُوا
لَيْسُوا إِذَا شُبَّتْ وَغى ً كَجَمائِعٍ
بِخِلاَفِهِمْ عُصِيَ اُلبَطِينُ اُلأَنْزَعُ
تبعوا رضاكَ فسرتَ فيهمْ آمناً
منْ حيلة ٍ فيها المصاحفُ ترفعُ
حَكَمَاكَ لَدْنٌ ذَابِلٌ وَمُهَنَّدٌ
مَافِيهِمَا إِنْ حُكِّمَا مَنْ يُخْدَعُ
ما إنْ رأى منْ حلَّ رحبة َ مالكٍ
شمساً سواكَ منَ المغاربِ تطلعُ
كلاَّ وَلاَ نظروا جيواً قبلها
فِي ضِمْنِهَا عَضَدَ اُللِّثَامَ اُلبُرْقُعُ
وَلِذَاكَ مَا ظَنُّوا نُفُوسَهُمُ لَهُمْ
إلاَّ وَأنْتَ عَلَى التَّرَحُّلِ مُزْمِعُ
عَمْرِي لَقَدْ أَوْدَعْتَها أَجْسَامَهُمْ
وَعليهمُ أنْ يحفظوا ما أودعوا
وَلَقَدْ تَضَمَّنَها لَكَ اُلعَزْمُ اُلَّذِي
لوْ كانَ شخصاً لمْ يسعهُ موضعُ
فَرَحَلْتَ عَنْها عَنْ يقَيِنٍ أَنَّها
مِنْ بَعْدِ قَتْلِكَ أَهْلَها لاَ تَنْفَعُ
وَتَرَكْتَها ضَنَّ بِها عَنْ أَنْ تُرى
وَمِنَ البِلى فِيها خَطِيبٌ مِصْقَعُ
ذُدْتَ اُلحَمِيَّة َ بِاٌلتَّقِيَّة ِ رَاغِباً
في الأجرِ تغربُ في الجميلِ وَتبدعُ
طاعَ اُلزَّمانُ لِصالِحٍ فَکبْتَزَّها
بِيَدِ اُلخُطُوبِ وَإِنَّها لَكَ أَطْوَعُ
وَبِحُكْمِ جَدِّكَ سِرْتَ فِيهِمْ إِذْ بَغى
إِحْرَازَها مِنْ قَبْلُ وَهْيَ تَمَنَّعُ(35/277)
كَفَّ اُلصَّوَارِمِ وَأسْتَنابَ نَوَائبِاً
فِي اُلْقَوْمِ وَاحِدَة ٌ بِأَخْرى تَشْفَعُ
فمضتْ ثلاثٌ منْ سنينَ أبتْ لهمْ
أَنْ يَزْرَعُوا وَنَهَتْهُمُ أَنْ يَهجَعُوا
حتى أنابوا وَالنفوسُ سليمة ٌ
وقيادٌ منْ منعَ المقادة َ طيعُ
وَلذا قصدتَ فلاَ برحتَ موفقاً
فيما تجودُ بهِ وَفيما تمنعُ
فرقتَ جمعاً لوْ رميتَ ببعضهِ
أَرْكانَ رَضْوى لآنْبَرَتْ تَتَضَعْضَعُ
وَحَوَيْتَ صِرْفَ اُلمَأْثُرَاتِ مُغادِراً
أكدارها بينَ الورى تتوزعُ
فالظِّلُّ ضافٍ وَاُلْهبِاتُ جَزِيلَة ٌ
وَالوردُ صافٍ وَالعطاءُ تبرعُ
وَخصصتَ في زمنِ بجنة ٍ
حَسُنَ اُلْمَصِيفُ بِها وَطابَ اُلْمَرْبَعُ
دارٌ بها اكتستِ البسيطة ُ زينة ً
وَيزينها منكَ الهمامُ الأروعُ
ما زالَ مبصرها يعودُ بخاطرٍ
يَشْكُو اُلْكَلاَلَ وَناظِرٍ لاَ يَشْبَعُ
وَتَرى طُيُورَ اُلْجَوِّ فِي جَنَباتِها
بعضٌ محلقة ٌ وَبعضٌ وقعُ
وَسوابقاً ليستْ تفارقُ أرضها
وَزَرَافَتانِ أُقِيمتَا كِلْتاهُما
بِاُلْمُصْلتِيِنَ صَوَاعِقاً لاَ تَعْتَدِي
وَالَّلابِسِينَ يَلاَمِقاً لاَ تُنْزَعُ
رَهْطٌ نَضَوْا بِيضَ اُلسُّيُوفِ وَآخَرٌ
قَدْ جَرَّ قَوْساً لَيْسَ فِيها مَنْزِعُ
وَسِهامُهُ لاَ تَسْتَطِيعُ فِرَاقَها
وَحبِالُهُ أَبَداً لِطَيْرِ مَصْرَعُ
وَالأيمُ يؤخذُ وَالحروبُ لدودة ٌ
طولَ الزمانِ وَما أراهُ يجزعُ
وَمِنَ الُصُّيُودِ محَلَّلٌ وَمُحَرَّمٌ
وَلحومها حرمٌ فما تتبضعُ
بالجانبِ الغربيَّ فيها نخلة ٌ
ناءٍ جَناها وَهْوَ آنٍ مُونِعُ
وَتروقُ عينكَ دوحة ٌ منْ غربها
فِيها جَنًى يَحْمِيهِ ظلٌّ مُسْبِعُ
رَانٍ إِلَيْكَ بِمُقْلَة ٍ لاَ تَهْجَعُ
وَكأنَّ مصراً أتحفتْ حلباً بها
مِنْ قَبْلُ إِذْ هِيَ لِلْمَحاسِنِ مَجْمَعُ
وَالفيلُ يقرعُ جلدهُ سواسهُ
منْ كلَّ قطرٍ وَهوَ لاَ يتزعزعُ
وَظعائنٌ تخشى العيونَ وَتتقي
نظرَ المريبِ فدهرها تتبرقعُ
أَبَداً يُقادُ بِها وَتَخْدِي عِيسُها(35/278)
وَخْداً حَثيِثاً لِلنَّوَاظِرِ يَخْدَعُ
هَلْ عاقَها ما عايَنَتْهُ فَلَمْ تَسِرْ
أَمْ رَاقها هذَا الْجَنابُ اُلْمُمْرِعُ
وَاُلْبَحْرُ عَائِمَة ٌ بِهِ حيِتَانُهُ
وَمنَ الشباك لها سمامٌ منقعُ
طامٍ وَما يخشى على ركابهِ
غرقٌ وَ مركبهُ مقيمٌ مقلعُ
وَابْنُ اُلْمُلَوَّحِ قَائِمٌ وَسَقامُهُ اُلْـ
ـبَادِي طَلِيعَة ُ مَا تُجِنُّ اُلأَضْلُعُ
يَشْكُو إِلى لَيْلى اُلْغَرامَ إِشَارَة ً
شَكْوى لَعَمْرُكَ لَمْ تُعِنْهَا أَدْمُعُ
وَمواضعٌ فيها كعرضكَ وضحٌ
ثَلْجِيَّة ُ اُلأَلْوَانِ بَلْ هِيَ أَنْصَعُ
وَمنَ الرخامِ مقابلٌ وَمؤلفٌ
وَمفوفٌ وَمضلعٌ وَمجزعُ
وَمِنَ النُّضَارِ بِهَا سَحَائِبُ جَمَّة ٌ
لَزِمَتْ أَمَا كِنَها فَما تَتَقَشَّعُ
سُحُبٌ جَوَامِدُ قَدْ أَظَلَّتْ عَارِضاً
تحيى بصيبهِ البلادُ وَتمرعُ
كرمٌ أهانَ التبرَ حتى أنهُ
مِنْ نَاطِقٍ أَوْ صَامِتٍ لاَ يُمْنَعُ
أطلعتَ منْ جدرانها وَسقوفها
شمساً لها منْ كلَّ أفقٍ مطلعُ
تعلو ضياءَ الشمسِ عندَ شروقها
وَيعمها الإظلامُ وَهيَ تشعشعُ
مَنْ حَلَّهَا وَهْناً تَوَهَّمَ لَيْلَها
صبحاً وَصبغُ الليلِ فيها مشبعُ
وَبَدتْ بِأَعْلاَهَا رِيَاضٌ حَاكَهَا
حسنُ اقتراحكَ لاَ الغيوثُ الهمعُ
رَوْضٌ عَلَى اُلأَفْوَاهِ يَعْسُرُ رَعْيُهُ
لكنَّ للأبصارِ فيهِ مرتعُ ؟
يا معجزَ الأملاكِ فيما يبتني
مُعَجِّبَ اُلأَفْلاَكِ مَّمِا يَصْنَعُ
نظرُ الخليفة ِ للملوكِ كساهمُ
تاجاً بهِ تسمو وَطوراً تخضعُ
فَوْقَ اُلْمَفَارِقِ مِنْهُ سَيْفٌ حَدُّهُ
ماضٍ وَتاجٌ بالثناءِ مرصعُ
ناقضتهمْ فوهبتَ ما ضنوا بهِ
وَحَفِظْتَ غَيْرَ مُنَازَعٍ مَا ضَيَّعُوا
فبذلتَ في الأزماتِ ما لمْ يبذلوا
وَمنعتَ بالعزماتِ ما لمْ يمنعوا
فَکنْجَحْ فَإِنَّكَ أَوْحَدُ الٌزَّمَنِ الَّذي
لمْ يفترقْ في أهلهِ ما تجمعُ
لاَ زِلْتَ تَكْسُو كُلَّ عِيدٍ قَادِمٍ
حُسْناً وَمُلْكُكَ بِالْبَقَاءِ مُمَتَّعُ(35/279)
أمنتني الحدثانَ حتى أنني
لاَ واقعٌ أخشى وَلاَ متوقعُ
وَأَفَدْتَ مَالَمْ يَجْرِ فِي خَلَدِ اُلْمُنى
يَوْماً ولَمْ يَطْمَحْ إِلَيْهِ مَطْمَعُ
وَوهبتَ لي قربى أنالتْ رفعة ً
وَالدهرُ ليسَ بخافضٍ منْ ترفعُ
وَعطية ً ما فازَ مروانٌ بها
عندَ الرشيدِ وَلمْ ينلها أشجعُ
لكِنَّ عَبْدَكَ عَاثَ فِيها مُوقِناً
أَن سَوْفَ يُرْزَقُ بَعْدَهَا أَوْ يُقْطَعُ
وَعَلى ارْتِيَاحِكَ مَا يُؤَمِّلُهُ وَإِنْ
عزَّ الأخيرُ ففي المقدمِ مقنعُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> عداكمْ هوى ً مذْ شفَّنا ما تعدَّانا
عداكمْ هوى ً مذْ شفَّنا ما تعدَّانا
رقم القصيدة : 27542
-----------------------------------
عداكمْ هوى ً مذْ شفَّنا ما تعدَّانا
فهوَّنتمُ خطباً منَ البينِ ما هانا
وَقُلْتُمْ تَدَاوَوْا بِالفِرَاقِ فَمَا الَّذِي
ألانَ النَّوى منْ بعدِ قسوتها الآنا
وَإِنَّا لَنَرْضى أَنْ تَصُدُّوا وَتَقْرَبُوا
فردُّوا لنا ذاكَ الدُّنوَّ كما كانا
هُوَ الْوَجْدُ أَرْضَانَا بِأَدْنى نَوَالِكُمْ
وَأَقْصى مُنَانا أَنْ تَقَارَبَ أَرْضَانا
إِذَا مَا ادَّعَيْنَا سَلْوَة ً عَنْ هَوَاكُمُ
جَرى الدَّمْعُ مُنْهَلاًّ فَكَذَّبَ دَعْوَانا
فليتَ الوشاة َ حينَ رقَّتْ حديثنا
إِلَيْها دُمُوعُ العَيْنِ رَقَّتْ لِبَلْوَانا
هبوا الوصلَ بالعذَّالِ صارَ قطيعة ً
فماذا الَّذي قدْ صيَّرَ الذِّكرَ نسيانا
بنا حبُّ منْ نرعاهُ وهوَ يروعنا
وَنَذْكُرُهُ حَتّى الْمَمَاتِ وَيَنْسانا
وَكَيْفَ نُغَطِّي وَهْوَ دَانٍ غَرَامَنا
وَنَكْتُمُ مَا نَلْقى فَقَدْ بَانَ مُذْبَانا
فَلَيْتَ نَسيمَ الرِّيحِ حُمِّلَ عَرْفَهُمْ
فأدَّاهُ أحياناً إلينا فأحيانا
تجنَّوا فما حنَّوا علينا ولاَ حنوا
ومنَّوا وما منُّوا لياناً وليَّانا
وفي الأرضِ عشَّاقٌ وليسوا كمثلنا
أسارى غرامٍ لاَ يُرجُّونَ سلوانا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> مَحَلٌ لَهُمْ بَيْنَ النَّقَا وَالأَجَارِعِ(35/280)
مَحَلٌ لَهُمْ بَيْنَ النَّقَا وَالأَجَارِعِ
رقم القصيدة : 27543
-----------------------------------
مَحَلٌ لَهُمْ بَيْنَ النَّقَا وَالأَجَارِعِ
عَدَتْهُ اُلْغَوَادِي فَاسْتَنَابَ مَدَامِعِي
وَلوْ أنني نهنهتها خوفَ كاششحٍ
فَشَتْ زَفَرَاتٌ لَمْ تَسَعْهَا أَضَالِعي
وَفِي الجِيِرَة ِ اُلْمُسْتَنْفِدِي اُلصَّبْرِ عُصْبَة ٌ
لَوِ اكتَنَفُوني مَا مُنيِتُ بِرَائِعِ
عَجَزْتُ عَنِ الأَعْدَاءِ بَعْدَ فِرَاقِهِمْ
كَعَجْزِ بَنانٍ لَمْ يُنَطْ بِأَشَاجِعِ
وَمَنْ لِي بِأَيَّامٍ مَضَتْ لاَ عَزَائِمي
مُفَلَّلَة ٌ فِيهَا وَلاَ اللَّوْمُ رَادِعِي
لِيَالِيَ لاَ اللاَّحِي عَلَى اُلْوَجْدِ قَادِعِي
بِما سَرَّ أَعْدَائِي وَلاَ الشَّيْبُ وَازِعِي
فبدلتُ منْ شرخ الشباب وَعشرة ِ الأ
حبة ِ تسآلَ الديارِ البلاقعِ
وَقائلة ٍ حتامَ يخدعكَ المنى
وَتوسعها عتباً وَليسَ بنافعِ
فَيَأْساً فَمَا عَهْدُ اُلْكَثِيبِ بِعائِدٍ
إِلَيْكَ وَلاَ أَيَّامُهُ بِرَوَاجِعِ
وَلاَ ودُّ من أبدى لكَ الودَّ صادقٌ
وَمَا هُوَ إلاَّ خُدْعَة ٌ مِنْ مُخَادعِ
ذَرِ الخَلْقَ لاَ تَتْبَعْهُمُ مُتَفَرِّداً
بنفسكَ وَاتبعْ رأيَ أهلِ الصوامعِ
فما الناسُ إلاَّ ضاحكٌ وَهوَ عابسٌ
سَريَرَتُهُ أَوْ وَاصِلٌ وَصْلَ قَاطِعِ
فبعضٌ سرابٌ غرَّ باللمعِ ظامئاً
وَبَعْضٌ شَرَابٌ لاَ يَسُوغُ لِجَارِعِ
مخالفة ٌ أقوالهمْ وَفعالهمْ
كَمَا خَالَفَ اُلصَّهْبَاءَ لَوْنُ اُلْفَوَاقِعِ
عرتني صروفُ النائباتِ فقصرتْ
ذِرَاعِي وَرَدَّتْ خائِباتٍ ذَرَائِعِي
يُصِيبُ اُلْفَتى مالَمْ يَكُنْ فِي حِسابِهِ
وَيَحْذَرُ مِنْ شَيءٍ وَلَيْسَ بِوَاقِعِ
وَما خلتُ أنَّ الدهرَ يلجئني إلى
زمانٍ يبيتُ العجزُ فيهِ مضاجعي
صحبتُ أناساً برهة ً ما مرامهمْ
مرامي وَلاَ أطماعهمْ منْ مطامعي
وَلَوْ لَمْ يُدَانِ اُلضِّدُّ ضِدَّا لَما ضِدًّا دَنا
محلُّ الأفاعي منْ محلَّ الأسارعِ(35/281)
وَغَيْرُ قَرِيبٍ مِنْ فُؤَادٍ وَمَسْمَعٍ
زئيرُ الأسودِ منْ نقيقِ الضفادعِ
إلى أنْ أبتْ لي عزمة ٌ أعصرية ٌ
صرعتُ بها الخطبَ الذي كانَ صارعي
فنابَ ضياءُ الفجرِ عنْ ظلمة ِ الدجى
وَأَنْسى اُلْفُرَاتُ ناضِباتِ اُلْوَقائِعِ
وَعوضتُ منْ رعي البروقِ وَشيمها
غَماماً تَجَلَّى عَنْ سُيُولٍ دَوَافِعِ
وَوسميهُ جودُ ابنِ نصرِ بنِ صالحٍ
وَكانَ الوليُّ لابنِ شبلِ بنِ جامعِ
هُما أَنْعَما قَبْلَ اُلسُّؤَالِ وَأَجْزَلا
فَأَعْظِمْ بِمَتْبُوعٍ وَأَكْرِمْ بِتابِعِ
لتكذيبِ منْ ظنَّ المعيشة َ ضنكة ً
وَمَنْ قالَ إِنَّ اُلرِّزْقَ لَيْسَ بِوَاسِعِ
لقدْ أغنيا عن أمة ٍ طالبُ الندى
لديهمْ كباغي الرسلِ منْ يدِ راضعِ
يُرَاوَحُ مَنْ نالَ الَّنوَالَ أَوِ اُلْقِرى
بِأَدْهى الدَّوَاهِي أَوْ بِأَنْكى اُلْفَجائِعِ
وَإِنِّي وَإِنْ أَكْثَرْتُ وَصْفَ مُبارَكٍ
وَأَطْنَبْتُ ما خَبَّرْتُ إِلاَّ بِشائِعِ
همامٌ حوى في أولياتِ شبابهِ
مَآثِرَ أَعْيَتْ كُلَّ كَهْلٍ وَيافِعِ
إذا بذلوا خوفاً تتْ مكرماتهُ
عَطايا كريِمٍ لاَ عَطايا مُصانِعِ
نصية ُ أنجادٍ تخافُ وَتتقى
وَنُخْبَة ُ أَمجادٍ ضِخامِ اُلدَّسائِعِ
وَأسرعُ في منعِ الذمارِ إجابة ً
إِذَا نادَتِ اُلأَبْطالُ هَلْ مِنْ مُقارِعِ
يلاقيهِ منْ يرجو جزيلَ نوالهِ
بِإدْلاَلِ خَفْضٍ لاَ بِذِلَّة ِ طامِعِ
كفى كلَّ راجٍ سومهُ العرفَ ضارعاً
لهُ وَخلتْ أفعالهُ منْ مضارعِ
وَدَرَّتْ لَهُ فِي كُلِّ أُفْقٍ غَمامَة ٌ
تَدُلُّ عَلَى بُخْلِ اُلْغُيُوثِ اُلْهَوامِعِ
ألئمهُ في الجودِ مهلاً فإنها
نَصائِحُ تُهْدِيها إِلى غَيْرِ سامِعِ
وَهَلْ خَرَجَتْ أَفْعالُهُ عَنْ مَحاسِنٍ
تُخَبِّرُ أَوْ أَقْوَالُهُ عَنْ شَوَافِعِ
منَ القومِ لاَ يستنصرونَ سوى الظبى
إذا المانعونَ استنصروا بالمقانعِ
وَما استأثروا عنْ كلَّ عافٍ وَزائرٍ
بِما كَسَبُوهُ بِاٌلرِّماحِ الشَّوارِعِ
يروقكَ مرآهمْ مضاءً وَرونقاً(35/282)
وَتِلْكَ سَجِياَّتُ اُلسُّيُوفِ اُلْقَوَاطِعِ
وَتَلْقاهُمُ فِي نائِلٍ وَحَمِيَّة ٍ
غيوثَ العطايا أوْ ليوثَ الوقائعِ
عتادهمُ خطية ٌ قدْ تكفلتْ
بِرَزْقِ نُسُورٍ حُوَّمٍ وَخَوَامِعِ
وَهِنْديَّة ٌ فِي كُلِّ يَوْمِ كَريِهَة ٍ
تفرقُ ما بينَ اللهى وَالأخادعِ
وَمُقْرَبَة ٌ عَزَّتْ شِرَاءً فَكُلُّها
قَلاَئِعُ حِيزَتْ أَوْ بَناتُ قَلاَئِعِ
وَمَهْريَّة ٌ يَحْمُونَها اُلدَّهْرَ نَخْوَة ً
وَيَبْدُلُها عِنْدَ اُلْقِرى كُلُّ مانِعِ
تَبِيتُ حِدَادُ اُلبِيضِ أَوْفى حُتُوفِها
وَتُضْحِي حِجازاً دُونَها فِي اُلْمَرَاتِعِ
وَكَمْ مَأْزِقٍ سَدَّ اُلْفَضاءَ جُيُوشُهُ
ثَنَوْها عَلَى أَعْقابِها بِالطَّلاَئِعِ
وَلِلْعارِ كَشَّافُونَ إِنْ غَشِيَتْهُمُ
وَغًى كَشَفَتْ عَمَّا وَرَاءَ البَرَاقِعِ
وَلوْ منيتْ عوفُ بنُ عبدٍ بفقدهمْ
لَكانَتْ أَكُفًّا لَمْ تُعَنْ بِأَصابِعِ
لَقَدْ أَسَّسَتْ أَبْناءُ زَائِدَة ٍ لَها
قواعدِ أرسى منْ هضابِ متالعِ
وَهمْ خلفوا النعمانَ في صونِ بيتهِ
وَما ظَفِرَتْ لَوْلاَهُمُ بِمُمانِعِ
فَنَكَّبَها كِسرى عَلَى عِزِّ مُلْكِهِ
وَماشاعَ مِنْهُ مُكْرَهاً غَيْرَ طائِعِ
وَقدْ سارَ شبلٌ فيهمُ وَمباركٌ
بِما لَمْ يَسِرْ عَنْ نَهْشَلٍ وَمُجاشِعِ
وَلَوْ أَنَّ هَمَّاماً رَأَى ما رَأَيْتُهُ
لَكانَ عَلَى هذَا المَقالِ مُشايِعي
وَما خُلِقا إلاَّ لإِفْناءِ قاسِطٍ
يخافُ وَيرجى أوْ لإغناءِ قانعِ
أَباتَرْجَمٍ جادَتْ يَدَاكَ تَبَرُّعاً
فعالَ كريمِ الصنعِ جمَّ الصنائعِ
مَوَاهِبُ إِنْ أَوْدَعْتَها النَّاسَ سَالِفاً
فإنيَ أولاهمْ بحفظِ الودائعِ
أَبَيْتَ فَلَمْ تَنْكثْ وَلاَ أَنْتَ نَاكِبٌ
طريقاً إلى العلياءِ ليسَ بشاسع
وَراءكَ أهلُ السبقِ في حلبة ِ الندى
إذا ما سعيتَ منْ حسيرٍ وَظالعِ
إقامة ُ عدلٍ للألى استبعدوا المدى
فَهُمْ بَيْنَ مَاضٍ فِي الضَّلاَلِ وَرَاجِعِ
لَقَدْ جُزْتَ أَقْصَاهُ بغير مُرَافِقٍ(35/283)
وَذُدْتَ الْوَرى عَنْهُ بِغَيْرِ مُنَازِعِ
سَأَشْكُرُ مَادَامَ اُلْكَلاَمُ يُطِيعُنِي
صنوفاً أتتْ منْ جودكَ المتتابعِِ
توالتْ على منْ لاَ يدلُّ بخدمة ٍ
عليكَ وَلاَ يدلي إليكَ بشافعِ
فأجنتكَ منْ محضِ القريضِ وَحرهِ
بضائعِ ليسَ العرفُ فيها بضائعِ
سَتَطْرُقُ مِنْها كُلَّ أَرْضٍ غَرَائبٌ
حِسَانُ اُلْمَبَادِي رَائِعَاتُ اُلْمَقاطِعِ
إذَا أُنْشِدَتْ كَادَتْ لِفَرْطِ بَيَانِها
تَعيِها اُلْقُلُوبُ قَبل وَعْيِ اُلْمَسَامِعِ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> أَمَا وبديعِ مَا تأْتِي يَمِينَا
أَمَا وبديعِ مَا تأْتِي يَمِينَا
رقم القصيدة : 27544
-----------------------------------
أَمَا وبديعِ مَا تأْتِي يَمِينَا
تَحَرّجَ رَبُّهَا مِنْ أَنَ يَمِينَا
لَقَدْ أُوتِيتَ يَاشَرْفَ الْمَعَالِي
عنانَ المجدِ دونَ العالمينا
ولمْ ترضَ ابتداعَ سواكَ عوناً
فلستَ بآخذِ الحسناتِ عونا
فعاودَ شكُّنا فيما سمعنا
بما تبديهِ منْ حسنٍ يقينا
وكنَّا ذاهلينَ إذا سمعنا
بأبناءِ الملوكِ الأوَّلينا
وَجِئْتَ فَصارَ أَعْظَمُ ما رَوَينا
هَباءً عِنْدَ أَيْسَرِ ما تُرِينا
مساعٍ طلتهمْ جدّاً ومجداً
بها وفضلتهمْ دنيا ودينا
إِذَا قالَ الوَرى بَلَغَتْ مَدَاها
عَلَتْ شَرَفاً بِرَغْمِ الْحاسِدِينا
فمدَّة ُ عصركَ الماضي حميداً
تُرى ساعاً وإنْ كانتْ سنينا
وَآنِفُهُ بِعَدْلِكَ سَوْفَ تَبْقى
عَلى مَرِّ اللَّيالِي ما بَقِينا
فَيا مِلكَ الْمُلُوكِ وَلاَ أُحاشِي
ومنْ يدفعُ الحقَّ المبينا
وَيا غَيْثاً يَعُمُّ الْعَامَ سَيْباً
وصوبُ الغادياتِ يخصُّ حينا
وَيا لَيْثاً حَمى الآفاقَ طُرّاً
ومنعُ اللَّيثِ لاَ يُخطي العرينا
ليالينا بظلِّ علاكَ بيضٌ
وَكانَتْ قَبْلَكَ ألأَيَّامُ جُونا
أَضَفْتَ إِلى الغِنى أَمْناً وَعَدْلاً
لَقَدْ جاوَزْتَ حَدَّ الْمُنْعِمِينا
فَطَوْراً تَصْرِفُ الَّلأوآءَ عَنَّا
وَطَوْراً تُجْزِلُ الآلاءَ فِينا(35/284)
فَأَيْنَ قِرَاعُ عَمْروٍ مِنْ قِرَاعٍ
حميتَ بهِ تُراثَ المسلمينا
وأينَ فتى إيادٍ منْ أيادٍ
بِها تَسْتَعْبِدُ الْمُسْتَعْبِدينا
وهلْ تعصي ملوكُ الأرضِ ملكاً
بِسُلْطَانٍ سَمَائِيٍّ أُعِينا
إذا طلبوا عظيماً فاستعانوا
فلستَ بغيرِ عزمكَ مستعينا
وبيضٍ منْ سيوفِ الهندِ سُلَّتْ
فألوى جهلها بالجاهلينا
وَعَاوَدَتِ الْجُفُونَ وَقَدْ تَقَضَّتْ
هَناتٌ تَمْنَعُ النَّوْمَ الْجُفُونا
أَحَلْتَ مَذَلَّة َ الإِسْلاَمِ عِزّاً
بها وقساوة َ الأيَّامِ لينا
وَسُمْرٍ عُوِّدَتْ فِي كُلِّ حَرْبٍ
تحكَّمُ في نفوسِ الدَّارعينا
تَحِيدُ إِلى الْمَقاتِلِ عَنْ سِوَاها
فهلْ خلقَ القيونُ لها عيونا
وَتُرْدِي مَنْ يُقَابِلُها وَتَأْبَى
جباناً لاَ يقبِّلها الجبينا
وَخَيْلٍ كُلَّما حاوَلْتَ أَمْراً
سبقنَ إلى مآربكَ الظُّنونا
إِذَا عَلَتِ الهِضابَ فَلَسْتَ تَدْرِي
أصخراً دسنَ أمْ طيناً وطينا
تغيرُ على العدى منْ كلِّ أوبٍ
مخافتها وإنْ كانتْ صفونا
ومنْ أضحى بملككَ مستجيراً
فَما يُلْفى لِخَطْبٍ مُسْتَكِينا
أَخَفْتَ الآمِنِينَ سُطى ً فَلَمَّا
عَفَوْتَ غَدَوْتَ أَمْنَ الْخائِفِينا
نُصِرْتَ مِنَ السَّماءِ وَكانَ حَقّاً
على الرَّحمنِ نصرُ المؤمنينا
وَشِدْتَ لِهَاشِمٍ بِالسَّيْفِ عِزّاً
فَقَدْ أَشْبَهْتَ أَنْزَعَها البِطِينا
وَقَائِعُ شَيَّبَتْ أَيَّامَ شُبَّتْ
قروناً بعدَ أنْ أفنتْ قرونا
رآها الأقربونَ فأعظموها
وسارَ حديثها في الأبعدينا
فلوْ لمْ يعرفوا لكَ ما عرفنا
لَما اعْتَرَفُوا بِحَقِّكَ طائِعِينا
وَقَدْ لَبَّاكَ قِرْوَاشٌ مُجِيباً
فَبَوَّأَ مُلْكَهُ حِصْناً حَصِينا
وجاورَ دوحة ً عذُبتْ ثماراً
وَطَابَتْ مَغْرِساً وَعَلَتْ غُصُونَا
رَجَا نَفَحَاتِكَ الْمَلِكُ الْمُرَجّى
وَقَادَ رَجَاؤُكَ الأَمَلَ الْحَرُونا
فما دونَ العراقِ اليومَ خصمٌ
يُلطُّ وقدْ تخيَّرتَ الضَّمينا
أَقِلْ سُكَّانَهُ العَثَرَاتِ وَاحْسِمْ(35/285)
بِهذَا الْعَدْلِ جَوْرَ الْجَائِرِينا
فقدْ نزلتْ رسائلكَ المواضي
مكاناً منْ قلوبهمُ مكينا
رسائلُ ضُمِّنتْ أمناً وخوفاً
فَهُمْ بِسَماعِها مُتَخَالِفُونا
فَمَظْلُومٌ يَحِنُّ إِلَيْكَ شَوْقاً
وَظَلاَّمٌ يُحَاذِرُ أَنْ يَحِينا
فكيفَ بمنْ لهُ الزّوراءُ دارٌ
إذا فارقتَ ميَّا فارقينا
سَتَسْتوْفي الظُّبى لِبَني عَلِيٍّ
بِهَا مِنْ آلِ عَبَّاسٍ دُيُونا
وشطرُ الأرضِ في يسراكَ ملكٌ
أَلاَ فَاشْغَلْ بِبَاقِيها الْيَمِينا
فَكَمْ حَاوَلْتَ مُعْجِزَة ً فَكَانَتْ
وقدْ حكمَ الورى أن لاَ تكونا
وَقَالٌوا أَصْحَرَتْ جَهْلاً نُمَيْرٌ
لِتَنْصُرَهَا جُنُودُ الْمُشْرِكِينا
وَمَا أَغْنَوْهُمُ وَبَنُو كِلاَبٍ
عشيَّة َ رعتهمْ متظافرينا
أبا الطُّرداءِ يبغونَ انتصاراً
وَمَا انْتَفَعُوا بِبَأْسِ الطَّارِدِينا
وَلَوْ عَدَّاكَ هذَا الْجَيْشُ يَوْماً
لأَصْبَحَتِ الْحُصُونً لَهُمْ سُجُونا
وقلعة ُ دوسرٍ بابٌ إلى ما
تُحَاوِلُ فَارْمِهَا بِالفَاتِحِينا
بِأَسْدِ وَغى ً إِذَا زَأَرَتْ أَحَالَتْ
زئيرَ الأُسدِ منْ فرقٍ أنينا
كتائبُ شبنَ حاضرة ً ببدوٍ
يُصَرِّفْنَ الْمَنَايا حَيْثُ شِينَا
فكمْ بلدٍ ملكتَ بهِ بلاداً
وَكَمْ حِصْنٍ فَتَحْتَ بِهِ حُصُونا
وشمْ للرَّقَّة ِ البيضاءِ بيضاً
بِهَا أَقْرَرْتَ فِي حَلَبَ العُيُونا
كَتَبْتَ مِنَ الْخُطُوبِ لَهَا أَمَاناً
وكنتَ على رعيَّتها أمينا
لئنْ أعيتْ على بنجوتكينٍ
فَقَدْ وَلَّيْتَها بَنْجُوتَكِينا
تعدّى ربُّها سفهاً وحيناً
وَكُنْتَ بِأَخْذِهَا سَلْبَاً قَمِينا
تَمَنّى أَنْ يَنَالَ النَّجْمَ جَهْلاً
فما صدقتْ منى ً جلبتْ منونا
أَعَنْتَ السَّيْفَ مُنْصَلِتاً بِرَأْيٍ
إذا أشهدتهُ الحربَ الزَّبونا
جَعَلْتَ طَلِيعَة ً مِنْهُ أَمَامَ الْ
جُيُوشِ وَمِنْ وَرائِهِمُ كَمِينا
أَلاَ لاَيَدَّعِ الْعَلْيَاءَ خَلْقٌ
فَقَدْ فَضَحَ الْمُحِقُّ الْمُدَّعِينا(35/286)
وَلاَ يَقْضِي الزَّمَانُ بِعِزِّ شَيءٍ
إِذَا شَاءَ الْمُظَفَّرُ أَنْ يَهُونا
وَدُونَكَهَا مَدَائِحَ بِتُّ أُنْضِي
إِلَيْها الفِكْرَة َ العَنْسَ الأَمُونا
لَقَدْ غَادَرْتَ بِالإِحْسَانِ بَيْنِي
وبينَ النَّائباتِ نوى ً شطونا
وَضَنَّ نَدى يَدَيكَ بِمَاءِ وَجْهِي
فمالي لاَ أكونُ بهِ ضنينا
فَمَيِّزْ خَاطِراً يَأْبى الدَّنَايَا
وشعراً ما تبذَّلَ منذُ صينا
وَقَفْتُ لَدَيكَ وَالعِشْرُونَ سِنِّي
وها أنا قدْ قربتُ الأربعينا
وَمَا جَازَيْتُ مِنْ نُعْمَاكَ يَوْماً
عَلى أَنِّي أَفُوتُ القَائِلِينا
لَئِنْ أَضْحى مَعِيناً ماءُ قَوْلِي
فَمُنْذُ جَعَلْتَ فِعْلَكَ لِي مُعِينا
مَآثِرُ أَصْبَحَتْ فِي كُلِّ تاجٍ
عَلَى هامِ العُلى دُرّاً ثَمِينا
إِذَا ما رُمْتُ مِنْها وَصْفَ فَنٍّ
أَتَاحَتْ بِالفَضَائِلِ لِي فُنُونا
وَماذَا يَبْلُغُ الشُّعَرآءُ مِنها
وقدْ ذهلَ الكرامُ الكاتبونا
فعشْ ما كرَّ شهرُ الصَّومِ تجني
مُضَاعَفَة ً أُجُورَ الصَّائِمِينا
أَفَادَ الْحَمْدُ مِنْ رَيَّاكَ طِيباً
فَدَامَ لَدَيْكَ مُحْتَبَساً رَهِينا
فسُكَّانُ البسيطة ِ ما توالى
بحضرتكَ الهناءُ مهنِّئونا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> مَنْ عَفَّ عَنْ ظُلْمِ اُلْعِبَادِ تَوَرُّعا
مَنْ عَفَّ عَنْ ظُلْمِ اُلْعِبَادِ تَوَرُّعا
رقم القصيدة : 27545
-----------------------------------
مَنْ عَفَّ عَنْ ظُلْمِ اُلْعِبَادِ تَوَرُّعا
جَاءَتْهُ أَلْطَافُ الآِلَهُ تَبَرُّعا
إنا توقعنا السلامة َ وحدها
فَکسْتَلْحَقَتْ مَا لَمْ يَكُنْ مُتَوَقَّعا
مَا قِيلَ أَصْبَحَ مُفْرِقاً مِنْ دَائِهِ
ذا الليثُ حتى قيلَ أصبحَ متبعا
خبرٌ تضوعتِ البلادُ بنشرهِ
طِيباً فَأَغْنى سَائِفاً أَنْ يَسْمَعَا
مَا إِنْ إِتي فَهْمَ الْقَريبِ عِبَارَة ً
حَتّى لَقَدْ فَهِمَ الْبَعِيدُ تَضَوُّعا
قَدَمَتْهُ قَبْلَ قُدُومِهِ النُّعْمى الَّتي(35/287)
جَلَتِ الْمَخَافَة َ وَالْمُحُولَ فَأَقْشَعا
يومَ امتطيتَ قرى جوادٍ وقعهُ
مِنْ وَقْعِ ذَاكَ الْغَيْثِ أَحْسَنُ مَوْقِعا
الغَيْثُ يَهْمِي ثُمَّ يُقْلِعُ صَوْبُهُ
حيناً وَليسَ نداكَ عنا مقلعا
إنْ سميَ الإثنينُ مغربَ همنا
فالسبتُ يدعى للمسرة ِ مطلعا
يومانِ إنْ يتفرقا فلقدْ غدا
سهمُ السعادة ِ فيهما مستجمعا
قَدْ أَدْرَكَ الإِسْلاَمُ فِيكَ مُرَادَهُ
فَلْيَهْنِكَ الْفَرْعُ الَّذِي لَنْ يُفْرَعا
سبقتهُ عينُ الشمسِ علماً أنهُ
يزري ببهجتها إذا طلعا معا
لَوْ فَتَّرَتْ حَتّى يَجِيءَ أَمامَها
فِتْراً لَما أَمِنَ الْوَرى أَنْ تَرْجِعا
ما غضَّ منهُ طلوعها منْ قبله
إِذْ كانَ أَبْهى فِي الْعُيُونِ وَأَرْفَعا
وَلَئِنْ سُقِينا الْغَيْثَ مِنْ بَرَكاتِهِ
فَلَقَدْ سَقى الأَعْدَاءَ سُمّاً مُنْقَعا
وَهْوَ ابْنُ أَرْوَعَ مُذْ رَأَيْنا وَجْهَهُ
لمْ نلقَ منْ صرفِ الزمانِ مروعا
قَدْ ظَلَّ قَصْرُكَ مُشْبِلاً مِنْهُ فَعِشْ
حتى تراهُ منْ بنيهِ مسبعا
فَهْوَ الَّذِي كَفَلَتْ لَهُ آلآؤُهُ
أَلاَّ يُصِيبَ الْحَمْدُ عَنْهُ مَدْفَعا
وَدعا القلوبَ إلى هواهُ فأصبحتْ
فأجابَ فيهِ اللهُ دعوة َ منْ دعا
عَمَّتْ فَوَاضِلُهُ فَأَنْجَحَ سَعْيُ مَنْ
يَبْغِي مَآرِبَهُ بِهِ مُسْتَشْفِعا
سَيَكُونُ فِي كَسْبِ الْمَعالِي شافِعاً
لكَ مثلما أضحى إليكَ مشفعا
ريعتْ لهُ الأملاكُ قبلَ رضاعهِ
وَ تزعزعتْ منْ قبلِ أنْ يترعرعا
سامٍ وَلما يسمَ نفاعٌ وَلمْ
يأمرْ وَساعٍ في العلاءِ وَما سعا
وَإخالهُ يأبى الثديَّ بعزة ٍ
حتى تدرَّ لهُ الثناءَ فيرضعا
فَتَمَلَّ دَاراً بَلَّغَتْكَ سُعُودُها
أَقْصى الْمُنى وَإِخالُها لَنْ تَقْنَعا
حَتّى تَرى هذَا الْهِلاَلَ وَقَدْ بَدَا
بَدْراً وَذَا الْغُصْنَ الأَنِيقَ مُفَرِّعا
متعتَ ما متعَ النهارُ بقربهِ
أبداً وَدامَ بكَ الزمانُ ممتعا
وَرَأَيْتَ مِنْهُ ما رَأَى مِنْكَ الْوَرى(35/288)
لِتَطِيبَ مَرْأَى ً فِي الْبِلاَدِ وَمَسْمَعا
وَليهنِ بيتاً نعمة ٌ وَهبتْ لهُ
شَرَفاً أَعَزَّ مِنَ السِّماكَ وَأَمْنَعا
أُزْرِي بِها إِنْ قُلْتُ خَصَّتْ عامِراً
فَأَقُولُ بَلْ عَمَّتْ نِزَاراً أَجْمَعا
خَضَعَتْ لِعِزَّتِكَ الْقَبَائِلُ رَهْبَة ً
وَمِنَ الصَّوَابِ لِمُرْهِبٍ أَنْ يُخْضَعا
ظلتْ تخرُّ ملوكها لكَ سجداً
وَيَعِزُّ أَنْ تُلْفى لِغَيْرِكَ رُكَّعا
عَرَفُوا مِصَالَكَ فِي الْحُرُوبِ فَأَذْعَنُوا
فرجعتَ بالفضلِ الذي لنْ يدفعا
وَكسوتهمْ في السلمِ غيرَ مدافعٍ
أَضْعافَ مَا سَلَبَتْ سُيُوفُكَ فِي الْوَعا
فأبدتهمْ عندَ التبازرِ قاطعاً
وَأَفَدْتَهُمْ عِنْدَ التَّجَاوُزِ مُقْطِعا
وَجعلتَ شقوتهمْ بعفوكَ نعمة ً
وَأَحَلْتَ مَشْتَاهُمْ بِفَضْلِكَ مَرْبَعا
تَرَكُوا انْتِجَاعَ الْمُعْصِراتِ وَيَمَّمُوا
ظِلاًّ إِذَا مَا الْعَامُ أَمْعَرَ أَمْرَعا
وَمتى ياطركَ العلاءَ مشاطرٌ
تَرَكَ الْبَطِيءَ وَرَاءَهُ مَنْ أَسْرَعا
تَرْقى إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ فَرْسَخَاً
وَسواكَ يرقى كلَّ يومٍ إصبعا
يا عدة َ الخلفاءِ كمْ منْ يدٍ
قامَ الزمانُ بها خطيباً مصقعا
خَوَّلْتَهُ النِّعَمَ الْجِسَامَ فَجَاهِلٌ
منْ ظنهُ يثني عليكَ تطوعا
بنداكَ واصلَ حمدهُ منْ ذمهُ
وَسُطَاكَ قَدْ حَفِظَتْ لَهُ مَا ضَيَّعا
تتقاصرُ الأمالُ عما نلتهُ
وَلَوَ أَنَّها أَمَّتْهُ عَادَتْ ظُلَّعا
لأَبَيْتَ أَنْ تَجْتَابَ ثَوْبَ مَنَاقِبٍ
حَتّى تَرَاهُ بِالثَّنَاءِ مُرَصَّعا
فأتاكَ أهلُ الأرضِ منْ آفاقها
رغباً لقدْ نادى نداكَ فأسمعا
يَکبْنَ الذَّينَ إِذَا تَقَاصَرَتِ الْخُطى
طالوا خطى ً وَظبى ً هناكَ وَأذرعا
أَحْلَلْتَ قَوْمَكَ رُتْبَة ً لاَ تُرْتَقى
إِنَّ المَجَرَّة َ رَوْضَة ٌ لَنْ تُرْتَعا
فَلْيَعْلُ قَدْرُ التُّرْكِ أَنَّكَ مِنْهُمُ
فَلَهُمْ بِكَ الشَّرَفُ الَّذي لاَ يُدَّعا
قدْ دانتِ الدنيا لحكمكَ هيبة ً(35/289)
فَحَكَمْتَ فِي أَقْطَارِها مُتَرَبِّعا
مذْ سارفي الآفاقِ ذكركَ موضعاً
لَمْ يُخْلِ مِنْ خَوْفِ انْتِقامِكَ مَوْضِعا
يَفْدِيكَ مُنْكَمِشٌ بَعِيدٌ شَأْوُهُ
وَمُضَجِّعٌ جَعَلَ الْهُوَيْنَا مَضْجَعا
ومُؤمِّلٌ أَلْفاكَ مُنْتَجَعاً لَهُ
وَمروعٌ لمْ يلقَ غيركَ مفزعا
غمرتْ ثنائي منْ لدنكَ مواهبٌ
ما غادرتْ فيهِ لغيركَ مطمعا
قَدْ كانَ أَشْكَلَ نَهْجُهُ فِيما مَضى
فَجَعَلْتَهُ بِنَدَاكَ نَهْجاً مَهْيَعا
وَالحمدُ عنكَ مقصرٌ معَ أنني
لمْ أبقِ في قوسِ المحامدِ منزعا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> هَلْ بَعْدَ فَتْحِكَ ذَا لِباغٍ مَطْمَعُ
هَلْ بَعْدَ فَتْحِكَ ذَا لِباغٍ مَطْمَعُ
رقم القصيدة : 27546
-----------------------------------
هَلْ بَعْدَ فَتْحِكَ ذَا لِباغٍ مَطْمَعُ
لِلّهِ هذَا الْعَزْمُ ماذَا يَصْنَعُ
ما زَالَ يَرْفَعُ لِلْخِلاَفَة ِ سَيْفَها
منذُ انتضتهُ راية ً لاَ توضعُ
بالجدَّ تثني الحادثاتِ فتثني
وَالْجِدُّ يَقْتادُ الْحَرُونَ فَيَتْبَعُ
لاَ يأمننَّ سطاكَ ذو جهلٍ بها
ما للقضاءِ وَلاَ لأمركَ مدفعُ
باغي النجومِ مبينٌ عنْ عجزهِ
وَمصارعُ الليثِ الغضنفرِ يصرعُ
فِي قَتْلِكَ الأَسَدَ الَّذِي رَاعَ الْوَرى
لَوْلاَ سَفاهَة ُ شِبْلِهِ ما يَرْدَعُ
وَأَرى ابْنَ صالِحٍ اسْتَغَرَّ بِجَهْلِهِ
إنَّ الجهالة َ في المكارهِ توقعُ
لمْ يلقَ عنها وازعاً منْ رأيهِ
حتى انبرتْ أعضاؤهُ تتوزعُ
فَلَئِنْ أَبى أَنْ يَسْتَجِيرَكَ نَخْوَة ً
فَلَقَدْ أَتى وَلَهُ قِيادٌ طَيِّعُ
رأسٌ تراعُ لهُ العيونُ وَلمْ تزلْ
قَبْلَ العُيُونِ بِهِ الْقُلُوبُ تُرَوَّعُ
وَرَأَى التَّخَلِّيَ عَنْ حَماة َ شَناعَة ً
وَمُقامُ جُثَّتِهِ عَلَيْها أَشْنَعُ
متخطفٌ لمْ يغنِ عنهُ قومهُ
شيئاً بلِ اندفعوا وقدْ قيلَ ادفعوا
وَثَنى شَبِيباً عَنْهُ صِهْرٌ خانَهُ
فإذا الصهارة ُ عندهُ لاَ تنفعُ
مَنْ رَامَ مُعْتَصَماً سِوَاكَ فَجَمْعُهُ(35/290)
مُتَصَعْصِعٌ وَبِناؤُهُ مُتَضَعْضِعُ
أذكيتها بالسمرِ تعسلُ شرعاً
وَالبيضِ تلمعُ وَالمذاكي تمزعُ
هَيْجاءَ لَمْ تُثْكِلْ عَجائِزَ عامِرٍ
إِلاَّ وَأُمُّ الْمَوْتِ فِيها مُتْبِعُ
ما إِنْ تَخاذَلَتِ الْجَماجِمُ وَالطُّلى
حتى تناصرتِ الظبى وَالأردعُ
كانَتْ صَلاَة ً وَالشِّعارُ إِقامَة ً
وَالهامُ تسجدُ وَالصوارمُ تركعُ
إذْ هامهمْ كالطيرِ لاقتْ مشرعاً
بعضٌ محلقة ٌ وَبعضٌ وقعُ
ظَنُّوا وَمِيضَ الْبَرْقِ بارِقَ نُجْعَة ٍ
ما تَحْتَ كُلِّ وَمِيضِ بَرْقٍ مَرْتَعُ
وَلَقَدْ أَبانَتْ طَيِّئٌ عَنْ رُشْدِها
آثارها وَأرينَ منْ لاَ يسمعُ
لولاَ تقادمها لقلنا إنها
لاَ شَكَّ مِنْ عَزْمِ الْمُظَفَّرِ تُطْبَعُ
لَمَّا جَعَلْتَ صَلِيلَها عَذْلاً لَهُمْ
إنَّ الملامَ بغيرها لاَ ينجعُ
وَلوأ وَأكثرُ قولِ منْ فاتَ الوغى
ما فِي الْحَياة ِ لِعامِرِيٍّ مَطْمَعُ
منْ كلَّ مسلوبِ البصيرة ِ خانهُ
حُسْنُ الْعَزَاءِ وَلَمْ تَخُنْهُ الأَدْمُعُ
نعمٌ تقسمها الفيافي وَ الردى
نَفْياً وَعَقْراً وَالْعَوَالِي شُرَّعُ
فَلِمَنْ مَضى زَجْرٌ بِأَلْسِنَة ِ الْقَنا
منهمْ وَللثاوي مناخٌ جعجعُ
وَفَشَتْ جِرَاحٌ كانَ أَخْطَرَ مَوْقِعاً
مِنْها وَأَنْكى ما تُجِنُّ الأَضْلُعُ
كفلتْ لكلَّ تنوفة ٍ مروا بها
أَلاَّ تَجُوعَ ذِئابُها وَالأَضْبُعُ
سُلِبُوا بِهَبَّاتِ الْجَهالَة ِ مُلْكَهُمْ
إنَّ الهباتِ بكفرها تسترجعُ
فليذهبوا في الأرضِ أوْ فليرجعوا
فَالأَرْضُ وَاسِعَة ٌ وَعفْوُكَ أَوْسَعُ
ما أزمعوا هرباً وَلاَ فلوا شباً
إِلاَّ وَأَنْتَ عَلَى التَّرَجُّلِ مُزْمِعُ
وَالعزمُ إلاَّ ما عزمتَ مفللٌ
وَالملكُ إلاَّ ما حفظتَ مضيعُ
أَبَنِي كِلاَبٍ إِنَّ عِزَّكُمُ وَهى
فخذوا بأحكامِ المذلة ِ أوَ دعوا
أعنِ الرشادِ تلومٌ وَتأخرٌ
وَإلى الفسادِ تقدمٌ وَتسرعُ
طالَ العرامُ بكمْ ألما تعلموا
أَنَّ الْعَرَامَة َ بِالصَّرَامَة ِ تُقْدَعُ(35/291)
وَنحتْ نميرُكمُ فألاَّ دافعتْ
وَالموتُ فيكمْ طاعمٌ لاَ يشبعُ
منعتهمُ منْ وصلهمْ أرحامكمْ
رؤياهمُ أوصالكمْ تتقطعُ
حَتّى إِذَا أَسَرَ الْخَمِيسُ رِجالَكُمْ
وَمضى نعامٌ في الهزائمِ مسرعُ
أَخَذَ الوَثاقُ وَهُمْ بِهِ مِيثاقَهُمْ
أَلاَّ يُجِيبُوا الْمُسْتَغِيثَ إِذَا دُعُوا
يَتَخَيَّلُ الْبَطَلُ الْكَمِيُّ إِذَا رَأَى
إقدامَ جيشكَ أنه ما يشجعُ
عودتهمْ فرسَ الكماة ِ لدى الوغى
فَأَقَلُّ مَنْ فِيهِمْ هُمامٌ أَرْوَعُ
وَبَنُو عَدِيٍّ حِينَ خالَطَتِ الظُّبى
وَاليومُ منْ نقعِ الحوافرِ أسفعُ
ضاقتْ مسالكها فأشرعتِ القنا
إِنَّ الْوَشِيجَ لِمُشْرِعِيهِ مُوَسِّعُ
منعَ ابنُ جوشنٍ الذمارَ بحيثُ لاَ
يحوي عنانَ العزَّ منْ لا يمنعُ
وَحَماهُ مِنْ كَلَبِ الْعَدُوِّ وَقَدْ عَلاَ
رَجُلٌ تَكادُ لَهُ الْجِبالُ تَصَدَّعُ
وَثَباتُهُ وَالْخَوْفُ قَدْ قَصَرَ الْخُطى
جردتهُ عضباً سواءٌ عندهُ
يومَ الكريهة ِ حاسرٌ وَمدرعُ
فَإِذَا رَمَيْتَ بِهِ عِدى ً فِي مَأْزِقٍ
فبغيرِ رأسِ عظيمهمْ لاَ يرجعُ
أَوَ كَيْفَ لاَيَمْضِي الْحُسامُ بِكَفِّ مَنِ
ما زَالَ يَضْرِبُ بِالْكَهامِ فَيَقْطَعُ
نالَتْ جَنابٌ فِي جَنابِكَ سُؤْلَها
فلها مصيفٌ في ذراكَ وَمربعُ
لاَ تشتكي جدباً وَ روضكَ ممرعٌ
كلاَّ وَلاَ ظمأً وَ حوضكَ مترعُ
وضلقدْ أبانتْ طيءٌ عنْ رشدها
وَاليومَ تخفضُ بالفعالِ وَترفعُ
ما ضَرَّهُمْ لُقْيا الْقَنا بِجُلُودِهِمْ
وَعَلَيِهِمُ مِنْ حُسْنِ رَأْيِكَ أَدْرُعُ
إذْ ظلَّ غلابٌ يذودُ حماتهمْ
إِنَّ التَّقَرُّبَ مِنْ رِضاكَ يُشَجِّعُ
وَغَداً تَرى حَسَّانَ يَفْعَلُ فِعْلَهُ
إنْ كانَ فيهمْ للأسنة ِ مشرعُ
فأبٌ بعفوكَ يقتفي أثرَ ابنهِ
وَابنٌ لوالدهِ بسيفكَ يتبعُ
هذَا هُوَ الشَّرِفُ الَّذي لاَ يُرْتُقى
أبداً وذا المجدُ الذي لاَ يفرعُ
ظللْ بسحبكَ طيئاً لتجودها
منْ جودِ كفكَ ديمة ٌ لاَ تقلعُ
عربٌ مضتْ أحكامْ عزكَ فيهمُ(35/292)
طوراً تفرقهمْ وَأخرى تجمعُ
مَرَنَتْ عَلَى خَطْمِ الْمَوارِنِ عِنْدمَا
رأتِ الخناجرَ في خلافكَ تجدعُ
لَمْ يَخْلُ مِنْ فَرَحٍ بِنَصْرِكَ فَلْيَدُمْ
قَلْبٌ وَلاَ مِنْ ذِكْرِ فَتْحِكَ مَوْضِعُ
فتحٌ جليلٌ في النفوسِ وَإنهُ
سَيَقِلُّ عِنْدَ وُقُوعِ مَا يُتَوَقَّعُ
في بعضِ ما بلغَ اعتزامكَ مقنعٌ
لَوْ أَنَّ هِمَّتَكَ الْعَلِيَّة َ تَقْنَعُ
لَكَ عَزْمَة ٌ كَالسَّيْفِ بَلْ أَمْضى شَباً
منْ رتبة ٍ كالشمسِ بلْ هيَ أرفعُ
حاولْ بها أيَّ الممالكِ شئتهُ
إنَّ الطريقَ إلى ابتغائكَ مهيعُ
وَانظرْ إلى حلبٍ بناظر رحمة ٍ
فشفيعها عندَ الملوكِ مشفعُ
أَرْضٌ يُطِلُّ عَلَى الْمَمَالِكِ رَبُّهَا
فَيَضُرُّ مِنْهَا مَا يَشَاءُ وَيَنْفَعُ
فانهضْ إليها نهضة ً عضدية ً
مَا مِثْلُ رَأْيِكَ بِالزَّخَارِفِ يُخْدَعُ
لاَ تتخذْ رسلاً سوى بيضِ الظبى
فشفارها أبداً بامركَ تصدعُ
فَهُنَاكَ أَبْصارٌ تَظَلُّ شَوَاخِصاً
شَوْقاً إِلَيْكَ وَأَنْفُسٌ تَتَطَلَّعُ
تَفْدِيكَ لاَ مُمْتَنَّة ً بِنُفُوسِها
منْ كلَّ حادثة ٍ تجلُّ وَ تفظعُ
أممٌ إذا رغبوا فأنتَ المجتدى
فِيهِمْ وَإِنْ رَهِبُوا فِأَنْتَ المَفْزَعُ
أمنتهمْ وَقتلتَ منْ ريعوا بهِ
فلذاكَ مالهمُ الغداة َ مروعُ
ملكَ الملوكِ وَمنْ أحقُّ بدعوتي
مِمَّنْ تَذِلُّ لَهُ الْمُلُوكُ وَتَخْضَعُ
قَدْ ظَلَّ فِي الآفَاقِ ذِكْرُكَ نَافِذاً
فَمَوَاقِعُ الأَقْدَارِ حِينَ تُوَقِّعُ
لوْ كنتَ في الزمنِ القديمِ وَإنْ شأى
بِالْمُعْجِزَاتِ السَّابِقُ الْمُسْتَتْبَعُ
لأَقْمتَ مِنْ حُجَّابِ قَصْرِكَ قَيْصَراً
وَلَكَانَ مِنْ أَتْبَاعِ مُلْكِكَ تُبَّعُ
تَزْدادُ مَجْداً كُلَّما قالَ الْوَرى
لَمْ يَبْقَ فِي قَوْسِ السِّيَادَة ِ مَنْزِعُ
وَعلى َ الخخلافة ِ منْ مآثرِ سيفها
تاجٌ بدرَّ المكرماتِ مرصعُ
مَنْ ذَا يُطَمِّعُ نَفْسَهُ بِفَضِيلَة ٍ
وَإِلَيْكَ تَنْتَسِبُ الْفَضَائِلُ أَجْمَعُ(35/293)
وَالهمة ُ البكرُ التي لمْ تفترعْ
خَصَّتْكَ بِالشَّرَفِ الَّذِي لاَيُفْرَعُ
يا منْ تفردَ بالعلى فصفاتهُ
لاَ تدعى وَصفاتهُ لاَ تقرعُ
إنْ كانَ في الدنيا ثناءٌ خالدٌ
يَبْقى عَلَيْكَ فَمَا أَقُولُ وَتَسْمَعُ
فبقيتَ تبدعُ في الفعالِ فإنني
فِي الْقَوْلِ يَا شَرَفَ الْمَعَالِي أُبْدِعُ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> كذا في طلاب المجدِ فليسعَ منْ سسعى
كذا في طلاب المجدِ فليسعَ منْ سسعى
رقم القصيدة : 27547
-----------------------------------
كذا في طلاب المجدِ فليسعَ منْ سسعى
بَلَغْتَ الْمَدى فَلْيُعْطَ فَخْرُكَ مَا ادَّعى
مدى ً لوْ تجاريكَ الرياحُ تؤمهُ
لخلفها التقصيرُ حسرى وَظلعا
فَلَسْتَ تَرى طَرْفَا إِلى الْمَجْدِ طَامِحاً
سَلاَ النَّاسُ عمَّا لَمْ تَدَعْ فِيهِ مَطْمَعا
إذا ما ملوكُ الأرضِ تيهاً ترفعوا
كَفَاكَ عُلُوُّ الْقَدْرِ أَنْ تَتَرَفَّعا
وَإِنَّكَ إِنْ عَنَّتْ غِمَارٌ مِنَ الرَّدى
لأَوْرَدُهُمْ مَا لَمْ تَرَ العَارَ مَشْرَعا
وَأمنعهمْ حزباً إذا اشتجرَ القنا
وَأنداهمُ ترباً إذا الغيثُ أقلعا
وَحاشاكَ أنْ يغشاكَ عجزٌ أباتهمْ
مدى الليلِ عنْ ساري همومكَ هجعا
تَبِيتُ الْعِتَاقُ الْقُبُّ تَحْتَ سُرُوجِها
عَلَى کلْهامِ وَکلأَتجْسامِ بيْضاً وَأَدْرُعا
وَتمنعُ ما تحوي لتعطيهُ ندى ً
وَغَيْرُكَ لاَ يَنْفَكُّ يُعْطى لِيَمْنَعا
وَلَمَّا تَعَدى کلدَّهْرُ بکلأَمْسِ طَوْرَهُ
فأحدثَ خطباً ما أجلَّ وَأفظعا
وَقدْ أصبحتْ أمُّ العزاءَ لما عرا
سلوباً وَأمُّ الهمَّ وَ الرعبِ متبعا
أَحَلْتَ شَديدَ کلْخَوْفِ أَمْناً لِوَقِتِه
فأضحكَ منْ بكى وَبشرَ منْ نعا
تَدَارَكْتَ يَا سَيْفَ کلإِمَامَيْنِ دِينَنا
وَقَدْ كَرَبَتْ أَرْكَانُهُ أَنْ تَضَعْضَعا
برأيٍ متى أعلمتهُ في ملمة ٍ
فكمْ يرجعُ العاتي بهِ متضرعا
إذا خدعتْ آراءُ قومٍ أبى لهُ
مهذبهُ أنْ يستزلَّ فيخدعا
أخذتَ على منْ ضمَّ ششامكَ بيعة ً(35/294)
بِها أَمِنُوا کلأَمْرَ کلَّذِي كان أَجْزَعا
جَمَعْتَ بِها کلأَهْوَاءَ لَمَّا تَفَرَّقَتْ
وَفرقتَ شملَ الغيَّ لما تجمعا
فللتَ ظبى الأيام لما جعلتها
دَعاكَ لَها مُسْتَنْصِرُ کلله دَعْوَة ً
فلبيتهُ قبلَ الخلائقِ مسرعا
فلمْ تألُ أنْ أوقعتَ بالإفكِ كلَّ ما
يخافُ وَأمنتَ الهدى ما توقعا
وَلوْ أمهلتْ تلكَ الأباطيلُ ساعة ً
لأبقى شباها مازنَ الحقَّ أجدعا
وَقَدْ عَلَتِ الأَصْوَاتُ حَتّى رَدَدْتَها
بحزمكَ منْ تحتِ الحيازيمِ خشعا
فمدتْ لكَ الأيدي وَلوْ أنها أبتْ
لَمُدَّتْ رِقابٌ لِلصَّوَارِمِ خُضَّعا
وَلَوْ عَمِيَتْ عَمَّا أرَيْتَ بَصائِرٌ
لَبَصَّرتَها بِالْقَعْضَبِيَّة ِ لُمَّعا
مساعٍ حلبتَ الدهرَ فيها شطورهُ
وَلمْ تبقِ في قوسِ السيادة ِ منزعا
وَما زِلْتَ عَنْ حَقِّ الأَئِمَّة ِ دَافِعاً
حوادثَ لمْ يعرفْ لها الناسُ مدفعا
فإنْ أضربوا عنْ ذي الفقارِ فبعدما
أَصابُوكَ أَجْرى مِنْهُ حَدّاً وَأَقَطَعا
وإِنْ نِلْتَ هذَا الْمُرْتَقى وَهْوَ لَمْ يُنَلْ
فَلَمْ تَرْقَ حَتّى رُقْتَ مَرْأَى ً وَمَسْمَعا
وَمنذُ اصطفاكَ الملكُ ألفاكَ موئلاً
لَهُ وَلَنا فِيما أَلَمَّ وَمَفْزَعا
وَمُذْ ذُدْتَ عَنْ إِرْثِ الإِمامَة ِ مَنْ طَغى
بسيفكَ أضحى روضة ً ليسَ ترتعا
تَحَدَّيْتَ أَهْلَ الْبَغْيِ حَتّى أَصَرْتَهُمْ
لأمركَ ممنْ ما بغى قطُّ أطوعا
وَأدنيتَ بالجدوى أمانيَّ لمْ تزلْ
إِلَيْكَ عَلَى بُعْدِ کلمسافَة ِ نُزَّعا
فَدَانَتْ لَكَ کلدُّنْيا وَأَعْطاكَ أَهْلُها
قياداً على رغمِ المعاطسِ طيعا
وَكَمْ مازِقٍ رَدَّ کلنَّدى لَكَ وَجْهَهُ
وَقدْ طالما وَلاكَ للخوفِ أخدعا
وَلَوْ لَمْ تُمَيِّلْهُ إِلى کلْبِرِّ عَنْوَة ً
لأَوْجَفَ فِي نَهْجِ کلْعُقُوقِ وَأَوْضَعا
لقدْ فازَ منْ ألقى إليكَ عصيهُ
كَمَاخابَ مَنْ لَمْ يُبْقِ للْعَفْوِ مَوْضِعا
وَمَا زِلْتَ دُونَ کلدِّيِن قِدْماً مُقَارِعاً
نوائبَ لوْ قارعنَ رضوى تصدعا(35/295)
أقمتَ لها سوقَ الطعانِ وَلمْ تقمْ
دعائمَ هذا الدينِ كالمسرِ شرعا
وَلَوْ لَمْ تَذُدْ عَنْهُ کلخُطُوبَ بِقُوَّة ٍ
لما أمنتِ تلكَ القوى أنْ تقطعا
فتحتَ ملوكِ الخافقينِ أسرة ٌ
تَزَعْزَعُ خَوْفاً إِنْ قَنَاكَ تَزَعْزعا
عَزَائِمُ لَمْ تُؤمِنْ عَوَاديِها کلعِدى
وَتؤمنُ ما أمضيتَ أنْ يتتبعا
لئنْ قبحتْ في عينِ شانيكَ منظراً
لقدْ حسنتْ عندَ الخلافة ِ موقعا
وَإنْ أسدتْ ذؤبانُ ذبيانَ فاحتمتْ
فكمْ روعتْ منْ طيءٍ روعَ أروعا
سَلَبْتُهمُ فَخْراً تَلِيداً وَنَخْوة ً
حَصَاناً مِنَ کلعَدْوى وَعِزّاً مُمَنَّعا
وَمَا مَلَكُوا مِنْ عَهْدِ عَادٍ وَتُبَّعٍ
بحدَّ ظبيً يذكرنَ عاداً وَتبعاً
قواطعُ ما تنفكُّ في كلَّ مشهدٍ
تميتُ لتحي أوْ تضرُّ لتنفعا
وَكانُوا هُمُ کلْحيُّ کللَّقَاحُ فَغُودِرُوا
بها للقاحِ الذلَّ وَالضيمِ مرتعا
وَلاَ راحة ٌ للقومِ منْ فتكِ راحة ٍ
يَطُلُ القَنَا فِيها وَإِنْ كَان إَذْرُعا
إِذَا العَزْمُ كَفَّ کلدهرَ عَنْ غُلَوَائِهِ
فَلَمْ يُدْنِ مَنْ أَقْصى وَلاَ رَاعَ مَنْ رَعا
أَقَلْتَ عِثَارِي لاَ عَرَتْكَ مُلِمَّة ٌ
فَقَالَ لَعاً مَنْ قَالَ مِنْ قَبْلُ لاَما
وجُدْتَ بِإدْنَائي ابْتِدَاءً وَلَمْ تَزَلْ
تَجُودُ إِذا المَسؤُولُ ضَنَّ تَبَرُّعا
وَلَمَّا أَبَيْتُ الشافِعِينَ لِمَنَّهمْ
وجدتُ شفيعاً منْ علاكَ مشفعا
فعاودَ إعدامي بظلكِ لاَ انطوى
ثَراءً وَمُصطَافِي بِرَبْعِكَ مَرْبَعا
وَأَصْبَحَ حَوْضِي في جنَابِكَ مُتْرَعَا
علاءً وَ روضي منْ سحابكَ ممرعا
فجدْ بالعطايا عنْ حياضٍ ملأتها
كفاني نوالاً أنْ أقولَ وَتسمعا
فَما طَلَبِي المَعْرُوفَ إِلاَّ غَنِيمة ٌ
لَدَيْكَ وَقَدْحُزْتُ العُلى والْغِنى مَعا
أيادٍ تباري الغيثَ إبانَ هطلهِ
وَتخلفهُ فينا إذا هوَ أقلعا
وزعتُ رجائي عنْ سواكَ ببعضها
وَلَوْلاَكَ أَضْحى فِي الْوَرى مُتَوَزِّعا
وَ كيفَ يؤدي الحمدُ فرضَ جميعها(35/296)
وَأَيْسَرُها يَسْتَغْرِقُ الْحَمْدَ أَجْمَعا
وَمالِيَ لاَ أُثْنِي عَلَيْكَ بِبَعْضِ ما
أنلتَ وَقدْ أثنى الجمادُ تطوعا
فَدُمْتَ لِهذَا الْعِيدِ ما دَامَ وَأنْكَفى
برغمِ العدى مستقبلاً وَمشيعا
وَلاَ زالَ فيهِ مستجاباً دعاءُ منْ
دَعا لَكَ ما لَبّى الْحَجِيجُ وَما دَعا
فكمْ مستقلٍ عنكَ ما تركتْ لهُ
إِلَيْكَ عَطاياكَ الْجَسِيمَة ُ مَرْجِعا
وَما أَحْسَنَ الْعافِي بِعَيْنِكَ قادِماً
وَأَقْبَحَهُ فِيها إِذَا هُوَ وَدَّعا
فَدُونَكَها ما أَطْلَعَتْها صَحِيفَة ٌ
كَما ظَنَّها ذُو الفَضْلِ للفَضْلِ مَطْلَعا
إذا قلَّ عرفُ المسكِ منْ طولِ لبثهِ
أَجَدَّ لَها مَرُّ اللَّيالِي تَضَوُّعا
سقى روضها غيثُ المعالي وَضمنتْ
حديثاً إذا ما سارَ في الأرضِ أسرعا
وصيرها تبرُ الكلامِ وَدرهُ
عَلَى هامَة ِ العَلْياءِ تاجَاً مُرَصَّعاً
لعاشَ مذْ ظلتَ فينا فلاَ رأتْ
لجنبِ الندى عينٌ مدى الدهرِ مصوعا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> قَسَماً بِسُؤْدُدِكَ الَّذِي لاَ يُدَّعا
قَسَماً بِسُؤْدُدِكَ الَّذِي لاَ يُدَّعا
رقم القصيدة : 27548
-----------------------------------
قَسَماً بِسُؤْدُدِكَ الَّذِي لاَ يُدَّعا
وَحلولكَ الشرفَ الذي لنْ يفرعا
لَقَدْ أكتَسَتْ أَيَّامُنا بِكَ رَوْنَقاً
حَسُنَتْ بِهِ مَرْأَى وَطَابَتْ مَسْمَعا
طالَ الأُلى طالُوا الأَنَامَ بِباطِلٍ
وَعَلَوْتَ بِالحَقِّ الَّذِي لَنْ يُدْفَعا
وَسَلَكْتَ فِي حَوْزِ الثَّنَاءِ مَسالِكاً
ظَلَّ الأَنَامُ بِها وَرَاءَكَ ظُلَّعا
بمكارمٍ أوليتها متبرعا
وَجرائمٍ ألغيتها متورعا
مجدٌ تضوعتِ البلادُ بنشرهِ
طِيباً فَأَغْنى سائِفاً أَنْ يَسْمَعا
مَا إِنْ أَتى فَهْمَ القَرِيبِ عِبَارَة ً
حتى أتى أنفَ البعيدِ تضوعا
للهِ تاجُ الأصفياءِ فإنهُ
أَضْحَى بِدُرِّ المَأَثُراتِ مُرَصَّعاً
ملكٌ رياضُ ثرائهِ مرعية ٌ
كَرَماً وَرَوْضُ عَلاَئِهِ لاَ يُرْتَعا(35/297)
ما زالَ يكلؤهُ بعينٍ لمْ تذقْ
سِنَة ً وَيَمْنَعُهُ بِقَلْبٍ أَصْمَعا
حتى استبدَّ بألفِ جزءٍ منْ على ً
وَأصارَ جزءاً في الأنامِ موزعا
يَا سَيِّدَ الوُزَرَاءِ فُقْتَ بِهِمَّة ٍ
عَزَّتْ عَلَى كِسْرى وَأَعْيَتْ تُبَّعا
وَلُهى ً تَظَلُّ قَرِيبَة ً مِمَّنْ نَأَى
عَنْ سَيْبِهَا وَمُجِيبَة ً مِمَّنْ دَعا
أَدْنَى الرَّجَاءُ إِلَيْكَ مَنْ لَمْ يُدْنِهِ
وطنٌ لقدْ نادى نداكَ فأسمعا
وَأَرى ارْتِيَاحَكَ ضَامِناً إِيْمَانَ مَنْ
دَهَتِ الخُطُوبُ فَأَمَّ دَارَكَ مُهْطِعاً
دارٌ بكَ استعلتْ وَطالَ بناؤها
شرفاً فلاَ زالتْ لوجهكَ مطلعا
وَلَقَدْ أَضَفْتَ إِلى التَقِيَّة ِ هَيْبَة ً
جَبَرَتْ عَدُوَّكَ أَنْ يَذِلَّ وَيَخْضَعا
وَتَكَفَّلَتْ لَكَ بِالمُرَادِ عَزَائِمٌ
لَوْ لاَمَسَتْ جَبَلاً أَشَمَّ تَصَدَّعا
فالإفكُ منذُ حضرتهُ لمْ ينفسحْ
وَالدينُ منذُ نصرتهُ ما روعا
أَمَّا الزَمَانُ فَقَدْ غَدَا بِكَ مُصْلِحاً
ما كانَ أفسدَ ، حافظاً ما ضيعا
روعتَ عاصيهُ فأصبحَ طائعاً
وَقَدَعْتَ جَامِحَهُ فَأَصْحَبَ طَيِّعا
فَإِذَا أَشَرْتَ عَلَيْهِ بِالقَصْدِ أرْعَوى
وَإذا أشرتَ إليهِ إيماءٌ وَعا
قلدتهُ المننُ الجسامَ فجاهلٌ
منْ ظنهُ يثني عليكَ تطوعا
لما هجرتُ إلى جنابكَ مضجعي
مَا كُنْتَ فِي فِعْلِ الجَمِيلِ مُضَجِّعا
بَلْ كانَ جُودُكَ مِنْ سَحابٍ هاطِلٍ
أندى وَمنْ إيماضِ برقٍ أسرعا
ما إِنْ لَقَيْتَكَ مادِحاً وَمُسْلِّماً
حَتَّى لَقِيتُكَ حامِداً وَمُوَدِّعا
لاَ نالتِ الآمالُ أيسرَ سؤلها
إنْ نكبتْ ما عشتُ هذا المشرعا
فلقدْ كفاني غيثُ كفكَ أنْ أرى
طولَ الحياة ِ لديمة ٍ متوقعا
أَيَجُوزُ ذَاكَ وَقَدْ أَضَاقَ مَذَاهِبِي
عَنْ مُلْكِهِ مَلِكٌ أَنَالَ فَأَوْسَعا
مِنَنٌ تَوَالَتْ بِالمَوَاهِبِ فَکنْبَرى
رَوْضِي بِها أَحْوى وَحَوْضِي مُتْرَعا
وَسَرَرْتُ مِنْ قَبْلِ اللِّقَاءِ بِذِكْرِها
منْ كانَ إذْ حمَّ الفراقُ مروعا(35/298)
إنْ ضرهمْ بعدي بظاهرِ أمرهِ
فَلَرُبَّما ضَرَّ الزَّمَانُ لِيَنْفَعا
لَرَدَدْتَنِي بِغَرَائِبِ الجَدْوى إِلى
منْ كانَ أقصى سؤلهِ أنْ أرجعا
إني أتيتكَ للغنى قبلَ العلى
فَنَحَوْتَ لِي حَتّى أَنَلْتَهُما مَعا
لَمْ تَرْضَ لِي حُلَلاً سَأَنْزِعُها غَداً
فَشَفَعْتَها بمَلاَبِسٍ لَنْ تُنْزَعا
أمطيتني ظهرَ السماكِ برتبة ٍ
سقيتْ عدايَ بها سماماً منقعا
فَلْيَعْلَمُوا أَنِّي ثَبَتُّ بِمَوْقِفٍ
لوْ قامَ سحبانٌ بهِ لتتعتا
قَدْ كُنْتُ مَغْلُولَ اليَدَيْنِ عَنْ الغِنى
فَجَعَلْتَ لِي بِنَدَاكَ أَنْ أَتَبَوَّعا
أَمَّ الرَّجَاءُ ذَرَاكَ غَيْرَ مُفَرِّعٍ
فسقيتهُ ماءَ الندى فتفرعا
لمْ تنفتقْ عنهُ كمائمُ نورهِ
فِي ظِلِّكَ المَمْدُودِ حَتّى أَيْنَعا
جاوزتَ ما فعلَ ابنُ جفنتكمْ بحـ
ـسَّانٍ وَما فَعَلَ الرَّشِيدُ بِأَشْجَعا
فَفَدَتْكَ مِنْ صَرْفِ النَّوَائِبِ أُمَّة ٌ
لولاكَ كانتْ للنوائبِ مرتعا
إنْ خافتِ الأزماتِ كنتَ غياثها
أوْ خافتِ النكباتِ كنتَ المفزعا
وَهَنَتْكَ عافِية ُ الخَطِيرِ فَإِنَّهَا
منْ أحسنِ الآلاءِ عندكَ موقعا
إنْ راعَ إذْ ألمَ القلوبَ جميعها
فهوَ ابنُ منْ أمنتْ بهِ أنْ تهلعا
أوْ جانبَ النومُ العيونَ إذِ اشتكى
فسطى أبيهِ قضتْ لها أنْ تهجعا
بَهَرَ الوَرى بِالحُكْمِ فِيهِمْ حَاكِماً
عدلاً وَراعهمُ خطيباً مصقعا
فَلَقَدْ أَبَانَ عَنِ الفَصَاحَة ِ وَالحِجى
وَالحُكْمِ يَوْمَ تَلاَ البَيانَ فَأَبْدَعا
فأمنتَ فيهِ وَفي أخيهِ حوادثاً
ما كُنَّ فِي أَيَّامِ غَيْرِكَ خُشَّعا
فكلاهما خطبَ الثناءَ بمهدهِ
وَسعى لحوزِ الحمدِ أولَ ما سعى
وَبَقِيتَ ما مَتَعَ النَّهارُ مُمَتَّعاً
بِهِما وَدَامَ بِكَ الزَّمانُ مُمَتَّعا
ضلتْ عوارفُ لمْ تجدْ بي مثلها
إنْ لمْ تجدني للضيعة ِ موضعا
لاَ تحكمنَّ لصارمٍ بفرندهِ
فأجلُّ جوهرِ صارمٍ أنْ يقطعا
وَاحبسْ عطاياكَ التي قدْ أذهلتْ
حسبي نوالاً أنْ أقولَ وَتسمعا(35/299)
سَأَعُودُ عَنْ كَثَبٍ وَإِنْ لَمْ تُبْقِ لِي
فَعَلاَتُكَ الحُسْنى إِلَيها مَرْجِعا
أَسْتَوْدِعُ المَجْدَ المُؤَثَّلَ وَالتُّقى
وَالعَدْلَ رَبَّاً حَافِظَاً ما أسْتُوْدِعا
وَأجلُّ ما أرجوهُ بعدَ لقائكَ الـ
ـمَحْبُوبِ أَنْ أُلْفى لِشُكْرِكَ مُوَزَعا
العصر العباسي >> ابن حيوس >> لصرفِ الليالي أنْ يصولَ وَنخضعا
لصرفِ الليالي أنْ يصولَ وَنخضعا
رقم القصيدة : 27549
-----------------------------------
لصرفِ الليالي أنْ يصولَ وَنخضعا
وَحَتْمٌ عَلَيْنَا أَنْ يَقُولَ وَنَسْمَعَا
أَطَعْنَاهُ كَرْهَاً حِينَ لَمْ نَلْقَ ناصِراً
عليهِ وَلاَ في كفَّ عدواهُ مطمعا
فَكَمْ فَلَّ ذَا حَدٍّ وَذَلَّقَ نابِياً
وَآمَنَ مُرْتَاعاً وَرَوَّعَ أَرْوَعا
وَأَبْطَلَ أَمْراً كانَ يُرْجى وُقُوعُهُ
وَجاءَ بِأَمْرٍ لَمْ يَكُنْ مُتَوَقَّعا
وَبَلَّغَ غايَاتِ الأَمَانِّي عَاجِزاً
وَخابَ مشيحٌ خبَّ فيها وَأوضعا
سَوَاءٌ عَلَيْهِ مَنْ أَقامَ بِبَيْتِهِ
عَلَى الذُّلِّ صَبَّاراً وَمَنْ باشَرَ الوَعا
وَهَلْ هُوَ إِلاَّ الرِّيحُ عِنْدَ هُبُوبِهَا
تَبِيتُ رُخاءً ثُمَّ تُصْبِحُ زَعْزَعا
وَمِنْ جَوْرِهِ أَنْ غَادَرَ الذُّلَّ قاهِراً
عزيزاً وَأبقى مارنَ العزَّ أجدعا
أَضَاعَ العُفاة َ فَقَدُ نَصْرِ بْنِ صالِحٍ
على أنَّ دهراً غالهُ كانَ أضيعا
غداة َ دعا أنصارهُ فتصامموا
وَقدْ طالما نادى نداهُ فأسمعا
وَلَوْ دَافَعُوا عَنْ رَبِّهِمْ بَعْدَ رَبِّهِمْ
بِأَنْفَسِهِمْ ما أَبْطَأُوا إِذْ تَسَرَّعا
وَلاَقَى الأُلُوفَ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ بِها
همامٌ أجابَ الموتَ أولَ ما دعا
فَهَلْ ظَنَّهُ بَعْضَ العُفاة ِ فَلَمْ يَجِدْ
إلى ردهِ نهجاً وَلاَ عنهُ مدفعا
وَجَادَ بِنَفْسٍ لاَ يُجَادُ بِمِثْلِها
وَأعطى قياداً لمْ يكنْ قبلُ طيعا
وَما خلتُ أنَّ الشمسَ قبلَ مصابهِ
تُضَامُ وَلاَ زُهْرَ المَجَرَّة ِ تُرْتَعا
ليَبْكِ طَويلاً كُلُّ مُكْدٍ وَعَائِلٍ(35/300)
على ملكٍ أغنى وَأروى وَأسبعا
وَبَحْرِ نَوَالٍ يَنْزَحُ النَّاسُ ماءَهُ
إِذَا ظُنَّ أَنْ قَدْ غِيضَ عاوَدَ مُتْرَعا
أَضَاقَ سَبِيلَ المَأَثُرَاتِ عَلَى الوَرى
وَعمهمُ بالمنفساتِ وَأوسعا
فَقُلْنَا غَمامٌ طَبَّقَ الأَرْضَ سَيْلُهُ
وَقالَ العِدى لَوْ كَانَ غَيْماً تَقَشَّعا
وَما زَالَ رَبَّ الجُودِ طِفْلاً وَيافِعاً
إِلى أَنْ ثَوى وَالجُودَ فِي حُفْرة ٍ مَعا
وَأَعْجَزَ رَيْبَ الدَّهْرِ أَنْ يَتَفَرَّقا
وَكانَ بتفريقِ الأحبة ِ مولعا
لَقَدْ رَاضَهُ حَتَّى لأَنْفَذَ حُكْمَهُ
وَلَوْ لَمْ يُرَضْ لَمْ يَرْضَ بِالتُّرْبِ مَضْجَعا
وَلاَ أتَّخَذَ الغَبْرَاءَ دَارَ إِقَامَة ٍ
وَقدْ كانَ مثواهُ منَ النجمِ أرفعا
وَلمْ يدرِ منْ هالَ الترابَ عليهِ منْ
يُوَارِي وَلاَ ناعِيهِ أُخْرِسَ مَنْ نَعا
أرى ضحوة َ الإثنينِ يومَ تقطعتْ
قوى عزة ٍ ما خلتها أنْ تقطعا
ففاضتْ دموعٌ لاَ تقومُ بحقهِ
وَلَوْ نَزَحَتْ أَمْوَاهَ دِجْلَة َ أَجْمَعا
وَريعتْ قلوبٌ عمها الخوفُ بعدهُ
وَعَهْدِي بِها فِي ظِلِّهِ لَنْ تُرَوَّعا
وَتَحْتَ مُلُوكِ الخَافِقِينَ أَسِرَّة ٌ
تُزَعْزَعُ يَوْماً إِنْ قَنَاهُ تَزَعْزَعا
كَيَوْمِ عَزَازٍ إِذْ حَمى الدِّينَ سَيْفُهُ
وَقدْ قاربتْ أركانهُ أنْ تضعضعا
أَقَامَ بِهِ سُوقَ الطِّعَانِ وَلَمْ يُقِمْ
دعائمَ هذا الشرعِ كالسمرِ شرعا
فَوَلَّى عَظِيمُ الرُّومِ وَالرَّأْيُ ما رَأَى
مصيخاً إلى داعي السلامة ِ مهطعا
وَطَائِفَة ٍ خَرُّوا إِلى غَيْرِ قِبْلَة ٍ
سجوداً بحكمِ الباتراتِ وَركعا
فللهِ نفسٌ لاَتنافسُ غالها الـ
ـحمامُ وَحقٌّ للمكارمِ ضيعا
لَئِنْ ماتَ مَقْصُورَ الحَياة ِ فَلَمْ يَزَلْ
أمدَّ الورى طولاً وَباعاً وَتبعا
شَبابٌ نَهاهُ الحِلْمُ أَنْ يَتْبَعَ الهَوى
وَعزمٌ كفاهُ الحزمُ أنْ يتتبعا
وَمَلْكٌ وَأَيْمُ اللّهِ كَذَّبَ كَلَّ مَنْ
يكبرُ كسرى أوْ يعظمُ تبعا(35/301)
فَقِيدٌ أَماتَ المَحْلَ قَبْلَ فِطامِهِ
وَروعَ أهلَ الأرضِ لما ترعرعا
إذا عنتِ الفحشاءُ في نيلها المنى
تَوَرَّعَ أَوْ عَزَّ السُّؤَالُ تَبَرَّعا
حَيِيُّ وَإِنْ لَمْ يَأْتِ ما يُوْجِبُ الحَيا
وَصوبُ حياً باقٍ إذا الغيثُ أقلعا
وّذو سورة ٍ شطتْ مراماً وَسورة ٍ
تميتُ لتحيي أوْ تضرُّ لتنفعا
خَلاَئِقُ أَعْيا فِي الخَلاَئِقِ نِدُّها
تَشُوقُكَ مَرْأَى ً أَوْ تَرُوْقُكَ مَسْمَعا
تَزِيدُ عَلَى ماءِ الغَوَادِي طَهارَة ً
وَينسيكَ رياها الرحيقَ المشعشعا
كساهُ الحجى وَالحلمُ وَالعدلُ حلة ً
تردى بها في مهدهِ وَتلفعا
فكلُّ جميلٍ كانَ أوْ هوَ كائنٌ
تَأَصَّلَ مِنْ أَفْعَالِهِ وَتَفَرَّعا
مَساعٍ إِلى غَيْرِ المَحامِدِ لَمْ تَمِلْ
وَنفسٌ إلى غيرِ العلى لن تطلعا
أَخَلَّ بِمَغْناهُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ بِهِ
حمى ً وَخلاَ الغابُ الذي كانَ مسبعا
محلٌّ عهدنا العرفَ للعرفِ شافعاً
بِهِ وَشَفِيعَ السَّائِلِينَ مُشَفَّعا
إِذَا خِيفَتِ الأَوْطَانُ أُومِنَ سِرْبُهُ
وَإنْ غمرَ المحلُ البسيطة َ أمرعا
لَحى اللّهُ دَهْراً بَزَّناهُ بِرَغْمِنا
فَعَثْرَتُهُ ما لاَ يُقالُ لَها لَعا
وَمِنْ عَدْلِهِ أَنَّ الَّذَيْنِ تَغَلَّبا
على ملكهِ منْ بعدهِ ما تمتعا
فخصمٌ بسيفِ اللهِ عاجلهُ الردى
عَلَى أَنْ يُسْتَزَلَّ فَيُخْدَعا
خَلِيفَة ُ لَمْ يَصْلُحْ لِنَصْرٍ خَلِيفَة ً
وَهلْ ألبسَ العلياءَ إلاَّ لينزعا
أَبا كَامِلٍ إِنْ غالَبَتْكَ يَدُ الرَّدى
وَلَمْ يُغْنِكَ البَأْسُ الَّذِي لَيْسَ يُدَّعا
فإنكَ منْ قومٍ تكونُ قبورهمْ
إِذَا ما خَشُوا ضَيْماً نُسُوراً وَأَضْبُعا
إِذَا فاخَرُوا طابُوا أَخِيراً وَأَوَّلاً
وَإِنْ طاعَنُوا طالُوا رِماحاً وَأَذْرُعا
وَإنْ طلبوا جابوا مهامهَ لمْ تجبْ
وَإنْ حاربوا اجتابوا منَ الصبرِ أدرعا
مَضَيْتَ وَلَمْ تَتْرُكْ مِنَ المَجْدِ غايَة ً
وَلمْ تبقِ في قوسِ المروءة ِ منزعا(35/302)
كَذَاكَ البُدُورُ النَّيِّرَاتُ خُسُوفُها
يخافُ إذا أتممنَ عشراً وَأربعا
وَمِنْ بَخَلِي أَنْ جاءَ ذَا القَوْلُ آخِراً
وَلَمْ أَعْتَمِدْ نَظْمَ القَوَافِي تَطَوُّعا
وَحَسَّنَ لِي شَرْخُ الشَّبابِ وَجَهْلُهُ
إِضَاعَة َ فَرْضٍ مِثْلُهُ لَنْ يُضَيَّعا
فَيَقْبُحُ بِي إِذْ لَمْ أَقُلْ مُتَبَرِّعا
عَدِمْتُ لِساناً حالَفَ العَجْزَ ضِلَّة ً
وَخالفَ قلباً كالقلوبِِ مفجعا
يؤبنُ منْ يدلي بأدنى فضيلة ٍ
فكيفَ بمنْ حازَ الفضائلَ أجمعا
بِنَفْسِي وَحِيدٌ أَسْلَمَتْهُ جُيُوشُهُ
وَمرتحلٌ لمْ ينتظرْ أنْ يودعا
وَحلَّ ضريحاً أودعَ البأسَ وَالندى
وَلولاَ ابنهُ ما ردَّ ما كانَ أودعا
فنابَ منابَ الشمسِ عنْ قمرِ الدجى
وَهَلْ غابَ بَدْرُ التَّمِ إِلاَّ لِيَطْلَعا
إِذَا جارَ فِي كَسْبِ الثَّنَاءِ طَرِيقُهُ
أَجَدَّ طَرِيقاً لَمْ يَكُنْ قَطُّ مَهْيَعا
بَعِيدُ المَرَامِي فِي مَساعِيهِ ما جَرى
يَرُومُ مَدَاهُ الفِكْرُ إِلاَّ تَتَعْتَعا
حَوى حَسَباً مَحْضاً وَرَأْياً مُؤَيَّداً
وَمنا بلاَ منًّ وعزاً ممنعا
أصالة ُ وَثابٍ وصولة ُ صالحٍ
وَهِزَّة ُ نَصْرٍ لِلْعَطَايَا تَبَرُّعا
حَمِدْنا بِمَحْمُودٍ ذَمِيمَ زَمانِنا
وَعاوَدَ مَشْتانا بِنُعْمَاهُ مَرْبَعا
بِأَنْطَقِ مَنْ شَاهَدْتُ بِالحِكَمِ الَّتي
تَفَنَّنَ فِي إِظْهَارِها وَتَنَوَّعا
فأوضحَ معناها الذي كانَ غامضاً
وَآنَسَ مَغْنَاهَا الَّذِي كَانَ بَلْقَعا
وَ مَا زَالَ مَخْدُوْعاً لِرَاجِيهِ عَاصِياً
وَثَبْتُ الجِنَانِ عِنْدَ كُلِّ مُلِمَّة ٍ
تضعضعَ منْ مرتْ بهِ وَتصعصعا
مُبِيدُ الأَعَادِي وَالفَوَارِسُ تَدَّعِي
صَحِيحَ الدَّعَاوي وَالمَآثِرُ تُدَّعا
وَمُخْفِي الهِباتِ سُؤْدُداً غَيْرَ أَنَّها
تَنُمُّ نَمِيمَ المِسْكِ لَمَّا تَضَوَّعا
توليتَ يا تاجَ الملوكِ رعايتي
فَلَمْ أَخْشَ مِنْ جَوْرِ الخُطُوبِ مُرَوِّعا
أمنتُ أذاها مذْ لقيتكَ خائفاً(35/303)
وَعدتُ غنياً يومَ زرتكَ مدقعا
وَبيضتَ لي وجهَ الرجاءِ وَطالما
بَدَالِي بِوَجْهٍ أَرْبَدِ اللَّوْنِ أَسْفَعا
بقلعتكَ الشماءِ شمتُ سحابة ً
كَفَتْنِي فَلاَ زَالَتْ لِوَجْهِكَ مَطْلَعا
إذا ما انبرى مدحيكَ في الناسِ شائعاً
رَأَوْا مَا أَفَادَتْنِي عَطَايَاكَ أَشْيَعا
وَأكثرَ ما أدعو إلى الله أنْ أرى
لِشُكْرِكَ مَا أمْتَدَّتْ حَيَاتِيَ مُوزَعا
العصر العباسي >> البحتري >> إن سيل أحرز ماله بوقاية
إن سيل أحرز ماله بوقاية
رقم القصيدة : 2755
-----------------------------------
إِن سِيلَ أَحرزَ مَالهُ بِوقَايةٍ
مِنْ بُخلهِ وسُرادِقٍ من عِرضِهِ
لَبس الخزَي والُّلؤْمَ حتى إِنهُ
يخْزَى ويأْنفُ بعضهُ من بعْضِهِ
العصر العباسي >> ابن حيوس >> دلَّ على المجدِ منْ إليهِ سعى
دلَّ على المجدِ منْ إليهِ سعى
رقم القصيدة : 27550
-----------------------------------
دلَّ على المجدِ منْ إليهِ سعى
كيلاَ يدعْ في فضيلة ٍ طمعا
قدْ عجزَ الوهمُ في طريقكَ أنْ
تَسْعى وَضَاقَ الزَّمَانُ أَنْ يَسَعا
فاعترفَ الناسُ طائعينَ وَلوْ
دُوفِعَ ضَوْءُ الصَّباحِ مَا أنْدَفَعَا
فالأمنُ وَالعدلُ يا مفيضهما
على جَمِيعِ الأَنَامِ قَدْ جُمِعا
بَيْنَ دِمَاءٍ أَرَقْتَها طَلَبَ الأَجْـ
ـرِ وَأُخْرى حَقَنْتَها وَرَعا
وَباطلٍ ظلَّ في زمانكَ مدْ
حوضاُ وَحقًّ بحكمكَ ارتجعا
فضائلٌ في البلادِ قدْ شهرتْ
حَتّى اسْتَوى مَنْ رَأَى وَمَنْ سَمِعا
ذُدْتَ خُطُوباً لَوْ أَنَّها نَزَلَتْ
يَوْمَاً بِطَوْدٍ أَشَمَّ لآنْصَدَعا
فَآَمَنَ الخَائِفِينَ خَوْفُ سُطى ً
بها ردعتَ الزمانَ فارتدعا
زممتهُ زمكَ العنودَ وَلوْ
مكنتهُ منْ زمامهِ رتعا
حتى انبرى خاضعاً وَلاَ عجبٌ
أَيُّ عَظِيمٍ لَدَيْكَ ما خَضَعا
وَأيُّ أرضٍ حميتَ فابتذلتْ
وَأَيُّ شَيْءٍ أَرَدْتَ فَکمْتَنَعا
وَأيُّ جانٍ لجَّ العثارُ بهِ
فَلَمْ يَقُلْ صَفْحُكَ الجَمِيلُ لَعا(35/304)
يا منْ ملوكُ الزمان قاطبة ً
قدْ أصبحوا حولَ قصرهِ دفعا
لَمْ يَجِدِ الرَّاغِبُونَ مُنْفَسَحاً
عنكَ وَلاَ الراهبونَ مندفعا
فشاعَ في سائرِ القبائلِ إنـ
ـعامكَ حتى ارتبطتها شيعا
وَاتخذتْ في جنانِ جودكَ مصطافاً وَمشتى ً لها وَمرتبعا
ـطَافاً وَمَشْتى ً لَها وَمُرْتَبَعا
إنَّ أميرَ الجيوشِ منْ فرعَ المجـ
ـدَ فَأَضْحى عَلَيْهِ مُطَّلِعا
قضى بحكمِ الكتابِ متبعا
وَأَظْهَرَ المُعْجِزَاتِ مُبْتَدِعا
إِنْ شَفَعَ الحاضِرونَ حَضْرَتَهُ
أَوْ أَجْزَلَ البَذْلَ بِالنَّدى شَفَعا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> هذه الأرضُ قد سقتها السماءُ
هذه الأرضُ قد سقتها السماءُ
رقم القصيدة : 27551
-----------------------------------
هذه الأرضُ قد سقتها السماءُ
فاسقياني سقتكما الأنواءُ
بنتَ كرمٍ قد هام كلُّ كريم
في هواها وطابَ منها الهواءُ
واجلُواها عذراءَ تحكي عروساً
ألبسَتْها نطاقها الجوزاءُ
وأعيدا مديح يحيى ليحيا
مَيْتُ هجرٍ قد عزَّ منه الشفاء
هو عَوني على العُلى ورجائي
حبَّذا العونُ في العُلى والرجاءُ
وهو أنسي في وحشتي وسُروري
في همومي ودِيمتي الوطفاءُ
شملَ الخلقَ فضلُه فأقرَّت
بنداهُ الأمواتُ والأحياءُ
فبيحيى لا يبرح الفضلُ يحيا
والمعالي به لهنَّ اعتلاءُ
أحكمَ الودُّ منه عَقدَ إخائي
هكذا هكذا يكونُ الإخاءُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أشرقت في غِلالة ٍ زرقاءِ
أشرقت في غِلالة ٍ زرقاءِ
رقم القصيدة : 27552
-----------------------------------
أشرقت في غِلالة ٍ زرقاءِ
فأغارت شمسَ الضحى في السماءِ
وأضاءَت في غيهَب الشَّعرِ الوَحْـ
ـفِ فأزرَتْ بالبدر في الظَّلماءِ
وتحلَّت من مُنتقى اللُّؤلؤ الرَّطب
وِشاحاً أبْهى من الجوزاءِ
وثنت سَمهريَّ قامتها اللَّدْنَ
فألوت بالصَّعْدة السَّمراءِ
وتجلَّت تختالُ في حِبَرات الْ
عُجْبِ تيهاً وحُلَّة الكبرياءِ
يا لبيضاءَ زانت الوجنة الحمراء(35/305)
منها بالشَّامة الخَضراءِ
أنا من فَرْقها ومن فَرْعها الفا
حِم في صَبوة ٍ صباحَ مساءِ
ذات قلبٍ أقسى على الصبِّ من صخْر
وجسمٍ أرقَّ من صهباءِ
بَسمتْ فانثنيتُ أثني على تلك
الثَّنايا وأينَ منها ثَنائي
وعجيبٌ والطَّرفُ منهاكليلٌ
كيف أدْمَت بحدِّه أحشائي
هيَ معنى هِندٍ ودَعدٍ وأسما
ءَ وما هذه سِوى أسماءِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وسائلٍ ليَ عن أشياءَ كيف أتت
وسائلٍ ليَ عن أشياءَ كيف أتت
رقم القصيدة : 27553
-----------------------------------
وسائلٍ ليَ عن أشياءَ كيف أتت
ممنوعة َ الصرف في القرآن أشياءُ
وكيفَ لم يمنَعوا أمثالَها زِنَة ً
فجاء في الصرف أسماءٌ وأبناءُ
فقلتُ إنِّي كفيلٌ بالجوابِ لها
فاسمعْ فلِلقَوم في أشياء آراءُ
فقائلٌ إنَّها في الأصل شَيَّاءُ
كمثل حَلْفاء وَزْناً فهيَ فَعْلاء
لكنَّهم قَلبوا من لفظها فأتَوْا
باللَّام أوَّلها فالوزنُ لَفْعاءُ
فلم تكن جمعَ شيءٍ فهي مُفردة ٌ
فليسَ يُشبهُها في الوَزن أسْماءُ
وعلَّة ُ المَنعِ فيها عنده ألِفُ الـ
ـتَّأنيثِ وهو جَوابٌ فيه إرضاءُ
وقائِلٍ إنَّها جمعٌ ومُفردُها
شيءٌ ومثلُهما فَيْءٌ وأفْياءُ
لكنَّها أشبَهتْ حمراءَ فامتنعَتْ
صَرْفاً كما امتنَعت في النَّحوِ حمراءُ
ووَجهُ شِبهِهما إيرادُ جمعهما
مِثلَينِ في الوَزنِ والألفاظِ أسواءُ
وقائلٍ إنَّها جَمعٌ وواحدُها
شيءٌ ولكنَّها في الوَزنِ أفْعاءُ
وأصلُها أفعلاءُ ثم حوَّلها
أفْعاءَ حَذفٌ له في الصَّرف إبداءُ
وعلَّة ُ المنعِ فيها أنَّ آخرَها
مدٌّ كما مُنِعت للمدِّ صَحراءُ
وقِيل جمعُ شُيَيْءٍ وهو مُفردُها
على فُعَيلٍ كما قالوا أخِلاَّءُ
فأصلُها أفْعِلاءٌ ثمَّ إنَّهم
أتوا بحذفٍ إلى أن قِيل أفْعاءُ
وقِيلَ بل أصلُ شيءٍ فَيْعِلٌ زِنة ً
كهيِّن ولهذا الاسم أسْماءُ
وخفِّفُوه بحذفٍ مثل فِعلهمُ
في هيِّن ولهذا الحذفُ أنحاءُ
فجمعُه أشيياءٌ عند قائِلهِ
كأهوِناءَ وبعد الحَذف أشياءُ(35/306)
وقيلَ بلْ هي أفعالٌ وقد سُمعَت
ممنُوعة ً وهي للأقوال إيفاءُ
فتلكَ ستَّة ُ أقوالٍ مُنضَّدة ٍ
ما شانَ ناظمَها عِيٌّ وإعياءُ
والقولُ ما قال عَمرٌو وهو أوَّلُها
وكم لأقواله في النَّحو إمضاء
فقلْ لمن يدَّعي علماً أعندك مِن
هذي المذاهبِ في أشياءِ أنباءُ
فإن أجابكَ أو أولاكَ معرفة ً
فلِلأفاضِل إفضالٌ وإيلاءُ
وإن توقَّفَ جهلاً بالجواب فقُل
حَفِظتَ شيئاً وغابَت عنك أشياءُ
ثمَّ الصلاة ُ على أعْلى الوَرى شَرفاً
وآلِهِ ما شَدَت في الأيك وَرقاءُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> سلامٌ على ربِّ الفضائل والعُلى
سلامٌ على ربِّ الفضائل والعُلى
رقم القصيدة : 27554
-----------------------------------
سلامٌ على ربِّ الفضائل والعُلى
على عالم الدُّنيا على عَلَم الهدى
على الباذِجِ العليا على شامخ الذُّرى
على مَن رَقى في المجد أشرَفَ مُرتقى
على مَجمع البَحرين في الفَضل والنَّدى
على مَشرِقِ الشَّمسَين في الضَّوءِ والسَّنا
على مُقتدى أهل المكارِم والنُّهى
على مُجتَدى أهلِ المآرب والرَّجا
سلامَ محبٍّ شاكرٍ طَوْلَه الذي
بأطواقه زانَ الترائبَ والطُّلى
على أنَّ كلَّ الشُّكر ليس ببالِغٍ
مَدى بعض ما أوْلى وأجْزلَ من نَدى
وأنَّى يُوازي الشُّكرَ إحسانُ مُنعمٍ
يمنُّ بلا مَنٍّ ويُولي بلا أذى
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> برقُ الحِمى لاحَ مُجتازاً على الكثُب
برقُ الحِمى لاحَ مُجتازاً على الكثُب
رقم القصيدة : 27555
-----------------------------------
برقُ الحِمى لاحَ مُجتازاً على الكثُب
وراحَ يسحبُ أذيالاً من السُّحبِ
أضاءَ والليلُ قد مُدَّت غياهبُه
فانجابَ عن لهبٍ يَذكو وعن ذَهبِ
فما تحدَّرَ دمعُ المزنِ من فَرَقٍ
حتى تبسَّم ثغرُ الروضِ من طربِ
وغنَّت الوُرقُ في الأفنان مُطربة ً
وهزَّت الريحُ أعطافاً من القُضب
والصبحُ خيَّم في الآفاق عَسكرُهُ
والليلُ أزمعَ من خوفٍ على الهربِ(35/307)
فقلت للصََّحب قوموا للصَّبُوح بنا
يا طيبَ مُصطَبح فيه ومُصطَحَب
واستضحكوا الدَّهر عن لهوٍ فقد ضحكتْ
كأسُ المُدامة عن ثغرٍ من الحَببِ
فقام يَسعى بها السَّاقي مُشَعْشَعَة ً
كأنَّها حَلَبُ العُنَّاب لا العِنبِ
حمراءُ تسطعُ نوراً في زجاجَتها
كالشمسِ في البَدْر تَجلُو ظُلمة الكُربِ
وراح يثني قواماً زانَه هَيَفٌ
بمعطفٍ من قضيب البانِ مُقتَضَب
في فِتية ٍ يَتجلَّى بينهم مَرَحاً
كأنَّه البدرُ بين الأنجم الشُّهبِ
مُهفهفُ القدِّ مَعسولُ اللَّمى ثمِلٌ
يَتيهُ بالحُسنِ من عُجْب ومن عَجَبِ
لا يمزجُ الكأس إلَّا من مَراشِفه
فاطربْ لما شِئبَ من خمرٍ ومن ضَرَب
قد أمكنت فُرَصُ اللذَّات فاقضِ بها
ما فاتَ منك وبادرْ نُهزَة َ الغَلَبِ
واغنم زماكَ ما صافاك مُنتهباً
أيَّام صَفوِكَ نهباً من يدِ النِّوبِ
ولا تَشُبْ مَورداً للأنس فزتَ به
بذكرِ ما قد قضى في سالف الحُقُبِ
أنَّ الزمانَ على الحالينِ مُنقلبٌ
وهلْ رأيت زماناً غيرَ مُنقلبِ
وانَّما المرءُ مَن وفَّتْه همَّتُهُ
حَظَّيْهِ في الدَّهر من جِدٍّ ومن لَعبِ
كم قلَّبتني اللَّيالي في تصرُّفها
فكنتُ قُرَّة َ عينِ الفضلِ والأدبِ
تزيدُني نِوبُ الأيَّام مكرمة ً
كأنَّني الذَّهبُ الابريز في اللَّهبِ
لا أستريبُ بعين الحقِّ أدفعُه
ولا أرابُ بغَيْن الشَّكِّ والرِيبِ
لقد طلبتُ العُلى حتى انتهيتُ إلي
ما لا يُنالُ فكانت مُنتهى أرَبي
حسبي من الشَّرف العليا أرومَتُه
أن أنتمي لنظام الدِّين في حسَبي
هذا أبي حين يُعْزى سيِّدٌ لأبٍ
هيهات ما لِلورى يا دهرُ مثل أبي
قُطبٌ عليه رَحى العَلياء دائِرة ٌ
وهل تدورُ الرَّحى إلَّا على القُطُبِ
كاللَّيثِ والغيثِ في عَزمٍ وفي كَرَمٍ
والزَّهرِ والدَّهرِ في بِشْر وفي غضبِ
مُملَّكٌ تهبُ الآلافَ راحتُه
فكم أغاثَتْ بجدواها من التَّعبِ
أضحت به الهندُ للألباب سالبة ً
كأنَّها هندُ ذاتُ الدلِّ والشَّنبِ
مولى ً إذا حلَّ محتاجٌ بساحتِه(35/308)
أغناه نائلُه عن وابلٍ سَرِب
ترى مدى الدَّهر من أفضاله عجباً
فنحن كلَّ شهورِ الدَّهر في رَجَب
رقى من الذِّروة العلياءِ شامخها
وحلَّ من هاشمٍ في أرفع الرُّتَب
حامي الحَقيقة ِ مِن قومٍ نوالهُمُ
يسعى إلى مُعتَفيه سَعي مُكتسِبُ
الباسمُ الثَّغرِ والأبصارُ خاشعة ٌ
والحربُ تُعْولُ والفُرسانُ بالحَرَبِ
يقومُ في حَومة الهَيجاءِ مُنفرداً
يومَ الكِفاحِ مَقام العَسكر اللَّجِبِ
لو قابَلْته أسُودُ الغاب مُشِبلة ً
لأدبرَتْ نادماتٍ كيفَ لم تغبِ
يَفنى المقالُ ولا تَفنى مدائحُه
نظماً ونثراً من الأشعار والخُطبِ
لا زال غَوثاً لملهوفٍ ومُعَتَصماً
لخائفٍ ونجاة َ الهالكِ العطبِ
ما رنَّحتْ نسماتُ الريح غصنَ رُبى ً
وأوْمضَ البرقُ مُجتازاً على الكُثُبِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أفي كلَّ يومٍ للأمانيَّ تَكذِيبُ
أفي كلَّ يومٍ للأمانيَّ تَكذِيبُ
رقم القصيدة : 27556
-----------------------------------
أفي كلَّ يومٍ للأمانيَّ تَكذِيبُ
ولِلدَّهر تَصعيدٌ علينا وتَصْويبُ
إلامَ انقيادي للزَّمانِ تَروعُني
له كلَّ يوم مُزعجاتٌ أساليبُ
أفي الحقِّ أن أصدى وفي القلب غُلَّة ٌ
يَشبُّ لها بين الجَوانح اُلُهوبُ
ويُصبح مَن دُوني نَقيعاً أوامُهُ
يَسوغُ له عذبُ الموارد اُثعُوبُ
أروحُ وأغدو تَقتضِيني نَجاحَها
أمانيُّ نَفسٍ كلُّهنَّ أكاذيبُ
عتبتُ على دَهري وما الدهرُ مُعِتباً
ولكنَّ عجزاً انتظارٌ وتأنيبُ
وقد ساءني بين المهَانة والعُلى
مقامي على حال لها الجأشُ مرعوبُ
فأمَّا عُلاً لا يُلحَقُ الدَّهرَ شأوُها
وأمّضا خمولاً فهو في الحقِّ مَرغوبُ
طُبِعتُ عل ما لو تكلَّفُت غيرَه
غُلبتُ وقد قيل التكلُّفُ مَغلوبُ
أيوقفُني صرفُ الزَّمان ضَراعة ً
وما الخطوُ مقصورٌ ولا القيدُ مكروبُ
إذاً لا نَمتْ كفِّي إليَّ مهنَّدي
ولا قرَّبتْ بي المقرَباتُ اليَعابيبُ
وكلُّ طمرٍّ فائتِ الشأوِ سابقٍ
له في مَوامي البِيد عدوٌ وتَقْريبُ(35/309)
علامَ ولا سُدَّت عليَّ مَذاهبي
ولا عاقَني تَرغيبُ أمرٍ وتَرهيبُ
إذا أقعدَتْني الحادثاتُ أقامَني
لِنيل العُلى عزمٌ وحزمٌ وتجريبُ
وإن أنا جُبتُ البيدَ في طلَب العُلى
فكم جابَها قَبلي كرامٌ وما عِيبوا
تُجاذبني الأيامُ فضلَ مقادَتي
ومن دُونه فَرعُ السِّماكين . مَجذوبُ
وما عذرُ من يَرجو من الدَّهر سَلمهُ
وقد أمْكنَتهُ المرهَفاتُ القَراضيبُ
لقد آن أن يَصفو من العزِّ مَوردي
فينجحَ مأمولٌ ويرتاحَ مَكروبُ
أنِفتُ لمثلي أن يُرى وهو والهٌ
وما أنا ممَّن تَزدهِيه الأطارِيبُ
أبيتُ فلا يَغشى جنابيَ طارقٌ
كأنِّي ضَنينٌ من نواليَ محجوبٌ
أبى ليَ مَجدي والفتوَّة ُ والنُّهى
وهمَّة ُ نفسٍ أنتجتها المناجِيبُ
وقد عَلمْت قومي وما بي غباوة ٌ
بأنِّي لنَيل المُكرمات لمخطُوبُ
وهذا أبي لا الظَّنُّ فيه مخيَّبٌ
ولا المجد متعوسٌ ولا الرأي مكذوبُ
له من صَميم المجدِ أرفعُ رتبة ٍ
ومن هاشمٍ نهجٌ إلى الفَخر مَلحُوبُ
وهل هو إلاَّ دَوحة ٌ قد تفرَّعتْ
فكنتُ لها غُصناً نَمَتْه الأنابيبُ
وما ذاتُ نشرٍ قد تضاحك نَورُها
وهلَّ بها من مَدمَع المزنِ شُؤ بوبُ
تُغانُ لها ريحُ الصَّبا إن تنفَّست
وللشمس تَفضِيضٌ عليها وتَذهيبُ
ينافسُ ريَّاها من المِسْكِ صائِكٌ
ومن نفحات المَنْدل الرَّطب مَشبوبُ
بأعبقَ نشراً من لَطيمة ِ خُلْقِه
إذا فُضَّ عنها من مَكارمه طِيبُ
هُمامٌ إذا ما همَّ أمضى على العِدى
من العَضب حدّاً وهو أبيضُ مَذروبُ
تُريكَ زُؤامَ الموتِ لحظة ُ بأسِه
وماءُ الحَيا من جُود كفَّيه أسكوبُ
هو الأبلجُ الوضَّاحُ فوقَ جبينه
ضياءٌ من النُّور الالهِّي مكتوبُ
حفيٌّ باكرام النَّزيل إذا أوى
إلى سُوحه آواه أهلٌ وترحيبُ
فتى ً ثُقلت أيدي نَداه على الطُّلى
فأطَّت كما أطَّت لاعبائِها النيبُ
أقام عمادَ الملك بعد ازوراره
فأمسى له نصٌّ اديه وتطنيبُ
أتربَ المعالي والعَوالي وربَّها
ومن ضاق في عَلياه وصفٌ وتلقيبُ(35/310)
شكوتُك حالاً قد أتاحت ليَ الجوى
فهل أنت مُشكٍ أم لحظِّيَ تتبيبُ
أعيذك أن أمسي وفي النَّفس حاجة ٌ
ومن دون ما أرجوهُ همٌّ وتعذيبُ
أراني لَقى ً لا يَرهبُ الدهرَ سطوتي
عدوٌّ ولا يَرجو نواليَ محبوبُ
فحاشاكَ أن ترضى لشِبلكَ أن يُرى
وقد نشِبتْ للدهر فيه مخاليبُ
وعَدتُ رجائي منكَ أنجح مِنحة ٍ
وانِّيَ إن لم أوفِ وعدي لَعُرقوبُ
فها أنا قد وجَّهتُ نحوكَ مطلبي
وأغلبُ ظنِّي أن سَينجحُ مَطلوبُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> سقياً لمَثْناة ِ الحجاز وطيبها
سقياً لمَثْناة ِ الحجاز وطيبها
رقم القصيدة : 27557
-----------------------------------
سقياً لمَثْناة ِ الحجاز وطيبها
ولسُوحِ رَوضتِها وسَفح كثيبِها
وظِلالِ دوحٍ في شَريعتها التي
تنسابُ بين مَسيلها ومَسيبِها
ورياضِ بَحْرتها التي فاقت على
كلِّ الرِّياض بحسنِها وبطيبها
يَنفي الوَبا عن مائِها وهوائِها
وترابِها ما صحَّ من تَركيبها
لله عَقْوتُها التي نالت بها
نفسي من اللَّذات كلَّ نصيبها
كم بتُّ فيها ساحباً ذيلَ الصِّبا
أختالُ بين رَبابِها ورَبيبها
ويكفُّني حلمُ الحِجا حتى إذا
دبَّت حُميَّا الكأسِ بعض دَبيبها
مزَّقتُ جلبابَ الوَقار بصبوَة ٍ
ما زال دهري مُعجَباً بعجيبها
واهاً لها من ليلة ٍ لم يألُ لونُ
سُلافِتا الذَّهبيُّ في تذهيبِها
كم شنَّفتْ كأساً بدُرِّ حَبابها
بل كم شفت نفساً بقُرب حبيبها
يا ساقيَ الراح الشهيَّة هاتِها
وأرحْ براحَتها فؤادَ كئيبها
قرِّب كؤوسَك ـ لا نأيتَ ـ فلا غِنى ً
إن رمتَ بُعدَ الهمِّ من تقريبها
أدِم اصطِباحاً واغتباقاً شِربَها
فالأنسُ موقوفٌ على شرِّيبها
صِفها بأحستِ وصفِها ونُعوتها
واختَزْلها الألقابَ في تَلقيبها
حمراءُ تسطعُ في الكؤوس كأنَّها
ياقوتة ٌ ذابتْ بكفِّ مُذيبها
صرفت همومَ الشاربين بِصرْفها
وافترَّ ثغرُ الكأس من تَقطيبها
لو لم يكنْ في الرَّوض مغرسُ كرمها
ما رجَّعت ورقاءُ في تَطريبِها(35/311)
دعت العقولَ إلى الذُّهول فلم يفز
بجوامع اللذَّات غيرُ مُجيبها
ومليحة ٍ قد أشْبَهتْ شمسَ الضُّحى
في الحُسن عند طلوعها ومَغيبها
تبدو فتختطفُ العيونَ مضيئة ً
بشروقها وتغيبُ في غِرْبيبها
شبَّت فشبَّت في الحشا نارُ الأسى
فقصرتُ أشعاري على تشبيبها
ناسبتُها ونسبتُ في شِعري بها
فاعجبْ لحُسن نَسيبها لنَسيبها
ومن العجائب أنَّ جمرة َ خدِّها
تذكو فيشكو القلبُ حرَّ لهيبها
ما زال منذُ فقدتُّها وَصَبِي بها
يَقضي بصبِّ مدامعي وصَبِيبها
ما ساغَ موردُ وصلها لي ساعة ً
إلاَّ أغصَّتني بعين رَقيبِها
بالله ربِّكم اسمَعوا أشرَحْ لكمِ
في الحبِّ أحوالي على تَرتيبها
أبصرتُها فعشِقتُها فطلبتُها
فمُنِعْتُها فقضيتُ من كلفي بها
يا عاذِلي ما رمتَ راحة مهجتي
من وجدها بلْ زدْتَ في تعذيبها
لا تكثرنْ نُصحي فتلكَ نصائحٌ
يكفيكَ صدقُ هوايَ في تكذيبها
ما هُنَّ غيرُ وساوسٍ تهذي بها
عندي وان بالغتَ في تهذيبها
هيهات يَسلو بالمَلامة مغرمٌ
يزدادُ فرطُ هواهُ من تأنيبها
ويرى السلوُّ مصيبة ً من بعدما
رشقته نبلُ لحاظِها بمصيبها
ما زلتُ انتخبُ القريضَ لوصفها
ولمدح مُنتخَب العُلى ونجيبها
مُولي المعارِف والعوارفِ والنَّدى
وعريفِ ساداتِ الهُدى ونَقيبِها
ان عُدَّت الأنسابُ فهو نسيبُها
وحسيبُها المشهور وابنُ حسيبها
حاز الفخارَ بِنسْبة ٍ نبويَّة ٍ
هي في غنى ً عن بُردها وقضيبها
وروى مُعنعنَ مجده برواية ٍ
جلَّت عن ابن قَرينها وقَريبِها
ندبٌ إذا افتُرِغَتْ منابرُ مِدحة ٍ
كانت مناقبُه لسانَ خَطيبها
وإذا المجالسُ بالصدُور تزاحمتْ
فحسينُها الحسنيُّ صدرُ رَحيبها
هو كعبة ُ الفضلِ التي يَهوي لها
من أمَّة الفُضلاءِ قلبُ مُنيبِها
ذلَّت وأذعَنتِ الأباة ُ لمجدِه
إذعانَ هائِبها لبأس مَهيبها
يا أيُّها الشهمُ الذي سَبقَ الورى
ببعيدِ غاياتِ العُلى وقَريبها
جُزتَ السماء بمُرتقى ً قد قصَّرتْ
عن أن تَنالَ عُلاه كفُّ خَضِيبها(35/312)
وحويتَ إبَّانَ الشَّباب مَفاخراً
لم يحوِها شيبٌ أوانَ مَشيبِها
لله دَرُّكَ من جَواد ماجدٍ
ضحكت به الآمالُ بعد نَحيبها
وإليكها غرّاءَ تستلبُ النُّهى
بأوانسِ الألفاظِ دونَ غَريبها
وافتكَ تشرحُ شوقَ نَفسي عندما
حنَّت إلى لُقياكَ حَنَّة نِيبِها
قايسْ بها الأشعارَ في حُسنٍ تجدْ
شعرَ المحبِّ يفوقُ شِعرَ حبيبِها
واسلمْ ودُم في نعمة ٍ طولَ المدى
تختالُ من أبرادِها بقَشِيبها
ما رنَّحتْ ريحُ الصِّبا زهرَ الرُّبى
أو غرَّدت ورقاءُ فوقَ قضِيبِها
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا بالغاً من بَلاغَة ِ العربِ
يا بالغاً من بَلاغَة ِ العربِ
رقم القصيدة : 27558
-----------------------------------
يا بالغاً من بَلاغَة ِ العربِ
أقصى الأماني ومُنتهى الأربِ
ويا بليغاً حوَتْ بلاغتُه
دُرَّ المعاني وجَوهر الأدبِ
ويا إماماً سَمتِ فصاحتُه
قيساً وقُسّاً في الشعر والخُطبِ
ما الراحُ في صَفوها ورقَّتِها
مفترَّة ً عن مَباسمِ الحَبَبِ
ولا العَروسُ الكَعابُ ضاحكة ً
تبسمُ عن لؤلؤٍ من الشَّنبِ
أشْهى وأبْهى من نظم قافية ٍ
أهدَيتَها للمحبِّ من كثَبِ
أفادت النفسَ من مَسرَّتِها
ما لم تُفدهُ سُلافة ُ العِنبِ
ألبستَها نظمكَ البديعَ وقد
وافتْ بليلٍ عِقْداً من الشُّهب
فبتُّ منها في نَشوة ٍ عجَبٍ
مُغتبقاً للسرورِ والطَّربِ
وفزتُ منها بوصلِ غانية ٍ
ترفلُ في حُلَّة من الذَّهبِ
فأيُّ قلبٍ لو تولهِ طَرباً
وأيُّ عقلٍ دَعتهُ لم يُجبِ
ضمَّنْتَها العذرَ فاسْتلبتَ بها
فُنونَ همٍّ من قلبِ مُكتئِبِ
إن لم تُجبْ دَعوتي فأنتَ فَتى ً
يَملأُ دلوَ الرِّضا إلى الكَربِ
سبحانَ مُوليكَ فِطرة َ اللَّعب
بالنَّظم والنَّثر أيَّما لَعبِ
دمتَ من العيش في بُلَهْنية ٍ
تجرُّ أذيالها مَدى الحِقَب
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> نَفَحَتْنا بنشرها المُستَطابِ
نَفَحَتْنا بنشرها المُستَطابِ
رقم القصيدة : 27559(35/313)
-----------------------------------
نَفَحَتْنا بنشرها المُستَطابِ
مُعرباً عن دُعائِها المستَجابِ
كلماتٌ كأنَّها اللُّؤلؤ المكنو
نُ أسلاكُها سطورُ الكتاب
نظمتها قريحة ٌ لإمامٍ
سيِّدٍ ناطقٍ بفصْل الخِطابِ
هو في الزُّهدِ والعبادة ِ فردٌ
وهو في الفَضل جامعُ الآدابِ
خطبَ الدينَ والزَّهادة طِفلاً
وأبانَ الدُّنيا زمانَ الشَّبابِ
ورأى ما على التُراب احتقاراً
من متاع الغرور مثل التُّراب
واقتفى إثرَ جَدِّه وأبيه
سالكاً منهجَ الهُدى والصَّوابِ
يا أجلَّ الورى لديَّ ثناءً
وأعزَّ الأصحاب والأحباب
لكَ عندي مودَّة ٌ أحكمَتْها
يدُ صدقٍ وثيقة ُ الأسبابِ
فبما شِئتَ فاختبرني فإنِّي
عبدُ ودٍّ لمن يودُّ جَنابي
وابسط العذرَ في الجواب فقد قا
بلتُ شمس الضحى بضوء التُّرابِ
حرَّكتني أناملُ العزِّ للشِّعر
وهيهاتَ أينَ منها جَوابي
فجوابي شِعرٌ وشعرُكَ سرٌّ
حار في دَرْكه أولو الألبابِ
أنت تُملي من عالَمِ الغيبِ إلها
ماً وشِعري من عالَم الأسبابِ
غير أن الإخلاص أوجبَ ما أوْ
جَبَ منِّي في رَفع هذا الحجابِ
فالحظَنِّي بنظرة ٍ منك في السرِّ
تَقِيني من كُرْبة ٍ واكتِئابِ
وابقَ واسلم ممتَّعاً بنعيمٍ
ساحباً ذيله لدى الأحبابِ
العصر العباسي >> البحتري >> أمير المؤمنينأما غياث
أمير المؤمنينأما غياث
رقم القصيدة : 2756
-----------------------------------
أَميرَ المُؤْمِنينَ،أَما غِياثٌ
نُؤَمِّلُهُ، فَقَد طَالَ القُنُوطُ ؟
أَبى عُمَّالُنَا إِلاَّ فُسُوقاً
لِكُلٍّ مِنْ أَحبَّتِهمْ شُروُطُ
فَمِنْ وَالٍ يُلاطُ بهِ فَتَخْزَى
رَعِيَّتُهُ ومن والٍ يَلُوطُ
وَجدْنا نهْشَلاً عَرَبِيَّ دَهْرِ
تَعَرَّبُ في عَاقِبهِ النَّبِيطُ
أَخو دُبرٍ يَمُوتُ الأَيْرُ فيهِ
فَلا كَفنٌ يُعدُّ ولاَ حَنُوطُ
وزِندِيقٌ يَكادُ الجِدْعُ يَمشِي
إليهِ ،ويَستَخِفُّ لَهُ الشَّرِيطُ
تَضِيقُ يدَاهُ بالمَعرُوفِ قَبْضاً
ونَاحِيةُ اسِتِه البِحْرُ المُحيطُ(35/314)
يُجزِّزُ لِحيَةٌ حَمقَتْ وشِيبَتْ
بشيبِتِها الدَّنَاءةُ والسُّقُوطُ
وَمنْ أَشعَارِهِ، واللهُ يخْزِي
رُعُونَتَهُ، ألاَ بانَ الخَلِيطُ
غَدتْ إمراتُهُ وَلَها عَليْنا
ولايَةُ جَائرٍ فيها قُسوطُ
تحيضُ عَلى البِغالِ ،فكُلَّ يومٍ
عَلَى جَنبَاتِ لَبَّتِها عَبيطُ
يَقومُ لها السِّمَاط وقد أضاءَت
على لبَّاتها أبَداً سُمُوطُ
تولَّتْ أَمرنا قَوْلاً وفِعْلا
تَقُولُ ،ويَسْكتُ الغَيْرُ الضَّروُطُ
فَيا ذُلَّ البَريد ومُبرِديهِ
إذا فَضَّتْ خَرائطَهُ الخَروطُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ما بينَ قلبي وبرقِ المُنْحنى نَسبُ
ما بينَ قلبي وبرقِ المُنْحنى نَسبُ
رقم القصيدة : 27560
-----------------------------------
ما بينَ قلبي وبرقِ المُنْحنى نَسبُ
كلاهُما من سَعير الوَجد يلتهبُ
قلبي لِما فاته من وصل فاتِنِه
والبرقُ إذْ فاتَه من ثغره الشَّنَبُ
بدرٌ أغارَ بُدورَ التمِّ حين بَدا
ليلاً تحفُّ به من عِقده الشُّهبُ
مُهفهفٌ إن ثَنى عِطفاً على كَفَلٍ
أثنَتْ على قدِّه الأغصانُ والكثُبُ
قَضى هواهُ على العُشَّاق أنَّ له
سَلْبَ القُلوبِ التي في حُبِّه تَجِب
راقتْ لعينيَ إذْ رقَّت محاسنُهُ
وراقَ لي في هواهُ الوجدُ والوصبُ
فالجَفْنُ بالسُّهد أمسى وهو مكتحلٌ
والدمعُ أصبحَ يجري وهو مُختضبُ
ظبيٌ من العُرب تَحميه محاسنُهُ
عمَّن يؤمِّلُه والسمرُ والقُضبُ
لكنَّه ما رعى في الحبِّ لي ذِمماً
وكم رعتْ ذِمماً في حيِّها العرب
لو لم يكنْ بالحمى الشرقيِّ منزلُهُ
ما هزَّني للحمى شوقٌ ولا طَربُ
لا زالَ صوبُ الحَيا يُحيي معاهدَه
وتسحبُ الذيلَ في أرجائها السُّحُبُ
معاهدٌ نِلتُ فيها مُنتهى أرَبى
وليس لي في سِوى مَن حَلَّهَا أربُ
أيامَ غصنُ شَبابي يانعٌ نضِرٌ
والعمرُ غضٌّ وأثوابُ الصِّبا قُشُب
أصبو إلى كلِّ بدرٍ طوقُه أفقٌ
وكلِّ شمس لها من ضوئِها حُجُبُ
أستودعُ اللهَ غزلاناً بذي سَلَم(35/315)
بانت بهنَّ دَواعي البَينِ والنِّوبُ
شكوتُ جورَ النَّوى من بعدها وشكتْ
وكنتُ لم أدرِ ما الشكوى ولا العَتَبُ
يا راحلاً بفؤادي وهو قاطنُهُ
وساكناً بضُلوعي وهيَ تَضطرِبُ
قطعتَ حبلَ الوَفا من غير ما سَببٍ
فهل إلى الوَصل من بعد الجَفا سَببُ
أمَّا النفوسُ فقد ذابتْ عليك أسى ً
وهي التي من مَجاري الدَّمعِ تَنسكِبُ
فإن سلبتَ الذي أبقيتَ من رَمَقٍ
أحيَيْتَها ولظلك المسلوبُ والسَّلبُ
وإن قضيتَ بأن تَقضي على كمَدٍ
فإنَّها في سبيل الله تُحتسَبُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لَمعَتْ ليلاً فقالوا لَهبُ
لَمعَتْ ليلاً فقالوا لَهبُ
رقم القصيدة : 27561
-----------------------------------
لَمعَتْ ليلاً فقالوا لَهبُ
وصفَتْ لوناً فقالوا ذهبُ
وإذا اندَفقَتْ من دَنِّها
في الدُّجى قالوا طِرازٌ مُذْهَبُ
قهوة ٌ رقَّت فلولا كأسُها
لم يشاهِدْ جِرْمَها يَشربُ
وتراها في يَدِ السَّاعي بها
كوكباً يَسعى بها لي كوكبُ
ألبسَتْها الكأسُ طوقاً ذَهَباً
وحباها باللآلي الحَبَبُ
عجِبوا من نُورها إذْ أشرقَتْ
وشَذَها من سَناها أعجبُ
بنتُ كرمٍ كرُمَتْ أوصافُها
أيُّ بنتٍ قام عنها العِنبُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أرأيتَ بين المأزِمين كواعبا
أرأيتَ بين المأزِمين كواعبا
رقم القصيدة : 27562
-----------------------------------
أرأيتَ بين المأزِمين كواعبا
أسفرنَ أقماراً ولُحنَ كواكبا
رنَّحْنَ من أعطافِهنَّ ذوابلاً
ونضَوْنَ من أجفانهنَّ قواضِبا
وغَدونَ يَمنحنَ العيونَ مواهِباً
حُسناً ويَسْبيَن القلوبَ نواهِبا
ما رحنَ في كِلَل الجَلال غوارباً
حتى أرينَ من الجَمال غَرائِبا
من كلِّ واضحة ِ الجَبين كأنَّها
قمرٌ يُنيرُ من الفُروع غَياهبا
تختالُ من مَرح الشَّبية ِ والصِّبا
فتُعيدُ فَوْدَ أخي الشَّبيبة ِ شائِبا
فاقَتْ على أترابها لمَّا جلَتْ
تحتَ العُقود مع النُّهودِ ترائبا
لا تعجَبُوا لتهتُّكي فيها وقد(35/316)
أبدَتْ من الحُسن البَديع عَجائبا
تَرنو لواحظُها فيَفْري طرفُها
عن حدِّه المسنُونِ قلبي الواجبا
فحذارِ من تلكَ اللِّحاظِ فإنَّها
أمضى من البيض الرِّقاق مَضاربا
ما زال دمعُ العين منِّي صائبا
وَجْداً وسهمُ العينِ منها صائبا
وصَبابِها قلبي فَراقَ لَهُ الهوى
عَذْباً ولم يَرَه عذاباً واصِبا
وتزيدُني ظمأً مواردُ حبِّها
ولقد وردتُ من الغَرام مَشاربا
لم أصحُ قطُّ وكيف يَصحو في الهَوى
مَنْ راحَ مِنْ راحِ المحبَّة شارِبا
لم ترضَ لي أنِّي أهيمُ بحُسْنِها
حتى هجرتُ أحبَّة ً وحَبائِبا
أدْنُو فيُقْصيني جَفاها راهِباً
منها وتُدنيني الصَّبابة ُ راغِبا
يا صاحبي إن كنتَ غيرَ مُلائمي
فَدَع الملامَة لي عَدِمْتُكَ صاحِبا
لي مذهبٌ فيما أراهُ وقد أرى
للناسِ فيما يَعَشُقون مذاهبا
قسماً بصدقِ هوايَ وهو أليَّة ٌ
يُلفى لدَيْها كلُّ واشٍ كاذِبا
لو أنَّني أفنيتُ فيها مُهجتي
وقضيتُ نحبي ما قَضيتُ الواجبا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> خليليَّ خطب الحبِّ أيسرُهُ صعبُ
خليليَّ خطب الحبِّ أيسرُهُ صعبُ
رقم القصيدة : 27563
-----------------------------------
خليليَّ خطب الحبِّ أيسرُهُ صعبُ
ولكن عذابُ المُستهام به عَذْبُ
وما أنس لا أنسى وُقُوفي صبيحة ً
وقد أقبلت يقتادُها الشوقُ والحبُّ
فتاة ٌ هي البدرُ المنيرُ إذا بَدَتْ
ولكنَّ لا شرقٌ حواها ولا غربُ
منعَّمة ٌ رؤدٌ لها الشمسُ ضرَّة ٌ
وغُصن النَّقا ندٌّ وظبي الفلا تِرْبُ
فوافت تُناجيني بعتبٍ هو المُنى
وليسَ يلَذُّ الحبُّ ما لم يكن عَتَبُ
فما زلتُ أُبدي العُذرَ أسألُها الرِّضا
وقد علمت لو أنصفت لمن الذَّنْبُ
إلى أن طوت نشر العتاب وأقبلت
تبسَّمُ عن ثغرٍ هُو اللؤلؤُ الرَّطبُ
فعاطيتُها كأسَ الحديثِ وبيننا
حِجابُ عفافٍ عنده ترفع الحُجْبُ
فظلَّت بها سكرى ورجت كأنَّني
أخو نشوة ٍ بالرَّاح ليس له لُبُّ
فوالله ما صرف المُدام بفاعل(35/317)
بنا فعلَها يوماً ولَوْ أد مِنَ الشِّرب
وقفتُ أُجيلُ الطرفَ في روضِ حُسنها
ويَمنعُني من طَرفها مُرهفٌ عضبُ
وما برحت تصبي فؤادي وهل فتى ً
تغازله تلك اللِّحاظ ولا يَصُبو
وراحت تُريحُ القلب من زفراته
بطيب حديثٍ عنده يقف الرَّكبُ
فما راعها إلاَّ سُقوطُ قِناعِها
وطُرَّتُها في كفِّ ريح الصَّبا نَهْبُ
هنالك أبصرتُ المُنى كيف تُجتنى
وكيف يَنال القلبُ ما أمَّل القلبُ
فللَّه يومٌ ساعَفَتْنا به المُنى
وطابَ لنا فيه التَّواصلُ والقُربُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أيُّ ذنبٍ في هواكم أذنبَهْ
أيُّ ذنبٍ في هواكم أذنبَهْ
رقم القصيدة : 27564
-----------------------------------
أيُّ ذنبٍ في هواكم أذنبَهْ
مغرمٌ لم يقضِ منكم أربَهْ
أوجبَ البينُ له فرطَ الأسى
بجفاكم يا تُرى ما أوجبَهْ
ليس نُكراً بكُمُ إعجابُهُ
من رأى شَيئاً عجيباً أعجبَهْ
لا تلومُوه إذا هامَ بكم
وصبَا شوقاً وأبدى وَصَبَهْ
ما ألذَّ الوجدَ في حِّبكُمُ
وعذابي فيكُمُ ما أعْذبَهْ
يا نزول الخَيْفِ ما ضرَّكم
لو وَصَلتم من قَطعتُمْ سَببَهْ
مُستهامٌ خانَه الصَّبرُ فمذْ
بعُدتْ أظعانكم ما قربَهْ
كلَّما لاحَ بريقٌ شاقَه
وإذا هبَّ نسيمٌ أطربَهْ
منذُ أقصتهُ النَّوى عن داركم
ما أساغَ الدَّهرُ يوماً مشربَهْ
وإذا رام هُجوعاً طَرفُه
هزَّه الشوقُ إليكمْ فانتَبهْ
وبشرقيَّ الحِمى من ضارِجٍ
بدرُ حُسنٍ منه في البدر شَبَهْ
أضرمَ الأحشاءَ وجداً وأسى ً
وسَبى العقلَ غراماً وسبَهْ
أسمرٌ لو غالبَ اللَّيلُ به
هاجمَ الصُبح عليه غَلبَه
لا يرى في الحبِّ عتباً وإذا
عتبَ الصبُّ دلالاً أعتبَهْ
مزجَ الدلَّ بأعراض الجَفا
وحكى الإدلالُ منه غضبَه
فإذا رام محبٌّ عتبَهُ
خفي الأمرُ عليه واشتبَهْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> الصبحُ والليلُ وشمسُ الضُّحى
الصبحُ والليلُ وشمسُ الضُّحى
رقم القصيدة : 27565
-----------------------------------(35/318)
الصبحُ والليلُ وشمسُ الضُّحى
والزَّهرُ والدرُّ ولينُ القضيبْ
في الفَرقِ والطُرَّة والوَجهِ والـ
خدَّين والثغرِ وقدِّ الحبيبْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وخودٍ تحاولُ وصلي وقد
وخودٍ تحاولُ وصلي وقد
رقم القصيدة : 27566
-----------------------------------
وخودٍ تحاولُ وصلي وقد
أضاعَتْ حقوقي وملَّت جنابي
فقلتُ ستلقَيْن منِّي الوصالَ م
إذا شِبتُ أو عاد عصر الشَّبابِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> للَّهِ من والهٍ عانٍ بأسرَتهِ
للَّهِ من والهٍ عانٍ بأسرَتهِ
رقم القصيدة : 27567
-----------------------------------
للَّهِ من والهٍ عانٍ بأسرَتهِ
ومن محبٍّ غدا يبكيه محبوبُ
كأنَّه يوسفٌ في السِّجن مُضطهداً
وكلُّ ذي خلَّة في الحيِّ يعقوبُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> قد طلعَ البدرُ في كواكبهِ
قد طلعَ البدرُ في كواكبهِ
رقم القصيدة : 27568
-----------------------------------
قد طلعَ البدرُ في كواكبهِ
كالمَلْك يختالُ في مُواكبهِ
والليلُ يَسعى به إلى أمَدٍ
كالطِّرفِ يَستنُّ تَحت راكِبهِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لا تجزعنَّ إذا نابتكَ نائبة ٌ
لا تجزعنَّ إذا نابتكَ نائبة ٌ
رقم القصيدة : 27569
-----------------------------------
لا تجزعنَّ إذا نابتكَ نائبة ٌ
ولا تضيقنَّ في خَطبٍ إذا نابا
ما يُغلق الُله باباً دونَ قارعة ٍ
إلاَّ ويفتحُ بالتَّيسير أبْوابا
العصر العباسي >> البحتري >> شرطي الإنصاف لو قيل اشترط
شرطي الإنصاف لو قيل اشترط
رقم القصيدة : 2757
-----------------------------------
شَرْطِيَ الإنْصَافُ، لوْ قِيلَ اشترِطْ،
وعدوي مَنْ إذا قال قَسَطْ
أدَعُ الفَضْلَ، فَلا أطْلُبُهُ،
حَسْبِيَ العَدْلُ من النّاسِ فقَطْ
وَسَطُ الاخْوَانِ لا يَدْخُلُ لي
في حِسابٍ، وَأخو الدّونِ الوَسَطْ
وَالمُعَنّى مَنْ تَمَنّى، خالِياً،
نَقْلَ أخْلاقي منْ بَعْدِ الشّمَطْ(35/319)
أيّهَا الحُرُّ الّذي شِيمَتُهُ
صِحّةُ الرّأي، إذا الرّأيُ اختلَطْ
شَطَطٌ أعوَجَ ما كَلّفْتَني،
ومِنَ الجَوْرِ تكالِيفُ الشّطَطْ
ليْسَ لي عَتْبٌ على حادِثَةٍ،
هَبْني النّجْمَ عَلا، ثُمّ هَبَطْ
لَسْتُ بالمَرْءِ إذا أسْقَطْتَهُ
منْ عِدادٍ في مُرَجّيكَ، سقطْ
عَادَةُ الأيّامِ عِنْدي غَضّةٌ،
خِلّةٌ تَصْدُفُ، أوْ دارٌ تَشُطّ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لا تَحسبِ الراح أوْرثَتْ يَدَهُ
لا تَحسبِ الراح أوْرثَتْ يَدَهُ
رقم القصيدة : 27570
-----------------------------------
لا تَحسبِ الراح أوْرثَتْ يَدَهُ
من سُوئِها رعشَة ً لها اضْطَرابا
لكنَّه لا يزالُ يلمسُها
فالكفُّ تهتزُّ دائماً طَرَبا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ولو أنَّني أسعى لنفسي وجدتني
ولو أنَّني أسعى لنفسي وجدتني
رقم القصيدة : 27571
-----------------------------------
ولو أنَّني أسعى لنفسي وجدتني
قليلَ المساعي للَّذي أنا كاسبُهْ
وكنتُ إذا حاولتُ في الدهر مطلباً
كثيرَ التأنيِّ في الذي أنا طالبُهْ
ولكنَّني أسعى لأنفع صاحبي
على أنَّ هذا الدَّهر أعيت مذاهبُهْ
وإن أنا لا أسعى له خفتُ عارَه
وشبعُ الفتى عارٌ إذا جاعَ صاحبُهْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> قد حالَ ما بيني وبين مآربي
قد حالَ ما بيني وبين مآربي
رقم القصيدة : 27572
-----------------------------------
قد حالَ ما بيني وبين مآربي
سُخْطي تحمُّلَ منَّة ٍ من واهِبِ
لو كنتُ أرضى بالخضوع لمطلبٍ
ما استصعبتْ يوماً عليَّ مطالبي
خيَّرتُ نفسي بينَ عزِّ المكتفي
بِأقلِّ ما يكفي وذُلِّ الراغبِ
فتخيَّرتْ عزَّ القَنوع وأنشدتْ
دعني فليس الذلُّ ضربة لازبِ
لا فرق ما بين المنيَّة والمُنى
إن نال من عرضي لسانُ الثَّالبِ
إنِّي لأسْغبُ والمطاعمُ جمَّة ٌ
حذراً وخوفاً من مقالة ِ عائِب
أصدى ولا أردُ الزُّلال المُشْتهى
ما لم ترُقْ مما يَشينُ مَشاربي(35/320)
وعلى احْتمالي للفَوادحِ أنَّني
ليروعُني هجرُ الحبيبِ العاتبِ
ويشوقُني ذكرُ الصَّبابة والصِّبا
ويروقُني حُسنُ الرَّداح الكاعِبِ
لا تملكُ الأعداءُ فضلَ مقادَتي
ويقودني ما شاء ودُّ الصَّاحِبِ
إني لأعذُبُ في مذاقِ أحبَّتي
وعدايَ منِّي في عَذابٍ واصبِ
ومتى يظنُّ بي الصديقُ تملُّقاً
لم يلقني إلاَّ بظنٍّ كاذِبِ
وإذا رأى منِّي الحضورَ لرغبة ٍ
أوليتُهُ ودَّ الصديق الغائب
سِيَّان عندي مَن أحَبَّ ومَن قَلى
إن غضَّ طرفاً عن رعاية جانبي
جرَّبتُ أبناءَ الزمان فلم أجدْ
من لم تُفدني الزُهدَ فيه تجاربي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> رحلتي المُشتهاة ُ تُزري
رحلتي المُشتهاة ُ تُزري
رقم القصيدة : 27573
-----------------------------------
رحلتي المُشتهاة ُ تُزري
بالروَّضِ عند الفَتى الأريبِ
فإن تغرَّبْتَ فاصْطحبها
فإنَّها سَلوة ُ الغَريبِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا حاديَ الظُّعنِ إن جُزتَ المَواقيتا
يا حاديَ الظُّعنِ إن جُزتَ المَواقيتا
رقم القصيدة : 27574
-----------------------------------
يا حاديَ الظُّعنِ إن جُزتَ المَواقيتا
فحيِّ من بمنى ً والخَيْفِ حُيِّيتا
وسلْ بجمعٍ أجمعُ الشَّمل مؤتَلِفٌ
أم غالَه الدَّهرُ تفريقاً وتَشْتيتاً
والثمْ ثَرى ذلكَ الوادي وحطَّ به
عن الرِّحال تَنلْ يا سعدُ ماشِيتا
عهدي به وثراهُ بالشذا عبقٌ
كالمسك فتَّتهُ الداريُّ تفتيتا
والدرُّ ما زالَ من حَصْبائه خجِلاً
كأنَّ حصباءَه كانت يَواقِيتا
يؤمُّه الوفدُ من عربٍ ومن عَجمٍ
ويسبرونَ له البِيدَ السَّباريتا
يَطوُونَ عَرضَ الفَيافي طولَ ليلهُمُ
لا يهتدون بغيرِ النَّجم خِرِّيتا
من كلِّ منخرق السِّربال تحسبه
إذا تسربلَ بالظَّلماءِ عِفرِيتا
لا يطعم الماء إلاَّ بلَّ غلَّته
ولا يذوقُ سوى سَدِّ الطَّوى قُوتا
يفري جيوب الفلا في كلِّ هاجرة ٍ
يُماثِل الضَبُّ في رَمضائِها الحُوتا(35/321)
تَرى الحَصى جَمراتٍ من تَلهُّبِها
كأنَّما أوقدتْ في القفر كِبريتا
أجابَ دعوة داعٍ لا مردَّ لها
قضى على النَّاس حجَّ البيت توقيتا
يرجو النَّجاة بيومٍ قد أهاب به
في مَوقفٍ يدَعُ المنطيقَ سِكِّيتا
فسار والعزم يطويه وينشره
ينازلُ البينَ تصبيحاً وتَبْيِيتا
حتى أناخَ على أمِّ القرى سحراً
وقد نَضا الصُّبحُ للظَّلماءِ إصْلِيتا
فقامَ يقرعُ بابَ العَفوِ مُبْتَهلاً
لم يَخشَ غَيرَ عِتابِ الله تبكِيتا
وطافَ بالبيتِ سَبْعاً وانثنى عجِلاً
إلى الصَّفا حاذِراً لِلوَقْت تَفْوِيتا
وراحَ مُلتمساً نيلَ المُنى بِمِنى ً
ولم يَخَفْ حينَ حلَّ الخَيفَ تَعنيتا
وقامَ في عرفاتٍ عارفاً ودعا
ربّاً عوارفُهُ عمَّته تربيتا
وعادَ منها مُفِيضاً وهو مُزْدلِفٌ
يَرجو من اللهِ تمكيناً وتثبيتا
وباتَ للجَمَراتِ الرُّقْش مُلتَقِطاً
كأنَّه لاقِطٌ دُرّاً وياقُوتا
وحين أصبح يومَ النَّحرِ قام ضُحى ً
يُوفي مناسِكَه رَمياً وتَسْبِيتا
وقرَّب الهَديَ تَهدِيهِ شَرائعُهُ
إلى الهُدى ذاكراً للَّهِ تَسْمِيتا
وملأتْهُ ليالي الخَيْفِ بَهجتَها
فحجَّ للدِّين والدُنيا مُواقيتا
حتى إذا كان يومُ النَّفْر نفَّرَهُ
وجدٌ ينكِّثُ في الأحشاء تنكيتا
ثمَّ اغتَدى قاضِياً من حجِّه تَفَثاً
يرجو لتزكية َ الأعمال تزكيتا
وودَّع البيتَ يرجو العودَ ثانية ً
وليتَه عنه طولَ الدَّهرِ مالِيتا
وأمَّ طيبة َ مثوى الطَّيِّبين وقد
ثنى له الشوقُ نحو المصطفى لِيتا
فواصلَ السيرَ لا يَلوي على سَكَنٍ
أزاد حبّاً له أم زاد تمقيتا
حتى رأى القبَّة الخضراءَ حاكية ً
قَصراً من الفَلَك العُلويِّ مَنْحوتا
فقبَّل الأرضَ من أعتابِ ساحتِها
وعفَّر الخدَّ تَعظيماً وتَشْمِيتا
حيث النبوَّة ُ ممدودٌ سُرادِقُها
والمجدُ أنبتَه الرحمنُ تَنْبيتا
مقامُ قدسٍ يحار الواصفون له
ويرجِعُ العقلُ عن عَلْياه مَبْهوتا
لو فاخَرَتْه الطِّباقُ السبعُ لانتكسَتْ
وعادَ كوكبُها الدُّريُّ مَكبُوتا(35/322)
تَستَوقفُ السَّمعَ والأبصارَ بهجَتُه
ويجمعُ الفضلَ مَشْهوداً ومَنْعوتا
يقولُ زائرُه هاتِ الحديثَ لنا
عن زوره لا عن الزَّوراء أوهيتا
وصف لنا نوره لا نار عادية ٍ
باتت تشبُّ على أيدي مصاليتا
مثوى أجلِّ الورى قدراً وأرحبهم
صدراً وأرفعهم يومَ الثَّنا صِيتا
نبيُّ صدقٍ هدت أنوار غرَّته
بعد العمى للهدى من كان عمِّيتا
وأصبحتْ سُبُلُ الدين الحنيفِ به
عَوامراً بعدَ أن كانت أمارِيتا
أحيا به اللهُّ قوماً قام سعدهم
كما أمات به قوماً طواغيتا
لولاه ما خاطب الرحمان من بشرٍ
ولا أبان لهم ديناً ولا هوتا
له يدٌ لا نُرجِّي غيرَ نائِلهَا
وقاصد البحر لا يرجو الهراميتا
فلو حوت ما حوته السُّحب من كرمٍ
لما سمعت بها للرعد تصويتا
فقل لمن صدَّه عنه غوايته
لو اهتديت إلى سبل الهدى جيتا
ما رام حصر معانيه أخو لسنٍ
إلاَّ وأصبح بادي العيِّ صِمِّيتا
يا أشرفَ الرُّسْلِ والأملاكِ قاطبة ً
ومن به شرَّف الُّله النَّواسيتا
سمعاً لدعوة ناءٍ عنك مكتئبٍ
فكم أغثت كئيباً حين نوديتا
يرجوك في الدِّين والدُّنيا لمقصده
حاشا لراجيك من يأسٍ وحوشيتا
أضحى أسيراً بأرض الهند مغترباً
لم يرجُ مخلصَه إلاَّ إذا شيتا
فنجِّني يا فدتك النفس من بلدٍ
أضحت لقاح العلى فيه مقاليتا
وقد خدمتك من شعري بقافية ٍ
نَبَّتُّ فيها بديعَ القول تَنْبِيتا
وزانها الفكر من سحر البيان بما
أعيا ببابل هاروتاً وماروتا
جلَّت بمدحِكَ عن مِثْلٍ يُقاسُ بها
ومن يقيسُ بنَشْر المسْكِ حِلْتِيتا
عليكَ مِن صلوات الله أشْرفُها
وآلك الغرِّ ما حيُّوا وحييِّتا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> خطرت في شمائلٍ ونعوت
خطرت في شمائلٍ ونعوت
رقم القصيدة : 27575
-----------------------------------
خطرت في شمائلٍ ونعوت
نفت العقل في محلِّ الثُّبوتِ
وتجلَّيت تميس في ثوب حسنٍ
حِيكَ بالكبرياءِ والجَبرُوتِ
شاهدَ العقلُ من وَمِيضِ سَناها
ما سباه فظلَّ كالمبهوتِ(35/323)
ورآها قد أرخصت كلَّ غالٍ
فتغالى في حُسنها المنعُوت
رامَ ذُو النُّطق أن يَفوهَ بقولٍ
فانثنى لم يَسَعْه غير السكوتِ
إن تيمَّمت سمتها فتجنَّب
يا أخا العزم عن جميع السُّموتِ
وإذا ما دنوت قرب حماها
فاخلَع النَّعلَ خاضِعاً بقُنُوتِ
واحفظِ القلبَ أن يَبُوحَ بسرٍّ
وانتظرها لوقتها الموقوتِ
وإذا أصفت الهوى وأدارت
في صفا الدرِّ ذائب الياقوتِ
فاغتبقها ولا تمل لسواها
فهي تُغني المحبَّ عن كلِّ قُوتِ
لو تجلَّى منها على الكون كأسٌ
أسكرَتْ كلَّ ناطقٍ وصَمُوت
ولَعمري لولا سَناها بليلٍ
ما اهتدى مدلجٌ إلى الحانوتِ
يا سُروري بها وقد وَلِهَ القلْـ
ـبُ فألهتْ بسِرِّها اللاَّهوتي
آنست وحشة الفؤاد وجلَّت
عنه بالنُّور ظلمة النَّاسوتِ
قد رآها الكليمُ نورَ هداهُ
ثمَّ كانت سكِينة َ التَّابُوتِ
أمَّ طالوت حانها فحبته
ملك قوم طالوا على طالوتِ
واحتساها داود صرفاً فأضحى
ظافراً في الوَغى على جالُوتِ
وأضلَّت عقولَ قومٍ فقالوا
هي سحرٌ يعزى إلى هاروتِ
وطَغى من طَغى بجهلٍ عليها
فهدته للجبت والطَّاغوتِ
ونفته عن مشهد القرب منها
فَنَفاها بِعَقلِهِ المَسْبُوتِ
زادت العالم الوقور ثباتاً
واسْتخفَّت بالجاهِل المَمْقُوتِ
كيف يَخفى عن العُيون سَناها
وهوَ بادٍ في المُلْك والمَلَكُوتِ
قلْ لِنفسٍ قد نازَعَتْكَ إليها
إن ترومي بها الحياة فموتي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> معاطفٌ أمْ رماحٌ سمهريَّاتُ
معاطفٌ أمْ رماحٌ سمهريَّاتُ
رقم القصيدة : 27576
-----------------------------------
معاطفٌ أمْ رماحٌ سمهريَّاتُ
وأعينٌ أم مواضٍ مشرفيَّاتُ
سَلْ عن دمي عندما تلقاك مُسفرة
تُخبِرْكَ عنه الخدودُ العَندِميَّاتُ
يا قاتل الله ألحاظا سفكن دمي
هل كان عندي لها في الحبِّ ثاراتُ
ما بَلبَل القلبَ من وجدٍ ومن وَلَهٍ
هواي لولا العيون البابليَّاتُ
وما أبرِّيء نفسي إنَّها حكمت
بالحبِّ فاحتكمَتْ فيها الصَّباباتُ(35/324)
وليس بِدْعاً فكم بالعِشق قد بَليتْ
فبلى نفوسٌ عن البلوى أبيَّاتٌ
يا عاذلي في الهوى أسرفت في عذلي
وكان يكفيك لو تجدي إشاراتُ
كيف السلوُّ وأشواقي مضاعفة ٌ
وبين حبِّي وسلواني منافاة ُ
هيهات قلبي عصاني في محبَّتهم
لمَّا غدا وله في الحبِّ طاعاتُ
وما ربوع الهوى يوماً بدراسَة ٍ
وقد وَفَتْ لي الحسانُ العامرياتُ
لي من سعاد سعاداتٌ أفوز بها
يوم اللِّقاء ومن لُبنى لُباناتٌ
وفي غرامي سرٌّ لا أبوح به
وللمحبِّين أسرارٌ خفيَّاتُ
لا أنكرنَّ الهوى من بعدما تليت
عليَّ من سُورِ الأحباب آياتُ
فخذْ صَحيحَ الهوى عنِّي ومُسنَدَهُ
فكم بإسناده عنِّي رواياتُ
ومن يناظرني فيه وقد نشرت
على مفارق لهوي منه راياتُ
واسْتفرَغَتْهُ صَباباتي فما بقيَتْ
بعدي لأهل الهوى إلاَّ صُباباتُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أنالت منى قلبي المنى حين غنَّت
أنالت منى قلبي المنى حين غنَّت
رقم القصيدة : 27577
-----------------------------------
أنالت منى قلبي المنى حين غنَّت
فلم أدرِ هل غنَّتهُ أم هي غنَّتِ
وشاقت فؤادي للحجاز وأهله
عشيَّة غنَّت بالحجاز ورنَّتِ
وجُنَّ بها العشَّاق لمَّا شدت به
وأبْدت من الأشجان ما قد أجنَّتِ
وسارت ركاب القوم ترمل عندما
شدت رملاً حتى إلى الرَّمل حنَّتِ
وإن غنَّت الرَّكبيَّ والركب سائرٌ
غدا حائراً ما كدَّرَتْه وثَنَّتِ
وكم من مَقامٍ قد تعالى مَقامُه
بألحانها لما به قد تغنَّتِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لقد ذَهَبَتْ أنفسُ العاشقين
لقد ذَهَبَتْ أنفسُ العاشقين
رقم القصيدة : 27578
-----------------------------------
لقد ذَهَبَتْ أنفسُ العاشقين
على نار وجنته حسراتِ
ولا غرو إن أصبحت تشتهى
فقد حُفَّت النارُ بالشَّهواتِ
العصر العباسي >> البحتري >> أمن أجل أن أقوى الغوير فواسطه
أمن أجل أن أقوى الغوير فواسطه
رقم القصيدة : 2758
-----------------------------------(35/325)
أمنْ أجلِ أنْ أقوَى الغُوَيرُ فَوَاسطُهْ،
وأقْفَرَ، إلاّ عِينُهُ وَنَوَاشطُهْ
بَكَى مُغرَمٌ نَاطَ الغَليلَ بقَلْبِهِ،
عَشيّةَ بَينِ المَالكيّةِ، نائطُهْ
وَصَلْنَ الغَوَاني حَبْلَهُ، وَهوَ ناشىءٌ،
وَقَارَضْنَهُ الهِجْرَانَ والشّيبُ واخطُهْ
وقد وَرَدَتْ أهواؤهنّ فؤادَهُ
ولا حُبّ إلا حُبّ عَلوَةَ فارِطُه
ولمّا التقينا والنّقا مَوْعدٌ لنا
تعجَّبَ رائي الدُّرّ حُسناً ولاقطُهْ
فمنْ لؤلؤٍ تجلوه عند ابتسامتها
ومن لؤلؤٍ عند الحديثِ تُساقطُه
أشيم سُحَابَ الغرب: هل رُكنُ جوشنٍ
أو المُنكَفَا من بانَقُوسَا مَهابطُه
لِتُسْقَى، وَمَا السّقْيَا لَدَيّ بحَقّها،
مَحاني قُوَيْقٍ، رَيُّها، وَبَسائطُهْ
لَعَمْرُكَ ما في شِيرَزَادَ ولا ابْنِهِ،
مَكَانٌ تُدانِيهِ العُلا أوَتُخَالِطُهْ
حَمَتْهُ الدّهَاقينُ الرُّبَى، وَتَسافلَتْ
بقُطْرُبَّلٍ، أعْلاجُهُ وأنَابِطُهْ
مَظِنّةُ خَمّارِينَ، تُمْسي لَئيمَةً
أُقَيْوَامُهُ في أهْلهَا، وأرَاهِطُهْ
وأحْجِ بحَجّامِ الدّسَاكِرِ أنْ يُرَى
لَهُ ابنُ ضَلالٍ نازحُ الخَيرِ شاحِطُهْ
إذا قُلْتُ قَدْ ألقَى يَداً لصَنيعَةٍ،
أبَاهَا أبو عِمْرَانهِ، وَمَشارِطُهْ
يَبيتُ مُعَنّى النّفسِ من لؤمِ أصْلِهِ،
بأنْ يَقبِضَ الرّزْقَ الذي الله باسطُهْ
ويَغْدُو ويَعْقُوبُ اْبنُهُ مُتَرَسُّلٌ
يُزَانِيهِ في أولاَدِهِ ويُلاَوِطُهْ
فأيُّ خِلالِ اللّؤمِ لمْ يَعتَصِبْ بها،
رَكُوبُ الدّنايا، حارِضُ القدرِ، ساقطُهْ
زَعيمٌ بخِدْنِ السّوءِ، يوجَدُ عندَهُ
إذا ما ابنُ مَيمُونٍ أتاهُ يُضَارِطُهْ
وَمَا مِنْهُما إلاَّ زُنَيْدِيقُ قَرْيَةٍ
يُلاَكِنُ مانِي حَمْقَهُ ويُعَافِطُه
متى أتَعَلّقْ من أبي الصّقْرِ ذِمّةً،
يَذُدْ عن حَرِيمي وَافرُ الجأشِ رَابطُهْ
أخٌ ليَ لا يُدْني الذي أنَا مُبْعِدٌ
لشيءٍ، ولا يَرْضَى الذي أنا ساخطُهْ
لمَصْقَلَةَ البَكْرِيَّ يُنمَى، وَمن يكن(35/326)
لمَصْقَلَةَ البَكْرِيّ تشْرُفْ فَوَارِطُهْ
مَعَالٍ، بَنَاهَا صعْبُهُ، وَعَليُّهُ،
وَوَائِلُهُ، وَيْلُ العَدُوّ وَقَاسطُهْ
بَهَاليلُ يَوْمِ الجُودِ تَجرِي شِعَابُهُ،
وآسَادُ يَوْمِ الحَرْبِ يَحمَرُّ ماقطُهْ
مَتى تَغْشَهُ للنّائلِ الرَّغْبِ تَنْدَفِعْ
إلى وَرَقٍ لا يرْهَبُ العُدْمَ خَابِطُه
وَما رَشَحَتْ شَيْبَانُ فَضْلَ عَطائهِ،
بلِ البْحرُ غَطَّى الرَّاسِيَاتِ غُطَامِطُهْ
وَقَدْ وَليَ التَّدبِيرَ أَشْوَسُ، عِندهُ
خِلالُ السَّدادِ كُلُّها وَشَرَائطُهْ
غَدا، وَهُوَ واقي المَلْكِ مِمّا يَغُضُّهُ،
وَكَافِيهِ تِلْكَ المُعضلاَتِ وحَائِطُه
مُقَوِّمُ رَأسِ الخَطبِ، حتّى يَرُدّهُ
إذا الخَطْبُ أرْبَى شَغْبُهُ وَتخَامُطُهْ
جَزَتْكَ جَوَازِيَ الخَيرِ عن مُتَهَضِّمٍ
تَكَفّا عَليهِ جائرُ الحُكمِ قاسطُه
وَلمّا أتَاهُ الغَوْثُ من عَدلكَ انثَنَى
وَرَاحِمُهُ من ذلكَ الجَوْرِ، غابطُهْ
تَلاَفَيْتَ حَظّي بَعدَ مَا كان وَاقِعاً،
وأدرَكَتَ حَقّي بَعدَمَا شاطَ شائطُهْ
وَمَا كنتُ بالمَخسوسِ رُوشِيَ فارْتَشَى،
وَلا بالغَبيّ اقتَادَهُ مَنْ يُغالطُهْ
وَلا كَانَ خَصْمي يَوْمَ طأطأتُ ظُلمَهُ
بنَافِعِهِ إسْرَافُهُ، وَتَحَالُطُهْ
فإنْ أُثْنِ لا أبْلُغْ، وإنْ أُلفَ غامطاً
لطَوْلِكَ لا يَسعدْ بطَوْلِكَ غامِطُهْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أما والهوى حِلْفاً ولستُ بحانِثِ
أما والهوى حِلْفاً ولستُ بحانِثِ
رقم القصيدة : 27580
-----------------------------------
أما والهوى حِلْفاً ولستُ بحانِثِ
لما أنا للعهد القديم بناكثِ
يحدِّثها الواشي بأنِّي سلوتها
بقد حدَّث الواشي بأعظم حادثِ
وما علمت أنِّي تفرَّدت في الهوى
فأنَّى لها مثلي بثانٍ وثالثِ
بُليتُ بفَدْمٍ ليس يَعرِفُ ما الهوى
وآخر عن سرِّ المحبَّة باحثِ
يسائلُني هل للصَّبابة باعِثٌ
فقلت نعم عندي لها ألف باعثِ
توزَّعَ قلبي بين خَدٍّ مُضرَّجٍ(35/327)
وجَفْنٍ كليلِ الطَّرفِ بالسِّحر نافثِ
وخمرة حبٍّ عتِّقت قبل آدمٍ
فكان حديثاً عندَها عهدُ يافثِ
سَكِرتُ بها فارتحتُ من فَرطِ نَشوَتي
لخفق المثاني واصطكاك المثالثِ
وبنت كرامٍ رحت منتشياً بها
إذا ما انتشى غيري بأمِّ الخبائثِ
كلِفتُ بها والعمر مُقتبلُ الصِّبا
ولم تنتهب شملي صروف الحوادثِ
حججتُ إلى داعي الغَرام مُلبِّياً
ولم أكُ في حجِّي إليه برافِثِ
ولم أكترِثْ في الحبِّ من لوم لائمٍ
ولكن سماع اللَّوم إحدى الكوارثِ
ولله عهدٌ فرَّق البين شمله
وعاثت به أيدي اللَّيالي العوابثِ
فأصبحَ صَبري راحِلاً عن مَقَرِّه
وقد كنت أدري أنه غير لابثِ
فقلت لقلبي كيف حالك قال لي
دَعِ القولَ إنِّي بعدهم غيرُ ماكِثِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ما عَلى حاديهُمُ لو كان عاجا
ما عَلى حاديهُمُ لو كان عاجا
رقم القصيدة : 27581
-----------------------------------
ما عَلى حاديهُمُ لو كان عاجا
فقضى حين مَضى للصبِّ حاجا
ظعنوا والقلب يقفو إثرهم
تبع العيس بكوراً وادِّلاجا
سلكوا من بطن فجٍّ سبلاً
لا عَدى صوبُ الحيا تلك الفِجاجا
هم أراقوا بنواهم أدْمُعي
وأهاجُوا لاعجَ الوجدِ فهاجا
كم أداجي في هواهم كاشحاً
أعجز الكتمان مَن حبَّ فداجى
وعذولاً يُظهرُ النُّصحَ بهم
فإذا نهْنَْهُتُه زاد لَجاجا
طارحتني الورقُ فهم شجناً
والصَّبا أوحتْ شَجاً والبرقُ ناجى
يا بريقاً لاح من حيِّهم
يصدع الجوَّ ضياءً وابتلاجا
أنت جدَّدت بتذكارهُمُ
للحشى وْجداً وللطَّرف اختلاجا
هات فاشرح لي أحاديثهُمُ
إنَّها كانت لما أشكو عِلاجا
علَّها تُبرىء وَجْداً كامِناً
كلَّما عالجته زادا اعتلاجا
ما لقلبي والصَّبا ويح الصَّبا
كلَّما مرَّت به زادَ اهْتياجا
خطرت سكرى بريَّا نشرهم
وتحلَّت منهُم عِقداً وتاجا
يحسدُ الرَّوضُ شذاها سَحَراً
فترى الأغصان سرّاً تتناجى
آه من قومٍ سقوني في الهوى
صِرفَ حبٍّ لم أذقْ مَعْه مِزاجا
خلَّفوا جسمي وقلبي معهم(35/328)
كيفما عاجت حُداة ُ الركبِ عاجا
أتراهُم عَلِموا كيفَ دَجا
مربعٌ كانوا لناديه سراجا
أم دَرَوا أنَّا وردْنا بَعدَهم
سائغَ العَذْبِ من البَلوى أجاجا
وهم غاية ُ آمالي هُمُ
سار في حبِّهم ذكري فراجا
لا عَراهُمْ حادثُ الدهرِ ولا
بَرحَتْ أيَّامُهم تُبدي ابْتِهاجا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> من عمَّ طلعتك الغرَّاء بالبلج
من عمَّ طلعتك الغرَّاء بالبلج
رقم القصيدة : 27582
-----------------------------------
من عمَّ طلعتك الغرَّاء بالبلج
وخصَّ مبسمك الدريَّ بالفلجِ
وموَّهَ السِّحرَ في جَفنَيْكَ فاتَّفقا
على اسْتلاب النُّهى بالغُنْج والدَّعجِ
وضاعف الورد في خدَّيك حين بدا
ريحان عارضك المسكيِّ بالضَّرجِ
وأكسَب الوردَ من ريَّاك طيبَ شذاً
حتى روى مُسنداً عن نَشْركَ الأرجِ
وكم لحسنك معنى ً قد خُصصت به
ما بين مُنفردٍ منه ومُزدَوِجِ
ما كلُّ ذي بهجة راقت محاسنه
يحوي محاسن هذا المنظر البهجِ
من رامَ حُسنَك لم ينظر إلى حَسَنٍ
وفي سنى الشَّمس ما يغني عن السُّرج ِ
قد كادَ يَحكيكَ لولا الفِرقُ لاحَ لنا
بدر التَّمام وشمس الأفق في البلجِ
فلم يقَعْ منكَ ذو حُسنٍ على شَبهٍ
سوى الهلال على ما فيه من عوجِ
كيف النَّجاة لمن ولَّاك مهجته
وسيفُ لحظِكَ لا يُبقي على المُهَجِ
خذ في التجنِّي ودع من مات فيك يقل
أنا القتيلُ بلا إثمِ ولا حَرَج
خلعت فيك عذاري غير معتذرٍ
وفي عذارك عذري واضح الحجج
وكيف أصْحو غَراماً من هواكَ وقد
سقيتني الحبَّ صرفاً غير ممتزج
هام المحبُّون وجداً فيك فانزعجوا
وهمت فيك بقلبٍ غير منزعج
شتَّان ما بين صبٍّ راح مكتئباً
وبين صَبٍّ بجَوْر الحبِّ مُبْتَهج
يا لاهِجاً بمَرامي في هوى رشَاءٍ
بسَلْب ألباب أرْبابِ الهوى لَهِجِ
إن لم يَلجْ حسنُه في ناظريكَ فلي
سمعٌ وحقِّك فيه العذل لم يلج
حَلَتْ حلاه لقلبي إذُ شُغِفتُ به
والحبُّ أعذب لي من عذلك السَّمج
لي من ذوائبه ليلٌ دجا فسجا(35/329)
فيه يطيب السُّرى وهناً لمدَّلجِ
ومن محياه صبحٌ إن أضاء لنا
جَلا الدُّجى بصباحٍ منه مُنْبَلجِ
لا غروَ إن فتنَتْ قلبي نَواظرُه
كم فتنة ٍ دون ذاك الناظر الغنج
ما كنتُ أوَّل من أذكت بمهجته
نار الصَّبابة وجداً دائم الوهج
فقلبه من سعير الوجد حرقٍ
وجَفنُه من بحار الدَّمع في لُججِ
أهفو إلى الرِّيح إن مرَّت على إضمٍ
شَوقاً لمن قلبُه بالشَّوق لم يَهِجِ
يا حبَّذا نسمة ٌ هبَّت لنا سحراً
تختالُ في الجوِّ من طيبٍ ومن أرَج
روت أحاديثَ سُكَّان الحِمى وسَرت
تهيج كلَّ فؤادٍ بالغرام شج
فهل درت نسمات الحيِّ حين سرت
ماذا أسَرَّت لعاني الحبِّ من فَرَجِ
وافتْ مُبَشِّرة ً بالوصل منشدة ً
لك البشارة مضنى الحبِّ فابتهج
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> قُم هاتِها حَمراءَ قبلَ المزاجْ
قُم هاتِها حَمراءَ قبلَ المزاجْ
رقم القصيدة : 27583
-----------------------------------
قُم هاتِها حَمراءَ قبلَ المزاجْ
تَسطعُ نوراً في كؤوس الزُّجاجْ
كأنَّها في كأسها لمحة ٌ
من بارقٍ أو لَمعة ٌ من سِراجْ
عذراءُ قد ألبَسها ـ إذ بدتْ ـ
حبابها الدُّريُّ عقداً وتاجْ
يُديرها أغيدُ ساجي الرَّنا
أحوى رشيقُ القدِّ حلوُ المزاجْ
يهتزُّ كالغصن إذا ما مشى
وردفه من مشيه في ارتجاجْ
إذا رآه عاذلي مسفراً
لجلج في القول وكفَّ اللجاجْ
بادر إلى اللَّذَّات في وقتها
وافتح لداعي الأنس عنها رتاجْ
واصْطَبح الراحَ فقد أشرَقَتْ
والصبح إشراقه في انبلاجْ
أما ترى يا صاح زهر الرُّبى
ماجت به الريح سحيراً فماجْ
والجوُّ قد أرَّجَ أرجاءَه
والروض من قطر النَّدى في ابتهاجْ
والريحُ هبَّت مَوْهِناً نشرُها
يَملأ بالطِّيب الرُّبى والفِجاجْ
إنِّي امرؤٌ ليس لدائي سوى
هذي التي أنعَتُها من عِلاج
فاشرح بها لا روَّعتك النَّوى
صدراً لهمِّ البَيْنِ فيها اعْتِلاجْ
للَّه طيفٌ من حبيبٍ نأى
سرى يخوض الليل والليل داجْ
مرَّ بنا لكنَّه لم يَعُجْ(35/330)
ما ضرَّه إذ مرَّ لو كان عاجْ
آهٍ لعصرٍ نلتُ فيه المُنى
بحاجة ٍ قضَّيتها بعد حاجْ
يا ليتَهُ لو عادَ يوماً فقد
عادَ فُراتُ الماءِ عندي أجاجْ
والله ما هيج ذكر الحمى
وَجْدي بذاكَ الحيِّ إلاَّ وَهاجْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لمن العيس لها في البيد نفح
لمن العيس لها في البيد نفح
رقم القصيدة : 27584
-----------------------------------
لمن العيس لها في البيد نفح
شفها التأويب والشوق الملح
ضمرٌ تمرح شوقاً في البرى
وبها من لاعج الأشواق برح
تقطعُ الأرضَ وِهاداً ورُبى ً
ولها في لج بحر الآل سبح
وإذا ما لاحَ برقٌ بالحِمى
وهي تَعدو مَرَحاً كادَتْ تُلحُّ
ما على من حَمَّلوها قمراً
يهتدي الركب به إن جن جنح
لو أصاخوا للمعنى ساعة ً
يَشرح الوجدَ وهل للوجدِ شَرْحُ
خلفوه عانياً لا يفتدى
من هواه وعليلاً لا يَصِحُّ
كيف يقفو إثر من قد ظعنوا
تابعاً والدمع للآثار يمحو
ومتى يرجو التسلي مغرمٌ
ينطوي منه على الأحزان كَشْحُ
كلَّما حنَّ إلى السَّفح هوى ً
بلَّ رُدْنَيه من الأجْفان سَفحُ
ما لِورَقاءِ الحِمى ـ لا صَدَحَتْ ـ
أنا أهوى وهيَ بالشَّكوى تَبحُّ
أين من شوقي ورقاء الحمى
للحِشا صدْعٌ وللوَرْقاءِ صَدْحُ
ودفين الشوق يبديه الجوى
مثلُ سِرِّ الزَّنداذْ يُورِيه قَدْحُ
آهِ من ذِكرى لُيَيْلاتِ اللِّوى
حيث أهلي جيرة ٌ والدهر صلح
هكذا تفدحُ أيَّامُ النَّوى
كم لأيَّام النَّوى بالبين فَدْحُ
وعناءٌ في تَصاريف الهوى
عاذلٌ يلحو وأشواق تلح
يا خليلي ابذلا نصحكما
إن يكن عندَكما للخلِّ نُصْحُ
هل قضى حق التصابي كلفٌ
هو بالروح وحق الله سمح
جد في الحب بي الوجد وقد
كان ظنِّي أنَّ جِدَّ الحب مَزحُ
والهوى صَعبٌ على عِلاَّته
وقُصارى الحبِّ إكداءٌ وكَدْحُ
غير أنِّي بأحاديث الصِّبا
نحو لذات الصبا واللهو أنحو
لست أشكو لفح نيران الجوى
إن يكنْ لي من رَسول الله نَفْحُ
سيَّدُ الكونَيْنِ والمَوْلى الذي(35/331)
غَمرَ الخلقَ له مَنٌّ ومَنْح
بهرت آياتُه إذ ظهرَتْ
فلها بالسَّعد إشراقٌ ولَمْحُ
قام يجلو ظلم الكفر بها
مثلما يَجلو ظلامَ اللَّيلِ صُبحُ
وفَرى الشِّركَ بماضِيهِ فلم
يُرْأمُ الدَّهرَ له مِن بَعْد جُرْحُ
وله القدح المعلى في العلى
كلما فاز لذي العلياء قدح
كم وكم من نِعمة ٍ وشَّحَها
عاتقُ الدهر بكفٍّ لا تَشحُّ
وشفَى قَرْحاً بأسْنى همَّة ٍ
من عُلاهُ حين مسَّ القومَ قَرحُ
وإذا خاب لراجٍ أملٌ
فله عند سول الله نجح
سيدٌ أدنى مزياه العلى
وأقلُّ النَيْل من جَدواه سَحُّ
يا رسول الله يا من لم يزل
للورى من فضله كسبٌ وربح
أنت أنت المرتجى إن سنحت
كُربة ٌ أوْ أعوزَ الإقبالَ سُنْحُ
هبْ لِراجيكَ وهَبْهُ عاصِيا
أين منك اليوم إغضاءٌ وصفح
وانتقذه من يد البين الذي
لم يزل يشذبه جوراً ويلحو
أدْنِهِ منكَ جِواراً فلقد
ضاق والله به في الهند فسح
وقوافٍ قدتها طوع يدي
بعد أن أعيا الورى منهن جمح
يَحسدُ الروضُ لآلي نَظْمِها
إذ حكاها من سقيط الطل رشح
وتود الخود إذ صغى لها
أنها في جيدها طوقٌ ووشح
كلُّ غَرَّاءَ إذا ما أنشِدَتْ
زانها في شِيَم المُخْتارِ مَدْحُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أما تَرى الأيكَ قد غنَّت صوادحُهُ
أما تَرى الأيكَ قد غنَّت صوادحُهُ
رقم القصيدة : 27585
-----------------------------------
أما تَرى الأيكَ قد غنَّت صوادحُهُ
والروض نمت برياه نوافحه
فانهض إلى وردة ٍ حفت بنرجسة ٍ
حبابها زهرٌ طابت روائحه
حمراء يسطع في الظلماء ساطعها
كأنها شررٌ أوراه قادحه
إذا احْتَساهَا أخوسِرّ بجُنحِ دُجى ً
يكادُ يَظهرُ ما تُخفي جَوانحُه
من كف أغيد ما للبدر طلعته
ولا لشمس الضحى منه ملامحه
مورَّدُ الخدِّ لَدْنُ القدِّ ذو هَيفٍ
خفيف روحٍ ثقيل الردف راجحه
بَدرٌ ولكنَّما قَلبي مطالعُه
ظبيٌ ولكنَّ أحْشائي مسارحُهُ
لم تبد رقة كشحيه لناظره
إلا ورق له بالرغم كاشحه
إذا تجلت بشمس الراح راحته(35/332)
ودت نجوم الدياجي لو تصافحه
يفتر ثغر حباب الكأس في يده
كأنَّها حين يَجلوها تُمازِحُهُ
ما اهتز من طربٍ إلا شدا طرباً
من الحلي على عطفيه صادحه
قاسُوه بالبَدر في ظَلماءِ طُرَّته
والفرقُ يظهرُ مثلَ الصُّبح واضحُه
ما كان أغنى النَّدامى عن مُدامَتهِ
لو أنه سامحٌ بالثغر مانحه
لا يمنع الصبَّ وَعْداً حين يسألُه
لكنه ربما عزت منائحه
قد كان يقنعه طيفٌ يلم به
لو أنه بالكرى ليلاً يسامحه
كم رامَ يكتمُ ما يلقاهُ من كَمدٍ
في حبه غير أن الدمع فاضحه
يا ناصحَ الصبِّ فيه لا تقلْ سفهاً
تالله ما بر فيما قال ناصحه
ما زلت أحسن شعري في محاسنه
وواصفُ الحُسن لا تكبُو قَرائحُه
لا يحسن الشعر إلا من تغزله
فيه وفي المُصْطفى الهادي مدائحهُ
هو الحبيبُ الذي راقَتْ خلائقُه
وربه بعظيم الخلق مادحه
إن ضل من أم ليلاً سوح حضرته
هداه من نشره الذاكي فوائحه
هو الكريم الذي ما زال نائله
تتلُو غوادِيَه فينا رَوائحُه
محمَّدٌ خيرُ محمودٍ وأحمَدُ من
وافت بأسعد إقبالٍ سوانحه
أتى بفرقان حق في نبوته
ضاهَت خواتِمَهُ الحُسنى فواتحُهُ
من اقتفاهُ أغاثَتْهُ صحائفُه
ومَن أباهُ أبادَتْه صفايحُهُ
وليس باب هدى ً ترجى النجاة به
يوم القيامة إلا وهو فاتحه
الموسع الجود إن ضاقت مذاهبه
والفاتح الخير إن أعيت مفاتحه
ما زال مجتهداً في نصح أمته
حتى هَدَتهم إلى الحُسنى نصائحُهُ
بصدقه شهدت أنوار غرته
والحقُّ أبلجُ لا تَخفى لوائحُهُ
لم يبرح العدل بالعدوان ملتبساً
حتى أتى وهو بالفرقان شارحه
فأصبحَ الحقُّ قد درَّت غزائرُهُ
وأنتجَتْ بالهُدى فينا لواقحُهُ
وأصلحَ الدينَ والدُّنيا بملَّتِه
وأقبلت في الورى تترى مصالحه
قد فازَ منه مُواليهِ بمُنْيتِهِ
وطوَّحتْ بمُعادِيه طوائحُهُ
ما مسَّ مُجدِبَ وادٍ نعلُ أخمصِه
إلا وسالت بما تهوى أباطحه
لو فاخرَ البحرَ جَدوى راحَتيْه غدا
قفراً وغاضَتْ على غَيظٍ طوافحُهُ
لو أمِدَّ غمامٌ يومَ نائله
من فيض كفيه ما كفت سوافحه(35/333)
وكم له من جميلٍ در مجمله
زانَتْ ترائبَ أقوالي وشائحُهُ
لا يَبلغ الواصفُ المُطري مناقبَهُ
وكيف يبلغ أقصى البحر سابحه
يا سيَّدَ الخلقِ ما لِلعبد غيركَ مَنْ
يرجوه غوثاً إذا ضاقت منادحه
فأنت أنت المرجى إن عرت نوبٌ
وبلبل البال من دهرٍ فوادحه
فاسمعْ لدَعوة ِ مُضطرٍّ به ضَرَرٌ
يدعوك وهو بعيد الإلف نازحه
قد غادرته النوى رهن الخطوب ولم
يزل يماسيه منها ما يصابحه
أضحَى غريباً بأرض الهِند ليس له
سوى تفكره خلٌ يطارحه
لعل رحماك من بلواه تنقذه
ويُصبح البينُ قد بانَتْ بَوارحُهُ
فاشفَعْ فديتُكَ في عبدٍ تكاءَدَهُ
من الحوادثِ ما أعياهُ جامِحُهُ
يرجو شفاعتك العظمى إذا شهدت
بِما جَناه على عَمْدٍ جوارحُهُ
وسل إلهك يعفو عن جرائمه
قبلَ السؤال فلا تَبدو قبائحُهُ
أنت الشهيد علينا والشفيع لنا
فمن شفعت له تستر فضائحه
ولي مطالِبُ شَتَّى أنتَ مُنجحُها
فضلاً إذا أعْيت الراجي مناجحُهُ
عليكَ من صلواتِ اللَّه أشرَفُها
ومن تحيَّاته ما طابَ فائحُهُ
والآل والصحب ما غنت مطوقة ٌ
ولاح من بارق الجرعاء لائحه
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا ربِّ كم لكَ من يَدٍ عظُمَتْ
يا ربِّ كم لكَ من يَدٍ عظُمَتْ
رقم القصيدة : 27586
-----------------------------------
يا ربِّ كم لكَ من يَدٍ عظُمَتْ
عندي فنلت بها المنى سرحا
وأجلهن يدٌ كتبت بها
لزبور آل محمدٍ شرحا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> على باب ابن معصومٍ أنخنا
على باب ابن معصومٍ أنخنا
رقم القصيدة : 27587
-----------------------------------
على باب ابن معصومٍ أنخنا
ففُزْنا بالنَّجاة وبالنَّجاحِ
هو ابنُ عَطاءٍ المُعْطي كثيراً
لنا من جُودِهِ ابنَ أبي رَباحِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وافى إليك بكأس الراح يرتاح
وافى إليك بكأس الراح يرتاح
رقم القصيدة : 27588
-----------------------------------
وافى إليك بكأس الراح يرتاح
كأنه في ظلام الليل مصباح(35/334)
ساقٍ لعشاقه من جنح طرته
وضوءِ غرَّتِه ليلٌ وإصباحُ
لم تدر حين يدير الراح مبتسماً
من ثغره العذب أم من كأسه الراح
أمْسى النَّدامى نَشاوَى من لَواحِظه
كأن أحداقه للخمر أقداح
إن راح يرتاح من ماء الشباب فلي
قلبٌ عليه بنارِ الوجدِ يَلتاحُ
أما ترى عاشِقيهِ من هُيامِهمُ
غدوا عليه بوجدٍ مثل ما راحوا
طَووا على سِرِّ شكواهُ ضمائرَهم
ولو أباحَ لهم شكواهُ ما باحُوا
أما الصَّبوحُ فقد لاحت لوائحُهُ
رق الظلام وجيب الأفق منصاح
وفاح عرف الصبا عند الصباح شذاً
كأنه بأريج المسك نضاح
وصاحَ بالقوم شادٍ هاجَه طرَبٌ
وبلبلٌ في فروع الدوح صياح
فامسَحْ من النَّوم جَفناً زانَه كحَلٌ
وحمَّل الكفَّ كأساً زانَه راحُ
وأحي بالراح أشباحاً معطلة ً
فإنَّما هي للأشباح أرواحُ
أما ترى العُودَ قد رنَّت مثالِثُه
له بألسِنة الأوتار إفصاحُ
تشدو به قينة ٌ غراء آنسة ٌ
كأنَّ مِضْرَبَهَا للأُنس مفتاحُ
يرتاحُ في حِجرها من صَوتها طرَباً
كأنه غصنٌ في الروض مرتاح
والصبح قد لاحَ تجلو الليلَ طلعتُه
كأنما الليل وعدٌ وهو إنجاح
وساحَ يَملأُ آفاقَ السَّماء سَنى ً
وغص للأرض من أضوائه ساح
والروض قد نفحت ريا نوافحه
وهبَّ منها على الأرواح أرْواح
قم فاسقنيها على ورد الخدود فقد
زها وفاح بها وردٌ وتفاح
لا يلهينك حزنٌ بان عن فرحٍ
فإنَّما الدهرُ أفراح وأتراحُ
سَقياً لعصرٍ مضى بالسَّفح من إضم
إذ الزمان بما أهواه سماح
وإذْ دواعي الهوى للَّهوِ داعية ٌ
والقلبُ في راحة ٍ والعيشُ رَحْراحُ
والنفس من غير شغل الحب فارغة ٌ
والأنسُ تُملأ من راحاتِه الراحُ
أيام لا مشربي مرٌ مذاقته
كلا ولا ورده المعسول ضحضاح
لا تعجبنَّ لجَفْني إذ بُكاهُ دماً
فإنَّه من قَليب القلبِ يَمتاحُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وافى وأفق الدجى بالزهد متشح
وافى وأفق الدجى بالزهد متشح
رقم القصيدة : 27589
-----------------------------------
وافى وأفق الدجى بالزهد متشح(35/335)
والصبحُ قد كادَ للأبصار يتَّضحُ
والبدر يرفل في ظلمائه مرحاً
وضرَّة ُ البَدر عندي زانَها المرحُ
مهفهفٌ تستخِفُّ الراحُ راحَتهُ
ويثقل السكر عطفيه فيرتنح
بدا يطوفُ بها حمراءَ ساطعة ً
في جبهة الليل من لألائها وضح
فاطرحْ زنادك لا تستَوْرِه قَبَساً
لا يقدح الزندَ من في كفِّه القَدَحُ
وافى بها أسرة ً في المجد راسية ً
لا يستفزهم حزنٌ ولا فرح
لهم من الراحِ في الأفراح مُغتَبَقٌ
ومن دماء العِدى في البأس مُصطَبحُ
هُمُ سِمامُ العِدى إن غارة ٌ عَرضتْ
وعم غمام الندى والفضل إن سمحوا
تُخفي وجوهُهمُ الأقمارَ إن سَفَروا
وتُخْجِلُ السحبَ أيديهم إذا مَنَحوا
مالوا إلى فُرص اللَّذات من أمَمٍ
ولم يميلوا عن العليا ولا جنحوا
وبات يمنحُني من دَنِّه مِنحاً
كانت أماني نفسي والهوى منح
وذاتِ حُسنٍ إذا مِيطتْ بَراقعُها
فالشمسُ داهِشَة ٌ والبدرُ مُفتضِحُ
عاتبتُها بعدما مالَ الحديثُ بها
عتباً يمازجه من دلها ملح
فأعرضت ثم لانت بعد قسوتها
حتى إذا لم يَكُن للوصلِ مُطَّرَحُ
أغضت وأرضت بما أهوى وعفتنا
تأبى لنا مأثماً في الحب يجترح
فلم نَزل لابِسي ثوبَ العَفاف إلى
أن كادَ يظهرُ في فرع الدُّجى جَلحُ
قامت وقمتُ وفي أثوابنا أرَجٌ
من الوِصالِ وفي أكبادِنا قُرحُ
ما أصعَبَ الحبَّ من خطبٍ وأبْرَحَه
بذي العَفاف وإن أخفى الذي يَضِحُ
العصر العباسي >> البحتري >> سقيت الغوادي من طلول وأربع
سقيت الغوادي من طلول وأربع
رقم القصيدة : 2759
-----------------------------------
سُقيتِ الغَوادِي من طُلُولٍ وأرْبُعِ،
وَحُيّيتِ من دارٍ لأسماءَ بَلْقَعِ
وإنْ كُنتُ لا مَوْعُودُ أسماءَ رَاجعي
بنُجحٍ، ولا تَسوِيفُ أسماءَ مُقنعي
ولا نَافعٌي سَكْبُ الدّموعِ التي جَرَتْ
َلدَيها، ولا فَرْطُ الحَنينِ المُرَجَّعِ
فَلا وَصْلَ، إلاّ أنْ يُطِيفَ خَيالُها
بنا تحتَ جُؤشوشٍ من اللّيلِ أسْفَعِ
ألَمّتْ بنا، بعدَ الهدو، فَسامحَتْ(35/336)
بوَصْلٍ، متى نَطلُبْهُ في الجِدّ تَمنَعِ
وَمَا بَرِحَتْ حتّى مَضَى اللّيلُ فانقَضَى،
وأعجَلَهَا داعي الصّباحِ المُلَمَّعِ
فَوَلّتْ كأنّ البَينَ يَخلِجُ شَخصَها
أوَانَ تَوَلّتْ، من حَشايَ وأضْلُعي
وَرُبّ لقَاءٍ لمْ يُؤمَّلْ، وفُرْقَةٍ
لأسْمَاءَ لمْ تُحْذَرْ، وَلَمْ تُتَوَقّعِ
أرَانيَ لا أنْفَكُّ في كلّ لَيْلَةٍ
تُعَاوِدُ فيها المَالكيّةُ مَضْجَعي
أُسَرُّ بقُرْبٍ منْ مُلِمٍّ مُسَلِّمٍ،
وأُشجَى ببَينٍ منْ حَبيبٍ مُوَدِّعِ
فكَأْيِنْ لَنَا بَعْدَ النّوَى منْ تَفَرّقٍ
تُزَجّيهِ أحلامُ الكَرَى، وَتَجَمُّعِ
وَمِنْ لَوْعَةٍ تَعْتَادُ في إثْرِ لَوْعَةٍ،
وَمن أدمُعٍ تَرْفَضُّ في إثرِ أدْمُعِ
فَهَلاّ جَزَى أهلُ الحمى فَيضَ عبرَتي،
وَشَوْقِي إلى أهلِ الحمَى، وَتَطَلُّعِي
سَيَحْملُ هَمّي عن قَريبٍ، وهمّتي
قَرَا كُلِّ ذَيّالٍ جُلالٍ جَلَنْفَعِ
يُناهِبْنَ أجْوَازَ الفَيَافي بأرْجُلٍ
عِجَالٍ، إلى طَيّ الفَيَافي، وأذْرُعِ
متى تَبلُغِ الفَتحَ بنَ خَاقَانَ لا تُنِخْ
بضَنْكٍ، وَلاَ تَفزَعْ إلى غَيْرِ مَفزَع
حَليفُ ندًى، إن سيل فَاضَتْ حياضه
وَذُو كَرَمٍ، إلاّ يُسَلْ يَتَبَرّعِ
تُؤمَّلُ نُعْمَاهُ، وَيُرجَى نَوَالُهُ
لَعَانٍ ضَريكٍ، أوْ لُعَافٍ مُدَقَّعِ
وَيَبْتَدِرُ الرّاءونَ منهُ، إذا بَدَا،
سَنَا قَمَرٍ من سُدّةِ المِلْكِ مُطلَعِ
إذا مَا مَشَى بَينَ الصّفُوفِ تَقَاصرَتْ
رُؤوسُ الرّجالِ عن طُوَالٍ سَمَيْذَعِ
يَقُومُونَ من بُعدٍ، إذا بَصُرُوا بهِ،
لأبْلَجَ مَوْفُورِ الجَلاَلَةِ، أرْوَعِ
وَيَدعُونَ بالأسماءِ مَثنًى وَمَوْحَدا
إذا حَضَرُوا بابَ الرِّوَاقِ المُرَفَّعِ
إذا سارَ كُفّ اللّحظُ عن كلّ مَنظَرٍ
سواهُ وَغُضّ الصّوْتُ عن كلّ مَسمعِ
فَلَسْتَ تَرَى إلاّ إفاضَةَ شاخصٍ
إلَيهِ بعَينٍ، أو مُشِيرٍ بإصْبَعِ
مُرَاعٍ لأوْقاتِ المَعالي مَتَى يَلُحْ
لَهُ شَرَفٌ يُوجِفْ إلَيهِ، فيُوضِعِ(35/337)
عَفُوٌّ عَنِ الجانينَ حتّى يَرُدّهُمْ
إلَيهِ، وَإلاّ يَعْفُ يأخُذْ، فيُسرِعِ
عَليمٌ بتَصريفِ اللّيالي، كأنّه
يُعاني صُرُوفَ الدّهرِ من عَهْدِ تُبّعِ
حَلِيمٌ، فإنْ يُبلَ الجَهُولُ بحقْدِهِ
يَبتْ جارَ رأسِ الحَيّةِ المُتَطَلّعِ
وَلاَ يَبْتَدِي بالحَرْبِ أو يُبْتَدَى بِهَا،
وَقُورُ الأنَاةِ أرْيَحيُّ التّسَرّعِ
وَقَدْ آيَسَ الأعداءَ مَحْكُ مُضَاجِرٍ
لَجُوجٍ، متى يَحْزُزْ بكَفّيهِ يَقطَعِ
طَلُوبٍ لأقْصَى الأمرِ حتّى يَنَالَهُ،
وَمُغْرًى بغاياتِ الحَقَائِقِ، مُولَعِ
وَقُلْتُ لمَغْرُورٍ بهِ حَانَ وارْتَمَتْ
بهِ مُطْمِعَاتُ الحَينِ في غَيْرِ مَطمَعِ
ترَكتَ اقتبالَ العَفْوِ،والعَفْوُ مُعرِضٌ،
إذ السّلْمُ باقٍ، والقُوَى لم تُقَطَّعِ
أفالآنَ حَاوَلْتَ الرّضَا بَعدَمَا مَضَتْ
عزِيمَةُ غَضْبَانٍ على الشّرّ مُجمِعِ؟
إذا بَدَرَتْ منهُ العَزِيمَةُ لم يَقفْ،
وإنْ جَازَ عَنْهُ الأمرُ لم يَتَتَبّعِ
هَجُومٌ عَلى الأعداءِ من كلّ وِجهَةٍ
إذا هَجهَجُوا في وَجهِ لمْ يُرَوَّعِ
أمينُ بني العَبّاسِ في سرّ أمرِهِمْ،
وَعُدّتُهُمْ للخَالِعِ المُتَمَنِّعِ
فَما هُوَ بالسّهلِ الشّكيمةِ دونَهُمْ،
ولا فيهِمِ بالمُدْهِنِ، المُتَصَنِّعِ
وَيُرْضِيكَ مِن وَالي الأعِنّةِ كَرُّهُ
وإقْدامُهُ في المأزِقِ المُتَشَنَّعِ
لَهُ الأثَرُ المَحمُودُ في كلّ مَوْقِفٍ،
وَفَصْلُ الخطابِ الثّبتِ في كلّ مَجمعِ
لكَ الخَيرُ: إنّي لاحقُ بكَ فاتّئِدْ
عَليّ، وإنّي قائِلٌ لكَ، فاسمَعِ
مَكَانيَ مِنْ نُعْمَاكَ غَيْرُ مُؤخَّرٍ،
وَحَظّيَ مِنْ جَدْوَاكَ غَيْرُ مُضَيَّعِ
وإنّي، وإنْ أبلَغْتَني شَرَفَ العُلا،
وأعتَقْتَ من ذل المَطامِعِ أخدَعي
فَما أنَا بالمَغضُوضِ عَمّا أتَيْتَهُ
إليّ، ولا المَوْضُوعِ في غَيرِ مَوْضِعي
وَقَدْ نافَستَني عُصْبَةٌ مِنْ مُقَصِّرٍ،
وَمُنْتَحِلٍ ما لم يَقُلْهُ وَمُدّعِ
إذا ما ابتَدَرْنا غايَةً جِئْتَ سَابِقاً،(35/338)
وَجاءوا على آثار حَسرَى وَظُلَّعِ
فَلا تُلْحِقَنْ بي مَعشَراً لم يُؤمّلُوا
لَحَاقي، ولم يَجرُوا إلى أمَدٍ مَعِي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> طاب نشرُ الصَّبا ووقتُ الصَّباح
طاب نشرُ الصَّبا ووقتُ الصَّباح
رقم القصيدة : 27590
-----------------------------------
طاب نشرُ الصَّبا ووقتُ الصَّباح
وزمانُ الصِّبا ووصلُ الصِّباحِ
فاسقني الراح يا نديمي ودعني
أتلهى ما بين روح وراح
ما ترى الروضَ مُذ بكى الغيمُ فيها
كيف يضحكن عن ثغور الأقاح
قد وفى لي الربيعُ منه بشَرْطي
وضماني عليه وفق اقتراحي
بَرِحَ اليومَ عن هوايَ خَفاهُ
ما لقلبي عن الهوى من براح
فاسقنيها وداو قرح فؤادي
واجتنب مزجها بماءٍ قراح
ذات لونٍ كأنما اعتصروها
من جنى الورد أو خدود الملاح
إغتنِمْ بهجة َ الرَّبيع وقَضِّ
باقتراحي ليالي الأفراح
مرحباً بالربيع والعزف والقصـ
ف وحث الكؤوس والأقداح
إن يكن للخَليع فيكَ اصْطِباحٌ
يا صباحي فذا أوان اصْطِباحي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ولي كبدٌ مقروحة ٌ من يبيعني
ولي كبدٌ مقروحة ٌ من يبيعني
رقم القصيدة : 27591
-----------------------------------
ولي كبدٌ مقروحة ٌ من يبيعني
بها كبداً ليست بذات قروح
أبى الناسُ وَيْبَ الناس لا يَشترونها
ومن يشتري ذا علة ٍ بصحيح
أئنُّ من الشَّوق الذي في جَوانحي
أنينَ غَصيصٍ بالشراب قَرِيحِ
وأبكي بعينٍ لا تكف غروبها
وأصْبو بقلبٍ بالغَرام جَريحِ
وألتاعُ وجداً كلَّما هبَّت الصَّبا
بنَشر خُزامى أو بنفحة ِ شيح
إلى اللَّه قلباً لا يزالُ معذَّباً
بِتأنيبِ لاحٍ أو بهجرِ مَليحِ
فيا عصرَنا بالرَّقمتين الذي خَلا
لك الله جدبا بالقرب بعد نزوح
أرقت وقد نام الخلي من الأسى
لبرقٍ بأعلى الرقمتين لموح
فبت كما بات السليم مسهداً
بجَفنٍ على تلك السُّفوح سَفوح
يهيج أشجاني ترنم صادحٍ
ويوقظ أحزاني تنسم ريح
فللَّه بالجَرعاء حيٌّ عَهِدتُهم
يحلون منها في معاهد فيح(35/339)
ليالي ليلي من بهيم ذوائبٍ
وصبحي من وجه أعر صبيح
هُمُ نُجْحُ آمالي ونَيلُ مآربي
وصحَّة ُ أسقامي وراحة ُ رُوحي
لئن مرَّ دهرٌ بالتَّنائي فقد حلا
غَبوقي بهم فيما مضى وصَبُوحي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لله ما أحلى وصال الملاح
لله ما أحلى وصال الملاح
رقم القصيدة : 27592
-----------------------------------
لله ما أحلى وصال الملاح
وما الردى إلاَّ صدودُ الرَداحْ
لا أصلح اللَّهُ عدوّاً لحا
على الهوى لمَّا رأى الوصلَ لاحْ
لو علم اللائم ما رامه
ملومه ما رام إلا الصلاح
ما السَّعدُ إلاَّ وصلُ سُعدى ولا
روح الهوى إلا كؤوسٌ وراح
واللَّه لا أسلو هواها ولو
لامَ مصِرّاً ولحا كلُّ لاح
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> قال العَواذلُ لما
قال العَواذلُ لما
رقم القصيدة : 27593
-----------------------------------
قال العَواذلُ لما
رأوا أخا البدر لاحا
وعلَّني مِن لَماهُ
ما زادَ قلبي ارتياحا
أراحَ يَسقيك شهداً
من ثغره ؟ قلت : راحا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أنوحُ التياعاً في نواحي ...
أنوحُ التياعاً في نواحي ...
رقم القصيدة : 27594
-----------------------------------
أنوحُ التياعاً في نواحي ...
فيرحمني اللاحي لفرط نواحي
فلم أدرِ إذْ سار والِبَيْنٍ بكايَ من
مراحم لاحٍ أو مراح ملاح
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> إذا أصبحت ذا طربٍ ولهوٍ
إذا أصبحت ذا طربٍ ولهوٍ
رقم القصيدة : 27595
-----------------------------------
إذا أصبحت ذا طربٍ ولهوٍ
تعاقر راحة ً أو شرب راح
فقل لي كيف ترجو الرشد يوماً
ومالك عن ضلالك من براح
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أحباي أما الود مني فراسخ
أحباي أما الود مني فراسخ
رقم القصيدة : 27596
-----------------------------------
أحباي أما الود مني فراسخ
وإن حال دوني عن لقاكم فراسخ
كأن نهاري بعدكم نابُ حَيَّة ٍ
وليل إذا ما جن أسود سالخ(35/340)
نأيتم فلا حر الفراق مفارقٌ
فؤادي ولا جمرُ الصَّبابة بائخُ
وكيف وأنفاسِي من الشَّوق والجَوى
لنار الأسى بين الضلوع نوافخ
لئن نسخَ البينُ المشِتُّ وِصالَنا
فما هو للحب المبرح ناسخ
وليلٍ كيوم الحشر طولاً سهرته
وبين جفوني والمنام برازخ
وكم ليلة ٍ مَدَّت دُجاها كأنَّما
كواكبُها فيها رَواسٍ رَواسِخُ
أرقت بها والصبح قد حالف الدجى
فما نَسْرُها سارٍ ولا الدِّيك صارخُ
كأن نجوم الأفق غاصة لجة ٍ
توحَّلْنَ فالأقدامُ منها سوائخ
كأنَّ حناديسَ الظَّلام أداهِمٌ
لها غُدرٌ ملء الجباه شَوادخُ
كأن سهيلاً راح قابس جذوة ٍ
فرافى وأنضاء النجوم روابخ
كأنَّ صغارَ الشُّهب في غَسَق الدُّجى
فِراخُ نُسورٍ والبُروج مَفارِخُ
كأنَّ مُعلَّى القُطب فارسُ حومة
علا قِرْنَه في ملتقى الكرِّ شامخ
كأنَّ رقيقَ الأفق بُردٌ مفوَّقٌ
له موهن الظلماء بالمسك ضامخ
كأن ذكا باعت من المشترى إنبها
فلم تستقِلْ بَيعاً ولا هو فاسِخُ
فيالك من ليلٍ طويلٍ كأنه
على كلِّ ليلٍ بالتَّطاول باذخُ
وفي القلب أنواعٌ من الشوق جمة ٌ
تُدَكُّ لأدْناها الجبالُ الشَّوامخُ
ولا مثل شوقي لابن عبدٍ فإنه
لِصبري إذا حاولتُه عنه ماسخُ
فيا أيها الشيخ الذي أذعنت له
شبابٌ على علاَّتها ومشايخُ
لعمري لأنت الصادق الود في الورى
ومَن حُبُّه في حَبَّة القلب راسخُ
لكَ الكلماتُ الغرُّ والمنطقُ الذي
أقر له بالفضل قارٍ وناسخ
عليك سلامُ اللَّه ما حَنَّ مُغرمٌ
وما دوخ الأحشاء للشوق دايخ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> رأيتُ قوماً من بني هاشمٍ
رأيتُ قوماً من بني هاشمٍ
رقم القصيدة : 27597
-----------------------------------
رأيتُ قوماً من بني هاشمٍ
دنَوْا من العَليا وما أبعَدوا
قد وصَفوا بالحمد آباءَهم
وأظهرُوا في المجدِ ما شيَّدوا
حتى إذا ما سألوا عن أبي
قلت لهم إن أبي أحمد
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أمُشرِّفاً قَدْري بسعدِ قدُومهِ(35/341)
أمُشرِّفاً قَدْري بسعدِ قدُومهِ
رقم القصيدة : 27598
-----------------------------------
أمُشرِّفاً قَدْري بسعدِ قدُومهِ
تَفديكَ نَفسي من شَريفٍ ماجدِ
البر حقك سيدي فبررتني
مُتفضِّلاً فاعجبْ لبِرِّ الوالِد
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> قُم هاتِها كالنَّارِ ذات الوَقُودْ
قُم هاتِها كالنَّارِ ذات الوَقُودْ
رقم القصيدة : 27599
-----------------------------------
قُم هاتِها كالنَّارِ ذات الوَقُودْ
تسطعُ نوراً في ليالي السُّعودْ
واسْتَجلِها عذراءَ قد رَقَّصْت
نَدْمانها إذْ هُم عليها قُعود
واستلبت بالسكر ألبابهم
وهم على ما فعلَتْهُ شُهودْ
جنودها الأفراح عند اللقا
فهل أتى القوم حديث الجنود
قد جَعلوا قِبلتَهم دَنَّها
فهم حوالَيها قِيامٌ سُجودْ
كأنها في الكأس ياقوتهٌ
ذابت لفرط الوقد بعد الجمود
ما افترَّ منها الثغرُ إلاَّ غَدتْ
تُجلى على خُطَّابها في عُقُودْ
يُديرُها أغيدُ عَذبُ اللَّمى
تشابهت منها ومنه الخدود
لا يمزج الراح إذا صبها
في الكأس إلاَّ مِن لَماه البَرودْ
لو لم تَطِبْ بالمَزجِ من ثَغْرهِ
ما طابَ للعشَّاقِ منها الوُرُودْ
ما فيه من عَيبٍ سوى أنَّه
لا يحفظ العهد وينسى الوعود
أو غادة ٌ هيفاءُ مَجدُولة ٌ
قد أثمرت قامتها بالنهود
إذا جلَتْ راحتُها راحَها
تمنحك الوصل وتمحو الصدود
في روضة ٍ غنَّاءَ مَطلُولَة ٍ
تبسطُ للصَّحب خدودَ الورُودْ
تبسَّم البرقُ بأرْجائِها
وقهقهت في حافتيها الرعود
فغنَّت الوُرْقُ على أيْكها
وهزَّت الأغصانُ هيفَ القُدودْ
كأنما ورقاؤها قينة ٌ
قد جَسَّتِ الأوتارَ والغُصن عُودْ
فبادر اللذات في وقتها
فما مضى يا صاحبي لا يعود
أما ترى نيروزها قد أتى
يَميسُ في وَشْي الرُّبى في بُرُودْ
وأضحك الأزهار في روضها
ونبه الأطيار بعد الهجود
ودَبَّجَ الروضَ بألوانِه
حُسْناً وأحيا الأرضَ بعد الهُمودْ
وألبس الآفاق من وشيه
مطارفاً خضراً وبيضاً وسود(35/342)
والصبحُ قد أسفرَ عن غُرَّة ٍ
منيرة ٍ أشرق منها الوجود
كأنَّه حين بَدا مُسفِراً
وجه حسينٍ حين يلقى الوفود
السيدُ الماجدُ منَ أذعَنَتْ
له الورى من سيد أو مسود
والطاهرُ الأصلِ الكريم الذي
قد طَهُرَتْ بالنَّصِّ منه الجُدُودْ
والحافظ العهد إذا ما نسي
عندَ كرام القَوم حِفظُ العُهودُ
كم كرمٍ نتلوه من فضله
كرامة ً لا يعتريها جحود
وِقصَّة النائب في كيده
على عُلاه من أدَلِّ الشُّهودْ
لا زلت منصوراً أبا ناصرٍ
على عدوٍ وحسودٍ عنود
ولا برحت الدهر في نعمة ٍ
محسودَة ٍ تصدَعُ قلبَ الحَسودْ
واستملها غراء منظومة ً
كالعِقْد في لَبَّة جيداءَ رُودْ
وافت تهنيك بنصرٍ على
شانٍ لدودٍ مِن محبٍّ ودُودْ
فَدُمْ مَدى الأيَّام مُسْتبشِراً
بعزة ٍ إقبالها في صعود
ما غردت في الروض أيكية ٌ
وزَمزَمَ الحادي بوادي زَرودْ
شعراء الجزيرة العربية >> خالد المريخي >> ياللي تطالع
ياللي تطالع
رقم القصيدة : 276
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يا للي تطالع وكنك ما تطالعني
نظرتك هذي حبيبي لا تكررها
صحيح شاطر ولكن صعب تخدعني
أنا على الطاير افهمها واطيرها
أنا مزاجي واطيع اللي يطاوعني
ان كان لي خلق أمررها أمررها
اسمع كلامي إذا ودك تولعني
سعادتي خلها همك ودورها
ابنصحك قوم خل عنادك وطعني
وتعال نطوي الليالي ونتذكرها
وسمعني اللي كتبته فيك سمعني
والكلمة اللي تشكل معك غيرها
بلسانك الشعر لو تكسر يمتعني
كسر يا بخت البيوت اللي تكسرها
العصر العباسي >> البحتري >> وليكم الله الذي لم يزل لنا
وليكم الله الذي لم يزل لنا
رقم القصيدة : 2760
-----------------------------------
وَليُّكُمُ الله الذي لمْ يَزَلْ لَنَا
وَليَّ دُرُوءٍ عَنكُمُ وَدِفاعِ
لقَد سرّني أنّ العَوَاقِبَ رَوّعَتْ
عِداكُمْ برَأسَيْ تَامِشٍ وَشُجاعِ
وَكانَا خَبيثَيْ ظاهِرٍ وَسَرِيرَةٍ
لَكُمْ، وَقَبيحَيْ رُؤيَةٍ وَسَماعِ(35/343)
أقَامَا قَرِينَيْ غَيّةٍ وَضَلاَلَةٍ،
وَبَانَا قَتِيلَيْ غِرّةٍ وَضَيَاعِ
وَقَدْ أمَرَا بالرّشدِ حِيناً فعَاصَيا،
وَكمْ آمِرٍ بالرّشدِ غيرِ مُطاعِ
فقُلْ للإمَامِ المُستَعِينِ الذي لَهُ
تُرَاثُ قُصَيٍّ، من عُلا، وَمَساعِ
أقِمْ بابنِ يَزْدَادَ الأُمُورَ، فإنّهُ
لَهَا خَيرُ وَالٍ تَصْطَفِيهِ، وَرَاعِ
أمانَةُ صَدْرٍ، واضْطِلاعُ كِفَايَةٍ،
وَصِحّةُ عَزْمٍ، واتّساعُ ذِرَاعِ
ألانَ ابتَعَثْتَ الرّأيَ غَيرَ مُثَبَّجٍ
بهِ واقتَبَلْتَ الرّشدَ غيرَ مُضَاعِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> تذكر والذكرى تهيج أخا الوجد
تذكر والذكرى تهيج أخا الوجد
رقم القصيدة : 27600
-----------------------------------
تذكر والذكرى تهيج أخا الوجد
مراتع ما بين الغوير إلى نجد
أسيرٌ يُعاني من نوائِب دهرِه
حوادث لا تنفك تترى على عمد
إذا شاقَهُ من نحو رامة َ بارقٌ
درى عبرة ً من مقلتيه على الخد
يحنُّ إلى أحياءِ ليلى بذي الغَضا
وأينَ الغَضاوَيْبَ المَشُوق من الهندِ
ويبكي بطرفٍ يمتري الشوق دمعه
إذا ما شدت ورقٌ على فنني رند
هي الدارُ لا غبَّتْ مراتعَ غيدِها
ذِهابُ الغَوادي الجُون تُزجَر بالرَّعدِ
تَحلُّ بها غَيداءُ من آل عامرٍ
كَليلة ُ رَجعِ الطَّرفِ مائسة ُ القَدِّ
يُرنِّحُها زَهوُ الصِّباحين تَنثَني
كما رنَّحت ريحُ الصَّبا عَذَبَ المُلْدِ
نمتْها سَراة ٌ من ذؤابة عامرٍ
إلى سروات المجد والحسب العد
فيا ليت شعري والأماني تعلة ٌ
وجور النوى يهدي إلى القلب ما يهدي
أيُصبِحُ ذاك العَهد للشمل جامِعاً
فيخبو جَوى ً بين الجَوانح ذُو وَقْدِ
ونَغدو على رَغم الزَّمان وقد ضَفَتْ
موارِدُ وصلٍ رنَّقتها يدُ البُعْدِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ولقد طرقتُ الحيَّ من سَعدِ
ولقد طرقتُ الحيَّ من سَعدِ
رقم القصيدة : 27601
-----------------------------------
ولقد طرقتُ الحيَّ من سَعدِ
تحت الدجى كالخادر الورد(35/344)
في ليلة ٍ مدت غياهبها
من فَرعها كالفاحِم الجَعْدِ
والصبحُ يَستَهدي لمطلَعِه
نجم الدجنة وهو لا يهدي
ومصاحبي من ليس يحفرني
ماضي الضريبة مرهف الحد
فسريت معتسفاً أنص على
عَبْلِ المُقَلَّد مُشرِفٍ نَهْدِ
لا أهتدي والليل معتكرٌ
إلاَّ بنَشرِ المِسك والنَّدِّ
حتى اقتحمتُ الخدرَ مُجترئاً
أدْلي بقُربى الحبِّ والودِّ
فتنبهت مرتاعة ً فزعاً
رَيَّا المُخَلْخَل طَفْلة ُ الخَدِّ
قالت من المقتول قلت لها
من قد قتلت بلوعة الصد
قالت قتيلُ هَوايَ قلتُ أجلْ
قالت أجلُّك عن جَفا الردِّ
فوقفت مهري غير مرتقبٍ
ونزلت من نهدٍ إلى نهد
ودنوتُ منها وهي عاتبة ٌ
أبدي العتاب لها كما تبدي
ثم اعتنقنا وهي مغضية ٌ
عنِّي وبات وِسادَها زَنْدي
وضمَمْتُ سيفي بيننا فَغدَتْ
غَيْري تُدَفِّعُه على عَمدِ
حتى إذا ضاق العناق بنا
ضمّاً يذوبُ له حَصى العِقدِ
قالت فديتُك دَعْه ناحية ً
يُغنيكَ ضمُّ الرُّمح من قَدِّي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا نسيمَ الصَّبا متى جُزتَ نجدا
يا نسيمَ الصَّبا متى جُزتَ نجدا
رقم القصيدة : 27602
-----------------------------------
يا نسيمَ الصَّبا متى جُزتَ نجدا
فلقد هجت لي غراماً ووجدا
عَمْرَكَ اللَّه هل مررتَ سُحيراً
بزرُودٍ فزدتَ طيباً وبَردا
أم بليلى عرجت ليلاً فقبلـ
ـت ثغيراً منها وعانقت قدا
أم تنسَّمتَ نفحة ً من ثَراها
حيث جرَّتْ مُختالة ً فيه بُرْدا
إن عهدي بغيد وجرة يسحبـ
ـن بروداً تضوع مسكاً وندا
كلُّ غرَّاءَ لا تَرى البدرَ مِثْلاً
لسَناها ولا الغَزالة َ نِدَّا
نشرت من دجى الغياهب فرعاً
وتحلَّت زُهرَ الكواكب عِقْدا
يا رَعى اللَّهُ بالحِمى عصرَ أنسٍ
عشت فيه حيناً من الدهر رغدا
حيث روضُ الشَّباب غضٌّ نضيرٌ
وغصونُ الصِّبا ترفُّ وتَندى
وزماني ذاك الزمانُ المُهَنَّى
وحبيبي ذاك الحبيب المفدى
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> بربك إن يممت يا صاحبي نجدا
بربك إن يممت يا صاحبي نجدا(35/345)
رقم القصيدة : 27603
-----------------------------------
بربك إن يممت يا صاحبي نجدا
فقف شارحاً عني الصبابة والوجدا
وعُجْ بِخُيَيْماتٍ هُناكَ على اللِّوى
بهن ظباءٌ تقنص الأسد الوردا
فإنْ شاهدَتْ عيناكَ هنداً وتِربَها
فقل لهما تالله أخلفتما الوعدا
أما كنتما أعطيتماني مَواثِقا
بأنكما لا تنقضان لنا عهدا
فما للهوى أمست عفاءً ربوعه
وأصبح عقد الود منفصماً عقدا
فإن آلَتا بالله حِلفة َ آثِمٍ
بأنَّهما ما خانَتا قطُّ لي ودَّا
فقل لهما يكفيكما أن طويتما
عن الهائم الولهان سِرَّكما عَمدا
فلا تكسِبا حِنْثاً عَفا اللهُ عنكما
على كلِّ حالٍ لارُزِئنا كما فَقْدا
بنفسي هَوى هندٍ على البعد والنَّوى
وإن كنت قد أوطنت من بعدها الهندا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> سل الديار عن أهيل نجد
سل الديار عن أهيل نجد
رقم القصيدة : 27604
-----------------------------------
سل الديار عن أهيل نجد
إن كان تَسْآلُ الدِّيارِ يُجدي
وقِفْ بهاتِيك الرُّسُوم ساعة ً
لعله يطفى لهيب وجدي
منازلٌ قد حزت فيها أربي
ونلتُ سُؤلي وقضيتُ وَعْدي
ما عن لي ذكر زمانٍ قد مضى
بظلِّها إلاَّ وهاجَ وَقْدي
أصبو من الهند إلى نجدٍ هوى ً
وأينَ نجدٌ من ديار الهندِ
وألتقي كلَّ رياحٍ خَطَرتْ
أحسبها ليلاً نسيم نجد
آهِ من البَين المُشِتِّ والنَّوى
كم قرحا من كبدٍ وخد
فهل ترى ينتظم الشمل الذي
قد نَثرتهُ البينُ نثرَ العِقدِ
وهلْ لأيَّام الصِّبا من رَجعة ٍ
أم هلْ لأَيَّام النَّوى من بُعْدِ
أنوحُ ما ناحَ الحَمامُ غُدْوَة ً
هيهاتَ ما قصدُ الحَمام قَصدي
أبكي وتَبكي لَوعة ً وطَرَباً
وما بُكاءُ الهزْلِ مثلُ الجِدِّ
ظنت حمامات اللوى عشية ً
في الحبِّ أنَّ عندها ما عندي
تلهو على غصونها ومهجتي
نصبُو إلى تلك القُدودِ المُلْدِ
شتان ما بين جوٍ وفرحٍ
وبين مُخْفٍ سِرَّه ومُبْدِ
ما مشربي صافٍ وإن ساغ ولا
عيشي من بعد النوى برغد
سلْ أدمُعي عمَّا تُجنُّ أضلُعي(35/346)
فالقلبُ يُخفي والدُّموعُ تُبدي
كم أنشد الروض إذا هبت صباً
تنبهي يا عذبات الرند
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> بنفسيَ هيفاءُ المعاطفِ ناهدُ
بنفسيَ هيفاءُ المعاطفِ ناهدُ
رقم القصيدة : 27605
-----------------------------------
بنفسيَ هيفاءُ المعاطفِ ناهدُ
أروادُها عن نَفسها وتُراودُ
وقد عذلتها العاذلات وإنما
عواذل ذات الخال في حواسد
شُغفتُ بها حبّاً ورمتُ وصالَها
ورامت وصالي والقلوب شواهد
إلى أن خلَونا للعِناق وقد دَنا
محبٌّ لها في قُربه مُتباعِدُ
وقد سكنَتْ عنَّا الوشاة ُ وأبلَسَتْ
كما سكنت بطن التراب الأساود
شرعتُ لها رُمحاً أصمَّ مقوَّماً
تخرُّ له عند الطِّعان الوَلائِدُ
فلمَّا رأته استعظمته وكبَّرت
وقالت وقد هانت عليها الشدائدُ
لعمري هو المطلوب لو أن غادة ً
تساعدُني في حَمْله وأساعدُ
فقلت لها مهلاً فديتك إنه
إذا عظُم المطلوبُ قلَّ المساعدُ
ولكن إذا ما شئت أولجت بعضه
ورأيُك في إيلاج ما هو زائدُ
فقالت على اسم الله أولجه إنني
سأجْهدُ في صبَري له وأجاهِدُ
فأضجعتُها والليلُ قد مدَّ سجفَه
وإنَّ ضَجيعَ الخَوْدِ منِّي لَماجدُ
فما راعَها إلاَّ وقد خاض جَوفَها
قمدٌ له عند الطعان مكايد
ولم يَحْمها من فَتكتي عند طَعْنِها
لَمى شَفتَيهْا والثُّديُّ النواهدُ
فأنت ورنت وارجحنت وأجهشت
وقد بل من فيض الدماء المجاسد
وقالت بهذا الرمح تفتض طفلة ً
وقد عجزت عنه النساء القواعد
فقلتُ فدتكِ النفسُ صَبراً فإنَّها
مواردُ لا يُصدِرْنَ من لا يجالدُ
فقالت وهل صبرٌ عدمتك فاتكاً
على طعنة ٍ تنقد منها القلائد
ورمحك هذا في الرماح بليَّة ٌ
تضيق به أوقاته والقاصد
فقلت احمليه ساعة ً وتحملي
فلا بأس إن ضاقت عليه الموارد
فقالت إذَنْ لا تُكثر الدَّفع واتَّئدْ
ودعني قليلاً أتقي ما أكابد
فإنَّ قليلَ الحُبَّ في العقل صالحٌ
وإن كثير الحب بالجهل فاسد
فعاملتها بالرفق والرفق مذهبي
ولكن طبع النفس للنفس قائد(35/347)
فطوراً أراضيها وطوراً أروُضُها
وطوراً أدانيها وطوراً أباعدُ
إلى أن تَسنَّى أمرُها وتسهَّلتْ
مسالكها والتف جيدٌ وساعد
فباتت تجيدُ الرَّهز تحتي وقد غدت
تصادم رمحاً تتقيه الجلامد
وتسعدني في غمرة ٍ بعد غمرة ٍ
سَبُوحٌ لها منها عليها شَواهدُ
تَثنَّى على قَدر الطِّعان كأنّما
مفاصلها تحت الرماح مراود
وقالت جزيت الخير هل أنت عالمٌ
بأنك في قلبي لعمري خالد
وإن دماً أجريته بك فاخرٌ
وإن فؤاداً رعته لك حامد
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> حلَّت بقلبي وثَوَتْ
حلَّت بقلبي وثَوَتْ
رقم القصيدة : 27606
-----------------------------------
حلَّت بقلبي وثَوَتْ
شمسٌ لها البدر حسَدْ
حر هواها لم يزل
يضني الفؤاد والجسد
لا تعجبوا من حَرِّه
فالشمسُ في قلب الأسَدْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يقول الهاشميُّ غداة َ جُزْنا
يقول الهاشميُّ غداة َ جُزْنا
رقم القصيدة : 27607
-----------------------------------
يقول الهاشميُّ غداة َ جُزْنا
بحار الهند نقطع كل وهد
أتذكر عن هوى تَلَعَاتِ نجدٍ
وأين الهند من تلعات نجد
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> سَلْ عن فؤادِك حين طاشَ بك الهوى
سَلْ عن فؤادِك حين طاشَ بك الهوى
رقم القصيدة : 27608
-----------------------------------
سَلْ عن فؤادِك حين طاشَ بك الهوى
إن كنت تملك في الغرام فؤادا
هيهات عهدي يوم منعرج اللوى
قادت أزمته الهوى فانقادا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> شفى ابن أبي الحديد صدور قومٍ
شفى ابن أبي الحديد صدور قومٍ
رقم القصيدة : 27609
-----------------------------------
شفى ابن أبي الحديد صدور قومٍ
بشرح كلام ذي المجد المجيد
فلم أر شارحاً للصدر نهجاً
كشرحِ النَّهج لابنِ أبي الحَدِيد
العصر العباسي >> البحتري >> لك عهد لدي غير مضاع
لك عهد لدي غير مضاع
رقم القصيدة : 2761
-----------------------------------(35/348)
لَكِ عَهْدٌ لَدَيّ غَيرُ مُضَاعِ،
بَاتَ شَوقِي طَوْعاً لَهُ، وَنِزَاعِي
وَهَوًى، كُلّما جرَى عَنهُ دَمْعٌ،
يئِسَ العاذِلونَ مِنْ إقْلاعي
لَوْ تَوَلّيتُ عَنْهُ خِيفَ رُجُوعي،
أوْ تَجَوّزْتُ فيهِ خِيفَ ارْتِجاعي
وَمتى عُدْتِني وَجَدْتِ التّصَابي
مِنْ شَكَاتي، والحبَّ من أوْجَاعي
مَا كَفَى مَوْقِفُ التّفَرّقِ، حَتّى
عادَ بالبَثّ مَوْقِفُ الاجْتِمَاعِ
أعِنَاقُ اللّقَاءِ أثْلَمُ في الأحْـ
ـشَاءِ والقَلْبِ أمْ عِنَاقُ الوَداعِ
جَمَعَتْ نِظرَةَ التّعَجّبِ، إذْ حا
وَلْتُ بَيْناً وَوِقْفَةَ المُرْتَاعِ
وَبَكَتْ، فاسْتَثَارَ منّي بُكاها
زَفْرَةً، ما تُطِيقُهَا أضْلاَعي
كَمْ تَنَدّمْتُ للفِرَاقِ، وَكَمْ أزْ
مَعْتُ بَيْناً فَمَا حَمِدتُ زَماعي
آنَ أنْ أسأمَ اجتِيَابي الفَيافي،
وارْتِدائي منَ الدّجى وادّرَاعي
كَيْفَ أخشَى فَوْتَ الغِنَى، وَوليُّ
الله من هاشِمٍ وَليُّ اصْطِنَاع
مُستَهِلُّ اليَدينِ، كالغَيثِ ذي الشؤ
بُوبِ يَهمي والسّيلِ ذي الدُّفّاعِ
حَامِلٌ مِنْ خِلاَفَةِ الله ما يَعْـ
ـجِزُ عَنْهُ ذو الأيْدِ والإضْطِلاعِ
مُستَقِلٌّ بالثّقلِ منها، رَحيبُ الـ
ـصّدْرِ نَهْضاً بها، رَحيبُ الباعِ
يُبْهَتُ الوَفْدُ في أسرّةِ وَجْهٍ،
ساطعِ الضّوْءِ، مُسْتَنِيرِ الشُّعَاعِ
من جَهِيرِ الخِطَابِ يَضْعَفُ فَضْلاً
عِندَ حَالَيْ تأمّلٍ واستِمَاعِ
شَجْوُ حُسّادِهِ، وَغَيظُ عِداهُ
أنْ يَرَى مُبصِرٌ، وَيَسمَعَ وَاعِ
وَمَعَانٍ بالنّصْرِ راعي الأعادي
بِفُتُوحٍ، في الخَالِعينَ، تِبَاعِ
قَدْ لَعَمرِي أعطَتكَ سارِيَةَ الذّلّ
وَكَانَتْ عَزِيزَةَ الإمْتِنَاعِ
حُشِدَتْ حَوْلَها سِبَاعُ المَوَالي،
وَالعَوَالي غَابٌ لتِلْكَ السّبَاعِ
بيَقينٍ مِنَ الضّرَابِ يُزِيلُ الـ
ـشّكَّ عَنْ مُنّةِ الكَميّ الشّجَاعِ
لمْ يُحِيلُوا على الخِداعِ، وَسَلُّ الـ
ـبِيضِ بَينَ الصّفّينِ تَرْكُ الخِدَاعِ(35/349)
نُصِرُوا في هُبُوبِ رِيحِكَ والإقْـ
ـبَالِ مِنْ أمْرِكَ المَهيبِ، المُطاعِ
وَمَضَى الطّالبيُّ يَطلُبُ حِرْزاً،
والمَنَايا يَطْلُبْنَهُ في التّلاعِ
قاصِداً للبِحَارِ، إذْ لَيسَ للمُدْ
نِ دِفاعٌ عَنْهُ ولا للقِلاعِ
قطعتُ آملٌ بآمالِ مَكذو
بِ الأمانِيِّ خائِبِ الأطماعِ
يا ابنَ عَمّ النّبيّ أُمْتِعْتَ بالعُمْـ
ـرِ، وَمُلّيتَ نِعْمَةَ الإمْتَاعِ
يَعْلَمُ الله كَيْفَ حَمْدُ المَوَالي،
ما تُعاني مِنْ شأنِهمْ، وَتُرَاعي
أعْظَمُوا المَسجِدَ الجَديدَ فأبدَوْا،
وأعادُوا في الشّكْرِ عَنهُ المُذاعِ
رُحْتَ خَيرَ البَانِينَ واخترْتَ بالأمْـ
ـسِ لخَيرِ البُيُوتِ خَيرَ البِقَاعِ
لتُجِيبَ الأذانَ فيهِ رِجالٌ،
مِنْ بعيدٍ، كَمَا تُجِيبُ الدّاعي
قَصُرَتْ خُطْوَةُ الكَبِيرِ، وَلاَقَى
مُتْعَبٌ فَضْلَ رَاحَةٍ واتّدَاعِ
في رَفِيعِ السُّمُوكِ يَعْتَرِفُ الغَيْـ
ـمُ لَهُ بالسّمُوّ والارْتِفَاعِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> هُمُ نَقضوا عهدَ الودادِ وأقبلوا
هُمُ نَقضوا عهدَ الودادِ وأقبلوا
رقم القصيدة : 27610
-----------------------------------
هُمُ نَقضوا عهدَ الودادِ وأقبلوا
يَرُومونَ من قلبي البَقاءَ على العهدِ
يقولون لو تصفو صفونا وهبهم
وَفوا بالذي قالوا فماذا الذي يُجدي
ألم يَسمعوا قولَ الوشاة وجاهروا
على غير ذنبٍ بالقطيعة والصد
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وذي هيفٍ ما زال بالرمل مولعاً
وذي هيفٍ ما زال بالرمل مولعاً
رقم القصيدة : 27611
-----------------------------------
وذي هيفٍ ما زال بالرمل مولعاً
إذا ما سألتُ الوصلَ منه تَبلَّدا
ووشى نقي الخد منه بحمرة ٍ
فقلتُ طريقٌ للوصال تولَّدا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> من أين يا ريح الصبا هذا الشذا
من أين يا ريح الصبا هذا الشذا
رقم القصيدة : 27612
-----------------------------------
من أين يا ريح الصبا هذا الشذا(35/350)
إن كان من حي الحبيب فحبذا
بالله هلْ يمَّمتَ شرقيَّ الحِمى
ووردتَ مَنهَلَه المصُون عن القَذى
أم هل سحبت الذيل بين أراكه
فأخذتَ من تلك الشَّمائِل مأخَذا
أم هل حظيت بلثم مسحب برده
فكسبت من أنفاسه طيب الشذا
وبمُهْجَتي إن كان يَرضاها فِدى ً
رشأ على كل القلوب استحوذا
لمَّا رأتْ منه المحيَّا عُذَّلي
فدَّاه كلٌّ بالنُّفوس وعوَّذا
وغدا يقول مكلفي بسلوه
ما كنتُ أحسَبُ من كُلِفْتَ به كذا
لمَّا جلا ياقوتَ صفحة ِ خَدِّه
أبدى لنا من عارضيه زمرذا
ورمى القلوب فكان سهم لحاظه
أمضى من السهم المصيب وأنفذا
ليتَ الذي أوْرى بقلبي حُبَّه
أنجاه من نار الصدود وأنقذا
وعلى جَفاهُ ما ألذَّ غرامَهُ
لو كنتُ أسلمُ في هواهُ من الأذى
ظن العذول بأن هداني نصحه
بعد الضلال وما هدى لكن هذى
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> سفرت أميمة ليلة النفر
سفرت أميمة ليلة النفر
رقم القصيدة : 27613
-----------------------------------
سفرت أميمة ليلة النفر
كالبدرِ أوْ أبهى من البَدرِ
نزلت مِنى ً ترمي الجمارَ وقد
رمت القلوب هناك بالجمر
وتنسكت تبغي الثواب وهل
في قتل ضَيفِ الله من أجْرِ
إن حاولت أجراً فقد كسبَتْ
بالحجِّ أضعافاً من الوِزْرِ
نحرَتْ لواحظُها الحجيجَ كما
نحرَ الحجيجُ بَهيمَة َ النَّحرِ
ترمي وما تدري بما سفكت
منها اللواحظ من دمٍ هدر
الله لي من حب غانية ٍ
ترمي الحشا من حيث لا تدري
بيضاء من كعبٍ وكم منعت
كعبٌ لها من كاعبٍ بكر
زعمت سلوي وهي سالية ٌ
كلا ورب البيت والحجر
ما قلبها قلبي فأسلوها
يوماً ولا مِن أمرها أمري
أبكي وتضحَكُ إن شكوتُ لها
حد الصدود ولوعة الهجر
وعلى وُفُورِ ثرايَ لي ولها
ذل الفقير وعزة المثري
لم يبقي مني حبها جلداً
إلاَّ الحنينُ ولاعجَ الذِّكرِ
ويزيدُ غليَ الماءِ ما ذُكرَتْ
والماء يثلج غلة الصدر
قد ضل طالب غادة ٍ حميت
في قومها بالبيض والسمر
ومؤنِّبٍ في حبِّها سَفَهاً
نهنهته عن منطق الهجر(35/351)
يزدادُ وَجْدي في ملامَتِهِ
فكأنَّه بمَلامِه يُغري
لا يكذبن الحب أليق بي
وبشيمتي من سبة الغدر
هيهات يأبى الغدر لي نسبٌ
أُعْزى بهِ لِعليٍّ الطُّهرِ
خيرِ الورى بعدَ الرَّسولِ ومَن
حاز العُلى بمجامعِ الفَخرِ
صنو النبي وزوج بضعته
وأمينِه في السِّرِّ والجَهْرِ
إن تنكر الأعداء رتبته
شَهِدت بها الآياتُ في الذِّكرِ
شكرت حنين له مساعيه
فيها وفي أحدٍ وفي بدر
سَلْ عنه خيبرَ يومَ نازَلَها
تنبيك عن خبرٍ وعن خبر
من هَدَّ منها بابَها بيَدٍ
ورمى بها في مهمهٍ قفر
واسألْ براءَة َ حين رتَّلها
من رد حاملها أبا بكر
والطيرَ إذْ يَدعو النبيُّ له
من جاءه يسعى بلا نذر
والشمس إذ أفلت لمن رجعت
كيما يقيم فريضة العصر
وفراشَ أحمدَ حين همَّ به
جمعُ الطُّغاة وعصبة ُ الكفر
من باتَ فيه يَقيهِ مُحتِسباً
من غير ما خوفٍ ولا ذُعْرِ
والكعبة الغراء حين رمى
من فوقها الأصنام بالكسر
من راحَ يَرفعُه ـ ليَصْعَدَها ـ
خيرُ الوَرى منه على الظَّهرِ
والقومَ من أرْوى غليلَهُمُ
إذ يجأرون بمهمهٍ قفر
والصخرة الصماء حولها
عن نهر ماءٍ تحتها يجري
والناكثين غداة أمهم
من رد أمهم بلا نكر
والقاسطين وقد أضلهم
غي ابن هند وخدنه عمرو
من فلَّ جيشَهُمُ على مَضَضٍ
حتى نجوا بخدائع المكر
والمارقين من استباحهم
قتلاً فلم يفلت سوى عشر
وغديرَ خُمٍّ وهو أعظمُها
من نال فيه وِلاية َ الأمرِ
واذكر مباهلة النبي به
وبزوجه وابنَيْه للنَّفْرِ
واقرأ وأنفُسَنا وأنفسَكُمْ
فكفى بها فخراً مَدى الدَّهر
هذي المكارم والمفاخر لا
قعبان من لبنٍ ولا خمر
ومناقبٍ لو شئتُ أحصُرها
لحصِرْتَ قبل الهمِّ بالحَصْرِ
وإلى أمير المؤمنين سرت
تبغي النجاحَ نجائبُ الفكرِ
من كل قافية ٍ مهذبة ٍ
خلَصَتْ خلوصَ سبيكة التبرِ
ترجو بساحتِه لمُرْسِلِها
محو الذنوب وحطة الوزر
ومطالبٍ شتَّى ستجمعُها
بالنجح منه عوائد البر
يا خير من أم العفاة له
في الدَّهر من بَرٍّ ومن بحرِ
إني قصدتك قصد ذي أملٍ(35/352)
يرجوك في علن وفي سر
لتردَّ عنِّي كلَّ فادحة ٍ
وتفكَّ من قَيد الأسى أسْري
فلقد ترى ما طال بي أمداً
من فادح اللأواء والعسر
فاسمحْ بنُجحِ مآربي عَجِلاً
وامنن بما يعلو به قدري
وسعادة ُ الدَّارين أنت لها
فلقد جعلتك فيهما ذخري
وإليكها غراء غانية ً
رامت بمدحك أكرم المهر
نظمتْ قريحتَي الكلام لها
نظمَ الصَّناعِ قَلائدَ الدُرِّ
قد أعجزت ببديع مدحتها
أهلَ البَديع وصاغة َ الشِّعرِ
جلَّت بوصفِكَ عن مُعارضة ٍ
بالعَصْر بل في سالف العَصْرَ
لولا مديحُكَ صانَها شرفاً
عُدَّتْ لرقَّتها من السِّحرِ
ثم الصَّلاة ُ مع السلام على
خيرِ الهُداة ِ وشافِعِ الحَشْرِ
وعليك يا من حاز كل علاً
وعلى بنيك الأنْجُم الزُّهرِ
ما لاح وسط أريكة ٍ قمرٌ
أوْ ناحَ فوقَ أراكة قُمْري
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> إذا ما امتطيت الفلك مقتحم البحر
إذا ما امتطيت الفلك مقتحم البحر
رقم القصيدة : 27614
-----------------------------------
إذا ما امتطيت الفلك مقتحم البحر
ووليت ظهري الهند منشرح الصدر
فما لمليك الهند إن ضاق صدره
علي يدٌ تقضي بنهيٍ ولا أمر
ألم يُصْغِ للأعداءِ سَمعاً وقد غدت
عقاربهم نحوي بكيدهم تسري
فأوْتَر قوسَ الظُّلم لي وهو ساخِطٌ
وسدَّد لي سَهمَ التغطرُسِ والكبرِ
وسدَّ عليَّ الطُّرْقَ من كلِّ جانبٍ
وهم بما ضاقت به ساحة الصبر
إلى أن أراد الله إنفاذ أمره
على الرغم منه في مشيئته أمري
فرد عليه سهمه نحو نحره
وقلَّد بالنَّعماءِ من فضله نَحري
وأركبني فلك النجاة فأصبحت
على ثبَج الدَّأماءِ سابحة ً تجري
فأمسيت من تلك المخاوف آمناً
وعادت أموري بعد عسرٍ إلى يسر
وكم كاشِحٍ قد راشَ لي سِهمَ كَيدِه
هناك فأضحى لا يَريشُ ولا يَبْري
وما زال صُنعُ الله، ما زالَ واثقاً
به عبده ينجيه من حيث لا يدري
كأني بفلكي حين مدت جناحها
وطارت مطارَ النِّسر حَلَّق عن وكر
أسفت على المرسى بشاطء جدة ٍ
فجددت الأفراح لي طلعة البر(35/353)
وهب نسيم القرب من نحو مكة
ولاح سَنى البيتِ المحرَّم والحِجْرِ
وسارت ركابي لا تمل من السرى
إلى موطن التقوى ومنتجع البر
إلى الكعبة البيت الحرام الذي علا
على كلِّ عالٍ من بناءٍ ومن قَصْرِ
فطفت به سبعاً وقبلت ركنه
وأقبلت نحو الحجر آوي إلى حجر
وقد ساغ لي من ماء زمزم شربة ٌ
نقعتُ بها بعدَ الصَّدى غُلَّة الصَّدرِ
هنالك ألفيت المسرة والهنا
وفزتُ بما أمَّلتُ في سالِف الدَّهرِ
وقمتُ بفرض الحجِّ طوعاً لمن قَضى
على الناس حج البيت مغتنم الأجر
وسرت إلى تلك المشاعر راجياً
من الله غُفرانَ المآثم والوِزْرِ
وجئتُ مِنى ً والقلبُ قد فاز بالمُنى
وما راعني بالخيف خوفٌ من النفر
وباكرتُ رميي للجِمار وإنَّما
رَميتُ بها قلب التباعُدِ بالجَمْرِ
أقمنا ثلاثاً ليتها الدهر كله
إلى أن نفرنا من منى ً رابع العشر
فأبت إلى البيت العتيق مودعاً
له ناوياً عودي إليه مدى العمر
ووجهت وجهي نحو طيبة قاصداً
إلى خير مَقصودٍ من البرِّ والبَحرِ
إلى السيد البر الذي فاض بره
فوافيتُ من بحرٍ أسيرُ إلى برِّ
إلى خِيرَة الله الذي شهِدَ الورى
له أنه المختار في عالم الذر
فقبَّلتُ من مثواهُ أعتابَه التي
أنافت على هام السماكين والنسر
وعفّرتُ وجهي في ثَراهُ لوجههِ
وطابَ لي التعفيرُ إذْ جئتُ عن عُفْرِ
فقلت لقلبي قد برئت من الجوى
وقلت لنفسي قد نجوت من العسر
وقلت لعيني شاهدي نور حضرة ٍ
أضاءت به الأنوار في عالم الأمر
أتدرينَ ما هذا المقامُ الذي سَما
على قِممِ الأفلاك أمْ أنتِ لم تَدري
مقام النبي المصطفى خير من وفى
محمَّدٍ المحمود في مُنزَلِ الذِّكرِ
رسول الهدى بحر الندى منبع الجدا
مبيدِ العِدى مُروي الصَّدى كاشِف الضُرِّ
هو المجتبى المختار من آل هاشمٍ
فيالك من فرع زكيٍ ومن نجر
به حازت العليا لؤي بن غالبٍ
وفاز به سَهْما كَنانة والنَّضْر
قضى الله أن لا يجمع الفضل غيره
فكان إليه مُنتهى الفضلِ والفَخرِ
وأرسله الرحمن للخلق رحمة ً(35/354)
فأنقذهم بالنور من ظلمة الكفر
وأودعه العلام أسرار علمه
فكان عليها نعمَ مُستودَع السِّرِّ
وأسرى به في ليلة ٍ لسمائه
فعاد وجَيْبُ اللَّيل ما شُقَّ عن فَجرِ
وأوحى إليه الذكرَ بالحقِّ ناطِقاً
بما قد جرى في علمه وبما يجري
فأنزلَه في ليلة ِ القَدر جُملَة ً
بعلمٍ وما أدراك ما ليلة ُ القَدرِ
ولقنه إياه بعد منجماً
نُجوماً تُضيءُ الأفَق كالأنجُم الزُّهرِ
مفصَّل آياتٍ حَوَت كلَّ حِكمة ٍ
ومحكم أحكامٍ تُجَلُّ عن الحَصْرِ
وأنهضه بالسيف للحيف ما حياً
وأيده بالفتح منه وبالنصر
فضاءت به شمس الهداية وانجلت
عن الدين والدنيا دجى الغي في بدر
له خلقٌ لولا مس الصخر لاغتدى
أرقَّ من الخنساءِ تبكي على صَخْرِ
وجودٌ لو أن البحر أعطي معينه
جرى ماؤه عذباً يمد بلا جزر
إذا عبَّس الدَّهرُ الضَّنينُ لبائسٍ
تلقاه منه بالطلاقة والبشر
وإن ضَنَّ بالغيث السحابُ تهلَّلت
سحائب عشرٌ من أنامله العشر
ففاضت على العافين كف نواله
فكم كفَّ من عُسرٍ وكم فَكَّ من أسْرِ
وكم للنبي الهاشمي عوارفٌ
يضيق نطاق الحمد عنهن والشكر
إليك رسول الله أصبحت خائضاً
بحاراً يغيض الصبر في لجها الغمر
على ما براني من ضنى ً صحَّ برؤه
وليس سوى رحماك من رائدٍ يبري
فأنعم سريعاً بالشفاء لمسقمٍ
تقلبه الأسقام بطناً إلى ظهر
وخذ بنجاتي يا فديتك عاجلاً
من الضرِّ والبَلوى ومن خطر البَحرِ
عليك صلاة ُ الله ما اخصرَّت الرُّبى
وما ست غصون الروض في حللٍ خضر
وآلك أرباب الطهارة والتقى
وصَحبِكَ أصحابِ النَّزاهة والطُّهرِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> بالفتح والنصر هذا السير والسفر
بالفتح والنصر هذا السير والسفر
رقم القصيدة : 27615
-----------------------------------
بالفتح والنصر هذا السير والسفر
وسرتَ يصحبُك الاقبالُ والظَّفرُ
فسِر بيُمنٍ فعينُ الله ناظرة ٌ
إليك ما ارتد طرفٌ أو سما نظر
عليك من واقياتِ الله سابغة ٌ
تقيك بأسا فلا خوفٌ ولا حذر(35/355)
مؤيَّداً بجنودٍ من ملائكهِ
وحفظهُ لك مما تَتَّقي وَزَرُ
ولا برحت مدى الأيام في شرفٍ
مُستبْشِراً بعُلاك الدهرُ والبشرُ
وحاز ملكك وجه الأرض أجمعها
واستسلمت لظباك البدو والحضر
وملَّكتكَ ملوكُ الأرض قاطبة ً
أغاقَها إنْ هُمُ غابوا وإن حضروا
ودمتَ ما دامت الدنيا بمنزلة ٍ
لم يرقَها النِّيرانُ الشمسُ والقمرُ
يا أيها الملك المسعود طالعه
لا زال يُسعِدُكَ التَّدبيرُ والقَدرُ
أنت الذي باسمه السامي وطلعته
نال المُنى المدركان السمعُ والبصرُ
ما قيلَ هذا شَهِنْشاهُ الملوك بدا
سميُّ ثالثِ أهل الذكران ذُكروا
إن رمت نولاً لمن أملت زورته
وهو الامامُ الرِّضا والسيِّدُ القمرُ
فقد أتى مفصحاً تاريخ زورته
نولُ الرِّضا وهو تاريخ له خطرُ
فصمَّم العزمَ فيما قد قصدت له
فما عليك بجاه المصطفى خطر
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أربة الخدر ذات الريط والخمر
أربة الخدر ذات الريط والخمر
رقم القصيدة : 27616
-----------------------------------
أربة الخدر ذات الريط والخمر
إليكِ عنِّي فما التشبيبُ من وطري
في كل قامة عسالٍ تأوده
كفاي لي غنية ٌ عن قدك النضر
طويت عن كل أمر يستلذ به
كشحاً وأغضيتُ عن وِردٍ وعن صَدَرِ
غنيت بالمجد لا أبغي سواه هوى ً
في هزة السمر ما يغني عن السمر
وما أسفت على عصرٍ قضيت به
عيش الشبيبة في فسحٍ من العمر
إلاَّ لفرقة إخوان ألفتُهُمُ
من كلِّ أصيدَ مثل الصارم الذَّكرِ
طهر المآزر مذ نيطت تمائمهم
نالوا من المجد ما نالوا من الظفر
شادوا قِبابَ المعالي من بيوتهُمُ
واستوطنوا ذِرْوة العَلياء من
كم فيهم كريمٍ زانه شمم
تُغنيك غُرَّتُه عن طَلعة ِ القَمرِ
سقى الحيا ربع أنسٍ ضم شملهم
ولا عدا سوحَهُ مُستعذَب المطر
يا للرجال لصبٍ بالعلى قمن
يُمسي ويُصبحُ من دهر على غَرَرِ
لو أنصفتني الليالي حزت مطلبي
ولم أبت حِلْفَ وَجْدٍ عاقر الوَطرِ
ألآن أحرز آمالي وأدركها
بماجدٍ غير ذي من ولا ضجر(35/356)
مسدد الرأي لم يعبأ بحادثة ٍ
ولم تخنه يدُ الأيَّام والغِيَرِ
بدرٌ يلوح بأفق الدست محتبياً
ليثٌ يصول بباع غير ذي قصر
كم مهمهٍ جُبتُه بالسيف مشتملاً
والعزم يكحل جفن العين بالسهر
في ليلة قد أضلَّتني غياهبُها
حتى اهتديت إلى بيتٍ من الشعر
بطلعة ٍ كضياءِ الشَّمس غُرَّتُها
ونفحة ٍ حملتها نسمة السحر
فظَلْتُ والليلُ تُغريني كواكبُهُ
أراقب الصبح من خوفٍ ومن حذر
وفي الكنائس من هام الفؤاد بها
ترنو إليَّ بطرفٍ طامحِ النَّظرِ
فأقبلت وتجارينا معانقة ً
كأننا قد تلاقينا على قدر
حتى بدت غرَّة ُ الإصباح واضحة ً
وطُرَّة اللَّيل قد شابت من الكِبر
ثم انثنينا ولم يدنس مضاجعنا
إلا بقايا شذاً من ريحها العطر
فاستعجلت تحكم الزنار عقدته
وتسحب الذيل من خوفٍ على الأثر
واستقبلتْ ديرَ رُهبانٍ قد اعتكفوا
يزمزمون بألحانٍ من الزبر
يا ابن النبي دعاءً قد كشفت له
عن وجه لا واجمٍ عياً ولا حصر
إليك لولاك لو أصعد نشوز ربى ً
ولو أواصل سرى الإدلاج بالبكر
كم نعمة ٍ لك لا تحصى مآثرها
نَفعاً أنافَتْ على العَرَّاصَة الهُمُرِ
وكم لي اليوم في جدواك من أملٍ
أثقلتُ فيه قَرى المُهْرِيَّة الصعُرِ
كم فيك من نعمٍ ترجى ومن نقمٍ
تُخشى الغداة َ ومن نفعٍ ومن ضَررِ
أنت الذي خلقت للتاج لمته
وكفه لطوال السمر والبتر
ووقفة ٍ لك فلت كل منصلتٍ
والسمر ما بين منآدٍ ومنكسر
سررتَ كلَّ صديق في مواقفها
ما كاد يسأل حتَّى سُرَّ بالخبرِ
وليلة ٍ من عَجاج النَّقع حالِكة ٍ
جلوتَها منكَ بالأوضاح والغُدرِ
ما إن قَدحتَ زناداً يومَ ملحمة ٍ
إلاَّ وأتْبعتَ فيه القَدح بالشَّررِ
شهِدتُ فيك سَجاياً قد سمِعتُ بها
ففزتُ منها بملء السَّمع والبَصْرِ
فانعم بعيدك في عزٍ وفي دعة ٍ
والدهرُ يفترُّ عن أيامك الزُهُرِ
وخذ إليك عروساً طالما حجبت
زُفَّت إليكَ وقد صِيغتْ من الدُّرَرِ
واسلَمْ على رُتب العَلياءِ مُرتقياً
مسدد العزم في بدوٍ وفي حضر(35/357)
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> صحَّ عن جوده حديثُ العطايا
صحَّ عن جوده حديثُ العطايا
رقم القصيدة : 27617
-----------------------------------
صحَّ عن جوده حديثُ العطايا
مستفيضاً ما بين بادٍ وقار
كم رجاءٍ فيه رَوى عن وفاءٍ
عن عطاءٍ عن واصل عن يسار
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لا تحسبنَّ فرِنْدَ صارمِه به
لا تحسبنَّ فرِنْدَ صارمِه به
رقم القصيدة : 27618
-----------------------------------
لا تحسبنَّ فرِنْدَ صارمِه به
وشياً أجادَته القُيونُ فأبهرا
هذا ندى يمناه سال بمنته
فغدا يلوحُ بصَفْحَتيهِ جَوهرا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا هماماً له المعالي قصور
يا هماماً له المعالي قصور
رقم القصيدة : 27619
-----------------------------------
يا هماماً له المعالي قصور
لا تلمني إن عن مني قصور
حكم الدهرُ كيف شاء بهضمي
وشبابي والعمرُ غضٌّ نَضيرُ
عُمُري لم يكن يزيدُ على اثنين
وعشرين والشباب غرور
كاثرتني الخطوب والجد كابٍ
وقليلٌ من الخطوب كثيرُ
حزنٌ شاملٌ وشملٌ شتيتٌ
وهوى ً نازحٌ وقلبٌ كسيرُ
وفؤادٌ من المسرَّة قَفْرٌ
وجنانٌ من الأسى معمور
كمْ إلى كمْ قطيعة ٌ وصدودٌ
أقلوبٌ نَحيا بها أم صخورُ
أين مني ذاك الصديق المفدى
والحيا العذب والحسام الغرير
حيث عُودي على الزَّمان صَليبٌ
وبعيدي دانٍ ووردي نمير
أيها الماجد الكريم المعلى
والفتى القرم والهمام الكبير
هاكها نفثة ً أباحتكَ سرِّي
نفثهُ السِّحر قد وَحاها الضَّميرُ
وابق واسلم على ممر الليالي
ما حلا موردٌ ومرت شهور
العصر العباسي >> البحتري >> فدتك أكف قوم ما استطاعوا
فدتك أكف قوم ما استطاعوا
رقم القصيدة : 2762
-----------------------------------
فَدَتْكَ أكُفُّ قَوْمٍ ما استَطاعوا
مَساعِيكَ، التي لا تُستَطاعُ
عَلَوْتَهُمُ بجَمْعِكَ ما أشَتّوا
منَ العَليا، وحِفظِكَ ما أضَاعُوا
تَعُمُّ تَفَضُّلاً، وَتَبينُ فَضْلاً،(35/358)
وأنْتَ المَجْدُ مَقْسُومٌ مُشَاعُ
وَهَبْتَ لَنَا العِنَايَةَ، بَعدَما قد
نَرَاهَا عِنْدَ أقْوَامٍ تُبَاعُ
وَلَمْ تَحظُرْ عَلَيْنَا الجَاهَ، حتّى
جَرَتْ عَنهُ المَذانِبُ والتِّلاعُ
فَفِعْلُكَ، إنْ سُئِلتَ، لنا مُطيعٌ،
وَقَوْلُكَ، إنْ سألتَ، لنا مُطاعُ
مَكَارِمُ منكَ، إنْ دَلَفَتْ إلَينا
صُرُوفُ الدّهرِ، فَهْيَ لَنَا قِلاَعُ
خَلائِقُ، لا يَزَالُ يَلُوحُ فيها
عِيَانٌ للمُدَبِّرِ، أو سَمَاعُ
أمِنّا أنْ تُصَرِّعَ عَنْ سماحٍ،
وَللآمَالِ في يَدِكَ اصْطِرَاعُ
خِلاَلُ النَّيْلِ، في أهلِ المَعالي،
مُفَرَّقَةٌ، وأنتَ لَهَا جُمَاعُ
دَنَوْتَ تَوَاضُعاً، وَبَعدتَ قَدراً،
فشَأناكَ انْحِدارٌ، وارْتِفَاعُ
كذاكَ الشّمسُ تَبعَدُ إنْ تَسامى،
وَيَدْنُو الضّوْءُ مِنْهَا، والشّعاعُ
وَقَدْ فَرَشَتْ لكَ الدّنيا، مِرَاراً،
مَرَاتِبَ، كُلُّهَا نَجْدٌ يَفَاعُ
فَمَا رَفَعَ التّصَفّحُ مِنْكَ طَرْفاً،
وَلاَ مَالَتْ بأخْدَعِكَ الضِّيَاعُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أناسٍ عفيفَ الدين أم أنت ذاكرُ
أناسٍ عفيفَ الدين أم أنت ذاكرُ
رقم القصيدة : 27620
-----------------------------------
أناسٍ عفيفَ الدين أم أنت ذاكرُ
عهوداً سقتهن العهاد البواكر
ومثلُك من لم ينسَ عهداً وإنَّما
هو الدهرُ لا يُلفى على الدَّهر ناصرُ
وما أنت ممَّنْ يُبْخَسُ الودُّ عندَه
ولكن قضاءٌ أوجَبَتْهُ المقادرُ
أرومُ لك العذرَ الجميل مُصحِّحاً
وفاك وقد كادت تضيق المعاذر
أُعيذُك أن أمسي لودِّك عامراً
ويُصبحُ ودِّي وهو عندك داثرُ
أبى لكَ أصلٌ في المروءَة طاهرٌ
وفرعٌ بأنواع الفتوة ظاهر
وإن تنسك الأيام عهدي فإنني
وحقك للعهد القديم لذاكر
إليكَ أخا الهيجاءِ نفثة َ مُوجَعٍ
رآك لها أهلاً فهل أنت شاكر
ودم وابق واسلم ما تألق بارقٌ
وهب نسيمٌ واستهلت مواطر
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وافى خيالك بعد طول نفار
وافى خيالك بعد طول نفار(35/359)
رقم القصيدة : 27621
-----------------------------------
وافى خيالك بعد طول نفار
فجعلتُ موطِئَهُ سَنى الأبصار
أنى اهتدى منك الخيال لبلدة ٍ
أقصى وأجهلَ من بلاد وَبارِ
لا والذي جعل المحصب دارها
والهند من دون الأحبة داري
لم يهده إلا تصعد زفرتي
فكأنَّها نارٌ تُشبُّ لسارِ
حيا فأحيا ذكر من لم أنسه
ما كان أغناهُ عن التَّذكارِ
آهٍ لأيَّام الحجاز وساكني
أرضِ الحجاز ورَوْضهِ المِعطارِ
حيث السلامة مربعي وربى الخما
ئل مرتعي وحماه دار قراري
كم فيه من قمر قمرت بحسنه
أوْفى بغرَّته على الأقمارِ
ما شُكَّ فيه أنَّه شمسُ الضحى
لو كان مطلعُها من الأزرارِ
فالطرف من إشراقه مترددٌ
ما بين بدر دجى ً وشمس نهار
ولرب ليلٍ بت فيه معللاً
من ريق مبسمه بكأس عقار
ألهو به واللهو داعيه الصبا
ومن الغرام تهتكي ووقاري
أيَّامَ لم تلوِ الدُّيون على اللِّوى
سعدى ولا نأت النوى بنوار
يا حبذا زمن الوصال وحبذا
عهد الحبيب وداره من داري
زمنٌ أطعتُ به الصَّبابة والصِّبا
وقضيتُ فيه من الهوى أوطاري
أرضَيْتُ أحبابي وغِظتُ لوائمي
وطرحتُ عُذري واطَّرحتُ عِذاري
إذ لا ربيع الوصل فيه محرمٌ
كلا وليس خطى المنى بقصار
لم أوفه حقاً أحال به على
قلبي الكئيبِ ومدمعي المدرارِ
قسماً بمكة والحطيم وزمزمٍ
والبيت ذي الأركان والأستار
ما عن لي ذكر الحجاز وأهله
إلا عدمت تجلدي وقراري
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> سلامٌ شهيُّ المَجتَنى طيِّبُ النشرِ
سلامٌ شهيُّ المَجتَنى طيِّبُ النشرِ
رقم القصيدة : 27622
-----------------------------------
سلامٌ شهيُّ المَجتَنى طيِّبُ النشرِ
على تلكمُ الأخلاقِ والأوجه الغُرِّ
سلام محبٍ غادرته يد النوى
يقلب في أجمير قلباً على جمر
إذا عن ذكراكم له فاض جفنه
بأدمعه فيض الغمامة بالقطر
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وافتكَ والزُّهْر في روض الدُجى زَهَرُ
وافتكَ والزُّهْر في روض الدُجى زَهَرُ(35/360)
رقم القصيدة : 27623
-----------------------------------
وافتكَ والزُّهْر في روض الدُجى زَهَرُ
والفجر نهرٌ على الظلماء منفجر
فأقبلت هي والصبح المنير معاً
حتى تحير في ضوءيهما النظر
وأسفرَتْ عن سَنى وجه أبانَ لنا
بدر التمام ولكن ليله الشعر
غرَّاء لولا اتضاحُ الفَرق لاحَ لنا
ما شَكَّ ذو بصيرٍ في أنَّها القمرُ
إن تجلُ غرَّتَها فالصبحُ متَّضحٌ
أو تُرخِ طِرَّتها فالليلُ مُعتكِرُ
هنديَّة ٌ فعلت منها اللِّحاظُ بنا
ما ليس تفعلُه الهنديَّة ُ البتُرُ
حوراءُ ما بَرِحتْ من سحر مُقلتِها
تسبي العقول بطرفٍ زانه حور
تديرُ من ثَغرها راحاً معتَّقة ً
كأنَّما ثغرُها للرَّاح مُعتصَرُ
هيفاءُ مائسة ُ الأعطافِ ما خطرت
الاّ وكان لنا من عشقِها خطَرُ
لم تخشَ ثأراً بما أرْدت لواحظُها
دم المحبين في شرع الهوى هدر
كانت ليالي الهوى من مصلها غرراً
حتى تناءت فأمسى دونها غرر
يا ربة الحسن مهلاً قد أسأت بنا
مالي على كل هذا البين مصطبر
أما لقربك من وعدٍ أسر به
حتَّامَ لا وطنٌ يدنو ولا وطرُ
نأيت هجراً فلا وصلٌ ولاسببٌ
وبنت داراً فلا عينٌ ولا أثر
إن تعتبي لا تحيليني على قدرٍ
ما كلُّ هذا الجفا يَجري به القدرُ
فاقضي الذي شِئتِ من صدٍّ ومن بُعَدٍ
ذنبُ الحبيب على الحالينِ مُغتَفَرُ
كم عاذلٍ ضل يلحوني فقلت له
حظِّي هواها وحظُّ العاذلِ الحجَرُ
فقال عشقُك هذا كلُّه عبَثٌ
فقلتُ عذلُكَ هذا كلُّه هذَرُ
يا لائمي غيرُ سَمعي للملامِ فلي
حبٌ توازر فيه السمع والبصر
إن كان لي من هواها لا بليت به
وزرٌ فلي من عليٍ في العلى وزر
الماجد الندس السامي برتبته
أبو الحسين السري الصارم الذكر
الموسوي الذي واست مكارمه
عفاتِه وهمى من كفِّه المطرُ
مهذبٌ نال من أسنى العلى رتباً
قد رامها قبله قومٌ فما قدروا
فضمَّ شملَ المعالي يافعاً وحَوى
من المحامد ما لم يَحوِهِ بَشرُ
إن ساد آباؤه قِدماً فبينهما
فرقٌ كما افترق الأشجار والثمر(35/361)
يولي الجزيل ولا يمنن بكثرته
ويوسعُ الضَّيفَ قَلُّوا وإن كثروا
إسمع مدائحه وانظر إليه تجد
وصفاً تَطَابَق فيه الخُبْر والخَبر
ما رام حصر معاليه أخو لسنٍ
إلاَّ اعترى نُطقَه من دونها حَصَرُ
وما عسى يبلغ المطرى مديح فتى ً
مطوَّل المدح في عَلياه مختصرُ
ما مهدياً لي نظماً خلته درراً
يشنف السمع لا بل دونها الدرر
قلدتني منناً لا أستطيع لها
شكراً ولو ساعدتني البدو الحضر
فخذ إليك عَروساً بتُّ أنظمُها
ليلاً فيحسد ليلي عندها السحر
تُثني عليك كما أثنى لشكر يدٍ
على الحيا من رياض نشرها العطر
ولا برحت مدى الأيام في دعة ٍ
يمدُّك المُسْعِدان السَّعدُ والعُمُرُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أليَّة ً بانعطافِ القامة ِ النَّضرَة
أليَّة ً بانعطافِ القامة ِ النَّضرَة
رقم القصيدة : 27624
-----------------------------------
أليَّة ً بانعطافِ القامة ِ النَّضرَة
ونظرة ٍ لاختطاف العقلِ مُنتظِرَه
وغرة ٍ كضياء الصبح مشرقة ٌ
وطُرَّة ٍ كظَلام اللَّيلِ مُعتكرَه
ما مالَ قلبي المعنَّى بعدَ فُرقتها
عنها لمعرفة ٍ كلاَّ ولا نَكِرَه
ظنت سلوي فراحت وهي عاتبة ٌ
ولو درَتْ لأتتني وهي مُعتذِرَه
إن تعتبن فلها العتبى وإن نقمت
مني على غي ذنبٍ فهي مقتدرة
أما وعَهْدِ الهوى ما ساءَها خُلقي
ولا تنمرت من أخلاقها النمره
لكن كتمتُ عن الواشينَ بي وبها
محبَّة ً هي في الأحشاءِ مُستَتِرَه
فأرْجفوا أنَّني سالٍ وما عَلِمُوا
بأن نار الهوى في القلب مستعره
هيهات أين من السُّلوان مكتئِبٌ
قد مله ليله من طول ما سهره
أنفاسُه بزفير الشوقِ صاعدة ٌ
لكن أدمعه بالوجد منحدرة
آهٍ لأيَّام وصلٍ بالحِمى سلَفَت
إذ كنت من طيبها في جنة ٍ خضره
أيام لا صفو عيشي بالنوى كدرٌ
ولا نجومُ سماءِ الوصلِ مُنكدِرَه
حيث الصبابة باللذات آمرة ٌ
والنفس طوعاً لما تهواه مؤتمره
ما عن لي ذكرها في كل آونة ٍ
إلاَّ ولي كَبِدٌ بالوَجدِ مُنْفطِرَه(35/362)
ولا تذكَّرتُ ذاكَ الشَّمل مُجتمعاً
إلا استهلت دموعي وهي منتثره
وما على دون هذا الخطب مصطبرٌ
لكن نفسي على الحالات مصطبره
بالله يا صاحبي قل للصبا سحراً
إذا أتت وهي من أنفاسِها عَطِرَه
هل عهدُ سُعدى كما قد كان أم خَفَرت
عهد الأحبة تلك الغادة الخفره
وهل تراها بطيب الوصل جابرة ً
منَّا قلوباً بطول الهجرِ مُنكسِرَه
أما كفى البين - لا دارت دوائره -
نوى الحباب وتلك الخطة الخطره
حتى قَضى بنَوى الأحباب كلِّهُمُ
فلم أزل بعدهم في عيشة ٍ كدره
إخوانُ صدقٍ كأنَّ الله أطلعَهُمْ
كواكباً في سماء المجد مزدهره
منهم حسينٌ أدام الله بَهجتَه
وصانَه ربُّهُ عن كلِّ ما حذِرَه
الهاشميُّ الذي جلَّت مكارمُه
عن كل حصرٍ فراحت غير منحصره
والحاتمي الذي أضحت عوارفه
لمغتفى نيله كالسحب منهمره
جنابُهُ كعبة ٌ للفضلِ ما بَرِحتْ
لها الوفودُ من الآفاقِ مُعتمِرَه
وكفه كم كفت باليسر إذ وكفت
بمستهلِّ النَّدى ذا عُسرة ٍ عَسِرَه
قرت به أعين الراجين حين رأت
من راحَتَيهِ عيونَ الجُود مُنفجِرَه
هو الهمامُ الذي أعْلَته همَّتهُ
مراتباً لذرا الأفلاك محتقره
وهو النَّسيبُ الذي يَروي مناقبَهُ
عن نسبة بصميم المجد مشتهره
لو شاهدَتْ فخرَه الزّاكي عشيرَتُه
أضحت على جملة الأسلاف مفتخره
له خَلائقُ لو مرَّ النسيمُ بها
أغنته عن نفحات الروضة النضرة
إذا تأمَّلتِ الأبصارُ رُتبتَه
أو البصائر عادت وهي منبهره
ما أطنبتْ فكرتي في نعت شِيمَتِه
يا سيِّداً لم تَزَلْ طولَ المدى مِقَتي
عليه دون جميع الخلق مقتصره
وافتْ قصيدتُك الغرَّاءُ حاسرة ً
للعتب وجهاً وبالإحسان معتجره
فقلتُ أهلاً بها شُكراً لمُنْشئِها
بكراً أتت لجميل العتب مبتكره
أوردتُها حين جاءَت تشتكي ظمأ
منِّي مناهلَ ودٍّ عذبة ً خَصِرَه
فلم أر العذر إلا الاعتراف بما
عدَّتْهُ ذنباً فكن ـ لا زلتَ ـ مُغتفِرَه
أما الوداد لا والله ما برحت
راياتُه في صميم القلب مُنتشِرَه
حاشا لمثلي في دعوى محبته(35/363)
أن يبخس الود من يهواه أو يتره
فكنْ على ثقة ٍ منِّي فلسَت ترى
إلاَّ عهودَ ودادٍ غيرَ مُنبَتِرَه
وخذ إليك عروساً حليها دررٌ
لها نحور الغواني الغيد مفتقره
مذ التزمتُ بها كسرَ الرَّوِيِّ غدت
بالانكسارِ على الحسَّادِ مُنتصِرَه
واسلم ودُمْ راقياً في عزَّة ٍ رُتباً
من دونها أنفسُ الأعداءِ مُنقهِرَه
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أدر المدامة بالكبير
أدر المدامة بالكبير
رقم القصيدة : 27625
-----------------------------------
أدر المدامة بالكبير
فالوقتُ ضاقَ عن الصَّغيرِ
واستَجْلها في كأسِها ....
كالشمس في البدر المنيرِ
نزلتْ من الفَلَك المُدارِ
تلوح في كف المدير
لولا شِباكُ حَبابها
كادَت تطيرُ من السُّرور
بكرٌ تتيح لك المسرة
في المساءِ وفي البُكورِ
صدرَت بأنْسِ وُرُودها
خيلُ الهموم من الصُّدُورِ
تُعشي العيونَ إذا انجلت
بالضوءِ من نارٍ ونُورِ
ذهبية ٌ لهبية ٌ
عصرت بأحقاب العصور
وافت بسورة نشوة ٍ
ذهبت بألباب الحضُورِ
يَسقيكَها ساقٍ أغرُّ
يميسُ كالظَّبي الغَريرِ
ويُريكَ من إشراقِه
قمراً على غصنٍ نضير
يرتاحُ من مَرَحِ الصِّبا
ويتيه من فرط الغرور
نَشوانُ يَمزجُ أنسَه
عند التكلُّم بالنُّفُور
يَرنو إليكَ بمقلة ٍ
وَسْنَى الجُفون من الفُتورِ
لو قِيلَ من سَلَبَ النُّهى
لم تَعْدُهُ كفُّ المُشيرِ
تثني الرياحُ غصونَها
ثنيَ المعاطِفِ والخُصورِ
والزهر مفترٌ الثغور
قد غردت فيها المثاني
قبل تغريد الطيور
ولرب ليلٍ بته
بين النحور إلى السحور
من غانياتٍ كالرباب
قاصرات الطَّرفِ حُورِ
طلعت به كأس المدامة
مطلع الشعرى العبور
والبدر في كبد السماء
كَسابحٍ وَسطَ الغَديرِ
وسَنَى المجرَّة في الدُّجى
كالنَّهر ما بينَ الزَّهورِ
والليل شمر للسرى
والصبح آذن بالسفور
من كلِّ أروع ماجدٍ
عَفِّ الشَّبيبة ِ والضَّميرِ
فالراح في لهواته
كالشَّمس تَغربُ في ثَبيرِ
كانت ليالي عهدهم
غرر الليالي والشهور(35/364)
خِلاَّنُ صدقٍ إن عرا
خطبٌ بمكروه الأمور
ذهبوا فأخلفتِ اللَّيالي
عنهم خلان زور
لم يبقَ لي خلٌّ يَتمُّ
بأنسِ صحبته سُروري
إلاَّ حسينٌ عينُ أعيانِ
العلى صدر الصدور
السيِّدُ الشهمُ الهمامُ
الفرد مفقود النظير
فخرُ المفاخِرِ والمآثِر
والأعاصير والدهور
نافت مآثره العلى
شرفاً على الفلك الأثيري
وزها به دست الوزارة
منذ لقب بالوزير
وعَنا لمفخَرِه المؤثَّلِ
كل مختالٍ فخور
لو جُسِّمَت أخلاقُه
أغنتك عن نور البدور
في كفه كف العدى
وبفكِّه فَكُّ الأسيرِ
كم صاغ مِن مِننٍ له
أضحت قلائد للنحور
وأبان من عزمٍ أباد
عزائم اللَّيث الهَصُورِ
أغناهُ عن مَدح الورى
ما حاز من مَجدٍ شَهيرِ
طالت بيوت جدوده
وهُمُ ذوو النَّسب القَصيرِ
قومٌ بَنَوا شرفَ العُلى
بين الخُورْنقِ والسَّدير
وردوا الفرات فأخجلوه
ببحرِ جودِهُمُ الغَزيرِ
قل للمكاثر مجدهم
أين القليل من الكثير
سَلِّمْ لجيرانِ الوصيِّ
وسِرْ سَبيلَ المُسْتجيرِ
فهم هداة أولي الضلال
وهم ضياءُ المُسْتنيرِ
يا سيِّداً كَلماتُه
شرف المهارق والسطور
لله درك من خطيبٍ
شاعرٍ نَدبٍ خطيرِ
أهديتَ لي دُرَرَ الكلام
فخلتها درر النحور
أبيات سعرٍ كالقصور
وليس فيها من قُصُورِ
ما حاز رقَّة َ لفظِها
شِعرُ الفرزدقِ أو جَريرِ
بل لا مقاماتُ البَديع
ولا مقامات الحريري
وافتْ كما وافى النسيمُ
بطيب أنفاس العبير
وشفَتْ فؤاداً لم يزلْ
من حر شوقك في سعير
فوردت من سلسالها
أحلى من العذب النمير
وإليكها منظومة ً
وافتكَ من فِكرٍ حَسيرِ
نظَّمتُها نظمَ العُقودِ
وصُغْتُها صوغَ الشُّذُورِ
واسلَمْ ودُمْ في نعمة ٍ
غرَّاءَ في دارِ السُّرُورِ
ما لاح طيفٌ في الكرى
أو ناحَ طيرٌ في الوُكورِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> شقَّ الدُّجى عن نحره الفجرُ
شقَّ الدُّجى عن نحره الفجرُ
رقم القصيدة : 27626
-----------------------------------
شقَّ الدُّجى عن نحره الفجرُ
وبَدتْ عليه غلائلٌ خضرُ(35/365)
وافترَّ يبسمُ عن تبلُّجهِ
ضوء الصباح كأنه ثغر
والشمس قد نهضت لمشرقها
فانهض بشمسك أيها البدر
واشفَعْ بها شمسَ الصباح وإنْ
أضحت وبدء شروقها العصر
واستضحك الدهر العبوس بها
فبمثلها يستضحك الدهر
واسْتجلِها بِكراً مُعتَّقة ً
تَصبو إليها العاتِقُ البِكرُ
حمراءُ تسطعُ في زجاجتِها
فكأنَّها لو لم تذب جَمرُ
وكأنما إبريقها سحراً
إذْ قَهقَهَتْ لحَمامِه وَكْرُ
جليت على خطابها فحكت
عَذراءَ ما عن وصلِها عُذرُ
يسعى بها ساقٍ لواحظه
سكرى وصفو رضابه خمر
حلوُ الهوى عَذبٌ مقبَّلُه
لكن مذاق مطاله مر
أو غادة ٌ رُؤدٌ غدائرُها
ليلٌ وضوء جبينها فجر
هيفاءُ لولا عَقْدُ مِنْطَقِها
لم يستقلَّ بِردْفها الخِصرْ
خرعوبة ٌ جمٌ محاسنها
لكنما إحسانها نزر
في روضة ٍ وشَّى الربيعُ لها
حللاً فطرز وشيها القطر
والبرق شق بمرجها طرباً
جيب الحيا فتبسم الزهر
وشَدَت بها الوَرقاءُ مطربة ً
فتمايست أغصانُها الخُضرُ
واهاً لمجلسنا وقد جمعت
فيه المُنى وتهتَّك السِّترُ
إبريقنا ذهبٌ وخمرته
ياقوتَة ٌ وحَبَابُها دُرُّ
وليومنا وسقاة أكؤسنا
صبحٌ أغر وأوجهٌ غر
دعتِ المُدامُ إلى الصَّبوح به
من ليس يُثقلُ سمعَه وَقْرُ
إنْ لم يَطبْ سُكرٌ لشاربها
فمتى يَطيبُ لشارب سُكرُ
فاشرب ولا تقل الزمان قضى
أن لا يفوز بلذة ٍ حر
شمل الزمان ندى أبي حسنٍ
فصفا وزال بيسره العسر
وسرت تَهلَّلُ من أناملِهِ
لبني الرجاء سحائبٌ عشر
سحبٌ ولكن ودق صيبها
تِبرٌ ولمعُ وميضِها بِشرُ
فالخلق من يمنى يديه لهم
يمنٌ ومن يسراهما يسر
وحكَتْ عوارفُه معارفَه
فتدفقا فكلاهما بحر
بحرٌ ولكن لجُّ نائِله
ما رد سائل فيضه نهر
برَّت باخلاصٍ سريرتُه
فهو التقي المخلص البر
أسمِعْ به وانظر إليه تَجِدْ
خبراً يحقق صدقه الخبر
ذو همَّة ٍ كادَت لعزمتها
صم الصخور يذيبها الذعر
لو رامَ يصطادُ النجومَ بها
لم يأو وكر سمائه النسر
من دَوحة سُقيت أرومتُها
ماء العلى ونما بها الفخر
فتهدلت أغصانها كرماً(35/366)
زكت الفروعُ وأنجبَ العِتْرُ
يا أيها البدء الذي شكرت
جَدوى يديه البدوُ والحَضْرُ
شعري بمدحك لا أضن به
فلمثل مدحك ينظم الشعر
وإليهكا عقداً مفصلة
لم يحل قط بمثلها نحر
وافت مُهنِّئة بمرتبة ٍ
بك قد سما لمقامها قدرُ
واسلم مدى الأيّام مُرتقياً
رتباً يضيق لعدها الحصر
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أليلة الحشر لا بل يوم عاشور
أليلة الحشر لا بل يوم عاشور
رقم القصيدة : 27627
-----------------------------------
أليلة الحشر لا بل يوم عاشور
ونفخة الصور لا بل نفث مصدور
يومٌ به اهتزَّ عرشُ اللَّهِ من حَزَنٍ
على دمٍ لرسول الله مَهدورِ
يومٌ به كُسفت شمسُ العُلى أسفاً
وأصبح الدين فيه كاسف النور
يومٌ به ذهبت أبناءُ فاطمة ٍ
للبين ما بين مقتول ومأسور
فأي دمع عليه غير منهملٍ
وأي قلبٍ عليه غير مفطور
ولوعة ٍ لا تزال الدهرَ مُسعِرة ً
بين الجوانح ناراً ذات تسعيرِ
لرزء أبلج في صماء ساحته كذا
من نبعة المجد والغرِّ المشاهير
مولى ً قضى الله تنويهاً بإمرته
فراحَ يقضي عليه كلُّ مأمورِ
لله ملقى ً على البوغاء مطرحاً
كاسٍ من الحمد عارٍ غير مستور
قضى على ظمأ ما بل غلته
إلا بكل أبل الحد مأثور
يا وقعة الطف خلدت القلوب أسى ً
كأنَّما كلُّ يومٍ يوم عاشورِ
يا وقعة الطف أبكيت الجفون دماً
ورعت كل فؤادٍ غير مذعور
يا وقعة الطف كم أضرمت نار جوى ً
في كل قلبٍ من الأحزان مسجور
يا وقعة الطف كم أخفيت من قمرٍ
وكم غمرتِ أبياً غيرَ مغمورِ
يا وقعة الطف هل تدرين أي فتى ً
أوقعته رهن تعقيرٍ وتعفير
يا وقعة الطف هل تدرين أي دمٍ
أرقته بين خلف القوم والزور
لا كان يومك في الأيام إن له
في كل قلب لجرحاً غير مسبور
كم من فتى ً فيك صبح المجد غرته
أضحى يحكم فيه كل مغرور
وكم رؤوسٍ وأجسامٍ هنالك قد
أصْبحْنَ ما بين مرفوعٍ ومجرورِ
لهفي عليهم وقد شالت نعامتُهم
وأوطنوا ربع قفرٍ غير معمور
فقل لمن رام صبراً عن رزيتهم(35/367)
إليكِ عنِّي فما صَبري بمَقْدُورِ
أيذخُرُ الحزنُ عن أبناءِ فاطمة ٍ
يوماً وهلْ مِنهُمِ أولى بمَذْخورِ
مهما نسيت فلا أنسى الحسين لقى ً
تحنو عليه ربى الآكام والقور
معفراً في موامي البيد منجدلاً
يزورُه الوحشُ من سِيدٍ ويعفورِ
تبكي عليه السماوات العلى حزناً
والأرضُ تكسُوه ثوباً غيرَ مزرورِ
يا حسرة ً لِغريب الدارِ مُضطَهدٍ
يلقى العِدى بعَديدِ منه مَكثُورِ
يحمي الوطيسَ متى وافاه مُنتَصراً
عليهم بخميسٍ غير منصور
حتى إذا لم يكنْ من دونِه وَزَرٌ
شفى الضغائن منه كل موزور
فأين عينُ رسولِ الله ترمقُه
لقى ً على جانبٍ للبين مهجور
وأين عين عليٍ منه تلحظه
مقهورَ كلِّ شقيِّ الجدِّ مَقهورِ
وأين فاطمة الزهراء تنظره
وأهله بين مذبوحٍ ومنحور
يا غَيرَة الله والأملاكِ قاطبة ً
لفادحٍ من خطوب الدهر منكور
تسبى بنات رسول الله حاسرة ً
كأنهن سبايا قوم سابور
من كل طاهرة الأذيال ظاهرة ٍ
ترمي العدى بعيونٍ نحوها صور
من الفواطم في الأغلال خاشعة ً
يحدى بهن على الأقتاب والكور
يَنْعَينَ يا جدُّ نال القوم وِتْرَهُم
منا وأوقع فينا كل محذور
يا جد صال الأعادي في بنيك وقد
ثَوى الحسينُ ثلاثاً غيرُ مقبور
وأودع الرأس منه رأس عالية
وأوطيء الجسم منه كل محضير
هذا الحسين قتيلاً رهنَ مصرعه
يبكي له كل تهليل وتكبير
هذا الحسينُ ثَوى بالطفِّ منفرداً
تسفي عليه سوافي الترب والمور
هذي بناتك للأشهاد بارزة ً
يشهرن بين الأعادي أي تشهير
آهٍ لرزئكُمُ في الدَّهرِ من خَبرٍ
باقٍ على صفحات الدهر مسطور
تبت يد ابن زيادٍ من غوي هوى ً
ومارقٍ في غِمار الكُفْرِ مَغمورِ
أرضى يزيدَ بسُخط الله مُجتَرئاً
وبر منه زنيماً غير مبرور
فهل ترى حيم أم الغي كان رأى
دم الحسين عليه غير محظور
أتيت يا ابن زيادٍ كل فادحة ٍ
بُوِّئتَ منها بسعيٍ غيرِ مشكورِ
بني أمية َ هبُّوا لا أبالكمُ
فطالب الوتر منكم غير موتور
نسيتُمُ أم تناسيتم جنايتَكم
فتلك والله ذنبٌ غيرُ مغفورِ(35/368)
خاصمتم الله في أبناء خيرته
هل يخصمُ الله الاَّ كلُّ مَدحورِ
ورعتم بالردى قلب ابن فاطمة
وما رعيتم ذِماماً جدَّ مخفور
أبكيتم جَفنَ خير المُرْسَلينَ دماً
ورحتم بين مغبوطٍ ومسرور
اليكمُ يا بَني الزَّهراءِ مرثيَة ً
أصاحَ سمعاً إليها كلُّ مَوقورِ
تجدد الحزن بالبيت العتيق بكم
ويحطم الوجد منها جانب الطور
عليكم صلوات الله ما هطلت
سحبٌ وشق وميضٌ قلب ديجور
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> زهر الدراري أم نظام الجوهر
زهر الدراري أم نظام الجوهر
رقم القصيدة : 27628
-----------------------------------
زهر الدراري أم نظام الجوهر
وشَذا السُّلافَة أم شميمُ العَبهرِ
أم زَهرُ روضٍ قد تبسَّم ضاحكاً
إذ جاده صوب الغمام الممطر
وشُذورُ تِبرٍ أم جمانُ قَلائِدٍ
تزهو وتزهر في مقلد جؤذر
أم هذه ألفاظ مولى ً ماجدٍ
وَرِث البلاغة َ أكبراً عن أكبرِ
يزري بنظم الدر باهر نظمه
ويفوق مسكره مذاب السكر
فلشعره الشعري العبور تضاءلت
كرهاً وودت أنه لم يشعر
والنثرة العليا هوت من نثره
خجلاً وقالت ليته لم ينثر
قد أعجز البلغاء معجز أحمدٍ
فأقر كلهم بعجز مقصر
يا مهدياً لي من سني نظامه
ونثارهِ دُرّاً بهيَّ المَنظَرِ
شكراً لفضلك شكر ممنونٍ فقد
حَلَّيت جِيدي من عقودِ الجَوهرِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أما وابتسام الروض عن شنب الزهر
أما وابتسام الروض عن شنب الزهر
رقم القصيدة : 27629
-----------------------------------
أما وابتسام الروض عن شنب الزهر
وإسفار وجه الأفق عن غرة الفجر
ونشر الخزامى في طي نسمة ٍ
سرت من ربى سلعٍ وطيبة والحجر
وبرقٍ سرى ليلاً بأكناف حاجرٍ
فجدَّد لي شوقاً إلى بارقِ الثَّغرِ
وسجع حمام الأيك في عذباتها
تميسُ بها الأغصانُ في حُللٍ خُضرَ
لقد هاجَ وجَدْي ذكرُ آرامِ رامة ٍ
وأوْرى بقلبي نارَهُ لاعجُ الذِّكرِ
فبت بقلبٍ كلما ناح طائرٌ
تطاير من أنفاسه شرر الجمر
وعبرة عينٍ لا تجف جفونها(35/369)
إذا هتفت أيكيَّة ٌ أقبلت تَجري
أراعي دجى ً لا يستحيل ظلامها
وأنجمَ ليلٍ لا تَسيرُ ولا تَسري
وأصبو إلى عَصرٍ تقضَّى بِحاجرٍ
فيا حاجراً سَقياً لعَصركَ من عَصرِ
إذِ العيشُ غَضُّ والأبيبة ُ نَضْرَة ٌ
أميسُ بها كالغُصنِ في الورَق النَّضرِ
لياليَ لا أرضى من الوصل بالمُنى
ولا أتحسَّى أكؤسَ الهمِّ بالصَّبرِ
العصر العباسي >> البحتري >> يزداد في غي الصبا ولعه
يزداد في غي الصبا ولعه
رقم القصيدة : 2763
-----------------------------------
يَزْدادُ في غَيّ الصّبا وَلَعُهْ،
فكأنّمَا يُغرِيهِ مَنْ يَزَعُهْ
وإذا نَقُولُ الصّبْرُ يَحْجِزُهُ،
ألْوَى بصَبْرِ مُتَيَّمٍ جَزَعُهْ
وَلَقَدْ نَهَى، لَوْ كانّ مُنْتَهِياً،
فَوْدٌ يُنَازِعُ شَيْبَهُ نَزَعُهْ
ما لَبْثُ رَيْعَانِ الشّبابِ، إذا
نذر المَشيبِ تَلاَحَقَتْ شُرَعُهْ
والشّيْبُ فيهِ، عَلَى نَقِيصَتِهِ،
مَسلى أخي بَثٍّ، وَمُرْتَدَعُهْ
بَرْقٌ بذي سَلَمٍ يُؤرّقُني
خَفَقَانُهُ، وَتَشُوقُني لُمَعُهْ
وَلَرُبّ لَهْوٍ قَدْ أشَادَ بِهِ
مُصْطَافُ ذي سَلَمٍ، وَمُرْتَبِعُهْ
عستِ الإضاقةُ أنْ يُنالَ بها
جِدةٌ ونَكَّلَ ضارياً شِبعُهْ
والفَسْلُ يَسْلُبُهُ عَزِيمَتَهُ
أدْنَى وُجُودِ كِفايَةٍ، تَسَعُهْ
لا يَلْبَثُ المَمْنُوعُ تَطْلُبُهُ،
حتّى يَثُوبَ إلَيْكَ مُمْتَنِعُهْ
والنّيْلُ دَيْنٌ يُسْترَقّ بِهِ،
فاطْلُبْ لرِقْكَ عندَ مَنْ تَضَعُهْ
وأرَى المَطَايَا لاَ قُصُورَ بِهَا
عَنْ لَيْلِ سامِرّاءَ، تَدّرِعُهْ
يَطلُبْنَ عِنْدَ فَتَى رَبيعَةَ مَا
عندَ الرّبيعِ، تَخَايَلَتْ بُقَعُهْ
وَالخُضرُ ملءُ يَدَيكَ من كَرَمٍ
يُبديهِ إفضَالاً، وَيَبْتَدِعُهْ
ذَهَبَتْ إلى الخَطّابِ شيمَتُهُ،
فَغَدَا يَهِيبُ بِهَا، وَيَتّبِعُهْ
يَدَعُ اختِيَارَاتِ البَخيلِ، وَمِنْ
حبّ العُلا يَدَعُ الذي يَدَعُهْ
أدتْ مخايلُهُ حَقِيقَتَهُ
سوْمَ الخريفِ أَراكَهُ قَزَعُهْ(35/370)
فَرْدٌ، وإنْ أثْرَتْ عَشيرَتُهُ
مِنْ عِدّةٍ، وَتَنَاصَرَتْ شيَعُهْ
يَخشَى الأعِنّةَ، حيث يَجمَعُهَا،
والسّيْلُ يُخشَى حيُث مُجتَمَعُهْ
فتَرى الأعادي ما لَهُمْ شُغُلٌ
إلاّ تَوَهّمُ مَوْقِعٍ يَقَعُهْ
وأغَرُّ يَرْفَعُهُ أبُوهُ، وَكَمْ
لكَرِيمِ قَوْمٍ مِنْ أبٍ يَضَعُهْ
إنْ سَرّكَ استيفَاءُ سُؤدَدِهِ
بالرّأيِ تَبحَثُهُ، وَتَنْتَزِعُهْ
فاطْلُبْ بعَيْنِكَ أيَةً لَحِقَتْ
ضَوْءَ الغَزَالَةِ، أينَ مُنْقَطِعُهْ
شَادَتْ أرَاقِمُهُ لَهُ شَرَفاً
يَعْلُو، فَما يَنحَطّ مُرْتَفِعُهْ
والسّيفُ، إنْ نَقِيَتْ حَديدَتُهُ
في الطّبعِ طابَ وَلم يُخَفْ طَبَعُهْ
وَيَسيرُ مُتّبِعُ الرّجَالِ إلى
قَمَرٍ، كَثِيرٍ مِنْهُمُ تَبَعُهْ
يُبْهِي على ألحاظِ أعْيُنِهِمْ
مَرْأًى، يَزِيدُ عَلَيْهِ مُستَمَعُهْ
تَتْلُو مَنَاجِحُهُ مَوَاعِدَهُ،
كالشّهْرِ يَتْلُو بِيضُهُ دُرَعُهْ
أأخافُ في ألْفٍ تَلَكّؤَ مَنْ
حملَ الألُوفَ فلَمْ يُخَفْ ظَلَعُهْ
وَسِوَاكَ يا بنَ الأقدَمَينَ عُلا،
وَهَبَ النّوَالَ وَكَرَّ يَرْتَجِعُهْ
لا فَضْلُكَ المَوْجُودُ منه، وَلا
مَعْرُوفُكَ المَعرُوفُ يَصْطَنِعُهْ
لِحِزٌ يُقِيمُ المَاَلَ يرْزَؤُهُ
رِفْداً مقَامَ الضِّرْسِ يَقْتَلِعُهْ
مُثْرٍ، وَقَلّ غَنَاءُ ثَرْوَتِهِ
عَنْ عَامِدٍ لِجَداهُ، يَنْتَجِعُهْ
والبَحْرُ تَمْنَعُهُ مَرَارَتُهُ
مِنْ أنْ تَسُوغَ لشارِبٍ جُرَعُهْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أشارت من لها في الحسن شاره
أشارت من لها في الحسن شاره
رقم القصيدة : 27630
-----------------------------------
أشارت من لها في الحسن شاره
فأفهمتِ الضَّميرَ من الإشارَة
وبشَّر طيفُها بالوَصل ليلاً
ووافاني يقول لك البشارة
مُهفهفة ُ القَوام إذا تثنَّتْ
ثنت قَدّاً تفرَّدَ بالنَّضارَة
لها خدٌّ تَسعَّرَ جلُّ ناري
به لمَّا أراني جُلَّنارَه
توق أخا الغرام رضاب فيها
فكم شقت حلاوتها مراره(35/371)
وكم غرَّت بماضي مُقلتَيْها
مُعنّى ً حكَّمت فيه غِرارَه
وشبهَّت الحُسامَ به مَضاءً
فغار فشن في العشاق غاره
جرى ماء النعيم بوجنتيها
فزاحمه الجحيمُ فشبَّ نارَه
تُريكَ إذا بدت وَهْناً مَحيَّاً
يحاكي ليله ضوءاً نهاره
ولولا أنه قمرٌ تجلى
لما دار الخمار عليه داره
وتبدي حالتي وصلٍ وصدٍ
فتُحيي تارة ً وتُميتُ تارَه
سَكِرتُ بحبِّها من قبل سُكري
وما عاقرتُ من دَنٍّ عُقارَه
وقالوا حبُّها نارٌ تَلظَّى
لقد قاسوا وما قاسوا أواره
فأينَ النارُ منه ومِن لَظاهُ
وليس النار منه سوى شراره
وكم عاصيت فيها من نصوحٍ
أقال اللَّهُ من نُصحي عِثارَه
رأى هَجري ولم يَعلم لجهلٍ
بأن الهجر عقباه الزياره
وقاسمت العذول على هواها
فكان الربح لي وله الخساره
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> اسقياني على اقتراحِ العَذارى
اسقياني على اقتراحِ العَذارى
رقم القصيدة : 27631
-----------------------------------
اسقياني على اقتراحِ العَذارى
واعذراني فقد خَلعتُ العِذارا
شمسَ احٍ من كفِّ خَوْدٍ رَداحٍ
شخَصَتْ فيهما العُيونُ حَيارى
أشرقت في الكؤوس ناراً وقدماً
لا وعينيكَ لست ممَّن يُباري
واجلُواها والدَّهرُ طلقُ المحيَّا
والقماري تنادم الأقمارا
في عَذارَى كأنَّهنَّ رِياضٌ
ورياضٍ كأنَّهنَّ عَذارى
لا تلوما فما التصابي بعارٍ
قبلَ يَسترجعَ الصِّبا ما أعارا
ودَعاني مُجاهداً في غَرامي
إنَّ داعي الهَوى دَعاني جِهارا
أمعيرَ الظُّبى شباً وغِرارا
لحظُهُ والظِّبا رَناً واحْوِرارا
ما لقلبي يزيد فيك غراماً
كلَّما زِدتَ عن هواه نِفارا
أي قلبٍ ما هام فيك ولكن
زاد قلبي بحبِّك اسْتِهتارا
خاطرَتْ في هواكَ مهجة ُ صَبٍّ
هَويَتْ منك ذابلاٍ خَطَّارا
من يباريك يا منى النفس حسناً
رب ليلٍ قصرته بلقاه
وليالي الهنا تكون قصارا
رضته بالمدام حتى إذا ما
تركته لا يستبد اختيارا
نلتُ ما شئتُ من هواه ولولا
عفة الحب لارتكبت العارا
يا خليلي عج بالنقا لنقضي(35/372)
للهوى في ربوعِه أوْطارا
إن بين النقا وبين المصلى
ظبياتٍ لها الأسود غيارى
نَتمارى إن لُحْنَ هل هُنَّ غيدٌ
أم ظباءٌ في حسنها لا يمارى
هي لولم تكن ظباً وبدوراً
ما صدعن الدجى وجبن القفارا
لُحنَ للركبِ والعقولُ حَيارى
فاختطفن العقول والأبصارا
وأرقنَ الدماءَ طعناً وقَتلاً
وأَمِنَّ الجَزا قِصاصاً وثارا
يا لقَومي أيذهبُ اليومَ في الحبِّ
دمي باطلاً وجرحي جبارا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> تجلَّيْ صَباحاً وميطي الخِمارا
تجلَّيْ صَباحاً وميطي الخِمارا
رقم القصيدة : 27632
-----------------------------------
تجلَّيْ صَباحاً وميطي الخِمارا
فما تطلعُ الشمسُ إلاَّ نهارا
وحاشا محياك أنى أقيس
به البدرَ والبدرُ يخفى سَرارا
مَرَيْتِ الجفونَ وهجتِ الشجونَ
فحسبك ألفت ماءً ونارا
أفي الحقِّ أصِفيكِ محض الودادِ
وأنتِ تَصُدِّين عنِّي ازْوِرارا
تبيتينَ وَسْنى وجَفني القريحُ
لا يطعم النوم إلا غرارا
أما والمُحِلِّينَ والمحرمينَ
ومن طافَ بالبيت سَبعاً وزارا
لأنتِ التي باتَ قلبي لها
مَشُوقاً وعقلي بها مُسْتطارا
ولو أن ما بي بيذبلٍ ذاب
وبالبدر غاب وبالبحر غارا
ولولاك ما همت وجداً ولا
خلعت لحب العذارى العذارا
ولم أنس أيامنا في منى ٍ
وموقفنا حيث نرمي الجمارا
عشية قالت لأترابها
أهذا الذي جن فينا وحارا
نعم أنا ذاك فما تأمرين
أقتلاً يراح به أم إسارا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أحباي لي في كل يوم وليلة ٍ
أحباي لي في كل يوم وليلة ٍ
رقم القصيدة : 27633
-----------------------------------
أحباي لي في كل يوم وليلة ٍ
بذكراكم نارٌ من الشوق تَسعرُ
إذا ما رأيتُ الصُّبحَ والبدرُ طالعٌ
ذكرتكم والشيء بالشيء يذكر
فيا حسرتا كم لي على البُعد والنَّوى
حنينٌ ووجدٌ دائمٌ وتحسُّرُ
يلومونني أن همت وجداً بحبكم
كأن هيامي في المحبة منكر
ولو كابَدوا وجدَ الصَّبابة أيقنوا
بأنِّي على فرط الكآبة أعذرُ(35/373)
أُلامُ على مالا أطيقُ وإنَّما
يلام الفتى فيما يطيق ويقدر
إذا قلتُ للقلب اصْطَبرِ لِفراقِهم
فإنَّ جميلَ الصَّبر بالحُرِّ أجدرُ
يقول استعر قلباً سواي وقل له
ليصبِرْ فإنِّي عنهم لستُ أصبرُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> بَدا والليلُ معتكرُ
بَدا والليلُ معتكرُ
رقم القصيدة : 27634
-----------------------------------
بَدا والليلُ معتكرُ
كأن نجومه درر
رشاً رقَّت محاسنُه
فكاد يُذيبُه النظرُ
كثيب فوقه غصنٌ
وغصنٌ فوقه قمر
سمرت به إلى سحرٍ
وليلي كله سحر
إذا ما ماس يَخطرُ في
حلاه فعشقه خطر
ليالي وصله غررٌ
ولكن دونَها غَرَرُ
ختمتُ بحبِّه وَطَري
فمالي غيره وطر
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> سَلا دارَها أنْ أنبأ الطَّللُ القفرُ
سَلا دارَها أنْ أنبأ الطَّللُ القفرُ
رقم القصيدة : 27635
-----------------------------------
سَلا دارَها أنْ أنبأ الطَّللُ القفرُ
أجادَ فروَّاها سِوى أدمعي قطرُ
وهل أوْقدَ السَّارون ناراً بأرضها
فكان لها الاَّ لظى كَبِدي جَمرُ
وما شغفي بالدار أبكي رسومها
وأندبها لولا الصبابة والذكر
ذكرتُ بها أيَّامَ جُملٍ وعهدُها
جميلٌ وفنيانُ الصِّبا مُونقٌ نَضْرُ
إذ العيشُ صَفوٌ والحبائبُ جيرة ٌ
وروض الهوى غضٌ حدائقه خضر
أميسُ ارتياحاً في بُلهنية الصِّبا
تعانقني شمسٌ ويلثمني بدرُ
وغيداء من عليا لؤي بن غالبٍ
حمتها المواضي والمثقفة السمر
وأقسم لو لم تحمها البيض والقنا
لأغنى غناها الخنزوانة والكبر
هي الظبية الأدماء لولا قوامها
وشمسُ الضُّحى لولا المباسمُ والثغرُ
تطاول زهر الأفق أزهار نعتها
ويستنزلُ الشِّعرى لأوصافها الشعرُ
أطعتُ هَواها ما استطعتُ ولم يكن
لغير الهوى نهيٌ عليَّ ولا أمرُ
لقد ضلَّ مشغوفُ الفؤاد بغادة ٍ
معد ابن عدنانٍ ابن أدٍ لها نجر
إذا نُثِرت يوماً كِنانة ُ ناظرٍ
لعاشقها ثارت كنانة والنضر
يَغارون أن يَهوى فَتاهم فتاتَهم
وهلْ في هوى خلٍّ لخلَّته نُكرُ(35/374)
وما ضرَّهم لو لُفَّ شَملي بشَملها
وقد لفت الأعراق ما بيننا فهر
إلى الله من حُبِّي فتاة ً منيعة ً
وفائي لها ما بين أقوامها غدرُ
تُطِلُّ دماءَ العاشقين لعلمها
بأنَّ دماءَ العاشقين لها هَدرُ
كأنَّ لها وتراً على كلِّ عاشقٍ
وقد أقسمت أن لا ينامَ لها وترُ
أعاذل مهلاً غير سمعي للائمٍ
فقد ظهر المكنون واتضح العذر
لعمري لقد حاولت نصحي وإنما
بسمعي عما أنت مسمعه وقر
وقبلك لام اللائمون فلم يكن
لهم عند أهل العشق حمدٌ ولا أجرُ
ومن قبل ما لج المحبون في الهوى
وما جهلوا أن الهوى مركبٌ وعر
وأمسَوا يرومون الوصال فأصبحوا
وأيديهم مما يرومونه صفر
وما نَكِرَ العشَّاق هَجراً ولا قِلى ً
فما طاب وصلٌ قطُّ لو لم يكن هَجرُ
وإنِّي على ما بي من الوجدِ والأسى
لذو مِرَّة لا يستفزُّني الدَّهرُ
أرى الصبر مثل الشهد طعماً إذا عرت
ملماته والصبر مثل اسمه صبر
وإني من القوم الألى شيدوا العلى
إذا نقموا ضروا وإن نعموا بروا
وإن وعدوا أوفوا وإن أوعدوا عفوا
وإن غضبوا ساؤا وإن حلموا سروا
هُمُ سادة ُ الدنيا وساسة ُ أهلها
وهم غررُ العَليا وانجمُها الزُّهرُ
بنو هاشم رهط النبي محمدٍ
به لهم دون الورى وجَبَ الفخرُ
هُمُ أصلُه الزاكي ومحتدُه الذي
زكا فزكا فرعٌ له وذكا نشرُ
وهل ينبت الخطي إلا وشيجه
ويطلع إلا في حدائقه الزهر
ألا أيها الساعي ليدرك شأوهم
رويدَك لا تجهَدْ فقد قُضيَ الأمرُ
وإن كنت في شكٍ مريبٍ فسل بهم
خبيراً فعنهم صدَّق الخَبَر الخُبْرُ
وقد ينكر الصبح المنير أخو عمى ً
وإلاَّ فما بالصُّبح عن ناظرٍ سَتْرُ
إذا عد منهم أحمدٌ وابن عمه
وعمَّاهُ وابناهُ وبَضعَتُهُ الطُّهُر
وعترته الغر الهداة ومن لهم
مناقب لا تفنى وإن فني الدهر
فقد أحرزوا دون الأنام مفاخراً
تضيق لأدناها البسيطة ُ والبحرُ
أولئك آبائي فجئني بمثلهم
إذا جمع الأقيالَ أندية ٌ زُهرُ
عليهم صلاة الله ما ذر شارقٌ
وما لاح في الآفاق من نورهم فجر(35/375)
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أما تَرى الصُّبحَ قد لاحت بشائرُهُ
أما تَرى الصُّبحَ قد لاحت بشائرُهُ
رقم القصيدة : 27636
-----------------------------------
أما تَرى الصُّبحَ قد لاحت بشائرُهُ
وصبحتك من الساقي أشائره
والليل قد جنحت للغرب أنجمه
كما تَساقطَ من رَوضٍ أزاهِرُهُ
والطيرُ قام خطيباً في حدائقه
فهزَّ عِطفيه واهتزَّت منابرُه
والورد عطر أذيال الصبا سحراً
لمَّا تأرَّج في الأكمام عاطِرُه
فانهض إلى شمس راحٍ من يدي قمرٍ
يديرها وهو ساجي الطرف ساحره
تُغنيك عن فَلَقِ الإصباح غُرَّتُه
وعن دجى الليلة الليلا غدائره
كأنَّه حين يَنثني غصنَ قامته
شدت على نقوى رملٍ مآزره
لو باهت الشمس منه الوجه لانبهرت
من نوره وهو باهي الحُسنِ باهرُهُ
يجلو الكؤوس فلا يدرى أخمرته
تسبي عقول الندامى أم محاجره
من كأسه وثناياه لنا حببٌ
تطفو على رائقَيْ خمرٍ جواهرُهُ
لا تنظرَنْ لجنونِ العاشقينَ به
وانظر لما قد جنت فيهم نواظره
ما هَمَّ عاشِقَه عذرٌ ولا عَذَلٌ
سِيّان عاذلهُ فيه وعاذرُهُ
ما سحرُ هاروت إلاَّ فعلُ ناظره
ولا سيوفُ الرَّدى إلاَّ بواتِرُهُ
كم شنَّ من فتنٍ للصبِّ فاتنة ٍ
وشبَّ حرَّجوى ً في القلب فاترهُ
وكم حلا مَوردٌ منه لعاشقِه
لكنه ربما سقت مرائره
سلْ مُقلَتي إن تَسلْ عن ليل طُرَّته
فليس يجهل طيب الليل سامره
مهفهفٌ ما ثَنى عِطفاً على كَفَلٍ
إلا ثنى السوء عن عطفيه ناظره
من زارَه في ظلام اللَّيلِ مُستتِراً
ما شكَّ في أنَّ بدرَ التمِّ زائرُهُ
لا تأمنن انكساراً من لواحظه
فكم قتيلٍ لها ما ثارَ ثائرُهُ
وإن أراك اعتدالاً رمح قامته
فطالما جار في العُشَّاق جائرهُ
كم مُغرمٍ منه قد أضحى على خطرٍ
لمَّا ترنَّح يحكي الغصنَ خاطرُهُ
لم أنس ليلة أنسٍ بت مغتبقاً
من ثغره صرف راحٍ جل عاصره
ورحت مصطحباً أخرى مشعشعة ً
لو ذاقها الدهر ما دارت دوائره
يديرها ببنانٍ كاد معصمها
يَسيلُ من ترفٍ لولا أساورُهُ(35/376)
باكرتُها لهنيِّ العيش مُبتكراً
وفقاً لما قيل أهنى العيش باكره
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وحياتكم يا ساكني أم القرى
وحياتكم يا ساكني أم القرى
رقم القصيدة : 27637
-----------------------------------
وحياتكم يا ساكني أم القرى
ما كان حبكم حديثاً يفترى
أهوى دياركم التي من حلها
حل الجنان بها وعل الكوثرا
واهاً لهن منازلاً ومراتعاً
ترعى الظِّباءَ بهنَّ آسادُ الشَّرى
إن هزت الآرام سمر قدودها
هزَّت ضراغمُها الوشيجَ الأسمرا
أنظر بعينك هل ترى فيها سوى
رشأً يصيد بمقلتيه قسورا
أوليثِ عادية ٍ تنمَّر غائراً
يحمي بأنياب الأسنَّة جُؤذَرا
الله أكبرُكم يَرُعنَ ومن رأى
تلك الجآذرَ والقساورَ كبَّرا
وبمهجتي رشأٌ أغنُّ إذا جفا
جفت العيون لصده طيب الكرى
يوفي على الشمس المنيرة في الضحى
حسناً إذا حسر اللثام وأسفرا
لم يسلُ قلبي عشقَ أحمرِ خدِّه
حتى أسال لي العذارَ الأخضرا
قال العذول وقد أطال ملامتي
فيه ألا تُصغي فقلتُ ألا تَرى
هذا الذي جعل القلوب لحسنه
رقاً وما ابتاع القلوب ولا اشترى
لا والذي فتن العقول بحسنه
ما ارتاب قلبي في هواه ولا امترى
فارقتُه كَرْهاً وواصلتُ النَّوى
قَسراً وأضحى الصبرُ مُنفصمَ ل
م أدرِ أيُّ الغُصَّتين أسيغُها
إن عن لي ذكر الفراق أو اعترى
أفراقَ إلفي أم فراقَ مَواطني
وكلاهما لهبٌ بقلبيَ قد وَرى
لله أيامي بمكة والصبا
تهدي إلى فَودَيَّ مِسكاً أذفرا
أشري بكل الدهر منها ساعة ً
لو أنها مما تباع وتشترى
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> من قاس جدوى راحتيك إذا همت
من قاس جدوى راحتيك إذا همت
رقم القصيدة : 27638
-----------------------------------
من قاس جدوى راحتيك إذا همت
بالغيث أخطأ في القياس وما درى
إذ أنت تعطي ضاحكاً مستبشراً
والغيثُ يُعطي باكياً مُستعبِراً
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> من مستهلِّ دموعي يومَ فرقته
من مستهلِّ دموعي يومَ فرقته
رقم القصيدة : 27639(35/377)
-----------------------------------
من مستهلِّ دموعي يومَ فرقته
أمطرت سحباً غزارا فهي تنهمر
ومن لهيب ضلوعي في محبته
أوقدتُ في الحيِّ نارا فهي تستعرُ
وكم كتمتُ وُلوعي خوف شُهرته
فزاد فيه اشتهارا والهوى عبَرُ
العصر العباسي >> البحتري >> فيم ابتداركم الملام ولوعا
فيم ابتداركم الملام ولوعا
رقم القصيدة : 2764
-----------------------------------
فيم ابتِدارُكُمُ المَلاَمَ وَلُوعَا،
أبَكَيْتُ إلاّ دِمْنَةً، وَرُبُوعا
عَذَلوا فَما عَدَلوا بقَلبي عَن هَوًى،
وَدَعَوْا فَما وَجَدوا الشّجيّ سَمِيعا
يا دارُ، غَيّرَهَا الزّمَانُ، وَفَرّقَتْ
عَنْهَا الحَوَادِثُ شَملَهَا المَجْمُوعَا
لَوْ كَانَ لي دَمْعٌ يُحَسّنُ لَوْعَتي،
لتَركتُهُ في عَرْصَتَيْكِ خَلِيعَا
لا تَخْطُبي دَمْعِي إليّ، فَلَمْ يَدَعْ
في مُقْلَتَيّ جَوَى الفِرَاقِ دُمُوعَا
وَمَرِيضَةِ اللّحَظَاتِ يُمرِضُ قَلْبَها
ذِكْرُ المَطَامِع عفّةً، وَقُنُوعا
تَبْدُو فيُبْدي ذُو الصّبَابَةِ سرهُ
عمْداً، وَتترِكُ الجَليدَ جَزُوعا
كادَتْ تُنَهْنِهُ عَبْرَتي عزَمَاتُهَا،
لَمّا رأتْ هَوْلَ الفِراقِ فَظِيعا
لأبي سَعيدِ الصّامِتيّ عَزَائِمٌ،
تُبدي لَهَا نُوَبُ الزّمانِ خُضُوعَا
مَلِكٌ، لِمَا مَلَكَتْ يَداهُ مُفَرِّقٌ،
جُمِعَتْ أداةُ المَجْدِ فيهِ جَمِيعَا
بَذَّ المُلُوكَ تَكَرّماً، وَتَفَضّلاً،
وأحانَ، من نَجْمِ السّماحِ، طلُوعا
مُتَيَقِّظُ الأحْشَاءِ، أصْبَحَ للعِدَى
حَتْفاً يُبِيدُ، وللعُفاةِ رَبِيعَا
سَمْحَ الخَلاَئِقِ، للعَوَاذِلِ عَاصِياً
في المَكْرُمَاتِ، وللسّماحِ مُطِيعَا
ضَخْمَ الدّسَائعِ، للمَكارِمِ حَافِظاً
بنَدَى يَدَيْهِ، وللتِّلادِ مُضِيعَا
مُتَتَابِعَ السّرَاءِ والضّرّاءِ لَمْ
يُخْلَقْ هَيُوباً للخُطُوبِ، هَلُوعَا
تَلْقَاهُ يَقْطُرُ سَيْفُهُ وَسِنَانُهُ
وَبَنَانُ رَاحَتِهِ نَدًى وَنَجيعا
مُتَنَصِّتاً لصَدَى الصّريخِ إلى الوَغَى،(35/378)
ليُجيبَ صَوْتَ الصّارِخِ المَسمُوعَا
ولقد يبيتَ اللّيْلَ ما يَلقَى لَهُ،
إلاّ الحُسامَ المَشْرَفيّ، ضَجِيعَا
مُتَيَقِّظاً كالأُفْعُوَانِ نَفَى الكَرَى
عَن ناظِرَيْهِ، فما يَذُوقُ هُجُوعَا
لله دَرُّكَ، يا بنَ يوسُفَ، منْ فَتًى
أعْطَى المَكَارِمَ حَقّها المَمْنُوعَا
نَبّهْتَ منْ نَبْهَانَ مَجْداً لمْ يَزَلْ
قِدْماً لمَحْمُودِ الفَعَالِ رَفِيعَا
وَلَئِنْ بنيَتِ العُلا لَهُمُ لَمَا انْـ
ـفَكُّوا أُصُولاً للعُلا، وَفُرُوعَا
قَوْمٌ، إذا لَبِسُوا الدُّروعَ لمَوْقِفٍ
لَبِسَتْهُمُ الأعْرَاضُ فيهِ دُرُوعَا
لا يُطْمِعُونَ خُيُولَهُمْ في جَوْلَةٍ،
إنْ نِيلَ كَبْشُهُمُ، فخَرّ صَرِيعَا
لله دَرُّكَ، يَوْمَ بابِكَ، فارِساً
بَطَلاً، لأبْوَابِ الحُتُوفِ، قَرُوعَا
لَمّا أتَاكَ يَقُودُ جَيْشاً أرْعَناً،
يَمْشي إلَيْهِ كَثَافَةً، وَجُمُوعَا
وَزّعْتَهُمْ بَينَ الأسِنّةِ والظُّبَا
حَتّى أبَدْتَ جُمُوعَهُمْ تَوْزِيعَا
في مَعْرَكٍ ضَنْكٍ تَخَالُ بِهِ القَنَا
بَينَ الضّلُوعِ، إذا انحَنَيْنَ، ضُلُوعَا
ما إنْ ثَنَى فيهِ الأسِنّةَ والظُّبَا
لِطُلَى الفَوَارِسِ سُجّداً، وَرُكُوعا
جَلّيْتَهُ بشُعَاعِ رَأسٍ، رَدَّهُ
لُبْسُ التّرَائِكِ للهِيَاجِ صَليعَا
لَمّا رَأوْكَ تَبَدّدَتْ آرَاؤهُمْ،
وَغَدَا مُصَارِعُ حَدّهِمْ مَصْرُوعَا
فَدَعَوْتَهمْ بظُبَى السّيوفِ إلى الرّدى،
فأتَوْكَ طُرّاً مُهْطِعِينَ، خُشُوعَا
حتّى ظَفِرْتَ بِبَذّهمْ، فَتَرَكْتَهُ،
للذّلّ جانِبُهُ، وَكَانَ مَنيعَا
وَبذي الكَلاعِ قَدَحتَ من زَنْد القَنَا
حَرْباً، بإتْلافِ الكُماةِ، وَلُوعا
لَمّا رَمَيْتَ الرّومَ منْهُ بِضُمّرٍ،
تُعْطي الفَوَارِسَ جَرْيَها المَرْفُوعَا
كُنْتَ السّبيلَ إلى الرّدى، إذْ كنتَ في
قَبْضِ النّفُوسِ، إلى الحِمَامِ، شَفيعَا
في وَقْعَةٍ أبْقَى عَلَيْهِمْ غِبُّها
رَخَمَ الفَيافي والنّسُورَ وُقُوعَا(35/379)
هَذا، وأيُّ مُعَانِدٍ ناهَضْتَهُ
لَمْ تُجْرِ مِنْ أوْدَاجِهِ يَنْبُوعَا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لاموا على كثر البكا ناظري
لاموا على كثر البكا ناظري
رقم القصيدة : 27640
-----------------------------------
لاموا على كثر البكا ناظري
ولم يَروا منظرَه النَّاضِرا
ولو رآه عاذلي ـ لا رأى ـ
أصبحَ ـ لا أصبحَ ـ لي عاذِرا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وغادة ٍ من بنات الهند قد برزت
وغادة ٍ من بنات الهند قد برزت
رقم القصيدة : 27641
-----------------------------------
وغادة ٍ من بنات الهند قد برزت
في زيها بين أسجافٍ وأستار
فقلتُ لمَّا سرت في اللاَّذِ مائِسة ً
يا حبذا السير بل يا حبذا الساري
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> نزلنا من بَرارَ بكلِّ وادٍ
نزلنا من بَرارَ بكلِّ وادٍ
رقم القصيدة : 27642
-----------------------------------
نزلنا من بَرارَ بكلِّ وادٍ
وليس بأرض من قرار
وقد كانت منازلنا قصوراً
ونحن اليوم ننزل في براري
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> سقى صوب الحيا أرض الحجاز
سقى صوب الحيا أرض الحجاز
رقم القصيدة : 27643
-----------------------------------
سقى صوب الحيا أرض الحجاز
وجاد مراتع الغيد الجوازي
وحيَّا بالمقامِ مقامَ حيٍّ
كِرامٍ في عَشِيرتهم عِزازِ
هم حامو الحقيقة يوم يدعو
حماة ُ الحيِّ حيَّ على البِرازِ
حَمَوا بالسُّمر بيضَهم وشاموا
عليها كل ذي شطبٍ جراز
فخافوا الخزي من عارٍ وحاشا
حماهم أن تلم به المخازي
وغاروا أن يُلمَّ بهنَّ صبٌّ
فعاعقوا الجائزين عن الجَوازي
ولو وكلوا الحفاظ إلى الغواني
لأغنينَ الغيورَ عن احتِرازِ
فكم فيهنَّ من بَيضاءَ رُؤدٍ
ضياءُ جَبينها بالصُّبح هازي
غزت كل القلوب هوى ً وأردت
بسيف اللحظ منها كل غاز
لها خَفَرٌ حمَاها قبل تُسْمى
ويَعزوها إلى الآباء عازِ
تجازي في الهوى بالود صداً
وحسب أخي الهوى أن لا تجازي(35/380)
سمت بدرَ الدُّجُنَّة في انبلاجٍ
وأُملودَ الحَديقة ِ في اهتزازِ
فيا لله عصر هوى ً تقضى
بأفنانِ الحقيقة والمجازِ
ليالي مشربي في الحب صفوٌ
وثوب اللهو منقوش الطراز
أهمُّ فلا يفوتُ الأُنس همِّي
ولا يخلو من الفُرصِ انتِهازي
وأهوي في الظلام على الغواني
كما يهوي على الكُدرِيِّ بازِ
أقول لصاحبي والركب سارٍ
وقد غنَّى الحداة ُ على النِّشازِ
ولاح من الحجاز لنا بريقٌ
تلألأَ يستطيرُ على حَرازِ
سقى الله الحجازَ وساكنيه
وحيَّا معهدَ الخود الكِنازِ
إلى أهل الحجاز يحن قلبي
فوا شوقي إلى أهلِ الحجازِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا صاح هذا المشهد الأقدس
يا صاح هذا المشهد الأقدس
رقم القصيدة : 27644
-----------------------------------
يا صاح هذا المشهد الأقدس
قَرَّت به الأعينُ والأنْفُسُ
والنجف الأشرف بانت لنا
أعلامه والمعهد الأنفس
والقبة البيضاء قد أشرقت
ينجاب عن لألائها الحندس
حضرة ُ قُدسٍ لم ينلْ فضلَها
لا المسجد الأقصى ولا المقدس
جلَّت بمن حلَّ بها رتبة ً
يقصرُ عنها الفَلَكُ الأطلسُ
تود لو كانت حصى أرضها
شب الدجى والكنس الخنس
وتحسدُ الأقدامَ منَّا على
السعي إلى أعتابها الأرؤس
فقف بها والثم ثرى تربها
فهي المقامُ الأطهرُ الأقدسُ
وقل صلاة ٌ وسلامٌ على
من طاب منه الأصل والمغرس
خليفة ُ الله العظيم الذي
من ضوئه نور الهدى يقبس
نفس النبي المصطفى أحمدٍ
وصنوُه والسيِّدُ الأرأسُ
العلم العيلم بحر الندى
وبره والعالم النقرس
فليلنا من نوره مقمرٌ
ويومُنا من ضَوئه مُشمِسُ
أقسم بالله وآياته
أليَّة ً تنجي ولا تُغمِسُ
أن علي بن أبي طالبٍ
منار دين الحق لا يطمس
ومن حباهُ الله أنباءَ ما
في كُتْبه فهو لها فِهرِسُ
أحاط بالعلم الذي لم يحط
بمثله بليا ولا هرمسُ
هذا أمير المؤمنين الذي
شرائع الله به تحرس
وحجة الله التي نورها
كالصُّبح لا يَخفى ولا يبلسُ
تالله لا يَجحَدها جاحِدٌ
إلاَّ امرؤٌ في غيِّه مُركَسُ(35/381)
المعلِنُ الحقَّ بلا خَشيَة ٍ
حيثُ خطيبُ القوم لا يَنبِسُ
والمقحم الخيل وطيس الوغى
إذا اتقاها البطل الأحوس
جلبابُه يومَ الفَخارَ التُّقى
لا الطيلسان الخز والبرنس
يرفل من تقواه في حلة ٍ
يحسدُها الدِّيباجُ والسُّندسُ
يا خيرة الله الذي خيره
يشكرُه النَّاطِق والأخرسُ
عَبدُك قد أمَّك مُستوحشاً
من ذنبه للعفو يستأنس
يَطوي إليكَ البحرَ والبرَّ لا
يوحشه شيءٌ ولا يؤنس
طوراً على فلكٍ به سابحٍ
وتارة تَسري به عِرمسُ
في كلِّ هيماءَ يُرى شَوكُها
كأنَّه الريحانُ والنرجسُ
حتى أتى بابك مستبشراً
ومن أتى بابَك لا يَيأسُ
أدعوك يا مولى الورى موقناً
أن دعائي عنك لا يحبس
فنجني من خطب دهرٍ غدا
للجسم مني أبداً ينهس
هذا ولولا أملي فيكَ لم
يقر بي مثوى ً ولا مجلس
صلَّى عليك الله من سَيِّدٍ
مولاه في الدارين لا يوكس
ما غردت ورقاء في روضة ٍ
وما زهت أغصانها الميس
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا طودَ مجدٍ في المكارم راسِ
يا طودَ مجدٍ في المكارم راسِ
رقم القصيدة : 27645
-----------------------------------
يا طودَ مجدٍ في المكارم راسِ
سامي العماد موطد الآساس
لا غرو إن سقط الجوادُ لعثرة ٍ
عثرت لها قدم الندى والباس
فلقد حملت عليه أثقال العلى
فغدا ذلولاً بعد طول شماس
حتى إذا ألقيتَ فضلَ عِنانه
سبقاً إلى الغايات قبل الناس
لم يستطع حملاً لما أوقرته
فهوى كما يهوي العظيم الراسي
هيهات أن يَسطيعَ يحملُ راكضاً
جبلَ العُلى فرسٌ من الأفراسِ
فليذهب النغل الحسود لما به
وليحظ مما رامه بالياس
واسلمْ على مرِّ اللَّيالي راتعاً
في طيب عيشٍ طيب الأنفاس
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ما ست فأزرت بالغصون الميس
ما ست فأزرت بالغصون الميس
رقم القصيدة : 27646
-----------------------------------
ما ست فأزرت بالغصون الميس
وأتتكَ تخطُر في غِلالة ِ سُندس
وتبرجت جنح الظلام كأنها
شمسٌ تجلَّت في دَياجي الحِنْدِس(35/382)
تختال بين لِداتِها فتخالها
بدراً بدا بين الجواري الكنس
أرِجَت يريَّاها الصَّبا وتضوَّعت
أنفاسُها والصبحُ لم يتنفَّس
ووَفتْ بمَوعِدها وباتَ وُشاتُها
للوجد بين عَمٍ وآخر أخرسِ
والبرقُ يخفقُ قلبُه من غَيرة ٍ
والنجم يرمقنا بمقلة أشوس
يا طيبَ ليلتِنا بمُنعَرَج اللِّوى
ومبيتنا فوق الكثيب الأوعس
إذْ باتَ شَملي في ضمانِ وصالها
والقربُ يُبدلُ وحشتي بتأنُّسِ
والليلُ يكتمُ سِرَّنا ونجومُه
تَرنو الينا عن لحاظٍ نُعَّسِ
وسَنى المجرَّة في السَّماءِ كأنَّه
نهرٌ تدفَّق في حديقَة ِ نَرجسِ
باتت تدير علي من ألحاظها
كأساً وأخرى من لماها الالعس
حتى إذا رقَّ النسيمُ وأخفقت
من أفق مجلسِنا نجومُ الأكؤُس
قالت وقد واليتُ هَصرَ قوامِها
ضاق الخناقُ من العِناق فنفَّسِ
ثم انثنت حذر الفراق مروعة ً
في هيئة المُسْتوحِش المستأنسِ
تتنفَّسُ الصُّعَداءِ من وجدٍ وقد
غص الظلام بصحبه المتنفس
واسْتعجلَتْ شدَّ النِّطاق وودعت
توديع مختلسٍ بحيرة مبلس
لله غانية ٌ عَنَتْ لضيائها
شمس الضحى إذا أشرقت في الأطلس
سلبت نفوسَ أولي الغرام صبابة ً
بجمالها الباهي السنيِّ الأنفسِ
وسألتها نفسي فقالت حيرة ً
أيُّ النفوس فقلتُ أغلى الأنفس
لم أنسها يوماً فأذكر أنسها
لا كان من ينسى الأحبة أو نسي
هذا الحسينُ ابنُ الحسين أخو العُلى
علقت يدي منه بودٍ أقعس
لم يُنسِهِ بُعدُ الدِّيارِ مودَّتي
يوماً وعهدي عنده لم يبخس
وسواه يظهر وده بلسانه
وخميره كصحيفة المتلمس
هذا الوفيُّ الهاشميُّ المجتبى
غوثٌ الجليس له وبدر المجلس
طابت أُرومة ُ مجده فزكتْ به
والغرس يعرب عن زكاء المغرس
ايهٍ أخا المَجدِ المؤثَّل والعُلى
لله درك من أديبٍ أكيس
وافت قصيدتُكَ التي فعلت بنا
فعلَ المُدامة بالنُّهى والأرؤُس
ألبستها وشي الكلام فأقبلت
مختالة ً تزهو بأبهى مَلبَسِ
ما ضر سامعها وقد جليت له
أن لا يجيل كؤوسها أو يحتسي
جددت لي عهد الصبا بنسيبها(35/383)
وربوعُ عهدي بالصِّبا لم تُدرَسِ
وإليكها غراء تستلب الحجا
وتروض كل جموح طبعٍ أشرس
نضَّدتُ عِقدَ نِظامها وبعثتُها
دُرَراً تفوقُ على الدَّراري الخُنَّسِ
وكسوتها من وصف ودك حلة ً
هزَّت لها عِطف المحلَّى المكتسي
تُجلى عليك ونجمُ سعدِك مُشرقٌ
في قمة الفلك الرفيع الأطلس
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> طاف بدرُ الدُّجى بشمسِ الكؤوسِ
طاف بدرُ الدُّجى بشمسِ الكؤوسِ
رقم القصيدة : 27647
-----------------------------------
طاف بدرُ الدُّجى بشمسِ الكؤوسِ
في نجومٍ من النَّدامى جلوسِ
فكأن المدام في الكأس إذ تجلى
سراجٌ يضيء في فانوس
قهوة ٌ عسجديَّة ٌ مِن كُناها
بنت رأسٍ مقرُّها في الرؤوس
هي لهوٌ لنا إذا حلت الكأس
س ولاة ٌ في دَنِّها للمجوس
لقبت بالعجوز وهي عروسٌ
فاعجب اليوم للعجوز العروس
قام يسعى بها كميتاً كعين الديك
ساقٍ في حلة الطاووس
ذو دلالٍ يُبدي نفيسَ جمالٍ
فيُفدَّى بغالياتِ النُّفوسِ
راضه السكر فاقتني الرشأ
الوحشي أنساً من خلقه المأنوس
بين حُورٍ من الحِسانِ بدورٍ
وحوالٍ من الغواني شموس
ورياضٍ لها الأقاح ثغورٌ
يتبسمن في الزمان العبوس
يا ليالي الهَنا إلينا فانَّا
في ضمان المُدام من كلِّ بُوسِ
قد حَسونا من السُّلافِ رُضاباً
ورَشفنا الثغورَ رشفَ الكؤوسِ
وجمحنا عن الهموم شماساً
مذ غدونا على الكميت الشموس
يا نداماى للمدامة هبوا
قبلَ قرع القِسِّيس للناقُوسِ
بادِروا الصُّبحَ بالصَّبوح وثوبُ اللَّـ
الليل ملقى ً كالمنهج الملبوس
وسماء الدجى تشير إلينا
بعيونٍ من الكواكب شوس
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> سقى صوب الغمام عريش كرمٍ
سقى صوب الغمام عريش كرمٍ
رقم القصيدة : 27648
-----------------------------------
سقى صوب الغمام عريش كرمٍ
جَنينا من جَناهُ العذب أنْسا
وأمسى عاصر العنقود منه
يُكسِّر أنجما ويصُوغُ شَمسا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> قُم هاتِها في جُنح ليلٍ دامسِ(35/384)
قُم هاتِها في جُنح ليلٍ دامسِ
رقم القصيدة : 27649
-----------------------------------
قُم هاتِها في جُنح ليلٍ دامسِ
راحاً حكت في الراح شعلة قابس
واطرد بها سرح الكرى عن ناظري
رشأً يغازلنا بطرفٍ ناعس
وأجل كؤوسك بالمسرة واجلها
من كف أغيد كالقضيب المائس
عذراءُ تَضحكُ في وُجُو سُقاتها
وتروض كل جموح طبعٍ شامس
زُفَّت إلى ماءِ السماء فأصبحَتْ
تَهزو بكلِّ مَهاة ِ خدرٍ عانسِ
ماذا على من قابَلَتْه ببشرِها
ألاَّ يقابلُها بوجهٍ عابسِ
تنفي الكروبَ عن القلوب ولم تزلْ
تُهدي الرَّجاءَ إلى فؤاد اليائسِ
رقت فلولا الكأس لم تبصر لها
جسماً ولم تلمس براحة لامس
فكأنها عند المزاج لطافة ً
وَهْمٌ يخيِّلُه توهُّمُ هاجسِ
طابَتْ مغارسُها فبُوركَ في يدَيْ
جانٍ جَنى تلك الكُرُوم وغارسِ
قِفْ إنْ وقفتَ بحانِها حيناً ودَعْ
عنك الوقوفَ بكلِّ رَبعٍ دارسِ
العصر العباسي >> البحتري >> كلفني فوق الذي أستطيع
كلفني فوق الذي أستطيع
رقم القصيدة : 2765
-----------------------------------
كَلّفَني، فَوْقَ الذي أسْتَطيعْ،
مُعتَزِمٌ في لَوْمِهِ مَا يَرِيعْ
لَجَاجَةٌ مِنْهُ تَأدّى بِهَا
إلى الذي يَنصُبُني، أمْ وَلُوعْ
يأمُرُ بِالسّلْوَانِ جَهْلاً، وَقَدْ
شاهَدَ مَا بَثّتْهُ تِلْكَ الدّمُوعْ
وَمِنْ عَنَاءِ المَرْءِ أوْ أفْنِهِ
في الرّأيِ، أنْ يأمُرَ مَنْ لا يُطيعْ
وَالظّلْمُ أنْ تَلحي على عَبرَةٍ
مُظْهِرَةٍ مَا أضْمَرَتْهُ الضّلُوعْ
هُوَ المَشُوقُ استَغزَرَتْ دَمْعَهُ
مَعاهِدُ الأُلاّفِ، وَهيَ الرّبُوعْ
طَوّلَ هَذا اللّيْلَ أنْ لا كَرَى
يُرِيكَ مَنْ تَهوَى وَأنْ لا هُجوعْ
يَمضِي هَزِيعٌ لمْ يُطِفْ طائِفٌ
مِنْ عِنْدِ أسْمَاءَ، ويَأتي هَزِيعْ
إذا تَوَقّعْنَا نَوَاهَا جَرَتْ
سَوَاكبٌ، يَحمرُّ فيها النّجيعْ
تَوَقُّعُ الكُرْهِ ازْدِيادٌ إلى
عَذابِ مَنْ يَرْقُبُهُ لا الوُقُوعْ
ألمَالُ مَالانِ، وَرََبّاهُمَا(35/385)
مُعْطٍ لمَا تََسألُهُ، أوْ مَنُوعْ
وَاليأسُ فيهِ العِزُّ مُسْتَأنَفاً،
وَفي أكاذيبِ الرّجَاءِ الخُضُوعْ
مَنْ جَعَلَ الإسْرَافَ يَقْتَادُهُ،
فَقَدْ أرَاني مَا يَرَاهُ الخَليعْ
قَنَاعَةٌ تَتْبَعُهَا هِمّةٌ،
مُشْتَبَهٌ فيها الغِنَى وَالقُنُوعْ
لتَطْلُبَنّ الشّاهَ عِيدِيّةٌ،
تَغَصُّ مِنْ بَدْنٍ بهِنّ النُّسُوعْ
إذا بَعَثْنَاهُنّ ذُدْنَ الكَرَى
عَنّا، إلى حَيثُ اطّبَاهُ الضَّجوعْ
بالسّيْرِ مَرْفُوعاً إلى سَيّدٍ،
مَكَانُهُ فَوْقَ ذَوِيهِ رَفيعْ
إضَاءَةٌ مِنْ بِشْرِهِ لا يَرَى
مِثْلَ تَلاليهَا الحُسَامُ الصّنيعْ
وَبَسطَةٌ مِنْ طُولهِِِ، لَوْ خَلا
شِبْهٌ لهَا صِيغَتْ عَلَيْهِ الدّرُوعْ
تََدْنُو رِكَابَاهُ لِمَسّ الحَصَى،
وَالطِّرْفُ مُسْتَعْلٍ قَرَاهُ تَليعْ
وَيَذْعَرُ الأعداءُ مِنْ فَارِسٍ،
يَهُولُهُمْ إشْرَافُهُ، أوْ يَرُوعْ
أهْوَاؤهُمْ شَتّى لِعِرْفَانِهِ،
وَهمْ سوَى ما أضْمَرُوهُ جَميعْ
لا تَغتَرِرْ مِنْ حِلمِهِ، وَاحترِسْ
مِنْ سَطوَةٍ فيها السِِّمامُ النّقيعْ
يُؤنِسُ بالسّيفِ، اغْتِرَاراً بهِ،
وَفي غِرَارِ السّيفِ مَوْتٌ ذَرِيعْ
ثَاني وُجُوهِ الخَيلِ مُقْوَرّةً
في الكَرّ حتّى يَستَقِلّ الصّرِيعْ
إذا شَرَعْنَا في نَدَى كَفّهِ،
ألْحَقَنَا بالرّيّ ذاكَ الشّرُوعْ
وَإنْ أفَضْنَا في نَثَاهُ، فَقُلْ
في نَفَحاتِ المِسكِ، غَضّاً، يضُوعْ
مُشَفَّعٌ في فَضْلِ أُكْرُومَةٍ
مُعْجَلَةٍ عَنْ وَقْتِهَا، أوْ شَفيعْ
نَجْرِي إلى أقْسامِنا عِنْدَهُ،
فَما كِثٌ عَنْ حَظّهِ، أوْ سَرِيعْ
وَالأنجُمُ الخَمسَةُ تَجرِي، وَقَدْ
يَرِيثُ طَوْراً بَعضُهُنّ الرّجُوعْ
بالغِرْشِ أوْ بالغَوْرِ مِنْ رَهْطِهِ،
أُرُومُ مَجْدٍ سَانَدَتْهَا الفُرُوعْ
لَيسَ النّدَى فِيهمْ بَديعاً، وَلا
مَا بَدأُوهُ مِنْ جَميلٍ بَديعْ
لا يَرْتَئي الوَاحِدُُ مِنهُمْ سِوَى
ما يَرْتَئيهِ، في العُلُوّ، الجَميعْ(35/386)
مَكارِمٌ فَضّلْنَ مَنْ يَشْتَرِي
نَبَاهَةَ الذّكْرِ عَلى مَنْ يَبِيعْ
يَرْجُو لهَا الحُسّادُ نَقْلاً، وَقَدْ
أرْسَى ثَبيرٌ، وَتَأيّا تَبِيعْ
رُكْني، بآلاءِ أبي غَانِمٍ،
ثَبْتٌ، وَكَهفي في ذَرَاهُ مَنيعْ
كَمْ أدّتِ الأيّامُ لي ذِمّةً
محْفوظةً، في ضِمْنِهِ، ما تَضِيعْ
وَكَمْ لَبِستُ الخَفضَ في ظِلّهِ،
عُمرِي شَبابٌ، وَزَماني رَبيعْ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> قل للمليحة في القباء الأطلس
قل للمليحة في القباء الأطلس
رقم القصيدة : 27650
-----------------------------------
قل للمليحة في القباء الأطلس
أفسدت عقل أخي التقى المتقدس
أو ما كفاكِ لباسُ حُسنِك والبَها
حتى برزتِ لنا بأبْهى مَلبَسِ
أخجلت ولدان الجنان وحورها
وخطرتِ من أثوابها في سُندُسِ
إن كان لا يرضيك إلا فتنتي
فرِضاكِ فرضٌ يا حياة َ الأنفسِ
هذا محبك ناصباً أحشاءه
غَرَضاً لأسهم مقلتيكِ فَقَرْطسي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لمن سارياتٌ بين وَهْنٍ وتَغليسِ
لمن سارياتٌ بين وَهْنٍ وتَغليسِ
رقم القصيدة : 27651
-----------------------------------
لمن سارياتٌ بين وَهْنٍ وتَغليسِ
تزف زفيف الطير في صور العيس
إذا أنْشقَتْها طيبَ نجدٍ ورندِه
صباً نفست من كربها بعض تنفيس
وإن نَفحَتْها نَسمة ٌ حاجريَّة ٌ
أبَتْ من غَرام أن تميلَ لِتَعريسِ
يُطرِّبُها جرسُ الحُداة فتنثني
تقلب قلباً بين وجدٍ وتأنيس
سرت تتهادى بالحدوج كأنها
بُروجُ نجومٍ أو وُكورُ طَواويسِ
على كلِّ فتلاءِ المَرافق هَودجٌ
تقيس به في حسنه عرش بلقيس
حوى قمراً من دونه ليل عثيرٍ
وظبي كناسٍ دونه ليث عريس
إذا رق لي مما أقاسي صبابة ً
تنمَّر لي من قَومه كلُّ غِطريسِ
وإن قلت عج بي قال عجبي يصدني
فيُبدي بديعُ الحسنِ أحسن تَجنيسِ
وكم عاذلٍ فيه ينمق عذله
وواشٍ يَشي تَنْميسَ إفكٍ بتدليسِ
فلله قلبٌ لا يزال معذباً
بتنميق عذلٍ في الغرام وتنميس
ولم أنس أياماً نعمت بقربه(35/387)
وغيسان عمري منه في نعم عيس
وليلة أنسٍ للوصال كأنما
تزين ثغر الدهر منها بتلعيس
تجلَّى فجلَّى للنَّدامى ظَلامَها
ببكرِ مِدام لا تُعاب بتَعْنِيسِ
سلافٌ كست ضوء البدور كؤوسها
وبزَّتْ ضياءَ الشَّمسِ في حال تَشْميسِ
إذا افترَّ للنَّدمانِ ثَغرُ حَبابِها
يقابلُ مِنها البشرَ كلٌّ بتعبيسِ
عَمَرْنا بها ربعَ السُّرورِ ولم نزلْ
نؤسس بنيان الهوي أي تأسيس
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أما والشفاه اللعس والأعين النعس
أما والشفاه اللعس والأعين النعس
رقم القصيدة : 27652
-----------------------------------
أما والشفاه اللعس والأعين النعس
لقد جُبِلت طَبعاً على حبِّها نفسي
يؤنبني اللوام فيها سفاهة ً
ولا وحشتي للائمين ولا أنسي
يقولونَ قد غاليتَ في عِشقك الدُّمى
وهل مشترٍ للحسن بالثَّمن البَخْسِ
وبي مَن إذا ما رنَّحت عِطف قدِّها
فما رنحت إلا قضيباً على دعس
وإنْ نشرت يَوماً ذوائبَ فرعها
فما نشرت إلاَّ ظَلاماً على شَمسِ
تقولُ إذا ما جرَّدت سيفَ لحظِها
خُذوا حِذركم يا معشر الجنِّ والانس
جنيتُ ثِمار الوصلِ من روض حسنِها
ففزتُ بحلوِ المُجتَنى طيِّبِ الغَرسِ
وكم ليلة ٍ عرِّستُ فيها برَبعها
ففاقت بطيب الملتقى ليلة العرس
ونادمتُها قبلَ المزاج وبعده
بحمراء مثل الورد صفراء كالورس
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> وافاك نشوان المعاطف ناشي
وافاك نشوان المعاطف ناشي
رقم القصيدة : 27653
-----------------------------------
وافاك نشوان المعاطف ناشي
في الحسن مسكي الأديم نجاشي
وسرى إليك مع الهوى متأنساً
من غير ما فَرَقٍ ولا استِيحاشِ
وأتاك في جنح الظلام تحرجاً
من أن يسايرَ ظلَّه ويُماشي
والأفق قد نظم النجوم قلائداً
وكسا الدُّجى بُرْداً رقيق حواشِ
في ليلة ٍ بسَنى الوصال مُنيرة ٌ
حسَدَ الصباحُ لها الظلامَ الغاشي
قَصُرتْ ورقَّ أديمُها حتَّى لقد
أربت نواشيها على الأغباش
أسررت زورته ولولا نشره(35/388)
ما كان سرٌ للنَّسائِم فاشِ
حتى إذا طاب اللقاء وسكنت
أنفاسُهُ نفسي وروعة َ جاشي
وسَّدتُه زَندي وأفرشَ زندَه
خدي وبتنا في ألذ معاش
لولا خفوقُ جَوانحي لفرشتُها
لمبيته وطويتُ عنه فِراشي
وغدا يعاتبني عتاباً زانه
دلٌ بلا هجرٍ ولا إفحاش
ورشفتُ من فيه البَرودُ سُلافة ً
أروت بنشوتها غليل عطاشي
وبدا الصباح فقام ينقض ذيله
أسفاً ويجهش أيما إجهاش
ودعته والدمع من جفني ومن
جَفنَيه يَمزجُ وابلاً برشاشِ
ما كان أشرقَ ضَوءها من ليلة ٍ
حضر الحبيبُ بها وغابَ الواشي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> للرِّيح في وَجَناتِ الوردِ تخميشُ
للرِّيح في وَجَناتِ الوردِ تخميشُ
رقم القصيدة : 27654
-----------------------------------
للرِّيح في وَجَناتِ الوردِ تخميشُ
وللصبا بغصون البان تحريش
والنهرُ قد نقشَتْه السحبُ من طربٍ
كأنه معصمٌ بالدر منقوش
والروض بالزهر منضودٌ يروق لنا
كأنه مجلسٌ للصحب مفروش
وثغرُ نَوْر الأقاحي فيه مبتسِمٌ
وطرفُ نَرجسِه للَّهو مَدهوشُ
وطرَّة الآسِ ما بين الرِّياض لها
لما تلاعبت الأغصان تشويش
والورود تنشره ريح الصبا سحراً
كأنه عارضٌ باللثم مخدوش
والطيرُ فوقَ غُصون البان عاكفة ٌ
كأنَّما خانَها خوفُ النَّوى ريشُ
والدهرُ يضحكُ من ضحك الكؤوس به
وللمدام به لعبٌ وتجميش
وأفقنا بلآلي الغيث متشحٌ
وقُطرنا بمياهِ القَطْر مَرشوشُ
ونحن في مجلسٍ راقت محاسنه
فيه الرقيب عمٍ والواشي أطروش
فلا تسل عن لباناتٍ به قضيت
فليس يحسن عنها اليوم تفتيش
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أما الصَّبوحُ فإنَّه فَرضُ
أما الصَّبوحُ فإنَّه فَرضُ
رقم القصيدة : 27655
-----------------------------------
أما الصَّبوحُ فإنَّه فَرضُ
فالام يكحل جفنك الغمض
هذا الصباح بدت بشائره
ولخيله في ليله ركض
والليل قد شابت ذوائبه
وعذاره بالفجر مبيض
فانهض إلى حمراء صافية ٍ
قد كادَ يشربُ بعضَها البعضُ
يَسقيكَها من كفِّهِ رشأٌ(35/389)
لدن القوام مهفهفٌ بض
سِيَّان خمرتُه وريقتُه
كلتاهما عِنبيَّة ُ مَحْضُ
تدمي اللواحظ خده نظراً
فاللحظ وجناته عض
من ضمَّهُ فتحَ السُّرورُ له
باباً وكانَ لعيشه الخَفْضُ
باهت - وقد أبدى محاسنه -
بدر السماء بحسنه الأرض
يسعى بها كالشمس مشرقة ً
للعين عن إشراقِها غضُّ
والكأسُ إذ تَهوي بها يدُهُ
نجمٌ بجنح الليل منقض
بات الندامى لا حراك بهم
إلا كما يتحرك النبض
في روضة ٍ يُهدي لنا شِقها
أرجَ الحبائب زهرُها الغَضُّ
ختم الحَيا أزهارَها فغدا
بيد النَّسيم لخَتْمها فَضُّ
فاشرب على حافاتها طرباً
وانهضْ لها إن أمكن النَّهض
لا تنكرن لهوي على كبري
فعليَّ من عَصرِ الصِّبا قَرضُ
أغرى العذول بلومه شغفي
فكأنما إبرامه نقض
خالفته والرأي مختلفٌ
شأني الودادُ وشأنُه البغضُ
مهلاً فليس على الفتى دنسٌ
في الحبِّ ما لم يَدْنَس العِرضُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> سرت موهناً والنجم في أذنها قرط
سرت موهناً والنجم في أذنها قرط
رقم القصيدة : 27656
-----------------------------------
سرت موهناً والنجم في أذنها قرط
وعِقدُ الثُريَّا في مقلَّدِها سِمطُ
هلاليَّة ٌ يعلو الهلالَ جَبينُها
وعُليا هِلالٍ حين تُعزى لها رهطُ
ألمَّت بنا والليلُ مُرخٍ سدولَهُ
فضاء بصبحٍ ميط عن نوره المرط
وأرج أرجاء الحمى نشر طيبها
قلم يدر مسكٌ ما تضوع أم قسط
وقد أقبلت تَرنو بمقلة ِ مُغزِلٍ
أضلَّت بجرعاءِ الحِمى شادناً ت
ميلُ كما مالَ النَّزيفُ كأنَّما
يرنِّحها من راحِ صَرْخدَ إسْفَنطُ
وتخطر تيهاً حين تخطو تأوداً
بأسمرَ مما أنبتَ الله لا الخَطُّ
تجل عن التشبيه في الحسن غادة ٌ
إذا قيس في أوجٍ بها البدر ينحط
وأنَّى يضاهِيها الحسانُ وإنَّما
لها تسع أقساط البها ولم قسط
وإن قيل إن الريم يحكي لحاظها
فأين القوام اللَّدن والشَّعَر السَّبْطُ
على أنَّ مَرعاها وما صوَّحَ الكَلا
حُشاشة ُ نفسٍ لا الأراكُ ولا الخمطُ
وتسطو أسود الغاب بالريم جهرة ً(35/390)
وهذي بآساد الشرى أبداً تسطو
بنفسي فتاة ٌ تغبطُ الشمسُ حسنَها
وفي مثل هذا الحسن يُستحسَنُ الغَبطُ
لها طرة ٌ تضفو على صبح غرة
يساقط مسكاً من غدائرها المشط
شفعت بها ليلاً تقاصر وهنه
فطالَ وللآمال في طُوله بَسْطُ
وبتنا على رغم الحسود وبيننا
حديث رضاً بالوصل ما شابه سخط
تعلِّلني من دلِّها ورُضا بها
بخمرين لم أسكر بمثلهما قط
وعاطيتُها صِرفاً حكتْ دمَ عاشِقٍ
مُراقاً عليه من مدامعِه نَقطُ
فمالت ولم تسطع حراكاً كأنما
أتيحَ لها من عَقْد أحبولَة ٍ نَشْطُ
هناكَ جنيتُ الوصلَ من ثمر المُنى
وبت ولا عهدٌ علي ولا شرط
أمزِّقُ جلبابَ العفافِ ولم أزل
أقلِّبها حتى التقى الحِجلُ والقُرطُ
فلم تصحُ إلاَّ والنجومُ خَوافِقٌ
وفرع الدجى جعدٌ ذوائبه شمط
وقد ضاء مُسودُّ الظَّلام بشمَعة ٍ
من الصبح لم يعوز ذبالتها قط
فقامت لتوديعي بوجدٍ مروعة ً
وللوجد في جنبيَّ من لوعة ٍ فَرطُ
وأذرتْ دُموعاً من لحاظٍ سقيمة ٍ
هي الدرُّ لكن ما لمنثوره لَقْطُ
وسارت على اسم الله تنقل أرجلاً
إذا ما استقلَّتْ لا تكاد بها تَخطُو
وشطت بقلبي في هواها ولم يزل
ببحر غرامٍ لا يُرامُ له شَطُّ
وقد قَدحَ التفريقُ بين جوانحي
له كلَّ آن في أجارِعها سَقْطُ
نعم قد حلَتْ تلك اللَّيالي وقد خَلَتْ
وأي دنوٍ لا يقارنه شخط
لعمري لقد ألوت بأيام وصلنا
حوادثُ أيَّام أساودُها رُقطُ
وبدلت عن قرب الوصال بخطة ٍ
من البين لا يمحى بدمعي لها خط
تؤرقني الذكرى إذا لاح بارقٌ
يلوحُ بفَوْد اللَّيل من لمعِه وَخْطُ
وتوقظُ منِّي الوجدَ وُرقُ حمائم
إذا هدأ السُمَّارُ بات لها لَغْطُ
أبيتُ على مِثل القَتاد مسهَّداً
ومن دون ما أرجو القَتادة ُ والخَرطُ
لئن جار دهري بالتنائي ولم يزل
يجور علينا كل آنٍ ويشتط
فإني لها باقٍ على العهد والوفا
ولي من هُيامي في الهوى شاهد قسطُ
وأصبُو إلى دارٍ بها حطَّ أهلُها
عل أنهم من أجلها في الحشا حطوا
ولو لم يكن سقط العقيق محلها(35/391)
لما شاقني وادي العقيق ولا السقط
فيا ليت شعري هل رباها مريعة ٌ
كما هي أم ألوى بمخُصِبها قَحطُ
وهل سربها يرعى بأكناف حاجرٍ
مروجاً عليها من نسيج الحيا بسط
وه رتعت أترابها ولداتها
بمرتعها حيث المسرة والغبط
فعهدي بهاتيكَ المعاهدِ لم تزل
شوادِنُها تَعطو وأغصانُها تَغطو
فلاغبها غادٍ من المزن رائحٌ
له كل آن في أرجاعها سقط
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ظبى ً وسهامٌ أم رناً ولحاظ
ظبى ً وسهامٌ أم رناً ولحاظ
رقم القصيدة : 27657
-----------------------------------
ظبى ً وسهامٌ أم رناً ولحاظ
عليها نفوسُ العاشقين تُفاظُ
وتلك رماحٌ أم قدودٌ موائسٌ
وهيهات أعطافُ الرِّماح غِلاظُ
وما عمِيتْ عن لينها عينُ كاشحٍ
ولكن قلوبُ الكاشحين فِظاظُ
لعمري لو لم ترض نفسي بحبها
لما كنتُ أرضى في الهوى وأغاظُ
وإن فؤادي وهو شاكٍ من الهوى
ليثنيه عن نهج السلوِّ حفاظُ
وما جهلت نفسي بأن شرابه
سرابٌ وبَرَد العيش منه شُواظُ
وهل عن مقامات الهوى متحوَّلٌ
وفيها شَتا أهلُ الغرام وقاظوا
بنفسيَ من أطمعتُ نفسي بنَيلِها
وما عندها للمستميح لَماظُ
معاطفُها نَشوى وما ذُقن خمرة ً
وأجفانها وسنى وهن يقاظ
كأنَّ عُيوناً أغريت بجمالها
لشدة ما ترنو إليه جحاظ
برعت على أهل الغرام بوصفها
كأني قُسَّ والغرامُ عُكاظُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> سريرة ُ شوقٍ في الهوى من أذاعَها
سريرة ُ شوقٍ في الهوى من أذاعَها
رقم القصيدة : 27658
-----------------------------------
سريرة ُ شوقٍ في الهوى من أذاعَها
ومهجة ُ صبٍّ بالنَّوى من أضاعَها
أفي كل يومٍ للعباد ملمة ٌ
تُلمُّ بنا لا نستطيعُ دفاعَها
فللَّه جمعٌ فرَّق البينُ شملَه
وإلفة صحبٍ قد أباد اجتماعها
وساعاتُ أنسٍ كان لهواً حديثُها
سقى اللَّهُ هاتيك اللَّيالي وساعَها
ولا مثل ليلى إن تبدت عشية ً
مددت لها كفي أريد وداعها
وقد أقبلت تُذري الدموعَ تلهُّفاً(35/392)
إذا هتفَ الداعي إلى البين راعهَا
أشاعت بنا أيدي الفراق فأصبحت
تؤمُّ بنا شُمَّ الذُّرى وتلاعَها
نجوبُ قِفاراً ما وقفنا بقاعِها
ونقطع بيداً ما حللنا بقاعها
تميلُ بنا الأكوارُ ليلاً كأنَّنا
نشاوى سلافٍ قد أدمنا ارتضاعها
إذا نفحتنا نسمة ٌ حاجرية ٌ
أجدت وهاجت للنفوس التياعها
فمن مهجة ٍ لا يستقر قرارها
ومن كبدٍ نخشى عليها انصداعَها
تجاذبنا فضل الأزمة ضمرٌ
أهاج نزاعُ البين وجداً نزاعَها
نقيس بها طول الفلاة وعرضها
عشيّاً إذا مدَّت لخَطوٍ ذراعَها
يقول أصيحابي وقد جدت السرى
وأوفتهم أيدي الركائب صاعها
أفيقوا فقد شطَّ المرامُ ولا نَرى
سوى تلعاتٍ قد سئمنا افتراعها
فقلتُ لهم سيروا سِراعاً وقلْقِلوا
عِرابَ المطايا واستحثُّوا سِراعَها
لنحظى من الدنيا بأوفر حظها
ونشهدَ أوصافاً عَشِقنا استماعَها
وننزل عن أيدي الركاب نريحها
ونشكر فينا ما بقينا اصطناعَها
بأرحب أرضٍ لا يُسامى عَلاؤها
وأسمى ربوعٍ لا نَملُّ ارتباعَها
بسُوح نِظام الدين وابن نظامِه
كريمٌ به مدت يد المجد باعها
همامٌ إليه الدهر ألقى زمامه
إذا عُصي الأقوامُ كان مُطاعَها
أنارت شموس المكرمات بأفقه
فألقت على كلِّ الأنام شُعاعَها
له يدُ فضلٍ لا تُبارى سَماحة ً
إذا ما نباغيثٌ رجونا اندفاعها
مواهبُ لا تنفكُّ تَحدو مواهباً
تنال غمار البحر منها اتساعها
إذا انقطعت يوماً شآبيبُ مزنّة ٍ
فأيدي نداه لا تخاف انقطاعها
به أينعَت روضُ المكارم والنَّدى
وشادت مباني كل عزٍ رباعها
أعز ذوي الإفضال والبأس فضله
فقل للَّيالي لا تغرَّ رَعاعَها
له أذعَنَت شُمْسُ العُداة مهابَة ً
ولم يخشَ لو لم تستذلَّ امتناعَها
وذلَّت له الدُّنيا فألقت قيادَها
لطاعتِه حتَّى أمِنَّا خِداعَها
تباري النجوم الزهر زهر نصاله
إذا راح يَحمي وقعَها وقِراعَها
وتهزأ بالخَطِّيِّ أقلامُ خطِّه
إذا ما حوت يُمناه يوماً يَراعَها
أربَّ النَّدى والفضل والمجد والحِجا
وناظم أشتات العلى وجماعها(35/393)
لانت الذي أحرزت في الخلق رتبة ً
تود الدراري لو تنال ارتفاعها
إليك حثثنا كل كوماء بازلٍ
وجُبنا القفار البيدَ نبسرُ قاعَها
فلا غرو فالآمالُ أنت محطُّها
ونحوَك أزجت عزمَها وزَماعَها
وفيك حكينا الدرَّ نظماً فهاكَها
خريدة َ فكرٍ قد أمَطْتُ قِناعَها
بمدحِك قد نضَّدتُ جوهر عِقدِها
وأبدعتُ في فنِّ القريض ابتداعَها
فمن لابن هاني لو يهنى بمثلها
وهيهات لو أن رامها ما استطاعها
إذا ما حَدا الحادي بها قال قائلٌ
ألا فاشكراها نَغمة ً وسَماعَها
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> سلامٌ على بدرٍ له السعد مطلع
سلامٌ على بدرٍ له السعد مطلع
رقم القصيدة : 27659
-----------------------------------
سلامٌ على بدرٍ له السعد مطلع
وشمسٍ سَناها بالمناقب يَسطعُ
على غرة العليا على هامة العلى
على من له المجدُ المؤثَّل أجمَعُ
على من حَوى دَرَّ المكارم يافعاً
على من أوى حجر العلى وهو يرضع
سلام محبٍ كلما عن ذكره
تكادُ حشاهُ بالاسى تتصدَّعُ
يذكِّره ضوءُ الصَّباح جبينَه
ونشر الصبا رياه إذ يتضوع
ألا ليت شعري هل درى من وداده
له مهجتي دونَ الأحبَّة مربَعُ
بأني على عَهدي له الدَّهرَ ثابتٌ
وإن راح صبري بعده يتضعضع
أمر على ربع به كان نازلاً
فيخطر لي ذاك الجناب الممنع
إذا اكتحلت عيني بآثار رَبعه
تحدَّر منها أربعونَ وأربعُ
ألا أيها الندب الهمام السميدع ال
أغر التقي الأروع المتورع
لك الله إني للأذمة حافظٌ
فلا ترَ أنِّي غادرٌ أو مضيِّعُ
لئن غبت عن عيني فشخصك حاضرٌ
بباليَ لم أبرَحْ أراك وأسمعُ
وإن شب في قلبي الغضا بعدك الفضا
فبالمنحنى من أضلعي لك موضعُ
أتاني كتابٌ منك يُشرق نورُهُ
كأن على أعطافه الشمس تلمع
تنوع من نظم ونثر كأنه
رياضٌ غدت أزهارها تتنوع
ففي كل سطرٍ منه وشيٌ منمنمٌ
وفي كل فصل منه عقدٌ مرصع
طربت به لفظاً ومعنى ً كأنما
أدير علي البابلي المشعشع
العصر العباسي >> البحتري >> بني عثمان أنتم في غنى(35/394)
بني عثمان أنتم في غنى
رقم القصيدة : 2766
-----------------------------------
بَني عُثْمانَ! أنْتُمْ، في غُنَىٍّ،
رُعَاعٌ، وَهْيَ في قَيْسٍ رُعَاعُ
مَتَى يُقَرى السّديفُ بساحَتَيكُمْ
وَمُرُّ المَاءِ عِنْدكُمُ يُباعُ
وَإنّ بَخيلَكُمْ بالجُودِ يُكْنَى
سفَاهاً، وَاسْمُ صِفْرِدِكُمْ شُجاعُ
أبِالأسْماءِ وَالألْقَابِ فيكُمْ،
يُنَالُ المَجدُ، وَالشّرَفُ اليَفَاعُ
وَكُنتُمْ، بَعدَ عَبدِكُمُ نَظيفٍ،
رَبِيضاً أُطْلِقَتْ فيهِ السّبَاعُ
يَعِزُّ عَليّ مَا صَنَعَتْ سَليمٌ
بكُمْ، وَالحَرْبُ فاحِشَةٌ شَنَاعُ
وَتَخْلِيَةُ الدّيَارِ، فَلا سَرُوجٌ
مَحَلٌّ للقَوِيمِ، وَلا الفِرَاعُ
وَخِذْلانُ العَشَائرِ، حَيثُ أمّتْ
هَوَازِنُ داركُمْ، وَهُمُ سِرَاعُ
وَقَدْ ذَبَحُوكُمُ سَرَفاً وَبَغياً،
بِتَلّ عُقبََ أذْكَرَهُ المِصَاعُ
فَما حامَتْ بَنو عَبسٍ عَلَيكُمْ،
وَلا قالَتْ فَزَارَةُ: لا تُرَاعُوا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> خليلي هل عهدي بمكة راجع
خليلي هل عهدي بمكة راجع
رقم القصيدة : 27660
-----------------------------------
خليلي هل عهدي بمكة راجع
فقد قليت بالهند مني المضاجع
وهل شربة ٌ من ماء زمزم ترتوي
بها كبدٌ قد أظمأتها الوقائع
وهل عامرٌ ربع الهوى بسويقة ٍ
فعَهدي بذاك الرَّبع للشَّمل جامعُ
وهل من صفا من سالف العيش بالصَّفا
يعودُ لنا يوماً فتصفو المشارِعُ
سقى الله ما بين الحَجُون إلى الصَّفا
مرابع فيها للظباء مراتع
وجادَ بأجيادٍ منازلِ جيرَة ٍ
بهن حمام الأبطحين سواجع
وحيَّا الحَيا بالمأزمين معاهِداً
فما عهدها عندي مدى الدهر ضائع
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> من لشملي لو فاز منكم بجمع
من لشملي لو فاز منكم بجمع
رقم القصيدة : 27661
-----------------------------------
من لشملي لو فاز منكم بجمع
في ليالي منى ً وأيَّام جمع
يا رعى الله عهدَنا بالمُصلَّى
وسقى عصرَنا بكثبان سَلْعِ(35/395)
وليالٍ خلت فعوضت عنها
بليالٍ تمرُّ من غير نفع
يا عريباً لولاهم لم يشقني
ذكرُ دارٍ ولا تذكرُّ ربع
وإذا ما سمعت عنهم حديثاً
حسدت مقلتي لذلك سمعي
ليت شعري هل يسمح الدهر يوماً
بالتداني وهل يعود برجع
ضقت ذرعاً بالبعد فيكم ولولا
حبكم لم يضق من البين ذرعي
أرجف العاذلون أنِّيَ سالٍ
وأرادوا منكم بذلك قطعي
كيف أسلو وحبكم لي طبعٌ
وسلوِّي سجيَّة غير طَبعي
آدَ جهدي هواكمُ ونواكم
حملتني من الجوى غير وسعي
قرِّبوا ـ لا نأيتُمُ ـ الدارَ منِّي
واسمحَوا بالعَطاءِ من بعد مَنعِ
ومتى شئتُمُ الغَضا ففؤادي
أوْ أردتُم سفحَ العقيق فدمْعي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا دارَميَّة باللِّوى فالأجرعِ
يا دارَميَّة باللِّوى فالأجرعِ
رقم القصيدة : 27662
-----------------------------------
يا دارَميَّة باللِّوى فالأجرعِ
حياك منهل الحيا من أدمعي
وسرى نسيم الروض يسحب ذيله
بمصيف أنسٍ في حماك ومربع
لو لم تبيتي من أنيسكِ بلقعاً
ما بت أندب كل دارٍ بلقع
لم أنس عهدك والأحبة جيرة ٌ
والعيشُ صفوٌ في ثراكِ المُمْرعِ
أيام لا أصغي للومة لائمٍ
سَمعاً وإن ثُغِر الصَّبابة ُ أسمعِ
حيث الربى تسري برياها الصبا
والروض زاهي النور عذب المشرع
تحنو علي عواطفاً أفنانه
عندَ المبيت به حنَّو المُرضِعِ
والورق في عذب الغصون سواجعٌ
تشد وبمرأى ً من سعاد ومسمع
كم بت فيه صريع كأس مدامة ٍ
حلف البطالة لا أفيق ولا أعي
أصبو بقلبٍ لا يزال موزعاً
في الحبِّ بين معمَّمٍ ومقنَّعِ
مستهتراً طوَع الصَّبابة في هَوى
قمرَيْ جمالٍ مُسفِرٍ ومُبرقَعِ
ما ساءني أن كنت أول مغرمٍ
بجمال ربِّ رداً ورَبَّة بُرقعِ
يقتادني زهر الشباب وعفتي
فيه عَفافَ الناسكِ المتورَّعِ
لله أيامي بمنعرج اللوى
حيث الهَوى طَوعي ومن أهوى مَعي
لم أنسه والبين ينعق بيننا
متصاعدَ الزفرات وهو مُودِّعي
إن شبَّ في قلبي الغَضا بفراقِه
فلقد ثوى بالمنحنى من أضلعي
أتجشم السلوان عنه تكلفاً(35/396)
والطبعُ يغلبُ شيمة َ المتطبِّعِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> بنفسيَ من قد حازَ لونَ الدُّجى فَرْعا
بنفسيَ من قد حازَ لونَ الدُّجى فَرْعا
رقم القصيدة : 27663
-----------------------------------
بنفسيَ من قد حازَ لونَ الدُّجى فَرْعا
ولم يكفِهِ حتى تقمَّصَه دِرعا
بدا فكأن البدر في جنح ليلة ٍ
أو الشمسَ وافت في ظلام الدُّجى تَسعى
نَمتْهُ لنا عشرُ المحرَّم جهرة ً
يطارح أتراباً تكنفه سبعا
تبدي على رزء الحسين مسوداً
وما زال يولي في الهوى كرب لا منعا
وقد سلَّ من جَفْنيه غَضباً مهنَّداً
كأنَّ له في كلِّ جارحة ٍ وقعا
هناك رأيتُ الموتَ تَنْدى صفاحُه
وناعي الأسى ينعي وأهل الهوى صرعا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> دَعتْ ريحانة ُ الأدباءِ لُبِّي
دَعتْ ريحانة ُ الأدباءِ لُبِّي
رقم القصيدة : 27664
-----------------------------------
دَعتْ ريحانة ُ الأدباءِ لُبِّي
فلبى وهو ممتثلٌ مطيع
وقال وقد أجاب بغير رَيْثٍ
أمِن ريحانة الداعي السميع
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أشمس سناها في الدجنة بازغ
أشمس سناها في الدجنة بازغ
رقم القصيدة : 27665
-----------------------------------
أشمس سناها في الدجنة بازغ
عليها برودٌ للجمال سوابغُ
ممنَّعة ٌ أمَّا الرِّضا فمحرَّم
لديها وأما السخط منها فسائغ
تروغ إذا رام المحب وصالها
كما رام من آرام وجرة رائغ
ولم يثنها عني سلوٌ ولا قلى ً
ولكن شيطان الملامة نازغ
يرومُ عذولي أن أرومَ سلوَّها
وما القلبُ عن نهج المحبِّين زائغُ
ولو كان قلبي فارغاً لأطعته
ولكنَّه بالحبِّ ملآنُ فارغُ
لي الله من لاحٍ يؤنب في الهوى
يُراوغني في حبِّها وأراوغُ
ولو ذاقَ طعم الحبِّ من لامَ لم يكن
ليمضغ أعراض المحبين ماضغ
يقولون لا تشغل فؤادك بالهوى
وأقبحُ شيءٍ عاشقٌ متفارغُ
وهيهات لو أوف الغرام حقوقه
وإن ظن أني في الغرام مبالغ
وبي طفلة ٌ ريا المعاطف حسنها(35/397)
لأقصى نِهايات المحاسن بالغُ
تجلت فجلت أن يقاس بضوئها
بدور تمامٍ أو شموسٌ بوزاغ
كأن احمرار الخد من وجناتها
له حسنُها من مهجة الصبِّ صابغُ
كأن اسوداد الخال في صحن خدها
له حبُّها من حبَّة القلب صائغُ
نبغت بشعري في محاسن وصفها
فأذعن عن رغم بسبقي النوابغ
لعمري لولا دارها بتهامة ٍ
لما شاقني منها خليصٌ ورابغ
ولو أسعفَتْ قلبي بِدرْياقِ ريقها
لما ضره أصلٌ من الشعر لاذع
لئن غص من عين الرقيب محبها
فمشربه من منهل الحب سائغ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> يا ملكاً عم نداه الورى
يا ملكاً عم نداه الورى
رقم القصيدة : 27666
-----------------------------------
يا ملكاً عم نداه الورى
وألحق الباديَ بالعاكفِ
لمَّا حللتَ الطائفَ المُشتهى
وصرتَ فيه مأمنَ الخائفِ
طاف بكَ الخلقُ جميعاً فها
بيتك أضحى كعبة الطائف
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لله در معاشرٍ آلفتهم
لله در معاشرٍ آلفتهم
رقم القصيدة : 27667
-----------------------------------
لله در معاشرٍ آلفتهم
فحويتُ خَصْلَ المجد في إيلافهمْ
ذهبوا فأخلَفَت اللَّيالي عنهم
قوماً يَرَوْن الجودَ في إخلافِهمْ
عش عائلاً فالدهر أنشد قائلاً
ذهب الذين يعاش في أكنافهم
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> جلا الكؤوس فجلى ظلمة السدف
جلا الكؤوس فجلى ظلمة السدف
رقم القصيدة : 27668
-----------------------------------
جلا الكؤوس فجلى ظلمة السدف
بدرٌ كلِفتُ به حاشاه من كَلَفِ
سمتْ وقد أشرَقت راحٌ براحتهِ
كأنَّها الشمسُ حلَّت منزلَ الشَّرفِ
وضاع نشر شذاها وهي في يده
كأنها وردة ٌ في كف مقتطف
بكرٌ تحلت بدرٍ من فواقعها
وأقبلت وهي في وشح وفي شنف
يا سحبَ نيسان روِّي الكرم من كرم
ففي الحَباب غنى ً عن لُؤلُؤ الصَّدفِ
شتان ما بين درٍ راح مرتشفاً
رشفَ الثغور ودرٍّ غير مُرتَشفِ
لم أنس ليلة أنسٍ بت معتنقاً
فيها الحبيب اعتناق اللام للألف
أمنت من ريب دهري في خفارته(35/398)
ومن يبت في ضمان الحب لم يخف
ورحت فيها من الهجران منصفاً
من بعد ما كنت منه غير منتصف
أسْطو عليه برمحٍ من مَعاطِفهِ
وصارمٍ من ظبى أجفانه الوطف
لله طيب وصالٍ نلتُ من رشأ
بالحسنِ متَّسمٍ بالطِّيب متَّصفِ
إذا ضَممتُ إلى صَدري ترائبَه
كادت تذوبُ تَراقيهِ من التَّرفِ
يا محسنَ الوصف إن رمت النسيبَ فصِفْ
لنا محاسن هذا الشادن الصلف
أو رمتَ تنسُب يوماً سيِّداً لعُلا
فانسب إلى منتهاها سادة النجف
واخصُصْ بني شرفِ الدِّين الأولى شرفت
بهم بيوتُ العُلى والمجدِ والشرفِ
قوم يحلُّونَ دون الناسِ قاطبة ً
بحُبُوحة َ المجد والباقون في طَرفِ
القائلون لدى المعروف لا سرفٌ
في الخير يوماً كما لا خيرَ في السَّرفِ
رَوَوا حديثَ المعالي عن أبٍ فأبٍ
وساقه خلفٌ يرويه عن سلف
هُمُ نجومُ الهدى ليلاً لمدَّلجٍ
وهمْ بحارُ النَّدى نَيلاً لمغترفِ
منهم حسينٌ أدام الله بهجتَه
وأيُّ وصفٍ باحسان الحسين يَفي
هو الشريف الذي فاق الورى شرفاً
سلْ عن مفاخره من شئت يعترف
كم من جميلٍ له في الخلق مُجملُه
يلوح كالكوكب الدريِّ في السَّدف
فالخلق من خلقه في نزهة ٍ عجبٍ
ومن خلائقه في روضة ٍ أنف
أمسى النَّدى والهدى والمجد مكتنفاً
به وأصبح منه الدين في كنف
سعى إلى الغاية القصوى التي وقفت
عنها الورى فتعدَّاها ولم يقِفِ
فحازَ ما حازه أقرانُه وحَوى
ما شذَّ عن سَلفٍ منهم وعن خلفِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أفي كلِّ ربع للمطِّي بنا وَقْفُ
أفي كلِّ ربع للمطِّي بنا وَقْفُ
رقم القصيدة : 27669
-----------------------------------
أفي كلِّ ربع للمطِّي بنا وَقْفُ
وفي كل دارٍ من مدامعنا وكف
نسائِلُ عن أحبابنا كلَّ دارسٍ
ونقفو من الآثار بالبيد ما نقفو
أخلاي إن تعف الديار ففي الحشا
رسيس جوى ً لم يعف يوماً ولا يعفو
حنيني إلى دارٍ قضيتُ بها الصِّبا
وما عاقني للدَّهر منعٌ ولا صَرفٌ
وعهدي بهاتيك المعاهِد والرُّبى
أواهل لا ينفك يعطوبها خشف(35/399)
تُطالعنا أقمارُ تمَّ بأفقِها
ويهفو علينا من شذا نشرها عرف
ورب صموت القلب خمصانة الحشا
لهوت بها والنجم في أذنها شنف
لعوبٌ إذا عاطتْكَ لهوَ حديثها
ثملت وما دارت معتقة ٌ صرف
يؤودها مر النسيم فتنثني
تثنِّيَ غصنِ البان ما شانَه قَصفُ
سل الظبية الغناء إذ قيل مثلها
أساعفها الكشح المهفهف والردف
ثقيلة غض الطرف وسنى كأنما
سبت سنة العشاق أجفانها الوطف
قضيتُ بها عُمرَ الشَّبيبة لاهياً
ولم ينتبه للبين في شملنا طرف
لياليَ لا يَصفو ورودي لمنهلٍ
ولي من حُميَّاها ومن ثغرِها رشفُ
وكم ليلة ٍ رامَ الصَّباحُ نزالها
أمد الدجى من فرعها الشعر الوحف
لك الله هل بعد التباعد عطفة ٌ
وهل لغصون قد عبست بعدنا عطف
أجد النوى ما زلت أكدح دائباً
أمام الرجا خلفٌ وصدق المنى خلف
لعمري ما الآمال من شيم الفتى
إذا لم تصدقه الظنون أو الكشف
وما كلُّ مرجوٍّ يُنالُ وإنَّما
على المرء أن لا يستذلَّ ولا يَهفو
هدى ً للأماني قد تبلج نجحها
بجود نظام الدين وانبلجَ العُرفُ
كريمٌ إذا ما انهلَّ وابلُ كفِّه
وصوب الحيا لم تدر أيهما الكف
حليف ندى ً لم تأو مالاً بنانه
لوفرٍ ولم يألفْ براحته ألْفُ
له خلقٌ كالروض غب بها الندى
وكفُّ سماحٍ لا يُشام لها كفُّ
فتى المجد وثَّابٌ إلى رُتب العُلى
وما عاقَه عنها خمولٌ ولا ضعفُ
رقى مرتقى ً لولا تأخر عصره
لجاءت به الآيات والرسل والصحف
يروقك مقداماً إذ الصيد أحجمت
بحيث القنا الخطار من فوقه سقف
ويسمو الحسام المشرفي بكفه
إذا ما التقى الجمعان واقترب الزحفُ
أليف العلى لم يصب إلا إلى العلى
إذا ما صبا يوماً إلى إلفه إلف
تقصَّت عِداهُ من مدى البين غاية ً
فلا دنت القصوى ولا بعد الحتف
رويداً فإن دانت رجالٌ بسلمها
وإلاَّ فهذي البيضُ واليلبُ الزَّعفُ
كأن المذاكي القربات يقودها
عرائسُ تُجلى إذ يُرادُ لها زَفُّ
وقد أسدلت من ثائر النقع دونها
سُتورٌ ولم يُرفع لمسدَلها سَجفُ
وما أينعت يوماً رؤوس عداته(35/400)
بروض الوغى إلاَّ وحانَ لها قَطفُ
أربَّ العُلى والمجدِ والبأس والنَّدى
إليكَ فلولاَ أنتَ ما استغرق الوصفُ
شهدتُ لأنت الواحد الفرد في العُلى
وقد أنكر الإنكار أو عرف العرف
إليك الهدى ألقى مقاليد أمره
فأيقظته من بعد ما كاد أن يغفو
فأنت لهذا الخلق إن دان موئلٌ
وللدِّين والدُّنيا إذا نُكبا كهفُ
رقيت من العلياء أرفع رتبة ٍ
ففقت الورى قدماً وكلهم خلف
فلا برحت علياؤك الدهرَ عضَّة ً
غلائلها تضفو ومشربها يصفو
وأمَّكَ عيدُ النحر بالسعد مُقبلاً
وأم عداك النحر والذل والخسف
ودونكها عذراء بكراً زففتُها
إليكَ وداداً حَليُها النظمُ والرَّصفُ
ودم وابق واسلم آمر الدهر ناهياً
مدى الدهر إجلالاً عليك العلى وقف
العصر العباسي >> البحتري >> خذا من بكاء في المنازل أو دعا
خذا من بكاء في المنازل أو دعا
رقم القصيدة : 2767
-----------------------------------
خُذا مِنْ بُكاءٍ في المَنازِلِ، أوْ دَعَا،
وَرُوحَا على لَوْمي بهِنّ، أوِ أرْبَعَا
فَما أنَا بالمُشتَاقِ، إنْ قُلتُ أسْعِدَا
لِنَنْدُبَ مَغنىً مِنْ سُعَادَ، وَمَرْبَعَا
وَلي لَوْعَةٌ تَستَغرِقُ الهَجرَ وَالنّوَى
جَميعاً، الحُُبٌّ يُنفِدُ َودْمعَ أجمَعَا
على أنّ قَلْبي قَدْ تَصَدّعَ شَمْلُهُ
فُنُوناً لشَمْلِ البِيضِ، حينَ تصَدّعَا
ظَعائنُ أظعَنّ الكَرَى عن جُفونِنَا،
وَعَوّضْنَنَا مِنْهُ سُهَاداً وَأدْمُعَا
نَوَينَ النّوَى، ثمّ استَجبنَ لهَاتِفٍ
مِنَ البَينِ نادى بالفِرَاقِ، فأسْمَعَا
وَحاوَلْن كِتمانَ التّرَخّلِ بالدّجَى،
فَنَمّ َبهِنّ المِسْكُ حِينَ تَضَوّعَا
أمُولَعَةً بالبَينِ! رُبّ تَفَرّقٍ
جَرَحتِ بهِ قَلْباً، بحُبّكِ، مُولَعَا
وَمِنْ عاثِرٍ بالشّيبِ ضَاعَفَ وَجدَهُ
على وَجْدِهِ، إنْ لمْ تَقُولي لهُ لَعَا
فأثْقِلْ عَلَيْنَا بالمَشيبِ مُسَلِّماً،
وَأحْبِبْ إلَيْنَا بالشّبابِ مُوَدِّعَا
ألَمْ تَرَيَا البرْقَ اليَمانيّ مُصْلَتاً،(35/401)
يُضِيءُ لَنا مِنْ نَحْوِ يَبْرين أجرَعَا
تَرَفْعَ، حتى لمْ أُرِدْ، حينَ شِمْتُهُ
مِنَ الجانِبِ الغَرْبيّ، أنْ أتَرَفّعَا
فكَمْ بَلقَعٍ من دونِهِ سَوْفَ تَقترِي،
إلى طَيّهِ، العَنْسُ العَلَنْداةُ بَلْقعَا
إلى آلِ قَيسِ بن الحُصَينِ، وَلم تكُنْ
لتَبلُغَهُمْ إلاّ فَقَاراً وَأضْلُعَا
فَلا بُدَّ من نَجرانِ تَثْلِيث إِن نَأَوْا،
وإِن قَرُبُوا شيئاً فنَجْرانِ لعْلَعا
مُلُوكٌ، إذا التَفّتْ عَلَيهِمْ مُلِمّةٌ
رَأيْتَهُمُ فيهَا أضَرّ وَأنْفَعَا
هُمُ ثَأَرُوا الأخدودَ، لَيلَةَ أغرَقَتْ
رِمَاحُهمُ في لُجّةِ البَحْرِ تُبّعَا
صَناديدُ، يَلْقَوْنَ الأسِنّةَ حْسّراً
رِجَالاً وَيَخشَوْنَ المَذَلّةَ دُرَّعاَ
إذا ارْتَفَعَوا في هَضْبَةٍ وَجَدُوا أبَا
عَلِيهِمُِ أعْلَى مَكاناً وَأرْفَعَا
وَأقرَبَ، في فَرْطِ التّكَرّمِ، نائِلاً،
وَأبْعَدَ، في أرْضِ المَكارِمِ، مَوْقِعَا
قَفَا سُنّةَ الدّيّانِ مَجْداً وَسُؤدَداً،
وَلمْ يَرْضَ حتى زَادَ فيها، وَأبدَعَا
لَمَرَّ عَلَيْنا غَيْمُهُ، وَهْوَ مُثْقَلٌ،
وَعَرّجَ فينَا وَبْلُهُ، فتَسَرّعَا
وَسِيلَ، فأعطَى كلّ شيْءٍ، ولم يُسَلْ
لكَثْرَةِ جَدْوَى أَمْسِهِِ، فتَبَرّعَا
جَوَادٌ، يرَى أنّ الفَضيلَةَ لمْ تكُنْ
تَجُوزُ بِهِ الغَاياتِ، أوْ يَتَطَوّعَا
فَلَوْ كانَتِ الدّنْيَا يَرُدُّ عِنَانَهَا
عَلَيْهِ النّدَى، خِلْنَا نَداهُ تصَنُّعَا
أصَاب شَذاةَ الحادِثِ النُّكرِ إذْ رَمى،
وَأدْرَكَ مَسعاةَ الحُصَينَينِ إذ سَعَى
كَرِيمٌ، تَنالُ الرّاحُ منهُ، إذا سرَتْ،
وَيُعْجِلُهُ داعي التّصَابي، إذا دَعَا
وَأبْيَضُ وَضّاحٌ، إذا ما تَغَيّمَتْ
يَداهُ تَجَلّى وَجْهُهُ، فتَقَشّعَا
تَرَى وَلعَ السّؤالِ يَكْسُو جَبينَهُ،
إذا قَطّبَ المَسؤولُ، بشْراً مُوَلَّعَا
تَخَلّفَ شَيْئاً في رَوِيّةِ حِلْمِهِ،
وَحَنّ إلَيْنَا بَذْلُهُ، فَتَسَرّعَا
تَغَطْرَسَ جُودٌ لمْ يَِّكلفْهُ وَقْفَةً،(35/402)
فيَختَار فيهَا، للصنّيعَةِ، مَوْضِعَا
خَلائِقُ، لَوْلاهُنّ لمْ تَلْقَ للعُلا
جِمَاعاً، ولا للسّؤدَدِ النّثْرِ مَجمَعَا
سَعيدِيّةٌ، وَهْبِيّةٌ، حَسَنِيّةٌ،
هيَ الحُسنُ مَرْأى، وَالمَحاسنُ مَسمعَا
فلا جُودَ إلاّ جُودُهُ، أوْ كَجودِهِ،
وَلا بَدْرَ ما لمْ يُوفِ عشراً وَأرْبَعَا
عَدَدْتُ فلَمْ أُدْرِكْ لفَضْلِكَ غايةً،
وهل يُدرِكُ السّارُونَ للشّمسِ مَطلعَا
وَما كُنتُ في وَصْفيكَ إلاّ كَمُعتَدٍ،
يَقيسُ قَرَا الأرْضِ العرِيضَةِ أذرُعَا
وَلي غَرْسُ وِدٍّ في ذَرَاكَ، تَتابَعَتْ
لهُ حِجَجٌ خُضرٌ، فَأثّ وَأيْنَعَا
وَكُنْتَ شَفيعي، ثمّ عادَتْ عَوَائِدٌ
مِنَ الدّهْرِ آلَتْ بالشّفيعِ مُشَفِّعَا
رَدَدْتُ مُدَى الأيّامِ مَثنىً وَموْحَداً،
وَقد وَرَدَتْ مني ورَِيداً وَأخدَعَا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> أتركتني دنفاً ورحت معافى
أتركتني دنفاً ورحت معافى
رقم القصيدة : 27670
-----------------------------------
أتركتني دنفاً ورحت معافى
مهلاً فديتُك ما كذا مَن صافى
هلاَّ ذكرتَ ليالياً بتنا بها
نرعى النُّجومَ ونذكر الأُلاَّفا
كيف انفرادك بعد أن كنا معاً
حاشا لمثلك ينقض الأحلافا
أنسيت لا أنسيت فضل صبابة ٍ
كنا بها نستسعف استسعافا
فاليوم رحت وقد قويت على الهوى
وجوانحي أمست عليه ضِعافا
وألفت آنس مضجعٍ متبوأ
ومضاجعي لا تعرفُ الإيلافا
لو كنتَ تحفظُ في الهوى أنصفتني
أو كنتَ تعرفُ في الهوى إنصافا
أتظل تسقى في الغرام سلافة ٍ
وأظل أسقى في الغرام ذعافا
وأبِيتُ في حرِّ الغَرام مقاطَعاً
وتبيت في برد الوصال موافى
ما جار من منع الحبيب وإنما
جار الذي أخذ الحبيب وحافا
ناصَفْتَني حملَ الهوى وتركتني
حتى حملتُ من الهوى اضعافاً
فليهنكَ اليومَ الوصالُ فإنَّني
باقٍ وإن أخلفتني إخلافا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> بكيت أسى ً لورد عنك البكا حتفا
بكيت أسى ً لورد عنك البكا حتفا
رقم القصيدة : 27671(35/403)
-----------------------------------
بكيت أسى ً لورد عنك البكا حتفا
وأعولتُ وجداً لو شَفت عَوْلة ٌ لَهفا
أغالبُ فيكَ الوجدَ والوجدُ غالبٌ
وأيد اصطباري لم يزل واهياً ضعفا
وهل لامرىء ٍ أودى الردى بجنانه
عزاءٌ وكفُّ الدَّهر جذَّت له كفَّا
لك الله من يمنى طوتها يد البلى
وعينٍ رمت عين الردى نحوها طرفا
ودوحة مجد بالمعالي وريقة
ألمَّت بها الأقدارُ حتى ذَوت عَصفا
وشمسِ عُلاً بالمكرُمات منيرة ً
أتاحت لها الأيَّامُ من خطبها كَسْفا
وذاتِ حجابٍ بالعوالي منيعة ٍ
يمدُّ عليها المجدُ من صَونها سَقفا
نعاني لها النَّاعونَ حُزنا وإنَّما
سَقاني بها الناعونَ كأسَ الأسى صِرفا
أأختي إن أمسيت رهن مقابرٍ
فقلبي قد أمسى على حزنه وقفا
تكاثرني الأشجان فيك وانما
تكاثر مضنى شفَ بالوجد أو أشفى
لئن كان أخفى القلب يوماًتجملاً
جَواهُ فقد أبدى لرزئِكِ ما أخفى
ولي كربة قد باين الصبر لهفها
فها أنا أنزو في حبائِلها رَجْفا
أبيتُ بهاجا في المبيتِ وقد ورَتْ
بجنبي نار من جناني لا تطفا
أرواح ما بين اليدين على الحشا
وأُسبلُ من جَفني لها مَدْمعاً وَكْفا
ولو وعيت أذناك كثر تأوهي
عَلمت إخائي ما أبرَّ وما أصفى
وكم عبرة ٍ لا تملكُ العينُ ردَّها
وجأت بها مقروح جفني إذ أغفى
وزفرة وجدٍ رمت بالصبر كظمها
فما كدتُ حتى أعْقَبتني الأسى ضِعفا
فللَّهِ دهرٌ لا تزال صروفُه
إذا ما نقضى صرفٌ أتاحت لنا صرفا
علي لأصناف الرزايا تناوبٌ
أساور منها كل آوانة ٍ صنفا
أفي كلِّ عامٍ لي قريبٌ يَروعُني
برُزءٍ وإلفُ يُخلفُ الحزنَ لي ألْفا
إلى الله أشكوها نوائبَ جمة ً
وصرف زمانٍ لا أطيق له صرفا
كذاكَ خطوبُ الدَّهر تعدُو على الورى
فكم أسبلت طرفاً وكم سلبت طرفا
وكم أنزلَتْ من شامخ المجدِ ماجداً
تَشيد له العلياءُ من عزِّهِ كهفا
إذا رام أمراً هزَّ أسمرَ عاسلاً
وإن سئل المعروف هز له عطفا
أناخَت عليه لم تراقب له عُلاً
فألوت به خسفاً وأزرت به عسفا(35/404)
ولم ترع إذ أمته جرداء سابحاً
وأجردَ يحموماً وناجية ً حَرفا
وكم قد سَبت من مَعقِل العزِّ حُرَّة ً
تود الثريا أن تكون لها شنفا
تخطَّت إليها مُرهفاتٍ بواتراً
وخطية ً سمراً وماذية زغفا
فأخنت عليها لا تهاب جموعها
ولم تخشَ سِتراً قد أُذيلَ ولا سجفا
وها أنا قد حاولت صبري تأسياً
وكيف التأسي والأسى لم يزل حلفا
أبى الوجدُ إلاَّ أن أريق مدامعاً
تبادرُني لا أستطيعُ لها كفَّا
فيا قبرها لا زلت أشرف حفرة ٍ
تشبَّثُ أذيالُ النسيم بها عَرفا
يؤمُّكَ رضوانٌ من الله واسعٌ
يقرب من ضمنت من ربها زلفا
ولست بمستسقٍ لك المزن ما همى
لجفنيَ دمعٌ لا أبالي له نَزفا
لؤمت إذا لم أسقك الدمع هاطلاً
وأصبحت أستسقي لك الديم الوطفا
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ليس احمرار لحاظه عن علة ٍ
ليس احمرار لحاظه عن علة ٍ
رقم القصيدة : 27672
-----------------------------------
ليس احمرار لحاظه عن علة ٍ
لكن دم القتلى على الأسياف
قالوا تشابه طرفه وبنانه
ومن البَديع تشابُه الأطرافِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> هد الحمام لآل عبد مناف
هد الحمام لآل عبد مناف
رقم القصيدة : 27673
-----------------------------------
هد الحمام لآل عبد مناف
جبلاً أنافَ عُلاه أيَّ مَنافِ
أودى بأبلج من ذؤابة هاشمٍ
يجلو بغرته دجى الأسداف
بالضَّيغم الفتَّاك بَل بالصَّارم الْـ
بَتَّاك بل بالجوهر الشفَّافِ
من لم يزل من بأسه ونواله
مُردي العداة ومُوردَ الأضيافِ
من لم يزل للواردين حياضَه
ذا ماء يُرويهم بعذبٍ صافِ
من لم يزل للقاصدين جنابَه
رحب الفناء موطأ الأكناف
من لم يزل للطَّالبينَ علومَه
بالكشف يغنيهم عن الكشاف
من لم يزل يُملي جَليلُ جَميله
أوصافَه العُليا على الوصَّافِ
من كان يطرب من سؤال عفاته
طرب النشاوى من كؤوس سلاف
لله أي رزية ٍ رزئت به
لا يستقال تلافها بتلاف
رغمت أنوف السمهرية والظبى
لما أصبن بمرغم الآناف(35/405)
بالمورد السمر العطاش من الكلى
يومَ النِّزال ومُطعم الأسيافِ
وتقوضت عمد المواهب والندى
لما رُزئن بواهبِ الآلاف
ومطوق الأعناق من أفضاله
بثقالِ أطواقٍ عليه خِفافِ
أقريش قد ذهب الإلاف فمن لكم
من بعد أحمد في الورى بإلاف
أبني الهواشم إن طودكم هوى
وأرى النفوس على هواه هوافي
ذهب الذي أحيا وجدد فضله
لبني النبي مآثر الأسلاف
وطوى الردى من كان ينشر في الوغى
حُلَلَ الرَّدى قسْراً على الأعطافِ
إني لأقسم عن يمينٍ برة ٍ
قسم المحق ولست بالحلاف
ما خصَّ رزؤك يا ابن فاطم عُصبة ً
لكنه عم الورى بتلاف
هذي جموع المكرمات بأسرها
فصم المنونُ وِفاقَها بِخلافِ
عادت بحار المجد بعدك والعلى
يبساً وآذن ماؤها بجفاف
وغدت نفوسُ أولي العُلى معتلَّة ً
لما ذهبت ولم تجد من شاف
وبنو الرجاء تبدلت أنوارها
بغياهبٍ وشِهادُها بذُعافِ
وتَضعضَعت أركانُ كلِّ قبيلة ٍ
وتشبه الأذناب بالأعراف
والأسد قد فقدت لأجلك بأسها
فغدت براثنُهنَّ كالأظلافِ
من يرتجى للجود بعدك والندى
والفضل والإسعاد والإسعافِ
هيهات إنَّ المكرُماتِ جميعَها
طارت بهن قوادمٌ وخواف
يا دُرَّة ً سمح الزمانُ لنا بها
حيناً وأرجعها إلى الأصداف
لا كان رزؤك في الرزايا إنه
شرقٌ الكرام وغصة الأشراف
عجباً لوجهك كيف إذ غشوه لم
يغشَ العيونَ بنوره الخَطَّافِ
عجباً لنعشك كيف لم يوه الطلى
لما غدا يعلو على الأكتاف
عجباً لمودعك المقابر كيف لم
يودعك بين جوانحٍ وشغاف
عجباً لقبركَ كيف لا يَعلو على
القَمرين في الإشراق والإشرافِ
فُجِىء َ الأنامُ عِشاً بِنعشك سائراً
فتبادروا أركانه بطواف
وفروا من جيوبهم عليك وبادروا
من حسرة ٍ عضاً على الأطراف
ومروا من الأجفان سحب مدامعٍ
تبكي عليك بهاطلٍ وكاف
لا غروَ إذْ كانوا بسوحكَ في غنى ً
عن مربعٍ نَضِرٍ وعن مُصْطافِ
إن كفَّنوكَ فإنَّ جسمَك لم يزل
يختالُ في بُردَيْ تُقى ً وعَفافِ
أو غسلوك فلن تزال مطهر
الأقوال والأفعال والأوصاف(35/406)
أو حنطوك فلا تزال مطيباً
طيباً تضوعُ به قُرى ً وفيافي
صلَّى عليك اللَّهُ قبل صلاتِهم
وحباك بالرضوان والألطاف
يا سيِّدَ الآباءِ سَمعاً لابنك
المضنى فقد أضناه طول تجاف
قد كنت بي براً وكنت مواصلاً
وجميلُ بِرِّك كافلٌ لي كافِ
فاليوم مالك قد أطلت تجنبي
وهجرتَني هجرَ الحبيبِ الجافي
أجَفاً وما عوَّدتني منك الجَفا
وعظيم حزني ليس عنك بخاف
لا بل طوتكَ يدُ البِلى ومُنِعتَ عن
رد الجواب لسائلٍ ولعاف
ولو استطعتُ لكَ الفِداء لكُنْتُه
ووقيتُ جسمك من ثَرى الأجْدافِ
لكنَّني باقٍ على حُسن الوفا
حتى أراكَ به على الأعْرافِ
لا زال يُتحفُكَ الالهُ برحمة ٍ
من فضله بلطائفِ الاتحافِ
وعليك مني ما حييت تحية ٌ
تغشى ضريحك دائماً وتوافي
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> قم هاتِها وحسامُ الفجرِ مُنذلقُ
قم هاتِها وحسامُ الفجرِ مُنذلقُ
رقم القصيدة : 27674
-----------------------------------
قم هاتِها وحسامُ الفجرِ مُنذلقُ
صهباءَ منها ضياءُ الصُّبح ينفلقُ
لم تدر حين توافيها أصبغتها
تلوح أم وجنة الساقي أم الشفق
كأنها في الدجى شمسٌ تضيء لنا
فيَنجلي عن سَنى أنوارها الغَسقُ
ألقت على الصُّبح نوراً من أشعَّتِها
فاحمر من خجلٍ من نورها الأفق
عذراءُ تُغضي حَياءً من مُلامِسها
فيستحيلُ حَباباً فوقها العَرقُ
إذا تجلى لنا من أفقها قدحٌ
دارت نِطاقاً على حافاتِه الحدقُ
وإن جَلاها بلا مزجٍ مُشَعشعُها
يكادُ من لهبِ اللأَلاءِ يَحترِقُ
تخالها شفقاً حتى إذا لمعت
حسبتَها البرقَ في الظلماءِ يأتلقُ
من كف أغيد في خلخاله حرجٌ
إذا تثنى وفي أجراسه قلق
يديرها وهو مهتزٌ لها طرباً
كأنَّما هزَّهُ من رَوعة ٍ فَرَقُ
في خده ومحياه ومبسمه
نارٌ ونُورٌ ونوْرٌ نشرُهُ عَبِقُ
يجلو دجى فرعه لألاء غرته
كأنما انشق عن أزراه الفلق
ترى الندامى سكارى حين تلحظه
كأنَّهم من حُميَّا لحظه اغتبَقُوا
يغضي بذي كحل بالسحر مكتحلٍ
وسنان ما راعه سهدٌ ولا أرق(35/407)
ظَبيٌ ولكنَّه بالدُرِّ متَّشحٌ
بدرٌ ولكنَّه بالتِّبر مُنتطِقُ
تطيب ريا شذاه كلما نسمت
كالمسك يزداد طيباً حين ينتشق
كم من أحاديثَ أبداها تعتُّبُه
كأنَّها دُررٌ قد ضمَّها نَسَقُ
فود كاشحنا لو ناله صممٌ
إذ باتَ من كثبٍ للسَّمع يَستَرِقُ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> مزجت كأسها بخمرٍ وريق
مزجت كأسها بخمرٍ وريق
رقم القصيدة : 27675
-----------------------------------
مزجت كأسها بخمرٍ وريق
وتثنَّت كغصن بانٍ وَرِيقِ
وأماطت لثامَها عن مُحيّاً
لو تجلَّى للبدر قال شقِيقي
وأدارت على الندامى مداماً
أذكرتنا ليالي التشريق
وجلت إذ تبسمت من لماها
خمرَ ريق في أكؤسٍ من شَقيقِ
كم رشيقٍ بأسهم اللحظ منها
وطعينٍ برمح قدٍ رشيق
غادة ٌ كلما نظرت إليها
بسمت لي عن لؤلؤٍ في عقيق
ومهاة ٌ أسكنتها من ضلوعي
ودموعي بالمنحنى والعقيق
رقَ شعري لخصرِها الرَقِّ فاعجب
للآلٍ بيعتْ بسوقِ الرَّقيقِ
كم غَدونا نجرُّ ذيلَ التَّصابي
بصَبُوحٍ من كأسِها وغبوقِ
واللَّيالي ولا أذمُّ اللَّيالي
جَمعت بين شائقٍ ومَشْوقٍ
مع خلٍ من الملام خليٍ
ورفيقٍ مهذبٍ بي رفيق
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ولما التقينا بالغوير عشية ً
ولما التقينا بالغوير عشية ً
رقم القصيدة : 27676
-----------------------------------
ولما التقينا بالغوير عشية ً
وفاز بما يرجو مشوقٌ وشائقُ
تبسَّم من أهوَى فقلتُ لصاحبي
بلغتُ المنى هذا العذيبُ وبارقُ
ولاح فقال الصبحُ هذا تبلُّجي
أيكذبُ هذا الصُّبح والصبحُ صادقُ
وفاح فقال الروض نافح عبقتي
وهل نفحت بالمسك قطُّ حَدائقُ
وماس فقال الرمح تلك معاطفي
متى أزهرت فوق الرماح الشقائق
وفاه بنطقٍ خاله الدر نظمه
وهل لفظ الدر المنظم ناطق
وأرخى أثيثاً أوهمَ الليلَ لونُه
ومن أين لِلَّوْن البَهيم مَفارِقُ
وأبدى لحاظاً أقسمَ الريمُ أنَّها
لواحظه لولا السهام الرواشق
وكلهم قد كاد يحكيه مشبهاً
ولكن من أهوى على الكل فائق(35/408)
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> لا تقل البدر لاح في الغسق
لا تقل البدر لاح في الغسق
رقم القصيدة : 27677
-----------------------------------
لا تقل البدر لاح في الغسق
هذا سواد القلوب والحدق
إنسانُ عَيني بدا بأسْودِها
فعاد لي إذْ رمقتُه رَمَقي
يا لابساً للسَّواد طِبتَ شَذاً
ما المسك إلا من نشرك العبق
لبست لون الدجى فسر وقد
أغرت ضوء الصباح في الأفق
حتى بَدا فيه وهو مُنفَلقٌ
يشق ثوب الظلام من حنق
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ورب ساقٍ قلبه قلبه
ورب ساقٍ قلبه قلبه
رقم القصيدة : 27678
-----------------------------------
ورب ساقٍ قلبه قلبه
أفديه من قاسٍ ومن ساقِ
تحاربَ العشَّاق في حُسنه
وقامت الحربُ على ساقِ
العصر الأندلسي >> ابن معصوم المدني >> ذكرتكم والدجى شالت نعامته
ذكرتكم والدجى شالت نعامته
رقم القصيدة : 27679
-----------------------------------
ذكرتكم والدجى شالت نعامته
والأُفقُ يستنُّ فيه ساطعُ الفَلقِ
وللصباح نسيمٌ قد تأرج من
ريحانة الفجر أو من وردة الشفق
العصر العباسي >> البحتري >> أحاجيك هل للحب كالدار تجمع
أحاجيك هل للحب كالدار تجمع
رقم القصيدة : 2768
-----------------------------------
أُحاجِيكَ، هل للحُبّ كالدّارِ تَجمعُ،
وَللهَائِمِ الظّمْآنِ كالسَماءِِ يَنقَعُ
وَهَلْ شَيّعَ الأظعانَ، بَغتاً فراقُهمْ،
كمُنهَلَةٍ تَدمَى جوًى، حينَ تدمَعُ
أمَا رَاعَكَ الحَيُّ الحِلالُ بهَجْرِهِمْ،
وَهُمْ لَكَ غَدْواً، بالتّفَرّقِ، أرْوَعُ
بلى، وَخَيَالٍ مِنْ قَتَيلَةَ، كُلّمَا
تأوّهْتُ مِنْ وَجْدٍ، تَعَرّضَ يُطمِعُ
إذا زَوْرَةٌ مِنْهُ تَقَضّتْ معَ الكَرَى،
تَنَبّهْتُ مِنْ فَقْدٍ لَهُ أتَفَزّعُ
تَرَى مُقْلَتي ما لا تَرَى في لِقَائِهِ،
وَتَسْمَعُ أُذْني رَجْعَ ما لَيْسَ تَسمَعُ
وَيَكفيكَ مِنْ حَقٍّ تَخَيُّلُ بَاطِلٍ
تُرَدُّ بِهِ نَفْسُ اللّهِيفِ، فَتَرْجِعُ(35/409)