قَسيمَ أَميرِ المُؤمِنينَ مُحَمَّدا
وَقَبَّلْتُ مِنْ يُمْنَى يَديهِ أَناملاً
تموجُ على أطرافهِ.........
وَقَد خَلفَتْ صَوْبَ الغَمامِ شِمِاُلهُ
ولوْلاهما لمْ يُعرفِ البأسُ والنَّدى
وَصارَ صَنيعَ البَذْلِ في النّاسِ عَدْلُهُ
......... خَدَّيْ كُلِّ باغٍ تَمَرَّدا
وَلم يَخْتَرِطْ ذِئْبُ النُّمَيْرَة ِ نابَهُ
لأحمرَ منْ غزلانِ وجرة َ...
يَنامُ الرّعايا وَهْوَ فيما يَحوطُهُمْ
يُراقبُ أسرابَ النُّجومِ مسهَّدا
وَيَحْميهِمُ مِنْ كُلِّ طاغٍ ..
يُناجِي بِكَفَّيْهِ الحُسامَ المُهَنَّدا
وقد خضعتْ صيدُ الملوكِ مهابة ً
لأِروَعَ مِنْ أَبناءِ سَلْجوقَ أَصْيَدا
إذا رفعتْ عنهُ السُّجوفُ وأشرقتْ
أسرَّتهُ خرَّ السَّلاطينُ سجَّدا
يُحُّيونَ أَوْفاهُمْ ذِماماً لِجارِهِ
وَأَكْرَمَهُمْ أَعَرْاقَ صِدْقٍ وَأَمْجدا
كَأَنَّ الوَرَى في عَصْرِهِ ناطَ كَفّهُ
عليهمْ من الأمنِ النّميمِ.....
يعدُّ علاهُ الغرّ من فرعِ يافثٍ
..........................
جَرى ِ بِأَبِيهِ وإبن داوُدَ قَبْلَهُ
وَبَعْدَ ابن .... مُلْكَاً مُوَطَّدا
لَئِنْ أَسَّسُوهُ فَهْوَ أَعْلى مَنارَهُ
وَزادَ على ما أثَّلُوهُ وَشَيَّدا
لهُ راحة ٌ مأمولة ٌ نفحاتُها
يلوذُ بِها................
.... بِالبِشْرِ بادٍ حياؤُهُ
يَكادُ يُرَوّي ماؤُهُ غُلَّة َ الصَّدى
وَيُعْشِي عُيونَ النّاظِرينَ وَكُلُّهمْ
يُقلِّبُ في أنوارهِ لحظَ أرمدا
ويُوقظُ أقطارَ البلادِ كتائباً
يجرُّونَ في الرَّوعِ الوشيجَ الممدَّدا
........القاضياتُ سهامهمْ
بها افترّتِ الآجالُ عن ناجذِ الرَّدى
وما واصلتْ إلا النُّحورَ رماحهمْ
ولا فارقتْ أسيافهمْ قممَ العدا
إذا اعوجَّ منها ذابلٌ في تريبة ٍ
أقاموا بهمْ منْ قرنهمْ ما تأوَّدا
وإنْ لمْ يُجنَّ المشرفيَّ قرابهُ
غدا في الطلى أوْ في الجماجمِ مغمدا
وللهِ درُّ السَّيفِ يجلو بياضهُ
غياهبَ يومٍ قاتمِ الجوِّ أربدا(31/423)
بِمُعْتَرَكٍ يُلْقِي بِهِ الَموتُ بَرْكَهُ
يُسَلُّ لُجَيْناً ثُمَّ يُغْمَدُ عَسْجَدا
همُ الأسدُ يلقونَ الوقائعَ حسَّراً
وهل يلبسُ الأسدُ الدِّلاصَ المسرَّدا؟
على كُلِّ طَيّارٍ ... مُطَهَّمٍ
سَليمِ الشَّظى ضافِي السَّبِيبَيْنِ تَ
تعوَّدَ أنْ يلقى القنا بلبانهِ
وَخاضَ غِمارَ الَمْوتِ حَتَّى تَجَدّدا
عليهِ رداءُ النَّقعِ يُغسلُ منْ دمٍ
كَما تَصنَعُ الخَوْدُ الُملاءَ المُعَضّدا
وَتَلطِمُ خَدَّ الأَرضِ منهُ حَوافرٌ
تُعانِقُ مِنْهُنَّ الجَلامِدُ جَلْمَدا
يُطيعُونَ مَيْمونَ النَّقيبَة ِ أصبَحَتْ
لَهُ الأرضُ داراً والبَرِيَّة ُ أَعْبُدا
أيا خيرَ منْ يهدى إليهِ مدائحٌ
يضمُّ قوافيها الثَّناءَ المخلَّدا
شوارِدُ تَأْبَى حَصْرَ مَجدِكَ ..
إليها ولا ترضى سوى الدَّهرِ منشدا
جذبتَ بضبعي فامتطى الشُّهبَ أخمصي
فَلَمْ أَنْتَعِلْ إلا جُدَيّاً وَفَرْقَدا
وأدنيتني حتّى انطوى النّاسُ كلُّهمْ
على حَنَقٍ لي غَائِظينَ وَحُسَّدا
وأوحى بما أخفي إليكَ منَ الهوى
... كَنَشْرِ الرَّوْضِ عارٍ وأَجْردا
وهذا الّذي أدركتهُ اليومَ لمْ يكنْ
لِيَبْلُغَ ما أَحْظَى بإِدْراكِهِ مَدَى
فعشْ طلقَ الأيّامِ في ظلِّ دولة ٍ
تصافحُ ..... الدّوام مقلّدا
وباعُكَ مَبْسوطً، وَأَمرُكَ نافِذٌ
وَسَيْفُكَ لا يَنْبو، وسَيْبُكَ يُجْتَدى
العصر العباسي >> البحتري >> أقيم على التشوق أم أسير
أقيم على التشوق أم أسير
رقم القصيدة : 2620
-----------------------------------
أُقيمُ عَلى التّشَوّقِ أمْ أسِيرُ،
وَأعدِلُ في الصّبَابَةِ أمْ أجُورُ
لجَاجُ مُعَذَّلٍ في الوَجْدِ يَبْلى،
وَلا إقْصَارَ مِنْهُ وَلا قُصُورُ
غُرُوراً كانَ ما وَعَدَتْكَ سُعدى،
وَأحلى الوَعدِ، مِن سُعدى، الغُرُورُ
لَبَرّحَ أوّلٌ للحُب مِنْهَا،
وَشَارَفَ أنْ يُبَرّحَ بي أخِيرُ
تَصُدُّ، وَفي الجَوَانحِ من هَوَاها
وَمِنْ نِيرَانِ هِجْرَتِها، سَعِيرُ(31/424)
وَيَحْمَى الهَجْرُ في الأحشاءِ حَرّاً
وَإيقاداً، كَما يحَمىَ الهَجِيرُ
أليحُ مِنَ الغَوَاني أنْ تَرَى لي
ذَوَائِبَ لائِحاً فيها القَتِيرُ
وَجَهْلٍ بَيّنٍ في ذي مَشيبٍ،
غَدا يَغْتَرُّهُ الرّشَأُ الغَرِيرُ
تُعَنّينَا مُصَاحَبَةُ اللّيَالي،
وَيُنْصِبُنَا التّرَوّحُ وَالبُكُورُ
رَأيتُ المَرْءَ أُلّفَ مِنْ ضُرُوبٍ،
يُؤثّرُ في تَزَايُدِها الأثِيرُ
متى يذهَبْ، معَ الأيّامِ، يَنفَدْ
نَفَادَ الحَوْلِ تُنفِدُهُ الشّهورُ
لَقَدْ نَطَقَ البَشيرُ بِما ابتَهَجنَا
لهُ، لو كانَ يَصْدُقُنا البَشيرُ
بجَيشٍ تُسْتَبَاحُ بِهِ الضّوَاحي،
وَتَعتَصِمُ العَوَاصِمُ وَالثّغُورُ
يَحينُ رَدَى العِدى فيهِ، وَيُهدَى
لهَا اليَوْمُ العَبوسُ القَمطَرِيرُ
كَأنّ عَلى الفُرَاتِ وَجِيرَتَيْهِ
جِبَالَ تِهَامَةَ ارْتَفَعَتْ تَسيرُ
يُتَلّى في أوَاخِرِهَا تَبيعٌ،
وَيَقْدُمُ في أوَائِلِهَا ثَبِيرُ
فَمَنْ يَبْعُدْ بهِ عَنْهَا مَغيبٌ
يُدَنِّ رَبيعَةَ الفَرَسِ الحُضُورُ
يُدَبّرُها وَشيكُ العَزْمِ تُلْقَى
إلَيْهِ، كَيْ يُنَفّذَها، الأُمُورُ
بَعيدُ السّرّ لمْ يَقرُبْ ببَحثِ الـ
ـمُنَقِّبِ ما كَمَى مِنهُ الضّمِيرُ
مَكَايِدُ لمْ تُخِلّ بِهَا أنَاةٌ،
وَإنْ عَجِلَ المُحَرِّضُ وَالمُشِيرُ
بَوَالِغُ، لَوْ يُطاوِلُهَا قَصِيرٌ،
لَقَصّرَ عَنْ مَبَالِغِهَا قَصِيرُ
تَرَاءَاهُ العُيُونُ بِلَحْظِ وِدٍّ
لطَلْعَتِهِ، وَتُكْبِرُهُ الصّدورُ
بَهِيٌّ في حَمَائِلِهِ، جَميلٌ،
وَفَخْمٌ في مَفَاضَتِهِ، جَهِيرُ
إذا جِيبَتْ عَلَيْهِ الدّرْعُ رَاحَتْ
وَحَشْوُ فُضُولِها كَرَمٌ وَخِيرُ
أمِيرٌ تَارَةً تَأتي بِعَدْلٍ
إمَارَتُهُ، وَتَارَاتٍ وَزِيرُ
يَكُرُّ نَوَالُهُ عَلَلاً عَلَيْنَا،
كُرُورَ الكأسِ أتْرَعَهَا المُدِيرُ
قَليلٌ مِثْلُهُ، وَأقَلُّ شَيْءٍ،
وَأعوَزُهُ مِنَ النّاسِ النظيرُ
جَديرٌ أنْ يَلُفّ الخَيلَ شُعْثاً
بخَيْلٍ خَلْفَهَا رَهَجٌ يَثُورُ(31/425)
يُجَلّي سُدْفَةَ الهَيْجَا بِوَجْهٍ
يُضِيءُ عَلى العُيُونِ، وَيَستَنيرُ
إذا لمَعَتْ بَوَادي البِشْرِ فيهِ،
رَأيتَ البَرْقَ يَلْبَسُهُ الصَّبِيرُ
وَمَا مِنْ مَوْرِدٍ أدنَى لري لَدَيْهِ
منَ الأنهارِ، تَمْلِكُها البُحُورُ
مَلَكْتَ شُطوطَ دِجلَةَ شارِعاتٍ،
تُقَابَلُ في جَوَانِبِها القُصُورُ
بِنَاءٌ لَمْ يُشَفِّقْ فيهِ بَانٍ،
وَلا هَمٌّ مِنَ البَاني قَصِيرُ
تَوَرّدَهُ الوُفُودُ مِنَ النّوَاحي،
فيَرْضَى رَاغِبٌ، أوْ مُسْتَجيرُ
فَلا تَبْرَحْ تُتِمُّ عَلَيْنا نُعْمَى،
وَلا تَبرَحْ يَدُومُ لكَ السّرُورُ
لكَ الخَطَرُ الجَليلُ تُهالُ مِنْهُ
قُلُوبُ القَوْمِ، وَالقَدْرُ الكَبيرُ
شكَرْتُ النّاصِرَ النِّعَمَ اللّوَاتي
يَقِلُّ لِبَعْضِهَا الشّكْرُ الكَثيرُ
وَما قَابَلْتُ عَارِفَةً بأُخْرَى،
كَنُعْمَى بَاتَ يَجْزِيهَا شُكُورُ
وفرت عليك مالك وهو علق
مُرَزا، ليسَ عادَتُهُ الوُفُورُ
فجُدْتَ وَجُزْتَ بي أقصَى الأماني،
وَمِنْ عاداتِكَ الجُودُ الشّهِيرُ
فَعَوِّضْ مِنْهُ جَاهاً أرْتَضيهِ،
وَمِثلُكَ عِندَهُ العِوَضُ الخَطيرُ
تَرَاكَ مُخَلِّفي في غَيرِ أرْضِي،
وَإنْهَاضِي إلى بَلَدِي يَسِيرُ
وَقَدْ شَمَلَ امتِنَانُكَ كلَّ حيٍّ،
فَهَلْ مَنٌّ يُفَكُّ بهِ أسِيرُ
وَأعْتَقْتَ الرّقابَ، فمُرْ بعَتقي
إلى بَلَدي، وَأنْتَ بهِ جَديرُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَقَفْنا بِحَيْثُ العَدْلُ مَدَّ رِواقَهُ
وَقَفْنا بِحَيْثُ العَدْلُ مَدَّ رِواقَهُ
رقم القصيدة : 26200
-----------------------------------
وَقَفْنا بِحَيْثُ العَدْلُ مَدَّ رِواقَهُ
وخيَّمَ في أرجائهِ الجودُ والباسُ
وَفوقَ السَّريرِ ابنُ المُلوكِ مُحَمَّدٌ
تَخِرُّ لَهُ مِنْ فَرْطِ هَيبَتِهِ النّاسُ
فَخامَرني ما خَانَني قَدَمِي لَهُ
وَإنْ رَدَّ عَنيِّ نُفْرَة َ الجَأْشِ إِيناسُ
وذاكَ مقامٌ لا نوفيهِ حقَّهُ
إذَا لَمْ يَنُبْ فيهِ عَنِ القدَمِالرّاسُ(31/426)
لئن عثرتْ رجلي فليسَ لمقولي
عِثارٌ، وَكَمْ زَلَّتْ أَفاضِلُ أَكْياسُ
فلا تشمتنْ بي حاسداً دام....
تَقَطَّعُ منه دونَ شَأْوِيَ أَنفاسُ
فأنتَ الذي أوطأتني قمَّة َ السُّرى
فما ليَ غيرَ الأنجمِ الزُّهر جلاّسُ
أبيتُ نجيَّ العزِّ في حللِ الغنى
........ فنّي ساحب الذيل ..
وما بِملوكِ الأَرِض غَيْرَكَ خادِمُ
......فيه للمجدِ المؤثَّلِ آساسُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وقصائِدٍ مِثْلِ الرِّياضِ أَضَعْتُها
وقصائِدٍ مِثْلِ الرِّياضِ أَضَعْتُها
رقم القصيدة : 26201
-----------------------------------
وقصائِدٍ مِثْلِ الرِّياضِ أَضَعْتُها
في باخِلٍ ضاعَتْ بِهِ الأَحسابُ
فإذا تناشدها الرُّواة ُ وأبصروا
ـممدوح قالوا: ساحرٌ كَذّابُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خطوبٌ لِلْقلوبِ بِها وَجيبُ
خطوبٌ لِلْقلوبِ بِها وَجيبُ
رقم القصيدة : 26202
-----------------------------------
خطوبٌ لِلْقلوبِ بِها وَجيبُ
تكادُ لها مفارقنا تشيبُ
نرى الأقدارَ جارية ً بأمرٍ
يَريبُ ذَوي العُقولِ بِما يَريبُ
فَتَنْجَحُ في مَطالِبها كلابٌ
وأسدُ الغابِ ضارية ٌ تخيبُ
وَتُقْسَمُ هذِهِ الأرْزاقُ فِينا
فَما نَدْري أَتُخْطِىء ُ أَمْ تُصيبُ
ونخضعُ راغبينَ لها اضطراراً
وكيفَ يُلاطمُ الإشفى لبيبُ؟
العصر العباسي >> الأبيوردي >> يامن يساجلني وليس بمدركٍ
يامن يساجلني وليس بمدركٍ
رقم القصيدة : 26203
-----------------------------------
يامن يساجلني وليس بمدركٍ
شأوي، وأين له جلالة منصبي
لا تتعبنَّ فدونَ ما أمَّلتهُ
خرطُ القتادة ِ وامتطاءُ الكوكبِ
المجدُ يَعْلَمُ أيُّنا خَيْرٌ أباً
فاسألهُ تعلمْ أيَّ ذي حسبٍ أبي
جدِّي معاوية ُ الأغرُّ سمتْ بهِ
جُرْثُومَة ٌ مِنْ طِينِها خُلِقَ النَّبِي
وَوَرِثْتُهُ شَرفاً رفَعتُ مَنارَهُ
فبنو أميَّة َ يفخرونَ بهِ وبي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> زاهر العود وطيبهْ
زاهر العود وطيبهْ(31/427)
رقم القصيدة : 26204
-----------------------------------
زاهر العود وطيبهْ
ولياليهِ تشيبُهْ
كلَّ يومٍ من مكانٍ
يلبسُ الذُّلَّ غريبُهْ
وهو يسعى طالباً للـ
ـعلمِ والهمُّ يذيبُهْ
وطوى بُردَ صباهُ
قبلَ أنْ يبلى قشيبُهْ
واقتدى بالقوَم يَدعو
هُ هواهُ فيجيبهُ
خَمْسَة ٌ لا يَجِدُ الحا
سدُ فيهمْ ما يعيبُهْ
منهمُ الجعفيُّ لا يُعـ
ـرَفُ في العِلْمِ ضَريبُهْ
وَإذَا اعتَلَّ حَديثٌ
فَالقُشَيْرِيُّ طَبيبُهْ
وَأخُونا ابنُ شُعَيبٍ
حازِمُ الرَّأْيِ صَليبهْ
وَأبو داوُدَ مَوْفُو
رٌ مِنَ الفضْلِ نَصيبُهْ
وَأَبو عِيسى يَرَى الجَهـ
ميُّ منهُ ما يريبُهْ
حاديهمُ ذو زجلٍ يسـ
تضحكُ الرَّوضَ نحيبُهْ
طارَ فيهِ البرقُ حتّى
خالطَ الماءَ لهيبُهْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> فَجَدِّي وَهْوَ عَنْبَسَة ُ بنُ صَخْرٍ
فَجَدِّي وَهْوَ عَنْبَسَة ُ بنُ صَخْرٍ
رقم القصيدة : 26205
-----------------------------------
فَجَدِّي وَهْوَ عَنْبَسَة ُ بنُ صَخْرٍ
بَرِيءٌ مِنْ يَزيدَ وَمِنْ زِيادِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ركبتُ طرفي فأذرى دمعهُ أسفاً
ركبتُ طرفي فأذرى دمعهُ أسفاً
رقم القصيدة : 26206
-----------------------------------
ركبتُ طرفي فأذرى دمعهُ أسفاً
عندَ انصرافي منهمْ مضمرَ الياسِ
وقالَ حَتّامَ تُؤْذِيني فَإنْ سنَحَتْ
جَوانِحٌ لكَ فاركَبْني إلى النّاسِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> هاتيكَ نَيْسابوُرُ أَشرَفُ خُطَّة ٍ
هاتيكَ نَيْسابوُرُ أَشرَفُ خُطَّة ٍ
رقم القصيدة : 26207
-----------------------------------
هاتيكَ نَيْسابوُرُ أَشرَفُ خُطَّة ٍ
بنيت بمعتلجِ الفضاءِ الواسعِ
لَكنْ بِها بَرْدانِ:بَرْد ُشِتائها
إمَّا شَتَوْتَ،وَ بَرْدُ شَعْر البارعِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ألا ليتَ شعري هلْ تخبُّ مطيَّتي
ألا ليتَ شعري هلْ تخبُّ مطيَّتي
رقم القصيدة : 26208
-----------------------------------(31/428)
ألا ليتَ شعري هلْ تخبُّ مطيَّتي
بحيثُ الكثيبُ الفردُ والأجرعُ السَّهلُ
ألذ بهِ مسَّ الثَّرى ويروقني
حواشي رباً يغذو أزاهيرها الوبلُ
ولولا دواعي حبِّ رملة َ لمْ أقلْ
إِذَا زُرْتُ مَغْناهَا بِهِ سُقِيَ الرَّمْلُ
فَيا حَبَّذا أَثلُ العقيقِ ومَنْ بِهِ
وَإِنْ رَحَلَتْ عَنْهُ فَلا حَبَّذا الأَثْلُ
ضَعيفَة ُ رَجْعِ القوْلِ مِنْ تَرَفِ الصِّبا
لها نظرة ٌ تنسيكَ ما يفعلُ النَّصلُ
وقدْ بعثتْ سراً إليَّ رسولها
لأهجرها والهجرُ شيمة ُ منْ يسلو
تخافُ عليَّ الحيَّ إذْ نذروا دمي
سأرخصهُ فيها على أنَّهُ يغلو
أَيَمْنَعُني خَوْفُ الرَّدى مِنْ أن أزُورَها
وأروحُ منْ صبري على هجرها القتلُ
إذا رضيتْ عنّي فلا باتَ ليلة ً
على غضبٍ إلاّ العشيرة ُ والأهلُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> يعيِّرني أخو عجلٍ إبائي
يعيِّرني أخو عجلٍ إبائي
رقم القصيدة : 26209
-----------------------------------
يعيِّرني أخو عجلٍ إبائي
على عدمي وتيهي واختيالي
ويعلمُ أنَّني فرطٌ لحيٍّ
حَمَوْا خُطَطَ المَعالِي بِالعوالي
فلستُ بحاصنْ إنْ لمْ أزرها
عَلى نَهَلٍ شَبا الأَسَلِ الطِّوالِ
وَإنْ بَلَغَ الرِّجالُ مَدايَ فِيما
أحاولهُ فلستُ منْ الرِّجالِ
العصر العباسي >> البحتري >> شط من ساكن الغوير مزاره
شط من ساكن الغوير مزاره
رقم القصيدة : 2621
-----------------------------------
شَطَّ مِنْ ساكِنِ الغُوَيْرِ مَزَارُهْ،
وَطَوَتْهُ البِلادُ، فالله جَارُهْ
كلَّ يوْمٍ عن ذي الأرَاكِ خَليطٌ،
يُلتَوَى وَصْلُهُ، وَتَعْفُو دِيَارُهْ
فَسَقاهُمْ، وَإنْ أطالَتْ نَوَاهُمْ
خِلْفَةُ الدّهرِ، لَيْلُهُ وَنَهارُهْ
كلَّ جَوْنٍ إذا ارْتقى البرْقُ فيهِ،
أُوقِدَتْ للعُيُونِ بالمَاءِ نَارُهْ
إنْ أقَامَ ارْتَوَى الظِّمَاءُ، وَإنْ سا
رَ أقامَتْ، أنيقَةً، آثَارُهْ
باتّفاقٍ من خُضرَةِ الرّوْضِ نَضرٍ،
وَاختِلافٍ يُجِدُّهُ نُوّارُهْ(31/429)
كَسُفُورِ الفَتاةِ عن حُسْنِ وجه،
يتَكافَا ابْيضَاضُهُ وَاحمِرَارُهْ
عِيلَ صَبرُ المُحِبّ مِمّا يُلاقِيـ
ـهِ، وَلا غَرْوَ أنْ يُعالَ اصْطِبارُهْ
يَبتَغي المَرْءُ وَقْفَةَ العَيشِ وَالعَيـ
شُ سِجَالٌ، كَثيرَةٌ أطْوَارُهْ
لا يَهِمّنّكَ التّمَاسُكُ مِنْ رَأ
يِ مُعَنًّى، قُصَارُهْ إقْصَارُهْ
قد يحولُ المُشتاقُ عن مُبرِحِ الشّوْ
قِ، وَيَنْزَاحُ شَجْوُهُ وَادّكَارُهْ
لَيتَ شِعرِي عَنِ اللئيم إذا ليـ
ـمَ على فَرْطِ بُخلِهِ، ما اعتذارُهْ؟
وَالجَوَادُ المَوْصُوفُ لَوْ لمْ يَعِبْهُ
شِحُّهُ بالفَعَالِ، وَاسْتِئْثَارُهْ
عَوّلَتْ بي عَلى عَليٍّ خِلالٌ،
فيهِ، مِنْها عُلُوُّهُ وَفَخَارُ
طَلَبَتْ سَعيَهُ الرّجالُ، وَيأبَى الـ
ـبَحرُ إلاّ ألايُخاضَ غِمارُهْ
يَدُهُ، أوْ لِسَانُهُ شَغَلَ الحَا
دِثَ، وَالسّيفُ مَتنُه أوْ غِرَارُهْ
ألْمُرَجّى نَوَالُهُ، وَالمعَلّى
بَيتُهُ، وَالكَرِيمُ، عِتقاً، نِجَارُهْ
أنْجَبَتْهُ أحْرَارُ فَارِسَ حُرّ الـ
ـنفسِ، وَالبيْتُ خَيرُهُ أحْرَارُهْ
لَهُمُ رَغْبَةٌ تُساقُ إليْهِ،
وَرِضًى، حينَ تُبْتَلَى أخْبَارُهْ
وَمَدارٌ عَلَيْهِ وَالفَلَكُ الضّخْـ
ـمُ على كَوْكَبِ الشّماكِ مدارُهْ
أفْرَصَتْهُ العُلا، فأصْبَحَ يَخْتَا
رُ اصْطِفَاءً منها الذي يَخْتَارُهْ
لمْ يكنْ وَسْمُهُنّ قَرْضاً يُؤدّيـ
ـهِ، وَلا رِقُّهُنّ عِلْقاً يُعَارُهْ
غُرّ مِنْهُ الجُهّالُ، حتى تَرَدّوا،
وَقَديماً أرْدى الجَهولَ اغْتِرَارُهْ
بَدَأْوا غَفْلَةً، وَثَنّوا بحَينٍ،
وَانصِداعُ الزّجاجِ ثمّ انكِسارُهْ
يَتَقضَى ضَمَانُهُ دَرَكَ الخَطْـ
ـبِ وَبُعدِي على الزّمانِ جِوارُهْ
نِعْمَ بادي الفَعالِ، يُرْجى جَداهُ،
وَرِباطُ التّدبيرِ، يُخشَى انْتِشارُهْ
فَمتى فاضَ مِنْ أكُفّ بَني الفَيّا
ضِ نَيلٌ، فالنِّيلُ وَاستِبحارُهْ
يَحْتَوي نَشرَهمْ، وقدْ ملأوا الأرْ
ضَ نُجودُ العاقُولِ، أوْ أغوَارُهْ(31/430)
أنْزَلَتْهُمْ فيهِ دِيارَ إيَادٍ،
وَقعَاتُ الصّفيحِ تَدْمَى شِفَارُهْ
مَنْزِلٌ لا تَزَالُ تَسْري إلَيْهِ
طُرُقُ الرَّغْبِ، قائِماتٍ مَنارُهْ
كَمْ أضَافُوا خَليفَةً فيهِ فَخماً،
وَأميراً ضَخماً، يخابُ حِوَارُهْ
وَإذا النّهْرَوَانُ سَاحْ عَلَيْهِمْ،
وَتَقَرّتْ رِباعَهُمْ أنْهَارُهْ
رَاحَ عَنْهُ الزّيْتُونُ مُتّسِعَ الأفْـ
ـيَاءِ، وَالنّخْلُ بَاسِقاً جُمّارُهْ
أكْمَلَ الله في أبي الحَسَنِ الحُسْـ
ـنَى، التي أُغرِيَتْ بها أوْطَارُهْ
سَيّدٌ دَأبُهُ لَنَا الدْهْرَ وَفْزٌ،
مِنْهُ إنْفَاقُ مُجْتَدٍ وادّخَارُهْ
لا يَزَلْ رَائِدُ الحَوَادِثِ مُلْغًى
عَنكَ، يَعدُوكَ رَيْبُهُ وَعِثَارُهْ
كَمْ فَقيدٍ مِنَ التِّلادِ إذا نَقّـ
ـبَ عَنْ شَانِهِ، فَعِندكَ ثَارُهْ
أثَرٌ عَنْ مُحَمّدٍ يَأثَرُ المَجْـ
ـدَ عَلَيكَ، اقتِفاؤهُ وَاقتِفارُهْ
قَدْ تَطَوّلْتَ بالكَثيرِ، وَنَقْصٌ
بيَ إذْ كنتُ، فوْقَه، استكثارُهْ
فابقَ أُنْساً لَنا، فَما ضَحِكَ الدْهـ
ـرُ إلَيْنَا، إلاّ وَعَنكَ افتِرَارُهْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ألا يا صفيَّ الملكِ هلْ أنتَ سامعٌ
ألا يا صفيَّ الملكِ هلْ أنتَ سامعٌ
رقم القصيدة : 26210
-----------------------------------
ألا يا صفيَّ الملكِ هلْ أنتَ سامعٌ
نداءً عليهِ للحفيظة ِ ميسمُ
دَعاكَ غُلامٌ مِنْ أُمَيَّة َ يَرْتَدي
بِظِّلكَ فانْظُرْ مَنْ أتاك َومَنْ هُمُ
وقدْ لفَّتِ الشُّمُّ الغطاريفُ عرقهُ
بعرقكَ والأرحامُ ترعى وتُكرمُ
أينبذُ مثلي بالعراءِ ومارني
بِما أتَوَقّاهُ مِنَ الذُّلِّ يُخْطَمُ
وَمَن يَحْتَلَبُ دَرَّ الغِنَى بِضَراعة ٍ
فَلِلْمَجدِ أَسْعَى حِينَ يُحْتَلَبُ الدَّمُ
فهلْ لكَ في شكرٍ يُحدِّثُ معرقاً
بِما راقَ مِنْ أَلْفاِظهِ الغُرِّ مُشّئْمُ
ولولا ارتفاعُ الصِّيتِ لمْ يطلبِ الغنى
وأنتَ بما يُبقي لكَ الذَّكرُ أعلمُ(31/431)
العصر العباسي >> الأبيوردي >> عَذَرْتُ الذُّرا لَوْ خَاطَرَتْني قُرُومُها
عَذَرْتُ الذُّرا لَوْ خَاطَرَتْني قُرُومُها
رقم القصيدة : 26211
-----------------------------------
عَذَرْتُ الذُّرا لَوْ خَاطَرَتْني قُرُومُها
فما بالُ أكَّاريهِ فدعْ القوائمِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> مزجنا دماءً بالدُّموعِ السَّواجمِ
مزجنا دماءً بالدُّموعِ السَّواجمِ
رقم القصيدة : 26212
-----------------------------------
مزجنا دماءً بالدُّموعِ السَّواجمِ
فَلَمْ يَبْقَ مِنَّا عَرْصَة ٌ لِلَمراحِمِ
وَشَرُّ سِلاحِ المَرْءِ دَمْعٌ يُفيِضُهُ
إذَا الحَرْبُ شُبَّت نارُها بِالصَّوارِمِ
فَإِيهاً بَني الإسْلامِ إِنَّ وَراءَكُمْ
وَقائِعَ يُلْحِقْنَ الذُّرَا بِالمناسِمِ
أَتَهْويمَة ً في ظِلِّ أَمْنٍ وَغِبْطَة ٍ
وعيشٍ كنوَّارِ الخميلة ِ ناعمِ
وكيفَ تنامُ العينُ ملءَ جفونها
على هَفَواتٍ أَيْقَظَتْ كُلَّ نائِمِ
وإخوانكمْ بالشَّامِ يُضحي مقيلهمْ
ظهورَ المذاكي أوْ بطونَ القشاعمِ
تَسُومُهُمُ الرُّومُ الهَوانَ وَأَنْتُمُ
تجرُّونَ ذيلَ الخفضِ فعلَ المسالمِ
وكمْ منْ دماءٍ قدْ أُبيحتْ ومنْ دمى ً
تُوارِي حَياءً حُسْنَها بِالمَعاصِمِ
بحيثُ السُّيوفُ البيضُ محمرَّة ُ الظبا
وَسُمْرُ العوالِي دامياتُ اللَّهاذِمِ
وَبَيْنَ اخْتِلاسِ الطَّعْنِ وَالضَّرْبِ وَقْفَة ٌ
تظلُّ لها الولدانُ شيبَ القوادمِ
وتلكَ حروبٌ من يغبْ عن غمارها
لِيَسْلَمَ يَقْرَعْ بَعْدَها سِنَّ نادِمِ
سللنَ بأيدي المشركينَ قواضباً
ستغمدُ منهمْ في الطُّلى والجماجمِ
يَكادُ لَهُنَّ المُسْتَجِنُّ بِطَيْبَة ٍ
يُنادِي بِأَعْلَى الصَّوْتِ:يا آلَ هاشِمِ
أرى أمَّتي لا يُشرعونَ إلى العدا
رِماحَهُمُ، وَالدِّينَ واهِي الدَّعائِمِ
ويجتنبونَ النّارَ خوفاً منَ الرَّدى
ولا يحسبونَ العارَ ضربة َ لازمِ
أترضى صناديدُ الأعاريبِ بالأذى
ويُغضي على ذلٍّ كماة ُ الأعاجمِ(31/432)
فليتهمُ إذْ لمْ يذودوا حميَّة ً
عنِ الدِّينِ ضنُّوا غيرة ً بالمحارمِ
وإنْ زهدوا في الأجرِ إذْ حمسَ الوغى
فهلاَّ أتوهُ رغبة ً في الغنائمِ
لَئِنْ أَذْعَنَتْ تِلكَ الخَياشِيمُ لِلْبُرى
فلا عطسوا إلاَّ بأجدعَ راغمِ
دعوناكمُ والحربُ ترنو ملحَّة ً
إلينا بألحاظِ النُّسورِ القشاعمِ
تُراقِبُ فينا غَارَة ً عَرَبِيَّة ً
تُطيلُ عليها الرُّومُ عَضَّ الأَباهِمِفَإ
ِنْ أَنْتُمُ لَمْ تَغْضَبُوا بَعْدَ هذِهِ
رَمَيْنا إِلى أَعْدائِنا بِالَجرائِمِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وقدْ سئمتُ مقامي بينَ شرذمة ٍ
وقدْ سئمتُ مقامي بينَ شرذمة ٍ
رقم القصيدة : 26213
-----------------------------------
وقدْ سئمتُ مقامي بينَ شرذمة ٍ
إذا نظرتُ إليهمْ قطَّبتْ هممي
أراذلٌ ملكوا الدّنيا وأوجههمْ
لَمْ يَكْشِفِ الفَقْرَ عَنْها بَهْجَة ُ النِّعَمِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> شِعْرُ المَراغِيِّ، وَحُوشِيْتُمُ
شِعْرُ المَراغِيِّ، وَحُوشِيْتُمُ
رقم القصيدة : 26214
-----------------------------------
شِعْرُ المَراغِيِّ، وَحُوشِيْتُمُ
كَعَقْلِهِ، أَسْلَمُهُ أَسْقَمُهْ
يلزمُ ما ليسَ لهُ لازماً
لكِنَّهُ يَتْرُكُ ما يَلْزَمُهْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سقى همذانَ حيا مزنة ٍ
سقى همذانَ حيا مزنة ٍ
رقم القصيدة : 26215
-----------------------------------
سقى همذانَ حيا مزنة ٍ
يفيدُ الطَّلاقة َ منها الزَّمانْ
برعدٍ كما جرجرَ الأرحبيُّ
وبرقٍ كما بصبصَ الأفعوانْ
فَسَفْحُ المُقَطَّمِ ِبئْسَ البَديلُ
نبيهاً وأروندُ نعمَ المكانْ
هِيَ الجَنَّة ُ المُشْتَهى طِيبُها
وَلَكِنَّ فِرْدَوْسَها مَاوَشان
فألواحُ أمواهها كالعبيرِ
ترى أرضها وحصاها الجمانْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خليليَّ إنَّ الحبَّ ما تعرفانهِ
خليليَّ إنَّ الحبَّ ما تعرفانهِ
رقم القصيدة : 26216
-----------------------------------
خليليَّ إنَّ الحبَّ ما تعرفانهِ(31/433)
فلا تنكرا أنَّ الحنينَ منَ الوجدِ
أَحِنُّ وَلِلأَنْضاءِ بِالْغَوْرِ حَنَّة ٌ
إِذَا ذَكَرَتْ أَوْطانَها بِرُبا نَجِدِ
وَتَصْبُو إلى رَنْدِ الحِمَى وَعَرارِهِ
وَمِنْ أَيْنَ تَدْري ما العَرارُ مِنَ الرَّنْدِ
وممَّا شجاني أنَّ ليلى تغيَّظتْ
فَقالَتْ سِراراً وَالْمَطِيُّ بِنا تَخْدِي:
هُذَيْمٌ وَسَعْدٌ يَعْذِلانِ عَلى الهَوى
فماذا لقينا منْ هذيمٍ ومنْ سعدِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> لَحاني هُذَيْمٌ صاحِبي لَيْلَة َ النَّقَا
لَحاني هُذَيْمٌ صاحِبي لَيْلَة َ النَّقَا
رقم القصيدة : 26217
-----------------------------------
لَحاني هُذَيْمٌ صاحِبي لَيْلَة َ النَّقَا
عَلى شَيْمِ بَرْقٍ شَاقَنِي وَشَجاني
وَما ضَرَّهُ أَنَّي تَبَصَّرْتُ هَلْ أَرى
وَمِيضاً يُريني وَجْهَ أُمِّ أَبانِ
ويشفي نجيَّ الهمِّ عينانِ منهما
نِجادِي وَرُدْنِي في دَمٍ خَضِلانِ
يَمانِيَة ٌ مِنْ أَجْلِها لا يُغِبُّنِي
تَذَكُّرُّ حَيٍّ بِالعُذَيْبِ هِجانِ
وأهوى لسيفي أنْ يكونَ يمانيا
وَأَصْبُو إلَى بَرْقٍ يَلُوحُ يَمانِ
أَأُمَّ أبانٍ إِنَّ حُبَّكِ تارِكِي
وَحِيداً فَمَا لِي بِالمَلاَمِ يَدانِ
وَقَدْ غَرِضَ الخُلاّنُ مِنِّي فَلامَني
صِحابِيَ حَتَّى الحِمْيَريّ لحَانِي
أما علموا أنَّ الهوى يجلبُ الأسى
فَيَمْرَح دَمْعُ العَيْنِ لِلْهَمَلانِ
سقى الأوطفُ الهطَّالُ داركِ باللّوى
ورَوّاكما يا أَيُّها العَلمانِ
فعندكما مغنى ً وإنْ كانَ نائياً
أَراهُ بِقَلْبِي فَهْوَ مِنِّيَ دانِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَقَى اللهُ لَيْلَ الخَيْفِ دَمْعِي أَوِ الحَيا
سَقَى اللهُ لَيْلَ الخَيْفِ دَمْعِي أَوِ الحَيا
رقم القصيدة : 26218
-----------------------------------
سَقَى اللهُ لَيْلَ الخَيْفِ دَمْعِي أَوِ الحَيا
أُرِيدُ الحَيا فَالدَّمْعُ أَكْثَرُهُ دَمُ
بهِ طرقتْ صحبي أميمة ُ موهناً
ونحنُ بأذيالِ الدُّجى نتلثَّمُ(31/434)
مُهَفْهَفَة ٌ يَشْكُو الوِشاحُ إِزَارَها
فَقَدْ سِيمَ ظُلْماً وَهْيَ لِي مِنْهُ أَظْلَمُ
ويشكرُ حجليها السِّوارانِ إذْ حكى
مُسَوَّرَها في الرِّيِّ مِنْهَا المُخَدَّمُ
فأشرقَ خدٌّ لاحَ موقعُ لثمهِ
وقدْ كدتُ لولا خشية ُ اللهِ ألثمُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خطرتْ لذكركِ يا أميمة ُ خطرة ٌ
خطرتْ لذكركِ يا أميمة ُ خطرة ٌ
رقم القصيدة : 26219
-----------------------------------
خطرتْ لذكركِ يا أميمة ُ خطرة ٌ
بِالقَلْبِ تَجْلِبُ عَبْرَة َ المُشْتَاقِ
وَتَذُودُ عَنْ قَلْبِيِ سِواكِ كَما أَبَى
دمعي جوازَ النَّومِ بالآماقِ
لم يُبقِ منّي الحبُّ غيرَ حشاشة ٍ
تشكو الصَّبابة َ فاذهبي بالباقي
أَيُبِلُّ مَنْ جَلَبَ السَّقامَ طَبِيبهُ
ويُفيقُ من سحرتهُ عيّنُ الرّاقي؟
إنْ كانَ طَرْفُكِ ذَاقَ رِيقَكِ فالّذي
أَلْقَى مِنَ المَسْقِيِّ فِعْلُ السّاقي
نفسي فداؤكِ منْ ظلومٍ أعطيتْ
رقَّ القلوبِ وطاعة َ الأحداقِ
فلقلَّة الأشباه فيما أوتيتَ
أضحت تُدلّ بكثرة ِ العشّاقِ
العصر العباسي >> البحتري >> يا موعدا منها ترقبته
يا موعدا منها ترقبته
رقم القصيدة : 2622
-----------------------------------
يا مَوْعِداً مِنْها تَرَقّبْتُهُ،
وَالصّبْحُ فيمَا بَيْنَنَا يُسْفِرُ
همْتْ بنا، حتّى إذا أقبَلَتْ
نَمّ عَلَيها المِسْكُ وَالعَنْبَرُ
يا مُزْنَةً يَحْتَثُها بَارِقٌ،
وَرَوْضَةٌ أنْوَارُها تُزْهِرُ
ما أنصَفَ العاذِلُ في حُبّكم،
بمِثْلِكُمْ مَنْ يُبتلَى يَعذِرُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> نَأَتْ أُمُّ عَمْرٍو، قَرَّبَ الّلهُ دارَها
نَأَتْ أُمُّ عَمْرٍو، قَرَّبَ الّلهُ دارَها
رقم القصيدة : 26220
-----------------------------------
نَأَتْ أُمُّ عَمْرٍو، قَرَّبَ الّلهُ دارَها
وَأَظْهَرَ دَمْعِي ما تُجِنُّ الأَضالِعُ
فواللهِ لا أكرهتُ جنبي بعدها
على السِّرِّ حتّى تستشارَ المدامعُ(31/435)
العصر العباسي >> الأبيوردي >> عرضتْ والنَّجمُ واهٍ عقدهُ
عرضتْ والنَّجمُ واهٍ عقدهُ
رقم القصيدة : 26221
-----------------------------------
عرضتْ والنَّجمُ واهٍ عقدهُ
حرَّدٌ معتجراتٌ بمنى
في مُرُوطٍ وَلَّعَتْها عَبْرَتِي
لا سقيطُ الطَّلِّ عندَ المنحنى
فَرَأَتْ آثارَها دامِيَة ً
ذَاتُ خَصْرٍ كادَ يُخْفِيهِ الضَّنى
ثمَّ قالتْ منْ بكى منّا دماً
وَهْوَ لا يَخْشى عَلَيْنا الأَعْيُنا
عبرة ٌ لمْ يرَ منْ أسبلها
أحدٌ إلاّ رفيقي وأنا
إنَّ لِلْعاشِقِ جَفْناً خَضِلاً
يُودعُ الأحزانَ قلباً ضمنا
وَلَهُ دَمْعُ إذَا وَقَّرَهُ
طاشَ مِنْ شَوقٍ يَهيجُ الحَزَنا
وبنفسي هي والسَّربُ التي
توقظُ الرَّكبُ إذا الصُّبحُ دنا
بعيونٍ سحرتْ وهيَ ظباً
وقدودٍ خطرتْ وهي قنا
فَتَنَتْنِي، وَالّذِي يُبْصِرُها
فِي لَيالِي الحَجِّ يَلْقَى الفِتَنا
ثُمَّ لاَحَ البَرْقُ يَفْرِي ظُلَماً
حينَ يسري وهوَ علويُّ السَّنا
فَشَجانِي ذَا وَهاتِيكَ مَعاً
أيُّ خطبٍ طرقَ الصَّبَّ هنا
وَأَرانِي البَرْقُ إِذْ أَرَّقَنِي
بِمِنًى مِنْ أَرْضِ نَجْدٍ حَضَنا
مَنْزِلٌ حَلَّ بِهِ لِي سَكَنٌ
بعدما اختارَ فؤادي وطنا
كُلّما شِئْتُ تَأَمَّلْتُ لَهُ
مَنْظَراً أَصْبو إِلَيْهِ حَسَنا
وَمَلأْتُ السَّمْعَ مِنّي كَلِماً
يَحْسُدُ القَلبُ عَلَيْها الأُذُنا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ألا ليتَ شعري هلْ أرى الدُّورَ بالحمى
ألا ليتَ شعري هلْ أرى الدُّورَ بالحمى
رقم القصيدة : 26222
-----------------------------------
ألا ليتَ شعري هلْ أرى الدُّورَ بالحمى
وَإِنْ عُطِّلَتْ بِالغَانِياتِ حَوالِيا
أمِ الوُدُّ بعدَ النَّأيِ ينسى فينقضي
وَهَلْ يُعْقِبُ الهِجْرانُ إلاَّ التَّناسِيا
أَلا لا أَرَى عَهْدِي، دَنا الدَّارُ أَوْ نَأَتْ
بِعَلْوَة َ، مَا كَرَّ الجَدِيدانِ، بالِيا
وَجَدْتُ لَهَا، وَالْمُسْتَجِنِّ بِطَيْبَهٍ
رقيبينِ عندي مستسرّاً وباديا(31/436)
فأمّا الَّذي يخفى فشوقٌ أُجنُّهُ
وَأَمّا الّذِي يَبْدو فَدَمْعِيَ جارِيا
لها بينَ أحناءِ الضُّلوعِ مودَّة ٌ
ستبقى لها ما ألفي الدَّهرُ باقيا
وَمِنْ أَجْلِها أُبْدِي خُضوعاً، وَأَمْتَرِي
دُموعاً، وَأَطْوِي رَيِّق العُمْرِ باكِيا
وَأُكْرِمُ مَنْ يَأْبَى العُلا أَنْ أُجِلَّهُ
وَأَهْجُرُ مَنْ كانَ الخَليلَ المُصافِيا
ولي شجنٌ أخشى إذا ما ذكرتهُ
عدوَّاً مبيناً أوْ صديقاً مداجيا
وَأُفْنِي بِهِ الأَيَّامَ فِيما يَسُوءُنِي
على كمدٍ برحٍ وأُحيي اللَّياليا
فلا تقبلي يا عذبة َ الرِّيقِ ما حكى
عذولٌ ولا تُرعي المسامعَ واشيا
وَلا تُطْعِمِي فِيَّ الأَعادِيَ وَاسْأَلِي
بيَ ابنيْ نزارٍ أوْ بعمِّي وخاليا
فَإِنَّ قَناتِي يَتَّقِي دَرْءَها العِدَا
وَماكانَ قَوْمِي يَتَّقُونَ الأَعادِيا
وَنَحْنُ أُناسٌ نَرْتَدِي الحِلْمَ شِيمَة ً
وَنَغْضَبُ أَحْيانَاً فَنُرْوي العَوالِيا
وَلَوْلا الهَوَى لَمْ يُغْضِ عَيْناً على قَذى ً
فَتًى كانَ مَجْنِيًّا عَلَيْهِ وَجانِيا
أَرى كُلَّ حُبٍّ غَيْرَ حُبِّكِ زائِلاً
وَكُلَّ فُؤادٍ غَيْرَ قَلْبِيَ سالِيا
وَيْحَذَرُ سُخْطي مَنْ أَرابَكِ فِعْلُهُ
وإنْ نالهُ منكِ الرِّضى صرتُ راضيا
إذا استخبرَ الواشونَ عمّا أسرُّهُ
حَمَدْتُ سُلُوِّي أَو ذَمَمْتُ التَّصابِيَا
وحبُّكِ لا يبلى ويزدادُ جدَّة ً
لديَّ وأشواقي إليكِ كما هيا
أَيْذهلُ قَلْبٌ أنتِ سرُّ ضميرِه
فلا كانَ يوماً منكِ يا علوَ خاليا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ومالئة ِ الحجلينِ تملأُ مسمعي
ومالئة ِ الحجلينِ تملأُ مسمعي
رقم القصيدة : 26223
-----------------------------------
ومالئة ِ الحجلينِ تملأُ مسمعي
حديثاً مريباً وهيَ عفٌّ ضميرُها
لها نظرة ٌ تهدي إلى الصَّبِّ سكرة ً
كأنَّ بعينيها كؤوساً تديرُها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> عَلاَقة ٌ بِفُؤادِي أَعْقَبَتْ كَمدا
عَلاَقة ٌ بِفُؤادِي أَعْقَبَتْ كَمدا(31/437)
رقم القصيدة : 26224
-----------------------------------
عَلاَقة ٌ بِفُؤادِي أَعْقَبَتْ كَمدا
لِنَظرة ٍ بَمِنًى أَرْسَلْتُها عَرَضا
وللحجيجِ ضجيجٌ في جوانبهِ
يقضونَ ما أوجبَ الرَّحمنُ وافترضا
فَاسْتَنْفَضَ القلبُ رُعْباً ما جَنَى نَظَري
كالصَّقرِ ندَّاهُ طلُّ اللَّيلِ فانتفضا
وَقَدْ رَمَتْنِي غَداة َ الخَيْفِ غانِيَة ٌ
بِناظِرٍ إنْ رَمَى لَمْ تُخْطِىء ِ الغَرَضا
لمَّا رأى صاحبي ما بي بكى جزعاً
وَلَمْ يَجِدْ بِمِنًى عَنْ خُلَّتِي عِوَضا
وَقَالَ رُحْ يا أَخَا فِهْرٍ فَقُلْتُ لَهُ
يا سَعْدُ أَوْدَعَ جِسْمِي طَرْفُها مَرَضا
فبتُّ أشكو هواها وهوَ مرتفقٌ
يشوقهُ البرقُ نجديّاً إذا ومضا
تَبْدُو لَوامِعُهُ كَالسَّيفِ مُخْتَضِباً
شباهُ بالدَّمِ أوْ كالعرقِ إذْ نبضا
ويمتري دمعهُ ذكرى أصيبية ٍ
إذا اسْتَمَرَّتْ بِهِ ذِكْراهُمُ نَهَضا
وَلَمْ يُطِقْ مَا يُعانِيِه فَغَاَدَرَنِي
بينَ النَّقا والمصلَّى عندها ومضى
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وظباءٍ منْ بني أسدٍ
وظباءٍ منْ بني أسدٍ
رقم القصيدة : 26225
-----------------------------------
وظباءٍ منْ بني أسدٍ
بِهَواها القَلْبُ مَأْهولُ
زُرْنَ وَالظَّلْماءُ عاكِفَة ٌ
وقناعُ اللَّيلِ مسدولُ
وَبدَتْ سَلْمَى تُخاصِرُها
غادة ٌ منهنَّ عطبولُ
كَاهْتِزازِ الغُصْنِ مَشْيَتُها
وهوَ مجنوبٌ ومشمولُ
وَكَرَيَّاها، فَلا تَفِلَتْ
زَهَرٌ رَيَّانُ مَطْلُولُ
وأديمُ الخدِّ منْ ترفٍ
بالشَّبابِ الغضِّ مصقولُ
ولها جدٌّ إذا انتسبتْ
بِلِبانِ العِزِّ مَعْلولِ
فتعانقنا ومعجرها
بِسَقِيطِ الطَّلِّ مَبْلُولُ
ثمَّ قالتْ وهيَ باكية ٌ
قمْ فسيفُ الصُّبحِ مسلولُ
إنَّ زِرَّ اللَّيل مِنْ قِصَرٍ
بِبَنانِ الفَجْرِ مَحْلُولُ
وأرابَ الرَّكبُ مضطجعي
سحراً والقلبُ متبولُ
فَامتَطَى العيسَ على عَجَلٍ
عاذلٌ منَّا ومعذولُ
وبدا برقٌ يدبُّ كما
دَبَّ في قَيْدَيْهِ مَكْبولُ(31/438)
فَرأَى شَجْوي أَبُو حَنَشٍ
ماجدٌ في باعهِ طولُ
وَدَنا مِنّي فَقُلْت لَهُ
أَنْتَ وارِي الزِّنْدِ مَأْمُولُ
شمهُ عنِّي ما استطعتَ فلي
ناظِرٌ بالدَّمعِ مَشْغُولٌ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أكوكبٌ ما أرى يا سعدُ أمْ نارُ
أكوكبٌ ما أرى يا سعدُ أمْ نارُ
رقم القصيدة : 26226
-----------------------------------
أكوكبٌ ما أرى يا سعدُ أمْ نارُ
تَشُبُّها سَهْلَة ُ الخَدَّيْنِ مِعْطارُ
بَيْضاءُ إِنْ نَطَقَتْ في الحَيِّ أَو نَظَرَتْ
تقاسمَ السِّحرَ أسماعٌ وأبصارُ
وَالَّركْبُ يَسْرُونَ وَالظَّلْماءُ عاكِفَة ٌ
كأنَّهمْ في ضميرِ اللَّيلِ أسرارُ
فَأَسرَعُوا وَطُلَى الأعناقِ ماثِلَة ٌ
حيثُ الوَسائِدُ للنُّوّامِ أَكْوارُ
لَمَّا أَتَوْها وَحَيَّوْا مَنْ يُؤَرِّثُها
ردَّ التَّحيَّة َ منْ يشقى بهِ الجارُ
غيرانُ تكنفهُ جردٌ مطهَّمة ٌ
وغلمة ٌ منْ شبابِ الحيِّ أغمارُ
وقالَ منْ هوُّليَّاءِ الرُّكيبُ وما
يبغونَ عنديَ ؟ لا آوتهمُ دارُ
وَراعَهُمْ مارَأوْا مِنْهُ وَليسَ لَهُ
دمٌ عليهمْ ولا في قومهمْ ثارُ
فَقُلتُ أَنضاءَ أَسفارٍ عَلى إبلٍ
ميلِ الغواربِ أنضتهنَّ أسفارُ
تمجُّ أخفافها والأينُ يثقلها
دماً لهُ في أديمِ الأرضِ آثارُ
وَفَوْقَها مِن قُرَيْشٍ مَعْشَرٌ نُجُبٌ
بِيضٌ شِدادُ حُبا الأَحلامِ أَخيارُ
فَقالَ لَسْتُ أُبالي يا أَخا مُضَرٍ
أأنجدوا في بلادِ اللهِ أمْ غاروا
سيروا فسرنا ولي دمعٌ أكفكفه
خَوفَ العِدَا، وَهوَ في رُدْنَيَّ مِدْرارُ
وَحَلَّقَتْ بفؤادِي عندَ كاظِمة ٍ
ليلَ النَّقا من عتاقِ الطَّيرِ أظفارُ
بِهِ عَذارَى تَبُزُّ اللَّيلَ ظُلمتهُ
بأوجهٍ هيَ في الظَّلماءِ أقمارُ
غيدٌ قصارُ الخطا إنْ واصلتْ قصرتْ
فلمْ تطلْ لليالي الصَّبِّ أعمارُ
أصبو إليهِ كما أصبو إلى وطني
فلي لديهِ لباناتٌ وأوطارُ
زرَّ الرَّبيعُ عليهِ جيبهُ وسرى
إليهِ مُزْنٌ لِذَيْلِ الخِصْبِ جَرّارُ
وظلَّ يكسوهُ منْ نوّارهِ حللاً(31/439)
تنيرهنَّ وتسديهنَّ أمطارُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> يا خليليَّ قِفَا تَحْـ
يا خليليَّ قِفَا تَحْـ
رقم القصيدة : 26227
-----------------------------------
يا خليليَّ قِفَا تَحْـ
تَ ظلالِ السَّمراتِ
وَأَعِيرانِيَ طَرْفاً
شرقاً بالعبراتِ
فَمِنَ الخَيْفِ بَدَتْ ظَمْـ
ياءُ ترمي الجمراتِ
في عَذارَى بِجَلابِيـ
ـبِ الدُّجَى مُعْتَجِراتِ
ثَمِلاتِ الخَطْوِ يَسْحَبْـ
نَ ذيولَ الحبراتِ
فتركنَ القلبَ يشكو
ما جَنتهُ نَظَراتِي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> زارَتْ سُلَيْمى وَالخُطا يَقْتَفي
زارَتْ سُلَيْمى وَالخُطا يَقْتَفي
رقم القصيدة : 26228
-----------------------------------
زارَتْ سُلَيْمى وَالخُطا يَقْتَفي
آثارَها مِنْ ذَيْلِها ماحِ
تُخْفِي مُحَيّاها ليَخْفَى السُّرى
حِذارَ أنْ يَنْتَبِهَ اللاَّحي
وهلْ يواري اللَّيلَ منْ لمْ يزلْ
مِنْ نُورِها بِالمَنْظَرِ الضّاحِي
لوْ لمْ يجرها إذْ سرتْ فرعها
على الدُّجَى هَمَّ بإِصْباحِ
فبتُّ وَالحيُّ على رقبة ٍ
أكرعُ حتّى الفجرِ في راحِ
فَأَيُّنا أَظْهَرُ سُكْراً، وَما
عاثَتْ يَدٌ فينا بِأَقْداحِ
أَقَدُّها أَمْ طَرْفُها أَمْ أَنَا
ثَلاثَة ٌ ما فِيهِمُ صاحِ
ثمَّ انثنتْ تمشي على خيفة ٍ
خلالَ أسيافٍ وأرماحِ
بمنزلٍ تشرقُ أرجاؤهُ
بكلِّ وافي اللُّبِّ جحجاحِ
معتقلٍ خطِّيَّة ً لدنة ً
تفجعُ أبداناً بأرواحِ
وَبالحِمَى مستعطراً مِن ثَرًى
كالمندليِّ الرَّطبِ نفَّاحِ
أَرْوَعُ لَمْ يَشْرَعْ صَرَى مَنْهَلٍ
تَغَمُّرَ العَيْرِ بِضَحْضاحِ
جفانهُ تلمعُ للمعتري
في العسرِ واليسرِ كأنضاحِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> يا زورة ً بمصابِ المزنِ منْ إضمٍ
يا زورة ً بمصابِ المزنِ منْ إضمٍ
رقم القصيدة : 26229
-----------------------------------
يا زورة ً بمصابِ المزنِ منْ إضمٍ
مَحْفُوفَة ً مِنْ عَذارَى الحَيِّ بِالمُقلِ
هلْ أنتِ عائدة ٌ ليلاً أبيتُ بهِ(31/440)
فِي ذِمَّة ِ النَّجْمِ بَيْنَ الحَلْيِ وَالْحُلَلِ
يَهْمِي على وَجَناتٍ غَيرِ شَاحِبَة ٍ
مَالا يُفَارِقُهُ التَّقْوى مِنَ القُبَلِ
ويكشفُ الرَّوعَ عنِّي صارمٌ خذمُ
وَالسَّيْفُ نِعْمَ مُجِيرُ الخَائِفِ الوَجلِ
بمنزلٍ خالطَ المسكُ البليلُ بهِ
ترى ينمُّ بريّا روضهِ الخضلِ
وَالصُّبْحُ نَفَّرَ سِرْبَ اللَّيلِ حِينَ لَوى
تليلهُ منْ دياجيهِ على الكفلِ
لَمّا تَبَلَّجَ مُفْتَرًّا مَباسمهُ
نَضَحْتُ غُرَّتَهُ بِالمَدْمَعِ الهَطِل
وودَّعتني سليمى والرَّقيبُ يرى
بقدها ما بعينيها من الثَّملِ
ثمّ انصرفتُ على ذي ميعة ٍ فمشى
طوراً رويداً وأحياناً على عجلِ
العصر العباسي >> البحتري >> أبا قاسم حان الرحيل وما أرى
أبا قاسم حان الرحيل وما أرى
رقم القصيدة : 2623
-----------------------------------
أبَا قَاسِمٍ حَانَ الرّحيلُ، ومَا أرَى
لبائيتي فيكُمْ نَوَالاً وَلا أجْرَا
وَنحنُ جُلُوسٌ حولَ وَرْدٍ مُضَاعَفٍ،
وَلَيسَ لنَا خَمرٌ، فبِعنا بها خَمرَا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَدارٌ بِأَكْنافِ الحِمى جادَها الحَيا
أَدارٌ بِأَكْنافِ الحِمى جادَها الحَيا
رقم القصيدة : 26230
-----------------------------------
أَدارٌ بِأَكْنافِ الحِمى جادَها الحَيا
وَأَلْقَتْ بِها أَرْواقَهُنَّ سَحائِبُهْ
أجيبي محبّاً إنْ توهَّمَ منزلاً
عَفَا، بَلَّ رُدْنَيْهِ مِنْ الدَمْعِ ساكِبُهْ
فَأَيْنَ الظِّباءُ العِينُ وَالرَّشَأُ الذّي
يلاعبها طوراً وطوراً تلاعبهْ
وَمَا أُمُّ ذيّالِ السَّرابِيلِ باسلٍ
طَويلِ نِجادِ السَّيْفِ عَبْلٍ مَناكِبُهْ
غدا يبتغي نهباً يشفُّ وراءهُ
ثَراءٌ لَعَلَّ العَيْشَ تَصْفُو مَشارِبُهْ
فَلاقاهُ فُرْسَانٌ تَلوحُ سُيوفُهُمْ
صَباحاً، وَليلُ النَّقْعِ تَجْثُو غَياهِبُهْ
وَماصَعَهُمْ حتّى تَحَطَّمَ سَيْفُهُ
ومجّتْ نجيعاً في المكَّرِ ذوائبهْ
وَغُودِرَ أَكْلاً لِلضِّباعِ وَطُعمَة ً(31/441)
لأَفْتَخَ مِنْ لَحْمِ القَتِيلِ مَكاسِبُهْ
فعادَ إليها بالنَّعيِّ رفيقهُ
يشقُّ دريسيهِ أسى ً وهوَ نادبهْ
فظلَّتْ بيومٍ دعْ عدوِّي بمثلهِ
طَويلٍ على مَنْ ضُمِّنَ اللَّحْدَ غائِبُهْ
وباتتْ بليلٍ وهوَ أخفى لويلها
سَريعاً تَبَكِّيها،بَطيءٍ كَواكِبُهْ
بأوجدَ منّي يومَ ودَّعتُ غادة ً
هِلاليَّة ً وَالصُّبْحُ يَلْمَعُ حاجِبُهْ
وَوَاشٍ يُسِرُّ الحِقْدَ،واللَّحْظُ ناطِقٌ
بهِ َو على الشَّحناءِ تُطْوَى تَرائِبُهْ
وَشَى بِسُلَيْمى مُظْهِراً لِي نَصِيحَة ً
وَمِنْ نُصَحاءِ المَرْءِ مَنْ هُوَ كاذِبُهْ
وَرَشَّحَ مِنْ هَنّا وَ هَنّا حَدِيثَهُ
ليخدعني واللَّيلُ يغتالُ حاطبهْ
فقرَّبتهُ منّي ولمْ يدرِ أنَّهُ
إذا عدَّ مجدٌ ليسَ ممَّنْ أقاربهْ
وَأَرْعَيتُهُ سَمْعِي لِيَحْسَبَ أَنَّني
سَريعٌ إلى الأمرِ الّذي هُوَ طالِبُهْ
وَلو رَامَ عَمْروٌ وَالمُغِيَرة ُ غِرَّتِى
لأعيتهما فليحذرَ الشَّرَّ جالبهْ
وَما الصَّقرُ مِثْلِي حينَ يُرْسِلُ نَظْرَة ً
وتصدقهُ عيناهُ فيما يراقبهْ
ولا الأسدُ الضّاري يردُّ شكيمتي
وإنْ دميتْ عندَ الوقاعِ مخالبهْ
فَقُلتُ له لمّا تبيَّن أنَّنِي
فَتى الحَيِّ لا يَشْقى بِهِ مَنْ يُصاحِبُهْ
أَتَعذِلُني فاها لِفيكَ على الهَوى
لأَرْمِيَ بِالحبْلِ الّذي أنتَ قاضِبُهْ
وَأَهجُرَ مَنْ أُغْرَى إذا عِبْتَهُ بِهِ
جُعِلتُ فِداءً للَّذي أنتَ عائِبُهْ
يَهيمُ بِهِ، وَالرَّاقصاتِ إلى مِنى ً
فؤادٌ يُجنُّ الحبَّ والوجدُ غالبهْ
كأنّي نزيفٌ خامرَ السُّكرُ لبَّهُ
عشيَّة َ شطّتْ بالحبيبِ ركائبهْ
تمثِّلهُ الذِّكرى وهيهاتَ نازحٌ
نأت داره حتّى كأنِّي أخاطبه
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وهيفاءَ لا أصغي إلى مَنْ يلومني
وهيفاءَ لا أصغي إلى مَنْ يلومني
رقم القصيدة : 26231
-----------------------------------
وهيفاءَ لا أصغي إلى مَنْ يلومني
عليها ويُغريني بها أنْ يعيبَها
أَميلُ بِإحْدى مُقْلَتَيَّ إذا بَدَتْ(31/442)
إِلَيْها، وَبِالأُخرى أُراعِي رَقيبَها
وَقَدْ غَفَلَ الواشِي وَلَمْ يَدْرِ أَنَّنِي
أخذتُ لعيني منْ سليمى نصيبَها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> هَل الوَجْدُ إلاَّ لَوعَة ٌ أَعْقبَتْ أَسًى
هَل الوَجْدُ إلاَّ لَوعَة ٌ أَعْقبَتْ أَسًى
رقم القصيدة : 26232
-----------------------------------
هَل الوَجْدُ إلاَّ لَوعَة ٌ أَعْقبَتْ أَسًى
فَبالجِسْمِ مِنْها نَهْكَة ٌ ونُحولُ
أَوِ الشَّوْقُ إلاَّ أَنْ تَرَى مَنْ تَحِبُّهُ
قريباً وَلا يُرْجَى إليهِ وُصولُ
فَما لَكَ إِنْ أَهْدَيتَ يَوْماً تَحِيَّة ً
إليهِ سوى البرقِ اللَّموعِ رسولُ
هوى ً دونهُ منْ عامرٍ ذو حفيظة ٍ
يَصولُ فَتُروى بِالنَّجيعِ نُصولُ
ذكرتكَ يا ظبيَ الصَّريمِ وللدُّجى
عليَّ سدولٌ والدُّموعُ همولُ
أَراكَ بِقَلْبِي وَالمَهامِهُ بَيْنَنا
وفي اللَّيلِ مذْ شطَّ النَّوى بكَ طولُ
كأنَّكَ والحيَّ الّذينَ تديَّروا
ضريَّة َ عندي في الفؤادِ نزولُ
أراعي نجومَ اللَّيلِ وهيَ طوالعٌ
إلى أنْ يُضيءَ الفجرُ وهيَ أفولُ
جَنَحْنَ حَيارَى لِلْمَغِيبِ كأنَّها
نَواظِرُ مَسَّتْهاالكَلالَة ُ حُولُ
وَلولاكَ لَمْ يَعْبَثْ بِطَرْفي سُهادُهُ
وَلاخَاضَ سَمعِي بِالْمَلامِ عَذولُ
أَتَذْكُرُ أيَّاماً مَضينَ بِذِي الغَضَى
سَقاهُنَّ رَجّافُ العَشيِّ هَطولُ
إذا العَيشُ غَضٌّ وَالشبابُ بِمَائِهِ
وَفي حَدَثانِ الدَّهرِعَنكَ غُفولُ
ونحنُ بربعٍ لمْ تطأهُ نوائبٌ
ولا انسحبتْ للرِّيحِ فيهِ ذيولُ
تُباكِرُ عُوداً مِنْ بَشامٍ تَعُلُّه
بفيكَ -وما لاحَ الصَّباحُ- شمولُ
إِذَا هو لم يُورِقْ وَقَدْ ذاقَ طَعْمَهُ
فَمنْ عَجَبٍ أَنْ يَعْتَريِه ذُبولُ
شغلتُ قريضي بالنَّسيبِ فأصبحتْ
شَوارِدُهُ في الخَافقَينِ تَجُولُ
تُغَنّى بِهِ سَفْرٌ وَتُطْرَى كَواعِبٌ
وَتبكَى رُسومٌ رَثَّة ٌ وَطُلولُ
وَكنتُ أقولُ الشِّعرَ فيهِ تَكَلفّاً
فعلَّمني حُبِّيكَ كيفَ أَقولُ(31/443)
العصر العباسي >> الأبيوردي >> عذلتُ هذيماً حينَ صدَّ عنِ الحمى
عذلتُ هذيماً حينَ صدَّ عنِ الحمى
رقم القصيدة : 26233
-----------------------------------
عذلتُ هذيماً حينَ صدَّ عنِ الحمى
بِأَيْدِي المَطايا مُسْرِعاً غَيْرَ لابِثِ
يَميناً رَبُّهُ عالِمٌ بِها
وقدْ خابَ إنْ كانتْ أليَّة َ حانثِ
لَما سَاقَها عَمْداً وَلا عَرَفَ الحِمَى
فَقُلْتُ وُقِيتَ الشَّرَّ سِرْ غَيْرَ ماكِثِ
وَقَدْ رَمَتِ الذِّكرى جُفونِي، وَالحَشا
بمجتلبيْ شوقٍ قديمٍ وحادثِ
بِدَمْعٍ طَريفٍ جَدَّ في هَمَلانِهِ
وَوَجْدٍ تَليدٍ بِالجَوانحِ عابِثِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ولوعة ٍ بتُّ أخفيها وأُظهرها
ولوعة ٍ بتُّ أخفيها وأُظهرها
رقم القصيدة : 26234
-----------------------------------
ولوعة ٍ بتُّ أخفيها وأُظهرها
بمنزلِ الحيِّ بينَ الضّالِ والسَّلمِ
وَالدَّمعُ يَغْلِبُني طَوْراً وَأَغلِبُهُ
وَمَنْ يُطيقُ غِلابَ المَدامعِ السَّجمِ
حتّى تبيَّنَ صحبي ما اتُّهمتُ بهِ
فقلتُ للطَّرفِ هذا موضعُ التُّهمِ
ظَلَلْتَ تُذْري دُموعاً ما يُنَهْنِهُها
عذلُ الصَّديقِ فسرّي غيرُ مكتتمِ
هَبْني أُغَيِّظُها مَالَمْ تُشَبْ بِدَمٍ
فكيفَ أسترها ممزوجة ً بدمِ
وهكذا كنتَ تبكي يومَ ذي بقرٍ
وليلة َ الجزعِ والمثوى على إضمِ
فأنتَ أمنعُ لي ممّا أحاولهُ
مِنَ الوُشاة ِ فَدَعْني وَالهَوى وَنَمِ
ويحَ العذولِ أما يُبقي على دنفٍ
طَوى الحَيازيمَ مِنْ وَجْدٍ على أَلمِ
يمشي بعرضي إلى ظمياءَ يثلمهُ
وَقدْ دَرَى أنَّ مِنْ ألحاظِها سَقَمي
إنْ أعرضتْ ونأتْ أوْ أقبلتْ ودنتْ
فَهْيَ المُنَى ، وَالهَوى النَّجدِيُّ مِن
ْ وَرُبَّ لَيلٍ طَليحِ النَّجمِ قَصَّرَهُ
بها الشِّفاءانِ منْ لثمٍ وملتزمِ
تَقَبِيلَة ٌ كَانتِهاز الصَّقْرِ فُرْصَتهُ
بها التقى في عناقٍ خدُّها وفمي
وَلم يكنْ بَعْدَها إلا التُّقى وَطَرٌ
وَهَلْ خَطَتْ بِي إلى ما شَانَنِي قَدَمي؟(31/444)
ثمَّ افْتَرَقْنا فَأَغْنَتْنا مَباسِمُها
عن البُرُوقِ، وَأَجْفاني عَنِ الدِّيَمِ
والثَّغرُ منها كعقدٍ وهوَ منتظمٌ
وَالدَّمْعُ مِنّي كَعِقْدٍ غَيْرِ مُنْتَظِمِ
وَاللَّيلُ يَنْفِي ضِياءَ الصُّبحِ ظُلْمَتُهُ
كعابسٍ ما بهِ أنسٌ لمبتسمِ
إنْ شَاعَ عنْ أَزرِها مِنْ عِفَّتِي خَبَرٌ
فإنَّ شَاهِدَها فيما حَكتْ كَرَمِي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ذرِ اللَّومَ يابنَ الهاشميَّة إنَّني
ذرِ اللَّومَ يابنَ الهاشميَّة إنَّني
رقم القصيدة : 26235
-----------------------------------
ذرِ اللَّومَ يابنَ الهاشميَّة إنَّني
بَغيضٌ إليَّ العاذِلُ المُتَخَرِّصُ
فللبانة ِ الغنّاءِ ظلٌّ ألفتهُ
فلا يَنْزوي عَنّي وَلا يَتَقَلَّصُ
وَيَنْمَى هَواها ثُمَّ يَزْدادُ جِدَّة ً
وَكُلُّ هوًى يا سَعْدُ يَبْلَى وَيَنْقُصُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> هِيَ الجَرْعاءُ صادِيَة ٌ رُباها
هِيَ الجَرْعاءُ صادِيَة ٌ رُباها
رقم القصيدة : 26236
-----------------------------------
هِيَ الجَرْعاءُ صادِيَة ٌ رُباها
فزرها يا هُذيمُ أما تراها
وَخَلِّ بِها دُموعَكَ واكِفاتٍ
وكيفَ السُّحبِ واهية ً كلاها
وَلا تَذْعَرْ بِها أَدْماءَ تُزْجي
بروقيها على لغبٍ طلاها
أَتَنْسَى قَوْلَ صَحْبِكَ إذْ تَرَاءتْ
هيَ ابنة ٌ وائلٍ لولا شواها
فَأَنتَ تَخالُها ظَمْياءَ تَمْشي
على خفرٍ وقد فقدتْ حلاها
وما فتخاءُ تنفضُ كلَّ أرضٍ
بِعَيْنٍ إنْ رَنَتْ بَلَغَتْ مَداها
جَريمَة ُ ناهِضٍ يَشكو طَواهُ
إليها وهيَ شاكية ٌ طواها
فطارتْ والفؤادُ لهُ التفاتٌ
إليهِ وقدْ عناهُ ما عناها
تَصِيدُ وَلا تَحِيدُ وَلَوْ تَمطَّى
بِها ما حاوَلَتْهُ إلى رَداها
فَيُسِّرَ نُجْحُها وَلكُلِّ نَفْسٍ
مِنَ الطَّلَبِ المَنيَّة ُ أوْ مُناها
وعادتْ تبتغيهِ ولمْ تجدهُ
وَكَادَ يُذِيبُ مُهْجَتَها جَواها
وباتتْ وهي تنشدهُ بعينٍ
مُؤرَّقَة ٍ يُصارِمُها كَراها(31/445)
بِأَبرَحَ مِنْ أَخيكَ أَسَى ً وَوَجْداً
إذا الحَسْناءُ شَطَّ بِها نَواها
نبيلة ُ ما تواري الأزرُ منها
صَمُوتٌ حَجْلُها خَفِقٌ حَشاها
لها بيتٌ رفيعُ السَّمكِ ضخمٌ
بهِ تزهى إذا انتسبتْ أباها
أُظنُّ الخَمْرَ ريقَتَها وَظَنِّي
تحقِّقهُ إذا قبَّلتُ فاها
متى ابتسمتْ تكشَّفَ عن أقاحٍ
تُقَرِّطُهُنَّ سارِية ٌ نَداها
أُحِبُ لحبِّها تلَعاتِ نَجْدٍ
وما شغفي بها لولا هواها؟
أما والرَّاقصاتِ تقلُّ ركباً
كأنَّهمُ الصُّقور على مَطاها
لتَرتمينَّ بِي وَاللَّيلُ داجٍ
إِليها العِيسُ مائِلة ً طُلاها
فإنَّ بِها أَواِنسَ نَاضَلَتنِي
بألحاظٍ تغيظُ بها مهاها
ومرتبعاً بهِ الغدرانُ تخدي
إليها النَّاجِياتُ على وَجاها
وَتلصِقُ صِحَّة ً بالدَّاءِ مِنْها
إذا اعتنقتْ كلاكلها ثراها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> نَزَلْنا بِنُعْمان الأَراكِ وَللنَّدى
نَزَلْنا بِنُعْمان الأَراكِ وَللنَّدى
رقم القصيدة : 26237
-----------------------------------
نَزَلْنا بِنُعْمان الأَراكِ وَللنَّدى
سقيطٌ بهِ ابتلَّتْ علينا المطارفُ
فبتُّ أعاني الوجدَ والرَّكبُ نوَّمٌ
وَقَدْ أَخَذَتْ مِنّا السُّرى والتنائِفُ
وَأَذْكُرُ خَوداً إنْ دَعاني على النَّوى
هواها أجابتهُ الدُّموعُ الذَّوارفُ
لها في محاني ذلكَ الشَّعبِ منزلٌ
لئنْ أنكرتهُ العينُ فالقلبُ عارفُ
وقفتُ بهِ والدَّمعُ أكثرهُ دمٌ
كأنَّي منْ عيني بنعمانَ راعفُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> فؤادٌ ببينِ الظاعنينَ مروَّعُ
فؤادٌ ببينِ الظاعنينَ مروَّعُ
رقم القصيدة : 26238
-----------------------------------
فؤادٌ ببينِ الظاعنينَ مروَّعُ
وَعَيْنٌ على إِثْر الأحِبَّة ِ تَدْمَعُ
وكيفَ أواري عبرة ً سمحتْ بها
وإنْ حضرَ الواشي وسلمى تودِّعُ
فيا دهرُ رفقاً إنَّ بينَ جوانحي
حُشَاشَة َ نفسٍ منْ أَسَى ً تتقطَّعُ
فما كلَّ يومٍ لِي فؤادٌ تَروُعُه
ولا كبدٌ ممّا بهِ تتصدَّعُ(31/446)
أيجمع شملٌ أَوْ تُراحُ مطيّة
وأنتَ بتفريقِ الأحبَّة ِ مولعُ
وَلَمّا تَجَلَّتْ لِلْوَداعِ وَأَشْرَقَتْ
وُجُوهٌ كَأَنَّ الشَّمسَ مِنْهُنَّ تَطْلُعُ
وَقَفْنا بِوادِي ذِي الأَراكَة ِ وَالحَشى
يذوبُ وما للصَّبرِ في القلبِ موضعُ
وليسَ بهِ إلاّ حبيبٌ مودّعٌ
على وجلٍ يتلوهُ دمعٌ مشيِّعُ
وقدْ كادَ أجفانٌ شرقنَ بأدمعٍ
ينشِّرنَ أسراراً طوتهنَّ أضلعُ
فليتَ جمالَ المالكيَّة ِ إذْ نأتْ
أَقامَتْ بِنَجْدٍ وَهيَ حَسْرى وظُلَّعُ
فلِمْ حملتها وهيَ كارهة ُ النَّوى
إلى حيثُ لا يستوقفُ العيسَ مرتعُ
وَهَذا مَصِيفٌ بِالحِمَى لاتَمَلُّهُ
وفيهِ لمنْ يهوى البداوة َ مربعٌ
وعارضة ٍ وصلاً تصاممتُ إذْ دعتْ
وَأُخْتُ بَني وَرْقاءَ تَدْعو فَأَسْمَعُ
وذو الغدرِ لا يرعى تليدَ مودَّة ٍ
ويقتادهُ الودُّ الطريفُ فيتبعُ
ولوْ سألتني غيرهُ لرجعتها
بِهِ فالهَوى لِلْمالِكِيَّة ِ أَجْمَعُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> رَمَتْني غَداة َ الخَيْفِ لَيْلى بِنَظْرَة ٍ
رَمَتْني غَداة َ الخَيْفِ لَيْلى بِنَظْرَة ٍ
رقم القصيدة : 26239
-----------------------------------
رَمَتْني غَداة َ الخَيْفِ لَيْلى بِنَظْرَة ٍ
على خفرٍ والعيسُ صعرٌ خدودُها
فَما لاذ مَنْ نالتْهُ إلاّ بِمَدْمَعٍ
يحاكي بجفنيهِ الدُّموعَ عقودُها
وَأَذْرَتْ بِجَمْعٍ فَاُلمحَصِّبِ عَبْرَة ً
فظلَّتْ بأطرافِ البنانِ تذودُها
مِنَ البِيضِ لَمَ تَعْرِفْ سِوى البُخْلِ شِيمَة ً
وَلَمْ يُرْجَ إلاّ بِالأَحاديثِ جُودُها
شَكَتْ سَقَماً أَلْحاظُها وَهْيَ صِحَّة ٌ
فَلَسْتُ أَرى إلاّ القُلوبَ تَعُودُها
العصر العباسي >> البحتري >> نفقت نفوق الحمار الذكر
نفقت نفوق الحمار الذكر
رقم القصيدة : 2624
-----------------------------------
نفقت نفوق الحمار الذكر
وبان ضراطك منا فمر
يقول الطبيب: به فالج
فقلت كذبت ولكن قصر
وقد يتوقع موت الحما
ر إلا ببعض منايا الحمر
فقدنا يهودي قطربل(31/447)
وما فقدناه بإحدى الكبر
عليج يدين بأن لا إلـ
ـه وأن لا قضاء، أن لا قدر
وشتامة لصحاب النبـ
ــي يزجر عنهم فما ينزجر
إذا جحد الله والمرسليـ
ــن فكيف وأن لا قدر
وساور دجلة لولا الحيا
ء ليقطع جريتها بالبدر
فأين الخليفة عما أعد
وعما أفاد وعما أدخر
أيتك ما كان مستخفياً
فكيف بترك الذي قد ظهر
له خلف مثل عرز الجرا
د بعيدون من كل مر يسر
أيعقوب أختار أم صالحاً
وما فيهما من خيار لحر
وكنت وكانا كما قيل للـ
ـعبادي: أي حماريك شر
على أن أدناهما سنخة
صغيرهما الفاحش المحتقر
هل ابن القماشية اليوم لي
مقيم على الذنب أم يعتذر
وهل يذكرن سرى أمه
بليل ودلجتها في السحر؟
عصابة سوء تمادى بها
ضراط الحمير وخضم البقر
وإن ابن عزرة مستعبر
يبكى على طلل قد دثر
فأهون علي بتلك الدمو
ع ترقرق في الخد أو تنحدر
لعل أبا الصقر يجلو لنا
ظلام الخطوب بيوم أغر
فتى رفعت بيته وائل
إلى حيث ترقى النجوم الزهر
العصر العباسي >> الأبيوردي >> نظرتُ وكمْ منْ نظرة ٍ تلدُ الرَّدى
نظرتُ وكمْ منْ نظرة ٍ تلدُ الرَّدى
رقم القصيدة : 26240
-----------------------------------
نظرتُ وكمْ منْ نظرة ٍ تلدُ الرَّدى
إلى رشأٍ بالأجرعينِ كحيلِ
تَناولَ أَفْنانَ الأَراكَة ِ وَارْتدى
بِظِلٍّ طَوَتْهُ الشَّمْسُ عَنْهُ ضَئيلِ
بودِّيَ أنِّي أستطيعُ فيتَّقي
لَظى حَرِّها مِنْ أضْلُعي بِمَقيلِ
ويألفُ سلمى بالحشى فهوَ شبهها
ملاحة َ طرفٍ يا هذيمُ عليلِ
فإنْ لُمتَ لَمْ يَنْظِمْ نجيبَينِ تحتَنا
ببيداءَ طولَ اللَّيلِ سلكُ سبيلِ
أناة ٌ حَكاها الظَّبيُ جِيداً وَمُقْلَة ً
وَليسَ لها في حُسنِها بِعَديلِ
تُميطُ لثاماً عَنْ مُحيّاً لِبِشْرِهِ
وَميضُ رقيقِ الشَّفْرَتَيْنِ صَقيلِ
ويشكو وشاحاها منَ الخصرِ دقَّة ً
إلى كفلٍ ملءِ الإزارِ نبيلِ
وترنو بنجلاوينِ سحرهما جثا
على نظرٍ يسبي القلوبَ كليلِ
بكتْ إذ رَأَتْ عِيسي تقرَّبُ للنَّوى
سحيراً وصحبي آذنوا برحيلِ(31/448)
وقد فاضَ دمعٌ ضاقَ عنهُ مسيلهُ
على صَحْنِ خَدٍّ لَمْ يَسَعْهُ أسِيلِ
وأودعتها قلبي وصبري كليهما
وَأَتْرابُها في رَنَّة ٍ وَعويلِ
فَماالصَّبرُ عن وَجْهٍ جَميلٍ مَنَحْتُهُ
هوايَ إذا فارقتهُ بجميلِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> قضَتْ وَطَراً مِنّي النَّوى وَتَخاذَلَتْ
قضَتْ وَطَراً مِنّي النَّوى وَتَخاذَلَتْ
رقم القصيدة : 26241
-----------------------------------
قضَتْ وَطَراً مِنّي النَّوى وَتَخاذَلَتْ
قوى العيسِ وانضمَّتْ علينا المفاوزُ
ونضوي لذاتِ الضَّالِ قالٍ وبالنَّقا
شجٍ وعلى وادي الأراكة ِ ناشزُ
ولولاكِ يا ذاتَ الوشاحينِ لمْ يكنْ
لمثليَ عمَّا يُعقبُ العزَّ حاجزُ
يعيِّرني بالعجزِ صحبي وساعدي
شديدٌ ولكنَّ المتيَّمَ عاجزُ
وَما في سُلُوِّ النَّفْسِ عَنْكِ طَماعَة ٌ
فما هذهِ الأهواءُ إلاّ غرائزُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ومرتبعٍ من مسقطِ الرَّملِ بالحمى
ومرتبعٍ من مسقطِ الرَّملِ بالحمى
رقم القصيدة : 26242
-----------------------------------
ومرتبعٍ من مسقطِ الرَّملِ بالحمى
يُخاصِرُهُ وادٍ أَغَنُّ خَصيبُ
تَحِلُّ بِهِ ظَمْياءُ وَهْيَ حَبيبَة ٌ
إليَّ ومغناها إليَّ حبيبُ
إذَا سَحَبَتْ أَذْيالَها في عِراصِهِ
وجدتُ ثرى تلكَ الرِّباعِ يطيبُ
وَيَحْلُو بِفِيَّ الشِّعْرُ ما أُطْرِبَتْ بِهِ
وما كانَ يحلو لي لديَّ نسيبُ
وَلَمّا رَأَتْ وَخْطَ القَتيرِ بلِمَّتِي
تَوَلَّتْ كَما راعَ الغَزالَة َ ذيبُ
وكنّا كغصني بانة ٍ طابَ عرقها
فطالا ولكنْ ذابلٌ ورطيبُ
فَما بالُها تَرْمي إِلَيَّ بِنَظْرَة ٍ
تغازلها البغضاءُ وهيَ تريبُ
كأَنِّي ابْتَدَعْتُ الشَّيْبَ أَوْ لَيْسَ في الوَرى
ذوائبُ في أطرافهنَّ مشيبُ
ولا غروَ أنْ أكسى القلى منْ كواعبٍ
رداءُ شبابي عندهنَّ سليبُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ألا ليتَ شعري هلْ أرى أمَّ سالمٍ
ألا ليتَ شعري هلْ أرى أمَّ سالمٍ
رقم القصيدة : 26243(31/449)
-----------------------------------
ألا ليتَ شعري هلْ أرى أمَّ سالمٍ
بمرتبعٍ بينَ العذيبِ وبارقِ
وَأَسْري إِلَيْها وَالْهَوى يَسْتَفِزُّني
بمحمرَّة ِ الأخفافِ فتلِ المرافقِ
مَعي صاحِبٌ مِنْ سِرِّ عَدْنانَ ماجِدٌ
مُضِيءُ نَواحِي الوَجْهِ غَمْرُ الخَلائِقِ
ضَعيفُ وِكاءِ الكِيسِ، لاجَارُهُ أَذٍ
ولا ضَيْفُهُ بِالمَنْزِلِ المُتَضايقِ
إِذا هَوَّمَ الرَّكْبُ الطِّلاحُ حَدا بِهِمْ
وَلفَّ رَذايا عِيسِهِمْ بِالسَّوابِقِ
كأنَّ أخا عبسٍ على الكورِ أجدلٌ
بمرتبأْ من ذي الأراكة ِ شاهقٍ
وَلا عَيْبَ فيهِ غَيْرَ أَنَّ مَطِيَّهُ
على اليأسِ منْ تغويرهش في الودائقِ
وأنَّ كرى عينيهِ في ليلة ِ السُّرى
قَليلٌ بِحَيْثُ اللَّيْلُ جَمُّ البَوائِقِ
وَأنِّي أُعاني في الصَّبابَة ِ لَوْمَهُ
وَما هُوَ عِنْدي بِالرَّفيقِ المُماذِقِ
وأعلمُ أنَّ العذلَ منهُ نصيحة ٌ
وَلَيْسَ بِعَدْلٍ نُصْحُ سالٍ لِعاشِقِ
أَلمْ تَرَ عَيْنِي، لا تَرَى السُّوءَ، بِاللِّوى
مُعَرَّسَ طَيْفٍ آخِرَ اللَّيْلِ طارِقِ
لِقَيْسِيَّة ٍ لا ذِكْرُها فاضِحٌ أَباً
ولا وجهها نُهبى العيونِ الرَّوامقِ
تَعَلَّقْتُها طِفْلَيْنِ، وَالدَّهْرُ عِنْدَنا
كثيرٌ أياديهِ قليلُ العوائقِ
فما زالَ ينمى حبُّها في شبيبتي
وَفي الشَّيْبِ إِذْ أَلْقى يَداً في المَفارِقِ
إِذَا ما الْتَقَيْنا لاذتِ الأُزْرُ بِالتُّقى
وَناجى وِشاحَيها النِّجادُ بِعاتِقِي
وأكرمُ أخلاقٍ يُدلُّ بها الفتى
عَفافُ مَشوقٍ حينَ يَخْلُو بِشائِقِ
أَأُصْغِي إلى اللاَّحي وَبَيْني وَبَيْنها
حَديثٌ كَسِمْطِ اللُّؤْلُؤِ المُتَناسِقِ
ولوْ قدرتْ أترابها لخبأنني
عَلى شَغَفٍ بَيْنَ الطُّلى وَالْمَخَانِقِ
فَما كَذِبُ الواشِي بِظَمْياءَ نافِعٌ
لَدَيَّ، وَلا وُدِّي لَها غَيْرُ صادِقِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وموقفٍ زرتهُ منْ جانبيْ حضَنٍ
وموقفٍ زرتهُ منْ جانبيْ حضَنٍ
رقم القصيدة : 26244(31/450)
-----------------------------------
وموقفٍ زرتهُ منْ جانبيْ حضَنٍ
بِحَيْثُ يُرْخِي قِبالَيْ نَعْلِهِ المَاشِي
والعامريَّة ُ تذري دمعها وجلاً
والصَّبُّ لا آمنٌ فيهِ ولا خاشي
تَقولُ لِي وَالدُّجَى تُلْقِي كَلاكِلَها:
حَديثُنا بَيْنَ سُكّانِ الحِمَى فاشِ
فقلتُ : لا تحذريهمْ أنَّهمْ نفرٌ
لا يستطيعونَ إيناسي وإيحاشي
ظنٌّ منَ القومِ يرمونَ البريءَ بهِ
وما نجيُّكِ منهمْ نافرَ الجاشِ
إذا التقينا ولمْ يشعرْ بنا أحدٌ
وَصُنْتُ سِرِّي فَماذَا يَصْنَعُ الواشِي؟
العصر العباسي >> الأبيوردي >> نظرتُ وللأدمِ النَّوافخِ في البرى
نظرتُ وللأدمِ النَّوافخِ في البرى
رقم القصيدة : 26245
-----------------------------------
نظرتُ وللأدمِ النَّوافخِ في البرى
بشرقيِّ نجدٍ يا هذيمُ حنينُ
إلى خَفِراتٍ مِنْ نُمَيرٍ كَأَنَّها
ظباءٌ كحيلاتُ المدامعِ عينُ
إذا ما تنازعنَ الحديثَ اشتفى بهِ
مِنَ الوَجْدِ مَتْبولُ الفُؤادِ حَزينُ
كأنَّ الّذي استودعتهُ منهُ لؤلؤٌ
يَلُوحُ عَلى أَيْدِي التِّجارِ ثَمينُ
وَقَدْ سَمِعَتْ بِي فاعْتَرَتْها بَشاشَة ٌ
ومثلي بها عندَ الكرامِ قمينُ
وَسَدَّ خِصاصَ الخِدْرِ طَرْفٌ وَمَسْمَعٌ
وَنَحْرٌ وَخَدٌّ واضحٌ وَجَبينُ
وقالتْ سليمى مرحباً بكَ مالنا
نرى أثرَ البلوى عليكَ يبينُ؟
فقالَ هُذَيْمٌ وَهْوَ خِلِّي وَناصِحٌ
لَها، وَعلى أَسْرارِهِنَّ أَمينُ
أَلَم تَعْلَمي أَنَّ الصَّبابَة َ أَجْحَفَتْ
بهِ وأخوكِ العامريُّ سمينُ
فقالت لهُ: منْ أنتَ تبغي انتسابهُ
فقال: هجانٌ لمْ يلدهُ هجينُ
أَبوهُ عُلَيْمِيُّ النِّجارِ، وَأُمُّهُ
أَبوها زُهَيْرِيٌّ نَماهُ عَرينُ
فقالتْ: يمانٍ أبعدَ اللهُ دارهُ
لَهُ مِنْ نِزارٍ صاحِبٌ وَخَدينُ
تَنَحَّ فَما لِلْحَيِّ كَلْبٍ بِأَرْضِنا
قَرارٌ يَقيها النَّائِباتِ مَكينُ
فَرُحْنا وَبالكَلْبِي غَيْظٌ يُجنُّه
وَلي مِنْ هَواها زَنَّة ٌ وَأَنينُ(31/451)
كأنِّي وإيّاهُ بسائقة ِ النَّقا
أَخُو سَقَمٍ يَشْكو الجِراحَ طَعينُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَسائِلَة ً عَنْ سِرِّ سَلْمَى رَدَدْتُها
وَسائِلَة ً عَنْ سِرِّ سَلْمَى رَدَدْتُها
رقم القصيدة : 26246
-----------------------------------
وَسائِلَة ً عَنْ سِرِّ سَلْمَى رَدَدْتُها
على غضبة ٍ في وجهها أستبينُها
ولوْ كانَ يبدو ما تُجنُّ جوانحي
لَبِئْسَ إِذَنْ مِنْ آلِ فِهْرٍ أمينُها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وريمٍ رماني طرفهُ بسهامهِ
وريمٍ رماني طرفهُ بسهامهِ
رقم القصيدة : 26247
-----------------------------------
وريمٍ رماني طرفهُ بسهامهِ
فما أخطأَ الرَّامي وهنَّ صيابُ
لِفيهِ وَميضُ البَرْقِ عِنْدَ ابْتِسامِهِ
وَعَيْنِي إِذا جَدَّ البُكاءُ سَحابُ
وللصَّارمِ المأثورِ يحميهِ قومهُ
بِهِ، مِنْ رِقابِ العاشِقينَ قِرابُ
إذا اللَّيلُ وارى منكبيهِ رداؤهُ
أوِ استلَّ منْ وجهِ الصَّباحِ نقابُ
ذكرتكَ يا ظبيَ الصَّريمة ِ والعدا
أسودُ الشَّرى والسَّمهريَّة ُ غابُ
وَقَدْ حَدَّثَ الواشِي بِما لا أُريدُهُ
فَماذَا يُرَجِّيهِ؟ بِفيهِ تُرابُ
يبكّرُ والبازي يغازلهُ الكرى
لِيَنْعَبَ فينا بِالفِراقِ غُرابُ
ويعذلني صحبي وأعرضُ عنهمُ
فهمْ -لا رضوا عنّي وعنكَ- غضابُ
وَيَأْتيك أَحْياناً عِتابي، وَرُبَّما
يروضُ أبيَّ الودِّ منكَ عتابُ
وَأَنْتَ الّذي اسْتَأْذَنْتَ وَالقَلبُ فارِغٌ
عليهِ فَلَمْ يَرْدُدْكَ عَنْهُ حِجابُ
نَحَلْتُ كَأَنِّي سِلْكُ عِقْدٍ، وَدُرُّهُ
قريضي فنطني حيثُ نيطَ سخابُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَعَصْرَ الحِمى عُدْ وَالمَطايَا مُناخَهٌ
أَعَصْرَ الحِمى عُدْ وَالمَطايَا مُناخَهٌ
رقم القصيدة : 26248
-----------------------------------
أَعَصْرَ الحِمى عُدْ وَالمَطايَا مُناخَهٌ
بمنزلة ٍ جرداءَ ضاحٍ مقيلها
لئنْ كانتِ الأيّامُ فيكَ قصيرة ً
فَكَم حَنَّة ٍ لي بَعْدَها أَسْتَطيلُها(31/452)
العصر العباسي >> الأبيوردي >> هذه دارها على الخلصاءِ
هذه دارها على الخلصاءِ
رقم القصيدة : 26249
-----------------------------------
هذه دارها على الخلصاءِ
أضحكَ المزنُ روضها بالبكاءِ
وَكَساها الرَّبيعُ حُلَّة َ نَوْرٍ
نسجتها أناملُ الأنواءِ
فسلِ الرَّكبَ أنْ يميلوا إليها
بصدورِ الرَّكائبِ الأنضاءِ
إِنَّها مَنْزِلٌ بِهِ الْتَقَمَ الأجْـ
رعُ في ميعة ِ الشَّبابِ ردائي
وَكَأَنِّي أَرى بِأَطْلالِهِ وَشْـ
ـماً خَفِيَّا بِمِعْصَمَيْ ظَمْياءِ
أَرِجٌ تُرْبُهُنَّ مِنْ فَتَياتٍ
أَلِفَتْهُ أَشْباهُها مِنْ ظِباءِ
كبدورٍ على غصونٍ ظماءٍ
في حقوفٍ تقلُّهنَّ رواءِ
إِنْ تَبَسَّمْنَ فَالثُّغورُ أَقاحٍ
لُحْنَ غِبَّ الغَمامَة ِ الوَطْفاءِ
تَرْتَوي حينَ يَنْشُرُ الصُّبْحُ سِقْطَيْـ
ـهِ، مَساويكُهُنَّ مِنْ صَهْباءِ
وبنجدٍ للعامريَّة ِ دارٌ
برباها معرَّسُ الأهواءِ
غادة ٌ تملأُ العيونَ جمالاً
هيَ دائي منهنَّ وهيَ شفائي
فَتَملَّيْتُهُنَّ في عِيشَة ٍ خَضْـ
ـراءَ تَنْدَى كَرَوْضَة ٍ غَنَّاءِ
وَارْغَوى باطِلي وَعاثَ بَياضٌ
منْ قتيرٍ في لمَّة ٍ سوداءِ
وَظَلام الشَّبابِ أَحْسَنُ عِنْدِي
منْ مشيبٍ يُظلُّني بضياءِ
وَلِذِكْرى ذاكَ الزَّمانِ حَيازيـ
ـمِي تَلَوَّى بِالزّفرَة ِ الصُّعْداءِ
كلّما أوقدتْ على القلبِ ناراً
شرقَ الجفنُ يا أميمَ بماءِ
العصر العباسي >> البحتري >> هجرت كأن الوصل أعقب وحشة
هجرت كأن الوصل أعقب وحشة
رقم القصيدة : 2625
-----------------------------------
هجَرْتَ، كأنّ الوَصْلَ أعقَبَ وحشة ،
ولم أر وصلاً قبله يعقب الهجرَا
فتى مَذحِجٍ عَفواً، فتى مَذحِجٍ غَفَرا،
لمُعْتَذِرٍ جاءَتْ إساءَتُهُ تَتْرَى
وَمَنْ يَهَبُ النَّيلَ الذي سَمَحتْ بهِ
يَداكَ بلا مَنٍّ، فَلَنْ يَمنَعَ العُذْرَا
فإنْ قُلتَ بي كِبْرٌ، فمِثلُ الذي أرَى
على النّاسِ مِنْ نُعمَاكَ يَملأُني كِبرَا(31/453)
مَوَاهبُ لي منها الغِنى، فمتى التَقَى
بساحَتِها حَمدٌ، فلي حَمدُها طُرَا
تُضَافُ إلى مجْدي، وَتجرِي إلى يَدي،
فأملِكُها مالاً، وَأملِكُها فَخرَا
أتَاني قَرِيضٌ مِنكَ يَحدوهُ نَائِلٌ،
فأنْطَقَني جُوداً، وَأفحَمَني شِعرَا
وعأكسَبَني شُغلاً عنِ الوَصْلِ شاغِلاً
يُعاتِبُني فيهِ، وتَعتَدُّهُ هَجْرَا
فإن كُنْتَ مَشْغُوفاً بقُرْبيَ آنِساً
بشَخصِي، فَلِمْ خَوّلتَني ذلكَ البدرَا
لَئِنْ كَانَ إسعافي بهِ منكَ قَبْلَها
وَفَاءً، لقَد كانَ انفرَادي به غَدرَا
وَمَا هُوَ إلاّ دُرّةٌ لَمْ أجِدْ لها
سوَى جودِكَ الأمسِيّ، إذ بَرَزَتْ بحرَا
حَمَلْتَ عَلَيْهِ في سَبيلِ فُتُوّةٍ،
هيَ الثّغرُ خَلفَ المجدِ بل تفضلُ الثّغرَا
فأنتَ تُصِيبُ الَمجدَ حيثُ تلألأتْ
كَوَاكِبُهُ، إنْ أنتَ لم تُصِبِ الأجرَا
وَجَدْتُ نَداكَ اليَوْمَ ألطَفَ مَوْقعاً،
وَقد كانَ لي خِلاًّ فأصْبَحَ لي صِهْرَا
فإنْ أنا لم أشكُرْكَ نُعماكَ جَاهِداً،
فلا نِلْتُ نُعمَى بَعدَها توجبُ الشكرَا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> جَوانحُ لِلْغَرامِ بِها وشُومُ
جَوانحُ لِلْغَرامِ بِها وشُومُ
رقم القصيدة : 26250
-----------------------------------
جَوانحُ لِلْغَرامِ بِها وشُومُ
وأجفانٌ على أرقٍ تحومُ
لئِنْ رَقَدَتْ ظَلومُ وَأسْهَرَتْني
فَذلكَ دَأْبُها وَهْيَ الظَّلومُ
ولوْ سألتْ نجومَ اللَّيلِ عنِّي
لخبَّرها بما ألقى النُّجومُ
أراعيها ولي نظرٌ كليلٌ
يكفكفُ غربهُ الدَّمعُ السَّجومُ
فرقّي يا ظلومُ بمستهامٍ
تراوحُ بينَ جنبيهِ الهمومُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> هَلْ وَقْفَة ٌ بِجَنوبِ القاعِ تَجْمَعُنا
هَلْ وَقْفَة ٌ بِجَنوبِ القاعِ تَجْمَعُنا
رقم القصيدة : 26251
-----------------------------------
هَلْ وَقْفَة ٌ بِجَنوبِ القاعِ تَجْمَعُنا
أمْ لا مقيلَ بهذا الصَّفصف السَّبخِ
فَارْتَدْ لَنا مَنْزِلاً يا سَعْدُ نَثْوِ بِهِ(31/454)
فَلَيْسَ لي بِالْحِمى مِنْ صاحِبٍ وَأَخِ
إِنْ تَقْرِ عَلْوَة ُ نِضْوَينا بِهِ فَأَنِخْ
وَإِنْ أَبَتْ ذاك فَاتْرُكْه وَلاتُنِخِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أليلتنا بالحزنِ عودي فإنَّني
أليلتنا بالحزنِ عودي فإنَّني
رقم القصيدة : 26252
-----------------------------------
أليلتنا بالحزنِ عودي فإنَّني
أطامنُ أحشائي على لوعة ِ الحزنِ
وَأُذْرِي بِهِ دَمْعاً يُرَوِّي غَليلَهُ
فَلَمْ يَتَحَمَّلْ بَعْدَهُ مِنَّة َ المُزْنِ
وأُقسمُ بالبيتِ الرَّحيبِ فناؤهُ
وبالحجرِ الملثومِ والحجرِ الرُّكنِ
لأَنْتِ إِلى َنْفسِي أَحَبُّ مِنَ الغِنى
وذكركِ أحلى في فؤادي منَ الأمنِ
فَكَمْ غادَة ٍ جَلَّى ظَلامَكِ وَجْهُها
وَبَدْرُ الدُّجَى مِنْ حاسِدِيها على الحُسْنِ
خلوتُ بها وحدي وثالثنا التُّقى
وَرابِعُنا ماضِي الغِرارَيْنِ في الْجَفْنَ
يذودُ الكرى عنّا حديثٌ كعقدها
فَلَمّا افْتَرَقْنا صارَ كَالْقُرْطِ لِلأُذْنِ
وآخرُ عهدي بالمليحة ِ أنَّني
رمقتُ بذاتِ الرِّمثِ نارَ بني حصنِ
فحيَّيتُ أهلَ الضَّوءِ وهيَ تشبُّها
على قِصَدِ الخَطِّيِّ بِالمَنْدَلِ اللَّدْنِ
فَقالُوا مَنِ السّارِي وَقَدْ بَلَّهُ النَّدى
فقلتُ ابنُ أرضٍ ضلَّ في ليلة ِ الدَّجنِ
لَهُ حَاجَة ٌ بِالغَوْرِ، وَالدّارُ بِالْحِمى
وَنَجْدٌ هَواهُ، وَهْيَ تَعْرِفُ ما أَعْني
العصر العباسي >> الأبيوردي >> طَرَقَتْ أُمَيْمَة ُ وَالكَواكِبُ جُنَّحٌ
طَرَقَتْ أُمَيْمَة ُ وَالكَواكِبُ جُنَّحٌ
رقم القصيدة : 26253
-----------------------------------
طَرَقَتْ أُمَيْمَة ُ وَالكَواكِبُ جُنَّحٌ
وَاللَّيْلُ يَسْحَبُ بِالْحِمى أَذْيالا
في خرَّدٍ بيضِ التَّرائبِ أقبلتْ
تشكو إليَّ خصورها الأكفالا
وَتُجِدُّ لِي، والفجْرُ يَنْهَضُ بِالدُّجَى
هجراً وإنْ جثمَ الظَّلامُ وصالا
طلعتْ عليَّ منَا لحجالِ غزالة ً
ورنتْ إليَّ منَ الدَّلال غزالا(31/455)
فَلَثَمْتُها وَالْحَلْيُ يَكْتُمُ بَعْضُهُ
سرِّي ويُخبرُ بعضه العذّالا
وظللتُ إذْ نشرَ الصَّباحُ رداءهُ
أَشْكُو الوِشاحَ وَأَشْكُرُ الخَلْخالا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ألا بأبي بذي الأثلاثِ ربعٌ
ألا بأبي بذي الأثلاثِ ربعٌ
رقم القصيدة : 26254
-----------------------------------
ألا بأبي بذي الأثلاثِ ربعٌ
سقى طلليهِ محجري الرَّويُّ
لطمتُ إليهِ خدَّ الأرضِ حتّى
تراختْ في أزمَّتها المطيُّ
فذمَّ تعاقبَ العصرينِ رسمٌ
يَلوحُ كأنَّهُ وَشْمٌ خَفِيُّ
وقدْ نارَ الرَّبيعُ بهِ وأسدى
كما نشرتْ غلائلها الهديُّ
وكادَ رباهُ ترفلُ في رداءٍ
منَ النُّوّارِ فوَّفهُ الحبيُّ
محلٌّ للكَواعبِ فيهِ مغنًى
أطابَ تُرابَهُ المِرْطُ اليَدِيُّ
إذا خطرتْ بهِ نمَّتْ عليها
رياحُ التُّبَّتيَّة ِ والحُليُّ
فلا أدري ألاحَ قلوبُ طيرٍ
على اللَّبّاتِ منها أمْ ثديُّ
ذكرتُ بِهِ سُليْمى فاستَهلَّتْ
دَموعٌ بِالنِّجادِ لَها أَتِيُّ
يروضُ شماسها شوقي فذلَّتْ
لهُ وأطاعهُ الدَّمعُ العصيُّ
وها أنا في الخطوبِ بهِ شحيحٌ
وَلكنْ في الغَرامِ بِهِ سَخِيُّ
وَأَسَعَدَنِي عَلَيْهِ مِنْ قُرَيْشٍ
طويلُ الباعِ أبيضُ عبشميُّ
فَظَلَّ يُعِيرُني دَمْعاً لِقَاحاً
تَلَقَّى صَوْبَهُ وَجْهٌ حَيِيُّ
وحسبكَ منْ بكاءٍ أنَّ طرفي
رأى عبراتهِ فبكى الخليُّ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ثَنَتْ طَرْفَها عَنِّي نَوارُ وَأَعْرَضَتْ
ثَنَتْ طَرْفَها عَنِّي نَوارُ وَأَعْرَضَتْ
رقم القصيدة : 26255
-----------------------------------
ثَنَتْ طَرْفَها عَنِّي نَوارُ وَأَعْرَضَتْ
وَلِلرَّكْبِ بَيْنَ المَأْزَمَيْنِ ضَجيجُ
وَما ذاك إِلاَّ مِنْ عِتابٍ نَبَذْتُهُ
إِلَيْها على ذُعْرٍ وَنَحْنُ حَجيجُ
وقلتُ لها: كم تهجرينَ وعيشنا
لَهُ زَهَرٌ يُصْبي القُلوبَ بَهيجُ
فقالتْ :معي إنْ زرتُ ما يوقظُ العدا
وهمْ كالأسودِ الغلبِ حينَ تهيجُ(31/456)
فللحليِ لا عزَّ الدَّنانيرُ رنَّة ٌ
وللمسكِ لا عاشَ الظِّباءُ أريجُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وآلفة ٍ للخدرِ ظاهرة ِ التُّقى
وآلفة ٍ للخدرِ ظاهرة ِ التُّقى
رقم القصيدة : 26256
-----------------------------------
وآلفة ٍ للخدرِ ظاهرة ِ التُّقى
لأسرتها في عامرٍ ما تمنَّتِ
تَحِلُّ بِنَجْدٍ مَنْزِلاً حَلَّتِ العُلا
بِهِ فَاسْتَقَرَّتْ عِنْدَهُ وَاطْمَأَنَّتِ
تَذَكَّرْتُها وَالرَّكْبُ مُغْفٍ وَساهِرٌ
وَهاجَ مَطاياهُمْ حَنيني فَحَنَّتِ
وَهَبَّ صِاحبِي واجِمينَ وَكُلُّهُمْ
يقولُ ألا للهِ نفسٌ تعنَّتِ
إذا حدرَ الصُّبحُ اللِّثامَ تأوَّهتْ
وَإِنْ نَشَرَ اللَّيْلُ الجَناحَ أَرَنَّتِ
ولسنا نراها تستفيقُ منَ الهوى
لها الخيرُ ماذا أضمرتْ وأجنَّتِ
تهيمُ إذا ريحُ الصَّبا نسمتْ لها
بِنَجْدٍ، أَوِ الأيْكِيَّة ُ الوُرْقُ غَنَّتِ
وَتَصْبو إِلى لَيْلَى وقد شَطَّتِ النَّوى
وَمِنْ أَجْلِها حَنَّتْ وَرَنَّتْ وَأَنَّتِ
مِنَ الْبِيضِ لا تَزْدادُ إِلاَّ تَجَنِّياً
علينا ولولا بخلها ما تجنَّتِ
تضنُّ بما نبغي لظنٍّ تسيئهُ
ألا ساءَ ما ظنَّتْ بنا حينَ ضنَّتِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> منِ الطَّوالعُ منْ نجدٍ تظلُّهمُ
منِ الطَّوالعُ منْ نجدٍ تظلُّهمُ
رقم القصيدة : 26257
-----------------------------------
منِ الطَّوالعُ منْ نجدٍ تظلُّهمُ
سمرُ القنا أنزاراً يدَّعونَ أبا؟
أرى سيوفهمُ بيضاً كأوجههمْ
فَما لأَعْيُنِهِمْ مُحْمَرَّة ً غَضَبا
أَجَلْ هُمُ عامِرٌ هَزَّتْهُمُ إِحَنٌ
واستصحبوا منْ سليمٍ غلمة ً نجبا
إذا الصَّريخُ دعا حلُّوا الحبا كرماً
وحَمْحَمَ الخَيْلُ فَاهْتَزُّوا لَها طَرَبا
يَحْمُونَ نَجْداً بِأَرْماحٍ مُثَقَّفَة ٍ
تحكي الأسنَّة ُ في أطرافها الشُّهبا
ورُبَّ آنسة ٍ في القومِ ما عرفتْ
سَبْياً، وَلَمْ تُبْدِ عَنْ خَلْخالِها هَرَبا
تُزيرُ عودَ البشامِ اللَّدنَ مكسرهُ(31/457)
فماً تمجُّ عليهِ الخمرَ والضَّربا
ولا يحدِّثُ عنهُ غيرهُ أحدٌ
وقدْ حكى عنهُ ما أهوى فما كذبا
قالتْ لصحبي سرّاً إذْ رأتْ فرسي
منِ الَّذي يتقدَّى مهرهُ خببا
فقال أعلمهمُ بي: إنَّ والدهُ
منْ كانَ يجهدُ أخلافَ العلا حلبا
ما ماتَ حَتّى أَقَرَّ النّاس قاطِبَة ً
بِفَضْلِهِ، وَهْوَ أَعْلى خِنْدِفٍ نَسَبا
وذا غلامٌ بعيدٌ صيتهُ ولهُ
فصاحة ٌ وفعالٌ زيَّنَ الحسبا
وظلَّ ينشدها شعري ويُطربها
حتّى رأتهُ بذيلِ اللَّيلِ منتقبا
فودَّعتهُ وقالتْ: يا أخا مضرٍ
هذَا لَعَمْري كَلامٌ يُعْجِبُ العَرَبا
أَنا الّذِي وَطِئَتْ هامَ السُّها هِمَمِي
ولمْ يكنْ نسبي في الحيِّ مؤتشبا
لكِنَّني في زَمانٍ لا تَزالُ لَهُ
نكراءُ مرهوبة ٌ تغري بي النُّوبا
أَعُضُّ كَفِّيَ مِنْ غَيْظِي فَشِيمَتُهُ
أنْ يتبعَ الرَّأسَ منْ أبنائهِ الذَّنبا
وزفرة ٍ لمْ تسعها أضلعي علقتْ
بِغَضْبَة ٍ خِلْتُها بَيْنَ الحَشى لَهَبا
لأخمدنَّ لظاها منهمُ بدمٍ
يعومُ فيهِ غرارُ السَّيفِ مختضِبا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أُلامُ عَلى نَجْدٍ وَأَبْكِي صَبابَة ً
أُلامُ عَلى نَجْدٍ وَأَبْكِي صَبابَة ً
رقم القصيدة : 26258
-----------------------------------
أُلامُ عَلى نَجْدٍ وَأَبْكِي صَبابَة ً
رُوَيْدَكَ يا َدْمعِي، وَيا عاذِلي رِفْقا
فَلي بِالْحِمى مَنْ لا أُطيقُ فِراقَهُ
بهِ يسعدُ الواشي ولكنَّني أشقى
وِأُكْرِمُ مِنْ جيرانِهِ كُلَّ طارِىء ٍ
يودُّ وداداً أنَّهُ منْ دمي يسقى
إِذا لَمْ يَدَعْ مِنّي نَواهُ وحُبُّهُ
سوى رمقٍ يا أهلَ نجدٍ فكمْ أبقى ؟
وَلَولا الهَوى ما رَقَّ لِلدَّهْرِ جانِبي
وَلا رَضِيَتْ مِنْكُمْ قُرَيْشُ بِما أَلْقى
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَحَبَ الشَّيْبُ بِفَؤدِي ذَيْلَهُ
سَحَبَ الشَّيْبُ بِفَؤدِي ذَيْلَهُ
رقم القصيدة : 26259
-----------------------------------
سَحَبَ الشَّيْبُ بِفَؤدِي ذَيْلَهُ(31/458)
وَتَجافَتْ عَنْهُ رَبّاتُ الكِلَلْ
وَلَقد كانَ خِصاصُ الخِدْرِ بي
يَسْأَلُ البِيضَ رِقاعاً مِنْ مُقَلْ
فَطَوى بُرْدَ شَبابي زَمَنٌ
بَزَّ عوُديِ ماءَهُ حَتّى ذَبَلْ
واشتعالُ الهمِّ في قلبي علا
بقناعِ الشَّيبِ رأسي فاشتعلْ
العصر العباسي >> البحتري >> طوى شجنا في الصبر فالدمع ناشره
طوى شجنا في الصبر فالدمع ناشره
رقم القصيدة : 2626
-----------------------------------
طوى شجنا في الصبر فالدمع ناشره
فإن أنت لم تعذره فالشوق عاذره
هوى عذبت منه موارد بدئه
فلما نمت أعيت عليه مصادره
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وحيّ في الذُّؤابة ِ منْ قريشٍ
وحيّ في الذُّؤابة ِ منْ قريشٍ
رقم القصيدة : 26260
-----------------------------------
وحيّ في الذُّؤابة ِ منْ قريشٍ
هُمُ الرَّأْسُ المُقَدَّمُ وَالسَّنامُ
يُجاوِرُهُمْ بْنِ جُشَمِ بْنِو َبْكٍر
وفيهمْ سؤددٌ ولهى ً عظامُ
إذا اعتقلوا قناً خضبتْ نحورٌ
أَوِ اخْتَرَطُوا سُيوفاً قُدَّ هامُ
وفيهمْ منْ ظباءِ الإنسِ غيدٌ
عفائفُ لا يطورُ بها أثامُ
تجنُّ نبالة ً وتقى ً وحسناً
فُضولُ الرَّيْطِ مِنْها وَاللِّثامُ
وَفيها عَفَّة ُ الخَلَواتِ خَوْدٌ
مَنيعَة ُ ما يُصافِحُهُ الخِدامُ
ذكرتكِ يا أميمة ُ في مكرٍّ
بهِ الأعداءُ والموتُ الزُّؤامُ
وَخَدُّ الأَرْضِ يَغْمُرُهُ نَجيعٌ
وعينُ الشَّمسِ يكحلها قتامُ
ومنْ يذكركِ والأسلاتُ تدمى
فقد أدمى جوانحهُ الغرامُ
وليلٍ فاترِ الخطواتِ فيهِ
بِذِكْرِكِ فاضَ أَرْبَعَة ٌ سِجامُ
يَخُوضُ عَلى الكَلالِ حَشاهُ صَحْبي
وأجشمهمْ سراهُ وهمْ نيامُ
كأنَّهمُ على الأكوارِ شربٌ
تَمَشَّى في مَفاصِلِهِمْ مُدامُ
وَكَمْ مِنْ قائِلٍ والعيسُ تَخْدي:
أَلا يَطْوِي سَبائِبَهُ الظَّلامُ
ومنْ يمنى يودِّعها قطيعٌ
ومنْ يسرى يفارقها زمامُ
نأيتِ وبيننا ربواتُ نجدٍ
يُضلُّ بها الأداحيَّ النَّعامُ
فَحَيّاكِ الغَمامُ وغِيثَ بَكْرٌ(31/459)
مِنْ کجْلِكِ، ثُمَّ شاعَهُمُ السَّلامُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَغَريرَة ٍ كالظَّبْيِ لاحَظَ قانِصاً
وَغَريرَة ٍ كالظَّبْيِ لاحَظَ قانِصاً
رقم القصيدة : 26261
-----------------------------------
وَغَريرَة ٍ كالظَّبْيِ لاحَظَ قانِصاً
فانصاعَ يختلسُ الخطا ويروغُ
تكسو بياضَ الوجهِ صدغاً حالكاً
ذَيْلُ الدُّجَى بِسَوادِهِ مَصْبوغُ
وأنا اللَّديغُ بهِ فهلْ منْ ريقها
لِي نَهْلَة ٌ يَشْفَى بِها مَلْدوغُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> رمى صاحبي منْ ذي الأراكِ بنظرة ٍ
رمى صاحبي منْ ذي الأراكِ بنظرة ٍ
رقم القصيدة : 26262
-----------------------------------
رمى صاحبي منْ ذي الأراكِ بنظرة ٍ
إلى الرَّملِ عجلى ثمَّ كرَّرها الوجدُ
وأتبعتها أخرى فبي مثلُ ما بهِ
أجلْ ما استطعتَ الطَّرفَ أسعدكَ يا سعدُ
متى طرقتني نفحة ٌ غضويَّة ٌ
يفوحُ بريّاها العرارُ أوِ الرَّندُ
أزالتْ فؤادَ الصَّبِّ عنْ مستقرِّهِ
بوجدٍ كما يفترُّ عنْ نارهِ الزَّندُ
إذا ما الغَمامُ الجَوْدُ حَلَّ نِطاقهُ
فخصَّ بهِ نجدٌ ومنْ ضمَّهُ نجدُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> يا نجدُ ما لأحبَّتي شطُّوا
يا نجدُ ما لأحبَّتي شطُّوا
رقم القصيدة : 26263
-----------------------------------
يا نجدُ ما لأحبَّتي شطُّوا
لمْ يحمِ أرضكِ مثلهمْ قطُ
ظعنوا فما لكَ لا تفارقهمْ
يا قلبُ إنْ رَحَلُوا وَإنْ حَطُّوا
وكأنَّ عيسَهُمُ، على حَدَقٍ
تدمي الجفونَ دموعها تخطو
أَلِفتْ جِوارَ الرَّكبِ غانية ٌ
يأبى جوارَ عقودها القرطُ
والعينُ ممّا الهندُ تطبعهُ
والقدُّ ممّا ينبتُ الخطُّ
ربعيَّة ُ الآباءِ إنْ نسبتْ
فَلَها أَراقِمُ وائِلٍ رَهْطُ
يا سلمُ شفَّ الجسمَ وعدكِ لي
برضى ً يشفُّ وراءهُ سخطُ
وَمَلاثِ مِرْطِكِ، إنَّهُ قَسَمٌ
برٌّ يخصُّ بمثلهِ المرطُ
إنّي لأُحْيِي اللَّيْلَ مُكْتَئِباً
حَتّى يُرَى وَفُرُوعُهُ شُمْطُ
في منزلٍ أودعتِ عرصتهُ(31/460)
مِسْكاً يَمُجُّ فَتيتَهُ المِشْطُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> لاحَ بريقٌ يلمعُ
لاحَ بريقٌ يلمعُ
رقم القصيدة : 26264
-----------------------------------
لاحَ بريقٌ يلمعُ
لمغرمٍ لا يهجعُ
وَهاجَ وَجْداً لَمْ يَزَلْ
تطوى عليهِ الأضلعُ
وَقَد تَوالَتْ مِنْ سَنا
هُ لمعاتٌ تخدعُ
فَحالَ بَيْنَ ناظِرِي
وبينهنَّ الأدمعُ
وَكَيْفَ يُخْلِي العَيْنَ مِنْ
دمعٍ فؤادٌ موجعُ
صبا إلى نجدٍ وقدْ
سُدَّ إليهِ المَطْلَعُ
وقلتُ إذْ حنَّ أبو الـ
ـمِغْوارِ وَهْوَ أَرْوَعُ
ولمْ يكنْ منْ صدما
تِ النّائباتِ يجزعُ
إنْ خارَ منها عوده
فالمشرفيُّ يطبعُ
ليسَ إلى وادي الغضى
فيما أظنُّ مرجعُ
وَالعِيسُ قَدْ أَخْطَأَها
عَلى النُّقَيْبِ مَرْتَعُ
فما بهِ ماءٌ روى ً
ولا مرادٌ ممرعُ
وَهُنَّ تَحْتَ أَنْسُعٍ
كَأَنَّهُنَّ أَنْسُعُ
صبراً فقدْ أرَّقني
حَنينُكِ المُرَجَّعُ
يا حبَّذا نجدٌ وريَّ
ـا والحمى والأجرعُ
وظلُّهُ الألمى حوا
ليهِ غديرٌ مترعُ
رَيّا الّتي اخْتِيرَ لَها
بِذِي الأراكِ مَرْبَعُ
غرثى الوشاحينِ ولـ
كنَّ السِّوارَ مُشبَعُ
أشتاقها والقلبُ منّـ
ي للغرامِ أجمعُ
وَبَيْنَنا بِيدٌ بِأَيْـ
دي النّاجياتِ تُذرعُ
فما لسمعي بالملا
مِ إنْ حننتُ يُقرعُ
والإبلُ الهوجُ إلى
ألاّفهنَّ تنزعُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وشعبٍ نزلناهُ وفي العيشِ غِرَّة ٌ
وشعبٍ نزلناهُ وفي العيشِ غِرَّة ٌ
رقم القصيدة : 26265
-----------------------------------
وشعبٍ نزلناهُ وفي العيشِ غِرَّة ٌ
بمرتبعٍ رحبِ المحلِّ خصيبهِ
وَلَمْ يَكُ فينا ماجِدٌ أَغْمَدَ النُّهى
غرارَ الشَّبابِ المنتضى في مشيبهِ
ونحنُ بوادٍ خيَّمتْ أمُّ سالمٍ
به، ذي ثَرى غَضٍّ النَّباتِ رَطيبِه
تضوَّعَ مسكاً حينَ ناجاهُ ذيلها
كأنَّ محانيهِ مذاكٍ لطيبهِ
وكم مِنْ نَهارٍ ضمَّ قُطْرَيهِ سَيْرُنا
يذوبُ الحصى منْ جزعهِ في لهيبهِ
وليلٍ طويناهُ وللرَّكبِ طربة ٌ(31/461)
إذا عَبَّ نَجْمٌ جانحٌ في مغيبهِ
فيا نازلي رملَ الحمى هلْ لديكمُ
شفاءٌ لصبٍّ داؤهُ منْ طبيبهِ
وفيكمْ قرى ً للطارقينَ فزاركمْ
مُحِبٌّ ليُقْرَى نظرة ً من حبيبِهِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أرضَ العُذيبِ أَما تنفكُّ بارقة ٌ
أرضَ العُذيبِ أَما تنفكُّ بارقة ٌ
رقم القصيدة : 26266
-----------------------------------
أرضَ العُذيبِ أَما تنفكُّ بارقة ٌ
تسمو بطرفي إلى الرَّيَّانِ أوْ حضَنِ
أصبو إلى أرضِ نجدٍ وهيَ نازحة ٌ
والقلبُ مشتملٌ منّي على الحزنِ
وأسألُ الرَّكبَ عنها والدُّموعُ دمٌ
بِناظرٍ لمْ يَخطْ جَفْنا على وَسَنِ
وإنْ سرى البرقُ منْ تلقائها غرضتْ
عيسي بذي سلمٍ منْ مبركٍ خشنِ
والرّيحُ إنْ نَسَمَتْ عُلُويّة نَضَحَتْ
بالدمع حنَّة َ عُلْوِيٍّ إلى الوَطَنِ
فهلْ سبيلٌ إلى نَجدٍ وساكنهِ
يهزُّ منْ ألفَ المصرينِ للظَّعنِ
ليس العراقُ لهُ بَعدَ الحمى وطناً
يَميسُ عافِيهِ بينَ الحَوضِ وَالعَطَنِ
وتَستَريحُ المَطايا من تَوَقُّصها
إذا فلتْ لممَ الحواذنِ بالثَّفنِ
فليتَ شِعري وَكم غّرَّ المُنى أُمماً
مِنْ فرعِ عدنان والأذْواءَ مِنْ يَمَنِ
هل أهبطنّ بلاداً أهلها عربٌ
لَم يَشرَبوا غيرَ صوبِ العارضِ الهتنِ
على مُطهَّمة ٍ جردٍ جحافلها
بيضٌ تلوحُ عليها رغوة ُ اللَّبَن
إذا رَمَوا مَنْ يُعاديهمْ بَها رَجَعَتْ
بالنّهبِ دامية َ اللَّبَّاتِ والثُّنَن
فلا دروعَ لهمْ إلاّ جلودهمُ
ولا عليهمْ سوى الأحسابِ منْ جننِ
إنْ يجمعِ اللّه شَمْلي يا هُذَيْمُ بِهمْ
فَلَسْتُ ما عِشتُ بِالزَّاري على الزَّمنِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سقى الرَّملَ منْ أجفانِ عينيَّ والحيا
سقى الرَّملَ منْ أجفانِ عينيَّ والحيا
رقم القصيدة : 26267
-----------------------------------
سقى الرَّملَ منْ أجفانِ عينيَّ والحيا
وثغرِ سُلَيْمى الدَّمْعُ والقَطْرُ والظَّلْمُ
فما بهوى ً بينَ الضُّلوعِ أُجنُّهُ(31/462)
لِغَيْرِ هُذَيْمٍ صاحبي أَوْ لهُ علمُ
وقدْ كنتُ ألقى عندهُ كلَّ غادة ٍ
حصانٍ لها في قومها شرفٌ ضخمُ
نأتْ فدُموعي اللُّؤْلُؤُ النَّثرُ بعدها
وَلي قَبْلَهُ مِنْ ثَغْرِها اللُّؤْلُؤُ النَّظمُ
وكانتْ ليالينا قصاراً على الحمى
فلستُ بناسيهنَّ ما طلعَ النَّجمُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> كيفَ السُّلوُّ وقلبي ليسَ ينساكِ
كيفَ السُّلوُّ وقلبي ليسَ ينساكِ
رقم القصيدة : 26268
-----------------------------------
كيفَ السُّلوُّ وقلبي ليسَ ينساكِ
وَلا يَلَذُّ لِساني غيرَ ذِكراكِ
أشكُو الهَوى لترقِّي يا أُميْمَة ُ لِي
فطالما رَفِقَ المَشْكُوُّ بالشّاكِي
ولستُ أحسبُ منْ عمري وإنْ حسنتْ
أيَّامهُ بكِ إلاّ يومَ ألقاكِ
وما الحمى لكِ مغنى ً تنزلينَ بهِ
وَليسَ غيرَ فُؤادِ الصَّبِّ مَغْناكِ
يشقى ببعضيَ بعضي في هواكِ فما
للعينِ باكية ً والقلبُ يَهواكِ؟
إنْ يحكِ ثَغْرَكِ دَمْعِي حينَ أَسْفَحُهُ
فإنّني جُدتُ لِلْمَحْكِيِّ بِالحاكي
وَمِنْ عُقودِك ما أَبكي عليكِ بهِ
وهلْ عقودكِ إلاّ منْ ثناياكِ
ما كنتُ أعلمُ أنَّ الدُّرَّ مسكنهُ
يكونُ جيدكِ أوْ عينيَّ أو فاكِ
وَرُبَّ لَيْلٍ أَرانِي الفَجْرُ أَوَّلَهُ
بِحَيْثُ أَشْرَقَ لي فيهِ مُحَيَّاكِ
فَكادَ، وَالرُّعْبُ يَطوينا وَيَنْشُرُنا
يُحَدِّثُ الَحيَّ عَنْ مَسْراكِ رَيّاكِ
ثمَّ انصرفتِ فما ناجى خطاكِ ثرى ً
إلاّ تضوَّعَ مسكاً طابَ ممشاكِ
وأنتَ يا سعدُ تلحاني على جزعي
إذْ فاتني رشأٌ ضمَّتهُ أشراكي
وَالصَّبْحُ يَعْلَمُ ما أَبْكَى العُيونَ بِهِ
فَسَلْ مَباسِمَهُ عَنْ مَدْمَعِ الباكي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> تَراءَتْ لِمَطْويِّ الضُّلوعِ عَلى الهَوى
تَراءَتْ لِمَطْويِّ الضُّلوعِ عَلى الهَوى
رقم القصيدة : 26269
-----------------------------------
تَراءَتْ لِمَطْويِّ الضُّلوعِ عَلى الهَوى
لَدى السَّرحَة ِ المِحْلالِ أُخْتُ بَني كَعْبِ(31/463)
فقد نكأتْ قرحاً رجوتُ اندمالهُ
بقرحٍ فزيدَ القلبُ كرباً على كربِ
وأبكى هُذيماً أرقأَ اللهُ دمعهُ
أَنينِي حَتّى أَيْقَظَتْ أَنَّتي صَحْبي
وَقَبْضيِ بِكلْتا راحَتَيَّ على الحَشَى
ورميي بإحدى مقلتيَّ إلى الرَّكبِ
وَلَمْ يَكُ لِي غَيْرَ العُلَيْمِيِّ مُسْعِدٌ
أَلا لا رَأى ما يُضْرِعُ الخَدَّ مِنْ خَطْبِ
فَدونَكِ يا ظَمْياءُ مِنِّي جَوانِحاَ
سيحملها وجدي على مركبٍ صعبِ
جرتْ عبرتي والقلبُ غصَّ بهمِّهِ
فَعِقْدُكِ مِنْ دَمْعى ، وَقُلْبُكِ مِنْ قَلْبي
ليهنكِ أنّي لا أزالُ على أسى
وأنِّيَ لا ألقاكِ إلاّ على عتبِ
أَحِنُّ إلى مَيْثاءَ حاليَة َ الثَّرى
وَأَصْبُو إلى وَعْساءَ طَيِّبَة ِ التُّربِ
وَأَصحَبُ مِنْ جَرَّاكِ مَنْ سَكَنَ الفَلا
وأشرقُ منْ ذكراكِ بالبارد العذبِ
العصر العباسي >> البحتري >> يا مستردا قليل نائله
يا مستردا قليل نائله
رقم القصيدة : 2627
-----------------------------------
يا مُسْتَرِدّاً قَلِيلَ نائِلِهِ،
أكُلُّ هذا حِرْصاً على العشَرَهْ
ظننت فيها الغنى فتأخذها
من شاعر أم حسبتها كمره
دونَكَها إنّها مُصَرَّفَةٌ
عَقارِباً في البلادِ مُنْتَشِرَهْ
جاد لنا من غلامه أبداً
يغرس في جانب آسته جزره
العصر العباسي >> الأبيوردي >> واهاً لليلتنا على عذبِ الحمى
واهاً لليلتنا على عذبِ الحمى
رقم القصيدة : 26270
-----------------------------------
واهاً لليلتنا على عذبِ الحمى
ودموعنا شرقتْ بها الألحاظُ
والعاذلاتُ هواجعٌ خاضَ الكرى
أَجْفانَها، وَذَوُو الهَوى أَيْقاظُ
فَسَقى الحَيا وَمَدامِعي رَبْعاً بِهِ
قَسَتِ القُلوبُ وَرَقَّتِ الأَلفْاظُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وظَلامٍ قَيَّدَ العَيْنَ بِهِ
وظَلامٍ قَيَّدَ العَيْنَ بِهِ
رقم القصيدة : 26271
-----------------------------------
وظَلامٍ قَيَّدَ العَيْنَ بِهِ
لَيْلَة ُ ضَلَّ بِها العَيْنَ الكَرى
خضتهُ والدَّرعُ فوقي وطوتْ(31/464)
تحتيَ المهرة ُ أجوازَ الفلا
لَمعَ النَّجْمُ على جَبْهَتِها
وَتَرَدَّتْ بِجلابيبِ الدُّجَى
فأتتْ ريماً هضيماً كشحهُ
ثَمِلَ العَيْنَيْنِ، مَوْهونَ الخُطا
كادَ يَشْفي بِجَنى ريقَتِهِ
غلّة ً مسجورة ً لولا التُّقى
ووشى العطرُ بهِ إذْ بلَّهُ
آخِرَ اللَّيْلِ سَقيطٌ مِنْ نَدى
وَأَذَاع الحَلْيُ سِرَّا كاتِماً
فتركنا منْ توقِّيهِ السُّرى
وأرابَ الحيَّ حتّى هابهمْ
رَشَا عانَقَهُ ذِئْبُ الغَضى
إنَّ ما أحذرهُ أربعة ٌ
تودعُ القلبَ تباريحَ الجوى
وَأَنا مِنْها كَمَنْ يَبْتَلُّ مِنْ
دَمِهِ أَشْداقُ آسادِ الشَّرى
عَرَقٌ طابَ، وَوَجْهٌ يَرْتَدي
بسنا البدرِ ومسكٌ وحلى
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وقفتُ على رَبعيْ سليمى بعالجٍ
وقفتُ على رَبعيْ سليمى بعالجٍ
رقم القصيدة : 26272
-----------------------------------
وقفتُ على رَبعيْ سليمى بعالجٍ
وقدْ كادَ أنْ يشكو البلى طللاهما
فَأَذْرَيْتُ مِنْ عَيْنَيَّ ما رَوِيا بِهِ
وَلَمْ يُرْوِ مِنّي غُلّة ً وَشَلاهُما
وقالَ أبو المغوارِ: أيُّهما الّذي
تهيمُ بهِ وجداً؟ فقلتُ كلاهما
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وظلماءَ منْ ليلِ التَّمامِ طويتُها
وظلماءَ منْ ليلِ التَّمامِ طويتُها
رقم القصيدة : 26273
-----------------------------------
وظلماءَ منْ ليلِ التَّمامِ طويتُها
لألقى أناة َ الخطوِ منْ سلفيْ سعدِ
أُمَزِّقُ جِلْبابَ الظَّلامِ كَما فَرى
أخو الحزنِ ما نالتْ يداهُ منَ البُردِ
وَقَدْ عَبَّ في كَأْسِ الكَرى كُلُّ راكِبٍ
فمالَ نزيفاً والجيادُ بنا تردي
وَحَلَّ عِقالَ الوَجْدِ شَوْقٌ كَأَنَّهُ
شرارة ُ ما يرفضُّ منْ طرفِ الزَّندِ
وأوقرَ أجفاني دموعٌ نثرتها
على مِحْمَلي نَثْرَ الجُمانِ مِنَ العِقْدِ
فَلَمْ يُبْقِ مِنّي الحُبُّ إِلاّ حُشاشَة ً
يُجاذِبُنِيها ما أُعاني مِنَ الوَجْدِ
وظمياءَ لا تجزي المحبَّ بودِّهِ
وللهِ ما يخفيهِ منهُ وما يُبدي(31/465)
وتوهي مريراتِ العهودِ خيانة ً
لِمُصْفِي الهَوى راعِي المَوَدَّة ِ وَالعَهْدِ
وترتاحُ للواشي بأذنٍ سميعة ٍ
تلقَّفُ منهُ ما ينيرُ وما يسدي
وتنكرُ حتّى ليلة َ الجزعِ بالحمى
ليالينا بالسَّفحِ منْ علميْ نجدِ
وقدْ زرتها والباتراتُ هواتفٌ
بنا وأنابيبُ الرُّدينيَّة ِ الملدُ
وَذُقْتُ لهاـ أسْتَغْفِرُ اللّهَ ـ ريقَة ً
كبيضاءَ قدْ شيبتْ بحمراءَ كالوردِ
وَنِلْتُ حَديثاً كادَ يَغشى مواقفي
منَ القلَّة ِ الشَّماءِ بالأعصمِ الفردِ
ولمّا افترقنا كانَ ما وعدتْ بهِ
سَراباً، وَمَنْ بِالمْاء مِنْ حَجَرٍ صَلْدِ؟
ومنْ عجبٍ أنْ تخلفَ العهدَ غادة ٌ
أَبي وأَبوها مِن بَني صادقِ الوَعْدِ
وبالقلبِ وَشمٌ من هواها وَلَمْ يَكُنْ
ليمحوهُ غدري حياءً من المجدِ
أَحِنُّ إليها والعُلَيْمي عاذِلِي
هُذَيْمُ أَفِقْ مِنْ مَنْطقٍ حَزَّ في جِلدي
فَلَوْلا ابْنَة ُ السَّعديِّ لَمْ يَكُ مَنزلي
بحيثُ العرارُ الغضُّ يلتفُّ بالرَّندِ
ولا هاجَ شَوقي نَفحَة ٌ غَضَويَّة ٌ
غداة َ تلقتها العرانينُ منْ نجدِ
ومنْ أَجلها أُبدي الخُضوعَ لِقَومها
وأمحضهمْ ودِّي وأوطئهمْ خدِّي
ولي شيمة ٌ عسراءُ ترأمُ نخوة ً
تحلِّئُ سيفي عنْ مُضاجعة ِ الغمدِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> إذا نَشَرَ الحَيا حُللَ الرَّبيعِ
إذا نَشَرَ الحَيا حُللَ الرَّبيعِ
رقم القصيدة : 26274
-----------------------------------
إذا نَشَرَ الحَيا حُللَ الرَّبيعِ
فَوَشّعَ نَورُهُ كَنَفيْ وشيعِ
وقفتُ بهِ فذكَّرني سليمى
وعادَ بنشرها أرجُ الرَّبيعِ
بِها سُفْعٌ تَبُزُّ شُؤونَ عَينِي
خَبيئَهَ ما ذَخرنَ منَ الدُّموعِ
فناحَ حمامها وحكتهُ حتّى
وَجَدْتُ الطَّرفَ يَسْبَحُ في النَّجيعِ
أيا بنة َ عامرٍ ماذا لقينا
بربعكِ منْ حماماتٍ وقوعِ
لَبِسْتُ بِهِ الشَّبابَ فَقَدَّ شَيبي
مجاسدَ ليلهِ بيدِ الصَّديعِ
وكانتْ أيكة ُ الدُّنيا لدينا
على النُّعْمى مُهَدَّلَة َ الفُروعِ(31/466)
ترى أطنابنا متشابكاتٍ
كأنَّ بُيوتَنا حَلَقُ الدُّروعِ
فقدْ نضبتْ بشاشة ُ كلِّ عيشٍ
غَزيرٍ دَرُّهُ شَرِقِ الضُّروعِ
وكادَ الدَّهرُ يقطرُ مجتلاهُ
على الأثلاتِ بالسُّمِّ النَّقيعِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> عندي لأهلِ الحمى والرَّكبُ مرتحلُ
عندي لأهلِ الحمى والرَّكبُ مرتحلُ
رقم القصيدة : 26275
-----------------------------------
عندي لأهلِ الحمى والرَّكبُ مرتحلُ
قلبٌ يشيِّعهمْ أو مدمعٌ هَطِلُ
أَمَّا الفؤادُ فلا يَبغِي بهم بدلاً
وهلِ عنِ الرُّوحِ إنْ فارَقْتُها بَدَلُ
وَفي الهَوادِجِ مَنْ يُغْرِي العَواذِلَ بِيَ
وهنَّ يعجزنَ عمّا تصنعُ الإبلُ
تَرْنُو إلَيَّ على رُعْبٍ يُخامِرُها
تَلَفُّتَ الظَّبْيِ حِينَ اعْتادَهُ الوَجَلُ
وَلي إلَيها، وإِنْ خِفْتُ العِدا، نَظَرٌ
أَلْوي لَهُ الجِيدَ أَحْياناً إذا غَفَلُوا
وكيفَ يجدي على الصَّادي تلفُّتهُ
إلى مناهلَ سدَّتْ دونها السُّبلُ
نَأَتْ ولَمْ تَكُ نَفْسِي بَعْدَ فُرْقَتِها
تَرْجو الحياة َ ولكنْ أُخِرَّ الأَجَلُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أغضُّ جماحَ الوجدِ بينَ الجوانحِ
أغضُّ جماحَ الوجدِ بينَ الجوانحِ
رقم القصيدة : 26276
-----------------------------------
أغضُّ جماحَ الوجدِ بينَ الجوانحِ
بِدَمْعٍ مِنَ العيْنِ الطَّليحَة ِ سافِحِ
وإنْ هبَّ علويُّ الرِّياحِ تطلَّعتْ
نوازعُ منْ شوقٍ على الصَّبِّ جامحِ
كَأَنَّ الْتِوائي مِنْ جَوى ً وصَبَابَة ٍ
ترنُّحُ نشوانٍ منَ السُّكرِ طافحِ
حننتُ إلى وادي الغضى سقيَ الغضى
حيا كلِّ غادٍ منْ سحابٍ ورائحِ
أكرُّ إليهِ نظرة ً بعدَ نظرة ٍ
بطرفٍ إلى نجدٍ على النّأي طامحِ
ولمّا جزعنا الرَّملَ قال لنا السُّرى
ألا رفِّهوا عنْ ساهماتٍ طلائحِ
فنمنا غشاشاً ثمَّ ثرنا منَ الكرى
إلى كُلِّ نِضْوٍ لاغِب الصَّوْتِ رازِحِ
وَقَوَّمتُ مِنْ أَعْناقِها عَنْ ضَلالِها
بِأَرْجاءِ عُرْيانِ الطَّريقَة ِ واضِحِ(31/467)
وقد كَلَّفَتْني دُلْجَة َ اللَّيلِ غادَة ٌ
شبيهة ُ خشفٍ يتبعُ الأمَّ راشحِ
وتوردني والشَّمسُ ذابَ لعابها
وقَائِعَ تَحْكيها مُتونُ الصَّفائِحِ
فَطَوْراً أَجوبُ الأرْضَ فوقَ مَطِيَّة ٍ
وَطَوْراً على ضافِي السَّبيبَة ِ سابِحِ
وأبكي بعينٍ يمتري عبراتها
تَبَسُّمُ بَرْقٍ آخِرَ اللَّيْلِ لائِحِ
وقَلْبي إذا ما عاوَدَ البُرءَ هاضَهُ
بُكاءُ حَمامٍ يَذْكُرُ الإلْفَ نائِحِ
وهيفاءَ نشوى اللَّحظِ والقدِّ والخطا
غذيَّة َ عيشٍ في الشَّبيبة ِ صالحِ
تَلَفَّتُ نَحْوي في ارتِقابٍ وَخيفة ٍ
تَلَفتُّ ظَبْيٍ في الصَّريمَة ِ سانِحِ
أصابتْ فؤادي إذ رمتني مشيفة ً
على طمحاتٍ منْ عيونٍ لوامحِ
وقد علمتْ أنَّ الرَّميَّ بقاؤهُ
قَليلٌ بِسَهْمٍ بينَ جَنْبَيْهِ جارِحِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> مَرَرْتُ على ذاتِ الأبارِقِ مَوْهِناً
مَرَرْتُ على ذاتِ الأبارِقِ مَوْهِناً
رقم القصيدة : 26277
-----------------------------------
مَرَرْتُ على ذاتِ الأبارِقِ مَوْهِناً
فعارَضَني بِيضُ التَّرائِبِ غِيدُ
وقد أشرقتْ مصقولة ً بيدِ الصِّبا
وجُوهٌ عَلَيها نَضْرَة ٌ وَخُدودُ
وألْقَتْ قِناعَ الفَجْرِ قَبْلَ أوانِهِ
فَهَبَّ حَمامُ الأَيْكِ وهيَ هُجودُ
وأَبْصَرتُ أَدْنى صاحِبيَّ يَهُزُّهُ
على طربٍ ميلُ السَّوالفِ قودُ
فَمالَ وَأَبْكاهُ الغَرامُ كَأَنّهُ
على الكورِ غصنٌ ريحَ وهوَ مجودُ
فَقال: تَرى يابْنَ الأَكارِمِ ما أَرى
ألاحَ ثغورٌ أمْ أضاءَ عقودُ؟
فَقُلْتُ لَهُ: نَهْنِهْ دُموعَكَ إِنَّها
ظباءٌ حمى أسرابهنَّ أسودُ
هَبِ القُرَشِيَّ اعْتادَهُ لاعِجُ الهَوى
ومادَ فما للعامريِّ يميدُ؟
رنا نحوها طرفي وقلبي كلاهما
فَلَمْ أدْرِ أيَّ النَاظرينِ أذودُ
لَئِنْ نَشَبَتْ مِنْ سِرْبِها فِي حِبالَتي
مليحة ُ ما وارى البراقعُ رودُ
فَإنِّي وَحُبِّيها أَلِيَّة َ عاشِقٍ
يَبَرُّ التُّقى أَيْمانَهُ لَصَيودُ(31/468)
العصر العباسي >> الأبيوردي >> قلَّ في الهوى حيلي
قلَّ في الهوى حيلي
رقم القصيدة : 26278
-----------------------------------
قلَّ في الهوى حيلي
يا كثيرة َ المللِ
كَمْ أَبِيتُ مُمْتَرياً
خلفَ دمعيَ الهطلِ
رُبَّ عَبْرَة ٍ نَضَحَتْ
وَرْدَ خَدِّكِ الخَجِلِ
ليتني على عجلٍ
أجتنيهِ بالقبلِ
فالعَذولُ مُنْتَظِرٌ
أنْ تخيِّبي أملي
والمحبُّ في كمدٍ
والعَذولُ في جَذَلِ
فالهوى وأيسرهُ
ما ترين من وَجلي
هَلْ يَخِفُّ مَحْمِلُهُ
يا ثَقيلَة َ الكَفَلِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> عَلى التَّلَعاتِ الحُوِّ مِنْ أيمَنِ الحِمى
عَلى التَّلَعاتِ الحُوِّ مِنْ أيمَنِ الحِمى
رقم القصيدة : 26279
-----------------------------------
عَلى التَّلَعاتِ الحُوِّ مِنْ أيمَنِ الحِمى
لِكَعْبِيَّة ٍ آباؤُها طَلَلٌ قَفْرُ
كأنَّ بقاياهُ وشائعُ يمنة ٍ
ينشِّرها كيما يُغالي بها التَّجرُ
وَقَفْنا بِهِ والعَيْنُ تَجْرِي غُروبُها
وتُرْزِمُ عِيسٌ في أَزِمَّتها صُعْرُ
ويعذلني صحبي ويسبلُ دمعهُ
خليلي هُذيمٌ بلَّ هامتهُ القطرُ
ولستُ أبالي منْ يلومُ على الهوى
فَلِي فِي هَوى سَلْمَى وأَتْرابِها عُذْرُ
نَحيلَة ُ مُسْتَنِّ الوِشاحِ خَريدَة ٌ
إذا نهضتْ لمْ يستطعْ ردفها الخصرُ
تَميسُ اهتِزازَ الغُصْنِ مِنْ نَشْوَة ِ الصِّبا
أمنْ مقلتيها أسكرَ القدمَ الخمرُ
وما أنسَ لا أنس الوداعَ وقولها:
بَني عَبْدِ شَمْسٍ أَنْتُمُ في غَدٍ سَفْرُ
أَجَلْ نَحْنُ سَفْرٌ في غَدٍ، وَدُموعُنا
بنحركِ أوْ بالمبسمِ العقدُ والثَّغرُ
ورحنا سراعاً والقلوبُ مشوقة ٌ
أقامَتْ بِها الأَشْجانُ وَارتَحَلَ الصَّبرُ
حَمامَة َ ذاتِ السِّدْرِ باللهِ غَرِّدي
يُجاوِبْكِ صَحْبِي بِالنَّقا، سَقِيَ السِّدْرُ
أيُسعدُ منْ يُدمي جوانحهُ النَّوى
حمامٌ لديهِ الإلفُ والفرخُ والوكرُ
يناغيهما حتّى يميلَ إليهما
إذا اكْتَنَفاهُ الجِيدُ مِنْهُ أوِ النَّحْرُ(31/469)
ولا يَسْتَفِزُّ الشَّوقُ إلاّ مُتَيَّماً
إذا ذُكِرَ الأَحْبابُ رَنَّحَهُ الذِّكْرُ
وبالقارَة ِ اليُمْنى عَلَى عَذَبِ الحِمى
عِذابُ الثَّنايا، مِنْ سَجِيَّتِها الهَجْرُ
تَذَكَّرْتُها وَاللَّيْلُ يُسْبِلُ ظِلَّهُ
فبتُّ أريقُ الدَّمعَ حتّى بدا الفجرُ
العصر العباسي >> البحتري >> سرى من خيال المالكية ما سرى
سرى من خيال المالكية ما سرى
رقم القصيدة : 2628
-----------------------------------
سرَى من خَيالِ المالكِيّةِ ما سَرَى،
فَتَيّمَ ذا القَلْبِ المُعَنّى، وَأسهَرَا
دُنُوٌّ بأحْلامِ الكَرَى منْ بعِيدةٍ،
تُسيءُ بنا فِعْلاً، وَتَحسُنُ منظَرَا
وَما قَرُبَتْ بالطّيْفِ إلاّ لتنْتَوي،
وَلا وَصَلَتْ في النّوم إلاّ لتَهْجُرَا
لقدْ منعتْ والمنعُ منْها سَجِيّةٌ،
وَلَوْ وَصَلَتْ كانتْ على الوْصْل أقدرَا
تعَذّرَ منها الوَصْلُ وَالوَصْلُ مُمكِنٌ،
وَقَصْرُ نَوَالِ البِيضِ أن يتعذّرَا
فَلْو شاءَ هذا القلْبُ في أوّل الصّبا،
لَقَصّرَ عنْ بعضِ الصبا، أو لأقصرَا
وَلكِنّ وَجْداً لمْ أجِدْ منهُ موْئِلاً،
وَمَوْرِدَ حُبٍّ لم أجِدْ عنهُ مصْدرَا
هَوَىً، كان غَضّاً بيْنَنَا مُتَقَدَّماً،
كما صَابَ وَسمِيُّ الغَمامِ، فبَكّرَا
نَظَرْتُ، وَضَمّتْ جانِبَيّ الْتفاتَةٌ،
وَما التَفَتَ المُشْتاقُ إلاّ لينْظُرَا
إلى أُرْجُوَانِيٍ مِنَ البَرْقِ، كُلّما
تَنَمّرَ عُلْوِيُّ السّحَابِ تَعَصْفَرَا
يُضيءُ غَماماً فَوْقَ بَطْياسَ وَاضِحاً
يَبُصّ، وَرَوضاً دون بَطْياسَ أخْضَرَا
وَقَدْ كانَ محْبُوباً إليّ لَوَ أنّهُ
أضَاءَ غَزَالاً عِندَ بَطْياسَ أحْوَرَا
لَقَدْ أُعْطِيَ المُعْتَزُّ بالله نِعْمَةً
منَ الله، جلّتْ أن تُحَدّ وَتُقدَرَا
تَلافَى بهِ الله الوَرَى مِنْ عظيمَةٍ،
أناخَتْ على الإسلامِ، حَوْلاً وَأشهُرَا
وَمنْ فتْنَةٍ شَعْوَاءَ غَطّى ظلامُها
على الأفْقِ، حتى عادَ أقتَمَ أكْدرَا(31/470)
أغَرُّ مِنَ الأمْلاكِ، إمّا رَأيْتَهُ
رَأيْتَ أبا إسْحاقَ، وَالقرْمُ جَعفرَا
أُعِينَ بِأسْيافِ المَوَالي وَصَبْرِهِمْ
على المَوْتِ، لمّا كافحوا الموْتَ أحمرَا
تَقَدّمَ في حقّ الخلافَةِ سَهْمُهُ،
إذا رَدّ فيها غَيرَهُ، فَتَأخّرَا
وَيُصْبحُ معروفاً لهُ الفضْلُ دونَهُمْ،
وَما يَتَداعَاهُ الأباعِدُ مُنْكَرَا
أقامَ منارَ الحقّ، حتى اهتدَى بهِ،
وَأبْصَرَهُ مَنْ لمْ يكُنْ قطّ أبْصَرَا
وعادَتْ على الدّنْيا عوائِدُ فضْلِهِ،
فأقْبَلَ منْها كلُّ ما كانَ أدْبَرَا
بحِلْمٍ كأنّ الأرْضَ منْهُ توَقّرَتْ،
وَجُودٍ كأنّ البَحْرَ منْهُ تَفَجّرَا
عَمَرْتَ، أمِيرَ المُؤمِنينَ، مُسَلماً،
فَعُمْرُ النّدَى وَالجودِ في أن تُعمَّرَا
وَلَيْسَ يُحاطُ المجْدُ وَالحمدُ وَالعلا
بأجْمَعِها، حَتى تُحاطَ وَتُنصَرَا
كرمت فكان القطر أدنى مسافة
وأضيق باعا من نداك وأقصرا
وَلمّا تَوَلّيْتَ الرّعِيّةَ، مُحْسِناً،
مَنَعْتَ أقاصي سِرْبهِا أن تُنَفّرَا
جَرَيْتَ، وكان القُطْرُ أدْنى مسافةً،
وأضْيَقَ باعاً منْ نَداكَ وأقْصَرَا
نَهَضْتَ بِأعْبَاءِ الخِلافَةِ كافِياً،
وما زلت مرجوا لها منتظراً
فلمْ تَسْعَ فيها إذ سعَيْتَ مُثبَّطاً،
وَلمْ ترْمِ عَنْها إذْ رَمَيْتَ مُقصِّرَا
وَما زلْتَ إن سالَمْتَ كنتَ مُوَفَّقاً
رَشيداً، وَإن حارَبْتَ كُنتَ مظَفّرَا
لَئِنْ فُتَّ غاياتِ الأئِمّةِ سَابِقاً،
فطُلْتَ المُلوكَ سائِساً وَمُدبِّرَا
فَلا عَجَبٌ في أنْ يغِيضُوا وَتَعتلي،
ولا مُنْكَرٌ في أنْ يَقِلّوا وَتَكثُرَا
وَقَدْ تَرَكَ العبّاسُ عِندَكَ وَابْنُهُ
عُلا طلْنَ مرْمى النجمِ حيْثُ تحَيّرَا
هُما وَرّثاكَ ذا الفَقارِ، وَصَيّرَا
إليْكَ القَضِيبَ وَالرّداءَ المُحَبَّرَا
فَأيُّ سَناءٍ لَسْتَ أهْلاً لِفَضْلِهِ،
وَأوْلى بهِ منْ كلّ حيٍّ وَأجْدَرَا
وَأنْتَ ابنُ مَن أسقى الحجيجَ على الظما،
وَناشَدَ في المَحلِ السحابَ فأمْطَرَا(31/471)
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وروضة ٍ زرتها والحميريُّ معي
وروضة ٍ زرتها والحميريُّ معي
رقم القصيدة : 26280
-----------------------------------
وروضة ٍ زرتها والحميريُّ معي
وصارمٌ خذمُ الغربينِ والفرسُ
وفي المباسمِ منْ أنوارها شنبٌ
وفِي شِفاهِ الرُّبا مِنْ زَهْرِها لَعَسُ
والغيمُ لمْ يذرِ دمعاً كادَ يسفحهُ
بِها، وَها هُوَ في جَفْنَيْهِ مُحْتَبِسُ
فانعمْ هُذيمُ بعيشٍ طابَ مشرعهُ
وابلغْ بهِ بعضَ ما تهوى وتلتمسُ
وخالسِ الدَّهرَ يوماً صالحاً غفلتْ
عَنْهُ الخُطوبُ، فَأَوْقاتُ الفَتى خُلَسُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وركبٍ يزجورنَ على وجاها
وركبٍ يزجورنَ على وجاها
رقم القصيدة : 26281
-----------------------------------
وركبٍ يزجورنَ على وجاها
بِقارِعَة ِ النَّقَا قُلُصاً عِجالا
فَحالَتْ دُونَهُمْ تَلَعاتُ نَجْدٍ
كَما وارَيْتَ بِالْقُرُبِ النِّصَالا
حَمَلْنَ مِنَ الظِّباءِ العِيْنِ سِرباً
وقدْ عوِّضنَ عنْ كُنسٍ رِحالا
وفي الأحداجِ بدرٌ منْ هلالٍ
ضممنَ إليهِ منْ بدرٍ هلالا
وغانية ٍ لها سرٌّ مصونٌ
أكفكفُ عنهُ لي دمعاً مذالا
تواصلني وما بالنَّجمِ ميلٌ
وَتَهْجُرُني إذا ما النَّجْمُ مالا
فليتَ الدَّهرَ ليلٌ أرتديهِ
فَتَطْرُقَ مَضْجَعِي أَبَداً خَيالا
فَأَلْقاها على قُرْبٍ وبُعْدٍ
فَلا هَجْراً تُجِدُّ وَلا وِصالا
توقَّرَ أزرها شبعاً فقرَّتْ
وطاشَ وشاحها غرثاً فجالا
إذا نظرتْ إليَّ حكتْ مهاة ً
أوِ التفتتْ لمحتُ بها غزالا
وممّا شاقني بالرَّملِ برقٌ
قصيرٌ خطوهُ واللَّيلُ طالا
وذكَّرني ابتسامة َ أمِّ عمروٍ
فَأَبْكاني وَصَحْبِي والْجِمالا
سرى وهناً وطرفي يقتفيهِ
فلمْ يلحقهُ واقتسما الكلالا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وعدتِ والخلُّ موفيٌّ لهُ زفراً
وعدتِ والخلُّ موفيٌّ لهُ زفراً
رقم القصيدة : 26282
-----------------------------------
وعدتِ والخلُّ موفيٌّ لهُ زفراً(31/472)
بِابْنِ الغَمامِ مَشوباً بِابْنَهِ العِنَبِ
فَجِئْنَ ياسَاقِياتِ الخَمْرِ صافِيَة ً
بها قبيلَ ابتسامِ الفجرِ عنْ كثبِ
فإنَّ دغدغة َ الأقداحِ مهدية ٌ
إليَّ تعتعة ً للسُّكرِ تعبثُ بي
وَأَنْتِ يا عَلْوَ شِيمِي اللّحْظَ إنَّ لَهُ
في القَلْبِ وَقْعَ شَبا المَأْثورَة ِ القُضُبِ
ضحكتِ ثمَّ بكى الإبريقُ منتحبا
فالرِّيقُ والثَّغرُ مثلُ الرّاحِ والحببِ
ونحنُ في روضة ٍ جرّ النَّسيمُ بها
ذَيْلاً بِهِ بَلَلٌ مِنْ أَدْمُعِ السُّحُبِ
إِذَا ذَكَرْتُ ِبها نَجْداً وسَاكِنَهُ
وَضَعْتُ حُبْوَة َ حِلْمي في يَدِ الطَّرَبِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خَلا الجِزْعُ مِنْ سَلْمَى ، وَهاتيكَ دارُها
خَلا الجِزْعُ مِنْ سَلْمَى ، وَهاتيكَ دارُها
رقم القصيدة : 26283
-----------------------------------
خَلا الجِزْعُ مِنْ سَلْمَى ، وَهاتيكَ دارُها
كأنَّ مخطَّ النُّؤي منها سوارُها
وقدْ نزفَ الوجدُ المبرِّحُ أدمعي
فَهَلْ عَبْرَة ٌ ياصاحِبَيَّ أُعارُها
هِيَ الدّارُ جادَتْها الغَوادِي مُلِثَّة ً
تهيِّجُ أشجاناً فأينَ نوارُها؟
ضَعيفَة ُ رَجْعِ االنَّاظِرَيْنِ خَريدَة ٌ
يَرِقُّ ِلأَثْناءِ الوِشاح ِإِزارُها
وقفتُ بها أبكي وتذكرُ أينقي
مناهلَ يندى رندُها وعرارُها
وتمتاحُ ماءَ العينِ منِّيَ لوعة ٌ
مِنَ الوَجْدِ تَسْتَقْري الجَوانِحَ نارُها
وَأَذْكُرُ لَيْلاً خُضْتُ قُطْرَيْهِ بِالحِمى
وبتُّ يلَّهيني بسلمى سرارُها
نَفَضْتُ بِهِ بُرْدَيَّ عَنْ كُلِّ رِيبَة ٍ
تَشينُ، وَلَمّا يَلْتَبسْ بِيَ عارُها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> تأمَّلتُ ربعَ المالكيَّة ِ بالحمى
تأمَّلتُ ربعَ المالكيَّة ِ بالحمى
رقم القصيدة : 26284
-----------------------------------
تأمَّلتُ ربعَ المالكيَّة ِ بالحمى
فَأَذْرَيْتُ دَمْعِي وَالرَّكائِبُ وُقَّفُ
وأضحى هذيمٌ مسعداً لي على البكا
وَأَمْسى أَبُو المِغْوارِ سَعْدٌ يُعَنِّفُ(31/473)
وما برحتْ عيني تفيضُ شؤونها
ويُرزمُ نضوي والحمائمُ تهتفُ
فَيا وَيْحَ نَفْسِي لا أَرَى الدَّهْرَ مَنْزِلاً
لعلوة َ إلاّ ظلَّتِ العينُ تذرفُ
ولَوْ دامَ هذا الْوَجْدُ لَمْ تَبْقَ عَبْرَة ٌ
ولوْ أنَّني منْ لجَّة ِ البحرِ أغرفُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وهيفاءَ إنْ قامتْ فعاذتْ بخصرها
وهيفاءَ إنْ قامتْ فعاذتْ بخصرها
رقم القصيدة : 26285
-----------------------------------
وهيفاءَ إنْ قامتْ فعاذتْ بخصرها
منَ الرِّدفِ قال المرطُ ليسَ يعيذُ
رَمَتْ صاحِبي يَوْمَ النَّقا بِكُلَيْمَة ٍ
فمادَ كما هزَّ الخليعُ نبيذُ
وَحدَّثَنِي أَتْرابُها أَنَّ رِيقَها
على ما حَكى عُودُ الأراكِ، لَذيذُ
فأودعَ قلبي وصفهنَّ علاقة ً
فها أنا منْ ذاكَ الحديثِ وقيذُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ذَرا اللَّوْمَ يابْنَيْ سالِمٍ إِنَّ صَبْوَتِي
ذَرا اللَّوْمَ يابْنَيْ سالِمٍ إِنَّ صَبْوَتِي
رقم القصيدة : 26286
-----------------------------------
ذَرا اللَّوْمَ يابْنَيْ سالِمٍ إِنَّ صَبْوَتِي
رَمَتْ كُلَّ لاحٍ مِنْ إِبائي بِمُسْكِتِ
أمرُّ بحزوى مطرقاً خيفة َ العدا
وإنْ أرَ منهمْ غفلة ً أتلفَّتِ
وَلَوْلا الهَوى لَمْ أَتَّبِعْ خُدَعَ المُنى
فَلا تَطْمَعا في زَلّة ِ المُتَثَبِّتِ
أَيا دَهْرُ لِمْ فَرَّقْتَ بَيْنَ أَحِبَّتي
وما تبتغي منْ شمليَ المتشتِّتِ؟
وَلي كَبِدٌ حَرَّى فَها هِيَ أُلْقِيَتْ
إِلَيكَ، فَصَدِّعْ كَيْفَ شِئْتَ وَفَتِّتِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خليليَّ إنَّ السَّيلَ قدْ بلغَ الزُّبى
خليليَّ إنَّ السَّيلَ قدْ بلغَ الزُّبى
رقم القصيدة : 26287
-----------------------------------
خليليَّ إنَّ السَّيلَ قدْ بلغَ الزُّبى
فَهَلْ مِنْ سَبيلٍ لي إِلى أُمِّ مالِكِ
ولورقَّ لي قلباكما لارتديتما
بليلٍ مريضِ النَّجمِ أسودَ حالكِ
وعادتْ خماصاً منْ ممارسة ِ السُّرى
بطونُ المطايا في ظهورِ المهالكِ(31/474)
كما كنتُ ألقى منْ يبيحُ حماكما
بِأَسْمَرَ عَسَّالٍ وَأَبْيَضَ باتِكِ
صلي يا بنة َ الأشرافِ أروعَ ماجداً
بعيدَ مناطِ الهمِّ جمَّ المسالكِ
فَلا تَتْرُكيهِ بَيْنَ شاكٍ وَشاكِرٍ
وَمُطْرٍ وَمُغْتابٍ وَباكٍ وَضاحِكِ
فقدْ ذلَّ حتى كادَ يرحمهُ العدا
وما الحبُّ يا ظمياءُ إلاّ كذلكِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> زارَ بِذَيْلِ الظَّلامِ مُنْتَقِبا
زارَ بِذَيْلِ الظَّلامِ مُنْتَقِبا
رقم القصيدة : 26288
-----------------------------------
زارَ بِذَيْلِ الظَّلامِ مُنْتَقِبا
رِيمٌ إِذا سُمْتُهُ الرِّضَى غَضِبا
يُعْرِضُ عَنِّي وَالْكَأْسُ في يَدِهِ
وَهْوَ بِأَنْوارِها قَدِ اخْتَضَبا
ياسَاقِيَ الخَمْرِ إِنَّ رِيقَكَ لِي
صَهْباءُ تُكْسَى مِنْ ثَغْرِكَ الحَبَبا
يَفْدِيكَ نَفْسِي وَالنّاسُ غَيْرَ أَبي
فَإِنَّني أَشرَفُ الأَنام ِأَبا
هلمَّ نشربْ راحا معتَّقة ً
صفتْ ورقَّتْ وعمِّرتْ حقبا
إن راضها الماءُ أذعنتْ وجنتْ
منها النُّفوسُ السُّرورَ والطَّربا
ذاكَ لَجُيْنٌ وَهَذِهِ ذَهَبٌ
ينتهبانِ اللُّجينَ والذَّهبا
بِها طَوَبْتُ الشَّبابَ في جِدَة ٍ
أرضعُ منْ درّها الّذي نضبا
أيّامَ كانَ الحمى لنا وطناً
لا يَرْهَبُ الجارُ عِنْدَهُ النُّوَبا
وَنَحْنُ في حُلَّة ِ النَّعيمِ، بِهِ
نَسْحَبُ ذَيْلَ الثَّراءِ ما انْسَحَبا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أقولُ لصحبي حين كرَّرتُ نظرة ً
أقولُ لصحبي حين كرَّرتُ نظرة ً
رقم القصيدة : 26289
-----------------------------------
أقولُ لصحبي حين كرَّرتُ نظرة ً
إلى رملة ٍ ميثاءَ تندى ظلالها
هنا لكَ دارٌ مسَّ أطلالها البلى
حَبيبٌ إِلى نَفْسِي غَضاها وَضالُها
أَرى النِّضْوَة َ الأَدْماءَ يُطْرِبها السُّرى
إِليْها، وَإِنْ دانَى خُطاها كَلالُها
بِهَا غادَة ٌ تُلْهي الظِّباءَ بِنَظْرَة ٍ
فَيَنْسى بِها الأُمَّ الرَّؤومَ غَزالُها
وَقَد حَدَّثَ الرُّكْبانُ أَنَّ نَوائِباً(31/475)
عرتْ قومها حتّى تغيَّرَ حالها
أتجزعُ أنْ تلقى منَ الدَّهرِ نبوة ً
بها ولها نفسي وأهلي ومالها
العصر العباسي >> البحتري >> حذرت الحب لو أغنى حذاري
حذرت الحب لو أغنى حذاري
رقم القصيدة : 2629
-----------------------------------
حَذَرْتُ الحُبّ، لَوْ أغْنى حِذاري،
وَرُمْتُ الفَرّ، لَوْ نَجّى فِرَاري
وَما زَالَتْ صُرُوفُ الدّهْرِ، حَتّى
غَدَتْ أسْمَاءُ شاسِعَةَ المَزَارِ
وَما أُعْطى القَرَارَ، وَقَدْ تَناءَتْ،
وَهَذا الحُبُّ يَمْنَعُني قَرَاري
يَغارُ الوَرْدُ، إنْ سَفَرَتْ، وَيَبْدُو
تَغَيّرُ كَأبَةٍ في الجُلّنَارِ
هَوَاك ألَجّ في عَيْني قَذَاها،
وَخَلّى الشّيّبَ يلعَبُ في عِذَاري
بمَا في وَجْنَتَيْكِ مِنِ احْمِرَارٍ،
وَما في مُقْلَتَيْكِ مِنِ احْوِرَارِ
لئِنْ فارَقْتُكُمْ عبثاً، فَإنّي
عَلى يَوْمِ الفِرَاقِ الجِدّ زَارِ
وكَمْ خَليْتُ عِنْدَكِ منْ ليالٍ
مُعشَّقَةٍ، وَأيّامٍ قِصَارِ
فهَلْ أنا بائِعٌ عَيْشاً بِعَيْشٍ
مَضى، أوْ مُبْدِلٌ داراً بِدَارِ
أعاذِلَتي عَلى أسْمَاءَ، ظُلْماً،
وإجْرَاءِ الدّموعِ لهَا الغِزَارِ
مَتَى عَاوَدْتِني فِهيا بِلَوْمٍ،
فَبِتِّ ضَجِيعَةً للْمُسْتَعَارِ
لأسْلَحُ، حِينَ يُمْسي، من حُبارى،
وَأضراطُ، حِينَ يُصْبِحُ، مِنْ حِمارِ
إذَا أحْبَابُهُ أمْسَوْا عِشيا،
أعَدّوا، وَاسْتَعَدّوا لِلْبَوَارِ
إذَا أهْوى لِمَرْقَدِهِ بِلَيْلٍ،
فَيَا خِزْيَ البرَاقَعِ وَالسّرَاري
وَيَا بُؤس الضجيع قَدْ تَطَلّى
بِخِلْطَي جامِدٍ مَعْهُ، وَجارِ
وَما كانَتْ ثِيابُ المُلْكِ تحْشَى
جَرِيرَةَ بَائِلٍ، فيهِنّ، خاد
فلو أنا استطعنا لأفتديناه
قطوع الرقم منه بالبواري
يُبِيدُ الرّاحَ في يوْمِ النّدَامَى،
وَيُفْني الزّادَ في يوْمِ الخِمارِ
يَعُبُّ فيُنْفِدُ الصّهْبَاءَ جِلْفٌ،
قَرِيبُ العَهْدِ بالدّبْسِ المُدارِ
رَدَدْنَاهُ بِرْمّتِهِ ذَمِيماً،
وَقَدْ عَم البَرِيّةَ بالدّمَارِ(31/476)
وكانَ أضَرّ فِيهِمْ مِنْ سُهَيْلٍ،
إذا أوْبا، وَأشْأمَ مِنْ قُدَارِ
تَفَانَى النّاسُ، حتى قُلْتُ عَادُوا
إلى حَرْبِ البَسُوسِ، أوِ الفُجارِ
فَلَوْلا الله وَالمُعْتَزُّ بِدْنَا،
كَما بَادَتْ جَدِيسٌ في وَبارِ
تَدَارَكَ عُصْبَةً منهُمْ حَيَارَى
على جُرُفٍ، منَ الحَدَثانِ، هَارِ
تَلافاهُمْ بِطَوْلٍ مِنْهُ جَمٍّ،
وَعَفْوٍ شَامِلٍ، بَعْدَ اقْتِدَارِ
إمَامُ هُدىً يُحَبَّبُ في التّأنّي،
وَيَخشى في السّكِينةِ، وَالوَقَارِ
إذا نَظَرَ الوُفُودُ إلَيْهِ قالوا:
أبَدْرُ اللّيْلِ أم شمسُ النّهارِ؟
لَهُ الفَضْلانِ، فَضْلُ أبٍ وَأُمٍّ،
وَطِيبُ الخِيمِ في كَرَمِ النّجَارِ
هَزَزْنَاهُ لأحْداثِ اللّيَالي،
فَأحْمَدْنَا مضارب ذي القِفارِ
أمِيرَ المُؤمِنِينَ! نَداكَ بَحْرٌ،
إذا مَا فَاضَ غض منْ بِحَارِ
لأنْتَ أمَدُّ بِالمَعْرُوفِ كَفّاً،
وَأوْهَبُ لِلُّجَيْنِ وَلِلنُّضَارِ
وأحْفَظُ للذّمَامِ، إذا مَتَتْنَا
إلَيْكَ بهِ، وَأحْمَى لِلذّمَارِ
لَئِنْ تَمّ الفِداءُ، كما رَجَوْنَا،
بِيُمْنِكَ بَعْدَ مُكْثٍ، وَانْتِظارِ
فمِنْ أزْكى خُلالِكَ أنْ تُفادي
أسَارَى المُسْلِمينَ مِنَ الإسَارِ
بَذَلْتَ المالَ فِيهمْ، أن يَعُودوا
إلى الأهْلينَ مِنهُمْ، وَالدّيارِ
فيا لك فعلة يُهْدَى ثَنَاهَا
إلى أهْلِ المُحَصَّبِ وَالجِمارِ
حَبَوْتَ بحُسْنِ سُمْعَتِها وَصِيفاً،
فَنَالَ، بِنَيْلِها، شَرَفَ الفَخَارِ
رَعَيْتَ أمَانَةً مِنْهُ وَنُصْحاً،
وَأنْتَ مُوَفَّقٌ في الإخْتِبارِ
وفَاز مِنَ الوفاءِ لكُمْ عزِيزاً،
وَخاطَرَ عِنْدَ تَغْرِيرِ الخِطَارِ
وَآثرَكُمْ، ولمْ يُؤثِرْ عَلَيْكُمْ،
وَقَدْ شُرِعَتْ لَهُ دُنْيَا المُعَارِ
إذَا مَا قَرّبُوهُ، وَآنَسُوهُ،
غَلا في البُعْدِ عنْهُمْ، وَالنِّفَارِ
حَيَاءً أنْ يُقالَ أتَى بغدر
وَنَيْلاً أنْ يَحُلّ مَحَلّ عَارِ
وَهِمّةُ مُسْتَقِلّ النّفْسِ يَسمو،
بهِمّتِهِ، إلى الرُّتَبِ الكِبارِ(31/477)
شَكَرْتُكَ بالقَوَافي عنْ شَفِيعي
إلَيْكَ، وَصَاحبي الأدْنَى وَجاري
فَلا نُعْدَمْ بَقَاءَكَ في سُرُورٍ،
وَعِزٍّ، ما سرى الظّلْماءِ سَارِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> زرتُ المليحة َ والرَّقيـ
زرتُ المليحة َ والرَّقيـ
رقم القصيدة : 26290
-----------------------------------
زرتُ المليحة َ والرَّقيـ
بُ يروعني ذاكَ الخبيثُ
في لَيْلَة ٍ ما كانَ مِنْـ
ـهُ سوى دجاها منْ يُغيثُ
فلقيتُ سلمى والكرى
في عَيْنِهِ ـ فُقِئَتْ ـ يَعيثُ
والفجرُ في أثرِ الظَّلا
مِ يَهُزُّهُ العَنَقُ الحَثيثُ
ثمَّ انصرفتُ ولمْ يكنْ
إِلاَّ عِناقٌ أَوْ حَديثُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أعائدة ٌ تلكَ اللَّيالي بذي الغضى
أعائدة ٌ تلكَ اللَّيالي بذي الغضى
رقم القصيدة : 26291
-----------------------------------
أعائدة ٌ تلكَ اللَّيالي بذي الغضى
أَلا لا وَهَلْ يُثْنَي مِنَ الدَّهْرِ ما مَضى ؟
إِذَا ذَكَرَتْها النَّفْسُ باتَتْ كَأَنَّها
على حدِّ سيفٍ بينَ جنبيَّ ينتضى
فَحِنَّ رُوَيْداً أَيُّها القَلْبُ وَاصْطَبرْ
فلا يدفعُ الأقدارَ سخطٌ ولا رضى
تولّى الصِّبا والمالكيَّة ُ أعرضتْ
وزالَ التَّصابي والشَّبابُ قدِ انقضى
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وغادة ٍ تشهدُ الحسانُ لها
وغادة ٍ تشهدُ الحسانُ لها
رقم القصيدة : 26292
-----------------------------------
وغادة ٍ تشهدُ الحسانُ لها
أَنَّ سَنا النَّيِّرَيْنِ مَحْتَدُها
آباؤُها الغُرُّ مِنْ ذُرا مُضَرٍ
في شَرَفٍ زانَهُ مُحَمَّدُها
وَالآُمُّ مِنْ وائِلٍ إِذا اتَّصَلَتْ
فالجدُّ بسطامها ومرثدها
تفضلُ في حسنها النِّساءَ كما
يفضلُ في الخيرِ يومُها غدُها
فما اصطلتْ غيرَ مجمرٍ أرجٍ
وَلا امْتَرَتْ ضَرْعَ لِقْحَة ٍ يَدُها
إنْ سفرتْ فالعذولُ يعذرني
أَوْ نَظَرَتْ فَالظِّباءُ تَحْسُدُها
أحورُها لا يُفيقُ منْ خجلٍ
وَيَرْتَدي بِالْحَياءِ أَغْيَدُها
أوْ طاشتْ الغانياتُ منْ أشرٍ(31/478)
يُقيمُها، فَاْلوقارُ يُقْعِدُها
وفي فؤادي تبوَّأتْ وطناً
وكان بالأبرقينِ معهدها
بِحَيْثُ يَلْقى السّارِي مُشَهَّرَة ً
يقضمها المندليَّ موقدها
يا نجدُ لا أخطأتك غادية ٌ
أغزرها للحمى وأجودُها
حتّى تناصي أراكهُ إبلٌ
خَوامِسٌ لا يَنِشُّ مَوْرِدُها
فالطَّرفُ مذْ غبتُ عنكَ يسهرهُ
ذكرى ليالٍ قدْ كانَ يرقدُها
إذا رأيتُ الرِّكابَ صادرة ً
سارَ بقلبي إليكَ منجدُها
وأمِّ خشفٍ ضلَّتهُ فانطلقتْ
تَنْشُدُهُ وَاِلهاً وَينْشُدُها
فصادفتهُ لقى ً بمهلكة ٍ
يغضُّ بالضّارياتِ فدفدُها
وَحاذَرَتْها فَاسْتَشْعَرْت وَجَلاً
تقربُ منهُ والرُّعبُ يبعدُها
وَتَنْتَضِي مِنْ ضُلوعِها نَفَساً
يدمى ويشجى بهِ مقلَّدُها
فتلكَ مثلي إذْ زرتُ منزلة ً
أرى مهاها فأينَ خرَّدُها
وبينَ جنبيَّ لوعة ٌ وقدتْ
وَليْسَ إِلاّ ظَمْياءُ تُخْمِدُها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> دعتني بذي الرِّمثِ الصَّبابة ُ موهناً
دعتني بذي الرِّمثِ الصَّبابة ُ موهناً
رقم القصيدة : 26293
-----------------------------------
دعتني بذي الرِّمثِ الصَّبابة ُ موهناً
فلبَّيتها والدَّمعُ يستنُّ وابلْ
ولي صاحبٌ منْ عبدِ شمسٍ أبثُّهُ
شجوني حليفُ المجدِ حلوٌ شمائلهْ
فلامَ على حبٍّ يلفُّ جوانحي
على كمدٍ والشَّوقُ تغلي مراجلهْ
فويلٌ على صبٍّ يؤرَّقُ طرفهُ
سُهادٌ يُناغِيهِ وَدَمْعٌ يُغازِلُهْ
ويسلمهُ منْ كانَ يصفي لهُ الهوى
مِنَ الحَيِّ، حَتّى أَنتَ يا سَعْدُ عاذِلُهْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> رأى صحبي بكاظمة ٍ
رأى صحبي بكاظمة ٍ
رقم القصيدة : 26294
-----------------------------------
رأى صحبي بكاظمة ٍ
سنا نارٍ على بعدِ
وفيمنْ يستضئُ بها
فَتاة ٌ صَلْتَة ُ الخَدِّ
وتذكيها على خفرٍ
بأعوادٍ منَ الرَّندِ
هِي الخَوْدُ التّي فَرَعَتْ
بِقَيْسٍ ذِرْوَة َ المَجْدِ
تُواري الأَرْضَ إِنْ خَطَرَتْ
بذاكَ الفاحمِ الجعدِ
وَقد أَرِجَتْ مَواطِئُها
بريّا العنبرِ الوردِ(31/479)
وَنَجْدٌ دارُها وَبِهِ
شَبا الخَطِّيَّة ِ المُلْدِ
وَبي شَوْقٌ تُلَقِّحُهُ
تباريحٌ منَ الوجدِ
ويبكيني تذكُّرهُ
فيا لهفي على نجدِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أقولُ لصاحبي والوجدُ يمري
أقولُ لصاحبي والوجدُ يمري
رقم القصيدة : 26295
-----------------------------------
أقولُ لصاحبي والوجدُ يمري
بوجرة َ أدمعاً تطأُ الجفونا
أَقِلَّ مِنَ البُكاءِ فَإِنَّ نِضْوِي
يكادُ الشَّوقُ يورثهُ الجنونا
فأرَّقنا قبيلَ الفجرِ ورقٌ
بها تقري مسامعنا لحونا
وبتُّ وباتَ منتزعينِ ممّا
يُطيلُ هَوى سُعادَ بِهِ الحَنينا
رُمينَ بِأَسْهُمٍ يَقْطُرْنَ حَتْفاً
وَلا رَشَّحْنَ فَرْخاً ما بَقينا
أَمِنْ حُبِّ القُدودِ وَهُنَّ تَحْكِى
غُصونَ البَانِ يَأْلَفْنَ الغُصونا
ومنْ شوقٍ بكينَ على فقيدٍ
فَإِنَّ الشَّوْقَ يَسْتَبْكي الحَزينا
وأصدقنا هوى ً منْ كانَ يذري الـ
دُموعَ فَأَيُّنا أَنْدى عُيونا؟
وَما تَدْري الحَمائِمُ أَيُّ شَيْءٍ
على الأثلاتِ يلهمنا الرَّنينا
وأَكْظِمُ زَفْرَة ً لَوْ باتَ يَلْقَى
بِها أَطْواقَها نَفَسي مُحيِنا
وهاتفة ٍ بكتْ بالقربِ منّي
فقال لها سجيري أسعدينا
ونوحي ما بدا لكِ أنْ تنوحي
وحنّي ما استطعتِ وشوِّقينا
فقدْ ذكَّرتنا شجناً قديماً
وَأيَّ هوًى على إِضَمٍ نَسِينا
أننسى لا ومنْ حجّتْ قريشٌ
بَنِيَّتَهُ، الحَبيبَ وَتَذْكُرِينا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَلا مَنْ لِصَبٍّ إِنْ تَغَشَّتْهُ نَعْسَة ٌ
أَلا مَنْ لِصَبٍّ إِنْ تَغَشَّتْهُ نَعْسَة ٌ
رقم القصيدة : 26296
-----------------------------------
أَلا مَنْ لِصَبٍّ إِنْ تَغَشَّتْهُ نَعْسَة ٌ
سَرى البَرْقُ نَجْدِيَّ السَّنا وَهوَ شائِقُهْ
فإنْ لمْ يؤرِّقهُ وعاودهُ الكرى
فطيفكِ يا بنتَ الهلاليِّ طارقهْ
بليلٍ طويلٍ ينشدُ النَّجمُ صبحهُ
فلا الصُّبحُ مسبوقٌ ولا النَّجمُ لاحقهْ
فَواهاً لِيَوْمٍ عِندَ سائِقَهِ النَّقا(31/480)
عفا الدَّهرُ عنهُ وهوَ جمُّ بوائقهْ
وغيِّبَ عنّا كلُّ غيرانَ يرتدي
بمحملِ مفتوق الغرارينِ عاتقهْ
ولمْ تنذرِ الطَّيرُ النَّواعبُ بالنَّوى
وَأَلْقَى العَصا حادي المَطِيِّ وَسائِقُهْ
وعنديَ منْ كانَ العفافُ رقيبهُ
أُغازِلُهُ طَوْراً وَطَوْراً أُعانِقُهْ
وَيَملأُ سَمْعِي مِنْ حَدِيثٍ بِمِثْلِهِ
على النَّحْرِ مِنْهُ نَظَّمَ العِقْدَ ناسِقُهْ
فَلَمّا انْقَضى ما ازْدَدْتُ إِلاّ تَذَكُّراً
لهُ كلَّ يومٍ بالحمى ذرَّ شارقهْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَيُّها الحَيُّ إِنْ بَكَرْتُمْ رَحيلا
أَيُّها الحَيُّ إِنْ بَكَرْتُمْ رَحيلا
رقم القصيدة : 26297
-----------------------------------
أَيُّها الحَيُّ إِنْ بَكَرْتُمْ رَحيلا
فالبثوا للمودِّعينَ قليلا
ومعَ الرَّكبِ ظبية ٌ تصرعُ الأسـ
ـدَ بِعَيْنٍ كَالْمَشْرَفِيِّ صَقِيلا
بَرَزَتْ لِلْوَداعِ فَاسْتَوْدَعَتْ قَلْـ
ـبِيَ وَجْداً وَصَبْوَة ً وَغَليلا
ومرتْ أدمعي مطايا ترامتْ
بسليمى توقُّصاً وذميلا
وأبى الحبُّ أنْ يكونَ عزائي
بعدَ ذاكَ الوجهِ الجميلِ جميلا
وبجسمي ضنى ً بخصرِ سليمى
مِثْلُهُ، فَهْوَ لا يَزَالُ نَجيلا
وَشِفائي مِنْهُ نَسيمٌ يُغاديِـ
ني وطرفٌ يرنو إليَّ كليلا
هلْ سمعتمْ يا ساكني أرضَ نجدٍ
بِعَلِيلَيْنِ يَشْفِيانِ عَليلا؟
العصر العباسي >> الأبيوردي >> رأتْ أمُّ عمروٍ يومَ سارتْ مدامعي
رأتْ أمُّ عمروٍ يومَ سارتْ مدامعي
رقم القصيدة : 26298
-----------------------------------
رأتْ أمُّ عمروٍ يومَ سارتْ مدامعي
تنمُّ بسرّي في الهوى وتذيعهُ
فَقالَتْ: أَهذَا دَأْبُ عَيْنِكَ؟ إِنَّني
أَراها إِذَا اسْتُودِعْتَ سِرّاً تُضِيعُهُ
وكَيْفَ أَرُدُّ الدَّمْعَ وَالوَجْدُ هاتِفٌ
بِهِ؟ وَعلى الإِنْسانِ ما يَسْتَطِيعُهُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وغادة ٍ كمهاة ِ الرَّملِ أنسة ٍ
وغادة ٍ كمهاة ِ الرَّملِ أنسة ٍ
رقم القصيدة : 26299(31/481)
-----------------------------------
وغادة ٍ كمهاة ِ الرَّملِ أنسة ٍ
تَذُودُ عَنْها سَراة ُ الحَيِّ مِنْ سَبَإِ
إذا بدتْ سارقتها العينُ نظرتها
تَلَمُّحَ الصَّقْرِ رُعْباً فَوْقَ مُرْتَبَإِ
قالَتْ وقد أَنْكَرَتْ وَجْهاً يلَوِّحُهُ
طَيُّ المَهامِة ِ: ما لِلسَّيْفِ ذَا صَدإِ
فقلتُ : لاتنكريهِ إنَّ لي شيماً
تَرْضَيْنَها إِنْ سَأَلْتِ الحَيَّ عن نَبَئِي
أرجو وخصركِ يهوى لا أرى فرجاً
أَنْ يُرْوِيَ اللهُ ما يَشْكوهُ مِنْ ظَمَإِ
العصر العباسي >> البحتري >> بين أفق الصبا وأفق الدبور
بين أفق الصبا وأفق الدبور
رقم القصيدة : 2630
-----------------------------------
بين أفق الصبا وأفق الدبور
حسد أو تنافس في الوزير
كلما يسر الركاب لأرض
أوثرت دون غيرها بالحبور
هبرزي ينافس الشرق والغر
ب سنا ضوء وجهه المستنير
وندى كفه التي نسب الجو
د إليها تعاقب ابني سمير
يا أبا الصقر لا يرم ظل نعما
ئك يضفو وزند عودك يوري
أنت غيث الغيوث يحيا به القو
م إذا أمحلوا وبحر البحور
لا تضامن حاجتي وأبو طلحة منـ
،صورك الشريف نصيري
قد تبرعت لي بمالك فاشفعـ
ــه بمالي الموقوف عند المسير
جملة أو صبابة يرتضيها
سائر أهبة لهذا المسير
وقليل النوال ينفع إن لم
ترني اليوم موضعاً للكثير
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَرى البَرْقُ وَالمُزْنُ مُرْخَى العَزالِي
سَرى البَرْقُ وَالمُزْنُ مُرْخَى العَزالِي
رقم القصيدة : 26300
-----------------------------------
سَرى البَرْقُ وَالمُزْنُ مُرْخَى العَزالِي
فَأَبْكى صِحابِي، وَحَنَّتْ جِمالِي
فَقُلْتُ لَهُمْ مَوْهِناً، وَالدُّمُوعُ
تسيلُ على ظلفاتِ الرِّحالِ
أتبكونَ منْ جزعٍ والبكاءُ
تُكَرَّمُ عَنْهُ عَيونُ الرِّجالِ
بِأَيِّ دَواعِي الهَوى تُطْرَقونَ؟
فَقالوا: بِهذا البُرَيْقِ المُلالِي
وَبي مِثْلُ ما بِهِمُ مِنْ أَسى ً
وَلكنّني بِالأَسى لا أُبالِي
أأَستنشقُ الرِّيحَ علويَّة ًَ(31/482)
أَجَلْ وَبِكُوفَنَ أَهْلِي وَما لِي
وجدِّيَ منْ غالبٍ في الذُّرا
ومِنْ عامرٍ وهمُ الحُمسُ خالي
فأكرمْ بمَنْ كانَ أعمامهُ
قريشاً وأخوالهُ منْ هلالِ
وتلكَ بيوتٌ بناها الإلهُ
على عُمُدٍ في نِزارٍ طِوالِ
أدلُّ بها وبنفسي أرومُ
عُلاً تُجْتَنى من صُدور العَوالِي
وبالمنحنى شجني والحمى
إِليهِ نِزاعي، وَعَنْهُ سُؤالِي
وَكَمْ رَشَأٍ عاطِلٍ شاقَنِي
إلى رشأٍ في مغانيه حالِ
وقد ردَّ غربيَ عمّا أرومُ
زَمانٌ تَضايَقَ فيهِ مَجالِي
وقدَّمَ منْ أهلهِ عصبة ً
لِئامَ الجُدودِ قِباحَ الفِعالِ
نَفَضْتُ يَدِي مِنْهُمُ إِذ رَأَيْتُ
لهمْ أيدياً بخلتْ بالنَّوالِ
سَواسِيَة ٌ جارُهُمْ لا يَعِزّـ
زُ حَتّى يُفارِقَهُمْ عَنْ تَقالِ
سيسمو بيَ المجدُ حتّى تنالَ
يَميني السُّها، وَالثُّرَيّا شِمالي
وَتَفْلي الصَّوارِمُ مِنْ مَعْشَرٍ
ذوائبَ تهفو بأيدي الفوالي
بحيثُ تناجي جباهُ الورى
منَ الأرضِ ما صافحتهُ نعالي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أقولُ لسعدٍ وهوَ خلِّي بطانة ً
أقولُ لسعدٍ وهوَ خلِّي بطانة ً
رقم القصيدة : 26301
-----------------------------------
أقولُ لسعدٍ وهوَ خلِّي بطانة ً
وأَيُّ عَظيمٍ لم أُنَبِّهْ لَهُ سَعْدا
إذا نكبتْ نجداً مطاياكَ لمْ أبلْ
بِعَيْشٍ وَإِنْ صادَفْتُهُ خَضِلاً رَغْدا
تَلَبَّثْ قَليلاً يَرْمِ طَرْفي بِنَظْرَة ٍ
إلى ربواتٍ تنبتُ النَّفلَ الجعدا
فَإِنَّكَ إِنْ أَعْرَقْتَ وَالقَلْبُ مُنْجِدٌ
نَدِمْتَ وَلَمْ تَشْمُمْ عَراراً وَلا رَنْدا
ولم تردِ الماءَ الّذي زادكَ النَّوى
وقد ذُقْتَ ماءَ الرَّافِدَيْنِ، بهِ وَجْدا
أترمي بنا أرضَ الأعاجمِ ضلَّة ً
فَتَزْدادَ عَمّا تَشْتَهي قُرْبَهُ بُعْدا
وَها أَنا أَخْشى ، وَالحَوادِثُ جَمَّة ٌ
إِذا زُرْتَها أَنْ لا تَرى بَعْدَها نَجْدا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَلا مَنْ لِجسْمٍ بِالثَّوِيَّة ِ قاطِنِ
أَلا مَنْ لِجسْمٍ بِالثَّوِيَّة ِ قاطِنِ(31/483)
رقم القصيدة : 26302
-----------------------------------
أَلا مَنْ لِجسْمٍ بِالثَّوِيَّة ِ قاطِنِ
وَقَلْبٍ مَعَ الرَّكْبِ الحِجازِيِّ ظاعِنِ
أَحِنُّ إِلى سُعْدى وَدُونَ مَزارِها
ضَرُوبٌ بِسَيْفٍ يَقْتَفي رُمْحَ طاعِنِ
وما أنسَ لا أنسَ الوداعَ وقدْ رنتْ
إلينا بطرفٍ فاترِ اللَّحظِ فاتنِ
لها نظرة ٌ عجلى على دهشِ النَّوى
كما نظرتْ مذعورة ً أمُّ شادنِ
وموقفنا ما بينَ باكٍ وضاحكٍ
وسالٍ ومحزونٍ ووافٍ وخائنِ
فَلَمْ يَخْفَ عَنْ لاحٍ وَواشٍ وَكاشِحٍ
رسيسُ جوى ً في ساحة ِ الصَّدرِ كامنِ
وَقد نَمَّ دَمْعٌ بَيْنَ جَفْنَيَّ ظاهِرٌ
إِلَيْهِمْ بِوَجْدٍ بَيْنَ جَنْبَيَّ باطِنِ
وَإِنّي، وَإِنْ كان َالهَوى يَسْتَفِزُّني
لَذُو مِرَّة ٍ قَطّاعَة ٍ لِلْقَرائِنِ
أَرومُ العُلا وَالسَّيْفُ يَخْضِبُهُ دَمٌ
بِأَبْيَضَ بَتّارٍ وَأَسْمَرَ مارِنِ
وَإِنْ خاشَنَتْنِي النَّائباتُ تَشَبَّثَتْ
بأروعْ عبلِ السَّاعدينِ مخاشنِ
إذا سمنهُ خسفاً تلظَّى جماحهُ
فأجلينَ عنْ قرنٍ ألدَّ مشاحنِ
لَئِنْ سَلَبَتْني نَخْوَة ً أُمَوِيَّة ً
خطوبٌ أعانيها فلستُ لحاصنِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَأَوانِسٍ تَدْنُو إِذا اجْتُدِيَتْ
وَأَوانِسٍ تَدْنُو إِذا اجْتُدِيَتْ
رقم القصيدة : 26303
-----------------------------------
وَأَوانِسٍ تَدْنُو إِذا اجْتُدِيَتْ
بحديثها وعنِ الخنى شمسِ
تطوي إليَّ الأرضَ في خفرٍ
تحتَ الظَّلامِ بأوجهٍ ملسِ
نَطَقَتْ نَواعِي اللّيْلِ فَانْصَرَفَتْ
تَطَأُ الدُّجَى بِخَلاخِلٍ خُرْسِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> هَلْ بِالنَّقا عَنْ سُلَيْمى مُذْ نَأَتْ خَبَرٌ
هَلْ بِالنَّقا عَنْ سُلَيْمى مُذْ نَأَتْ خَبَرٌ
رقم القصيدة : 26304
-----------------------------------
هَلْ بِالنَّقا عَنْ سُلَيْمى مُذْ نَأَتْ خَبَرٌ
فكلُّ ذي صبوة ٍ يرتاحُ للخبرِ
وَيْلِي مِنَ النَّفَرِ الغادِينَ إِذْ ظَعَنوا(31/484)
بها وقلبيَ يتلوها على الأثرِ
ألقى الوشاة َ بقلبٍ قُدَّ منْ حزنٍ
والعاذلينَ بطرفٍ صيغَ منْ سهرِ
وأُتبعُ النَّجمَ يحكي عقدها نظراً
وَأَحْرِمُ القَمَرَ المَأْلوفَ مِنْ نَظَري
والذِّكرُ مثَّلها للعينِ سافرة ً
وَمَنْ رَآها فَلا يَرْنُو إِلى القَمَرِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ياعَبْرَتي هذِهِ الأطْلالُ وَالدِّمَنُ
ياعَبْرَتي هذِهِ الأطْلالُ وَالدِّمَنُ
رقم القصيدة : 26305
-----------------------------------
ياعَبْرَتي هذِهِ الأطْلالُ وَالدِّمَنُ
فما انتظاركِ؟ سيلي فهيَ لي وطنُ
لمْ ألقَ قبلَ ابنة ِ السَّعديّ لي سكناً
يكادُ يلفظُ روحي بعدهُ البدنُ
تَلَفَّتَ القَلْبُ نَحْوَ الرَّكْبِ حينَ ثَنى
عَنِ التَّأَمُّلِ طَرْفِي دَمْعِيَ الهَتِنُ
غَدَوْا وَما فَلَقَ الإصْباحَ فالِقُهُ
فَاللَّيْلُ لِلنَّاسِ غَيْري بَعْدَهُمْ سَكَنُ
في القربِ والبعدِ مالي منهمُ فرجٌ
فَالوَجْدُ إِنْ نَزَلوا والشَّوقُ إِنْ ظَعَنوا
وَقَدْ سَكَنْتُ إِلى الأَخْبارِ بَعْدَهُمُ
وَعِنْدِيَ المُزْعِجانِ الذِّكْرُ وَالحَزَنُ
فَالأُذْنُ تَسْمَعُها وَالْقَلْبُ يَصْحَبُهُمْ
وَأَنْتِ ياعَيْنُ لا يَعْتادُكِ الوَسَنُ
فليتَ حظَّكِ منهمْ مثلُ حظِّهما
ما آفة ُ العينِ إلاّ القلبُ والأذنُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> بدا لِي عَلى الكثيبِ
بدا لِي عَلى الكثيبِ
رقم القصيدة : 26306
-----------------------------------
بدا لِي عَلى الكثيبِ
بنعمانَ ما يروعُ
رَعابيبُ مِنْ نُمَيْرٍ
جلابيبها تضوعُ
ووهبينُ في رباها
لأسرابها ربوعُ
مَعاطِيرُ مِنْ مَهاها
بِأَرْجائِها الفُروعُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وحيٍّ منْ بني جشمِ بنِ بكرٍ
وحيٍّ منْ بني جشمِ بنِ بكرٍ
رقم القصيدة : 26307
-----------------------------------
وحيٍّ منْ بني جشمِ بنِ بكرٍ
يُزيرونَ القنا ثغرَ الأعادي
إِذَا نَزَلُوا الحِمَى مِنْ أَرْضِ نَجْدٍ(31/485)
كَفَوْهُ تَرَقُّبَ الدِّيَمِ الغَوادي
أَعارِيبٌ إِذا غَضِبُوا تَرَوَّتْ
دماً سرباً أنابيبُ الصِّعادِ
لهمْ أيدٍ تشدُّ عرا علاهمْ
بِأَطْرافِ المُهَنَّدَة ِ الحِدادِ
وأعناقٌ بها صيدٌ قديمٌ
تُواري العِزَّ بِاللِّمَمِ الجِعادِ
وَلَوْ جاوَرْتَهُمْ لَنُشِغْتَ كِبْراً
يخيِّمُ بينَ جيدكَ والنَّجادِ
إذا ما جفَّ ظهرُ الأرضِ محلاً
فهمْ أندى البريَّة ِ بطنَ وادِ
وفيهم كلُّ واضحة ِ المحيَّا
كأنَّ وشاحها قلقاً وسادي
وَلَوْلا عَتْبُها انْتَعَلَتْ نَجيعاً
إلى حضنٍ حوافرُ منْ جيادي
نَأَتْ فَكَأَنَّ أَجْفانِي طَوَتْها
تباريح الهمومِ على قتادِ
وَبَيْنَ عُقودِها وَالْقُرْطِ بُعْدٌ
حَكى ما بَيْنَهُنَّ مِنَ الْبِعادِ
أغُصُّ العينَ بالعبراتِ وجداً
لأنِّي بالهوى شرقُ الفؤادِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَحاكِيَة ٍ ِللرّيمِ جِيداً وَمُقْلَة ً
وَحاكِيَة ٍ ِللرّيمِ جِيداً وَمُقْلَة ً
رقم القصيدة : 26308
-----------------------------------
وَحاكِيَة ٍ ِللرّيمِ جِيداً وَمُقْلَة ً
لها نظراتٌ لا ينادى وليدُها
فَتُتْلِفُ بِالأُولى إِذَا ابْتَدأَتْ بِها
نفوساً وبالأخرى إلينا تعيدُها
تميتُ وتحيي مَنْ تشاءُ بنظرة ٍ
فماذا تُرى لوْ عاونَ العينَ جيدُها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَأَشْلاءِ دارٍ بِالحِمى تَلْبَسُ البِلَى
وَأَشْلاءِ دارٍ بِالحِمى تَلْبَسُ البِلَى
رقم القصيدة : 26309
-----------------------------------
وَأَشْلاءِ دارٍ بِالحِمى تَلْبَسُ البِلَى
ومنها بكفَّيْ كلِّ نائبة ٍ شلوُ
نَأَتْ دَعْدُ عَنْها فَهْيَ تَشْكو كَخَصْرِها
نحولاً بنفسي ذلكَ النَّاحُ النِّضوُ
تسائلني أترابها هلْ تحبُّها
لَها وَأَبِيها مِنْ مَوَدَّتي الصَّفْوُ
أَيَحْسَبْنَ قَلْبِي خالِياً مِنْ غَرامِها
وَأَيُّ فُؤادٍ مِنْ مَوَدَّتِها خِلْوُ
عَفا اللهُ عَنْها فَهْيَ رُوحِي وَإِنْ جَنَتْ
عليها ومرجوٌّ لذي الهفوة ِ العفوُ(31/486)
أرى عينها نشوى وبي نشوة ُ الهوى
فَما لِي، أَوْ تَصْحو نَواظِرُها، صَحْوُ
وأعلمُ أنَّ الجورَ مُرٌّ مذاقهُ
وَلكنَّهُ مِنْها وَفي حُبِّها حُلْوُ
العصر العباسي >> البحتري >> سألتك بالكميتي الصغير
سألتك بالكميتي الصغير
رقم القصيدة : 2631
-----------------------------------
سألْتُكَ بالكُميتيّ الصّغيرِ،
وَصورةِ وجهه الحسنِ المُنيرِ
وَما يَحْوِيهِ مِنْ خُلُقٍ رَضيٍّ
يُشادُ بهِ، وَمن أدَبٍ كَثيرِ
وَتَجوِيدِ الحُرُوفِ إذا ابْتَداها
مُقَوَّمَةً، وَتعديلِ السّطُورِ
ألمْ تَعْلَمْ بأنّ بني فُرَاتٍ
أُولُو العَلْياءِ وَالشَرفِ الكبيرِ
وَأنّ على أبي العبّاسِ سِيمَا،
تُخبّرُ منْهُ عن كَرَمٍ وَخِيرَ
إذا عُرِضَتْ محَاسِنُهُ عَلَيْنا،
شَكَرْنَاهُ على نُصْحِ الشَّكورِ
نُؤمّلُهُ لِرَغْبَتِنا إلَيْهِ،
وَنَأمُلُهُ وَزِيراً للوَزِيرِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أرقتُ لشوقٍ أضمرتهُ الأضالعُ
أرقتُ لشوقٍ أضمرتهُ الأضالعُ
رقم القصيدة : 26310
-----------------------------------
أرقتُ لشوقٍ أضمرتهُ الأضالعُ
بليلٍ يداني الخطوَ والنَّجمُ ظالعُ
وَلَوْ نِمْتُ زارَتْني الّتي ما ذَكَرْتُها
فتشرقَ إلاّ بالنَّجيعِ المدامعُ
يقرُّ بعيني أنْ أرى أمَّ سالمٍ
إِذَا ما اطْمَأَنَّتْ بِالجُنوبِ المَضاجِعُ
وأرضى بطيفٍ وهيَ تأبى طروقهُ
أُغازِلُهُ والعاذِلاتُ هَواجِع
أنافعة ٌ لي زورة ٌ منْ خيالها؟
أجلْ كلُّ شيء منْ أميمة َ نافعُ
وَإِنّي بِما قَرّتْ بِهِ العَيْنُ مَرَّة ً
وإنْ لمْ يكنْ يجدي عليَّ لقانعُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وحليمِ الشَّوقِ مدَّ يداً
وحليمِ الشَّوقِ مدَّ يداً
رقم القصيدة : 26311
-----------------------------------
وحليمِ الشَّوقِ مدَّ يداً
بزمامٍ مسّهُ سفهُ
وَظَلامُ اللَّيْلِ مُعْتَكِرٌ
وطريقُ الحزنِ مشتبهُ
عَقَدَتْ بِالنَّجُمِ صَبْوَتُهُ
ناظِراً يُغْفِي وَيَنْتَبِهُ(31/487)
العصر العباسي >> الأبيوردي >> شَجانِي بِأَعْلامِ المُحَصِّبِ مِنْ مِنًى
شَجانِي بِأَعْلامِ المُحَصِّبِ مِنْ مِنًى
رقم القصيدة : 26312
-----------------------------------
شَجانِي بِأَعْلامِ المُحَصِّبِ مِنْ مِنًى
خفيُّ حنينٍ رجَّعتهُ الأباعرُ
وَقَدْ رَفَعَ الشُّعْثُ المُلَبُّونَ أيْدِياً
بحاجاتهمْ واللهُ معطٍ وغافرُ
فياربِّ إنَّ المالكيَّة َ حاجتي
وأنتَ على أنْ تجمعَ الشَّملَ قادرُ
ولمْ أرها إلاّ بنعمانَ مرَّة ً
وقدْ عطّرتْ منها ثراهُ الضَّفائرُ
فَلا الحُبُّ يُجْدِيني، وَلا الشَّوْقُ يَنْقَضي
ولا دارُها تدنو ولا القلبُ صابرُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> يا ربَّة َ البرقعِ والوجهُ أغرّْ
يا ربَّة َ البرقعِ والوجهُ أغرّْ
رقم القصيدة : 26313
-----------------------------------
يا ربَّة َ البرقعِ والوجهُ أغرّْ
يُشْرِقُ بَدْراً في ظَلام مِنْ شَعَرْ
إنّي أرى ربعكِ بالجزعِ دثرْ
تميتهُ الرِّيحُ ويحييهِ المطرْ
بما يُرى أخضرَ رفّافَ الزَّهرْ
وروضهُ ريّانُ مجّاجُ الغدرْ
بهِ ثرى ً يقطرُ حينَ يعتصرْ
فَأَهْلُهُ الأَنجُمُ واللَّيْلُ سَحَرْ
وَهْوَ كَإِبْهامِ قَطاة ٍ أَوْ نُغَرْ
وَكُلُّ لَيْلٍ صالِحٍ فيهِ قِصَرْ
حَلَّتْ بِهِ إِحْدى بُنَيَّاتِ مُضَرْ
كأنَّها إذا رنتْ على حذرْ
رِيمٌ أَحَسَّ نَبْأَة ً ثُمَّ نَظَرْ
بكيتُ حينَ ابتسمتْ على خفرْ
فكادَ أَنْ يَلْتَقِطَ الحَيُّ دُرَرْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خَليليَّ سِيرا بارَكَ اللّه فيكُما
خَليليَّ سِيرا بارَكَ اللّه فيكُما
رقم القصيدة : 26314
-----------------------------------
خَليليَّ سِيرا بارَكَ اللّه فيكُما
فقد شاقَني مِنْ أرْضِ عُذْرَة َ ريمُ
بهيرُ الخطا لا يكلمُ الأرضَ وطؤهُ
وما حازهُ منهُ الوشاحُ هضيمُ
يَنوشُ بِوادِيها الأَراكَ وَعِنْدَهُ
مناهلُ ترعي أهلها وتُسيمُ
فَما لَكُما مُسْتَشْرِفَيْنِ لِمائِها(31/488)
تُذادانِ عَنْهُ وَالرَّكائِبُ هِيمُ؟
أَلَمْ تَعْلَما أَنَّ السَّماحَة في الوَرى
وبخلهمُ لا اغتالَ عرضيَ خيمُ
أَحِنُّ إِليهِ حَنَّة ً لَمْ يَجُدْ بِها
لخلٍّ وذي قربى أخٌ وحميمُ
وأرثي لمنْ يشكو الهوى فكأنَّهُ
بِهِ غَرَضٌ للعاذِلِينَ رَجيمُ
وما لي أكنِّي عنْ سعادَ بغيرها
وَبِي كَمَدٌ بَيْنَ الضُّلوعِ مُقيمُ
تصافحُ جفني عبرة ٌ بعدَ عبرة ٍ
إذا ما سرى برقٌ وهبَّ نسيمُ
فَشَوْقِي لَئِيمٌ، وَالدُّموعُ كَرِيمَة ٌ
ووجدي سفيهٌ والعزاءُ حليمُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَسَرْحَة ٍ بِرُبا َنَجْدٍ مُهَدَّلَة ٍ
وَسَرْحَة ٍ بِرُبا َنَجْدٍ مُهَدَّلَة ٍ
رقم القصيدة : 26315
-----------------------------------
وَسَرْحَة ٍ بِرُبا َنَجْدٍ مُهَدَّلَة ٍ
أغصانها في غديرٍ ظلَّ يرويها
إذا الصِّبا نسمتْ والمزنُ يهضبها
مَشى النَّسيمُ على أيْنٍ يُناجِيها
تقيلُ في ظلِّها بيضاءُ آنسة ٌ
تَكادُ تَنْشُرُها لِيناً وَتَطْويها
سودٌ ذوائبها بيضٌ ترائبها
حمرٌ مجاسدها صفرٌ تراقيها
عارضتها فاتَّقتْ طرفي بجارتها
كَالشَّمْسِ عارَضَها غَيْمٌ يُواريها
ونمتُ ملقى ً على سقطِ اللِّوى لممي
ونفحة ُ المسكِ تسري في نواحيها
ثُمَّ انْتَبَهْتُ وَلاحَ الفَجْرُ في ظُلَمٍ
غَدا يَفُضُّ سَناهُ مِنْ حَواشِيها
وبلَّ درعي ومهري صوبُ غادية ٍ
فالبرقُ يضحكها والرَّعدُ يبكيها
والعينُ منْ حبِّ أعرابيَّة ٍ عرضتْ
تَعُومُ في عَبَراتٍ كُنْتُ أُذْرِيها
فليتها ليَ -والآمالُ أكثرها
يُعَذِّبُ النَّفْسَ ـ بِالدُّنيا وَما فيها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> قِفا بِنَجْدٍ نُسَلِّمْ
قِفا بِنَجْدٍ نُسَلِّمْ
رقم القصيدة : 26316
-----------------------------------
قِفا بِنَجْدٍ نُسَلِّمْ
على دِيارِ سُعادِ
فلي دموعٌ تروَّى
بها الطُّلولُ الصَّوادي
وَالنّاجِياتُ إليها
يخدنَ ميلَ الهوادي
لَها مِنَ الشَّوْقِ هادٍ
ومنْ زفيريَ حادِ
وكمْ بها من ظباءٍ(31/489)
حَلَّتْ سَرارَة وادي
تسبي الأسودَ بنجلٍ
كَالباتِراتِ الحِدادِ
كأنَّها منْ فتورٍ
مملوءة ٌ منْ رقادِ
عارضتها إذْ تولَّتْ
بها الحدوجُ الغوادي
أَبْغي الفُؤادَ لَدَيْها
فَمَا وَجَدْتُ فُؤادي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> بَني جُشَمٍ رُدُّوا فُؤادِيَ إِنَّهُ
بَني جُشَمٍ رُدُّوا فُؤادِيَ إِنَّهُ
رقم القصيدة : 26317
-----------------------------------
بَني جُشَمٍ رُدُّوا فُؤادِيَ إِنَّهُ
بحيثُ الخدودُ البيضُ والأعينُ النُّجلُ
وَإِنْ ضَلَّ عَنْكُمْ فَانْشُدوهُ على الحِمى
فثمَّ مكانٌ منْ فؤادي لا يخلو
فَإِنْ لَمْ تَرُدُّوهُ أَقَمْتُ لَدَيْكُمُ
صَريعَ غَرامٍ ما أُمِرُّ وَما أَحْلو
وإنْ قلتمُ هلاّ سلوتَ ظلمتمُ
إذا كانَ قلبي عندكمْ فمتى أسلو
بَني جُشَمٍ أَللّهَ أَللّهَ في دَمي
فَطالِبُهُ اللّهُ الذي قَوْلُهُ الفِعْلُ
وَمُرْدٌ عَلى جُرْدٍ بِأَيْدٍ تَمُدُّها
إلى الشَّرَفِ الضَّخْمِ الخَلائِفُ
دَمٌ أُمَويٌّ ليسَ يَسْكُنُ فَوْرُهُ
وما بعدهُ إلاّ الفرارُ أو القتلُ
أَلَمْ يَكُ في عُثْمانَ لِلنّاسِ عِبْرَة ٌ
فَلا تُرْ خِصُوهُ ضِلَّة ً، إنَّهُ يَغْلو
وَلَوْلا الهَوى سارَتْ إلَيْكُمْ كَتائِبٌ
يُعَضِّلُ مِنْ نَجْدِيِّها الَحزْنُ وَالسَّهْلُ
ولمْ أستطبْ شمَّ العرارِ ولا أتى
بِيَ الرَّمْلُ حُبِّي أَهْلَهُ، سُقِيَ الرَّمْلُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> بمنشطِ الشِّيح منْ نجدٍ لنا وطنُ
بمنشطِ الشِّيح منْ نجدٍ لنا وطنُ
رقم القصيدة : 26318
-----------------------------------
بمنشطِ الشِّيح منْ نجدٍ لنا وطنُ
لَمْ تجرِ ذِكراهُ إلاّ حَنَّ مُغْتَرِبُ
إذا رأى الأفقَ بالظَّلماءِ مختمراً
أمسى وناظرهُ بالدَّمعَ منتقبُ
ونَشْقَة ٍ مِنْ عَرَارٍ هَزَّ لِمَّتَهُ
رويحة ٌ في سراها مسَّها لغبُ
تَشْفي غَلِيْلاً بِصَدْرِي لا يُزَحزحُهُ
دَمْعٌ تُهِيبُ بِهِ الأشْواقُ مُنْسَكِبُ
والنَارُ بالماءِ تُطْفَى فالهُمُومُ لها(31/490)
في القَلبِ نارٌ بِماءِ العَيْنِ تَلْتَهِبُ
فقالَ صحبي غَدَاة َ الشَعْبِ مِنْ حَضَنٍ
والخَدُّ يَهمِي عَلَيْهِ واكِفٌ سَرِبُ
حتام تبكي دماً والشيب مبتسم
والعمرُ قد أخلقتْ أثوابهُ القشبُ؟
فما ثنى اللَّومُ منْ غربي وذاعمة ٌ
يا سلمَ ما أنا بعدَ الشَّيبِ والطَّربُ؟
العصر العباسي >> الأبيوردي >> إن أخلف الوعد حي يظعنون غدا
إن أخلف الوعد حي يظعنون غدا
رقم القصيدة : 26319
-----------------------------------
إن أخلف الوعد حي يظعنون غدا
وفى لي الطرف من دمعي بما وعدا
فلا ترى لؤلؤاً من مبسمٍ نسقاً
حتى ترى لؤلؤاً من مدمع بددا
يا سعدُ إنَّ فراقاً كنت تحذره
دنا لينزعَ منْ أحشائكَ الكبدا
هلمَّ نبكِ على نجدٍ وساكنهِ
فلن ترى بعد نجدٍ عيشة رغدا
ودعْ هُذيماً فقدْ طافَ السُّلُّوُ بهِ
وعن قريب تراه يلتوي كمدا
ويا هذيمُ ألا تبكي على وطنٍ
يذيب من أدمعي ذكراهُ ما جمدا
هلاّ اقتديتَ بسعدٍ في صبابتهِ
غداة مدَّ لتوديع الحبيب يدا
أتنجدان فؤاداً شيقاً علقت
به الصَّبابة ، إنْ أَتْهَمْتُما نجدا
أَمْ تَنْقُضَانِ عهوداً كنت أبرمها
إنْ تنقضاها فلا لُقِّيتما رشَدا
متى تغيبا ولم يمنعكما كرمٌ
أنْ تخبرا بأحاديثِ الهوى أحدا
فلا رأتْ علميْ نجدٍ عيونكما
ولا رعى بالحمى نضواكما أبدا
العصر العباسي >> البحتري >> نصب إلى طيب العراق وحسنها
نصب إلى طيب العراق وحسنها
رقم القصيدة : 2632
-----------------------------------
نصب إلى طيب العراق وحسنها
ويمنع منها قيظها وحرورها
هي الأرض نهواها إذا طاب فصلها
ونهرب منها حين يحمى هجيرها
عشيقتنا الأولى وخلتنا التي
تحب وأن أضحت دمشق تغيرها
عنيت بشرق الأرض قدما وغربها
أجوب في آفاقها وأسيرها
فلم أر مثل الشام دار إقامة
لراح تغاديها وكأس تديرها
مصحة أبدان، ونزهة أعين
ولهو نفوس دائم وسرورها
مقدسة جاد الربيع بلادها
ففي كل دار روضة وغديرها
تباشير قطراها، أضعف حسنها
بأن أمير المؤمنين يزورها(31/491)
توجهت مصحوباً إليها بعزمة
مضى بسداد بدءها وأخيرها
وفي سنة قد طالعتك سعودها
وقابلك النيروز وهو بشيرها
فصلها بأعوام توالى، ولا تزل
مقدسة أيامها وشهورها
وعش أبدا للمكرمات وللعلا
فأنت ضياء المكرمات ونورها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خليليَّ هذا ربعُ ليلى بذي الغضى
خليليَّ هذا ربعُ ليلى بذي الغضى
رقم القصيدة : 26320
-----------------------------------
خليليَّ هذا ربعُ ليلى بذي الغضى
سقى الله ليلى والغضى وسقاكما
وقد كنتما لي مسعدين على البكا
فما لكما لا تسعدان أخاكما
أظل وحيداً لا أرى مَن أحبّه
وهل بالحمى لي من خليل سواكما
ولو غاب عني واحد منكما وهت
قوى الصَّبرِ لا أوهى الزَّمانُ قواكُما
فكيفَ أذودُ الهمَّ عنِّي تجلُّداً
وقد غبتما عن أرض نجد كلاكما
العصر العباسي >> الأبيوردي >> منْ لي بنجدٍ وأيَّامٍ بها سلفتْ
منْ لي بنجدٍ وأيَّامٍ بها سلفتْ
رقم القصيدة : 26321
-----------------------------------
منْ لي بنجدٍ وأيَّامٍ بها سلفتْ
ما طَالَ عَهْدٌ بِماضِيها سِوى حِجَجِ
لوْ بيعَ عصرُ شبابٍ ينقضي لفتى ً
لابتِيعَ عَصْرُ الصِّبا واللهوِ بالمُهجِ
لِلهِ ظَمياءُ والأيامُ مُسعدَة ٌ
بالوصلِ منها بلا منعٍ ولا حرجِ
القَدُّ أماودُ بانٍ، والتَّقا عَجزٌ
والوَجهُ بَدرٌ، وذاك الشَّعر كالسَّبجِ
تَرْنو بِطرفِ غَزالِ فاترٍ دَعجٍ
نَفْسي الفِداءُ لِطرفِ فاترٍ دَعجِ
دعْ يا هُذيمُ فمذْ فارقتُ جيرتها
ما كُنتُ مِنْ بَعدِها يَوماً بِمُبْتَهِجِ
ياسَعْدُ هَلْ لي ـ وهذا الليلَ يَشهدُ لي
بِما قاسِي لَدى الشهيدِـ من فَرجِ
يا لائمِي كُفَّ إنَّ الحبَّ أفرسَ مَنْ
يلومهُ عنْ فصيحاتٍ منَ الحججِ
العصر الجاهلي >> الحادرة >> لَحا اللَّهُ زَبَّانَ مِنْ شاعرٍ
لَحا اللَّهُ زَبَّانَ مِنْ شاعرٍ
رقم القصيدة : 26322
-----------------------------------
لَحا اللَّهُ زَبَّانَ مِنْ شاعرٍ
أخي خنعة غادرٍ فاجرِ
كأنكَ فقاحة ٌ نورتْ(31/492)
مَعَ الصُّبْح في طَرَفِ الحائرِ
العصر الجاهلي >> الحادرة >> لعمركَ لا أهجو منولة َ كلها
لعمركَ لا أهجو منولة َ كلها
رقم القصيدة : 26323
-----------------------------------
لعمركَ لا أهجو منولة َ كلها
ولكنَّما أَهجو اللئامَ بني عَمْرِو
مَشاتِيم لابنِ العَمِّ في غَيْر كُنْهِهِ
مَباشيم عن لَحْم العَوارض والتَّمْرِ
مَفاريط للْماءِ الظَّنونِ بسُحْرَة ٍ
تغاديكَ قبلَ الصبح عانتهمْ تجري
يُزَجُّونَ أَسْدامَ المياه بأَيْنُقٍ
مثاليبَ ، مسودًّ مغابنها ، أدرِْ
العصر الجاهلي >> الحادرة >> بكرتْ سمية ُ غدوة ً فتمتعِ
بكرتْ سمية ُ غدوة ً فتمتعِ
رقم القصيدة : 26324
-----------------------------------
بكرتْ سمية ُ غدوة ً فتمتعِ
وَغَدَتْ غُدُوَّ مُفارقٍ لَمْ يَرْجِعِ
وَ تزودتْ عيني غداة َ لقيتها
بلوى عنيزة َ نظرة ً لم تنفعِ
وَ تصدفتْ حتى استبتكَ بواضح
صلتٍ كمنتصبِ الغزال الأتلعِ
و بمقلتيْ حوراءَ تحسبُ طرفها
وَ سنانَ ، حرة ِ مستهلَّ الأدمعِ
وإِذا تُنازعُكَ الحديثَ رَأَيْتَها
حسناً تبسمها لذيذَ المكرعِ
كغريضِ سارية ٍ أدرتهُ الصبا
مِنْ ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ
ظَلَمَ البِطاحَ به انْهلالُ حَريصَة ٍ
فصفا النطافُ بها بعيدَ المقلعِ
لعبَ السيولُ به فأصبحَ ماؤهُ
غللاً تقطعَ في أصول الخروعِ
فسميَّ ، ويحكِ ! هلْ سمعتِ بغدرة ٍ
رفعَ اللواءُ بها لنا في مجمعِ
إِنَّا نَعِفُّ فَلا نَريبُ حليفَنا
ونَكُفُّ شُحَّ نفوسنا في المَطْمَع
وَ نقي بآمن مالنا أحسابنا
وَنُجِرُّ في الهَيْجا الرِّماحَ وَنَدَّعي
وَ نخوضُ غمرة َ كلَّ يوم كريهة ٍ
تردي النفوسَ وَ غنمها للأشجعِ
وَ نقيمُ في دار الحفاظ بيوتنا
زَمَناً، وَيَظْعَنُ غَيْرُنا للأَمْرَعِ
بسَبيل ثَغْرٍ لا يُسَرِّحُ أَهْلُه
سَقِمٍ يُشارُ لقاؤهُ بالإِصبَعِ
فسميَّ ما يدريكِ أنْ ربَ فتية ٍ
باكرتُ لذتهمْ بأدكنَ مترعِ
محمرة ٍ عقبَ الصبوح عيونهم(31/493)
بمرى ً هناكَ منَ الحياة وَ مسمع
مُتَبَطِّحينَ على الكَنيف كَأَنَّهُمْ
يبكونَ حولَ جنازة ٍ لمْ ترفعِ
بَكَرُوا عَليَّ بسُحْرَة ٍ فَصَبَحْتُهُم
منْ عاتقٍ كدم الذبيح مشعشعِ
وَ معرضٍ تغلي المراجلُ تحته
عجلتُ طبختهُ لرهط جوعِ
وَ لديَّ أشعثُ باذلٌ ليمينه :
قسماً لقدْ أنضجتَ ، لمْ يتورعِ
وَ مسهدينَ منَ الكلال بعثتهم
بعدَ الرقاد إلى سواهمَ ظلعِ
أَوْدَى السِّفارُ برِمِّها فَتخالُها
هيماً مقطعة ً حبالَ الأذرعِ
تخدُ الفيافي بالرحال وكلها
يعدو بمنخرق القميص سميدعِ
وَ مطية ٍ حملتُ رحلَ مطية ٍ
حَرَجٍ تُتَمُّ مِنَ العِثارِ بِدَعْدَع
وَ مناخِ غيرِ تئية ٍ عرستهُ
قَمِنٍ مِنَ الحِدْثان نابي المَضْجَعِ
عَرَّسْتُهُ وَوِسادُ رَأْسِي ساعِدٌ
خاظي البَضيعِ عُروقُهُ لم تَدْسَعِ
فَرَفَعْتُ عنْهُ وهو أَحْمَرُ فاتِرٌ
قَدْ بان مِنِّي غَيْرَ أَنْ لَمْ يُقْطَعِ
فَتَرَى بِحَيْثُ تَوَكَّأَتْ ثَفِناتُها
أثراً كمفتحصِ القطا للمضجعِ
العصر الجاهلي >> الحادرة >> أظاعنة ٌ ولا تودعنا هندُ
أظاعنة ٌ ولا تودعنا هندُ
رقم القصيدة : 26325
-----------------------------------
أظاعنة ٌ ولا تودعنا هندُ
لِتَحْزُنَنا، عَزَّ التَّصَدُّفُ والكُنْدُ
وَ شطتْ لتنأى لي المزارَ وَ خلتها
مُفَقَّدَة ً، إِنَّ الحَبيبَ لَهُ فَقْدُ
فلسنا بحمالي الكشاحة ِ بيننا
لِيُنْسِيَنا الذَّحْلَ الضَّغائنُ والحِقْدُ
فَلا فُحُشٌ في دارِنا وصديقِنا
وَ لا ورعُ النهبى إذا ابتدرَ المجدُ
وإِنَّا سَواءٌ كَهْلُنا وَوَليدُنا
لنا خلقٌ جزلٌ شمائلهُ جلدُ
وَإِنَّا لَيَغْشَى الطَّامِعُونَ بُيُوتَنا
إذا كانَ عوصاً عندَ ذي الحسبِ الرفدُ
وَ إني لمنْ قومٍ فأنى جهلتهمْ
مَكَاسِيبَ في يَوْمِ الحَفِيظَة ِ للحَمْدِ
ألا هلْ أتى ذبيانَ أنَّ رماحنا
بِكُشْيَة َ عالَتْها الجِراحة ُ والحَدُّ
فأثنوا علينا ، لا أبا لأبيكمُ
بإِحسانِنا، إِنَّ الثَّناءَ هُوَ الْخُلْدُ(31/494)
بمحبسنا يومَ الكفافة ِ خيلنا
لنمنعَ سبيَ الحيَّ إذْ كرهَ الردُّ
بمحبسِ ضنكِ والرماحُ كأنها
دَوَالي جَرُورٍ بَيْنَها سلَبٌ جُرْدُ
إلى الليْل حَتَّى أُشْرِقَتْ بِنُفوسِها
وَزَيَّنَ مَظْلُومٌ دَوَابِرَها وَرْدُ
تصبُّ سراعاً بالمضيقِ عليهمُ
وَتُثْنَى بِطاءً لا تُحَشُّ ولا تَعْدُو
إِذا هيَ شكَّ السَّمْهَرِيُّ نُحُورَها
وَ خامتْ عنِ الأبطالِ أقحمها القدُّ
سوالفها عوجٌ إذا هيَ أدبرتْ
لِكَرٍّ سَريعٍ فَهْيَ قابِعَة ٌ حُرْدُ
العصر الجاهلي >> الحادرة >> أمستْ سمية ُ صرمتْ حبلي
أمستْ سمية ُ صرمتْ حبلي
رقم القصيدة : 26326
-----------------------------------
أمستْ سمية ُ صرمتْ حبلي
وَنأَتْ، وَخالَفَ شَكْلُها شَكْلي
وَعَدا العَوادي عَنْ زِيارَتِها
إلاَّ تلاقينا على شغلِ
وَرَجاهُمُ يَوْمَ الدَّوارِ كَما
يرجو المقامرُ نيلَ الخصلِ
وَلقَدْ عَرَفْت لَئن نَأَتْ وَتباعَدَتْ
ألاَّ تلاقيها سني الحسلِ
فِيئي إِلَيْكِ فَإِنَّني رَجُلٌ
لمْ يخزني حسبي وَ لا أصلي
أدعُ الفواحشَ أنْ أسبَّ بها
وَ شريكها فكليهما أقلي
وَوَجَدْتُ آبابي لَهُمْ خُلُقٌ
عَفُّ الشَّمائِل غَيْرُ ذي دَخْلِ
لو تَصْدُقينَ لَقُلْتِ إِنَّهُمُ
صُبُرٌ على النَّجَداتِ والأَزْلِ
و على الرزية ِ منْ نفوسهم
وَ تلاتلِ اللزباتِ والقتلِ
هَلاَّ سَأَلْتِ إِذا هُمُ احْتَمَلُوا
فَتَحَوَّلُوا لِخَطِيطَة ٍ مَحْلِ
يُعْيي الرِّعاءَ بها مَسارِحُهُمْ
وَجَفَتْ مَراتِعُها عَنِ البُزْلِ
إذْ لا يدنسنا الشتاء وَ لا
نطأُ الضعيفَ إرادة َ الأكلِ
وَيُنَفِّسونَ عَن المُضاف إِذا
نظرَ الفوارسُ عورة َ الرجلِ
المُقْبِلينَ نُحورَ خَيْلِهم
حدَّ الرماحِ وَ غبية َ النبلِ
العصر الجاهلي >> الحادرة >> كَأَنَّ عُقَيْلاً في الضُّحى حَلَّقَتْ بِهِ
كَأَنَّ عُقَيْلاً في الضُّحى حَلَّقَتْ بِهِ
رقم القصيدة : 26327
-----------------------------------(31/495)
كَأَنَّ عُقَيْلاً في الضُّحى حَلَّقَتْ بِهِ
وطارتْ بِهِ في الجَوِّ عَنْقاءُ مُغْرِبُ
وَذي كَرَمٍ يَدْعوكُمُ آل عامِرٍ
لدى معركٍ سربالهُ يتصببُ
رَأَتْ عامِرٌ وَقْعَ السُّيوفِ فَأَسْلَمُوا
أَخاهُمْ وَلمْ يَعْطِفْ من الخيل مُرْهِبُ
وَسَلَّمَ لمَّا أَنْ رَأَى المَوْتَ عامِرٌ
لهُ مركبٌ فوقَ الأسنة ِ أحدبُ
إذا ما أظلتهُ عوالي رماحنا
تَدَلَّى بهِ نَهْدُ الجُزارَة ِ مِنْهَبُ
على صلويهِ مرهفاتٌ كأنها
قَوَادِمُ نَسْرٍ بُزَّ عَنْهُنَّ مَنْكِبُ
العصر الجاهلي >> الحادرة >> وَ نحنُ منعنا منْ تميمٍ وَ قدْ طغت
وَ نحنُ منعنا منْ تميمٍ وَ قدْ طغت
رقم القصيدة : 26328
-----------------------------------
وَ نحنُ منعنا منْ تميمٍ وَ قدْ طغت
مَراعي المَلا حتى تَضَمَّنَها نَجْدُ
على حينَ شالتْ واسْتَخَفَّتْ رجالَهُمْ
جلائبُ أَحياءٍ يَسِيلُ بها الشَّدُّ
العصر الجاهلي >> الحادرة >> و منشقَّ أعطافِ القميصِ كأنه
و منشقَّ أعطافِ القميصِ كأنه
رقم القصيدة : 26329
-----------------------------------
و منشقَّ أعطافِ القميصِ كأنه
إِذا لاحَتِ الظَّلْماءُ نارٌ تَوَقَّدُ
فتًى لا يَنالُ الزَّادَ إِلاَّ مُعذِّراً
كأَعْلى سِنانِ الرُّمْح بل هو أَنْجَدُ
العصر العباسي >> البحتري >> أعجب لظلم زماننا المتواتر
أعجب لظلم زماننا المتواتر
رقم القصيدة : 2633
-----------------------------------
أعجب لظلم زماننا المتواتر
ولأول مما يريك وآخر
تالله أوخذ بالخراج وضيعتي
لحم يطرح في مخالب طائر
ويغلها قوم وأعطي خرجها
حكم لعمرك غير عدل ظاهر
صلى الإله على سدوم فلم يكن
في جنب قصتنا سدوم بجائر
أبلغ أبا العباس حيث أحل من
حلب مكان الغيث فينا الماطر
أتجور عن نظر لنا من بعد ما
سميت من نظر لنا بالناظر
ومنتعتني الإنصاف منك، ولم تكن
تأباه في بر ولا في فاجر؟
العصر الجاهلي >> الحادرة >> فقلتُ تزردها يزيدُ ، فإنني
فقلتُ تزردها يزيدُ ، فإنني(31/496)
رقم القصيدة : 26330
-----------------------------------
فقلتُ تزردها يزيدُ ، فإنني
لِدُرْدِ المَوالي في السِّنينَ مُزَرِّدُ
العصر الجاهلي >> الحادرة >> تَرَكْتَ رَفيقَ رَحْلِكَ قَدْ تَرَاهُ
تَرَكْتَ رَفيقَ رَحْلِكَ قَدْ تَرَاهُ
رقم القصيدة : 26331
-----------------------------------
تَرَكْتَ رَفيقَ رَحْلِكَ قَدْ تَرَاهُ
وَ أنتَ لفيكَ في الظلماءِ هادِ
العصر الجاهلي >> الحادرة >> ذَكَرْتُ اليَوْمَ داراً هَيَّجَتْني
ذَكَرْتُ اليَوْمَ داراً هَيَّجَتْني
رقم القصيدة : 26332
-----------------------------------
ذَكَرْتُ اليَوْمَ داراً هَيَّجَتْني
لزبانَ بنِ سيارِ بنِ عمرو
لَيالِيَ تَسْتَبيكَ بِجيدِ رِئمٍ
و مفلوق عليهِ الفرمُ يجري
العصر الجاهلي >> الحادرة >> وَ تقي إذا مستْ مناسمها الحصى
وَ تقي إذا مستْ مناسمها الحصى
رقم القصيدة : 26333
-----------------------------------
وَ تقي إذا مستْ مناسمها الحصى
وجعاً وإنْ تزجرْ بهِ تترفعِ
وَ متاعِ ذعلبة تخبُّ براكبٍ
ماضٍ بشيعتهِ وَ غيرِ مشيعِ
وَمَحَلِّ مَجْدٍ لا يُسَرِّحُ أَهْلُه
يومَ الإقامة ِ والحلولِ لمرتعِ
العصر الجاهلي >> الحادرة >> لعمرة َ بينَ الأخرمينِ طلولُ
لعمرة َ بينَ الأخرمينِ طلولُ
رقم القصيدة : 26334
-----------------------------------
لعمرة َ بينَ الأخرمينِ طلولُ
تَقادَمَ مِنْها مُشْهِرٌ ومُحيلُ
وقفتُ بها حتى تعالى ليَ الضحى
لأخبرَ عنها ، إنني لسؤولُ
فَإِنْ تَحْسَبوها بالحجاب ذَليلَة ً
فما أنا يوماً إنْ ركبتُ ذليلُ
سأمنعها في عصبة ٍ ثعلبية
لَهُمْ عَدَدٌ وَافٍ وَعِزٌّ أَصيلُ
فإِنْ شِئْتُمُ عُدْنا صَديقاً وعُدْتُمُ
وَ إما أبيتم فالمقامُ زحولُ
العصر الجاهلي >> الحادرة >> سَمْحَ الخَلائقِ مِكْراماً ضَريبَتُهُ
سَمْحَ الخَلائقِ مِكْراماً ضَريبَتُهُ
رقم القصيدة : 26335
-----------------------------------(31/497)
سَمْحَ الخَلائقِ مِكْراماً ضَريبَتُهُ
إذا تهشمتهُ للنائلِ اختالا
العصر الجاهلي >> الحادرة >> أَخذوا قِسِيَّهُمُ بأَيْمُنِهِمْ
أَخذوا قِسِيَّهُمُ بأَيْمُنِهِمْ
رقم القصيدة : 26336
-----------------------------------
أَخذوا قِسِيَّهُمُ بأَيْمُنِهِمْ
يتعظلون تعظلَ النمل
وَ ترى الذميمَ على مراسنهمْ
غبَّ العجاجِ كمازنِ الجثل
العصر الجاهلي >> الحادرة >> كَم للمَنَازل مِنْ شَهْرٍ وأَعْوامِ
كَم للمَنَازل مِنْ شَهْرٍ وأَعْوامِ
رقم القصيدة : 26337
-----------------------------------
كَم للمَنَازل مِنْ شَهْرٍ وأَعْوامِ
بالمنحنى بينَ أنهارٍ وآجامِ
مضى ثلاثُ سنينٍ منذُ حلَّ بها
و عامَُ حلتْ وهذا التابعُ الخامي
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> ألاَ يا سعدُ ، قد أظهرتَ شكّاً
ألاَ يا سعدُ ، قد أظهرتَ شكّاً
رقم القصيدة : 26338
-----------------------------------
ألاَ يا سعدُ ، قد أظهرتَ شكّاً
وشَكُّ المرء في الأحداثِ داءُ
عَلَى أَيِّ الأمورِ وقفتَ حَقّاً
يُرَى أو باطلاً ، فَلَهُ دواءُ
وقَدْ قالَ الّنِبيّ ، وحَدّ حدّاً
يُحِلّ به من الناسِ الدّماءُ:
ثَلاثٌ: قاتِلٌ نفساً وزانٍ
ومرتَدّ مَضَى فيه القضَاءُ
فإنْ يكنِ الإمامُ يَلُمّ مِنْها
بِواحِدَة ٍ فَلَيسَ لَهُ وَلاءُ
وإلاّ فالذي جِئتُمْ حَرَامٌ
وقاتِلُهُ، وخاذِله سواءُ
وهذا حكمُهُ ، لا شَكّ فيه
كما أنّ السّماءَ هِي السّماءُ
وخيرُ القولِ ما أوجزتَ فيه
وفي إكثاركَ الدّاءُ العَيَاءُ
أبا عَمْروٍ ، دَعوتُكُ في رِجالٍ
فجازَ عَراقِيَ الدّلْوِ الرّشاءُ
فأمّا إذْ أبيتَ فليسَ بَيْني
وبينَكَ حُرْمَة ٌ، ذَهَبَ الرّجاءُ
سِوى قولي إذا اجتمعت قريشٌ:
عَلَى سَعْدٍ مِنَ اللهِ العَفَاءُ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> لقدْ جَمَعْتُ لكمْ مِنْ جَمْعِ ذي حَسَبٍ
لقدْ جَمَعْتُ لكمْ مِنْ جَمْعِ ذي حَسَبٍ
رقم القصيدة : 26339(31/498)
-----------------------------------
لقدْ جَمَعْتُ لكمْ مِنْ جَمْعِ ذي حَسَبٍ
وقَدْ كَفَيْتُكُم التّرْحَالَ والنّصبَا
العصر العباسي >> البحتري >> أجد الوجد جمرة في ضميري
أجد الوجد جمرة في ضميري
رقم القصيدة : 2634
-----------------------------------
أجد الوجد جمرة في ضميري
تتلظى سوم الغضا المسعور
وهو الهجر ليس ينفك يذكي
حر بث يفي بحر الهجير
من عذيري من الغرام، وهل منـ
ـجيتي منه قولتي: من عذيري؟
يستفز الغرام قلبي، ويستهـ
ــلك لبي دل الغزال الغرير
كان ذمي للغانيات، وشكوا
ي هواهن، نفثة المصدور
كلفتني تحمل ابني شمام
نوب من تحمل ابني سمير
وكأنا نهب لأسفار يوم
إضحيان أو ليلة ديجور
وخطوب الزمان ماكثة اللبـ
ـث على أنه سريع المرور
غير ما كفه تطول إسحا
ق وإغزار سيبه المكرور
وإذا ما حللت ربع أبي يعقو
ب طالت يدي، وأثرى نفيري
لا تخوفني الزمان وما يأ
تي به من صروف هذي الدهور
كيف أخشى الزمان وابن نصير
رافدي في خطوبه ونصيري؟
منعم عنده على كل حال
كرم زائد على التقدير
جوده روضة غذائي جناها
ونداه، إذا ظمئت غديري
خيرتي من أصادقي وعشيري
حين أدعو للنائبات عشيري
مكثر من أصالة ا لرأي يغدو
مثله معوزا قليل النظير
ما رأينا الحسين ألغى صوابا
مذ شركت الحسين في التدبير
وإذا ما الوزير أبرم أمراً
كنت في عقده وزير الوزير
بك أعطيت من مبر اشتياقي
بردى زلفة على الساجور
وتطلعت من نزاع إلى الغر
ب، وفي الشرق أنستي وسروري
وتعمدت أن تظل ركابي
بين لبنان طلعاً وسنير
مشرفات على دمشق وقد أعـ
ــرض منها بياض تلك القصور
فأتيناك شاكريك، وما وفـ
ـاك مدحاً من كامل أو شكور
وافتخرنا بسؤدد منك لا ينـ
ـصفه في الثنا لسان الفخور
مثلما قد رأيت كندة تستأ
نف فخرا بعمرها المقصور
غلبتنا على البغال رزايا
كلمتنا بالناب والأظفور
وارتباط البغال أنس مقيم
لمقام وعدة للمسير
فتسمح بها فمقدارها يصـ
ــغر في قدر طولك المشكور
خطر تافه، وما كل علق(31/499)
يترجاه طالب بخطير
ووجدت البغال منتسبات
قبل هذا وبعده في الحمير
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> إنْ تُناقِشْ يكنْ نِقاشُكَ يا ربْ
إنْ تُناقِشْ يكنْ نِقاشُكَ يا ربْ
رقم القصيدة : 26340
-----------------------------------
إنْ تُناقِشْ يكنْ نِقاشُكَ يا ربْ
بِ عذاباً، لا طوقَ لي بالعذابِ
أو تجاوزْ، فأنتَ ربٌّ رحيمٌ
عن مُسيءِ ذُنوبُهُ كالتّرابِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> وَقَتْكَ، وأسبابُ المنايا كثيرة ٌ
وَقَتْكَ، وأسبابُ المنايا كثيرة ٌ
رقم القصيدة : 26341
-----------------------------------
وَقَتْكَ، وأسبابُ المنايا كثيرة ٌ
مَنِيّة ُ شيخٍ من لُؤَيِّ بنِ غالبِ
فيا عمرو، مهلاً، إنّما أنت عَمُّه
وصاحبُهُ دونَ الرّجَالِ الأقاربِ
نَجَوتَ، وَقَدْ بَلّ المَرادِيُّ سَيْفَهُ
من ابن أبي، شيخِ الأباطِحِ، طَالبِ
ويَضْرِبُني بالسّيْفِ أخَرُ مِثْلُهُ
فكانتْ عليه تِلكَ ضرْبَة َ لازبِ
وأَنْتَ تُنَاغِي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَة ٍ
بمصْرِكَ بِيضاً كالظِّباءِ الشّوازبِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> لقد رَضيَ الشنّيُّ من بعد عَتبِهِ
لقد رَضيَ الشنّيُّ من بعد عَتبِهِ
رقم القصيدة : 26342
-----------------------------------
لقد رَضيَ الشنّيُّ من بعد عَتبِهِ
فأيسرِْبـ ما يَرضَى به صَاحِبُ العيبِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> يموتُ الصالحونَ، وأنتَ حيُّ
يموتُ الصالحونَ، وأنتَ حيُّ
رقم القصيدة : 26343
-----------------------------------
يموتُ الصالحونَ، وأنتَ حيُّ
تَخَطّاكَ المنايا، لا تموتُ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> إنّما مَوْضِعُ سِرّ المرءِ، إنْ
إنّما مَوْضِعُ سِرّ المرءِ، إنْ
رقم القصيدة : 26344
-----------------------------------
إنّما مَوْضِعُ سِرّ المرءِ، إنْ
باحَ بالسّرّ ، أخوهُ المنْتَصحْ
فإذا بُحْتَ بِسِّر فإلى(31/500)
ناصحٍ، يَسْتُرُهُ أو لا تَبُحْ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> كَتَارَكَة ٍ بَيْضَها بالعَراءِ
كَتَارَكَة ٍ بَيْضَها بالعَراءِ
رقم القصيدة : 26345
-----------------------------------
كَتَارَكَة ٍ بَيْضَها بالعَراءِ
ومُلْحفَة ٍ بَيْضَ أُخْرَى جَنَاحا
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> إذا قلتُ: قد وَلّتْ رَبيعَة ُ، أَقْبَلَتْ
إذا قلتُ: قد وَلّتْ رَبيعَة ُ، أَقْبَلَتْ
رقم القصيدة : 26346
-----------------------------------
إذا قلتُ: قد وَلّتْ رَبيعَة ُ، أَقْبَلَتْ
كتائِبُ منهمْ كالجبالِ ، تُجالِدُ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> أَبْلِغْ لَدَيْكَ أَبَا أَيّوبَ مَأْلُكة ً
أَبْلِغْ لَدَيْكَ أَبَا أَيّوبَ مَأْلُكة ً
رقم القصيدة : 26347
-----------------------------------
أَبْلِغْ لَدَيْكَ أَبَا أَيّوبَ مَأْلُكة ً
أنّا وقومَك مِثْلُ الذّئبِ والنَّقَدِ
إمّا قَتَلْتُمْ أميرَ المؤمنينَ فَلاَ
تَرْجُوا الهَوَادَة َ عندِي آخِرَ الأَبَدِ
إنّ الذي نِلْتُمُوهُ ظَالِمينَ لَهُ
أَبْقَتْ حَرارتُهُ صَدْعاً عَلَى كَبِدي
إنّي حَلفْتُ يميناً غيرَ كاذبة ٍ
لقَدْ قتلتُمْ إمَاماً غيرَ ذي أوَدِ
لا تحسَبُوا أنّنِي أنْسى مصيبتَهُ
وفي البلاد من الأنصارِ مِن أَحَدِ
أَعْزِز- عَلَيّ- بِأَمْرٍ لَسْتَ نائِلهُ
وَاجْهَدْ علينا، فلسنا بيضة البَلَدِ
قَدْ أبدلَ اللهُ منكم خَيْرَ ذي كَلَعٍ
واليَحْصُبِيِّينَ، أَهْلَ الحَقّ في الجَنَدِ
إنّ العراقَ لنا فَقْعٌ بِقَرْقَرَة ٍ
أو شَحْمَة ٌ بَزّها شاوٍ، ولم يَكَدِ
والشامُ ينْزِلها الأبرارُ ، بلدَتهُا
أمْنٌ ، وحومَتُها عريسَة ُ الأسَدِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> رُبّ ساعٍ لِقَاعِدِ
رُبّ ساعٍ لِقَاعِدِ
رقم القصيدة : 26348
-----------------------------------
رُبّ ساعٍ لِقَاعِدِ
واسلمي أمّ خالدِ(32/1)
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> فلا تَعْجَلا، واستغورا الله إنّهُ
فلا تَعْجَلا، واستغورا الله إنّهُ
رقم القصيدة : 26349
-----------------------------------
فلا تَعْجَلا، واستغورا الله إنّهُ
إذا اللهُ سنّى عَقْدَ شَيْءِ تَيَسّرا
العصر العباسي >> البحتري >> مغنى منازلها التي بمشقر
مغنى منازلها التي بمشقر
رقم القصيدة : 2635
-----------------------------------
مغنى منازلها التي بمشقر
مرت عليه جنوب غيث ممطر
غيث أذاب البرق شحمه مزنه
فالريح تنظم فيه حب الجوهر
وكأنما طارت به ريح الصبا
من بعد ما انغمست به في العنبر
ويضيء تحسب أن ماء غمامه
قمر تقطع في إناء أخضر
من ذا رأى غيثاً تأزر برقه
في عارض عريان لم يتأزر
أو نعمة ثعلية يمنية
بمحمد بن الأشعثين وجعفر
زين لمملكة، ولم يعلم به
ذيب خزاعي الهوى والمحضر
ذرب اللسان كأنه من خثعم
ثبت الجنان كأنه من حمير
فاقتص من سؤر النبوة سؤرة
دلت على سور النبي الأزهر
في هؤلاء غدا الزمان ممنعا
يحمي حقيقته بأكرم معشر
قوم إذا جروا الرماح تكسروا
غيظاً إذا رجعت ولم تتكسر
لا يقربون الطيب إلا بالقنا
وتدور كأسهم لهم في مغفر
وتكاد تنتقص السيوف من الأسى
فتخور أنفسهم ولم تتخير
متكبرات أن تكون له قرى
وإذا بقين بقين لم تتكبر
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> أوَاضِعُ رجْلٍ فوْقَ أخرَى يعُدّنا
أوَاضِعُ رجْلٍ فوْقَ أخرَى يعُدّنا
رقم القصيدة : 26350
-----------------------------------
أوَاضِعُ رجْلٍ فوْقَ أخرَى يعُدّنا
عدَيدَ الحَصَى ، ما إنْ تزالُ تكاثِرُ
وأُمّكُمُ تُزْجِي تُؤَاماً لِبَعْلِها
وأمُّ أخيكُمْ نزرَة ُ الولْدِ عاقِرُ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> للهِ دَرُّ زِيَادٍ أيَّما رَجُلٍ
للهِ دَرُّ زِيَادٍ أيَّما رَجُلٍ
رقم القصيدة : 26351
-----------------------------------
للهِ دَرُّ زِيَادٍ أيَّما رَجُلٍ(32/2)
لو كان يعلَمُ ما يأتي ، وما يذَرُ
تَنْسَى أباكَ وقد حَقّتْ مَقالَتُهُ
إذْ تخطُبُ الناسَ ، والوالي لنا عُمرُ
فَافخرْ بوالدِكَ الأَدْنَى ووالدِنَا
إنّ ابنَ حَرْبٍ لَهُ في قَوْمَهَ خَطَرُ
إنّ انتهازَكَ قَوْماً لا تُنَاسِبُهُم
عدُّ الأنامِل ، عارٌ ، ليْسَ يغتفَرُ
فانزِلْ بعِيداً ، فإنّ الله باعدهُمْ
عن فضلٍ به يعلُو الورى مضَرُ
فالرأْيُ مطرَفٌ ، والعقْلُ تجربَة ٌ
فيها لصاحبها الإيرادُ والصَّدَرُ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> إذا أنا أعطيتُ القليلَ شكوتُمُ
إذا أنا أعطيتُ القليلَ شكوتُمُ
رقم القصيدة : 26352
-----------------------------------
إذا أنا أعطيتُ القليلَ شكوتُمُ
وإنْ أنا أعطيتُ الكثيرَ فَلا شكْرُ
ومَا لمْتُ نَفْسي في قضَاءِ حقوقكمْ
وقَد كانَ لي فيما اعتذرتُ به عُذْرُ
وأَمْنَحُكُمْ مالي، وتُكْفَرُ نِعْمَتِي
وتَشتُمُ عِرْضي في مجالسها فِهْرُ
إذا العذرُ لم يُقبَلْ ، ولم يَنفعِ الأسَى
وضَاقتْ قلوبٌ منهُمُ حَشْوُها الغِمْرُ
فكيفَ أداوِي داءكُمْ ، ودواؤُكمْ
يزيدكُم غيّاً ؟ ! فقد عظُمُ الأمْرُ
سَأَحْرِمُكُمْ حَتّى يَذِلّ صِعَابُكمْ
وأبلَغُ شَى ْءٍ في صلاحكُمُ الفَقْرُ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> حُرَيثُ، أَلَمْ تَعْلَمْ، وجَهْلُكَ ضَائِرُ
حُرَيثُ، أَلَمْ تَعْلَمْ، وجَهْلُكَ ضَائِرُ
رقم القصيدة : 26353
-----------------------------------
حُرَيثُ، أَلَمْ تَعْلَمْ، وجَهْلُكَ ضَائِرُ
بِأَنّ عَلِيّاً للفوارسِ قَاهِرُ
وأنّ عَلِياً لم يُبارِزْهُ فارِسٌ
مِن الناسِ إلاّ أقصدَتْهُ الأظافِرُ؟
أمرتُكَ أمْراً حازماً فعَصِيتَني
فَجَدُّك إذْ لم تَقْبَلِ النُّصْحَ عاثِرُ
ودلّاكَ عمرٌو ، والحوادِثُ جمّة ٌ
غروراً ، وما جرّتْ عليكَ المقادِرُ
وظَنّ حريْثٌ أنّ عمْراً نصيحُهُ
وقد يهلِكُ الإنسانَ مَنْ لا يحاذِرُ
أيركبُ عمرٌو رأسَهُ خوفَ سيفهِ(32/3)
ويصْلِي حُريثاً ، إنّه لفرافِرُ ؟
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> تَدَارَكَ ما ضَيّعْتَ مِن بَعْدِ خِبْرَة ٍ
تَدَارَكَ ما ضَيّعْتَ مِن بَعْدِ خِبْرَة ٍ
رقم القصيدة : 26354
-----------------------------------
تَدَارَكَ ما ضَيّعْتَ مِن بَعْدِ خِبْرَة ٍ
وأنتَ أَرِيبٌ بالأُمُورِ خَبيرُ
أمَا حسَنٌ فابنُ الذي كانَ قبلَهُ
إذا سَارَ الموتَ حيْثُ يسِيرُ
وهَل يَلِدُ الريبالُ إلاّ نِظيرَهُ
فذا حَسَنٌ شِبْهٌ لَهُ ونَظِيرُ
ولكنّه لو يُوزَنُ الحِلْمُ والحِجَا
بِرأيٍ لقالوا ، فاعلمنّ : ثَبيرُ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> لعَمْرِي ، لقدْ عمّرتُ في الدهْرِ بُرهة ً
لعَمْرِي ، لقدْ عمّرتُ في الدهْرِ بُرهة ً
رقم القصيدة : 26355
-----------------------------------
لعَمْرِي ، لقدْ عمّرتُ في الدهْرِ بُرهة ً
ودانتْ لي الدنيا بِوَقْعِ البواتِرِ
وأعطِيتُ المالِ والحكْمَ والنُّهَى
ولي سَلَّمَتْ كُلُّ الملوكِ الجبابرِ
فأضْحَى الذي قد كانَ مِمّا يسرّني
كَحُكْمٍ مَضَى في المُزْمَنَاتِ الغَوابِرِ
فيا ليتني لم أعنِ في الملكِ سَاعة ً
ولم أسعَ في لذاتِ عيشٍ نواضرِ
وكنتُ كذي طِمْرَيْنِ عاشَ ببلغة ٍ
فلم يَكُ حتى زارَ ضِيقَ المقابرِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> إذا قالَ لم يَتْرُكْ مَقَالاً، ولم يقفْ
إذا قالَ لم يَتْرُكْ مَقَالاً، ولم يقفْ
رقم القصيدة : 26356
-----------------------------------
إذا قالَ لم يَتْرُكْ مَقَالاً، ولم يقفْ
لعيّ ، ولم يثنِ اللسانَ على هجرِ
يُصَرّفُ بالقولِ اللِسَانَ إذا انتحَى
وينظرُ في أعطافهِ نظرَ الصقر
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> تطَاولتُ للضحَاكِ حتّى رددتُهُ
تطَاولتُ للضحَاكِ حتّى رددتُهُ
رقم القصيدة : 26357
-----------------------------------
تطَاولتُ للضحَاكِ حتّى رددتُهُ
إلى حَسَبٍ في قومه متقاصِرِ(32/4)
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> أرَى العفْوَ عَنْ عُليَا قُريشٍ وسِيلَة ً
أرَى العفْوَ عَنْ عُليَا قُريشٍ وسِيلَة ً
رقم القصيدة : 26358
-----------------------------------
أرَى العفْوَ عَنْ عُليَا قُريشٍ وسِيلَة ً
إلى اللهِ في اليومِ العَبُوسِ القُمَاطِرِ
ولسْتُ أرَى قتلِي فَتى ً ذا قرابَة ٍ
لَهُ نَسَبٌ في حَيِّ كَعْبٍ وعَامرِ
بَلِ العَفْوَ عنْهُ بعدَمَا خابَ قدحُهُ
وزَلّتْ به إحْدَى الجُدودِ العَواثِرِ
وكانَ أبوهُ يوْمَ صِفّينَ مُحنَقاً
عَلَيْنا فَأَرْدتْهُ رِمَاحُ يُحابِرِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> تقُولُ قُريشٌ حِينَ خفّتْ حلوُمُهَا
تقُولُ قُريشٌ حِينَ خفّتْ حلوُمُهَا
رقم القصيدة : 26359
-----------------------------------
تقُولُ قُريشٌ حِينَ خفّتْ حلوُمُهَا
نَظُنُّ ابنَ هِنْدٍ هَائِباً لابنِ جَعْفَرِ
فمِنْ ثَمّ يقضِي ألْفٍ ألْفٍ ديونَهُ
وحَاجَتُهُ مَقْضِيّة ٌ لم تُؤَّخَّرِ
فَقُلْتُ: دَعُوا لي، لا أَبا لأَبِيكُمُ
فما مِنْكُمُ قَيْضٌ لَهُ، غيرُ أَعْوَرِ
ألَيْسَ فَتى البطحَاءِ مَا تنكرونَهُ
وأَوّلَ مَنْ أُثْنِي بِتَقْواهُ خِنْصَرِي
وكان أبو جعفْرَ قد سادَ قومَهُ
ولم يَكُ في الحَرْبِ العَوانِ بِحَيْدَرِ
فَما أَلْفُ،ألفٍ فاسْكُتُوا، لابنِ جَعْفَرٍ
كثيرٌ، ولا أَمْثَالُها لي بمُنْكَرِ
ولا تحسدوُهُ ، وافعَلُوا كفعالِهِ
ولن تدرِكُوهُ كُلّ ممْشَى ومحضَرِ
العصر العباسي >> البحتري >> إذا كان يومي ليس يوما لقهوة
إذا كان يومي ليس يوما لقهوة
رقم القصيدة : 2636
-----------------------------------
إذا كان يومي ليس يوماً لقهوة
ولا يوم فتيان فما هو من عمري
وإن كان معموراً بعود وقهوة
فذلك مسروري لعمري من الدهر
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> ياعمرو، إنّكَ قد قَشَرْتَ لي العَصَا
ياعمرو، إنّكَ قد قَشَرْتَ لي العَصَا
رقم القصيدة : 26360(32/5)
-----------------------------------
ياعمرو، إنّكَ قد قَشَرْتَ لي العَصَا
برضاكَ في وسط العجاجِ بِرازِي
ياعمرو، إنّكَ قد أَشَرْتَ بِظِنّة ٍ
إنّ المبارِزَ كالجُدَيّ النّازِي
ما للملوكِ وللبرَازِ ، وإنّما
حَتْفُ المبارز خَطْفة ٌ للبازي
ولقد أعدتَ، فقلتُ: مَزْحَة ُ مَازِحٍ
والمزح يحملُهُ مقالُ الهازي
فإذا الذي منتْكَ نفسُك خالياً
قتلِي ، جزَاكَ بِمَا نويْتَ الجازي
فلقد كَشَفْتَ قِنَاعها مَذْمُومَة ً
ولقد لبستَ بها ثيابَ الخَازِي
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> أَلاَ للهِ من هفواتِ عمروٍ
أَلاَ للهِ من هفواتِ عمروٍ
رقم القصيدة : 26361
-----------------------------------
أَلاَ للهِ من هفواتِ عمروٍ
يُعاتِبُني عَلَى تركي بِرازِي
فَقَدْ لاَقَى أبا حَسَن، عَلِيّا
فآبَ الوائليّ مَآبَ خازي
فَلَو لم يُبْدِ عورتَه للاقَى
به ليثاً يُذَلِّلُ كلَّ نازي
له كفّ ، كأنّ براحتَيْها
منايا القومِ يخطِفُ خطْفَ بازي
فإنْ تكنِ المنايا أخطأَته
فقد غَنّى بها أَهْلُ الحجاز!
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> تطاوَلَ ليلِي واعترتْنِي وساوسِي
تطاوَلَ ليلِي واعترتْنِي وساوسِي
رقم القصيدة : 26362
-----------------------------------
تطاوَلَ ليلِي واعترتْنِي وساوسِي
لآتٍ أَتَى بالتُّرَّهَاتِ البَسَابِسِ
أتانا جَرِيرٌ ، والحوادِثُ جمّة ٌ
بتلكَ التي فيها اجتداعُ المَعَاطِسِ
أكابدُهُ والسّيفُ بيني وبينَهُ
ولستُ لأَثْوابِ الدِّنيّ بلابِسِ
إنِ الشّامُ أَعْطَتْ طَاعَة ً يُمَنِيّة ً
تَواصَفَها أَشيَاخُها في المجالِسِ
فإنْ يُجْمِعُوا أَصْدِمْ عَلِيّا بِجَبْهَة ٍ
تفُتُّ عليْهِ كلَّ رَطْبٍ ويابِسِ
وإنّي لأَرجو خَيْرَ مانالَ نائِلٌ
وَمَا أَنا من مُلْكِ العِراقِ بِآيِسِ
وإلاّ يَكونوا عِنْدَ ظَنّي بنصرهِمْ
وإنْ يخلفوا ظنّي يكن كفّ عابسِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> صرمْتُ سفاهتي ، وأرحتُ حلمي(32/6)
صرمْتُ سفاهتي ، وأرحتُ حلمي
رقم القصيدة : 26363
-----------------------------------
صرمْتُ سفاهتي ، وأرحتُ حلمي
وفِيّ عَلَى تحمّلِيَ اعتراضُ
على أنّي أُجيبُ إذا دعتني
إلى حاجاتها الحَدَقُ المِراضُ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> قَدْ عِشْتُ في الدّهرِ ألواناً عَلَى خُلُقٍ
قَدْ عِشْتُ في الدّهرِ ألواناً عَلَى خُلُقٍ
رقم القصيدة : 26364
-----------------------------------
قَدْ عِشْتُ في الدّهرِ ألواناً عَلَى خُلُقٍ
شَتّى ، وقاسَيْتُ فيه اللِّينَ والطَّبَعَا
كُلاّ لبسْتُ ، فلا النعمَاءُ تبْطرُني
ولا تعودْتُ من مكروهها جشَعَا
لا يمْلأُ الأمْرُ صَدْري قبْلَ مصدرِهِ
ولا أضيقُ به ذَرْعاً إذا وَقَعَا
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> نَفَى النّومُ ما لا تَبْتَغِيهِ الأَضالعُ
نَفَى النّومُ ما لا تَبْتَغِيهِ الأَضالعُ
رقم القصيدة : 26365
-----------------------------------
نَفَى النّومُ ما لا تَبْتَغِيهِ الأَضالعُ
وكلُّ امرىء ٍ يوماً إلى الصّدقِ راجعُ
فيا عمرو، قد لاحَتْ عيونٌ كثيرة ٌ
فيا ليتَ شِعْري ، عمرُ ، ما أنت صانعُ ؟
ويا ليتَ شعري عَنْ حديثٍ ضَمِنْتَهُ
أتحمله ، يا عمرو ما أنت ضالِعُ؟
وقال رجالٌ: إنّ عمراً يُريدُها
فقلت لهم: عمروٌ ليَ، اليومَ، تابعُ
فإنْ تَكُ قد أبطأْتَ عنّي تبادَرَتْ
إليكَ بتحْقِيقِ الظّنونِ الأصابعُ
فإنّي، وربّ الراقصاتِ عَشِيّة ً
خَوَاضِعَ بالرُّكبانِ، والنّقْعُ ساطِعُ
بكَ اليومَ في عَقْدِ الخلافة ِ واثقٌ
ومن دون ما ظنّوا به السُّمُّ ناقِعُ
فَأسرع بها، أو أبطِ في غيرِ رِيبَة ٍ
ولا تعْدُ ، الأمر الذي حُمّ واقِعُ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> سَأكفيكَ ما عندي ، فقُلْ لابن عَامِرٍ
سَأكفيكَ ما عندي ، فقُلْ لابن عَامِرٍ
رقم القصيدة : 26366
-----------------------------------
سَأكفيكَ ما عندي ، فقُلْ لابن عَامِرٍ(32/7)
وصاحِبِ مصرٍ يَكفيانِ الذي أكْفي
وإلاّ فإنّي ، والذي أنا عبده
مَليءٌ بضبطي ما أمامي ، ومَا خَلْفي
ولَسْتُ بذي وجهينِ ، ألقاك بالذي
تريدُ، ويُخْفِي في السَّريرِة ما يُخْفِي
لأنّي إذا عِرضي لكَ اليومَ دونهَمْ
وحَتفُكَ فيما يَنْتِجُونَ به حَتْفَي
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> يا صَخْرُ، لا تُسْلِمَنْ يوماً فتفضَحَنا
يا صَخْرُ، لا تُسْلِمَنْ يوماً فتفضَحَنا
رقم القصيدة : 26367
-----------------------------------
يا صَخْرُ، لا تُسْلِمَنْ يوماً فتفضَحَنا
بعد الذين ببَدْرٍ أصبحُوا فِرَقا
خَالي وعَمّي وعَمُّ الأمّ ثالثُهُمْ
وحَنْظَلُ الخيرِ قد أهدى لي الأَرَقَا
لا تَرْكَنَنَّ إلى أَمْرٍ تُكَلّفُنا
والراقصاتِ ، به في مكّة َ الخُرُقا
فالموتُ أهونُ من قَولِ العداة ِ، لَقَدْ
حَادَ ابنُ حَرْبٍ عن العُزّى إذاً فَرقَا
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> طلبَ الأَبْلَقَ العَقُوقَ فَلَمّا
طلبَ الأَبْلَقَ العَقُوقَ فَلَمّا
رقم القصيدة : 26368
-----------------------------------
طلبَ الأَبْلَقَ العَقُوقَ فَلَمّا
لمْ ينلْهُ أرادَ بيْضَ الأنُوقِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> أَلاَ قُلْ لأسمَاءِ المُنَى ، أُمّ مالكٍ :
أَلاَ قُلْ لأسمَاءِ المُنَى ، أُمّ مالكٍ :
رقم القصيدة : 26369
-----------------------------------
أَلاَ قُلْ لأسمَاءِ المُنَى ، أُمّ مالكٍ :
فإنّي - لعَمْرُ اللهِ- أَهلكْتُ مالِكا
العصر العباسي >> البحتري >> في الشيب زجر له لو كان ينزجر
في الشيب زجر له لو كان ينزجر
رقم القصيدة : 2637
-----------------------------------
في الشَّيبِ زَجْرٌ لهُ، لوْ كانَ يَنزَجِرُ،
وَواعظ منهُ، لَوْلا أنّهُ حَجَرُ
إبيَضّ ما اسوَدّ من فَوْديهِ، وَارْتجَعتْ
جَلِيّةُ الصّبحِ ما قد أغفَلَ السّحَرُ
وَللفَتى مُهْلَةٌ، في الحبّ، وَاسعَةٌ،
ما لمْ يَمُتْ في نَوَاحي رأسهِ الشّعَرُ(32/8)
قالَتْ مَشيبٌ وَعِشْقٌ أنتَ بَيْنَهُما،
وَذاكَ في ذاكَ ذَنْبٌ ليسَ يُغتَفَرُ
وَعَيّرَتْني سِجَالَ العُدْمِ جَاهِلَةً،
وَالنّبعُ عُرْيانُ ما في فَرْعِهِ ثَمَرُ
وَما الفَقيرُ الذي عَيّرْتِ، آوِنَةً،
بَلِ الزّمانُ إلى الأحْرارِ مُفتَقِرُ
عَزّى عَنِ الحَظّ أنّ العَجزَ يُدرِكُهُ،
وَهَوّنَ العُسرَ عِلمي في مَنِ اليُسُرُ
لمْ يَبقَ، مِنْ جُلّ هذا النّاسِ، باقيةٌ
يَنَالُها الوَهْمْ، إلاّ هَذهِ الصّوَرُ
َبخل وجَهلٌ، وَحَسبُ المَرْءِ وَاحدةٌ
مِنْ تَينِ، حتى يُعَفّى خَلفَهُ الأثَرُ
إذا مَحَاسِنيَ اللاّتي أُدِلُّ بِهَا
كانَتْ ذُنُوبي فقُلْ لي كَيفَ أعتَذرُ
أهُزُّ بالشَعرِ أقْوَاماً ذَوي وَسَنٍ
في الجَهلِ لوْ ضُرِبوا بالسّيفِ ما شعرُوا
عَليّ نَحْتُ القَوَافي مِنْ مَقَاطِعِها،
وَمَا عَليّ لَهُم أنْ تَفهَمَ البَقَرُ
لأرْحَلَنّ، وَآمِالي مُطَرَّحَةٌ،
بِسُرّ مَنْ رَاءُ مُستَبطاً لها القَدَرُ
أبَعْدَ عشرِينَ شَهراً لا جَداً فيُرَى
بهِ انصِرَافٌ، وَلا وَعدٌ، فيُنتَظَرُ
لَوْلا عَليّ بنُ مُرٍّ لاسْتَمَرّ بِنَا
خَلفٌ من العيشِ فيهِ الصّابُ وَالصَّبِرُ
عُذْنا بأرْوَعَ، أقصَى نَيلِهِ كَثَبٌ،
على العُفَاةِ، وَأدْنَى سَعيِهِ سَفَرُ
ألَحّ جُوداً، وَلم تَضرُرْ سَحائبُهُ،
وَرُبّما ضَرّ في إلحَاحِهِ المَطَرُ
لا يُتْعِبُ النّائِلُ المَبذولُ هِمّتَهُ،
وَكَيفَ يُتْعِبُ عَينَ النّاظرِ النّظرُ
بَدَتْ عَلى البَدْوِ نُعْمَى منهُ سابِغَةٌ
وَفْرَاءُ، يُحضِرُ أُخرى مثلَها الحَضَرُ
مَوَاهبٌ، ما تجَشّمْنا السّؤالَ لهَا،
إنّ الغَمامَ قَليبٌ لَيسَ يُحتَفَرُ
يُهابُ فينا، وَما في لحظِهِ شَرَرٌ،
وَسْطَ النّديّ، وَلا في خدّهِ صعَرُ
بَرْدُ الحَشَا، وَهَجيرُ الرّوْعِ محْتفِلٌ،
وَمِسعَرٌ، وَشِهابُ الحرْبِ مُستَعِرُ
إذا ارْتَقَى في أعالي الرّأيِ لاحَ لَهُ
ما في الغيوبِ التي تخفى، فَتَستَتِرُ(32/9)
تَوَسَّطَ الدّهْرَ أحْوالاً، فَلا صِغَرٌ
عنِ الخُطوبِ التي تَعرُو، وَلا كِبَرُ
كالرّمْحِ أذْرُعُهُ عَشْرٌ وَوَاحِدَةٌ،
فلَيسَ يُزْرِي به طولٌ ولا قِصَرُ
مُجَرَّبٌ طالماَ ما أشجَتْ عَزَائِمُهُ
ذَوي الحِجى وَهوَ غِرٌّ بَيْنَهُمْ غَمَرُ
آراؤهُ اليَوْمَ أسْيافٌ مُهَنَّدَةٌ،
وكانَ كالسّيفِ إذْ آراؤه زبُرُ
ومصعد في هضاب المجد يطلعها
كأنه لسكون الجأش منحدر
ما زَالَ يَسبُقُ، حتّى قال حاسدة
له مختصر الى العلياء طريق
حلو صميت متى تجن الرضا خلقاً
مِنْهُ، وَمُرٌّ إذا أحْفَظْتَهُ مَقِرُ
نَهَيْتُ حُسّادَهُ عَنهُ، وَقلتُ لهمْ:
ألسّيلُ باللّيلِ لا يُبقي، وَلا يَذَرُ
كُفّوا وَإلاّ كُفِفتمْ مُضْمرِي أسَفٍ،
إذا تَنَمّرَ، في إقْدامِهِ، النّمِرُ
ألْوَى، إذا شابَكَ الأعداءَ كَدَّهُمُ
حتى يَرُوحَ وَفي أظْفَارِهِ الظَّفَرُ
واللوم أن تدخلوا في حد سخطته
علماً بأن سوف يعفو حين يقتدر
جافَى المَضَاجعَ ما يَنفَكُّ مِن لَجبٍ،
يَكَادُ يُقْمِرُ مِنْ لألائهِ القَمَرُ
إذا خُطامَةُ سَارَتْ فيهِ آخِذَةً
خُطامَ نبهانَ، وَهيَ الشّوْكُ والشّجَرُ
رَأيْتَ مَجْداً عِيَاناً في بَني أُدَدٍ،
إذْ مَجْدُ كلّ قَبيلٍ دونَهمْ خَبَرُ
أحسِنْ أبا حَسَنٍ بالشّعرِ، إذْ جُعلتْ
عَلَيكَ أنْجُمُهُ، بالمَدْحِ، تَنتثرُ
فيها العَقائِقُ والعِقيانُ، إنْ لُبسَتْ
يوْمَ التّباهي، وفيها الوَشيُ وَالحِبَرُ
وَمَنْ يكُنْ فاخراً بالشّعرِ يُمدَحُ في
أضْعافِهِ، فَبِكَ الأشعارُ تُفْتَخَرُ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> أَلاَ قُلْ لعبد اللهِ ، واخصُصْ مُحمّداً
أَلاَ قُلْ لعبد اللهِ ، واخصُصْ مُحمّداً
رقم القصيدة : 26370
-----------------------------------
أَلاَ قُلْ لعبد اللهِ ، واخصُصْ مُحمّداً
وفارسَنَا المأمونَ ، سعدَ بنَ مالكَ
ثلاثة ُ رَهْطٍ من صِحابِ مُحَمّدٍ
نجومٌ ومأوى ً للرجالِ الصّعَالكِ
إلا كخبرونا والحوادث جمّة ٌ(32/10)
وما الناس إلا بين ناج وهالك
أَحِلٌّ لَكُمْ قَتْلُ الإمامِ بِذَنْبِهِ
فَلستُمْ لأَهْلِ الجَوْرِ أَوّلَ تاركِ
وإلاّ يَكنْ ذَنباً أحاطَ بقتلهِ
ففي تركه، واللهِ، إحدَى المهالكِ
وإمّا وَقَفْتُمْ بَيْنَ حَقّ وباطلٍ
تَوَقُّفَ نِسْوانٍ إماءِ عَواركِ
وَمَا القولُ إلاّ نَصْرَهُ أو قِتالَهُ
أمانَة ُ قَوْمٍ بُدّلَتْ غَيْرَ ذلكِ
فإنْ تنصرونا ، تنصروا أهلَ حُرْمة ٍ
وفي خَذْلنا، ياقومِ، جَبُّ الحواركِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> أكانَ الجبانُ يَرَى أنّه
أكانَ الجبانُ يَرَى أنّه
رقم القصيدة : 26371
-----------------------------------
أكانَ الجبانُ يَرَى أنّه
يُدافِعُ عَنْهُ الفِرارُ الأجَلْ
فقد تُدرِكُ الحادثاتُ الجبانَ
ويسلمُ منها الشجاعُ البْطل
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> يا حسينُ ، بنَ عَليّ ليس ما
يا حسينُ ، بنَ عَليّ ليس ما
رقم القصيدة : 26372
-----------------------------------
يا حسينُ ، بنَ عَليّ ليس ما
جِئتَ بالسّائغِ يَوْماً في العِلَلْ
أَخْذُكَ المالَ، ولم تُؤْمَرْ به
إنّ هذا من حُسيْنٍ لعَجَلْ
يا حسينُ ، بنَ عَلّي ذا الأمَلْ
لك بعدي وثبْة ٌ ، لا تُحتمَلْ
وبودّي أنّني شاهدُها
فَأليِهَا مِنْكَ بالخُلقِ الأجَلْ
ليس بعدي لكَ مَنْ يحْمِلُها
ليسَ بين المالِ والوَثْبِ عَمَلْ
إنّني أَرهَبُ أنْ تَصلَى بِمَنْ
عنده قَدْ سَبَقَ السّيْفُ العَذَلْ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> أتاِنيَ أمْرٌ فيه للنّاسِ غُمة ٌ
أتاِنيَ أمْرٌ فيه للنّاسِ غُمة ٌ
رقم القصيدة : 26373
-----------------------------------
أتاِنيَ أمْرٌ فيه للنّاسِ غُمة ٌ
وفيه بُكاءٌ للعُيُونِ طَويلُ
وفيه فَنَاءٌ شامِلٌ وخَزَاية ٌ
وفيه اجتداعٌ للأُنوفِ أصيلُ
مُصَابُ أَميرِ المؤمنينَ وَهَدَّة ٌ
تكادُ لهاَ صُمُّ الجبالِ تزولُ
فلِلهِ عينَا منْ رأى مِثلَ هَالكٍ
أصِيبَ بلا ذنبٍ ، وذاكَ جليلُ(32/11)
تَداعتْ عليهِ بالمدينة ِ عصبَة ٌ
فَريقانِ منها: قاتِلٌ وخذولُ
دعاهمْ، فَصَمُّوا عنه عندَ جوابِهِ
وذاكُمْ عَلى ما في النفوسِ دَليلُ
نَدِمْتُ عَلَى ما كانَ من تَبَعِي الهَوَى
وقَصْرِيَ فيه : حَسْرَة ٌ وعويلُ
سأنْعَى أبا عمْروٍ بِكلّ مثقّفٍ
وبيضٍ لها في الدّراعينَ صَليلُ
تَرَكْتُكَ للقومِ الذينَ هُمُ هُمُ
شجاكَ، فماذا بعدَ ذاكَ أقولُ!
فَلَسْتُ مُقيماً ما حَيِيِتُ ببلدة ٍ
أجُرُّ بها ذَيْلِي ، وأنت قتيلُ
فلا نومَ حتّى تُشْجَرَ الخيلُ بالقنا
ويُشفَى من القومِ الغواة ِ غَليلُ
ونَطحنهُمْ طَحْنَ الرّحَى بِثفالها
وذاكَ بما أَسْدَوا إليكَ قليلُ
فَأمّا التي فيها مودّة ُ بينِنَا
فليس إليها ما حَييتَ سبيلُ
سَأُلْقِحُها حَرْباً عَواناً مُلِحّة ً
وإنّي بها منْ عامنا لكفيلُ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> دعوتُ ابنَ عَبّاسٍ إلى حَدّ خُطَّة ٍ
دعوتُ ابنَ عَبّاسٍ إلى حَدّ خُطَّة ٍ
رقم القصيدة : 26374
-----------------------------------
دعوتُ ابنَ عَبّاسٍ إلى حَدّ خُطَّة ٍ
وكانَ امرأَ أُهدِي إليه رَسَائلي
فأخْلَفَ ظنّي ، والحوادثُ جمّة ٌ
ولم يَكُ فيما قال منّي بواصِلِ
وما كان فيما جاء ما يستحقّهُ
ومَا زاد أنْ أَغلَى عليه مَراجلي
فقلْ لابن عبّاسٍ : تُراكَ مُفرّقاً
بقولك مَنْ حَولي، وأنّكَ آكلي
وقل لابن عباسٍ : تُراكَ مخَوّفاً
بجهلكَ حِلْمِي، إنّني غيرُ غافلِ
فَأبْرقْ ، وأرعِدْ ما استطعتَ فإنّني
إليكَ بما يشجيك سَبْطُ الأناملِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> أَالانَ لمّا أَلْقَتِ الحربُ بَرْكَها
أَالانَ لمّا أَلْقَتِ الحربُ بَرْكَها
رقم القصيدة : 26375
-----------------------------------
أَالانَ لمّا أَلْقَتِ الحربُ بَرْكَها
وقام بنا الأمرُ الجليلُ على رِجْلِ
غَمزتَ قنَاتي بعدَ ستينَ حجّة ً
تِباعاً كأنّي لا أمِرّ ، ولا أحْلِي
أتيتَ بأمْرٍ ، فيه للشامِ فتنة ٌ(32/12)
وفي دونِ ما أظهرتَه زَلّة ُ النَّعْلِ
فقلتُ لكَ القولَ الذي ليس ضائراً
ولو ضَرّ لم يضررْكَ حملُكَ لي ثقْلِي
فعاتبتني في كلّ يومٍ وليلة ٍ
كأنّ الذي أبليكَ ليس كما أبْلِي
فيا قبَحَ اللهُ العتَابَ وأهلَهُ
ألم تَرَ ما أصبحتُ فيه من الشُّغْلِ!
فدع ذا ولكن هل لك اليوم حيلة ٌ
تردُّ بها قوماً مراجلهم تفلي
دَعَاهُمْ عَلِيٌّ، فاستجابوا لدعوة ٍ
أحبَّ إليهمْ من ثَرا المالِ والأَهْلِ
إذا قلتُ هابوا حَوْمَة َ الموتِ، أَرَقَلُوا
إلى الموتِ إرقالَ الهَلُوكِ إلى الفَحْلِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> ما أحسنَ العدلَ والإنصاف من عَمَلٍ
ما أحسنَ العدلَ والإنصاف من عَمَلٍ
رقم القصيدة : 26376
-----------------------------------
ما أحسنَ العدلَ والإنصاف من عَمَلٍ
وأقبحَ الطيشَ، ثم النَّفْشَ في الرجُلِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> ليسَ منْ قد غذاهُ طفلاً صغيراً
ليسَ منْ قد غذاهُ طفلاً صغيراً
رقم القصيدة : 26377
-----------------------------------
ليسَ منْ قد غذاهُ طفلاً صغيراً
وسقاهُ من ثَدْيهِ بالخذولِ
هي أولَى بهِ وأقرَبُ رُحمْاً
من أبيه، وفي قضاء الرسولِ
أنّهُ ما حَنَتْ عليه، وَرَقّتْ
هي أوْلَى بذا الغلامِ الجميلِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> ألاَ يا عمرو ، عمرو قبيلِ سهمٍ
ألاَ يا عمرو ، عمرو قبيلِ سهمٍ
رقم القصيدة : 26378
-----------------------------------
ألاَ يا عمرو ، عمرو قبيلِ سهمٍ
لقد أخطأتَ رأيكَ في عَقيلِ
بُليتَ بِحَيّة ٍ صَمّاءَ، باتَتْ
تَلَفّتُ- أينَ مُلْتَمَسُ القبيل
بِعَيْنٍ تَنْفُذُ البيداءَ لحظاً
ونابٍ غيرِ موصولٍ ، كليلِ
وقد كانتْ ترجُمهُ قريشٌ
على عَمياءَ مِنْ قالٍ، وقيلِ
ألاَ للهِ درُّ أبي يَزيدٍ
لهرْجِ الأمرِ والخطْبِ الجليلِ
فما خاصَمْتُ مِثْلَكَ من خصِيمٍ
ولا حاولتُ مثلكَ منْ حويلِ
أتاني زائراً ، ورأى عليّا
قليلَ المالَ منقطِعَ الخَليلِ(32/13)
فقيلَ له : معاوية ُ بنُ حربٍ
فَمَالَ أبو يَزيدَ إلى مُمِيلِ
فَأَجْزَلتُ العطاء له، ودَبّتْ
عقاربُهُ لِسالفَة ِ الدّخولِ
فلم يرضَ الكثيرَ، وقد أراهُ
سَخُوطاً للكثيرِ وَلِلْقَلِيلِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> أبقَى الحوادثُ من خَليـ
أبقَى الحوادثُ من خَليـ
رقم القصيدة : 26379
-----------------------------------
أبقَى الحوادثُ من خَليـ
ـلِكَ مثلَ جَندلَة ِ المراجِمْ
صُلْباً إذا خَارَ الرّجا
لُ أبَلّ ممتنِعَ الشّكائِمْ
قد رَامَني الأعداءُ قَبْـ
لكَ فامتنعتُ عَنِ المظالمْ
العصر العباسي >> البحتري >> أناة أيها الفلك المدار
أناة أيها الفلك المدار
رقم القصيدة : 2638
-----------------------------------
أنَاةً أيّهَا الفَلَكُ المُدارُ،
أنَهْبٌ مَا تُطَرّفُ أمْ جُبَارُ
سَتَفْنى مثلَ مَا تَفْنى، وَتَبْلى
كمَا تَبلى، فيُدرَكُ منك ثَارُ
تُنَابُ النّائِباتُ، إذا تَناهَتْ،
وَيَدْمُرُ في تَصَرّفِهِ الدّمَارُ
وَمَا أهْلُ المَنَازِلِ غَيرُ رَكْبٍ،
مَطَايَاهُمْ رَوَاحٌ وَابْتِكَارُ
لَنَا في الدّهْرِ آمَالٌ طِوالٌ،
نُرَجّيهَا، وَأعْمَارٌ قِصَارُ
وأهون بالخطوب على خليعٍ
إلى اللذات ليس لهُ عذار
فَآخِرُ يَوْمِهِ سُكْرٌ تُجَلّى
غَوَايَتُهُ، وَأوّلُهُ خُمَارُ
وَيَوْمٍ بالمَطيرَةِ أمْطَرَتْنَا
سَمَاءٌ، صَوْبُ وَابِلِهَا العُقَارُ
نَزَلْنَا مَنْزِلَ الحَسَنِ بنِ وَهْبٍ
وَقَدْ دَرَسَتْ مَغَانيهِ القِفَارُ
تَلَقّيْنَا الشّتَاءَ بهِ، وَزُرْنَا
بَناتِ اللّهْوِ، إذْ قَرُبَ المَزَارُ
أقَمْنَا أكْلُنَا أكْلُ استِلابٍ
هُنَاكَ، وَشُرْبُنَا شُرْبٌ بِدارُ
تَنَازَعْنَا المُدامَةَ، وَهْيَ صِرْفٌ،
وَأعجَلْنا الطّبائخَ، وَهْيَ نَارُ
وَلمْ يَكُ ذاكَ سُخفاً، غيرَ أنّي
رَأيتُ الشَّرْبَ، سُخفُهُمُ الوَقارُ
رَضِينَا، مِن مُخارِقَ وَابنِ خَيرٍ،
بصَوْتِ الأثْلِ، إذْ مَتَعَ النّهارُ(32/14)
تُزَعْزِعُهُ الشَّمَالُ، وَقَدْ تَوَافَى
عَلى أنْفَاسِهَا قَطْرٌ صِغَارُ
غَداةَ دُجُنّةٍ للغَيْثِ، فيها،
خِلالَ الرّوْضِ، حَجٌّ وَاعتِمارُ
كَأنّ الرّيحَ وَالمَطْرَ المُنَاجي
خَوَاطِرَها، عِتَابٌ، وَاعتِذارُ
كأنّ مَدارَ دِجلَةَ، دجلة إذ توافت
بأجْمَعِها، هِلالٌ، أوْ سِوَارُ
أمَا، وأبي بَني حارِ بنِ كَعْبٍ،
لقد طرَدَ الزّمانُ بهمْ، فَسارُوا
أصَابَ الدّهْرُ دَوْلَةَ آلِ وَهْبٍ،
وَنَالَ اللّيلُ مِنْهَم وَالنّهَارُ
أعَارَهُمُ رِداءَ العِزّ، حتى
تَقاضَاهمْ، فَرَدّوا ما استَعارُوا
وَما كانُوا، فأوْجُهُهُمْ بُدورٌ
لمُخْتَبِطٍ، وَأيْديهِمْ بِحَارُ
وَإنّ عَوَائِدَ الأيّامِ فيهَا،
لمَاْ هاضَتْ بَوَادِئُها، انجِبَارُ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> أَدِمْ إدامَة َ حِصْنٍ أو خُذَنْ بيدي
أَدِمْ إدامَة َ حِصْنٍ أو خُذَنْ بيدي
رقم القصيدة : 26380
-----------------------------------
أَدِمْ إدامَة َ حِصْنٍ أو خُذَنْ بيدي
حَرْباً ضَروساً تَشُبُّ الجَزْلَ والضّرَمَا
في جارِكُمْ وابنكُمْ إذْ كانَ مَقْتَلُهُ
شَنْعاءَ، شَيّبتِ الأصداغَ واللَّمَمَا
أعيَا المسُودُ بها ، والسّيّدون، فلم
يوجَدْ لها غيرنُا مَوْلى ً ، ولا حكَمَا
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> أمَا والذي نادى مِنَ الطّورِ عبدَهُ
أمَا والذي نادى مِنَ الطّورِ عبدَهُ
رقم القصيدة : 26381
-----------------------------------
أمَا والذي نادى مِنَ الطّورِ عبدَهُ
نِداءً سمَيعاً فاستجابَ وسَلمَا
لقد كِدتُ ، لولا الله لا شىء َ غيرُهُ
تبارَكَ ربّي ذو العلى ، أنْ أصمِّمَا
ولكِنّني رَوّيتُ في الحِلْمِ والنُّهَى
وقَدْ قال فيه ذو المقال ، فَأَحكما
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> أغَرَّ رجَالاً من قريشٍ ، تتابعوا
أغَرَّ رجَالاً من قريشٍ ، تتابعوا
رقم القصيدة : 26382
-----------------------------------(32/15)
أغَرَّ رجَالاً من قريشٍ ، تتابعوا
عَلى سَفَهٍ ، منّي الحَيَا والتكَرّمُ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> وإنّ سَفَاهَ الشّيخِ لا حِلْمَ بَعْدَه
وإنّ سَفَاهَ الشّيخِ لا حِلْمَ بَعْدَه
رقم القصيدة : 26383
-----------------------------------
وإنّ سَفَاهَ الشّيخِ لا حِلْمَ بَعْدَه
وإنّ الفتَى بعدَ السّفاهة ِ يحلَمُ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> وما قَتلَ السفاهة َ مثلُ حلمٍ
وما قَتلَ السفاهة َ مثلُ حلمٍ
رقم القصيدة : 26384
-----------------------------------
وما قَتلَ السفاهة َ مثلُ حلمٍ
يَعودُ بهِ على الجَهْلِ الحليمُ
فلا تسفهْ ، وإنْ مليتَ غيظاً
عَلَى أحدٍ فإنّ الفحشَ لُومُ
ولا تقطعْ أخاً لكَ عِنْدَ ذَنْبٍ
فإنّ الذنبَ يعفوهُ الكريمُ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> إذا لَمْ أَعُدْ بالحِلْمِ منّي عليكمُ
إذا لَمْ أَعُدْ بالحِلْمِ منّي عليكمُ
رقم القصيدة : 26385
-----------------------------------
إذا لَمْ أَعُدْ بالحِلْمِ منّي عليكمُ
فَمَنْ ذا الذي بَعْدِي يُؤَمَّلُ للحِلْمِ!
خذْيِها هَنيئاً ، واذكري فِعْلَ مَاجدٍ
جزاكِ عَلى حربِ العداوة ِ بالسلْمِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> ما ألبثتْكَ الدنانيرُ التي بعثَتْ
ما ألبثتْكَ الدنانيرُ التي بعثَتْ
رقم القصيدة : 26386
-----------------------------------
ما ألبثتْكَ الدنانيرُ التي بعثَتْ
أنْ لَوّنَتْكَ، أَبا العُريانِ، ألوانا
أمْسَى إليك زيادٌ في أرومتهِ
نُكْراً ، فأصبَحَ ما أنكرتَ عِرْفانا
للهِ دَرُّ زيادٍ لو تَعَجّلَها
كانَتْ له دونَ ما يخشاه قُربانا
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> لَعمري ، لقد أنصفْتُ ، والنَّصفُ عَادَتي
لَعمري ، لقد أنصفْتُ ، والنَّصفُ عَادَتي
رقم القصيدة : 26387
-----------------------------------
لَعمري ، لقد أنصفْتُ ، والنَّصفُ عَادَتي(32/16)
وعايَنَ طَعْنَاً في العَجاجِ المُعَاينُ
ولولا رَجائي أنْ تؤوبُوا بنهزَة ٍ
وأنْ تَغْسِلُوا عاراً وَعَتْهُ الكنائنُ
لناديتُ للهيَجا رجالاً سِواكُمُ
ولكنّما تحمي الملوكَ البطائنُ
أتدرونَ منْ لاقيتمُ ، فلَّ جيشكُمْ
لَقِيتُمْ لُيوثاً أَصْحَرَتْها العَرَائنُ
لقيتُمْ صَناديدَ العِراقِ ومَنْ بِهمْ
إذا جاشَتِ الهِيجاءُ تُحْمَى الظّعائنُ
ومَا كانَ مِنْكُم فارِسٌ دونَ فارِسٍ
ولكِنّهُ ما قَدّر اللهُ كائنُ!
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> ‰ الشعر المنسوب لمعاوية ‰ليس بيني وبينَ قَيْسٍ عِتَابٌ
‰ الشعر المنسوب لمعاوية ‰ليس بيني وبينَ قَيْسٍ عِتَابٌ
رقم القصيدة : 26388
-----------------------------------
‰ الشعر المنسوب لمعاوية ‰ليس بيني وبينَ قَيْسٍ عِتَابٌ
غيرُ طَعْنِ الكُلَى وضَرْبِ الرّقابِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> فَهَلْ مِنْ خالدٍ إنْ ما هلكْنا
فَهَلْ مِنْ خالدٍ إنْ ما هلكْنا
رقم القصيدة : 26389
-----------------------------------
فَهَلْ مِنْ خالدٍ إنْ ما هلكْنا
وَهَلْ بالموتِ يا للنّاسِ عارُ
العصر العباسي >> البحتري >> عذيري من صرف الليالي الغوادر
عذيري من صرف الليالي الغوادر
رقم القصيدة : 2639
-----------------------------------
عَذيرِيَ مِنْ صَرْفِ اللّيالي الغَوَادِرِ،
وَوَقْعِ رَزَايَا كالسّيُوفِ البَوَاتِرِ
وَسَيْرِ النّدَى، إذْ بَانَ مِنّا مُوَدِّعاً،
فَلاَ يَبْعَدَنْ مِنْ مُستَقِلٍّ، وَسائِرِ
أجِدَّكَ ما تَنْفَكُّ تشكُو قَضِيّةً،
تُرَدُّ إلى حُكْمٍ، من الدّهْرِ، جائرِ
يَنَالُ الفَتَى مَا لَمْ يُؤمِّلْ، وَرُبّما
أتاحَتْ لَهُ الأقْدَارُ ما لَمْ يُحَاذِرِ
عَلى أنّهُ لا مُرْتَجًى كَمُحَمّدٍ،
وَلاَ سَلَفٌ، في الذّاِهبِينَ، كطاهِرِ
سَحَابَا عَطاءٍ مِنْ مُقيمٍ وَمُقْلِعٍ،
وَنَجْمَا ضِيَاءٍ مِنْ مُنِيفٍ وَغَائِرِ
فَلِلّهِ قَبْرٌ في خُرَاسَانَ أدْرَكَتْ(32/17)
نَوَاحِيهِ أقْطَارَ العُلا والمآثِرِ
تُطَارُ عَرَاقِيبُ الجِيَادِ إزَاءَهُ،
وَيُسْقَى صُباباتِ الدّماءِ المَوَائِرِ
مُقيمٌ بأدْنَى أبْرَشَهْرَ، وَطَوْلُهُ
عَلَى قَصْوِ آفَاقِ البِلادِ الظّوَاهِرِ
جَرَى دونَهُ العَصرَانِ تسفي تُرابَها،
عليه أعَاصِيرُ الرِّيَاحِ الخواطِرِ
سقى جَودُه جَودَ الغمامِ ومن رأى
حَيا ماطرا تَسقيهِ ديمَةُ ماطِرِ
صوائب مزن تغتدي من شبائه
لأخلاقه في جودها ونظائر
يصبن على عَهْدٍ، من الدّهْرِ، صالحٍ،
تَقَضّى، وَفَيْنَانٍ، من العَيشِ ناضرِ
فتًى، لمْ يُغِبّ الجُودَ رِقْبَةَ عاذِلٍ،
وَلَمْ يُطفىءِ الهَيجاءَ خوْفَ الجَرائرِ
وَلَمْ يُرَ يَوْماً قادِراً غَيرَ صافِحٍ،
وَلاَ صافِحاً عَنْ زِلّةٍ غَيرَ قادِرِ
أحَقّاً بأنّ اللّيْثَ بَعْدَ ابْتِزَازِهِ
نُفُوسَ العِدى مِنْ شاسعٍ وَمُجاوِرِ
مُخِلٌّ بتَصرِيفِ الأعِنّةِ، تارِكٌ
لِقَاءَ الزُّحُوفِ، واقتِيَادَ العَسَاكِرِ
وَمُنْصَرِفٌ عَنِ المَكَارِمِ والعُلا،
وَقَدْ شَرَعتْ فوْتَ العُيونِ النّواظِرِ
كأنْ لَمْ يُنِفْ نَجدَ المَعَالي، وَلَمْ تُغِرْ
سَرَاياهُ في أرْضِ العَدُوّ المُغاوِرِ
وَلَمْ يَتَبَسّمْ للعَطَايا، فتَنْبَرِي
مَوَاهِبُ أمْثَالُ الغُيُوثِ البَواكِرِ
وَلَمْ يَدّرِعْ وَشْيَ الحَديدِ، فيَلْتَقي
على شابِكِ الأنْيَابِ شَاكِي الأظافِرِ
عَلَى مَلِكٍ ما انْفَكّ شَمسَ أسِرّةٍ،
تُعَارُ بهِ ضَوْءاً، وَبَدْرَ مَنَابِرِ
أزَالَتْ حِجَابَ المُلْكِ عَنْهُ رَزِيئَةٌ،
تُهَجِّمُ أخْيَاسَ الأُسُودِ الخَوَادِرِ
مُسَلَّطَةٌ لمْ يتئر لوُقُوعِها
بِساعٍ، وَلَمْ يُنْجَدْ عَلَيْها بِنَاصِرِ
يُؤسّى الأداني عَنهُ، أن لَيسَ عندَهُمْ
نَكِيرٌ، سوَى سَكْبِ الدّموعِ البَوَادِرِ
مُبَكًّى بشَجْوِ الأكْرَمِينَ، تَسَلّبتْ
عَلَيْهِ أعِزّاءُ المُلُوكِ الأكَابِرِ
تَخَوّنَهُ خَطْبٌ تَخَوّنَ قَبْلَهُ
حُسَينَ النّدَى والسّؤدَدِ المُتَوَاتِرِ(32/18)
عَميدا خُرَاسَانَ انبرَى لَهُما الرّدى،
بعامِدَتَينِ مِنْ صُنُوفِ الدّوَائِرِ
بَني مُصْعَبٍ هلْ تُقرِنُونَ لحادثِ الـ
ـنَوَائِبِ، أوْ تُغْنَوْنَ حَتفَ المَقَادِرِ
وَهَلْ في تَمادي الدّمعِ رَجعٌ لذاهبٍ
إذا فاتَ، أو تَجديدُ عَهدٍ لداثِرِ
وَهَلْ ترَكَ الدّهرُ الحسينَ بنَ مُصْعَبٍ،
فيَبْقَى على الدّهْرِ الحُسينُ بنُ طاهرِ
وَما أبْقَتِ الأيّامُ وَجْداً لِوَاجِدٍ،
كمَا أنّهَا لم تُبْقِ صَبراً لصَابِرِ
أسًى كَثُرَتْ حتّى اطمأنّ لها الجَوَى،
وأرْزَاءُ فَجعٍ قَدْحُها في الضّمائِرِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> إذا سار مَنْ دونَ امرىء وأمَامَهُ
إذا سار مَنْ دونَ امرىء وأمَامَهُ
رقم القصيدة : 26390
-----------------------------------
إذا سار مَنْ دونَ امرىء وأمَامَهُ
وأَوْحَشَ مِنْ إخوانه فهْوَ سائر
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> فإنْ أكُ في شرارِكُم قليلاً
فإنْ أكُ في شرارِكُم قليلاً
رقم القصيدة : 26391
-----------------------------------
فإنْ أكُ في شرارِكُم قليلاً
فإنّي في خياركُم كثيرُ
بُغاث الطّيْر أكثرها فِراخاً
وأمُّ الصّقْرِ مِقْلاتٌ نَزُورُ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> إذا راحَ في قُوهِيّة ٍ مُتَلَبّساً
إذا راحَ في قُوهِيّة ٍ مُتَلَبّساً
رقم القصيدة : 26392
-----------------------------------
إذا راحَ في قُوهِيّة ٍ مُتَلَبّساً
تقُلْ : جُعلٌ ، يَسْتنّ في لَبنٍ محضِ
وأقسمُ لو خرّتْ مِن استِكَ بيضَة ٌ
لما انكسرتْ مِنْ قربِ بعضك من بَعضِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> لمالُ المرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْني
لمالُ المرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْني
رقم القصيدة : 26393
-----------------------------------
لمالُ المرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْني
مفاقرَهُ أعفُّ منَ القنوعِ
يَسُدُّ به نوائبَ تَعَتَرِيهِ
منَ الأيامِ كالنهرِ الشروعِ(32/19)
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> أصَخرُ بنُ حربٍ لا نَعدكَ سيّداً
أصَخرُ بنُ حربٍ لا نَعدكَ سيّداً
رقم القصيدة : 26394
-----------------------------------
أصَخرُ بنُ حربٍ لا نَعدكَ سيّداً
فَسُدْ غَيْرَنَا إنْ كنت لَسْتَ بسَيّدِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> نَفْسُ عِصَامٍ سَوّدَتْ عِصَامَا
نَفْسُ عِصَامٍ سَوّدَتْ عِصَامَا
رقم القصيدة : 26395
-----------------------------------
نَفْسُ عِصَامٍ سَوّدَتْ عِصَامَا
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> فإنْ ماتَ لم تُفْلح مزينة ُ بَعْدَهُ
فإنْ ماتَ لم تُفْلح مزينة ُ بَعْدَهُ
رقم القصيدة : 26396
-----------------------------------
فإنْ ماتَ لم تُفْلح مزينة ُ بَعْدَهُ
فنوطي عليه- يامُزَيْنُ- التمائما
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> ومستعجِبٍ مِمّا يَرى مِنْ أناتِنا
ومستعجِبٍ مِمّا يَرى مِنْ أناتِنا
رقم القصيدة : 26397
-----------------------------------
ومستعجِبٍ مِمّا يَرى مِنْ أناتِنا
ولو زَبنتْهُ الحربُ لم يترمرمِ
العصر الإسلامي >> معاوية بن أبي سفيان >> شجاعٌ إذا ما أمْكَنَتْنيَ فُرْصَة ٌ
شجاعٌ إذا ما أمْكَنَتْنيَ فُرْصَة ٌ
رقم القصيدة : 26398
-----------------------------------
شجاعٌ إذا ما أمْكَنَتْنيَ فُرْصَة ٌ
وإنْ لم تكنْ لي فُرصة ٌ فجبانُ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> لَعَلَّكَ والموعودُ حقٌّ لقاؤُهُ
لَعَلَّكَ والموعودُ حقٌّ لقاؤُهُ
رقم القصيدة : 26399
-----------------------------------
لَعَلَّكَ والموعودُ حقٌّ لقاؤُهُ
بدا لك في تلك القلوصِ بداءُ
العصر العباسي >> البحتري >> لا تلحني إن عزني الصبر
لا تلحني إن عزني الصبر
رقم القصيدة : 2640
-----------------------------------
لا تَلْحَني، إنْ عَزّني الصّبْرُ،
فَوَجْهُ مَنْ أهْوَاهُ لي عُذْرُ
غَانِيَةٌ لمْ أُغْنَ عَنْ حُبّها،(32/20)
يَقْتُلُ في أجْفَانِهَا السّحْرُ
إنْ نَظَرَتْ قُلْتُ بهَا ذِلّةٌ،
أوْ خَطَرَتْ قُلْتُ بها كِبْرُ
يَخِفُّ أعْلاَهَا، فَتَعتَاقُهُ
رَادِفَةٌ، يَعْيَا بِهَا الخَصْرُ
أصْبَحتُ لا أطمَعُ في وَصْلِهَا،
حَسبيَ أنْ يَبْقَى ليَ الهَجْرُ
وَرُبّما جَادَ، بِمَا يُرْتَجَى
وَبَعضِ ما لا يُرْتَجَى، الدّهْرُ
لمْ يَبقَ مَعْرُوفٌ يَعُمُّ الوَرَى،
إلاّ أبُو إسحاقَ والقَطرُ
أبيَضُ يُنمَى منْ بني مُصْعَبٍ
إلى التي ما فَوْقَها فَخْرُ
ما استَبَقَ النّاسُ إلى سؤدَدٍ،
إلاّ تَنَاهَى، وَلَهُ الذّكْرُ
وَلاَ حَمِدْنَا في امرِىءٍ خُلّةً،
إلاّ وَفيهِ مِثْلَهَا عَشْرُ
وَلَسْتُ أدْرِي أيُّ أقْطَارِهِ
أحْسَنُ، إنْ عَدّدَها الشّعْرُ
أوَجهُهُ الوَاضحُ، أمْ حِلمُهُ الـ
ـرّاجحُ، أمْ نائِلُهُ الغَمْرُ
زِينَتْ بهِ الشُّرْطَةُ لَمّا غَدا
إلَيْهِ مِنْهَا النّهْيُ والأمْرُ
كأنّما الحَرْبَةُ، في كَفّهِ،
نَجْمُ دُجًى شَيّعَهُ البَدْرُ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> ثَلاثُ غَماماتٍ تَنَصَّبْنَ في الضُّحى
ثَلاثُ غَماماتٍ تَنَصَّبْنَ في الضُّحى
رقم القصيدة : 26400
-----------------------------------
ثَلاثُ غَماماتٍ تَنَصَّبْنَ في الضُّحى
طوالُ الذرى هبتْ لهنَّ جنوبُ
فتلكَ اللواتي عندَ جونة إنني
صَدوقٌ ، وبعضُ الناعتين كَذوبُ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> و لقدْ قطعتُ الحيَّ تحملُ نمرقي
و لقدْ قطعتُ الحيَّ تحملُ نمرقي
رقم القصيدة : 26401
-----------------------------------
و لقدْ قطعتُ الحيَّ تحملُ نمرقي
حدَّ الظهيرة ِ عيهلٌ في سبسبِ
أُجُدٌ كأَنَّ صَريفَها بِسَديسِها
في البيدِ صارخة ً ، صريرُ الأخطبِ
عنسٌ مذكرة ٌ كأنَّ ضلوعها
أُطُرٌ حناها الماسِخِيُّ بيَثْرِبِ
و العيسُ دامية ُ المناسمِ ضمرٌ
يقذفن بالأسلاءِ تحتَ الأركبِ
وَحِمَتْ على أنْ قدْ يَقَرَّ بِعَيْنها
تشميمُ كلَّ ثريٍ كبيتِ العقربِ(32/21)
حتى إذا انجردَ النسيلُ وقدْ بدا
فرعٌ من الجوزاءِ لمْ يتصوبِ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> أواعدتني ما لا أحاولُ نفعهُ
أواعدتني ما لا أحاولُ نفعهُ
رقم القصيدة : 26402
-----------------------------------
أواعدتني ما لا أحاولُ نفعهُ
مواعيدَ عرقوبٍ أخاه بيثربِ
و واعدتني عادية ً بين جولها
و بين رجاها نصفُ شأوٍ مغربٍ
تميلُ كما مالتْ على أَخَواتِها،
خريرَ عذارى في خِباءٍ مُطَنَّبِ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> وَحَرْفٍ قدْ بَعثتُ على وَجَاها
وَحَرْفٍ قدْ بَعثتُ على وَجَاها
رقم القصيدة : 26403
-----------------------------------
وَحَرْفٍ قدْ بَعثتُ على وَجَاها
تباري أنيقاً متواتراتِ
تَخالُ ظِلالَهنَّ إذا استقلّتْ
بأرحلِنا سبائبَ تالياتِ
لهنَّ بكلَّ منزلة ٍ رذايا
تُرِكْنَ بِها سَواهِمَ لاغِباتِ
تَرى كِيرانَ ما حَسَروا إِذا ما
أَراحُوا خَلْفَهنَّ مُردَّفاتِ
ترى الطيرَ العتاقَ تنوشُ منْها
عيوناً قد ظهرنَ وغائراتِ
كأنَّ أنينَهُنَّ بكلِّ سَهْبٍ
إذا ارتحلتْ تجاوبُ نائحاتِ
كأنَّ قُتودَ رَحْلي فَوْقَ جأْبٍ
صنيعُ الجسمِ من عهدِ الفلاة ِ
أشذَّ جِحاشَها وخَلا بِجُونٍ
لواقحَ كالقِسيِّ وحائِلاتِ
فظلَّ بها على شرفٍ وظلتْ
صِياماً حَوْلَهُ مُتَفالِياتِ
صواديَ ينتظرنَ الوردَ منهُ
على ما يرتئي متقابعاتِ
فوجهها قواربَ فاتلأبتْ
لَهُ مِثْلَ القَنا المتأوِّداتِ
يَعَضُّ على ذَواتِ الضَّغْنِ منها
كما عَضَّ الثِّقافُ على القَناة ِ
بِهمْهَمَة ٍ يردِّدُها حَشاهُ
وتأبى أنْ تتمَّ إلى اللهاة ِ
وقد كُنَّ استَتَرْنَ الوِرْد منهُ
فأوردها أواجنَ طامياتِ
على أَرْجائِهِنَّ مِراطُ رِيشٍ
تُشبِّهها مَشاقِصُ ناصِلاتِ
فَوافَقَهنَّ أَطْلَسُ عامِريُّ
بطيَّ صفائحٍ متسانداتِ
أبو خمسٍ يطفنَ بهِ صغارٍ
غدا منهنَّ ليسَ بذي نباتِ
مخفاً غيرَ أسهمهِ وقوسٍ
تلوحُ بها دماءُ الهادياتِ
فَسَدَّدَ إذْ شرْعنَ لهُنَّ سَه(32/22)
ْماً يؤُمُّ بهِ مَقاتلَ بادِياتِ
فلهفَ أمهُ لما تولتْ
وعضَّ على أناملَ خائباتِ
و هنَّ يثرنَ بالمعزاءِ نقعاً
ترى منهُ لهنَّ سرادقاتِ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> ألا ناديا أظعانَ ليلى تعرجِ
ألا ناديا أظعانَ ليلى تعرجِ
رقم القصيدة : 26404
-----------------------------------
ألا ناديا أظعانَ ليلى تعرجِ
فقد هجنَ شوقاً ليتهُ لم يهيجِ
أقولُ وأهلي بالجنابِ وأهلها
بِنَجدْين لا تَبْعَدْ نوى ً أُمُّ حَشْرَجِ
و قد ينتئي من قدْ يطولُ اجتماعه
ويخلِجُ أشطانَ النوى كُلَّ مَخْلجِ
صَبا صَبوة ً مِنْ ذي بِحارٍ فَجاوَزَتْ
إلى آلِ لَيْلى بَطْنَ غَوْلٍ فَمَنْعِجِ
كِنانيّة ٌ إلاّ أَنلْها فإنَّها
على النأيِ من أهلِ الدلال المولجِ
منَ الحرَّ في دارِ النوى ظلُّ هودجِ
منعَّمة ٌ لم تَلْقَ بُؤسَ مَعيشَة ٍ
و لم تغتزلْ يوماً على عودِ عوسجِ
هضيمُ الحَشا لا يملأُ الكفَّ خَصْرُها
ويُمَلأ منها كلُّ حِجْلٍ ودُمْلُجِ
تميحُ بمسواكِ الأراكِ بنانها
رضابَ الندى عن أقحوانٍ مفلجِ
وإِنْ مَرَّ مَنْ تخشى اتَّقَتْهُ بِمِعْصَمٍ
وَسِبٍّ بِنَضْحِ الزَّعْفرانِ مُضَرَّجِ
و ترفعُ جلباباً بعبلٍ موشمٍ
يَكُنُّ جبيناً كان غيرَ مُشَجَّجِ
تخامصُ عن بردِ الوشاحِ إذا مشتْ
تخامصَ حافي الخيلِ في الأمعزِ الوجي
يقرُّ بعيني أنْ أنبأَ أنها
وإنْ لمْ أَنَلْها أيّمٌ لم تَزَوَّجِ
ولو تَطْلُبُ المَعْروفَ عنْدي رَدَدْتُها
بحاجة ِ لا القالي ولا المتلجلجِ
و كنتُ إذا لاقيتها كانَ سرنا
لنا بيننا مثلَ الشواءِ الملهوجِ
و كادتْ غداة َ البينِ ينطقُ طرفها
بما تحتَ مكنونٍ من الصدرِ مشرجِ
وتَشْكو بعْينٍ ما أكلّت رِكابَها
وقيلَ المُنادي: أَصْبحَ القومُ أَدْلجي
ألا أَدْلَجَتْ ليلاكَ من غيرِ مُدلَجٍ
هوى نفسِها إذْ أَدْلجتْ لم تُعرِّجِ
بليلٍ كلونِ الساجِ أسودَ مظلمٍ
قليلِ الوغى داجٍ كلونِ اليرندجِ
لكنتْ إذاً كالمْتَّقي رَأْسَ حيّة ٍ(32/23)
بحاجتها إنْ تخطئ النفسَ تعرجِ
و كيفَ تلاقيها وقدْ حالَ دونها
بَنو الهَوْنِ أو جَسْرٌ وَرَهْطُ بْنُ صُنْدُجِ
تَحلُّ سَجا أو تَجْعَلُ الغَيْل دونَها
و أ÷لي بأطرافِ اللوى فالموثجِ
و أشعثَ قد قَّ السفارُ قميصهُ
و جرُّ الشواءِ بالعصا غيرَ منضجِ
دَعَوْتُ فلبّاني على ما يَنوبُني
كريمٌ من الفتيانِ غيرُ مزلجِ
فتى ً يَمْلأُ الشِّيزى ويُرْوي سِنانَه
ويضرِبُ في رأسِ الكَميِّ المُدَّججِ
أَبَلُّ فلا يرضَى بِأَدْنى مَعيشَة ٍ
ولا في بيوتِ الحيِّ بالمُتَوَلِّجِ
و شعثٍ نشاوى من كرى ً عندَ ضمرٍ
أُنِخْنَ بِجَعْجاعٍ قَليلِ المعرَّجِ
وقعْن به من أَوَّلِ الليلِ وَقْعة ً
لدى ملقحٍ من عودِ مرخٍ ومنتجِ
قليلاً كحسو الطيرِ ثمَّ تقلصتْ
بِنا كلُّ فَتلاءِ الذِّراعيْنِ عَوْهَجِ
وداويّة ٍ قَفْرٍ تمشّى نِعاجُها
كمشْيِ النصارى في خِفافِ اليَرَنْدَجِ
قطعتُ إلى معروفها منكراتها
إذا خبَّ آلُ الأمعزِ المتوهجِ
وأدماءَ حُرْجُوجٍ تعالَلْتُ مَوْهِناً
بسَوْطيَ فارمدّتْ فقلتُ لها عَجِي
إذا عيجَ منها بالجديلِ ثنتْ لهُ
جِراناً كخُوطِ الخيزُرانِ المُعَوَّجِ
و إن فترتْ بعد الهبابِ ذعرتها
بأسمرَ شَختٍ ذابلِ الصدر مُدْرجِ
إذا الظبيُ أغضى في الكناسِ كأنهُ
من الحرَّ حرجٌ تحتَ لوحٍ مفرجِ
كأنيّ كَسَوْتُ الرَّحْلَ أحقبَ ناشِطاً
من اللاءِ ما بينَ الجنابِ ويأججِ
قويرحُ أعوامٍ كأنَّ لسانهُ
إذا صاحَ حِلوٌ زَلَّ عن ظَهْرِ مِنسَجِ
خفيفَ المعي إلاّ عصارة َ ما استقى
من البَقْلِ ينضوهُ لدى كلِّ مَشْجَجِ
أقبَّ ترى عهدَ الفلاة بِجسمِهِ
كعهْدِ الصَّناعِ بالجَديلِ المُحَمْلَجِ
إذا هو وَلّى خِلتَ طُرّة َ مَتْنِهِ
مَريرة َ مفتولٍ من القِدِّ مُدْمَجِ
تربعَ من حوضٍ قناناً وثادقاً
نتاجَ الثريا حملها غيرُ مخدجِ
إذا رجَّعَ التعشيرَ رَدّاً كأنَّهُ
بناجذهِ من خلفِ قارحهِ شجِ
بعيدُ مدى التطريبِ أولى نهاقهِ
سَحيلٌ ، وأُخراهُ خَفِيُّ المُحَشرَجِ(32/24)
خلا فارتعي الوسميَّ حتى كأنما
يَرى بِسَفا البُهمى أخلّة مُلهِجِ
إذا خافَ يوماً أنْ يفارقَ عانة ً
أضرَّ بملساءِ العجيزة ِ سمحجِ
أضرَّ بمقلاة ٍ كثيرٍ لغوبها
كقوسِ السراءِ نهدة ِ الجنبِ ضمعجِ
إذا سافَ منها موضعَ الردف زيفت
بأَسْمَر لامٍ لا أرحَّ ولا وَجي
مفجُّ الحوامي عن نسورٍ كأنها
نوى القسبِ ترتْ عنْ جريمٍ ملجاجِ
متى ما تقعْ أَرْساغُهُ مطمئنّة ً
على حجرٍ يرفضُّ أو يتدحرجِ
كأَنَّ مكانَ الجَحْشِ منها إذا جَرَتْ
مناطُ مجنًّ أو معلقُ دملجِ
فإنْ لا يَروغاهُ يُصيبا فؤادَهُ
ويَحْرَجْ بعجلَى شَطْبَة ٍ كلَّ مَحْرَجِ
بِمَفْطُوحَة ِ الأَطْراف جَدْبٍ كأنَّما
توقدها في الصخرِ نيرانُ عرفجِ
متى ما يسفْ خيشومهُ فوق تلعة ٍ
مصامة َ أعيارٍ من الصيفِ ينشجِ
وإنْ يُلْقيا شَأْواً بأرضٍ هَوى لهُ
مُفرَّضُ أَطْرافِ الذّراعينِ أَفْلجِ
يظَلُّ بِأَعْلى ذِي العُشَيْرة ِ صائِماً
عليهِ ، وقوفَ الفارسيَّ المتوجِ
وإِنْ جاهَدَتْه بالخَبارِ انْبَرى لها
بِذاوٍ وإنْ يهبِطْ بهِ السَّهْلُ يَمْعَجِ
تواصى بها العكراشُ في كلَّ مشربٍ
و كعبُ بنُ سعدٍ بالجديلِ المضرجِ
بزُرقِ النواحي مُرهَفاتٍ كَأَنَّما
توقدها في الصبحِ نيرانُ عرفجِ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> تُعارِضُ أسماءُ الرِّكابَ عَشِيّة ً
تُعارِضُ أسماءُ الرِّكابَ عَشِيّة ً
رقم القصيدة : 26405
-----------------------------------
تُعارِضُ أسماءُ الرِّكابَ عَشِيّة ً
تسائلُ عن ضغنِ النساءِ النواكحِ
و ماذا عليها إنْ قلوصٌ تمزعتْ
بعِكْمين إذْ ألقَتْهُما بالصَّحاصِحِ
فإنّكِ لَوْ أَنْكَحْتِ دارتْ بكِ الرَّحى
و ألقيتِ رحلي سمحة ً غيرَ طامحِ
ولم أكُ مثلَ الكاهليِّ وعِرْسِهِ
سقتهُ على لوحٍ دماءَ الذرارحِ
و قالتْ : شرابٌ باردٌ قدْ جدحته
و لم يدرِ ما خاضتْ لهُ بالمجادحِ
أأسماءُ إني قدْ أتاني مخبرٌ
بِضَيْقَة َ ينشو مَنطِقاً غيرَ صالحِ
بعجتُ إليهِ البطنَ ثمَّ انتصحتهُ(32/25)
وما كُلُّ ما يُلقى إليْهِ بِصالِحِ
و إني لمنْ قومٍ على أنْ ذممتهم
إذا أولموا لم يولموا بالأنافحِ
وإنَّكِّ مِنْ قَوْمٍ تَحِنُّ نِساؤُهُمْ
إلى الجانبِ الأقصى حنينَ المنائحِ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> طالَ الثواءُ على رسمٍ بيمؤودِ
طالَ الثواءُ على رسمٍ بيمؤودِ
رقم القصيدة : 26406
-----------------------------------
طالَ الثواءُ على رسمٍ بيمؤودِ
أودى وكلُّ خليلٍ مرة ً مودي
دارُ الفتاة ِ التي كنا نقولُ لها
يا ظبية ً عطلاً حسانة َ الجيدِ
كأنها وابنَ أيامٍ ترببهُ
من قرة ِ العينِ مجتابا ديابودِ
تدني الحمامة ُ منها وهيَ لاهية ٌ
من يانعِ الكرامِ قنوانَ العناقيدِ
هل تبلغني ديارَ الحيَّ ذعلبة ٌ
قَوْداءُ في نُجُبٍ أمثالِها قُودِ؟
يهوين أزفلة ً شتى وهنَّ معاً
بفتية ٍ كالنشاوى ، أدلجوا ، غيدِ
خوصَ العيونِ تبارى في أزمتها
إِذا تفصَّدْنَ من حرِّ الصَّياخِيدِ
وكُلُهنَّ يُباري ثِنْي مُطَّرِدٍ
كحيّة ِ الطَّوْدِ ولّى غيرَ مطرودِ
نبئتُ أنَّ ربيعاً أنْ رعى إبلاً
يُهدي إِليَّ خَناهُ ثانِيَ الجِيدِ
فإنْ كرهتَ هجائي فاجتنبْ سخطي
لا يُدْرِكنَّك تفريعي وتصْعيدي
وإن أبيْتَ فإنّي واضعٌ قَدَمي
على مراغمِ نَفّاخِ اللغاديدِ
لا تحسبنَّ يا ابن عِلْباءٍ مُقارعتي
بردَ الصريحِ من الكومِ المقاحيدِ
إذا دعتْ غوثها ضراتها فزعتْ
أطباقُ نيءٍ على الأثباجِ منضودِ
إنْ تمسِ في عرفطٍ صلعٍ جماجمهُ
منَ الأساليقِ عاري الشوكِ مجررودِ
تصبحْ وقد ضمنتْ ضراتها عرقاً
مِنْ طَيِّب الطَّعْمِ حُلواً غيرَ مَجْهودِ
فادفَعْ بألْبانِها عنكُم كما دَفَعتْ
عنهمْ لقاحُ بني قيسِ بنِ مسعودِ
إني امرؤٌ من بني ذبيانَ قد علموا
أَحْمي شَريعَة مَجْدٍ غيرِ مَوْرودِ
معي رُدَينيُّ أقْوامٍ أَذودُ بهِ
عن حوضهمْ وفريصي غيرُ مرعودِ
أنا الجحاشيُّ شماخٌ وليسَ أبي
بنخسة ٍ لنزيغٍ غيرِ موجودِ
منهُ نجلتُ ولمْ يوشبْ بهِ حسبي(32/26)
لَيّاً كما عُصِبَ العِلْباءُ بالعودِ
إن كنتمُ لستمُ ناهينَ شاعركم
و لا تناهونَ عن شتمي وتهديدي
فاجْروا الرِّهانَ فإنّي ما بقيتُ لكمْ
غمْرُ البديهة ِ عَدّاءُ القَراديدِ
مُحاذِرُ السَّوْطِ خرّاجٌ على مَهَلٍ
من الأضاميمِ سباقُ المواخيدِ
بلْ هلْ أَتاها على ما كانَ من حَدَثٍ
أنَّ الحروبَ اتقتنا بالصناديدِ
لا تحسبنّي وإنْ كُنْتَ امرءاً غَمِراً
كحيّة ِ الماءِ بَيْن الطيِّ والشِّيدِ
لولا ابنُ عفّانَ والسلطانُ مُرتَقَبٌ
أُورِدْتَ فَجّاً من اللَّعباء جُلمودِ
فالحقْ بِبَجْلَة َ ناسِبْهم وكُنْ مَعَهم
حتى يعيروكَ مجداً غيرَ موطودِ
واتركْ تُراثَ خُفافٍ إنَّهمْ هَلَكوا
أَوِ ائْتِ حيّاً إلى رِعْلٍ وَمَطرودِ
و القومُ أتوكَ بهزٌ دونَ إخوتهمْ
كالسيلِ يركبُ أطرافَ العبابيدِ
تلكَ امرؤُ القيسِ لا يعطيك شاهدها
عمنْ تغيبَ منها بالمقاليدِ
و إنْ تدافعكَ سماكٌ بحجتها
و قنفذٌ تعتزلها غيرَ محمودِ
إنَّ الضراب ببيضِ الهندِ عادتنا
و لا نعودُ ضرباً بالجلاميدِ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> أتَعْرِفُ رَسْماً دارِساً قَدْ تَغَيّرا
أتَعْرِفُ رَسْماً دارِساً قَدْ تَغَيّرا
رقم القصيدة : 26407
-----------------------------------
أتَعْرِفُ رَسْماً دارِساً قَدْ تَغَيّرا
بِذَرْوة َ أَقْوى بَعْدَ ليلى وأَقْفَرا
كما خطَّ عبرانية ً بيمينهِ
بتيماءَ حبرٌ ثمّ عرضَ أسطرا
أقولُ وقد شدّتْ برحليَ ناقتي
ونَهْنَهْتُ دمعَ العينِ أنْ يتحدّرا
على أمَّ بيضاءَ السلامُ مضاعفاً
عديدَ الحصى ما بين حمصَ وشيزرا
و قلتُ لها : يا أمَّ بيضاءَ إنهُ
كذلك بينا يعرفُ المرءُ أنكرا
فَقَوْلُ ابْنَتي أَصْبَحْتَ شيخاً ومن أكُنْ
لهُ لدة ً يصبحْ من الشيبِ أوجرا
كأنَّ الشَّبابَ كانَ رَوْحة راكبٍ
قضى أرباً من أهل سقفٍ لغضورا
لقومٌ تصاببتُ المعيشة َ بعدهمْ
أعزُّ عليَّ من عِفاءٍ تَغَيَّرا
تَذكَّرْتُ لمّاأثقلَ الَّدينُ كاهلي(32/27)
وصانَ يَزيدُ مالَهُ وتَعَذَّرا
رجالاً مضوا مني فلستُ مقايضاً
بِهِمْ أبداً منْ سائرِ الناسِ مَعْشراً
ولمّا رأيتُ الأَمْرَ عَرْش هَوِيَّة ٍ
تَسلَّيْتُ حاجاتِ الفؤادِ بِشَمَّرا
فقربتُ مبراة ً تخالُ ضلوعها
من الماسخياتِ القسيَّ المؤترا
جُماليّة ٌ لو يُجعلُ السَّيفُ غَرْضَها
على حدهِ - لاستكبرتْ أن تضورا
ولا عَيْبَ في مكروهِها غيرَ أنّهُ
تَبَدَّلَ جَوْناً بَعْدما كانَ أَزْهرا
كأنَّ ذراعيها ذراعا مدلة ٍ
بُعَيْدَ السِّبابِ حاوَلَتْ أنْ تَعذَّرا
مُمجَّدة ِ الأعْراقِ قال ابنُ ضَرَّة ٍ
عليها كلاماً جارَ فيهِ وأهجرا
تقولُ لها جاراتُها إذْ أَتَيْنها
يحقُّ لليلى أنْ تعانَ وتنصرا
يَغَرْنَ لِمِبْهاجٍ أزالَتْ حَليلَها
غَمامة ُ صيْفٍ ماؤُها غيرُ أكدَرا
من البيضِ أعْطافاً إذا اتّصلتْ دَعتْ
فِراسَ بنَ غَنْمٍ أو لَقيطَ بنَ يَعْمُرا
بِها شَرَقٌ من زَعْفرانٍ وعَنْبرٍ
أَطارَتْ من الحُسْنِ الرِّداءَ المُحبَّرا
تقولُ وقد بلَّ الدموعُ خِمارَها:
أبى عِفّتي ومَنْصِبي أَنْ أُعَيّرا
كأنَّ ابنَ آوى موثقٌ تحت غرضها
إذا هُوَ لم يَكلِمْ بِنابيْهِ ظَفَّرا
كأنَّ بذفراها مناديلَ قارفتْ
أَكُفَّ رِجالٍ يعصِرُون الصَّنَوْبَرا
وتَقْسِمُ طرفَ العيْنِ شطراً أمامَها
و شطراً تراهُ خشية السوطِ أخزرا
لها مَنْسِمٌ مِثْلُ المَحارة ِ خُفُّهُ
كَأَنَّ الحصى من خَلْفِهِ حَذْفُ أعْسَرا
إذا وردتْ ماءً هدوءاً جمامهُ
أَصاتَ سَدِيساها بِهِ فَتَشَوَّرا
و قد أنعلتها الشمسُ نعلاً كأنهُ
قلوصُ نعامٍ زفها قدْ تمورا
سرتْ من أعالي رحرحانَ فأصبحتْ
بفيدٍ وباقي ليلها ما تحسرا
إذا قطعتْ قفاً كميتاً بدا لها
سماوة ُ قفًّ بين وردٍ وأشقرا
و راحتْ رواحاً من زرودَ فنازعتْ
زبالة َ جلباباً من الليلِ أخضرا
فأضحتْ بصحراءِ البُسَيْطة ِ عاصِفاً
تولي الحصى سمرَ العجاياتِ مجمرا
و أضحتْ على ماءِ العذيبِ وعينها
كوقبِ الصفا جلسيها قدْ تغورا(32/28)
فلمّا دَنَتْ للبطنِ عاجَتْ جِرانَها
إلى حارِكٍ يَنْمي بِه غيرُ أَدْبرا
وقد أَلْبَسَتْ أعلى البُرَيْدينِ غُرَّة ً
من الشَّمسِ إلباسَ الفتاة ِ الحَزَّورا
و أعرضَ من خفانَ أجمٌ يزينهُ
شماريخُ باهي بانياهُ المشقرا
فروَّحَها الرجَّافَ خَوْصاءَ تَحْتَذي
على اليمَّ باريَّ العراقِ المضفرا
تحنُّ على شطَّ الفراتِ وقدْ بدا
سُهيلٌ لها من دونِهِ سَرْوُ حِمْيَرا
ففاءتْ إلى قومٍ تريحُ رعاؤهمْ
عليْها ابنَ عِرسٍ والإِوَزَّ المُكَفَّرا
إِذا ناهَبَتْ وُرْدَ البراذِينِ حَظَّها
من القتَّ لم ينظرنها أنْ تحدرا
كأنَّ على أنيابها حينَ تنتحي
صياحَ الدجاجِ غدوة ً حينَ بشرا
إذا ارتدفاها بعد طولِ هبابها
أَبَسّابِها من خَشْية ٍ ثمَّ قَرْقَرا
وقد لَبِسَتْ عِنْدَ الإلهة ساطعاً
منَ الفَجرِ لمّا صاحَ بالليلِ بَقَّرا
فلما تدلتْ من أجاردَ أرقلتْ
و جاءتْ بماءٍ كالعنية أصفرا
فكلُّ بعيرٍ أحسنَ الناسُ نعتهُ
و آخرُ لم ينعتْ ، فداءٌ لضمزرا
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> إذا ما جدَّ واستذكى عليها
إذا ما جدَّ واستذكى عليها
رقم القصيدة : 26408
-----------------------------------
إذا ما جدَّ واستذكى عليها
أثرنَ عليهِ من رهجٍ عصارا
نَحاها قارِباً وأَرَنَّ فيها
لِيوردَها شَريعة َ أوْ سِرارا
فأوردها معاً ماءً رواءً
عليْهِ الموتُ يُحْتَضَرُ احْتضارا
فلما شرعتْ قصعتْ غليلاً
فأعجلها وقد شربتْ غمارا
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> رأيتُ وقد أتى نَجْرانُ دوني
رأيتُ وقد أتى نَجْرانُ دوني
رقم القصيدة : 26409
-----------------------------------
رأيتُ وقد أتى نَجْرانُ دوني
و ليلى دونَ أرحلها السديرُ
لليلى بالفحيمِ ضوءَ نارٍ
يلوحُ كأنّهُ الشِّعرى العَبورُ
إذا ما قلتُ خابية ٌ زهاها
سوادُ الليلِ والريحُ الدبورُ
فما كادتْ وقدْ رفعوا سناها
ليبصرَ ضوءها إلاّ البصيرُ
فبتُّ كأنني شافهتُ خمراً
معتقة ً حمياها تدورُ(32/29)
فقلتُ لصحبتي : هل يبلغني
إلى ليلى التهجرُ والبكورُ ؟
و إدلاجي إذ الظلماءُ ألقت
مَراسِيَها وهادٍ لا يَجورُ
وقولي كلَّما جاوَزْتُ خَرْقاً
إلى خَرْقٍ لأُخرى َ القومِ: سيروا
بناجية ٍ كأنَ الرحلَ منها
وقد قَلِقَتْ من الضُّمْرِ الضُّفورُ
على أصْلاب جَأْبٍ أخْدَرِيٍّ
من اللاّئي تَضَمَّنهنَّ إِيرُ
رعى بهُمى الدَّكادِكِ من أَريكٍ
إلى أُبْلى مُناصيهِ حَفيرُ
فلما أن رأى القريانَ هاجتْ
ظواهرها ولاحتهُ الحرورُ
و أحنقَ صلبهُ وطوى معاهُ
و كشحيهِ كما يطوى الحصيرُ
دَعاهُ مَشْرَبٌ مِنْ ذِي أَبانٍ
حساءٌ بالأباطحِ أو غديرُ
فظلَّ بهنَّ يحدوهنَّ قصداً
كما يحدو قلائصهُ الأجيرُ
أَقَبَّ كأنَّ مَنْخِرَهُ إذا ما
أَرَنَّ على تواليهِنَّ كيرُ
لهُ زَجَلُّ تقولُ: أصوتُ حادٍ
إذا طلبَ الوسيقة أو زميرُ
مُدِلُّ شَرَّدَ الأقرانَ عَنْهُ
عراكٌ ما تعاركهُ الحميرُ
و أصبحَ في الفلاة ِ يديرُ طرفاً
على حذرٍ توجسهُ كشيرُ
له زَجَلٌ كأنَّ الرِّجْلَ منهُ
إذا ما قامَ معتمداً كسيرُ
فأوردهنَّ تقريباً وشداً
شرائعَ لم يكدرها الوقيرُ
فخاضَ أمامهنَّ الماءَ حتى
تبيّنَ أَنَّ ساحتَهُ قَفِيرُ
فلما أن تغمرَ صاحَ فيها
و لما يعلهُ الصبحُ المنيرُ
العصر العباسي >> البحتري >> ولما نزلنا عكبراء ولم يكن
ولما نزلنا عكبراء ولم يكن
رقم القصيدة : 2641
-----------------------------------
وَلَمّا نَزَلْنا عُكبَرَاءَ، وَلم يكُنْ
نَبيذٌ وَلا كانتْ حَلالاً لَنا الخَمرُ
دَعَوْنا لَها بِشراً، وَرُبّ عَظيمَةٍ،
دَعَوْنا لَهَا بِشراً، فأصْرَخنَا بِشْرُ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> عفتْ ذروة ٌ من أهلها فجفيرها
عفتْ ذروة ٌ من أهلها فجفيرها
رقم القصيدة : 26410
-----------------------------------
عفتْ ذروة ٌ من أهلها فجفيرها
فَخَرْجُ المروراة ِ الدواني فَدُورُها
على أنَّ للميْلاءِ أَطْلالَ دِمْنَة ٍ
بأسقُفَ تُسديها الصَّبا وتُنيرُها(32/30)
و خفتْ خباها من جنوبِ عنيزة ٍ
كما خفَّ من نيلِ المرامي جفيرها
فإنْ حلّتِ المَيْلاءُ عُفانَ أو دنتْ
لحرة ِ ليلى أوْ لبدرٍ مصيرها
لِيَبْكِ على المْيلاءِ من كان باكياً
إذا خرجتْ من رحرحانَ خدورها
و ماذا على الميلاءِ لو بذلتْ لنا
من الوِدِّ ما يخفى وما لا يُضيرُها
أرتْنا حِياضَ الموتِ ثُمَّتَ قَلَّبَتْ
لنا مُقلة ً كَحْلاءَ ظلّتْ تُديرُها
كأنَّ غَضيضاً من ظِباءِ تَبالَة ٍ
يساقُ بهِ يومَ الفراقِ بعيرها
لها أقحوانٌ قيدتهُ بإثمدٍ
يَدٌ ذاتُ أَصْدافٍ يُمارُ نَؤورُها
كأنَّ حَصَاناً فضَّها القَيْنُ غُدْوة ً
لدى حيثُ يُلقى بالفِناءِ حَصيرُها
كأنَّ عُيونَ الناظرينَ يَشوقُها
بها عَسَلٌ ، طابتْ يدا مَنْ يَشورُها
تناولْنَ شَوْباً من مُجاجاتٍ شُمَّذٍ
بأعجازها فبٌّ لطافٌ خصورها
كِنانِيّة ٌ شطّتْ بها غُربة ُ النوى
كدلْوِ الصَّناَعِ رَدَّها مُستعيرُها
وكانتْ على العِلاّتِ لو أنَّ مُدْنفاً
تداوى بِرّياها شَفاهُ نُشُورُها
تعوذُ بحبل التغلبيَّ ولو دعتْ
عليَّ بنَ مسعودٍ لعزَّ نصيرها
فإنْ تَكُ قد شَطَّت وشطَّ مَزارُها
و جذمَ حبلَ الوصلِ منها أميرها
فما وَصْلُها إلاّ على ذاتِ مِرّة ٍ
يقطعُ أعناقَ النواحي ضريرها
جُماليّة ٌ في عِطْفِها صَيْعريّة ٌ
إذا البازلُ الوَجْناءُ أُردِفَ كُورُها
عَلَنداة ُ أسْفارٍ إذا نالَها الوَنى
و ماجتْ بها أنساعها وضفورها
يردُّ أنابيبُ الجِرانِ بُغامَها
كما ارتدَّ في قَوْس السَّراءِ زفيرُها
لجوجٌ إذا ما الآلُ آضَ كأنهُ
أعاصيرُ زَرّاعٍ بِنَخْلٍ يُثيرُها
كأَنَّ قُتُودي فوقَ أحْقَبَ قارِبٍ
أطاعَ لهُ مِنْ ذي نُجارٍ غَميرُها
وقد سُلَّ عنها الضِّغنُ في كلِّ سَرْبخٍ
لهُ فورُ قدرٍ ما تبوخُ سعيرها
تربعَ ميثَ النيرِ حتى تطالعتْ
نجومُ الثُريّا واستقلّتْ عَبورُها
فلمّا فنى الأسمالَ غاضَتْ وقلَّصتْ
ثمائلُها وتابعَ الشمسَ صُورُها
فظلَّ على الأَشْرافِ يَقسِمُ أَمْرَهُ(32/31)
أَينظُرُ جُنحَ الليلِ أم يَسْتثيرُها
فأزمعَ من عينِ الأراكة ِ مورداً
لَهُ غارَة ٌ لَفّاءُ صافٍ غديرُها
فصاحَ بقُبٍّ كالمقالي يشُلها
كما شلَّ أجمالَ المصلي أجيرها
يزرُّ القَطا مِنْها فتضربُ نحرَهُ
و مجتمعَ الخيشومِ منهُ نسورها
على مِثْلِها أقضي الهمومَ إذا اعترتْ
إذا جاشَ همُّ النفسِ منها ضميرُها
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> عفا بطنُ قوٍّ من سُلْيمى فعالزُ
عفا بطنُ قوٍّ من سُلْيمى فعالزُ
رقم القصيدة : 26411
-----------------------------------
عفا بطنُ قوٍّ من سُلْيمى فعالزُ
فذاتُ الغضا فالمُشرفاتُ النواشِزُ
فكلُّ خليلٍ غيرُ هاضمِ نفسهِ
لِوصْلِ خليلٍ صارمٌ أو مُعارِزُ
و مرتبة ٍ لا يستقالُ بها الردى
تلافى بها حلمي عن الجهلِ حاجزُ
وعَوْجاءَ مجذامٍ وأمرِ صريمة ٍ
تركتُ بها الشكَّ الذي هوَ عاجزُ
كأنَّ قُتودي فوق جأْبٍ مُطرَّدٍ
من الحقبِ لاحتهُ الجدادُ الفولرزُ
طوى ظِمْأها في بَيْضة ِ القيْظِ بَعْدَما
جرتْ في عنانِ الشعريين الأماعزُ
فظلتْ بيمؤودٍ كأنَّ عيونها
إلى الشمس ـ هل تدنو ـ رُكيٌّ نَواكِزُ
لَهُنَّ صَليلٌ ينتظرنَ قضاءَهُ
بضاحي عذاة ٍ أمرهُ وَ هوَ ضامزُ
فلما رأينَ الوردَ منهُ صريمة ً
مضينَ ولاقاهنَّ خلٌّ مجاوزُ
ولمّا رأى الإظلامَ بادرَهُ بها
كما بادرَ الخصْمُ اللجوجُ المُحافِزُ
ويمَّمها من بطنِ ذَرْوة ٍ رُمَّة ً
و منْ دونها من رحرحانَ مفاوزُ
عليْها الدُّجى مُسْتَنْشَآتٍ كأنّها
هَوادِجُ مشدودٌ عليْها الجَزاجِزُ
تفادى إِذا استذْكى عليها وتتّقي
كما تتقي الفحلَ المخاضُ الجوامزُ
و مرتْ بأعلى ذي الأراكِ عشية ً
فصدتْ وقد كادتْ بشرجٍ تجاوزُ
و همتْ بوردِ القنتينِ فصدها
حوامي الكُراعِ والقُنانُ اللواهِزُ
و صدتْ صدوداً عن ذريعة ِ عثلبٍ
ولا بَنيْ غِمارٍ في الصّدورِ حزائزُ
ولوْ ثَقِفاها ضُرَّجَتْ منْ دمائِها
كما جُلّلت فيها القِرامَ الرجائزُ
و حلأها عنْ ذي الأراكة ِ عامرٌ(32/32)
أخو الخضرِ يرمي حيثُ تكوى النواحزُ
قليلُ التلادِ غيرَ قوسٍ وأسهمٍ
كأنَّ الذي يرمي من الوحش تارزُ
مطلاً برزقٍ ما يداوى رميها
و صفراءَ من نبعٍ عليها الجلائزُ
تخيرها القواسُ من فرعِ صالة ٍ
لها شذبٌ من دونها وحواجزُ
نَمَتْ في مَكانٍ كنَّها واستوتْ بهِ
فما دونها من غيلها متلاجزُ
فما زال ينحو كلَّ رطبٍ ويابسٍ
وينغَلُّ حتى نالَها وَهْي بارزُ
فلمّا اطمأنَّتْ في يديه رأى غِنى ً
أحاطَ بهِ وازورَّ عمن يحاوز
فَمَظَّعها عاميْنِ ماءَ لِحائها
و ينظرُ منها أيها هو غامزُ
أقامَ الثِّقافُ والطريدة ُ دَرْأَها
كما قَوَّمتْ ضِغن الشَّموسِ المَهامِزُ
فوافى بها أهلَ المواسمِ فانبرى
لها بيعٌ يغلي بها السومَ رائزُ
فقال لهُ : هل تشتريها فإنها
تباعُ بما بيعَ التلادُ الحرائزُ
فقال : إزارٌ شرعبيٌّ وأربعٌ
من السِّيَراءِ أو أَواقٍ نواجزُ
ثمانٍ من الكيريَّ حمرٌ كأنها
من الجَمْر ما ذّكى من النارِ خابِزُ
وبُردانِ من خالٍ وتسعون درهماً
ومعْ ذاكَ مقروظٌ من الجِلْد ماعِزُ
فظلَّ يناجي نفسه وأميرها
أيأتي الذي يُعطى بها أم يُجاوزُ
فقالوا لهُ بايعْ أخاك ولا يَكُنْ
لكَ اليومَ عن رِبْحٍ من البيع لاهِزُ
فلما شراها فاضتِ العينُ عبرة ً
وفي الصّدرِ حُزّازٌ من الوجْد حامِزُ
و ذاقَ فأعطتهُ من اللينِ جانباً
كفى ، ولها أنْ يغرقَ السهمَ حاجزُ
إذا أنبضَ الرامون عنها ترنمتْ
تَرُنَّم ثكلى أَوْجَعتْها الجنائزُ
قذوفٌ إذا ما خالطَ الظبيَ سهمها
وإنْ رِيغ منها أَسلَمَتْهُ النواقزُ
إذا سقطَ الأنداءُ هِينَتْ وأُكْرِمتْ
حبيراً ولم تدرجْ عليها المعاوزُ
فلما رأين الماءَ قد حالَ دونهُ
شَكَكْنَ بأحْساءَ الذِّنابَ على هُدى ً
كما تابعتْ سردَ العنانِ الخوارزُ
و لما اشتغاثتْ والهوادي عيونها
من الرُّهبِ قُبْلٌ والنفوسُ نَواشِزُ
فألقتْ بأَيْديها وخاضتْ صدورُها
وهنَّ إلى وحشيهنَّ كوارزٌ
نهلنَ بمدانٍ من الماءِ موهناً
على عجلٍ وللفريضِ هزاهزُ(32/33)
غَدَوْنَ له صُعْرَ الخدودِ كما غدتْ
على ماءِ يَمْؤودَ الدلاءُ النواهِزُ
يحشرجها طوراً وطوراً كأنما
لها بالرُّغامى والخياشيمِ جارزُ
و لما دعاها من أباطحِ واسطٍ
دوائرُ لم تضربْ عليها الجرامزُ
حذاها من الصيداءِ نعلاً طراقها
حوامي الكُراعِ المُؤْيداتُ العَشاوِزُ
فأقبلها نجادَ قوينِ وانتحتْ
بها طُرُقٌ كأنَّهنَّ نحائِزُ
حداها برجعٍ من نهاقٍ كأنهُ
بما ردَّ لَحْياهُ إلى الجوْفِ راجِزُ
فأوردهنَّ المورَ حمامة ٍ
على كلَّ إجريائها هوَ رائزُ
يُكلّفُها طوْراً مداهُ إذا التوى
به الوردُ واعوجتْ عليه المجاوزُ
محامٍ على عوراتها لا يروعها
خيالٌ ، ولار امي الوحوشِ المناهزُ
فأصبحَ فَوْقَ النَّشْزِ نَشزِ حمامة ٍ
لهُ مركضٌ في مستوى الأرضِ بارزٌ
وظلّتْ تفالى باليَفَاعِ كأنَّها
رِماحٌ نَحاها وِجهة َ الريحِ راكِزُ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> لمنْ طَلَلٌ عافٍ ورسمُ منازلٍ
لمنْ طَلَلٌ عافٍ ورسمُ منازلٍ
رقم القصيدة : 26412
-----------------------------------
لمنْ طَلَلٌ عافٍ ورسمُ منازلٍ
عفتْ بعد عهدِ العاهدينَ رياضها
عفتْ غيرَ آثارِ الأراجيلِ تعتري
تَقَعْقَعُ في الاsباطِ منها وِفاضُها
مَنازِلُ للمَيْلاءِ أقفرَ بعدَنا
معالمها منْ راكسٍ فمراضها
وَ دوية ٍ تيهاءَ قفرٍ مرادها
مروتٍ يكلُّ العيسَ فيها ارتكاضها
إذا ما حرابيُّ الظهيرة ِ لم تَقِلْ
نسأْتُ بها صَعْراءَ طالَ امْتعاضُها
جُماليَّة ٌ في مَشْيِها عَجْرَفِيَّة ٌ
إِذا العِرْمِسُ الوَجْناءُ طالَ اخْتفاضُها
ذعرتُ بها سربَ القطا وَ هوَ هاجدٌ
و عينُ الفلاة ِ لم تبعثْ رياضها
كأنَّ حصى المَعْزاءِ بيْنَ فُروجِها
نوادي نوى ً رضخٍ أشبَّ ارفضاضها
متى ما ترِدْ في ليلة ِ الخِمْسِ تَرْتَوي
رجا منهلٍ يقللْ عليه اغتماضها
إذا غاصتِ الأنساغُ فيها تزغمتْ
عُذافِرَة ً يُوفي الجديلَ انْتِهاضُها
تشكيّ كسيرٍ رجلهُ كلما مشى
عليها قليلاً عادَ فيها انهياضها(32/34)
صليتُ بها في المصطلينَ بحرها
فطلتْ وقد كانتْ شديداً عضاضها
و غمرة ِ موتٍ خضتُ حتى قطعتها
وقد أَفْظَعَ الجِبْسَ الهِدانَ خِياضُها
و كنتُ إذا ما شعبتا الأمرِ شكتا
عزمتُ ولم يحبلْ همومي إباضها
و لم يسلِ أمراً مثلُ أمرِ صريمة ٍ
إذا حاجة ٌ في النفسِ طالَ اعتراضُها
أجاملُ أقواماً حياءً وقد أرى
صُدورَهُم تَغْلي عليَّ مِراضُها
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> أعائشُ ما لأهلكِ لا أراهمْ
أعائشُ ما لأهلكِ لا أراهمْ
رقم القصيدة : 26413
-----------------------------------
أعائشُ ما لأهلكِ لا أراهمْ
يُضيعونَ الهِجانَ مع المُضيعِ
و كيف يضيعُ صاحبُ مدفئاتٍ
على أثباجهنَّ من الصقيعِ
يبادِرْنَ العِضاة بمُقْنَعاتٍ
نواجذهنَّ كالحدإ الوقيعِ
لمالُ المرءِ يُصلِحْهُ فَيُغني
مفاقرهُ أعفُّ من القنوعِ
يسُدُّ بهِ نوائبَ تَعْتَريهِ
منَ الأيامِ كالنهلِ الشروعِ
ألا تلكَ ابنة ُ الأمويَّ قالتْ :
أراكَ اليومَ جِسْمُك كالرَّجيعِ
كأنَّ نطاة َ خيبرَ زودتهُ
بَكُورَ الوِرْدِ ريِّثة القُلوعِ
و لو أنيّ أشاءُ كننتُ نفسي
إلى لَبّاتِ هَيْكلة ٍ شَمُوعِ
تلاعبني إذا ما شئتُ خودٌ
على الأَنْماطِ ، ذاتُ حشى ً قَطيعِ
كأنَّ الزعفرانَ يمعصميها
وباللَّباتِ نضحٌ دمٍ نَجيعِ
و لكنيّ إلى تركات قومي
بقيتُ وغادروني كالخليع
تصيبهم وتخطئني المنايا
و أخلفُ في ربوعٍ عنْ ربوعِ
أعائشُ ! هل يقربُ بينِ وصلي
ووصلِكِ مِرجمٌ خاظي البضيعِ
كأنَّ حبالهُ والرحلَ منهُ
على عِلْجٍ رعى أُنُفَ الربيعِ
وخَرْقٍ قد جعلتُ بهِ وسادي
يديْ وجناءَ مجفرة ِ الضلوعِ
عُذافِرة ٍ كأنَّ بِذِفْريَيْها
كحيلاً بضَّ منْ هرعٍ هموعِ
إذا ما أَدْلَجتْ وَصَفَتْ يداها
لها إدلاجَ ليلة َ لا هجوعِ
مروحٍ تغتلي بالبيد حرفٍ
تكادُ تطيرُ من رأْيِ القطيعِ
تَلوذُ ثعالِبُ الشَّرَفَيُنِ منها
كما لاذَ الغريمُ من التبيعِ
نماها العزُّ في قطنٍ نماها
إِلى فَرْخينِ في وَكْرٍ رَفيعِ(32/35)
كمِشْحاجٍ أَضرَّ بِخانقاتٍ
ذوابلَ مثلَ أخلاقِ النسوعِ
كأَنَّ سحيلَة ُ في كلِّ فَجٍّ
تَغَرُّدُ شارِبٍ ناءٍ فَجوعِ
يَعنُّ له بِمِذْنَبِ كلِّ وادٍ
إذا ما الغيْثُ أخضل كلَّ رِيعِ
كقضب النبعِ من نحصٍ أوابٍ
صَوَتْ مِنْهُنَّ أقراطُ الضُّروعِ
وسقنَ لهُ بروضهِ واقصاتٍ
سِجالَ الماءِ في حَلَقٍ مَنيعِ
إِذا ما استافَهنَّ ضربْنَ منهُ
مكانَ الرمحِ من أنف القدوعِ
و قد جعلتْ ضغائنهنَّ تبدو
بما قد نالهنَّ بلا شفيعِ
مُدِلاّتٌ يُرِدْن النأْيَ منهُ
وهُنَّ بعيْنِ مُرتَقِبٍ تَبوعِ
كأنَّ متونهنَّ مولياتٍ
عِصِيُّ جناحِ طالبة ٍ لَموعِ
قليلاً ما تريثُ إذا استفادَتْ
غريضَ اللحمَ من ضَرِمٍ جَزُوعِ
فما تنفكُّ بين عويرضاتٍ
تجرُّ برأسِ عِكْرِشَة ٍ زَموعِ
تطاردُ سِيدَ صاراتٍ ويوماً
على خزانِ قاراتِ الجموعِ
ترى قِطعاً من الأحناشِ فيهِ
جماجمهنَّ كالخشلِ النويعِ
أطارَ عقيقَهُ عنهُ نُسالاً
و أدمجَ دمجَ ذي شطنٍ بديعِ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> يا أَسْمُ قَدْ خَبَلَ الفؤادَ مروِّحُ صَدَعَ الظعائنُ قلبَهُ المشتاقا
يا أَسْمُ قَدْ خَبَلَ الفؤادَ مروِّحُ صَدَعَ الظعائنُ قلبَهُ المشتاقا
رقم القصيدة : 26414
-----------------------------------
يا أَسْمُ قَدْ خَبَلَ الفؤادَ مروِّحُ صَدَعَ الظعائنُ قلبَهُ المشتاقا
بحزيزِ رامة إذْ أردن فراقا
مَنَّيْنَهُ فَكَذَبْنَ إذْ منّينَهُ
تلكَ العهودَ وخنهُ الميثاقا
و لقد جعلن لهُ المحضبَ موعداً
فلقد وفين وعاقهُ ما عاقا
يا أَسْمُ قَدْ خَبَلَ الفؤادَ مروِّحُ
من سِرِّ حُبِّكِ مُعلقٌ إِعْلاقا
فسلبتهِ معقولهُ أمْ لم تريْ
قلْباً سَلا بعد الهوى فأفاقا
عَزمَ التجلُّدَ عن حبيبٍ إِذْ سَلا
عنهُ فأصبحَ ما يتوقُ متاقا
و تعرضتْ فأرتكَ يومَ رحيلها
عذبَ المذاقة ِ بارداً براقا
في واضحٍ كالبدرِ يومَ كمالهِ
فلمثلها راعَ الفؤادَ وراقا
و عرفتُ رسماً دارساً مخلولقاً
فوقفتُ واستنطقتهُ استنطاقا(32/36)
حتى إذا طالَ الوقوفُ بدمنة ٍ
خرساءَ حلَّ بها الربيعُ نطاقا
قفرٍ مغانيها تلوحُ رُسومُها
قلْباً سَلا بعد الهوى فأفاقا
عُجْتُ القَلوصَ بها أُسائِلُ آيَها
و العينُ تذور عبرة ً تغساقا
فَبَعثْتُ هِلواعَ الرَّواحِ كأنَّها
خَنْساءُ تَتْبَعُ نائياً مِخْراقا
سفعاءُ وقفها السوادُ ترى لها
زمعاً وصلنَ شوى ً لهنَّ دقاقا
باتا إلى حِقْفٍ تَهُبُّ عليهِما
نكْباءُ تَبْجِسُ وابِلاً غَيْداقا
مِنْ صوْبِ سارِية ٍ أطاعَ جَهامُها
نكباءَ تَمْري مُزْنَها أَوْداقا
فثنى يديهِ لروقهِ متكنساً
أفنانَ أرْطاة ٍ يُثِرْن دُقاقا
و كأنهُ عانٍ يشاورُ نفسهُ
غابتْ أقاربُهُ وشُدَّ وَثاقا
في عازبٍ أنفٍ تباهى نبتهُ
زَهْراً وأَسْنقَ وَحْشُهُ إِسْناقا
فتوجسا في الصبحِ ركزَ مكلبٍ
أو جاوزاهُ فأشفقا إشفاقا
سملِ الثيابِ لهُ ضوارٍ ضمرٌ
مَحْبُوَّة ٌ مِنْ قِدِّهِ أطْواقا
فغدا بها قباً وفي أشداقها
سَعَة ٌ يُجلجِلُ حُضْرُها الأشداقا
يرجو ويأملُ أن تصيدَ ضراؤه
يوفي النِّجاءَ يبادرُ الإشْراقا
و غدا ينفضُ متنهُ من ساعة ٍ
كالسِّحلِ أغربَ لونُهُ إِلْهاقا
أفتلكَ أم هذا أمْ أحقبُ قاربٌ
أبقى الطرادُ لهُ حشاً خفاقا
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> نظرتُ وسهبٌ من بوانة َ بيننا
نظرتُ وسهبٌ من بوانة َ بيننا
رقم القصيدة : 26415
-----------------------------------
نظرتُ وسهبٌ من بوانة َ بيننا
وأَفْيَحُ من رَوْضِ الرُّبابِ عميقُ
إلى ظعنٍ هاجت عليَّ صبابة ً
لهنَّ بأعلى القرنتينِ طريقُ
فقلتُ : خليليَّ انظرا اليوم نظرة ً
لعهدِ الصِّبا إذْ كنتُ لستُ أَفيقُ
إلى بقرٍ للعينِ منظرٌ
وملهى ً لمنْ يلهو بِهِنَّ أنيقُ
رعين الندى حتى إذا وقدَ الحصى
و لم يبقَ من نوءِ السماك بروقُ
تصدَّعَ فيه الحيُّ وانشقَّتِ العَصا
كَذاك النَّوى بين الخليط شَقوقُ
ولمّا رأيتُ الدار قُفْراً تبادَرَتْ
دموعٌ للومِ العاذلاتِ سَبوقُ
فظلَّ غرابُ البيْنِ مؤتَبِضَ النّسى(32/37)
لهُ في ديارِ الجارتين نعيقُ
خليليَّ إني لا تزالُ تروعني
نَواعبُ تبدو بالفِراقِ تشوقُ
إذا أنا عزيتُ الفؤادَ عن الصبا
أبتْ عَبَراتٌ بالدموعِ تَفوقُ
و أغبرَ ورادِ الثنايا كأنهُ
إذا اشتقَّ في جوْزِ الفلاة ِ فَليقُ
عَلْوتُ بِهَوْجاءِ النّجاءِ شِمِلَّة ً
بها من عُلُوبِ النِّسعتينِ طُروقُ
خَطورٍ بِرَيّانِ العسيب كأنَّهُ
إهانُ عذوقٍ فوقهن عذوقُ
تلطُّ به الحاذينِ طوراً وتارة ً
له خلفَ أثواب الرديف بروق
موترة َ الأنساءِ معوجة الشوى
سفينة َ برٍّ بالنّجاءِ دَفُوقُ
أمرتْ لقاحاً عن حيالٍ فدرصها
لِشَهْرَيْنِ في ماءِ الحُلاقِ غَريقُ
كأنّي كَسَوْتُ الرحلَ أحقبَ سَهْوقاً
أطاعَ لهُ في رامتين حَديقُ
يُطرِّدُ عاناتٍ ويَنْفي جِحاشَها
كما كانَ شذانَ البكار فنيقُ
أضرَّ بهِ التعداءُ حتى كأنهُ
منيحُ قِداحٍ في اليدينِ مَشيقُ
رَعَتْ بارضِ الوسميِّ حتى تَحمْلجَتْ
وطُيِّرَ عنْ أقرابِهِنَّ عقيقُ
كأنَّ نسالاً في المراغِ وفوقهُ
شماطيطُ سربالٍ عليهِ مزيقُ
يُصادي ذواتِ الضِّغن منها بِثائبٍ
من الشدِّ ملهابُ الحِضار فتيقُ
قطوفٌ شحوجٌ باليفاعِ كأنهُ
لَما ردَّ لَحْياهُ السحيلَ خَنيقُ
دؤولٌ إذا ما استافَ منها مصامة ً
لهُ من ثرى أَبْوالِهِن نَشيقُ
فقد لَصِقَتْ منها البُطونُ وتارة ً
لهُ حينَ يستولي بِهِنَّ نهيقُ
رأيْتُ سنا برقٍ فقلتُ لصاحبي:
بعيدٌ بِفَلْجٍ ما رأيتُ ، سحيقُ
فباتَ مهّماً لي يذكّرني الهوى
كأنّي لِبَرْقٍ بالحجازِ صديقُ
وبات فؤادي مستَخفّاً كأنّهُ
خوافي عُقابٍ بالجَناحِ خَفوقُ
يغردُ آناءَ النهارِ كأنهُ
إذا ردَّ لحياهُ السحيلَ خنيقُ
كروفٌ إذا ما استاف منها مصامة ً
لهُ في ثرى أبوالهنَّ نشوقُ
فقد لاقَ منهُ البطنُ بالصُّلبِ غَيْرة ً
لهُ حينَ يَسْتَوْلي بِهنَّ نهيقُ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> يأوي إذا كشحتْ إلى أطبائها
يأوي إذا كشحتْ إلى أطبائها
رقم القصيدة : 26416(32/38)
-----------------------------------
يأوي إذا كشحتْ إلى أطبائها
سلبُ العسيبِ كأنهُ ذعلوقُ
وكأَنَّ شَفْرة َ خَطْمهِ وجَبينَهُ
لما تشرفَ صلبٌ مفلوقُ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> ماذا يهيجكَ من ذكرِ ابنة ِ الراقي
ماذا يهيجكَ من ذكرِ ابنة ِ الراقي
رقم القصيدة : 26417
-----------------------------------
ماذا يهيجكَ من ذكرِ ابنة ِ الراقي
إذْ لا تزالُ على همًّ وإشفاقِ ؟
قامتْ تريكَ أثيثَ النَّبْتِ مُنسَدِلاً
مثلَ الأساودِ قد مُسِّخْنَ بالفاقِ
ماذا يَهيجُكَ؟ لا تسلى تذكُّرَها
ولا تجودُ بموْعودٍ لمُشتاقِ
هل تسليَّنك عنها اليومَ إذْ شَحَطتْ
عَيْرانَهٌ ذاتُ إِرْقالٍ وإِعْناقِ
حرفٌ صموتُ السرى إلاّ تلفتها
بالليلِ في سأدٍ منها وإطراقِ
جلذية ٌ بقتودِ الرحلِ ناجية ٌ
إِذا النجومُ تدلّتْ عندَ تَخْفاقِ
وإن رمْيتَ بها في طامسٍ دَأَبتْ
إذا ترقرقَ آلٌ بعدَ رقراقِ
حنتْ على سكة ِ الساري فجاوبها
حمامة ٌ من حمامٍ ذاتُ أطواقِ
لمّا استفاضَ لها الوادي وأَلْجَأَها
من ذي طوالة َ في عوجاءَ ميفاقِ
ظلتْ تسوقُ بأعلى عينها علماً
من جوَّ رقدٍ رأتهُ غيرَ منساقِ
تخدي يداها ورجلاها على شركٍ
سحَّ النَّجاءِ بهِ من بارقٍ باقِ
كادَتْ تُساقِطُني والرَّحْلَ أنْ نطقتْ
حمامة ٌ فدعتْ ساقاً على ساقِ
إليْكَ أشكو ـ عَرابَ ـ اليومَ خَلَّتنا
يا ذا السؤددِ الباقي
أنتَ الأميرُ الذي تحنو الرؤوس لهُ
قماقمُ القومِ من بَرٍّ وآفاقِ
أنتَ المُجلّي عن المكْروبِ كُرْبتَهُ
و الفاتحُ الغلَّ عنهُ بعدَ إيثاقِ
والشاعِبُ الصَّدْعَ لا يُرجى تَلاؤمُهُ
و الهمَّ تفرجه من بعدِ إغلاقِ
في بيتِ مأثرة ٍ عزًّ ومكرمة ٍ
سبّاقُ غاياتِ مجدٍ وابنُ سبّاقِ
ضَخْمُ الدَّسيعة ِ مِتلافٌ أخو ثِقة ٍ
جَزْلُ المواهبِ ذو قيلٍ ومِصْداقِ
فقدْ أتاني بأنْ قدْ كنتَ تغضبُ لي
و وقعة ٌ منك حقٌ غيرُ إبراقِ
فسرني ذاك حتى كدتُ من فرحٍ
أساورُ الطودج أو أرمي بأوراقِ(32/39)
فسوْفَ يَلْقاهُ منّي ـ إنْ بقيتُ لَهُ ـ
لاقٍ بأحسنَ ما يلقى به اللاقي
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> بانتْ سُعادُ فنوْمُ العينِ مملولُ
بانتْ سُعادُ فنوْمُ العينِ مملولُ
رقم القصيدة : 26418
-----------------------------------
بانتْ سُعادُ فنوْمُ العينِ مملولُ
و كانَ من قصرٍ منْ عهدها طولُ
بَيْضاءُ لا يجتوي الجيرانُ طَلْعَتَها
ولا يَسُلُّ بِفيها سيفَهُ القيلُ
وحالَ دونَكِ قومٌ في صدورهمُ
من الضَّغينة والضَبِّ البَلابيلُ
و قدْ تلاقي بيَ الحاجاتِ دوسرة ٌ
في خلقها عن بناتِ الفحلِ تفضيلُ
غلباءُ ركباءُ عُلكومٌ مُذَكَّرة ٌ
لدفِّها صَفْصَفٌ قُدّامُها مِيلُ
تمَّ لها ناهِضٌ في صَدْرِها تَلِعٌ
و حاركٌ في قناة الصلب معدولُ
كأنما فاتَ لحييها ومذبحها
مُشَرْجَعٌ من عَلاة ِ القَيْن مَمْطولُ
ترمي الغيوبَ بمرآتين من ذهبٍ
صلتينِ ضاحيهما بالشمسِ مصقولُ
وحُرَّتين هِجانٍ ليسَ بينَهما
إذا هما اشتأتا للسمعِ تمهيلُ
في جانبيْ درة ٍ زهراءَ جاءَ بها
محملجٌ من رجالِ الهندِ مجدولُ
على رجامينِ من خطافِ ماتحة ٍ
يَهدي صُدورَهما أُرْقٌ مراقيلُ
وجِلدُها مِن أَطُومٍ ما يؤيِّسُهُ
طِلْحٌ كضاحِيَة ِ الصَّيْداءِ مَهْزولُ
تَذُبُّ ضَيْفاً من الشَّعراءِ مَنْزِلُهُ
منها لبانٌ وأقرابٌ زهاليلُ
أَوْ طَيُّ ماتِحة ٍ في جِرْمها حَشَفٌ
و منثنى َ من شويَّ الجلدِ مملولُ
تهوي بها مكرباتٌ في مرافقها
فُتْلٌ صِيابٌ مياسيرٌ مَعاجيلُ
يَدا مَهاة ٍ ورِجْلا خاضبٍ سَنِقٍ
كأنّهُ مِن جَناهُ الشَّريَ مخلولُ
هَيْقٌ هِزَقٌّ وزَفّانيّة ٌ مَرَطى
زَعْراءُ رِيشُ ذُناباها هَراميلُ
كأنّما منثنى أقماعِ ما مَرَطتْ
من العِفاءِ بِلِيتَيْها ثآليلُ
تروحا منْ سنامِ العرق فالتبطا
إلى القنانِ التي فيها المداحيلُ
إذا استهلاّ بشُؤْبوبٍ فقد فُعِلَتْ
بما اصابا من الأرضِ الأفاعيلُ
فصادفا البيضَ قد أبدتْ مناكبها
منهُ الرئالُ لها منهُ سرابيلُ(32/40)
فَنَكّبا يَنْقُفانِ البيْضَ عن بَشَرٍ
كأنهُ ورقُ البسباسِ مغسولُ
ثمَّ استمرا بحفانٍ لهُ زجلٌ
كالزَّهوِ أرجُلُها فيها عقابيلُ
كأنَّ رحلي على حَقْباءَ قاربَة ٍ
أحمى عليها الأبانَيْنِ الأَراجيلُ
حامَتْ ثلاثَ ليالٍ كلّما وَرَدَتْ
زالتْ لها دونَهُ منهُمْ تماثيلُ
قد وَكَّلَتْ بالهدى إنسانَ صادقة ٍ
كأنّهُ من تمامِ الظِّمْءِ مَسْمولُ
فأيقنتْ أنَّ ذا هاشٍ منيتها
وأَنَّ شرْقيَّ إِحْليلاءَ مشغولُ
فطَّرقَتْ مشرَباً تهوي ومَوْرِدُها
منَ الأسيحمِ فالرنقاءِ مشمولُ
حتى استغاثتْ بجونٍ فوقهُ حبكٌ
تدعو هديلاً بهِ الورقُ المثاكيلُ
ثمَّ استمرتْ على وحشيها وبها
مِنْ عَرْمَضٍ كَوخيفِ الغِسْل تَحْجيلُ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> لنا صاحبٌ قد خانَ من أجلِ نظرة ٍ
لنا صاحبٌ قد خانَ من أجلِ نظرة ٍ
رقم القصيدة : 26419
-----------------------------------
لنا صاحبٌ قد خانَ من أجلِ نظرة ٍ
سقيمُ الفؤادِ ، حبُّ كلبة َ شاغلهْ
العصر العباسي >> البحتري >> يا ابن عيسى بن فرخان وللعج
يا ابن عيسى بن فرخان وللعج
رقم القصيدة : 2642
-----------------------------------
يا ابنَ عَيسَى بنِ فَرْخَانَ، وَللعُجْـ
ـمِ بعيسَى بنِ فَرْخَانَ افتِخَارُ
قَدْ حَطَطْنا بِدَيْرِ قُنَّى وَمَا نبـ
ـغي قِرًى، غيرَ أنْ يكونَ العُقَارُ
فاسقِ، من حيثُ كان يشرَبُ كسرَى،
عُصْبَةً كُلُّهُمْ ظِماءٌ حِرَارُ
مِنْ كُمَيتِ تَوَلّتِ الشّمسُ منها
ما تَوَلّتْهُ، من سِوَاهَا، النّارُ
فَهِيَ الخَمرُ، غَيرَ أنْ غَرّ مِنْهَا
لَقَبٌ مُحْدَثٌ لَهَا مُسْتَعَارُ
وَعَلَيْكَ الإكثَارَ إذْ كَانَ من شأ
نِ الكَثيرِ المَحاسِنِ الإكْثَارُ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> لعمريَ لا أنسى وإنْ طالَ عهدنا
لعمريَ لا أنسى وإنْ طالَ عهدنا
رقم القصيدة : 26420
-----------------------------------
لعمريَ لا أنسى وإنْ طالَ عهدنا(32/41)
لِقاءَ ابنة ِ الضَمْريِّ في البلدِ الخالي
تذّكرتُها وَهْناً وقد حالَ دونَها
قرى أذربيجانَ المسالحُ والجالي
ألا يا کصْبَحاني قبلَ غارة سِنْجالِ
و قبلَ منايا باكراتٍ وآجالِ
وقَبْلَ اختلافِ القومِ من بَيْنِ سالبٍ
و آخرِ مسلوبٍ هوى بين أبطالِ
وقلتُ لهم: خُدّوا لَهُ برماحِكم
بنازحة ِ العُوّادِ خفّاقة ِ الاsلِ
فَبَكَّوْا قليلاً ثم ولّوا وودّعوا
وقد غادروا في اللحدِ لَحمْي وأَوْصالي
لقد غادَرَتْ خيلٌ بِمُوقَانَ أسلَمَتْ
بُكَيْرَ بن الشُدّاخِ فارسَ أطلالِ
فتى ً كان يَرْوي سَيْفَهُ وسِنانَهُ
من العَلَقِ الاsني لدى المُحْجَرِ التّالي
و قدْ علمتْ خيلٌ بموقانَ أنني
أنا الفارسُ الحامي لدى الموتِ نَزّالُ
وأَعْدَدْتُ للساقَيْنِ والرِّجْل والنَّسا
لجاماً وسرجاً فوقَ أعوجَ مختالِ
أرقتُ لهُ في القومِ والصبحُ ساطعٌ
كما سطهعَ المريخُ شمرهُ الغالي
و ذكرني أهلَ القوادس أنني
رأيتُ رجالاً واجمينَ بأجمالِ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> سلِّ الهمومَ التي باتتْ مؤرِّقة ً
سلِّ الهمومَ التي باتتْ مؤرِّقة ً
رقم القصيدة : 26421
-----------------------------------
سلِّ الهمومَ التي باتتْ مؤرِّقة ً
بِجَسْرة ٍ كَعَلاة ِ القَيْنِ شِمْلالِ
علياءَ نضّاحة ِ الذِّفرى مُذَكَّرة ٍ
عَيْرانة ٍ مثلِ قوْس الفِلْقة ِ الضّالِ
كأنَّ أَوْبَ يَدَيْها حين أَعْجَلَهَا
أوبُ المراحِ وقد نادوا بترحالِ
مقطُ الكرينِ على مكنوسة ٍ زلقٍ
في ظهر حنانة ٍ النيرينِ معوالِ
حَلَّتْ بِنعِفَيْ شَرافٍ وهي عاصفة ٌ
تخدي على يسراتٍ غيرِ أعصالِ
دارتْ من الدُّورِ فالموشومِ فاغترفتْ
بقاعِ فَيْحانَ إِجْلاً بعدَ آجالِ
على طريقٍ كظهرِ الأيمِ مطردٍ
يهوي إلى قنة ٍ في منهلٍ عالِ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> ألا أصبَحَتْ عِرْسي من البيت جامِحاً
ألا أصبَحَتْ عِرْسي من البيت جامِحاً
رقم القصيدة : 26422
-----------------------------------(32/42)
ألا أصبَحَتْ عِرْسي من البيت جامِحاً
على غيرِ شيءٍ .. أيُّ أمرٍ بَدا لَها؟
على خيرة ٍ كانتْ أمِ العرسُ جامحٌ
و كيفَ وقد سقنا إلى الحيَّ مالها ؟
و لم تدرِ ما خلقي فتعلمَ أنني
لدى مستقرَّ البيتِ أنعمُ بالها
سَتَرْجِعُ نَدْمى خَسّة َ الحظِّ عِندنا
كما صرمتْ منا بليلٍ وصالها
أعدوَ القبصّى قبلَ عيرٍ وما جرى
و لم تدرِ ما خبري ولم أدرِ مالها ؟
و كنتُ إذا زالتْ رحالة ُ صاحبٍ
شتمتُ به حتى لقيتُ مثالها
و جاءتْ سليمٌ قضها بقضيضها
تمسحُ حولي بالبقيعِ سبالها
يقولون لي : احلفْ فلستُ بحالفٍ
أخادعهم عنها لكيما أنالها
ففرَّجتُ كَرْبَ النفسِ عنّي بِحَلْفة ٍ
كما شقتِ الشقراءُ عنها جلالها
بِصاعقة ٍ لو صادفتْ رَمْلَ عالجٍ
ورمْل الغَنا يوماً لهالتْ رِمالَها
فقالوا: أعِدْها نستمعْ كيف قُلْتَها
فقال كثيرٌ: لا نُحِلُّ عِلالَها
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> كأنيّ كَسَوْتُ الرَّحْلَ جَوْناً رَبَاعياً
كأنيّ كَسَوْتُ الرَّحْلَ جَوْناً رَبَاعياً
رقم القصيدة : 26423
-----------------------------------
كأنيّ كَسَوْتُ الرَّحْلَ جَوْناً رَبَاعياً
بليتيهِ من زرَّ الحميرِ كلومُ
عَلنْدى مِصكّاً قدْ أضرَّ بعانة ٍ
لما شذَّ منها أو عصاهُ عذومُ
تربعَ أكنافَ القنانِ فصارة ٍ
فمازانَ حتى قاظَ وهو زهومُ
إلى أنْ علاهُ القيظُ واستنَّ حولهُ
أَهابيُّ منها حاصِبٌ وسَمُومُ
وأعوَزَهُ باقي النطافِ وقلّصَتْ
ثَمائِلُها وفي الوجوهِ سُهومُ
و حلأها حتى إذا تمَّ ظمؤها
و قد كادَ لا يبقى لهنَّ شحومُ
فطلَّ سراة َ اليومِ يقسمُ أمرهُ
مُشِتُّ عليهِ الأمرُ أَيْنَ يَرومُ
و أقلقهُ همٌّ دخيلٌ ينوبهُ
وهاجرة ٌ جرّتْ عليهِ صَدومُ
برابية ٍ يَنحطُّ عنها مُعَشِّراً
و يعلو عليها تارة ً فيصومُ
وظلّتْ كأَنَّ الطيرَ فوقَ رؤوسِها
صِياماً تُراعى الشمسَ ، وهو كظومُ
مخافة مخشيَّ الشذاة عذورٍ
لنابيهِ في أكفالهنَّ كلومُ(32/43)
إلى أنْ أجنَّ الليلُ وانقضَّ قارباً
عليهِنَّ جيّاشُ الجِراءِ أَزومُ
و كمشها ثبتُ الحضارِ ملازمٌ
لما ضاعَ من أدبارهنَّ لزومُ
فأوردها ماءً بغضورَ آجناً
لهُ عرمضٌ كالغسل فيهِ طمومُ
بحضرتهِ رامٍ أعدَّ سلاجماً
وبالكفِّ طَوْعُ المركفيْنِ كَتُومُ
فلمّا دَنتْ للماءِ هِيماً تعّجلتْ
رباعية ٌ للهادياتِ قدومُ
فدَّلتْ يديْها واستغاثتْ بِبَرْدِهِ
على ظَمأٍ منها وفيهِ جُمومُ
فأهوى بمفتوقِ الغِرارْين مُرْهَفٌ
عليه لؤامُ الريشِ فهو قَتُومُ
فأنفذَ حضنيها وجالَ أمامها
طميلٌ يفرّي الجوْفَ وَهْوَ سليمُ
فولّتْ وولّى العيْرُ فيها كأنَّما
يلهبُ في آثارهنَّ ضريمُ
وغادَرَها تكبو لِحُرِّ جبينِها
كلا منخريها بالنجيعِ رذومُ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> أَمِنْ دِمْنتينِ عرَّجَ الركبُ فيهما
أَمِنْ دِمْنتينِ عرَّجَ الركبُ فيهما
رقم القصيدة : 26424
-----------------------------------
أَمِنْ دِمْنتينِ عرَّجَ الركبُ فيهما
بحقلِ الرُّخامى قد أَنى لِبلاهُما
أقامتْ على ربعيْهما جارتا صَفاً
كُمَيْتا الأَعالي جَوْنَتا مُصْطَلاهُما
و إرثِ رمادٍ كالحملمة ِ ماثلٍ
و نؤيينِ في مظلومتينِ كداهما
أقاما لليلى والرَّبابِ وزالتا
بذاتِ السلامِ قد عفا طلالاهما
ففاضتْ دموعي في الرداء كأنما
عزالى شعيبيْ مخلفٍ وكلاهما
لياليَ ليلى لم يشبْ عذبُ مائها
بِمِلْحٍ وحَبْلانا متينٌ قُواهُما
وَلُودَيْنِ للبيضِ الهِجانِ وحالِكٌ
من اللونِ غربيبٌ بهيمٌ علاهما
و سربينِ كدريينِ قد رعتُ غدوة ً
على الماءِ مَعروفٌ إليَّ لُغاهُما
إذا اجتهدا الترويحَ مَدّا عَجاجة ً
أَعاصيرَ مما يستثيرُ خُطاهُما
إذا غادرا منهُ قطاتينِ ظلتا
أديمَ النهارِ تطلبانِ قطاهما
و كنتُ إذا حاولتُ أمراً رميتهُ
لعينيَّ حتى تبلغا مُنْتهاهُما
و إني عداني عنكمُ غيرَ ماقتٍ
نوارانِ مكتوبٌ عليَّ بغاهما
و عنسٍ كألواحِ الإرانِ نسأتها
إذا قيلَ للمشبوبتين : هما هما(32/44)
تغالى برجليها إليكَ ابنَ مربعٍ
فيا نعمَ نعمَ المفتلي مفتلاهما
إذا ما حصيرا زَوْرِها لم يعلّقا
لها الضفرَ إلاّ من أمامٍ رَحاهُما
كستْ عضديها زورها وانتحتْ بها
ذِراعا لَجوجٍ عَوْهَجٍ مُلتقاهُما
فباتت بِأُبلى ليلة ً ثُمَّ ليلة ً
بحاذة َ واجتابتْ نوى ً عن نواهما
و راحتْ على الأفواهِ أفواهِ غيقة ٍ
نجاءً بفتلاوينِ ماضٍ سراهما
أجدتْ هباباً عن هبابٍ وسامحتْ
قوى نسعتيها بعدَ طولِ أذاهما
ولولا فتى الأنصارِ ما سلَّ سَمْعَها
ضُمَيْر ولا حَوْرانُهُ فَقُراهُما
وإني لأرجو من يزيدَ بنِ مَرْبعٍ
حَذِيَّتَهُ من خيرتيْنِ اصطفاهُما
حذيَّتَهُ من نائلٍ وكَرامة ٍ
سعى في بغاء المجدِ حتى احتواهما
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> كلا يوميْ طوالة ْ وصلُ أروى
كلا يوميْ طوالة ْ وصلُ أروى
رقم القصيدة : 26425
-----------------------------------
كلا يوميْ طوالة ْ وصلُ أروى
ظَنونٌ. آن مُطَّرَحُ الظُنونِ
و ما أروى وإنْ كرمتْ علينا
بأدنى مِن موقَّفة ٍ حَرونِ
تُطيفُ بنا الرماة ُ وتتّقيهم
بأوعالٍ معطفة َ القرونِ
وماءٍ قد وَردْتُ لِوَصْلِ أروى
عليهِ الطيرُ كالورقِ اللجينِ
ذعرتُ به القطا ونفيتُ عنهُ
مقامَ الذئبِ كالرَّجُل اللعينِ
ولستُ إذا الهُمومُ تحضَّرتْني
بأخضعَ في الحوادثِ مستكينِ
فسلَّ الهمَّ عنكَ بذاتِ لوثٍ
عُذافرة ٍ كمِطْرقة ِ القُيونِ
إذا بلَّغْتِني وحَططْتِ رَحلي
عَرابة َ فاشْرَقي بِدمِ الوَتينِ
إليكَ بعثتُ راحلتي تشكى
كُلُوماً بعدَ مَقْحدِها السَّمينِ
فنِعْمَ المُعترى رَحَلتْ إليهِ
رحى حيزومها كرحى الطحينِ
إذا بركتْ على علياءَ ألقتْ
عسيبَ جِرانِها كعَصا الهَجينِ
وإن ضُرِبَتْ على العِلاّتِ حطّتْ
إليكَ حطاطَ هادية ٍ شنونِ
تُوائِلُ من مِصَكٍّ أَنْصَبَتْهُ
حوالبُ أسهريهِ بالذنينِ
متى يَرِد القطاة َ يَرِكْ عليها
بحنوِ الرأسِ ، معترضِ الجبينِ
شَجٍ بالريقِ أَنْ حَرُمتْ عليْهِ(32/45)
حَصَانُ الفرْجِ واسعة ُ الجَنينِ
طوتْ أحشاءَ مُرتِجة ٍ لوقتٍ
على مَشَجٍ سُلالتُه مَهينِ
يؤمُّ بِهنَّ من بطحاءِ نَخْلٍ
مَراكضَ حائرٍ عَذْبٍ مَعينِ
كأنَّ محازَ لحييها حصاهُ
جنابا جِلْدِ أجْرَبَ ذي غُضون
و قد عرقت مغابنها وجادتْ
بِدِرَّتِها قِرى حَجِنٍ قَتينِ
إذا الأَرْطى توسَّدَ أبرَدَيْه
خدودُ جوازِىء ٍ بالرَّملِ عينِ
و إنْ شركَ الطريقُ توسمتهُ
بخوصاوينِ في لحجٍ كنينِ
إذا ما الصبحُ شقَّ الليلَ عنهُ
أشقَّ كمفرقِ الرأسِ الدهينِ
رأيتُ عرابة َ الأوسيَّ يسمو
إلى الخيراتِ منقطِعَ القَرينِ
أفادَ مَحامداً وأفادَ مَجْداً
فليسَ كجامدٍ لَحِزٍ ضَنينِ
إذا ما راية ٌ رفِعتْ لمجدٍ
تلقاها عرابة ُ باليمينِ
ومثلُ سراة قومك لم يُجارَوْا
إلى ربع الرهانِ ولا الثمينِ
رماحُ رُدَيْنة ٍ وبحارُ لُجٍّ
غوارِبُها تقاذَفُ بالسَّفينِ
فِدى ً لعطائكَ الجَزْلِ المرجّى
رجاءُ المُخْلَفاتِ من الظُّنونِ
غداة َ وجدتُ بحرَكَ غيرَ نَزْرٍ
مشارعهُ ولا كدرَ العيونِ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> يثقبُ نارها والليلُ داجٍ
يثقبُ نارها والليلُ داجٍ
رقم القصيدة : 26426
-----------------------------------
يثقبُ نارها والليلُ داجٍ
بِعيدانِ اليَلَنْجوجِ الذكيِّ
تَقَطَّعُ بيننا الحاجاتُ إلاّ
حوائجَ يعتَسِفْنَ مع الجَرِيِّ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >>
رقم القصيدة : 26428
-----------------------------------
و حزمتْ أصلابهُ فوق العرى
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> كأنها وقدْ براها الأخماسْ
كأنها وقدْ براها الأخماسْ
رقم القصيدة : 26429
-----------------------------------
كأنها وقدْ براها الأخماسْ
العصر العباسي >> البحتري >> شد ما أغرمت ظلوم بهجري
شد ما أغرمت ظلوم بهجري
رقم القصيدة : 2643
-----------------------------------
شَدّ ما أُغْرِمَتْ ظَلُومُ بهَجْرِي،
بَعْدَ وَجدي بها، وَغُلّةِ صَدرِي(32/46)
وَلَعَمْرِي، يَمِينُ بَرٍّ، وَحَسبي
في الهَوَى أن أقولَ فيهِ لَعَمرِي
مَا تَعَقّبْتُ رُشْدَ حُبٍّ بغَيٍّ
مِنْ سُلُوٍّ، وَلاَ وِصَالاً بهَجْرِ
طَرَقَتْنَا، وَفي الخَيالاتِ نُعْمَى،
أُمُّ بَكْرٍ، فأسعَفَتْ أُمُّ بَكْرِ
في بُدُوٍّ مِنَ الشّبابِ، عَلَيْهَا
وَرَقٌ مِنْ جَديدِهِ المُسْبَكِرّ
كَمُلَتْ أرْبَعٌ لَهَا بَعدَ عَشْرٍ،
وَمَدَى البَدْرِ أرْبَعٌ بَعدَ عَشرِ
خلفت دارها بحزوى وباتت
بين سحري شروى الضجيع ونحري
لَوْ دَرَتْ ما أتَتْ لمَنّتْ بِنُجْحٍ
لمْ يُكَدَّرْ، وَنَائِلٍ غَيْرِ نَزْرِ
قَدْ وَقَفْنَا على الدّيَارِ وَفي الرّكْـ
ـبِ حَرِيبٌ مِنَ الغَرَامِ وَمُثْرِ
وَلَوَ أنّي أُطِيعُ آمِرَ حِلْمي،
كانَ شَتّى أمْرُ الدّيارِ، وَأمرِي
وَلَقَدْ رَابَني مِنَ اللّوْمِ إصْغَا
ئي إلَيْهِ، وأعهَدُ اللّوْمَ يُغرِي
كَلّفَتْني الخَرْقاءُ إنجاحَ سَعيي،
أوَ ما قامَتِ الحُظُوظُ بعُذْري
مُعْلَقاً ما جَنَى الزّمانُ، وَذَنْبي
في جِناياتِ صَرْفِهِ ذَنْبُ صُحْرِ
أطْلُبُ الجُودَ في أُنَاسٍ، وَيُمْسِي
كَهِلالِ الدُّجُنّةِ المُسْتَسِر
رائِدُ القَوْمِ، لَيسَ بالمُتَأنّي
دونَ حاجاتِهِمْ، وَلاَ المُتأرّي
وَخليلي الذي، إذا نَابَ دَهْرٌ،
حَمَلَتْ كَفُّهُ نَوَائِبَ دَهْرِي
كابنِ بَدْرٍ، وأينَ ثانٍ، فنَثْني
إصْبَعاً باعْتِقَادِهِ لابنِ بَدْرِ
أوْحَدٌ خَسَّ دُونَهُ الخَيرُ، حتّى
ما تَقولُ: السّماءُ تُجدي بقَطْرِ
أمُقِلٌّ مِنْ غَزْرِهِ كُلُّ غَيْثٍ،
أمْ مُخِلٌّ بِفَيْضِهِ كُلُّ بَحْرِ
خَيّمَتْ شِيمَةٌ بِهِ عِنْدَ أعْلَى
شَرَفٍ يَرْتَقي، وأكْرَمِ نَجْرِ
واجِدٌ تحتَ أخْمَصَيْهِ التي يَرْ
مي إلَيها هَمَّ المَسامي، وَيَجرِي
تِلْكَ أخْلاَقُهُ خُلِقْنَ خُصُوماً
للغَوادي، تَربي عَلَيْها وَتُزْري
وَقَدَتْ دونَهُ إضَاءَةُ نُورٍ،
وَقَدَتْها لَهُ طَلاَقَةُ بِشْرِ
رَوْعَةٌ مِنْ وِقَارِهِ ظَنّها الجَا(32/47)
هِلُ، إذْ فاجأتْهُ، رَوْعَةَ كِبْرِ
فترَى القَوْمَ، وَهوَ جَذلانُ طَلْقٌ،
في نَدِيّ المُجَاهِمِ المُكْفَهِرّ
تَتَأيّا لَهُ لِتَبْلُغَ عَلْيَا
هُ بَنو الحَارِثِ بنِ كَعبِ بنِ عَمْرِو
ما رَأى الغَائبونِ، قَوْلاً وَفِعلاً،
غيرُ رَائي جَدوَى يَديهِ، وَشِكري
حَبّذا أنتَ مِنْ كَرِيمٍ، وإنْ كِدْ
تَ تُدايني وشأوِي وَتُخْمِلُ ذِكرِي
ما كَرِهتُ الغنى لِشيءٍ، ولكنْ
ساوَرَتني نُعماكَ من فَوْقِ قَدرِي
طَاطَ مِنْ شَخصِ ما تُنيلُ، فما من
حاجَتي أنْ يَطولَ جودكَ شكرِي
أيُّ شيءٍ تَرَى يكونُ وَقَدْ كثّرْ
تَ فيهِ قَصْرَ الكُمَيْتِ وَقَصْرِي
مُتْعَةُ العَينِ مِنْ حَلاَوَةِ مَرْأى،
وَرِضَى النّفْسِ مِنْ وَثَاقَةِ أسرِي
حُذِفَتْ مِنْ فُضُولِهِ صِحّةُ العُتْـ
ـقِ، فأدّتْهُ كالجَديلِ المُمَرّ
يَتَغَالى بِهِ التّدَفّقُ سَيْلاً،
كانكِفاتِ السّرِي أسرَعَ يَجري
أوْ تَقَدّى الشّجاعُ بادَرَ يَنْضُو
مِزَقاً مِنْ قَمِيصِهِ المُتَفَرّي
فَهوَ يُعطيكَ، مِنْ تَضَرّمِ شَدٍّ،
نُهْيَةَ العَينِ مِن تَضَرّمِ جَمْرِ
شِيَةٌ تَخدَعُ العُيُونَ تَرَى أنّ
عَلَيْهِ مِنْهَا سُحَالَةَ تِبرِ
صَبْغَةُ الأُفْقِ عنَد آخِرِ لَيْلٍ،
مُنْقَضٍ شأنُهُ، وأوّلِ فَجْرِ
عَلّكَ، ابنَ الحِصَانِ، تَزدَادُ في غيـ
ـظِ أعادِيّ بالحِصَانِ الطِّمِرّ
والجَوَادُ الأغَرُّ مِثْلَكَ لا يَمْـ
ـنَعُ مِثْلي مِنَ الجَوَادِ الأغَرّ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> كأنها وقدْ بدا عوارضُ
كأنها وقدْ بدا عوارضُ
رقم القصيدة : 26430
-----------------------------------
كأنها وقدْ بدا عوارضُ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> ما قطعتْ من اممٍ ولا دانْ
ما قطعتْ من اممٍ ولا دانْ
رقم القصيدة : 26431
-----------------------------------
ما قطعتْ من اممٍ ولا دانْ
العصر الإسلامي >> الشماخ بن ضرار >> إنَّ ضباعَ ابتكرتْ على سفرْ
إنَّ ضباعَ ابتكرتْ على سفرْ(32/48)
رقم القصيدة : 26432
-----------------------------------
إنَّ ضباعَ ابتكرتْ على سفرْ
فما أنالُ اليومَ منها من خبرْ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> تَنَجَّدَ حِلْفاً آمِناً فَأُمِنْتُهُ
تَنَجَّدَ حِلْفاً آمِناً فَأُمِنْتُهُ
رقم القصيدة : 26434
-----------------------------------
تَنَجَّدَ حِلْفاً آمِناً فَأُمِنْتُهُ
وإِنَّ جَدِيراً أَنْ يَكُونَ وَيَكْذِبا
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> عجبتْ أبناؤنا من فعلنا
عجبتْ أبناؤنا من فعلنا
رقم القصيدة : 26435
-----------------------------------
عجبتْ أبناؤنا من فعلنا
إذْ نَبيعُ الخَيْلَ بالمِعْزَى اللِّجابِ
علموا أنَّ لدينا عقبة ً
غير ما قالَ صعيرُ بنُ كلابِ
إنَّما كَانَتْ بِنَا مَوْصُولَة ً
أكلُ الناسِ بها أحرى النهابِ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> أن في الصدر من كُلَيْب شجونا
أن في الصدر من كُلَيْب شجونا
رقم القصيدة : 26436
-----------------------------------
أن في الصدر من كُلَيْب شجونا
هَاجِسَاتٍ نَكَأْنَ مِنْهُ الْجِرَاحَا
أَنْكَرَتْنِي حَلِيلَتِي إذْ رَأَتْنِي
كاسفَ اللونِ لاَ أطيقُ المزاحا
وَلَقَدْ كُنْتُ إِذْ أُرَجِلُ رَأْسِي
ما أبالي الإفسادَ وَ الإصلاحا
بئسَ منْ عاشَ في الحياة ِ شقيا
كاسفَ اللونِ هائماً ملتاحا
يَا خَلِيلَيَّ نَادِيَا لِي كُلَيْباً
وَ اعلما أنهُ ملاقٍ كفاحا
يَا خَلِيلَيَّ نَادِيا لِي كُلَيْباً
وَاعْلَمَا أَنَّهُ هَائِماً مُلْتَاحَا
يَا خَلِيلَيَّ نَادِيَا لِي كُلَيْباً
قبلَ أنْ تبصرَ العيونَ الصباحا
لَمْ نَرَ النَّاسَ مِثْلَنَا يَوْمَ سِرْنَا
نسلبُ الملكَ غدوة ً وَ رواحا
وَضَرَبْنَا بِمُرْهَفَاتٍ عِتَاقٍ
تتركُ الهدمَ فوقهنَّ صياحا
تَرَكَ الدَّارَ ضَيْفُنَا وَتَوَلَّى
عَذَرَ الله ضَيْفَنَا يَوْمَ رَاحَا
ذهبَ الدهرُ بالسماحة ِ منا
يا أذى الدهرِ كيفَ ترضى الجماحا(32/49)
ويحَ أمي وَ ويحها لقتيلٍ
مِنْ بَنِي تَغْلِبٍ وَوَيْحاً وَوَاحَا
يَا قَتِيلاً نَمَاهُ فَرْعٌ كَرِيمٌ
فقدهُ قدْ أشابَ مني المساحا
كيفَ أسلو عنِ البكاءِ وَ قومي
قَدْ تَفَانَوْا فَكَيْفَ أَرْجُو الْفَلاَحَا
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> إِنِّي وَجَدْتُ زُهَيْراً فِي مَآثِرِهِمْ
إِنِّي وَجَدْتُ زُهَيْراً فِي مَآثِرِهِمْ
رقم القصيدة : 26437
-----------------------------------
إِنِّي وَجَدْتُ زُهَيْراً فِي مَآثِرِهِمْ
شِبْهَ اللُّيُوثِ إذَا اسْتَأْسَدْتَهُمْ أَسِدُوا
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> أَكْثَرتُ قَتْلَ بَنِي بَكْرٍ بِرَبِّهِمِ
أَكْثَرتُ قَتْلَ بَنِي بَكْرٍ بِرَبِّهِمِ
رقم القصيدة : 26438
-----------------------------------
أَكْثَرتُ قَتْلَ بَنِي بَكْرٍ بِرَبِّهِمِ
حَتَّى بَكَيْتُ وَمَا يَبْكِي لَهُمْ أَحَدُ
آلَيْتُ بِاللَّهِ لاَ أَرْضَى بِقَتْلِهِم
حَتَّى أُبَهْرِجَ بَكْراً أَيْنَمَا وُجِدُوا
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> لَوْ كُنْتُ أقْتُلُ جِنَّ الخَابِلَيْنِ كَمَا
لَوْ كُنْتُ أقْتُلُ جِنَّ الخَابِلَيْنِ كَمَا
رقم القصيدة : 26439
-----------------------------------
لَوْ كُنْتُ أقْتُلُ جِنَّ الخَابِلَيْنِ كَمَا
أقتلُ بكراً لأضحى الجنُّ قدْ نفدا
العصر العباسي >> البحتري >> لله عهد سويقة ما أنضرا
لله عهد سويقة ما أنضرا
رقم القصيدة : 2644
-----------------------------------
لله عَهْدُ سَوِيقَةٍ ما أنْضَرَا،
إذْ جَاوَرَ البادونَ فيهِ الحُضَّرَا
لم أنسَهُ، وَقُصَارُ مَن عَلِقَ الهَوَى
أنْ يَسْتَعِيدَ الوَجدَ، أوْ يَتَذَكّرَا
إنّ العَتِيدَ صَبَابَةً مَنْ لا يَني
يَدعو صَبَابَتَهُ الخَيالُ، إذا سَرَى
تَدرِينَ كَمْ مِنْ زَوْرَةٍ مَشكُورَةٍ،
من زَائِرٍ وَهَبَ الخَطيرَ وَما دَرَى
غَابَ الوُشاةُ فَبَاتَ يَسهُلُ مَطْلبٌ(32/50)
لَوْ يَشهَدُونَ طَرِيقَهُ لتَوَعّرَا
كانَ الكَرَى حَظَّ العيونِ وَلم أخَلْ
أنّ القُلُوبَ لهنّ حظٌّ في الكَرَى
دَمْعٌ تَعَلّقَ في بالشّؤونِ، فلمْ يزَل
بَرْحُ الغَرامِ يَشُوقُهُ حتّى جَرَى
قَامَتْ تُمَنّيني الوِصَالَ لِتَبْتَلي
جَذَلي، وَحَاجَةُ أكمَهٍ أنْ يُبصِرَا
مَنّيْتِنَا عَلَلاً، وَما أنْهَلْتِنا،
والوَقْتُ لَيسَ يَحيلُ حتّى يُشهِرَا
تالله، لمْ أرَ مُذْ رَأيْتُ كَليلَتي
في العَلْثِ، إلاّ لَيلَتي في عُكبَرَا
أهوَى الظّلامَ، وأنْ أُمَلاّهُ، وَقد
حسَرَ الصّبَاحُ نِقَابَهُ أوْ أسْفَرَا
سَدِكَتْ بدِجْلَةَ سارِياتُ رِكَابِنَا،
يُرْصِدْنَهَا للوِرْدِ إغْيَابَ السُّرَى
وإذا طَلَعْنَ منَ الرّفيفِ، فإنّنا
خُلَقَاءُ أنْ نَدَعَ العِرَاقَ، وَنهجُرَا
قَلّ الكِرَامُ، فَصَارَ يكثُرُ فَذُّهُمْ،
وَلَقَدْ يَقِلُّ الشيءُ، حتّى يَكثُرا
أبلى صَديقَكَ الصّديقُ، إذا اهتَدَى
لتَغَيّرِ الأيّامِ فيكَ، تَغَيّرا
أأُخيّ ! لَوْ صَرَفَ الحَرِيصُ عنَانَهُ
ليَفُوتَهُ ما فَاتَهُ، ما قُدّرَا
باعد دنيئات المطامع وأرض بي
في الأمر أمهل فيه أن اتخيرا
إنْ تَثنِ إسحاقَ بنِ كِنداجيقَ بي
أرْضٌ فكُلُّ الصّيْدِ في جَوْفِ الفَرَا
أوْ بَلّغَتْنِيهِ الرّكابُ، فقَد أتَى
لمُقَلْقَلٍ في الأرْضِ أنْ يَتَدَبّرَا
غَمْرٌ، إذا نُقِلَتْ إلَيْهِ بضَاعَةٌ
للشّعْرِ، أوْشَكَ عِلْقُهَا أنْ يُشتَرَى
إنْ حَزّ طَبّقَ غَيرَ مخطىءِ مَفصِلِ،
أوْ قَالَ أنجَحَ، أوْ تَدفّقَ أغزَرَا
والوَعدُ كالوَرَقِ النّضِيرِ، تأوّدَتْ
فيهِ الغُصُونُ وَنُجحُها أنْ يُثْمِرا
نُثني عَلَيهِ، وَلَم يَكُنْ إثْنَاؤنَا
قَوْلاً يُعَارُ، وَلاَ حَديثاً يُفتَرَى
ما قُلتُ إلاّ ما عَلِمْتُ، وإنّما
كنتُ ابنَ جوبِ الأرْضِ سيل فخبّرا
والشّكرُ مِنْ بَعْدِ العَطَاءِ وَلَمْ يكنْ
ليَعِمّ نَبتَ الأرْضِ حتّى تُمطِرَا
طَلقٌ يُضِيءُ البِشرُ دونَ نَوَالِهِ،(32/51)
والبِشرُ أحسَنُ ما تؤمّلُ أوْ تَرَى
لا يَكْمُلُ القِسْمُ الذي أُوتيتَهُ،
حتّى تَلَذّ العَينُ فيهِ مَنظَرَا
مِنْ مَعدِنِ الشّرَفِ الذي إفرِندُهُ
في وَجْهِ وَضّاحِ الأصَائِلِ أزْهَرَا
وأرُومَةٍ في المُلْكِ خَاقَانِيّةٍ
تَعتَمُّ أفناناً، وَتَكرُمُ عُنصُرا
أخلِقْ بذي السّيفَينِ أوْ صِدقٍ بهِ
أنْ يُعمِلَ السّيفينِ حتى يُحسَرَا
ما زيدَ أُنْمُلَةً على استِحقاقِهِ،
فيَقِلَّ صَبْرُ مُنَافِسٍ أوح يُضْجَرَا
ما قُلّدَ السّيفَينِ، إلاّ نَجدَةً
والحَرْبِ، توجبُ أنْ يُقَلَّدَ آخرَا
قَد أُلبِسَ التّاجَ المُعَاوِدَ لُبْسَهُ
في الحَالَتَينِ، مُمَلَّكاً، وَمُؤمَّرَا
إنْ كَانَ قُدّمَ للغِنَاءِ، فَما لمَنْ
يُمسِي وَيُصبحُ عاتِباً إنْ أُخّرَا
لم تنكر الخرزات إلف ذؤابة
يحتل في الخرز الذوائب والذرى
شَرَفٌ تَزَيّدَ بالعِرَاقِ إلى الذي
عَهِدُوهُ بالبَيْضَاءِ، أو بَبَلنجَرَا
مِثْلَ الهَلالِ بَدا، فَلَمْ يَبْرَحْ بهِ
صَوْغُ اللّيالي فيهِ، حتّى أقْمَرَا
أدّى عَليٌّ ما عَلَيْهِ، مُورِداً
للأمْرِ عِندَ المُشكِلاتِ وَمُصْدِرا
أخزَى عَدُوَّكَ، مُعلِناً، وَمُساتراً،
وَكَفَاكَ أمرَكَ، سائساً، وَمُدَبِّرا
مُتَقَبَّلٌ مِنْ حَيْثُ جاءَ حَسبتَهُ،
لقَبُولِهِ في النّفسِ، جاءَ مَبَشِّرا
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> دَعِينِي فَمَا فِي الْيَوْمِ مَصْحى ً لِشَارِبٍ
دَعِينِي فَمَا فِي الْيَوْمِ مَصْحى ً لِشَارِبٍ
رقم القصيدة : 26440
-----------------------------------
دَعِينِي فَمَا فِي الْيَوْمِ مَصْحى ً لِشَارِبٍ
وَلاَ فِي غَدٍ مَا أَقْرَبَ الْيَوْمَ مِنْ غَدِ
دَعِينِي فَإِنِّي فِي سَمَادِيرِ سَكْرَة ٍ
بها جلَّ همي وَ استبانَ تجلدي
فإنْ يطلعِ الصبحُ المنيرُ فإنني
سَأَغْدُوا الْهُوَيْنَا غَيْرَ وَانٍ مُفَرَّدِ
وً أصبحُ بكراً غارة ً صيليمة ً
يَنَالُ لَظَاهَا كُلَّ شَيْخٍ وَأَمْرَدِ(32/52)
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> فقتلاً بتقتيلٍ وَ عقراً بعقركمْ
فقتلاً بتقتيلٍ وَ عقراً بعقركمْ
رقم القصيدة : 26441
-----------------------------------
فقتلاً بتقتيلٍ وَ عقراً بعقركمْ
جَزَاءَ العُطاسِ لا يَمُوتُ مَنِ اثَّأَرْ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> أَهَاجَ قَذَاءَ عَيْنِي الإِذِّكَارُ
أَهَاجَ قَذَاءَ عَيْنِي الإِذِّكَارُ
رقم القصيدة : 26442
-----------------------------------
أَهَاجَ قَذَاءَ عَيْنِي الإِذِّكَارُ
هُدُوّاً فَالدُّمُوعُ لَهَا انْحِدَارُ
وَصَارَ اللَّيْلُ مُشْتَمِلاً عَلَيْنَا
كأنَّ الليلَ ليسَ لهُ نهارُ
وَبِتُّ أُرَاقِبُ الْجَوْزَاءَ حَتَّى
تقاربَ منْ أوائلها انحدارُ
أُصَرِّفُ مُقْلَتِي فِي إِثْرِ قَوْمٍ
تَبَايَنَتِ الْبِلاَدُ بِهِمْ فَغَارُوا
وَ أبكي وَ النجومُ مطلعاتٌ
كأنْ لمْ تحوها عني البحارُ
عَلَى مَنْ لَوْ نُعيت وَكَانَ حَيّاً
لَقَادَ الخَيْلَ يَحْجُبُهَا الغُبَارُ
دَعَوْتُكَ يَا كُلَيْبُ فَلَمْ تُجِبْنِي
وَ كيفَ يجيبني البلدُ القفارُ
أجبني يا كليبُ خلاكَ ذمٌّ
ضنيناتُ النفوسِ لها مزارُ
أجبني يا كليبُ خلاكَ ذمُّ
لقدْ فجعتْ بفارسها نزارُ
سقاكَ الغيثُ إنكَ كنت غيثاً
وَيُسْراً حِينَ يُلْتَمَسُ الْيَسَارُ
أَبَتْ عَيْنَايَ بَعْدَكَ أَنْ تَكُفَّا
كَأَنَّ غَضَا الْقَتَادِ لَهَا شِفَارُ
وَ إنكَ كنتَ تحلمُ عنْ رجالٍ
وَ تعفو عنهمُ وَ لكَ اقتدارُ
وَ تمنعُ أنْ يمسهمُ لسانٌ
مخافة َ منْ يجيرُ وَ لاَ يجارُ
وَكُنْتُ أَعُدُّ قُرْبِي مِنْكَ رِبْحاً
إِذَا مَا عَدَّتِ الرِّبْحَ التِّجَارُ
فلاَ تبعدْ فكلٌّ سوفَ يلقى
شَعُوباً يَسْتَدِيرُ بِهَا الْمَدَارُ
يَعِيشُ المَرْءُ عِنْدَ بَنِي أَبِيهِ
وَ يوشكُ أنْ يصيرَ بحيثُ صاروا
أرى طولَ الحياة ِ وّ قدْ تولى
كَمَا قَدْ يُسْلَبُ الشَّيْءُ المُعَارُ
كَأَنِّي إذْ نَعَى النَّاعِي كُلَيْباً(32/53)
تطايرَ بينَ جنبيَّ الشرارُ
فدرتُ وّ قدْ عشيَ بصري عليهِ
كما دارتْ بشاربها العقارُ
سألتُ الحيَّ أينَ دفنتموهُ
فَقَالُوا لِي بِسَفْحِ الْحَيِّ دَارُ
فسرتُ إليهِ منْ بلدي حثيثاً
وَطَارَ النَّوْمُ وَامْتَنَعَ القَرَارُ
وَحَادَتْ نَاقَتِي عَنْ ظِلِّ قَبْرٍ
ثَوَى فِيهِ المَكَارِمُ وَالْفَخَارُ
لدى أوطانِ أروعَ لمْ يشنهُ
وَلَمْ يَحْدُثْ لَهُ فِي النَّاسِ عَارُ
أَتَغْدُوا يَا كُلَيْبُ مَعِي إِذَا مَا
جبانُ القومِ أنجاهُ الفرارُ
أتغدُوا يا كليب معي إذا ما
خلوق القوم يشحذُها الشفار
أقولُ لتغلبٍ وَ العزُّ فيها
أثيروها لذلكمُ انتصارُ
تتابعَ إخوتي وَ مضوا لأمرٍ
عليهِ تتابعَ القومُ الحسارُ
خذِ العهدَ الأكيدَ عليَّ عمري
بتركي كلَّ ما حوتِ الديارُ
وَهَجْرِي الْغَانِيَاتِ وَشُرْبَ كَأْسٍ
وَلُبْسِي جُبَّة ً لاَتُسْتَعَارُ
وَ لستُ بخالعٍ درعي وَ سيفي
إلى أنْ يخلعَ الليلَ النهارُ
وإلاَّ أَنْ تَبِيدَ سَرَاة ُ بَكْرٍ
فَلاَ يَبْقَى لَهَا أَبَداً أَثَارُ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> يَا لِبَكْرٍ أَنْشِرُوا لِي كُلَيْباً
يَا لِبَكْرٍ أَنْشِرُوا لِي كُلَيْباً
رقم القصيدة : 26443
-----------------------------------
يَا لِبَكْرٍ أَنْشِرُوا لِي كُلَيْباً
يَا لِبَكْرٍ أَيْنَ أَيْنَ الْفِرَارُ
يَا لِبَكْرٍ فَاظْعُنُوا أَوْ فَحِلُّوا
صرحَ الشرُّ وَ بانَ السرارُ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> أنادي بركبِ الموتِ للموتِ غلسوا
أنادي بركبِ الموتِ للموتِ غلسوا
رقم القصيدة : 26444
-----------------------------------
أنادي بركبِ الموتِ للموتِ غلسوا
فإنَّ تلاعَ العمقِ بالموتِ درتِ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> أليلتنا بذي حسمٍ أنيري
أليلتنا بذي حسمٍ أنيري
رقم القصيدة : 26445
-----------------------------------
أليلتنا بذي حسمٍ أنيري
إذا أنتِ انقضيتِ فلاَ تحوري(32/54)
فإنْ يكُ بالذنائبِ طالَ ليلي
فقدْ أبكي منَ الليلِ القصيرِ
وَأَنْقَذَنِي بَيَاضُ الصُّبْحِ مِنْهَا
لقدْ أنقذتُ منْ شرًّ كبيرِ
كأنَّ كواكبَ الجوزاءِ عودٌ
مُعَطَّفَة ٌ عَلَى رَبْعٍ كَسِيرٍ
كأنَّ الفرقدينِ يدا بغيضٍ
أَلَحَّ عَلَى إَفَاضَتِهِ قَمِيرِي
أرقتُ وَ صاحبي بجنوبِ شعبٍ
لبرقٍ في تهامة َ مستطيرِ
فَلَوْ نُبِشَ المَقَابِرُ عَنْ كُلَيْبٍ
فيعلمَ بالذنائبِ أيُّ زيرِ
بِيَوْمِ الشَّعْثَمَيْنِ أَقَرَّ عَيْناً
وَكَيْفَ لِقَاء مَنْ تَحْتَ الْقُبُورِ
وَ أني قدْ تركتُ بوارداتٍ
بُجَيْراً فِي دَمٍ مِثْلِ الْعَبِيرِ
هَتَكْتُ بِهِ بُيُوتَ بَنِي عُبَادٍ
وَبَعْضُ الغَشْمِ أَشْفَى لِلصُّدُورِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ يُوفَى مِنْ كُلَيْبٍ
إذا برزتْ مخبأة ُ الخدورِ
وَهَمَّامَ بْنَ مُرَّة َ قَدْ تَرَكْنَا
عليهِ القشعمانِ منَ النسورِ
ينوءُ بصدرهِ وَ الرمحُ فيهِ
وَيَخْلُجُهُ خَدَبٌ كَالْبَعِيرِ
قَتِيلٌ مَا قَتِيلُ المَرْءِ عَمْروٌ
وَجَسَّاسُ بْنُ مُرَّة َ ذُو ضَرِيرِ
كَأَنَّ التَّابِعَ المِسْكِينَ فِيْهَا
أَجِيرٌ فِي حُدَابَاتِ الْوَقِيرِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ
إِذَا خَافَ المُغَارُ مِنَ الْمُغِيرِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ
إِذَا طُرِدَ اليَتِيمُ عَنِ الْجَزُورِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ
إذا ما ضيمَ جارُ المستجيرِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ
إذا ضاقتْ رحيباتُ الصدورِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ
إِذَا خَافَ المَخُوفُ مِنَ الثُّغُورِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ
إِذا طَالَتْ مُقَاسَاة ُ الأُمُورِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ
إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُ الزَّمْهَرِيرِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ
إِذَا وَثَبَ المُثَارُ عَلَى المُثِيرِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ(32/55)
إِذَا عَجَزَ الغَنِيُّ عَنِ الْفَقِيرِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ
إِذَا هَتَفَ المُثَوبُ بِالْعَشِيرِ
تسائلني أميمة ُ عنْ أبيها
وَمَا تَدْرِي أُمَيْمَة ُ عَنْ ضَمِيرِ
فلاَ وَ أبي أميمة َ ما أبوها
مَنَ النَّعَمِ المُؤَثَّلِ وَالْجَزُورِ
وَ لكنا طعنا القومَ طعناً
على الأثباجِ منهمْ وَ النحورِ
نَكُبُّ الْقَومَ لِلأذْقَانِ صَرْعَى
وَنَأْخُذُ بِالتَّرَائِبِ وَالصُّدُورِ
فَلَوْلاَ الرِّيْحُ أُسْمِعُ مَنْ بِحُجْرٍ
صليلَ البيضِ تقرعُ بالذكورِ
فِدى ً لِبَنِي شَقِيقَة َ يَوْمَ جَاءُوا
كاسدِ الغابِ لجتْ في الزئيرِ
غداة َ كأننا وَ بني أبينا
بجنبِ عنيزة رحيا مديرِ
كَأَنَّ الْجَدْيَ جَدْيَ بَنَاتِ نَعْشٍ
يكبُّ على اليدينِ بمستديرِ
وَتَخْبُو الشُّعْرَيَانِ إِلَى سُهَيْلٍ
يَلُوحُ كَقُمَّة ِ الْجَبَلِ الْكَبِيرِ
وَكَانُوا قَوْمَنَا فَبَغَوْا عَلَيْنَا
فَقَدْ لاَقَاهُمُ لَفَحٌ السَّعِيرِ
تظلُّ الطيرُ عاكفة ً عليهمْ
كأنَّ الخيلَ تنضحُ بالعبيرِ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> وَادِي الأَحَصِّ لَقَدْ سَقَاكَ مِنَ الْعِدَى
وَادِي الأَحَصِّ لَقَدْ سَقَاكَ مِنَ الْعِدَى
رقم القصيدة : 26446
-----------------------------------
وَادِي الأَحَصِّ لَقَدْ سَقَاكَ مِنَ الْعِدَى
فَيْضَ الدُّمُوعِ بِأَهْلِهِ الدَّعْسُ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> نبئتُ أنَّ النارَ بعدكَ أوقدتْ
نبئتُ أنَّ النارَ بعدكَ أوقدتْ
رقم القصيدة : 26447
-----------------------------------
نبئتُ أنَّ النارَ بعدكَ أوقدتْ
وَ استبَّ بعدكَ يا كليبُ المجلسُ
وَ تكلموا في أمرِ كلَّ عظيمة ٍ
لوْ كنتَ شاهدهمْ بها لمْ ينبسوا
وَ إذا تشاءُ رأيتَ وجهاً واضحاً
وَذِرَاعَ بَاكِيَة ٍ عَلَيْهَا بُرْنُسُ
تبكي عليكَ وَ لستُ لائمَ حرة ٍ
تَأْسَى عَلَيْكَ بِعَبْرَة ٍ وَتَنَفَّسُ(32/56)
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> شَفَيْتُ نَفْسِي وَقَوْمِي من سَرَاتهمْ
شَفَيْتُ نَفْسِي وَقَوْمِي من سَرَاتهمْ
رقم القصيدة : 26448
-----------------------------------
شَفَيْتُ نَفْسِي وَقَوْمِي من سَرَاتهمْ
يَوْمَ الصِّعاب وَوَادي حَارَبى ماسِ
مَنْ لم يكن قد شَفى نفساً بِقَتْلِهِمْ
مني فذاقَ الذي ذاقوا من الباسِ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> منْ مبلغٌ بكراً وَ آلَ أبيهمِ
منْ مبلغٌ بكراً وَ آلَ أبيهمِ
رقم القصيدة : 26449
-----------------------------------
منْ مبلغٌ بكراً وَ آلَ أبيهمِ
عَنِّي مَغَلْغَلَة َ الرَّدِي الأَقْعَسِ
وَقَصِيدَة ً شَعْوَاءَ بَاقٍ نُورُهَا
تَبْلَى الْجِبَالُ وَأَثْرُهَا لَمْ يُطْمَسِ
أَكُلَيْبُ إِنَّ النَّارَ بَعْدَكَ أُخْمِدَتْ
وَ نسيتُ بعدكَ طيباتِ المجلسِ
أَكُلَيْبُ مَنْ يَحْمِي العَشِيرَة َ كُلَّهَا
أوْ منْ يكرُّ على الخميسِ الأشوسِ
مَنْ لِلأَرَامِلِ وَاليْتَامَى وَالْحِمَى
وَالسَّيْفِ وَالرُّمْحِ الدَّقيقِ الأَمْلَسِ
وَ لقدْ شفيت النفسَ منْ سرواتهمْ
بالسيفِ في يومِ الذنيبِ الأغبسِ
إِنَّ الْقَبَائِلَ أَضْرَمَتْ مِنْ جَمْعِنَا
يَوْمَ الذَّنَائِبِ حَرَّ مَوْتٍ أَحْمَسِ
فالإنسُ قدْ ذلتْ لنا وتقاصرتْ
وَ الجنُّ منْ وقعِ الحديدِ الملبسِ
العصر العباسي >> البحتري >> ألم تر تغليس الربيع المبكر
ألم تر تغليس الربيع المبكر
رقم القصيدة : 2645
-----------------------------------
ألَمْ تَرَ تَغْلِيسَ الرّبيعِ المُبَكِّرِ،
وَمَا حَاكَ مِنْ وَشيِ الرّياضِ المُنَشَّرِ
وَسَرْعَانَ ما وَلّى الشّتاءُ، وَلَم يَقِفْ،
تَسَلُّلَ شَخْصِ الخائِفِ، المُتَنَكِّرِ
مَرَرْنا عَلى بَطْيَاسَ، وَهْيَ كأنّهَا
سَبَائِبُ عَصْبٍ، أوْ زَرَابيُّ عَبْقَرِ
كأنّ سُقُوطَ القَطْرِ فيها، إذا انثَنى
إلَيها، سُقُوطُ اللّؤلُؤِ المُتَحَدِّرِ(32/57)
وفي أُرْجُوَانِيٍّ مِنَ النَّوْرِ أحْمَرٍ،
يُشابُ بإفْرِنْدٍ مِنَ الرّوْضِ أخضَرِ
إذا ما النّدى وافاهُ صُبحاً تَمَايَلَتْ
أعَاليهِ مِنْ دُرٍّ نَثِيرٍ، وَجَوْهَرِ
إذَا قَابَلَتْهُ الشّمسُ رَدّ ضِيَاءَهَا
عَلَيْهَا صِقَالُ الأُقْحُوَانِ المُنَوِّرِ
إذا عَطَفَتْهُ الرّيحُ قُلتُ: التِفَاتَةٌ
لعَلْوَةَ في جَادِيّهَا المُتَعَصْفِرِ
بنَفْسِيَ ما أبْدَتْ لَنَا، حينَ وَدّعتْ،
وَمَا كَتَمَتْ في الأتحَميّ المُسَيَّرِ
أتَى دونَهَا نأيُ البِلادِ، وَنَصُّنَا
سَوَاهِمَ خَيْلٍ، كالأعِنّةِ، ضُمَّرِ
وَلَمّا خَطَوْنا دِجلَةَ انصَرَمَ الهَوَى،
فلَمْ يَبْقَ إلاّ لِفْتَةُ المُتَذَكِّرِ
وَخَاطِرُ شَوْقٍ ما يَزَالُ يَهِيجُنا
لبادينَ مِنْ أهْلِ الشّآمِ، وَحُضَّرِ
بأحمَدَ أحمَدْنا الزّمانَ، وأسهَلَتْ
لَنَا هَضَبَاتُ المَطْلَبِ المُتَوَعِّرِ
فتًى إنْ يَفِضْ في ساحَةِ المَجدِ يحتَفِلْ،
وإنْ يُعطِ في حَظّ المَكَارِمِ يُكثِرِ
تَظُنُّ النّجُومَ الزُّهْرَ بِتْنَ خَلاَئِقاً
لأبْلَجَ مِنْ سِرّ الأعَاجِمِ، أزْهَرِ
هُوَ الغَيْثُ يَجْرِي من عَطاءٍ وَنَائِلٍ
عَلَيْكَ، فَخُذْ من صَيّبِ الغَيْثِ أوْ ذَرِ
وَلَما تَوَلّى البَحرَ، والجُودُ صِنْوُهُ،
غَدا البَحْرُ مِنْ أخلاقِهِ بَينَ أبحُرِ
أضَافَ إلى التّدْبِيرِ فَضْلَ شَجَاعَةٍ،
وَلاَ عزْمَ إلاّ للشّجاعِ المُدَبّرِ
إذا شَجَرُوهُ بالرّماحِ، تَكَسّرَتْ
عَوَامِلُها، في صَدْرِ لَيْثٍ غَضَنْفَرِ
غَدَوتَ على المَيْمُونِ صُبْحَاً، وإنّما
غَدا المَرْكَبُ المَيْمُونَ تحتَ المُظَفَّرِ
أطَلّ بِعَطْفَيْهِ، وَمَرّ كأنّما
تَشَرّفَ مِنْ هَادي حِصَانٍ مُشَهَّرِ
إذا زَمْجَرَ النُّوتيُّ، فَوْقَ عَلاتِهِ،
رَأيتَ خَطيباً في ذُؤابَةِ مِنْبَرِ
يَغُضّونَ دونَ الإشْتِيَامِ عُيُونَهُمْ،
وُفوقَ السّماطِ للعَظِيمِ المُؤمّرِ
إذا عَصَفَتْ فيهِ الجَنُوبُ اعتَلَى لَهاُ(32/58)
جَنَاحَا عُقَابٍ، في السّماءِ، مُهَجِّرِ
إذا مَا انكَفَا في هَبوَةِ المَاءِ، خِلْتَهُ
تَلَفّعَ في أثْنَاءِ بُرْدٍ مُحَبَّرِ
وَحَوْلَكَ رَكّابُونَ للهَوْلِ، عاقَرُوا
كُؤوسَ الرّدى من دارِعينَ وَحُسّرِ
تَميلُ المَنَايَا حَيثُ مَالَتْ أكُفُّهُمْ،
إذا أصْلَتُوا حَدّ الحَديدِ المُذَكَّرِ
إذا رَشَقُوا بالنّارِ لمْ يَكُ رَشْقُهُمْ
ليُقْلِعَ، إلاّ عَنِ شِوَاءٍ مُقَتِّرِ
صَدَمتَ بهِهمْ صُهْبَ العثَانينَ، دونَهم
ضِرَابٌ كإيقادِ اللّظَى المُتَسَعِّرِ
يَسُوقُونَ أُسْطُولاً، كأنّ سَفينَهُ
سَحَائِبُ صَيْفٍ مِنْ جَهامِ وَمُمْطِرِ
كأنّ ضَجيجَ البَحرِ، بَينَ رِمَاحِهِمْ،
إذا اختَلَفَتْ تَرْجيعُ عَوْدٍ مُجَرْجِرِ
تُقَارِبُ مِنْ زَحْفَيْهِمِ، فكأنّما
تُؤلّفُ مِنْ أعْنَاقِ وَحْشٍ مُنَفَّرِ
فَمَا رُمْتَ حتّى أجلَتِ الحرْبُ عن طُلًى
مُقَطَّعَةٍ فيهِمْ، وَهامٍ مُطَيَّرِ
على حينَ لا نَقْعٌ يطَوّحُهُ الصَّبَا،
وَلاَ أرْضَ تُلْفَى للصّرِيعِ المُقَطَّرِ
وكنتَ ابنَ كِسْرَى قبلَ ذاكَ وَبَعْدَهُ،
مَليّاً بأنْ تُوهي صَفاةَ ابنِ قَيصَرِ
جَدَحتَ لَهُ المَوْتَ الذُّعَافَ فعَافَهُ،
وَطارَ على ألْوَاحِ شَطْبٍ مُسَمَّرِ
مضَى وَهوَ مَوْلى الرّيحِ يَشكُرُ فَضْلها
عَلَيهِ، وَمَن يُولَ الصّنيعَةَ يَشكُرِ
إذا المَوجُ لم يَبْلُغْهُ إدْرَاكَ عَيْنِهِ
ثَنى في انحدارِ المَوجِ لحظَةَ أخزرِ
تَعَلّقَ بالأرضِ الكَبِيرَةِ، بَعد مَا
تَنَقّصَهُ جَرْيُ النّدَى المُتَمَطِّرِ
وَكُنّا متى نَصْعَدْ بِجِدّكَ نُدْرِكِ الـ
ـمَعَالِي، وَنَسْتَنْصِرْ بيُمنِكَ نُنصَرِ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> لما نعى الناعي كليباً أظلمتْ
لما نعى الناعي كليباً أظلمتْ
رقم القصيدة : 26450
-----------------------------------
لما نعى الناعي كليباً أظلمتْ
شمسُ النهارِ فما تريدُ طلوعا
قتلوا كليباً ثم قالوا أرتعوا(32/59)
كذبوا لقدْ منعوا الجيادَ رتوعا
كَلاَّ وَأَنْصَابٍ لَنَا عَادِيَّة ٍ
مَعْبُودَة ٍ قَدْ قُطِّعَتْ تَقْطِيعَا
حتى أبيدَ قبيلة ً وَ قبيلة ً
وَ قبيلة ً وَ قبيلتينِ جميعا
وَتَذُوقَ حَتْفاً آلُ بَكْرٍ كُلُّها
وَنَهُدٌ مِنْهَا سَمْكَهَا الْمَرْفُوعَا
حَتَّى نَرَى أَوْصَالَهُمْ وَجَمَاجِماً
مِنْهُمْ عَلَيْهَا الخَامِعَاتُ وُقُوعَا
وَ نرى سباعَ الطيرِ تنقرُ أعيناً
وَتَجُرُّ أَعْضَاءً لَهُمْ وَضُلُوَعا
وَالْمَشْرَفِيَّة َ لاَ تُعَرِّجُ عَنْهُمُ
ضَرْباً يَقُدُّ مَغَافِراً وَدُرُوعَا
وَالْخَيْلَ تَقْتَحِمُ الْغُبَارَ عَوَابِساً
يومَ الكريهة ِ ما يردنَ رجوعا
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> وَلَمَّا رَأَى الْعَمْقَ قُدَّامَهُ
وَلَمَّا رَأَى الْعَمْقَ قُدَّامَهُ
رقم القصيدة : 26451
-----------------------------------
وَلَمَّا رَأَى الْعَمْقَ قُدَّامَهُ
وَلَمَّا رَأَى عَمَراً والْمُنِيفا
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> فَجَاءُوا يُهْرَعُوْنَ وَهُمْ أُسَارَى
فَجَاءُوا يُهْرَعُوْنَ وَهُمْ أُسَارَى
رقم القصيدة : 26452
-----------------------------------
فَجَاءُوا يُهْرَعُوْنَ وَهُمْ أُسَارَى
يقودهم على رغمِ الأنوفِ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> جَارَتْ بَنُو بَكْرٍ وَلَمْ يَعْدِلُوا
جَارَتْ بَنُو بَكْرٍ وَلَمْ يَعْدِلُوا
رقم القصيدة : 26453
-----------------------------------
جَارَتْ بَنُو بَكْرٍ وَلَمْ يَعْدِلُوا
وَالْمَرْءُ قَدْ يَعْرِفُ قَصْدَ الطَّرِيقْ
حَلَّتْ رِكَابُ الْبَغْيِ مِن وَائِلٍ
في رهطِ جساسٍ ثقالِ الوسوقْ
يا أيها الجاني على قومهِ
ما لمْ يكنْ كانَ لهُ بالخليقْ
جناية ً لمْ يدرِ ما كنهها
جَانٍ وَلَمْ يُضحِ لَهَا بِالْمُطِيقْ
كَقَاذف يَوْماً بأَجْرَامِهِ
في هوة ٍ ليسَ لها منْ طريقْ
منْ شاءَ ولى النفسَ في مهمة ٍ(32/60)
ضنكٍ وَ لكنْ منْ لهُ بالمضيقْ
إن ركوبَ البحرِ ما لمْ يكنْ
ذا مصدرٍ منْ تهلكاتِ الغريقْ
لَيْسَ لِمَنْ لَمْ يَعْدُ فِي بَغْيِهِ
عداية تخريقُ ريحٍ خريقْ
كَمَنْ تَعَدَّى بَغْيُهُ قَوْمَهُ
طَارَ إِلَى رَبِّ اللِّوَاءِ الخَفُوقْ
إلى رئيسِ الناسِ وَ المرتجى
لَعُقْدَة ِ الشَّدِّ وَرَتْقِ الْفُتُوقْ
منْ عرفتْ يومَ خزازى لهُ
عُلَيا مَعَدٍّ عِنْدَ جَبْذِ الْوُثُوقْ
إذْ أقبلتْ حميرُ في جمعها
وَمَذْحِجٌ كَالْعَارِضِ الْمُسْتَحِيقْ
وَ جمعُ همدانَ لهم لجبة ٌ
وَ راية ٌ تهوي هويَّ الأنوفْ
فقلدَ الأمرَ بنو هاجرٍ
مِنْهُمْ رَئِيساً كَالْحُسَامِ الْعَتِيقْ
مضطلعاً بالأمرِ يسمولهُ
في يومِ لاَ يستاغُ حلقٌ بريقْ
ذَاكَ وَقَدْ عَنَّ لَهُمْ عَارِضٌ
كجنحِ ليلٍ في سماء البروقْ
تَلْمَعُ لَمْعَ الطَّيْرِ رَايَاتُهُ
عَلَى أَوَاذِي لُجِّ بَحْرٍ عَمِيقْ
فاحتلَّ أوزارهمُ إزرهُ
برأيِ محمودٍ عليهمْ شفيقْ
وَقَدْ عَلَتْهُمْ هَفْوَة ً هَبْوَة ٌ
ذاتُ هياجٍ كلهيبِ الحريقْ
فانفرجتْ عنْ وجههِ مسفراً
مُنْبَلِجاً مِثْلِ انْبِلاَجِ الشُّرُوقْ
فذاكَ لاَ يوفي بهِ مثلهُ
وَلَسْتَ تَلْقي مِثْله في فريق
قُلْ لِبَنِي ذُهْلٍ يَرُدُّونَهْ
أوْ يصبروا للصيلمِ الخنفقيقْ
فَقَدْ تَرَوَّيْتُمْ وَمَا ذُقْتُمْ
تَوْبيلَهُ فَاعْتَرِفُوا بالْمَذُوقْ
أبلغْ بني شيبانَ عنا فقدْ
أَضْرَمْتُمُ نِيْرَانَ حَرْبٍ عَقُوقْ
لا يرقأ الدهرَ لها عاتكٌ
إلاَّ عَلَى أَنْفَاسِ نَجْلاَ تَفُوقْ
ستحملُ الراكبَ منها على
سيساءِ حدبيرٍ منَ الشرنوقْ
أيُّ امريءٍ ضرجتمُ ثوبهُ
بِعَاتِكٍ مِنْ دَمِهِ كَالْخَلُوقْ
سَيِّدُ سَادَاتٍ إذَا ضَمَّهُمْ
مُعْظَمُ أَمْرٍ يَوْمَ بُؤْسٍ وَضِيقْ
لَمْ يَكُ كَالسَّيِّدِ فِي قَوْمِهِ
بلْ ملكٌ دينَ لهُ بالحقوقْ
تنفرجُ الظلماءُ عنْ وجههِ
كَاللَّيْلِ وَلَّى عَنْ صَدِيحٍ أَنِيقْ
إنْ نحنُ لمْ نثأرْ بهِ فاشحذوا(32/61)
شِفَارَكُمْ مِنَّا لَحِزِّ الْحُلُوقْ
ذبحاً كذبحِ الشاة ِ لا تتقي
ذابحها إلاَّ بشخبِ العروقْ
أَصْبَحَ مَا بَيْنَ بَنِي وَائِلٍ
مُنْقطِعَ الحَبْلِ بَعِيدَ الصَّدِيقْ
غداً نساقي فاعلموا بيننا
أَرْمَاحَنا مِنْ عَاتكٍ كَالرَّحِيقْ
منْ كلَّ مغوارِ الضحى بهمة ٍ
شَمَرْدَلٍ مِنْ فَوْقِ طِرْفٍ عَتِيقْ
سَعَالِياً تحمل مِنْ تَغْلِبٍ
أَشْبَاهَ جِنٍّ كَلُيُوثِ الطَّرِيقْ
ليسَ أخوكمْ تاركاً وترهُ
دُونَ تَقَضِّي وِتْرُهُ بِالمُفِيقْ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> طفلة ٌ ما ابنة ُ المجللِ بيضا
طفلة ٌ ما ابنة ُ المجللِ بيضا
رقم القصيدة : 26454
-----------------------------------
طفلة ٌ ما ابنة ُ المجللِ بيضا
ءُ لعوبٌ لذيذة ٌ في العناقِ
فاذهبي ما إليكِ غيرُ بعيدٍ
لا يؤاتي العناقَ منْ في الوثاقِ
ضربتْ نحرها إليَّ وَ قالتْ
يا عدياً لقدْ وقتكَ الأواقي
ما أرجي في العيشِ بعدَ نداما
يَ أَرَاهُمْ سُقُوا بِكَأْسِ حَلاَقِ
بَعْدَ عَمْروٍ وَعَامِرٍ وَحيِيٍّ
وَرَبِيعِ الصُّدُوفِ وَابْنَيْ عَنَاقِ
وَامْرِئِ الْقَيْسِ مَيِّتٍ يَوْمَ أَوْدَى
ثمَّ خلى عليَّ ذاتِ العراقي
وَكُلَيْبٍ شُمِّ الْفَوَارِسِ إِذْ حُمْـ
ـمَ رَمَاهُ الْكُمَاة ُ بِالإتِّفَاقِ
إن تحت الاحجار جدا وليناً
وَ خصيماً ألدَّ ذا معلاقِ
حَيَّة ً فِي الْوَجَارِ أَرْبَدَ لاَ تَنْـ
ـفَعُ مِنْهُ السَّلِيمَ نَفْثَة ُ رَاقِ
لَسْتُ أَرْجُو لَذَّة َ الْعَيْشِ مَا
أَزَمَتْ أَجْلاَدُ قَدٍّ بِسَاقِي
جَلَّلُونِي جِلْدَ حَوْبٍ فَقَدْ
جَعَلُوا نَفَسِي عِنْدَ التَّرَاقِي
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> إنَّ تَحْتَ الأَحْجَارِ حَزْماً وَعَزْمَا
إنَّ تَحْتَ الأَحْجَارِ حَزْماً وَعَزْمَا
رقم القصيدة : 26455
-----------------------------------
إنَّ تَحْتَ الأَحْجَارِ حَزْماً وَعَزْمَا
وَقَتِيلاً مِنَ الأَرَاقِمِ كَهْلاَ(32/62)
قَتَلَتْهُ ذُهْلٌ فَلَسْتُ بِرَاضٍ
أَوْ نُبِيدَ الْحَيَّيْنِ قَيْساً وَذُهْلاَ
وَ يطيرَ الحريقُ منا شراراً
فينالَ الشرارُ قيساً وَ ذهلاَ
قَدْ قَتَلْنَا بِهِ وَلاَ ثَأْرَ فِيهِ
أَوْ تَعُمَّ السُّيُوفُ شَيْبَانَ قَتْلاَ
ذهبَ الصلح أوْ تردوا كليباً
أَوْ تَحُلُّوا عَلَى الْحُكُومَة ِ حَلاَّ
ذهبَ الصلحُ أوْ تردوا كليباً
أَوْ أُذِيقَ الْغَدَاة َ شَيْبَانَ ثُكْلاَ
ذهبَ الصلحُ أوْ تردوا كليباً
أوْ تنالَ العداة ُ هوناً وَ ذلاَّ
ذهبَ الصلحُ أوْ تردوا كليباً
أَوْ تَذُوقُوا الوَبَالَ وِرْداً وَنَهْلاَ
ذهبَ الصلحُ أوْ تردوا كليباً
أوْ تميلوا عنِ الحلائلِ عزلاَ
أَوْ أَرَى الْقَتْلَ قَدْ تَقَاضَى رِجالاً
لَمْ يَميلوُا عَنِ السَّفاهَة ِ جَهْلاً
إن تحت الأحجار والترب منه
لَدَفيناً عَلاَ عَلاَءً وَجَلاً
عزَّ وَ اللهِ يا كليبُ علينا
أَنْ تَرَى هَامَتِي دِهَاناً وَكُحْلاً
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> بَاتَ لَيْلِي بِالأَنْعَمَيْنِ طَوِيلاَ
بَاتَ لَيْلِي بِالأَنْعَمَيْنِ طَوِيلاَ
رقم القصيدة : 26456
-----------------------------------
بَاتَ لَيْلِي بِالأَنْعَمَيْنِ طَوِيلاَ
أرقبُ النجمَ ساهراً لنْ يزولاَ
كيفَ أمدي وَ لاَ يزاولُ قتيلٌ
مِنْ بَنِي وَائِلٍ يُنَادِي قَتِيلاً
أزجرُ العينَ أنْ تبكي الطلولاَ
إِنَّ فِي الصَّدْرِ مِنْ كُلَيْبٍ غَلِيلا
إنَّ فِي الصَّدْرِ حَاجَة ً لَنْ تُقَضَّى
مَا دَعَا فِي الغُضُونِ دَاعٍ هَدِيلاَ
كيفَ أنساكَ يا كليبُ وَ لما
أَقْضِ حُزْناً يَنُوبُنِي وَغَلِيلاَ
أَيُّهَا الْقَلْبُ أَنْجِزِ الْيَوْمَ نَحْباً
مِنْ بَنِي الحِصْنِ إذْ غَدَوْا وَذُخُولاَ
كَيْفَ يَبْكِي الطُّلُولَ مَنْ هُوَ رَهْنٌ
بطعانِ الأنامِ جيلاً فجيلاَ
أَنْبَضُوا مَعْجِسَ الْقِسِيِّ وَأَبْرَقْـ
ـنا كما توعدُ الفحولُ الفحولاَ
وَ صبرنا تحتَ البوارقِ حتى
رَكَدَتْ فيْهِمِ السُّيُوفُ طَوِيلاَ(32/63)
لمْ يطيقوا أنْ ينزلوا وَ نزلنا
وَأَخُو الْحَرْبِ مَنْ أَطَاقَ النُّزُولاَ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> لَيْسَ مِثْلِي يُخَبِّرُ النَّاسَ عَنْ آ
لَيْسَ مِثْلِي يُخَبِّرُ النَّاسَ عَنْ آ
رقم القصيدة : 26457
-----------------------------------
لَيْسَ مِثْلِي يُخَبِّرُ النَّاسَ عَنْ آ
بائهمْ قتلوا وَ ينسى القتالاَ
لمْ أرمْ عرصة َ الكتيبة ِ حتى انـ
ـتَعَلَ الْوَرْدُ مِنْ دِمَاءٍ نِعَالاَ
عرفتهُ رماحُ بكرٍ فما يأ
خُذْنَ إلاّ لَبَّاتِهِ وَالْقَذَالاَ
غلبونا وَ لاَ محالة يوماً
يقلبُ الدهرُ ذاكَ حالاً فحالاَ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> غنيتْ دارنا تهامة َ في الدهـ
غنيتْ دارنا تهامة َ في الدهـ
رقم القصيدة : 26458
-----------------------------------
غنيتْ دارنا تهامة َ في الدهـ
ـر وَ فيها بنو معدًّ حلولا
فَتَسَاقَوْا كَأْسَاً أُمِرَّتْ عَلَيْهِمْ
بَيْنَهُمْ يَقْتُلُ العَزِيزُ الذَّلِيلا
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> رَمَاكَ اللَّهُ مِنْ بَغْلِ
رَمَاكَ اللَّهُ مِنْ بَغْلِ
رقم القصيدة : 26459
-----------------------------------
رَمَاكَ اللَّهُ مِنْ بَغْلِ
بِمَشْحُوذٍ مِنَ النَّبْلِ
أما تبلغني أهلكَ
م أوْ تبلغني أهلي
أكلَّ الدهرِ مركوبٌ
ءَ نَعْلُو كُلَّ ذِي فَضْلِ
وَقَدْ قُلْتُ وَلَمْ أَعْدِلْ
كلاماً غيرَ ذي هزلِ
ألاَ أبلغْ بني بكرٍ
رجالاً منْ بني ذهلِ
وَ أبلغْ سالفاً حلوى
إِلَى قَارِعَة ِ النَّخْلِ
بَدَأْتُمْ قَوْمَكُمْ بِالْغَدْ
رِ وَالْعُدْوَانِ وَالْقَتْلِ
قَتَلْتُمْ سَيِّدَ النَّاسِ
وَمَنْ لَيْسَ بِذِي مِثْلِ
وَقُلْتُمْ كُفْؤُهُ رِجْلٌ
وَ ليسَ الراسُ كالرجلِ
وَ ليس الرجلُ الماجدُ م
مثلَ الرجلِ النذلِ
فَتًى كَانَ كَألْفٍ مِنْ
ذَوِي الإِنْعَامِ وَالْفَضْلِ
لقدْ جئتمْ بها دهما
ء كَالْحَيَّة ِ فِي الْجِذْلِ
وَقَدْ جِئْتُمْ بِهَا شَعْوا(32/64)
ءَ شَابَتْ مَفْرِقَ الطِّفْلِ
وَ قدْ كنتُ أخا لهوٍ
فَاَصْبَحْتُ أَخَا شُغْلِ
ألاَ يا عاذلي أقصرْ
لَحَاكَ الله مِنْ عَذْلِ
بِإَنَّا تَغْلِبَ الغَلْبَا
رجالٌ ليسَ في حرجٍ
لهمْ مثلٌ وَ لاَ شكلِ
بما قدمَ جساسٌ
لهمْ منْ سيئِ الفعلِ
سَأَجْزِي رَهْطَ جَسَّاسٍ
كَحَذْوِ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ
العصر العباسي >> البحتري >> أبكاء في الدار بعد الدار
أبكاء في الدار بعد الدار
رقم القصيدة : 2646
-----------------------------------
أبُكَاءً في الدّارِ، بَعْدَ الدّارِ،
وَسُلُوّاً بِزَيْنَبٍ عَنْ نَوَارِ
لا هُنَاكَ الشّغلُ الجَديدُ بحَزْوَى،
عَنْ رُسُومٍ برَامَتَينِ قِفَارِ
ماظنت الأهواء قبلك تمحى
من صدور العشاق نحو الديار
نَظرَةٌ رَدّتِ الهَوَى الشّرْقَ غَرْباً،
وَأمالَتْ نَهْجَ الدّموعِ الجَوَارِي
رُبّ عَيشٍ لَنَا بِرَامَةَ رَطْبٍ،
وَلَيَالٍ فِيهَا طِوَالٍ قِصَارِ
قَبلَ أنْ يُقبِلَ المَشيبُ، وَتبدُو
هَفَوَاتُ الشّبَابِ في إدْبَارِ
كلُّ عُذْرٍ من كلّ ذنبٍ، ولكِنْ
أُعْوِزَ العُذْرُ مِنْ بَياضِ العِذارِ
كانَ حُلْواً هذا الهَوَى، فَأدَاهُ
عَادَ مُرّاً وَالسّكْرُ قَبلَ الخُمارِ
وَإذا مَا تَنَكّرَتْ لي بِلادٌ،
وخَليلٌ، فَإنّني بِالخِيَارِ
وَخَدانُ القِلاصِ حَوْلاً، إذا قا
بَلْنَ حَوْلاً مِن أنجُمِ الأسحارِ
يَتَرَقْرَقْنَ كالسّرَابِ وَقَد خُضْـ
ـنَ غِمَاراً مِنَ السّرَابِ الجَارِي
كالقِسِيّ المُعَطَّفاتِ، بَلِ الأسْـ
ـهُمِ مَبْرِيّةً، بَلِ الأوْتَارِ
قَدْ مَلِلْنَاكَ يا غُلامُ، فَغَادٍ
بِسَلامٍ، أوْ رَائِحٌ أوْ سَارِ
سَرِقَاتٌ مِنّي خُصُوصاً، فإلاًّ
مِنْ عَدُوٍّ، أوْ صَاحبٍ، أوْ جارِ
أنَا مِنْ ياسِرٍ، وَيُسْرٍ، وسعد،
لَسْتُ مِنْ عامِرٍ، وَلا عَمّارٍ
لا أُرِيدُ النّظيرَ يُخْرِجُهُ الشّتْـ
ـمُ إلى الإحتِجاجِ، وَالإفْتِخارِ
وَإذا رُعْتُهُ بِنَاحِيَةِ السّوْ
طِ، على الذّنْبِ، رَاعَني بالفِرَارِ(32/65)
ما بأرْضِ العِرَاقِ، يا قَوْمُ، حُرٌّ
يَفْتَديني مِنْ خِدْمَةِ الأحْرَارِ
هَلْ جَوَادٌ بأبيَضٍ مِنْ بني الأصْـ
ـفَرِ ضَخمِ الجدودِ، محْضِ النِّجارِ
لمْ تَرُعْ قَوْمَهُ السّرَايا، وَلم يَغْـ
ـزُهُمُ غَيرُ جَحْفَلٍ جَرّارِ
أوْ خَميسٌ كَأنّمَا طُرِقُوا مِنْـ
ـهُ بِلَيْلٍ أوْ صُبّحُوا بِنَهَارِ
في زُهَاهُ أبُو سَعيدٍ عَلى آ
ثَارِ خَيْلٍ قَد صَبّحَتهُ بثارِ
فَحَوَتْهُ الرّماحُ أغيَدَ، مَجدو
لاً، قَصِيرَ الزُّنّارِ، وَافي الإزَارِ
يتلظى كأنه الصنوف السـ
ـبي في عسكر شهاب النار
فوْقَ ضُعفِ الصِّغارِ، إنْ وُكلَ الأمـ
ـرُ إلَيهِ، وَدونَ كَيدِ الكِبَارِ
رَشَأٌ، تُخْبِرُ القَرَاطِقُ مِنْهُ،
عَنْ كُنَارٍ يُضِيءُ تحتَ الكُنَارِ
لكَ مِنْ ثَغْرِهِ وَخَدّيْهِ مَا شِئْـ
ـتَ مِنَ الأُقْحُوَانِ وَالجُلَّنَارِ
أعْجَمِيٌّ، إلاّ عَجَالَةَ لَفْظٍ؛
عَرَبيٌّ تَفَتُّحُ النُّوّارِ
وَكَأنّ الذّكَاءَ يَبعَثُ مِنْهُ،
في سَوَادِ الأُمُورِ، شُعْلَةَ نَارِ
يا أبَا جَعْفَرٍ، وَما أنْتَ بالمَدْ
عُوّ، إلاّ لِكُلّ أمْرٍ كُبَارِ
شَمسُ شَمسٍ، وبدرُ آلِ حُميدٍ
يَوْمَ عَدِّ الشّموسِ والأقْمَارِ
وَفَتَى طَيِّءٍ، وَشَيخُ بني الصّا
مِتِ، أهلِ الأحسابِ، وَالأخطارِ
لكَ من حاتمٍ، وَأوْسٍ، وَزَيْدٍ،
إرْثُ أُكْرُومَةٍ، وَإرْثُ فَخارِ
سمح بين برمة أعشار
تتكفا وجفنة أكسار
وَسُيُوفٌ مَطْبُوعَةٌ للمَنَايَا،
وَاقِعاتٌ مَوَاقِعَ الأقْدارِ
تِلكَ أفْعالُهُمْ عَلى قدم الدّهْـ
ـرِ، وَكانوا جَداوِلاً مِنْ بِحَارِ
أمَلي فيكُمُ، وَحَقّي عَلَيكُمْ،
وَرَوَاحي إلَيكُمُ، وَابتِكارِي
وَاضطِرَابي في النّاسِ، حتّى إذا عُدْ
تُ إلى حاجَةٍ، فأنتُمْ قُصَارِي
وَلَعَمْرِي لَلْجُودُ للنّاسِ للنّا
سِ سِوَاهُ بالثّوْبِ وَالدّينَارِ
وَعَزِيزٌ إلاّ لَدَيْكَ بِهذَا الـ
ـفَخ أخْذُ الغِلْمانِ بالأشْعَارِ(32/66)
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> هَلْ عَرَفْتَ الْغَدَاة َ مِنْ أَطْلاَلِ
هَلْ عَرَفْتَ الْغَدَاة َ مِنْ أَطْلاَلِ
رقم القصيدة : 26460
-----------------------------------
هَلْ عَرَفْتَ الْغَدَاة َ مِنْ أَطْلاَلِ
رَهْنِ رِيحٍ وَدِيَمَة ٍ مِهْطَالِ
يَسْتَبِينُ الْحَلِيمُ فِيهَا رُسُوماً
دَارِسَاتٍ كَصَنْعَة ِ الْعُمَّالِ
قَدْ رَآهَا وَأَهْلُهَا أَهْلُ صِدْقٍ
لاَ يُرِيدُونَ نِيَّة َ الارْتِحَالِ
يَا لَقَوْمِي لِلَوْعَة ِ الْبَلْبَالِ
وَ لقتلِ الكماة ِ وَ الأبطالِ
وَلِعَيْنٍ تَبَادَرَ الدَّمْعُ مِنْها
لِكُلَيْبٍ إذْ فَاقَهَا بِانْهِمَالِ
لِكُلَيْبٍ إِذِ الرِّيَاحُ عَلَيْهِ
ناسفاتُ الترابِ بالأذيالِ
إنني زائرٌ جموعاً لبكرٍ
بَيْنَهُمْ حَارِثٌ يُرِيدُ نِضَالِي
قَدْ شَفَيْتُ الْغَلِيلَ مِنْ آلِ بَكْرٍ
ألِ شيبانَ بينَ عمًّ وَ خالِ
كَيْفَ صَبْرِي وَقَدْ قَتَلْتُمْ كُلَيْباً
وَ شقيتمْ بقتلهِ في الخوالي
فَلَعَمْرِي لأَقْتُلَنَ بِكُلَيْبٍ
كلَّ قيلٍ يسمى منَ الأقيالِ
وَلَعَمْرِي لَقَدْ وَطِئْتُ بَنِي بَكْرَ
بما قدْ جنوهُ وطءَ النعالِ
لمْ أدعْ غيرَ أكلب وَ نساءٍ
وَ إماءٍ حواطبٍ وَ عيالِ
فاشربوا ما وردتمُ الآنَ منا
وَ اصدروا خاسرينَ عنْ شرَّ حالِ
زَعَم الْقَوْمُ أَنَّنَا جَارُ سُوءٍ
كَذَبَ الْقَوْمُ عِنْدَنَا فِي الْمَقَالِ
لمْ يرَ الناسُ مثلنا يومَ سرنا
نسلبُ الملكَ بالرماحِ الطوالِ
يومَ سرنا إلى قبائلَ عوفٍ
بجموعٍ زهاؤها كالجبالِ
بَيْنَهُمْ مَالِكٌ وَعَمْرْوٌ وَعَوْفٌ
وَ عقيلٌ وَ صالحُ بنُ هلالِ
لمْ يقمْ سيفُ حارثٍ بقتالٍ
أسلمَ الوالداتِ في الأثقالِ
صدقَ الجارُ إننا قدْ قتلنا
بِقِبَالِ النِّعَالِ رَهْطَ الرِّجَالِ
لاَ تَمَلَّ الْقِتَالَ يا ابْنَ عُبَادٍ
صبرِ النفسَ إنني غيرُ سالِ
يَا خَلِيلِي قَرِّبَا الْيَوْمَ مِنِّي
كلَّ وردٍ وَ أدهمٍ صهالِ
قربا مربطَ المشهرِ مني(32/67)
لِكُلَيْب الَّذِي أَشَابَ قَذَالِي
قربا مربطَ المشههرِ مني
وَاسْأَلاَنِي وَلاَ تُطِيلاَ سُؤَالِي
قربا مربطَ المشهرِ مني
سَوْفَ تَبْدُو لَنَا ذَوَاتُ الْحِجَالِ
قربا مربطَ المشهرِ مني
إنَّ قولي مطابقٌ لفعالي
قربا مربطَ المشهرِ مني
لِكُلَيْبٍ فَدَاهُ عَمِّي وَخَالِي
قربا مربطَ المشهرِ مني
لأِعْتِنَاقِ الكُمَاة ِ وَالأَبْطَالِ
قربا مربطَ المشهرِ مني
سَوْفَ أُصْلِي نِيرَانَ آلِ بِلاَلِ
قربا مربطَ المشهرِ مني
إنْ تَلاَقَتْ رِجَالُهُمْ وَرِجَالِي
قربا مربطَ المشهرِ مني
طَالَ لَيْلِي وَأَقْصَرَتْ عُذَّالِي
قربا مربطَ المهرِ مني
يَا لَبَكْرٍ وَأَيْنَ مِنْكُمْ وِصَالِي
قربا مربطَ المشهرِ مني
لِنِضَالٍ إِذَا أَرَادُوا نِضَالِي
قربا مربطَ المشهرِ مني
لقتيلٍ سفتهُ ريحُ الشمالِ
قربا مربطَ المشهرِ مني
معَ رمحٍ مثقفٍ عسالِ
قربا مربطَ المهرِ مني
قرباهُ وقربا سربالي
ثُمَّ قُولاَ لِكُلِّ كَهْلٍ وَنَاشٍ
مِنْ بَنِي بَكْرَ جَرِّدُوا لِلْقِتَالِ
قدْ ملكناكمُ فكونوا عبيداً
مَالَكُمْ عَنْ مِلاَكِنَا مِنْ مَجَالِ
وَخُذُوا حِذْرَكُمْ وَشُدُّوا وَجِدُّوا
وَ اصبروا للنزالِ بعدَ النزالِ
فلقدْ أصبحتْ جمائعُ بكرٍ
مِثْلَ عَادٍ إِذْ مُزِّقَتْ فِي الرِّمَالِ
يا كليباً أجبْ لدعوة ِ داع
مُوْجَعِ الْقَلْبِ دَائِمِ الْبَلْبَالِ
فلقدْ كنتَ غيرَ نكسٍ لدى البأ
سِ وَ لاَ واهنٍ وَ لاَ مكسالِ
قَدْ ذَبَحْنَا الأَطْفَالَ مِنْ آلِ بَكْرٍ
وَ قهرنا كماتهمْ بالنضالِ
وَ كررنا عليهمِ وَ انثنينا
بسيوفٍ تقدُّ في الأوصالِ
أسلموا كلَّ ذاتِ بعلٍ وَ أخرى
ذَاتَ خِدْرٍ غَرَّاءَ مِثْلَ الْهِلاَلِ
يَا لَبَكْرٍ فَأَوْعِدُوا مَا أَرَدْتُمْ
وَ استطعتمْ فما لذا من زوالِ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> فقلتُ لهُ بؤْ بامرئٍ لستَ مثلهُ
فقلتُ لهُ بؤْ بامرئٍ لستَ مثلهُ
رقم القصيدة : 26461
-----------------------------------(32/68)
فقلتُ لهُ بؤْ بامرئٍ لستَ مثلهُ
و إنْ كنت قنعاناً لمنْ يطلبُ الدما
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> أَخٌ وَحَرِيمٌ سَيِّئ إنْ قَطَعْتَهُ
أَخٌ وَحَرِيمٌ سَيِّئ إنْ قَطَعْتَهُ
رقم القصيدة : 26462
-----------------------------------
أَخٌ وَحَرِيمٌ سَيِّئ إنْ قَطَعْتَهُ
فَقَطْعُ سُعُودٍ هَدْمُهَا لَكَ هَادِمُ
وقفتَ على ثنتينِ إحداهما دمٌ
وَأُخْرَى بِهَا مِنَّا تُحَزُّ الغَلاَصِمُ
فما أنتَ إلاَّ بينَ هاتينِ غائصٌ
وَكِلْتَاهُمَا بَحْرٌ وَذُو الْغَيِّ نَادِمُ
فمنقصة ٌ في هذهِ وَ مذلة ٌ
وَ شرٌّ بينكمْ متفاقمُ
وَ كلُّ حميمٍ أو أخٍ ذي قرابة ٍ
لَكَ الْيَوْمَ حَتَّى آخِرِ الدَّهْرِ لاَئِمُ
فأخرْ فإنَّ الشرَّ يحسنُ آخراً
وَقَدِّمْ فَإنَّ الْحُرَّ لِلْغَيْظ كَاظِمُ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> سَأَمْضِي لَهُ قِدْماً وَلَوْ شَابَ فِي الَّذِي
سَأَمْضِي لَهُ قِدْماً وَلَوْ شَابَ فِي الَّذِي
رقم القصيدة : 26463
-----------------------------------
سَأَمْضِي لَهُ قِدْماً وَلَوْ شَابَ فِي الَّذِي
أَهِمُّ بِهِ فِيمَا صَنَعْتُ الْمَقَادِمُ
مخافة َ قولٍ أنْ يخالفَ فعلهُ
وَ أنْ يهدمَ العزَّ المشيدَ هادمُ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> أثبتُّ مرة َ وَ السيوفُ شواهرٌ
أثبتُّ مرة َ وَ السيوفُ شواهرٌ
رقم القصيدة : 26464
-----------------------------------
أثبتُّ مرة َ وَ السيوفُ شواهرٌ
وَ صرفتُ مقدمها إلى همامِ
وَ بني لجيمٍ قدْ وطأنا وطأة ً
بالخيل خارجة ً عنِ الأوهامِ
وَرَجَعْنَا نجتنئ الْقَنَا فِي ضُمَّرٍ
مثلِ الذئابِ سريعة ِ الإقدامِ
وَسَقَيْتُ تَيْمَ اللاَّتِ كَأْساً مُرَّة ً
كَالنَّارِ شُبَّ وَقُودُهَا بَضِرَامِ
وَ بيوتَ قيسٍ قدْ وطأنا وطأة ً
فتركنا قيساً غيرَ ذات مقامِ
وَ لقدْ قتلتُ الشعثمينِ وَ مالكاً
وابْنَ المُسَوَّرِ وابْنَ ذَاتِ دَوَامِ(32/69)
وَ لقدْ خبطتُّ بيوتَ يشكرَ خبطة ً
أَخْوَالُنَا وَهُمُ بَنُو الأَعْمَامِ
لَيْسَتْ بِرَاجِعة ٍ لَهُمْ أَيَامُهُمْ
حَتَّى تَزُولَ شَوَامِخُ الأَعْلاَمِ
قتلوا كليباً ثمَّ قالوا أرتعوا
كذبوا وَ ربَّ الحلَّ وَ الإحرامِ
حتى تلفَّ كتيبة ٌ بكتيبة ٍ
وَ يحلَّ أصرامٌ على أصرامِ
وَ تقومَ رباتُ الخدورِ حواسراً
يمسحنَ عرضَ تمائمِ الأيتامِ
حَتَّى نَرَى غُرَراً تُجَرُّ وَجُمَّة ً
وَ عظامَ رؤسٍ هشمتْ بعظامِ
حَتَّى يَعَضَّ الشَّيْخُ مِنْ حَسَراتِهِ
مما يرى جزعاً على الإبهامِ
وَلَقَدْ تَرَكْنَا الْخَيْلَ فِي عَرَصَاتِها
كالطيرِ فوقَ معالمِ الأجرامِ
فَقَضَيْنَ دَيْنَاً كُنَّ قَدْ ضُمِّنَّهُ
بعزائمٍ غلبِ الرقابِ سوامِ
منْ خيلِ تغلبَ عزة ً وَ تكرماً
مثلَ الليوثِ بساحة ِ الآنامِ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> يَا حَارِ لاَ تَجْهَلْ عَلَى أَشْيَاخِنا
يَا حَارِ لاَ تَجْهَلْ عَلَى أَشْيَاخِنا
رقم القصيدة : 26465
-----------------------------------
يَا حَارِ لاَ تَجْهَلْ عَلَى أَشْيَاخِنا
إنا ذوو السوراتِ وَ الأحلامِ
منا إذا بلغَ الصبيُّ فطامهُ
سَائِسُ الأُمُورِ وَحَارِبُ الأَقْوَامِ
قتلوا كليباً ثمَّ قالوا أربعوا
كذبوا وَ ربَّ الحلَّ وَ الإحرامِ
حتى نبيدَ قبيلة ً وَ قبيلة ً
قَهْراً وَنَفْلِقَ بِالسُّيُوفِ الْهَامِ
وَ يقمنَ رباتُ الخدورِ حواسراً
يمسحنَ عرضَ ذوائبِ الأيتامِ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> كلُّ قتيلٍ في كليبٍ حُلامْ
كلُّ قتيلٍ في كليبٍ حُلامْ
رقم القصيدة : 26466
-----------------------------------
كلُّ قتيلٍ في كليبٍ حُلامْ
حَتَّى يَنَالَ القَتْلُ آلَ هَمَّامْ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> قَتِيلٌ مَا قَتِيلُ المَرْءِ عَمْروٍ
قَتِيلٌ مَا قَتِيلُ المَرْءِ عَمْروٍ
رقم القصيدة : 26467
-----------------------------------(32/70)
قَتِيلٌ مَا قَتِيلُ المَرْءِ عَمْروٍ
وَجَسّاسٍ بْنِ مُرَّة َ ذِي صَرِيمِ
أصابَ فؤادهُ بأصمَّ لدنٍ
فَلَمْ يَعْطِفْ هُنَاكَ عَلَى حَمِيمِ
فَإِنَّ غَداً وَبَعْدَ غَدٍ لَوَهْنٌ
لأمرٍ ما يقامُ لهُ عظيمِ
جَسِيماً مَا بَكَيْتُ بِهِ كُلَيْباً
إِذَا ذُكِرَ الفِعَالُ مِنَ الْجَسِيمِ
سأشربُ كأسها صرفاً وَ أسقي
بِكَأْسٍ غَيْرِ مُنْطِقَة ٍ مُلِيمِ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> أَنْكَحَهَا فَقْدُهَا الأَرَاقِمَ فِي
أَنْكَحَهَا فَقْدُهَا الأَرَاقِمَ فِي
رقم القصيدة : 26468
-----------------------------------
أَنْكَحَهَا فَقْدُهَا الأَرَاقِمَ فِي
جنبٍ وَ كانَ الخباءُ منْ أدمِ
لوْ بأبا نينِ جاءَ يخطبها
ضُرِّجَ مَا أَنْفُ خَاطِبٍ بِدَمِ
أصبحتُ لا منفساً أصبتُ وَ لاَ
أُبْتُ كَرِيماً حُرّاً مِنَ النَّدَمِ
هانَ على تغلبَ بما لقيتْ
أختُ بني المالكينَ منْ جشمِ
لَيْسُوا بِأَكْفَائِنَا الكِرَامِ وَلاَ
يغنونَ منْ عيلة ٍ وَ لاَ عدم
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> خلعَ الملوكَ وَ سارَ تحتَ لوائهِ
خلعَ الملوكَ وَ سارَ تحتَ لوائهِ
رقم القصيدة : 26469
-----------------------------------
خلعَ الملوكَ وَ سارَ تحتَ لوائهِ
شجرُ العرى وَ عراعرُ الأقوام
إنَّا لَنَضْرِبُ بِالصَّوَارِمِ هَامَهَا
ضَرْبَ الْقُدَارِ نَقِيعَة َ القُدَّامِ
العصر العباسي >> البحتري >> أبر على الألواء نائلك الغمر
أبر على الألواء نائلك الغمر
رقم القصيدة : 2647
-----------------------------------
أبَرَّ عَلى الألْوَاءِ نَائِلُكَ الغَمْرُ،
وَبِنْتَ بفَخْرٍ مَا يُشاكِلُهُ فَخْرُ
وَأنْتَ أمِينُ الله في المَوْضِعِ الّذِي
أبَى الله أنْ يَسمو، إلى قَدرِهِ، قَدْرُ
تحَسّنَتِ الدّنْيَا بعَدْلِكَ، فاغتدَتْ
وَآفَاقُها بِيضٌ، وَأكنافُها خُضْرُ
هَنيئاً لأهْلِ الشّامِ، إنّكَ سَائِرٌ(32/71)
إلَيْهِمْ مَسيرَ القَطْرِ، يَتبَعُهُ القَطْرُ
تَفيضُ كمَا فاضَ الغَمامُ عَلَيْهِمِ،
وَتَطلُعُ فيهِمْ مثلَما يَطْلُعُ البَدْرُ
وَلَنْ يَعدَمُوا حَسناً، إذا كنتَ فيهمِ،
وَكانَ لَهُمْ جادينِ: جُودُكَ وَالبحرُ
مضَى الشّهرُ مَحمُوداً، ولوْ قال مخبراً
لأثنى، بما أوْلَيتَ أيّامَهُ، الشّهْرُ
عُصِمْتَ بتَقوَى الله وَالوَرَعِ الّذي
أتَيتَ، فَلا لَغوٌ لديك وَلا هُجْرُ
وَقَدّمتَ سَعياً صَالحاً لكَ ذِخْرُهُ،
وَكلُّ الذي قدّمتَ من صَالحٍ ذُخْرُ
وَحالَ عَليكَ الحَوْلُ بالفِطْرِ مُقبِلاً،
فبِالْيُمْنِ وَالإيمانِ قابَلَكَ الفِطْرُ
لَعَمرِي لقَد زُرْتَ المُصَلّى بجحفلٍ،
يُرَفْرِفُ في أثْناءِ رَاياتِهِ النّصْرُ
جِبَالُ حَديدٍ تحتَها الناسُ في الوَغى،
وَفيها الضّرَابُ الهَبرُ وَالعَدَدُ الدَّثْرُ
وَسِرْتَ بمُلْكٍ قَاهِرٍ وَخِلافَةٍ،
وَما بكَ زَهْوٌ، بَينَ ذَينِ، وَلا كِبرُ
عَلَيْكَ ثِيابُ المُصْطَفَى وَوَقَارُهُ،
وَأنتَ بهِ أوْلى إذا حَصْحَصَ الأمْرُ
عِمَامَتُهُ، وَسَيْفُهُ، وَرِداؤهُ،
وَسيماهُ، وَالهَدْيُ المُشاكلُ، وَالنَّجرُ
ولَمّا صَعِدْتَ المِنبَرَ اهتَزّ وَاكتَسَى
ضِيَاءً، وَإشرَاقاً، كما سطَعَ الفَجرُ
فَقُمْتَ مَقَاماً يَعْلَمُ الله أنّهُ
مَقَامُ إمَامٍ، تَرْكُ طَاعَتِهِ كُفْرُ
وَذَكّرْتَنَا، حَتّى ألَنْتَ قُلُوبَنَا،
بمَوْعِظَةٍ فَصْلٍ، يَلينُ لهَا الصّخرُ
بهَرْتَ عقُول السّامعينَ بخِطْبَةٍ،
هيَ الزّهَرُ المَبثوثُ وَاللّؤلؤُ النّثْرُ
فَمَا تَرَكَ المَنْصُورُ نَصرَكَ عِندَها،
وَلا خانَكَ السَّجّادُ فيها وَلا الحَبرُ
جُزِيتَ جَزَاءَ المُحسِنينَ عنِ الهُدَى،
وَتَمّتْ لَكَ النُّعمَى، وَطالَ لك العمرُ
إرَادَتُنا أنْ تُكمِلَ العَيشَ سالماً،
وَتَبقَى عَلى الأيّامِ ما بَقيَ الدّهْرُ
عَلى الله إتْمَامُ المُنَى فيكَ كلِّهَا،
لَنَا، وَعَلَيْنَا الحَمدُ لله وَالشّكرُ(32/72)
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> كُنَّا نَغَارُ عَلَى الْعَوَاتِقِ أَنْ تَرَى
كُنَّا نَغَارُ عَلَى الْعَوَاتِقِ أَنْ تَرَى
رقم القصيدة : 26470
-----------------------------------
كُنَّا نَغَارُ عَلَى الْعَوَاتِقِ أَنْ تَرَى
بالأمسِ خارجة ً عنِ الأوطانِ
فَخَرَجْنَ حِينَ ثَوَى كُلَيْبٌ حُسَّراً
مستيقناتٍ بعدهُ بهوانِ
فَتَرَى الْكَوَاعِبَ كَالظِّبَاءِ عَوَاطِلاً
إذْ حانَ مصرعهُ منَ الأكفانِ
يَخْمِشْنَ مِنْ أدَمِ الْوُجُوهِ حَوَاسِراً
مِنْ بَعْدِهِ وَيَعِدْنَ بِالأَزْمَانِ
مُتَسَلِّبَاتٍ نُكْدَهُنَّ وَقَدْ وَرَى
أجوافهنَّ بحرقة ٍ وَ رواني
وَ يقلنَ منْ للمستضيقِ إذا دعا
أمْ منْ لخضبِ عوالي المرانِ
أمْ لا تسارٍ بالجزورِ إذا غدا
ريحٌ يقطعُ معقدَ الأشطانِ
أمْ منْ لاسباقِ الدياتِ وَ جمعها
وَلِفَادِحَاتِ نَوَائِبِ الْحِدْثَانِ
كَانَ الذَّخِيرَة َ لِلزَّمَانِ فَقَد أَتَى
فقدانهُ وَ أخلَّ ركنَ مكاني
يَا لَهْفَ نَفْسِي مِنْ زَمَانٍ فَاجِعِ
أَلْقَى عَلَيَّ بِكَلْكَلٍ وَجِرَانِ
بمصيبة ٍ لا تستقالُ جليلة ٍ
غَلَبَتْ عَزَاءَ الْقَوْمِ وللشُّبان
هَدَّتْ حُصُوناً كُنَّ قَبْلُ مَلاَوِذاً
لِذَوِي الْكُهُولِ مَعاً وَالنِّسَوَانِ
أضحتْ وَ أضحى سورها منْ بعدهِ
متهدمَ الأركانِ وَ البنيانِ
فَابْكِينَ سَيِّدَ قَوْمِهِ وَانْدُبْنَهُ
شدتْ عليهِ قباطيَ الأكفانِ
وَ ابكينَ للأيتامِ لما أقحطوا
وَ ابكينَ عندَ تخاذلِ الجيرانِ
وَ ابكينَ مصرعَ جيدهِ متزملاً
بِدِمَائِهِ فَلَذَاكَ مَا أَبْكَانِي
فَلأَتْرُكَنَّ بِهِ قَبَائِلَ تَغْلِبٍ
قتلى بكلَّ قرارة ٍ وَ مكانِ
قتلى تعاورها النسورُ أكفها
ينهشنها وَ حواجلُ الغربانِ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> لوْ أنَّ خيلي أدركتكَ وجدتهمْ
لوْ أنَّ خيلي أدركتكَ وجدتهمْ
رقم القصيدة : 26471
-----------------------------------(32/73)
لوْ أنَّ خيلي أدركتكَ وجدتهمْ
مثلَ الليوث بسترِ غبَّ عرينِ
وَ لأوردنَّ الخيلَ بطنَ أراكة ٍ
وَ لأقضينَّ بفعل ذاكَ ديوني
وَ لأقتلنَّ حجاحجاً منْ بكركمْ
ولأَبْكِيَنَّ بِهَا جُفُونَ عُيُونِ
حتى تظلَّ الحاملاتُ مخافة ً
مِنْ وَقْعِنَا يَقْذِفْنَ كُلَّ جَنِينِ
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> لَوْ كَانَ نَاهٍ لابْنِ حَيَّة َ زَاجِراً
لَوْ كَانَ نَاهٍ لابْنِ حَيَّة َ زَاجِراً
رقم القصيدة : 26472
-----------------------------------
لَوْ كَانَ نَاهٍ لابْنِ حَيَّة َ زَاجِراً
لنهاهُ ذا عنْ وقعة ِ السلانِ
يَوْمٌ لَنَا كَانَتْ رِئَاسَة ُ أَهْلِهِ
دُونَ الْقَبَائِلِ مِنْ بَنِي عَدْنَانِ
غضبتْ معدٌّ غثها وَ سمينها
فِيهِ مُمَالاَة ً عَلَى غَسَّانِ
فأزالهمْ عنا كليبُ بطعنة ٍ
في عمرِ بابلَ منْ بني قحطانِ
وَ لقدْ مضى عنها ابنُ حية َ مدبراً
تَحْتَ الْعَجَاجَة ِ وَالْحُتُوفُ دَوَانِ
لَمَّا رآنَا بِالْكُلاَبِ كَأَنَّنَا
أُسْدٌ مُلاَوِثَة ٌ عَلَى خَفَّانِ
تَرَكَ التِي سَحَبَتْ عَلَيْهِ ذُيُولَهَا
تَحْتَ الْعَجَاجِ بِذِلَّة ٍ وَهَوَانِ
وَنَجَا بَمُهْجَتِهِ وَأَسْلَمَ قَوْمَهُ
مُتَسَرْبِلِينَ رَوَاعِفَ المُرَّانِ
يَمْشُونَ فِي حَلَقِ الْحَدِيدِ كَأَنَّهُمْ
جُرْبُ الْجِمَالِ طُلِينَ بِالْقَطِرَانِ
نِعْمَ الْفَوَارِسُ لاَ فَوَارِسُ مَذْحِجٍ
يَوْمَ الهِيَاجِ وَلاَ بَنُو هَمْدَانِ
هَزَمُوا الْعِدَاة َ بِكُلِ أَسْمَرَ مَارِنٍ
وَ مهندٍ مثلِ الغديرِ يماني
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> كلُّ قتيلٍ في كليبٍ حلانْ
كلُّ قتيلٍ في كليبٍ حلانْ
رقم القصيدة : 26473
-----------------------------------
كلُّ قتيلٍ في كليبٍ حلانْ
حتى ينالَ القَتْلُ آلَ شَيْبَان
العصر الجاهلي >> المهلهل بن ربيعة - الزير >> كُلَيْبُ لاَ خَيْرَ في الدُّنْيَا وَمَنْ فِيهَا(32/74)
كُلَيْبُ لاَ خَيْرَ في الدُّنْيَا وَمَنْ فِيهَا
رقم القصيدة : 26474
-----------------------------------
كُلَيْبُ لاَ خَيْرَ في الدُّنْيَا وَمَنْ فِيهَا
إنْ أنتَ خليتها في منْ يخليها
كُلَيْبُ أَيُّ فَتَى عِزٍّ وَمَكْرُمَة ٍ
تحتَ السفاسفِ إذْ يعلوكَ سافيها
نعى النعاة ُ كليباً لي فقلتُ لهمْ
مادتْ بنا الأرضُ أمْ مادتْ رواسيها
لَيْتَ السَّمَاءَ عَلَى مَنْ تَحْتَهَا وَقَعَتْ
وَحَالَتِ الأَرْضُ فَانْجَابَتْ بِمَنْ فِيهَا
أضحتْ منازلُ بالسلانِ قدْ درستْ
تبكي كليباً وَ لمْ تفزعْ أقاصيها
الْحَزْمُ وَالْعَزْمُ كَانَا مِنْ صَنِيعَتِهِ
ما كلَّ آلائهِ يا قومُ أحصيها
القائدُ الخيلَ تردي في أعنتها
زَهْوَاً إذَا الْخَيْلُ بُحَّتْ فِي تَعَادِيها
النَّاحِرُ الْكُومَ مَا يَنْفَكُّ يُطْعِمُهَا
وَالْوَاهِبُ المِئَة َ الْحَمْرَا بِرَاعِيهَا
منْ خيلِ تغلبَ ما تلقى أسنتها
إِلاَّ وَقَدْ خَضَّبَتْهَا مِنْ أَعَادِيهَا
قدْ كانَ يصحبها شعواءَ مشعلة ً
تَحْتَ الْعَجَاجَة ِ مَعْقُوداً نَوَاصِيهَا
تكونُ أولها في حينِ كرتها
وَ أنتَ بالكرَّ يومَ الكرَّ حاميها
حَتَّى تُكَسِّرَ شَزْراً فِي نُحُورِهِمِ
زرقَ الأسنة ِ إذْ تروى صواديها
أمستْ وَ قدْ أوحشتْ جردٌ ببلقعة ٍ
للوحشِ منها مقيلٌ في مراعيها
ينفرنَ عنْ أمَّ هاماتِ الرجالِ بها
وَالْحَرْبُ يَفْتَرِسُ الأَقْرَانَ صَالِيهَا
يهزهونَ منَ الخطيَّ مدمجة ٍ
كمتاً أنابيبها زرقاً عواليها
نرمي الرماحَ بأيدينا فنوردها
بِيضاً وَنُصْدِرُهَا حُمْراً أَعَالِيهَا
يا ربَّ يومٍ يكونُ الناسُ في رهجٍ
بهِ تراني على نفسي مكاويها
مستقدماً غصصاً للحربِ مقتحماً
ناراً أهيجها حيناً وأطفيها
لاَ أَصْلَحَ الله مِنَّا مَنْ يُصَالِحُكُمْ
ما لاحتِ الشمسُ في أعلى مجاريها
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أُبِثُّكَ مَجْدَ کلدِّينِ حَالاً سَمَاعُهَا
أُبِثُّكَ مَجْدَ کلدِّينِ حَالاً سَمَاعُهَا(32/75)
رقم القصيدة : 26475
-----------------------------------
أُبِثُّكَ مَجْدَ کلدِّينِ حَالاً سَمَاعُهَا
يَشُقُّ على الأمجادِ والكُبَراءِ
رُزِئْتُ بِعَيْنٍ طَالَمَا سَهِرَتْ مَعي
لِنَظْمِ مَدِيحٍ أَوْ لِرَصْفِ ثَنَاءِ
خَدَمْتُ بِهَا کلآدَابَ خَمْسِينَ حِجَّة ً
وَأَجْهَدتُّهَا فِي خِدْمَة ِ کلْخُلَفَاءِ
وَكَمْ سَيَّرتْ مَدْحَ کلْمُلُوكِ وَأَوْجَبَتْ
حقوقاً على الأجْوادِ والكُرماءِ
تعطَّلَ منها كلُّ نادٍ ومَجْمَعٍ
وَأَوْحَشَ مِنْهَا مُلْتَقَى کلأُدَبَاءِ
فلوْ ساعدَتْني بالبكاءِ شُؤونُها
بكَيْتُ على أيّامِها بدماءِ
رَمَتْنِي يَدُ کلأَيَّامِ فِيهَا بِعَائِرٍ
فبُدِّلْتُ منها ظُلْمة ً بضياءِ
وَرَنَّقَ عَيْشِي وَکسْتَحَالَتْ إلَى کلْقَذَى
مشارِبُهُ عن رِقّة ٍ وصَفاءِ
جَفاءٌ من الأيامِ بعد مودّة ٍ
وسَلْبٌ من الأيامِ غِبَّ عطاءِ
تنَكَّرَتِ الدنيا عليَّ ففَوَّقَتْ
إليَّ سِهامَ الغَدرِ بعدَ وفاءِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> آهِ لِلْبَرْقِ أَضَاءَا
آهِ لِلْبَرْقِ أَضَاءَا
رقم القصيدة : 26476
-----------------------------------
آهِ لِلْبَرْقِ أَضَاءَا
أَيْمَنَ کلْغَوْرِ عِشَاءَا
من رأى جُذوة َ نارٍ
قبلَهُ تحملُ ماءا
مُذْكِراً عَهْدَ هَوًى عَا
لاَلِ أَقْوَيْنَ دَوَاءَا
ـمُزْنِ سَلاًّ وَکنْتِضَاءَا
وَسَقَى دَارَاً عَلَى
سلَبَ العاشقَ لمّا
حَامِلُ کلأَعْبَاءِ لَوْ حُـ
سَخَيتْ مِنْكَ جُفُونٌ
كُنَّ قِدْماً بُخلاءا
ووَفيٌّ منْ سَجايا
هُ تعلَّمْنا الوفاءا
وَاصِفاً تِلْكَ کلْوُجُـ
لِتُغْنِي کلْفُقَرَاءَا
قَائِدُ کلأَبْطَال غُلْباً
لاَ يَمَلُّونَ کللِّقَاءَا
والخميسُ المَجْرُ قد سَدَّ
مِّلَهَا رَضْوَى لَبَاءَا
فَتَرَاهُ كَرَماً يُجْـ
بينَ عُودَيْهِ لِواءا
رجعَتْ عنه سِراعُ
جَازِيَاتٍ لَيْسَ يَ
وهَ کلْعَرَبِيَّاتِ کلْوِضَاءَا
دَدْ علُوّاً وارْتِقاءا
وادَّرِعْها نِعَماً(32/76)
تبْهَجُ فيها الأولياءا
نِعَمٌ تعتادُ
يَا لَهُ مِنْ ضَاحِكٍ عَـ
واستمِعْ مدحَ وَلِيٍّ
مُخلِصٍ فيكَ الوَلاءا
وَلَيَالٍ مِنْ صِبى ً سَرَّ
ينتقي غُرَّ القوافي
لكَ والمدحِ انتِقاءا
أَيْمَنَ کلْغَوْرِ عِشَاءَا
عصَفَتْ عندي وهبَّتْ
في بني الدهرِ رُخاءا
أنا والصاحبُ شِعْراً
ونَدَاً نِلْنا السماءا
ـيْنَ رَأْياً وَرُوَاءَا
واحدٍ جِئنا سَواءا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَيا مولايَ مجدَ الدينِ يا مَنْ
أَيا مولايَ مجدَ الدينِ يا مَنْ
رقم القصيدة : 26477
-----------------------------------
أَيا مولايَ مجدَ الدينِ يا مَنْ
إليهِ ومنه بَثّي واشْتِكائي
دَعَوْتُكَ مُسْتَجِيراً مِنْ زَمَانِي
بِجُودِ يَدَيْكَ فَکصْغُ إلَى دُعَائِي
أَتَنْسَانِي وَأَنْتَ كَفِيلُ رِزْقِي
وعندَكَ إنْ مرضْتُ شِفاءَ دائي
وَرَأْيُكَ عُدَّتِي لِغَدِي وَيَوْمِي
وَذُخْرِي فِي کلشَّدَائِدِ وَکلرَّخَاءِ
فيا مولايَ هل حُدِّثْتَ عنّي
بأنّي من ملائكة ِ السماءِ
وأنَّ وظائفَ التَّسبيحِ قُوتي
وَمَا أَحْيَا عَلَيْهِ مِنَ کلدُّعَاءِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قُلْ لأَبِي کلنَّقْصِ وَکلْمَخَازِي
قُلْ لأَبِي کلنَّقْصِ وَکلْمَخَازِي
رقم القصيدة : 26478
-----------------------------------
قُلْ لأَبِي کلنَّقْصِ وَکلْمَخَازِي
يَا حَرِجَ کلصَّدْرِ وَکلْفَنَاءِ
بأيِّ رأيٍ وأيِّ فَهمٍ
يَا مُدَّعِي کلْفَهْمِ وَکلذَّكاءِ
قَدَّمْتَ مُسْتَأْثِراً عَلَيْنَا
أحقَرَ قَدْراً من الهَباءِ
أَبْلَه قِدْماً يُرى وَيُرْبَى
عَلَيْهِ فِي قِلَّة ِ کلْحَيَاءِ
لهُ فَمٌ كالكَنِيفِ يَلقى
وجهَكَ منه ببيتِ ماءِ
وحاشَ للهِ أنَّ مَدْحاً
يَأْتِيكَ إلاَّ مِنَ کلْخَلاَءِ
لَهُ عَلَى زَعْمِهِ مَدِيحٌ
أَقْبَحُ عِنْدِي مِنَ کلْهِجَاءِ
مُكَرَّرٌ غَادَرَتْهُ أَيْدِي کلأَ
نَامِ مُخْلَوْلِقَ کلرِّدَاءُ
كَمْ قَدْ رَأَى لِلْمُلُوكِ دَاراً(32/77)
في يومِ عيدٍ وفي هناءِ
يَكْسُوكَ مِنْهُ ثِيَابَ حَمْدٍ
قَلِيلَة َ کللَّبْثِ وَکلْبَقَاءِ
بالأمسِ كانتْ على رجالٍ
تَقَسَّمَتْهُمْ أَيْدِي کلْفَنَاءِ
وَسَوْفَ يُعْرِيكَ عَنْ قَلِيلٍ
منها ويُلْقيكَ بالعَراءِ
فارْضَ به قانِعاً فنَفْسي
قَدْ قَنِعَتْ مِنْكَ بِکلْجَفَاءِ
ولا تَصِلْني فإنَّ أخذي
عِرْضَكَ أحلى منَ العطاءِ
إنْ كانَ أغْناكَ عن مديحي
فليسَ يُنْجيكَ من هِجائي
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> حَتّامَ أرضى في هواكَ وتغضبُ
حَتّامَ أرضى في هواكَ وتغضبُ
رقم القصيدة : 26479
-----------------------------------
حَتّامَ أرضى في هواكَ وتغضبُ
وَإلَى مَتَى تَجْنِي عَلَيَّ وَتَعْتِبُ
ما كانَ لي لولا مَلالُكَ زَلَّة ٌ
لَمَّا مَلِلْتَ زَعَمْتَ أَنِّي مُذْنِبُ
خُذْ في أَفانينِ الصُّدودِ فإنَّ لي
قَلْباً عَلَى کلعِلاَّتِ لاَ يُتَغَلَّبُ
أتظُنُّني أضمرْتُ بعدَكَ سَلْوة ً
هَيهاتَ عَطْفُكَ مِنْ سُلُوِّي أقربُ
لِي فِيكَ نَارُ جَوَانِحٍ مَا تَنْطَفِي
حرَقاً وماءُ مدامعٍ ما يَنضُبُ
أَنسِيتَ أيّاماً لنا ولياليَاً
لِلَّهْوِ فِيهَا وَکلْبَطَالَة ِ مَلْعَبُ
أيّامَ لا الواشي يعُدُّ ضلالة ً
وَلَهِي عَلَيْكَ وَلاَ کلْعَذُولُ يُؤَنِّبُ
قد كنتَ تُنصِفُني الموَدّة َ راكِباً
فِي کلْحُبِّ مِنْ أَخْطَارِهِ ما أَرْكَبُ
فَکلْيَوْمَ أَقْنَعُ أَنْ يَمُرَّ بِمَضْجَعِي
في النومِ طَيفُ خيالِكَ المُتَأَوِّبُ
مَا خِلْتُ أَوْرَاقَ کلصَّبِيَ تَذْوَى نَضَا
رَتُهَا وَلاَ ثَوْبُ کلشَّبِيبَة ِ يُسْلَبُ
حتى انجلى ليلُ الغَواية ِ واهتدى
سَارِي کلدُّجى وَکنْجَابَ ذَاك کلغَيْهَبُ
وَتَنَافَرَ کلْبِيضُ کلْحِسَانُ فأَعْرَضَتْ
عَنِّي سُعَادُ وأَنْكَرَتْنِي زَيْنَبُ
قَالَتْ وَرِيعَتْ مِنْ بَيَاضِ مَفَارِقي
وشُحوبِ جِسمي بانَ منكَ الأطيَبُ
إنْ تنقِمي سُقمي فخَصْرُكِ ناحِلٌ
أو تُنكري شَيبي فثَغرُكِ أشْنَبُ(32/78)
يا طالباً بعدَ المَشيبِ غَضارة ً
مِنْ عَيْشِهِ ذَهَب کلزَّمَانُ کلْمُذْهَبُ
أَترومُ بعدَ الأربعينَ تعُدُّها
وَصْلَ کلدُّمَا هَيْهَاتَ عَزَّ
ومَواهبٌ بالطارِقينَ تُرَحِّبُ
العصر العباسي >> البحتري >> للعلاء بن صاعد في مدح
للعلاء بن صاعد في مدح
رقم القصيدة : 2648
-----------------------------------
للعلاء بن صاعد في مدح
وثناء مجاوز المقدار
باذل بشره ضنين بما يحـ
ـويه من درهم ومن دينار
زرته مكرها عليه وما كنـ
ــت لمثل العلاء بالزوار
فحصلنا على ثناء ومدح
وانصراف بالليل في الطيار
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أُبِثُّكُمُ أَنِّي مَشُوقٌ بِكُمْ صَبُّ
أُبِثُّكُمُ أَنِّي مَشُوقٌ بِكُمْ صَبُّ
رقم القصيدة : 26480
-----------------------------------
أُبِثُّكُمُ أَنِّي مَشُوقٌ بِكُمْ صَبُّ
وأنَّ فؤادي للأسى بعدكُمْ نَهْبُ
تَنَاسَيْتُمُ عَهْدِي كَأَنِّي مُذْنِبٌ
وَمَا كَانَ لِي لَوْلا مَلالُكُمْ ذَنْبُ
أَدْنَى مَحَلَّتَهَا عَلَى
شَحْطِ کلْمَزَارِ وَقَرَّبَا
وقد كنتُ أرجو أن تكونوا على النَّوى
كما كنتمْ أيّامَ يجمعُنا القُرْبُ
أهلاً بمنْ أدناهُ لي
طَيفُ الخيالِ ومرحبا
زارَتْ على عجَلٍ كما
خطرَتْ على الرَّوضِ الصَّبا
وقد كانتِ الأيّامُ سِلْمي وشَملُنا
جميعٌ فأمسَتْ وهْيَ لي بعدَها حرْبُ
أَمْسَى عَلَى مَا كَانَ مِنْـ
وَلَثَمْتُ عَذْباً أَشْنَبَا
فيا من لقلبٍ لا يُبَلُّ غَليلُهُ
وأجفانِ عينٍ لا يَجِفُّ لها غَرْبُ
حظَرْتُ عليها النومَ بعدَ فِراقِكُمْ
فَمَا يَلْتَقِي أَوْ يَلْتَقِي کلْهُدْبُ وَکلْهُدْبُ
بَاتَتْ مُجَاجَتُهُ أَرَقَّ
مِنَ کلْمُدَامِ وَأَعْذَبَا
وِبِکلْقَصْرِ مِنْ بَغْدَادَ خَوْدٌ إذَا رَنَتْ
لَواحِظُها لم يَنْجُ من كَيدِها قلْبُ
كَعابٌ كَخُوطِ البانِ لا أرضُها الحِمى
ولا دارُها سَلْعٌ ولا قومُها كَعْبُ
مُنعَّمة ٌ غيرُ الهَبِيدِ طعامُها(32/79)
ومنْ غيرِ أَلْبانِ اللِّقاحِ لها شُرْبُ
جَانٍ إذَا عَاتَبْتُهُ
فِيمَا جَنَاهُ تَعَتَّبَا
وَلاَ دُونَها بيدٌ يُخَاضُ غِمَارُهَا
قِفارٌ ولا طَعنٌ يُخافُ ولا ضَربُ
محَلَّتُها أعلا الصَّراة ِ ودارُها
على الكَرْخِ لا أعلامُ سَلْعٍ ولا الهَضْبُ
إذَا نُسِبَتْ آبَاؤُهَا کلتُّرْكُ
ـلْبِي بِکلسُّلُوِّ لَهُ أَبَا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا وَاثِقاً مِنْ عُمْرِهِ بِشَبِيَبة ٍ
يا وَاثِقاً مِنْ عُمْرِهِ بِشَبِيَبة ٍ
رقم القصيدة : 26481
-----------------------------------
يا وَاثِقاً مِنْ عُمْرِهِ بِشَبِيَبة ٍ
وَثِقَتْ يداكَ بأضعفِ الأسبابِ
ضَيَّعْتَ ما يُجْدِي عَلَيْكَ بَقَاؤُهُ
وَحَفِظْتَ مَا هُوَ مُؤذِنٌ بِذَهَابِ
الْمَالُ يُضْبَطُ فِي يَدَيْكَ حِسَابُهُ
وَکلْعُمْرُ تُنْفِقُهُ بِغَيْرِ حِسَابِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا سادَتي ما لكمُ جُزْتُمُ
يا سادَتي ما لكمُ جُزْتُمُ
رقم القصيدة : 26482
-----------------------------------
يا سادَتي ما لكمُ جُزْتُمُ
عن نهجِ إحسانِكُمُ اللاحِبِ
حَدَّ مَضْرِبِي
في لذّة ٍ من أَرَبِ
ونفَّرَ البِيضَ الدُّمى
بَيَاضُ کلْفَوْدِ کلأَشْيْبِ
ونَجَمَتْ في لِمَّتي
طَوَالِعٌ كَکلشُّهُبِ
مُؤْذِنَة ٌ أَنْ أَتَوَلَّى
بَعْدَهَا عَنْ كَثَبِ
وَکلطَّالِعُ کلشَّارِقُ لاَ
ـرَّأْيِ غَرِيبِ کلْمَذْهَبِ
آهِ لِعُمْرِي مِنْ يَدَيْ
مُخْتَطِفٍ مُنْتَهبِ
هذّبَني دهري وما
دَهْرِيَ بِکلْمُهَذَّبِ
يَا سَعَة َ کلأَيَّامِ مَا
أَضْيَقَ فيكِ مهَبي
وَيَا لَيَالِيُ کسْفِرِي
وَکخْتِلاَفُ کلْحِقَبِ
فَمَا يَلِينُ لِوُثُوقِ
الحادِثاتِ مَنْكبي
يَتْرُكُنِي مُرَدَّداً
بين الرِّضا والغضَبِ
فيا لها بلِيّة ً
أَعُدُّها في النُّوَبِ
لي عندهُ وِرْدُ ظَمٍ
ظَامٍ وَمَرْعَى سَغِبِ
فلَيْتَهُ إذْ كانَ لا
يسمحُ لي يسمحُ بي(32/80)
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا قاصداً بغداذَ جُزْ عن بلدة ٍ
يا قاصداً بغداذَ جُزْ عن بلدة ٍ
رقم القصيدة : 26483
-----------------------------------
يا قاصداً بغداذَ جُزْ عن بلدة ٍ
لِلْجَوْرِ فِيهَا زَخْرَة ٌ وَعُبَابُ
إنْ كُنْتَ طَالِبَ حَاجَة ٍ فَکرْجِعْ فَقَدْ
سُدَّتْ على الراجي بها الأبوابُ
ليسَتْ وما بَعُدَ الزمانُ كعهْدِها
أيامَ يَعْمُرُ رَبْعَها الطُّلاّبُ
وَيَحِلُّهَا کلسَّرَوَاتُ مِنْ سَادَاتِهَا
والجِلّة ُ الرؤساءُ والكُتّابُ
بادَتْ وأهلوها معاً فبيوتُهمْ
بِبَقَاءِ مَوْلاَنَا کلْوَزِيرِ خَرَابُ
لا يُرتَجى منها إيابُهُمُ وهلْ
يُرْجَى لِسُكانِ کلْقُبُورِ إيَابُ
وَکلنَّاسُ قَدْ قَامَتْ قِيَامَتُهُمْ وَلاَ
أَنْسَابَ بيْنَهُمُ وَلاَ أَسْبَابُ
وَکلمَرْءُ يُسْلِمُهُ أَبُوهُ وَعِرْسُهُ
ويَخونُهُ القُرباءُ والأصحابُ
لاَ شَافِعٌ تُغْنِي شَفَاعَتُهُ وَلاَ
جَانٍ لَهُ مِمَّا جَنَاهُ مَتَابِ
شهِدوا مَعادَهمُ فعادَ مُصدِّقاً
مَنْ كانَ قَبْلُ بِبَعْثِهِ يَرْتَابُ
حَشْرٌ وَمِيزَانٌ وَعَرْضُ جَرَائِدً
وَصَحَائِفٌ مَنْشُورَة ٌ وَحِسَابُ
وبها زبانِيَة ٌ تُبَثُّ على الورى
وسلاسلٌ ومَقامِعٌ وعذابُ
مَا فَاتَهُمْ مِنْ كُلِّ مَا وُعِدُوا بِهِ
في الحشرِ إلاّ راحمٌ وَهّابُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قُلْ للنَّجيبِ محمّدٍ يا مَنْ لهُ
قُلْ للنَّجيبِ محمّدٍ يا مَنْ لهُ
رقم القصيدة : 26484
-----------------------------------
قُلْ للنَّجيبِ محمّدٍ يا مَنْ لهُ
أَفْعَالُ سوءٍ كُلُّهُنَّ مَعَائِبُ
إنَّ اسْتِنابَتَكَ ابْنَ فِهْدٍ سُبّة ٌ
وبمِثلِها وَجَدَ الطريقَ العائبُ
لا تدْعُهُ إنْ كنتَ تُنصِفُ نائباً
هُوَ فِي کلْحَقِيقَة ِ نَائِمٌ لاَ نَائِبٌ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> إذَا کجْتَمَعَتْ فِي مَجْلِسِ کلشُّرْبِ سَبْعَة ٌ(32/81)
إذَا کجْتَمَعَتْ فِي مَجْلِسِ کلشُّرْبِ سَبْعَة ٌ
رقم القصيدة : 26485
-----------------------------------
إذَا کجْتَمَعَتْ فِي مَجْلِسِ کلشُّرْبِ سَبْعَة ٌ
فَمَا کلرَّأْيُ فِي تَأْخيرِهِنَّ صَوَابُ
شِوَاءٌ وَشَمَّامٌ وَشُهْدٌ وَشَاهِدٌ
وشَمعٌ وشادٍ مُطرِبٌ وشَرابُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> ألا أبلِغْ عمادَ الدينِ عنّي
ألا أبلِغْ عمادَ الدينِ عنّي
رقم القصيدة : 26486
-----------------------------------
ألا أبلِغْ عمادَ الدينِ عنّي
وقبِّلْ عندَ رؤيتِهِ التُّرابا
وصِفْ شوقي وأَهْدِ له سلامي
وأحسِنْ في الدُّعاءِ له المَثابا
وقُلْ يا خيرَ أهلِ الأرضِ نَفْساً
وآباءً وأرْحَبَهُمْ رِحابا
بَعَثْتُ أَبَا کلْفُتُوحِ إلَيْكَ فَکجْلِسْ
له وارْفَعْ لمَقْدَمِهِ الحِجابا
وَزِدْهُ مِنْكَ إكْرَاماً وَقُرْباً
وَأَوْرِدْهُ خَلاَئِقَكَ کلْعِذَابَا
وَرَاعِ حُقُوقَ مُرْسِلِه قَدِيماً
وَعَجِّلْ مَا کسْتَطَعْتَ لَهُ کلإيَابَا
فقد وافاكَ من بلدٍ بعيدٍ
وقد أنضى الرَّواحلَ والرِّكابا
فإنّي قد بعثْتُ بهِ رسولاً
إلَيْكَ وَقَدْ خَتَمْتُ لَهُ کلْكِتَابَا
وَقَدْ وَكَّلْتُهُ وَشَرَطْتُ أَنْ لاَ
يُفارقْ ساعة ً للحُكمِ بابا
وَتَأْخُذُ مِنْ كَمَالِ کلدِّينِ عَهْداً
بأنّكَ في الحُكومة ِ لا تُحابى
إلى أن يَسْتَقِصَّ جميعَ دَيْني
وَيَسْتَوْفِيهِ عَيْناً أَوْ ثِيَابَا
وها أنا قد ضمَمْتُ على رجاءٍ
يدي وجلستُ أرتقِبُ الجوابا
لأنظُرَ ما يكونُ مآلُ أمري
أأَخطأَ فيه ظنّي أمْ أصابا
فإمّا أنْ أُضمِنَ فيكَ شِعري
ثناءً أو أُضَمِّنَهُ عِتابا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> جَاءَ بِدَسْتَبُويَة ٍ
جَاءَ بِدَسْتَبُويَة ٍ
رقم القصيدة : 26487
-----------------------------------
جَاءَ بِدَسْتَبُويَة ٍ
صَفْرَاءَ مِنْ غَيْرِ وَصَبْ
ثمّ فَرَاها فرأَيْنا عجَباً من العجَبْ
ـنَا عَجَبَا مِنَ کلْعَجَبْ(32/82)
بَيْضَاءَ كَکلشَّحْمَة ِ مَا
لجائعٍ فيها أَرَبْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لَوْ لاَنَ قَلْبُكَ فِي کلْهَوَى
لَوْ لاَنَ قَلْبُكَ فِي کلْهَوَى
رقم القصيدة : 26488
-----------------------------------
لَوْ لاَنَ قَلْبُكَ فِي کلْهَوَى
لَرَثَيْتَ لِي مِنْ لَوْعَة ِ کلْحُبِّ
لكِنْ قَسَوْتَ فَمَا رَثَيْتَ
لِذِي كَمَدٍ وَلاَ تَحْنُو عَلَى صبِّ
يا من أُواصِلُهُ على ملَلٍ
فِيهِ وَيَهْجُرُنِي بِلاَ ذَنْبِ
يُذْكِي ضِرَامَ کلشَّوْقِ فِي كَبِدِي
ويَذُودُني عن رِيقِهِ العَذْبِ
كُنْ كيفَ شئتَ فما أميلُ إلى
عَذْلٍ ولا أُصغي إلى عَتْبِ
هَيْهَاتَ أَطْمَعُ فِي کلسُّلُوِّ وَقَدْ
أَخَذَ کلْهَوَى بِمَجَامِعِ کلْقَلْبِ
أو أن أنالَ على البِعادِ رِضى
من كانَ يسخطُ بي على القُرْبِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا هاجِري ظُلماً وما
يا هاجِري ظُلماً وما
رقم القصيدة : 26489
-----------------------------------
يا هاجِري ظُلماً وما
لي غيرَ وَجْدي فيه ذَنْبُ
وَهَوَاكَ أُقْسِمُ أَنَّنِي
كَلِفٌ إلَى لُقْيَاكَ صَبُّ
لا كانَ يومٌ لا أرى
فيه محاسنَ مَن أُحِبُّ
العصر العباسي >> البحتري >> أبا علي يا فتى الأشعر
أبا علي يا فتى الأشعر
رقم القصيدة : 2649
-----------------------------------
أبا علي يا فتى الأشعر
وابن فتاها السيد الأزهر
قد كمل المجد لقحطان إذ
كملت للسيف وللمنبر
وابن أبي جعفر المرتجي
لمثل أفعال أبي جعفر
قد سار بالمجد فخيم به
وغاب عنا بالندى فاحضر
هل أنت مسقينا سخامية
حمراء مثل الذهب الأحمر
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> وغزالٍ عَلِقْتُهُ
وغزالٍ عَلِقْتُهُ
رقم القصيدة : 26490
-----------------------------------
وغزالٍ عَلِقْتُهُ
يومَ دَيْرِ الثعالِبْ
مِنْ ظِبَاءِ کلصَّرِيمِ يَخْـ
ـطِرُ فِي زِيِّ رَاهِبِ
كالقضيبِ الرَّطيبِ يُو
هِيهِ حَملُ الذَّوائِبْ
بِتُّ مِنْ حُبِّهِ عَلَى(32/83)
مِثْلِ شَوْكِ کلْعَقَارِبِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> طَرَقَتْ وَدُونَ طُرُوقِهَا
طَرَقَتْ وَدُونَ طُرُوقِهَا
رقم القصيدة : 26491
-----------------------------------
طَرَقَتْ وَدُونَ طُرُوقِهَا
مِنْ قَوْمِهَا کلأُسْدُ کلْغِضَابُ
والليلُ في أذيالِهِ
شفَقٌ كما ذُبِحَ الغُرابُ
وَرِوَاقُهُ کلْمَضْرُوبُ مِنْ
دُونِ کلْعُيُونِ لَهَا حِجابُ
خَودٌ مُنعَّمة ٌ سقا
هَا مَاءَ رَوْنَقِهِ کلشَّبَابُ
وَلَئَنْ بَخُلْتِ وَمَا عَلَى کلْـ
ـهَا مَرَاشِفُهَا کلْعِذَابُ
حاً مِنْ لآلِيهِ کلْحَبَابُ
جُودِي بِوَعْدٍ مِنْكِ وَکلظَّـ
وَأَضَاءَ فِي إدْبَارِهَا
فلَقٌ كما نصَلَ الخِضابُ
أبقيْتَ من بعدِكَ لي حَسرة ً
تَفنى الليالي دونَها والحِقَبْ
تَرْوَى دَمَالِجُهَا وَيَغْـ
وبها ارْتِياعٌ واكْتِيابُ
مَوهبَة ٍ جادَ بها الدهرُ لي
ـيمُ بِهَا كَمَا رَقَّ کلْعِتَابُ
مِنْ قَوْمِهَا کلأُسْدُ کلْغِضَابُ
نَاشَدتُّهَا وَلأَدْمُعِي
في الخدِّ سَحٌّ وانسِكابُ
أَيُرى لليلَتِنا التي
ـمْآنُ يَخْدَعُهُ کلسَّرَابُ
والموتُ من بعدُ لنا في الطلَبْ
فالصاحبُ الخِرْقُ الجَوا
ـلِ قُدَّ لَهُ قِرَابُ
فَكَأَنَّهَا قَمَرٌ تَفَـ
ـرُبُ فِي مُوَشَّحَها کلْحِقَابُ
وَرَأَتْ لِوَاءَ کلْفَجْرِ مَنْـ
وَفَرَا کلصبَّاحُ رِدَاءَ غَيْـ
ـولَ كَأَنَّهَا ذَهَبٌ مُذَابُ
ما عندَهمْ إلاّ افتِخارٌ
بالأوائلِ وانتِسابُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لَمَّا أَتَتْنَا هَدَايَاهُ مُفَاجَأَة ً
لَمَّا أَتَتْنَا هَدَايَاهُ مُفَاجَأَة ً
رقم القصيدة : 26492
-----------------------------------
لَمَّا أَتَتْنَا هَدَايَاهُ مُفَاجَأَة ً
طَفِقْتُ أَفْكِرُ فيها غيرَ مُرتابِ
وَقُلْتُ مَا کلْبِرُّ بِکلْجِيرَانِ عَادَتُهُ
وَمَا أَظُنُّ وَمَا ظَنِّي بِكَذَّابِ
إلاَّ بأَنَّهُمُ کلْغِلْمَانُ لاَ شُكِرَتْ
مَسْعَاتُهُمْ غَلَطا جَاؤُوا إلَى بَابِي(32/84)
فَحَمَّلُونِي كُرْهاً لِلْبَخِيلِ يَدًا
لسانُ شُكري عن أمثالِها نابِ
ـرُ وَمَا لَهُ فِي کلْحَجِّ رَغْبَهْ
فيا رَبِّ جازِ أبا خالدٍ
بما باتَ يُضمِرُ في نِيّتِهْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَلاَ يَا حَمَامَة ُ لاَ صَوَحَتْ
أَلاَ يَا حَمَامَة ُ لاَ صَوَحَتْ
رقم القصيدة : 26493
-----------------------------------
أَلاَ يَا حَمَامَة ُ لاَ صَوَحَتْ
غُصُونُ أَرَاكَتِكِ کلنَّابِتَهْ
وَدِدْتُ بأنّكِ لمّا هتفْتِ
بِوَعْدٍ وَلَمْ تُنْجِزِي سَاكِتَهْ
وكُنْتِ قَطَاة ً عَلَى مَا عَهِدتُّ
فَصَيَّرَكِ کلْوَعْدُ لِي فَاخِتَهْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> عصرُ الشبابِ تَصرَّمَتْ أوقاتُهُ
عصرُ الشبابِ تَصرَّمَتْ أوقاتُهُ
رقم القصيدة : 26494
-----------------------------------
عصرُ الشبابِ تَصرَّمَتْ أوقاتُهُ
وتبسَّمَتْ عن فجرِها لَيلاتُهُ
أَودى بجِدَّتِهِ المَشيبُ فأخْلَقَتْ
أَثوابُهُ واستُرجِعَتْ عاراتُهُ
كانَ الشفيعَ إلى الحِسانِ فمُذْ مضى
أمسَتْ تُعَدُّ مَساوِياً حسناتُهُ
والشَّيبُ لا يُغْضى له عن هَفوة ٍ
وَأَخُو الصِّبَى مَغْفُورَة ٌ زَلاَّتُهُ
وَلَقَدْ عَلَوْتُ سَرَاة َ أَشْهَبَ تُجْتَوَى
وَتُعَافُ عِنْدَ کلْغَانِيَاتِ شِيَاتُهُ
وَمِنَ کلْعَجَائِبِ أَنَّهُنَّ أَخَذْنَنِي
بِذُنُوبِهِ ظُلْماً وَهُنَّ جُنَاتُهُ
لاَ يَبْعَدَنْ زَمَنُ کلشَّبيبة ِ وَکلْهَوَى
مِنْ ذَاهِبٍ بَقِيَتْ لَنَا تَبِعَاتُهُ
زَمَنٌ خَلَتْ أَيَّامُهُ وَعُهُودُهُ
وتنكَّرَتْ أَتْرابُهُ وَلِدَاتُهُ
وأَغَنَّ مَجدولِ القَوامِ يَهُزُّهُ
سَكَرُ الصِّبَى وتُمِيلُهُ نَشَوَاتُهُ
مِنْ دُونِ مَنْهَلِ ثَغْرِهِ مَطْرُورَة ٌ
من طَرفِهِ تُحمى بها رَشَفاتُهُ
يَلوي مَواعيدَ الوِصالِ فما لهُ
صَحَّتْ وَقَدْ وَعَدَ کلْجَفَاءَ عِدَاتُهُ
إنْ أَنْكَرَتْ أَجْفَانُهُ يَوْمَ کلنَّوَى
قَتلي فقد شهِدَتْ به وَجَناتُهُ(32/85)
وَتَبَسَّمَتْ عَنْ فَجْرِهَا ليْلاَتُهُ(32/86)
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَرَى مَاءَ وَرْدِكُمُ قَدْ سَرَتْ
أَرَى مَاءَ وَرْدِكُمُ قَدْ سَرَتْ
رقم القصيدة : 26495
-----------------------------------
أَرَى مَاءَ وَرْدِكُمُ قَدْ سَرَتْ
فأعْدَتْ رَوائِحُهُ حُرْقَتي
تغيّرَ عن عهدِهِ في الذَّكاءِ
ولمْ تتغيّرْ لكم نِيّتي
وَعَهْدِي بِكُمْ قَبْلَ إعْرَاضِكُمْ
لَهُ أَرَجٌ طَيِّبُ کلنَّفْحَة ِ
تَضُوعُ مَطاوِي ثنائي بهِ
وَيُزْرِي عَلَى کلْمِسْكِ فِي کلثُّبْنَة ِ
فَأَسْقَطْتُمُ لَفْظَة َ کلْوَرْدِ مِنْهُ
وَجِئْتُمْ بِمَاءٍ مِنَ کلْبِرْكَة ِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا ابنَ عبدِ الحميدِ إنّي نَصِيحٌ
يا ابنَ عبدِ الحميدِ إنّي نَصِيحٌ
رقم القصيدة : 26496
-----------------------------------
يا ابنَ عبدِ الحميدِ إنّي نَصِيحٌ
لكَ فاقْبَلْ نصيحَتي ووَصاتي
أَنْتَ مِنْ جُمْلَة ِ کلْخَلِيلِ وَمَا
زِلتَ كثيرَ الأصحابِ في الفَلَواتِ
أو فَدَعْها وِلاية ً أنتَ فيها
غَرَضٌ لِلْهُمُومِ وَکلآفَاتِ
وَکنْقَطِعْ فِي مَغَارَة ٍ أَوْ عَلَى
بعضِ قِبابِ المشاهدِ العالِياتِ
واقطَعِ الدهرَ بالبَطالة ِ والراحة ِ واقنَعْ بالفأرِ والحَيّاتِ
حَة ِ وَکقْنَعْ بِکلْفَأْرِ وَکلْحَيَّاتِ
واحتفِظْ بي فقد مَحَضتُكَ إنْ
أَنْصَفْتَ نَصْحِي فِي سَائرِ کلأَبْيَاتِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا جلالَ الدِّينِ
يا جلالَ الدِّينِ
رقم القصيدة : 26497
-----------------------------------
يا جلالَ الدِّينِ
يَا مَوْلًى عَطَايَاهُ غُيُوثُ
وَجَوَاداً لَيْسَ لِلْـ
ـمَالِ بِكَفَّيْهِ لُبُوثُ
مَنْ لَهُ کلرُّعْبُ سَرَايَا
فِي کلأَعَادِي وَبُعُوثُ
يا ابنَ من طابَ بأفعالِهمُ الدهرُ الخبيثُ
طَابَ بِأَفْـ
بين غصنٍ ذي اهتِزازٍ
وقضيبٍ ذي ارتِجاجِ
ـعَالِهِمُ کلدَّهْرُ کلْخَبِيثُ
ورأى في البيتِ من لأْ
مَانِهَا وَکللَّيْلُ دَاجِي
يا غزالاً ما لِدائي(33/1)
في يدَيْهِ من علاجِ
بالغَدرِ أثوابَ الدَّياجي
باسِمٍ بينَ العَوالي
ـحَة ِ مَعْسُولِ کلْمُجَاجِ
بَاتَ يَجْلُوهَا عَلَى نَدْ
كلُّ همٍّ لانفِراجِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا رَبِّ أشكو إليكَ من نَفَرٍ
يا رَبِّ أشكو إليكَ من نَفَرٍ
رقم القصيدة : 26498
-----------------------------------
يا رَبِّ أشكو إليكَ من نَفَرٍ
وَفاهُمُ لي بالغدرِ مَمزوجُ
عَمَّ أَقاصي البلادِ جَورُهمُ
كأنّهمْ في الفسادِ ياجوجُ
إنْ لم تكنْ بِزْرَ اليهودِ
فأنتَ من نسلِ الخوارِجْ
يرميكَ شيطانُ القَوا
وَلاَ يَرَاكَ بِهَا حَجِجْ
أسوَدُ رَخْوُ الشاقَيْنِ مَفلوجُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قُلْ لاِبْنِ نَصْرِ يَاذَا کلْعَطَاءِ وَيَا
قُلْ لاِبْنِ نَصْرِ يَاذَا کلْعَطَاءِ وَيَا
رقم القصيدة : 26499
-----------------------------------
قُلْ لاِبْنِ نَصْرِ يَاذَا کلْعَطَاءِ وَيَا
مفتاحَ بابِ الرجاءِ والفرَجِ
ومَن سجاياهُ للعُفاة ِ إذا
أَظْلَمَ لَيْلُ کلآمَالِ كَکلسُّرُجِ
ماذا ترى في فتى ً لهُ أدبٌ
لاَ حَارِجٍ طَبْعُهُ وَلاَ سَمجِ
يُعْجِبُهُ کلطِّيبُ وَهْوَ ذُو كَلَفٍ
بِحُبِّهِ جِدُّ مُغْرَمٍ لَهِجِ
أُودِعَ كَافُورَة ً مُثَلِّثَة ً
أَريجة ً ذاتَ مَنظَرٍ بَهِجِ
تُخْبِرُ عَنْ عِرْضِكَ کلنَّقِيِّ مِنَ کلـ
ـلَّوْمِ وَعَنْ طِيبِ ذِكْرِكَ کلأَرِجِ
يَرْضَى بِمَا کسْتُودِعَتْهُ مِنْ عَبَقٍ
بِنَشْرِكَ کلْمُسْتَطَابِ مُمْتَزِجِ
جَاءَتْ إلَيْهِ عَفْواً عَلَى ظَمَإ
مِنْهُ وَشَوْقٍ فِي کلصَّدْرِ مُعْتَلِجِ
فَهَلْ عَلَيْهِ إذَا أَلَطَّ بِهَا
وَأَنْتَ قَاضِي کلسَّمَاحِ مِنْ حَرَجِ
العصر العباسي >> البحتري >> أتانا هشام والكوؤس تقوده
أتانا هشام والكوؤس تقوده
رقم القصيدة : 2650
-----------------------------------
أتانا هشام والكوؤس تقوده
فجاء كمثل العفر في يده كفر
إذا كان صحو المرء بدء أعوجاجه(33/2)
فكيف يرجي أن يقومه السكر؟
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> وجهُ حُمَيْدٍ إنْ تأمَّلْتَهُ
وجهُ حُمَيْدٍ إنْ تأمَّلْتَهُ
رقم القصيدة : 26500
-----------------------------------
وجهُ حُمَيْدٍ إنْ تأمَّلْتَهُ
أَقْبَحُ خَلْقِ کللَّهِ دِيبَاجَهْ
وجهٌ قليلُ الخيرِ ما فيه للراجي مكانٌ لقَضا حاجَهْ
اجِي مَكَانٌ لِقَضَا حَاجَهْ
مُشوَّهٌ فِي وَسْطِهِ مَنْخَرٌ
أوسَعُ من تَنُّورِ زَجَّاجَهْ
مُسْتَثْقَلُ الرُّوحِ له راحة ٌ
إلَى طَبِيخِ کلزَّيْتِ مُحْتَاجَهْ
يَنْسَمِرُ الدِّينارُ فيها كما
ينسَمِرُ المِسمارُ في الساجَهْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا ابنَ الدَّواميِّ الذي هو عِصمة ٌ
يا ابنَ الدَّواميِّ الذي هو عِصمة ٌ
رقم القصيدة : 26501
-----------------------------------
يا ابنَ الدَّواميِّ الذي هو عِصمة ٌ
وَمُعَوَّلٌ لِلْمُرْتَجِي وَکلْمُلْتَجِي
لك إنْ جفا الصَّديقُ خَلائقٌ
زُهْرٌ أرَقُّ من النَّسيمِ السَّجْسَجِ
رَثَّتْ مَوَدَّاتُ کلرِّجَالِ وَأَنْهَجَتْ
وقديمُ عهدِكَ سالمٌ لم يُنْهَجِ
يَا مَنْ يَسُدُّ نَدَاهُ كُلَّ خَصَاصَة ٍ
ويداهُ تفتحُ كلَّ بابٍ مُرْتَجِ
مَا زِلْتَ تُغْرِبُ فِي سَمَاحِكَ مُبْدِعاً
فيهِ وتَنهَجُ منه ما لم يُنهَجِ
حَتَّى بَعَثْتَ مُلاَطِفاً مُتَفَنِّناً
في المَكْرُماتِ بسُكَّرٍ وبنَفْسَجِ
كَرُضابِ رِيقة ِ من أُحِبُّ وناصِلٍ
مِنْ عَضَّة ٍ فِي خَدِّهِ کلْمُسْتَضْرَجِ
هذا يَغُضُّ من اللُّجَيْنِ بَياضُهُ
وتَتِيهُ زُرقَتُهُ على الفَيْرُوزَجِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> عسى الدهرُ يوماً بالبخيلة ِ يسمَحُ
عسى الدهرُ يوماً بالبخيلة ِ يسمَحُ
رقم القصيدة : 26502
-----------------------------------
عسى الدهرُ يوماً بالبخيلة ِ يسمَحُ
فتُصْحِبُ آمالٌ حِرَانٌ وتُسْمِحُ
وعَلَّ النَّوى يَدنُو بها بعدَ غُربة ٍ
فيُطْفي غَليلاً بالإيابِ ويَنضَحُ(33/3)
تَناءَتْ بلَيْلى الدارُ وَهْيَ قريبة ٌ
وَمَا خِلْتُهَا تَنْأَى بِلَيْلَى فَتَنْزَحُ
وَكَمْ غَادَرَتْ بِکلْجِزْعِ قَلْباً بِذِكْرِهَا
جَزُوعاً وَعَيْناً في ذُرَى کلسَّفْحِ تَسْفَحُ
فَلاَ رَقأَتْ غُزْرُ کلدُّمُوعِ وعقَدْ نَأَتْ
ولا بَرِحَ القلبَ الغَرامُ المُبرِّحُ
وإنّي ليُصيبُني بها بعد هَبَّة ٍ
هُبوبُ صَباً من أَيمَنِ الغَورِ تَنفَحُ
تُرَوِّحُني فيكِ الأمانيُّ ضَلَّة ً
لمنْ ظنَّ أنَّ اليأسَ للصَّبِّ أَرْوَحُ
وحمَّلتْني بَرْحاً من الشوقِ مُثقَلاً
وَهَجْرُكِ غِبَّ کلْبَيْنِ بِکلتَّلِّ أَبْرَحُ
وَجَارِيَة ٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَة َ مُغْزِلٍ
تَرَاءَتْ وَقَدْ مَرَّتْ بِذِي کلْبَانِ تَسْنَحُ
فَقُلْتُ وَقَدْ نَصَّتْ إلَيَّ سَوَالِفاً
إلَيْكِ فَلَيْلَى مِنْكِ أَبْهَى وَأَمْلَحُ
وَبَاكِية ٍ لَمْ تَشْكُ فَقَداً وَلاَ رَمَى
بجَمْرَتِها الأَدْنَيْنَ نَأْيٌ مُطَوِّحُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قُمْ قبِّلْ إسْفارَ الصباحِ
قُمْ قبِّلْ إسْفارَ الصباحِ
رقم القصيدة : 26503
-----------------------------------
قُمْ قبِّلْ إسْفارَ الصباحِ
قُمْ فاكْسُ راحَكَ كأسَ راحِ
قُمْ يَا نَدِيمِ فَنَادِ فِي
النَّدْمانِ حيَّ على الفلاحِ
فالعَيبُ أنْ تَبْدُوا
تَباشيرُ الصباحِ وأنتَ صاحِ
مع فِتية ٍ باتوا يرَوْنَ
بها الخَسَارَ منَ الرَّبَاحِ
وَمَنْ رَأَى دُونَ سَلْعٍ
ظِباءَ رَملٍ سَوانِحْ
من كلِّ مُغرى بالصَّبا
بَة ِ مُولَعٍ بِهَوَى کلْمِلاَحِ
كَلِفٍ بِعْصيَانِ کللَّوَا
ئِمِ في البطالة ِ واللَّواحي
عُيُونُهُنَّ کللَّوَاتِي
تُدْوِي کلْقُلُوبَ کلصَّحَائِحْ
جَذْلانَ يركضُ في مَيا
دِينِ کلْهَوَى خَيْلَ کلْمِرَاحِ
ملكَتْ هواهُ كلُّ نا
عَمِة ِ کلصِّبَى رَؤدٍ رَدِاحِ
من كفِّ مَهضومِ الحَشا
والكَشْحِ مِقْلاقِ الوِشاحِ
ولا اسْتخَفَّكَ إلاّ
هوى المَنونِ الرَّواجِحْ
أُخفي به حُزني ويأْ
بى حُسنُهُ إلاّ افتِضاحي(33/4)
لَعِبَتْ مِرَاضُ جُفُونِهِ
مِنَّا بِأَفْئِدَة ٍ صِحَاحِ
هَزَجٍ يُغْنِّنَا بِمَدْحِ
أبي الفتوحِ أخي السَّماحِ
اَلْقَرْمِ ذِي کلْعِرْضِ کلْمَصُونِ
حِماهُ والعَرْضِ المُباحِ
وَمُؤيَّدِ کلْعَزْمِ کلصَّرِيحِ
أمسى يُجِدُّ بقلبي
صُدودَهُ وَهْوَ مازِحْ
فاسْتَمالَني قَولُ كاشِحْ
إنْ لانَ عُودي لخَطبٍ
ميزانُ حِلمِكَ ما
خفَّتِ المَيازينُ راجِحْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> ألا يا سَمِيَّ الإمامِ الوصِيِّ
ألا يا سَمِيَّ الإمامِ الوصِيِّ
رقم القصيدة : 26504
-----------------------------------
ألا يا سَمِيَّ الإمامِ الوصِيِّ
ومَنْ بمُوالاتِهِ يُنْجَحُ
وَيَا کبْنَ کلْخَلاَئِفِ مِنْ هَاشِمٍ
ومَن لهمُ النَّسَبُ الأوضَحُ
بهمْ شَرُفَ البيتُ والرُّكنُ والحَطيمُ وزَمزمُ والأَبْطَحُ
ـنُ وَکلْحَطِيمُ وَزَمْزَمُ وَکلأَبْطَحُ
إذا وُزِنَ الناسُ طُرّاً بهمْ
فكفَّة ُ ميزانِهمْ ترجَحُ
أَترضى وحاشاكَ ترضى بأنْ
تَخيبَ قَصيدِي ولا تنجَحُ
ويُفتحُ بابُ الندى للعُفاة ِ
ويُغلَقُ دوني فلا يُفتحُ
وأُمنعُ وَحدي عن مَورِدِ العطاءِ وبي ظمأٌ يَذبَحُ
ـعَطَاء وَبِي ظَمَأٌ يَذْبَحُ
وَيَفْرَحُ كُلٌّ بِمَا نَالَهُ
وَمَا لِيَ قِسْمٌ بِهِ أَفْرَحُ
وإنْ سُرِحوا في رِياضِ السَّماحِ
فما لي في جُودِهِ مَسرَحُ
إلَى كَمْ أُعَاتِبُ حَظِّي کلْمَشُومَ
وأقتادُهُ وَهْوَ لا يُسمِحُ
فَأُقْسِمُ لَوْ كَانَ مِنْ صَخْرَة ٍ
لآنَ لها أنّها ترشَحُ
أَمَا كَوْنُ مِثْلِي يَذُمُّ کلزَّمَانَ
في عصرِ مثلِكَ مُسْتَقْبَحُ
فَهَا أَنَا أَشْرَحُ حَالِي إلَيْكَ
لتَشرحَها مثلَ ما أشرَحُ
وَأَشْكُوكَ مِنْ حِرْفَة ٍ لاَ تَرِيمُ
مُلازِمَة ً لي ولا تَبرَحُ
أُفكِّرُ لَيلي حتى الصباحِ
فيها وأُمسي كما أُصبِحُ
فَقَدْ بَرَّحَتْ بِي وَكَوْنِي خُصِصْتُ
مِنَ کلنَّاسِ وَحْدِي بِهَا أَبْرَحُ
إذا كنتُ في عصرِ هذا الإمامِ
وَهْوَ بِأَمْوَالِهِ يَسْمَحُ(33/5)
وَسُحْبُ مَوَاهِبِهِ يَسْتَهِلُّ
وَبَحْرُ مَكَارِمِهِ يَطْفَحُ
ولِي مِدَحٌ فِيهِ سَارَ کلرُّوَاة ُ
بِهَا وَهُوَ أَكْرَمُ مَنْ يُمْدَحُ
وكنتَ وأنتَ أجَلُّ الأنامِ
شَفِيعي وَأَمْرِي كَذَا يَنْجَحُ
فَمَائِلُ أَمْرِي مَتَى يَسْتَقِيمُ
وَفَاسِدُ حَالِي مَتَى يَصْلُحُ
وهاكَ يدي وعليَّ الوفاءُ
أَنِّي مُذُ کلدَّهْرِ لاَ أُفْلِحُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَلاَ يَا کبْنَ کلْحَصِينِ جَمَعْتَ نَفْساً
أَلاَ يَا کبْنَ کلْحَصِينِ جَمَعْتَ نَفْساً
رقم القصيدة : 26505
-----------------------------------
أَلاَ يَا کبْنَ کلْحَصِينِ جَمَعْتَ نَفْساً
مُذَمَمَّة ً إلَى خُلُق قَبِيحِ
وَكُنْتَ تُعَابُ قِدْماً بِکلْوَدَادِ کلْـ
ـمَشُوبِ فَجِئْتَ بِکللُّؤْمِ کلطَّرِيحِ
هَجَمْتَ عَلَى حِمَى مَالٍ مَصُونٍ
بِذِمَّة ِ مُسْتَحِلٍّ مُسْتَبِيحِ
على مالٍ تجمَّعَ من جَوادٍ
سَخِيِّ کلرَّاحَتَيْنِ وَمِنْ شَحِيحِ
فَكَمْ فِيمَا أَغَرْتَ عَلَيَّ مِنْهُ
لَحَاكَ کللَّهُ مِنْ وَجْهٍ صَبيحِ
وَكَمْ غَادَرْتَ بِکلْوُزَرَاءِ لَمَّا
نوَيْتَ الغدرَ من قلبٍ قَريحِ
يَحِنُّ إلَيْكَ لاَ طَرَباً وَشَوْقاً
إلى لُقياكَ يا وجهَ الصَّبوحِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> بَغَى يَا کبْنَ کلْخَطِيبِ عَلَيْكَ قَوْمٌ
بَغَى يَا کبْنَ کلْخَطِيبِ عَلَيْكَ قَوْمٌ
رقم القصيدة : 26506
-----------------------------------
بَغَى يَا کبْنَ کلْخَطِيبِ عَلَيْكَ قَوْمٌ
بَغَوْا تَكْلِيفَ كَفَّيْكَ کلسَّمَاحَهْ
فأنتَ أقلُّ قَدراً أنْ تُرجَّى
لحُرٍّ أو تُمخَّضَ منكَ راحَهْ
نَزَعْتَ إلَى كِشَاحِيَة ٍ لِئَامٍ
لَهُمْ فِي کلنَّاسِ أَعْرَاضٌ مُطَاحَهْ
قَبيلٌ لا يُقادُ له قَتيلٌ
وَلاَ يَأْسُو کلْجِرَاحَ لَهُمْ جِرَاحَهْ
وَأُمٌّ لَمْ يُحَصِّنْهَا حَصَاناً
أَبُوكَ فَأَفْجَرَتْكَ عَلَى کلإباحَهْ
أتتْ بكَ أثقَلَ الثَّقَلَيْنِ رُوحاً(33/6)
وَأَبْخَلَهُمْ بِمَا مَلَكَتْهُ رَاحَهْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا كريمَ الدِّينِ المُرجّى إذا لم
يا كريمَ الدِّينِ المُرجّى إذا لم
رقم القصيدة : 26507
-----------------------------------
يا كريمَ الدِّينِ المُرجّى إذا لم
يَبْقَ خَلْقٌ يُرْجَى لَدَيْهِ کلسَّمَاحُ
يَا جَوَاداً يَسْخُو بِمَا مَلَكَتْ كَفَّـ
ـاهُ إنْ ضَنَّتِ کلأَكُفُّ کلشِحّاحُ
أنتَ أعلا من أنْ أُهادِيكَ قَدْراً
وَمَحَلاٍّ لكِنَّنِي طَرَّاحُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يَا مُنْفِقاً أَيَّامَهُ
يَا مُنْفِقاً أَيَّامَهُ
رقم القصيدة : 26508
-----------------------------------
يَا مُنْفِقاً أَيَّامَهُ
فِي لَهْوِهِ وَمِزَاحِهِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> جَدَّ بِقَلْبِي وَمَزَحْ
جَدَّ بِقَلْبِي وَمَزَحْ
رقم القصيدة : 26509
-----------------------------------
جَدَّ بِقَلْبِي وَمَزَحْ
ظَبْيٌ مِنَ کلتُّرْكِ سَنَحْ
مُعَذِّرٌ قَدْ بَانَ عُذْرِي
في هواهُ واتَّضَحْ
مُسلَّطٌ على القلوبِ
ما يُبالي ما اجْترَحْ
يُمْسِي مُطَلاًّ مَا أَرَا
قَ وَجُبَاراً مَا جَرَحْ
كَأَيِّ عَهْدٍ وَدَمٌ
على يدَيْهِ لم يُطَحْ
فَكَيْفَ لاَ أَنْزِحُ دَمْـ
فتورِ عينَيْهِ اتَّقَحْ
صالَحَني من بعدِ ما
عذَّبَ قلباً ما صلَحْ
رَبُّ کلنَّدَى وَكَاشِفُ کلْـ
يَهُزُّ عِطْفَيْهِ کلشَّـ
جاءَ وفي يُسْراهُ قَوْ
أَفْرَدَنِي بِکلْهَمِّ وَکسْـ
كَأَنَّهُ کلشَّمْسُ بَدَا
من حَولِها قوسُ قُزَحْ
يَا لاَئِمي فِي حُبِّهِ
مَا كُلُّ مَنْ لاَمَ نَصَحْ
وَهْوَ الذي أعطا وأَقْنى
وأَفادَ ومنَحْ
أَلصاحبُ ابنُ الصاحبِ
کلْقَرْمُ کلْجَوَادُ کلْمُمْتَدَحُ
مَا بَرَحَ کلْوَجْدُ وَلكِـ
شَبَّ لَظاها ولفَحْ
لم يُبقِ إحسانُكَ لي
على الزمانِ مُقتَرَحْ
العصر العباسي >> البحتري >> مغاني سليمى بالعقيق ودورها
مغاني سليمى بالعقيق ودورها
رقم القصيدة : 2651(33/7)
-----------------------------------
مَغَاني سُلَيْمَى بالعَقيقِ، وَدُورُها
أجَدَّ الشّجى إخلاقُها، وَدُثُورُهَا
وَمَا خِلْتُهَا مَأخُوذَةً بصَبَابَتي
صَحائفُ تُمحى، بالرّياحِ، سُطورُهَا
وتَخشَى بإلا يُخلِدَ الدّهرُ حُبَّنَا،
وَما كلُّ ما تَخشَى النّفوسُ يَضِيرُهَا
عَذيرِيَ مِنْ بَينٍ تَعَرّضَ بَيْنَنَا
عَلى غَفْلَةٍ مِنْ دَهْرِنا، وَعَذيرُهَا
يحُلُّ غُرُورُ الوَعْدِ مِنها عَزِيمَتي،
وَأحْلى مَوَاعيدِ النّسَاءِ غَرُورُهَا
وَألحاظُ وَطْفاوَينِ، إنْ رُمْتُ نِيّةً
أجَدَّ فتوراً، في عظامي، فتُورُهَا
تُزَيّدُني الأيّامُ مَغْبُوطَ عِيشَةٍ،
فيُنقِصُني، نَقصَ اللّيالي، مُرُورُهَا
وَألحَقَني بالشَّيبِ، في عُقرِ دارِهِ،
مَناقِلُ في عَرْضِ الشّبابِ أسِيرُهَا
مَضَتْ في سوادِ الرّأسِ أُولى بَطالَتي،
فدَعني يُصَاحبْ وَخطَ شيبي أخيرُهَا
وَما صَرَعَتْني الكأسُ حتى أعانَها
عَليّ، بعَيْنَيْهِ الغَداةَ، مُديرُهَا
تُطيلُ سَهَادِي حِلّةٌ مَا أَرِيمُهَا،
وَمَوْعِدُ نوميِ حِلّةٌ ما أطُورُهَا
وَأطرَيتَ لي بَغدادَ إطرَاءَ مادِحٍ،
وَهَذي لَياليهَا، فَكيفَ شُهُورُهَا
وَمَا صَاحبي إلاّ الحُسَامُ وَبَزُّهُ،
وَإلاّ العَلَنْداةُ الأمونُ، وَكُورُهَا
وَكنتُ متى تُحطَطْ عِجَالُ رَكائبي
إلى الأرْضِ، لا يُحجَبْ عليّ أمِيرُهَا
تُوَقّعُني الدار الشَّطونُ أحُلُّهَا،
وَيُبْهَجُ بي أهْلُ البِلادِ أزُورُهَا
حَنَانَيكَ مِنْ هَولِْ البَطائحِ سائراً
إلى خَطَرٍ، وَالرّيحُ هَوْلٌ دَبُورُهَا
لَئِنْ أوْحَشَتني جُبَّلٌ وَخُصُاصُها،
لَمَا آنَسَتني وَاسِطٌ وَقُصُورُهَا
وَإنّ المَهارِي إنْ تُعَوَّذْ، من السُّرَى،
بسَيبِ ابنِ بِسطامٍ يُجِرْها مُجيرُهَا
أخٌ لي، متى استَعْطَفْتُهُ أو َحَنَوْتُهُ،
فنَفْسِي إلى نَفْسِي أظَلُّ أصُورُهَا
إذا ما بَدَا خَلّى المَعَالي دَخيلُهَا،
وَأنسَى، صَغيرَ المَكرُماتِ، كبيرُهَا(33/8)
وَتَبيَضُّ وَجْهاً للسّؤالِ، وَأحْسَنُ الـ
ـغُيومِ، إذا استَوْفاهُ لحظٌ، صَبيرُهَا
وَإنْ غُمّ أخْبَارُ العَطَاياِ، فبِشْرُهُ
مُؤدٍّ إلَيْنَا وَقْتَهَا وَبَشيرُهَا
إذا ذُكرَتْ أسلافُهُ، وَتُشُوهِرَتْ
أمَاكِنُها، قُلتُ: النّجومُ قُبُورُهَا
وَما المَجدُ في أبناءِ جَرزانَ، إذْ رَسَا،
بِعَارِيّةٍ يَنْوِي ارْتِجَاعاً مُعيرُهَا
بَنُو بِنتِ سَاسَانَ التي أُمّهَاتُهَا
نِسَاءُ رُؤوسِ الخَالِعِينَ مُهُورُهَا
متى جِئتُهُمْ، من عُسرَةٍ، دفعوا يدي
إلى اليُسرِ بالأيدي، المِلاءِ بحُورُهَا
إذا ماتَتِ الأرْضُ ابتَدَوْها، كأنّما
إلَيهمْ حَياها، أوْ علَيهمْ نُشورُهَا
وَدونَ عُلاهُمْ للمُسامينَ بَرْزَخٌ،
إذا كُلّفَتْهُ العِيزُ طَالَ مَسِيرُهَا
يَحُفّونَ مَرْجُوّاً، كَأنّ سُيُوبَهُ
سُيُوحُ العرَاقِ غُزْرُها وَوُفُورهَا
تُنَاطُ بهِ الدّنيْا، فَإنْ مُعضِلٌ عَرَا
كَفَى فيهِ وَالي سُلطَةٍ وَوَزِيرُهَا
بتَدْبيرِ مأمُونٍ عَلى الأمْرِ، رَأيُهُ
ذَكِيرٌ، وَأمضَى المُرْهِفاتِ ذَكيرُهَا
تُحَاطُ قَوَاصِي المُلْكِ فيهِ وَتَسكنُ الـ
ـرّعِيّةُ مُلْقَاةً إلَيْهِ أُمُورُهَا
وَذو هاجسٍ لا يحجُبُ الغَيبُ دونَهُ،
تُرِيهِ بُطُونَ المُشْكلاتِ ظُهُورُهَا
نَعُودُ إلى المَأثُورِ مِنْ فَعَلاتِهِ
فتَأتمُّهَا في الأمْرِ، أوْ نَستَشيرُهَا
وتكمي زجاج الرأى حتى أوانها
لديه كما يكنز الزجاج جفيرها
إذا اغتَرَبتْ أكرُومَةٌ منهُ لم تَجِدْ
مِنَ الناسِ، إلاّ قائلاً: ما نَظيرُهَا
إذا قلت فت الطول بالقول ثنية
دوافع من بحر سريع كرورها
أمَا وَمِنى، حَيثُ ارْجَحنّ تَبيعُها،
وَأوْفَى مُطِلاًّ فوْقَ جَمعٍ ثَبيرُهَا
لقَد كوثِرَتْ منكَ القَوَافي بمُنعِمٍ،
يُكَايِلُهَا، حتّى يَقِلّ كَثيرُهَا
فإنْ حسرَتْ عن فَضْلِ نُعمى، فإنّهَا
مَطَايَا يُوَفّيكَ البَلاغَ حَسِيرُهَا
أُحبُّ انتِظارَاتِ المَوَاعِدِ، وَالتي(33/9)
تَجيءُ اخْتِلاساً لا يَدومُ سُرُورُهَا
وَإنّ جِمَامَ المَاءِ يَزْدادُ نَفْعُهَا،
إذا صَكّ أسماعَ العِطاشِ خَرِيرُهَا
وَوَشْكُ النّجاحِ كالسَّميّ، هَوَاطِلاً،
يُضَاعِفُ وَسْمِيّاتِهِنّ بُكُورُهَا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> عَليلُ الشوقِ فيكِ متى يَصِحُّ
عَليلُ الشوقِ فيكِ متى يَصِحُّ
رقم القصيدة : 26510
-----------------------------------
عَليلُ الشوقِ فيكِ متى يَصِحُّ
وَسَكْرَانٌ بِحُبِّكِ كَيْفَ يَصْحُو
وَأَبْعَدُ مَا يُرَامُ لَهُ شِفَاءٌ
فؤادٌ فيهِ من عينَيْكِ جُرْحُ
فَبَيْنَ کلْقَلْبِ وَکلسُّلْوَانِ حَرْبٌ
وَبَيْنَ کلْجَفْنِ وَکلْعَبَرَاتِ صُلْحُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> رَمَتْني کللَّيَالِي مِنْ مُصَابِكَ يَا أَخي
رَمَتْني کللَّيَالِي مِنْ مُصَابِكَ يَا أَخي
رقم القصيدة : 26511
-----------------------------------
رَمَتْني کللَّيَالِي مِنْ مُصَابِكَ يَا أَخي
بِقَاصِمَة ٍ مِنْ رَيْبِهِنَّ کلْمُدَوِّخِ
أَخِي ضَامَنِي فِيكَ کلزَّمَانُ وَرَيْبُهُ
فَمَا لَكَ لاَ تَحْمِي حِمَاكَ وَتَنْتَخِي
أَخِي لاَ تَدَعْنِي لِلْخُطُوبِ ذَرِيَّة َ
وكنتُ إذا اسْتصرخْتَ يأتيكَ مَصْرَخي
أَخي غَيْرُ جَفْني بَعْدَك کلطَّاعِمُ کلْكَرَى
أَخِي غَيْرُ عَيْشي بَعْدَكَ کلنَّاعِمُ کلشَّرْخِ
ثَوَيْتَ وَلاَ ذِرْعِي بِفَقْدِكَ وَاسِعٌ
رَحِيبٌ وَلاَ رَوْعِي عَلَيْكَ بِمُفْرَخِ
وَعَهْدِي بِحِلمِي قَبْلَ يَوْمِكَ ثَابِتاً
متى هفَّتِ الأحلامُ بالناسِ يرْسَخِ
فإنْ أُمْسِ مغلوباً فغيرُ مُؤَنِّبٍ
عَلَيْكَ وَإنْ أَجْزَعْ فَغَيْرُ مُؤبِّخ
فَيَا عَيْنُ إمَّا يُفْنِ جَمَّتَكَ کلْبُكَا
فَسُحّي دَماً إنْ أَعْوَزَ کلدَّمْعُ وَکنْضَخِي
على ذي يدٍ كالغيثِ في المَحلِ ثرّة ٍ
ووجهٍ كضوءِ الصُّبحِ أبْلَحَ أبْلَخِ
طوَتْ ظُلَمُ الأجداثِ منهُ خلائِقاً
إذَا نُشِرَتْ في کلنَّاسِ قَالُوا بَخٍ بَخِ(33/10)
ونفْساً على عَجْمِ الخطوبِ مُضيئة ً
إذَا طآمَنَتْ مِنْهَا کلْحَوَادِثُ تَشْمَخِ
مضى طاهرَ الأرْدانِ غيرَ مُدنَّسٍ
بِعَابٍ مِنَ کلدُّنْيَا وَلاَ مُتَلَطِّخِ
تَضُوعُ سَجاياهُ فتُقسِمُ أنّهُ
تَضَمَّخَ مِسْكاً وَهْوَ غَيْرُ مُضَمَّخِ
فَمَا کخْتَلَسَتْهُ مِنْ يَدي كَفُّ ضَيْغَمٍ
وَلاَ کخْتَطَفَتْهُ كَفُّ أَقْتَم أَفْسَخِ
وَلكِنْ هُوَ کلْمَوْتُ کلَّذِي حَالَ بَيْنَنَا
برَغمي فأضحى وَهْوَ منهُ ببَرزَخِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَبُثُّكِ وَجْدِي لو أَصَخْتِ لمَعْمُودِ
أَبُثُّكِ وَجْدِي لو أَصَخْتِ لمَعْمُودِ
رقم القصيدة : 26512
-----------------------------------
أَبُثُّكِ وَجْدِي لو أَصَخْتِ لمَعْمُودِ
وَكَيْفَ يُرَجَّى عَطْفُ صَمَّاءَ صَيْخُودِ
لقد سئمَ العُوّادُ فيكِ شِكايَتي
وما سئمَتْ فيكِ العواذِلُ تَفْنيدي
فَإنْ يَذْوَ عُودِي فِي هَوَاكِ فَرُبَّمَا
عَلِقْتُكِ فَيْنانَ الصِّبى مُورِقَ العُودِ
ليالي لم يُخْلِقْ رداءُ شَبيبَتي
وَلَمْ تُخْلِفِ کلْبِيضُ کلْحِسَانُ مَوَاعِيدي
وَإذَا أَنا مِنْ وَصْلِ کلَّذِي غَيْرُ مُضْمِرٍ
إياساً وعن بابِ الهوى غيرُ مَطرودِ
فيا قلبُ إنْ تجزَعْ لماضٍ من الصِّبى
حَمِيدٍ وَعَادٍ مِنْ هَوَى کلْخُرَّدِ کلْغِيدِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قلبي في حُبِّكِ مَعْمودُ
قلبي في حُبِّكِ مَعْمودُ
رقم القصيدة : 26513
-----------------------------------
قلبي في حُبِّكِ مَعْمودُ
وَحَظُّ عَيْنِي مِنْكِ تَسْهِيدُ
مَا لِدُيُونِي فِيكِ مَمْطُولَة ً
أُقْضَى وَلاَ تُقْضَى کلْمَوَاعِيدُ
مَنهَلُ وَصلٍ أنا عن وِرْدِهِ
مُحَلاَّءٌ دهرِيَ مَصدودُ
يا عاذلي في الحُبِّ والصَّبِّ لا
يردَعُهُ لَومٌ وتَفنيدُ
حرَّقَني عذلُكَ في شادِنٍ
بَابُ سُلُوِّي عَنْهُ مَسْدُودُ
أَغْيَدَ يَقتادُ زِمامي لهُ
قَدٌّ كَخُوطِ البانِ مَقدودُ
قد بيَّضَتْ قلبيَ من حُبِّهِ(33/11)
غَدائرٌ من شَعرِهِ سُودُ
ومن أعاجيبِ الهوى أنّه
يطلبُ قتلي وَهْوَ مَوْدودُ
وليلة ٍ باتَ سَميري بها
وناظِري بالنجمِ مَعقودُ
يُدِيرُ لِي مِنْ لَحْظِهِ أَكْؤُساً
مَا نَتَجَتْهُنَّ کلْعَنَاقِيدُ
حتى انْجلى صِبْغُ الدُّجى واغْتدَتْ
كأسُ الثُّرَيّا وَهْيَ عُنقودُ
وَنَاحَ فِي کلْبَانِ هَتُوفٌ لَهُ
عَلَى فُرُوعِ کلْبَانِ تَغْرِيدُ
ما هاجَهُ شوقٌ ولا عادَهُ
مِنْ ذِكْرِ جِيرَانِ کلْغَضَا عِيدُ
بكى ولم يَدْرِ دموعاً وفي
خدِّي منَ الدَّمعة ِ أُخْدودُ
لا وَجْدُهُ وَجدي ولا قلبُهُ
مِثلي بالأشواقِ مَعْمودُ
هَبْهُ کدَّعَى کلْوَجْدَ فَمَا بَالُهُ
يَنْدُبُ إلْفاً وَهْوَ غِرِّيدُ
لِلَّهِ عَهْدُ کلْوَصْلِ لَوْ أَنَّهُ
دَامَ وَأَيَّامُ کلْهَوَى کلْعِيدُ
هَيهاتَ لا عهدُ الصِّبى راجعٌ
وَلاَ زَمَانُ کلْوَصِلِ مَرْدُودُ
حَتَّامَ دَهْرِي بِتَصَارِيفِهِ
يَقْصِدُنِي وَکلْحُرُّ مَقْصُودُ
عطاؤُهُ جَمٌّ فما بالُهُ
عنديَ تَقْليلٌ وتَصْريدُ
كأنّهُ أقسَمَ أن لا يُرى
ذو أدبٍ في الناسِ مَجْدودُ
ولا أرى الأيامَ مَذمومة ً
ويُوسُفُ کلسُّلْطَانُ مَحْمُودُ
ألملِكُ العادلُ في حُكمِهِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> كذا كلَّ يومٍ دَولة ٌ تَتجَدَّدُ
كذا كلَّ يومٍ دَولة ٌ تَتجَدَّدُ
رقم القصيدة : 26514
-----------------------------------
كذا كلَّ يومٍ دَولة ٌ تَتجَدَّدُ
وَمُلْكٌ عَلَى رَغْمِ کلأَعَادِي مُخَلَّدُ
وجَدٌّ على ظهرِ المَجَرَّة ِ صاعدٌ
وَمَجْدٌ عَلَى هَامِ کلنُّجُومِ مُوَطَّدُ
ولا زالَ للعافِينَ في كلِّ مَوسِمٍ
وُقوفٌ على أبوابِكُمْ وتَردُّدُ
يَزُورُكُمُ فِيهَا کلتَّهَانِي وَشَمْلُكُمْ
جميعٌ وشَملُ الحاسِدينَ مُبدَّدُ
يَعُودُ إلَيْكُمْ بکلْبَقَاءِ وَعَيْشْكُمْ
رقيقُ الحواشي وارِفُ الظلِّ أَغْيَدُ
فَلاَ بَرِحَتْ تُهْدِي کلثَّنَاءَ إلَيْكُمُ(33/12)
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لو باتَ من يُلْحي عليكَ مُسَهَّداً
لو باتَ من يُلْحي عليكَ مُسَهَّداً
رقم القصيدة : 26515
-----------------------------------
لو باتَ من يُلْحي عليكَ مُسَهَّداً
ما لامَني فيكِ الغداة َ وفَنَّدا
وَجَوى ً بِقَلْبِي لَوْ غَدَتْ بُرَحَاؤُهُ
بالنجمِ في إفْقِ السماءِ لما اهتدى
وَرَكَائِبٌ شَطَّتْ بِكُمْ لَوْ حُمِّلَتْ
وَجْدي لمَا مَدّتْ لرَحّالٍ يَدا
وَمُغَرِّدٍ بِکلْبَانِ لَوْ عَرَفَ کلْهوَى
لَمْ يُمْسِ فِي عَذَبِ کلْغُصُونِ مُغَرِّدَا
للهِ من أعلى المُحَصَّبِ منزِلٌ
ذَهَبَتْ بَشَاشَة ُ إنْسِهِ فَتَأَبَّدَا
فِيهِ تَعَلَّمْتُ کلْهَوَى وَبِجَوِّهِ
علَّقْتُها بِيضَ التَّرائبِ خُرَّدا
مَن لي بأنْ أُمسي لباردِ ظِلِّهِ
مُتَفَيِّئاً وَلِتُرْبِهِ مُتَوَسِّدَا
لَيْتَ کلرَّكَائِبَ لَمْ تَشُدَّ لِرَحْلَة ٍ
يَوْماً وَلَمْ تَمْلأْ مَسَامِعَهَا کلْحِدَا
غَرِيَ الوُشاة ُ بعَيشِنا فتكَدَّرَتْ
أَوْقَاتُهُ وَبِشَمْلِنَا فَتَبَدَّدَا
وأمَا وحُبِّ المالِكِيّة ِ إنّهُ
حُبٌّ إذا خَلِقَ الزمانُ تجدَّدا
ما مِلْتُ عنكِ ولا غدا قلبي بغيرِكِ مُستَهاماً .... مُكَمَّدا
بِغَيْرِكِ مُسْتَهَاماً ... مُكَمَّدَا
وأنا العَذُولُ لعاشِقيكِ على الهوى
إنْ ذُقْتُ غَمْضاً أَوْ عَرَفْتُ تَجَلُّدَا
يَا صَاحِبَيَّ تَحَمَّلاَ لِي حَاجَة ً
وتَجمَّلا إنْ أنتُما لم تُسعِدا
إنْ جُزْتُمَا مُتَعَرِّضَيْنِ لِرَامَة ٍ
فسَلا بها ذاكَ الغزالَ الأَغْيَدا
لِمَ عَافَ وِرْدَ کلْمَاءِ قَدْ ظَمِئَتْ لَهُ
شَفَتَاهُ وَکتَّخَذَ کلْمَدَامِعَ مَوْرِدَا
وَعَلاَمَ وَهْوَ يَرُودُ بَيْنَ جَوَانِحِي
جعلَ الفؤادَ كِناسُهُ وتَشدَّدا
يا ماطِلي وَهْوَ العليُّ بدَينِهِ
ما آنَ أن تقضي فتُنجِزَ مَوعِدا
نامَتْ جفونُكَ عن جفونِ مُتيَّمٍ
حكمَ السُّهادُ على كَراها فأَعْتَدا
وَلَرُبَّ مَعْسُولِ کلدَّلاَلِ مُهَفْهَفٍ(33/13)
لعبَ الصِّبى بقَوامِهِ فتَأَوَّدا
قَابَلْتُ فَيْضَ کلدَّمْعِ لَيْلَة َ زُرْتُهُ
بمُوَرَّدٍ من خدِّهِ فتَورَّدا
رقَّتْ على أنّي غَنِيتُ بنَهلَة ٍ
مِنْ رِيقِهِ كَانَتْ أَرَقَّ وَأَبْرَدَا
ولقد حلبْتُ الدهرَ شَطْرَيْهِ وقلَّبْتُ الرجالَ به ثُناءَ ومَوْحَدا
ـبْتُ کلرِّجَالَ بِهِ ثُنَاءَ وَمَوْحَدَا
وَبَلَوْتُهُمْ طُرًّا فَلَمْ تَظْفَرْ يَدِي
بمُحمّدٍ حتى لقِيتُ مُحمّدا
أَلْقَائِدَ کلْجُرْدَ کلْعِتَاقَ شَوَارِداً
تَطَأُ کلْفَوَارِس وَکلْوَشِيجَ مُقَصَّدَا
عِقْبَانُ دَوٍّ أُوطِئَتْ صَهَوَاتُهَا
عِقْبَانَ حَقٍّ لاَ يَرُوعُهُمُ کلرَّدَى
رَاحَتْ قَوَادِمُهَا کلرِّمَاحُ وَرِيشُهَا
حَلَقُ الدُّروعِ مُضاعَفاً ومُسَرَّدا
مِن كلِّ ضَرّابِ الفوارسِ مِحْرَبٍ
يَجدُ الدماءَ من الملابسِ مِجْسَدا
يا طالبَ المعروفِ طَوراً مُتْهِماً
يُنْضِي رَكَائِبَهُ وَطَوْراً مُنْجِدَا
عَرِّجْ بِزَوْرَاءِ کلْعِرَاقِ تَجِدْ بِهَا
من جُودِ مجدِ الدينِ بحراً مُزبِدا
يُعْطِي وَيُوسِعُكَ کلْعَطَاءَ وَلاَ كَمَا
يعطي سِواهُ مُقلِّلاً ومُصَرِّدا
سَبْطُ الخلائقِ والبنانِ إذا غدا
كَفُّ کلْبَخِيلِ عَنِ کلنَّوَالِ مُجَعَّدَا
أَحْيَا مَوَاتَ کلْمَكْرُمَاتِ وَقَدْ غَدَتْ
دِرْساً مَعَالِمُهَا وَسَنَّ لَنَا کلْهُدَا
مَلِكٌ إذَا لَمْ تَبْتَدِئْهُ عُفَاتُهُ
يَوْماً بِمَسْأَلَة ٍ تَبَرَّعَ وَکبْتَدَا
مُتَنَاصِرُ کلْمَعْرُوفِ مَا أَسْدَى يَداً
فِي مَعْشَرٍ إلاَّ وَأَتْبَعَهَا يَدَا
ماضي العزمية ِ لا يَبيتُ مُفكِّراً
فِي کلأَمْرِ يَفْجَعُهُ وَلاَ مُتَرَدِّدَاً
فَضْلٌ وَإفْضَالٌ وَطَوْراً تَجْتَدِي
أَفْعَالُهُ کلْحُسْنَى وَطَوْراً تُجْتَدَى
شادَتْ يداهُ ما ابْتَنَتْ آباؤُهُ
وَكَفَاكَ مِنْهُ بَانِياً وَمُشَيَّدَا
بَيتٌ علَتْ أركانُهُ وسما بهِ
مجداً على قُلَلِ النجوم مُوَطَّدا
يَتْلُوهُ وَضّاحُ الجبينِ برأْيِهِ(33/14)
عندَ الحوادثِ يُسْتَنارُ ويُهْتَدى
صِنْوا أبٍ نشأَى على مِنهاجِهِ
فزكَتْ فُروعُهما وطابا مَولِدا
فَرَسَا رِهَانٍ رُكِّضَا فِي حَلْبَة ٍ
فَتَجَاوَزَا أَمَدَ کلْعَلاَءِ وَأَبْعَدَا
حَازَا تُرَاثَ کلْمُلْكِ مِنْ كِسْرَى أَنُو
شِرْوانَ فاتَّحَدا به وتفرَّدا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> وَمُمَيِّلِ کلْعِطْفَيْنِ أَغْيَدْ
وَمُمَيِّلِ کلْعِطْفَيْنِ أَغْيَدْ
رقم القصيدة : 26516
-----------------------------------
وَمُمَيِّلِ کلْعِطْفَيْنِ أَغْيَدْ
غَضِّ کلصبَى بَضِّ کلْمُجَرَّدْ
كَکلْحِقْفِ أَهْيَلَ وَکلْقَضِيبِ
مُهَفْهَفاً وَکلظَّبْيِ أَجْيَدْ
نَادَمْتُهُ وَکلْبَدْرُ مُحْتَجِبٌ
وَطَرْفُ کلنَّجْمِ أَرْمَدْ
آلَ المُظفَّرِ منكُمُ بدأَ الندى
ـابِ يَنَامُ عَنْ لَيْلِي وَأَسْهَدْ
بِمُدَامَة ٍ صِرْفٍ كأَنَّ
بِكَأْسِهَا نَاراً تَوَقَّدْ
وكأنّما الساقي بها
يَخْتَالُ فِي ثَوْبٍ مُعَمَّدْ
بِأَبِي غَزَالٌ مَا خَضَعْـ
يا من له من لَحظِهِ
سيفٌ على قلبي مُجرَّدْ
إنْ كُنْتَ سَفْكَ دَمِي تُرِيدُ
فقد ظفرْتَ به تَأَيَّدْ
عُوفِيتَ مِنْ لَيْلِى کلطَّوِيلِ
ونومِ أجفاني المُشرَّدْ
فِيكَ وَکلْجَفْنِ کلْمُسَهَّدْ
فيهِ والعَبَراتُ تشهَدْ
ـتُ لِحُبِّهِ إلاَّ تَمَرَّدْ
ـهِ فَأَسْكَرَنِي وَعَرْبَدْ
لا رِيعَ سَرْحٌ أنتمُ ذُوَّادُهُ
ما أجدبَتْ أرضٌ حلَلْتَ بها ولا
جَذْلاَنُ مِنْ مَرَحِ کلشَّبَـ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قُمْ بينَ أكْسارِ البيوتِ ونادِ
قُمْ بينَ أكْسارِ البيوتِ ونادِ
رقم القصيدة : 26517
-----------------------------------
قُمْ بينَ أكْسارِ البيوتِ ونادِ
أَوْ كَانَ قَدْ بَعُدَتْ طَرِيقُ کلْـ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لا وَجَدْتُمْ يا أهلَ نَعمانَ وَجدي
لا وَجَدْتُمْ يا أهلَ نَعمانَ وَجدي
رقم القصيدة : 26518
-----------------------------------(33/15)
لا وَجَدْتُمْ يا أهلَ نَعمانَ وَجدي
وَسَلِمْتُمْ سَلاَمَة َ کلْعَهْدِ عِنْدِي
سافِراتٍ رِياضُها عن ثُغورٍ
وخدودٍ من أُقْحُوانٍ ووَردِ
وَتَمَشَّتْ بِهَا سَحَائِبُ وَطْفٍ
تَتهادى ما بينَ برقٍ ورَعدِ
وصَباً يُلبِسُ الغَديرَ إذا البرقُ
نَضَا بِيضَهُ مُفَاضَة َ سَرْدِ
أَنْجِدَانِي بِوَقْفَة ٍ فِي مَغَانِي کلْـ
ساً ضِعَافاً مِنْ نَفْحِ ضَالٍ وَرَنْدِ
غيَّرَتْ عهدَهُ الليالي وما حالَ
عَنِ کلظَّاعِنِينَ يَا دَارُ عَهْدِي
وَزَمَانٍ أَنْفَقْتُهُ مِنْ شَبَابٍ
غيرِ مُستَرجَعٍ ولا مُستَرَدِّ
ونجومُ السماءِ ينْظُرْنَ شَزْراً
كلّما تنظرُ الوُشاة ُ بحِقدِ
لَمْ يَكَدْ يَهْتَدِي لِرَحْلِيَ لَوْلاَ
زَفَرَاتِي دُونَ کلرِّفَاقِ وَوَجْدِي
يَا رَفِيقَّي هَلْ لِذَاهِبِ أَيَّا
مٍ تَقَضَّتْ حَميدَة ٍ مِنْ مَرَدِّ
أنجِداني بوَقفَة ٍ في مغاني الحَيِّ إنْ جُزْتُما بأَعلامِ نَجدِ
ا بِأَعْلاَمِ نَجْدِ
وابْكِياها بمُقلتي واسْئَلاها
مَنْ سَقَاهَا مَاءَ کلْمَدَامِعِ بَعْدِي
فبِأَكْنافِها جآذِرُ رَملٍ
بَيْنَ أَثْوَابِهَا بَرَاثِنُ أُسْدٍ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لِكُلِّ مَا طَالَ بِهِ کلدَّهْرُ أَمَدْ
لِكُلِّ مَا طَالَ بِهِ کلدَّهْرُ أَمَدْ
رقم القصيدة : 26519
-----------------------------------
لِكُلِّ مَا طَالَ بِهِ کلدَّهْرُ أَمَدْ
لا والِداً يُبقي الرَّدى ولا ولَدْ
يَا رَاقِداً تَسُرُّهُ أَحْلاَمُهُ
رَقَدْتَ وَکلْحِمَامُ عَنْكَ مَا رَقَدْ
إنْ كُنْتَ فِي ثَوْبِ کلْعُلَى
وأيُّما عارِيَة ٍ لا تُستَرَدْ
وَکلدَّهْرُ ذُو غَوَائِلٍ لاَ تُتَّقَى
أحْداثُهُ والموتُ بعدُ بالرَّصَدْ
أينَ الملوكُ الصِّيدُ ما أغْناهُمُ
مَا جَمَعُوهُ مِنْ عَدِيدٍ وَعَدَدْ
أَوْرَدَهُمْ سَاقِي کلْحِمَامِ مَوْرِدَاً
سَوَاءٌ کلْجِلَّة ُ فِيهِ وَکلنَّقَدْ
وَيحَ الليالي كلَّ يومٍ صاحباً
تُنْزِحُ مِنّاً وحبيباً تبتعِدْ(33/16)
أينَ لَيالينا على كاظمة ٍ
أيّامَ عُودُ شَملِنا لم يَنْحَصِدْ
والدهرُ لم تفطنْ لنا صروفُهُ
بَعْدُ وَأَشْرَاكُ کلْمَنَايَا لَمْ تُمَدْ
يَا حَادِيَ کلأَظْعَانِ فِي آثَارِكُمْ
مُهْجَة ُ مَسْلُوبِ کلْعَزَاءِ وَکلْجَلَدْ
فَاجَأَهُ يَوْمُ کلْفِرَاقِ بَغْتَة ً
لم يتأَهَّبْ للنَّوى ولا اسْتعَدْ
قد أنَّسَتْ عَينِيَ مُذْ توَحَّشَتْ
دِيَارُكُمْ إلَى کلدُّمُوعِ وَکلسُّهُدْ
يَعْرِفُهَا کلْقَلْبُ عَلَى حِرَانِهَا
والطَّرْفُ قد أنكرَ منها ما عَهِدْ
لا أَلِفَتْ بعدَكمُ العينُ الكَرى
ولا حَلا بعدكمُ العيشُ النَّكِدْ
يَا بِأَبِي کلنَّائِي کلْبَعِيدُ شَخْصُهُ
وَلاَ نَأَى مَزَارُهُ وَلاَ بَعِدْ
ضَلَّتْ طريقُ الصبرِ بعدَ فَقْدِهِ
ولا وُجِدَ الصبرُ وأنتَ المُفتقَدْ
مَدَّ إلَيْكَ حَادِثُ کلدَّهْرِ يَداً
لَيْسَ عَلَيْهَا قَوَدٌ وَلاَ أَوَدْ
يَا سَاكِنَ کللَّحْدِ کلَّذِي أَفْرَدَنِي
مِنْ لاَعِجِ کلشَّوْقِ بِمِثْلِ مَا کنْفَرَدْ
العصر العباسي >> البحتري >> بنا لا بك الخطب الذي أحدث الدهر
بنا لا بك الخطب الذي أحدث الدهر
رقم القصيدة : 2652
-----------------------------------
بِنا لا بكَ الخَطبُ الذي أحدَثَ الدّهرُ،
وَعُمّرْتَ مَرْضِيّاً لأيّامكَ العُمرُ
تَعيشُ، ويأتيكَ البَنُونَ بكَثرَةٍ،
تَتِمُّ بها النُّعمَى، وَيُستَوْجبُ الشكرُ
لَئِنْ أفَلَ النّجمُ الذي لاحَ آنِفاً،
فَسَوْفَ تَلالا بَعدَهُ أنْجُمٌ زُهْرُ
مضَى وَهوَ مَفقودٌ، وَما فَقدُ كوْكبٍ،
وَلا سِيّما إذ كانَ يُفدى بهِ البَدْرُ
هُوَ الذّخرُ مِنْ دُنياكَ قَدّمتَ فضله،
وَلا خَيرَ في الدّنيا إذا لم يكن ذُخْرُ
نُعَزّيكَ عَنْ هَذِي الرّزِيئَةِ، إنّها
عَلى قَدْرِ ما في عِظْمِها يَعظُمُ الأجرُ
فصَبراً، أمِيرَ المُؤمِنينَ، فَرُبّمَا
حَمِدْتَ الذي أبلاكَ، في عُقبه الصّبرُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أيُّ نارٍ ضَرِمَتْ في كَبِدي(33/17)
أيُّ نارٍ ضَرِمَتْ في كَبِدي
رقم القصيدة : 26520
-----------------------------------
أيُّ نارٍ ضَرِمَتْ في كَبِدي
ومُصابٍ قَلَّ عنهُ جَلَدي
وَيَدٍ نَاضَلَنِي کلدَّهْرُ بِهَا
ضَعُفَتْ عن رَدِّها عنكِ يَدي
إنْ غدا مُحتَكِماً فيكِ البَلى
فالضَّنا مُحتَكِمٌ في جسَدي
أَيُّ صَوْنٍ وَجَمَالٍ وَتُقى ً
وَحَيَاءٍ جُمِعَتْ فِي مَلْحَدٍ
بِأَبِي غَائِبَة ٌ عَنْ نَاظِرِي
في الثَّرى حاضرة ٌ في خلَدي
لأُطِيلَنَّ مَدَى کلْغَمِّ عَلَى
صاحبِ العُمْرِ القصيرِ الأَمَدْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> صَدِيقٌ أَفَادَتْنِي کلْحَدَاثَة ُ وُدَّهُ
صَدِيقٌ أَفَادَتْنِي کلْحَدَاثَة ُ وُدَّهُ
رقم القصيدة : 26521
-----------------------------------
صَدِيقٌ أَفَادَتْنِي کلْحَدَاثَة ُ وُدَّهُ
فأصبحْتُ سَهلاً في يَدَيَّ قِيَادُهُ
يميلُ معي حتى كأنَّ فؤادَهُ
نَجِيُّ فؤادي أو مُرادي مُرادُهُ
فلمّا أَحالَ الدهرُ صِبْغة َ رأسِهِ
وأَحْنا عليهِ حالَ فيَّ اعتِقادُهُ
وَمَا كُنْتُ قَبْلَ کلْيَوْمِ أَحْسِبُ أَنَّهُ
إذَا شَابَ رَأْسُ کلْمَرْءِ شَابَ وِدَادُهُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَتَرْضَوْنَ يا أهلَ بغداذَ لي
أَتَرْضَوْنَ يا أهلَ بغداذَ لي
رقم القصيدة : 26522
-----------------------------------
أَتَرْضَوْنَ يا أهلَ بغداذَ لي
وَعَنْكُمْ حَدِيثُ کلنَّدَى يُسْنَدُ
بِأَنِّي أَرْحَلُ عَنْ أَرْضِكُمْ
أَجُوبُ البلادَ وأَسْتَرْفِدُ
ألاَ رجلٌ منكمُ واحدٌ
يُحرِّكُهُ المجدُ والسُّودَدُ
يُقَلِّدُنِي مِنَّة ً يَسْتَرِقُّ
بها حُرَّ شُكري ويَستعْبِدُ
ويغضبُ لي غَضبة ً مُرّة ً
يَعُودُ بِهَا کلْمُصْلِحَ کلْمُفْسِدُ
لَقَدْ شَانَنِي أَدَبِي بَيْنَكُمْ
كما شِينَ باللِّحْية ِ الأمرَدُ
أمَا لي منكمْ سِوى "شِعرهُ
رَقِيقٌ وَخَاطِرُهُ جَيِّدُ
يَسُرُّكمُ أنْ يُغَنَّى بهِ
وَيُطْرِبُكُمْ أَنَّهُ يُنْشَدُ(33/18)
وأُقسِمُ أنَّ رغيفاً لدَيَّ
مِنْ قَوْلِكُمُ جَيِّداً جَيِّدُ
أَرَى کلْبَحْرَ مُعْتَرِضاً دُونَكُمْ
وَمَا لِي عَلَى سيفِهِ مَوْرِدُ
ويَبْعَدُ خيرُكمُ إنْ دنَوْتُ
عنيّيَ والشرُّ لا يبعَدُ
وَأَشْهَدُ فِي کلرَّوْعِ يَوْمَ کللِّقَاءِ
وَإنْ قُسِمَ کلْفَيءُ لاَ أَشْهَدُ
وَأَغْرُسُ مَدْحِي فَلاَ أَجْتَنِي
وأزرعُ شُكري ولا أحصُدُ
أبيعُ ثَنائي وكُتْبي ولا
يَمُدُّ إليَّ برِفْدٍ يَدُ
وَيُوسِعُنِي کلدَّهْرُ ظُلْماً وَلاَ
أُعَانُ عَلَيْهِ وَلاَ أُنْجَدُ
زمانٌ يُحَنِّقُني صَرفُهُ
كَأَنَّ حَوَادِثَهُ مِبْرَدُ
أما ينتبِهْ ليَ منكمْ كريمٌ
فيُسعِفُني فيهِ أو يُسعِدُ
سَأَحْتَقِبُ کلصَّبْرَ مُسْتَأْنِياً
لعلَّ عواقِبَهُ تُحمَدُ
وإنْ كَسُدَتْ سوقُ مدحي لكمْ
فَسُوقُ کلدَّفَاتِرِ لاَ تَكْسُدُ
وَأَرْحَلُ عَنْكُمْ إلَى بَلْدَة ٍ
بها في الشدائدِ من يرفِدُ
أَحِلُّ مَحَلِّي مِنْ أَهْلِهَا
بِفَضْلٍ وَفَضْلِي لاَ يُجْحَدُ
إلى بلدة ٍ لا تقومُ الخطوبُ
بِکلْحُرِّ فِيهَا وَلاَ تَقْعَدُ
فَمَاءُ کلسَّمَاحِ بِهَا لاَ يَغِيضُ
وريحُ المكارمِ لا ترْكَدُ
ولا الأسَدُ الوَرْدُ فيها يموتُ جوعاً ولا الكلبُ يسْتَأْسِدُ
وَرْدُ فِيهَا يَمُـ
يُسالمُ أيّامُها أهلَها
فَسَيْفُ کلْخُطُوبِ بِهَا مُغْمَدُ
لَحَى کللَّهُ بَغْدَاذَ مِنْ مَوْطِنٍ
بهِ كلُّ مَكرُمة ٍ نُفقَدُ
هِيَ کلدَّارُ لاَ ظِلُّ عَيْشِي بِهَا
ظَلِيلٌ وَلاَ زَمَنِي أَغْيَدُ
نَسِيمُ کلْهَوِيّ بِهَا بَارِدٌ
وَسُوقُ کلْقَرِيضِ بِهَا أَبْرَدُ
وأخلاقُ سُكّانِها كالزُّلالِ
ولكنَّ أيديهمُ جلمَدُ
ـوتُ جُوعاً وَلاَ کلْكَلْبُ يَسْتَأْسِدُ
ونارُ المَظالمِ لا تخمَدُ
فَكَفُّ کلْعَوَارِفِ مَقْبُوضَة ُ کلْـ
بخِسَّة ِ آبائِهِ تشهَدُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> فَالُوا أَبُو کلرَّيَّانِ صِنْـ
فَالُوا أَبُو کلرَّيَّانِ صِنْـ
رقم القصيدة : 26523(33/19)
-----------------------------------
فَالُوا أَبُو کلرَّيَّانِ صِنْـ
أسامة َ بن مُقَلَّدِ
فبادِرْ إلينا فصَرْفُ الزمانِ
حُلْوُ کلشَّمَائِلِ مُسْـ
فعَلاَمَ بينهما كما
وَتَرَى أَبَا کلرَّيَانِ لَيْـ
وكأنَّ هذا صِيغَ منْ
خَزَفٍ وَذَا مِنْ عَسْجَدِ
وأسامة ُ الغُمرُ الرِّداء
ـوَجْهِ مَغْلُولُ کلْيَدِ
لأَبٍ وأُمٍّ يَكْرَعَـ
شٍ بالفجورِ مُوطَّدِ
ويمبنُ هذا مُزْنة ٌ
للمُسْتَمِيحِ الْمُجتَدِي
ويمينُ ذاكَ كأنّها
مَخْلوقة ٌ من جَلمَدِ
وَعَلَى أُسَامَة َ شَارَة ُ
ـسَ لَهُ مَخيلَة ُ سُودَدِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا عضُدَ الدينِ أنتَ مُعتَمَدي
يا عضُدَ الدينِ أنتَ مُعتَمَدي
رقم القصيدة : 26524
-----------------------------------
يا عضُدَ الدينِ أنتَ مُعتَمَدي
سَمِعْتُ شَيْئاً قَدْ فَتَّ فِي عَضُدِي
سَمِعْتُ أَنَّ کللُّصُوصَ قَدْ دَخَلُوا
دَارِي فَعَاثُوا فِيمَا حَوَتْهُ يَدِي
وفرَّغوا عَيبَتي فما تركوا
شيئاً أُواري بلُبْسِهِ جسَدي
وقد تعجَّبْتُ كيفَ يقْصِدُني
دَهْرِي لِسُوءٍ وَأَنْتَ بِکلرَّصَدِ
فَکسْمَعْ حَدِيثي فَإنَّهُ حَدَثٌ
لَمْ يَجْرِ يَوْماً قَبْلِي عَلَى أَحَدِ
أَسْلَمُ في جانبِ الفُراة ِ مع البَدْوِ وأُسْبى في حَقَّة ِ البلَدِ
ـبَدْوِ وَأُسْبَى فِي حَقَّة ِ کلْبَلَدِ
وكلُّ شيءٍ قد كنتُ أحسِبُهُ
أَخْذُ ثِيَابِي مَا دَارَ في خَلَدِي
فالحمدُ للهِ لا شريكَ لهُ
مَا تَنْتَهِي حِرْفَتِي إلَى أَمَدِ
فانهَضْ إلى نُصرَتي فأنتَ فتى ً
مَا بَاتَ جَارٌ لَهُ بِمُضطَّهَدِ
واطلُبْ ثيابي فإنّها تِرَة ٌ
أَرْجِعُ فِيهَا عَلَيْكَ بِکلْقَوَدِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قُلْ لجَمالِ الدينِ يا أكرمَ
قُلْ لجَمالِ الدينِ يا أكرمَ
رقم القصيدة : 26525
-----------------------------------
قُلْ لجَمالِ الدينِ يا أكرمَ
ـاسِ وَيَا أَطْهَرَهُمْ مَوْلِدَا(33/20)
هَلْ لَكَ أَنْ يُصْبِحَ يَا سَيِّدِي
حُرُّ مَديحي فيكَ مُسْتَعْبَدا
قد عرَضَتْ لي حاجة ٌ قَلَّ أنْ
يَخِيبَ رَاجي مِثْلَهَا مَقْصَدَا
خفيفة ُ المَوقِعِ أعْتَدُّها
لمَوْضِعِ کلْحَاجَة ِ عِنْدِي يَدَا
ماذا ترى في زمنٍ أَعْوَلٍ
بَالٍ مُسِنٍّ دَخِسٍ أَجْرَدَا
ذِي كَبْوَة ٍ هَمٍّ إذَا هَمَّ أَنْ
يَرْكُضَهُ فَارِسُهُ أَوْتَدَا
مُعَمَّرٍ قَدْ نَقَضَتْ سِنُّهُ
سَوْطاً مِنَ کلْعُمْرِ بَعِيدَ کلنَّدَى
وقالَ لي جَدُّ أبي إنّهُ
أَقْرَحَ مُذْ كَانَ أَبِي أَمْرَدَا
أوْقَعَهُ خِذْلانُهُ في يدي
فَبَاتَ لاَ مَرْعَى ً وَلاَ مَوْرِدَا
لا يبتغي منكَ شَعيراً ولا
جُلاًّ وَلاَ تِبْناً وَلاَ مِقْوَدَا
وإنّما شَكواهُ من شَمْأَلٍ
يَتْبَعُ مَسْراهُ سقوطَ الندى
يَبيتُ منهُ لَيلَهُ واقفاً
تَحْتَ صَقِيعٍ يَصْدَعُ کلْجَلْمَدَا
لاَسِيَّمَا وَهْوَ جُمَادَى کلَّذِي
تكادُ فيهِ النارُ أنْ تَخمَدا
فكلّما مرَّتْ به ليلة ٌ
مَرَّتْ بِهِ مِنْ أُخْتِهَا أَبْرَدَا
يُرْضِيهِ أَنْ يَأْوِي إلَى مَعْلَفٍ
يمنعُهُ في الليلِ أنْ يَشْرُدا
وَأَنْ تَرَى عَيْنَاهُ مِنْ فَوْقِهِ
سِقْفاً وَبَاباً دُونَهُ مُوصَدَا
وَسَائِسَاً يُؤنِسُهُ كُلَّمَا کسْـ
في الظَّلماءِ أنْ يَرْقُدا
فكُنْ بما تُسْديهِ لي مُغْنِياً
عَنْ مَعْشَرٍ قَدْ تَرَكُونِي سُدَى
بِيضُ الأيادي غيرَ أنّي أرى
حظّي بَهيماً بينهمْ أسْوَدا
عطاؤُهمْ يُرْوي الأعادي ومَنْ
والاهُمُ ظمآنَ يشكو الصَّدى
رَاحُوا عَلَى حِرْمَانِهِ وَکغْتَدَوْا
وراحَ في مَدحِهِمُ واغْتَدى
قَدْ أَسْكَرُوهُ بِتَنَاسِيهِمُ
فَلاَ يَلُومُوهُ إذَا عَرْبَدَا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قَدْ فَنِيَتْ فِي هَوَاكُمُ عُدَدِي
قَدْ فَنِيَتْ فِي هَوَاكُمُ عُدَدِي
رقم القصيدة : 26526
-----------------------------------
قَدْ فَنِيَتْ فِي هَوَاكُمُ عُدَدِي
عنِ اصْطِباري وخانَني جلَدي(33/21)
وأنكرَتْ عينيَ الرُّقادَ فما
تَعْرِفُ غَيْرَ کلدُّمُوعِ وَکلسَّهَدِ
يا جامعَ الهَجرِ والفِراقِ معاً
عَلَى مُحِبٍّ بِکلشَّوْقِ مُنْفَرِدِ
لا تلْقَ بعدي على جَفائكَ ما
لَقِيتُهُ مِنْ ضَنى ً وَمِنْ كَمَدِ
أغْراكَ بالفتكِ أنَّ من شرَعَ الغرامَ لم يقْضِ فيهِ بالقَوَدِ
أَنَّ مَنْ شَرَعَ کلْـ
وَأَنَّنِي فِي هَوَاكَ مُعْتَرِفٌ
بأَنَّ عَيْنِي الَّتي جَنَتْ وَيَدِي
أقامَ لي خدُّكَ الدليلَ بما
ضَرَّمَهُ مِنْ جَوى ً عَلَى كَبِدِي
إنَّ مرايا الإحراقِ تُحرقُ ما
قابلَهُ نورُها من البُعُدِ
أَمَا وَطَرْفٍ يُصْمَى کلْخَلِيُّ بِهِ
سِهَامُهُ لِلْقُلُوبِ بِکلرَّصَدِ
وعارِضٍ مُذْ علقْتُهُ عرَضاً
عرضْتُ قلبي للهمِّ والكمَدِ
لَوْ لَمْ يَكُنْ مُؤذِناً بِحَرْبِي مَا
قَابَلَنِي وَهْوَ لاَبِسُ کلزَّرَدِ
والثغرِ كاللؤلؤِ النَّظيمِ وإنْ
غادرَ دمعي كاللؤلؤِ البَدَدِ
رَشَفْتُ مِنْهُ فَأَيُّ حَرِّ جَوًى
أعقَبَني رشفُ ذلكَ البرَدِ
إنّكَ مع قوّة ٍ عُرفْتَ بها
أَكْثَرُ ثَبْتاً مِنِّي عَلَى جَسَدِي
ـغَرَامَ لَمْ يَقْضِ فِيهِ بِکلْقَوَدِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> نَارُ جَوى ً فِي کلضُّلُوعِ تَتَّقِدُ
نَارُ جَوى ً فِي کلضُّلُوعِ تَتَّقِدُ
رقم القصيدة : 26527
-----------------------------------
نَارُ جَوى ً فِي کلضُّلُوعِ تَتَّقِدُ
وَمُهْجَة ٌ قَدْ أَذَابَهَا کلْكَمَدُ
في حُبِّ لَدْنِ القَوامِ تملِكُهُ
يدي وما لي بالهَجرِ منهُ يَدُ
أَيا کلسَّيّدُ مَا سَـ
ولا ظلُّكَ مُمتَدُّ
مُنفرِدٌ بالجمالِ عاشِقُهُ
في حُبِّهُ بالغرامِ مُنفرِدُ
وبابُ الخيرِ والتوفيقِ في وجهِكَ مُنسَدُّ
رِ وَکلتَّوْفِيـ
وَلاَ فِيكَ بِحَمْدِ کللَّهِ
لاَ هَزْلٌ وَلاَ جِدُّ
عَرَّضَنِي لِلسَّقَامِ عَارِضُهُ
وَمُذْ وَهَى خَصْرُهُ وَهَى کلْجَلَدُ
كَيْفَ کصْطبَارِي عَنْهُ وَقَدْ فَنِيَتْ
ذخائرُ الصبرِ فيهِ والعُدَدُ
وسِيّانَ لدَيْكَ الذمُّ(33/22)
من جهلِكَ والحمدُ
أم كيفَ يَخبو للشوقِ في كبِدي
نَارٌ لَهَا نَارُ خَدِّهِ مَدَدُ
ولمّا غلبَ اليُبْسُ
على رأسِكَ والبرْدُ
وَهَلْ عَلَى مِثْلِ مَا أُكَابِدُهُ
فِي کلْحُبِّ يَبْقَى لِعَاشِقٍ كَبِدُ
تَعَرَّضْتَ لِمَنْ تَفْرَقُ
مِنْ أَعْرَاضِهِ کلأُسْدُ
ولو زاحمَهُ الطَّوْدُ
لأَمْسى وهْوَ مُنْهَدُّ
أنجَزَ وعدي بزَورة ٍ طالما
كَانَ غَرِيمُ کلْهَوَى بِهَا يَعِدُ
فَخُذْ دَالِيَّة ً وَجْهُكَ
منها اليومَ مُسوَدُّ
فَبَاتَ يَجْلُو حَمْرَاءَ تَحْسِبُهَا
من وجنتَيْهِ في الكأسِ تتَّقِدُ
ولا تحسبُ أنّي
بهِجائي لكَ مُعتَدُّ
وَسَّدْتُهُ سَاعِدِي وَوَسَّدَنِي
خدَّاً له سيفُ لَحظِهِ رصَدُ
فما عندي على مثلِكَ
لاَ غَيْظٌ وَلاَ حِقْدُ
أَحُومُ من حَولِهِ وبي ظمأٌ
إلَى جَنَا رِيقِه وَلاَ أَرِدُ
وَلكِنْ أَسْرَفَ کلظَّالِمُ
والظُّلمُ لهُ حَدُّ
أَشْكُو إلَيْهِ وَجْدِي وَأَهْوَنُ مَا
مَرَّ على مَسمعَيْهِ ما أجِدُ
فعالَجْتُ بذَبحِ التَّيسِ
حتى يفزَعَ القِردُ
قامَ يَميطُ الرُّقادَ عن مُقَلٍ
حَتَّى إذَا کللَّيْلُ شَابَ مَفْرِقُهُ کلْـ
وَيلٌ لأعدائِهِ لقد سَفِهوا
في الرأيِ فاسْتَذْأَبوا وهمْ نقَدُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> ألا قُلْ لمُفتخِرٍ بالمَجوسِ
ألا قُلْ لمُفتخِرٍ بالمَجوسِ
رقم القصيدة : 26528
-----------------------------------
ألا قُلْ لمُفتخِرٍ بالمَجوسِ
أَبُوهُ عَلَى زَعْمِهِ کلْمُؤبذُ
شحذْتَ غِراراً وإنّي إخالُ
أَنَّ لِهَادِيكَ مَا تشْحَذُ
رَمَتْكَ کلْوِلاَيَة ُ فِي هُوَّة ٍ
فَمَا لَكَ مِنْ قَعْرِهَا مُنْقِذُ
فَلَوْ نَصَبُوا جَهْبذاً مَا کرْتَضَى
بما ترتَضِيهِ لكَ الجهبَذُ
فحُكمُكَ عندَهمُ ساقطٌ
وقَولُكَ مُطَّرَحٌ يُنبَذُ
وَكَيْفَ تُطِيعُكَ صِيدُ کلْمُلُوكِ
وَأَمْرُكَ فِي کلْبَابِ لاَ يَنْفُذُ
فَخَلِّ وِلاَيَتَهُمْ وَکجْتَمِعْ
كَمَا جَمَعَتْ نَفْسَها کلْقُنْفُذُ(33/23)
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يَا مَنْ رَعَيْتُ لَهُ کلْوِدَادَ تَمَسُّكاً
يَا مَنْ رَعَيْتُ لَهُ کلْوِدَادَ تَمَسُّكاً
رقم القصيدة : 26529
-----------------------------------
يَا مَنْ رَعَيْتُ لَهُ کلْوِدَادَ تَمَسُّكاً
بعهودِهِ فغدا لعَهدي نابِذا
ومن ادَّرعْتُ الصبرَ فأرسلَتْ
عَيناهُ سهماً في المَقاتلِ نافِذا
غادرْتَني نَدِماً أُقلِّبُ راحة ً
فِي کلْحُبِّ خَاسِرَة ً وَأَقْرُعُ نَاجِذَا
لاَ تُصْغِ فِيَّ إلَى کلْوُشَاة ِ وَلاَ تَكُنْ
لي باجتِرامِ الكاشِحينَ مُواخِذا
أَنَا مُسْتَجِيرٌ مِنْ صُدُودِكَ عَائِذٌ
إنْ كنتَ ترحمُ مُستجيراً عائِذا
العصر العباسي >> البحتري >> تريك الذي حدثت عنه من السحر
تريك الذي حدثت عنه من السحر
رقم القصيدة : 2653
-----------------------------------
تُرِيكَ الذي حُدّثتَ عَنهُ منَ السِّحْرِ،
بطَرْفٍ عَليلِ اللّحظِ مُستغرَبِ الفَترِ
وَتَضْحَكُ عَنْ نَظمٍ من اللّؤلؤ الذي
أرَاكَ دُموعَ الصّبّ كاللّؤلؤِ النّثْرِ
أفي الخَمرِ بَعضٌ من تَعَصْفُرِ خدّها،
أمِ التَهَبَتْ في خدّها نَشوَةُ الخَمرِ
أقامَتْ على الهِجرَانِ ما إن تَجوزُهُ،
وَخالفَهَا بالوَصْلِ طَيفٌ لها يَسرِي
فكَمْ في الدّجى مِنْ فَرْحةٍ بلِقائِها،
وَمِنْ تَرْحَةٍ بالبَينِ منها لدى الفجرِ
إذا اللّيلُ أعطانا مِنَ الوَصْلِ بُلغَةً،
ثَنَتْنَا تَباشِيرُ النّهَارِ إلى الهَجْرِ
وَلمْ أنْسَ إسعافَ الكَرَى بدُنُوّها،
وَزَوْرَتِها بَعدَ الهُدُوّ، وَما تَدرِي
وَأخذي بعِطفَيْها، وَقد مالَ رِدْفُها
بلَينه العِطفَينِ، مَهضُومةِ الخَصرِ
عِنَاقٌ يُرَوّي غُلّتي، وَهوَ باطِلٌ،
وَلَوْ أنّهُ حَقٌّ شَفَى لَوْعةَ الصّدْرِ
هْنتكْ، أمِيرَ المُؤمِنينَ، كِفَايَةٌ
مِنَ الله، في الأعداءِ، نابهةُ الذّكرِ
أتاكَ هِلالُ الشّهرِ سَعداً، فَبُورِكَا
على كلّ حالٍ من هلالٍ وَمن شَهرِ
أتَاكَ بفَتْحَيْ مَوْلَيَيْكَ مُبَشِّراً(33/24)
بأكْبَرِ نُعْمَى، أوْجبَتْ أكثرَ الشكرِ
بما كانَ في الماهاتِ مِن سَطوِ مُفلحٍ،
وَما فعَلَتْ خَيلُ ابنِ خاقانَ في مِصرِ
وَإدْبارِ عَبْدوسٍ، وَقد عَصَفتْ بهِ
صُدورُ سيوفِ الهندِ، وَالأسَلِ السُّمرِ
لئِنْ كانَ مُستَغوِي ثَمُودٍ لقد غدتْ
على قَوْمِهِ، بالأمسِ، رَاغِيَةُ البَكْرِ
بِطَعْنٍ دِرَاكٍ في النّحورِ، يَحُطُّهمْ
نَشاوَى، وَضرْبٍ في جماجمهمْ هَبْرِ
فلَسْتَ تَرَى إلاّ رُؤوساً مُطاحَةً،
يجيدُ المَوَالي نَحرَها، أوْ دَماً يجرِي
وَلمْ تَحْرُزِ المَلْعُونَ قَلْعَتُهُ، التي
رَأى أنّهَا حِرْزٌ على نُوبِ الدّهْرِ
مضَى في سَوَادِ اللّيلِ، وَالخّيلُ خَلفَه
كرَاديسُ من شَفْعٍ مُغِذ، وَمن وِترِ
قَضَى ما عَلَيْهِ مُفْلِحٌ في طِلابِهِ،
فَلَمْ يَبْقَ إلاّ ما عَليّ مِنَ الشِّعْرِ
سَيَأتي بِهِ مُسْتَأسَراً، أوْ برَأسِهِ،
بَنُو الحَرْبِ، والغَالُونَ في طلَبِ الوِترِ
سَرَاةُ رِجَالٍ مِنْ مَواليكَ أكّدوا
عُرَى الدينِ إحكاماً وَبَتّوا قوَى الكفرِ
إذا فتَتَحُوا أرْضاً أعَدّوا لمِثْلِها
كَتائبَ تَفرِي من أعاديكَ ما تَفرِي
فَفي الشّرْقِ إفْلاحٌ لمُوسَى وَمُفلحٍ،
وَفي الغَرْبِ نَصرٌ يُرْتَجى لأبي نَصْرِ
لَقَدْ زَلزَلَ الشّامَ العَرِيضَةَ ذِكرُهُ،
وَأقْلَقَ سُكّانَ الجَزِيرَةِ بالذّعرِ
عُمِرْتَ، أميرَ المُؤمنينَ، بنِعْمَةٍ
تُضَاعِفُ ما مُكّنْتَ فيهِ من العُمرِ
وَمُلّيتَ عَبْدَ الله إنّ سَمَاحَهُ
هوَ القَطرُ في إسبالِهِ، وَأخُو القَطْرِ
إذا ما بَعَثْنَا الشِّعرَ فيهِ تَزَايَدَتْ
لهُ مَكْرُماتٌ، مُرْبياتٌ على الشِّعْرِ
مَتَتُّ بِأسْبَابٍ إلَيْهِ كَثِيرَةٍ،
وقدْ تُدْرَكُ الحَاجَاتُ بِالسَّبَبِ النَّزْرِ
وما نِلْتُ مِنْ جَدوَى أبيهِ وَجَدّهِ،
وَما رَفَعَا لي مِنْ سَنَاءٍ، وَمن ذِكْرِ
وَجَاوَرَ رَبْعي بالشّآمِ رِبَاعَهُ،
وَلَيسَ الغِنى إلاّ مُجاوَرَةُ البَحْرِ
وَلي حاجَةٌ لمْ آلُ فيهَا وَسِيلَةً(33/25)
إلى القَمَرِ الوَضّاحِ، وَالسّيّدِ الغَمْرِ
شَفَعْتُ إلَيْهِ بالإمَامِ، وَإنّمَا
تَشَفّعْتُ بالشّمسِ اقتضَاء إلى البدر
فَلَمْ أرَ مَشْفُوعاً إلَيْهِ وَشافِعاً
يدانيهما في منتهى المجد والفخر
فعال كريم الفعل مطلب الجدا
وقول مطاع القول متب الأمر
فعش سالماً أخرى الليالي إذا انقضت أواخر عصر مبتدا العصر
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> من عَذيري فيهِ وهلْ من عَذيرِ
من عَذيري فيهِ وهلْ من عَذيرِ
رقم القصيدة : 26530
-----------------------------------
من عَذيري فيهِ وهلْ من عَذيرِ
فِي هَوَى مُخْطَفِ کلْقَوَامِ غَرِيرِ
فاتِرٍ لَحظُهُ وأيُّ غرامٍ
هَاجَ لِي مَا بِلَحْظِهِ مِنْ فُتُورِ
هل أنتِ يا لَمياءُ ذاكِرة ٌ على
يمزُجُ الكأسَ لي بماءِ رُضابٍ
كجَنا النحلِ شِيبَ بالكافورِ
زارَني بعد هَجعَة ٍ يمسحُ الرَّقْدة َ عن جفنِ عينِهِ المَزْرُورِ
َة ٍ يَمْسَحُ کللرَّقْـ
يَا مُدِيرَ کلْكُؤُوسِ مِنْ طَرْفِهِ کلْـ
كاسرٌ مُقلتَيْهِ والليلُ قد أدْ
بَرَ فِي فَلِّ جَيْشِهِ کلْمَكْسُورِ
ـوَصْلِ وَمَا كُنْتَ قَانِعا بِکلْيَسِيرِ
عُمِّرَتْ في الدِّنانِ عُمْرَ النُّسورِ
يغدُرْنَ بي لولا بَياضُ عَذائري
والْقَ بردَ الشتاءِ منها بنارٍ
وارْمِ جُنحَ الظلامِ منها بنورِ
عِطْفي ولا أُبْدي الوِصالَ لهاجِرِ
أَنَا حَكَّمْتُ لَحْظَ عَيْنَيْكَ فَکحْكُمْ
فِي دَمِي غَيْرَ آثِمٍ مَأْزُورِ
شَيَّبَتْ لِمَّتِي شَوَائِبُ دهْرِي
واسترَدَّتْ عاريَّة َ المُستَعيرِ
وَتَعَوَّضْتُ لَيْلَ هَمٍّ طَوِيلٍ
بدَلاً من زمانِ لَهوٍ قصيرِ
بخيالٍ في الطَّيفِ منها كَذُوبٍ
وَبِزَوْرٍ مِنْ وَعْدِهَا مَغْزُورِ
وعَذارى القَريضِ بعد كسادٍ
أَنْكَرَ کلْغَانِيَاتُ عَهْدِي وَمَا أَنْـ
ـوَة ِ حَتَّى مَلِلْتُ كَأْسَ کلْمُدِيِر
عٍ وللمؤمنينَ خيرُ أميرِ
واسْتَجْلِ من غُرَرِ المديحِ غَريرة ً(33/26)
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> خِتَانٌ جَرَى بِکلنُّجْحِ وَکلْيُمْنِ طَائِرُهْ
خِتَانٌ جَرَى بِکلنُّجْحِ وَکلْيُمْنِ طَائِرُهْ
رقم القصيدة : 26531
-----------------------------------
خِتَانٌ جَرَى بِکلنُّجْحِ وَکلْيُمْنِ طَائِرُهْ
مَوَارِدُهُ مَحْمُودَة ٌ وَمَصَادِرُهْ
قَضَتْ بِتَبَاشِيرِ کلصُّدُورِ صُدُورُهُ
وَنَيْلِ کلْمُنَى أَعْجَازُهُ وَأَوَاخِرُهْ
بِطَالِعِ سَعْدٍ لاَ يَغِيبُ نُجُومُهُ
وزائدِ حظٍّ لا تَغِبُّ بَشائِرُهْ
فيا لكَ من يومٍ تَكامَلَ حُسنُهُ
فرَقَّتْ حَواشيهِ وراقَتْ مَناظِرُهْ
حَوَى شَرَفاً يَبْقَى عَلَى کلأَرْضِ ذِكْرُهُ
إذا فنِيَتْ أدْوارُهُ وأَعاصِرُهْ
يَتِيهُ عَلَى کلأَيَّامِ فَضْلاً وَسُودَداً
فَلَوْ فَاخَرَتْهُ أَفْحَمَتْهَا مَفَاخِرُهْ
أُفِيضَ عَلَى کلدُّنْيَا بِهِ ثَوْبُ بَهْجَة ٍ
وَأَمْسَتْ عَلَيْهَا ضَافِيَاتٍ حَبَائِرُهْ
ففي كلِّ قلبٍ غِبطة ٌ تَسْتَفِزُّهُ
وَنَشْوَة ُ سُكْرٍ مِنْ سُرُورٍ تُخَامِرُهْ
لَقَدْ سَفَكَ کلإسْلاَمُ مِنْهُ وَحُكْمُهُ
دماً جَلَّ أنْ يُلقى على الأرضِ قاطِرُهْ
وَلَوْلاَ أَمِيرُ کلْمُؤْمِنينَ وَأَنَّهُ
بإيثارِهِ في طاعة ِ اللهِ هادِرُهْ
لخَرَّتْ على الأرضِ السماءُ وزُلزلَتْ
رَواسِيِهِ إجْلالاً وغِيضَتْ زَواخِرُهْ
أَيُعْصَى عَلَى وِتْرٍ سَلِيلُ خَلِيفَة ٍ
كَتائبُهُ من حولِهِ وعساكرُهْ
وَتَجْنِي عَلَيْهِ فِي يَدِ کلْعِلْجِ مُدْيَة ٌ
وَخِرْصَانُهُ مِنْ دُونِهَا وَبَوَاتِرُهْ
وما فارقَتْ بِيضُ السيوفِ غُمودَها
ولا حملَتْ أُسْدَ العرينِ ضَوامرُهْ
وَلكِنَّهُ کلإسْلاَمُ يَنْقَادُ طَائِعاً
لهُ كلُّ جبّارٍ تُطاعُ أوامرُهْ
لِيَهْنَ أبا العباسِ للهِ نعمة ٌ
تُراوِحُهُ مَوصولة ً وتُباكِرُهْ
سَيَبْلُوا وَشيكاً منهُما ليثُ غابة ٍ
تُمزِّقُ أَشلاءَ الأعادي أَظافرُهْ
وغيثُ سماءٍ يملأُ الإفْقَ وَدْقُهُ(33/27)
ويَروي صَدى الهِيمِ العِطاشِ مَواطرُهْ
هُمُ أُمَرَاءُ کلْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِمُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لكَ النَّهيُ بعدَ اللهِ في الخَلقِ والأمرُ
لكَ النَّهيُ بعدَ اللهِ في الخَلقِ والأمرُ
رقم القصيدة : 26532
-----------------------------------
لكَ النَّهيُ بعدَ اللهِ في الخَلقِ والأمرُ
وفي يدِكَ المَبسوطة ِ النفعُ والضُّرُّ
وطاعَتُكَ الإيمانُ باللهِ والهدى
وَعِصْيَانُكَ کلإلْحَادُ فِي کلدِّينِ وَکلْكُفْرُ
ولولاكَ ما صحَّتْ عقيدة ُ مُؤمنٍ
تقيٍّ ولم يُقبَلْ دعاءٌ ولا نَذرُ
مُرِ الدهرَ يفعلْ ما تشاءُ فإنّهُ
بِأَمْرِكَ يَجْرِي فِي تَصَرُّفِهِ کلدَّهْرُ
عِتادُكَ للأعداءِ بِيضٌ صَوارمٌ
وَمُقْرَبَة ٌ جُرْدٌ وَخَطيَّة ٌ سُمْرُ
وأنت أمينُ اللهِ فينا ووارثُ النبيِّ ومن أمسى يحُقُّ له الأمرُ
هِ فِينَا وَوَارِثُ کلـ
إمامُ هدى ً عمَّتْ سِياسة ُ عدلِهِ
فَأَوَّلُ مَقْتُولِ بِأَسْيَافِهِ کلْفَقْرُ
يُقَصِّرُ بَاعُ کلْمَدْحِ دُونَ صِفَاتِهِ
وتَصغُرُ أنْ يهدي الثناءَ له الشِّعرُ
وَمَنْ نَطَقَتْ آيُ کلْكِتَابِ بِفَضْلِهِ
فَمَا حَدُّهُ أَنْ يَبْلُغَ کلنَّظْمُ وَکلنَّثْرُ
وكيفَ يُقاسُ البحرُ جُوداً بكفِّهِ
ومن بعضِ ما تحويهِ قبضَتُهُ البحرُ
وَمَا لِضِيَاءِ کلْبَدْرِ إشْرَاقُ وَجْهِهِ
وَأَنَّى وَمِنْ إشْرَاقِهِ خُلِقَ کلْبَدْرُ
ومن يستَهِلُّ القُطْرُ من برَكاتِهِ
على الناسِ ظلمٌ أن يُقاسَ بهِ القَطْرُ
وَكَيْفَ يُهَنَّى بِکلزَّمَانِ وَإنَّمَا
تُهَنَّى بِهِ کلأَيَّامُ وَکلْعَامُ وَکلْعَصْرُ
تغارُ من الأرضِ السماءُ لوَطْئِهِ
ثَرَاهَا وَمِنْ حَصْبَائِهَا کلأَنْجُمُ کلزُّهْرُ
مِنَ کلْقَوْمِ لِلأَمْلاَكِ بِکلْوَحْيِ مَهْبَطٌ
عَلَيْهِمْ وَفِي أَبِيَاتِهِمْ نَزَلَ کلذِّكْرُ
بمجدِهمُ سادَتْ قُريشٌ وهاشمٌ
ومن قبلُ ما سادتْ كِنانة ُ والنَّضْرُ
وَلاؤُهمُ للمُذنِبينَ وسيلة ٌ(33/28)
فلولاهمُ ما حُطَّ عن مُذنِبٍ وِزْرُ
بهمْ شَرُفَتْ بَطحاءُ مكّة َ والصَّفا
وَزَمْزَمُ وَکلْبَيْتُ کلْمُحَجَّبُ وَکلْحُجْرُ
وَكَيْفَ تُجَارَى فِي کلْفَخِارَ عِصَابَة ٌ
لآِدَمَ فِي يَوْمِ کلْمَعَادِ بِهِمْ فَخْرُ
وأنتَ أميرَ المؤمنينَ ذخيرة ٌ
لأعقابِهمْ طابَتْ وطابَ بها الذِّكْرُ
وَلَمَّا أَبَى کلأَعْدَاءُ إلاَّ تَمَرُّداً
أَبَى کللَّهُ إلاَّ أَنْ يَكُونَ لَكَ کلنَّصْرُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> تَهَنَّ بِهَا أَشْرَفَ کلأَرْضِ دَارَا
تَهَنَّ بِهَا أَشْرَفَ کلأَرْضِ دَارَا
رقم القصيدة : 26533
-----------------------------------
تَهَنَّ بِهَا أَشْرَفَ کلأَرْضِ دَارَا
جَمَعْتَ کلْعَلاَءَ لَهَا وَکلْفِخَارَا
وألستَها هَيبة ً من عُلاكَ
مَلأْتَ کلنَّوَاظِرَ مِنْهَا وَقَارَا
أَعَادَ کلْمَسَاءَ صَبَاحاً بِهَا
ضِيَاؤُكَ وَکللَّيْلَ فِيهَا نَهَارَا
تَبوَّأْتَها فكأنَّ الجبالَ
حَلَّتْ بِأَرْجَائِهَا وَکلْبِحَارَا
تَتِيهُ على البدرِ بدرَ السماءِ
بِسَاكِنَهَا شَرَفاً وَکفْتِخَارَا
بِهَا عَارِضٌ لاَ يُغِبُّ کلْعَطَاءَ
وَبَدْرُ دُجًى لاَ يَخَافُ کلسِّرَارَا
قَضَاهَا بِأَلْطَفِ تَدْبِيرهِ
فأحسَنَ فيما قَضاهُ اختِيارا
وَأَنْشَأَهَا كَعْبَة ً لِلسَّمَاحِ
فأوضَحَ نَهجاً وأعلى مَنارا
تَرَى لِوُفُودِ کلنَّدَى حَوْلَهَا
طَوافاً بأركانِها واعتِمارا
فَكَادَتْ وَقَدْ رَمَقَتْهَا کلسَّمَاءُ
تُلقي النجومَ عليها نِثارا
وأضحَتْ حِمى مالِكٍ لا يُجارُ
عليهِ وبحرُ نَدى ً لا يُجارا
إمَامٌ تَبَلَّجَ وَجْهُ کلزَّمَانِ
بِوَجْهِ خِلاَفَتِهِ وَکسْتَنَارَا
وَكَانَتْ تَرَى کلْغَدْرَ أَيَّامُنَا
فَعَلَّمَهَا كَيْفَ تَرْعَى کلذِّمَارَا
وَآلَى عَلَى کلدَّهْرِ أَنْ لاَ يَنَالَ
مآربَهُ منهُ إلاّ اقتِسارا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> وأغيَدَ ما عنه للصَّبِّ صبرُ
وأغيَدَ ما عنه للصَّبِّ صبرُ(33/29)
رقم القصيدة : 26534
-----------------------------------
وأغيَدَ ما عنه للصَّبِّ صبرُ
إلَيْهِ مِنَ کللَّوْمِ فِيهِ کلْمَفَرُّ
أَقُولُ لِمَنْ لاَمَنِي فِي هَوَاهُ
رُويداً فلي في عِذارَيْهِ عُذْرُ
بخَدَّيْهِ ماءٌ ونارٌ وفي
مُقَبَّلِهِ العَذْبِ مِسكٌ وخمرُ
حمَتْهُ صَوارمُ أَلحاظِهِ
فأصبحَ والثغرُ من فيهِ ثَغرُ
لَواحظُ فيها رُقى ً للمُحبِّ
إذَا مَا كَشَرْنَ لِوَعْدٍ وَسِحْرُ
حَكَى قَلَقِي وَنُحُولِي بِهِ
وِشاحٌ يَجولُ عليهِ وخَصرُ
كسَتْهُ المَلاحة ُ ثَوباً عليهِ
لِحَظِّ کلْعِذَارِ مِنَ کلْحُسْنِ شَطْرُ
أَصَرَّ العَذُولُ على العَذْلِ فيهِ
وقلبي على الوَجدِ فيه مُصِرُّ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> شُكري لسَيْبِ نَوالِكَ الغَمْرِ
شُكري لسَيْبِ نَوالِكَ الغَمْرِ
رقم القصيدة : 26535
-----------------------------------
شُكري لسَيْبِ نَوالِكَ الغَمْرِ
شُكرُ الرِّياضِ لوابلِ القَطْرِ
يا من أمِنْتُ بجُودِ راحتِهِ
مَا كُنْتُ أَحْذَرُهُ مِنَ کلدَّهْرِ
بنَداكَ يا ابن أبي المَضاءِ مضى
عنّا زمانُ البُؤسِ والعُسْرِ
وبجودِ شمسِ الدينِ أسفَرَ لي
حَظِّي وَعَادَ مُسَالِمِي دَهْرِي
لولا الأميرُ محمّدٌ درِسَتْ
سُبُلُ الهُدى ومَعالمُ البِرِّ
رَبُّ السماحة ِ والفصاحة ِ والْ
إقدامِ والمعروفِ والبِشْرِ
عبَقُ الشمائلِ في سِيادَتِهِ
حُلوُ الفَكاهة ِ طيّبُ النَّشْرِ
غَمْرُ کلرِّدَاءِ خَلَتْ جَوَانِحُهُ
لِلنَّاسِ مِنْ حِقْدٍ وَمِنْ غِمْرِ
يَجلو الظلامَ ضياءُ غُرَّتِهِ
وَتَغَارُ مِنْهُ مَطَالِعُ کلْبَدْرِ
مُتواضِعٌ لعُفاتِهِ كَبُرَتْ
أخلاقُهُ وعلَتْ عنِ الكُبْرِ
ذو عَزمة ٍ كالنارِ مُضرَمة ٍ
وَخَلاَئِقٍ كَکلْمَاءِ وَکلْخَمْرِ
وَيَدٍ يُقْصِّرُ دُونَ غَايَتِهَا
فِي کلْجُودِ جُودُ کلْغَيْثِ وَکلْبَحْرِ
يا ابنَ الأُولى ناطُوا مَناقِبَهمْ
بمَعاقدِ العَيُّوقِ والنَّسْرِ
أنتَ الذي جَلَّلْتَني نِعَماً(33/30)
لاَ يَسْتَقِلُّ بِعِبْئِهَا شُكْرِي
كَمْ مِنَّة ٍ أَوْلَيْتَنِي ضَعُفَتْ
عن حملِها لكَ مُنَّة ُ الشِّعرِ
مَا زِلْتَ تَسْحَبُ فِي ثَرَى أَمَلي
كرَماً سَحابَ عطائِكَ الثَّرِّ
حَتَّى غَدَوْتُ بِو
َصْفِ جُودِكَ مَكْـ
ضاقَتْ مَعاذِيرُ الزمانِ بما
فِي کلنَّاسِ مِنْ بُخْلٍ وَمِنْ غَدْرِ
أَحْصَاهُمُ عَدَداً فَمَا کشْتَمَلَتْ
مِنْهُمْ جَرِيدَتُهُ عَلَى حُرِّ
ـدُودَ کلْقَرِيحَة ِ مُتْعَبَ کلْفِكْرِ
فَكَأَنَّهُ لَيْلٌ تَبَسَّمَ مِنْ
لأْلاَءِ وَجْهِكَ عَنْ سَنَا فَجْرِ
سكنَتْ لأَوْبَتِكَ القلوبُ وكانتْ من تَطاوُلِها على ذُعْرِ
نَتْ مِنْ تَطَاوُلِهَا عَلَى ذُعْرِ
وَحَلَلْتَ زَوْرَاءَ کلْعِرَاقِ كَمَا
حَلَّ الغَمامُ بماحلِ القَفرِ
أبا عليٍّ عَداكَ المَخُوفُ والمَحذورُ
ورُبَّ هاوٍ في حَضِيضِ الثَّرى
طارَ به الجَدُّ معَ النسْرِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قَدْ أَقْلَعَتْ فَکصْفَحُوا عَنْ جُرْمِهَا کلْغَيْرُ
قَدْ أَقْلَعَتْ فَکصْفَحُوا عَنْ جُرْمِهَا کلْغَيْرُ
رقم القصيدة : 26536
-----------------------------------
قَدْ أَقْلَعَتْ فَکصْفَحُوا عَنْ جُرْمِهَا کلْغَيْرُ
وقد أتتْكُمْ صُروفُ الدهرِ تعتذِرُ
كَانَتْ عَلَى کلسُّكْرِ مِنْهُ هَفْوَة ٌ فَهَبُوا
بفضْلِ أحلامِكُمْ ما جرَّهُ السَّكَرُ
وَکسْتَعْمِلُوا عَادَة َ کلصَّفْحِ کلَّتِي شَهِدَ کلْـ
ـبَادُونَ فِيهَا لَكُمْ بِکلْفَضْلِ وَکلْحَضَرُ
لنفسِهِ لا لكمْ كانتْ إساءَتُهُ
وفي بَنيهِ سرى لا فيكمُ الضرَرُ
أَصَابَكُمْ فِي ثَرَاءٍ لَمْ يَزَلْ لِذوِي کلْـ
ـحَاجَاتِ أَوْ لِبَنِي کلآمَالِ يُدَّخَرُ
كذا الحوادثُ لا يُمسي على خطَرٍ
مِنْهَا مِنَ کلنَّاسِ إلاَّ مَنْ لَهُ خَطَرُ
قَدْ كَانَ فِي ذَاكَ سَلْبٌ وَهْوَ مَوْهِبَة ٌ
وَکلْمَالُ مَا سَلِمَتْ نَفْسُ کلْفَتَى هَدَرُ
فكلّما سلبَتْ كفّاكَ من نَشَبٍ(33/31)
يَا دَهْرُ فِي جَنْبِ مَا أَبْقَيْتَ مُغْتَفَرُ
إنّي أرى ظفَراً تبدو مَخائِلُهُ
فَکسْتَشْعِرُوهُ وَعُقْبَى کلصَّابِرِ کلظَّفَرُ
هذا صباحٌ تَدُرُّ الشمسُ طالعة ً
مِنْ بَعْدِهِ وَوَمِيضٌ خَلْفَهُ مَطَرُ
ولَّتْ سحابة ُ ذاكَ الشرِّ مُقلِعة ً
عنّا وعادَ رَماداً ذلكَ الشرَرُ
وَحُسْنُ رَأْيِ أَمِيرِ کلْمُؤْمِنينَ لَكُمْ
فِي كُلِّ طَارِقِ هَمٍّ فَادِحٍ وَزَرُ
مِنْ كُلِّ مَاضٍ بِجَدْوَى كَفِّهِ خَلَفٌ
وَكُلُّ وَهْنٍ بِمَا أَوْلاَهُ مُنْجَبِرُ
عنكمْ روى الناسُ أخبارَ الكرامِ وفي
قَدِيمكُمْ جَاءَتِ کلآيَاتُ وَکلسُّوَرُ
قَوْمٌ يُضِيءُ لَنَا فِي كُلِّ رَاجِية ٍ
آرَاؤُهُمْ وَظَلاَمُ کلْخَطْبِ مُعْتَكِرُ
إذا هُمُ استَبقوا في الجُودِ وابتَدروا
تَشابَهَتْ منهمُ الأَوْضاحُ والغُرَرُ
فَفي کلْكَتَائِبِ آسَادٌ إذَا کلْتَأَمُوا
وَفِي کلْمَوَاكِبِ أَقْمَارٌ إذَا سَفَرُوا
لاَ يَفْخَرُون بِمُلْكٍ شَامِخٍ وَبِهِمْ
تُمسي الممالكُ في الآفاقِ تفتخِرُ
إذَا کقْشَعَرَّ کلثَّرَى كَانَتْ وُجُوهُهُمُ
لَنَا وَأَيْدِيهِمُ کلرَّوْضَاتُ وَکلْغُدُرُ
بالمَنْدَلِ الرَّطْبِ يُذْكى في بيوتِهمُ
نارُ القِرى وتُذَكّى حولَها البِدَرُ
تَزيدُهمْ رغبة ً في العَفوِ بَسْطَة ُ أيديهمْ فأحلمُ ما كانوا إذا قدروا
ـدِيهِمْ فَأَحْلَمُ مَا كَانُوا إذَا قَدَرُوا
إنَّ الوزارة َ لمّا غابَ ضَيْغَمُها
عَنْهَا وَفَارَقَ تِلْكَ کلْهَالَة َ کلْقَمَرُ
لَمْ تَرْضَ فِي کلأَرْضِ مَخْلُوقاً يَكُونُ لَهَا
كَفْئاً تَدينُ له عَفواً وتأتَمِرُ
فأقسمَتْ لا رأى خَطباً لها نظَرٌ
حَتَّى يكُونَ لَكُمْ فِي أَمْرِهَا نَظَرُ
إنْ لانَ مَغمَزُها من بعدِكمْ فبِما
أمسَتْ لدَيكُمْ وما في عُودِها خَوَرُ
رَدُّوا عليها أمانيها بعَودِكُمُ
فَمَا لَهَا فِي سِوَى تَدْبِيرِكُمْ وَطَرُ
لقد تَطاوَلَ أقوامٌ لمَنصِبِها
جَهلاً وفي بُوعِهمْ عن نَيلِها قِصَرُ(33/32)
فقُلْ لهم نَكِّبوا عن طُرْقِها فمتى
كَرَّتْ مَعَ کلْجُرْدِ فِي مِضْمَارِهَا کلْحُمُرُ
تَزَحْزَحُوا عَنْ مَقَامِ کلْمَجْدِ وَکعْتَزِلُوا
مَرابضَ الأُسْدِ لا يحتلُّها البقَرُ
فللحروبِ رجالٌ يُعرفونَ بها
وللسيادة ِ قومٌ غيرُكمْ أُخَرُ
لا يُعرَفُ السَّبْقُ إلاّ في الجِيادِ ولا
يَفري الضَّريبة َ إلاّ الصارمُ الذكَرُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أتجزَعُ للفِراقِ وهمْ جِوارُ
أتجزَعُ للفِراقِ وهمْ جِوارُ
رقم القصيدة : 26537
-----------------------------------
أتجزَعُ للفِراقِ وهمْ جِوارُ
فَكَيْفَ إذَا نَأَتْ بِهِمُ کلدِّيَارُ
ورُحتَ وفي الهوادجِ منكَ قلبٌ
يَسيرُ مَعَ کلرَّكَائِبِ حَيْثُ سَارُوا
وَقُطِّعَتِ کلْمَوَاثِقُ مِنْ سُلَيْمَى
وشَطَّ بها وجِيرَتَها المَزارُ
وأضحَتْ لا يزورُ لها خيالٌ
عَلَى نَهْيِ کلْمُحِبِّ وَلاَ يُزَارُ
أَتُلامُ إنْ أبدَتْ كآبَتَها
فَيا لِلَّهِ مَا تَنْفَكُّ صَباً
يِشُوقُكَ منزِلٌ أَقْوى ودارُ
تَحِنُّ إذَا بَدَا بِکلْغَوْرِ وَهْناً
وَمِيضٌ أَوْ أَضَاءَتْ مِنْهُ نَارُ
سَقَى کللَّهُ کلْعَقِيقَ وَإنْ شَجَتْنِي
صَباباتٌ إليهِ وادِّكارُ
ففي عُقُداتِ ذاكَ الرمْلِ ظَبْيٌ
نَفُورٌ ما أَنِسْتَ به نوَارُ
يصيدُ ولا يُصادُ ومُقلَتاهُ
تُصيبُ ولا يُصابُ لديهِ ثارُ
لَهُ خَصْرٌ يَجُولُ کلْحُقْبُ فِيهِ
وَأَرْدَافٌ يَضِيقُ بِهَا کلإزَارُ
فلا عطْفٌ لديهِ ولا وِصالٌ
ولا جلَدٌ لديَّ ولا اصطِبارُ
فيا لَمياءُ مَن لقتيلِ شَوقٍ
مُطاحٍ في الهوى دمُهُ جَبَارُ
وداءٍ لا يُصابُ له دواءٌ
وعانٍ لا يُفَكُّ له إسارُ
أَمِيلُ إذَا کدَّكَرْتُ هَوًى وَشَوْقاً
كَمَا مَالَتْ بِشَارِبِهَا کلْعُقَارُ
وأطرَبُ والمَشُوقُ له انتِشاءٌ
إذَا ذُكِرَتْ لَيَالِيهِ کلْقِصَارُ
وَلاَئِمَة ٍ تَعِيبُ عَلَيَّ فَقْرِي
إلَيْكَ فَمَا لِبَاسُ کلْفَقْرِ عَارُ
وَمَا أَنَا مَنْ يُرَوِّعُهُ کغْتِرَابٌ(33/33)
ولا يَعْتاقُهُ وطنٌ ودارُ
ولكنّي أعُدُّ لها الليالي
وعندَ بلوغِها تحلو الثمارُ
وَلَسْتُ عَلَى کلْخَصَاصَة ِ مُسْتَكِيناً
فيُعطيني لدى اليُسرِ اليَسارُ
عَرَفْتُ کلدَّهْرَ عِرْفَاناً تَسَاوَى
بِهِ عِنْدِي ثَرَاءٌ وَکفْتِقَارُ
أَمَا لِحَوَامِلِ کلآمَالِ عِنْدِي
نِتاجٌ وهْيَ مُثقَلة ٌ عِشَارُ
وما للبدرِ ما يبدو لعَيني
مَطالعُهُ لقدْ طالَ السِّرارُ
أَمَا مَلَّتْ مَرَابِطَهَا کلْمَذَاكِي
أَمَا سَئِمَتْ حَمَائِلَهَا کلشِّفَارُ
أَمَا ظَمِئَتْ فَتَسْتَسْقِي بَنَانِي
رِقَاقُ کلْبِيضِ وَکلأَسَلُ کلْحِرَارُ
إذَا لَمْ تَبْغِ مَجْداً فِي شَبَابٍ
أتطلبُهُ وقدْ شابَ العِذارُ
علامَ تأسُّفي إذْ حُمَّ بَينٌ
ولا قُربٌ يَسُرُّ ولا جَوَارُ
عَلَى أَنِّي وَإنْ جَرَّدْتُ عَزْماً
وقلباً لا يُراعُ فيُسْتَطارُ
وَجُبْتُ کلأَرْضَ تَلْفُظُنِي کلْمَرَامِي
وتُنكِرُني السَّباسِبُ والقِفارُ
أُحاولُ مثلَ مجدِ الدينِ جاراً
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> هل أنتِ يا أختَ القضيبِ الناضِرِ
هل أنتِ يا أختَ القضيبِ الناضِرِ
رقم القصيدة : 26538
-----------------------------------
هل أنتِ يا أختَ القضيبِ الناضِرِ
مَعْدِيَّة ٌ عَلَى سُهَادٍ نَاظِرِ
أمْ عادة ٌ عندَكِ في دِينِ الهوى
أنْ لا يُبالي راقدٌ بساهرِ
لا ووجوهٍ بالغَضَا نَواظرٍ
فَوَاتِنِ کلأَلْحَاظِ وَالنَّوَاظِرِ
وَلَيْلَة ٍ قَضَيْتُهَا بِحَاجِرٍ
سقى الغمامُ لَيلَتي بحاجرِ
وكلِّ طَرفٍ فاتنٍ لِحاظُهُ
يُذْكي غرامَ كلِّ وَجدٍ فاترِ
أَلِيَّة ً أَنَّ جُفُونِي لَمْ تَنَمْ
إلاَّ کنْتِظَاراً لِلْخَيَالِ کلزَّائِرِ
أَرْسَلْتُهَا بَيْنَ خَيَالاَتِ کلْكَرَى
مُقْتَضِياً طَيْفَ کلْغَزَالِ کلنَّاظِرِ
يَا نَابِذاً بَيْنَ کلظِّبَاءِ قَلْبَهُ
صِيغَ دُجاهُ أمْ من الغَدائرِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> فدَتْكَ عمادَ الدينِ نفسي وما حوَتْ(33/34)
فدَتْكَ عمادَ الدينِ نفسي وما حوَتْ
رقم القصيدة : 26539
-----------------------------------
فدَتْكَ عمادَ الدينِ نفسي وما حوَتْ
يَمِيني وَأَهْلِي کلأَقْرَبُونَ وَمَعْشِرِي
نهضْتَ بما كَلَّفْتُ جُودَكَ حامِلاً
لأَعْبَاءِ حَاجَاتِي نُهُوضَ مُشَمِّرِ
فأغْنَيْتَني عن كلِّ مُثْرٍ مُبَخَّلٍ
وَكَمْ مِنْ غَنِيٍّ نَفْسُهُ نَفْسُ مُقْتِرِ
نَزَعْتَ إلَى مَجْدِ قَدِيمٍ وَسُودَدٍ
مُنيفٍ وأصلٍ كِسْرَوِيٍّ مُطَهَّرِ
إلَى خَيْرِ بَيْتٍ مِنْ ذُوَابَة ِ فَارِسٍ
وأكرمِ عِيصٍ في الأنامِ ومعشَرِ
فَقُلْتُ وَقَدْ أَوْلَيْتنيهَا بَرِيَّة ً
من المَطْلِ ما شِيبَتْ بمَنٍّ مُكدِّرِ
أَبَى کلله أَنْ يُسْدِي إلَيْنَا صَنِيعَة ً
سِوَى کلْكُرَمَاءِ کلْغُرِّ آلَ کلْمُظَفَّرِ
ومن يُخجِلُ السُّحْبَ المَواطرَ كفُّهُ
العصر العباسي >> البحتري >> قل للوزير الذي مناقبه
قل للوزير الذي مناقبه
رقم القصيدة : 2654
-----------------------------------
قُلْ للوَزِيرِ الذي مَناقِبُهُ
شَائِعَةٌ في الأنَام، مُشتَهِرَهْ
أعَدْتَ حُسنَ الدّنيا، وجدتَها
فينا، فآضَحتْ كالرّوْضَةِ الخَضِرَهْ
وَما تَزَالُ الفُتُوحُ مُقْبِلَةً
مِنْ كلّ أُفْقٍ إلَيكَ، مُبتَدِرَهْ
وَعائداتُ المَعرُوفِ مِنْكَ لَنَا
هَذي تُوَافي، وَتلكَ مُنتَظِرَهْ
وَفّقَكَ الله للسّدادِ، وَلا
زِلْتَ مَعَ الحَقّ تَقْتَفي أثَرَهْ
إنّ انتِظارِي لِمَا ابتَدأتَ بِهِ
أبْلَغَ إفْرَاطَهُ امْرُؤٌ عَذَرَهْ
وَحائِزُ الشّيْءِ مُمْسِكٌ يَدَهُ،
يَخْتَارُ بَينَ الإيثَارِ وَالأثَرَهْ
وَقَدْ غَدَتْ ضَيعَتي مُنَوَّطَةً
بحَيْثُ نِيطَتْ للنّاظِرِ الزُّهَرَهْ
أرُومُ بالشِّعْرِ أنْ تَعُودَ، فَمَا
أقْطَعُ فيمَا أرُومُهُ شَعَرَهْ
حُكْمٌ مِنَ الله أرْتَضِيهِ، وَلا
تَرْتَابُ نَفْسِي في أنّهُ خِيَرَهْ
إنْ رَدّها السّعْيُ وَالدُّؤوبُ، فقَدْ
وَفَيْتُ في السّعيِ أشهُراً عَشَرَهْ(33/35)
وَإنْ قَضَى الله أنْ تَبينَ، فَقَدْ
كانَتْ، فبانَتْ من أهلِها البَصَرَهْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> في كلِّ يومٍ منكَ يا دهرُ
في كلِّ يومٍ منكَ يا دهرُ
رقم القصيدة : 26540
-----------------------------------
في كلِّ يومٍ منكَ يا دهرُ
فيمَنْ أحبُّ رَزيئة ٌ نُكْرُ
صدَعَتْ فؤادي منكَ نائبة ٌ
مِنْ دُونِهَا مَا صُدِعَ کلصَّخْرُ
وَغَدَرْتَ حَتَّى صَارَ يَهْجُرُنِي
مَنْ لَمْ يَكُنْ خُلْقاً لَهُ کلْهَجْرُ
وسلبْتَني من ليس لي جلَدٌ
فيهِ يُساعدُني ولا صبْرُ
قالوا انقِضاءُ الشهْرِ مَوعِدُنا
أن نلتقي وقدِ انقضى الشهْرُ
وَا طُولَ حُزْنِي بَعْدَ مُخْتَلَسٍ
مَا طَالَ فِي کلدُّنْيَا لَهُ عُمْرُ
قَدْ كُنْتُ أَذْخِرُهُ لِحَادِثَة ٍ
فاليومَ لا سنَدٌ ولا ذُخْرُ
لئِنْ انْطوَتْ عنّا مَحاسِنُهُ
فلأَدْمُعي في طَيِّها نَشرُ
أو خانَني فيهِ الزمانُ فقدْ
خَانَ کلْعَزَاءُ عَلَيْهِ وَکلصَّبْرُ
بَخِلَتْ عَلَيَّ کلْحَادِثَاتُ بِهِ
وبمثلِهِ لا يسمحُ الدهرُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> بأبي وجهُ هلالٍ
بأبي وجهُ هلالٍ
رقم القصيدة : 26541
-----------------------------------
بأبي وجهُ هلالٍ
طَالَ فِي کلسِّجْنِ سِرَارُهْ
وإذَا شَبَّ ضِرَامُ کلْـ
رَوَّعَتْ أَحْدَاثُهَا مِنْـ
أَوْحَشَتْ مِنْهُ وَقَدْ
كانتْ أَنِيساتٍ دِيارُهْ
رَاجِحُ کلْحِلْمِ رَزِينٌ
في المُلِمّاتِ وَقارُهْ
غَائِبٌ هَدَّ قُوَى رُكْـ
جبينُهُ عَفٌّ إزارُهْ
شائبُ الهِمّة ِ والعزمِ وما شابَ عِذارُهْ
ـعَزْمِ وَمَا شَابَ عِذَارُهْ
سَاهِرُ کلْمَعْرُوفِ لاَ تَرْ
رَهْنُ بَيْتٍ لَيْلُهُ فِيـ
جَيْبُهُ عَفٌّ إزَارُهْ
نُو عَلى کلْقُرْبِ مَزَارُهْ
مُستَكينٌ حُزنُهُ با
ـهِ سَوَاءٌ وَنَهَارُهْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> ألا قُل لشمسِ الدولة ِ ابنِ محمدٍ
ألا قُل لشمسِ الدولة ِ ابنِ محمدٍ
رقم القصيدة : 26542(33/36)
-----------------------------------
ألا قُل لشمسِ الدولة ِ ابنِ محمدٍ
ولا تَحتَشِمْ وابْلِغْهُ ما أنا ذاكِرُ
أَفي كلِّ يومٍ تَلتَقيني بعِلّة ٍ
وعُذرٍ أما ضاقَتْ عليكَ المَعاذِرُ
أما تستحي من فَرطِ ما أنتَ ماطلٌ
فتَقضي ولا من طُولِ ما أنا صابرُ
أما للمواعيدِ المَشُومة ِ مُنتهى ً
لَدَيْكَ وَلاَ لِلْمَطْلِ عِنْدَكَ آخِرُ
وهَبْني أخَّرْتُ التَّقاضي لعلّة ٍ
أما لكَ من تِلقاءِ نفسِكَ زاجِرُ
فَلاَ تَعْتَذِرْ عِنْدِي بِأَنَّكَ عَاجِزٌ
فَإنَّكَ لَوْ رُمْتَ کلْقَضَاءَ لَقَادِرُ
وَلَيْسَ بِعَارٍ لِلْكَرِيمِ مَبِيتُهُ
على سَغَبٍ والعِرْضُ أبيضَ طاهرُ
ولكنَّ عاراً أنْ يُقالَ مُخيِّبٌ
لِسُؤَّالِهِ أَوْ نَاكِثُ کلْعَهْدِ غَادِرُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يَا عِمَادَ کلدِّينِ يَا مَنْ
يَا عِمَادَ کلدِّينِ يَا مَنْ
رقم القصيدة : 26543
-----------------------------------
يَا عِمَادَ کلدِّينِ يَا مَنْ
هُوَ فِي کلَّلأْوَاءِ ذُخْرِي
لَمْ يَدُرْ فِي خَلَدِي قَـ
دفعَ کلْكِشْخَانُ صَدْرِي
كيفَ لا تضعَفُ نفسي
كيفَ لا ينفَذُ صَبري
وضِراطُ الرومِ يَلقاني
بِوَجْهٍ مُكْفَهِّرِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> وَبَاخِلٍ جَادَ عَلَى بُخْلِهِ
وَبَاخِلٍ جَادَ عَلَى بُخْلِهِ
رقم القصيدة : 26544
-----------------------------------
وَبَاخِلٍ جَادَ عَلَى بُخْلِهِ
مُحْتَفِلاً فِي عُمْرِهِ مَرَّهْ
أَهْدَى إلَيْنَا حَمَلاً يَابِساً
مَا رَوِيَتْ مِنْ دَمِهِ کلشَّفْرَهْ
فخِلتُهُ حينَ تأمَّلتُهُ
صَبّاً مَشُوقاً من بَني عُذْرَهْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> مَا سَمِعَ کلنَّاسُ وَلاَ أَبْصَرُوا
مَا سَمِعَ کلنَّاسُ وَلاَ أَبْصَرُوا
رقم القصيدة : 26545
-----------------------------------
مَا سَمِعَ کلنَّاسُ وَلاَ أَبْصَرُوا
أَلْأَمَ نفْساً من أبي جعفَرِ
وَزِيرُ سُوءٍ قَيَّضَ کللَّهُ لِـ(33/37)
ـلأُمَّة ِ مِنْهُ شَرَّ مُسْتَوْزَرِ
جَعْدُ بَنَانِ کلْكَفِّ لَوْ شَاءَ أَنْ
يبْسُطَها بالجُودِ لم يقْدُرِ
مُحَكَّمٌ لو أنصَفَ الدهرُ في الأحكامِ لم ينْهَ ولم يأْمُرِ
ـامِ لَمْ يَنْهَ وَلَمْ يَأْمُرِ
يبدو لراجِيهِ على وجهِهِ
غَلْظَة ُ لَيثٍ بالشَّرى مُخْدِرِ
لو أنّها بالأرضِ ما أخصبَتْ
أو بالسَّحابِ الجَونِ لم يُمطِرِ
نَاهِيكَ مِنْ وَجْهٍ لَهُ عَابِسٍ
كَأَنَّهُ سُقْلٌ عَلَى بَيْدَرِ
لَيْسَ بِهِ مَاءُ حَيَاءٍ فَلَوْ
عصَرْتَهُ بالسَّهمِ لم يقطُرِ
يحذِفُ في الدَّسْتِ بأَعْضادِهِ
ـوَجْهِ عَمَى کلْعَيْنَيْنِ لَمْ
أُنظُرْ متى شئتَ إلى قُبحِهِ
واغْنَ عنِ المنظَرِ بالمَخبَرِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يَا عِمَادَ کلدِّينِ يَا مَنْ
يَا عِمَادَ کلدِّينِ يَا مَنْ
رقم القصيدة : 26546
-----------------------------------
يَا عِمَادَ کلدِّينِ يَا مَنْ
هوَ بالجُودِ جَديرُ
وَکلَّذِي يَخْجَلُ مِنْ نَائِلِ
كَفَّيْهِ کلْبُحُورُ
وهْوَ طِيبٌ وذَكاءٌ
من سجاياكَ عصيرُ
ويميناً إنّهُ يُقنِعُني منهُ اليَسيرُ
ـنِعُنِي مِنْهُ کلْيَسِيرُ
أَيَرى ذا الزُّورِ في
دَارِكَ يَا مَوْلاَيَ زُورُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَلاَ يَا کبْنَ کلدَّوَامِيِّ
أَلاَ يَا کبْنَ کلدَّوَامِيِّ
رقم القصيدة : 26547
-----------------------------------
أَلاَ يَا کبْنَ کلدَّوَامِيِّ
وَمَنْ نَائِلُهُ غَمْرُ
أتاني الطَّبَقُ الفضّة ُ
فيهِ الذهَبُ التِّبْرُ
وُجُوهٌ كَالدَّنَانِيرِ
زَهاها الحُسنُ والبِشرُ
لَهَا مِنْ بِشْرِ مُهْدِيهَا
وَمِنْ ضَوْعَتِهِ نَشْرُ
نَماها والدٌ عندي
لها تَصْحيفُهُ مَهرُ
فخُذها مِدَحاً تبقى
وَيَفْنَى دُونَهَا کلدَّهْرُ
فقد أبقى لنا الكُوفِيُّ رَسْماً سَنَّهُ الشِّعْرُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَنَا فِي كَفِّ مَنْ بِهِ تَفْخَرُ کلأَرْ(33/38)
أَنَا فِي كَفِّ مَنْ بِهِ تَفْخَرُ کلأَرْ
رقم القصيدة : 26548
-----------------------------------
أَنَا فِي كَفِّ مَنْ بِهِ تَفْخَرُ کلأَرْ
ضُ وتسمو على السماواتِ قَدْرا
أنا من وجهِهِ أُقابِلُ شَمساً
أَنَا مِنْ ثَغْرِهِ أُقَبِّلُ دُرَّا
أنا من نَشْرِهِ وطِيبِ سجايا
هُ أَفُوتُ کلْعَبِيرَ طِيباً وَنَشْرَا
وَكَأَنِّي مِنْ بَأْسِهِ وَعَطَايَا
رَاحَتَيْهِ جَاوَرْتُ لَيْثاً وَبَحْرَا
زِدتُّ تِيهاً بِهِ عَلَى كُلِّ مَلْبُو
سٍ وَفَخْراً فزَادَهُ کللَّهُ فَخْرَا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قِفُوا تَعْجَبُوا مِنْ سُوءٍ حَالِي وَمِنْ ضُرِّي
قِفُوا تَعْجَبُوا مِنْ سُوءٍ حَالِي وَمِنْ ضُرِّي
رقم القصيدة : 26549
-----------------------------------
قِفُوا تَعْجَبُوا مِنْ سُوءٍ حَالِي وَمِنْ ضُرِّي
فمِنْ زَفرَة ٍ تَرقى ومن دمعة ٍ تجري
وقد كنتُ قبلَ اليومِ جَلْداً وإنّما
أَحالَ الهوى ما كنتَ تعهَدُ من صَبري
رَمَتِني يَدُ کلأَيَّامِ فِيمَنْ أُحِبُّهُ
بِسَهْمِ فِرَاقٍ جَاءَ مِنْ حَيْثُ لاَ أَدْرِي
لَقَدْ مَلَكَتْنِي فِيكُمُ کلْيَوْمَ حَيْرَة ٌ
وَمَا زِلْتُ مِنْ قَبْلِ کلنَّوَى مَالِكاً أَمْرِي
سَأَبْكِي مَدَى عُمْرِي أَسى ً وَصَبَابَة ً
بِكُمْ وَقَلِيلٌ إنْ بَكَيْتُ لَكُمْ عُمْرِي
وَأَذْرِي دِمَاءً وَحْشَة ً لِفِرَاقِكُمْ
وإنْ أنا لم أبْكِ الدماءَ فما عُذْري
شَكَوْتُ هَوَاكُمْ أَنْ رَآنِي كَاشِحٌ
لَكُمْ أَوْ عَذُولٌ بَعْدَكُمْ بَاسِمَ کلثَّغْرِ
وَكَيْفَ أُدَاوِي کلْقَلْبَ عَنْكُمْ بِسَلْوَة ٍ
وَفِي مَذْهَبِي أَنَّ کلسُّلُوُّ أَخُو کلْغَدْرِ
جَعَلْتُكُمُ ذُخْرِي لأَيَّامِ شِدَّتِي
ولم أدْرِ أنَّ الدهرَ يَسلُبُني ذُخري
وَقَالُوا کنْقِضَاءُ کلدَّهْرِ لِلْحُزْنِ غَايَة ٌ
وحُزني مُمتدٌّ لدَيكمْ معَ الدهرِ
لَقَدْ غَادَرَ کلْغَادُونَ بَيْنَ جَوَانِحِي
لَواعِجَ أشجانٍ تَرَدَّدُ في صدري(33/39)
هُمُ أَسْلَمُوا کلْقَلْبَ کلْخَؤُونَ إلَى کلأَسَى
وَهُمْ وَكَلُوا عَيْنِي بِأَدْمُعِهَا کلْغُزْرِ
تَرَى تَسْمَحُ کلأَيَّامُ مِنْهُمْ بِعَوْدَة ٍ
فأُدركَ أَوْطاري وأُوفي بكمْ نُذْري
وإنّي لَراضٍ أنْ تَدُلُّوا على الكرى
جُفُونِي عَسَى أَنَّ کلْخَيَالَ بِهَا يُسْرِي
بِنَفْسِي غَرِيبُ کلأَهْلِ وَکلدَّارِ لاَ يَرَى
لَهُ فَادِياً يَفْدِيهِ مِنْ رَائِعِ کلأَمْرِ
إذَا ذَكَرَ کلأَوْطَانَ فَاضَتْ دُمُوعُهُ
فَأَرْسَلَهَا فَوْقَ کلتَّرَائِبِ وَکلنَّحْرِ
أَتَتْهَا کلْمَنَايَا وَهْيَ فِي ثَوْبِ غِبْطَة ٍ
فتَبّاً لمسرورٍ بدُنياهُ مُغتَرِّ
فَلَمْ يُغْنِهَا مَا طَافَ حَوْلَ خِبَائِهَا
منَ السَّمْهَرِيِّ اللَّدْنِ والجَحْفَلِ المَجْرِ
وَلَوْ قُورِعَتْ حُمْرُ کلْمَنَايَا وَسُودُهَا
بمُرهَفَة ٍ بِيضٍ وخَطَّيَّة ٍ سُمْرِ
لَقَارَعَ عَنْهَا بِکلصَّوَارِمِ وَکلْقَنَا
أبٌ نافِذُ السلطانِ مُمتَثَلُ الأمرِ
لئنْ غادرَتْ قصرَ الخلافة ِ مُوحِشاً
فَكَائِنْ لَهَا فِي جَنَّة ِ کلْخُلْدِ مِنْ قَصْرِ
فيا قبرُ ما بينَ الصَّراة ِ ودِجْلة ٍ
إلَى نَهْرِ عِيسى جَادَكَ کلْغَيْثُ مِنْ قَبْرِ
وَصَابَتْ ثَرَاكَ غُدْوَة ً وَعَشِيَّة ً
غَوَادٍ مِنَ کلرِّضْوَانِ هَامِيَة ُ کلْقَطْرِ
فللهِ ما استُودِعْتَ يا قبرُ من تُقى ً
ومنْ كرمٍ عَدٍّ ومن نائلٍ غَمْرِ
ثَوَى بِكَ مَنْ لَوْ جَاوَزَ کلنَّجْمِ قَدْرُهُ
لَزادَتْ بهِ الأفْلاكُ فَخراً إلى فخرِ
وَلَوْ عَلِمَتْ حَصْبَاءُ أَرْضِكَ مَنْ ثَوَى
ضَجيعاً لها باهَتْ على الأنجُمِ الزُّهْرِ
فيا لكَ من قبرٍ بَرُدْتَ مَضاجِعاً
وقلَّبتَ أبناءَ القلوبِ على الجَمْرِ
نَمُرُّ عَلَيْهِ خَاشِعِينَ كَأَنَّنَا
مَرَرْنَا عَلَى کلرُّكْنِ کلْمُقَبَّلِ وَکلْحِجْرِ
لنا دعوة ٌ من حولِهِ مُستَجابة ٌ
فَكُلُّ کللَّيَالِي عِنْدَهُ لَيْلَة ُ کلْقَدْرِ
عَلَيْكَ سَلاَمُ کللَّهِ كُلَّ عَشِيَّة ٍ(33/40)
يَكُرُّ عَلَى أَعْقَابِهَا مَطْلَعُ کلْفَجْرِ
وعاداكَ جَودٌ مُكفهِرٌّ سَحابُهُ
وإنْ كنتَ مَلآناً من الجُودِ والبِشرِ
رَثَيْنَاكِ يَا خَيْرَ کلنِّسَاءِ تَعَبُّداً
وَمِثْلُكِ لاَ يُرْثَى بِنَظْمٍ وَلاَ نَثْرِ
وَمَنْ كَانَتِ کلشِّعْرَى کلْعَبُورُ مَحَلُّهُ
تَعظَّمَ قدْراً أنْ يُؤَمَّنَ بالشِّعرِ
تَحجَّبتِ عن مَرْأى العيونِ جَلالة ً
وَعِزًّا فَمِنْ خِدْرٍ نُقِلْتِ إلَى خِدْرِ
حلَلْتِ بمَأْنوسٍ من الأرضِ آهِلٍ
إذَا حلَّتِ کلأَجْدَاثُ فِي مُوْحِشٍ قَفْرِ
أَنِيسُكِ فِيهِ عِزَّة ٌ وَشهَادَة ٌ
فَنُورٌ عَلَى نُورٍ وَأَجْرٌ عَلَى أَجْرِ
فَلاَ زِلْتِ فِي مُقَبَّلِ مَوْضِعٍ
عليكِ بما قدّمْتِ فيهِ من البِرِّ
وصَبراً أميرَ المؤمنينَ لرُزْئِها
وَإنْ جَلَّ ذَا کلرُّزْءُ کلْعَظِيمُ عَنِ کلصَّبْرِ
فكمْ لملوكِ الأرضِ لا زِلتَ وارِثاً
لأعْمارِهمْ عندَ النَّوائبِ من وِتْرِ
وأنتَ منَ القومِ الذينَ عليهمْ
تنَزَّلَتِ الآياتُ في مُحكَمِ الذِّكرِ
العصر العباسي >> البحتري >> برح بي الطيف الذي يسري
برح بي الطيف الذي يسري
رقم القصيدة : 2655
-----------------------------------
بَرّحَ بي الطّيفُ الذي يسْرِي،
وَزَادَني سُكْراً إلى سُكْرِي
وَنَشْوَةُ الحُبّ، إذا أفْرَطَتْ
بالصّبّ جازَتْ نَشوَةَ الخَمْرِ
لله مَا تَجني صُرُوفُ النّوَى
على حَديثِ العَهْدِ بالهَجْرِ
مَهْزُورَةُ القَدّ، إذا ما انثَنَتْ
في مَشْيِها، مَهْضُومَةُ الخَصرِ
يَلُومُني في حُبّهَا مَنْ يرَى
أنّ لَجَاجَ اللّوْمِ لا يُغرِي
لَمْ أرَ كالمُعْتَزّ في حِلْمِهِ الـ
ـوَافي، وَفي نَائِلِهِ الغَمْرِ
يُستَصْغرُ البَحرُ، إذا استُمطرَتْ
يَدٌ له تُرْبي على البَحْرِ
عُلاهُ في أقصَى مَحَلّ العُلا،
وَفَخرُهُ في مُنْتَهَى الفَخْرِ
بَينَ بَني المَنْصُورِ، وَالكامِلِ الـ
ـأخلاقِ، وَالسّجّادِ، وَالحَبْرِ
خَليفَةٌ تَخْلُفُ أخْلاقُهُ الـ(33/41)
ـقَطْرَ، إذا غابَ حَيَا القَطْرِ
جنىا النّدَى مِنْ كَفّهِ يجْتَني،
وَمَاؤهُ في وَجْهِهِ يَجْرِي
كأنّما التّاجُ، إذا ما عَلا
غُرّتَهُ بالدُّرَرِ الزُّهْرِ
كَوَاكِبُ الفَكّةِ في أُفْقِها،
دَنَتْ فحَفّتْ غُرّةَ البَدْرِ
يا وَاحِدَ الأملاكِ مِنْ هاشِمٍ،
وَسَيّدَ الأشْرَافِ مِنْ فِهْرِ
أُعْطيتَ أقصَى مُدّةِ الدّهْرِ،
مُمَتَّعاً بالعِزّ وَالنّصْرِ
جَدّدَ إحْسانُكَ لي دَوْلَتي،
وَزَادَ في جاهي، وَفي قَدْرِي
في كُلّ يَوْمٍ مِنّةٌ لا يَفي،
ببَعْضِها، حَمدي، وَلا شكرِي
إنْ كُنْتَ مُعْدِي على ظالمي،
أثرَيتُ، أوْ زدْتُ على المُثرِي
ما صَاحبُ الدّيوَانِ بالمُرْتَضى،
وَلا الحَميدِ الفِعْلِ في أمْرِي
أخّرَني عَنْ مَعْشَرٍ كُلُّهُمْ
مُؤخَّرٌ عَنّي، وَعَنْ شِعرِي
يُجيبُني عَنْ غَيرِ قَوْلي، إذا
عاتَبْتُهُ في الحِينِ وَالشّهْرِ
إنْ كانَ يَدْرِي، فَهوَ أُعجوبَةٌ،
وَخِزْيَةٌ إنْ كانَ لا يَدْرِي
أقَلُّ مَا يُوجِبُهُ الحَقُّ أنّ
الحَقّ بالدّارِيّ، أوْ نَصْرِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لو أُنشِرَتْ رِمَمُ القُضاة ِ تَجمَّلَتْ
لو أُنشِرَتْ رِمَمُ القُضاة ِ تَجمَّلَتْ
رقم القصيدة : 26550
-----------------------------------
لو أُنشِرَتْ رِمَمُ القُضاة ِ تَجمَّلَتْ
أيامُهمْ بوَكالة ِ ابنِ سَوَارِ
بَطَلٍ يَكُرُّ عَلَى کلْخُصُومِ بِمَقْوَلٍ
عَضْبٍ ويحملُ حَملَة َ الإسْوارِ
تَزْدَانُ أَبْوَابُ کلْمُلُوكِ بِهِ كَمَا
زَانَ کلْيَدَ کلْحَسْنَاءَ لُبْسُ سِوارِ
فلأَرْفَعَنَّ على شُرَيْحٍ قَدْرَهُ
وَلأَبْهَجَنَّ بِهِ عَلَى سَوَّارِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> حُيِّيتِ يَا دَارَ کلْهَوَى مِنْ دَارِ
حُيِّيتِ يَا دَارَ کلْهَوَى مِنْ دَارِ
رقم القصيدة : 26551
-----------------------------------
حُيِّيتِ يَا دَارَ کلْهَوَى مِنْ دَارِ
وَلاَ عَدَتْكِ کلسُّحُبُ کلسَّوَارِي(33/42)
مُثْقلَة ً كالإبِلِ العِشَارِ
بَاكِيَة ً بِأَدْمُعٍ غِزَارِ
عَلَى ثَرَى رُسُومِكِ کلْقِفَارِ
فَرُبَّ لَيْلاَتِ هَوًى قِصَارِ
تَصرَّمَتْ فيكِ على إيثاري
نِلْتُ بِهَا مَا شِئْتُ مِنْ أَوْطَارِي
أَعْقُرُ فيها الهَمَّ بالعُقارِ
أَشْرَبُهَا بِجَذْوَة ٍ مِنْ نَارِ
ترمي من الحَبَابِ بالشَّرارِ
حَمْرَاءَ أَوْ صَفْرَاءَ كَکلدِّينَارِ
كأنّها ذَوْبُ النُّضارِ الجاري
رقَّتْ فما تُدرَكُ بالأَبصارِ
تِخالُها في كأسِها المُدارِ
إيمَاضَ بَرْقٍ فِي کلظَّلاَمِ سَارِي
باتَ بها الأسمرُ من سُمَّاري
مُطَرَّزَ کلْخَدَّيْنِ بِکلْعِذَارِ
يُدِيرُ لَحْظاً مُرْهَفَ کلْغِرَارِ
ذا كُحُلٍ في الطَّرفِ واحمِرارِ
وهَيَفٍ في الخصرِ واختِصارِ
وَقَامَة ٍ قَامَتْ بِهَا أَعْذَارِي
رِيقَتُهُ كَکلْعَسَلِ کلْمُشَارِ
وَرِدْفُهُ أَثْقَلُ مِنْ أَوْزَارِي
يَقِلُّ مِنْ حِمَالِهِ کصْطِبَارِي
وَدُمْيَة ٍ قَصِيرَة ِ کلزُّنَّارِ
مُشبَعَة ِ الخَلْخالِ والسِّوارِ
كَأَنَّهَا بَدْر کلسَّمَاءِ کلسَّارِي
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لَدَيْنَا يَا کبْنَ إسْمعِيلَ قِدْرٌ
لَدَيْنَا يَا کبْنَ إسْمعِيلَ قِدْرٌ
رقم القصيدة : 26552
-----------------------------------
لَدَيْنَا يَا کبْنَ إسْمعِيلَ قِدْرٌ
تَفُورُ وقَهوة ٌ صِرْفٌ تَدورُ
ونَدْمانٌ كبُستانٍ نَضيرٍ
بعيدٍ أنْ يكونَ لهُ نَظيرُ
وساقٍ كالقضيبِ الرطْبِ لاطَ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لِلدَّهْرِ يَا أَبْنَاءِ مَعْمَرْ
لِلدَّهْرِ يَا أَبْنَاءِ مَعْمَرْ
رقم القصيدة : 26553
-----------------------------------
لِلدَّهْرِ يَا أَبْنَاءِ مَعْمَرْ
لكمُ ذنوبٌ ليسَ تُغفَرْ
فِي كُلِّ صُقْعٍ مِنْكُمُ
والٍ ظَلُومٌ قد تَعمَّرْ
مُتَجَبِّراً مَا خَوَّفُو
هُ برَبِّهِ إلاّ تجبَّرْ
مُتَنَمِّرَ الأخلاقِ كالليثِ الغَضوبِ إذا تَنمَّرْ
ـيْثِ کلْغَضُوبِ إذَا تَنَمَّرْ(33/43)
ولقد أَذالَ بصَرفِهِ
مِنْ عُصْبَة ٍ مِنْكُمْ فَأَعْذَرْ
وَغَدَوْتُمُ ذَا قُدْرَة ٍ
ففَتَكْتُمُ واللهُ أقْدَرْ
لكمُ صَحائفُ رِيبة ٍ
تُجْزَوْنَ فِيهَا يَوْمَ تُنْشَرْ
وقبيحُ آثارٍ على
أعقابِكُمْ تُروى وتُؤْثَرْ
قَوْمٌ يُضَامُ کلْجَارُ فِي
أبياتِهمْ والعهدُ يُخفَرْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا عضُدَ الدينِ دُعاءُ امرئٍ
يا عضُدَ الدينِ دُعاءُ امرئٍ
رقم القصيدة : 26554
-----------------------------------
يا عضُدَ الدينِ دُعاءُ امرئٍ
على التأنِّي بكَ مُستنْصِرِ
حاشاكَ أنْ تُقْصِرَ في حقِّ لا
وانٍ عنِ الشُّكرِ ولا مُقْصِرِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> وعدْتَ بأنْ تُنفِذَ لي حَصيراً
وعدْتَ بأنْ تُنفِذَ لي حَصيراً
رقم القصيدة : 26555
-----------------------------------
وعدْتَ بأنْ تُنفِذَ لي حَصيراً
وَهَلْ يعِدُ کلْحَصِيرَ سِوَى کلْحَقِيرِ
ولم تَفِ إذْ وعدْتَ وأيُّ خيرٍ
يُرَجَّى مِنْ يَدَيْ نَحْسٍ فَقِيرِ
فَلاَ تُمْسِكْ يَدَيْكَ عَلَيْهِ ضَناًّ
فكمْ لكَ في جهنّمَ من حَصيرِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> عَذِيرِي مِنْ أَبِي بِشْرٍ
عَذِيرِي مِنْ أَبِي بِشْرٍ
رقم القصيدة : 26556
-----------------------------------
عَذِيرِي مِنْ أَبِي بِشْرٍ
فَقَدْ عِيلَ بِهِ صَبْرِي
متى يأخذُ من مالي
ويُعطيني على شِعْري
فما ينفَكُّ لو فكَّرَ في الحالَيْنِ من خُسْرِ
ـرَ فِي کلْحَالَيْنِ منْ خُسْرِ
فلا ذِمَّتُهُ يُبْري
فَلاَ يَحْصِدُ بِکلشُّكْرِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> كم أنفقُ الأيامَ في خدمة ٍ
كم أنفقُ الأيامَ في خدمة ٍ
رقم القصيدة : 26557
-----------------------------------
كم أنفقُ الأيامَ في خدمة ٍ
أَحْرَزْتُ فِيهَا صَفْقَة َ کلْمُخْسِرِ
وَلَيْلُ حَظِّي مَا کنْجَلَى صُبْحُهُ
وَغَرْسُ مَدْحِي بَعْدُ لَمْ يُثْمِرِ
في كلِّ يومٍ سَفَرٌ راتبٌ(33/44)
إلَى مَكَانٍ شَاسِعٍ مُقْفِرِ
كأنّني من حَرِّهِ واضِعٌ
أخمَصَ رِجْلَيَّ على مِجْمَرِ
يُثْبَرُ بِکلْمَشْيِ كِعَابِي فَمَا
أَوقَعَ ما سُمِّيَ بالمَثْبِرِ
عقدْتُ مُذْ حَلَّتْ حُمولي بهِ
على احتمالٍ للأذى خِنْصِري
لَوْ حَلَّهُ ذِئْبُ کلْفَلاَ مَوْهِناً
ذَاقَ کلرَّدَى وَکلصُّبْحُ لَمْ يُسْفِرِ
هذَا وَكَمْ فِيهِ حَوَالِيَّ مِنْ
إبْطٍ مُصِنٍّ وفَمٍ أَبْخَرِ
وليسَ شَكْوايَ سِوى أنّني
أنظُمُ دُرّاً ما لهُ مُشتَري
وَأَنَّنِي أَرْجُو نَدَى مَعْشَرٍ
أَخْسِسْ بهمْ في الناسِ من مَعشَرِ
سُدًى إذَا أَجْرَمْتُ لَمْ يَقْبَلُوا
عُذري وإنْ أحسنتُ لم أُشكَرِ
لاَ يَتَوَاصَوْنَ بِأَمْرٍ بِمَعْـ
ـرُوفٍ وَلاَ يَنْهَوْنَ عَنْ مُنْكَر
أيُّ دمٍ ما طاحَ في أرضِهمْ
وَذِمَّة ٍ لِلَّهِ لَمْ تُخْفَرِ
يُعْجِبُهُمْ مِنِّي إذَا جِئْتُهُمْ
مَا يُعْجِبُ کلأَكْرَادَ مِنْ جَعْفَرِ
كَأَنَّنِي أُنْقَلُ مَا بَيْنَهُمْ
من ملَكِ الموتِ إلى مُنكَرِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> فَعَلْتَ وَأَنْجَزْتَ فِعْلَ کلْكِرَامِ
فَعَلْتَ وَأَنْجَزْتَ فِعْلَ کلْكِرَامِ
رقم القصيدة : 26558
-----------------------------------
فَعَلْتَ وَأَنْجَزْتَ فِعْلَ کلْكِرَامِ
وَغَيْرُكَ إنْ قَالَ لاَ يُنْجِزُ
وأنتَ إذا قُلتَ قَولاً أقمْتَ
عليهِ وغيرُكَ مُسْتَوْفِزُ
وإنّي طويلُ لِسانِ الثَّناءِ
عليكَ ولكنّني مُوجِزُ
فدُونَكَ حَمداً كزَهْرِ الرِّياضِ
فَکلْحَمْدُ أَنْفَسُ مَا يُحْرَزُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> مَا سَمُحَتْ وَکللَّهِ يَا سَادَتِي
مَا سَمُحَتْ وَکللَّهِ يَا سَادَتِي
رقم القصيدة : 26559
-----------------------------------
مَا سَمُحَتْ وَکللَّهِ يَا سَادَتِي
نفسي ببَيعِ المِطْرَفِ الخَزِّ
ولا تركْتُ الطُّرْزَ من بعدِ ما
كنتمْ تُسمُّوني أبا الطُّرْزِ
حَتَّى وَهَتْ سُوقِي وَهَيْهَاتَ أَنْ(33/45)
تَنْفُقَ وَکلأَشْعَارُ مِنْ بَزِّي
عامَلْتَ خَبّازي بهِ بعدَ ما
عامَلني أمْسِ بما يُجْزي
ولمْ يكنْ واللهِ في نِيّتي
إخْرَاجُهُ لَوْلاَهُ مِنْ حِرْزِي
وَلِي غُلاَمٌ وَجْهُهُ طِيرَة ٌ
فِي غَايَة ِ کلإدْبَارِ وَکلْعَجْزِ
يَسْعَى إلَى مَا ضَرَّهُ مِثْلَ مَا
يُثْنى عليها دُودة ُ القَزِّ
نهارُهُ يَغدو إلى السُّوقِ في
بَيعِ قُماشٍ وشِرى خُبزِ
العصر العباسي >> البحتري >> بسر من را لنا إمام
بسر من را لنا إمام
رقم القصيدة : 2656
-----------------------------------
بِسُرّ مَنْ رَا لَنَا إمَامٌ،
تَغْرِفُ من بَحْرِهِ البِحَارُ
خَلِيفَةٌ يُرْتَجَى وَيُخْشَى،
كَأنّهُ جَنّةٌ وَنَارُ
كلتا يدَيْهِ تَفِيضُ سَحّاً،
كَأنّهاُ ضَرّةٌ تَغَارُ
فَلَيْسَ تأتي اليمِينُ شَيْئاً،
إلاّ أتَتْ مِثْلَها اليَسارُ
فالمُلْكُ فِيهِ، وَفي بَنِيهِ،
ما بقي اللّيْلُ والنّهَارُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يَا لَهَا مِنْ قِصَّة ٍ مُعْجِبَة ٍ
يَا لَهَا مِنْ قِصَّة ٍ مُعْجِبَة ٍ
رقم القصيدة : 26560
-----------------------------------
يَا لَهَا مِنْ قِصَّة ٍ مُعْجِبَة ٍ
ما أَراها في قضاءٍ جائِزَهْ
مَا رَأَى کلرَّاؤُونَ مِثْلِي شَاعِراً
أَخَذَ کلْمَمدُوحُ مِنْهُ کلْجَائِزَهْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> طَافَ يَسْعَى بِهَا عَلَى کلْجُلاَّسِ
طَافَ يَسْعَى بِهَا عَلَى کلْجُلاَّسِ
رقم القصيدة : 26561
-----------------------------------
طَافَ يَسْعَى بِهَا عَلَى کلْجُلاَّسِ
كقضيبِ الأَراكة ِ المَيّاسِ
بَدْرُ تِمِّ غَازَلْتُ مِنْ لَحْظِهِ لَيْـ
ـلَة َ نَادَمْتُهُ غَزَالَ كِنَاسَ
ذلَّلَتْهُ ليَ المُدامُ فأضْحى
لِيِّنَ کلْعِطْفِ بَعْدَ طُولِ شَمَاسِ
بَاتَ يَجْلُو عَلَيَّ رَوْضَة َ حُسْنٍ
بِتُّ فِيهَا مَا بَيْنَ وَرْدٍ وَآسِ
قَلَقِي مِنْ وِشَاحِهِ وَبِقَلْبِي
مَا بِخَلْخَالِهِ مِنَ کلْوَسْوِاسِ(33/46)
ـهِ وَجُرْحٍ لَوْ ك
َانَ لِي مِنْهُ آسِ
مَنْ تَنَاسَى عَهْدَ کلشَّبَابِ فَإنِّي
لحَميدٍ من عهدِهِ غيرُ ناسِ
حالَ بيني وبينَ لَهوي وأَطْرا
بيَ دهرٌ أَحالَ صِبغة َ راسي
عُلَمَاءُ کلدِّينِ کلْحَنِيفِ وَأَعْلاَ
مُ الهدى والضَّراغمِ الأشْراسِ
أيَّدَ اللهُ دِينَهُ بجبالٍ
يَا نَهَارَ کلْمَشِيبِ مَنْ لِي وَهَيْـ
أبيِّ القِيادِ صعبِ المِراسِ
أَيُّ بُرْحٍ لَوْ كَانَ لِي مُسْعِدٌ فيـ
فلهُ في الرِّقابِ عهدُ وَلاءٍ
مُحكَمِ العَقدِ مُحْصَدِ الأمْراسِ
واستَمِعْها عذراءَ شَرطَ التهاني
ـجُودِ وَکلْحِلْمِ وَکلتُّقَى وَکلْبَاسِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> سقى صَوبُ الحَيا دِمَناً
سقى صَوبُ الحَيا دِمَناً
رقم القصيدة : 26562
-----------------------------------
سقى صَوبُ الحَيا دِمَناً
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> وَبَاخِلٍ بِتُّ فِي أَرْجَاءِ مَنْزِلِهِ
وَبَاخِلٍ بِتُّ فِي أَرْجَاءِ مَنْزِلِهِ
رقم القصيدة : 26563
-----------------------------------
وَبَاخِلٍ بِتُّ فِي أَرْجَاءِ مَنْزِلِهِ
كَأَنَّنِي بِتُّ فِي بَعْضِ کلْنَّوَاوِيس
أَضَافَنِي وَهْوَ أَوْفَى مَنْ عَلِمْتُ بِهِ
غِنى ً وفي عَيشِهِ عَيشُ المَفاليسِ
بلَحمِ ماعِزة ٍ كالشِّنِّ باليَة ٍ
قَرِيبَة ِ کلْعَهْدِ بِکلَّلأْوَاءِ وَکلْبُوسِ
كَأَنَّ أَعْظُمَهَا مِنْ يُبْسِهَا خَشَبٌ
قد أُودِعَتْ من هُزالِ الجِلدِ في كِيسِ
وخُشْكَنانِجَة ٍ سَوداءَ فارغة ٍ
كَأَنَّهَا قِطْعَة ٌ مِنْ قَرْنِ جَامُوسِ
قَدِيمَة ٍ مِنْ بَقَايَا ظَهْرِ وَالِدَة ٍ
قد عُمِّرَتْ في ذَرَاهُ عُمْرَ إبليسِ
فبِتُّ أسوأَ مَبيتٍ في عِراصِ مَغا
نِيهِ وعرَّسْتُ فيهِ شَرَّ تَعريسِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يَا مَعْشَرَ کلشُّعَرَاءِ قَا
يَا مَعْشَرَ کلشُّعَرَاءِ قَا
رقم القصيدة : 26564
-----------------------------------
يَا مَعْشَرَ کلشُّعَرَاءِ قَا(33/47)
رَنَ نَجمَ سَعدِكمُ النُّحوسُ
لا تَقصُدوا بلَداً حَرا
ماً أنْ يُرى فيها نَفيسُ
كالدِّينِ ليسَ بهِ إذا
فتَّشتَهُ إلاّ التُّيوسُ
كَانَتْ صِلاَتِهِمُ إذَا
وصَلوا الدّراهمَ والفُلوسُ
فاليومَ عندَهُمُ القُيودُ
لمُجتَدِيهمْ والحُبوسُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> سِتارة ٌ تُرخى على مَجلِسٍ
سِتارة ٌ تُرخى على مَجلِسٍ
رقم القصيدة : 26565
-----------------------------------
سِتارة ٌ تُرخى على مَجلِسٍ
تَمَّتْ بِهِ کللَّذَّة ُ وَکلأُنْسُ
تَكُونُ لِلشَّمْسِ حِجَاباً وَلِلْـ
ـغَيْثِ وَفِيهِ کلْغَيْثُ وَکلشَّمْسُ
تُلْبِسُهَا بَهْجَة َ أَنْوَارِهِ
أَرْوَعُ مَا فِي فَضْلِهِ لَبْسُ
الْمَجْدُ جِسْمٌ وَهْوَ رُوحٌ لَهُ
وصورة ٌ وهْوَ لها نَفْسُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أيُّ فقيرٍ بعطاياكِ يا
أيُّ فقيرٍ بعطاياكِ يا
رقم القصيدة : 26566
-----------------------------------
أيُّ فقيرٍ بعطاياكِ يا
خيرَ نساءِ الخَلقِ لم يُنْعَشِ
وأيُّ دارٍ لكِ بالجُودِ والإكرامِ للعافِينَ لم تُفرَشِ
أَنْتِ کلَّتِي جَدَّدَ إحْسَانُهَا
أُنْساً لِرَبْعِ کلْكَرَمِ کلْمُوحِشِ
مُذْ كَفَّتِ کلأَيَّامِ عَنْ ظُلْمِهَا
كفُّكِ لم تَفْتُكْ ولم تَبطُشِ
فَلِي عِيَالٌ لاَ يُرِيدُونَ مِنْ
فاكهة ِ الدنيا سِوى المِشْمِشِ
تُعْجِبُهُمْ جُرْدٌ إمَامِيَّة ٌ
مثلُ وجوهِ الغِيدِ لم تُخمَشِ
بقيتِ ما رَقَّ نسيمُ الصَّبى
وراقَتِ الخَمرة ُ للمُنتَشي
وَعِشْتِ لِي مَا شُبِّهَ کلأُفْقُ
الدُّجْنِ ببَطنِ الفرَسِ الأبرَشِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> حَوَى أَوْلاَدَ عُرْوَة َ مِنْ أَبِيهِمْ
حَوَى أَوْلاَدَ عُرْوَة َ مِنْ أَبِيهِمْ
رقم القصيدة : 26567
-----------------------------------
حَوَى أَوْلاَدَ عُرْوَة َ مِنْ أَبِيهِمْ
خِلالٌ كلُّها عارٌ ونَقصُ
تَفرَّقَ ما تَجمَّعَ فيهِ فيهِمْ
فَبَغَّاءٌ وَقَوَّادٌ وَلُصُّ(33/48)
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لَنَا صَاحِبٌ قَالِصٌ ظِلُّهُ
لَنَا صَاحِبٌ قَالِصٌ ظِلُّهُ
رقم القصيدة : 26568
-----------------------------------
لَنَا صَاحِبٌ قَالِصٌ ظِلُّهُ
إلَيْهِ نُحِثُّ کلْهِجَانَ کلْقِلاَصَا
فَيَا رَبِّ قَرِّبْ لَنَا بُعْدَهُ
وَعَجِّلْ لَنَا مِنْ يَدَيْهِ کلْخَلاَصَا
إذَا مَا غَدَوْنَا إلَى بَابِهِ
غَدَوْنَا بِطَاناً وَرُحْنَا خِمَاصَا
فَبِکلْجُوعِ نَهْلِكُ فِي دَارِه
وَبِکلذَّمِّ نَأْخُذُ مِنْهُ کلْقَصَاصَا
فلا جادَها الغيثُ من أَرْبُعٍ
ولا بارَكَ اللهُ فيها عِراصا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> آنَسْنَ في الفَوْدَيْنِ وَخْطَ بَياضِ
آنَسْنَ في الفَوْدَيْنِ وَخْطَ بَياضِ
رقم القصيدة : 26569
-----------------------------------
آنَسْنَ في الفَوْدَيْنِ وَخْطَ بَياضِ
فَرَمَيْنَنِي بِکلصَّدِّ وَکلإعْرَاضِ
وبخِلْنَ أنْ يُسْري إليَّ مُسلِماً
طَيفُ الكرى فذهَبْنَ بالإغْماضِ
أَصْمَيْتَنِي بِلَوَاحِظٍ يَوْمَ کلنَّوَى
صَحَّتْ وأجفانٍ لهُنَّ مِراضِ
من لي بأسمرٍ لا يُبِلُّ طَعِينُهُ
في جفنِهِ للفتكِ أبيضُ ماضي
أَسْخَطْتُ فِييهِ کلْعَاذِلاَتِ وَلَيْتَهُ
عنّي بإسْخاطِ العَواذِلِ راضي
أَبْرَى وَأَنْكَسُ فِي هَوَاهُ فَكَيْفَ لِي
بِشِفَاءِ قَلْبٍ فِي کلْهَوَى مِمْراضِ
إنْ يُمسِ طَيْعَ قيادة ٍ فلرُبّما
أَعْيَتْ رِيَاضَتُهُ عَلَى کلرُّوَّاضِ
للهِ أيامٌ بجِيرَتِها الأُولى
سَلَفَتْ وَلَيْلاَتٌ بِهَا مَوَاضِي
أيامَ لا سَيفُ المَلامة ِ مُنتَضى ً
دوني ولا أنا للشَّبيبة ِ ناضي
مَا سَرَّنِي بَعْدَ کلشَّبَابِ مُودَعاً
خلَفٌ ولا عِوَضٌ من الأعواضِ
إنْ فَلَّلَتْ غَرْبِي کلْخُطُوبُ وَبَدَّلَتْ
غَدراً سَوادَ غَدائري ببياضِ
فلطالما خاطرْتُ في حُبِّ الدُمى
وَخَطَرْتُ فِي ثَوْبِ کلصِّبَا کلْفَضْفَاضِ
مَا لِلْحِسَانِ قَطَعْنَ بَعْدَ تَوَاصُلٍ(33/49)
حَبلي وفِيمَ سخِطْنَ بعدَ تَراضي
وَعَلاَمَ أَسْهُمِيَ کلصَّوَائِبُ كُلَّمَا
فَوَّقْتُهُنَّ عَدَلْنَ عَنْ أَغْرَاضِي
أَرضى بحَظِّ العاجزِ الواني وقدْ
جرَّدْتُ عزمَ المُعمِلِ الرّكّاضِ
سِيَّانِ عِنْدِي مَا لَبِسْتُ قَنَاعَتِي
ثوبُ الثّراءِ وحُلّة ُ الإنْفاضِ
وَإذَا جَلاَلُ کلدِّينِ رَاضَ نَدَاهُ لِي
حظّي فإنّي عن زمانيَ راضي
مَا ضَرَّنِي وَبِهِ تَتِمُّ مَآرِبِي
مَا تَكْسِرُ کلأَيَّامُ مِنْ أَعْرَاضَي
بجميلِ رأيِ أبي المُظفَّرِ عادَ لي
مُستَقبِلاً زمنُ الشبابِ الماضي
رَبِّ کلصَّوَارِمِ وَکلصَّوَاهِلِ وَکلْقَنَا
وأخي الندى والنائلِ الفَيّاضِ
يبدو لشائمِ جُودِهِ من وجهِهِ
بِشرٌ كبرقِ المُزنة ِ الوَمّاضِ
ما اسْتبطَأَ الراجي نداهُ ولا يرى السؤالَ خلفَ عطائِهِ بتَقاضي
ـسُّؤالَ خَلْفَ عَطَائِهِ بِتَقَاضِي
تَحْمِي سَمَاحَتُهُ حَقِيقَة َ عِرْضِهِ
أَمْسَى عَلَى کلأَحْوَالِ أَجْوَرَ قَاضِي
إنْ يُمسِ عَدلاً في قضيَّتِهِ فقدْ
شَرِسُ کلْخَلاَئِقِ فِي کلْوَغَى فَإذَا کحْتَبَى
فِي کلْقَوْمِ فَهْوَ کلْمُسْمِحُ کلْمُتَغَاضِي
العصر العباسي >> البحتري >> ألحمد لله على ما أرى
ألحمد لله على ما أرى
رقم القصيدة : 2657
-----------------------------------
ألحَمْدُ لله عَلى مَا أرَى
مِنْ قَدَرِ الله الذي يجْري
مَا كانَ ذا العَالَمُ من عالَمي
يوْماً، وَلا ذا الدهرُ مِن دَهْري
يَعْتَرِضُ الحِرْمانُ في مَطْلبي،
وَيَحْكُمُ الخَزّازُ في شِعْري
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> حرامٌ على الأجفانِ أنْ تَرِدَ الغُمْضا
حرامٌ على الأجفانِ أنْ تَرِدَ الغُمْضا
رقم القصيدة : 26570
-----------------------------------
حرامٌ على الأجفانِ أنْ تَرِدَ الغُمْضا
وَقَدْ آنَسَتْ مِنْ جَوِّ كَاظِمَة ٍ وَمْضَا
بدا كالصَّفيحِ الهِنْدُوانِيِّ لَمعُهُ
وَعَادَ كَلِيلاً لاَ تَجُسُّ لَهُ نَبْضَا(33/50)
فَذَكَّرَنِي عَهْدَ کلأَحِبَّة ِ بِکللِّوَى
وَشَوْطَ صِبيً أَفْنَيْتُ مِيدَانَهُ رَكْضَا
قضى الكَلِفُ المَحزونُ في الحُبِّ حَسرة ً
ويأساً ودَينُ المالكيّة ِ ما يُقضى
وَقَالُوا کقْتَنِعْ بِکلطَّيْفِ يَغْشَاكَ في کلْكَرَى
وَكَيْفَ يَزُورُ کلطَّيْفُ مَنْ لَمْ يَذُقْ غُمْضَا
جَوى ً صَعَّدَتْهُ زَفْرة ُ البَينِ فاعْتَلى
وَدَمْعٌ مَرَتْهُ لَوْعَة ُ کلْحُزْنِ فَکرْفَضَّا
وفي الرَّكبِ مَجبولٌ على الغدرِ قلبُهُ
أُسِرُّ لَهُ حُبًّا فَيُعْلِنُ لِي بُغْضَا
منَ الهِيفِ أَعْداني النُّحولُ بخَصرِهِ
وَأَمْرَضَنِي تَفْتِييرُ أَجْفَانِهِ کلْمَرْضَى
تَقلَّدَ يومَ البَينِ هِنديَّ صارِمٍ
وَأَلْحَاظُهُ مِمَّا تَقَلَّدَهُ أَمْضَ
رَضِيتُ بِقَتْلِي فِي هَوَاهُ وَلَيْتَهُ
وَقَدْ رَضِيَتْ نَفْسِي بِهِ قَاتِلاً يَرْضَى
عجِبتُ له من زائرٍ يركبُ الدُّجى
إليَّ وما كَدَّ المَطِيَّ ولا أَنْضى
فَأَرْشَفَنِي مِنْ رِيقهِ بَابِلِيَّة ً
وَأَلْثَمَنِي مِنْ ثَغْرِهِ زَهَراً غَضَّا
وَنَادَمْتُ مِنْهُ دُمْيَة ً وَرَقِيبُهُ
عَلَى حَنَقٍ يُدْمِي أَنَامِلَهُ عَضَّا
سرى من أقاصي الشأْمِ يقطعُ طَيفُهُ
كَمَا بَاتَ يُسْرِي نَائِلُ اِبْنِ مُحَمَّدٍ
إلى طَالِبِي مَعْروفِهِ يُقْطَعُ الأَرْضَا
كريمُ المُحيّا لا يَغُضُّ على القذى
جُفُوناً وَلكِنْ إنْ رَأَى هَفْوَة ً أَغْضَى
إذَا جِئْتَهُ تَبْغِى کلْمَوَدَّة َ وَکلْقِرَى
رَأَيْتَ کلْوَفِيَّ کلْحُرَّ وَکلْكَرَمَ کلْمَحْضَا
وفي عِرضِهِ من أنْ يُذالَ بمالِهِ
ولا خيرَ في مالٍ إذا لم يقِ العِرضا
وقامَ لتدبيرِ الوِزارة ِ مَوقِفاً
زَلِيلاً لِمَنْ رَامَ کلْوُقُوفَ بِهِ دَحْضَا
فجانَبَ خَفضَ العِيشِ شَوقاً إلى العُلى
وَمَنْ بَاتَ صَبًّا بِکلْعُلَى جَانَبَ کلْخَفْضَا
وتُبدي له الدنيا جمالاً وشارَة ً
فيمنحُها صَدّاً ويُوسِعُها رَفضا
إذا هَمَّ بالجَدوى تَتابَعَ جُودُهُ(33/51)
إلى سائليهِ تابِعاً بعضُهُ بَعضا
وإنْ كدَّرَ المعروفُ بالمَطْلِ باخلٌ
حَبَاكَ وَلَمْ يَمْنُنْ بِهِ رَائِجاً نَضَّا
رَضيتُ عنِ الأيامِ لمّا جعلتُهُ
سَفِيرِي إلَى دَهْرِي وَقَدْ كُنْتَ لاَ أَرْضى
حَماني من جَورِ الليالي وصَرفُها
يُلاحِظُني شَزْراً ويَنظُرُني عَرْضا
وأنهَضَني من كَبوة ِ الجِدِّ جِدُّهُ
وحمَّلَني ما لا أُطيقُ به نَهضا
فلولاهُ لم تُسفرْ وجوهُ مَطالبي
ولا صادفَتْ يوماً من الحظِّ مُبْيَضّا
حَلَفْتُ بِشُعْثٍ فِي ذُرَى کلْعِيسِ جُثَّمٍ
كَأَنَّ عَلَيْهِ مِنْهُمَا أُسُداً رُبْضَا
وكلِّ هَضيمِ الكشْحِ بَضٍّ تَقاذَفَتْ
بِهِ کلْبِيدُ مُزْجٍ مِنْ مَطِيَّتِه نِقْضَا
تَخُبُّ بهِ حَرْفٌ يُعَرِّقُها السُّرى
فلمْ يُبقِ شيئاً في الأَديمِ ولا نَحْضا
يُخَلِّفُهَا کلإدْلاَجُ وَکلسَّيْرُ خِلْفَة ً
فتَحسِبُها في العَرضِ من ضُمُرٍ عِرْضا
إذَا خَلَعَتْ ثَوْبَ کلأَصِيلِ تَدَرَّعَتْ
ثِيَابَ کلدُّجَى تُنْضِي کلرَّكَائِبِ أَوْ تُنْضَى
يَؤُمُّونَ منْ أعلامِ طَيبَة َ مَنزِلاً
بهِ تْنفُضُ الأَوزارَ زُوّارُها نَفضا
لقد حُفَّ بالتأييدِ مَنصِبُ سُودَدٍ
إليكَ جلالَ الدينِ تَدبيرُهُ أَفْضى
وأصبحَ شَملُ المجدِ وهْوَ مُجمَّعٌ
وَقَدْ كَانَ فِي أَيَّامَ غَيْرِكَ مُنْفَضَّا
وَلَوْلاَكَ تُحْيِي مَا عَفَا مِنْ رُسُومِهِ
لَقُوِّضَ بُنْيَانُ کلْمَكَارِمِ وَکنْقَضَّا
إليكَ ثَناءً أَبرمَتْهُ مَودّة ٌ
أمِنتُ عليها النَّكْثَ عندَكَ والنَّقْضا
قَلائدَ حَمدٍ لم أَزِدْكَ بنَظمِها
جَلالاً ولكنّي قضَيْتُ بها الفَرْضا
بقيِتَ لإسداءِ المكارمِ ما سمَتْ
سَماءٌ وما أرضَتْ بصَوبِ الحيا أَرضا
وَمَا مَلَكَتْ إلاَّ وَأَمْرُكَ حَاكِمٌ
عليها يدُ الأيامِ بَسْطاً ولا قَبضا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> سَيِّدِي يَا کبْنَ جَعْفَرٍ أَنْتَ أَعْلَى
سَيِّدِي يَا کبْنَ جَعْفَرٍ أَنْتَ أَعْلَى
رقم القصيدة : 26571(33/52)
-----------------------------------
سَيِّدِي يَا کبْنَ جَعْفَرٍ أَنْتَ أَعْلَى
هِمَّة ً أَنْ يَعِيبَ بَعْضَكَ بَعْضُ
فَکجْتَنِبْ لاَ تَقِفْ بِجُهْدِكَ فِي مَوْ
ضِعِ عَتْبٍ فإنَّ عَتبي مُمِضُّ
فابْقَ ذا مِنّة ٍ وطُولٍ أخا عِرْ
ضٍ نَقِيّ مَا خَالَفَ کلطُّولَ عَرْضُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يَا نَازِحاً لَيْسَ يَدْنُو
يَا نَازِحاً لَيْسَ يَدْنُو
رقم القصيدة : 26572
-----------------------------------
يَا نَازِحاً لَيْسَ يَدْنُو
وَعَاتِباً لَيْسَ يَرْضَى
أمرْتَ عَيني ففاضَتْ
وَمَضْجَعي فَأُقِضَّا
يَا وَاحِداً وَدُيُونِي
في حُبِّهِ ليسَ تُقْضى
أُرْقُدْ هَنيئاً فإنّي
مَا ذُقْتُ بَعْدَكَ غُمْضَا
ـكَ رَضَّهَا ک
لشَّوْقُ رَضَّا
أمرضْتَني بجفونٍ
أَيَّامَ أَرْكُضُ طَلْقَ کلْـ
أَسِحْرُ عَيْنِكَ يَا قَا
تِلِي أَمِ کلسَّيْفُ أَمْضَى
للهِ سالفُ عيشٍ
بِکلأَبْرَقَيْنِ تَقْضَّى
ـعِنَانِ فِي کل
لَّهْوِ رَكْضَا
وأجتَني وَردَ خَدٍّ
عَطْفاً عَلَى كَبِدٍ فِيـ
مضى فأَوْدَعَ قلبي
جَوى ً وداءً مُمِضّا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يَا قَضِيبًا إذَا کنْثَنَى
يَا قَضِيبًا إذَا کنْثَنَى
رقم القصيدة : 26573
-----------------------------------
يَا قَضِيبًا إذَا کنْثَنَى
وَهِلاَلاً إذَا أَضا
يَا مُقِيماً عَلَى کلصُّدُو
دِ أَمَا تعرفُ الرِّضا
هَلْ أَرَى فِي هَوَاكَ يَوْ
ماً منَ الوَصْلِ أبْيَضا
ـبِحُ غَضْبَ
انَ مُعْرِضَا
عَثْرَتي فيهِ ما تُقا
لُ ودَيني ما يُقتَضى
يَا خَلِيلِي إذَا مَرَرْ
تَ على بانة ِ الغَضَا
فَکبْكِ عَنِّي حَتَّى يَعُو
دَ ثَراهُ مُرَوَّضا
وَکقْتَرِضْ لِي دَمْعاً فَمَا
زلتَ للدمعِ مُقْرِضا
خَلِّفوهُ مُعَلَّلاً
بالأماني مُمَرَّضا
آهَ مِنْ بَارِقٍ عَلَى
أَيْمَنِ کلْغَوْرِ وَامِضَا
مُذْكِرٍ لِي وَمَا نَسِيـ
كَانَ عَيْشِي بِهِ کنْقَضَى
غفِلَ الدهرُ بُرهة ً(33/53)
فِيهِ عَنَّا وَأَعْرَضَا
عُدْ ففي القلبِ منْ بِعا
دِكَ عَنَّا جَمْرُ کلْغَضَا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يَا سَيِّداً هُوَ عُدَّتِي
يَا سَيِّداً هُوَ عُدَّتِي
رقم القصيدة : 26574
-----------------------------------
يَا سَيِّداً هُوَ عُدَّتِي
إنْ نَابَ أَمْرٌ أَوْ عَرَضْ
نُقِضَتْ مَوَدَّاتُ کلرِّجَا
لِ وَحَبْلُ وُدِّكَ مَا کنْتَقَضْ
يَا مَنْ إذَا کسْتَنْهَضْتُهُ
لِمُهِمِّ حَاجَاتِي نَهَضْ
إسْأَلْ جَمَالَ کلدِّينِ عَنْ
حالِ الكتابِ المُقتَرَضْ
إنْ كَانَ يَقْبَلُهُ شَكَرْ
تُ قَبُولَهُ وَهْوَ کلْغَرَضْ
وعلمْتُ قَطْعاً أنَّ سَهْمي قد أُصيبَ بهِ الغَرَضْ
ـمِي قَدْ أُصِيبَ بِهِ کلْغَرَضْ
وَسَمُحْتُ لَكِّنِي كَمَا
سَمُحَ کلرَّضِيُّ عَلَى مَضَضْ
أو كانَ يأبى أخذَهُ
إلاَّ بِإنْفَاذِ کلْعِوَضْ
فالإنقيادُ لما يَنُصُّ
عَلَيْهِ عِنْدِي مُفْتَرَضْ
لاَ زَالَ يُحْيِي بِکلسَّمَاحِ
منَ الفضائلِ ما انْقرَضْ
حتى يُجدِّدَ ما عفا
منها ويرفعَ ما انخفَضْ
فابْسُطْ عِقالَ الهَمِّ وابسُطْ من نشاطي ما انقبَضْ
ـسُطْ مِنْ نَشَاطِي مَا کنْقَبَضْ
واعلَمْ بأنَّ الانتظارَ
فَلاَ بُلِيتَ بِهِ مَرَضْ
فالجَوهَرُ الباقي هوَ الإِ
حْسانُ والدنيا عَرَضْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> وَمَجْلِسٍ ضَمَّنِي وَشَخْصاً
وَمَجْلِسٍ ضَمَّنِي وَشَخْصاً
رقم القصيدة : 26575
-----------------------------------
وَمَجْلِسٍ ضَمَّنِي وَشَخْصاً
ضَمَّ إلَى خِسَّة ٍ سُقُوطَا
فَعَادَ صَفْوُ کلْمُدَامِ فِينَا
دماً بأَخلاقِهِ عَبِيطا
وَعِنْدَنَا قَيْنَة ٌ وَجَدْنَا
في وجهِها للهوى شُروطا
خَمَشْتُها فاسْتَحالَ لَوناً
وكادَ بالغَيظِ أنْ يَشِيطا
ما ساءَهُ ما فعلْتُ إلاّ
لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَسِيطَا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يَا عَلِيُّ يَوْمُنَا أَوَّلُ
يَا عَلِيُّ يَوْمُنَا أَوَّلُ
رقم القصيدة : 26576(33/54)
-----------------------------------
يَا عَلِيُّ يَوْمُنَا أَوَّلُ
يومٍ من شُباطِ
فَکعْكِفِ کلْيَوْمَ عَلَى کلـ
ـرَّاحِ تُعَاطَى وَتُعَاطِي
لاَ تَرُعْنَا بِتَوَانٍ
ـفَيْ فُتُورٍ وَنَشَاطِ
وَکلْهَوَا وَکلْمَاءُ فِي وَصْـ
وسرورٍ وانبِساطِ
نازِلٌ من نهرِ عيسى
بَيْنَ دُولاَبٍ وَرَاطِ
قُبَّتِي کلْغَيْمُ وَأَزْهَارُ
کلرَّيَاحِينْ بَسَاطِي
كَجَوَارٍ قُمْنَ فِي کلْـ
جِعَادِ وَبِسَاطِ
بِشُنوفٍ نَظَمَ الطَّلُّ
عَلَيْهَا وَقِرَاطِ
وقُدودِ الشَّرْوِ في
خَصْرِ مُلاَءٍ وَرِيَاطِ
لاَ يُرَى وَهْوَ صَحْيحُ کلـ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> هَلْ لأَخِي صَبْوَة ٍ نُزُوعُ
هَلْ لأَخِي صَبْوَة ٍ نُزُوعُ
رقم القصيدة : 26577
-----------------------------------
هَلْ لأَخِي صَبْوَة ٍ نُزُوعُ
أَمْ لِزَمَانِ کلْحِمَى رُجُوعُ
أَمْ هَلْ لأَقْمَارِهِ کلسَّوَارِي
بَعْدَ سِرَارَ کلنَّوَى طُلُوعُ
للهِ أيامُنا بجَمعٍ
وشَملُ أحبابِنا جَميعُ
وما خلَتْ منهمُ المغاني
ولا عَفَتْ منهمُ الربوعُ
وَأَسْهُمُ کلْبَيْنِ طَائِشَاتٌ
عنّا وطَيرُ النَّوى وُقوعُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَلِفَجْرِ لَيلِكَ بالبُنَيَّة ِ مَطْلَعُ
أَلِفَجْرِ لَيلِكَ بالبُنَيَّة ِ مَطْلَعُ
رقم القصيدة : 26578
-----------------------------------
أَلِفَجْرِ لَيلِكَ بالبُنَيَّة ِ مَطْلَعُ
ولِما انقضى من عهدِ راية َ مَرجِعُ
أَمْ أَنْتَ بَعْدَ کلْبَيْنِ مُضْمِرُ سُلْوَة ٍ
فَتُفِيقَ مِنْ سُكْرِ کلْغَرَامِ وَتُقْلِعُ
أوْ ما تزَلُ رَهينَ شَوقٍ كلّما
ذُكرَ التفرُّقُ ظَلَّ جَفنُكَ يدمَعُ
مُغرى ً بتَسْآلِ الرُّسومِ وقَلّما
أَجْدَى عَلَيْكَ سُؤَالُ مَنْ لاَ يَسْمَعُ
لَكَ كُلَّ يَوْمٍ مَنْزِلٌ مُتَقَادِمٌ
يَعْتادُكَ الأسحارُ فيهِ ومَربَعُ
إمَّا حَبِيبٌ ظَاعِنٌ تَشْتَاقُهُ
أَوْ هَاجِرٌ تَعْنُو لَدَيْهِ وَتَخْضَعُ(33/55)
يَا مَوْقِفاً جَدَّ کلْهَوَى فِيهِمْ وَقَدْ
لَعِبَتْ بِهِمْ أَيْدِي کلنَّوَى فَتَصدَّعُوا
بانُوا فلا العينُ القَريحة ُ بعدَهمْ
تَرْقا ولا الجَفنُ المُسَهَّدُ يهجَعُ
وَبِأَيْمَنِ کلْوَادِي کلَّذِي نَزَلُوا بِهِ
ظَبْيٌ لَهُ فِي كُلِّ قَلْبٍ مَرْبَعُ
تَظْمَا إلَيْهِ عُيُونُنَا وَبِوَجْهِهِ
وِردٌ يُذَادُ الصَّبُّ عنهُ ويُمنَعُ
فَدَنا إليَّ ورَحلُهُ مُتباعِدٌ
وأَباحَ منهُ الوَصلَ وهْوَ مُمَنَّعُ
وعلى فروعِ البانِ كلُّ خلِيّة ٍ
باتَتْ تُغرِّدُ في الغصونِ وتَسجَعُ
مَا أَضْمَرَتْ وَجْداً وَلاَ کشْتَمَلَتْ لَهَا
يَوْمَ کلْوَدَاعِ عَلَى غَرَامٍ أَضْلُعُ
لِلَّهِ قَلْبٌ فِيكُمُ أَضْلَلْتُهُ
سَفَهاً وَظَنِّي أَنَّهُ مُسْتَوْدَعُ
لَمْ تَحْفَظُوهُ وَلاَ رَعَيْتُمْ عَهْدَهُ
رَعْيَ کلصَّدِيقِ فَرَاحَ وَهْوَ مُضَيَّعُ
يَا نَازِحاً لَمْ يُغْنِنِي مِنْ بَعْدِهِ
جَزَعٌ وَلاَ أَجْدَى عَلَيَّ تَفَجُّعُ
إنْ لَمْ يَكُنْ لِي حَن
َّة ُ کلْمُتَعَطِّفِ کلْـ
ما للقضيبِ وقدْ نأيْتَ نَضارة ٌ
تُلْهي ولا للبدرِ بعدَكَ مَطلَعُ
هَلاَّ رَثَيْتَ لِسَاهِرٍ مُتَمَلْمِلٍ
قَلِقَتْ مَضَاجِعُهُ وَأَنْتَ مُوَدِّعُ
حَتَّامَ يَحْمِلُ فِيكَ أَعْبَاءَ کلْهَوَى
قَلْبٌ قَرِيحٌ بِکلصَّبَابَة ِ مُوجَعُ
وَإلاَمَ أَضْرَعُ فِي هَوَاكَ وَلَمْ يَكُنْ
لِي شِيمَة ً أَنِّي أَذِلُّ وَأَخْضَعُ
أَنَا عَبْدُ مَنْ لاَ جُودُهُ بِمُقَلَّصٍ
عن لابِسيهِ ولا حِماهُ مُروَّعُ
مَن جارُهُ لا يُستضامُ وطَودُهُ
لا يُرتقى وصفاتُهُ لا تُقرَعُ
مَن يأمَنُ الجاني لدى أبوابِهِ
وتخافُ سَطوَتَهُ الملوكُ وتخشعُ
مَنْ يَجْمَعُ کلْعَلْيَاءَ وَهْيَ بَدَائِدٌ
وَيُشِتُّ شَمْلَ کلْمالِ وَهْوَ مُجَمَّعُ
مَنْ كُلُّ صَعْبٍ عِنْدَهُ مُتَمَرِّدٍ
سَهلُ القِيادِ وكلُّ عاصٍ طَيِّعُ
وإذا الملوكُ تَنازعوا في مَفخَرٍ
فإليهِ ينتسِبُ الفِخارُ وينَزِعُ(33/56)
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لَمْ يَبْقَ لِي فِي هَوَى کلْغَوَانِي
لَمْ يَبْقَ لِي فِي هَوَى کلْغَوَانِي
رقم القصيدة : 26579
-----------------------------------
لَمْ يَبْقَ لِي فِي هَوَى کلْغَوَانِي
مُنْذُ تَقَضَّى کلصِّبَى طَمَاعَهْ
أعْرَضْنَ عنّي فكنتُ قِدْماً
فِيهنَّ ذَا إمْرَة ٍ مُطَاعَهْ
خلَعْتُ نفسي من التَّصابي
مَا لأَخِي کلشَّيْبِ وَکلْخَلاَعَهْ
أَنْكَرْنَ مِنِّي شَيْباً وَعُدْماً
ولا بِضاعٌ ولا بِضاعَهْ
العصر العباسي >> البحتري >> لا زال محتفل الغمام الباكر
لا زال محتفل الغمام الباكر
رقم القصيدة : 2658
-----------------------------------
لا زَالَ مُحْتَفِلُ الغَمَامِ الباكِرِ
يَهْمي على حَجَرَاتِ أهْل الحاجِرِ
فَلَرُبّ منزلة، هُنَاكَ، مُحيلَةٍ،
وَمَحَلّةٍ قَفْرٍ، وَرَسْمٍ دائِرِ
أبَهَتْ لساكِنِهَا النّوَى، وَتَكشّفتْ
عَنْ أهْلِهَا سَنَةُ الزّمانِ النّاضِرِ
وَلَقد تكونُ بها الأوَانسُ مِنْ مَهاً
صور القُلوبِ إلى الصّبا، وَجآذِرِ
أخَيَالُ عَلوَةَ كَيفَ زُرْتَ، وَعندنَا
أرَقٌ يُشَرَّدُ بالخَيَالِ الزّائِرِ
طَيفٌ، ألَمّ بنا، وَنَحنُ بمَهْمَهٍ
قفَرْ، يَشُقُّ على المُلِمّ الخَاطِرِ
أفضَى إلى شُعْثٍ تُطيرُ كَرَاهُمُ
رَوْحاتُ قُودٍ، كالقِسِيّ ضَوَامِرِ
حتى إذا نَزَعُوا الدّجَى، وَتَسَرْبَلوا
مِنْ فَضْلِ هَلْهَلَةِ الصّبَاحِ الغَائِرِ
وَرَمَوْا، إلى شُعَبِ الرّحالِ، بأعينٍ
يَكْسِرْنَ مِنْ نَظَرِ النُّعاسِ الفَاتِرِ
أهْوَى، فأسعَفَ بالتّحيّةِ، خِلسَةً،
وَالشّمسُ تَلْمَعُ في جَناحِ الطّائِرِ
سِرْنَا، وَأنْتِ مُقيمَةٌ، وَلَرُبّمَا
كَانَ المُقيمُ عِلاقَةً للسّائِرِ
إمّا انْجَذَبْنَ بِنَا، فكَمْ من عَبرَةٍ
تَثني إلَيكَ بلَفْتَةٍ مِنْ نَاظِرِ
كَشَفَتْ لَنَا سِيَرُ الأمِيرِ مُحَمّدٍ
عَنْ أمْرِ نَاهٍ بالسّدادِ، وَآمِرِ
لا يَقْتَفي أثَرَ الغَرِيبِ، وَلا يَرَى(33/57)
قَلَقَ المَطيّ عَلى الطّرِيقِ الجائِرِ
مُتَقَيِّلٌ شَرَفَ الحُسَينِ وَمُصْعَبٍ،
وَفَعَالَ عَبْدِ الله بَعْدُ وَطاهِرِ
قَوْمٌ أهَانُوا الوَفْرَ، حتى أصْبَحُوا
أوْلى الأنَامِ بِكُلّ عِرْضٍ وَافِرِ
آسَادُ مَلْحَمَةٍ، فإنْ سكَنَ الوَغى
كَانُوا بُدُورَ أسِرّةٍ وَمَنَابِرِ
جَاءُوا عَلى غُرَرِ السّوَابِقِ إذْ سَعى الـ
ـسّاعي، فَجاءَ على السُّكَيتِ العاشِرِ
أبَني الحُسَينِ، وَلمْ تَزَلْ أخلاقُكُمْ
مِنْ دِيمَةٍ سَحٍّ، وَرَوْضٍ زَاهِرِ
إنّ المَكَارِمَ قَدْ بَدئْنَ بِأوّلٍ
مِنْ مَجدِكُمْ، وَخُتِمنَ بَعدُ بآخِرِ
تَقْفُونَ طَلْحَةَ بالفَعَالِ، وَإنّمَا
تَسْرُونَ في قَمَرِ السّماءِ البَاهِرِ
ألرّمْلُ فيكُمْ مِنْ عَتَادِ مُفاخِرٍ،
يَوْمَ اللّقَاءِ، وَمِنْ عَديدِ مُكاثِرِ
وَمَوَاهِبٌ في الخابِطِينَ، كأنّمَا
يَطْلُعْنَ مِنْ خَلَلِ الرّبيعِ البَاكِرِ
إنْ تُكْفَرُوا لا تَنْقُصُوا، أوْ تُشكَرُوا
فالنّجْمُ مَا لخطتْهُ عَينُ النّاظِرِ
أوْ سَارَ في إقدامِكُمْ وَسَماحِكُمْ
شِعرِي، فتِلْكَ مَناقبي وَمآثِرِي
وَالمَدْحُ لَيسَ يَحُوزُ قاصِيَةَ المَدَى
حتى يكُونَ المَجد مجدَ الشّاعِرِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> وَلَقَدْ مَدَحْتُكُمُ عَلَى جَهْلِ بِكُمْ
وَلَقَدْ مَدَحْتُكُمُ عَلَى جَهْلِ بِكُمْ
رقم القصيدة : 26580
-----------------------------------
وَلَقَدْ مَدَحْتُكُمُ عَلَى جَهْلِ بِكُمْ
وَظَنَنْتُ فِيكُمْ للصَّنِيعة ِ مَوْضِعاً
وَرَجَعْتُ بَعْدَ کلإخْتِبَارِ أَذْمُّكُمْ
فأَضَعْتُ في الحالَيْنِ عُمْري أجْمَعا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا مَنْ له قدَمٌ في الفضلِ راسِخة ٌ
يا مَنْ له قدَمٌ في الفضلِ راسِخة ٌ
رقم القصيدة : 26581
-----------------------------------
يا مَنْ له قدَمٌ في الفضلِ راسِخة ٌ
ومَنْ له عَلَمٌ في العِلمِ مَرفوعُ
ومَنْ له مِقْوَلٌ كالسيفِ مُنْصَلِتٌ(33/58)
وَخَاطِرٌ بَحْرُهُ فِي کلشِّعْرِ يَنْبُوعُ
لَهُ عَلَى نَظْمِهِ طَبْعٌ يُسَاعِدُهُ
مَا كُلُّ مَنْ قَالَ شِعْراً فَهْوَ مَطْبُوعُ
حَاشَى لِقَلْبِكَ مِنْ صَدْعٍ وَمِنْ أَلَمٍ
تَعتادُهُ قلبُ مَن يَشْناكَ مَصدوعُ
فَإنْ تَبِتْ حِلْفَ هَمٍّ قَدْ أَرْقَتَ لَهُ
وأنتَ من نكَدِ الأيامِ مَلسوعُ
فَهذِهِ شِيمَة ُ کلدُّنْيَا وَغَيْرُ فَتًى
مَنْ بَاتَ وَهْوَ بِمَا غَرَّتُهُ مَخْدُوعُ
أَمَاطَ عَنِّي کلأَذَى شِعْرٌ بَعَثْتَ بِهِ
مُنَقَّحاً كلُّ بيتٍ منهُ مَصنوعُ
شِعرٌ يعلِّمُ نَظمَ الشِّعرِ سامِعَهُ
فِيهِ طِبَاقٌ وَتَجْنِيسٌ وَتَرْصِيع
وشِعرُ غيرِكَ كالرَّيْحانِ ليسَ لهُ
إذا ذَويَ عُودُهُ في الكفِّ مَرجوعُ
فَکسْلَمْ وَعِشْ لِبَني کلآدَابِ قَاطِبَة ً
يَا مَنْ بِهِ شَمْلُ أَهْلِ کلْفَضْلِ مَجْمُوعُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا مُوسِعي جَفوَة ً وصَدّاً
يا مُوسِعي جَفوَة ً وصَدّاً
رقم القصيدة : 26582
-----------------------------------
يا مُوسِعي جَفوَة ً وصَدّاً
قد ضاقَ بالبُعدِ عنكَ ذَرْعي
أنتَ حَبيبٌ لكلِّ نفْسٍ
وكلِّ حَسٍّ وكلِّ طَبْعِ
قد فاتَني منكَ حَظٌّ عيني
فلا تدَعْني في حظِّ سَمعي
كنتُ إذا مَلَّني حبيبٌ
أنْجَدَني بالبكاءِ دَمعي
مَن لي بهَطّالة ٍ هَتُونٍ
أَبْكِي بِهَا طَاقَتِي وَوُسْعِي
على أُناسٍ بانُوا وكانوا
ذُخْرِي لِيَوْمَيْ ضُرِّي وَنَفْعِي
فَلَيْتَ شِعْرِي بِأَيِّ حُكْمٍ
يا ابنَ عليٍّ وأيِّ شَرْعِ
سَوَّغْتَ بَعْدَ کلْوِصَالِ هَجْرِي
عَمْداً وبعدَ العطاءِ مَنعي
فارْعَ عهودَ الإخاءِ وأَكرِمْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> خَلِيفَة َ کللَّهِ أَنْتَ بِکلدِّينِ وَکلـ
خَلِيفَة َ کللَّهِ أَنْتَ بِکلدِّينِ وَکلـ
رقم القصيدة : 26583
-----------------------------------
خَلِيفَة َ کللَّهِ أَنْتَ بِکلدِّينِ وَکلـ
وأمرِ الإسلامِ مُضْطَلِعُ(33/59)
أَنْتَ لَمَّا سَنَّهُ کلأَئِمَّة ُ أَعْـ
ـلاَمُ کلْهُدَى مُقْتَفٍ وَمُتَّبِعُ
قد عَدُمَ العُدْمُ في زمانِكَ
ـجَوْرُ مَعاً وَکلْخِلاَفُ وَکلْبِدَعُ
فَکلنَّاسُ فِي کلْعَدْلِ وَکلسِّيَاسَة ِ وَکلإ
حسانِ والشَّرْعِ كلُّهُمْ شَرَعُ
يا ملِكاً يردَعُ الحوادثَ والأ
يّامَ من ظُلمِنا قتَرْتَدِعُ
يا مَن له أنعُمٌ مُكرّرَة ٌ
لنا مَصِيفٌ منها ومُرْتَبَعُ
أَرْضِيَ قَدْ أَجْدَبَتْ وَلَيْسَ لِمَنْ
أجدَبَ يوماً سِواكَ مُنتَجَعُ
وَلِي عِيَالٌ لاَ دَرَّ دَرُّهُمُ
قَدْ أَكَلُونِي دَهْرِي وَمَا شَبِعُوا
لَوْ وَسَمُونِي وَسْمَ کلْعَبِيدِ وَبَا
عُوني بسوقِ الأعرابِ ما قَنِعوا
إذا رأَوْني ذا ثَروة ٍ جلسوا
حَوْلِي وَمَالُوا إلَيَّ وَکجْتَمَعُوا
وَطَالَمَا قَطَعُوا حِبَالِيَ إعْـ
ـرَاضاً إذَا لَمْ يَكُنْ مَعِي قِطَعُ
يَمْشُونَ حَوْلِي شَتَّى كَأَنَّهُمُ
عقاربٌ كلّما سَعَوْا لَسَعُوا
فَمِنْهُمُ کلطِّفْلُ وَکلْمُرَاهِقُ وَکلْـ
والمُرضَعُ يَحبو والكهلُ واليَفَعُ
لا قارِحٌ منهمُ أُؤَمِّلُ أنْ
يَنَالَنِي خَيْرُهُ وَلاَ جَذَعُ
لهمْ حُلوقٌ تُفْضي إلى مِعَدٍ
تَحْمِلُ فِي کلأَكْلِ فَوْقَ مَا تَسَعُ
مِنْ كُلِّ رَحْبِ کلْمِعَاءِ أَجْوَفَ نَا
رِيِّ الحشا لا يَمَسُّهُ الشبَعُ
لا يُحسِنُ المضغَ فهْوَ يطرَحُ في
فِيهِ بِلاَ كُلْفَة ٍ وَيَبْتَلِعُ
ولي حديثٌ يُلهي ويُعجبُ مَن
يُوسِعُ لِي خُلْقَهُ فَيَتَّسِعُ
نَقَلْتُ رَسْمِي جَهْلاً إلَى وُلُدٍ
لَسْتُ بِهِمْ مَا حَيَيتُ أَنْتَفِعُ
نظرتُ في نَفعِهمْ وما أنا في
ـتِلاَبِ نَفْعِ کلأَوْلاَدِ مُبْتَدِعُ
وَقُلْتُ هذَا بَعْدِي يَكُونُ لَكُمْ
فَمَا أَطَاعُوا أَمْرِي وَلاَ سَمِعُوا
وَکخْتَلَسُوهُ مِنِّي فَمَا تَرَكُوا
عَيْنِي عَلَيْهِ وَلاَ يَدِي تَقَعُ
فَبِئْسَ وَکللَّهِ مَا صَنَعْتُ فَأَضْـ
ـرَرْتُ بِنَفْسِي وَبِئْسَ ما صَنَعُوا
فَإنْ أَرَدتُّمْ أَمْراً يَزُولُ بِهِ(33/60)
کلْخِصَامُ مِنْ بَيْنِنَا وَيَرْتَفِعُ
فَکسْتَأْنِفُوا لِي رَسْماً أَعُوذُ عَلَى
ضَنْكِ مَعاشي بهِ فأَتَّسِعُ
وإنْ زَعمتُمْ أنّي أتيْتُ بها
خَدِيعَة ً فَکلْكَرِيمُ مُنْخَدِعُ
حَاشَى لِرَسْمِي کلْقَدِيمِ يُنْسَخُ مِنْ
نَسْخِ دَوَاوِينِكُمْ وَيَنْقَطِعُ
فَوَقِّعُوا لِي بِمَا سَأَلْتَ فَقَدْ
أَطْمَعْتُ نَفْسِي وَکسْتَحْكَمَ کلطَّمَعُ
وَلاَ تُطِيلُوا مَعِي فَلَسْتُ وَلوْ
دفَعْتُموني بالراحِ أندَفِعُ
وَحلِّفُونِي أَنْ لاَ تَعُودَ يَدِي
ترفعُ في نَقلِهِ ولا تضَعُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> ما كنتُ أوّلَ حافظٍ لمُضيِّعٍ
ما كنتُ أوّلَ حافظٍ لمُضيِّعٍ
رقم القصيدة : 26584
-----------------------------------
ما كنتُ أوّلَ حافظٍ لمُضيِّعٍ
والغدرُ من حَسناءَ غيرُ بديعِ
مَاذَا عَلَى کلأَيَّامِ أَيَّامِ کلصَّبَى
لو أنّها سَمُحَتْ لنا برجوعِ
وَعَلَى کللَّيَالِي لَوْ تَكُرُّ مُعِيدَة ً
مَا فَرَّقَتْ مِنْ شَمْلِنَا کلْمَجْمُوعِ
وعلى شُموسٍ في الخُدورِ غَوارِبٍ
لو أذَّنَتْ بعدَ النَّوى بطلوعِ
لم تبكِ يومَ فِراقِكُمْ عَيني دمَاً
إلاَّ وَقَدْ نَزَحَ اَلْبُكَاءُ دُمُوعِي
وَدَّعْتُ عِيسَهُمُ فَيَا لِلَّهِ مَا
صنعَتْ بقلبي ساعة َ التَّوديعِ
بانوا بسِكرِ اللَّحظِ صاحٍ قلبُها
مِمَّا تُجِنُّ جَوَانِحِي وَضُلُوعِي
لَحْظٍ بِهِ يَدْوَى کلصَّحِيحُ فَلَيْتَهَا
أَبْقَتْ عَلَى قَلْبٍ بِهَا مَصْدُوعِ
قَالَتْ أَتَقْنَعُ أَنْ أَزُورَكَ فِي کلْكَرَى
فتَبِيتَ في حُكمِ المَنامِ ضَجيعي
وَأَبِيكَ مَا سَمُحَتْ بِطَيْفِ خَيَالِهَا
إلاَّ وَقَدْ مَلَكَتْ عَلَيَّ هُجُوعِي
يا سَلْمَ إنَّ الحُبَّ أسلَمَني إلى
شُغْلَيْنِ من وَجدٍ بكمْ ووُلوعِ
وَهَوَاكِ يَا ذَاتَ کللِّمَا کلْمَعْسُولِ غَا
دَرَني أَبِيتُ بليلة ِ المَلسوعِ
يا قارِعاً بالعَذْلِ سَمعي بعدَ ما
عَلِقَ کلْفُؤَادُ دَعَوْتَ غَيْرَ سَمِيعِ(33/61)
أنا في الغرامِ بها ومجدُ الدينِ في
حُبِّ کلنَّدَى لِلْعَذْلِ غَيْرُ مُطِيعِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَيُّهَا کلرَّائِحُ کلْمُجِدُّ
أَيُّهَا کلرَّائِحُ کلْمُجِدُّ
رقم القصيدة : 26585
-----------------------------------
أَيُّهَا کلرَّائِحُ کلْمُجِدُّ
وأَنفاسُنا مَعَهْ
سِرتَ في الحِفظِ والكِلا
ءَة ِ والأمنِ والدَّعَهْ
وَتَلقَّاكَ مِنْ مَنَا
زِلكَ الرُّحْبُ والسَّعَهْ
كلّما اسْتَشعرَتْ فِرا
قَكَ عادَتْ مُسترْجِعَهْ
وفؤادٌ حَنَا الغرا
مُ عَلَى کلشَّوْقِ أَضْلُعَهْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> خَلِيفَة َ کللَّهِ کلَّذِي
خَلِيفَة َ کللَّهِ کلَّذِي
رقم القصيدة : 26586
-----------------------------------
خَلِيفَة َ کللَّهِ کلَّذِي
وعودُهُ لا تُخلَفُ
وَيَا إمَاماً أَعْجَزَتْ
صِفاتُهُ من يَصِفُ
ما عندَهُ لسائلٍ
رَدٌّ وَلاَ تَوَقُّفُ
تَ مُوَسِّدِي خَدّاً وسالِفْ
وَلِلسَّمَاحِ وَکلنَّدَى
تَلِيدُهُ والمُطْرَفُ
وَهَمُّهُ کلْخِدْمَة ُ فِي کلـ
مَدْحٌ كَنُوَّارِ کلرَّبِيـ
يا من له عزمٌ كحَدِّ المَشْرَفِيِّ مُرهَفُ
ْهِ تَذْرِفُ
ـفاقي عليه تدُرفُ
الكُماة ِ تَرجُفُ
حِلْفَة َ بَرٍّ صَادِقِ کلْـ
ومن له شَمائلٌ
منَ الشَّمُولِ ألطَفُ
للهِ لَيلاتٌ خلَتْ
منهُ وأيامٌ سَوالِفْ
ومُقلة ٌ عنِ الرَّعا
يا طَرفُها لا يَطرِفُ
خَيْثُ الحبيبِ مُساعِدٌ
يَا مَنْ لَهُ عَزْمٌ كَحَـ
أيامُهُ لحُسنِها
رَوْضَة ُ حَزْنٍ أُنُفُ
ليسَ بها ظُلمٌ ولا
جَورٌ ولا تَعجْرُفُ
ـعِ وَشْيُهُ مُفَوَّفُ
باللَّحَظاتِ يُقطَفُ
ورِيقَة ٍ يُمزَجُ لي
بها السُّلافُ القَرْقَفُ
أوَما ترى هِيفَ الغصونِ
طرَباً ودمعُ المُزنِ واكِفْ
ومُخْطَفٍ لَوني إذا
رَأَيْتُهُ يَنْخَطِفُ
أعْطِفُهُ وقلبُهُ
كالصخرِ لا ينعطِفُ
وَعَيْشَة ٍ دَهْرِي عَلَيَّ
مِثْلَهَا لا تَخْلِفُ
وهل لماضٍ من شبا
بٍ عِوَضٌ أو خلَفُ
لَهْفِي عَلَى أَيَّامِهَا(33/62)
لَوْ يَنْفَعُ کلتَّلهُّفُ
إنَّ أبا العباسِ عَدْ
لٌ في القضاءِ مُنصِفُ
وإنّهُ أكرَمُ منْ
دَاسَ کلثَّرَى وَأَشْرَفُ
وَإنَّ مَدْحِي فِيهِ لاَ
يَدْخُلُهُ کلتَّكَلُّفُ
بذلَ النوالَ لكلِّ را
ـلَّهْجَة ِ حِينَ يَحْلِفُ
أَبْهَى مِنَ کلدُّرِّ إذَا
مَا شُقَّ عَنْهُ کلصَّدَفُ
كالماءِ ما في نَظمِهِ
كَلٌّ وَلاَ تَكَلُّفُ
قد مُلئتْ عنّي بما
أَمْلَيْتُ مِنْهُ کلصُّحُفُ
فاغَتنِموا مَدحي فإنّي
زائرٌ مُنصرِفُ
قد شِبتُ في خِدمَتِكُمْ
ولي بذاكَ الشرَفُ
وَکلْعَبْدُ كَيْءٌ شَامطٌ
يُخْشَى عَلَيْهِ کلتَّلَفُ
من معشَرٍ بوَلائهمْ
وَلَيْسَ بَعْدَ کلشَّيْبِ إلاَّ
مِيتَة ٌ أَوْ خَرَفُ
وخلفَهُ عائلة ٌ
أغراضُهمْ تختلِفُ
قَدْ أَلْزَمُوهُ كُلَفاً
وَأَيْنَ مِنْهُ کلْكُلَفُ
وفيهِ معَ مَغارمٍ
يَحْمِلُهَا تَعَقُفُ
تَأْنَفُ مِنْ مَدْحِ کللِّيَامِ
نَفْسُهُ وَتَعْزِفُ
وَفِيهِ مَعْ مَغَامِرٍ
مَا هُوَ مِثْلُ غَيْرِهِ
مُدَرْوِزٌ مُقَيِّفُ
فَکنْظُرْ إلَيْهِ نَظْرَة ً
وقد أَبَلَّ المُدنِفُ
فَحَالُهُ يُصْلِحُهَا
تَدْبِيرُكَ کلْمُلَطَّفُ
وَقَدْ نَشَا لِلْكَيِّ يَا
مَولى الأنامِ مُخلِفُ
مَا دَامَ رَيَّانَ کلْقَضِيبِ عـ
يَشْعَفُنِي حُبًّا وَمَا
زالَ الصغيرُ يَشْعَفُ
وَمَا لَهُ بَعْدِي مَوْ
رُوثٌ وَلاَ مُخَلِّفُ
وليسَ لي مِلكٌ ولا
وهْوَ وَقَدْ بَلَوْتُهُ
مُهذّبٌ مُثقَّفُ
مَا فِيهِ لاَ كِبْرٌ وَلاَ
تِيهٌ وَلاَ تَعَجْرُفُ
قد أينعَتْ أثْمارُهُ
وَعَنْ قَلِيلٍ تُقْطَفُ
فاغْرِسْهُ لي في خدمة ٍ
يسمو بها ويَشرُفُ
يعلو بها بينَ الأنامِ
قَدرُهُ ويُعرَفُ
وبعدَ شهرَيْنِ إذا
ما دارَ فيهِ العلَفُ
وأقبلَ العيدُ الذي
تُنْفَقُ فِيهِ کلْعُرَفُ
تَرَاهُ فِي کلْمَوْكِبِ وَهْوَ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> دارَ الهوى بينَ اللِّوى وشَرافِ
دارَ الهوى بينَ اللِّوى وشَرافِ
رقم القصيدة : 26587
-----------------------------------(33/63)
دارَ الهوى بينَ اللِّوى وشَرافِ
مِنْ مَرَبَعٍ أَقْوَى وَمِنْ مُصْطَافِ
صَابَتْ ثَرَاكِ مِنَ کلدُّمُوعِ مَوَاطِرٌ
تُغْنِيكَ عَنْ صَوْبِ کلْحَيَا کلْوَكَّافِ
جسَدي كما بَليَتْ طُلولُكَ بعدهمْ
بَالٍ وَصَبْرِي مِثْلُ رَبْعِكِ عَافِ
ولقد عهِدتُكِ في الشَّبيبة ِ مَأْلَفاً
نَغْشَاهُ قَبْلَ تَفَرُّقِ کلأُلاَّفِ
قِفْ وَقْفَة ً يَا سَعْدُ فِي آثَارِهِمْ
إنْ كنتَ تُؤثِرُ في الهوى إسعافي
وَکكْرِمْ مَحَلاًّ خَفَّ عَنْهُ قَطِينُهُ
عَنْ أَنْ يُدَاسَ ثَرَاهُ بِالأَخْفَافِ
وَکشْفِ کلْعَلِيلَ مِنَ کلْوُقُوفِ بِمَنْزِلٍ
فِي کلْقَلْبِ مِنْ ذِكْرَاهُ وَخْزُ أَشَافِ
وانشُدْ فؤاداً باللِّوى أضللْتُهُ
بَيْنَ کلْغصُونِ کلْهِيفِ وَکلأَحْقَافِ
لِلَّهِ عَهْدُ هَوًى وَعَصْرُ شَبِيبة ٍ
فَارَقْتُهُ فَتَجَمَّعَتْ أَطرَافِي
أيامَ لا تَعصي الغواني في الهوى
حُكْمِي وَلاَ تَنْوِي کلْحِسَانُ خِلاَفِي
إذ لا ظَلومُ تُسِرُّ لي ظُلماً ولا
ذَاتُ کلنَّصِيفِ تميلُ عَنْ إنْصَافِي
وعلَيَّ من حِلَلِ الصِّبى فَضْفاضة ٌ
أَختالُ في حَبَراتِها الأَفْوافِ
ألهو بمَعشوقِ الشمائلِ مُخْطَفٍ
بَطَلِ کللِّحَاظِ مُخَنَّثِ کلأَعْطَافِ
شَكْوَى کلْمُحِبِّ إلَيْهِ مِنْ ثِقْلِ کلْهَوَى
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لَمْ يَبْقَ فِيكَ لِمُشْتَاقٍ إذَا وَقَفَا
لَمْ يَبْقَ فِيكَ لِمُشْتَاقٍ إذَا وَقَفَا
رقم القصيدة : 26588
-----------------------------------
لَمْ يَبْقَ فِيكَ لِمُشْتَاقٍ إذَا وَقَفَا
إلاّ ادِّكارُ رسومٍ تبعَثُ الأَسَفا
وَنَظْرَة ٌ رُبَّمَا أَرْسَلْتُ رَائِدَهَا
والطَّرْفُ يُنكرُ من مَعناكَ ما عرَفا
يَا مَنْزِلاً بِاللِّوَى أَقْوى مَعَالِمُهُ
لَمْ يَعْفُ وَجْدِي عَلَى سُكَّانِهِ وَعَفَا
لولاكَ ما هاجَني نَوحُ الحَمامِ ولا
هَفَا بِيَ کلْبَرْقُ عُلْوِياًّ إذَا خَطَفَا
أَعائدٌ وأحاديثُ المُنى خُدَعٌ(33/64)
عَلَى کلْغَضَا زَمَنٌ مِنْ عَيْشِنَا سَلَفَا
هَيْهَاتَ أَنْ تَخْلِفَ کلأَيَّامُ مِنْ عُمُرِي
شَبِيبَة ً فِيكُمُ أَنْفَقْتُهَا سَرَفَا
وَبَاخِلٍ سَمُحَ کلطَّيْفُ کلْكُذُوبُ بِهِ
والليلُ قد مَدَّ من ظَلمائِهِ سُجَفا
أَسْرَى إلَيَّ عَلَى مَا فِيه مِنْ فَرَقٍ
تحتَ الدُّجى يركبُ الأهوالَ مُعتَسِفا
فَبِتُّ مِنْ قَدِّهِ لِلْغُصْنِ مُعْتَنِفاً
طَوْراً وَمِنْ خَدِّهِ لِلْخَمْرِ مُرْتَشِفاً
فيا لهُ من بخيلٍ كيفَ جادَ لنا
عَفْواً وَمِنْ غَادِرٍ بِکلْعَهْدِ كَيْفَ وَفَا
وفاترِ الطَّرْفِ مَمشوقِ القَوامِ لهُ
قَدٌّ يُعلِّمُ خُوْطَ البانة ِ الهَيَفا
إنْ قُلْتُ جُرْتَ عَلَى ضَعْفِي يَقُولُ مَتَى
كَانَ کلْمُحِبُّ مِنَ کلْمَحْبُوبِ مُنْتَصِفَا
أو قلتُ أتلفتَ رُوحي قال لا عجَبٌ
مَن ذاقَ طَعمَ الهوى يوماً وما تلِفا
إنْ أَنْكَرَتْ مِنْ دَمِي عَيْنَاهُ مَا سَفَكَتْ
فَقَدْ أَقَرَّ بِهِ خَدَّاهُ وَکعْتَرَفَا
ما قلتُمُ الغصنُ مَيّالٌ ومُنعَطِفٌ
فكيفَ مالَ على ضَعفي وما عطَفا
يا صاحِ قُمْ فوجوهُ اللهوِ سافرة ٌ
وناظِرُ الهَمِّ بالأفراحِ قد طُرِفا
كَسَا کلرَّبِيعُ ثَرَاهَا مِنْ خَمَائِلِه
رَيْطاً وألقى على كُبانِها قُطُفا
والغيمُ باكٍ وثَغرُ النَّورِ مُبتسمٌ
وَطَائِرُ کلْبَانِ فِي کلأَغْصَانِ قَدْ هَتَفَا
والثغرُ رَيّانُ لَدْنُ العِطْفِ قد عقدَتْ
لآلِىء ُ کلطَّلِّ مِنْ أَوْرَاقِهِ شَنَفَا
فانهَضْ إلى الراحِ واعذُرْ في الغرامِ بها
لاَ تُلْحِ مَنْ بَاتَ مَشْغَوفاً بِهَا كَلِفَا
واحْبُ النديمَ بها حمراءَ صافية ً
صِرْفاً إذَا ثَبَتَتْ فِي صَدْرِهِ رَجَفَا
راحاً كأنَّ عمادَ الدينِ شابَ بها
فِي کلْكَأْسِ مَا رَقَّ مِنْ أَخْلاَقِهِ وَصَفَا
فِي جَنَّة ٍ جَادَهَا وَسْمِيُّ رَاحَتِهِ
وَکمْتَدَّ فِيهَا عَلَيْنَا ظِلُّهُ وَضَفَا
حيثُ التَقَيْنا رأيْنا من صَنائعِهِ
ومنْ سَجاياهُ فيها رَوضة ً أُنُفا(33/65)
أَعْدَتْ شَمَائِلُهُ مَرَّ کلنَّسِيمِ بِهَا
وكلّما هَبَّ في أرجائِهِ لَطُفا
عَلَى شَفَا جَدْوَلٍ فِي أَبْرَدَيْهِ إذَا کعْـ
ـتَلَّ کلنَّسِيمُ لأَدْوَاءِ کلْهُمُومِ شَفَا
يُزْهَى بِمُلْكٍ إذَا سُحْبُ کلْحَيَا بَخِلَتْ
تَبْدُو لَهُ مِنِّي فَيَسْتُرُهَا
جَذْلانُ يصبحُ شَملُ المالِ مُنصَدِعاً
فِي رَاحَتَيْهِ وَشَمْلُ کلْحَمْدِ مُؤتَلِفَا
يا من يَلُومُ عليّاً في مواهبِهِ
هَيْهَاتَ حَاوَلْتَ مِنْهُ غَيْرَ مَا أَلِفَا
فهل يُلامُ عُبابُ البحرِ إنْ زخرَتْ
أَمْوَاجُهُ وَمَهَبُّ کلرِّيحِ إنْ عَصَفَا
أقسمْتُ لو كانَ يدري ما الحياءُ حَياً
أَرْضاً بِهَا نَزَلَتْ جَدْوَاهُ مَا وَكَفَا
عانٍ على الشرفِ المَوروثِ تالِدُهُ
بما استجَدَّ من العلياءِ أو طَرُفا
مَا زَادَهُ قَوْمُهُ فَخْراً وَإنْ بَلَغُوا
فِي کلْمَجْدِ شَأْواً عَلَى مَنْ رَامَهُ قَذَفَا
فالأنجُمُ الزُّهرُ والشُّهبُ الثَّواقبُ لوْ
كَانَتْ عَشَائِرَهُ زَادَتْ بِهِ شَرَفَا
ماضي الغِرارِ إذا البِيضُ الحِدادُ نبَتْ
ثَبْتُ الجَنانِ إذا قلبُ الحليمِ هفا
يسْتلُّ من عزمِهِ في الرَّوعِ ذا شُطَبٍ
عَضْباً وَيَلْبَسُ مِنْ آرائِهِ زَعَفَا
كَأَنَّ غُرَّتَهُ وَکلْخَطْبُ مُعْتَكِرٌ
بَشائرُ الصُّبحِ جَلاّ نورُها السُّدَفا
تَلْقَى کلْغِنَى عِنْدَهُ إنْ جئْتَ مُجْتَدِياً
والعفوَ إنْ جئتَهُ للذنْبِ مُعترِفا
ما للزمانِ ولي حَتّامَ تجمعُ لي
أيامُهُ معَ سَواءِ الليلة ِ الخُسُفا
يَسُومُ ذُؤْبانَهُ مَدحي ويطمعُ في
أَنِّي أُنَازِعُهَا أَشْلاَءَهَا کلْجِيفَا
هَيْهَاتَ تَرْهَبُ نَفْسِي عَنْ مَطَامِعِهَا
وَصُنْتُ فَضْلِي عَنْ إدْنَاسِهَا صَلَفَا
لِلَّهِ دَرُّ أَبِيِّ کلنَّفْسِ مُمْتَعِضٍ
لِفَضْلِهِ أَنْ يُلاَقِي کلْحَيْفَ وَکلْجَنَفَا
يأبى غَضارة َ عَيشٍ جَرَّ مَلبَسُها
ذُلاًّ وَيَخْتَارُ عِزَّ کلنَّفْسِ وَکلْقَشَفَا
قالوا انْتَزِحْ وتغرَّبْ تكتسِبْ شرَفاً(33/66)
فالدُّرُّ ما عَزَّ حتى فارَقَ الصدَفا
أَأَتْرُكُ کلْبَحْرَ دُونِي سَائِغَاً غَدَقاً
وأَجْتَدي وَشَلاً بالجوِّ مُنتَزِفا
أَبَتْ عَطَايَا عَلِيٍّ أَنْ أَمُدَّ إلَى
يَدي يداً كَفَّنِي مَعروفُهُ وكَفَا
كم ردَّ عنّي سِهامَ الدهرِ طائشة ً
ولم أزلْ لمَرامي صَرْفِهِ هَدَفا
وكم دعوْتُ أبا نصرٍ لحادثة ٍ
جَلَّتْ فَمَا خَارَ عَنْ نَصْرِي وَلاَ صَدَفَا
أَحَلَّنِي مِنْ جَمِيلِ کلرَّأْيِ مَنْزِلَة ً
غَدَوْتُ مِنْهَا لِظَهْرِ کلنَّجْمِ مُرْتَدِفَا
وإنْ دعَوتُ بهِ في غَمّة ٍ كَشَفا
يَا مَنْ إذَا قَالَ أَعْيَ کلْقَائِلُونَ لَهُ
وَمَنْ إذَا جَادَ أَعْطَى کلْجِلَّة َ کلشَّرَفَا
فَدَاكَ كُلُّ قَصِيرِ کلْبَاعِ مُنْسَلِخٍ
منَ المَكارمِ مَهْجُوٍّ إذا وُصِفا
لا تعرفُ العُرفَ كَفّاهُ ولا هوَ إنْ
حاولْتَ تَعريفَهُ في مَحفَلٍ عُرِفا
فَکسْمَعْ دُعاءَ وَلِيٍّ بَاتَ مُبْتَهِلاً
فِيهِ وَظَلَّ عَلَى کلإخُلاَصِ مُعْتَكِفَا
مَدْحاً مَلأْتُ بِهِ قَلْبَ کلْحَسُودِ جَوًى
كما ملأْتُ بطونَ الكُتْبِ والصُّحُفا
سَرى فما عرَّسَ الرُّكْبانُ في طرَفٍ
إلاَّ رَأَوْا فِيهِ مِنْ مَدْحِي لَكُمْ طَرَفَا
فَکفْنِ کللَّيَالِيَ وَکلأَيَّامَ سَاحِبَ أَذْ
يَالِ کلسَّعَادَة ِ مَا كَرَّا وَمَا اخْتَلَفَا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يَا مَنْ إِذا ضَنَّتِ کلأَيَّامُ جَائِرَة ً
يَا مَنْ إِذا ضَنَّتِ کلأَيَّامُ جَائِرَة ً
رقم القصيدة : 26589
-----------------------------------
يَا مَنْ إِذا ضَنَّتِ کلأَيَّامُ جَائِرَة ً
عَمَّ کلْبَرِيَّة َ إِسْعَافاً وَإِنْصَافَا
ومنْ أمِنتُ بهِ دهري وحادِثُهُ
ولستُ أخشاهُ إنْ داجى وإنْ صافا
تُعطي الألوفَ إذا الجَعْدُ اليَدَيْنِ غدا
يُعطي الدراهمَ أَثْلاثاً وأَنْصافا
لاَ زِلْتَ تُبْلِي جَدِيدَ کلدَّهْرِ مُغْتَبِطَاً
صَوماً وفِطراً وأَعياداً وأَنْصافا(33/67)
العصر العباسي >> البحتري >> يا صاحب الأصداغ والطرة
يا صاحب الأصداغ والطرة
رقم القصيدة : 2659
-----------------------------------
يا صَاحبَ الأصْداغِ وَالطُّرّةِ،
وَلابِسَ الحُمْرَةِ وَالصُّفْرَهْ
لَيْتَكَ، إذْ لمْ تُعطِني نَائِلاً،
يُقْنِعُني، أعْطَيْتَني مَرّهْ
ما كانَ مَدْحيكَ وَوَصْلي بكَ الـ
آمَالَ إلاّ سَفْرَةَ الغُرّهْ
أعُدُّ آبَاءَكَ مَا فيهِمِ
عَوْفٌ وَلا سَعْدٌ وَلا مُرّهْ
قَبِلْتُ ذاكَ النّزْرَ، إذْ لمْ أجدْ
عِنْدَ بَهِيمٍ مُصْمِتٍ غُرّهْ
أخَذْتُهُ وَتْحاً، وَفي قَوْلِهِمْ:
خُذْ مِنْ غَرِيمِ السّوءِ آجُرّهْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا زمنَ السُّوءِ الذي مسَّني
يا زمنَ السُّوءِ الذي مسَّني
رقم القصيدة : 26590
-----------------------------------
يا زمنَ السُّوءِ الذي مسَّني
بِغَمْرَة ٍ لَيْسَ لَهَا كَاشِفُ
صحِبتُهُ قِدْماً فما سرَّني
سَالِفُ أَيَّامِي وَلاَ کلآنِفُ
إذا كُلومُ الهَمِّ ذاوَيْتُها
عَادَ لَهَا مِنْ جَوْرِهِ قَارِفُ
وَكُلَّمَا أَغْضَيْتُ عَنْ زَلَّة ٍ
أَغْراهُ عَفوي بي فيستانِفُ
يَخْضَعُ مِنْهُ لِلدَّنَايَا عَلَى
غُرَّتِهَا کلْجَبْهَة ُ وَکلسَّالِفُ
مَا لَكَ لاَ يَنْفُقُ فِي سُوقِ أَبْـ
ـنَائِكَ إلاَّ کلْبَهْرَجُ کلزَّائِفُ
فكم أُداجيهمْ على أنّني
طِبٌّ بِأَدْوَائِهِمِ عَارِفُ
ورُبَّ مَشّاءٍ على عِلّة ٍ
وهْوَ إذا اسْتَثْبَتَّهُ واقِفُ
يَحْسُدُنِي کلنَّاسُ عَلَى مَوْرِدٍ
مُكَدَّرٍ يَنْزَحُهُ کلرَّاشِفُ
وصاحبٍ همِّيَ ما سرَّهُ
وهْوَ على ما ساءَني عاكِفُ
إذا بدَتْ منّي له هَفوة ٌ
أعرَضَ لا يَعطِفُهُ عاطِفُ
لاَ يُدْرِكُ کلْعَلْيَاءَ إلاَّ فَتًى
آبٍ عَلَى حَمْلِ کلأَسَى عَازِفُ
ولا ينالُ العِزَّ حتى يُرى
خَابِطَ لَيْلٍ نَوْؤُهُ وَاكِفُ
فَکرْحَلْ مَتَى آنَسْتَ ذُلاًّ وَلاَ
يَعْتاقُكَ التالِدُ والطارِفُ
فَمَا يَسُومُ کلْخَسْفَ إلاَّ هَوًى(33/68)
أو مَنزِلٌ أنتَ بهِ آلِفُ
لا سلِمَتْ دارٌ ولا خُلّة ٌ
أَنْتَ عَلَى آثَارِهَا تَالِفُ
يا دَولة ً ما نالَني خَيرُها
وإنّني من شرِّها خائفُ
نَاءَتْ صُرُوفُ کلْدَّهْرِ عَنْهَا فَمَا
يَطُوفُ لِلذُّعْرِ بِهَا طَائِفُ
فارْقُبْ لها إنْ رقدَتْ فِتنة ً
نَكْبَاءَ شَرُّ رِيحِهَا عَاصِفُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لاَ بَارَكَ کللَّهُ فِي قَوْمٍ صَحِبْتُهُمُ
لاَ بَارَكَ کللَّهُ فِي قَوْمٍ صَحِبْتُهُمُ
رقم القصيدة : 26591
-----------------------------------
لاَ بَارَكَ کللَّهُ فِي قَوْمٍ صَحِبْتُهُمُ
فَمَا رَعَوْا حُرْمَتِي يَوْمَاً وَلاَ عَرَفُوا
وَلاَ وَصَفْتُ قَبِيحاً مِنْ فِعَالِهِمُ
إلاّ وعندَهمُ بي فوقَ ما أَصِفُ
لأَصْبُرَنَّ عَلَى إدْمانِ ظُلْمِهِمُ
عسى الليالي تُواتِني فأَنْتَصِفُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَلدَّسْتُ مِنْ لأْلاَءِ وَجْهِكَ مُشْرِقُ
أَلدَّسْتُ مِنْ لأْلاَءِ وَجْهِكَ مُشْرِقُ
رقم القصيدة : 26592
-----------------------------------
أَلدَّسْتُ مِنْ لأْلاَءِ وَجْهِكَ مُشْرِقُ
وَعَلَى کلْوِزَارَة ِ مِنْ جَلاَلِكَ رَوْنَقُ
ما إنْ رأَتْ كَفْواً لها حتى رأَتْ
سُودَ البُنودِ على لِوائِكَ تَخفِقُ
قَرَّتْ بَلاَبِلُ صَدْرِهَا وَلَقَدْ تُرَى
وبها إليكَ صَبابة ٌ وتَشوُّقُ
أَلْيَوْمَ أَسْفَرَ دَسْتُهَا وَلَطَالَمَا
شِمْناهُ وهْوَ من الكآبة ِ مُطرِقُ
كانتْ بمَضيَعَة ٍ تُعاوِي سَرْحَها الذُّؤْبانُ والغِربانُ فيها تَنْفِقُ
ـذُّؤبَانُ وَکلْغِرْبَانُ فِيهَا تَنْفِقُ
رُدَّتْ إلَيْكَ فَأَصْلُهَا بِكَ ثَابِتٌ
عَالِي کلْبِنَاءِ وَفَرْعُهَا بِكَ مُوْرِقُ
أَنْتُمْ وَإنْ رَغَمَ کلْعِدَى وُرَّاثُهَا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> خَلِيفَة َ کللَّهِ کلَّذِي
خَلِيفَة َ کللَّهِ کلَّذِي
رقم القصيدة : 26593
-----------------------------------(33/69)
خَلِيفَة َ کللَّهِ کلَّذِي
آرَاؤُهُ مُوَفَّقَهْ
بِحَقِّ مَنْ صَدَقَ مَا
ـلاَمِ فَتْقاً رَتَقَهْ
أطبِقْ أبا سَعدٍ وخُذْ
منهُ قَراحَ الطَّبَقَهْ
حَتَّى تُرَى أَحْشَاؤُهُ
بِغَيْظِهَا مُمَزَّقَهْ
يُمسي على المُوَرِّقِيِّ
عَيْنُهُ مُؤرَّقَهْ
وَکسْتَخْرِجِ کلْمَالَ کلَّذِي
جَمَّعَهُ وَکرْتَفَقَهْ
حصَّلَهُ خِيانة ً
طَوْرا وطَوْرا سَرِقَهْ
لا تجِبُ الزكاة ُ في
أمثالِهِ والصدَقَهْ
جَمَعَّهُ وَأَنْتَ أَوْ
لَى أَنْ تَكُونَ مُنْفِقَهْ
واستَجْلِها دُرْداً صِحا
حاً وُزَّناً مُحَقَّقَهْ
مِثْلَ کلْوُجُوهِ کلْبَدَوِيَّا
تِ کلْحِسَانِ کلْمُشْرِقَهْ
كأنّها من حُسنِها
رَوْضَة ُ حَزْنٍ مُؤنِقَهْ
وَسَلِّطِ کلْخَرْجَ عَلَى
جُمُوعِهَا وَکلنَّفَقَهْ
حتى تراها وهْيَ في
أَرْبَابِهَا مُفَرَّقَهْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يَا صَلاَحَ کل
يَا صَلاَحَ کل
رقم القصيدة : 26594
-----------------------------------
يَا صَلاَحَ کل
دِّينِ خُذْ حِـ
فلقدْ وافاكَ في ثَوْ
بَيْ عِنادٍ ونِفاقِ
لا يَغرَّنَّكَ منهُ
مَنطِقٌ حُلوُ المَذاقِ
ـذْرَكَ مِنْ صِلِّ کلْعِرَاقِ
دَقَّ لُؤماً فَتَفَطَّنْ
في مَعانِيهِ الدِّقاقِ
ليسَ فيهِ شيءٌ يدورُ على الضِّرْسِ
ـذْرَكَ مِنْ صِلِّ کلْعِرَاقِ
لو ظفِرْنا فيهِ بمَرعى ً ورِيقٍ
لعَذَرْناكَ أو بمَرْأَى أنيقِ
لاَ تُخَالِطْهُ وَسَائِلْ
عنهُ أَخْلاطَ الرِّفاقِ
فهْوَ داءٌ في الخَياشيمِ شَجاً بينَ التَّراقي
نَ کلتَّرَاقِي
أكذَبُ الناسِ إذا آ
وجُروحٍ تُعجِزُ النا
وغدَتْ تلعبُ فيها
فَهْوَ دَاءٌ فِي کلْخَيَاشِـ
باللُّؤمِ والغدرِ صِفاقِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> وحُلوة ِ الرِّيقِ باتَتْ
وحُلوة ِ الرِّيقِ باتَتْ
رقم القصيدة : 26595
-----------------------------------
وحُلوة ِ الرِّيقِ باتَتْ
فِي حُضْنِ غُصْن وَرِيقِ
أَعْدَى إلَيْهَا فَرَقَّتْ
مِنَ کلنَّسِيمِ کلرَّقِيقِ(33/70)
مَكفوفة ِ القَدِّ بَيضا
ءَ ذَاتِ مَرْأًى أَنِيقِ
تُشَقُّ عَنْ أَحْمَرِ کللَّوْ
نِ قَانِيءٍ كَکلشَّقِيقِ
كَأَنَّهَا تَمْلأُ کلْكَـ
تَجْنِي وَيُجْنَى عَلَيْهَا
فَمَا لَهَا مِنْ صَدِيقِ
طُفنا بها فسَقَتْنا
رِيقاً كَطَعْمِ کلرَّحِيقِ
أيَّ اجتماعٍ قضَيْنا
عليهِ بالتَّفريقِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> عَسَى غَزَالُ کلأَبْرَقِ
عَسَى غَزَالُ کلأَبْرَقِ
رقم القصيدة : 26596
-----------------------------------
عَسَى غَزَالُ کلأَبْرَقِ
يَرِقُّ لِي مِنْ أَرَقِي
وَيَجْمَعُ کلأَيَّامُ مِنْ
شَملِ هَوى ً مُفرَّقِ
أغيَدُ مِقْلاقُ الوِشاحِ
نَائِمٌ عَنْ قَلَقِي
أسلَمَني للوَجدِ وهْوَ
سالمٌ من حُرُقي
لا تَعلَقُ السَّلوة ُ في
قلبٍ بهِ مُعلَّقِ
عانَقَني ولمْ يكنْ
لَوْلاَ کلنَّوَى مُعْتَنِقِي
وَكَانَ لاَ يَسْمَحُ لي
بِکلنَّظَرِ کلْمُسْتَرَقِ
ولم أخَلْ أنَّ اللِّقاءَ
رَائِدُ کلتَّفَرُّقِ
وَأَنَّنَا يَوْمَ کلْوَدَاعِ
يَرِقُّ لِي مِنْ أَرَقِي
أنتَ جلَبْتَ الهَمَّ يا
طَرْفي لقلبي فَذُقْ
ـاءِ کلزُّلاَلِ مُشْرِقِي
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قُلْ لصديقي أبي علِيٍّ
قُلْ لصديقي أبي علِيٍّ
رقم القصيدة : 26597
-----------------------------------
قُلْ لصديقي أبي علِيٍّ
مَا هَكَذَا يَفْعَلُ کلصَّدِيقُ
أتَيتَ ما لم يكنْ بمِثلي
ولا بأمثالِكُمْ يَليقُ
نَقَضْتَ عَهْدِي وَكَانَ ظَنِّي
بِأَنَّهُ مُحْكَمٌ وَثِيقُ
وكنتَ تَنسى حقّي وكانتْ
مَرْعِيّة ً عندَكَ الحُقوقُ
قد كنتَ أوعَدْتَني بوَعدٍ
أَنْتَ بِأَمْثَالِهِ خَلِيقُ
أَنَّكَ تَجْلُو هَمِّي بِيَوْمٍ
يجمعُ أطرافَهُ الفُسوقُ
يَبُلُّ فِيهِ غَلِيلَ صَدْرِي
شَرابُكَ المُسْكِرُ العتيقُ
أَخْلَفْتَنِي وَکنْفَرَدتَّ عَنِّي
أما استحى وجهُكَ الصَّفيقُ
وَقَدْ تَحَقَّقْتَ فِيَّ أَنِّي
صَبٌّ إلى شُربِها مَشُوقُ
وَأَنَّنِي فِي هَوَى کلْوُجُوهِ کلْـ(33/71)
ـحِسَانِ مَا عِشْتُ مَا أُفِيقُ
أَضَاقَ عَنِّي لَكُمْ فِنَاءٌ
عَنِ کلاَّخِلاَّءِ لاَ يَضِيقُ
وهل علمتُمْ بأنَّ شُكري
عَبْدٌ لإحْسَانِكُمْ رَقِيقُ
أَما وَحَقِّ کلْمُدَامِ صِرْفاً
يخجلُ من لونِها الشَّقيقُ
وَكُلِّ هَيْفَاءَ ذَاتِ دَلٍّ
يَقْتُلُنِي قَدُّهَا کلرَّشِيقُ
يَشْكُو إلى رِدْفِهَا کلْمُعَبَّا
من جَورِهِ خَصرُها الدقيقُ
لِلصَّبِّ مِنْ وَرْدِ وَجْنَتَيْهَا
وِردٌ ومن ثَغرِها رَحيقُ
إنّكَ إنْ لم تُصْخِ لعَتْبي
جاءَكَ منّي ما لا تُطيقُ
وإنّنا الدهرَ لا التَقَيْنا
إلاَّ وَقَدْ ضَمَّنَا کلطَّرِيقُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لأَبِي عَليَّ مُرْتَقًى
لأَبِي عَليَّ مُرْتَقًى
رقم القصيدة : 26598
-----------------------------------
لأَبِي عَليَّ مُرْتَقًى
في ذُروة ِ العَلياءِ شاهِقْ
ومَواهِبٌ كالغيثِ يُتبِعُ سابقاً منها بِلاحِقْ
ـبِعُ سَابِقاً مِنْهَا بِلاحِقْ
وبوجهِهِ بِشرٌ مَخا
ئِلُهُ لشائِمِهِ صَوادِقْ
قسَماً بمُزْجي السُّحْبِ تَحْدُوها الرواعِدُ والبَوارِقْ
ـدُوهَا کلرَّوَاعِدُ وَکلْبَوَارِقْ
ومُسَيِّرِ الشهْبِ الثَّوا
قبِ في المَغاربِ والمشارِقْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا جلالَ الدينِ يا ملِكاً
يا جلالَ الدينِ يا ملِكاً
رقم القصيدة : 26599
-----------------------------------
يا جلالَ الدينِ يا ملِكاً
هُوَ فِي أَفْعَالِهِ مَلِكُ
وَجَوَاداً مَا لَهُ أَبَداً
بالنَّدى في الناسِ مُشتَرِكُ
يا مَصُونَ العِرضِ وافِرَهُ
وحِمى الأعراضِ مُنتهَكُ
والصَّدُوقُ الوعدِ في زمنٍ
أهلُهُ إنْ حدَّثُوا أَفِكوا
أَنْتَ وَالأَحْلاَمُ طَائِشَة ٌ
ثَابِتُ الأَرْآءِ مُحْتَنَكُ
لكَ بالإقبالِ دارٌ وإنْ
رُغِمَتْ أعداؤُكَ الفلَكُ
فابْقَ منصوراً فقد هبطوا
وارْقَ مَوفوراً فقد هلَكوا
واستمِعْ من شاعرٍ يدُهُ
بِكَ بَعْدَ اللَّهِ تَمْتَسِكُ(33/72)
هزَّهُ فيكَ الرجاءُ فآمالُهُ في الصدْرِ تَعتَرِكُ
فِي الصَّدْرِ تَعْتَرِكُ
حَلَّ زَوراءَ العراقِ كما
حَلَّ قِيعانَ السَّما السمَكُ
أنا في توقيعِ جائزتي
طُولَ هذَا اللَّيْلِ مُرْتَبِكُ
فقلد كادَتْ ضلوعيَ منْ
حرِّ نارِ الفِكرِ تَنْسَبِكُ
شَاعِ أَمْرِي فِيهِ وَکمْتَلأَتْ
بحديثي الطُّرْقُ والسِّكَكُ
رَجَمُوا فِيَّ الظُّنُونِ فَكَمْ
مَسلَكٍ في الإثمِ قد سلَكوا
مِحنة ٌ لم يُرْمَ قَطُّ بها
سُوقَة ٌ قَبْلِي وَلاَ مَلِكُ
سِيَّمَا وَالأَمْرُ فِي يَدِ مَنْ
هُوَ فِي الإحْسَانِ مُنْهَمِكُ
وَدِمَا الأَمْوَالِ طَافِحَة ٌ
بِيَدِ السُّؤَّالِ تَنْسَفِكُ
فَتَدارَكْ قِصَّتي فعلى
يَدِكَ الْمَبْسُوطَة ِ الدَّرَكُ
وَکقْتَنِصْ حُرَّ الثَّنَاءِ فَمَا
كُلَّ وَقْتٍ يَعْلَقُ الشَّرَكُ
العصر العباسي >> البحتري >> لا شك أني ثاكل عمري
لا شك أني ثاكل عمري
رقم القصيدة : 2660
-----------------------------------
لا شك أني ثاكل عمري
ومبوأ عن عاجل قبري
هجر الحبيب فمت من شغف
لما حرمت عزيمة الصبر
فإذا قضيت، فناد يا حزنا
هذا قتيل الصد والهجر
والبدر في حل وفي سعة
من سفكه دم عبده الحر
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> سَلْ عَنِ الْمَاضِينَ إنْ نَطَقَتْ
سَلْ عَنِ الْمَاضِينَ إنْ نَطَقَتْ
رقم القصيدة : 26600
-----------------------------------
سَلْ عَنِ الْمَاضِينَ إنْ نَطَقَتْ
عنهمُ الأجداثُ والبِرَكُ
أيَّ دارٍ للبَلا نزلوا
أو سبيلٍ للرَّدى سلَكوا
مَلَكُوا الدُّنْيَا فَمَا دَفَعَ الْمَـ
ـوْتَ مَا حَازُوا وَمَا مَلَكُوا
بِيَدِ الأَيَّامِ مُنْتَهَكُ
بِرِجَالٍ طَالَمَا فَتَكُوا
ضَحِكُوا حِيناً فَعَادَ أَسًى
وبكاءً ذلك الضحِكُ
وَبَرَتْهَا لِلزَّمَانِ يَدٌ
مَا عَلَيْهَا فِي دَمٍ دَرَكُ
يا أخا الخَمسينَ باهِرَها
وَهْوَ فِي دُنْيَاهُ مُنْهَمِكُ
بَاتَ مَغْرُوراً تُمَدُّ لَهُ
مِنْ حِبَالاَتِ الرَّدَى شَبَكُ(33/73)
لاهِياً والعُمْرُ مُنْتَهَبٌ
قِفْ قَلِيلاً قَدْ بَلَغْتَ مَدًى
للمنايا فيهِ مُعتَرَكُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لِمَيْمُونَ وَجْهٌ يَسُوءُ الْعُيُونَ
لِمَيْمُونَ وَجْهٌ يَسُوءُ الْعُيُونَ
رقم القصيدة : 26601
-----------------------------------
لِمَيْمُونَ وَجْهٌ يَسُوءُ الْعُيُونَ
مَنْظَرُهُ الأَسْوَدُ الْحَالِكُ
وَحَمَّامُهُ مُظْلِمٌ بَارِدٌ
يَضَلُّ بأرجائِهِ السالِكُ
وهَبْ أنَّ حَمّامَهُ جَنّة ٌ
أليسَ على بابِهِ مالِكُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لاَ تَخْشَ إمْلاَقاً إذَا کعْتَلَقَتْ
لاَ تَخْشَ إمْلاَقاً إذَا کعْتَلَقَتْ
رقم القصيدة : 26602
-----------------------------------
لاَ تَخْشَ إمْلاَقاً إذَا کعْتَلَقَتْ
كَفَّاكَ بِي فَالنُّجْحُ فِي دَرَكِي
فالنَّسرُ لو قصدَتْهُ بُنْدُقَة ٌ
مِنِّي لأَرْدَتْهُ عَنِ الْفَلَكِ
نهضَتْ غَوارِبُها من الْـ
أَشْوَاقِ بِالْعِبْءِ الثَّقِيلِ
مُتَلَفِّتاتٍ من شَرا
فِ إلى سَنا برقٍ كَليلِ
يَا دَارُ لاَ بَرِحَتْ تَجُو
دُكِ كُلُّ غَادِيَة ٍ هَطُولِ
وَتَنَفَّسَتْ رِيحُ الصَّبَا
ـحَرَّانِ فِي عَافِي الطُّلُولِ
هل لي إلى ذاتِ القَلا
ئدِ والمَراسِلِ من رَسولِ
فَيُبِثَّ مَا بِي منْ ضَنَا
بَادٍ وَدَاءِ هَوًى دَخِيلِ
ومنَ المُحالِ تَنَظُّري
مَلاَعِبِ الْحَيِّ الْحُلُولِ
وَعَلَى النَّقَا مِنْ وَجْرَة ٍ
بَلْهَاءُ تَلْعَبُ بِالْعُقُولِ
فِي ضَمِّ مَا ضَمَّتْ غَلاَ
ئِلُها شفاءٌ للغَليلِ
ما بينَ خُوطِ أَراكة ٍ
مِنْهَا وَحِقْفِ نَقاً مَهِيلِ
ـمَحُ بِي وَيُحْزِنُ فِي السُّهُولِ
يَبْدُو لِشَائِمِهِ كَمُخْـ
ـنِي إلَى هَمٍّ طَوِيلِ
ـيَ وَرِيقَة ٌ بَعْدَ الذُّبُولِ
يَا بَيْنُ كَمْ أَجْلَيْتَ يَوْ
مَنْ آلُهُ آلُ النَّبِـ
ما للعَذولِ ولمْ أزلْ
كِلْفاً بِعِصْيَانِ الْعَذُولِ
صَلِفٍ مَلُولٍ آهِ وَا
ـقَّوَامِ فِي اللَّيْلِ الطَّوِيلِ(33/74)
يَا سَعْدُ أَنْجِدْنِي عَلَى الْـ
لُ بخصرِهِ الواهي النَّحيلِ
أَلثابتِ الأرْآءِ في
دَحْضٍ بِوَاطِئِهِ زَلِيلِ
بأَكُفِّ فِتيانٍ لهمْ
في الرَّوعِ أحلامُ الكُهولِ
مِنْ كُلِّ أَغْلَبَ بَاسِلٍ
غَيْرِ الْجَبَانِ وَلاَ النَّكُولِ
يُسْرِي وَحِيداً وَهْوَ مِنْ
حَدِّ العزيمة ِ في رَعيلِ
يُهْوي به أظْمى الفُصو
صِ مُطَهَّمٌ سَامِي التَّلِيلِ
عَزَمَاتُ مَنْصُورٍ الْعَزَا
ئمِ لا ينامُ على الذُّحولِ
ما أجدبَتْ أرضٌ سقا
ها صَوبُ نائلِهِ الهَطُولِ
لقِحَتْ على طُولِ الحِيا
لِ ورَوَّضَتْ بعدَ المُحولِ
جيرانِ بيتِ اللهِ ذي
الْحُرُمَاتِ وَالشَّرَفِ الأَثِيلِ
مِنْ مَعْشَرٍ يُرْعَى ذِما
مُ الْجَارِ فِيهِمْ وَالنَّزِيلِ
يأْوي الطَّريدُ إلى ظِلا
لِ بُيُوتِهِمْ وَکبْنُ السَّبِيلِ
أَطْوَادُ حِلْمٍ فِي النَّدِ
يِّ وَفِي الْوَغَا آسَادُ غِيلِ
لَهُمُ قَدِيمُ مَآثِرٍ
مأثورة ٍ عنْ جِبْرِئيلِ
بالناصرِ المَولى الإما
مِ وَجُودِهِ الْجَمِّ الْجَزِيلِ
شِيدَتْ مَبانيهمْ وقدْ
تُرْبي الفروعُ على الأصولِ
وَرِثَ الْخِلاَفَة َ عَنْهُمُ
والمُلكَ جيلاً بعدَ جيلِ
فَإذَا کنْتَمَى عَدَّ الْجُدُو
دَ الأنبياءَ إلى الخليلِ
وَأَحَلَّنِي فِي وَارِفٍ
مِنْ ظِلِّ دَوْلَتِهِ ظَلِيلِ
وَلَبِسْتُ مِنْ نَعْمَائِهِ
حَصْداءَ سابغة َ الذيولِ
وَالدَّهْرُ يَرْمُقُنِي بِطَرْ
فٍ مِنْ حَوَادِثِهِ كَلِيلِ
أحسنتَ في الدهرِ المُسي
ءِ وجُدتَ في الزمنِ المُحيلِ
فإليكَ رائقة ً فَصا
حَتُهَا بِأَشْعَارِ الْفُحُولِ
مَا ضَرَّهَا أَنْ لاَ تَكُو
نَ عَقِيلَة ً لاَِبِي الْعَقِيلِ
فَضُلَتْ على أَخَواتِها
فضْلَ الضَّحَاءِ على الأصيلِ
وَأَطَالَ مِنْ تَعْنِيسِهَا
عدمُ الكُفاة ِ من البُعولِ
ما للكواكبِ ما لها
عِنْدَ الْقُلُوبِ مِنَ الْقَبُولِ
لم أرضَ في الدنيا لها
غَيْرَ الْخَلِيفَة ِ مِنْ مُنِيلِ
وَلَطَالَمَا نَزَّهْتُهَا
عن موقِفِ الشِّعرِ الذَّليلِ(33/75)
وجَذَبْتُ فضلَ زِمامِها
عَنْ مَرْتَعِ الطَّمَعِ الْوَبِيلِ
فَتَمَلَّ مُلْكاً مَا لِرَا
ئعة ٍ عليها من سبيلِ
وَعُلُوَّ جَدٍّ مَا لِطَا
لِعِهِ الْمُشَرِّقِ مِنْ أُفُولِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> غَادَاكِ مِنْ بَحْرِ الرَّوَاعِدِ مُسْبِلُ
غَادَاكِ مِنْ بَحْرِ الرَّوَاعِدِ مُسْبِلُ
رقم القصيدة : 26603
-----------------------------------
غَادَاكِ مِنْ بَحْرِ الرَّوَاعِدِ مُسْبِلُ
وَسَقَتْكِ أَخْلاَفُ الْغُيُومِ الْحُفَّلُ
وجرَتْ بلَيلِ الذَّيْلِ وانِيَة َ الخُطا
مِسْكِيّة َ النفَحاتِ فيكِ الشمْأَلُ
للهِ ما حُمِّلْتِ من ثِقلِ الهوى
يومَ استقلَّ قَطينُكِ المُتحَمِّلُ
وَلَطَالَمَا قَضَّى الشَّبَابُ مَآرِبِي
فيكِ اختِلاساً والحوادثُ غُفَّلُ
أيامَ لا تُعصى الغَواية ُ في هوى
الْغِيدِ الْحِسَانِ وَلاَ تُطَاعُ الْعُذَّلُ
والبِيضُ تَسْفِرُ لي فأصدِفُ مُعرِضاً
عَنْهَا وَتُنْجِزُنِي الْوُعُودَ فَأَمْطُلُ
مَا خِلْتُ أَنَّ جَدِيدَ أَيَّامِ الصِّبَى
يَبْلَى وَلاَ أَنَّ الشَّبِيبَة َ تَنْصُلُ
أَتَغَزُّلاً بَعْدَ الْمَشِيبِ وَصَبْوَة ً
سَفَهاً لِرَأْيِكَ شَائِباً يَتَغَزَّلُ
هَيْهَاتَ مَا لِلْبِيضِ فِي وَدِّ کمْرِىء ٍ
إرْبٌ وَقَدْ وَلَّى الشَّبَابُ الْمُقْبِلُ
أعرضْنَ لمّا أنْ رأَيْنَ بلِمَّتي
أمثالُهُنَّ وقُلنَ داءٌ مُعْضِلُ
وَلَرُبَّ مَعْسُولِ الْمَرَاشِفِ وَاللِّمَى
مِنْ دُونِهِ سُمْرُ الذَّوَابِلِ تَعْسِلُ
مُتقَلِّدٍ عَضْبَ المضاربِ خَصرُهُ
من حَدِّ مَضربِهِ أرَقُّ وأنحَلُ
كالظبْيِ يومَ السِّلمِ وهْوَ لفَتْكِهِ
يَوْمَ الْوَغَى لَيْثُ الْعَرِينِ الْمُشْبِلُ
نَادَمْتُهُ وَالصُّبْحُ مَا ذَعَرَ الدُّجَا
والليلُ في ثوبِ الشبيبة ِ يَرفُلُ
وكأنَّ أَفرادَ النجومِ خَوامسٌ
تدنو لوِردٍ والمَجرَّة َ مَنهَلُ
فأَدارَ خمرَ مراشفٍ ما زلتُ بالصَّهباءِ عن رَشَفاتِها أَتعَلَّلُ(33/76)
ـصَّهْبَاءِ عَنْ رَشَفَاتِهَا أَتَعَلَّلُ
مَشمولة ً ما فَضَّ طينَ خِتامِها
ساقٍ ولا أَنحى عليها مِبْزَلُ
وَلَرُبَّ أَبْيَضَ صَارِمٍ مِنْ لَحْظِهِ
يُحْمَى بِهِ ثَغْرٌ لَهُ وَمُقَبَّلُ
يُذْكي على قلبِ المُحبِّ رُضابُهُ
جمرَ الغَضا وهْوَ البَرُودُ السَّلْسَلُ
لَقَدِ کسْتَرَقَّ لَهُ الْقُلُوبَ مُهَفْهَفٌ
من قَدِّهِ لَدْنٌ وطَرفٌ أكحَلُ
يَا شَاكِي اللَّحَظَاتِ شَكْوى مُغْرَمٍ
يَلقاكَ وهْوَ من التجَلُّدِ أعزَلُ
أَصْمَتْ لَوَاحِظُكَ الْمَقَاتِلَ رَامِياً
أَفَمَا يَدِقُّ عَلَى سِهَامِكَ مَقْتَلُ
أغنَتْكَ عن حملِ السلاحِ ونَقلِهِ
نَجْلاَءُ أَمْضَى مِنْ ظُبَاكَ وَأَقْتَلُ
لَوْلاَ نُصُولُ ذَوَائِبِي لَمْ تَلْقَنِي
مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ فِي الْهَوَى أَتَنَصَّلُ
أمسَتْ تَلومُ على القناعة ِ جارة ٌ
سَمعي بوَقعِ مَلامِها لا يَحفِلُ
عَابَتْ عَلَيَّ خَصَاصَتِي فَأَجَبْتُها
مِنَنُ الرِّجَالِ مِنَ الْخَصَاصَة ِ أَثْقَلُ
قالتْ تنَقَّلْ في البلادِ فقَلّما
فَاتَ الْغِنَى وَالْحَظُّ مَنْ يَتَنَقَّلُ
فالمرءُ تَحْقُرُهُ العيونُ إذا بدا
إعْسَارُهُ وَيُهَابُ وَهْوَ مُمَوَّلُ
يا هذه إنَّ السؤالَ مَذَلّة ٌ
وَوُلُوجُ أَبْوَابِ الْمُلُوكِ تَبَذُّلُ
كُفِّي المَلاَمَ فَكُلُّ حَظٍّ مُعْرِضٍ
عنّي بإقبالِ الخليفة ِ مُقبِلُ
أَلمُستَضيءُ المُستَضاءُ بهَديِهِ
والساجِدُ المُتَهَجِّدُ المُتَبَتِّلُ
أَلْمُسْتَجَابُ دُعاؤُهُ فَالْغَيْثُ مَا
قَنِطَ الثَّرى بدُعائِهِ يَتنزَّلُ
أَلمُستَقِرُّ من الخلافة ِ في ذُرى ً
شَمّاءَ لا يَسْطِيعُها المُتَرَقِّلُ
قَرْمٌ إذَا غَشِيَ الْوَغَى فَعِتَادُهُ
مَدْروبة ٌ زُرقٌ وسُمْرٌ ذُبَّلُ
ومُطَهَّمٌ في السَّرْجِ منهُ هضبة ٌ
ومثهنّدٌ في الغِمدِ منهُ جدوَلُ
ما رَدَّ يوماً سائلاً ولهُ سُطا
بأسٍ يُرَدُّ بها الخَميسُ الجَحفَلُ
جَذلانُ يَكثُرُ في النَّدى عُذَّالُهُ(33/77)
إنَّ الكريمَ على السَّماحِ مُعَذَّلُ
يَعْفُو عَنِ الْجَانِي فَيُوسِعُ ذَنْبَهُ
عَفْواً وَيُعْطِي سَائِلِيهِ فَيُجْزِلُ
جَارٍ عَلَى سُنَنِ النَّبِيِّ وَسُنَّة ِ
الْخُلَفَاءِ مِنْ آبَائِهِ تُتَقَبَّلُ
عن جُودِهمْ رُوِيَتْ أحاديثُ النَّوى
وبفضلِهمْ نطقَ الكتابُ المُنزَلُ
لا يُرتَضى عملٌ بغيرِ وَلائهمْ
فيهمْ تَتِمُّ الصالحاتُ وتَكمَلُ
إنْ كُنْتَ تُنْكِرُ مَأْثُرَاتِ قَدِيمِهِمْ
فاسأَلْ بها "يا أيها المُزَّمِلُ"
شرَفاً بني العباسِ شادَ بناءَهُ
لَكُمُ فَأَعْلاَهُ النَّبِيُّ الْمُرْسَلُ
مَا طَاوَلَتْكُمُ فِي الْفِخَارِ قَبِيلَة ٌ
إلاَّ وَمَجْدُكُمْ أَتَمُّ وَأَطْوَلُ
شَرَّفْتُمُ بَطْحَاءَ مَكَّة َ فَکغْتَدَتْ
بِكُمُ يُعَظَّمُ قَدْرُهَا وَيُبَجَّلُ
أنتمْ مصابيحُ الهُدى والناسُ في
طرُقِ الجهالة ِ حائرُ ومُضَلَّلُ
فَکسْلَمْ أَمِيرَ الْمُسْلِمِينَ مُشَيِّداً
مَا شَيَّدُوا وَمُؤَثِّلاً مَا أَثَّلُوا
يَلْقَى الأَمَانَ عَلَى حِيَاضِكَ وَالأَمَا
ني في جَنابِكَ خائفٌ ومُؤَمِّلُ
إنْ فَاضَ سَيْبُكَ فَالْبُحُورُ جَدَاوِلٌ
أَوْ صَابَ غَيْثُكَ فَالْغَمَامُ مُبَخَّلُ
أو راعَنا جَدبٌ فجُودُكَ مَورِدٌ
أو غالَنا خَطبٌ فبأسُكَ مَعقِلُ
سُسْتَ الأنامَ بسِيرة ٍ ما سارَها
فِي النَّاسِ إلاَّ جَدُّكَ الْمُتَوَكِّلُ
لا حُرمة ُ الدينِ الحنيفِ مُضاعة ٌ
كلاّ ولا حقُّ الرعايا مُهمَلُ
هذَّبْتَ أخلاقَ الزمانِ وطالما
كَانَتْ حَوَادِثُهُ تُسِيءُ وَتَجْهَلُ
وعمَمْتَ وغَمامُ جُودِكَ مُسْبِلٌ
أنْ لا يَصوبَ بها الغَمامُ المُسبِلُ
وبمدحِهِ مِيزانُ أعمالي إذا
خفَّتْ موازينُ القيامة ِ تَثْقُلُ
كُنْ لي بطَرفِكَ راعياً يا من لهُ
طَرْفٌ بِرَعْيِ الْعَالَمِينَ مُوَكَّلُ
فَاللَّهُ نَاصِرُ مَنْ نَصَرْتَ وَذَائِدٌ
عمَّنْ تَذُودُ وخاذلٌ من تَخذُلُ
حَلَّلْتَنِي مِنْ جُودِ كَفِّكَ أَنْعُماً
تَضفو ملابِسُها عليَّ وتَفْضُلُ(33/78)
وفتحْتَ بابَ مكارمٍ ألفَيْتُهُ
في عصرِ غيرِكَ وهْوَ دوني مُقفَلُ
وَوَقَفْتَ مِنْ شَرَفِ الْخِلاَفَة ِ مَوْقِفاً
مِنْ دُونِهِ سِتْرُ النُّبُوَّة ِ مُسْبَلُ
وَرَأَيْتُ مِنْ حُسْنِ کخْتِيَارِكَ مَنْظَراً
عجَباً تَحارُ لهُ العقولُ وتَذهَلُ
دَارَاً رَفَعْتَ بِنَاءَهَا وَوَضَعْتَهَا
لِلْجُودِ فَهْيَ لِكُلِّ رَاجٍ مَؤْئِلُ
دَاراً أَقَامَ بِهَا السُّرُورُ فَمَا لَهُ
عن أهلِها عمْرَ الزمانِ تَرَحُّلُ
يُغْضي لعِزَّتِها النواظرَ هَيبة ً
فيَرُدُّ عنها طرفَهُ المُتَأَمِّلُ
حَسَدَتْ مَحَلَّتَهَا النُّجُومُ فَوَدَّ لَوْ
أَمسى يُجاوِرُها السِّماكُ الأعزَلُ
ورفَعْتَها عن أنْ تُقبِّلَ منْ بها
شَفَة ٌ فَأَضْحَتْ بِالْجِبَاهِ تُقَبَّلُ
هيَ ملجَأٌ للخائفينَ وعِصمة ٌ
ومُعَرَّسٌ للطالبينَ ومَنزِلُ
غَنِيَتْ عَنِ الأَنْوَاءِ أَنْ تَغْشَى لَهَا
رَبْعاً وَفِيهَا الْعَارِضُ الْمُتَهَلِّلُ
تُزهى على أخَواتِها فكأنّها
أَدْمَاءُ مِنْ ظَبَيَاتِ وَجْرَة َ مُغْزِلُ
فَاتَ الأَوَائِلَ شَأْوُهَا فَلَوِ کحْتَبَتْ
في آلِ حربٍ لادَّعاها الأخطَلُ
تَمْشِي وَلِلأَغْرَاضِ مِنْهَا صَارِمٌ
عَضْبٌ وللأحسابِ منها صَيْقَلُ
مِدَحاً يُخَيِّرُهَا لِعِزِّ جَلاَلِكُمْ
عَبْدٌ لَهُ حُرُّ الْكَلاَمِ مُذَلَّلُ
إنْ كانَ للشُّعراءِ من تَيّارِها
وَشَلٌ فَلِي مِنْهَا سَحَائِبُ هُطَّلُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> مَوْلاَيَ مَجْدَ الدِّينِ يَا
مَوْلاَيَ مَجْدَ الدِّينِ يَا
رقم القصيدة : 26604
-----------------------------------
مَوْلاَيَ مَجْدَ الدِّينِ يَا
مَنْ مَجْدُهُ مُؤَثَّلُ
يَا مَنْ عَلَى إحْسَانِهِ
وفضلِهِ يُعوَّلُ
يا خيرَ من يُرجى ويا
أَكْرَمَ مَنْ يُؤَمَّلُ
ومن سَحابُ جُودِهِ
بِالْمَكْرُمَاتِ هُطَّلُ
ومن لهُ بيتٌ قد
يمٌ فِي الْفِخَارِ أَوَّلُ
إلَى إمَامٍ جُودُهُ
أَللَّوْذَعِيُّ الأَرْيَحِـ(33/79)
يُقْدِمُ وَالأَقْدَامُ مِنْ
لِكُلِّ رَاجٍ مَوْئِلُ
صَوبُ حَياً يُهْمي وطَوْ
راً جَذْوَة ٌ تَشْتَعِلُ
يُجْزِلُ مَا يُعْطِي وَمَا
كُلُّ جَوَادٍ يُجْزِلُ
ـلِ عِنْدَهُ وَيَجْمُلُ
هُ مَربَعٌ ومَنهَلُ
شَمائلٌ هي الشَّمُو
لُ رِقَّة ٌ والشَّمْأَلُ
قد عرضَتْ لي حاجة ٌ
خفيفة ٌ لا تَثقُلُ
مُمكِنة ٌ ليسَ على
أَمْثَالِهَا تَأَوُّلُ
وَلَيْسَ عَنْهَا عَائِقٌ
يَعُوقُ إلاّ الكسَلُ
ما لي إليها بسِوى
مَدَائِحِي تَوَصُّلُ
ضَمَّنْتُهَا قَصِيدَة ً
قَائِلُهَا لاَ يَخْجَلُ
تَنَاصَفَ الْمَدِيحُ فِي
أبياتِها والغزَلُ
رَفَعْتُها إلَى إمَا
مٍ جارُهُ لا يُخذَلُ
إلَى إمَامٍ لَمْ يَخِبْ
في عصرِهِ مُؤَمِّلُ
أَبْلَجَ من عصابة ٍ
منها النبيُّ المُرسَلُ
قَدْ نَطَقَتْ بِفَضْلِهِ
حَامِيمُ وَالْمُزَّمِّلُ
وَرَأْيُكَ الْبَابُ الَّذِي
مِنْهُ إلَيْهَا يُدْخَلُ
وَهْوَ لَعَمْرِي مُرْتَجٌ
إلاَّ عَلَيْكَ مُقْفَلُ
فانهَضْ لحاجاتِ فتى ً
مَا مِثْلُهُ مَنْ يَفْشَلُ
قَدْ سَارَ فِيكَ مَدْحُهُ
كما يسيرُ المثَلُ
مَدحٌ كما تُحبُّهُ
مُنَقَّحٌ مُفَحَّلُ
لسانُهُ في الشُّكرٍِ منْ
كُلٍّ لِسَانٍ أَطْوَلُ
كأنّهُ في الذَّبِّ عنْ
عِرضِ الكريمِ مُنْصُلُ
فاقْبِلْ عليهِ ربّما
يَثْرى ثَراهُ المُمحِلُ
فَكُلُّمَنْ يُقْبِلُ مَوْ
لانا عليهِ مُقبِلُ
وَکجْعَلْ لَهُ رَسْماً مِنَ الإ
حْسَانِ فَهُوَ يَعْقِلُ
وَکنْهَ زَمَاناً صَرْفُهُ
فَإنَّهُ يَسْمَعُ مَا
تَقُولُهُ وَيَقْبَلُ
لاَ زِلْتَ بِالإقْبَالِ فِي
ثوبِ البقاءِ تَرفُلُ
يَبسُطُ للباغي الندى
بِسَاطُكَ الْمُقَبَّلُ
ما رضِعَ الطفلُ وما
عاقَبَ فجْراً طفَلُ
وبَغَمَتْ عاطفة ً
على طَلاها مُغْزِلُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> فلا يُضْجِرَنْكَ ازدحامُ الوفودِ
فلا يُضْجِرَنْكَ ازدحامُ الوفودِ
رقم القصيدة : 26605
-----------------------------------
فلا يُضْجِرَنْكَ ازدحامُ الوفودِ(33/80)
عَلَيْكَ وَكَثْرَة ُ مَا تَبْذُلُ
فإنّكَ في زمنٍ ليسَ فيهِ
جَوادٌ سِواكَ ولا مُفضِلُ
وَقَدْ قَلَّ فِي أَهْلِهِ الْمُنْعِمُونَ
وقد كثُرَ البائسُ المُرْمِلُ
وَمَا فِيهِ غَيْرُكَ مَنْ يُسْتَمَاحُ
وَمَا فِيهِ إِلاَّكَ مَنْ يُسْأَلُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَمِطِ اللِّثامَ عن العِذارِ السائلِ
أَمِطِ اللِّثامَ عن العِذارِ السائلِ
رقم القصيدة : 26606
-----------------------------------
أَمِطِ اللِّثامَ عن العِذارِ السائلِ
لِيَقُومَ عُذْرِي فِيكَ عِنْدَ عَوَاذِلِي
واغمِدْ لِحاظَكَ قدْ فَلَلْنَ تَجلُّدي
وَکكْفُفْ سِهَامَكَ قَدْ أَصَبْنَ مَقَاتِلِي
لاَ تَجْمَعِ الشَّوْقَ الْمُبَرِّحَ وَالْقِلَى
وَالْبَيْنَ لِي أَحَدُ الثَّلثَة ِ قَاتِلِي
يَكفيكَ ما تُذْكيهِ بينَ جَوانحي
لهَواكَ نارُ لَواعِجي وبَلابِلي
وهَناكَ أنّي لا أَدينُ صَبابة ً
لِهَوَى سِوَاكَ وَلاَ أَلِينُ لِعَاذِلِ
بِتْ لاَهِياً جَذِلاً بِحُسْنِكَ إنَّنِي
مُذْ بِنْتَ فِي شُغُلٍ بِحُزْنِي شَاغِلِ
فَکعْطِفْ عَلَى جِلْدِ كَعَهْدِكَ فِي النَّوَى
وَاهٍ وَجِسْمٍ مِثْلِ خَصْرِكَ نَاحِلِ
وَيْلاَهُ مِنْ هَيَفٍ بِقَدِّكَ ضَامِنٍ
تَلَفِي وَمِنْ كِفْلٍ بِوَجْدِيَ كَافِلِ
وبنَفسيَ الغَضبانُ لا يُرضيهِ غيرُ دمي وما في سَفكِهِ من طائلِ
دَمِي وَمَا فِي سَفْكِهِ مِنْ طَائِلِ
تُصْمي نِبالُ جفونِهِ قلبي ولا
شَلَّتْ وإنْ أصمَتْ يمينُ النابلِ
ويَهُزُّ قَدّاً كالقَناة ِ لِحاظُهُ
لِمُحِبِّهِ مِنْهَا مَكَانَ الْعَامِلِ
عانَقتُهُ أبكي ويَبسِمُ ثَغرُهُ
كالبرقِ أَومضَ في غَمامٍ هاطِلِ
فأَلِينُ في الشَّكوى لقاسٍ قلبُهُ
وأُجِدُّ في وَصفِ الغرامِ الهازِلِ
مَلِكٌ يُجِيرُ مِنَ الْحَوَادِثِ جَارَهُ
ويُخِيلُ سائلُهُ دعاءَ السائلِ
ملِكٌ أَنامِلُهُ لأَرْقَشَ نافِثٍ
حَتْفَ الْعِدَى وَلِمُنْصُلٍ وَلِذَابِلِ
كَمْ غَارَة ٍ شَعْوَاءَ جَدَّلَ أُسْدَهَا(33/81)
يومَ الكريهة ِ عن متونِ أَجادِلِ
فينالُ ما أَعيا الأسِنّة َ والظُّبى
بأَسِنّة ٍ من رأيِهِ ومَناصِلِ
وبصامتٍ منذُ احْتوَتْهُ بَنانُهُ
فَخِرَ الْيَرَاعُ عَلَى الْوَشِيجِ الذَّابِلِ
لَقِنَ النَّدَى وَالبَأْسَ فِي قُضْبَانِهِ
عَنْ أَيْهَمٍ طَاوٍ وَأَغْلَبَ بَاسِلِ
سَلْ عَنْ مَوَاقَعِهِ الْكَتَائِبَ فِي الْوَغَى
يُخْبِرْنَ عَنْ كُتُبٍ لَهُ وَرَسَائِلِ
كَالسِّحْرِ تَنْفُثُ فِي القُلُوبِ مَكَائِداً
لا تُتَّقى فكأنّها منْ بابلِ
تَرْعَى لِحَاظُكَ مِنْ بَدَائِعِ وَشْيِهَا
أزهارَ جَنّاتٍ ونَورَ خَمائلِ
وإذا سرَتْ سَكرى شَمالٌ خِلَتاه
مَرَّتْ بِأَخْلاَقٍ لَهُ وَشَمَائِلِ
مِنْ مَعْشَرٍ نَهَضُوا وَقَدْ دَرِسَ النَّدَى
بفُروضِ جُودٍ أُهملَتْ ونَوافلِ
شادَ العُلى بمعارفٍ وعَوارفٍ
ورمى العِدى بصَوارمٍ وصَواهلِ
فهمُ إذا جلسوا صدورُ مجالِسٍ
وَهُمُ إذَا رَكِبُوا قُلُوبُ جَحَافِلِ
نسَبٌ كما وضَحَ الصباحُ مُرَدَّدٌ
في سُودَدٍ مُتقادِمٍ مُتقابِلِ
يا طالبَ المعروفِ يُجهِدُ نفسَهُ
فِي خَوْضِ أَهْوَالٍ وَنَقْضِ مَرَاحِلِ
شِمْ بَارِقاً عَبْدُ الرَّحِيمِ سَحَابُهُ
وَکبْشِرْ بِسَحٍّ مِنْ نَدَاهُ وَوَابِلِ
يا خيرَ من أَولى الجميلَ وخيرَ منْ
علِقَتْ بحبلٍ منهُ راحة ُ آمِلِ
كم من يدٍ أسدَتْ يَداكَ ونائلٍ
أتبعتَهُ يومَ العطاءِ بنائلِ
بيضاءَ يشهدُ بالسَّماحِ لرَبِّها
ما أثقلَتْهُ من طُلى ً وكَواهِلِ
واسْتَجْلِ أَبكارَ المديحِ عرائساً
أبْدَيْنَ زِينتَهُنَّ غيرَ عواطلِ
أبرزْتُهُنَّ على عُلاكَ سَوافراً
ـعَافِينَ فَيَّاضِ اليَدَيْنِ حُلاَحِلِ
فاجلِسْ لها وارفَعْ حِجابَكَ دونَها
وَکنْصِتْ إلَى إنْشَادِهَا وَتَطَاوَلِ
كرَماً على المأمولِ حقَّ الآمِلِ
جَاءَتْكَ لاَ مَرْذُولَة َ الْمَعْنَى وَلاَ
دَنِساً مَلاَبِسُهَا بِمَدْحِ أَرَاذِلِ
وَلَطَالَمَا نَزَّهْتُهَا عَنْ مَوْقِفٍ
يُخزي الكِرامَ وصُنتُها عن جاهلِ(33/82)
ورفعتُها عن مدحِ كلِّ مُبخَّلٍ
وَالْعُدْمُ أَحْسَنُ مِنْ عَطَاءِ الْبَاخِلِ
هَيهاتَ يطمعُ في انقيادي مانعٌ
وَشَكِيمَتِي لاَ تَسْتَكِينُ لِبَاذِلِ
وَلَئِنْ دَعَوْتُكَ مِنْ مَحَلٍّ شَاسِعٍ
نَاءٍ مَدَاهُ عَلَى السُّرَى الْمُتَطَاوِلِ
فالسُّحْبُ تَبعُدُ أنْ تُنالَ وصَوبُها
دَانٍ قَرِيبٌ مِنْ يَدِ الْمُتَنَاوِلِ
فارفَعْ إذا عُرضَتْ عليكَ قصائدي
مَدحي إلى الملِكِ الرحيمِ العادلِ
واسفِرْ بجاهِكَ بينَ حظّي والغِنى
وتَقاضَ لي أيامَ دهري الماطِلِ
وَکنْهَضْ بِهَا أُكْرُومَة ً قَعَدَ الْوَرَى
عَنْهَا فَمِنْ مُتَقَاعِسٍ أَوْ نَاكِلِ
إنْ كنتَ أكرمَ منزلٍ نزلَتْ بهِ
فلْيَحْمِدَنَّ عليكَ أفضلُ نازِلِ
لمْ أَدعُ حينَ دعَوْتُ نصرَكَ غافلاً
عنّي ولا استنجَدْتُ منكَ بخاذِلِ
قد أخصبَتْ أرضُ العراقِ وإنّني
لأَرُودُ مِنْهَا فِي جَدِيبٍ مَاحِلِ
وَصَفَتْ مَوَارِدُها الْغِزَارُ وَمَوْرِدِي
مِنْهَا ثَمَادُ بَقَائِعٍ وَوَشَائِلِ
مُترَدِّيَاً برِداءِ حظٍّ ناقصٍ
في أهلِها وجمالِ فضْلٍ كاملِ
وَمَتَى رَأَتْ عَيْنَاكَ فَضْلاً شَائِعاً
فَکحْكُمْ لِصَاحِبِهِ بِذِكْرِ خَامِلِ
فَإذَا هَمَمْتُ بِنَهْضَة ٍ أُعْلِي بِهَا
قَدري وأنشُرُ في البلادِ فَضائلي
قامَ الزمانُ يَجُودُ دونَ بلوغِها
بعَوائقٍ من صَرفِهِ وشَواغِلِ
ولعلَّهُ يخشى سُطاكَ إذا رأى
حُسنَ التِفاتِكَ أنْ يُصيبَ شَواكلي
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> حلَلْتَ حلولَ الغيثِ في البلدِ المَحْلِ
حلَلْتَ حلولَ الغيثِ في البلدِ المَحْلِ
رقم القصيدة : 26607
-----------------------------------
حلَلْتَ حلولَ الغيثِ في البلدِ المَحْلِ
وَإنْ جَلَّ مَا تُوْلِي يَدَاكَ عَنِ الْمِثْلِ
وَفَارَقْتَ أَرْضَ الشَّأْمِ لاَعَنْ مَلاَمَة ٍ
ولا أنَّ فيها عن فِراقِكَ ما يُسْلي
وَلكِنْ لِيَسْتَشْفِي الْبِلاَدُ وَأَهْلُهَا
بِفَضْلِكَ مِنْ دَآءِ الجَهَالَة ِ وَالْبُخْلِ(33/83)
فَيَأْخُذَ كُلٌّ مِنْ لِقَائِكَ حَظَّهُ
وما زلتَ بالقُسطاسِ تَحكُمُ والعَدلِ
وَمَا كُنْتَ إِلاَّ الْعَارِضَ الْجَوْنَ جَلْجَلَتْ
رَواعِدُهُ فانْحلَّ في الحَزْنِ والسّضهلِ
وَقَالُوا رَسُولٌ أَعْجَزَتْنَا صِفَاتُهُ
فَقُلْتُ صَدَقْتُمْ هذِهِ صِفَة ُ الرُّسْلِ
جَمَالٌ إِلَى الْمَوْلَى الْكَمَالِ کنْتِسَابُهُ
وبارعُ فضْلٍ بارعٍ من أبي الفضْلِ
بكُمْ أيَّدَ اللهُ المَمالكَ فاغْتدَتْ
مُوَطَّدَة َ الأَكْنَافِ مَجْمُوعَة َ الشَّمْلِ
فمنْ سائسٍ للمُلكِ فيها مُدبِّرٍ
ومن عالمٍ حَبْرٍ ومن حاكمٍ عَدلِ
فَلاَ طَمِعَتْ مَا دُمْتُمُ مِنْ حُمَاتِهَا
يَدُ الدَّهْرِ فِي طَرْدٍ لَهُنَّ وَلاَ وَشْلِ
وعِشتُمْ لدهرٍ أنتمُ حسَناتُهُ
وَمَجْدُكُمُ حَلْيٌ لاَِيَّامِهِ الْعُطْلِ
وَأُنْشِرَ أَمْوَاتُ الْمَكَارِمِ مِنْكُمُ
بِكُلِّ جَوَادٍ يُتْبِعُ الْقَوْلَ بِالْفِعْلِ
فأنتمْ بُناة ُ المجدِ بالبِيضِ والقَنا
وأنتمْ وُلاة ُ العَقدِ في الناسِ والحَلِّ
تُجيرونَ من صَرفِ الليالي فجارُكمْ
عزيزٌ إذا ما الجارُ أُسلِمَ للذُّلِّ
يَحِلُّ الْبَعِيدُ الدَّارِ وَالأَهْلِ فِيكُمُ
فَيُلْهَى عَنِ الْجِيرَانَ وَالدَّارِ وَالأَهْلِ
خُلِقْتَ أَبَا الْعَبَّاسِ لِلْبَأْسِ وَالنَّدَى
وَلِلْغَارَة ِ الشَّعْوَاى ِ وَالْقَوْلَة ِ الْفَصْلِ
فَنَدْعُوكَ فِي الْهَيْجَاءِ يَا قَاتِلَ الْعِدَى
وندعوكَ في اللَّأْواءِ يا قاتلَ المَحْلِ
لقدْ ناطَ نورُ الدينِ منكَ أمورَهُ
بِأَغْلَبَ شَثْنِ الْكَفِّ ذِي سَاعِدٍ عَبْلِ
وَأَلْقَى مَقَالِيدَ الأُمُورِ مُفَوِّضاً
إلَيْكَ فَأَضْحَى الْمُلْكُ فِي جَانِبٍ بَسْلِ
فقُمتَ بما حُمِّلتَهُ منهُ ناهضاً
وقد ضَعُفَتْ عنهُ قُوى الجِلّة ِ البُزْلِ
وَحَمَّلَ أَعْبَاءَ الرِّسَالَة ِ نَاصِحاً
أمينَ القُوى خالي الضلوعِ من الغِلِّ
تَخيَّرَهُ أَمضى الأنامِ عزيمة ً
وأَحمَلَهُمْ يومَ الكريهة ِ للثِّقْلِ(33/84)
تَخيَّرَ منصورَ السرايا مُؤيَّداً
خَوَاطِرُهُ تُمْلِي عَلَى الْغَيْبِ مَا يُمْلِي
مَلَكْتَ قُلُوبَ النَّاسِ وَدًّا وَرَغْبَة ً
بأخلاقِكَ الحُسنى ونائِلِكَ الجَزْلِ
غفرْتُ لدهري ما جنَتْهُ خطوبُهُ
بقُربِكَ والأيامُ في أوسَعِ الحِلِّ
ووَجَّهتُ آمالي إليكَ وقَلّما
شَددتُ على ظهرِ المُنا قبلَها رَحْلي
فَقَدْ عِشْتُ دَهْراً مَا تَمُدُّ لِنَائِلٍ
يدايَ ولا تسعى إلى آملٍ رِجلي
أصونُ عنِ الجُهّالِ شِعري تَرفُّعاً
وأُشفقُ من مدحِ البخيلِ على فضْلي
فأَذْوي ولا أُبدي لخَلْقٍ شِكايَتي
وَأَعْيَا وَلاَ أُلْقِي عَلَى أَحَدٍ ثِقْلِي
حَليماً على صَحوِ الزمانِ وسُكرِهِ
وَقُوراً عَلَى جَدِّ النَّوَائِبِ وَالْهَزْلِ
أَبِيّاً على الرُّوّاضِ لا يَستَفِزُّني
ذَواتُ القدودِ الهِيفِ والأعيُنِ النُّجْلِ
فَلاَ يَمْلِكُ الْمُسْنِي الْعَطِيَّة ِ مِقْوَدِي
ولا يطمعُ البِيضُ الرَّعابيبُ في وَصْلي
وما لي هوى ً أسمو إليهِ سِوى العُلى
ولا سكَنٌ يُمْسي ضَجيعي سِوى الفضْلِ
وَلَوْلاَ السَّمَاحُ الشَّهْرَزُورِيُّ لَمْ تَبِتْ
عَقائلُ أَشعاري تُزَفُّ إلى بَعْلِ
وعندَ عمادَ الدينِ لي ما اقترحتُهُ
عطاءٌ بلا مَنٍّ ووَدٌّ بلا غِلِّ
هو المرءُ يُثني عن كريمِ نِجارِهِ
شَمائلُهُ والفرعُ يُثْني عنِ الأصلِ
طَوِيلُ نِجَادِ السَّيْفِ فِي حَوْمَة ِ الْوَغَى
رَحِيبُ مَجَالِ الْبَاعِ وَالْهَمِّ فِي الأَزْلِ
تَعَرَّضَ لِلْجَدْوَى وَكُلُّ أَخِي نَدًى
إذَا هُوَ لَمْ يُسْأَلْ تَعَرَّضَ لِلْبَذْلِ
وَحَنَّتْ إلَى أَنْ يَبْذُلَ الْعُرْفَ كَفُّهُ
كَمَا حَنَّتِ الأُمُّ الرَّقُوبُ إلَى الطِّفْلِ
تَمَلَّ بِهَا يُصْبَى الْحَلِيمُ بِحُسْنِهَا
فلا بانة َ الوادي ولا ظبية َ الرمْلِ
وَرَاعِ لَهَا مَا أَسْلَفَتْ مِنْ مَوَدَّة ٍ
وَمَا أَحْكَمَتْهُ مِنْ ذِمَامٍ وَمِنْ إلِّ
ولا تَنسَها إنْ جَدَّ بَينٌ وحاذِها(33/85)
على البُعدِ حَذْوَ النعلِ في الوَدِّ بالنَّعْلِ
فَحَاشَا لِعَهْدٍ مِنْ وَلاَءٍ عَقَدتَّهُ
بِمَدْحِكَ يُمْسِي وَهْوَ مُنْجَذِمُ الْحَبْلِ
وَلاَ زِلْتَ مَرْفُوعَ العِمَادِ لآِمِلٍ
يُرَجِّيكَ مَسْكُوبَ النَّدَى وَارِفَ الظِّلِّ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَرَى الأَيَّامَ صِيغَتُهَا تَحُولُ
أَرَى الأَيَّامَ صِيغَتُهَا تَحُولُ
رقم القصيدة : 26608
-----------------------------------
أَرَى الأَيَّامَ صِيغَتُهَا تَحُولُ
وما لِهَواكَ من قلبي نُصولُ
وحُبٌّ لا تُغيِّرُهُ الليالي
مُحالٌ أنْ يُغيِّرَهُ العَذُولُ
بِنَفْسِي مَنْ وَهَبْتُ لَهَا رُقَادِي
فَلَيْلِي بَعْدَ فُرْقَتِهَا طَوِيلُ
وما بخِلَتْ عليَّ بيومِ وَصلٍ
ولكنَّ الزمانَ بها بخيلُ
فَتَاة ٌ فِي مُوَشَّحِهَا قَضِيبٌ
وَتَحْتَ إزَارِهَا حِقْفٌ مَهِيلُ
تَمِيلُ عَلَى الْقُلُوبِ بِذِي کعْتِدَالٍ
لَهُ مِنْ نَشْوَة ٍ وَصِبًى مُمِيلُ
ويُقعِدُها إذا خفَّتْ نُهوضاً
لِحَاجَتِهَا مُؤَزَّرُهَا الثَّقِيلُ
سقا دارَ الحبيبِ وإنْ تناءَتْ
مُلِثٌّ مِثْلُ أَجْفَانِي هَطُولُ
ولا برِحَتْ تُسَحَّبُ للغَوادي
وَطَوْراً لِلصَّبَا فِيهَا ذُيُولُ
فَجَفْنِي وَالْغَمَامُ لَهَا غَزِيرٌ
وقلبي والنسيمُ لها عَليلُ
وَعَنَّفَنِي عَلَى الْعَبَرَاتِ صَحْبِي
عشيّة َ قوَّضَ الحَيُّ الحُلولُ
وَقَالُوا کسْتَبْقِ لِلأَحْبَابِ دَمْعا
فَقَدْ شَرِقَتْ بِأَدْمُعِكَ الطُّلُولُ
مَعاذَ الحُبِّ أنْ أَلقى حَمُولاً
وقد سارتْ بمنْ أهوى الحُمولُ
وعارٌ أنْ تُزَمَّ ليومِ بَينٍ
جِمَالُهُمُ وَلِي صَبْرٌ جَمِيلُ
فَلاَ رَقَتِ الدُّمُوعُ وَقَدْ تَوَلَّتْ
رِكَابُهُمُ وَلاَ بَرُدَ الْغَلِيلُ
وفي الأظعانِ من لولا اعتِلاقي
بِهِمْ لَمْ يَعْتَلِقْ جَسَدِي النُّحُولُ
وَلَوْلاَ الْكِلَّة ُ السِّيَرَاءُ مَا هَا
جَ وَجْدِي بَرْقُ سَارِيَة ٍ كَلِيلُ
وَيَوْمٍ بِالصَّرَاة ِ لَنَا قَصِيرٍ(33/86)
وَأَيَّامُ التَّوَاصُلِ لاَ تَطُولُ
إلامَ تُسِرُّ لي يا دهرُ غدراً
أمَا انقضَتِ الضغائنُ والذُّحولُ
وَكَمْ يَتَحَيَّفُ النُّقْصَانُ فَضْلِي
ويأخذُ من نَباهَتي الخُمولُ
فيَلْفِتُ وجهَ آمالي ويُلوي
دُيُونِي عِنْدَهُ الزَّمَنُ الْمَطُولُ
مَطالبُ أمسَتِ الأيامُ بيني
وَبَيْنَ مَآرِبِي مِنْهَا تَحُولُ
سأُدرِكُها وَشيكاً والليالي
مُخَزَّرَة ٌ نَوَاظِرُهُنَّ حُولُ
فَتًى بِنَدَاهُ رُضتُّ جَمُوحَ حَظِّي
فأصبحَ وهْوَ مُنقادٌ ذَلولُ
وَهَزَّتْهُ الْمَكَارِمُ لاِصْطِنَاعِي
يُرِيكَ قَوَامَهَا خُوطُ الأَرَاكِ الْـ
وقلَّدَني منَ الإحسانِ عَضْباً
عَلَى نُوَبِ الزَّمَانِ بِهِ أَصُولُ
وَأَلْبَسَنِي مِنَ النَّعْمَاءِ دِرْعاً
تُنَاذِرُهَا الأَسِنَّة ُ وَالنُّصُولُ
إذَا قَلَصَتْ سَرَابِيلُ الْعَطَايَا
ضَفَتْ مِنْهَا الذَّلاَذِلُ وَالْفُضُولُ
فِناءَكَ يا ظَهيرَ الدِّينِ أمَّتْ
ـى لِمُتَيَّمٍ طَلَلٌ مُحِيلُ
مُمَرِّ الحبلِ مُحْصَدة ٍ قُواهُ
وحبلُ سِواهُ مُنقَضِبٌ سَحيلُ
تخافُ سُطاهُ أحداثُ الليالي
ويهربُ من مَواهِبِهِ المُحولُ
مَعاقِلُهُ الجِيَادُ مُسَوّماتٍ
وخيرُ مَعاقلِ العُربِ الخيولِ
يميلُ بعِطفِهِ كرَمُ السجايا
ويُشْعِفُ قلبَهُ لَمعُ المَواضي
إذا انتُضِيَتْ ويُطْرِبُهُ الصَّهيلُ
بَغَى قَوْمٌ لَحَاقَكَ يَا کبْنَ نَصْرٍ
وَقَدْ سُدَّتْ عَلَى الْبَاغِي السَّبِيلُ
وراموا نَيلَ شأوِكَ والمعالي
لها ظَهْرٌ براكبِهِ ذَليلُ
فَأَتْعَبَهُمْ مَدَى خِرْقٍ جَوَادٍ
حُزونُ المَكرُماتِ لهُ سُهولُ
وَأَيْنَ مِنَ الثَّرَى نَيْلُ الثُّرَيَّا
وَكَيْفَ تُقَاسُ بِالْغُرَرِ الْحُجُولُ
حَلُمْتَ فَسُفِّهَتْ هَضَبَاتُ قُدْسٍ
وجُدتَ فَبُخِّلَ الغيثُ الهَطُولُ
وَطَوْراً أَنْتَ لِلضَّاحِي مَقِيلٌ
وَطَوْراً أَنْتَ لِلْجَانِي مُقِيلُ
بلغْتَ نهاية ً في المجدِ عزَّتْ
لكَ الأضرابُ فيها والشُّكولُ
على رِسْلٍ فما لكَ من مُجارٍ(33/87)
إلى رُتَبِ العلاءِ ولا رَسِيلُ
بَلاَ مِنْكَ الْخَلِيفَة ُ ذَا کعْتِزَامٍ
يَذِلُّ لبأسِهِ الخَطبُ الجَليلُ
إمامٌ هذَّبَ الأيامَ رأيٌ
لَهُ جَزْلٌ وَمَعْرُوفٌ جَزِيلُ
ومَدَّ على البلادِ جناحَ عدلٍ
لهُ ظِلٌّ على الدنيا ظَليلُ
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ إلَيْهِ
مَآثِرُ كُلِّ مَكْرُمَة ٍ نَؤُولُ
حَبَاهُ اللهُ بالمُلكِ احتِباءً
وَوَرَّثَهُ خِلاَفَتَهُ الرَّسُولُ
صِفاتٌ لا يُحيطُ بها بيانٌ
وَمَجْدٌ لاَ تُكَيِّفُهُ الْعُقُولُ
أبا بكرٍ هَناكَ جديدُ مُلكٍ
مُحالِفُهُ لكَ العُمرُ الطويلُ
وجَدٌّ ما لطائرِهِ وقوعٌ
وسعدٌ ما لطالِعِهِ أُفولُ
وَلاَ عَدِمَتْ مَوَاطِنُكَ التَّهَانِي
وحَلَّ برَبْعِ طاعتِكَ القُيولُ
شَكَوْتُكَ قِلَّة َ الإنْصَافِ عِلْماً
بأنّكَ منهُ لي كرَماً بديلُ
وإنْ قطعوا حِبالَهمُ جَفاءً
فأنتَ المُحسِنُ البَرُّ الوَصُولُ
عَلَيْكَ جَلَوْتُهَا غُرًّا هِجَاناً
أَوَانِسَ فِي الْقُلُوبِ لَهَا قَبُولُ
لها في قومِها نسَبٌ عريقٌ
إذا انتسبَتْ وبيتُ حِجى ً أصيلُ
فَعَمَّاهَا الْمُرْعَّثُ وَکبْنُ أَوْسٍ
وجَدّاها المُبرَّدُ والخليلُ
مَدَائِحُ مِثْلُ أَنْفَاسِ الْخُزَامَى
تَمَشَّتْ فِي نَوَاحِيهَا الْقَبُولُ
كَمَا طَرَقَتْ رِيَاضَ الْحَزْنِ وَهْناً
شَآمِيَة ٌ لَهَا ذَيْلٌ بَلِيلُ
مُفَوَّهة ٌ إذا هدرَتْ لنُطقٍ
شَقَاشِقُهَا تَقَاعَسَتِ الْفُحُولُ
تَعِزُّ قناعة ً وتَتيهُ صَوناً
وَبَعْضُ الشِّعْرِ مُمْتَهَنٌ ذَلِيلُ
وقبلَكَ كنتُ أُشفِقُ أنْ يراها
وَقَدْ مَدَّتْ إلَيْهِ يَداً مُنِيلُ
إذا أعيا على الكُرماءِ مَدحي
فَكَيْفَ يَسُومُهُ مِنِّي الْبَخِيلُ
رأيتُ الشِّعرَ قالَتْهُ كثيرٌ
عَدِيدُهُمُ وَجَيِّدُهُ قَلِيلُ
فَلاَ تُحْدِثْ لَهَا مَلَلاً وَحَاشَى
عُلاَكَ فَغَيْرُكَ الطَّرِبُ الْمَلُولُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> سَقَاهَا الحيَا مِنْ أَرْبُعٍ وَطُلُولِ(33/88)
سَقَاهَا الحيَا مِنْ أَرْبُعٍ وَطُلُولِ
رقم القصيدة : 26609
-----------------------------------
سَقَاهَا الحيَا مِنْ أَرْبُعٍ وَطُلُولِ
حَكَتْ دَنَفِي مِنْ بَعْدِهِمْ وَنُحُولِي
ضَمِنْتُ لَهَا أَجْفَانَ عَيْنٍ قَرِيحَة ٍ
منَ الدمعِ مِدْرارِ الشؤونِ هَمُولِ
لَئِنْ حَالَ رَسْمُ الدَّارِ عَمَّا عَهِدتُّهُ
فَعَهْدُ الْهَوَى فِي الْقَلْبِ غَيْرُ مُحِيلِ
خَلِيلَيَّ قَدْ هَاجَ الْغَرَامَ وَشَاقَنِي
سَنا بارقٍ بالأَجْرَعَيْنِ كَليلِ
وَوَكَّلَ طَرْفِي بِالسُّهَادِ تَنَظُّرِي
قَضَاءَ مَلِيٍّ بِالدُّيُونِ مَطُولِ
إذَا قُلْتُ قَدْ أَنْحَلْتِ جِسْمِي صَبَابَة ً
تَقُولُ وَهَلْ حُبٌّ بِغَيْرِ نُحُولِ
وإنْ قلتُ دَمعي بالأسى فيكِ شاهدٌ
تقولُ شُهودُ الدمعِ غيرُ عُدولِ
فَلاَ تَعْذُلاَنِي إنْ بَكَيْتُ صَبَابَة ً
على ناقضٍ عهدَ الوفاءِ مَلُولِ
فأبرحُ ما يُمنى بهِ الصَّبُّ في الهوى
مَلالُ حبيبٍ أو مَلامُ عَذُولِ
وَدُونَ الْكَثِيبِ الْفَرْدِ بِيضُ عَقَائِلٍ
لَعِبْنَ بِأَهْوَاءٍ لَنَا وَعُقُولِ
غَدَاة َ کلْتَقَتْ أَلْحَاظُنَا وَقُلُوبُنَا
فَلَمْ تَخْلُ إلاَّ عَنْ دَمٍ وَقَتِيلِ
ألا حبّذا وادي الأَراكِ وقد وشَتْ
برَيّاكَ رِيحاً شَمْأَلٍ وقَبُولِ
وَفِي أَبْرَدَيْهِ كُلَّمَا کعْتَلَتِ الصَّبَا
شفاءُ فؤادٍ بالغرامِ عليلِ
دَعَوْتُ سُلُوًّا فِيكَ غَيْرَ مُسَاعِدٍ
وحاولتُ صبراً عنكَ غيرَ جميلِ
تَعَرَّفْتُ أَسْبَابَ الْهَوَى وَحَمَلْتُهُ
عَلَى كَاهِلٍ لِلنَّائِبَاتِ حَمُولِ
فَلَمْ أَحْظَ مِنْ حُبِّ الْغَوَانِي بِطَائِلٍ
سوى رَعْيِ ليلٍ بالغرامِ طويلِ
أما تسأمُ الأيامُ ظُلمي فتنْقَضي
حقودٌ تراءَتْ بيننا وذُحولُ
تلقَّيْتُ منها كلَّ بُؤسٍ ونِعمة ٍ
وَصَاحَبْتُ فِي الْحَالَيْنِ غَيْرَ قَلِيلِ
فَلَمْ يَرْتَبِطْ حَبْلِي بِغَيْرِ مُصَارِمٍ
ولا اعْتلقَتْ كفِّي بغيرِ بخيلِ
أُضَمِّنُ شَكوايَ القوافي تَعِلّة ً(33/89)
وَقَدْ صُنْتُهَا عَنْ صَاحِبٍ وَخَلِيلِ
مُقيماً وجُردُ الخيلِ ترقُبُ نهضَتي
فَشُوسُ الْمَطَايَا يَقْتَضِينَ رَحِيلِي
وَلَيْسَ کحْتِمَالِي لِلأَذَى أَنَّ غَايَة ً
يُقَصِّرُ وَخْدي دونَها وذَميلي
إلَى كَمْ تُمَنِّينِي اللَّيَالِي بِمَاجِدٍ
رَزينٍ وقارِ الحِلمِ غيرِ عَجولِ
أهُزُّ اختيالاً في ذُراهُ معاطفي
وَأَسْحَبُ تِيهاً فِي ذَرَاهُ ذُيُولِي
لَقَدْ طَالَ عَهْدِي بِالنَّوَالِ وَإنَّنِي
لَصَبٌّ إلَى تَقْبِيلِ كَفِّ مُنِيلِ
وَإنَّ نَدَى يَحْيَى الْوَزِيرِ لَكَافِلٌ
بِهَا لِي وَعَوْنُ الدِّينِ خَيْرُ كَفِيلِ
هو المرءُ لا يَنفَكُّ صدرَ وِسادة ٍ
لِفَصْلِ الْقَضَايَا أَوْ إمَامَ رَعِيلِ
جَوادٌ يَبيتُ الوفدُ حولَ فِنائِهِ
بأكرمَ مَثوى ً عندَهُ ومَقيلِ
إذا فُلَّتِ البِيضُ الرِّقاقُ وجدتَهُ
أخا عزَماتٍ غيرِ ذاتِ فُلولِ
وتَعنو لهُ الحربُ العَوانُ لطولِ ما
تَحَطَّمَ فِيهَا مِنْ قَناً وَنُصُولِ
أَشَمُّ هُبَيْرِيُّ الْمَنَاسِبِ يَعْتَزِي
إلَى خَيْرِ بَيْتٍ فِي أَعَزِّ قَبِيلِ
مِنَ الْقَوْمِ لاَ رَاجِي نَدَاهُمْ بِخَائِبٍ
وَلاَ الْجَارُ فِي أَبْيَاتِهِمْ بِذَلِيلِ
إذا استُصرِخوا شَنُّوا فُضولَ دروعِهمْ
على غُرَرٍ وَضّاحة ٍ وحُجولِ
فإنْ رُفِعَتْ للحربِ والجدْبِ راية ٌ
رَمَوْهَا بِأُسْدٍ مِنْهُمُ وَشُبُولِ
ثِقَالٌ عَلَى الأَعْدَاءِ لاَ يَسْتَخِفُّهُمْ
نَوَازِلُ خَطْبٍ لِلزَّمَانِ ثَقِيلِ
تُرَاعُ صُدُورُ الْخَيْلِ وَاللَّيْلِ مِنْهُمُ
بفتيانِ صدقٍ رُجَّحٍ وكُهولِ
فَضَلْتَ بصِيتٍ سارَ في الأرضِ ذِكرُهُ
وَمَجْدٍ مُنِيفٍ فِي السَّمَاءِ أَثِيلِ
وَرَأْيٍ كَصَدْرِ السَّمْهَرِيِّ مُثَقَّفٍ
وعزمٍ كمَتنِ المَشْرَفِيِّ صَقيلِ
تَخافُكَ أطرافُ القَنا فاهتِزازُها
مِنَ الذُّعْرِ لاَ مِنْ دِقَّة ٍ وَذُبُولِ
وَمُعْتَرِكٍ ضَنْكِ الْمَجَالِ وَمَوْقِفٍ
زَليقٍ بأقدامِ الكُماة ِ زَليلِ(33/90)
صَلِيتَ لَظاهُ باردَ القلبِ وادِعاً
كأنّكَ منهُ في حِمى ً ومَقيلِ
وَقَتْكَ الرِّقَاقُ الْبِيضُ لَفْحَ أُوَارِهِ
وَيَا رُبَّ ظِلٍّ لِلسُّيُوفِ ظَلِيلِ
وَأَجْرَيْتَهَا قُبَّ الْبُطُونِ كَأَنَّهَا
تَدافُعُ سَيلٍ في قَرارِ مَسيلِ
فما اعتصَمَتْ منكَ الوعولُ بقُلّة ٍ
وَلاَ کمْتَنَعَتْ مِنْكَ الأُسُودُ بِغِيلِ
وَسُقْتَ الْعِدَى سَوْقَ الرِّعَاءِ ظَوَامِئَاً
لِوِرْدٍ مِنَ الْمَوْتِ الزُّؤَامِ وَبِيلِ
فَكُلُّ أَبِيٍّ فِي مَقَادَة ِ مُصْحِبٍ
وكلُّ حَرُونٍ في زِمامِ ذَلولِ
فلمْ يبقَ حَيٌّ منهمُ غيرُ مُوثَقٍ
وَلاَ مُطْلَقُ الْكَفَّيْنِ غَيْرُ قَتِيلِ
فَمِنْ حُرِّ وَجْهٍ بِالصَّعِيدِ مُعَفَّرٍ
وَطَرْفٍ كَحِيلٍ بِالتُّرَابِ كَحِيلِ
دَعَوْتُكَ فِي الَّلأْوَاءِ يَا کبْنَ مُحَمَّدٍ
لِنَصْرِيَ وَکسْتَنْجَدتُّ غَيْرَ خَذُولِ
فَمَا أَوْضَعَتْ إلاَّ إلَيْكَ رَكَائِبِي
وَلاَ وُضِعَتْ إلاَّ لَدَيْكَ حُمُولِي
عدَلْتُ بها عن قائلٍ غيرِ فاعلٍ
إلى رَبِّ جُودٍ قائلٍ وفَعولِ
كثيرٍ إذا قَلَّ الحِباءُ حِباؤُهُ
وَفِيٍّ إذَا عَزَّ الْوَفَاءُ وَصُولِ
إلى بحرِ جُودٍ بالمواهبِ مُزبِدٍ
وصَوبِ حَيَاً بالمَكرُماتِ هَطُولِ
وَإنِّيَ يَا تَاجَ الْمُلُوكِ لَوَاثِقٌ
بسَيْبِ عطاءٍ من نَداكَ جَزيلِ
وها أنا قد حَمَّلْتُ مَدحَكَ حاجَتي
وَحَسْبُكَ فَکنْظُرْ مَنْ جَعَلْتُ رَسُولِي
العصر العباسي >> البحتري >> مجانيق شؤمك منصوبة
مجانيق شؤمك منصوبة
رقم القصيدة : 2661
-----------------------------------
مجانيق شؤمك منصوبة
على آل وهب تثير الغبارا
صحبتهم حين نالوا الغنى
فكنت الهلاك وكنت الدمارا
إذا ما دلفت إلى نعمة
عصفت برونقها فاستطارا
يبيت عدوك مستأنسا
ويأبى صديقك إلا عثارا
نثرت الأخلاء نثر الجما
ن، وأنفقتهم حين تموا بدارا
بلغت بأحمد أقصى الدجيـ
ــل فأمست مغانيه منه قفارا
وهرثمة مات لما رآك
من الخوف تبني عليه المنارا(33/91)
كفيت الهلالي حرب العبا
د فقر، وما كان يرجو قرارا
وجدناك أنبل منه صريعا
لدينا، وأبعد منه مغارا
أخي من بني قطن لا يزا
ل يمير القبور ويخلي الديارا
إذا نعم القوم عاينه
تولين يهربن منه فرارا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> عَدَّ نُصْحَاً مَلاَمِيَ الْعُذَّالُ
عَدَّ نُصْحَاً مَلاَمِيَ الْعُذَّالُ
رقم القصيدة : 26610
-----------------------------------
عَدَّ نُصْحَاً مَلاَمِيَ الْعُذَّالُ
فمُحالٌ عنها السلُوُّ مُحالُ
أينَ منّي السلُوُّ لا أينَ رَعيُ العَهدِ كَلاّ كِلاهُما لا يُنالُ
َمَالَ عَلَى ضَعْـ
ـفِيَ فِي الْحُبِّ قَدُّهُ الْمَيَّالُ
في الهوى لا بقلبِكَ البَلْبالُ
كفِلَتْ أنّني أَذُوبُ نُحولاً
في هواها الخُصورُ والأَكْفالُ
وحَبيبِ الإعراضِ حُلوِ التّجَنِّي
فيهِ تيهٌ مُعَشِّقٌ ودَلالُ
عَبَّدَتْنِي لَهُ وَمَا كُنْتُ عَبْداً
صِحّة ٌ في جفونِهِ واعتِلالُ
حَارَ طَرْفِي فِيهِ أَبَدْرُ سَمَاءٍ
هُوَ أَمْ خُوطُ بَانَة ٍ أَمْ غَزَالُ
زارَني مُوهِناً تَنُمُّ وِشا
حاهُ عليهُ ويَكتُمُ الخَلْخالُ
أَعْجَلَتْنِي أَنَاتُهُ حِينَ أَسْرَى
وَکسْتَخَفَّتْ حِلْمِي خُطَاهُ الثِّقَالُ
بِتُّ أَشْكُوا إلَيْهِ غُلَّة َ صَدْرِي
وَبِفِيهِ لَوْ شَاءَ عَذْبٌ زُلاَلُ
فَحَنَا عَاطِفاً مُقِيلاً وَكَانَتْ
عَثرَة ُ الحُبِّ عندَهُ لا تُقالُ
وَسَقَانِي مِنْ كَفِّهِ وَثَنَايَا
ـهَا وَفِيهَا مِنْ خَدِّهِ جِرْيَالُ
يَا بَعِيدَ الْمِثَالِ غَادَرَنِي طَوْعاً
قُ وفي فيكَ تُضربُ الأمثالُ
ـبِ وَقَدْ طَبَّقَ الثَّرَى الإمْحَالُ
لكَ والحُسنُ شاهدٌ والجمالُ
عُهدَة ٌ في يدَيْكَ منها بأنْ صِرْ
تَ أَمِيراً عَلَيْهِمُ إسْجَالُ
أَلوَفيُّونَ بالعهودِ إذا الأخلا
فُ آبَتْ منها القُوى والحِبالُ
في ظهورِ الجِيادِ منهمْ أُسودٌ
وَصُدُورِ الدُّسُوتِ مِنْهُمْ جِبَالُ
نَهَضَاتٌ يَوْمَ الْجِلاَدِ خِفَافٌ
وحُلومٌ يومَ الجِدالِ ثِقالُ(33/92)
لَقِحَتْ عندَهُ الأماني وعهدي
بِأَمَانِي الصُّدُورِ وَهْيَ حِيَالُ
شابَ مع غُرّة ِ الحداثة ِ رأياً
واعتِزاماً فتَمَّ وهْوَ هِلالُ
سارَ سَيرَ السحابِ في الناسِ جَدوا
هُ فمنهُ في كلِّ أرضٍ سِجالُ
يا أبا نصرٍ المُرَجّى إذا لم
يَبْقَ خَلْقٌ يُرْجَى لَدَيْهِ النَّوَالُ
فَأَعِنِّي بِجُبَّة ٍ أَشْهَدُ الْحَرْ
بَ بها قبلَ أنْ يجِدَّ القتالُ
لاَ عَدَتْ رَبْعَكَ التَّهَانِي وَلاَ زَا
لَ مُنيخاً ببابِكَ الإقْبالُ
وهَنا الناسَ عيدُهمْ بكَ فالنا
سُ على جُودِ راحتَيْكَ عِيالُ
بَالِغاً فِي غُصُونِ دَوْحَتِكَ الْـ
ـغَنَّاءُ أَقْصَى مَا تَنْتَهِي الآمَالُ
تَتَّقِي زَأْرَكَ الأُسُودُ وَتَسْتَأْ
سِدُ من حولِ غِيلِكَ الأَشْبالُ
في بقاءٍ لا يَقتَضيهِ انقِضاءٌ
وَنَعِيمٍ لاَ يَعْتَرِيهِ زَوَالُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أتظُنُّني ما عِشتُ أنعَمُ بالا
أتظُنُّني ما عِشتُ أنعَمُ بالا
رقم القصيدة : 26611
-----------------------------------
أتظُنُّني ما عِشتُ أنعَمُ بالا
هَيهاتَ ظِلُّ العَيشِ بعدَكَ زالا
غادرْتَني غرضَ النوائبِ ألتقي
منها بصدري أسهُماً ونِصالا
وحدي على أنَّ الرجالَ كثيرة ٌ
حَوْلِي وَمَا كُل الرِّجَالِ رِجَالاَ
أنا رَهنُ مَظلَمة ٍ بحُفرَتِكَ التي
ضاقَتْ فلا ضاقَتْ عليكَ مَجالا
مُتوَجِّعٌ وَجِلٌ وأنتَ بمَعزِلٍ
أَنْ تَعْرِفَ الأَوْجَاعَ وَالأَوْجَالاَ
جَاوَزْتُ مَنْ يَجْفُو الصَّدِيقَ وَأَنْتَ فِي
دارٍ تُجاوِرُ مُنعِماً مِفْضالا
فَلَوِ کطَّلَعْتَ عَلَيَّ يَا ابْنَ مُحَمَّدٍ
لعلمتَ أنّي منكَ أسوأُ حالا
ما لي وللسَّرّاءِ بعدَ مَعاشِرٍ
صَدَقُوا هَوًى فَتَقَارَبُوا آجَالاَ
زُهْرٌ أوَدِّعُ كلَّ يومٍ منهمُ
قَمَراً وَأُودِعُ فِي الصَّعِيدِ هِلاَلاَ
إخْوَانُ صِدْقٍ شَرَّدُوا بِفِرَقِهِمْ
نَوْمِي وَكَانُوا لِلسُّرُورِ عِقَالاَ
كَانُوا الأُسُودَ مَهَابَة ً وَحَمِيَّة ً(33/93)
وَالسُّحْبَ جُوداً وَالْبُدُورَ كَمَالاَ
نزلوا الهَواجرَ بالقَوَاءِ وعَطَّلوا
جَنَّاتِ عَدْنٍ دُونَهَا وَظِلاَلاَ
وَنَأَتْ بِهِمْ دَارُ النَّعِيمِ فَأَزْمَعُوا
عنها إلى دارِ البِلا تَرْحالا
ورماهُمُ بصَوائبٍ من كيدِهِ
رَيْبُ الزَّمَانِ فَزُلْزِلُوا زِلْزَالاَ
ودعَتْهُمُ رُسُلُ المَنونِ فأَوْجَفوا
يَتتابَعونَ إلى الرَّدى أَرْسالا
فكأنّهمْ ظنُّوا الحِمَامَ دَعاهُمُ
لِمُلِمَّة ٍ فَمَشَوْا إلَيْهِ عِجَالاَ
بأبي وجوهُهمُ النَّواضِرُ عِزُّها
أَمْسَى بِرَغْمِي فِي التُّرَابِ مُذَالاَ
بانُوا وأبقَوْا في ضلوعي زَفْرَة ً
تَرْقَى وَمِلءَ جَوَانِحِي بَلْبَالاَ
يُذْكِي ضِرَامُ النَّارِ مِنْهَا شُعْلَة ً
ماءُ الدموعِ تزيدُها إشْعالا
سكَنوا الثَّرى ورجعْتُ أسألُ عنهمُ الآثارَ لو كانتْ تُجيبُ سؤالا
رَ لَوْ كَانَتْ تُجِيبُ سُؤَالاَ
همْ خلَّفوني بعدَهمْ ذا حَيرة ٍ
أَبْكِي الرُّسُومَ وَأَنْدُبُ الأَطْلاَلاَ
لم تقنَعِ الأيامُ لا قنِعَتْ بأنْ
نَسَفَتْ بُحُوراً مِنْهُمُ وَجِبَالاَ
حَتَّى رَمَتْنِي فِي الْوَزِيرِ بِحَادِثٍ
عَزَّ العَزاءُ عليَّ فيهِ مَنالا
كَرَّتْ عَلَيَّ فَأَجْهَرَتْ بِمُصَابِ مَنْ
تَرَكَ الدُّمُوعَ مُصَابُهُ أَوْشَالاَ
مَنْ كَانَ لِلإسْلاَمِ مَجْداً بَاذِخاً
ولمَنصَبِ الدينش الحنيفِ جَلالا
قِرْنٌ إذَا کغْتَصَّتْ مَجَالِسُهُ شَفَا
بعطائِهِ وبَيانِهِ السؤالا
ـضُّلاَّلَ أَوْ أَسْتَرْفِدَ الْبُخَّالاَ
أَعْطَى وَلاَ حَصِرٌ إذَا مَا قَالاَ
قد كنتُ أطرُدُ كلَّ هَولٍ باسمِهِ
حَتَّى رَكِبْتُ بِمَوْتِهِ الأَهْوَالاَ
أَردى جلالَ الدينِ خَطبٌ طالَ ما
أَردى الملوكَ ودَوَّخَ الأَقْيالا
خَطْبٌ يُزِيلُ عَنِ الْفَرَائِسِ أُسْدَهَا
وَيُزِلُّ عَنْ هَضَبَاتِهَا الأَوْعَالاَ
أَوْدى فكادَتْ أنْ تميلَ بأهلِها
أرضٌ تَوَسَّدَ تُربَها إجْلالا
إنْ رابَهُ رَيبُ المَنونِ فقبلَهُ(33/94)
هَجَمَ الْحِمَامُ عَلَى الْكِرَامِ وَغَالاَ
للهِ أيُّ عُبابِ بحرٍ غاضَ يَو
مَ ثَوى وأيُّ عِمادِ فخرٍ مالا
من يكشِفُ الغَمّاءَ إنْ نزلَتْ ومَنْ
يُمْسِي لِكُلِّ عَظِيمَة ٍ حَمَّالاَ
مَنْ يَلْبَسُ السَّرْدَ الْمُضَاعَفَ فِي الْوَغَى
والحمدَ في يومِ الندى سِرْبالا
مَن للقُرومِ البُزْلِ يَصْدُقُها إذا
سألَتْ قِراعاً بالقَنا ونِزالا
وَلِذُبَّلٍ تَحْتَ الْعَجَاجِ كَأَنَّمَا
أَرْفَعْنَ مِنْ خِرْصَانِهَا ذُبَّالاَ
من يُخمِدُ الحربَ العَوانَ بنارِهِ
يُرْدي الكُماة َ ويَحطِمُ الأبطالا
من للمُغيراتِ الجِيادِ يَرُدُّها
طَرْداً عَلَى أَعْقَابِهَا جُفَّالاَ
يَبتَزُّها الآسادَ من صَهَواتِها
غُلْباً وَتُلْبِسُهَا الدِّمَاءَ جِلاَلاَ
مَنْ يَمْتَطِيهَا كَالذِّئَابِ عَوَابِساً
قُبًّا وَيُوطِئُهَا الْقَنَا الْعَسَّالاَ
والبِيضَ يختلِسُ النفوسَ بهِنَّ إرْ
هَاقاً وَتَخْتَطِفُ الْعُيُونَ صِقَالاَ
من للمالِكِ والرعايا سائِساً
هَيهاتَ ضاعوا بعدَهُ إهْمالا
من للفَتاوى والمسائلِ أشكلَتْ
فيُزيلَ عنها اللَّبْسَ والإشْكالا
من للوفودِ تَبيتُ حولَ فِنائِهِ
عُصَباً فَيُوسِعَهُمْ قِرًى وَنَوَلاَ
من للمَهارِي القُودِ أنْحلَها السُّرى
حَطَّتْ بِسَاحَتِهِ الرِّحَالَ كَلاَلاَ
من للغريبِ نَبَتْ بهِ أوطانُهُ
فَأَصَابَ أَهْلاً مِنْ نَدَاهُ وَآلاَ
من لليتامى والأراملِ ملجأً
تأوي إليهِ وعِصمة ً ومآلا
أَوْدَى أَبُو الْفُقَرَاءِ فَلْيَبْكُوا أَبَا
من جُودِهِ كانوا عليهِ عِيالا
أَأَبَا الْمُظَفَّرِ كُنْتَ لِي مِنْ عُسْرَتِي
مآلاً ومن جَورِ الخطوبِ مآلا
مَازِلْتَ عَوْناً فِي الْحَوَادِثِ لِي إذَا
ضَعُفَتْ يمينٌ أنْ تُعينَ شِمالا
ما بالُ وُدٍّ في الزمانِ ذخَرْتُهُ
لشَدائدي أَمسى عليَّ وَبالا
وَمَلاَبِساً مِنْ غِبْطَة ٍ أَلْبَسْتَنِي
جُدُداً عَلاَمَ أَعَدَّتْهَا أَسْمَالاَ
ومُبَشِّراتُكَ كيفَ عُدنَ سَمائماً(33/95)
هُوجاً وَكُنَّ عَلَى الْقُلُوبِ شَمَالاَ
سُلِبَتْ تَجَمُّلَهَا عَلَيْكَ وِزَارَة ٌ
لَبِسَتْ بِمُلْكِكَ رَوْنَقاً وَجَمَالاَ
يبكي لفَقْدِكَ دَسْتُها ولَقَلّما
كانتْ تُبَكِّي غابة ٌ رِيبالا
يا مُورِدي ماءَ الدموعِ ولم يزَلْ
وِرْدي نَميراً تحملُ الأثقالا
أمسكْتَ عن رَدِّ الجوابِ وطالَما
جادَلْتَ فُرسانَ الكلامِ جِدالا
وَقَطَعْتَ آمَالَ الْعُفَاة ِ وَلَمْ تَكُنْ
لَكَ شِيمَة ً أَنْ تَقْطَعَ الآمَالاَ
وَأَعَدَّتَ أَيَّامِي الْحَوَالِيَ بِالأَسَى
عُطْلاً ولَيلاتي القِصارِ طِوالا
وَرُزِئْتُ مِنْكَ بِهِمَّة ٍ عَلَوِيَّة ٍ
أَحْرَزْتَ مِنْهَا الْفَضْلَ وَالإفْضَالاَ
لَمْ يَسْكُنِ الأَعْدَاءُ مِنْ فَرَقٍ بِهَا
حَتَّى سَكَنْتَ جَنَادِلاً وَرِمَالاَ
وَحَلَلْتَ بِالْبَيْدَاءِ مَنْزِلَ وَحْشَة ٍ
وَهَجَرْتَ مَنْزِلَ غِبْطَة ٍ مِحْلاَلاَ
أَرضى الحيا المِدْرارُ تُرْبَكَ من فتى ً
أَرضى العُفاة َ وأَسخَطَ العُذّالا
وَهَمَى عَلَيْكَ بِمِثْلِ كَفِّكَ ثَرَّة ً
وَسَقَاكَ خُلْقَكَ بَارِداً سَلْسَالاَ
بِسَحَائِبٍ قَدْ كُنْتَ تَسْحَبُ عِزَّة ً
وجَلالة ً من فوقِها الأَذْيالا
وليجعَلَنَّ الدمعَ بعدَكَ دأْبَهُ
والحُزْنَ ما امتدَّ الزمانُ وطالا
مَكَّارَة ٌ غَرَّارَة ٌ غَدَّارَة ٌ
كَلَّفْتَ دُنْيَاكَ الْغَدُورَ مُحَالاَ
لاَ تُخْدَعَنَّ بِثَرْوَة ٍ وَشَبِيبَة ٍ
وارقُبْ لأيامِ السرورِ زَوالا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أطلْتُ وقوفي على بابِكُمْ
أطلْتُ وقوفي على بابِكُمْ
رقم القصيدة : 26612
-----------------------------------
أطلْتُ وقوفي على بابِكُمْ
وَمَا كَانَ لِي مِنْكُمُ طَائِلُ
وأصبحَ بي مجدُكمْ حالِيَاً
وجِيدي من رِفْدِكمْ عاطِلُ
وما زالَ يَنصُرُني خاطري
فَأَحْسَنَ وَالْحَظُّ لِي خَاذِلُ
وكم قد أَتَتْنيَ من سُخطِكُمْ
صَواعقُ ما بعدَها وابِلُ
وَلِي فِيكُمُ مَدِحٌ كَالرِّيَاضِ(33/96)
بَاكَرَهَا الْعَارِضُ الْهَاطِلُ
تُناقِلُها في البلادِ الرُّواة ُ
وَعِنْدَكُمُ ذِكْرُهَا خَامِلُ
ومن عَجَبٍ أنْ تُثابَ الرُّواة ُ
عَلَيْهَا وَقَدْ حُرِمَ الْقَائِلُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> فمنْ شَبَّهَ العُمْرَ كأساً يَقِرُّ
فمنْ شَبَّهَ العُمْرَ كأساً يَقِرُّ
رقم القصيدة : 26613
-----------------------------------
فمنْ شَبَّهَ العُمْرَ كأساً يَقِرُّ
قَذاهُ ويَرسُبُ في أسفلِهْ
فَإنِّي الْقَذَا طَائِفاً
عَلَى صَفْحَة ِ الْكَأْسِ فِي أَوَّلِهْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> خَلُّوا مَلامي في هِجاءِ امرئٍ
خَلُّوا مَلامي في هِجاءِ امرئٍ
رقم القصيدة : 26614
-----------------------------------
خَلُّوا مَلامي في هِجاءِ امرئٍ
يَصلُحُ بعدَ الذبحِ للخَلِّ
لاَ تَعْجَلُوا إنَّ الْعُجَيْلَ الَّذِي
أطَلْتُمُ من أجلِهِ عَذْلي
عارٍ من الإحسانِ والحُسنِ بلْ
خالٍ من الإفضالِ والفضْلِ
قُولُوا لَهُ يَا أَجْهَلَ النَّاسِ إذْ
أَفَاضَ فِي جِدٍّ وَفِي هَزْلِ
قد عُبِدَ العِجلُ فلا غَرْوَ أنْ
يُعَوِّلوا منكَ على عِجْلِ
وِلاية ٌ تِهتَ بها بعدُ في القُوّة ِ لم تخرُجْ إلى الفِعلِ
ـقُوَّة ِ لَمْ تَخْرُجْ إلَى الْفِعْلِ
قُلِّدتَ منها يومَ قُلِّدتَها
نِيَابَة ً غِمْداً بِلاَ نَصْلِ
فَهْيَ وَمَا أَنْتَ بِأَهْلٍ لَهَا
في غيرِ أوطانٍ ولا أهلِ
لَمْ تَرْتَضِعْ دِرَّتَهَا أَوْ رَمَا
ها اللهُ في الأولادِ بالثُّكْلِ
مُذْ نُبْتَ فِيهَا لَمْ تُوَفَّقْ بِحَمْدِ
اللَّهِ فِي قَوْلٍ وَلاَ فِعْلِ
فَلاَ يَغُرَّنَّكَ أَنْ لاَنَ فِي
كفِّكَ منها مَلمَسُ الصِّلِّ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يَا رَبِّ كَيْفَ بَلَوْتَنِي بَعِصَابَة ٍ
يَا رَبِّ كَيْفَ بَلَوْتَنِي بَعِصَابَة ٍ
رقم القصيدة : 26615
-----------------------------------
يَا رَبِّ كَيْفَ بَلَوْتَنِي بَعِصَابَة ٍ(33/97)
مَا فِيهِمِ فَضْلٍ وَلاَ إفْضَالُ
مُتَنَافِرِي الأَوْصَافِ يَصْدُقُ فِيهِمُ الْـ
ـهَاجِي وَتَكْذُبُ فِيهِمْ الآمَالُ
غَطَّى الثَّرَاءُ عَلَى عُيُوبِهِم وَكَمْ
من سَوءَة ٍ غطّى عليها المالُ
جُبَنَاءُ مَا کسْتَنْجَدتَّهُمْ لِمُلِمَّة ٍ
لُؤَماءُ ما اسْتجْدَيْتَهُمْ بُخّالُ
فوجوهُهم عُوَدٌ على أموالِهمْ
وَأَكُفُّهُمْ مِنْ دُونِهَا أَقْفَالُ
هُمْ فِي الرَّخَاءِ إذَا ظَفِرْتَ بِنِعْمَة ٍ
آلٌ وَهُمْ عِنْدَ الشَّدَائِدِ آلُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَبَني أسامة َ كم تدومُ مُواتاة ُ
أَبَني أسامة َ كم تدومُ مُواتاة ُ
رقم القصيدة : 26616
-----------------------------------
أَبَني أسامة َ كم تدومُ مُواتاة ُ
ـاة ُ الزَّمَانِ لَكُمْ وَكَمْ تُمْلِي
لا كانَ دهرٌ عِشتُمْ زمناً
فِيهِ وُلاَة َ الْعَقْدِ وَالْحَلِّ
لا تُنكِروا يَقْظاتِ دهرِكُمُ
كَمْ يَسْتَمِرُّ بِكُمْ عَلَى الْجَهْلِ
سُدْتُمْ بلا حِلمٍ ولا كرَمٍ
فِيكُمْ وَلاَ أَدَبٍ وَلاَ عَقْلِ
وفضَلْتُمُ أهلَ الزمانِ بِعُدْ
واكُمْ ولستُمْ من ذَوي الفضْلِ
فَعَلِمْتُ حِينَ رَأَيْتُ شَأْنَكُمُ
يَعلو بلا حسَبٍ ولا أصْلِ
أَنَّ الزَّمَانَ يُعِيدُ فِكْرَتَهُ
فِيكُمْ فَيَسْلُكُ مَنْهَجَ الْعَدْلِ
فيَخِرُّ عن كثَبٍ بِناؤُكمُ
وَكَذَاكَ مَا يُبْنَى عَلَى الرَّمْلِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> مَوْلاَيَ يَا مَنْ لَهُ أَيَادٍ
مَوْلاَيَ يَا مَنْ لَهُ أَيَادٍ
رقم القصيدة : 26617
-----------------------------------
مَوْلاَيَ يَا مَنْ لَهُ أَيَادٍ
ليسَ إلى عَدِّها سَبيلُ
وَمَنْ إذَا قَلَّتِ الْعَطَايَا
فَجُودُهُ وَافِرٌ جَزِيلٌ
إلَيْهِ إنْ جَارَتِ اللَّيَالِي
نأْوي وفي ظلِّهِ نَقِيلُ
إنَّ كُمَيْتِي العتيقَ سِنّاً
لَهُ حَدِيثٌ مَعِي طَوِيلُ
كانَ شِرايَ لرَحْلي
فخابَ ظنّي فيهِ الجميلُ
ولمْ أخْلَ للشَّقاءِ أنّي(33/98)
لِثِقْلِ أَعْبَائِهِ حَمُولُ
فإنْ أكُنْ عالياً عليهِ
فهْوَ على كاهلي ثَقيلُ
أرحَلُ كالبُومِ ليسَ فيهِ
خيرٌ كثيرٌ ولا قليلُ
لَيْسَ لَهُ مَخْبَرٌ حَمِيدٌ
وَلاَ لَهُ مَنْظَرٌ جَمِيلُ
وهْوَ حَرُونٌ وفيهِ بُطْؤٌ
فَلاَ جَوَادٌ وَلاَ ذَلُولُ
لا كَفَلٌ مُعجِبٌ لراءٍ
إذا رآهُ ولا تَلِيلُ
مُقصِّرٌ إنْ مشى ولكنْ
إنْ حضرَ الأكلُ مُستَطيلُ
وَلَيْسَ فِيهِ مِنَ الْمَعَانِي
شيءٌ سِوى أنّهُ أَكُولُ
فَهَبْ لَهُ أَنْتَ مَا تَسَنَّى
وهَبْهُ من بعضِ ما تُنِيلُ
وَلاَ تَقُلْ إنَّ ذَا قَلِيلٌ
فالجِلُّ في عَينِهِ جَلِيلُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا مُهدي الوَردِ الجَنِيِّ لنا
يا مُهدي الوَردِ الجَنِيِّ لنا
رقم القصيدة : 26618
-----------------------------------
يا مُهدي الوَردِ الجَنِيِّ لنا
جَرْياً على عاداتِهِ الأُوَلِ
إنَّ الزمانَ رمى ولِيَّكُمُ
فِي مُقْلَتَيْهِ بِحَادِثٍ جَلَلِ
فَمَتَى يُسَرُّ بِمَنْظَرٍ حَسَنٍ
والحظُّ عندَ الحُسنِ للمُقَلِ
أَهْدَيْتَهَا مِثْلَ الْخُدُودِ خُدُودَ
الْبِيضِ قَدْ دَمِيَتْ مِنَ الْخَجَلِ
حسناءَ جاءَتْ من مَلابِسِها
مُخْتَالَة ً فِي أَحْسَنِ الْحُلَلِ
في غيرِ مَوسمِها وقد ذهبَتْ
أيامُها والدهرُ ذو دُوَلِ
فَكَأَنَّهَا كَانَتْ قَدِ کنْفَرَدَتْ
عن جِنسِها تمشي على مهَلِ
لَمْ أَحْظَ مِنْهَا وَهْيَ حَاضِرَة ٌ
عندي بغيرِ الشمِّ والقُبَلِ
فعرَفْتُ عَرْفَكَ من رَوائِحِها
وفهِمتُ منها حُسنَ رأيِكَ لي
كَمْ مِنْ يَدٍ لَكَ لَسْتُ أُنْكِرُهَا
مَشكورة ٍ أمثالُها قِبَلي
عَذْرَاءَ يَضْعُفُ عَنْ تَحَمُّلِهَا
شُكري كما يَقْوى بها أمَلي
أذْكَرْتَني عصرَ الشبابِ بها
ومواسِمَ الأفراحِ والجَذَلِ
أيامَ لا أُرعي لعاذلة ٍ
سَمعي ولا أُصغي إلى العَذَلِ
فاليومَ عُودُ الدهرِ مُحتَطَبٌ
ذاوٍ وشمسُ العُمرِ في الطَّفْلِ
لَمْ يَبْقَ لِي فِي لَذَّة ٍ أَرَبَّ(33/99)
أَنَا مِنْ زِحَامِ الْهَمِّ فِي شُغُلِ
أَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا وَبَهْجَتِهَا
وَعَلَى کقْتِرَابِ مَسَافَة ِ الأَجَلِ
فَکسْحَبْ ذُيُولَ سَعَادَة ٍ فُضُلا
فِي ظِلِّ عَيْشٍ نَاعِمٍ خَضِيلِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَلاَ يَا أَبَا الْفَرَجِ الأَرْيِحَيَّ
أَلاَ يَا أَبَا الْفَرَجِ الأَرْيِحَيَّ
رقم القصيدة : 26619
-----------------------------------
أَلاَ يَا أَبَا الْفَرَجِ الأَرْيِحَيَّ
وَيَا مَنْ بِجُودِ يَدَيْهِ الْمَثَلْ
ويا من فُكاهَتُهُ للجَليسِ
أُنْسٌ وَفَاكِهَة ٌ لاَ تُمَلْ
بَعَثْتَ بِهِ كَخُدُودِ الْحِسَانِ
سَفَرْنَ فنَقَّبَهُنَّ الخجَلْ
نَقِيّاً كعِرضِكَ قد أُذْكِيَتْ
كنارِ ذَكائِكَ فيهِ شُعَلْ
تَرَاءَتْ لَنَا تَحْتَ أَوْرَاقِهِ
وُجُوهُ الْعَذَارَى وَرَاءَ الْكِلَلْ
فَغِرْتُ على حُسنِهِ أنْ يُنالَ
منهُ بغيرِ لِحاظِ المُقَلْ
وَشَبَّهْتُهُ كَفَّ مُهْدِيهِ لِي
فَمَا يَصْلُحَانِ لِغَيْرِ الْقُبَلْ
العصر العباسي >> البحتري >> خرس الثرى وتكلم الزهر
خرس الثرى وتكلم الزهر
رقم القصيدة : 2662
-----------------------------------
خرس الثرى، وتكلم الزهر
وبكى السحاب، وقهقه القطر
نشر الربيع برود مكرمة
خضراً يقوم بنشرها الشعر
وكأن صفر بهارها ذهب
وكأن حمر شقيقها جمر
يا سائلي عن عاشق دنف
ما حال من ندمانه الهجر؟
صب عليه من الهوى حلل
من تحتهن مفاصل غبر
فكأن يوم حياته سنة
وكأن ساعة ليله دهر
لم لا يموت فتى يعذبه
صنم له من فضة نحر؟
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا ابنَ الدّوامِيِّ الذي
يا ابنَ الدّوامِيِّ الذي
رقم القصيدة : 26620
-----------------------------------
يا ابنَ الدّوامِيِّ الذي
صَابَ نَدَاهُ وَهَطَلْ
يَا مَنْ إذَا دَاوَى شَفَا
وَمَنْ إذَا أَدْوَى قَتَلْ
مُخْتَلِفَ الطَّعْمَيْنِ فِي
يومَيْهِ صابٌ وعسَلْ
أَهْدَيْتَ لِلْقَلْبِ بِمَا
أَهْدَيْتَ أُنْساً وَجَذَلْ(33/100)
هديّة ٌ مثلُ العذارى
رُفِعَتْ عنها الكِلَلْ
أو كخدودِ الغانِيا
تِ دَمِيَتْ منَ الخجَلْ
كأنّها رَقْراقُ ماءٍ
فِي نَوَاحِيهِ شُعَلْ
كَأَنَّهُ مِنْ عَرْفِكَ الْـ
ـفَائِحِ فِي النَّاسِ کحْتَمَلْ
كَأَنَّهُ مِنْ لُطْفِهِ
على مَعانِيكَ اشْتمَلْ
كَأَنَّهُ كَفُّكَ لاَ
يَصلُحُ إلاّ للقُبَلْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قَوَّادَة ٌ فَارِهَة ٌ
قَوَّادَة ٌ فَارِهَة ٌ
رقم القصيدة : 26621
-----------------------------------
قَوَّادَة ٌ فَارِهَة ٌ
لَطِيفَة ُ التَّوَصُّلِ
تَهْوي إلى أغراضِها
مِثْلَ هَوِيِّ الأَجْدَلِ
لَوْ شَهِدَتْ صِفِّينَ أَوْ
وَقعة َ يومِ الجمَلِ
تَوَصَّلَتْ فِي الصُّلْحِ مَا
بينَ ابنِ هندٍ وعلي
وَأَصْبَحَتْ عَائِشَة ٌ
عنْ حربِهِ بمَعزِلِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا رُبَّ بِكرٍ عاتِقٍ
يا رُبَّ بِكرٍ عاتِقٍ
رقم القصيدة : 26622
-----------------------------------
يا رُبَّ بِكرٍ عاتِقٍ
حُطَّتْ إلَيْنَا مِنْ عَلِ
من حِجرِ أمٍّ خِدرُها
دُونَ السِّمَاكِ الأَعْزَلِ
مُطْعِمَة ٍ ضُيُوفَهَا
فِي كُلِّ عَامٍ مُمْحِلٍ
وَطَالَمَا دِيسَتْ عَلَى
عُلُوِّها بالأَرْجُلِ
لو لم يُساعدْهُ أخٌ
من أمِّها لم تَحصُلِ
جَاءَ بِهَا عَذْرَاءَ حُبْـ
ـلَى كَالْجِرَابِ الْمُمْتَلِي
عاطِلة ٌ كأنّها
ذِرَاعُ خَوْدٍ عَيْطَلِ
في حُلّة ٍ خفيفة ٍ
تَرُوقُ عَيْنَ الْمُجْتَلِي
فشَقَّها واسْتلَّها
من غِمدِها كالمُنصُلِ
فَکبْتَسَمَتْ عَنْ لُؤْلُؤٍ
في السِّلْكِ لم يَنفصِلِ
كأنّها إذْ برزَتْ
بَيْضَاءَ كَالسَّجَنْجَلِ
سَبِيكَة ٌ مِنْ فِضَّة ٍ
في سَفَطٍ من صَنْدَلِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> بِمَنْ أَبَاحَكَ قَتْلِي
بِمَنْ أَبَاحَكَ قَتْلِي
رقم القصيدة : 26623
-----------------------------------
بِمَنْ أَبَاحَكَ قَتْلِي
عَلامَ حرَّمْتَ وَصْلي
وَمَا أَرَابَكَ حَتَّى(33/101)
صرَمْتَ بالهَجْرِ حَبْلي
عذَّبْتَ قلبي بجِدٍّ
منَ الصدودِ وهَزْلِ
أنفقْتُ فيكَ دموعي
والدمعُ جَهْدُ المُقِلِّ
أتعبْتَ نفسَكَ يا عا
ذِلي عليهِ بعَذْلي
كيفَ السلُوُّ وقلبي
رَهْنٌ لَدَيْهِ وَعَقْلِي
بُلِيتُ بِالْحُبِّ مِنْهُ
بظالمٍ مُسْتَحِلِّ
بِمِثْلِ وَجْدِي عَلَيْهِ
ماتَ المُحِبُّونَ قبلي
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> كلَّ يومٍ لكَ بَينٌ واحتِمالْ
كلَّ يومٍ لكَ بَينٌ واحتِمالْ
رقم القصيدة : 26624
-----------------------------------
كلَّ يومٍ لكَ بَينٌ واحتِمالْ
وبِعادٌ عن حبيبٍ وزِيالْ
وَوُقُوفٍ فِي مَغَانٍ دُرَّسٍ
بانَ أهلوها وأطْلالٍ خَوالْ
مَا لِلَيْلاَتٍ تَقَضَّتْ بِالْحِمَى
مُقْمِرَاتٍ سَبَقَتْ تِلْكَ اللَّيَالْ
قَصُرَتْ أَمْسِ مَعَ الْوَصْلِ لَنَا
وَهِيَ الْيَوْمَ مَعَ الْهَجْرِ طِوَالْ
حَيْثُ حِيرَانُ الْغَضَا لِي جِيرَة ٌ
وَالنَّوَى مَا خَطَرَتْ مِنَّا بِبَالْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قُولا لمنْ أَبْدى بلا سبَبٍ
قُولا لمنْ أَبْدى بلا سبَبٍ
رقم القصيدة : 26625
-----------------------------------
قُولا لمنْ أَبْدى بلا سبَبٍ
حَرْبِي وَقَطَّعَ بِالْجَفَا حَبْلِي
أَوْرَدتَّنِي وِرْدَ السِّقَامِ فَلِمْ
خَلأَّْتَني عن بارِدِ الوَصْلِ
يا قائلي فاجْهَدْ لما بكَ بي
كَفَّارَة ً لِجَرِيمَة ِ الْقَتْلِ
فلقدْ جعلتُكَ من حرامِ دمي
إنْ زُرْتَنِي فِي أَوْسَعِ الْحِلِّ
يا صاحبي في كلِّ نائبة ٍ
ومُشاركي في الكُثْرِ والقُلِّ
نَاشَدتُّكَ الْوُدَّ الصَّرِيحَ إذَا
وُسِّدتُّ فِي جَدَثٍ مِنَ الرَّمْلِ
وَنَوَيْتُ بِالْبَيْدَاءِ مُنْفَرِداً
نأْياً عنِ الخُلَطاءِ والأهلِ
فأَذِلْ على قبري الدموعَ وقُلْ
هذا صَريعُ الأعيُنِ النُّجْلِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> سَقى مَنزِلاً بينَ الشَّقيقة ِ والضالِ
سَقى مَنزِلاً بينَ الشَّقيقة ِ والضالِ
رقم القصيدة : 26626(33/102)
-----------------------------------
سَقى مَنزِلاً بينَ الشَّقيقة ِ والضالِ
جَنا كلِّ سَحّاحٍ من المُزنِ هَطّالِ
وحَيّا رسومَ العامريّة ِ باللِّوى
تَحِيَّة َ لاَ سَالٍ هَوَهَا وَلاَ قَالِ
وَلَمَّا وَقَفْنَا بِالدِّيَارِ بَدَتْ لَنَا
أَوَابِدُ مِنْ حِيرَانِ وَحْشٍ وَآجَالِ
فَمَا خَدَعَتْنَا عَنْ حَوَالٍ أَوَانِسٍ
بِنَافِرَة ٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَة َ مِعْطَالِ
ألا حبّذا بالبانِ مَغنى ً ومَلعَبٌ
عَصَيْتُ بِهِ عَصْرَ الْبَطَالَة ِ عُذَّالِي
فَكَائِنْ لَنَا مِنْ وَقْفَة ٍ فِي ظِلاَلِهِ
ومن غَدَواتٍ مُوبِقاتٍ وآصالِ
وهل تشتكي الأوطانَ عمّنْ تُحبُّهُ
وَمَا نَفْعُ آثَارٍ خَوَالٍ وَأَطْلاَلِ
وَكَيْفَ تَسَلَّيْنَا بِقُضْبَانِ إسْحِلٍ
وأَحقافِ رمْلٍ عن قُدودٍ وأَكْفالِ
لَيَالِيَ عُودُ اللَّهْوِ فَيْنَانُ مُورِقٌ
وَوِرْدُ الْهَوَى صَفْوٌ وَجِيدُ الصِّبَي حَالِ
فَلِلَّهِ ثَوْبٌ مِنْ شَبَابٍ سُلِبْتُهُ
وَغُودِرْتُ فِي ثَوْبٍ مِنَ الشَّيْبِ أَشْمَالِ
صحِبتُ زماني وادِعَ البالِ قلّما
خطَرْتُ لهَمٍّ أو لبؤسٍ على بالِ
جَدِيدَ سَرَابِيلِ الشَّبِيبَة ِ رَافِلاً
من العَيشِ في ضافي المَساحِبِ ذَيّالِ
وها أنذا من بعدِ أمنٍ وصِحّة ٍ
مُسَامِرُ أَوْجَاعٍ مُشَاوِرُ أَوْجَالِ
أُرَقِّعُ عمُراً أخْلَقَتْهُ بِكَرِّها
اللَّيَالِي إلَى كَمْ يُرْقَعُ الْخَلَقُ الْبَالِي
عَزَفْتُ عَنِ الدُّنْيَا فَمَا أَنَا طَامِحٌ
بطَرفي إلى وَفْرٍ عَداني ولا مالِ
وأعرضْتُ عنها غيرَ مُكتَرِثٍ لها
وسِيّانَ إكْثاري لديَّ وإقلالي
وَلَمْ يَبْقَ لِي عِنْدَ اللَّيَالِي لُبَانَة ٌ
كَأَنِّيَ قَدْ مَاتَتْ مَعَ الشَّيْبِ آمَالِي
فَلَسْتُ أُبَالِي الْيَوْمَ كَيْفَ تَقَلَّبَتْ
عَلَى عَقِبِ الأَيَّامِ وَالدَّهْرِ أَدْوَالِي
ولولا زمانٌ أخَّرَتْني صُروفُهُ
لَطَارَتْ بِرَحِلِي كُلُّ هَوْجَاءَ مِرْقَالِ(33/103)
أُجَشِّمُهَا الأَخْطَارَ فِي غَسَقِ الدُّجَى
وَأُقْذِفُهَا رَأْدَ الضُّحَى لُجَجِ الآلِ
وما كنتُ أرضى بالقُعودِ وإنّما
خطوبٌ رمَتْني من أذاها بأَهوالِ
وإنّي من جُودِ الوزيرِ لواثقٌ
بِأَنْ سَيَرِيشُ الْيَوْمَ مَا کنْحَطَّ مِنْ حَالِي
فيَبسُطُ آمالي ويُنهِضُ عَثْرَتي
وَيَغْرَمُ مَا قَدْ فَاتَ مِنْ زَمَنِي الْخَالِي
سَأَجْعَلُهُ لِي عُدَّة ً وَذَخِيرَة ً
أَعِزُّ بهِ والعِزُّ خيرٌ من المالِ
أَصُونُ به عِرْضي وأمنَعُ جانِبي
ومِثلُ جلالِ الدينِ من صانَ أمثالي
وَإنْ طَرَقَتْنِي فِي الزَّمَانِ مُلِمَّة ٌ
نزلْتُ بحاجاتي عليهِ وأثقالي
فَأَسْرَحُ فِي رَوْضِ السَّمَاحِ رَكَائِبِي
وَأَسْحَبُ فِي رَبْعِ الْمَكَارِمِ أَذْيَالِي
وعندَ عُبَيْدِ اللهِ ما اقترحْتُهُ
عَلَى الدَّهْرِ مِنْ فَضْلٍ عَمِيمٍ وَإفْضَالِ
وَزِيرٍ كَسَا دَسْتَ الْوِزَارَة ِ بَهْجَة ً
وَكَانَ زَمَانَاً عَاطِلاً جِيدُهَا الْحَالِي
وَقَامَ بِتَدْبِيرِ الأُمُورِ فَلَمْ يَبِتْ
بِهِ بَيْنَ تَضْيِيعٍ يُخَافُ وَإهْمَالِ
لئنْ غبَرَتْ حيناً من الدهرِ حائلاً
لَقَدْ طَرَّقَتْ بَعْدَ الْحِيَالِ بِرِئبَالِ
بِأَغْلَبَ مَسْبُوحِ الذِّرَاعَيْنِ بَاسِلٍ
يُزلْزِلُ أقدامَ العِدى أيَّ زَلزالِ
يَخُوضُ سَوَادَ النَّقْعِ وَالْبِيضُ شُرَّعٌ
بِأَيْدِي مَغَاوِيرٍ كُمَاة ٍ وَأَبْطَالِ
هُوَ الذَّائِدُ الْحَامِي إذَا کشْتَجَرَ الْقَنَا
وَإنْ صَوَّحَتْ سَنْهَاءُ فَالْهَانِىء ُ الطَّالِي
هو المُتبِعُ القَولَ الفِعالِ تكرُّماً
وَمَا كُلُّ قَوَّالٍ سِوَاهُ بِفَعَّالِ
لَهُ عَمَلٌ بِالْعِلْمِ يَزْدَادُ زِينَة ً
وَيَا رُبَّ ذِي عِلْمٍ وَلَيْسَ بِعَمَّالِ
بَلاَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَلَمْ يَكُنْ
بمُنْحَرِفٍ عن مَنهَجِ الحقِّ مَيّالِ
وحمَّلَهُ أَعباءَهُ فأقَلَّها
بكاهلِ عزمٍ للعظائمِ حَمّالِ
ليَهْنِكُمُ يا قالَة َ الشِّعرِ أنّكمْ(33/104)
نَزَلْتُمْ عَلَى عَذْبِ الْمَوَارِدِ سَلْسَالِ
وأنّكمُ بعدَ الإياسِ سُقيِتُمُ
ظِماءً بنَوءٍ من عطاياهُ مِفْضالِ
فأثْرَيْتُمُ من بعدِ دهرٍ وضِيقة ٍ
وَأَخْصَبْتُمُ مِنْ بَعْدِ جَدْبٍ وَإمْحَالِ
غَنِيتُمْ بِهِ عَنْ جَوْبِ كُلِّ تَنُوفَة ٍ
بِكَلِّ الْمَطَايَا بَيْنَ حَلٍ وَتَرْحَالِ
وَعَنْ بَرِمٍ مَا زَالَ يَبْرَمُ بِالنَّدَى
ويَشْغَلُهُ المَدحُ الرخيصُ عنِ الغالي
وَذِي شَنَآنٍ مُشْرَجَاتٍ ضُلُوعُهُ
عَلَى الْغِلِّ مَطْبُوعٍ عَلَى الْغَدْرِ مُحْتَالِ
بَنَا بِغُرُورٍ أَمْرَهُ فَكَأَنَّمَا
بَناهُ على حِقْفٍ من الرملِ مُنْهالِ
ولم يدْرِ أنَّ الدهرَ تجري صروفُهُ
وأنَّ الليالي لا تدومُ على حالِ
فَأَعْمَلَ رَأْياً كَانَ فِيهِ وَبَالُهُ
وأوقَدَ ناراً عادَ وهْوَ لها صالِ
وغرَّتْهُ من حُسنِ ارْتِيائِكَ وَنْيَة ٌ
وَيَا رُبَّ إبْطَاءٍ كَفِيلٍ بِإعْجَالِ
وَمَا تَرَكُكَ الأَعْدَاءَ بَقْيا عَلَيْهِمِ
وَلكِنَّهُ تَرْكُ کجْتِيَازٍ وَإهْمَالِ
تَمَلَّيْتَهَا مِنْ خِلْعَة ٍ نَاصِرِيَّة ٍ
تَسَرْبَلْتَ منها اليومَ أفضلَ سِرْبالِ
فمَمزوجة ٌ وَشْيٌ بها من ضيائِها
شِعاعٌ كبرقِ الشمسِ كاشفة ُ البالِ
وَدَّرَاعَة ٌ مِنْ تَحْتِهَا وَعِمَامَة ٌ
سَوَادُهُمَا فِي وَجْنَة ِ الدَّهْرِ كَالْخَالِ
وَإبْيَضُ حَالٍ بِالنُّضَارِ مُهَنَّدٌ
عَتادٌ ملوكٍ أورَثوهُ وأَقْيالُ
لِصُ النُّجَارِ كَرِيمُ الْ
جَدِّ وَالْعَمِّ وَالْخَالِ
تُسَرُّ بمَرْآهُ العيونُ كأنّهُ
عَقِيلة ُ خِدْرٍ كاعبٌ ذاتُ خَلْخالِ
يَمُرُّ عَلَى وَجْهِ الثَّرَى فَتِخَالُهُ
تَدَفُّقَ رَقْرَاقٍ مِنَ الْمَاءِ سَلْسَالِ
تبخْتَرَ مَحتوماً إليكَ وإنّهُ
لمَشيُ دَلالٍ لا تَبخْتُرُ إدْلالِ
يَتِيهُ بِسَرْجٍ عَسْجَدِيٍّ كَأَنَّمَا
هلالانِ منهُ في المُقدَّمِ والتالي
وليسَ كما ظنُّوهُ مَركوبَ زينة ٍ
وَلكِنَّهُ مَرْكُوبُ عِزٍّ وَإجْلاَلِ(33/105)
ومُثْقَلَة ٌ بالحَلْيِ سَوداءُ حُرّة ٌ
عراقيّة ٌ بَحريّة ٌ أمُّ أطفالِ
إذَا مَا دَرَجْنَ حَوْلَهَا يَرْتَضِعْنَهَا
جَرَيْنَ بِأَرْزَاقٍ تَدِرُّ وَآجَالِ
فَمِنْ حَاسِرٍ يَخْشَاهُ كُلُّ مُدَجَّجٍ
ومنْ صامتٍ يُزْري على كلِّ قَوّالِ
ومن مُرْهَفاتِ الحَدِّ تهزأُ بالظُّبى
وَيَفْرَقُ مُنْهَا كُلُّ أَسْمَرَ عَسَّالِ
وَمُشْتَرِفٌ مِنْ نَسْلِ أَعْوَجَ خَا
وكائنْ لدَيْها من وفودٍ وسُؤّالِ
فَهُنِّئْتَهَا يَابَا الْمُظَفَّرِ رُتْبَة ً
تبَوَّأْتَ منها مَرقَبَ الشرَفِ العالي
ولا زالَ مَعقولاً بسيفِكَ شارِدُ الممالكِ مَوسوماً بهِ بعدَ إغْفالِ
الْمَمَالِكِ مَوْسُوماً بِهِ بَعْدَ إغْفَالِ
وَلاَ عَدِمَتْ أَذْوَادُهَا وَسُرُوحُهَا
قَبائلَ من راعٍ عليها ومنْ والِ
ومُلِّيتَ عيداً مُوذِناً بوفودِهِ
عليكَ بأعوامٍ تَكُرُّ وأَحوالِ
إذَا خَلِقَتْ أَثْوَابُهُ وَبُرُودُهُ
فَغَيِّرْ بِعِزٍّ مُسْتَجِدٍّ وَإقْبَالِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> وَلَقَدْ مَدَحْتُكَ يَا کبْنَ نَصْرٍ مِدْحَة ً
وَلَقَدْ مَدَحْتُكَ يَا کبْنَ نَصْرٍ مِدْحَة ً
رقم القصيدة : 26627
-----------------------------------
وَلَقَدْ مَدَحْتُكَ يَا کبْنَ نَصْرٍ مِدْحَة ً
مَا كُنْتَ تَرْجُو مِثْلَهَا وَتُؤَمِّلُ
وفتحتُ باباً من وِدادِكَ لَيتَهُ
مُستَغلَقٌ بيني وبينَكَ مُقفَلُ
وَنَظَمْتُ فِيكَ مِنَ الثَّنَاءِ قَلاَئِداً
سِترُ الملوكِ بمثلِها يَتجَمَّلُ
ونزَعتُ من خِدري إليكَ عَقيلة ً
كَانَتْ يَدَايَ بِهَا تَضَنُّ وَتَبْخَلُ
ورَضِيتُ حَرّاناً لها داراً وكمْ
حَامَتْ فَمَا وَصَلَتْ إلَيْهَا الْمَوْصِلُ
وَرَجَوْتُ أَنْ تَنْدَى صِفَاتُكَ لِي فَمَا
رَشَحَ الْحَدِيدُ وَلاَ کسْتَلاَنَ الْجَنْدَلُ
جَاءَتْكَ رَائِعَة َ الْجَمَالِ كَرِيمَة َ کلْ
أَعْرَاقِ مُهْدِي مِثْلِهَا لاَ يَخْجَلُ
فَنَبَذْتَهَا مِنْ رَاحَتَيْكَ وَإنَّهَا(33/106)
فِي الذَّبِّ عَنْ عِرْضِ الْكَرِيمِ لَمُنْصُلُ
وَغَفَلْتَ عَنْهَا مُعْرِضاً وَوَرَاءَهَا
مِنِّي حَمِيَّة ُ وَالِدٍ لاَ يَغْفُلُ
ورمَيْتَها بالصدِّ منكَ وما رما الشُّعراءَ بالإعراضِ يوماً مُقبِلُ
شُّعَرَاءَ بِالإعْرَاضِ يَوْماً مُقْبِلُ
فَغَدَتْ مُضَيَّعَة ً لَدَيْكَ قَلِيلَة َ کلْ
أَنْصَارِ لاَ تَدْرِي بِمَنْ تَتَوَسَّلُ
فَکرْدُدْ مُطَلَّقَة ً إلَيَّ مَدَائِحِي
فطَلاقُ من هو غيرُ كَفْؤٍ أجمَلُ
فَسَأُقْبِلَنَّ بِهَا عَلَى مُتَبَلِّجٍ
كرَماً عليها بالمَوَدَّة ِ يُقبِلُ
طَلْقُ الأَسِرَّة ِ بَاسِمٌ لِعُفَاتِهِ
تُعطي يداهُ ووجهُهُ يَتهلَّلُ
ولأَنْزِلَنَّ وإنْ رَغَمْتَ على نظامِ
الْحَضْرَتَيْنِ بِهَا وَنِعْمَ الْمَنْزِلُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قضَيْتُ شَطرَ العُمْرِ في مَدحِكُمْ
قضَيْتُ شَطرَ العُمْرِ في مَدحِكُمْ
رقم القصيدة : 26628
-----------------------------------
قضَيْتُ شَطرَ العُمْرِ في مَدحِكُمْ
ظنّاً بكُمْ أنّكمْ أهلُهُ
وَعُدْتُ أُفْنِيهِ هِجَاءً لَكُمْ
فضاعَ فيكمْ عُمْري كلُّهُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> بُسْتَانُ جَعْفَرَ مِثْلُهُ
بُسْتَانُ جَعْفَرَ مِثْلُهُ
رقم القصيدة : 26629
-----------------------------------
بُسْتَانُ جَعْفَرَ مِثْلُهُ
فِي ظَرْفِهِ وَشَمَائِلِهْ
وَالْبِرْكَة ُ الْفَيْحَاءُ تَخْـ
ـجَلُ مِنْ نَدَاهُ وَنَائِلِهْ
فيهِ الأنابيبُ التي
تَنْهَلُّ مِثْلَ أَنَامِلِهْ
والغيمُ قد صَدقَتْ كَوا
ذِبُ بَرقِهِ ومَخائلِهِ
زلَرُبَّ يومٍ قد وهَبْتُ
الحقَّ فيهِ لباطلِهْ
وَشَرَيْتُ عَاجِلَ مَا کحْتَضَـ
ـرْتُ مِنَ السُّرُورِ بِآجِلِهْ
فتَشابَهَتْ حُسناً أَوا
خِرُ يَوْمِنَا بِأَوَائِلِهْ
العصر العباسي >> البحتري >> لا يعجبنك قوم أنت بينهم
لا يعجبنك قوم أنت بينهم
رقم القصيدة : 2663
-----------------------------------
لا يعجبنك قوم أنت بينهم(33/107)
فلست منهم على عين ولا أثر
الباخلون بماء المزن نشربه
والشاربون دواء البخل بالسحر
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لَوْ أَنَّ قَلْبَكِ مِثْلُ قَلْبِي مُغْرَمٌ
لَوْ أَنَّ قَلْبَكِ مِثْلُ قَلْبِي مُغْرَمٌ
رقم القصيدة : 26630
-----------------------------------
لَوْ أَنَّ قَلْبَكِ مِثْلُ قَلْبِي مُغْرَمٌ
لَمْ يَثْنِ عِطْفَكِ مَا تَقُولُ اللُّؤَمُ
لكِنْ عَدَتْكِ صَبَابَتِي فَأَطَعَتِهِمْ
شَتّانَ خالٍ قلبُهُ ومُتيَّمُ
عُودِي مَرِيضاً فِي يَدَيْكِ شِفَاؤُهُ
إشْفِي وَأَنْتِ بِمَا يُكَابِدُ أَعْلَمُ
أوْ فاحْسِمي شَكواهُ من داءِ الهوى
إنْ كَانَ دَاءُ هَوَاكِ مِمَّا يُحْسَمُ
وَلَقَلَّمَا وَجَدَ الْمَرِيضُ لِدَائِهِ
بُرْءًا إذَا كَانَ الطَّبِيبَ الْمُسْقِمُ
ووراءَ ما يبدو لعَينِكِ من ضَنى ً
وَجدٌ بأَثْناءِ الضُّلوعِ مُكَتَّمُ
إنْ كنتِ يَقْظى بالسلامِ بخيلة ً
فمُرِي الخيالَ يَمُرُّ بي فيُسَلِّمُ
وعِدي بوَصلِكِ في المنامِ لعلَّها
تَرْجُو لِقَاءَكِ مُقْلَتِي فَتَهَوَّمُ
أَعْرَضْتِ عَنْ شَيْبِي وَأَنْتِ جَنَيْتِهِ
نَفْسِي الْفِدَاءُ لِمُجْرِمٍ يَتَجَرَّمُ
إمَّا نَرَيْنِي جَاثِماً فَلَطَالَمَا
رَكَّضْتُ أُنْجِدُ فِي الْبِلاَدِ وَأُتْهِمُ
وجرَرْتُ ذيلَ شَبيبَتي وخَلاعَتي
وأَسَمْتُ خيلَ بِطالَتي لا أسأَمُ
فاليومَ وجهُ مَطالِبي فدونَ ما
أرجوهُ منها بابُ بأسٍ مُرْدَمُ
وَلَئِنْ رَمَيْنَنِي الْخُطُوبُ بِمُقْصِدٍ
من صَرفِهِنَّ فللنوائبِ أسهُمُ
أَوْ أَخَّرَتْنِي الْحَادِثَاتُ وَلَمْ أَزَلْ
بفَضائلي وخَصائصي أتَقدَّمُ
فَالدَّهْرُ لاَ شُكِرَتْ مَسَاعِيهِ بِتَأْ
خِيرِ الْفَضَائِلِ مُسْتَهَامٌ مُغْرَمُ
دَهْرٌ رَمَانِي فِي قَرَارَة ِ مَنْزِلٍ
ضَنْكٍ نَهارِي فيهِ ليلٌ مُعتِمُ
لَيلي بهِ لَيلُ السليمِ وإنّني
لِلْهَمِّ وَالْبُرَجَاءِ فِيهِ لَمُسْلَمُ
مُتَهَضِّماً فضْلي الأبيُّ ولمْ يكنْ(33/108)
لَوْلاَ الزَّمَانُ وَغَدْرُهُ يَتَهَضَّمُ
فَمَتَى يُقَوِّضُ رَاحِلاً عَنْ سَاحَتِي
هَمٌّ عَلَيَّ بِمَا يَنُوءُ مُخَيِّمُ
أَنَا يَا زَمَانِي إنْ تَطَأْ مِنْ مَنْكِبِي
ضَرَعاً لِظُلْمِي مِنْ خُطُوبِكَ أَظْلَمُ
هَيهاتَ لا يعبا بحَملِ عظيمة ٍ
مَن كانَ ناصِرَهُ الإمامُ الأعظمُ
النَّاصِرُ الْمَنْصُورُ جَيْشُ لِوَائِهِ
ومَعاطِسُ الأعداءِ جُدْعٌ رُغَّمُ
نَصَرَتْهُ أَمْلاَكُ السَّمَاءِ فِمُرْدِفٌ
منهمْ يُقاتلُ دونَهُ ومُسَوَّمُ
الْخَاشِعُ الأَوَّابُ يُقْدِمُ حَاسِراً
في الرَّوعِ وهْوَ عنِ المَحارِمِ مُحجِمُ
لا يَرتَضي لُبْسَ الحديدِ بَسالة ً
فَكَأَنَّهُ لُبْسُ الْحَدِيِدِ مُحَرَّمُ
فَعَتَادُهُ عَضْبُ الْمَضَارِبِ بَاتِرٌ
وَأَصَمُّ عَسَّالٌ وَأَجْرَدُ شَيْظَمُ
رأيٌ يَفُلُّ البِيضَ وهْيَ حَدائدٌ
وَسُطًى تَرُدُّ الْجَيْشَ وَهْوَ عَرَمْرَمُ
يُصْلي الأعادي نارَ كلِّ كريهة ٍ
يَشوي الوجوهَ حَريقُها المُتَضَرِّمُ
وَبِحُبِّهِمْ يَرْجُو الشَّفَاعَة َ مُجْرِمُ
زَجَلُ الْكُمَاة ِ وَصَوْبُ عَارِضِهَا الدَّمُ
فزمانُهمْ بالرعبِ منهُ ليلة ٌ
لَيلاءُ أو يومٌ عَبوسٌ أَيْوَمُ
فَالْبِيضُ تُغْمَدُ فِي الْمَفَارِقِ وَالطُّلَى
والسَّمْهَرِيّة ُ في الضلوعِ تُقَوَّمُ
وَرِثَ النُّبُوَّة َ مِنْبَراً وَخِلاَفَة ً
وتَقِيّة ً فعليهِ منها مِيسَمُ
فَلِمَنْكِبٍ وَلِعَاتِقٍ وَلِخِنْصِرٍ
مِنْهُ ثَلاَثٌ قَدْرُهُنَّ مُعَظَّمُ
بُرْدٌ وَسَيْفٌ لاَ يُفَلُّ وَخَاتِمٌ
فَمُجَلْبَبٌ ومُقلَّدٌ ومُخَتَّمُ
فالرِّفْدُ تَبسُطُهُ يدٌ مَبسوطة ٌ
وَالْجَوْرُ يَحْسِمُهُ حُسَامٌ مِحْذَمُ
مُتَيَقِّظٌ يَرْعَى الرَّعَايَا طَرْفُهُ
ـيرَانُ الْوَقَائِعِ فَهْوَ مُسْدٍ مُلْحِمُ
أَلْقَائِدُ الْغُلْبَ الْكُمَاة َ عَوَابِساً
والبِيضُ في أَيْمانِهمْ تَتبسَّمُ
من غِلْمة ٍ بجَمالِهمْ نارُ الهوى
وَبِبَأْسِهِمْ نَارُ الْوَغَى تَتَضَرَّمُ(33/109)
سِيَّانِ سِلْمُهُمُ وَحَرْبُهُمُ فَمَا
يَنفكُّ يَقطُرُ من أكُفِّهمُ الدمُ
تُرْكٌ إذَا لَبِسُوا التَّرَائِكَ أَيْقَنَتْ
صُمُّ العوالي أنّها سَتُحَطَّمُ
يَزْدَادُ إشْرَاقاً ضِيَاءُ وُجُوهِهِمْ
وَالْجَوُّ بِالْهَبَوَاتِ أَرْبَدُ أَقْثَمُ
فهمُ إذا حسَروا ظباءُ خَميلة ٍ
وهمُ أُسودُ شَرى إذا ما اسْتَلأَموا
رَكِبُوا الدَّيَاجِيَ وَالسُّرُوجُ أَهِلَّة ٌ
وَهُمُ بُدُورٌ وَالأَسِنَّة ُ أَنْجُمُ
فكأنَّ إيماضَ السيوفِ بَوارِقٌ
وعَجاجَ خَيلِهمُ سَحابٌ مُظلِمُ
مِنْ كُلِّ رَيَّانِ الْمَعَاطِفِ خَصْرُهُ
كَمُحِبِّهِ مِنْ رِدْفِهِ يَتَظَلَّمُ
فِي ثِنْيِ بُرْدَتِهِ قَضِيبُ نَقًى فَفِي
الدِّرْعِ المُفاضة ِ منهُ طضودٌ أيهَمُ
بَشَرٌ أَرَقُّ مِنَ الزُّلاَلِ وَتَحْتَهُ
كالصخرِ قلبٌ لا يَرِقُّ فيَرحَمُ
يُصْمِي الْخَلِيَّ بِطَرْفِهِ وَبِكَفِّهِ
يُصْمِي الْكَمِيَّ فَجُؤْذَرٌ أَمْ ضَيْغَمُ
هو تارة ً للحُسنِ في أترابِهِ
علَمٌ وطَوراً في الكتيبة ِ مُعْلَمُ
خَلَطَ الْحَمَاسَة َ بِالنَّسِيبِ فَقُلْ لَهُ
وغِرارُ نصلٍ في الرِّقابِ مُحَكَّمُ
عَزَمَاتُ مَنْصُورِ السَّرَايَا هَمُّهُ
في نُصرة ِ الدينِ الحنيفِ مُقسَّمُ
قَرْمٌ بِأَعْبَاءِ الْخِلاَفَة ِ نَاهِضٌ
صَبٌّ بتدبيرِ الممالكِ قَيِّمُ
مُتَبَسِّمٌ يَوْمَ النَّدَى لِعُفَاتِهِ
كَرَماً وَفِي وَجْهِ الزَّمَانِ تَجَهُّمُ
يَغْشَى الطِّعَانَ فَلاَ يُرَاعُ جَنَانُهُ
ويجُودُ بالدنيا فلا يَتنَدَّمُ
يا ابنَ الأئمّة ِ والهُداة ِ ومنْ إلى
أَحسابِهمْ يُنْمى الحَطيمُ وزَمزَمُ
ما عُدَّ مجدٌ أوّلٌ مُتقادِمٌ
إلاّ ومجدُهمُ المُؤَثَّلُ أقدَمُ
آلُ الرسالة ِ بالصلاة ِ عليهمُ
والحمدِ يُفتتَحُ الصلاة ُ وتُختَمُ
قومٌ على أبياتِهمْ تَتنزَّلُ الْـ
أملاكُ والمَبعوثُ أحمدُ منهمُ
بَوَلاَئِهِمْ يُعْطَى الْوَسِيلَة َ مُؤْمِنٌ
وَبِهَدْيِهِمْ عُرِفَ الضَّلاَلُ مِنَ الْهُدَى(33/110)
وَبِفَضْلِهِمْ نَزَلَ الْكِتَابُ الْمُحْكَمُ
مِنْ نُورِ أَوْجُهِهِمْ إذَا مَرُّوا بِهَ
يومَ القيامة ِ تَستعيذُ جهنَّمُ
فَکسْلَمْ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ فَإنَّنَا
بكَ ما سلِمْتَ من المخاوفِ نَسلَمُ
وَکنْصِتْ لَهَا حَضَرِيَّة ً بَدَوِيَّة َ الْ
أَنْسَابِ لَمْ يُفْتَحْ بِشَرْوَاهَا فَمُ
ما جاوَزَتْ رِيفَ العراقِ وإنّها
بلسانِ حاضرِ طَيِّئٍ تَتكلَّمُ
مِدَحاً غَدَتْ لِسَمَاءِ مَجْدِكَ أَنْجُماً
فبها شياطينُ العداوة ِ تُرجَمُ
عُرْباً فِصاحاً يَستَعيرُ فَطانة ً
وَفَصَاحَة ً مِنْهَا الْبَلِيدُ الأَعْجَمُ
تُرْوَى فَتُحْدِثُ فِي الْمَعَاطِفِ نَشْوَة ً
فَمُدِيرُهَا طَرَباً بِهَا يَتَرَنَّمُ
أَسُلاَفُ خَمْرٍ فِي كُؤُوسِكَ أَمْ دَمُ
لَمْ يَمْدَحِ الْخُلَفَاءَ قَبْلُ بِمِثْلِهَا
فِيمَا رَوَيْنَاهُ الْوَلِيدُ وَمُسْلِمُ
أُشْجي بها الحَكَمِيَّ لو حاكَمْتُهُ
لكِنْ تَعَذَّرَ بَيْنَنَا مَنْ يَحْكُمُ
خَدَمُ تَزُورُكَ فِي الْمَوَاسِمِ لاَ خَلاَ
منها ولا من ظلِّ مُلكِكَ مَوسِمث
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> مَلَكْتِ قَلْبِي فِي الْحُكْمِ فَکحْتَكِمِي
مَلَكْتِ قَلْبِي فِي الْحُكْمِ فَکحْتَكِمِي
رقم القصيدة : 26631
-----------------------------------
مَلَكْتِ قَلْبِي فِي الْحُكْمِ فَکحْتَكِمِي
أَفْدِيكِ مِنْ مَالِكٍ وَمِنْ حَكَمِ
قَدْ سَئِمَ اللَّيْلُ فِيكِ مِنْ سَهَرِي
يا ليلُ والعائِداتُ من سقَمي
تسفَحُ عيني دموعَها أسَفاً
عَلَى زَمَانٍ بِالسَّفْحِ لَمْ يَدُمِ
يُحْدِثُ لِي ذِكْرُ عَهْدِهِ طَرَباً
إلى ليالٍ من وَصلِنا قُدُمِ
قَدْ أَقْسَمَتْ لاَ کهْتَدَى الْخَيَالُ إلَى
جَفْنِي وَبَرَّتْ لَمْيَاءُ فِي الْقَسَمِ
يا عاذِلي مُهدِياً نَصيحَتَهُ
لو كانَ في النُّصحِ غيرَ مُتَّهَمِ
يلُومُني في الهوى وأحسِبُهُ
لو ذاقَ منهُ ما ذُقتُ لم يَلُمِ
خَلِّ مَلاَمِي فِي حُبِّ ظَالِمَة ٍ(33/111)
لَمْ يَخْلُ قَلْبِي فِيهَا مِنَ الأَلَمِ
شَيمَتُهَا الْهَجْرُ
فَهْيَ تَبْخَلُ بِالْـ
إنْ بخِلَتْ فالسماحُ لي خلُقٌ
أَوْ غَدَرَتْ فَالْوَفَاءُ مِنْ شِيَمِي
كم ليلة ٍ بِتُّ بينَ مُرتَشَفٍ
مِنْ رِيقِهَا بَارِدٍ وَمُلْتَثَمِ
أَمْزُجُ شَكْوَايَ بِالْخُضُوعِ لَهَا
وَدَمْعَ عَيْنِي صَبَابَة ً بِدَمِي
أَمَا وَدُرٍّ مِنْ لَفْظِهَا بَدَدٍ
يَمُرُّ مِنْ ثَغْرِهَا بِمُنْتَظِمِ
وَمَائِسٍ مِنْ قَوَامِهَا ثَمِلٍ
وَمُسْكِرٍ مِنْ رُضَابِهَا شِيَمِ
مُعيدُ شملِ الإسلامِ مُلتَئماً
وكانَ لولاهُ غيرَ مُلتَئمِ
وَنَاشِرُ الْعَدْلِ فِي الأَنَامِ عَلَى
فقرٍ إليهِ ومُنْشِرُ الكرَمِ
هوَ الإمامُ الذي مُعانِدُهُ
مُعانِدُ اللهِ بارئِ النَّسَمِ
حَامِي حِمَى الْمُلْكِ بِالْمُثَقَّفَة ِ الـ
ـسُّمْرِ وَبِيضِ الصَّوَارِمِ الْحُذُمِ
بَثَّتْ يَدَاهُ الآجَالَ فِي النَّاسِ وَالْ
أرزاقَ عدلاً بالسيفِ والقلَمِ
أَكْرَمُ مَنْ مَدَّ بِالنَّوَالِ يَداً
وخيرُ ساعٍ يسعى على قدَمِ
طبَّقَ إحسانُهُ البلادَ فما
يعدَمُ في عصرِهِ سِوى العَدَمِ
وَعَمَّ بِالْجُودِ كُلَّ ذِي أَمَلٍ
وخَصَّ بالعَفوِ كلَّ مُجتَرِمِ
قَدْ نَكِرَتْ بِيضُهُ الْغُمُودَ لِمَا
يُغمِدُها في التَّريبِ واللِّمَمِ
نَمَتْهُ مِنْ هَاشِمٍ لُيُوثُ وَغًى
يَفْرَقُ منها الليوثُ في الأَجَمِ
فروعُ مجدٍ جلَّتْ مآثِرُهمْ
مِنَ الْعُلَى فِي الْفُرُوعِ وَالْقِمَمِ
مِنْ كُلِّ قِيْلٍ يُقِيلُ زَلَّة َ عَا
ثرٍ وقَرْمٍ إلى الندى قَرِمِ
ـوَصْلِ عَلَيْنَا يَقْظَى وَفِي الْحُلُمِ
في الخَطبِ تَجلو حَنادِسَ الظُّلَمِ
همُ الوفيُّونَ بالعهودِ إذا
قَلَّ وفاءُ الرجالِ بالذِّمَمِ
أَلضارِبونَ الكُماة َ في الغارة ِ الشَّعْواءِ والمُطعِمونَ في الإزَمِ
ـشَّعْوَاءِ وَالْمُطْعِمُونَ فِي الإزَمِ
جيرانُ بيتِ اللهِ الحرامِ إذا
عُدَّ فِخارٌ وسادَة ُ الحَرَمِ
طالَهُمُ المُستضيءُ باعَ عُلى ً(33/112)
وهِمّة ً والعُلوُّ بالهِمَمِ
مَلَّكَهُ اللَّهُ أَمْرَ أُمَّتِهِ
وَكَفَّ عَنْهَا بَوَائِقَ النِّقَمِ
ورَدَّ كيدَ الأعداءِ باغية ً
بحَدِّ سيفٍ من بأسِهِ حَذِمِ
فَكَانَ لِلدِّينِ خَيْرَ مُنْتَصِرٍ
وَكَانَ لِلَّهِ خَيْرَ مُنْتَقِمِ
يَمَّمْتُهُ ظَامِئاً فَأَوْرَدَنِي
مَناهلاً من حِياضِهِ الفُعُمِ
وَشَارَفَتْ بِي مِنْهُ الأَمَانِي عَلَى
بَحْرِ عَطَاءٍ بِالْجُودِ مُلْتَطِمِ
أعْلَقْتُ كفِّي لمّا اعْتَلَقْتُ بهِ
حَبلاً من اللهِ غيرَ مُنْقَصِمِ
وَذِمَّة ً مِنْهُ لَوْ أُذِمَّ بِهَا
لذي شبابٍ ما رِيعَ بالهَرَمِ
فَکجْتَلِهَا كَالْعَرُوسِ تَتْبَعُ فِي الْ
إحْسَانِ أَسْلاَفَهَا مِنَ الْخَدَمِ
عَذْرَاءَ لَمْ يُجْدِ مِثْلَهَا كَرَماً
قَبْلِي زُهَيْرٌ يَوْماً عَلَى هَرِمِ
عُونَ قَوافٍ أتَتْكَ تحملُ أَبكارَ معانٍ لم تُفْتَرَعْ بفَمِ
ـكَارَ مَعَانٍ لَمْ تُفْتَرَعْ بِفَمِ
شَوَارِداً يُقْتَفَى مَذَاهِبُهَا
فهْيَ لَقاحُ الخواطرِ العُقُمِ
وابْلِ جديدَ البقاءِ ضافيَة ً
عَلَيْكَ مِنْهُ مَلاَبِسُ النِّعَمِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لَوْلاَكَ يَا خَيْرَ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ
لَوْلاَكَ يَا خَيْرَ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ
رقم القصيدة : 26632
-----------------------------------
لَوْلاَكَ يَا خَيْرَ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ
خَابَ الرَّجَاءُ وَمَاتَتْ سُنَّة ُ الْكَرَمِ
يَا مَنْ رَأَيْنَا عِيَاناً مِنْ مَكَارِمِهِ
ما حدَّثَ الناسُ عن كعبٍ وعن هَرِمِ
وَمَنْ إذَا کسْتَصْرَخَ الْعَافُونَ رَاحَتَهُ
لَبّاهُمُ جُودُها المأمولُ عن أَمَمِ
إذا سَمُحَتْ لنا والسُّحْبُ مُخلِفَة ٌ
فَجُودُ كَفِّكَ يُغْنِينَا عَنِ الدِّيَمِ
أَعَادَ مُلْكُكَ لِلدُّنْيَا نَضَارَتَهَا
وما تَصرَّمَ من أيّامِها القُدُمِ
من بعدِ ما غبَرَتْ حيناً وليسَ بها
كَهْفٌ لِرَاجٍ وَلاَ طَوْدٌ لِمُعْتَصِمِ(33/113)
فِالنَّاسُ فِي جَنَّة ٍ مِنْ عَدْلِ سِيرَتِكَ الْـ
ـحُسْنَى وَمِنْ بَأْسِكَ الْمَرْهُوبِ فِي حَرَمِ
يَا مَنْ بِهِ نَشَرَ اللَّهُ السَّمَاحَ وَمَنْ
أَحيا بهِ كرَمَ الأخلاقِ والشِّيَمِ
خَيْرُ الْبِلاَدِ مَكَانٌ أَنْتَ وَاطِئُهُ
وأمّة ٌ أنتَ منها أفضلُ الأُمَمِ
بنَيْتَ داراً قضى بالسَّعدِ طالِعُها
قَامَتْ لِهَيْبَتِهَا الدُّنْيَا عَلَى قَدَمِ
سَمَتْ عَلَى كُلِّ دَارٍ رِفْعَة ً وَعَلَتْ
عُلوَّ هِمّة ٍ بانِيها على الهِمَمِ
تَعْنُو الْكَوَاكِبُ إجْلاَلاً لِعِزَّتِهَا
وَتَسْتَكِينُ لَهَا الأَفْلاَكُ مِنْ عِظَمِ
تَوَدُّ لو أنّها أمسَتْ تُداسُ بأقادمِ الوَلائدِ في نادِيكَ والخدَمِ
َمْسَتْ تُدَاسُ بِأَقْـ
كأنّها إرَمٌ ذاتُ العِمادِ وإنْ
زادَتْ بمالِكِها فَخراً على إرَمِ
طُفْنا بأركانِها طَوفَ الحَجيجِ فمِنْ
مُسلِّمٍ حَولَها مِنّا ومُستَلِمِ
حَلَلْتُمُوهَا فَيَا لِلَّهِ كَيْفَ حَوَتْ
تيّارَ بحرٍ بمَوجِ الحُودِ مُلْتَطِمِ
يَا دَارُ لاَ زِلْتِ بِالأَفْرَاحِ آهِلَة َ الْمَـ
ـغْنَى وَمُلِّيتِ مَا أُلْبِسْتِ مِنْ نِعَمِ
وَلاَ خَلاَ رَبْعُكِ الْمَأْهُولُ مِنْ مِدَحِي
يَوْمَاً وَلاَ بَابُكِ الْمَعْمُورُ مِنْ خِدَمِي
وألبَسَتْكِ التهاني من مواسمِها
قَلائدَ الحَمدِ من نَظمي ومن كِلَمي
مَدَائِحاً فِيكِ لِي تَبْقَى مُخَلَّدَة ً
بَعْدِي إذَا بَلِيَتْ تَحْتَ الثَّرَى رِمَمِي
وكيفَ لا أملأُ الدنيا بمَدحِكُمُ
وقد فتَقْتُمْ لساني بالنَّدى وفَمي
قد كانَ دهري لي حرباً ومنذُ درى
أنّي انتصرْتُ بكمْ ألقى يدَ السَّلَمِ
فَلَوْ سَكَتُّ وَلَمْ أَنْطِقْ بِشُكْرِكُمُ
أَثْنَتْ عِظَامِي بِمَا أَوْلَيْتُمُ وَدَمِي
فاليومَ لا عُودُ أَوراقي بمُخْتَبِطٍ
مِنَ الْخُطُوبِ وَلاَ فَضْلِي بُمُهْتَضَمِ
لَوْلاَكُمُ يَا بَنِي الْعَبَّاسِ مَا طَلَعَتْ
شمسُ النهارِ ولا ضاءَتْ على الأُمَمِ(33/114)
سَادَاتُ مَكَّة َ وَالأَشْرَافُ مِنْ مُضَرٍ
أَنْتُمْ وَجِيرَانُ بَيْتِ اللَّهِ وَالْحَرَمِ
الْمَانِعُونَ حَرِيمَ الْجَارِ إنْ نَزَلَتْ
بِهِ الْحَوَادِثُ وَالْوَافُونَ بِالذِّمَمِ
فَلْيَهْنِكُمْ شَرَفٌ ثَانٍ إلَى شَرَفٍ
طُلْتُمْ بِهِ النَّاسَ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ
بِالْقَائِمِ الْمُسْتَضِيءِ الْمُسْتَضَاءِ بِهِ
إذا ادلهَمَّتْ دَياجي الظُّلْمِ والظُّلَمِ
خَلِيفَة ِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا وَمَنْ خَضَعَتْ
لَهُ أَقَالِيمُهَا بِالسَّيْفِ وَالْقَلَمِ
بقِيتُمُ في نعيمٍ لا انقضاءَ لهُ
عُمرَ الزمانِ ومُلكٍ غيرِ مُنصَرِمِ
مُهَنَّئِينَ بشَملٍ غيرِ مُنصَدِعٍ
في خَفْضِ عَيشٍ وحبلٍ غيرِ مُنْفَصِمِ
مَا أَوْمَضَتْ بِکبْتِسَامِ الْبَرْقِ سَارِيَة ٌ
تحتَ الدُّجا وبدَتْ نارٌ على علَمِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا خيرَ مُنتصِرٍ لخيرِ إمامِ
يا خيرَ مُنتصِرٍ لخيرِ إمامِ
رقم القصيدة : 26633
-----------------------------------
يا خيرَ مُنتصِرٍ لخيرِ إمامِ
حَقًّا دُعِيتَ بِنَاصِرِ الإسْلاَمِ
حكَّمتَ حَدَّ البِيضِ في أعدائِهِ
وَالْمَشْرَفِيَّة ُ أَعْدَلُ الْحُكَّامِ
وَنِصَرْتَ دِينَ اللَّهِ نَصْرَ مُؤَيَّدِ کلْ
آرَاءِ فِي نَقْضٍ وَفِي إبْرَامِ
ووقفتَ أكرمَ موقِفٍ شهِدتْهُ أملاكُ السماءِ وقُمتَ خيرَ مَقامِ
ـلاَكُ السَّمَاءِ وَقُمْتَ خَيْرَ مَقَامِ
دافعْتَ عنه فكنتَ أمْلَكَ ذائِدٍ
يَحْمِي حَقِيقَتَهُ وَخَيْرَ مُحَامِي
ـتَرَكَ الْفَوَارِسُ وَثْبَة ُ الضِّرْغَامِ
غَلَّ الكُماة َ وكلِّ أبيضَ دامي
بِرِقَاقِ بِيضٍ فِي الدِّمَاءِ نَوَاهِلٍ
وعِتاقِ جُرْدٍ في الشَّكيمِ صِيامِ
جَهِلُوا الْقِرَاعَ لَدَى الْوَغَا فَتَعَلَّمُوا
من غربِ سيفِكَ كيفَ ضربُ الهامِ
قُذِفوا بشُهْبٍ من سُطاكَ ثَواقبٍ
شَبَّتْ عليهمْ من وَرا وأمامِ
فَدِيَارُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ لِلنَّارِ فِي(33/115)
أَرْجَائِهَا وَالْخَوْفِ أَيُّ ضِرَامِ
لَوْلاَ عِمَادُ الدِّينِ لَمْ تَظْفَرْ يَدٌ
من حربِهمْ ونِزالِهمْ بمَرامِ
أضْحَوْا وقد غدرَتْ بهمْ أيامُهمْ
غيراً وتلكَ سَجيّة ُ الأيامِ
فَكَأَنَّمَا كَانُوا لِوَشْكِ زَوَالِهَا
أَضْغَاثَ أَحْلاَمٍ وَطَيْفَ مَنَامِ
كانوا ملوكاً بالعراقِ فأصبحوا
لمّا بغَوْا نُزَلاءَ أهلِ الشامِ
غادرْتَهمْ ممّا ملأْتَ قلوبَهمْ
فَرَقاً يَرَوْنَ ظُبَاكَ فِي الأَحْلاَمِ
طَلَبُوا ذِمَاماً مِنْكَ لَمَّا سُمْتَهُمْ
سُوءَ الْعَذَابِ وَلاَتَ حِينَ ذِمَامِ
ورمَيْتَ جيشَهمُ اللُّهَامَ بعسكرٍ
مَجْرٍ وَجَيْشٍ مِنْ سُطَاكَ لُهَامِ
ووَسَمْتَهُمْ بالعارِ يومَ لقِيتَهمْ
زَحْفاً بِشُمْسٍ كَالشُّمُوسِ وِسَامِ
مِنْ كُلِّ مَنْ لَوْ كَانَ يُنْصِفُ لاكْتَفَى
بلِحاظِهِ من ذابلٍ وحُسامِ
يُصْمِي الرَّمِيَّة َ رَاشِقاً مِنْ كَفِّهِ
طَوْراً وَمِنْ أَجْفَانِهِ بِسِهَامِ
قومٌ إذا اعتقَلوا أنابيبَ القَنا
لِوَغًى حَسِبْتَ الأُسْدَ فِي آجَامِ
غُلْبٌ ولكنْ في المَغافِرِ منهمُ
حَدَقُ المها وسوالفُ الآرامِ
هذا يَكُرُّ بذابلٍ من قدِّهِ
لَدْنٍ وهذا باللواحِظِ رامِ
فهُمُ إذا ركِبوا أُسودُ خَفِيّة ٍ
وَإذَا کنْتَدَوْا كَانُوا بُدُورَ تَمَامِ
لولا التَّقِيَّة ُ قلتُ إنَّ وجوهَهمْ
صُوَرٌ تُبيحُ عبادة َ الأصنامِ
رَاحُوا نَشَاوَى لِلِّقَاءِ كَأَنَّهُمْ
يَتعاقَرونَ عليهِ كأسَ مُدامِ
وَكَأَنَّمَا لَمْعُ الظُّبَا بِأَكُفِّهِمْ
بَرْقٌ تَأَلَّقَ مِنْ مَتُونٍ غَمَامِ
لبسوا الحديدَ على قلوبٍ مثلِهِ
بَأْساً فَشَنُّوا الَّلأْمِ فَوْقَ اللاَّمِ
لِغُلاَمِهِمْ فِي الرَّوْعِ عَزْمَة ُ شَائِبٍ
ولكَهلِهمْ فيهِ هُجومُ غُلامِ
تبِعوا الأميرَ أبا الفضائلِ فاقْتَدَوا
بِفَعَالِهِ فِي الْبَأْسِ وَالإقْدَامِ
فَلْيَهْنِكَ الظَّفَرُ الَّذِي لَوْلاَكَ مَا
خطرَتْ بَشائرُهُ على الأوهامِ
فَتحٌ جعلْتَ به العِدى أُحدوثَة ً(33/116)
تَبْقَى مَدَى الأَحْقَابِ وَالأَعْوَامِ
إنّي لأَعجَبُ والكُماة ُ عَوابسٌ
من وجهِكَ المُتهَلِّلِ البَسّامِ
وإذا دَجى خطبٌ فرأيُكَ سافرٌ
وإذا عرى جَدبٌ فبحرُكَ طامِ
فَتَمَلَّ مَا أَوْلاَكَ سَيِّدُنَا أَمِيرُ الْـ
ـمُؤْمِنِينَ بِهِ مِنَ الإنْعَامِ
واسعَدْ بما أُتيتَهُ من رُتبة ٍ
خَصَّتْكَ بِالتَّشْرِيفِ وَالإكْرَامِ
وبخِلْعَة ٍ شهِدَتْ بأنّكَ حُزْتَ منْ
شرَفِ الخلافة ِ أوفَرَ الأَقسامِ
لاَ زِلْتَ تَرْفُلُ فِي ثِيَابِ سَعَادَة ٍ
فضْلاً وتَسحبُ ذيلَ جَدٍّ سامِ
تُخْشَى وَتُرْجَى سَيْفُ بَأْسِكَ قَاطِعٌ
بينَ الورى وسَحابُ جُودِكَ هامِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> إنْ أَخْلَقَتْ ثَوْبَ شَبَابِي الأَيَّامْ
إنْ أَخْلَقَتْ ثَوْبَ شَبَابِي الأَيَّامْ
رقم القصيدة : 26634
-----------------------------------
إنْ أَخْلَقَتْ ثَوْبَ شَبَابِي الأَيَّامْ
وَبَدَّدَتْ شَمْلَ مِرَاحٍ مُلْتامْ
وزارَني ضيفٌ بَغِيضُ الإلمامْ
تُنكِرُهُ عِينُ المَها والآرامْ
وَرُبَّ يَوْمٍ عُمْرُهُ كَالإبْهَامْ
ركِبْتُ فيهِ صهَواتِ الأيامْ
وقهوة ٍ فَضَضْتُ عنهُ الخاتامْ
مِمَّا کصْطَفَى أَخُو الْمَجُوسِ وَکعْتَامْ
أَتَتْ عَلَيْهَا فِي الدِّنَانِ الأَعْوَامْ
تَنْفِي الْهُمُومَ وَتُدَاوِي الأَسْقَامْ
ماكَسني الخَمّارُ فيها واسْتامْ
مَا رِمْتُ حَتَّى کبْتَعْتُهَا بِمَا رَامْ
نَمَّتْ بِوَجْدِي وَالزَّجَاجُ نَمَّامْ
فِي لَيْلَة ٍ عَصَيْتُ فِيهَا اللُوَّامْ
يَغبِطُني على السُّهادِ النَّوّامْ
بينَ تماثيلِ دُمى ً كالأصنامْ
من كلِّ خَودٍ ذاتِ ثَغرٍ بَسّامْ
كَالنَّوْرِ أَبْدَتْهُ فُتُوقُ الأَكْمَامْ
وانتصَرَ الرومُ على بَني حامْ
وقابَلَ الجامَ المُديرُ بالجامْ
ثم تَقضَّتْ كتَقضِّي الأحلامْ
آهَ عَلَى شَرْخِ الشَّبَابِ لَوْ دَامْ
عَلَى لَيَالٍ سَلَفَتْ وَأَيَّامْ
وَحَبَّذَا دِجْلَة ُ فِي الْيَوْمِ کلْغَامْ(33/117)
نَسيمُها الواني وماؤُها الطامْ
مُشرِقة ٌ قصورُها والآكامْ
وَلِلْغَمَامِ زَجَلٌ وَإرْزَامْ
يَطْرُدُهُ الشَّمَالُ طَرْدَ الأَنْعَامْ
كأنّما تَهْطالُهُ والتَّسْجامْ
جُودُ الوزيرِ ذي الندى والإقْدامْ
أَلمُسْمِحِ الصعبِ العَبوسِ القَثّامْ
مُرْدِي الْكُمَاة ِ الْهِزْبَرِيِّ الْمُقْدَامْ
مُغْمِدِ بِيضِ الْمُرْهَفَاتِ فِي الْهَامْ
أَلعاقِرِ الجُودَ الكرامَ المِطْعامْ
مأوى الطَّريدِ وثِمالِ الأيتامْ
مُحْيي الثَّرَاءِ وَمُمِيتِ الإعْدَامْ
نِعْمَ مُنَاخُ کبْنِ السَّبِيلِ الْمِعْتَامْ
يُحْكِمُ عَقْدَ الرَّأْيِ أَيَّ إحْكَامْ
إحْكَامَ طِبٍّ بِالأُمُورِ عَلاَّمْ
مُؤيَّدٍ في نَقضِهِ والإبْرامْ
إذَا الْقَضَايَا کلْتَبَسَتْ وَالأَحْكَامْ
وضَلَّ عن نهجِ الصوابِ الحُكّامْ
أَوضَحَ من إشكالِها والإبْهامْ
هداية ً من ربِّهِ وإلْهامْ
أنطَقَني من بعدِ طُولِ الإرْمامْ
لهُ عطاءٌ سابغٌ وإنْعامْ
أَحْسَنَ فِي کبْتِدَائِهِ وَالإتْمَامْ
لاَ يَمْلِكُ الْكَرِيمَ إلاَّ الإكْرَامْ
يا عَضُدَ الدينِ مُعِزَّ الإسلامْ
يا ابنَ العوالي والظُّبا والأقْلامْ
خَيْرَ الْوَرَى خُؤُولَة ً وَأَعْمَامْ
هُمُ الرُّؤُوسُ وَالأَنَامُ أَقْدَامْ
وَهُمْ إذَا ضَلَّ الْعُفَاة ُ أَعْلاَمْ
أُسْدُ وَغًى لَهَا الرِّمَاحُ آجَامْ
شِيمَتُهُمْ بَذْلُ الْقِرَى وَالإطْعَامْ
أَكْنَافُهُمْ خُضْرٌ إذَا کغْبَرَّ الْعَامْ
من كلِّ ضِرغامٍ نَماهُ ضِرْغامْ
مُقْتَحِمٌ هَوْلَ الْخُطُوبِ هَجَّامْ
مُنَزَّهٌ عن دنَسٍ وعن ذامْ
إذا امتطى مَتنَ سَبُوحٍ عَوّامْ
ضَرَّمَ نَارَ الْحَرْبِ أَيَّ ضَرَّامْ
فاصْغِ لمَدحٍ كلآلي نَظّامْ
فيهِ لمنْ يَشْنا عُلاكَ إرْغامْ
من خاطرٍ تَيّارُهُ جارٍ طامْ
سِيَّانِ كَدٌّ عِنْدَهُ وَإجْمَامْ
وَکبْقَ عَلَى الدَّهْرِ بَقَاءَ الأَقْدَامْ
عَالِي الْبِنَا مُغْدِقَ صَوْبِ الإنْعَامْ
مَا سُمِعَتْ تَلْبِيَة ٌ بِإحْرَامْ(33/118)
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَلْحَمْدُ لِلَّهِ عُوفِيَ الْكَرَمُ
أَلْحَمْدُ لِلَّهِ عُوفِيَ الْكَرَمُ
رقم القصيدة : 26635
-----------------------------------
أَلْحَمْدُ لِلَّهِ عُوفِيَ الْكَرَمُ
وَکنْبَعَثَتْ بِالْخَوَاطِرِ الْهِمَمُ
واسْتأْزَرَ الإسلامُ وابتهَجَ المُلكُ وأَوفَتْ بنَذرِها الأُمَمُ
اَمُ وَکبْتَهَجَ الْـ
واسْتبقَتْ من غُمودِها دُلُقاً
إلى الأعادي الصَّوارِمُ الحُذُمُ
تَكاملَتْ للوزيرِ صِحّتُهُ
فالجَورُ باكٍ والعدلُ مُبتَسِمُ
عافية ٌ للحَسودِ مُمرِضة ٌ
وَصِحَّة ٌ وَهْيَ لِلْعِدَى سَقَمُ
هذا هناءٌ للخَلقِ قاطبة ً
يشتركُ العُربُ فيهِ والعجَمُ
أَسفَرَ وجهُ الزمانِ مُبتسِماً
بماجدٍ للعُفاة ِ يبتَسِمُ
وَمْتَلأَ الدَّسْتُ مِنْ سَنَا قَمَرٍ
يَنْجابُ عن نُورِ وجهِهِ الظُّلَمُ
أَبلَجُ رَعْيُ العهودِ شِيمَتُهُ
يُخْفَرُ إلاّ في دِينِهِ الذِّمَمُ
مُغرى ً بحِفظِ العهدِ القديمِ إذا
أَضَاعَهُ عِنْدَ غَيْرِهِ الْقِدَمُ
يرى من العارِ أنَّ ذا أدبٍ
يُضامُ في عصرِهِ ويُهتَضَمُ
أَقْسَمَ لاَ خَابَ سَائِلُوهُ وَلاَ
ضَاعَتْ لَدَيْهِ الْحُقُوقُ وَالْحُرَمُ
مُتَوَّجٌ تخضعُ الجِباهُ لهُ
إذا انْتَدى للسلامِ والقِمَمُ
طَودُ حِجى ً راسخٌ خِضَمُّ نَدى ً
تَيّارُهُ بالسَّماحِ مُلتَطِمُ
حاسِمُ داءِ الدنيا العُضالِ وما
خِلْنَاهُ لَوْلاَ الْوَزِيرُ يَنْحَسِمُ
عادَتْ لبغداذَ من مكارمِهِ
وَقَدْ تَوَلَّتْ أَيَّامُهَا الْقُدُمُ
وَأَصْبَحَتْ مِنْ جَمِيلِ سِيرَتِهِ
كعبة َ جُودٍ وأرضُها حرَمُ
لاَ يِنْتَحِي أَهْلَهَا الْخُطُوبُ وَلاَ
يحِلُّ فيها السِّنونَ والإزَمُ
إذا اشتكى الناسُ جدبَ عامِهمُ
أَشْكَاهُمُ سَيْلُ جُودِهِ الْعَرِمُ
أو صَرَّد الباخِلُ القِرى فيهقت
مُكَلَّلاتٍ جِفانُهُ الرُّذَمُ
ترى وفودَ الندى بساحتِهِ
على بحورِ العطاءِ تَزدَحِمُ
يا عضُدَ الدينِ أنتَ أكرمُ منْ(33/119)
دَاسَتْ بَسِيطَ الثَّرَى لَهُ قَدَمُ
خَلَفْتَ قَوْماً بِالْجُودِ ذِكْرُهُمُ
باقٍ وهمْ في قبورِهمْ رِمَمُ
صَغَّرْتَ أَفْعَالَهُمْ وَلاَ حَاتِمٌ
يُذْكَرُ فِي دَهْرِهِمْ وَلاَ هَرِمُ
وَحَدَّثَتْ فِيهِمِ الرُّوَاة ُ فَمَا
بُعِثْتَ إلاَّ مُصَدِّقاً لَهُمُ
يا من تَصِحُّ العُلى بصِحَّتِهِ
وَيَشْتَكِي لاِشْتِكَائِهِ الْكَرَمُ
ومن له راحة ٌ أنامِلُها
تَفْعَلُ فِينَا مَا تَفْعَلُ الدِّيَمُ
يَكَادُ لِلْبَأْسِ وَالسَّمَاحِ يَذَو
بُ السيفُ فيها ويُورِقُ القلَمُ
إليكَ مَدحاً أمْلَتْ بَدائِعَهُ
ـلاَكٌ وَلَيْثٌ لَهُ الْقَنَا أَجَمُ
ـخَطُّ وَقَامَتْ بِ
نَصْرِهَا الْكِلَمُ
تُعَدُّ في الشِّعرِ وهْيَ مُنْقَصَة ٌ
لو أُنصِفَتْ قِيلَ إنّها حِكَمُ
لاَ عَدِمَتْكَ الدُّنْيَا وَلاَ بَرِحَتْ
مُنِيخَة ً فِي عِرَاصِكَ النِّعَمُ
ولا كَبا يا بني الرَّقيلِ لكمْ
زَنْدٌ ولا أُزلِقَتْ لكمْ قدَمُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> حَتَّامَ مَطْلُكَ يَا ظَلُومُ
حَتَّامَ مَطْلُكَ يَا ظَلُومُ
رقم القصيدة : 26636
-----------------------------------
حَتَّامَ مَطْلُكَ يَا ظَلُومُ
ما آنَ أنْ يُقضى الغَريمُ
إنْ كَانَ وَصْلُكَ مَا يُرَا
مُ فَإنَّ وَجْدِيَ مَا يَرِيمُ
ـدِيَ هَلْ تغَيّ
َرَتِ الرُّسُومُ
ما لي إذا رُمتُ السلُوَّ
تَلَوَّمَ الْقَلْبُ الْمُلِيمُ
وإذا كتمْتُ السِّرَّ با
ـمٌّ وَالْمَرَادُ بِهِ جَمِيمُ
عيني وقلبي في الهوى
عَونٌ عليَّ فمنْ أَلُومُ
يا من لهُ قَدٌّ يَقومُ
بِعُذْرِ عَاشِقِهِ قَوِيمُ
يا عاذلاً في ظهرِ نا
جِيَة ٍ كما ذُعِرَ الظَّليمُ
أَلْبانُ من نَجدٍ فلي
وَجدٌ بساكنِهِ قديمُ
وَعَلَى الْنَقَا إمَّا مَرَرْ
تَ بذي النَّقا ظَبيٌ رَخيمُ
عجَباً لهُ يَشْتاقُهُ
ـظَّبْيِ الْكُنَاسَة ُ وَالصَّرِيمُ
للهِ رَونَقُهُ وقدْ
قَلْبِي لَهُ مَرْعًى وَلِلـ
والرَّوضُ يَصقُلُهُ النَّدى
ـهَا وَهْيَ سُوقٌ لاَ تَقُومُ(33/120)
وَقَدِ کنْتَشَى خُوطُ الأَرَا
كة ِ والحَمامُ لهُ نَديمُ
والزَّهرُ يضحكُ في خَما
ئلِهِ إذا بكَتِ الغيومُ
وَسَأَلْتَ عَنْ حَالِي وَأَنْـ
نزلَتْ بساحتِهِ الهمومُ
ـدٌ فِي تَرَائِبِهِ نَظِيمُ
صِيَة ِ الْمُنَى وَأَنَا الزَّعَيمُ
يا منْ أَضاءَ لنا بَثا
قِبِ رَأْيِهِ اللَّيْلُ الْبَهِيمُ
ولنا مَقيلٌ باردٌ
في ظلِّهِ وندى ً عَميمُ
شَرَعَ السَّخَاءَ فَمِنْ مَوَا
ـتَ بِمَا بُلِيتَ بِهِ عَلِيمُ
أَلْمُسْتَجِدُّ مَآثِراً
يزهو بها الشرَفُ القديمُ
سَمْحٌ إذَا بَخِلَ الْحَيَا
ثَبْتٌ إذا طاشَ الحَليمُ
مِنْ مَعْشَرٍ طَابَتْ فُرُو
عُهُمُ كما طابَ الأَرُومُ
قَوْمٌ إذَا غَضِبَ الْغَمَا
مُ فَعِنْدَهُمْ رَضِيَ الْمُسِيمُ
وَکسأَلْ مَغَانِي الْحَيِّ بَعْـ
ـرِ لاَ تُسَامِيهِ النُّجُومُ
تَطوي الفَلا والشوقُ سا
ئِقُها وقائدُها النسيمُ
مُتَمَطِّرَاتٍ تَلْتَوِي
تحتَ الرِّحالِ وتَستَقيمُ
وعلى غَواربِها نُفو
سٌ لاَ تُحَسُّ لَهَا جُسُومُ
لَوْلاَكَ يَا کبْنَ مُحَمَّدٍ
لم يُلْفَ في الدنيا كريمُ
أغْنَيْتَ عنّي حيثُ لا
يُغْنِي الشَّقِيقُ أَوِ الْحَمِيمُ
حتى علَوْتُ بحُجَّتي
وَالنَّاسُ كُلُّهُمُ خُصُومُ
يَفْدِيكَ فَظٌّ لاَ يُجَا
وِرُ صَدْرَهُ قَلْبٌ رَحِيمُ
نَزْرُ الْعَطَايَا مَاؤُهُ
وَشَلٌ وَمَرْبَعُهُ وَخِيمُ
لاَ يَسْتَهِلُّ سَمَاؤُهُ
بِالْمَكْرُمَاتِ وَلاَ تَغِيمُ
طَيرُ الرجاءِ على مَوا
ئِدِهِ مُحَلّأَة ً تَحومُ
سلِمَتْ دَراهِمُهُ ولكنْ عِرضُهُ عِرضٌ سَقيمُ
ـكِنْ عِرْضُهُ عِرْضٌ سَقِيمُ
هذا ثناءُ أخي ولا
ءٍ وَدُّهُ مَحْضٌ سَليمُ
لِسَمَاءِ مَجْدِكَ أَنْجُمٌ
ولمنْ يُعاديها رُجومُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> ليَهْنِكِ أنَّ عيني ما تنامُ
ليَهْنِكِ أنَّ عيني ما تنامُ
رقم القصيدة : 26637
-----------------------------------
ليَهْنِكِ أنَّ عيني ما تنامُ
وأنّي فيكِ صَبٌّ مُسْتَهامُ(33/121)
وأنَّ القلبَ بعدَكِ ما اسْتقرَّتْ
نَوَافِرُهُ وَلاَ بَرَدْ الْغَرَامُ
جُنِنْتُ وَمَا کنْقَضَى عَنَّا ثَلثٌ
فَكَيْفَ إذَا کنْطَوَى عَامٌ وَعَامُ
يَلُومُ عليكِ خالٍ من غرامي
رُوَيْدَكَ أينَ سَمعي والمَلامُ
سُلُوٌّ مثلُ عَطفِكِ لا يُرَجَّى
وصبرٌ مثلُ وَصلِكِ لا يُرامُ
وَكَيْفَ أُطِيعُ عُذَّالِي وَعِنْدِي
همومٌ قد سهِرْتُ لها وناموا
ونارٍ أُوقِدَتْ بالغَورِ وَهْناً
فَشُبَّ لها على كبِدي ضِرامُ
ذَكَرْتُ بِهَا زَمَانَ هَوًى وَوَصْلٍ
جَنِيٍّ لِلصِّبَى فِيهِ غَرَامُ
يُقِيمُ مَوَاسِمَ اللَّذَّاتِ فِيهِ
وُجُوهٌ مِنْ بَنِي حَسَنٍ وِسَامُ
وأياماً بكاظمة ٍ قِصَاراً
عَلَى أَيَّامِ كَاظِمَة َ السَّلاَمُ
تشَدْتُكِ يا حَماماتِ المُصَلّى
متى رُفِعَتْ عنِ الخِيفِ الخِيامُ
وهل زالَتْ معَ الأظعانِ عنها
بُدورٌ لا يُزايِلُها التَّمامُ
وَمَايَلَنِي عَنِ الْخَلْصَاءِ رَامٍ
مُصيبٌ لا تَطيشُ لهُ سِهامُ
يُخَيَّلُ أَنْ تُصَوِّرَهُ الأَمَانِي
لِغَيْنِي أَوْ يُمَثِّلَهُ الْمَنَامُ
فَأَسْقَمَنِي بِأَجْفَانٍ مِرَاضٍ
وأَقسَمَ لا يُفارِقُني السِّقامُ
ثَنَى عِطْفِي لَهُ ذَاكَ التَّثَنِّي
وَقَامَ بِحُجَّتِي فِيهِ الْقَوَامُ
يُعيرُ البانَ خَطوَتُهُ اعتِدالاً
ويَسكَرُ من لواحِظِهِ المُدامُ
وحُمِّلَ خصرُهُ ما حمَّلَتْنا
أَيَادٍ مِنْ أَبِي نَصْرٍ جِسَامُ
فَتًى يَدُهُ تَحِنُّ إلَى الْعَطَايَا
كَمَا حَنَّ الْمَشُوقُ الْمُسْتَهَامُ
لها شِيَمٌ يفوحُ لها أَريجٌ
كَمَا کنْفَتَقَتْ عَنِ الرَّوْضِ الْكِمَامُ
تُشَدُّ إليهِ أَكوارُ المطايا
كأنَّ فِناءَهُ البَلَدُ الحرامُ
ولا جَهْمٌ وقد ألقَتْ عَصاها
بساحتِهِ الوفودُ ولا جَهامُ
إذَا جَادَتْ يَدَاهُ وَجَادَ صَوْبُ
الْحَيَا لَمْ يُدْرَ أَيُّهُمَا الْغَمَامُ
وَإنْ ضَنَّتْ سَحَائِبُهُ سَقَانَا
سَحَابٌ مِنْ مَوَارِدِهِ رُكَامُ
لَهُ جُودٌ وَبَأْسٌ وَکصْطِنَاعٌ(33/122)
وإرغامٌ وعَفوٌ وانتِقامُ
تخافُ سُطاهُ أحداثُ الليالي
وتصغَرُ عندَهُ النُّوَبُ العِظامُ
مُجِيرٌ لاَ يُضَامُ لَدَيْهِ جَارٌ
وَرَاعٍ لاَ يُرَاعُ لَهُ سَوَامُ
أمِنْتُ صُروفَ أيّامي فظُلمي
على الأيامِ مَحظورٌ حرامُ
وقد أمسى عمادُ الدينِ جاري
وجارُ بني المُظفَّرِ لا يُضامُ
مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ لَهُمْ وُجُوهٌ
وإحسانٌ يُضيءُ بهِ الظلامُ
عَتادُهُمُ مُثَقَّفة ٌ رِقاقٌ
وَجُرْدٌ أَعْيُنُهَا صِيَامُ
إذا عَرِيَتْ سيوفُهمُ المَواضي
فَلَيْسَ سِوَى النُّفُوسِ لَهَا طَعَامُ
سَخُوا وَسَطَوْا فَهُمُ حَيَاة ٌ
لمنْ يَرجوهُمُ وهمُ حِمامُ
فَقُلْ يَا دَهْرُ لْلْبُخَلاَءِ عَنِّي
حظَرْتُ عليَّ ما يَهَبُ اللِّئامُ
وَإنْ ضَنَّتْ بِآمَالِي فَأَضْحَتْ
مصاعِبُ لا يَلينُ لها خِطامُ
وكَرَّ على الحِياضِ مُحَلآَّتٍ
حَوَائَمُ لاَ يُبَلُّ لَهَا هِيَامُ
فَأَحْمَيْتُ الْقَوَافِيَ عَنْ رِجَالٍ
مَديحي فيهمِ عارٌ وذامُ
وَزُرْتُ بِهَا حِمَى مَلِكٍ كَرِيمٍ
يُبَخَّلُ حينَ تَذكرُهُ الكِرامُ
فَلاَ نَابِي الْمَضَارِبِ حِينَ نَرْمِي
بحَدَّيْهِ الخطوبَ ولا كَهامُ
أَقامَ نَداكَ للآدابِ سُوقاً
وَكَانَتْ عِنْدَ غَيْرِكَ لاَ تُقَامُ
فخُذْ منّي الثناءَ بقَدْرِ وُسْعي
فقَدْرُ عُلاكَ شيءٌ لا يُرامُ
ثَناءً فيكَ لم يُمْدَحْ قديماً
بِجُودَتِهِ الْوَلِيدُ وَلاَ هِشَامُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> إلامَ أكتُمُ فَضلاً ليسَ يَنكَتِمُ
إلامَ أكتُمُ فَضلاً ليسَ يَنكَتِمُ
رقم القصيدة : 26638
-----------------------------------
إلامَ أكتُمُ فَضلاً ليسَ يَنكَتِمُ
وكمْ أَذُودُ القوافي وهْيَ تَزدَحِمُ
وكمْ أُداري الليالي وهْيَ عاتِبة ٌ
وكمْ تُعَبِّسُ أيامي وأبتَسِمُ
مَا لِلْحَوَادِثِ تُصْمِينِي بِأَسْهُمِهَا
رَمياً ولكنّها تُصْمي ولا تَصِمُ
شَيَّبْنَ فَوْدِي وَإنْ رَاقَتْكَ صِبْغَتُهُ
إنَّ الشَّبِيبَة َ فِي غَيْرِ الْعُلَى هَرَمُ(33/123)
لِكُلِّ يَوْمٍ خَلِيلٌ لاَ أُفَارِقُهُ
وعَزمَة ٌ من حبيبٍ دارُهُ أَمَمُ
يا قلبُ ما لكَ لا تَسلو الغرامَ ولا
يُنسيكَ عهدَ الهوى بُعدٌ ولا قِدَمُ
قد كنتَ تبكي وشَعبُ الحَيِّ مُنصَدِعٌ
فِيمَ الْبُكَاءُ وَهذَا الشَّعْبُ مُلْتِئُمُ
وحُلوة ِ الرِّيقِ ما زالَتْ تُجَنِّبُني
عن رَشفِهِ وشِفائي ماؤُهُ الشَّبِمُ
وَلَّتْ تُشيرُ بأطرافٍ مُخَضَّبة ٍ
يظُنُّ من فتَنَتْهُ أنّها عَنَمُ
تَرُوقُهُ وَهْوَ لاَ يَدْرِي لِشَقْوَتِهِ
أنَّ الخضابَ على ذاكَ البَنانِ دَمُ
ضَنَّتْ عَلَيَّ بِزَوْرٍ مِنْ مَوَاعِدِهَا
فَجَادَ مِنْ غَيْرِ مِيعَادٍ بِهَا الْحُلُمُ
فبِتُّ أشكو رَسِيسَ الشَّوقِ تُظْهِرُني
الشَّكوى ويَستُرُني عن طَيفِها السَّقَمُ
فنِلتُ من وَصلِها ما كنتُ آمُلُهُ
بعِدْتَ من زمنٍ لذّاتُهُ حُلُمُ
يا طالبَ الجُودِ يشكو بعدَ مَطلبِهِ
وتَشْتَكيهِ سُراها الأَيْنُقُ الرُّسُمُ
عُجْ بِالْمَطِيِّ عَلَى الزَّوْرَاءِ تَلْقَ بِهَا
مُبَارَكَ الْوَجْهِ فِي عِرْنِينِهِ شَمَمُ
مُؤَيَّدَ الْعَزْمِ مِنْ آلِ الْمُظَفَّرِ مَحْـ
ـمُودَ الْخَلاَئِقِ تُرْعَى عِنْدَهُ الذِّمَمُ
رَحبُ الذِّراعِ طويلُ الباعِ لا حَرِجٌ
يَوْماً إذَا سُئِلَ الْجَدْوَى وَلاَ سَئِمُ
بِكُلِّ حَيٍ لَهُ آثَارُ مَكْرُمَة ٍ
وَكُلُّ أَرْضٍ بِهَا مِنْ جُودِهِ عَلَمُ
تُصْمي قلوبَ العِدى بالرعبِ سَطوَتُهُ
وَتَقْشَعِرُّ إذَا سُمِّيَ لَهَا الصِّمَمُ
ماضي العزيمة ِ لا تَثنيهِ عن أَرَبٍ
سُمْرُ العوالي ولا الهِنديّة ُ الحُذُمُ
يُسْتَلُّ من عزمِهِ في الرَّوعِ ذو شُطَبٍ
ماضي الغِرارَيْنِ لا نابٍ ولا فَصِمُ
إذا عصَتْهُ قلوبُ الناكثينَ أطاعَتْ سيفَهُ منهمُ الأعناقُ واللِّمَمُ
ـتْ سَيْفَهُ مِنْهُمُ الأَعْنَاقُ وَاللِّمَمُ
أَمسى يُحمِّلُ عزُّ الدينِ هِمّتَهُ
عِبْئاً إذَا حَمَلَتْهُ تَظْلَعُ الْهِمَمُ
لاَ تَسْتَمِيلُ هَوَاهُ الْغَانِيَاتُ وَلاَ(33/124)
تَشْغَلُ هِمَّتَهُ الأَوْتَارُ وَالنَّغَمُ
مَا رَوْضَة ٌ أُنُفٌ بِكْرٌ بِمَحنِيَة ٍ
نَدٍ ثَرَاهَا بِجُودِ نَبْتِهَا سَنُيم
خَطَّ الربيعُ لها من نورِ بَهجَتِهِ
رَقْماً وحَطَّتْ بها أَثقالَها الدِّيَمُ
تُضْحي ثُغورُ الأَقاحي في جوانبِها
ضَواحكاً ودموعُ المُزنِ تَنسَجِمُ
يَوْماً بِأَطْيَبَ نَشْراً مِنْ عَلاَئِقِهِ ک
لْحُسْنَى وَأَحْسَنَ مِنْهُ حِينَ يَبْتَسِمُ
يكادُ يَقطُرُ من نادي أَسِرَّتِهِ
ماءُ الحياة ِ ومن أعطافِهِ الكرَمُ
بَني الرَّفيلِ لكمْ في كلِّ مَكرُمة ٍ
يَدٌ وَفِي كُلِّ مَجْدٍ بَاذِخٍ قَدَمُ
عَصَائِبُ الْمُلْكِ مِنْ كِسْرَى وَخَاتِمُهُ
لكمْ وتِيجانُهُ والسيفُ والقلَمُ
حلَلْتُ فيكمْ بآمالي على ثقة ٍ
بالنُّجْحِ لمّا بلَوْتُ الناسَ كلَّهُمُ
وكم ... بُلِيتُ بأَغمارٍ وجُودُهُمُ
لمّا بلَوْتُهُمُ سِيّانِ والعدَمُ
تأبى عليَّ القوافي إنْ أردْتُ لهمْ
مَدْحاً وَتَنْقَادُ لِي فِيكُمْ وَتَنْتَظِمُ
أَبا الفُتوحِ اجْتَلِ البِكرَ العَقيلة َ لمْ
يُفتَحْ بمثلٍ لها عندَ الملوكِ فَمُ
ليسَتْ كِفاءً لِما تُولي يَداكَ على
أنَّ الخواطرَ في أمثالِها عُقُمُ
وكيفَ يَبلُغُ فيكَ المَدحُ غايَتَهُ
مَا دُونَ مَا رُمْتُ مِنْهُ تَنْفَدُ الْكِلَمُ
أمْ كيفَ أشكُرُ ما أَولَيْتَ من نِعَمٍ
قُبُولُ شُكْرِي عَلَى إسْدَائِهَا نِعَمُ
مَا لِي ظَمِئْتُ وَهَذَا الْبَحْرُ مُعْتَرِضاً
دوني وتَيّارُهُ بالمَوجِ يَلتَطِمُ
أَمَا لأَرْضٍ غَدَتْ حَصْبَاءَ مُجْدِبَة ً
سَحَابَة ٌ ثَرَّة ٌ أَوْ مَطْرَة ٌ شَبِمُ
لقد رعَيْتُ المُنى دهراً ومَرْبَعُها
كما علِمْتُ وَبيلٌ رَعيُهُ وَخِمُ
فإنْ ظفِرْتُ فعُقْبى الصبرِ صالحة ٌ
أَوْ أَخْفَقَ السَّعْيُ قُلْتُ الرِّزْقُ مُقْتَسَمُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> هيَ الأيامُ صِحَّتُها سَقامُ
هيَ الأيامُ صِحَّتُها سَقامُ
رقم القصيدة : 26639
-----------------------------------(33/125)
هيَ الأيامُ صِحَّتُها سَقامُ
وغاية ُ من يعيشُ بها الحِمامُ
إذا وصلَتْ فليسَ لها وفاءٌ
وَإنْ عَهِدَتْ فَلَيْسَ لَهَا ذِمَامُ
رَضِعْنَاهَا وَتَفْطِمُنَا الْمَنَايَا
بها ولكلِّ مُرتَضِعٍ فِطامُ
فلا تَسْتَوْطِ من دنياكَ ظَهراً
بكَفِّ النائباتِ لها زِمامُ
فليسَ لها وإنْ ساءَتْ وسَرَّتْ
عَلَى حَالَيْ تَلَوُّنِهَا دَوَامُ
أَباطيلٌ تُصوِّرُها الأماني
وَأَحْلاَمٌ يُمَثِّلُهَا الْمَنَامُ
ألا يا ظاعِنينَ وفي فؤادِ المُحبِّ لوَشْكِ بَينِهمِ ضِرامُ
ـمُحِبِّ لِوَشْكِ بَيْنِهِمِ ضِرَامُ
ترى يدنو بكمْ من بعدِ شَحْطٍ
مَزارٌ أو يُلِمُّ بكمْ لِمامُ
وهل لزمانِ وَصلِكُمُ مَعادٌ
وهلْ لصُدوعِ شَملِكُمُ الْتِيامُ
قِفُوا قَبْلَ الْوَدَاعِ تَرَوْا نُحُولاً
جَنَاهُ على مُحبِّكُمُ الغَرامُ
وممّا زادَني قلَقاً فجَفْني
لهُ دامٍ وقلبي مُستَهامُ
رَزيئة ُ من تهونُ لها الرزايا
وتصْغَرُ عندَها النُّوَبُ العِظامُ
كأنَّ وَقارَها يومَ اسْتقلَّتْ
بها الأعناقُ رَضْوَة ُ أو شَمَامُ
تَسِيرُ عَلَى الْمُلُوكِ لَهَا کحْتِشَامٌ
وللآمالِ حَوْلَيْها ازدِحامُ
برَغمي أنْ تَبيتَ على مِهادٍ
حَشَايَاهُ الْجَنَادِلُ وَالرَّغَامُ
وَأَنْ تُمْسِي وَضِيقُ اللَّحْدِ دَارٌ
لَهَا وَحِجَابُهَا فِيهِ الرُّخَامُ
وأنْ تَنوي إلى سفَرٍ رَحيلاً
ولم تُرفَعْ لنِيَّتِها الخِيامُ
فأيَّ حِمى ً أباحَتْهُ الليالي
ولم يكُ عِزُّهُ مما يُرامُ
رمَتْهُ منَ الحوادثِ كَفُّ رامٍ
مُصيبٍ لا تَطيشُ لهُ سِهامُ
فَمَا أَغْنَتْ أَسِنَّتُهَا الْمَوَاضِي
ولا منعَتْ عَشيرَتُها الكِرامُ
فَلاَ جُودٌ غَدَاة َ ثَوَيْتٍ يُرْجَى
مَخِيلَتُهُ وَلاَ كَرَمٌ يُشَامُ
وسِيمَتْ بعدَكِ العَلياءُ ضَيْماً
وَكَانَتْ فِي حَيَاتِكِ لاَ تُضَامُ
وَكُنْتِ النَّجْمَ جَدَّ بِهِ أُفُولٌ
وَشَمْسُ الأَرْضِ وَارَاهَا الظَّلاَمُ
وَبَدْرُ التِّيمِّ عَاجَلَهُ سَرَارٌ(33/126)
وأسلَمَهُ إلى النقصِ التَّمامُ
كريمة َ قَومِها لو أنَّ خَلْقاً
يَكُونُ لَهُ عَنِ الْمَوْتِ کعْتِصَامُ
لَحَامَتْ عَنْكِ أَسْيَافٌ حِدَادٌ
وَجُرْدٌ فِي أَعِنَّتِهَا صِيَامُ
وَلَوْ دَفَعَ الرَّدَى الْمَحْتُومَ بِأْسٌ
وَإقْدَامٌ وَرَأْيٌ وَکعْتِزَامُ
وقاكِ حِمامَكِ البطلُ المُحامي
أَبُوكِ وَعَمُّكِ اللَّيْثُ الْهُمَامُ
وَقَارَعَ مِنْ بُنَاة ِ الْمَجْدِ آلَ الْـ
ـمُظَفَّرِ عَنْكِ أَنْجَادٌ كِرَامُ
بكلِّ يدٍ يكادُ يذُوبُ فيها
لشدّة ِ بأسِ حاملِهِ الحُسامُ
حلَلْتِ بمُوحِشِ الأرجاءِ قَفْرٍ
غدا ما للأَنيسِ بهِ مُقامُ
وَلاَ ضَحِكَ الثَّرَى مُذْ بِنْتَ عَنْهُ
بنُوّارٍ ولا هطلَ الغَمامُ
وَلاَ مَالَتْ بِدَوْحَتِهَا غُصُونٌ
ولا غنَّتْ على الأَيْكِ الحَمامُ
وَلاَ خَطَرَتْ عَلَى رَوْضٍ شَمَالٌ
ولا سفَرَتْ عنِ النَّورِ الكِمامُ
مَضَيْتِ سَلِيمَة ً مِنْ كُلِّ عَابٍ
على قبرٍ حلَلْتِ بهِ السَّلامُ
العصر العباسي >> البحتري >> قل لابن دينار رسيل القطر
قل لابن دينار رسيل القطر
رقم القصيدة : 2664
-----------------------------------
قل لابن دينار رسيل القطر
إذا استهل بالنوال الغمر:
يكذب ظني أو يخيب شعري
وأنت بحر وأمير البحر
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَلاَ مَنْ لِمَسْجُونٍ بِغَيْرِ جِنَايَة ٍ
أَلاَ مَنْ لِمَسْجُونٍ بِغَيْرِ جِنَايَة ٍ
رقم القصيدة : 26640
-----------------------------------
أَلاَ مَنْ لِمَسْجُونٍ بِغَيْرِ جِنَايَة ٍ
يُعَدُّ من المَوتى وما حانَ يومُهُ
يُرَوِّعُهُ عندَ الصَّباحِ انتِباهُهُ
وَطُوبَى لَهُ لَوْ طَالَ وَکمْتَدَّ نَوْمُهُ
جَفاهُ بلا ذنْبٍ أتاهُ صديقُهُ
وأسْلَمَهُ للهَمِّ والحُزنِ قَومُهُ
وَلَقَدْ ظَنَنْتُ وَفَاءَكُمْ
بِالْعَهْدِ لِي أَبَداً يَقُومُ
وأرى رُسومي عندَكُمْ
تَعفو كما عفَتِ الرُّسومُ
وَأَرْخَصَ مِنْهُ الدَّهْرُ مَا كَانَ غَالِياً(33/127)
عَلَى مُشْتَرِي الأَحْزَانِ فِي النَّاسِ سَوْمُهُ
فيا ابنَ الدواميِّ الذي جُودُ كفِّهِ
عَمِيمٌ وَفِي بَحْرِ الْمَكَارِمِ عَوْمُهُ
وَلِيُّكَ ضامَتْهُ الليالي وقد يُرى
حراماً على الأيامِ والدهرِ ضَيمُهُ
فزُرْ عائداً مَن يومُ لُقياكَ عِيدُهُ
فقد طالَ عن تلكَ الوظيفة ِ صَومُهُ
وقد كنتَ قِدْماً مُشفِقاً من مَلامة ٍ
فَمَا بَالُهُ قَدْ هَانَ عِنْدَكَ لَوْمُهُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> ماتَ السَّماحُ فاسْفَحي
ماتَ السَّماحُ فاسْفَحي
رقم القصيدة : 26641
-----------------------------------
ماتَ السَّماحُ فاسْفَحي
يَا مُقْلَة َ الْفَضْلِ دَمَا
لا تُتعِبوا أفكارَكُمْ
ولا تَكُدُّوا الهِمَما
ولا تُرَجُّوا دَولة ً
ودهرُكمْ قد هَرِما
إنْ استطعتُمْ فابتَغوا
إلى السماءِ سُلَّما
والوِردُ في راحة ِ مَن
رَاحَتُهُ تَشْكُو الظَّمَا
مُغرَمة ٌ بنَحْلِها
تَرَى السَّمَاحَ مَغْرَمَا
والمالُ قد أَمْسى على
أهلِ النَّدى مُحرَّما
فهْوَ يرى الموتَ ولا
يرى الجَوادَ المُنعِما
يَكْرَهُ مَنْ يَكْرَهُ فِي
أعقابِهِ التَّنَدُّما
وَإنَّمَا يَأْلَفُ مَنْ
ما أَلِفَ التكَرُّما
يُمْسي بمَنْ يُمسي بهِ
مُتَيَّماً مُتَيَّما
كَأَنَّ هذَا الدَّهْرَ آ
قَدْ تَجَهَّمَا
لا بَرِحَ المُثْري بخيلاً
والجَوادُ مُعْدِما
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> وَلاَئِمَة ٍ لِي فِي الْهِجَاءِ أَجَبْتُهَا
وَلاَئِمَة ٍ لِي فِي الْهِجَاءِ أَجَبْتُهَا
رقم القصيدة : 26642
-----------------------------------
وَلاَئِمَة ٍ لِي فِي الْهِجَاءِ أَجَبْتُهَا
مَلامُكِ لي فيمَنْ هجَوْتُ من الظُّلْمِ
أَحَقُّ بلَومٍ من سهِرتُ مُراعِياً
لهُ النجمَ في تَنقيحِ غَرّاءَ كالنَّجْمِ
فَلَمْ أَلْقَ مِنْهُ الْبِشْرَ فَضْلاً عَنِ النَّدَى
وَيَا رُبَّ مَدْحٍ صَارَ دَاعِيَة َ الذَّمِّ(33/128)
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> إلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَضِيَّة ً
إلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَضِيَّة ً
رقم القصيدة : 26643
-----------------------------------
إلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَضِيَّة ً
أُعِيذُكَ أَنْ تَلْقَى بِهَا اللَّهَ آثِمَا
ألسْتَ أمينَ اللهِ في الخلْقِ واجِباً
عليكَ لهمْ أنْ تَستَرِدَّ المَظالِما
أَفِي الْعَدْلِ أَنْ يُمْسِي أُسَامَة ُ ضَارِياً
عَلَى أَخْذِ أَمْوَالِ الرَّعِيَّة ِ عَازِمَا
وَمَنَاقِبٌ مِثْلُ النُّجُو
مِ عُلاً وفي عددِ النجومِ
يَشُنُّ عليهمْ كلَّ يومٍ إغارة ً
وَيَنْزُرُهُمْ مِمَّا کصْطَفَوْهُ الْكَرَائِمَا
إسمَعْ مَقالَة َ مُعْرِبٍ
عن وُدِّهِ المَحْضِ السليمِ
وأُقسِمُ إنْ أَمسى وأصبحَ جَمّة ً
ذَخَائِرُهُ فِي النَّفْسِ وَالْمَالِ سَالِمَا
فِي اللَّيْلِ الْبَهِيمِ
يُدْلي الشَّكُورُ إلى الكريمِ
بأنّكَ ما هذَّبتَ بغداذَ من أخي
فَسَادٍ وَلاَ کسْتَأْصَلْتَ دَهْرَكَ ظَالِمَا
فابْسُطْ عِقالَ خَلاعَتي
بالراحِ واجْلُ بها همومي
وَکبْعَثْ بِهَا تَمْرِيَّة ً
إنْ أَعْوَزَتْ بنتُ الكُرومِ
وأنّكَ ما أغمدْتَ للجُودِ صارِماً
شَهِيراً وَلاَ جَرَّدْتَ لِلْعَدْلِ صَارِمَا
وَکعْذُرْ فَقَدْ أَدْلَلْتُ إدْ
لاَلَ الْحَمِيمِ عَلَى الْحَمِيمِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يَا رُوحَ كُلِّ کجْتِمَاعٍ
يَا رُوحَ كُلِّ کجْتِمَاعٍ
رقم القصيدة : 26644
-----------------------------------
يَا رُوحَ كُلِّ کجْتِمَاعٍ
وَأُنْسَ كُلِّ نَدِيمِ
إسمَعْ فما زِلتَ تُرْجى
لِكُلِّ أَمْرٍ عَظِيمِ
بأنّنا قد حصلْنا
فِي دَارِ حُرٍّ كَرِيمِ
وَعِنْدَنَا كُلُّ شَيْءٍ
إلاَّ بَنَاتِ الْكُرُومِ
فابعَثْ بها من عُقارٍ
فِيهَا جَلاَءُ الْهُمُومِ
مُضِيئَة ٍ كَسَجَايَا
كَ في الزمانِ البَهيمِ
نظلُّ في خَفْضِ عَيشٍ
في ظلِّها ونَعيمِ
عندَ الرَّشيدِ ولكنْ(33/129)
فِي دَعْوَة ِ کبْنِ الْحَكِيمِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> تَعَرَّضْ لِلرَّئِيسِ أَبِي عَلِيّ
تَعَرَّضْ لِلرَّئِيسِ أَبِي عَلِيّ
رقم القصيدة : 26645
-----------------------------------
تَعَرَّضْ لِلرَّئِيسِ أَبِي عَلِيّ
عَلَى حُكْمِ الإخَاءِ بِلاَ کحْتِشَامِ
فلي حقٌّ أَمُتُّ بهِ إليهِ
وأعلمُ أنّهُ وافي الذِّمامِ
وقُلْ يا سيّدي قد صَحَّ عَزمي
وَقَوْلِي قَوْلُ أَصْحَابِ الْحَمَامِ
أَصُومُ لِصَوْمِكُمْ خَمْسِينَ يَوْماً
وَأَهْجُرُ كُلَّ مَحْظُورٍ حَرَامِ
وأجتَنِبُ الذبائحَ لا بحُكمِ الضرورة ِ بلْ بحُكمِ الإلتِزامِ
ـضَّرُورَة ِ بَلْ بِحُكُمِ الإلْتِزَامِ
وَأَتْرُكُ طَائِعاً مِنْ غَيْرِ عُذْرِ
مُوافقة ً لكمْ شُربَ المُدامِ
إلَى أَنْ تَجْمَعَ الأَيَّامُ شَمْلِي
بكمْ ما بينَ باطِيَة ٍ وجامِ
ونَجْلُوها على النَّدْمانِ بِكْراً
كقرنِ الشمسِ في جُنحِ الظلامِ
فإنَّ التُّرَّهاتِ لها اتفاقٌ
عَلَى الشُّعَرَاءِ فِي هذَا الْمَقَامِ
وَلاَ سِيَّمَا وَهذَا عَامُ مَحْلٍ
تَوالى الجَدبُ فيهِ بعدَ عامِ
غدا وجهُ السَّحابِ الطَّلْقِ جَهْماً
وأَكْدَتْ فيهِ أَنْواءُ الغَمامِ
وأَضحى المُسلمونَ معَ النَّصارى
على الإمساكِ فيهِ والصِّيامِ
وإنْ تَمَّمْتَ بالحَلْوا وحاشى
لجُودِكَ أنْ يكونَ بلا تَمامِ
حصلْتَ على الثَّناءِ الحُرِّ منّي
بها وسلِمتَ من جهة ِ المَلامِ
وإنْ مهَّدْتَ في التَّثْقيلِ عُذْري
فذلكَ من سجاياكَ الكِرامِ
وَفِي الْبُرْشَانِ لِي طَمَعٌ قَوِيٌّ
وَلكِنْ لَيْسَ ذَا وَقْتَ الْكَلاَمِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قالوا سفَكْتَ دماً عزيزاً سَفكُهُ
قالوا سفَكْتَ دماً عزيزاً سَفكُهُ
رقم القصيدة : 26646
-----------------------------------
قالوا سفَكْتَ دماً عزيزاً سَفكُهُ
ويدُ المكارمِ لا يُراقُ لها دَمُ
لاَ ذَنْبَ لِي فِيمَا أَتَيْتُ لأَنَّنِي
قبَّلْتُ راحَتَهُ وخَدِّي مِخْذَمُ(33/130)
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قُلْ لِمَجْدِ الدِّينِ الَّذِي خُتِمَ الْجُو
قُلْ لِمَجْدِ الدِّينِ الَّذِي خُتِمَ الْجُو
رقم القصيدة : 26647
-----------------------------------
قُلْ لِمَجْدِ الدِّينِ الَّذِي خُتِمَ الْجُو
دُ بِهِ يَا مُمَهِّدَ الإسْلاَمِ
أنتَ مُحيي مَيْتِ المَكارمِ والمُطعِمُ
فِي الْمَحْلِ قَاتِلُ الإعْدَامِ
أنتَ مالُ الراجي ثِمالُ اليَتامى
عِصْمَة ُ الْمُسْتَجِيرِ وَالْمُسْتَضَامِ
قد أَتَتْنا الأطباقُ تُنْمى إلى سُو
دَدِ آبائِكَ الملوكِ الكرامِ
وَهْيَ مَمْلُوءَة ٌ وَمَحْفُوفَة ٌ بِالْكَرَ
مِ الصاحِبِيِّ والإكْرامِ
وعليها الصحونُ فيها رِحاباً
كلُّ صَحنٍ منها كصَحنِ السَّلامِ
ليسَ فيها شيءٌ يُعابُ ومَعرو
فُكَ يأبى عنْ كلِّ عابٍ وذامِ
غيرَ أنَّ الغلامَ من تحتِها يمشي رُوَيداً فاللهُ عَونُ الغُلامِ
ـي رُوَيْداً فَاللَّهُ عَوْنُ الْغُلاَمِ
فابْقَ صافي مَوارِدِ الجُودِ مَسْكو
بَ حَيَا الرِّفْدِ سَابِغَ الإنْعَامِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> حَيَاكِ الربيعُ من فِصاحٍ أعاجِمِ
حَيَاكِ الربيعُ من فِصاحٍ أعاجِمِ
رقم القصيدة : 26648
-----------------------------------
حَيَاكِ الربيعُ من فِصاحٍ أعاجِمِ
بأخضَرَ مَيّادٍ من البانِ ناعمِ
وَطِرْتُنَّ فِي خَضْرَاءَ مُونِقَة ِ الثَّرَى
قَرِيبَة ِ عَهْدٍ بِالْعِهَادِ الرَّوَازِمِ
لقدْ هاجَ لي تَغريدُكُنَّ عشيّة ً
لَواعِجَ شوقٍ من هَوى ً مُتقادِمِ
وتَذْكارَ أيامٍ قِصارٍ تَصرَّمَتْ
كما اكْتحلَتْ بالطَّيفِ أجفانُ حالمِ
نَعَمْ وَکكْتَسَى مَغْنَاكِ يَا دَارَة َ الْحِمَى
ملابِنَ من وَشيِ الرِّياضِ النَّواجِمِ
إذَا أَسْبَلَتْ فِيهَا الْغَوَادِي دُمُوعَهَا
حَكَتْ ثَغْرَ مُفْتَرٍّ عَنِ النَّوْرِ بَاسِمِ
وفي عَقِداتِ الرمْلِ ظَبيٌ كِناسُهُ
صدورُ العوالي شُرّعاً والصوارِمِ
وَأَهْيَفُ مَهْزُوزُ الْقَوَامِ إذَا کنْثَنَى(33/131)
وَهَبْتُ لِعُذْرِي فِيهِ ذَنْبَ اللَّوَائِمِ
بِثَغْرٍ كَمَا يَبْدُو لَكَ الصُّبْحُ بَاسِمٍ
وفَرعٌ كما يَدجو لكَ الليلُ فاحِمِ
مَليحُ الرِّضا والسُّخطِ يَلقاكَ عاتِباً
بألفاظِ مطلومٍ وألحاظِ ظالمِ
وَفِي الْجِيرَة ِ الْغَادِينَ كُلُّ خَرِيدَة ٍ
تَنُوءُ عَلَى ضُعْفٍ بِحِمْلِ الْمَآثِمِ
إذَا جَمَشَتْ أَعْطَافَهُنَّ يَدُ الصَّبَا
تأَوَّدْنَ أَمثالَ الغصونِ النَّواعِمِ
وقابَلْنَ سُقمي بالخصورِ التي وهَتْ
مَعَاقِدُهَا وَأَدْمُعِي بِالْمَبَاسِمِ
ومما شَجاني أنّني يومَ بَينِهمْ
شَكَوْتُ الَّذِي أَلْقَى إلَى غَيْرِ رَاحِمِ
وحمَّلتُ أثقالَ الجَوى غيرَ حاملٍ
وأَودَعتُ أسرارَ الهوى غيرَ كاتِمِ
وأبرَحُ ما قاسَيتُهُ أنَّ مُسقِمي
بِمَا حَلَّ بِي مِنْ حُبِّهِ غَيْرُ حَالِمِ
وَلَوْ كُنْتُ مُذْ بَانُوا سَهِرْتُ لِسَاهِرٍ
لَهَانَ وَلكِنِّي سَهِرْتُ لِنَائِمِ
عذيري من قلب يجاذبني الهوى
إليكَ ومن لاحٍ عليكَ ولائِمِ
يُعيِّرُني مَن لم يذُقْ حرَقَ الأسى
عليكَ ولا فَيضَ الدموعِ السَّواجمِ
ولا باتَ يَرعى شارِدَ النجمِ طَرفُهُ
ولا ظَلَّ يَستَقري رسومَ المَعالِمِ
فَأَخْجِلْ بِأَجْفَانِي وَجُهْدِ مُحَمَّدٍ
إذَا مَا کسْتَهَلاَّ مُثْقَلاَتِ الْغَمَائِمِ
أبي الفرَجِ الفَرّاجِ كلَّ مُلِمّة ٍ
وَخَوَّاضِ مَوْجَ الْمَأْزِقِ الْمُتَلاَطِمِ
إلى بأسِهِ تُعزى الصوارِمُ والقَنا
وَعَنْ جُودِهِ يُرْوَى حَدِيثُ الأَكَارِمِ
لهُ وسجايا الناسِ لُؤمٌ ولكنّهُ
فَصاحة ُ قُسٍّ في سَماحة ِ حاتمِ
عجِبتُ له يَحمي الثغورَ ومالُهُ
تَنَاهَبَهُ السُّوَّالُ نَهْبَ الْغَنَائِمِ
ويَسلَمُ من رَيبِ الحوادثِ جارُهُ
وما في يديهِ بالنَّدى غيرُ سالِمِ
وَمَا زَالَ عَدْلاً فِي الْقَضِيَّة ِ مُنْصِفاً
ولكنّهُ في المالِ أجْوَرُ حاكمِ
تُضيءُ لهُ آراؤُهُ وسيوفُهُ
لدى كلِّ يومٍ مُظلِمِ الجوِّ قاتِمِ
فيَجمعُ بينَ الطَّيرِ والوحشِ في الوغى(33/132)
وقد فرَقَتْ بينَ الطُّلى والجَماجِمِ
وَكَمْ غَارَة ٍ شَعْوَاءَ ضَرَّمَ نَارَهَا
بِكُلِّ أَشَمِّ الْمَنْكِبَيْنِ ضُبَارِمِ
فَوارِسُ أمثالُ الأُسودِ فوارِساً
على ضُمَّرٍ مثلِ السِّهاءِ سَواهِمِ
لَقَدْ سِيسَ مِنْهُ الْمُلْكُ وَهْوَ مُضَيَّعٌ
برأيِ بصيرٍ بالعواقبِ حازِمِ
وَأَضْحَتْ بِهِ الدُّنْيَا وَقَدْ رُدَّ أَمْرُهَا
إلى مُحصَدِ الآراءِ ثَبْتِ العزائمِ
رآهُ أميرُ المؤمنينَ لِدَائِها
وَقَدْ أَعْضَلَتْ أَدْوَاؤُهَا خَيْرَ حَاسِمِ
تَخَيَّرَهُ مِنْ نَبْعَة ٍ كِسْرَوِيَّة ٍ
أَبَى عُودُهَا أَنْ يَسْتَلِينَ لِعَاجِمِ
وَصَالَ عَلَى الأَعْدَاءِ مِنْ حَدِّ بَأْسِهِ
بِأَبْيَضَ مَضَّاءِ الْغِرَارَيْنِ صَارِمِ
وَأَلْقَى مَقَالِيدَ الأُمُورِ مُفَوِّضاً
إلَيْهِ فَلَمْ يَقْرَعْ لَهَا سِنَّ نَادِمِ
وَحَمَّلَ أَعْبَاءَ الْوِزَارَة ِ كَاهِلاً
حَمُولاً لاَِعْبَاءِ الأُمُورِ الْعَظَائِمِ
وَزِيراً يَحِنُّ الدَّسْتُ شَوْقاً وَصَبْوَة ً
إليهِ حَنينَ المُطْفِلاتِ الرَّوائمِ
رأى الناسُ بحرَ الجُودِ ملآنَ فانْثَنوا
إليهِ بآمالٍ عِطاشٍ حَوائمِ
فأضحَوْا على الإطلاقِ في أَسرِ جُودشهِ
ببِيضِ الأيادي لا بسُودِ الأَداهِمِ
أَقائدَها قُبَّ البطونِ إذا سمَتْ
إلَى طَلَبٍ طَارَتْ بِغَيْرِ قَوَادِمِ
تُدافِعُ الأبطالَ في كلِّ مأزِقٍ
تَدافُعَ سَيلِ العارضِ المُتَراكِمِ
إذا أصبحَتْ أرضَ العدوِّ لغارة ٍ
أَقَامَتْ مَعَ الإمْسَاءِ سُوقَ الْمَآتِمِ
تُدَمِّي خدودَ الغانياتِ كأنّما
رَكَضْتَ بِهِنَّ فِي وُجُوهِ اللَّوَاطِمِ
بِعَدْلِكَ أَمْسَى الدِّينُ بَعْدَ کعْوِجَاجِهِ
قَوِيماً وأضحى المُلكُ عالي الدَّعائمِ
وَمَا كُنْتَ إلاَّ الْعَارِضَ الْجَوْنَ جَلْجَلَتْ
رَواعِدُهُ حتى ارْتوى كلُّ حائِمِ
تَمَنَّى الأَعَادِي أَنْ يُصِيبَكَ كَيْدُهُمْ
وَمِنْ دُونِ مَا رَامُوهُ حَزُّ الْغَلاَصِمِ(33/133)
وَدَسُّوا لَكُمْ تَحْتَ التُّرَابِ مَكَائِداً
فَلَمْ يَظْفَرُوا إلاَّ بِعَضِّ الأَبَاهِمِ
أَرَيْتَهُمُ حُمرَ المنايا سَوافِراً
تُطَالِعُهُمْ مِنْ بَيْنِ زُرْقِ اللَّهَاذِمِ
وَكُنْتَ لَهُمْ لَمَّا رَمَوكَ بِمَكْرِهِمْ
قَذًى فِي الْعُيُونِ بَلْ شَجًى فِي الْحَلاَقِمِ
حرَمْتضهُمُ طِيبَ الحياة ِ فلمْ تدَعْ
لَهُمْ عِيشَة ً فِيهَا تَلَذُّ لِطَاعِمِ
فماتوا بها موتَ الكلابِ أذِلّة ً
وَعَاشُوا بِهَا فِي الْجَهْلِ عَيْشَ الْبَهَائِمِ
فَيَا عَضُدَ الدِّينِ کسْتَمِعْهَا غَرَائِباً
مِنَ الْمَدْحِ تَسْتَغْنِي عَلَى كُلِّ نَاظِمِ
إذا سُمْتَها تَقريظَ مَدحِكَ أصبحَتْ
مَصاعبُها تَنقادُ طَوعَ الخَزائمِ
تَزُورُكَ أَيَّامَ التَّهَانِي فَتَجْلِبُ الـ
ـثَّنَاءَ إلَى أَسْوَاقِكُمْ فِي الْمَوَاسِمِ
وعِشْ في نعيمٍ لا يَحُولُ جديدُهُ
وَمَجْدٍ يَجُولُ فِي ظُهُورِ النَّعَائِمِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا من رأى حَدُّ الحُسامِ مَضاءَهُ
يا من رأى حَدُّ الحُسامِ مَضاءَهُ
رقم القصيدة : 26649
-----------------------------------
يا من رأى حَدُّ الحُسامِ مَضاءَهُ
وَرَأَى السَّحَابُ سَخَاءَهُ فَتَعَلَّمَا
يَا مَنْ سَجَايَاهُ تُضِيءُ لِوَفْدِهِ
فَتُخَالُ فِي لَيْلِ الْحَوَادِثِ أَنْجُمَا
أخلاقُهُ كالرَّوضِ رَوّاهُ النَّدى
وجَلا الغَمامُ مُتونَهُ فتَقسَّما
أَلواهبُ الجُرْدَ العِتاقَ ضَوامِراً
والقائدَ الجيشَ اللُّهامَ عَرَمْرَما
لكَ خَلَّتانِ صَرامة ٌ وسَماحة ٌ
يَتعاقَبانِ سياسة ً وتَكرُّما
رَاحَتْ لِشَانِيكَ الْمُذَمَّمِ مَغْرَمَا
وَغَدَتْ لِرَاجِيكَ الْمُؤَمِّلِ مَغْنَمَا
فعَلامَ تَلقى بالصَّرامة ِ وَحدَها
مُتعَبِّداً لم يُلْفَ يوماً مُجرِما
فيَبيتُ من إرْهافِ بأسِكَ مُثْرِياً
وَجِلاً ومن أَلطافِ بِرِّكَ مُعدِما
وَالْعَدْلُ فِعْلُهُمَا مَعاً فَأَكُونُ قَدْ(33/134)
أَحْرَزْتُ فِي الْحَالَيْنِ حَظِّي مِنْهُمَا
وَيُهَوِّنُ الْبُوسَى عَلَيَّ إذَا وَهَى
جلَدي بما أنّي أُلاقي الأنعُما
يَا مَنْ سَهِرْتُ مُفَكِّراً فِي مَدْحِهِ
أَيَجُوزُ أَنْ أُمْسِي لَدَيْكَ مُذَمِّمَا
فأَبِيتُ أنسُجُ من ثَنائِكَ للعُلى
حُلَلاً وكَفُّكَ لا تَرِيشُ الأسهُما
مَا كُنْتُ أَحْسِبُ قَبْلَ طُولِ جَفَاكَ أَنْ
يُمْسي الوِصالُ إلى القطيعة ِ سُلّما
أَلْقَى لَدَيْكَ وَمَا أَسَأْتُ إسَاءَة ً
وأصبْتُ منكَ وما اجْترمْتُ تَجرُّما
إنِّي أُعِيذُكَ أَنْ تَحُلَّ لِشَاعِرٍ
يَوْماً لِسَاناً أَوْ تَسُدَّ لَهُ فَمَا
فيعودَ من بعدِ البَشاشة ِ مُطرِقاً
خجِلاً ومنْ بعدِ الفَصاحة ِ أعْجَما
وَإذَا تَأَخَّرَ فِي زَمَانِكَ فَاضِلٌ
وا ضَيْعَتي فمتى يكونُ مُقَدَّما
وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنْ يُهَانَ لِفَضْلِهِ
مَنْ بَاتَ أَهْلاً أَنْ يُعَزَّ وَيُكْرَمَا
ما زالَ مُغتَرَّاً برأيِكَ إنْ سَطا
دَهْرٌ وَمُعْتَزِياً إلَيْكَ إذَا کنْتَمَى
يَدنو بعينٍ أنتَ مُقلَتُها إذا
نظَرَتْ ويرمي عن هَواكَ إذا رمى
يَحدو أوامِرَكَ المُطاعة َ جاهداً
فِيهَا وَيَنْتَهِجُ السَّبِيلَ الأَقْوَمَا
صَبًّا بِمَا کسْتَدْعَى رِضَاكَ مُتَيَّماً
كَلِفاً بِمَا يُحْظِيهِ عِنْدَكَ مُغْرَمَا
نَظَمَتْ مَدَائِحُهُ عَلَيْكَ قَلاَئِداً
تَبْقَى إذَا عُمْرُ الزَّمَانِ تَصَرَّمَا
أَأَخافُ دهري أنْ يَرُوعَ صروفُهُ
سِرْبِي بِرَائِعَة ٍ وَرَبْعُكَ لِي حِمَا
ويُذِلَّني خَطبٌ وعِزُّكَ قاهرٌ
وَيُكَاظَّنِي ظَمَأٌ وَبَحْرُكَ قَدْ طَمَا
وَيَحِلَّ مِنْ لَحْمِي الْغَدَاة َ لآِكِلٍ
ما كانَ أمسِ على الخطوبِ مُحَرَّما
حَاشَى لِمَا غَرَسَتْهُ كَفُّ نَدَاكَ أَنْ
يَذْوَى وَمَا شَادَتْهُ أَنْ يَتَهَدَّمَا
ولوِرْدِ جُودِكَ أنْ يُكَدَّرَ شُربُهُ
ولوجهِ بِرِّكَ أنْ يُرى مُتَجَهِّما
ولحُسنِ عَفوِكَ وهْوَ أَوفى ذِمّة ٍ
للجارِ أنْ يَلقى لديْكَ تَهضُّما(33/135)
فأذِقْهُ من بَردِ الندى نَهَلاً فقدْ
جرَّعْتَهُ بالسُّخطِ كأساً علقَما
وارجِعْ إلى عاداتِكَ الحُسنى فما
عوَّدْتَني أَلقاكَ إلاّ مُنعِما
وَکمْدُدْ إلَيَّ عَلَى تَطَاوُلِ غُلَّتِي
كَفَّ الْعَطَاءِ بِشُرْبِهِ يُرْوَى الظَّمَا
العصر العباسي >> البحتري >> حلي سعاد غروض العيس أو سيري
حلي سعاد غروض العيس أو سيري
رقم القصيدة : 2665
-----------------------------------
حلي سعاد غروض العيس أو سيري
وأنجدي في التماس الحظ أو غوري
كل الذي نترجاه ونأمله
مضمن في ضرورات المقادير
فما يقرب تقريبي شواسعها
ولا يباعد ما أدنين تأخيري
فلم أكلف نفسي ما أكلفها
من اتصالات تغليسي وتهجيري
تغدو الكلاب ولا فضل يعد لها
سوى الذي بان من نقص الخنازير
متى تصفح خفيات الأمور تجد
فضلاً يبر على العميان للعور
قد قلت للرخم المرذول مكسبها
خس الجدافقعي إن شئت أو طيري
أعددت ود أبي نصر ونصرته
لشكة الدهر من ناب وأظفور
أعود في كل يوم من تطوله
إلى معاد من الإحسان مكرور
مهذب تغمر الأقوام بسطته
والناس من غامر سروا ومغمورا
تنازعته ملوك السغد وارثه
عن شمر يرعش فخراً جد مذكور
من كل أشوس لقته أصالته
مواقع الحزم من رأي وتدبير
مردد في قديم من نباهتهم
كالمشتري لم يكن مستحدث النور
يا حمد ما كان في حمد بن منتصر
إلا كما فيك من فضل ومن خير
فلم يقول أناس إن رتبته
لا ترتقى، ونداه غير معسور
وقد نقضت مرامي الجود حيث نحت
مثلى سحائبك الغر المباكير
ما كان حظك في العليا بمنتقص
ولا مرجيك للجدوى بمغرور
إن النوال وإن أكثرت مبلغه
يقل في جنب إغرابي وتسييري
وهي القوافي إذا سارت هوى صغرا
قدر الدراهم عنها والدنانير
ما منعم لم يضمن شكر أنعمه
وإن أشاد بها مثن بمشكور
بل إنها البرق إن حزن الحمى فعلى
منازل أقفرت بالحنو أو دور
ألوت بجدتها الأيام تخلقها
بمائر من رباب المزن أو مور
وقد تكون معاناً والهوى قبل
لأنس من ظباء الإنس أو فور(33/136)
إذا بدون للحظ الناظرين فقل
في لؤلؤ بجنوب الرمل منثور
ما الدر تبرزه الأصداف أملح من
در يبيت مصوناً في المقاصير
وما تزال دواعي البث تذهب بي
إلى غليل من الأشجان مسعور
بحمرة في خدود البيض مشربة
وفترة في جفون الأعين الحور
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> زَفَرَاتُ وَجْدٍ مَا يَبُوخُ ضِرَامُهَا
زَفَرَاتُ وَجْدٍ مَا يَبُوخُ ضِرَامُهَا
رقم القصيدة : 26650
-----------------------------------
زَفَرَاتُ وَجْدٍ مَا يَبُوخُ ضِرَامُهَا
وَمَدَامِعٌ مُتَنَاصِرٌ تَسْجَامُهَا
وَهَوًى يُمَاطِلُ بِالْقَضَاءِ غَرِيمُهُ
وَصَبَابَة ٌ مَا يَسْتَفِيقُ غَرَامُهَا
لَيْتَ الْبَخِيلَة َ يَهْتَدِي لِي طَيْفُهَا
إنْ كانَ لا يُهدى إليَّ سلامُها
بَيْضَاءُ مَا عَرَفَ الْحِفَاظَ وِدَادُهَا
يَوْماً وَلاَ صَحِبَ الْوَفَاءَ ذِمَامُهَا
يُنْضَى عَنِ اللَّيْلِ الْبَهِيمِ رِدَاؤُهَا
ويُماطُ عن فلَقِ الصَّباحِ لِثامُها
تَثْنِي ثَثَنِّهَا عَزَائِمَ سَلْوَتِي
وَيُقِيمُ عُذْرِي فِي الْغَرَامِ قَوَامُهَا
كم ليلة ٍ بِتْنا نَرُوعُ ظلامَها
بِزَجَاجَة ٍ رَقَّتْ وَرَاقَ مُدَامُهَا
صِرْفٍ كَسَرْنَا بِالْمِزَاجِ مِزَاجَهَا
لِتَلِينَ شِزَّتُها فزادَ عُرامُها
وبثَغرِها أُخرى خِتامُ كؤوسِها
مِسكٌ ولكنْ لا يُفَضُّ خِتامُها
أَتَعُودُ أَيَّامِي بِرَامَة َ بَعْدَ مَا
سكنَتْ بجَرْعاءِ الحِمى آرامُها
وَأَحَلَّهَا الْبَيْنُ الْمُشِتُّ مَحَلَّة ً
بَعِدَتْ مَرامِيها وعَزَّ مَرامُها
سارَقْتُها نظَرَ الوداعِ فما ارْتَوَتْ
نفْسٌ يزيدُ على الورودِ هُيامُها
وَتَحَادَرَتْ عَبَرَاتُهَا فَكَأَنَّهَا
دُرَدٌ وَهِي يَوْمَ الْفِرَاقِ نِظَامُهَا
فكأنّها رُفعَتْ سُجوفُ خُدورِها
زَهْرُ الرَّبِيعِ تَفَتَّحَتْ أَكْمَامُهَا
يا غادِرينَ وغادَروا بجَوانحي
لِبِعَادِهِمْ نَاراً يَشِبُّ ضِرَامُهَا
ـعَافِي وَتَتْعَبُ فِي النَّدَى لُوَّامُهَا(33/137)
أسَفاً ولا كَبِدي يُبَلُّ أُوامُها
جُودوا لعينِ المُستَهامِ بهَجعَة ٍ
فَعَسَى تُمَثِّلُكُمْ لَهَا أَحْلاَمُهَا
وَلَقَلَّمَا طَرَقَ الْخَيَالُ قَرِيحَة ً
بِالدَّمْعِ جَرْياً لِلْجُفُونِ مَنَامُهَا
لا تُتْلِفوا بالبَينِ مُهجَة َ عاشقٍ
سِيَّانِ بَيْنُ حَمِيمَهَا وَحِمَامُهَا
أَعْدَاهُ مِنْ هَيَفِ الْخُصُورِ نُحُولُهَا
ـيَ إلَى الْقِيَامَة ِ فِي الأَنَامِ قِيَامُهَا
لِلَّهِ دَرُّ شَبِيبَة ٍ ذَهَبَتْ نَضَا
رَة ُ حُسنِها وتَصرَّمَتْ أيامُها
ومآرِبٌ من عيشة ٍ سلفَتْ وإنْ
بقيَتْ لنا تبِعاتُها وآثامُها
تَتصرَّمُ الدنيا ويذهبُ بُؤسُها
وَنَعَيمُهَا وَحَلاَلُهَا وَحَرَامُهَا
تَبْقَى عَلَى الأَيَّامِ مَوْصولاً بِأَيَّا
مِ الْخُلُودِ بَقَاؤُهَا وَدَوَامُهَا
وَإذَا کنْتَدَيْتُمْ لِلْفِخَارِ فَأَنْتُمُ
عُمَّالُهَا عُلَمَاؤُهَا أَعْلاَمُهَا
غُرَّ الأيادي والمواهبِ غُزْرُها
بِيضُ المَجالي والوجوهِ وِسامُها
آلَ النبوّة ِ بُرْدُها وقضيبُها
لكُمُ ومِنْبَرُها معاً وحُسامُها
وأَما ومنْ جعلَ الخلافة َ مِنحَة ً
لكُمُ يميناً بَرّة ً أَقسامُها
لَتُطَبِّقَنَّ الأَرْضَ دَعْوَتُكُمْ عَلَى
رَغمِ العدوِّ وللأنوفِ رَغامُها
ولتَحْكُمُنَّ على أَقاصي الرومِ عنْ
كَثَبٍ فَتُنْفَذُ بِالظُّبَى أَحْكَامُهَا
تَرِدُ الخليجَ جِيادُها مَنشورة ً
رَايَاتُهَا مَنْصُورَة ً أَعْلاَمُهَا
وَلِيَنْشُرَنَّ الْمُسْتَضِيءُ بِجُودِهِ
أَبْنَاءُ عَمِّ الْمُصْطَفَى الْهَادِي وَخَيْرُ
رَبُّ الصَّنَائِعِ وَالْمَنَائِحِ أَثْقَلَتْ
بالطَّولِ أعناقَ الملوكِ جِسامُها
أَعْدَا الْبِلاَدَ عَلَى الْمُحُولِ سَخَاؤُهُ
فَکهْتَزَّ هَامِدُهَا وَأَخْصَبَ عَامُهَا
وَاللَّهُ أَكْرَمُ أَنْ يَحِلَّ عَذَابُهُ
في أُمّة ٍ والمُستضيءُ إمامُها
مِعْطَاؤُهَا مِطْعَامُهَا مِطْعَانُهَا
مِقْدَامُهَا صَوَّامُهَا قَوَّامُهَا(33/138)
بِصَلاَحِهِ صَلُحَتْ لَنَا الدُّنْيَا وَفِي
أيامِهِ ابتسمَتْ لنا أيامُها
ملأَتْ مَطالِعَها أشعّة ُ عدلِهِ
فَکنْجَابَ عَنْهَا ظُلْمُهَا وَظَلاَمُهَا
ورمى العِدى بصَوائبٍ من بأسِهِ
ويدُ الخليفة ِ لا تَطيشُ سِهامُها
دَانَتْ لَهُ الأَمْلاَكُ بَعْدَ شَمَاسِهَا
طَوْعاً وَأَذْعَنَ لِلْقِيَادِ خِطَامُهَا
وَأَطَاعَهُ شَرْقُ الْبِلاَدِ وَغَرْبُهَا
وحِجازُها وعِراقُها وشآمُها
لولا تُمسُّكُها بطاعتِهِ لَما
صَحَّتْ عقيدَتُها ولا إسلامُها
أنّى لها بمُراغَمٍ عنْ أمرِهِ
لَوْ حَاوَلَتْهُ لَسُفِّهَتْ أَحْلاَمُهَا
وَبِهِ عِبَادَتُهَا تَتِمُّ وَنُسْكُهَا
ونِكاحُها وصَلاتُها وصِيامُها
فاسلَمْ أميرَ المؤمنينَ لدَولة ٍ
مَا رِيعَ مُذْ رُدَّتْ إلَيْكَ سَوَامُهَا
واحكُمْ على الأيامِ مالِكَ أمرِها
حُكمَ المُطاعِ ففي يدَيْكَ زِمامُها
ولَتَشْكُرَنَّكَ أُمّة ٌ أَوْلَيْتَها
نَعماءَ ما خطرَتْ بها أَوهامُها
حصَّنتَ بَيْضَتَها بكلِّ كتيبة ٍ
لاَ يَرْهَبُ الْمَوْتَ الزُّؤَامَ غُلاَمُهَا
أنتَ الذي خضعَتْ لعِزّة ِ بأسِهِ
وَسُطَاهُ تِيجَانُ الْمُلُوكِ وَهَامُهَا
والكعبة ُ البيتُ الحرامُ وإنْ سَمَتْ
شرَفاً فقَومُكَ صِيدُها وكِرامُها
بِعُلاَكَ يَفْخَرُ حِجْرُهَا وَحَطِيمُهَا
وإليكَ يُنسَبُ رُكنُها ومَقامُها
إنْ عَزَّ مَذْخُوراً أَهَانَتْهُ وَإنْ
جمعَتْ ظُباها فرَّقَتْ أقلامُها
ولكَ الكتائبُ والجيوشُ إذا سرَتْ
فِي ظِلِّهَا طُلْسُ الْفَلاَ وَبِهَامُهَا
والأعوَجِيّاتُ الجِيادُ مُغيرُها
يَوْمَ الْوَغَا وَصُفُونُهَا وَصِيَامُهَا
وَالأَرْضُ عَامِرُهَا وَغَامِرُهَا وَقُودُ
جبالِها ووِهادُها وإكامُها
والزَّاخِرَاتُ وَمَا بِهِنَّ مِنَ الْجَوَا
ري المُنشآتِ كأنّها أعلامُها
فَکسْتَجْلِهَا عَرَبِيَّة ً تَحْلُو مَعَا
نِيها ويَعذُبُ في القلوبِ كَلامُها
بَوَلاَئِكُمْ تَرْجُو النَّجَاة َ وَفِيكُمُ(33/139)
يَوْمَ الْخِصَامِ جِدَالُهَا وَخِصَامُهَا
وعليكُمُ تَعويلُها في يومِها
هيَ ما ظفِرْتَ بها كريمة ُ قومِها
وعليكَ يا خيرَ الورى إكرامُها
مِدَحاً إذَا الشُّعَرَاءُ يَوْماً حَاوَلَتْ
عِرْفَانَ مُودَعِهَا نَبَتْ أَفْهَامُهَا
وَإذَا جَرَوْا فِي حَلْبَة ٍ وَجَرَتْ إلَى
شَأْوٍ تَبَيَّنَ نَقْصُهُمْ وَتَمَامُهَا
لهمُ من الآدابِ شَوكُ قَتادِها
مَرعى ً ولي سَعْداتُها وثُمامُها
فَتَلَّقَ أَيَّامَ الْهَنَاءِ بِنِعْمَة ٍ
صَافٍ نَدَاهَا سَابِغٍ إنْعَامُهَا
يُبْلِي الدُّهُورَ جَدِيدُهَا وَتَكُرُّ عَا
ئدة ً بمثلِها أَعوامُها
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يَا نَائِبَ اللَّهِ فِي الأَرْ
يَا نَائِبَ اللَّهِ فِي الأَرْ
رقم القصيدة : 26651
-----------------------------------
يَا نَائِبَ اللَّهِ فِي الأَرْ
ضِ والخليفة َ عنهُ
فَنَحْنُ نَلْتَمِسُ الرِّزْ
قَ وَالْمَعُونَة َ مِنْهُ
أَللهُ آتاكَ فضْلاً
ورحمة ً من لَدُنْهُ
فَكَيْفَ يُدْرَكُ بِالشِّعْرِ
مِن صِفاتِكَ كُنْهُ
فَرَاعِ مَنْ رَاعَهُ الآنَ
صَرْفُ دَهْرٍ وَکعِنْهُ
أخْنَتْ عليهِ الليالي
وعزمُهُ لم يَخُنْهُ
قد عاشَ في ثروة ٍ دهرَهُ فلا تُحْوِجَنْهُ
ـرَهُ فَلاَ تُحْوِجَنْهُ
واسْتُرْ مُحَيّاهُ عن بّذْ
لَة ِ السُّؤَالِ وَصُنْهُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> سَقاكِ سارٍ من الوَسْمِيِّ هَتّانُ
سَقاكِ سارٍ من الوَسْمِيِّ هَتّانُ
رقم القصيدة : 26652
-----------------------------------
سَقاكِ سارٍ من الوَسْمِيِّ هَتّانُ
وَلاَ رَقَتْ لِلْغَوَادِي فِيكِ أَجْفَانُ
ـرَابِي وَلِلَّهْوِ و
َالأَطْرَابِ أَوْطَانُ
أَعائدٌ ليَ ماضٍ من جديدِ هوى ً
أَبْلَيْتُهُ وَشَبَابٌ فِيكِ فَيْنَانُ
إذِ الرقيبُ لنا عَينٌ مُساعِدَة ٌ
وَالْكَاشِحُونَ لَنَا فِي الْحُبِّ أَعْوَانُ
وَإذْ جَمِيلَة ُ تُولِينِي الْجَمِيلَ وَعِنْدَ
الْغَانِيَاتِ وَرَاءَ الْحُسْنِ إحْسَانُ(33/140)
وَلِي إلَى الْبَانِ مِنْ رَمْلِ الْحِمَى طَرَبٌ
فاليومَ لا الرملُ يُصْبِيني ولا البانُ
وما عسا يُدركُ المُشتاقُ من وَطَرٍ
إذَا بَكَى الرَّبْعَ وَالأَحْبَابُ قَدْ بَانُوا
وليلة ٍ باتَ يَجلو الراحَ من يدشهِ
فيها أَغَنُّ خفيفُ الرُّوحِ جَذْلانُ
خالٍ من الهَمِّ في خَلْخالِهِ حرَجٌ
فقلبُهُ فارغٌ والقلبُ مَلآُنُ
يُذْكِي الْجَوَى بَارِدٌ مِنْ ثَغْرِهِ شَبِمٌ
ويُوقظُ الوَجدَ طَرفٌ منهُ وَسْنانُ
إنْ يُمسِ رَيّانَ من ماءِ الشبابِ فلي
قَلْبٌ إلَى رِيقِهِ الْمَعْسُولِ ظَمْآنُ
بينَ السيوفِ وعينَيْهِ مُشارَكة ٌ
مِنْ أَجْلِهَا قِيلَ لِلأَغْمَادِ أَجْفَانُ
فَكَيْفَ أَصْحُو غَرَاماً أَوْ أُفِيقُ هَوًى
وقَدُّهُ ثَمِلُ الأعطافِ نَشْوانُ
أَفْدِيهِ مِنْ غَادِرٍ بِالْعَهْدِ غَادَرَنِي
صُدودُهُ ودموعي فيهِ غُدْرانُ
في خدِّهِ وثناياهُ ومُقلَتِهِ
وفي عِذارَيْهِ للمَعشوقِ بُستانُ
شَقَائِقٌ وَأَقَاحٍ نَبْتُهُ خَضِلٌ
وَنِرْجِسٌ عَبِقٌ غَضٌّ وَرَيْحَانُ
ما زالَ يمزُجُ كأسي من مَراشِفِهِ
بقهوة ٍ أنا منها الدهرَ سَكْرانُ
والليلُ تَرمُقُني شَزْراً كواكبُهُ
كَأَنَّهُ مِنْ دُنُوِّي مِنْهُ غَيْرَانُ
حتى توالَتْ تَؤُمُّ الغربَ جانحة ً
منها إليهِ زَرافاتٌ وأُحْدانُ
كأنّها نَقَدٌ بالدَّوِّ نَفَّرَها
لمّا بدا ذنَبُ السِّرْحانِ سِرْحانُ
أو فَلُّ جيشٍ على الأعقابِ مُنهزِمٍ
مَالَتْ بِأَيْدِيهِمُ لِلطَّعْنِ خِرْصَانُ
فَقَامَ يَسْحَبُ بُرْداً ضَوَّعَتْ عَبَقاً
وَجْهَ الثَّرَى مِنْهُ أَذْيَالٌ وَأَرْدَانُ
شَوطٌ من العمرِ أنضَيْتُ الشبيبة َ في
مَيدانِهِ فرَحاً والعُمرُ مَيدانُ
أيامَ شَرخُ شبابي رَوضة ٌ أُنُفٌ
مَا رِيعَ مِنْهُ بِوَخْطِ الشَّيْبِ رَيْعَانُ
تَقِرُّ بِي عَيْنُ نَدْمَانِي فَهَا أَنَا قَدْ
أمسَيْتُ ما ليَ غيرَ الهَمِّ نَدْمانُ
فَلَيْتَ شِعْرِيا َرَاضٍ مَنْ كَلِفْتُ بِهِ
أمْ مُعرِضٌ هو عنّي اليومَ غَضبانُ(33/141)
من بعدِ ما صِرتُ في حُبّي لهُ مثَلاً
فَسِرُّ وَجدي بهِ في الناسِ إعلانُ
النَّاصِرِ الدِّينَ وَالْحَامِي حِمَاهُ وَمَنْ
وللخلافة ِ عزمٌ منهُ يَقْظانُ
خَلِيفَة ٌ ظَاعَة ُ الرَّحْمنِ طَاعَتُهُ
حَقٍّا وَعِصْيَانُهُ لِلَّهِ عِصْيَانُ
إذا تمسَّكْتَ في الدنيا بطاعتِهِ
فما لسَعيِكَ عندَ اللهِ كُفْرانُ
تَسخو بكلِّ نَفيسٍ نفسُهُ ويرى
أنَّ النَّفائسَ للعَلياءِ أَثْمانُ
رَبُّ الجِيادِ منَ النَّقعِ المُثارِ لها
بَراقعٌ ومنَ الخَطِّيِّ أَرْسانُ
تَحْذُو قَوَائِمَهَا الْتِّبْرَ النُّضَارَ فَمِنْ
نِعالِها للملوكِ الصِّيدِ تِيجانُ
تُرْدي الأعادي عليها حينَ تَبعثُها
قُبًّا كَمَا کنْبَعَثَتْ تَشْتَدُّ ذُؤْبَانُ
فاعجَبْ لمَيمونة ِ الأعرافِ مِيسَمُها
نَصْرٌ وَفِيهَا لِمَنْ عَادَاهُ خِذْلاَنُ
لا يُغمِدُ السيفَ إلاّ في الكَمِيِّ ولا
يَسْتَصْحِبُ النَّصْلَ إلاَّ وَهْوَ عُرْيَانُ
يُذْكِي الأَسِنَّة َ فِي لَيْلِ الْعَجَاجِ كَمَا
يُذْكَى لِبَاغِي الْقِرَى فِي اللَّيْلِ نِيرَانُ
تَعْشُو السِّبَاعُ إلَيْهَا حِينَ يَرْفَعُهَا
ظَامِي الْحَشَا وَخَمِيصُ الْبَطْنِ طَيَّانُ
تَسْتَطْعِمُ الْبِيضَ فِي كَفَّيْهِ مُحْدِقَة ً
بهِ كما أحدقَتْ بالبيتِ ضِيفانُ
على خُوَانٍ من القتلى كأنّهمُ
على التبايُنِ من حَولَيْهِ إخْوانُ
فيا لهُ من مُضيفٍ طالما عُقِرَتْ
على مَقارِبِهِ أبطالٌ وأَقْرانُ
نَمَتْهُ مِنْ غَالِبٍ غُلْبٌ غَطَارِفَة ٌ
بِيضُ المآثرِ والأحسابِ غُرّانُ
صَومُ الهواجرِ هِجِّيراهُمُ ولهمْ
إذَا سَجَا اللَّيْلُ تَسْبِيحٌ وَقُرْآنُ
حَازُوا تُرَاثَ رَسُولِ اللَّهِ وَکتَّصَلَتْ
لَهُمْ بِدَوْحَتِهِ الْغَنَّاءِ عِيدَانُ
حلَفْتُ بالعِيسِ أمثالِ القِسِيِّ على
أَكْوَارِهَا كَقِسِيِّ النَّبْعِ رُكْبَانُ
كأنّها والمَوامي يرْتَمِينَ بها
نَواجياً تَخبِطُ الظَّلماءَ ظِلمانُ
مِنْ كُلِّ مُجْفَرَة ِ الْجَنْبَيْنِ تَامِكَة ٍ(33/142)
كأنَّ ما ضمَّ منها الرَّحْلُ بُنْيانُ
أَذَابَهَا لِلسُّرَى ط
َوْعَ الأَزِمَّة ِ اعْـ
حَتَّى لَعَادَتْ وَفِي أَنْسَاعِهَا ضُمُراً
مِنْهَا نُسُوعٌ وَفِي الأَقْرَانِ أَقْرَانُ
تُهْوي بكلِّ مُنيبِ القلبِ تَحفِرُهُ
تَقِيّة ٌ مِلءُ جَنبَيْهِ وإيمانُ
شُعْثاً يَمِيلُونَ مِنْ سُكْرِ اللُّغُوبِ كَمَا
تَمَايَلَتْ فِي ذُرَى الأَحْقَافِ أَغْصَانُ
يَرجونَ مكّة َ والبيتَ المُحَجَّبَ أنْ
يَبْدُو لَهُمْ مِنْهُ أَسْتَارٌ وَأَرْكَانُ
أُمُّوا جَوَاداً إذَا حَلُّوا بِهِ وَسِعَتْ
ذُنُوبَهُمْ رَحْمَة ٌ مِنْهُ وَرِضْوَانُ
وَالْمُشْعَرَاتِ الْهَدَايَا فِي أَزِمَّتِهَا
مِنَ الْغَوَارِبِ أَنْقَاءٌ وَكُثْبَانُ
يَقْتادُها في حبالِ الذلِّ خاضعة ً
أعناقُها أنّها للهِ قُرْبانُ
صُوراً إلَى الشَّعَرَاتِ الْبِيضِ قَدْ خُضِبَتْ
مَشافِرٌ بالدمِ القاني وأَدْقانُ
لولا وَلاءُ بني العباسِ ما ثَقُلَتْ
لمُفلِسٍ مُخسِرٍ في الحَشرِ مِيزانُ
أَنْتُمْ وَقَدْ بَيَّنَ الْفُرْقَانُ فَضْلَكُمُ
بينَ الهدى وضلالِ البغيِ فُرْقانُ
يَا نَاشِرَ الْعَدْلِ فِي الدُّنْيَا وَمُنْشِرَهُ
ومَن بهِ تَفخرُ الدنيا وتَزْدانُ
وَمُوسِعَ الدَّهْرِ وَالأَيَّامِ إنْ سَفِهَتْ
حِلْماً يَخِفُّ لَهُ قُدْسٌ وَثَهْلاَنُ
لَمْ يَبْقَ لِلْجْوْرِ سُلْطَانٌ عَلَى أَحَدٍ
أَنَّى وَأَنْتَ لأَِهْلِ الأَرْضِ سُلْطَانُ
قَالُوا الْقِرَانُ وَطُوفَانُ الْهَوَاءِ لَهُ
بالشرِّ عن كثَبٍ في الأرضِ طُغيانُ
أمَا لهمْ فيهِ برهانٌ وطائرُكَ المَيمونُ فيهِ لدَفعِ الشرِّ بُرهانُ
ـونُ فِيهِ لِدَفْعِ الشَّرِّ بُرْهَانُ
وَكَيْفَ تَسْطُو اللَّيَالِي أَوْ يَكُونُ لَهَا
في عصرِ مثلِكَ إرهاقٌ وعُدوانُ
وَأَنْتَ فِي كُلِّ عُلْوِيٍّ لَهُ أَثَرٌ
مُؤَثَّرٌ وَعَلَى الطُّوفَانِ طُوفَانُ
سَعَادَة ٌ لَوْ أَحَاطَ الْخَازِمِيُّ بِهَا
لعادَ فِيما ادَّعاهُ وهْوَ خَزْيانُ(33/143)
فَکسْعَدْ بِهَا دَوْلَة ً غَرَّاءَ مَا کدَّرَعَتْ
بِمِثْلِهَا حِمْيَرٌ قِدْماً وَسَاسَانُ
وَکسْلَمْ تَدُومُ لَكَ النُّعْمَى فَإنَّكَ مَا
سلِمْتَ في جَذَلٍ فالدهرُ جَذْلانُ
لاَ زِلْتَ بَدْرَ السَّمَاءِ يَسْتَضِيءُ بِهِ
ويهتدي مُظلمٌ منّا وحَيْرانُ
ولا سعى لكَ صَرفُ الدهرِ في حُرُمٍ
ولا رأى من يَرجوكَ حِرْمانُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> رَبُّ الزمانِ أَجَلُّ قدْ
رَبُّ الزمانِ أَجَلُّ قدْ
رقم القصيدة : 26653
-----------------------------------
رَبُّ الزمانِ أَجَلُّ قدْ
رَاً أَنْ يُهَنَّى بِالزَّمَانِ
لكِنَّهَا الْعَادَاتُ فِي
رَفعِ المدائحِ والتهاني
أَضْحَى بِسِيرَتِهِ الأَنَامُ
مِنَ الْحَوَادِثِ فِي أَمَانِ
أَفْنَى بِذَابِلِهِ وَنَائِلِهِ
الأَعَادِيَ وَالأَمَانِي
لا زلتَ مَحفوظَ العُلى
يَلْقَى النَّدَى وَالْعَفْوَ عَفْـ
جَذْلانَ مُخضَرَّ الندى
والعُودِ مُحمَرَّ السِّنانِ
مَا کفْتَرَّ فِي وَجْهِ الرَّبِيعِ
الطَّلْقِ ثَغرُ الأُقْحوانِ
وَکسْتَخْدَمَتْ عُونَ الْقَوَافِي
فيكَ أبكارُ المعاني
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> ليَهْنِكِ أنّي في حِبالِكَ عاني
ليَهْنِكِ أنّي في حِبالِكَ عاني
رقم القصيدة : 26654
-----------------------------------
ليَهْنِكِ أنّي في حِبالِكَ عاني
وأنّكِ منّي في أعَزِّ مكانِ
وَأَنِّي ضَعِيفٌ فِي هَوَاكِ تَجَلُّدِي
عَلَى أَنَّنِي جَلْدٌ عَلَى الْحَدَثَانِ
حَمُولٌ لاَِعْبَاءِ الْمُلِمَّاتِ كَاهِلِي
وما لي بما حمّلتِنيهِ يَدانِ
ملَكْتِ أبيّاً من قيادي ولم يكنْ
لِيُصْحِبَ إلاَّ فِي يَدَيْكِ عِنَانِي
نأيْتِ فحرّمْتِ الجفونَ عنِ الكرى
وَأَغْرَيْتِ دَمْعَ الْعَيْنِ بِالْهَمَلاَنِ
وَأَعْهَدُ قَبْلَ الْبَيْنِ قَلْبِي يُطِيعُنِي
وَلكِنَّهُ يَوْمَ الْوَدَاعِ عَصَانِي
وَمَا زَالَ مَطْبُوعاً عَلَى الصَّبْرِ قُلَّباً
سَوَاءً بِعَادٌ عِنْدَهُ وَتَدَانِي(33/144)
فَمَا بَالُهُ يَوْمَ النَّوَى سَارَ مُنْجِداً
معَ الركْبِ في أَسرِ الصَّبابة ِ عاني
فَلَيْتَ طَبِيباً أَمْرَضَتْنِي جُفُونُهُ
وَفِي يَدِهِ مِنْهَا الشِّفَاءُ شَفَانِي
وَلَيْتَ غَرِيمِي فِي الْهَوَى وَهْوَ وَاحِدٌ
تَحَرَّجَ مِنْ لِيَّانِهِ فَقَضَانِي
وَلَوْلاَ الْهَوَى يَا آلَ خَنْسَاءَ لَمْ تَكُنْ
لتَملِكَني فيكمْ خَضيبُ بَنانِ
ولا بِتُّ في أبياتِكُمْ سائلاً قِرى
بغيرِ القَنا أو طالباً لأَمانِ
أُرَجّي جَوادَ الكفِّ عَطْفَ بخيلة ٍ
وَأَخْشَى حَدِيدَ الْقَلْبِ فَتْكَ جَبَانِ
وقبلَكِ ما أنهضْتُ عزمي لحاجة ٍ
وَأَدْرَكْتُهَا إلاَّ بِحَدِّ سِنَانِ
وَأَوْلَى بِمِثْلِي أَنْ يَكُونَ مِهَادَهُ
سَرَاة ُ حِصَانٍ لاَ سَرِيرُ حَصَانِ
وبي أنَفٌ أنْ أقتَضي بسِرى الظُّبى
دُيُونِيَ لَوْ غَيْرُ الْحَبِيبِ لَوَانِي
وَمَنْ كَانَ مَجْدُ الدِّينِ عَوْناً وَنَاصِراً
لهُ لم يُطامِنْ مَنكِباً لهَوانِ
وَلَمْ يَخْشَ مِنْ رَيْبِ الزَّمَانِ وَلَمْ يَجِدْ
إليهِ سبيلاً طارِقُ الحَدَثانِ
فَتًى أَصْبَحَ الْمَعْرُوفُ وَالْعَفْوُ عِنْدَهُ
عَتاداً لعافٍ يَجتَديهِ وجاني
وأدْنَتْ لهُ الآمالُ وهْيَ نوازِحٌ
سَحائبُ جُودٍ من يدَيْهِ دَواني
نَدى ً صدقَتْ للشائمينَ بُروقُهُ
وما كلُّ بَرقٍ صادقُ اللَّمَعانِ
وَهَذَّبَ أَخْلاَقَ اللَّيَالِي فَرَدَّهَا
عَوَاطِفَ مِنْ بَعْدِ الْجَفَاءِ حَوَانِي
وَجَدَّدَ آثَارَ الْمَكَارِمِ بَعْدَ مَا
عفَتْ أربعٌ من أهلِها ومَغاني
وكُنّا سمِعنا الجُودَ يُروى حديثُهُ
فَنَحْنُ نَرَاهُ الْيَوْمَ رَأْيَ عِيَانِ
بَعِيدُ الْمَدَى دَانِي النَّدَى مِنْ عُفَاتِهِ
فللهِ منهُ النازحُ المُتَداني
رَحِيبُ الْمَغَانِي ضَيَّقَ الْبَأْسُ وَالنَّدَى
مَعاذِيرَهُ يومَيْ قِرى ً وطِعانِ
كَرِيمٌ إذَا کسْتَكْفَيْتُهُ أَمْرَ حَادِثٍ
كفاني وإنْ رُمتُ الحِباءَ حَباني
سعى بينَ حالي والغِنى جُودُ كفِّهِ(33/145)
فَأَصْلَحَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ زَمَانِي
وَصُلْتُ عَلَى الأَيَّامِ مِنْ حَدِّ عَزْمِهِ
بِأَبْيَضَ مَاضِي الشَّفْرَتَيْنِ يَمَانِي
أَغَرُّ هِجَانٌ يَنْتَمِي مِنْ فِعَالِهِ
إلَى شِيَمٍ مِثْلِ الصَّبَاحِ هِجَانِ
يُريكَ وَقاراً في الندِيِّ كأنّهُ
شَماريخُ رَضوى أو هضابُ أَبانِ
ورأْياً يَفُلُّ المَشْرَفِيَّ وهِمّة ً
تُناطُ بعزمٍ صادقٍ وجَنانِ
وَبَأْساً يُشَابُ السُّخْطُ مِنْهُ بِرَأْفَة ٍ
فَشِدَّتُهُ مَمْزُوجَة ٌ بِلَيَانِ
وكم فرَقَ الأبطالَ يومَ كريهة ٍ
وَأَحْرَزَ خَصْلَ السَّبْقِ يَوْمَ رِهَانِ
مَآثِرُ لَوْ كُنْتُ کبْنَ حُجْرٍ فَصَاحَة ً
لقَصَّرَ عن إحصائهِنَّ بَياني
فداءٌ لمجدِ الدينِ كلُّ مُقَصِّرٍ
بِهِ السَّعْيُ عَنْ طُرْقِ الْمَكَارِمِ وَانِي
يُداجيهِ إجلالاً وتحتَ ابتسامِهِ
كَمِينٌ من البغضاءِ والشنَآنِ
تَوقَّدُ نارُ الغيَظِ بينَ ضلوعِهِ
وَلكِنَّهَا نَارٌ بِغَيْرِ دُخَانِ
يَرُومُ مَسَاعِيهِ بِغَيْرِ كِفَايَة ٍ
وقد حِيلَ بينَ العَيْرِ والنَّزَوانِ
تَهَنَّ أَبَا الْفَضْلِ الْجَوَادَ بِرُتْبَة ٍ
سَمَا عَنْ مُجَارٍ قَدْرُهَا وَمُدَانِي
لَهَا مُرْتَقًى دَحْضٌ إذَا رَامَ حَاسِدٌ
رُقِيّاً لها زَلَّتْ بهِ القَدَمانِ
مَلأْتَ أَكُفَّ الرَّاغِبِينَ مَوَاهِباً
فشُكرُكَ مَملوءٌ بهِ المَلَوانِ
وَسِرْتَ مِنَ الإحْسَانِ وَالْعَدْلِ سِيرَة ً
بها سارَ قِدماً في الورى العُمَرانِ
وَقُمْتَ بِأَعْبَاءِ الْخِلاَفَة ِ نَاهِضاً
وقد نامَ عنها العاجزُ المُتَواني
فلا عدِمَتْ منكَ المَمالكُ هِمّة ً
تَبِيتُ وَفِي تَدْبِيرِهَا الثَّقَلاَنِ
ولا زالَ مأهولاً جَنابُكَ يَلتقي
مواسمُ أفراحٍ بهِ وتَهاني
وَسَمْعاً لِمَا حَبَّرْتُهُ مِنْ مَدَائِحٍ
فِصَاحٍ إذَا کسْتَجْلَيْتَهُنَّ حِسَانِ
ضَمِنتُ لكَ الإحسانَ عنها فقدْ وفى
لمجدِكَ فيها خاطري بضَماني
وَسَيَّرْتُهَا تَطْوِي الْبِلاَدَ شَوَارِداً(33/146)
بِهَا الْعِيسُ بَيْنَ النَّصِّ وَالْوَخَدَانِ
كرائمَ ما عرَّضتُهُنَّ لخاطبٍ
سِوَاكَ فَلَمْ أَسْمَحْ بِهِنَّ لِبَانِي
فَإنَّ عَقِيلاَتِ الْكِرَامِ إذَا بَنَى
بهِنَّ سِوى الكَفْوءِ الكريمِ زَوَاني
تَلينُ قِياداً للكريمِ وإنّها
لِكُلِّ لَئِيمِ الصِّهْرِ ذَاتُ حُرَانِ
فَهُنَّ بِمَا أَوْلَيْتَنِي مِنْ صَنَائِعٍ
عَنِ النَّاسِ إلاَّ عَنْ نَدَاكَ غَوَانِي
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> إنْ كَانَ دِينُكَ فِي الصَّبَابَة ِ دِينِي
إنْ كَانَ دِينُكَ فِي الصَّبَابَة ِ دِينِي
رقم القصيدة : 26655
-----------------------------------
إنْ كَانَ دِينُكَ فِي الصَّبَابَة ِ دِينِي
فقِفِ المَطيَّ برَمْلَتَيْ يَبْرِينِ
والثِمْ ثرى ً لو شارَفَتْ بي هُضْبَهُ
أَيْدِي الْمَطِيِّ لَثَمْتُهُ بِجُفُونِي
وانشُدْ فؤادي في الظِّباءِ مُعَرِّضاً
فبغيرِ غِزلانِ الصَّريمِ جنوني
وَنَشِيدَتِي بَيْنَ الْخِيَامِ وَإنَّمَا
غَالَطْتُ عَنْهَا بِالظِّبَاءِ الْعِينِ
لَوْلاَ الْعِدَى لَمْ أَكْنِ عَنْ أَلْحَاظِهَا
وَقُدُودِهَا بِجَوَازِىء ٍ وَغُصُونِ
للهِ ما اشتملَتْ عليهِ قِبابُهمْ
يومض النَّوى من لؤلوءٍ مَكنونِ
من كلِّ تائهة ٍ على أترابِها
بِالْحُسْنِ غَانِيَة ٍ عَنِ التَّحْسِينِ
خَودٍ تُري قمرَ السماءِ إذا بدَتْ
ما بينَ سالفة ٍ وبينَ جَبينِ
غَادَيْنَ مَا لَمَعَتْ بُرُوقُ ثُغُورِهِمْ
إلاّ استهَلَّتْ بالدموعِ جفوني
إنْ تُنكِروا نَفَسَ الصَّبا فلأنّها
مَرَّتْ بِزَفْرَة ِ قَلْبِيَ الْمَحْزُونِ
وإذا الرَّكائبُ في الجبالِ تَلَفَّتَتْ
فَحَنِينُهَا لِتَلَفُّتِي وَحَنِينِي
يا سُلْمَ إنْ ضاعَتْ عهودي عندَكُمْ
فأنا الذي استودَعْتُ غيرَ أمينِ
أَوْ عُدْتُ مَغْبُوناً فَمَا أَنَا فِي الْهَوَى
لكُمُ بأوّلِ عاشقٍ مَغبونِ
رِفقاً فقد عسَفَ الغرامُ بمُطْلَقِ العَبَراتِ في أَسرِ الغَرامِ رَهينُ(33/147)
ـعَبَرَاتِ فِي أَسْرِ الْغَرَامِ رَهِينِ
مَا لِي وَوَصْلَ الْغَانِيَاتِ أَرُومُهُ
ولقدْ بخِلْنَ عليَّ بالماعُونِ
وَعَلاَمَ أَشْكُو وَالْدِّمَاءُ مُطَاحَة ٌ
بلِحاظِهِنَّ إذا لَوَيْنَ دُيوني
هَيْهَاتَ مَا لِلْبِيضِ فِي وُدِّ کمْرِىء ٍ
أَرَبٌ وقد أَرْبى على الخمسينِ
وَمِنَ الْبَلِيَّة ِ أَنْ تَكُونَ مَطَالِبِي
جَدْوَى بَخِيلٍ أَوْ وَفَاءَ خَؤُونِ
ليتَ الضَّنينَ على المُحبِّ بوَصلِهِ
لَقِنَ السَّمَاحَة َ مِنْ صَلاَحِ الدِّينِ
مَلِكٌ إذَا عَلِقَتْ يَدٌ بِذِمَامِهِ
علِقتْ بحبلٍ في الوفاءِ مَتينِ
قادَ الجيادَ مَعاقلاً وإنْ اكتفى
بمَعاقلٍ من رأيِهِ وحُصونِ
وَأَعَدَّ لِلأَعْدَاءِ كُلَّ مُهَنَّدٍ
ومُثَقَّفٍ ومُضاعَفٍ مَوْضُونِ
سَهِرَتْ جُفُونُ عِدَاهُ خِيفَة َ مَاجِدٍ
خُلِقَتْ صَوَارِمُهُ بِغَيْرِ جُفُونِ
لَوْ أَنَّ لِلَّيْثِ الْهَزَبْرِ سُطَاهُ لَمْ
يَلْجَأْ إلَى غَابٍ لَهُ وَعَرِينِ
وَالْبَحْرُ لَوْ مُزِجَتْ بِهِ أَخْلاَقُهُ
عادَتْ مياهُ البحرِ غيرَ أُجونِ
وَالأَرْضُ لَوْ شِيبَتْ بِطِيبِ ثَنَاهُ لَمْ
تُنْبِتْ سِوى الخَيرِيِّ والنِّسْرِينِ
والدهرُ لو أَعداهُ طِيبَ طِباعِهِ
مَا شِينَ مِنْ أَبْنَائِهِ بِضَنِينِ
قسَماً لقد فضَلَ ابنُ أيّوبَ الحَيا
بسَماحِ كفٍّ بالنُّضارِ هَتُونِ
مخلوقة ٍ من سُودَدٍ وندى ً وقدْ
خُلقَ الأنامُ سُلالة ً من طِينِ
يَا مَنْ إذَا نَزَلَ الْوُفُودُ بِبَابِهِ
نزلوا بجَمٍّ من نَداهُ مَعينِ
أضحَتْ دمشقُ وقد حلَلْتَ برَبعِها
مأوى الطَّريدِ ومَؤئِلَ المِسكينِ
وغدَتْ بعدلِكَ وهْيَ أكرمُ مَنزِلٍ
تُلْقَى الرِّحَالُ بِهِ وَخَيْرُ قَطِينِ
يُثْني عليكَ المُعتَفونَ بها كما
تُثْنِي الرِّيَاضُ عَلَى السَّحَابِ الْجُونِ
لَكَ عِفَّة ٌ فِي قُدْرَة ٍ وَتَوَاضُعٌ
فِي عِزَّة ٍ وَشَرَاسَة ٌ فِي لِينِ
وَضَمِنْتَ أَنْ تُحْيِي لَنَا أَيَّامَهُمْ(33/148)
وَأَرَيْتَنَا بِجَمِيلِ صُنْعِكَ مَا رَوَى الـ
كادَ الأعادي أنْ يُصيبَكَ كَيدُها
لَوْ لَمْ تَكِدْكَ بِرَأْيِهَا الْمَأْفُونِ
تُخْفِي عَدَاوَتَهَا وَرَاءَ بَشَاشَة ٍ
فتَشِفُّ عن نظَرٍ لها مَشْفُونِ
دفنَتْ حَبائلَ مَكرِها فرَددْتَها
تَدْوَى بِغَيْظِ صُدُورِهَا الْمَدْفُونِ
وعلِمْتَ ما أخفَوْا كأنَّ قلوبَهم
أفضَتْ إليكَ بسِرِّها المَخزونِ
كمِنُوا وكم لكَ من كَمينِ سعادة ٍ
فِي الْغَيْبِ يَظْهَرُ مِنْ وَرَاءِ كَمِينِ
فهَوَتْ نجومُ سُعودِهمْ وقضى لهمْ
بالنَّحسِ طائرُ جَدِّكَ المَيمونِ
وَإلَيْكَ بِكْراً مِنْ ثَنَائِكَ حُرَّة ً
تَخْتَالُ فِي وَشْيِ الْقَوَافِي الْعُونِ
غَرَّاءَ مَا دَنِسَتْ مَلاَبِسُهَا عَلَى
أَيْدِي اللِّئِامِ بِنَائِلٍ مَمْنُونِ
أَرَجُ الثَّنَاءِ يَفُوحُ مِنْ أَثْنَائِهَا
وَكَأَنَّمَا جَاءَتْكَ مِنْ دَارِينِ
كم سامَني فيها البخيلُ ولمْ أكنْ
لأَشِينَ رَونَقَ حُسنِها بمَشِينِ
أَتَرَاهُ يَطْمَعُ أَنْ يَصُونَ ثَرَاءَهُ
عنّي ووجهِيَ عنهُ غيرُ مَصونِ
فاجعَلْ قَبُولَكَ واهتزازَكَ مَهرَها
وَکظْفَرْ بِعِلْقٍ فِي الثَّنَاءِ ثَمِينِ
وَأَبِيكَ مَا سَامَحْتُ فِي إرْسَالِهَا
دوني لأنّي قانِعٌ بالدُّونِ
كلاّ ولا أنّي أُراعُ لنِيّة ٍ
قَذَفٍ على أيدي المَطيِّ شَطُونِ
لكنْ أُصَيْبِيَة ٌ لوَقْعِ فِراقِهمْ
فِي الْقَلْبِ وَقْعُ اللَّهْذَمِ الْمَسْنُونِ
لولاهُمُ ما قادَني أملٌ ولا
ضمَّتْهُ مكّة ُ من صَفاً وحَجُونِ
وَبِكُلِّ أَشْعَثَ كَالْحَنِيَّة ِ شَاحِبٍ
يَهوي بهِ حَرفٌ كحرفِ النُّونِ
وَبِكُلِّ دَامِيَة ِ الأَظُلِّ شِمِلَّة ٍ
وَجَنَاءَ فَتْلاَءِ الذِّرَاعِ أَمُونِ
لولاكَ لم يُشدَدْ على ظَهرِ المُنى
رَحلي ولم يُعلَقْ عليهِ وَضِيني
وَلَطَالَمَا عُفْتُ الْمَطَالِبَ قَبْلَهَا
وَنَفَضْتُ مِنْ جَدْوَى الْمُلُوكِ يَمِينِي
فإذا أُنيخَتْ في عِراصِكَ عِيسُها(33/149)
فاعلَمْ أَبَيْتَ اللعنَ عِلمَ يقينِ
أنّي امرؤٌ هَجْرُ المطامعِ مَذهبي
والصَّونُ عادي والقناعة ُ دِيني
لا الفقرُ يُلبِسُني لِباسَ مَذَلّة ٍ
ضَرَعاً وَلاَ ثَوْبُ الْغِنَى يُطْغِينِي
وَالْبَحْرُ عِنْدِي حِينَ أَطْمَعُ نَغْبَة ٌ
وإذا قنِعتُ فبُلْغَة ٌ تَكفيني
قد هذَّبَتْني للزمانِ تجاربٌ
فَأَقَادَ صَعْبِي وَکسْتَلاَنَ حَرُونِي
شَحَذَتْ لَيَالِيهِ غِرَارَ خَلاَئِقِي
بِصَيَاقِلٍ مِنْ صَرْفِهَا وَقُيُونِ
فاليومَ لا أنا حاسدٌ لثَراءِ مَنْ
فوقي ولا زارٍ على من دُوني
وَلَقَدْ رَقَدْتُ وَلِلزَّمَانِ قَوَارِضٌ
تَعتادُني وشَوائبٌ تُصْميني
أُغْضِي عَلَيْهَا وَالإبَاءُ يُهِبُّ بِي
"قَوِّضْ خِيامَكَ عن ديارِ الهُونِ
واقصِدْ حِمى ملِكٍ عزيزٍ جارُهُ
سامي الذوائبِ شامخِ العِرْنينِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَثْقَلَ ظِهْرِي بِالْمِنَنْ
أَثْقَلَ ظِهْرِي بِالْمِنَنْ
رقم القصيدة : 26656
-----------------------------------
أَثْقَلَ ظِهْرِي بِالْمِنَنْ
خِدْنُ الْعُلَى أَبُو الْحَسَنْ
وَصَابَنَي عَنْ بَذْلَة ٍ
لَوْلاَهُ عَنْهَا لَمْ أُصَنْ
عَلَى الْعُرْفِ ثَمَنْ
سِرِّ الصديقِ مُؤتَمَنْ
رَاهِنَة ٍ شُكْرِي بِهَا
إلى المماتِ مُرتهَنْ
يَفْدِيكَ مَنْ لِقَاؤُهُ
يُهْدِي إلَى الْقَلْبِ الْحَزَنْ
مُعَدَّمٌ وجودُهُ
غَضَاضَة ٌ عَلَى الزَّمَنْ
قد جمعَ الخِسّة َ في
طُولِ القرونِ في قرَنْ
مِنْ مَعْشَرٍ قَدْ رَضِعُوا
لُؤمَ الطِّباعِ في اللبَنْ
أَصِخْ لها مدائحاً
قَدْ حَكَمَتْ لِي بِاللَّسَنْ
فابْقَ طريلَ العُمرِ ما
صَابَ غَمَامٌ وَهَتَنْ
وما سرى برقٌ وما
مَالَ بِغِرِّيدٍ فَنَنْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> جادَكِ الواكِفُ الهَتِنْ
جادَكِ الواكِفُ الهَتِنْ
رقم القصيدة : 26657
-----------------------------------
جادَكِ الواكِفُ الهَتِنْ
مِنْ مَغَانٍ وَمِنْ دِمَنْ
وَسَقَتْكِ الدُّمُوعُ إنْ(33/150)
رَقَأْتْ أَدْمُعُ الْمُزَنْ
أَيْنَ أَقْمَارُكِ الْوِضَاءُ
وَأَغْصَانُكِ اللُّدُنْ
إذَ رَقِيبُ الْهَوَى غَفُو
لٌ وأسرارُهُ علَنْ
وَسِهَامُ الْمَلاَمِ مَا
سَقَاماً عَلَى بَدَنْ
ومَزارُ الأحبابِ لمْ
مِنَ الْغِلِّ وَالدَّرَنْ
كمْ بذاكَ الأَراكِ منْ
وَطَرٍ لي ومنْ وطَنْ
فِي مَوْطِنٍ تَهُنْ
شَجْوِ قلبٍ ومن شَجَنْ
فوَجِيبُ الفؤادِ مُذْ
وَجْنَاءَ كَالْفَدَنْ
بِالْمَالِ قَدْ غَبَنْ
وَأَقَلَّتْ غَوَارِبُ الْمَـ
ولِعانٍ يبكي المَنا
زلَ شَوقاً إلى السكَنْ
الْمَحْضَ فِي اللَّبَنْ
فَسُدَ النَّاسُ فَالْمَوَدَّاتُ
عَذَلُوهُ وما درَوْا
وَالْوَجْدُ مَا ظَعَنْ
مَا عَلَى ذِي صَبَابَة ٍ
بهوى الغِيدِ مُمتَحَنْ
فَتَنَتْهُ أَدْمَاءُ سَا
حِرَة ُ الطَّرْفِ فَکفْتَتَنْ
غادة ٌ بِتُّ عاكِفاً
مِنْ هَوَاهَا عَلَى وَثَنْ
تفضحُ الدِّعْصَ والأَرا
كة َ والشادِنَ الأغَنّْ
أُنظروها كما نظَرْ
تُ فَلُومُوا فِيهَا إذَنْ
غَيْرَ مُؤْتَمَنْ
جَاءَكَ الْغَيْثُ مِنْ زَمَنْ
أنتَ أظهرْتَ من عيوبِ
أخي الشَّيبِ ما بطَنْ
والحبيبُ الخَوّانُ لو
لاَكَ يَا شَيْبُ لم يَخِنْ
فرَماني مُجاهِراً
لِيَ الْهَمَّ وَالْحَزَنْ
فَمَتَى يَا صُرُوفَهُ
تنقضي بيننا الإحَنْ
فَتوَحَّدْ ولا تكُنْ
ذا سكونٍ إلى سَكَنْ
فأخو الفضلِ حيثُ كا
نَ غَرِيباً عَنْ الْوَطَنْ
فَهْوَ كَالْمَاءِ مَا أَقَا
مَ بِأَرْضٍ إلاَّ أَجِنْ
والفتى الحازمُ الذي
سَبَرَ الدهرَ وامْتحَنْ
مَنْ دَنَتْ مِنْهُ فُرْصَة ٌ
فَرَأَى فَوْتَهَا غَبِنْ
وَإذَا مَا تَغَافَلَتْ
عنهُ أيامُهُ فَطَنْ
كالأجَلِ المُوفَّقِ ابنِ
وَوَدَادٌ مِنِّي بِمَنْـ
شِمْ سَمَاءً أَبُو عَلِيٍّ
والرأيِ في قَرَنْ
يَتَّقِي اللَّهَ فِي السَّرِيرَة ِ
تَقْوَاهُ فِي الْعَلَنْ
قَائِمٌ بِالْفُرُوضِ مِنْ
ـمَ السَّرَابِيلُ وَالْجُنَنْ
فهْوَ من سُنَّة ِ المَكا
رمِ جارٍ على سَنَنْ
حَلَّ من ذُروة ِ العُلى(33/151)
الْوَدْقُ فَکرْجَحْنّ
نهضَتْ عنهُ مُنْجِبٌ
ـزِلَة ِ الرُّوحِ فِي الْبَدَنْ
واعتِزامٌ ما خارَ يو
مَ جِلادٍ ولا وَهَنْ
وهْوَ غيثٌ إذا اسْتَلانَ
وَلَيْثٌ إذَا خَشُنْ
يَزِنُ الحمدُ عندَهُ
مُلْكَ كِسْرَى وَذِي يَزَنْ
فهْوَ يَستَعظِمُ المديحَ
ويستَحقِرُ الثمَنْ
وَإذَا الْعِرْضُ لَمْ يَذِلْ
دونَهُ المالُ لم يُصَنْ
غادرَتْها النَّوى الشُّطونُ
منَ الأينِ كالشَّطَنْ
فَهْيَ نِسْعٌ فِي النِّسْعِ أَوْ
رَسَنٌ قِيدَ فِي رَسَنْ
يَتَرَامَى بِهِ الْبِلاَدُ
وَسَحَابُ نَدَاهُ يَنْـ
وتَبدَّلْ لِينَ المِهادِ
مِنَ الْمَنْزِلِ الْخَشِنْ
فَهْوَ لاِبْنِ السَّبِيلِ يَأْ
وِي إلَيْهِ نِعْمَ الْعَطَنْ
فَنَزِيلُ الإحْسَانِ مَنْ
لَسْتِ أُولَى عَيْنٍ جَنَيْتِ
سَلَّفَ الْمَالَ فِي الثَّنَاءِ
إذَا غَيْرُهُ کحْتَجَنْ
ويُرى ما سَخا بهِ
ـصُّبْحِ وَرْقَاءُ فِي فَنَنْ
قد أتَتْكَ العذراءُ ما
مَسَّ أَثْوَابَهَا دَرَنْ
فهْيَ أختُ الآدابِ أمُّ
المَعالي بنتُ اللَّسَنْ
وَهْيَ تَبْرَا إلَيْكَ مِنْ
حَصَرِ القَولِ واللَّحَنْ
زَفَّهَا مُحْسِنٌ تُقِرُّ
لإحسانِهِ الفِطَنْ
راضَها بُرهة ً وتأبى
عَلَيْهِ إلاَّ الْحَرَنْ
ثمّ أعطى قِيادَهُ
وزنُها فيكَ فاتَّزَنْ
بارَكَ اللهُ فيكُما
مِنْ عَرُوسٍ وَمِنْ خَتَنْ
كَرُمَتْ مَحْتِداً وَكُلُّ
كريمٍ بها قَمِنْ
وَدَعَاهَا إلَيْكَ مَا
سارَ من ذِكرِكَ الحسَنْ
أَحكمَتْهُ على مرورِ
اللَّيَالِي يَدُ الزَّمَنْ
فَهْوَ بَيْنَ الضُّلُوعِ فِي
حَبَّة ِ القلبِ مُختَزَنْ
وَسَيُطْوَى مَعِي إذَا
ضَمَّنِي اللَّحْدُ فِي الْكَفَنْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> وَخَيَالٍ سَرَى إلَيَّ فَأَدْنَا
وَخَيَالٍ سَرَى إلَيَّ فَأَدْنَا
رقم القصيدة : 26658
-----------------------------------
وَخَيَالٍ سَرَى إلَيَّ فَأَدْنَا
ها على النأْيِ والمَزارُ شَطُونُ
سَارَ يَطْوِي الْفَلاَ وَحِيداً وَمِنْ دُو(33/152)
نِ سُرَاهُ مَهَامِهٌ وَحُزُونُ
زائرٌ في الظلامِ يسمَحُ بالوَصلِ ومُهْدِيهِ بالسلامِ ضَنينُ
السَّلاَمِ ضَنِينُ
لَمْ يَكِدْ يَهْتَدِي لِرَحْلِيَ لَوْلاَ
زَفَرَاتٌ مِنْ دُونِهِ وَأَنِينُ
وظِباءٍ من عامرٍ ما رنَتْ إ
لاَّ أَرَتْنَا أَنَّ الْكِنَاسَ عَرِين
بِثُغُورٍ يَشْجَى بِهِنَّ الأَقَاحِي
وقُدودٍ تَشقى بهِنَّ الغصونُ
إنْ يُطَاعِنَّ فَالرِّمَاحُ قُدُودٌ
أَوْ يُنَاضِلْنَ فَالسِّهَامُ عُيُونُ
يا ابنة َ القومِ كيفَ ضاعَتْ عهودي
بينكمْ والوفاءُ في العُرْبِ دِينُ
كيفَ أثسلِمْتُ فيكمُ إلى الأشجانِ
لَوْلاَ الْغَرَامُ جُنُونُ
قد تَمادى هَواكِ لي فسَقامي
فِيكِ بَادٍ وَدَاءُ قَلْبِي دَفِينُ
وَتَقَضَّى الْمَدَى وَمَا أَقْصَرَ الْعَا
ـكَرَمِ الْعِدِّ وَالْمِيَاهُ أَجُونُ
مَن تَناسى عهدَ الشبابِ وأيّا
مَلَكَتْنِي لَكَ الأَيَادِي فَإنْ أُمْـ
أنا من قدْ علِمْتِ عهدي على النَّأْ
يِ وَثِيقٌ وَحَبْلُ وُدِّي مَتِينُ
أنا ماءٌ على التّواصُلِ رَقْرا
قُ وفي الهَجْرِ صخرة ٌ لا تَلينُ
عَدِّنِي مَوْرِدَ الْهَوَانِ فَلاَ صَا
دَفْتُ رِيًّا يَكُونُ فِي الرِّيِّ هُونُ
علَّمتْني الآباءُ أخلاقَ قومٍ
أَقْسَمُوا أَنَّ جَارَهُمْ لاَ يَهُونُ
لاَ تَخَفْ فِي جِوَارِهِمْ نُوَبَ الأَ
يَّامِ فَالْجَارُ فِيهِمُ مَضْمُونُ
أَلمُصيبونَ في دُجى الخَطْبِ والمُعْطونَ في الجدبِ والسَّحابُ ضَنينُ
ـبَ بِوَجْهٍ يَنْجَابُ عَنْهُ الدُّجُونُ
يَكتَسي التُّرْبُ عَرْفَهُمْ فمكانٌ
وطِئَتْهُ نِعالُهُمْ دارِينُ
لكمُ يا بني المُظفَّرِ آيا
تٌ وفضلٌ يومَ الفِخارِ مَتينُ
لاَ تُسَامِيكُمُ الْقَبَائِلُ فَالنَّا
سُ الدَّنَايَا وَأَنْتُمُ الْعِرْنِينُ
وَاللَّيَالِي بِيضٌ لَدَيْكُمْ إذَا الأَ
يّامُ أمْسَتْ بغيرِكمْ وهْيَ جُونُ
وغِمارُ الفَلا كأنَّ مطايا
ـكِ سُلُوًّا إنِّي إذَا لَخَؤُونُ
يَنشُدُ المَكرُماتِ في كلِّ أرضٍ(33/153)
ليسَ فيها عَمّا أضَلَّ مُبِينُ
حَيْثُ رَوْضُ النَّدَى جَمِيمٌ وَمَاءُ ک
لجُودِ غَمْرٌ للسائلينَ مَعينُ
لاَ تُؤَمِّلْ سِوَاهُ فَهْوَ كَفِيلٌ
لمَساعِيكَ بالنجاحِ ضَمينُ
تَلْقَ منهُ بحراً وطَودَ حِمى ً يأْ
ـكَ لِلشَّائِمِينَ وَهْوَ يَمِينُ
مُصْلِتٌ من مَضائِهِ سيفَ عزمٍ
سَلَّطَتْهُ عَلَى النُّفُوسِ الْمَنُونُ
سيفُهُ من مَضاءِ كفَّيْهِ والدِّرْ
عُ عليهِ من قلبِهِ مَوضونُ
إنْ سَخَا أَوْ سَطَا فَلاَ الأَسَدُ الْوَ
رْدُ بِضَارٍ وَلاَ السَّحَابُ هَتُونُ
يُشْرِقُ التَّاجُ مِنْهُ فَوْقَ جَبِينٍ
كِسْرَوِيٍّ لِلتَّاجِ فِيهِ غُضُونُ
قَوْلُهُ يَفْضُلُ الْفِعَالَ وَيُسْرَا
هُ إذَا رَاحَ لِلْعَطَاءِ يَمِينُ
صَانَ قَدْرِي عَنْ مَعْشَرٍ يُحْرَمُ السَّا
ئلُ فيهمْ ويُمنعُ الماعونُ
حَاشَ لِلَّهِ أَنْ تَرَانِيَ فِيهِمْ
ـنَاءُ حَرْفٌ مِثْلُ الْهِلاَلِ أَمُونُ
أَرْتَجي فضلَ ناقصٍ وأُداري
كُلَّ جِنْسٍ مَا فِي سَجَايَاهُ لِينُ
مُسْتَهَامٌ بِالْبُخْلِ صَبٌّ كَمَا هَا
مَ إلى الأَخْيَلِيَّة ِ المَجنونُ
وَكَأَنَّ الْعَافِي يُخَاطِبُ مِنْ جَدْ
وَاهُ رَسْماً بِرَامَة ٍ لاَ يُبِينُ
فَفَدَتْ كَفَّكَ الَّتِي جُودُهَا الْكَوْ
ثرُ كَفٌّ عطاؤُها غِسْلِينُ
صَدَقَتْ فِيكَ يَا مُحَمَّدُ آمَا
لِي وَخَابَتْ لَدَى سِوَاكَ الظُّنُونُ
عوّدَتْني النُّعمى يداكَ وعاد
تُ الأَيَادِي عَلَى الْكِرَامِ دُيُونُ
كلَّ عامٍ تُجِدُّها لكَ نُعْما
كَ فلا أخْلَفَتْ عُلاكَ السِّنينُ
أَكْتَسِي رَوْنَقاً بِمَلْبَسِهَا الضَّا
فِي فَتُمْسِي صُوراً إلَيَّ الْعُيُونُ
زَائِرٌ فِي الظَّلامِ يَسْمَحُ بِالْوَصْـ
ـقُرِّ مِنْهَا مَعَاقِلٌ وَحُصُونُ
فاسْتَمِعْها عذراءَ تحملُ أبْكا
رَ المعاني منها قَوافٍ عُونُ
فَکفْتَرِعْ ذُرْوَة َ الْبَقَاءِ بِمْلْكٍ
أخْمَصاهُ التأييدُ والتَّمكينُ
بَالِغاً فِي أَخِيكَ مَا نَالَهُ مُو
سى وقد شَدَّ إزْرَهُ هارونُ(33/154)
مُذْ دَعَوْهُ تاجاً تمنّى هِلالُ الْـ
أُفْقِ لو انّهُ الغداة َ جَبينُ
وابْقَ وابْناكَ ما أقامَ ثَبِيرٌ
ـلَمَنِي نَاصِرِي وَقَلَّ الْمُعِينُ
فبَهاءُ الدينِ الذي إنْ دعَوْ
نَاهُ لِخَطْبٍ فَحَدُّهُ مَسْنُونُ
أدعُهُ للسماحِ والبأسِ يَلْقا
كَ مُجِيباً مِنْهُ الْقَوِيُّ الأَمِينُ
ـضَعُ مِنْ حَادِثٍ وَلاَ أَسْتَكِينُ
رضِعَ الطفلُ واسْتهَلَّ الجَنينُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَتُرَى تَعُودُ لَنَا كَمَا
أَتُرَى تَعُودُ لَنَا كَمَا
رقم القصيدة : 26659
-----------------------------------
أَتُرَى تَعُودُ لَنَا كَمَا
سَلَفَتْ لَيَالِي الأَبْرَقِيْنِ
إنْ حَالَتِ الأَيَّامُ بَيْـ
ـيِّ مُحَمَّدٍ بِقَرَابَتَيْنِ
شَعْبٌ تَصَدَّعَ فَکسْتَطَا
ـهَا الدَّهْرَ فِي تَعَبٍ وَأَيْنِ
يا دِينَ قلبِكَ من ظِبا
ءٍ لا يَرَيْنَ قضاءَ دَينِ
أَلْمُخْلِفَاتُ كَأَنَّهُنَّ
خُلِقْنَ من وَعدٍ وَمَيْنِ
مَهلاً فما شَيبي بأَ
وَّلِ غَادِرٍ بِغَدِيرَتَيْنِ
وأَغَنَّ مَعسولِ الرُّضا
بِ جَنِيِّ وَردِ الوَجنتَيْنِ
أَمسى يُحَيِّني وقدْ
غفَلَ الرقيبُ بقَهْوَتَيْنِ
فَالْيَوْمَ يَفْرَقُ إنْ رَأَى
مِنِّي بَيَاضَ الْمَفْرِقَيْنِ
أنا من هوى لُبنى ومنْ
فَوْدِي أَسيرُ لُبانَتَيْنِ
ولقد نَضا صِبغُ الشَّبا
بِ وَكَانَ خَيْرَ الصِّبْغَتَيْنِ
فَسَقَى الْحَيَا عَهْدَ الصِّبَى
وَعُهُودَهُنَّ بِرَامَتَيْنِ
فَتَكُرَّ عَاطِفَة ً بِوَصْـ
وَلَوَتْ عَلَى الْعَلْيَاءِ دَيْنِي
وَمَضَتْ بِوَفْرٍ كَانَ مِنْ
وَلَيَنْسِفَنَّ حَرًى وَهَضْـ
أو فَلَّ منّي الدهرُ ذا
شُطَبٍ رَقيقَ الشَّفرَتَيْنِ
وأُصِبتُ في عيني التي
كَانَتْ هِيَ الدُّنْيَا بِعَيْنِ
عَينٍ جنَيْتُ بنُورِها
نُورَ الْعُلُومِ وَأَيِّ عَيْنِ
حالانِ مَسَّتْني الحوا
دِثُ منهُما بفَجيعتَيْنِ
إظْلاَمُ عَيْنٍ فِي ضِيَا
ءِ مَشيبِ رأسٍ سَرمدَيْنِ
صُبْحٌ وَإمْسَاءٌ مَعَاً(33/155)
ـدُّ غَداً خِلاَفَ الْحَالَتَيْنِ
فِي بَرْزَخٍ مِنْهَا أَخَا
كمَدٍ حَليفَ كآبتَيْنِ
أَسْوانُ لا حَيٌّ ولا
مَيْتٌ كَهَمْزَة ِ بَيْنَ بَيْنِ
ولَّتْ فما لي طالباً
أثَراً لها من بعدِ عَينِ
أَرْسَى عَلَى غُمْدَانَ وَک
لإيوَانِ مِنْهُ بِكَلْكَلَيْنِ
وأَبادَ ذا يزَنٍ وأَرْ
دَى ذَا الْكُلاَ وَذَا رُعَيْنِ
وَسَطَا عَلَى بَهْرَامَ جُوْ
رَ وَأَزْدَشِيرَ الْعَادِلَيْنِ
لم يدفَعِ الحَدَثانَ ما
جَمَعُوهُ مِنْ وَرَقٍ وَعَيْنٍ
فبدا برُزْءٍ في أبي
حسنٍ وثَنّى بالحُسَيْنِ
وَلَرُبَّ أَغْلَبَ مِنْ أُسُو
دِ خَفِيَّة ٍ ذِي لِبْدَتَيْنِ
طَرَقَتْ حَوَادِثُهُ وَأَ
يَّة ُ غَايَة ٍ تُرْدِي وَحَيْنِ
وَلَسَوْفَ يَرْقَى كَيْدُهُ
فَيُشِتُّ شَمْلَ الْفَرْقَدَيْنِ
وَلَرُبَّمَا نَالَتْ دَوَا
ئِرُهُ مَدارَ النَّيِّرَيْنِ
ولَيُلْقِيَنَّ على أَبانٍ
رُكنَهُ وعلى جُنَيْنِ
فاحمِلْ شَدائدَهُ على
ظَهْرِ شديدِ المَنكِبَيْنِ
فَالنَّاسُ فِي كَفِّ الْحَوَا
دثِ زُبْرَة ٌ في كفِّ قَيْنِ
واصبِرْ لِما طرقَتْ بهِ ا
لأحداث من صعب وهين
العصر العباسي >> البحتري >> أقصر فإن الدهر ليس بمقصر
أقصر فإن الدهر ليس بمقصر
رقم القصيدة : 2666
-----------------------------------
أقصِرْ، فإنّ الدّهرَ ليسَ بمُقْصِرِ
حتّى يَلِفّ مُقَدَّماً بِمُؤخَّرِ
أوْدَى بِلُقْمانَ بنِ عَادٍ، بَعدَما
أوْدَتْ شَبيبتَهُ بسَبْعَةِ أنْسُرِ
وَتَنَاوَلَ الضّحّاكَ مِنْ خَلْفِ القَنَا،
وَالمَشْرَفيّةِ، وَالعَديدِ الأكثَرِ
وَجَذيمَةُ الوَضّاحُ عَطّلَ تَاجَهُ
مِنْهُ، وَأتْبَعَ تُبّعاً بالمُنْذِرِ
وَإذا ذكِرْتَ بَني عُبَيْدٍ عَبّدوا
حُرّ الدّموعِ للَوْعَةِ المُتَذَكِّرِ
أكَلَتهُمُ نوَب الزّمَانِ، وَفَلّلَتْ
مِنْ حَدّ شَوْكَتِهمْ صرُوفُ الأدهُرِ
مِنْ بَعدِ مَا كانُوا كواكبَ طَيِّءٍ
عَدَداً، غَدَوْا، وَهمُ أهلّةُ بُحتُرِ
قَلّوا، وَمَا قَلّتْ صَوَاعقُ نَارِهِمْ،(33/156)
دَفْعاً بصَحْراءِ العَدوّ المُصْحِرِ
وَأرَى الضّغائِنَ لَيسَ تَخبو مِنهُمُ
في مَعشرٍ، إلاّ ذَكَتْ في مَعْشَرِ
مَهْلاً بني شَمْلالَ، إنّ وُروُدكُمْ
حَوْضَ التّقاطعِ غَيرُ سَهلِ المَصْدرِ
ما بَالُكُمْ تَتَقاذَفُونَ بأعْيُنٍ،
في لحظِها جَمْرُ الغَضَا المُتَسَعِّرِ
تَتَجاذَبُونَ المَجدَ جَذبَ تَعَجرُفٍ،
وَتَعَجْرُفُ الأمْجادِ بَعضُ المُنكَرِ
إنّ التّنَازُعَ في الرّئَاسَة زَلّةٌ
لا تُسْتَقالُ، ودعوّةٌ لمْ تُنْصَرِ
أفْنَى أوَائلَ جُرْهُمٍ إفْرَاطُهُمْ
فيهِ، وَأسرَعَ في مَقاوِلِ حِمْيَرِ
فتَحاجَزُوا مِنْ قَبلِ أنْ تَتَحاجزُوا
عَنْ مَنْهَلٍ صَافٍ، وَرَبْعٍ مُقْفِرِ
حتى تَكَسّرَ أعْظُمٌ في جَابِرٍ،
وَهْناً، وَتَسْهَرَ أعْيُنٌ في مُسْهِرِ
وَتَذكّرُوا حرْبَ الفَسادِ، وَما مَرَتْ
للأبْرَهينَ مِنَ الأُجَاجِ الأكْدَرِ
نَقَلا جَديلَةَ عَنْ فَضاءٍ وَاسعٍ،
وَحَدائِقٍ غُلْبٍ، وَرَوْضٍ أخضَرِ
وَمِنَ العَجائِبِ أنّ غِلّ صُدورِكُمْ
لمْ يُطْفَ للحَدَثِ الجَليلِ الأكْبَرِ
لمُصِيبَةٍ بأبي عَبيدٍ أرْدَفتْ
بِأبي حَمِيدٍ بَعْدَهُ وَمُبَشِّرِ
وَلَوَ انّهُمْ مِن هَضّبِ أعفرَ ثَلّموا
لَتَتابَعَتْ، قِطعاً، ذَوَائبُ أعفَرِ
كانُوا ثَلاثَةَ أبحُرٍ أفْضَى بِهَا
وَلَعُ المَنُونِ إلى ثَلاثَةِ أقْبُرِ
وَأرَى شَميلاً للفَنَاءِ وَبَارعاً
يَتَأوّدانِ، وَمَنْ يُعَمَّرْ يَكْبَرِ
رَكِبَا القَنَا، مِنْ بَعدِ ما حَمَلا القنا
في عَسْكَرٍ مُتَحَامِلٍ في عَسْكَرِ
شَيْخانِ، قدْ ثَقُلَ السّلاحُ علَيهما،
وَعَداهُمَا رَأيُ السّميعِ المُبصِرِ
لا يُدْعَيَانِ إلى اخْتِتَالِ مُقَاتِلٍ،
يَوْمَ اللّقَاءِ، وَلا احْتِيالِ مُدَبِّرِ
مِنْ غائِبٍ عَمّا عَناكُمْ لمْ يَغِبْ،
دَرَكَ العُيونِ، وَحاضرٍ لم يَحضُرِ
أوَ مَا تَرَوْنَ الشّامِتِينَ أمَامَكُمْ،
وَرَاءَكُمْ، مِنْ مُضْمِرٍ أوْ مُظهِرِ
عَن غَيرِ ذَنْبٍ جِئتُمُوهُ سوَى عُلا(33/157)
زُهْرٍ، لجَدّكُمْ الأغَرِّ، الأزْهَرِ
وَكأنّما شرَفُ الشّرِيفِ، إذا انتَمَى،
جُرْمٌ جَنَاهُ عَلى الوَضِيعِ الأصْغَرِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> مَا بِعْتُكُمْ مُرْخِصاً مَا عَنَّ مِنْ عُمُرِي
مَا بِعْتُكُمْ مُرْخِصاً مَا عَنَّ مِنْ عُمُرِي
رقم القصيدة : 26660
-----------------------------------
مَا بِعْتُكُمْ مُرْخِصاً مَا عَنَّ مِنْ عُمُرِي
إلاّ لأنّي مُحتاجٌ إلى الثمَنِ
لو كنتُ مُستَغنياً عنكمْ ولي جِدَة ٌ
تُعِينُنِي مَا مَلَكْتُمْ طَائِعاً رَسَنِي
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا خيرَ من لبِسَ النِّعالَ وخيرَ منْ
يا خيرَ من لبِسَ النِّعالَ وخيرَ منْ
رقم القصيدة : 26661
-----------------------------------
يا خيرَ من لبِسَ النِّعالَ وخيرَ منْ
وَطِئَ التُّرابَ وخيرَ من سكنَ الدُّنا
يَا مَنْ إذَ حَلَّ الْمُؤَمِّلُ جُودَهُ
بفِنائِهِ يوماً فقدْ بلغَ المُنا
يا ابنَ الذي خضعَتْ لعِزّة ِ بأسِهِ
مُضطرّة ً بِيضُ الصوارمِ والقَنا
أَيَجُوزُ أَنْ أَغْشَى حِمَاكَ فَأَنْثَنِي
صِفْراً يَدِي وَيَدَاكَ مَلأَى بِالثَّنَا
أو هل يليقُ بمثلِ جُودِهِ أن يَرى
حِرْمَانَ مَنْ أَمْسَى بِشُكْرِكَ مُعْلِناً
وَإذَا کكْتَسَيْتَ مَدَائِحِي وَعَرِيتُ عَنْ
أَلطافِ بِرِّكَ فالجَوادُ إذاً أنا
ما لي غرسْتُ مدائحي وسقَيْتُها
مَاءَ الْوَلاَءِ وَمَا حَصَلْتُ عَلَى جَنَا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> تَأَوَّبَنِي فَأَرَّقَنِي خَيَالٌ
تَأَوَّبَنِي فَأَرَّقَنِي خَيَالٌ
رقم القصيدة : 26662
-----------------------------------
تَأَوَّبَنِي فَأَرَّقَنِي خَيَالٌ
سرى للمالكيّة ِ بعدَ وَهْنِ
دنا بمَزارِها من بعدِ شَحْطٍ
وَجَادَ بِوَصْلِهَا مِنْ بَعْدِ ضِنِّ
طَوَى الأَهْوَالَ يَرْكَبُهَا شُجَاعاً
على ما فيهِ من خَوَرٍ وجُبْنِ
بإنفاذِ حقيرِ القَدْ
وَقَالُوا إنَّهُ أَسْـ(33/158)
وَبَاتَ يُعُلُّنِي مِنْهَا رُضَابَا
كشُهْدِ النحلِ شِيبَ بماءِ مُزْنِ
وذكَّرني بأيامِ الشبابِ الأُلى وملاعبِ الحَيِّ الأَغَنِّ
َامِ الشَّبَابِ الأُ
مَتَّى يَسْمَحُ بِالتِّبْرِ
فتى ً يبخلُ بالتِّبْنِ
وماءٍ ما ظمئتُ إليهِ حتى
شرِقْتُ من البكاءِ بماءِ جَفني
وبدرٍ من سَراة ِ بَني هلالٍ
تَراءى بينَ دِعْصِ نَقى ً وغُصنِ
يُجَلِّيني مَراشِفَهُ عِذاباً
مَوَارِدُهَا وَلَوْ شَاءَتْ سَقَتْنِي
بلَحظٍ مثلِ نَصلِ السيفِ ماضٍ
وقَدٍّ كاعتدالِ الغصنِ لَدْنِ
سقا أطلالاً ساقِيَتي دموعي
مَواطرُ كلِّ جَونٍ مُرْجَحِنِّ
وَحَيَّا اللَّهُ دَاراً أَنْحَلَتْهَا
على النأيِ الخطوبُ وأنحلَتْني
وقفتُ بها أُسائلُ دِمْنَتَيْها
على عَيِّ الرسومِ فأفهَمَتْني
إذَا کسْتَنْجَدْتُ فِي الأَطْلاَلِ دَمْعاً
تَخاذلتِ الشُّؤونُ وأَسلمَتْني
نأَيْتِ فأيُّ برقٍ لم يَشُقْني
إلَيْكِ وَأَيُّ دَارٍ مَا شَجَتْنِي
وَمَا خَلَفَتْكِ بَانَتُهَا وَلكِنْ
حَكَتْ ذَاكَ التَّعَطُّفَ وَالتَّثَنِّي
وَيُوحِشُنِي بِهَا الآرَامُ حَتَّى
إذا وصفَتْ نِفارَكِ آنَسَتْني
وَلَيْسَ الْبَيْنُ أَوَّلَ مَا رَمَتْنِي
بِهِ أَيْدِي الْخُطُوبِ فَأَقْصَدَتْنِي
وَأَيُّ هَوًى نَجَا مِنْهُ فُؤَادِي
وَسَهْمٍ عَارٍ مِنْهُ لَمْ يُصِبْنِي
فلَيتَ حوادثَ الأيامِ أغْضَتْ
مُسالِمة ً بما أخذتْهُ منّي
فتقْنَعَ لي ببيعي ماءَ وجهي
بمَنزورِ العطيّة ِ بَيعَ غَبْنِ
وَتَسْآلي بَخِيلاً لاَ يُلَبِّي
دُعَايَ وَرَسْمَ دَارٍ لَمْ يُجِبْنِي
وَلَيْتَ الدَّهْرَ إذْ لَمْ يُمْسِ سِلْمِي
عَلَى أَحْدَاثِهِ لَمْ يُمْسِ قِرْنِي
أُعَاتِبُ مَا جَنَتْ أَيَّامُ دَهْرِي
وَمَا يُغْنِي التَّعَتُّبُ وَالتَّجَنِّي
سَئِمْتُ مِنَ الثَّوَاءِ بِدَارِ ذُلٍّ
أُجَرِّرُ ذَيلَ مَنقصَة ٍ ووَهنِ
أرى من لا تشتاقُ إليهِ عيني
وَأَسْمَعُ مَا تَصَمُّ عَلَيْهِ أُذُنِي
وأُمسي مُضمِراً وُدّاً صحيحاً(33/159)
لِمَطْوِيٍّ عَلَى حَنَقٍ وَضِغْنِ
فأَسْهُلُ جانباً وأَلينُ عِطفاً
لأَِجْبَاسٍ مِنَ الْمَعْرُوفِ خُشْنِ
أُنافسُ في وَدادِ أخٍ مَشُوبٍ
بِغِلٍّ أَوْ سَمَاحِ يَدٍ بِمَنِّ
فَمَا ضَرَعِي وَلَيْسَ بِيَ کنْقِيَادٌ
لإحسانٍ ولا شَعَفٌ بحُسنِ
وما للحظِّ يَحجُبُني أَرِيباً
وَقَدْ دَخَلَ الْغَبِيُّ بِغَيْرِ إذْنِ
وَيَا أَسَفِي عَلَى فُضُلاَتِ عَيْشٍ
سُرُورِي لاَ يَفِي فِيهَا بِحُزْنِي
إذَا نَالَ الْفَتَى شَبَعاً بِذُلٍّ
أَجِعْنِي وَاقِياً عِرْضِي أَجِعْنِي
وَمَهْمَا شِئْتَ مِنْ خَوْفٍ وَحَيْفٍ
فَجَدِّي فِيهِ مَا لَمْ تَطَّرِحْنِي
تنقَّلْ إنَّ في النَّقْلِ اعتِلاءاً
وَعِزًّا وَالْهَوَانُ مَعَ الْمُبِنِّ
لَئِنْ ضَاقَتْ بِيَ الزَّوْرَاءُ دَاراً
فما ضاقَتْ بلادُ اللهِ عنّي
وَلِي فِي الأَرْضِ مُضْطَّرَبٌ وَسِيعٌ
ومُرتَكَضٌ إذا هي لم تَسَعْني
سأُرهِفُ من مَضاءِ العزمِ عَضْباً
إذَا نَبَتِ الصَّوَارِمُ لَمْ تَخُنِّي
وَأَرْحَلُ نَافِضاً عَنْ حُرِّ وَجْهِي
غُبارَ الذلِّ مُنتَحِياً برُدْني
وَأَسْتَغْنِي غَنَاءَ السَّيْفِ يَوْمَ الْـ
ـوَغَا بِالْفَضْلِ عَنْ غِمْدٍ وَجَفْنِ
فأمّا أنْ أُصادفَ يومَ حظٍّ
يَسُرُّ أَقَارِبِي أَوْ يَوْمَ دَفْنِ
عَسَاهَا أَنْ تُطَاوِعَ مُصْحِبَاتٍ
مَصاعبُها فتَسْهُلَ بعدَ حَزْنِ
لَى وَمَلاَعِبِ الْحَيِّ الأَغَنِّ
نهوضَ المَضْرَحِيِّ برأسِ رَعْنِ
فيَعلقَ بالمُنى أملي وَشِيكاً
وَلَمَّا تُغْلِقِ الأَيَّامُ رَهْنِي
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا مَن يَهُزُّ قَوامَهُ
يا مَن يَهُزُّ قَوامَهُ
رقم القصيدة : 26663
-----------------------------------
يا مَن يَهُزُّ قَوامَهُ
سُكْرُ الشَّبَابِ فَيَنْتَشِي
أرحَمْ فَدَيْتُكَ من لهُ
جسَدٌ بحُبِّكَ قد ضَنِي
أُنظُرْ إليَّ بعينِ را
ضٍ فِي الْمَحَبَّة ِ مُحْسِنِ
أَلقلبُ رَهنٌ في يدَيْكَ وقد ملكْتَ فأحسِنِ
كْتَ فَأَحْسِنِ(33/160)
مَا لِي شَرَيْتُكَ غَالِياً
وزهِدتَ فيَّ فبِعتَني
أَطْمَعْتَنِي حَتَّى إذَا
أَلْقَلْبُ رَهُنٌ فِي يَدَيْـ
يا من جُعلتُ فداءَهُ
مَا هكَذَا عَاهَدْتَنِي
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> فَدَا عُيُونٍ عَلَى الزَّوْرَاءِ رَاقِدَة ٍ
فَدَا عُيُونٍ عَلَى الزَّوْرَاءِ رَاقِدَة ٍ
رقم القصيدة : 26664
-----------------------------------
فَدَا عُيُونٍ عَلَى الزَّوْرَاءِ رَاقِدَة ٍ
طَرْفٌ على بابِلٍ لا يعرفُ الوَسَنا
يكادُ يُقضى وما حانَتْ مَنيَّتُهُ
شَوقاً إذا ذكرَ الأحبابَ والوَطنا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قُمْ فاغتنِمْ غَفلة َ الزمانِ
قُمْ فاغتنِمْ غَفلة َ الزمانِ
رقم القصيدة : 26665
-----------------------------------
قُمْ فاغتنِمْ غَفلة َ الزمانِ
مَا دُمْتَ مِنْهُ عَلَى أَمَانِ
ما دامَ عُودُ الشبابِ غَضّاً
تَرْغَبُ فِي وَصْلِكَ الْغَوَانِي
تَفْتَضُّ عَذْرَاءَ بِنْتَ كَرْمٍ
أَنْحَلَهَا الْمَكْثُ فِي الدِّنَانِ
تضحكُ في كأسِها سُروراً
إذَا بَكَتْ أَعْيُنُ الْقَنَانِي
مَا رَقَصَتْ فِي الْكُؤُوسِ إلاَّ
نَقَّطَهَا الْمَزْجُ بِالْجُمَانِ
حتى تراها مِنّا عِقالاً
لليدِ والرِّجلِ واللِّسانِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> تَفَكَّرْ فِي زَمَانٍ نَحْنُ فِيهِ
تَفَكَّرْ فِي زَمَانٍ نَحْنُ فِيهِ
رقم القصيدة : 26666
-----------------------------------
تَفَكَّرْ فِي زَمَانٍ نَحْنُ فِيهِ
تَجِدْهُ لِمَا تَقَدَّمَهُ مُبَايِنْ
أليسَ مَثالِبُ الماضِينَ فيها
صَلاحٌ أنْ تكونَ لنا مَحاسِنْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أُوْلِعَتْ بِالْغَدْرِ فِي أَيْمَانِهَا
أُوْلِعَتْ بِالْغَدْرِ فِي أَيْمَانِهَا
رقم القصيدة : 26667
-----------------------------------
أُوْلِعَتْ بِالْغَدْرِ فِي أَيْمَانِهَا
وَوَفَتْ بِالْوَعْدِ فِي هِجْرَانِهَا
أنجزتْ ما وعدَتْ من نأيِها(33/161)
لَيتَها دامَتْ على لَيانِها
غادة ٌ في ثغرِها مَشمولة ٌ
حُرِّمَ الرِّيُّ عَلَى ظَمْآنِهَا
حَلأَّتْ عَاشِقَهَا عَنْ وِرْدِهَا
وَحَمَتْهَا بِظُبَا أَجْفَانِهَا
لاَ تُحَدِّثْ قَلْبَكَ الْعَانِي بِهَا
بسُلوٍّ فهْوَ من أعوانِها
حَمَلَتْ رِيحُ الصَّبَى مِنْ أَرْضِهَا
نَفْحَة ً تُسْنِدُهَا عَنْ بَانِهَا
فَتعرَّفْنا بِرَيّا عَرْفِها
أنّها مرَّتْ على أَرْدانِها
أنتِ أشجاني وأَوْطاري فيا
شَجْوَ نفسٍ أنتِ من أشجانِها
يئسَ العائدُ من إبرائِها
وسَلا العاذلُ عنْ سُلْوانِها
أَخْلَقَتْ جِدَّة ُ أَثْوَابِ الصَّبِّي
فِيكِ وَالصَّبْوَة ُ فِي رَيْعَانِهَا
وبأَحْناءِ ضلوعي زَفْرَة ٌ
ضاقَ باعُ الصبرِ عن كِتامنِها
آهِ لِي مِنْ كَبِدٍ مَقْرُوحَة ٍ
طُويَتْ فيكِ على أحزانِها
ولأيامِ شبابٍ بعتُها
مُرْخِصاً بِالنَّزْرِ مِنْ أَثْمَانِهَا
وبجَرْعاءِ الحِمى جاريَة ٌ
تَمْلِكُ الْحُسْنَ عَلَى أَقْرَانِهَا
سُمْتُهَا يَوْمَ التَّنَائِي ضَمَّة ً
فأَحالَتْني على قُضْبانِها
خَلِّهَا يَا حَادِيَ الْعِيسِ عَلَى
رِسْلِهَا تَمْرَحُ فِي أَرْسَانِهَا
تحمِلُ الأقمارَ في أفلاكِها
وَغُصُونَ الْبَانِ فِي كُثْبَانِهَا
ظُعُناً أَسْتَوْدِع
ُ اللَّهَ عَلَى الـ
وَعَلَى وَادِي أُشَيٍّ سَرْحَة ٌ
تُجْتَنى اللَّوعة ُ من أغصانِها
فاحبِسِ الرَّكْبَ عليها سائلاً
كُنُسَ الْغِزْلاَنِ عَنْ غِزْلاَنِهَا
فَلَكَمْ أَجْرَيْتُ أَفْرَاسَ الصِّبَى
وخيولَ اللَّهوِ في مَيْدانِها
وتَقنَّصْتُ الدُّمى في جَوِّها
لا تعِبْ فَرْطَ حَنيني رُبّما
حَنَّتِ النِّيبُ إلى أَعطانِها
أَنَا مُحْتَاجٌ إلَى عَطْفِكُمُ
حاجة َ الدنيا إلى سُلطانِها
هوَ ظلُّ اللهِ في الأرضِ على
أهلِها والرُّوحُ في جُثمانِها
بَثَّ فِي أَقْطَارِهَا مَعْدِلَة ً
تُؤْمِنُ الظَّبْيَة َ مِنْ سِرْحَانِهَا
حُجَّة ُ اللَّهِ فِيَ الْخَلْقِ فَمَا
يُنْكِرُ الْجَاهِلُ مِنْ بُرْهَانِهَا(33/162)
جَمَعَتْ أَيَّامُهُ مَا أَثَّرَتْ
خُلَفَاءُ اللَّهِ فِي أَزْمَانِهَا
نظرَ الدنيا بعيْنَيْ مُشفِقٍ
أَنْ يَرَاهُ اللَّهُ مِنْ أَخْدَانِهَا
فَأَهَانَ الْجُودُ فِي رَاحَتِهِ
ما أعزَّ الناسُ من عِقْيانِها
جَمَعَ السُّودَدَ فِي تَبْدِيدِهَا
وَأَطَاعَ اللَّهَ فِي عِصْيَانِهَا
دَعْوَة ً أَعْلَنَهَا اللَّهُ فَمَا
يَنْقَمُ الْحُسَّادُ مِنْ إعْلاَنِهَا
رَدَّها اللهُ إلى تدبيرِهِ
فاستقرَّتْ منهُ في أوطانِها
نالَ ما يبتغيهِ منها وادِعاً
وسيوفُ الهِندِ في أجفانِها
أَسَدٌ أَخْلَى الشَّرَى مِنْ أُسْدِهَا
وحمى الرَّدْهة َ من ذُؤْبانِها
فملوكُ الأرضِ تَنقادُ لهُ
طَاعَة ً تَخْضَعُ فِي تِيجَانِهَا
وَإذَا مَرَّتْ عَلَى أَبْوَابِهِ
صِيدُهَا خَرَّتْ عَلَى أَذْقَانِهَا
يَا إمَامَ الْعَصْرِ هُنِّئْتَ بِهَا
دَوْلَة ً غَرَّاءَ فِي إبَّانِهَا
شِدْتَ منها مُعْلِيَاً ما شادَهُ
جَدُّكَ المنصورُ من بُنيانِها
لكَ في المَحْلِ يدٌ هَطّالة ٌ
يخجلُ الأنواءُ من تَهْتانِها
سالَ وادي جُودِها حتى لقدْ
غَرِقَ الإعْسَارُ فِي طُوفَانِهَا
طُلْتَ أَفْلاَكَ الدَّرَارِيِّ عُلاً
فَکسْمُ بِالْفَخْرِ عَلَى كَيْوَانِهَا
فَرَسُولُ اللَّهِ مِنْ جُرْثُومَة ٍ
عُودُكَ الناضرُ من عِيدانِها
يا بني العبّاسِ أنتمْ نَبعُها
وقُريشٌ بعدُ من شِرْيانِها
أنتمُ الذُّروة ُ من غاربِها
أنتمُ المُقلة ُ من إنسانِها
أنتمُ الساداتُ من أَجوادِها
والكُماة ُ الحُمْسُ من فُرسانِها
أنتمُ للناسِ أعلامُ هُدى ً
يَلْتَجي الساري إلى نِيرانِها
أنتمُ في الحشرِ ذُخرٌ يومَ لا
ينفعُ النفْسَ سِوى إيمانِها
يَوْمَ لاَ تَحْبَطُ أَعْمَالُ فَتًى
حُبُّكُمْ في كفَّتَيْ مِيزانِها
وَذُنُوبٌ أَوْبَقَتْنِي كَثْرَة ً
بكُمُ أطمعُ في غُفرانِها
كعبة ُ اللهِ التي حرَّمَها
أنتمُ الجِيرَة ُ من جِيرانِها
ينْفَدُ الدهرُ وكمْ من أثَرٍ
لكمُ باقٍ على أركانِها
لكمُ الفضلُ على ساداتِها(33/163)
شِيبِهَا وَالْغُرِّ مِنْ شُبَّانِهَا
أُنْفِذَ الْمَبْعُوثُ مِنْكُمْ هَادِياً
عُرْبَها الضُّلاّلَ من طُغيانِها
ذادَها عن موقِفِ الشِّركِ وقدْ
عكفَتْ جهلاً على أَوثانِها
رَحَضَ اللَّهُ بِكُمْ أَدْنَاسَهَا
حَيْثُ كَانَ الْكُفْرُ مِنْ أَدْيَانِهَا
أنتمُ زَحْزَحْتُمُ الأَذْواءَ عنْ
مُلْكِهَا وَالْفُرْسَ عَنْ أَيوَانِهَا
يَا لَهَا مِنْ أَسَلٍ سَالَتْ بِهَا
أَنْفُسُ الْبَغْيِ عَلَى خِرْصَانِهَا
وسقَتْ من عبدِ شمسٍ سُمْرُها
ما أَثارَ الوِتْرُ من أضغانِها
عُصْبَة ٌ مِنْ هَاشِمٍ تَأْيِيدُهَا
يُوقِعُ الأَعْدَاءَ فِي خِذْلاَنِهَا
رفعَ اللهُ لها ألوِيَة ً
كُتِبَ النَّصْرُ عَلَى عِقْبَانِهَا
تُؤْمِنُ الأَبْطَالَ فِي الرَّوْعِ بِهَا
وَالسُّرَيْجِيَّاتُ فِي أَيْمَانِهَا
فإذا ما ركِبَتْ في مأزِقٍ
أُسْدُهَا الْغُلْبُ عَلَى عِقْبَانِهَا
تُسلَبُ الأغمادُ عن روْضاتِها
وَعَيَابُ السَّرْدِ عَنْ غُدْرَانِهَا
وغدَتْ تُوطِئُ أعناقَ العِدى
فَضْلَ مَا تَسْحَبُ مِنْ مُرَّانِهَا
فالكُماة ُ الصِّيدُ في يومِ الوَغى
كُومُها والوحشُ من ضِفانِها
بالإمامِ المُستضيءِ اكْتسبَتْ
شَرَفاً يُرْبِي عَلَى عَدْنَانِهَا
قَرْمِهَا مَاجِدِهَا سَيِّدِهَا
طَودِها مِطعامِها مِطعانِها
خيرِ من داسَ الثَّرى من رَجْلِها
وَکمْتَضَى الْغَارِبَ مِنْ رُكْبَانِهَا
يا أميرَ المؤمنينَ اجْتَلِها
حُرَّة ً بَالَغْتُ فِي إحْصَانِهَا
غُرَراً تبقى بقاءَ الدهرِ ما
سارَ في مَدحِكَ من دِيوانِها
عُرُباً أَنسابُها تعرفُها
مِنْ قَوَافِيهَا وَمِنْ أَوْزَانِهَا
بَدَوِيَّاتٍ إذَا حَاضَرْتَهَا
فَاحَ عَرْفُ الشِّيحِ مِنْ أَرْدَانِهَا
رَعَتِ الآدَابَ حِيناً تَجْتَنِي
مِنْ خُزَامَاهَا وَمِنْ سَعْدَانِهَا
طلبَ الناسُ لها عَيباً فما
عَابَهَا شَيْءٌ سِوَى حِدْثَانِهَا
أخرسَتْ كلَّ فصيحٍ فغدا
يُفْصِحُ الحاسدُ باسْتِحسانِها
نشأَتْ في ظلِّكَ السابغِ لا(33/164)
فِي رُبَى نَجْدٍ وَلاَ غِيطَانِهَا
مَدحُها الوَحيُ إذا ما اسْتَمْلَتِ الشُّعراءُ الشِّعرَ من شَيطانِها
ـشُّعَرَاءُ الشِّعْرَ مِنْ شَيْطَانِهَا
تَخَذَتْهُ قالَة ُ الشِّعرِ فلوْ
أَنْصَفَتْهُ كَانَ مِنْ قُرْآنِهَا
لم تزَلْ مُحسِنة ً في مدحِها
فَکجْزِهَا الْحُسْنَى عَلَى إحْسَانِهَا
وَکقْتَنِعْ مِنْهَا بِمَا فِي وُسْعِهَا
لاَ تَكَلِّفْهَا سِوَى إمْكَانِهَا
وابْقَ مَرهوبَ السُّطا ما انْتسبَتْ
أُسْدُ خَفّانٍ إلى خَفّانِها
وَسَطَتْ جَائِرَة ً فِي حُكْمِهَا
سَورَة ُ الخَمرِ على نَدْمانِها
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> صَحِبْنا في بَطالَتِهِ سعيداً
صَحِبْنا في بَطالَتِهِ سعيداً
رقم القصيدة : 26668
-----------------------------------
صَحِبْنا في بَطالَتِهِ سعيداً
وأخلَصْنا المَودّة َ واجتهَدْنا
وقُلنا نَرتَجيكَ إذا ارتضاهُ الخليفة ُ للعُلى سكَناً وخِدْنا
ـخَلِيفَة ُ لِلْعُلَى سَكَناً وَخِدْنَا
وكم أمَلٍ بخِدمتِهِ عَدَقْنا
وَعَقْدٍ بِالْوَلاَءِ لَهُ عَقَدْنَا
وَكَانَ لَنَا دُنُوٌّ وَکقْتِرَابٌ
لديهِ فمنذُ قَدَّمَهُ بَعُدْنا
تَجَهَّمَ مَا عَهِدْنَا مِنْهُ طَلْقاً
وأصبحَ عابساً ما كانَ لَدْنا
وصِرنا إنْ أردْناهُ لأمرٍ
ووافَيْناهُ خالَفَ ما أردْنا
فيَمنعُنا العطاءَ إذا سألْنا
وَيَنْقُصُنَا إذَا نَحْنُ کسْتَزَدْنَا
رُمِينَا مِنْ سَعَادَتِهِ بِنَحْسٍ
فَلَوْ قُضِيَ النُّحُوسُ لَهُ سَعِدْنَا
فكيفَ لنا بصَرْفٍ وانقِطاعٍ
فنَصْدُرَ مُدبِرينَ كما ورَدْنا
ولا عادَ الزمانُ لنا بعَطفٍ
متى صَحَّ الخِلافُ لنا فَعُدْنا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> وجهُ سعيدٍ إذا تأمَّلَهُ
وجهُ سعيدٍ إذا تأمَّلَهُ
رقم القصيدة : 26669
-----------------------------------
وجهُ سعيدٍ إذا تأمَّلَهُ
ـنَّاظِرُ رَاقَتْ لَهُ مَحَاسِنُهُ
وَمَاءُ حَمَّامِهِ مَعِينٌ فَمَا
تَنْفَكُّ مَمْلُوءَة ً خَزَائِنُهُ(33/165)
أَجَادَ وَقَّادُهُ الْوَقُودَ لَهُ
فهْوَ جَحيمٌ رِضْوانُ خازِنُهُ
العصر العباسي >> البحتري >> تفتأ عجبا بالشيء تدكره
تفتأ عجبا بالشيء تدكره
رقم القصيدة : 2667
-----------------------------------
تفتأ عجبا بالشيء تدكره
وإن تولى أو انقضى عصره
ذكرت من واسط وبارحها
ليل السواجير ساجياً سحره
وزائر زار من أعقته
يميل وزنا بأنسه ذعره
كأنه جاء منجزا عدة،
وبت في الراقبين أنتظره
لم أنسه موشكا على عجل
مدامجا في الحديث يختصره
كأنما الكاشحون قد خرصوا
مكانه أو أتاهم خبره
وقد دعا ناهيا فأسمعني
وخط على الرأس مخلس شعره
شيب أرتني الأسى أوائله
فليت شعري ماذا تري أخره؟
صغر قدري في الغانيات، وما
صغر صبا تصغيره كبره
ولي فؤاد دنت إفاقته
فانزاح إلا صبابة سكره
بين التكاليف والنزوع فما
تأخذه لوعة ولا تذره
كل امرئ مرصد لعاقبة
ساوى إليها رجاءه حذره
لا تسخط المصعد المهول إذا
كان إلى ما ترضاه منحدره
تثوب حال الفتى وإن لج صر
ف الدهر يجني عليه أو يتره
ثؤوب ذي الأثر إن يعد صنع
له صقالا يوما يعد له أثره
هل يلقيني إلى رباع إبي الـ
ــجيش خطار التغوير أو غرره
مخيم في دمشق من دونه الـ
ـخرق، بعيد من دوره صدره
أعارها ن ضيائه، وغدا
فخراً لها مجده ومفتخره
كاد دجى الليل من طلاقته
يقمر والأفق ساقط قمره
وبين أسوان والفرات زها
رعية ما يغبها نظرة
تبلغ أوطارها، وتعلمه
مجتمعا في صلاحها وطره
يقصر شأو الملوك عن ملك
نجله دونهم ونجتهره
أغر منهم، والشهر آنسه
لطالب ذي لبانة غرره
منى له الله حظنا معه،
ويغرق البحر وافيا غزره
والصنع إذ يرتجيه آمله
مرجاً إلى أن يسوقه قدره
كالسهم لا يكتفي بوحدته الـ
ـقانص حتى يعينه وتره
وقد كفى غول دهره جبل
يعظم عن أهل دهره خطره
يخشى شذاه، وغير مغتبط
نفع مرجى لا يختشى ضرره
إن سار عاد النهار من رهج الـ
ـزحوف ليلاً يسود معتكره
فالجو كابي الأرواق أكلفها
والماء طرق نميره كدره
عبء على الواصفين تؤثر أخـ(33/166)
ــبار نداه، وتقتفى سيره
إذا علا في بهاء منظره
أربى عليه في الحسن مختبره
كالغيث ما عينه ببالغة
بعض الذي راح بالغاً أثره
لفا عتاد مما يراه لنا
ننفقه تارة وندخره
يثلم في وفر لابس مقة
يكاد حبا لحظه يفره
أزهر، والروض لا يروقك أو
يحكي مصابيح ليله زهره
نخيل حتى نرى النجاح على
ظاهر بشر مبينة بشره
والغيم محبوكة طرائقه
أحجى من الصحو يبتغى مطره
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قُلْ لكريمِ الدِّينِ يا
قُلْ لكريمِ الدِّينِ يا
رقم القصيدة : 26670
-----------------------------------
قُلْ لكريمِ الدِّينِ يا
نجمَ العُلى وخِدْنَها
قَصَائِدُ الْمَدْحِ الَّتِي
تشهتَ بها كأنّها
مِنْ قُبْحِهَا وَالْجَهْلُ فِي
عينَيْكَ قد حسَّنَها
وَازِنَة ٌ لاَ يَسْتَخِفُّ
السامِعونَ وَزْنَها
فما أرى أبرَدَ منْ
فَنِّكَ إلاَّ فَنَّهَا
دَوَّنْتَهَا عُجْباً بِهَا
واللهُ قد دوَّنَها
عَيْنُكَ إنْ قَرَّتْ بِهَا
فَاللَّهُ قَدْ سَخَّنَهَا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قد دخَلْنا حَمّامَكُمْ فرأَيْنا
قد دخَلْنا حَمّامَكُمْ فرأَيْنا
رقم القصيدة : 26671
-----------------------------------
قد دخَلْنا حَمّامَكُمْ فرأَيْنا
عجَباً من تَجمُّعِ الضِّدَّيْنِ
بَارِدُ الْمَاءِ وَالْوَقُودِ جَمِيعاً
فَهْوَ لِلْمُسْتَحِمِّ سُخْنَة ُ عَيْنِ
وَبِهِ قَيِّمٌ بَغِيضٌ غَلِيظٌ
عَابِسُ الْوَجْهِ قَالِصُ الْمِنْخِرَيْنِ
قَيِّمٌ غَيْرُ قَيِّمٍ خَشُنَتْ مُدْ
يَتُهُ وَهْوَ نَاعِمُ الْكَفَّيْنِ
بيَدٍ كالحريرِ لا يرفعُ الأَوْ
سَاخَ تَدْلِيكُهَا عَنِ الْمَنْكِبَيْنِ
وَيَدٍ كَرُّهَا يُغَادِرُ فِي النَّا
سِ كُلوماً شَلَّتْ إذاً من يَدَيْنِ
فخذوا لي منهُ القَصاصَ فقدْ أَوْ
بَقني بالجِراحِ في الأخْدَعَيْنِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أبو عليٍّ قدْ تَجافاني
أبو عليٍّ قدْ تَجافاني
رقم القصيدة : 26672(33/167)
-----------------------------------
أبو عليٍّ قدْ تَجافاني
وكانَ من أكبرِ خُلاّني
وكان مَشغوفاً بذِكري فقدْ
أعرَضَ عنّي وتَناساني
واعْتلَّ رَسْمي عندَهُ بعدَ ما
صَحَّ لَهُ سِرِّي وَإعْلاَنِي
وَقَدْ مَضَى عَامٌ وَقَدْ كَرَّ بِالْـ
ـمَطْلِ عَلَى أَعْقَابِهِ ثَانِي
وليسَ لي منهُ سِوى أنّهُ
يَبعثُ لي أَقراصَ بُرْشانِ
كَأَنَّنِي رَاهِبُ قِلاَّيَة ٍ
مِنْ بَعْضِ قِلاَّيَاتِ نَجْرَانِ
فانصِتْ لكَ الخيرُ إلى شاعرٍ
يَبِيعُكَ الشِّعْرَ بِرُغْفَانِ
وَکفْطِرْ وَعَيِّدْ مَعْ تَوَانِيكَ فِي
إنْفَاذِ رَسْمِي أَلْفَ نِيسَانِ
فَلَيْسَ فِي الْحَلْوَاءِ لِي مَطْمَعٌ
فِيكَ وَفِي الْبُرْشَانِ قَوْلاَنِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لاَ شَكَّ أَنَّكَ بَعْدَ مَا فَارَقْتَنِي
لاَ شَكَّ أَنَّكَ بَعْدَ مَا فَارَقْتَنِي
رقم القصيدة : 26673
-----------------------------------
لاَ شَكَّ أَنَّكَ بَعْدَ مَا فَارَقْتَنِي
وَوَعَدْتَنِي بِالتَّمْرِ وَالسِّيْلاَنِ
فَكَّرْتَ فِي إنْجَازِ وَعْدِكَ لِي وَقُلْـ
ـتَ التَّمْرُ أَنْفَعُ لِي مِنْ الإخْوَانِ
وَأَمِنْتَ أَنْ تَسْرِي إلَيْكَ قَوَارِضٌ
مِنِّي تَصُكُّ مَسَامِعَ الآذَانِ
فَأَصِخْ لَهُنَّ فَمَا إخَالُكَ جَامِعاً
بينَ السكوتِ عليَّ والحِرمانِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا علاءَ الدينِ المُرَجّى أَعِنّي
يا علاءَ الدينِ المُرَجّى أَعِنّي
رقم القصيدة : 26674
-----------------------------------
يا علاءَ الدينِ المُرَجّى أَعِنّي
وَأَجِرْنِي مِمَّا دَهَانِي أَجِرْنِي
من عجوزٍ شَمطاءَ ذاتِ نِصابٍ
تَتَجَنَّى عَدِمْتَ ذَاكَ التَّجَنِّي
بَالَغَ الْوَاصِفُونَ فِيهَا وَقَالُوا
طِفلة ُ السِّنِّ ذاتُ مالٍ وحُسْنِ
فَتَزَوَّجْتُهَا وَقَدْ بَاعَدَ اللَّهُ
بقُربي منها السعادة َ عنّي
طَمْعاً أَنْ تَقِرَّ عَيْنِي وَأَنْ يَنْـ(33/168)
ـعَمَ بَالِي فَخَيَّبَ اللَّهُ ظَنِّي
غَيْرَ أَنِّي عُوِّضْتُ أَحْسَنَ مِنْهَا
إنْ تَأَمَّلْتُ وَهْيَ أَفْقَرُ مِنِّي
فَتوصَّلْ إلى خَلاصي منها
وأحِنِّي فقدْ حصلْتُ برَهْني
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَحَقُّ دارٍ وأَولى أنْ نُهَنِّيها
أَحَقُّ دارٍ وأَولى أنْ نُهَنِّيها
رقم القصيدة : 26675
-----------------------------------
أَحَقُّ دارٍ وأَولى أنْ نُهَنِّيها
دَارٌ عَلَى السَّعْدِ قَدْ شِيدَتْ مَبَانِيهَا
لَهَا الْهَنَاءُ وَللدُّنْيَا بِمُلْكِكُمُ
يَا مَنْ بِهِمْ تَفْخَرُ الدُّنْيَا وَمَنْ فِيهَا
وهلْ يُهَنّا بدارٍ حَلَّها ملِكٌ
دَانَتْ لَهُ الأَرْضُ قَاصِيهَا وَدَانِيهَا
حَلَلْتُمُوهَا فَحَلَّ الْجُودُ سَاحَتَهَا
وَجَاشَ بَحْرُ الْعَطَايَا فِي نَوَاحِيهَا
فلا خلَتْ منكُمُ أوطانُها أبداً
فَإنَّهَا صُوَرٌ أَنْتُمْ مَعَانِيهَا
زادَتْ بكم شرَفاً تبقى مآثِرُهُ
على الزمانِ وتَعظيماً وتَنوِيها
فَلاَ الزَّمَانُ عَلَى فَخْرٍ يُنَازِعُهَا
ولا الكواكبُ في مجدٍ تُدانِيها
تَخْتَالُ تِيهَا عَلَى الْجَوْزَاءِ شُرْفَتُهَا
وغيرُ بِدعٍ أنِ اختالَتْ بكمْ تِيها
إذَا تَفَاخَرَتِ الآثَار
ُ فَکحْتَبَتِ الأَهْرَامُ
فهلْ يَعُدّانِ ملْكاً مثلَ مالِكِها
أَوْ يَفْخَرَانِ بِبَانٍ مِثْلِ بَانِيهَا
بِالْمُسْتَضِيءِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَتْ
أَرْكَانُهَا وَسَمَتْ مَجْداً مَرَاقِيهَا
لِلْفَخْرِ وَالإيوَانُ تَالِيهَا
بحُسنِ سِيرَتِهِ فيها وراعِيها
خَيْرُ الْبَرِيَّة ِ مَاشِيهَا وَرَاكِبِهَا
نَعَمْ وَحَاضِرِهَا طُرًّا وَبَادِيهَا
أضحَتْ بهِ كعبة ً للجُودِ يَسعَدُ را
جِيهَا وَيُنْعَشُ بِالإحْسَانِ عَافِيهَا
مَا صَافَحَتْ كَفُّ بُؤْسٍ كَفَّ آمِلِهَا
ولا رأى وجهَ بأسٍ من يُرَجِّيها
وقد عرَفتُ يقيناً مُذْ عرَسْتُ بها
مَدَائِحِي فِيكُمُ أَنْ سَوْفَ أَجْنِيهَا
وهل تَخيبُ يدٌ مُدَّتْ اناملُها(33/169)
إلى يدٍ تملأُ الدنيا أَيادِيها
رُدُّوا بنفحة ِ جُودٍ من عطائكُمُ
حَيَاة َ نَفْسِي فَقَدْ مَاتَتْ أَمَانِيهَا
وابْقَوْا يَدومُ لكمْ فيها السرورُ ولا
تزالُ آهلة ً منكمْ مضغانِيها
تُمْسي بأبوابِها الآمالُ مُحدِقَة ً
حتى يَغَصَّ بوَفدِ الحَمدِ نادِيها
وعِشتُمُ في نعيمٍ لا انقضاءَ لهُ
وغَبطة ٍ ما حَدا الأظعانَ حادِيها
في دولة ٍ لا يُذِلُّ الدهرُ ناصِرَها
ولا تَروعُ الليالي من يُوالِيها
فالنُّجْحُ رائدُها فيما تحاولُهُ
وَالنَّصْرُ عَادَتُهَا فِيمَنْ يُعَادِيهَا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> وَکجْتِمَاعٍ س
وَکجْتِمَاعٍ س
رقم القصيدة : 26676
-----------------------------------
وَکجْتِمَاعٍ س
َمَحَ الْوَصْـ
يَا جَوَاداً مَا رَأَى قَـ
ـدِّينِ فِي الأَجْوَادِ قُدْوَهْ
شَقْوَتي ما تَنقضي في
ـبِّ لَهُ شَوْقاً وَصَبْوَهْ
مَلَكَتْ قَلْبِي وَقَدْ كَا
نَ من الحُبِّ بنَجوَهْ
يا مَليحَ الدَّلِّ زِدْ جَوْ
ـعِشْقِ فِي حُبِّكَ أُسْوَهْ
وأَما والثَّغرِ يُصيبُني لَمى ً فيهِ وحُوَّهْ
تَمزُجُ القهوة َ لي منْ
رِيقِكَ الْعَذْبِ بِقَهْوَهْ
قَسَماً إنَّ عِمَادَ الـ
ونفْساً وأُبُوّهْ
وسَما من مجدِهِ البا
ـدُّنَا فِي الْوُدِّ إخْوَهْ
وشأى حاتمَ في الجُو
فَکفْرِ عَنْ جِسْمِي أَذَاهُ
لم يُحِلْ عهدَكَ ما
أُوتيتَ من حالٍ وثَروَهْ
يا أتَمَّ الناسِ جُوداً
وَحَيَاءً وَفُتُوَّهْ
وَادِعَ الْهِمَّة ِ لاَ يُقْـ
شَتوَة ً من بعدِ شَتْوَهْ
فهْوَ يَغزونا مساءً
فِي نَوَاحِيهَا وَغَدْوَهْ
فَرْوَة ٍ تُكْسِبُنِي حَوْ
لاً على البردِ وقُوّهْ
سَيِّدٌ لكِنَّهُ يَعْتَـ
رَائِعاً فِي كُلِّ نَدْوَهْ
قَلَّ أنْ أضرعَ أوْ أرْ
ـلُ بِهِ مِنْكَ وَخَلْوَهْ
ذا إباءٍ آخِذُ الرِّزْ
فَهْوَ لاَ تَجْذِبُ عِطْفَيْـ
أَتَعاطاهُ بكَدٍّ
وَيَدِي تَمْلِكُ عَفْوَهْ
غيرَ أنَّ العيشَ قد كَدَّ
رَتِ الأيامُ صَفوَهْ
بعدَ ما قد كنتَ ذا(33/170)
أَمْرٍ عَلَيْهِنَّ وَسَطْوَهْ
فاستمِعْها عَذبة َ الأ
لفاظِ في مدحِكَ حُلوَهْ
تسألُ اللهَ بأنْ يَرْ
فَفِرَا جِلِقَّ عِنْدَ الـ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَرِقْتُ للَمْعِ برقٍ حاجِرِيِّ
أَرِقْتُ للَمْعِ برقٍ حاجِرِيِّ
رقم القصيدة : 26677
-----------------------------------
أَرِقْتُ للَمْعِ برقٍ حاجِرِيِّ
تألَّقَ كاليَمانِي المَشْرَفيِّ
أَضَاءَ لَنَا الأَجَارِعَ مُسْبَطِرًّا
إلَيْهِ بِكُلِّ شَيْطَانٍ غَوِيِّ
كَأَنَّ وَمِيضَهُ لَمْعُ الثَّنَايَا
إذا ابتسمَتْ وإشراقُ الحَلِيِّ
فأَذكَرَني وجوهَ الغِيدِ بِيضاً
سَوالِفُها ولمْ أكُ بالنَّسِيِّ
ولَيلى بعدُ ما مطلَتْ ديوني
ولا حالَتْ عنِ العهدِ الوفِيِّ
مُنعَّمة ٌ شَقِيتُ بها ولولا الهوى ما كنتُ ذا بالٍ شَقيِّ
مِلْتُمْ عَلَى ذِي الْـ
ـقَرَابَة ِ لِلبَعِيدِ الأَجْنَبِيِّ
إذا نظَرَتْ بطَرفٍ بابِليِّ
أَتِيهُ صَبَابَة ً وَتَتِيهُ حُسْناً
فوَيلٌ للشجِيِّ من الخَلِيِّ
إذا اسْتشفَيْتُها وَجدي رمَتْني
ولولا حُبُّها لم يُصْبِ قلبي
سَنا برقٍ تألَّقَ في حَبِيِّ
أَجَابَ وَقَدْ دَعَانِي الشَّوْقُ دَمْعِي
وقِدْماً كنتُ ذا دمعٍ عَيِيِّ
وقفتُ على الديارِ فما أَصاخَتْ
مَعالمُها لمُحترِقٍ بَكِيِّ
أُرَوِّي تُربَها الصادي كأنّي
نَزَحْتُ الدَّمْعَ فِيهَا مِنْ رَكِيِّ
ولو أكرَمْتِ دمعَكِ يا شؤوني
بكَيتِ على الإمامِ الفاطِميِّ
عَلَى الْمَقْتُولِ ظَمْآناً فَجُودِي
على الظمآنِ بالجَفنِ الرَّوِيِّ
فَمَا عَطَفَ الْبُغَاة ُ عَلَى الْفَتَاة ِ الْـ
حِمى الإسلامِ والبطلِ الكَمِيِّ
على الباعِ الرَّحيبِ إذا ألمَّتْ
بهِ الأزَماتُ والكفِّ السخِيِّ
على أَندى الأنامِ يداً ووجهاً
وأرجَحِهِمْ وَقاراً في الندِيِّ
وخيرِ العالَمينَ أباً وأُمّاً
وأطهرِهمْ ثَرى عِرْقٍ زَكِيِّ
فما دفَعوهُ عن حسَبٍ كريمٍ
وَلاَ ذَادُوهُ عَنْ خُلْقٍ رَضِيِّ(33/171)
لَقَدْ قَصَمُوا عُرَى الإسْلاَمِ عَوْداً
وبَدءاً في الحُسَيْنِ وفي عَلِيِّ
وَيَوْمُ الطَّفِّ قَامَ لِيَوْمِ بَدْرٍ
بأخذِ الثأرِ من آلِ النبيِّ
فثَنَّوْا بالإمامِ أمَا كَفاهُمْ
ضلالاً ما جنَوْهُ على الوَصِيِّ
وأَسْرى عن قلوبٍ قاسِياتٍ
بِأَطْرَافِ الأَسِنَّة ِ وَالْقِسِيِّ
يَبِيعُونَ الدِّمَاءَ عَلَى کنْتِهَاكِ
الْمَحَارِمِ جِدَّ مِقْدَامٍ جَرِيِّ
أَطَافُوا مُحْدِقِينَ بِهِ وَعَاجُوا
عليهِ بكلِّ طِرْفٍ أَعْوَجِيِّ
بِكُلِّ مُثَقَّفٍ لَدْنٍ وَعَضْبٍ
سُرَيْجِيٍّ ودِرعٍ سابُرِيِّ
فَأَنْحْوْا بِالصَّوَارِمِ مُسْرِعَاتٍ
على البَرِّ النقيِّ ابنِ النقِيِّ
وُجُوهُ النَّارِ مُظْلِمَة ً أَكَبَّتْ
عَلَى الْوَجْهِ الْهِلاَلِيِّ الْوَضِيِّ
فيا لكَ من إمامٍ ضَرَّجُوهُ
من القاني بخِرْصانِ القُنِيِّ
بَكَتْهُ الأَرْضُ إجْلاَلاً وَحُزْناً
لِمَصْرَعِهِ وَأَمْلاَكُ السُّمِيِّ
وَغُودِرَتِ الْخِيَامُ بِغَيْرِ حَامٍ
يُناضلُ دُونَهُنَّ ولا وَلِيِّ
ولا بذلوا لخائفة ٍ أماناً
ولا سمُحُوا لظمآنٍ بَرِيِّ
ولا سَفَروا لِثاماً عن حياءٍ
ولا كرَمٍ ولا أنْفٍ حَمِيِّ
وساقُوا ذَوْدَ أهلِ الحقِّ ظُلماً
وَعُدْوَاناً إلَى الْوِرْدِ الْوَبِيِّ
وساروا بالكرائمِ من قُريشٍ
سبايا فوقَ أكوارِ المَطِيِّ
فَيَاللَّهِ يَوْمَ نَعَوْهُ مَاذَا
وَعَا سَمْعُ الرَّسُولِ مِنَ النَّعِيِّ
وَلَوْ رَامَ الْحَيَاة َ نَجَا إلَيْهَا
بعَزمَتِهِ نَجاءَ المَضْرَحِيِّ
فَيَا عُصَبَ الضَّلاَلَة ِ كَيْفَ جُزْتُمْ
عِناداً عن صِراطِكُمُ السَّوِيِّ
فألقَيتُمْ وعهدُكمُ قريبٌ
وراءَ ظهورِكُمْ عهدَ النبيِّ
وأخفَيتُمْ نِفاقَكُمُ إلى أنْ
وَثَبْتُمْ وَثْبَة َ الذِّئْبِ الضَّرِيِّ
وأبدَيتُمْ حقودَكُمُ وعُدتُمْ
إلَى الدِّينِ الْقَدِيمِ الْجَاهِلِيِّ
وبَيعُكُمُ لأُخراكُمْ سِفاهاً
بمَنزورٍ من الدنيا بَلِيِّ
وَحَسْبُكُمُ غَداً بِأَبِيهِ خَصْماً(33/172)
إذا عُرفَ السَّقيمُ من البَرِيِّ
صَلَيْتُمُ حِزبَهُ بَغياً وأنتمْ
لِنَارِ اللَّهِ أَوْلَى بِالصَّلِيِّ
وَحَرَّمْتُمْ عَلَيْهِ الْمَاءَ لُؤْماً
وإشفاقاً إلى الخلْقِ الدَّنِيِّ
وَفِي صِفِّينَ عَانَدْتُمْ أَبَاهُ
وأعرضْتُمْ عنِ الحقِّ الجَلِيِّ
وَخَادَعْتُمْ إمَامَكُمُ خِدَاعاً
أتَيْتُمْ فيهِ بالأمرِ الفَرِيِّ
إمَاماً كَانَ يُنْصِفُ فِي الْقَضَايَا
وَيَأْخُذُ لِلضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيِّ
فأنكرْتُمْ حديثَ الشمسِ رُدَّتْ
لهُ وطَوَيْتُمُ خبَرَ الطَّوِيِّ
فَجُوزِيتُمْ لِبُغْضِكُمُ عَلِيًّا
عَذَابَ الْخُلْدِ فِي الدَّرَكِ الْقَصِيِّ
سأُهدي للأئمّة ِ من سَلامي
وَغُرِّ مَدَائِحِي أَزْكَى هَدِيِّ
سَلاَماً أُتْبِعُ الْوَسْمِيَّ مِنْهُ
عَلَى تِلْكَ الْمَشَاهِدِ بِالْوَلِيِّ
وَأَكْسُو عَاتِقَ الأَيَّامِ مِنْهُ
حَبائرَ كالرِّداءِ العَبقرِيِّ
حِسَاناً لاَ أُرِيدُ بِهِنَّ إلاَّ
مَسَاءَة َ كُلِّ بَاغٍ خَارِجِيِّ
يَضِيعُ لَهَا إذَا نُشِرَتْ أَرِيجٌ
كَنَشْرِ لَطَائِمِ الْمِسْكِ الذَّكِيِّ
كأنفاسِ النسيمِ سَرى بلَيلٍ
يَهُزُّ ذَوائبَ الوَردِ الجَنِيِّ
وَزَوْرَاءِ الْعِرَاقِ وَأَرْضِ طُوسٍ
سَقَاهَا الْغَيْثُ مِنْ بَلَدٍ قَصِيِّ
وَأَسْبَلَ صَوْبَ رَحْمَتِهِ دِرَاكاً
عَلَيْهَا بِالْغُدُوِّ وَبالْعَشِيِّ
فذُخْري للمَعادِ ولاءُ قَومٍ
بهمْ عُرِفَ السعيدُ من الشقِيِّ
كَفاني عِلمُهمْ أنّي مُعادٍ
عَدوَّهُمُ مُوالٍ للوَلِيِّ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا قالَة َ الشِّعرِ أَما
يا قالَة َ الشِّعرِ أَما
رقم القصيدة : 26678
-----------------------------------
يا قالَة َ الشِّعرِ أَما
فِيكُمْ فَتًى ذُو مَحْمِيَهْ
يأنفُ أنْ يَغشى مَقا
ماتِ السؤالِ المُخزِيَهْ
إلى متى جفونُكمْ
على قَذاها مُغْضِيَهْ
وكم تموتونَ بأَدْ
واءِ الهمومش المُدوِيَهْ
دَعُوا المديحَ وابْرُدوا
وَهْيَ رِحَابُ الأَقْنِيَهْ(33/173)
فَذَمُّ أولادِ الزِّنا
ءِ فِيهِ بَعْضُ التَّسْلِيَهْ
وَرُبَّمَا شَفَا الْهِجَاءُ
مِنْ قُلُوبٍ مُشْفِيَهْ
وَمَا عَلَى قَاتِلِ أَعْرَاضِ
اللِّئامِ من دِيَهْ
وعُصبة ٍ صحِبتُهمْ
لِلْفُضَلاَءِ مُضْنِيَهْ
مَا أَمَرُوا بِطَاعَة ٍ
وَلاَ نَهَوْا عَنْ مَعْصِيَهْ
تَمْشِي قَوَافِي الشِّعْرِ فِي
مدحِهمِ مُستعصِيَهْ
وتُصْحِبُ الأَوْزَانُ فِي
هِجَائِهِمْ وَالأَبْنِيَهْ
لَهُمْ نُفُوسٌ مُلِئَتْ
فَقراً وأيدٍ مُثْرِيَهْ
وَأَوْجُهٌ كَالِحَة ٌ
أَحْسَنُ مِنْهَا الأَقْفِيَهْ
نَاشِفَة ُ الأَلْوَانِ مِنْ
ماءِ الحياءِ مُكْدِيَهْ
وَمَنْطِقٌ إفْحَاشُهُ
تَخْبُثُ مِنْهُ الأَنْدِيَهْ
قَدْ قَنِعُوا مِنَ الْعُلَى
بأنْ تُشادَ الأبنيَهْ
منازلٌ أَلْيَقُ منها
بِالْهَنَاءِ التَّعْزِيَهْ
يَضِيقُ بُوعاً أَهْلُهَا
وهْيَ رِحابُ الأفنِيَهْ
كَمْ خَبَأَتْ مِنْ رِيبَة ٍ
بُيُوتُهُمْ وَالأَخْبِيَهْ
وخِسّة ٍ تحتَ الثيابِ
مِنْهُمُ وَالأَرْدِيَهْ
ما جِئْتُهمْ بمِدحَة ٍ
فِي مَوْسِمٍ وَتَهْنِيَهْ
إلاَّ وَلِي أَمَامَهَا
شَفَاعَة ٌ مُوَطِّيَهْ
وشَربَة ُ المَطبوخِ لا
بُدَّ لَهَا مِنْ تَقْوِيَهْ
تُريكَ من اخلاقِهمْ
كلَّ صباحٍ مثخزِيَهْ
ـلاَقُ اللِّئَ
امِ مُعْدِيَهْ
يا رَبِّ جَنِّبْنا طَما
ـلُوكِ غَيْرُ التَّسْمِيَهْ
وَهَبْ لَنَا قَنَاعَة ً
تَكُونُ عَنْهُمْ مُغْنِيَهْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَفْحَمَني النَّظْمُ البديعُ الذي
أَفْحَمَني النَّظْمُ البديعُ الذي
رقم القصيدة : 26679
-----------------------------------
أَفْحَمَني النَّظْمُ البديعُ الذي
فاقَتْ على الدُّرِّ مَعانيهِ
شِعرٌ كنُوّارِ أَقاحٍ نَدٍ
مَالَتْ مِنَ الطَّلِّ حَوَاشِيهِ
كَالْمَاءِ أَلْفَاظاً وَلكِنَّهُ
أَقْوَى مِنَ الصَّخْرِ قَوَافِيهِ
فبِتُّ ضِنّاً وسروراً بهِ
أُظهِرُهُ طَوراً وأُخفيهِ
نَوَّهَ باسمي فيهِ من لم يزَلْ
تَغْمُرُنِي قِدْماً أَيَادِيهِ(33/174)
العصر العباسي >> البحتري >> إذا ما حصلت عليا قريش
إذا ما حصلت عليا قريش
رقم القصيدة : 2668
-----------------------------------
إذا ما حصلت عليا قُرَيْشٌ
فَلا في العِيرِ أنْتَ ولا النّفِيرِ
وَما رَغَشَانُكَ الجَهْمَ بنَ بَدْرٍ
مِنَ الأقْمَارِ، ثمّ، وَلا البدورِ
لأيّةِ حَالَةٍ تَهْجُو عَلِيّاً،
بِمَا لَفّقْتَ مِنْ كَذِبٍ وَزْورِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> قُلْ لأَِثِيرِ الدِّينِ خِدْنِ الْعُلَى
قُلْ لأَِثِيرِ الدِّينِ خِدْنِ الْعُلَى
رقم القصيدة : 26680
-----------------------------------
قُلْ لأَِثِيرِ الدِّينِ خِدْنِ الْعُلَى
أخي الندى نَجلِ أُسودِ الشَّرى
أَنْتَ شِهَادُ الْفَضْلِ بَلْ شَمْسُهُ
وَهَضْبَة ُ الْمَجْدِ وَطَوْدُ الْحِجَى
يَا أَسْبَقَ النَّاسِ إلَى غَايَة ٍ
ويا كريمَ الفَرعِ والمُنتَمى
يا مُهدِيَ الدُّرِّ النَّظيمِ الذي
أَحْسَنَ مِنْهُ مَسْمَعِي مَا وَعَى
شِعرٌ كرَوضٍ خَضِلٍ نَبْتُهُ
بَاتَتْ أَقَاحِيهِ تَمُجَّ النَّدَى
فهْوَ على قُوّة ِ ألفاظِهِ
أَرَقُّ مِنْ مَرِّ نَسِيمِ الصَّبَا
زِدْتُ سُرُوراً وَکبْتِهَاجاً بِهِ
غَادَرْنَنِي فِي كَسْرِ بَيْتِي لَفَا
مِثْلُكَ لاَ يَفْدِي وَهَلْ تُفْتَدَى
حَصْباءُ أرضٍ بنجومِ السَّما
أنتَ حَرى ً أنْ يُصبحَ الناسُ منْ
كلِّ مُلِمٍّ لعُلاكَ الفَدى
فَکسْمَعْ تَخَطَّتْكَ الرَّزَايَا وَلاَ
مَرَّتْ بِنَادِيكَ صُرُوفُ الرَّدَى
شَوَائِبُ الدَّهْرِ وَأَحْدَاثُهُ
غادرَتْني في كَسرِ بَيتي لَفا
كَسَرْنَ حَاجَاتِي وَقَصَّرْنَ مِنْ
خَطْوِي وَمَا كُنْتُ قَصِيرَ الْخُطَا
سِيَّانِ صُبْي وَمَسَائِي فَجِنْحُ الـ
ـلَّيْلِ عِنْدِي مِثْلُ رَأْدِ الضُّحَى
فَمَهِّدِ الْعُذْرَ لِمُسْتَأْخِرٍ
مشَتْ بهِ أيامُهُ القَهْقَرى
فأنتَ لي ذُخرٌ إذا نابَني
دَهْرٌ فَنِعْمَ الذُّخْرُ وَالْمُنْتَمَى(33/175)
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> حَلَفْتُ بِمَسْرَاهَا بِحَرْبَة َ بُزَّلاً
حَلَفْتُ بِمَسْرَاهَا بِحَرْبَة َ بُزَّلاً
رقم القصيدة : 26681
-----------------------------------
حَلَفْتُ بِمَسْرَاهَا بِحَرْبَة َ بُزَّلاً
سِراعاً تَعُدُّ الحَزْنَ من مَرَحٍ سَهْلا
نَواحلَ أمثالَ القِسِيِّ نَواجِياً
كما فوَّقَ الرامي إلى غرَضٍ نَصْلا
حَوَامِلَ شُعْثاً فِي الرِّحَالِ سِوَاهُمُ
لِغَيْرِ قِلاً مَا فَارَقُوا الدَّارَ وَالأَهْلاَ
أُذِلَّتْ لَهُمْ فِي طَاعَة ِ اللَّهِ أَنْفُسٌ
كرائمُ لا يعرفْنَ بُؤساً ولا ذُلّا
يَؤُمّونَ في أَعلامِ مكّة َ مَوقِفاً
يَحُطّونَ من وَقْرِ الذنوبِ بها ثِقْلا
يَسُوقُهُمُ مِنْ نَحْوِ طَيْبَة َ تُرْبَة ٌ
تُسَاقُ لَهَا الأَمْلاَكُ فِي الْمَلإ الأَعْلَى
يميناً لقد أحْيا بجُودِ يمينِهِ
لَنَا عَضُدُ الدِّينِ السَّمَاحَة َ وَالْبَذْلاَ
وما زالتِ الأيامُ تظلمُ أهلَها
فَعَلَّمَهَا مِنْ حُسْنِ سِيرَتِهِ الْعَدْلاَ
فأمَّ نداهُ الرَّكبُ من كلِّ وُجهَة ٍ
فَيُوضِحُ مِنْ أَنْوَارِهِ لَهُمُ السُّبْلاَ
وفى لهمُ بالخِصبِ قبلَ لقائِهِ
فَمَا وَطِئُوا فِي وَطْأَة ٍ بَلَداً مَحْلاَ
إذَا صَافَحَتْ أَرْضاً سَنَابِكُ خَيْلِهِ
تَمَنَّى الأَعَادِي أَنْ يَكُونَ لَهُمْ كُحْلاَ
كَفَاكَ الْعِدَى نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ عَاجِلٌ
خفِيٌّ وما أعملْتَ رأْياً ولا نَصْلا
وَقَدْ كَانَ حُلْواً أَنْ يُذِيقَهُمُ الرَّدَى
ولكنْ مُفاجاة ُ القضاءِ لهمْ أحلى
ليَهْنِ نظامَ الدينِ سابغُ نِعمة ٍ
رآهُ أميرُ المؤمنينَ لها أهلا
هدايا أتَتْ من خيرِ خلْقٍ ووُصْلَة ٌ
أُتِيحَتْ ولمْ تَخطُبُ لها بادئاً وَصْلا
وما كانتِ الشمسُ المُنيرة ُ تَرتَضي
سِوَى الْبَدْرِ فِي أُفْقِ السَّمَاءِ لَهَا بَعْلاَ
تَخَيَّرَهُ لَدْنَ الْمَعَاطِفِ وَاضِحَ الْ
أَسِرَّة ِ مَعْسُولَ الشَّمَائِلِ مُسْتَحْلَى(33/176)
حَباها بهِ من أكرمِ الناسِ نَبعة ً
وَأَعْلاَهُمُ فَرْعاً وَأَزْكَاهُمُ أَصْلاَ
بَهَالِيلُ مِنْ قَوْمٍ يُعَدُّ وَلِيدُهُمْ
إذا استُصرِخوا يوماً لحادثة ٍ كَهْلا
لهمْ مُعجِزاتٌ في الندى فكأنّهمْ
إذا درسَتْ أعلامُهُ بُعثوا رُسْلا
إذا ركِبوا في جَحفلٍ بدَّدوا العِدى
وَإنْ جَلَسُوا فِي مَحْفِلٍ جَمَعُوا الْفَضْلاَ
فلا وجدَتْ أيدي الحوادثِ والعِدى
لِمَا عَقَدَتْ نَعْمَاؤُهُ بَيْنَهُمْ حَلاَّ
وَلاَ وَطِئَتْ غَيْرُ الْخُطُوبِ لَكُمْ حِمًى
وَلاَ بَدَّدَتْ غَيْرُ اللَّيَالِي لَكُمْ شَمْلاَ
ولا زِلتَ تُعطى فيهِ قاصية َ المُنى
إلى أنْ يُريكَ اللهُ من نَجلِهِ نَجْلا
وَحَتَّى تَرَى فِيهِ النَّجَابَة َ يَافِعاً
على أنّهُ في المَهدِ قد نالَهُ طِفلا
كأنّي به عمّا قليلٍ وقد سَما
يَمُدُّ إلى نَيلِ العُلى ساعداً عَبْلا
وسارٍ أمامَ الجيشِ ليثَ كتيبة ٍ
يَرُدُّ على أعقابِها الخيلَ والرَّجلا
يَسُودُ كَمَا سَادَ الأَنَامَ
وَيُعْطِي كَمَا أَعْطَى وَيُبْلِي كَمَا أَبْلَى
وعِشْ مُبْلِياً ثوبَ البقاءِ مُجدِّداً
مَلاَبِسَ عِزٍّ لاَ تَرِثُّ وَلاَ تَبْلَى
تُعَرِّسُ في نادِيكُمُ من مدائحي
عَرَائِسُ فِي أَثْوَابِ إحْسَانِكُمْ تُجَلَى
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَيا عضُدَ الدينِ يا من غَدا
أَيا عضُدَ الدينِ يا من غَدا
رقم القصيدة : 26682
-----------------------------------
أَيا عضُدَ الدينِ يا من غَدا
لأَِرْزَاقِنَا ضَامِناً كَافِلاَ
وَمَنْ هُوَ أَعْلَى الْوَرَى هِمَّة ً
ورأياً وأثْبَتُهُمْ كاهِلا
يُرِي اللَّيْثَ فِي سَرْجِهِ رَاكِباً
ويَذبُلُ في دَسْتِهِ مائِلا
أَعارَ المُهنّدَ من رأيِهِ المَضاربَ والصَّعْدَة َ العامِلا
ـضَارِبَ وَالصَّعْدَة َ الْعَامِلاَ
أَيحْسُنُ أنّي أُرى واقفاً
بأبوابِ غيرِكمُ سائلا
ومن بعدِ مَرعى نداكَ الخصيبِ
أنتَجِعُ البلدَ الماحِلا
وأُمسي وقد خسِرتُ صَفقَتي(33/177)
وقد ذهبَتْ خِدمَتي باطلا
وإنْ سألَ الناسُ عن قِصّتي
فماذا أكونُ لهمْ قائلا
إذا قيلَ كيفَ تركْتَ الجَوادَ
ووافَيْتَ تَمتَدِحُ الباخِلا
ومَولاكَ أكرمُ أهلِ الزمانِ
نفْساً وأوسَعُهُمْ نائلا
فَحَاشَا لإنْصَافِكَ الْكِسْرَوِيِّ
يصبحُ مِيزانُهُ مائلا
فَأُظْلَمُ دُونَ الْوَرَى وَالأَنَامِ
بدَعوتِكَ الملِكَ العادِلا
نَعَشْتَ رَفِيقِي فَغَادَرْتَهُ
غنيّاً وغادرْتَني عائلا
فَلاَ هُوَ إنْ سُمْتَهُ الإرْتِفَاقِ
كَانَ لِمَا سُمْتَهُ فَاعِلاَ
وَلاَ أَنَا جَلْدٌ عَلَى فَاقَتِي
فأُمسي لأَثقالِها حامِلا
وفي الأمرِ قد بقيَتْ خَصْلَة ٌ
تَكُونُ بِهَا بَيْنَنَا فَاصِلاَ
فإمّا تُصَيِّرُهُ كاتباً
وإمّا تُصيِّرُني غاسِلا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> ومُغَنٍّ إذا الغِناءُ شَفا الهَمَّ
ومُغَنٍّ إذا الغِناءُ شَفا الهَمَّ
رقم القصيدة : 26683
-----------------------------------
ومُغَنٍّ إذا الغِناءُ شَفا الهَمَّ
أَعارَ القلوبَ هَمّاً دَخيلا
خارِجٌ طَبعُهُ فإنْ دخلَ الدا
رَ كَرِهْنَا خُرُوجَهُ وَالدُّخُولاَ
قُلْ لَهُ لاَ أَبَا لَهُ حِينَ تَلْقَا
هُ وَحَاشَاكَ أَنْ تَكُونَ رَسُولاَ
يَا أَبَا الْفَتْحِ مَا غِنَاؤُكَ مَطْبُو
عاً وَلاَ مُؤْثَراً وَلاَ مَقْبُولاَ
مَا تَخَيَّرْتُ مِنْ كِتَابِ الأَغَانِي
لَكَ شِبْهَا إلاَّ الْخَفِيفَ الثَّقِيلاَ
لو قضى اللهُ لي بخيرٍ وللنا
سِ لكنتَ المُعَلَّقَ المَحمولا
وَلَكَمْ لَيْلَة ٍ رَعَى مِنْكَ سَمْعِي
وَفُؤَادِي مَرْعًى وَخِيماً وَبِيلاَ
جَمُدَ الدُّهنُ وهْيَ حَرَّى فَقصَّرْ
تَ فضاهَتْ يومَ القيامة ِ طُولا
ذُدْتَ عَنْ عَيْنِيَ الرُّقَادَ فَلَمْ تَبْـ
تَبعَثْ نشاطاً ولا شفَيْتَ العَليلا
فَکنْصَرِفْ عَنْ كِلاَءَة ِ اللَّهِ يَا فَتْـ
ـحُ بَغِيضاً مُوَدَّعاً مَمْلُولاَ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَمَاطَتْ لِثَاماً وَأَبْدَتْ هِلاَلاَ(33/178)
أَمَاطَتْ لِثَاماً وَأَبْدَتْ هِلاَلاَ
رقم القصيدة : 26684
-----------------------------------
أَمَاطَتْ لِثَاماً وَأَبْدَتْ هِلاَلاَ
وَرَاشَتْ نِبَالاً وَسَلَّتْ نِصَالاَ
ومَنَّتْ مُحالاً وغنَّتْ مِطالا
وصَدَّتْ مَلالاً ومَلَّتْ دِلالا
وَضَنَّتْ عَلَى مُدْنِفٍ لَمْ تَدَعْ
فُنُونُ الأَسَى مِنْهُ إلاَّ خَيَالاَ
أَبَا قَلْبُهُ أَنْ يُطِيقَ السُّلُوَّ
وعثَرَتُهُ في الهوى أنْ تُقالا
وبالجِزعِ مُنفرِدٌ بالجَمالِ
يَمِيسُ قَضِيباً وَيَرْنُو غَزَالاَ
تُغيرُ لَواحظُهُ في القلوبِ
فَتَرْجِعُ بِالسَّبْيِ مِنْهُ ثِقَالاَ
كَثِيرُ الْمَلاَلِ فَمَا بَالُهُ
عَلَى زَعْمِهِ لاَ يَمَلُّ الْمَلاَلاَ
وما شغَفي برِمالِ العقيقِ
وَلكِنْ بِمَنْ حَلَّ تِلْكَ الرِّمَالاَ
ولا أنَّ سُكّانَ ذاكَ الجَنابِ
أَسْكَنَّ قَلْبِيَ دَاءً عُضَالاَ
جَلَبْنَ لِكُلِّ خَلِيٍّ هَوًى
وأَورثْنَ كلَّ فؤادٍ خَبالا
وقلَّدْنَ بالدُّرِّ تلكَ الثغورَ
وحمَّلْنَ كلَّ قضيبٍ هِلالا
وَخِفْنَ عَلَى الْحُسْنِ أَنْ يَسْتَتِيهَ
أَلْحَاظَنَا فَکتَّخَذْنَ الْحِجَالاَ
دَنَوْنَ فَلَمَّا مَلَكْنَ الْقُلُوبَ
أَصْبَحْنَ فَوْقَ الثُّرَيَّا مَنَالاَ
عَلَى أَنَّنِي مَا خَلَعْتُ الْعِذَارَ
فِي الْحُبِّ حَتَّى لَبِسْنَ الْجَمَالاَ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا من جَلا بقدومِهِ
يا من جَلا بقدومِهِ
رقم القصيدة : 26685
-----------------------------------
يا من جَلا بقدومِهِ
الْمَيْمُونِ عَنْ عَيْنِي قَذَاهَا
وَأَعَادَ لَمَّا عَادَ أَ
يامَ السرورِ كما بَداها
ـوَّحْ نَبْتُهَا
وَدَجَى ضُحَاهَا
مُذْ غِبتَ ما أَنِستْ إلى
غُمْضٍ ولا طعِمَتْ كَراها
وتَوحَّشَتْ بغداذُ لي
لمّا بعِدْتَ وجانِباها
أمسَتْ وقدْ ودَّعتَها
عُطْلاً فلا عدِمَتْ حُلاها
عَمِيَتْ مَطَالِعُهَا فَعُدْ
تَ وَنُورُ وَجْهِكَ قَدْ جَلاَهَا
أَلْيَوْمَ أَصْبَحَ مُؤْنِقاً(33/179)
بكَ جَوُّها عَبِقاً ثَراها
يَا مَنْ لَهُ كَفٌّ تَعَـ
بِغُ ظِلِّهَا وَحَلاَ جَنَاهَا
واخْضرَّ يابسُ عُودِها
بنَداكَ واخْضلَّتْ رُباها
كَادَتْ تَمُورُ وَقَدْ عَرَا
ها من فِراقِكَ ما عراها
لكِنْ تَذَاكَرَهَا بَهَا
ءُ الدينِ فاشتدَّتْ قُواها
ذادَ الرَّدى عن ذَودِها
وَحَمَى بِسَطْوَتِهِ حِمَاهَا
كَفْوءٌ إذَا نِيطَتْ مُلِمَّا
تُ الأُمُورِ بِهِ كَفَاهَا
قلّدْتَهُ عَضْباً إذا
مَسَّ الخطوبَ بهِ بَراها
بِعَزِيمَة ٍ كَالنَّجْمِ لَمْ
تَتَعَدَّ في شَبَهٍ أَباها
مُتَقَيِّلاً لكَ لا يزا
لُ بوجهِهِ لكَ الاتِّجاها
يا دَوحة َ المجدِ الذي
شرَفُ المُظفَّرِ مُنتهاها
وعِصابة ُ المُلكِ التي
اختارَ الخليفة ُ وارْتضاها
أَلطاعِنو ثَغرِ العِدى
وَالْحَرْبُ قَدْ دَارَتْ رَحَاهَا
تشكو السيوفُ إليهمِ
قِصَراً فيُشْكيها خُطاها
بمحمّدٍ شادَتْ قَوا
عِدُ مَجْدِهَا وَعَلاَ بِنَاهَا
ملِكٌ إذا الأيامُ رَ
ثَّ جَدِيدُ رَوْنَقِهَا كَسَاهَا
أَفْنَى خَزَائِنَ مَالِهِ
وَشَرَى الْمَحَامِدَ فَکقْتَنَاهَا
راضَ الأمورَ فأصبحَتْ
طَوْعَ الأَزِمَّة ِ وَکمْتَطَاهَا
يُفني المَدى جَرْياً إذا
ما الخيلُ أَفناها مَداها
يا من لهُ كَفٌّ تَعلَّمَتِ السحائبُ من سَخاها
ِبُ مِنْ سَخَاهَا
تَنْهَلُّ مُغْدِقَة ً عَلَى
مَا حَادَ عَنْ نَهْجِ السَّبِيـ
لكَ في القلوبِ مَحبّة ٌ
ثَبَتَتْ فَلَمْ تُنْكَثْ قُوَاهَا
حتى كأنّكَ من ضَما
ئِرِها خُلقْتَ ومن هَواها
وَكَأَنَّمَا جَبَلَ الْقُلُو
بَ عَلَى وِدَادِكَ مَنْ بَرَاهَا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أهْلاً بطَلعة ِ زائرٍ
أهْلاً بطَلعة ِ زائرٍ
رقم القصيدة : 26686
-----------------------------------
أهْلاً بطَلعة ِ زائرٍ
فُضِحَ الدُّجَا بِضِيَائِهَا
سَمَحَ الْخَيَالُ بِوَصْلِهَا
فدنَتْ على عُدَوائِها
باتَتْ تُعاطيني المُدامَ
وكنتُ منْ أكْفائِها
فسكِرْتُ من ألحاظِها(33/180)
وَغَنِيتُ عَنْ صَهْبَائِهَا
بَيْضَاءُ قَتْلِي دَأْبُهَا
في نأْيِها وثَوائِها
فإذا دنَتْ بجفونِها
وإذا نأَتْ بجِفائِها
لا يلتقي أبداً مَوا
عِدُهَا بِيَوْمِ وَفَائِهَا
أَلشمسُ من ضَرّاتِها
والبدرُ من رُقَبائِها
وَالصُّبْحُ فَوْقَ لِثَامِهَا
والليلُ تحتَ رِدائِها
ـتَسَبَتْ إلَى حَمْرَائِهَا
تَجُولُ حولَ خِبائِها
فَالْمَوْتُ دُونَ فِرَاقِهَا
والموتُ دونَ لِقائِها
ولقدْ مرَرْتُ برَبْعِها
فَة ِ فِي ذُرَى عَلْيَائِهَا
والعِينُ في الأطلالِ سا
كِنَة ً عَلَى أَطْلاَئِهَا
فَوَقَفْتُ أَنْشُدُ فِي مَطَا
ـدُّنْيَا عَلَى أَبْنَائِهَا
يا مُوحِشَ العَينِ التي
أَنِسَتْ بِطُولِ بُكَائِهَا
غادرْتَ بينَ جوانحي
نفْساً تموتُ بدائِها
أَشْفَتْ فَكُنْتَ شِفَاءَ عِـ
وَأَنْتَ فِي سَوْدَائِهَا
فَإذَا بَخِلْتَ بِنَظْرَة ٍ
سَمَحَتْ بِجَمَّة ِ مَائِهَا
فَكَأَنَّهَا كَفُّ الْخَلِيفَة ِ
أَسْبَلَتْ بِعَطَائِهَا
ـلَتِهَا وَشَمْسُ ضَحَائِهَا
ـاضِينَ مِنْ خُلَفَائِهَا
فَإذَا تَخَمَّطَ فِي وَغًا
خَضَبَ العِدى بدمائِها
مُضَرِيَّة ٌ تُنْمَى إذَا کنْـ
ئِبُهُ عَلَى أَعْدَائِهَا
مَلِكٌ يَحِلُّ مِنَ الْخِلاَ
جَمَالِهَا وَبَهَائِهَا
ـعَزَمَاتِ مِنْ آرَائِهَا
مَا أَجْدَبَتْ أَرْضٌ وَصَـ
وَنَهَضْتَ مُضْطَلِعاً بِمَا
حُمِّلْتَ من أعبائِها
يرمي مواضعَ نَقْبِها
ـوْبُ نَدَاهُ مِنْ أَنْوَائِهَا
مِنْ عُصْبَة ٍ لاَ تَمْلِكُ الأَيَّا
مُ رَدَّ قَضَائِهَا
لا يُرتَضى من عاملٍ
عمَلٌ بغيرِ وَلائِها
تَسْتَنْزلُ الْبَرَكَاتِ مَا
قَنِطَ الثَّرى بدُعائِها
لا تدركُ الأَفْهامُ غا
يَة َ حَمْدِهَا وَثَنَائِهَا
بِأَبِي مُحَمَّدٍ الإمَا
مِ نمَتْ فروعُ عَلائِها
يا بهجة َ المجدِ التي
ـبٍّ حَاذِقٍ بِدَوَائِهَا
كُشِفتْ لنا ظُلَمُ الخُطو
بِ برأيِها ورُوائِها
لَكَ رَاحَة ٌ فَضَلَتْ شَآ
بِيبَ الْحَيَا بِسَخَائِهَا
تَنْهَلُّ جُوداً فَالْحَبِيُّ(33/181)
الجَوْدُ دونَ حِبائِها
وَعَزِيمَة ٌ تَعْنُو السُّيُو
فُ لِحَدِّهَا وَمَضَائِهَا
أنتَ الغِياثُ لأُمّة ٍ
فرَّجْتَ من غَمّائِها
بدَّلْتَها من يومِ شِدَّ
تِها بيومِ رَخائِها
أَدْرَكْتَ مِنْهَا أَنْفُساً
لَمْ يَبْقَ غَيْرُ ذَمَائِهَا
عدْلاً يُؤَلِّفُ بينَ ذُؤْ
بَانِ الْفَلاَة ِ وَشَائِهَا
تَاهَتْ وَلكِنْ مَا رَأَتْـ
طالَتْ فُضولُ مُلائِها
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا مُشرِقَ البحرِ الخِضَمِّ بمائِهِ
يا مُشرِقَ البحرِ الخِضَمِّ بمائِهِ
رقم القصيدة : 26687
-----------------------------------
يا مُشرِقَ البحرِ الخِضَمِّ بمائِهِ
إسْلَمْ فقدْ هلَكَ الحَسودُ بدائِهِ
أَلْحَامِلَ الْعِبْءَ الثَّقِيلَ بِكَاهِلٍ
قُلَلُ الْهِضَابِ الشُّمُّ مِنْ أَعْبَائِهِ
ومُنيرَها رأْدَ النهارِ وقدْ دجَتْ
بِثَوَاقِبِ الْعَزَمَاتِ مِنْ أَرْآئِهِ
ومُبيدَ شَملِ المالِ حتى خِلتَهُ
أَمسى يُنافسُهُ على عَلْيائِهِ
لَمَّا طَمَا بَحْرُ الْعِرَاقِ مُزَمْجِراً
ثانية ً مُتَخَمِّطاً بغُثائِهِ
ألقى على الأرضِ الفضاءِ جِرانَهُ
حَتَّى کلْتَقَتْ حِيتَانُهُ بِظِبَائِهِ
وَرَمَى التِّلاَعَ بِمِثْلِهَا مِنْ مَوْجِهِ الْـ
ـطَّامِي وَغَادَرَ أَرْضَهُ كَسَمَائِهِ
يطأُ الشواهقَ والإكامَ بخَطْوِهِ
ويَجُرُّ بالبَيداءِ فضْلَ رِدائِهِ
أخجلَتْهُ بنَوالِك الغَمْرِ الذي
غَمَرَ الْبِلاَدَ فَجَاشَ لاِسْتِحْيَائِهِ
حَتَّى لَقَدْ ظَنَّ الْعَدُوُّ بِجَهْلِهِ
مما رأى أنْ لستَ من أَكْفائِهِ
أردَيْتَهُ بالرأيِ قبلَ نِزالِهِ
وقذفْتَهُ بالرُّعبِ قبلَ لِقائِهِ
وَرَدَدْتَهُ وَزَئِيرُ بَأْسِكَ خَارِقٌ
سمْعَيْهِ من قُدّامِهِ وورائِهِ
وَلَّى عَلَى الأَعْقَابِ يَجْمَعُ نَفْسَهُ
كَالأُفْعَوَانِ کنْسَلَّ مِنْ خِرْشَائِهِ
يا بحرُ كيفَ طلبْتَ شأْوَ محمّدٍ
مَهْلاً فَلَسْتَ الْيَومَ مِنْ نُظَرَائِهِ
هذا الذي أمسى الأنامُ بجُودِهِ(33/182)
أَسْرَى وَظَلُّوا الْيَوْمَ مِنْ طُلَقَائِهِ
فهمُ وقد حضرَ النفوسَ حِمامُها
عُتَقَاؤُهُ وَهُمُ عَبِيدُ عَطَائِهِ
إنْ يكفروكَ فلستَ أوّلَ مُنعِمٍ
نَالَتْ يَدُ الْكُفْرَانِ مِنْ نِعْمَائِهِ
يَا مَنْ يُطَارِحُهُ الْعَلاَءُ تَحَذِّياً
بِفِعَالِهِ وَتَشَبُّهاً بِسَخَائِهِ
ما أنتمُ ممّنْ يسُدُّ مَسَدَّهُ
يَوْماً وَلاَ تُبْلُونَ مِثْلَ بَلاَئِهِ
أنّى لكمْ بوَقارِهِ وسَدادِهِ
وَوَفَائِهِ وَإبَائِهِ وَمَضَائِهِ
يا من كَفاني رَيبَ دهري أنّني
أمسَيْتُ بينَ الناسِ من شُعرائِهِ
ضَاهَيْتَ نُوحاً فِي النَّجَاة ِ بِفُلْكِهِ
وَشَرِكْتَ رُوحَ اللَّهِ فِي إحْيَائِهِ
مُتَقَيِّلاً كِسْرى وليسَ بمُنكَرٍ
لَكَ مَا أَتَيْتَ وَأَنْتَ مِنْ أَبْنَائِهِ
مَا مَاتَ مَنْ أَصْبَحْتَ وَارِثَ مَجْدِهِ
يَوْماً وَلاَ مَنْ كُنْتَ مِنْ خُلَفَائِهِ
فَهَنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَطِيَّة ٌ
للهِ منكَ تُعَدُّ من آلائِهِ
دافعْتَ دونَ حَريمِهِ وبلادِهِ
وَعِبَادِهِ وَحَمَلْتَ مِنْ أَعْبَائِهِ
لم يَدْعُ نصرَكَ في مَقامِ كريهة ٍ
إلاَّ وَقُمْتَ مُلَبِّياً لِدُعَائِهِ
فلَيَحْمِدَنَّ اللهَ ما أمسيْتَ منْ
أَعْضَاءِ دَولَتِهِ وَمِنْ خُلَصَائِهِ
آلَ المُظفَّرِ أنتمُ النجمُ الذي
لا يهتدي البازي بغيرِ ضِيائِهِ
فالمجدُ مُشرِقَة ٌ بكمْ هَضَباتُهُ
وَالْمُلْكُ مَنْصُورٌ عَلَى أَعْدَائِهِ
والدِّينُ مرفوعُ العِمادِ بمجدِهِ
وَبِتَاجِهِ وَسِهَامِهِ وَبَهَائِهِ
قومٌ إذا اعتلَّ الزمانُ فعندَهمْ
تَدْبِيرُ طَبٍّ عَارِفٍ بِدَوَائِهِ
وَإذَا السِّنُونُ تَتَابَعَتْ بِجُدُوبِهَا
جادُوا وقد بخِلَ السَّحابُ بمائِهِ
يَفْدِيكُمُ فِي الْمَجْدِ كُلُّ مُقَصِّرٍ
في نفْسِهِ كَلٌّ على آبائِهِ
ما زِلتُمُ تُعطونَ وهْوَ مُبَخَّلٌ
حَتَّى لَهِجْتُ بِمَدْحِكُمْ وَهِجَائِهِ
فلْتَشْكُرَنَّكُمُ قوافي الشِّعرِ ما
اختلفَ الزمانُ بصُبحِهِ ومَسائِهِ(33/183)
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> مَنْ مُجِيرِي وَمَنْ يُجِيرُ عَلَى ذِي
مَنْ مُجِيرِي وَمَنْ يُجِيرُ عَلَى ذِي
رقم القصيدة : 26688
-----------------------------------
مَنْ مُجِيرِي وَمَنْ يُجِيرُ عَلَى ذِي
جَبَرُوتٍ تَخْشَى الْمُلُوكُ سُطَاهُ
ظَالِمٌ إنْ مَدَحْتُهُ لَمْ أَنَلْ خَيْراً
وَإنْ لَمْ أَمْدَحْهُ خِفْتُ أَذَاهُ
فَهْوَ لاَ يَشْتَرِي الْمَدِيحَ وَلاَ يَسْـ
ـمَحُ أَنِّي أَبِيعُهُ مِنْ سِوَاهُ
ليتَهُ تارِكي كَفافاً فلا أَرْ
جُوهُ فِي حَالَة ٍ وَلاَ أَخْشَاهُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَتُنْكِرُ قَتْلِي بِأَلْحَاظِهَا
أَتُنْكِرُ قَتْلِي بِأَلْحَاظِهَا
رقم القصيدة : 26689
-----------------------------------
أَتُنْكِرُ قَتْلِي بِأَلْحَاظِهَا
وَهذَا دَمِي فِي جَلاَبِيبِهَا
فللهِ ما ارتكبَتْ من دَمي
وباءَتْ على ضعْفِ تَركيبِها
فَرِفْقاً بِذِي صَبْوَة ٍ فِي هَوَاكِ
ضعيفِ العزيمة ِ مَغلوبِها
العصر العباسي >> البحتري >> إن الظباء غداة سفح محجر
إن الظباء غداة سفح محجر
رقم القصيدة : 2669
-----------------------------------
إنّ الظّبَاءَ، غَداةَ سَفحِ مُحَجَّرِ،
هَيّجْنَ حَرّ جَوًى وَفَرْطَ تَذَكُّرِ
مِن كلّ ساجي الطّرْفِ، أغيدَ أجيدٍ،
وَمُهَفْهَفِ الكَشحَينِ أحوَى أحوَرِ
أقْبَلْنَ بَينَ أوَانِسٍ مالَ الصّبَا
بِقُلُوبِهِنّ، وَبَينَ حُورٍ نفّرِ
فَبَعَثْنَ وَجداً للخَليّ، وَزِدْنَ في
بُرَحَاءِ وَجْدِ العاشِقِ المُستَهْتَرِ
للحُبّ عَهدٌ في فُؤادي لَمْ يَحِنْ
مِنْهُ السّلُوُّ، وَذِمّةٌ لَمْ تُخْفَرِ
لا أبْتَغي أبداً بسَلْمَى خُلّةً،
فَلْتَقترِبْ بالوَصْلِ، أو فَلْتَهجُرِ
قَد تَمّ حُسنُ الجَعفَرِيّ، وَلَمْ يَكُنْ
لِيَتِمّ إلاّ بالخَليفَةِ جَعفَرِ
مَلِكٌ تَبَوّأ خَيرَ دارٍ إقامة
في خَيرِ مَبدى للأنامِ وَمَحضَرِ
في رَأسِ مُشرِفَةٍ، حَصَاهَا لُؤلُؤٌ،(33/184)
وَتُرَابُهَا مِسْكٌ، يُشَابُ بعَنبَر
مُخضَرّةٌ، والغَيثُ لَيسَ بساكِبٍ،
وَمُضِيئَةٌ، واللّيلُ لَيسَ بمُقمِرِ
ظَهَرَتْ منُخَرَقِ الشَّمالِ، وَجَاوَرَتْ
ظُلَلَ الغَمَامِ الصيبِ المُستغزَرِ
تَقْديرُ لُطْفِكَ واختِيَارُكَ أغْنَيَا
عَنْ كُلّ مُختَارٍ لَهَا، وَمُقَدِّرِ
وَسَخَاءُ نَفسِكَ بالّذي بَخُلَتْ بهِ
أيدي المُلُوكِ من التّلادِ الأوّفَرِ
وَعُلُوّ هِمّتِكَ التي دَلّتْ على
صِغَرِ الكَبيرِ، وَقِلّةِ المُستَكثِرِ
فَرَفَعْتَ بُنْيَاناً كَأنّ زهَاءَهُ
أعلامُ رَضْوَى، أوْ شَوَاهقُ صَنْبَرِ
أزْرَى على هِمَمِ المُلوكِ، وَغضّ من
بُنيانِ كِسرَى، في الزّمانِ، وقَيصَرِ
عَالٍ عَلى لَحْظِ العُيُونِ، كَأنّمَا
يَنظُرْنَ مِنهُ إلى بَيَاضِ المُشتَرِي
بَانِيهِ بَاني المَكْرُمَاتِ، وَرَبُّهُ
رَبُّ الأخاشِبِ، والصّفَا، والمَشعَرِ
مَلأتْ جَوَانِبُهُ الفَضَاءَ، وَعَانَقَتْ
شُرُفَاتُهُ قِطَعَ السّحَابِ المُمطِرِ
وَتَسيرُ دِجْلَةُ تَحْتَهُ، فَفِنَاؤهُ
منْ لُجّةٍ غَمرٍ، وَرَوضٍ أخضَرِ
شَجَرٌ تُلاعِبُهُ الرّيَاحُ، فتَنثَنِي
أعْطَافُهُ في سَائِحٍ مُتَفَجّرِ
فَاسْلَمْ أميرَ المُؤمِنينَ، مُسَرْبَلاً
سِرْبَالَ مَنْصُورِ اليَدَينِ، مُظَفَّرِ
وَأستَأنِفِ العُمْرَ الجَديدَ ببَهجَةِ
القَصْرِ الجَديدِ، وَحُسنِهِ المُتَخَيَّرِ
أعطَيتَهُ مَحضَ الهَوى، وَخَصَصْتَهُ
بصَفَاءِ وِدٍّ منكَ، غَيرِ مُكَدَّرِ
ألله أعطاكَ المَحَبّةَ في الوَرَى،
وَحَبَاكَ بالفَضْلِ، الذي لم يُنْكَرِ
وَاسْمٍ شَقَقْتُ لَهُ من اسمكَ فاكتَسى
شَرَفَ العُلُوّ بهِ، وَفَضْلَ المَفخَرِ
خَفَتَ الغُبَارُ، وَقد غلَوْتَ تُرِيدُهُ،
وَسَرَى الغَمَامُ بِوَابِلٍ مثعنَجِّرِ
وَتَحَلّتِ الدّنْيَا بأحسَنِ حَلْيِهَا،
وغدَتْ بوَجْهٍ ضَاحِكٍ مُستَبشِرِ
قَدْ جِئْتُهُ، فنَزَلتُ أيْمَنَ مَنزِلٍ،
ورأيْتُهُ، فَرَأيتُ أحْسنَ مَنظَرِ(33/185)
فاعْمُرْهُ بالعُمْرِ الطّويلِ، وَنِعمَةٍ
تَبقَى بَشَاشَتُهَا بَقَاءَ الأعْصُرِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَأُحرَمُ دَولتَكُمْ بعدَ ما
أَأُحرَمُ دَولتَكُمْ بعدَ ما
رقم القصيدة : 26690
-----------------------------------
أَأُحرَمُ دَولتَكُمْ بعدَ ما
ركِبتُ الأماني فأنْضَيْتُها
وما لي ذنْبٌ سِوى أنّني
رَجَوْتُكُمْ فَتَمَنَّيْتُهَا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> إنَّ الأَجَلَّ وَمَا رَأَى أَحَداً
إنَّ الأَجَلَّ وَمَا رَأَى أَحَداً
رقم القصيدة : 26691
-----------------------------------
إنَّ الأَجَلَّ وَمَا رَأَى أَحَداً
فِي كُرْبَة ٍ إلاَّ وَفَرَّجَهَا
أَوْفَى كُمَيْتِي بَعْدَ ضَيْعَتِهَا
وَاللَّهُ أَغْنَاهُ وَأَحْوَجَهَا
وَبَدَا لَهُ مِنْ بَعْدِ مَا سَكَنَتْ
رَأْيٌ فَحَوَّلَهَا وَأَزْعَجَهَا
وَأَظُنُّهَا أَكَلَتْ لِشِقْوَتِهَا
مِنْ تِبْنِهِ شَيْئاً فَأَخْرَجَهَا
فَکغْفِرْ جِنَايَتَهَا عَلَيْكَ وَإنْ
عَظُمَتْ فَإنَّ الْجُوعَ أَحْوَجَهَا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> مَا ذُقْتُ قَطُّ أَمَرَّ مِنْ أَمْرِي
مَا ذُقْتُ قَطُّ أَمَرَّ مِنْ أَمْرِي
رقم القصيدة : 26692
-----------------------------------
مَا ذُقْتُ قَطُّ أَمَرَّ مِنْ أَمْرِي
في اليُسرِ والسِّيلانِ والتَّمْرِ
جازَ المَخاوفَ والشُّراة َ وأصحابَ البَدارِقِ من بَني عَمْرِو
مِنْ بَنِي عَمْرِو
وَالرِّيحَ فِي تِلْكَ الذَّنَائِبِ مَا
بينَ اختلافِ المَدِّ والجَزْرِ
وَالْمَوْجَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ إذَا الْـ
ـمَلاَّحُ شَقَّلَ فِيهِ لِلْعَبْرِ
حَتَّى إذَا وَصَلَ الْمَشُومُ إلَى
نَهْرِ الْمُعَلَّى جَانِبَ الْجِسْرِ
دهَمَتْني الآفاتُ فيهِ ولمْ
أَفْطَنْ بِهَا مِنْ حَيْثُ لاَ أَدْرِي
وأَتَوْهُ غِلمانٌ زَبانيَة ٌ
يَتتابَعونَ تَتابُعَ القَطْرِ
حَتَّى لَقَدْ رَفَعُوا لِيَوْمِهِمُ
ما حَطَّهُ المَلاّحُ في شَهرِ(33/186)
فدَعُوا التغافُلَ إنْ سألْتُكُمُ
وَکشْفُوا بِرَدِّ جَوَابِكُمْ صَدْرِي
كَيْفَ کسْتَخْرْتُمْ مَعْ تَفَرُّدِكُمْ
دُونَ الْوَرَى بِالتِّيهِ وَالْكِبْرِ
أَنْ تَعْرِضُوا مِنْ غَيْرِ مَا سَبَبٍ
تَتشبَّثونَ به ولا عُذْرِ
لهديّة ٍ جاءَتْ لشاعرِكُمْ
مِنْ غَيْرِكُمْ مَنْزُورَة ِ الْقَدْرِ
حتى كأني ما نظَمْتُ لكمْ
فِي مَدْحِكُمْ بَيْتاً مِنَ الشِّعْرِ
وَكَسَوْتُكُمْ حُلَلاً مُفَوَّفَة ً
بالحمدِ من نَظمي ومن نَثري
ونشَرْتُ في الأحياءِ ذِكرَكُمُ
فَضَّ التِّجارِ لَطِيمة َ العِطرِ
قسَماً بمنْ قصدَ الحَجيجُ لهُ
والبيتِ ذي الأسْتارِ والحِجْرِ
مَا دُمْتُ أَنْظُرُ فِي وُجُوهِكُمْ
إنْ كنتُ أُفلحُ آخِرَ الدهرِ
وَلأَبْكِيَنَّ وَهذِهِ مَعَكُمْ
حَالِي لِمَا ضَيَّعْتَ مِنْ عُمْرِي
وستعلمونَ منِ الغَبينُ إذا
فَارَقْتُكُمْ وَعَرَفْتُمُ قَدْرِي
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا لكَ من يومٍ له حُرمة ٌ
يا لكَ من يومٍ له حُرمة ٌ
رقم القصيدة : 26693
-----------------------------------
يا لكَ من يومٍ له حُرمة ٌ
تُقَصِّرُ الأسُنُ عن شُكرِهِ
ببُرْءِ مَولانا الذي اسْتُؤْصِلَتْ
شافَة ُ أهلِ الجَورِ في عصرِهِ
لَوْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ سِوَى رَدِّهِ
كَيْدَ أَبِي الرَّيَّانِ فِي نَحْرِهِ
وأنّهُ كذّبَ آمالَهُ
وَكَسَّرَ الْحَاجَاتِ فِي صَدْرِهِ
أَمَّلَ لاَ قَدَّرَهُ اللَّهُ أَنْ
يَظْهَرَ مَا يُبْطِنُ فِي سِرِّهِ
حتى اسْتشَفَّ الناسُ من وجهِهِ
ما صوَّرَ الشيطانُ في فِكرِهِ
فَيَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ کعْتَمِدْ
ما يقتَضيهِ الحزمُ في أمرِهِ
طهِّرْ بلادَ العدلِ من جَورِهِ
ونزِّهِ الإسلامِ من كُفرِهِ
وَکكْشِفْ عَنِ الدَّوْلَة ِ مَا رَابَهَا
من عارِهِ المُخزي ومن عُسْرِهِ
وَکسْتَدْرِكِ الْفَارِطَ فِي حَقِّهِ
وَکخْشَ عَلَى بَغْدَاذَ مِنْ مَكْرِهِ
فَرُبَّمَا أَخْرَبَهَا شُؤْمُهُ
لاَ بَارَكَ الرَّحْمنُ فِي عُمْرِهِ(33/187)
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أبا الجُودِ ما نادِيكَ بالجُودِ مَعمورُ
أبا الجُودِ ما نادِيكَ بالجُودِ مَعمورُ
رقم القصيدة : 26694
-----------------------------------
أبا الجُودِ ما نادِيكَ بالجُودِ مَعمورُ
وعلاَ بِيَدِ الإحْسَانِ رَاجِيكَ مَغْمُورُ
لَؤُمْتَ فلا مَن ظلَّ يَهجوكَ في الورى
مَلومٌ ولا من باتَ يرجوكَ مَعذورُ
وَمَا زِلْتَ مُعْتَلَّ الْخِلاَلِ مُذَمَّماً
فعِرضُكَ مَنقوصٌ ومالُكَ مَقصورُ
تَمُدُّ إلى الإحسانِ كَفّاً بَنانُها
يُناطُ بهِ زَنْدٌ منَ الخيرِ مَبتورُ
رِداءٌ على الخِذْلانِ والشُّؤمِ مُسْبَلٌ
وَذَيْلٌ عَلَى الْفَحْشَاءِ وَالْعَارِ مَزْرُورُ
حوَيْتَ المَخازي خِسّة ً ودَناءَة ً
ولُؤماً فلا خيرٌ لديْكَ ولا خِيرُ
بقِيتَ لأحداثِ الليالي دَرِيّة ً
وَلِيُّكَ مَخذولٌ وشانِيكَ مَنصورُ
تُحَارِبُكَ الأَيَّامُ مِنْ بَعْدِ سِلْمِهَا
وَأَنْتَ ذَلِيلٌ فِي يَدِ الدَّهْرِ مَقْهُورُ
فلا زلتَ مَوتورَ الليالي وصَرْفِها
كما الفضلُ في أيامِكَ السُّودِ مَوتورُ
حَرِيمُكَ مَبْذُولٌ وَرَبْعُكَ مُوحِشٌ
وشَملُكَ مَصدوعٌ وبابُكَ مَهجورُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَسِفتُ وقد نضَتْ عنّي الليالي
أَسِفتُ وقد نضَتْ عنّي الليالي
رقم القصيدة : 26695
-----------------------------------
أَسِفتُ وقد نضَتْ عنّي الليالي
جَدِيداً مِنْ شَبَابٍ مُسْتَعَارِ
فكانَ يُقيمُ عندي في زمانِ الصِّبى لونُ الشبيبة ِ في عِذاري
ـصِّبَي لَوْنُ الشَّبِيبَة ِ فِي عِذَارِي
وَلَمْ أَكْرَهْ بَيَاضَ الشَّيْبِ إلاَّ
لاَِنَّ الْعَيْبَ يَظْهَرُ بِالنَّهَارِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> نَعِمتُ زماناً معَ المُترَفينَ
نَعِمتُ زماناً معَ المُترَفينَ
رقم القصيدة : 26696
-----------------------------------
نَعِمتُ زماناً معَ المُترَفينَ
وَعِشْتُ أَخَا ثَرْوَة ٍ مُوسِرَا(33/188)
وَقَضَّيْتُ عُمْرَ الْهَوَى بِالْوِصَالِ
وليلَ الصِّبى بالدُّمى مُقْمِرا
طَليقَ العِناقِ خَليعَ العِذارِ
أهوى الغزالَ إذا عَذَّرا
وَلَمْ أَعْصِ فِي حُكْمِهَا غَادَة ً
كَعاباً ولا رَشَأً أحْورا
وَيَا رُبَّ صَفْرَاءَ مَشْمُولَة ٍ
أَهَنْتُ لَهَا الْعَسْجَدَ الأَحْمَرَا
وغالَيْتُ في اللَّهوِ لا نادِماً
لصفقة ِ غَبْنٍ ولا مُخْسِرا
وَنَادَمْتُ كُلَّ سَخِيِّ الْبَنَانِ
يُطْعِمُ نِيرَانَهُ الْعَنْبَرَا
وَجَالَسْتُ كُلَّ مَنِيعِ الْحِجَابِ
يَفرَقُ منهُ أُسودُ الشَّرى
رفيعِ العِمادِ طويلِ النِّجادِ
يَعْتَصِبُ التَّاجَ وَالْمِغْفَرَا
وَزُرْتُ الْوُلاَة َ وَخُضْتُ الْفَلاَة َ
طَوْراً ثَوَاءً وَطَوْراً سُرَى
وَقُدْتُ الْجِيَادَ تَلُوكُ الشَّكِيمَ
والعِيسَ خاضعة ً في البُرى
وَمَا كُنْتُ فِي لَذَّة ٍ وَانِياً
وَلاَ عَنْ طِلاَبِ عُلًى مُقْصِرَا
وها أنا من بعدِ طُولِ الحياة ِ
وَالْخَفْضِ صِرْتُ إلَى مَا تَرَى
وَغُودِرْتُ مُنْفَرِداً بِالْعَرَا
وَقَدْ قَصَمَ الْمَوْتَ تِلْكَ الْعُرَى
كأنّي رأيتُ زمانَ الشبابِ
ونَضرة َ عيشٍ بهِ في الكَرى
وَمَا كَانَ مَرُّ لَيَالِي السُّلُوِّ
إلاّ كخَطفَة ِ برقٍ سَرى
فقِفْ بيَ مُعتبِراً إنْ مرَرْتَ
على جَدَثي وابْكِ مُستَعْبِرا
وَلاَ تُخْدَعَنَّ بِمُغْتَرَّة ٍ
حَدِيثُ مَوَدَّتِهَا مُفْتَرَى
ولا تَركُنَنَّ إلى ثَروة ٍ
مَقِيلُكَ مِنْ بَعْدِهَا فِي الثَّرَى
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا لكَ من ليلِ حِجا
يا لكَ من ليلِ حِجا
رقم القصيدة : 26697
-----------------------------------
يا لكَ من ليلِ حِجا
بٍ جُنحُهُ مُعتَكِرُ
ظَلاَمُهُ لاَ يَنْجَلِي
وصُبحُهُ لا يَسْفِرُ
لَيْسَ لَهُ إلَى الْمَمَاتِ
آخِرٌ يُنْتَظَرُ
ما في حياة ٍ معهُ
لذي حَصاة ٍ وَطَرُ
غادرَني كأنّني
فِي كَسْرِ بَيْتٍ حَجَرُ
لا أهتدي لحاجَتي
وفي الليالي عِبَرُ
أَيْنَ الشَّبَابُ وَالْمِرَاحُ(33/189)
وَالْهَوَى وَالأَشَرُ
أخْنَتْ على أيامِها
أَيَّامُ دَهْرٍ غُدُرُ
لَمْ يَبْقَ لِي إلاَّ الأَسْى
منهُنَّ والتذَكُّرُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> ما لي أرى كُتُبي بغيرِ جِناية ٍ
ما لي أرى كُتُبي بغيرِ جِناية ٍ
رقم القصيدة : 26698
-----------------------------------
ما لي أرى كُتُبي بغيرِ جِناية ٍ
قَدْ طَالَ عِنْدَكَ فِي الْوِثَاقِ إسَارُهَا
أضحَتْ لديكَ حَبائساً
أَثْمَانُهَا مَجْهُولَة ً أَقْدَارُهَا
مَهْتُوكَة ً حُرُمَاتُهَا مَبْذُولَة ً
صفَحاتُها مَحلولة ً أزرارُها
قَدْ أُبْدِيَتْ عَوْرَاتُهَا لَكُمُ وَمَا
أنتمْ مَحارمُها ولا أصهارُها
وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنَّهَا نُكِحَتْ وَلاَ
صُدَقاتُها حُمِلتْ ولا أمهارُها
فَکمْنُنْ عَلَيْهَا بِالإيَابِ فَمَا نَبَتْ
عَنْ مِثْلِهَا أَوْطَانُهَا وَدِيَارُهَا
وَکعْطِفْ لِغُرْبَتِهَا وَطُولِ مُقَامِهَا
بِذَرَاكَ فَهْيَ رَقِيقَة ٌ أَبْشَارُهَا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> أَيُثْبَتُ مَدْحِي فِي دَوَارِينِ مَدْحِكُمْ
أَيُثْبَتُ مَدْحِي فِي دَوَارِينِ مَدْحِكُمْ
رقم القصيدة : 26699
-----------------------------------
أَيُثْبَتُ مَدْحِي فِي دَوَارِينِ مَدْحِكُمْ
وَيَخْلُو دَسَاتِيرُ الْجَوَائِزِ مِنْ ذِكْرِي
وَأَمْلأُ بِالآمَال صَدْرِيَ فِيكُمُ
فَأَرْجِعُ عنْ أَبْوَابِكُمْ بِيَدٍ صِفْرِ
العصر العباسي >> البحتري >> يا حسن مبدي الخيل في بكورها
يا حسن مبدي الخيل في بكورها
رقم القصيدة : 2670
-----------------------------------
يا حُسنَ مُبدي الخَيلِ في بكورِها،
تَلُوحُ كالأنْجُمِ في دَيْجُورِهَا
كأنّما أبْدَعَ، في تَشْهِيرِهَا،
مُصَوِّرٌ حَسّنَ مِنْ تَصْوِيرِهَا
تَحمِلُ غِرْبَاناً عَلى ظُهُورِهَا،
في السرَقِ المَنقُوشِ، من حَرِيرِهَا
إنْ حَاذَرُوا النَّبْوَةَ مِنْ نُفُورِها،
أهْوَوْا بِأيْدِيهِمْ إلى نُحُورِهَا(33/190)
كأنّهَا، والحَبلُ في صُدُورِهَا،
أجَادِلٌ تَنهَضُ في سُيُورِهَا
مَرّتْ تُباري الرّيحَ في مُرُورِهَا،
والشّمسُ قد غَابَ ضِيَاءُ نُورِهَا
في الرّهَجِ السّاطِعِ مِنْ تَنْوِيرِها،
حَتّى إذا أصْغَتْ إلى مُدِيرِها
وانْقَلَبَتْ تَهْبُطُ في حُدُورِهَا،
تَصَوُّبَ الطّيرِ إلى وُكُورِهَا
في حلبة تضحك عن بدورها
صار الرجال شرفاً لسورها
أعطي فضل السبق من جمهورها
من فضل الأمة في أمورك
في فضلها وبذلها وخيرها
جعفر الذائد عن ثغورها
تبهى به وهو على سريرها
خلافه وفق في تدبيرها
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لَئِنْ سَئِمَ الْعُذَّالُ طُولَ شِكَايَتِي
لَئِنْ سَئِمَ الْعُذَّالُ طُولَ شِكَايَتِي
رقم القصيدة : 26700
-----------------------------------
لَئِنْ سَئِمَ الْعُذَّالُ طُولَ شِكَايَتِي
ومَلَّ حديثي زائري ومُجالِسي
وَعَادَ طَبِيبِي مِنْ سَقَامِيَ آيِساً
فما أنا من رُوحِ الحياة ِ بآيِسِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> مَا لَكَ يَا خِدْنَ السَّمَاحِ وَالْبَاسْ
مَا لَكَ يَا خِدْنَ السَّمَاحِ وَالْبَاسْ
رقم القصيدة : 26701
-----------------------------------
مَا لَكَ يَا خِدْنَ السَّمَاحِ وَالْبَاسْ
وأنتَ من سَراة ِ آلِ عبّاسْ
رأسُ العُلى وأنتَ قِمّة ُ الراسْ
أسْلَمْتَني في حاجتي إلى الياسْ
رَدَدْتَنِي رَدَّ الْجُفَاة ِ الأَجْبَاسْ
مُسْتَوْحِشاً مِنْ بَعْدِ طُولِ الإينَاسْ
والناسُ يَقْضونَ حَوائجَ الناسْ
لاَ تَبْن لِي عُذْراً ضَعِيفَ الآسَاسْ
فَلَسْتَ ذَا عُدْمٍ بِهَا وَإفْلاَسْ
وإنّما رَدُّكَ رَدُّ الهَرّاسْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> بِالْقَصْرِ مِنْ بَغْدَاذَ لاَ بِطْيَاسِ
بِالْقَصْرِ مِنْ بَغْدَاذَ لاَ بِطْيَاسِ
رقم القصيدة : 26702
-----------------------------------
بِالْقَصْرِ مِنْ بَغْدَاذَ لاَ بِطْيَاسِ
أَهْيَفُ مِثْلُ الْغُصُنِ الْمَيَّاسِ(33/191)
كَالشَّمْسِ مَطْبُوعٌ عَلَى الشِّمَاسِ
يُخجلُهُ ما بي من الوَسْواسِ
ليسَ لجُرحي في هواهُ آسِ
عَداهُ بَلْبالي وما أُقاسي
يُسْكِرُنِي بلحْظِهِ وَالْكَاسِ
سَقاكِ من معالمٍ أَدْراسِ
ورَبْعِ لهوٍ باللِّوى طَمّاسِ
كلُّ مُليثِ الوَدْقِ ذي ارْتِجاسِ
وَلاَ عَدَا يَا ظَبْيَة َ الْكِنَاسِ
عَهْدَ هَوًى لَسْتُ لَهَا بِنَاسِ
أيامَ عُودُ الدهرِ غيرُ عاسِ
مَا وَخَطَتْ يَدُ الْمَشِيبِ رَاسِي
والدهرُ لم ينْكُثْ قُوى أمراسي
وقهوة ٍ من خمرِ بِنتِ راسِ
حَمْرَاءَ تَجْلُو ظُلَمَ الأَغْبَاسِ
رَبِيبَة ِ الْقِسِّيسِ وَالشَّمَّاسِ
عانِسة ٍ تُجلى على الشِّمَاسِ
تروي أحاديثَ أبي نُوَاسِ
تُدَارُ فِي بَاطِيَة ٍ وَطَاسِ
مَعْ رِفْقَة ٍ أَكَارِمٍ أَكْيَاسِ
فِي رَوْضَة ٍ مِسْكِيَّة ِ الأَنْفَاسِ
كأنّها وجَلَّ عنْ قِياسِ
أخلاقُ شمسِ الدينِ ربِّ الباسِ
ابنِ أبي المَضاءِ خيرِ الناسِ
مُحْيِي النَّدَى وَقَاتِلِ الإفْلاَسِ
مُخْجِلٍ صَوْبِ الْعَارِضِ الرَّجَّاسِ
مُنَزَّهِ الْعِرْضِ عَنِ الأَدْنَاسِ
زاكي الفروعِ طاهرِ الأغراسِ
سهْلِ الندى صعبٍ على المِراسِ
فَعْمِ الْحِيَاضِ فَارِغِ الأَكْيَاسِ
نَشْوَتُهُ لِلْحَمْدِ لاَ لِلْكَاسِ
تَخافُهُ الآسادُ في الأَخْياسِ
إنْ خفَّتِ الأحلامُ فهْوَ الراسي
أَوْ مَرِضَ الزَّمَانُ فَهْوَ الآسِي
أَشْوَسُ مِنْ عِصَابَة ٍ أَشْوَاسِ
غَيْرِ رَعَادِيدٍ وَلاَ أَنْكَاسِ
سَاسُوا فَكَانُوا أَحْسَنَ السُّوَّاسِ
وُجُوهُهُمْ فِي اللَّيْلَة ِ الدَّيْمَاسِ
مُضِيئَة ٌ كَالْقَمَرِ النِّبْرَاسِ
كلُّ هِزَبْرٍ للعِدى فَرّاسِ
جَدْلُ حروبٍ بالقَنا دَعّاسِ
فداك نِكْسٌ دَنِسُ اللِّبَاسِ
مُعوَّدٌ ضَراعة َ المَكّاسِ
كَفّاهُ لا تَدِرُّ بالإبْساسِ
عارٍ وأنت بالثناءِ كاسِ
تَلِينُ للمعروفِ وهْوَ قاسِ
راجِيهِ لم يظفرْ بغيرِ الياسِ
قَرَّبْتَنِي وَزِدْتَ فِي إينَاسِي
وَصُنْتَنِي عَنْ مَعْشَرٍ أَجْبَاسِ(33/192)
مَا فِيهِمِ سَمْحٌ وَلاَ مُؤَاسِ
والموتُ خيرٌ من سؤالِ الناسِ
بقِيتَ لي وللندى والباسِ
ما رَسَتِ الشوامخُ الرَّواسي
عَالِي الْبِنَاءِ ثَابِتَ الأَسَاسِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا من جعلْناهُ لحاجتِنا
يا من جعلْناهُ لحاجتِنا
رقم القصيدة : 26703
-----------------------------------
يا من جعلْناهُ لحاجتِنا
أَهْلاً فَأَسْلَمَنَا إلَى الْيَاسِ
أَوْ لَمْ تُوَفَّقْ لِلْقَضَاءِ لَهَا
كُنْتَ کمْرَءًا مِنْ جُمْلَة ِ النَّاسِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> شُوَيْكة ُ قَصّابِكُمْ قد أَغارَ
شُوَيْكة ُ قَصّابِكُمْ قد أَغارَ
رقم القصيدة : 26704
-----------------------------------
شُوَيْكة ُ قَصّابِكُمْ قد أَغارَ
على غنَمٍ ليَ يَحْتاشُها
فلا أَتمَّتْ قَدَمي شَوكة ٌ
وَهَيْبَة ُ وَجْهِكَ مُنِقَاشُهَا
فغَرْ أنْ يَبيتَ مُغيراً على
خِيارِ الرعيّة ِ أَوْباشُها
فلو كانَ ذئبُ غَضاً ما عجَزْ
تَ أَنَّكَ مِنْ فِيهِ تَنْتَاشُهَا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> مَوْلاَيَ فَخْرَ الدِّينِ أَنْتَ إلَى النَّدَى
مَوْلاَيَ فَخْرَ الدِّينِ أَنْتَ إلَى النَّدَى
رقم القصيدة : 26705
-----------------------------------
مَوْلاَيَ فَخْرَ الدِّينِ أَنْتَ إلَى النَّدَى
عَجِلٌ وغيرُكَ مُحجِمٌ مُتَباطي
أنزلْتَ مَن يَرجوكَ أرحَبَ منزِلٍ
وَبَسَطْتَ مَنْ يَرْجُوكَ خَيْرَ بَسَاطِ
وقَرعْتَ أَعوادَ العلاءِ بهِمّة ٍ
نِيطَتْ بِهَا الآمَالُ أَيَّ مَنَاطِ
يا مُنجِزَ المِيعادِ في زمنٍ تَوا
صى أهلُهُ بالمَنعِ والإلْطاطِ
حاشاكَ ترضى أنْ تكونَ جِرايَتي
كجِراية ِ البَوّابِ والنّفّاطِ
سَوْدَاءَ مِثْلَ اللَّيْلِ سِعْرُ قَفِيزِهَا
مَا بَيْنَ طَسُّوجٍ إلَى قِيرَاطِ
أخْنَتْ عليهِ الحادِثاتُ وأفرطَتْ
فيها الغَداة ُ وأيّما إفْراطِ
قَدْ كَدَّرَتْ حِسِّي الْمُضِيءَ وَغَيَّرَتْ
طَبْعي السليمَ وعفَّنَتْ أخْلاطي(33/193)
فَتَوَلَّ تَدْبِيرِي وَقَدْ أَنْهَيْتُ مَا
أشكوهُ من مرَضي إلى بُقْراطِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يَا عَلِيُّ يَا کبْنَ الْخَلاَئِفِ وَالْمُحْتَـ
يَا عَلِيُّ يَا کبْنَ الْخَلاَئِفِ وَالْمُحْتَـ
رقم القصيدة : 26706
-----------------------------------
يَا عَلِيُّ يَا کبْنَ الْخَلاَئِفِ وَالْمُحْتَـ
ـلَّ مِنْ ذُرْوَة ِ الْمَعَالِي الْيَفَاعَا
هَاكَ فَکسْمَعْ مِنِّي دُعَاءَ وَلِيٍّ
مُخلِصٍ في وَلائِهِ ما استَطاعا
أَنْتَ إنْ حَاوَلَتْ مُنَاوَاتَكَ الأَ
أنْدى كفّاً وأرحبُ باعا
لم تزَلْ تدفعُ الحوادثَ عنّا
أحسَنَ اللهُ في عُلاكَ الدِّفاعا
وهَناكَ الزَّوْرُ الجديدُ ولا زا
لَ يَرَى أَمْرَكَ الزَّمَانُ مُطَاعَا
إلْفة ٌ لم تزَلْ تَمُدُّ إلى أنْ
أحكَمَتْها الأيامُ كفّاً صَناعا
مَا رَأَى النَّاسُ قَبْلَهَا فِي اللَّيَالِي الْـ
البِيضِ للشمسِ بالهِلالِ اجتِماعا
فابْقَيا لا رأى لشَملِكُما الحُسّادُ
ما امتدَّتِ الليالي انْصِداعا
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> كَتَبْتُ إلَيْكَ وَظَنِّي بِأَنَّ
كَتَبْتُ إلَيْكَ وَظَنِّي بِأَنَّ
رقم القصيدة : 26707
-----------------------------------
كَتَبْتُ إلَيْكَ وَظَنِّي بِأَنَّ
مَسْعَايَ عَنْدَكَ لاَ يُخْفِقُ
وأنَّ عهودي إذا أخلَقَتْ
عهودُ المُحبّينَ لا تُخلِقُ
فَلَمَّا جَعَلْتَ جَوَابِي السُّكُوتَ
تَبيَّنَ لي أنّني أحمَقُ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> يا جَمالَ الدينِ الذي أظهرَ العَدْ
يا جَمالَ الدينِ الذي أظهرَ العَدْ
رقم القصيدة : 26708
-----------------------------------
يا جَمالَ الدينِ الذي أظهرَ العَدْ
لَ وأحيا مَكارمَ الأخلاقِ
بِكَ قَامَتْ سُوقُ الْمَدِيحِ وَلَوْلاَ
كَ غدَتْ وهْيَ أكْسَدُ الأسواقِ
غَيْرَ أَنِّي أَرَى الْعَطايَا الَّتِي جُدْ
تَ بها باذِلاً لأهلِ العراقِ
غيرَ أنَّ الأرزاقَ تجري بتَقْد(33/194)
غْبِيَاءِ الْجُهَّالِ وَالْحُذَّاقِ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> لكَ يا أميرَ المؤمنينَ يدٌ
لكَ يا أميرَ المؤمنينَ يدٌ
رقم القصيدة : 26709
-----------------------------------
لكَ يا أميرَ المؤمنينَ يدٌ
في الظالِمينَ وأخْذِهمْ لَبِقَهْ
ضمِنَتْ إعادَة َ كلِّ مُغتَصَبٍ
فلأيِّ معنى ً تُترَكُ الطَّبَقَهْ
أَوَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا شُرِيَتْ
وَکبْنُ الْجَلِيبِ مُضَايِقٌ سَرِقَهْ
فانْفِذْ قَضاءَكَ في استعادَتِها
فلقدْ تركْتَ قلوبَنا عَلِقَهْ
العصر العباسي >> البحتري >> محل على القاطول أخلق داثره
محل على القاطول أخلق داثره
رقم القصيدة : 2671
-----------------------------------
مَحَلٌّ على القَاطُولِ أخْلَقَ داثِرُهْ،
وَعادتْ صُرُوفُ الدّهرِ جَيشاً تُغاوِرُهْ
كأنّ الصَّبا تُوفي نُذُوراً إذا انبَرَتْ
تُرَاوِحُهُ أذْيَالُهَا، وَتُبَاكِرُهْ
وَرُبّ زَمَانٍ نَاعِمٍ ثَمّ عَهْدُهُ،
تَرِقُّ حَوَاشِيهِ، وَيُونِقُ نَاضِرُهْ
تَغَيّرَ حُسْنُ الجَعْفَرِيّ وأُنْسُهُ،
وَقُوّضَ بَادي الجَعْفَرِيّ وَحَاضِرُهْ
تَحَمّلْ عَنْهُ سَاكِنُوهُ، فُجَاءَةً،
فَعَادَتْ سَوَاءً دُورُهُ، وَمَقَابِرُهْ
إذا نَحْنُ زُرْنَاهُ أجَدّ لَنَا الأسَى،
وَقَد كَانَ قَبلَ اليَوْمِ يُبهَجُ زَائِرُهْ
وَلم أنسَ وَحشَ القصرِ، إذ رِيعَ سرْبُهُ،
وإذْ ذُعِرَتْ أطْلاَؤهُ وَجَآذِرُهْ
وإذْ صِيحَ فيهِ بالرّحِيلِ، فهُتّكَتْ
عَلى عَجَلٍ أسْتَارُهُ وَسَتَائِرُهْ
وَوَحْشَتُهُ، حَتّى كأنْ لَمْ يُقِمْ بِهِ
أنيسٌ، وَلمْ تَحْسُنْ لعَينٍ مَنَاظِرُهْ
كأَن لمْ تَبِتْ فيهِ الخِلاَفَةُ طَلْقَةً
بَشَاشَتُها، والمُلكُ يُشرِقُ زَاهرُهْ
وَلمْ تَجْمَعِ الدّنْيَا إلَيهِ بَهَاءَهَا،
وَبَهجَتَها، والعيشُ غَضٌّ مكاسرُهْ
فأينَ الحِجابُ الصّعبُ، حَيثُ تَمَنّعَتْ
بِهَيْبَتِهَا أبْوَابُهُ، وَمَقاصِرُهْ
وأينَ عَمِيدُ النّاسِ في كلّ نَوْبَةٍ(33/195)
تَنُوبُ، وَنَاهي الدّهرِ فيهِمْ وآمرُه
تَخَفّى لَهُ مُغْتَالُهُ، تَحتَ غِرّةٍ،
وَأوْلَى لِمَنْ يَغْتَالُهُ لَوْ يُجَاهِرُهْ
فَمَا قَاتَلَتْ عَنْهُ المَنَايَا جُنُودُهُ،
وَلاَ دَافَعَتْ أمْلاَكُهُ وَذَخَائِرُهْ
وَلاَ نَصَرَ المُعتَزَّ مَنْ كَانَ يُرْتَجَى
لَهُ، وَعَزِيزُ القَوْمِ مَنْ عَزّ ناصِرُهْ
تَعَرّضَ ويب الدهر من دونِ فتحِهِ،
وَغُيّبَ عَنهُ في خُرَاسَانَ، طاهِرُهْ
وَلَوْ عَاشَ مَيْتٌ، أوْ تَقَرّبَ نَازحٌ،
لَدَارَتْ مِنَ المَكْرُوهِ ثَمّ دَوَائِرُهْ
وَلَوْ لعُبَيْدِ الله عَوْنٌ عَلَيْهِمُ،
لَضَاقَتْ عَلَى وُرّادِ أمْرٍ مَصَادِرُهْ
حُلُومٌ أضَلّتْهَا الأمَاني، وَمُدّةٌ
تَنَاهَتْ، وَحَتفٌ أوْشَكتَهُ مَقَادِرُهْ
وَمُغْتَصَبٍ للقَتلِ لَمْ يُخْشَ رَهْطُهُ،
وَلمْ تُحتَشَمْ أسْبَابُهُ وَأوَاصِرُهْ
صَرِيعٌ تَقَاضَاهُ السّيُوفُ حُشَاشَةً،
يَجُودُ بها، والمَوْتُ حُمْرٌ أظافرُهْ
أُدافعُ عَنهُ باليَدَينِ، وَلَمْ يَكُنْ
ليَثْنِي الأعَادِي أعزَلُ اللّيلِ حاسرُهْ
وَلَوْ كَانَ سَيفي ساعةَ القتل في يدي
درَى القاتلُ العَجلانُ كيفَ أُساوِرُهْ
حَرَامٌ عليّ الرّاحُ، بَعْدَكَ، أوْ أرَى
دَماً بدَمٍ يَجرِي عَلى الأرْضِ مائرُهْ
وَهَلْ أرْتَجِي أنْ يَطْلُبَ الدّمَ وَاترٌ
يَدَ الدّهْرِ، والمَوْتُورُ بالدّمِ وَاتِرُهْ
أكانَ وَليُّ العَهْدِ أضْمَرَ غَدْرَةً؟
فَمِنْ عَجَبٍ أنْ وُلّيَ العَهدَ غادرُهْ
فلا مُلّيَ البَاقي تُرَاثَ الذي مَضَى،
وَلاَ حَمَلَتْ ذاكَ الدّعَاءَ مَنَابِرُهْ
وَلاَ وَألَ المَشْكُوكُ فيهِ، وَلا نَجَا
من السّيفِ ناضِي السّيفِ غدراً وَشاهرُهْ
لَنِعمَ الدّمُ المَسْفُوحُ، لَيلَةَ جَعفرٍ،
هَرَقتُمْ، وَجُنحُ اللّيلِ سُودٌ دَيَاجِرُهْ
كأنّكُمْ لمْ تَعْلَمُوا مَنْ وَلِيُّهُ،
وَنَاعيهِ تَحْتَ المُرْهَفَاتِ وَثَائِرُهْ
وإنّي لأرْجُو أنْ تُرَدّ أُمُورُكُمْ(33/196)
إلى خَلَفٍ مِنْ شَخصِهِ لا يُغَادِرُهْ
مُقَلِّبُ آرَاءٍ تُخَافُ أنَاتُهُ،
إذا الأخرَقُ العَجلانُ خيفتْ بَوَادرُهْ
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> وَبَاخِلِ قَدَّمَ لِي شَمْعَة ً
وَبَاخِلِ قَدَّمَ لِي شَمْعَة ً
رقم القصيدة : 26710
-----------------------------------
وَبَاخِلِ قَدَّمَ لِي شَمْعَة ً
وَحَالُهُ أَحْرَقُ مِنْ حَالِهَا
فَمَا جَرَتْ مِنْ عَيْنِهَا دَمْعَة ٌ
إلاّ ومن عَيْنَيْهِ أمْثالُها
العصر العباسي >> سبط ابن التعاويذي >> جُبَّة ٌ طالَ عُمْرُها فغدَتْ
جُبَّة ٌ طالَ عُمْرُها فغدَتْ
رقم القصيدة : 26711
-----------------------------------
جُبَّة ٌ طالَ عُمْرُها فغدَتْ
ـلُحُ أَنْ يُسْمَعَ الْحَدِيثُ عَلَيْهَا
كلّما قلتُ فرَّجَ اللهُ منها
أحْوَجَتْ خِسّة ُ الزمانِ إلَيْها
العصر الجاهلي >> الخرنق بنت بدر >> عَدَدْنالهُ خَمْسا وعشرين حجَّة ً
عَدَدْنالهُ خَمْسا وعشرين حجَّة ً
رقم القصيدة : 26712
-----------------------------------
عَدَدْنالهُ خَمْسا وعشرين حجَّة ً
فلما توفاها استوى سيداً ضخما
فُجِعْنا به لما انتظرْنا إيابهُ
على خيرِ حالٍ لا وليداً ولا قحما
العصر الجاهلي >> الخرنق بنت بدر >> إنَّ بني الحصنِ استحلتْ دماءهمْ
إنَّ بني الحصنِ استحلتْ دماءهمْ
رقم القصيدة : 26713
-----------------------------------
إنَّ بني الحصنِ استحلتْ دماءهمْ
بنو أسدٍ حاربها ثمَّ والبهْ
همُ جدعوا الأنفَ الأشمَّ فأوعبوا
وجبوا السنام فالتحوه وغاربه
العصر الجاهلي >> الخرنق بنت بدر >> أعاذلتي على رزءٍ أفيقي
أعاذلتي على رزءٍ أفيقي
رقم القصيدة : 26714
-----------------------------------
أعاذلتي على رزءٍ أفيقي
فقد أشرفتني بِالعَذلِ ريقي
ألا أقسْمتُ آسى بعد بِشرٍ
على حيًّ يموتُ ولا صديقِ
و يعدَ الخيرِ علقمة َ بنِ بشرٍ
إذا نزتِ النفوسُ إلى الحلوقِ
وبَعْدَ بني ضُبيعة حَوْلَ بِشرٍ(33/197)
كما مَالَ الجذوعُ من الحريقِ
مَنَتْ لهمُ بوالبة المنايا
بجنبِ قلابَ للحينِ المسوقِ
فكمْ بقلابَ من أوصالِ خرقٍ
أخي ثقة ٍ وجُمْجُمة ٍ فَلِيقِ
ندامى للملوكِ إذا لقوهمْ
حُبُوا وسقوا بِكأسِهمُ الرحيق
همُ جدعوا الأنوفَ وأوعبوها
فما ينساغُ لي من بعدُ ريقي
و بيضٍ قد قعدنَ وكلُّ كحلٍ
بأعينهنَّ أصبحَ لا يليقُ
أضاع بضوعَهن مُصابُ بشرٍ
و طعنة ُ فاتكٍ ، فمتى تفيقُ ؟ .
العصر الجاهلي >> الخرنق بنت بدر >> لايبعدنْ قوْمي الذين هُمُ
لايبعدنْ قوْمي الذين هُمُ
رقم القصيدة : 26715
-----------------------------------
لايبعدنْ قوْمي الذين هُمُ
سمُّ العداة ِ وآفة ُ الجزرِ
النازلون بكُلّ مُعْتركٍ
و الطيبونَ معاقدَ الأزرِ
الضّارِبون بحَوْمة ٍ نُزِلَتْ
والطَّاعِنُونَ بأذْرُعٍ شُعرِ
والخالطونَ نَحيتُهُمْ بِنُضَارِهِم
و ذوي الغنى منهمْ بذي الفقرِ
إنْ يشْرَبُوا يَهَبُوا وإن يَذَرُوا
يَتَواعَظُوا عَنْ مَنْطِقِ الهُجْرِ
قومٌ إذا ركبوا سمعتَ لهمْ
لَغَطاً من التَّأْيِيْهِ والزّجر
من غيْرِ ما فُحْشٍ يَكُونُ بِهم
في منتجِ المهراتِ والمهرِ
لاقَوْا غَدَاة قُلابَ حتفهمُ
سَوْقَ العَتِيرِ يُساق لِلعَتر
هذا ثنائي ما بقيتُ لهمْ
فإذا هلكتُ أجنني قبري
العصر الجاهلي >> الخرنق بنت بدر >> ألا لاتْفَخرَنْ أسَدُ عَلَيْنَا
ألا لاتْفَخرَنْ أسَدُ عَلَيْنَا
رقم القصيدة : 26716
-----------------------------------
ألا لاتْفَخرَنْ أسَدُ عَلَيْنَا
بِيَوم كان حِينَا في الكِتَابِ
فقدْ قطعتْ رؤوسٌ من قعينٍ
وَقَدْ نَقَعَتُ صُدُورُ مِن شَرَابِ
وأرْدَيْنَا ابنَ حَسْحاسٍ فأَضْحى
تجولُ بشلوهِ نجسُ الذئابِ
العصر الجاهلي >> الخرنق بنت بدر >> سَمِعَتْ بنُو أسَدَ الصيَاح فَزَادَهَا
سَمِعَتْ بنُو أسَدَ الصيَاح فَزَادَهَا
رقم القصيدة : 26717
-----------------------------------
سَمِعَتْ بنُو أسَدَ الصيَاح فَزَادَهَا(33/198)
عِنْدَ اللِّقَاءِ مع النِّفارِ نِفارا
و رأتْ فوارسَ من صليبة ِ وائلٍ
صُبُراً إذا نَقْعُ السَّنَابكِ ثَارَا
بيضا يُحَزِّزْنَ العِظام كأنما
يُوقِدْنَ في حَلق الَمَغاِفِر نارا
العصر الجاهلي >> الخرنق بنت بدر >> ألا ذَهَبَ الحَلاَّلُ في القَفَرَاتِ
ألا ذَهَبَ الحَلاَّلُ في القَفَرَاتِ
رقم القصيدة : 26718
-----------------------------------
ألا ذَهَبَ الحَلاَّلُ في القَفَرَاتِ
و من يملأُ الجفناتِ في الجحراتِ
و من يرجعُ الرمحَ الأصمَّ كعوبهُ
عليهِ دماءُ القومِ كالشقراتِ
العصر الجاهلي >> الخرنق بنت بدر >> يارُبَّ غَيْث قَدْ قَرَى عَازِبٍ
يارُبَّ غَيْث قَدْ قَرَى عَازِبٍ
رقم القصيدة : 26719
-----------------------------------
يارُبَّ غَيْث قَدْ قَرَى عَازِبٍ
أجَشَّ أحْوَى في جُمَادَى مَطِير
قادَ به أجردُ ذو ميعة ٍ
عبلاً شواهُ غيرُ كابٍ عثورْ
فألبسَ الوحشَ بحافاتهِ
و التقطَ البيضَ بجنبِ السديرِ
ذاك وقِدما يُعجل البازِل الـ
ـكوماءَ بالموتِ كشبهِ الحصيرْ
يَبْغِي عَلَيْها الْقَوْمَ إذ أرْمَلُوا
و ساءَ ظنُّ الألمعيَّ القرورْ
آب وقَدْ غَنَّم أصْحَابَهُ
يلوي على أصحابهِ بالبشيرْ
العصر الجاهلي >> الخرنق بنت بدر >> لَقَدْ عَلِمَتْ جَديلَة ُ أن بِشْرا
لَقَدْ عَلِمَتْ جَديلَة ُ أن بِشْرا
رقم القصيدة : 26720
-----------------------------------
لَقَدْ عَلِمَتْ جَديلَة ُ أن بِشْرا
غَدَاة َ مُربِّحٍ مُرُّ التقَاضي
غداة َ أتاهمُ بالخيلِ شعثاً
يَدُّق نُسُورَهاحدّ القِضَاضِ
عليها كلُّ أصيدَ تغلبيًّ
كريمِ مركبِ الحدينِ ماضِ
بأيديهمْ صوارمُ مرهفاتٌ
جلاها القينُ ، خالصة ُ البياضِ
و كلُّ مثقفٍ بالكفَّ لدنٍ
وسابغة ٍ مِن الحلَقَ المُفَاض
فغادرَ معقلاً وأخاهُ حصناً
عفيرَ الوجهِ ليس بذي انتهاضِ
العصر الجاهلي >> الخرنق بنت بدر >> ألا من مبلغٌ بنَ هندٍ
ألا من مبلغٌ بنَ هندٍ
رقم القصيدة : 26721(33/199)
-----------------------------------
ألا من مبلغٌ بنَ هندٍ
وقد لا تَعْدَمُ الحَسْنَاءُ ذاما
كما أخْرَجْتَنَا مِنْ أرْضِ صِدْقٍ
تَرى فِيها لمُغَتبِط مُقاما
كَمَا قالتْ فتاة ُ الحيّ لَمَّا
أحسَّ جنانها جيشاً لهاما
لوالِدها وأرْأتْه بِلَيْل
قَطًا ولَقَلّ ما تَسْرِي ظَلاَمًا
ألَسْتَ تَرى القَطا مُتَوتراتٍ
وَلَوْ تُرِكَ القطا لغَفَا وَناما
العصر العباسي >> البحتري >> مني وصل ومنك هجر
مني وصل ومنك هجر
رقم القصيدة : 2672
-----------------------------------
مِنّيَ وَصْلٌ، وَمنكَ هَجْرُ،
وَفيّ ذُلٌّ، وَفيكَ كِبْرُ
وَمَا سَوَاءٌ، إذا التَقَيْنَا،
سَهْلٌ عَلى خُلّةٍ، وَوَعْرُ
إنّي، وإنْ لمْ أبُحْ بوَجْدِي،
أُسِرُّ فيكَ الذي أُسِرُّ
يَا ظَالِماً لي بغَيرِ جُرْمٍ،
إلَيْكَ مِنْ ظُلمِكَ المَفَرّ
قَدْ كُنْتُ حُرّاً، وأنتَ عَبْدٌ،
فصِرْتُ عَبداً، وأنْتَ حُرّ
بَرّحَ بي حُبُّكَ المُعَنّي،
وَغَرّني مِنْكَ ما يَغُرّ
أنْتَ نَعيمي، وأنتَ بُؤسِي،
وَقَدْ يَسُوءُ الذي يَسُرّ
تَذْكُرُ كَمْ لَيْلَةٍ لَهَوْنَا
في ظِلّهَا، والزّمانُ نَضْرُ
غَابَ دُجَاهَا، وأيُّ لَيْلٍ
يَدْجُو عَلَيْنَا، وأنتَ بَدْرُ
تَمْزُجُ لي رِيقَةً بِخَمْرٍ،
كِلا الرُّضَابَينِ مِنكَ خَمْرُ
لَعَلّهُ أنْ يَعُودَ عَيْشٌ،
كَمَا بدا، أو يَديلَ دَهْرُ
إفْضَالُ فَتْحٍ عَلَيّ جَمٌّ،
وَنَيْلُ فَتْحٍ، لَدَيّ غَمْرُ
المُنْعِمُ، المُفْضِلُ، المُرَجّى،
والأبْلَجُ، الأزْهَرُ، الأغَرُّ
إذا تَعَاطَى الرّجَالُ مَجْداً،
بَذّهُمْ سَبهَ المُبِرّ
هُمْ ثِمادٌ، وأنْتَ بَحْرٌ،
وَهُمْ ظَلامٌ، وأنْتَ فَجْرُ
إنّي، وإنْ كُنتُ ذا وَفَاءٍ،
لا يَتَخَطّى إليّ غَدْرُ
لَذاكِرٌ مِنْكَ فَضْلَ نُعْمَى،
وَسَتْرُ نُعْمَى الكَرِيمِ كُفْرُ
وَكَيفَ شُكرِيكَ عَنْ سَوَاءٍ،
وَمَا يُداني نَداكَ شُكْرُ
عُذْرٌ، وَحَسْبُ الكَرِيمِ ذَنْباً
إتْيَانُهُ الأمْرَ، فيهِ عُذْرُ(33/200)
العصر الجاهلي >> الخرنق بنت بدر >> ألاَ هَلَكَ المُلوكُ وعَبْدُ عَمْرو
ألاَ هَلَكَ المُلوكُ وعَبْدُ عَمْرو
رقم القصيدة : 26722
-----------------------------------
ألاَ هَلَكَ المُلوكُ وعَبْدُ عَمْرو
و خليتِ العراقُ لمن بغاها
فَكَمْ مِنْ والدٍ لَكَ يابنَ بِشْرٍ
تَأَزَّرَ بالمكَارِم وارْتَدَاهَا
بَنى َ لَكَ مَرْثَد وأُبوك بِشْرٌ
عَلى الشم البَواذِخِ مِنْ ذُراهَا
العصر الجاهلي >> الخرنق بنت بدر >> أرى عبدَ عمروٍ قد أساطَ ابنَ عمهِ
أرى عبدَ عمروٍ قد أساطَ ابنَ عمهِ
رقم القصيدة : 26723
-----------------------------------
أرى عبدَ عمروٍ قد أساطَ ابنَ عمهِ
و أنضجهُ في غليِ قدرٍ وما يدري
فَهْلاّ ابن حَسْحَاس قَتَلْتَ ومَعْبَداً
هما تركاكَ لا تريشُ ولا تبري
هما طعنا مولاكَ في خرجِ دبرهِ
و أقبلتَ ما تلوي على محجرٍ تجري
العصر الجاهلي >> الخرنق بنت بدر >> عفا من آل ليلى السهـ
عفا من آل ليلى السهـ
رقم القصيدة : 26724
-----------------------------------
عفا من آل ليلى السهـ
ـبُ فالأملاح فالغمر
فعرقٌ فالرماح فالـ
ـسلوى من أهله قفر
وأبليَّ إلى العزا
فالمأوان فالحجرِ
فأمواهُ الدنا فالنجـ
ـدُ فالصحراء فالنسر
فلاة ٌ ترتعيها العيـ
ـنُ ، فالظلمانُ فالعفرُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> أفِّ من دهرٍ رآني
أفِّ من دهرٍ رآني
رقم القصيدة : 26725
-----------------------------------
أفِّ من دهرٍ رآني
في غمارِ الفضلاءِ
فرماني ببلاءٍ
وغَلاء وجلاءِ
هل رأيتم نسق الحا
لِ على هذا الولاءِ؟
العصر العباسي >> الباخرزي >> قضى نَحبَهُ الشاشيُّ نصرٌ وحكمُه
قضى نَحبَهُ الشاشيُّ نصرٌ وحكمُه
رقم القصيدة : 26726
-----------------------------------
قضى نَحبَهُ الشاشيُّ نصرٌ وحكمُه
وحاجة ُ طُلاّبِ الغِني بعَطائهَ
فها هُوَ قاضٍ ذو ثلاثة ِ أوجُهٍ
ولم يكُ ذا الوجهينِ يومَ قضائهِ(33/201)
العصر العباسي >> الباخرزي >> تزمُّ غداً للظاعنينَ الركائبُ
تزمُّ غداً للظاعنينَ الركائبُ
رقم القصيدة : 26727
-----------------------------------
تزمُّ غداً للظاعنينَ الركائبُ
فتحدى وتخدي بالنجاءِ النجائبُ
ويُوحشُ مَغْنى الحَيِّ غِبَّ ارتحالِهِمْ
كما أوحشتْ بعدَ العقودِ التّرائبُ
وتَبقى الأثافي كالحمائمِ رُكّداً
نأتْ دونَها الأوكارُ فهْيَ غَرائبُ
أو الكبدُ الحَرَّى يقطِّعُ جُرمَها
ثلاثة َ أجزاءٍ جوى ً متراكبُ
ستعطفُ قوس النوى فدى مثلها
وللوجدِ في قَلبي سِهامٌ صَوائبُ
وتكتمُ أطلالَ الدِّيارِ مِنَ النّوى
نوائبُ تفشي سرهنَّ النواعبُ
وتبكي على ما فاتَ من بردِ ظلِّها
شَوادٍ سَخيناتُ العيونِ نَوادبُ
كما ادَّرعتْ زِيّ الحداد ثواكلٌ
تلوت على اعناقهنَّ الذوائبُ
وربَّ نهارٍ للفراقِ أصيله
ووَجْهي، كلا لونيهِما متناسبُ
فدَمعي وشَخصي والمَطيُّ مُقطّرٌ
وقلبي وقرصُ الشمسِ والهمُّ واجب
ظلِلتُ به أُحصي كواكبَ أدمُعي
وفي مثلِ ذاكَ اليومِ تُحصى الكواكبُ
فمَن عاذِري مِن غائبٍ وخيالُه
إذا خاطَ جفني النومُ أو غابَ آيبُ
تدرَّعَ سربالَ الدُّجى وكأنّما
على وجنته رونقُ الصبح ذائبٌ
ولم يكُ يرعاهُ سوى أخواته
عنيتُ دَراري النُّجومِ مُراقب
فما زلتُ منهُ واصلاً وهْوَ هاجرٌ
وغازلتُ منهُ حاضراً وهو غائِبُ
له اللهُ من طيفٍ يزورُ وبينهُ
وبيني رمالٌ جمة ٌ وسباسب
فللِكُدْرِ في أَطرافهِنَّ مشاربٌ
وللعُفْرِ في أَكنافهِنَّ مسَارب
هو البدرُ تهديهِ الكواكب نحونا
كما البدرُ تهدينا إليهِ الغياهبٌ
يُنزَّهُني في رَقدتي وهو وافِدٌ
ويوحِشُني في يَقظّتي وهْوَ ذاهِبُ
فإِن سُدَّ منه مِنخرٌ جاشَ منخرٌ
وإن سرَّ منهُ جانبٌ ساءَ جانب
كما غرَّ بالنارِ الكذوب وميضها
عيونَ البرايا خلبٌ أو حباحبُ
كذلكَ دأبُ الدهرِ لم يصفُ موردٌ
منَ العيشِ إلا كدرتهُ شوائبُ
قضى جائراً حتى اشرأبت مناسمٌ
إلى حيثُ شاءت واطمأنت غوارب(33/202)
وصادَ العقابَ الصعوُ فاقتاتَ شلوهُ
وصالَ على أسدِ العَرينِ الثّعالب
وعندكَ ممّا أنشأتهُ خَواطِري
غرائبُ فيها للرواة ِ رَغائب
فطوراً بها في السّلم تُجلى عرائسٌ
وطوراً بها في الحربِ تُزجى كَتائب
وإن امراً عطشانَ وافاكَ شائماً
حياكَ لمدلولٌ على الماءِ قارب
العصر العباسي >> الباخرزي >> أَ بالري أثوي أم أسيرُ معَ الركبِ ؟
أَ بالري أثوي أم أسيرُ معَ الركبِ ؟
رقم القصيدة : 26728
-----------------------------------
أَ بالري أثوي أم أسيرُ معَ الركبِ ؟
أسيرُ لأنّ السيرَ أَدنى إلى قلبي
إذا كانَ من عَزمي التقدُّم في العُلا
فليسَ من الحَزمِ التخّلفُ عن صحبي
أدورُ على جنبي مخافة َ أنني
أرى الجارَ جارَ السوءِ لزقا إلى جَنبي
ولستُ لأرضُ الهُونِ حِلساً وإن أرُم
سماءً منَ الجاهِ الرفيعِ فأجدر بي
وما أنا مُغرى بالكواعِبِ مغرماً
ولا غزلاً أستنُّ من مرحِ الحبّ
أتشغلني خودٌ تكعبَ ثديها
عن الذروة ِ الشماءِ أعلي بها كعبي ؟
سلامٌ على وكري وإن طويَ الحشا
على حراتٍ من فراخٍ بها زغب
ووالهة ٍ عَبرى إذا اشتكتِ النوى
سقى من جناها الوردَ باللؤلؤ الرطب
أأذكرُ أيام الحمى ؟ لا، وحقّها
بلى أتناسى ، إنَّ ذكر الحمى يصبى
ألم ترني وترت بالشوق عزمة ً
رمتنْيَ كالسهمِ المَرِيشِ إلى الغرب
وطيّرت نفسي فهي أسرى منَ القَطا
وعهدي بها من قبلُ أرسى من القُطب
وجبتُ طريقاً ذا خطوبٍ طوارقٍ
فمِن حَرِجٍ ضَنكٍ ومن ضَرِسٍ صَعب
ودستُ جبالاً كدْنَ يعطبْنَ مُهجتي
بما ندفت فيها الثلوج من العطْب
وفارقتُ بيتي كالمهنّدِ دالقاً
من الغمدِ، واستبدلتُ شعباً سوى شَعبي
فها أنا في بغدادَ ارعى رياضها
وأرتعُ منها في الرفاهة ِ والخصبِ
وأسحبُ أذيالي عَليها، وكرخُها
مظِنَّة ُ إطرابي، ودَجْلتُها شربي
وأسبأ من حاناتِها عِكبريّة ً
أرقَّ من الإعتاب في عُقَبِ العَتْبِ
فلو صُبَّ في الأجبال حُمْرُ كؤوسِها
لمعن الصخورُ السودُ خضراً من العشب(33/203)
يطوف بها ساقٍ يسيغُك شربَها
بنقلٍ شهى ٍّ من مقبلهِ العذاب
وما لي إلى " ما لين " شوقٌ فإنها
منغصة من جور ِ " حدادها " الكلب
هو القين ما ينفكّ في الكير نافخاً
ممالاً بلفظِ العجم لا لغة ِ العرب
ولم يسرِ في طرق المكارم مذ نشا
وما زال معروفا سُرى القَين بالكِذْب
أحبُّ له الخلخالَ لكنْ مُقيِّداً
ورفعتهُ أختارُ ، لكن من الصلبِ
لئيمٌ ويعدي لؤمه جلساءهُ
ولا غرو لو تعدى الصحاحُ من الجرب
ويُبدعُ في بابِ الضِّيافة ِ مَذهباً
فرغْفاَنَهُ يُعطي وأَثمانّها يجبْي
ويَخطبُ أَشعاري، أمن حِزبهِ أنا
فأنكحها إياهُ ، أم هوَ من حزبي؟
وأني له مدحي ولي في هجائِهِ
أوابدُ تُروى في القَراطيسِ والكُتْب
وخوفني فارتَحت جذلانَ آمِناً
وبِتُّ رخي البالِ مُلتئمَ الشِّعب
ولو خاف تهديدَ الفرزدقِ مربعٌ
لخفتُ ، ولكن لا يرى الخوفُ من دأبي
وكيف، وعصفوري يرى الصقرَ طعمة ً
وشاتي تغذو سخلها بدمِ الذئب
ولو شاءَ مولانا الوزيرُ لكفّني
وأبلعَني رِيقي ونفّسَ من كربى
فإنّكَ مَزْرورُ القميصِ على العُلا
وطينُك معجون من المَجد لا التُّربِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> عِشنا إلى أَنْ رأَينا في الهوى عَجَبا
عِشنا إلى أَنْ رأَينا في الهوى عَجَبا
رقم القصيدة : 26729
-----------------------------------
عِشنا إلى أَنْ رأَينا في الهوى عَجَبا
كلَّ الشهورِ، وفي الأمثال: عِشْ رَجبَا
أليسَ من عجب أني ضحى ارتحلوا
أوقدتُ من ماءِ دَمعي في الحَشا لَهبَا
وأنَّ أجفانَ عيَنْي أمطرَتْ وَرقاً
وأن ساحة َ خدي أنبتت ذهبا؟
وإن تلهب َ برقٌ من جوانبهم
توقدَ الشوقُ في جنبيَّ والتهبا ؟
كأنَّ ما أنعقَّ عنهُ من معصفرهِ
قميصُ يوسُفَ غشَّوْهُ دماً كَذِباً
العصر العباسي >> البحتري >> حبيب سرى في خفية وعلى ذعر
حبيب سرى في خفية وعلى ذعر
رقم القصيدة : 2673
-----------------------------------
حَبيبٌ سرَى في خِفيَةٍ، وعَلى ذُعْرٍ،(33/204)
يَجُوبُ الدّجَى حتّى التَقَينا على قَدْرِ
تَشَكّكتُ فيهِ مِنْ سُرُورٍ، وَخِلْتُهُ
خَيالاً أتَى في النّوْمِ من طَيْفِهِ يَسرِي
وأفرَطْتُ مِنْ وَجْدٍ بهِ، فدَرَى بِنا
على سَاعَةِ اللهجرانِ مَن لم يَكُنْ يدرِي
وَمَا الحُبُّ ما وَرّيتَ عَنهُ تَسَتُّراً،
وَلَكِنّهُ ما مِلْتَ فيهِ إلى الَجهْرِ
أتىَ مستَجيراً بي مِنَ البَينِ تائِباً
إليّ منَ الصّدّ الذي كانَ في الهَجرِ
فَلَمْ يَستَطعْ قَلبي امتِنَاعاً منَ الهَوَى،
وَلَمْ تَستَطِعْ نَفْسِي سَبِيلاً إلى الصّبْرِ
سَقَانِي بكأسَيْهِ وَعَيْنَيْهِ قَادِراً
بألحَاظِهِ، دونَ المُدَامِ، على سُكرِي
وأقْسَمَ لي ألا يَخُونَ مَوَدّتي،
وإنْ أسرَفَ الوَاشِي، وَكَثّرَ ذو الغُمرِ
وَلَم أنْسَناهُ، عِندَ التّلاقي، وَضَمَّنَا
سَوَالِفَ نَحْرٍ، مِنْ مَشُوقٍ، إلى نحرِ
وَتَكْرَارَنَا ذاكَ العِنَاقَ، إذا انْقَضَتْ
لَنَا عَبْرَةٌ عادَتْ لَنَا عَبْرَةٌ تَجرِي
أحاديثُ شَكوَى مِنْ مُحبَّينِ لا تَني
تُعِلُّ فُؤاداً بالصّبابَةِ، أو تُبرِي
تَعَجّبْتُ مِنْ فِرْعَوْنَ إذْ ظَنّ أنّهُ
إلَهٌ، لأنّ النِّيلَ مِنْ تَحْتِهِ يَجْرِي
وَلَوْ شاهَدَ الدّنْيا وَجامِعَ مُلْكِهَا
لَقَلّ لَدَيْهِ ما يُكَثَّرُ مِنْ مِصْرِ
وَلَوْ بَصُرَتْ عَيْنَاهُ بالزّوّ لازْدَرَى
حَقِيرَ الذي نَالَتْ يَداهُ مِنَ الأمْرِ
إذاً لَرَأى قَصْراً على ظَهْرِ لُجّةٍ،
يَرُوحُ وَيَغدُو فَوْقَ أمواجِها يَجرِي
تُصَادُ الوُحُوشُ في حِفَافِي طَرِيقِهِ،
وَتُسْتَنزَلُ الطّيرُ العَوَالي عَلى قَسْرِ
وَلَمْ أرَ كالمُعْتَزّ، إذْ رَاحَ مُوفياً
عَلَيْهِ بوَجْهٍ لاحَ في الرّوْنَقِ النّضْرِ
مَلِيّاً، بِأنْ يَجْلُو الظّلامَ بغُرّةٍ،
تَخَاضَعُ إكْباراً لهَا غُرّةُ الفَجْرِ
إذا اهتَزّ غب الأرْيَحِيّةِ والنّدَى،
وأسْفَرَ في ضَوْءِ الطّلاَقَةِ والبِشْرِ
وَقَابَلَهُ بَدْرُ السّمَاءِ بوجهِهِ،(33/205)
فَبَدْرٌ عَلى بَدْرٍ، وَبَحرٌ على بَحرِ
رأيتُ بَهَاءَ المُلْكِ مُجْتَمِعاً لَهُ،
وَديبَاجَةَ الدّنْيَا، وَمَكْرُمَةَ الدّهرِ
وَخِرْقٌ مَتَى امتَدّتْ يَداهُ بِنَائِلٍ،
فَمَا النَّيلُ منهُ بالزّهِيدِ، وَلا النّزْرِ
مَوَاهِبُ مَكّنّ الفَقِيرَ مِنَ الغِنَى
مِرَاراً، وأعدَينَ المُقِلّ على المُثْرِي
بَقيتَ، أميرَ المُؤمِنينَ، فإنّما
بَقاؤكَ يُسْرُ النّاسِ شَرّدَ بالعُسْرِ
سأُجْهِدُ في شُكْرٍ لنُعْمَاكَ، إنّني
أرَى الكُفْرَ للنَّعماءِ ضَرْباً من الكُفْرِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> ومهمهٍ يتراءى آلة ُ لججاً
ومهمهٍ يتراءى آلة ُ لججاً
رقم القصيدة : 26730
-----------------------------------
ومهمهٍ يتراءى آلة ُ لججاً
يستغرقُ الوخدَ والتقريبَ والخببا
كم فيهِ حافرُ طرفٍ يحتذي وقعاً
من فوقِ خفِّ بَعيرٍ يَشتكي نَقبَا
تصاحبَ فيه الريحُ والغيمُ لم ينيا
أنْ يَشرَكَا في كلا خطَّيهِما عَقِبا
فالريحُ ترضعُ درَّ الغيمِ إن عطشت
والغيمُ يركبُ ظهرَ الريح إن لغبا
أَنكَحتُه ذاتَ خلخالٍ مُقرَّطَة ً
والركبُ كانواً شهوداً والصّدى خُطبا
وسرتُ فيهِ على اسم الله مُصطحباً
للعزمِ لا عدمتهُ النفسُ مصطحبا
إلى أبي البحرِ إني لست أنسُبُه
لجعفرٍ إن حساهُ شاربٌ نضَبا
يومَ الوغى من بني العبّاس عِتْرتُهُ
لكنهُ غيرُ عباسٍ إذا وهبا
لعزهِ جعلَ الرحمنُ ملبسهُ
من الشبابِ ونورِ العَينِ مُسْتَلَبا
وجهٌ ولا كالهلالِ الفطر مطلعاً
بدرٌ ولا كانْهلالِ القَطر مُنسكِبا
وعمّة ٌ عمّتِ الأبصارِ هيبتُها
برغمِ من لبسَ التيجانَ واغتصبا
له القضيبانِ ، هذا حده خشب
وذَاكَ لا يتعدَّى حَدُّه الخَشَبا
كِلاهُما منهُ في شُغْلٍ يُديرُهما
بينَ البنَانِ رضى ً يَختارُ أم غَضبَا
إخالُ أنملَ حادي عيسِهم جَذبَت
معَ الزمامِ فؤادَ الصبِّ فانجذبا
لم ترضَ مني في وادي الغَضا سَببي
حتى جعلتُ إلى رُوحي لها سَببا
غيداءُ أَغوى وأَزوى حبُّها وكذا الـ..(33/206)
ـغَيداءُ غيّ وداءٌ لُفِّقا لَقبَا
وخيم الحسنُ في أكتافِ وجنتها
والصدغ مدَّ لهُ من مسكهِ طنبا
إذا رَنا طرفُها لم يدرِ رامقُها
اتلكَ أجفانُ ظبيٍ أم جفونُ ظبي؟
أقولُ للغصنِ: لا ألقاكَ مُنثَنياً
من ذات نفسكَ إلا أن تهبَّ صبا
تعبتَ كي تتثنى مثلَ قامتها
إستغفرِ اللهَ منهُ واربحِ التعبا
خريدة لاعبتْ أطرافُ صورَتِها
جلداً تروى بماءي نعمة ٍ وصبا
تقرُّ منها عيونُ الماءِ إن شربتْ
طوبى لذي عطشٍ من ريقِها شَرِبا
وتشرئبُّ غصونُ الوردِ طامعة ً
في أن تكونَ لمرعى نوقها عشبا
العصر العباسي >> الباخرزي >> غداً أحلُّ عن الأوتادِ أطنابي
غداً أحلُّ عن الأوتادِ أطنابي
رقم القصيدة : 26731
-----------------------------------
غداً أحلُّ عن الأوتادِ أطنابي
لكي أشدَّ على الأجمال أقتابي
في كل يومٍ عناقٌ للوداعِ جوٍ
يلفّ قاماتِ أحبابٍ بأحبابِ
ورحلة ُ في غمامِ النقعِ تمطر أس
واطاً تلمُّ بأعجازٍ وأقراب
كم أنشبَ البينُ في أسروعه برداً
وكم أغارَ على وردٍ بعنابِ
والدهر شَوكٌ جنى أغصانِه إبرٌ
فكيفَ أملك منه قطفَ أعناب؟
غوثايَ منهُ فما ينفكّ يقلقني
بسفرة ٍ تَقْتضي تقويضَ أطنابي
كأنني كرة ٌ يَنْزو بِها أبداً
وقعُ الصوالجِ في ميدانِ ألعاب
ماأعوزَ الصبرَ في الأوصابِ من دنفِ
يذيقَهُ البَينُ صَبراً ديفَ بالصّاب!
إذا لوى يدَ حاديهِ الزمام شَكا
قلباً لذيفانِ صلَّ منه منسابِ
يا حيذا زوزن الغراء من بلدٍ
تابُ الحوادثِ عن أكتافها نابِ
حسدتُ أذيالَ أثوابي وقد ظفِرَتْ
بشمِّ تربتها أذيالُ أثوابي
تودُّ عيني إذا ما أرضها كنست
لو صيغَ مكنسُها من شعرِ أهدابي
أَحنو عليها وأَستسقي لخطّتها
يدي سحابٍ جرورِ الذيلِ سحابِ
كأنّها الخلدُ ما تنفكُّ طائفة ً
ولدانُها بأباريقٍ وأَكوابِ
إن جئتها فجوادي سابحٌ مرحٌ
وإن رَجَعتُ فمِعثارُ الخُطا كابِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> أقولُ لمُرجحن الغَيم لمّا أقولُ لمُرجحن الغَيم لمّا(33/207)
أقولُ لمُرجحن الغَيم لمّا أقولُ لمُرجحن الغَيم لمّا
رقم القصيدة : 26732
-----------------------------------
أقولُ لمُرجحن الغَيم لمّا أقولُ لمُرجحن الغَيم لمّا
توالى الدمعُ منه والنحيبُ :
أتبكي حسرة ً وأنا المعنى ؟
وترفع رنة ً وأنا الغريبُ ؟
العصر العباسي >> الباخرزي >> كليني لهم يمتري الدمعَ ناكبِ
كليني لهم يمتري الدمعَ ناكبِ
رقم القصيدة : 26733
-----------------------------------
كليني لهم يمتري الدمعَ ناكبِ
فعهدُك يا أسماءُ نسجُ عناكِبِ
عناني بكِ الوجدُ المبرحُ في النوى
فيا ليتَ شعري أيُّ وجدٍ عناك بي؟
العصر العباسي >> الباخرزي >> باكَرنا وابلٌ سكوبُ
باكَرنا وابلٌ سكوبُ
رقم القصيدة : 26734
-----------------------------------
باكَرنا وابلٌ سكوبُ
أدمعُه فوقَنا صَبيبُ
فقلت للغيم ِقول َ حرٍ
للحزن في قلبِه دبيبُ:
إن كنتَ تبكي على غريبٍ
فها أنا ذلك الغريبُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> يومٌ دعانا إلى حث الكؤوسِ به
يومٌ دعانا إلى حث الكؤوسِ به
رقم القصيدة : 26735
-----------------------------------
يومٌ دعانا إلى حث الكؤوسِ به
ثلجٌ سقيطٌ وغيمٌ غيرُ مُنْجابِ
وأفرطَ البردُ حتى الشّمسُ ما طلعتْ
إلا مزملة ً في فرو سنجابِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> يا طِيبَ ليلتِنا بصحبة ِ غادة ٍ
يا طِيبَ ليلتِنا بصحبة ِ غادة ٍ
رقم القصيدة : 26736
-----------------------------------
يا طِيبَ ليلتِنا بصحبة ِ غادة ٍ
حسناءً ناعمة ِ الشباب كعابِ
عطفتْ أناملَها لتقرعَ دفّها
فقرعتُ أبواباً من الأطرابِ
ودهشتُ حينَ رأيتُ في غلسِ الدجى
شمساً تصكَ البدرَ بالعنابِ
حست بوجنتها وفاحمِ صدغها
كالبدر ملتحفاً بريش غرابِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> زمانُ الصبا موسمٌ للتّصابي
زمانُ الصبا موسمٌ للتّصابي
رقم القصيدة : 26737
-----------------------------------
زمانُ الصبا موسمٌ للتّصابي
يمرُّ عليكَ مرورَ السّحابِ(33/208)
ستدفنُ عن كثبٍ في الترابِ
فلِمْ تدفنُ المالَ تحتَ الترابِ ؟
وليسَ يسوغُ بَرودُ الشّراب
إذا ما خلعتَ بُرودَ الشَبابِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> أعوذ باللهِ من سحاقة ٍ ملكت
أعوذ باللهِ من سحاقة ٍ ملكت
رقم القصيدة : 26738
-----------------------------------
أعوذ باللهِ من سحاقة ٍ ملكت
زِمَامَ قلبي لا من غاسِقٍ وَقِبا
ملاكُ حرقتها كسٌّ وملحفة ٌ
وهكذا رأسُ مالي فيشة ٌ وقبا
طرقتُها فأباحَتْني ذخيرتَها
بعد الهدوِّ ولم تمنع حِمى الَقَبا
العصر العباسي >> الباخرزي >> زعيمُ خوار ِالزي عجلٌ ، ونطقهُ
زعيمُ خوار ِالزي عجلٌ ، ونطقهُ
رقم القصيدة : 26739
-----------------------------------
زعيمُ خوار ِالزي عجلٌ ، ونطقهُ
خُوارٌ فَيا تبّاً لهُ جاءَ أو ذهبْ
يناسبُ عجلَ السامري بزورهِ
سوى أنّ هذا من خَرى وهوَ من ذَهَبْ
العصر العباسي >> البحتري >> لقد أمسك الله الخلافة بعدما
لقد أمسك الله الخلافة بعدما
رقم القصيدة : 2674
-----------------------------------
لَقَدْ أمْسَكَ الله الخلافَةَ بَعدَمَا
وَهَتْ وَتَلاَفَى سرْبَهَا أن يُنَفَّرَا
بمُعْتَمِدٍ فيها عَلَى الله، أُسندَتْ
إلَيْهِ، فألفَتْهُ الرّضَا المُتَخَيَّراَ
وَلَوْ لمْ يَقُمْ للمُسلمينَ بحَقّهَا،
لغُودِرَ مَعرُوفُ العَوَاقِبِ مُنكَرَا
وَلَمّا بَدا من سُدّةِ المُلْكِ طالعاً،
ذَكَرْنا بهِ خَيرَ الخَلائفِ جَعفَراَ
شَمَائلُ مَبسُوطِ اليَدَينِ إلى الذرَى،
وَوَجْهٌ أضَاءَ الجُودُ فيهِ، فأسْفَرَا
أتَتْ بَرَكاتُ الأرْضِ من كلّ وِجهةٍ،
وأصْبَحَ غُصْنُ العَيشِ فينانَ أخضرَاَ
وقد خبر الفتح المعجل أننا أقـ
ـتبلناه ميمون القيام مظفراً
العصر العباسي >> الباخرزي >> ما أنتَ بالسّبب الضّعيفِ، وإنّما
ما أنتَ بالسّبب الضّعيفِ، وإنّما
رقم القصيدة : 26740
-----------------------------------
ما أنتَ بالسّبب الضّعيفِ، وإنّما
نُجْح الأمور بقُوَّة ِ الأسْبابِ(33/209)
فاليومَ حاجتنا إليكَ وإنما
يدعى الطبيبُ لكثرة ِ الأوصابِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> وعمكَ أدناه وأعلى محلهُ
وعمكَ أدناه وأعلى محلهُ
رقم القصيدة : 26741
-----------------------------------
وعمكَ أدناه وأعلى محلهُ
وأبوهُ من ملكه كنفاً رحبا
قضَى كُلُّ مولى ً منكُمُ حقَّ عبدهِ
فخوَّلَهُ الدُّنيا، وخوَّلْتَهُ العُقبى
العصر العباسي >> الباخرزي >> القبرُ أخفى سترة ً للبنات
القبرُ أخفى سترة ً للبنات
رقم القصيدة : 26742
-----------------------------------
القبرُ أخفى سترة ً للبنات
ودفنها ، يروى ، منَ المكرمات
أما رأيتَ الله، عزَّ اسمهُ،
قد وضعَ النعشَ بجنبِ البَنات ؟
العصر العباسي >> الباخرزي >> قلْ للذي يَبْتغي جاهي ومنَزِلتي:
قلْ للذي يَبْتغي جاهي ومنَزِلتي:
رقم القصيدة : 26743
-----------------------------------
قلْ للذي يَبْتغي جاهي ومنَزِلتي:
راجع يقينك واستكشف غيابته
فلي قوافٍ سلبنَ النحلَ ريقته
والماءَ رقته والسحرَ رقيتهُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> أفدي الذي سادَ الحسانَ ملاحة ً
أفدي الذي سادَ الحسانَ ملاحة ً
رقم القصيدة : 26744
-----------------------------------
أفدي الذي سادَ الحسانَ ملاحة ً
حتى تواضعَ كلهم لسيادته
ضاجعته والوردُ تحتَ لحافهِ
ولثمتُه والبدرُ فوقَ وسادتهْ
العصر العباسي >> الباخرزي >> تقول سلمى ، والمشيبُ قناعها :
تقول سلمى ، والمشيبُ قناعها :
رقم القصيدة : 26745
-----------------------------------
تقول سلمى ، والمشيبُ قناعها :
أتصرم مني حبلَ ودِّ وصلته ؟
فإن ينقطع وردي فأنتَ قطفتهُ
وإن يبلُ ديباجي فأنتَ ابتذلتَهُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> بدرٌ يهزُّ التثني في غلالتهِ
بدرٌ يهزُّ التثني في غلالتهِ
رقم القصيدة : 26746
-----------------------------------
بدرٌ يهزُّ التثني في غلالتهِ
غصناً من البانِ ، قلب الصب منبتهُ
قبلتُ فاهُ فكادَ السبُّ ينطقهُ(33/210)
لولا شفيعُ حياءٍ قامَ يُسكتُهُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> يا نحس يا كيوانُ فعلك كله
يا نحس يا كيوانُ فعلك كله
رقم القصيدة : 26747
-----------------------------------
يا نحس يا كيوانُ فعلك كله
سمجٌ لديَّ فما لَكَ استملحتَهُ ؟
والجدي بيتُك وهو أيضاً طالعي
أفسدته وحرى لو استصلحتهُ
وي للجديِّ ذبحتهُ وسلختهُ
وشويتَهُ وأكلتَهُ، وسلحْتهُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> إذا أحصيتُ أدواتُ الكفاة ِ
إذا أحصيتُ أدواتُ الكفاة ِ
رقم القصيدة : 26748
-----------------------------------
إذا أحصيتُ أدواتُ الكفاة ِ
فليسَ أَداتي إلاَّ دَواتي
وما ذاكَ إلاّ لأني بها
أداوي عفاتي وأدوي عداتي
العصر العباسي >> الباخرزي >> قلْ لهارونَ: قد علاكَ اصفرارٌ
قلْ لهارونَ: قد علاكَ اصفرارٌ
رقم القصيدة : 26749
-----------------------------------
قلْ لهارونَ: قد علاكَ اصفرارٌ
شاهدٌ بالبغاءِ ما فيهِ بَهْتُ
قد رأيناكَ في الكرى فسررنا
لم ؟ لأنَّ الحمارَ في النومِ بختُ
العصر العباسي >> البحتري >> شهي إلى الأيام تقليلها وفري
شهي إلى الأيام تقليلها وفري
رقم القصيدة : 2675
-----------------------------------
شَهيٌّ إلى الأيّامِ تَقْليلُها وَفْرِي،
وَخِذْلاَنُها إيّايَ إنْ سِمْتُها نَصرِي
أرَى وَكْدَ دَهْرِي أنْ أُقلّ، وَلاَ أرَى
لدَهْرِي جَمالاً ظاهراً مثلَ أن أُثْرِي
لأكدَيتُ حتّى خِلتُ دِجلَةَ شُبّهَتْ،
وَقُلتُ السّرَابُ في مَنَاقعها يَجرِي
لَئنْ غَرّني مَطْلُ البَخيلِ لَقَبْلَهُ
غُرِرْتُ بإسعافِ الخَيالِ الذي يَسرِي
فَهَلْ في أبي بَكْرٍ أداءُ رِسَالةٍ
إلى السّيّدِ الضّخْمِ الدّسيعةِ من بَكْرِ
وَمَا عَنْ أبي الصّقْرِ ارْتيَادٌ لمُوجَعٍ
منَ الكَلْمِ لا يأسُوهُ غَيرُ أبي الصّقْرِ
تأمّلَ منهُ مُبْتَغو النَّيلِ طَلْعَةً،
إذا كَلّفُوها البَدرَ شَقّتْ على البَدرِ
وفي القَصرِ والشّهرِ الجَديدَينِ نَرْتجي(33/211)
جَداً منهُ يَتلو جِدّةَ القَصرِ والشّهْرِ
وقد ورده وارد البحر بيته
فما ظنهم بالبحر زيد إلى البحر
علا مرتقى طرق طرق العفاة، وإنما
تعمد أن يهدى له طارق السفر
أعَمْرُو بنُ شَيبانٍ، وَشَيْبانُكُمْ أبي،
إذا نُسبَتْ أُمّي، وَعَمْرُكُمُ عَمرِي
شَكَتْ مَدَّها كَفّي وَكانتْ حَقيقةً
بإبدالها تلكَ الشكيّةَ بالشّكرِ
مَتى لا تَسُدّوا خَلّتي لا تُصِبْكُمُ
شَذاتي، ولا يَسلُكْ سوَى نَهجه شعرِي
وَهَلْ يُرْتَجَى عندي اتّساعٌ لمَغرَمٍ،
إذا ضَاقَ عنكم عند مَسخَطةٍ عُذرِي
أرَاقَبْتُمُ إجْلاَءَ عُسْرِي، وَإنّما
ثَنَى رَغْبَتي تلقاءُ يُسرِكُمُ عُسرِي
إذا ما استَوَتْ أقدامُنَا عندَ ثَرْوَةٍ،
قَنَيْتُ حَيَائِي، أوْ رَجعتُ إلى قَدْرِي
العصر العباسي >> الباخرزي >> كَبَتْ بيَبْغو دولة ٌ
كَبَتْ بيَبْغو دولة ٌ
رقم القصيدة : 26750
-----------------------------------
كَبَتْ بيَبْغو دولة ٌ
شكرتها لما كبت
كانت لديهِ نبتت
فالآنَ عنهُ قد نبَتْ
العصر العباسي >> الباخرزي >> أقبلَ من " كندرٍ " مسيخرة ٌ
أقبلَ من " كندرٍ " مسيخرة ٌ
رقم القصيدة : 26751
-----------------------------------
أقبلَ من " كندرٍ " مسيخرة ٌ
للنحسَ في وجههِ عَلاماتُ
يحضرُ دورَ الأمير وهو فتى ً
موضع أمثالهِ الخراباتُ
فهوَ جحيمٌ وديرهُ سعة ً
كجنة ٍ عرضها السماواتُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> ظهرت على قممِ البروجِ ثلوجُ
ظهرت على قممِ البروجِ ثلوجُ
رقم القصيدة : 26752
-----------------------------------
ظهرت على قممِ البروجِ ثلوجُ
وهوتْ كما يتطايَرُ المَحْلوجُ
قُم يا غلامُ وسقّنيها قهوة ً
تذرُ الصحيحُ كأنهُ مفلوجُ
مع عصبة ٍ رُزقوا الحِجى في دينهِم
لكنّهم عندَ الشرابِ عُلوجُ
لم يسأموا شربَ الطلا حتى بدا
للفيلِ في سُمِّ الخياطِ ولوجُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> ومعذّرٍ بقلتْ حديقة ُ وجهِهِ
ومعذّرٍ بقلتْ حديقة ُ وجهِهِ
رقم القصيدة : 26753(33/212)
-----------------------------------
ومعذّرٍ بقلتْ حديقة ُ وجهِهِ
وغدت بأحسنِ حلية ٍ تتبرجُ
لما توسّط وجنتيهِ نَرجسُ
حسداً ، تطرفَ عارضيهِ بنفسجُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> إذا علا رَذلٌ، ولم يُدْلِ في الـ
إذا علا رَذلٌ، ولم يُدْلِ في الـ
رقم القصيدة : 26754
-----------------------------------
إذا علا رَذلٌ، ولم يُدْلِ في الـ
مجدِ ببرهانِ ولا حجه
فاخدمه ما در َّلهُ المالُ أو
نشّتْ على مِقلاتِهِ العجّهْ
واتخذِ الصبرَ على لؤمهِ
سفينة ً ان طمت اللُّجّه
وصانع الدهرَ، فكم دولة ٍ
صاغَتْ من السلحَة ِ أُترجّهْ
العصر العباسي >> الباخرزي >> لا يشرفُ الرذلُ بأن يكتسي
لا يشرفُ الرذلُ بأن يكتسي
رقم القصيدة : 26755
-----------------------------------
لا يشرفُ الرذلُ بأن يكتسي
من الغِنى تاجاً وديباجاً
وهل نَجا الهدهدُ من نَتنِهِ
بلُبْسِهِ الديباجَ والتّاجا ؟
العصر العباسي >> الباخرزي >> أما إنها الأيامُ تأسو وتجرحُ
أما إنها الأيامُ تأسو وتجرحُ
رقم القصيدة : 26756
-----------------------------------
أما إنها الأيامُ تأسو وتجرحُ
وتَملأ بالدرِّ الإناءَ وتَرمحُ
وما الدهرُ إلا محنة ٌ إثرَ محنة ٍ
ونحنُ على الحالَيْنِ نَأسى ونَفرحُ
وما الناسُ إلا رفقة ٌ ومطيهم
إلى الأمدِ المقصودِ تمسي وتصبحُ
وحكمُ الرَّدى حكمُ العمومِ ولم يزلْ
بروقيهِ في وجهِ البرية ِ ينطحُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> ارغب بسمعكَ عن مقالِ اللاحى
ارغب بسمعكَ عن مقالِ اللاحى
رقم القصيدة : 26757
-----------------------------------
ارغب بسمعكَ عن مقالِ اللاحى
واقدحْ زِنادَ الهمِّ بالأقداحِ
وإذا دجى ليلُ الهمومِ فسل عن
دنِّ المدامة ِ فالقَ الأصباحِ
يا حبذا الساقي يديرُ بنانهُ
راحاً تفيدُ براحة ِ الأرواحِ
مشمولة َ لم ترضَ رأسَ إنائها
إلا بلبسِ عمامة ِ التفاحِ
مثل الشقائقِ غَضّة ٌ وكأنّما
نسجَ الحبابُ لها نقابَ أقاحِ(33/213)
لم يَشربِ المحزونُ منها قَطرة ً
إلاّ تدرّعَ هزّة َ المُرتاحِ
وكأنّها في كأسِها مسفوحة ً
من عتقها تنبي عن السفاحِ
وكأنما الأوتارُ عن حسناتها
نَطقت بألسنة لهُنَّ فِصاحِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> أتاني كتابٌ جامعٌ كلَّ طرفة ٍ
أتاني كتابٌ جامعٌ كلَّ طرفة ٍ
رقم القصيدة : 26758
-----------------------------------
أتاني كتابٌ جامعٌ كلَّ طرفة ٍ
كما جَمعت شتّى سفينة ُ نوحِ
لأرضِكَ أستسْقي، ومَغناك أنتَحى
وودك أستبقي ونحوك أوحي
العصر العباسي >> الباخرزي >> ولما غادرَ الحدثانِ شلوي
ولما غادرَ الحدثانِ شلوي
رقم القصيدة : 26759
-----------------------------------
ولما غادرَ الحدثانِ شلوي
بمُستنِّ الخُطوبِ لقى ً طَريحاً
وجرعني الرغاوة َ صرف دهر
يُسوِّعُ غيريَ الصِّرفَ الصّريحا
تركتُ الاتكالَ على الأماني
وبتّ أضاجِعُ اليأسَ المُريحا
وطنبتُ الخيامَ بدارِ قومي
وقلتُ لحادِيَى ْ إبلي: اسْتَريحا
وذاكَ لأنني من قبلِ هذا
أكلتُ تمنياً ، فخريتُ ريحا
العصر العباسي >> البحتري >> أراني متى أبغ الصبابة أقدر
أراني متى أبغ الصبابة أقدر
رقم القصيدة : 2676
-----------------------------------
أرَاني مَتى أبْغِ الصّبَابَةَ أقْدِرِ،
وإنْ أطْلُبِ الأشْجَانَ لا تَتَعَذّرِ
أعُدُّ سِنيّ فَارِحاً بمُرُورِها،
وَمَأتَى المَنَايَا منْ سنيّ وأشهُرِي
واهوى امتداد العمر وامتدى حبله
وما قيض للأحزان قيض المعمري
وَمَا خِلْتُ تَبكي بَعْدَ قَيصَرَ خُلّةً،
لكُلّ مُحِبٍ قَيصَرُ مثلُ قَيصرِي
نَعَمْ في ابنِ بِسْطامٍ وَزِبرَجَ أُسوَةٌ،
وَوَفْرٌ عَلى الأيّامِ، وابنِ المُدَبِّرِ
وَبَرّحَ بي في زِبْرِجٍ أنّ يَوْمَهُ
تَعَجّلَ لم يُمهِلْ، وَلمْ يَتَنَظّرِ
مَتَاعٌ منَ الدّنْيا حَظيٌّ، ومن يَفُتْ
حَظيّاً من الدّنيا فيُحْزِنْهُ يُعذَرِ
أسِيتُ لمَوْلاهُ على حُسنِ مَسمَعٍ،
خَليقٍ بشُغْلِ السّامعينَ، وَمَنْظَرِ(33/214)
مُضِىءٌ تَظَلُّ العَينُ تَصْبِغُ خَدَّهُ،
مَتى تَثْنِ فيهِ لَحْظَةً تَتَعَصْفَرِ
كأنّ النّجُومَ الزُّهْرَ أدّتْهُ خالصاً
لزُهرَةِ صُبْحٍ قد تَعَلّتْ وَمُشتري
يَشيدُ بحاجاتِ النّفُوسِ، إذا اعتَزَى
إلى ابنِ سُرَيجٍ أوْ حكى ابنَ مُحزرِ
لَنِعمَ شَرِيكُ الرّاحِ في لُبّ ذي الحجى
إذا استَهلَكَتهُ بينَ نايٍ وَمِزْهَرِ
وَمُغْتَالُ طُولِ اللّيلِ حتى يُقيمَنَا
على ساطعٍ من طُرّةِ الفَجرِ أحمَرِ
غَرِيرٌ، متى تُخلَطْ بهِ النّفسُ تَبتَهجْ
لَهُ، وَمَتى يُقرَنْ بهِ العَيشُ يَقْصُرِ
إذا ما تَرَاءَتْهُ العُيُونُ تَحَدّثَتْ
بكُلّ مُسَرٍّ، من هَوَاها، وَمُضْمَرِ
وأعتَدُّ إبْهَامي أشَدّ أصَابعي،
ولَمْ يَتَحَمّلْ خاتمي حَملَ خنصِرِي
يقولون: لم يكبر فيشتد رزؤه
وكان الهوى نحلا لأصغر أصغر
أوَعْكُ مَنُونَا صَارَ للمَوْتِ مَوْرِداً،
وَكَان ارتِقَابُ المَوْتِ من وَعكِ خَيبرِ
وَمنْ نَكَدِ الأيّامِ إيبَاءُ حِلّةٍ،
عَذاةِ النّواحي بينَ كَوْثَى وَصَرْصَرِ
فلَوْ كانَ مَاتَ اللُّوغَبْرديُّ قَبْلَهُ،
وأخّرَ في البَاقينَ مَنْ لمْ يُؤخَّرِ
إذاً لأسَغْنَا الحَادِثَاتِ التي جَنَتْ،
وَلمْ نَتّبعْهَا بالمَلامِ، فَنُكْثِرِ
يُطَيَّبُ بالكَافُورِ مَنْ كانَ نَشْرُهُ
أطَلَّ من الكَافُورِ، لَوْ لَمْ يُكَفَّرِ
وَتُدْرَجُ في البُرْدِ المُحَبَّرِ صُورَةٌ،
كَتَوْشِيَةِ البُرْدِ الصّنيعِ المُحَبَّرِ
قَسَتْ كَبِدٌ لمْ تَعْتَللْ لفرَاقهِ،
وَقَلْبٌ إلى ذِكْراهُ لَمْ يَتَفَطّرِ
عَلَيْكَ أبَا العَبّاسِ بالصّبرِ طَيّعاً،
فإنْ لمْ تَجِدْهُ طَائعاً، فتَصَبّرِ
وَلاَ بُدّ أنْ يُهْرَاقَ دَمْعٌ، فإنّما
يُرَجّى ارتقاءُ الدّمعِ بَعدَ التّحَدّرِ
إذا أنْتَ لمْ تَنْضَحْ جَوَاكَ بعَبرَةٍ،
غَلاَ في التّمَادي أوْ قَضَى في التّسَعّرِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> فتى ما بهِ سقمٌ وتعلوهُ صفرة ٌ
فتى ما بهِ سقمٌ وتعلوهُ صفرة ٌ
رقم القصيدة : 26760(33/215)
-----------------------------------
فتى ما بهِ سقمٌ وتعلوهُ صفرة ٌ
فشأنكَ في الفحوى ودعني منَ الشرحِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> قد قلتُ، لمّا فاقَ خُّط عذاره
قد قلتُ، لمّا فاقَ خُّط عذاره
رقم القصيدة : 26761
-----------------------------------
قد قلتُ، لمّا فاقَ خُّط عذاره
في الحسنِ خطَّ يمينهِ المستملحا :
من يكتبِ الخطَّ المليحَ لغيرهِ
فلنفسه، لا شكَّ، يكتُب أَملَحا
العصر العباسي >> الباخرزي >> أَقْوتْ معاهدُهُمْ وشطَّ الوادي
أَقْوتْ معاهدُهُمْ وشطَّ الوادي
رقم القصيدة : 26762
-----------------------------------
أَقْوتْ معاهدُهُمْ وشطَّ الوادي
فبقيتُ مقنولاً وشطَّ الوادي
وسكرتُ من خمرِ الفراقِ ورقّصَتْ
عَيني الدموعَ على غناءِ الحادِي
فَصبابتي جدُّ وصَوبُ مَدامعي
جودٌ ، وصفرة ُ لونِ وجهي جادي
أسعى لأسعدَ بالوصالِ وحقَّ لي
إنَّ السعادة َ في وصالِ سُعادُ
قالت، وقد فتّشتُ عنها كلَّ من
لاقيتهُ من حاضرِ أو بادِ :
أنا في فؤادكَ فارْمِ لحظَكَ نَحْوه
تَرَني، فقلتُ لها: فأينَ فؤادي ؟
لم أدرِ من أي الثلاثة ِ أشتكي
ولقد عددتُ فأصغِ للأعدادِ:
من لحظها السيّاف، أم من قدهام
الرمّاحِ، أم من صُدغها الزَّرّادِ ؟
ولكم تمنيتُ الفراقَ مغالطاً
واحتلتُ في استثمارِ عرسِ ودادي
وطمعتُ منها في الوصالِ لأنها
تبني الأمورَ على خلافِ مرادي
هي منَ علمتُ وليسَ لي من بعدها
إلا مراسلة ُ الحمام الشادي
يبكي فأسعدهُ وصدقُ عنايتي
بسُعادَ، تَحملُني على الإسعاد
في ليلة ٍ من هجرها شتوية ٍ
مَمْدودة ٍ مَخْضوبة ٍ بمدادِ
عقمت بميلادِ الصباحِ وإنّها
في الامتداد كليلة ُ الميلادِ
ما الرأيُ إلا أن أثيرَ ركائبي
مزمومة ً مشدودة َ الأقتادِ
من كلِّ مشرفة ٍ كهيكلِ راهبٍ
تصف النجاء بمرسنٍ مُنقادِ
ضرغامِ عرِّيسٍ وحُوتِ مَخاضة ٍ
وعُقابِ مَرقبة ٍ وحيّة ِ وادِ
نقشت بحيثُ تناقلت أخفاقها
عَدوّة في الأجنادِ من أَفرادها(33/216)
أَرمي بها البيداء تَفْرقُ جنّها
فيها ، وترميني إلى الآمادِ
حتى تنيخَ بروضة مرهومة
كمُرادها دَمَثاً وخصبَ مُرادِ
فحصَ النسيمُ ترابَها فانشقَّ عن
نهرٍ كتنسيمِ الرحيقِ بَرَادِ
وخَلا الذبابُ بأيكها غَرِداً على
أعوادِها كالمُطربِ العَوّاد
وتَرعرعتْ فيها أُطَيفالُ الكَلا
مُمْتكّة ً ضرعَ الغَمامِ الغادي
ونضا سرابيلَ المذلة جارها
واجتابَ غراً سابغَ الأبرادِ
هي حضرة ُ الشيخِ العميد ولم تزل
شربَ العطاشِ ومسرحِ الورّاد
العصر العباسي >> الباخرزي >> غرَّ الأعادي منهُ رونقُ بشرهِ
غرَّ الأعادي منهُ رونقُ بشرهِ
رقم القصيدة : 26763
-----------------------------------
غرَّ الأعادي منهُ رونقُ بشرهِ
وأفادهم برداً على الأكبادِ
هيهاتَ لا يخدعهم إيماضهُ
فَالغيظُ تحتَ تبسّمِ الآساد
فالبَهو منهُ بالبَهاءِ مُوشّحٌ
والسّرح منهُ مُورقُ الأعوادِ
وإذا شياطينُ الضّلال تَمرَّدوا
خَلاّهُمُ قُرَناءَ في الأصفاد
شنَّ النهابِ على قوافلِ ماله
بأنامل كمغيرة ِ الأكراد
وحَوى مقاليدَ العُلا بصنائعٍ
عقدت قلائدها على الأجياد
عدوهُ في الأجنادِ من أفرادها
ورأَوه في الأفراد كالأجنادِ
مرحاً هبَّ النسيمُ مجاذباً
أهدابَ خوط البانة المياد
وهو الغمامُ بعينهِ فظباه لل
إبراق والإنذارُ للارعادِ
وهو الخضمّ إذا سَطا قَهرَ العدا
بتلاطُم الأمواجِ والأزْباد
وهو الصباحُ يعطُّ أردية َ الدجى
والشمسُ لا تخفى بكلِّ معاد
إقدامُ عمرو في سماحة ِ حاتمٍ
في حلمِ أحنفَ في دهاءِ زيادِ
فَنَداك مُنتجعي وبابُكَ مقصَدي
وهواكَ راحلتي ومدحُك زادي
ولسوف تعلو باعتنائك همتي
حتى أنصَّ على السماك وسادي
العصر العباسي >> الباخرزي >> عجبتُ لطيفها أنّى تَصَدّى
عجبتُ لطيفها أنّى تَصَدّى
رقم القصيدة : 26764
-----------------------------------
عجبتُ لطيفها أنّى تَصَدّى
وأومضَ بالتواصُلِ ثمَّ صّدا
نصبتُ لصيده أشراكَ نومي
وصاحَ الانتباهُ به فنَدّا(33/217)
هو الطاووسُ زيّاً واختيالاً
ولكن كالقطا ليلاً تهدى
العصر العباسي >> الباخرزي >> علا همماً فليسَ يهشُّ إلا
علا همماً فليسَ يهشُّ إلا
رقم القصيدة : 26765
-----------------------------------
علا همماً فليسَ يهشُّ إلا
إلى قرص السماءِ إذا تغدى
العصر العباسي >> الباخرزي >> من القوم الذينَ إذا استمدوا
من القوم الذينَ إذا استمدوا
رقم القصيدة : 26766
-----------------------------------
من القوم الذينَ إذا استمدوا
ندى ً فضحوا الخضمَّ المستمدا
فلا ودوا لرأس العزِّ شجاً
ولا شَجّوا بدارِ الهُونِ وُدّا
العصر العباسي >> الباخرزي >> وشادنٍ قد بكى عشقاً فأعجَبني
وشادنٍ قد بكى عشقاً فأعجَبني
رقم القصيدة : 26767
-----------------------------------
وشادنٍ قد بكى عشقاً فأعجَبني
بنرجس صبّ ماورداً على ورد
ِكأنَّ أدمعهُ والعينَ تسفكها
درٌّ وهى فهوى من جانب العقد
العصر العباسي >> الباخرزي >> يشقى المعيلُ بقلبٍ ضيقٍ كمدا
يشقى المعيلُ بقلبٍ ضيقٍ كمدا
رقم القصيدة : 26768
-----------------------------------
يشقى المعيلُ بقلبٍ ضيقٍ كمدا
فلا أرى أن يسمى صدره بلدا
ما قرطت اذنَ زنبيلٍ بنانُ يدي
لو كنتُ أملكُ للدهرِ الظّلومِ يَدا
وكنت أحسدُ من لم يتّخذ ولداً
لولا قضاءُ الذي لم يتخذ ولدا
لا خيرَ في كبد تمشي إذا دجنت
في القلب منه سموم تصدعُ الكبدا
إن كنتَ أهلَ بناءِ المجد فاجتنب ال
بناءَ بالأهلِ وابغِ المجدَ مُتّحدا
فتلكَ بالشرِّ كالرمان مكتنزاً
دعها وإن كانَ كالرمان ما نهدا
وإنْ أتَوكَ وقالوا: ثَغرُها برَدٌ
فاحزم فكم بَرَدٍ قد أحرقَ البَلَدا !
فالظهرُ منكَ بحمل مُوقرٌ أبداً
والبطنُ منها بحمل مثقلٌ أبدا
وإن يطش وتدٌ ما بينَ فخذكَ فاش
ججهُ ، فقدماً اذاقوا الشجة َ الوتدا
والقوسُ إذ زوجوها السهمَ شاكية ٌ
تُرِنَّ والسيفُ بَسّامٌ إذا انْفَردا
العصر العباسي >> الباخرزي >> أعليّ قد وافى كتابك فانطفا(33/218)
أعليّ قد وافى كتابك فانطفا
رقم القصيدة : 26769
-----------------------------------
أعليّ قد وافى كتابك فانطفا
عني به حرّ الهموم وقد وفد
وفككتَ عنه فكم فصولٍ تنتقى
ونظرتَ فيه فكم فصوصٍ تُنتقد !
العصر العباسي >> البحتري >> ليالينا بين اللوى فمحجر
ليالينا بين اللوى فمحجر
رقم القصيدة : 2677
-----------------------------------
لَيَالينا بَينَ اللّوَى، فمُحَجَّرِ،
سُقيتِ الحَيا منْ صَيّبِ المُزْنِ مُمطِرِ
مضَى بكِ وَصْلُ الغانياتِ وَنَشوَةُ الـ
ـشّبابِ، وَمَعرُوفُ الهوى المُتَنَكّرِ
فإنْ أتَذَكّرْ حُسْنَ ما فَاتَ لا أجِدْ
رُجُوعاً، لِما فارَقْتُهُ، بالتّذكّرِ
نَضَوْتُ الأسَى عَنّي اصْطِباراً، ورُبّما
أسِيتُ، فلَمْ أصْبِرْ وَلَمْ أتَصَبّرِ
أيَا صَاحبي! إمّا أرَدْتَ صَحَابَتي،
فكُنْ مُقصِراً، أوْ مُغرَماً مثلَ مُقصِرِ
فإنّيَ، إنْ أُزْمِعْ غُدُوّاً لِطِيّةٍ،
أُغَلِّسْ، وإنْ أُجْمِعْ رَوَاحاً أُهَجِّرِ
وَمَا يَقرُبُ الطّيفُ المُلِمُّ رَكَائبي،
ولاَ يَعْتَرِيني الشّوْقُ من حيثُ يَعترِي
سُقينا جنَى السُّلوَانِ أمْ شغَلَ الهَوَى
عَلَينا بَنُو العِشرينَ، من كلّ معشرِ
وَقد سَاءَني أنْ لمْ يَهِجْ منْ صَبَابتي
سَنا البَرْقِ في جِنْحٍ من اللّيلِ أخضرِ
وأني هجر للمدام وقد جلى
لنا الصبح من قطربل وبلشكر
وكيفَ تَعاطي اللّهوِ، والرّأسُ مُحْلَسٌ
مَشيباً وَشُرْبُ الرّاحِ من بَعد جَعفَرِ
قَنِعْتُ، وجانَبْتُ المَطامِعَ لابِساً
لِبَاسَ مُحِبٍّ، للبراءَةِ مُؤثِرِ
وآنَسَني عِلْمي بأنْ لا تَقَدُّمي
مُفِيدي ولا مُزْرٍ بحَظّي تأخُّرِي
وَلَوْ فَاتَني المَقْدُورُ ممّا أرُومُهُ
بسَعْيٍ، لأدرَكْتُ الذي لمْ يُقَدَّرِ
أقُولُ لذي البِشْرِ البكيّ الذي نَبَتْ
خَلاَئِقُهُ، والنّائِلِ المُتَعَذِّرِ
لِمَنْ رِفدُهُ بَيضُ الأنُوقِ، وَعَرْضُهْ،
إذا أكثَبَ الرّامي، صَفاةُ المُشَقَّرِ(33/219)
كَفَاكَ العُلا مَنْ لستَ فيها بِبَالغٍ
مَداهُ، ولا مُغْنٍ لَهُ يَوْمَ مَفخَرِ
وَمَنْ لَوْ تُرَى في ملكِهِ عُدتَ نائلاً
لأوّلِ عَافٍ من مُرَجّيهِ، مُقْتِرِ
لَقَدْ حِيطَ فَيْءُ المُسْلِمِينَ بحَازِمٍ،
كَلُوءٍ لِفَيْءِ المُسْلِمِينَ، مُوَفِّرِ
مَليءٍ بإذْلالِ العَزِيزِ، إذا التَوَى
عَلَيْهِ، وَقَسْرِ الأبْلَخِ المُكَبِّرِ
أذَاقَ الخَصِيبِيِّينَ عُقْبَى فِعَالِهِمْ،
على حينَ بأوٍ مِنْهُمُ، وَتَكَبُّرِ
وكانوا متى ما يُسألُوا النّصْفَ يَشمَخوا
بانفِ شُرّادٍ عَنِ الحَقّ، نُفّرِ
نَمَاهُمْ أبو المَغرَاءِ، في جِذْمِ لُؤمِهِ،
إلى كلّ عِلجٍ من بَني التّالِ، أمغَرِ
يَعُدّونَ سَوْخَرّاءَ جَدّاً بِزَعمِهِمْ،
فقَد أحرَزُوا شؤمَ اسمِهِ في التّطَيّرِ
ونبئتهم تحت العصي وقد بدت
خزايا مقر منهم ومقرر
لِحًى نُتِفَتْ، حتّى أُطيرَتْ سِبَالُهَا،
وأقفاءُ مَصْفُوعينَ في كلّ مَحضَرِ
حَداكمْ صَليبُ العَزْمِ، ليسَ بَواهنٍ،
وَلا غَمَرٍ في المُشكِلاَتِ مُغَمِّرِ
قَليلُ احتِجَابِ الوَجهِ، يَغدو بمسمعٍ
من الأمرِ، حتّى يَستَيثِبُّ، وَمَنظَرِ
مُعَنًّى بإعْجالِ البَطىءِ، إذا احتُبي،
وَصَبٌّ بتَقديمِ المُزَجّى المُؤخَّرِ
إذا طَلَبُوا مِنْهُ الهَوَادَةَ طالَهُمْ
قَرَا جَبَلٍ مِنْ دُونِها مُتَوَعِّرِ
وإنْ سألوا: أينَ الدّنيئَةُ، أعْوَزَتْ
لَدَى أحْوَزِيٍّ، للدّنيئَةِ مُنكِرِ
متى اختَلَفَ الكُتّابُ في الحُكمِ أجمعوا
على رأيِ ثَبتٍ، في النّديّ، مُوَقَّرِ
وإنْ حَارَ سارِي القوْمِ في الخَطبِ أنجحَتْ
بَصِيرَةُ هادٍ للمَحَجّةِ، مُبصِرِ
كِلوا الغَايَةَ القُصْوَى إلى من يَفُوتُكُمْ
بها، وَدعوا التّدبيرَ لابنِ المُدَبِّرِ
فِداءُ أبي إسحاقَ نَفسِي وأُسرَتي،
وَقَلّتْ لَهُ نَفسِي فِداءً، وَمَعشري
لَبِسْتُ لَهُ النُّعمَى التي لا بَديُهَا
حَديث، ولا مَعْرُوفُها بمُكَدَّرِ
أطَبْتَ، فأكْثَرْتَ العَطاءَ مُسَمِّحاً،(33/220)
فَطِبْ نامِياً في نَضرَةِ العَيشِ واكثُرِ
وأديت من بادورياء ومسكن
خراجي في جنبي كناب وتعمر
فإن قصرت تلك الولاة فقد رمى
إلى المجد والي سؤدد لم يقصر
العصر العباسي >> الباخرزي >> تعالَ نندب مع ورقِ الغضا
تعالَ نندب مع ورقِ الغضا
رقم القصيدة : 26770
-----------------------------------
تعالَ نندب مع ورقِ الغضا
على عهودِ كربت أن تبيد
وقلصِ الذيلَ وشمرهُ عن
خلفٍ من الخلقِ حكاهم لبيد
العصر العباسي >> الباخرزي >> برى جسدي حُب العُلا فتهدّمت
برى جسدي حُب العُلا فتهدّمت
رقم القصيدة : 26771
-----------------------------------
برى جسدي حُب العُلا فتهدّمت
ورحلي على الحرف العلاة ِ مشيدُ
وقد ملكتني شيمة ٌ ملكية ٌ
وَهَمِّيَ جِنِّيُّ الغَرَامِ مَرِيدُ
فلله نفسٌ عذبتني بهمها
عراني بها النقصانُ وهي تزيدُ
تطاوعني الآسادُ وهي أبية ٌ
ويَدْنو إليَّ النّجمُ وهْو بعيد
وقَفرٍ يظل الركبُ في حُجُراتهِ
يضل ومنها قائمٌ وحصيدُ
إذا استبقتني الريحُ فيها تعجبت
وقالت : لحاكَ اللهُ أينَ تريدُ ؟
تناسَبَ فيها قيدُ رُمحي ولَيلتي
وغايتها ، كل الثلاثِ مديدُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> أوالدتي بعدتِ على التداني
أوالدتي بعدتِ على التداني
رقم القصيدة : 26772
-----------------------------------
أوالدتي بعدتِ على التداني
فيا عجباً من الدّاني البعيدِ !
وكانَ لنا دعاؤك في صُعودٍ
فكيفَ انحطَّ من تحتِ الصعيدِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> وكأنه فرعونُ إلا أنهُ
وكأنه فرعونُ إلا أنهُ
رقم القصيدة : 26773
-----------------------------------
وكأنه فرعونُ إلا أنهُ
من جانبِ الوجعاءِ ذو الأوتاد
العصر العباسي >> الباخرزي >> واتّفاقٍ حَسَنٍ أَلْـ
واتّفاقٍ حَسَنٍ أَلْـ
رقم القصيدة : 26774
-----------------------------------
واتّفاقٍ حَسَنٍ أَلْـ
لَفَ شملاً قد تبدَّدْ
واعتناق ضيقٍ يو
همكَ الممزوجَ مفرد(33/221)
العصر العباسي >> الباخرزي >> عراني زكامٌ فابتلاني مكرها
عراني زكامٌ فابتلاني مكرها
رقم القصيدة : 26775
-----------------------------------
عراني زكامٌ فابتلاني مكرها
بهجرِ " بديعٍ" في ملاحتهِ فردِ
وذاك لشمِّي وردَ خدَّيْهِ دائماً
وقد يَعْتري داءُ الزكامِ من الوردِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> لرجلهِ عِندي يدٌ إذ خَطَت
لرجلهِ عِندي يدٌ إذ خَطَت
رقم القصيدة : 26776
-----------------------------------
لرجلهِ عِندي يدٌ إذ خَطَت
نَحوي فداها كل رجل ويد
فلا تمتّعتُ بحُريّتي
إن لم أعامِلْهُ برقِّ الأبَد
العصر العباسي >> الباخرزي >> لبسَ الشتاءُ منَ الجليدِ جُلودا
لبسَ الشتاءُ منَ الجليدِ جُلودا
رقم القصيدة : 26777
-----------------------------------
لبسَ الشتاءُ منَ الجليدِ جُلودا
فَالبسْ فقدْ بَردَ الزمانُ بُرودا
كم مؤمنٍ قرصتهُ أظفارُ الشتا
فَغَدا لسكّانِ الجَحيمِ حَسودا
وتَرى طيورَ الماءِ في وكُناتِها
تختارُ حرَّ النارِ والسّفّودا
وإذا رميتَ بفضلِ كأسكَ في الهوا
عادت عليكَ من العقيقِ عقودا
يا صاحِبَ العُوديْنِ لا تُهْمِلهما
حَرِّك لنا عوداً وحَرِّقْ عُودا
العصر العباسي >> الباخرزي >> لا تنكري يا عزَّ إن ذلَّ الفتى
لا تنكري يا عزَّ إن ذلَّ الفتى
رقم القصيدة : 26778
-----------------------------------
لا تنكري يا عزَّ إن ذلَّ الفتى
ذو الأصل، واسْتَعلى لئيمُ المَحتدِ
إنّ البزاة َ رؤوسهنَّ عواطل
والتاجُ معقودٌ برأسِ الهُدهدِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> وقاضٍ لنا أيرٍ أيدِ
وقاضٍ لنا أيرٍ أيدِ
رقم القصيدة : 26779
-----------------------------------
وقاضٍ لنا أيرٍ أيدِ
يَنيكَ الرَّدِيَّ معَ الجّيِّدِ
فقلتُ : تقولُ بهم أم بهنَّ ؟
فقالَ: بهِمِنَّ يا سَيِّدي
العصر العباسي >> البحتري >> عمرت أبا إسحاق ما صلح العمر
عمرت أبا إسحاق ما صلح العمر
رقم القصيدة : 2678(33/222)
-----------------------------------
عَمَرْتَ أبا إسحاقَ ما صَلُحَ العُمْرُ،
وَلاَ زَالَ، مَزْهُوّاً بأيّامكَ، الدّهْرُ
لَنا كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَطائِكَ نَائِلٌ،
وَعِنْدَكَ مِنْ تَقْرِيظِنَا أبَداً َشكرُ
وأنتَ نَدًى نَحيا بهِ، حيثُ لا ندَى،
وَقَطْرٌ نُرَجّي جُودَهُ حيثُ لا قَطْرُ
على أنّني بَعدَ الرّضَا مُتَسَخِّطٌ،
وَمُسْتَعتِبٌ من خُطّةٍ سَهلُها وَعْرُ
وَقَد أوْحَشَتْني رَدّةٌ لمْ أكُنْ لَهَا
بأهلٍ، ولا عندي بتأوِيلِها خُبرُ
فَلِمْ جئتُ طَوْعَ الشّوْقِ من بَعد غايتي
إلى غَيْرِ مُشتاقٍ، وَلِمْ رَدّني بِشْرُ
وَمَا بَالُهُ يأبَى دُخولي، وَقَد رَأى
خُرُوجيَ مِنْ أبوَابِهِ، وَيَدي صِفرُ
وَقد أدرَكَ الأقْوَامُ عندكَ سُؤلَهُمْ،
وَعَمَّهُمُ من سَيبِ إحسانكَ الكُثرُ
فكَيفَ تَرى المحمول كُرْهاً على الصّدى
وَقد صَكّ رِجلَيهِ بأمواجِهِ البَحْرُ
تأتَّ لمَوْتُورٍ بَدا لَكَ ضِغْنُهُ،
فإنّ الحِجَابَ عندَ ذي خَطَرٍ وِتْرُ
وَقد زَعَمُو أنْ لَيْسَ يَغتَصِبُ الفتى،
على عَزْمِهِ، إلاّ الهَدِيّةُ والسّحْرُ
فإنْ كُنتَ يَوْماً لا مَحَالَةَ مُهْدِياً،
فَفي المِهْرَجَانِ الوَقتُ إذ فاتَنا الفِطرُ
فإنْ تُهْدِ مِيخائِيلَ تُرْسِلْ بتُحْفَةٍ
تُقَضّى لها العُتْبَى، وَيُغْتَفَرُ الوِزْرُ
غَرِيرٌ تَرَاءَاهُ العُيُونُ، كأنّما
أضَاءَ لَهَا في عُقْبِ داجِيَةٍ فَجرُ
وَلَوْ يَبتَدي في بِضْعَ عَشرَةَ لَيلَةً
منَ الشّهْرِ، ما شكّ امرُؤٌ أنّهُ البّدرُ
إذا انصَرَفَتْ يَوْماً بِعَطْفَيْهِ لَفْتَةٌ
أوِ اعتَرَضَتْ منْ لحظِهِ نَظرَةٌ شَزْرُ
رأيتَ هَوَى قَلبٍ بَطيئاً نُزُوعُهُ،
وَحَاجَةَ نَفْسٍ لَيسَ عَنْ مِثلِهَا صَبرُ
وَمِثْلُكَ أعْطَى مِثْلَهُ لمْ يَضِقْ بهِ
ذِرَاعاً، ولم يُحرَجْ بهِ، أوْ لَهُ صَدرُ
عَلى أنّهُ قَدْ مَرّ عُمْرٌ لطيبِهِ،
وَمِنْ أعظَمِ الآفاتِ في مِثلِهِ العُمرُ(33/223)
غَدا تُفْسِدُ الأيّامُ مِنْهُ، وَلَمْ يكنْ
بأوّلِ صَافي الحُسنِ غَيّرَهُ الدّهرُ
وَيُمْنَى بحضنيْ لِحْيَةٍ مُدْلَهِمّةٍ،
لخَدّيهِ منها الوَيْلُ، إنْ ساقَها قَدْرُ
تَجَافْ لَنَا عَنْهُ، فإنّكَ واجِدٌ
بهِ ثَمَناً، يُغليهِ في مدحكَ الشّعرُ
وَلاَ تَطلُبِ العِلاّتِ فيهِ، وَتَرْتَقي
إلى حِيَلٍ فيها لمُعْتَذِرٍ عُذْرُ
فَقَدْ يَتَغابَى المَرْءُ في عِظْمِ مالِهِ،
وَمن تحتِ بُرْدَيْهِ المُغيرَةُ أوْ عَمرُو
وَيَخْرُقُ بالتّبْذِيرِ، وَهْوَ مُجَرَّبٌ،
فَلاَ يَتَمَارَى القَوْمُ في أنّهُ غَمْرُ
وَمَنْ لَمْ يَرَ الإيثَارَ لَمْ يَشْتَهِرْ لَهُ
فَعَالٌ، وَلَمْ يَبْعَدْ بسُؤدَدِهِ ذِكْرُ
فإنْ قُلْتَ نَذْرٌ أوْ يَمِينٌ تَقَدّمَتْ،
فأيّ جَوَاد حَلّ في مالِهِ نَذْرُ
أتَعْتَدُّهُ عِلْقاً كَرِيماً، فإنّما
مَرَامُ كَرِيمِ القَوْمِ أنْ يُكرَم الذُّخْرُ
وإنْ كُنتَ تَهْوَاهُ وَتَقْلَى فِرَاقَهُ،
فَقَدْ كانَ وَفْرٌ قَبْلَهُ، فمضَى وَفرُ
وألطَفُ منهُ في الفؤادِ مَحَلّةً
ثَنَاءٌ، تُبقيهِ القَصَائِدُ، أوْ شُكْرُ
وَمَا قَدْرُهُ في جَنبِ جودِكَ إن غَدا
بِرُمّتِهِ، أوْ رَاحَ نَائِلُكَ الغَمْرُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> شغَلتُ بسمعانيِّ مروٍ مَسامعي
شغَلتُ بسمعانيِّ مروٍ مَسامعي
رقم القصيدة : 26780
-----------------------------------
شغَلتُ بسمعانيِّ مروٍ مَسامعي
فحزتُ المُنى من أَوحدِ العصرِ فَردِهِ
وألبستُ زياً من نسائجِ وشيهِ
وقُلِّدتُ سمطاً من جواهِرِ عقدِهِ
وسرَّحتُ منه الطرفَ في متواضعٍ
أتى نحوَهُ الجبّارُ وهْوَ ابنُ عَبْدِهِ
فباتَ عزيزَ العيشِ في بيتِ عزِّهِ
وظلَّ قريرَ العَينِ في ظلِّ مَجْدِهِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> نفسي فداءٌ لذي حفاظٍ
نفسي فداءٌ لذي حفاظٍ
رقم القصيدة : 26781
-----------------------------------
نفسي فداءٌ لذي حفاظٍ
ينفذُ في مهجتي نفاذا
قلتُ، وقد تهتُ في هَواهُ(33/224)
" يا ليتَنْي متُّ قبلَ هذا "
العصر العباسي >> الباخرزي >> إن كانَ ابليسُ لإبلاسهِ
إن كانَ ابليسُ لإبلاسهِ
رقم القصيدة : 26782
-----------------------------------
إن كانَ ابليسُ لإبلاسهِ
من رحمة ِ اللهِ يسمى كذا
فاسْمِيَ إفْليسٌ لأني منَ الْـ
إفلاسِ في خطبٍ شديدِ الأذى
العصر العباسي >> الباخرزي >> أطلعتَ يا قمري على بصري
أطلعتَ يا قمري على بصري
رقم القصيدة : 26783
-----------------------------------
أطلعتَ يا قمري على بصري
وجهاً شَغلتَ بحسنِهِ نَظَري
ونزلتَ في قلبي ولا عجبٌ
فالقلبُ بعضُ منازِل القَمَرِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> يمر عليّ زمانُ الرّبيع
يمر عليّ زمانُ الرّبيع
رقم القصيدة : 26784
-----------------------------------
يمر عليّ زمانُ الرّبيع
ولا العيشُ حلوٌ ولا الكأسُ مرٌ
فأفلاكُه بعنادي تَدورُ
وأخلاقه بخلافي تدر
أجرعُ من شريهِ ما يسوءُ
وأُحرَمُ من أَرْيِهِ ما يَسُر
وأَشربُ من مُقلتي ما يَضيرُ
وآكلُ من كبدي ما يضرً
ودمعي كالبحرِ طامي العبابِ
وَعينيّ في مائِها المِلحُ ذُرّ
غدت نهري وهي دهمُ الثيابِ
وكنتُ وكانت لياليَّ غرّ
لوردٍ من الخدِ أُضحِي أشمُّ
ومسكٍ منَ الصدغِ أُمسي أَجرّ
وليسَ يفي لي وأينَ الوفاءُ ؟
صديقٌ صَدوقٌ منَ الناسِ طُرّ
ومما يشق على الحرِّ أن
يقالَ لكلٍّ من الناسِ : حر
العصر العباسي >> الباخرزي >> تذكرَ نجداً فحنَّ ادكارا
تذكرَ نجداً فحنَّ ادكارا
رقم القصيدة : 26785
-----------------------------------
تذكرَ نجداً فحنَّ ادكارا
وقال: سقَى اللهُ تلكَ الدِّيارا
ولاحَ بها برقها فاستعارَ
فؤادُ المتيمِ منها استعارا
وشاقتهُ من عصرها حالتانِ
خلعُ العذارِ ووصلُ العذارى
لياليَ أكنافها طلقة ٌ
ولم يُحدثِ الشملُ فيها انتِشارا
تسيلُ أباريقُها بالمدامِ
كما جرحَ البازُ جيدَ الحُبارى
تغصيتُ عنها سوى حسرة ٍ
تُديمُ المُقامَ وتَأبى انْحِسارا
فللهِ ما أجهلَ المستهامَ !(33/225)
أبعدَ العشية ِ يرجو عرارا ؟
العصر العباسي >> الباخرزي >> وما أنسَ لا أنسَ يومَ الرحيلِ
وما أنسَ لا أنسَ يومَ الرحيلِ
رقم القصيدة : 26786
-----------------------------------
وما أنسَ لا أنسَ يومَ الرحيلِ
إذ أزمعت آل ليلى ابتكارا
أفاضَتْ دُموعاً وفضَّت جموعاً
وشاقت صدوراً وشقت صدارا
وجارت فصارَ ليَ الحزنُ جارا
ونارت فأضرمت القلبَ نارا
العصر العباسي >> الباخرزي >> يا مؤمناً يطلعُ شمساً إذا
يا مؤمناً يطلعُ شمساً إذا
رقم القصيدة : 26787
-----------------------------------
يا مؤمناً يطلعُ شمساً إذا
ألقتْ ذُكاءُ اليد في كافِرِ
فدُمْ لمَكْسورِ العُلا جابِراً
ما كسرَ الجوعَ أبو جابرِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> إذا الفُجّارُ أَطغاهُمْ غِناهُمْ
إذا الفُجّارُ أَطغاهُمْ غِناهُمْ
رقم القصيدة : 26788
-----------------------------------
إذا الفُجّارُ أَطغاهُمْ غِناهُمْ
فعامهمُ بهِ عامُ الفجارِ
فيفجَؤهُمْ بأرماحٍ طِوالٍ
ويفجعُهُمْ بأعمارٍ قِصارِ
فمن دامي الكعوبِ بذي كعوبٍ
ومخضوبِ الفقارِ بذي الفقارِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> غريبُكُمْ ليسَ لهُ دارُ
غريبُكُمْ ليسَ لهُ دارُ
رقم القصيدة : 26789
-----------------------------------
غريبُكُمْ ليسَ لهُ دارُ
ما هكذا يُحترمُ الجارُ
طيرني فكري إليكم وفي
قلبي لطيرِ الغمِّ أوكارُ
ومن ورائي ، فارحموا غربتي ،
حدائقٌ غلبٌ وأنهارُ
لكنَّني خلفتُها مُكرهاً
والدهرُ تاراتٌ وأَطْوارُ
وفي نزول الخانِ عارٌ ، وفي
أمثالكُم: نارٌ ولا عارُ
العصر العباسي >> البحتري >> أخفي هوى لك في الضلوع وأظهر
أخفي هوى لك في الضلوع وأظهر
رقم القصيدة : 2679
-----------------------------------
أُخْفي هَوًى لكِ في الضّلوعِ، وأُظهِرُ،
وأُلامُ في كَمَدٍ عَلَيْكِ، وأُعْذَرُ
وَأرَاكِ خُنتِ على النّوى مَنْ لَم يخُنْ
عَهدَ الهَوَى، وَهجَرْتِ مَن لا يَهجُرُ(33/226)
وَطَلَبْتُ مِنْكِ مَوَدّةً لَمْ أُعْطَهَا،
إنّ المُعَنّى طالِبٌ لا يَظْفَرُ
هَلْ دَينُ عَلْوَةَ يُستَطَاعُ، فيُقتَضَى،
أوْ ظُلْمُ عَلْوَةَ يَستَفيقُ فَيُقْصَرُ
بَيْضَاءُ، يُعطيكَ القَضِيبَ قَوَامُهَا،
وَيُرِيكَ عَينَيها الغَزَالُ الأحْوَرُ
تَمشِي فَتَحكُمُ في القُلُوبِ بِدَلّها،
وَتَمِيسُ في ظِلّ الشّبابِ وفَتَخطُرُ
وَتَميلُ مِنْ لِينِ الصّبا، فَيُقيمُها
قَدٌّ يُؤنَّثُ تَارَةً، ويُذَكَّرُ
إنّي، وإنْ جانَبْتُ بَعضَ بَطَالَتي،
وَتَوَهَّمَ الوَاشُونَ أنّيَ مُقْصِرُ
لَيَشُوقُني سِحْرُ العُيُونِ المُجتَلَى،
وَيَرُوقُني وَرْدُ الخُدُودِ الأحْمَرُ
ألله مَكّنَ، للخَليفَةِ جَعْفَرٍ،
مِلْكاً يُحَسّنُهُ الخَليفَةُ جَعفَرُ
نُعْمَى مِنَ الله اصْطَفَاهُ بِفَضْلِها،
والله يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَيَقْدُرُ
فَاسْلَمْ، أميرَ المُؤمِنِينَ، وَلاَ تَزَلْ
تُعْطَى الزّيادَةَ في البَقَاءِ وَتُشكَرُ
عَمّتْ فَوَاضِلُكَ البَرِيّةَ، فالتَقَى
فيها المُقِلُّ عَلى الغِنَى والمُكثِرُ
بِالبِرّ صُمْتَ، وأنتَ أفضَلُ صَائِمٌ،
وَبسُنّةِ الله الرّضِيّةِ تُفْطِرُ
فَانْعَمْ بِيَوْمِ الفِطْرِ عَيْناً، إنّهُ
يَوْمٌ أغَرُّ مِنَ الزّمَانِ مُشَهَّرُ
أظهَرْتَ عِزّ المِلْكِ فيهِ بجَحْفَلٍ
لَجِبٍ، يُحَاطُ الدّينُ فيهِ ويُنصَرُ
خِلْنَا الجِبَالَ تَسِيرُ فيهِ، وقد غدتْ
عُدَداً يَسِيرُ بها العَديدُ الأكْثَرُ
فالخَيْلُ تَصْهَلُ، والفَوَارِسُ تدَّعي،
والبِيضُ تَلمَعُ، والأسِنّةُ تَزْهَرُ
والأرْضُ خَاشِعَةٌ تَمِيدُ بِثِقْلِهَا،
والجَوُّ مُعتَكِرُ الجَوَانِبِ، أغْبَرُ
والشّمسُ مَاتِعَةٌ، تَوَقَّدُ بالضّحَى
طَوْراً، ويُطفِئُها العَجاجُ الأكدرُ
حتّى طَلَعتَ بضَوْءِ وَجهِكَ فانجلتْ
ذاكَ الدّجَى وانجابَ ذاكَ العِثْيَرُ
يَجِدونَ رُؤيَتَكَ،التي فَازوا بها
مِنْ أنْعُمِ الله التي لا تُكْفَرُ
ذَكَرُوا بطَلْعَتِكَ النّبيَّ ، فهَلّلُوا(33/227)
لَمّا طَلَعتَ من الصّفوفِ،وَكَبّرُوا
حتّى انتَهَيْتَ إلى المُصَلّى،لابِسًا
نُورَ الهدى،يَبدو عَلَيكَ وَيَظهَرُ
ومَشَيتَ مِشيَةَ خاشعٍ مُتَوَاضِعٍ
لله لا يُزْهَى، وَلا يَتَكَبّرُ
فَلَوَ أنّ مُشتَاقَاً تَكَلّفَ غَيرَ مَا
في وُسْعِهِ لَمشَى إلَيكَ المِنْبَرُ
أُيّدْتَ مِنْ فَصْلِ الخِطَابِ بِخطبةٍ
تُنبي عَنِ الحَقّ المُبينِ وَتُخْبِرُ
وَوَقَفْتَ في بُرْدِ النّبيّ، مَذَكِّراً
بالله، تُنْذِرُ تَارَةً، وَتُبَشِّرُ
وَمَوَاعِظٌ شَفَتِ الصّدُورَ مِنَ الذي
يَعْتَادُها، وَشِفَاؤها مُتَعَذِّرُ
حتّى لقَد عَلِمَ الجَهُولُ، وأخلَصَتْ
نَفسُ المُرَوّى، واهتَدَى المُتَحَيّرُ
صَلَّوْا وَرَاءَكَ، آخِذِينَ بعِصْمَةٍ
مِنْ رَبّهِمْ وَبِذِمّةٍ لا تُخْفَرُ
فَسْعد بِمَغْفِرَةِ الإلَهِ، فلَمْ يَزَلْ
يَهَبُ الذُّنُوبَ لمَنْ يَشَاءُ، ويَغفِرُ
ألله أعْطَاكَ المَحَبّةَ في الوَرَى،
وَحَبَاكَ بالفَضْلِ الذي لا يُنْكَرُ
وَلأنْتَ أمْلأُ للعُيُونِ لَدَيْهِمِ،
وأجَلُّ قَدْراً، في الصّدُورِ، وأكبَرُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> للهِ أي فتى ً أقلَّ رداءهُ
للهِ أي فتى ً أقلَّ رداءهُ
رقم القصيدة : 26790
-----------------------------------
للهِ أي فتى ً أقلَّ رداءهُ
كتفي على حينَ استمرَّ مريري
باكي سحابِ الجودِ يضحك بشرُهُ
عن غرة ٍ قمرية ِ التصويرِ
ما حطه بطنٌ إلى ظهرِ الثرى
إلاّ لعُودَيْ منبرٍ وسَريرِ
رَضَعَتْهُ والدتي وبوّأهُ أبي
صدرَ الممالكِ بعد حِجْرِ الظِّيرِ
فمَتى يُثر نقعَ الحروبِ يقُلْ لَهُ
خيشومُهُ: يفديكَ كُلُّ عَبيرِ
أيرى العدوُ وقد تعدى طوره
ألاّ أَشُقَّ صِماخَهُ بِزَئيري ؟
ويدي مساعدتي وسيفي ساعدي
والرمحُ ظهري والسنانُ ظهيري
فليكثرِ الحسادُ فيَّ مقالهم
شَرْوى الكلابِ تناوَحَتْ بِهَريرِ
ها إنني قَرْمٌ تَناهبَ مَرتعي
جُرْبٌ فهجْتُ مُجَرْجِراً بِهديرِ(33/228)
العصر العباسي >> الباخرزي >> شعريَ يعلو الشعري برتبتهِ
شعريَ يعلو الشعري برتبتهِ
رقم القصيدة : 26791
-----------------------------------
شعريَ يعلو الشعري برتبتهِ
ويسحبُ الذَّيلَ فوقَه قَدْري
في كلِّ بحرٍ عجائبٌ وأنا ال
بَحرُ، ولكن عجائبي شِعري
العصر العباسي >> الباخرزي >> لا ترجُ خيراً شاملاً في البشرْ
لا ترجُ خيراً شاملاً في البشرْ
رقم القصيدة : 26792
-----------------------------------
لا ترجُ خيراً شاملاً في البشرْ
فشرُّهُم أشملُ إن يُعْتَبرُ
ثلثاهُم شَرٌّ ومصداقُ ما
حكيتُهُ حَصْرُ حروفِ البَشَرْ
العصر العباسي >> الباخرزي >> سِكْبَزُنا لا يزالُ لزَوجتِهِ مُفْتخِراً
سِكْبَزُنا لا يزالُ لزَوجتِهِ مُفْتخِراً
رقم القصيدة : 26793
-----------------------------------
سِكْبَزُنا لا يزالُ لزَوجتِهِ مُفْتخِراً
بأصلِهِ، وهو ليسَ بالفاخِرْ
مقلوبُ نصفِ اسْمِهِ لزَوجتِهِ
يحبُّ مقلوبَ نصفهِ الآخر
العصر العباسي >> الباخرزي >> كوى جوفَ قَلبْي لفُّ صُدغٍ مُشابهٌ
كوى جوفَ قَلبْي لفُّ صُدغٍ مُشابهٌ
رقم القصيدة : 26794
-----------------------------------
كوى جوفَ قَلبْي لفُّ صُدغٍ مُشابهٌ
علامة َ مهموزٍ بمحنيِّ ظهرهِ
وضاعفَ أشجاني بسالم جسمهِ
ومعتلّ عينيهِ وناقصِ خَصرِهِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> ولقدْ جذبتُ إليَّ عقربَ صُدغِها
ولقدْ جذبتُ إليَّ عقربَ صُدغِها
رقم القصيدة : 26795
-----------------------------------
ولقدْ جذبتُ إليَّ عقربَ صُدغِها
فوجدتُها جَرّارة ً مَجْرورَة ْ
وكشفتُ ليلة َ وصلها عن ساقها
فرأيتها ممكارة ً ممكوره
العصر العباسي >> الباخرزي >> شعرك يا ابنَ المختارُ مختارُ
شعرك يا ابنَ المختارُ مختارُ
رقم القصيدة : 26796
-----------------------------------
شعرك يا ابنَ المختارُ مختارُ
يكادُ حبَّ القلوبِ يمتارُ
فِراسَتي فيكَ أنْ تسودَ وإنْ
ذُيِّلَ دونَ الغُيوبِ أَسْتارُ(33/229)
العصر العباسي >> الباخرزي >> زَكَاة ُ رؤوسِ الناسِ في عيدِ فِطرهِم
زَكَاة ُ رؤوسِ الناسِ في عيدِ فِطرهِم
رقم القصيدة : 26797
-----------------------------------
زَكَاة ُ رؤوسِ الناسِ في عيدِ فِطرهِم
يَقولُ رسولُ اللهِ: صاغٌ من البُرِّ
ورأسكِ أغلى قيمة ً فتصدقي
بفيكِ علينا فهوَ صاعٌ من الدرِّ
العصر العباسي >> الباخرزي >> يا حادِيَ العيرِ رفقاً بالقَواريرِ
يا حادِيَ العيرِ رفقاً بالقَواريرِ
رقم القصيدة : 26798
-----------------------------------
يا حادِيَ العيرِ رفقاً بالقَواريرِ
وقِفْ فليسَ بعارٍ وَقفة ُ العيرِ
واحلب مآقي عينٍ طالما قصرت
حمرَ الدموعِ على البيضِ المقاصيرِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> شرُفتُ ببكرٍ ثم أنِّي بجاهِهِ
شرُفتُ ببكرٍ ثم أنِّي بجاهِهِ
رقم القصيدة : 26799
-----------------------------------
شرُفتُ ببكرٍ ثم أنِّي بجاهِهِ
أنوهُ ، لا، لا تنكروا شرفَ البكري
إذا صغتُ مدحاً فيه حمحم صاهلاً
جواديَ إعجاباً به ورغا بكري
اظنُّ مداداً سائلاً من يراعهِ
دمَ العذرة ِ المسفوحَ من لفظهِ البكرِ
العصر العباسي >> البحتري >> كم ليلة فيك بت أسهرها
كم ليلة فيك بت أسهرها
رقم القصيدة : 2680
-----------------------------------
كمْ لَيْلَةٍ فيكِ بِتُّ أسْهَرُها،
وَلَوْعَةٍ، في هَوَاكِ، أُضْمِرُها
وَحُرْقَةٍ، والدّمُوعُ تُطْفِئُها،
ثمّ يَعُودُ الجَوَى، فيُسعِرُها
يا عَلْوَ! عَلّ الزّمانَ يُعْقِبُنَا
أيّامَ وَصْلٍ، نَظَلُّ نَشكُرُها
بَيضَاءُ رَوْدُ الشّبابِ، قد غُمسَتْ
في خَجَلٍ ذائب يُعَصْفِرُها
مَجْدُولَةٌ، هَزّها الصّبا، فشغى
قَلْبَكَ مَسْمُوعُها وَمَنظَرُها
لا تَبعَثُ العُودَ تَستَعينُ بهِ،
ولا تَبِيتُ الأوْتارُ تَخْفِرُها
ألله جَارٌ لها، فَمَا امْتَلأتْ
عَيْنيَ إلاّ مِنْ حَيْثُ أُبْصِرُها
إنّ قُوَيْقاً لَهُ عَلَيّ يَدٌ
بالأمسِ بَيضَاءُ لستُ أكفُرُها(33/230)
وَلَيلَةُ الشّكّ، وَهْوَ ثَالِثُنَا،
كانَتْ هَناتٌ، وَالله يَغفِرُها
أيام لهو في جانبي حلب
لم يبق منها إلا تذكرها
إن خلال المعتز ليس لها
مقارب في السحاب يعشرها
موفق للهدى، تليق به
خلافه، رأيه يدبرها
ردت إليه أمورها، وغدا
يوردها حزمه ويصدرها
فالعدل والدين يقصدان إلى
غاية مجد للدين مفخرها
سجية منه ما يبدلها
وسنة منه ما يغيرها
وإمرة المؤمنين منتخب
لها رضي الأخلاق خيرها
زها به تاجها، وتاه به
سريرها المعتلى ومنبرها
في كل يوم تفيض راحته
مواهبا ما تخاض أبحرها
لو أن كنز الأيام في يده
طاحت سنوها جوداً وأشهرها
نثني عليه بأنعم سلفت
أصغرها في النفوس أكبرها
كالروض أثنى على سحائبه
بزهرة الروض حين ينشرها
قد تم حسن المحمدية بالبد
ر الذي بالضياء يغمرها
مشرقة في العيون ضاحكة
مبدأها آنس ومحضرها
تبدي نسيم الكافور تربتها
إذا غدت والسماء تمطرها
مغنى سرور بالسعد تنزله
ودار أنس باليمن تعمرها
وفارساباد إذ تكنفها
مورق أشجارها ومثمرها
جنة عدن متى حللت بها
شهدت أن القاطول كوثرها
من لم يكن جوهرا فذلك عبـ
ـد الله زين الدنيا وجوهرها
نشوان من هزة الندى، فيد بالمها والسماح تحذرها
أوفى ضياء بطلعة بهرت
شمس الضحى إذ أضاء نيرها
مؤمل للندى تؤمره
عبد مناف ومن يؤمرها
إذا طلبنا إليه مرغبة
لم يعترض دونها تعذرها
العصر العباسي >> الباخرزي >> أشكو إلى اللهِ أنِّي في سواسية ٍ
أشكو إلى اللهِ أنِّي في سواسية ٍ
رقم القصيدة : 26800
-----------------------------------
أشكو إلى اللهِ أنِّي في سواسية ٍ
تَردَّدوا بينَ غَمّازٍ وهَمّازِ
إذا تَعاوّوْا حشوتُ الأذنَ دونَهمُ
بإصبَعي ولويتُ الشدقَ كالهازي
ولا أبالي بإذلالٍِ خصصتُ بهِ
مِنهم وفيهم، وإنْ خُصّوا بإعزاز
رِجلُ الدَّجاجة ِ لا من عِزِّها غُسلت
ولا من الذلِّ خيطت مقلة ُ الباز
العصر العباسي >> الباخرزي >> سلامٌ على سادة ٍ قد جرى
سلامٌ على سادة ٍ قد جرى
رقم القصيدة : 26801(33/231)
-----------------------------------
سلامٌ على سادة ٍ قد جرى
لهم في التمثل: مَن عزَّ بزَّا
وإني لفي رُذُلٍ آثروا
سبيلَ القلابِ فمَنْ بَزَّ عزّا
العصر العباسي >> الباخرزي >> يا صخرُ ما بِكَ هَزَّة ٌ لندى ً
يا صخرُ ما بِكَ هَزَّة ٌ لندى ً
رقم القصيدة : 26802
-----------------------------------
يا صخرُ ما بِكَ هَزَّة ٌ لندى ً
هَيهاتَ ما بالصخرِ من هَزَّه
ما ذاقَ خبزَكَ في الورى أحدٌ
للهِ ثُمَّ لخُبزِك العِزَّه
العصر العباسي >> الباخرزي >> عليَّ بها مدخنة ً بندِّ
عليَّ بها مدخنة ً بندِّ
رقم القصيدة : 26803
-----------------------------------
عليَّ بها مدخنة ً بندِّ
عليَّ بها مفدمة ٌ بقزَّ
إذا ما قهقهَ الابريقُ عنها
ليكسوْ الكأسَ منها أحسنَ الزِّيْ
تحيّر ناظري في عين ديكٍ
جَرَت من مثلِ مِنْقارِ الإوزّ
أَدِرْها يا أعزَّ الناسِ عِندي
على تذكارِ سيِّدنا الأعَزِّ
العصر العباسي >> الباخرزي >> قم فاسقني الراح التي ثغرها
قم فاسقني الراح التي ثغرها
رقم القصيدة : 26804
-----------------------------------
قم فاسقني الراح التي ثغرها
مبتسمٌ رغماً لدهرٍ عبوس
زمردَ الكرم عقيقَ العنا
قيد سُهيلَ الدَّنِّ شمسَ الكؤوسْ
العصر العباسي >> الباخرزي >> قلبي لعهدِ السرورِ ناسِ
قلبي لعهدِ السرورِ ناسِ
رقم القصيدة : 26805
-----------------------------------
قلبي لعهدِ السرورِ ناسِ
والحزنُ ملقٍ بهِ المراسي
وما سِوى التّربِ نَعلُ رِجلي
ولا سِوى الشّعرِ تاجُ راسي
أرجي معاشاً إلى لباسٍ
بلا معاشٍ ولا لِباسِ
يغضُّ بالقارِ جوفُ دني
ويسكنُ العنكبوتُ كاسي
فكَم تزوجتُ بنتَ كرمٍ
صلى عليها أبو نواسِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> وساقٍ سقاني في أرقِّ زجاجة ٍ
وساقٍ سقاني في أرقِّ زجاجة ٍ
رقم القصيدة : 26806
-----------------------------------
وساقٍ سقاني في أرقِّ زجاجة ٍ
مورّدة ً، من نُورها النارُ تُقْتَبسْ(33/232)
كما اسستعبرَ المعشوقُ وهو مصعدٌ
لأنفاسهِ ، والدمعِ في خدهِ احتبس
فذوب لونَ الخدِّ تسعيرة ُ الحشا
وأجمدَ ذَوبَ الدمعِ تصعيدة ُ النّفَسْ
العصر العباسي >> الباخرزي >> كم من فتى نابهِ الأخطارِ ألحقهُ
كم من فتى نابهِ الأخطارِ ألحقهُ
رقم القصيدة : 26807
-----------------------------------
كم من فتى نابهِ الأخطارِ ألحقهُ
بأخملِ الناسِ ذكراً خلقهُ الشرسُ
أما تَرى البَغْل سوءُ الخَلْقِ يَنسِبُهُ
إلى الحَميرِ ومِن أَخوالِهِ الفَرَسُ ؟
العصر العباسي >> الباخرزي >> صبراً جميلاً فلعلَّ أو عسى
صبراً جميلاً فلعلَّ أو عسى
رقم القصيدة : 26808
-----------------------------------
صبراً جميلاً فلعلَّ أو عسى
يورقُ عودُ الوصلِ بعدما عسا
وربما يبكي الجليدُ صبوة ً
كالصخرِ تندى عينهُ وإن قسا
فسقِّني مَشمولة ً يَسْعى بِها
قضيبُ بانٍ في فؤادي غُرسا
ونادِ بالولدانِ إنِّي رَجُلٌ
أَعجَمُ لا أعرفُ سُورة َ النِّسا
وإنْ رزقتَ في الملاهي نَفَساً
فعدَّ كلَّ العمرِ ذاك النفسا
لا سيّما والبلبلُ الغِرِّيدُ قد
أفصحَ بالنطقِ وكانَ أخرسا
كأنما في نغماتِ صوتهِ
يُشَمِّتُ الصبُّحَ إذا ما عَطَسا
والأقحوانُ ضاحكٌ مِن عَقلِ مَن
حازَ الشّراب دونَهُ وما احْتَسى
العصر العباسي >> الباخرزي >> أصبحتُ عبداً لشمسِ
أصبحتُ عبداً لشمسِ
رقم القصيدة : 26809
-----------------------------------
أصبحتُ عبداً لشمسِ
ولستُ من عبدِ شمسِ
إني لأعشقُ شيءٍ
وحقِّ من شقَّ خمسي
هيفاءَ تتركُ يومي
بالهجرِ حاسِدِ أَمْسي
ولا تبالي جفاءً
أسُرَّ يوميَ أَم سِي
العصر العباسي >> البحتري >> صبابة راح عنها غير مزجور
صبابة راح عنها غير مزجور
رقم القصيدة : 2681
-----------------------------------
صبابة راح عنها غير مزجور
ولوعة بات فيها جد معذور
لا يلبث الحلم يدعوه فيتبعه
تألق البرق في طخياء ديجور
إذا استقل شآميا تضرع في
مضرم بالغمام الجون مسعور(33/233)
حتى يكاد يرينا ضوء عارضه
من العراق محلا بالسواجير
تالله، كم دون تلك الأرض إن طلبت
للركب من طول إدلاج وتهجير
حتى تظل عتاق العيس طيعة
صعابها بين تعريس وتغوير
وما استعنت على دار وإن بعدت
كالمرتجى ابن نصير معدن الخير
يدنيه مجتهداً من كل مكرمة
سعي قديم ونيل غير منزور
مردد في بيوت المجد يوضح عن
مردد من فعال الخير مكرور
موجه الوفر مسئولا ومبتدئاً
إلى عطاء سليم الوفر موفور
لا يثلم الحمد بالتسويف في عدة
ولا يطيل المعالي بالمعاذير
إن أعجز القوم حمل الحق قام به
ثبت المقام جهيراً غير معمور
صدر رحيب، وطرف ناظر أمما
عند الحقوق، ووجه ظاهر النور
العصر العباسي >> الباخرزي >> ينصفُ القرنُ فيرتدَ زكا عن
ينصفُ القرنُ فيرتدَ زكا عن
رقم القصيدة : 26810
-----------------------------------
ينصفُ القرنُ فيرتدَ زكا عن
حَومِة الحَربِ وقد جاءَ حَسَا
وإن تلونا مدحهُ فوجههُ ال
ـبَسّامُ لا يَتْلو علينا " عَبَسا "
العصر العباسي >> الباخرزي >> ولقد تمنّيتُ الجوابَ فقيلَ: مَهْ
ولقد تمنّيتُ الجوابَ فقيلَ: مَهْ
رقم القصيدة : 26811
-----------------------------------
ولقد تمنّيتُ الجوابَ فقيلَ: مَهْ
إنَّ التّمنِّي رأسُ مالِ المُبْلسِ
وإذا دنانيرُ الفَتى رقصَتْ على
أظفارهِ خجلتُ فلوسُ المفلسِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> وخريدة ٍ تكسى الجمالَ لباسا
وخريدة ٍ تكسى الجمالَ لباسا
رقم القصيدة : 26812
-----------------------------------
وخريدة ٍ تكسى الجمالَ لباسا
قاسى الفؤاد بحُبِّها ما قاسى
جُنّتْ خلاخلُها بنغمة ِ ساقِها
ولذاك سميَ جرسها وسواسا
العصر العباسي >> الباخرزي >> أنا من صدمة ِ النوائبِ قاسِ
أنا من صدمة ِ النوائبِ قاسِ
رقم القصيدة : 26813
-----------------------------------
أنا من صدمة ِ النوائبِ قاسِ
تَعْتريني خُطوبُها فأقاسي
إن بدا قارعٌ فرأسيَ صخرٌ
أو بدا فاجعٌ فصخري راسي(33/234)
العصر العباسي >> الباخرزي >> جُرْحُ جُحْرِ ابنِ غالبٍ ليسَ يُوسى
جُرْحُ جُحْرِ ابنِ غالبٍ ليسَ يُوسى
رقم القصيدة : 26814
-----------------------------------
جُرْحُ جُحْرِ ابنِ غالبٍ ليسَ يُوسى
فأذقهُ يا ربِّ بأساً وبوسا
ما عجبنا أن كانَ من خيرِ قومٍ
إنَّ قارونَ كانَ من قوم موسى
العصر العباسي >> الباخرزي >> يا أهلَ جرجانَ عفاءً على
يا أهلَ جرجانَ عفاءً على
رقم القصيدة : 26815
-----------------------------------
يا أهلَ جرجانَ عفاءً على
أرضكم الكالحة ِ العابسة
فسُفرتي من خُبزكم قَفرة ٌ
وصُرَّتي من خَيركم آيِسَة ْ
لكم هواءٌ سلسٌ بولهُ
على عثانينكم النائسة
فالرجلُ من أوحالكم رطبة ٌ
واليدُ عن أَموالكم يابسَة ْ
العصر العباسي >> الباخرزي >> فدتكِ النفسُ يا قمري وشمسي
فدتكِ النفسُ يا قمري وشمسي
رقم القصيدة : 26816
-----------------------------------
فدتكِ النفسُ يا قمري وشمسي
ويَومي في ودادِكِ مثلُ أمسي
طلعتِ فكدتُ أصبحُ من تلالي
جبينكِ لي فقالَ الصدغُ : أمسِ
تعالَيْ واملأي سنِّي صَباحاً
بضرَّة ِ وَجْهكِ الوردي بخَمسِ
على وجهِ الذي أجنى بناني
ثماراً للمكارمِ وهْوَ غَرْسي
فإن ساءلتني: مَن ذاكَ ؟ أنشد
وذاكَ محمدٌ تفديهِ نفسي
العصر العباسي >> الباخرزي >> كَتبتُ وخطِّي حاشَ وجْهَكَ شاهدٌ
كَتبتُ وخطِّي حاشَ وجْهَكَ شاهدٌ
رقم القصيدة : 26817
-----------------------------------
كَتبتُ وخطِّي حاشَ وجْهَكَ شاهدٌ
بأنَّ بناني من أذى السقمِ مرتعش
ونَفْسيَ إنْ تأمُرْ تَعشْ في سَلامة ٍ
فأهدِ لَها منْكَ السّلامَ ومُرْتَعشْ
العصر العباسي >> الباخرزي >> جادَ الزَّمانُ وكانَ ذا بُخْلٍ بها
جادَ الزَّمانُ وكانَ ذا بُخْلٍ بها
رقم القصيدة : 26818
-----------------------------------
جادَ الزَّمانُ وكانَ ذا بُخْلٍ بها
وأَطاعَني فيها وقدماً ما عصى
حتى تصالحنا ومازجَ ريقها
رِيقي، ونازعْنا هوى ً مُسْتخلَصا(33/235)
واللثمُ أنشأ بالتقاءِ شفاهنا
صوتاً كما دَحرجتَ في الماءِ الحَصى
العصر العباسي >> الباخرزي >> أَجدَّكَ ما ينفكُّ قلبٌ مُحبّسٌ
أَجدَّكَ ما ينفكُّ قلبٌ مُحبّسٌ
رقم القصيدة : 26819
-----------------------------------
أَجدَّكَ ما ينفكُّ قلبٌ مُحبّسٌ
عليك وأبصارٌ إليكَ شواخصُ
وطرفُك معتَلٌّ وجسمُكَ سالمٌ
وصدغكَ مهموزٌ وخصرك ناقص
ولي عبراتٌ فوقَ خدي رواقصٌ
ولي حسراتٌ تحتَ ضلعي قوارصُ
مزجتُ دموعي بالدماءِ صبابة ً
فدَمعيَ مَمْزوجٌ ووديَ خالِصُ
العصر العباسي >> البحتري >> غال صبري إما سألت بصبري
غال صبري إما سألت بصبري
رقم القصيدة : 2682
-----------------------------------
غال صبري إما سألت بصبري
ما بعينيك من فتور وسحر
كلما قلت أنفد الشوق دمعي
فاض غزر من غربه بعد غزر
ألجرم جنيت حرمت وصلي،
أم لذنب أتيت حللت هجري؟
لا، وحبيك ما تعقبت وصلا
بصدود، ولا وفاء بعذري
من معيني على الأسى ملء قلبي
أم مجيري على الجوى حشو صدري؟
ليت شعري، أمحسن أم أسابي،
وقليل إجداء يا ليت شعري
لا تلمني، فبعض لومك يغري، واله عني فقد تبينت عذري
أيس العاذلون من برء سكري،
إن سكر الغرام أقتل سكر
بندى أحمد بن أيوب أجلى
ليل عسري، ولاح لي وجه يسري
ملك ما تغبنا من نداه
نفحات تغدو علينا وتسري
أرفع العالمين قلة مجد،
وأمد الأنام بسطة قدر
متلف، مخلف، يخاف ويرجى
لكلا حالتين: نفع وضر
كم أخي عيلة رأى العدم حتماً
رام عن فضل سيبه وهو مثر
شكك الناس في عطاه، فقالوا:
صوب قطر هذاك أم فيض بحر
ما أبالي إذا أخذت بحبل
منه ما أحدثت نوائب دهري
أمن الحق، فاستفاض لدينا
وهو في شخص خائف مستسر
وغدا العدل مطلقا بعد أن كا
ن من الجور في وثيقة أسر
بك صافاني الزمان، وقد كنـ
ــت قديما أنجي عليه وأزري
فمتى ما أرابني منه ريب
ليس فيه إلا إليك مفري
لك مجد أوفى على كل مجد
وفخار أربى على كل فخر
أنا بالود مستزيد لمدحي
لك، مستقصر لذائع شكري(33/236)
وبحسب الشريف حلة فخر
بعض ما ألبستك أفواف شعري
غرر من مدائح لم يحزها
منذ كانت غير الجواد الأغر
العصر العباسي >> الباخرزي >> فلانٌ بغضُهُ فَرضُ
فلانٌ بغضُهُ فَرضُ
رقم القصيدة : 26820
-----------------------------------
فلانٌ بغضُهُ فَرضُ
وحبلُ ودادهِ نقضُ
فلا طُولٌ ولا طَوْلٌ
ولا عرضٌ ولا عرضُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> والدَّهرُ رامٍ ليسَ يأمنُ عاقلٌ
والدَّهرُ رامٍ ليسَ يأمنُ عاقلٌ
رقم القصيدة : 26821
-----------------------------------
والدَّهرُ رامٍ ليسَ يأمنُ عاقلٌ
من قوسه التّوتيرَ مَهْما أنبْضا
واحَسْرتا لرَداهُ لولا أنّه
حكمُ الإلهِ ولا مَردَّ لما قَضى
العصر العباسي >> الباخرزي >> قاضٍ مَضى لسبيلهِ لمّا قَضى
قاضٍ مَضى لسبيلهِ لمّا قَضى
رقم القصيدة : 26822
-----------------------------------
قاضٍ مَضى لسبيلهِ لمّا قَضى
ما كانَ أولّ من قضى ثمَّ انقضى
ودهشتُ حتى لستُ أدري أنهُ
ماضٍ قضى أو أنّه قاضٍ مَضى
العصر العباسي >> الباخرزي >> رعى اللهُ أحبابَنا الظاعنينَ
رعى اللهُ أحبابَنا الظاعنينَ
رقم القصيدة : 26823
-----------------------------------
رعى اللهُ أحبابَنا الظاعنينَ
وإن ضَيّعوا فيَّ شَرْطَ الحفاظْ
ولما تولوا وأحشاؤهم
منَ النارِ مَملؤة ٌ بالشُّواظْ
فدمعٌ يفيضُ ونفسٌ تقيضُ
وصبرٌ يغيضُ وصبٌّ يفاظ
العصر العباسي >> الباخرزي >> غَريرة ٌ بعدُ لم تَكْعُبْ ودايَتُها
غَريرة ٌ بعدُ لم تَكْعُبْ ودايَتُها
رقم القصيدة : 26824
-----------------------------------
غَريرة ٌ بعدُ لم تَكْعُبْ ودايَتُها
قد علّقتْ فوقَها للعَوذة ِ الوَدَعا
قد غارَ في اللحمِ كعباها ، وظنيَ أن
سَيَطلعانِ على مَجرى الوِشاحِ مَعا
العصر العباسي >> الباخرزي >> خضَمّ سَخا وهزبرٌ سَطا
خضَمّ سَخا وهزبرٌ سَطا
رقم القصيدة : 26825
-----------------------------------
خضَمّ سَخا وهزبرٌ سَطا
وسيفٌ مَضى وسنانٌ صَدَعْ(33/237)
تَفاوتَ إخوانُهُ والخوانُ
يرفعُ هذا ، وهذا يضع
العصر العباسي >> الباخرزي >> ولستُ أستبدعُ ما نابَني
ولستُ أستبدعُ ما نابَني
رقم القصيدة : 26826
-----------------------------------
ولستُ أستبدعُ ما نابَني
من خُرُقٍ في فعْلهِ شائعْ
فالرفقُ والقارظُ غابا معاً
كِلاهُما لم يَكُ بالرّاجِعْ
العصر العباسي >> الباخرزي >> أهجو متاعي بألفِ بيتٍ
أهجو متاعي بألفِ بيتٍ
رقم القصيدة : 26827
-----------------------------------
أهجو متاعي بألفِ بيتٍ
إذْ رَدَّ بَيْتي بلا متاعِ
وأَضيع المالِ ما تَلاشى
بالمهرِ والمهدِ والرضاعِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> أَفدي غزالاً مفرطاً في الخلافْ
أَفدي غزالاً مفرطاً في الخلافْ
رقم القصيدة : 26828
-----------------------------------
أَفدي غزالاً مفرطاً في الخلافْ
كأنّهُ بعضُ غصونِ الخِلافْ
ظبيٌ غَريرٌ غرَّني حُسنُهُ
أخافُ منهُ وعليهِ أخافْ
العصر العباسي >> الباخرزي >> أصونُ هدب ردائي ليسَ يجذبهُ
أصونُ هدب ردائي ليسَ يجذبهُ
رقم القصيدة : 26829
-----------------------------------
أصونُ هدب ردائي ليسَ يجذبهُ
إلا فَتى ً يبذلُ الإنصافَ إن صافى
ولم يخن قطُّ إلفٌ في مودتهِ
إلا وجدتُ من الألافِ آلافا
العصر العباسي >> البحتري >> لدن هجرته زحزحته عن الصبر
لدن هجرته زحزحته عن الصبر
رقم القصيدة : 2683
-----------------------------------
لدن هجرته زحزحته عن الصبر
سواء عليه الموت أو لوعة الهجر
إليك عن الصب الذي برحت به
صروف هوى لو كن في الماء لم يجر
وقائلة، والدمع يصبغ خدها،
رويدك يابن الست عشرة كم تسري
فقلت: أحق الناس بالعزم والسرى
طلاب المعالي صاحب الست والعشر
مقام الفتى في الحي حيا مسلماً
معافى مقام ذلة بالفتى يزري
متى يمسك الهجز الزمان، وتمتطى
مطايا الهوى والليل تنس شبا العسر
ومهما تنم في ظل بيتك عاجراً
تصبك خطوب الدهر من حيث لا تدري
وما الحزم إلا العزم في كل موطن(33/238)
وما المال إلا معدن الجود والوفر
وما المرء إلا قلبه ولسانه
فإن قصرا عنه فلا خير في المر
سأخبط وجه الدهر والليل، أو أرى
تمزق ثوب الليل في وضح الفجر
وأوثر عنسي في المهامه والفلا
على قرب عرسي في السواجير أو أثري
تحملني الأيام ما لا أطيقه
وتحملني منها على مركب وعر
أأن كان قومي قوموا بفعالهم
شديد اعوجاج الدهر في سالف العصر
وجاروا على الأموال بالجود جورهم
على معشر الأعداء بالقتل والأسر
أيقتص مني آخر الدهر ظالما
جزائر أجدادي على أول الدهر؟
بنو بحتر قومي، ومن يك بحتر
أباه يكن في منتهى المجد والفخر
أنا البحتري ابن البحاترة الألى
هم غمروا الأيام بالنائل الغمر
وهم أقطعوا كل العفاة بجودهم
وبأسهم مال الأعادي على قسر
وما نحن إلا كالقضاء فإننا
ضربنا جميع الناس بالخير والشر
تضيق ذروع المجد عن رحب فضلنا
إذا اتسعت في فضلنا الإنس بالذكر
لقد علمت قحطان أنا سراتها
وأشرافها السادات في البدو والحضر
وأنا ليوث حين تشتجر القنا
غيوث إذا ضن السحائب بالقطر
وإنا لمشاءون تحت سيوفنا
إلى الموت، معروفون بالبأس والنصر
فندرك بالإقدام بغيتنا التي
نطالبها لا بالمكيدة والمكر
أبدنا جموع الروم حين تنازعت
فوارسنا الهيجاء في وقعة الجسر
غدت بيضنا مثل اللجين ابيضاضها
وراحت من التضراب كالذهب التبر
وخلو لنا عن منبج وذواتها
مخافة صد البيض والأسل السمر
سمونا لهم في عصبة بحترية
يكرون ليسوا يعرفون سوى الكر
قليلين إلا أن حسن بلائهم
كثير إذا قل الحفاظ لدى الفر
أشداء ما شدوا، كأن قلوبهم
وآراءهم في الحرب ينحتن من صخر
إذا وتروا خلوا جفون سيوفهم
خلاء، ولا يغضون جفنا على وتر
وأفلت منا عامر كبش عامر
كحبة بر من دقاق رحى البر
فقأنا، وقد أصغى إلى الكر، عينه
وفر فردته الرماح إلى عقر
ويوم القرينين انتصرنا ولم نخف
بكل طويل الباع منفسح الصدر
كأنهم تحت السيوف غرائب
من البدن سيقت يوم عيد إلى نحر
كأنهم إذ أسلموا بنت شيخهم(33/239)
سحاب تجلى عن سنا قمر بدر
فلولا عفاف البحتري ومنه
عليهم، لما آبت بعوف ولا فهر
ومر طريداً للقنا السمر بعدما
نكحناه بالخطية السمر في الدبر
وأسلم مولاه، وخلف بينه،
ونجاه خنذيذ كخافية النسر
هناك يقول، وهو يعذل نفسه
ويشكو تمادي الحرب في محكم الشعر
لحا الله قيساً حين ولت حماتها
عن الاشعث المقتول والكاعب البكر
ولم تك مني نبوة غير هذه:
فراري وتركي صاحبي وراء ظهري
وفي يوم صفين اقتسمنا ذرى العلا
وقد جعل الخطي يعثر بالكسر
لنا حسب لو كان للشمس لم تغب
وللبدر ما استولى المحاق على البدر
فأبخلنا بالمال ند لحاتم
وأجبننا في الروع أشجع من عمرو
العصر العباسي >> البحتري >> قالت أشدت بكل ما أخفيته
قالت أشدت بكل ما أخفيته
رقم القصيدة : 2568
-----------------------------------
قالت: أشدت بكل ما أخفيته
والصب في حكم الصبابة جاحد
فلأسكتن فلا أبوح بسركم
حتى كأني في سكوتي صاعد
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> غَضِبَ الحبيبُ فهاجَ لي استعبارُ
غَضِبَ الحبيبُ فهاجَ لي استعبارُ
رقم القصيدة : 25680
-----------------------------------
غَضِبَ الحبيبُ فهاجَ لي استعبارُ
والله لي ممّا أُحاذِرُ جَارُ
كنّا نُغايظُ بالوِصال مَعاشراً
لهُمُ الغَداة َ بصَرمِنا اسْتِبشارُ
إذ لا أرى شكلاً يكونُ كَشِكلِنا
حُسناً ويَجمعُنا هُناك جِوارُ
وكأننا لمْ نجتمع في مجلسٍ
فِيه الغِناءُ ونَرجِسٌ وبَهارُ
مَا كان أشأْمَ مَجلِساً كنّا بهِ
تلك العَشييّة َ والعِدا حُضّار
مَدَنيّة ٌ أمْسَى العِراقُ مَحلَّها
ولها بزوراء المدينة ِ دارُ
أدنى قَرابتِنا إليها أننا
شَخصانِ يَجمعُنا إليه نِزارُ
ياأيها الرجلُ المعذّبُ قلبهُ
أقصِر فإنّ شِفاءكَ الإقصارُ
نزَفَ البُكاءُ دموعَ عينكَ فاستعر
عيناً لغيركَ دمعُها مِدرارُ
من ذَا يُعِيرُكَ عَيْنَهُ تبكي بها؟
أرأيتَ عيناً للبكا تعارُ
الحُبُّ أوّلُ مَا يَكُونُ لجَاجة ً
تأتي به وتسوقه الأقدارُ(33/240)
حتى إذا اقتحمَ الفتى لُجَجَ الهوى
جاءت أُمورٌ لا تُطاقُ كِبارُ
إذا نظرتَ إلى المُحبّ عرفتَهُ
وبدَت عليه مِن الهَوى آثارُ
قُل ما بدا لكَ أن تقول فربما
ساقَ البلاءَ إلى الفتى المِقدارُ
يا فوزُ هل لك أن تعودي للّذي
كُنّا عليهِ مُنذ نحنُ صغارُ
فلقَد خَصَصتُكِ بالهَوى وصرَفتُه
عمّن يُحدّثُ عنكُمُ فيغارُ
هل تذكرين بارِ بكرٍ لهْونا
ولنا بذاك مخافة ٌ وحِذارُ
مُتَطاعِمينِ بِريقِنافي خلوة ٍ
مثلَ الفراخِ تزُقّها الأطيارُ
أم تذكُرين لِدُلْجَتي متنكِّراً
وعليّ فروَا عاتقٍ وخِمارُ
فَوددتُ أنّ الليل دامَ وأنه
ذهبَ النهارُ فلا يكونُ نهارُ
أفَما لذلك حُرمة ٌ محفُوظَة ٌ
أُفٍّ لمَن هُوَ قاطِعٌ غَدّارُ
سأُقِرُّ بالذّنبِ الذي لَمْ أجنِه
إن كان ينفعُ عندَكِ الإقرارُ
ما تأمرين فَدَتكِ نفسي في فتّى
ما تَلْتَقي لجُفونهِ أشفَارُ
من كانَ يبغضكمْ فباتَ مبيتَهُ
إن الهوى لذَوي الهوى ضَرّارُ
صَرَمَ الأحبة ُ حبْلهُ فكأنهُ
إذ غادَرُه وضرّه الإضرارُ
رَجُلٌ تطاولَ سُقمُه في غُربة ٍ
نزَحَتْ به عن أهلِه الأسفارُ
لا يستطيعُ من الضرورة ِ حيلة ٍ
أمْسَى تُرَجَّمُ دونَه الأخبارُ
حتى أتيحَ له ، وذالك لحَينِه،
رَكبٌ رمتْ بهمُ الفجاجُ تِجارُ
حَمَلُوه بينَهُم نَحِيلاً جسمُه
عاري العِظامِ ثيابُه أطمَارُ
فثَوى تُقلّبُه الأكُفُّ مُلَقَّفاً
ولَهُ تُشدُّ وتُوضَعُ الأَكوارُ
حَتى إذا سلَكوا به في مَهمهٍ
قَفرٍ تَضِلُّ به القَطا وتَحارُ
غَرِضُوا مِنَ النِّضْوِ العليلِ فعطَّلوا
منه الرّكاب وخلّفُوه وساروا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> عيناي شامتْ دمي والؤمُ في النّظرِ
عيناي شامتْ دمي والؤمُ في النّظرِ
رقم القصيدة : 25681
-----------------------------------
عيناي شامتْ دمي والؤمُ في النّظرِ
بُعداً لعينٍ تبيعُ النّومَ بالسّهرٍ
يامن لظمآن يغشى الماءَ قد منعُوا
مِنهُ الوُرودَ وأبقَوه على الصَّدَرِ(33/241)
أُخفي الهوى وهْو لا يخفي على أحدٍ
إنّي لمُستَتِرٌ في غيرِ مُستَتَرِ
فأكثِرُوا أوْ أقلّوا من ملامكمُ
فكلّ ذلك محمولٌ على القَدَرِ
لو كان جَدّي سعيداً لم يكن غَرَضاً
قلبي لمن قلبُه أقسَى من الحَجرِ
إنْ أحسن الفعلَ لم يُضمر تَعمُّدَهُ
وإنْ ساء تمادى غيرَ مُعتذرِ
وأخلفُ الناس موعوداً وأمطلُهمْ
وَعداً وأنْقَضُهُمْ للعهدِ ذي المِرَرِ
إذا كتبتُ كِتاباً لم أجِد ثِقة ً
يُنهي إليك ويلأتي عنك بالخيرِ
ما ضرّ أهلكِ الأ ينظرُوا أبداً
مادُمتِ فيِهِم إلى شمسٍ ولا قَمرِ
إذا أردتُ سُلُوّاً كانَ ناصرَكمْ
قلبي وما أنا من قلبي بمُنتَصِرِ
هل تذكرين ، فدتك ِ النفسُ ، مجلسَنا
يومَ اللّقاء فلم أنطِقْ من الحَصَرِ
لا أرفعُ الطَّرفَ حَولي حينَ أرفَعُهُ
بُقيا عليكِ، وكلُّ الحَزمِ في الحَذرِ
قالَت قَعدتَ فلم تنظُر! فقلتُ لها
شَغَلتِ قلبي فلم أقدرْ على النظرِ
غَطّى هواكِ على قَلْبي فدَلَّهَهُ
والقلبُ أعظمُ سُلطاناً من البَصَرِ
وضعتُ خدِّي لأدنى من يُطِيفُ بكم
حَتى احْتُقِرتُ ومَا مِثلي بمحتقَرِ
لا عارَ في الحبّ إنّ الحبّ مَكرُمة ٌ
لكنّه ربّما أزرى بذي الخطر
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ألا أشرقَتْ فوزٌ من القصرِ فانظرِ
ألا أشرقَتْ فوزٌ من القصرِ فانظرِ
رقم القصيدة : 25682
-----------------------------------
ألا أشرقَتْ فوزٌ من القصرِ فانظرِ
إلى منْ حباكَ الوُدّ غير مُكدرِ
ولمّا رأتْ أنْ لا وصولَ إلى الهَوى
تراءت من السّطحِ الرفيعِ المحجَّرِ
فقلتُ لها : يا فوزُ هل لي إليكمُ
سبيلٌ؟ فقَالَتْ بالإشارة : أبشِرِ
وقَفتُ لها في ساحة ِ الحيّ ساعة ً
أشيرُ إليها بالرّداء المُعَصْفَرِ
نظرتُ إلى ما لَم تَر العينُ مِثلَهُ
إلى قَمرِ في راوقيّ ومئزرِ
إذا ماتَ عَبّاسٌ وفوزٌ فإنّهُ
يموتُ الهَوى واللّهُوُ من كلّ معشَرِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يامن تمادى قلبه في الهوى
يامن تمادى قلبه في الهوى(33/242)
رقم القصيدة : 25683
-----------------------------------
يامن تمادى قلبه في الهوى
سالَ بكَ السّيلُ ولا تدري
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> لمّا بدت فرأيْتُها في صُفرة ٍ
لمّا بدت فرأيْتُها في صُفرة ٍ
رقم القصيدة : 25684
-----------------------------------
لمّا بدت فرأيْتُها في صُفرة ٍ
كَلِفَ الفؤادُ بكلّ شيء أصفرِ
وتشرفتْ من قصرها فلمحتُها
فلأسْألن عن النعيمِ الأكبرِ
وكأنّ نسوتها الكواعبّ حولها
زُهرُ الكواكبِ حولَ بدرٍ أزهرِ
فوقفتُ ثم خشيتُ نظرة َ كاشح
فرجعت مفجوعاً بذاك المنظرِ
وسكَنتمُ من بَطنِ دِجلة َ مَنظراً
أنِقَ المرابعِ طيّبَ المتنظّرِ
وكأن دجلة مذ حللتُمْ قُربها
تجري لِساكِنها بماء الكَوْثَرِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> هَجَرتُ الندامى خشية َ السّكرِ أنما
هَجَرتُ الندامى خشية َ السّكرِ أنما
رقم القصيدة : 25685
-----------------------------------
هَجَرتُ الندامى خشية َ السّكرِ أنما
يُضِيعُ الفَتى أسرارَه حينَ يَسكَرُ
وقد خيرَ لي في الهَجرِ لو كُنتُ صابراً
ومن ذا على هجرِ الأحبة َ يصبرُ
أجرّبُ بالهجرِ نفسي لعلّها
تُفِيقُ، فيزدادُ الهَوى حينَ أهجُرُ
وأحذرُ أن تطغى إذا بُحتُ بالهوى
فأكتمها جهدي هواها ويظهرُ
أغَارُ على طَرفي لها وكأنّمَا
إذا رامَ طَرفي غيرَها لَيسَ يُبصِرُ
وما عرَضَتْ لي نظرة ٌ مُذ عرَفتُها
فأنظُر إلاّ مُثّلتْ حيثُ أنظُرُ
فيَا واثقاً مني بما قد بدا لهُ
وأكثرُ منه ما أجنّ وأضمِرُ
تَفَكّرْ فَما تَدري لعلّكَ تُبتَلى
بما بي ويصحو عنكَ قلبي ويصبرُ
أرَاجِعَة ٌ تِلكَ اللّيالي كعَهدِنا
بهنّ ومصْباحُ المودّة َ يزهرُ
إذَا ما استقلّتْ ردَّها عن قِيامِها
لها عجزٌ عنْه المآزرُ تقصرُ
ألا أيها الناهون عنها سفاهة ً
قد ازدادَ وَجدي مُذ نهيتُمْ فأقصِرُوا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> همُ كتموني سرّهم حسن أزمعوا
همُ كتموني سرّهم حسن أزمعوا(33/243)
رقم القصيدة : 25686
-----------------------------------
همُ كتموني سرّهم حسن أزمعوا
وقالوا: اتَّعِدْنا للرَّواحِ، وبكَّرُوا
فوا حَزَني أن كانَ آخِرَ عهدِنا
بهمْ ذلك اليومُ الذي أتذكرُ
وإني لآهوى أن أرى بعضَ أهلها
وإن كانَ منهم شانىء ٌ يتَذمَّرُ
وأبدأُ، ما استَخبرتُ عَنها، بغَيرهَا
لتَحَسَبَني عن غَيرِها أتخَبّرُ
وقد ملّيت لين الشبابِ كأنّها
قضيبٌ من الرّيحانِ ريّانُ أخضَرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أتاني كتابٌ من مَليكٍ بخطّه
أتاني كتابٌ من مَليكٍ بخطّه
رقم القصيدة : 25687
-----------------------------------
أتاني كتابٌ من مَليكٍ بخطّه
فما أعظَم النّعمى وما أضعفَ الشُّكرا
فظلّتْ تُناجيني بما في ضميرها
أناملُ قد خَطّت بأقلامِها سِحرا
وإنّي لأستَبطي المَنيّة َ كلّما
ذكرتُ التي لا أستطيعُ لها ذِكرا
فلمّا تفهّمتُ الكتابَ رددتُهُ
إليها ولم أبْعثْ بردّ له سَطْرا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> لعمري لئن أقْررتم ُ العينَ بالذي
لعمري لئن أقْررتم ُ العينَ بالذي
رقم القصيدة : 25688
-----------------------------------
لعمري لئن أقْررتم ُ العينَ بالذي
فعَلتُمْ لقد أسخَنتُمُ العينَ أكثرَا
سلي إن جهلتَ الحبّ من ذاق طعمه
وإن كُنتِ لاتلقين مثلي مُخبرا
لقد حُجبتْ عيناي عن كلّ منظرٍ
وما خُلِقَتْ عيناي إلا لتنَظُرَا
وقد قَشَعتْ عني ظَلومُ بصدّها
سَحابَ نوالٍ بعدَما كانَ أمطرَا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> لعمري لئن أمسى ظنّهم
لعمري لئن أمسى ظنّهم
رقم القصيدة : 25689
-----------------------------------
لعمري لئن أمسى ظنّهم
لَذَلِكَ أخفَى للوِصالِ وأسترُ
يظّنُ بي الناسُ الظّنونَ وأنتمُ
هواي الذي أخفي إلى يوم أقبرُ
فلا تحملي ذنباً عليّ مقالهم
ولا تَذكُري من ذاك ما ليسَ يُذكرُ
العصر العباسي >> البحتري >> لأبي علي في حداثته
لأبي علي في حداثته
رقم القصيدة : 2569(33/244)
-----------------------------------
لأبي علي في حداثته
فضل سيذكر آخر الأبد
حفظ القديم فليس يسبقه
أحد إلى التعظيم للأحد
لزم المشايخ ملة قدمت
بانت فضيلتها على الولد
فإذا عزمت على مساءتهم
فاجهر بلم يولد ولم يلد
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> نزوركمْ لا نكافيكمْ بجفوتكمْ
نزوركمْ لا نكافيكمْ بجفوتكمْ
رقم القصيدة : 25690
-----------------------------------
نزوركمْ لا نكافيكمْ بجفوتكمْ
إنّ المُحبّ إذا لَمْ يُستَزَرْ زارَا
يستقربُ الدارَ شوقاً وهي نازحة ٌ
مَنْ عالجَ الشَّوقَ لم يستَبعِدِ الدّارا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> وحوراءَ من حورِ الجنانِ مصونة ٍ
وحوراءَ من حورِ الجنانِ مصونة ٍ
رقم القصيدة : 25691
-----------------------------------
وحوراءَ من حورِ الجنانِ مصونة ٍ
يرى وجهه في وجهِها كلُّ ناظرِ
وقفتُ بها لا أستطيعُ إشارة ً
ولا نظراً والطّرفُ ليس بصابر ِ
فَما طَرَفَتْ عيناي لما تعرّضتْ
لشئ سوى إيمائها بالمحاجر ِ
توافقَ معشوقانِ ثم تناظرا
فما ملكا فيضَ الدّموعِ البوادر ِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> حَجبتِ وجهكِ عن عينيّ مُذ زَمنٍ
حَجبتِ وجهكِ عن عينيّ مُذ زَمنٍ
رقم القصيدة : 25692
-----------------------------------
حَجبتِ وجهكِ عن عينيّ مُذ زَمنٍ
فلَوْ مَنَنْتِ عَلى عينّي بالنّظرِ
حتّى أقولَ لعيني عند نظرتها :
هذا جزتءٌ لطُولِ الدّمعِ والسّهر ِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> حتّى متى أنا موقوفٌ ظمإٍ
حتّى متى أنا موقوفٌ ظمإٍ
رقم القصيدة : 25693
-----------------------------------
حتّى متى أنا موقوفٌ ظمإٍ
بين الطريقين لا ورداً ولا صدرا
أما لِذا الأمرِ مِن وقتٍ فأعلمَهُ
حتى أكون لذاك الوقتِ منتظرا
ياذا الرّسولُ الذي يهدي السّرورَ لنا
إني لتحسُدُ عيني عَينَكَ النّظَرا
أمّا الخيالُ فإني سوف أعذره
عاتبتُهُ فأجالَ الدّمعَ واعتذرَا(33/245)
وقال لي : لاتلُمني لم أزل كلفاً
حتى أتيتكَ في الظّلماء مستترا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ثِقي بعَيني فلَوْ آنَسْتُ مِن بَصَري
ثِقي بعَيني فلَوْ آنَسْتُ مِن بَصَري
رقم القصيدة : 25694
-----------------------------------
ثِقي بعَيني فلَوْ آنَسْتُ مِن بَصَري
خيانة ً لك لم يصحبني البصرُ
هواك سترٌ على قلبي أقيكِ بهِ
من طلّ أنثى لها يُستحسنُ النّظرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أهدَى له أحبابُه أُتْرُجّة ً
أهدَى له أحبابُه أُتْرُجّة ً
رقم القصيدة : 25695
-----------------------------------
أهدَى له أحبابُه أُتْرُجّة ً
فبكى وأشفَق من عيافة زَاجرِ
مُتطيّراً لمّا أتته لأنّها
لونان باطنُها خلافُ الظّهر ِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> قُرِىء الكتِابُ وما طَلُوا بجَوابِه
قُرِىء الكتِابُ وما طَلُوا بجَوابِه
رقم القصيدة : 25696
-----------------------------------
قُرِىء الكتِابُ وما طَلُوا بجَوابِه
رأيُ يقدّمُ مرّة ً ويؤخرُ
إن المُحبّ يَعودُ مِنكِ بخيبة ٍ
متحيّراً في أمره يتفكرُ
يَطوي الصَّبابة َ منكِ وهي مصونة ٌ
بينَ الجَوانحِ كلَّ يَومٍ تُنْشَرُ
لا لومَ أن يقفَ الحبيبُ بمنهلٍ
يرجو السّبيلَ إلى الورود ويحذر
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> خشيت صدودي ؟ ليس ذاك بكائنٍ
خشيت صدودي ؟ ليس ذاك بكائنٍ
رقم القصيدة : 25697
-----------------------------------
خشيت صدودي ؟ ليس ذاك بكائنٍ
أتى دُونَه حُبٌّ لعَينيَّ مُسهِر
فلو أنّ لي صبراً لقلتُ لعلّني
أصُدّ ولكن لستُ واللّه أصبرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> قد ضاق بالحبِ صدري
قد ضاق بالحبِ صدري
رقم القصيدة : 25698
-----------------------------------
قد ضاق بالحبِ صدري
وأنفَدَ الشّوقُ صبري
وطيّرَ النّومَ همّي
ونمّ دمعي بسري
وأوقد الشوقُ ناراً
تمدّ دمعي فيجري
في الصدرِ حيّات همّ
بينَ الجَوانح تَسري(33/246)
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ظلومٌ قد رأيناها
ظلومٌ قد رأيناها
رقم القصيدة : 25699
-----------------------------------
ظلومٌ قد رأيناها
فلم نر مثلها بشراً
يزيدك وجهُها حسناً
إذا ما زِدتَه نَظَرا
إذا اللّيلُ سالَ عليـ
ـكَ بالظَّلمَاء واعْتكرا
ودجّ فلم يكن قمرٌ
فأبرزوها تكنْ قمرا
العصر العباسي >> البحتري >> لج من قد هويته في الصدود
لج من قد هويته في الصدود
رقم القصيدة : 2570
-----------------------------------
لج من قد هويته في الصدود
وجرى بعد ذاك طير السعود
وقضى الله أن أذوب وأبلى
والبلى من وراء كل جديد
والهوى في الصبا قريب من الرشـ
ـد؛ وليس القريب مثل البعيد
ربما كنت للأوانس زيراً
مستهاماً بكل بيضاء رود
كم جمعت الرحيق والريق منها
وكلانا قتيل صنج وعود
وكلانا قد احدث الراح فيه
زهو عيسى بن خالد بن الوليد
فارس يضرب الفوارس بالسيـ
ـف إذا ما التقت جبال الحديد
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> لعمري لقد جعل القادحو
لعمري لقد جعل القادحو
رقم القصيدة : 25700
-----------------------------------
لعمري لقد جعل القادحو
ن بيني وبينكِ يُورون نارا
ونَفسي مُضمَّنة ٌ من هَوا
كِ ما لا تطيقُ عليه اصطبارا
مُعلّة ٌ ببقايا الرّجاء
ترى في كل يومِ مرارا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ألم ترى أنيي أفنيتُ عمري
ألم ترى أنيي أفنيتُ عمري
رقم القصيدة : 25701
-----------------------------------
ألم ترى أنيي أفنيتُ عمري
بمطلبها ومطلبها عسيرُ
فَلمّا لَمْ أجِدْ سبباً إليها
يقرّبني وأعيتني الأمورُ
حَجَجْتُ وقلتُ قد حجّت ظلومٌ
فيجمعني وإياها المسيرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> للحُبّ في قَلْبيَ أشجَارُ
للحُبّ في قَلْبيَ أشجَارُ
رقم القصيدة : 25702
-----------------------------------
للحُبّ في قَلْبيَ أشجَارُ
تُنبتها للشوقِ أنهارُ
والنَّومُ قَدْ نَفّرَهُ أحْورٌ(33/247)
أغنّ ساجي الطّرف سحّرُ
والعين قد أسعدني دمعُها
تَمُدُّه مِن كَبِدي نارُ
ُبواكفٍ يُغرقُ إنسانها
سَحابُهُ بالماء مِدرارُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> صَيَّركِ الدّهرُ إلى ما أرَى
صَيَّركِ الدّهرُ إلى ما أرَى
رقم القصيدة : 25703
-----------------------------------
صَيَّركِ الدّهرُ إلى ما أرَى
أستَنصرُ الله على الدّهرِ
وقَدْ أراني زمناً كلّما
قَسَوْتِ رَوَّعتُكِ بالهَجرِ
أظنّني عوقبتُ إذا لم أكنْ
قبلت اليُسرَ في يُسري
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> كانتْ ظَلومُ إذا عاتبتُها اعتذَرَتْ
كانتْ ظَلومُ إذا عاتبتُها اعتذَرَتْ
رقم القصيدة : 25704
-----------------------------------
كانتْ ظَلومُ إذا عاتبتُها اعتذَرَتْ
فكنت أحبسُ دمعي حينَ تعتذرُ
فاليومَ قدْ آيستني أنْ أعاتبها
فاستقطرَ اليأسُ دمعي فهو ينحدرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> تعزّ وهونْ عليك الأمور
تعزّ وهونْ عليك الأمور
رقم القصيدة : 25705
-----------------------------------
تعزّ وهونْ عليك الأمور
عَساكَ تَرى بعد حُزنٍ سُرُور
لعَلّ الذي بِيَدَيه الأمُورُ
سيجعلُ في الكرهِ خيراً كثيراً
أكاتم مابي فلا أستطيـ
ـعُ من شدّة الوجد بي أن أشيرا
أما تحسبيني أرى العاشقين ؟
بلى ! ثم لستُ أرى نظيرا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ألا ليت شعري كيف أصبحَ عهدها
ألا ليت شعري كيف أصبحَ عهدها
رقم القصيدة : 25706
-----------------------------------
ألا ليت شعري كيف أصبحَ عهدها
أدامَ على ما كان أم قد تغيّرا
فإن يكُ مَرُّ الدّهرِ غَيّرَ عهدهَا
وأودَى بهِ طولُ الزّمانِ فأدبَرا
فإني لباقي الودّ لامتبدلُ
سواها بها حتى أموتَ فأقبرا
فلم أرَ مثلَ الحبّ أبلى لآهله
ولا مثل أهل العشقِ أشقى وأصبرا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> بأنْسِ الحَبيبِ يَطيبُ السَّمَرْ
بأنْسِ الحَبيبِ يَطيبُ السَّمَرْ(33/248)
رقم القصيدة : 25707
-----------------------------------
بأنْسِ الحَبيبِ يَطيبُ السَّمَرْ
وتلتذُّعيناي طول السَّهرْ
إذا أنا نادمته مرَّة
كفاني به اللَّه ضوء القمرْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إرْعَ المُنى وَاصِلاً وإن هَجَرا
إرْعَ المُنى وَاصِلاً وإن هَجَرا
رقم القصيدة : 25708
-----------------------------------
إرْعَ المُنى وَاصِلاً وإن هَجَرا
فاجزَعْ فشَرُّ العُشاق من صبَرا
مَا أحسنَ الصَّبْرَ في مَواطنِهِ
لا عن حبيبٍ لطيَّة ٍ نكرا
لمْ يستطع ظاهرَ الوداعِ من ال
عينِ فأوحى السّلامَ مستترا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> وا بأبي وجهكِ هذا الذي
وا بأبي وجهكِ هذا الذي
رقم القصيدة : 25709
-----------------------------------
وا بأبي وجهكِ هذا الذي
أتلفَ نفسي وهو لا يدري
وا بأبي عينكِ هاتا التي
تنفثُ في قلبيَ بالسِّحرِ
زوَّدتني إذْ جئتكمْ زائراً
مِنْ حُبّكُمْ قاصمَة َ الظّهرِ
العصر العباسي >> البحتري >> بنا داء وليس لنا نبيذ
بنا داء وليس لنا نبيذ
رقم القصيدة : 2571
-----------------------------------
بنا داء وليس لنا نبيذ
وليس دواؤنا غير الفصاد
ومن عزم الفصاد بلا نبيذ
كمن عزم الرحيل بغير زاد
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ما عَلَيَها لَوْ أنّها أذِنَتْ لي
ما عَلَيَها لَوْ أنّها أذِنَتْ لي
رقم القصيدة : 25710
-----------------------------------
ما عَلَيَها لَوْ أنّها أذِنَتْ لي
في كِتابٍ فقد نهَتني مِرارا
حاذرتْ أن ترقّ لي فهيَ لاتز
دادُ إلاّ تَباعُداً ونِفَارا
أيّها الرّاقِدُونَ حَوْلي أعِينُو
ني على اللّيلِ حِسبة ًوائتِجَارا
حدِّثوني عن النّهارِ حَديثاً
أو صِفوه فقد نسيتُ النّهارا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> وأهجرُ عمداً لكي يقال لقد سلا
وأهجرُ عمداً لكي يقال لقد سلا
رقم القصيدة : 25711
-----------------------------------(33/249)
وأهجرُ عمداً لكي يقال لقد سلا
ولستُ بسالٍ عن هواكِ إلى الحشْرِ
ولكنْ إذا كان المحبُّ على الذي
يحبُّ شفيقاً عاملَ النَّاسَ بالهجرِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> وإني لقاسي القَلبِ إن كُنتُ صابراً
وإني لقاسي القَلبِ إن كُنتُ صابراً
رقم القصيدة : 25712
-----------------------------------
وإني لقاسي القَلبِ إن كُنتُ صابراً
وحِبّي غدا فيمن يسيرُ يسيرُ
فإن لم أمُت غمّاً وهمّاً وحَسرة ً
فلي حسَراتٌ بعدهُ وزفيرُ
سألتكُمُ عن سَيرِكم فكتمتُمُ
وعد حانَ منكم للفراق بُكُورُ
وكيفَ نَوَوْا بَيْناً وَأنْتِ أميرة ٌ
على كلِّ بينٍ ما عليكِ أميرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إني لأطوي الهوَى كي لا يطيفَ به
إني لأطوي الهوَى كي لا يطيفَ به
رقم القصيدة : 25713
-----------------------------------
إني لأطوي الهوَى كي لا يطيفَ به
ظَنٌّ وأجحْدُ ما أطوي إذا انتشَرا
حتّى أغُمّ بمَن لا أشتهي بصَرِي
عمداً وأصرِفَ عمّن أشتهي البصَرا
ترميهِ بالودّ غينٌ لستُ أملِكها
حتّى إذا نَظَرَتْ بغْضتُها النّظرا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إنّي لَتَمنَعُني مَلالَتُكمْ
إنّي لَتَمنَعُني مَلالَتُكمْ
رقم القصيدة : 25714
-----------------------------------
إنّي لَتَمنَعُني مَلالَتُكمْ
منكمْ وما لي عنكمُ صبرُ
ومُحدِّثٌ نفسي بهجرِكُمُ
إنّ المَلولَ دواؤه الهجرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أَمَتِّيني فَهَلْ لكِ أنْ ترُدّي
أَمَتِّيني فَهَلْ لكِ أنْ ترُدّي
رقم القصيدة : 25715
-----------------------------------
أَمَتِّيني فَهَلْ لكِ أنْ ترُدّي
حياتي من مقالكِ بالغرورِ
فقدْ أحيا بقولِكِ لي جواباً
نعم أو لا فمنّي باليسيرِ
أرَى حُبّيكِ يَنمي كلَّ يومٍ
وجَورُكِ في الهوى عدْلٌ فجوري
وإنْ أرضاكِ هجري فاهجريني
فما أرْضاكِ يُنمي لي سروري(33/250)
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> عرضتُ على قلبي الفراقَ فقالَ لي:
عرضتُ على قلبي الفراقَ فقالَ لي:
رقم القصيدة : 25716
-----------------------------------
عرضتُ على قلبي الفراقَ فقالَ لي:
من الآن فايأس لا أغرُّكَ من صَبرِ
إذا صَدّ مَن أهوى وأسلَمَني العَزا
ففُرقة ُ من أهوَى أحرُّ من الجَمرِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> وما طِبتُ نفساً عنكِ لمّا هجَرتِني
وما طِبتُ نفساً عنكِ لمّا هجَرتِني
رقم القصيدة : 25717
-----------------------------------
وما طِبتُ نفساً عنكِ لمّا هجَرتِني
وليسَ سكوتي عن سُلُوٍّ ولا صَبرِ
ولكن سخَتْ نفسي بنفسي لتَبلغي
رضاكِ بقتلي إن عزمتِ على الهجرِ
وأيقنتُ أني إن تكلمتُ ضرّني
كلامي فآثرتُ السُّكوتَ على الخُسْرِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ألا كَتبَتْ تَنهَى وتأمُرُ بالهَجرِ
ألا كَتبَتْ تَنهَى وتأمُرُ بالهَجرِ
رقم القصيدة : 25718
-----------------------------------
ألا كَتبَتْ تَنهَى وتأمُرُ بالهَجرِ
فقلتُ لها : يا ليتَ قلبَكِ في صدري
سأهجُرُ كَيْ تَرضَيْ وأهلِكَ حسرة ً
وحسْبيَ أن ترضَي ويُهلكني هجري
ومحجوبة ٍ في الخِدرِ عن كلّ ناظرٍ
ولو برزَت في اللّيل ماضلّ مَن يسري
يُقطِّعُ قلبي حُسنُ خالٍ بخَدّها
إذا سفَرَتْ عنه ويَنْفُثُ بالسِّحرِ
لَخالٌ بذالك الخدّ أحسنُ عِندنَا
من النّكتة ِ السّوداء في وضَحِ البدرِ
ليَهنِئكمُ أنْ قَد أرحتُم قُلوبكَم
وأن قد قذَفتُم بالصبَّابة ِ في سَحرِي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أقرُّ الناس كلِّهمُ لعَيني
أقرُّ الناس كلِّهمُ لعَيني
رقم القصيدة : 25719
-----------------------------------
أقرُّ الناس كلِّهمُ لعَيني
يرى قتلي يتمُّ بهِ السُّرورُ
فإنْ أحزَنْ عليكِ فكم سرورٍ
لنا قد كان إذ أنتمْ حُضُورُ
فحالَ الدهرُ بينكُمُ وبَيني
فلا حُزنٌ يدوم ولاَ سُرورُ(33/251)
العصر العباسي >> البحتري >> أقول له وقد أغري بلومي
أقول له وقد أغري بلومي
رقم القصيدة : 2572
-----------------------------------
أقول له وقد أغري بلومي
بكر بمبدإ مني معاد
ملأت يدي من الدنيا مراراً
فما طمع العواذل في اقتصادي
وما وجبت علي زكاة مال، وهل تجب الزكاة على جواد؟
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إذا ما دعوتُ الصبرَ بعدَكِ والبُكا
إذا ما دعوتُ الصبرَ بعدَكِ والبُكا
رقم القصيدة : 25720
-----------------------------------
إذا ما دعوتُ الصبرَ بعدَكِ والبُكا
أجابَ البُكا طوعاً ولم يجبِ الصّبرُ
فإن تَقطَعي مِنكِ الرجاءَ فإنّه
سيَبقى عليكِ الحُزنُ ما بقيَ الدّهرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ما تأمُرين بذي مُراقبة ٍ
ما تأمُرين بذي مُراقبة ٍ
رقم القصيدة : 25721
-----------------------------------
ما تأمُرين بذي مُراقبة ٍ
يُخفي هواكِ ويظهرُ الهجرا
مُتربِّصٌ سُدّت مذاهبُه
أفنَى بطُولِ رَجائكِ الدَّهرَا
وإذا تذكّرَها ولَمْ يَرَها
جعلَ الصُّدودَ من الهوَى سِترا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أخٌ لا رَأيتُ السُّوء فيهِ فإنّني
أخٌ لا رَأيتُ السُّوء فيهِ فإنّني
رقم القصيدة : 25722
-----------------------------------
أخٌ لا رَأيتُ السُّوء فيهِ فإنّني
إلى أن تَعافَى نفسُه لَفقيرُ
أعودُ فلا ألقاهُ فَيمن يعودُه
ويلقاهُ عوّادٌ سِواي كثيرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> كَتمتُ ومَنْ أهوَى هَوانا فلم نَبُحْ
كَتمتُ ومَنْ أهوَى هَوانا فلم نَبُحْ
رقم القصيدة : 25723
-----------------------------------
كَتمتُ ومَنْ أهوَى هَوانا فلم نَبُحْ
وقد كانت الأسرارُ باللَّمحِ تظهرُ
فنحنُ كلانا مُقصدٌ في فؤادِه
منَ الشّوقِ نارٌ حرُّها يَتَسعّرُ
فَلا أنا أبدي ما أُجِنُّ ولا الذي
بهِ مثلُ ما بي للمَخافة ِ يذكُرُ
فَيَا عَجبا مِنّي ومِنها وصَبرنا(33/252)
على ما نُلاقي كيفَ نصبُو ونصبِرُ
وما صبرُنا ألاّ نبُوحَ فنشتَكي
سَرائرَ ما يُخفي الضّميرُ ويُضمِرُ
مَلالاً ولكن نتّقي قولَ كاشحٍ
يُبلِّغُ عنّا ما نَقولُ ويُظهِرُ
فنَكتُمُ ما يُخفي الضميرُ تحفُّظاً
وخيرُ الهوى ما كانَ يخفى ويُسترُ
على أنّه يبدُو مِراراً مِن الفَتى
طوالعُ إن هاجَ الفُؤادَ التّذكُّرُ
إذا غَلبَ الصَّبرَ البكاءُ وهُيِّجتْ
تباريحُه فالصّبُّ بالذّكرِ يعذرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا هجرُ كفّ عن الهوى ودع الهوى
يا هجرُ كفّ عن الهوى ودع الهوى
رقم القصيدة : 25724
-----------------------------------
يا هجرُ كفّ عن الهوى ودع الهوى
للعاشقينَ يطيبُ يا هجرُ
ماذا تريد من الذين قلوبهمْ
مرضى وحَشْوُ قلوبهمْ جمرُ
وسوابقُ العَبَراتِ فوْقَ خدودهمْ
دِرَرٌ تَفِيضُ كأنّها القَطْرُ
مُتغيّرين مِن الهَوى ألوانُهمْ،
ممّا تُجِنُّ قلوبُهم، صُفْرُ
صرعى على جسر الهوى لشقائهمْ
يتصبّرون وما بهمْ صبرُ
لَمْ يَشْرَبوا غيرَ الهَوى فَكأنّهُمْ
بهمُ ، لشدّة ِ ما لقوا ، سُكْرُ
لولا اعتراضُ الهجرِ في طُرُقِ الهَوى
دَخَلَ المحبَّ من الهَوى كِبْرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ِألا أيّها القمرُ الأَزهرُ
ِألا أيّها القمرُ الأَزهرُ
رقم القصيدة : 25725
-----------------------------------
ِألا أيّها القمرُ الأَزهرُ
تبصّرْ بعَينيكَ هل تُبصِرُ ؟
تبصّرْ شبيهكَ في حسنه
لعلّكَ تَبلُغُ أو تَخْبُرُ
فإنّيَ آتيكَ وحدي بهِ
وأُفضي إليكَ بما أستر
زُبَالة ُ من دونه والشُّقو
ق والثَّعلبيَّة ُ والأجفُرُ
وطالَ المَغيبُ وشَطَّ الحَبيبُ
وما أستفيقُ وما أصبرُ
وقلْبيَ بالشّوقِ مُستأنِسٌ
وطرفيَ للنَّومِ مُستنكِرُ
أيا لائمي سفهاً في ظَلو
مَ لاكنتَ إن كنتَ لاتعذِرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إن يومي بين المُغيثة ِ والقَر
إن يومي بين المُغيثة ِ والقَر
رقم القصيدة : 25726(33/253)
-----------------------------------
إن يومي بين المُغيثة ِ والقَر
عاءِ لَذٌّ لَوْ تَمّ فيهِ السّرورُ
يومَ ساروا وسِرتُ حيثُ أراهُمْ
فتمنّيتُ أن يطُولَ المسيرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا فوزُ قدْ حدثتْ أشياءُ بعدَكُمُ
يا فوزُ قدْ حدثتْ أشياءُ بعدَكُمُ
رقم القصيدة : 25727
-----------------------------------
يا فوزُ قدْ حدثتْ أشياءُ بعدَكُمُ
إنّي وإيّاكمُ منها على خَطَرِ
لو أنَّ خادمَكمْ جاءَتْ لقلتُ لها:
قوليْ لِفَوْزٍ أّلا كوني على حذَرِ
فعجّلي برسولٍ منكِ مُؤتَمَنٍ
حتَّى يخبركُمْ يا فوزُ بالخبرِ
يا رُبّ لائمة ٍ يا فوزُ قلتُ لهَا
واللّومُ فيكِ لعَمْري غيرُ مُحتقَرِ:
ما في النِّساءِ سوى فوزٍ لنا أَرَبٌ
فارضَيْ بذلكَ أو عَضِّي على حجرِ
يافوزُ يامنتهى همِّي وغايته
ويا مُناي ويَا سَمعي ويا بَصَري
إني لَغَيرُ سعيدٍ يومَ أمنَحكُمْ
غيرَ الهوى وأبيعُ الصَّفوَ بالكدرِ
صارتْ رسالتكمْ يافوزُ نادرة ً
بعدَ التّتَابُعِ بالآصالِ والبُكَرِ
يا مَن يسائلُ عن فوزٍ وصورتِها
إنْ كنتَ لم ترَها فانظُر إلى القَمرِ
كأنّما كان في الفرِدَوس مَسكَنُها
فجاءَتْ النَّاسَ للآياتِ والعِبَرِ
لم يَخلُقِ الله في الدُّنيا لها شَبَهاً
إني لأحسَبُها لَيْسَتْ من البَشَرِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ومستَفتحٍ بابَ البلاء بنظرة ٍ
ومستَفتحٍ بابَ البلاء بنظرة ٍ
رقم القصيدة : 25728
-----------------------------------
ومستَفتحٍ بابَ البلاء بنظرة ٍ
تَزَوّدَ منِها حَسرَة ً آخِرَ الدّهرِ
فواللَّه ما يدري أتدري بما جنتْ
على قلبه أو أهلَكَتْهُ وما تَدري
أنا الهائمُ المشغوفُ بالبدرِ إذْ بدا
وهيهاتَ من لي بالسَّبيلِ إلى البدرِ
وما استمكنتْ عيني من النظرِ الذي
أداوي به قلبي وأشفي به صدري
ولَوْ كانَ حُبّيها كما هي أهلُه
لَمُتُّ وما لي غير ذلكَ من عُذرِ
تخاذَلَتِ الأَوصالُ منّي فلم أُطقْ(33/254)
نهوضاً بوَقرِ الحُبِّ والحُبُّ ذوْ وَقْرِ
وللشّوقِ سُلطانٌ على الدَّمعِ كلَّما
دَعاه تَداعَى غيرَ وانٍ ولا نَزْرِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> تَعرضْتِ لي حتّى إذا ما استَبَيتِني
تَعرضْتِ لي حتّى إذا ما استَبَيتِني
رقم القصيدة : 25729
-----------------------------------
تَعرضْتِ لي حتّى إذا ما استَبَيتِني
رأيتُكِ تَختَالِينَ في صُورة ِ البَدرِ
صَدَدتِ فمَا هَنّأتِني منكِ نظرة ً
إليكِ ووارتكِ الوَلائدُ بالسِّتْرِ
فإن لم تَرَيْ عَينَيّ أهلاً لنَظرة ٍ
إليكِ ولم تَستَمسكي بعُرى الأمرِ
فكم قد بكت عَيني عليكِ وعالجَتْ
مقاساة َ طولِ اللّيلِ بالسّهدِ والذِّكرِ
وما تشتفي عينايَ من دائمِ البُكا
عليكِ ولو أَنّي بكيتُ إلى الحشرِ
العصر العباسي >> البحتري >> أقصرا قد أطلتما تفنيدي
أقصرا قد أطلتما تفنيدي
رقم القصيدة : 2573
-----------------------------------
أقصرا قد أطلتما تفنيدي،
ومن الجهل لوم غير سديد
لتجاوزتما بي اللوم والعذ
ل كأني شككت في التوحيد
أتسومانني الصدود، وكالعلـ
ـقم، لو تعلمان، طعم الصدود
إن من سنة الهوى أن يرى فيـ
ــه رشيد الأقوام غير رشيد
قدكما من ملام من وقفت عيـ
ـناه بيد الدموع والتسهيد
أكعهدي نوار أنت أم استحـ
ــدثت رأيا في نقض تلك العهود
أبياض الثغور أم رمض الأجـ
ــفان، أشكو أم احمرار الخدود؟
إن للحب لوعة تترك الجلـ
ــد إذا خامرته غير جليد
مت شهيد الهوى فإن لمن ما
ت من الحب ضعف أجر الشهيد
ملك راحتاه أحنى على العا
فين من والد ومن مولود
كل يوم له عطاء جديد
يتلقى بوجه شكر جديد
أبدعت راحتاه في الجود ما لم
يك لولا نداه بالموجود
لو سعى قبل رفده رفد كف
لسعى رفده إلى المرفود
كم وفود به استجاروا فأضحوا
بأياديه مستجار الوفود
جاد حتى لقال عافيه ما يقـ
ــسم من رمل عالج أو زرود
كل عيد له انقضاء، وكفي
كل يوم من جوده في عيد
ما لذيذ الحياة أحلى لديه
من نجاح يغريه بالموعود(33/255)
بسطة فاتت النجوم علوا،
واغتدت بعد فوتها في الصعود
تعجز الريح عن بلوغ مداها
فهي حسرى في شأوها الممدود
ونفاذ يفل مستصعب الخطـ
ـب بعزم يخد في الجلمود
لو تلاقي به الأسود لأعطت
طاعة المستكين غلب الأسود
فإلى بأسه انتساب المنايا،
وإلى جوده انتساب الجود
والعلا من فعاله في اجتماع،
واللهى من يديه في تبديد
فكأن اللهى اجترمن إليه
فهي مطلوبة بتلك الحقود
تتلقى حوادث الدهر منه
عزم رأي كالصخرة الصيخود
لا يحب الثناء نزراً، ولا يجـ
ــتلب الشكر بالنوال الزهيد
غير هيابة إذا استفحل الخطـ
ــب، ولا طائش ولا رعديد
لم يضع منهج الصواب، ولم ير
م بسهم في الرأي غير سديد
فاز من حارث وخسرو ومن دهر
مز بالمجد والفخار التليد
وأطال ابتناءه الحسن القر
م وعبد العزيز بالتشييد
جده الشملغان أكرم جد
شفع المجد بالفعال الحميد
ترتعي منه في جناب مريع
مونق النبت طيب المورود
ما انتصفنا من الليالي ولا الأيـ
ــام إلا أحمد المحمود
حكم السيف في عديد سجستا
ن، وفي النفس منه بعد العديد
فكفت منهم بطون سباع
قبروا جوفها بطون لحود
غادرتهم يد المنية صبحاً
بالقنا بين ركع وسجود
فهم فرقتان بين قتيل
قنصت نفسه بحد الحديد
وأسير غدا له السجن لحداً
فهو حي في حالة الملحود
فرقة للسيوف ينفذ فيها الـ
ــحكم قصداً، وفرقة للقيود
وأقيمت له القيامة في قم
على خالع وعات عتيد
فغدوا، إذا غدا عليهم، حصيداً
بالعوالي وقائما كحصيد
وثنى معلما إلى طبرستا
ن بخيل يمرحن تحت اللبود
فقرى هامهم سيوف المنايا
فجريح، أو مرعف، أو مود
وكذا الكرد سن للموت فيهم
بطوال الرماح طول الخلود
مثلما سن السيوف بـ قزيـ
ــن وجرجان قطع حبل الوريد
عانقتهم ظبا السيوف فلا منـ
ـــصل إلا مغيث في جيد
ومشت فيهم الرماح وخيداً
ووجيفاً من بعد ذاك الوحيد
وهو المرء ما غزا بلداً بالرأ
ي إلا كفاه غزو الجنود
يغتدي جيشه فتغدو المنايا
بين راياته وبين البنود
ضامنا رزق كل طير كما ضمـ(33/256)
ــن أرزاق كل ضبع وسيد
ألفت كفه نجاح المواعيـ
ـــد، وأسيافه نجاح الوعود
أيد الملك بعد ما ماد ركنا
ه بسيف الخلاف كل مميد
مخمد نار كل حرب، ومذك
جمرها بالرماح بعد خمود
كم عزيز أباده فغدا را
كب عود مركب فوق عود
مطلق لم تحزه ساحة حبس
حبسه في شريطه المشدود
أسلمته إلى الرقاد رجال
لم يكونوا عن وترهم برقود
فهو كالشاعر استبدت به الفكـ
ــرة فيما أضل بعد الوجود
يحسد الطير فيه ضبع البوادي
وهو في غير حالة المحسود
غاب عن صحبه فلا هو موجو
د لديهم، وليس بمفقود
وكأن امتداد كفيه فوق الـ
ـجذع في محفل الردى المشهود
طائر مد مستريحاً جناحيـ
ـه استراحات متعب مكدود
وله صاحب يخاطب عنه
من نأى عنه فوق شبر الوليد
ما له والد يعد سوى الما
ء، ولا أم غير حر الصعيد
وعلى ضعف جسمه تفتك القطـ
ــرة من فيه بالشجاع النجيد
أخطب الخلق راجلاً فإذا رجـ
ــل خاطبت منه عين البليد
لا يذود الحديد عن أعظم الأسـ
ــؤق حتى يذوق طعم الحديد
وكذا السيف ليس يرضيك في الغمـ
ـد، ويرضيك ساعة التجريد
سائر لفظه بكل الصواب
وهو في بيته أليف قعود
وله شعبتان: شري وأري
من ردى قاتل ونيل عتيد
كم سعيد أحذاه ثوب شقي
وشقي أحذاه ثوب سعيد
يملأ الكتب من معان تؤام
وفرادى كالؤلؤ المعدود
يجتليهن في سواد ويجلو
هن للناس في الثياب السود
فتراهن كالعذارى إذا هـ
ــن تهادين وسط روض مجود
ينظم الدر في بطون القراطيـ
ــس كنظم النظام در العقود
يا بن عبد العزيز هنيت ما خـ
ولت من نعمة ومن تسويد
إمراة إثر كتبة قد توالت
نعم الله فيهما بالمزيد
نصر أذكوتكين أصبح معقو
دا له في لوائك المعقود
لم تقلد له قياما بأمر
فاحتوى غب ذلك التقليد
إن يكن في الأنام سعد سعود
بشريا فأنت سعد السعود
يا حليف الندى بك امتد باعي،
وارتوت غلتي، وأورق عودي
لتجاوزت بالبلاغة ما أعـ
ــيا على كل سيد ومسود
نظر باحث، ونظم كنظم الـ
ـدر فصلت ينه بفريد
يطمع السامعون فيه فإن را
موه ألفوه فوق بعد البعيد(33/257)
وبيان إذا استعيد تجلى
جدة باستعادة المستعيد
جل عن أن ينال بالفهـ
ــم أو يدركه الواصفون بالتحديد
فهو كالغادة التي نهد الثد
يان منها، أو أشرفا للنهود
أو كورد الرياض أو وجنات الـ
ـكاعب الرود أو كوشي البرود
ليس حوك القريض بالغ ما فيـ
ـك بوصف فيكتفى بالقصيد
غير أن القريض أجمع شيء
لمقيم من العلا وشرود
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أيَذهبُ هذا الدهرُ والحالُ بينَنا
أيَذهبُ هذا الدهرُ والحالُ بينَنا
رقم القصيدة : 25730
-----------------------------------
أيَذهبُ هذا الدهرُ والحالُ بينَنا
على ما أرى لا يَسَتقِيمُ لنا الدهرُ
إذا ما التقَينا كانَ أكثرَ حَظّنا
وغاية َ ما نرضى به النظرُ الشّزْرُ
مُراقبة ً من كاشحٍ وصَبابة ً
تهيجُ فلا يقوى على ردِّها الصّدرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أظنُّ وما جرّبتُ مثلكِ إنّما
أظنُّ وما جرّبتُ مثلكِ إنّما
رقم القصيدة : 25731
-----------------------------------
أظنُّ وما جرّبتُ مثلكِ إنّما
قلوبُ نِساء العالَمِينَ صُخُورُ
ذَرِيني أنَمْ إنْ لم أنلْ منكِ زَورة ً
لعلَّ خيَّالاً في المنامِ يزورُ
بكيتُ إلى سِربِ القَطا حينَ مرَّ بي
فأشكرهُ ؟ إنَّ المحبَّ شَكُورُ
وأيًُّ قطاة ٍ لم تساعدِ أخا هوًى
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ولقدْ أقولُ وشفَّ قلبي هجرهُ
ولقدْ أقولُ وشفَّ قلبي هجرهُ
رقم القصيدة : 25732
-----------------------------------
ولقدْ أقولُ وشفَّ قلبي هجرهُ
يا قلبِ صبراً للمليكِ القادرِ
ودعِ التطيُّرَ كم وكم متطيِّرٍ
يجري تطيّرهُ بأيمَنِ طائرِ
ولكم نرى قلبينِ مُختلِفَين من
نفسينِ قد نعِما بعيشٍ ناضرِ
إنّيْ بِخُبْرٍ قلتُ ذاكَ ولن ترى
أدرَى بما قَد قالَه من خابرِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أما استوجبتْ عيني فديتُكِ نظرة ً
أما استوجبتْ عيني فديتُكِ نظرة ً
رقم القصيدة : 25733(33/258)
-----------------------------------
أما استوجبتْ عيني فديتُكِ نظرة ً
إليكِ وقد أبكَيتِها حِجَجاً عَشْرا
لَعمْري لِئن أقررتِ عيني بِنظرة ٍ
إليكِ لقد عذّبتِها بالبُكا دهرا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إذا لم يكن لي من ضميرِكِ شافِعٌ
إذا لم يكن لي من ضميرِكِ شافِعٌ
رقم القصيدة : 25734
-----------------------------------
إذا لم يكن لي من ضميرِكِ شافِعٌ
إليكِ فإني ليسَ لي منكِ ناصرُ
أَلانَ لِداودَ الحديدَ بقُدرة ٍ
مليكٌ على تيسيرِ قلبكِ قادرُ
فَأنتِ التي مافيكِ شيءٌ يعُدُّهُ
لكِ النَّاسُ إلّا أنَّ طرفكِ ساحرُ
هجرتِ وما أقوى على الهجرِ ساعة ً
ألا ليتَ قلبي مثلَ قلبكِ صابرُ
إلّا إنّما غَشّى المشيبَ ذوائبي
عتابُ حبيبٍ كلَّ يومٍ يُنافِرُ
فإن لم تَزوري في حياتي فلَيتَني
إذا ما سكنتُ القبر لي منكِ زائرُ
أيا قاتلي هل أنتَِ مُكرمُ حُفرتي
فَزائِرُها فيما تُزارُ المقابرُ
أمِ الهجرُ دأبي منكَ حيّاً وميّتاً
فأنتَ إذا ما متُّ للقبرِ هاجرُ
رجائي وخوفي منكَ يَعتَورَانني
لقد شفَّني ما أرتجي وأَحاذرُ
فإن تَكُ في بغدادَ نامَتْ خلِيّة ً
فطَرفي بظَهرِ القَادِسيّة ِ ساهرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إنّا مِنَ الدّرْبِ أقْبَلْنا نَؤمُّكُمُ
إنّا مِنَ الدّرْبِ أقْبَلْنا نَؤمُّكُمُ
رقم القصيدة : 25735
-----------------------------------
إنّا مِنَ الدّرْبِ أقْبَلْنا نَؤمُّكُمُ
أنضَاءَ شَوْقٍ على أنضاء أسْفارِ
فقلّما متّعونا بالمُناخِ بكُمْ
حتّى استقلّتْ وقدْ شُدَّتْ بأكوارِ
والصَّبُّ لابدَّ أنْ يشكو صبابتهُ
إذا تبدَّلَ غيرَ الدَّارِ بالدّارِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> هَبُوني أغُضُّ إذا ما بَدَتْ
هَبُوني أغُضُّ إذا ما بَدَتْ
رقم القصيدة : 25736
-----------------------------------
هَبُوني أغُضُّ إذا ما بَدَتْ
وأمْلِكُ طَرْفي فَلا أنْظُرُ
فكَيفَ استتِاري إذا ما الدّموعُ(33/259)
نَطَقنَ فبُحْنَ بما أُضْمِرُ
فَيا مَن سُرُوري بهِ شِقْوَة ٌ
ومَنْ صَفُو عَيشي بهِ بَكْدُرُ
لَعَلّكَ جَرَّبْتَني بالصّدُو
دِ عمداً لتَنظُرَ هل أُقْصِرُ
فَلا تُكْذَبَنّ فإنّ السُّلـ
وّ للقَلبِ مَوْعِدُهُ المَحِشَرُ
وأشْهَدُ أنّكَ بي واثِقٌ
وإن كُنتَ تُظْهِرُ ما تُظْهِرُ
وأنّكَ تَعرِفُني بالوَفَاءِ
وسَترِ الحديثِ ولا تُنكِرُ
ولكِنْ تجَنّيْتَ لمّا مَلِلْتَ
فأنشأتَ تَذكُرُ ما تَذكُرُ
تعتَّبتَ تطلبُ ما أستحقُّ
به الهجرَ منكَ ولا تقدرُ
وماذا يَضرُّكَ من شُهْرَتي
إذا كانَ سرُّكَ لا يُشهَرُ
أمِنِّي تخافُ انتشارَ الحديثِ
وحَظّيَ من صَوْنِهِ أوْفَرُ
ولو لم يكُن فيّ بُقيا عليكَ
نظرتُ لنفسي كما تنظرُ
إذا كنتَ تحذرُني في الرّضا
وتزعُمُ أنّيَ لا أستُرُ
فما لَكَ تَهجُرُني ظالِماً
وتُغضِبُني ثمّ لا تَحذَرُ
ولو أنني كُنتُ مِن صخرة ٍ
إذاً ما صبرتُ كما تَصْبِرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إذا اهتَجَرْنا نَهانا عن تَهاجُرِنا
إذا اهتَجَرْنا نَهانا عن تَهاجُرِنا
رقم القصيدة : 25737
-----------------------------------
إذا اهتَجَرْنا نَهانا عن تَهاجُرِنا
منُ القُلوبِ شقيقٌ حينَ نَهتَجرُ
فلا يزالُ رضًى منّا ومَعتَبَة ٌ
والحُبُّ يُنْمِيهِ ما نأتي وما نَذَرُ
مُغاضِبٌ لَيسَ إلاّ الله يُجبِرُهُ
على الرّضى ولهيبي منهُ مُستعرُ
هذا، وقلبي فريدٌ في مَودّتِهِ
فليسَ يَشركُني في حُبّه بشرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أتأذَنُونَ لِصَبٍّ في زِيارَتِكُمْ
أتأذَنُونَ لِصَبٍّ في زِيارَتِكُمْ
رقم القصيدة : 25738
-----------------------------------
أتأذَنُونَ لِصَبٍّ في زِيارَتِكُمْ
فعندكمْ شَهواتُ السّمع والبصرِ
لا يُضمرُ السُّوءَ إن طال الجلوسُ به
عَفُّ الضّميرِ ولكِن فاسِقُ النّظَرِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ما كان في الُّورِ من أُنسٍ بغيركُمُ(33/260)
ما كان في الُّورِ من أُنسٍ بغيركُمُ
رقم القصيدة : 25739
-----------------------------------
ما كان في الُّورِ من أُنسٍ بغيركُمُ
أيّامَ مَنزِلُكُمْ في جانبِ الدُّورِ
وكلُّ مصرٍ وإن كان الأنيسُ بهِْ ،
ما لم تَحُلّيهِ، قَفْرٌ غيرُ مَعَمُورِ
فإنّ حُبّكِ قُرْبانٌ ونافِلَة ٌ
وحبّ غيركِ ذنبٌ غيرُ مغفورِ
قالوا كتَمتَ اسمَها فانعَتْ محَاسنها
وذاكَ خَطبٌ جَليلٌ غيرُ مَحقُورِ
وهل يقومُ بوصفِ الشّمس واصفُها
والشّمسُ من جوْهرٍ عالٍ ومن نورِ
العصر العباسي >> البحتري >> يا أحمد بن أبي دؤاد
يا أحمد بن أبي دؤاد
رقم القصيدة : 2574
-----------------------------------
يا أحمد بن أبي دؤاد
والحادثات بكل ناد
ماذا رأيت إذا انتسبـ
ــت إلى إياد في إياد؟
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أيا من وجههُ قمرُ
أيا من وجههُ قمرُ
رقم القصيدة : 25740
-----------------------------------
أيا من وجههُ قمرُ
ويا من قلبهُ حجرُ
ويا مَنْ جَلَّ في عَيني
وما لي عِندَهُ خَطَرُ
ويا من ليسَ في الدُّنيا
لنفسي غيرَهُ وطَرُ
أغَرَّكِ أنّ حُبّكِ في
صَميمِ القَلبِ يَستَعِرُ
بسلطانٍ على جِسمي
فما يُبقي ولا يذرُ
وَ أنّكِ كلّما أذنبـ
ـتِ جِئتُ إلَيكِ أعتَذِرُ
وأنتِ الدّهرَ جائرَة ٌ
وما أقَوى فأنتَصِرُ
وما يُدريكِ، والأيّا
مُ في تصريفها عِبرُ
لَعَلّكِ تُبْتَلَينَ بما ابـ
ـتُليتُ به وأزْدَجِرُ
إذا ما رُمتُ هَجرَكُمُ
يكادُ القلبُ ينفطرُ
أمَا والله لَوْ أنّي
على الهِجرانِ أصطَبِرُ
إذاً لأرَحْتُ عَيناً قَدْ
أطالَ عذابها السّهرُ
ألا يا جاهِلاً بالحُـ
بّ سلْني عندِيَ الخبرُ
فإنّ مَذاقَهُ مُرٌّ
وَمَشرَب صَفوِهِ الكَدَرُ
نهاري كلُّهُ عِبرٌ
وليلي كلُّهُ سهرُ
جَفُوني ماؤها دِرَرٌ
وقلبي حشْوهُ فِكرُ
وكان بليَّة ً أنّي
نظرتُ فشامني النّظرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أيا نفسَ من نفسي إليه مَشوقة ٌ(33/261)
أيا نفسَ من نفسي إليه مَشوقة ٌ
رقم القصيدة : 25741
-----------------------------------
أيا نفسَ من نفسي إليه مَشوقة ٌ
ومن قد برى جسمي هواه وما شعرْ
ومن هو محجوبٌ كَلِفتُ بحبّهِ
صَحيحٌ مَريضُ المُقلَتَينِ إذا نَظَرْ
ومثقلة ِ الأردافِ مهضومة ِ الحشا
لصورتها في الحسنِ فضلٌ على الصورْ
تأملتها يوم الخميسِ وقد بدتْ
تمشي كمَا يَمشي الترِيفُ مِنَ النّفَرْ
فسَبّحْتُ تَعظِيماً لَها وجَلالة ً
وقد سفرَتْ عن مُشبِه الشّمس والقمَرْ
ومالي من حبِّي لها غير أنني
إذا ذُكِرَتْ يرتاحُ قَلبي وَيَسَتَقِرّ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> مَرْحَباً والله حَقّاً
مَرْحَباً والله حَقّاً
رقم القصيدة : 25742
-----------------------------------
مَرْحَباً والله حَقّاً
بحَبيبي وأمِيرِي
وبمَنْ شَوْقي إلَيْهِ
شفَّ جهرِي وَضَميرِي
وبمن أذهلني عن
حبِّ مِطواعٍ غريرِ
وبمَنْ يَذهَبُ بالهَـ
ـمِّ ويأتي بالسّرورِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أيا وحشتَا لانقِطاع الرّسُو
أيا وحشتَا لانقِطاع الرّسُو
رقم القصيدة : 25743
-----------------------------------
أيا وحشتَا لانقِطاع الرّسُو
لِ مِمّن أُسَرُّ بأخبارِه
لَعَمرُكَ ما يَسترِيحُ المُحـ
ـبُّ حتى يَبُوحَ بأسْرارِه
وكِتمانُ ما استُودِ عَتْهُ النّفُو
سُ لا شَكّ خَيرٌ مِنِ اظْهارِه
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أتيحَ لقلبي من شقاوة ِ جدّهِ
أتيحَ لقلبي من شقاوة ِ جدّهِ
رقم القصيدة : 25744
-----------------------------------
أتيحَ لقلبي من شقاوة ِ جدّهِ
غزالٌ غريرٌ فاترُ الطّرفِ ساحرهُ
تَقَنّصَ عَقْلي دَلُّهُ وأعانَهُ
على قبضِ روحي ثغرهُ ومحاجرهُ
وقد فعلت كلَّ الأفاعيل عينهُ
بجِسمي فأمسَى والسَّقامُ مُخامِرُه
فأصبحتُ قد أعيَتْ بأمري حيلتي
وأعيا بهِ ذو الرّأي مِمّنْ أُشاوِرُه
وأوّلُ هذا الحُبّ حُزْنٌ مُلازِمٌ(33/262)
وهَمٌّ يُطِيرُ النّوْمَ والمَوْتُ آخِرُه
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أبْكي وأستَخْلي كتا
أبْكي وأستَخْلي كتا
رقم القصيدة : 25745
-----------------------------------
أبْكي وأستَخْلي كتا
بكِ يا ظلومُ وأستزيرهُ
فتحرّجي من حبسهِ
عمّن يطولُ بهِ سرورهُ
يأتي الكتابُ عنِ الحبيـ
ـبِ مُمثَّلاً فيه ضَميرُه
يحكي السّرابَ بوَعدِ
ما ينقضي أبداً غرورهُ
فيَسرُّني ويَهيجُ لي
حزناً إذا قلّتْ سطورهُ
ولقد عَجِبتُ لبُخلِه
عنّي بشيءٍ لا يضيرهُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يَهيمُ بحَرَّات الجزيرَة ِ قَلْبُهُ
يَهيمُ بحَرَّات الجزيرَة ِ قَلْبُهُ
رقم القصيدة : 25746
-----------------------------------
يَهيمُ بحَرَّات الجزيرَة ِ قَلْبُهُ
وفيها غزالٌ فاتِرُ الطَّرْفِ ساحِرُهْ
يؤازرهُ قلبي عليَّ وليسَ لي
يَدانِ بِمَنْ قَلبي عليّ يُؤازِرُهْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أسألُ الله خيرَ هذا المَسيرِ
أسألُ الله خيرَ هذا المَسيرِ
رقم القصيدة : 25747
-----------------------------------
أسألُ الله خيرَ هذا المَسيرِ
وإياباً في غِبطة ٍ وسرورِ
إنا في عسكرٍ لخيرِ إمامٍ
زانَهُ رَبُّهُ بخَيرِ وزِيرِ
غيرَ أنّي نَغَّصتُ ما أنا فيهِ
بمتاحٍ من الهوى مقدورِ
وبهَجْرٍ مِنَ الحَبيبِ فلا تَسـ
ـألْ بأحوالِ عاشقٍ مَهجورِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ألا إنّ صَفَو العيشِ بعدَكِ أكدَرُ
ألا إنّ صَفَو العيشِ بعدَكِ أكدَرُ
رقم القصيدة : 25748
-----------------------------------
ألا إنّ صَفَو العيشِ بعدَكِ أكدَرُ
وكلُّ نعيمٍ سوفَ يقلى ويهجرُ
لَعمري لَنعمَ المستغاثُ بهِ البكا
إذا فني الصبرُ الذي كانَ يُذخرُ
سأبكي ضياءً مستقلّاً لها البكا
ويُسعِدُني يحيَى وفَضْلٌ وجَعفَرُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> خبِّرُوني عنِ الحِجازِ فإنّي
خبِّرُوني عنِ الحِجازِ فإنّي
رقم القصيدة : 25749(33/263)
-----------------------------------
خبِّرُوني عنِ الحِجازِ فإنّي
لا أراني أمَلُّ ذِكْرَ الحِجازِ
وانعتوا لي ما بين بُطحانَ فالمسـ
ـجدَ ما حوالهُ وماذا يوازي
إنّ في بعضِ ما هناكَ لشَخصاً
كانَ يَشفي المَوعودَ بالإنجازِ
تِلْكَ فوْزٌ فقَبّحَ الله شَيْخاً
حالَ بيني وبينها بالمخازي
فبَلائي مُذ فارَقَتني طَويلٌ
وبناتُ الفُؤاد ذاتُ اهتزاز
ودموعي قد أخلَقَتْ ماءَ وجهي
وفؤادي كالرّاكِبِ المُجتازِ
بَرَزَتْ في خَرائِدٍ خَفِراتٍ
مثقلاتِ الأكفالِ والأعجازِ
وتمنَّتْ لِقايَ فوزٌ ودوني
فَلَواتٌ تحارُ فيه الجواري
فتَباكينَ ثمَّ قُلنَ وأخلَصْـ
ـنَ لها في الدُّعاءِ غيرَ هَوَازي
جَمَعَ الله بَينَ فوْزٍ وعَبّا
سٍ فعاشا في غِبطَة ٍ واعتزازِ
العصر العباسي >> البحتري >> ألم يك في وجدي وبرح تلددي
ألم يك في وجدي وبرح تلددي
رقم القصيدة : 2575
-----------------------------------
ألم يك في وجدي وبرح تلددي
نهاية نهي للعذول المفند
وأخذ مشيب من شباب أرى به
تقاضي دين أو تنجز موعد
سألت الغوادي ملحفاً في سؤالها
وناشدتها في سقي برقة ثهمد
منازل ما أبقى البلى من عراصها
سوى أرسم معفوة الآي همد
معاهد من خود تناصر حسنها
تناصر ضوء الكوكب المتوقد
تثنى على لحظ العيون إذا مشت
تثني غصن البانة المتأود
يهون على الحسناء إغرام مغرم
بها لم يهون منه إسعاد مسعد
ولو حرجت مما أتته لراعها
مصاب رمي عن جوى الحب مقصد
أرى ابن نصير مفضلاً في نواله
عطاء معيد في السماحة مبتد
غدونا نذود الدهر عن سيب كفه
بمشكور نيل الأمس منتظر الغد
يرد الشكوك المشكلات إذا التوت
عليه إلى شزر من الرأي محصد
فواضل من ساعات عزم مناجز
تطبق تطبيق الحسام المهند
وبادي مواعيد يعود بمثلها
متى يصدر الموعود بالنجح يورد
وكافي كفاة مستقل بعبئهم
متى يهزلوا في معظم الأمر يجدد
مقاوم ما تنفك تهدي كفاية
إلى الرؤساء من أمير وسيد
يقول أبو الجيش الأمير بفضلها(33/264)
ويثني بحسناها الحسين بن أحمد
إليك رحلنا العيس من أرض بابل
يجوز بها سمت الدبور ويهتدي
فكم جزعت من وهدة بعد وهدة
وكم قطعت من فدفد بعد فدفد
طلبنك من أم العراق نوازعاً
بنا وقصور الشام منك بمرصد
إلى إرم ذات العماد، وإنها
لموضع قصدي موجفا وتعمدي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> اليوْمَ طابَ الهَوى يا مَعْشَرَ النّاسِ
اليوْمَ طابَ الهَوى يا مَعْشَرَ النّاسِ
رقم القصيدة : 25750
-----------------------------------
اليوْمَ طابَ الهَوى يا مَعْشَرَ النّاسِ
وأُلبِستْ فوزُ حبّي كلَّ إلباسِ
ما أنسَ لا أنسَ يُمناها معطَّفة ً
على فؤادي ويُسراها على رَاسِي
قالت وإنسانُ ماءِ العينِ في لُجَجٍ
يكادُ ينطِقُ عن كرب ووَسواسِ
يَطفُو ويَرْسُو غريقاً ما تُكَفكِفُهُ
كفٌّ فيا لكَ من طافٍ ومن راسِ
عبّاسُ ليتَك سِرْبالي على جَسدي
أوْ لَيتَني كنتُ سِرْبالاً لعَبّاسِ
أوْ لَيتَه كانَ لي رَاحاً وكنتُ لَهُ
من ماء مُزْنٍ فكُنّا الدّهر في كاسِ
أوْ لَيتَنا طائرا إلْفٍ بمَهْمَهَة ٍ
نخلو جميعاً ولانأوي إلى النّاسِ
مَن هابَ فيكَ عدُوّاً أوْ أخا ثِقَة ٍ
فامسَحْ يديك وكن منه على الياسِ
ولائِمينَ على حُبّيكِ قد عَلِموا
أنْ لَيس بالحبّ من عارٍ ولا باسِ
يا رُبَّ جارية ٍ أسبلتُ عَبرَتها
من رِقَّة ٍ ولغيري قلبها قاسِ
كم من كواعبَ ما أبصرنَ خطَّ يدي
إلاّ تَشَهَّينَ أن يأكلنَ قُرْطاسِي
لوْ كنتُ بعض نَبات الأرْض من طرَبي
للّهوِ ما كُنتُ إلاّ طاقة َ الآسِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ما للكُلومِ التي في القلبِ من آسِ
ما للكُلومِ التي في القلبِ من آسِ
رقم القصيدة : 25751
-----------------------------------
ما للكُلومِ التي في القلبِ من آسِ
فاصبرْ على الياسِ يا مُستَقبِلَ اليَاسِ
ما أسمَجَ النّاس في عَيني وأقبَحَهمْ
إذا نظرتُ فلم أُبصركِ في الناسِ
حتى متى كَبِدي حَرّى مُعَطَّشَة ٌ(33/265)
وَلا يَلِينُ لشيءٍ قَلبُكِ القاسِي
يا قادحَ الزَّندِ قد أعيا قوادحهُ
اقبِسْ إذا شِئتَ من قلبي بمِقباسِ
لوْ كنتُ أدعو كما أدعُوكُمُ وَعِلاً
لجاءني من أعالي شاهقٍ راسِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا فوزُ يا مُنية َ عبَّاسِ
يا فوزُ يا مُنية َ عبَّاسِ
رقم القصيدة : 25752
-----------------------------------
يا فوزُ يا مُنية َ عبَّاسِ
قلبي يُفَدّي قلبَكِ القاسِي
أسأتُ إذ أحسنتُ ظَنّي بكم
والحزمُ سوءُ الظّنِ بالنّاسِ
يُقلِقُني الشّوْقُ فآتيكُمُ
والقلبُ مملوءٌ من الياسِ
أعطَيتُ قَلبي فيكمُ سُؤلَهُ
فعادَ ِإعطائي على راسي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا فوزُ ! ما ضَرّ من أمسى وأنتِ لهُ
يا فوزُ ! ما ضَرّ من أمسى وأنتِ لهُ
رقم القصيدة : 25753
-----------------------------------
يا فوزُ ! ما ضَرّ من أمسى وأنتِ لهُ
أن لا يفوزَ بدنيا آلِ عبّاسِ
لو يقسِمُ اللَّهُ جزءاً من محاسنها
في النّاسِ طُرّاً لَتمّ الحُسنُ في النّاسِ
أبصرْتُ شَيباً بمَوْلاها فوَا عَجَبا
لمَنْ يراها ويبدو الشَّيبُ في الراسِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يامن رأتْ عيناهُ فيما خلا
يامن رأتْ عيناهُ فيما خلا
رقم القصيدة : 25754
-----------------------------------
يامن رأتْ عيناهُ فيما خلا
أحلى ولا أحسنَ من أمسِ
غضضتُ طرفي دونها إذ بدتْ
والعينُ لا تقوى على الشّمسِ
يا حُسنُ لوْ تَمّ لَنا يَوْمُنا
لَكَانَ أُنْساً أيَّما أُنْسِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا طُولَ هَمّي بما لا يَعلَمُ النّاسُ
يا طُولَ هَمّي بما لا يَعلَمُ النّاسُ
رقم القصيدة : 25755
-----------------------------------
يا طُولَ هَمّي بما لا يَعلَمُ النّاسُ
رَجاءُ ودّكِ يَنعاهُ ليَ اليَاسُ
كم ذي هوى ً ليسَ إلاّ الله يعَلمُه
قد ماتَ شوقاً ولم يعلمْ بهِ النّاسُ(33/266)
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> جَرّبْتُ من هذهِ الدُّنيا شَدائدَها
جَرّبْتُ من هذهِ الدُّنيا شَدائدَها
رقم القصيدة : 25756
-----------------------------------
جَرّبْتُ من هذهِ الدُّنيا شَدائدَها
ما مَرّ مثلُ الهَوى شيءٌ على رَاسِي
عذابُ هارُوتَ في الدّنيا وصاحِبِهِ
ألذُّ من حبِّ بعضِ النّاسِ للناسِ
للحُبّ كأسٌ من الرّوْعَاتِ مُتْرَعَة ٌ
فكلُّ من كان ذا طرفٍ بها حاسِ
مَن بايَعَ الحُبَّ لم تَرْبَحْ تِجارَتُهُ
إذا رماهُ الذي يهواهُ بالياسِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> من لامكمْ فهو لكم ظالمٌ
من لامكمْ فهو لكم ظالمٌ
رقم القصيدة : 25757
-----------------------------------
من لامكمْ فهو لكم ظالمٌ
ما أنتمُ إلّا من النّاسِ
واللّهِ ما أصبحتُ أرجوكمُ
إلاّ رَجاءً مُشبِهَ اليَاسِ
مُستَسلِماً للحُبّ أرْضَى بما
قد كتبَ اللَّهُ على راسي
ما أنا بالنّاقِضِ عَهدي ولا
يشبهُ قلبي قلبكِ القاسي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إنّ التي هامَتْ بها النّفْسُ
إنّ التي هامَتْ بها النّفْسُ
رقم القصيدة : 25758
-----------------------------------
إنّ التي هامَتْ بها النّفْسُ
عاوَدَها مِنْ سُقمِها نُكْسُ
كانت إذا ما جاءها المبتلى
أبرأهُ من كفِّهاا للّمسُ
وا بأبي الوجهَ المليحَ الذي
قد عَشِقَتْهُ الجِنُّ والإنْسُ
إنْ تَكُنِ الحُمّى أضَرّتْ بهِ
فرُبّما تَنكَسِفُ الشّمْسُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يَشُمّ نَدامايَ الرّياحِينَ بَينَهُمْ
يَشُمّ نَدامايَ الرّياحِينَ بَينَهُمْ
رقم القصيدة : 25759
-----------------------------------
يَشُمّ نَدامايَ الرّياحِينَ بَينَهُمْ
وذكرُكِ ريحاني إذا دارتِ الكاسُ
ولو كانَ يلقى النّاسُ من لاعج الهوى
عشيرَ الّذي ألقى إذاً هلكَ النّاسُ
العصر العباسي >> البحتري >> مرنت مسامعه على التفنيد
مرنت مسامعه على التفنيد
رقم القصيدة : 2576(33/267)
-----------------------------------
مرنت مسامعه على التفنيد
فعصى الملام لأعين وخدود
رام الجحود تجلداً فأمده
تهال أسطر دمعه بشهود
لا كان يوم البين، بل لا كان من
نادى به أهاب كل هجود
لولا الفراق لما استرابت مقلتي
عهد الكرى لزمانك المعهود
أيام أبتاع الجهالة بالنهى
وأرى حليف الرشد غير رشيد
أمسي صريع مدامة في مجلس
ريحانه لحظات موق الغيد
يزهي بكل فتى يكون وساده
أعضاد كل خريدة وخريد
ولرب خرق لا يمارس هوله
خرقت فيه دجى الليالي السود
بمعود للسير محتقر له
مرنت قوائمه على التخويد
متقحم هول الظلام بشاعر
كالسيف مدرع لهول البيد
ماض على الحدثان، لم يرجع له
رأي براية عاجر مجدود
كم حملت أمثاله متوجها
من يعملات حاملات وفود
حتى أناخت بعد بعد مسافة
بذرى ابن هارون الرضي سعيد
أمست به حلب تحلب بالغنى
بعد الجدوب بثغرها المسدود
حاز الفرات إلى الشآم براحة
هطالة بنواله المحمود
تدعو مكارمه إلى معروفه
أمل العديم ورغبة المجهود
سهل البلاغة والفصاحة، قلب،
غض الحجى والفهم، صلب العود
من معشر سبقوا الملوك بفخرهم
وتقدموا في الجود كل عميد
بفنائهم ركز السماح لواءه
والبأس سيف النصر والتأييد
إن ابن هارون الأغر سميدع
كالبدر يطلع في نجوم سعود
عم البرية بأسه ونواله
من بين وعد صادق ووعيد
إسلم أبا عثمان من حتف الردى
في نعمة تحتاج كل حسود
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> تعبٌ يطول لذي الرّجاءِ مع الهوى
تعبٌ يطول لذي الرّجاءِ مع الهوى
رقم القصيدة : 25760
-----------------------------------
تعبٌ يطول لذي الرّجاءِ مع الهوى
خيرٌ لهُ من راحة ٍ في الياسِ
لوْلا محَبّتُكُمْ لمَا عاتَبتُكُمْ
ولكُنتُمُ عندي كبعضِ النّاسِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أصبحتُ أذكرُ بالرّيحانِ رائحة ً
أصبحتُ أذكرُ بالرّيحانِ رائحة ً
رقم القصيدة : 25761
-----------------------------------
أصبحتُ أذكرُ بالرّيحانِ رائحة ً(33/268)
منها فللنّفسِ بالرّيحانِ إيناسُ
وأمنحُ الياسَمينَ البُغض من حذَرِي
عليكِ إذ قيلَ لي شطرُ اسمهِ الياسُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> وما جِئْتُ، جَهلاً، إنّني بكِ عالمٌ،
وما جِئْتُ، جَهلاً، إنّني بكِ عالمٌ،
رقم القصيدة : 25762
-----------------------------------
وما جِئْتُ، جَهلاً، إنّني بكِ عالمٌ،
ولكن لأُبلي فيكِ عُذراً إلى نفسي
رَأيتُكِ لا تَجْزِينَ ودّي بمِثْلِه
بشانيكِ ما أصبَحتُ فيه وما أُمسِي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> عَصَّبَتْ رأسَها فلَيتَ صُداعاً
عَصَّبَتْ رأسَها فلَيتَ صُداعاً
رقم القصيدة : 25763
-----------------------------------
عَصَّبَتْ رأسَها فلَيتَ صُداعاً
قد شَكَتْهُ إليّ كانَ بِرَاسِي
ثمّ لا تَشتَكي وكانَ لهَا الأجْـ
ـرُ وكنتُ السَّقامَ عنها أُقاسي
ذاك حتى يقولَ لي من رآني:
هكذا يَفَعَلُ المُحبُّ المُواسِي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> كتَبَ الحُبُّ في جَبيني كِتاباً
كتَبَ الحُبُّ في جَبيني كِتاباً
رقم القصيدة : 25764
-----------------------------------
كتَبَ الحُبُّ في جَبيني كِتاباً
بَيِّناً كالكتاب في القُرطاسِ
أنتَ في الحبِّ رأسُ كلِّ محبٍّ
لا شَفاكَ الإلَهُ مِمّا تُقاسي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إن تَكوني ملِلْتِ يا فوزُ وَصْلي
إن تَكوني ملِلْتِ يا فوزُ وَصْلي
رقم القصيدة : 25765
-----------------------------------
إن تَكوني ملِلْتِ يا فوزُ وَصْلي
وتَناسَيتِني وعَهدَكِ أمْسِ
فعليكِ السّلامُ خارَ لكِ اللّـ
ـهُ لعَمري لأكفِيَنّكِ نَفْسِي
سْوفَ يا فوْزُ تَندَمينَ إذا جَرّبْـ
ـتِ غيرِي والدّهرُ يُبكي ويُنسِي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إذا سَرّها أمرٌ وفيهِ مَسَاءتي
إذا سَرّها أمرٌ وفيهِ مَسَاءتي
رقم القصيدة : 25766
-----------------------------------
إذا سَرّها أمرٌ وفيهِ مَسَاءتي(33/269)
قضيتُ لها فيما تحبُّ على نفسي
وما مرَّ يومٌ أرتجي فيهِ راحة ً
فَأخْبُرَهُ إلاّ بكَيْتُ على أمسِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> هجرَ المجالسَ مذ هجرت ِلعلمه
هجرَ المجالسَ مذ هجرت ِلعلمه
رقم القصيدة : 25767
-----------------------------------
هجرَ المجالسَ مذ هجرت ِلعلمه
أن لا يطيبَ لهُ بغيركِ مجلسُ
إنّ السّرورَ تصرَّمتْ أيَّامهُ
منِّي وفارقني الحبيبُ المؤنسُ
جالان ما أنفكُّ من إحداهما
مُسْتَعْبِراً أوْ باكِياً أتَنفّسُ
فلِمثلِهِ بَكتِ العيونُ دماءها
ولمثله حزنت عليه الأنفُسُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إذا ما شِئتَ أن تصنـ
إذا ما شِئتَ أن تصنـ
رقم القصيدة : 25768
-----------------------------------
إذا ما شِئتَ أن تصنـ
ـعَ شَيئاً يُعجِبُ النّاسَا
وتَدري كَيفَ مَعشُوقٌ
تحسّى في الهوى كاسا
فَصَوِّرْ هاهُنا فوزاً
وصوِّر ثَمَّ عبَّاسا
وقِس بينهما شِبراً
فإن زِدت فلا باسا
فإن لم يدنوا حتّى
تَرى رَأسَيهِما رَاسَا
فكَذّبْها بما قاسَتْ
وكذّبهُ بما قاسى
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أيا سَيّدَة َ النّاسِ
أيا سَيّدَة َ النّاسِ
رقم القصيدة : 25769
-----------------------------------
أيا سَيّدَة َ النّاسِ
لقَد قَطّعتِ أنْفَاسِي
ويا ديباجَة َ الحُسْنِ
ويا رامُشْنَة َ الآسِ
يلوموني على الحبِّ
وما بالحُبّ من باسِ
ألا قد قدَّمتْ فوزٌ
فقرَّتْ عينُ عبَّاسِ
لمن بشَّرني البُشرى
على العَينينِ والرّاسِ
العصر العباسي >> البحتري >> من رقبة أدع الزيارة عامدا
من رقبة أدع الزيارة عامدا
رقم القصيدة : 2577
-----------------------------------
مِنْ رِقْبَةٍ، أدَعُ الزّيارَةَ عَامِدَا،
وَأصُدُّ عَنكِ، وَعن دِيارِكِ حائِدَا
حَتّى إخَالَ مِنَ الصّبَابَةِ بَارِئاً،
خِلْواً، وَإن كنتُ المُعنّى، الوَاجِدَا
فَكَأنّمَا كانَ الشّبابُ وديعَةً،
كَنزاً غَنيتُ بهِ، فأصْبَحَ نَافِدَا(33/270)
لَمْ ألْقَ مَقدُوراً على استِحْقاقِهِ
في الحَظّ، إمّا نَاقِصاً، أوْ زَائِدَا
وَعَجِبْتُ للمَحْدُودِ يُحْرَمُ نَاصِباً
كَلِفاً، وَللمَجدودِ يَغنَمُ قاعِدَا
وَتَفاوُتُ الاقسامِ، فيمَا بَيْنَهُمْ،
لا يَأتَلينَ نَوَازِلاً، وَصَوَاعِدَا
ما خَطْبُ مَنْ حُرِمَ الإرَادَةَ وَادِعاً،
خَطبُ الذي حُرِمَ الإرَادَةَ جاهدَا
وعشائر غمت عليك أمورهم
لا أصدقاء فيرفدوك ولا عدا
أغْشَاهُمُ خَلَساً فأذْهَبُ رَاغِباً،
تِلقَاءَ حَيْثُ هُمُ، وَأرْجعُ زَاهِدَا
قَدْ قُلتُ للرّاجي المَكارِمِ مُخطِئاً،
إذْ كانَ يَكتَسبُ المَلاوِمَ عَامِدَا
لا تُلْحِقَنّ إلى الإسَاءَةِ أُخْتَهَا،
شَرُّ الأَساءةِ أنْ تُسِيءَ مُعاودَا
وَارْفَعْ يَدَيْكَ إلى السّماحة مُفَضِّلاً،
إنّ العُلا في القَوْمِ للأعْلَى يَدَا
شَرْوَى أبي الصّقْرِ الذي مَدّتْ لَهُ
شَيْبَانُ في الحَسَناتِ أبعَدَها مدَى
وَيَسُرّني أنْ لَيسَ يُكْرَمُ شِيمَةً
مِنْ مَعشَرٍ، مَن ليسَ يُكرَمُ وَالدَا
وَالفَاضِلاتُ، َضَرَائِباً وخَلائِقاً
للفَاضِلِينَ، مَنَاسبًا وَمَحَاتِدَا
وَمتى سألْتَ عَنِ امرِىءٍ أخلاقَهُ،
صَدَقَتْ عَلَيْهِ أدِلّةً وَشَوَاهِدَا
وُلّي الوِزَارَةَ مُبْقِياً في أُمّةٍ،
قَد كانَ شارَفَ هُلكُها أنْ يَافِدَا
يَئِسَتْ مِنَ الإنْصَافِ حتى وُهّمَتْ،
باليأسِ، أنّ الله تارِكُها سُدَى
يَسْرُونَ مِنْ بَغدادَ خَلْفَ قِبَابِهِ،
يَغْشَوْنَ آثَاراً لهَا، وَمَعَابِدَا
لَوْلا تَكَاثُرُهُنّ في عَرَصَاتِهاِ،
لَصَبَغنَ نَوْراً، أوْ بَنَينَ مَسَاجِدَا
أرْضَاهُ مَوْفُوداً إلَيْهِ، وَحَسْبُهُ
بي حِينَ أتْبَعْتُ القَوَافي وَافِدَا
شُكراً لأنْعُمِهِ الجسامِ، وَلم تُضَعْ
نِعَمٌ مَلأنَ لَهُ البِلادَ مَحَامِدَا
كَيفَ التّأخّرُ عَنْهُ، وَهوَ بطَوْلِهِ،
لَيسَ الوَحيدَ يَداً، وَلَستُ الجاحِدَا
يُوليكَ صَدْرَ اليَوْمِ قاصِيَةَ الغِنَى،
بمَوَاهب قَد كُنّ، أمسِ، مَوَاعِدَا(33/271)
سُومُ السّحائِبِ ما بَدأنَ بَوَارِقاً
في عارِضٍ، إلاّ ثَنَينَ رَوَاعِدَا
ومتى رجعت إليه شاكر نيله
رجعت مصادر ما أنال مواردا
يُذكي عَزَائِمَ لَوْ عُنِينَ بسَبْكِهِ،
لَسَبَكنَ هَضْبَ شَرَوْرَيَينِ الجامِدَا
إنّ المَناكِبَ لَيسَ تَعرِفُ أيّداً
مِنها، وَلمْ تَجشَمْهُ عِبْئاً آيِدَا
أغْرَى الخُيولَ بأصْبَهانَ، فلا تَسَلْ
عَنْ رَأيِهِ وَالجَيشِ حينَ تَسَانَدَا
وَكَأنّمَا الصَّفّارُ كانَ بفارِسٍ
فرْعَوْنَ مِصرٍ، إذْ أضَلّ، وَما هَدَى
أتْبَعْتَهُ العِجْلِيَّ ثمّ رَفَدْتَهُ
بالْكُوتَكِينَ، مُكَاتِفاً، وَمُعَاضِدَا
فالخَوْفُ من خَلفِ العُلَيجِ، وَدونَهُ
مِنْ مُوبِقاتِ الحَرْبِ أوْحاها رَدَى
تَدْبيرُ أغْلَبَ مَا يُنَهْنَهُ غَالِباً
لمُشَايِحيهِ، مُبَادِياً وَمُكَايِدَا
صَغُرَتْ مَقاديرُ الرّجالِ، وَقَارَبُوا
في السَّعْيِ حتى ما تَرَى لكَ حاسِدَا
لَوْ نَافَسوكَ لخَالَسُوكَ مِنَ النّدَى،
ما يُصْلِحونَ بهِ الزّمانَ الفَاسِدَا
قعدوا، وأين قيام من قد طلنه
شرفات ما تبني ذرا وقواعدا
لمْ تَخلُ مِنْ فِئَةٍ تَحُفُّكَ رَغْبَةً،
وَخَلائِقٍ يُبْرِزْنَ شَخْصَكَ فَارِدَا
وَأحَقُّ ما عُجّبتُ مِنْهُ ضَرُورَةٌ،
تُغرِي المَقُودَ، بأنْ يُطيعَ القَائِدَا
تَأبَى الألوفُ على الألوفِ، تُرَى لهَا
تَبَعاً، وَتَتّبِعُ الألوفُ الوَاحِدَا
وَلَقَدْ بَرَعْتَ عَلى الملوكِ مَحَلّةً
عَلْواً، وَأفنِيَةً يَرُقْنَ الرّائِدَا
وَمَدَدْتَ تَطّلِبُ الذي لمْ يَطْلُبُوا،
كَفّاً تُنَاوِلُكَ السّمَاءَ وَسَاعِدَا
أسْهدْتَ لَيْلَ عَوَاذِلٍ، لوْلا اللُّهَى
تُصْفَى كَرَائِمُها، لَبِتنَ هَوَاجِدَا
يَشْفِينَ مِنْكَ الغَيظَ، دونَ مَعاشرٍ
يُسْقَوْنَ بالذّمّ الزُّلالَ البَارِدَا
وَإذا وَسَمْنَكَ وَالبَخيلَ بنَبْزَةٍ،
كنتَ المُضَلِّلَ، وَالبَخيلُ الرّاشِدَا
وَلَقَدْ عَلِمْتُ بأنّ هَمّكَ يَعتَلي
في صَاعِدٍ، حتى تُنَفِّذَ صَاعِدَا(33/272)
بالنّصْرِ يَمْتَثِلُ المُعَادُ المُبْتَدَا،
وَالمَالُ يَتّبِعُ الطّرِيفُ التّالِدَا
مَجْدٌ، وَما انفَكّ الزّمانُ مُوَكَّلاً
بالمَجْدِ، يُلحِقُهُ الأغَرَّ المَاجِدَا
هَذي نَوَافِلُكَ، التي خُوّلْتَها،
رَجَعَتْ غَرَائِبُها إلَيْكَ قَصَائِدَا
تُعْطيكَ شُهْرَتُهَا النّجُومَ طَوَالِعاً،
وَتُرِيكَ أنْفُسُهَا الجِبَالَ خَوَالِدَا
مُتَعَسِّفَاتٌ، مَا تَزَالُ رُوَاتُهَا
تَأبَى عَلَيْهَا أنْ تَسِيرَ قَوَاصِدَا
وَهْيَ القَوَافي مَا تَقَرُّ ثَوَابِتاً
لِمُمَدَّحٍ حتى تَعِيرَ شَوَارِدَا
عِلَلٌ لإتْوَاءِ الذّخَائِرِ، كُلّمَا
جُلِبَتْ عَلى مَلِكٍ أبَاحَ التّالِدَا
وَالبَحْرُ، لَوْلا أنْ تُسَيَّرَ سُفْتُهُ
وَالرّيحَ، ما برِحَتْ عَلَيْهِ رَوَاكِدَا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> جاء الرّسُولُ بقُرْطاسٍ فشوّقَني
جاء الرّسُولُ بقُرْطاسٍ فشوّقَني
رقم القصيدة : 25770
-----------------------------------
جاء الرّسُولُ بقُرْطاسٍ فشوّقَني
منها فأحببتُ منه كلَّ قُرطاسِ
فيهِ مُعاتبة ٌ منها تُذكِّرُني
ما كانَ منها كأنّي غافِلٌ ناسِ
لا تحسبي أنّ طولَ الدّهرِ غيّرني
بل زَادَني شَغَفاً يا أطيبَ النّاسِ
كم عاذلٍ لامني فيكُم فقلتُ له :
شَلَّتْ يمينكَ هل بالحبِّ من باسِ
لا لم تَذُقْ للهَوى طَعماً فتَعرِفَهُ
بل أنتَ في غفلة ٍ عمّا بعبّاسِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> وناعِسٍ لو يذوقُ الحبَّ ما نعِسَ
وناعِسٍ لو يذوقُ الحبَّ ما نعِسَ
رقم القصيدة : 25771
-----------------------------------
وناعِسٍ لو يذوقُ الحبَّ ما نعِسَ
عَساهُ يُغفي إذا جادَ المُحبُّ عسَى
ترى المحبَّ لِما يلقى يصِّورُ مَن
يهوى فيشكو إليهِ حيثما جلسا
وللهَوَى جرَسٌ يُدعَى المحبُّ بهِ
فكلَّما كِدتُ أُغفي حرَّكِ الجرسا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إذا جاءني مِنها الكِتابُ بعَتْبِها(33/273)
إذا جاءني مِنها الكِتابُ بعَتْبِها
رقم القصيدة : 25772
-----------------------------------
إذا جاءني مِنها الكِتابُ بعَتْبِها
خلوتُ بنَفسي حيثُ كنتُ من الأرضِ
وأبكي لنفسي رحمة من عتابها
ويبكي من الهجرانِ بعضي على بعضي
وإنِّ لَأخشاها مُسيئاَِ ومحسناَ
وأقضِي على نَفسي لها بالذي تَقضِي
فحتّى متى رَوْحُ الرّضا لا يُصيبني
وحتى متى أيّامُ سُخطِكِ لاتمضي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> وذاتِ لومٍ عَتَبتْ في التي
وذاتِ لومٍ عَتَبتْ في التي
رقم القصيدة : 25773
-----------------------------------
وذاتِ لومٍ عَتَبتْ في التي
أصبحتُ من وجدي بها مُرمَضا
ثمَّ انتهتْ راقدة ً ليلها
وألفتْ النَّومَ لها مُعرضَا
ولستُ أُغفي إنّ كَفّ الهَوَى
تَطْرفُ طرفي كلَّما غمَّضا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أتطمعُ يا عبَّاسُ في غير مَطمعِ
أتطمعُ يا عبَّاسُ في غير مَطمعِ
رقم القصيدة : 25774
-----------------------------------
أتطمعُ يا عبَّاسُ في غير مَطمعِ
بَعُدتَ ! دعِ التَّطلابَ من كَثَبٍ دَعِ
ألمْ تَرَ داودَ النّبيَّ هَوَتْ بِهِ
جبالً الهوى فيما سمِعتَ أوِ اسمعِ
وما زالَ للنّاسِ الهَوَى ذا عَداوَة ٍ
مُضِرَّاً بهم مُذْ عهدِ عادٍ وتبَّعِ
كأنّ هُمومَ الجِنّ والإنسِ أُسكِنتْ
فؤادي فما تَعدو فؤادي وأضلُعي
أُنيخت رِكاب اللّيلِ من كلِّ جانبٍ
وحادَتْ نجُومُ اللّيلِ عن كلِّ مَوقِعِ
ولوْ أنّ خَلقَ الله حَلّتْ صُدورَهمْ
تباريحُ مابي سُيبَتْ كلُّ مُرضِعِ
شكَتْ ما بها نفسي من الشّوْقِ والهَوى
فقلتُ : لقد طالبتِ ودَّ مُمنَّعِ
وما كانَ منْكِ العِشْقُ إلاّ لجَاجَة ً
ولوْ شِئْتِ لم تَهوَيْ ولم تَتَطَلَّعي
وما هو إلاّ ما تَرَينَ، وذو الهَوى
يُعالجُ ثِقلاً فاصبري أو تَقَطَّعي
عسى اللهُ أن يرتاحَ يوماً برحمة ٍ
فيُنصِفَني من فاضحي ومروِّعي
لَعَمْري لشتَّى بينَ حرَّانَ هائمٍ(33/274)
وبينَ رخيٍّ بالُهُ ومُتَودِّعِ
كتمتُ اسمَها كتمانَ من صانَ عِرضَهُ
وحاذَرَ أنْ يَفْشُو قَبيحُ التّسَمُّعِ
فسمِّيتُها فوزاً ولو بُحتُ باسمها
لَسُمّيتُ باسمٍ هائلِ الذّكرِ أشنَعِ
فَوَا حَسرَتي إن نُحْتُ لم تُقضَ نهمتي
ولم يُغنِ عنّي طولُ هذا التّضَرُّعِ
وهَبتُ لها نَفسي فضَنّتْ بوَصْلِها
فيَا لكَ من مُعطٍ ومي مُتَمَنِّعِ
إليكِ ، بنفسي أنتِ ، أشكو بَليَّتي
وقد ذُقتُ طعمَ الموْتِ لوْلا تَشَجُّعي
هبي لي دمي لا تقتليني بلا دمٍ
فما يَستَحِلُّ القَتلَ أهلُ التّوَرُّعِ
إذا ذكرَتْكِ العينُ يوْماً تَبادَرَتْ
دُمُوعي على الخَدّينِ تَجري بأرْبَعِ
فيا كلَّ همِّي أَقطِعيني قطيعة ً
من الوَصلِ تَبقَى لي ولَوْ قدرَ إصْبعِ
أنا لكِ مَملُوكٌ فإنْ شِئْتِ عذّبي
وإن شئتِ مُنِّي، أيّ ذا شئتِ فاصْنَعي
تُريدين إلاّ مُشْفِقاً ذا نَصِيحة ٍ
فدونكِ حبلَ الطَّائعِ المتطوِّعِ
علامة ُ ما بيني وبينَكِ أنْ تَرَيْ
كتاباً عليهِ فصُّ خَتْمٍ مُربَّعِ
مُسَلْسَلة ٌ حافاتُهُ في لطافة ٍ
وفي نقشهِ : يا أُذْنَ فوزٍ تَسَمَّعِي
تَمَنّيْتُ أن تُسقَيْ منَ الحُبّ شَرْبتي
وأنْ تَرْتَعي من لوْعة ِ الحُبّ مَرْتَعي
وأن تُصبحي صُبحي أن قد بُليْتُ وأنَّني
متى ما أقُلْ قد غاضَ دَمعيَ يَهمَعِ
وَرَدْتُ، وبعضُ الوِردِ فيهِ مَرارَة ٌ،
حِياضَ الهوى من كلِّ أفيَحَ مُترَعِ
فما زِلتُ أحسُوها بكأسَينِ كُلّمَا
شرِبتُ بكأسٍ لم تَزلْ أُختُها مَعي
أديرُهما من كلِّ حوضٍ إلى فمي
فَطُوْراً لإدْلاءٍ وطَوْراً لمَجرَعِ
على عَطَشٍ حتى بَدَتْ وهيَ مَشرَعٌ
حياضُ الهوى من بعد إيراد مشرعي
وولّيتُ قد زلَّتْ لُسُكري مفاصلي
أميل كجِذعِ النَّخلة ِا لمتَزعزعِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا ويحَ معشوقين ماتَا ولمْ
يا ويحَ معشوقين ماتَا ولمْ
رقم القصيدة : 25775
-----------------------------------
يا ويحَ معشوقين ماتَا ولمْ
يُداويا عشْقهُما باجتماعْ(33/275)
حتى متي نحن على رِقْبَة ٍ
لا نَلتَقي خَشيَة َ واشٍ وسَاعْ
فإن تلاقينا ففي خُفية ٍ
لا نَشْتَفي من نَظَرٍ واستِمَاعْ
والحبُّ لاتَكمُلُ لذَّاتُهُ
لأهْلِهِ إلاّ بكَشْفِ القِنَاعْ
وَيلي على الخالِ على خدّها الـ
ـأيسرِ والخالِ الذي بالذِّراعْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> سلامٌ على الوصْلِ الذي كانَ بيننا
سلامٌ على الوصْلِ الذي كانَ بيننا
رقم القصيدة : 25776
-----------------------------------
سلامٌ على الوصْلِ الذي كانَ بيننا
تداعتْ بهِ أركانهُ فتَضَعْضعا
تَمَنّى رِجالٌ ما أحبّوا وإنّما
تَمَنّيْتُ أن أشْكُو إلَيها فتَسمَعَا
وما أنا عن قلبي براضٍ فإنَّهُ
أشاطَ دمي ممَّا أتَا مُتَطوِّعا
أرَى كلَّ مَعشُوقَينِ غَيري وغيرَها
قَدِ استَعذَبَا طَعْمَ الهَوَى وتَمَتّعَا
وإنّي وإيّاها، على غَيْرِ رِقْبَة ٍ
وتَفريقِ شَمْلٍ، لم نَبِتْ لَيلة ً مَعَا
وقد عصفت ريحُ الوشاة ِ بوصلنا
وجَرّتْ عَلَيْهِ ذَيْلَهَا فتَقَطّعَا
وإنّي لأنهَى النّفْس عَنها ولم تَكُنْ
بشيءٍ من الدنيا سواها لتقْنعا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أصادِقٌ حُبُّكِ أم كاذِبٌ
أصادِقٌ حُبُّكِ أم كاذِبٌ
رقم القصيدة : 25777
-----------------------------------
أصادِقٌ حُبُّكِ أم كاذِبٌ
يا خُلّتي؟ حُبُّكِ مَصنوعُ!
عاهدتني أن تحفظي لي الهوى
فقد بدا لي منكِ تضييعُ
لا تَستزيدي القلبَ حُبّاً لكم
في القلب من حُبّكِ يَنبُوعُ
لا تحسبيني ماذِقاً للهوى
إنّي على حُبّكِ مَطبُوعُ
ولَيلَة ٍ ما مِثلَها لَيلَة ٌ
صاحبُها بالنَّحسِ مفجوعُ
ليلَة َ جِئنَاها على مَوْعِدٍ
نَسري وداعي الحبّ مَتبُوعُ
لمّا خَبَتْ نيرانها وانكفا الـ
ـسامرُ عنها وهو مصدوعُ
قامت تَثنّى وهي مرعوبة ٌ
تودُّ أنّ الشّملَ مجموعُ
حتى إذا ما حاولت خطوة ً
والصدرُ بالأردافِ مدفوعُ
بَكى وُشاحاها ولم يُشكَيَا
وإنّما أبكاهما الجُوعُ
فانتَبَه الهادون من أهلها(33/276)
وصار للموعد مرجوعُ
ياذا الذي نمَّ علينا لقدْ
قُلتَ ومنكَ القَوْلُ مَسْمُوعُ
لاتشغليني أبداً بعدها
إلاّ ونَمَّامُكِ مَنْزوعُ
ما بالُ خَلخالِكِ ذا خَرْسة ٍ
لسانُ خَلْخالكِ مقطوعُ
عاذلتي في حبّها أقصري
هذا وهذا عنكِ مَوْضوعُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> عدلٌ من اللهِ أبكاني وأضحككم
عدلٌ من اللهِ أبكاني وأضحككم
رقم القصيدة : 25778
-----------------------------------
عدلٌ من اللهِ أبكاني وأضحككم
فالحمدُ لله عدلٌ كلُّ ما صنعا
اليومَ أبكي على قَلبي وأندُبُهُ
قلبٌ ألحّ عليهِ الحزْنُ فانصَدَعَا
للحبّ في كلّ عُضوٍ لي على حدة ٍ
لَذْعٌ يُفرِّقُ عنه الصّبرَ والجزَعَا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> سكوتي بَلاءٌ لا أُطيقُ احتِمالَهُ
سكوتي بَلاءٌ لا أُطيقُ احتِمالَهُ
رقم القصيدة : 25779
-----------------------------------
سكوتي بَلاءٌ لا أُطيقُ احتِمالَهُ
وقَلبي ألُوفٌ للهَوى غَيرُ نازعِ
فأُقِسمُ ما تركي عِتابَكِ عن قِلى ً
ولكن لعلمي أنّهُ غيرُ نافعِ
وأنّي إذا لم ألزَمِ الصّبرَ طائِعاً
فلا بُدّ منهُ مُكرَهاً غيرَ طائعِ
ولو كانَ ما يرضيكِ عندي ممثَّلاً
لكنتُ لِما يُرضيكِ أوَّلَ تابعِ
إذا أنتِ لم يَعطِفكِ إلاّ شَفاعَة ٌ
فلا خيرَ في وُدٍّ يكونُ بشافعِ
العصر العباسي >> البحتري >> قد لعمري آذيتنا
قد لعمري آذيتنا
رقم القصيدة : 2578
-----------------------------------
قَدْ لَعَمْري آذَيْتَنَا،
يا ابْنَ عَمرِو بنِ مَسعَدَهْ
بِأحَادِيثِكَ الّتي
هيَ لِلْعَقْلِ مَفْسَدَهْ
فَأحَادِيثُكَ الطّوَا
لُ صُخُورٌ مُنَضَّدَهْ
وَأحَاديثُكَ القِصَا
رُ قِلالٌ مُبَرَّدَهْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا زينَِ من رأتِ العيونُ إذا بدتْ
يا زينَِ من رأتِ العيونُ إذا بدتْ
رقم القصيدة : 25780
-----------------------------------
يا زينَِ من رأتِ العيونُ إذا بدتْ(33/277)
وَسْطَ النّساء ولَفَّهنّ المَجمَعُ
الحسنُ منكِ سَجِيّة ٌ مَطبوعَة ٌ
ومنَ النّساء تخَلُّقٌ وتَصَنُّعُ
يوْمَ الجنازَة ِ لوْ شَهِدتُ تمتّعَتْ
عَيني بها ولَقَلّما تتَمَتّعُ
خَرَجتْ ولم أشعُرْ بذاكَ فلَيتَني
كنتُ الجِنازَة َ وهيَ فيمن يَتبَعُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> صالٌ كانَ فانقَطَعَا
صالٌ كانَ فانقَطَعَا
رقم القصيدة : 25781
-----------------------------------
صالٌ كانَ فانقَطَعَا
فصِحتُ لبينِهِ جزَعا
ووجدٌ ياظَلومُ بكمْ
أصابَ القلبَ فانصدعا
تَقَسّمَني الهوَى قِطَعَا
فلم أرَ مثلَ ما صنعا
وأبدَعَ لي بهَجرِكُمُ
بلايا صاغَها بِدَعَا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> لا تَجْمَعي هَجراً عليّ وغُرْبَة ً
لا تَجْمَعي هَجراً عليّ وغُرْبَة ً
رقم القصيدة : 25782
-----------------------------------
لا تَجْمَعي هَجراً عليّ وغُرْبَة ً
فالهجرُ في تلفِ الغريبِ سريعُ
من ذا ، فديتُكِ ، يستطيعُ لحبِّهِ
كتماً إذا اشتملت عليهِ ضلوعُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إنّما أبكي لأنّي
إنّما أبكي لأنّي
رقم القصيدة : 25783
-----------------------------------
إنّما أبكي لأنّي
صرتُ للحبِّ تبيعا
ما دعاني الشّوقُ إلاّ
أذرَتِ العينُ دُمُوعَا
ما أراني عن حبيبي
آخِرَ الدّهرِ نَزُوعَا
أحسنُ النّاس وأولى الـ
ـنّاسٍ بالحُسْنِ جميعا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> كفى حَزَناً أنّي أغيبُ وليس لي
كفى حَزَناً أنّي أغيبُ وليس لي
رقم القصيدة : 25784
-----------------------------------
كفى حَزَناً أنّي أغيبُ وليس لي
سَبيلٌ إلى تَوْديعِكُمْ فأُوَدِّعُ
ألا ليت شِعري عن مليكي أصابرٌ
إذا غِبتُ عنهُ أم يرقُّ ويجزعُ
تَلَفّتُّ خَلفي حَيثُ لم تَبْقَ حِيلَة ٌ
وزوَّدتُ عيني نظرة ً وهي تدمعُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> آنّ المليحة َ آذَنَتْ بتَرحُّلٍ(33/278)
آنّ المليحة َ آذَنَتْ بتَرحُّلٍ
رقم القصيدة : 25785
-----------------------------------
آنّ المليحة َ آذَنَتْ بتَرحُّلٍ
فاقصِدْ سَبيلَ لقائِها ووَداعِها
آنستُ من قلبي الغداة َ تشتُّتاً
فبكَيتُ قبلَ تشتُّتِ استجماعِها
إنّ التي سكنَتْ فؤادَكَ كاعِبٌ
حوراءُ تَستُرُ وَجهَها بذراعِها
وكأنّها جِنّيّة ٌ وكأنّمَا
هُدْلُ الكروم تلوحُ تحتَ قناعها
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> عَفَا الله عَمّن لم يَزُرْني مُوَدِّعاً
عَفَا الله عَمّن لم يَزُرْني مُوَدِّعاً
رقم القصيدة : 25786
-----------------------------------
عَفَا الله عَمّن لم يَزُرْني مُوَدِّعاً
فقد قَرِحتْ منهُ لذاكَ مدامعُهْ
غزالٌ رعى نبْتَ العراقِ وطرْقُهُ
رحابٌ فأمستْ في الحجازِ مراتِعُهْ
وكان أميراً لا يُشفِّعُ شافعاً
ولمْ يرْضَ مني رُشوَة ً فأُصانعُهْ
طَرِبتُ إلى أهل الحجازِ وقد بدا
سُهَيلُ اليماني واستهلّتْ مَطالِعُهْ
أتاني كتابٌ من خَلوبٍ وصَدرُهُ:
عليكَ سلامٌ ما حَلا البرقُ لامعُهْ
شكا ما بهِ من شَوْقِه في كتابِهِ
وأكثرُ منهُ ما تُجِنُّ أضالعُهْ
فظلَّ يناجيني الكتابُ كأنّما
تُحرِّكُ لي حَرْفَ الكتابِ أصابعُهْ
فبِتُّ كأني ممسِكٌ رأسَ حيّة ٍ
يُخادِعُها عن نَفسِهِ وتُخادَعُهْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> طَرَقَتْنا بأسفلِ المرح من دا
طَرَقَتْنا بأسفلِ المرح من دا
رقم القصيدة : 25787
-----------------------------------
طَرَقَتْنا بأسفلِ المرح من دا
بقَ تُهدي ليَ البلا أنواعا
قُلتُ: أنّى اهتَدَيتِ حتى تُخطّيْـ
ـتِ إليّ الرُّكَّابَ والهُجَاعَا
قالت : الشّوقُ قادني في دجى اللّيـ
ـلِ أجوبُ القِيعانَ قاعاً فَقَاعَا
كيفَ يَسري منَ العراقِ إلى دا
بقَ مَنْ ليسَ يستقلُّ ذراعا
أنَبَتَ الله روضَة َ الحُبّ في قلْـ
ـبي ترُودُ الهمومُ فيهِ رِتاعا
مُخرِجاتٍ رُؤوسهنّ إلى الأحْـ
ـشاء للوَجدِ يطّلعنَ اطّلاعا(33/279)
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> قولا لمن كتب الكتاب بكفِّهِ :
قولا لمن كتب الكتاب بكفِّهِ :
رقم القصيدة : 25788
-----------------------------------
قولا لمن كتب الكتاب بكفِّهِ :
إرْحَمْ، فدَيتُكَ، ذِلّتي وخُضُوعي
ما زلتُ أبكي مذ قرأتُ كتابكمْ
حتى محوتُ سطورهُ بدموعي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> قَلبي إلى ما ضَرّني داعي
قَلبي إلى ما ضَرّني داعي
رقم القصيدة : 25789
-----------------------------------
قَلبي إلى ما ضَرّني داعي
يُكثِرُ أسقامي وأوجاعي
وقَلّما أبقَى على ما أرَى
يَوشِكَ أن ينعانيَ الناعي
أسلمَني للوجدِ أشياعي
لمّا سعى بي عندها السّاعي
كيف احتراسي من عدوِّي إذا
كانَ عدوّي بينَ أضلاعي
ما أقتَلَ اليأسَ لأهلِ الهوى
لاسِيّما مِن بعَدِ إطماعِ
العصر العباسي >> البحتري >> أبقاك ربك في عز وتأييد
أبقاك ربك في عز وتأييد
رقم القصيدة : 2579
-----------------------------------
أبقاك ربك في عز وتأييد
وفي سرور وإنعام وتمهيد
يا قسم لا تذكرن عهداً وتخلفه
فالقلب يؤلمه خلف المواعيد
يا من كساه إلهي ثوب مكرمة
ومن حباه بتطهير المواليد
ما أن تجود للهفان بحاجته
ولا ترق له من طول ترديد
يا من أراقب من عاشور موعده
قد أخلقتني الليالي بعد تجديد
إني أرى النفس لا تحظى بمنيتها
حتى أوسد في قبري وملحودي
لا أنت تنجز حاجاتي فتنعشني
ولا تدافعني دفعاً بتأييد
فأنجز الوعد يابن الأكرمين فقد
أمسى وأصبح من همي ومقصودي
عجل به سيدي، وامنن علي به
قبل الصيام، وقبل الفطر، والعيد
فإن فعلت، وإلا لست أطلبه،
ما عشت، منك وحسبي بذل مجهودي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> قالوا : تشكّى فلم يكتُبْ ، فواحَزَني
قالوا : تشكّى فلم يكتُبْ ، فواحَزَني
رقم القصيدة : 25790
-----------------------------------
قالوا : تشكّى فلم يكتُبْ ، فواحَزَني
إن كانَ يَمنعُه أن يكتبَ الوَجَعُ(33/280)
نفسي تقيكَ الرَّدى يا من يوافقهُ
سُخطي وقلبي لما يُرْضِيهِ مُتّبِعُ
وما تذكّرْتُ ما قاسيتُ من جَزعٍ
إلاّ وكادَتْ نِياطُ القلبِ تَنقَطِعُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا ويحَ هذا الفراقِ ما صنعا
يا ويحَ هذا الفراقِ ما صنعا
رقم القصيدة : 25791
-----------------------------------
يا ويحَ هذا الفراقِ ما صنعا
بدّدَ شملي وكان مجتمعا
من لم يذُق لوعة الفراقِ فلم
يُلفَ حزيناً وما رأي جزعا
وكلُّ شيءٍ ، سوى مُفارقة ِ الـ
ـأحبابِ، مُستَصغَرٌ وإن فَجَعَا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> بكَتْ عَيني لأنواعِ
بكَتْ عَيني لأنواعِ
رقم القصيدة : 25792
-----------------------------------
بكَتْ عَيني لأنواعِ
من أحزانٍ وأوجاعِ
وإنّي كلَّ يومٍ عنـ
ـدكمْ يحظى بيَ السّاعي
أعيشُ الدّهرَ إن عشتُ
بقلبٍ منكِ مُرْتاعِ
وإنْ حلّ بيَ البُعْدُ
سيَنعاني لكِ النّاعي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا دارَ فوزٍ لقَد أورَثتِني دَنَفا
يا دارَ فوزٍ لقَد أورَثتِني دَنَفا
رقم القصيدة : 25793
-----------------------------------
يا دارَ فوزٍ لقَد أورَثتِني دَنَفا
وزادَني بُعدُ داري عنكُمُ شغَفَا
حتى متى أنا مكروبٌ بذكرِكُمُ
أُمسِي وأُصبحُ صَبّاً هائماً دَنِفا
لا أستريحُ ولا أنساكمُ أبداً
ولا أرى كرْبَ هذا الحبِّ مُنكشِفا
ما ذُقتُ بعَدَكمُ عيشاً سُرِرْتُ به
ولا رأيتُ لكم عِدْلاً ولا خلفا
إنّي لأعجبُ من قلبٍ يحبُّكُمُ
وما رأى منكُمُ بِرّاً ولا لَطَفا
لوْلا شَقاوَة ُ جَدّي ما عرَفتُكُمُ
إنّ الشّقيَّ الذي يشقى بمن عرفا
ما زِلتُ بَعدَكُمُ أهذي بذكركمُ
كأنَّ ذكرَكمُ بالقلبِ قد رُصفا
ياليتَ شِعري وما في ليتَ من فرجٍ
هل مضى عائدٌ منك وما سلفا
إصرِفْ فؤادَكَ يا عبّاسُ مُنصرفاً
عنها يكن عنكَ كَرْبُ الحبِّ منصرفا
لوكانَ ينساهمُ قلبي نسيتهمُ
لكنّ قَلبي لَهُمْ والله قد ألِفَا(33/281)
أشكو إليكِ الذي بي يا مُعَذِّبَتي
وَما أُقاسِي وما أسطيعُ أن أصِفَا
يا هَمَّ نَفسي ويا سمعي ويا بَصري
حتى متى حبُّكمْ بالقلبِ قد كلِفا
ما كنتُ أعلمُ ماهمٌّ وما جزَعٌ
حتى شربتُ بكأسِ الحبّ مغترِفَا
ثارت حرارتها في الصّدر فاشتعلتْ
كأنّما هي نارٌ أُطعمتْ سَعَفا
طافَ الهَوَى بعِبادِ الله كُلّهِمُ
حتّى إذا مرَّ بي من بينهم وقفا
إذا جحدتُ الهوى يوماً لأدفنهُ
في الصّدر نمَّ عليّ الدّمعُ معترفا
لم ألقَ ذا صفة ٍ للحبِّ ينعتهُ
إلا وجدتُ الذي بي فوق ما وصفا
يُضحي فؤادي بهذا الحُبّ مُلتحماً
وَقْفاً ويُمسِي عليّ الحبُّ مُلتَحِفَا
ما ظَنُّكُمْ بفتى ً طالَتْ بَلِيّتُه
مُرَوَّعْ في الهوى لا يأمنُ التَّلفا
يا فوزُ كيف بكم والدّارُ قد شَحَطَتْ
بي عنكُمُ وخروجُ النفسِ قد أزفا
قد قُلتُ لمَّا رَأيتُ الموْتَ يَقصِدُني
وكادَ يهتِفُ بي داعيهِ أوْ هَتَفَا:
أموتُ شَوْقاً ولا ألقاكُمُ أبَداً
يا حَسرَتا ثمّ يا شوْقا وَيا أسَفَا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> سرَى طَيفُ فوزٍ آخرَ اللّيلِ بالطَّفِّ
سرَى طَيفُ فوزٍ آخرَ اللّيلِ بالطَّفِّ
رقم القصيدة : 25794
-----------------------------------
سرَى طَيفُ فوزٍ آخرَ اللّيلِ بالطَّفِّ
فنَحّى الكَرَى عني وأغفَتْ ولمْ أُغفِ
وباتَ الهوى لي حاسراً عن ذراعهِ
يُلهِّبُ في الصَّدرِ الهموم ولا يُطفي
وبِتُّ كأنّي بالثّرَيّا مُعَلَّقٌ
أُناشدُ مَن يَدري ويَعلَمُ ما أُخفي
ولوْ أنّ خَلقَ الله رامُوا بوَصفِهِمْ
تباريحَ ما بي قصَّروا عن مدى الوصفِ
فيا بَرْحَ أحزاني ويا درَّ عبرتي
ويا وَيْلتي ماذا لقيتُ ويا لَهْفي
أليَسَ بحَسبي أنْ أبيعَ كرَامَة ً
بذُلٍّ وأن أُعطي المُبَهرَجَ بالصِِّرْفِ
ولَوْ أنصَفَتْني في المَوَدّة ِ والهَوَى
رضيتُ ويرضيني أقلُّ من النِّصفِ
فيا رَبّ بين قلبي وقلبها
لكَيلا تَعدّى بي أمامي وَلا خَلْفي
ويا رَبّ صَبّرْني على ما أصابَني(33/282)
فأنتَ الذي تكفي وأنت الذي تُعفي
ويا رَبّ عَذّبها بما بي مِنَ الهَوَى
ولا كالذي عَذّبتَ قارُونَ بالخَسْفِ
أصدُّ ، إذا مامرَّ بي بعضُ أهلها
بوَجهي وتأبَى المُقلَتانِ سَوى الذَّرْفِ
يُبِينُ لِساني عَن فؤادي ورُبّما
أسرّ لساني ما يَبُوحُ بهِ طَرْفي
فلَوْ قامَ خَلقُ الله صَفّاً وأُفرِدَتْ
لَشايعتها وحدي وملتُ عن الصَفِّ
أُعِيذُكِ أنْ تَشقَيْ بقَتلي فإنّني
أخافُ عليكِ الله إن سِمتِني حَتْفي
فإنْ شِئتِ حَرّمتُ النّساءَ سواكُمُ
بحِلْفٍ وأيمانٍ وحُقَّ لكُم حِلفي
وما بي دَمي بل لي إذا متُّ راحَة ٌ
ولكن لكَيما تَسلَمي فاسمَعي هَتفي
فلولاكِ ما زيّنتُ نفسي بزينة ٍ
و لولاكِ ما ألَّفتُ حرفاً إلى حرفِ
إذا القَلبُ أوْما أن يَطيرَ صَبابَة ً
ضرَبتُ لهُ صدري وألزمته ُكفّي
يَهُمُّ فَلولا أنّ صَدْري حِجَابُهُ
لَطار دِراكاً أو تَحامَلَ بالجَدْفِ
كأنّ جَنَاحَيهِ إذا هاجَ شَوْقُه
يدا قينة ٍ هوجاءَ تضربُ بالدُّفِّ
ألا هل إلى قلبي سبيلٌ لعلَّني
أُمِرُّ جناحيهِ على القصِّ والنّتفِ
إذا ما ذكرتُ الهجر للقلب لم يزل
يُعذّبني بالسّيرِ طَوراً وبالوَقفِ
يطاوعني حتى إذا قلتُ قد أنَى
وتابَعَني لاشكَّ مالَ إلى الصَّدْفِ
أُقاتلُ عن قلبي الهوى فكأنَّني
وإياهُ نَزَّالان في مُلتقىا لزَّحفِ
لأيّة ِ حالٍ يَستَحِلُّ الهَوى دَمي
لأعذرَهُ ؟ أُفٍّ لهذا الهوى أُفِّ
وأقسمُ مابي عنهُ ضعفٌ بحالة ٍ
ولو قد تراءى لي لما كنتُ أستعفي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> بنفسي التي مرَّتْ بنا وهي تستخفي
بنفسي التي مرَّتْ بنا وهي تستخفي
رقم القصيدة : 25795
-----------------------------------
بنفسي التي مرَّتْ بنا وهي تستخفي
فأثبتها قلبي وأنكرها طرفي
ولو لم ينلْها الطّرفُ لم تَكُ روحُها
لتَخفى على رُوحي أمامي وَلا خَلفي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أهُمُّ بالهَجرِ أحياناً وأقترِفُ
أهُمُّ بالهَجرِ أحياناً وأقترِفُ(33/283)
رقم القصيدة : 25796
-----------------------------------
أهُمُّ بالهَجرِ أحياناً وأقترِفُ
فليتَ شِعري أأمضِي فيه أمْ أقِفُ
علّمتِ عيني بُكاً لم يَبكِهِ أحدٌ
من كلّ شُفرٍ بعيني دمعة ٌ تَكِفُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا وَحْشَتَا ما بُليتُ مِن قَمَرٍ
يا وَحْشَتَا ما بُليتُ مِن قَمَرٍ
رقم القصيدة : 25797
-----------------------------------
يا وَحْشَتَا ما بُليتُ مِن قَمَرٍ
فَرَّقَ شملي وكان مؤتَلِفا
سارَ إلى حيثُ سارَ أكرَهُ أن
أذكُرَهُ إن ذكرته عُرِفا
حتى إذا ما شَخَصْتُ أطلبه
خالفني في الطَّريق مُنصرفا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> هذا كتابُ فتى ً لغَيْبِكِ حافِظٍ
هذا كتابُ فتى ً لغَيْبِكِ حافِظٍ
رقم القصيدة : 25798
-----------------------------------
هذا كتابُ فتى ً لغَيْبِكِ حافِظٍ
كَلِفٍ بذكرِكِ يا ظُليمة ُ مُدنَفِ
إن غبتِ آنسَ طرفهُ بدموعهِ
وإذا أصابكِ طرفهُ لم يَطرِفِ
أصبَحتِ شُغلَ لسانِهِ وفؤادِهِ
وجفونه بالسّاجمِ المُتوَكِّفِ
نَدِمَ المُحِبُّ على المقامِ فلَمْ يزَلْ
مذ غبتِ بين تندُّمٍ وتلهُّفِ
فوَدِدّتُ أنّي إذ تخلَّفَ لم أسِرْ
أوْ لَيتَهُ إذ سِرْتُ لم يَتَخَلّفِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> نَقْلُ الجِبالِ الرّواسي عَن مَواضِعِها
نَقْلُ الجِبالِ الرّواسي عَن مَواضِعِها
رقم القصيدة : 25799
-----------------------------------
نَقْلُ الجِبالِ الرّواسي عَن مَواضِعِها
أخفُّ من نقل نفسٍ حينَ تنصرفُ
هَمُّوا بهجري وكانت في نفوسهمُ
بَقِيّة ٌ من هَوى ً باقٍ فما وَقَفُوا
العصر العباسي >> البحتري >> أجدر وأخلق أن ترن عوائدي
أجدر وأخلق أن ترن عوائدي
رقم القصيدة : 2580
-----------------------------------
أجدر وأخلق أن ترن عوائدي
ويساء خلصاني، ويشمت حاسدي
ورد الفراق علي يتلف مهجتي،
يا برح قلبي بالفراق الوارد
ضاقت علي له البلاد بأسرها(33/284)
حتى خلت الأرض كفة صائد
أيشط من أهوى سليما وادعاً
وأروح في ثوب السليب الفاقد؟
تالله أبقى والأسى بجوانحي
للبين يسقيني بسم أساود
يا ظبية الخيمات من ذات الغضا
صدق الوعيد فأين صدق مواعد؟
ماذا يضرك لو بردت حرارة
بين الحشا برضاب ثغر بارد؟
لو بت تخلجك الهموم أويت لي،
ولكان ليلي منك ليل الراقد
يا حادييها لبثا، لا تعجلا
عني بظبيكما النوار الشارد
قولا له يردد فؤاد متيم
إن كان ليس إلى الوصال بعائد
واها لعينيه اللتين تصدتا
فانصاع إذ رعناه غير معاند
يا دهر هل تدني إلي ديارها
من بعد تعذيبي بطول تباعد
يا دهر، كم قد سؤتني فوجدتني
لا أشتكي السوأى، ولست بجاحد
حتام لا أنفك منك تسومني
خسفاً، وتعسفني بسطوة حاقد
وإذا اضطربت فعن لي وجه الغنى
أسرعت في منعي انسراع محارد
كم قد سموت بجاهل وبخامل
لما حططت أخا حجى ومحاتد
أسعدت في كل الأمور جدودهم
إذ كنت للأحرار غير مساعد
عجباً لأقوام وصلت حبالهم
ورعيت غيبتهم بكل مشاهد
وسترت عيبهم وكنت مجاهدا
من رام نقصهم بكل تجاهد
فرأيت غش صدورهم بعيونهم،
والعين في الحالات أعدل شاهد
فعرفت ذاك، ولم أدع إدناءهم
والحلم بين أقارب وأباعد
حتى سمعت عن الضغائن قولهم
وفعالهم فعل الظلوم الحاسد
فلزمت نفسي لا أكشف غيبهم
وكففت عنهم ناصحي ومعاضدي
فرأوا جميل العفو ضعفاً بعد ما
كفروا جميل الطول كفر الجاحد
فهناك أمضيت الهوان مشمراً
فيهم، ولم أكذب بقول زائد
فوسمت أوجههم سمات ذللت
أعناقهم للخلق بعد قلائد
وأبنت نوكهم بقول صادق
في نثر منثور ونظم قصائد
وجعلتهم ضحك المجالس دهرهم
وتنزهاً لمفجع ولسامد
فإذا رأوني مقبلاً أبصرتهم
سفع الوجوه، بليغهم كالجامد
وإذا تقلبت ادروا بشناعة
مرذولة عند اللبيب الناقد
كل يود لي الردى لو ناله
بالأم يفقد شخصها والوالد
والله أنصر للمسالم ذي الحجى،
والله أخذل للمسيء العاند
قد قلت، لو قبل المقال، ألا احذروا
ليثاً يقضقضكم بأعبل ساعد
فمضوا على غل الصدور، فغودروا(33/285)
مثل الهشيم لخابط ولصائد
إن كنت تنكر ما أقول، فجارهم
تعرف خزايتهم بيوم واحد
إن الكريم إذا رأى ذا خسة
صدف المودة عنه صدف الطارد
لا تعدون أهل المودة والتقى
تظفر بخير مؤازر ومعاقد
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا أبا الفَصْلِ يا كريمَ التّصافي
يا أبا الفَصْلِ يا كريمَ التّصافي
رقم القصيدة : 25800
-----------------------------------
يا أبا الفَصْلِ يا كريمَ التّصافي
ما لفوزٍ تقولُ إنكَ جافِ
كتَبَتْ في الكِتابِ فَوْزٌ فقالَتْ
في عِتابٍ مِنها وفي إلْطافِ:
ما ملِلناكَ إذ ملِلتَ ولكن
أنتَ يا حبُّ صاحبُ استلطافِ
وكَذاكَ المَلُولُ من سائرِ النّا
سِ سريعُ الإقبالِ والانصرافِ
فوزُ والله ما مَلِلتُ وَلا كُنْـ
ـتُ لقوم سواكمُ بالمُصافي
أيُّها الرّاقدونَ حَوْلي هَنيئاً
إنّ جَنبي عَن مَضْجَعي مُتَجاف
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> هلاّ عَصَيتَ هواكَ يا ابنَ الأحنَفِ
هلاّ عَصَيتَ هواكَ يا ابنَ الأحنَفِ
رقم القصيدة : 25801
-----------------------------------
هلاّ عَصَيتَ هواكَ يا ابنَ الأحنَفِ
إذ لا نصير لدمعكَ المتوَكِّفِ
بأبي وأمّي ظبية ٌ أبصرتُها
تلكَ العشيَّة َ فوقَ سطحٍ مُشرفِ
نظرتْ من السّطحِ الرّفيعِ وحولَها
بِيضُ الوَصائفِ كالظِّباء العُكَّفِ
نَظَرتْ إليك بمُقلَة ٍ مَحزُونَة ٍ
نظرَ الصحيحِ إلى المريضِ المُدنَفِ
ولقَد رَفعتُ لها الرّداءَ مُوَدِّعاً
بعد البُكاء وبعد طول المَوْقِفِ
إنّي لأحمَدُ مَن يَدومُ وِصَالُهُ
وأذمُّ كلَّ مواصلٍ مستطرفِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ماذا تَقولينَ في فتى ً كَلِفِ
ماذا تَقولينَ في فتى ً كَلِفِ
رقم القصيدة : 25802
-----------------------------------
ماذا تَقولينَ في فتى ً كَلِفِ
يَعطِفُ بالحُبّ غيرَ مُنعَطِفِ
جعلتِ " لا " سنَّنة ً مؤبّدة ً
بالله قُولي: نَعَم! و"لا" فَخَفي
أوقع بي الحبَّ قولُ واصفة ٍ(33/286)
يا لَيتَها لم تَقُلْ ولم تَصِفِ
رُدّي جَوابَ الكتابِ سَيّدتي
ولوْ على قِطعَة ٍ منَ الخَزَفِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا شمسَ بغدادَ إنّني دَنِفُ
يا شمسَ بغدادَ إنّني دَنِفُ
رقم القصيدة : 25803
-----------------------------------
يا شمسَ بغدادَ إنّني دَنِفُ
إذ ماتَ منكِ الوَدادُ واللَّطَفُ
كلِفتُ بالشّمسِ، مَن رأى رَجلاً
بالشّمسِ يا قومُ قلبُهُ كلِفُ
يا لَيتَ أنّ الرّياحَ جارية ٌ
تَسعَى بحَاجاتِنا وتَختَلِفُ
لا كان قلبي فقد شقيتُ بهِ
يخفي وجيباً وتارة ً يجِفُ
يَهذي بظَبيٍ مُنَعَّمٍ تَرِفٍ
أحوى بثوبِ الجمالِ ملتحفُ
ظبيٍِ غريرٍ يَزينُهُ شَنَفٌ
لا بَلْ بهقَد تَزيّنَ الشَّنَفُ
أطاعَهُ الحُسنُ والبَهاءُ فقَدْ
زهاهُ ، عُجباُ بنفسهُ ، صلفُ
حالتْ مقاديرُ دونَ رؤيتهِ
ليتَ المقادير غالها تَلَفُ
يا قمراً عُطِّلَ الظلامُ بهِ
يا دُرّة ً لم يُكِنّها الصَّدَفُ
ياجنّة ً لا يموتُ ساكنها
كلُّ ضميرٍ إليكِ ينصرفُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> اخلَعْ عِذارَكَ في هَوا
اخلَعْ عِذارَكَ في هَوا
رقم القصيدة : 25804
-----------------------------------
اخلَعْ عِذارَكَ في هَوا
كَ ولا تخف من لا يخافُكْ
خالفْ هوى من همُّهُ ،
في كلِّ ما تهوى ، خِلافُكْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> دموعُ عَيني تَسبُقُ الطَّرْفَا
دموعُ عَيني تَسبُقُ الطَّرْفَا
رقم القصيدة : 25805
-----------------------------------
دموعُ عَيني تَسبُقُ الطَّرْفَا
أجهَدُ أن تخفى فما تخفى
وكيفَ يخفَى وَجدُ ذي صَبوَة ٍ
لم يَترُكِ الدّهرُ لَهُ إلْفَا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا لائمي في العِشقِ مَهْ
يا لائمي في العِشقِ مَهْ
رقم القصيدة : 25806
-----------------------------------
يا لائمي في العِشقِ مَهْ
لا خير فيمن ليسَ يعشقْ
أتَلومني فيمن أنا
من حُبّهِ مثلُ المُعَلَّقْ
وكأنّ قَلبي مِنْ هَوَا(33/287)
هُ في وَثَاقٍ ليسَ يُطلقْ
يا من رأى مثلي فتى ً
يسعى طليقاً وهو مُوْثَقْ
من حُبّ خَوْدٍ طَفْلَة ٍ
كالشَّمس حسناً حين تُشرِقْ
فإذا يُنادَى باسمِها
ظلّتْ مدامعُهُ تَرَقْرَقْ
وإذا يَمُرُّ بِبابِها
لثَمَ الجدارَ وظَلّ يُصْعَقْ
وإذا تذكَّرها بكى
حتى تكادُ النّفسُ تَزْهَقْ
فتَراهُ مِنْ وَجْدٍ بِها
مُتوجِّعاً يبكي ويشهقْ
هذا البَلاءُ بعَينِهِ
يا إخوتي يغدو ويَطرُقْ
أصبحتُ في لُججِ الهوى
ذا صبوة ٍ أطفو وأغرقْ
وإذا فرَرْتُ من الهَوى
ألفَيتُهُ يَسعَى ويَلحَقْ
أينَ الفِرارُ من الهوى
ويلي ومِنهُ عَليّ خَنْدَقْ
والله مالي حيلة ٌ
لكِنّني أرجو وأفرَقْ
وا فوزُ مُنّي واجمعي
من شملنا ماقد تفرّقْ
ما لي أُحِبُّ ولا أُحَـ
ـبُّ كذاكَ بعضُا لنّاسِ يرزقْ
الحُبُّ سَخَّرَني لَكُمْ
تسخير عبدٍ ليسَ يُعتقْ
عذّبتموا جسدي بحُ
ـبكمُ فلو يستطيعُ ينطِقْ
لشَكا إليكُمْ بالبُكَا
ءِ وبالتضرِّعِ والتملّقْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> باتَ المحبّانُ في خوفٍ وإشفاقِ
باتَ المحبّانُ في خوفٍ وإشفاقِ
رقم القصيدة : 25807
-----------------------------------
باتَ المحبّانُ في خوفٍ وإشفاقِ
فالحمدُ لله ربِّ النّعمة ِ الواقي
يا ساقيَ الماءِ من فيهِ وشاربَهُ
مِن في مُعانقهِ أفديكَ مِن ساقِ
ما نِلتُ من هذه الدنيا ولذّتها
كشَرْبة ٍ نِلتُها في البيتِ ذي الطّاقِ
سَقياً للَيلَة ِ فوزٍ لوْ تَعودُ لَنا!
قد أحرقت لبَّ قلبي أيَّ إحراقِ
فإنّ عيني على فوزٍ لَباكِيَة ٌ
وإنّ قلبي إلى فوزٍ بأشواقِ
وما أراك أرى في النَّاسِ قائلة ً :
لاقى أبو الفضْلِ ما لم يَلقَهُ لاقِ
يامن لدمعٍ على الخدّينِ مُهراقِ
ومَن لقَلبٍ دَخيلِ الهَمّ مُشتاقِ
يامن لحرّانَ مشغوفٍ بجارية ٍ
كالشّمسِ تبدو ضحاءً ذاتَ إشراقِ
أرى المحبّينَ لاتبقى عهودُهمُ
وعهدنا وهوانا دائمٌ باقِ
وما نصدّقُ إنساناً يُحدّثنا
حتّى يجيءَ على قولٍ بمصداقِ(33/288)
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> نَامَ مَن أهدَى ليَ الأرَقَا
نَامَ مَن أهدَى ليَ الأرَقَا
رقم القصيدة : 25808
-----------------------------------
نَامَ مَن أهدَى ليَ الأرَقَا
مُستريحاً سامني قلقا
لَوْ يَبيتُ النّاسُ كُلُّهُمُ
بسهادي بيّضَ الحدَقا
أنا لم أُرزَقْ مَوَدّتَكُمْ
إنّما للعَبْدِ ما رُزِقَا
غالهم ودّي فما عقلوا
حين سدُّوا دونَهُ الطُّرُقَا
كانَ لي قَلبٌ أعيشِ بهِ
فاصطلى بالحبِّ فاحترقا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> تَسَلّيتُمُ عَني ولم أسْلُ عنكُمُ
تَسَلّيتُمُ عَني ولم أسْلُ عنكُمُ
رقم القصيدة : 25809
-----------------------------------
تَسَلّيتُمُ عَني ولم أسْلُ عنكُمُ
ولا عاقني يامنيتي عنكِ عائقُ
وكيفَ سُلوّي عنكِ يامن بكفّهِ
حياتي ، لهُ عادٍ عليّ وطارقُ
العصر العباسي >> البحتري >> تصدت لنا دعد وصدت على عمد
تصدت لنا دعد وصدت على عمد
رقم القصيدة : 2581
-----------------------------------
تصدت لنا دعد وصدت على عمد
وأقبل بها عند التصدي وفي الصد
شكوت إليها الوجد يوم تعرضت
فأبت وقد حملت وجداً على وجد
سلاها بم استحللت قتل أخي هوى
صفا لك منه ما يجن وما يبدي؟
ألا إنما دعد لقلبك فتنة
فإلا تدعها تلق حتفك في دعد
وقدما زجرت النفس عنها فخالفت
إليها على قرب من الدار أو بعد
وما زادني إلا اشتياقاً صدودها
وإلا وفاء واصطبارا على العهد
يذكرنيها الرئم والغصن والمها
ويذكرنيها البدر في المطلع السعد
فللرئم عيناها، وللبدر وجهها،
وللغصن منها ما حكاه من القد
وما ابتسمت إلا خفا البرق لامعاً
خطوفاً لأبصار الرناة على قصد
سلام عليها قد شجيت ببعدها
فلا هي تدنيني ولا أنا بالجلد
وغر أناساً مني الحلم برهة،
وفي الحلم ما يعلي، وفي الحلم ما يردي
فإن أبد حلما لا أكن متضائلاً،
وإن أنتقم أقدم على الأسد الورد
وكيف أخشى بالهجاء من العدى
ولي مقول أمضى من الصارم الفرد(33/289)
وقد عجمتني الحادثات فصادفت
صبوراً على اللأواء منشحذ الحد
يلاقونني بالبشر والرحب خدعة
وكل طوى كشيحه مني على حقد
وكيف انخداع الذئب، والذئب خادع
ختول على الحالات للبطل النجد
يعدون لي الإرجاف ما غبت عنهم
تشفي غمر لا يريم ولا يجدي
وما رمت منهم جانبا فوجدته
منيعاً، ولا أعملت في صعبهم جهدي
ولكنني أغضي إلى وقت غرة
فأهتبل المغرور مقتنصا وحدي
ومن يعجل الأعداء قبل تمكن
فذاك الذي لم يبن أمراً على وكد
وقد فاتهم شأوي بتقصير شأوهم
ذخائر ما في الصدر من صادق الود
ليهنئ أخلاي الذين أودهم
ذخائر ما في الصدر من صادق الود
فما أنا بالقالي ولا الطرف الذي
إذا ود ألهاه الطريف عن التلد
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> طلمَتْ عينُكِ عيني إنّها
طلمَتْ عينُكِ عيني إنّها
رقم القصيدة : 25810
-----------------------------------
طلمَتْ عينُكِ عيني إنّها
بادَلَتْها بالرُّقادِ الأرَقَا
سُلِّطَ الشِّوقُ على الدَّمعِ فما
هبَّ داعي الشّوقِ إلا اندفقا
كنتُ لا أمنحُ قلبي سُؤلَهُ
ولقَد كنتُ عليهِ شَفِقَا
فتَمادَى القلبُ في بحرِ الهَوى
يركَبُ التّغريرَ حتى غَرِقَا
أيّها النّادبُ قوماً هلكوا
صارت الأرصُ عليهم طبِقا
أُندُبِ العُشّاقَ لا غَيرَهُمُ
إنّما الهالكُ من قد عشقا
أشرق الميدانُ فاستنكرتهُ
كيف لا أعرفُ تلكَا لطّرقا
خبَّروني أنَّها مرَّتْ به
قُلتُ: مِنْ ثَمّ أراهُ مُشْرِقَا
فشَمَمْتُ الرّيحَ من تِلقائِها
فاستطارَ القلبُ منِّي شَقِقا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا قومُ طالَ إلى الحجازِ تَشَوُّقي
يا قومُ طالَ إلى الحجازِ تَشَوُّقي
رقم القصيدة : 25811
-----------------------------------
يا قومُ طالَ إلى الحجازِ تَشَوُّقي
وبكيتُ من مضضِ الهمومِ الطُّرَّقِ
إنّي أُحاذرُ أن أموتَ بغُصَّة ٍ
أخلِقْ بذلك يا ابنَ أحنفَ أخلِقِ
من حُبِّ جارِيَة ٍ لَهِجْتُ بذِكرِها
خَوْف الفراقِ فصِرْتُ كالمُتَعَلِّقِ(33/290)
أزفَ المَسيرُ لأهلِها فتَفَرّقُوا
لوْ كنتُ أملِكُ ذاك لم نتَفَرّقِ
وكأنّنا لم نجتمع في بلدة ٍ
وكأنّنا في خَلوة ٍ لم نلتقِ
وبَقيتُ أسبَحُ في بحُورِ هَواهُمُ
ما أحسَنَ الحالاتِ إنْ لم نَغرَقِ
يا لَيتني لم أهوَكمْ بل لَيتَكُمْ
لم تَخرُجُوا بل لَيتَني لم أُخْلَقِ
لوْ أنّ أعضائي تَشَكّى ما بِهَا
لَشَكَا إليكُمْ كلُّ عُضْوٍ ما لَقي
فعَدَدْنَ منهُ ما يَضِقْنَ بِعَدِّهِ
ولَكانَ أعظَمَ منهُ أيضاً ما بَقي
دعْ عنك من شحَطَتْ نَواه ولا تكنْ
تَبغي من الأشياء ما لم تُرْزَقِ
إنّ العَواذِلَ قد أشَعنَ حَديثَنا
فالنّاسُ بينَ مُكذِّبٍ ومُصَدِّقِ
يا من يُكذِّبُ في الهَوى أهلَ الهوى
اذهبْ إليك فأنتَ غيرُ مُوَفَّقِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> زاركَ في البستانِ طيفٌ طَروقْ
زاركَ في البستانِ طيفٌ طَروقْ
رقم القصيدة : 25812
-----------------------------------
زاركَ في البستانِ طيفٌ طَروقْ
ألَمَّ من فوزٍِ فنفسي تتوقْ
يا بأبي الزَّوْرَ الذي زَارَنا
باتَ رَفيقاً لي فنِعْمَ الرّفيقْ
يافوزُ قد طالتْ بكم شِقوتي
يا فوزُ قد حُمِّلتُ مالا أطيقْ
والمرءُ قَد يُرْزَقُ أعداؤهُ
مِنهُ ويَشقَى بالصّديقِ الصّديقْ
لا خير في حبّكمُ إنّني
نَوْمي أسِيرٌ وبُكائي طَليقْ
وَاكُرْبَتَا مِنْ حَرّ هذا الهَوَى
كأنّما في الجوفِ منه حريقْ
واعَوْلَتَا مِن حَزَنٍ داخِلٍ
ومن زفيرٍ بعدَهُ لي شهيقْ
لا يهتدي قلبي إلى غيركُمْ
كأنّمَا سُدّ عَلَيْهِ الطّرِيقْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> كذَبتُ على نَفسي فحَدّثتُ أنّني
كذَبتُ على نَفسي فحَدّثتُ أنّني
رقم القصيدة : 25813
-----------------------------------
كذَبتُ على نَفسي فحَدّثتُ أنّني
سلوتُ لكيما ينكروا حينَ اصدُقُ
وما عن قِلى ً مني ولا عن مَلالَة ٍ
ولكِنّني أُبقي عليكِ وأُشفِقُ
وما الهجرُ إلَّا جُنَّة ٌ لي لبستها
أقيكِ بها مِمّا نَخافُ ونَفْرَقُ(33/291)
عَطَفتُ على أسرارِكمْ فكَسَوْتُها
قميصاً من الكتِمانِ لا يَتَخَرّقُ
ولي عبرتان ما تفيقانِ ، عبرة ٌ
تَفيضُ وأُخرَى بالصَّبابة ِ تُخْنَقُ
ويوْمانِ يَوْمٌ فيهِ جِسمي معذَّبٌ
بما بي ، ويومٌ بالتَّفكُّرِ مُطرقُ
وأكبَرُ حَظّي منكِ أنّي إذا جرَتْ
ليَ الرّيحُ من تِلقائكم اتنشَّقُ
وقد زعم َالحرُّ ابنُ نوفلَ أنَّ ذا
أصَبُّ وأجرَى للدّموعِ وأشوقُ
فقلتُ له : يا ليتَ حظِّي أنّها
إذا لم تحقّقْ لي الهوى تتخلَّلُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إنّكِ لا تعرفين ما الهمُّ والـ
إنّكِ لا تعرفين ما الهمُّ والـ
رقم القصيدة : 25814
-----------------------------------
إنّكِ لا تعرفين ما الهمُّ والـ
ـغمُّ ولا تعلمين ما الأرَقُ
أنا الذي لا تَنامُ عيني ولا
ترقا دموعي مادام بي رمقُ
أُحرَمُ منكُمْ بما أقولُ وقَدْ
نالَ به العاشقون من عَشِقُوا
صِرْتُ كأنّي ذُبالة ٌ نُصِبتْ
تُضيءُ للنّاسِ وهي تحترقُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أزارَ أبا الفضلِ الخيالُا لمؤرِّقُ
أزارَ أبا الفضلِ الخيالُا لمؤرِّقُ
رقم القصيدة : 25815
-----------------------------------
أزارَ أبا الفضلِ الخيالُا لمؤرِّقُ
لفوزٍ ؟ نعم والطيفُ ممّا يشوِّقُ
تَنَامُ عيُونُ الكاشِحِينَ قَرِيرَة ً
وعَيني بأصنافِ البُكَا تَتَدفّقُ
فَيَا عَجَبا للعَينِ! أمّا رُقادُها
فعانٍ وأمَّا الدّمعُ منها فمطلقُ
وما النّاسُ إلا العاشقونَ ذوو الهوى
ولا خير فيمن لا يحبُّ ويعشقُ
عَجبتُ لَفوْز خَوّفَتني بَبَينِها
وقد علِمتْ أنّي من البينِ مُشفُقُ
لقد سَعِدَ الحُجّاجُ إذ كنتِ فيهِمُ
وحُقَّ لهم أن يسعدوا ويوفَّقوا
إذا لمتُها قالت : وعيشِكَ إنّنا
حِراصٌ ولكنّا نخافُ ونشفقُ
وإن كنت َمشتاقاً إلى أن تزورنا
فنحنُ إلى ما قلتَ من ذاكَ أشوقُ
فما أنسَ مِلأشْياء لا أنس قَوْلَها:
ألا اخرُجْ بلا زادٍ فإنّكَ مُوبَقُ
وقد نذرت إن سلَّمَ اللهُ نفسها(33/292)
ونفسي لها شهراً تَصُومُ وتُعتِقُ
فلَمّا خَرَجنا استعبَرَتْ وتَنَفّسَتْ
وبادرها دمعُ الهوى يترقرقُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ويلي على الشّادنِ ذي القُرطَقِ
ويلي على الشّادنِ ذي القُرطَقِ
رقم القصيدة : 25816
-----------------------------------
ويلي على الشّادنِ ذي القُرطَقِ
أبلَجَ مثلَ القمرِ المُشرقِ
مَرّ فنَاجَى بالهَوَى طَرْفُهُ
طرفي ولم أنطقْ ولم ينطِقِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إنّ الذي استخبرتهُ عنكمُ
إنّ الذي استخبرتهُ عنكمُ
رقم القصيدة : 25817
-----------------------------------
إنّ الذي استخبرتهُ عنكمُ
أشعلَ في قلبيَ مثلَ الحريقْ
خبَّرَ عن شكواكمُ بالذي
يبكي لهُ كلُّ خليلٍ صديقْ
وانهَلّتِ العَينَانِ مِنْ قَوْلِهِ
وطار قلبي كالجناحِ الخفوقْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> كيف المريضُ الذي تُحمى عيادتهُ
كيف المريضُ الذي تُحمى عيادتهُ
رقم القصيدة : 25818
-----------------------------------
كيف المريضُ الذي تُحمى عيادتهُ
إنّي علَيهِ لَذو خَوْفٍ وإشفاقِ
يُرْقى ليَسكُنَ ما يَلقى وبي سقَمٌ
من حُبّهِ لازِمٌ ما إنْ لَهُ رَاقِ
يا ليتَ ما بكِ من سُقمٍ تحوَّلَ بي
إنّي إلى ذاكَ ياسؤلي بأشواقِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> نَفسي الفِداءُ لهذا المَريـ
نَفسي الفِداءُ لهذا المَريـ
رقم القصيدة : 25819
-----------------------------------
نَفسي الفِداءُ لهذا المَريـ
ـض أمسى الفؤادُ عليهِ شفيقا
سأُلزِمُ عَينيّ طولَ البُكاء
فَلا تَستَفِيقانِ حتى يُفيقَا
العصر العباسي >> البحتري >> أبا الحسين دعاء من فتى علقت
أبا الحسين دعاء من فتى علقت
رقم القصيدة : 2582
-----------------------------------
أبا الحسين، دعاء من فتى علقت
يداه منك بحبل غير مجدود
إني بدولتك الغراء في شرف
أعلو بذكرك فخراً غير مردود
يجلني لك أقوام لما عرفوا
من خدمة قدمت إجلال تمجيد(33/293)
وأنت أولى وأحرى أن تتمم ما
قد كان من نعم عندي بتجديد
فأنت أكرم منسوب إلى كرم
وأنت أجود مرتاح إلى الجود
وأنت طود الحجى في الناس، قد علموا
وأنت فجر الدجى في الأزمن السود
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> بكيتُ غداة َ بنتِ بدمعِ عينٍ
بكيتُ غداة َ بنتِ بدمعِ عينٍ
رقم القصيدة : 25820
-----------------------------------
بكيتُ غداة َ بنتِ بدمعِ عينٍ
لهُ قَرِحَتْ جُفُوني والمَآقي
وأقلقني فِراقُكِ إذ دعاني
لحَيني بغتتة ً فمتى التلاقي ؟
لَقَد هدّ الهَوى بَدَني وأضْنى
فؤادي الهمُّ من طولِ اشتياقي
أعلِّلُ بالمنى نفسي ومالي
سوى اليأسِا لذي فيهِ احتراقي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> قد سحَّبَ النّاسُ أذيالَ الظُّنون بنا
قد سحَّبَ النّاسُ أذيالَ الظُّنون بنا
رقم القصيدة : 25821
-----------------------------------
قد سحَّبَ النّاسُ أذيالَ الظُّنون بنا
وفرّقَ النّاسُ فينا قولَهم فِرقا
فجاهلٌ قد رما الظَّنِّ غيركُمُ
وصادِقٌ ليسَ يَدري أنّهُ صَدقَا
يظِنُّ هذا وذا ماليسَ يعرفهُ
ودمعُ عيني بما أُخفيهِ قد نَطَقَا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> جسَرْتُ على بابِ الهوى فدخلتهُ
جسَرْتُ على بابِ الهوى فدخلتهُ
رقم القصيدة : 25822
-----------------------------------
جسَرْتُ على بابِ الهوى فدخلتهُ
فقد جاءني منه ُ الذي كنتُ أفرَقُ
فما ذاقَ طعم الموتَِ في كأسِ لذَّة ٍ
ولا سهِرَتْ عينُ امرىء ليس يَعشَقُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> هَلاّ رَحمِتُمْ مَوْقِفي بفنائِكمْ
هَلاّ رَحمِتُمْ مَوْقِفي بفنائِكمْ
رقم القصيدة : 25823
-----------------------------------
هَلاّ رَحمِتُمْ مَوْقِفي بفنائِكمْ
متحيِّراً لنسيمكمْ أتشوَّقُ
متلدِّداُ أرنو إلى من مرَّ بي
مثل الغريق بما لقي يتعلَّقُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> تعِسَ الغرابُ لقد جرى بفِراقِ(33/294)
تعِسَ الغرابُ لقد جرى بفِراقِ
رقم القصيدة : 25824
-----------------------------------
تعِسَ الغرابُ لقد جرى بفِراقِ
هَلاّ جَرَى بتَزاوُرٍ وتَلاقِ
كيفَ التّخَلُّصُ من هواكِ وإنّما
أخذَ الإلَهُ على الهَوَى مِيثاقي
ورضيتُ بعد تنكُّبي طرقَ الهوى
أن قيلَ : صاحبُ راية ِ العشَّاقِ
قد كنتُ أشفقُ قبلَ ان يقع الهوى
لوكانَ عنّي مغنياً إشفاقي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يقولونَ : لو ألهمتَ قلبكَ غيرها
يقولونَ : لو ألهمتَ قلبكَ غيرها
رقم القصيدة : 25825
-----------------------------------
يقولونَ : لو ألهمتَ قلبكَ غيرها
سلوتَ ولا شيءٌ سواها يوافقهْ
ولوْ كنتُ مِمّن يَمذُقُ الحُبَّ كاذِباً
وجدتُ كثيراً غيرها من أماذقهْ
جحدتُ الهوى حتّى إذا كشفَ الهوى
غطاءَ جُحودي واستَنارَتْ حَقائقُهْ
سَكَتُّ ولم أمْلِكْ شَهاداتِ حُبّكمْ
ونمَّتْ على وجهي وجسمي نواطقهْ
وأصبَحتُ مُسوباً إلى العشقِ كُلّما
ذُكِرْتُ ولاَ يَدرونَ مَن أنا عاشِقُهْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> طالَ لَيلي واشتِياقي
طالَ لَيلي واشتِياقي
رقم القصيدة : 25826
-----------------------------------
طالَ لَيلي واشتِياقي
ويَحَ نَفسي ما تُلاقي
من أمورٌ تعتريها
هي منها في السّياقِ
فاشفَعُوا لي عندَ فَوزٍ
فلَقَد طالَ اشتِياقي
أسهَرُ اللّيلَ كأنّي
مِن هَواها في وَثَاقِ
لا أُطِيقُ الصّبرَ عَنها
ضِقتُ ذَرْعَاً بالفِراقِ
لستُ أسلو عن هواها
أبَداً حَتى التّلاقي
آهِ مِنْ حُبّكِ وَيلي
هوَ لي مرُّ المذاقِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أضِنُّ عن الدنيا بطرفي وطرفها
أضِنُّ عن الدنيا بطرفي وطرفها
رقم القصيدة : 25827
-----------------------------------
أضِنُّ عن الدنيا بطرفي وطرفها
فهَل بعْدَ هذا مِن مَقالٍ لمُشفِقِ
ألا لَيْتَنا نَعمَى إذا حَيِلَ بَينَنا
وتجلى لنا أبصارنا حينَ نلتقي(33/295)
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> تعِسَ المستقلُّ خمسَ ليالٍ
تعِسَ المستقلُّ خمسَ ليالٍ
رقم القصيدة : 25828
-----------------------------------
تعِسَ المستقلُّ خمسَ ليالٍ
لمُوافاة ِ مَنْ بأرْضِ العِراقِ
لم تَطُلْ غايَة ُ المَسيرِ عَلَيهِ
إنّما طُولُها على العُشّاقِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> لقد كلِفتْ نفسي من النّاس بالذي
لقد كلِفتْ نفسي من النّاس بالذي
رقم القصيدة : 25829
-----------------------------------
لقد كلِفتْ نفسي من النّاس بالذي
يَرَى الهجرَ فُرْقاناً فليسَ يُفارِقُهْ
فكيفَ بمن لا وصل أرجوه عندهُ
ولا هو منّي سامعٌ ما أُناطقهْ
العصر العباسي >> البحتري >> بطول ضنى جسمي بكم وتبلدي
بطول ضنى جسمي بكم وتبلدي
رقم القصيدة : 2583
-----------------------------------
بطول ضنى جسمي بكم وتبلدي
بقوة حبيكم، وضعف تجلدي
بحبي، بذلي، بالجوى، بتحيري،
بسقمي، بضعفي، باتصال تلددي
بما أنزل الله العظيم جلاله
قرانا على لفظ النبي محمد
ترفق فإني المرء أوهنت
جسمه بلا خطإ قد كان بل بتعمد
تصدق على مسكينكم بنوالكم
فهأنذا ممدودة نحوكم يدي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا قليلَ الوفاءِ أنتَ مليكٌ
يا قليلَ الوفاءِ أنتَ مليكٌ
رقم القصيدة : 25830
-----------------------------------
يا قليلَ الوفاءِ أنتَ مليكٌ
ظالمٌ لَيسَ يَرْحَمُ المَملُوكَا
قد تركتَ الكتابَ منكَ إلَينا
خُلُقاً لم يزلْ، فديتُكَ، فيكَا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ظَهرِ الخَفاءُ فقلتُ: إن عاتبتُها
ظَهرِ الخَفاءُ فقلتُ: إن عاتبتُها
رقم القصيدة : 25831
-----------------------------------
ظَهرِ الخَفاءُ فقلتُ: إن عاتبتُها
كان العتابُ لودِّنا استهلاكا
وطمعتُ أن تبقى بيننا
موصولة ً فتركتُ ذاكَ لذاكَ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> مجلسٌ يُنسبُ السّرور إليهِ
مجلسٌ يُنسبُ السّرور إليهِ(33/296)
رقم القصيدة : 25832
-----------------------------------
مجلسٌ يُنسبُ السّرور إليهِ
بمحِبٍ ريحانهُ ذكراكِ
كلّما دارتِ الزّجاجة ُ زَادَتْـ
ـهُ اشتياقاً وحُرقة ً فبكاكِ
لم ينلْكِ الرَّجاءُ أن تحضريني
وتجافَت أمنِيّني عن سِوَاكِ
فتمنَّيتُ أن يغشِّيني اللَّـ
ـهُ نُعاساً لَعلّ عَيني تَرَاكِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إن الغلامَ الذي أعطاكِ خاتمَهُ
إن الغلامَ الذي أعطاكِ خاتمَهُ
رقم القصيدة : 25833
-----------------------------------
إن الغلامَ الذي أعطاكِ خاتمَهُ
في سَطحِ أزهَر قد أبلاهُ ذكرَاكِ
ما زالَ بعدَكِ مُذ فارَقتِهِ دَنِفاً
يُمسي ويُصبحُ صَبّاً ليس يَنساكِ
أمسى لأهلكِ جاراً ما علمتُ بهِ
لو تطلبين إليه النّفسَ أعطاكِ
هل تعرِفينَ العلاماتِ التي وُصِفَتْ؟
أيَّاكِ أعني بما عَرَّضتُ إيَّاكِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> رَاحتي في الكَلامِ حتى أراكِ
رَاحتي في الكَلامِ حتى أراكِ
رقم القصيدة : 25834
-----------------------------------
رَاحتي في الكَلامِ حتى أراكِ
إنَّ بي منكِ شاغلا ً عن سواكِ
تعِسَ الهجرُ والذي شأنهُ الهجـ
ـرُ منَ النّاسِ كلِّهم حاشاكِ
لستِ تَرضَينَ عن كَئيبٍ، وإنّي
لستُ أدري ما حيلتي في رِضَاكِ
فإذا قيلَ: مَن تُحِبُّ؟ تَخَطّا
كِ لساني وأنتِ في القلبِ ذاكِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> لقد شامتكَ يا عبّا
لقد شامتكَ يا عبّا
رقم القصيدة : 25835
-----------------------------------
لقد شامتكَ يا عبّا
سُ يومَ السَّطحِ عيناكا
وقد أسعدَ ذاكَ اليو
مُ أقواماً وأشقاكا
إذا ما كانَ في بَغدا
دَ من تهوى ويهواكا
فلا فَرّجَ عنكَ اللّـ
ـهُ إن لم تأتِ مَثْوَاكَا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إنّما عَتبي عَلَيها
إنّما عَتبي عَلَيها
رقم القصيدة : 25836
-----------------------------------
إنّما عَتبي عَلَيها
بعد أن كان عليكا(33/297)
كنتُ أشكوكَ إليها
صرتُ أشكوها إليكا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> عيونُ العائداتِ تراكِ دوني
عيونُ العائداتِ تراكِ دوني
رقم القصيدة : 25837
-----------------------------------
عيونُ العائداتِ تراكِ دوني
فَيا حَسَدي لعَينَيْ مَنْ يَراَكِ
أُريدُكِ بالكَلامِ فأتّقيهِمْ
فأعْمِدُ بالكَلامِ إلى سِواكِ
وأُكْثِرُ فيهِمُ ضَحِكي ليَخفَى
فسِنِّي ضاحكٌ والقلبُ باكي
أما والله لوْ تَجِدينَ وَجدي
لَقَلقْلَ ما وَجدتِ إذاً حَشَاكِ
وقاكِ اللهُ كلَّ أذى ً بنفسي
وعَجّلَ يا ظَلُومُ لَنا شِفاكِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا أيّها المحمومُ نفسي فداكْ
يا أيّها المحمومُ نفسي فداكْ
رقم القصيدة : 25838
-----------------------------------
يا أيّها المحمومُ نفسي فداكْ
هل لي من الدّنيا سرورٌ سواكْ
قد كان بي سُقمٌ فقد زادني
سُقْمُكَ سُقْماً وبلايا دِرَاكْ
فليتني حُمِّلتُ ذاكَ الذي
تَلقَى لكي أجمَع هذا وذاكْ
أنتَ لعَمري عارِفٌ أنّني
لا أجِدُ الرّاحة َ حتى أرَاكْ
عذّبتَ بالجفوة ِ قلبي فلو
تَكَلّمَ القَلبُ بشيءٍ شَكاكْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ولائمٍ في السُّمرِ من جَهلِهِ
ولائمٍ في السُّمرِ من جَهلِهِ
رقم القصيدة : 25839
-----------------------------------
ولائمٍ في السُّمرِ من جَهلِهِ
مُستَهلِكٍ في البِيض ذي محْكِ
فقلتُ، إذْ لامَ، مُجيباً لهُ:
مَن يَعدِلُ الكافُورَ بالمِسْكِ
هَتكتُ في الأُدْمِ ستورَ الهَوى
فإنّما الرّاحة ُ في الفتكِ
العصر العباسي >> البحتري >> جعلت فداءك من كل سوء
جعلت فداءك من كل سوء
رقم القصيدة : 2584
-----------------------------------
جعلت فداءك من كل سوء
أتاني الشتاء بقر شديد
ولي حرمة حقها واجب
بعمي حميد بن عبد الحميد
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا مَن تبَاشرَتِ القُبُورُ بمَوْتِهِ
يا مَن تبَاشرَتِ القُبُورُ بمَوْتِهِ(33/298)
رقم القصيدة : 25840
-----------------------------------
يا مَن تبَاشرَتِ القُبُورُ بمَوْتِهِ
قصد الزّمانُ لمهلكي فرماكِ
أبغي الأنيس فلا أرَى لي مُؤنِساً
إلاّ التّرَدُّدَ حيثُ كنتُ أرَاكِ
ملكٌ بكاكِ فطالَ بعدكِ حزنهُ
لو يستطيع بملكه لفداكِ
يحمي الفؤاد من النّساء حَفيظَة ً
كي لا يحلَّ حمى الفؤاد سواكِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ألا رجلٌ يبكي لشجو أبي الفضلِ
ألا رجلٌ يبكي لشجو أبي الفضلِ
رقم القصيدة : 25841
-----------------------------------
ألا رجلٌ يبكي لشجو أبي الفضلِ
بعبرة عينٍ دمعها واكفُ السَّجلِ
كفى حزنا أنّي وفوزاً ببلدة ٍ
مقيمانِ في غير اجتماعٍ من الشَّملِ
أما والذي ناجي من الطورِ عبدهُ
وأنزلَ فرقاناً وأوحى إلى النّحلِ
لقد وَلَدَتْ حَوّاءُ منكِ بَلِيّة ٍ
عَليّ أُقاسِيها وخَبْلاً من الخَبلِ
ألا إنّما أنْعى حَياتي إلَيكُمُ
وأبكي على نفسي قتيلاً بلا ذحلِ
ولوْ كنتمُ مِمّن يُقادُ لمَا وَنَتْ
مصاليتُ قومي من حنيفة َ أو عِجلِ
أرى الناس لا يرْضَى ذوو العشق منهمُ
بشيء سوى حسن المؤاتاة والبذلِ
وإنّي ليرضيني الذي ليسَ بالرّضا
وتقنعُ نفسي بالمواعيد والمطلِ
هنيئاً لمن يحظى لدى من يحبُّهُ
وَيا وَيحَ من يشقى بذي الهجرِ والبخلِ
سلامٌ عليكمْ عذِبوا أو تعطّفوا
سأجهَدُ أن ترْضَوا لأُدرِك أوْ أُبلي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ألا إنّ فوزاً أفسَدَتْني على أهْلي
ألا إنّ فوزاً أفسَدَتْني على أهْلي
رقم القصيدة : 25842
-----------------------------------
ألا إنّ فوزاً أفسَدَتْني على أهْلي
وقد كنتُ من فوز عن النّاس في شُغلِ
وما لي عَدُوٌّ غيرَ قَلبي فإنّهُ
هو المُورِطي في كلّ خَبلٍ من الخَبلِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ألا ذهَبتْ فوزٌ بعَقلِ أبي الفَضلِ
ألا ذهَبتْ فوزٌ بعَقلِ أبي الفَضلِ
رقم القصيدة : 25843
-----------------------------------(33/299)
ألا ذهَبتْ فوزٌ بعَقلِ أبي الفَضلِ
وما خلتُ إنساناً يعيشُ بلا عقلِ
إلى الله أشكُو أنّ فوزاً بَخيلَة ٌ
تعذّبني ولاوعد منها وبالمطلِ
وأنّي أرَى أهلي جميعاً وأهْلَها
يسرُّهمُ لو بان من حبلها حبلي
فيا رَبّ لا تُشمِتْ بنا حاسِداً لنا
يراقبنا من أهل فوزٍ ولا أهلي
وما بيننا من ريبة ٍ فيراقبا
ولا مثلها يرمى بسوءٍ ولا مثلي
وإنّى لأرْعى حَقَّ فوْزٍ وأتّقي
عليها عنون الكاشحينَ ذوي الختلِ
وأنّي وإيّاها كما شَفّنا الهَوَى
لأهلُ حِفاظٍ لا يُدنَّسُ بالجَهلِ
وإنّي وكتماني هواها وقد فَشَا
كذي الجهل تحت الثوْبِ يضربُ بالطبل
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> كأنّي لم أكن شجناً لفوزٍ
كأنّي لم أكن شجناً لفوزٍ
رقم القصيدة : 25844
-----------------------------------
كأنّي لم أكن شجناً لفوزٍ
ولم يكثر عليّ لها عويلُ
ولم يسعَ الرّسولُ إليّ منها
بأحسَنِ ما يجيء بهِ الرّسولُ
ولم نجلِسْ جَميعاً في خَلاءٍ
نُسَرُّ بما أقُولُ وما تَقُولُ
ولو حدّثتمُ عني وعنها
عَلِمتُمْ أنّ قصّتَنا تَطُولُ
وكُنّا آيَة ً للنّاسِ دَهْراً
إذا وصف الخليلة ُ والخليلُ
ألا يافوزُ أنتِ صرمتِ حبلي
وصرمُكِ عندنا خطبٌ جليلُ
وكنتُ أظنُّ أنّا سوْفَ نَبلَى
وما بيني وبينكِ لا يزولُ
فلو قويتْ لعزّتْ عنكِ نفسي
وكنّ المحبّ هو الذّليلُ
إلى الرّحمن أشكو حبَّ فوزٍ
وجسماً شفَّهُ سقمٌ دخيلُ
سأهجرُ كلَّ أنثى بعد فوزٍ
وأنكرها وذاك لها قليلُ
وأكتُمُ سرَّها ما عشتُ حتى
أموتَ ولا أخونُ ولا أحولُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> لأعظم حادثٍ حُبِسَ الرّسولُ
لأعظم حادثٍ حُبِسَ الرّسولُ
رقم القصيدة : 25845
-----------------------------------
لأعظم حادثٍ حُبِسَ الرّسولُ
وأُمسِكَ عنكَ وانقَطعَ الخَليلُ
فلا كُتْبٌ تؤدّي عنكَ عذراً
ولا أحَدٌ يُؤدّي ما تَقُولُ
فمنكِ بكِ استجرتُ وأنتِ حسبي
وشاهدُ ما لقيتُ بكِ النُّحولُ
خذي بالعفو يا أملي وعودي(33/300)
على مَن لا يَحُولُ وَلا يَزُولُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يقولون لي : واصل سواها لعلّها
يقولون لي : واصل سواها لعلّها
رقم القصيدة : 25846
-----------------------------------
يقولون لي : واصل سواها لعلّها
تغارُ وإلاّ كان في ذاكَ ما يسلي
ووالله، ما في القلبِ مثقالُ ذَرّة ٍ
لأخرى سواها إنّ قلبي لفي شغلِ
عجبتُ لأبدانِ المحبّينَ قُوِّيتْ
بحملِ الهوى إنّ الهوى أثقلُ الثِّقلِ
حَمَلتُ الهَوى حتى إذا قمتُ بالهَوى
خررتُ على وجهي وأثقلني حملي
سَقَى الله بابَ الجِسرِ والشّطَّ كُلَّهُ
إلى قرية ِ النّعمانِ والدّير ذي النّخلِ
إلى الدّوِّ فالوَّوْحاء فالسيِّبِ ذي الرُّبا
إلى منتهى الطاقاتِ مستحقر الوبلِ
منازلُ فيما بينهنّ أحبّة ٌ
لها وهيَ مِمّا قد أرَدْنَ على جَهلِ
كأَنْ لم يكُنْ بَيني وبَينَهُمُ هَوى ً
ولم يَكُ مَوْصُولاً بجَبلِهِمُ حَبْلي
بحُرْمَة ِ ما قد كانَ بَيني وبَينَكُمْ
منَ الوُدّ إلاّ ما رَجَعتمْ إلى الوَصْلِ
وإلاّ اقتُلُوني أستَرِحْ من عَذابكُمْ
عذابُكُمُ عندي أشَدُّ منَ القَتلِ
فلم أر مثلي كانَ عاتبَ مثلكمْ
ولا مثلكمْ في غير ذنبٍ جفا مثلي
وإنّي لأستَحيي لكُمْ من مُحدِّثٍ
يُحدِّثُ عنكُمْ بالمَلالِ وبالخَتْلِ
وكم من عدوِّ رقَّ لي وتكشّفتْ
حزونته لي عن ثرى جانب سهلِ
زماني فلمّا أقصدتني -- سهامهُ
بكَى لي وشامَ الباقياتِ منَ النَّبْلِ
وقد زعمتْ يمنٌ بأنّي أردتها
على نفسها ، تبّاً لذلكَ من فعلِ
سَلُوا عن قميصي مثل شاهدِ يوسفٍ
فإنّ قَميصي لم يكن قُدَّ من قُبلِ
ومجتهداتٍ في الفساد حواسدٍ
تآزَرْنَ فيما بَينَهُنّ فجِئْنَها
على وجه إلقاء النّصيحة للمَحلِ
يُعَرِّضْنَ طوراً بالتّغاضي وتارَة ً
يُعاتِبنَها بالجِدّ مِنهنّ والهَزْلِ
وما زِلنَ حتى نِلنَ ما شِئنَ بالرُّقَى
وحتى أصاختْ للخَديعة ِ والخَتلِ
وحتى بدَتْ منها المَلالة ُ والقِلَى
وعَهدي بفَوْزٍ لا تَمَلُّ وَلا تَقْلي(33/301)
فلمّا انقضَى الوَصْلُ الذي كان بَينَنا
شَمِتنَ جميعاً واسترَحنَ منَ العَذلِ
وقد قال لي أهلي كما قال أهلها
لها غيرَ أنّي لم أُطعْ في الهَوى أهلي
وإنّي لكالذّئبِ الذي جاء واعِظٌ
إلَيهِ ليَنهاهُ عنِ الغَنَمِ الخُطلِ
فالَ له : دعني فإنّي مبادرٌ
لها قبل أن تمضي فما جئتَ للعدلِ
وأرضتْ بسخطي معشراً كان سخطهم
يَهونُ علَيها في رِضَايَ ومن أجْلي
ولم ترعَ ممشاها وممشى فتاتها
تنادم عبد اللهِ والرّجلَ الذُّهلي
فلمّا أضاء الصُّبحُ قمنا جماعة ً
لتشييعها نخفي خطانا على رِسْلِ
إذا النّاسُ قالوا: كيفَ فوزٌ وعهدُها؟
خرستُ حياءً لا أُمرُّ ولا أُحلي
فكوني كليلى الأخيليّة ِ في الهوى
وإلاّ كلُبنى أو كعَفراءَ أوْ جُمْلِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> وَصَلتُ فلَمّا لم أرَ الوَصْل نافعي
وَصَلتُ فلَمّا لم أرَ الوَصْل نافعي
رقم القصيدة : 25847
-----------------------------------
وَصَلتُ فلَمّا لم أرَ الوَصْل نافعي
وقَرّبتُ قُرْباناً فلَم يُتَقَبَّلِ
بلوتُكِ بالهِجرانِ عَمداً وإنّني
على العهدِ لم أنقُضْ ولم أتَبَدّلِ
وعذّبتُ قلبي بالتّجلُّدِ صادياً
إليكِ وإن لم يَصْفُ لي منكِ منهلي
فلمّا نقلتُ الدّمعَ من مستقَّرِّه
إلى ساحة ٍ من خدّ حرّانَ مُعوِلِ
وأظلمتِ الدّنيا عليّ برحبها
وقلقلني الهجرانُ كلّ مقلقلِ
عتبتُ على نفسي وأقبلتُ تائباً
إليكِ متابَ المذنب المتنصّلِ
فما زدتني إلاّ صدوداً وغلظة ً
وقد كنتُ عن دار الهوان بمعزِلِ
فواللهِ ما أدري أأشكوكِ دائتاً
لآخِرِ ما أولَيتني أوْ لأوّلِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ألمم بفوز قبل حين الرّحيلْ
ألمم بفوز قبل حين الرّحيلْ
رقم القصيدة : 25848
-----------------------------------
ألمم بفوز قبل حين الرّحيلْ
واشفِ بتَوديعِك بعض الغَليلْ
ما ينبغي أن تحرمُوا سائلاً
ظَمآنَ يَرْضَى منكُمُ بالقَليلْ
ما آفة ُ الحبّ الذي بيننا(33/302)
يا فوزُ إلى سوءَ رأي الرّسولْ
مُنِيتُ مِن أهلي ومِن أهلِها
بالجهد من كثرة قالْ وقيلْ
لي كلَّ يَوْمٍ منهمُ قِصّة ٌ
من أمَة ِ الوَاحدِ أوْ من صَقيلْ
يا أمَة َ الواحد لا تُكثِري
عذلكِ قد خالفتُ فيك العذولْ
قد غادر الحبُّ بني آدم
بين جريح مثبتْ أو قتيلْ
يا مَن يَعيبُ الحُبَّ جَهْلاً بهِ
أراكَ إنْساناً كثيرَ الفُضُولْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أيا زِهرَ المَلاحَة ِ والجَمَالِ
أيا زِهرَ المَلاحَة ِ والجَمَالِ
رقم القصيدة : 25849
-----------------------------------
أيا زِهرَ المَلاحَة ِ والجَمَالِ
فؤادكِ من سقامِ الحبّ خالِ
ولم أرَ مثل من يشكو هواهُ
إلى من لا يرقّ ولا يبالي
رَأيْتُكِ تَهتَدين إلى عَذابي
كأنّكِ تحتذين على مثالِ
أما كان النّساءُ علمن قبلي
وقبلكِ كيف تعذيبُ الرّجالِ
بَلَى لكِنّهُنّ رَأينَ رَأياً
ترين خلافه في كل حالِ
وأنتِ كأنّ قلبَكِ حين أشكُو
براه اللهُ من صمّ الجبالِ
ولا وأبيكِ ما انبسطت يميني
بفاحشَة ٍ إلَيكِ وَلا شِمالي
فَيا مَن لا تَحِنُّ إلى وِصَالي
وإن طالَ اجتِنابي واعتِزَالي
بدا لي أن أعُودَ إلى التّصَابي
فلَيتَكِ قد بَدا لكِ ما بَدا لي
فأُقسِمُ ما أرَدتُ الهَجرَ إلاّ
أمرُّ على منازل أنتِ فيها
لأصرِفَ عنكِ طَرْفاً غيرَ قالِ
وإن حدّثتُ عنكِ راى جليسي
كأنّي معرضٌ لهواكِ سالِ
إذا خُفْنا بُغاة َ النّاسِ كنّا
على حالِ الصّريمة ِ والتّقالي
وإن غفلتْ عيونهمُ رجعنا
لأحسن ما يكونُ من الوصالِ
العصر العباسي >> البحتري >> كنت المعزي بفقدي
كنت المعزي بفقدي
رقم القصيدة : 2585
-----------------------------------
كنت المعزي بفقدي،
وعشت ما عشت بعدي
أهدى إلي أخ لي
سليل مسك وورد
أرق من لفظ صب
شكا حرارة وجد
كأنه إن تجئنا
بلا انتظار ووعد
فاخلع علي سرورا
بكونك اليوم عندي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> هَجَرْتِنا يا مَلُولُ
هَجَرْتِنا يا مَلُولُ(33/303)
رقم القصيدة : 25850
-----------------------------------
هَجَرْتِنا يا مَلُولُ
والهجرُ مرٌّ ثقيلُ
إنّي بحبّكِ عمّن
ظَنَنت بي مَشغُولُ
لا تأخذيني بشيءٍ
جرت عليه السُّيولُ
تحَمّلي الذّنبَ عني
إنّ المُحبَّ حَمُولُ
لمثل هذا لعمري
يرجو الخليل الخليلُ
أما ترين عظامي
قد شَفّهُنّ نُحُولُ
أما ترين بلائي
عَليّ منهُ دَليلُ
أما ترين دموعي
لكلّ جفن مسيلُ
أنا الأسيرُ الذّليلُ
أنا الجريح ُالقتيلُ
نَشَدتُكُمْ عَلِّلُوني
إن لم يكُنْ تَنويلُ
لكي أعيش قليلاً
يقوتني التعليلُ
ثمّ انصرفتُ وما في
يَديّ منكِ فَتيلُ
صَحَّحتِ منكِ وعيداً
والوعدُ منكِ عليلُ
عدَدتِ ذاكَ جَميلاً
كما يَكونُ الجَميلُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أبكي لمَرّ الأيّامِ لا جَزِعاً
أبكي لمَرّ الأيّامِ لا جَزِعاً
رقم القصيدة : 25851
-----------------------------------
أبكي لمَرّ الأيّامِ لا جَزِعاً
مِنْ أجَلي، لَستُ سابِقاً أجَلي
لكن حذاراً من أن يغيّركِ الـ
ـدّهْرُ فإنّي مِنْهُ على وَجَلِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ألم تر أنّ سائلة ً أتتني
ألم تر أنّ سائلة ً أتتني
رقم القصيدة : 25852
-----------------------------------
ألم تر أنّ سائلة ً أتتني
فقالت وهي في طُلُسٍ بَوَالِ :
ألا اصَّدَّقْ عليّ بحَقّ فَوْزٍ!
فقلتُ لها : خذي أهلي ومالي
وندمانٍ تفرّغ من لجينٍ
لدى طودٍ من الأطواد عالِ
بكى لي إذ رأى حزني وشوقي
ومَعذُورٌ لعَمرُكَ مَن بكَى لي
وقَد دَسْتْ إليّ فتاة َ قَوْمٍ
فقالت: أصفِني مَحضَ الوصالِ
فقلتُ لها : إليكِ هواكِ عنّي
فإنّي عن هواكِ لذو اشتغالِ
وما لي توبة ٌ إن خنتُ فوزاً
وَلم تكُنِ الخِيانَة ُ مِن خِصَالي
سأهجرُ طائعاً في حبّ فوزٍ
نِساءَ العالَمِينَ ولا أُبَالي
إذا ذُكِرَ النّساءُ بحُسنِ حالٍ
فهنّ لها الفِدَا في كُلّ حالِ
مطهرة ٌ من الفحشاء تنمى
إلى أهل المكارم والمعالي(33/304)
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ألا يا لَيتَ شِعري ما أقُولُ
ألا يا لَيتَ شِعري ما أقُولُ
رقم القصيدة : 25853
-----------------------------------
ألا يا لَيتَ شِعري ما أقُولُ
وقد ضنّ الحبيبُ فما ينيلُ
جفاني ثمّ ولّى ظالماً لي
وَفي صَدري لهُ حُبٌّ دَخيلُ
لأسرع ما مللت ، فدتكِ نفسي
وخنتِ وليس يعجبني الملولُ
ولولا حبُّكمْ يا فوزُ دامتْ
لنا بلاحبّ واصلة ٌ بذولُ
عَمي بصري فليسَ يرى جمالاً
فلَيسَ على سِواكِ لهُ دَليلُ
لأنّ هواكِ في صدري مقميمٌ
أظنُّ هواكِ أقسم لا يزولُ
يظلُّ هواك مرتهناً لقلبي
وقلبي من جوى حبٍّ يحولُ
تَعرّض بَحْرُ حُبّكِ لي مَعيناً
وسالت من هواكِ به سيولُ
فتمنعني إذا يمّمتُ وصلاً
بحورٌ دونَ وَصْلكِ أو وُحولُ
أليس من البليّة ِ أن أراني
يُعَذّبُني بكُمْ شوْقٌ طويلُ
وأنّي في بِلادِكُمُ مُقيمٌ
ولَيسَ إلى لِقائِكُمُ سَبيلُ
وأنّ الشّوق قد أبلى عظامي
وليسَ يزورُني منكم رسولُ
فإمّا مُتّ مِن شَوْقي إلَيكُمْ
فَقَبْلي ماتَ من شوْقٍ جَميلُ
أراني حين أشكو ما ألاقي
أجورُ فلا اميّزُ ما أقولُ
يقولُ عواذلي: عنكَ التّمادي
فإنّك من هوى فوزٍ قتيلُ
فقلتُ لهم: دعوا نُصحي ولوْمي
فإنّي حيثُ ما مالَتْ أمِيلُ
فإنّ القَتلَ أهوَنُ من بَلائي
وقَتلي في الذي ألقَى قَليلُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> خبّروني عن رأيكم أعلى الهجـ
خبّروني عن رأيكم أعلى الهجـ
رقم القصيدة : 25854
-----------------------------------
خبّروني عن رأيكم أعلى الهجـ
ـرَانِ أم قد بدا لكم في وِصَالي
فلَعمري لقَد علِمتُ التي كا
نت أشارت عليكم باعتزالي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> تذَكّرْتُ هذا الشّهرَ في عامِنا الحالي
تذَكّرْتُ هذا الشّهرَ في عامِنا الحالي
رقم القصيدة : 25855
-----------------------------------
تذَكّرْتُ هذا الشّهرَ في عامِنا الحالي
وكنّا على حالٍ سوى هذه الحال(33/305)
لعَلّ الذي أنسَى ظَلُومَ مَوَدّتي
سَيُذكِرُها يَوْماً بعَطفٍ وإقْبَالِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> سبحانَ من خَلقَ المَلولَ مَلولا
سبحانَ من خَلقَ المَلولَ مَلولا
رقم القصيدة : 25856
-----------------------------------
سبحانَ من خَلقَ المَلولَ مَلولا
لا ستطيع إلى الوفاء سبيلا
لوْ كنتُ أصبِرُ ما كتبتُ صَحيفة ً
يوْماً إليكِ ولاَ بَعثتُ رَسُولا
ما كان ضَرّكِ من تَعاهُدِ عاشِقٍ
يُهدي التّحيّة َ بُكرَة ً وأصِيلا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> زَعَمَ الرّسُولُ بأنّكُمْ قلتُمْ لهُ:
زَعَمَ الرّسُولُ بأنّكُمْ قلتُمْ لهُ:
رقم القصيدة : 25857
-----------------------------------
زَعَمَ الرّسُولُ بأنّكُمْ قلتُمْ لهُ:
إنّا سواكم بالوصالِ نحاولُ
لا والذي سمك السّماءَ بقدرة ٍ
ما في العِبادِ لكُمْ لديّ مُعادِلُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> لعمري لقد جلبت نظرتي
لعمري لقد جلبت نظرتي
رقم القصيدة : 25858
-----------------------------------
لعمري لقد جلبت نظرتي
إلَيكِ عَليّ بَلاءً طَوِيلا
فيا وَيحَ مَنْ كَلِفتْ نَفسُهُ
بمَنْ لا يُطيقُ إلَيهِ سَبيلا
هي الشّمسُ مسكنها في السّماء
فَعَزِّ الفؤاد عزاءً جَميلا
فلَن تَستَطيعَ إلَيها الصُّعودَ
ولن تستطيعَ إليكَ النُّزولا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يبكي رجالٌ على الحياة وقد
يبكي رجالٌ على الحياة وقد
رقم القصيدة : 25859
-----------------------------------
يبكي رجالٌ على الحياة وقد
أفنى دُمُوعي شَوْقي إلى أجلي
أموتُ من قبل أن يغيّركِ الـ
ـدّهرُ وإنّي منهُ على وَجَلِ
العصر العباسي >> البحتري >> مورد ما دون العذار من الخد
مورد ما دون العذار من الخد
رقم القصيدة : 2586
-----------------------------------
مورد ما دون العذار من الخد
بورد بديع ليس من جوهر الورد
أشد البرايا بالعباد تهاونا
وأسفكهم ظلما دماء ذوي الود(33/306)
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> تَخَلّصْتُ مِمّن لم يكُنْ ذا حَفيظَة ٍ
تَخَلّصْتُ مِمّن لم يكُنْ ذا حَفيظَة ٍ
رقم القصيدة : 25860
-----------------------------------
تَخَلّصْتُ مِمّن لم يكُنْ ذا حَفيظَة ٍ
وصِرْتُ إلى مَنْ لا يُغَيّرُهُ حَالُ
فإن كان قطع الخالِ لمّا تعطّفتْ
على غَيرِها نَفسي فقد ظُلِمَ الخالُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> من كان يبكي لي لرُزْءٍ موجعٍ
من كان يبكي لي لرُزْءٍ موجعٍ
رقم القصيدة : 25861
-----------------------------------
من كان يبكي لي لرُزْءٍ موجعٍ
فاليَوْمَ يوْمُ رَزيئَتي فَلْيَبكِ لي
ظعنض الذين أحبّهمْ فتحمّلوا
نَفسي الفِداءُ لظاعنٍ مُتَحمِّلِ
ذهبوا فصرتُ خلافهم متلدّداً
متحيِّراً ذا حسرة ٍة ملمُلِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إنّ الأحِبّة َ آذَنُوا برَحيلِ
إنّ الأحِبّة َ آذَنُوا برَحيلِ
رقم القصيدة : 25862
-----------------------------------
إنّ الأحِبّة َ آذَنُوا برَحيلِ
ما حزن قلبكَ بعدهم بقليلِ
يأتون مكّة عامدين لحجّهم
ويُخَلّفُونَكَ مَيّتاً بغَليلِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ويقنعني ، ممّن أحبُّ ، كتابهُ
ويقنعني ، ممّن أحبُّ ، كتابهُ
رقم القصيدة : 25863
-----------------------------------
ويقنعني ، ممّن أحبُّ ، كتابهُ
ومنعنيهِ ، إنّه لبخيلُ
فلا أنا مَدفوعٌ إلى العَذلِ في الهَوى
ولا لي إلى حُسنِ العَزاءِ سَبيلُ
كفى حزناً أن لا أطيق وداعكم
وقد حانَ منكُمْ يا ظَلومُ رَحيلُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> مَريضٌ إن أتاهُ لَنا رَسولٌ
مَريضٌ إن أتاهُ لَنا رَسولٌ
رقم القصيدة : 25864
-----------------------------------
مَريضٌ إن أتاهُ لَنا رَسولٌ
ليُبلِغَ حاجة ً مُنِعَ الرّسولُ
تَقَطَّعُ حَسرَة ً نَفسي علَيْهِ
ولَيسَ إلى عِيادَتِهِ سَبيلُ(33/307)
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> صَحائفُ عِندي للعِتابِ طَوَيتُها
صَحائفُ عِندي للعِتابِ طَوَيتُها
رقم القصيدة : 25865
-----------------------------------
صَحائفُ عِندي للعِتابِ طَوَيتُها
ستنشر يوما والعتاب يطولُ
عتابٌ لعمري لا بنانٌ تخطُّهُ
ولَيسَ يُؤدّيهِ إليكِ رَسُولُ
سأسكتُ ما لم يجمع اللهُ بيننا
فإن نلتقي يوماً فسوف أقولُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أبكي إلى الشّرْق إن كانتْ منازِلُهم
أبكي إلى الشّرْق إن كانتْ منازِلُهم
رقم القصيدة : 25866
-----------------------------------
أبكي إلى الشّرْق إن كانتْ منازِلُهم
مّما يلي الغرْبَ خوْفَ القيل والقالِ
أقولُ بالخَدّ خالٌ حينَ أنعَتُها
خوْفَ الوُشاة ِ وما بالخدّ من خالِ
يا أغفل النّاسِ عمّا بي وأعلَمَهُمْ
بما يداوى به حزني وبلبالي
لَسنا وإن كنتَ تَجفُونا وتَقطَعُنا
بتاركيكَ على حالٍ منَ الحالِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> الآن لمّا صار مرتهناً
الآن لمّا صار مرتهناً
رقم القصيدة : 25867
-----------------------------------
الآن لمّا صار مرتهناً
قَلبي وصارَ بذكرِكِ الشُّغْلُ
أعرَضْتِ ما أعرَضْتِ رَاغبَة ً
عني فهَلاّ كانَ ذا قَبلُ
وممتِ سيّدتي مواصلتي
من قبلِ أن يَستحكمَ الوَصلُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> سأصرِمُ فوزاً وَلا ذَنبَ لي
سأصرِمُ فوزاً وَلا ذَنبَ لي
رقم القصيدة : 25868
-----------------------------------
سأصرِمُ فوزاً وَلا ذَنبَ لي
إذا ما صرمتُ المذوق الملولا
وأصرف نفسي إلى غيرها
إلى من يكون بصرمي بخيلا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ظَلومُ هَبي لي سُوءَ ظَنّكِ واعلمي
ظَلومُ هَبي لي سُوءَ ظَنّكِ واعلمي
رقم القصيدة : 25869
-----------------------------------
ظَلومُ هَبي لي سُوءَ ظَنّكِ واعلمي
بأنّ الذي بي منكِ عنهنّ شاغلُ
متى ، لَيتَ شِعري، نَلتَقي وإلى متى(33/308)
تؤدّي رسالاتي إليك الأناملُ
وأسكُتُ كي يخفى الذي بي من الهَوَى
فتشكو إلى الناسِ العظامُ النّواحلُ
وأكتُمُ جُهدي ما أُجِنُّ من الهَوى
فَتنْشُرُ ما أُخفي الدّمُوعُ الهَوامِلُ
العصر العباسي >> البحتري >> عهدي بربعك للغواني معهدا
عهدي بربعك للغواني معهدا
رقم القصيدة : 2587
-----------------------------------
عهدي بربعك للغواني معهداً
نضبت بشاشة أنسه فتأبدا
بخلت جفون لم تعرك دموعها
وقسا فؤاد لم يبت بك مقصداً
ما هاج لي نوح الحمام وما دعا
من صبوتي وصبابتي إذ غردا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> بكيتُ الدموع فلمّا انقضت
بكيتُ الدموع فلمّا انقضت
رقم القصيدة : 25870
-----------------------------------
بكيتُ الدموع فلمّا انقضت
بكيتُ الدّماءَ بها معولا
فأفنَيتُ دَمعي بطُولِ البُكَا
فما تقدرُ العينُ أن تهملا
كأنّ الهَوَى لم يَجِدْ للبَلا
ءِ في صَدرِ غَيرِي لهُ مَدْخَلا
سأستمطرُ العين إن أمسكت
فإنّ شِفَائَي أنْ تُسْبِلا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> نظرتُ وليس بي بأسٌ إليكْ
نظرتُ وليس بي بأسٌ إليكْ
رقم القصيدة : 25871
-----------------------------------
نظرتُ وليس بي بأسٌ إليكْ
فساقت نظرتي سقماً دخيلا
فأوردني حياض الموتِ طرفي
وكانَ لَهُ على قَتلي دَليلا
فإنْ يَجْعَلْ ليَ الرّحمَنُ يوْماً
إليكِ بقدرة ٍ منهُ سبيلا
فقَد سلِمتْ من المكرُوهِ نَفسي
وإلاّ لم أعِشْ إلاّ قليلا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أيا مَنْ لا يُجيبُ لدى السّؤالِ
أيا مَنْ لا يُجيبُ لدى السّؤالِ
رقم القصيدة : 25872
-----------------------------------
أيا مَنْ لا يُجيبُ لدى السّؤالِ
ويا من لا يثيبُ على الوصالِ
ويا من قوله لي حين أشكو
إلَيهِ: مُتْ بدائكَ لا أُبالي
ألستَ تَرى الذي ألقَى فتَرْثي
لطول صبابتي ولسوء حالي
وقد أبدت لك العينان أنّي ،
على طُول النَّوى ، لكَ غيرُ قالِ(33/309)
ولستُ وإن بدأتَ بقطع حبلي
على حالٍ لوصْلِكُمُ بسالِ
تَعَالى الله ما أقساكَ عني!
كذلك كلُّ طَلْقِ القلبِ خالِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> علامة ُ كلّ اثنين بينهما هوى :
علامة ُ كلّ اثنين بينهما هوى :
رقم القصيدة : 25873
-----------------------------------
علامة ُ كلّ اثنين بينهما هوى :
عتابهما في كلّ حقٍّ وباطلِ
لسانهما حربٌ ، وسلمٌ هواهما
يَجودانِ شوْقاً بالدُّموعِ الهواملِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> سألتُ بحقّ هذا الشهر ألاّ
سألتُ بحقّ هذا الشهر ألاّ
رقم القصيدة : 25874
-----------------------------------
سألتُ بحقّ هذا الشهر ألاّ
رَجَعتِ إلى المَوَدّة ِ والوِصَالِ
فأنتِ ، وإن أضعتِ الودَّ ، عندي
بمنزلة اليمين من الشّمالِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> تموتُ النّفوسُ بآجالها
تموتُ النّفوسُ بآجالها
رقم القصيدة : 25875
-----------------------------------
تموتُ النّفوسُ بآجالها
ونَفسي تموتُ بغيرِ الأجلْ
أُعَذِّبُ نَفسي بهِجرانِها
أخافُ إذا زرتها أن تملْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> الله يعَلَمُ مَن تَغَيّرَ قَلبُهُ
الله يعَلَمُ مَن تَغَيّرَ قَلبُهُ
رقم القصيدة : 25876
-----------------------------------
الله يعَلَمُ مَن تَغَيّرَ قَلبُهُ
منّي ومنكِ وم سلا وتبدّلا
ولقد بلوتِ مودتي فوجدتني
أوْفَى وأحفَظَ في المَغيبِ وأوصَلا
لوْ كنتُ أقدِرُ يا ظُلَيمَة ُ لم أغِبْ
عنكم وأتخذ الجزيرة َ منزلا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> لو كنتِ صادقة ً بما أخبرتني
لو كنتِ صادقة ً بما أخبرتني
رقم القصيدة : 25877
-----------------------------------
لو كنتِ صادقة ً بما أخبرتني
لرَأيتُ منكِ على الصّفاء دَليلا
لَسْنا نُصَدّقُكُمْ ولَوْ أخبرْتُمُ
حتى نَرَى فِعلاً يُصَدِّقُ قِيلا(33/310)
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ثِقي بي فإنّي للأمانَة ِ مَوْضِعٌ
ثِقي بي فإنّي للأمانَة ِ مَوْضِعٌ
رقم القصيدة : 25878
-----------------------------------
ثِقي بي فإنّي للأمانَة ِ مَوْضِعٌ
كفى بي فإنّي بالوفاء كفيلُ
أما إلي تسهيل ما قد حجبتمُ
لكَشفِ قِناعِ الإحتِشامِ سبيلُ؟
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أيا مُجتَني ثَمراتِ السُّرُو
أيا مُجتَني ثَمراتِ السُّرُو
رقم القصيدة : 25879
-----------------------------------
أيا مُجتَني ثَمراتِ السُّرُو
رِ بَينَ الحُزانة ِ والكافِلِ
أمَا لجَفائِكَ من غايَة ٍ
فيحيا بها أملُ الآملِ ؟
العصر العباسي >> البحتري >> هل أنت مصطبر على مضض الأسى
هل أنت مصطبر على مضض الأسى
رقم القصيدة : 2588
-----------------------------------
هل أنت مصطبر على مضض الأسى
إذ كان بينهم ورحلتهم غدا
لا تكذبن، فما أمارات النوى
للصب إلا من أمارات الردى
لؤم بعيني أن يلائمها الكرى
عن سلوة، وبمائها أن يجمدا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إنّهم إن رأوا لديكِ رسولي
إنّهم إن رأوا لديكِ رسولي
رقم القصيدة : 25880
-----------------------------------
إنّهم إن رأوا لديكِ رسولي
حقّقوا ما رأوا وكان دليلا
فانظري من رأيتِ للسّرّ أهلاً
لم يَجِدْ ظَنُّهُمْ إلَينَا سَبيِلا
ما احتملتُ الإعراض والصّدّ حتى
قالَ فينا مَنْ خِفْتُهُ أنْ يَقُولا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إنّ جُهْدَ البلاء حُبُّكَ إنسا
إنّ جُهْدَ البلاء حُبُّكَ إنسا
رقم القصيدة : 25881
-----------------------------------
إنّ جُهْدَ البلاء حُبُّكَ إنسا
ناً هَواهُ بآخَرٍ مَشغُولُ
ما عَلَينا إلاّ الجَميلُ ومَا يُشْـ
ـبهكم يا ظلومُ إلاّ الجميلُ
ما عَمَدنا ما تكرَهونَ ولَكِنْ
ساءَ ظنُّ المُحبّ فهْوَ يَقُولُ
لم أُقارِفْ ذَنْباً فأسْتَغفِرَ اللّـ
ـهَ وقد أظهَرَ الجَفاءَ الخَليلُ(33/311)
لَيْت شِعْري أمَلَّة ٌ داخَلَتْهُ
أم دهاهُ التَّحْريشُ والتَّحْمِيلُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أمسَى بُكاكَ على هَوَاكَ دَليلا
أمسَى بُكاكَ على هَوَاكَ دَليلا
رقم القصيدة : 25882
-----------------------------------
أمسَى بُكاكَ على هَوَاكَ دَليلا
فامنَعْ دُموعَكَ أن تَفيضَ هُمولا
دار الجليسَ على التكاء فإن بدا
فانظُرْ إلى أُفُقِ السّماء طَوِيلا
يا مستقلَّ كثيرنا يسّرلنا
منك القليل فما نراه قليلا
ما أنْتَ أوّلُ مَنْ رَأينا زاهِداً
في الوُدّ حين أصَابَهُ مَبْذُولا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إنّ شَمْساً أبصرْتُها فوْقَ سَطْحٍ
إنّ شَمْساً أبصرْتُها فوْقَ سَطْحٍ
رقم القصيدة : 25883
-----------------------------------
إنّ شَمْساً أبصرْتُها فوْقَ سَطْحٍ
غادرتني بسهم طرفٍ قتيلا
أشرقت في المصقَّلاتِ فيا من
أبصرَ الشّمسَ تَلبَسُ المَصْقولا
عَلّليني يا فَوْزُ بالوَصْلِ إنّي
لا أُرَاني أعِيشُ إلاّ قَليلا
إنّ فَوْزاً لَمّا أتَاهَا رَسُولي
كتَبَتْ أنّها تُريدُ رَحِيلا
ما لكُمْ لا يزالُ منكُمْ كتابٌ
يورث الهاّ والبكاء الطويلا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> طالَ حُزْني لَمّا حَبَستِ الرّسُولا
طالَ حُزْني لَمّا حَبَستِ الرّسُولا
رقم القصيدة : 25884
-----------------------------------
طالَ حُزْني لَمّا حَبَستِ الرّسُولا
واستَهَلّتْ دُموعُ عيني هُمولا
إن تَكُوني لم تَكتُبي خَشيَة َ النّا
سِ فألاّ أودَعتِ ذاك الرّسُولا
فلَعَمري لَئن وَصَلتِ أبا الفَضْـ
ـلِ لتستخلصنَّ صبّاً وصولا
قد كَفَفنا عنكِ التّعَرُّضَ كَيلا
يكثر النّس فيكِ قالاًً وقيلا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> كتاب حبيب جاءني بعد جفوة ٍ
كتاب حبيب جاءني بعد جفوة ٍ
رقم القصيدة : 25885
-----------------------------------
كتاب حبيب جاءني بعد جفوة ٍ
فظلّت تناجي مقلتيّ أناملهْ(33/312)
رماني بها طرفي فلم يخط مقتلي
وَما كلُّ مَن يُرْمى تُصَابُ مَقاتلُهْ
إذا مُتُّ فابكُوني قَتيلاً بِطَرْفِهِ
قتيلَ عَدُوٍّ حاضِرٍ لا يُزايلُهْ
بكى وكنى عمّن يحبُّ ولم يبحْ
بأكثر من هذا الذي هو قائلهْ
وإنّ أحَق النّاسِ أن يَكْثُرَ البُكا
عليهِ قَتيلٌ ليسَ يُعرَفُ قاتِلُهْ
يعوذُ من الهجران إن يكتوي بهِ
فلم أرَ إلاّ المَوْتَ شيئاً يُعادِلُهْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أيّها الطّلبُ شمساً
أيّها الطّلبُ شمساً
رقم القصيدة : 25886
-----------------------------------
أيّها الطّلبُ شمساً
للورى تطلعُ ليلا
إئتِ مِن بَغدادَ بابَ الـ
ـشام أو نهر المعلَّى
تلق ثمّ الشّمسَ إلاّ
أنّها تسحب ذيلا
هي شمسٌ عزمت أ
لاّ تنيل الخلق نيلا
طلعت فوق كثيبٍ
في قَضِيبٍ هالَ هَيلا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا أبا الفَضْلِ هَيّجَتْكَ الرّسُومُ
يا أبا الفَضْلِ هَيّجَتْكَ الرّسُومُ
رقم القصيدة : 25887
-----------------------------------
يا أبا الفَضْلِ هَيّجَتْكَ الرّسُومُ
تعد فوزٍ كأنّهنّ الوشومُ
إنّ وَجْدي بفَقدِ فَوزٍ وإشْفَا
قي عليها والدّهر دهرٌ غشومُ
وجدُ يعقوب بعد يوسف إذ بـ
ـيّضَ عَينَيهِ الحُزْنُ فهوَ كَظيمُ
وسروري بأن أراها كما سُـ
ـرَّ بمفدى إشحاق إبراهيمُ
أصبح القلبُ بالعراق وأمسى
بالحجازِ الهَوى فكيف النعيمُ؟
أصْبَحَتْ بالحجازِ فَوْزٌ وعَبّا
سٌ أبو الفَضلِ بالعِراقِ مُقِيمُ
خندقت حول قلبه بالصّبابا
تِ فَما حَوْلَهُ حِمى ً مَكلُومُ
إنّ فيما بين البقيع وبطحا
نَ لَداراً فيها الهَوى مكْتُومُ
لستُ أنسى بكاءها يوم ساروا
بأبي دمع عينيها المسجومُ
ساق طرفي إلى فؤادي البلايا
إنّ طرفي على فؤادي مشومُ
كَتَبَ الحُبُّ في فُؤادي كِتاباً
هو بالشّوق والضّنى مختومُ
حفظ اللهُ معشراً فارقوني
لا يُطيعُونَ في الهَوى مَن يَلُومُ
لَيتَ شِعري أيَرْجِعُونَ إلَينا(33/313)
فنَرَاهُمْ أمْ قَصْدُهُمْ أن يُقيموا
إنّ يكُنْ يَنْفَعُ البكاءُ عَلَيْهِمْ
فابكِ حتى تَمُوتَ يا مَحرُومُ
جَمَعَ الله بَينَ فوزٍ وعَبّا
سٍ لتحظى كريمة ٌ وكريمُ
لا تطيقُ الجبالُ يامغشر النّا
سِ من الحبّ ما تطيقُ الجسومُ
هل لكُمْ أن نَقُوَم نَبكي جميعاً
ونَشُقَّ الجُيُوبَ؟ بالله قُومُوا
واشهدوا قد نذرتُ إن كان من فوْ
زٍ على ما يُقِرُّ عَيني تَدُومُ
حَجّة ً ماشِياً وتَحريرَ ما أمْـ
ـلِكُ شكْراً وَما حَييتُ أصُومُ
لَيتَ شِعرِي أتَذكُريني كذِكري
لكِ أمْ عَهدُكِ الذي لا يَدُومُ
ليت لي كلّما ذكرتكِ يا فو
زُ نهاراً أو حين تبدو النّجومُ
رقدَة َ الرّاقدينَ في الكَهفِ إذ رُو
عيَ بالحِفظِ كَهفُهُمْ والرّقيمُ
اشفعي يا ظلوم لي عند فوزٍ
طالما قد نفعتني يا ظلومُ
أسقَمَ الله قَلبَها مِثلَ ما أسْـ
ـقمقلبي فإنّ قلبي سقيمُ
زعمت في الكتاب أنّي تبدّلـ
ـتُ سواها وأنّ عهدي ذميمُ
رحم اللهُ من دعا لي إذا قا
مَ يصلّي فإنّني مظلومُ
لا وربِّ الوفود للبيت تهوي
بهِمُ العِيسُ قد بَرَاها الرَّسِيمُ
ما تغيّرتُ بعد فوزٍ ولا كا
نُ فؤادي بغير فوزٍ يهيم
لعن اللهُ كلّ ذي خُلّة ٍ يمـ
ـشي وَفي النّاسِ قَلبُهُ مَقْسُومُ
أمِنَ العَدْلِ أن تُعَدّ صَبابا
تي ذنوباً ؟ كذلك تقضي سدومُ
إنْ عَدَدتُمْ هَوايَ ذَنْباً فإنّي
أُشْهِدُ الله أنّ ذَنبي عَظيمُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> بأبي مَنْ ضَنّ عني بالسّلامْ
بأبي مَنْ ضَنّ عني بالسّلامْ
رقم القصيدة : 25888
-----------------------------------
بأبي مَنْ ضَنّ عني بالسّلامْ
ولوى ديني ولم يرع الذّمامْ
وكوى قلبي بما أسمعتني
من كَلامٍ وقْعُهُ وَقعُ السّهامْ
إنّما أبكي على جارية ٍ
قادتِ القلب إليها بزمامْ
حَسَدَتْني نَظرَة ً في وَجْهِها
إذ جلسنا فاستحثّت للقيامْ
ثمّ قالت : يا ازدجر عنّا فما
بينَنا إلاّ سَلامٌ بسَلامْ
بلَّغوها باطلاً فانصرفت
نَفسُها عَنّي بظَنٍّ واتّهامْ(33/314)
ليت حظّي منكِ ياسيّدتي
نظرة ٌ أنظرها في كلّ عامْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أيَا مَنْ أُكاتِمُهُ حُبَّهُ
أيَا مَنْ أُكاتِمُهُ حُبَّهُ
رقم القصيدة : 25889
-----------------------------------
أيَا مَنْ أُكاتِمُهُ حُبَّهُ
ويَظهرُ منّي فلا يَنكتِمْ
يراني فيعلم حبّي له ُ
ويَكتُمُني أنّهُ قد عَلِمْ
أتأذَنُ في نَشرِ ما قَد طوَيْـ
ـتُ بين الجوانح أم تحتشمْ
فأنت السّرور وأنت البلا
وأنت الشفاءُ وأنتَ السَّقَمْ
تذكّرتُ أزمان كان الهوى
وكنتَ لَعَمري كَما تَتّهِمْ
فإن كتُ متهماً في الهوى
ة تمزجُ عيناي ماءً بدمْ
فما بالُ عيني إذا ما رأتـ
ـكَ لم يملكِ الدّمعُ أن ينسجِمْ
العصر العباسي >> البحتري >> وروض كساه الطل وشيا مجددا
وروض كساه الطل وشيا مجددا
رقم القصيدة : 2589
-----------------------------------
وروض كساه الطل وشياً مجدداً
فأضحى مقيماً للنفوس ومقعداً
إذا ما انسكاب الماء عاينت خلته
وقد كسرته راحة الريح بردا
وإن سكنت عنه حسبت صفاءه
حساما صقيلاً صافي المتن جرداً
وغنت به ورق الحمائم حولنا
غناء ينسيك الغريض ومعبداً
فلا تجفون الدهر ما دام مسعداً
ومد السرى ما قد حباك به يدا
وخذها مداما من غزال كأنه
إذا ما سقى بدراً تحمل فرقداً
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أندبُ وصل الحبيب أن صرما
أندبُ وصل الحبيب أن صرما
رقم القصيدة : 25890
-----------------------------------
أندبُ وصل الحبيب أن صرما
كأنّما كانَ وَصلُهُ حُلُمَا
فصِرْتُ أرضَى ما كنتُ أَسْخَطُهُ
حرّان صبّاً أبكي عليه دما
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> نظرُ العون إلى ظلوم نعيمُ
نظرُ العون إلى ظلوم نعيمُ
رقم القصيدة : 25891
-----------------------------------
نظرُ العون إلى ظلوم نعيمُ
إنّ السّرورَ يقيمُ حيُ تقيمُ
وأرى النّساءَ يلمنني في أمرها
أبغِضْ إليّ بمَن أراهُ يَلُومُ
ما قَوّمَتْكِ مُلوكُ أرضٍ قيمَة ً(33/315)
إلاّ ارتفعت وقصّر التقويمُ
وَجهٌ يَكِلُّ الطَّرْفُ عنهُ إذا بَدَا
هو بالعفاف وبالتُّقى موسومُ
يَحسُدنَ وَجهَكِ يا ظلومُ جَمالَهُ
هَيهاتَ! ما لَكِ في الجَمالِ قَسيمُ
وغبطتُ نفسي إذ رأيتك ِمرّة ً
من لا يراكِ فإنّهُ محرومُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> لا أستطيع على السّكوتِ تصبُّراً
لا أستطيع على السّكوتِ تصبُّراً
رقم القصيدة : 25892
-----------------------------------
لا أستطيع على السّكوتِ تصبُّراً
ونَهَيْتِني فأخافُ أن أتكلّمَا
يا ذا الذي كتب الكتاب يسبُّني
فيهِ فبالَغَ في الكتابِ وأعجَمَا
ماذا أرَدتَ، هُديتَ، في إعجامِهِ؟
إنّي أراكَ حسبتني لنْ أفهما
كأنّما قد كانَ فرّغَ قلبَهُ
لتَعَلُّمِ الهِجرانِ حتى أحكَمَا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا مَنْ يُكاتِمُني تَغَيُّرَ قَلبِهِ
يا مَنْ يُكاتِمُني تَغَيُّرَ قَلبِهِ
رقم القصيدة : 25893
-----------------------------------
يا مَنْ يُكاتِمُني تَغَيُّرَ قَلبِهِ
سأكفُّ نفسي قبل أن تتبرَّما
سأكلُّ عنكَ وفي يديّ بقيّة ٌ
من حَبل وَصْلكَ قبل أن يتصرّما
يا للرّجالِ للعاشقينِ توافقا
فتَخاطَبَا مِن غيرِ أن يتَكَلّمَا
حتى إذا خَشِيا الوُشاة َ وأشفَقَا
جعلا الإشارة َ بالأنامل سلَّما
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ومراقب رجع السّلامَ بطرفهِ
ومراقب رجع السّلامَ بطرفهِ
رقم القصيدة : 25894
-----------------------------------
ومراقب رجع السّلامَ بطرفهِ
ومحيَّرٍ لم يستطع تسليما
وأراده حتى كأنّ بنانهُ
طوَّقن صاحب نفضة ٍ محموما
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> شأني وشأنُكَ فيما بَينَنا عَجبٌ
شأني وشأنُكَ فيما بَينَنا عَجبٌ
رقم القصيدة : 25895
-----------------------------------
شأني وشأنُكَ فيما بَينَنا عَجبٌ
تُدعى المريضَ وقلبي صاحبُ الألمِ
نفسي تقيكَ من المكروه طائعة ً
ليهنِكَ الوُدُّ وُدُّ غيرُ مقتسمِ(33/316)
أقَمْتَ بالكُرْهِ للشّكَوى مُجاوِرَنا
ولو تخلّصتَ من شكواكَ لم تقمِ
فلَيْتَكَ الدّهَر لي جارٌ أُجاوِرُهُ
وكان ما بك بي من ذلك السّقمِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> بلّغي يا ريحُ عنّا
بلّغي يا ريحُ عنّا
رقم القصيدة : 25896
-----------------------------------
بلّغي يا ريحُ عنّا
أهل بغداد السلاما
بأبي مَن حَرّمَ النّوْ
مَ على عَيني ونامَا
بأبي مَن أضرَمَ القَلْـ
ـبَ أشتياقاَ وهياما
فقَضَى الله عَلَينا
أن شحطنا وأقاما
أذكري من ليس ينسا
كِ ولو لاقى الحماما
إنّ مَنْ نَامَ لَعَمري
يَحسَبُ النّاسَ نِيامَا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> كفى حزناً أنّي أرى من أحبُّهُ
كفى حزناً أنّي أرى من أحبُّهُ
رقم القصيدة : 25897
-----------------------------------
كفى حزناً أنّي أرى من أحبُّهُ
قَريباً ولا أشكُو إلَيهِ فيَعَلَمُ
فإن بحت نالتني عيونٌ كثيرة ٌ
وأضعُفُ عن كِتمانِه حينَ أكتُمُ
وأقسمُ لو أبصرتنا حينَ نلتقي
ونحنُ سُكوتٌ خِلتَنا نتَكَلّمُ
ترى أعيناً تبدي سرائر أنفس
مِراضٍ ودمعاً بعد ذلك يُسْجَمُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا نَظَرة ً كانَتْ عَلَيكَ بَليّة ً
يا نَظَرة ً كانَتْ عَلَيكَ بَليّة ً
رقم القصيدة : 25898
-----------------------------------
يا نَظَرة ً كانَتْ عَلَيكَ بَليّة ً
إنّي إخالُكَ بَعدَها لا تَسلَمُ
إنّ الظُّنونَ بمن أحبُّ كثيرة ٌ
الله يَعلَمُ ما أُسِرُّ وأكتُمُ
إنْ دامَ ما بي يا مُحمّدُ هكَذا
فلأهلكنّ وقاتلي لا يعلمُ
إنّي لأجتَنِبُ الزّيارَة َ جاهِداً
والشّوْقُ بينَ جَوانحي يتَضرّمُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> قد بِتَّ أجفى النّاسِ مُستَيقظاً
قد بِتَّ أجفى النّاسِ مُستَيقظاً
رقم القصيدة : 25899
-----------------------------------
قد بِتَّ أجفى النّاسِ مُستَيقظاً
وأوصَلَ النّاسِ لنا في المَنَامْ
ظَلُومُ يا مَنْ حُبُّها قاتلي(33/317)
وتاركي أُحدوثة ً في الأنامْ
العصر العباسي >> البحتري >> واعذر حسودك فيما قد خصصت به
واعذر حسودك فيما قد خصصت به
رقم القصيدة : 2590
-----------------------------------
واعذر حسودك فيما قد خصصت به
إن العلا حسن في مثلها الحسد
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أقولُ ، حِذاراً أن يتمّ صدودها
أقولُ ، حِذاراً أن يتمّ صدودها
رقم القصيدة : 25900
-----------------------------------
أقولُ ، حِذاراً أن يتمّ صدودها
إذا ما بدت بالظّلم ، إنّي أظلمُ
فيا وَيحَ نفسي إن تمادَى الذي بها
من الحُبّ لا تبلى وَلا يتصرّمُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> عسكرُ الحبّ في فؤادي مقيمُ
عسكرُ الحبّ في فؤادي مقيمُ
رقم القصيدة : 25901
-----------------------------------
عسكرُ الحبّ في فؤادي مقيمُ
فدموعي لذاك سحٌّ سجومُ
كتمتُ الهوى فقلّ اصطباري
وبَدَا من ضَميرِيَ المكتُومُ
كيفَ صَبرُ المُحبّ يَلذَعُهُ الشّوْ
قُ وقلبُ المحبّ صبٌّ سقيمُ
قَد دَعاني الهَوى فلَبّيتُ ألْفاً
إذْا دَعاني إليَكُمُ يا ظَلُومُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> قالَتْ ظَلُومُ سميّة ُ الظُّلْمِ:
قالَتْ ظَلُومُ سميّة ُ الظُّلْمِ:
رقم القصيدة : 25902
-----------------------------------
قالَتْ ظَلُومُ سميّة ُ الظُّلْمِ:
ما لي رَأيتُكَ ناحلَ الجِسْمِ
يا مَنْ رَمَى قلبي فأقصَدَهُ
أنت العليمُ بموقع السهمِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> بكيت الدّموع حذار الفراق
بكيت الدّموع حذار الفراق
رقم القصيدة : 25903
-----------------------------------
بكيت الدّموع حذار الفراق
وقَبْلَ الفِرَاقِ وَلا أعلَمُ
فلَوْ قد تَوَلّى وسارَ الحَبيبُ
لكان مكان دموعي دمُ
وفي العِشقِ كأسانِ مَسمُومَتا
نِ طعمهما الصّابُ والعلقمُ
فإحداهما كأسُ هَجرِ الحَبيب
وكأسُ الفِراقِ هَي الصَّيْلَمُ(33/318)
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> بدَا من أبي الفَضْلِ الهَوى المُتَقادِمُ
بدَا من أبي الفَضْلِ الهَوى المُتَقادِمُ
رقم القصيدة : 25904
-----------------------------------
بدَا من أبي الفَضْلِ الهَوى المُتَقادِمُ
وكاُّ محبٍّ داؤه متفاقمُ
بكَى الأشقَرُ الشِّهْرِيُّ لمّا بَدَتْ لَهُ
سَرائرُ تُبديها الهُمومُ اللّوَازِمُ
ولمّا رآني طال بالباب موقفي
أُسائِلُ عن شَجوي: متى هوَ قادمُ؟
وكنتُ إذا ما جئتُ مسّح عرفهُ
وَصَائفُ أمثالُ الظّبَاء نَوَاعِمُ
تَنَفّسَ تحتي واستَهَلّتْ دُمُوعُهُ
وحمْحَم لو تُغني هُناكَ حَمَاحِمُ
فوَا كَبِدي من فَوْزَ تَبكي صَبابَة ً
وتشكو إلى أترابها ما نكاتمُ
تَزَوّدتُ منها بعضَ ما فيهِ رِيحُها
وزَوّدتُها والقَلبُ حَرّانُ هائِمُ
فَلي عِندَهابُرْدٌ تُسكِّنُ قَلبَها
بهِ ولَها عندي حِقابٌ وخَاتَمُ
من القاصراتِ الطّرفِ أمّا وشاحها
فيبكي وأمّا الحجلُ منها فصائمُ
إذا ما استَقَلّتْ للقِيامِ تَكَفّأتْ
وأسْعَدَها حتى تَقُومَ الخَوادِمُ
ووالله ما شَبّهتُ بالوَرْدِ عَهْدَها
إذا ما انقضى فيما تقولُ الأعاجمُ
ولكنّي شبهنه الآس دائماً
وليس يدومُ الورد ، ولاآسُ دائمُ
بِها مِثلُ ما بي أوْ أشَدُّ وإنّمَا
يُلائِمُ ودّي شَكلُها المُتَلائمُ
وإنّي لذو عينين : عينٍ شجيّة ٍ
وعنيْ تراها دمعها الّهرّ ساجِمُ
أُعَذِّبُ عَيني بالبُكاء كأنّني
عدوٌّ لعيني جاهداً لا أسالمُ
فطُوبى لمَن أغفَى منَ اللّيلِ ساعة ً
وذاق اغتماضاً إنّ ذاكَ لناعمُ
عَجبتُ لطَرْفي خاصَمَ القلبَ في الهَوى
وذو العرش بين القلب والطّرف حاكمُ
إذا اختَصَما كانَ الرّسُولَ إلَيهِما
لسانٌ عن الجسم النّحيفِ مراجمُ
ولَوْ نطقَتْ شكوى الهَوى كلُّ شعَرة ٍ
على جسدي ممّا تجنُّ الحيازمُ
لطلّت تشكى البثَّ لم تخط كنههُ
فقد ملأتْ صَدري البَلايا العَظائِمُ
يبيتُ ضجيعي في المنام خيالها
ومن دونها غبر ُالصُّوى والمخارمُ(33/319)
تجهمت فوزاً في المنام فأعرَضَتْ
وإنّي على ما كانَ منّي لَنادِمُ
إذا كان في الأحلام مايشتهي الفتى
فواللهِ ما الأحلام إلاّ غنائمُ
إذا استَقبَلَتني الرّيحُ من نحوِ أرْضِها
تَنَشّقتُها حتى تَرِقّ الخَياشِمُ
فإنّكِ لوْ جرّبتِ تَسهيدَ لَيْلَة ٍ
لقلت: ألا طوبى لمن هو نائمُ
ولوْلاكِ لم آتِ الحِجازَ وأهْلَها
وَلم تَزْوِ عَنِّي بالعِراقِ الكَرائِمُ
يَطولُ علينا عَدُّ ما كانَ منكُمُ
لَعَمرُ أبي إنّي بذاكَ لَعالِمُ
تحمّل عظيم الذنب ممن تحبّه
وإن كنت مظلوماً فقل أنا ظالمُ
فإنّكَ إلاّ تَغفِرِ الذّنبَ في الهَوَى
يفارقكَ من تهوى وأنفكَ راغِمُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> تحدّثُ عنّا في الوجوه عنوننا
تحدّثُ عنّا في الوجوه عنوننا
رقم القصيدة : 25905
-----------------------------------
تحدّثُ عنّا في الوجوه عنوننا
ونحنُ سُكوتٌ والهَوَى يتَكَلّمُ
ونَغضَبُ أحياناً ونَرْضَى بطَرْفِنا
وذلك فيما بيننا ليس يُعلمُ
إذا ما اتّقَيْنا رمقَة ً مِن مُبَلِّغٍ
فأعيننا عنّا تجيب وتفهمُ
وإن عرَّضَ الواشي صَفحنا تكرُّماً
وذو الوُدّ عن قولِ العدى يتكّرمُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا أهل مكّة َ ما يرى فقهاؤكم
يا أهل مكّة َ ما يرى فقهاؤكم
رقم القصيدة : 25906
-----------------------------------
يا أهل مكّة َ ما يرى فقهاؤكم
في عاشقٍ متعاهد لسلامِ
أترون ذلك ضائراً إحرامه
أم ليس ذاك بضائر الإحرامِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أيا مَن زَرَعتُ لَهُ في الفُؤا
أيا مَن زَرَعتُ لَهُ في الفُؤا
رقم القصيدة : 25907
-----------------------------------
أيا مَن زَرَعتُ لَهُ في الفُؤا
دِ حُبّاً حَديثاً وحُبّاً قَديمَا
هَجَرْتُكَ لمّا رَأيتُ الجَفَا
وإن كانَ هَجرُكَ عندي عَظيمَا
وصبّرتُ نفسي فلمّا رأيـ
ـتُ أنّ التّصَبُّرَ لَنْ يَستَقِيمَا
وَضَعْتُ لكَ الخَدَّ فَوْقَ التُّرَا(33/320)
بِ إنّي أرى ذاك غُنماً جسيما
وكم قد ذَكَرْتُكَ في لَيلَة ٍ
فبتُّ لذكراك ارعى النجوما
وذا ما تشكّرت فيك الوشا
ة َ فاضت لذاك دموعي سجوما
ولو كنتُ أعطى الذي أشتهي
لكنتُ الصّحيحَ وكنتَ السّقيمَا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أيا همَّ نَفسي مَن العالَمينَ
أيا همَّ نَفسي مَن العالَمينَ
رقم القصيدة : 25908
-----------------------------------
أيا همَّ نَفسي مَن العالَمينَ
وَمن ليسَ يَرْعى لوَصْلي ذِمامَا
لماذا تكرّهتِ ردّ السّلام؟
أيُفسدُ ذاك عليك الصياما ؟
والله ما يسعُ المسلمـ
ـين في الدين أن لا يردّوا السّلاما
فمن كان أفتاكِ حتى رأيـ
ـتِ قَتلي حَلالاً ووَصْلي حَرَامَا
تحَرّجْتِ أنْ تَصِلي في الصّيَا
مِ تقوى ورمتِ لقتلى مراما
فَما تَبْتَغِينَ بِطُولِ الصّيَا
مِ إذا أنتِ أوردت نفسي الحماما
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا مُنزِلَ الغَيثِ والمُفَرِّجَ للـ
يا مُنزِلَ الغَيثِ والمُفَرِّجَ للـ
رقم القصيدة : 25909
-----------------------------------
يا مُنزِلَ الغَيثِ والمُفَرِّجَ للـ
ـكَرْبِ وَيا ذا الإفضال والنِّعَمِ
عجّل شفاها وامنُن عليّ بها
واجعَلْ فِداها نفسي من السَّقَمِ
العصر العباسي >> البحتري >> إذا ما كان عندي قوت يوم
إذا ما كان عندي قوت يوم
رقم القصيدة : 2591
-----------------------------------
إذا ما كان عندي قوت يوم
طرحت الهم عني يا سعيد
ولم تخطر هموم غد ببالي
لأن غدا له رزق جديد
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> لا تلمني فما عليّ ملامُ
لا تلمني فما عليّ ملامُ
رقم القصيدة : 25910
-----------------------------------
لا تلمني فما عليّ ملامُ
أبصرتها عيني فليس تنامُ
لم تشارك فيها العيون ولم تشـ
ـرب على ماء وجهها الأيامُ
يا ظلوم الظّلومُ هل يستحلُّ الـ
ـقتلَ مَنْ كانَ دينَهُ الإسْلامُ
اعتزلت الكواعب البيض واستتـ
ـمَمتُ ودّي لها فَلَسْتُ أُلامُ(33/321)
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> كتابُ مَظلُومٍ إلى ظالِمِ
كتابُ مَظلُومٍ إلى ظالِمِ
رقم القصيدة : 25911
-----------------------------------
كتابُ مَظلُومٍ إلى ظالِمِ
يَشكُو إليهِ من جوى ً لازِمٍ
يا أيّها الجائرُ في حكمهِ
هلمَّ إن شئت إلى حاكمِ
ما أنتَ بالمُحسِنِ فيما نَرَى
منكَ وَلا وَصْلُكَ بالدّائِمِ
أبِيتُ لَيلي كُلَّهُ هائِماً
لَسْتُ بيَقظَانَ وَلا نائِمِ
جاوزتَ في الجورِ المدى كلَّهُ
يا حِبُّ لَوْ أنصَفتَ لم تَأثَمِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إذا كانَ مَن يهَوى يُكاتمُ حُبَّهُ
إذا كانَ مَن يهَوى يُكاتمُ حُبَّهُ
رقم القصيدة : 25912
-----------------------------------
إذا كانَ مَن يهَوى يُكاتمُ حُبَّهُ
لهَيبَة ِ مِنَ يَهواهُ ماتَ مِنَ الغَم
سأُضْمِرُ صَبري عنكِ لا عن تجلدٍ
ولكنّني أطوي ضَميري على رُغمِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا أخوتي إنّي لموضعُ رحمة ٍ
يا أخوتي إنّي لموضعُ رحمة ٍ
رقم القصيدة : 25913
-----------------------------------
يا أخوتي إنّي لموضعُ رحمة ٍ
لو أن من يشكى إليه رحيمُ
لَزِمتْ ظَلومُ خِلاف أمري كلِّه
وأطاعَها قلبٌ عليّ مشومُ
وتغيّرت عمّا عهدتُ وإنّهُ
حَدَثٌ عَليّ منَ البَلاء عَظيمُ
مَلّتْ ظَلُومُ مَوَدّتي وتخَلّقَتْ
لَيتَ التّخَلُّقَ من ظَلومَ يَدُومُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> بِتُّ لَيلي غافِلاً عَمّا بهَا
بِتُّ لَيلي غافِلاً عَمّا بهَا
رقم القصيدة : 25914
-----------------------------------
بِتُّ لَيلي غافِلاً عَمّا بهَا
وهْيَ من طُولِ التّشكّي في ألمْ
لا أنامَ اللهُ عيناً رَقدَتْ
ومليكي ساهرٌ يشكو السَّقمْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> غضبتِ لأن جاد الرّقاد بنظرة ٍ
غضبتِ لأن جاد الرّقاد بنظرة ٍ
رقم القصيدة : 25915
-----------------------------------
غضبتِ لأن جاد الرّقاد بنظرة ٍ(33/322)
لَنا منكِ في الأحلامِ والنّاسُ نُوَّمُ
ولا ذنب لي لو كنتُ أعلمُ لم أنم
ولكنّني فيما بقي سوف أعلمُ
سأحجُبُ عن عَيني الكَرَى وأذودُهُ
بذكركِ فارضَيْ لستُ ما عِشتُ أحلمُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> قد كنتُ أعلمُ ياظلو
قد كنتُ أعلمُ ياظلو
رقم القصيدة : 25916
-----------------------------------
قد كنتُ أعلمُ ياظلو
مُ بأنّ وَصْلَكِ لا يَدُومُ
قد كنت أُغبَطُ فيكمُ
حيناً وأمركِ مستقيمُ
حتى نَقَضْتِ عُهودَنا
والعهدُ ينقضُهُ الظلُومُ
هل تذكرين حديثنا
والّيْلُ مُسوَدٌّ بَهِيمُ
إذ نحنُ نعصي في الهوى
قول الوشاة ِ ومن يلومُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> قل لفوزٍ : ردّي عليّ السلاما
قل لفوزٍ : ردّي عليّ السلاما
رقم القصيدة : 25917
-----------------------------------
قل لفوزٍ : ردّي عليّ السلاما
وأجيبي مُتَيَّماً مُسْتَهَامَا
لوْ عَلِمْنا أنّ الصّيامَ الذي يُنْـ
ـسيكُمُ وَصْلَنا قَلَيْنا الصّيامَا
أيها الشادنُ الذي رامَ صرمي
تُ بنَفسي أُعَدِّدُ الأيّامَا
قد عرفناك مذ زمان ودهرٍ
فعَرَفناكَ قاطِعاً ظَلاّمَا
كنتُ إذ لا أزوركم أحسَبُ السّا
عة َ شَهراً وأحسَبُ اليوْمَ عامَا
فليَ اليَوْمَ فَوْزُ خَمسَة َ أيّا
مٍ كَئيباً أُذري دُموعي سِجَامَا
ثمّ قُلْتُمْ غابَ الرّسُولُ فعَزِّ النّـ
ـفْسَ حتى يَؤوبَ شهْراً تَمَامَا
أتطيقينَ ذاك ؟ إن كان يا فو
زُ لقد رُمتِ من هلاكي المراما
كُلّما أبْطأ الرّسُولُ تَفَرّدْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أرَعى المَوَدّة َ بالزّيا
أرَعى المَوَدّة َ بالزّيا
رقم القصيدة : 25918
-----------------------------------
أرَعى المَوَدّة َ بالزّيا
رة ِ والتعهّد بالسّلامِ
بأبي وأُمّي مَن شقيـ
ـتُ بحبّها دون الأنامِ
ولقد تبدّتْ إذ تبـ
ـدّتْ باستتار واحتشامِ
كالشّمسِ لَمّا أن بدتْ
للنّاسِ مِن خَلَلِ الغَمامِ(33/323)
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> جمعتم بفوزٍ شمل من كان ذا هوى
جمعتم بفوزٍ شمل من كان ذا هوى
رقم القصيدة : 25919
-----------------------------------
جمعتم بفوزٍ شمل من كان ذا هوى
وَلم تجْمَعُوا بَيني وبَينَ ظَلَومِ
فإنْ أحْيَ لا أحْمَدْ حَياتي وإن أمُتْ
فإنّ قتيلَ الشّوقِ غيرُ ملومِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> وليلٍ دجوجيٍّ كأنَّ صباحَهُ
وليلٍ دجوجيٍّ كأنَّ صباحَهُ
رقم القصيدة : 26830
-----------------------------------
وليلٍ دجوجيٍّ كأنَّ صباحَهُ
يهزُّ لواءً ماشاً فوقَ عطفهِ
تنزه سمعي منهُ في صوتِ طائرٍ
شدا مشرئبَّ الجيدِ ثانيَ عطفهِ
فأطعمتُ خلاّني كباباً كعَرْفهِ
وعاطيتُ ندماني شراباً كظرفهِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> إذا سألوني عن سوادِ غذارٍ من
إذا سألوني عن سوادِ غذارٍ من
رقم القصيدة : 26831
-----------------------------------
إذا سألوني عن سوادِ غذارٍ من
غدا لا يصافيني وظلتُ أصافيهِ
أجبتُ : نمالُ المسكِ دبت بوجههِ
فساخَ لِلُطْفِ الجِلدِ أَنملُها فيهِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> بالأملِ الكاذبِ والخوف
بالأملِ الكاذبِ والخوف
رقم القصيدة : 26832
-----------------------------------
بالأملِ الكاذبِ والخوف
جعلتَ لي قلبينِ في جوفي
آملُ قرباً وأخافُ النوى
فمُهجتي في راحتي أوفي
سعدتُ لو سفْتُ ثرى تُربة ٍ
تَسلكُها، سوفَ ترى سَوْفي
العصر العباسي >> الباخرزي >> قد قفل البابَ بقفلٍ له
قد قفل البابَ بقفلٍ له
رقم القصيدة : 26833
-----------------------------------
قد قفل البابَ بقفلٍ له
من بُخلهِ خَوفاً على الأرغفَهْ
وقالَ: إنْ أطعمتُ منها امْرأً
لُبابة ً إني كثيرُ السّفَهْ
وطولَ الشاربَ كي لا ترى
إذا تَغدّى ، حركاتُ الشّفَهْ
العصر العباسي >> الباخرزي >> فرعتُ ذؤابة َ المجدِ المنيفِ
فرعتُ ذؤابة َ المجدِ المنيفِ
رقم القصيدة : 26834
-----------------------------------(33/324)
فرعتُ ذؤابة َ المجدِ المنيفِ
بما استطرفتُ من ودَّ الشريفِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> وقلتُ وقد سمعتُ بهِ لصَحْبي
وقلتُ وقد سمعتُ بهِ لصَحْبي
رقم القصيدة : 26835
-----------------------------------
وقلتُ وقد سمعتُ بهِ لصَحْبي
صلُوا بعُرا الذَّميل عُرا الوَجيفِ
فسرنا ننشقُ القيصومَ ورداً
ونَحْسو أكْؤسَ السّير الذَّفيفِ
وليسَ لنا النّديمُ سوى السعالي
وليسَ لنا الغناءُ سوى العَزيفِ
فلما أن أنختُ بهِ ركابي
غَفرتُ جَرائرَ الزَّمنِ العَنيفِ
ولفَّ القُرْبُ بَيْتَيْنا جَميعاً
فنحنُ الآن من بابِ اللفيفِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> أقولُ لهُ ، ولم أنفس بنفسي
أقولُ لهُ ، ولم أنفس بنفسي
رقم القصيدة : 26836
-----------------------------------
أقولُ لهُ ، ولم أنفس بنفسي
عليهِ ولا التليدِ ولا الطريفِ:
فدى ً لكَ ما تُزَرُّ عليهِ قُمْصي
وقُمْصي لا تُزرُّ على سَخيفِ
فإني منكَ في روضٍ أريضٍ
دُللتُ بهِ على خصبٍ وَريفِ
ومن زهراتِ حظكَ في ربيعٍ
ومن ثمراتِ لفظكَ في خريفِ
وكم عاشرتُ من عصبٍ ولكن
تخذتكَ من ألوفهم أليفي
وما أنا من رجالكَ في القوافي
وأصلُ اللعبِ عرفانُ الحريفِ
وأنتَ إذا ركبتَ الصعبَ منها
سَبقْتَ إلى مَداكَ بلا رَدِيف
ولي حشفٌ وبي تطفيفُ كيلٍ
وها حَشَفي مَعَ الكَيلِ الطّفيفِ
فإن تردد عليَّ فرهبتي من
وإنْ تُحسنُ إليَّ فَرَغبتي في
العصر العباسي >> الباخرزي >> ضَرَبوا بمُنْعرَجِ اللواءِ سرادِقا
ضَرَبوا بمُنْعرَجِ اللواءِ سرادِقا
رقم القصيدة : 26837
-----------------------------------
ضَرَبوا بمُنْعرَجِ اللواءِ سرادِقا
فسقاهم جَفْني سحاباً وادِقا
لم أدعُ مد نزلوا العذيبَ وبارقا
إلا سقى اللهُ العذيبَ وبارقا
بَخلوا على عَيني بحُسنِ لقائهم
فظللتُ للنظرِ الخَفيِّ مُسارِقا
إحدى النّوائبِ في الصّبابة ِ أنّني
كنتُ الأمينَ فصرتُ فيها سارقا
ولكم خدودٍ في الخدودٍ نواضرٍ(33/325)
لنواظرِ الحدقاتِ لحنَ حدائقا
مازالتِ العبراتُ يمطرُ نوؤها
حتى زَرعنَ على الخُدودِ شَقائقا
أينَ الفؤادُ وكانَ عبدَ ودادهم
هلْ نلتُمُ يا قومِ عَبداً آبقا ؟
كم قلتُ إذ طلعت شموسُ وجوههم
سُبحانَ مَنْ جَعلَ الجُيوبَ مَشارِقا
وأزجِّ قوسِ الحاجبينِ وجدْتُهُ
يرمي بسهمِ الشفرِ نحوي اشقا
والحسنُ أخرسُ ناطقٌ بكمالهِ
في وجههِ أفديهِ أخرس ناطقا
خصرٌ يقولُ العاشقونَ لحُبِّهِ
يا ليَتَنا كُنا عليهِ مَناطقا
سقياً لليلِ ما تُذُوكرَ عَهْدُهُ
إلا شققتُ من القميصِ بنائقا
لما بدا الكفُّ الخضيبُ رأيتني
جذلانَ للعنم الخصيبِ مرافقا
عانقتُ بدراً دونهُ بدرُ الدجى
أَرأيتَ للبدرِ المُنيرِ مُعانقا ؟
ولثمتُ مَبسَمهُ اللذيذَ وراقَني
رَشْفُ الرُّضابِ فرقتُ ريقا رائقا
لم يلتمس ماءَ الحياة ِ بجهدهِ
لو كانَ ذُو القَرنينِ منهُ ذائقا
حتى استباحَ سنا الصباحِ حمى الدجى
وابتزَّ منهُ الضوءُ جنحاً غاسقا
ورأيتُ هاماتِ الظَّلامِ كأنّها
قد شبنَ من هول الصباحِ مفارقا
أيقنت أنَّ الدهرَ يسلبُ ماكسا
ظلماً ، ويظهر للسرورِ عوائقا
أَمِنَ الفَساد أذى الكسادِ فلن ترى
إلا نفاقاً في البريّة ِ نافِقا
يا نفسُ جُوبي القَفرَ واجتْابي الدُّجى
وهبي أحاديثَ النفوسِ مخارقا
فلسوفَ تسفرُ سفرة ٌ عن طائلٍ
ويُوافقُ الأملُ القَضاءَ السابِقا
ما لينُ " مالين " إذا أنا لم أجد
عيشاً عضيضاً في ذراهُ موافقا
لولا التمسكُ بالامامِ وحبلهِ
لغدوتُ في حلقِ المنية ِ زالقا
فارقتُ حضرتهُ وعدتُ مراجعاً
لما بلوتُ من اللئامِ خلائقا
كيفَ التخلُّفُ عن جوادٍ أَجتلى
في كلِّ عضوٍ من نداهُ شائقا
خفتُ الفناءَ عليَّ يومَ هجرتهُ
ونزلتُ صحنَ فنائي المتضائقا
فتركتُ أوطاني إليهِ خارجاً
عَنْها كما قمّصْتَ سَهماً مارِقا
هبة ُ الالهِ أبو محمدٍ الذي
راعى منَ الخُلُقِ الحَميدِ حَقائقا
أَسدي إلي منَ العَطاءِ جلائلاً
تذرُ المعاني في الثناءِ دقائقا(33/326)
تَسْتلُّ هِمتُهُ العليّة ُ دائِبَا
سَيفاً لهاماتِ الأعادي فالِقا
نعمٌ تشدُّ على العفاة ِ عقودها
وتعدُّ أطواقاً لهم ومخانقا
ما قَولُهُ في خادمٍ كَهلٍ الحجى
يلفيهِ في عددِ السنينَ مراهقا
خلى أباهُ وقومه متراحلاً
عنهم وخلفَ في الخدورِ عواتقا
وغَدا بخدمتِهِ الشّريفة ِ لاحِقاً
لا كانَ قطُّ بمن سواهُ لاحقا
هل يستحقُّ لدى الامامِ المرتجى
عزاً يسكنُ منهُ قلباً خافقا؟
العصر العباسي >> الباخرزي >> حلَّ النقابِ فراقهُ
حلَّ النقابِ فراقهُ
رقم القصيدة : 26838
-----------------------------------
حلَّ النقابِ فراقهُ
ثم استحلَ فراقهُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> إن فاتَكَ الشرفُ الرفيـ
إن فاتَكَ الشرفُ الرفيـ
رقم القصيدة : 26839
-----------------------------------
إن فاتَكَ الشرفُ الرفيـ
عُ وما استطعتَ بهِ لحاقا
فابخلُ بمائكَ أن يرا
قَ وجُدْ بخُبزكَ أنْ يُذاقا
العصر العباسي >> البحتري >> دجالنا أحول من شؤمه
دجالنا أحول من شؤمه
رقم القصيدة : 2684
-----------------------------------
دجالنا أحول من شؤمه
والناس دجالهم أعور
كلفه حاجاتك يقعد بها
مكلف بالبخل مستهتر
يعلو غريب القبح في وجهه
فيستوي المخبر والمنظر
العصر العباسي >> الباخرزي >> عشقتُ لشقوتي رشأ رشيقاً
عشقتُ لشقوتي رشأ رشيقاً
رقم القصيدة : 26840
-----------------------------------
عشقتُ لشقوتي رشأ رشيقاً
رضيتُ بهِ منَ الدنيا عشيقا
سقيماً ناحلاً طرفاً وخصراً
ثقيلاً بارداً ردفاً وريقا
العصر العباسي >> الباخرزي >> أقولُ والقلبُ لهُ وقدة ٌ
أقولُ والقلبُ لهُ وقدة ٌ
رقم القصيدة : 26841
-----------------------------------
أقولُ والقلبُ لهُ وقدة ٌ
يحشى الحشا منها بمثلِ الحريق
يا ردفهُ رقَّ على خصره
فإنهُ حملَ ما لا يطيق
العصر العباسي >> الباخرزي >> لقد ظَلَم القمريُّ إذ ناحَ باكياً
لقد ظَلَم القمريُّ إذ ناحَ باكياً
رقم القصيدة : 26842(33/327)
-----------------------------------
لقد ظَلَم القمريُّ إذ ناحَ باكياً
وليسَ لهُ من مثلِ ما ذقتهُ ذوقُ
فها أنا ذو شوقٍ ولا طوقَ لي بهِ
وها هو ذو طوقٍ وليسَ لهُ شوقُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> فديتكَ جارَ عليَّ الفراق
فديتكَ جارَ عليَّ الفراق
رقم القصيدة : 26843
-----------------------------------
فديتكَ جارَ عليَّ الفراق
وحملني العشقُ ما لا يطاق!
وأحرقتَ قلبي وقد كنتَ فيهِ
فكيفَ سلمتَ من الإحتراق ؟
العصر العباسي >> الباخرزي >> وحسناء لا جنحُ الظلام اهتدى لها
وحسناء لا جنحُ الظلام اهتدى لها
رقم القصيدة : 26844
-----------------------------------
وحسناء لا جنحُ الظلام اهتدى لها
ولا نَحْوها ضَوءُ الصّباحِ تَطرَّقا
ركبتُ إليها الليلُ والليلُ أدهمٌ
فلم أنصرفْ إلا وقد عادَ أبْلقا
العصر العباسي >> الباخرزي >> وأَصلخَ في مَنفذَيْ سمعِهِ
وأَصلخَ في مَنفذَيْ سمعِهِ
رقم القصيدة : 26845
-----------------------------------
وأَصلخَ في مَنفذَيْ سمعِهِ
صمامٌ من الصممِ المطبقِ
فلو نُفخ الصورُ في عَصرِهِ
لأفلتَ حيّاً ولم يُصعقِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> يا لائمي عنّفتَ بي فترفَّقِ
يا لائمي عنّفتَ بي فترفَّقِ
رقم القصيدة : 26846
-----------------------------------
يا لائمي عنّفتَ بي فترفَّقِ
ونطقتَ في عرضي فاصغِ لمنطقي :
لا تُغلقنَّ السمعَ عن عُذري إذا
نهنهتُ سؤالي ببابٍ مغلقِ
فمتى أجودُ ولستُ أملك بلغة ً ؟
والغصنُ كيفَ يُظِلُّ ما لم يُورِقِ ؟
العصر العباسي >> الباخرزي >> أنتَ الذي أوليتني منناً
أنتَ الذي أوليتني منناً
رقم القصيدة : 26847
-----------------------------------
أنتَ الذي أوليتني منناً
أنا كالحمامِ وهنَّ أطواقي
وتمسّكتْ بعُرا نداكَ يدي
وتماسكت بعلاكَ أرماقي
وبضاعتي نفقت لديكَ وكم
كسدتْ لدى الجُهّالِ أَسواقي
فنشرتُ مدحكَ حسبَ مقدرتي
وعَلَكْتُ شُكركَ ملءَ أشْداقي(33/328)
العصر العباسي >> الباخرزي >> قالوا: التْحى ومَحا الالهُ جَمالَهُ
قالوا: التْحى ومَحا الالهُ جَمالَهُ
رقم القصيدة : 26848
-----------------------------------
قالوا: التْحى ومَحا الالهُ جَمالَهُ
وكَساهُ ثوبَ مذلّة ٍ ومَحاقِ
كتبَ الزمانُ على محاسِنِ خَدِّهِ:
هذا جزاءُ معذبِ العشاقِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> يروقكَ بشراً وهو جذلانُ مثلما
يروقكَ بشراً وهو جذلانُ مثلما
رقم القصيدة : 26849
-----------------------------------
يروقكَ بشراً وهو جذلانُ مثلما
تخافُ شباهُ وهو غضبانُ محنقُ
كذا السيف في أطرافهِ الموتُ كامنٌ
وفي مَتنِهٌ ضَوءٌ يروقُ ورَوْنَقُ
العصر العباسي >> البحتري >> أنبل بوهب أنبل بضرطته
أنبل بوهب أنبل بضرطته
رقم القصيدة : 2685
-----------------------------------
أنبل بوهب أنبل بضرطته
إذ صير الناس ذكرها سمرا
فكرما الذي ابتلاه بها
وكان مسكا فصيرته خرا
فاتفق القول من جميعهم
والفحص بيدي لأهله لخبرا
إن الذي حل عقد فقحته
إيداعها طول ليله الكمرا
العصر العباسي >> الباخرزي >> وجهٌ حكى الوصلَ طيباً زانهُ صدغٌ
وجهٌ حكى الوصلَ طيباً زانهُ صدغٌ
رقم القصيدة : 26850
-----------------------------------
وجهٌ حكى الوصلَ طيباً زانهُ صدغٌ
كأنّه الهَجرُ فوقَ الوصلٍ علّقَهُ
وقد رأيتُ أعاجيبَ الزمانِ وما
رأيتُ وصلاً يكونُ الهَجْرُ رونَقَهُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> يا منَ طلعتِ طلوعَ الشمسِ من فلكِ
يا منَ طلعتِ طلوعَ الشمسِ من فلكِ
رقم القصيدة : 26851
-----------------------------------
يا منَ طلعتِ طلوعَ الشمسِ من فلكِ
إن كنتُ يوماً لشمسٍ عابداً ، فلكِ
لو أنصفوا وجهكِ الموشيَّ حلتهُ
لعطلَ الوشيُ في الدنيا فلم يحكِ
قد صدتِ قلبي بأصداغٍ مشبكة ٍ
صيغت لصيدِ قلوبِ الناسِ كالشبكِ
أصبو إليكِ ولي صمتٌ حرمتُ بهِ
والصمتُ للرزقِ مناعٌ كذاك حكي
اللهَ فيَّ فستري فيكِ منهتكٌ(33/329)
وكان قبلكِ ستري غيرَ منهتكِ
على شِفاهِكِ دَيني وهْيَ تُمْطلني
فأبشري بغريمٍ في الهوى محكِ
فديتُ مجناكِ ما أحلى مذاقتهُ !
كأنّهُ ريقُ نحلٍ شِيبَ بالمِسكِ
فكم خَلستُ الجَنى منهُ على حَذَرٍ
من قَولِ واشٍ شديدِ اللّذعِ مؤتفكِ
العفْوَ منكِ فقد وسْوستنِي شَغفاً
حتى تسلطَ شيطاني على ملكي
ونمتِ ، ليلكِ مكّ الطرفِ عن دنفٍ
باكٍ بطرفٍ غزيرِ الدمعِ غير بكي
فباتَ أضْيعَ من لحمٍ على وضَمٍ
وظل أهونَ من عظمٍ على ودكِ
ولهانَ جُنَّ فغنّتْه سلاسِلُهُ
يمشي فتلهو به الصبيان في السكك
هذي صفاتي وما أخنى عليَّ سوى
دهر بقرع صفاتي مغرمٍ سدِك
وسوف أدركُ آمالي ويَجْذبُني
بختي إلى الدرج الأعلى من الدركِ
بيُمنِ " خَتلغَ بَلكا " سيِّدِ الوزرا ال
أَميرِ حقاً عميدِ الملك خواجَه بِكِ
ذاكَ الذي امتلكتني بيض أنعمهِ
وليسَ يحظى برقي غيرُ ممتلكي
لولا عقيدة ُ إيماني لما اتّجهتْ
إلا إليه صلاتي لا ولا نسكي
كأن أخلاقه من طيبِ نفحتها
نشرٌ يجودُ بهِ الروض المجودُ ذكي
في كل ليلٍ له نارٌ على علم
شبت لأشعثَ في الظلماءِ مرتبكِ
جَداهُ مشتركٌ بينَ الوَرى ولَهُ
من السِّيادة ِ حظٌّ غيرُ مُشترِكِ
صاغَ الحُلى للعُلا أيامَ دَولتِهِ
حتّى سلكنَ الشّوى منهنّ في مسكِ
فألبستهُ ثيابَ الملكِ ضافية ً
يدا أبي طالبٍ طغرل بكِ الملكِ
ففازَ منهُ بركنٍ غيرِ منهدمٍ
عندَ الخطوبِ وحبلٍ غير منبتكِ
أقذى عيونَ أعاديهم حسايكُهُمْ
كأن أجفانهم خيطت على الحسك
مباركٌ وجهُهُ في كلِّ مُجتَمَعٍ
مُشيّعٌ قلبُهُ في كلِّ مُعْتركِ
لم يعرَ رأسُ قناً إلا وعممهُ
برأسِ ذي أشرٍ في الغيّ منهمكِ
فإنْ عَفا غض جَفْنيْ ساكِنٍ وَقِرٍ
وإنْ جَفا جر ذيلَ قُلْقُلٍ حَرِكِ
وإن تحلبَ در النقسِ في يدهِ
فالطرسُ درجٌ لدرٍّ منهُ منسلكِ
وإنْ أفاضَ على العافينَ نائلُهُ
أرواهمُ بغمامٍ منهُ منسفكِ
يا مَن إذا طارَ ممتاحٌ بساحَتهِ
تلقطَ الحبَّ في أمنٍ منَ الشركِ(33/330)
بك استقلَّ ذبابُ الخصبِ في حلكي
وراقَ سمعي خريرُ الماءِ في بركِ
لما أنختُ بعيري في ذراكَ ضحى
ناديتُ: باركَ فيكَ اللهُ فابْتركِ
أسبغْ عليَّ سجالَ العُرفِ أرْوَ بها
وأعطني عروة َ الإحسانِ أَمتسكِ
وخذ محجلة ً غراءَ ما اكتحلت
بمثلها مُقلتا غرٍّ ومُحْتنكِ
ولا تظنَّ سواها مثلَها فلَكَمْ
بينَ السماكِ إذا ميزتَ والسمكِ
شعرٌ تديرَ بالغبراءِ منشئهُ
وقدرُهُ مُعتلٍ في ذرْوة ِ الفَلَكِ
فالطبعُ صائغُ حليٍ من سبائكهِ
وأنتَ ناقدُ تبرٍ منهُ منسبكِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> فترتْ لواحظُكَ المراضُ ولم تَزَلْ
فترتْ لواحظُكَ المراضُ ولم تَزَلْ
رقم القصيدة : 26852
-----------------------------------
فترتْ لواحظُكَ المراضُ ولم تَزَلْ
تلكَ الفواترُ بالقلوبِ فواتكا
فالآنَ أجهرُ بالعتابِ فكم وكم
أسلبتُ أذيالي على هفواتكا
وإذا التفتّ إلى هواكَ أفادني
بردَ السلّوِ تذكري جفواتكا
يا من وفاتي في فواتِ وصالهِ
فُتَّ الحسانَ فَواتِ قبلَ فَواتِكا
العصر العباسي >> الباخرزي >> تَجاوزتَ حدَّ الظلمِ يا زُحلُ الذي
تَجاوزتَ حدَّ الظلمِ يا زُحلُ الذي
رقم القصيدة : 26853
-----------------------------------
تَجاوزتَ حدَّ الظلمِ يا زُحلُ الذي
أَبَيْتُكَ جاراً لي وحقاً أَبيتكا
وهبْكَ شأمتَ الجدْيَ إذ كانَ طائعي
فخُذْ حَذَراً من هدمهِ فهوَ بَيْتُكا
العصر العباسي >> الباخرزي >> يا قومُ إني رجلٌ فاضِلٌ
يا قومُ إني رجلٌ فاضِلٌ
رقم القصيدة : 26854
-----------------------------------
يا قومُ إني رجلٌ فاضِلٌ
وليسَ في فضليَ منْ شكِّ
أهوى كؤوسَ الراحِ مملوءة ً
وأشتهي الإبلاجَ في التركِ
وأقضُم الفُنْدَ ولا أَشتكي
وآكلُ التمرَ ولا أبكي
العصر العباسي >> الباخرزي >> يُذكِّرني الحِمى عهدَ الوصالِ
يُذكِّرني الحِمى عهدَ الوصالِ
رقم القصيدة : 26855
-----------------------------------
يُذكِّرني الحِمى عهدَ الوصالِ(33/331)
وأيامَ الشبابِ ومَن بِها لي ؟
وسلمى والسّلامة َ من هواها
ونعمى والنعيمَ بلا زوالِ
وهَصري غُصنَ ذابلة ِ التثنِّي
وقطفي وردَ ناضرة ِ الجمالِ
ورَشفي حيثُ يبتسمُ الأقاحي
وشمي حيثُ تنعجنُ الغوالي
وتَركي الزُّهد في راحٍ شمولٍ
ورَفْضي النُسكَ في ريحٍ شمالِ
وحبي شربَ ياقوتٍ مذابٍ
يَرضُّ المزجُ فيهِ حصى اللآلي
وهزِّي العطفَ في غَفَلاتِ عيشٍ
وريقِ الأيكِ ممطورِ الظلالِ
فها أنا من لبابِ العمر أشجى
إذا هجستْ خواطرُها ببالي
وأجتنبُ الشجونَ وأينَ صبري ؟
وأحتلبُ الشؤونَ وكيفَ حالي؟
وتَذوي مُهجتي واشْتف لَوني
وتدمى مقلتي وسلِ الليالي
فخذي الزعفرانُ ولا أحاشي
ودَمعي الأرجوانُ ولا أُبالي
أحاكي الوردَ ذا الوجهين يحذى
معاً في الصبغتينِ على مثاليِ
وكيفَ يُرَدُّ لي ما فاتَ منِّي
وردُّ الغَانياتِ منَ المُحالِ ؟
وما للمُفلسين سوى التّمنِّي
وما للنّائمينَ سِوى الخَيالِ
ذَوى الشّعرُ البنفسجُ في عِذاري
وزاحَمَهُ ثَغامُ الاكتهال
وكدّ تفاوتُ الخطّينِ قَلبي
وخاطَ علي أثوابَ الخَبالِ
فخيطُ دب بدءُ الشيبِ فيهِ
دبيبَ النارِ في طرفِ الذبالِ
وآخرُ فاحمٌ كالفحمِ جانٍ
على جارٍ بحر النار صالِ
يُحاذرُ أنْ يصابَ وغيرُ بدعٍ
لجارِ النارِ عدوى الإشتعالِ
فذي ظلمُ الشبابِ على صَداها
ضياءُ الشيبِ حودِثَ بالصقالِ
تُرى تلكَ العهود تعودُ يوماً ؟
وحال الوصلِ يلقحُ عن حِيالِ
وينسَى البينُ عادَتَهُ وتَنْجو
منَ الأقتابِ أسمنة ُ الجمالِ
فتعمرُ باللوى تلكَ المغاني
وترجعُ بالحمى تلكَ الليالي
رخيمُ الدلِّ مكسالُ التهادي
طويلُ الذيلِ صرارُ النعالِ
يرقِّقُ طَبعيَ المأيوسَ عنهُ
ويشحذُ غَرْبَهُ بعدَ الكلالِ
فينشطُ لاختراعِ الشعرِ عقلي
وينشطني البيانُ منَ العقالِ
وأطنب في ثناءِ أبي عليِّ
نظامِ الملك نظامِ المعالي
فتى ً كالليثِ مَشبوبُ المآتي
فتى ً كالقرمِ محذورُ الصيِّالِ
وتسخر كفهُ والبحرُ فيها
بمن شامَ السحائبَ للنوالِ(33/332)
ويعلى كعبهُ عرضٌ مصونٌ
معولهُ على مالٍ مذالِ
أعارَ عواطلَ اى دابِ عيناً
تُراعيها فهُن بهِ حَوالِ
وعطر شعرَ صدغيها بمسكِ
ونقطَ وردَ خديها بخالِ
وبوءَ وفدها كنفاً رحيباً
مرودَ العشبِ مورودَ الزلالِ
حراماً مثلَ بيتِ اللهِ يشدو
بسحرٍ في مناقِبهِ حَلالِ
يسفُّ بهِ تواضعه فتدنو
مَقاطِعُهُ على بعدِ المَنالِ
ويُظْهِرُ نطقُهُ إعجازَ عيسى
بردٍّ الروحِ في الرممِ البوالي
وأهداف الصوابِ مُغَربلاتٌ
بأقلامِ لهُ مثل النِّبالِ
يفوقها فلا تخطي وتمضي
مضاءَ القعضبية ِ في العوالي
بخطٍّ إثمدي اللونِ يشفي
عيونَ الرمدِ عندَ الاكتحالِ
فمن دالٍ تُصاغُ على اعتدالٍ
ومن ذالٍ تصانُ عن ابتذالِ
وليس تحسُّ منه العينُ عيباً
سوى المحذورِ من عينِ الكَمالِ
تُساقُ إلى النّبيِّ بهِ صَلاة ٌ
وتُعرفُ فيهِ قُدرة ُ ذي الجَلالِ
ويثبتُ ركنهُ في كلِّ خطبٍ
تزلزلُ منهُ أركانُ الجبالِ
وما شربَ الطلا إلا استراحت
مسامعُهُ إلى نَغَمِ السُّؤالِ
فكأسٌ في اليمينِ يميلُ منها
إلى طربٍ وكيسٌ في الشمالِ
وإن برقت غزالة ُ وجنتيهِ
حسبتَ الشمسَ ناظرة َ الغزالِ
ويذهلُ عن نفائسه بنفسٍ
تَرى الذكرَ المخلّدَ خيَر مالِ
رماها بالعراءِ كما تجافت
عن البيضاتِ حاضنة ُ الرِّئالِ
أمولانا خدمتك غيرَ وانٍ
وأُلْتُ إلى جَنابِكَ غيرَ آلِ
وجادَ رياضَ مَجدِكَ مِنَ ثنَائي
حياً يَنْهلُّ مُنحلَّ العَزالي
فكم أنشدتُ بينَ يديكَ شعري
فلم يَخجل مَقامي من مَقالي
ولي في صَنْعتي بُرهانُ موسى
وعندَ سوايَ تزويرُ الخيالِ
وكم فحصت يد الأيامِ عني
كأيْدي الخيلِ أبصرتِ المَخالي
فلذاتُ ببابِ داركَ مستجبراً
مخلى السربِ متسعَ المجالِ
ونلتُ لدَيكَ رفعاً في مَحلِّي
تناقضهُ يوضعٍ في رحالي
فعِشْ ما شِئتَ مَقْهورَ الأعادي
ودم ما شئتَ منصور الموالي
وخذ في مجلسِ الأنس المهنا
هلالاً في هلالٍ من هلالِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> أراكَ مُستعجلاً يا حاديَ الإبلِ(33/333)
أراكَ مُستعجلاً يا حاديَ الإبلِ
رقم القصيدة : 26856
-----------------------------------
أراكَ مُستعجلاً يا حاديَ الإبلِ
فاصبرو إن خُلِقَ الانسانُ من عَجَلِ
واقرَ السلامَ على غمرٍ تحلُّ بهِ
من ماءِ عَيني ولا تقرأ على الوشَلِ
وإن نظرتَ إلى العيسِ التي قَلقتْ
للظاعنينَ فلا تسكن إلى عذل
أجني وأحتالُ في تزويرِ معذرة ٍ
والعجزُ للمرءِ ليسَ العجزُ للحِيَلِ
وقفتُ والشوقُ يبليني على طللٍ
كأنّني طَللٌ بالٍ على جملِ
سرّحتُ في جوِّها الأنفاسَ فالتقطت
نسيمَ ريّا وأهدتْهُ إلى عِلَلي
أرض مكرمة لم يؤذِ تربتها
إلاّ تَسَحّبُ أذيالٍ منَ الحللِ
شتى اللغاتِ فقل في هاتف غردٍ
أو صاهلٍ جَرِسٍ أو باغمٍ غزِلِ
ما زالَ مِنها قلوبُ الناسِ عاثرة ً
من لطخِ غالية ِ الأصداغِ في وَحَلِ
شيدت عليها قبابُ الحي فاتقدت
أن البقاعَ لها قسطٌ منَ الدولِ
إذا الغبارُ منَ الفُرسانِ سارَ بِها
قالوا: أتشكرُ نعماهُ ؟ فقلتُ: أجلْ
دار التي حليت بالحسنِ عاطلة
فوسْوسَ الحليُّ من غيظٍ على العطلِ
بيضاء مُرهفة سُلّتْ على كبدي
وأغمدت من سجوفِ الخزِّ في كلل
كالظبي لولا اعتلالٌ في نواظرها
والظبيُ لا يشتكي من عارضِ العِللِ
وقد يقالُ لمصْحاحِ الرِّجالِ به
داءُ الظباء ، كذا يروونَ في المثلِ
شفاهُها كيفَ لا تَخلو وقد خَزنت
ذخيرة َ النحلِ في أُنقوعة ِ العَسلِ
ينالُ مَن يَشتهي ماءَ الحياة بها
ما كان مِن قَبلُ ذو القَرنينِ لم يَنَلِ
كم طافَ بي طيفها والأفقُ مستترٌ
بذيلِ سجفٍ منَ الظلماءِ منسدلِ
أنى تيسرَ مسراها وقد رسفت
من الذوائب طولَ الليلِ في شكلِ
وكيف خفت إلى المشتاق نهضتها
والثقلُ يقعدها من جانب الكفلِ
تأوي إلى حفرة ِ الكدري آونة
وتارة ً تَرتقي في سُلّم الحِيَلِ
لمّا أحسّتْ بأسفارِ النّوى ونأتْ
عني بحرِّ حشاً يخيفهِ بردُ حلي
يا حبّذا هو من ضيفٍ وهبتُ له
سمعي وعيني إبدالاً من النزلِ
وأزعجتها دواعي البينِ وانكمشت(33/334)
تَسري وفي مُقلتيها فَتْرة ُ الكسَلِ
فرشت خدَّي لِمَمْشاها وقلتُ لها:
أخشى عليك الطريقَ الوعرَ فانتعَلي
سَقياً لها ولركب رُزَّحٍ نَفَضوا
باقيها نطوعَ الأينقِ الذللِ
جابُوا الفلاة َ وأغرتْهم بها هِمَمٌ
خلقنَ كلا على السفارِ والرحلِ
فجاوزوا كنسَ آرامٍ يحصنها
ضراغمُ الروعِ في غابِ القنا الذبلِ
من بعدِ ما كبوا ملكَ المطية ِ في
بحرِ السرابِ وحثوها بلا مهلِ
أعجب بفلكٍ لها روحٌ يغرقها
مخاضة الآلِ في ماءٍ بلا بَلَلِ
والجَدُّ نُهزة ُ ذي جدٍّ يطيرُ إلى الْـ
أَكوارِ عندَ وقوعِ الحادثِ الجَلَلِ
يَغشى الفَلا والفَيافي والمطيُّ لها
ضربانِ من هَزَجٍ فيها ومن رَمَلِ
حتى تُقَرِّبَ أطنابَ الخيامِ إلى
منجى اللهيفِ وملجا الخائفِ الوجلِ
فتى محمد الراوي المكارمَ من
عيسى أبي الحسنِ الشيخِ العميدِ علي
فمن زمامٍ إلى مغناهُ منعطفٍ
ومن عنانٍ إلى مأواهُ منفتلِ
آثارهُ نسخت أخبارَ من سلفوا
نسخَ الشّريعة ِ للأديانِ والمِلَلِ
يولي الجميلَ وصرفُ الدهر يقبضُ من
يديهِ والفحلُ يحمي وهو في العقلِ
تصرفت سائلوهُ في مواهبهٍ
تصرفَ النفرِالغازينَ في النفلِ
أردتُ أُحصي ثناياهُ فغالطَني
وقال : أحصِ ثناء الرائحِ الزجلِ
كذا ابنُ عمرانَ نادى ربهُ : أرني
أنظر إليك ، فقالَ : انظر إلى الجبلِ
إن خط خاطَ على قرطاسه حللاً
يُهدي بهِ الوشيَ للأحياءِ والحِللِ
وإن ترسلَ أدى سحرهُ خدعاً
يصفي إليهنَّ سمعُ الأعصمِ الوعلِ
وإن تكلَّم زلَّ الدرُّ عن فمِهِ
في حجره وهو معصومٌ عن الزللِ
وإن تقلّدَ من ذي إمرة ٍ عملاً
وجدتَهُ علماً في ذلك العمَلِ
وإن تفحّصَ أحوالَ النّجومِ درى
ما حم من أجلٍ في الغيبِ أو أملِ
كأنّهُ شعرة ٌ في لقمة ِ الخَجِلِ
لو مُد لي طوَلٌ مُرخى ً منَ الأجَلِ
أنامني تحت ظلِّ الأمنِ إذ نتقت
وما نسيتُ ولا أنسى اعتصامي من
جواره بُعراً الأسبابِ والوُصَلِ
إذا التقيتُ بهِ في موقفٍ شرقت
منه الشعابُ بسيلِ الخيلِ والخولِ(33/335)
ولم أكن عالماً قبلَ الحلولِ بهِ
أنيَّ أرى رجلاً في بُردَتَيْ رَجُلِ
يا ضائراً نافعاً إن ثارَ هائِجُهُ
أسالَ مهجة َ أقوامٍ على الأسَلِ
يُذيقُهم تارة ً من خُلقهِ عَسَلاً
حلواً وطوراً يديفُ السمَّ في العَسَلِ
خذْها أبا حَسَنٍ غراءَ فائقة ً
وَلَتْ وجوهَ الملوكِ الصيِّدِ من قبلي
أكثرتُ فيها ولم أهجرْ بلاغتَهُ
وليسَ كثرة ُ تكثيري من الفَشَلِ
إذا تمنت سواها أن تضاهيها
خابَت وما النّجَلُ الموْموقُ كالحوَلِ
أفادَها خاطري بينَ الورى خطراً
وصاغها خلدي من غيرِ ما خللِ
يحلو بها فم راويها فتحسبهُ
وينشقُ الورد منها كلُّ منغمس ٍ
في اللهوِ نَشوانَ في ظلِّ الصبا جذلِ
ورب شعرٍ كريهٍ عندَ ذائقهِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> بعدتَ وما حكمُ البعادِ يعادلِ
بعدتَ وما حكمُ البعادِ يعادلِ
رقم القصيدة : 26857
-----------------------------------
بعدتَ وما حكمُ البعادِ يعادلِ
أما مِن نصيبٍ فيك غيرُ البعادِ لي
طوى خالَكَ المسكيَّ عنِّي وخدَّكَ الـ
جميلَ غداة َ الجزعِ وخدُ الحمائلِ
وأسقطْتَني لمّا ظننتُكَ واصلاً
كأنيَ حرفُ الراءِ في لفظِ واصلِ
وأوحَشني ربعٌ لأهلكَ مُقفرٌ
فلذتُ بقلبٍ من جوى الشوقِ آهلِ
وغادرتَ عيني كالغدير بطلعة ٍ
هِيَ الروضُ غِبَّ السارياتِ الهواطل
فكنْ جامعاً بينَ الغَديرِ ورَوْضة ٍ
ليخضرَّ لي عَيْشي وأحظى بطائِلِ
ومن لي بأن لخضرَّ عيشي والنوّى
دويهة ٌ تصفرُّ منها أناملي
أسَّركَ مني أنَّ هجركَ مُدنفي
وغرَّك مني أنَّ حبكَ قاتِلي ؟
بحسبكَ أنَ البينَ راشَ نباله
وفوَّقَها نَحوي فأصمَت مقاتلي؟
وخوَّفني ماءٌ منَ العينِ نازلٌ
عمى هو من ماءٍ إلى العينِ نازلِ
وخطبٌ سمينٌ مثلُ رِدفِكَ ذقتُهُ
بجسمٍ نحيفٍ مثلِ خَصركَ ناحلِ
فهبني خِلالاً ثمَّ هبني تَداخُلاً
خلالَ ثناياكَ العذابِ المناهلِ
ومُذ أَعلقتْني الأربعونَ حِبالَها
تراءَتْ لعيني الأرضُ كِفّة َ حابِلِ
وما شعراتي البيضُ إلا مشاعلٌ(33/336)
ومِن نارِ قلبي نورٌ تلك المشاعلِ
وما الشيبُ إلا شائبُ الصّفوِ بِالقَذى
ولا وخطه إلا نذيرُ الغوائلِ
يردُّ قناة القدِّ قوساً وينتضي
على الوفراتِ السودِ بيضُ المناصلِ
ولولا حصادُ العمرِ لم تكُ تنثني
لدى الكِبرِ القاماتُ مثلَ المناجلِ
وغيم شبابٍ جادَ روضَ مسرتي
فزالَ وفعلُ الغيمِ ليسَ بزائِلِ
ففي مقلتي ودقٌ صدوقٌ بفيضه ِ
وفي عارضي برقٌ كذوبُ المَخائِلِ
سقى اللهُ أيامَ الصّبا فهي حقّها
لبان ضروعٍ للنعيمِ حوافلِ
وطّرب أُذْنَيْها بنغمة ِ مَعْبَد
وحرَّكَ عِطْفَيْها بخَمرة ِ بابِلِ
وعشّبَ مَرْعاها كساحة ِ مُجْتد
حبتهُ يد الشيخ الأجل بنائلِ
وليسَ نظامُ الملكِ إلاّ سحابَة ٌ
يشيمُ حَياها كلُّ حافٍ وناعِلِ
فكالبحرِ إلاّ أنّهُ غيرُ آسنٍ
وكالبدرِ إلا أنَّهُ غيرُ آفِلِ
ذراهُ ربيعٌ للرجاءِ إذا شتا
وفيهِ لقاحٌ للأماني الحَوافِلِ
إذا الركبُ زمُّوا عِيسَهم عن فِنائِهِ
وشَدُّوا قُتودَ النّاجِياتِ المَراقِلِ
رأيت العِيابَ البجرَ ينشرْنَ شُكرَهُ
وإنْ كانَ تَشكوهُ ظُهورُ الرَّواحِلِ
فأوْهامُهم من مَدحِه في دقائقٍ
وأَحكامُهم من مَنْحِهِ في جَلائِلِ
وأكرمُ شيٍ عندهُ صوتُ سائلٍ
وأهونُ شيءٍ عندهُ قولُ عاذلِ
ليالٍ لبِسْناها ومِسْنا تَجمُّلاً
ندي الكفِّ طلقُ الوجهِ لدنُ الشمائلِ
أشمُ طويل الباع مستغزر اللهى
أغر عريض الجاه جمُّ الفضائل
فتى ً أنستْ منهُ الوِزارَة ُ رُشْدَها
إذ اسْتَودعتْهُ المهد أيدي القوابل
توسّدَ حجرَ الأكرِمينَ أُولي النُّهى
وأُلقَم ثديَ المُحصَناتِ الغَوافِلِ
فجاءَ كما يلفي وزرُّ قميصهِ
على مُستقِلٍّ بالمَعالي حُلاحِلِ
لهُ الله من قرمٍ إلى المجدِ سابقٍ
وبالخيرِ أمّارٍ وللميَرِ باذِلِ
ولِلملْكِ مِعوانٌ وللمُلكِ حارِسٌ
وللدرِّ حلابٌ وللنصحِ ناخلِ
إذا خطَّ كفَّ الوَشْي فَضلة َ ذَيْلِهِ
حياءً وغضَّ الجفنَ نورُ الخمائلِ
وإنْ سلَّ صمصامَ الفّصاحة ِ ناطقاً
تحيّرتَ في تَطبيقِهِ للمَفاصِلِ(33/337)
به اخضرَّ عودُ الدهرِ واهتزَّ نبتهُ
ودلَّ على مقصوده كلُّ فاضلِ
أذُمُّ عليهِ الدَّهرِ إذ حلَّ بّرْكُهُ
عليَّ وحَسّاني كُؤوسَ البَلابِلِ
وزَلزلَ رُكني فانهدمْتُ لهدِّهِ
وقد هدمَ الأركانَ هدُّ الزلازلِ
فطارت عصافيري وشالت نعائمي
وهاجَتْ شَياطيني وفارَتْ مَراجلي
وكيفَ أرى نفسي مَداسَ مناسِمٍ
تطامنُ مني أو مناخَ كلاكل ؟
على عاجزات النهض حمر الحواصل
وقد أطمعتني منهُ قدمة ُ خدمتي
ودعْوى انتماءٍ أُكِّدَتْ بالدَّلائل
ولي أملٌ غضُّ الشبابِ طَريُّهُ
وذاكَ لشيبٍ في نَواصي وسائلي
وصحبة ُ أيامٍ مضَتْ وكأنّما
هواجِرُها تُكْسى ظِلالَ الأصائِلِ
ليالٍ لبسناها ومسنا نجملاً
به فوجدناها رقاقَ الغلائلِ
وكم لي فيهِ من سَوارٍ سوائِرِ
حوالٍ على الأحوالِ غيرِ عواطلِ
قوافٍ كأني لاعبٌ من نسيبها
بعطشانة ِ الزنارِ ريا الخلاخلِ
مغررة ٌ في كلِّ نادٍ رواتها
مصنعجة ٌ في كل واد جلاجلي
العصر العباسي >> الباخرزي >> إن طلبتَ الإنجابَ فانطح غريباً
إن طلبتَ الإنجابَ فانطح غريباً
رقم القصيدة : 26858
-----------------------------------
إن طلبتَ الإنجابَ فانطح غريباً
وإلى الأقربين لا تتوسل
فأشفُّ الثمارِ طيباً وحسناً
ثَمرٌ غصنُهُ غريبٌ مُوَصّلْ
العصر العباسي >> الباخرزي >> لم يبكِ مخلوقٌ لمقتلِ أحمدٍ
لم يبكِ مخلوقٌ لمقتلِ أحمدٍ
رقم القصيدة : 26859
-----------------------------------
لم يبكِ مخلوقٌ لمقتلِ أحمدٍ
لا غَروَ منهُ فذاكَ أَحمدُ مَقْتَلِ
أظهرتُ بعد مماتهِ مقتي لهُ
إذْ كانَ يُضمرُ في الحياة ِ المقْتَ لي
العصر العباسي >> البحتري >> أطنبت في اللوم فلا تكثري
أطنبت في اللوم فلا تكثري
رقم القصيدة : 2686
-----------------------------------
أطنبت في اللوم فلا تكثري
من منصفي منكم ومن معذري؟
يا أيها العذال ما حل بي
من نصحكم يا رب لي فانصر!
أكثرت لومي وتناولتني
تبغين أن أتلف، فاستغفري
ما جرم من هام بذي لوعة(33/338)
شبيهة سمش الضحى الأكبر
كأنما صورتها في الدجى
قنديل قسيس على منبر
والريق منها إن تجرعته
خلت نسيم المسكة الأزفر
والوجه منها حين بصرته
يكل عنه الوصف، فاستبصر
ولا تعيدي أبدا لوم من
في قلبه كالحظر الأخضر
العصر العباسي >> الباخرزي >> كم شامتٍ حينَ يَلقى مُهجتي قُبضتْ
كم شامتٍ حينَ يَلقى مُهجتي قُبضتْ
رقم القصيدة : 26860
-----------------------------------
كم شامتٍ حينَ يَلقى مُهجتي قُبضتْ
يقولُ : أرغمتِ الأيامُ أنفَ علي
لولا منافعُ للعافينَ في كَنَفي
لكانَ قربُ جوارِ اللهِ أَنفعَ لي
العصر العباسي >> الباخرزي >> عجلَ اللهُ برءَ اسماعيلا
عجلَ اللهُ برءَ اسماعيلا
رقم القصيدة : 26861
-----------------------------------
عجلَ اللهُ برءَ اسماعيلا
وجلاهُ الشفاءُ عضباً ثقيلا
لا يَرُوعَنّهُ الذُّبولُ فقِدْماً
قد حَمِدْنا منَ القَناة ِ الذُّبولا
ونسيمُ الرياضِ لا يكتسي الصح
حة َ إلا بأن يهبَّ عليلا
العصر العباسي >> الباخرزي >> حَوى أبو الفضلِ ما كنَوْهُ بِهِ
حَوى أبو الفضلِ ما كنَوْهُ بِهِ
رقم القصيدة : 26862
-----------------------------------
حَوى أبو الفضلِ ما كنَوْهُ بِهِ
فالفضلُ في الانتسابِ عَبْديلي
أرى لهُ منْ لزومِ طاعتِهِ
عليَّ ما لا يَراهُ عَبْدي لي
العصر العباسي >> الباخرزي >> حبيبي معرضٌ عني مولِّ
حبيبي معرضٌ عني مولِّ
رقم القصيدة : 26863
-----------------------------------
حبيبي معرضٌ عني مولِّ
يباعدني على قرب المحلّ
أرى نارأ وبي بردٌ شَديدٌ
ولكن لا سبيلَ إلى التصلي
العصر العباسي >> الباخرزي >> يا صاحبي سلا فؤاديك هل سلا
يا صاحبي سلا فؤاديك هل سلا
رقم القصيدة : 26864
-----------------------------------
يا صاحبي سلا فؤاديك هل سلا
عمن كلفتُ بحبه ؟ ليجيبَ ، لا ؟
يا ربِّ إن يكُ لا يجودُ بسلوة ٍ
تحيا بِها نفسُ المَشوقِ المُبْتلى
فانفِ الحلاوة َ عن مجاجة ِ ريقهِ(33/339)
واؤمر بنفسجَ صدغهِ أن يذبلا
العصر العباسي >> الباخرزي >> خلّفتُ خَلفي ضيعة ً ضاعَتْ سوى
خلّفتُ خَلفي ضيعة ً ضاعَتْ سوى
رقم القصيدة : 26865
-----------------------------------
خلّفتُ خَلفي ضيعة ً ضاعَتْ سوى
دمنٍ تعرضها العوارضُ للبلى
ما إن تيسرَ لي دخولُ رباعها
إلاّ تذكرتُ الدَّخولَ فحَوْمَلا
العصر العباسي >> الباخرزي >> مضى خداشٌ وانقضى يومهُ
مضى خداشٌ وانقضى يومهُ
رقم القصيدة : 26866
-----------------------------------
مضى خداشٌ وانقضى يومهُ
فانعزلَ المجدُ به وانخزل
فأصبحَ الآنَ كأنْ لم يكُنْ
وكانَ من قبلُ كأن لم يزل
العصر العباسي >> الباخرزي >> قد أسبلتْ راحة ُ المَنايا
قد أسبلتْ راحة ُ المَنايا
رقم القصيدة : 26867
-----------------------------------
قد أسبلتْ راحة ُ المَنايا
دونَ خيارِ الوَرى حِجالا
طالت إليهم يدُ التفاني
فما لنا لا نرى رجالا ؟
العصر العباسي >> الباخرزي >> هَجْوُ الخَواريّ عندَنا دُولَهْ
هَجْوُ الخَواريّ عندَنا دُولَهْ
رقم القصيدة : 26868
-----------------------------------
هَجْوُ الخَواريّ عندَنا دُولَهْ
والذمُّ من عرضه قضى سوله
أخطأتِ النّحوَ عِرسُهُ فغَدَت
مرفوعة َ الرِّجلِ وهْي مَفْعولَهْ
العصر العباسي >> الباخرزي >> هبت عليَّ صباً تكادُ تقولُ :
هبت عليَّ صباً تكادُ تقولُ :
رقم القصيدة : 26869
-----------------------------------
هبت عليَّ صباً تكادُ تقولُ :
إني إليكَ منَ الحبيبِ رسولُ
سَكْرى تَجشّمتِ الرُّبا لِتَزورَني
مِن عِلّتي وهُبوبُها تَعْليلُ
العصر العباسي >> البحتري >> لولا اعتراض الحب في صدري
لولا اعتراض الحب في صدري
رقم القصيدة : 2687
-----------------------------------
لولا اعتراض الحب في صدري
وخيفتي من لوعة الهجر
لم أجعل الذل لباسي لمن
تاه، ولم أفزع إلى العذر
جرب صبري صبره مازحا
فغاظه ذاك ولم أدر
أسلمني الصبر إلى هجره(33/340)
ما كان أغناني عن الصبر!
العصر العباسي >> الباخرزي >> حملُ العصا للمبتلى
حملُ العصا للمبتلى
رقم القصيدة : 26870
-----------------------------------
حملُ العصا للمبتلى
بالشيبِ عنوانُ البلى
وُصِفَ المُسافرُ أنّهُ
ألقى العصا كي ينزلا
فعلى القياسِ سبيلُ من
حَمَلَ العَصا أنْ يَرْحًلا
العصر العباسي >> الباخرزي >> طابَ العَميدُ الكندريُّ شَمائِلا
طابَ العَميدُ الكندريُّ شَمائِلا
رقم القصيدة : 26871
-----------------------------------
طابَ العَميدُ الكندريُّ شَمائِلا
حتى استعارَ الروضُ منهُ مخائلا
يدعى أبا نصرٍ ، وصنعُ اللهِ نا
صرهُ ، أخيم أم توجهَ راحلا
طمِحَتْ إلى خوارَزْمَ همّتُهُ كما
سلكَ الهِزبرُ إلى العَرينِ مَداخلا
لما غَدا جَيحونْ طوعَ مُرادِهِ
كيفَ اقْتضاهُ جامداً أو سائِلا
واستحسنَتْ فيها الثّعالبُ لبسَهُ
لِفِرائِها فاخترْنَ حَتْفاً عاجِلا
شقَّ العَصا وعصى وظنَّ غَضاضة ً
في أن يبيتَ مهادناً ومجاملا
قالوا: مَحا السُّلطانُ عنهُ، لامَحا
سمة ََ الفحولِ وكانَ قرماً صائلا
قلتُ : اسكتوا فالآنَ زيدَ فحولة ً
لمّا اغْتدى عن أُنْثَيَيْهِ عاطِلا
والفحلُ يأنفُ أن يسمى بعضهُ
أنثى ، لذلكَ جذهُ مستأصلا
ولربّما يُخصَى الجَوادُ فيكتسي
سمناً وقد رثت قواهُ ناحلا
فيغيرُ في الظلماءِ غيرَ منبهٍ
جيشَ العدوِّ بأن يحمحمَ صاهلا
يَهْنيهِ نفْيُ الأنْثَييْنِ فإنَهُ
نقصٌ يسوقُ إليهِ مجداً كاملا
العصر العباسي >> الباخرزي >> أمولاي قل لي : لم أضعتَ خريدة ً
أمولاي قل لي : لم أضعتَ خريدة ً
رقم القصيدة : 26872
-----------------------------------
أمولاي قل لي : لم أضعتَ خريدة ً
عليها حُليٌّ من صياغة ِ أُنْمُلي
ألم تخشَ جيشاً يَستبدُّ بذاتِها
فيفْتضُّها قَسراً ويطمعُ في الحُلي
ترفق بتلكَ المبتلاة ِ وخذ لها
بعونك يا معوانُ كلَّ من ابتلي
ولا تَستجزْ تبعيدَها منك، إنها
إذا بعُدتْ فرَّتْ بِتقريبِ تَتْفُلِ(33/341)
العصر العباسي >> الباخرزي >> وما الأبُ إلاّ الأبُ ما عاشَ لابنِهِ
وما الأبُ إلاّ الأبُ ما عاشَ لابنِهِ
رقم القصيدة : 26873
-----------------------------------
وما الأبُ إلاّ الأبُ ما عاشَ لابنِهِ
وآبَ لهُ طيبُ الحَياة َ إذا بلي
العصر العباسي >> الباخرزي >> سرنا ومرآة ُ الزمانِ بحالها
سرنا ومرآة ُ الزمانِ بحالها
رقم القصيدة : 26874
-----------------------------------
سرنا ومرآة ُ الزمانِ بحالها
فالآنَ قد مُحقت وصارت مِنْجَلا
تخدُ الركابُ فلا تعوجُ بنا على
طَلَلِ الحبيب ولا تُحيي المنزلا
وتحرك الأعطاف تشميراً بنا
وتيمم الملكَ المظفرَ طغرلا
العصر العباسي >> الباخرزي >> أضنى الهوى جسدي وأكسفَ بالي
أضنى الهوى جسدي وأكسفَ بالي
رقم القصيدة : 26875
-----------------------------------
أضنى الهوى جسدي وأكسفَ بالي
وحُرمتُ وصلَ الشادِنِ الطّبَّالِ
رمتُ الوصالَ فقالَ : خطبٌ هينٌ
لكنَّ كيسَك مثلُ طَبلي خالِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> وإني لهوى لسعَ أصداغكَ التي
وإني لهوى لسعَ أصداغكَ التي
رقم القصيدة : 26876
-----------------------------------
وإني لهوى لسعَ أصداغكَ التي
عقاربها في وجنتيكَ تحوم
وأبكي لدرِّ الثغرِ منكَ ولي أبٌ
فكيفَ يديمُ الضِّحكَ وهْوَ يَتيمُ ؟
العصر العباسي >> الباخرزي >> مُناي هواكَ لا ساعدتُ سُعدى
مُناي هواكَ لا ساعدتُ سُعدى
رقم القصيدة : 26877
-----------------------------------
مُناي هواكَ لا ساعدتُ سُعدى
ولا سقتُ السلامَ إلى سليمى
سأسرجُ مركبي ملكٍ وهلكٍ
فأركبُ واحداً إيما وإيما
العصر العباسي >> الباخرزي >> لي في الشجاعة ِ سهمٌ ما ضربتُ بهِ
لي في الشجاعة ِ سهمٌ ما ضربتُ بهِ
رقم القصيدة : 26878
-----------------------------------
لي في الشجاعة ِ سهمٌ ما ضربتُ بهِ
إلاّ رمى السيفَ قِرْني وهوَ مُنهزمُ
والضربُ بالسيفِ لم تنطقْ به لغة ٌ(33/342)
والرميُ بالسيفِ لم تسمع به الأمم
العصر العباسي >> الباخرزي >> يا جاهلاً عابَ شعري
يا جاهلاً عابَ شعري
رقم القصيدة : 26879
-----------------------------------
يا جاهلاً عابَ شعري
فكدَّ قلبي وآلَمْ
عليَّ نحتُ القوافي
وما عليَّ إذا لَمْ
العصر العباسي >> البحتري >> قد سلم الله من الهجر
قد سلم الله من الهجر
رقم القصيدة : 2688
-----------------------------------
قد سلم الله من الهجر
ونلت ما آمل بالصبر
وأشمت الله بمن عابني
أحوج ما كنت وما أدري
في ساعة الخوف أتتني المنى
كذاك تأتي عقب الدهر
سأشكر الصبر وإنعامه،
أعانني الله على الشكر!
العصر العباسي >> الباخرزي >> يعقوب عَمِّي وغيرُ بِدعٍ
يعقوب عَمِّي وغيرُ بِدعٍ
رقم القصيدة : 26880
-----------------------------------
يعقوب عَمِّي وغيرُ بِدعٍ
لو عمَّ قَلبي ولاءُ عمِّي
ودي لهُ كالصباحِ عارٍ
ولا أوري ولا أعمي
العصر العباسي >> الباخرزي >> وافرحْ فما يُلقى لسدّك هادمٌ
وافرحْ فما يُلقى لسدّك هادمٌ
رقم القصيدة : 26881
-----------------------------------
وافرحْ فما يُلقى لسدّك هادمٌ
وامرحْ فما يُلفى لحدَّك ثالِمُ
فإذا سخَوتُ فإنْ سيبكَ عارضٌ
وإذا سطوتَ فإنَّ سيفك عارمُ
فلذاك تخشى من قناكَ مطاعنٌ
وكذاكَ تُغشى من قِراك مَطاعِمُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> أَتَتْني سُليمى لرسمِ السّلام
أَتَتْني سُليمى لرسمِ السّلام
رقم القصيدة : 26882
-----------------------------------
أَتَتْني سُليمى لرسمِ السّلام
ونَفْسي تَتوقُ إلى رسمِها،
صبيحة َ يومٍ قصيرِ البقا
ء تغدو غزالتها كاسمها
العصر العباسي >> الباخرزي >> أفاطمُ يا تربَ النجوم تركتني
أفاطمُ يا تربَ النجوم تركتني
رقم القصيدة : 26883
-----------------------------------
أفاطمُ يا تربَ النجوم تركتني
منادمها ليلاً ولستِ بنادمه
فَها أَرضِعي من درِّ ريقِكِ هائما
جوانحُهُ حولَ المَوارِدِ حائِمَهْ(33/343)
ولولا محالاتُ المنى ما وجدتني أر
أَرومُ رضاعاً منكِ واسمُكِ فاطِمَهْ
العصر العباسي >> الباخرزي >> وأشرقني الجريضُ فلا قريضٌ
وأشرقني الجريضُ فلا قريضٌ
رقم القصيدة : 26884
-----------------------------------
وأشرقني الجريضُ فلا قريضٌ
وأَثخنَني الكِلامُ فلا كَلامُ
فما لجيادِ أشعاري صهيلٌ
ولا لظباءِ آدابي بغامُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> خلِّ جُرجانَ وخيِّم أينَما
خلِّ جُرجانَ وخيِّم أينَما
رقم القصيدة : 26885
-----------------------------------
خلِّ جُرجانَ وخيِّم أينَما
شئتَ من مَرعى ً مُباحٍ وحِمى
إنّها دارُ هوانٍ تركَتْ
مَغنمَ القاطنِ فيها مَغرما
ليسَ ذو الدرهم يَدري أنّهُ
يشتري ثلجاً بهِ أم فحما
العصر العباسي >> الباخرزي >> خذمة ُ الخصبانِ في العين عمى
خذمة ُ الخصبانِ في العين عمى
رقم القصيدة : 26886
-----------------------------------
خذمة ُ الخصبانِ في العين عمى
فاستفد منهم وفي القلب عمه
مَن زنى فليتبطّنْ حُرّة ً
وليكفَّ اليدَ عن كلِّ أمه
العصر العباسي >> الباخرزي >> أنتَ الذي نقضَ الميثاقَ ليسَ أنا
أنتَ الذي نقضَ الميثاقَ ليسَ أنا
رقم القصيدة : 26887
-----------------------------------
أنتَ الذي نقضَ الميثاقَ ليسَ أنا
فدعْ جفاءَك إنْ كانَ الوفاءُ أنا
أبقيتَ مني روحاً مالها بدنٌ
لذاكَ زورتَ من ثوبي لها بدنا
يا فالقَ الصُّبحِ من لألاءِ غُرتِهِ
وجاعِلَ الليلِ من أصداغِهِ سَكَنا
بصورة ِ الوَثَنِ استعبدْتَني وبِها
فتنْتَني، وقديماً هِجتَ لي فِتنَا
لا غَرو لوْ أحرقَتْ نارُ الهوى كَبِدي
والنارُ حَقٌ على مَن يَعبُدُ الوثَنا
وطافَ طيفكَ وهناً بي فأعجبني
طَوفُ الخَيالِ على مثل الخيالِ ضَنى
حاشاكَ حاشاكَ يا روحي فداؤكَ من
فِعلِ القبيحِ يُنافي وجهَكَ الحَسَنا
إن كنتَ أسهلتَ فاذكر مألفاً خشنا
جاذبتني فيهِ أهدابَ المنى زمنا
ولم تكُنْ تَستجيزُ الظلمَ لو فعلتْ(33/344)
بكَ الصبابة ُ أدنى ما صنعتَ بنا
تبيعُ مِثلي مجّاناً بلا ثمنٍ
إن كانَ لا بدَّ من بيعٍ فخذ ثمنا
يا نخلُ يا نحلُ حظي منكَ ليسَ سوى
شوكٍ ولسعٍ فهل من أطيبيكَ جنى ؟
وللهُ يعلمُ أنِّي ما مررتُ على
معاهدِ الحزنِ إلا قلتُ: واحَزنَا !
العصر العباسي >> الباخرزي >> وفى َّ السحابُ لمغناهُ وإن خانا
وفى َّ السحابُ لمغناهُ وإن خانا
رقم القصيدة : 26888
-----------------------------------
وفى َّ السحابُ لمغناهُ وإن خانا
وواصلَ الخصبُ مَرعاهُ وإن بانا
لا القربُ أكسبني منهُ الملالَ ولا
أفادّني منهُ بعدُ الدّارِ سلوانا
لبئسَ ما زَعموا أنَّ المُحبَّ إذا
دنا يملُّ ويشفي النأي أحيانا
سبرتُ حالي في قربٍ وفي بعدٍ
فلا تسلني ودعني كان ما كانا
يكفيكَ إن أنكرتنفسي صبابتها
نحافتي حجة ً والدمعُ برهانا
جفا فجازيتهُ بالضدِّ معتقداً
دينَ الهَوى سادراً حَيرانَ حَرّانا
بذا جرت عادة ُ العشاقِ شأنهمُ ال
ـوفاءُ لَو شَرّعوا في غيرِه شانا
يَجزونَ من ظُلمِ أهلِ الظلمِ مَغفرة ً
ومِن إساءَة ِ أهلِ السوءِ إحْسانا
يا راحة َ الروحِ حَتّامَ الجفاءُ ؟ لَئِنْ
آنَ الوفاءُ فجدد عهدهُ الآنا
قربتُ جسمي ونارُ الحبِّ تأكلهُ
فاقبلهُ مني وصغ لي الطوقَ منانا
كذاكَ فيما سمعْنا قبلُ ما قَبلوا
إلا الذي أكلته النار قربانا
وأنتَ يا هاتفَ الطرفاءِ خُذْ طرفاً
منّا ولا تشكُ أشواقاً وأشجانا
فاسكت فأنتَ وإن أسمعتَ جارتنا
فقد عنيتَ بشجوِ الشَّدوِ إيّانا
ما ذاقَ طعمَ الكرى إنسانُ عَيني مُذْ
زفَّ السُّهادُ إليهِ أُمَّ غَيلانا
راعى قضيّة َ إنسانية ٍ شرعَتْ
رعيَ العهودِ بذا سمّوْهُ إنسانا
إن لانَ عيشُ فتى ً في ظلِّ منشئهِ
فإنَّ عيشيَ في "مالين " ما لانا
صودرتُ فيها على مالي وغاضَ بهِ
عِزّي وفاضَ عليَّ الذلُّ تَهْتانا
وأوطأوني دارَ الحبسِ مبتذلاً
كأنَّني كنتُ يومُ الدارِ عُثْمانا
وإن من سلَّ عن فكيَّ سيفهما
ما صان حقَّ أبيهِ حقّ لو صانا(33/345)
عداوة ُ الشعرِ بئسَ المقتنى ومتى
أرضى إذا ما علكتُ الهجوَ غضبانا
كيفَ السَّبيلُ إلى إنكارِ مُعجزتي
إذا قلبتُ عصا الأقلام ثعبانا ؟
لا حبذا البختُ أعياني ومالَ إلى
قومٍ يعدُّهُم الأرذالُ أعيانا
يُدرِّعُ البصلَ المذمومَ أكسية ً
ويتركُ النَّرجس المشمومَ عُريانا
وينبتُ الشوكَ من أرضٍ وجارتها
تُجني أكفَّ بُغاة الرّزقِ عِقْيانا
سرٌّ دفينٌ نبشْناهُ فلم نَرَهُ
سبحانَ علامِ هذا الغيبِ سبحانا!
يا صاحبيَّ أعيناني على أربي
ونبها جفنَ عزمٍ باتَ وسنانا
فسوفَ يُورِقُ عُودي إن بنيتُ على الـ
ـمطيِّ من شجراتِ الميسِ عِيدانا
شوقاً إلى حضرة ٍ نُصَّ الوِسادُ بها
على سريرِ عميدِ الملكِ مولانا
منصورٍ الأروَعِ المنصورِ رايتُهُ
فتى محمدٍ المحمودِ أديانا
فطمتُ عن بابهِ المعسولِ درته
بعدَ ارتضاعي من نعماهُ ألبانا
يعدُّ ني بيتهُ من أهلهِ وكذا الن
بيُّ عدَّ من أهلِ البيتِ سلمانا
إذا حللتَ بِواديهِ رأيتَ حمى ً
مُمنَّعاً ردَّ خطبَ الدَّهرِ خَزيانا
لم تستبح إبلاً للائذينَ بهِ
بَنو اللّقيطة ِ من ذُهلِ بن شَيبانا
أبوابُ اسطبلِهِ إذ قسْتَ أرفعُ مِن
إيوانِ كسرى وأعلى منهُ بُنيانا
والأنجمُ الزُّهرُ سُوّاسٌ مُواظبة ٌ
على مَراكبِهِ سِرّاً وإعلانا
حقاً أقول فلولا ذاك ما نقلت
على المجرّة ِ طولَ الليلِ أتْبانا
وماءِ بشرٍ مصونٍ في قَرارتهِ
يروي الرجاءَ إذا وافاهُ عطشانا
وطلعة ٍ زانها الباري بقدرتهِ
فخطها لكتابِ الحسنِ عنوانا
وخاطرٍ كشواظِ النّارِ مُتّقدٍ
يكادُ يقدحُ منهُ الوَهم نيرانا
مُستظهرٌ بعباراتٍ وألسنة ٍ
تفنّنَتْ كالرياضِ الغُرِّ أَلْوانا
هَدى إلى لغة الأعرابِ تُبَّعَها
وزفَّ بالمنطقِ التركيِّ خاقانا
وإنْ تفقّه في نادٍ أقرَّ لَهُ
أبو حنيفة َ بالتبريز إذعانا
إذا تَفلسفَ فالاقليدُ في يدِهِ
يحلُّ إقليدِسَ المُعْتاصَ عرفانا
وينسجُ الحِبرُ من مكتوبه حَبَراً
منسوجُ صنعاءَ في منسوجهِ هانا(33/346)
لم يخلُ من ثمَراتِ الفَضلِ مُذ غُرست
يداهُ فيها من القصباءِ أغصانا
مجلوبة ٌ جاورتنا في منازلنا
وخلفت في جوارِ الأسدِ أوطانا
لولا الحنينُ إلى الأوطانِ لم ترها
مُصفرَّة ً سَحّة َ الآماقِ مِرْنانا
خُذها إليك أبا نصرٍ مُفوّفَة
تخالها أعينُ الرائينَ بستانا
أهدى لها صُدُغُ معشوقٍ بنفسجَهُ
وخَطّ عارضُه الوَرديُّ رَيحانا
كأنما استودعت في كلِّ قافية ٍ
مقُرطقاً ساحرَ الألحاظِ فَتّانا
ممطورة ً بسحابِ الطبعِ ساحبة ً
برداً يغطي وراءَ الذيلِ سحبانا
غازِلْ عرائسَها وافتضَّ عُذرتَها
واعقد بأرؤسها نعماك تيجانا
وعش كما شئتَ ما ناحت مطوقة
بلوعة ِ البينِ وهناً وامتطت بانا
فأنتَ سلطانُ أهلِ المجدِ قاطبة ً
وركنهم ، دامَ ركنُ الدينِ سلطانا
العصر العباسي >> الباخرزي >> رعى اللهُ عهدَ حبيبٍ ظَعنْ
رعى اللهُ عهدَ حبيبٍ ظَعنْ
رقم القصيدة : 26889
-----------------------------------
رعى اللهُ عهدَ حبيبٍ ظَعنْ
وحيّا مساكنَ ذاك السّكَنْ
فإنِّي مُذ أضمرتْهُ البلادُ
مُعَنّى ً بأشواقِهِ مُمْتَحَنْ
وقلبي على صدقِ إيمانهِ
يحبُّ عبادة َ ذاكَ الوثن
أروحُ وفي الحَلْقِ منِّي شَجى ً
وأغدو وفي القلبِ مني شجن
وأبكي ولا طوقَ لي بالفراقِ
إذا ذاتُ طوقٍ بكت في فنن
فللماءِ من مُقلتي ما بَدا
وللنّارِ من مُهجتي ما كمَنْ
وأسهرُ مُنتصباً في الفراش
كما انتصبَ الفِعلُ من بعدِ أَنْ
ومَن لجُفوني بشيءٍ نسيتُ
وأحسبُهُ كان يُدعى الوسَنْ
ومهما تلسّنَ برقُ الحِمى
فإنيَّ في ذكرهِ ذو لسن
أَقولُ لنفسي عسى أو لعلَّ
وذلك من خدعِ العشقِ فن
كأنِّي في حبّه تاجرٌ
وما رأس ماليَ إلا الثمن
فخلِّ الهوى إنهُ والهوانَ
شريكانِ لُزّا معاً في قَرَنْ
وإني جهينة ُ أخبارهِ
وعِنْدي اليَقينُ بِها فاسألَنْ
أأرعى السفوح ولي همة ٌ
مطنبة ٌ في نواصي القنن ؟
وآسى وفي الأرضِ مثلُ العميد
أبي طاهرٍ خلفِ بنِ الحسن
جهيرِ النِّداءِ كثيرِ النّدى(33/347)
جزيلِ العطاءِ رحيبِ العطن
ونبطت عرا الملك من رائهِ
بِبعض الدَّهاءِ مِعَنٍّ مِفَنْ
إذا بعُدَ الماءُ مِن ماتِحٍ
فمن عندِهِ دَلوُهُ والشّطن
وإنْ تاهَ في الناسِ آمالُنا
تَداركَنا منهُ سَلوى ومَنْ
فسلوى وفيهِ لنا سَلوة ٌ
ومنٌّ ولم يتنغص بمنّ
يُهينُ كرائمَ أموالِهِ
ويشري الثناءَ بأغلى ثمن
هو الروحُ في بدنِ المكرماتِ
وبالرُّوحِ يُرجى بقاءُ البدَنْ
فما فاتَهُ في الشبابِ الوقارُ
ولم يُنسِهِ الشّيبُ عهدَ الدَّدَنْ
شَجاياهُ مثلُ رياضِ الحزونِ
تسرُّ الحزينَ وتسرو الحزن
فعِلمٌ يفنِّدُ فيهِ الحليمُ
وحلمٌ يزلزلُ منهُ حضنُ
به نفرة ٌ من دنايا الأمورِ
كما ذعرَ السربَ نبعٌ أرن
تجرُّ أعاديه من بأسِهِ
على الأخشنينِ السفا والسفن
قصدتُ ذراهُ وظني بهِ
جميلٌ فحققَ لي كلَّ ظن
وجبتُ القِفارِ وطفتُ البلادَ
فلم أرَ حراً سواهُ ، ولن
ولا مدحيَ المجتبى شذَّ عنهُ
ولا منحهُ المجتنى شذَّ عن
فلا زالَ في نعمة ٍ لا تَزولُ
وجدٍّ يجدَّدُ طولَ الزَّمنْ
العصر العباسي >> البحتري >> صيرتني غاية العشاق كلهم
صيرتني غاية العشاق كلهم
رقم القصيدة : 2689
-----------------------------------
صيرتني غاية العشاق كلهم
فكلهم يتأسى بي إذا هجرا
لا أذكر الدهر يوما منك أبهجني
والدهر يبعث مني الحزن والعبرا
ملأت عيني فما تسمو إلى أحد
وقد أحبك قلبي فوق ما قدرا
طرفي يحسن لي شخصاً أضر به
كأن طرفي عدوي كلما نظرا
لو كان يسعد إنسان بصدق هوى
كنت السعيد الذي لم يمس محتقرا
العصر العباسي >> الباخرزي >> وبيضٍ جوارٍ صعدنَ السطوحَ
وبيضٍ جوارٍ صعدنَ السطوحَ
رقم القصيدة : 26890
-----------------------------------
وبيضٍ جوارٍ صعدنَ السطوحَ
فأقررنَ أعينَ عشاقهن
صعدنَ السطوحَ فكانَ الصعودُ
سعوداً لطالعِ مشتاقهن
فضَحنَ الغصونَ بقاماتِهِنَّ
وعُفْرَ الظِّباءِ بأعناقِهِن
وزادَتْ خلاخيلُ أَسواقهِنَّ
نفاقَ بضاعاتِ أسواقهن(33/348)
العصر العباسي >> الباخرزي >> لقد كنتُ أعرفُ بابنِ الحسن
لقد كنتُ أعرفُ بابنِ الحسن
رقم القصيدة : 26891
-----------------------------------
لقد كنتُ أعرفُ بابنِ الحسن
فلقّبني العِشقُ بابنِ الحَزَنْ
ولولا الهَوى ما لقيتُ الهوانَ
ولولا الدُّمى لم أقِف بالدِّمَنْ
نأى من أحبُّ فلي مدمعٌ
كما انْتَثَر اللؤلوُ المُختزَنْ
ألا أيها النفسُ لا تيأسي
من الاجتماعِ عسى اللهُ أن
العصر العباسي >> الباخرزي >> لو كان يدرى بأيِّ برجٍ
لو كان يدرى بأيِّ برجٍ
رقم القصيدة : 26892
-----------------------------------
لو كان يدرى بأيِّ برجٍ
قد حلّتِ الشمسُ لارتَقَيْنا
إلى سنا نورها ولكن
حال التنّائي فما التقينا
العصر العباسي >> الباخرزي >> لو أنني حسنهُ أو أنهُ حزني
لو أنني حسنهُ أو أنهُ حزني
رقم القصيدة : 26893
-----------------------------------
لو أنني حسنهُ أو أنهُ حزني
ما بِنتُ عنهُ، وعنِّي قطُّ لم يبِنِ
لأنّه لم يزل والحسنَ في قَرَنٍ
وأنني لم أزَلْ والحزنَ في قَرَنِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> بحرٌ إذا ما نزفوهُ طما ،
بحرٌ إذا ما نزفوهُ طما ،
رقم القصيدة : 26894
-----------------------------------
بحرٌ إذا ما نزفوهُ طما ،
طودٌ إذا ما زلزلوهُ اطمأن
كالماءِ والنارِ جرى والتظى
كالريحِ والتُّرب سَما وارجَحَنْ
العصر العباسي >> الباخرزي >> أيا مَن ليسَ مُحتفلاً ببأسي
أيا مَن ليسَ مُحتفلاً ببأسي
رقم القصيدة : 26895
-----------------------------------
أيا مَن ليسَ مُحتفلاً ببأسي
ستعلم أنَّ رأيك فيهِ أفنُ
وتَعرفُني غَداة يَجيشُ جيشٌ
ويرعفُ مارنٌ ويسيلُ جفنُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> بزني دهريَ اللئيمُ كريما
بزني دهريَ اللئيمُ كريما
رقم القصيدة : 26896
-----------------------------------
بزني دهريَ اللئيمُ كريما
كانَ لي والداً وكنتُ أنا ابْنا
كلُّ شيء يبيدُ واللهُ باقٍ
ربنا إننا إليكَ أنبنا(33/349)
العصر العباسي >> الباخرزي >> سَيِّدي قد ظننتُ فيكَ جميلاً
سَيِّدي قد ظننتُ فيكَ جميلاً
رقم القصيدة : 26897
-----------------------------------
سَيِّدي قد ظننتُ فيكَ جميلاً
فتفضَّلْ وجُدْ بتحقيقِ ظّنِّي
أتمنّى الطوافَ بالبيتِ فأذَنْ
إن فيهِ لمنية ُ المتمني
حبَّذا حبَّذا متاعُ غرور
يدفعُ الماءَ عنك والنّارَ عني
العصر العباسي >> الباخرزي >> ما بالُ هذا الفلكِ الجاني
ما بالُ هذا الفلكِ الجاني
رقم القصيدة : 26898
-----------------------------------
ما بالُ هذا الفلكِ الجاني
نأى ولكن جورهُ دانِ ؟
وليستِ الدنيا سوى قحبة ٍ
تبرزُ في الزينة ِ للزاني
حتى إذا اغترَّ بإقبالها
مالتْ لإعراضٍ وهجرانِ
هذا عميدُ الملكِ وهو الذي
لم يَخلُ منهُ صدرُ ديوانِ
ولا نضا طاعتهُ ماردٌ
إلا اكتسى فروة َ خذلانِ
ولا اعتراهُ القرن إلا رأى
غضنفراً في زيِّ إنسانِ
كأنَّ في خاتمهِ حيثُ ما
أومى بهِ فصُّ سليماِن
شادت يدُ الدولة ِ أركانهُ
ثمَ هوى أعظمَ بُنيانِ
مفرَّقاً في الأرضِ أجزاؤُهُ
رهنَ قُرى ً شتّى وبُلدانِ
جبّ بخوارزمٍ مذاكيرهُ
طغرلُ ذاك الملكُ الفاني
وجادَ مرو الروذَ من جيده
معصفرٌ مخضبُهُ قانِ
والشخصُ في كندرَ مستبطنٌ
وراءَ أرماسٍ وأكفانٍ
ورأسه طار فلهفي على
مجثمهِ في خيرِ جثمانِ
خَلوا بنيسابورَ مَضمونَهُ
وقحفَه الخالي بكَرمانِ
والحكمُ للجبّارِ فيما قَضى
وكلَّ يومٍ هو في شان
فلا تُلَجِّجْ في غمارِ المُنى
وارضَ بما يُمني لك الماني
العصر العباسي >> الباخرزي >> قربُ السقامِ وبعدُ الأهلِ والوطنِ
قربُ السقامِ وبعدُ الأهلِ والوطنِ
رقم القصيدة : 26899
-----------------------------------
قربُ السقامِ وبعدُ الأهلِ والوطنِ
هُما هُما أورْثاني السقمَ في بَدني
حنت هوى لجبالِ الثلجِ راحلتي
وما لَها بِبراقِ الشَّيحِ من عَطَنِ
ما لي أُذيعُ فنونَ الوَجدِ مُشْتكياً
إذا اشتكت شجوها الورقاءُ في فننِ ؟(33/350)
بقيتُ بالبصرة ِ الرعناء ممترياً
دَمْعاً غسلتُ بهِ عن مُقلتي، وَسَني
طوراً تراني فيه ذاوياً زهري
من النُّحولِ وطوراً ذابلاً غُصُني
لرقصِ برغوثها القفازِ في سلبي
بدءاً وعوداً وزمرِ البقِّ في أذني
ومائِها المِلحِ والشمسِ التي صَهرت
رملَ الفلا وأذابت صخرة َ الفننِ
ونَفْضِ زائرة ٍ تنفكّ تُنزلني
عن ظهرِ صَبري وليسَ النوم يَحملُني
إذا عرت مضجعي ظمياء جائعة ً
تشربت رونقي واستأكلت سمني
العصر العباسي >> البحتري >> أما اشتقت يا إنسان حين هجرتني
أما اشتقت يا إنسان حين هجرتني
رقم القصيدة : 2690
-----------------------------------
أما اشتقت يا إنسان حين هجرتني
وقد كدت من شوقي إليك أطير؟
أراجعة أيامنا مثل عهدها
ونت عليها، إن أدرت، قدير؟
العصر العباسي >> الباخرزي >> كالمشرفيِّ إذا أغمدت في فرشي
كالمشرفيِّ إذا أغمدت في فرشي
رقم القصيدة : 26900
-----------------------------------
كالمشرفيِّ إذا أغمدت في فرشي
وإن نُفضتُ منَ الحُمّى فكليزَني
ولو فشا خيرٌ مما منيتُ بهِ
بأرضِ خيبرَ ظَلتْ منهُ في مِحَنِ
بِمَ التّعلُّلُ لا أَهلي لديَّ ولا
عندي النديمُ ولا كأسي ولا سكني ؟
الشكرُ دأبيَ والكفرانُ لستُ لهُ
سِيّانِ في جَذَلٍ أصبحتُ أم حَزَنِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> طوى المَنونُ الحَسَنا
طوى المَنونُ الحَسَنا
رقم القصيدة : 26901
-----------------------------------
طوى المَنونُ الحَسَنا
لذا طويتُ الشّجَنَا
فالحمدُ للهِ الذي
أذهبَ عنا الحزنا
العصر العباسي >> الباخرزي >> ألا سقيت أطلالُ ليلى وإن عفت
ألا سقيت أطلالُ ليلى وإن عفت
رقم القصيدة : 26902
-----------------------------------
ألا سقيت أطلالُ ليلى وإن عفت
مَغاني غَوانيها وولّى زَمانُها
توفيتِ اللذاتُ في عرصاتها
لذاك بكتْ نوِّاحة ً ورشانُها
وعهدي بها من قبلُ حُمراً جِمالُها
وخُضراً مَراعيها وبيضاً حسانُها
فَطوراً بلَثْمِ النايِ يُعْنى زِنامُها(33/351)
وطوراً بضربِ العودِ يُغرى بَنانُها
وتَحسو عصيرَ السيل أَغصانُ دَوْحها
فتهتزُّ سكراً والطيورُ قيانُها
العصر العباسي >> الباخرزي >> للهِ أيُّ جذرٍ يومَ النوى
للهِ أيُّ جذرٍ يومَ النوى
رقم القصيدة : 26903
-----------------------------------
للهِ أيُّ جذرٍ يومَ النوى
أَودَعْنَ منَّي في الجَنانِ جُنونا
لو لم يكُنَّ جآذراً ما سُمِّيتْ
شَعَراتُهُنَّ على الرُّؤوسِ قُرونا
العصر العباسي >> الباخرزي >> يقولون: سُعدى أساءَتْ إليـ
يقولون: سُعدى أساءَتْ إليـ
رقم القصيدة : 26904
-----------------------------------
يقولون: سُعدى أساءَتْ إليـ
ـكَ وهْيَ بهجرانِها مُحسِنَه
لأني قدِ ازددتُ عمراً بهِ
فيوميَ شهرٌ وشَهري سَنَة
العصر العباسي >> الباخرزي >> بعتُ عبداً كان لي سكناً
بعتُ عبداً كان لي سكناً
رقم القصيدة : 26905
-----------------------------------
بعتُ عبداً كان لي سكناً
وسكنتُ النارَ من مِحَنِهْ
فهو من مغنايَ مرتحلٌ
وأنا الباكي على دِمَنِهْ
قذيتْ عيني مُذ قذيتْ
عينُ مِيزاني من ثَمَنِهْ
العصر العباسي >> الباخرزي >> البطنُ لا أسلكهُ
البطنُ لا أسلكهُ
رقم القصيدة : 26906
-----------------------------------
البطنُ لا أسلكهُ
فإنّني أحذرُ مِنْ
وأركب الظهرَ ، بلى
من ركبَ الظهرَ أمن
العصر العباسي >> الباخرزي >> شربُ المحرمِ في المحرَّمِ سُنّة ٌ
شربُ المحرمِ في المحرَّمِ سُنّة ٌ
رقم القصيدة : 26907
-----------------------------------
شربُ المحرمِ في المحرَّمِ سُنّة ٌ
فانشط لهُ وامسح عنِ العينِ السنه
وإذا تلاسَنَ في ملامك حاسِدٌ
فالحَضْرميَّة ُ في قَفاهُ مُلسّنَهْ
العصر العباسي >> الباخرزي >> وفتِ السعودُ بوعدها المضمونِ
وفتِ السعودُ بوعدها المضمونِ
رقم القصيدة : 26908
-----------------------------------
وفتِ السعودُ بوعدها المضمونِ
وترادفتْ بالطائر الميمون
وعلا لواءُ المسلمينَ وشافهوا(33/352)
تحقيقَ آمالٍ لهم وظنونِ
وأضاءتِ الدنيا وسُلَّ صباحُها
من بينِ جانحتي دجى ودجون
واخضرَّ مغبرُّ الثرى فنسيمهُ
يثني على سقيا أجشَّ هتونِ
بالفتحِ فتحَ بابه ذو عزة ٍ
وَعَد الإجابة حين قال: ادعوني
إنَّ الحديثَ لذو شجونٍ فاستمع
أحلى حديثٍ بل ألذَّ شجونِ
أما الممالكُ فالسرورُ مطنبٌ
في مستقر سريرها الموضونِ
شقّتْ عقيقَ شفاهِها مُفترَّة ً
عن مَبَسمٍ كاللؤلؤِ المكْنونِ
بعدَ اعتراضِ اليأسِ نالَ محاقهُ
قمرُ الرجاءِ فعادَ كالعرجونِ
فضلٌ من اللهِ العزيزِ ونعمة ٌ
كفّتْ فضولَ البغيِ من " فَضْلون "
لمّا اغتدى جارَ الغمامِ وغره
بالومضِ بارقُ رأيهِ المأفون
في شامخٍ أيست وفودُ الريح من
جرِّ الذُّيولِ بصحنِهِ المسكونِ
لم تفترعْه الحادثاتُ ولم تطُفْ
إلا بمحروسِ الجهاتِ مَصونِ
يَلقى برَوقَيْهِ النجومَ مُناطحاً
ويحكُّ بالأظلافِ ظهرَ النون
أَنْستْهُ بِطْنتُه أياديَ مُنعمٍ
سدكٍ بعادة ِ لطفهِ مفتونِ
في ضِمنِ بُرديهِ مَهيبٌ مُتّقى ً
وعليهِ بشرُ مؤملٍ مأمونِ
كالمرخِ يبدي الاخضرارَ غصونه
والنارُ في جنبيهِ ذاتُ كمونِ
فبغى ، وألسنة ُ القنا ينذرنهُ
برحى ً لحِبّاتِ القلوب طَحونِ
وطَغى ، ومن يَستغْنِ يطغِ كما الثّرى
إن يروَ يوصف نبتهُ بجنونِ
وافْتنَّ في آرائهِ مُتلوِّناً
كأبي بَراقِشَ أو أبي قَلَمونِ
طَوراً يجُرُّ فؤادُهُ رسَنَ المُنى
أيْ كيفَ أُلْحَقُ والمجرَّة ُ دوني
ويقيسُ طَوراً حصْنَه بالسجنِ من
فَشِلٍ وراءَ إهابِهِ مَسجونِ
والحربُ تَنكِحُ والنفوسُ مهورُها
ما بينَ أبكارٍ تزفُّ وعونِ
والبيضُ تقمرُ والغبارُ كأنه
خِرَقٌ شُقِقْنَ من الدّآدي الجُونِ
والنبلُ يمطرُ وبلهُ من منحنى
نبعٍ كمرتجزِ الغمام حنونِ
رَشْقاً كألحاظِ الحسانِ رمى بها الـ
ـعُشّاقَ قوسُ الحاجبِ المقرونِ
وتطيرُ أفلاذُ الجبالِ كأنها
من كلِّ ناحية ٍ تقولُ: خذُوني
صُمٌّ رَواجعُ إنْ تزِنْ رَضْوى بها
تُخْبرْكَ عن كميِّة ِ الكمّونِ(33/353)
وترى الدماءَ على الجراحِ طوافياً
فكأنها رمدٌ بنجلِ عيونِ
حتى إذا نضِبَتْ بحارُ عُبابِه
عنهُ سوى حمأٍ بها المظنونِ
ركبَ البحارَ سُحَيرَة ً وتخايلَتْ
صُورُ النجاة ِ لوهْمِهِ المظْنونِ
وتدبَّرتْ عُصْمُ الوُعولِ مكانَهُ
وغدا كضبٍّ بالعراءِ مكونِ
فإذا الطلائع كالدبا مبثوثة ٌ
لفوا سهولاً خلفهُ بحزونِ
يطؤونَ أعقابَ العتاة ِ كما هوى
نجمٌ لرجلِ الماردِ الملعونِ
كانوا التُّيوسَ ولا قُرونَ فكلّلّتْ
سمرُ الرماحِ رؤوسهم بقرونِ
وأتّوا بفضْلونَ الشّقيِّ كأنّهم
نبشوا به الغبراءَ عن مدفونِ
في قدِّ رابي الأحْدَبَيْنِ أبانَهُ
عن سرجِ راسي الوطأتينِ حرونِ
أعطى المقادَ بأرض فارسَ راجلاً
يَفْدي الدّماءَ بمالهِ المخزونِ
متدحرجاً من طودِ نخوتهِ إلى
سفحٍ من القدرِ الدنيِّ الدونِ
لولا عواطفُ راية ٍ رَضَويّة ٍ
عَقدتْ حُباهُ على دمٍ مَحْقونِ
وقَضيّة ٌ من سيرة ٍ عُمريّة ٍ
حكمت بفكِّ لسانهِ المرهونِ
لتَضلّعتْ طيرُ الفلا وسباعُها
من شِلْوِه المُلقى بدارِ الهُونِ
نسبوا إلى الشيخِ الأجلِّ إباقهُ
عنتاً، وعُونيَ فيهِ ما قد عُوني
فالذنْبُ ذنبُ السامريِّ وعجْلِهِ
مادٌ وأجرٌ ليس بالمنون
ولذاك أرسى كلكلاً خشعت لهُ
شُمُّ الحصونِ فسُوِّيتْ بصُحونِ
ليثٌ تواضعَ في الفريسة ِ فاجْتَرى
بالتيسِ ذي القرنينِ والعثنونِ
أهلاً بأخلاقِ الوزيرِ كأنها
دَمَثُ الحُزونِ وفَرحة ُ المحزونِ
قد شالَ عبءَ الملك منه بازلٌ
لا يستطيعُ صيالهُ ابن لبون
لم يرعَ أكنافَ الهُوَيْنى مُمْرِجاً
نعمَ الرَّفاهة َ في رياض هُدون
ولهُ وحُقَّ لهُ لدى السلطانِ ! إحْ
خلعٌ كما ارتدت الفرندَ صفيحة ٌ
أَهدى الصقالَ لها أكفُّ قُيونِ
واسْمٌ طوتْ ذكراهُ كلَّ مسافة ٍ
في الأرضِ نائية ِ المزارِ شَطونِ
يفشي ثناهُ كاتبٌ أو راكبٌ
من بطنِ قرطاسٍ وظهرِ أمونِ
ولعلَّ كرمانَ المروعة َ ترتدي
منهُ بأمنٍ شاملٍ وسكونِ
فقد اغتدى كالزيرِ نضواً بمها
وأحسَّ أهلوها برَيب مَنونِ(33/354)
نكبتهمُ الأيامُ حتى إنَّهم
مرنوا على النكباتِ أيَّ مرونِ
أهون بحرِّ وطيسها لو أنهُ
نادى بها: يا نارُ برداً كوني
فلينتظر غدهُ لأنّ نصيبهُ
من يومه كعجالة ِ العربونِ
وليسترح من طعنِ لباتِ العدا
بمُجاجِ لبَّة ِ دَنِّهِ المطْعونِ
من كفِّ أغيدَ ما لكفي ربهِ
إذ يشتريه، صفقة ُ المغْبونِ
وليسمحنَّ بصبرة ٍ من عسجدٍ
مُكتالة ٍ لكلاميَ الموْزون
فقد استذلنيَ الزمانُ وقبلَ ذا
ما كانَ يَسمحُ للزَّمانِ قُروني
وليملكنَّ كنوزَ قارونٍ كما
ورثت عداهُ الخسفَ من قارونِ
ولتبقَ دوحة ُ عزهِ ملتفة ً
في خضرِ أوراقٍ وملدِ غصونِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> إنسانُ عَيني قطُّ ما يَرتوي
إنسانُ عَيني قطُّ ما يَرتوي
رقم القصيدة : 26909
-----------------------------------
إنسانُ عَيني قطُّ ما يَرتوي
من ماء وَجهٍ مَلُحَتْ عَينُهُ
كذلك الانسانُ ما يرتوي
من شُربِ ماءٍ ملُحَتْ عينُهُ
العصر العباسي >> البحتري >> أخذت جعفر برأس القطار
أخذت جعفر برأس القطار
رقم القصيدة : 2691
-----------------------------------
أخذت جعفر برأس القطار
ثم نادت أن ابدأوا ببوار
فأجابت أم الأمير، وقالت: قد أتيناك أول الزوار
وسيأتيك صاعد عن قليل
كتبه بالهلاك في اسكدار
يا أبا الجعر طوق الناس شكراً
واستحق بالهلاك في الأسكدار
بأبي سيفك الذي يكشف الشـ
ــك، ويجلو العشا عن الأبصار
أرنيه يفري السوعد والها
م، ويسقى من الدماء الجواري
إسقني بعضها لعلي أشفي
بدم الحارثي بعض الأوار
لا تهولنك السوابغ والبيـ
ــض، فمن تحتها قلوب العذاري
وإذا ما لقوك بالخيل فاعلم
أنها عدة ليوم الفرار
أنا عبد الله الصفار إن فر
ج الله هموم القلوب بالصفار
العصر العباسي >> الباخرزي >> عجبتُ من دمعي وعيني
عجبتُ من دمعي وعيني
رقم القصيدة : 26910
-----------------------------------
عجبتُ من دمعي وعيني
من قبلِ بَينٍ وبعدِ بَيْنِ
قد كانَ عيني بغيرِ دمعٍ
فصارَ دمعي بغير عينِ(33/355)
العصر العباسي >> الباخرزي >> ما نُطفة ٌ من حَبِّ مزنِ
ما نُطفة ٌ من حَبِّ مزنِ
رقم القصيدة : 26911
-----------------------------------
ما نُطفة ٌ من حَبِّ مزنِ
قد بيتوها جوفَ شنِّ
وسلافة ٌ من قلبِ دنِّ
قد نَحَروهُ بِقَلبِ دَنِّ
وتصافحٌ بعدَ القلى
وتصالحٌ غِبَّ التّجنِّي
إلا كشعرِ صديقي ال
فياضِ فاشدد بهِ وغنِّ
العصر العباسي >> الباخرزي >> مجلسَ الأستاذِ عبدِ ال
مجلسَ الأستاذِ عبدِ ال
رقم القصيدة : 26912
-----------------------------------
مجلسَ الأستاذِ عبدِ ال
ـله روضُ العارِفينا
ألحقَ الفخرَ بنا بعْـ
ـدَ احْتكامِ العارِ فينا
العصر العباسي >> الباخرزي >> تلكَ الجنانُ قطوفهنَّ دَوانِ
تلكَ الجنانُ قطوفهنَّ دَوانِ
رقم القصيدة : 26913
-----------------------------------
تلكَ الجنانُ قطوفهنَّ دَوانِ
تشدو حمائلها على الأغصانِ؟
أم صُدغُ مَعشوقٍ تَصَوْلَجَ مسكُهُ
من وردِ وَجنَتهِ على ميدانِ ؟
أم روضة ٌ بيدِ السحابِ مَروضة ٌ
لنسيمها لَعِبٌ بغُصنِ البانِ ؟
أم شعرُ أظرفِ مَن مَشى فوق الثّرى الـ
ـحسنِ بنِ عبد اللهِ ذي الاحسانِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> حرف الهاءوشادنٍ ليسَ يَهواني وأَهواهُ
حرف الهاءوشادنٍ ليسَ يَهواني وأَهواهُ
رقم القصيدة : 26914
-----------------------------------
حرف الهاءوشادنٍ ليسَ يَهواني وأَهواهُ
والمستعانُ على هجرانهِ اللهُ
فالنحلُ يشتارُ شهداً من مقبلهِ
والشمسُ تقبسُ نوراً من محياهُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> إذا اقتبسَ الهلالَ النورَ منْهُ
إذا اقتبسَ الهلالَ النورَ منْهُ
رقم القصيدة : 26915
-----------------------------------
إذا اقتبسَ الهلالَ النورَ منْهُ
زَوى عنه الجبينَ وقالَ: مَن هُو ؟
أيطمَعُ أنْ يكونَ غلامَ وَجْهي
وليسَ لكاذبِ الأطماعِ وجههُ ؟
فأما إذا ألحَّ عليَّ حتى
يكونَ شراكَ نعليَ فليكنهُ(33/356)
العصر العباسي >> الباخرزي >> وأَقرعَ طيّاشِ الدماغِ سَفيهِ
وأَقرعَ طيّاشِ الدماغِ سَفيهِ
رقم القصيدة : 26916
-----------------------------------
وأَقرعَ طيّاشِ الدماغِ سَفيهِ
يتيهُ معَ الداءِ المُركّبِ فيهِ
أعيرَ منَ الغربانِ أسوأ عادة ٍ
فباتَ يواري سوأة ً لأخيهِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> رُويدَكَ يا مَن أغضبتْهُ هناتُهُرُويدَكَ يا مَن أغضبتْهُ هناتُهُ
رُويدَكَ يا مَن أغضبتْهُ هناتُهُرُويدَكَ يا مَن أغضبتْهُ هناتُهُ
رقم القصيدة : 26917
-----------------------------------
رُويدَكَ يا مَن أغضبتْهُ هناتُهُرُويدَكَ يا مَن أغضبتْهُ هناتُهُ
تربص به الأيامَ سوفَ تراهُ
فما هوَ فيما رامَ إلا كباسطٍ
إلى الماءِ كفّيْهِ ليبلغَ فاهُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> دارُ خُداشٍ جَنّة ٌ، مالَها
دارُ خُداشٍ جَنّة ٌ، مالَها
رقم القصيدة : 26918
-----------------------------------
دارُ خُداشٍ جَنّة ٌ، مالَها
في طيبها أو حسنها كنه
وهو من البلهِ . وفيما رووا
"أكثرُ أهلِ الجنّة ِ البُلُه"
العصر العباسي >> الباخرزي >> ألا ربَ مولى غرّني من عهودهِ
ألا ربَ مولى غرّني من عهودهِ
رقم القصيدة : 26919
-----------------------------------
ألا ربَ مولى غرّني من عهودهِ
يمينٌ عليها صافحتني يمينهُ
أكابد منه ضدَّ ما أستحقهُ
فأصدُقُ في ودِّي لهُ ويَمينُ هُوْ
عجبتُ لأخلاقِ اللئامِ كأنهم
عنِ الكرمِ المعجونِ في شيمي نهوا
العصر العباسي >> البحتري >> لله در أبي عما
لله در أبي عما
رقم القصيدة : 2692
-----------------------------------
لله در أبي عما
رة إنه بيت الخساره
ما إن سمعت ولا رأيـ
ــت طويلة في رأس قاره
العصر العباسي >> الباخرزي >> يا شمسُ والشمسُ لها حاجبٌ
يا شمسُ والشمسُ لها حاجبٌ
رقم القصيدة : 26920
-----------------------------------
يا شمسُ والشمسُ لها حاجبٌ
حاجبكَ الطلقُ لماذا انزوى ؟(33/357)
أإنْ هَفا لُبِّي من نَشوة ٍ
لَظاتُها نَزّاعة ٌ للشَّوى
فانْوِ ائْتلافاً فلكلِّ امرىء ٍ
قال النبيُّ المصطفى : ما نوى
حتى إذا قيلَ : صحا وارعوى
عادَ، كذا عادة ُ أهلِ الهَوى
دبَّ في خاطرِه ثانيا
ذكرُ اللوى ، سَقياً لعهدِ اللوى
مرعى نضيرٌ لم نصب بعدهُ
نظيره مذ أزعجتنا النوى
تدعو حماماهُ ولو لم يجب
نوحُهُما المطربُ لن يَدعُوَا
ما شئتَ من خيرٍ وميرٍ ومن
كافٍ وهاوٍ وصلا بالفوا
فالآن قد أكسف من بالهِ
بلى طوى رونقهُ فانطوى
كأنّهُ لم يَغْنَ بالأمسِ وا
كآبَتا منهُ ولم تُغْنِ وا
ذوي فإن قيلَ : لماذا أقُلْ:
غابَ ذَووهُ، فلهذا ذَوى
كانوا إذا اجتَزتُ بهم رقّعوا
بالمُقَلِ الدُّعجِ خروقَ الكُوى
طابَ بهم عَيشي سوى أنَّهُ
طارَ معَ العنقاءِ نحوَ الهوى
العصر العباسي >> الباخرزي >> هأنذا ثاوياً بمضْيعة ٍ
هأنذا ثاوياً بمضْيعة ٍ
رقم القصيدة : 26921
-----------------------------------
هأنذا ثاوياً بمضْيعة ٍ
ووالدي في ضريحهِ ثاوِ
قد كان للدَّهرِ رونقاً فمضى
فكلّهُ رونقٌ بلا واوِ
العصر العباسي >> الباخرزي >> بعدتَ فعادَ جديدُ بالي باليا
بعدتَ فعادَ جديدُ بالي باليا
رقم القصيدة : 26922
-----------------------------------
بعدتَ فعادَ جديدُ بالي باليا
وتعطّلتْ حالي وكانتْ حاليَهْ
فلتدنُ أو تبعد فكيفَ تصرفت ؟
فهي المُنى وحديثُ نفسٍ خاليَهْ
العصر العباسي >> الباخرزي >> لقد كنتُ زيراً للغواني أزورها
لقد كنتُ زيراً للغواني أزورها
رقم القصيدة : 26923
-----------------------------------
لقد كنتُ زيراً للغواني أزورها
فتُضربُ أوتارٌ ويُطربُ نايُ
فأصبحتُ زيراً ناحلاً بعدَ نأيها
ستُطلبُ أوتارٌ ويقرُبُ نايُ
العصر العباسي >> الباخرزي >> صارَ قدري في الناسِ كاسمي عليا
صارَ قدري في الناسِ كاسمي عليا
رقم القصيدة : 26924
-----------------------------------
صارَ قدري في الناسِ كاسمي عليا
ولساني بالصدقِ أضحى مليا(33/358)
وكأنَّ الالهَ قال لأجلي :
وجعلنا لسانَ صدقٍ عَليّا
العصر العباسي >> الباخرزي >> كم راكبٍ لم يترجَلْ ماشياً
كم راكبٍ لم يترجَلْ ماشياً
رقم القصيدة : 26925
-----------------------------------
كم راكبٍ لم يترجَلْ ماشياً
وعقله دونَ عقولِ الماشية
تُعجبُهُ غاشية ٌ يَحملُها
أمامَهُ في السُّوقِ بعضُ الحاشيَهْ
لم يأتني حديثُها قَبلُ فهل
أتاك يا صاحِ حديثُ الغاشية ؟
العصر العباسي >> الباخرزي >> يا خالقَ الخلقِ حملتَ الورى
يا خالقَ الخلقِ حملتَ الورى
رقم القصيدة : 26926
-----------------------------------
يا خالقَ الخلقِ حملتَ الورى
لما طغى الماءُ على جاريه
وعبدُك الآنَ طغى ماؤُهُ
في الصلب فاحملهُ على جاريه
العصر العباسي >> الباخرزي >> حَبا من تحتِ ذَيلِ الحَبِيِّ
حَبا من تحتِ ذَيلِ الحَبِيِّ
رقم القصيدة : 26927
-----------------------------------
حَبا من تحتِ ذَيلِ الحَبِيِّ
شعاعٌ كحاشية ِ المشرفي
أعادَ طرازَ رداءِ الهوى
ولكن تردى وشيكَ الهويّ
وأطلعَ في جُنحِ ليلِ السّحابِ
صباحاً مُضيّاً وشيكَ المُضيِّ
هي النارُ تعبدُ لا للصلاة ِ
إليها، وتُعمدُ لا للصِّليِّ
ولكنَّ إشراقها موهمٌ
بإيماضِ ثغرٍ لسعدى نفسي
ذكرتُ عرارة َ نجدٍ وعزّ
شميمُ العرارة ِ بعدَ العشيّ
وجددَ شوقي وراءَ الضلوعِ
بلى الربعِ من بعدِ أخذي بليِّ
ومَن لي بسُعدى ومِن دونها
وقد حُجبتْ خلفَ مَرمى ً قَصيِّ ؟
نعيبُ الغُرابِ ونَبحُ الذِّئابِ
وحرشُ الضّبابِ ووَخْدُ المطيّ
يُقشّرُ بالضربِ منها اللِّحى
وتشغلُ عن ضربها باللحيَّ
وتَرمي قوائمَها كالسِّهام
وتُبري هياكلُها كالقسيِّ
ببهماء أحشاءُ أحسائها
تَشكّتْ إلى الرَّكبِ وقعَ الدُّليِّ
العصر العباسي >> الباخرزي >> ويقول فيها:وسُقتُ الرَكائبِ حتى أنَخْنَ
ويقول فيها:وسُقتُ الرَكائبِ حتى أنَخْنَ
رقم القصيدة : 26928
-----------------------------------(33/359)
ويقول فيها:وسُقتُ الرَكائبِ حتى أنَخْنَ
بسَبْط الأناملِ سِبْطِ النّبِيِّ
عليِّ بن موسى مواسي العفاة ِ
أبي القاسمِ السيدِ الموسويَ
خصيبِ الثرى غضيّ نبتِ المراد
رحيبِ الذرى عذبِ ماءِ الرُكيِّ
طَمى بالنّدى واديا راحَتَيهِ
فطم على آجناتِ القريِّ
نماهُ الفخارُ إلى جدهِ
عليٍّ فطارَ بجَدٍّ عَلِيَّ
ولا يتأشبُ عيصُ السريِّ
إذا هًوَ لم يَكُنِ ابْنَ السّرِيِّ
أبا قاسمٍ يا قَسيمَ السّخاءِ
إذا جفَّ ضرعُ الغمامِ الحبيِّ
وفدتُ إليكَ معَ الوافدينَ
وُفودَ البِشارَة ِ غِبَّ النّعِي
وزاركَ مني سميٌّ كنيٌّ
فَراعَ حُقوقَ السّمِيِّ الكَنِيِّ
فَهذي القَصيدة ُ بِكرٌ تصِلّ
على نحرها حصياتُ الحليِّ
جعلتُ هواكَ جهازاً لها
فجاءتكَ مائسة ً كالهديِّ
سحرتُ بها ألسنَ السامرينَ
ولم أَترُكَ السِّحْرَ للسّامريِّ
ولمّا نشرتُ أَفاويقَها
طَوى الناسُ دِيباجَة َ البُحتريّ
تظلُّ القطا وهي أهدى الطيورِ
تضلُّ بها كالغويُّ الغبيِّ
إلى مثلها طالَ باعي وطابَ
لجنبي اجتنابُ الفراشِ الوطيِّ
وأسكرني شربُ كأسِ السرى
على عَزفِ جِنِّيِّها الجَهْوَرِيِّ
العصر العباسي >> الباخرزي >> معادُ معاديهِ مهما طوى
معادُ معاديهِ مهما طوى
رقم القصيدة : 26929
-----------------------------------
معادُ معاديهِ مهما طوى
على بُغضِهِ القلبَ، قَعرُ الطّوِيّ
وأمثلُ أحوالِ أعدائهِ
وكلهمُ نهبُ داءٍ دوي
عِصِيٌّ مكلّلة ٌ بالرؤوسِ
وروس مكللة ٌ بالعصيّ
العصر العباسي >> البحتري >> جعلت فداك لي خبر طريف
جعلت فداك لي خبر طريف
رقم القصيدة : 2693
-----------------------------------
جعلت فداك لي خبر طريف
وأنت بكل مكرمة خبير
غداة النحر ينحر كل قوم
ولا شاة لدي ولا بعير
بلى عندي حمار لي، فقل لي
أتقبل من مضحيها الحمير؟
لئن لم تفده تفديك نفسي،
بذبح فهو في غده نحير
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَمُهَفْهَفٍ كَالغُصْنِ هَزّتْهُ الصَّبا(33/360)
وَمُهَفْهَفٍ كَالغُصْنِ هَزّتْهُ الصَّبا
رقم القصيدة : 26930
-----------------------------------
وَمُهَفْهَفٍ كَالغُصْنِ هَزّتْهُ الصَّبا
فَصَبَا إلَيهِ مِنَ الفُتونِ هَوَائِي
يوهيه حملُ وشاحهِ فتراهُ من
تَرَفِ النعيمِ يَئِنُّ في إخْفَاءِ
تدمى سوالفه إذا لاحظتها
بخفيِّ كرِّ اللَّحْظِ والإيماءِ
وكأَنَّ عقربَ صُدْغِهِ لمَّا کنثنتْ
قافٌ معلقة ٌ بعطفة ِ فاءِ
فإذا نظرتُ إلى محاسنِ وجههِ
لمر يروَ من نظري إليهِ ظمائي
حازَ الجمالَ بأَسْرِهِ فكأَنَّما
قسمتْ عليه محاسنُ الأشياءِ
متبسمٌ عن لؤلؤٍ رطبٍ حكى
برداً تساقطَ من عقودِ سماءِ
تُغْنِي عَنِ التُّفاحِ حُمرة ُ خَدِّهِ
و تنوبُ ريقته عن الصهباءِ
وَيُدِيرُ عَيناً في حَديقة ِ نرجسٍ
كسوادِ بأسٍ في بياضِ رجاءِ
فَکمْزُجْ بِمائِكَ خَمْرَ كأْسِكَ وکسقني
فلقدْ مزجتُ مدامعي بدمأبي
وکشْرَبْ عَلَى زَهْرِ الرِّياضِ مُدامة ً
تَنْفي الهُمومَ بِعَاجِلِ السَّراءِ
لطفتْ فصارتْ من لطيفِ محلها
تجري مجاري الرُّوحِ في الأَعْضَاءِ
و كأنَّ مخنقة ً عليها جوهرٌ
ما بين نارٍ ركبت وهواءِ
ويظَلُّ صبَّاغُ المِزَاجِ محَكَّماً
في نَقضِ حُمرتها بأَيدي الماءِ
وَ كأنها ، وكأنَّ حاملَ كأسها ،
إذ قامَ بحلوها على الندماءِ
شمسُ الضحى رقصتْ فنقطَ وجهها
بدرُ الدجى بكواكبِ الجوزاءِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> دواءُ قلبي في الهوى دائي
دواءُ قلبي في الهوى دائي
رقم القصيدة : 26931
-----------------------------------
دواءُ قلبي في الهوى دائي
أعيا علاجاتِ الأطباءِ
حويتُ أسقامَ الورى مفرداً
و حازها الناسُ بأسماءِ
لوْ شئتُ أنْ أمشي لفرط الضنى
مشيتُ من سقمي على الماءِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> واصَلْتُ فيكَ هَوائي
واصَلْتُ فيكَ هَوائي
رقم القصيدة : 26932
-----------------------------------
واصَلْتُ فيكَ هَوائي
لما قطعتَ رجائي
يا أحسنَ الناسِ وجهاً(33/361)
كانَ الصدودُ جزائي
فَلَيْسَ لي مِنْكَ إلاَّ
شماتة ُ الأعداءِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ساع بكأْسٍ بين نُدْمَاءِ
ساع بكأْسٍ بين نُدْمَاءِ
رقم القصيدة : 26933
-----------------------------------
ساع بكأْسٍ بين نُدْمَاءِ
كالغُصُنِ المعصَّرِ الماءِ
أَغارُ من وَقْفَتِهِ كلَّما
قال لحاسي الكأسِ : مولائي !
حتّى لقد صاروا، وَهُم إخْوتي،
مِنْ شِدَّة ِ الغَيْرَة ِ، أَعْدائي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَ منْ شقوتي أني بليتُ بشادنٍ
وَ منْ شقوتي أني بليتُ بشادنٍ
رقم القصيدة : 26934
-----------------------------------
وَ منْ شقوتي أني بليتُ بشادنٍ
يَتيهُ عَلَى بَدْرِ الدُّجَى بِضِيَائِهِ
إذا ما رآه البدرُ ليلة َ تمهِ
تَحَيَّرَ منهُ البَدْرُ وَسْطَ سَمائِهِ
لهُ عزة ُ الوالي عليَّ وَ تيههُ
وَلي ذِلَّة ُ المَعْزُولِ عِنْدَ لِقَائِهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَيَا رَبْعَ صبري كَيف طاوعَك البلى
أَيَا رَبْعَ صبري كَيف طاوعَك البلى
رقم القصيدة : 26935
-----------------------------------
أَيَا رَبْعَ صبري كَيف طاوعَك البلى
فجددتَ عهدَ الشوقِ في دمنِ الهوى
وأَجْريْتَ مَاءَ الوَصْلِ في تُربة الجَفَا
فأورقَ غصنُ الحبَّ في روضة ِ الرضا
أَرَدْتَ بتجديد الهَوَى ذِكرَ ما مضى
فأَحْيَيْتَ عَهْدَ الحُبِّ في مأْتمِ النَّوى
وَ كشفتَ غيمَ الغدرِ عن قمرِ الوفا
فأشرقَ نورُ الوصلِ عن ظلمِ الجفا
كأنك عاينتَ الذي بي منَ الهوى
فقاسمتني البلوى وقاسمتك البلى
وَدَارَتْ بُرُوجُ اليَأْسِ في فَلَكِ الرَّجا
وَ هبَّ نسيمُ الشوقِ في أمل المنى
لَئِنْ مَاتَ يَأْسِي مِنْهُ إذْ عَاشَ مَطْمعي
فإني قد استمسكتُ من لحظهِ الرجا
وَ ما ذكرتكَ النفسُ إلاّ تصاعدتْ
إلَى العَيْنِ فکنْهَلَّتْ مع الدَّمْعِ في البُكَا
تواصلني طوراً وتهجرُ تارة ً
ألاَ ربَّ هجرٍ جرَّ أسبابهُ الصفا
أرى الغيَّ رشداً في هواهُ وإنني(33/362)
لأَقْنَعُ بالشَّكْوَى إلَى خَيْرِ مُشْتَكَى
ألم ترَ أني بعتُ عزي بذلة ٍ
وَ طاوعتُ ما تهوى لطوعك ما تا
وَ ما وَ حياة ِ الحبَّ حلتُ عن الذي
عَهِدْتَ ولكنْ كُلُّ شَيْءٍ إلى کنْتها
وَرَيَّانَ مِنْ مَاءِ الشَّبَابِ كأَنَّما
يوردُ ماءَ الحسن في خدهِ الحيا
إذا قابل الليلَ البهيمَ بوجهه
أزالَ ضياءَ الصبح في ظلمة ِ الدجى
أَبَى لحظُ طَرْفِي أَنْ يُفَارقَ طَرْفَهُ
فلو رمتُ أثنيهِ عن الطرفِ ما انثنى
أُشَبِّهُ صُدْغَيْهِ بخدَّيْهِ إذْ بدا
بِسَالِفَتَيْ ريمٍ وَعِطْفَيْنِ من رَشَا
إذا ما انتضى سيفَ الملاحة ِ طرفهُ
فليس لراءٍ طرفهُ لم يمتْ عزا
أبى أن تنيلَ القلبَ رقة ُ كأسهِ
و دقتْ عن التشبيهِ في اللطفِ بالهوا
كأنَّ بقايا ما عفا من حبابها
بقية ُ طَلٍّ فوق وَرْدٍ مِنَ الندى
وَ ندمانِ صدقٍ قال لي بعد رقدة ٍ :
أَلا فکسْقِنِي كأساً على شدَّة الظَّما
فناولتُه كأساً، فَثنّى بمثلها،
فقابلني حسنَ القبولِ كما انثنى
تَحَامَى الكرى حتّى كأنَّ جفونَهُ
عليه لهُ منها رقيبٌ من الكرى
وليلٍ تَمَادى طولُه فَقَصَرْتُه
بِرَاحٍ تُعيرُ الماءَ مِنْ صفوِها صفا
تجافتْ جفون الشربِ فيه عن الكرى
فمنْ بينِ نشوانٍ وآخرَ ما انتشى
و قد شربوا حتى ّ كأنَّ رؤسهمْ
منَ السكرِ في أعناقها سنة ُ الكرى
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> زَمَنٌ مثلُ زورة الأَحْبابِ
زَمَنٌ مثلُ زورة الأَحْبابِ
رقم القصيدة : 26936
-----------------------------------
زَمَنٌ مثلُ زورة الأَحْبابِ
بعد يأْسٍ من مُغْرَمٍ بکجْتِنَابِ
فاسقني يا غلامُ عاش ليَ العيـ
ـشُ، مُداماً تُجْلَى بحَلْي الحَبابِ
ما تَرَى النَّايَ نبَّهَ العُودَ يَا صَا
حِ فَذَا نَادِبٌ وَذَا فِي کنْتِحابِ
وغناءً يكادُ أنْ يسكنَ الما
ءُ لتغريدهِ عنِ الاضطرابِ
من فتاة ٍ وصالها لي صدودٌ
و مواعيدها كلمعِ السرابِ
نزعوها مساويَ البعدِ لما
ألبسوها محاسنَ الإقترابِ(33/363)
حين ألقتْ ذوائباً مثلَ نايا
تٍ زنامية ٍ بلا أثقابِ
وتلَوَّثْ ملطومة الخدِّ بالوَرْ
د وعادتْ كالشَّمْسِ بعدَ الذَّهابِ
في رياضٍ كأَنَّها ليس تَرْضَى
بکشتغالي بها عنِ الأَحْبابِ
نمَّ نمامها إلى روعِ قلبي
أَنَّهُ مُؤْمِنٌ له مِنْ عِقَابِ
لَوْ تَصَدّى نسيمُها لِمَشِيبٍ
عاد مِنْهُ إلَى أَوانِ الشبابِ
دَبَّجَ الغَيْثُ رَوْضَها مُذْ بَدا يَسْـ
ـحبُ منْ فوقها ذيولَ السحابِ
وَغَدا النَّرْجِسُ المُفَتِّحُ فيها
كعيونٍ تطلعتْ منْ نقابِ
وَ شقيقٍ تراهُ يسرجُ في الروْ
ضِ إذا ما بدا بغير شهابِ
كسهامٍ من الزبرجدِ قدْ ركـ
ـبَ فيها أزجة ُ العنابِ
يَجْتَلِيها بَنَفْسَجٌ في حِدَادٍ
و بهارٌ في صورة ِ المرتابِ
رسمتْ لي رسومُها كيف أَشْتا
قُ إليها في جَيْئَتي وَذَهابي
عاشقٌ لونَ عاشقيهِ إذا ما
راعَهم من ذِهابِهِ بالذَّهابِ
شربهُ من نسيمِ كافورِ طلًّ
و غذاهُ منْ زهرِ مسكِ الترابِ
في طروسٍ ما بين سطرٍ منَ الروْ
ضِ وَسَطْرٍ يُقْرَا بِلاَ إعْرَابِ
سَوْفَ أُكْفى ، بِـ"أَحْمَدٍ" لا سواهُ
من زماني، تَسَبُّبَ الأَسْبَابِ
الذي لا تراهُ مذْ كان إلاَّ
واقفاً بين نائلٍ وعقابِ
نثرتْ كفه المواهبَ لما
نَظمْتها عُلاهُ لِلطُّلاَّبِ
رائحٌ في العُلى براحة ِ جُودٍ
بابُ أموالها بلا بوابِ
لِيَ فيه مذاهبٌ مُذْهباتٌ
مقبلاتُ الإقبال عند الذهابِ
أخذتْ من لطافة ِ الحسن طبعاً
مزجتهُ بحسنِ طبعِ الشرابِ
يَا "أَبَا قَاسمٍ" أَزالَتْ عطايا
كَ صِعَاباً من الخُطوبِ الصِّعابِ
لاَ وَمَنْ رَدَّ عاقِبَاتِ الرزايا
بعطايا منها على الأعقابِ
ما أبالي إذا حسبتك منْ دهـ
ـرِي بما كان ساقطاً من حِسابي
بَخِلَ الباخلون عنَّا فأَمْطَرْ
تَ لنا نائلاً بغير سحابِ
حالتي تقتضيكَ دون اقتضائي
أنْ يكون الثوابُ دستَ الثيابِ
كلما لامَني خَبيثٌ بعَتْبٍ
قام لِبْسِي له مقامَ الجوابِ
فتبينْ عنوانَ حاليَ فالعنـ
ـوانُ ينبي بكلَّ ما في الكتاب(33/364)
كنتُ أَخْشَى خرابَ دَهري وَقَدْ قُمْـ
ـتَ لعُمرانِ كلِّ دَهْرٍ خَرابِ
قلما ينفقُ الأديبُ ولن ينـ
ـفُقَ إلاَّ عَلَى ذَوِي الآدَابِ
وَا حيائي منَ العيونِ إذا ما
عايَنَتْنِي في هذه الأَسْلاَبِ
يَقْطَعُ العَضْبُ إنْ نَبَا عَنْ قَليلٍ
و يعودُ الهلالُ بعدَ الغيابِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَمَغْنَى الهَوَى غالَتْكَ أَيدي النِّوائِبِ
أَمَغْنَى الهَوَى غالَتْكَ أَيدي النِّوائِبِ
رقم القصيدة : 26937
-----------------------------------
أَمَغْنَى الهَوَى غالَتْكَ أَيدي النِّوائِبِ
فأَصْبَحْتَ مَغْنى ً لِلصَّبَا والجَنائبِ
إذَا أَبْصَرَتْكَ العَيْنُ جادَتْ بِمُذْهَبٍ
عَلَى مَذْهَبٍ في الخَدِّ بَيْنَ المَذَاهِبِ
أَثَافٍ كَنَقْطِ الثَّاءِ في طِرْسِ دِمْنَة ٍ
و نؤيٍ كدورِ النونِ منْ خطَّ كاتبِ
سَقَى الله آجالَ الهوى فيك لِلبَقَا
مدامَ الأماني من ثغورِ الحبائبِ
فلم يبق لي فيك البلى غيرَ ملعبٍ
يذكِّرُني عهدَ الصِّبا بملاعبِ
يبيتُ الهوى العذريُّ يعذرني إذا
خلعتُ به عذرَ الدموعِ السواكبِ
وَمَأْسورة ِ الأَلْحَاظِ عن سِنة الكرى
كأَنَّ عليها الصبرَ ضربة ُ لاَزبِ
تحرَّك طفلُ التِّيهِ في مَهْدِ طرفِها
إذا کكْتَحَلتْ بالغُمْضِ عينُ المُراقِبِ
تَصَدَّتْ لَنَا ما بين إعْرَاضِ زَاهِدٍ
على حذرٍ منها وَ إقبالِ راغبِ
و قد حليتْ أجفانها من دموعها
بأَحسنَ مِمَّا حُلِّيَتْ في التَّرائبِ
و ليلٍ كليلِ الثاكلاتِ لبستهُ
مشارقهُ لا تهتدي للمغاربِ
كأنَّ اخضرارَ الجوَّ صرحُ زبرجدٍ
تناثرَ فيه الدرُّ من جيدِ كاعبِ
كأَنَّ خَفِيَّاتِ الكواكبِ في الدُّجَى
بياضُ ولاءٍ لاَحَ في قلبِ ناصِبي
كأنَّ نجومَ الليل سربٌ رواتعٌ
لها البدرُ راعِ في رياضِ السحائبِ
كأَنَّ مُوشّى السُّحب في جَنَباتها
صدورُ بزاة أو ظهورُ الجنادبِ
صبحتُ به والصبحُ قد خلع الدجى
عَلَى منكبيه طَيْلَسانَ الغياهِبِ
بركبٍ سقوا كأسَ الكرى فرؤسهم(33/365)
مُوَسَّدة ٌ أَعْنَاقُها بالمُناكبِ
تلوا في ذرى الأكوار توراة َ قصدهم
بفكرِ جُسومٍ آتياتٍ ذَواهِبِ
تكادُ تَظُنُّ العِيسُ أَنْ لَيْسَ فوقها
إذا سكتوا إلاَّ صدور الحَقَائِبِ
كواكبُ ركبٍ في بروجِ أهلة ٍ
تدورُ بأفلاكٍ بغيرِ كواكبِ
إذَا أَشْرَقَتْ كانتْ شموسَ مشارِقٍ
و إنْ غربتْ كانتْ بدورَ مغاربِ
على ناحلاتٍ كالأهلة ِ إنْ بدتْ
أتمَّ انقواساً من قسيَّ الحواجبِ
طَواهُنَّ طيُّ السَّيْرِ حتّى كأَنَّها
قناطرُ تسعى مخطفاتِ الجوانبِ
وَقد عَقْرَبَتْ أَذْنَابَها فكأَنَّها
نشاوى أعالٍ صاحياتُ المذانبِ
خِفافٌ طَوَيْنَ الشرقَ تحت خِفافها
بنا ونشرنَ الغربَ فوق الغواربِ
ضربنَ الدجى صفعاً على َ أمّ رأسه
وقد ثملتْ من خمر رَعْيِ الكواكبِ
فلما أجزناها بساحة طاهر
ذهبْنَ بنا في مُذْهَبَات المذاهبِ
إلى كعبة الامال والمطلبِ الذي
به حُلِّيتْ أَجيادُ عُطْلِ المواكبِ
إلى من يرى أنَّ الدروعَ غلائلٌ
و أنَّ ركوبَ الموت خيرُ المراكبِ
و من لا تراه طالباً غيرَ طالبٍ
ولا ذاهباً إلاَّ عَلَى غيرِ ذاهبِ
مجيبٌ لأَطراف الرِّماحِ إذا کرتَمَتْ
بها وافداتُ الطعنِ من كلَّ جانبِ
بعاداتِ صبرٍ لم تزل تستعيدُهُ
إلى الحرب حتى مات صبرُ المحارب
فتى ً أَلبسَ الأَيامَ ثوبَ شبيبة ٍ
وكانتْ قديماً في جلابيبِ شائبِ
تظلُّ المنايا تحتَ ظلَّ سيوفه
إذا خطر الخطيُّ بين الكتائبِ
ينظّمُ نثرَ الطَّعن في وجه طاعنٍ
وينثرُ نظم الضَّرب في نحر ضاربِ
و قد كتبتْ أيدي المنايا وأعربتْ
بشكل العوالي فوق خطّ القواضبِ
لئن أقعدتْ أسيافه كلَّ قائمٍ
فقد أرجلتْ أرماحه كلَّ راكبِ
عَلَى سافراتٍ للطِّعانِ نحورُها
أَقلُّ حياءً من صروف النوائبِ
وَيَحْدُو الصفا بالركضِ منها أَهلَّة ٌ
مرصعة ٌ حافاتها بالكواكبِ
يكاد يريك الشيءَ قبل عِيانِهِ
ويقضي لك الحاجاتِ قبل المَطالبِ
إذا ما انبرى في هفوة ِ الفكر رأيهُ
رأى بعيانِ الرأي ما في العواقبِ
تعوذه أعداؤه من ذكائهِ(33/366)
إذا ما اكتفى بالرأي دون التجاربِ
ركوبٌ لأعناقِ الأمور إذا سطا
عفا بکقتدارٍ حين يسطو بواجبِ
حرامٌ عليه أن يردَّ رماحهُ
من الطعن إلاَّ وهي حمرُ الثعالبِ
أمانٌ لمرتاعٍ ، وروعٌ لآمنٍ
و كهفٌ لمطلوبٍ ، وحربٌ لغالبِ
إذا أَبْرقتْ ضرباً سيوفُك أَمطرتْ
رؤوسَ الأعادي فوق أرضِ المصائبِ
بما انهلّ من كفيكَ في ذلك الندى
وما حَمَلَتْهُ من قناً وقواضبِ
أرحها قليلاً كي تقرَّ فإنها
من الضَّرب أَمستْ ناحِلاَتِ المضاربِ
تَمُرُّ بك الأَيَّامُ وَهْيَ شواهدٌ
بأنك ما أبقيتَ عتباً لعاتبِ
"أَبَا حَسَنٍ" هذا کبنُ مدحِكَ قد أَتى
لِمَدْحِكَ والأَيَّامُ خُضْرُ الشواربِ
بِمَالِكَة ٍ للسمع مملوكة ٍ به
عجائبها من امهات العجائبِ
إذا أُنشدَتْ في مشهدٍ شَهدُوا لَها
بحسنِ التناهي في اختصار المذاهبِ
لتعلم أَني "حاتِمُ" الشعرِ والَّذي
غرائبُه فيه حِسانُ الغَرَائِبِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> قِفُوا ما عليكم من وقوف الرَّكائبِ
قِفُوا ما عليكم من وقوف الرَّكائبِ
رقم القصيدة : 26938
-----------------------------------
قِفُوا ما عليكم من وقوف الرَّكائبِ
لنبذلَ مذخورَ الدموع السواكبِ
و إلاّ فدلوني على َ الصبر إنني
رأيتُ اصطباري من أعزّ المطالب
كأنَّ جفوني يوم منعرجِ اللوى
ملاعبهمُ ما بين تلكَ الملاعبِ
تلحُّ علينا بالدموع كأنها
لجاجة ُ معتوبٍ على َ عتب عاتبٍ
منازلُ لم ينزل بها ركبُ أَدمع
فيقلعَ إلاَّ عن قلوبٍ ذواهبِ
تَعشَّقَ دمعي رسْمَها فكأَنَّها
تظلُّ على َ رسمِ من الدمعِ واجبِ
تليدُ هوى ً في الرسمِ حتى كأنما
هو الرسمُ إلاَّ أنهُ غيرُ ذاهبِ
وإنّي لمسلوبٌ عليك تجلُّدي
إذا كان صبري شاهداً مثل غائبِ
ولما وقفنا ساحة َ الحيّ لم نُطِقْ
كلاماً تناجينا بكسر الحواجبِ
نُناجي باضمار الهوى ظاهرَ الهوى
بأَطيبَ من نجوى الأَماني الكواذِبِ
عقائلَ من عليا " عقيل " درجنَ لي
بحلوا الرضى في السخط درج العواقبِ(33/367)
إذا أَسبلتْ زهواً غدائِرَ شعرها
تَوَشَّحْنَها من طولها بالمناكبِ
و خالفنها لما استجرنَ لنا بها
كما خالفتْ في "لا" أَنامِلُ كاتِبِ
يُقِمْنَ لنا برقَ الثغورِ أَدِلَّة ً
إذا ما ضللنا في ظلامِ الذوائبِ
شموسٌ متى تبدو تضيءُ لنا الدجى
فمشرقها فيه بغيرِ مغاربِ
متى قَدِمَتْ من سفرة ِ الهجر عيسُهم
تلقيتها بالوصل من كلَّ جانبِ
وصيَّرتُ أَجْفاني وِطاءً لِوَطْئها
حذاراً عليها من صروف النوائبِ
وعلقتها بالشوقِ في الملعبِ الذي
بهِ لعبتْ أيدي البلى بملاعبِ
و ليلٍ طويلٍ كان لما قرنتهُ
برؤية من أَهوى قصيرَ الجوانبِ
كخفقة ِ قلبٍ أو كقبلة ِ عاشقٍ
على حذرٍ أو ردَّ طرفِ المراقبِ
كواكبُه تبكي عليه كأَنَّما
ثكلنَ الدجى أو ذقنَ هجرَ الحبائب
يبرِّحُ بي وَجْدي إذا لاحَ كوكبٌ
كأَنَّ به وَجداً ببعضِ الكواكبِ
سأهبطُ من بحر الليالي مذاهباً
متى قصرتْ بي في هواهُ مذاهبي
وأَسحبُ ذيلَ العزم في أَرضِ هِمَّة ٍ
إلى واهبٍ أَموالَهُ للمَوَاهِبِ
إلى من يظلُّ الجودُ يقسمُ أنه
هو الجودُ موقوفاً عَلَى كلِّ طالبِ
هو السيفُ إلاَّ أنه ليس نابياً
إذا عاقَه المقدورُ عن كلِّ ضاربِ
إذا شاجروهُ بالرماحِ تشاجرتْ
نفوسُ المنايا في نفوسِ الكتائبِ
وتصبُغُ أَيدي النقع أَيدي خيولِهِ
بمحمرَّ تربٍ من نجيع الترائبِ
وكم خاض نقعاً يُمْطِرُ الهامَ وقْعُهُ
إلى الموتِ في صَفَّيْ قَناً وقواضِبِ
إذا شئتَ عوناً لا يَذِلُّ لِحادِثٍ
فنادِ على َ اسم الله : " يا سيفَ غالب ! "
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وليلة ٍ في عُدَدِ الشبابِ
وليلة ٍ في عُدَدِ الشبابِ
رقم القصيدة : 26939
-----------------------------------
وليلة ٍ في عُدَدِ الشبابِ
نجومها في صورة ِ الأحبابِ
لباسُها غلائلُ کجتنابِ
هلالُها في خللِ السحابِ
كمُذْهَبِ النونِ من الكتابِ
في لازورديًّ على َ محرابِ
أو طرفِ السيف من القرابِ
طويتها بالنشرِ للعتابِ
و حاجبُ الفجر بلا حجابِ(33/368)
يَضْحكُ والظلماءُ في کنتحابِ
أَما وحقِّ حُرْمة الآدابِ
ورُبَّ إبرازٍ بلا کرتقابِ
لا قلتُ إنَّ الودَّ باكتسابِ
ما لم يكنْ طبعاً من الأحبابِ
العصر العباسي >> البحتري >> النفس من فقدها حرى مولهة
النفس من فقدها حرى مولهة
رقم القصيدة : 2694
-----------------------------------
النفس من فقدها حرى مولهة
لا في القبور، ولا تحيا مع البشر
الله أصفى لها ودي، فصورها
حسناء تقصر عنها دارة القمر
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> و غادة ٍ ترفلُ في الشبابِ
و غادة ٍ ترفلُ في الشبابِ
رقم القصيدة : 26940
-----------------------------------
و غادة ٍ ترفلُ في الشبابِ
عارية ِ الحسنِ من المَعَابِ
كاسية ٍ من ملح التصابي
أَجفانُها نَشْوى بلا شرابِ
تأْسِرُ بالأَلحاظِ أُسْدَ الغابِ
مربوبة ٍ تُرْبي عَلَى الأَرْبابِ
تحسنُ أنْ تلعبَ بالألبابِ
جانبتُها في تَركها کجتنابي
إذ مُدَّتي تَقْصِرُ عن عتابي
فأذهبتْ بمذهب الخطابِ
مغضض اللحظِ من الجوابِ
أجلسني في العيَّ كالخطابِ
وذاك عُنوانٌ عَلَى كِتابِ
داخلُه صِفرٌ من الآدابِ
كأنهُ قفلٌ على َ خرابِ
مفتاحهأ .. أبي ترابِ
يا مُفردا بمادِحٍ كذَّابِ
وصادقٍ في هجوه مغتابي
مُطريك أَن أَطراك للثوابِ
كَطائِرٍ أَرسل في ضَبابِ
جاوزتَ في الوصف مدى الإطنابِ
قليلَ أنسابكَ في الأحسابِ
كذكركَ المظلم في الكتابِ
يا واحد العُجْب بلا إعجابِ
بالغَ في هجوك واغتيابي
سَمَّاك انساناً بلا استيجابِ
دونكها مظلمة َ الجلباب
غريبة َ الإغراب والإعرابِ
أوقعَ من مواقعِ الضرابِ
تبيتُ حَدْوَ الرَّكْبِ والركابِ
زينتها حقائبُ الأحقابِ
والأرحبياتُ من الرحاب
تخطرُ في أَزمّة الذَّهابِ
أسرعَ من أنامل الحسابِ
كأنما ترقصُ في سرابِ
يقذفن بالأيدي حصى الركابِ
كأنما يلعبن بالطبطاب
من تحت أقمارٍ على قبابِ
تُقِلُّها أَهلَّة ُ الأصلابِ
مذ سافرتْ بأنفسِ الأحبابِ
بتُّ وإبهامي على ذنابي
أندبُ قلباً دائِمَ الأندابِ(33/369)
حتى تبدّى الصبحُ من حِجابِ
يضحكُ والظلماءُ في کنتحابِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> بدرٌ تقنَّعَ بالظلا
بدرٌ تقنَّعَ بالظلا
رقم القصيدة : 26941
-----------------------------------
بدرٌ تقنَّعَ بالظلا
مِ على قضيبٍ في كثيبِ
تدعو محاسنه القلو
بَ إلى مشافهة ِ الذُّنوبِ
لعبتْ بمشيتهِ الشما
لُ فجنبتهُ إلى الجنوب
فعلتْ به ريحُ الصبا
ما ليس تفعلُ بالقضيبِ
علقتْ ركائبُ حسنه
بعقولنا عند المغيبِ
وتظلَّمت وجناتُنا
بيد الدُّموع من النَّحِيبِ
وكأنَّما تَشْويشُنا
تشويشُ ألفاظِ المريبِ
تَثنيه من تيهٍ به
أيدي الدلال بلا هُبوبِ
فكأنَّها وكأَنَّه
إن لاحظتْ عينُ الأريبِ
قُبَلُ الرّضا قد نالها الـ
ـمهجورُ من وَصْل الحبيبِ
يا بدرُ بالبدرِ الذي
أطلعتَ من فلكِ الجيوبِ
و بعقربِ الصدغ الذي
زرفنتَ من حسنٍ وطيبِ
تَرْعَى ـ وما استَرْعَيْتُها ـ
ثَمرَ القلوبِ بلا دبيبِ
هَبْ لي مَزَارَكَ في الكَرى
كيما أراكَ بلا رقيبِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> رضا الفنا عن بقائي بعدكمْ غضبُ
رضا الفنا عن بقائي بعدكمْ غضبُ
رقم القصيدة : 26942
-----------------------------------
رضا الفنا عن بقائي بعدكمْ غضبُ
كأَنَّما راحتي مُذْ غِبْتُمُ تعبُ
واخَجْلتي من بقائي بعدَ فُرْقَتِكُمْ
إذ ليس لي في حياتي بَعدكم أَربُ
وليس موتي عجيباً بَعْدَ بينِكُمُ
و إنما في حياتي بعدكم عجبُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> هي إنْ شجها المزاجُ وشابتْ
هي إنْ شجها المزاجُ وشابتْ
رقم القصيدة : 26943
-----------------------------------
هي إنْ شجها المزاجُ وشابتْ
عاد من وقتِهِ المشيبُ شبابَا
خلتها كالسرابِ المز
جِ فلمَّا استحالَ عادتْ شرابَا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> و بنتِ كرمٍ كأنها لهبُ
و بنتِ كرمٍ كأنها لهبُ
رقم القصيدة : 26944
-----------------------------------
و بنتِ كرمٍ كأنها لهبُ
تكادُ منها الأكفُّ تلتهبُ(33/370)
تلعبُ في كأْسها إذا مُزِجتْ
كأنما يستفزها طربُ
في عَرْصَة ِ الكأْس حين تمزجُها
سماءُ تبرٍ نجومها ذهبُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> عذبتها بالمزاجِ فابتسمتْ
عذبتها بالمزاجِ فابتسمتْ
رقم القصيدة : 26945
-----------------------------------
عذبتها بالمزاجِ فابتسمتْ
عَنْ بَرَدٍ نابتٍ عَلَى لَهَبِ
كأنَّ أيدي المزاجِ قد سكبتْ
في كأسها فضة ً على ذهبِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَتاني في قميصِ اللاَّذِ يَسْعَى
أَتاني في قميصِ اللاَّذِ يَسْعَى
رقم القصيدة : 26946
-----------------------------------
أَتاني في قميصِ اللاَّذِ يَسْعَى
عدوٌّ لي يلقبُ بالحبيبِ
فقلتُ من التعجب: كيف هذا
بِلاَ واشٍ أَتيتَ وَلاَ رقيبِ
فقال: الشمسُ أَهدتْ لي قميصاً
غريبَ اللَّوْنِ من شَفَقِ الغُرُوبِ
فثوبي والمدامُ ولونُ خدي
قريبٌ مِنْ قريبٍ مِنْ قَرِيبِ!
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> زَارَ بِلَيْلٍ عَلَى صَبَاحٍ
زَارَ بِلَيْلٍ عَلَى صَبَاحٍ
رقم القصيدة : 26947
-----------------------------------
زَارَ بِلَيْلٍ عَلَى صَبَاحٍ
عَلَى قَضيبٍ عَلَى كثيبِ
حين أتتْ ألسنُ الليالي
معتذراتٍ من الذُنُوبِ
فيا لها زورة ً أخذنا
لها أماناً من الخطوب
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا منكراً شكوايَ نارَ الهوى
يا منكراً شكوايَ نارَ الهوى
رقم القصيدة : 26948
-----------------------------------
يا منكراً شكوايَ نارَ الهوى
قد زدتني كرباً على كربيِ
أفضْ عليَّ الماءَ أو فاسقني
ماءً وكنْ مِنّي عَلَى قُرْبِ
تسمعُ للماء نشيشاً إذا
ما وصل الماءُ إلى قلبي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> الكأْسُ قطبُ السرور والطربِ
الكأْسُ قطبُ السرور والطربِ
رقم القصيدة : 26949
-----------------------------------
الكأْسُ قطبُ السرور والطربِ
فکحظَ بها قبل حاجِزِ النوَبِ
أَما ترى الليلَ كيف تكشفُه(33/371)
راياتُ صبحٍ مبيضَّة ُ العَذَبِ
كَرَاهِبٍ حَنَّ للهَوى طرباً
فَشَقَّ جلبابَهُ مِنَ الطَّرَبِ
العصر العباسي >> البحتري >> أنت ابن فلس وما تنفك مفتخرا
أنت ابن فلس وما تنفك مفتخرا
رقم القصيدة : 2695
-----------------------------------
أنت ابن فلس، وما تنفك مفتخراً
فكيف تصنع لو كنت ابن دينار
وأنت في القوم تستدعي سيادتهم
كسالح يدعي فضلا على خار
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> هِيَ الحياة ُ فلو تأْتي إلى حَجَرٍ
هِيَ الحياة ُ فلو تأْتي إلى حَجَرٍ
رقم القصيدة : 26950
-----------------------------------
هِيَ الحياة ُ فلو تأْتي إلى حَجَرٍ
لَوَلَّدَتْ فيه مِنْها نَشْوَة َ الطَّرَبِ
كأنها ، ولسانُ الماء يقرعها ،
دمعٌ ترقرق في أَجفانِ منتحبِ
إذا علاها حَبابٌ خِلْتَهُ شبكاً
من اللُّجَيْنِ عَلَى أَرْضٍ مِنَ الذَّهبِ
تصورتْ من أديم الكأس سورتها
فأَنبتتْ بَرَداً منها على لَهَبِ
تخالُ منها بجيد الكاسِ إنْ مزجتْ
عِقداً من الدُّرِّ أَو طَوْقاً من الحَبَبِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> تَجَمَّشَهُ بلحظِ الطَّرفِ كَفِّي
تَجَمَّشَهُ بلحظِ الطَّرفِ كَفِّي
رقم القصيدة : 26951
-----------------------------------
تَجَمَّشَهُ بلحظِ الطَّرفِ كَفِّي
فأَخْجَلَهُ من النَّظرِ المُريبِ
وقال القلبُ: هَبْ لِي منه حظّاً
فردَّ الطرفُ بالعجبِ العجيبِ :
إذا كانتْ حياتي طَوْعَ أَمري
أسلمها إلى غيرِ الحبيبِ
فكانَ مقالهُ أحلى لروحي
منَ الصادي إلى الماءِ القريبِ
ويا دَائِي أَتَرْجُو بعد يأْسٍ!
فما الشكوى إلى غَير المجيبِ!
وما خوفي عَلَى رُوحي ولكنْ
عليهِ منْ معاقبة ِ الذنوبِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وشمسٍ بأَعلاهُ وليلينِ أُسْبِلا
وشمسٍ بأَعلاهُ وليلينِ أُسْبِلا
رقم القصيدة : 26952
-----------------------------------
وشمسٍ بأَعلاهُ وليلينِ أُسْبِلا
بخديهِ إلاّ أنها ليس تغربُ(33/372)
و لما حوى نصفَ الدجى نصفُ خدهِ
تحيَّر حتى ما درى أَيْنَ يذهبُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> رَثَى لَهُ مِمَّا به ما بِهِ
رَثَى لَهُ مِمَّا به ما بِهِ
رقم القصيدة : 26953
-----------------------------------
رَثَى لَهُ مِمَّا به ما بِهِ
صبٌّ غدا صباً بأوصابهِ
مَيْتٌ يُرَى حَيّاً ولكنَّهُ
تربتهُ ما بين أثوابهِ
أيُّ حياة ٍ لامرئٍ قد بلي
بالقُرْبِ من فُرْقَة ِ أَحْبَابِهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا منْ حياتي رضاهُ في تعتبهِ
يا منْ حياتي رضاهُ في تعتبهِ
رقم القصيدة : 26954
-----------------------------------
يا منْ حياتي رضاهُ في تعتبهِ
ومَنْ مماتي جَفاهُ في تَغضُّبِهِ
هجَرتَني ظالماً من غير ما سببٍ
ففاض دمعُ عذولي من تعجبهِ
ما خانك الطَّرفُ مِنِّي قط في نظرٍ
و لا سلا عنكَ قلبي في تقلبهِ
و أنتَ واللهِ ، يا سؤلي ويا أملي ،
أَعزُّ في مهجتي مما أَراكَ بِهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ربَّ ليلٍ طلعتْ فيـ
ربَّ ليلٍ طلعتْ فيـ
رقم القصيدة : 26955
-----------------------------------
ربَّ ليلٍ طلعتْ فيـ
ـهِ بدورٌ من جيوبِ
يتناهبنَ شموسَ الرا
حِ في كأسٍ وكوبِ
حضرتْ فيهِ اللَّذَاذَا
تُ بِفِقْدانِ الرَّقيبِ
و تأملتُ الثريا
في طلوعِ ومغيبِ
فتخيرتُ لها التشـ
ـبيهَ في المعنى المصيبِ
هِيَ كأْسٌ في شروقٍ،
و هي قرطٌ في غروبِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ما زال يشربُ شِبهَ ما
ما زال يشربُ شِبهَ ما
رقم القصيدة : 26956
-----------------------------------
ما زال يشربُ شِبهَ ما
في وجنتيهِ من اللهيبِ
حتى انثنى وَ كأنما
في كأسهِ قبلَ المغيبِ
بدرٌ يقبلُ عارضاً
للشمسِ في وقت الغروبِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ساروا وما عاجوا عليكَ بنظرة ٍ
ساروا وما عاجوا عليكَ بنظرة ٍ
رقم القصيدة : 26957
-----------------------------------
ساروا وما عاجوا عليكَ بنظرة ٍ(33/373)
الله يحفظ مَنْ جَفاك ويصحبُ
ليس التعجبُ من بكاكَ لفقدهمْ
لكنْ بقاكَ مع التفرق أَعجبُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> حَرَّكَتْ من ساكنِ القَصَبِ
حَرَّكَتْ من ساكنِ القَصَبِ
رقم القصيدة : 26958
-----------------------------------
حَرَّكَتْ من ساكنِ القَصَبِ
غصناً منْ غيرِ ما سببِ
أضحكوا الأحزانَ بي فبكتْ
رحمة ً لي مقلة ُ اللعبِ
وغدا بدرُ الرِّضا كِسَفاً
باتَ يَسْري في دُجى الغضبِ
و سماءُ الكاس أنجمها
بَرَدٌ يعلو عَلَى اللَّهَبِ
وإذا ما الماءُ خالَطَها
دَبَّ فيها نشوة الطَّرَبِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يَا مَنْ تَجَنَّبْتُ صبري في تجنُّبِهِ
يَا مَنْ تَجَنَّبْتُ صبري في تجنُّبِهِ
رقم القصيدة : 26959
-----------------------------------
يَا مَنْ تَجَنَّبْتُ صبري في تجنُّبِهِ
عمداً وعاصيتُ نومي في تغضبهِ
أَنباكَ شاهدُ أَمري عن مغيَّبِهِ
وجدَّ جِدُّ الهَوَى بي في تلعُّبِهِ
يا نازِحاً لَعِبَتْ أَيدي الفراقِ به
هَبْ لي من الدَّمْعِ ما أَبكي عليكَ بِهِ
كأَنَّ قلبَكَ سُقمي في قَسَاوَتِهِ
وَوَرْدَ خدَّيْك قلبي في تَلَهُّبِهِ
حتى متى زفراتي في تصاعدها
إلى المماتِ ودمعي في تصوبهِ
أخفيتُ سلوة َ حرٍّ في تذللهِ
و إنما قيلَ قلبٌ من تقلبهِ
ولي فؤادٌ إذا طال العذابُ بِهِ
هام اشتياقاً إلى لقيا معذبهِ
يفديكَ بالنفس صَبٌّ لو يكونُ لهُ
أَعزُّ من نفسه شيءٌ فداك بِهِ
العصر العباسي >> البحتري >> هزيع دجى في الرأس بارده بدر
هزيع دجى في الرأس بارده بدر
رقم القصيدة : 2696
-----------------------------------
هزيع دجى في الرأس بارده بدر
وليل جلاه لا صباح ولا فجر
ولمة مشتاق ألم مشيبها
على حين لم يود الشباب ولا العمر
فقصرت، إن الشيب من عدل حكمه
وإن كان جوراً أن يقال لك القصر
فما جار في تلك المدامع دمعها
لنازلة إلا وحادثها نكر
على أنه يعتادني متأوب
من الشوق ما يخبو له في الحشاجمر(33/374)
وما ظلم الشوق الجوانح، إنما
غدا ظالما للشوق شيبي والدهر
أما وأبي الأيام ما خاف معلق
بأسباب خضر صرف حادثة تعرو
ولا ضر أرضاً جادها جود كفه
فأمرعها ألا يصوب بها القطر
ولما حبا أرض العراق بقربه
طما بحره فيها ونائله الغمر
وصابت بأكناف الحجاز غمامة
تنائف لا خمس لديها ولا عشر
ولم يخل من وجود ولا صوب عارض
له أفق في الأرض ناء، ولا قطر
فغيثت رفاق المحرمين بحيث لا
غياث يرجى لا بكي ولا نزر
شهدت لقد شاهدت ذاكم، وإنه
ليقصر عن مقدار ذلكم الأجر
ولما قصدنا سر من را تضاءلا
ولا خضر يقري فيهما، البدو والحضر
وحصت أماني المعتفين بحيث لا
يحاذر بأساء الحياة ولا الفقر
وحيث يذم الغيث، والغيث حافل
وتستقصر الدنيا، ويستخلج البحر
وحيث ترى الآمال يسرحن في المنى
ولا الروض مرعاها هناك ولا الزهر
لدى ملك أثرى من المجد والغنى
بأن لم ير الإثراء أن يفر الوفر
عميد ولاة الأمر من آل هاشم
إذا جلت الجلى، أو انثغر الثغر
يؤيد منها كل ما ضاق أيدها
به، ويداوي كل ما عز أن يبرو
هو الجبل الراسي الذي اعترفت له
رجال نزار وهي راغمة صفر
إذا ما اشرأبت حط من غلوائها
مكارمه اللاتي لها يسجد الفخر
فأقسمت بالركب الذين تدرعوا
من الليل إقطاع السرى وهم سفر
على أينق مثل القسي سواهم
ضوامر لاحتها الهواجر والقفر
بكل معراة السباريت سملق
ومجهولة تيه مخارمها غبر
إلى أن أطافوا بالحطيم، وضمهم
غداة الطواف البيت والركن والحجر
لو الأمر يضحى في سوى آل هاشم
لكان بلا شك يكون له الأمر
بك أطأدت أركان وائل، واغتدى
له المسمع الموفي على الناس والذكر
فلو أنشر الشيخان بكر وتغلب
لما عددا مجداً كمجدك يا خضر
وما رام مسعاك امرؤ في ارتقائه
إلى سؤدد إلا تغوله بهر
وأقعده عن نيل مجدك إنه
تضاءل عن لألائه الأنجم الزهر
إذا جالت الأفكار فيك تبينت
بأنك لا تحوي مكارمك الفكر
وكيف يطيق الشعر ذاك، وإنما
عن الفكر ينبي القول أو ينطق الشعر(33/375)
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> و إذا النميمة ُ للرياحِ جرتْ
و إذا النميمة ُ للرياحِ جرتْ
رقم القصيدة : 26960
-----------------------------------
و إذا النميمة ُ للرياحِ جرتْ
ما بينهنَّ لموعدٍ حربا
جذتْ أصول فروعها وتواصلتْ
أغصانها لنسيمها حبا
وبدا وصالهُما لأَنهما
لا يملكان لفُرْقَة ٍ قلبا
فكأنَّما عشق الفراقُ دنوَّهُ
لبعادِهِ من قربها قربا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> صبٌّ بحسنِ متيمٍ صبَّ
صبٌّ بحسنِ متيمٍ صبَّ
رقم القصيدة : 26961
-----------------------------------
صبٌّ بحسنِ متيمٍ صبَّ
حبيهِ فوق نهاية ِ الحبَّ
أَشكو إليه جورَ مقلته
فيقولُ : موتك أيسرُ الخطبِ !
فإذا نظرتُ إلى محاسنهِ
أَخْرَجْتُه عُطْلاً من الذَّنْبِ
أَدمَيْتُ باللَّحَظاتِ وَجْنَتَهُ
فاقتصَّ ناظرهُ منَ القلبِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لقد بَرَّحَ البَيْنُ المُبَرِّحُ والحبُّ
لقد بَرَّحَ البَيْنُ المُبَرِّحُ والحبُّ
رقم القصيدة : 26962
-----------------------------------
لقد بَرَّحَ البَيْنُ المُبَرِّحُ والحبُّ
بقلبي ؛ وهل يبقى على لوعة ٍ قلبُ !
تعززتُ مغتراً بما البينُ صانعٌ
و لم أدر أنَّ البينَ مركبهُ صعبُ
تسالَمَتِ الأَحزانُ في حَتْفِ مهجتي
و بين جفوني والكرى أبداً حربُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَمَلٌ نازِحٌ ووجدٌ قريبُ
أَمَلٌ نازِحٌ ووجدٌ قريبُ
رقم القصيدة : 26963
-----------------------------------
أَمَلٌ نازِحٌ ووجدٌ قريبُ
إنَّ حكمَ الهوى لحكمٌ عجيبُ
لم أردْ باللحاظِ ماءَ جمالٍ
من حبيبٍ إلاَّ حماني رقيبُ
قيل لي : تبْ من الهوى ! قلتُ : إني
تبتُ من توبتي فكيفَ أتوبُ !
ما اقترفتُ الذنوبَ يا قومِ إلاَّ
في هوى مَنْ تطيبُ فيه الذنوبُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> بعدتْ دارهمْ ووجدي قريبُ
بعدتْ دارهمْ ووجدي قريبُ
رقم القصيدة : 26964
-----------------------------------(33/376)
بعدتْ دارهمْ ووجدي قريبُ
والجوى موطني وصبري غريبُ
أَيُّ شيءٍ يكون أَفجعَ عندي
من مُحِبٍّ قد بانَ عنه الحبيبُ
قَد تساوَتْ بالسقم منَّا عيونٌ
حينَ بانَتْ بالبَيْنِ منَّا قلوبُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا من أقامَ قيامتي بصدودهِ
يا من أقامَ قيامتي بصدودهِ
رقم القصيدة : 26965
-----------------------------------
يا من أقامَ قيامتي بصدودهِ
الجسمُ ينحل والفؤادُ يذوبُ
أَسْقَمْتَني فلقيتُ منْ طولِ الضَّنا
ما لا يُقاسي بعضَهُ "أَيُّوبُ"
و بكيتُ من جزعِ عليكَ بحرقة ٍ
أسفاً عليكَ كما بكى " يعقوبُ "
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا شيعة َ اللَّهْوِ هُبُّوا
يا شيعة َ اللَّهْوِ هُبُّوا
رقم القصيدة : 26966
-----------------------------------
يا شيعة َ اللَّهْوِ هُبُّوا
إلى اللذاذاتِ هبوا
فالنايُ يبدي أنيناً
يُشجي وللعُودِ ضَرْبُ
وأَعينُ الغيثِ تجري
لَها کنهمالٌ وسَكْبُ
وما علينا جُناحٌ
فيما فَعَلْنا وَعَتْبُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> قوامُ غصنٍ كأنه أَلِفٌ
قوامُ غصنٍ كأنه أَلِفٌ
رقم القصيدة : 26967
-----------------------------------
قوامُ غصنٍ كأنه أَلِفٌ
تُهدي لنا من رُضابها لَهبا
باطِنُها مُكْتَسٍ وظاهرُها
لِلعينِ يُبدي مستَنْزَهاً عَجبا
قَد يَئِسَتْ منْ بقائِها فترى
أَدمعَها طولَ ليلها سَكبا
تكابد الليلَ وهي جاهلة ٌ
و عمرها في الكبادِ قدْ ذهبا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ابدى هواهُ ولم يزلْ محجوبا
ابدى هواهُ ولم يزلْ محجوبا
رقم القصيدة : 26968
-----------------------------------
ابدى هواهُ ولم يزلْ محجوبا
دمعٌ غدا في خدهِ مسكوبا
بانَ الحبيبُ فبانَ عنه صبرهُ
بعد الحبيبِ وما رأى محبوبا
سكنَ الجوى والشوقُ بينَ جوانحي
وغَدا الكرى في مقلتيَّ غريبا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> كُنْ بعيداً إنْ شئتَ أَوْ كُنْ قريبا
كُنْ بعيداً إنْ شئتَ أَوْ كُنْ قريبا(33/377)
رقم القصيدة : 26969
-----------------------------------
كُنْ بعيداً إنْ شئتَ أَوْ كُنْ قريبا
أنتَ أسقمتني فكنْ لي طبيبا
أنتَ أحببتَ أن أكونَ سقيماً
فلحبّيكَ صارَ عندي حبيبا
قد هويتُ السقامَ في الحبَّ لما
حزتَ منهُ في مقلتيكَ نصيبا
كلُّ شيءٍ مِنِّي يحبُّك حتّى
أنَّ أعضايَ فيكَ تحكي القلوبا
العصر العباسي >> البحتري >> كم من أخ لك لست تنكره
كم من أخ لك لست تنكره
رقم القصيدة : 2697
-----------------------------------
كم من أخ لك لست تنكره
ما دمت من دنياك في يسر
متصنع لك في مودته
يلقاك بالترحيب والبشر
يطري الوفاء وذا الوفاء ويلـ
ــحى الغدر مجتهداً وذا الغدر
فإذا عدا، والدهر ذو غير،
دهر عليك عدا مع الدهر
فارفض بإجمال أخوة من
يقلى المقل ويعشق المثري
وعليك من حالاه واحدة
في اليسر، إما كنت، والعسر
لا تخلطنهم بغيرهم
من يخلط العقيان بالصفر؟
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> إنِّي لتفعلُ بي لوا
إنِّي لتفعلُ بي لوا
رقم القصيدة : 26970
-----------------------------------
إنِّي لتفعلُ بي لوا
حظُ مقلة ِ الرشإِ الريببِ
فعلَ الخناجرِ بالحنا
جرِ عندَ معتركِ الحروبِ
أو فعلَ توبة ِ مخلصٍ
في مَحْوِ أَوْزَارِ الذنوبِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> بهواكَ، إذ قالَ الهوى
بهواكَ، إذ قالَ الهوى
رقم القصيدة : 26971
-----------------------------------
بهواكَ، إذ قالَ الهوى
لجوارحي : بهواهُ ذوبي !
ثمَّ کجهدي أَنْ تحسني
فإذا أَسأْتِ فلا تتوبي
قالتْ: فبالوَجْدِ الَّذي
أذهبتهُ بدمِ القلوبِ
وبقلَّة الصبر البري
ءِ وكثرة الشوقِ المريبِ
ألأيَّ شيءٍ قلتَ للشـ
ـكوى ، وقد خرسَتْ، أَجيبي!؟
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أقلاَّ عتابي قد مللتُ منَ العتبِ
أقلاَّ عتابي قد مللتُ منَ العتبِ
رقم القصيدة : 26972
-----------------------------------
أقلاَّ عتابي قد مللتُ منَ العتبِ
يطيعكما لفظي ويعصيكما قلبي(33/378)
لقد أَخْصَبَتْ في الخدِّ مِنِّي مدامعٌ
و قلبيَ منْ صبري على غاية ِ الجدبِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> من لم يرَ البدرَ لا يرى عجبا
من لم يرَ البدرَ لا يرى عجبا
رقم القصيدة : 26973
-----------------------------------
من لم يرَ البدرَ لا يرى عجبا
في ليلة ِ التِمِّ إذ بَدا طَرِبا
أسفر للشمسِ كي يقبلها
فما رآها فعاد منتقبا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا مَنْ سَقامُ جفونِهِ
يا مَنْ سَقامُ جفونِهِ
رقم القصيدة : 26974
-----------------------------------
يا مَنْ سَقامُ جفونِهِ
لسقامِ عاشقهِ طبيبُ
حزتَ المودة فاستوى
عندي حضورك والمغيبُ
كنْ كيفَ شئتَ من البعا
دِ فأَنْتَ من قلبي قريبُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> عَبَدَتْهُ أَلحاظُ عَيْنَيْكَ لمَّا
عَبَدَتْهُ أَلحاظُ عَيْنَيْكَ لمَّا
رقم القصيدة : 26975
-----------------------------------
عَبَدَتْهُ أَلحاظُ عَيْنَيْكَ لمَّا
جعلتهُ لما تحبُّ محبا
هاكَ قلبي فکضربهُ بالهجرِ ضربا
ثُمَّ قطِّعْهُ بالقطيعة ِ إرْبا
قالَ لي : هاتهِ ! فقلتُ مجيباً :
عزَّ قلبي فلستُ أَملكُ قلبا
أَنْتَ علَّمتهُ عليكَ التجَنِّي
حينَ أقصيتهُ ولمْ يجنِ ذنبا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا عاتباً لي بغيرِ عتبِ
يا عاتباً لي بغيرِ عتبِ
رقم القصيدة : 26976
-----------------------------------
يا عاتباً لي بغيرِ عتبِ
وهاجراً لي بِغَيْرِ ذَنْبِ
لولاكَ لمْ تجرِ لي دموعٌ
سَكْباً عَلَى الخدِّ فوقَ سَكْبِ
لا تنكرن إنْ جرتْ بدرَّ
مُنْتَثِرٍ لَمْ يُشَنْ بثَقْبِ
صيرها في الجفونِ حمراً
تَصعيدُها من دَمي وقلبي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا رُبَّ مَصْلوبٍ عَلَى جِذْعٍ لَهُ
يا رُبَّ مَصْلوبٍ عَلَى جِذْعٍ لَهُ
رقم القصيدة : 26977
-----------------------------------
يا رُبَّ مَصْلوبٍ عَلَى جِذْعٍ لَهُ
شَبَهُ المحبِّ إذا رأى أَحبابَهُ(33/379)
أَوْ كالطَّرُوبِ بمجلسٍ غَنّى لهُ
صوتٌ فمَزَّقَ باليَدَيْنِ ثيابَهُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> كأنَّ دمي يومَ الفراقِ سروا بهِ
كأنَّ دمي يومَ الفراقِ سروا بهِ
رقم القصيدة : 26978
-----------------------------------
كأنَّ دمي يومَ الفراقِ سروا بهِ
وَقَدْ سَفكُوهُ بکحْتِثَاثِ الرَّكَائِبِ
أظنهمُ لوْ فتشوا في رحالهمْ
إذاً وَجَدوا آثارَهُ في الحَقَائِبِ
إذا أنا دافعتُ الخطوبَ بذكرهمْ
نسيتُ الذي بيني وبينَ النوائبِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا صُرُوفَ الدَّهْرِ حَسْبي
يا صُرُوفَ الدَّهْرِ حَسْبي
رقم القصيدة : 26979
-----------------------------------
يا صُرُوفَ الدَّهْرِ حَسْبي
أَيُّ ذَنْبٍ كانَ ذَنْبي
طَرَقَتْنِي نائباتُ الدَّ
هْر في إعلالِ حبِّي
علة ٌ عمتْ وخصتْ
في حبيبٍ ومحبَّ
دَبَّ في كَفَّيْهِ مَا مِنْ
حُبِّهِ دبَّ بِقَلْبي
فهو يشكو حرَّ حبًّ
و اشتكائي حرَّ حبَّ
العصر العباسي >> البحتري >> أحمد ما لي مطلت موعدتي
أحمد ما لي مطلت موعدتي
رقم القصيدة : 2698
-----------------------------------
أحمد ما لي مطلت موعدتي
ألم تخف من إلهك الغيرا
القوس مني إليك موترة
والسهم ألقمت فوقه الوترا
ومنجنيقي برأسه حجر
أنا مزجيه فاحذر الحجر
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَمِنَ البَلِيَّة ِ أَنَّنِي بِكَ مُغْرَمٌ
وَمِنَ البَلِيَّة ِ أَنَّنِي بِكَ مُغْرَمٌ
رقم القصيدة : 26980
-----------------------------------
وَمِنَ البَلِيَّة ِ أَنَّنِي بِكَ مُغْرَمٌ
دَنِفٌ وأَنَّكَ مُعْرِضٌ مُتَجَنِّبُ
هَرَبي إلَى الإنْصَافِ مِنْ خَوْفِ النَّوى
وإلَيْكَ مِنْكَ وَمِنْ فِرَاقِكَ أَهْرُبُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَحياتهِ لاخنتهُ وَحياتهِ
وَحياتهِ لاخنتهُ وَحياتهِ
رقم القصيدة : 26981
-----------------------------------
وَحياتهِ لاخنتهُ وَحياتهِ(33/380)
وَلأَدْخُلَنَّ النَّارَ في مَرْضَاتِهِ
قمرٌ إذا استقبلتهُ لضيائهِ
أبصرتَ وَجهكَ منهُ في وَجناتهِ
تَتَحَيَّرُ الأَوْهَامُ في تَرْكيبِهِ
وَالوصفُ يعجزُ عن صفاتِ صفاتهِ
وَيميلُ منْ حركاتهِ فكأنما
يهتزُّ غصنُ البانِ في حركاتهِ
مالاحظتْ لحظاتهُ لحظَ امريٍ
إلاَّ استعاذَ اللحظُ منْ لحظاتهِ
أَحياهُ مِنْ بَعْدِ المَمَاتِ بِوَصْلِهِ
وأَمَاتَهُ بالهَجْرِ قَبْلَ مَمَاتِهِ
لمَ لا أخاطرُ في هواهُ بمهجة ٍ
وَقفتْ خواطرها على خطواتهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> هُوَ الفِرَاقُ فَعِشْ إنْ شِئْتَ أَوْ فَمُتِ
هُوَ الفِرَاقُ فَعِشْ إنْ شِئْتَ أَوْ فَمُتِ
رقم القصيدة : 26982
-----------------------------------
هُوَ الفِرَاقُ فَعِشْ إنْ شِئْتَ أَوْ فَمُتِ
لَيْسَ الحياة ُ إذا بانُوا بِمُعْجِبَتي
ويحَ المنية ِ إذْ سارتْ ركائبهمْ
لوْ أنها قبضتْ روحي لأحسنتِ
كانتْ تطيبُ ليَ الدنيا بقربهمُ
فَقَدْ أَمَرُّوا لِيَ الدُّنْيا الَّتي حَلَتِ
قَدْ كُنْتُ آمُلُهُمْ والبَيْنُ يُوعِدُني
فأَنْجَزَ البَيْنُ والآمَالُ أَخْلَفَتِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> بِنَفْسِيَ مَنْ نَفْسي تَقِلُّ لَهُ فِدى ً
بِنَفْسِيَ مَنْ نَفْسي تَقِلُّ لَهُ فِدى ً
رقم القصيدة : 26983
-----------------------------------
بِنَفْسِيَ مَنْ نَفْسي تَقِلُّ لَهُ فِدى ً
و إنْ لمْ تنلْ منْ وصلهِ ما تمنتِ
تزينتِ الدنيا بهِ ثمَّ أقبلتْ
فلما أدالَ الوصلَ بالهجرِ ولتِ
كأَنَّ لَيالي الوَصْلِ كانَتْ غَمامَة ً
فلما رجوتُ الوصلَ منها تخلتِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> دُونَ المُنَى في الهَوَى يا نَفْس آفاتُ
دُونَ المُنَى في الهَوَى يا نَفْس آفاتُ
رقم القصيدة : 26984
-----------------------------------
دُونَ المُنَى في الهَوَى يا نَفْس آفاتُ
كأسُ الهوى حلوة ٌ فيها مراراتُ
إنَّ المُحِبِّينَ إنْ أَخْفَوْا مُحَاذَرَة ً(33/381)
هواهمُ فلهمْ فيهِ علاماتُ
لا آخذَ اللهُ منْ قلبي بهِ كلفٌ
صبٌّ قدِ استحكمتْ فيهِ الصباباتُ
لكلَّ شيءٍ نهاياتٌ تبيدُ وَما
للوعة ِ الحبَّ في قلبي نهاياتُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> بليتُ لأنني بكَ قدْ بليتُ
بليتُ لأنني بكَ قدْ بليتُ
رقم القصيدة : 26985
-----------------------------------
بليتُ لأنني بكَ قدْ بليتُ
فلستُ بمنتهٍ مما نهيتُ
ألامُ وقدْ أصمَّ الحيبُّ سمعي
وَيرشدني العذولُ وقدْ عميتُ
وأَنْحَلَني فَلَوْ إنْسانُ عَيْني
تَضَمَّنَ جَفْنُهُ جِسْمِي خَفِيتُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أجرى دموهاً كمثلِ الدرَّ أهملها
أجرى دموهاً كمثلِ الدرَّ أهملها
رقم القصيدة : 26986
-----------------------------------
أجرى دموهاً كمثلِ الدرَّ أهملها
مِنْ نَاظِرَيْهِ عَلَى ياقُوتِ وَجْنَتِهِ
فَحَدَّرَتْ مُقْلَتا عَيْني العَقِيقَ عَلَى
خدًّ حكى ذهباً منهُ بصفرتهِ
دَمْعَانِ لَوْنَانِ في لَوْنَيْنِ قَدْ جَرَيا
كلٌّ أَتَى عَجَباً منهُ بِجِرْيَتِهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> دَمْعُ غَريبٍ جَرى لغُرْبَتِهِ
دَمْعُ غَريبٍ جَرى لغُرْبَتِهِ
رقم القصيدة : 26987
-----------------------------------
دَمْعُ غَريبٍ جَرى لغُرْبَتِهِ
أَفْرَدَهُ البَيْنُ عَنْ أَحِبَّتِهِ
وَحقَّ للمدنفِ الغريبِ بأنْ
يَنْدُبَ شَجْواً لِطُولِ وَحْدَتِهِ
إنْسانُ عَيْنٍ لَوْلا سِبَاحَتُهُ
ماتَ غريقاً ببحرِ دمعتهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> والهَوَى لاَ خِفْتُ عاذِلَتي
والهَوَى لاَ خِفْتُ عاذِلَتي
رقم القصيدة : 26988
-----------------------------------
والهَوَى لاَ خِفْتُ عاذِلَتي
في هَوى مَنْ جَلَّ عن صِفَتي
منْ لحاني عنْ هواهُ ففي
وجههِ الفتانِ معذرتي
بِأَبي مَنْ قَدْ خَسِرْتُ بِهِ
حظَّ دنيائي وآخرتي
إنْ جَرَى قَتْلي عَلَى يَدِهِ
فهوَ في حلًّ وفي سعة ِ(33/382)
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا منْ هوَ الماءُ في تكوينِ خلقتهِ
يا منْ هوَ الماءُ في تكوينِ خلقتهِ
رقم القصيدة : 26989
-----------------------------------
يا منْ هوَ الماءُ في تكوينِ خلقتهِ
وَمَنْ هُوَ الخمرُ في أَفْعالِ مُقْلَتِهِ
وَمنْ خلعتُ عذاري في هوايَ لهُ
ومن تهتكَ ستري في محبتهِ
وَمَنْ بزُرْقَة ِ سَيْفِ اللَّحْظِ طَلَّ دَمِي
والسَّيْفُ ما فخرُه إلاَّ بزُرْقَتِهِ
عَلَّمْتَ إنْسَانَ عَيْني أَنْ يَعُومَ فَقَدْ
جادَتْ سِبَاحَتُهُ في ماءِ دَمْعَتِهِ
العصر العباسي >> البحتري >> قل ما هويت فإنني
قل ما هويت فإنني
رقم القصيدة : 2699
-----------------------------------
قُلْ ما هوِيتَ، فإنّني
لكَ سامِعٌ، وَالأمرُ أمْرُكْ
وَاعْلَمْ بِأنّ مَسَرّتي
لَوْ أنّ فِيها ما يَضُرّكْ
لَتَرَكْتُ ذَلِكَ وَاتْبَعْـ
ـتُ مساءتي، فِيما يَسُرّكْ
فَهَوَايَ فِيمَا ساءني
أوْ سرني مَا فِيهِ بِرّكْ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> شغلتُ قلبي وسمعي في مودتكمْ
شغلتُ قلبي وسمعي في مودتكمْ
رقم القصيدة : 26990
-----------------------------------
شغلتُ قلبي وسمعي في مودتكمْ
لا خَلَّصَ الله قلبي مِنْ مَحَبَّتِكُمْ
و لا رزقتُ حياة ً بعدَ بينكمُ
إنْ لَمْ أَمُتْ نَدَماً مِنْ بَعْدِ فُرْقَتِكُمْ
هَا قَدْ غَضِبْتُ عَلَى رُوحِي لاَِجْلِكُمُ
حتّى جَفَوْتُ حياتي عِنْد جَفْوَتِكُمْ
إذا تلهبَ جمرُ الشوقِ في كبدي
أَطْفاهُ ماءُ التَّلاقي عِنْدَ رُؤْيَتِكُمْ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَيا مَنْ تَخَبَّثَ عَيْشِي بِهِ
أَيا مَنْ تَخَبَّثَ عَيْشِي بِهِ
رقم القصيدة : 26991
-----------------------------------
أَيا مَنْ تَخَبَّثَ عَيْشِي بِهِ
و ما طيبُ العيشِ مثلُ الخبيثِ
يُكَلِّفُني فَرْطُ وَجْدِي الهَوَى
وَهَلْ في جُحُودِكَ لي مِن مُغِيثِ؟!
وَوَاللهِ إنك تدري بهِ
فَلَمْ ذَا تُخَدِّشُ وَجْهَ الحَديثِ!(33/383)
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> انظرْ إلى السحرِ في عينيهِ والدعجِ
انظرْ إلى السحرِ في عينيهِ والدعجِ
رقم القصيدة : 26992
-----------------------------------
انظرْ إلى السحرِ في عينيهِ والدعجِ
كأنَّ أجفانهُ مرضى من الغنجِ
لهُ منَ الدرَّ عقدٌ تحتَ شاربهِ
وَفَوْقَ أَصْداغِهِ لامانِ من سَبَجِ
تَظُنُّ من خَجَلٍ تَوْريدَ وَجْنَتِهِ
وَاللهِ ما ذاكَ إلاَّ منْ دمِ المهجِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> تَقَنَّعَتْ بالدَّجى فَوْق الضحى فَجَلَتْ
تَقَنَّعَتْ بالدَّجى فَوْق الضحى فَجَلَتْ
رقم القصيدة : 26993
-----------------------------------
تَقَنَّعَتْ بالدَّجى فَوْق الضحى فَجَلَتْ
في عاجِ عارضها لاماً من السبجِ
كأنها استرهنتْ في ناظري سقماً
بلحظِ أجفانها المرضى من الغنجِ
لوْ أنها في ظلامٍ لاستنارَ بها
لأَنَّ إشْرَاقَها يُغني عن السُّرُجِ
كأنما ألبستْ منْ لونِ مبسمها
غلالة ً طرزتها منْ دمِ المهجِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لَهَا مِنَ المَاءِ كَفٌّ في أَنَامِلِها
لَهَا مِنَ المَاءِ كَفٌّ في أَنَامِلِها
رقم القصيدة : 26994
-----------------------------------
لَهَا مِنَ المَاءِ كَفٌّ في أَنَامِلِها
إذْ صَافَحَتْني بِهِ نارٌ عَلَى وَهَجِ
تكادُ منْ لمعانِ الحسنِ تسترهُ
كأنما طرفتهُ منْ دمِ المهجِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أطالَ ليلَ الصدودِ حتى
أطالَ ليلَ الصدودِ حتى
رقم القصيدة : 26995
-----------------------------------
أطالَ ليلَ الصدودِ حتى
يئستُ منْ غرة ِ الصباحِ
كأنهُ إذْ دجا غدافٌ
قَدْ حَضَنَ الأَرْضَ بالجَناحِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لا أَرَّقَ الله عَيْنَيْ مَنْ يُؤرِّقُني
لا أَرَّقَ الله عَيْنَيْ مَنْ يُؤرِّقُني
رقم القصيدة : 26996
-----------------------------------
لا أَرَّقَ الله عَيْنَيْ مَنْ يُؤرِّقُني
وَلاَ ملاَ مثل قلبي قلبهُ برحا(33/384)
قَدْ سَرَّني أَنَّهُمْ قَدْ سَرَّهُمْ سَقَمي
فازددتُ سقماً ليزدادوا بهِ فرحا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَبكرِ راحٍ باكرتُ مصطحباً
وَبكرِ راحٍ باكرتُ مصطحباً
رقم القصيدة : 26997
-----------------------------------
وَبكرِ راحٍ باكرتُ مصطحباً
صبوحها ما أفترُ القدحا
خَمْرٌ إذا خامَرَتْ فُؤادَ فَتًى
أهدتْ إليهِ السرورَ والفرحا
كأنَّ بقيا حبابها عرقٌ
منْ فوقِ وردِ الخدودِ قدْ رشحا
ما استدَّ بابُ السرورِ عنْ أحدٍ
إلاَّ غَدا بالمُدامِ مُفْتَتَحا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> طالَعَتْنِي كَطُلوعِ الـ
طالَعَتْنِي كَطُلوعِ الـ
رقم القصيدة : 26998
-----------------------------------
طالَعَتْنِي كَطُلوعِ الـ
ـبَدْرِ في وَجْهِ الصَّباحِ
كصباحٍ تحتَ ليلٍ
وَدَعَتْنِي لاsصْطِباحِ
فأَجَبْنَاها بِلا مَنْـ
ـعٍ إلى تَرْكِ الصَّلاحِ
وَوَصَلْنَاهَا وَمَنْ يَصْـ
ـبرُ عنْ وصلِ الملاحِ !
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> سِلْكَانِ للدَّمْعِ مَحْلولٌ وَمَعْقُودُ
سِلْكَانِ للدَّمْعِ مَحْلولٌ وَمَعْقُودُ
رقم القصيدة : 26999
-----------------------------------
سِلْكَانِ للدَّمْعِ مَحْلولٌ وَمَعْقُودُ
عَلَى الَّتي لَحْدُها في القَلْبِ مَلْحُودُ
ما سَوَّدَ الحزْنُ مُبْيَضَّ السُّرورِ بِها
إلاَّ وأَيَّامُ عُمْري بَعْدَها سُودُ
عَنَّتْ يَدُ الدَّمْعِ في خَدِّي عِنَانَ دَمٍ
كأنَّهُ مِنْ أَديمِ القَلْبِ مَقْدُودُ
ما استعبرَ الغيثُ إلاَّ عندَ عبرتهِ
فَخَدُّ وَجْهِ الثَّرَى لِلْغَيْثِ مَخْدُودُ
منْ لي برحمة ِ قلبٍ ليسَ يرحمني
كأنَّ نُقْصانَ وَجْدِي فيهِ تَزْييدُ
تُوَلِّدُ النارَ فيهِ ماءُ سَلْوَتِهِ
فاعجبْ لنارٍ لها في الماءِ توليدُ
كمْ بتُّ أرجمُ أعضائي بجمرِْ غضاً
وَالفجرُ في صفدِ الظلماءِ مصفودُ
نامتْ عيونُ عداتي إذ زفرتُ وَلي
من مَغْمَدِ الدَّمْعِ في عَيْنَيَّ تجريدُ(33/385)
لَوْلاَ عَلاَئِقُ بَيْنٍ مِنْكِ تَعْلَقُ بِي
لقلتُ : إنَّ اقترابي منكِ تبعيدُ
وَلَيْتَ بَعْدَكِ تسويد البَياضِ فَلي
بالدَّمْعِ في صُحُفِ الأَحْزَانِ تَسْويدُ
فَلاَ صَفا كَدَرُ الدُّنْيا لِمُصْفِيَة ٍ
ما جاهدتْ فيكِ أنفاسي المجاهيدُ
إنْ أَزْمَعَتْ عنكِ صَبْراً أُبْدِلَتْ بِجَوى ً
مَعْدومُهُ بِكِ طُولَ الدَّهْرِ مَوْجُودُ
لازالَ خدي تريباً فوقَ تربتها
ما دارَ في خلدِ الأيامِ تخليدُ
جَبُنْتُ مِنْ عَسْكَرَيْ دَمْعِي فشجَّعَني
قلبٌ له في کنحِدارِ الدَّمْعِ تَصْعيدُ
متى يبالي ثرى ً أنْ لا يرى مطراً
فمسبلُ الدمع مني وهو مورودُ
هَا قَدْ تأَمَّلْتُ بالعُتْبى الَّتي سَلَفَتْ
أنْ لا يعاودني من بعدها عيدُ
وَدَّعْتُها وَبِنَحْرِي مِنْ مَدَامِعِها
نَحْرٌ وفي جيدِها مِنْ مَدْمَعِي جِيدُ
فبردتْ حرَّ أنفاسي على بردٍ
كأَنَّهُ مِنْ صَدِيدِ النَّفْسِ مَصْدُودُ
وکسْتُدْعِيَتْ فأَجَابَتْ بعد ما ظَهَرَتْ
في وجنة ِ الفجرِ قبلَ الصبحِ توريدث
وَصورتْ في مراة ِ الأفقِ صورتها
فَلِي إلَيْها بِرُسْلِ اللَّحْظِ تَرْدِيدُ
جَاهَدْتُ بالصَّبْرِ في إثْرِ العَزاءِ فَمَا
رَجَعْتُ إلاَّ وَصَبْرِي عَنْكِ مَفْقُودُ
العصر العباسي >> البحتري >> إقبل معاذير من يأتيك معتذرا
إقبل معاذير من يأتيك معتذرا
رقم القصيدة : 2700
-----------------------------------
إقبل معاذير من يأتيك معتذرا
إن بر عندك فيما قال أو فجرا
فقد أطاعك من أرضاك ظاهره
وقد أضلك من يعصيك مستتراً
خير الخليلين من أغضى لصاحبه
ولو أراد انتصارا منه لانتصرا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> زَمَنٌ ضَاحِكٌ وَرَوْضٌ جَدِيدُ
زَمَنٌ ضَاحِكٌ وَرَوْضٌ جَدِيدُ
رقم القصيدة : 27000
-----------------------------------
زَمَنٌ ضَاحِكٌ وَرَوْضٌ جَدِيدُ
وَغُصُونٌ مُرَنَّحاتٌ تَمِيدُ
أنجمُ الزهرِ حولها فتراها
طالِعَاتٍ كأَنَّهُنَّ سُعُودُ
تغتدي للعيونِ منها عيونٌ(33/386)
وتلاقي الخدودَ منها خدودُ
تَتَثَنّى مَعَ الرِّيَاحِ کخْتِيالاً
بِغُصونٍ كأَنَّهُنَّ قُدودُ
فلها كلما تثنتْ وصالٌ
وَلها كلما استقامتْ صدودُ
اسْقِنِي يا غُلاَمُ فالعَيْشُ غَضٌّ
وَعُيُونُ الخُطُوبِ عَنَّا رُقُودُ
لاَ تدعْ عاجلَ السرورِ وَبادرْ
فَعَساهُ يَعُودُ أَوْ لاَ يَعُودُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> فؤادُ صبًّ إذابهُ الكمدُ
فؤادُ صبًّ إذابهُ الكمدُ
رقم القصيدة : 27001
-----------------------------------
فؤادُ صبًّ إذابهُ الكمدُ
وَجَفْنُ عَيْنٍ أَوْدَى بِهِ السَّهَدُ
يا زَفَراتي كَمْ أَشْتَكِيكِ فَمَا
ينصفني منكِ في الهوى أحدُ
لكلَّ شيءٍ حدٌّ يبينُ بهِ
وَما لوجدي حدٌّ وَلا أمدُ
منْ كانَ مثلي فالموتُ راحتهُ
وَالموتُ وَاللهِ دونَ ما أجدُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَليلٍ مثلِ يومِ البينِ طولاً
وَليلٍ مثلِ يومِ البينِ طولاً
رقم القصيدة : 27002
-----------------------------------
وَليلٍ مثلِ يومِ البينِ طولاً
كواكِبُهُ إذَا أَفَلَتْ تَعُودُ
يدافعُ نومها فيهِ انتباهٌ
فأعينها مفتحة ٌ رقودُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لطمتْ بعنابِ البنانِ شقائقِ الـ
لطمتْ بعنابِ البنانِ شقائقِ الـ
رقم القصيدة : 27003
-----------------------------------
لطمتْ بعنابِ البنانِ شقائقِ الـ
ـوَجَنَاتِ لي في مَأْتَمِ الصَّدِّ
فَكَأَنَّهُ لَمَّا تَكَاثَفَ لَطْمُها
في خدها مسكٌ على وردِ
و استضحكتْ فبكيتُ قالتْ لا تخفْ
بي فوقَ ما بكَ يا أخا الوجدِ
لَوْ صُيِّرَتْ شَمْعاً عَلَيْكَ أَنَامِلِي
ما آلمتني فيكَ بالوقدِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> تَوْرِيدُ وَرْدِ الخَدِّ أَلْبَسَ أَدْمُعي
تَوْرِيدُ وَرْدِ الخَدِّ أَلْبَسَ أَدْمُعي
رقم القصيدة : 27004
-----------------------------------
تَوْرِيدُ وَرْدِ الخَدِّ أَلْبَسَ أَدْمُعي
لَمَّا کسْتَهَلَّتْ حُلَّة َ التَّوْرِيدِ(33/387)
قَدْ كَانَ لِي صَبْرٌ حَميدٌ مَرَّة ً
فاليومَ صبري صارَ غيرَ حميدِ
لإقرارُ دمعي بالهوى ملءَ الهوى
فضحَ استتاري في الهوى وَجحودي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> سَرابُ الفَيافي صادِقٌ عَنْدَ وَعْدِها
سَرابُ الفَيافي صادِقٌ عَنْدَ وَعْدِها
رقم القصيدة : 27005
-----------------------------------
سَرابُ الفَيافي صادِقٌ عَنْدَ وَعْدِها
وَسمُّ الأفاعي مبرئٌ عندَ صدها
رَمَتْني وَلَمْ أَسْعَدْ بِأَيَّامِ قُرْبها
بِعَيْنَيْ مَهاة ٍ أَنْحَسَتْني بِسَعْدِهَا
تَعَلَّقَها قَلْبي كما قَدْ تَعَلَّقَتْ
صوالجُ صدغيها بتفاحِ خدها
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَكَأَنَّ كَافُورَ الدُّمُوعِ وَقَدْ جَرى
وَكَأَنَّ كَافُورَ الدُّمُوعِ وَقَدْ جَرى
رقم القصيدة : 27006
-----------------------------------
وَكَأَنَّ كَافُورَ الدُّمُوعِ وَقَدْ جَرى
بِخَلُوقِهِ مِنْها عَلَى الخَدِّ
درٌّ وَياقوتٌ تساقطَ بينهُ
في نَثْرِهِ كُحْلٌ مِنَ النَّدِّ
وَكأنما نظمتْ دموعَ جفونها
في نَحْرِها بَدَلاً مِنَ العِقْدِ
لوْ أنها نادتْ بحسنِ كلامها
مَيْتاً لَلَبَّاها مِنَ اللَّحْدِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ويحَ الطبيبِ الذي جستْ يداهُ يدكْ
ويحَ الطبيبِ الذي جستْ يداهُ يدكْ
رقم القصيدة : 27007
-----------------------------------
ويحَ الطبيبِ الذي جستْ يداهُ يدكْ
ما كان أشجعَه فيما به اعتمدكْ
لو أن ألحاظه كانت مَباضِعَهُ
ثم انتحاك بها من رقَّة ٍ فصدكْ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> كأَنَّ الهِلالَ وَقَدْ أَسْرَعَتْ
كأَنَّ الهِلالَ وَقَدْ أَسْرَعَتْ
رقم القصيدة : 27008
-----------------------------------
كأَنَّ الهِلالَ وَقَدْ أَسْرَعَتْ
يَدُ البَيْنِ في فَرْطِ إنْفادِهِ
وَحَفَّتْ بِهِ طالِعاتُ النُّجومِ
عليلٌ لقى ً بينَ عوادهِ
خفيٌّ عنِ اللحظِ عندَ العيانِ
كصبًّ نأى خوفَ حسادهِ(33/388)
كأنَّ السَّقامَ لَهُ عاشِقٌ
فَقَدْ سَارَ قُرْباً بِإبعادِهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> رُبَّ لَيْلٍ ما زِلْتُ أَلْثِمُ فيهِ
رُبَّ لَيْلٍ ما زِلْتُ أَلْثِمُ فيهِ
رقم القصيدة : 27009
-----------------------------------
رُبَّ لَيْلٍ ما زِلْتُ أَلْثِمُ فيهِ
قمراً لابساً غلالة َ وردِ
وَالثريا كأنها كفُّ خودٍ
داخَلَتْها لِلْبَيْنِ رِعْدَة ُ وَجْدِ
لَمْ تُطِقْ دَفْعَها عَنِ الوَجْدِ حَتّى
قَطَّعَتْها لِلْبَيْنِ مِنْ أَصْلِ زَنْدِ
مَا بَدَا لِي بَدْرٌ مِنَ الوَصْلِ إلاَّ
كَسَفَتْهُ أَيْدِي الفِرَاقِ بِصَدِّ
العصر العباسي >> البحتري >> إسمع هديت أبا يحيى مقال أخ
إسمع هديت أبا يحيى مقال أخ
رقم القصيدة : 2701
-----------------------------------
إسمع هديت أبا يحيى، مقال أخ
يصفي لك الود في سر وإجهار
ماذا عليه بلا جرم ولا ترة
أتته كف الذي يدعى بمنقار
أعني ابن من فقأت في الرحم مقلتها
فيأشل لأناس غير أحرار
زنت زمانا فلما عنست هرما
قادت على كل قواد وخمار
رمت بابن نذل الوالدين له
أم مقنعة بالذل والعار
ما ألف فيشلة في جوف كعثبها
توسعاً منه إلا الطير في الغار
عوراء تألف أهل البغي من شبق
ولا تحوب سخط الخالق الباري
لرهزة من غوي في مضارطها
أشهى إلى قلبها من ألف دينار
بدبرها أبنة شنعاء مقلقة
أحر في لذعها من جمرة النار
يا من رأت عينه عوراء معورة
تناك في دبرها من غير إنكار
جاءت بنغل، وقاح، بادر، وضر
ذي مولد نجس من غير تطهار
صلب الحماليق لا يلوي بناظره
على الحياء، ولو شكت بمسمار
وكيف يأنف نذل، ساقط، وقح
لا يستقيد لإعذار وإنذار
وليس يصلح إن كشفت همته
إلا لفاحشة أو حمل مزمار
في كل يوم ترى من فوقه رجلاً
يسوط منه حتارا غير خوار
جلداً على كل أير لو ضربت به
قفاه كب له من غير خوار
ذو مبعر كل يوم يستقيد إلى
نيك وينشر فيه ألف طومار
مازحته غير ذي علم بخسته
في نظم ممدحه من حر أأشعار(33/389)
فأظهر التيه من جهل، وقابلني
بسيئ لم يكن من حق مقداري
ولو أحاط عبيد الله معرفة
بعظم شأني اتقى نابي وأظفاري
يابن التي ضرطت من تحت نائكها
ضرط الحمار ضغا من كي بيطار
إحدى النوادر من قرد تعرضه
من غير مقدرة للقسور الضاري
إن المحنك إسماعيل خبرني
نعم، وناصحني في صدق أخباري
بأن في استك شعراً منكراً خشنا
مقطعاً للخصى من غير أشفار
تدمي الأيور إذا ما جوفها اقتحمت
خشونة منك زادت كل مقدار
سقيت غيثاً أبا يحيى ولا سقيت
ديار شانيك صوب الواكف الجاري
لقد أتاني قريض منك أعجبني
حسنا يطول فيه الدهر أفكاري
وفيه عتب نفى نومي ووكلني
من الهموم برعي الكواكب الساري
من لي بمثلك في ظرف وفي أدب
وحفظ ود أخ حر، وإيثآر
حللت مني محل الروح من جسدي
فصرت لي أنسا من دون سمار
إن الغثا ابن أبي منصور بادلني
بغياً، وأنت عليه بعض أنصاري
لأنظمن القوافي في مثالبه
كنظم عقد كسول المشي معطار
حتى أغادره لحماً على وضم
أنحى على حلقه ساطور جزار
أو يستعيد إلى العتبى فأتركه
لأنه وتح من نسل أنزار
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ظلمني وَالظلمُ منْ عندهِ
ظلمني وَالظلمُ منْ عندهِ
رقم القصيدة : 27010
-----------------------------------
ظلمني وَالظلمُ منْ عندهِ
وَجَازَ في الظُّلْمِ مَدَى حَدِّهِ
ظبيٌ غدا طرفي لهُ ناظراً
لما رأى قلبيَ منْ جندهِ
فديتُ منْ صبري على جورهِ
أَحْسَنُ مِنْ صَبْرِي عَلَى فَقْدِهِ
انظرْ إليهِ وَإلى خدهِ
والعارضِ المثبتِ في خدهِ
كأنهُ فجرُ وصالٍ بدا
تَحْتَ ظَلامٍ مِنْ دُجَى صَدِّهِ
تحسدهُ الشمسُ على َ حسنهِ
كما يَغَارُ الغُصْنُ مِنْ قَدِّهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَيَظَلُّ صَبَّاغُ الحَياءِ بِخَدِّهِ
وَيَظَلُّ صَبَّاغُ الحَياءِ بِخَدِّهِ
رقم القصيدة : 27011
-----------------------------------
وَيَظَلُّ صَبَّاغُ الحَياءِ بِخَدِّهِ
أَبَداً يُعَصْفِرُ مِنْ غَلاَئِلِ وَرْدِهِ(33/390)
ملكَ القلوبَ فملكتهُ قيادها
فأَصَارَها طَوْعاً لِطَاعَة ِ ودِّهِ
لوْ قيدَ الأرواحَ منْ أجسادها
لَوَجَدْتَها مَنْظُومَة ً في عِقْدِهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لستُ أنسى قلبي وَقدْ باتَ نهباً
لستُ أنسى قلبي وَقدْ باتَ نهباً
رقم القصيدة : 27012
-----------------------------------
لستُ أنسى قلبي وَقدْ باتَ نهباً
بينَ بينٍ مبرحٍ وَصدودِ
وَسماءُ العيونِ إذْ ذاكَ تسقي
بِسَحَابِ الجُفُونِ رَوْضَ الخُدُودِ
لَمْ أَجِدْ مَا بِهِ أَجُودُ بِدَمْعي
غَيْرَ رُوحي فَجُدْتُ بالمَوْجُودِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> قَالَتْ، وَقَدْ فَتَكَتْ فينا لَوَاحِظُها:
قَالَتْ، وَقَدْ فَتَكَتْ فينا لَوَاحِظُها:
رقم القصيدة : 27013
-----------------------------------
قَالَتْ، وَقَدْ فَتَكَتْ فينا لَوَاحِظُها:
كمْ ذا أما لقتيلِ الحبَّ منْ قودِِ ؟!
وأمطرتْ لؤلؤاً منْ نرجسٍ وَسقتْ
ورداً وَعضتْ على العنابِ بالبردِ
إنسية ٌ لوْ رأتها الشمسُ ما طلعتْ
منْ بعدِ رؤيتها يوماً على أحدِ
كأنما بينَ غابات الجفونِ لها
أسدُ الحمامِ مقيماتٍ على الرصدِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> اشربْ على ودينِ قدْ
اشربْ على ودينِ قدْ
رقم القصيدة : 27014
-----------------------------------
اشربْ على ودينِ قدْ
وصلا بعيشٍ مستجدَّ
وَرْدِ الرِّياضِ ـ ونزهة ُ الـ
أَلْحَاظِ فيهِ ـ وَوَرْدِ خَدِّ
واصِلْهُما مِنْ قَبلِ أَنْ
يرميكَ وصلهما بصدَّ
إني أرى الأيامَ تنـ
ـذرنا بعيشٍ مستردَّ
فاستغنمِ العيشَ المعا
رَ لَها فما تُوفي بِعَهْدِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا موقدَ النارِ في قلبي وفي كبدي
يا موقدَ النارِ في قلبي وفي كبدي
رقم القصيدة : 27015
-----------------------------------
يا موقدَ النارِ في قلبي وفي كبدي
أَوْقَدْتَ ما لَيْسَ يُطْفا آخِرَ الأَبَدِ
أوقدتَ نارَ الهوى بالشوقِ فاشتعلتْ(33/391)
مِنَ الجوانِح لم تَخْمُدْ ولم تَكَدِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> و ليلٍ مثلِ يومِ البينِ طولاً
و ليلٍ مثلِ يومِ البينِ طولاً
رقم القصيدة : 27016
-----------------------------------
و ليلٍ مثلِ يومِ البينِ طولاً
كأنَّ ظَلامَهُ لَوْنُ الصُّدودِ
بياضُ هِلالِهِ فيهِ سَوادٌ
كإثْرِ اللَّطمِ في يَقَقِ الخُدودِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> و ليلٍ كفكري في صدودِ معذبي
و ليلٍ كفكري في صدودِ معذبي
رقم القصيدة : 27017
-----------------------------------
و ليلٍ كفكري في صدودِ معذبي
وإلاَّ كأَنْفاسي عَليهِ مِنَ الوَجْدِ
وإلاَّ كَعُمْرِ الهجرِ مِنْهُ فإنَّهُ
إذا قستهُ بالوصفِ كانَ بلا حدَّ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> عَادَ وَكَمْ قَالَ: لا أَعودُ
عَادَ وَكَمْ قَالَ: لا أَعودُ
رقم القصيدة : 27018
-----------------------------------
عَادَ وَكَمْ قَالَ: لا أَعودُ
كأنما وعدهُ وعيدُ
أَحسنُ ما نحنُ في وصالٍ
يَعْرِضُ ما بيننا الصُّدُودُ
و كمْ تجلدتُ لا لأني
على عذابِ الهوى جليدُ
لكِنَّني طالِبٌ رِضاهُ
و هكذا تفعلُ العبيدُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا غائباً لم يغبْ هواهُ
يا غائباً لم يغبْ هواهُ
رقم القصيدة : 27019
-----------------------------------
يا غائباً لم يغبْ هواهُ
عَنْ قلبِ صبٍّ بِهِ عَمِيدِ
قد صَارَ يومُ الفِراقِ عِنْدي
أَظلمَ منْ ظُلمَة ِ الصُّدودِ
وكلُّ أُنْسٍ تَغِيبُ عنهُ
فإنَّهُ وحشة ُ الجُحودِ
لَوْ فَجَعَ البَيْنُ قلبَ صَبٍّ
ذابَ ولوْ كانَ منْ حَديدِ
العصر العباسي >> البحتري >> غلت الأشياء حتى الكش
غلت الأشياء حتى الكش
رقم القصيدة : 2702
-----------------------------------
غلت الأشياء حتى الكشـ
ــخ في هذا الحصار
كان عهدي بابن حما
د لإفراط البوار
وهو يغدو يطلب الأعـ
ــمال في زي التجار
راضياً منها، وما يقـ
ــنع منها بالصغار
حين صار المصر مشـ(33/392)
ــحونا بأرباب الجواري
ثم غابوا فتولا
ها بتيه واقتدار
وإذا عز الكرا، فانـ
ــزل على حكم المكاري
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> باللهِ يا ذا الجمالِ غركَ ما
باللهِ يا ذا الجمالِ غركَ ما
رقم القصيدة : 27020
-----------------------------------
باللهِ يا ذا الجمالِ غركَ ما
أظهرهُ للوشاة ِ من جلدي
نارُ اشتياقٍ زنادها كبدي
لَوْلا دُموعي لأَحْرَقَتْ جَسَدِي
تطلبُ ثأْري وقاتلي أَسَدٌ
طُلَّ دَمٌ يُستثارُ من أَسَدِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> جَرَحَ الفُؤَادَ بِصَدِّهِ
جَرَحَ الفُؤَادَ بِصَدِّهِ
رقم القصيدة : 27021
-----------------------------------
جَرَحَ الفُؤَادَ بِصَدِّهِ
من لا يرقُّ لعبدهِ
حلوُ الشمائلِ أهيفٌ
فَضَحَ القضيبَ بِقَدِّهِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> إني سألتكَ بالنبيَّ " محمدِ "
إني سألتكَ بالنبيَّ " محمدِ "
رقم القصيدة : 27022
-----------------------------------
إني سألتكَ بالنبيَّ " محمدِ "
ووصيِّهِ الهادي الأَمينِ المهتدي
وبِحُبِّ منْ أَغرى فؤادَكَ حُبُّهُ
بِصَبابة ٍ ممزوجة ٍ بتجلُّدِ
وبسحرِ منطقِكَ الَّذِي سُلطانُهُ
حُكمٌ يَجُورُ عَلَى القُلوبِ ويَعْتدي
هَلاَّ هَجرتَ بفيكَ قولكَ: سيِّدي
مولى ً يقولُ لعبدهِ : يا سيدي !
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> فَتَنَتْنَا سَوالِفٌ وَخُدُودُ
فَتَنَتْنَا سَوالِفٌ وَخُدُودُ
رقم القصيدة : 27023
-----------------------------------
فَتَنَتْنَا سَوالِفٌ وَخُدُودُ
وعيونٌ فَواتِرٌ وَقُدُودُ
و وجدهٌ مثلُ التواصلِ بيضٌ
وشُعُورٌ مثلُ التَّقاطُعِ سُودُ
مَلَكتْنا بِضَعْفِهِنَّ ظِباءٌ
فخضعنا لها ونحنُ أسودُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لَوْ مَرَّ لِي نَفَسٌ بالنَّارِ أَحْرَقَها
لَوْ مَرَّ لِي نَفَسٌ بالنَّارِ أَحْرَقَها
رقم القصيدة : 27024
-----------------------------------(33/393)
لَوْ مَرَّ لِي نَفَسٌ بالنَّارِ أَحْرَقَها
بِحَرِّهِ وَلَو أَنَّ النَّارَ مِنْ بَعَدِ
وَلَوْ هَوِيتُ حِمامي فيهِ فارقني
من قبلِ فُرقتِه رُوحي من الجَسَدِ
و ما اطيقُ لما ألقاهُ منْ كمدٍ
أقولُ : واكبدي منْ شدة ِ الكمدِ !
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لما تَأَمَّلْتُ الرِّياضَ، وَزَهْرُها
لما تَأَمَّلْتُ الرِّياضَ، وَزَهْرُها
رقم القصيدة : 27025
-----------------------------------
لما تَأَمَّلْتُ الرِّياضَ، وَزَهْرُها
يجلوُ محاسنهُ على قصادها
شاهَدْتُ فيهِ بَدَائِعاً وَغَرائباً
فيها لأوصافي أتمُّ مرادها
وبدا البنفسجُ لي فقلتُ لخاطري
في وصفِه كالنَّارِ في إيقادِها
حَكَتِ الثَّكُولَ بِخَدِّها أَوْرَاقُهُ
وحكى لَدى التَّشْبيهِ صِبْغَ حِدادِها
وَبَدَتْ بِزُرْقَة ِ بَعْضِهِ خمرية ً
فكأنها في اللونِ لونُ فؤادها
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ودَّعْتُها وَلَهِيبُ الشَّوْقِ في كبدي
ودَّعْتُها وَلَهِيبُ الشَّوْقِ في كبدي
رقم القصيدة : 27026
-----------------------------------
ودَّعْتُها وَلَهِيبُ الشَّوْقِ في كبدي
والبينُ يُبْعِدُ بينَ الرُّوحِ والجَسَدِ
وداعَ صبينِ لم يمكنْ وداعهما
إلاَّ بِأَلْحَاظِ عَيْنٍ أَوْ بَنانِ يَدِ
وَحَاذَرَتْ أَعْيُنَ الوَاشِينَ فکنْصرَفَتْ
تَعَضُّ من غيظها العُنَّابَ بالبَرَدِ
وكانَ أولُ عهدِ العينِ يومَ نأتْ
بالدَّمْعِ آخِرَ عَهْدِ القَلْبِ بالجَلَدِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> قَدْ جَحَدْتُ الهَوَى فَلَمْ يُغْنِ جَحْدي
قَدْ جَحَدْتُ الهَوَى فَلَمْ يُغْنِ جَحْدي
رقم القصيدة : 27027
-----------------------------------
قَدْ جَحَدْتُ الهَوَى فَلَمْ يُغْنِ جَحْدي
أَنا أُخْفِي الهَوى وَدَمْعي يُبْدي
فَتَفَضَّلْ بِزَوْرَة ٍ فَعَساها
أَوَّلُ العَهْدِ بي وآخِرُ عَهْدِي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَاللهِ ما حلتُ عنِ العهدِ(33/394)
وَاللهِ ما حلتُ عنِ العهدِ
رقم القصيدة : 27028
-----------------------------------
وَاللهِ ما حلتُ عنِ العهدِ
و ما جزيتُ الوصلَ بالصدَّ
كنْ كيفما شئتَ وجرْ في القضا
فإنَّني أَطوعُ منْ عَبْدِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لما تحققتَ ودِّي
لما تحققتَ ودِّي
رقم القصيدة : 27029
-----------------------------------
لما تحققتَ ودِّي
أعقبتَ وصلاً بصدَّ
يا أَصْفقَ الناسِ وجهاً
يا ناقضاً كلَّ عهدِ
لا تَنْسَ لَيْلَة َ كُنَّا
في الضمَّ روحاً لفردِ
وما عَلَيْنا رَقيبٌ
يديلُ قرباً ببعدِ
إلاَّ نُجومٌ أَنَارَتْ
كالدَّ في لازوردِ
العصر العباسي >> البحتري >> يا من يماطلني وصلي بإنكار
يا من يماطلني وصلي بإنكار
رقم القصيدة : 2703
-----------------------------------
يا من يماطلني وصلي بإنكار
ماذا الجفاء؛ وما بالوصل من عار؟
إني أعيذك أن تزهو على دنف
حيران قد صار بين الباب والدار
أو مستجيرا بوصل منك ترحمه
مثل الذي قال في سر وإجهار:
"المستجير بعمرو عند كربته
كالمستجير من الرمضاء بالنار"
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> بَدْرُ لَيْلٍ أَوْلاَ فَشَمْسُ نهارِ
بَدْرُ لَيْلٍ أَوْلاَ فَشَمْسُ نهارِ
رقم القصيدة : 27030
-----------------------------------
بَدْرُ لَيْلٍ أَوْلاَ فَشَمْسُ نهارِ
طَلَعتْ من سحائِبِ الأَزْرَارِ
فَوْقَ غُصْنٍ تُميلُهُ نَشَواتُ الدَّلِّ
سُكْراً من غيرِ شُرْبِ عُقارِ
يَفْعَلُ الرِّيقُ مِنْهُ ما تفعلُ الخَمْـ
ـرُ ولكنْ بلا تأَذّي خُمارِ
قيصريٌّ يكادُ يلعبُ بالأر
واحِ منا في ملعب الزنارِ
رشأٌ كلما سرى اللحظُ فيهِ
جَرَحَتْهُ خَنَاجِرُ الأَبْصارِ
كُلَّما كَرَّ ناظِري فيهِ أَبْدَى
لؤلؤاً مطبقاً على جلنارِ
قد تناهى إلى منافسة ِ الحسـ
ـنِ بِخَدٍّ كالماءِ مِنْ تَحْتِ نارِ
بِعِذارٍ يَقُومُ فيهِ بعُذْري
عندَ مَنْ لامَني بغيرِ کعْتِذَارِ
جاءني زائراً بطرة ِ ليلٍ(33/395)
أُسْدِلَتُ فَوْقَ غُرَّة ٍ من نَهَارِ
إذْ رَأَى الوَصْلَ مُولَعاً مِنْهُ بالهَجْـ
ـرِ وحكمَ الهوى على الجورِ جارِ
قائِلاً لي والفَجْرُ في قَبْضَة ِ اللَّيْـ
ـلِ وجِسْمُ الدُّجَى من الصُّبْحِ عارِ:
قُمْ نُقَضِّ حَقَّ الصّبُوحِ فقد أَذّ
نَ بالصبحِ طائرُ الأسحارِ
ونجومٌ مثلُ الدراهمِ أحدقـ
تنَ ببدرٍ في الجوَّ كالدينارِ
باهتاتٌ كأنهنَّ عيونٌ
ناظِراتٌ منها بِلا أَشفارِ
كمزايا خلائقٍ " لأبي القا
سمِ " فينا منيرة ِ الأنوارِ
عاطلاتٍ حليتها بسجايا
هُ الَّتي ذِكْرُها بِلا کسْتِغْفارِ
غُصُنٌ لَيِّنُ المَهزَّة ِ لَدْنٌ
زاهِرُ الزَّهْرِ مُثْمِرُ الإثْمارِ
عصفتْ حولهُ رياحُ الأماني
وسقتهُ العلا بلا أمطارِ
كَنَسيمِ الشَّمالِ في آخرِ اللَّيْـ
ـلِ إذا هبَّ في الليالي القصارِ
علويٌّ منْ أهلِ بيتٍ تعالوا ،
دونَ أقدارهمْ ، على الأقدار
ضربتْ كفهُ لهُ في ربى المجـ
ـدِ رواقاً مطنباً بالفخارِ
قاتلُ القومِ كلما أظلمَ النقـ
ـعُ جلاهُ بالأبيضِ البتار
خاطراً لا تراهُ يعرفُ في الكـ
ـرِّ فِراراً بالأَسْمَرِ الخطَّارِ
تاركاً حلة َ الحديدِ من النقـ
ـعِ عليهِ في حلة ٍ من غبارِ
لا بطيءُ الوُقُوفِ في فَلَكِ الحَرْ
بِ ولكنهُ سريعُ المدارِ
يَتَخَطَّى إلَى طَرِيقِ المَعَالي
بِمَعَالٍ خَطِيرَة ِ الأَخْطَارِ
ساحباً ذيلَ فاضلٍ ، وهوَ عاري الظـ
ـهْرِ فيهِ من لُبْسِ ثَوْبِ العَارِ
مننٌ ما لها عليهِ امتنانٌ
جاءَ فيها المَقْدُورُ بالمِقْدارِ
حسناتٌ لم تتصلْ بمساوٍ
تتقضى تقضيَ الأوطارِ
ما حَوَتْ هذِهِ المناقبَ إلاَّ
باقتدارٍ منها على الإقتدارِ
يا مُجيري مِنَ الزَّمانِ إذا لمْ
أَسْتَجِرْ من خُطُوبِهِ لي بِجَارِ
هاكَ شِعْراً إلَيْهِ يَفْتَقِرُ المُو
سِرُ في دَهْرِهِ مِنَ الأَشْعَارِ
لَوْ رَأَتْهُ العِيدانُ وَهْيَ سُكُوتٌ
كَلَّمَتْهُ سِرّاً بِلاَ أَوْتَارِ
نثرتْ راحة ُ المعاني عليهِ
جَوْهراً مِنْ جَوَاهِرِ الأَفْكارِ(33/396)
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> انظرْ وإنْ كان حتفي منكَ في النظرِ
انظرْ وإنْ كان حتفي منكَ في النظرِ
رقم القصيدة : 27031
-----------------------------------
انظرْ وإنْ كان حتفي منكَ في النظرِ
تنظرْ إلى شبحٍ أخفى منَ الفكرِ
يا منْ لواحظهُ أمضى إذا لحظتْ
مِنَ الصَّوَارِم بلْ أَمْضَى من القَدَرِ
يكفيكَ ما أبقتِ الأسقامُ من بدنٍ
لمْ يبقِ جورُ الهوى فيهِ ولمْ يذرِ
ما عرسَ الوجدُ بي في ربعِ لوعتهِ
إلاَّ رَأَيْتُ بِهِ دَمْعِي عَلَى سَفَرِ
إنِّي لأُخْفِي کشْتياقي، وَهْوَ مُشْتَهِرٌ،
منْ أينَ يخفى ، ودمعي صاحبُ الخبرِ ؟!
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> سِرِّي عَن النَّاسِ سِرٌّ غيرُ مُسْتَتِرِ
سِرِّي عَن النَّاسِ سِرٌّ غيرُ مُسْتَتِرِ
رقم القصيدة : 27032
-----------------------------------
سِرِّي عَن النَّاسِ سِرٌّ غيرُ مُسْتَتِرِ
وَحَتْفُ قَلْبِيَ مَجْلُوبٌ عَنِ النَّظَرِ
يا مَنْ إذَا لَحَظَتْني مِنْهُ لَحْظَتُهُ
كانَتْ عَلَى مُهْجَتِي أَمْضَى مِنَ القَدَرِ
كَتَمْتُ ما بي فَنَمَّتْهُ الدُّمُوعُ وكمْ
حَذِرْتُ منها وما وُقِّيتُ مِنْ حَذَرِي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> تَمَلَّكْتَ يا مُهْجَتي مُهْجَتي
تَمَلَّكْتَ يا مُهْجَتي مُهْجَتي
رقم القصيدة : 27033
-----------------------------------
تَمَلَّكْتَ يا مُهْجَتي مُهْجَتي
وأَسْهَرْتَ يا نَاظِري ناظِري
وفيكَ تَعَلَّمْتُ نَظْمَ الكَلاَمِ
فَلَقَّبَني النَّاسُ بالشَّاعِرِ
و ما كانَ ذا املي يا ظلومُ
ولا خَطَرَ الهَجْرُ في خَاطِري
فجدْ بالوصال فدتكَ النفوسُ
فَلَسْتُ على الهَجْرِ بالقادِرِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وحَدِيثٍ كأَنَّهُ
وحَدِيثٍ كأَنَّهُ
رقم القصيدة : 27034
-----------------------------------
وحَدِيثٍ كأَنَّهُ
أوبة ٌ منْ مسافرِ
كانَ أحلى منَ الرقا
دِ عَلَى جَفْنِ ساهِرِ
بِتُّ أَلهُو بِطِيبِهِ(33/397)
في رِياضٍ زَوَاهِرِ
بَيْنَ سَاقٍ وسامِرِ
ومغنًّ وزامرِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وروضة ٍ راضها الندى فغدتْ
وروضة ٍ راضها الندى فغدتْ
رقم القصيدة : 27035
-----------------------------------
وروضة ٍ راضها الندى فغدتْ
لَهَا مِنَ الزَّهْرِ أَنجُمٌ زُهْرُ
تَنْشُرُ فيها يَدُ الرَّبِيعِ لَنا
ثوباً منَ الوشيِ حاكهُ القطرُ
كأنما انشقَّ منْ شقائقها
على رباها مطارفٌ خضرُ
ثمَّ تَبَدَّتْ كأنَّها حَدَقٌ
أَجفانُها مِنْ دِمَائِها حُمْرُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> كأنما النومُ حينَ يطرقني
كأنما النومُ حينَ يطرقني
رقم القصيدة : 27036
-----------------------------------
كأنما النومُ حينَ يطرقني
يُريدُ وَصْلي والعَيْنُ تَهْجُرُهُ
صَدِيقُ صِدْقٍ أَطَالَ غُرْبَتَهُ
أعرفهُ تارة ً وأنكرهُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> قَدْ سَتَرَتْ وَجْهَهَا مِنَ الخَفَرِ
قَدْ سَتَرَتْ وَجْهَهَا مِنَ الخَفَرِ
رقم القصيدة : 27037
-----------------------------------
قَدْ سَتَرَتْ وَجْهَهَا مِنَ الخَفَرِ
بِسَاعِدٍ حَلَّ عِقْدَ مُصْطَبَري
كأنهُ - والعيونُ ترمقهُ -
عمودُ نورٍ في دارة ِ القمرِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> شدَّ زنارهُ على َ هيفِ الخصـ
شدَّ زنارهُ على َ هيفِ الخصـ
رقم القصيدة : 27038
-----------------------------------
شدَّ زنارهُ على َ هيفِ الخصـ
ـرِ وَشَدَّ القلوبَ بالزُّنَّارِ
وأدارَ الأصداغَ فوقَ عذارٍ
أنا في حبهِ خليعُ العذارِ
وَتبدي بطرة ٍ تخجلُ البدْ
رَ ووجْهٍ يفوقُ شمسَ النَّهارِ
فتأملتُ وجههُ فتنزهـ
ـتُ بهِ في حدائقِ الأزهار
وَتعجلتُ جنة َ الخلدِ لما
صَحَّ عَزْمي عَلَى دُخُولِ النَّارِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وشادِنٍ مُكْتَحِلٍ بِسِحْرِ
وشادِنٍ مُكْتَحِلٍ بِسِحْرِ
رقم القصيدة : 27039
-----------------------------------
وشادِنٍ مُكْتَحِلٍ بِسِحْرِ(33/398)
أَجْفانُهُ سَكْرَى بغيرِ خَمْرِ
أَرَقُّ من رِقَّة ِ ماءٍ يَجْرِي
أَمْلَكُ بي مِنِّي وَلَيْسَ يَدْري
كأنهُ يقتلني بأمري
آلَيْتُ لا أَمْلِكُ عنهُ صبري
أَوْ أَسْتَرِدَّ ما مَضَى مِنْ عُمْري
نادَمْتُهُ قبلَ طُلُوعِ الفَجْرِ
في قمرٍ كأنهُ ابنُ بدرِ
في ضوءِ وصلٍ وَظلامِ هجرِ
كأنهُ إذْ قستهُ بفكري
لأَرْبَعِ تَخَلَّفَتْ مِنْ شَهْرِ
في طولهِ وعرضهِ بفترِْ
حَلَّ بِهِ ما حَلَّ بي من ضُرِّ
العصر العباسي >> البحتري >> مرضت فأمرضت القلوب وجانبت
مرضت فأمرضت القلوب وجانبت
رقم القصيدة : 2704
-----------------------------------
مرضت فأمرضت القلوب، وجانبت
كراها جفون ما يجف لها شفر
فلا سقيت مصر، ولا مد نيلها،
ولا دب في أغصانها الورق النضر
أتحسب مصر أن قلبي يحبها
وقد جرعتني فيك ما جرعت مصر
طغى إذ جرت أنهارها تحت عرشه
وتاه بها فرعون تيها هو الكفر
فلا جزيت مصر لذاك احتقرتها
ولم تر شيئا أن جرى تحتك البحر
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يدافعُ زهوُ التيهِ أعطافَ دلها
يدافعُ زهوُ التيهِ أعطافَ دلها
رقم القصيدة : 27040
-----------------------------------
يدافعُ زهوُ التيهِ أعطافَ دلها
فتحسبها نشوى وما شربتْ خمرا
وَتُظْهِرُ لي من تَحْتِ أَزْرَارِ جَيْبِهَا
إذا ما بدتْ من كلَّ ناحية ٍ بدرا
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> كأنَّ بقوسِ النونِ تحتَ نقابها
كأنَّ بقوسِ النونِ تحتَ نقابها
رقم القصيدة : 27041
-----------------------------------
كأنَّ بقوسِ النونِ تحتَ نقابها
هلالاً بدا للفطرِ في غرة ِ الشهرِ
تجاهَلَ خُبْراً ضَوْءَهُ أَنَّ فَوْقَهُ
لِما کسْتَحْسَنَتْهُ العَيْنُ غَيْماً عَلَى بَدْرِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> وَمريضِ كرَّ اللحظِ تحسبُ أنما
وَمريضِ كرَّ اللحظِ تحسبُ أنما
رقم القصيدة : 27042
-----------------------------------
وَمريضِ كرَّ اللحظِ تحسبُ أنما(33/399)
أَجْفانُهُ نَشْوَى بِلا خَمْرِ
يُزْهَى بِراءٍ مِنْ زُمُرُّدِ شَعْرِهِ
خلقتْ منكسة ً على الثغرِ
لي من تمرضِ طرفهِ وكلامهِ
سُكْرانِ من خَمْرٍ ومن سِحْرِ
شَبَّهْتُ غُرَّة َ وجههِ، إذْ أَشْرَقَتْ،
من فوقِ ليلٍ منْ دجى العرِ
تقويسَ نونٍ منْ نقابِ خريدة ٍ
نقلتهُ من خفرٍ على بدرِ
أَوْ مثلَ ضَوْءِ هلالِ وَصلٍ لاحَ لي
بالسَّعْدِ بَيْنَ سَحابَتَيْ هَجْرِ
خلقتْ محاسنهُ عليهِ كما اتهى
وخلِقْتُ ما لي عنهُ مِنْ صبرِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> مضى الَّذي أَوْدَعَ قلبي الجَوَى
مضى الَّذي أَوْدَعَ قلبي الجَوَى
رقم القصيدة : 27043
-----------------------------------
مضى الَّذي أَوْدَعَ قلبي الجَوَى
فَدَمْعَتي مِنْ حَسْرَتي قاطِرَهْ
واصَلَني ثمَّ بَدا هَجْرُهُ
تِلْكَ لَعَمْرِي كَرَّة ٌ خاسِرَهْ
واعَدَني في الحَشْرِ أَنْ نَلْتَقي
فَقَدْ تَشَوَّقْتُ إلَى الآخِرَهْ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> قُمْ يا غُلامُ کسقِني مُشَعْشَعَة ً
قُمْ يا غُلامُ کسقِني مُشَعْشَعَة ً
رقم القصيدة : 27044
-----------------------------------
قُمْ يا غُلامُ کسقِني مُشَعْشَعَة ً
تَسِيرُ في الكأسِ بالتباشيرِ
تجَرَّدَتْ والزَّمَانُ يَحْجُبُها
كظلمة ٍ أطبقتْ على نورِ
تُظَنُّ في كأْسِها إذا مُزِجَتْ
نجومَ لَيْلٍ تَهْوي لِتَغْوِيرِ
أوْ برداً قدْ أديرَ دائرة ً
منْ فوقِ نارٍ بغيرِ تسعيرِ
أَوْ عِقْدَ دُرٍّ وَهَتْ مَعَاقِدُهُ
عَلَى عَقِيقٍ في صَرْحِ بَلُّورِ
كم حثَّ شُرْبي لكأْسِها قَمَرٌ
بقدَّ غصنٍ وخصرِ زنبورِ
يَجْذِبُهُ رِدْفُهُ فأَحْسِبُهُ
يَرُومُ مَشْياً عَلَى قَوَارِيرِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لا تنكري ما بي فليسَ بمنكرِ
لا تنكري ما بي فليسَ بمنكرِ
رقم القصيدة : 27045
-----------------------------------
لا تنكري ما بي فليسَ بمنكرِ
عِنْدَ التَّفَرُّقِ حَيْرَة ُ المُتَحَيِّرِ(33/400)
ها هذهِ روحي إليك هدية ً
فتجمَّلي في أَخذها أَوْ فاعْذِري
وتأملي غيرَ الزمان فإنهُ
يَحْكِي تَغيُّر عَهْدِكِ المُتَغَيِّرِ
فَلَرُبَّ لَيْلٍ ضَلَّ عَنهُ صَبَاحُهُ
فَكَأَنَّهُ بِكِ خطرة ُ المتفكِّرِ
والبدرُ أَوَّلَ ما بدَا مُتَلَثِّماً
يُبْدِي الضِّيَاءَ لَنَا بِخَدٍّ مُسْفِرِ
فَكأَنَّما هُوَ خوذَة ٌ مِنْ فِضَّة ٍ
قَدْ رُكِّبَتْ في هَامَة ٍ من عَنْبَرِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يومنا يومٌ مطيرُ
يومنا يومٌ مطيرُ
رقم القصيدة : 27046
-----------------------------------
يومنا يومٌ مطيرُ
ولذاذاتٌ حضورُ
فاسقني البكرَ التي في
حِجْرِهَا دَبَّ السُّرُورُ
ما تَرَى طَالِعَها في
فلكِ البدرِ يدورُ
نَبِّهِ العُودَ بِضَرْبِ النَّا
يِ فالنومُ غرورُ
طالما نبهَ لذا
تي بهِ بمٌّ وزيرُ
منْ فتاة ٍ يجتنى منْ
وجهها البدرُ المنيرُ
لا تُضِعْ يا صاحِ لذَّا
تكَ فالعمرُ قصيرُ
نَلْ من اللَّذاتِ ما تَبْـ
ـغيهِ وَاللهُ عفورُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لستُ أنسى مقالها لي ، ودمعي
لستُ أنسى مقالها لي ، ودمعي
رقم القصيدة : 27047
-----------------------------------
لستُ أنسى مقالها لي ، ودمعي
فَوقَ خَدي كاللؤلُؤِ المَنْثُورِ:
كلُّ دمعٍ فبالتكلفِ يجري
غَيرَ دَمْعِ الغَرِيبِ والمَهْجُور
وَرَّد البينُ دَمْعَ عَيني فأَضْحَى
كَعَقِيقٍ أُذيبَ في بَلُّورِ
وبكى خيفَة ً عليهِ مِنَ الوَجْـ
ـدِ بدمعِ الأَحْزَانِ طَرْفُ السُّرُورِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أتاني زائراً منْ كانَ يبدي
أتاني زائراً منْ كانَ يبدي
رقم القصيدة : 27048
-----------------------------------
أتاني زائراً منْ كانَ يبدي
ليَ الهجرَ الطويلَ وَلا يزورُ
فقالَ النَّاسُ لمَّا أَبْصرُوهُ:
ليهنكَ زاركَ البدرُ المنيرُ
فقلتُ لَهُمْ، ودمْعُ العَيْنِ يجري
على خدي لهُ درٌّ نثيرُ :
متى أَرْعَى رِيَاضَ الحُسْنِ منهُ(33/401)
وَعَيْني قَدْ تَضَمَّنَها غَديرُ!
وَلو نَصَبُوا رَحَى بإزَاءِ دَمعي
لكانَتْ مِنْ تَحَدُّرِهِ تدورُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> جَعَلَتْ تشتكي الفِرَاقَ وفي أَجْـ
جَعَلَتْ تشتكي الفِرَاقَ وفي أَجْـ
رقم القصيدة : 27049
-----------------------------------
جَعَلَتْ تشتكي الفِرَاقَ وفي أَجْـ
ـفانها عقدُ لؤلؤٍ منثورِ
وكأنَّ الكُحْلَ السَّحِيقَ مَعَ الدَّمْـ
ـعِ على خدها بقايا سطورِ
العصر العباسي >> البحتري >> أبا الطيب اسمع لا سمعت بحادث
أبا الطيب اسمع لا سمعت بحادث
رقم القصيدة : 2705
-----------------------------------
أبا الطيب اسمع لا سمعت بحادث
عليك، ولا زلت المجير على الدهر
لشكواي إني للذي قد أظلني
من البين أخشى أن أموت ولا أدري
فوالله ما أختار من بعدك الغنى
وقربك أشهى منه عندي مع الفقر
وحسبك أن العزل أحسن موقعا
لدي لأدنو منه من عملي مصر
إذا كنت من خوف الفراق مدلها
ودارك مني يابن موسى على فتر
فكيف تراني إن ترحلت صانعاً
إلى بلد، وأقوت معالمه، قفر
أقيم وحيداً فيه أندب ربعه
وآسى على أيامنا الجد والغر
أأصبر؛ لا والله ما لي تجلد
فأسلو، ولا عن حسن وجهك من صبر
فسيان عندي رحلتي عنك طائعاً
وانت مقيم، وانتقالي إلى قبري
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ناولَني مِنْ كَفِّهِ قَهْوَة ً
ناولَني مِنْ كَفِّهِ قَهْوَة ً
رقم القصيدة : 27050
-----------------------------------
ناولَني مِنْ كَفِّهِ قَهْوَة ً
تضيءُ منْ نارٍ ومنْ نورِ
ضِيَاؤُها في الكأسِ ياقوتَة ٌ
تضحكُ في أحشاءِ بلورِ
صفتْ وَرقتْ فهي في كأسها
كأنها دمعة ُ مهجورِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أما لِتَطْوِيلِ هذا اللَّيْلِ تقصيرُ
أما لِتَطْوِيلِ هذا اللَّيْلِ تقصيرُ
رقم القصيدة : 27051
-----------------------------------
أما لِتَطْوِيلِ هذا اللَّيْلِ تقصيرُ
مَنْ شَفَّهُ الشَّوْقُ في شكواهُ معذورُ(33/402)
بانَ الحبيبُ فإلمامي بهِ لممٌ
بعدَ البِعَادِ وَزَوْراتي لَهُ زُورُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> مرَّ بنا في قرطقٍ أخضرِ
مرَّ بنا في قرطقٍ أخضرِ
رقم القصيدة : 27052
-----------------------------------
مرَّ بنا في قرطقٍ أخضرِ
مزرفنَ الأصداغِ بالعنبرِ
قدْ كتبَ الحسنُ على خدهِ :
يا أَعْيُنَ الناسِ قِفِي وکنْظُرِي!
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَيا هذِهِ إنَّ السَّحابَ التي تَسْري
أَيا هذِهِ إنَّ السَّحابَ التي تَسْري
رقم القصيدة : 27053
-----------------------------------
أَيا هذِهِ إنَّ السَّحابَ التي تَسْري
بَكَتْ لِبُكائي رَحْمَة ً وَهْيَ لا تَدْرِي
فلوْ لمْ تجدْ وجدي إذنْ ما تشابهتْ
برُوحي التي تَفْنَى وَدَمْعي الَّذي يَجْري
وَلوْ قبلَ المحبوبُ في الحبَّ فدية ً
وَهَبْتُ له رُوحي وقاسَمْتُهُ عُمْري
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> عذلوهُ وَلوْ دروا عذورهُ
عذلوهُ وَلوْ دروا عذورهُ
رقم القصيدة : 27054
-----------------------------------
عذلوهُ وَلوْ دروا عذورهُ
وَلَرَقُّوا لَهُ وما زَجَروهُ
قبروهُ بهجرهمْ حينَ صدوا
ثمَّ عادوا بوصلهمْ نشروهُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ذُرَى شجرٍ للطَّيْرِ فيهِ تَشاجُرُ
ذُرَى شجرٍ للطَّيْرِ فيهِ تَشاجُرُ
رقم القصيدة : 27055
-----------------------------------
ذُرَى شجرٍ للطَّيْرِ فيهِ تَشاجُرُ
كأَنَّ صُنُوفَ النَّوْرِ فيهِ جَوَاهِرُ
كأنَّ القماري والبلابلَ بيننا
قِيانٌ وأَوْراقُ الغُصُونِ سَتَائِرُ
شربنا على ذاكَ الترنمِ قهوة ً
كأنَّ على حافاتها الدرَّ دائرُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> عذبني بالتيهِ وَالكبرِ
عذبني بالتيهِ وَالكبرِ
رقم القصيدة : 27056
-----------------------------------
عذبني بالتيهِ وَالكبرِ
ومالَ في أَمْري إلَى الغَدْرِ
ظَبْيٌ مِنَ الإنْسِ ولكِنَّهُ
قَدْ فَاقَ في الحُسْنِ عَلَى البَدْرِ(33/403)
فعالهُ أسمحُ منْ صدهِ
وَوَجْهُهُ أَحْسَنُ مِنْ عُذْرِي
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا شاهراً مِنْ طَرْفِهِ مُرْهَفاً
يا شاهراً مِنْ طَرْفِهِ مُرْهَفاً
رقم القصيدة : 27057
-----------------------------------
يا شاهراً مِنْ طَرْفِهِ مُرْهَفاً
دمي على مضربهِ يجري
وَمَنْ إذَا أَبْصَرْتُهُ مُقْبِلاً
طَارَ إلَيْهِ القَلْبُ مِنْ صَدْري
قَدْ آنَ أَنْ تَرثي ونارُ الهَوَى
توقدُ في أحشايَ كالجمرِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لاَ تَعْجَبُوا إنْ خَانَهُ صَبْرُهُ
لاَ تَعْجَبُوا إنْ خَانَهُ صَبْرُهُ
رقم القصيدة : 27058
-----------------------------------
لاَ تَعْجَبُوا إنْ خَانَهُ صَبْرُهُ
قَدْ طَالَ في أَسْرِ الهَوَى أَسْرُهُ
ما عذرُ منْ فارقهُ إلفهُ !
ما عذرهُ في الصبرِ ما عذرهُ ؟ !
قدْ كتبَ الدمعُ على خدهِ
عُنْوَانَ ما يُضْمِرُهُ سِرُّهُ
فَدَمْعُهُ مُطَّرِدٌ ماؤهُ
وقلبُهُ مُتَّقِدٌ جَمْرُهُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> زَارَ المُنَى والسؤْلُ إذْ زَارَني
زَارَ المُنَى والسؤْلُ إذْ زَارَني
رقم القصيدة : 27059
-----------------------------------
زَارَ المُنَى والسؤْلُ إذْ زَارَني
وكانَ قدماً غيرَ زوارِ
يا زورة ً ساعدَ فيها الهوى
بحملِ آثامٍ وأوزارِ
عانقتُ منْ أهوى ويا طالما
بِتُّ مِنَ الشَّوْقِ عَلَى نَارِ
وَفَوْقَنا البَدْرُ عَلَى نِصْفِهِ
كأنهُ شقة ُ دينارِ
العصر العباسي >> البحتري >> وقضيب كأنه نفحة المس
وقضيب كأنه نفحة المس
رقم القصيدة : 2706
-----------------------------------
وقضيب كأنه نفحة المسـ
ــك على زهرة غدت بين غدر
تتكفا به رياض من الريـ
ــحان تهفو على ديابيج خضر
رق حتى كأنه الفضة البيـ
ــضاء إذ ألبست خميصة تبر
صيغ من صفوة الزلال، ولكن
من زلال مجسد ليس يجري
لم تطق وصفه العقول فأضحى
رهن خطر يدور في كل فكر
بأبي من إذا نظرت إليه
طاب عمري، ولذ فكري وذكري(33/404)
واكتست وجنتاه ورداً جنيا
واكتسى جسمه غلائل خمر
خجلا يكتسي به حمرة العصـ
ــفر من خيفتي وطاعة أمري
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> باللهِِ يا سطواتِ هجرهْ
باللهِِ يا سطواتِ هجرهْ
رقم القصيدة : 27060
-----------------------------------
باللهِِ يا سطواتِ هجرهْ
لاَ تَعْجَلي بِحُلُولِ ضُرِّهْ
لو قالَ لي : متْ طاعة ً
ما عشتُ بعدَ سماعِ أمرهْ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> نِعْمَ الحُلِيُّ عَلَيْكَ الدَّلُّ والخَفَرُ
نِعْمَ الحُلِيُّ عَلَيْكَ الدَّلُّ والخَفَرُ
رقم القصيدة : 27061
-----------------------------------
نِعْمَ الحُلِيُّ عَلَيْكَ الدَّلُّ والخَفَرُ
والنَّيِّرانِ: ضِيَاءُ الشَّمْسِ والقَمَرُ
ياذا الذي تخجلُ الأغصانَ قامتهُ
ومنْ لهُ البدرُ وجهٌ والدجى شعرُ
وَمَنْ إذا قِيلَ: إنَّ البَدْرَ يُشْبِهُهُ
حسناً أتى البدرُ مما قيلَ يعتذرُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أنسيتُ بالكتمانِ سرهْ
أنسيتُ بالكتمانِ سرهْ
رقم القصيدة : 27062
-----------------------------------
أنسيتُ بالكتمانِ سرهْ
وأمتُّ بالهجرانِ ذكرهْ
وكأَنَّما تأْتي المَضَـ
ـرة ُ منهُ لي منها مسرهْ
لوْ قالَ لي : متْ طاعة ً
لأَطَعْتُهُ وَقَبِلْتُ أَمْرَهْ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> الدَّيْلَمُ الدَّيْلَمُ آفاتي وما
الدَّيْلَمُ الدَّيْلَمُ آفاتي وما
رقم القصيدة : 27063
-----------------------------------
الدَّيْلَمُ الدَّيْلَمُ آفاتي وما
يَقْوَى عَلَى الدَّيْلَمِ إلاَّ مَنْ صَبَرْ
كُنَّا نَخافُ القَتْلَ مِنْ أَسْيَافِهِمْ
فاليومَ ما نقتلُ إلاَّ بالنظرْ
واحَرَبي مِنْهُ وَقَدْ أَقْبَلَ في
شاشتِهِ السَّمُّور في يومِ المَطَرْ
كأنها والحبُّ فيها جالسٌ
قطعة ُ غيمٍ قدْ أحاطتْ بقمرْ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> سَبِيلُ الهَوَى وَعْرُ
سَبِيلُ الهَوَى وَعْرُ
رقم القصيدة : 27064(33/405)
-----------------------------------
سَبِيلُ الهَوَى وَعْرُ
وَبَرْدُ الهَوَى حَرُّ
وسرُّ الهوى جهرُ
وَشَهْرُ الهَوَى دَهْرُ
وَبَرُّ الهَوى بَحْرُ
ويومُ الهَوَى شَهْرُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يَا وَاحِدَ الحُسْنِ الَّذِي لِجَمَالِهِ
يَا وَاحِدَ الحُسْنِ الَّذِي لِجَمَالِهِ
رقم القصيدة : 27065
-----------------------------------
يَا وَاحِدَ الحُسْنِ الَّذِي لِجَمَالِهِ
تُثْنَى إلَيْهِ أَعِنَّة ُ الأَبْصَارِ
إنِّي أُعِيذُكَ بالَّذِي خَلَقَ الهَوَى
والعاشقينَ تملكَ الأحرارِ
وكأنَّ وَجْهَكَ نِعْمَة ٌ في نَقْمَة ٍ
لِلنَّاظِرِينَ وَجَنَّة ٌ في نارِ
وكأنَّ خطَّ عذارهِ في خدهِ
لَيْلٌ تأَلَّقَ في بَيَاضِ نَهَارِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> روحي فدى شادنٍ وافى على حذرِ
روحي فدى شادنٍ وافى على حذرِ
رقم القصيدة : 27066
-----------------------------------
روحي فدى شادنٍ وافى على حذرِ
إليَّ مستتراً عنْ أعيتِ البشرِ
أَتَى وأَحْشَاؤُهُ بالخَوْفِ خافِقَة ٌ
حتَّى تَزَوَّدْتُ مِنْهُ لَذَّة َ النَّظَرِ
وكادَ يَفْضَحُهُ ضَوْءُ الهِلالِ وَقَدْ
بدا لخمسِ ليالٍ منهُ في الشهرِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> رُضْ يا غُلاَمُ عَلَى الرَّوْضِ النَّضِيرِ لَنا
رُضْ يا غُلاَمُ عَلَى الرَّوْضِ النَّضِيرِ لَنا
رقم القصيدة : 27067
-----------------------------------
رُضْ يا غُلاَمُ عَلَى الرَّوْضِ النَّضِيرِ لَنا
كأسَ المدامِ وَدوامْ رنة َ الزيرِ
أَمَا تَرَى النَّرْجِسَ المَيَّاسَ يلحظنا
لِحَاظَ ذي جَذَلٍ بالغَيْثِ مَسْرُورِ
كأنَّ أحداقهُ في حسنِ صفرتهِ
مداهنُ التبرِ في أوراقِ كافورِ
كأَنَّ طَلَّ النَّدَى فيه لِمُبْصِرِهِ
دمعٌ تَحَيَّرَ في أَجْفَانِ مَهْجُورِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ذليَ في حبكَ ما يذكرُ
ذليَ في حبكَ ما يذكرُ
رقم القصيدة : 27068(33/406)
-----------------------------------
ذليَ في حبكَ ما يذكرُ
وَوجدُ قلبي بكَ لا يفترُ
أَنْفَاسُ قَلْبِي رِيحُها عاصِفٌ
وصَحْنُ خَدِّي أَبَداً يمطرُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> ومُنْهَتِكٍ لَهُ نَظَرٌ
ومُنْهَتِكٍ لَهُ نَظَرٌ
رقم القصيدة : 27069
-----------------------------------
ومُنْهَتِكٍ لَهُ نَظَرٌ
يَصُونُ مَوَاقِعَ النَّظَرِ
هِلاَلٌ لَوْ بَدا للسَّفْـ
ـرِ أغناهمْ عنِ السفرِ
فَوَا وَيْلاهُ مِنْ قَمَرٍ
يريكَ مساوئَ القمرِ
العصر العباسي >> البحتري >> تلبست للحرب أثوابها
تلبست للحرب أثوابها
رقم القصيدة : 2707
-----------------------------------
تلبست للحرب أثوابها
وقلت: أنا الرجل البحتري
فلما رأى الخيل قد أقبلت
وجدناه في سرجه قد خري
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَقْبَلَتْ في غِلاَلَة ٍ كَدَمِ الخِشْـ
أَقْبَلَتْ في غِلاَلَة ٍ كَدَمِ الخِشْـ
رقم القصيدة : 27070
-----------------------------------
أَقْبَلَتْ في غِلاَلَة ٍ كَدَمِ الخِشْـ
ـفِ تَثَنَّى ، وَدَمْعِ عَيْنٍ جَارِ
فتأملتها وقدْ لبستها
جُلَّناراً أَوْفَى على الجُلَّنارِ
فَتَحَيَّرْتُ ثم نادَيْتُ: سُبْحا
نَكَ أَلَّفْتَ بَيْنَ ثَلْجٍ ونارِ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> يا ساكِتاً عن كلامي لا يكلمُني
يا ساكِتاً عن كلامي لا يكلمُني
رقم القصيدة : 27071
-----------------------------------
يا ساكِتاً عن كلامي لا يكلمُني
تِيهاً، أَلا كُلُّ فعلٍ منكَ مَبْرُورُ
إذا سَكَتَّ فمنكَ الدُّرُّ مُنْتَظِمٌ
وإنْ نَطَقْتَ فمنكَ الدُّرُّ مَنْثُورُ
العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> أَما مُسْعِدٌ يَخْتَصُّني بکبْتِكَارِهِ
أَما مُسْعِدٌ يَخْتَصُّني بکبْتِكَارِهِ
رقم القصيدة : 27072
-----------------------------------
أَما مُسْعِدٌ يَخْتَصُّني بکبْتِكَارِهِ
أما لي نديمٌ فائقٌ منْ خمارهِ !(33/407)