في نِظَام مِن البَلاغَةِ مَا شَكّ
امرُؤٌ أنّهُ نِظَامُ فَرِيدِ
وَبَديعٍ كأنّهُ الزّهَرُ الضّا
حِكُ في رَوْنَقِ الرّبيعِ الجَديدِ
مُشرِقٌ في جَوَانبِ السّمعِ ما يُخـ
ـلِقُهُ عَوْدُهُ على المُستَعيدِ
ما أُعِيرَتْ منهُ بُطُونُ القَرَاطِيـ
ـسِ وَمَا حُملَتْ ظُهورُ البَرِيدِ
مُستَميلٌ سَمعَ الطّرُوبِ المُعَنّى
عَنْ أغَاني زرزر، وَعَقيدِ
حُجَجٌ تُخرِسُ الألَدّ بألفا
ظٍ فُرَادَى كالجَوْهَرِ المَعدودِ
وَمَعَانٍ لَوْ فَصّلَتها القَوَافي،
هَجّنَتْ شِعرَ جَرْوَلٍ وَلَبيدِ
حُزْنَ مُستَعمَلَ الكَلامِ اختياراً،
وَتَجَنّبنَ ظُلمَةَ التّعْقيدِ
وَرَكِبْنَ اللّفْظَ القَرِيب فأدْرَكْـ
ـنَ بِهِ غَايَةَ المُرَادِ البَعيدِ
كالعَذارَى غَدَوْنَ في الحُلَلِ الصفـ
ـر،إذا رُحنَ في الخطوطِ السّودِ
قَدْ تَلَقّيْتَ كلَّ يوْم جَديدٍ،
يا أبَا جَعْفَرٍ، بمَجْدٍ جَديدِ
يأْئِسُ الحَاسدونَ مِنْكَ وَما مجْـ
ـدُكَ ممّا يَرْجوهُ ظَنُّ الحَسودِ
وَإذا استُطْرِفَتْ سِيادَةُ قَوْمٍ،
بِنْتَ بالسّؤدَدِ الطّرِيفِ التّليدِ
وأرى الناس مُجتمِعينَ على فضْـ
ـلِكَ مِنْ بَينِ سَيّدٍ وَمَسُودِ
عَرَفَ العالمُونَ فَضْلَكَ بالعِلْـ
ـمِ، وَقالَ الجُهّالُ بالتّقْليدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أنْعَتُ دِيكاً من دُيوكِ الهِنْدِ ،
أنْعَتُ دِيكاً من دُيوكِ الهِنْدِ ،
رقم القصيدة : 25080
-----------------------------------
أنْعَتُ دِيكاً من دُيوكِ الهِنْدِ ،
كريمَ عمّ وكريمَ جَدّ !
لِنِسْبَة ٍ ليْسَتْ إلى مَعَدّ،
وَلا قُضَاعِيٍّ ولا في الأزْدِ
مفتَّحِ الرّيشِ ، شديدِ الزَّنْدِ ،
صخْمِ المخاليبِ، عظيمِ العضْدِ
حتى إذا الدّيكُ ارتأى من بعدِ،
و نجمهُ في النّحْسِ لا في السعْدِ
رأيْتُهُ كالفارِسِ الْمُعَدّ،
يخطُرُ خطْراً مثلَ خَطْرِ الأُسْدِ
يقشّه بالكَدّ بَعْدَ الكَدّ،
وتعبٍ مُوَصَّلٍ بجَهْدِ
حتى ترى الدّيكَ لهُ كالقِدّ،(29/427)
مفكّراً يعظمُهُ بالسّجْدِ
يالَكَ من ديكِ رُبى في المَهْدِ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> لَمّا طوَى الليْلُ حَوَاشي بُرْدِهِ،
لَمّا طوَى الليْلُ حَوَاشي بُرْدِهِ،
رقم القصيدة : 25081
-----------------------------------
لَمّا طوَى الليْلُ حَوَاشي بُرْدِهِ،
عَنْ واضِحِ اللّوْنِ نقيِّ وَرْدِهِ
ناديْتُ فَهّادي بردّ فهدِهِ ،
نداءَ من جادَ له بِوُدِّهِ
فجاءَ يُزجِيهِ على سَمَنْدِهِ،
أصفرَ أحوَى بَينَ بَين وردِهِ
واحدَ قدٍّ في اكملالِ قَدّهِ ،
قلتُ ارْتدِفْهُ ، فانثنى لزَنْدِهِ
ماكان إلاّ نظرة ً من بعدِهِ،
ونظرة أُخرى بأدْنَى جهْدِهِ
حتى أرانا العِينَ دون وِردِهِ،
مُطَرَّداً يحسو بشُفْرَيْ عِدّهِ
فانصاعَ مُرقَدّ اً على مًرقدّهِ،
كأنّهُ حِينَ انْفَرَى في شدّهِ
وامْتَدّ للنّاظِرِ في مرتدّهِ،
كوكبُ عِفريت هوَى لعِدّهِ
كما انطوَى العاقدُ من ذي عَقدهِ،
خمسينَ عاماً بيدي مُعتدّهِ
حتى احتوَى العِينَ، ولَمّا يُردِهِ،
فنحنُ أضيافُ حُسامَى غَمْدِهِ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> أنْعَتُ ديكاً من دُيُوكِ الهِنْدِ ،
أنْعَتُ ديكاً من دُيُوكِ الهِنْدِ ،
رقم القصيدة : 25082
-----------------------------------
أنْعَتُ ديكاً من دُيُوكِ الهِنْدِ ،
أحْسَنَ من طاوُوسِ قصْرِ المهْدي
أشجَعَ من عَادي عرين الأُسدِ ،
ترى الدّجَاجَ حَوْلَهُ كالْجُنْدِ
يُقْعِينَ منهُ خِيفَة ً للسَّفْدِ ،
لَهُ سِقَاعٌ كَدَويّ الرّعْدِ
مِنْقَارُهُ كالمِعْوَلِ المُحَدِّ ،
يَقْهَرُ ما ناقرهُ بالنّقْدِ
عيْناهُ منهُ في القَفَا والخَدِّ ،
ذو هَامَة ٍ وعُنُقٍ كالوَرْدِ
وجِلْدَة ٍ تُشْبِهُ وَشْيَ البُرْدِ
ظاهِرُهَا زِفٌّ شديدُ الوَقْدِ
كأنّهُ الْهُدّابُ في الفِرنْدِ،
مُضَمَّرُ الخَلْقِ عميمُ القَدَ
لَهُ اعتدالٌ وانتصابُ قَدّ،
محدودبُ الظّهْرِ كريمُ الجَدّ
مُفَحَّجُ الرِّجْلَيْنِ عندَ النَّجْدِ ،
ثمّ وظيفان لهُ من بَعْدِ(29/428)
وَشَوْكَتَانِ خُصّتَا بالْحَدّ،
كأنّمَا كفّاهُ عِنْدَ الوَخْدِ
في خَطْوِهِ كالمسكِ المرتَدّ ،
فالقِرْنُ دوْماً عنده يُعَدّي
كمْ طائرٍ أرْدَى وكمْ ييُرْدي
بالجَمْزِ والقفْزِ وصفْقِ الجِلْدِ
كدّا لهُ بالخَطْرِ أيّ كَدّ ،
كما يُسَدّي الحائِكُ المسَدّي
إنْ وقف الدّيكُ ثَنى بالشّدّ،
والوثب منه مثلُ وَثب الفَهْدِ
ليْسَ لهُ من غَلَبٍ من بُدّ،
فالحمْدُ لله وليّ الْحَمْدِ!!
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد أغْتدي، والليل أحْوَى السُّدِّ،
قد أغْتدي، والليل أحْوَى السُّدِّ،
رقم القصيدة : 25083
-----------------------------------
قد أغْتدي، والليل أحْوَى السُّدِّ،
و الصُّبحُ في الظّلماءِ ذو تَقَدّي
مثل اهتزاز العَضْبِ ذي الفِرْندِ ،
بأهْرَتِ الشِّدْقَيْنِ ، مُرْمَئدّ
أزْبَرَ ، مضْبورِ القَرَا ، عِلْكَدّ،
طاوي الْحَشا في طيّ جسْمٍ مَعْدِ
كَرْهِ الرِّوا، جَمِّ غُضُونِ الخدّ،
دُلامزٍ، ذي نَكَفٍ مسوَدّ
شَرَنْبَث أغْلَبَ ، مُصْمعِدّ
للشّبحِ الحائلِ ، مسْتعدّ
عايَنَ بعد النّظَرِ الممْتَدّ
سِربين عنّا بجَبينٍ صَلْدِ
فانْقَض يأدو غَيرَ مُجْرَهِدّ،
في لَهبٍ عنه، وختلٍ إدِّ
مثل انسياب الحيّة ِ العِرْبَدِّ ،
بكُلّ نَشْزٍ، وبكُلّ وَهْدِ
حتى إذا كانَ كَها في القَصْدِ،
صَعْصَعَها بالصّحْصَحانِ الجُرْدِ
وعاثَ فيها بفريغِ الشّدّ
بعد شريجيْ طمَعٍ وحَرْدِ
لا خيْرَ في الصّيدِ بغيرِ فَهْدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> فَقُلْ مثل ما قالتْ بُثَيْنَة ُ إذ شكا
فَقُلْ مثل ما قالتْ بُثَيْنَة ُ إذ شكا
رقم القصيدة : 25084
-----------------------------------
فَقُلْ مثل ما قالتْ بُثَيْنَة ُ إذ شكا
جميلٌ إليها الحبّ وهْو شديدُ
إذا قلتُ: ما بي يا بُثَيْنَة ُ قاتلي
من الحبّ، قالت: ثابتٌ ويزيدُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أَفْنَيْتَ عُمْرَكَ ، والذّنوبُ تزيدُ ،
أَفْنَيْتَ عُمْرَكَ ، والذّنوبُ تزيدُ ،(29/429)
رقم القصيدة : 25085
-----------------------------------
أَفْنَيْتَ عُمْرَكَ ، والذّنوبُ تزيدُ ،
والكاتبُ المحْصي عليكَ شهيدُ
كمْ قُلْتَ لسْتُ بعائدٍ في سَوْءَة ٍ ،
ونَذَرْتَ فيها ثمّ صرْتَ تعودُ
حتى متى لا تَرْعَوي عن لذّة ٍ ،
و حِسابُها يوْمَ الحسابِ شديدُ
وكأنّني بك قد أتتْكَ منيّة ٌ،
لا شَكّ أنّ سَبِيلَها موْرُودُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّ معَ اليوْمِ، فاعْلَمَنّ، غداً
إنّ معَ اليوْمِ، فاعْلَمَنّ، غداً
رقم القصيدة : 25086
-----------------------------------
إنّ معَ اليوْمِ، فاعْلَمَنّ، غداً
فانظُرْ بما ينقضي مجيءُ غَدِهْ
ما ارْتَدّ طَرْفُ امْرىء ٍ بلذّته،
إلاّ وشيءٌ يموتُ من جسَدِهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> و قائلٍ : هل تريدُ الحجّ ؟ قلتُ له :
و قائلٍ : هل تريدُ الحجّ ؟ قلتُ له :
رقم القصيدة : 25087
-----------------------------------
و قائلٍ : هل تريدُ الحجّ ؟ قلتُ له :
نعم ، إذا فَنَيَتْ لذاتُ بغداذِ
أما وقُطْرَبُّلٌ منها بحيثُ أرى
فقُبة ُ الفِركِ من أكْنافِ كِلْوَاذِ
فالصّالحِيّة ُ ، فالكرْخُ التي جمعتْ
شُذّاذا بَغْدَادَ ، ماهم لي بشُذّاذِ
فكيف بالحجّ لي ما دمتُ مُنْغَمِساً
في بيت قوّادة ٍ أو بيت نبّاذِ
وهبكَ من قَصْفِ بغدادٍ تخلّصُني،
كيف التخلّصُ لي من طيزناباذِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> اشرَبْ على الوَرْدِ في نيسانَ ، مُصْطبِحاً
اشرَبْ على الوَرْدِ في نيسانَ ، مُصْطبِحاً
رقم القصيدة : 25088
-----------------------------------
اشرَبْ على الوَرْدِ في نيسانَ ، مُصْطبِحاً
من خمْرِ قُطْرَبُّلٍ حمراءَ كالْكاذيّ
واخْلَعْ عذارَكَ ؛ لا تأتي بصَالِحَة ٍ
ما دمْتَ مسْتوْطناً أكنْافَ بغْداذِ
نعّمْ شبابَكَ بالخمْرِ العتيقِ ، ولا
تَشْرَبْ كما يشْرَبُ الغمارُ من ماذي
صلْ من صفَتْ لكَ في الدّنيا مودّتُه
و لا تصِلْ بإخاءٍ حبْلَ جَذّاذِ(29/430)
يعوذُ باللهِ إنْ أصْبَحْتَ ذا عَدَمٍ ،
وليس منْك إذا تُثْري بمُعْتَاذِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألِفَ الْمُدامَة َ، فالزَّمانُ قَصِيرُ،
ألِفَ الْمُدامَة َ، فالزَّمانُ قَصِيرُ،
رقم القصيدة : 25089
-----------------------------------
ألِفَ الْمُدامَة َ، فالزَّمانُ قَصِيرُ،
صَافٍ عَلَيْهِ، وما بِهِ تَكْدِيرُ
وَلَهُ بِدَوْرِ الكأسِ كُلَّ عَشِيّة ٍ
حالان، موتٌ تارة ً ، ونُشُورُ
كأسٌ من الرّاحِ العتيقِ، بريحِهَا
قَبْلَ الْمَذَاقَة ِ في الرّؤوسِ تَسورُ
صَفْرَاءَ، حَمرَاءَ التّرَائِب، رأسُها
فيهِ لمَا نَسَجَ المِزَاجُ قَتِيرُ
العصر العباسي >> البحتري >> يكاد يبدي لسعدى غيب ما أجد
يكاد يبدي لسعدى غيب ما أجد
رقم القصيدة : 2509
-----------------------------------
يكادُ يُبْدي لسعدى غَيْبَ ما أجِدُ،
تَحَدُّرٌ منْ دِارَكِ الدّمْعِ مطّرِدُ
خَبْلٌ من الحُبّ لم يزْجُرْ سفَاهَتَهُ
حِلْمٌ، وَلمْ يَتَدارَك غَيَّهُ رَشَدُ
ما أُنفِقُ الدمعَ إسرَافاً كَذي كَلَفٍ
تَرْفَضُّ عَبْرَتُهُ عن لوعَةٍ تَقِدُ
إنْ أخَلَقَتْ حُرُقاتٌ منْ صَبابَتِهِ،
تَرَادفَتْ حُرُقاتٌ بعْدَهَا جُدُدُ
أضْحَتْ معاهِدُ ذاكَ الحزن مُقْويَةً،
وَأقْفَرَتْ منهُمُ العَلْياءُ وَالسّنَدُ
وَحْشٌ تأبّدَ في تِلك الطّلولِ، وَقَدْ
تكُونُ أُنّاسَهُنّ الأنَّسُ الخُرُدُ
لقد كفانا اعتِسافَ البِيدِ أوْبُ فَتىً،
جاءَتْ مطاياهُ أرْسالاً بِهِ تَخِدُ
زَارَ العِرَاقَ، فقالَ الآهِلُونَ لَهُ:
أهْلاً، وَرَحّبَ منْ أُنْسٍ بهِ البلَدُ
زِيارَةٌ من عَمِيدٍ لمْ يَزل رَغَباً،
يَزْدارُ في شَرقهِ الأقصى، وَيعتمِدُ
إنْ ساحَ فيْضُ يديه لم يكُنْ عجَباً
أن يُسرَفَ الظّنُّ فيهِ، وَهْوَ مقتصِدُ
أوْ ضَمّن اليوْمَ من جدوَاهُ مَرْغَبَةً
كانَ الكَفِيلَ عَلَيْها بالوَفاءِ غَدُ
يُمِيلُ وَزْنَ القَوَافي بالنّوَال، وَلَوْ
راح النّوَالُ، وَفي مِيزَانِهِ أُحُدُ(29/431)
وَالشّكْرُ أن يُخْبِرَ الوُرّادُ سائِلَهُمْ
عنْ فَضْلِ مُخْتَبَرِ العِدّ الذي وَرَدُوا
يبين بالفضل اقوام ويفضلهم
موحد بغريب الذكر منفرد
تَوَحّدَ القَمرُ السّاري بشُهْرَتِهِ،
وَأنْجُمُ اللّيْلِ نَثْرٌ، حَوْلَهُ، بَدَدُ
أحْيَتْ خِلالُ أبي لَيْلى أبا دُلَفٍ،
وَمِثْلُهُ أوْجَدَ الأقْوَامُ ما افتقَدُوا
ماانفَكّ صائبُ غَزْرٍ من سحائبه،
تُضَامُ فِيهِ الغَوَادي ثُمّ تُضطَهَدُ
نعْمَ المُفَرِّقُ في الإمحَاءِ ذو لِبَدٍ،
أبْطالَهُ، بِصَفِيحِ الهِندِ، يجتَلِدُ
وَشاغَلَ الدّهرُ حين الدهر من كَلَبٍ
خَصْمُ لَنَا مَعَهُ الإلْطَاطُ وَالَّلدَدُ
مُستكرِهٌ لِعُرُوض البيضِ إنْ قصُرَتْ
طِوَالُ خَطِّيّةٍ، خُرْصَانُها قِصَدُ
لَمْ يُحص عِدّةُ ما أوْلاهُ من حسنٍ
وَسَيّدُ النّيْلِ ما لمْ يْحصِهِ العددُ
مَوَاهِبٌ قُسّمَتْ في الخابِطينَ فَما
تَخْلو الرّفاقُ إلى جُمّاتها تفِدُ
يُطالِبُ الأرحبيُّ العَودُ سُهْمَتَهُ
فِيها، وَتَرْزَؤهُا العَيْرَانَةُ الأُجُدُ
عَفْوٌ من الجودِ لمْ تَكْذِبْ مخيلَتُهُ،
يُقصَّرُ القَطْرُ عنْهُ، وَهْوَ مُجتَهِدُ
إنْ قَصّرَتْ هِمَمُ العافِينَ جاشَ لهُم
جِحافُ أغْلَبَ في حافاتِهِ الزّبَدُ
لا تحْقُرَنّ صَغِيرَ العرفِ تبذله،
فَقَدْ يُرَوّي غَليلَ الهائِمِ الثَّمَدُ
وَيَرْخُصُ الحَمْدُ، حتى أنّ عارِفَةً
بذلُ السّلامِ، فكيْفَ الرّفدُ وَالصّفَدُ
ما استغرَب النّاسُ إفْضالاً ولا اشتهَرُوا
منْ حاتِمٍ، غير جود بالّذي يَجِدُ
كمْ قَدْ عجِلْتَ إلى النَّعماءِ تصنعها
مُبادِراً، وَبَخيلُ القَوْمِ مُتّئِدُ
وَكمْ وَعدْتَ، وأنتَ الغيْثُ تعرِفُهُ،
مُذْ حالَفَ الجُودَ يُعْطي فوْقَ ما يعدُ
إنْ لمْ تُعِنّي على رَجْعِ الحبِيبِ، فلنْ
يُرْجى، لعَوْني عليْهِ منهمُ، أحَدُ
وَإنْ ملكْتَ اعتِبادي بارتِجاعِكَتهُ،
فالحُرُّ يُمْلَكُ بالنُّعمَى، وَيُعتَبَدُ
وَخَيْرُ وأيَيْكَ إنْ ميّلْتَ بيْنهُما،(29/432)
ما قِيدَ عنْهُ، وَوَافانا بِهِ العَتَدُ
والبَغْلُ، ينتزف الغادي عُلالتَهُ،
خِيارُ ما يُمْتَطَى منها، وَيُقْتَعَدُ
إن أنتَ أفقَدتني ظهْرَيِهما، ظهَرَتْ
نَفَاسَةٌ من قلوب القوْمِ، أوْ حسدُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا فاسقِني خمراً، وقل لي: هيَ الخمرُ،
ألا فاسقِني خمراً، وقل لي: هيَ الخمرُ،
رقم القصيدة : 25090
-----------------------------------
ألا فاسقِني خمراً، وقل لي: هيَ الخمرُ،
ولا تسقني سرّاً إذا أمكن الجهرُ
فما العيْشُ إلاّ سكرَة ٌ بعد سكرة ٍ،
فإن طال هذا عندَهُ قَصُرَ الدهرُ
و ماالغَبْنُ إلاّ أن ترَانيَ صاحِيا
و ما الغُنْمُ إلا أن يُتَعْتعني السكْرُ
فَبُحْ باسْمِ من تهوى ، ودعني من الكنى
فلا خيرَ في اللذّاتِ من دونها سِتْر
ولا خيرَ في فتكٍ بدونِ مجانة ؛
ولا في مجونٍ ليس يتبعُه كفرُ
بكلّ أخي فتكٍ كأنّ جبينَه
هِلالٌ، وقد حَفّتْ به الأنجمُ الزُّهرُ
و خَمّارَة ٍ نَبّهْتُها بعد هجْعَة ٍ ،
و قد غابت الجوزاءُ ، وارتفعَ النّسرُ
فقالت: من الطُّرّاق ؟ قلنا : عصابة
خفافُ الأداوَى يُبْتَغَى لهُم خمرُ
ولا بدّ أن يزنوا، فقالت: أو الفِدا
بأبْلَجَ كالدّينَارِ في طرفهِ فَتْرُ
فقلنا لها: هاتِيهِ، ما إن لمِثْلِنا
فديناك بالأهْلينَ عن مثل ذا صَبرُ
فجاءَتْ بهِ كالبَدْرِ ليلَة َ تمّهِ ،
تخالُ به سحراً، وليس به سحْرُ
فقُمنا إليه واحداً بعدَ واحِدٍ،
فكان بهِ من صَومِ غُربتنا الفِطرُ
فبِتنا يرانا الله شَرَّ عِصابة ٍ،
نُجَرّرُ أذْيالَ الفُسوقِ ولا فَخْرُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وفتيانِ صِدْقٍ قد صَرَفْتُ مَطيّهُمْ
وفتيانِ صِدْقٍ قد صَرَفْتُ مَطيّهُمْ
رقم القصيدة : 25091
-----------------------------------
وفتيانِ صِدْقٍ قد صَرَفْتُ مَطيّهُمْ
إلى بيْتِ خمّارِ نَزَلْنا بهِ ظُهْرَا
فلمّا حكَى الزُّنَّارُ: أنْ ليس مسلماً،
ظَنَنّا به خيْراً ؛ فظنّ بنا شَرّا(29/433)
فقلنا: على دينِ المسيحِ بن مرْيمٍ؟
فأعْرَضَ مُزْوَرّاً، وقال لنا هُجرَا
و لكنّ يهوديّ ، يحبّك ظاهراً ،
ويُضْمِرُ في المكْنونِ منه لكَ الخترَا
فقلنا له: ما الاسمُ؟ قال: سَمَوألٌ،
على أنذني أُكْنى بعَمْروٍ ولا عَمْرَا
و ما شرّفَتني كُنْيَة ً عَرَبيّة ٌ ،
و لا أكْسَبَتْني لا سناءً ولا فَخْرَا
و لكنّها خَفّتْ ، وقَلّتْ حروفُها،
و ليستْ كأخرَى إنمّا خُلِقتْ وَقْرَا
فقلنا لهُ عُجْباً بظرْفِ لِسانِهِ:
أجدْتَ ، أبا عمروٍ ، فجوّدْ لنا الخمرا
فأدبَرَ كالمزْوَرِّ ، يقسم طرْفَهُ:
لأرْجُلِنا شطْراً، وأوْجُهِنا شَطْرَا
و قال : لَعَمْري لوْ أحطْتُمُ بأمرنا
لَلُمْناكُمْ ، لكنْ سنوسِعكمْ عذرَا
فجاءَ بها زيتيّة ً ، ذهبية ً ،
فلم نستطِعْ دون السّجودِ لها صَبرَا
خرجنا، على أنّ الْمُقَامَ ثلاثَة ٌ،
فطابتْ لنا حتى أقمنا بها شهرا
عصَابَة ُ سُوءٍ لا يرى الدهرُ مثلهمْ،
و إنْ كنْتُ منهمْ لا برياً، ولاصِفْرَا
إذا ما دَنَا وقْتُ الصّلاة ِ رَأيْتَهُمْ
يحثّونها، حتى تفوتَهُم سكْرَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> دَعْ لِباكيها الدّيَارَا،
دَعْ لِباكيها الدّيَارَا،
رقم القصيدة : 25092
-----------------------------------
دَعْ لِباكيها الدّيَارَا،
وَانْفِ بالخَمرِ الخُمارَا
وَاشْرَبَنْها منْ كُمَيْتٍ
تَدَعُ اللّيْلَ نهارَا
بنْتُ عشْرٍ لم تُعايِنْ
غيْرَ نارِ الشّمسِ نارَا
لمْ تَزَلْ في قَعْرِ دَنّ،
مُشْعَرٍ زِفْتاً وقَارَا
ثمّ شُجّتْ، فأدارَتْ
فوْقَها طوْقاً ، فَدارا
كاقْتِرانِ الدُّرِّ بالدُّ
رِّ صِغاراً وكِبارا
فإذا ما اعْتَرَضَتْهُ الـ
ـعَينُ من حيْثُ اسْتَدارَا
خَلْتَهُ في جَنَبَاتِ الـ
ـكأسِ وَاوَاتٍ صِغَارَا
من يدَيْ ساقٍ ظريفٍ ،
كسى َ الحُسْنَ شِعارَا
يَقْتَري القَومَ بكأسٍ
تُلبِسُ الخمرَ إزارَا
فإذا ما سَلْسَلُوها ،
أحْذَتِ العَينَ احمِرَارَا
و مُغَنٍّ كلّما شِئْـ
ــتُ تَغَنّى وأشَارَا(29/434)
رَفَعَ الصّوْتَ بصَوْتٍ
هاجَ للْقَلْبِ ادّكارَا
"صاحِ هل أبْصرْتَ بالخيـ
ـتينِ من أسْماءَ نَارَا"
العصر العباسي >> أبو نواس >> بكيتُ، وما أبْكي على دِمَنٍ قَفْرِ،
بكيتُ، وما أبْكي على دِمَنٍ قَفْرِ،
رقم القصيدة : 25093
-----------------------------------
بكيتُ، وما أبْكي على دِمَنٍ قَفْرِ،
و ما بيَ عشْقٍ ، فأبكي من الهجْرِ
و لَكنْ حديث جاءَنا عن نبيّنا ،
فذاكَ الذي أجرَى دُموعي على النحْرِ
بتحريمِ شُرْبِ الخمرِ ، والنّهيُ جاءَنا،
فلمّا نَهَى عنها بكيْتُ على الخمرِ
فأشربها صِرْفاً ، وأعْلَمُ أنّني
أُعَزّرُ فيها بالثمانين في ظهري
العصر العباسي >> أبو نواس >> أعِرْ شعركَ الأطلالَ والدمنَ القفْرَا،
أعِرْ شعركَ الأطلالَ والدمنَ القفْرَا،
رقم القصيدة : 25094
-----------------------------------
أعِرْ شعركَ الأطلالَ والدمنَ القفْرَا،
فقد طالَ ما أزْرَى به نعتُكَ الخمرَ
دعاني إلى نَعْتِ الطّلولِ مُسَلَّطٌ ،
تضيقُ ذراعي أنْ أجوزَ له أمْرَا
فسمْعٌ أميرَ المؤمنينَ ، وطاعة ٌ
و إن كنتَ قد جشّمتني مركبا وعْرَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أعْطَتْكَ رَيحانَهَا العُقارُ ،
أعْطَتْكَ رَيحانَهَا العُقارُ ،
رقم القصيدة : 25095
-----------------------------------
أعْطَتْكَ رَيحانَهَا العُقارُ ،
و كانَ من لَيْلِكَ انْسِفارُ
فانْعَمْ بها قبْلَ رائِعاتٍ
لا خمْرَ فيها، ولا خُمارُ
و وقّرِ الكأسَ عن سفِيهٍ ،
فإنَّ آيِينَها الوقارُ
تُخُيّرَتْ ، والنجومُ وَقْفٌ
لم يتَمكّنْ بهَا الْمَدارُ
فلمْ تزَلْ تأكُلُ اللّيالي
جُثْمانَها ما بها انْتِصارُ
حتى إذا ماتَ كلّ ذامٍ ،
و خُلّصَ السرّ والنّجَارُ
عادَتْ إلى جَوْهَرٍ لَطيفٍ ،
عِيَانُ موْجودهِ ضِمَارُ
كأنّ في كأسِها سَرَاباً ،
تُخِيلُهُ المهمَهُ القِفَارُ
كأنّها ذاكَ ، حينَ تزْهَى ،
لو لمْ يَشُبْ لوْنَها اصْفرَارُ
لا ينزِلُ الليلُ حيثُ حلّتْ،(29/435)
فَلَيْلُ شُرّابِها نهارُ
حتى لوِ اسْتُودِعَتْ سِرَاراً
لم يخْفَ في ضَوْئها السّرَارُ
ما أسكرتْني الشّمولُ ، لكِنْ
مديرُ طرفٍ به احْوِرَارُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> داوِ يحْيَى من خُمارِهْ
داوِ يحْيَى من خُمارِهْ
رقم القصيدة : 25096
-----------------------------------
داوِ يحْيَى من خُمارِهْ
بابْنَة ِ الدّنّ، وقارِهْ
من شرابٍ خُسْرَوِيٍّ،
ما تَعَنّوْا باعتِصارِهء
طبختْهُ الشمسُ لمّا
بَخِلَ العِلْجُ بنارِهْ
فأتَى الدّهْرُ عليْهِ
غَيرَ شيءٍ في قرَارِهْ
فتجلّتْ عن شِهابٍ،
يترَامَى بشَرارِهْ
ركَدَ الدّهْرُ عليْهِ،
فكفَى ضَوْءَ نهارِهْ
ونديمي كلُّ خِرْقٍ،
زانَهُ عِتْقُ نِجارِهْ
و غزالٍ تَشْرَهُ النّفْـ
ــسُ إلى حَلّ إزارِهْ
بَسَطَتْهُ سَوْرَة ُ الرّا
حِ لنا بعْد ازْوِرَارِهْ
فأطَفْنَا بنَوَاحِيـ
ــهِ ، ولم نعْرِضْ لِدارِهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أدرْهَا علينَا مزّة ً بابليّة ً،
أدرْهَا علينَا مزّة ً بابليّة ً،
رقم القصيدة : 25097
-----------------------------------
أدرْهَا علينَا مزّة ً بابليّة ً،
تخيّرَهَا الجاني على عهْدِ قيصرَا
عقأرٌ أبوها الماءُ ، والكرمُ أُمُّها،
وفي كأسها تحكي المُلاءَ المزَعفَرا
فما الطيْشُ إلاّ أن ترانيَ صاحياً،
و ما العيشُ إلاّ أن ألَذّ ، فأسكرَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> و خِمّارٍ حطَطْتُ إليهِ ، لَيْلاً ،
و خِمّارٍ حطَطْتُ إليهِ ، لَيْلاً ،
رقم القصيدة : 25098
-----------------------------------
و خِمّارٍ حطَطْتُ إليهِ ، لَيْلاً ،
قلائصَ قد ونينَ من السِّفارِ
فجمجَمَ والكرَى في مُقْلَتَيْهِ ،
كمخمورٍ شكَا ألمَ الخُمارِ
أبِنْ لي كيفَ صِرْتَ إلى حريمي،
و نجْمُ اللّيْلِ مكْتَحِلٌ بقارِ
فقلتُ له: ترَفَّقْ بي فإنّي
رأيْتُ الصّبْحَ من خلَلِ الديارِ
فكانَ جوابهُ أن قالَ : صُبْحٌ !
و لا صبحٌ سوى ضوء العُقارِ!
وقامَ إلى العُقارِ، فَسَدّ فاهَا(29/436)
فعادَ اللّيْلُ مسْوَدّ الإزارِ
فَحَلّ بِزالُها في قَعْرِ كأسٍ ،
محفَّرَة ِ الجوانبِ والقَرَارِ
مصوَّرَة ٍ بصُورَة ٍ جندِ كسْرى ،
وكسْرَى في قَرَارِ الطَّرْجَهَارِ
وجُلُّ الجندِ تحتَ رِكابِ كسرَى ،
بأعمدة ، وأقبِيَة ٍ قِصارِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> آذَنَكَ النّاقُوسُ بالفَجْرِ،
آذَنَكَ النّاقُوسُ بالفَجْرِ،
رقم القصيدة : 25099
-----------------------------------
آذَنَكَ النّاقُوسُ بالفَجْرِ،
و غرّد الرّاهِبُ في العُمْرِ
و حنّ مخمورٌ إلى خمْرَة ٍ ،
و جاءَكَ الغَيْثُ على قَدْرِ
واطّرَدَتْ عيناكَ في رَوْضَة ٍ،
تضْحكُ عن خُضرٍ وعن صُفرِ
فعاطِ نَدْمانَكَ من خمْرَة ٍ،
مِزَاجُها منْ مُعْرَقِ القَطْرِ
على خُزَامَاها ، وحَوْذانِها
ومشْكِلٍ من حُللِ الزَّهْرِ
في مسْرَحٍ تَرْتَعُ أكْنافَهُ
شوادنٌ من بقَرٍ زُهْرِ
يا حَبّذا الصُّبْحَة ُ في العُمرِ ،
وحبّذا نَيسانُ من شَهْرِ
يا عاقِدَ الزُّنّارِ في الخَصْرِ ،
بحُرْمَة ِ الحانَة ِ والفُهْرِ
لا تسْقِني ، إن كنْتَ بي عالماً ،
إلاّ التي أضْمرْتُ في صَدري
هاتِ التي تعرِفُ وَجْدي بها ،
وَاكْنَ بما شِئْتَ عن الخمْرِ !
العصر العباسي >> البحتري >> لدارك يا ليلى سماء تجودها
لدارك يا ليلى سماء تجودها
رقم القصيدة : 2510
-----------------------------------
لدارِكِ، يا لَيلى، سَماءٌ تَجودُها،
وَأنفاسُ رِيحٍ، كُلَّ يوْمٍ تَعودُهَا
وَإنْ خَفّ مِنْ تِلكَ الرّسومِ أنيسُها،
وَأخلَقَ مِنْ بَعدِ الأنيسِ جَديدُهَا
مَنازِلُ لا الأيّامُ تُعدي على البِلَى
رُبَاها، وَلا أوْبُ الخَليطِ يُعيدُهَا
وَعَهدي بها من قَبلِ أن تَحكمَ النّوَى
على عِينِها، ألاّ تَدومَ عُهُودُهَا
بَعيدَةُ ما بَينَ المُحِبّينَ وَالجَوَى،
وَمَجمُوعَةٌ غيد اللّيالي، وَغِيدُهَا
وَساكِنَةِ الأرْجَاءِ يِمرضُ طَرْفُهَا،
وَإن هيَ لم تَعلَمْ، وَيُمرِضُ جيدُهَا(29/437)
أساءَتْ بِنا، إذْ كانَ يَبعَدُ وَعدُها
منَ النُّجحِ أحياناً، وَيَدنو وَعيدُهَا
لَها الدّهرُ أضرَارٌ، فإمّا فِرَاقُهَا
مُجِدُّ لَنا وَجْداً، وَإمّا صُدودُهَا
عَذيرِيَ مِنْ حارِ بنِ كَعبٍ تَعَسّفتْ،
من الظّلمِ، صَعداءً مَهُولاً صُعودُها
وَدامَتْ، وَإنْ دَامَتْ عَلى غُدَوَائِها،
فَقَائِمُهَا عَمّا قَليلٍ حَصِيدُها
وَما كانَ يَرْضَى بالذي رَضَيَتْ بهِ
لأنْفُسِهَا دَيّانُهَا، وَيَزِيدُهَا
وَللظّلمِ ما أمسَتْ، وَعَبْدُ يَغُوثِها
يُخَزّيهِ غَاوِي مَذحِجٍ، وَرَشيدُهَا
ولاقت على الزب الصغير حماتها
حمام المنايا إذ عماد عميدها
فإنْ هيَ لمْ تَقْنَعْ بِمكروه ما مَضَى
عَلَيْهَا، فعِندَ المُرْهَفاتِ مَزِيدُهَا
عَلى أنّني أخْشَى عَلى دارِ أمْنِهَا
بني الرّوْعِ، تَصْطادُ الفوَارِسَ صِيدُها
وأنْ تجلُبَ المَوْتَ الذُّعافَ إلَيهِمِ
كَتائبُ مِنْ نبهانَ، مُرٌّ يَقُودُهَا
مُغِذٌّ إلى الدّيْنُورِ، تحتَ عَجاجَةٍ،
تَزَأرُ في غَابِ الرّمَاحِ أُسُودُهَا
تَهُزُّ سُيُوفاً مَا تَجِفُّ نِصَالُهَا،
ويَزْجُرُ خَيْلاً ما تُحَطُّ لُبُودُهَا
وَإنْ كَلّفُوهُ أنْ يُهِينَ كِرَامَهُمْ،
فَقَدْ كَلّفُوهُ خُطّةً مَا يُرِيدُهَا
غَدَا مُمْسِكاً عَنْهُمْ أعِنّةَ خَيْلِهِ،
وَلوْ أُطلِقَتْ كَدَّ النّجومَ كَديدُهَا
وَمُستَظهِرٍاً بالعَفْوِ مِنْ قَبلِ أن تُرَى
لَهُ سَطَوَاتٌ مَا يُنَادَى وَليدُهَا
فتُصْبِحُ في أفناءِ سَعدِ بنِ مَالِكٍ
وُجُوهٌ مِنَ المَخزَاةِ سُودٌ خُدودُها
أقيمُوا بَني الدّيّانِ مِنْ سُفَهَائكُمْ،
فقَد طالَ عن قصْد السّبيلِ مَحيدُهَا
أمَا آنَ أنْ يَنهَى عَنِ الَجهلِ وَالخَنَا
قِيَامُ المَنَايَا فيكُمُ، وَقُعُودُهَا
قَرَابَتُكُمْ لا تَظْلِمُوها، فتَبْعَثُوا
عَلَيكُمْ صُدوراً ما تَموتُ حُقودُهَا
لها الحَسَبُ الزّاكي الذي تَعرِفُونَهُ،
وَفيها طَرِيفاتُ العُلا، وَتَليدُها
فَلا تَسألُوها عَن قَديمِ تُرَاثِها،(29/438)
فعَسجَدُها مِمّا أفَادَ حَديدُهَا
ذَوُو النّخَلاتِ الخُضرِ من بطنِ حائل،
وَفي فَلَجٍ خُطْبَانُهَا وَهَبيدُهَا
وَأهلُ سُفُوحٍ مِنْ شَمائلَ تكتَسِي
بهِمْ أرَجاً، حتّى يُشَمّ صَعيدُهَا
يَنامُونَ عَن أكْفَائِهِمْ، وَعَلَيهمِ
منَ الله نُعمَى ما يَنامُ حَسودُهَا
مَقاماتُهُمْ أرْكانُ رَضْوَى وَيَذْبُلٍ،
وَأيديهِمِ بَأسُ اللّيَالي وَجُودُهَا
أبَا خَالِدٍ، مَا جاوَرَ الله نِعْمَةً
بمِثْلِكَ، إلاّ كانَ جَمّاً خُلودُهَا
وَجَدْنَا خِلالَ الخَيرِ عِندَكَ كُلَّهَا،
وَلَوْ طُلِبَتْ في الغَيثِ عَزّ وُجُودُهَا
وَقَد جَزِعتْ جلد، وَلَوْلاكَ لم يكُنْ
ليَجزَعَ مِنْ صَرْفِ الزمان جَليدُها
فأوْلِهِمِ نُعْمَى، فكُلُّ صَنيعَةٍ
رَأينَاكَ تُبديها، فأنتَ تُعيدُهَا
قَرَابَتُكَ الأدْنَوْنَ مِنْ حَيثُ تَنتمي،
وَجيرَتُكَ الدّاني إلَيْكَ بَعيدُهَا
أتَهْدِمُ جُرْفَيها، وَطَوْدُكَ طَوْدُها،
وَتَنحَتُ فَرْعَيْها، وَعُودُك عُودُها
وَلا غَرْوَ، إلاّ أنْ تَكيدَ سَرَاتَها،
وَتَغمِسَ نَصْلَ السّيفِ فيمنْ يكيدُها
وَتَنهَضَ في الأبطالِ ..فني عَديدَها،
وَسُؤلُكَ أنْ يَشأرى التّرَابَ عَديدُها
إلَيكَ وُقُودُ الحَرْبِ عِندَ ابتِدائِها،
وَلَيسَ، إذا تَمّتْ، إليكَ خُمودُهَا
فأقْصِرْ فَفي الإقْصَارِ بُقْيَا، فإنّها
مَكارِمُ حَيٍّي، يَعربٌ تَستَفيدُهَا
وَدونَكَ، فاختَرْ في قَبائلِ مَذْحِجٍ
أتَقْهَرُهَا عَنْ أمْرِهَا أمْ تَسُودُهَا
أبَتْ لكَ أنْ تَأبَى المَكارِمَ أُسرَةٌ،
أبُوها عَنِ الفِعلِ الديني يَذُودُهَا
وَهَلْ طَيّئٌ، إلاّ نُجومٌ تَوَقّدَتْ
على صَفحَتَيْ لَيلٍ، وَأنتمْ سُعُودُهَا
تَطوعُ القَوَافي فيكُمُ،. وفَكَأنّمَا
يَسيلُ إلَيكُمْ مِنْ عُلُوٍّ قَصِيدُهَا
وَكَمْ ليَ منْ مَحبوكةِ الوَشيِ فيكُمُ،
إذا أُنشدَتْ قامَ امرُؤٌ يَستَعيدُهَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> الشُّرْبُ في ظُلّة ِ خَمّارِ،(29/439)
الشُّرْبُ في ظُلّة ِ خَمّارِ،
رقم القصيدة : 25100
-----------------------------------
الشُّرْبُ في ظُلّة ِ خَمّارِ،
عندي من اللّذّاتِ يا جاري
لا سيّمَا عندَ يهودِيّة ٍ
حَوْرَاءَ، مثل القمرِ السّاري
تسْقيكَ من كفٍّ لها رَطْبَة ٍ ،
كأنّها فِلْقَة ُ جُمّارِ
حتى إذا السّكرُ تمشّى بها ،
صارَ لها صَوْلَة ُ جبّارِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> غدوْتُ، وما يشْجي فؤادي خَوَادشٌ
غدوْتُ، وما يشْجي فؤادي خَوَادشٌ
رقم القصيدة : 25101
-----------------------------------
غدوْتُ، وما يشْجي فؤادي خَوَادشٌ
و ما وطَري إلاّ الغَوايَة ُ والخمْرُ
معتّقة ٌ ، حمراءُ ، وَقْدَتُها جَمرُ،
ونَكْهتُها مسْكٌ، وطَلْعتُها تِبرُ
حطَطْنا على خمّارِها، جُنْحَ ليلة ٍ،
فلاحَ لنا فجرٌ، ولم يطْلعِ الفجْرُ
و أَبْرَزَ بِكْراً مُزّة َ الطعْم، قرْقَفَا
صَنِيعَة َ دِهْقانٍ، تراخَى له العُمرُ
فقال: عرُوسٌ كان كسرَى ربيبَها،
معتّقة ٌ، من دونها البابُ والسّتْرُ
فقلتُ: أدِلْ منْها العنان، فإنّني
لها كُفْءُ صِدْقٍ ، ليس من شيمي العُسرُ
فجاءَ بها شَعْثاءَ ، مشْدُودَة َ القَرَا،
على رأسها تاجٌ، ملاحِفُها عُفْرُ
فلمّا توجّى خصْرَها فاحَ ريحُها
فقلتُ: أذا عِطرٌ؟ فقال: هوَ العطرُ
وأرسلتُها في الكأس راحاً كريمة ً،
تَعَطّرُ بالرّيْحانِ، أحْكَمَهَا الدهْرُ
كأن الزّجاجَ البِيضَ منها عَرائسٌ،
عليهِنّ بين الشَّرْبِ أرْدِيَة ٌ حُمْرُ
إذا قُهِرَتْ بالماءِ ، راقَ شُعاعُها
عُيونَ النّدامى ، واستمرّ بها الأمرُ
وضاءَ من الحلْي المُضاعَفِ فوْقها
بدورٌ، ومرْجانٌ تألّفَهُ الشَّذرُ
كأَنّ نجومَ اللّيلَ فيها رواكدٌ؛
أقمن على التأليفِ، آنِسُها البدْرُ
وصَلْتُ بها يوْماً بليْلٍ وصلْتُهُ
بأوّلِ يومٍ، كانَ آخِرَهُ السّكْرُ
وظَبْيٍ، خلوبِ اللفظِ ، حُلوٍ لوَجهِهِ،
وأمْكَنَ منه ما تحيطُ به الأُزْرُ
فقمْتُ إليه، والكرَى كُحْل عيْنِه،(29/440)
فقبّلْتُهُ، والصّبّ ليس لَهُ صَبْرُ
وقَبَّلْتُهُ ظهْراً لبطْنٍ، وتارَة ً
يكون بساط الأرضِ بالباطنِ الظهرُ
إلى أنْ تجلّى نومُه عن جفونِه،
وقال: كسبتَ الذنْبَ! قلتُ: ليَ العُذْرُ
فأعْرَضَ مزْوَرّاً، فكان بوجْهِهِ
تَفَقّؤ رُمّانٍ، وقد بَرَدَ الصّدْرُ
فما زلْتُ أرقِيهِ، وألْثُمُ خَدّهُ
إلى أن تَغَنَّى راضياً وله الشّكْرُ:
العصر العباسي >> أبو نواس >> عَتَبتْ عليكَ محاسنُ الخمْرِ ،
عَتَبتْ عليكَ محاسنُ الخمْرِ ،
رقم القصيدة : 25102
-----------------------------------
عَتَبتْ عليكَ محاسنُ الخمْرِ ،
أم غيّرَتْكَ نوائبُ الدّهْرِ؟
فصرَفْتَ وَجهكَ عن مُعتّقة ٍ،
تَفْتَرّ عن دَرّ وعن شَذْرِ
يسْعى بها ذو غُنّة ٍ غَنِجٌ،
متكحّلُ اللّحظاتِ بالسّحْرِ
و نَسيتَ قوْلكَ ، حينَ تمزجُها ،
فتريكَ مثلَ كواكبِ النّسْرِ
لا تحْسَبَنَّ عُقَارَ خابِيَة ٍ
و الهمَّ يجْتمِعانِ في صَدْرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قلتُ لمّا وَضَحَ الصّبْـ
قلتُ لمّا وَضَحَ الصّبْـ
رقم القصيدة : 25103
-----------------------------------
قلتُ لمّا وَضَحَ الصّبْـ
ـحُ؛ فأوْرَى واسْتَنَارَا
وتولّى تابعُ النّجْـ
ـــمِ إلى الأفْقِ فغارَا
و رأيتُ الدّيكَ قد صا
حَ لَدى الصّبْحِ مِرَارَا
لأبي بشْرٍ خليلي
أينما ولّى ، وسارا
هذه الخمرُ ! جهاراً
فاشْرَبَنْهَا ، لا سِرَارَا
لا كمَنْ يكْني عنِ الأمْـ
ــرِ إذا ما خافَ عارَا
واشْرَبَنْها مُزّة ً، تَذْ
هَبُ بالهمّ، عُقارا
تترُكُ المرْءَ إذا ما
ذاقها يُرْخي الإزارا
ويرى الجمعة َ كالسّبْـ
ـتِ، وكاللّيْلِ النهارا
واتْركَنْ مَن لامَ فيها،
وأبَى إلاّ نِفَارا
يشربُ الماءَ مكانَ الـ
ـرّاحِ رغْماً وصَغارَا
وَاصْرِفَنْها عن أبي أيّـ
ـوبَ، إذْ تَاهَ فَخَارَا
باعَ راحاً بنبيذٍ،
هكذا بيْعاً خَسارَا
مِثْلَ مُبْتَاعٍ بطِرْفٍ
سبقَ الخيْلَ حِمارَا(29/441)
العصر العباسي >> أبو نواس >> وَأحْوَرَ ، ذمّيٍّ ، طرَقْتُ فِناءَ هُ ،
وَأحْوَرَ ، ذمّيٍّ ، طرَقْتُ فِناءَ هُ ،
رقم القصيدة : 25104
-----------------------------------
وَأحْوَرَ ، ذمّيٍّ ، طرَقْتُ فِناءَ هُ ،
بفتْيانِ صَدْق ، ما تَرَى منهمُ نُكرا
فلمّا قرعْنَا بابَهُ هَبّ خائفاً،
و بادَرَ نحو البابِ ، ممتلِئاً ذُعْرَا
وقال: مَنِ الطُّرَّاقَ ليلا فِناءَنا ؟
فقلتُ له : افْتحْ ! فتية ٌ طلبوا خمرَا
فأطْلَقَ عن أبْوابِهِ غير هائبٍ،
وأطلَعَ من أزرارِهِ قمراً بدْرا
ومرّ أمامَ القوْمِ، يسْحَبُ ذيْلَهُ
يجاذبُ منْه الرّدْفُ في مشيه الْخَصْرَا
فقلتُ له: ما الاسمُ حُيّيتَ؟ قال لي:
دعاني أبي سابا ولقّبَني شَمْرَا
فكِدْنَا جميعاً من حَلاوَة ِ لفْظِهِ
نُجَنّ ، ولم نَسْطِعْ لمنْطِقِهِ صَبرا
فقلتُ لهُ: جئْنَاكَ نَبْتاعُ قَهْوَة ً
معَتّقَة ً ، قد أنْفَدتْ، قِدْماً ، دهرَا
فقال : اربعوا عندي التي تطلبونها،
قد احْتَجَبَتْ في خِدرِها حِقَباً عشْرَا
فقلتُ: فماذا مَهْرُها؟ قال: مَهرُها
إليك، فسُقنا نحوَه خمْسة ً صُفْرا
فقلتُ له: خُذها، وهاتِ نُعاطِها،
فقامَ إليها قد تملّى بنا بِشْرَا
فشَكَّ بإشْفاءٍ لهُ بَطْنَ مُسْنَدٍ ،
فسالتْ تحاكي في تلألؤهَا البَدْرَا
وجاءَ بها ، واللّيْلُ مُلْقٍ سُدولَهُ ،
مُدِلاًّ بأنْ وافَى ، محيطاً بها خُبْرَا
رَبيبة ُ خِدْرٍ راضَها الخِدْرُ أعْصُراً
فكانتْ له قلْباً ، وكان لها صَدْرا
إذا أخذَتْها الكأسُ كادتْ بريحها
تخالُ بها عِطراً وما إن ترَى عِطْرَا
ومازالَ يسْقينا ، ويشْرَبُ دائباً
إلى أن تغَنّى حين مالتْ به سُكْرَا
"فما ظَبْيَة ٌ تَرْعَى مساقِطَ روضة ٍ
كسا الواكِفُ الغادي لها وَرَقاً خُضرَا
بأحْسنَ منه منْظراً زان مخبراً،
بل الظّبْيُ منْه شابَهَ الجِيدَ والنحْرَا
فيا حُسْنَهُ لحناً بَدا من لسانهِ ،
و يا حسنه لحظاً! ويا حسنه ثغرا !
ونام، وما يدري أأرْضٌ وسادُه،(29/442)
توسّدَ سكْراً، أم وِساداً رأى جهْرَا
فقمنا إليهِ حينَ نامَ ، وأُرْعَدَتْ
فَرَائِصُهُ تجري بمَيدانِه ضمرَا
فلمّا رأى أن ليس عن ذاك مخلَصُ ،
ووافقَه لِينٌ أجادَ لنا العصرا
العصر العباسي >> أبو نواس >> نَدامايَ طولَ الدهرِ خُرْسٌ عن الخنا
نَدامايَ طولَ الدهرِ خُرْسٌ عن الخنا
رقم القصيدة : 25105
-----------------------------------
نَدامايَ طولَ الدهرِ خُرْسٌ عن الخنا
وعُمْيٌ عنِ العوْراءِ نزْهٌ عن الكِبْرِ
إذا نَزَفوا زُقّاً أقَمتُ مكانَه
من الشّاصِياتِ السودِ محْزوزَة َ الظّهرِ
تُكِنّ رحيقاً من مدامَة ِ عانة ،
إذا هيَ فاحتْ أجْلَتِ الهمَّ عن صَدري
ويُبْدي لنا من جَوْفِها مَسَّ مَزْجِها
كألسنَة ِ الحيّاتِ تبْدو من الذعْرِ
لديْنَا أباريقٌ، كأنّ رقابها
رقابُ كَراكِيٍّ نَظَرْنَ إلى صَقْرِ
مُنَصَّبَة ٌ قدْ قَدّمتْها سُقاتُنا
وريحانُنا شمُّ الخدودِ إلى النّحرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> غدوْتُ على اللذّاتِ مُنهتكَ السترِ،
غدوْتُ على اللذّاتِ مُنهتكَ السترِ،
رقم القصيدة : 25106
-----------------------------------
غدوْتُ على اللذّاتِ مُنهتكَ السترِ،
وأفْضَتْ بناتُ السّرّ إلى الجهْرِ
وهانَ عليّ الناسُ ، فيما أريدُهُ
بما جئتُ ، فا ستنغنَيْتُ عن طلب العذرِ
رأيْتُ الليالي مُرْصِداتٍ لِمُدّتي،
فبادرتُ لذّاتي مُبادرَة َ الدّهْرِ
رَضيتُ من الدّنيا بكأسٍ وشادِنٍ ،
تحيّرُ في تفْضِيلِهِ فِطَنُ الفكْرِ
مُدامٌ ربَتْ في حجْرِنوحٍ ، يُديرُها
عليّ ثقيلُ الرّدْفِ ، مضْطَمِرُ الخصْرِ
صحيحٌ مريضُ الجفْنِ مُدْنٍ مباعِدٌ
يُمِيتُ ويُحْيي بالوِصالِ وبالهجْرِ
كأنّ ضِياءَ الشمسِ نِيطَ بوجْهِهِ،
وبدْرُ الدّجَى بين الترائبِ والنّحْرِ
إذا ما بدتْ أزْرَارُ جَيْبِ قميصِهِ
تَطَلَّعُ منْها صورة ُ القمرِ البدْرِ
فأحسنُ من ركْضِ إلى حوْمة ِ الوَغى
و أحسنُ عندي من خروج النحْرِ
فلا خَيرَ في قوْمٍ تدورُ عليهمُ(29/443)
كؤوسُ المنايَا بالمثقَّفة السُّمْرِ
تحيّاتُهمْ في كلّ يوْمٍ ولَيْلَة ٍ
ظُبَى المشْرَفيّاتِ المُزِيرَة ِ للقَبْرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> بادِرِ الكأسَ نهَارَا ،
بادِرِ الكأسَ نهَارَا ،
رقم القصيدة : 25107
-----------------------------------
بادِرِ الكأسَ نهَارَا ،
واشْرَبِ الرّاحَ العُقَارَا
واسْقِنيها مثلمَا تَشْـ
ــرَبُها كيْلاً عِيارا
خَنْدريساً ، تنفح المسْـ
ـكَ، وتحْكي الْجُلّنارا
فإذا أكثُرَتَ فِيها الْـ
ـماءَ زادَتْكَ خُمارَا
فامْضِ في اللذّاتِ قُدْماً
و اخْلَعَنْ فِيها العِذارَا
واجْعَلِ البستانَ بيتاً ،
واجعَلِ الفِرية َ دارَا
وأطِرْ فيها حَماماً ،
وارْتبِطْ فيها المهارَى
وإذا كانَ قَطَافٌ
وتوَقّعْتَ العُصَارا
فاطْبُخِ الرّاحَ بشمْسٍ،
فكفَى بالشمسِ نارا
العصر العباسي >> أبو نواس >> لو كان لي سَكَنٌ في الرّاحِ يُسعِدني،
لو كان لي سَكَنٌ في الرّاحِ يُسعِدني،
رقم القصيدة : 25108
-----------------------------------
لو كان لي سَكَنٌ في الرّاحِ يُسعِدني،
لمَا انْتَظَرْتُ بشُرْبِ الرّاحِ إفطارا
الرّاحُ شيءٌ عجيبٌ أنتَ شارِبُها ،
فاشْرَبْ ، وإن حمّلتْك الرّاحُ أوزارَا
يامنْ يلومُ على حمراءَ صافية ٍ
صِرْفي في الجنانِ، ودعْني أسكن النارَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> لنا هجمَة ٌ لا يُدرِكُ الذّئبُ سَخلَها،
لنا هجمَة ٌ لا يُدرِكُ الذّئبُ سَخلَها،
رقم القصيدة : 25109
-----------------------------------
لنا هجمَة ٌ لا يُدرِكُ الذّئبُ سَخلَها،
ولا راعَها نَزْوُ الفِحالَة ِ والخِطْرُ
إذا امْتُحِنَتْ ألوانها مالَ صَفوُها
إلى الجوِّ، إلاّ أنّ أوبارَها خُضْرُ
فإنْ قامَ فيهَا الحالِبُونَ اتّقَتْهُمُ
بنَجْلاءِ ثَقْبِ الجوْفِ ، دِرّتها الخمرُ
مسارِحُها الغَرْبِيّ من نهرِ صَرْصَرٍ،
فقُطْرَبُّلٌ، فالصّالحيّة ُ، فالعَقْرُ
تراثُ أنو شرْوانَ كسْرَى ، ولم تكنْ(29/444)
مواريثَ ما أبْقَتْ تميمٌ ولا بَكْرُ
قصَرْتُ بها ليْلي، وليْلَ ابنِ حُرّة ٍ،
لهُ حَسَبٌ زاكٍ، وليس له وَفْرُ
العصر العباسي >> البحتري >> تغير أو حال عن عهده
تغير أو حال عن عهده
رقم القصيدة : 2511
-----------------------------------
تَغَيَّرَ، أوْ حَالَ عَنْ عَهْدِهِ،
وَأضْمَرَ عُذْراً، وَلمْ يُبْدِهِ
مَليءٌ بأنْ يَسْتَرِقّ القُلُوبَ،
عَلى هَزْلِهِ وَعَلى جِدّهِ
وَأنْ يُوجَدَ السّحْرُ في طَرْفِهِ،
وَأنْ يُجْتَنى الوَرْدُ مِنْ خَدّهِ
يَشُفُّ القُلوبَ وَإنْ أكذَبَ الـ
ـظّنُونَ، وَأخْلَفَ في وَعْدِهِ
بِمَا أشْبَهَ البَدْرَ مِنْ حُسْنِهِ،
وَما شَاكَلَ الغُصْنَ مِنْ قَدّهِ
سَقَى أرْضَهُ هَطْلانُ السّحَا
بِ، إذا التَهَبَ البرْقُ عن رَعدِهِ
لَعَمرِي، لقد كانَ هِجرَانُهُ،
على الصّبّ، أيْسَرَ مِنْ بعْدِهِ
وقد كنتُ أظْمَا إلى وصَلّهِ،
فقد صرت أظما إلى صده
فهل تعتق العين من دمعها
وهل يقصر القلب عن وجده
رَأيْنا خِلالَ إمَامِ الورَى
شَبَابِهَ مَا شدنَ مِنْ مَجْدِهِ
تَعَزّرَ بالله مُسْتَقْرِباً،
مَدَى الحقّ يَسرِي إلى قَصْدِهِ
رَأى الله كَيفَ نَدَى كَفّهِ،
فأسْنَى لَهُ القَسْمَ مِنْ عِنْدِهِ
سُكُونُ الرّعِيّةِ في ظِلّهِ،
وَعَيْشُ البَرِيّةِ في رِفْدِهِ
وَألْسِنَةُ النّاسِ مَجمُوعَةٌ
على شُكْرِهِ، وَعلى حَمْدِهِ
هُوَ الغَيثُ يَنْهَلُّ في صَوْبِهِ،
سِجالاً، وَيَعذُبُ في وِرْدِهِ
لَقَدْ عَلِقَتْ مِنْهُ آمَالُنَا
بحَبْلٍ غَرِيبِ النّدى، فَرْدِهِ
فَدامَ لَهُ المُلْكُ في خَفْضِهِ،
وتَمّ لَهُ العَيشُ في رَغْدِهِ
مُنَانَا وَحَاجَتُنا أنْ يَعِزّ،
وَأنْ يَمْنَعَ الله مِنْ فَقْدِهِ
تُعَالِجُ بالفَصْدِ مُسْتَأنِفاً
لعَافِيَةِ الله فَصْدِهِ
عِلاجٌ يُخَبّرُ، في وَقْتِهِ،
بعُقْبَى السّلامَةِ مِنْ بَعْدِهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لَمّا أتوْني بكأسٍ من شَرَابِهِمُ،
لَمّا أتوْني بكأسٍ من شَرَابِهِمُ،(29/445)
رقم القصيدة : 25110
-----------------------------------
لَمّا أتوْني بكأسٍ من شَرَابِهِمُ،
يُدعَى الطِّلاءَ ، صَليباً ، غيرَ خَوّارِ
أظهرْتُ نُسكاً، وقلتُ : الخمرُ أشربها!
والله يعلمُ أنّ الْخَمْرَ إضْمَاري
آلى زعيمهمُ بالنّارِ قد طُبخَتْ،
يريدُ مِدْحَتها بالشّيْنِ والعارِ
فقلتُ مَن ذا الّذي بالنّارِعذّبها،
لا خَفّفَ الله عَنْهُ كُرْبَة َ النارِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا فاسْقِني مِسْكِيّة َ العَرْفِ، مُزّة ً
ألا فاسْقِني مِسْكِيّة َ العَرْفِ، مُزّة ً
رقم القصيدة : 25111
-----------------------------------
ألا فاسْقِني مِسْكِيّة َ العَرْفِ، مُزّة ً
على نرْجسٍ ، تُعْطيكَ أنفاسَه الخمرُ
عيونٌ ، إذا عاينْتَها ، فكأنّما
دموعُ النّدَى من فوْقِ أجفانها دُرّ
مناصِبُها بِيضٌ ، وأجفانُها خَضْرُ،
وأحداقُها صُفْرٌ ، وأنْفاسُها عِطْرُ
بروضَة ِ بسْتانٍ كأنّ نَبَاتَها
تَقَنّعَ وَشْياً حين باكرَهَا القَطْرُ
يديرُ علينا الشمسَ، والبدرُ حولَها،
فيا من رأى شمساً يدور بها بدْرُ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا حَبّذَا مجْلِسٌ قد كانَ يجْمَعُنَا
يا حَبّذَا مجْلِسٌ قد كانَ يجْمَعُنَا
رقم القصيدة : 25112
-----------------------------------
يا حَبّذَا مجْلِسٌ قد كانَ يجْمَعُنَا
بِطِيزَنَاباذَا في بُسْتانِ عمّارِ
وَحَبّذَا أُمّ عمّارٍ، ورُؤيتُهَا،
خمّارَة ٌ أصْبَحَتْ أُمّاً لخمّارِ
تَعُلّنَا بمُدامٍ قد تَنَاوَلَهَا
رَيْبُ الزّمانِ، وعَصْرٌ بعد أعصَارِ
أنّتْ زماناً، كما أنّ المريضُ، وما
تُشْفَى ؛ فدافَعَ عنها الخالقُ الباري
فلم تزلْ حِقَبُ الأيّامِ تُنقِصُها،
حتى اختَبا عُشرُها في دَنّها الضّاري
كأنّمَا شَرِبَتْ من نفْسِهَا جُرَعاً،
فازْدَادَ من لَوْنِها في باطنِ القارِ
لم تَخْطُ من خِدْرِها شِبراً إلى أحدٍ،
ولم تزَلْ بينَ جنّاتٍ وأنْهَارِ(29/446)
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا خليليّ قد خلعْتُ عذاري،
يا خليليّ قد خلعْتُ عذاري،
رقم القصيدة : 25113
-----------------------------------
يا خليليّ قد خلعْتُ عذاري،
وبدَا ما أَكِنّ من أسْرَاري
فاشربا الخمرَ ، واسقِياني سُلافاً ،
عُتّقتْ بين نَرْجسٍ وبَهارِ
لبثَتْ في دِنانِها ألفَ شهرٍ ،
لم تُقمّصْ ، ولم تُعَذّبْ بنارِ
نسجَ العنكبوتُ بيتاً عليها ،
فعلى دنّها دِقاقُ الغُبارِ
فأتَى خاطبٌ مليحٌ إليها،
ذو وشاحٍ، مؤزَّرٌ بإزارِ
نَقَدَ المهر ، ثمّ وَجَاها،
فجَرَتْ كالعَقِيقِ والْجُلّنارِ
في أباريقَ، من لُجينٍ حِسانٍ،
كظباءٍ سَكَنّ عرْضَ القِفارِ
أو كراكٍ ذُعرْنَ من صَوْتِ صَقرٍ
مُفزَعاتٍ، شواخصَ الأبصارِ
قد تحسّيْتُها على وجْهِ ساقٍ
خالعٍ في هوايَ كلّ عِذارِ
قمر يقْمُرُ الديباجي بوجْهٍ ،
ضوؤهُ في الدجى صباحُ النهارِ
يتثَنّى كأنّه غصْنُ بانٍ ،
ميّلَتْهُ الرّياحُ بالأسْحارِ
بأبي ذاكَ من غَزَالٍ غريرٍ،
في قباءٍ محلَّلِ الأزْرَارِ
كم شمَمْنا من خدّه الورد غضّاً
ومزَجْنَا رُضَابَهُ بعُقارِ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> لئن رحتُ مبيضّ الذوائبِ من شعري،
لئن رحتُ مبيضّ الذوائبِ من شعري،
رقم القصيدة : 25114
-----------------------------------
لئن رحتُ مبيضّ الذوائبِ من شعري،
وأبْدلَني دهْري غُرَابيَ بالنّسْرِ
فيا رُبّ خمّارٍ طرَقْتُ بسُحْرَة ٍ
فَنَبّهْتُهُ، والطّيرُ في كَنفِ الوَكْرِ
أقمنا به نُعطي البَطالة َ حقّها ،
إذا لم ينَلْ لذّاتِها الرّجلُ الْمُثْري
وذي غَيَدٍ قد صادَنا منْه، إذْ بَدا،
محاسنُ مابينَ الجبينِ إلى النّحرِ
رَمَيْنَاهُ بالأبْصَارِ من كلّ جانبٍ،
فراحَ، وقد نِلْنَاهُ بالنّظَرِ الشّزْرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ونديمٍ لم يَزَلْ ساقِيَنَا،
ونديمٍ لم يَزَلْ ساقِيَنَا،
رقم القصيدة : 25115
-----------------------------------
ونديمٍ لم يَزَلْ ساقِيَنَا،(29/447)
و على الصّبحِ من اللّيلِ إزارُ
فاحْتَسَى حتى تولّى ليْلُهُ ،
فكساهُ الصّبْحُ ثوباً ما يُعارُ
فَتَغشّاهُ كَراهُ، فهَذَى
ساعة ً، ثمّ تغشّاهُ الْخُمارُ
فاسْتَوَى كالصّقْرِ من رقْدَتِهِ
ينْفُضُ الرأسَ ، وما فيه غُبَارُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لئن هجَرتْك، بعد الوَصْل، أرْوَى ،
لئن هجَرتْك، بعد الوَصْل، أرْوَى ،
رقم القصيدة : 25116
-----------------------------------
لئن هجَرتْك، بعد الوَصْل، أرْوَى ،
فلمْ تهجُرْكَ صافيَة ٌ عُقارُ
فخذْها من بناتِ الكرْمِ ، صِرْفاً ،
كعينِ الديكِ يعلوها احمرَارُ
شراباً ، إنْ تُزاوِجْهُ بماءٍ
توَلّدَ منهُما دُرَرٌ كِبارُ
طبيخُ الشمسِ، لم تطْبُخْهُ قِدْرٌ
بماءٍ، لا ولم تلْذَعْه نارُ
على أمثالها كانتْ لِكِسْرى
أنوشِرْوانَ تتَّجِرُ التّجَارُ
إذا المخْمورُ باكرَهَا ثلاثاً،
تَطَايَرَ عنْ مَفَاصِلِهِ الخُمارُ
وهَاتِ فغَنّني بيتي نُصَيْبٍ ،
فقد وافانيَ القدَحُ المدارُ :
" ولولا أنْ يقالَ صبَا نُصَيْبٌ،
لقلتُ بنفسيَ النَّشءُ الصّغارُ "
"بنفسيَ كلّ مهْضُومٍ حشاهَا،
إذا ظُلِمَتْ، فليسَ لها انتِصَارُ"
العصر العباسي >> أبو نواس >> لمْ يَبْقَ لي في غيرِها لذَّة ٌ،
لمْ يَبْقَ لي في غيرِها لذَّة ٌ،
رقم القصيدة : 25117
-----------------------------------
لمْ يَبْقَ لي في غيرِها لذَّة ٌ،
كرْخِيّة ٌ في الكأسِ كالنّارِ
نكْهتُها أطْيَبُ من فارة ٍ ،
مملوءة ٍ مِسْكاً لعطّارِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أحْسَنُ من منزلٍ بِذي قارِ
أحْسَنُ من منزلٍ بِذي قارِ
رقم القصيدة : 25118
-----------------------------------
أحْسَنُ من منزلٍ بِذي قارِ
منْزِلُ خَمّارَة ٍ بالأنْبَارِ
وشمُّ رَيحانَة ٍ، ونَرْجسَة ٍ
أحسنُ من أينُقٍ بأكْوارِ
و عشْرَة ٌ للقِيانِ، في دَعَة ٍ
مَع رَشَإٍ عاقِدٍ لزُنّارِ
ألذّ من مَهْمَة ٍ أكِدّ بهِ ،
ومن سَرَابٍ أجوبُ، غَرّارِ
ونقْرُ عودٍ ، إذا ترجّعُهُ(29/448)
بنانُ رَوْدِ الشبابِ، مِعطارِ
أحسن عندي من أُمّ ناجية ٍ،
وأُمّ عمروٍ، وأُمّ عمّارِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إن لا تزوري، فإنّ الطيْفَ قد زارَا ،
إن لا تزوري، فإنّ الطيْفَ قد زارَا ،
رقم القصيدة : 25119
-----------------------------------
إن لا تزوري، فإنّ الطيْفَ قد زارَا ،
وقد قضيتُ لُبَاناتٍ وأوْطارَا
قال: لقد بَعُدَ المسْرَى ، فقلتُ لها :
من عالجَ الشّوْقَ لا يستبْعد الدّارا
قالت: كذبتَ على طيْفي! فقلتُ لها:
إذنْ فَعاديتُ ، يامكنون، خمّارا
ولانقلتُ إلى حانوتِهِ قَدَماً ،
ولا نبذت إليه النّقْدَ، فاخْتارا
ولا رأى شفَة ٌ منْهُ على شَفَتي ،
إطْباقَ عينيكِ بالأشْفارِ أشْفارا
قالتْ: حلفتَ يميناً لا كفاءَ لهَا ،
أما تخافُ وعيدَ اللهِ والنّارا ؟!
العصر العباسي >> البحتري >> يفندون وهم أدنى إلى الفند
يفندون وهم أدنى إلى الفند
رقم القصيدة : 2512
-----------------------------------
يُفَنِّدونَ وَهُمْ أدْنَى إلى الفَنَدِ،
وَيُرْشِدُونَ وَما التَّعذالُ من رَشَدِي
وَكَيفَ يُصْغي إلَيهمْ، أو يُصِيخُ لهمْ
مُستَغلِقُ القَلبِ عَنهُمْ واهنُ الكبِدِ
هلْ أنتَ من حُبّ لَيلى آخِذٌ بيَدي،
أوْ ناصِرٌ لي على التّعذيبِ والسَّهَدِ
وَهَلْ دُمُوعٌ أفَاضَ النّهيُ رَيّقَهَا،
تُدني من البُعدِ أو تَشفي من الكَمَدِ
فَما يَزَالُ جَوًى في الصّدرِ يُضرِمُهُ
وَشْكُ النّوَى وَصُدُودُ الأُنَّسِ الخُرُدِ
قَد بَاتَ مُسْتَعْبِراً مَنْ كَانَ مُصْطَبِراً،
وَعَادَ ذا جَزَعٍ مَنْ كَانَ ذا جَلَدِ
إنْ أسْخَطَ الهَجْرُ لا أرْجِعْ إلى بَدلٍ
منهُ، وإنْ أطلُبِ السُّلْوَانَ لا أجِدِ
وَقَدْ تَجَاذَبَني شَوْقانِ عن عَرَضٍ،
مِنْ بَيْنِ مُطّرَفٍ عِندي، وَمُتّلَدِ
لا عَيْشُ وَجْرَةَ يُنْسِي عَهْدَ ذي سَلَمٍ،
وَلاَ هَوَى القُرْبِ يُسْلي عن هَوَى البُعُدِ
تَنَصّبَ البَرْقُ مُخْتَالاً، فقُلْتُ له:(29/449)
لوْ جُدتَ جُودَ بني يَزْدَادَ لم تَزِدِ
فلَسَت نَنْفَكُّ من شُكْرٍ وَمن أمَلٍ،
مُكَرِّرِينَ بيَوْمٍ مِنْهُمُ، وَغَدِ
تَيَمّمُوا الخِطّةَ المُثْلَى على سَنَنٍ،
لمْ يَظْلِمُوهُ، وَبَاعُوا الغَيّ بالرّشَدِ
بَنُوا أغَرَّ مِنَ الأقْوَامِ شَادَ لَهُمْ
مَجدَ الحَيَاةِ وأقْنَاهُمْ على الأبَدِ
يَقْفُونَ مِنهُ خِلالاً، كُلُّهَا حَسَنٌ،
إنْ عُدّدَتْ غادَرَتْ فَضْلاً على العَدَدِ
وما تَزَالُ أواخِي المُلْكِ ثَابِتَةً
مِنْهُمْ بكُلّ رَحِيبِ البَاعِ والبَلَدِ
بنُصحِ مُجتَهدٍ، صحتْ عزيمَتُهُ،
أوْ عَزْمِ مُنجَرِدٍ، أوْ حَزْمِ مُتّئِدِ
فالله يَكْلأُ عَبْد الله إنّ لَهُ
مَكَارِماً مَنْ يُخَوَّلْ بَعضَها يَسُدِ
بحرٌ، متى نَستَمِحْ أموَاجَ جَمّتِهِ،
تَفِضْ، وَغَيْثٌ متى ما يَستَجدْ يَجُدِ
تَفَرّجتْ حَلْبَةُ الكُتّابِ حينَ جَرَوْا
عَن سابقٍ بخِصَالِ السّبقِ مُنفَرِدِ
إنْ يُعمِلُوا الجَوْرَ يَقصِدْ في تَصرّفِهْ،
أو يُسرِفُوا في فُنُونِ الأمرِ يَقتَصِدِ
أدى الأمانة لم تعجز كفايته
عنها، ولم يستنم فيها إلى أحد
مشارفاً لأقاصي الأمر يكلأها
برأي محتفل للأمر محتشد
إنّ السّياسةَ قد آلَتْ إلى يَقِظٍ،
مُوَفَّقٍ لسَبِيلِ الحَقّ مُعْتَمَدِ
لمْ يَرْجُها بأكاذيبِ الظّنُونِ، ولمْ
يَمتُتْ إلى نَيلِهَا، إذْ مَتّ، مِن بُعُدِ
ألْفَى أبَاهُ على نَهْجٍ، فَطَاوَلَهُ
إلى السِّوَاءِ، وَجَارَاهُ إلى الأمَدِ
بمَذهَبٍ، غَيرِ مَدخُولٍ وَلاَ طَبِعٍ،
وَنَائِلٍ غَيرِ مَنْزُورٍ، ولاَ ثَمِدِ
تِلكَ الخِلاَفَةُ قد دَارَتْ على قُطُبٍ
من رأيِهِ الثّبتِ واستَذرَتْ إلى سَنَدِ
تهاب عدوته من دون حوزتها
كما تهاب وتخشى عدوة الأسد
يَرُدُّ أيَّ يَدٍ مُدّتْ لِتُنْقِصَهَا
مَجذوذَةَ الزّندِ أوْ مَهذوذَةَ العَضُدِ
أسلَمْ أبَا صَالحٍ للمَكرُمَاتِ، فقَدْ
أحْيَيْتَها وَهيَ من مَوْتٍ على صَدَدِ
عَمّتْ صَنَائعُكَ الرّاجينَ،وابتَعَثَتْ(29/450)
آمَالَ مَنْ لَمْ يَرُمْ سَعْياً، وَلَمْ يُرِدِ
وَرَدَّ تَدبيرُكَ الدّنيا، وَقَد صَلُحتْ
عَفواً وَلَوْلاكَ لم تَصْلُحْ وَلَمْ تَكَدِ
مَا في الخِلاَفةِ من وَهْيٍ، فيَجبِرَهُ
آسٍ، وَلا في قَنَاةِ المُلكِ منْ أوَدِ
وَلا الكَوَاكبُ في لَيْلِ الرّبيعِ تَلَتْ
غَيثاً، بأبْهَجَ مِنْ أيّامِكَ الجُدُدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> منع الصّوْمُ العُقارَا
منع الصّوْمُ العُقارَا
رقم القصيدة : 25120
-----------------------------------
منع الصّوْمُ العُقارَا
وزوَى اللّهْوَ، فغارا
و بقينا في سجون الـ
ـــصّوْمِ للهمّ أسارَى
غير أنّا سنُداري
فيه من ليسَ يُدارَى
نشربُ اللّيْلَ إلى الصّبْـ
ــحِ صغاراً وكِبارَا
ونغنّي ما اشْتَهَيْنا
هُ من الشعرِ جهارَا
اسقِني حتى تَرَاني
أحسبُ الديكَ حَمارَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> غضبَتْ عليكَ ذخيرَة ُ الخمّارِ
غضبَتْ عليكَ ذخيرَة ُ الخمّارِ
رقم القصيدة : 25121
-----------------------------------
غضبَتْ عليكَ ذخيرَة ُ الخمّارِ
لَمّا بها شبّبْتَ في الأشْعَارِ
قالتْ: يُشَبِّهُني بنارٍ أُجِّجَتْ،
تخبو إذا نُضِحتْ بماءٍ جارِ
وأنا التي أزْدادُ حسناً كلّما
لاحَ المِزَاجُ ككَوْكبِ الأسحارِ
فلئِنْ لَجَجْتَ لأحرِمنّكَ دِرّتي
حتى تَجَرّعَ قَهوَة َ التّمّارِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ياعارِمَ الطّرْفِ ! حيثُما نظرَ
ياعارِمَ الطّرْفِ ! حيثُما نظرَ
رقم القصيدة : 25122
-----------------------------------
ياعارِمَ الطّرْفِ ! حيثُما نظرَ
أثّر فيه، وإنْ رأى حجرَا
مالَقيَ العالمون منكَ ومنْ
طَرْفِكَ ما إنْ يُعْدّ من قُبِرَا
أبوكَ بَدْرٌ تلوحُ غُرّتُهُ،
وأُمّكَ الشّمسُ أنتَجَا قَمَرَا
فهل على مَن قتلتَ من حرَجٍ،
أم لسْتَ تدري، فتُخبرَ الْخَبَرا
عليْكَ أوْزَارُ مَنْ قتَلْتَ بِلا
شكّ ، فكُنْ للحِسابِ مُنْتَظِرَا
وصاحِبٍ أطْلَقَتْهُ رَقْدَتُهُ
عن غيرِ سُكْرٍ ؛ فهبّ معتذرَا(29/451)
نازَعْتُهُ الكأسَ ما أُفَتِّرُهُ ،
كأسَ مُدامٍ ترى لها شرَرَا
مثل دمٍ الشّادنِ الذبيحِ ، إذا
ما انْسابَ منهُ عَلأرْضِ أو قَطَرَا
رَقّتْ عن اللمسِ ، فهْيَ كالقمر الـ
ـطالعِ في الماء فاتَ من نَظَرَا
تقولُ خمرٌ ؛ فحين تُحدِرُها
من فمِ إبْرِيقِهَا، إذا انحَدَرَا
قلتَ شعاعٌ ؛ فكيْفَ أشربها،
لوْ كانَ خمراً لأبرَزَتْ كَدَرَا
حتى إذا ذُقْتُها خَرَرْتُ لها،
بعد مجالِ الظنونِ ، منْعَفِرَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> قلْ للعذولِ بحانَة ِ الخَمّارِ،
قلْ للعذولِ بحانَة ِ الخَمّارِ،
رقم القصيدة : 25123
-----------------------------------
قلْ للعذولِ بحانَة ِ الخَمّارِ،
و الشّرْبُ عند فصاحة ِ الأوْتارِ :
إني قصَدْتُ إلى فَقِيهٍ عالمٍ
متنسّكٍ، حَبْرٍ من الأحْبَارِ
متعمّقٍ في دِينهِ مُتَفَقّهٍ ،
متبصّرٍ في العلمِ والأخْبَارِ
قلت: النّبيذ تُحلّه ؟ فأجاب: لا
إلاّ عُقَاراً تَرْتمي بشَرَارِ
قلتُ : الصلاة ُ ؟ فقال: فرضٌ واجبٌ،
صَلِّ الصّلاة َ، وبِتْ حليفَ عُقارِ
اجمعْ عليك صَلاة حوْلٍ كاملٍ
من فرضِ ليلٍ، فاقْضيهِ بنهارِ
قلتُ : الصّيامُ ؟ فقالَ لي : لاتَنوِهِ
واشْدُدْ عُرَى الإفْطارِ بالإفطارِ
قلتُ: التصَدّقَ والزكاة ُ ؟ فقال لي:
شيءٌ يُعَدّ لآ لَة ِ الشّطّارِ
قلتُ : المناسكُ إن حجَجتُ ؟ فقال لي:
هذا الفُضُولُ، وغاية ُ الإدبارِ
لا تأتِيَنّ بلادَ مكّة َ محرِماً ،
ولَوَ انّ مكّة عنْد بابِ الدّارِ
قلتُ : الطّغاة ُ؟ فقال لي : لاتغزُهمْ
ولَوَ انّهُمْ قَرُبُوا من الأنْبَارِ
سالمهمُ واقتصّ منْ أوْلادِهِمْ
إنْ كنْتَ ذا حَنَقٍ على الكفّارِ
واطعنْ برمحِكَ بطنَ تلك وظهرَ ذا
هذا الجِهادُ، فنعْمَ عُقْبَى الدارِ
قلتُ: الأمانَة َُ هل تُرَدّ ؟ فقال لي :
لا تَرْدُدِ القِطْميرَ من قِنطارِ
لاهُمّ إلاّ أن تكون مُضَمَّناً
دَيْناً لصاحبِ حانَة ٍ خمّارِ
فارْدُدْ أمانَتَهُ عليْهِ، ودَيْنَهُ(29/452)
واحْتَلّ لذاكَ ، ولوْ بِبَيْعِ إزارِ
قلتُ : اعتَزَمتُ، فما ترى في عازبٍ
متغرّبٍ، متقاربِ الأسْفارِ؟!
فأجابني: لك أنْ تلَذّ بزَنْيَة ٍ
من جارَة ٍ ، وتَلوطَ بابنِ الجارِ
ودنَا إليّ وقال: نُصْحكَ واجبٌ
زَيّنْ خِصالكَ هذه بقِمارِ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> أنا، واللهِ ، مشتاقٌ
أنا، واللهِ ، مشتاقٌ
رقم القصيدة : 25124
-----------------------------------
أنا، واللهِ ، مشتاقٌ
إلى الحِيرَة ِ، والخمرِ
وأصْواتِ النّواقيسِ
على الزّيراتِ بالفَجْرِ
و مشتاقٌ إلى الحانا
تِ يومَ الذَّبْحِ والنَّحْرِ
ومُفْنٍ في طِلابِ المُرْ
د والخمْرِ مَعاً وَفْري
أمَا واللهِ لو تَسْمَـ
ــعُ ماقُلتُ من الشّعرِ
لآيسْتَ منِ افْلاحي ،
يقيناً آخِرَ العُمْرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> دعْ عنكَ يا صاحِ الفِكَرْ
دعْ عنكَ يا صاحِ الفِكَرْ
رقم القصيدة : 25125
-----------------------------------
دعْ عنكَ يا صاحِ الفِكَرْ
فَيمَنْ تَغَيّرَ أو هَجَرْ
واشْرَبْ كُمَيْتاً مُزّة ً،
عَنَسَتْ ، وأقعدَها الكِبَرْ
من كفّ ظبْيٍ ناعِمٍ ،
عَنِجٍ ، بمقْلَتِهِ حَوَرْ
يسْبي القلوبَ بدَلّهِ،
و الطّرْفِ منه إذا نَظَرْ
فَكَأنّها في كَفّهِ
شمسٌ، وراحَتُهُ قَمَرْ
لم يصْطبِحْ منْها النّديـ
ـمُ ثلاثَة ً إلاّ سَكِرْ
طرباً ، وغَنّى معْلِناً
و الطّرْفُ منه قد نكرْ :
يا منْ أضَرّ بهِ السّهَرْ
عندي من الحبِّ الخبرْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وقَهْوَة ٍ كالعقيقِ ، صافية ٍ
وقَهْوَة ٍ كالعقيقِ ، صافية ٍ
رقم القصيدة : 25126
-----------------------------------
وقَهْوَة ٍ كالعقيقِ ، صافية ٍ
يطيرُ من كأسِها لها شَرَرُ
زوّجتُها الماءَ كيْ تَذِلّ لهُ ،
فامْتَعَضَتْ حين مسّها الذكَرُ!
كذالكَ البِكْرُ عند خلْوتِها ،
يظْهَرُ منها الْحَياءُ والخفَرُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> طرِبْتُ إلى خمْرٍ، وقَصْفِ الدساكرِ،(29/453)
طرِبْتُ إلى خمْرٍ، وقَصْفِ الدساكرِ،
رقم القصيدة : 25127
-----------------------------------
طرِبْتُ إلى خمْرٍ، وقَصْفِ الدساكرِ،
و منزلِ دُهْقانَ بها غيرِدائرِ
بفتيانِ صِدْقٍ من سَرَاة ِ ابنِ مالِكٍ
وأزد عُمانٍ ذي العُلَى والمفاخِرِ
فلمّا حلَلْنَاهَا نزَلْنا بأشمطٍ،
كريمِ المحيّا، ظاهرِ الشرْكِ، كافرِ
له دِينُ قِسّيسٍ ، وتدبيرُ كاتِبٍ ،
وإطْرَاقُ جَبّارٍ، وألْفاظُ شاعِرِ
فحيّا وبيّا، ثمّ قال لنا: اربعوا!
نزلتُمْ بنا رحْباً بأيْمنِ طائرِ
فقلنا له: إنّ المدامَ غذاؤنَا
وإنّا أُولُو عقلٍ، وأهْلُ بصائرِ!
فجاءَ بها قد أنهكَ الغَمْوُ جسمَها،
وأوْجعَها في الصّيْفِ حرُّ الهواجِرِ
فقلتُ لها لمّا أضاءَ سناؤهَا
على صَحْنِ كأسٍ قد علا الكفَّ زاهرِ:
أبيني لنا يا خمرُ! كمْ لكِ حجّة ً؟
فقالت: لَحَاكَ اللهُ ! لستُ بذاكِرِ
شهِدتُ ثموداً حينَ حلّ بها البِلى ،
وأدركت أيّاماً لعمْرِوبن عامرِ !
فقلنا: أنُسْقاها على وجْهِ أهْيَفٍ
له تِيهُ معشوقٍ وشَخْرَة ُ شاطرِ ؟ !
فما زالَ هذا دأبَنا وغذاءَنا ،
ثلاثينَ يوْماً معْ ليالٍ غوابِرِ
ترى عندنا ما يكره الله كلّهُ ،
سوى الشّرْكِ بالرّحمنِ، ربّ المشاعرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> سقَى الله ظبياً مُبْديَ الغُنْجِ في الخطْرِ
سقَى الله ظبياً مُبْديَ الغُنْجِ في الخطْرِ
رقم القصيدة : 25128
-----------------------------------
سقَى الله ظبياً مُبْديَ الغُنْجِ في الخطْرِ
يميسُ كغِصْنِ البان من رِقّة ِ الخصْرِ
بعينيه سحْرٌ ظاهرٌ في جفونهِ،
وفي نَشْرِهِ طيبٌ كفائحة ِ العِطرِ
هو البدر، إلاّ أنّ فيهِ ملاحة ً
بتفْتيرِ لحْظٍ ليْسَ للشمسِ والبدرِ
ويضْحكُ عن ثَغْرٍ مليحٍ كأنّهُ
حُبَابُ عُقارٍ، أو نقيٌّ من الدُّرِّ
جفاني بلا جُرْمٍ إليْهِ اجترَمْتُهُ ،
و خلّفَني نِضْواً خلِيّاً من الصّبرِ
ولوباتَ ، والهجرانُ يصْدعُ قلبَهُ ،
لجادَ بوصْلٍ دائمٍ آخرَ الدّهْرِ(29/454)
مخافة َ أنْ يُبْلى بهَجْرٍ وفُرْقة ٍ ،
فيلْقَى من الهِجْرانِ جمراً على جمرِ
سقى الله أياماً، ولا هجْرَ بينَنَا،
وعُودُ الصِّبَا يهتَزّ بالورق النّضرِ
يباكرُنَا النّوْروزُ في غَلَسِ الدُّجى
بنَوْرٍ على الأغْصَانِ كالأنجمِ الزُّهرِ
يلوحُ كأعْلام الْمَطارِفِ وشْيُهُ
من الصّفرِ فوْق البيضِ والخُضرِ والحمرِ
إذا قابَلَتْهُ الرّيحُ أوْ مَا برَأسِهِ
إلى الشّرْبِ أن سُرّوا، ومالَ إلى السّكْرِ
و مسمعة ٍ جاءَتْ بأخرَسَ ناطقٍ،
بغيرِ لسانٍ ظَلّ ينطقُ بالسّحرِ
لتبديَ سرّ العاشقين بصوته ،
كما تَنطقُ الأقدامُ تجهرُ بالسّرّ
تَرَى فَخِذَ الألْواحِ فِيها كأنّها
إلى قَدَمٍ نِيطَتْ تضجّ إلى الزَّمْرِ
أصابعُها مخضوبة ٌ ، وهي خمسة ٌ ،
تختَّمْنَ بالأوتَارِ في العُسْرِ واليُسْرِ
إذا لحقتْ يوماً لُوي اصْبَعٌ لها،
فتحكي أنينَ الصّبّ من حُرقة الهجرِ
تقول، وقد دبّتْ عُقَارٌ كأنّها
دمٌ ودموعٌ فوق خدّ، إذا تجري:
سلامٌ على شخصِ ، إذا ما ذكرْتُهُ
حَذِرْتُ من الوَاشينَ أن يهتِكوا سرّي
فبغضُ الندامَى في سرُورٍ وغبْطة ٍ ،
وبعضُ النّدامَى للمُدامة ِ في أسرِ
وبعضٌ بكى بعضاً، ففاضَتْ دُموعُه
على الخَدّ كالمَرْجانِ سال إلى النَّحرِ
فساعدتُهُمْ علْماً بما يورِثُ الهوى ،
وأنّ جنونَ الْحُبّ يُولَعُ بالْحُرّ
فَسقْياً لأيّامٍ مضَتْ ، وهيَ غَضّة ٌ،
ألا ليتَها عادتْ ودامتْ إلى الحشْرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> صاحِ ، مالي وللرّسومِ القِفارِ ،
صاحِ ، مالي وللرّسومِ القِفارِ ،
رقم القصيدة : 25129
-----------------------------------
صاحِ ، مالي وللرّسومِ القِفارِ ،
و لِنَعْتِ المَطِيّ والأكْوارِ
شغَلتْني المُدامُ ، والقصْفُ عنها،
و قراعُ الطُّنْبورِ والأوْتَارِ
واستماعي الغِناءَ من كلّ خوْدٍ ،
ذاتِ دَلّ بطرفِها السّحّارِ
فدعوني فذاكَ أشْهَى ، وأحْلى
من سؤالِ التّرابِ والأحْجارِ(29/455)
العصر العباسي >> البحتري >> حاجة ذا الحيران أن ترشده
حاجة ذا الحيران أن ترشده
رقم القصيدة : 2513
-----------------------------------
حاجةُ ذا الحَيرَانِ أنْ تُرْشِدَهْ،
أوْ تَترُكَ اللّوْمَ الذي لَدَّدَهْ
يَمْضي أخُو الحُبّ على نَهْجِهِ،
فَنّدَهُ في الحُبّ مَنْ فَنّدَهْ
وَيُعْرَفُ المَرْذولُ مِنْ غَيرِهِ،
بمَنْ لحَى المَتْبُولَ أوْ أسعَدَهْ
لا أدَعُ الأُلاّفَ أشْتَاقُهُمْ،
واللّهْوُ أنْ أتْبَعَ فيهِمْ دَدَهْ
وَلاَ التّصَابي أرْتَدي بُرْدَهُ،
وَمَشْهَدُ اللّذّاتِ أنْ أشهَدَهْ
والدّهْرُ لَوْنَانِ فَهَلْ مُخْلِقٌ
أبيَضَهُ باللبسِ، أوْ أسْوَدَهْ
يا هَلْ تُرَى مُدْنِيَةً للهَوَى،
بمَنْبِجٍ، أيّامُهُ المُبْعِدَهْ
نَشَدْتُ هذا الدّهرَ لَمّا ثَنَى
يُصْلِحُ مِنْ شأني الذي أفسَدَهْ
مَذَمّةٌ مِنْهُ تَغَمّدْتُهَا
بالصبر حتّى خُيّلَتْ مَحمَدَهْ
فَرّقَ بَينَ النّاسِ في نَجرِهِمْ،
ما يُعظِمُ العَبْدُ لَهُ سَيّدُهْ
وأنجُمُ الأفْقِ نِظَامٌ، خَلاَ
ما خَالَفَتْ أنْحُسُهُ أصْعُدَهْ
لا أحْفِلُ الأشْبَاحَ، حتّى أرَى
بَيَانَ ما تأتي بهِ الأفْئِدَهْ
والبُخْلُ غلٌّ آسرٌ بَعْضَهُمْ،
يُقصِرُ عَنْ نَيلِ المَساعي يَدَهْ
وَمُغْرَمٍ بالمَنْعِ أُغْرِمْتُ بالْـ
إعرَاضِ عَنْ أبْوَابِهِ المُوصَدَهْ
أصُونُ نَفْساً لا أرَى بَذْلَهَا
حَظّاً، وأخلاقاً سَمَتْ مُصْعِدَهْ
ما استَنّ عَبدُ الله أُكرومَةً،
إلاّ وَقَدْ نَازَعَها مَخْلَدَهْ
أُنْظُرْ إلى كلّ الذي جاءَهُ،
فإنّهُ بَعْضُ الذي عُوّدَهْ
سَوَابِقٌ مِنْ شَرَفٍ أوّلٍ،
أكّدَهُ الأعْشَى بما أكّدَهْ
والمَجْدُ قَد يأبَقُ مِنْ أهْلِهِ،
لَوْلا عُرَى الشّعْرِ الذي قَيّدَهْ
إذا تأمّلْتَ فَتَى مَذْحِجٍ
مَلأتَ عَيْناً رَمَقَتْ سُؤدَدَهْ
وَاحِدُ دَهْرٍ إنْ بَدَا نَائِلاً،
ثَنَاه في الأقْوَامِ، أوْ رَدّدَهْ
متى اختَبَرْنَاهُ حَمِدْنا، وَقَدْ(29/456)
يُخرِجُ ما في السّيْفِ مَنْ جَرّدَهْ
تَرَى بِهِ الحُسّادُ، من سَرْوِهِ،
ناراً على أكبادِهِمْ مُوقَدَهْ
إنّ القَنانيّ، وإنّ النّدَى
تِرْبا اصْطِحَابٍ، وأُخَيّا لِدَهْ
تَعَاقَدا حِلْفاً عَلى وَفْرِ ذي
وَفْرٍ، إذا جَمّعَهُ بَدّدَهْ
فالفِعْلُ فَوْتُ القَوْلِ، إنْ فَاضَ في
عَارِفَةٍ، والجُودُ فَوْتُ الجِدَهْ
أنجَحُ ما قَدّمَ مِنْ مَوْعِدٍ
مُشَيَّعٌ، يُصْدِرُ ما أوْرَدَهْ
إذا ابْتَلَى، يَوْمَ جَداهُ، امرؤٌ
أغْنَاه عَنْ أنْ يَتَرَجّى غَدَهْ
طَوْلٌ، إذا لمْ يَستَطعْ شُكرَهْ
هَمُّ لَئيمِ القَوْمِ أنْ يَجحَدَهْ
يُشرِقُ بِشراً وَهْوَ في مَغرَمٍ،
لَوْ مُنيَ البَدْرُ بِما رَبّدَهْ
ضَوْءٌ لَوَ انّ الفَلَكَ ازْدادَ في
أنجُمِهِ مِنْهُ لَمَا أنْفَدَهْ
بَقيتُ مَرْغُوباً إلَيْهِ، وإنْ
جِئْتُ بِبِنتِ الجَبَلِ المُؤيِدَهْ
ما كنتُ أخشاكَ على مِثْلِها،
أنْ تُسقِطَ الرّزْقَ وَتَنْسَى العِدَهْ
إنْ كانَ عَنْ وَهْمٍ رَضِينا الذي
تَسخَطُهُ، أوْ كَانَ عن مَوْجِدَهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قلْ لأبي مالِكٍ فَتَى مُضَرِ
قلْ لأبي مالِكٍ فَتَى مُضَرِ
رقم القصيدة : 25130
-----------------------------------
قلْ لأبي مالِكٍ فَتَى مُضَرِ
مقالَ لا مُفحَمٍ، ولا حَصِرِ:
جئناكَ في ميّتٍ تكفّنُهُ ،
ليس من الجنّ ، لا ولا البَشَرِ
لكنّ ميتاً عظامُه خزَفٌ ،
واللّحْمُ قارٌ، والرّوحُ من عكَرِ
ليس لنا ما به نكفّنُهُ،
فكفّنِ الميْتَ يا أخَا مُضَرِ
واعجلْ فقد مات فاعلمَنَّ ضُحى ً
ونحن من موْتِهِ على حَذَرِ
يا لكَ ميْتاً ، صَلاة ُ شِيعتِهِ
عزْفٌ عليْهِ، والنّقْرُ بالوتَرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لولا الأميرُ ، وأنّ العُذْرَ مَنْقَصَة ٌ،
لولا الأميرُ ، وأنّ العُذْرَ مَنْقَصَة ٌ،
رقم القصيدة : 25131
-----------------------------------
لولا الأميرُ ، وأنّ العُذْرَ مَنْقَصَة ٌ،
و العارُ بالعُذْرِ عندي أقْبَحُ العَارِ(29/457)
جاءَتْ بخاتِمَتِها من عندِ خمّارِ ،
روحٌ من الكرْمِ في جسمٍ من القَارِ
فالرّيحُ ريحُ ذكيّ الأذْفَرِ الداري ،
و البّرْدُ برْدُ النّدى ، واللّوْنُ للنّارِ
ما تَخْتَطي مجْلِساً ممّا تمُرّ بهِ
إلاّ تَلَوْهَا بأسْماعٍ ، وأبْصارِ
والزّقّ يرْمِيهِمُ عَمّا تضَمَّنَهُ
رمْياً يصيبُ به من غيرِ أوتارِ
حتى إذا حازَهَا الحيّ الذي قصدُوا
بها إليه، فحَيزَتْ منْه في دارِ
فاحَتْ برائحة ٍ قال العريفُ لهمْ:
هلْ في محَلّتِنَا دكّانُ عطّارِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> طربْتُ إلى الصَّنْجِ والمِزْهَرِ،
طربْتُ إلى الصَّنْجِ والمِزْهَرِ،
رقم القصيدة : 25132
-----------------------------------
طربْتُ إلى الصَّنْجِ والمِزْهَرِ،
وشُرْبِ المُدَامَة ِ بالأكْبَرِ
وألقيْتُ عنّي ثيابَ الهُدَى ،
خيولٌ من الرّاحِ ما عُرّيَتْ
وأقبَلْتُ اسحَبُ ذَيْلَ المجونِ،
وأمْشي إلى القصْفِ في مِئْزَرِ
ليالٍ أرُوحُ على أدْهَمٍ
كُمَيْتٍ، وأغدو على أشْقَرِ
خيولٌ من الرّاحِ ما عُرّبَتْ
ليومِ رِهَانٍ ولم تُضْمَرِ
براقعُها من سَحيقِ العبيرِ ،
ومن ياسَمِينٍ وسَيْسَنْبَرِ
ذخائرُ كِسْرَى لأوْلادِهِ،
وغَرْسُ كرامِ بني الأصْفَرِ
غَدا المشترون على أهْلِها،
فقالوا: أتَيناكُم نَشْتَري
خيولاً لكمْ قد أتَتْ فُرَّهاً ،
فمن بينِ أحوَى إلى أحْوَرِ
فقالوا لهم: إنّما خَيْلُنَا
وغَرْسُ كرامِ بني الأصْفَرِ
ولا تحْمِلُ اللِّبْدَ ، لكِنّها
خيولٌ لكلِّ فتى ً أزْهَرِ
وسِيما إذا أنْتَ باكرْتَها ،
كمثلِ دمِ الجوْفِ في الأبْهَرِ
مُشَعْشَعَة ٌ من بناتِ الكُرُو
مِ سالتْ نِطافاً ، ولم تُعْصَرِ
عقيلَة ُ شيْخٍ من المُشْرِكينَ،
أتَتْنَا تَهَادَى من الكَوْثَرِ
ولوْنانِ لوْنٌ لها أصْفَرُ
ولوْنٌ على الماءِ كالعُصْفُرِ
لوَ انّ أبا مَعْشَرٍ ذاقَها،
لخَرّ صريعاً أبو معْشَرِ
وكبّرَ من طِيبِها ساعة ً ،
وأمْشي إلى القصْفِ في مِئْزَرِ(29/458)
فما برح القوْمُ حتى اشْتَرَوْا،
ومنْ يَشْتَرِ الرّاحِ لم يخسَرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> اسْقِني أنْ سَقَيْتَني بالكبيرِ ،
اسْقِني أنْ سَقَيْتَني بالكبيرِ ،
رقم القصيدة : 25133
-----------------------------------
اسْقِني أنْ سَقَيْتَني بالكبيرِ ،
إنّ في السّكْرِ لي تمامَ السّرُورِ
إنّ شُرْبَ الصّغيرِ صُغرٌ وعَجْزٌ،
فَاجْعَلِ الدّوْرَ كلّهُ بالْكبيرِ
قد تدانَتْ لنا الأمورُ كما نَهْـ
ـوَى ، وذلّتْ لنا رقابُ الدهورِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> تَداوَ منَ الصّغيرَة ِ بالكَبيرِ،
تَداوَ منَ الصّغيرَة ِ بالكَبيرِ،
رقم القصيدة : 25134
-----------------------------------
تَداوَ منَ الصّغيرَة ِ بالكَبيرِ،
وخُذْها من يَدَيْ ساقٍ غريرِ
ودعْني من بُكائِكَ في عِرَاصٍ ،
وفي أطْلالِ منزلة ٍ ودُورِ
ولاتشرَبْ بلا طرَبٍ ولهْوٍ ،
فإنّ الخَيْلَ تَشْرَبُ بالصّفيرِ
فليسَ الشّرْبُ إلاّ بالْمَلاهي،
وفي الحركاتِ من بمٍّ وزِيرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> طابَ الزّمانُ، وأورقَ الأشجارُ،
طابَ الزّمانُ، وأورقَ الأشجارُ،
رقم القصيدة : 25135
-----------------------------------
طابَ الزّمانُ، وأورقَ الأشجارُ،
ومضَى الشّتاءُ، وقد أتى آذارُ
وكسا الرّبيعُ الأرْضَ، من أنوَارِهِ
وشْياً تَحارُ لِحُسْنِه الأبْصَارُ
فانْفِ الوَقارَ عن المجونِ بقَهْوَة ٍ
حمراءَ، خالط لونَها إقْمارُ
فاستنصِفِ الأقدارَ من أحداثِها،
فلَطالما لعبَتْ بكَ الأقْدَارُ
من كفّ ذي غَنَجٍ كأنّ جبينَهُ
قمرٌ، وسائرُ وجهِهِ دينارُ
يُزْهَى بعَيْنَيْ شادنٍ، وجَبينِهِ،
والْخَصْرُ فيه لِشِقْوَتي زُنَّارُ
يَسْقِيكَ كأساً من عصِيرِ جفونِهِ،
وتدورُ أخْرى من يديه عُقارُ
شمْطاءُ، تأبَى أن يدوسَ أديمَها
أيْدي الرّجال، وما بها استِنْكارُ
كرْخيّة ٌ كالرّوحِ دبّ بشَرْبِهَا
حَلْمٌ ، يُداخِلُهُ حياً ووقَارُ
في فتيَة ٍ فطَموا الحيَا؛ فلِباسُهمْ(29/459)
حِلْمٌ ، وليس لجهلِهِمْ آثارُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> شَهِدَتْ جَلوَة َ العرُوسِ جِنانٌ،
شَهِدَتْ جَلوَة َ العرُوسِ جِنانٌ،
رقم القصيدة : 25136
-----------------------------------
شَهِدَتْ جَلوَة َ العرُوسِ جِنانٌ،
فاسْتَمَالَتْ بحسْنِهَا النَّظّارَهْ
حسبوها العرُوسَ حين رأوْها،
فإليْها دُونَ العروسِ الإشارَهْ
قالَ أهْلُ العرُوسِ حينَ رأوْهَا:
مَا دَهَانَا بها سوَى عمَارَهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ومُشتعِلِ الخدّيْنِ، يسحَرُ طرْفُهُ،
ومُشتعِلِ الخدّيْنِ، يسحَرُ طرْفُهُ،
رقم القصيدة : 25137
-----------------------------------
ومُشتعِلِ الخدّيْنِ، يسحَرُ طرْفُهُ،
له سِمَة ٌ يحكي بها سمة َ البَدرِ
إذا ما مشَى يهْتَزّ من دونِ نَحْرِهِ
وأعْطافِهِ منْهُ إلى منْتَهى الخصرِ
وليستْ خُطاهُ حينَ يُزْهَى برِدفهِ ،
إذا ما مشَى في الأرضِ ، أكثَر من فِترِ
دعوتُ لهُ باللّيْلِ صاحبَ حانة ٍ
بمُنْتقَصِ الأطرافِ ، مُنخسِفِ الظهرِ
فجاءَ به في اللّيلِ سَحْباً ، كأنّما
يجُرّ قتيلاً، أو نَشيراً من القَبرِ
فقرَبَ من نحو الأباريقِ خَدّهُ ،
وقَهْقَهَ مسرُوراً من القَرْقَفِ الخمرِ
فصَبّ فأبْدتْ ، ثمّ شُجّتْ، فكُتّبَتْ
ثمانٍ من الوَاوَاتِ يضْحَكْتنُ في سطرِ
فقُلْتُ لها : يا خَمْرُ كمْ لك حجَة ً ؟
فقالتْ: سكنْتُ الدنّ ردْحاً من الدهرِ
فقلتُ لها: كسرى حواكِ ؛ فعبّسَتْ
وقالتْ : لقد قصّرْتَ في قلّة ِ الصّبرِ
سمعتُ بذي القرْنَينِ قبل خُروجِهِ،
وأدركتُ موسَى قبل صاحبهِ الخِضرِ
ولو أنّني خُلّدْتُ فيه سكَنْتُهُ
إلى أن يُنادي هاتفُ اللهِ بالحشْرِ
فبتْنَا عَلى خيرِ العُقارِ عوابساً،
وإبلِيسُ يحْدُونَا بألْوِية ِ السكْرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> اسقني إنْ سقيتَني بالْكَبيرِ ،
اسقني إنْ سقيتَني بالْكَبيرِ ،
رقم القصيدة : 25138
-----------------------------------
اسقني إنْ سقيتَني بالْكَبيرِ ،(29/460)
من لذيذِ الشّرَابِ لا بالصّغيرِ
من مُدامٍ مُعتّقٍ أخْرَسَتْهُ
حِقْبَة ُ الدّهْرِ بعد طولِ الهديرِ
بابليٌّ، صافٍ، مؤنّثَة ٌ طوْ
راً، وطوْراً تهمّ بالتذْكيرِ
في أباريقَ سُجّدٍ ، كبناتِ الـ
ـــماءِ أقمينَ من حَذارِ الصّقورِ
فإذا ما الكؤوسُ دارَتْ علينا،
قذفتْ في أُنوفِنا بالعَبيرِ
ولدينا المهذَّبُ ابْنُ ربابٍ ،
عِصْمة ُ المُعْتَفينَ ، بحْرُ البحورِ
صاغه ربّهُ على الجودِ والحِلْـ
ـمِ ، وما شئتَ من حياءٍ وخِيرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> طَفْلة ٌ كالغَزَالِ ذاتُ دَلالٍ ،
طَفْلة ٌ كالغَزَالِ ذاتُ دَلالٍ ،
رقم القصيدة : 25139
-----------------------------------
طَفْلة ٌ كالغَزَالِ ذاتُ دَلالٍ ،
فِتْنَة ٌ في النّقَابِ والإسْفَارِ
أتمنّى ، وما بكفّيَ منهَا
غيرُ مَطْلٍ وغَيرُ سوءِ انتظارِ
ثم قالت: جهرْتَ باسميَ في الشعْـ
ــرِ ، فهلاّ كنيتَ في الأشعارِ
قلتُ: إنّ الهوَى إذا كان بالصّبّ
وَهَى قَلْبُهُ عَن الأسْرَارِ
أنَا جارٌ لكمْ قَريبٌ، ولكنْ
ليْسَ يُغْنى لديكِ حَقُّ الجوارِ
العصر العباسي >> البحتري >> أبا جعفر لا زلت مشترك الرفد
أبا جعفر لا زلت مشترك الرفد
رقم القصيدة : 2514
-----------------------------------
أبَا جَعفَرٍ! لا زِلْتَ مُشترِكَ الرِّفْدِ،
تُعيدُ مِنَ المَعرُوفِ أضْعافَ ما تُبدي
عَطاؤكَ ذا القُرْبَى عُلُوٌّ، وَفَوْقَهُ
عَطاؤكَ في أهْلِ الشّنَاءَةِ وَالبُعْدِ
يُطَيّبُ نَفْسِي عَنْ نَوَالٍ تُنيلُهُ
أباعدَهمْ، أنّي قَسيمُكَ في الحَمدِ
فَإنْ تَتَجَاوَزْ بي لُهَاكَ إلَيْهِمِ،
أجِدْ عِوضِي منها ازْديادي من المَجدِ
لمَنْ أستَجمُّ الشّكرَ بَعدَكَ، أوْ لمنْ
تُؤخَّرُ جَمّاتُ النّوَافِلِ من بَعدِي
وَقَد قُلتُ ما قَوّى الرّجاءَ سَمَاعُهُ،
وآمَنَ باغي النُّجحِ من خَيبةِ المُكدِي
وَلَوْ لم تَعِدْ لم تَنسَ حظّكَ في العُلا،
فكَيفَ وَقد أوْجَبتَ جَدوَاكَ بالوَعدِ(29/461)
العصر العباسي >> أبو نواس >> زَجَرْتُ كِتَابَكُمْ لمّا أتَاني
زَجَرْتُ كِتَابَكُمْ لمّا أتَاني
رقم القصيدة : 25140
-----------------------------------
زَجَرْتُ كِتَابَكُمْ لمّا أتَاني
بزجْرِ سَوانِحِ الطيْرِ الْجَواري
نظرْتُ إليْهِ مَخْزُوماً بزِيرٍ
على ظَهْرٍ، ومَخْتُوماً بقَارِ
فقلتُ : الظَّهْرُ أحْوَرُ قُرْطَقِيّ
يُشابِهُ شكْلُهُ شكْلَ الجواري
وقلْتُ: الزّيرُ مَلْهاة ٌ لِمُلْهٍ،
وَطينُ الختْمِ مِن زقّ العُقارِ
فجئتُ إليكُمُ طرَباً وشوْقاً،
فما أخْطَأتُ دارَكُمُ بِدَارِ
فكيفَ ترَوْنَ زَجْرِي واعتِيافي
ألستُ من الفلاسِفَة ِ الكِبارِ؟
العصر العباسي >> أبو نواس >> طولُ اشتياقي، وضيقُ مُصْطبَري
طولُ اشتياقي، وضيقُ مُصْطبَري
رقم القصيدة : 25141
-----------------------------------
طولُ اشتياقي، وضيقُ مُصْطبَري
يُقلّبانِ الفُؤادَ بالْفِكَرِ
فالحبّ ضَيْفٌ علَيَّ مُعتكِفٌ ،
و القلبُ من مِحْنَة ٍ على خطرِ
يَبتَعِثُ الشّوْقَ منْ مكامِنِهِ ،
وجْهٌ زهَا حسْنُهُ على القَمَرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وَلَيْلٍ لنَا قد جازَ في طولهِ الَقَدْرَا ،
وَلَيْلٍ لنَا قد جازَ في طولهِ الَقَدْرَا ،
رقم القصيدة : 25142
-----------------------------------
وَلَيْلٍ لنَا قد جازَ في طولهِ الَقَدْرَا ،
كشَفْنا لهُ عنْ وَجهِ قيْنتِنا الخِدْرَا
فوَلّى برُعْبٍ قبْلَ وقْتِ انتِصَافهِ،
كَأنّا ألحْنَا عنْدَ ذاكَ لَهُ الفجْرَا
وَأقْبَلَ صُبْحٌ قبلَ وَقتِ مَجيئِهِ ،
فأدبَرَ مرْعوباً ، وقد كُسِيَ الذُّعْرَا
وَظَنَّ بأنّ اللهَ أحْدَثَ بعْدَهُ
ضِياءً مُنيراً، أو قضَى بعدَه أمْرَا
فبتْنَا بِلا ليْلٍ، وقُمْنا بِلا ضُحى ً،
كأنّا نصَبْنَاها لِذاكَ وذا سِحْرَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> حَسْبي جوى ً إنْ ضاقَ بي أمري
حَسْبي جوى ً إنْ ضاقَ بي أمري
رقم القصيدة : 25143
-----------------------------------(29/462)
حَسْبي جوى ً إنْ ضاقَ بي أمري
ذِكْري لرَحْمٍ وَهْيَ لا تدري
وأخافُ أنْ أُبْدِي مَوَدّتَهَا،
فَيَغار موْلاهَا ويَسْتَشْرِي
فأكونُ قد سبّبْتُ فُرْقَتَنَا ،
وحطَطْتُ مجتهِداً على ظهْري
ويلومُني في حُبّهَا نَفَرٌ
خالدونَ من شَجْوي ومن ضُرّي
لم يعْرِفوا حقّ الهوَى ، فَلَحوا،
لوْ جرّبوهُ تبيّنوا عُذْري
إنّي لأبْغِضُ كلّ مصْطَبِرٍ
عن إلْفِهِ في الوَصْلِ والهَجْرِ
الصّبرُ يحْسُنُ في مَوَاضِعِهِ،
ما لِلْفَتى المشْتاقِ والصّبْرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أراحَ الله من بَصَري،
أراحَ الله من بَصَري،
رقم القصيدة : 25144
-----------------------------------
أراحَ الله من بَصَري،
كما قد سامَني نَظري
يُكَلّفُني تَوَلّعُهُ
بمرْدانٍ ذَوي خَطَرِ
فَوَاحُزْناهُ من عَيْنٍ
بنَظْرَتِها جَنَتْ ضَرَري
فإنْ عاتَبْتُها فيهِ
أحالَتْني على القَدَرِ
فَتَخْصِمُني ، فأسْكُتُ لا
أُحِيرُ القوْلَ كالْحَجَرِ
فيا مَنْ لم يكنْ للحُـ
ــبِّ فيه ميْلُ ذي وَطَرِ
ولم يَذُقِ الهَوَى نَوْعَيْ
ـنِ مثل الشّهدِ والصّبِرِ
تلومُ!؟ فوَالّذي نَجّا
كَ من شوقي ومن ذِكَري
لَوَ انّكَ ذُقْتَ أحْياناً
مخالاة ً مِنَ الفِكَرِ
و قَدْ فَتَحَ الهوَى بِيدَيْـ
ـكَ ألْوَاناً من العِبَرِ
وأنْتَ عليْكَ مغْضوبٌ ،
وقلْبُكَ غَيْرُ مُصْطَبِرِ
إذن لَعَلِمتَ أنّ الحُـ
ـــبّ يأخُذُ أخْذَ مقْتدِرِ
فإنّي مضْمِرٌ أمراً
أنا منْهُ على خَطَرِ
فوَا أسَفَا تلاعَبَ بي
جُنونُ الحبّ في صِغَري
فأهْرَمَني، بلا كبرٍ،
وبثّ الشّيْبَ في شَعَري
فقُوقوا للّذي أهوى ،
وكيفَ تكلُّمُ القمرِ
فُدِيتَ! إلى متى ذا الشخْـ
ـصُ منك يضجّ في البشر؟
العصر العباسي >> أبو نواس >> لاكانَ أحْسَنَ ممّنْ قال ملتفِتاً
لاكانَ أحْسَنَ ممّنْ قال ملتفِتاً
رقم القصيدة : 25145
-----------------------------------
لاكانَ أحْسَنَ ممّنْ قال ملتفِتاً
وقد تغَضّبَ : ما مَشّاكَ في أثرِي(29/463)
كأنّما كلّمتْني الشمْس ضاحية ً،
إذ قال ماقال لي ، أوْ شِقّة ُ القمرِ
ظبْيٌ له من قلوبِ النّاسِ نابِتَة ٌ
منَ الموَدّة ِ تُجني أطيَبَ الثّمرِ
إذا بَدَا رَمَتِ الأبصارُ جانبَهُ
معاً؛ فلم تختلِفْ عيْنانِ في النظرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أمُحْيِيَهُ القَلْبَ ضدّ اسْمِها
أمُحْيِيَهُ القَلْبَ ضدّ اسْمِها
رقم القصيدة : 25146
-----------------------------------
أمُحْيِيَهُ القَلْبَ ضدّ اسْمِها
أرَقَّ وأصْفَى من الْجَوْهَرِ
تخفّ الخلافَة ُ في عينها ،
وربّ السَرير مع المنبَرِ
وقد ملكَتْ بالجمالِ الأنامَ،
و رِقَّ الأميرِ أب الأزهرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أمَا كَفَى طَرفَكَ أنْ يَنْظُرَا
أمَا كَفَى طَرفَكَ أنْ يَنْظُرَا
رقم القصيدة : 25147
-----------------------------------
أمَا كَفَى طَرفَكَ أنْ يَنْظُرَا
إنْ راحَ للتّسليمِ أوْ بَكّرَا
رأى الّذي يهْوَى ، فلم يرْضَهُ
حظّاً ، وما أكثَرَ من لا يرَى
فشانَكَ اليوْمَ ، وشأنَ الّذي
تَهْوَى ، فما أيْأس أن تَظْفَرَا
قَصْدُ الفتَى في كلّ ما رامَهُ
أن يبلُغَ الغاية َ أو يُعْذَرَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنْ تشْقَ عيْني بها فقد سعِدتْ
إنْ تشْقَ عيْني بها فقد سعِدتْ
رقم القصيدة : 25148
-----------------------------------
إنْ تشْقَ عيْني بها فقد سعِدتْ
عيْنُ رَسولي ، وفزْتُ بالخبرِ
فكُلّما جَاءَني الرّسولُ لها
ردّدْتُ شوْقاً في طرْفهِ نظري
تَظْهرُ في طرْفِهِ محَاسِنُها،
قد أثّرَتْ فيهِ أحسنَ الأثَرِ
خُذْ مُقلَتي يارَسولُ عارِية ً ،
فانظرْ بها، واحتكمْ على بصَري
العصر العباسي >> أبو نواس >> أسَاقِيَتي كأساً أمَرَّ من الصّبِرْ ،
أسَاقِيَتي كأساً أمَرَّ من الصّبِرْ ،
رقم القصيدة : 25149
-----------------------------------
أسَاقِيَتي كأساً أمَرَّ من الصّبِرْ ،
ومُحوِجَتي من صَفْوِ عيْشٍ إلى كَدَر(29/464)
وكنْتُ عزيزاً قبلَ أنْ أعرِفَ الهَوَى ،
فألْبَسَني ثوْبَ المذَلّة ِ والصَّغَرْ
العصر العباسي >> البحتري >> جائر في الحكم لو شاء قصد
جائر في الحكم لو شاء قصد
رقم القصيدة : 2515
-----------------------------------
جائر في الحكم لو شاء قصد
أخذ النوم وأعطاني السهد
غابَ عَمّا بِتُّ ألْقَى في الهَوَى،
وَهُوَ النّازِحُ عَطْفاً لَوْ شَهِدْ
وَبِنَفْسي، والأمَاني ضِلّةٌ،
سَيّدٌ يَصْدُفُ عَنّي وَيَصُدّ
حَالَ عَنْ بَعْضِ الذي أعْهَدُهُ،
وأرَاني لمْ أحُلْ عَمّا عَهِدْ
كَيْفَ يَخفَى الحُبّ منّا، بعدما
قَامَ وَاشٍ بِهَوَانَا، وَقَعَدْ
لَسْتُ أنْسَى لَيْلَتي مِنْهُ، وَقَدْ
أنْجَزَتْ عَيْنَا بَخِيلٍ ما وَعَدْ
عَلِقَتْ كَفٌّ بكَفٍّ بَيْنَنَا،
فاعْتَنَقْنَا، فالتَقَى خَدٌّ وَخَدّ
وَتَشَاكَيْنَا مِنَ الحُبّ جَوًى،
مَلأَ الأحْشَاءَ نَارَاً تَتّقِدْ
أيّهَا الجازِعُ أجْوَازَ الفَلاَ،
يَطلُبُ الجدوَى من القوْمِ الجُمُدْ
خَلِّ عَنْكَ النّاسَ لا تُغْرَرْ بِهِمْ،
واعْتَمِدْ بحر الإمَامِ المُعتَمَدْ
مَلِكٌ، يَكفيكَ مِنْهُ أنّهُ
وَجَدَ الدّنْيَا، فأعطَى ما وَجَدْ
لَوْ مِنَ الغَيثِ الذي تَجرِي بهِ
رَاحَتَاهُ مِنْ عَطَاءٍ لَنَفِدْ
هِمّةٌ نَعْرِفُهَا مِنْ جَعْفَرٍ،
وَخِلالٌ فيهُ يَكْثُرْنَ العَدَدْ
أشرَقَتْ أيّامُنَا في مُلْكِهِ،
وازْدَهَتْ، حُسْناً لَيالينا الجُدُدْ
حَقّقَ الآمَالَ فِيه كرم،
مَلأَ الدّنْيَا عَطَاءً وَصَفَدْ
نُصِرَتْ رَايَاتُهُ أوْ ناسَبَتْ
رَايَةَ الدّينِ ببَدْرٍ وأُحُدْ
فله كل صباح في العدى
وقعة تثلم فيهم وتهد
وأبو الصهباء قد أودى على
حوله الخيل كما أودى لبد
فَرّ عَنْهُ جَيْشُهُ، حَيثُ الظُّبَا
شُرّعٌ، تَفْرِي طُلاَهُمْ وَتَقُدّ
مُسْتَقِلاًّ، في رَهَا رَجْرَاجَةٍ،
للقَنا فيها اعْتِدَالٌ وأوَدْ
فَلَهُ، كُلَّ صَبَاحٍ، في العِدَى
وَقْعَةٌ تَثْلِمُ فيهِمْ، وَتَهُدّ(29/465)
مِنْ قُرَيّاتِ بَلاسٍ يَنْتَهي
بهِمِ الرّكْضُ إلى حيطانِ لِدْ
إرْمِ بالكَهْلِ على جُمْهُورِهِمْ،
تَرْمِ مِنْهُ بالشّهَابِ المُتّقِدْ
وَلَقَدْ رَاعَ الأعادي خَبَرٌ
مِنْ طَلَمْجُورَ، وَقَدْ قيلَ يَفدْ
عَلّني أسْرِي عَلى مِنْهَاجِهِ،
أوْ أُوَافي مَعَهُ ذاكَ البَلَدْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قالوا: اغْتَسِلْ أتَتِ الظُّهْـ
قالوا: اغْتَسِلْ أتَتِ الظُّهْـ
رقم القصيدة : 25150
-----------------------------------
قالوا: اغْتَسِلْ أتَتِ الظُّهْـ
ـهْرُ ، والكؤوسُ تدورُ
فقلتُ: سوْفَ! فقالوا:
تَرْكُ الصّلاة ِ كَبيرُ
فقُلْتُ: أكْبَرُ منْهُ
ظبْيٌ يُنَالُ غَريرُ
إنْ قمْتُ لم ينتظِرْني،
وَغَابَ عنّي السّرُورُ
وَمَا لمثْلي صَلاة ٌ،
لأنّ فسْقي شهيرُ
فأقْصِرُوا عنْ مَلامي،
فَإنّني مَعْذُورُ
إنّ الجَنَابَة َ ممّنْ
جَنُبْتُ منْهُ طَهُورُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا تارِكَ الأبْرَارِ فُجّارَا،
يا تارِكَ الأبْرَارِ فُجّارَا،
رقم القصيدة : 25151
-----------------------------------
يا تارِكَ الأبْرَارِ فُجّارَا،
وتاركَ النُّوّامِ سُمّارَا
قدْ قلتُ لَمّا زَارَني طيفُكمْ:
أهلاً بهذا الطيْفِ إذ دارَا
نفسي فدَتْ طيفَكَ من زائرٍ ،
لو زُرْتَنِي يقظَانَ ما زارَا
يا حبّذا خَدُّكَ هذا الذي
منْ شَمّهُ قارفَ أوْزَارَا !
العصر العباسي >> أبو نواس >> فَدَتْكَ نفْسي يا أبا جعفرِ ،
فَدَتْكَ نفْسي يا أبا جعفرِ ،
رقم القصيدة : 25152
-----------------------------------
فَدَتْكَ نفْسي يا أبا جعفرِ ،
جارية ٌ كالقمَرِ الأزْهَرِ
تَعَلّقَتْني وتَعَلَّقْتُها
طَفلينِ في المهدِ إلى المحْشَرِ
كنتُ وكانت نتهادَى الهوى
بخاتَمَيْنا غيْرَ مستَنكَرِ
حبسْتَ لي الخاتمَ مني، وقدْ
سلَبْتَني إيّاهُ مُذْ أشهُرِ
فأرْسلَتْ فيهِ، فغالَطْتُها
بخاتمٍ من فضّة ٍ أخضَرِ
قالتْ : لقد كان لنا خاتَمٌ
أحمرُ يُهديهِ إلينا سَرِي(29/466)
لكنّهُ عُلّقَ غيْري ، فقدْ
أهْدى لها الخاتمَ؛ لا أمتري
كفَرْتُ بالله وآياتِهِ،
إنْ أنا لم أهْجُرْهُ ؛ فليُبْصِرِ
أوْباتَ بالمخرَجِ من تُهْمتي
إيّاهُ في خاتَمِهِ الأحْمرِ
فارْدُدْهُ ترْدُدْ وصْلَها، إنها
قُرّة ُ عيْني، يا أبا جعفَرِ
فإنّني مُتّهَمٌ عِنْدَها،
وأنْتَ من تَعْلَمُ أني بَري
العصر العباسي >> أبو نواس >> كأنّ صَفاءَ الدّمعِ في ساحِ خدّهِ
كأنّ صَفاءَ الدّمعِ في ساحِ خدّهِ
رقم القصيدة : 25153
-----------------------------------
كأنّ صَفاءَ الدّمعِ في ساحِ خدّهِ
حكى الدُّرَّ منْثوراً على ورَقٍ نَضْرِ
فيا نورَ عيْني لو كفَفْتَ من البُكا،
ونادَيْتَ مَن أبْكَاكض قامَ من القبرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا قومُو إلى الكرخِ ،
ألا قومُو إلى الكرخِ ،
رقم القصيدة : 25154
-----------------------------------
ألا قومُو إلى الكرخِ ،
إلى مَنْزِلِ خَمّارِ
إلى صَهْبَاءَ كالمِسْكِ
لدَى جَوْنَة ِ عَطّارِ
وبُسْتَانٌ لَهُ نَهْرٌ،
لدَى نَخْلٍ وأشْجارِ
فأُطعِمُكمْ بهِ لَحْماً
من الوَحْشِ وأطْيارِ
فإن أحبَبْتُمُ لَهْواً،
أتَيْنَاكُمْ بزَمّارِ
وإنْ أحْبَبْتُمُ وصْلاً
فَهَذِي ربّة ُ الدّارِ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> قلْ لذَا الوَجْهِ الطّرِيرِ
قلْ لذَا الوَجْهِ الطّرِيرِ
رقم القصيدة : 25155
-----------------------------------
قلْ لذَا الوَجْهِ الطّرِيرِ
وَلِذا الرِّدْفِ الوَثِيرِ
ولمِغْلاقِ هُمومي
ولمفْتاحِ سُرُوري
والّذي يبْخَلُ عنّي
بقليلٍ مِنْ كَثيرِ
يا صغيرَ السنّ والموْ
لدِ في عقْلِ الكبيرِ
وقَليلاً في التلاقي ،
وكثِيراً في الضّمِيرِ
لِمْ تَغَضّبْتَ على عبْـ
ـدِكَ في خَطْبٍ يسيرِ
فَارْضَ عنّي بحَيَاتي ،
يا حَياتي وأميري
العصر العباسي >> أبو نواس >> تأمّلْتُ حمْداناً ، فقُلْتُ لِصاحبي:
تأمّلْتُ حمْداناً ، فقُلْتُ لِصاحبي:
رقم القصيدة : 25156
-----------------------------------(29/467)
تأمّلْتُ حمْداناً ، فقُلْتُ لِصاحبي:
لقدْ كان من شَرْطي زَماناً من الدهْرِ
فإنْ تَكُ قد سَالَتْ بخدّيْهِ لحْيَة ٌ
فباطنُ فَخْذَيْهِ نقيّ من الشّعرِ
تذكّرْ أخي ما قَد مضَى من شبابهِ ،
ونِلْهُ على تلْكَ الخيالَة ِ والذكْرِ
لهُ مُقْلَة ٌ حَوْرَاءُ تدْعُو إلى الصّبَا
جميعَ قُلوبِ العاشقينَ وما تدْري!
العصر العباسي >> أبو نواس >> لَمّا جَفَاني الحبِيبُ، وامتَنَعَتْ
لَمّا جَفَاني الحبِيبُ، وامتَنَعَتْ
رقم القصيدة : 25157
-----------------------------------
لَمّا جَفَاني الحبِيبُ، وامتَنَعَتْ
عنّي الرّسالاتُ منْهُ والخَبرُ
اشْتَدّ شوْقي ، فكادَ يقْتُلُني
ذكْرُ حَبيبي، والهمّ والفكَرُ
دعوتُ إبليسَ، ثمّ قلتُ لهُ
في خلْوَة ٍ والدّموعُ تَنْهَمِرُ :
أما تَرَى كيْفَ قد بُليتُ ، وقدْ
أقْرَحَ جفْني البكاءُ والسّهَرُ
إنْ أنْتَ لم تُلْقِ لي الموَدّة َ في
صدْرِ حبيبي، وأنْتَ مُقتدِرُ
لا قلْتُ شعْراً، ولا سمعْتُ غِناً
ولا جَرَى في مَفَاصِلي السَّكَرُ
ولا أزالُ القُرْآنُ.. أدرُسُهُ
أرُوحُ في دَرْسِهِ وأبْتَكِرُ
وألزَمُ الصّوْمَ، والصّلاة ، وَلا
أزالُ ، دَهْري، بالخيرِ آتمِرُ
فما مَضَتْ بعْدَ ذاكَ ثالِثَة ٌ ،
حتى أتَاني الحَبيبُ يعتذِرُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذا ابْتَهَلْتُ سألتُ اللهَ رَحمتَهُ ،
إذا ابْتَهَلْتُ سألتُ اللهَ رَحمتَهُ ،
رقم القصيدة : 25158
-----------------------------------
إذا ابْتَهَلْتُ سألتُ اللهَ رَحمتَهُ ،
كنّيْتُ عنكَ، وما يعْدوكَ إضْماري
أحْبَبْتُ منْ شِعرِ بَشّارَ لحُبّكُمُ ،
بيْتاً شُغِفْتُ به من شِعْرِ بشّارِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> كلّ محِبٍّ سوايَ مستورُ ،
كلّ محِبٍّ سوايَ مستورُ ،
رقم القصيدة : 25159
-----------------------------------
كلّ محِبٍّ سوايَ مستورُ ،
و النّاسُ إلاّ عنْ قِصّتي عُورُ
كأنّ طرْفي عَينٌ عليّ لهمْ،
فكلّ طَيٍّ لدَيّ منْشورُ(29/468)
ما إن يغبّ الفَعَالَ أفْعَلُهُ،
حتى تهاداهُ بيننا الدُّورُ
يخرُجُ من هذه ، ويدخلُ في
تلكَ، وعنهُ القناعُ محْسورُ
كأنّني عند ستر مأرَبَتي،
بكُلّ طَرْفٍ إليّ منْظُورُ
فما احتِيالي، وقد خُلقْتُ فتًى
تجري بما ساءني المقادِيرُ
لكنّ وجْهَ الذي كلفْتُ بهِ
محْتَمَلٌ ذنْبُهُ ومغْفُورُ
العصر العباسي >> البحتري >> إجرني من الواشي الذي جار واعتدى
إجرني من الواشي الذي جار واعتدى
رقم القصيدة : 2516
-----------------------------------
إجِرْني منَ الوَاشِي الذي جَارَ واعتَدى،
وَغَابِرِ شوق غَارَ بِي ثُمّ أنْجَدَا
وإلاّ، فأسعِدْني بدَمعِكَ، إنّهُ
يُهَوّنُ مَا بي أنْ أرَى ليَ مُسْعِدا
سَقَى الغَيْثُ أجرَاعاً عَهِدْتُ بجَوّها
غَزَالاً، تُرَاعِيهِ الجَآذِرُ، أغيَدَا
إذا ما الكَرَى أهْدَى إليّ خَيَالَهُ،
شفَى قُرْبُهُ التّبريحَ أوْ نَقَعَ الصّدَى
إذا انْتَزَعَتْهُ مِنْ يَدَيّ انْتِبَاهَةٌ،
عَدَدْتُ حَبِيباً رَاحَ مِنّيَ، أوْ غَدَا
وَلَمْ أرَ مِثْلَيْنَا، وَلاَ مِثْلَ شأنِنَا،
نُعَذَّبُ أيْقاظاً وَنَنْعَمُ هُجَّدا
تَصَعَّدُ أنْفَاسي جَوًى وَتَشَوّقاً،
إذا البرْقُ مِنح غَرّبيّ دِجلَةَ أصْعَدَا
وَمَا ذَاكَ إلاّ لَوْعَةٌ لَكَ زَادَها
تَنائي الدّيارِ جِدّةً، وَتَوَقُّدا
فَمَنْ غابَ يَنْوِي نِيّةً عَنْ حَبيبِهِ
وَهَجْراً، فإنّي غِبْتُ عَنكَ لأشْهَدَا
وَمَا القُرْبُ في بَعضِ المَوَاطِنِ للّذي
يرَى الحَزْمَ، إلاّ أنْ يَشُطّ وَيَبعَدَا
إلى ابنِ أمِيرِ المُؤمِنِينَ تَناهَبَتْ
بنا العِيسُ دَيجُوراً من اللّيلِ، أسوَدَا
إلى مُنْعِمٍ، لا الجُودُ عَنْهُ بعازِبٍ
بَطيءٍ، وَلا المَعْرُوفُ منهُ بأنْكَدا
رأيْنَا بَني الأمْجَادِ في كلّ مَعْشَرٍ،
فكانُوا لعَبْدِ الله في المجدِ أعْبُدا
عَلَيْهِ مِنَ المُعتَزّ بالله بَهْجَةٌ
أضَاءَتْ فَلَوْ يَسرِي بها الرّكبُ لاهتدى
إذا ما انتمى ناصى المجرة واغترى(29/469)
إلى أنجم ما زلن للملك أسعدا
إلى خلفاء سنة قد تنافسوا
لتثقل في أعناقهم وترددا
يروق العيون الناظرات بطلعة
من الحسن لو وافى بها البدر باعدا
له في قلوب الأولياء محبة
تعد بها الأعداء جنداً مجندا
تأمل أمين الله فرط جلالة
وابهة تبدو عليه إذا بدا
إذا أعجَبَتْكَ اليَوْمَ منهُ خَليقَةٌ
مُهَذَّبَةٌ، أعْطَاكَ أمْثَالَهَا غَدَا
طَلُوبٌ لأقْصَى غَايَةٍ، بَعدَ غَايَةٍ،
إذا قُلْتُ يَوْماً قَدْ تَنَاهَى تَزَيّدا
سُرِرْنا بِأنْ أمّرْتَهُ، وَنَصَبْتَهُ
لَنَا علَماً نَأوِي إلى ظِلّهِ غدا
وأبْهَجَنا ضَرْبُ الدّنَانِيرِ باسْمِهِ،
وَتَقْلِيدُهُ مِن أمْرِنَا مَا تَقَلّدا
وَلِمْ لا يُرَى ثانيكَ في السّلطَةِ التي
خَصَصْتَ بها ثانيكَ في الجُودِ والنّدَى
حَقيقٌ بأنْ تُرْمَى بهِ الجَانِبُ الذي
يَهُمّ، وأنْ تقضي إلَيْهِ وتُعْهَدَا
وَمِثْلُكَ حَاطَ المُسْلِمِينَ بِمِثْلِهِ،
سداداً، وَلَمْ يُهْمِلْ رَعِيّتَهُ سُدَى
فَلَوْ دامَ شيءٌ آخِرَ الدّهْرِ سَرّنا
غِنًى عَنهُ مَوْجُودٌ، وَدُمتَ مُخَلَّدا
أبِنْ فَضْلَهُ، واشهر نَبَاهَةَ قَدْرِهِ،
وأبْقِ لَهُ في النّاسِ ذِكْراً مُجَدَّدَا
فَلَلسّيْفُ مَسْلُولاً أشَدُّ مَهَابَةً،
وأظْهَرُ إفْرِنداً منَ السّيفِ مُغْمَدا
بَقيتَ تُرَجّيهِ، وَعَاشَ مُؤمَّلاً،
يُرَاعي اتّصالاً مِنْ حَيَاتِكَ سَرْمَدا
لقَدْ ساوَرَتْ خَيلَ المُساوِرِ عُصْبَةٌ
أفَاءَتْ عَلَيْهِ الطّعنَ غَضّاً مُجدَّدا
حَمَوْهُ سُهُولَ الأرْضِ مِنْ كلّ جَانبٍ،
فَظَلّ شَرِيداً في الجِبالِ، مُطَرَّدا
عُلُوجٌ، وأعرَابٌ يُرَجُّونَ حَائِناً،
أضَاعَ الحِجَى حتّى طَغَى وَتَمَرّدا
يُسَمُّونَهُ باسْمِ الخَليفَةِ، بعدَ ما
رَعى الضّأنُ فيهِمْ ذا مَشِيبٍ وأمرَدَا
فَلِمْ لَمْ تَزَعْهُ الوَازِعَاتُ، وَيَجْتَنِبْ
عَدَاوَةَ مَنْصُورِ اليَدَينِ على العِدَى
وَلَوْ شَاوَرَ الأيّامَ قَبْلَ خُرُوجِهِ،(29/470)
نَهَينَ ابنَ أُمّ الكَلْبِ أنْ يَتَوَرّدا
كأنّي بهِ، إمّا قَتِيلاً مُضَرَّجاً
بأيْدي المَوَالي، أو أسِيراً مُقَيَّدا
العصر العباسي >> أبو نواس >> لقد كنتُ وما في النّا
لقد كنتُ وما في النّا
رقم القصيدة : 25160
-----------------------------------
لقد كنتُ وما في النّا
سِ مني للهَوَى أسْتَرْ
ولا أقْنَعُ بالدّونِ
على اللّهْوِ ولا أصْبِرْ
فلمّا أظهروا أمري ،
وقدْماً كان لا يظْهَرْ
وأُغْرُوا بيَ تأنيباً
من المُقْبلِ والمدْبِرْ
تجاسَرْتُ ؛ فأقْدَمْتُ
على كشفِ الهوَى المُضْمَرْ
ولا واللهِ ، لا والاّـ
ــهِ ، ولا واللهِ لا أُقصِرْ
وقد شاعَ الذي أخفي ،
وقد كان الّذي أحْذَرْ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> أيا منْ طَرْفُهُ سِحْرُ
أيا منْ طَرْفُهُ سِحْرُ
رقم القصيدة : 25161
-----------------------------------
أيا منْ طَرْفُهُ سِحْرُ
ومَنْ مَبْسمُهُ دُرُّ
تجاسَرْتُ ؛ فكاشَفْتُـ
ــكَ لمّا غُلِبَ الصّبْرُ
وما أحْسنَ في مِثْلِـ
ــكَ أن ينْهتِكَ السّتْرُ
لئن عنّفَني النّاسُ،
ففي وَجهِكَ لي عُذْرُ
ودَعْني من مَوَاعِيدِ
كَ، إذ ساعتُكَ الدّهْرُ
ومن قوْلكَ : آتيكَ ،
إذا صُلّيَتِ الظُّهْرُ
فلا واللهِ لا تَبْرَ
حُ حتى يُبرَمَ الأمْرُ
فإمّا الهَجْرُ والذّمُّ ،
وإمّا الوَصْلُ والشّكْرُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ماجئتُ ذنباً به استوْجَبتُ سخطَكمْ
ماجئتُ ذنباً به استوْجَبتُ سخطَكمْ
رقم القصيدة : 25162
-----------------------------------
ماجئتُ ذنباً به استوْجَبتُ سخطَكمْ
استَغْفِرُ الله إلاّ شِدَّة َ النّظرِ
ياأهْلَ بغْدادَ ألقَى ذا بحضْرَتكُمْ ،
فكيْفَ لو كنْتُ بينَ الترْكِ والخزرِ
سحّتْ عليّ سماءُ الحُزْنِ بعدكمُ ،
وأحْدَقَتْ بي بحورُ الشوْقِ والفِكَرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> طُموحُ العَينِ والنّظَرِ،
طُموحُ العَينِ والنّظَرِ،
رقم القصيدة : 25163
-----------------------------------(29/471)
طُموحُ العَينِ والنّظَرِ،
مُبَاحٌ لي وللْبَشَرِ
فقَلْبي غيرُ مُصطبرٍ
و عنه غيرُ مُزْدَجَرِ
وتُعْجِبُني وَجِيفُ الكَا
سِ، بيْنَ النّايِ والوَتَرِ
نَرى جُثْمانَها مَعَنا ،
وريّاها على سَفَرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قدْ سَلّمَ الصّوْمُ على الفِطْرِ ،
قدْ سَلّمَ الصّوْمُ على الفِطْرِ ،
رقم القصيدة : 25164
-----------------------------------
قدْ سَلّمَ الصّوْمُ على الفِطْرِ ،
واخْتَفَقَتْ ألْوِيَة ُ السّكْرِ
وسحّبَ القصْفُ ذُيولَ الصّبا
في عَسْكَرِ العِيدانِ والزَّمْرِ
واستَمْكَنَ الوَصْلُ وَأشياعُهُ
من قَوَدِ الإبْعَادِ والْهَجْرِ
فليْسَ يُلْفى غيْرَ مستبشِرٍ
لعلّة الصّوْمِ إلى الشّكْرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أزورُ محمّداً ، فإذا التَقَيْنَا
أزورُ محمّداً ، فإذا التَقَيْنَا
رقم القصيدة : 25165
-----------------------------------
أزورُ محمّداً ، فإذا التَقَيْنَا
تكلّمتِ الضّمائِرُ في الصّدورِ
فأرْجِعُ لم ألُمْهُ، ولم يلمْني،
وقدْ رَضِيَ الضّميرُ عن الضّميرِ
أُمورٌ ليْسَ يعرِفُها سِوَانَا،
يُحيّرُ لُطفُها بَصَرَ البصيرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أحبُّ الغلامَ إذا كَرّها،
أحبُّ الغلامَ إذا كَرّها،
رقم القصيدة : 25166
-----------------------------------
أحبُّ الغلامَ إذا كَرّها،
وأبْصَرْتُهُ أشْعَثاً أمْرَهَا
وقد حذِرَ الناسُ سكّينَهُ،
فكُلّهُمُ يَتّقي شَرّهَا
وإني رأيتُ سرَاويلهُ،
لها تكّة أشتهي جرّها
العصر العباسي >> أبو نواس >> الجارُ أبْلانيَ لا الجارَهْ،
الجارُ أبْلانيَ لا الجارَهْ،
رقم القصيدة : 25167
-----------------------------------
الجارُ أبْلانيَ لا الجارَهْ،
بحسنِ وجهٍ مسْتَوي الدّارهْ
أبيتُ من وجْدٍ بهِ مُدْنَفاً ،
كأنّمَا أُلْسِعْتُ جَرَّارَهْ
كفى بلاءً حبُّ مَن لا أرى ،
ونحنُ في حيٍّ وفي حارَهْ
أنا الذي أصْلَى بنار الهوَى
وحْديَ ، والعشّاقُ نَظَّارَهْ(29/472)
قلبيَ لا يعْشَقُ، حتى إذا
أحبّ يوْماً جاءَ بالكارَهْ
تلعّبَ الحبّ بقلبي ، كما
تلعّبَ السّنّوْرُ بالفارَهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لم أبْكِ في مجْلسِ منْصُورِ
لم أبْكِ في مجْلسِ منْصُورِ
رقم القصيدة : 25168
-----------------------------------
لم أبْكِ في مجْلسِ منْصُورِ
شوْقاً إلى الجنّة ِ والحُورِ
لكِنْ بكائي لبُكا شادِنٍ،
تقيهِ نَفْسي كلّ محْذورِ
تنتسبُ الألْسُنُ منْ وَصْفِهِ
إلى مَدَى عَجْزٍ ، وتقْصِيرِ
فاتَ لسانَ الوَصْفِ لكنّ ذا ،
تَفديهِ نفسي، جُهدُ معذورِ
أحْسنُ من مجلسِ منصورِ
ضرْبٌ بعود، وبطنْبورِ
نَتِيجُ أنْوَارٍ سماويّة ٍ،
قَرينُ تَقْديسٍ وتَطْهِيرِ
جوْهَرُهُ رُوحٌ، وأعراضُه
قد أُلّفَتْ من مارِجٍ النورِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> توهَّمهُ قلْبي، فأصْبَحَ خَدُّهُ،
توهَّمهُ قلْبي، فأصْبَحَ خَدُّهُ،
رقم القصيدة : 25169
-----------------------------------
توهَّمهُ قلْبي، فأصْبَحَ خَدُّهُ،
وفيهِ مكانَ الوَهْمِ منَ نظري أُثْرُ
ومرَّ بفكري خاطراً ، فجرحْتُهُ ،
ولم أرَ جسْماً قطّ يجرَحُهُ الفكْرُ
وصافَحَهُ قلْبي ؛ فآلم كفَّهُ
فمن غمْزِ قلبي في أنامِلِهِ عَقْرُ
العصر العباسي >> البحتري >> إذا عرضت أحداج سلمى فنادها
إذا عرضت أحداج سلمى فنادها
رقم القصيدة : 2517
-----------------------------------
إذا عَرَضَتْ أحْدَاجُ سلمى، فنادِها:
سقَتكِ غَوَادي المُزْنِ صَوْبَ عِهَادِها
أمَا لُبْثَةٌ تُقْضَى لُبَانَةُ عاشِقٍ
بها، أوْ يُرَوّى صائِمٌ باتّئَادِها
وَدِدْتُ، وَهَلْ نَفسُ امرِىءٍ بملومة
إذا هيَ لمْ تُعطِ المنَى مِنْ وَدادها
لَوَ أنّ سُلَيْمَى أسْجَحَتْ، أوْ لَو أنّهُ
أُعِيرَ فُؤَادي سَلوَةً من فُؤادِهَا
يُكَثَّرُ فينَا الكَاشِحُونَ، وَبَيْنَنَا
حَوَاجِزُ مِنْ سُلْمَى وَبَرْكِ غِمادِهَا
وَنُحْسَدُ إنْ تَسرِي إلَيْنا منَ الهَوَى
عَقابيلُ يَعتَادُ الجَوَى باعْتِيَادِها(29/473)
فَكَمْ نَافَسُوا في حُرْقَةٍ إثْرَ فُرْقَةٍ
تُعَجِّبُ مِن أنْفَاسِنا وامْتِدَادِها
وَفي لَيلَةٍ بِعْنَا لِطَارِقِ شَوْقِهَا
كَرَى أعيُنٍ، مَطْرُوفَةٍ بسُهَادِهَا
غَدا المُهْتَدِي بالله، والغَيْثُ مُلحَقٌ
بأخلاقِهِ، أوْ زائد في عِدادِها
حَمِدنا بهِ عَهْدَ اللّيالي، وأشرَقَتْ
لَنَا أوْجُهُ الأيّامِ، بعدَ ارْبِدَادِها
إذا كَرّتِ الآمَالُ فيهِ تَلاَحَقَتْ
مَواهبُ مَكْرُورِ الأيَادي، مُعَادِهَا
وَقَدْ أعجَزَ العُذّالَ أنْ يَتَدارَكُوا
لُهًى تَسبُقُ الألحاظَ، قبلَ ارتِدادِها
سَعتْ تَتَبَغّاهُ الخِلاَفَةُ رَغْبَةً
إلَيهِ، بأوْفَى قَصْدِها واعتِمَادِها
فَما علَقَتْهُ، خَبْطَ عاشيَةِ الدّجَى،
وَلكِنّها اختارَتْهُ بَعدَ ارْتِيَادِهَا
إمَامٌ إذا أمضَى الأُمُورَ تَتَابَعَتْ
عَلى سَنَنٍ مِنْ قَصْدِها وَسَدادِها
مَتَى يَتَعَمّمْ بالسّحَابِ تَلُثْ عَلى
كَفيءٍ لَها يُحتازِ إرْثِ اسْوِدادِها
وإنْ يَتَقَلّدْ ذا الفَقَارِ يُضَفْ إلى
شُجاعِ قُرَيشٍ، في الوَغَى، وَجَوادِها
مُزَايِدُ نَفْسٍ في تُقَى الله لمْ تَدَعْ
لَهُ غَايَةً في جِدّها، واجتِهَادِهَا
لهُ عَزْمَةٌ ما استَبطأ المُلكُ نُجحَها،
ولا استعْتَبَ الإسلامَ وَرْيُ زِنَادِها
إذا شُوهِدَتْ بالرّأيِ بانَ اختِيَارُها،
وإن بانَ ذو الرّأيِ اكتفتْ بانفِرَادِها
رَشيدِيّةٌ في نَجْرِها، واثِقِيّةٌ،
يَرَى الله أيثَارَ التّقَى مِن عَتادِها
وَمَا نَقَلَتْ مِنْهُ الخِلاَفَةُ شِيمَةً،
وَقَدْ مكَنَتْهُ، عَنوَةً، مِنْ قِيَادِها
وَلاَ مالَتِ الدّنْيَا بهِ حينَ أشرَقَتْ
لهُ في تَنَاهي حُسْنِها، واحتِشَادِها
لَسَجّادَةُ السّجّادِ أحْسَنُ مَنظَراً
منَ التّاجِ في أحجارِهِ، واتّقَادِهَا
وَللصّوفُ أوْلَى بالأئِمّةِ مِنْ سَبَا الـ
ـحَريرِ، وإنْ رَاقَتْ بصِبغِ جِسادِها
رَدَدْتَ هَدايَا المِهرَجَانِ، وَلم تكُنْ
لتَسخو النّفُوسُ الوُفرُ عن مُستَفادِها(29/474)
وَعَادَيتَ أعْيَادَ المُضِلّينَ مُعْلِناً،
وَلَوْلا التّحَرّي للهُدَى لمْ تُعَادِها
وَقَامَتْ سَبِيلُ الحجِ للعَصَبِ التي
هَوَتْ نَحْوَهُ مِنْ قُرْبِها وَبِعَادِها
فَهَوّنْتَ مَشْكُوراً فَرِيضَةَ حَجّها،
وَكَانَتْ تَعُدُّ الحَجُّ مِنْ جِهَادِها
كفيت بلادا ظل موسى بجيشه
زعيمك في إصلاحها وفسادها
إذا عُصْبَةٌ ضَلّتْ، فأبْدَتْ سَوَادَهَا
لشَغبٍ على مَلْكٍ، رَمى في سَوَادِها
وإنْ بَاتَتِ الأعداءُ، دونَ بِلادِهِ،
تَوَرّدَها مَكْرُوهُهُ في بِلاَدِها
تَشَوّفَ أهلُ الغَرْبِ، فارْمِ بعَزْمَةٍ
إلى إرَمٍ، إذْ مانَعَتْ، وعِمَادِهَا
لتَسكُنَ ضَوْضَاءُ العَرِيسِ، وَتَنْتَهي
فِلَسطُونُ عَنْ عِصْيانِها وَعِنَادِهَا
فكَم ثَمّ مِنْ إجْلاَبَةٍ، تَحتَ خفتةٍ،
وَمن جَمرَةٍ مَخبوءَةٍ في رَمَادِها
وَما بعُيُونِ القَوْمِ عن ذاكَ منْ عَمًى،
ولَكِنْ زُرُوعٌ أيْنَعَتْ لحِصَادِها
فَهَلْ هيَ إلاّ نَهضَةٌ مِنْ مشيعٍ،
يُرَاوِحُها بالخَيْلِ، إنْ لَم يُغَادِهَا
كَتائِبُ، نَصرُ الله أمضَى سِلاحِها،
وعَاجِلُ تَقوَى الله أكبَرُ زَادِها
عَلَيهِنّ مِنْ شوسِ المَوالي فَوَارِسٌ،
عِدادُ حصَى البطحاءِ دونَ عِدادِها
وَقد طَارَدَتْهُمْ، بالثَّدِيّينِ، خَيلُهُ،
فَباتَتْ حُماةُ الكُفرِ صرْعى طِرَادِها
بَقِيتَ، أمِيرَ المؤمِنينَ، وأنْفَدَتْ
حَيَاتُكَ عُمْرَ الدّهرِ قَبلَ نَفادِها
وَلاَ زَالَ للدّنيا بَهَاءٌ وَبَهْجَةٌ
بمُلْكِكَ يَزْدَادَانِ طولَ ازْدِيَادِها
سأشكُرُ مِنْ نعماكَ آلاءَ منعم،
وَجَدْتُ طَرِيفي كُلَّهُ من تِلاَدِها
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا يا قمرَ الدّارِ ،
ألا يا قمرَ الدّارِ ،
رقم القصيدة : 25170
-----------------------------------
ألا يا قمرَ الدّارِ ،
ويا مِسْكة َ عطّارِ
ويا نفْحَة َ نَسْرِينٍ،
ويا وَرْدَة َ أشجارِ
ويا ظِلّة َ أغْصَانٍ،
على شاطىء ِ نهارِ
ويا كعبيْنِ من عاجٍ،
ويا طُنْبُورَ شُطّارِ(29/475)
ويا عرْشَ سُليمان،
إذاهمّ بأسْفارِ
ويا مزْمورَ داودَ،
إذا يُتْلى بأسْحَارِ
وكعبة َ بيت اللّـ
ـــهِ ذا ركْنٍ وأسْتارِ
لقد أصْبحْتُ من حُبّـ
ــكَ بين الخلدِ والنارِ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا مَنْ بمُقلتِهِ العُقارُ،
يا مَنْ بمُقلتِهِ العُقارُ،
رقم القصيدة : 25171
-----------------------------------
يا مَنْ بمُقلتِهِ العُقارُ،
وبِوَجْنَتَيْهِ الجُلّنَارُ
ماذا الصّدودُ، متى فطِنْـ
ــتُ لهُ لك الرّحمنُ جارُ ؟!
أمّا الفؤادُ، ففِيهِ مُذ
فُطّنْتُ للهِجْرانِ نارُ
لمْ ينْتَهِ الْحُسّادُ حَتى
شطّ بي عنكَ المَزَارُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> منّي إلى المُتَكَبِّرْ ،
منّي إلى المُتَكَبِّرْ ،
رقم القصيدة : 25172
-----------------------------------
منّي إلى المُتَكَبِّرْ ،
و الشّامخِ المُتَجَبّرْ
وشاتِمي حينَ يخْلُو ،
ولاعِني حينَ يَعْشُرْ
إلى المُعَرِّض بالبُغْـ
ـضِ لي، وإنْ لم يفسِّرْ
فإنْ شكَوْتُ إليْهِ
ما قدْ جرَى منهْ أنكرْ
أصابَ ودَّكَ عينٌ،
يا سيّدي، فتغيّرْ
فصرْتَ قائدَ خُلْفٍ،
تَسوقُ في الهجْرِ عسْكَرْ
فإن أقلْ : قِفْ يَسِرْ ، أو
أقلْ: تَقَدّمْ تأخّرْ!
كطالِبٍ مثلاً قِيـ
ــلَ : خالِفِ القوْم تُذكرْ
إن كَبّر النّاسُ غنّى ،
وإن تَغَنّوْا يُكَبِّرْ
خلافُ أكْشَفَ ذي دا
رَتينِ في الناسِ، أعْسرْ
فلسْتُ أنْسَى خداعي
له ، وإن كان يُنكرْ
إذ قلتُ: من أين للعيْـ
ـنِ، يا فديتك، أصغرْ
وقلْتُ: ما شَكّ في ذَا
سِواكَ، عيْنِيَ أكْبَرْ
وقلْتُ: ما قلْتُ شيئاً،
فهاتِ حتى نُقَدّرْ
حتى إذا أطبَقَ العيْـ
ــنَ فوق خدّي لينظرْ
خَلسْتُ قُبلة َ ظبْيٍ،
قدْ راحَ ماضغ سُكّرْ
فاصْفَرَّ من ذاكَ وَاحْمَـ
ـرَّ لَوْنُهُ وتَمَعَّرْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذا أنْتَ لم يدْعُ الهوَى فتُجيبهُ،
إذا أنْتَ لم يدْعُ الهوَى فتُجيبهُ،
رقم القصيدة : 25173
-----------------------------------(29/476)
إذا أنْتَ لم يدْعُ الهوَى فتُجيبهُ،
ولم تاتِهِ طَوْعاً خَرَجْتَ بلا وطَرْ
وخلّفكَ الإيقاعُ تَطْرَبُ سادراً ،
وصرْتَ كنغْمٍ تاه في الحلْقِ لم يَدرْ
وما فوْق ظهْرِ الأرْضِ أنعمُ عيشة ً،
وأعرَضُ دنْياَ من محبّ إذا اقتَدرْ
فإن قلتَ في الحبّ الشقاوة ُ ، والبَلا،
وفيه مُقاساة ُ المكارِهِ ، والعِبَرْ
ففيهِ مُواتاة ُ الحبيبِ، وعطْفُه
عليكَ، وفيه الشمّ والذوْقُ والنظَرْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> سيَحبِسُني ، أظُنّ ، عن المسٍيرِ
سيَحبِسُني ، أظُنّ ، عن المسٍيرِ
رقم القصيدة : 25174
-----------------------------------
سيَحبِسُني ، أظُنّ ، عن المسٍيرِ
فتُوني بابن مُسْعِدَة َ الصّغِيرِ
فلا تعْذُلْ عليه أبَا عليّ،
فإنّي لم ألُمْكَ عَلى الكَبيرِ
أما وجَلالِ مَن أصْفاكَ ودّي،
وأكْرَمَني بمعرِفَة ِ الأمِيرِ
لَئنْ نطَقَ اللّسانُ ببعضِ حُبّي،
لأعْظَمُ منهُ مالكَ في الضّميرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> خَلّيْتُ عيني ولذّة َ النّظَرِ ،
خَلّيْتُ عيني ولذّة َ النّظَرِ ،
رقم القصيدة : 25175
-----------------------------------
خَلّيْتُ عيني ولذّة َ النّظَرِ ،
تلْهُو بحسْنِ الوجوهَ والصّوَرِ
نزّهْتها في محاسنِ الخرّدِ الـ
ـــغيدِ ، وروضِ الدلالِ والخفرِ
لسْتُ ، إذا مارأيْتُ ذا حَوَرٍ ،
من لحْظِ عيني لهُ بمعْتذِرِ
أُسرّحُ العيْنَ تَرتَعي في ريَا
ضِ الحسْنِ أجلو بنورِها بصري
فقد جنيتُ الهمومَ منه، وقَدْ
خليْتُ قلبي بعومُ في الفِكَرِ
لا أسعْدُ القلْبَ في هواه، ولا
يطْمَعَ في عِزّتي ولا خَوَري
عفٌّ ضميري، وَطَيّبٌ خَبري،
ولذّتي في الحديثِ والنّظَرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> هارونُ ، ياخيرَ الخلائِفِ كلّهمْ،
هارونُ ، ياخيرَ الخلائِفِ كلّهمْ،
رقم القصيدة : 25176
-----------------------------------
هارونُ ، ياخيرَ الخلائِفِ كلّهمْ،
ممّنْ مضَى فيهمْ، وهَذا الغَابِرُ
تتحاسَدُ الآفاقُ وجْهَكَ بينَها،(29/477)
فكأنّهنّ ، بحيْثُ كنْتَ ، ضَرَائِرٌ
فاقدَمْ قدومَ سعادة ٍ وسلامَة ٍ،
فلقد جرى لكَ بالسّعودِ الطائِرُ
إنّ العُيونَ حُجِبْنَ عنكَ بهيبة ٍ،
فإذا بدَأتَ بهِنّ نُكّسَ ناظِرُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد قلتُ، ليلة َ ساروا،
قد قلتُ، ليلة َ ساروا،
رقم القصيدة : 25177
-----------------------------------
قد قلتُ، ليلة َ ساروا،
وما اسْتَبَانَ النّهَارُ
وقد خلين الدّيارُ
منْهُمْ فلا آثارُ
لصاحبٍ يُسْتَشَارُ
أ أنْجَدوا أم أغاروا !
فقد أسارؤوا ، وجاروا ،
لَمّا تولّى القِطارُ
وفيهِمُ أبْكَارُ،
وجوهُهُنّ نُضَارُ
وطيبُهنّ الصّوَارُ،
وفيهمُ مصْطارُ
كلامُهُ سحّارُ ،
ووجَهُهُ نَوّارُ
كأنّهُ الدّينارُ،
دموعُ عيني غِزَارُ
الواحِدُ القهّارُ،
ونومُ عيني غِرَارُ
وفوْقَ رَأسي غُبارُ،
وتحتَ رجْلي بحَارُ
وحشْوُ رجْلي شرَارُ،
فأين، أين الفِرَارُ؟
مالي على ذا القهّارُ ،
أنْتَ الّذي تُسْتَجَارُ
وبي أُمورٌ كِبارُ
وفي حبيبي ازْوِرَارُ
عني ، وفيه نِفارُ ،
فليس تُلهِي العُقَارُ
عنه، ولا المزمارُ،
إذا النّدامَى أداروا
ما يمدحُ الخمّارُ
حمراءَ فيها اصْفِرَارُ
وعندهُمْ عَمّارُ
منَعَّمٌ ، بُنْدَارُ
في حقْوهِ زُنّارُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> نعزي أميرَ الْمُؤمِنينَ محمّداً،
نعزي أميرَ الْمُؤمِنينَ محمّداً،
رقم القصيدة : 25178
-----------------------------------
نعزي أميرَ الْمُؤمِنينَ محمّداً،
على خَيرِ ميْتٍ غيّبَتْهُ المقابرُ
وإنّ أميرَ المؤمنين محمّداً ،
لرابطُ جأشٍ للخطوبِ وصابرُ
زهت بأميرِ المؤمنين محمّداً ،
أسِرّة ُ مُلكٍ ، واسْتَقَرّتْ منابرُ
فلا زلتَ للإسلامِ عزّاً وناصراً،
كما أنتَ للإسلامِ عزٌّ ونَاصِرُ
ولا زلتَ مَرْعيّاً بعينٍ حفيظَة ٍ،
من الله لا تسطو عليكَ المقادرُ
تسوسُ أمورَ الناس تسعينَ حجّة ً
وهديُكَ محْمودٌ ، وعرْضُكَ وافرُ(29/478)
العصر العباسي >> أبو نواس >> قامَ الأمينُ بأمْرِ اللهِ في البَشَرِ
قامَ الأمينُ بأمْرِ اللهِ في البَشَرِ
رقم القصيدة : 25179
-----------------------------------
قامَ الأمينُ بأمْرِ اللهِ في البَشَرِ
واسْتَقْبَلَ الملْكَ في مسْتقبلِ الثمرِ
فالطّيْرُ تُخبِرُنَا، والطيرُ صادقة ٌ،
عن طيبِ عيشٍ وعن طولٍ من العُمُرِ
فيملِكُ الأرضَ أقصى ما تعدّ يدٌ ،
حتى يدبّ كليلَ الصّوْتِ والنظَرِ
قد زَيّنَ الله دُنْيانَا، وحسّنَها
بابْنِ الشّفِيعِ إلى الرّحمنِ في المطرِ
وازدادتِ الأرضُ لمّا ساسَها سَعَة ً،
حتى تضاعَفَ نور الشمسِ والقمرِ
العصر العباسي >> البحتري >> ألما يكف في طللي زرود
ألما يكف في طللي زرود
رقم القصيدة : 2518
-----------------------------------
ألما يكف في طللي زرود
بكاؤك دارس الدمن الهمود
ولوم الركب أن حييت ربعاً
تغير بعد معهده الجديد
ومن يدع المنازل لا يحيا
ولو أنهجن إنهاج البرود
تجود بأدمع بخلت رجال
بهن وما تعار سماع جود
ونلحى في مواصلة الغواني
وما تلحى الغواني في الصدود
عجبت لحيرتي وضلال رأيي
وكنت أراد للرأي الرشيد
ومن قصدي لرأس العين أسعى
إلى حظر بعقوتها زهيد
وبعض السعي للمرتاد حين،
وبعض الصنع في بعض القعود
غلبت على الصواب وصفدتني
ضرورات المطامع والجدود
وما تركي لمنبج واختياري
لرأس العين فعل من مريد
وما الخابور لي بدلا رضياً
من الساجور لو فكت قيودي
لئن أكدى الشآم فلست يوماً
لإجداء العراق بمستزيد
وغلات الضياع إن استبيحت
فليس تباح غلات القصيد
ألا إن ابن عباس حباني
بنعمى أظهرت بؤسى حسودي
فتى العرب المقدم في المعالي
على مدريها وذوي العمود
وسيدها الذي أعطته حق الـ
ــمسود في الرجال على المسود
تراها حيث كان إذا رأته
عناة اللحظ خاضعة خدود
لها الكنف الرحيب بساحتيه
وطول معرس الظل المديد
تعوذ بقدحها معه المعلى
وأنجمها بدولته السعود
لنعم مناخ أنضاء المطايا
عسفن إليه بيداً بعد بيد(29/479)
وحشو كتيبة جعلت غشاء
لعين الشمس من لهب الحديد
ولم أر مثله في الدهر يغدو
لمختلفات صوب أو صعود
أحد على العدو غرار سيف
وأكرم في الخطوب نجار عود
تمهل بعد إقصار المسامي
وتسليم المنافس والحسود
إلى شرف تسامى مرتقاه
ومطلعه إلى أمد بعيد
وبيت في أبي بكر منيف
على أبيات جعفر والوحيد
مناقب لا يزال الشعر فيها
طوال الدهر في شغل جديد
وألفيت القوافي كالأواخي
ضمن غوابر الشرف التليد
تضيع في الحديث على أناس
إذا قدمت وتحفظ في النشيد
ولم يدخر لأسرته كريم
عتاداً مثل قافية شرود
تميل وزنهم ببني ابيهم
كما مال الموالي بالعبيد
أبا موسى وما بك من بنو
عن الحق الملم ولا جمود
ولا اعتدوا عليك بخلف وعد
ولا نقصان سطو عن وعيد
فأين بحاجتي عن وشك نجح
وقد وشكت حاجات الوفود
يدافع مسلم عنها ويكنى
عن الإقرار فيها بالحجود
يحيل على سعيد، واعتمادي
على مائتيك لا مائتي سعيد
العصر العباسي >> أبو نواس >> تتيهُ الشمسُ ، والقمرُ المنيرُ
تتيهُ الشمسُ ، والقمرُ المنيرُ
رقم القصيدة : 25180
-----------------------------------
تتيهُ الشمسُ ، والقمرُ المنيرُ
إذا قلنا كانّكما الأميرُ
فإنْ يكُ أشْبهَا منه قليلاً،
فقد أخطاهما شبَهٌ كثيرُ
لأنّ الشمسَ تغرُبُ حينَ تمسي،
وأنّ البَدْرَ يُنقصُهُ المَسيرُ
ونورُ محمّدٍ أبداً تمامٌ ،
على وَضَحِ الطريقة ِ لا يَحُورُ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> أُتِيح لي يا سَهلُ مسْتَظْرَفٌ، أُتِيح لي يا سَهلُ مسْتَظْرَفٌ،
أُتِيح لي يا سَهلُ مسْتَظْرَفٌ، أُتِيح لي يا سَهلُ مسْتَظْرَفٌ،
رقم القصيدة : 25181
-----------------------------------
أُتِيح لي يا سَهلُ مسْتَظْرَفٌ، أُتِيح لي يا سَهلُ مسْتَظْرَفٌ،
تَسْحَرُ عيني عينُه السّاحرهْ
دنْيَاهُ ما شئْتَ ، ولكنّهُ
منافقٌ ليستْ له آخِرَهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> تتيهُ بكَ الدّنيا، وتزْهو المنابِرُ ،
تتيهُ بكَ الدّنيا، وتزْهو المنابِرُ ،(29/480)
رقم القصيدة : 25182
-----------------------------------
تتيهُ بكَ الدّنيا، وتزْهو المنابِرُ ،
وتُشْرِقُ نوراً حينَ تبدُو المقاصِرُ
ألا يا أمينَ الله، والملكَ الّذي
إذا ما بدا تحْبو إليْهِ الأكابرُ
لبسْتَ رداءَ الفَخْرِ في صُلْبِ آدمٍ ،
فما تنْتَهي إلاّ إليْكَ المفاخِرُ
وللهِ بَدْرٌ في السّماءِ مُنَوَّرٌ،
وأنْتَ لنا بدرٌ على الأرْضِ زاهِرُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد أصْبحَ الملكُ بالمُنى ظَفِرَا،
قد أصْبحَ الملكُ بالمُنى ظَفِرَا،
رقم القصيدة : 25183
-----------------------------------
قد أصْبحَ الملكُ بالمُنى ظَفِرَا،
كأنّما كانَ عاشقاً قدِرَا
قِيدَ بأشْطانِهِ إلى مَلِكٍ،
ماعشِقَ الملْكُ قبْلَهُ بشَرَا
حسبُكَ وجهُ الأمين من قمرٍ،
إذا طوَى الليلُ دونَكَ القمرَا
خليفة ٌ يعتني بأُمَتِهِ،
وإنْ أتَتْهُ ذنوبُها غَفَرَا
حتى لوِ اسْطاعَ من تحنِّنْهِ،
دافعَ عنها القضاءَ والقدَرَا !
العصر العباسي >> أبو نواس >> تذكّر أميرض اللهِ ، والعهدُ يُذكَرُ،
تذكّر أميرض اللهِ ، والعهدُ يُذكَرُ،
رقم القصيدة : 25184
-----------------------------------
تذكّر أميرض اللهِ ، والعهدُ يُذكَرُ،
مقامي ، وإنْشادِيكَ، والناسُ حُضّرُ
ونَثْري عليكَ الدُّرَّ، يا دُرّ هاشِمٍ،
فيا منْ رَأى دُرّاً على الدُّرِّ يُنثَرُ
أبوكَ الذي لم يملِكِ الأرْضَ مثلَهُ،
وعمّكَ موسى صِنْوُهُ المُتَخيَّرُ
وجَدّاكَ مهديّ الهُدى ، وشَقِيقهُ
أبو أُمّكَ الأدنى ، أبو الفضْل جعفرُ
وما مثْلُ منْصُورَيكَ منصُورِهاشمٍ ،
ومنْصُورِ قحْطان، إذا عُدّ مَفخَرُ
فمن ذا الذي يرْمي بسهْميكَ في الوَرَى
وعبْدُ منافٍ والداكَ، وحِميَرُ
تحسّنَتِ الدّنْيا بوجهِ خليفة ٍ ،
هو الصّبْحُ إلا أنه الدهرَ مُسفِرُ
إمامٌ يسوسُ الملْكَ تسعينَ حجّة ً،
عليه له منْه رداءٌ ومِئْزَرُ
يشيرُ إليه الجودُ من وجَنَاتِهِ ،
وينظرُ من أعْطافِهِ حينَ ينْظُرُ(29/481)
مضتْ لي شهورٌ مذ حُبِسْتُ ثلاثة ٌ
كأنّي قد أذْنَبْتُ ما ليس يُغْفَرُ
فإنْ كنْتُ لم أُذْنِبْ، ففيمَ حبَسْتَني ؟
وإن كنْتُ ذا ذَنْبٍ فعفوكَ أكْبَرُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> تكثّر ما استطعْتَ من الخطايا،
تكثّر ما استطعْتَ من الخطايا،
رقم القصيدة : 25185
-----------------------------------
تكثّر ما استطعْتَ من الخطايا،
فإنّكَ قاصدٌ ربّاً غَفُورَا
سيفْضي ذاكَ منكَ إلى نَعيمٍ ،
وتَلقَى ماجداً صمَداً شكُورَا
تعضّ نَدامَة ً كفّيْكَ مِمّا
تركْتَ مخافة َ النار السُرورَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أيها المُنتابُ عنْ عُفُرِهْ ،
أيها المُنتابُ عنْ عُفُرِهْ ،
رقم القصيدة : 25186
-----------------------------------
أيها المُنتابُ عنْ عُفُرِهْ ،
لستَ من ليلي، ولا سمرِهْ
لا أذودُ الطّيْرَ عن شجَرٍ،
قد بلوْتُ المرّ من ثمرِهْ
فاتّصِلْ ، إن كنتَ متّصِلاً ،
بقُوَى مَن أنْتَ منْ وَطَرِهْ
خفْتُ مأثورَ الحديثِ غداً ،
وغدٌ دانٍ لِمُنْتَظِرِهْ
خابَ مَنْ أسْرَى إلى بَلَدٍ،
غيْرِ معْلومٍ مدَى سفرِهْ
وسّدتْهُ ثِنْيَ ساعدِهِ،
سِنَة ٌ حلّتْ إلى شفرِهْ
فامْضِ لا تمْنُنْ عليّ يداً،
منُّكَ المعروفَ من كدَرِهْ
ربّ فتْيانٍ رَبَأتُهُمُ ،
مَسْقِطَ العيّوقِ من سحَرِهْ
فاتّقوا بي ما يريبُهُمُ ؛
إنّ تَقْوَى الشّرّ من حذَرِهْ
وابْنُ عمّ لا يُكاشفُنا،
قد لبسْناهُ على غَمَرِهْ
كمنَ الشّنْآنُ فيهِ لَنا،
ككمُونِ النارِ في حجَرِهْ
ورُضابٍ بتُّ أرشفُهُ ،
ينْقَعُ الظمآن من خَصَرِهْ
عَلّنيهِ خُوطُ إسْحِلَة ٍ،
لانَ مَتنَاهُ لِمُهتصِرِهْ
ذا ، ومُغْبَرٍّ مخارمُهُ،
تحْسِرُ الأبصارُ عن قُطُرِهْ
لا ترى عينُ المُبينِ بهِ
ما خَلا الآجالَ من بقرهْ
خاضَ بي لُجّيْهِ ذو حرَزٍ ،
يُفعمُ الفَضْلَينِ من ضَفرِهْ
يكتسي عُثْنُونُهُ زبداً ،
فنصيلاهُ إلى نحرِهْ
ثمّ يعتّم الحِجَاجُ بهِ ،
كاعتمامِ الفوفِ في عُشرِهْ
ثمّ تذروهُ الرياحُ، كما(29/482)
طار قطنُ النّدْفِ عن وَتَرِهْ
كلّ حاجاتي تَنَاولَها
وهو لم تنقُصْ قوَى أشرِهْ
ثمّ أدناني إلى ملكٍ ،
يأمنُ الجاني لدى حُجرِهْ
تأخُذُ الأيْدي مظالمَها،
ثمّ تسْتَذري إلى عُصُرِهْ
كيف لا يُدْنيكَ من أمَلٍ
مَنْ رَسولُ اللهِ من نفرهْ
فاسْلُ عن نَوْءٍ تؤمّلُهُ؛
حسبُكَ العباسُ من مَطرِهْ
ملكٌ قَلّ الشبيهُ لَهُ ،
لم تَقَعْ عيْنٌ على خطَرِهْ
لا تَغَطّى عنه مكرمة ٌ
ــرُبَى وادٍ ، ولا خمرِهْ
ذُلّلَتْ تلك الفِجاجُ لَهُ،
فهو مُخْتَارٌ على بَصَرِهْ
سبقَ التّفريطَ رائدُهُ ،
وكفَاهُ العيْنَ من أثرِهْ
وإذا مَجَّ القَنا عَلَقاً،
وتراءَى الموتُ في صُوَرِهْ
راحَ في ثِنْيَيْ مُفَاضَتِهِ،
أسَدٌ يدْمَى شبَا ظُفُرِهْ
تتأيّا الطّيرُ غُدْوَتَهُ ،
ثِقَة ً بالشّبْعِ من جَزَرِهْ
وترى السّادات مَاثِلَة ً،
لسلِيلِ الشمسِ من قمرِهْ
فهُمُ شَتّى ظنونهمُ،
حذرَ المكْنونِ من فِكَرِهْ
وكريمُ الخالِ من يمنٍ؛
وكريمُ العمّ من مُضَرِهْ
قد لبِسْتَ الدهرَ لبسَ فتى ً،
أخَذَ الآدابَ عن عِبَرِهْ
فادّخِرْ خيراً تُثابُ بهِ،
كلُّ مَدخورٍ لمُدّخِرِهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ديارُ نَوارٍ، ما ديارُ نَوارِ،
ديارُ نَوارٍ، ما ديارُ نَوارِ،
رقم القصيدة : 25187
-----------------------------------
ديارُ نَوارٍ، ما ديارُ نَوارِ،
كسَوْنَكَ شَجْواً هنّ منه عَوَارِ
يقولون في الشيبِ الوقارُ لأهْلِهِ،
وشيبي بحمد اللهِ غيرُ وَقَارِ
إذا كنتُ لا أنفكّ عن طاعة ِ الهوَى ،
فإنّ الهوَى يرْمي الفتى بيَوَارِ
فها إنّ قلبي لا محالة َ مائلٌ
إلى رَشإ يسْعَى بكأسِ عُقارِ
شمولٍ ، إذا شُجَتْ تقول عقيقَة ٌ ،
تنافَسَ فيها السّوْمُ بين تِجَارِ
كأنّ بقايا ما عَفَا من حَبابِها ،
تفاريقُ شيبٍ في سواد عذارِ
ترَدّتْ به ثمّ انْفرَتْ عن أديمه،
تفرّيَ ليلٍ عن بياضِ نهارِ
نعاطيكها كفٌّ كأنّ بَنَانَها ،
إذا اعْتَرَضَتْها، العين صفّ مدارِ(29/483)
حلفْتُ يميناً بَرّة ً لا يَشُوبُهَا
فجَارٌ، وما دهري يمين فجارِ
لقد قوّمَ العبّاسُ للنّاسِ حجّهُمْ،
وساسَ برهْبَانيّة ٍ ووقَارِ
وعَرَّفَهُمْ أعْلامَهُمْ ، وأراهمُ
منارَ الهدى موصُولة ً بمَنارِ
وأطْعَمَ حتى ما بمكّة َ آكِلٌ
وأعْطي عطايَا لم تكنْ بضِمارِ
وحُملانُ أبنَاءِ السبيلِ تراهمُ
قَطاراً ، إذا راحوا أمامَ قِطارِ
أبتْ لكَ يا عبّاسُ نفسٌ سخيّة ٌ
بزبرج دنيانا، وعتق نجارِ
وأنّك للمنصور، منصورِ هاشمٍ
وما بعده من غاية ٍ لفخارِ
فجَدّاكَ هذا خيرُ قحطان واحداً ،
وهذا إذا ما عُدّ خير نزارِ
إليكَ غدتْ بي حاجة ٌ لم أبحْ بها،
أخاف عليها شامتاً فأداري
فأرْخِ عليها سِتْرَ معْروفِكَ الذي
سترْتَ به قِدْماً عليّ عُواري
العصر العباسي >> أبو نواس >> وبلدة ٍ فيها زَوَرْ،
وبلدة ٍ فيها زَوَرْ،
رقم القصيدة : 25188
-----------------------------------
وبلدة ٍ فيها زَوَرْ،
صعراءَ تخطي في صَعَرْ
مرْتٍ، إذا الذئْبُ اقتَفَرْ
بها من القوْمِ الأثَرْ
كان له من الْجُزُرْ،
كلّ جنينٍ ما اشتكَرْ
ولا تَعَلاّهُ شَعَرْ
ميْتُ النَّسا، حيّ الشَّفَرْ
عسَفْتُها على فَطَرْ ،
يهزّهُ جِنّ الأشَرْ
لا مُتَشَكٍّ من سَدَرْ،
ولا قريبٌ منْ خَوَرْ
كأنّهُ بعد الضُّمُرْ،
وبعدَ ما جالَ الضُّفُرْ
وراحَ فَيْءٌ فَحَسَرْ،
جأتَ رُبَاعِ الْمُثّغَرْ
يحْدو بحُقْبٍ كالأكَرْ ،
تَرى بأثْبَاجِ القُصُرْ
منهنّ توْشيمَ الجُدَرْ ،
رَعَيْنَ أبْكارَ الْخُضَرْ
شهْرَيْ ربيعٍ وصفرْ ،
حتى إذا الفحْلُ جَفَرْ
وأَشْبَهَ السّفْيُ الإبَرْ ،
ونشّ إذْخارُ النُّقَرْ
قلْنَ له ما تأتمِرْ،
وهنّ إذْ قُلْنَ أشِرْ
غير عَواصٍ ما أمَرْ،
كأنّها لمنْ نَظَرْ
وَكبٌ يَشيمون مطَرْ،
حتى إذا الظلّ قصُرْ
يمّمْنَ من جنْبَي هَجَرْ
أخضرَ، طمّامَ العكرْ
وبين إخْفاقِ القَترْ
سارٍ، وليسَ للسمَرْ
ولا تِلاواتِ السوَرْ
يمْسَحُ مشرْنَاناً يُسُرْ
زُمّتْ يمشزورِ المِرَرْ(29/484)
لامٍ كحلْقُومِ النَّغَرْ
حتى إذا اصْطَفّ السَّطَرْ
أهْدى لهَا لوْ لمْ يُجرْ
دهْياءَ يحْدوها القدَرْ ،
فتلك عيْني لم تذرْ
شِبْهاً، إذا الآلُ مَهرْ،
إليْكَ كلّفْنا السّفَرْ
خوصاً يجاذين النُّخَرْ،
قد انطوَتْ منها السُّررْ
طيَّ القراريّ الحِبَرْ،
لم تَتَقَعّدْها الطِّيَرْ
ولا السنيحُ المزْدَجَرْ ،
يافضلُ للقوْم البُطُرْ
إذ ليس في الناس عَصَرْ،
ولا من الخوْفِ وَزَرْ
ونزلتْ إحدى الكُبَرْ،
وقِيلَ صمّاءُ الغِيَرْ
فالناسُ أبناءُ الحذَرْ،
فرّجْت هاتيكَ الغُمَرْ
عنّا ، وقد صابتْ بِقُرْ ،
كالشمس في شخص بشَرْ
أعْلى مجاريكَ الخطَرْ،
أبوكَ جَلّى عن مُضَرْ
قامَ كريماً فانْتَصَرْ
و الخوْفُ يقْري ويذَرْ
لما رأى الأمرَ الذًّكرْ،
ماحسّ من شيءٍ هبَرْ
وأنْتَ تَقْتافُ الأثَرْ
من ذي حُجولٍ وغُرَرْ
مُعيدُ وِرْدٍ وصَدَرْ،
وإنْ عَلا الأمرَ اقتدَرْ
فايْنَ أصْحابُ الغُمرْ ،
إذ شَرِبوا كأس المِقَرْ
أصْحَرْتَ إذ دبّوا الخَمرْ
شكراً ، وحرٌّ من شكرْ
فالله يُعْطِيكَ الشّبرْ،
وفي أعاديكَ الظّفَرْ
واللهُ من شاء نصَرْ ،
وأنتَ إن خفْنا الحَصَرْ
وهرّ دَهْرٌ وكَشَرْ
عن ناجِذَيْهْ ، وبَسَرْ
أغنيتَ ما أغنى المطرْ
وفيكَ أخلاقُ اليَسَرْ
حتى ترَى تلكَ الزُّمَرْ
تهْوي لأذقانِ الثّغرْ
من جذْبِ ألوَى لو نترْ
إليهِ طوداً لا نأطَرْ
صعْباً، إذا لاقى أبَرْ،
وإن هفا القوْمُ وقرْ
أو رهبوا الأمْرَ جَسَرْ،
ثمّ تسَامَى فَفَغَرْ
عن شِقشِقٍ ثمّ هدَرْ،
ثمّ تَجَافَى فَخَطَرْ
بذي سِبيبٍ وعُذْر،
يمصَعُ أطرافَ الإبَرْ
هل لك، والْهَلُّ خِيَرْ،
فيمنْ إذا غِبْتَ حَضَرْ
أو نالك القومُ أثَرْ،
وإن رأى خيراً نَشَرْ
أو كان تقصيرٌ عَذَرْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> جعلتُ عُبيْداً دونَ ما أناخائِفٌ،
جعلتُ عُبيْداً دونَ ما أناخائِفٌ،
رقم القصيدة : 25189
-----------------------------------
جعلتُ عُبيْداً دونَ ما أناخائِفٌ،(29/485)
وصَيّرْتُهُ بيْني وبينَ يدِ الدهْر
أشارَ إليْهِ النّاسُ من كلّ جانبٍ،
وقالوا أبو عَمروٍ لها، وأبو عَمْرِو
فتى ً لا يحبّ الكَسْبَ، إلا أحلَّه
ولا الكَنْزَ إلاّ منْ ثناءٍ ومنْ شُكْرِ
عيوفٌ لأخْلاقِ اللئامِ وهدْيهمْ،
وذو زَوَرٍ عمّا يقرّبُ من وِزْرِ
ويقصُرُ كفُّ الدهرِ عمّن أجَارهُ،
ويرعى من الآفات من حيث لا يدري
العصر العباسي >> البحتري >> وجدنا خلال أبي صالح
وجدنا خلال أبي صالح
رقم القصيدة : 2519
-----------------------------------
وَجَدْنا خِلاَلَ أبي صَالِحٍ
شَبَائِهَ ما شِدنَ من مَجْدِهِ
حَوَى، عن أبيهِ، الذي حَازَهُ
أبُوهُ المُهَذَّب عَنْ جَدّهِ
عَفافٌ يَعُودُ عَلى بَدْئِهِ،
وَهَدْيٌ يَسِيرُ عَلى قَصْدِهِ
فأيُّ عُلا لمْ يَنَلْ فَخْرَها،
وَجَزْلٍ منَ النَّيلِ لم يُسْدِهِ
هُوَ الغَيثُ يَنهَلُّ في صَوْبِهِ
دِراكاً، ويَعذُبُ في وِرْدِهِ
لَقَدْ عَلِقَتْ مِنْهُ آمَالُنا
بحَبلٍ غَرِيبِ النّدَى فَرْدِهِ
مُنَانَا، وَحاجَتُنا أنْ يَعِزّ
وأنْ يَمْنعَ الله مِنْ فَقْدِهِ
أبَا صَالِحٍ! أنتَ مَنْ لا يُدَلُّ
يَومَ الفَعَالِ على نِدّهِ
فِداكَ البَخيلُ مِنَ النّائِبَاتِ
وَصَرْفِ اللّيَالي، ولا تَفْدِهِ
أتَصْطَنِعُ اليَوْمَ أُكْرُومَةً
إلى مُثْمِرٍ لَكَ مِنْ وِدّهِ
فَقَدْ شَارَفَ النّجْحُ مِنْ سَيّدٍ
إذا جَادَ بالعُرْفِ لم يُكْدِهِ
وأمْرُ أبي الفَضْلِ في حَاجَتي،
بما فُزْتُ بالشّطْرِ من حَمْدِهِ
فَمِنْ عِندِكَ القَوْلَ مُسْتأنَفاً
لنَقْتَبِلَ الفِعْلَ مِنْ عِنْدِهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا يا أمينَ الله كيْفَ تحبّنا
ألا يا أمينَ الله كيْفَ تحبّنا
رقم القصيدة : 25190
-----------------------------------
ألا يا أمينَ الله كيْفَ تحبّنا
قلوبُ بني مروانَ والأمرُ ما تدري
وما بالُ موْلاهمْ لسرّكَ موْضِعاً،
وما باله أمْسى يشارك في الأمْرِ
تبيّنْ أمينَ الله في لحظاتِهِ(29/486)
شَنان بني العاصي، وحقْد بني صَخرِ
بنيتَ، بما خنْتَ الأميرَ ، سِقاية ً،
فلا شربوا إلاّ أمَرّ مِنَ الصّبْر
فما كنْتَ إلاّ مثل بائعة ِ اسْتِها،
تعود على المَرْضى به طلب الأجر
العصر العباسي >> أبو نواس >> مضَى أيلولُ، وارْتفَعَ الحرورُ،
مضَى أيلولُ، وارْتفَعَ الحرورُ،
رقم القصيدة : 25191
-----------------------------------
مضَى أيلولُ، وارْتفَعَ الحرورُ،
وأخْبَتْ نارَها الشّعرى العَبورُ
فقوما، فالقَحا خمراً بماءٍ،
فإنّ نتاجَ بينها السرورُ
نتَاجُ لا تدرّ عليه أُمّ
بحَمْلٍ لا تُعدّ له الشّهورُ
إذا الطّاساتُ كَرّتْها عليْنا،
تكوّنَ بيننا فلك يدورُ
تسيرُ نجومُه عجَلاً ورَيْثاً،
مشرِّقَة ً ، وتاراتٍ تغُورُ
إذا لمْ يجرِهِنّ القُطْبُ مِتْنَا،
وفي دوراتهِنّ لنَا نُشُورُ
رأيتُ الفضْلَ يأتي كلّ فضْلٍ،
فقلّ لهُ المُشاكلُ والنّظيرُ
و ما اسْتَغْلى أبو العيّاس مَدْحا،
ولم يكثُرْ عليه لهُ كثِيرُ
ولم تَكُ نفْسُهُ نفْسَينِ فيهِ
ليفْصِلَ بين رأيَيْهِ مُشِيرُ
تقبّلْتُ الرّبيعَ ندًى وبأساً،
وحَزْماً حين تحزُبني الأمورُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أمِنْكَ للْمكتومِ إظهارُ،
أمِنْكَ للْمكتومِ إظهارُ،
رقم القصيدة : 25192
-----------------------------------
أمِنْكَ للْمكتومِ إظهارُ،
أم منكَ تَغْبِيبٌ وإنكارُ
أحَلّ بالفُرْقة ِ لوْمي، وما
بان الألى أهْوى ، ولا ساروا
إلاّ لأنْ تُقلعَ عن قولها ،
مِكْثَارَة ٌ فينا، ومِكْثَارُ
ياذا الذي أُبْعِدُهُ للّذي
أسمع فيه، وهو الجارُ!
واحدة ٌ أُعطيك فيها العَشا،
إن قلتَ إنّي عنكَ صَبّارُ
وثانياً: إن قلتَ إنّي الّذي
أسْلاكَ إن شطّتْ بك الدارُ
ولسمٍ عليه جُنَنٌ للهَوَى ،
وضمُّهُ للوِردِ دُوّارُ
أضحكتُ عنه سنّ كِتمانهِ
وكان من شأنيَ إظهارُ
وجنّة لقّبت المنتهَى ،
ثم اسمُها في العجْم جُلاّرُ
سُنَّمَ في جنّاتِ عدْنٍ لها
من قُضُبِ العِقيانِ أنهَارُ(29/487)
وفتية ٍ ما مثْلُهُمْ فِتْيَة ٌ ،
كلّهمُ للقَصْفِ مُخْتَارُ
من كلّ محْض الجَدّ لم يضْطمِم
جَيْباً له مذْ كان أزْرارُ
يَلقون في القُرّاءِ أمثالَهُمْ
زِيّاً، وفي الشُّطَّارِ شُطّارُ
نادمتُهم يوماً، فلمّا دجا
ليلٌ وصاروا في الذي صاروا
قمتُ إلى مَبْرَكِ عيديّة ٍ ،
فانتخبوا الغُرَّة َ واختَاروا
وتحت رحلي طيّعٌ مَيْلَعٌ
أدمجها طيّ وإضْمَارُ
كأنّما برّز من حبلِها
تحت محاني الرّحلِ أسْوَارُ
لا والذي وافَى لرضوانهِ،
سارون حجّاجٌ وعُمّارُ
ماعدلَ العبّاسَ في جوده ،
رامٍ بدَفّاعَيّهِ ، تيّارُ
ولا دَلوحٌ ألِفَتْهُ الصَّبَا،
لدْنٌ على الملمسِ خَوّارُ
حتى غدا أوْطَفَ ما إنْ له
دون اعتناق الأرض إقصارُ
يا بن أبي العباس أنتَ الذي
سماؤهُ بالجودِ مِدْرَارُ
أتتك أشعاري، فأذريْتَها،
وفيك أشعارٌ وأشعارُ
يرجو ويخشى حالتيك الورى
كَأنّك الجنّة والنارُ
تَقَيّلا منك أباك الذي
جرتْ له في الخيرِ آثارُ
الراكبُ الأمرِ تعايَتْ بهِ
أقياسُ أقوام وأقْدارُ
كأنّه أبيضُ ذو رونَقٍ،
أخلصه الصيقلُ، بتّارُ
حفظُ وصايا عن أبٍ لم تشُبْ
معروفَهُ في الناس أكدارُ
كأنّ ربيعاً كاسمِه جادَه
منفهِقُ الأرجاء مهمارُ
يسقيه ما غَرّدَ ذو عُلْطة ٍ
في فَنَنٍ العِبريّ هَدّارُ
من عِصَمِ الناس وقد أسنَتوا،
ومن هُدى الناس وقد حارُوا
قومٌ كأنّ المُزْنَ معروفُهم
ينميهِمُ في المجدِ أخْطَارُ
حلّوا كداءٍ أبطحيْها ، فما
وارت من الكعبة ِ أسْتارُ
ليسوا بجانينَ على ناظرٍ
شَوْبانِ إحْلاءٌ وإمْرَارُ
كأنّما أوجههم ، رقّة ً ،
لها من اللّؤلُؤ أبْشَارُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إني أتَيْتُكُمُ من القَبْرِ،
إني أتَيْتُكُمُ من القَبْرِ،
رقم القصيدة : 25193
-----------------------------------
إني أتَيْتُكُمُ من القَبْرِ،
والنّاسُ محْتبِسونَ للْحَشْرِ
لولا أبو العبّاسِ ما نَظَرَتْ
عيْني إلى ولدٍ، ولا وَفْرِ
ألله ألبسني به نعماً ،(29/488)
شغَلتْ جسامتُها يديْ شكري
لُقّنْتُها من مُفهِمٍ، فهِمٍ،
فعقَدْتُها بأناملٍ عشْرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أتحْسبُني باكَرْتُ بعدك لذّة ً،
أتحْسبُني باكَرْتُ بعدك لذّة ً،
رقم القصيدة : 25194
-----------------------------------
أتحْسبُني باكَرْتُ بعدك لذّة ً،
أبا الفضل ، أو رَفّعتُ عن عاتقٍ خِدرا
أو انتفَعتْ عيْني بغابرِ نظرة ٍ،
أوْ أثْبَتُّ في كأسٍ لأشْرَبها ثَغْرَا
جفاني إذن يوْماً إلى اللّيلِ سيّدي،
وأضْحَتْ يميني من مواعيده صِفرَا
ولكنني استشعرْتُ ثوْبَ استكانَة ٍ،
فبتُّ، وكفّ الموتِ تحْفِرُ لي قبرَا
وحُقّ لمن أصْفيْتُهُ الودّ كُلّهُ ،
وأثْبَتُّ في عالي المحلّ له ذكرَا
بأنْ لا يرَى إلاّ لأمرِكَ طَاعَة ً،
و أن يكسُو اللّذّاتِ إذ عِفْتَها هُجرَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> وَعظَتكَ واعظَة ُ القتيرِ ،
وَعظَتكَ واعظَة ُ القتيرِ ،
رقم القصيدة : 25195
-----------------------------------
وَعظَتكَ واعظَة ُ القتيرِ ،
ونهتْكَ أُبّهَة ُ الكبيرِ
وَرَددْتَ ما كنتَ استعَرْ
تَ من الشبابِ إلى المعيرِ
ولقد تحُلّ بِعَقْوَة ِ الْـ
ــابِ مِنْ بَقَر القُصورِ
وبما تُواكبُهُنّ ما
بينَ الرُّصَافَة ِ والجُسورِ
صُورٌ إليكَ، مؤنّثا
تُ الدّلّ في زِيّ الذّكورِ
عُطْلُ الشّوَى ومواضعِ
الأسْوَارِ منها والنّحورِ
أُرْهِفْنَ إرْهَافَ الأعِنّـ
ـتة ِ ، والحمائلِ والسّيورِ
ومُوَقّرَاتٍ في القُرَا
طقِ والخناجرُ في الخصُورِ
أصْداغُهُنّ مُعَقْرَبَا
تُ ، والشوارِبُ من عبيرِ
مثل الظباءِ سمَتْ إلى
رَوْضٍ، صَوادرَ من غديرِ
زَهَرٌ يطيرُ فراشُهُ،
كتسأقُطِ الدّرّ النّثيرِ
فالآنَ صِرْتُ إلى النّهَى ،
وبَلَوْتُ عاقبَة َ السّرُورِ
هذا، وبَحْرِ تَنَائِفٍ،
وَعْرِ الإجازَة ِ والعُبُورِ
للجِنّ فيهِ حاضِرٌ،
جَمّ المجالسِ والسميرِ
قاربْتُ من مَبسوطِهِ ،
بالعنتريسِ العيسجورِ
لأزورَ صَفْوَ الله في الـ(29/489)
ـدنْيا من الكرم الخطيرِ
يافضْلُ ، جاوزْتَ المدى ،
فَجَلَلْتَ عن شِبهِ النظيرِ
وإذا العُيونُ تأمّلَتْـ
ـبَّرُ في العيونِ وفي الصّدورِ
فإذا العُقولُ تَفاطَنَتْـ
ـكَ عرَضْن في كرَم وخِيرِ
ـك صَدرْنَ عن طرْف حسيرِ
مازلتَ في عقْلِ الكبيـ
ـرِ، وأنتَ في سنّ الصّغيرِ
حتى تعصّرَتِ الشّبيـ
ـبة ُ، واكتسيْتَ من القتيرِ
عفُّ المداخلِ والمخا
رِجِ، والغَريزَة ، والضّمير
واللهُ خَصّ بكَ الخليـ
ــفة َ ، فاصْطفاكَ على بصِيرِ
فإذا ألاثَ بكَ الأمو
رَ كفَيْتَهُ قُحَمَ الأمورِ
آلَ التربيعِ ، فَضَلتمُ
فضلَ الخميسِ على العشيرِ
من قاسَ غيرَكمْ بكمْ ،
قتاس الثِّمادَ إلى البحورِ
أين النّجُومُ التّاليا
تُ من الأهِلّة ِ والبُدورِ
أين القلِيلُ بنُو القليـ
ـــلِ من الكثيرِ بني الكثيرِ
قوم كَفَوْا أيامَ مكّـ
ـة نازِلَ الخطبِ الكبيرِ
فتداركوا جُزُر الخلا
فة ِ ، وهْي شاسعة ُ النصيرِ
لولا مُقامهمُ بهَا
هوت الرّواسي من ثبيرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا مِنَّة ً إمْتَنّها السُّكْرُ،
يا مِنَّة ً إمْتَنّها السُّكْرُ،
رقم القصيدة : 25196
-----------------------------------
يا مِنَّة ً إمْتَنّها السُّكْرُ،
ما ينْقَضي مني لكَ الشّكْرُ
أعطتْكَ فوْقَ مُناكَ من قُبَلٍ
مَن قيلَ إنّ مرامَها وَعْرُ
يثْني إليكَ بها سَوالِفَهُ ،
رَشَأ صِناعَة ُ عيْنه السّحْرُ
ظلّتْ حُميّا الكأسِ تبْسُطُنَا
حتى تهَتّكَ بيْنَنَا السّتْرُ
في مجلسٍ ضَحكَ السرُورُ به
عن ناجِذَيْه، وحلّتِ الخمْرُ
ولقد تجوبُ بنا الفَلاة َ، إذا
صامَ النّهارُ ، وقالتِ العُفْرُ
شدَنِيّة ٌ رَعَتِ الحِمى فأتَتْ
ملْءَ الجبال كأنها قَصْرُ
تثني على الحاذيْن ذا خُصَلٍ،
تَعْمالُهُ الشّذَرَانُ والخطْرُ
أمّا إذا رفَعَتْه شامِذة ،
فتقول : رَنّق فوقها نَسْرُ
أمّا إذا وضَعتْه عارِضَة ،
فتقول: أُرْخِيَ فوقها ستْرُ
وتُسفّ أحْياناً ، فتحْسَبُهَا
مترسِّماً ، يقْتَادُهُ أثْرُ(29/490)
فإذا قَصَرْتَ لها الزّمامَ سمَا
فوْقَ المقادِمِ مَلْطَمٌ حُرّ
فكأنّها مُصْغٍ لتُسْمعَهُ
بعْضَ الحديثِ بأُذْنهِ وَقْرُ
تنْفي الشذا عنها بذي خُصَلٍ،
وَحْفِ السّبيبِ يزينُه الضّفْرُ
تَتْرى لإنْفاضٍ ، أضَرّ بهَا
جذْبُ الُرَى ، فخدودها صِفرُ
يرْمي إليكَ بها بنُو أمَلٍ ،
عتَبوا، فأعْتَبَهم بكَ الدَّهْرُ
أنتَ الخصيبُ، وهذه مصرُ،
فَتَدَفَّقَا فكلاكما بَحْرُ
لا تقْعُدا بيَ عن مدَى أمَلي
شيئاً ، فما لكما به عُذْرُ
ويحقّ لي ، إذ صرْتُ بيْنكما ،
ألاّ يُحِلّ بساحتي فَقْرُ
النيلُ ينعشُ ماؤهُ مصراً،
ونداكَ ينعشُ أهلَه الغمْرُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أجارة َ بَيْتَيْنَا أبوكِ غَيورُ،
أجارة َ بَيْتَيْنَا أبوكِ غَيورُ،
رقم القصيدة : 25197
-----------------------------------
أجارة َ بَيْتَيْنَا أبوكِ غَيورُ،
وميْسُورُ ما يُرْجَى لديْكِ عسِيرُ
و إن كنتِ لا خِلماً ولا أنتِ زوْجة ٌ
فلا برحَتْ دوني عليكِ ستُورُ
وجاوَرْتُ قوْماً لا تزاوُرَ بينهمْ ،
ولا وَصْلَ إلاّ أن يكونَ نُشُورُ
فما أنا بالمشْغُوفِ شَرْبَة َ لازِبٍ ،
ولا كلّ سلطانٍ عليّ قَديرُ
وإنّي لِطَرْفِ العينِ بالعينِ زَاجِرٌ،
فقد كدْتُ لا يخْفى عليّ ضميرُ
كما نظرتْ ، والريحُ ساكنة ٌ لها ،
عُقابٌ بأرساغِ اليديْن نَدُورُ
طوتْ ليلتين القُوتَ عن ذي ضَرُورَة ٍ
أُزَيْغِبَ لم ينْبُتْ عليهِ شَكِيرُ
فأوْفَتْ على عَلْياءَ حينَ بَدَالَها
من الشمْسِ قَرْنٌ، والضّرِيبُ يمورُ
يقلّبُ طَرْفاً في حِجاجَيْ مَغارَة ٍ ،
من الرأس ، لم يدْخُلْ عليه ذَرُورُ
تقولُ التي عن بيتها خفّ مرْكبي :
عزيزٌ علينا أن نَرَاكَ تَسيرُ
أما دونَ مصْرٍ للغنَى مُتَطَلّبٌ؟
بلى إنّ أسْبابض الغِنَى بكثيرُ
فقلتُ لها: واستعجلَتْها بَوَادِرٌ ،
جرتْ ، فجرى في جرْيهِنّ عبيرُ :
ذريني أكَثّرْ حاسديكِ برِحْلَة ٍ،
إلى بلَدٍ فيه الخصيبُ أميرُ
إذا لم تَزُرْ أرْضَ الخصِيبِ ركابُنا،(29/491)
فأيّ فتى ً ، بعدَ الخصيبِ ، تَزُورُ
فتًى يشْتري حسْنَ الثناءِ بمالِهِ،
ويعْلَمُ أنّ الدّائِرَاتِ تَدُورُ
فما جازَهُ جُودُ ، ولا حَلّ دونَه،
ولكنْ يصيرُ الجودُ حيثُ يصيرُ
فلمْ تَرَ عيني سُؤدَداً مثلَ سُؤدَدٍ،
يحِلّ أبو نَصْرٍ به، ويَسِيرُ
سموتَ لأهلِ الجوْرِ في حال أمنِهمْ ،
فأضحو وكلٌّ في الوثاق أسِيرُ
إذا قام غَنّتْهُ على السّاقِ حِلية ٌ،
لها خُطوة ٌ عند القيام قصيرُ
فمنْ يكُ أمْسَى جاهِلاً بمقالتي ،
فإنّ ألأمِيرَ المُؤمنينَ خَبِيرُ
ومازلتَ توليهِ النصيحة َ يافِعاً
إلى أن بدا في العارضَينِ قتيرُ
إذا غالَهُ أمرٌ ، فإمّا كفَيْتَهُ ،
وإمّا عليه بالكِفاءِ تُشِيرُ
إليكَ رمَتْ بالقَوْمِ هُوجٌ كأنّما
جماجمها ، فوق الحِجاجِ ، قبورُ
رحلْنَ بنا من عَقْرقُوفَ، وقد بدا
من الصّبْحِ مفتوقُ الأديمِ شهيرُ
فما نجدَتْ بالماءِ حتى رأيتُهَا
معَ الشّمسِ في عينيْ أباغَ تغُورُ
وغُمّرْنض من ماءِ النُّقَيْبِ بشَرْبَة ٍ،
وقد حانَ من ديك الصّباحِ زميرُ
ووافَينَ إشْرَاقاً كنائسَ تدْمُرٍ ،
وهنّ إلى رَعْنِ المُدخِّنِ صُورُ
يُؤمّمْنَ أهْلَ الغُوطَتَينِ كأنّمَا
لها، عند أهلِ الغوطتينِ، ثُؤورُ
وأصْبحنَ بالجوْلان يرْضَخن صَخرَها،
ولم يَبْقَ من أجْراحِهِنّ شُطورُ
وقاسَيْنَ لَيْلاً دونَ بَيْسانَ لم يكَدْ
سنَا صُبْحِهِ ، للناظرينَ ، يُنِيرُ
وأصْبحنَ قد فوّزْنَ من نهرِ فُطرُسٍ،
وهُنّ عنِ البيْتِ المقدّسِ زُورُ
طوالبَ بالرّكْبانِ غزة َ هاشمٍ،
وفي الفَرَمَا ، من حاجِهِنّ ، شُقُورُ
ولَمّا أتَتْ فُسْطاطَ مصْرٍ أجارَهَا
على رَكبِها، أن لا تزالَ، مجيرُ
من القوْمِ بسّامٌ كأنّ جبينَهُ
سنَا الفجْرِ يسْري ضوؤه ويُنيرُ
زَها بالخصِيبِ السيْفُ والرّمحُ في الوَغَى ،
وفي السّلْمِ يزْهُو مِنْبرٌ وسَرِيرُ
جوادٌ إذا الأيْدي كفَفْنَ عن النّدى ،
ومن دونِ عَوْراتِ النساءِ غَيُورُ
لَهُ سَلَفٌ في الأعجَمين كأنّهمْ(29/492)
إذا اسْتُؤذِنوا يوْمَ السّلامِ بدُورُ
وإني جديرُ ، إذ بلغْتُكَ بالمُنى ،
وأنْتَ بما أمّلْتُ منكَ جديرُ
فإنْ تُولِني منك الجَمِيلَ ، فأهْلُهُ ،
وإلاّ فإنّي عاذرٌ وشَكُورُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وما أنْزَرَ الطَّرْفَ فيمنْ نرَى ،
وما أنْزَرَ الطَّرْفَ فيمنْ نرَى ،
رقم القصيدة : 25198
-----------------------------------
وما أنْزَرَ الطَّرْفَ فيمنْ نرَى ،
ولوْ أصْبحوا مِلحَصَى أكْثَرَا
سوى رجلٍ ضمنتْه الطريقُ،
ونحنُ ضُحًى نقصدُ العسْكَرَا
فقال، وأزكنني شاعراً،
وأزكنْتُهُ فطِناً مُفْكِرَا
أتُنْشِدُني بعْضَ ما صغْتَهُ،
ولا تدَعِ الأجْوَدَ الأفْخَرَا
فأنْشدتُه مِدَحَ البرْمكِيّ،
أبي الفضْلِ، أعني الفتى جعْفرَا
فأعْجَبَني ظرْفه ، إذ يقولُ :
مديحكَ دُرّ، فهَلْ درّرَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذا أنشَدَ داود،
إذا أنشَدَ داود،
رقم القصيدة : 25199
-----------------------------------
إذا أنشَدَ داود،
فقل أحْسَنَ بَشّارُ
له من شعْرِهِ الغَثِّ،
إذا ما شاءَ ، أشْعارُ
وما منها له شيءٌ
ألا هذا هو العَارُ
العصر العباسي >> البحتري >> نبتت لحية شقرا
نبتت لحية شقرا
رقم القصيدة : 2520
-----------------------------------
نَبَتَتْ لِحْيَةُ شقْرَا
نَ شَقِيقِ النفسِ بَعْدي
حُلِقَتْ، كيْفَ أتَتْهُ
قبْلَ أن يُنْجِزَ وَعدي
العصر العباسي >> أبو نواس >> لم تدْرِ جارتنا ، ولا تدري
لم تدْرِ جارتنا ، ولا تدري
رقم القصيدة : 25200
-----------------------------------
لم تدْرِ جارتنا ، ولا تدري
أنّ الملامَة َ إنّما تُغْري
هبّتْ تلومُكَ غيْرَ عاذِرَة ٍ ،
ولقدْ بدَا لكَ أوْسَعُ العُذْرِ
واستبعدتْ مِصراً ، ومات بعُدتْ ،
أرْضٌ يحُلّ بها أبو نصْرِ
ولقد وصلتُ بك الرجاءَ ولي
مَندوحَة ٌ، لو شئتُ، عن مصرِ
فيما تُنافِسُهُ الملوكُ من الـ
ــحُورِ الحِسانِ ، وعاتِقِ الخمرِ
ومحَدّثٍ كثُرَتْ طرائفُه،(29/493)
عانٍ لديّ بقلّة ِ الوَفْرِ
إني لآمل، يا خصيب، على
يدِكَ اليَسارَة َ آخرَ الدّهْرِ
وكذاكَ نعْم السّوقُ أنتَ لمنْ
كسدَتْ عليه تجارة ُ الشّعرِ
أنْتَ المبرِّزُ يومَ سَبْقهِمُ،
إنّ الجَوَادَ بعُرْفِهِ يجْري
علم الخليفة ُ أنّ نعْمتَهُ
حلّتْ بساحة طيّبِ النّشْرِ
كافٍ ، إذا عَصَبَ الأمورَ بهِ ،
ماضي العَزيمَة ِ ، جامعُ الأمْرِ
فانْقَعْ بسيْبِكَ غُلّة ً نزَحَتْ
بي عن بلادي ، وارْتهن شكري
العصر العباسي >> أبو نواس >> قولاً لعبّاسٍ لكيْ يدري
قولاً لعبّاسٍ لكيْ يدري
رقم القصيدة : 25201
-----------------------------------
قولاً لعبّاسٍ لكيْ يدري
لغُلامِ عكٍّ قُدْوَة ِ المِصْرِ
فيما الكتابُ إليّ تخبرُني
بسلامَة ٍ في البَطْنِ والظّهرِ
وبحُسنِ صُنعِ الله، يا عجبا
لكَ ، في جميعِ الشّأنِ والأمْرِ
أأرَدْتَ أن تأتي عليّ بما
حدّثتني، وتغمّني دهري
هذا، وتذكُرُني لكلّ أخٍ،
يغْشاكَ، ذكْرَ المادحِ الْمُطري
لتزينني ، والشّينُ ذكرُكَ لي ،
فاذكر هناتك والْهُ عن ذكري
واقْطعْ بسيفٍ صارمٍ ذكرٍ
أسبابَ كُتْبٍ بيننا تجْري
فإنِ امتَنَعْتَ ، فَلا مُوَاتَرَة ٌ ،
حسْبي كتابٌ منك في الدهْرِ
فإذا هممْتَ، ولا هممْتَ به،
فبشَعرَة ٍ، واكتبْ من البحْرِ
واجمعْ حوائجك التي حضرَتْ
عند الكتابِ إليّ في سَطرِ
ما ذاك إلا أنّني رجلٌ ،
لا أستخفّ صداقة َ البصْري
ذهبتْ بنا كُوفانُ مذهبَها،
وعدمْتُ عن ظرفائها صبري
العصر العباسي >> أبو نواس >> وَجدتُ لكُلّ الناسِ في الجودِ خِطّة ً
وَجدتُ لكُلّ الناسِ في الجودِ خِطّة ً
رقم القصيدة : 25202
-----------------------------------
وَجدتُ لكُلّ الناسِ في الجودِ خِطّة ً
ولو كان سقْي الماء في منْتَهَى القُرِّ
سوى المعْبَدِيّينَ الّذين قدورُهمْ
تحَرّزَ فيها العنكبوتُ من الحرِّ
همُ أحرزوا الرُّغْفَانَ حت تَكلّمَتْ :
أمِنّا بحَوْلِ الله من حَذَرِ الكَسْرِ(29/494)
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذا ما كنْتَ عند قِيانِ موسى ،
إذا ما كنْتَ عند قِيانِ موسى ،
رقم القصيدة : 25203
-----------------------------------
إذا ما كنْتَ عند قِيانِ موسى ،
فعند اللهِ، فاحتسِبِ السّرُورَا
خنافسُ خلْفَ عيدانٍ قُعودٌ ،
يُطَوّلُ قرْبُها اليومَ القَصِيرَا
إذا غنّيْنَ صَوْتاً كان موْتاً،
وهجْنَ به عليك الزّمهريرَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> قلْ لمن يدّعي سُليماً سَفاهاً:
قلْ لمن يدّعي سُليماً سَفاهاً:
رقم القصيدة : 25204
-----------------------------------
قلْ لمن يدّعي سُليماً سَفاهاً:
لسْتَ منها ولا قُلامَة َ ظُفْرِ
إنما أنتَ من سُليمٍ كواوٍ
أُلحقَتْ في الهجاءِ ظلماً بعَمرِو
العصر العباسي >> أبو نواس >> دعِ الرّسْمَ الذي دثَرَا،
دعِ الرّسْمَ الذي دثَرَا،
رقم القصيدة : 25205
-----------------------------------
دعِ الرّسْمَ الذي دثَرَا،
يقاسي الرّيحَ والمطَرَا
وكنْ رجلاً أضاعَ العلْـ
ــمَ في اللّذّاتِ والخطَرَا
ألمْ ترَ ما بنى كسرَى ،
بعازِبِ حَرّة ٍ يُلْقَى
مَنَازِهُ بين دِجلَة َ والْـ
ـفُرَاتِ تفيّأتْ شجَرَ ا
بأرْضٍ باعَدَ الرّحْـ
ـمنُ عنها الطلحَ والعُشَرَا
ولم يجعل مصَايدَهَا
يَرابِيعاً، ولا وَحَرَا
ولكنْ حورُ غزْلانٍ
تراعي بالْمَلا بقَرَا
وإنْ شئْنَا حثَثْنا الطّيْـ
ـر من حافاتِها زُمَرَا
و'ن قلنا اقتُلوا عنكمْ ،
يباكرْ شَرْبُها الخمَرَا
أتاكَ حَليبُ صأفية ٍ
شَجَا قَطْفاً ومعْتَصَرَا
فذاكَ العيش لا سِيداً
بقَفرَتِها، ولا وَبَرَا
بعازِبِ حضرّة ٍ يُلْفَى
بها العصْفورُ منْجَحِرَا
إذا ما كنتَ بالأشيا
ءِ في الأعرابِ معتَبرَا
فإنّكَ أيّما رجُلٍ،
ورَدتَ ، فلمْ تجد صَدَرَا
ومن عجبٍ لعشقهم الـ
ــجُفَاة َ الجُلْفَ والصّحرَا
فقيل مُرقّشٌ أودي ،
ولم يعجزْ وقد قدرَا
وقد أودى ابن عجلانٍ ،
ولم يفْطنْ له خَبَرَا
فحدّثَ كاذباً عنه،
وقال بغيْرِ ما شَعرَا(29/495)
ولو كانَ ابْنُ عجلانٍ
من البَلْوَى كما ذُكِرَا
ومرّ يريدُ ديوانَ الْـ
ـهوَى وأخَبّه عُذُرَا
تعدُّ الشيحَ والقيْصُو
م، والفقْهاءَ والسمُرَا
جَنِيّ الآسِ والنّسْرِيـ
ــنِ والسّوْسانِ إن زهرَا
ويُغْنِيها عن المرْجا
ن أن تتقلّدَ البعرَا
وتغْدُو في بَرَاجِدِهَا
تصِيدُ الذّئبُ والنمرَا
أما واللهِ لا أشَرا ،
حلفْتُ به ولا بطرَا
لَوَ انّ مُرَقَّشاً حيّ
كأنّ ثيابهُ أطْلَعْـ
ــنَ من أزْرَارِهِ قمَرَا
ومرّ يريدُ ديونض الْـ
ــخَرَاجِ مُضَمَّخاً عطِرَا
بوجْهٍ سابرِيٍّ لوْ
تصَوّبَ ماؤهُ قطَرَا
وقدْ خطّتْ حواضِنُهُ
له من عنْبرٍ طُرَرَا
بعينٍ خالط التّفْتِيـ
ـــرُ في أجْفانِها الحوَرَا
يزيدكَ وجْهُهُ حسْناً ،
إذا ما زِدْتَهُ نظرَا
لأيْقَنَ أن حبّ المرْ
دِ يُلْفَى سهلهُ وعَرَا
ولا سيما، وبعضُهُمُ
إذا حيّيْتَهُ انْتَهَرَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> قل لزُهيْرٍ، إذا اتّكا وشدَا :
قل لزُهيْرٍ، إذا اتّكا وشدَا :
رقم القصيدة : 25206
-----------------------------------
قل لزُهيْرٍ، إذا اتّكا وشدَا :
أقْلِلْ أو اكْثِرْ، فأنْتَ مهذارُ
سخُنْتَ من شدّة البرُودة ِ حـ
ـتّى صرْتَ عندي كأنك النّارُ
لا يعجِبِ السامعون من صفتي
كذلك الثلْحُ باردٌ حَارُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أيا أمينَ اللهِ منْ للنّدَى ،
أيا أمينَ اللهِ منْ للنّدَى ،
رقم القصيدة : 25207
-----------------------------------
أيا أمينَ اللهِ منْ للنّدَى ،
وعِصْمة ِ الضَّعْفَى ، وفَكِّ الأسِيرْ
خلّفْتَنَا بعْدَكَ نبْكي عَلى
دُنْياكَ والدّينِ بدمْعٍ غزيرْ
يا وَحْشَتَا بعْدَك! ماذا بنَا
أحلّ من ضَنكٍ صُروفَ الدهورْ
لاخيرَ للأحْياءِ في عيشِهِمْ
بعدَك، والزّلْفَى لأهلِ القُبورْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ومُستعبِدٍ إخوانَهُ بثرائِهِ
ومُستعبِدٍ إخوانَهُ بثرائِهِ
رقم القصيدة : 25208
-----------------------------------(29/496)
ومُستعبِدٍ إخوانَهُ بثرائِهِ
لبستُ لهُ كِبْراً ، أبرّ على الكِبرِ
إذا ضَمّني يوْماً وإيّاهُ محْفِلٌ
رأى جانبي وَعراً يزيد على الوعرِ
أُخالِفُهُ في شكْله، وأجرّهُ
على المنْطقِ المنزورِ، والنظرِ الشزْرِ
لقد زادَني تِيهاً على الناس أنّني
أرانيَ أغناهمْ ، وإن كنتُ ذا فقرِ
فوَاللهِ لا يُبْدي لساني لجاجَة ً
إلى أحَدٍ حتى أُغَيَّبَ في القبرِ
فلا تطمعَنْ في ذاك منّيَ سوقة ٌ
ولا مِلكُ الدنيا المحجَّبُ في القصرِ
فلو لم أرِثْ فخراً لكانتْ صِيانتي
فمي عن سؤال الناس حسبي من الفخر
العصر العباسي >> أبو نواس >> حيّ رَبْعَ الغِنى ، وأطلالَ حسْنِ الـ
حيّ رَبْعَ الغِنى ، وأطلالَ حسْنِ الـ
رقم القصيدة : 25209
-----------------------------------
حيّ رَبْعَ الغِنى ، وأطلالَ حسْنِ الـ
ـحالِ أقْوَيْنَ من زمانٍ ودهْرِ
جادَها وابِلٌ مُلِثّ من الإفْـ
ــلاسِ تمْرِيهِ ريحُ بؤسٍ وضُرِّ
ثاوِياتٌ ما بينَ دارٍ لَقيطٍ ،
ما يُزَايِلْنَها، فكُتّاب بحْرِ
فحِذاءَ الصبّاغ من دار تيجا
ت إلى الجدول الذي ليس يجري
ترْتعي عفْرَ شدّة ِ الحال فيها
وظِبَا فاقة ٍ ، وظُلمانُ فَقْرِ
لم يزرْ من سكّانها حاجثُ الأ
يّامِ إلا فتى ً أُعينَ بصَبْرِ
جوفَ بيتٍ منها خواءٍ خرابٍ،
ذهب السيل منه شطْرا بشطْر
عدِمَ المؤنِسين غيرَ كراريـ
ـسُ يُسلّبن همّه في قمطْر
وجُزَازٍ فيها الغريبُ، إذا جا
عَ قراها ، فمالَ بطا لطهْر
ثمّ والى بين الْجُشاءِ، كأن قَدْ
بيع الشبع من ......... جُزْر
والرّقاشيّ منْ تكرّمِهِ تَجْـ
ـزأُ أمْعاؤهُ بإنْشادِ شعْرِ
العصر العباسي >> البحتري >> يا أبا غانم غنمت ولا زا
يا أبا غانم غنمت ولا زا
رقم القصيدة : 2521
-----------------------------------
يا أبا غانِمٍ غَنِمتَ، وَلا زَا
لَتْ عِهادُ الأنْوَاءِ تَسقي بلادَكْ
أبْهَجَتْ زَوْرَةُ الوَزِيرِ أخِلاّ
ءَكَ جَمعاً، وَأرْغمتْ حُسّادَكْ(29/497)
لَيْتَ أنّا مِثلَ اعتِلالِكَ نَعتَلُّ
عَلى أنْ يَعُودَنَا مَنْ عَادَكْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا قلْ لعمْروٍ كيْفَ أنيَ واحدٌ،
ألا قلْ لعمْروٍ كيْفَ أنيَ واحدٌ،
رقم القصيدة : 25210
-----------------------------------
ألا قلْ لعمْروٍ كيْفَ أنيَ واحدٌ،
ومثْلُكَ يا ذا في الأنامِ كثيرُ
قطعْتَ إخائي بادِئاً، وجفوْتَني ،
وليسَ أخي مَن في الوداد يجورُ
ولو أنّ بعْضي رَابَني لقطَعْتُه،
فكيفَ تَراني للعدُوّ أصيرُ
عليكَ سلامٌ، سوفَ دون لقائكمْ
تمُرّ شهورٌ بعْدَهُنّ شهورُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قولا لإخواني أرى ودّعُمْ
قولا لإخواني أرى ودّعُمْ
رقم القصيدة : 25211
-----------------------------------
قولا لإخواني أرى ودّعُمْ
أوْدتْ به عقاربٌ تسْري
وعاد ما عاوَدْتُ من وَصْلكمْ
عِندِي، وَبالاً آخِرَ الدّهْرِ
وصرْتُ، والأمثالُ مضْرُوبَة ٌ
في بعض ما يُؤَثّرُ في الشعْرِ
كالأمَة ِ الوَرْهاءِ، لا ماءَهَا
أبْقَتْ، ولا أبقتْ أذى البطْرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذا ما افترَقنا فادْرِ أن لستَ من ذكري ،
إذا ما افترَقنا فادْرِ أن لستَ من ذكري ،
رقم القصيدة : 25212
-----------------------------------
إذا ما افترَقنا فادْرِ أن لستَ من ذكري ،
ولاتَكُ في شَكّ ، كأنّك لاتدري
وخُتَّ على عَمْدٍ، بعلمِكَ، وانسَني،
ولا ترَ لي الإحسانَ يوْماً من الدّهرِ
كشفتُ خبيئاتِ الأمورِ، وأدْرَكَتْ
يدِي فَلَتاتِ الرّأي في مُبتدَا الأمْرِ
عليكَ سلامٌ، لا لِوُدّ رعيْتَهُ،
ولكِنّ مثْلي لا يُقيمُ على صُغْرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لَمّا غَدا الثعْلَبُ منْ وِجارِهِ،
لَمّا غَدا الثعْلَبُ منْ وِجارِهِ،
رقم القصيدة : 25213
-----------------------------------
لَمّا غَدا الثعْلَبُ منْ وِجارِهِ،
يَلتمِسُ الكسْبَ على صِغارِهِ
جَذْلانَ قدْ هَيَّجَ من دُوّارِهِ
عارَضْتُهُ في سَنَن امْتيارِهِ(29/498)
بِضَرِمٍ يَمْرَحُ في شِوَارِهِ،
في الحَلَقِ الصُّفْرِ وفي أسيارِهِ
مضْطرِمَ القُصرَى من اضْطمارِهِ،
قد نحَتَ التلويحُ من أقطارِهِ
منْ بعْدِ ما كانَ إلى أصبارِهِ ،
غضّاً كستْهُ الخورُ من عِشارِهِ
أيامَ لا يُحْبَسُ منْ عِثارِهِ ،
وهْوَ طَلى ً لم يدْنُ من شِفارِهِ
في منزِلٍ يحجُبُ عن زُوّارِهِ ،
يُساس فيه طَرَفيْ نهارِهِ
حتى إذا أحمدَ في ابتيارِهِ،
وآضَ مثلَ القُلبِ من نُضَارِهِ
كأنّما قُرّبَ منْ هِجَارِهِ ،
يجمع قُطريه من انْضمارِهِ
وإنْ تمَطّى تمّ في أشْبارِهِ ،
عَشْرٌ، إذا قُدّرَ في اقتدارِهِ
كأنّ لَحْيَيْهِ لدى افتِرَارِهِ،
شَكّ مساميرٍ على طوارِهِ
كأنّ، خلْفَ ملتقى أشفاره،
جمرَ غَضى ً يُدمِن في استعارِه
سِمْعٌ ، إذا استرْوَحَ لمْ تمارِه ،
إلاّ بأنْ يُطلَقَ من عِذارِهِ
فانصَاعَ كالكوكبِ في انحدارِهِ،
لفْتَ المشير مَوْهِناً بنارِهِ
حتى إذا أخْصَفَ في إحضَارِهِ،
خرّقَ أذْنَيْهِ شبَا أظْفَارِهِ
حتى إذا ما انْشَامَ في غُبارِهِ ،
عافَرَهُ أخْرَقُ في عِفارِهِ
فتَلتَلَ المفْصِلَ من فِقارِهِ،
وقدّ عنه جانبي صِدَارِهِ
لا خير في الثعلبِ في ابتكارِه !
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذا الشّياطينُ رأتْ زُنْبورَا،
إذا الشّياطينُ رأتْ زُنْبورَا،
رقم القصيدة : 25214
-----------------------------------
إذا الشّياطينُ رأتْ زُنْبورَا،
قدْ قُلّدَ الحلْقَة َ والسُّيورَا
دَعت لخُزَّتنِ الفَلا ثُبورَا ،
أدْفَى ترى في شِدْقهِ تأخيرَا
ترى إذا عارضتَهُ مغرُورَا ،
خناجِراً قد نبتتْ سطورَا
مشبَّكاتٍ تنظمُ السحورَا ،
أُحْكِمَ في تأديبه صَغيرَا !
حتى توفّى الستّة َ الشهورَا،
من سنَة ٍ أو بلغ الشفورَا
وعرف الإيحاءَ والصّفيرَا،
و الكفّ أن تومىء أو تشيرا
يعطيكَ أقصَى حُضرِه الموفورَا ،
شدّاً ترى من همزِهِ الأُظفورَا
منتشطاً من أُذنه سُيُورَا،
فما يزالُ والغاً تامُورَا
من ثعلبٍ غادَرَهُ عفيرَا ،(29/499)
أو أرنب جوّرها تجويرا
فأمتَعَ الله به الأميرَا!
ولا يزالُ فرحاً مسرورَا !
مكرَّماً من غبطة ٍ مبرورَا،
يزيّنُ المنبَرَ والسّريرَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد أغتَدي والليلُ في اعْتِكارِهِ،
قد أغتَدي والليلُ في اعْتِكارِهِ،
رقم القصيدة : 25215
-----------------------------------
قد أغتَدي والليلُ في اعْتِكارِهِ،
بأغضفٍ يمُوجُ في شِوَارِهِ
مؤدَّبٍ ما يُصْطلى بنارِهِ،
كالوتَر المخضَرِّ في إمرارِهِ
أشرَفَ متناهث على فِقارِهِ،
يسبقُ مرَّ الريح في إحضارِهِ
في حِسّ جِنّيٍّ على إصرَارِهِ،
سِمْعُ فلاة ٍ غيرَ ما اقشِعْرَارِهِ
لا يُمهلُ الظبْيَ على إقدارِهِ،
حتى يُرَى بَين شَبا أظفارِهِ
قبل رجوعِ الطرفِ عن إمرارِهِ ،
محلّه من يَمَنٍ ودارِهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قدْ أغْتَدي، والصّبْحُ مشهورُ،
قدْ أغْتَدي، والصّبْحُ مشهورُ،
رقم القصيدة : 25216
-----------------------------------
قدْ أغْتَدي، والصّبْحُ مشهورُ،
قَدْ طَلَعَتْ فِيهِ التّبَاشِيرُ
بمُخطَفِ الأيْلُلِ في خَطمِهِ
طولٌ، وفي شدْقَيهِ تَأخِيرُ
عملَّسُ العَجْزِ، بعيدُ الخُطى ،
مسلْجمُ المَتْنَيْنِ مِحْضِيرُ
حتى ذعرنَا كُنُساً لم يُصَبْ
بها من الأحْداثِ مَقْدُورُ
اقترَنَتْ من خشيَة ٍ للرّدَى
عفّرَهَا في النّقعِ زُنْبُورُ
كأنّهُ سَهْمٌ إلى غايَة ٍ،
أو كوكبٌ في الأفقِ محدورُ
فحانَ منها قَرْهَبٌ عُفّرتْ
من بعدِه عَنزٌ ويَعْفُورُ
حتّى إذا وَالى لَنا أربعاً،
واثنين، والمجهودُ موْفورُ
رُحْنا بهِ نَنْضَحُ أعطافَهُ ،
وهْو بما أولاهُ مشْكُورُ
رحنا به في ترْبَة ِ ، إذ أتَتْ
ومثْلُهُ للجهدِ مذْخُورُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا أيّها المُطنِبُ ذا الغرورِ ،
يا أيّها المُطنِبُ ذا الغرورِ ،
رقم القصيدة : 25217
-----------------------------------
يا أيّها المُطنِبُ ذا الغرورِ ،
في صِفَة ِ السّودِ منَ الطّيورِ(29/500)
في الحَسَنِ الهَدّاءِ والتّخييرِ،
ريب شهاداتٍ لدَعْوَى زُورِ
اسْمَعْ فَما نَبّاكَ كالخَبيرِ،
مِنْ ذي صِفاتٍ حاذِقٍ نِحْريرِ
صِفاتُهُ مُحكَمَة ُ التّحييرِ ،
ما جَعَلَ الأُسودَ كاليَعْفُورِ
أطيارُ يَعفُور ذَواتُ الخيرِ ،
أوْلى بذاتِ فَضلِها المَذكورِ
هَذا ثَنَاءُ حُسْنِها المَشهُورِ،
ياحُسنَها فَوقَ أعالي الدُّورِ
في حُجَرٍ شامِخَة ِ التّحجيرِ ،
إذا تَهادَيْنَ مِنَ الوكورِ
بِعرْصَة ِ الإناثِ والذّكورِ ،
وطرَدِ الغَيورِ كالغيورِ
تكرير تَهديلٍ على تَكريرِ،
كأنّ في هَديلِها الجَهيرِ
تَرَنّمَ العِيدانِ والزّميرِ،
أوْ كدَويّ النّحلِ في القَفيرِ
مِنْ مجتَنَى الذّوْبِ أخي التغريرِ
ذواتِ هامٍ جَهْمَة ِ التّدويرِ
وأعيُنٍ أصْفى منَ البلّور ،
في لامعٍ من حُمرَة ٍ مُنيرِ
لمعَ اليَواقيتِ معَ الشّذورِ،
إلى قَراطيم نِبالٍ حُورِ
كتَوْأماتِ اللّؤلُؤ الْمَذْخورِ،
فُصّلَ مقروناً منَ المَنْثُورِ
ذواتِ رِيشٍ كمداري الحُورِ،
وأرْجلٍ في حمرَة ِ الحريرِ
جُرْدٍ ، كظَهرِ الأدَمِ المَبشورِ
بَينَ البُطونِ الملْس والظّهورِ
من بينِ ما سَبطٍ ، وذي تنميرِ
كم طائرٍ منهنّ ذي تشميرِ
حَزَوَّرٍ، ذي ذَنَبٍ قَصير ،
منْ مُزْجَلٍ أُرسِلَ في البحورِ
فشَقّ هَوْلَ الحَوْر والغُمورِ،
كفعلِهِ بالحزْن والوُعُورِ
يَقطَعُ، كالْمُستَطرَدِ الْمَذعورِ،
وخاطِفَ العُقبانِ والصقورِ
كالحالِقِ الكاسِرِ للتّغويرِ،
أو سَهمِ رامٍ قاصِدٍ ، طَريرِ
أوْ لِفْتِ نارٍ بيَدِ المشيرِ،
حتى هوَى للوَكرِ كالْمَمطورِ
فضَعضَعَ الحجرَة َ بالنّعيرِ،
وكبّروا ؛ فأيّما تَكبير
فربّ ساعٍ عندَها، بشيرِ
أبَرّ منْهُ قَسَمُ النّذيرِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لَمّا رَأيْتُ اللّيْلَ قَدْ تَشَزّرَا
لَمّا رَأيْتُ اللّيْلَ قَدْ تَشَزّرَا
رقم القصيدة : 25218
-----------------------------------
لَمّا رَأيْتُ اللّيْلَ قَدْ تَشَزّرَا(30/1)
عنّي ، وعن معْرُوفِ صُبْحٍ أسفَرَا
كسَوْتُ كفّي جُسْتُبَاناً مُشْعَرَا،
فَرْوَة َ سِنْجاب، لُؤاماً، أوْبَرَا
تَقي بَنَانَ الكفّ ألاتخصُرَا ،
وغمزة البازي إذا ماطَفَرَا
قَسَمْتُ فيهِ الكفّ إلاّ الخنْصَرَا
أعددتُ للبغْثَانِ حتْفاً مُمْقِرَا
أبرشَ، بطنانَ الجناح، أقْمرَا،
أرْقَطَ ، ضاحي الدّفتين، أنْمرَا
كأنّ شِدْقَيْهِ ، إذا تضَوّرَا ،
صدْغَانِ من عَرْعَرَة ٍ تفطّرَ
كأنّ عَيْنَيْهِ، إذا ما أثْأرَا،
فَصّانِ قُضّا من عَقِيقٍ أحْمرَا
في هامَة ٍ عَليَاءَ تهْدي مِنْسَرَا ،
كعطْفة ِ الجيمِ بكفّ أعْسَرَا
يقولُ من فيها بعقْلٍ فَكّرَا :
لو زادَهَا عيْنأً إلى فاءٍ ورَا
فاتصلت بالجيمِ كانَتْ جعفرا،
فالطّير يلقاهُ مِدَقّاً مُدْسِرَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> قدْ أغْتدي، والليلُ داجٍ عسكَرُهْ،
قدْ أغْتدي، والليلُ داجٍ عسكَرُهْ،
رقم القصيدة : 25219
-----------------------------------
قدْ أغْتدي، والليلُ داجٍ عسكَرُهْ،
والصّبْحُ يفْري جُلَّهُ، ويدْحرُهْ
كاللّهَبِ المرْتَجِّ طارَ شرَرُهْ،
بأحْجَنِ الكَلّوب، أقْنى مِنسَرُهْ
مُعاوِدُ الإقْدامِ حين تذمُرُهْ،
أحْوَى الظُّهَارِ ، جَسِدٌ مثعذِّرُهُ
كأنّمَا زَعْفَرَهُ مُزَعْفِرُهْ،
لا يُوئِلُ الأبْغَثَ منْه حَذَرُهْ
حيناً يُساهِيهِ ، وحيناً يَدْجُرُهْ ،
يُهْوي له مخالباً تُشَرْ شِرُهْ
طوْراً يُفَرّيهِ، وطوْراً ينْقُرُهْ،
والسّرْبُ لا ينْفعُه تَسَتّرُهْ
من الإوزّ الخانساتِ تَقْفِرُهْ ،
صَكّاً؛ إذا جَدّ بِهِ تَقَدّرُهْ
كطالبِ الأوْتارِ طُلّتْ مِئَرُهْ،
أو لمحلّ النّحْبِ كان ينذرُهْ
العصر العباسي >> البحتري >> ما يستفيق دد لقلبك من دد
ما يستفيق دد لقلبك من دد
رقم القصيدة : 2522
-----------------------------------
ما يستفيق دد لقلبك من دد
يعتاد ذكراها طوال المسند
بيضاء إن تعلل بلحظ لا تهب
برءا، وإن تقتل بدل لا تد
سبقت بنبوتها المشيب وعجلت(30/2)
في اليوم هجراً كان يرقب في غد
لم ألق شفعاً كالسلو، و كالهوى
أناى وأبعد مصدراً من مورد
ما بات للأحباب ضامن لوعة
من بات بعد البين غير مسهد
أهوى البراق على تعادي قصدها
وأعد أهواهن برقة ثهمد
لطف الربيع لها يصوغ حليها
بغرائب من لؤلؤ وزبرجد
أما الخطوب فلن تعود كما بدت
بل عود أنقص عدة أو أزيد
قد قلت للمعطي الهوينا عزمه:
أن النجاح أمام عفوك فاجهد
لن تدرك الشأو الذي تجري له
حتى تكون كأحمد بن محمد
متيقظ حفظت عليه أموره
حركات نجد في المساعي أي
كانت كفايته ومقبل حظه
شروى كريم فعاله والمحتد
جد يبيت الجد متقتضياً له
أبداً ولا جد لمن لم يجد
هبل الحسود لقد تكلف خطة
تبدي الخزاية في وجوه الحسد
لؤمت خلائقهم فكذب سعيهم
عن سعي فرد في المكارم أوحد
بلغ السيادة في بدوء شبابه؛
إن الشباب مطية لسؤدد
في كل يوم رتبة يزدادها؛
ويشارف النقصان من لم يزدد
ذو شكة يغدو الحسام المنتضى
أحظى لديه من الحسام المغمد
عاذت بنو شيبان منه بطورها
والطور منزلة القصي الأبعد
فغلت بحور الحرب إذ ضرمتها
ناراً تعود بها السيوف وتبتدي
إن المحرب لا يفوز فتعتلي
أقسامه حتى يجور فيعتدي
قد كان مال عن المطالب ناظري
وعزمت كل العزم ألا أجتدي
حتى ابتدأت بما ايتدأت بعظمه
فغلبت عظم تماسكي وتزهدي
لي بغية في واسط ما دونها
إلا مناقلة الهجان الوخد
سفر منعتهم الصعود فصوبوا؛
والإنحدار سبيل من لم يصعد
أما مصافحة الوداع فإنها
ثقلت فما استطاعت تنوء بها يدي
فعليكِ تضعيف السلام فإنني
إما أروح غدا وإما أغتدي
كم قد لوى الضبعي من دين لنا
لم يقض أو عارية لم تردد
وأقل ما أعتد منك وأرتجي
من حسن رأيك في نجحك موعدي
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد كاد هذا الفَخّ أن يَعْقِرَا
قد كاد هذا الفَخّ أن يَعْقِرَا
رقم القصيدة : 25220
-----------------------------------
قد كاد هذا الفَخّ أن يَعْقِرَا
وانحرَفَ العصفورُ أن ينْقرَا
غيّبْتُ بالتُّرْبِ عليْهِ لَهُ(30/3)
بالمسْتَوَى ؛ خشيَة َ أن ينْفِرَا
كما رأى التُّرْبَ ، رأى جُثْوَة ً
مائلة َ الشّخْصِ فما استنْكرَا
حتى إذا أشْرَفَها، موفِياً،
وعاينَ الْحَبّ له مُظْهَرَا
خاطبَهُ من نفسِهِ زاجِرٌ ،
قد كنْتُ لا أرْهَبُ أن يَزْجُرَا
فأعْمَلَ الفكْرَ قليلاً، فلا
يقْتُلُه الرّحمنُ ما فكّرَا
فاحتَرَبَتْ لا ونعم ساعة ً،
ثمّ انْجلى جنْدُ نعمْ مُدْبِرَا
فضَمّ كَشْحَيْهِ إلى جُؤجُؤٍ،
كان إذا اسْتَنْجَدَهُ شَمّرَا
فلمْ يرُعْني غيرُ تَدْويمِهِ ،
آمِنَ ما كنْتُ له مُضْمِرَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> قدْ أغتَدي، والصّبحُ محْمرّ الطُّرَرْ،
قدْ أغتَدي، والصّبحُ محْمرّ الطُّرَرْ،
رقم القصيدة : 25221
-----------------------------------
قدْ أغتَدي، والصّبحُ محْمرّ الطُّرَرْ،
واللّيْلُ تحدوهُ تباشيرُ السّحَرْ
وفي تواليهِ نجومُ كالسُّرَرْ ،
بسَحَقِ الميْعَة ِ ميّالِ العُذَرْ
كأنّهُ يومَ الرّهان المحتضَرْ ،
طاوٍ غدَا ينفضُ صبيانَ المطَرْ
عنْ زفّ ملحاحٍ بعيدٍ المنكدَرْ
أقْنَى يظَلّ طيْرُهُ على حَذَرْ
يلذنَ منهُ تحتَ أفنانِ الشّجَرْ
مِن صادقِ الوعْدِ طروحٍ بالنظرْ
كأنّما عَيْنَاهُ في وَقْبَيْ حَجَرْ
بَينَ مَآقٍ لمْ تخرّقْ بالإبَرْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وقهوَة ٍ عُتّقَتْ في دَيْرِ شمّاسِ،
وقهوَة ٍ عُتّقَتْ في دَيْرِ شمّاسِ،
رقم القصيدة : 25222
-----------------------------------
وقهوَة ٍ عُتّقَتْ في دَيْرِ شمّاسِ،
تفتَرّ في كأسِهَا عن ضَوْءِ مِقْباسِ
لَولا مُداراة ُ حاسِيهَا، إذا اقترَبَتْ
مِنْ فِيهِ ، لانْتَهبَتْ من مقلة ِ الحاسي
لها ألِيفانش من لَوْنٍ ورائحة ٍ ،
مثْوَى مَقرّهِمَا في العَينِ والرّاسِ
مِزَاجُها دمْعُ حاسِيها؛ فأيّ فتى ً
لم يبْكِ إذ ذاقها من حُرْقَة ِ الكاسِ !
سِلْمٌ، ولكنها حرْبٌ لذائِقِهَا؛
ياحبّذا بأسُها ما كان من باسِ
نازعتُها فِتْيَة ً ، غُرّاً ، غَطارِفَة ً،(30/4)
ليسوا إذا امْتُحِنوا يوماً بأنْكاسِ
لا يبْطُرونَ، ولا يخْزُون ناديَهمْ،
كأنّهمْ جثثٌ من غيرِ أنْفاسِ
يديرُها هاشميّ الطرْفِ، معتدلٌ ،
أبْهَى إذا ما مشَى من طاقَة ِ الآسِ
حَثّ الْمُدامَ، وغَنّانَا على طرَبٍ:
الآنَ طابَ الهوى يامعشَرَ الناسِ
حتى إذا ظَنّ أنّي غيرُ محْتَمِلٍ ،
أشارَ نحوي لأمرٍ بين جُلاّسي
فقلتُ أضْرِبُ في معْرُوفِهِ مثلاً،
لعادة ٍ قد مضَتْ مني إلى الآسي:
العصر العباسي >> أبو نواس >> كدّرَ العيشَ أنني محبوسُ،
كدّرَ العيشَ أنني محبوسُ،
رقم القصيدة : 25223
-----------------------------------
كدّرَ العيشَ أنني محبوسُ،
واقْشَعَرّتْ عن المُدامِ الكؤوسُ
وحَمَتْ دَرَّها كرومُ الفلاليـ
ــج وحالتْ عن طعمِها الخندريسُ
ولَعَمْري لئِنْ تماسَكَ غَرْبي،
ونهاني عنها الهمامُ الرئيسُ
لقد استَمتَعَتْ من اللّهْوِ نفسي،
وحياة ُ الفتى نعيمٌ وبوسُ
وجليسٍ كأنّ، في وجنَتيْهِ،
كلّ حسْنٍ تصْبو إليه النفوسُ
قد أصَبْنَا منه ؛ فنسْتَغْفِرُ اللّـ
ـــهَ كثيراً ، وقد يُصَابُ الجليسُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا لا تلُمني في العُقارِ جَليسي،
ألا لا تلُمني في العُقارِ جَليسي،
رقم القصيدة : 25224
-----------------------------------
ألا لا تلُمني في العُقارِ جَليسي،
ولا تلْحَني في شربها بعُبُوسِ
لقد بَسَطَ الرّحمنُ منّي مودّة ً
إليها ، ومن قومٍ لديّ جُلوسِ
تعشّقَها قلْبي، فبغّضَ عِشقُها
إليّ منَ الأموَالِ كلَّ نَفيسِ
جُننْتُ على عذراءَ، غيرِ قوِيّة ٍ،
شديدة ِ بطش في الزجاج شَموسِ
ترى كأسَها عنْدَ المِزَاجِ كأنَّهَا
نثرْتَ عليها حَلْيَ رأسِ عرُوسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> كيفَ النّزُوعُ عن الصّبا والكاسِ
كيفَ النّزُوعُ عن الصّبا والكاسِ
رقم القصيدة : 25225
-----------------------------------
كيفَ النّزُوعُ عن الصّبا والكاسِ
قِسْ ذا لنا يا عاذلي بقِياسِ
وإذا عددْتُ سِنيّ كمْ هيَ ، لم أجِدْ(30/5)
للشّيْبِ عُذْراً في النُزولِ برَاسي
قالوا شَمِطْت ؛ فقلتُ ما شمطَتْ يدي
عن أن تحثّ إلى فمي بالكَاسِ
صفْرَاءُ، زانَ رُواءَهَا مخْبورُها،
فلها المهذَّبُ من ثَناءِ الحاسي
وكأنّ شاربَها لفَرْطِ شُعاعِهَا
باللّيلِ ، يكرَعُ في سنَا مِقْبَاسِ
وألذَّ من إنْعَامِ خُلّة ِ عاشقٍ
نالَتْهُ بعد تصَعبٍ، وشِماسِ
فالرّاحُ طيّبَة ٌ ، وليسَ تَمامُها
إلاّ بِطيبِ خلائقِ الجُلاّسِ
فإذا نَزَعْتَ عن الغَوَاية ِ ، فلْيكُنْ
للهِ ذاك النّزْعُ لا للنّاسِ
وإذا أردْتَ مديحَ قوْمٍ لم تَمِنْ
في مدحهم؛ فامْدَحْ بني العَبّاسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّ الّذي ضَنّ بقِرطاسِهِ ،
إنّ الّذي ضَنّ بقِرطاسِهِ ،
رقم القصيدة : 25226
-----------------------------------
إنّ الّذي ضَنّ بقِرطاسِهِ ،
أوْحشَني منْ بعْدِ إيناسِهِ
آذَنَني باليأسِ من وَصْلِهِ
و القلبُ مشغوفٌ على ياسِهِ
وماجِدٍ في الفرْعِ من هاشمٍ
إذا انْتَمَى طارَ بعبّاسِهِ
نازعْتُهُ القهْوَة َ في فتية ٍ ،
كلّهُمْ زَيْنٌ لجُلاّسِهِ
سُنَّتُهمْ في شُرْبِها بينهمْ
مَن ردّها صُبّتْ على راسهِ
إذا حَسَاها بعضُهمْ لم يدعْ
ما يغمرُ الذّرّة َ في كاسِهِ
يالكِ من تُفّاحَة ٍ غَضّة ٍ
طيّبَها حِبّي بأنْفَاسِهِ
فزادَ طِيباً ريحَها طِيبُه،
فطابَ منها ريحُ جُلاّسِهِ
وطابتِ الكأسُ، وإبريقُنا
من موْضِع التقبيل من كاسهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قُلْ لمنْ يبْكي على رَسْمٍ دَرَسْ
قُلْ لمنْ يبْكي على رَسْمٍ دَرَسْ
رقم القصيدة : 25227
-----------------------------------
قُلْ لمنْ يبْكي على رَسْمٍ دَرَسْ
واقفاً ، ما ضَرّ لو كان جلسْ
اتركِ الرَّبْعَ ، وسَلمي جانباً ،
واصطبحْ كرْخيّة ً مثل القبسْ
بنْتُ دهْرٍ، هُجرتْ في دنّها،
ورمتْ كلّ قَذاة ٍ ودَنسْ
كَدَمِ الجوْفِ، إذا ما ذاقَهَا
شاربٌ قطّبَ منها وعبَسْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قالوا نزَعْتَ، ولَمّا يعْلموا وطَري،(30/6)
قالوا نزَعْتَ، ولَمّا يعْلموا وطَري،
رقم القصيدة : 25228
-----------------------------------
قالوا نزَعْتَ، ولَمّا يعْلموا وطَري،
في كلّ أغييدَ ، ساجي الطرْفِ، ميّاسِ
كيْفَ النّزُوعُ ، وقلبي قد تَقَسّمَهُ
لَحْظُ العيونِ، ولوْنُ الرّاحِ في الكاسِ
إذا نزَعْتُ إلى رُشْدٍ تكنّفَني
رَأيانِ قد شغَلا يُسْري، وإفلاسي
فاليُسْرُ في القصْفِ للأيّامِ مبْتَذَلٌ،
و العُسْرُ في وَصْلِ مَن أهْوَى من الناسِ
لاخيرَ في العيشِ إلا بالمُدامِ مع الْ
أكْفاءِ في الوَردِ والخِيريّ والآسِ
ومُسمِعِ يتغنّى ، والكُؤوسُ لها
حَثٌّ علينا بأخماسٍ وأسْداسِ
يامورِيَ الزّندِ قد أعيتْ قَوادِحُهُ ،
اقْبِسْ إذا شئتَ من قلبي بمِقْباسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لأقْطَعَنّ نيَاطَ الْهَمّ بالْكاسِ،
لأقْطَعَنّ نيَاطَ الْهَمّ بالْكاسِ،
رقم القصيدة : 25229
-----------------------------------
لأقْطَعَنّ نيَاطَ الْهَمّ بالْكاسِ،
فليسَ للْهمّ مثْلُ الكأسِ من آسِ
فسقّنِيها سُلافاً، سلْسلاً، حُجبَتْ
في دنّها حِقَباً في ركْنِ ديماسِ
صفراءُ تضْحكُ عند المزْجِ من شغَبٍ
كأنّ أعْيُنَها أنصافُ أجراسِ
كأنّ كاساتِنا، والليلُ مُعتكِرٌ،
سُرْجٌ توَقَّدُ في محْرَابِ شمّاسِ
هذا وذاك، وفِتْيَانٌ لهمْ أدَبٌ،
شُمُّ الأنوفِ، سَرَاة ٌ غيرُ أنكاسِ
نازَعْتُهُمْ قَهوَة ً صفراءَ ، صافية ً،
بشاجنٍ خَنِثٍ، كالغصْنِ ميّاسِ
مخنّثِ اللّفْظِ ، يسْبِيني بمقْلتِهِ ،
مُقَرْطَقٍ، قُرَشيّ الوجهِ، عبّاسي
كأنّ إكليلَهُ تاجُ ابنِ مارية ٍ ،
إذْ راحَ معْتصِباً بالوَرْدِ والآسِ
وقدْ يُغنّيكَ من سكْرٍ ومن طرَبٍ،
والكأسُ تخْتالُ من ساقٍ إلى حاسي
للهِ درّكِ قد عذبتِني حُرَقاً ،
بالقرب والبعدِ، والإطماعِ والياسِ
العصر العباسي >> البحتري >> عش حميدا في ظل عيش حميد
عش حميدا في ظل عيش حميد
رقم القصيدة : 2523
-----------------------------------(30/7)
عش حميداً في ظل عيش حميد
واصل حبله بحبل الخلود
يا أبا نهشل، وأبا الجديديـ
ـــن بعمر، عمر الليالي، جديد
ساعدتك الأيام منها بأيا
م سعود موصولة بسعود
قد تقضى الصيام عنك وعنا
فتهنا حلول هذا العيد
يوم فطر الأيام مثلك في آل
حميد وآل عبد الحميد
سرك الله بل سروك فيما
أنت فيه من الندى والجود
فعلام استزداتي لك ما لم
يبق فيه لك الندى من مزيد؟
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا خرّبَ الله كرْخَ السوس والسّوسَا،
لا خرّبَ الله كرْخَ السوس والسّوسَا،
رقم القصيدة : 25230
-----------------------------------
لا خرّبَ الله كرْخَ السوس والسّوسَا،
يوْماً، ولا مجْلساً بالسوسِ مأنوسَا
وحبّذَا حانَة ٌ بالكَرْخِ تجمعُنا،
نطيعُ فيها بشُرْبِ الخمرِ إبْليسَا
راحاً مُشَعْشَعَة ً، حمْرَاءَ ، صافية ً،
بالكرْخِ عتّقَها الدّهْقانُ فادوسَا
محالفُ الدين ، قد شابتْ ذوَائِبُهُ
يدعونَهُ الناسُ ربَاناً وقِسّيسَا
حتى إذا ما صَفَتْ في دَنّها بُزِلَتْ
حمراءَ، تذهبُ عنكَ الهمّ والبوسَا
نازعتُها واضحَ الخدّيْنِ . معتدِلاً
يحكي ببهْجتِهِ للنّاسِ بلْقِيسَا
مقَرْطَق، خرْسَنوهُ في حداثتِهِ،
لم يُغْذَ والله في مرْوٍ ولا طوسَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> دعْني من النّاسِ ، ومن لوْمِهِمْ
دعْني من النّاسِ ، ومن لوْمِهِمْ
رقم القصيدة : 25231
-----------------------------------
دعْني من النّاسِ ، ومن لوْمِهِمْ
واحْسُ ابنَة َ الكرْمِ معَ الحاسي
وابْكِ على ما فاتَ منها ، ولا
تبْكِ على رَبْعٍ بأوْطَاسِ
فخمرَة ٌ أنتَ لها رابِح
في حالتَيْ يُسْرٍ، وإفْلاسِ
ريْحَانَة ٌ من كفّ ريحانَة ٍ ،
تزهو على الخِيرِيّ والاسِ
يكادُ يُعْطِيني جنَى ريقِهِ،
من فيهِ ، لوْلا رِقْبة ُ الناسِ
وليْلَة ٍ سامَرْتُ لذّاتِهَا
بشادِنٍ، أحْوَرَ، ميّاسِ
نأخُذُ من صَهْبَاءَ، كرْخِيّة ٍ
نكتالُها، وزْناً بمقيَاسِ
أشْرَبُ من رِيقَتِهِ مرّة ً،(30/8)
ومرّة ً من فَضْلَة ِ الكاسِ
متى يَرُمْ في سُكْرِهِ مَنْطِقاً،
تقلْ به خَطْرَة ُ وَسوَاسِ
حتى انْثَنَى مثل صريع الهوَى ؛
والنّوْمُ قد عانَقَ جُلاّسي
أسْلِسَ لي حَلّ سرَاويلِهِ ،
من بعدِ إفْضائي إلى اليَاسِ
فنِلْتُ ما ضَنّ بهِ صاحِياً،
و القلبُ منّي جامِحٌ قاسِ
لا خير في اللّذّاتِ ما لم يكنْ
صاحبُها منكشِفَ الرّاسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> اعْزِمْ على سَلْوَة ٍ إلاّ عنِ الكاسِ ،
اعْزِمْ على سَلْوَة ٍ إلاّ عنِ الكاسِ ،
رقم القصيدة : 25232
-----------------------------------
اعْزِمْ على سَلْوَة ٍ إلاّ عنِ الكاسِ ،
ودعْ سواها من اللّذّاتِ للنّاسِ
فالعيش في مجلسٍ حُفّتْ جوانِبُهُ
بالنّرْجسِ الغضّ ، والنِّسْرِينِ والآسِ
أشهَى إلى النفسِ من عَدْوِ الكِلابِ عَلى
أرانبِ الصّيْدِ ، أو من رَمْي بُرْجاسِ
لا سيما إن أُديرَتْ من مُقرْطَقَة ٍ،
أوْ مُرْهَفٍ كقضِيبِ البانِ ميّاسِ
إطْرَاقُه مطْمعٌ، والوصلُ ممْتَنعٌ،
فأنْتَ منه على الإطماعِ والياسِ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> فداؤكَ نفْسي قد طرِبْتُ إلى الكاسِ
فداؤكَ نفْسي قد طرِبْتُ إلى الكاسِ
رقم القصيدة : 25233
-----------------------------------
فداؤكَ نفْسي قد طرِبْتُ إلى الكاسِ
وتُقْتُ إلى شَمّ البَنَفسَجِ والآسِ
فهلْ لكَ في أن نجعل اليوْمَ نُسكَنا،
ونَشْرَبَها في البيْتِ سرّاً من الناسِ
فإن فطنوا قلنا : نَصَارَى وعيدُهم،
وليس لشرْبِ الرّاح في العيدِ من باسِ
وإنْ أكبروا الإفطارَ، أو شنعوا بهِ،
أعدْنَا لهم بوْماً جديداً على الراسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ارْبَعْ على الطّلَلِ الذي انتَسَفتْ
ارْبَعْ على الطّلَلِ الذي انتَسَفتْ
رقم القصيدة : 25234
-----------------------------------
ارْبَعْ على الطّلَلِ الذي انتَسَفتْ
منه المعالمَ أنْجُمُ النحْسِ
واسْتَوْطَنَتْهُ العُفْرُ قاطنة ً،
ولقد يكون مرابعَ الإنْسِ(30/9)
لعِبَتْ به ريحٌ يمانيَة ٌ،
و حواصِبٌ تركتْهُ كالطرْسِ
فلَئِنْ عَفا، وعفتْ معالمُه،
فلقد خضعْتُ، وكنتُ ذا نفْسِ
وحللْتُ عقدَ هوايَ مقتصراً،
لصَبوحِ مُوفِيَة ٍ على الشّمسِ
صفراءَ سِلكُ جُمانِ لؤلُؤها
ألِفاتُ كاتِبِ سيّد الفرْسِ
ترْمي الحبابَ بمثلِهِ صُعُدًا،
دقّتْ مسالكُها عن الحِسِّ
و كأنَّما هي ، حينَ تُبْرِزُها
للشّارِبينَ ، عُصارة ُ الوَرْسِ
و إذا تُرامُ تفوتُ لامِسَها ،
مثْل الهبَاءِ يفوتُ باللّمْسِ
ومُوَحَّدٍ في الحسن، جلّلهُ
برِدائهِ ذو الطَّوُلِ والقُدْسِ
إنْ شئتَ قلتَ خَريدَة ٌ جُلِيَتْ
للشُّرْبِ، يومَ صَبيحة ِ العُرْسِ
وأُعِيذُهُ من أن يكون لهُ
ما تحت مِئزَرِهَا من الرّجْسِ
غنّى على طربٍ يرَجِعُهُ ،
لِيَحُثَّ كأْسَ مُعاوِدِ الحَبْسِ
يا خيرَ مَن وَخَدَتْ بأرْحُلِهِ
نُجْبُ الرّكابِ بمهْمَهٍ حلسِ
فثَنى عليهِ لواحِظًا نطقتْ
منه بمثلِ نواطِقَ المسّ
و ثَنَى يُغَنّينا مُعارِضَهُ :
لمنِ الدِّيارُ بجانِبَيْ لَجْسِ
فَلَوَ انّ قَسّاً كان حاضرَهُ،
لصبتْ إليهِ عبادة ُ القَسِّ
العصر العباسي >> أبو نواس >> اسْقِنيها يا نَديمي يغَلَسْ،
اسْقِنيها يا نَديمي يغَلَسْ،
رقم القصيدة : 25235
-----------------------------------
اسْقِنيها يا نَديمي يغَلَسْ،
لا بضَوْء الصّبْحِ بل ضَوْءِ القبَسْ
قهوَة ً عَتّقَهَا خَمّارُهَا
زمناً في الدّنّ بحْتاً، وحبَسْ
ثمّ زُفّتْ في قميصٍ أدْكَنٍ،
فتحلّتْ كفتاة ٍ في العُرُسْ
صَبّها الشّادِنُ في طاساتها ،
فترامَتْ بشرارٍ يُقْتَبَسْ
ولها رائحة ُ المسْكِ ؛ فإنْ
شمّها الشّارِبُ من كأسٍ عبَسْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ياعاذلي بملامٍ مُرّ بالياسِ،
ياعاذلي بملامٍ مُرّ بالياسِ،
رقم القصيدة : 25236
-----------------------------------
ياعاذلي بملامٍ مُرّ بالياسِ،
فلستُ أُقْلِعُ عن رَيْحانَة ِ الكاسِ
تباعدَ العذلُ عن قلبي على ثقَة ٍ،
كما تباعد بين الورْدِ والآسِ(30/10)
إنّ المِزَاج لها إلْفٌ، يُعانِقُها،
وفيه طعْمٌ يُحاكي قُبْلَة َ الحاسي
فاشْرَبْ نديمي على العينيْنِ والرّاسِ ،
كذاكَ ، وستفتِحِ اللذّاتِ بالكاسِ
وغنّني ، قد أجابَ العودُ شائِقَهُ
وحرّكَ النّايُ منّي بعض وَسْوَاسي:
ياموقِدَ النّارِ قد أعْيَتْ قوادحُهُ ،
اقْبِسْ إذا شئتَ من قلبي بمقباس
العصر العباسي >> أبو نواس >> نفَسُ المُدامَة ِ أطيبُ الأنْفاسِ ،
نفَسُ المُدامَة ِ أطيبُ الأنْفاسِ ،
رقم القصيدة : 25237
-----------------------------------
نفَسُ المُدامَة ِ أطيبُ الأنْفاسِ ،
أهْلاً بمنْ بحميهِ عن أنْجَاسِ
فإذا خلوْتَ بشُرْبها في مجْلسٍ،
فاكفُفْ لسانَكَ عن عيوبِ الناسِ
في الكأسِ مَشْغَلَة ٌ، وفي لذّاتها
فاجْعَلْ حديثَكَ كلّه في الكاسِ
صَفْوُ التّعَاشُرِ في مُجانَبة ِ الأذَى ،
وعلى اللّبيبِ تَخَيّرُ الْجُلاّسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> اسْقِنِيهَا يا نديمي بغَلَتسْ
اسْقِنِيهَا يا نديمي بغَلَتسْ
رقم القصيدة : 25238
-----------------------------------
اسْقِنِيهَا يا نديمي بغَلَتسْ
لا بضَوْءِ الصّبْحِ بل ضَوْءِ القبَسْ
اسْقِنِيها من قِيامي خمْسَة ً ،
فإذا دارَتْ فمنْ شاءَ حَبَسْ
وعَلى ذكْرِ حبيبي فاسْقِني ،
لا على ذكرِ محَلّ قد دَرَسْ
إنّ ذكْراهُ على هجْرَانِهِ،
لتُجلّي كَرْبَ قلْبٍ مخْتلَسْ
كان يلْقاني زماناً واصِلاً،
فالْتَوَى من بعد وَصْلي، وشمَسْ
أفْسَدَ الواشونَ إلْفي حسَداً ،
تعِسَ الواشي لوقتٍ ونُكِسْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذا أجْرى أمينُ اللّـ
إذا أجْرى أمينُ اللّـ
رقم القصيدة : 25239
-----------------------------------
إذا أجْرى أمينُ اللّـ
ــهِ في الحلْبَة ِ أفرَاسَا
أقَمْنَا حلْبَة َ اللّهْوِ،
فأجْرَيْنَا بها الكاسا
وأنْشَأنَا بها مِنْ طُـ
ـرَفِ الرّيْحانِ أجناسَا
بمَيْدانٍ جعلْنا خيْ
ــله طاساً وأكواسَا
وصَيّرْنَا على السّبْقِ
مكان القَصَبِ الآسَا(30/11)
ومُجْرِيهِنّ ساقٍ يبـ
ـعثُ الإبْريقَ والطّاسَا
نراه قمراً يجْلو الـ
ـدّجى ، قد فتنَ النّاسَا
يحاكي الصّنَمَ المعْبُو
دَ والغُصْنَ إذا مَاسَا
وإنْ جاذَبْتَهُ نامَ،
وإنْ هازضلْتَهُ بَاسَا
فلمّا ودّجَ الدّنَّ ،
وسالَتْ خمرُهث راسَا
بكى ، وانتحَبَ العودَ،
وأبْدَى الدُّفُّ وَسْواسَا
وقامَ النّايُ يشكُو بَـ
ـثَّ ما لاقَى وما قاسَى
وصاحَ الصَّنْجُ حتى أخْـ
ـرَسَ النُّدْمانَ إخراسَا
فقُلْ لي يا أبَاعِيسى
بحقّي، هل ترى باسَا
شبابٌ خلعُوا عن فتْـ
ــكهمْ عذراً وأمراسَا
جروْا في حلْبَة ِ اللّذّا
تِ حتى سبَقوا النّاسَا
العصر العباسي >> البحتري >> يا عارضا متلفعا ببروده
يا عارضا متلفعا ببروده
رقم القصيدة : 2524
-----------------------------------
يا عَارِضاً مُتَلَفّعاً بِبُرُودِهِ،
يَختَالُ بَينَ بُرُوقِهِ وَرُعُودِهِ
لوْ شئتَ عُدتَ بلادَ نجدٍ عَوْدَةً،
فنَزَلْتَ بَينَ عَقيقِهِ، وَزَرُودِهِ
لتَجودَ في رَبْعٍ بمُنعَرَجِ اللّوَى،
قَفْرٍ، تَبَدّلَ وَحشُهُ من غِيدِهِ
رَفعَ الفِرَاقُ قِبابَهمْ، فتَحمّلوا
بِفُؤادِ مُخْتَبَلِ الفُؤادِ عَميدِهِ
وَأنا الفِداءُ لمُرْهَفٍ غَضِّ الصّبَا،
يُوهيهِ حَملُ وِشاحِهِ وَعُقُودِهِ
قَصُرَتْ تَحِيّتُهُ، فجادَ بخَدّهِ
يَوْمَ الفراقِ لَنا، وَضَنّ بجيدِهِ
عيبَتْ بهِ عَينُ الرّقيبِ، فلَمْ تدَعْ
مِنْ نَيْلِهِ المَطلوبِ غيرَ زَهيدِهِ
وَلَوِ استَطاعَ لكانَ يوْمُ وِصَالِهِ
للمُستَهامِ مَكانَ يَوْمِ صُدودِهِ
ما تُنكِرُ الحَسناءُ مِنْ مُتَوَغِّلٍ
في اللّيلِ، يَخلِطُ أينَهُ بسُهودِهِ
قد لَوّحَتْ منهُ السُّهوبُ وَأثّرَتْ
في يُمنَتَيهِ، وَعَنسِهِ، وَقُتودِهِ
فلِفِضّةِ السّيفِ المُحَلّى حُسنُهُ
مُتَقَلِّداً، وَمَضاؤهُ لحَديدِهِ
أعلى بَنُو خاقانَ مَجداً، لم تَزَلْ
أخلاقُهُمْ حَبْساً على تَشْييدِهِ
وَإلى أبي الحَسَنِ انصَرَفتُ بهمّتي
عن كلّ مَنزُورِ النّوَالِ، زَهيدِهِ(30/12)
أُثْني بنِعمَتِهِ التي سَبَقَتْ لَهُ،
وَمَزِيدِهِ مِنْ قَبلُ حينَ مَزِيدِهِ
وَعُلُوّهِ في المَكرُماتِ، فَجُودُهُ
فيها طَوَالَ الدّهرِ فوْقَ وُجودِهِ
إنْ قَلّ حَمْدٌ عادَ في تَكثيرِهِ،
أوْ رَثّ مَجدٌ عادَ في تَجديدِهِ
خَطّاً على مِنهاجِهِ المُفضِي إلى
أمَدِ العُلا، وَتَقيُّلاً لجُدودِهِ
وإذا أشارَ إلى الأعاجِمِ أعرَبَتْ
عن طارِفِ الحسبِ الكَرِيمِ، تَليدِهِ
عَن مُستَقَرٍّ في مَرَاتبِ مجْدهمْ،
في باذِخٍ، نائي المَحَلّ بَعيدِهِ
تَجرِي خَلائقُهُ، إذا جَمَدَ الحَيا
بغَليلِ شانِئِهِ، وَغَيظِ حَسودِهِ
يَفْدِي عُبَيدَ الله، مِن حُسّادِهِ،
مَنْ باتَ يَرْبَأُ عَنهُمُ بعَبيدِهِ
أرَجُ النّدَى يَنبَثٌّ في مَعرُوفِهِ
مِنْ عُرْفِهِ، ويَزِيدُ في تَوْكيدِهِ
وَمُبَجَّلٍ وَسطَ الرّجالِ، خفوفُهمْ
لقِيامِهِ، وَقِيامُهُمْ لقُعُودِهِ
ألدّهرُ يَضْحَكُ عَن بَشاشةِ بِشرِه،
وَالعَيشُ يَرْطَبُ من نَضَارَةِ عُودِه
وَنَصِيحَةُ السّلطانِ مَوْقعُ طَرْفِهِ،
وَنحيُّ فِكرَتِهِ، وَحُلمُ هُجودِهِ
إنْ أوْقعَ الكُتّابَ أمرٌ مُشكِلٌ
في حَيرَةٍ، رَجَعوا إلى تَسديدِهِ
وَالحَزْمُ يَذهَبُ غيرَ مُلتاثٍ إلى
تَصْوِيبِهِ في الرّأيِ، أوْ تَصْعيدِهِ
أوْفَى على ظُلَمِ الشّكوكِ، فشقّها
كالصّبحِ يضرِبُ في الدّجى بعَمودِهِ
نَعْتَدُّه ذُخْرَ العُلا وَعَتادَها،
وَنَرَاهُ من كَرَمِ الزّمانِ وَجُودِهِ
فالله يُبْقيهِ لَنَا، وَيَحُوطُهُ،
وَيُعِزُّهُ، وَيَزِيدُ في تأييدِهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يَدٌ لوَجْهِكَ عندي لوْ شَعَرْتِ بها
يَدٌ لوَجْهِكَ عندي لوْ شَعَرْتِ بها
رقم القصيدة : 25240
-----------------------------------
يَدٌ لوَجْهِكَ عندي لوْ شَعَرْتِ بها
مجْمجْتِ فيه ضِرَاراً لي بأنْفاسِ
لمّا أشَرْتَ إليهِ أنّه شجَني ،
جرَى به العُذْرُ لي في ألْسُن الناسِ
فإن هُمُ لِلقائي بعدها رجَعُوا،
أريتُهم مرّة ً أخرى مَنِ الراسي(30/13)
ما مسّني الهجْرُ إلاّ مسّني سقَمٌ،
وليس بي إن هجرْتِ الهجْرَمن باسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قلْ لنَدامايَ وجُلاّسي:
قلْ لنَدامايَ وجُلاّسي:
رقم القصيدة : 25241
-----------------------------------
قلْ لنَدامايَ وجُلاّسي:
هل لي من عبْدَة َ من آسِ
أو قائلٍ يُخبرها حالفاً:
أنْ ليسَ منها بيَ من باسِ
فراجعي الوَصْل فإن زُرْتُكمْ
قدْرَ فراقٍ فاحْلقي راسي
أو لا ففيم الصّدّ عن عاشِقٍ
ليس لكم ما عاشَ بالناسي
أقامَهُ حبّكُمُ مثلْجَماً ،
يعضّ معْلوباً على راسي
حتى لقد مَجّ دماً خالصاً،
من لِثة ٍ تجري وأضْرَاسِ
لو شئتِ ، واللهِ ، لأرْضَيتِهِ ،
فلا تُقِيمِيهِ عَلى الياسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> خلِعْتُ وليس يمْلِكُ ردّ راسي ،
خلِعْتُ وليس يمْلِكُ ردّ راسي ،
رقم القصيدة : 25242
-----------------------------------
خلِعْتُ وليس يمْلِكُ ردّ راسي ،
ولا يُدْني بإطْماعٍ ويَاسِ
بليتُ من الشّقاءِ سَامريٍّ ،
يعامِلُني الغداة َ بلا مساسِ
يرَى حرَجاً عليْه مسّ ثَوْبي،
وأنْ أُسْقَى وإيّاهُ بكاسِ
وأقْسَمَ لا يُكلّمُني ثَلاثاً ،
بعدّتِهِنّ إلا وهو ناسِ
فمن ذا يُبْلِغُ الحلاّفَ عنّي،
يقولُ لهُ : فِداكَ أبو نُواسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إني عَشِقتُ، وهل في العشقِ من باسِ،
إني عَشِقتُ، وهل في العشقِ من باسِ،
رقم القصيدة : 25243
-----------------------------------
إني عَشِقتُ، وهل في العشقِ من باسِ،
ما مرّ مثْلُ الهوى شيءٌ على راسي
مالي وللنّاسِ، كمْ يَلْحَوْنَني سَفَهاً،
دِيني لنفْسي ودينُ الناسِ للناس
ما للْعُداة ِ ، إذا ما زُرْتُ مالِكَتي،
كأنّ أوْجُهَهُمْ تُطْلى بأنْقاسِ
الله يعْلَمُ ما تَرْكي زيارَتكمْ،
إلاّ مخافة َ أعدائي وحُرّاسي
و لو قدرْنَا على الإتْيانِ جئتُكُمْ
سعْياً على الوجهِ أو مشْياً على الراسِ
وقد قرأتُ كتاباً من صحائفكمْ
لا يرحمُ الله إلاّ راحمَ النّاسِ(30/14)
العصر العباسي >> أبو نواس >> كفَاكَ ما مرّ على راسي
كفَاكَ ما مرّ على راسي
رقم القصيدة : 25244
-----------------------------------
كفَاكَ ما مرّ على راسي
من شاجنٍ هيّجَ وَسوَاسي
أفْضَلُ ما أبْلُغُ من نعْتِهِ
تحدُّثي عن قلبهِ القَاسي
كلُّ أحاديثي سوى ذكْرها،
منكشفٌ منّي لِجُلاّسي
لا حبّذا الشركة ُ في حبّها،
وحبّذا الشركة في الكاسِ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> أنّي تُشافُ المغَاني ، وهْيَ أدراسُ ،
أنّي تُشافُ المغَاني ، وهْيَ أدراسُ ،
رقم القصيدة : 25245
-----------------------------------
أنّي تُشافُ المغَاني ، وهْيَ أدراسُ ،
كأنّ بَاقيَها في العين أطراسُ
أزْرَى بها كلّ ما أزْرَى بمُشبِهها
فهنّ ، إلا الصّدا، صُمٌّ وأخرَاسُ
فما استرَقّكَ فيما عندها طَمَعٌ ،
إلاّ استَعَزّكَ فيما عندها الناسُ
وقد يضُمّ عليّ الليْلُ نُقبتَهُ
ولا مُسامِرَ إلاّ السّوءُ والباسُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ونابهٍ في الهوى لنا ناسِ،
ونابهٍ في الهوى لنا ناسِ،
رقم القصيدة : 25246
-----------------------------------
ونابهٍ في الهوى لنا ناسِ،
قَطّعَ لي بالهِجرَانِ أنْفاسي
لستُ لها واصفاً مخافة أنْ
يَعْرِفَ ما بي جماعَة ُ النّاسِ
أكْثرُ وصْفي لها شكاية ُ مَا
فيها قضى الله لي على راسي
يُطمْعُني لحظُهان ويؤنِسُني
باللفظ منها فؤادُها القاسي
فصرتُ باللحظِ من مُعذّبتي،
واللفْظ بين الرجاء والياسِ
أسْعَدُ يوْمٍ لهَا حظيتُ بهِ
تحْسبَ أنّي لقولها ناسِ
لذالكَ اليوم ما حييتُ ، وما
ترْجمَ قولي سوادُ أنقاسي
تقولُ لي، والْمُدامُ مُرْسَلَة ٌ،
تُفيضُ حوْلي نفوس جلاّسي:
هل لك أن تطرُدَ النعاسَ فقد
طابَ انْضِوَاعُ المدام والآسِ
قلتُ لها : فابتَدي وهاتي ، فما
حسوْتِ منها فإنني حاسِ
وغايتي أن أنالَ فضْلَتَها
في الكأسِ من شُرْبِها أوِ الطاسِ
ثمّ أظُنّ الحِذارَ نبّهَها ،
وما بها قد أردتُ من باسِ(30/15)
قالت: فدَعْ عنكَ الاحتِيالَ لما
أردْتَ سُكري له وإنْعاسي
أعْرَضْتُ عنها وقد فهمتُ لكي
ثمّ دَعَتْها زقّنا ، فمجّ بها
في الكأسِ راحاً كضَوْءِ مقباسِ
ثم تحسّتْ، حتى إذا شربتْ
نِصْفاً، كما قيسَ لي بمِقياسِ
نازَعْتُها الكأس ، فيه فضْلتُهَا،
ففزْتُ بالكاسِ بعد إمْراسِ
فكادت النّفسُ للسّرُورِ بها،
تخْرُجُ بين المُدام والكاسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> رأيتُ العَيْشَ ما كنتُ
رأيتُ العَيْشَ ما كنتُ
رقم القصيدة : 25247
-----------------------------------
رأيتُ العَيْشَ ما كنتُ
به المغبوطَ في النّاسِ
وعيشُ ما بهِ عنْدي
ولا عِنْدَكَ من بَاسِ
مُعاطاتُكَ مَنْ أحْبَبْـ
ـــتَ فوْقَ الوَرْدِ والآسِ
مِنَ الرّاحِ ، وإقْرَانُـ
ــكَ منْه الرّاسَ بالرّاسِ
وإنْبَاهُكَهُ في سا
دة ٍ من خيْرِ جُلاّسي
يُحاكي خبَلَ المأمو
م قَد شَطّ عن الآسي
فيحْسو ما يُبَقّيهِ
من الفَضْلَة ِ في الكاسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> زَهِدَتْ جِنانٌ في الّذي
زَهِدَتْ جِنانٌ في الّذي
رقم القصيدة : 25248
-----------------------------------
زَهِدَتْ جِنانٌ في الّذي
رَغبَتْ إليْها فيهِ نَفْسي
فَزَهدْتُ في الدّنْيا وصا
رَتْ مُنيتي في زَوْرِ رَمسي
وطَوَيْتث عيْني أن تَرَا
ني عيْنُها ، وأمَتُّ حسي
كَيْلا يُرَوِّعَ ذَلكَ الْـ
ـوَجهَ المليحَ سَماعُ حِسّي
العصر العباسي >> أبو نواس >> صاحبَ الحبِّ صابراً لا يصُدّنّـ
صاحبَ الحبِّ صابراً لا يصُدّنّـ
رقم القصيدة : 25249
-----------------------------------
صاحبَ الحبِّ صابراً لا يصُدّنّـ
ـك منهُ تجَهّمٌ وعُبوسُ
وأقِلّ اللجاجَ واصْبِرْ على الجهْـ
ـد، فإنّ الهوى نعيمٌ وبُوسُ
فلعَلّ الزّمان يُدنيكَ منه ،
إنّ خَطبَ الهَوَى جليلٌ نفيسُ
العصر العباسي >> البحتري >> شغلان من عذل ومن تفنيد
شغلان من عذل ومن تفنيد
رقم القصيدة : 2525
-----------------------------------(30/16)
شُغْلانِ مِنْ عَذْلٍ وَمِنْ تَفْنيدِ،
وَرَسيسُ حُبٍّ، طارِفٍ وَتَليدِ
وَأمَا وَأرْآمِ الظّبَاءِ لَقَدْ نأتْ
بِهَوَاكِ أرْآمُ الظّبَاءِ الغِيدِ
طَالَعْنَ غَوْراً مِنْ تِهَامَةَ، واعتلى
عَنهُنّ رَمْلا عَالِجٍ وَزَرُودِ
لَمّا مَشَينَ بذي الأَراكِ تَشَابَهَتْ
أعْطافُ قُضْبَانٍ بِهِ وَقُدُودِ
في حُلّتَيْ حِبَرٍ، وَرَوْضٍ، فالتَقَى
وَشْيَانِ وَشيُ رُبًى وَوَشْيُ بُرُودِ
وَسَفَرْنَ، فامتَلأتْ عُيُونٌ رَاقَها
وَرْدانِ وَرْدُ جَنًى وَوَرْدُ خُدُودِ
وَضَحِكْنَ فاعتَرَفَ الأقاحي من ندًى
غَضٍّ، وَسَلسالِ الرُّضَابِ بَرُودِ
نَرْجُو مُقَارَبَةَ الحَبيبِ، وَدُونَهُ
وَخْدٌ يُبَرِّحُ بالمَهَارِي القُودِ
وَمَتَى يُساعِدُنا الوِصَالُ، وَدَهرُنا
يَوْمانِ: يَوْمُ نَوًى ويَوْمُ صُدُودِ
طَلَبَتْ أمِيرَ المُؤمِنينَ رِكاَبُنَا،
مِن مَنْزِعٍ للطّالِبينَ بَعِيدِ
فالخمس بعد الخمس يذهب عرضه
في سيرها، والبيد بعد البيد
نَجْلُو بِغُرّتِهِ الدّجَى، فكَأنّنا
نَسرِي ببَدْرٍ في البَوَادي السّودِ
حَتّى وَرَدْنَا بحره، فَتَقَطّعَتْ
غُلَلُ الظَّمَا عَنْ بَحْرِهِ المَوْرُودِ
في حَيثُ يُعتَصَرُ النّدَى مِن عُودِهِ،
ويُرَى مَكانُ السّؤدَدِ المَنْشُودِ
عَجِلٌ إلى نُجْحِ الفَعَالِ، كأنّمَا
يُمْسِي عَلى وِتْرٍ مِنَ المَوْعُودِ
يَعْلُو بِقَدْرٍ في القُلُوبِ مُعَظَّمٍ
أبَداً وَعِزٍّ في النّفُوسِ جَديدِ
في هَضْبَةِ الإسلامِ، حَيثُ تكامَلَتْ
أنْصارُهُ مِنْ عُدّةٍ وَعَدِيدِ
مُتَرَادِفِينَ عَلى سُرَادِقِ أغلَبٍ،
تَعْنُو لَهُ نَظَرُ المُلُوكِ الصِّيدِ
جَوٌّ، إذا رُكِزَ القَنَا في أرْضِهِ،
أيْقَنْتَ أنّ الغَابَ غابُ أُسُودِ
وإذا السّلاحُ أضَاءَ فيهِ حسبته
بَرّاً تَألّقَ فيهِ بَحْرُ حَدِيدِ
وَمُدَرَّبينَ عَلى اللّقاَءِ يَشُفُّهُمْ
شَوْقٌ إلى يَوْمِ الوَغَى الموعودِ
لَحِقَتْ خُطَاهُ الخَالِعِينَ، وأثقَبَتْ(30/17)
عَزَمَاتُهُ في الصّخْرَةِ الصَّيْخُودِ
وَرَمَى سَوَادَ الأرمَننينَ، وَقَدْ عَدا
في عُقْرِ دارِهِمِ قَدارُ ثَمُودِ
فغَدَوْا حَصِيداً للسّيوفِ، تكُبّهُمْ
أطْرَافُهُنّ، وَقَائِماً كَحَصِيدِ
أحْيَا الحَليفَةُ جَعْفَرٌ، بِفَعَالِهِ،
أفْعَالَ آبَاءٍ لَهُ وَجُدُودِ
تَتَكَشّفُ الأيّامُ مِنْ أخلاقِهِ
عَن هَدْيِ مَهْدِيٍّ، وَرُشْدِ رَشيدِ
وَلَهُ وَرَاءَ المُذنِبِينَ، وَدُونَهُمْ،
عَفْوٌ كَظَلّ المُزنَةِ الممْدُودِ
وَأنَاةُ مُقتَدِرٍ تُكَفْكِفُ بأسَهُ
وَقَفاتُ حِلْمٍ، عِندَهُ، مَوْجُودِ
أمسَكْنَ من رَمَقِ الجَرِيحِ، وَرُمنَ أن
يُحيِينَ مِن نَفسِ القَتِيلِ المُودي
حَاطَ الرّعيّةَ حِينَ نَاطَ أُمُورَهَا
بِثَلاَثَةٍ، بَكَرُوا، وُلاةِ عُهُودِ
قُدّامَهُمْ نُورُ النّبيّ، وَخَلفَهُمْ
هَدْيُ الإمَامِ القَائِمِ المَحْمُودِ
لَنْ يَجهَلَ السّاري المَحَجّةَ، بعدما
رُفِعَتْ لَنَا مِنْهُمْ بُدُورُ سُعُودِ
كانُوا أحَقّ بعَقدِ بَيعَتِهَا ضُحًى،
وَبِنَظْمِ لُؤلُؤِ تَاجِهَا المَعْقُودِ
عُرِفُوا بِسِيمَاهَا، فَلَيْسَ لِمُدّعٍ
مِنْ غَيْرِهِمْ فيهَا سِوَى الجُلْمُودِ
فَنِيَتْ أحَاديثُ النُّفُوسِ بذِكْرِهَا،
وأفَاقَ كُلُّ مُنَافِسٍ وَحَسُودِ
وَاليأسُ إحدَى الرّاحَتَينِ، وَلَنْ تَرَى
تَعَباً كَظَنّ الخَائِبِ المَكْدُودِ
فاسْلَمْ، أمِيرَ المُؤمِنِينَ، وَلاَ تَزَلْ
مُسْتَعْلِياً بِالنّصْرِ والتّأييدِ
نَعْتَدُّ عِزَّكَ عِزَّ دِينِ مُحَمّدٍ،
وَنَرَى بَقَاءَكَ مِنْ بَقَاءِ الجُودِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أحْس الهوى صِرْفاً معَ الحاسي ،
أحْس الهوى صِرْفاً معَ الحاسي ،
رقم القصيدة : 25250
-----------------------------------
أحْس الهوى صِرْفاً معَ الحاسي ،
وسَلِّ عنْكَ الهمّ بالكاسِ
واتخذِ الفتْكَ إماماً ، ولا
تَبْنِ بِنيَّ إلاّ بآسَاسِ
يا شُؤمَ قلْبٍ لم يزَلْ شؤمُهُ
في اللّوْحِ مكْتوباً على رَاسي(30/18)
عَذّبني رَبّي بمَنْ قلبُهُ،
في البعْد ، مثلُ الحجَرِ القاسي
أحْوَرَ فتّانٍ قطوفِ الخُطى ،
أغيدَ مثْلِ الغُصْنِ ميّاسِ
أبيتُ ليْلي ونَهاري مَعاً،
مُعلَّقاً مِنهُ بوسْواسِ
بَانَ ، وإن لمْ يكُ لي نائلٌ
منْهُ ، لأرْجوهُ عَلى يَاسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لاتَرَاني يئِسْتُ منْـ
لاتَرَاني يئِسْتُ منْـ
رقم القصيدة : 25251
-----------------------------------
لاتَرَاني يئِسْتُ منْـ
ـتكَ ، وإن كنْتُ مُوئِسَا
رُبما أحْسَنَ الْحَبِيـ
ـبُ، وإن كان قد أسَا
بأبي وَجْهَكض الذي
مَنْ رَآهُ تَنّفّسَا
أقْطتعُ الدّهْرَ سيّدي
مِنْكَ باللّوِّ والعَسَى
العصر العباسي >> أبو نواس >> دُمُوعيْ مزجتْ كَاسي،
دُمُوعيْ مزجتْ كَاسي،
رقم القصيدة : 25252
-----------------------------------
دُمُوعيْ مزجتْ كَاسي،
وما أظْهرْتُ وسْوَاسي
ولكنْ نطقتْ عيني ،
فنمّتْ عن هوَى القاسي
وقالوا فيّ بالظّنّ ،
فنكّسْتُ لهم راسي
ومَنْ يسْلَمُ ياحِبّيَ
مِن ألْسِنَة ِ النّاسِ
وهبْني بُحْتُ بالحُبِّ ،
فهل في الحبّ من باسِ ؟!
العصر العباسي >> أبو نواس >> وغزالٍ في الدحى ، ليْـ
وغزالٍ في الدحى ، ليْـ
رقم القصيدة : 25253
-----------------------------------
وغزالٍ في الدحى ، ليْـ
ــثِ ظلامٍ ذي فِرَاسِ
بتُّ أسْقِيهِ منَ الرّا
حِ بكاسِ بعدَ كاسِ
وأُحَيّيهِ إلى أنْ
مالَ من ثِقْلِ النّعَاسِ
ثمّ أدْنَيْتُ يميني
نحوه رفْقاً لِمَاسِ
فتصدّى قائِلاً لي
بابْتِهَارٍ وانتِعاسِ:
كم ترَى مثْلكَ يا جا
هلُ قد مرّ براسي
فاخذْناهُ اقْتِصاداً ،
عَنْوَة ً غير مِكَاسِ
ليْس للرّيْحَانَة ِ الغـ
ـضّة ِ بدٌّ من مساسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> رأيتُ المسْجدَ الجامـ
رأيتُ المسْجدَ الجامـ
رقم القصيدة : 25254
-----------------------------------
رأيتُ المسْجدَ الجامـ
ــع قُفّاعة إبْليسِ
بناهُ اللهُ والطّالِ
ـــعُ بُرٌ غيْر منحوسِ
به خِلْتُ ظباءَ الإنْـ(30/19)
ـتسِ في أقبحِ مأنوسِ
إذا راحوا على العشّا
قِ أهلِ الضرّ والبوسِ
فكم في الصّحن من قلْبٍ
كليمِ الجرْحِ، مخلوسِ
بعثْنا في سبيلِ الغيّ
أفْواجَ الكَرَاديسِ
فكُرْدُوسٌ لعمّارٍ ،
وكردوسٌ لعبْدوسِ
وعمروٍ صاحب الرّايَـ
ـة ِ لا بل دِرْهمُ الكيسِ
تُلاقِيهِمْ بإعْظَامٍ،
وإجْلالٍ ، وتقْديسِ
ويَلقَوْنَا منَ التّيهِ
بتكْلِيحٍ وتعْبِيسِ
فيا ربّ إليكَ المشْـ
ـتكَى ، تيهُ الطواويسِ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> نبّهْ نديمَكَ، قد نَعسْ،
نبّهْ نديمَكَ، قد نَعسْ،
رقم القصيدة : 25255
-----------------------------------
نبّهْ نديمَكَ، قد نَعسْ،
يسْقسكَ كأساً في الغلَسْ
صِرْفاً كأنّ شُعاعَها
في كفِّ شارِبها قَبَسْ
ممّا تخيّرَ كرْمَها
كسْرَى بعانَة َ، واغترَسْ
تدعُ الفَتى ، وكأنّما
بلسانِهِ منها خَرَسْ
يُدْعَى ؛ فيرفعُ رأسَهُ،
فإذا اسْتَقَلْ به نكسْ
يسْقِيكَها ذو قُرْطَقٍ،
يُلهى ويُعجِلُ من حبَسْ
خنِثُ الجفونِ كأنّهُ
ظبْيُ الرّياضِ ، إذا نعسْ
أضْحَى الإمامُ محَمّدٌ،
للدّينِ نوراً يُقْتَبَسْ
ورث الخلافة َ خمسة ً،
و بخَيْرِ سادسهمْ سَدَسْ
تبكي البدورُ لضحكه،
والسيْفُ يضْحكُ إن عبسْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وُجَيْهُ محَمّدٍ شمْسُ ،
وُجَيْهُ محَمّدٍ شمْسُ ،
رقم القصيدة : 25256
-----------------------------------
وُجَيْهُ محَمّدٍ شمْسُ ،
وملْكُ محَمد عُرْسُ
وكفّاهُ تجودان،
بما لا تأملُ النفْسُ
فما في جودِهِ مَنٌّ،
ولا في بذْلهِ حبْسُ
شهِيدايَ على ما قلْـ
ـتُ فيه الجنُّ والإنسُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قلْ للخليفة ِ إنّني
قلْ للخليفة ِ إنّني
رقم القصيدة : 25257
-----------------------------------
قلْ للخليفة ِ إنّني
حتّى أراك بكلّ باسِ
منْ ذا يكونُ أبا نواسِك،
إذ حبسْتَ أبَا نُواسِ !؟
أقْصَيْتَهُ، ونَسِيتَهُ،
ولعهدِهِ بكَ غيرُ نَاسِ
قد كنْتُ آملُ غير ذَا،
لو كنْتَ تنصِفُ في القياسِ(30/20)
إنْ أنْتَ لم ترْفَعْ لهُ
رأساً فُديتَ فَنصفَ راسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> بكَ أستجيرُ من الرّدَى ،
بكَ أستجيرُ من الرّدَى ،
رقم القصيدة : 25258
-----------------------------------
بكَ أستجيرُ من الرّدَى ،
وأعوذُ من سطَوَاتِ باسِكْ
وحيَاة ِ رأسِكَ لا أعُو
دُ لمثلِها، وحياة ِ رَاسِكْ
مَنْ ذا يكونُ أبا نُوَا
سِكَ إنْ قتلتَ أبا نواسِكْ !؟
العصر العباسي >> أبو نواس >> أما وصدودِ مخْمورٍ،
أما وصدودِ مخْمورٍ،
رقم القصيدة : 25259
-----------------------------------
أما وصدودِ مخْمورٍ،
بعيْنيْهِ، عنِ الكَاسِ
فلمّا خشيَ الإلْحَا
حَ من صَحْبٍ وجُلاّسِ
وألاّ يقْبلوا عُذْراً ،
تحسّاهَا مع الحاسي
بكفيْ فاتر اللّحْظِ ،
رخيم الدّلّ ، ميّاسِ
لنا منه مواعِيدٌ
بعينيهِ، وبالرّاسِ
لئن سُمّيتَ عبّاساً،
فما أنتَ بعبّاسِ
لدى الجُودِ ، ولكنـ
ــكَ عبّاسٌ لدَى البَاسِ
و بالفضل لك الفضلُ ،
أبا الفضلِ ، على الناسِ
العصر العباسي >> البحتري >> ردي على المشتاق بعض رقاده
ردي على المشتاق بعض رقاده
رقم القصيدة : 2526
-----------------------------------
رُدّي، على المُشتاقِ، بَعضَ رُقادِهِ،
أوْ فاشرِكيهِ في اتّصَالِ سُهَادِهِ
أسْهَرْتِهِ، حَتّى إذا هَجَرَ الكَرَى،
خَلّيْتِ عَنهُ، وَنُمْتِ عَن إسعَادِهِ
وقَسَا فُؤَادُكِ أنْ يَلينَ لِلَوْعَةٍ،
بَاتَتْ تَقَلْقَلُ في صَمِيمِ فؤَادِهِ
وَلَقَدْ عَزَزْتِ، فَهَانَ طوعاُ للهَوَى،
وَجَنَبْتِهِ، فرَأيتِ ذُلَّ قِيَادِهِ
مَنْ مُنْصِفي مِنْ ظَالِمٍ مَلّكْتُهُ
وُدّي، وَلَم أمْلِكْ عيشر وَدادِهِ
إنْ كُنتُ أعرف غَيرَ سَالِفِ حبهِ،
فَبُليتُ، بَعدَ صُدُودِهِ، بِبِعَادِهِ
قَدْ قُلتُ للغَيمِ الرُّكَامِ، وَلَجّ في
إبْرَاقِهِ، وألَحّ في إرْعَادِهِ
لا تَعْرِضَنّ لِجَعْفَرٍ، مُتَشَبّهاً
بَنَدَى يَدَيهِ، فَلستَ مِنْ أنْدَادِهِ
الله شَرّفَهُ، وأعلَى ذِكْرَهُ،(30/21)
وَرَآهُ غيث عِبَادِهِ، وَبِلادِهِ
مَلِكٌ حَكَى الخُلَفَاءَ مِن آبَائِهِ،
وَتَقَيّلَ العُظَمَاءَ مِنْ أجْدَادِهِ
إنْ قَلّ شُكْرُ الأبْعَدِينَ، فإنّهُ
وَهّابُ عِظْمِ طَرِيفِهِ، وَتِلاَدِهِ
يَزْدادُ إبْقَاءً عَلى أعْدَائِهِ
أبَداً، وإفضَالاً عَلى حُسّادِهِ
أمَرَ العَطَاءَ، فَفَاضَ مِنْ جَمّاتِهِ،
وَنَهَى الصّفيحَ، فَقَرّ في أغْمادِهِ
يا كالىءَ الإسْلاَمِ في غَفَلاتِهِ،
وَمُقيمَ نَهْجَيْ حَجّهِ وَجِهَادِهِ
تَهْنيكَ في المُعْتَزّ بُشرَى بَيّنَتْ
فِينَا فَضِيلَةَ هَدْيِهِ،، وَرَشَادِهِ
قَدْ أدرَكَ الحِلْمَ الذي أبدَى لَنَا
عَنْ حِلْمِهِ، وَوَقَارِهِ، وَسَدَادِهِ
وَمُبَارَكٌ مِيلادُ مُلْكِكَ، مُخبِر
بِقَرِيبِ عَهْدٍ كَانَ مِنْ مِيلادِهِ
تَمّتْ لَكَ النّعماءُ فيهِ، مُمَتَّعاً
بِعُلُوّ هِمّتِهِ، وَوَرْيِ زِنَادِهِ
وَبَقيتَ حَتّى تَسْتَضِيءَ بِرَأيِهِ،
وَتَرَى الكُهُولَ الشِّيبَ مِنْ أوْلادِهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> هل لديارٍ حَيّيْتَهَا دُرُسِ
هل لديارٍ حَيّيْتَهَا دُرُسِ
رقم القصيدة : 25260
-----------------------------------
هل لديارٍ حَيّيْتَهَا دُرُسِ
من صَمَمٍ ما هتفْتَ، أو خرَسِ
غُيّبَ عنهُنّ سَكْنُهنّ، فما
بهنّ من جِنّة ٍ ولا أنَسِ
إلاّ شَبيهاً بهنّ في وَضَحِ الـ
ــجيدِ ، وحسنِ العيون ، والّلعَسِ
وصاحبٍ رعتْهُ، وقد ماتتِ الـ
ـظّلماءُ، إلاّ حُشاشَة َ الغلَسِ
بخَمْرَة ٍ تُجْتَلَى لخاطِبِهَا
كجَلْوَة ِ البِكْرِ ليلة َ العُرُسِ
ما انْفَكّ للهِ في رعِيّتِهِ
ذخيرة ٌ من ربيعة ِ الفرسِ
إذا سنَى ذا خبَا لمدّتِهِ ،
أضْرَمَ من ذاكَ راكيَ القبَسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قلْ لبني الأشعثِ لن تُصْلِحُوا
قلْ لبني الأشعثِ لن تُصْلِحُوا
رقم القصيدة : 25261
-----------------------------------
قلْ لبني الأشعثِ لن تُصْلِحُوا
باللّوْمِ عنْدي أمْرَ عبّاسِ
حتّى ترُدّوهُ إلى رَبّهِ(30/22)
يطْبَعْهُ خَلْقاً منَ الرّاسِ
ألومُ عبّاساً على بُخْلِهِ ،
كأنّ عبّاساً من النّاسِ
وإنما العبّاس في قومهِ،
كالثومِ بينَ الوَرْدِ والآسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا قلْ لأمينِ اللّـ
ألا قلْ لأمينِ اللّـ
رقم القصيدة : 25262
-----------------------------------
ألا قلْ لأمينِ اللّـ
ـه، وابنِ القادة ِ الساسَهْ:
إذا ما ناكثٌ سَرّ
كَ أنْ تُفْقِدَهُ راسَهْ
فلا تقْتُلْهُ بالسيْفِ ،
وزَوّجْهُ بعبّاسَهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> جمحْتَ أبا مُسلِمٍ ، فاحْبِسِ
جمحْتَ أبا مُسلِمٍ ، فاحْبِسِ
رقم القصيدة : 25263
-----------------------------------
جمحْتَ أبا مُسلِمٍ ، فاحْبِسِ
وقصّرْ من النّظَرِ الأشْوَسِ
ولا تغترِرْ بركوبِ الكُمَيْتِ ،
وما تستجِيدُ من الملْبَسِ
و مشْيُكَ بالنخوِ وَسَطَ الرّحابِ ،
وإنْ قيلَ ذا صاحبُ المجلِسِ
وقولُ الفيوجِ : كتابُ الأميرِ ،
وختْمُ القراطيس بالجرجسِ
وكمْ قدْ رأيْنَا مُطاعاً هنا
كَ صارَ المذلّل للمجلسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألمْ تربَعْ على الطّلَل الطِّماسِ
ألمْ تربَعْ على الطّلَل الطِّماسِ
رقم القصيدة : 25264
-----------------------------------
ألمْ تربَعْ على الطّلَل الطِّماسِ
عفاهُ كلُّ أسحَمَ ذي ارتجاسِ
وَذاري التُّرْبَ مُرتِكِمٌ حصَاهُ،
نسيجُ الميثِ، مِعنقة ُ الدَّهاسِ
سِوى سُفْعٍ أعارتها اللّيالي
سَوَادَ اللّيلِ من بَعدِ اغْبِساسِ
وَأوْرَقَ حالفَ الْمَثْواة َ، هابٍ،
كضاوِيِّ الفِرَاخِ من الْهُلاسِ
منازِلُ من عُفيرة َ، أوْ سُليمى ،
أوِ الدهْماءِ أختِ بني الحِماسِ
كأنّ مَعاقِدَ الأوضاحِ منْها
بجِيدِ أغَنّ نُوّمَ في الكِناسِ
وتَبسِمُ عن أغرَّ كأنّ فيه
مُجَاجَ سُلافة ٍ من بيت راسِ
فمنْ ذا مبلِغٌ عَمْراً رسولاً،
فقد ذُكِّرتَ ودّكَ غيرَ ناسِ
فلم أهجرْكَ هجرَ قِلًى ، ولكِنْ
نوائبُ لا نزالُ لها نُقاسي
نوائبُ تَعجَزُ الأدباءُ عنها ،(30/23)
ويعيا دونَها اللّقِنُ النّطاسي
وقد نافحتُ عن أحْسابِ قوْمٍ ،
همُ ورِثوا مكارِمَ دي نُواسِ
فإنْ تَكُ أُوقدَتْ للحرْبِ نارٌ،
فما غَطّيتُ خوفَ الحربِ راسي
سأُبْلي خيرَ ما أبْلَى مُحامٍ،
إذا ما النَّبْل أُلجم بالقِياسِ
وسَمتُ الوائلينَ بفاقِرَاتٍ،
بهنّ وسمتُ رهْطَ أبي فرَاسِ
وما أبْقيتُ من عَيْلانَ إلاّ
كما أبقَى من البَظْرِ الْمَوَاسِي
وقالتْ كاهِلٌ ، وبنو قُعيْنٍ :
حنانَكَ إنّنا لسْنَا بناسِ!
فما بالُ النعاجِ ثغَتْ بشتمي ،
وفي زمعاتهنّ دمُ الغِراسِ
وما حامتْ عن الأحسابِ، إلاّ
لترفع ذكرها بأبي نواسِ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> قُولا لمن يعشَقُ قَصْرِيّة ً ،
قُولا لمن يعشَقُ قَصْرِيّة ً ،
رقم القصيدة : 25265
-----------------------------------
قُولا لمن يعشَقُ قَصْرِيّة ً ،
يسْتَفّ حُرْفاً قبْل إفْلاسِهِ
فقد ثوى في كفّ سدّاجة ٍ ،
مسْرعة ٍ في قلْعِ أضْراسِهِ
تواصلُ العاشقَ، حتى إذا
ما أخذ الفَقْرُ بأنْفاسِهِ
دلّتْ بغدْرٍ ، وقرونُ الفتى
تهتَزّ بالكَشْخِ على رَاسِهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ما منكَ سلْمى ولا أطلالُها الدُّرُسُ،
ما منكَ سلْمى ولا أطلالُها الدُّرُسُ،
رقم القصيدة : 25266
-----------------------------------
ما منكَ سلْمى ولا أطلالُها الدُّرُسُ،
وَلا نَواطقُ من طيْرٍ ولا خُرُسُ
ياهاشمُ بن حُدَيْجٍ لوْ عدَدْتَ أباً
مثل القلَمّسِ لمْ يعْلَقْ بك الدّنَسُ
إذْ صَبّحَ الملكَ النعمانَ وافدُهُ،
و من قُضاعة أسْرَى . عنده حُبُس
فابتاعهمْ بإخاءِ الدّهْرِ ما عمَرُوا،
فلم ينَلْ مثْلها من مثله أنَس
أو رُحْتَ مثْلَ حُوَيٍّ في مكارِمِهِ،
هيْهاتَ منكَ حُوَيّ حينَ يُلتمَسُ
أو كالسموْألِ، إذ طافَ الهمامُ بهِ
في جحْفَلٍ لَجِبِ الأصْواتِ يرتجِسُ
فاختارَ ثُكلاً ، ولم يغدرْ بذمّتهِ،
إذْ قيلَ أشرِفْ ترَ الأوْداجَ تنبجسُ
ما زَادَ ذاكَ على تِيهٍ خُصِصْتَ به،(30/24)
وكيْفَ يعْدلُ غير السوءة ِ الغرَسُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّ البرامكَة َ الّذينَ تَعَلّموا
إنّ البرامكَة َ الّذينَ تَعَلّموا
رقم القصيدة : 25267
-----------------------------------
إنّ البرامكَة َ الّذينَ تَعَلّموا
فِعْلَ الْمُلُوكِ فعلّموهُ النّاسَا
كانوا إذا غرَسُوا سَقَوا، وإذا بنَوا
لم يهْدمُوا لِبنَائِهِمْ آسَاسَا
وإذا همُ صَنعوا الصّنيعة َ في الوَرِى ،
جعلُوا لها طُولَ البقاءِ لِباسَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> يامظهراً شكوَى على صَرْمِه ،
يامظهراً شكوَى على صَرْمِه ،
رقم القصيدة : 25268
-----------------------------------
يامظهراً شكوَى على صَرْمِه ،
مقبّحاً خُلْقي لدَى النّاسِ
أفسدْتَ قلبي بعد إصْلاحِهِ ،
فعادَ بالصّرْمِ من الرّاسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> الحمدُ لله! ألَمْ ينْهَني
الحمدُ لله! ألَمْ ينْهَني
رقم القصيدة : 25269
-----------------------------------
الحمدُ لله! ألَمْ ينْهَني
تجْرِبَة ُ النّاسِ عن الناسِ
فأمْنَعَ النّفْسَ هواها ؛ فقد
أذَلّني للنّاسِ إفْلاسي
سكَتُّ للدّهْرِ وأحْداثِهِ،
حتى خرا الدّهْرُ على راسي
العصر العباسي >> البحتري >> لم لا ترق لذل عبدك
لم لا ترق لذل عبدك
رقم القصيدة : 2527
-----------------------------------
لِمْ لا تَرِقُّ لِذُلّ عَبْدِكْ،
وَخُضُوعِهِ، فتَفي بوَعْدِكْ
إنّي لأسْألُكَ القَلِيـ
ـلَ، وأتّقي مِنْ سُوءِ رَدّكْ
وأمَا وَوَصْلِكَ بَعْدَ هَجْـ
ـرِكَ، واقتِرَابِكَ بَعدَ بُعْدِكْ
لا لُمْتُ نَفْسِي في هَوَا
كَ وَلا انحَرَفْتُ لطُولِ صَدّكْ
وَلَئِنْ أسَأتُ كَمَا تُسِي
ءُ لَما وَدِدْتُكَ حقَّ وُدّكْ
قُلْ للخَلِيفَةِ جَعْفَرٍ،
أعْيَا الرّجَالَ مَكَانُ نِدّكْ
أيُّ امرِىءٍ يَسْمُو سُمُـ
ـوَّكَ، أو يَجىءُ بمثلِ مَجدِكَ
وعَلا قُصَيّكَ، أوْ قُرَيْـ
ـشِكَ، أو نِزَارِكَ، أوْ مَعَدّكْ
بَاعٌ تُمدُّ بِهِ النّبُـ(30/25)
ـوّةُ، والخِلاَفَةُ قَبْلَ مَدّكْ
أحْرَزْتَ مِيرَاثَ الرّسُو
لِ بسُهْمَةِ العَبّاسِ جَدّكْ
وَوَصَلْتَ عَفْوَكَ يا أمِيـ
ـرَ المُؤمِنِينَ لَنَا بِجُهْدِكْ
وَرَعَيْتَنَا، فَأرَيْتَنَا
سَنَنَ الرّشادِ بِحُسْنِ قَصْدِكْ
حَسُنَتْ لَنَا الدُّنْيَا بِحَمْـ
ـدِ الله رَبَّكَ ثُمّ حَمْدِكْ
وعَلَيْكَ مِنْ سِيمَا النّبِـ
ـيّ مَخَايِلٌ شَهِدَتْ بِرُشدِكْ
تَبْدُو عَلَيْكَ، إذا اشْتَمَلْـ
ـتَ ببُرْدِهِ، من فوْقِ بُرْدِكْ
أعزَزْتَ أُمّةَ أحْمَدٍ
بالفَاضِلِينَ، وُلاةِ عَهدِكْ
فَهُمُ جَمِيعاً يَحْمَدُو
نَ، وَيَشكُرُونَ جَميلَ رِفْدِكْ
مُتَمَسّكِينَ بِبَيْعَةٍ،
أحْكَمْتَهَا بَوَثِيقِ عَقدِكْ
فَاسْلَمْ لَهُمْ وَلِسُؤدَدٍ
أصْبَحتَ فيهِ نَسيجَ وَحْدِكْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أقولُ للقانِصِ حين غلّسَا،
أقولُ للقانِصِ حين غلّسَا،
رقم القصيدة : 25270
-----------------------------------
أقولُ للقانِصِ حين غلّسَا،
و الصّبْحُ في النقابِ ما تنفّسَا
يقودُ كلْباً للطّرادِ أطْلَسَا ،
لمْ يُلْفِ عن فَريسة ٍ تحوُّسَا
ما رَشَقَ الظّباءَ إلاّ قَرْطَسَا ،
وَرّثَهُ النجدة َ ممّا أسّسَا
أبٌ وخالٌ لم يزلْ مُرَأسَا،
تخالُهُ العيْنُ لمَنْ تَفرّسَا
في حوْمة ِ الطّرّ هُماماً أشوَسَا،
إنْ همّ بالشدّة ِ يوماً غلّسَا
فأعدم ، الخزانَ منه الأنفُسا ،
حتى لقد أبكَى القِنانَ الطُّمّسا
بوركتَ قنّاصاً سَليلاً أخْنسا !
فكمْ رأيْنا ضاوياً مُهلّسا
يشكو، إذا لاقاكَ، جَدّاً تعِسا،
أصبَحَ من كسبِكَ قد تكرْدسا
العصر العباسي >> أبو نواس >> قدْ أغْتَدي، قبل مَذاذِ الخامسِ،
قدْ أغْتَدي، قبل مَذاذِ الخامسِ،
رقم القصيدة : 25271
-----------------------------------
قدْ أغْتَدي، قبل مَذاذِ الخامسِ،
بضَرِمٍ ينْغِضُ كفّ اللاّمِسِ
بجِلدَة ٍ تنْدى ، وحجْمٍ يابسِ،
عليه، من منضُوحة ِ القلانِسِ
قنْفاءُ ذات عَذَابٍ نوايسِ ،(30/26)
يَهُوعُ فُوها كهُواعِ القالِسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد أغْتَدي قبل طلوعِ الشمسِ،
قد أغْتَدي قبل طلوعِ الشمسِ،
رقم القصيدة : 25272
-----------------------------------
قد أغْتَدي قبل طلوعِ الشمسِ،
باحْجَنِ الخطْمِ ، كميّ النفْسِ
غرْثانَ إلاّ أكْلَهُ بالأمْسِ،
آنسَ ، بالطمْسِ وماء الطمسِ
كنَظَرِ المجْنونِ أوْ ذي الْمَسّ،
حتى إذا أقصَدَ بعد الحبْسِ
عشرينَ من حُبَارياتٍ قُعْسِ ،
مثل النّصارى في ثيابٍ طُلْسِ
فهنّ بين أرْبعٍ وخمْسِ،
صَرْعَى ، ومستدْمٍ أميمِ الرأسِ
وحَرِبٍ يَشْفِنُ بعد التعْسِ
كأنّما صَبَغْتَها بورْسِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> رأيتُ لقوسِ أيوبٍ سِهاماً،
رأيتُ لقوسِ أيوبٍ سِهاماً،
رقم القصيدة : 25273
-----------------------------------
رأيتُ لقوسِ أيوبٍ سِهاماً،
مثَقَّفَة َ السوَالفِ ، ما تطيشُ
سِهامٌ، لا يذوبُ لها غِراءٌ،
ولم يُشدَدْ لها عَقِبٌ وريشُ
يباكرُ جيْبَهُ، فيصيدُ منهُ،
ولا يبغي عليه من يحوشُ
ولا ينْجي الصَّواية َ أن يراها
تضاءَلَ فوْقها دَرْزٌ جحيشُ
يزرّ رِعالَها بالسنّ زَرّاً،
و لا تشقى بغدْوته الوحوشُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أماتَ اللهُ من جوعٍ رِقاشاً ،
أماتَ اللهُ من جوعٍ رِقاشاً ،
رقم القصيدة : 25274
-----------------------------------
أماتَ اللهُ من جوعٍ رِقاشاً ،
فلوْلا الجوعُ ما ماتتْ رِقاشُ
ولو أشمَمْتَ موتاهمْ رغيفاً،
وقد سكنوا القبورَ، إذاً لَعاشوا!
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا غُلاماً يودّ كِتْـ
يا غُلاماً يودّ كِتْـ
رقم القصيدة : 25275
-----------------------------------
يا غُلاماً يودّ كِتْـ
ــمانَ أمرٍ له فشَا
أترَى أنّ مَا بِنَا
صَمَمٌ عنك، أوْ عَشَا
قد رأينا اخْتِصاصَ طَرْ
فكَ باللّمْحِ خَنْبشَا
وتواليكَ بالرّقَا
عِ إذا خفْتَ مَنْ وَشا
حاكياتٍ بلَفْظِهَا
عُرْوَة ً، أوْ مُرَقَّشَا
خبِّرَنّي ، فدتك نَفْـ(30/27)
ـتي ، أيا مثشبِه الرّشَا
لمَ تختارُ أنْوكاً،
خاملَ القَدْرِ، أعمشا
أوَما تَرْعَوي عنِ الـ
ـغيِّ، في شرِّ مَنْ مشَى
وجدَ اللّوْمَ ضائعاً
فرَعَى فيه ، واختَشَى
ثمّ ألْوَى بلِحْيَة ٍ
مدّ منها، ونفّشا
فإذا ما رأيْتَهُ،
وهوَ مُستفحِلُ الحشَا
قلتَ راعٍ مُمَلأ ،
راحَ يسْتاقُ أكْبُشَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا رُبّ ثَوْرٍ بمَكَانٍ قاصِ ،
يا رُبّ ثَوْرٍ بمَكَانٍ قاصِ ،
رقم القصيدة : 25276
-----------------------------------
يا رُبّ ثَوْرٍ بمَكَانٍ قاصِ ،
ذي زمعٍ دُلامِصٍ دِلاصِ
بات يراعي النجمَ منْ خَصَاصِ،
صبّحتُهُ بضُمّرٍ خِماصِ
لاحقة أظباؤهَا ، شَوَاصِ ،
فهنّ بعد الْحَضَر النَّصّاصِ
منه لها حيْثُ يكون الخاصي،
يكشّرُ عن نَابٍ له قَرّاصِ
أرنبَة ً سوداء كالعناصي،
بها يُعاطي، وبها يعاصي
يصيدُ بالقُرْبِ وبالأقاصي ،
كلّ سمِينٍ دَهنٍ رقّاصِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألم ترَني أَبحْتُ اللّهْوَ نَفْسي ،
ألم ترَني أَبحْتُ اللّهْوَ نَفْسي ،
رقم القصيدة : 25277
-----------------------------------
ألم ترَني أَبحْتُ اللّهْوَ نَفْسي ،
وديني، واعتكفْتُ على المعاصي
كأنّي لا أعودُ إلى مَعَادٍ،
ولا أخشَى هنالكَ من قِصاصِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أنْعَتُ كَلْباً مُرْهَفاً خميصَا ،
أنْعَتُ كَلْباً مُرْهَفاً خميصَا ،
رقم القصيدة : 25278
-----------------------------------
أنْعَتُ كَلْباً مُرْهَفاً خميصَا ،
ذا شية ٍ ما عَدِمتْ وبيصَا
تخالُ في أجفانهِ فُصُوصَا،
أُدّبَ حتى أحْكمَ التّقْنيصَا
وعَرَلَ الإيحاءَ والتعْويصَا ،
بورِكَ كَلْباً نهِماً حرِيصَا!
هتّك عن حُجبِ الظِّبا قميصَا،
فمحّصَتْ آراءَهَا تمحِيصَا
حتى ترى غاليَها رخيصَا،
تمنحُه الطّوْرَيْنِ والشخوصَا
أضحَى به مالاً لهُ مخصُوصَا،
لمْ يَرَ من عيْشٍ له تنغيصَا!(30/28)
العصر العباسي >> أبو نواس >> آلفُ ما صِدْتُ منَ القنيصِ، آلفُ ما صِدْتُ منَ القنيصِ،
آلفُ ما صِدْتُ منَ القنيصِ، آلفُ ما صِدْتُ منَ القنيصِ،
رقم القصيدة : 25279
-----------------------------------
آلفُ ما صِدْتُ منَ القنيصِ، آلفُ ما صِدْتُ منَ القنيصِ،
بكلّ بازٍ واسعِ القمِيصِ
ذي بُرنسٍ مذهَّبٍ رصيصِ ،
وهامَة ٍ ومِنسَرٍ حصيصِ
وجؤجؤ عوّلَ باليصِ ،
مدبَّجٍ ، معيَّنِ الفُصوصِ
على الكراكي نهمٍ حريصِ ،
آنَسَ عشرينَ بذات العيصِ
فانسلّ عن سكاره الممحوصِ ،
وانقضّ يهوي، وهو كالوبيصِ
دانَى جناحَيْهِ إلى نصيصِ ،
فاعْتامَ منها كلَّ ذي خميصِ
فقدَّهُ بمخلبٍ قبوصِ ،
فكمْ ذبحْنَا ثَمّ من موقوص
وكم لنا في البيتِ من مقصوصِ
معدَّة ٍ للشّيّ والمُصُوصِ
العصر العباسي >> البحتري >> مخلف في الذي وعد
مخلف في الذي وعد
رقم القصيدة : 2528
-----------------------------------
مُخْلِفٌ في الذي وَعدْ،
سِيلَ وَصْلاً فَلَمْ يَجدْ
فهْوَ بالحُسْنِ مُسْتَبِـ
ـدٌ وَبِالدّلّ مُنْفَرِدْ
يَتَثَنّى عَلى قَضِيـ
ـبٍ، ويَفْتَرّ عَنْ بَرَدْ
قَدْ تَطَلّبْتُ مَخْرَجاً
مِنْ هَوَاهُ، فَلَمْ أجِدْ
بِأبي أنْتَ لَيْسَ لي
عَنْكَ صَبْرٌ، وَلا جَلَدْ
ضَاقَ صَدْري بِمَا أجـ
ـنّ، وقَلبي بِمَا أجَدْ
وَتَغَضّبْتُ، إنْ شَكَوْ
تُ جَوَى الحُبّ، والكَمَدْ
وَاشْتِكَائِي هَوَاكَ ذَنْـ
ـبٌ، فإنْ تَعْفُ لا أعُدْ
قَدْ رَحَلْنَا عَنِ العِرَا
قِ وَعَنْ قُطْبِهَا النّكِدْ
حَبّذا العَيْشُ في دِمَشْـ
ـقَ، إذا لَيْلُها بَرَدْ
حَيْثُ يُسْتَقْبَلُ الزّما
نُ، ويُسْتَحسَنُ البَلَدْ
سَفَرٌ جَدّدَتْ لَنَا الـ
ـلَهْوَ، أيّامُهُ الجُدُدْ
عَزَمَ الله لِلْخَلِيـ
ـفَةِ فيهِ عَلَى الرَّشَدْ
مَلِكٌ تَعْجِزُ البَرِ
يّةُ عَنْ حَلّ مَا عَقَدْ
يَا إمَامَ الهُدَى الّذي احْـ
ـتَاطَ للدّينِ، واجْتَهَدْ
سِرْ بسَعْدِ السّعُودِ في
صُحْبَةِ الوَاحِدِ الصّمَدْ(30/29)
وَابْقَ في العِزّ والعُلُـ
وّ لَنَا، آخِرَ الأبَدْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أنْعتُ كلباً جالَ في رِباطِهِ ،
أنْعتُ كلباً جالَ في رِباطِهِ ،
رقم القصيدة : 25280
-----------------------------------
أنْعتُ كلباً جالَ في رِباطِهِ ،
جَوْلَ مُصابٍ فرّ من أسْعاطهِ
عندَ طبيبٍ خاف من سياطهِ،
هِجْنا به، وهاج من نَشاطهِ
كالكوكب الدرّيّ في انخراطِهِ،
عند تَهاوي الشّدّ وانبِساطِهِ
يقمّم القائد في حطاطِه،
وقدّهِ البيداءَ في اعتباطهِ
لمّا رأى العلهَبَ في أقْواطهِ،
سابَحَهُ ، وقَرّ في الْتباطهِ
كالبرْقِ يَذْري المرْوَ بالتقاطهِ ،
مثْل قَلِيّ طار في أنْفاطِهِ
وانْصاعَ يتْلوهُ على قِطاطهِ،
أغضَفُ لا ييأسُ من خِلاطهِ
يصيدُ بعْدَ البُعْدِ وانبِساطهِ ،
إن لم يبتّ القلب في انتياطِهِ
فلم يزل يأخذ في لِطاطهِ ،
كالصقر ينقضّ على غِطاطهِ
يقشِر جلدَ الأرض من بلاطهِ،
بأربَعٍ يقول في إفراطهِ
لشدّة ِ الجري ولاستِحطاطِهِ،
ما إن تمسّ الأرضَ في أشواطهِ
قد خدشت رجلاهُ في آباطهِ ،
وخرمَ الأذنين بانتِشاطهِ
خلجُ ذراعيهِ إلى ملاطِهِ ،
ينقدّ عنه الضّيقُ بانْعِطاطهِ
في هبوات الضّيقِ أو رياطهِ،
فأدركَ الظبيَ ولم يُباطهِ!
ولفَّ عشرينَ إلى أشراطهِ،
فلم نزل نَقرِنُ في رباطهِ
ويخْمِطُ الشاؤونَ من خَمّاطهِ ،
ويطبخُ الطابخُ من أسقاطِهِ
حتى علا في الجوّ من شياطهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أعدَدْتُ كلْباً للطرادِ سلْطَا ،
أعدَدْتُ كلْباً للطرادِ سلْطَا ،
رقم القصيدة : 25281
-----------------------------------
أعدَدْتُ كلْباً للطرادِ سلْطَا ،
مقلَّداً قلائداً ومَقْطَا
فهْوَ النّجيبُ، والحسيبُ رَهْطا،
ترى له خطّينِ خُطّا خَطّا
و ملَطاً سهلاً، ولَحْياً سَبْطَا ،
ذاكَ ومتْنَيْنِ إذا تمطّى
قلتَ شِرَاكانِ أُجِيدَا قَطّا ،
مِنْ أدَمِ الطائفِ عُطّا عَطّا
ينشط أذنيه بهنّ نَشْطَا ،
تخالُ مأزمَيْن منه شرْطَا(30/30)
ما إن يقَعْنَ الأرضَ، إلاّ فرْطا،
كأنّما يُعْجِلْنَ شيئاً لقْطَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أنا أبصرتُ صاحِ الشّمْـ
أنا أبصرتُ صاحِ الشّمْـ
رقم القصيدة : 25282
-----------------------------------
أنا أبصرتُ صاحِ الشّمْـ
ــسَ تمْشي ليْلة َ الجُمْعَهْ
فماجَ الناسُ في الناسِ،
وظَنّوا أنّها الرّجْعَهْ
إلى الله، وقالوا الحشـ
ـرُ، لَمّا عاينوا، بِدْعَهْ
إذِ الشمسُ تُرى ليْلاً ،
وحينَ الناسُ في خَشْعَهْ
وماجوا أن رأوا شمْساً
بليلٍ ، يالها فَزْعَهْ
فقلتُ : الشمسُ لا تطْـ
ـلعُ ليلاً مطْلَعَ الهقْعَهْ
ولكنّ الفتَى أحمـ
ــد يجلو الليْلَ ، بالطّلْعَهْ
على جبْهَتِهِ الشّعْرَى ،
وفي وجْنَتِهِ الهَنْعَهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ما ارْتَدْ طَرْفُ محمّدٍ
ما ارْتَدْ طَرْفُ محمّدٍ
رقم القصيدة : 25283
-----------------------------------
ما ارْتَدْ طَرْفُ محمّدٍ
إلاّ أتى ضرّ اً ونَفْعَا
قاد النّدى بعِنانهِ،
وتسرْبل المعرُوفَ دِرْعا
لما اعتمدتُ على نَدا
ك أريتَني وِتْراً وشفْعَا
فعصَا نداهُ براحتي ،
أعلو بها الإفلاسَ قرْعا
وعليّ سُورٌ مانِعٌ
من جوْرِه إن خفتُ كسعا
فلَوَ انّ دَهْراً رابَني،
لصَفعْتُهُ بالكفِّ صَفعا
العصر العباسي >> أبو نواس >> وأُسمِعُ منكِ النفسَ ما ليس تسمَعُ
وأُسمِعُ منكِ النفسَ ما ليس تسمَعُ
رقم القصيدة : 25284
-----------------------------------
وأُسمِعُ منكِ النفسَ ما ليس تسمَعُ
من القوْل لي: أبشرْ؛ فترْضى وتقنعُ
خُذي بِقَبولٍ ما مُنحتِ من المُنى ،
فما ليَ إلاّ بالْمُنى عنكِ مَدفَعُ
إذا ما تَغَشّتْني منَ الموْتِ سكْرَة ٌ،
تَجَلّى المنَى من دونِها؛ فتقَشَّعُ
فمن ذا الذي لي؛ مثلَ ما تصْنعُ المنى
إذا ما أظَلّتْني المنيّة ُ يَصْنَعُ
سَأُثْني بهذا ما حَيِيتُ على الْمُنى ،
وإنْ أغْفَلَ العشّاقُ ذاكَ؛ وضَيّعوا
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّ اسمَ حُسْنٍ لوَجهِها صِفَة ٌ ،(30/31)
إنّ اسمَ حُسْنٍ لوَجهِها صِفَة ٌ ،
رقم القصيدة : 25285
-----------------------------------
إنّ اسمَ حُسْنٍ لوَجهِها صِفَة ٌ ،
ولا أرَى ذا في غَيْرِهَا اجتمعَا
فهْيَ إذا سُمّيتْ، فقدْ وُصِفتْ،
فيجْمَعُ اللّفْظُ معْنَيَيْنِ معَا
إنّ بشَطّ الفُراتِ لي سَكَناً ،
يبْلُغُ غيْظي بكلّ ما وسِعَا
يُلصِقُ أنفي بكُلّ مُرْغَمَة ٍ ،
ولا يراني عليْهِ ممتنعَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> سَصُمّ عن العذّالِ ، وهْو سميعُ ،
سَصُمّ عن العذّالِ ، وهْو سميعُ ،
رقم القصيدة : 25286
-----------------------------------
سَصُمّ عن العذّالِ ، وهْو سميعُ ،
فيذْهَبُ بُطْلاً نُصْحُهمْ، ويضيعُ
طويلة ُ خُوطِ المتْنِ ، عند قيامها ،
ولي بالطّويلاتِ المُتُونِ وُلُوعُ
أصمُّ ، إذا نودِيتُ باسمي ، وإنني،
إذا قيل لي : يا عبْدَهَا ، لَسَمِيعُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذا مضَى من رمضَانَ النّصْفُ
إذا مضَى من رمضَانَ النّصْفُ
رقم القصيدة : 25287
-----------------------------------
إذا مضَى من رمضَانَ النّصْفُ
تَشوَقَ القَصْفُ لنا والعَزْفُ
وأُصْلِحَ النايُ، ورُمّ الدّفّ
واخْتَلَفَتْ بينَ الزُّنَاة ِ الصُّحْفُ
لوَعْدِ يوْمٍ ليس فيه خُلْقُ ،
حتى إذا ما اجْتمعوا واصْطفّوا
تكشّفوا ، واعتنقوا ، والْتفّوا ،
فبعْضُهُمْ أرْضٌ وبعضٌ سقْفُ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> فديتُكَ ليس لي عنْك انْصِرَافُ ،
فديتُكَ ليس لي عنْك انْصِرَافُ ،
رقم القصيدة : 25288
-----------------------------------
فديتُكَ ليس لي عنْك انْصِرَافُ ،
ولا ليَ في الهوَى منكِ انْتِصَافُ
وِصالُكِ عِنْديَ الشّهْدُ الْمُصَفّى ،
وهجْرُكِ عِنْديَ السّمّ الزّعافُ
وقائلَة ٍ متَى عنْها تَسَلّى ،
فقلْتُ لها إذا شابَ الغُدافُ
أطوفُ بقَصْرِكُمْ، في كلّ يومٍ،
كأنّ لقَصْرِكُمْ خُلِقَ الطّوافُ
ولوْلا حبّكُمْ للزِمْتُ بَيْتي ،
ففي بيْتي ليَ الرّاحُ السُّلافُ(30/32)
أنَا العَبْدُ المقِرّ بِطُولِ رِقٍّ،
وليس عليك من عَبْدٍ خِلافُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لستُ لِدَارٍ عَفَتْ بوَصّافِ،
لستُ لِدَارٍ عَفَتْ بوَصّافِ،
رقم القصيدة : 25289
-----------------------------------
لستُ لِدَارٍ عَفَتْ بوَصّافِ،
ولا على رَبْعِها بوَقّافِ
ولا أُسلّي الْهُمومَ في غسق اللّيـ
ــلِ بحَادٍ في البِيدِ عَسّافِ
لكنْ بوجْهِ الحبيبِ أشربُها،
بين نَدامَى ، وبين أُلاّفِ
من قهوة ٍ كالعقيقِ صافيَة ٍ،
عادِيّة ِ العُمْرِ، ذاتِ أسْلافِ
كأنّ في لحْظِ عينِ مازِجِها ،
إذا اجتَلاها، بريقَ أسْيافِ
كأنّها ، والمِزاجُ يقْرَعُها ،
في قعْرِ كأسٍ، نجيعُ أجوافِ
تفترّ في الكأسِ ، حين تمزُجُها
بماءِ مُزْنٍ، عن دُرّ أصْدافِ
منتظماتٌ، وغير منْتظمٍ،
تغورُ فيها ، وبعضُها طافِ
فذاكَ أشْهَى من الوُقوفِ على
رَبْعٍ لأسْمَاءَ آيُهُ عافِ
العصر العباسي >> البحتري >> ألعيش في ليل داريا إذا بردا
ألعيش في ليل داريا إذا بردا
رقم القصيدة : 2529
-----------------------------------
ألْعَيْشُ في لَيْلِ دارَيّا، إذا بَرَدَا،
والرّاحُ نَمزُجُهَا بالمَاءِ مِنْ بَرَدَى
قُلْ للإمَامِ، الذي عَمّتْ فَوَاضِلُهُ
شَرْقاً وَغَرْباً فَما نُحصِي لَهَا عدَدَا
ألله وَلاّكَ عَنْ عِلْمٍ خِلاَفَتَهُ،
وَالله أعْطَاكَ مَا لَمْ يُعْطِهِ أحَدَا
وَمَا بَعَثتَ عِتَاقَ الخَيْلِ في سفرٍ،
إلاّ تَعَرّفْتَ فيهِ اليُمْنَ والرَّشَدَا
أمّا دِمَشْقُ، فقَدْ أبدَتْ مَحَاسِنَها،
وَقَدْ وَفَى لكَ مُطْرِيها بِمَا وَعَدا
إذا أرَدْتَ مَلأتَ العَينَ مِنْ بَلَدٍ،
مُستَحسَنٍ، وَزَمَانٍ يُشبِهُ البَلَدا
يُمسِي السّحابُ على أجبالِها فِرَقاً،
ويُصْبِحُ النّبْتُ في صَحَرائِهَا بَدَدا
فَلَسْتَ تُبْصِرُ إلاّ وَاكِفاً خَضِلاً،
أوْ يَانِعاً خَضِراً، أو طَائِراً غَرِدا
كأنّما القَيْظُ وَلّى بَعدَ جِيئَتِهِ،(30/33)
أوِ الرّبيعُ دَنَا مِنْ بَعْدِ مَا بَعَدا
يا أكثرَ النّاسِ إحساناً وأعرَضَهُمْ
سَيْباً وأطْوَلَهُمْ في المَكرُماتِ يَدَا
مَا نَسألُ الله إلاّ أنْ تَدُومَ لكَ النَّـ
ـعْمَاءُ فِينَا، وأنْ تَبقَى لَنَا أبَدَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> رأيْتُ هوايَ سِيرتُهُ الوجيفُ،
رأيْتُ هوايَ سِيرتُهُ الوجيفُ،
رقم القصيدة : 25290
-----------------------------------
رأيْتُ هوايَ سِيرتُهُ الوجيفُ،
وتحْزبُني ، إذا اعترَضَتْ ، ثقيفُ
فإن آتي، وذلكَ بعدَ كَدٍّ،
فَدَارُ مُحمّدٍ ، ثُمّ الوقوفُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> اسْقِني، واسْقِ يوسُفَا،
اسْقِني، واسْقِ يوسُفَا،
رقم القصيدة : 25291
-----------------------------------
اسْقِني، واسْقِ يوسُفَا،
مزّة َ الطّعْمِ ، قَرْقَفَا
دَعْ من العيشِ كلّ رَنْـ
ـقٍ، وخُذْ منْهُ ما صَفَا
اسْقِنِيهَا مِلأً وفَا،
لا أُريدُ المُنَصَّفَا
وضَعِ الزّقّ جَانِباً،
ومعَ الزّقّ مصْحَفَا
واحْسُ من ذا ثلاثَة ً،
واتْلُ من ذاكَ أحرُفَا
خيْرُ هذا بشَرّ ذا ،
فإذا اللهُ قد عَفَا
فلقد فازَ من مَحَا
ذا بِذ عنهُ ، واكْتَفَى
العصر العباسي >> أبو نواس >> نبّهْ نديمي يُوسُفَا
نبّهْ نديمي يُوسُفَا
رقم القصيدة : 25292
-----------------------------------
نبّهْ نديمي يُوسُفَا
يسْقيكَ خمراً قَرْقَفَا
غَضّاً تَثَنّى ، أهْيَفَا،
أنْحَلَ جسْمي دَنَفَا
كغُرّة ِ البدْرِ ، إذا الـ
ـــشّهْرُ بدا منصَّفَا
حتى إذا دارَ الكرَى
في مقلتيْهِ وغَفَا
قبّلْتُهُ عشراً عَلى
عشْرٍ ، وعشْراً سلَفَا !
العصر العباسي >> أبو نواس >> سقياً لبغدادَ، وأيّامِها؛
سقياً لبغدادَ، وأيّامِها؛
رقم القصيدة : 25293
-----------------------------------
سقياً لبغدادَ، وأيّامِها؛
إذْ دهْرُنَا نطْويهِ بالقَصْفِ
معْ فِتية ٍ مثْل نجومِ الدّجى ،
لم يطْبَعُوا يوماً على خَسْفِ
تيجانهمْ حِلمٌ إذا ما سُقوا(30/34)
قد فُصِّصَتْ بالجود والظّرْفِ
ومدّ من أبصارهم أشمُسٌ
تقْصُرُ عنها غاية ُ الوصْفِ
يسقيهمُ ذو وَفْرة ٍ، أحْورٌ،
يُسيلُ صُدغاً، فاترُ الطرْفِ
يكسّرُ الرّاءَ، وتكْسيرُها
يدعو إلى السُّقمِ مع الحتْفِ
إنْ رامَ إعْجالاً أبَى ردفُهُ ،
أو رامَ عَطْفاً جرّ للعطْفِ
يسقيهِمُ حمراءَ، ياقوتَة ً،
تُسرجُ في الكأسِ وفي الكفّ
يسْقِيهِمُ ممزُوجَة ً تارَة ً،
فباحَ من سُكْرٍ بما يُخْفي
ثمّ تغنّى طرباً عندهمْ ،
وهْوَ من القوْمِ على خوْفِ :
شعزما أولع العينين بالوكفِ،
إذا تنحت غرّة الأنفِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ياقَلْبُ ويحكَ جِدٌّ منكَ ذا الكلَفُ ،
ياقَلْبُ ويحكَ جِدٌّ منكَ ذا الكلَفُ ،
رقم القصيدة : 25294
-----------------------------------
ياقَلْبُ ويحكَ جِدٌّ منكَ ذا الكلَفُ ،
ومَنْ كلِفْتُ به جافٍ كما تَصِفُ
وكانَ في الحَقّ أنْ يهْوَاكَ مجْتهِداً ،
كذاكَ خبّرَ مِنّا الغابرَ السّلَفُ
قلْ للمليحِ : أما تَرْوي الحديث بما
خالَفْتَ فيهِ وقدْ جاءتْ به الصّحُفُ
إنّ القُلوبَ لأجْنَادٌ مُجنَّدَة ٌ،
لله في الأرْضِ بالأهْواءِ تختلِفُ
فما تَعارَفَ منْها فهْوَ مُؤتَلِفٌ،
وما تَناكَرَ منْها فهو مُخْتَلِفُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> خبّرَ طَرْفي بالذي أُخْفي ،
خبّرَ طَرْفي بالذي أُخْفي ،
رقم القصيدة : 25295
-----------------------------------
خبّرَ طَرْفي بالذي أُخْفي ،
ويحَكَ ! ما افِشاكَ من طرْفِ
لا يكتُمُ الطرْفُ هوَى عاشقٍ ،
لكنّما يُفْشِيهِ بالذّرْفِ
حتى لَعَيْني بكَ فيما أرى ،
أعلمُ من نَفسي بما أُخْفي
وذاكَ أني، والقضَا واقعٌ،
بكفّهما نفسي ، جنَتْ حتْفي
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا رُبّ ساقٍ، كأنّهُ شَبَهُ الْـ
يا رُبّ ساقٍ، كأنّهُ شَبَهُ الْـ
رقم القصيدة : 25296
-----------------------------------
يا رُبّ ساقٍ، كأنّهُ شَبَهُ الْـ
ـبدْرِ تجلّى الظّلامُ عن سَدَفِهْ(30/35)
قلْتُ له للذي أردْتُ بهِ ،
وقد يُنالُ اللطيفُ من لُطْفِهْ :
إليّ فاسْمَعْ تسْمَعْ إلى عجَبٍ ،
من مُستجِدّ الحديثِ مُطّرِفِهْ
فانْقَادَ حتى رأيْتُ أنّ فمي
أدْنَى لأذْنَيْهِ من عُرَى شَنَفِهْ
فقُبّلَتْ صَفْحَة ٌ، وسالِفَة ٌ
من رَوْضِ غضّ الشبابِ مُؤتنفِهْ
وما درى الشَّرْبُ أو درَوْا فلَهَوا
عن قرحِ القلْبِ قد لَجّ في دَنَفِهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> عادَ لي بالسّديرِ شارِدُ قَصْفِ،
عادَ لي بالسّديرِ شارِدُ قَصْفِ،
رقم القصيدة : 25297
-----------------------------------
عادَ لي بالسّديرِ شارِدُ قَصْفِ،
وسُرُورٍ معَ النّدامَى وعَزْفِ
وعُيونُ الظّباءِ ترْنو إليْنَا،
مُنْعِماتٍ بكُلّ بِرٍّ ولُطْفِ
فَطَرَدْنَا الصّدودَ أقبحَ طرْدٍ،
وعَطَفْنا الوصالَ أحسنَ عَطْفِ
وَرَخيمُ الدّلالِ كاد من الرقّـ
ـة ِ يُدْمي أديمَه وقعُ طَرْفِ
حَلّ منْهُ الصّليبُ في موْضِع الجيـ
ــدِ ؛ فقدْ خصّهُ على كلّ إلْفِ
فأدَرْنَا رحَى السّرُورِ ثلاثاً،
وَوَصَلْنا الخصورَ كَفّاً بكفّ
العصر العباسي >> أبو نواس >> منْ يكنْ يعْشَقُ النّساءَ فإنّي منْ يكنْ يعْشَقُ النّساءَ فإنّي
منْ يكنْ يعْشَقُ النّساءَ فإنّي منْ يكنْ يعْشَقُ النّساءَ فإنّي
رقم القصيدة : 25298
-----------------------------------
منْ يكنْ يعْشَقُ النّساءَ فإنّي منْ يكنْ يعْشَقُ النّساءَ فإنّي
مُولَعُ القلْبِ بالغلامِ الظريفِ
حين أوْفَى على ثلاثٍ وعشْرٍ ،
لم يطُلْ عهْدُ أذْنِهِ بالشّنوفِ
فبِهِ غُنّة ُ الصّبا ، تَعْتَليها
بُحّة ُ الاحْتِلامِ للتّشْرِيفِ
حينَ رَامَى النساءَ منْهُ بِعَيْنٍ،
وطوَى أخْتَهَا من التّخْويفِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> مُعقرَبُ الصُّدْغُ ، ملْبوسٌ عَوارِضُه
مُعقرَبُ الصُّدْغُ ، ملْبوسٌ عَوارِضُه
رقم القصيدة : 25299
-----------------------------------
مُعقرَبُ الصُّدْغُ ، ملْبوسٌ عَوارِضُه(30/36)
جلبابَ خزٍّ، عليه النَّورُ مقْطوفْ
تحْيَا النفوسُ به في سطْحِ جوْهرَة ٍ،
فما عليْكَ إذا اسْتدْعاكَ تكليفُ
تضَمّنَ الرّوحَ جِسْمُ النُّورِ؛ فامتزَجا
في عارضٍ فيه أرواحٌ وتأليفُ
فليس يخْطِرُ في الأوْهَامِ أنّ لَهُ
عِدْلاً ، وليس له في الحسنِ موْصُوفُ
العصر العباسي >> البحتري >> لي حبيب قد لج في الهجر جدا
لي حبيب قد لج في الهجر جدا
رقم القصيدة : 2530
-----------------------------------
لي حَبيبٌ قَدْ لَجّ في الهَجْرِ جِدّا،
وأعَادَ الصّدودَ مِنْهُ وأبْدَا
ذُو فُنُونٍ، يُرِيكَ في كلّ يَوْمٍ
خُلُقاً من جَفَائِهِ، مُسْتَجَدّا
يَتَأبّى مُنْعماً، ويُنْعِمُ إسْعَا
فاً، ويَدْنُو وَصْلاً، وَيَبعَدُ صَدّا
أغْتَدِي رَاضِياً، وَقَدْ بِتُّ غَضْبَا
نَ، وأُمْسِي مَوْلًى، وأُصْبِحُ عَبدَا
وَبنَفْسِي أفْدي، عَلى كلّ حَالٍ،
شَادناً لَوْ يُمَسُّ بالحُسنِ أعْدَى
مَرّ بي خالِياً، فأطمَعَ في الوَصْـ
ـلِ، وعَرّضْتُ بالسّلامِ، فَرَدّا
وَثَنَى خَدَّهُ إليّ، عَلى خَوْ
فٍ، فَقَبّلْتُ جُلَّنَاراً وَوَرْدا
سَيّدي أنْتَ! ما تَعَرَّضْتُ ظُلْماً،
فأُجَازَى بهِ، وَلاَ خُنْتُ عَهْدا
رِقَّ لي مِنْ مَدَامِعٍ لَيسَ تَرْقَا،
وارْثِ لي مِنْ جَوَانحٍ ليسَ تَهدَا
أتُرَاني مُستَبْدِلاً بِكَ مَا عِشْـ
ـتُ بَديلاً، وْوَاجِداً منكَ بِدّا
حَاشَ لله أنتَ أفْتَنُ ألحا
ظاً، وأحلى شَكلاً، وأحسنُ قَدّا
خَلَقَ الله جَعْفَراً قَيّمَ الدّنْـ
ـيا سَداداً، وَقَيّمَ الدّين رُشْدا
أكْرَمُ النّاسِ شِيمَةً، وأتَمُّ النّا
سِ خَلْقاً، وأكثرُ النّاسِ رِفْدا
مَلِكٌ حَصّنَتْ عَزِيمَتُهُ المِلْـ
ـكَ، فأضْحَتْ لَهُ مَعَاناً، وَرَدّا
أظْهَرَ العَدْلَ، فاستَنَارَتْ بهِ الأرْ
ضُ، وعَمَّ البِلاَدَ غَوْراً وَنَجْدَا
وَحَكَى القَطْرَ، بَلْ أبَرَّ عَلَى القَطْـ
ـرِ، بكَفٍّ على البرِيّةِ تَنْدَى
هُوَ بَحْرُ السّماحِ، والجُودِ، فازْدَدْ(30/37)
مِنْهُ قُرْباً، تَزْدَدْ من الفَقْرِ بُعْدا
يا ثِمَالَ الدّنْيَا عَطَاءً وَبَذْلاً،
وَجَمَالَ الدّنْيَا سَنَاءً وَمَجْدَا
وَشَبيهَ النّبيّ خَلْقاً وَخُلْقاً،
وَنَسيبَ النّبيّ جَدّاً، فَجَدّا
بِكَ نَسْتَعْتِبُ اللّيَالِي، وَنَسْتَعْـ
ـدِي عَلَى دَهْرِنَا المُسِيءِ، فَنُعْدَى
فَابْقَ عُمْرَ الزّمانِ، حتّى نُؤدّي
شُكْرَ إحْسَانِكَ الذي لا يُؤدّى
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا نَظْرَة ً ساقَتْ إلى ناظِرٍ
يا نَظْرَة ً ساقَتْ إلى ناظِرٍ
رقم القصيدة : 25300
-----------------------------------
يا نَظْرَة ً ساقَتْ إلى ناظِرٍ
أسْبابَ ما تدْعو إلى حتْفِهِ
من حبّ ظبْيٍ حَسنٍ دَلُّه،
يقصّرُ الواصفُ عن وَصْفهِ
في البدرِ من صَفحتهِ لمحة ٌ ،
ولمحة ٌ في الظبْي منْ طرفِهِ
إذا مشَى جاذَبَه رِدْفَه ،
كأنَّما يمْشي إلى خلفِهِ
مواقعُ الأنْفاسِ في ثغْرِهِ،
وفي ثناياه، وفي كفّهِ
ابْنُ ثمانٍ بعدها أرْبَعٌ ،
طفْلٌ وكهلُ السنّ في ظَرْفِهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> اسْقِني الرّاحَ على وجْـ
اسْقِني الرّاحَ على وجْـ
رقم القصيدة : 25301
-----------------------------------
اسْقِني الرّاحَ على وجْـ
ـهٍ رأيْنَاهُ نظيفَا
من وصيفٍ، بأبي ذا
كَ وبالأمّ، وَصِيفَا
من مَها الدّيوانِ قد قّلّـ
ـدَ شَذْراً وشُنُوفَا
لابساً فوقَ القَميص الـ
ـجَوْنِ قُبْطِيّاً خفيفَا
تضحكُ الأقلامُ منه،
كلّما خَطّ الصّحيفَا
أسْرعُ الناسِ مَلالاً ،
إنْ تسلْ شيئاً طفيفَا
غير أني قد أرى قلـ
ـبي به بَرّ اً رؤوفَا
مُسْعِرٌ في القلْبِ حُبّـ
ــبينِ ، تلِيداً وطريفَا
ولقد قلتُ لعَمْروٍ،
بعد كتماني خريفَا:
ما ترى الظبيَ الذي أحْـ
ـبَبْتُهُ حبّاً عنيفَا
ما ترى إخفاق قلبي،
في هواه ، والوجيفَا
فلقد طال تَماديـ
ـه، وقد خِفتُ الْحُتوفا
قال : ما يخْفى عليهِ
ذاكَ، إنْ كانَ ظَريفَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> حلّتْ سعادُ، وأهْلُها سَرفَا(30/38)
حلّتْ سعادُ، وأهْلُها سَرفَا
رقم القصيدة : 25302
-----------------------------------
حلّتْ سعادُ، وأهْلُها سَرفَا
قَوْماً عِدًى ، ومحلّة ً قذَفَا
واحتلّ أهْلُكَ سِيفَ كاظمة ٍ ،
فأشَتْ ذاكَ الهجْرُ ، واختلفَا
فأزْجُرُ فؤادَكَ ، أو سنَزْجُرُهُ
قسماً لينتهِيَنّ ، أو حَلَفَا
وتَنُوفَة ٍ تمشي الرّياحُ بهَا
حَسْرَى ، ويُشرَبُ ماؤها نُطفَا
كلّفْتُهَا أُجُداً تخالُ بها
مرحاً من الخُيَلاءِ ، أو صَلَفَا
وَهَبَ الجديلُ لها مَدارِعَهُ ،
و القِمّة َ العَلياءَ والشَّعَفَا
قد قلتُ للعبّاسِ مُعْتَذِراً،
من ضعْفِ شُكرِيهِ، ومعْترفَا:
أنت امْرُؤ جلّلْتَني نِعَماً،
أوْهتْ قوَى شكري فقد ضَعُفا
فإليكَ قبل اليوم تقدمة ً ،
لاقَتْكَ بالتّصْريحِ منكشفا
لا تُسْدِيَنّ إليّ عارفة ً،
حتى أقومَ بشكْرِ ما سَلَفَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> عاتبَني الشّعْرُ ذا إكافِ
عاتبَني الشّعْرُ ذا إكافِ
رقم القصيدة : 25303
-----------------------------------
عاتبَني الشّعْرُ ذا إكافِ
وقال لي : اللهُ منك كافِ
هجاكَ من قلْت لا يساوي
عُودَ خِلالٍ من الخلافِ
فكنتَ إذ لم تجبه أحرَى
أنْ لا به تَقذرُ القوافي
كنتُ كربّ الحمارِ أعيَا ،
فظلّ يسطو على الإكاف
ياربّ من راسبٍ فتُهْجى
شبيهة الفَقع بالفيافي
أو بك أبغي أقيس نفسي
زُنبورُ يا واسعَ السِّلافِ
أو أشْجَعُ ، وهْوَ من سُليمٍ ،
فيما رَوَوْا، رقْعة ُ الخِضَافِ
يكفيكَ ما فيهمُ فدعهُمْ ،
انفذ وَقْعَا من الأشافي
العصر العباسي >> أبو نواس >> تَمَثّلُ لي جهنّمُ ، حينَ يبدو
تَمَثّلُ لي جهنّمُ ، حينَ يبدو
رقم القصيدة : 25304
-----------------------------------
تَمَثّلُ لي جهنّمُ ، حينَ يبدو
خَيالُ الكبْش من تحت السقيفَهْ
اذا رُفِعَتْ صحيفتُهُ إليْهِ ،
رأى كلّ العجائبِ في الصّحيفهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> خبزُ إسْماعِيلَ كالوشْـ
خبزُ إسْماعِيلَ كالوشْـ
رقم القصيدة : 25305(30/39)
-----------------------------------
خبزُ إسْماعِيلَ كالوشْـ
ــيِ . إذا ما انشَقّ يُرْفَا
عَجباً من أثرِ الصّنـ
ـعة ِ فيهِ كيفَ يَخْفَى ؟!
إنّ رفّاءَكَ هذَا ،
أحْذَقُ الأمة كفّا
وإذا قابَلَ بالنّصْـ
ـفِ من الْجَرْدَقِ نِصْفَا
يُلصِقُ النصفَ بنصْفٍ،
فإذا قد صارَ ألفَا
ألْطَفَ الصَّنْعَة ، حتى
لا ترى مغْرزَ إشْفى
مثلما جاء من التّنّو
رِ ما غادَرَ حرْفَا
وله في الماءِ أيضاً
عملٌ أبْدَعَ ظَرْفَا
مزْجُهُ العذْبَ بماء الْـ
ــبئْرِ كي يزداد ضِعْفَا
فهو لا يسقيكَ منْهُ،
مثلما يشربُ صِرْفَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذا انْتَقَدَ الدّينارَ شبّهْتُ كفّهُ
إذا انْتَقَدَ الدّينارَ شبّهْتُ كفّهُ
رقم القصيدة : 25306
-----------------------------------
إذا انْتَقَدَ الدّينارَ شبّهْتُ كفّهُ
لَدَى صُفْرَة ِ الدينارِ في وَضَح الكفِّ
بنرْجِسَة ٍ أضْحتْ ، وقد طلّها الندى ،
شفيقٌ عليها مجْتنيها من القَطْفِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لبني البرمكيّ قصرٌ مُنيفُ،
لبني البرمكيّ قصرٌ مُنيفُ،
رقم القصيدة : 25307
-----------------------------------
لبني البرمكيّ قصرٌ مُنيفُ،
وجمالٌ ، وليسَ فيهمْ حنيفُ
دارُهم مسجدٌ يُؤذَّنُ فيها،
لاتّقاءٍ، وليس فيها كنيفُ
فإذا أذّنوا لوَقْتِ صلاة ٍ،
كرّرُوا : لا إله إلاّ الرّغيفُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> من رأى مثْلَ ما أُغالي من البيْـ
من رأى مثْلَ ما أُغالي من البيْـ
رقم القصيدة : 25308
-----------------------------------
من رأى مثْلَ ما أُغالي من البيْـ
ـعِ إذا ما اتّجرْتُ عند لَقِيفِ
نِلْتُ يحيَى وأمّهُ وأبَاهُ
وأخاهُ وأخْتَهُ برغيفِ
عشتُ دهْراً يُدالُ مني لقوْمٍ ،
فأدال الإلهُ لي من ثقِيفِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> مَن كان، لوْ لمْ أهْجُهُ، غالباً مَن كان، لوْ لمْ أهْجُهُ، غالباً
مَن كان، لوْ لمْ أهْجُهُ، غالباً مَن كان، لوْ لمْ أهْجُهُ، غالباً(30/40)
رقم القصيدة : 25309
-----------------------------------
مَن كان، لوْ لمْ أهْجُهُ، غالباً مَن كان، لوْ لمْ أهْجُهُ، غالباً
قامَ به شعْري مقامَ الشّرَفْ
يقولُ : قد أسْرَفْتَ في شتمِنا ،
وإنّما صالَ بذاكَ السّرَفْ
غالبُ! لا تَسْعَ لنيْلِ العلى ،
بلغت مجْداً بهجائي فقِفْ
وكان مجهولاً ، ولكنّني
نَوّهْتُ بالمجهولِ حتى عُرِفْ
ولستُ أحْتَاجُ إلى حَمْدِهِ
في ذا ، ولكن في أخينا صَلَفْ !
العصر العباسي >> البحتري >> أنبيك عن عيني وطول سهادها
أنبيك عن عيني وطول سهادها
رقم القصيدة : 2531
-----------------------------------
أُنَبّيكِ عَن عَيني، وَطُولِ سُهَادِها،
وحرقة قلبي بالجوى واتقادها
وَأنّ الهُمُومَ اعتَدنَ بَعدكِ مَضْجِعي،
وَأنتِ التي وَكّلتِني باعْتِيَادِهَا
خَليلَيّ! إنّي ذاكِرٌ عَهْدَ خُلّةٍ
تَوَلّتْ، وَلَمْ أذْمُمْ حَميدَ وَدادِهَا
فَوَاعَجَبا! مَا كَانَ أقصر دهرَها
لَدَيّ، وأدْنَى قُرْبَهَا مِنْ بِعَادِهَا
وَكنتُ أرَى أنّ الرّدى قَبلَ بَينِها،
وَأنّ افتِقَادَ العَيشِ دونَ افتِقَادِهَا
بِنَفْسِيَ مَنْ عادَيتُ مِنْ أجلِ فَقدِه
بِلادي، وَلَوْلا فَقْدُهُ لمْ أُعَادِهَا
فَلا سُقِيَتْ غَيْثاً دِمَشقُ، وَلا غدتْ
عَلَيها غَوَادي مُزْنَةٍ لعِهَادِهَا
وَقَدْ سَرّني أنّ الخَليفَةَ جَعْفراً
غَدا نَاهِداً، في أهلِهَا، وَبِلاَدِهَا
إمَامٌ، إذا أمضَى الأُمُورَ تَتَابَعَتْ
على سَنَنٍ مِن قَصْدِها، وَسَدَادِهَا
وما غيرت منه الخلافة شيمه
وقد أمكنته عنوة من قيادها
وما زالت الأعداء تعلم أنه
يجاهدها في الله حق جهادها
ولما طغت في دارها الروم واعتدت
سفاها رماها جعفر بحصادها
أعد لها فرسان جيش عرمرم
عداد حصى البطحاء دون عدادها
كتائب نصر الله أمضى سلاحها
وعاجل تقوى الله أكثر زادها
فَلا تُكثِرِ الرّومُ التّشَكّي، فإنّهُ
يُرَاوِحُهَا بالخَيلِ، إنْ لَمْ يُغَادِهَا(30/41)
وَلَمْ أرَ مِثْلَ الخَيلِ أجلَى لغَمرَةٍ،
إذا اختَلَفَتْ في كَرّها وَطِرَادِهَا
بَقيتَ أميرَ المُؤمِنينَ، وأنْفَدَتْ
حَياتُكَ عُمرَ الدّهرِ، قَبْلَ نَفادِهَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا تئلُ العصْمُ في الهِضابِ، ولا
لا تئلُ العصْمُ في الهِضابِ، ولا
رقم القصيدة : 25310
-----------------------------------
لا تئلُ العصْمُ في الهِضابِ، ولا
شغواءُ تغذو فرخَيْنِ في لُجُفِ
يُكِنّها الجوّ في النهارِ، ويؤ
وِيهَا سوادُ الدجَى :إلى شرَفِ
تحءنو بجُؤشوشها على ضَرَمٍ،
كقعْدَة ِ المنحني من الخرفِ
ولا شبُوبٌ باتَتْ تُؤرّقُهُ الـ
ـنّثْرَة ُ منها بوابلٍ قصِفِ
دانٍ على أرضِه، وأسند في
بهْو أمينِ الإيادِ ذي هدَفِ
ديْدَنُهُ ذاكَ طولَ ليْلتِهِ،
حتى إذا انجابَ حاجبُ السَّدَفِ
غدا كوَقْفِ الهَلوكِ ينهفِتُ الْـ
قِطْقِطُ عن منْبِتَيْهِ والكتِفِ
كأنّ شَذْراً وهَتْ معاقِدُهُ ،
بين صَلاهُ، فملعبِ الشَّنَفِ
وأخْدِرِيٍّ، صُلب النواهق، صَلْـ
ــصَالٍ ، أمينِ الفصوصِ والوُظُفِ
منفرِدٌ في الفلاة ِ تُوسِعُهُ
ريّاً، وما يخْتلِيهِ من علَفِ
ما تركَ الموْتُ بعده شبَحاً،
بادٍ بتَلّ القِلالِ والشَّعَفِ
لَمّا رأيْتُ المنونَ آخِذَة ً
كلّ شديدٍ، وكلّ ذي ضعَفِ
بتُّ أعزّي الفؤاد عن خَلَفٍ،
وباتَ دمْعي إن لا يفِضْ يكِفِ
أنْسَى الرزايا ميْتٌ فُجعتُ به ،
أمْسَى رهينَ الترابِ في جدَفِ
كان يُسنّي برفقة ٍ عَلَقاً،
في غيتر عِيٍّ منه ، ولا عُنُفِ
يجوبُ عنك التي عشيتَ بهَا،
من قبلُ حتى يشفيكَ في لُطُفِ
لايَهِمُ الحاءَ في القراءة بالْـ
ـحاءِ، ولا لامَها مع الألِفِ
ولا يُعَمّي معنى الكلامِ ، ولا
يكون إنْشادُهُ عن الصّحُفِ
وكان ممّنْ مضى لنا خلفاً ،
فليس منه إذْ بان من خلَفِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ياليلة ً طابَ لي بها الأرَقُ ،
ياليلة ً طابَ لي بها الأرَقُ ،
رقم القصيدة : 25311
-----------------------------------(30/42)
ياليلة ً طابَ لي بها الأرَقُ ،
حتى بَدا من صَباحِها الفَلَقُ
نُسْقى سُلافاً من بنتِ دسكرَة ٍ،
ماشابهَا في دِنَانِها الرّنَقُ
اختارَهَا في القِطافِ سائمُها ،
حُمراً وسوداً ، كأنّها الحدَقُ
حتى إذا في الحِياضِ صيّرَها ،
خالَطَها الزّعْفَرَانُ والعَلَقُ
حصّنها في الحِياضِ ؛ فاحتجبَتْ
ما راعها رهبَة ٌ ، ولا فَرَقُ
خمسين عاماً ، حتى إذا هرِمتْ ،
واخضرّ من نبتِ نبتِها الورقُ
أتوْا بها في الحِبَابِ يخْفُرُها
مشيٌ هُوَيْنى ، ما إن بهِ نَزَقُ
فبادروا لافتِضاضِ عُذْرَتِها ،
بناقد في شَبَاتِهِ زَلَقُ
فسال منْها مثْلَ الرُّعافِ دمٌ ،
يُشْفَى به من سَقامِهِ الصّعِقُ
نازَعَها سادة ٌ غَطارِفَة ٌ ،
كأنّهمْ من شَقِيقَة ٍ شُقِقوا
يُيْقَوْنَ من قَهْوَة ٍ مُعَتَّقَة ٍ ،
لها دبيبٌ في المخّ يسْتَبِقُ
أعْطَوا بها ربّها حكومتَهُ ،
بِيضاً كمثل السيوف تبترِقُ
جاء بها كالْخَلوقِ في قدَحٍ،
تزْهَرُ في جوفهِ ؛ فتأتلِقُ
كأنّ إبْرِيقَنَا إذا صُفِقَتْ
في الكأس شيْخٌ مزَمزِمٌ شَرِقُ
كأنّها والمِزَاجُ يقْرعُها
شِهابُ نارٍ في الجوّ يحترِقُ
كأنّما حفّ من قَراقِرِهَا
بطوْقِها جلْدُ حيّة ٍ يَقَقُ
في مجلسٍ ليس فيه فاحشَة ٌ ،
إلاّ حديثٌ، ومنطقٌ أنِقُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> اشْرَبْ وسَقّ الحبيبَ ياساقي ،
اشْرَبْ وسَقّ الحبيبَ ياساقي ،
رقم القصيدة : 25312
-----------------------------------
اشْرَبْ وسَقّ الحبيبَ ياساقي ،
وسَقّني فَضْلَ كأسِهِ الباقي
وسَقّهِ فَضْلَ ما أُخَلّفُهُ
في الكأسِ، عَمْداً بغير إشْفاقِ
أشْرَبُ من فضْلِهِ، ويشْرَبُ من
فَضْلي كذا فِعْلَ كلّ مُشتاقِ
جئْتَ رسولاً ؛ فصرْتَ ساقيَنَا ،
حُيّيتَ من مُرْسَلٍ، ومن ساقِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وقهوة ٍ كجَنيّ الورد ، وخالصة ،
وقهوة ٍ كجَنيّ الورد ، وخالصة ،
رقم القصيدة : 25313
-----------------------------------
وقهوة ٍ كجَنيّ الورد ، وخالصة ،(30/43)
قد أذهب العِتقُ فيها الذامَ والرّنَقَا
كأنّ إبريقَنَا ظبْيٌ على شرَفٍ ،
قد مَدّ منه لخوفِ القَانصِ العُنقَا
يسْقيكَها أحورُ العينين، ذو صُدُعٍ،
مشمّرٌ ، بمِزاجِ الرّاحِ قد حَذِقَا
ما البدرُ أحسنُ منه حين تنظرُهُ،
سبحانَ ربّي ، لقد سوّاهُ إذ خلقَا
لا شيء أحسن منه حين تُبْصرهُ
كأنّهُ من جِنانِ الْخُلدِ قد سُرِقَا
مازال يمزُجُها طوراً ، ويشْرَبُها
طوراً إلى أن رأيتُ السكْرَ قد سبَقَا
ثمّ تغنّى ، وقد دارتْ بهَامَتِهِ ،
فما يكادُ يُبِينُ القوْلَ، إذ نَطقَا
" إنّ الخليط أجدّ البين فافترقا ،
وعُلّقَ القلْبُ من أسماءَ ما عَلقا
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا الصّولَجانُ ، ولا الميدانُ يُعجِبني ،
لا الصّولَجانُ ، ولا الميدانُ يُعجِبني ،
رقم القصيدة : 25314
-----------------------------------
لا الصّولَجانُ ، ولا الميدانُ يُعجِبني ،
ولا أَحِنُّ إلى صوتِ البواشِيقِ
لكنّما العيْشُ في اللّذّاتِ ، متكئاً ،
وفي السماع، وفي مُجّ الأبَاريقِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> تزوّجُ الخمْرَ من الماءِ ، في
تزوّجُ الخمْرَ من الماءِ ، في
رقم القصيدة : 25315
-----------------------------------
تزوّجُ الخمْرَ من الماءِ ، في
طاساتِ تِبْرٍ ، خمرُها يَفهَقُ
مُنطَّقاتٍ بِتَصَاويرَ ، لا
تَسْمَعُ للدّاعي، ولا تنْطِقُ
على تماثيلِ بَني بابَكٍ،
مُحتَفَرٌ ما بيْنَهُمْ خَنْدَقُ
كأنهم، والخمرُ من فوْقهمْ،
كتائبٌ في لُجّة ٍ تَغْرَقُ
فالنعتُ ذا لا نعْتُ دارٍ خلتْ
بهيمُ في أطلالها أحْمقُ
وشادِنٍ، حَيّنَ لي زَوْرَة ً
غُرّتُهُ، والعملُ الأرْفَقُ
أدَرْتُهُ شهْراً على موْعِدٍ،
يكْذِبُني فيه ، ولا يصْدُقُ
حتى إذا أفْنَيْتُ علاّتِهِ،
بالصّبرِ، مني قال لي: أفرَقُ
فقلتُ : لا تَفْرَقُ يا سيّدي ،
مثلي بأمثالكَ لا يخْرُقُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أدِرْهَا عليْنا قبْلَ أنْ نَتَفَرّقَا،
أدِرْهَا عليْنا قبْلَ أنْ نَتَفَرّقَا،(30/44)
رقم القصيدة : 25316
-----------------------------------
أدِرْهَا عليْنا قبْلَ أنْ نَتَفَرّقَا،
وهاتِ اسْقِني منها سُلافاً مُروَّقَا
فقد همّ وجهُ الصّبْحُ أن يُضْتك الدجى
وهَمّ قميصُ الليلِ أنْ يتمزّقَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> لقد سرّني أنّ الهلالَ غُدَيّة ً،
لقد سرّني أنّ الهلالَ غُدَيّة ً،
رقم القصيدة : 25317
-----------------------------------
لقد سرّني أنّ الهلالَ غُدَيّة ً،
بدا وهْو ممشوقُ الخيالِ دقيقُ
أضرّتْ به الأيّامُ حتى كأنّهُ
عِنانٌ لَواهُ باليدين رفيقُ
وقفتُ أُعزّيه، وقد دقّ عظمُه،
وقد حان من شمسِ النهارِ شرُوقُ
لِيهْنِ وُلاة َ اللّهْوِ أنّك هالكٌ ،
فأنتَ بما يجْري عليكَ حقيقُ
وإني بشهْرِ الصّوْمِ إذ بان شامتٌ،
وإنّكَ يا شوّالُ لي لصَديقُ
فقد عاودتْ نفْسي الصّبابة والهوى
وحانَ صَبُوحٌ باكرٌ وغَبوقُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قلْ لذي الوجْه الرقيقِ
قلْ لذي الوجْه الرقيقِ
رقم القصيدة : 25318
-----------------------------------
قلْ لذي الوجْه الرقيقِ
ولِذِي الْحُسْنِ الدقيقِ
ولمن يرْنُو بعَيْنَيْ
رشإٍ أحْوَى وموقِ
ولمَنْ يدْعو :إليْهِ الْـ
ـحُسْنُ مُرّارَا الطّريقِ
و لمنْ يُعْنِقُ في المشْـ
ـيَة ِ كالطِّرْفِ العتيقِ:
لِمْ تغَضّبْتَ على عبْـ
ـدكَ ذي الطوع الشفيقِ
أيها العاذلُ دعْ لوْ
ميَ في شُرْبِ الرّحيقِ
خندريسٌ ، عَطِرُ النكْـ
ــهَة ِ كالمِسْكِ السحيقِ
إنّما طابَتْ لذي فَتْـ
ـكٍ تَرَدّى بفُسُوقِ
جاهرَ النّاسَ بما يأ
تيهِ في ضَنْكٍ وضِيقِ
وبدا في النّاسِ مَشْهُو
راً كذي الرأس الحليقِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ومُلِحّة ٍ في العذلِ ذاتِ نَصِيحَة ٍ
ومُلِحّة ٍ في العذلِ ذاتِ نَصِيحَة ٍ
رقم القصيدة : 25319
-----------------------------------
ومُلِحّة ٍ في العذلِ ذاتِ نَصِيحَة ٍ
ترجو إنَابَة َ ذي مُجونٍ مارِقِ
بكَرَتْ تُبصّرُني الرّشادَ ، وشيمتي(30/45)
غَيرُ الرّشادِ ، ومذْهبي وخَلائقي
لمّا ألحّتْ في العتابِ زَجَرْتُها
فتأخّرَتْ عنّي بقلْبٍ خافِقِ
كم رضْتُ قلي عاعلمي وزَجَرْتُهُ،
فرَأى اتّباعَ الرّشْدِ غَيْرَ مُوافقِ
ومُدامَة ٍ مثلِ الْخَلوقِ، عتيقة ٍ،
حُجِبَتْ زماناً في كنائسِ دابِقِ
تختالُ ألْواناً، إذا ما صُفّقَتْ،
في الكأسِ تُخْرِسُ من لسانِ الناطقِ
ذهبيّة ٌ تخْتالُ في جَنَبَاتِهَا
كالدُّرّ ألّفَهُ نظامُ الراتِقِ
باكَرْتُها من كفّ أغْيَدَ شادِنٍ،
حسنِ التنغّمِ ، فوقَ سُؤلِ العاشِقِ
مُتَعَقْرِبِ الصُّدْغَيْنِ ، في لحظاتِهِ
فِتَنٌ لها مقْرونَة ٌ لبَوائقِ
مُتَخَرْسِنٍ ، دينُ النّصارى دينُه ،
ذي قُرْطَقٍ لم يتّصِلْ ببنائِقِ
لبِقٍ، بديعِ الحسْنِ، لو كلّمتَهُ،
لنبذْتَ دينَكَ كلّه من حالقِ
والله، لولا أنّني مُتَخَوّفٌ
أنْ أُبْتَلَى بإمامِ جَوْرٍ فاسِقِ
لتبعتُه في دينه ، ودخلته
ببصيرة ٍ فيه دخولَ الوامِقِ
إنّي لأعلم أنّ ربّي لم يكُنْ
ليخُصّهُ إلاّ بدينٍ صادِقِ!
العصر العباسي >> البحتري >> أما معين على الشوق الذي غريت
أما معين على الشوق الذي غريت
رقم القصيدة : 2532
-----------------------------------
أمَا مُعِينٌ على الشّوقِ الذي غَرِيَتْ
بهِ الجَوَانِحُ، والبَينِ الذي أفِدَا
أرْجُو عَوَاطِفَ مِنْ لَيلى، وَيؤيسُني
دَوَامُ لَيلى على الهَجْرِ الذي تَلِدا
وَمَا مَضَى أمْسِ مِنْ عَيشٍ أُسَرُّ بهِ
في حُبّها، فأُرَجّي أنْ يَعُودَ غَدَا
كيفَ اللّقَاءُ، وَقَدْ أضْحَتْ مُخيِّمةً
بالشّامِ، لا كَثَباً منّا ولا صَدَدَا
تَهَاجُرٌ أَمَمٌ، لا وَصْلَ يَخْلِطُهُ،
إلاّ تَزَاوُرُ طَيْفَيْنَا، إذا هَجَدَا
وَقَد يُزِيرُ الكَرَى مَنْ لا زِيَارَتُهُ
قَصْدٌ، وَيُدني الهَوَى من بعدِ ما بَعِدَا
إمّا سألتَ بشَخْصَينا هُنَاكَ، فقَدْ
غَابَا، وأمّا خَيالاَنا، فقَدْ شَهِدَا
بِتْنَا على رِقْبَةِ الوَاشِينَ مُكْتَنَفَيْ(30/46)
صَبَابَةٍ، نَتَشَاكَى البَثّ والكَمَدَا
وَلَمْ يَعُدْني لهَا طَيْفٌ، فيَفجَؤني،
إلاّ على أبْرَحِ الوَجْدِ الذي عُهِدَا
جادَتْ يَدُ الفَتْحِ، والأنْوَاءُ باخِلَةٌ،
وَذَابَ نائِلُهُ، والغَيْثُ قد جَمَدَا
وَقَصّرَتْ هِمَمُ الأملاكِ عَنْ مَلِكٍ
تَطأطأُوا وَسَمَتْ أخلاقُهُ صُعُدا
إن ذم لم يجد الدنيا له عوضا
ولا يبالي الذي خلى إذا حمدا
يُشَيّدُ المَجدَ قَوْمٌ، أنْتَ أقرَبُهُمْ
نَيْلاً، وأبْعَدُهُمْ في سؤدَدٍ أمَدَا
وَمَا رَأيْنَاكَ، إلاّ بانِياً شَرَفاً،
وَفَاعِلاً حَسَناً، أوْ قَائِلاً سَدَدَا
والنّاسُ ضَرْبَانِ: إمَّا مُظْهِرٌ مِقَةً،
يُثْني بِنُعْمَى، وإمَّا مُضْمِرٌ حَسَدَا
سلَلتَ دونَ بني العبّاسِ سَيْفَ وغًى
يُدْمي، وَعَزْماً، إذا ضَرّمتَهُ وَقَدَا
آثَارُ بأسِكَ في أعْدَاءِ دَوْلَتِهِمْ،
أضْحَتْ طَرَائِقَ شتّى بَينَهُمْ قِدَدَا
إمّا قَتيلاً يَخُوضُ السّيفُ مُهجَتَهُ،
أوْ نازِعاً لَيسَ يَنوي عَوْدَةً أبَدَا
حتّى تَركتَ قَنَاةَ المُلْكِ قَيّمَةً
بالنّصحِ لا عِوَجاً فيها وَلاَ أوَدَا
لاَ تُفْقَدَنّ، فَلَوْلا ما تُرَاحُ لَهُ
من السّماحَةِ، كانَ الجُودُ قد فُقِدَا
أمّا أياديكَ عِندي، فَهْيَ واضِحَةٌ،
ما إنْ تَزَالُ يَدٌ منها تَسُوقُ يَدَا
ألازِمي الكُفْرُ إنْ لَمْ أجزِها كَمَلاً،
أمْ لاحقي العَجزُ إنْ لم أُحْصِها عَدَدَا
أصْبَحتُ أُجدي على العَافينَ مُبتَدِئاً
مِنها، وما كنتُ إلاّ مُستَميحَ جَدَا
وَمَنْ يَبِتْ مِنكَ مَطوِيّاً على أمَلٍ،
فَلَنْ يُلاَمَ على إعطاءِ مَا وَجَدَا
لِمْ لا أمُدُّ يَدي حَتّى أنَالَ بِهَا
مَدى النّجومِ، إذا ما كنتَ لي عَضُدَا
قد قُلتُ إذْ أُخذَتْ منّي الحُقوقُ وإذْ
حُمّلتُها جَائِراً فيها، وَمُقْتَصِدَا
هَلِ الأمِيرُ مُجِدٌّ مِنْ تَفَضُّلِهِ،
فمُنجِزٌ ليَ في الألْفِ الذي وَعَدَا
أعِنْ على كَرَمٍ أخْنَى على نَشَبي،
وَهِمّةٍ أخْلَقَتْ أثوابي الجُدُدَا(30/47)
والبَذْلُ يُبذَلُ مِن وَجْهِ الكَريمِ، وَقَد
يَصْخَى النّدَى، وَهوَ للحرّ الكريمِ رِدى
مِن ذاكَ قيلَ لكَعبٍ يَوْمَ سُؤدَدِهِ:
رِدْ كَعبُ! إنّكَ وَرّادٌ، فما وَرَدا
العصر العباسي >> أبو نواس >> لقد صُبّحَتْ بالخيرِ عيْنٌ تَصَبّحَتْ
لقد صُبّحَتْ بالخيرِ عيْنٌ تَصَبّحَتْ
رقم القصيدة : 25320
-----------------------------------
لقد صُبّحَتْ بالخيرِ عيْنٌ تَصَبّحَتْ
بوجْهِكِ يا معْشوقُ في كلّ شارِقِ
مُقَرْطَقَة ٌ لم يحْنِها سَحْبُ ذَيْلها،
ولا نازعَتها الرّيحُ فضْلَ البنائِقِ
تُشارِكُ في الصّنعِ النساءَ ، وسُلّمَتْ
لَهُنّ صُنوفُ الحلْي، غير المناطقِ
ومطمومَة ً لم تَتّصِلْ بِذؤابَة ٍ،
ولم تَعْتَقِدْ بالتّاجِ فوق المفارِقِ
كأنّ مخَطّ الصُّدْغِ ، فوْق خدودها ،
بقيّة ُ أنْقاسٍ بإصْبَعِ لائِقِ
نَدَتْهُ بماءِ المِسكِ، حتى جرَى لَها
إلى مُسْتَقَرٍّ بينَ أُذْنٍ وعاتِقِ
غلامٌ؛ وإلاّ فالغُلامُ شَبيهُهَا،
وَرَيْحَانُ دنْيا ، لذّة ٌ للمُعَانِقِ
تجمّعَ فيها الشّكْلُ والزّيّ كُلّهُ ،
فليس يُوَفّي وصْفَها قَوْلُ ناطقِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لَمّا رأيْتُ محَلّ الشمْسِ في الأُفقِ،
لَمّا رأيْتُ محَلّ الشمْسِ في الأُفقِ،
رقم القصيدة : 25321
-----------------------------------
لَمّا رأيْتُ محَلّ الشمْسِ في الأُفقِ،
وضوؤها شاملٌ للدُّورِ والطّرُقِ
صَيَّرْتُها للتي أحْبَبْتُها مثلاً،
إذْ لا يَنَالُها شَيْءٌ من الحَدَقِ
فلو رآها أنُو شروان صَوّرَهَا ،
فيما يحُوكُ من الدّيباجِ والسَّرَقِ
وقالَ لابْنَيْهِ ضِنّا، عنْدَ بَيْعكُما،
بها قليلاً لتزداد من الوَرَقِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> نابَذْتُ مَن باصْطباري عنكِ يأمرُني ،
نابَذْتُ مَن باصْطباري عنكِ يأمرُني ،
رقم القصيدة : 25322
-----------------------------------
نابَذْتُ مَن باصْطباري عنكِ يأمرُني ،
لأنّ مثْلَكَ رُوحي عنْهُ قدْ ضَاقَا(30/48)
ما يَرْجِعُ الطّرْفُ عنها حين أُبصرُها
حتى يعودَ إليْها الطّرْفُ مُشْتَاقَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> ومجْلسِ خمّارٍ، إلى جنْبِ حانة ٍ
ومجْلسِ خمّارٍ، إلى جنْبِ حانة ٍ
رقم القصيدة : 25323
-----------------------------------
ومجْلسِ خمّارٍ، إلى جنْبِ حانة ٍ
بقُطْرَبّلٍ بين الجِنانِ الحدائقِ
تجَاهَ مَيَادينٍ، على جَنَباتِها
رِياضٌ غدتْ محْفوفَة ً بالشقائقِ
فقُمنا بها في فِتْيَة ٍ خَضَعَتْ لهمْ
رقابُ صناديدِ الكُماة ِ البطارِق
بمشْمولَة ٍ كالشمس، يغشاكَ نورُهَا
إذا ما تبَدّتْ من نَواحي المشارِقِ
لهاتاحُ مَرْجانٍ ، وإكليل لُؤلُؤٍ ،
وترْنيم نَشوانٍ ، وصُفرَة ُ عاشِقِ
وتسْحَبُ أذيالاً لها بكُؤوسِها ،
تحارُ لها الأبصارُ من كلّ رامِقِ
يدورُ بها ظبْيٌ غريرٌ، مُتَوّجٌ
بتاجٍ من الرّيحانِ، مَلكُ القُراطقِ
فليس كمثْلِ الغُصْنِ في ثِقلِ رِدفهِ،
إذا ما مشَى في مُستقسمِ المَنَاطِقِ
له عَقْرَبَا صُدْغٍ ، على ورْدِ خدّه،
كأنّهما نُونانِ من كَفّ ماشِقِ
فلمّا جرَتْ فيه، تغنّى ، وقال لي
بسُكْرٍ: ألا هاتِ اسقِنا بالدوارِقِ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> ومسْتَطِيلٍ على الصّهْباءِ باكرهَا
ومسْتَطِيلٍ على الصّهْباءِ باكرهَا
رقم القصيدة : 25324
-----------------------------------
ومسْتَطِيلٍ على الصّهْباءِ باكرهَا
بفتْيَة ٍ باصْطِباحِ الرّاحِ حُذّاقِ
فكلّ كفٍّ رآها ظنّها قَدَحاً،
وكلّ شخْصٍ رآهُ ظنّهُ السّاقي
العصر العباسي >> أبو نواس >> سقاكَ اللهُ والأفُقَ الّـ
سقاكَ اللهُ والأفُقَ الّـ
رقم القصيدة : 25325
-----------------------------------
سقاكَ اللهُ والأفُقَ الّـ
ـذي يَمّمْتَهُ أفَقَا
لئِنْ أشْعَرْتَني حُبّاً،
لقدْ أشْعَرْتَني فَرَقَا
فما لي عندكمْ سَمِجاً ،
وعنْد سِوَاكمُ لَبِقَا
كأنّكَ خَيْرُ معْشُوقٍ
يراني شَرَّ من عَشِقَا
سَلَبْتَ الظّبْيَ مُقْلَتَهُ
ولم تتْرُكْ له العُنُقَا(30/49)
وقالوا: مَن عشِقْتَ؟ فقلْـ
ـتُ: خيرُ وشَرّ مَن عُشِقَا
فخيرُهُمُ معاً خُلُقاً ،
وشَرّهُمْ معاً خُلُقَا
تُغَمّسُ في العَبيرِ قميـ
ـصَها حتى شَكَا الغَرَقَا
وسالَتْ منْ عقيصَهتِها ،
سَلاسِلُ كُسّرَتْ حَلَقَا
على بَشَرٍ كأنّ الدُّ
رّ يعْلُوهُ إذا عَرِقَا
فلَوْ أبْصَرْتَهَا لَخَرَرْ
تَ عند دُنُوّها صَعِقَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> ركْبٌ تَساقَوْا على الأكْوارِ بَيْنَهُمُ
ركْبٌ تَساقَوْا على الأكْوارِ بَيْنَهُمُ
رقم القصيدة : 25326
-----------------------------------
ركْبٌ تَساقَوْا على الأكْوارِ بَيْنَهُمُ
كأسَ الكرَى ؛ فانْتشَى المسقيّ والساقي
كأنّ أرْؤسَهُمْ والنّوْمُ واضِعُها
على المناكبِ لم تُوصَلْ بأعْناقِ
خاضُوا إليْكُمْ بحارَ الليْلِ ، آوِنَة ً،
حتى أناخُوا إليْكُمْ فَلّ أشواقِ
من كلّ جائلة ِ النِّسْعَينِ ، ضامرَة ٍ
مشْتاقَة ٍ حملت عبْئاً لمشتاقِ
والحسْنُ منكِ يطوفُ العاشقونَ بهِ،
فأنْتِ مَوْسِمُ رُوّادٍ وعشّاقِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> جِنانٌ حصّلتْ قلبي
جِنانٌ حصّلتْ قلبي
رقم القصيدة : 25327
-----------------------------------
جِنانٌ حصّلتْ قلبي
فما إنْ فيهِ مِنْ بَاقِ
لها الثّلْثانِ من قليي ،
وثُلْثَا ثُلْثِهِ البَاقي
وثلثا ثلْثِ ما يبْقَى ،
وثُلْثُ الثّلْثِ للساقي
قتبقَى أسْهُمٌ ستّ ،
تَجزّا بين عُشّاقِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا يا أحْمَد الكا
ألا يا أحْمَد الكا
رقم القصيدة : 25328
-----------------------------------
ألا يا أحْمَد الكا
تِب يا حُلْواً لمنْ ذاقَهْ
لقدْ أضْحتْ إلى نفسِـ
ــكَ نفسي اليوم مشْتاقَهْ
ألمّا حزْتَ حُسْنَ الد
لّ من حَوْراءَ رَقْرَاقَهْ
تُذيقُ الهجْرَ مَنْ لَيْسَتْ
له بالهجْرِ من طاقَهْ
بنفْسي كفُّكَ الرّخْـ
ـصَة ُ في القرْطاس مشّاقَهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا عمرُو منْ لم يختَنِقْ،
يا عمرُو منْ لم يختَنِقْ،(30/50)
رقم القصيدة : 25329
-----------------------------------
يا عمرُو منْ لم يختَنِقْ،
بالبَيْنِ لم يختنِقِ
أيّ فتى ً في أُفُقٍ ،
ورُوحُهُ في أُفُقِ
ولم يُرِحْهُ قَلَقٌ،
حتى غَدَا ذا قَلَقِ
يا عمرُو، لا لاقيْتَ ما
لاقَيْتُ من مُنْطَلَقي
ما سِرْتُ مذْ جاوَزْتُ مِيـ
ــلاً دارَ ذاكَ الخَرِقِ
إلاّ وداعي حُبّه
يَثْني إليه عُنُقي
العصر العباسي >> البحتري >> أحرام أن ينجز الموعود
أحرام أن ينجز الموعود
رقم القصيدة : 2533
-----------------------------------
أحَرَامٌ أنْ يُنْجَزَ المَوْعُودُ
مِنكِ، أو يَقرُبَ النّوَالُ البَعيدُ
وَوَرَاءَ الضُّلُوعِ مِن فَرْطِ حُبّيـ
ـكِ غَرَامٌ يُبلي الحَشَا وَيُبِيدُ
إنّمَا يَستَميحُ نائِلَكِ الصّبُّ
وَيَشكُو الهَوَى إلَيكِ العَميدُ
غَرّهُ وَعْدُكِ السّرَابُ، وَعَادَى
بَينَ جَفنَيْهِ قَلْبُكِ الجُلْمُودُ
مَنْ عَذِيري مِنْهَا تَبَدّدَ لُبّي
بَينَ عادَاتِهَا التي تَسْتَعِيدُ
خَلَطَتْ هِجْرَةً بوَصْلٍ، ففي القر
ب بعاد، وَفي الوِصَالِ صُدُودُ
وانثَنَتْ وِجهَةَ الفِرَاقِ فأرْسَلْـ
ـتُ إلَيها عَيناً، علَيها تَجُودُ
نَظرَةٌ خَلفَها الدُّمُوعُ عَجَالا،
تَتَمادَى وَدُونَها التّسهيدُ
أتَرَى فائِتاً يُرَجّى وَيَوماً
مِثْلَ يَوْمِي بِرَامَتَيْنِ يَعُودُ
وَصَلَتْنَا بالفَتْحِ فَتْحِ بنِ خاقا
نَ خِلالٌ، مِنها النّدى والجُودُ
أرْيَحيُّ، إذا غَدَا صَرَفَتْهُ
شِيَمُ المَكْرُمَاتِ حَيْثُ يُرِيدُ
كُلَّ يَوْمٍ يَفِيضُ في مُجتَديهِ
نَشَبٌ طارِفٌ، وَمَجْدٌ تَلِيدُ
وَيَقيهِ ذَمَّ الرّجالِ، إذا شَا
ءَ رِجَالٌ عَنِ المَعالي قُعُودُ
خُلُقٌ، يا أبَا مُحَمّدٍ، استَأ
نَفْتَ منهُ مَكَارِماً، ما تَبِيدُ
حادَ عَن مَجدِكَ المُسامي وأمعَنـ
ـتَ عُلُوّاً فَصَدّ عَنكَ الحَسُودُ
عِشْ حَمِيداً، فَما نَذُمُّ زَمَاناً
جارَنا فيهِ فِعلُكَ المَحْمُودُ
أخذَتْ أمنَها من البؤسِ أرْضٌ(30/51)
فَوْقَها ظِلُّ سَيْبِكَ المَمْدُودُ
ذَهَبَتْ جِدّةُ الشّتَاءِ وَوَافا
نا شَبيهاً بكَ الرّبيعُ الجَديدُ
أُفُقٌ مُشرِقٌ، وَجَوٌّ أضَاءَتْ،
في سَنَا نُورِهِ، اللّيالي السُّودُ
وكأنّ الحَوْذانَ، والأُقْحُوَانَ الـ
ـغَضّ نَظْمانِ: لُؤلُؤٌ وَفَرِيدُ
قَطَرَاتٌ منَ السّحابِ وَرَوْضٌ،
نَثَرَتْ وَرْدَها عَلَيهِ الخُدُودُ
وَلَيالٍ كُسِينَ مِنْ رِقّةِ الصّيْـ
ـفِ، فخُيّلْنَ أنّهُنّ بُرُودُ
ألرياحُ التي تَهُبُّ نَسِيمٌ،
والنّجُومُ التي تُطِلُّ سُعُودُ
وَدَنَا العِيدُ، وَهوَ للنّاسِ، حَتّى
يَتَقَضّى، وأنتَ للعيدِ عِيدُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وَجْهُ حمْدانَ ، فَاحْذَرُوا
وَجْهُ حمْدانَ ، فَاحْذَرُوا
رقم القصيدة : 25330
-----------------------------------
وَجْهُ حمْدانَ ، فَاحْذَرُوا
هُ، كتَابُ الزّنَادِقَهْ
فِيهِ أشْيَاءُ يَزْعُمُ النّـ
ـاسُ بالقَلْبِ عالِقَهْ
مَنْ رآهُ ، فَنَفْسُهُ
نحوهُ الدهْرَ تائِقَهْ
كلّما اعْترّ ضاحِكاً
قلتُ: إيماضُ بَارِقَهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> علِقْتُ منْ شِقْوَتي ومن نَكَدي
علِقْتُ منْ شِقْوَتي ومن نَكَدي
رقم القصيدة : 25331
-----------------------------------
علِقْتُ منْ شِقْوَتي ومن نَكَدي
مُزَنَّراً، والصّليبُ في عُنُقِهْ
أقبلَ يمشي إلى كنيستِهِ .
فكِدْتُ أقضي الحياة من فَرَقِهْ
فقلْتُ : مَنْ أنتَ بالمسيح وبالْـ
إنجيلِ سَطّرْتُه على وَرَقِهْ
وبالصّليبِ الذي تدينُ لَهُ ؟
فقالَ: بَدْرُ السمّاءِ في أُفُقِهْ
سألْتُهُ عَنْ مَحَلّ بِيعتِهِ،
فقالَ: في نارِهِ وفي حُرَقِهْ
فالوَيْلُ لي مِنْ طِلابِ محتبسٍ،
صِرْتُ كمِيناً لَهُ على طُرُقِهْ
يامَنْ رَأى عاشِقاً أخَا كَلَفٍ ،
يزدادُ حِرْمانُه على قَلَقِهْ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> لَبِقُ القَدّ، لذيذُ الْمُعتَنَقْ،
لَبِقُ القَدّ، لذيذُ الْمُعتَنَقْ،
رقم القصيدة : 25332
-----------------------------------(30/52)
لَبِقُ القَدّ، لذيذُ الْمُعتَنَقْ،
يُشْبِهُ البدْرَ ، إذا البدرُ اتَّسَقْ
مُثقَلُ الرّدفِ إذا ولّى حكى
موثَقاً في القيدِ يمشي في زَلَقْ
وإذا أقْبَلَ كادَتْ أعيُنٌ
نحوَهُ تجْرَحُ فيهِ بالحدَقْ
هُوَ في عيْني جديدٌ دائماً،
وَسِواهُ الدّهْرَ في عيْني خلَقْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> كنتُ منَ الحبّ في ذُرَى نِيقِ ،
كنتُ منَ الحبّ في ذُرَى نِيقِ ،
رقم القصيدة : 25333
-----------------------------------
كنتُ منَ الحبّ في ذُرَى نِيقِ ،
أرُودُ منهُ مَرادَ مَوْموقِ
مَجالُ عَيني في يانِعٍ زاهرِ الـ
ـرّوْضِ، وشُرْبي من غَيرِ تَرنيقِ
حتى نَفاني عَنهُ تَخَلّقُ وا
شٍ كذبَة ً لَفّها بتَذويقِ
جِئتُ قَفا ما نمتْهُ مُعتَذِراً ،
قَدْ فَتّرَتْ منهُ بَعدَ تَخريقِ
يا أيّها المُبطلونَ مَعذِرَتي ،
أراكمُ اللهُ وَجْهَ تَصْديقِ
نَمّ بِما كنتُ لا أبوحُ بهِ،
على لِسانٍ بالدّمعِ مِنطيقِ
شَوْقاً إلى حُسنِ صُورة ٍ ظَفِرَتْ
مِنْ سَلسَبيلِ الجِنانِ بالرّيقِ
وَصَيفُ كأسٍ ، مُحدِّثٌ ، وَلها
تيهُ مغنٍّ، وَظَرْفُ زِنْديقِ
تَشوبُ ذُلاًّ بعِزّة ٍ، فلَها
ذلُّ محبٍّ ، وعزُّ معْشُوقِ
ورِدفُها كالكَثيبِ، نِيطَ إلى
خَصْرٍ رَقيقِ اللّحاءِ، مَمشُوقِ
أمشي إلى جَنبِها أُزاحِمُها
عَمْداً ، وما بالطّريقِ من ضِيقِ
كَقَوْلِ كِسرى فيما تَمَثّلَهُ
من قُرَصِ اللّصّ ضَجَة ُ السّوقِ
فالحَمدُ لِلهِ يا رَفاقَهُ ما
كُلّ محبّ أيضاً بمرْزُوقِ
وسَبْسَبٍ قد عَلَوْت طامِسَهُ،
بناقَة ٍ فُوقَة ٍ منَ النّوقِ
كأنّما رِجْلُها قَفا يَدِها،
فَيا لَهُ سُؤدَداً خَلا لأبي الـ
كأنّما أُسلمَتْ قَوائِمُها ،
إذا مَرَتْهُنّ مِنْ مَجانيقِ
إلى امرِىء ٍ أُمّ مالِهِ أبَداً ،
تَسعى بجيبٍ في النّاسِ مَشقُوقِ
يَداهُ كالأرْضِ والسّماءِ ، فَما
تُنْقِصُ قُطرَيْهِ كَفُّ مَخلُوقِ
فإنْ يكنْ من سَواهُ شيءٌ فمنْـ
ـهُ، وَهوَ في ذاكَ غيرُ مَسبُوقِ(30/53)
فكَمْ ترَى مِنْ مُجَوّدٍ أظهَرَ العبّا
سُ منهُ طِباعَ مَستُوقِ
وأنتَ ، إذْ ليسَ للقَضاءِ حَصى ً،
غير أكفّ الكماة ِ ، والسّوقِ
وكانَ بالمُرْهَفاتِ ضرْبُهُمُ ،
ضرْبَ بني الْحَيّ بالْمَخارِيقِ
أغْلَبُ، أوْفَى على بَراثِنِهِ،
يَفْتَرّ عَنْ كُلّحِ الشَّبارُوقِ
كأنّما عَينُهُ ، إذا التَهَبَتْ
بارِزَة َ الجفنِ ، عَينُ مَخنُوق
لَمّا تَراءَوْكَ قالَ قائِلُهمْ:
قد جاءَكم قابضُ البطاريقِ
فانْصَدعوا وِجْهَة ً ، كأنّهمُ
جُناة ُ شرٍّ يُنفَوْنَ بالبُوقِ
لَمّا تَداعَى بمكّة َ العاجزُ الرّأ
ي على ضِلّة ٍ وَتَفريقِ
سجيّة ُ منك حزْتَها عن أب الفَضْـ
لِ فَما شُبتَها بتَرْنيقِ
وكانَ سَيْفُ الرّبيعِ يأدِبُ ذا الـ
ـسَّفهَة ِ منها، وراكبَ الموقِ
فَيا لَهُ سُؤدَداً الرّبيعِ يأدِبُ ذا الـ
ـفَضْلِ لغَمْرِ النَجادِ، بِطْرِيقِ
منْ سرّ آلَ النّبيّ في رُتَبٍ
قالَ لها اللهُ بالتّقَى فُوقي
ثمّ جَرى الفَضْلُ فانْطَوَى قُدُماً
دونَ مَداهُ من غَيرِ تَرْهيقِ
فقيلَ راشا سَهْماً تُرادُ به الت
ــغاية ُ ، والنّصْلُ سابِقُ الفُوقِ
و إنّ عَبّاسَ مثلُ والِدِهِ ،
لَيسَ إلى غايَة ٍ بمَسْبُوقِ
تأنّقَ الله حينَ صاغَكُما،
ففُقْتُما النّاسَ ، أيّ تأنيقِ
فَصَوّرَ الفَضْلَ من ندى ً وحِجى ً،
وأنْتَ من حكمة ٍ وتَوْفيقِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> عُلّقْتُ من عُلّقَني ،
عُلّقْتُ من عُلّقَني ،
رقم القصيدة : 25334
-----------------------------------
عُلّقْتُ من عُلّقَني ،
فكلّنَا متّفِقُ
إنْ غابَ لم أظْنُنْ به ،
وهْوَ بغَيْبي يَثِقُ
لو شِئْتُ أن يُلْثِمَني
فَاهُ ، وحوْلي حِلَقُ
لقامَ لا يمْنَعُهُ
ممّا أشَاءُ الْحَدقُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألَستَ أمينَ اللهِ ، سَيفُكَ نقمَة ٌ ،
ألَستَ أمينَ اللهِ ، سَيفُكَ نقمَة ٌ ،
رقم القصيدة : 25335
-----------------------------------
ألَستَ أمينَ اللهِ ، سَيفُكَ نقمَة ٌ ،(30/54)
إذا ماق يوْماً في خِلافِك مائِقُ
فكَيفَ بإسماعيلَ يَسلَمُ مثْلُهُ
علَيكَ ، ولم يَسلَمُ علَيكَ مُنافِقُ
أعيذكَ بالرّحمنِ مِنْ شَرّ كاتبٍ،
لَهُ قَلَمٌ زانٍ، وآخرُ سارِقُ
أُحَيْمِرَ عادٍ إن للسّيفِ وقعَة ً
برأسِكَ ، فانظُرْ بعدَها ماتوافقُ
تَجَهّزْ جهازَ البَرْمكيّينَ، وانتَظِرْ
بقيّة َ لَيلٍ صُبحُهُ بكَ لاحِقُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> عَجِبتُ لهارونَ الإمامِ وما الذي
عَجِبتُ لهارونَ الإمامِ وما الذي
رقم القصيدة : 25336
-----------------------------------
عَجِبتُ لهارونَ الإمامِ وما الذي
يوَدّ ويَرْجو فيكَ يا خلقة َ السَّلقِ
قَفاً خَلْفَ وَجْهٍ قد أُطيلَ كأنّهُ
قَفا مالِكٍ يَقضِي الهُمومَ على ثَبْقِ
أرَى جَعفَراً يَزدادُ بخلاً وَدِقّة ً،
إذا زادَهُ الرّحمنُ في سَعَة ِ الرّزْقِ
وَلَوْ جاءَ غَيرُ البخلِ من عِندِ جعفَرٍ
لَمَا حسِبتْهُ النّاسُ إلاّ من الحمقِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وأنمرِ الجِلدَة ِ صَيّرْتُهُ
وأنمرِ الجِلدَة ِ صَيّرْتُهُ
رقم القصيدة : 25337
-----------------------------------
وأنمرِ الجِلدَة ِ صَيّرْتُهُ
في النّاسِ زاغاً أو شِقِرّاقَا
إذا رآني صَدّني جانباً ،
كأنّما جُرّعَ غَسّاقَا
و الموْتُ لا يُخبِرُ عن طَعمِهِ
إنْ أنتَ ساءلتَ كمنْ ذاقَا
مازِلْتُ أُجري كَلكَلي فوقَه
حتى دَعا مِنْ تحتِهِ قَاقَا
نُبّئْتَ زُنْبوراً غَداً آنِفاً
منّي، وَاسْتَصْحبتُ أبّاقَا
فقلتُ: كفوا بعضَ سخرِيّكم
فلَيسَ بالهَيّنِ ما لاقَى
مرّ على الكرْخ ، وقد أوْسعتْ
يدُ الهجاءِ الوَجْهَ ألياقَا
مُلتَفتاً يَسحَبُ مِن خَلفِهِ
أزِمّة ً تَتْرَى وَأرْبَاقَا
وكنتُ قد شمْتُ لِمَحتومكم
سَحابَة ً تَبرُقُ إبْراقَا
حتى إذا استَجلَيتُها لم أجِدْ
لبَرْقِها ذلكَ مِصْداقَا
يا شاعِرانِ اشتَركا فيّ قدْ
كنتُ إلى ذا اليومِ مُشتاقَا
لم تُسعِداني بهِجائِكُما ،
أكلُّ ذا بخلاً وَ إشْفاقَا(30/55)
تَتارَكا أنْ رَأياني إلى
ما هَيّجَا أغْلَبَ مِعنَاقَا
فاكْتَسَبا مَن يَدّعي ذا وذا
قَلائداً تَبْقَى وَأطْواقَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> ياعَرَبيّاً من صنعَة ِ السّوقِ ،
ياعَرَبيّاً من صنعَة ِ السّوقِ ،
رقم القصيدة : 25338
-----------------------------------
ياعَرَبيّاً من صنعَة ِ السّوقِ ،
وصنعة ُ السّوقِ ذاتُ تَشقيقِ
ما رأيُكُمْ يا نِزارُ في رَجُلٍ
يَدخلُ فيكمْ من خَلْقِ مَخلوقِ
ويحمِلُ الوَطْبَ والعِلابَ، ولا
يَصلُحُ إلاّ لِحمْلِ إبْرِيقِ
لقَدْ ضرَبنا بالطّبلِ أنّكَ في الـ
ــقومِ صَحيحٌ ، وصِحَ في البوقِ
قد أخَذَ الله من رَقاش، على
تَرْكِهِمُ الْمَجْدَ، بالمواثيقِ
فالنّاسُ يَسعَوْنَ للعُلى قُدُماً،
وهم وَراءَ مكسَّرو السّوقِ
هَذا كذاكم، وفي الهِياجِ إذا
هِيجَ، فما شئتَ من بَواشيقِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا بدّ أنْ أفحَصَ عن شانِهِ، قد كانَ لي حمدانُ ذا زَوْرَة ٍ،
لا بدّ أنْ أفحَصَ عن شانِهِ، قد كانَ لي حمدانُ ذا زَوْرَة ٍ،
رقم القصيدة : 25339
-----------------------------------
لا بدّ أنْ أفحَصَ عن شانِهِ، قد كانَ لي حمدانُ ذا زَوْرَة ٍ،
يأخُذُهُ الشّوْقُ بإقْلاقِ
في القُرّ، إنْ كانَ ، وفي يوْمِ لا
يَبرُزُ إلاّ كلُّ مُشتاقِ
فقُلتُ، إذْ أوْحَشني فَقدُهُ،
وكنتُ ذا رعيٍ لميثاقي :
لا بدّ أنْ أفحَصَ عن شانِهِ،
جَمّتْ إليّ الغَيَّ أشْوَاقي
فقالَ ذو الْخُبرِ بهِ، بَعدَما
سَكّنتُ نَفْساً ذاتَ إشْفاقِ :
أما تَراهُ وَهوَ في قُرْطَقٍ،
مُشَمِّراً فيهِ عَنِ السّاقِ
في وَجْهِهِ مِنْ حُمَمٍ جالِبٌ ،
كأنّما عُلّ بألْياقِ
ترَى سَواداً قد عَلا حمْرَة ً ،
مثلَ تَهاويلِ الشِّقِرّاقِ
إنْ رابَهُ مِنْ أمْرِهِ رائِبٌ ،
فَما لَهُ مِنْ دونِها واقِ
حتى رآها سامياً فَرْعُها،
مِنْ بَعدِ ما كانَتْ بإرْماقِ
أبَعدَ سِرْبالِ امرىء ٍ عالِمٍ ،
أصْبَحْتَ في سِرْبالِ مُرّاقِ(30/56)
بَعدَ غُدُوٍّ لاكتِسابِ العُلَى ،
تَغدو على رُبْدٍ وَحُرّاقِ
حاسِرُ كَفّيكَ على هاوُنٍ
لدقّ ثومٍ أو لسُمّاقِ
إذا انتهى القَوْمُ إلى شِبْعِهمْ
فأنْتَ في حِلٍّ مِنَ الباقي
كلُّ رَغيفٍ ناصِعٍ لَوْنُهُ
من سابرِيّ الخبزِ برّاقِ
العصر العباسي >> البحتري >> أما وهواك حلفة ذي اجتهاد
أما وهواك حلفة ذي اجتهاد
رقم القصيدة : 2534
-----------------------------------
أمَا، وَهَوَاكِ، حِلفةَ ذي اجتهادِ،
يَعُدُّ الغَيَّ فيكِ مِنَ الرّشَادِ
لَقَد أذكَى فِرَاقُكِ نارَ وَجدِي،
وعَرفَ بَينَ عَيْني والسّهَادِ
فَهَلْ عُقَبُ الزّمانِ يَعُدْنَ فينا،
بِيَوْمٍ مِن لِقَائِكِ مُسْتَفَادِ
هَنيئاً للوُشاةِ غُلُوُّ شَوْقي،
وأنّي حاضِرٌ، وَهَوَايَ بَادِ
وَكَانَ شِفَاءُ مَا بِي في مَحَلٍّ
نُرَدُّ إلَيْهِ، أوْ زَمَنٍ مُعَادِ
فَلاَ زَالَتْ غَوَادِي المُزْنِ تَهمي،
خِلالَ مَنَازِلِ الظّغْنِ الغَوَادي
نَأيْنَ بحَاجَةٍ، وَجَذَبْنَ قَلْباً،
تَأبّى ثمّ أصْحَبَ في القِيَادِ
وَمَا نَادَيْتِني للشّوْقِ، إلاّ
عَجِلْتُ بهِ، فَلَبّيتُ المُنادي
خَطِيئّةُ لَيْلَةٍ تَمْضي، وَلَمّا
يُؤرّقْني خَيَالٌ مِنْ سُعَادِ
وَهَجْرُ القُرْبِ مِنها كانَ أشْهَى
إلى المُشْتَاقِ مِنْ وَصْلِ البِعَادِ
سَتَلْحَقُني بحَاجاَتي المَطَايَا،
وَتُغنيني البُحُورُ عَنِ الثِّمَادِ
وأُكْبرُ أنْ أشَبِّهَ جُودَ فَتْحٍ
بصَوْبِ غَمَامَةٍ، أوْ سَيْلِ وَادِ
كَرِيمٌ لاَ يَزَالُ لَهُ عَطَاءٌ،
يُغَيّرُ سُنّةَ السَّنَةِ الجَمَادِ
وَلا إسْرَافَ غَيْرُ الجُودِ فيهِ،
وَسَائِرُهُ لِهَدْيٍ واقْتِصَادِ
رَبِيبُ خَلاَئِفٍ لمْ يَألُ مَيْلاً
إلى التّوْفِيقِ مِنهُمْ، والسّدادِ
إذا الأهْوَاءُ شَيّعَهَا ضَلالٌ،
أبَى إلاّ التّعَصّبَ للسّوَادِ
شَديدُ عَداوَةٍ، وَقَديمُ ضِغْنٍ،
لأهْلِ المَيْلِ عَنْهُ، والعِنَادِ
تَعُدُّ بِهِ بَنُو العَبّاسِ ذُخْراً(30/57)
ليَوْمِ الرّأيِ، أوْ يَوْمِ الجِلادِ
لَهُمْ مِنْهُ مُكَاتَفَةٌ بتَقْوَى،
وَسَطْوٌ يَخْتَلي قَصَرَ الأعَادِي
وَنُصْحٌ لمْ تَجِدْهُ عَبْدُ شَمْسٍ
لَدَى الحَجّاجِ، قَبْلُ، وَلا زِيَادِ
مَليءٌ، إنْ يُقِلّ السّيْفَ حَتّى
يَنُوس، إذا تَمَطّى في النّجادِ
مَهيبٌ، يُعْظِمُ العُظَمَاءُ مِنْهُ
جَلالَةَ أرْوَعٍ، وَارِي الزّنادِ
يُؤدّونَ التّحِيّةَ مِنْ بَعِيدٍ،
إلى قَمَرٍ، مِنَ الإيوَانِ، بَادِ
قِيَامٌ في المَرَاتِبِ، أوْ قُعُودٌ،
سُكُونٌ مِن أنَاةٍ واتّئَادِ
فَلَيْسَ اللّحْظُ بالمَكْرُوهِ شَزْراً
إلَيْهِ، ولا الحَديثُ بِمُسْتَعَادِ
كَفَاني نَائِبَاتِ الدّهْرِ أنّي
على الفَتْحِ بنِ خَاقَانَ اعْتِمادِي
وَصَلْتُ بهِ عُرَى الآمَالِ إنّي
أُحِبُّ شَمَائِلَ الفَهِمِ الجَوَادِ
جَفَوْتُ الشّامَ مُرْتَبَعي وأُنْسِي،
وَعَلْوَةَ خِلّتي، وَهوَى فُؤَادي
وَمِثْلُ نَداكَ أذْهَلَني حَبيبي،
وأكْسَبَنِي سُلُوّاً عَن بِلادي
وَكَمْ لَكَ مِنْ يَدٍ بَيضَاءَ عندي
لها فَضْلٌ كَفَضْلِكَ والأيادي
وَمِنْ نَعْمَاءَ يَحْسِدُني عَلَيها
أداني أُسْرَتي، وَذَوُو وَدادي
لَقِيتُ بَهَا المُصَافي، كالمُلاحي،
وألْفَيتُ المُوَالي، كالمُعَادِي
وَلي هَمّانِ: من ظَعْنٍ وَلَبْثٍ،
وكُلٌّ قَد أخَذْتُ لَهُ عَتَادِي
فإنْ أوطُنْ فقَد وَطّدتَ رُكني،
وإنْ أرْحَلْ فقَد وفرْتَ زَادِي
العصر العباسي >> أبو نواس >> هَلْ مُخطِىء ٌ حَتْفهُ عُفْرٌ بشاهقة ٍ ،
هَلْ مُخطِىء ٌ حَتْفهُ عُفْرٌ بشاهقة ٍ ،
رقم القصيدة : 25340
-----------------------------------
هَلْ مُخطِىء ٌ حَتْفهُ عُفْرٌ بشاهقة ٍ ،
رَعَى بأخيافِها شَثّاً وطُبّاقَا
مُسَوَّرٌ مِنْ حِبَاءِ الله أسْوِرَة ً،
يركَبْنَ منها وَظيفَ القَينِ والسّاقَا
أوْ لَقْوَة ً أُمّ انهيمينِ في لُجُفٍ،
شَبيهَتَيْها شَفا خَطْمٍ وآماقَا
مُهَبَّلٌ دينُها، يوماً، إذا قَلَبَتْ(30/58)
إليهِ مِنْ مُستَكفّ الجو حِملاقَا
أو ذو شياهٍ ، اغَنّ الصّوْتِ ، أرّقَهُ
وبلٌ سرَى ما خضَ الوَدقَتينِ ، غَيداقَا
حتى إذا جَعَلَ الإظلامُ يعرِضُهُ
شَمائلاً ، ورأى للصّبحِ إيلاقَا
غَدا كأنّ علَيهِ مِن قَواطِرِهِ ،
بحيثُ يَستَوْدِعُ الأسرارَ أخلاقَا
أو ذو نحائِصَ أشباهٍ إذا نَسقَتْ
مَناسِجاً، وثنَتْ مَلْطاً وأطْباقَا
شَتَوْنَ حتى إذا ما صِفْنَ ذكّرَها
من مَنهَلِ مَوْرِداً ، فاشْتَقنَ وَاشتاقَا
يَؤمّ عَيناً بها زَرقاءَ، طاميَة ً
يَرَى علَيها لُجَينَ الماءِ أطْراقَا
زارَ الحِمامُ أبا البَيداءِ مُخْتَرِماً،
ولم يُغادِرْ لهُ في النّاسِ مِطرَاقَا
وَيْلُمّهِ صِلُّ أصْلالٍ، إذا جَفَلُوا
يرَوْنَ كلّ مُعَيّ القَوْلِ مِغْلاقَا
يا ربّ عَوْراءِ ذي قُرْبَى كتَمْت، ولو
فشَتْ لألقَتْ على الأعناقِ أطواقَا
ومن قَوارعَ قد أخرَسْتَ ناطقَها ،
يحمِلْنَ مِنْ مُخطَفاتِ القومِ أوْساقَا
ومِنْ قَلائِدَ قَدْ قَلّدتَ باقِيَها
فقلْتُ ، لا حَصِراً بما وَعَتْ أُذُنا
داعٍ ، وَلا نَدُساً للإفْكِ خلاّقَا
صِلٌّ، إذا ما رآهُ الْقوْمُ عامِدَهمْ،
أزاحَ ناطِقَهُمْ صَمتاُ وَإطْراقَا
فلَيسَ للعلْمِ في الأقوامِ باقيَة ٌ ،
عاقَ العَواقي أبا البَيداءِ ، فانعاقَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> إلفانِ كاناَ لهذا الوَصْلِ قد خُلِقا
إلفانِ كاناَ لهذا الوَصْلِ قد خُلِقا
رقم القصيدة : 25341
-----------------------------------
إلفانِ كاناَ لهذا الوَصْلِ قد خُلِقا
داما علَيهِ ، ودامَ الحبّ ؛ فاتّفقَا
كانا كغُصْنَينِ في ساقٍ، فشانَهُما
ريبُ الزّمانِ، وصرْفُ الدّهرِ فانفلقَا
وَاصفَرّ عُودٌ لها مِن بَعدِ خُضرَتِهِ،
وَأسقَطَ البَينُ عن أغصانِهِ الوَرَقَا
باتَتْ عُيونُهُما للبَينِ ساهرَة ً،
وللفراقِ، ولولا البينُ ما افترَقَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أخلائي أذُمّكُمُ :إليكُم ،
أخلائي أذُمّكُمُ :إليكُم ،
رقم القصيدة : 25342(30/59)
-----------------------------------
أخلائي أذُمّكُمُ :إليكُم ،
وكنتُ بمدْحِكُمْ قَمِناً خَليقَا
فَلا وَأبيكُمُ ما الفَضْلُ دَأبي ،
إذا ما لم أجِدْ منكُمْ صَديقَا
إذا استَبْطَأتُكُمْ عَنّفْتُمُوني
وقلتُمْ إنّ فيهِ لذاكَ ضِيقَا
فأُقسِمُ لَو تَكُونونَ الأسارَى ،
وكنتُ أنا الْمُخَلّى والطّليقا
إذنْ لجَهِدْتُ فوقَ الجُهدِ حتى
أُطيقَ خَلاصَكُمْ أوْ لا أُطيقَا
فَلا وَاللهِ أذخَرُكُمْ هِجاءً،
وشَتماً ما بقيتُ، ولا عُقُوقَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> عَجَباً لي كَيفَ أبْقَى ،
عَجَباً لي كَيفَ أبْقَى ،
رقم القصيدة : 25343
-----------------------------------
عَجَباً لي كَيفَ أبْقَى ،
وَلَقَدْ أُثْخِنْتُ عِشْقَا
لم يُقاسِ النّاسُ داءً ،
كالهَوَى يُبْلي وَيَبقَى
أيّ شيءٍ بَعد أنَّ الـ
ــدّمْعَ فيهِ لَيسَ يَرْقَا
و لَقَدْ شَقّ عليّ الحـ
ـبُّ ما شَا أن يَشُقّا
لَيتَ شعري هكذا كا
نَ أخي عروَة ُ يَلقَى
وَنَصيحٍ قالَ : لا تَعْـ
ـجَلْ بهُلكِ النّفسِ خُرْقَا
كدْتُ من غَيظٍ عَلَيْهِ،
إذْ لحَاني ، أتَفَقّا
وَيْكَ إنّ الحبّ لم يَمْـ
ـلِكْ سِوَى رِقّيَ رِقّا
ليَ مَوْلى ً أرْتَجي مِنْـ
ـهُ عَلى رَغمِكَ عِتْقَا
قَمَرٌ بَينَ نُجومٍ،
ناصِبٌ في الصّدرِ حُقّا
أُفْعِمَ الأرْدافُ منْهُ،
وانْطوَى الكَشْحُ ودَقّا
وإذا ما قامَ يمْشي،
مالَتِ الأرْدافُ شِقّا
ثم لوْنٌ يفْضَحُ الخمْـ
ــرَ صَفَا منه وَرَقّا
حُبُّ هذا لا سِوَى ذا،
مَحَقَ الأعْمَارَ مَحْقَا
فاشْدُدَنْ بالحبّ كفّاً ،
وصِلَنْ بالحبّ رِبْقَا
إنّمَا أسْعَدَ رَبّي
بالهوَى قوْماً، وأشْقَى
وبِلادِ في بِلادٍ
أوْحش البُلْدان طُرقَا
قد شقَقْتُ اللّيْلَ عنْها،
ببناتِ الرّيحِ شَقّا
طافِياتٍ، راسباتٍ،
جُبْتُها عُنْفاً ، فعُنْقا
نحوَ إبراهيمَ حتّى
نزلَتْ في العَدْوِ وَفْقَا
فَوْقَها الوُدّ المُصَفّى ،
و المَديحُ المُتَنَقّى
مالَ إبراهيمُ بالمَا(30/60)
لِ كذا غَرْباً وشَرْقَا
فكفاني بُخْلَ مَن يَخْـ
ــنُقُ حَلْقَ الكِيسِ خَنْقَا
واجِداً من غَيرِ وَجْدٍ،
لاوِياً خَطْماً وشِدْقَا
قَسَمَ الرّحمنُ للأمّـ
ـة ِ منْ كَفّيْكَ رِزْقَا
فلَكَ المالُ الملَقّى ،
ولكَ العِرْضُ الموقّى
جاد إبْراهيمُ، حتى
جَعَلوهُ النّاسُ حُمْقَا
وإذا ما حَلّ في أرْ
ضٍ منْ الأرضينَ شِقّا
كان ذاك الأفْقُ منها ،
أخْصَبَ الآفَاقِ أُفْقَا
فَلَوَ أنّي قلْتُ أو آ
ليْتُ يوماً قلتُ حَقّا
ما تَرَى النِّيليْنِ إلاّ
من ندَى كفّيْكَ شُقّا
أيّها الشّائمُ وَهْناً ،
من أبي إسْحاقَ بَرْقَا
كلَّ يوْمٍ أنْتَ لاقٍ
وجْهَه للجودِ طَلَقَا
اكْتَسَى ريشَ جَنَاحَيْ
جعْفَرٍ ثمّ تَرَقّى
وتَنَقّى من قُريشٍ
جوهَرَ العِزّ المنَقّى
وجَرَى جَرْيَ جَوادٍ،
قد أفاتَ الخيْلَ سَبْقَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أبا مُنذِرٍ مابالُ أنْسابِ مَذْحِجٍ
أبا مُنذِرٍ مابالُ أنْسابِ مَذْحِجٍ
رقم القصيدة : 25344
-----------------------------------
أبا مُنذِرٍ مابالُ أنْسابِ مَذْحِجٍ
مُرَجَّمَة ً دوني ، وأنتَ صَديقي
فإنْ تأتِني يأتِكْ ثَنائي ومدْحتي،
وإنْ تأبَ لا يُسدَدْ عليّ طَريقي
العصر العباسي >> أبو نواس >> أيا رُبّ وَجهٍ، في التّرابِ، عَتيقِ،
أيا رُبّ وَجهٍ، في التّرابِ، عَتيقِ،
رقم القصيدة : 25345
-----------------------------------
أيا رُبّ وَجهٍ، في التّرابِ، عَتيقِ،
ويا رُبّ حُسنٍ، في التّرابِ، رَقيقِ
ويا رُبّ حزْمٍ، في التّرابِ، ونجدة ٍ،
ويا رُبّ رأيٍ، في التّرابِ، وَثيقِ
أرى كل حيٍّ هالِكاً وابنَ هالِكٍ،
وذا نَسَبٍ في الهالكينَ عَريقِ
فقُلْ لقرِيبِ الدّارِ: إنّكَ ظاعِنٌ
إلى مَنزِلٍ نائي المَحَلّ سَحيقِ
إذا امتَحَنَ الدّنيا لَبيبٌ تكَشّفَتْ
لهُ عَنْ عَدوٍّ في ثِيابِ صَديقِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أنْعَتُ كلباً ليس بالمسْبوقِ ،
أنْعَتُ كلباً ليس بالمسْبوقِ ،
رقم القصيدة : 25346(30/61)
-----------------------------------
أنْعَتُ كلباً ليس بالمسْبوقِ ،
مطهَّماً يجري على العُرُوقِ
جاءتْ به المْلاكُ من سَلوقِ ،
كأنّه في المِقْوَدِ الممْشُوقِ
إذا عدا عدوة َ لا معوقِ،
يلعبُ بينَ السّهْلِ والخُرُوقِ
يشفي من الطردِ جوَى المشوقِ ،
فالوحش لو مرّتْ على العيّوقِ
أنزلها دامية َ الحُلوقِ ،
ذاكَ عليْهِ أوجَبُ الْحُقوقِ
لكلّ صيّاد به مرْزوقِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وأخٍ إنْ جاءَني في حاجَة ٍ،
وأخٍ إنْ جاءَني في حاجَة ٍ،
رقم القصيدة : 25347
-----------------------------------
وأخٍ إنْ جاءَني في حاجَة ٍ،
كانَ بالإنجازِ منّي واثِقَا
وإذا فاجأتُهُ في مِثْلِها،
كانَ بالرّدّ بَصِيراً حاذِقَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> لَمّا تجلَّى الليْلُ وابْيَضّ الأفُقْ،
لَمّا تجلَّى الليْلُ وابْيَضّ الأفُقْ،
رقم القصيدة : 25348
-----------------------------------
لَمّا تجلَّى الليْلُ وابْيَضّ الأفُقْ،
وانجابَ سِتْرُ الليلِ عن وجه الطُّرُقْ
باكرني سَهْلُ المحيّا والْخُلُقْ،
نَدْبٌ إذا استندبتَه ، شَهمٌ لبِقْ
يدعُو :إلى الصّيدِ ألا قلتَ : انطلِقْ ،
بأكْلُبٍ غُضْفٍ صحيحاتِ الحدَقْ
مِنْ أصْفَرِ اللّوْنِ ومبْيضٍّ يَقَقْ،
كأنّما أذناهُ من بعض المزقْ
لوْ يلصَقُ الخدّ بأذنٍ لالتصَقْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا تصْحبَنّ أخَا نُسْكٍ، وإن نسَكا؛
لا تصْحبَنّ أخَا نُسْكٍ، وإن نسَكا؛
رقم القصيدة : 25349
-----------------------------------
لا تصْحبَنّ أخَا نُسْكٍ، وإن نسَكا؛
وإن فتكْتَ ، فكن حرْباً لمن فَتَكا
وناعمٍ قامَ يسْقِيني ، فقلتُ له :
نفسي الفِداءُ، لمن هذا؟ فقال: لَكَا
قلتُ : بالشكرِ من عينيْكِ آخذُهُ ؛
فصَدّ من خجلٍ مني، وما ضحكا
ما قلتِ ما قلتُهُ إلاّ لأخجِلَهُ ،
ولو أعدْتُ عليهِ مثلَهُ لبكَى
وبنتِ كَرْمٍ سفَكْنَاها بدرهمِنا ،
من بطن أسحمَ، مسْوَدٍّ، وما سُفكا(30/62)
كأنَّ أكْرُعَهُ أيْدٍ مُقَطَّعة ٌ،
لا يرتجي قَوَداً منها ، ولا درَكَا
حتى إذا مُزِجَتْ بالماءِ واختلطَتْ ،
حاكَ المِزاجُ لها من لؤلؤٍ فلكَا
العصر العباسي >> البحتري >> من عذيري من الظباء الغيد
من عذيري من الظباء الغيد
رقم القصيدة : 2535
-----------------------------------
مَنْ عَذِيرِي مِنَ الظّبَاءِ الغِيدِ،
وَمُجِيرِي مِنْ ظُلْمِهِنّ العَتِيدِ
إنّ سِحْرَ العُيُونِ ضَلّلَ لُبّي،
وَحَمَاني الرُّقَادَ وَرْدُ الخُدُودِ
والأمَانِيُّ مَا تَزَالُ تُعَنّيـ
ـنَا بِبُخْلٍ مِنَ الغَوانِي، وَجُودِ
وَمِنَ العَيشِ لَو يُساعِدُ عَيشٌ
أنْ يَجِيءَ الوِصَالُ، بَعدَ الصّدُودِ
وَبنَفْسي التي تَوَلّتْ بِنَفْسي،
ثُمّ ضَنّتْ بالنَّيلِ مِنْهَا الزّهيدِ
بَعِدَتْ دارُها، فَمَا من تَلاَقٍ،
غيرَ طَيفٍ يَزُورُني في الهُجُودِ
أتُرَاهَا دامَتْ على العهد أمْ مِنْ
عادَةِ الغَانِيَاتِ نَقْضُ العُهُودِ
أوْ تُرَاني مُلاقِياً مِنْ قَرِيبٍ
سَكَناً لي، أشْتَاقُهُ مِنْ بَعِيدِ
ألإمَامُ المُعْتَزُّ بالله أوْلَى
هاشِمِيٍّ بِالنَّصْرِ والتّأيِيدِ
وارِثُ البُرْدِ والقَضِيبِ وَحُكمِ
الله في كُلّ سَيّدٍ وَمَسُودِ
طَابَ نَفْساً وأُمّهَاتٍ وَآبَا
ءً، وأرْبَى فَضِيلَةً في الجُدُودِ
عَزَمَاتُ المَنْصُورِ مَصْرُوفَةُ السُّبـ
ـلِ إلَيْهِ، وَمَكْرُمَاتُ الرّشِيدِ
في المَحَلّ الجَليلِ مِنْ سَلَفَيْ عَبْـ
ـدِ مَنافٍ، والسُّؤدَدِ المَرْفُودِ
مَلِكٌ يَمْلأُ العُيُونَ بَهَاءً،
حينَ يَبْدُو في تَاجِهِ المَعْقُودِ
بَرِىءَ الله مِنْ مُحِلّ حَرِيمِ الله،
كُفْراً، وَبَيْتِهِ المَقْصُودِ
لمْ يَكُنْ سَعْيُهُ هُنَاكَ بمَرْضِيٍّ،
وَلاَ كَانَ أمْرُهُ بِرَشِيدِ
غَيرَ أنّ القُلُوبَ سُكّنَ مِنْهَا
أنْ أتَانَا مُصَفَّداً في الحَديدِ
عالماً أنّ رَايَةَ النّصْرِ لا تُرْ
فَعُ إلا مَعَ البُنُودِ السّودِ
وَمُقرّاً أنّ الخَليفَةَ مَنْصُو(30/63)
رٌ برُكْنٍ، منَ المَوَالي، شَديدِ
لا يُهَالُونَ منْ عَدُوٍّ وَلاَ يُؤ
تَوْنَ منْ عُدّةٍ، وَلاَ من عَديدِ
بَارَكَ الله للخَليفَةِ في الفَتْـ
ـحِ الجَنُوبيّ، والبنَاءِ الجَدِيدِ
خَبَرٌ مُبْهِجٌ، وَبُنْيَانُ يُمْنٍ
في مُنيفٍ، عندَ السِّماكِ، مَشيدِ
فَوْقَ صَرْحٍ مُمَرَّدٍ منْ قَوارِيـ
ـرَ، غَرِيبِ التّأليفِ والتّمرِيدِ
لَوْ بَدَا حُسْنُهُ لجِنّ سُلَيْمَا
نَ لخَرّوا منْ رُكّعٍ، وَسُجُودِ
قَدْ عَدَدْنا اليَوْمَ الذي جئتَهُ فيـ
ـهِ، لإفرَاطِ حُسْنِهِ، يَوْمَ عيدِ
زُرْتَهُ تِلْوَ غُرّةِ الشّهْرِ بالطّيْـ
ـرِ المَيَامِينِ والنّجُومِ السّعُودِ
في زَمَانٍ كأنّ نَرْجِسَهُ الغَضّ
سُمُوطٌ منْ لُؤلُؤٍ وَفَرِيدِ
بَينَ نَوْرٍ منَ الرّبيعِ يُحَيّيـ
ـكَ، وَعَهْدٍ، منَ الشّتاءِ، حَمِيدِ
فابقَ يَبقَ العَفافُ والحلمُ، وَاسلَمْ
يَسلَمِ العُمْرُ للنّدَى، والجُودِ
وَعَلَى الله أنْ يُمِدّكَ فينَا
بتَمَامِ النُّعمَى، وحُسنِ المَزِيدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وندمانِ صدقٍ بل يزيد فكاهة ً
وندمانِ صدقٍ بل يزيد فكاهة ً
رقم القصيدة : 25350
-----------------------------------
وندمانِ صدقٍ بل يزيد فكاهة ً
على الصّدقِ، لم يخلِطْ مُواتاتَهُ محْكَا
حَمُولٍ لما حمّلْتَهُ، غيْرِ ضَيّقٍ
ذراعاً بما ضاقَ الكرامُ به مَسْكا
دعاني، وأعْطاني منِ ابْنَة ِ نفْسِهِ،
مودّتَهُ المثْلَى ، وفي ماله الشِّرْكَا
فقلتُ له: لا يشهدُ الصُّبْحُ صَحْوَة ً
فديتُكَ ، منّي يا نديمُ ولا منكا
وبادِرْ بقايا الليْلِ يبلُغْكَ سُكرُهُ
يُحدِّثُ من لاقَى الصّباحَ به عنْكا
فأتْحَفَنَا الخمّارُ حين طُرُوقنا
براقودِ خمرٍ شكّ في جنبهِ شَكّا
ذخيرَة ُ نوحٍ في الزّمان الذي اجْتَنى
فأدخلها في الفلكِ إذ ركِبَ الفُلْكَا
فلمّا عمدْناها لنسْفِكَ، بادَرَتْ
تباشيرُ رِيّاها ونكهتِها السفْكَا
كأنّ أكفّ القوْمِ والآلة َ التي(30/64)
يُديرُونَ فيها أمرَها ضُمِّخَتْ مِسْكَا
فما لاحَ ضَوْءُ الشمس حتى رأيْتُنَا
نقولُ لوقْعِ السكرِ في هَامِنَاقَدْكَا
ترى عندنا ما يُسخِطُ اللهَ كلّهُ
من العمل المرْدي الفتى ما خلا الشِّرْكا
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّي حُمِمتُ، ولم أشْعُرْ بحُمّاكَا
إنّي حُمِمتُ، ولم أشْعُرْ بحُمّاكَا
رقم القصيدة : 25351
-----------------------------------
إنّي حُمِمتُ، ولم أشْعُرْ بحُمّاكَا
حتى تحدّث عُوّادي بشكْواكَا
فقلتُ : ما كانتِ الحمى لتعْهَدَني ،
من غيْرِ ما عِلّة ٍ إلاّ لحمّاكَا
وخصْلَة ٍ هي أيضاً يستَدَلُّ يها ،
عافانيَ اللهُ منها حينَ عافاكَا
أمّا إذا اتفَقتْ نفسي ونفسُكَ في
هذا وذاكَ، وفي هذا وفي ذاكَا
فكنْ لنا رحمَة ً ، نفسي فِداكَ ، ولا
تكُن خلافاً لما ذو العرشِ سَمّاكَا
فقدْ عَلِمتَ يقيناً، أو ستَعْلَمُهُ،
صنيعَ حُبّكَ في قلْبي وذكْراكَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> فديتُكَ قد جُبلتُ على هواكَا ،
فديتُكَ قد جُبلتُ على هواكَا ،
رقم القصيدة : 25352
-----------------------------------
فديتُكَ قد جُبلتُ على هواكَا ،
فنفْسي لا تنازِعُني سِواكَا
فليتَ الناسَ أُعْمُوا عنك ، غيري ،
فآمنَ أن يرَوْكَ كما أراكَا
وليْتَكَ كلما كلّمْتَ غيْري،
رُميتَ بخرسهِ، ومنعتَ فاكَا
أُحبّكَ لا ببعْضي بل بكُلّي
و إنْ لم يُبقي حبّكَ بي حَرَاكَا
ويَسْمُجُ من سواكَ الشيْءُ عندي ،
فَتَفْعَلُه؛ فيحسُنُ منكَ ذاكَا!
العصر العباسي >> أبو نواس >> فديتُكِ لم أنَلْكِ بغيرِ طرْفي ،
فديتُكِ لم أنَلْكِ بغيرِ طرْفي ،
رقم القصيدة : 25353
-----------------------------------
فديتُكِ لم أنَلْكِ بغيرِ طرْفي ،
فكُلّي حاسدٌ طرْفي عليْكِ
لئنِ آثَرْتِ بَعْضي دونَ بعْضي،
وذالك يا منائي في يديكِ
لقد أودَعْتِ مَنْ لم تسْعِفيهِ
بحاجتهِ ، تباريحاً إليكِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> عدّيْتُ عنك بمنطقي ، فعداكَا(30/65)
عدّيْتُ عنك بمنطقي ، فعداكَا
رقم القصيدة : 25354
-----------------------------------
عدّيْتُ عنك بمنطقي ، فعداكَا
وشكَوْتُ غيرَك إذ رأيتُ هواكَا
عرّضْتُ بالشّكوى بغيرك شبهة ً ،
وكَنَيْتُ عنك ، وما أريدُ سواكَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> العبدُ عبدُكَ حقّاً، وابنُ عبْدَيكَ،
العبدُ عبدُكَ حقّاً، وابنُ عبْدَيكَ،
رقم القصيدة : 25355
-----------------------------------
العبدُ عبدُكَ حقّاً، وابنُ عبْدَيكَ،
فكيف يعصيكَ عبدٌ طوْعُ كفّيْكَ
إن قالَ لبّيكَ ، لم تقنعْ بواحدة ٍ ،
حتى يُضِيفَ إلى لبّيْكَ سَعْديْكَ
يا شاغلي بهواهُ مذْ بليتُ بهِ،
أسْخنْتَ عيني، أقَرّ الله عينيْكَ
العصر العباسي >> أبو نواس >> كمْ منْ حديث مُعْجبٍ عندِي لكَا
كمْ منْ حديث مُعْجبٍ عندِي لكَا
رقم القصيدة : 25356
-----------------------------------
كمْ منْ حديث مُعْجبٍ عندِي لكَا
لو قد نبذتُ به إليكَ لسرّكَا
ممّا يزيدُ على الإعادَة ِ جِدّة ً،
غَصٌّ إذا خلقُ الحديثِ أملّكَا
وكأنّني بكَ قد شُغِفْتَ بحسنِهِ،
فخطّطْتهُ حرْصاً عليه بكفّكَا
تَتَبَّعُ الظّرفَاءَ إعجاباً بهِ،
حتى تحدثَ من تحِبَّ فيضْحَكَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد حكَى البدْرُ بهَاكَا
قد حكَى البدْرُ بهَاكَا
رقم القصيدة : 25357
-----------------------------------
قد حكَى البدْرُ بهَاكَا
فَرآهُ مَنْ رآكَا
وزَها بالحُسنِ لمّا
صارَ في الحسنِ حكاكَا
أيّها الغضْبَانُ: رِفْقاً
جُعِلتْ نفسي فداكَا
يا شبيهَ البدْرِ حسْناً ،
قَلّ صبرِي عن هواكَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أصْبحْتُ معْتَدّاً عليّ بنعمة ٍ، أصْبحْتُ غير مُدافَعٍ موْلاكا،
أصْبحْتُ معْتَدّاً عليّ بنعمة ٍ، أصْبحْتُ غير مُدافَعٍ موْلاكا،
رقم القصيدة : 25358
-----------------------------------
أصْبحْتُ معْتَدّاً عليّ بنعمة ٍ، أصْبحْتُ غير مُدافَعٍ موْلاكا،
والحظُّ لي في أن أكونَ كذاكَا(30/66)
لله درّي أيّ رهْنِ منِيّة ٍ
بالأمسِ كنتُ ، وهالكٍ لولاكَا
أصبحتَ معتدّاً علي بنعمة ٍ ،
ما كان يُنعِمُها عليّ سواكَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> قلْ للرّقاشيّ، إذا جِئْتَهُ،
قلْ للرّقاشيّ، إذا جِئْتَهُ،
رقم القصيدة : 25359
-----------------------------------
قلْ للرّقاشيّ، إذا جِئْتَهُ،
لوْ مُتَّ يا أحْمقُ لمْ أهْجُكَا
لأنّني أُكرِمُ عِرْضي، ولا
أقْرِنُهُ يوماً إلى عرْضِكَا
إن تهجُني تهجو فتى ماجِداً ،
لا يرفَعُ الطّرْفَ إلى مثلِكَا
دونكَ عرْضي فاهجُه راشداً،
لا تدنسُ الأعراضُ من هجوكَا
والله لو كنْتُ جريراً لَما
كنتُ بأهجَى لكَ من أصْلِكا
العصر العباسي >> البحتري >> حقا أقول لقد تبلت فؤادي
حقا أقول لقد تبلت فؤادي
رقم القصيدة : 2536
-----------------------------------
حَقّاً أقُولُ: لَقَدْ تَبَلْتَ فؤادي،
وأطَلْتَ مُدّةَ غَيّيَ المُتَمَادِي
بجَوًى مُقيمٍ، لَوْ بَلَوْتَ غَليلَهُ
لَوَجَدْتَهُ غَيرَ الجَوَى المُعتادِ
وَلَقد عرفت جَوَى الهَوَى في مُنّتي،
وََرأيتَ طاعَةَ قَلبيَ المُنْقَادِ
والحبُّ شكود للنّفُوسِ يَسُرُّني
سهو العَوَائِدِ عَنْهُ، وَالعُوّادِ
هل أنتَ صَارِفُ شَيبَةٍ، إنْ غَلّستْ
في الوَقْتِ، أو عَجِلَتْ عن المِيعادِ
جَاءَتْ مُقَدَّمَةً أمَامَ طَوَالعٍ،
هَذي تُرَاوِحُني، وتلكَ تُغَادِي
وأخو الغَبينَةِ تَاجرٌ في لِمّةٍ،
يَشْرِي جَديدَ بَيَاضِهَا بسَوَادِ
لا تَكذِبَنّ فَمَاالصّبَا بمُخَلَّفٍ
فينَا وَلا زَمَنُ الصّبَا بمُعَادِ
وَأرَى الشّبابَ على غَضَارَةِ حُسنِه
وجماله ، عَدَداً منَ الأعْدَادِ
إنّ الخلافَةَ أحمَدَتْ منْ أحمَدٍ
شيَماً، أُنافُ بها على الإحْمَادِ
مَلِكٌ، تُحَيّيهِ المُلُوكُ، وَدونَهُ
سيمَا التّقَى، وَتَخَشُّعُ الزُّهَادِ
وقذت موالاة الصيام تصرفا
من لحظ ظمآن الهواجر صاد
مُتَهَجّدٌ يُخفي الصّلاةَ، وقد أبى
إخفَاءَها أثَرُ السّجُودِ البَادِي(30/67)
سَمحُ اليَدينِ، إذا احتَبَى في مجلِسِ
كانَ النّدى صِفةً لذاكَ النّادِي
أُنْظُرْ إلَيْهِ، إذا تَلَفّتَ مُعْطياً
نَيْلاً، وَقُلْ في البَحْرِ والوُرّادِ
وإذا تَكَلّمَ فاستَمَعْ من خُطبَةٍ،
تَجْلُو عَمَى المُتَحَيّرِ المُرْتَادِ
أفضَى إلَيْهِ المُسْلِمُونَ فصَادَفُوا
أدْنَى البَرِيّةِ منْ تُقًى وَسَدادِ
بفَضِيلَةٍ في النّفسِ تُوصَلُ عندَهُ
بفَضَائِلِ الآبَاءِ، والأجْدَادِ
وَمَحَلّةٍ تَعلُو، فتَسقُطُ، دونَها
هِمَمُ العِدَى، وَنَفَاسَةُ الحُسّادِ
وَزَنُوا الأصَالَةَ من حِجَاهُ، وإنّما
وَزَنُوا بها طَوْداً منَ الأطْوَادِ
وَوَرَاءَ ذاكَ الحِلْمِ لَيثُ خَفيّةٍ،
من دونِ حَوْزَتهمْ، وَحَيّةُ وَادِ
مُتَيَقّظٌ عُصِمَتْ بَوَادِرُ أمْرِهِ
بعُرًى من الرّأيِ الأصِيلِ، شِدادِ
كالسّيفِ في ذاتِ الإلَهِ، وَقد يُرَى
كرماً كَفَرْعِ النّبعَةِ المُنْآدِ
رَاعٍ، أرَاهُ الحَقُّ قَصْدَ سبيله،
فَغَدا يُناضل دونَه وَيُرَادي
وَدّتْ رَعيّتُهُ لوَ أنّ لَيَالِياً
قَدُمَتْ بهِ في المُلْكِ، والميلادِ
تَبعتْ بَنو العَبّاسِ هَديَ مُوَفَّقٍ
ثَبْتِ البَصِيرَةِ، بالمَحَجّةِ هَادِ
مُسْتَجْلِبٍ لَهُمُ اجتهَادَ نَصِيحَةٍ
منْ أوْلِيَائِهِمِ، وَذُود أعَادِ
وكأنّهُمْ، لَمّا اقتَفَوْا آثاره،
تَبعُوا ضِيَاءَ الكَوْكَبِ الوَقّادِ
يَنسَى الذّنُوبَ، وما تَقادَمَ عهدُها،
مُلقَى الضّغَائِنِ، دارِسَ الأحقادِ
تَعفُو لعَفْوِ الله عَنْكَ تَحَرّياً،
والعَفْوُ خَيرُ خَلائقِ الأمْجادِ
بَلَغَ احْتياطُكَ وَفْدَ كلّ قَبيلَةٍ،
وأغاثَ عَدْلُكَ أهلَ كلّ بلادِ
لاَ تَخلُ من عَيشٍ يكُرُّ سرُورُهُ،
أبَداً، وَنيْرُوزٍ عَلَيْكَ مُعَادِ
وَبَقيتَ يَفديكَ الأنَامُ، وإنّهُ
لَيَقِلُّ للمُفْدَى قدر الفَادِي
أخشَى الخَرَاجَ وَقد دَعوْتُ لعِظمه
مَلِكَ المُلُوكِ، وَرَافدَ الرُّفّادِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> رأيتُ الفَضْلَ مكْتئِباً(30/68)
رأيتُ الفَضْلَ مكْتئِباً
رقم القصيدة : 25360
-----------------------------------
رأيتُ الفَضْلَ مكْتئِباً
يناغي الخبز والسمَكَا
فقطّبَ حين أبصرَني،
ونَكّسَ رأسَهُ، وبكى
فلمّا أن حلفتُ لهُ
بأنّي صائمٌ ضحكَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أأشرَسُ، إنْ يكنْ ما قيل حقّاً،
أأشرَسُ، إنْ يكنْ ما قيل حقّاً،
رقم القصيدة : 25361
-----------------------------------
أأشرَسُ، إنْ يكنْ ما قيل حقّاً،
وأحْرِ به فقد ظفِرَتْ يَداكَا
أبحْتَ من ابنِ اختكَ غيرَ حِلٍّ ،
وقلْتَ عهدْتُ أشْياخي كذاكا
فما نلْتَ ابْنَ اخْتِكَ قطّ، حتى
بدأتَ بأمّه منْ قبْلِ ذاكَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا ابن حديجٍ أطرِقْ على مضَدٍ ،
يا ابن حديجٍ أطرِقْ على مضَدٍ ،
رقم القصيدة : 25362
-----------------------------------
يا ابن حديجٍ أطرِقْ على مضَدٍ ،
لا تَبْرَ مِنْ سِلْعَة ٍ ولا حَسَكِ
فلسْتَ من آكِلِ الْمُرَارِ، ولا الـ
ـــفارسِ ربّ الرّبابِ والمُلُكِ
فارضَ بحَظّ السكونِ من تافِهِ الـ
ـمَجْدِ، فليسَ السكونُ كالحرَكِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يزيدُ ! ماذا دهاكَا
يزيدُ ! ماذا دهاكَا
رقم القصيدة : 25363
-----------------------------------
يزيدُ ! ماذا دهاكَا
جُنِنْتَ؟ أم ما اعتراكا؟
مُلْكٌ زَها بكَ بعدي
أمْ صاحِبٌ أغْواكَا؟
أمْ غَفْلَة ٌ حدثَتْ فيـ
ــكَ ، أم هَوًى أضْناكَا ؟
أم مِرَّة ٌ وافقتْ وقْـ
ـتها؟ فهذا لِذاكَا
إمّا بَلاك لقد أجْـ
ـــهدَ الإلهُ بلاكَا
أقبلْ عليّ ، فقُل لي
لا أبصَرَتْ عيناكَا
أآذَنٌ أنتَ في قطْـ
ــعِ كلّ من صافاكَا ؟
بل ما أظنّ المعَنّى
إلاّ امْرأً آخاكا
وإنْ يقَدِّرْ إلهُ الـ
ـعِبادِ أنْ لا أراكا
وطَوْلِ ربٍّ على الهجْـ
ـرِ والْجَفَا قَوّاكا
لو أنّ كفّيْ عِنَانٍ
رطوبَة ً كفّاكَا
و وجْنتَيْ تمتامٍ
تحكيهما وجْنتاكَا
و مقلتَيْ رحْمَة ً في
زِنَاهُمَا مقْلَتاكا
وكنتَ في الحسْنِ فرْداً(30/69)
لمّا احتملتُ جفاكَا
لا تهْوَيَنّ يزيداً،
بعد الذي قد أراكَا
وقد نهيتُ فؤادي ،
في خلوة ٍ فتباكَا
فقلتُ : لا غَرّني منـ
ـك يا فؤادي بُكاكَا
فكنْ له قطّاعاً ؛
وكُنْ لَه ترّاكَا
وإنْ همَمْتَ بشيْءٍ ،
من ودُّهِ ، فنهاكَا
فالسّوْطَ ما اسْتَمْسَكَتْهُ
يمينُكَ اسْتِمْساكا
واللهِ . واللهِ ربّي
أقولُهنّ دِراكَا
لأقْمِطنّكَ في عَصْـ
ـبة ٍ بفضل رِدَاكَا
حتى إذا ماجَدَلْنَا
كَ جانباً جئْنَاكَا
من آخِذٍ لكَ نعْلاً ،
وآخِذٍ مِسْواكَا
وذا عِنانٍ ، وهذا
سوْطاً، وذاك مَداكا
حتى إذا ما سَلخْنا
سلْخَ النّشوطِ قَفاكَا
قد أتى ، بعدُ ، قوْمٌ
يقطّعُونَ الشّبَاكا
حتى تقول لإنْكا
رِ ما به أغْشَاكَا
يا أرحَمَ الناسِ لي ، كَا
نَ مرّة ً، ما دهاكا؟
وقد أمرْتَ من الجـ
نِّ حَوْقَلاً وضِناكَا
أنْ يصْفِناكَ على أرْ
بَعٍ ، وأنْ يُبْرِكَاكَا
حتى إذا لم تُطِقْ منْ
وقْعَ الصّفيرِ حَرَاكَا
اسْتَعْتَبَاكَ، فإنْ عُدْ
تَ بعدها صَلباكَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّي أتيْتُ بني المهلْـ
إنّي أتيْتُ بني المهلْـ
رقم القصيدة : 25364
-----------------------------------
إنّي أتيْتُ بني المهلْـ
ـهِلِ آنِفاً بهجائِكَا
فاستوْحشوا من ذاكمُ
أنفينَ من عِرْفانِكَا
فشهِدْتُ أنّ مُهلهلاً
كبنِيهِ في إنْكارِكَا
فهلُمّ بيّنَة ً تُقيـ
ـمُ شهادَة ً بوَلائِكَا
فلقد رضيتُ بشاهِدٍ
من شاهِدَيْنِ بذلكَا
أو لا فمَنْ أهْجو، إذا
أنْكَرْتَ عند دعائِكَا
سيّان قلت الشّعر في الـ
جَعْلان أو ضَرْبائِكَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أحَقّاً منكَ أنّكَ لنْ تراني ،
أحَقّاً منكَ أنّكَ لنْ تراني ،
رقم القصيدة : 25365
-----------------------------------
أحَقّاً منكَ أنّكَ لنْ تراني ،
على حالٍ وأنّي لنْ أراكا
وأنّكَ غائبٌ في قعْرِ لحْدٍ ،
وما قد كنتُ تعْلوهُ عَلاكَا
فلا ضَحكَتْ، وقد غُيّبْتَ، سنّي،
ولا رقأتْ مدامع من سلاكَا(30/70)
العصر العباسي >> أبو نواس >> رأيتُ المحبّينَ الصّحيحَ هواهمُ،
رأيتُ المحبّينَ الصّحيحَ هواهمُ،
رقم القصيدة : 25366
-----------------------------------
رأيتُ المحبّينَ الصّحيحَ هواهمُ،
إذا بلَغوا الْجُهدَ استراحوا إلى البُكا
ولكنّ أيوباً إذا ما فؤادُهُ
تذكّرَ من لسنا نُسمّي تحرّكَا
دَعَا بدواة ٍ عند ذاك مُلاقَة ٍ ،
فخطّ اسمَهُ في كفّهِ ثمّ دلّكَا
فلوْ كانَ يرضَى العاشقونَ بمثلِ ما
رضيتَ بهِ ما حنّ صَبٌّ ولا شَكَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> تفرّدَ قلبي، فما يشتبكْ،
تفرّدَ قلبي، فما يشتبكْ،
رقم القصيدة : 25367
-----------------------------------
تفرّدَ قلبي، فما يشتبكْ،
بحبّ الظباء، وبغض السمكْ
ولم أَرَلي فيهما مُسْعِداً ،
يساعِدُني غيرَ عبدِ المَلِكْ
فتًى ينهش الكِتْفَ من ظهرِهَا
ولا يتعرّقُ بطْنَ الوَرِكْ
ولا يتأنّى لشَعْب الصّدوعِ ،
ولكن بصير بصدع الفلكْ
خَروقٌ جهولٌ بحلّ الإزار،
رقيقٌ بصيرٌ بحلّ التككْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> سألتُ أخي أبا عيسى ،
سألتُ أخي أبا عيسى ،
رقم القصيدة : 25368
-----------------------------------
سألتُ أخي أبا عيسى ،
وجبريل له عقْلُ
فقلتُ : الخمرُ تعجبني !
فقال: كثيرُها قتلُ
فقلتُ له: فقدِّرْ لي!
فقال، وقوله فَصْلُ:
وجدتُ طبائعَ الإنْسا
نِ أرْبَعَة ً هي الأصْلُ
فأربَعة ٌ لأربعة ٍ ،
لكُلّ طبيعة ٍ رِطْلُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> نَجَوْتُ من اللصّ الْمُغير بسيفهِ،
نَجَوْتُ من اللصّ الْمُغير بسيفهِ،
رقم القصيدة : 25369
-----------------------------------
نَجَوْتُ من اللصّ الْمُغير بسيفهِ،
إذا ما رَماهُ بالتّجارِ سبيلُ
وسلّطتُ خمّاراً عليّ بخمره،
فراحَ بأثوابي ، ورحتُ أميلُ
العصر العباسي >> البحتري >> رنو ذاك الغزال أو غيده
رنو ذاك الغزال أو غيده
رقم القصيدة : 2537
-----------------------------------
رُنُوُّ ذاكَ الغَزَالِ، أوْ غَيَدُهْ(30/71)
مُولِعُ ذي الوَجْدِ بالذي يجدُهْ
عندَكَ عَقلُ المُحبّ، إنْ فَتكَتْ
بهِ عُيُونُ الظّبَاءِ، أوْ قَوَدُهْ
دَمْعٌ، إذا قُلتُ كَفَّ هَاملُهُ،
أجرَاهُ هَجْرُ الحَبيبِ، أو بَعَدُهْ
وَلاَ يُؤدّي إلى الحسانِ هَوًى،
مَنْ لا تَرَى أنَّ غَيّهُ رَشَدُهْ
أُخَيّ إنّ الصّبَا استَمَرّ بهِ
سَيرُ اللّيَالي، فأنهَجَتْ بُرَدُهْ
تَصُدُّ عَنّي الحَسناءُ مُبعِدَةً،
إذْ أنا لا قُرْبُهُ، ولا صَدَدُهْ
شَيْبٌ عَلى المَفْرِقَيْنِ بَارِضُهُ
يَكثُرُني، أنْ أبينَهُ، عَدَدُهْ
تَطْلُبُ عندي الشّبَابَ ظالمَةٌ،
بُعَيْدَ خمسينَ، حَيثُ لا تجدُهْ
لا عَجَبٌ، إنْ مَلِلْتِ خِلّتَنَا،
فافتَقَدَ الوَصْلَ منكِ مُفْتَقِدُهْ
مَنْ يَتَجَاوَزْ على مُطَاوَلَةِ العَيْـ
ـشِ تُقَعْقِعْ منْ مَلّةٍ عُمُدُهْ
عَادَ بحُسنِ الدّنْيَا وَبَهْجَتِهَا
خَليفَةُ الله مُرْتَجَى صَفَدُهْ
مُنخَرِقُ الكَفّ بالعَطَاءِ، مَكيـ
ـثُ السّطوِ دونَ الجانينَ، مُتّئدُهْ
فَخْمٌ، إذا حَطّتِ الوُفُودُ إلى
فِنَائِهِ لمْ يَضِقْ بها بَلَدُهْ
رِدْءٌ لأهْلِ الإسْلاَمِ أينَ عُنُوا،
مُتّصِلٌ منْ وَرَائِهمْ مَدَدُهْ
تكلأُهُمْ عَيْنُهُ، وَتَرْجُفُ منْ
نَقيصَةٍ أنْ تَنَالَهُمْ، كَبِدُهْ
كأنّهُ وَالدٌ يَرِفُّ بهِ
مُفرِطُ إشْفَاقِهِ، وَهُمْ وَلَدُهْ
قَدْ خَصَمَ الدّهْرُ عَنْ مُقلّهمِ
بالجُودِ، والدّهْرُ بَيّنٌ لَدَدُهْ
مُعْتَمِدٌ فيهمْ على الله تَنْقَا
دُ إلى سَيْبِهِ، فتَعْتَمدُهْ
لا تَقْرَبَنْ سُخْطَهُ، فإنّ لَهُ
مُسْتَنْقَعاً يَجْتَوِيهِ مَنْ يَرِدُهْ
مُظَفَّرٌ، ما تَكادُ تَسرِي منَ الآ
فَاقِ إلاّ بمُفرِحٍ بُرُدُهْ
أرْسَالُ خَيْلٍ، إذا أطَلّ بها
على أقَاصِي ثَغْرٍ دَنَا أمَدُهْ
إنْ رُفعَتْ للعِدَى قَسَاطِلُهَا،
أنْجَزَ صَرْفُ الزّمانِ ما يَعِدُهْ
وَاقَعنَ جَمعَ الشُّرَاةِ، مُحتَفِلاً،
بالزّابِ، والصّبحُ ساطعٌ وَقَدُهْ
غداة يوم أعيا على عصب
من المحلين أن يكر غده(30/72)
أيْنَ نَجَوْا هَارِبِينَ عَارَضَهُمْ
باغٍ من المَوْتِ مُشرِفٌ رَصَدُهْ
بَاتُوا، وَبَاتَ الخَطِيُّ آوِنَةً
مُنْشَبَةً في صُدُورِهِمْ قِصَدُهْ
يَخْتَلِطُ الزّابُ في دِمَائِهِمْ،
حَتّى غَدا الزّابُ مُشْرَباً زَبَدُهْ
أرْضَى المَوَالي نُصْحٌ يَظلُّ عُبَيدُ الـ
ـلّهِ يَغْلُو فيهِم، وَيَجْتَهدُهْ
يَجرِي على مَذهَبِ الإمامِ لَهُمْ،
وَيَحتَذي رَأيَهُ، فيَعْتَقدُهْ
وَيَغْتَدي، في صلاح شأنهمُ،
لسَانُهُ المُكْتَفي بهِ، ويَدُهْ
يَستَثْقلُ النّائمُونَ منْ وَسَنٍ،
وَهْوَ طَوِيلٌ في شأنهمْ سَهَدُهْ
تَرَفُّقاً في اطِلابِ مَالهمُ،
وَجَمْعهِ، أو يَعُمَّهُمْ بَدَدُهْ
تَرَفُّقَ المَرْءِ في ذَخِيرَتِهِ،
آذاهُ ضِيقُ الزّمانِ، أوْ صَلَدُهْ
وَزِيرُ مَلْكٍ تَمّتْ كفَايَتُهُ،
فَلَمْ يَهِنْ حَزْمُهُ وَلاَ جَلَدُهْ
مأخُوذَةٌ للأُمُورِ أُهْبَتُهُ،
نَسْبُقُهُا، قَبلَ وَقتها، عُدَدُه
لا تَهْضِمُ الرّاحُ حَدَّهُ أُصُلاً،
وَلا تَبِيتُ الأوْتَارُ تَضْطَهِدُهْ
لا يَصِلُ الصّاحبُ الأخَصُّ إلى
مَطْوِيّ سِرٍّ أجَنَّهُ خَلَدُهْ
إنْ غَلّسَ المُدْهِنُونَ في خَمَرٍ،
أضْحَى على الحقّ ظاهراً جَدَدُهْ
أو عَالَجَ الأمْرَ، وَهْوَ مُمْتَنِعٌ،
تَيَسّرَتْ لانْحلاله عُقْدُهْ
قَوّمَ مَيْلَ الزّمَانِ، فاطّأدَتْ
لَنَا أوَاخِيهِ، واستَوَى أوَدُهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أما تَرَى الشمْسَ حلّتِ الْحَمَلا،
أما تَرَى الشمْسَ حلّتِ الْحَمَلا،
رقم القصيدة : 25370
-----------------------------------
أما تَرَى الشمْسَ حلّتِ الْحَمَلا،
وقامَ وزْنُ الزّمَان ، عاعْتَدَلا
وغنّتِ الطّيْرُ بعد عُجْمتها ،
واسْتَوْفَتِ الخمرُ حَوْلَها كمَلا
واكْتَسَتِ الأرضُ من زخارِفِهَا
وشْيَ نباتٍ، تَخَالُهُ حُلَلا
فاشْرَبْ على جدّة ِ الزّمانِ ، فقَدْ
أصْبَحَ وجْهُ الزمانِ مقْتَبِلا
كَرْخِيّة ً تترُكُ الطّويلَ من الـ(30/73)
ــعَيْشِ قصيراً ، وتبْسُطُ الأمَلا
تلعبُ لِعْبَ السّرَابِ في قَدحِ الـ
ـقوْمِ، إذا ما حَبابُها اتّصَلا
يقول: صَرّفْ! إذا مزجْتَ لهُ،
منْ لم يكنْ للكثير مُحتمِلا
عُجْناً بثِنْتَيْنِ من طبائِعِها
حُسْنا، وطيباً ترى به المثلا
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا رُبّ صاحبِ حانَة ٍ قد رُعتُهُ،
يا رُبّ صاحبِ حانَة ٍ قد رُعتُهُ،
رقم القصيدة : 25371
-----------------------------------
يا رُبّ صاحبِ حانَة ٍ قد رُعتُهُ،
فبَعَثْتُهُ من نَوْمِهِ الْمُتَزَمِّلِ
عَرَفَتْ ثيابَ الطّارقينَ كِلابُهُ ،
فيَبِتْنَ عن سَننِ الطّريقِ بمعزِلِ
ما زِلتُ أمتَحِنُ الدّساكرَ دونَهُ،
حتى دُفِعْتُ إلى خَفيّ الْمَنْزِلِ
فعَرفتُهُ ، واللّيْلُ مُلتَبِسٌ بنا ،
برَفيفِ صَلعَتِهِ وشيبِ المِسحَلِ
يا صاحبَ الحانوتِ لا تكُ مشعياً،
إنّ الشّرابَ مُحرَّمٌ كمحلَّلِ
فدع الذي نبذتْ يداكَ ، وعاطني ،
لله دَرُّكَ ، من نَبيذِ الأرْجُلِ
ممّا تَخَيّرَهُ التّجارُ، ترَى لها
قَرْصاً إذا ذيقَتْ كقَرْصِ الفلفُلِ
ولها دَبيبٌ في العِظامِ كأنّهُ
قَبضُ النّعاسِ ، وأخذُهُ بالمِفصَلِ
عَبِقَتْ أكُفّهُمُ بها ، فكأنّما
يَتنازَعونَ بها سِخابَ قَرَنْفُلِ
تَسقيكَها كَفٌّ إليكَ حَبيبَة ٌ ،
لا بدّ أنْ بخِلَتْ، وإنْ لم تَبخَلِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> بادِرْ صَبوحَك، وانْعَمْ أيّها الرّجلُ،
بادِرْ صَبوحَك، وانْعَمْ أيّها الرّجلُ،
رقم القصيدة : 25372
-----------------------------------
بادِرْ صَبوحَك، وانْعَمْ أيّها الرّجلُ،
واعصِ الذينَ بجَهلٍ في الْهَوَى عذلُوا
واخلعْ عذارَكَ ، أضْحكْ كلّ ذي طرَبٍ
واعدِلْ بنَفسِكَ فيهمْ أينما عدلُوا
نالَ السّرورَ ، وخفضَ العيشِ في دعة ٍ
وفازَ بالطّيّباتِ الماجِنُ الْهَزِلُ
سقياً لِمَجلسِ فتيانٍ أنادِمُهُمْ
ما في أديمهمُ وَهْيٌ، ولا خَلَلُ
هذا لذاكَ، كما هذا وذاكَ لِذا،
فالشّملُ مُنتَظِمٌ، والحبلُ متصلُ(30/74)
أكْرِمْ بهمْ، وبنغمٍ من مُغَنّيَة ٍ،
ففي الغناءِ يُضرَبُ الْمَثَلُ
هَيْفاءُ تُسمِعُنا ، والعودُ يُطربُنا :
" ودّعْ هريرَة َ إنّ الرّكبَ مرتَحلُ "
العصر العباسي >> أبو نواس >> أمالكُ باكرِ الصّهبَاءَ مالِ ،
أمالكُ باكرِ الصّهبَاءَ مالِ ،
رقم القصيدة : 25373
-----------------------------------
أمالكُ باكرِ الصّهبَاءَ مالِ ،
وإنْ غالَوْا بها ثمَناً فَغَالِ
وأشْمَطَ، ربِّ حانوتٍ، ترَاهُ
لنفْخ الزّقّ مسْوَدّ السِّبالِ
دَعَوْتُ ، وقد تخَوّنَهُ نُعاسٌ ،
فوسّدَهُ براحَتِهِ الشّمالِ
فقامَ لدَعْوَتي فَزِعاً مَرُوعاً ،
وأسْرَعَ نحوَ إشْعالِ الذُّبالِ
وأفْرَخَ رُوعُهُ، وأفادَ بِشْراً،
وهَرْهَرَ ضاحكاً جذْلانَ بالِ
فلمّا بيّنَتْني النّارُ حيّا
تحِيّة َ وامِقٍ، لَطِفِ السؤالِ
عددْتُ بكفّهِ ألْفاً لشهْرٍ،
بلا شرطِ المُقيلِ ، ولا المُقالِ
فظلْتُ لدى دساكِرِهِ عَروساً ،
بعذْرَاوَيْنِ من خمْرٍ وآلِ
كذلكَ لا أزالُ، ولم أزلْهُ
ذريعَ الباع في ديني ومالي
يلائمُني الحرامُ، إذا اجتمعْنا،
وأجفُو عن مُلاءمَة ِ الحلالِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> نَزّهَ صَبوحَكَ عَنْ مَقالِ العُذّلِ ،
نَزّهَ صَبوحَكَ عَنْ مَقالِ العُذّلِ ،
رقم القصيدة : 25374
-----------------------------------
نَزّهَ صَبوحَكَ عَنْ مَقالِ العُذّلِ ،
ما العَيشُ إلاّ في الرّحيقِ السّلسَلِ
ما العَيشُ إلاّ أنْ تُباكرَ شُرْبَها
صَفراءَ، زُفّتْ مِنْ قُرَى قُطرَبُّلِ
تُهدي لقَلْبِ الْمُستَكينِ تَخَيّلاً،
وتُلينُ قَلبَ البازِخِ الْمُتَخَيِّلِ
وكأنّ شارِبَها لطيلِ نَسيمِها
وافَتْ مَشارِبَهُ سَحابُ قَرَنْفُلِ
ولقد دخَلتُ على الكَواعبِ حُسّراً ،
فلَقينَني بتَبَسّمٍ ، وتَهَلّلِ
فأصَبْتُ مِن طَرَفِ الحديثِ لَذاذَة ً
وأصَبنَها منّي، ولَمّا أجْهَلِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ومَجلسٍ ما لَهُ شَبيهٌ،
ومَجلسٍ ما لَهُ شَبيهٌ،
رقم القصيدة : 25375(30/75)
-----------------------------------
ومَجلسٍ ما لَهُ شَبيهٌ،
حَلّ بهِ الْحُسنُ والْجَمالُ
يَمْطُرُ فيهِ السّرورُ سَحّاً،
بديمَة ٍ ما لها انْتِقالُ
شَهِدْتُهُ في شَبابِ صِدْقٍ،
ما إنْ تُسامَى لَهُمْ فَعَالُ
نأخُذُ صَهباءَ، بنتَ كَرْمٍ،
عَذراءَ، لم تُؤوِها الحِجالُ
نَشرَبُها بالكِبارِ صِرْفاً،
ولَيسَ في شرْبنا مُطالُ
يَسعَى بها مُخطَفٌ ، غريرٌ،
كأنّهُ البَدْرُ، أو مِثالُ
فصُرّعَ القومُ، واستَدارَتْ
رحَى الحُمَيّا بهم ، فمالُوا
كأنّما الشَّربُ بَعدَ هَذْي ،
صَرْعَى تَمادى بهمْ كَلالُ
حتى إذا ما بدا سُهَيْلٌ ،
وحانَ مِنْ لَيلِنا ارْتِحالُ
نبّهتُ طَلْقَ اليَدَينِ، سَمحاً
يمطرُ من كفّهِ النّوالُ
فقلتُ : خذْها فدَتْكَ نَفسي ،
فكُلّ شيءٍ لَهُ زَوالُ
فقامَ، والنّوْمُ في الْمَآقي،
كأنّما مَسّهُ خَبالُ
ثمّ احتَبَى مُسرِعاً، وغَنّى
بخُسرَويٍّ لَهُ دَلالُ :
"عَيناكَ دَمْعاهُما سِجالُ
كأنّ شأنيْهْما وِشالُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وخمّارٍ تحطَطْتُ إلَيهِ رَحْلي ،
وخمّارٍ تحطَطْتُ إلَيهِ رَحْلي ،
رقم القصيدة : 25376
-----------------------------------
وخمّارٍ تحطَطْتُ إلَيهِ رَحْلي ،
فقامَ مثرَنَّحاً ، ثَمِلاً ، يَميلُ
فقلتُ لَهُ : اتّئِدْ ، فالرّفْقُ يُمْنٌ ،
ولمْ يَظفَرْ بحاجَتِهِ العَجولُ
فَرَدّ عليّ رَدّ فَتى ً أديبٍ :
خَليلي لَستُ أجهَلُ ما تَقولُ
وقامَ إلى التي عكَفَتْ علَيها
بناتُ الدّهرِ ، والزّمَنُ الطّويلُ
فوَدّجَ خَصرها ، فبَدا لسانٌ ،
كأنّ لُعابَهُ عَلَقٌ يَسيلُ
بكَفّ مُزنَّر ، أعْلاهُ غُصْنٌ ،
وأسْفَلُ خَصرِهِ رِدْفٌ ثَقيلُ
أقولُ، وقد بَدا للصّبْحِ نَجْمٌ:
خليليَ إنّ فعلَكَ بي جَميلُ
أرِحْني قد تَرَفّعَتِ الثّرَيّا ،
وغالَتْ جُنْحَ لَيلى عَنكَ غُولُ
فَقالَ: الآنَ تَأمُرُني بِهَذا،
وقد عَلِقَتْ مَفاصِليَ الشَّمولُ(30/76)
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّي، وإنْ كنتُ ماجِناً، خَرِقاً،
إنّي، وإنْ كنتُ ماجِناً، خَرِقاً،
رقم القصيدة : 25377
-----------------------------------
إنّي، وإنْ كنتُ ماجِناً، خَرِقاً،
لا يَخطِرُ النُّسْكُ لي على بالِ
لَذو حَياءٍ، وذو محافَظَة ٍ،
مبتاعُ حَمْدِ الرّجالِ بالغالي
فإنْ دنّسَ المالُ عِرْضَذي شرَفٍ
فإنّ عِرْضي يُصانُ بالمالِ
وأعْشَقُ الْجُؤذَرَ الرَّخيمَ، ولا
أكتُمُ حُبّي لَهُ فيَخفَى لي
وخَنْدَريس باكَرْتُ حانَتَها ،
فوَدَّجُوا خَصرَها بمِبْزالِ
فسال عرْقٌ على ترائِبِها ،
كأنّ مَجراهُ فَتْلُ خَلخالِ
حتّى إذا صَبّها مُفَدَّمَة ً،
تَضحكُ عَن جَوهراتِ لأآلِ
دَعَوْتُ إبليسَ، ثمّ قلتُ لهُ:
لا تَسْقِ هذا الشّرابَ عُذّالي
فبت أُسْقى ومن كلفْتُ به
مُدامة صفقت بسلسالِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أيا مَن دَعاني للوِصالِ كتابَة ً،
أيا مَن دَعاني للوِصالِ كتابَة ً،
رقم القصيدة : 25378
-----------------------------------
أيا مَن دَعاني للوِصالِ كتابَة ً،
مِراراً، ومن بعدِ الكتابِ رسولُ
وما سرّني أنّي أكونُ يحالَة ٍ ،
لمثلكَ في الدنيا عليّ سَبيلُ(30/77)
العصر العباسي >> أبو نواس >> أحسنُ مِنْ وَقفَة ٍ على طَلَلِ،
أحسنُ مِنْ وَقفَة ٍ على طَلَلِ،
رقم القصيدة : 25379
-----------------------------------
أحسنُ مِنْ وَقفَة ٍ على طَلَلِ،
كأسُ عُقارٍ، تجري على ثَمِلِ
يُديرُها أحْوَرٌ، بهِ هَيَفٌ،
معتَدِلُ الْخَلقِ، راجحُ الكفَلِ
على شَبابٍ ما فيهمُ خَرِقٌ ،
ولا سَفيهٌ ، ولا أخو زَلَلِ
إذا استَدارَتْ بكَفّهِ ، وبَدَتْ
رأيتَ فيها كَهَيئَة ِ الشُّعَلِ
تَحكي لنَا الجُلَّنارَ وَجْنَتُهُ ،
إذا عَلاها تَوَرّدُ الْخَجَلِ
فإنْ تَرُمْ عِندَهُ مُداعَبَة ً ،
قالَ لكَ : احذَرْ مِنْ ذلك العملِ
فحين منهُ خَشيتُ جَلْوَتَهُ ،
أكثرَ في جُودِهِ منَ القُبَلِ
وما لِمَنْ رامَ منهُ جَلْوَتَهُ،
وصرتُ منْ حُبّهِ على وَجَلِ
دَعوتُ إبليسَ ثمّ قلتُ لهُ:
قد أعْجَزَتْني مَذاهبُ الحِيَلِ
حبْلي ، وحبلُ الذي كَلِفتُ بهِ ،
على تَدانيهِ، غَيرُ مُتّصِلِ
فردَّهُ الشّيخُ عنْ صُعوبتِهِ ،
وصارَ قَوّادَنا ولم يَزَلِ
العصر العباسي >> البحتري >> سلام عليكم لا وفاء ولا عهد
سلام عليكم لا وفاء ولا عهد
رقم القصيدة : 2538
-----------------------------------
سَلامٌ عَلَيْكُمْ، لا وَفَاءٌ وَلاَ عَهْدُ،
أما لَكُمُ من هَجرِ أحبابكُمْ بُدُّ
أأحبَابَنا قَدْ أنجَزَ البَينُ وَعْدَهُ
وَشيكاً، وَلمْ يُنْجَزْ لنَا منكُمُ وَعْدُ
أأطلالَ دارِ العَامرِيّةِ باللّوَى،
سَقَتْ رَبعَكِ الأنوَاءُ، ما فعلَتْ هندُ؟
أدَارَ اللّوَى بَينَ الصريمَةِ والحمَى،
أمَا للهّوَى، إلاّ رَسيسُ الجَوَى قَصْدُ
بنَفْسِيَ مَنْ عَذّبْتُ نَفسِي بحُبّهِ،
وإنْ لمْ يكُنْ منهُ وِصَالٌ، وَلاَ وِدّ
حَبيبٌ مَنِ الأحبابِ شطّتْ بهِ النّوَى،
وأيُّ حَبيبٍ ما أتَى دونَهُ البُعْدُ
إذا جُزْتَ صَحْرَاءَ الغُوَيْرِ مُغَرِّباً،
وَجَازَتْكَ بَطْحَاءُ السّوَاجيرِ يا سَعْدُ
فقُلْ لبَني الضّحّاكِ: مَهْلاً، فإنّني(31/1)
أنا الأُفْعُوَانُ الصِّلُّ والضّيغمُ الوَرْدُ
بَني واصلٍ مَهْلاً، فإنّ ابنَ أُختكم
لَهُ عَزَماتٌ هَزْلُ آرَائهَا جِدّ
متى هِجْتُمُوهُ لا تَهيجوا سوَى الرّدى،
وإنْ كانَ خِرْقاً ما يُحَلُّ لَهُ عَقْدُ
مَهيباً كَنَصْلِ السّيفِ لوْ قذفت بهِ
ذُرَى أجإٍ ظَلّتْ وأعلامُه وَهْدُ
يَوَدُّ رِجَالٌ أنّني كُنتُ بَعضَ مَنْ
طَوَتْهُ المنايا، لا أرُوحُ وَلا أغدُو
وَلَوْلا احتمَالي ثِقْلَ كُلّ مُلمّةٍ،
تَسُوءُ الأعادي، لم يَوَدّوا الذي وَدّوا
ذَرِيني وإيّاهُمْ، فحَسبي صَرَيمَتي
إذا الحَرْبُ لمْ يُقدَحْ لمُخْمِدِها زَنْدُ
وَلي صَاحبٌ عَضْبُ المَضَارِبِ صَارِمٌ،
طَوِيلُ النِجَادٍ، ما يُفَلُّ لَهُ حَدّ
وَبَاكِيَةٍ تَشْكُو الفرَاقَ بأدْمُعٍ
تُبَادِرَها سَحّاً، كَمَا انتَثَرَ العِقْدُ
رَشَادَكِ لا يُحْزِنْكِ بَينُ ابنِ همّةٍ
يَتُوقُ إلى العَلْيَاءِ لَيسَ لَهُ نِدّ
فَمَنْ كَانَ حُرّاً فَهْوَ للعَزْمِ والسُّرَى،
وَللّيلِ من أفعالِهِ، والكَرَى عَبدُ
وَلَيْلٍ، كأنّ الصّبحَ في أُخرَيَاتهِ،
حُشَاشَةُ نَصْلٍ، ضَمّ إفرِندَهُ غِمدُ
تَسَرْبَلْتُهُ والذّئْبُ وَسْنانُ هاجِعٌ،
بعَينِ ابنِ لَيلٍ، ما لهُ بالكَرَى عهدُ
أُثيرُ القَطا الكُدْرِيَّ عَنْ جَثَماتهِ،
وَتألَفُني فيهِ الثّعَالبُ، والرُّبْدُ
وأطْلَسَ مِلْءِ العَينِ يَحملُ زَوْرَهُ،
وأضْلاعُهُ منْ جَانبَيْهِ شَوًى نَهْدُ
لَهُ ذَنَبٌ مثلُ الرِّشَاءِ يَجُرّهُ،
وَمَتنٌ كَمَتنِ القَوْسِ أعوَجُ، مُنْأدّ
طَوَاهُ الطّوَى حَتّى استَمَرّ مَرِيرُهُ،
فَما فيهِ إلاّ العَظْمُ والرّوحُ والجِلْدُ
يُقَضْقِضُ عُصْلاً، في أسرّتها الرّدى،
كَقَضْقَضَةِ المَقْرُورِ، أرْعدَهُ البَرْدُ
سَمَا لي، وَبي منْ شدّةِ الجوعِ ما به،
ببَيداءَ لمْ تحسسْ بها عَيشَةٌ رَغْدُ
كلانا بها ذِئْبٌ يُحَدّثُ نَفْسَهُ
بصَاحبهِ، والجَدُّ يُتْعِسُهُ الجَدّ
عوَى ثمّ أقْعَى، وارتَجَزْتُ، فهِجْتُه،(31/2)
فأقْبَلَ مثْلَ البَرْقِ يَتْبَعُهُ الرّعْدُ
فأوْجَرْتُهُ خَرْقَاءَ، تَحسبُ رِيشَها
على كوْكبٍ يَنقَضُّ واللّيلُ مُسوَدّ
فَما ازْدادَ إلاّ جُرْأةً وَصَرَامَةً،
وأيْقَنْتُ أنّ الأمْرَ منْهُ هوَ الجِدّ
فأتْبَعْتُهَا أُخرَى، فأضْلَلْتُ نَصْلَها
بحَيثُ يكونُ اللُّبُّ والرُّعبُ والحِقْدُ
فَخَرّ وَقَدْ أوْرَدْتُهُ مَنهَلَ الرّدَى
على ظَمَإٍ، لَوْ أنّهُ عَذُبَ الوِرْدُ
وَقُمْتُ فجَمّعتُ الحَصَى، فاشتَوَيتُه
عَلَيْهِ، وللرّمضَاءِ من تحته وَقْدُ
وَنلْتُ خَسيساً منهُ، ثمّ تَرَكْتُهُ،
وأقْلَعْتُ عَنهُ، وَهْوَ مُنْعَفِرٌ فَرْدُ
لَقَدْ حَكَمَتْ فينا اللّيالي بجَوْرِها،
وَحُكمُ بَناتِ الدّهرِ لَيسَ لَهُ قَصْدُ
أفي العَدلِ أنْ يَشقَى الكَرِيمُ بجَوْرِها،
ويأخُذَ منها صَفوَها القُعدُدُ الوَغْدُ
ذَرِينيَ من ضَرْبِ القِداحِ على السُّرَى،
فعَزْميَ لا يَثنيهِ نَحسٌ، ولا سَعدُ
سأحملُ نَفْسِي عندَ كلّ مُلمّةٍ
على مثلِ حدّ السّيفِ أخلَصَهُ الهندُ
ليَعْلَمَ مَنْ هَابَ السُّرى خَشيةَ الرّدى
بأنّ قَضَاءَ الله لَيسَ لَهُ رَدّ
فإنْ عشتُ مَحموداً فمثلي بغَى الغنى
ليَكسِبَ مالاً، أو يُنَثَّ لَهُ حَمْدُ
وإنْ مُتُّ لمْ أظفَرْ، فلَيسَ على امرِىءٍ
غَدا طالباً، إلاّ تَقَصّيهِ، والجُهْدُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أعاذلُ ما علي مِثلي سبيلُ
أعاذلُ ما علي مِثلي سبيلُ
رقم القصيدة : 25380
-----------------------------------
أعاذلُ ما علي مِثلي سبيلُ
وعذْلُكَ في الْمُدامَة ِ يَستَحيلُ
أعاذِلُ لا تَلُمْني في هواهَا
فإنّ عِتابَنا فيها يَطولُ
كِلانا يَدّعي في الْخَمرِ علْماً،
فَدَعْني ، لا أقولُ ولا تقولُ
ليس مطِيّتي حِقْوِي غُلامٍ ،
و رَحْلُ أناملي كأسٌ شَمولٌ !؟
إذا كانَتْ بناتُ الكَرْمِ شُرْبي،
وقبلَة وَجْهيَ الحسنُ الْجَميلُ
آمنتُ بذينِ عاقِبة ُ اللّيالي ،
وهانَ عليّ ما قالَ العُذُولُ(31/3)
ومعْتَدِلٍ إليّ بشطْرِ عَينٍ،
لَهُ مِنْ كَسْرِ ناظِرِهِ رَسُولُ
صرَفتُ الكأسَ عنهُ حينَ غَنّى ،
وأنّ لسانَهُ منها ثَقيلُ:
"أَرِحْني قد تَرَفّعَتِ الثّرَيّا،
وغالتْ جُنْحَ ليْلي عنكَ غَوْلُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا تمْزُجِ الخمرَ على حالٍ
لا تمْزُجِ الخمرَ على حالٍ
رقم القصيدة : 25381
-----------------------------------
لا تمْزُجِ الخمرَ على حالٍ
وسَقّنيها منك أحوال
عَتّقَها الكُرْديُّ في مَجلِسٍ،
بينَ بساتينَ ، وأجبال
ثمّ أتانا ناكِساً رأسَهُ ،
منحَدِراً من مرْقَبٍ عالِ
إبريقُهُ في كفّهِ مُتْرَعٌ ،
تَرِفٌ من ذَوبِ جِرْيالِ
نأخُذُها مِنْ كفّ ذي غُنّة ٍ،
كأنّما خُطّ بتِمْثَالِ
يسْقيكَ بالعَينَينِ خَمراً إذا
نَاغاكَ بالكأسِ لإعْجابِ
ليس بمُحتاجٍ إلى مِكْحَلٍ
ولا دَماليجَ، وخلخالِ
خالٌ بهِ في خَدّهِ واضحٌ،
وا بأبي ذالكَ من خالِ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> دَعِ الوقوفَ على رَسْمٍ وأطْلالِ
دَعِ الوقوفَ على رَسْمٍ وأطْلالِ
رقم القصيدة : 25382
-----------------------------------
دَعِ الوقوفَ على رَسْمٍ وأطْلالِ
ودِمْنَة ٍ كسَحيقِ اليَمْنَة ِ البالي
وعُجْ بِنا نَصْطَبحْ صَفراءَ، واقدَة ً،
في حُمَرَة ٍ النارِ ، أو رِقَّة ِ الآلِ
لمْ يُذهبْ الدهرُ عنها حدّ سَوْرَتِها ،
ولم يَنَلْها الأذَى في دَهرِها الخالي
قامَ الغلامُ بها في اللّيلِ يمْزُجُها ،
كالبدْرِ ، ضوْءٌ سناهُ للدّجى حال
تكادُ تخطفُ أبْصاراً، إذا مُزِجَتْ
بالماءِ ، واجْتُلِيتْ في لوْنِها الحالي
تفترُّ في أوْجُهِ النَّدْمانِ ضاحِكَة ً ،
كمثلِ دُرٍّ وهي من كَفِّ لأآلُ
ترَى الكريمَ عن الأنذالِ يصرِفُها ،
يُبقي علَيها، ولا يبقي على مالِ
في بيتِ كافِرَة ٍ ، بالخمرِ تاجِرَة ٍ ،
شَمطاءَ، شاطرَة ٍ، تَعتَزّ بالوالي
العصر العباسي >> أبو نواس >> وتمامُ السّرورِ فيها بسَاقٍ، اسْقِياني الْحَرامَ قَبلَ الْحَلالِ،(31/4)
وتمامُ السّرورِ فيها بسَاقٍ، اسْقِياني الْحَرامَ قَبلَ الْحَلالِ،
رقم القصيدة : 25383
-----------------------------------
وتمامُ السّرورِ فيها بسَاقٍ، اسْقِياني الْحَرامَ قَبلَ الْحَلالِ،
ودعاني مِنْ دارِسِ الأطلالِ
إنّما العَيشُ في مُباكَرَة ِ الْخَمْـ
ـرِ، وسُكْرٍ يدومُ في كلّ حالِ
وتمامُ السرورِ فيها بساقٍ ،
حسَنِ الوَجهِ، مُستَنيرِ الْجَمالِ
لو بدَا وجْهُه إذا الشمسُ دارَتْ
قلتَ نورانِ صُوّرا من مِثالِ
فاسقياني رقيقة َ السرْبالِ ،
تُعْدِمانِي معارِفَ الأطْلالِ .....
العصر العباسي >> أبو نواس >> مالي بدارٍ خلَتْ من أهلِها شُغُلٌ ،
مالي بدارٍ خلَتْ من أهلِها شُغُلٌ ،
رقم القصيدة : 25384
-----------------------------------
مالي بدارٍ خلَتْ من أهلِها شُغُلٌ ،
ولا شَجاني لها شَخصٌ ولا طَلَلُ
ولا رُسُومٌ، ولا أبكي لمَنْزِلَة ٍ،
للأهل عَنها، وللجيرانِ مُنْتَقَلُ
ولا قَطَعْتُ على حَرْفٍ مذَكَّرَة ٍ
في مرْفَقَيْها، إذا استَعرَضْتهَا، فَتَلُ
بيْداءَ مقْفِرَة ً يوْماً، فأنْعَتها،
ولا سرَى بي ، فأحكيهِ بها ، جملُ
ولا شَتَوْتُ بها عاماً فأدرَكَني
فيها المَصيفُ ، فلي عن ذاكَ مرْتحَلُ
ولا شَدَدْتُ بها مِنْ خَيمَة ٍ طُنُباً،
جارى بها الضّبُّ والحرْباءُ والوَرَلُ
لا الْحَزْنُ مني برأي العَينِ أعْرِفُهُ،
وليسَ يعرِفُني سَهْلٌ ولا جَبَلُ
لا أنعتُ الرّوضُ إلاّ رأيتُ بهِ
قَصراً مُنيفاً، عليهِ النّخلُ مشتَمِلُ
فهاكَ من صِفتي إن كنتَ مُختَبراً ،
ومُخبراً نَفراً عني ، إذا سألُوا
نخلٌ، إذا جُلِيَتْ إبّانَ زينتِها،
لاحَتْ بأعناقِها أعْذاقُها النُّحُلُ
أسقاطُ عَسجَدِهِ فيها لآلِئها،
منضُودَة ٌ ، بسموطِ الدُّرّ تتّصِلُ
يَفْتَضّها فَطِنٌ عِلْجٌ بها خَبِرٌ ،
فضَّ العذارى ، حُلاها الرَّيطُ والحُللُ
فافتَضّ أوّلَها منها وآخرَها
فأصْبَحَتْ، وبها مِن فَحلِها حَبَلُ(31/5)
لم تَمْتَنِعْ عِفّة ً منْهُ، ولا وَرَعاً
بلا صَداقٍ ، ولم يُوجَدْ لها عَقَلُ
حتى إذا لَقِحَتْ أرْختْ عَقائِصَها،
فمالَ مُنتَثِراً عُرْجونُها الرجِلُ
فَبِيْنَما هي والأرْواحُ تَنْفَحُها،
شهرينِ بارحَة ً وَهْناً ، وتَنتَحِلُ
أرْخَتْ عُقوداً مِنَ الياقوتِ تُرْضِعُهُ ،
حتى تَمَكّنَ في أوْصَالِهِ العَسَلُ
يا طيبَ تلكَ عرُوساً في مَجاسِدِها،
لو كانَ يَصْلُحُ منها الشّمُّ والقُبَلُ
خلالَها شَجَرٌ في فيْئِهِ نَقَدٌ،
لا يرْهبُ الذّئْبَ فيها الكبشُ والحملُ
إنْ جئتَ زائرَها غَنّاكَ طائِرُها ،
من بُلْبُلٍ غَرِدٍ ناداكَ مِن غُصُنٍ،
يَبكي لبُلْبُلَة ٍ أوْدَى بها خَبَلُ
هذا فصِفْهُ، وقلْ في وَصْفِهِ سدَداً،
مُدّتْ لواصِفِهِ في عُمرِهِ الطِّوَلُ
ما بينَ رَبْعٍ ولارَسْمٍ ولا طَلَلٍ
أقوى وبَينيَ في حكمِ الْهَوَى عملُ
مالي وعَوْسَجُها بالقاعِ جانيها
أفعَى يُقابِلُها عَن جحْرِهِ وَرَلُ
إنّي امرُؤٌ همّتي ، واللهُ يكلؤني ،
أمْرانِ ما فيهِما شرْبٌ ولا أكلُ
حبّ النديم، وما في النّاسِ من حسنٍ
كفّي إلَيهِ إذا راجعْتُهُ خَضِلُ
لا أمْدَحَنّ ولا أُخْطي خَلائقَهُ
مَنْ عنْده لي إذا ما جئتُهُ نُزُلُ...
العصر العباسي >> أبو نواس >> دَعْ جِناناً وحُبّها
دَعْ جِناناً وحُبّها
رقم القصيدة : 25385
-----------------------------------
دَعْ جِناناً وحُبّها
عنْكَ، إنْ كنتَ عاقِلا
لا تُذَكّرْ بنَفسِكَ الْـ
ــمَوْتَ مادامَ غافِلا
أنْتَ إنْ لم تَمُتْ بها الْـ
ـعامَ لم تَنْجُ قابِلا
رُحِمَتْ نَفْسُكَ التي
ذَهَبَتْ عَنكَ باطِلا!
العصر العباسي >> أبو نواس >> شجَرَ التّفّاحِ لا ذُقْتُ القحَلْ
شجَرَ التّفّاحِ لا ذُقْتُ القحَلْ
رقم القصيدة : 25386
-----------------------------------
شجَرَ التّفّاحِ لا ذُقْتُ القحَلْ
لا، ولا زِلْتَ لِغاياتِ الْمَثَلْ
وعَدتْني قُبلَة ً مِنْ سَيّدي ،
فتَعاضَتْ سَيّدي حينَ فَعَلْ(31/6)
لَيسَ ذاكَ العضّ من عَيْبٍ بها ،
إنّما ذاكَ سُؤالٌ للقُبَلْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وَاشْرَبَنْها كأنّها عينُ ديكٍ، انْسَ رَسْمَ الدّيارِ ثمّ الطُّلولا،
وَاشْرَبَنْها كأنّها عينُ ديكٍ، انْسَ رَسْمَ الدّيارِ ثمّ الطُّلولا،
رقم القصيدة : 25387
-----------------------------------
وَاشْرَبَنْها كأنّها عينُ ديكٍ، انْسَ رَسْمَ الدّيارِ ثمّ الطُّلولا،
واهجُرِ الرَّبعَ دارِساً ومَحيلا
هل رأيتَ الدّيارَ رَدّتْ جواباً ،
وأجابتْ لذي سُؤالٍ سُؤولا
وَاشْرَبَنْها كأنّها عينُ ديكٍ،
يَطرُدُ الْهَمّ طَعمُها، والغَليلا
هيَ إذْ ما تَغَلْغَلَتْ في عرُوقي ،
عَجّلَ الهَمُّ عَن فؤادي الرّحيلا
ونَديمٍ مُساعدٍ، غَيرِ نِكْسٍ،
حَيثما ملْتَ مالَ مَعْكَ مميلا
رَنّحَتْهُ الكُؤوسُ بالصّرْفِ حتى
خَرّ منها على الْجَبينِ تَليلا
قلتُ لمّا بَدَتْ تَباشيرُ صُبْحٍ ،
هتكَتْ في دُجى الظّلامِ الذّيولا
فشَكا شدّة َ الخُمارِ علَيْهِ ،
وتَلَكّا لأخْذِ كأسٍ قليلا :
فمْ بنَفسي أقيكَ مِنْ كلّ سوءِ ،
فاصْطَبِخْها مُدامَة ً، مَشمُولا
قلتُ : خُذها لكيْ يزُولَ التّشَكّي
فبِها يُصبِحُ الخُمارُ قَتيلا
فاسْتَوَى قاعِداً، وأبْرَزَ كَفّاً
لم تَزَلْ راحُها لراحٍ حَمُولا
وتَغَنّى على المدامِ ثلاثاً :
أزجرِ العينِ أن تبكّي الطّولا ...
العصر العباسي >> أبو نواس >> لقَدْ جُنّ مَنْ يَبكي على رَسْمِ منزِلٍ
لقَدْ جُنّ مَنْ يَبكي على رَسْمِ منزِلٍ
رقم القصيدة : 25388
-----------------------------------
لقَدْ جُنّ مَنْ يَبكي على رَسْمِ منزِلٍ
ويَندُبُ أطْلالاً عَفَوْنَ بجرْوَلِ
فإنْ قيلَ: ما يُبكيكَ؟ قالَ: حمامة ٌ
تَنوحُ على فَرْخٍ بِأصْواتٍ مُعْوِلِ
تُذكّرن حَيّاً حِلالاً بقَفْرَة ٍ ،
وآخِيَّة ً شُدّتْ بفِهْرٍ وجَنْدَلِ
لكنّني أبكي على الرّاحِ ؛ إنّها
حَرامٌ عَلَيْنا في الكتابِ المنَزَّلِ
سأشْرَبُها صِرْفاً ، وإنْ هيَ حُرّمَتْ،(31/7)
فقد طالَما واقعتْ غيرَ مُحَلَّلِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> فديتُكِ ، فيم عتْبكِ من كلامٍ
فديتُكِ ، فيم عتْبكِ من كلامٍ
رقم القصيدة : 25389
-----------------------------------
فديتُكِ ، فيم عتْبكِ من كلامٍ
نَطَقْتِ بهِ على وَجْهٍ جَميلِ؟!
وقولُك للرسولِ : عليك غيري ،
فلَيسَ إلى التّواصُلِ مِنْ سَبيلِ
فقد جاء الرسولُ له انكسارٌ ،
وحالٌ ما عَلَيها مِنْ قَبُولِ
ولو ردّتْ جنانُ مرَدّ خيرٍ
تبيّن ذاك في وجه الرسولِ
العصر العباسي >> البحتري >> ضلالا لها ماذا أرادت إلى الصد
ضلالا لها ماذا أرادت إلى الصد
رقم القصيدة : 2539
-----------------------------------
ضَلالا لَهَا، ماذا أرادَتْ إلى الصّدِّ،
وَنحنُ وُقُوفٌ من فرَاقٍ على حَدِّ
مُزَاوِلَةٌ إنْ تَخْلِطِ الوُدّ بالقِلَى،
وَمُزمعَةٌ إنْ تُلحِقِ القُرْبَ بالبُعْدِ
رأتْ لِمّةً عَلَيّ بَيَاضاً سَوَادَها
تَعَاقُبُ مُبْيَضٍّ عَلَيها، وَمُسْوَدّ
فَلا تَسألا عَنْ هَجْرِها، إنّ هَجرَها
جنى الصّبرِ يُسقَى مُرُّهُ من جنى الشّهدِ
وَلا تَعجَبَا من بُخلِ دَعدٍ بنَيلها،
وفي النّفَرِ الأعلَينَ أبخَلُ منْ دَعْدِ
أضَنَّ أخلاّءٌ، وَضَنَّ أحبّةٌ،
فَلا خِلّةٌ تُصْفي، ولا صِلّةٌ تُجدي
أيَذْهَبُ هذا الدّهرُ لمْ يَرَ موْضِعِي،
وَلمْ يَدْرِ ما مقدارُ حَلّي وَلا عَقْدِي
وَيَكسَدُ مثلي، وَهوَ تاجرُ سُؤدَدٍ،
يَبيعُ ثَمينَاتِ المَكَارِمِ، والحمدِ
سَوَائِرُ شعْرٍ جامعٍ بُدَدَ العُلا،
تَعَلّقنَ مَنْ قَبلي، وأتعَبنَ مَن بَعدِي
يقدر فيها صانع متعمل
لإحكامها تقدير داود في السرد
خَليليّ، لوْ في المَرْخِ أقدَحُ إذْ أبَى
رِجالٌ مُؤاتَاتي، إذا لكَبَا زَنْدِي
وَمَا عَارَضَتْني كُدْيةٌ، دونَ مَدْحِهم،
فكَيفَ أرَاني دونَ معرُوفهمْ أُكْدِي
أأضرِبُ أكْبَادَ المَطَايَا إلَيْهِمِ،
مُطَالَبَةً منّي، وَحَاجاتُهمْ عندِي
أبَى ذاكَ أنّي زَاهدٌ في نَوَالِ مَنْ(31/8)
أرَاهُ لنَقصِ الرّأيِ يزْهدُ في حَمدِي
لأفحش تقصير الغني عن العلا
كما يفحش الإقطار بالحازم الجلد
رَحيلَ اشْتِيَاقٍ مُبْرِحٍ وَصَبَابَةٍ،
إلى قرْيَةِ النّعمانِ، والسّيّدِ الفَرْدِ
إلى سابقٍ لا يَعلَقُ القَوْمُ شَأوَهُ
بسَعْيٍ، وَلاَ يُهْدَونَ منهُ إلى قَصْدِ
إلى أبيَضِ الأخلاقِ، ما مَرّ أبْيَضٌ
منَ الدّهْرِ إلاّ عن جَدى منهُ أوْ رِفْدِ
جَديرٌ، إذا ما زُرْتَهُ عَنْ جَنَابَةٍ،
وإنْ طَالَ عَهدٌ أنْ يكونَ على العَهْدِ
وَإنْ أنا أهدَيتُ القَرِيضَ مُجَازِياً،
فلَنْ يوكَسَ المُهدى إلَيهِ ولا المُهدي
مُزَايَدَةٌ منّي وَمنْهُ، وَكُلُّنَا
إلى أمَدٍ وَافَى النّصِيبَ من البُعْدِ
تَشَذّبَ مَنْ يُعْطي الرّغَائبَ دونَهُ،
وَبَانَ بهِ مَا بَانَ بالكَوْكَبِ السّعْدِ
فَمنْ أينَ جئنا جَمّةً من عَطائِهِ،
وَرَدْنا وَسَيْرُ العِيسِ خِمس إلى الوِرْدِ
يَغُضُّ عَنِ المَرْفُوعِ منْ دَرَجَاتِهِ،
وإنْ زِيدَ في سُلطانِ ذي تُدْرَإ نَجْدِ
وَيُخشَى شَذاهُ، وَهوَ غَيرُ مُسَلَّطٍ،
وَقَد يُتَوَقّى السّيفُ والسّيفُ في الغِمدِ
إذا قارَعُوهُ عَن عُلا الأمرِ قارَعُوا
صَليبَ الصَّفَا من دونها خَشِنَ الحَدّ
ثَوَابَةُ، أوْ مَهْرَانُ يَقْتَضِيَانهِ الـ
ـسّمُوَّ اقتضَاءَ الوَعدِ من مُنجِزِ الوَعدِ
وَلَلسّيفُ ذو الحَدّينِ أجنى على العِدى،
وأبأَسُ في الجُلّي من السّيفِ ذي الحَدّ
مُعَوَّلُ آمَالٍ، يَرُحْنَ نَسيئَةً،
وَيُصْبحُ مُنْسَوْها مُلَيَّينَ بالنّقْدِ
وَقَدْ دَفَعوا بُخلَ الزّمانِ بجُودِهِ،
وَلاَ طبّ حتّى يُدفَعَ الضّدُّ بالضّدّ
مُقيمينَ في نُعْمَاهُ لا يَبرَحُونَها،
فَواقاً وَلَوْ بَاتَ المَطيُّ بهمْ يَخْدِي
يَفُوتُ احتفَالَ القَوْمِ أوّلُ عَفوِهِ،
وَقد بَلَغُوا، أوْ جَاوَزُوا آخرَ الجُهْدِ
مُخَفَّضَةٌ أقدَارُهُمْ، دونَ قَدْرِهِ،
كما انخَفَضَتْ سُفلى تِهَامَةَ عن نَجدِ
فكَمْ سَبَطٍ منهُمْ، إذا اختَبَرَ امرُؤ(31/9)
عُلالَتَهُ، ألْفَاهُ ذا خُلُقٍ جَعْدِ
وَوَاجِدِ ملك أعوَزَتْهُ سَجيّةٌ،
تُسَلّطُهُ يَوْماً عَلى ذلكَ الوَجْدِ
فعُسرُكَ لا مَيْسُورُ نُكدٍ أشَائمٍ،
وَهُونُكَ لا مَرْفُوعُ أحمِرَةٍ قُفْدِ
لقَدْ كنتُ أستَعدي إلى الدّهرِ مَرّةً،
فجئتُكَ من عَتبٍ على الدّهرِ أستعدي
وَما كنتُ إذْ أنْحَى عَليّ بلاجيءٍ
إلى فئَةٍ منْهُ، سَوَاكَ، وَلاَ رَدّ
تَمُرُّ بأعْلَى جَرْجَرَايَاءَ صُحبَتي
وَقد عَلموا ما جَرْجَرَايَاءُ من عمدي
وَلاَ قِصْرَ بي عن ضَامنٍ، مُتَكَفِّلٍ
بَوَائقَ ما يَطوِي الزّمانُ، وما يُبدي
فأشْهَدُ أنّي في اختِيَاركَ دونَهُمْ
مُؤدًّى إلى حَظّي، وَمُتّبِعٌ رُشْدي
وأعْلَمُ أنّ السُّبْلَ مَا فَجَأتْكُمُ،
بزَوْرٍ منَ الأقْوَامِ، مثلي، وَلا وَفْدٍ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أين الجوابُ ، وأين ردّ رسائلي ؟
أين الجوابُ ، وأين ردّ رسائلي ؟
رقم القصيدة : 25390
-----------------------------------
أين الجوابُ ، وأين ردّ رسائلي ؟
قالت : تنَظّرْ ردّها في قابل
فمددْتُ كفّي ، ثمّ قلتُ : تصدّقي !
قالت : نعم ؛ بحجارة ٍ وجنادل
إنْ كنتَ مسكيناً ، فجاوز بابنا
وارجعْ ، فمالكَ عندنا من نائلِ
ياناهِرَ المسكين عند سؤالهِ ،
الله عاتَبَ في انْتِهارِ السّائِلِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> رَسْمُ الكَرَى بَينَ الْجُفونِ مَحيلُ
رَسْمُ الكَرَى بَينَ الْجُفونِ مَحيلُ
رقم القصيدة : 25391
-----------------------------------
رَسْمُ الكَرَى بَينَ الْجُفونِ مَحيلُ
عَفّى علَيهِ بُكاً علَيْكِ طَويلُ
يا ناظِراً ما أقْلَعَتْ لَحَظاتُهُ،
حتى تشَحّطَ بينهنّ قتيلُ
أحلَلتُ من قَلبي هواكِ مَحَلّة ً،
ما حلّها المشروبُ والمأكولُ
بكمالِ صورتكِ التى في مثلها
يَتَحَيّرُ التّشبيهُ والتّمْثيلُ
فوْقَ القَصِيرَة ِ، والطّويلة ُ فوقَها،
دونَ السّمينِ، ودونَها الْمَهزُولُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّ التي أبْصَرْتَها(31/10)
إنّ التي أبْصَرْتَها
رقم القصيدة : 25392
-----------------------------------
إنّ التي أبْصَرْتَها
سَحَراً تكلّمني ؛ رسولُ
ليست هي القصدُ الذي
يومِي إليه ، ولا السبيلُ
أدّتْ إليّ رسالة ً ،
كادَتْ لها نَفسي تَسيلُ
من ساحرِ العينينِ يجْـ
ــذِبُ خصْرَهُ رِدُفٌ ثقيلُ
متقلّدٌ قوْسَ الصّبا ،
يرمي وليس له رَسيلُ
فَلَوَ انّ أذنَكَ بَيْنَنا
حتى تسمّعَ ما نقولُ
لرأيتَ ما استَقْبحْتَهُ
مِنْ أمْرِنا وهوَ الْجَميلُ
وعلمتَ أنّي في نعـ
ـيمٍ لا يحولُ ولا يزُولُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّي وذِكْرِيَ مِنْ حُسنٍ مَحاسنَها،
إنّي وذِكْرِيَ مِنْ حُسنٍ مَحاسنَها،
رقم القصيدة : 25393
-----------------------------------
إنّي وذِكْرِيَ مِنْ حُسنٍ مَحاسنَها،
مثلُ الذي قالَ : ما أحْلاكَ ياعسَلُ !
أحدثُ الناسَ أنّي قد وقعتُ لهم
من وجهِ حسْنٍ على الأمرِ الذي جهلوا
قد اكتفى الناسُ من علمي بعلمهمُ ،
فالرّدّ مني عليهم علمُهمْ نَقَلُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> آنَسْتُ نَفسي بالتّوَحّـ
آنَسْتُ نَفسي بالتّوَحّـ
رقم القصيدة : 25394
-----------------------------------
آنَسْتُ نَفسي بالتّوَحّـ
ــدِ ، لا أريدُ به بديلا
مُوفٍ على شَرَفِ الْمَنيّـ
ـة ِ، مُضْمرٌ حَزَناً دخيلا
لكِنّ واردَة َ الحِما
مِ موائلاً عندي مُثُولُ
يا جيرَة ً ذَهَبَتْ عَلَـ
ــيّ ، عَلَوا بها عَرْضاً وطولا
أمْسَى الْحَبيبُ، ولا أطيـ
ـقُ إلى زِيارَتِهِ سَبيلا
ألقَتْ مراقَبَة العُيو
ن لتَجتَني قالاً وقيلا
إنْ دامَ ذا كانَ البَقا
ءُ، ولا بقيتُ لهُ، قليلا!
العصر العباسي >> أبو نواس >> نباتُ ! بنتِ ! سباكِ اللهُ من أمَة ٍ ،
نباتُ ! بنتِ ! سباكِ اللهُ من أمَة ٍ ،
رقم القصيدة : 25395
-----------------------------------
نباتُ ! بنتِ ! سباكِ اللهُ من أمَة ٍ ،
كَمِ اعْتَرَتْكِ على الدّهرِ الْمشَاغيلُ
كم قد عَذَلْتُ ، وكم عاتبتُ مجتهداً ،(31/11)
وقلتُ لو أخذتْ فيكِ الأقاويلُ
ما أنتِ إلاّ عَروسٌ يوْمَ جَلْوَتِها
على المنصّة ِ ، تجْلوها العطابيلُ
أما نباتُ، فقَدْ أضحَتْ مُخضَبة ً،
والشّعرُ مُفْتَرِقٌ بالبانِ مَغسُولُ
قالتْ: تعلَّلْتُ بالحنّاءِ ، قلتُ لها :
ما بِتَّ تطاريفِ بالحنّاءِ تعليلُ
هذي التّطاريفُ من غُنجٍ ومن عَبثٍ،
كما زَعَمتِ، فَما للطّرْفِ مكحُولُ؟
قالتْ: كَحِلتُ بعُذْرِ العَينِ من رَمَدٍ،
فقلتُ! عذراً: فما للشَّعرِ مبلُولُ؟
قالتْ : مُطْرنا ، ولم تمطِرْ ، فقلتُ لها :
ما بالُ مئزَرَكِ المصْقولِ محلولُ ؟
قالتْ : بَرِمْتُ به حمْلا ، فأثْقَلني ،
هذا الإزارُ، فلمْ حُلّ السّراويلُ؟
قالتْ: غُلبتُ على نفسي، فقلتُ لها:
هذا زناكِ ، فما هذي أباطيلُ
زالَ الحِمارُ ، وكانتْ تلكَ مُنْيَتَهُ
في الطّينِ ، إنّ حمارَ السّوءِ موْحولُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا مُبيحَ الدّمْعِ في الطّلَلِ،
يا مُبيحَ الدّمْعِ في الطّلَلِ،
رقم القصيدة : 25396
-----------------------------------
يا مُبيحَ الدّمْعِ في الطّلَلِ،
راكباً منه إلى أمَلِ
أُلْهُ عَمّا أنْتَ طالبُهُ،
من جواب النُّؤيِّ والطّلَلِ
ببناتِ الشّمْسِ ما مَنَعَتْ،
نَفْسَها منْ لمسِ مُبتَذِلِ
ما لهافي الكأسِ من نسبٍ ،
غيرِ ما تجْني من الشُّعَلِ
يذهبُ الجاني جِنايتها
في مَقَرّ النّفسِ بالْمَهَلِ
تَتَمَرّى بالعيونِ لما
يتغشّاها من الوشَلِ
فإذا ما الماءُ واقَعَها،
أظْهرتْ شكْلا من الغَزَلِ
لؤلؤاتٍ ينْحَدِرْنا بها ،
كانحِدارِ الدّمْعِ في عَجَلِ
فإذا ما الْمَرْءُ قَبّلَها،
أسكَرَتْهُ لَذّة ُ القُبَلِ...
العصر العباسي >> أبو نواس >> لأعْذلَنّ فؤادي أبْلَغَ العذلِ ،
لأعْذلَنّ فؤادي أبْلَغَ العذلِ ،
رقم القصيدة : 25397
-----------------------------------
لأعْذلَنّ فؤادي أبْلَغَ العذلِ ،
حتى أنَهْنِهَهُ عن مثلي ذا العملِ
منّانيَ الصبْرَ ، لا يألو ، ليوقعَني،(31/12)
حتى إذا صارَ بي في مَقطعِ السُّبلِ
أبَى الوَفَاءَ بما مَنّى ، وأسلَمَني
لكُلّ مُعجِلَة ٍ عن مَوْقِتِ الأجَلِ
أفٍّ وأفٍّ لقلْبي ؛ ما اسْتجَبتُ لهُ
قلباً لقد كانَ منّي غيرَ ذي أمَلِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> مَرّ بنا، والعيونُ تأخُذُه،
مَرّ بنا، والعيونُ تأخُذُه،
رقم القصيدة : 25398
-----------------------------------
مَرّ بنا، والعيونُ تأخُذُه،
تَجرَحُ منْهُ مَواضعَ القُبَلِ
أفْرغَ في قالبِ الجمالِ ، فما
يصلُحُ إلاّ لذلكَ العملِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> دَمْعَة ٌ كاللؤلُؤِ الرّطْـ
دَمْعَة ٌ كاللؤلُؤِ الرّطْـ
رقم القصيدة : 25399
-----------------------------------
دَمْعَة ٌ كاللؤلُؤِ الرّطْـ
ـبِ على الْخَدّ الأسيلِ
قَطَرَتْ في ساعة ِ البَيْـ
ــنِ ، من الطرْفِ الكحيلِ
إنّما يفتَضِحُ العا
شِقُ في وقتِ الرّحِيلِ
العصر العباسي >> البحتري >> لا يرم ربعك السحاب يجوده
لا يرم ربعك السحاب يجوده
رقم القصيدة : 2540
-----------------------------------
لا يَرِمْ رَبْعَكَ السّحابُ يَجُودُهْ،
تَبتَدي سَوْقَهُ الصَّبَا وْ تَقُودُهْ
غدقاً يستجد صنعة روض
صنعة البرد عامل يستجيده
كُلّمَا بَكَّرَتْ عَلَيْهِ سَمَاءٌ،
حِيكَ إفْرِنْدُهُ، وصيغ فَرِيدُهْ
قَدْ أرَاهُ مَغْنًى لأرْآمِ سِرْبٍ،
مَائلاتٍ إلى التّصَابي خُدُودُهُ
منْ غَزَالٍ يَصِيدُني، أو غَزَالٍ
يَتَأبّى مُمَانعاً لا أصِيدُهْ
يَسّرَتْني لَهُ الصّبَابَةُ حتّى اسْـ
ـتَأسرتْ مُقْلتَاهُ لُبّي، وَجيدُهْ
خُلقَ العَيشُ في المَشيبِ، وإن كا
نَ نَضِيراً، وفي الشّبابِ جَديدُهْ
لَيْتَ أنّ الأيّامَ قَامَ عَلَيْها
مَنْ إذا ما انقَضَى زَمَانٌ يُعيدُهْ
وَلَو أنّ البَقَاءَ يَخْتَارُ فينَا،
كانَ ما تَهْدِمُ اللّيالي تَشيدُهْ
شَيّخَتْني الخُطُوبُ إلاّ بَقَايَا
من شَبَابٍ لمْ يَبْقَ إلاّ شَرِيدُهْ
لا تُنَقّبْ عَنِ الصِّبَا، فخَليقٌ(31/13)
إنْ طَلَبْنَاهُ أنْ يَعِزُّ وُجُودُهْ
يا أبَا بَكْرٍ الذي إنْ تَغِبْ بَا
كِرَةُ القَطرِ يُغْنِ عَنها شُهُودُهْ
نِعَمُ الله عنْدَهُ، وَعَلَيْهِ
عِلَلٌ مَا يُبلُّ منْهَا حَسُودُهْ
حَسَنٌ منْكَ أنْ يَصُورَ قَنَاتي
مَيَلانُ الزّمَانِ، أوْ تأوِيدُهْ
يذهب الدهر بيننا تتوالى
بيضه لم توال نفعاً وسوده
وأرَى أنّني أكيدُ بكَ الأمْـ
ـرَ الذي لا أرَاكَ بتّ تَكيدُهْ
أيُّ حَمْدٍ تَحُوزُهُ إنْ تَعَايَبْـ
ـتَ بشأني، أمْ أيُّ ذِكْرٍ تُفيدُهْ
قَدْ يُنَسّي الصّديقَ عَمْدُ تَنَاسِيـ
ـهِ وَيُسْلي عن الحَبيبِ صُدُودُهْ
والفَتَى مَنْ إذا تزيّدَ خَطْبٌ
أشرَقَتْ راحتَاهُ، واهتَزّ عُودُهْ
لا اللَّفَا رِفْدُهُ، وَلاَ خَبَرُ الغَيْـ
ـبِ نَداهُ، وَلاَ النّسيئَةُ جُودُهْ
كأبي الصّقْرِ حينَ أشياخُ بَكْرٍ
فَارَطُوهُ إلى العُلَى، وَوُفُودُهْ
مُبْتَدي سُؤدَدٍ، وَشَانُوهُ أتْبَا
عٌ، وَمَوْلًى، وَالكاشحونَ عَبيدُهْ
ولقد ساد مفضلين وأعلى
مستقر من سيد من يسوده
كَيفَ يُرْضِيكَ منهُ تَنْكيبُهُ عنّي
فَلا نَيْلُهُ، وَلاَ مَوْعُودُهُ
وَهُوَ الغَيثُ مُسْتَهَلاً إذا الغَيْـ
ـثُ مُطِلاًّ حَليفُهُ، وعَقيدُهْ
وإنِ التَحْتُ من شَآبيبهِ وانحَزْ
تُ عَن غَضّ نَبتِهِ لا أرُودُهْ
غزره وجهة العدى وتجاهي
خلف إيماض برقه وخموده
رَكَدَتْ رَاحَتاهُ عَنّي وَلَنْ يَنْفَـ
ـعَكَ البَحرُ ما تَمادَى رُكُودُهْ
لمْ يَسرْ ذِكْرُ مَا أنَالَ، وَقَد سَا
رَ منَ الشّعْرِ في البِلادِ قَصِيدُهْ
عَلّ عُذْراً يَدْنُو بهِ عَنْ مَداهُ
في نَداهُ، أوْ عَلّ ثِقْلاً يَؤودُهْ
لا أُعَنّيهِ باقْتِضَاءٍ، وَلا أُرْ
هِقُهُ طالباً، وَلا أسْتَزِيدُهْ
خَشْيَةَ أنْ أرَى الذي لا يَرَاهُ
ليَ، أوْ أنْ أُرِيدَ ما لا يُرِيدُهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> عجزْتَ يا مَهجورُ أنْ تَذهَلا،
عجزْتَ يا مَهجورُ أنْ تَذهَلا،
رقم القصيدة : 25400
-----------------------------------(31/14)
عجزْتَ يا مَهجورُ أنْ تَذهَلا،
ومِنْ ذَوي نُصحِكَ أنْ تَقبَلا
سَجِيّة ٌ لسْتُ لها تارِكاً ،
إذا توَلّوا عنك أنْ تُقْبِلا
وتذرِفُ العينُ ، إذا ما نَأوا ،
وإن أساؤوا الدهْرَ أنْ تُجْمِلا
إنّي، وإنْ لم أكُ مُستَحسِناً
مني لذا الْهَجرِ، ومُستَجمِلا
فالْمَوْتُ أنْ يُزْرى على عاشِقٍ،
يقالُ قد كانَ ، ولكن سَلا
ياويلتي من جسَدي كلّهِ ،
رُضِّضَ منّي مَفْصِلا ، مفْصِلا
ترى المعافى يعْذِرُ المُبْتلى ،
ولا يعينُ المُبتلي المُبتلَى
العصر العباسي >> أبو نواس >> تَمّتْ، وتمّ الحسنُ في وَجهِها،
تَمّتْ، وتمّ الحسنُ في وَجهِها،
رقم القصيدة : 25401
-----------------------------------
تَمّتْ، وتمّ الحسنُ في وَجهِها،
فكُلّ شيءٍ ما خَلاها محالْ
للناسِ في الشهرِ هلالٌ ، ولي
في وجهها كلّ صباحٍ هلالْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا تهجرَنّ الحبيبَ إنْ هجَرَ،
لا تهجرَنّ الحبيبَ إنْ هجَرَ،
رقم القصيدة : 25402
-----------------------------------
لا تهجرَنّ الحبيبَ إنْ هجَرَ،
ولا تُعاقِبْهُ بالذي فَعَلا
إذا بَلَوْناهُ في الوِصالِ، فما
أحسنَ إلاّ المطاَلَ والعللا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أقولُ لها لمّا أتتْني تدُلّني
أقولُ لها لمّا أتتْني تدُلّني
رقم القصيدة : 25403
-----------------------------------
أقولُ لها لمّا أتتْني تدُلّني
على امرأة ٍ موصوفَة ِ بجمالِ
أصبْتِ لها يا أخْتُ فَحْلاً كما اشتَهَتْ ،
إذَا أغْفلَتْ منّي ثلاثَ خِلالِ
فمنهُنّ فِسْقٌ،لا يُنادَى وليدُه،
ورِقَّة ُ إسلامٍ ، وقلَّة ُ مالِ
ولوْ أنّها في الْحُسْنِ كانَتْ كيُوسفٍ
وبلْقيسَ، أوْ كانتْ كخطّ مِثالِ
وقالتْ : تجوّزني على مهرِ درْهمٍ ،
لقلتُ : إذهبِ عنّي فمهرُكِ غالِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> خلعْتُ مجوني ، فاستَرَحتُ من العذْلِ ،
خلعْتُ مجوني ، فاستَرَحتُ من العذْلِ ،
رقم القصيدة : 25404
-----------------------------------(31/15)
خلعْتُ مجوني ، فاستَرَحتُ من العذْلِ ،
وكنتُ وما بي ، والتّماجُنُ من مثلي
أيا ابنَ أبانٍ هلْ سمعتَ بفاسقٍ
يعَدُّ من النسّاكِ ، فيمنْ مضى قلبي
ألمْ تر أنّي حينَ أغْدو مسَبِّحاً
بسمْتِ أبي ذرٍّ وقلبِ أبي جهلِ
وأخْشعُ في نفسي وأخْفِضُ ناظِري
وسجّادَتي في الوجْهِ كالدّرهمِ المطْلي
وآمرُ بالمعروفِ لا من تقيّة ٍ،
وكيفَ وقولي لا يصَدّقهُ فعلي
ومِحْبرَتي رأسُ الريّاءِ ، ودفتري ،
ونعلايَ في كفّيَّ من آلة ِ الخَتْلِ
أؤمُّ فقيهاً ليس رأيِ بفِقْهِهِ ،
ولكنْ لرِبِّ المُرْدِ مجتمعُ الشمْلِ
فكم أمْرَدٍ قد قالَ والدهُ له :
عليكَ بهذا ، إنّه من أولي الفضْلِ
يَفرّ بهِ منْ أن يُصَاحبَ شاطِراً،
كمن فَرّ من حرِّ الجِراحِ إلى القتْلِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> سجَدَ الجمالُ لِحُسْنِ وجْـ
سجَدَ الجمالُ لِحُسْنِ وجْـ
رقم القصيدة : 25405
-----------------------------------
سجَدَ الجمالُ لِحُسْنِ وجْـ
ـهكَ، واسْتراحَ إلى جَمالِكْ
وتَشَوّقَتْ حُورُ الجِنَا
نِ من الخلودِ إلى مثالكْ
فعشِقْتُ وجهَكَ ، إذ رأيْـ
ــتُكَ ، واعتَمَدْتُ على وِصالِكْ
يا ظَالِمِي ليْسَ الْمُحِـ
ـبّ، وإن تجلّدَ، من رِجالِكْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وفي الحمامِ يبْدو لك
وفي الحمامِ يبْدو لك
رقم القصيدة : 25406
-----------------------------------
وفي الحمامِ يبْدو لك
و في الحمامِ يبدو لي
فقُمْ مجْتَلياً ، فانظُرْ
بعَيْنَيْ غيْر مشغُولِ
تَرَى رِدْفاً يُغطّي الظّهْـ
ـرَ من أهْيَفَ مَجْدُولِ
يُناجي بعضُهُ بعضاً،
بِتَكْبِيرٍ وتهْلِيلِ
ألا يا حبّذا الحمّا
مُ من موْضِعِ تَفْضِيلِ
وإنْ نَغَّصَ بعضَ الطّيـ
ـبِ أصحابُ المناديلِ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> ماليَ في الناسِ كلّهم مثلُ ،
ماليَ في الناسِ كلّهم مثلُ ،
رقم القصيدة : 25407
-----------------------------------
ماليَ في الناسِ كلّهم مثلُ ،
مائي عُقَارٌ، ونُقْليَ القُبَلُ(31/16)
كذاكَ حتى إذا العيونُ غَفَتْ،
وحانَ نومي فمَفْرَشي كَفَلُ
يا أيّها الناسُ بادِروا أجَلاً ،
فكلّ نفْسٍ وَرَاءَهَا أجَلُ
ليَحْمَدِ اللهَ منكمُ رجُلاً ،
ساعَدَهُ في حبيبهِ الأمَلُ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> لم يُنسِني السّعيُ والطّوافُ ولا الـ
لم يُنسِني السّعيُ والطّوافُ ولا الـ
رقم القصيدة : 25408
-----------------------------------
لم يُنسِني السّعيُ والطّوافُ ولا الـ
ــدّاعونَ لما ابتَهَلْنا وابتَهَلوا
قضيبُ بانٍ إنْ قامَ يَنخَزِلُ،
وإنْ تَوَلَّ فكُلُه كفَلُ
ميْسانَ من حيث ما عطَفتْ لهُ ،
حيّاكَ وجْهٌ بحسنِهِ المثَلُ
تخال خدّيْهِ لاحْمرَارِهِمَا
يُفَتِّحُ الورْدَ فيهما الخجَلُ
تَرَاهُ كَسْلانَ من تساقُطِهِ،
وما به غيْرُ نعمة ٍ كسلُ
يَجلّ أن نُلْحِقَ الصّفات به،
فكلّ حسْنٍ لحسنِه خَوَلُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا قابري بدلالِهْ
يا قابري بدلالِهْ
رقم القصيدة : 25409
-----------------------------------
يا قابري بدلالِهْ
ودامري بمَطالِهْ
وَيَا مبدّلَ ليْلي
قِصَارَهُ بِطِوالِهْ
أعوذُ منكَ بوجْهٍ ،
بدْرُ الدّحى في مثالهْ
لكنّهُ منْكَ أحْلى
لحسْنِ موْضعِ خالِهْ
ألا رَحِمْتَ صَريعاً ،
تحت الرّدَى وظلالْهْ
من لا يرى من وثيرِ الـ
ـفِرَاشِ غير خيالِهْ
مثلُ الخلالِ ، نحيلٌ
يخْفى على عُذّالِهْ
فمن بغى لك سوءاً ،
فكانَ في مثْلِ حالِهْ
العصر العباسي >> البحتري >> بأنفسنا لا بالطوارف والتلد
بأنفسنا لا بالطوارف والتلد
رقم القصيدة : 2541
-----------------------------------
بأنْفُسِنَا، لا بالطّوَارِفِ والتُّلْدِ،
نَقيكَ الذي تُخْفي من الشكوى أوْ تُبدي
بِنا، مَعْشَرَ العواد، ما بكَ من أذًى،
وإنْ أشفَقُوا ممّا أقُولُ فبي وَحدي
ظَلَلنا نَعُودُ المَجدَ من وَعكِك الذي
وَجدتَ، وَقُلنا اعتَلّ عُضْوٌ من المجدِ
وَلمْ نُنْصِفِ اللّيثَ اقتَسَمنا نَوَالَهُ،(31/17)
وَلمْ نَقْتَسِمْ حُمّاهُ إذْ أقبلتْ تُرْدي
بَدَتْ صُفرَةٌ في لوْنِهِ، إنّ حَمْدَهُمْ
من الدُّرما اصْفَرّتْ نَوَاحِيهِ في العِقدِ
وَحَرّتْ على الأيْدي مَجَسّةُ كَفّهِ،
كذلكَ مَوْجُ البَحرِ مُلتَهِبُ الوَقْدِ
وَمَا الكلبُ مَحموماً وإن طالَ عُمرُهُ،
ألا إنّما الحُمّى على الأسَدِ الوَرْدِ
وَلَستَ تَرَى عُودَ الأراكة خائِفاً
سَمُومَ الرّيَاحِ الآخِذاتِ منَ الرَّنْدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا من تَمَرَّهَ عمْداً
يا من تَمَرَّهَ عمْداً
رقم القصيدة : 25410
-----------------------------------
يا من تَمَرَّهَ عمْداً
فكانَ للعيْنِ أمْلا
وفي الشّعُوثَة ِ أيْضاً،
فكانَ أحْلى وأحْلى !
أرَدْتَ أن تزْدَريكَ العُـ
ــيونُ ، هيهاتَ ، كلاّ !
كمَنْ أرادَ بشيْءٍ
سماجَة ً فتجلّى ؟!
ياعاقِدَ القلبِ منّي ،
هَلاّ تذكرْتَ حَلاّ
تركْتَ جسمي عليلاً ،
من القليلِ أقَلَّ
يكادُ لا يَتَجَزّا،
أقلَّ في اللّفْظِ منْ لا
ولقد مُلِئْتَ لعيْني ،
شُحّاً عليّ ، وبخْلاً
فما تراني لوصْلٍ ،
وإنْ هويتُكَ، أهْلا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أيا مَنْ حَمّلَ الذّرّ
أيا مَنْ حَمّلَ الذّرّ
رقم القصيدة : 25411
-----------------------------------
أيا مَنْ حَمّلَ الذّرّ
ة َ ما لا يحملُ الفيلُ
أما تعلمْ أنّ المرْ
ءَ مبعوثٌ ، ومسؤولُ
ومن أنْصَتَ للواشيـ
ـنَ هزّتْهُ الأقاويلُ
فلوْ قلتُ لهمْ : مهْلاً ،
كما قلتَ لهمْ: قولوا
لمّا كانَ على عبْدِ
كَ لا قالٌ ، ولا قيلُ
ولكنّكَ للواشي ،
على الطّاعة ِ مخْبُولُ
وقد أسقطني الحقُّ ،
وأعْلَتْهُ الأباطِيلُ
فموتٌ ليَ مَذْخُورٌ،
وموتٌ بيَ مَفْعُولُ
فعَلّلْني بوَعْدٍ منْـ
كَ ، تكْفيني التّعاليلُ
فما للأرْضِ مذْ صَارَمْـ
ــتَني عَرْضٌ ولا طُولُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا مَنْ جَداهُ قليلُ ،
يا مَنْ جَداهُ قليلُ ،
رقم القصيدة : 25412
-----------------------------------(31/18)
يا مَنْ جَداهُ قليلُ ،
ومَنْ بلاهُ طويلُ
ومَنْ دعاني إليهِ،
طرفٌ أحمُّ كَحِيلُ
وواضِحُ النبْتِ، يحكي
مزاجَهُ الزنجبيلُ
أو عين تَسْنيمٍ، أو شا
بَ طَعْمُهُ السّلْسَبيلُ
ووجنة ٌ جائلٌ ما
ؤهَا، وخدٌّ أسِيلُ
وغُصْنُ بانٍ تَثَنّى ،
لكَ الوثيقة ُ منّي،
يجمّعُ الحسْنَ فِيهِ ،
وجْهٌ وسيمٌ ، جميلُ
ذاكَ الّذي فيه من صنـ
ـعة ِ الإله قُبولُ
فكلّ ما فيهِ منْهُ ،
قلْبي إليْه يميلُ
ويْلي! فليسَ يَرى لي
حقّاً، وليس يُنِيلُ
ويْلي! وما هكذا، يا
ويْلي، يكونُ الخلِيلُ
لم يخترق كرَماً بيْـ
ـننا بودٍّ رسولُ
حتّى بدا منكَ ما لمْ
يُطِقْهُ قَطّ مَلولُ
ولا اهْتَدي باحْتِيالِ
إليه قطّ بخيلُ
ولا ترى أنّ ما قد
يخفى عليّ يُخِيلُ
و الطّرْفُ منْكَ على غا
ئب الضّميرِ دلِيلُ
فالله يرْعاكَ، يا من
مع الرّياحِ يميلُ
بأنّني لا أحُولُ
عَمّا عهِدْتَ ، وَرَبّي
راعٍ عليّ كَفِيلُ
جَفاكَ يانَفْسُ شيءٌ ،
ما إنْ إليْه سبيلُ
لأنّ حبّكِ حُبّ في
في القلْبِ منّي دَخِيلُ
ضَمّتْ إليّ وثَاقي
أغْلالُهُ والكُبُولُ
فالحبّ فَوْقي سَحَابُ ،
و الحبّ تحتي سُيولُ
فذا يسيخُ برجْلي ،
وذَا عليّ هطُولُ
وَللصّبابَة ِ حوْلي
مدينَة ٌ ، وقَبيلُ
وللْحنينِ ، بقلبي ،
محلّة ٌ ، ومَقيلُ
وليسَ حَوْليَ إلاّ
رياحُ حُبّ تَجُولُ
والقلْبُ قلبُ مُعَنّى ً،
والجسْمُ جسْمٌ علِيلُ
شِعارُهُ الهمّ والْحُزْ
نُ والضّنَا والعويلُ
ياأهْلَ ودّي عَلامَا
صَرَمْتُموني ؟ فقولوا
إنْ كانَ ذاكَ لذَنْبٍ،
فإنّني مُسْتَقيلُ
مَا في يَدي منْكَ إلاّ
مُنَى الغرورِ تُنيلُ
بَلى ! هُمومي ثِقَالٌ،
دقيقُهُنّ جَلِيلُ
ولَسْتُ إلاّ بوَصْلٍ
على الصّدودِ أصولُ
كانَ الكثير رَجائي ،
ففاتَ منّي القليلُ
فلا نَوالٌ زهيدٌ،
ولا عطاءٌ جزيلُ
واللهُ في كلّ هذا
حسبي ، ونِعمَ الوكيلُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قبل أن يسْتُرَ السّوَا
قبل أن يسْتُرَ السّوَا
رقم القصيدة : 25413(31/19)
-----------------------------------
قبل أن يسْتُرَ السّوَا
دُ من الشّعرِ خالَكَا
حينما تكْدِمُ النّدا
مة ُ منه شمالَكَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> من أنا في موقفِ الحسابِ ، إذا
من أنا في موقفِ الحسابِ ، إذا
رقم القصيدة : 25414
-----------------------------------
من أنا في موقفِ الحسابِ ، إذا
نُوديَ بالأنْبِياءِ والرّسُلِ
ذلكَ يومٌ يَجِلُّ عن خَطَري،
فما لمثلي هناكَ من أملِ
هُنْتُ على الخالقِ الجليل، فما
ينْظُرُ في قصّتي ولا عمَلي
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا أيُّهذا الملكُ المؤَمَّلُ
يا أيُّهذا الملكُ المؤَمَّلُ
رقم القصيدة : 25415
-----------------------------------
يا أيُّهذا الملكُ المؤَمَّلُ
قد اسْتَزَرْتَ عُصْبَة ً، فأقبلوا
وعصْبَة ٌ لم تَسْتَزرْهُمْ طفّلوا
رجَوْكَ في تطفيلهم ، وأمَّلوا
وللرَّجاء حُرْمَة ٌ لا تُجْهَلُ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا واصفَ الغِلْمانِ في شِعْرِه
يا واصفَ الغِلْمانِ في شِعْرِه
رقم القصيدة : 25416
-----------------------------------
يا واصفَ الغِلْمانِ في شِعْرِه
أنْتَ وربّي منهُم الأوّلُ
وصَفتَ خمسينَ، فميّزْتَهمْ،
وأنتَ أنْتَ الظّبيَة ُ المُغْزِلُ
عنّا ودعْهَمْ عنكَ أو وصْفهُمْ ،
أنتَ وربّي منهمُ أجْمَلُ
يا وَزَّة ً تنقصُ أنْفالُها ،
وقد تلاها اللّحِمُ الأحْفَلُ
قد قلتُ، والعقْبة ُ لا تنْقضي،
ارْفُقْ حبيبي ، أنْتَ مستعجلُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> حيّ الديارَ وأهلَها أهلاً،
حيّ الديارَ وأهلَها أهلاً،
رقم القصيدة : 25417
-----------------------------------
حيّ الديارَ وأهلَها أهلاً،
وارْبعْ، وقُل لمفنّدٍ مَهْلا
حبّ الْمُدامة ، مذْ لهِجتُ بها،
لم يُبقِ لي في غيرِها فضْلا
إنّي نَدَبْتُ لحاجَتي رَجُلاً
صَافي السّماحَة ِ واحْتَوَى النُّبلا
وَسمَتْ به الهِمَمُ العِظامُ إلى الـ
ــرّتبِ الجسامِ ، فبايَنَ المثْلا(31/20)
تلْقلى النّدى في غيره عَرَضاً ،
وتراهُ فيهِ طبيعَة ً أصْلا
فاسبِقْ ، أيَا عبد الإلهِ ، بها ،
واجْعَلْ لعَقبِكَ ذُخرَها نجْلا
كلّمْ أخاكَ يكلّم الفَضْلا،
ولْيَبْلني حَسَناً كما أبْلى
إنّي وَصَلْتُ بك الرّجاءَ عَلى
بُعْدِ المدَى ، إذ كنْتَ لي أهلا
وإذا وصلْتَ بعاقِلٍ أملاً
كانت نتيجة ُ قولكَ الفِعْلا!
العصر العباسي >> أبو نواس >> قِدْرُ الرّقاشيُّ مضْرُوبٌ بها المثَلُ ،
قِدْرُ الرّقاشيُّ مضْرُوبٌ بها المثَلُ ،
رقم القصيدة : 25418
-----------------------------------
قِدْرُ الرّقاشيُّ مضْرُوبٌ بها المثَلُ ،
في كلّ شيءٍ خلا النّيرانَ تُبتَذَلُ
تَشْكو إلى قِدْرِ جارَاتٍ ، إذا التقتا :
اليومَ لي سَنَة ٌ ما مسّني بَلَلُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> هل عرفْتَ الرَّبْعَ أجْلَى
هل عرفْتَ الرَّبْعَ أجْلَى
رقم القصيدة : 25419
-----------------------------------
هل عرفْتَ الرَّبْعَ أجْلَى
أهلُه عنهُ ، فَزَالا
بشرَوْرَى قد عفَا ، أو
صار آلاً أو خيالا
جرَتِ الرّيحُ عليهـ
نّ جنوباً ، وشمالاً
ربّ رِيمٍ كانَ فيها
يملأ العَيْنَ جمالا
ولقد تقنِصُكَ الحو
رُ بها العِينُ الغزالا
في ظباءٍ يتَزَاوَرْ
نا ، فيمْشينَ ثِقالا
قد تبدّلنا فروعاً
بصَيَاصِيهَا طِوالا
كم شَفَيْنَ العينَ منْهـ
نّ رَميقاً ، واكتحالا
وفلاة ٍ ألبستها
ظُلْمة ُ الليْلِ جِلالا
قد تبطَّنْتُ بحَرْفٍ ،
تَقْدُمُ العيسَ العِجالا
تُفْعِمُ الغُبْطَ بأُخْرا
ها، وتستوفي الحبالا
ذاتَ لَوْثٍ شِدْقَمِيٍّ ،
يسبِقُ الطّرْفَ نِقالا
وهي في ذاكَ من إبْرا
هيمَ تستَشْفِئ خالا
خيرُ من حَطَّ به الرّكْـ
بُ المَخْبّونَ الرّحالا
مالَ إبْراهيمُ بالما
لِ يمِيناً وشِمالا
فإذا عُدَّ جوادٌ
معه كانَ مُحالا
ليت أعْدائيَ كانوا
لأبي إسحاقَ مالا
جادَ حتى حصَدَ الفَا
قَة َ ، واجْتَثَّ السؤالا
لم يقُلْ أفعَلُ ، إلاّ
أتبعَ القولَ الفِعالا
أجْوَدُ الناسِ ولو أصْـ(31/21)
بَحَ أسْوَءَ الناسِ حالا
يا أبا إسْحاقَ لو أنْـ
صَفْتَ منكَ المالَ قالَ :
ما لرِجْل المالِ أمْسَتْ
تشْتكي منك الكَلالا
ما لأمْوالكَ مَنْ شا
ءَ اجْتَنى منها ، وكالا
أترَى لاءً حراماً،
وترَى هاءً حَلالا
يا فَتى يُرغِمُ بالجو
دِ رجالاً ورجالا
كلّما قيسَ بكَ الأ قْـ
وامُ لمْ يسوُوا قِبالا
العصر العباسي >> البحتري >> أراد سلوا عن سليمى وعن هند
أراد سلوا عن سليمى وعن هند
رقم القصيدة : 2542
-----------------------------------
أراد سلوا عن سليمى وعن هند
فغالبه غي السفاه على الرشد
وأضحى جنيبا للمطال، مجانبا
لناصحه في الغي، طوعاً لمن يدري
إذا باكرته غاديات همومه
أراح عليها الراح حمراء كالورد
كأن سناها بالعشي لشربها
تبلج عيسى حين يلفظ بالوعد
كأن نعم في فيه حين يقولها
مجاجة مسك بان في ذائب الشهد
له ضحكة عند النوال كأنها
تباشير برق بعد بعد من العهد
تذكرت أياما مضى لي نعيمها
بتقديمه إياي في الهزل والجد
أصول على دهري كصولة فضله
على عدم الراجين بالبذل والرفد
فغير منه القلب عن حسن رأيه
أكاذيب جاءت من لئيم ومن وغد
تغنم مني غيبتي وحضوره
وأن ليس لي من دون مرماه من رد
فإن يك جرم كان أو هفوة خلت
فإنك أعلى من خطاي ومن عمدي
ومن ملكت كفاه من كان مذنبا
فقدرته تنسي وتذهب بالحقد
فشكري متابي، واعتذاري وسيلتي
وما قدمت كفاك من منة عندي
وإن كان شعري جاء بالعذر فاصداً
فما كان ذنبي باعتماد ولا قصد
العصر العباسي >> أبو نواس >> أما يفْنى حديثُكَ عن جنانِ ،
أما يفْنى حديثُكَ عن جنانِ ،
رقم القصيدة : 25420
-----------------------------------
أما يفْنى حديثُكَ عن جنانِ ،
ولا تُبْقي على هذا اللّسانِ ؟!
أكُلَّ الدهْرِ : قلتُ لها وقالتْ؟
فكمْ هذا! أما هَذا بِفَانِ؟!
جعَلْتَ الناسَ كلّهُمُ سواءً،
إذا حدّثَ عنهمْ في البيانِ
عدُوّكَ كالصديقِ ، وذا كهذا
سَواءٌ ، والأباعِدُ كالأدَاني
إذا حَدثّ عن شيْءٍ ، فولّتْ(31/22)
عَجائبُهُ ، أتيْتَهمْ بثان
فَلَوْ عمّيْتَ عنْها باسْمِ أُخْرَى ،
-علْمَنا كلّنا مَنْ أنْتَ عَانِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لولا حِذَاريَ من جنانِ
لولا حِذَاريَ من جنانِ
رقم القصيدة : 25421
-----------------------------------
لولا حِذَاريَ من جنانِ
لخَلْعْتُ عن رأسي عِنانِ
وركبْتُ ما أهوَى ، وكمْ
أجْفُو مَقالَة َ مَنْ نَهَاني
وخرَجتُ أخبِطُ سادراً،
لمْ أغنَ عن حبّ الغواني
قد ذُبْتُ، غيرَ حُشاشة ٍ
في النفسِ تحبسُها الأماني
يا من يلومُ على الصّبا !
دَعْني ، فشَأنُكَ غيرُ شاني
لم تَلقَ منْ حُرَقِ الهوَى ،
ما قد لقيتُ على عِنانِ
أنّى تردّ عليّ قلْـ
ـباً راح في غَلَق الرهانِ
قَلْباً، إذا كَلّفْتُهُ
غيرَ الذي يهوى عصاني
قد خُضْتُ في لُجَجِ الهوى ،
وشرِبْتُ صافية ً الدّنانِ
ومُضَمَّخَاتٍ بالعَبيـ
رِ نَزَلْنْ من غُرَفِ الجِنانِ
راضَعْتُهُنّ من الصّبا
كأساً عقَدْنَ بها لساني
أقْبَلْنَ من بابِ الرُّصا
فَة ِ كالتماثيلِ ...........
يحفُفْنَ أحْوَرَ كالغزا
لِ أمِرَّ إمْرارَ العَنَانِ
يَمْشي برِدْفٍ كالنَّقَا،
يخْتالُ تحْتَ قضيبِ بانِ
فإذا انجليْتِ، فجاملي،
كيلا أموتَ على المكانِ
ولقد أقولُ لمَنْ دعا
هُ من الهوَى ما قد دعاني:
أبْلِغْ هواكَ منَ الغِنا،
والكأس، واغنَ عن الزّمانِ
لا يشْغَلَنّكَ غيرُ ما
تَهْوَى ، فكلّ العيشِ فَانِ
ودَعِ الْهَوانَ لأهْلِهِ،
إذا زُلْتَ عن دارِ الهوانِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> هَجَوْتُ الفضلَ دهري وهوَ عندي
هَجَوْتُ الفضلَ دهري وهوَ عندي
رقم القصيدة : 25422
-----------------------------------
هَجَوْتُ الفضلَ دهري وهوَ عندي
رَقاشيٌّ، كمَا زَعَمَ الْمَسُولُ
فلمّا سوئلتْ عنهُ رَقاشٌُ ،
لنَعلَمَ ما تَقولُ وما يَقولُ
ولمّا أنْ نَصَصْناهُ إليها
لتَعلَمَ ما يُقالُ وما نَقُولُ
وجدْنا الفضْلَ أكرَمَ من رقاشٍ ،
لأنّ الفَضلَ مَوْلاهُ الرّسُولُ(31/23)
العصر العباسي >> أبو نواس >> ودهْماءَ تُرْسها رقاشٌ ، إذاشتَتْ ،
ودهْماءَ تُرْسها رقاشٌ ، إذاشتَتْ ،
رقم القصيدة : 25423
-----------------------------------
ودهْماءَ تُرْسها رقاشٌ ، إذاشتَتْ ،
مُركّبة ُ الآذانِ أُمُّ عِيَالِ
يغَصُّ بحيْزونِ جَرادة ِ صَدُرُها ،
ويُنْضِجُ ما فيها اتّقادُ ذُبالِ
وتَغْلِ بذكْر النارِ من غيرِ حَرّها ،
ويُنْزِلُها الطّاهي بغَيرِ جِعالِ
ولوْ جِئْتَها ملأى عَبيطاً مُجَزَّلاً،
لأخْرَجْتَ ما فيها بعود خِلالِ
هي القدْرُ قِدْرُ الشيخِ بكْرِ ين وائلِ
ربيعِ اليَتامَى عامَ كلّ هُزالِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> على خُبْز إسماعيلَ واقيَة ُ البخْلِ ،
على خُبْز إسماعيلَ واقيَة ُ البخْلِ ،
رقم القصيدة : 25424
-----------------------------------
على خُبْز إسماعيلَ واقيَة ُ البخْلِ ،
فقد حلّ في دارِ الأمانِ من الأكلِ
وما خبزُهُ إلاّ كآوى يُرى ابنُه ،
ولم يُرَ آوَى في حُزونٍ ولا سَهلِ
وما خبْزُهُ إلاّ كعنْقَاءِ مثغْرِبٍ ،
تَصَوّرَ في بُسْطِ الملوكِ وفي المثْلِ
يحدّثُ عنها النّاسُ من غيرِ رُؤية ٍ،
سولا صورة ٍ ما إنْ تُمرّ ولا تُحلي
وما خُبْزُهُ إلاّ كليبُ ين وائِلٍ ،
ومَن كانَ يحمي عزُّه منبتَ البقلِ
وإذ هو لا يسْتَبُّ خصْمانِ عندهُ ،
ولا الصوتُ مرفوعٌ بجِدٍّ ولا هَزْلِ
فإنْ خُبزُ إسماعيلَ حَلّ به الذي
أصابَ كُليباً لم يكنْ ذاكَ من ذُلّ
ولكن قَضَاءٌ ليسَ يُسطاعُ ردّهُ
بحيلة ِ ذي مكرٍ، ولا فكرِ ذي عقلِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لعمرُكَ ما العَبّاسُ مِن وَلَدِ الفضلِ،
لعمرُكَ ما العَبّاسُ مِن وَلَدِ الفضلِ،
رقم القصيدة : 25425
-----------------------------------
لعمرُكَ ما العَبّاسُ مِن وَلَدِ الفضلِ،
فيُرْجى لفضْلٍ أو يعينُ على بَذْلِ
فَتى ً كُلّما ناديْتُهُ لِمُلِمّة ٍ،
دعوْتُ مِثالاً لا يُمِرّ ولا يُحْلي
وكيفَ يُرَجّى الفضلُ ممّنْ خلافُه(31/24)
تراثٌ لفضلٍ ، والربيعُ أبو الفضلِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أكْثري ، أو فأقِلّي ،
أكْثري ، أو فأقِلّي ،
رقم القصيدة : 25426
-----------------------------------
أكْثري ، أو فأقِلّي ،
قد مللناكَ فملّ
ما إلى حُبّكِ عَوْدٌ،
ما دَعا الله مُصَلّي
قد وهبناكِ لَعَمْري
وتصدّقْنا بِحِمْلِ
لم يكُنْ مثلُكِ لوْلا
سَفَهُ الرّأيِ هَوى ً لي
أيّها السائلُ عنها
إسْمَعِ اللّفظَ الْمُحَلّي
شخصُها شخصُ قبيحٍ،
ولها وَجْهُ مُوَلّي
وخَفَتْ عن كلّ عينٍ ،
وخَفَتْ عن كلّ دَلِّ
ولها ثغْرٌ كأنّ ا
الله غَشّاهُ بكُحْلِ
تَصِفُ النّكهَة ُ منها
جيفَة ً في يومِ طَلّ
وتُفَلّي حينَ تَلقا
كَ لتَحظَى بالتّفَلّي
رَدْفُها طَسْتٌ ، ولكن
بَطنُها زُكرَة ُ خَلّ
اشهَدوا إنّي بريءٌ
مِن هَواها، مُتَخَلّي
العصر العباسي >> أبو نواس >> خافَ منَ الأرْضِ أنْ تَميدَ بهِ
خافَ منَ الأرْضِ أنْ تَميدَ بهِ
رقم القصيدة : 25427
-----------------------------------
خافَ منَ الأرْضِ أنْ تَميدَ بهِ
فأوسَعَ الناسَ كلّهم ثِقَلا
أشْرَقُ بالكأسِ ، حينَ أنْظُرُهُ ،
ولوْ شرِبتُ الزّلالَ والعَسَلا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أيا سَعيدَ بن وهْبٍ
أيا سَعيدَ بن وهْبٍ
رقم القصيدة : 25428
-----------------------------------
أيا سَعيدَ بن وهْبٍ
إسمَعْ فديتُكَ قِيلي
إنّي هوَيْتُ غَزالاً
مُساعِداً لي بِسولي
إذا أتاهُ رَسُولي،
فلا يُرَدُّ رسولي
العصر العباسي >> أبو نواس >> أضمَرْتُ للنِّيلِ هجراناً ومقليَة ً
أضمَرْتُ للنِّيلِ هجراناً ومقليَة ً
رقم القصيدة : 25429
-----------------------------------
أضمَرْتُ للنِّيلِ هجراناً ومقليَة ً
مذْ قيلَ لي إنّما التّمساحُ في النّيلِ
فمن رأى النّيلَ رأيَ العينِ من كَثَبٍ ،
فما أرَى النّيلَ إلاّ في البواقيلِ
العصر العباسي >> البحتري >> قد خفت ألا أراكم آخر الأبد
قد خفت ألا أراكم آخر الأبد
رقم القصيدة : 2543(31/25)
-----------------------------------
قد خفت ألا أراكم آخر الأبد
وأن أموت بهذا الشوق والكمد
الموت يا مالكي خير وأروح لي
من أن أعيش حليف الهم والسهد
يا علو، يا زينة الدنيا وبهجتها
أنضجت قلبي وألبست الهوى كبدي
ما ضر قوما إذا أوطأت أرضهم
ألا يروا ضوء شمس آخر الأبد
العصر العباسي >> أبو نواس >> قلتُ يوماً للرّقاشيَ ،
قلتُ يوماً للرّقاشيَ ،
رقم القصيدة : 25430
-----------------------------------
قلتُ يوماً للرّقاشيَ ،
وقد سبّ الموالي :
ما الذي نحاكَ عن أصْـ
ـلِكَ من عَمٍّ وخالِ
قالَ لي : قد كنتُ موْلى ً ،
زَمَناً ثمّ بَدَا لي
أنا بالبصْرَة ِ موْلى ً ،
عرَبيٌّ بالجبالِ
أنا حَقّاً أَدَّعيهمْ،
لسَوادي وهُزالي
العصر العباسي >> أبو نواس >> سَهَوْتُ، وَغَرّني أملي،
سَهَوْتُ، وَغَرّني أملي،
رقم القصيدة : 25431
-----------------------------------
سَهَوْتُ، وَغَرّني أملي،
وَقَدْ قَصّرْتُ في عَمَلي
ومنْزِلَة ٍ خُلِقْتُ لها
جعلْتُ لغيرها شُغُلي
العصر العباسي >> أبو نواس >> ومِنْ مُسِيءٍ يكفيكَهُ عَمَلُهُ
ومِنْ مُسِيءٍ يكفيكَهُ عَمَلُهُ
رقم القصيدة : 25432
-----------------------------------
...................
ومِنْ مُسِيءٍ يكفيكَهُ عَمَلُهُ
والْمَرْءُ ما عاشَ عامِلٌ نَصِبٌ،
لا يَنقضي حرْصُهُ ولا أمَلُهُ
يَرْجو أمُوراً عنهُ مُغَيَّبَة ً ،
جهلاً ، ومن دونِ ما رَجا أجلُهُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قَدْ طالَما أفْلَتَّ يا ثُعالا،
قَدْ طالَما أفْلَتَّ يا ثُعالا،
رقم القصيدة : 25433
-----------------------------------
قَدْ طالَما أفْلَتَّ يا ثُعالا،
وطالَما وطالَما وطالا !
جُلْتُ بكَلبي يوْمَكَ الأجْوالا،
ماطلتَ مَن لا يَسْأمُ المِطالا
حَتى إذا اليَوْمَ حدَا الآصالا ،
أتَاكَ حَينّ يَقْدُمُ الآجالا
العصر العباسي >> أبو نواس >> لَما بَدَا الثّعلَبٌ في سَفْحِ الجَبَلْ(31/26)
لَما بَدَا الثّعلَبٌ في سَفْحِ الجَبَلْ
رقم القصيدة : 25434
-----------------------------------
لَما بَدَا الثّعلَبٌ في سَفْحِ الجَبَلْ
صِحْتُ بكَلبي : ها ! . . . فهاجَ كالبطلْ
كَلبٌ جريءُ القلبِ مَحمودُ العمَلْ
مؤدَّبُ كلّ الخصالِ قد كَمُلْ
فَجاذَبَ المِقْوَدَ كَفّي، وحَمَلْ،
وطَرَدَ الثّعْلَبَ طَرْداً ما بَطَلْ
ومَرّ كالصّقْرِ على الصّيدِ اشْتَمَلْ،
فلَفّهُ لَفّاً سريعاً ما قَتَلْ
يا لَكَ مِنْ كَلْبٍ إذا صادَ عَدَلْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا رُبّ ظبيٍ بمكانٍ خالِ،
يا رُبّ ظبيٍ بمكانٍ خالِ،
رقم القصيدة : 25435
-----------------------------------
يا رُبّ ظبيٍ بمكانٍ خالِ،
صبّحْتُه، والليلُ ذو أهوَالِ
بأغْضَفٍ غُذّي بحسْنِ حالِ،
مُسوَّدُ العمّ، حسيبُ الخالِ
أُعْطي تمامَ القدّ والجمالِ،
قلّدتُهُ قِلادَة َ الأعمالِ
يجولُ في المِقْوَدِ كالمُخْتالِ ،
هِجْنَا بهِ فهاجَ للنّزَالِ!
وانسَ الظبيَ بتَلٍّ عالٍ ،
فانْسَلّ قلبي ساعة َ الإرسالِ
ومرّ يتلوهُ ، ولمْ يُبالِ ،
بالْحَزْنِ والسّهل وبالرّمالِ
فصادَهُ في أصعبِ الجبالِ ،
وقائلٍ لي وهْوَ عنْ حِيالي :
أكرِم بهذا الكلبِ من محْتالِ!
أُتيحَ حتْفُ الظبي والأوعالِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا مَنْ جَفاني ، ومَلاّ ،
يا مَنْ جَفاني ، ومَلاّ ،
رقم القصيدة : 25436
-----------------------------------
يا مَنْ جَفاني ، ومَلاّ ،
نَسيتَ أهْلاً ، وسَهْلا
وماتَ مرْحَبُ لَمّا
رَأيتُ ماليَ قَلاّ
إنّي أظُنّكَ تَحْكي ،
فيما فَعَلْتَ، القِرِلّى
تَلْقَاهُ في الشّرّ ينْأى ،
وفي الرّخَا يَتَدَلّى
العصر العباسي >> أبو نواس >> تَقولُ ليَ الرّكْبانُ ما لكَ راجِلاً،
تَقولُ ليَ الرّكْبانُ ما لكَ راجِلاً،
رقم القصيدة : 25437
-----------------------------------
تَقولُ ليَ الرّكْبانُ ما لكَ راجِلاً،
وكنت ركوباً عصرَ نحنُ رجالُ(31/27)
فقلْتُ عَداني عَن رُكوبٍ ومَلبَسٍ،
ذَوُو رَحِمٍ آثرْتُهُمْ وعِيالُ
فمن يكُ يَغْلاً أو حماراً رَكُوبُهُ ،
فإنّ ركُوبي نعْلَة ٌ وقِبَالُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> سابَقَ النّاسَ هاشمُ ينُ حُديجٍ ،
سابَقَ النّاسَ هاشمُ ينُ حُديجٍ ،
رقم القصيدة : 25438
-----------------------------------
سابَقَ النّاسَ هاشمُ ينُ حُديجٍ ،
يوْم موسى بن مصْعبٍ المَقتولِ
جاءَ في حَلبَة ِ الفِرارِ أمامَ الـ
قوْمِ ، فلاًّ للعسكَرِ المَفْلُولِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لقدْ نامَ عَمّا قد عَناكَ أبو الفَضلِ ،
لقدْ نامَ عَمّا قد عَناكَ أبو الفَضلِ ،
رقم القصيدة : 25439
-----------------------------------
لقدْ نامَ عَمّا قد عَناكَ أبو الفَضلِ ،
وليسَ لهُ من موقظٍ لكَ ككالفَضلِ
فقُلْ لأبي العبّاسِ مُبتَدِثاً لَهُ :
وَقاكَ الرّدى مالي ، ونَفسي معَ الأهلِ
أجِدَّكَ لم تَسْمَعْ ببَيتٍ مَهَزَّة ً
لدى المطل، يا ذخري، فتصْحو من المطلِ
متى ما أقُلْ يوماً لطالبِ حاجَة ٍ
نَعَمْ ! أقضِها حتماً ، وذلكَ من شكلي
فإنْ قلتَ قد قصّرْتَ فيها ، وليسَ منْ
بَغى حاجة ً إلاّ كما قالَ ذو الفَضلِ
فَما طالبُ الحاجاتِ ممّنْ يَرُومُها
من الناسِ إلاّ المُصبِحونَ على رَحلِ
فقد كانَ منّي ذاكَ فيها تَعَمّداً ،
لما قالَ في الأمثالِ جرْوَلُ من قَبلي "
تأنّ مَواعيدَ الكِرامِ؛ فربَّما
حمَلتَ من الإلحاحِ سَمحاً على البخلِ
العصر العباسي >> البحتري >> ردت علي هدية لو أنها
ردت علي هدية لو أنها
رقم القصيدة : 2544
-----------------------------------
ردت علي هدية لو أنها
بعثت إلى بمثلها لم أردد
وتقول إني قد تركت غوايتي
فاذهب لشأنك راشداً لم تطرد
قد كنت ألقى من أخي وعمومتي
فيك الأذى بشتيمتي وتهددي
فاليوم أقصر باطلي، وتراجعت
نفسي بحسن تصبر وتجلد
نبذت مكاتبتي، ورد رسائلي
وتبدلت مصباحها في المسجد
إن كان سفك دمي بغير جناية(31/28)
يا علو منك عبادة فتعبدي
فلأنت أفتن للقلوب من التي
عرضت لداود النبي المهتدي
وإذا نزلت إلى بلادك لم تزل
تجري كواكب أهلها بالأسعد
إني لأجحد حبكم وأسره
والدمع معترف به لم يجحد
والدمع يشهد أنني لك عاشق
والناس قد علموا وإن لم يشهد
فلئن رددت رسائلي وشتمتني
فلطالما ناديتني: يا سيدي
فسلي فؤادك كيف عاصى بعد ما
قد كان يتبعني ذليل المقود
أيام يرصدني أخوك بسيفه،
والسيف يمنعه، وتمنعه يدي
العصر العباسي >> أبو نواس >> قالوا امتدَحتَ، فماذا اعتضْتَ؟ قلتُ لهم
قالوا امتدَحتَ، فماذا اعتضْتَ؟ قلتُ لهم
رقم القصيدة : 25440
-----------------------------------
قالوا امتدَحتَ، فماذا اعتضْتَ؟ قلتُ لهم
خَرْقٌ النّعالِ ، وإبلاءُ السّراويل
قالوا فسَمّ لنا هذا! فقُلتُ لَهُمْ:
وَصْفي لَهُ يَعدِلُ التّصريحَ في القيلِ
ذاكَ الأميرُ الذي طالَتْ عَلاوَتُهُ،
كأنّهُ ناظرٌ في السّيفِ في الطّولِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أعاذِلَ ما على وجْهِي قُتومُ ،
أعاذِلَ ما على وجْهِي قُتومُ ،
رقم القصيدة : 25441
-----------------------------------
أعاذِلَ ما على وجْهِي قُتومُ ،
و لا عِرْضي لأوّلِ من يسومُ
يُفَضّلني على الفتيانِ إنّي
أبِيتُ فَلا أُلامُ، وَلا أُليمُ
أعاذِلَ إنْ يكُنْ بُرْدايَ رَثّاً ،
فلا يعْدَمْكِ بينهما كريمُ
شُقِقْتُ من الصّبا ، واشْتُقَّ منّي
كما اشْتُقّتْ من الكرمِ الكرومُ
فلستُ أسَوّفُ اللّذّاتِ نفسي ،
مُياوَمَة ً كَما دُفِعَ الغَريمُ
ولا بمُدافعٍ بالكَأسِ حتى
يُهَيّجُني على الطّرَبِ النديمُ
ومتّصلٍ بأسبابِ المعالي ،
لهُ في كلّ مكْرُمَة ٍ قَديمُ
رفَعْتَ له النداءَ : بِقُمْ ، فخذْها ،
وقد أخَذَتْ مطالعَها النّجومُ
بتَفدِيَة ٍ تُذالُ النّفْسُ فيها،
وتمْتَهَنُ الخُؤولَة ُ والعُمومُ
فقامَ، وقُمتُ من أخَوَينِ هاجا،
على طَرَبٍ ، وليْلُهما بهيمُ
أجُرُّ الزّقّ ، وهو يجُرُّ رِجْلاً ،(31/29)
يجورُ بها النّعاسُ ، ويستقيمُ
سَلِ النّدْمانَ ما أوْلَتْهُ مِنها،
وسَلْها ما احتَوَى منها الكَريمُ
كِلا الشّخصَينِ منتَصفٌ، ولكنْ
قضَتْ وَطَراً، وذا منها سَقيمُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا شقيقَ النفْسِ من حَكَمِ
يا شقيقَ النفْسِ من حَكَمِ
رقم القصيدة : 25442
-----------------------------------
يا شقيقَ النفْسِ من حَكَمِ
نمْتَ عَن لَيلي، ولمْ أنَمِ
فاسقيني الخمرَ التي اختمَرَتْ
بخمارِ الشّيبِ في الرّحمِ
ثُمّتَ انْصاتَ الشّبابُ لها
بعد ما جازَتْ مدى الهرَمِ
فهي لليومِ الذي بُزِلَتْ
وَهْيَ تِرْبُ الدّهْرِ في القِدَمِ
عُتّقَتْ حَتّى لَوِ اتّصَلَتْ
بلسانِ ناطِقٍ ، وَفَمِ
لاحْتَبَتْ في القوْمِ ماثِلَة ً
ثمّ قَصّتْ قِصّة َ الأمَمِ
قَرّعَتْها بالمِزاجِ يَدٌ
خُلِقَتْ للكأسِ والقَلَمِ
في نَدامَى سادَة ٍ نُجُبٍ
أخَذوا اللّذّاتِ مِنْ أُمَمِ
فَتَمَشّتْ في مَفاصِلِهِمْ
كتَمَشّي البُرْءِ في السّقَمِ
فعَلتْ في البيتِ إذا مُزِجَتْ
مثلَ فِعلِ الصُّبحِ في الظُّلَمِ
فاهتَدى ساري الظّلامِ بها
كاهْتِداءِ السَّفْرِ بالعَلَمِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> صِفَة ُ الطّلولِ بلاغَة ُ القِدْمِ ،
صِفَة ُ الطّلولِ بلاغَة ُ القِدْمِ ،
رقم القصيدة : 25443
-----------------------------------
صِفَة ُ الطّلولِ بلاغَة ُ القِدْمِ ،
فاجْعَلْ صفاتِكَ لابنَة ِ الكَرْمِ
لا تُخْدَعَنّ عنِ التي جُعِلَتْ
سُقْمَ الصَحيحِ، وصِحّة َ السُّقْمِ
وصَديقَة ِ الرّوحِ التي حُجِبَتْ
عن ناظِرَيكَ ، وقَيِّم الجسمِ
لا كَرْمُها ممّا يُذَالُ ، ولا
فُتِلَتْ مَرائِرُها على عَجْمِ
صَهباءَ فَضّلَها الْمُلوكُ على
نُظَرائها بفضيلَة ِ القدْمِ
فإذا أطَفْنَ بها صَمَتْنَ لها،
صَمْتَ البَناتِ مَهابَة َ الأمِّ
وإذا هَتَفْنا بها لنازِلَة ٍ ،
قَدّمْنا كُنْيتها على الاسمِ
وإذا أرَدْنا لها مُحاورَة ً
رَوَّحْنَ ما عَزَّبنَ من حِلْمِ(31/30)
شُجّت؛ فَعالَتْ فَوْقَها حَبَباً،
مُتراصِفاً كتَراصُفِ النّظْمِ
ثمّ انْفَرَتْ لكَ عن مَدَبّ دَبّاً
عَجْلانَ ، صَعّدا في ذَرا أكْمِ
فكأنّما يَتْلُو طَرائِدَها،
نجْمٌ تَواتَرَ في قَفى نَجْمِ
وكأنّ عُقْبَى طَعْمِها صَبْرٌ،
وعلى البديهَة ِ ، مُزَّة ُ الطَّعْمِ
تَرْمي فَتَقْصِدُ من له قَصَدَتْ ،
جمَّ المراحِ، دريرَة َ السّهْمِ
فعلام تذهَلُ عن مُشَعْشَعة ٍ ،
وتَهيمُ في طَلَلٍ، وفي رَسْمِ
تَصِفُ الطّلولَ على السّماعِ بها،
أفذو العِيانِ كأنت في العِلْمِ
وإذا وَصَفْتَ الشّيءَ مُتّبِعاً،
لمْ تخْل من زَلَلٍ ، ومن وَهْمِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> اسِقنا ، إنّ يَوْمَنا يوْمُ رامٍ ئن
اسِقنا ، إنّ يَوْمَنا يوْمُ رامٍ ئن
رقم القصيدة : 25444
-----------------------------------
اسِقنا ، إنّ يَوْمَنا يوْمُ رامٍ ئن
ولرامٍ فَضلٌ على الأيّامِ
مِنْ شرابٍ ألَذّ من نَظَرِ المعـ
ـشوقِ في وَجهِ عاشِقٍ بابتِسامِ
لا غليظ تَنبُو الطّبيعة ُ عَنهُ
نبْوَة َ السّمعِ عن شَنيعِ الكَلامِ
بنتُ عشر صفتْ، ورَقّتْ، فلوْ صُبّـ
ــتْ على اللّيلِ راحَ كلُّ ظلامِ
في رِياضٍ ربْعيّة ٍ، بَكّرَ النّوْ
ءُ علَيها بمُستَهِلّ الغَمامِ
فتَوَشّتْ بكُلّ نَورٍ أنيقٍ ،
من فُرادَى نَباتُهُ ، وتُؤامِ
فترَى الشَّرْبَ كالأهلّة ِ فيها،
يتَحَسّوْنَ خُسرَوِيّ الْمُدامِ
ولهم من جَناهُ آذريونُ ،
وَضَعوه مَواضعَ الأقلامِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> اسْقِني يا ابنَ أدْهَمَا
اسْقِني يا ابنَ أدْهَمَا
رقم القصيدة : 25445
-----------------------------------
اسْقِني يا ابنَ أدْهَمَا
وَاتّخِذْني لكَ ابنَمَا
اسْقِنيها سلافَة ً
سَبَقَتْ خَلْقَ آدَمَا
فهْيَ كانَتْ ، ولمْ يكنْ
ما خَلا الأرْضَ والسَّمَا
رأتِ الدّهْرَ ناشِئاً ،
وكَبيراً مُهَزَّمَا
فَهْيَ رُوحٌ مُخَلَّصٌ ،
فارَقَ اللّحمَ والدّمَا
اسْقِنيها، وغَنّ صَوْ
تاً، لكَ الخيرُ، أعجَمَا(31/31)
ليسَ في نعْتِ دِمْنَة ٍ ،
لا وَلا زَجْرِ أشأمَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> هَلاّ اسْتَعَنْتَ على الهمومِ
هَلاّ اسْتَعَنْتَ على الهمومِ
رقم القصيدة : 25446
-----------------------------------
هَلاّ اسْتَعَنْتَ على الهمومِ
صَفراءَ، من حَلَبِ الكُرومِ
ووَهَبْتَ للعَيْشِ الحَميـ
ـدِ، بقيّة َ العَيشِ الذَّميمِ
بمَجالسٍ فيها الْمَزا
هرُ ، والأوانْسُ كالنّجومِ
بدْءُ التّحيّة ِ بينهم ،
نَظَرُ النّديمِ الى النّديمِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا لا أرَى مثلي امترَى اليَوْمَ في رَسْمِ،
ألا لا أرَى مثلي امترَى اليَوْمَ في رَسْمِ،
رقم القصيدة : 25447
-----------------------------------
ألا لا أرَى مثلي امترَى اليَوْمَ في رَسْمِ،
تغَصَّ به عيني، ويلفظُهُ وهْمي
أتَتْ صورُ الأشياءِ بيني وبينه ،
فجهْلي كلا جَهْلٍ ، وعلمي كلا عِلْمٍ
فطِبْ بحَديثٍ عَنْ نَديمٍ مُساعِدٍ،
وساقيَة ٍ سِنّ المُراهِقِ للحِلمِ
إذا هيَ قامَتْ والسّداسِيّ طالَها،
وبين النحيفِ الجسمِ ، والحسنِ الجسمِ
ضَعيفَة ُ كَرّ الطّرْفِ، تحسبُ أنّها
حديثَة ُ عَهْدٍ بالإفاقَة ِ من سُقْمٍ
تفَوّق مالي من طريفٍ وتالِدٍ ،
تفَوّقي الصّهباءَ من حلَبِ الكَرْمِ
وإنّي لآتي الوَصْلَ من حيثُ يُتّقى ،
ويعلمُ سهْمي حينَ أنْزِعُ من أرْمي
العصر العباسي >> أبو نواس >> أديرا عليّ الكأسَ ينْقَشِعُ الغَمُّ ،
أديرا عليّ الكأسَ ينْقَشِعُ الغَمُّ ،
رقم القصيدة : 25448
-----------------------------------
أديرا عليّ الكأسَ ينْقَشِعُ الغَمُّ ،
ولا تَحْبِسا كأسي ، ففي حَبْسها إثْمُ
ولا تسقياني بنتَ عشْرٍ ، فإنّها
كما عُصِرَتْ لم يَنسَ فرْقتَها الكَرْمُ
ولكن عجوزاً ، بنتَ كسْرى ، قديمَة ً
معَتَّقَة ً قد دَبَّ في طيِّها الحِلْمُ
إذا ذاقها شُرَّابُها بَجِلوا لها
بألْسُنِهمْ شُكْراً ، فهم عرَبٌ ، عُجْمٌ
وكأسانِ قد دارَا عليّ، مُؤمَّرٌ(31/32)
ومنتَخَبٌ، هذا فَصيلٌ، وذا قَرْمُ
كأنّي ، وقد عَلَّقْتُ كفّيَّ منهما ،
وما فيهما من حَرْبة ٍ ، للفتى سِلْمُ
مُؤلّفُ شاهينٍ بيُسرَى بَنانِهِ،
وفي كَفّهِ اليُمْنَى لشاهينِهِ طُعْمُ
يُديرُهُما دَعْجاءُ رَوْضٌ ، وأدْعَجٌ ،
أخٌ وأخْتُهُ في القوْمِ ، واسْمُهما اسْمُ
يقالُ له مَعْنٌ ، فإمّا نَكَسْتَهُ ،
لتَدْعُو اختَهُ يَوْماً، فمَنكوسه نُعمُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذا خطَرَتْ فيكَ الهمومَ ، فداوِها
إذا خطَرَتْ فيكَ الهمومَ ، فداوِها
رقم القصيدة : 25449
-----------------------------------
إذا خطَرَتْ فيكَ الهمومَ ، فداوِها
بكأسِكَ حتى لا تكونَ همومُ
أدِرْها، وَخُذْها قَهوَة ً بابليّة ً،
لها بَينَ بُصرىو العراقِ كُرُومُ
وما عَرَفْتَ ناراً ، ولا قِدْرَ طابِخٍ
سوَى حرّ شَمسٍ إذْ تَهيجُ سَمومُ
لها مِنْ ذَكيّ المِسكِ رِيحٌ ذَكيّة ٌ،
ومِنْ طِيبِ رِيحِ الزّعفَرانِ نَسيمُ
فشَمّرْتُ أثْوَابي، وهَرْوَلْتُ مُسرِعاً
وقَلْبي مِنْ شَوْقٍ يَكادُ يَهيمُ
وقُلتُ لمَلاّحي : ألا هَيَّ زَوْرَقي ،
وبِتُّ يُغَنّيني أخٌ ونَديمُ
إلى بَيْتِ خَمّارٍ ، أفادَ زِحامُهُ
لهُ ثَرْوَة ً ، والوَجْهُ منهُ بهيمُ
وفي بَيْتِهِ زِقٌّ، ودَنٌّ ، ودوْرَقٌ ،
وباطِيَة ٌ تُرْوي الفَتَى ، وتُنيمُ
فازْقاقُهُ سُودٌ ، وحُمرٌ دِنانُهُ ،
ففي البَيتِ حُبشانٌ لَدَيْهِ ورُومُ
ودهقانَة ٍ مِيزانُها نُصْبَ عَيْنِها ،
وميزانُها للمُشْتَرينَ غَشُومُ
فأعطَيْتُها صُفراً، وقَبّلْتُ رأسَها،
على أنّني فيما أتَيْتُ مُليمُ
وقلتُ لها : هُزِّ الدّنانَ قَديمة ً !
فقالتْ : نَهمْ إنّي بذاكَ زَعيمُ
الَستَ تَراها قد تَعَفَّتْ رُسُومُها ،
كما قَد تَعَفّتْ للدّيارِ رُسُومُ
يَحُومُ عَلَيها العَنكبوتُ بنَسجِها ،
وليسَ على أمثالِ تلكَ يَحُومُ
ذَخِيرَة ُ دهْقانٍ حَواها لنَفسِهِ،
إذا مَلِكٌ أوْفَى علَيْهِ وَسيمُ
وما باعَها إلاّ لعُظْمِ خَراجِهِ،(31/33)
لأنّ الذي يَجبي الْخَراجَ ظَلُومُ
فقلتُ : بكمْ رِطْلٌ ؟ فقالتْ : يأصْفَرٍ ،
فحُزْتُ زِقاقاً وِزْرُهُنّ عَظيمُ
ورحْتُ بها في زَوْرَقٍ قد كَتَمْتُها ،
ومِنْ أينَ للمِسْكِ الذّكيّ كُتومُ
إلى فِتْيَة ٍ نادَمْتُهُمْ، فحَمِدْتُهُمْ،
وما في النّدامَى ، وما علمتُ، لئيمُ
فمَتّعْتُ نَفسي ، والنّدامَى بشرْبها،
فهذَا شَقاءٌ مَرّ بي ، ونَعيمُ
لعمْري لَئِنْ لم يَغْفِرْ اللهُ ذَنْبَها ،
فإنّ عَذابي في الحِسابِ أليمُ
العصر العباسي >> البحتري >> دعوت فلم يسمع وقلت فلم يجب
دعوت فلم يسمع وقلت فلم يجب
رقم القصيدة : 2545
-----------------------------------
دعوت فلم يسمع، وقلت فلم يجب،
وتاه بلا فضل علي ولا رفد
فلما رأيت العبد قد جاز حده
توليت عنه واتكأت على سعد
العصر العباسي >> أبو نواس >> تَعَلّلْ بالْمُدامِ مَعَ النّديمِ،
تَعَلّلْ بالْمُدامِ مَعَ النّديمِ،
رقم القصيدة : 25450
-----------------------------------
تَعَلّلْ بالْمُدامِ مَعَ النّديمِ،
ففيهِ الرَّوْحُ من كُرَبِ الغمومِ
وبادِرْ بالصَّبوحِ، فإنّ فيهِ
شِفاءَ السّقْمِ للرّجلِ السّقيمِ
وخذْها إنْ شرِبتَ وميضَ بَرْقٍ،
بماءِ الْمُزْنِ منْ نُطَفِ الغُيُومِ
لتَجْعَلَ هذِهِ عَرْساً لهذا ،
فإنّ القَطْرَ بَعْلٌ للكُرُومِ
ولا تَسْقِ المدامَ فتى ً لَئيماً ،
فلسْتُ أُحِلُّ هذي للّئيمِ
لأنّ الكَرْمَ مِنْ كَرَمٍ وجُودٍ،
وماءُ الكَرْمِ للرّجُلِ الكَريمِ
ولا تَجْعَلْ نَديمَكَ في شَرابٍ،
سَخيفَ العقلِ، أوْ دَنِسَ الأديمِ
ونادِمْ إنْ شرِبتَ أخا معالٍ،
فإنّ الشّرْبَ يجمُلُ بالقُرُومِ
وإنّ الْمَرْءَ يَصحَبُ كلّ جِيلٍ،
ويُنسَبُ في المدامِ إلى النّديمِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وخَنْدَريسٍ لها شُعاعٌ ،
وخَنْدَريسٍ لها شُعاعٌ ،
رقم القصيدة : 25451
-----------------------------------
وخَنْدَريسٍ لها شُعاعٌ ،
يَلمَعُ في الكأسِ كالضّرامِ(31/34)
كأنّها كوْكَبٌ مُنيرٌ،
و البَدْرُ في لَيْلَة ِ التّمامِ
لوْ قُرّبَتْ في الظّلامِ يَوْماً
لانجابَ عنها دُجَى الظّلامِ
تُكْسِبُ شُرّابَها سُروراً،
فَما يُراعونَ باهْتِمامِ
تَضْحَكُ عن لُؤلؤ شَتيتٍ ،
ألّفَهُ الماء ُفي نِظامِ
ما ذقتُها قطّ، أوْ أُناجي
أمامَها الكأسَ بالكلامِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> مضَى لَيلٌ، وأخلَفَتِ النّجومُ
مضَى لَيلٌ، وأخلَفَتِ النّجومُ
رقم القصيدة : 25452
-----------------------------------
مضَى لَيلٌ، وأخلَفَتِ النّجومُ
ونحنُ لدى مَصارِعنا جُثومُ
فَداوِ كُلُومَ قَلْبِ أخيكَ لَيلاً،
فإنّ فُؤادَهُ أبَداً كَليمُ
بصافيَة ٍ، إذا قُرِعَتْ بماءٍ،
جرى عَن مَتْنِهتا دُرٌّ يَحومُ
تُضاحِكُنا كعينِ الدّيكِ صِرْفاً،
فإنْ مُزِجتْ تخَلّلَها غُيومُ
لها في الكأسِ لينُ عرُوسِ خِدْرٍ ،
وفيها للسّرورِ رَحى ً تَدومُ
ولَمّا لاحَ ضَوْءُ الصّبْحِ عَنّا،
وحَرّكَ عُودَهُ بَدْرٌ وَسيمُ
بصوتِ أخي الحجازِ؛ فهاجَ شوْقي:
"لمن طَلَلٌ برامة َ لا يَريمُ"
العصر العباسي >> أبو نواس >> وغريرِ الشّبابِ، محتبكِ الحسـ
وغريرِ الشّبابِ، محتبكِ الحسـ
رقم القصيدة : 25453
-----------------------------------
وغريرِ الشّبابِ، محتبكِ الحسـ
نِ ، على جيدِهِ مناطُ التّميمِ
قد غَذاهُ النعيمُ ، فاحمرّتِ الوجْـ
ــنَة ُ منه على فساد الحُلُومِ
فهو عفُّ الجفونِ ، في النّظرِ العَمْـ
ـدِ، حِذاراً على فُؤادِ النّديمِ
يتَثنّى ، إذا مشَى فهوَ لَدْنٌ ،
في اعتِدالٍ بجوْدَة ِ التّقويمِ
أندَبَتْ كفَّهُ الزّجاجَة ُ وَهْناً
فهيَ فيها جِراحُ تلكَ الكُلومِ
فهوَى الرّاحلُ الْمَطيَّ إلَينا،
مِن أباريقِ صَفوَة الْخُرْطومِ
بنتُ كَرْمٍ أباحَها كرَمُ الجوْ
هَرِ مِنْهُ ورقّة ٌ في الأديمِ
تَلحقُ الظّبيَ والظّليمَ من الجرْ
ي، وتُزْرِي بكَرْبَة ِ الْمَغمومِ
ونَديمٍ فدَيتُهُ منْ نَديمٍ،
وجههُ جالبٌ لكلّ نَعيمِ(31/35)
مَجّ في الكأسِ ريقَهُ ، وسقاني
من شَرابٍ مُعَتَّقٍ مَختومِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ابْخَلْ على الدّارِ بتَكليمِ،
ابْخَلْ على الدّارِ بتَكليمِ،
رقم القصيدة : 25454
-----------------------------------
ابْخَلْ على الدّارِ بتَكليمِ،
فما لَدَيْها رَجْعُ تَسليمِ
و العنْ غرابَ البَينِ بغضاً لهُ ،
فإنّهُ داعِيَة ُ الشّومِ
وعُجْ إلى النّرْجَسِ عن عوْسَحٍ ،
والآسِ عن شِيحٍ ، وقَيصومِ
واغْدُ إلى الْخَمرِ بإبّانِها،
لا تَمْتَنِعْ عَنها لتَحريمِ
فمن عدا الْخَمرَ إلى غَيرِها،
عاشَ طَليحاً عَينَ مَحْرُومِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أحَبُّ إليّ مِنْ وَخْدِ الْمَطايا
أحَبُّ إليّ مِنْ وَخْدِ الْمَطايا
رقم القصيدة : 25455
-----------------------------------
أحَبُّ إليّ مِنْ وَخْدِ الْمَطايا
بموماة ٍ يَتيهُ بها الظليمُ
ومِنْ نَعتِ الدّيارِ، وَوَصْفِ رَبعٍ
تَلوحُ بهِ على القِدَمِ الرّسُومِ
رياضٌ بالشّقائقِ مُونِقاتٌ ،
تَكَنّفَ نَبْتَها نَورٌ عَميمُ
كأنّ يها الأقاحي ، حينَ تَضْحى
علَيها الشّمسُ طالعة ً، نجُومُ
ومجْلِسِ فِتيَة ٍ طابوا، وطابَتْ
مجالِسهُمْ، وطابَ بها النّعيمُ
تُدارُ عليهمُ فيها عُقارُ،
مُعَتَّقة ٌ بها يَصْبو الحَليمُ
كؤوسٌ كالكواكبِ دائراتٌ،
مطالِعُها على الفَلَكِ الأديمُ
يُحثّ بها كخُوطِ البانِ سَاقٍ،
لهُ مِنْ قلبيَ الْحَظُّ الْجَسيمُ
لطَرْفي منْهُ ميعادٌ بطَرْفٍ،
وفي قَلبي بلَحْظَتِهِ كُلُومُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا خَليلَيّ مِن بَني مَخزُومِ
يا خَليلَيّ مِن بَني مَخزُومِ
رقم القصيدة : 25456
-----------------------------------
يا خَليلَيّ مِن بَني مَخزُومِ
عَلّلاني بماءِ بِنتِ الكُرُومِ
عَلّلاني بها إذا غرّدَ الدّيـ
ــكُ ، وغابتْ موَلّياتُ النّجومِ
من كُميتٍ لَذيذة ِ الطّعمِ والرّيـ
ـح، عُقارٍ، عتيقة ٍ، خُرْطومِ
عتّقْتَها الأنباطُ عَشراً فعَشراً،(31/36)
ثمّ عشراً في مُدمَجٍ ، مَختومِ
فهي فيه عرُوسُ خِدْرٍ وكِنٍّ ،
ربّيَتْ في النّعيمِ بَعدَ النّعيمِ
في ظِلالٍ مَحْفُوفَة ٍ بظِلالٍ،
من كرُومٍ ومن عريشِ كرُومِ
زُرْتُها خاطِباً ، فزُوّجْتُ بِكْراً ،
فَفَضَضْتُ الختامَ غير مُليمِ
عن فَتاة ٍ كأنّها ، حينَ تَبدو،
طَلعَة ُ الشّمسِ في سَوادِ الغيومِ
فتَرَتْ عن تَرَنّمٍ، فحسبْنا
هُ حَديثَ المُبَرْسَمِ المَحْمُومِ
ثمّ صارَتْ إلى أغَنّ كطَيرِ الـ
ــماءِ ، إبريقِ فِضّة ٍ ، مَفدومِ
ثمّ زفّتْ إلى الزّجاجِ بدرعٍ
مثل نارٍ تَحكي التهابَ الْحَميمِ
فبِها بذّتي ، وغايَة ُ أُنْسي
لستُ عُمرِي عن شُرْبها بسَؤومِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> اسْقِني صَفو المدامِ ،
اسْقِني صَفو المدامِ ،
رقم القصيدة : 25457
-----------------------------------
اسْقِني صَفو المدامِ ،
قد بَدا نقْضِي ذِمَامِي
زائِرٌ يُهدي إلَينا
وجْهُهُ في كلّ عامِ
حسَنُ الوَجْهِ، زكيّ الـ
ـرّيحِ، إلْفٌ للْمُدامِ
فإذا زارَ أدَرْنَا الـ
ـرّاحَ جاماً بَعدَ جامِ
وإذا وَلّى حَبَوْنَا
هُ بذِكْرَى وسَلامِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> عاذلِي فيها أطِعْني ،
عاذلِي فيها أطِعْني ،
رقم القصيدة : 25458
-----------------------------------
عاذلِي فيها أطِعْني ،
وأقِلّ الآنَ لَوْمي
واشرَبِ الرّاحَ، ودَعني
منْ صلاة ٍ كلّ يَوْمِ
وإذا ما حانَ وَقْتٌ
لصلاة ٍ أوْ لصَوْمِ
فارْفَعِ الصّوْمَ بشُرْبٍ ،
وامزُجِ الْخَمرَ بنَوْمِ
أبَداً ما عِشْتَ خالِفِ ،
دأبَ قَوْمٍ بعدَ قوْمِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وحَمراءَ كالياقوتِ بِتُّ أشُجّها،
وحَمراءَ كالياقوتِ بِتُّ أشُجّها،
رقم القصيدة : 25459
-----------------------------------
وحَمراءَ كالياقوتِ بِتُّ أشُجّها،
وكادَتْ بكَفّي في الزّجاجَة ِ أن تُدمي
فأحسِنْ بها شَيْخُوخَة ً في إنائِها،
وألْطِفْ بها بَينَ المَفاصلِ والعَظْمِ(31/37)
تُغَازِلُ عقْلَ المَرْءِ قَبْل ابتِسامِهِ،
وتَخدَعُهُ عن لبّهِ، وعن الحِلمِ
وعنَهُ يَسيلُ الهَمَّ أوّلَ أوّلاً ،
وإنْ كانَ مَسجورَ الجوانحِ بالْهَمِّ
ويَنساقُ للجَدْوَى وإن كان مُمسِكاً،
ويُظْهِرُ إكْثاراً، وإن كان ذا عُدمِ
كذاكَ علمتُ الرّاحَ، ما الغَيثُ في الظّما
بأنْفَعَ منها في الطّبيعَة ِ والجِسْمِ
العصر العباسي >> البحتري >> جدد بكاء لبين جديد
جدد بكاء لبين جديد
رقم القصيدة : 2546
-----------------------------------
جَدَّد بُكاءَ لبَينٍ جَدِيدْ،
وَنَبّهَ أقاصَي الدّمُوعِ الهُجُودْ
فَسَوفَ تُحِلُّ الخَليطَ القَرِيبَ
دَوَاعي النّوَى في مَحَلٍّ بَعيدْ
شَكَوْنَا الصّدودَ فَجَاءَ الفِرَا
قُ، فأنسَى الجَوَانحَ وَقعُ الصّدودْ
لَئِنْ لَمْ تَكُنْ سَلْوَةٌ فالحِمَا
مُ يكونُ قُصَارَ المُحبّ العَميدْ
أجِيرَانُنَا أذمَعُوا عَنْ زَرُودٍ
رَحيلاً، وَما رابهمْ مِنْ زَرُودْ
تَوَلّوْا بِبيضٍ كَمِثْلِ الظّبَاءِ
مِنَ الآنِسَاتِ الرّعابيبِ، غِيدْ
مزجنا كُؤوسِ الهوَى، مرّةً،
بتلْكَ العُيُونِ، وتِلْكَ الخُدُودْ
لكَ الفَضْلُ مُتّصِلاً يا مُحَمّـ
ـدُ بنُ حُمَيدِ بنِ عَبدِ الحَميدْ
أمَا وَأبي طَيِّءٍ، إنّها
لَتَفْخَرُ مِنْكَ بِمَجْدٍ مَجيدْ
بِحَلٍّ وقْدٍ وَحَزْمٍ وفضلٍ
ونَيَلٍ وبذل وبَأسٍ وَجُودْ
عَطاؤكَ فيها وَفي غَيرِها،
جَزِيلُ الطّرِيفِ، جزيلُ التّليدْ
إذا قيلَ قَدْ فَنيَ السّائِلُونَ
قالَتْ عَطاياكَ: هَلْ من مَزِيدْ
وَكمْ لكَ في النّاسِ مِنْ حاسِدٍ،
وَفي الحَسَدِ النّزْرِ حَظُّ الحَسودْ
يَودُّ الرّدَى لكَ كانَ الرّدَى
بهِ، وَوَقَيْنَاكَ فَقْدَ الفَقيدْ
وَلَوْ تم لا تَمّ تَأميلُهُ،
لَكَانَ بِذَلكَ غَيرَ السّعيدْ
إذا طأطأ الذّلُّ مِنْ ناظِرَيْهِ
وكَلَلَ مِنْ طَرْفِ بَازٍ حَديدْ
وَمَدّ الهَوَانُ عَلى شَخْصِهِ
حَوَاشي ثيابٍ، منَ الذّلّ، سُودْ
وَحَلّ لَهُ عَقْدَ أمْرٍ وَثيقٍ،(31/38)
وَهَدّ لَهُ رُكْنَ عِزٍّ شَديدْ
عَلَوْتَ عَلى خَمْسَةٍ أمْجَدينَ
كِرَامُ الفَعالِ، كرَامُ الجدودْ
عَلَوْتَ عَلَيْهِمْ، على أنّهُمْ
صَناديدَ مِنْ حيّ نَبهانَ صِيدْ
هُمْ سادَةٌ غَيرَ أنّ النّجُومَ
لَيسَتْ تُقَاسُ ببَدْرِ السّعُودْ
بَقيتَ لَنا، يا أبَا نَهْشَلٍ،
بَقَاءَ البَقَا، ولُودَ الخُلُودْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> نمتُ إلى الصّبحِ، وإبْليسُ لي
نمتُ إلى الصّبحِ، وإبْليسُ لي
رقم القصيدة : 25460
-----------------------------------
نمتُ إلى الصّبحِ، وإبْليسُ لي
في كلّ ما يؤثمُني خَصْمُ
رأيتُهُ فيالجَوّ مُسْتَعْلِياً ،
ثمّ هوَى يَتْبَعُهُ نَجْمُ
أرادَ للسّمعِ اتراقاً ، فَما
عَتّمَ أنْ أهْبَطَهُ الرّجْمُ
فقالَ لي لمّا هوَى : مَرْحَباً
بتائِبٍ تَوْبَتُهُ وَهْمُ
هَلْ لكَ في عَذْراءَ مَمْكُورَة ٍ
يَزينُها صَدْرٌ لها فَخْمُ
ووارِدٌ جَثْلٌ على مَتْنِها
أسودُ ، يحكي لَوْنَهُ الكَرْمُ ؟
فقلتُ : لا ! قال : فتى ً أمرَدٌ
يَرْتَجّ منْهُ كَفَلٌ فَعْمُ
كأنّهُ عَذْراءُ في خِدْرِها ،
ولَيسَ في لَبّتِهِ نَظْمُ؟
فقلتُ : لا ! قال: فتى ً مُسمعٌ
يحسنُ منْهُ النّقرُ والنّغْمُ؟
فقلتُ : لا ! قال : ففي كلّ ما
شابَهَ ما قلتُ لكَ الحَزْمُ
ما أنا بالآيسِ مِن عَوْدَة ٍ
منكَ ، على رغْمِكَ يا فَدْمُ
لَستُ أبا مُرّة َ، إنْ لَمْ تَعُدْ،
فغَيرُ ذا من فعلكَ الغشْمُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يوْمَ الْخَميسِ أقَمنا ساقِياً حَكَما
يوْمَ الْخَميسِ أقَمنا ساقِياً حَكَما
رقم القصيدة : 25461
-----------------------------------
يوْمَ الْخَميسِ أقَمنا ساقِياً حَكَما
نَرَى حكومَتَهُ عَدْلاً وما زَعَمَا
في مَجلسِ لا نرَى ، فيما تَضَمّنَهُ ،
إنْ أنْتَ فَتّشْتَهُ في خُلقِهِ بَرَما
يا ممَجلِسً ضَمّ فتياناً غَطارِفَة ً ،
حازوا البَشاشَة َ والإنعامَ والكَرَمَا
وجوهُهمْ فيهِ ريحانٌ لِمَجلِسِهِمْ،(31/39)
ولَفظُهُمْ لؤلؤٌ في سِلْكِهِ نُظِمَا
ما زالَ يَثنيهِ دَلُّ الكأسِ في لُطُفٍ،
وذاكَ يأخُذُها من ذاكَ مُبتَسماً
ولوْ شَهِدْتَ أخي يَوْماً نَعمتُ بهِ،
وعندَنا قَمَرٌ نَجْلُو بهِ الظُّلَمَا
شَهِدْتَ تَفدِيَة ً مِنّا وتَحمِيَة ً،
وفي تَطَرّبنا فَمٌّ يَمُصّ فَمَا
وسائِلٍ حاسدٍ هلْ نيلَ بَعضُهُمُ،
فقلْتُ للحاسِدِ المغْتاظِ إنْ فهِمَا
قد نالَ بَعضُهُمُ بَعضاً على رغَمٍ
لا أرْغَمَ الله إلاّ أنْفَ مَنْ رَغِمَا
إنْ كانَ أسْعفَ ذا هذا تحاجَتِهِ
طوْعاً فهَلْ قطرَتْ منهُ السّماءُ دَمَا؟
العصر العباسي >> أبو نواس >> ضَحكَ الشّيبُ في نواحي الظّلامِ ،
ضَحكَ الشّيبُ في نواحي الظّلامِ ،
رقم القصيدة : 25462
-----------------------------------
ضَحكَ الشّيبُ في نواحي الظّلامِ ،
وارْعَوَى عَنكَ زاجرُ اللّوّامِ
فاسْقنيها سلافَة ً ينْت عشرٍ ،
دَبّ في جِرْمِها غِذاءُ الْحَرامِ
من عُقارٍ كطَلعَة ِ البَدْرِ، لا بلْ
تكْسِفُ البّدْرَ في رُواقِ الظّلامِ
عاطِنيها ، كما وَصَفتَ خليلي ،
من يَدَيْ شادِنٍ رَخيمِ الكَلامِ
عَلّمَ السّحْرُ مُقلَتيهِ احوِراراً
شِيبَ تَفتِيرُهُ بلَوْنِ المُدامِ
وجْهُهُ البدرُ ، والمدامة ُ بَدْرٌ ،
يا لبَدْرَينِ رُكّبَا في نِظامِ
كلّما دارَتِ الكُؤوسُ تَغَنَّى :
"مَنْ لقَلْبٍ مُتَيَّمٍ، مُستَهامِ"
خَلّ للأشقِياءِ وَصْفَ الفَيافي،
واسْقنيها سُلافَة ً بسَلامِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أرَى للكأسِ حقّاً لا أراهُ
أرَى للكأسِ حقّاً لا أراهُ
رقم القصيدة : 25463
-----------------------------------
أرَى للكأسِ حقّاً لا أراهُ
لِغَيرِ الكأسِ، إلاّ للنّديمِ
هيَ القُطبُ الذي دارَتْ علَيهِ
رَحَى اللّذّاتِ في الزّمنِ القَديمِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> بكّرْ صَبوحَكَ بابنَة ِ الكرْمِ
بكّرْ صَبوحَكَ بابنَة ِ الكرْمِ
رقم القصيدة : 25464
-----------------------------------(31/40)
بكّرْ صَبوحَكَ بابنَة ِ الكرْمِ
بمدامَة ٍ تُعْدي على الْهَمِّ
مَنفِيّة ِ الأقْذاءِ ، صَفّقَها
كرُّ اللّيالي البِيضِ والسُّحْمِ
ما زالَ يَجلُوها تَقادُمُها،
حتى اغتَدَتْ رُوحاً بِلا جِسْمِ
فكأنّما أجْفانُ شارِبيها ،
مطْرُوفَة ٌ بتَلألؤ النّجْمِ
يَسعَى إلَيكَ بها أخُو هَيَفٍ،
عَذْبُ الشّمائِلِ ، طيّبُ اللّثمِ
ذو وَجنَة ٍ خَجْلى ، موَرَّدَة ٍ،
وُقِفَتْ على التّقْبيلِ ، والشّمِّ
ومؤزَّرٍ يَدعُو الكُهُولَ إلى
خَلْعِ الأعِنَّة ِ فيهِ بالضّمّ
يسقيكَ كأساً مِنْ مُشَعشَعَة ٍ،
مَمْزُوجَة ٍ مِنْ فيهِ بالظَّلمِ
يا سَيّداً آسُوبهِ كَلْمي ،
والشّأنَ إنْ شانَ العِدى باسمي
للهِ دَرّكَ مِنْ فَتى ً نَجِدٍ ،
حُلْوِ الشّمائِلِ ، حاضِرِ الحزْمِ
أوَما ترَى الخَضراءَ لابِسَة ً
شِقَقاً كمِثْلِ كَوافِنِ السّوْمِ
بِيضاً سرَتْ واللّيلُ مُعتَكِرٌ
حتى أنَخْنَ بعارِضٍ يَهمي
فتَبارَ يا ما شِيمَ برْقُكُما ،
فكِلاكُما مُتداركُ السَّجْمِ
وأُجِلّ كَفّكَ أنْ أُشَبّهها
بالغَيثِ أو بتَلاطُمِ اليَمّ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا تبْكِ رَبْعاً عَفا بذي سَلَم،
لا تبْكِ رَبْعاً عَفا بذي سَلَم،
رقم القصيدة : 25465
-----------------------------------
لا تبْكِ رَبْعاً عَفا بذي سَلَم،
وبَزّ آثارَهُ يَدُ القِدَمِ
وعُجْ بِنا نَجْتَلي مُخَدَّرَة ً،
نَسيمَها ريحُ عَنبَرٍ ضَرِمِ
إذا عَلاها المزاجُ أضحَكَها،
عَنِ اللآلي بحُسْنِ مُبتَسَمِ
من كفّ ظَبيٍ أغنّ ، ذي غنجٍ ،
أُكْمِلَ مِنْ قَرْنِهِ إلى القَدَمِ
أغْيَدُ ، مُرْتَجّة ٌ رَوادِفُهُ
مُحتَلِمٌ ، أوْ دُوَيْنِ مُحْتَلِمِ
كأنّ خَدّيْهِ في بَياضِهِما،
قد أُضْمِرَتْ وَجْنَتاهُما بِدَمِ
كأنّ صُدْغَيْهِ في سوادِهِما،
خُطّا على العارضينِ بالقَلَمِ
كأنّهُ دُرّة ٌ مُحَبَّرَة ٌ،
عَلّقَها راهبٌ على صَنَمِ
فذاكَ شَرْطي، إذا خلَوْتُ بهِ،
مُحتَشِماً، رِقبَة ً منَ الْحَشَمِ(31/41)
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا خُذْها كمِصباحِ الظّلامِ،
ألا خُذْها كمِصباحِ الظّلامِ،
رقم القصيدة : 25466
-----------------------------------
ألا خُذْها كمِصباحِ الظّلامِ،
سَليلَة َ أسْوَدٍ، جَعدٍ، سُخامِ
مُعَتَّقَة ٌ ، كمَا أوْفَى لنُوح
سوَى خمسينَ عاماً ، ألفُ عام
أقامَتْ في الدّنان، ولم تَضِرْها،
ولكِنْ زانَها طُولُ المقامِ
أشَبّهُها ، وقَدْ صُفّتْ صُفُوفاً ،
بأشياخٍ مُعَمَّمَة ٍ، قِيامِ
يشجّ القطْرُ أرْؤسَها ، وتسقي
علَيها الرّيحُ عاماً بَعدَ عامِ
فجاءَتْ كالدّموعِ صَفّاً وَحُسْناً ،
كقطْرِ الطّلّ في صافي الرّخامِ
أُتيحَ لها مَجوسِيّ رَقيقٌ،
نَقيّ الجيبِ منْ غشِّ وذام
فسيّلَها برِفْقٍ من بِزالٍ ،
فسَالَ إليته عَيّوقُ الظّلام
وأبْرَزَها وقد بطرَتْ ، وصارَتْ
شَمُولاً مِنْ مُماطَلَة ِ الجِمامِ
ترَى فيها الْحَبابَ، وقد تَدَلّى ،
كمثْلِ الدُّرّ سُلّ منَ النّظامِ
تَرى إلْرِيقَنا كالطّيْرِ سامٍ ،
لَهُ فَرْخانِ مِنْ دُرٍّ وسامِ
إذا ما زَقّ فَرْخاً مِنْ سُلافٍ،
تَراهُ دامِياً مِنْ بَينِ دامِ
فخذْها ، إنْ أرَدْتَ لَذيذَ عَيشٍ ،
ولا تَعدِلْ خَليليَ بالمدامِ
وإنْ قالوا: حرامٌ؟ قلْ: حرامٌ!
ولكِنّ اللّذاذَة َ في الْحَرامِ
وخذْ من كفّ جارية ٍ، وصيفٍ،
رخيمٍ الدلّ ، ملثوغِ الكَلامِ
لها شَكلُ الإناثِ وبَينَ بَينِ ،
ترَى فيها تَكاريهَ الغُلامِ
فأحياناً تُقَطّبُ حاجبيْها،
وأحْياناً تَثَنّى كالحُسامِ
وغنّ ، إذ طَرِبْتَ ، فديكَ نَفسي
وقد كحَلَتكَ أسْبابُ المَنامِ :
"ألا حَيِّ الْحَبيبَة َ بالسّلامِ،
وإنْ هيَ لم تُطِقْ رجْعَ الكَلامِ"!
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا تَذْهَلَنّ عنِ ابنَة ِ الكَرْمِ ،
لا تَذْهَلَنّ عنِ ابنَة ِ الكَرْمِ ،
رقم القصيدة : 25467
-----------------------------------
لا تَذْهَلَنّ عنِ ابنَة ِ الكَرْمِ ،
فبِها تَماسُكث قَوّة ِ الجِسْمِ(31/42)
واعْلَمْ بأنّكَ إنْ لهجتَ بغَيرِها ،
هَطَلَتْ علَيكَ سَحَابَة ُ الْهَمّ
وإذا شهدْتَ عدوّها في مَحفِلٍ،
فاقصِدْ إلَيْهِ بأقبَحِ الذّمّ
وإذا شرِبْتَ فكُنْ لها متَمَطّقاً،
حتّى تَبَيّنَ طَيّبَ الطّعْمِ
وتُمَتّعَ اللّهَواتِ منكَ بطيبِها ،
لوْ لم يكُنْ في شُرْبِها مِنْ راحة ٍ،
وانظُرْ إذا هيَ قابَلَتْكَ تَهَيّؤاً
نظرَ اليَتيمِ إلى يَد الأُمِّ
أوَ ما رَأيتَ الكأسَ حينَ مَزَجتَها ،
إلاّ التّخَلّص مِنْ يدِ الْهَمّ
العصر العباسي >> أبو نواس >> كتَمتُ الحبّ يا حكمُ
كتَمتُ الحبّ يا حكمُ
رقم القصيدة : 25468
-----------------------------------
كتَمتُ الحبّ يا حكمُ
ولا ، والله ، يَنكَتِمُ
ولم أرَ مثلُ هذه النّا
س لم أعلَمْهُمُ عَلِمُوا
ولَيسَ سوَى مُلاحَظَتي
إذا ما جِئْتُ أتّهِمُ
هجرْتُ مَعاشراً لكِ فيـ
ــهمُ ابنُ العَمّ والرّحِمُ
وحبّ بُنَيّة ِ الوَضّا
حِ حبٌّ لَيسَ يَنصَرِمُ
أمَ انْتِ بِجارِهِ رَهنٌ ،
سَقَى جيرانَهُ الدّيَمُ
ألا يا أيّها القَسّ
الذي قد صَادَهُ صَنَمُ
ولَوْلا حُبّهُم لمْ تَخْـ
ـطُ بي للقائِهِمْ قَدَمُ
يغمّكَ قولُ أقوامٍ ؛
لحوْكَ لأنّهُمْ علمُوا
فليسَ لهم هوى ً صَقِبٌ؛
وَليسَ لهم هَوى ً أَمَمُ
فصَحّوا وازْدَهَوْا مَرَحاً
وأنحَلَ جسمَكَ السّقمُ
وقالَ : أخوكَ من أسَدٍ
أخٌ منْ سُوسِهِ الكَرَمُ
لقَد أيْقَنْتُ أنّكَ لا
محالَة َ سَوفَ تَرْتَطِمُ
وبَدْرٌ مِنْ بَني حوّا
ءَ تَعْثُو دونَهُ الظُّلَمُ
يَلومُكَ فيهِ أقْوامٌ ،
ببَلْوى اللّوْمِ ما ألَمُوا
وعابُوهُ فكانَ أشَـ
ـــدّ ما عَابُوهُ أنْ زَعَمُوا
بأنّ أميرَتي غَرّا
ء في عِرْنينِها شَمَمُ
وفي أردافها ثِقلٌ؛
وفي أتْرابِها هَضَمُ
وفي أنْيابِها فَلَجٌ،
فأطْرَوْها وما عَلِمُوا
فلا عَدْمَ الهَوَى قَلبي
لغَيْظِهمُ ولا عَدِمُوا
خُلُوّ اً من هَوَى البِيـ
ــضِ الذي بشفاهِها حَممُ
إذا ما الحبّ لم يَجعَلْ
أيادِيَ مِنْكَ تُقْتَسمُ(31/43)
وكانَ لواحِدٍ حَتى
يضمّك في الهوى رَحِمُ
فلامكَ فيهِ أقوامٌ ،
فقد جارُوا ، وقد ظلمُوا
العصر العباسي >> أبو نواس >> قلْبي بخاتَمِ حبّكُمْ مَختومُ ،
قلْبي بخاتَمِ حبّكُمْ مَختومُ ،
رقم القصيدة : 25469
-----------------------------------
قلْبي بخاتَمِ حبّكُمْ مَختومُ ،
ما في هَواكَ لهُ الغداة َ قَسيمُ
أخذتْ مودّتُكُمْ هواهُ بقدْرِهِ
قلْباً بهِ، أمَداً، علَيكَ مُقيمُ
مَنْ كان أعطيَ منكَ قبْلي حظّهُ
مِمّنْ أحَبّ، فإنّني مَحرُومُ
يا ليتَ حَظّي حينَ تجْتهدُ المنى
مِنْ نَيْلِكَ الإيماءُ والتّسليمُ
العصر العباسي >> البحتري >> بعض هذا الملام والتفنيد
بعض هذا الملام والتفنيد
رقم القصيدة : 2547
-----------------------------------
بعض هذا الملام والتفنيد،
ليس هجر النوى كهجر الصدود
زعم العاذلون أن الذي يصـ
ــبيه نجل العيون غير رشيد
كذب العاذلون قد يحسن الحـ
ــب بمن ليس قلبه من حديد
يا ربوع الديار إني على ما
قد أراه منكن غير جليد
أخلق الدهر كهدكن، وللدهـ
ـــر صروف يخلقن كل جديد
فرقت شملنا النوى بعدما كنـ
ـا جميعاً في ظل عيش حميد
لو ترانا عند الوداع وقد لو
ن سكب الدموع ورد الخدود
حين ساروا بغانيات وسام
آنسات حور المدامع غيد
يتلفن من بعيد، وينظر
ن استراقاً إلى المحب العميد
يتهادين حول محورة العيـ
ـنين مصفرة الترائب رود
أعجلتها النوى فما نلت منها
طائلاً غير نظرة من بعيد
سوف اعطي السلوى والصبر ما أمـ
ـنع من طارف الهوى والتليد
بالمهارى يلبسن ثوباً جديداً
مستفاداً في كل وقت جديد
فهي طول النهار بيض وطول الـ
ـليل في أقمص من الليل سود
طالبات في الغوث غيثاً سكوبا
وحميداً في آل عبد الحميد
جاد حتى لو استزيد من الجو
د لما كان عنده من مزيد
خلق يا محمد بن حميد
حزته عن أبوة وجدود
تشهد الحرب منك ليث عرين
غير هيابة ولا رعديد
أسد يركب السيوف إذا ما
قل تحت السيوف صبر الأسود
يتخطى فيها رقاب المنايا(31/44)
غير ما ناكل ولا مزءود
في نهار من السيوف مضيء
تحت ليل من مستثار الصعيد
وعوان تحل تحت وغاها
عقدة الفارس الشجاع النجيد
يخرس الدارعون فيها فما يسـ
ـمع فيها إلا كلام الحديد
العصر العباسي >> أبو نواس >> جِنانُ إنْ جُدْتِ يا مُنايَ بما
جِنانُ إنْ جُدْتِ يا مُنايَ بما
رقم القصيدة : 25470
-----------------------------------
جِنانُ إنْ جُدْتِ يا مُنايَ بما
آمُلُ لمْ تَقطُرالسّماءُ دَما
وإنْ تَمادَيْ ، ولا تَمادَيت في
مَنعِكِ، أُصْبحْ بقَفْرَة ٍ رِمَمَا
علِقْتُ منء لوْ أتى على أنفُسِ الـ
ــماضينَ والغابرينَ ما نَدمَا
لوْ نَظَرَتْ عَيْنُهُ إلى حَجَر،
وَلّدَ فيهِ فُتُورُها سَقَمَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أنْضَيْتِ أحرفَ: لا مِمّا لهجتِ بها،
أنْضَيْتِ أحرفَ: لا مِمّا لهجتِ بها،
رقم القصيدة : 25471
-----------------------------------
أنْضَيْتِ أحرفَ: لا مِمّا لهجتِ بها،
فحقّ لي رِحْلَة ٌ منها إلى : نَعَمِ
أوْحّليها إلى : ما ، فَهْي تَعدِلُها
إنْ كنتِ حاوَلْتِ في لا قِلّة َ الكَلِمِ
قِسْتُمْ علَينا، فعارَضْنا قِياسَكُمُ،
يا مَنْ تَباعَدَ عَنْ جودٍ وعن كرَمِ
ولَستُ، تَفديكُمُ نفسي، أُحمّلُكم
ثِقْلي، بعَينٍ وَلا كَفٍّ ولا قَدَمِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> نَفَرَ النّوْمُ واحْتَمَى
نَفَرَ النّوْمُ واحْتَمَى
رقم القصيدة : 25472
-----------------------------------
نَفَرَ النّوْمُ واحْتَمَى
منْ جنُوني ؛ كأنّما
هُوَ أيضاً منَ الْحَبيبِ
جَفَاءً تَعَلّمَا
ازْجُرِ القلْبَ إنْ صَبَا،
ولُمِ العَينَ مِثْلَمَا
جَشّمَتْ قَلبَكَ الصّبا
بَة َ حتّى تَجَشّمَا
أنْتِ ياعيْنُ كُنْتِ لي
للصّباباتِ سُلّمَا
ثمّ حَمّلْتِني الثّقيـ
ـــلَ ، وأبْكَيْتِني دَمَا
ثمّ ألّفْتِ بَينَ طَرْ
فيَ والنّجمِ في السّمَا
عَجَباً كَيْفَ لمْ يَصِرْ
هُوَ مِثْلي مُتَيَّمَا
أنتَ لوْ لم تكُنْ شَقِـ
ــيّاً لمَا كُنتَ مُغرَماً(31/45)
عَكَفَ الحُبُّ عِيرَهُ ،
في فُؤادي، وخَيّمَا
فَهْوَ لا يَرْحَلُ الزّما
نَ، وإنْ قُلتُ يَمّمَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> جِنانُ أضْنَى جَسَدي حبُّكُمْ ،
جِنانُ أضْنَى جَسَدي حبُّكُمْ ،
رقم القصيدة : 25473
-----------------------------------
جِنانُ أضْنَى جَسَدي حبُّكُمْ ،
فلَيسَ إلاّ شَبَحٌ قائِمُ
ولَيسَ لي جيبُ قَميصٍ ، ولا
يثْبتُ في خِنْصَريَ الخاتَمُ
إنْ لم يَكُنْ ما قُلْتُهُ هكَذا،
إنّي إذَنْ يا ظالمي ظالِمُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> نَسِيَتْني حوادثُ الأيّام،
نَسِيَتْني حوادثُ الأيّام،
رقم القصيدة : 25474
-----------------------------------
نَسِيَتْني حوادثُ الأيّام،
وصَفَتْ عيشَتي، وقلّ اهتمامي
أقطَعُ الدّهرَ بالنّدامى الكِرام ،
وركوبِ الهَوَى ، وشُرْبِ المُدامِ
وغزالٍ يَسبي النّفوسَ ، إذا هتّـ
ـكَ مِنْهُ مَآزِرَ الإحْرامِ
قد تَمَتّعتُ منهُ في يَفَظاتي ،
وبطَيفِ الخَيالِ في الأحْلامِ
وتَبَطّنْتُهُ، وحارِسُنا اللّيْـ
ـلُ عَلَينا مِنهُ لِحافُ ظَلامِ
أنِفَتْ نَفْسيَ العَزيزَة ُ أنْ تَقْـ
ــنَعُ إلاّ بكُلّ شيءٍ حَرامِ
ما أُبالي متى يكونُ ، وقد قَضّيْتُ
منهُ السّرُورَ ، كأسُ حِمامي
العصر العباسي >> أبو نواس >> سكرْتُ، ومَنْ هذا الذي منهُ يَسلمُ،
سكرْتُ، ومَنْ هذا الذي منهُ يَسلمُ،
رقم القصيدة : 25475
-----------------------------------
سكرْتُ، ومَنْ هذا الذي منهُ يَسلمُ،
وبحتُ لمنْ أهوَى بما كنتُ أكتُمُ
فأصبحتُ كالحيرانِ ، عند إقامَتي ،
أُسرّ بما قد كانَ منّي أم انْدَمُ؟
فَيا لَيْتَني أدري ، إذا ما لَقيتُهُ ،
أسَعْداً أُلاقي أمْ سَعيداً، فأعلَمُ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> ومُحَكَّمٍ في مُهجَتي،
ومُحَكَّمٍ في مُهجَتي،
رقم القصيدة : 25476
-----------------------------------
ومُحَكَّمٍ في مُهجَتي،
والجوْرُ في أحْكامِهِ
قَوْسُ الْمَنايا طَرْفُهُ،(31/46)
واللّحظُ جُلّ سِهامِهِ
إنّي لأحْسُدُ مَن يُمَتّـ
ــعُ سَمْعَهُ بكَلامِهِ
وتَلَذّذَتْ أجْفَانُهُ
بقُعُودِهِ، وقِيامِهِ
أصْبَحْتُ مِنْ حَبّي لَهُ ،
ألْهُو بوَجْهِ غَلامِهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> كأنّما خَدّهُ، والشَّعْرُ مُلْبِسُهُ، كأنّما خَدّهُ، والشَّعْرُ مُلْبِسُهُ،
كأنّما خَدّهُ، والشَّعْرُ مُلْبِسُهُ، كأنّما خَدّهُ، والشَّعْرُ مُلْبِسُهُ،
رقم القصيدة : 25477
-----------------------------------
كأنّما خَدّهُ، والشَّعْرُ مُلْبِسُهُ، كأنّما خَدّهُ، والشَّعْرُ مُلْبِسُهُ،
شِقٌّ مِنَ البَدْرِ مُنشَقٌّ عن الظُّلَمِ
كأنّما كاتِبٌ خَطّتْ أنَامِلُهُ
بالمِسْكِ في خَدّهِ سَطرَينِ بالقَلَمِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> فدَيتُكُما ، لا تَعجلا بملائي،
فدَيتُكُما ، لا تَعجلا بملائي،
رقم القصيدة : 25478
-----------------------------------
فدَيتُكُما ، لا تَعجلا بملائي،
ولا تَصِلا هَتكي بغَيرِ حَرامِ
مُنيتُ بقَلبٍ لَيس يَنفَكُّ مُقصَداً
بلَحظَة ِ طرْفٍ ، -- أوْ بشرْبِ مدامِ
فما صاحبي إلاّ فتى ً جمجمتْ بهِ
أبية ُ نَفسٍ عن قبولِ ملامِ
ومشتركٍ فيهِ، إذا الوَهْمُ نالَهُ،
تَخَنّثُ أنثى ، واعتدالُ غُلامِ
وخالَستُهُ كأسينِ ، ريقاً وقهوة ً
مُعَتَّقَة ً شُجّتْ بماءِ غمامِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ما أقْبَحَ الهجرَ بالمحبّ ، ومَا
ما أقْبَحَ الهجرَ بالمحبّ ، ومَا
رقم القصيدة : 25479
-----------------------------------
ما أقْبَحَ الهجرَ بالمحبّ ، ومَا
أحْسَنَ وَصْلَ الْحَبيبِ لَوْ عَلِمَا
يا حبّ لا منكَ كَمْ تُبَرّحُ بي،
فَبَدّلَ اللهُ قَوْلَ لا نَعَمَا
يا ناقِضَ العَهْدِ والوِصالِ، لقدْ
أبْدَلْتَ عَينيّ بالدّموعِ دَمَا
حتى لَقَدْ شاعَ ما أُكاتِمُهُ،
وصرْتُ للنّاسِ في الهَوَى عَلَمَا
يا مَعْشَرَ النّاسِ مَنْ رأى أحَداً
قَدْ مَسّهُ الشّوْقُ والهَوَى سَلِمَا(31/47)
مُخالِفٌ لي ، قدِ ابتُليتُ بهِ ،
أحسَنُ خلْقِ الإلَهِ مُبْتَسِمَا
العصر العباسي >> البحتري >> لعمر المغاني يوم صحراء أربد
لعمر المغاني يوم صحراء أربد
رقم القصيدة : 2548
-----------------------------------
لَعَمر المَغاني، يومَ صَحرَاءِ أربَدِ،
لقَد هَيّجتْ وَجداً على ذي تَوَجُّدِ
مَنَازِلُ أضْحَتْ للرّياحِ مَنَازِلاً،
تَرَدَّدُ فيْهَا بَينَ نُؤيٍ وَرِمْدِدِ
شَجَتْ صَاحبي أطلالُها، فتَهَلّلَتْ
مَدامِعُهُ فيها، وما قُلْتُ أسْعِدِ
وَقَلّتْ لِدارِ المَالِكِيّةِ عَبْرَةٌ
منَ الشّوْقِ، لم تُملَكْ بصَبْرٍ فتُرْدَدِ
سَقَتْها الغَوَادي حَيثُ حَلّتْ دِيَارُها،
على أنّها لمْ تَسقِ ذا الغُلّةِ الصّدِي
رأتْ فَلَتاتِ الشّيبِ، فابتَسَمَتْ لها،
وَقَالَتْ: نجُومٌ لَوْ طَلَعْنَ بأسْعَدِ
أعاتِكُ! ما كانَ الشّبابُ مُقَرّبي
إلَيكِ، فألحي الشّيبَ، إذ كان مُبعدي
تَزِيدينَ هَجراً كُلّما ازْدَدْتُ لوْعةً،
طِلاباً لأنْ أُرْدى، فَها أنذا رَدِ
متى ألحَقِ العَيشَ الذي فاتَ آنِفاً،
إذا كانَ يوْمي فيكِ أحسَنَ من غدِي
لَعَمْرُ أبي الأيّامُ ما جَارَ حُكْمُها
عَليّ، وَلاَ أعْطَيْتُها ثِنْيَ مِقْوَدي
وَكَيْفَ أخافُ الحادِثَاتِ وَصَرْفَها
عَليّ، وَدُوني أحْمَدُ بنُ مُحمّدِ
مَلُومٌ عَلَى بَذْلِ التِّلادِ، مُفَنَّدٌ،
وَلاَ مَجْدَ إلاّ للمَلُومِ، المُفَنَّدِ
وأبْيَضُ نُعْمَاهُ لأقْصَرِ مَاتِحٍ
رِشَاءٌ، وَجَدْوَاهُ لأوّلِ مُجْتَدِ
إذا ابتَدَرُوهُ بالسّؤالِ انْتَحَى لَهُمْ
على وَفْرِهِ، حتى يَجُورَ، فيَعتَدي
بَعيدٌ على الفِتيَانِ أنْ يَلحَقُوا بهِ،
إذا سارَ في نَهجٍ، إلى المَجْدِ، مُصْعِدِ
وَفي النّاسِ ساداتٌ يَرُوحُ عَديدُهُمْ
كَثيراً، وَلَكِنْ سَيّدٌ دونَ سَيّدِ
غَدَا وَاحداً في حَزْمِهِ واضْطِلاعهِ،
يَنُوُء بِنُصْحٍ، للخِلاَفَةِ أوْحَدِ
قَريبٌ لها مِنْ حِفظِ كلّ مُضَيَّعٍ،
سَرِيعٌ لها في جَمعِ كلّ مُبَدَّدِ(31/48)
يضيق عن الشيء الطفيف يخانه
وإن هو أمسى واسع الصدر واليد
أبَا حَسَنٍ! تَفْيكَ أنْفُسُنا التي
بسَيْبِكَ من صَرْفِ النّوَائِبِ تَفتَدي
وَمَا بَلَغَتْ آمَالُنا مِنْكَ غَايَةً
نَرَاهَا رِضًى في قَدْرِكَ المُتَجَدِّدِ
وَكَيفَ وَذاكَ الرّأيُ لمْ يَستَندْ بهِ
مُشيرٌ، وَذاكَ السّيفُ لمْ يُتَقَلَّدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> عاقَبْتَني بأشَدّ مِنْ جُرمي ،
عاقَبْتَني بأشَدّ مِنْ جُرمي ،
رقم القصيدة : 25480
-----------------------------------
عاقَبْتَني بأشَدّ مِنْ جُرمي ،
وظَلَمْتَني مُسْتَعذِباً ظُلْمي
وظَنَنْتَ أنّي غَيرُ مُنْتَقِمٍ،
فسكَتَّ حينَ سكَتَ عن عَلْمِ
فلَو أنّ لي نَفْساً تُطاوِعُني ،
ما كنتَ تَسْبِقُني إلى الصّرْمِ
أشْمَتَّ حُسّادي ببُغْيَتِهِمْ ،
ورَفَعتَهمْ ، وَدَعَوْتَهمْ باسْمي
قد كُنتَ من حَقّي على ثِقَة ٍ،
حتى رأيتُكَ ، دونَهمْ ، خَصْمي
إنْ كُنتُ قد قلتُ الذي زَعَمُوا،
فأكَلْتُ أكْلَة َ جُنّة ٍ لَحْمي
فابْلُغْ بهزَلٍ جِدّ مُنْتَقِمٍ
فيما بَدا لكَ ، واستَبِحْ شتمي
العصر العباسي >> أبو نواس >> اسْمي لوَجْهِكِ يا مُنى صِفَة ٌ،
اسْمي لوَجْهِكِ يا مُنى صِفَة ٌ،
رقم القصيدة : 25481
-----------------------------------
اسْمي لوَجْهِكِ يا مُنى صِفَة ٌ،
فكَفَى بوَجْهكِ مخبراً باسمي
اللهُ وَفّقَ والدَيّ لَهُ
منْ قَبْلِ أن أهواكِ عن عِلْمِ
اللهَ في قَتْلي ، مُعَذّبَتي ،
لا تَقْتُلي في غَيرِ ما جُرْمِ
لا تَفْجَعي أُمّي بواحِدِها،
لَنْ تُخْلِفي مثْلي على أُمّي !
العصر العباسي >> أبو نواس >> عِتابٌ لَيسَ ينصَرِمُ ،
عِتابٌ لَيسَ ينصَرِمُ ،
رقم القصيدة : 25482
-----------------------------------
عِتابٌ لَيسَ ينصَرِمُ ،
وحبُّ لَيسَ يَنكَتِمُ
وجارية ِ بُلِيتُ بها
كأنّ بنانَها عَنَمُ
مُخَنَّثَة ٌ ، مُؤَنّثَة ٌ
بها ألَمٌ، وبي ألَمُ
تُجَرِّرُ ذَيْلَ مِئزَرِها ،(31/49)
وفارِسُ أذْنِها قَلَمُ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> أتأذَنُ لي، فدَيْتُكَ، بالسّلامِ
أتأذَنُ لي، فدَيْتُكَ، بالسّلامِ
رقم القصيدة : 25483
-----------------------------------
أتأذَنُ لي، فدَيْتُكَ، بالسّلامِ
عَلَيكَ، وفي القَليلِ من الكَلامِ
أتَغْدو للحَديثِ إلى فَقيهٍ،
وتَنْظُرُ في الْحَلالِ وفي الْحَرامِ
فهَلْ حَدّثْتَ عَنْ قَتْلي بشيءٍ
إلى الفُقَهاءِ ، يا بَدْرَ التّمامِ ؟
العصر العباسي >> أبو نواس >> أيّها الخادِمُ الذي لَوْ أُتيتُ الـ
أيّها الخادِمُ الذي لَوْ أُتيتُ الـ
رقم القصيدة : 25484
-----------------------------------
أيّها الخادِمُ الذي لَوْ أُتيتُ الـ
ـأمْرَ كانَ الْمُكَرَّمَ الْمَخْدُومَا
آمراً، ناهِياً، أميراً، مُطاعاً،
جائزَ الحكمِ، سائِماً لا مَسومَا
لا كمَا قد أرَى ، فقَطّعَ قَلبي
أنْ أراكَ المُهانَ ، والمَشتُومَا
إنْ يَكُنْ ظالِمَ الفِعالِ ، فإنّي
قد أرَى لَحْظَ عَينِهِ مَظلُومَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا ريمُ! هاتِ الدواة َ والقَلَمَا، يا ريمُ! هاتِ الدواة َ والقَلَمَا،
يا ريمُ! هاتِ الدواة َ والقَلَمَا، يا ريمُ! هاتِ الدواة َ والقَلَمَا،
رقم القصيدة : 25485
-----------------------------------
يا ريمُ! هاتِ الدواة َ والقَلَمَا، يا ريمُ! هاتِ الدواة َ والقَلَمَا،
أكتُبُ شَوْقي إلى الذي ظلما
غَضْبانَ قد عَزَّني رضاهُ ، ولوْ
يَسألُ: ممّا غضبتَ؟ ما عَلِمَا
فلَيسَ يَنفَكّ منهُ عاشِقُهُ،
في جمْعِ عُذْرٍ لغيرِ ما اجْتَرَمَا
أضَلُّ يَقْظَانَ من تَذكُّرهِ ،
حتى إذا نمتُ كانَ لي حُلُمَا
عَلِقِتُ من أتى على أنْفُسِ الـ
ــماضينَ والغابرينَ ما نَدِمَا
لوْ نَظَرَتْ عينُهُ إلى حَجَرٍ ،
وَلّدَ فيهِ فُتُورُها سَقَمَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> ترَكْتُ الرّبْعَ لا أبْكيـ
ترَكْتُ الرّبْعَ لا أبْكيـ
رقم القصيدة : 25486
-----------------------------------(31/50)
ترَكْتُ الرّبْعَ لا أبْكيـ
ــهِ ، والأطْلالَ ، والرّسْمَا
ولا أبْكي على لَيْلى ،
ولا سُعْدَى ، ولا سَلْمَى
وذاكَ لأنّني رَجُلٌ،
عَلِمْتُ مِنَ الهَوَى عِلْمَا
كَما ما أحسَنَ الوَصْلَ!
كذا ما أقْبَحَ الصّرمَ !
فَنَلْزَمْ حيثُ ذا حَمْداً ،
ونَلزَمُ حَيثُ ذا ذَمّا
أمِيري، إنّمَا جُرْتَ،
لأن وَلّيْتُكَ الحُكْمَا
أما تَسْتَحْسِنُ العدْلَ ،
كما تَستَحسنُ الظُّلمَا؟..
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا ابنَ عليّ عَلَوْتَ إن كان ما
يا ابنَ عليّ عَلَوْتَ إن كان ما
رقم القصيدة : 25487
-----------------------------------
يا ابنَ عليّ عَلَوْتَ إن كان ما
حَدّثْتَ حَقّاً، وحسبُكَ التّهمُ
وَصْلُ الذي راحَ كالغزالِ منَ الـ
ـدّيوانِ مِنْ فَوْقِ أُذْنِهِ قَلَمُ
قَد حَلّ سَهواً، أو عامداً، أحدَ الـ
ـزّرّيْنِ لَمّا اسْتَفَزّهُ السأمُ
ثمّ بَدا خَالُهُ الفَريدُ الذي
لَيسَ لهُ مُؤنِسٌ، ولا رَحِمُ
حاشايَ إنّي غَضَضْتُ من بَصَري ،
تكَرّماً، إنّ شيمَتي الكَرَمُ
فلا أصابَتْكَ عيْنُ ذي حَسَدٍ
فيهِ، ولا كُدّرَتْ بهِ النّعَمُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أعاذلُ ما غَنّيتُ عن المُدامِ ،
أعاذلُ ما غَنّيتُ عن المُدامِ ،
رقم القصيدة : 25488
-----------------------------------
أعاذلُ ما غَنّيتُ عن المُدامِ ،
فلا تُكْثِر ملامَة َ مستَهامِ
أعاذلُ ؛ ما هَجَرْتُ الكأسَ يوماً ،
ولا قَصّرْتُ في طلَبِ الحرامِ
ولا استَبطَأْتُ نَفسي عن مُجونٍ،
ولا عَطّلْتُ سمعي من مَلامي
ولا استَصْحَبْتُ في دهْري لَئيماً ،
بَرئْتُ مِنَ اللّئيمِ إلى اللّئامِ
ولكِنّ الكِرامَ لَهُمْ صَفائي،
وقد يَصْبُو الكَريمُ إلى الكِرامِ
وشاطِرَة ٍ تَتيهُ بحُسْنِ وَجْهٍ،
كضَوْءِ البَرْقِ في جُنحِ الظّلامِ
رأتْ زِيَّ الغُلامِ أتَمّ حُسْناً،
و أدنى للفُسوقِ وللآثامِ
فما زالتْ تُصرِّفُ فيه ، حتى
حَكَتْهُ في الفِعالِ وفي الكَلامِ
و راحت تستطيلُ على الجواري،(31/51)
بفضلِ في الشَّطارة ِ والغرامِ
تعافُ الدفَّ تكريها ، وفَتْكاً ،
وتَلْعَبُ للمجانَة ِ بالحَمامِ
ويَدْعوها إلى الطُّنْبورِ حِذْقٌ،
إذا دارَتْ مُعَتَّقَة ُ المُدامِ
وتَغدو للصّوالِجِ كلّ يوْمٍ،
وتَرْمي بالبَنادقِ والسّهامِ
تُرَجّلُ شَعرَها، وتُطيلُ صُدغاً،
وتَلْوي كُمَّها فعْلَ الغُلامِ
أنا ابنُ الخمر ما لي عن غِذاها
إلى وقتِ المنِيَة ِ من فِطامِ
أُجِلُّ عن اللَّئمِ الكأسَ ، حتى
كأنَّ الخمر تُعصَرُ من عِظامي
وأسْقيها مِنَ الفِتْيانِ مثْلي،
فتَخْتالُ الكَريمَة ُ بالكِرامِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إني علقتُ الأحْمَدَيْنِ كليْهِما، إني علقتُ الأحْمَدَيْنِ كليْهِما،
إني علقتُ الأحْمَدَيْنِ كليْهِما، إني علقتُ الأحْمَدَيْنِ كليْهِما،
رقم القصيدة : 25489
-----------------------------------
إني علقتُ الأحْمَدَيْنِ كليْهِما، إني علقتُ الأحْمَدَيْنِ كليْهِما،
كيما يكون هوى الفؤادِ هواهُما
تِرْبانِ قد كُسِيا الملامة ِ كُلِّها ،
و غِذاهمافي نعمة ٍ أبواهما
قَمرانِ، بل شَمسانِ بينَ غمامة ٍ،
فهما هوايَ منَ الأيامِ، هُما همَا
وهُما اللّذانِ، إذا يقال: تمنّ لي،
لم أعْدُ مِن حورِ الظّباء سواهما
فَعَلى الملاحِ مِنَ البَرِيّة ِ كلّهم ،
منّي السّلامُ ، إلى المَماتِ عداهمَا
العصر العباسي >> البحتري >> ما نال ما نال الأمير محمد
ما نال ما نال الأمير محمد
رقم القصيدة : 2549
-----------------------------------
ما نال ما نال الأمير محمد
بيمن محمد بن يزيد
وبنو ثمالة أنجم مسعودة
فعليك ضوء الكوكب المسعود
شفعت خراسان العراق بزورة
من زائر طرف اللقاء جديد
ذاك المبارك خلة، ولربما
مني الجليل بأشأم منكود
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا عَينَ حَمدانَ مَن ذا
يا عَينَ حَمدانَ مَن ذا
رقم القصيدة : 25490
-----------------------------------
يا عَينَ حَمدانَ مَن ذا
على فُتورِكِ يَسْلَمْ
حَيِيتُ لَمّا بَدا لي،(31/52)
ومِتُّ حِينَ تَكَلّمْ
حتى إذا ما تشْتَهَى أنْ
يَرُدّ روحي ، تبَسّمْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أيا مَنْ لا يُرامُ لَهُ كَلامُ،
أيا مَنْ لا يُرامُ لَهُ كَلامُ،
رقم القصيدة : 25492
-----------------------------------
أيا مَنْ لا يُرامُ لَهُ كَلامُ،
فكَيْفَ سوَى الكلاَمِ إذا يُرامُ
ولا التّسليمُ، إلاّ مِنْ بَعيدٍ،
فيَشملني معَ القَوْمِ السّلامُ
ويدْخُلُ حُبّهُ في كلّ قَلْبٍ ،
مَداخِلَ لا تُقَلْقِلُها الْمُدامُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا أبا القاسِمِ قَلبي
يا أبا القاسِمِ قَلبي
رقم القصيدة : 25493
-----------------------------------
يا أبا القاسِمِ قَلبي
بكَ صَبٌّ مُستَهامُ
بأبي مَرْكَبُكَ الصّعـ
ــبُ الذي ليسَ يُرَامُ
وبِدَارَاني يَميلا
نِ كمَا مَالَ الرُّكَامُ
وَ عَذَارٍ زَانَهُ مِنْ
زَغَبِ الشّعْرِ لِجامُ
طِبْتَ ، والعِفَّة ُ عنْ تَقْـ
ــبيلِ خَدَّيْكَ حَرامُ
فأبِنْ لي أكَعابٌ
أنْتَ ، أمْ أنْتَ غُلامُ ؟
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا دارُ! ما فعَلَتْ بكِ الأيّامُ،
يا دارُ! ما فعَلَتْ بكِ الأيّامُ،
رقم القصيدة : 25494
-----------------------------------
يا دارُ! ما فعَلَتْ بكِ الأيّامُ،
ضَامَتْكِ ، والأيامُ ليسَ تُضامُ
عَرَمَ الزّمانُ على الّذينَ عهدتهمْ
بكِ قاطِنين، وللزّمان عُرامُ
أيّامَ لا أغْشى لأهْلِكِ مَنْزِلاً ،
إلاّ مُرَاقَبَة ً ، عليّ ظَلامُ
لقد نَهَزْتُ مع الغُوَاتِ بِدَلْوِهِمْ ،
وأَسَمْتُ صَرْحَ اللّهْوِ حيثُ أساموا
وبلَغتُ ما بَلَغَ امرُؤٌ بشَبابِهِ،
فإذا عُصارَة ُ كلّ ذاكَ آثامُ
وتجَشّمَتْ بي هوْلَ كلّ تنوفة ٍ،
هَوْجاءُ فيها، جرأة ً، إقْدامُ
تَذَرٌّ المَطَيَّ وراءَها ، فكأنّها
صَفٌّ تَقَدّمَهُنّ وهي إمامُ
وإذا المَطيّ ينا بَلَغْنا محمّداً ،
فَظُهورُهُنّ على الرّجالِ حَرامُ
قرّبننا من خيرِ مَن وَطىء َ الحصَى ،
فلها علينا حُرْمَة ٌ وذِمامُ(31/53)
رُفِعَ الحِجابُ لنا، فلاح لناظِرٍ
قَمَرٌ تَقَطَّعُ دونَهُ الأوهامُ
مَلِكٌ، إذا عَلِقَتْ يداكَ بحَبْلِهِ
لا تَعْتَريكَ البؤْسُ والإعْدامُ
مَلِكٌ تَوَحّدَ بالمَكارِمِ والعُلى ،
فَرْدٌ ، فَقَيد النّدّ فيهِ ، هُمامُ
مَلكٌ أغَرُّ ، إذا شَرِبْتَ بِوَجْهِهِ ،
لمْ يَعْدُكَ التّبْجيلُ والإعْظامُ
فالبَهْوُ مُشتَمِلٌ ببَدْرِ خلافَة ٍ،
لبِسَ الشّبابَ بنورِهِ الإسْلامُ
سَبْطُ البَنَانِ ، إذا احْتَبى بِنِجادِهِ
فَرَعَ الجَماجِمَ ، والسّماطُ قِيامُ
إنّ الذي يَرْضَى الإلَهُ بِهَدْيِهِ،
مَلِكٌ تَرَدّى المُلْكَ وهو غُلامُ
مَلِكٌ ، إذا اعْتَصَر الأمورَ ، مَضى بهِ
رَأيٌ يَفُلُّ السّيفَ ، وهو حُسامُ
داوى يه اللهُ القلوبَ من العَمَى ،
حتى أفَقْنَ، وما بهنّ سَقامُ
أصبَحتَ يا بنَ زَبيدَة َ ابنة ِ جعفرٍ
أمَلا لِعَقْدِ حِبالِهِ اسْتِحْكامُ
فسَلِمتَ للأمْرِ الذي تُرْجَى لهُ،
وتَقاعَسَتْ عن يوْمكَ الأيامُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أبا العَبّاسِ ماظَنّي بِشُكْري ،
أبا العَبّاسِ ماظَنّي بِشُكْري ،
رقم القصيدة : 25495
-----------------------------------
أبا العَبّاسِ ماظَنّي بِشُكْري ،
إذا ما كنتَ تَعْفُو بالذّميمِ
وإنّي، والذي حاوَلْتَ منّي،
لَمُعْوَجٌّ دَفَعْتَ إلى مُقيمِ
وكنتَ أباً سِوى أنْ لم تَلِدْني ،
رَحيماً، أوْ أبَرّ منَ الرّحيمِ
حَلَفْتُ بِرَبّي يَس وطه ،
وأمِّ الآيِ، والذّكْرِ الْحَكيمِ
لَئِنْ أصْبَحتُ ذا جُرْمٍ عَظيمٍ
لقد أصْبحتَ ذا عَفوٍ كَريمِ
ولِي حُرَمٌ ، فلا تَمْنْتَطَّ عَنْها ،
فَتَدْفَعَ حَقَّها دَفْعَ الغَريمِ
تَغَافَلُ لي كأنّكَ واسِطِيٌّ ،
وبيتُكَ بَينَ زَمزَمَ والحطيمِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لِمَنْ دِمَنٌ تَزْدادُ حُسْنَ رُسُومِ،
لِمَنْ دِمَنٌ تَزْدادُ حُسْنَ رُسُومِ،
رقم القصيدة : 25496
-----------------------------------
لِمَنْ دِمَنٌ تَزْدادُ حُسْنَ رُسُومِ،(31/54)
على طولِ ما أقْوَتْ، وطيبِ نَسيمِ
تَجافَى البِلَى عَنهُنّ ، حتى كأنّما
لَبِسَ ،على الإقواءِ ، ثوْبَ نَعيمِ
وما زالَ مَدْلُولاً على الرَّبْعِ عاشقٌ،
حَسيرُ لُباناتِ ، طَليحُ هُمومِ
يرَى النّاسَ أعباءً على جَفْنِ عَيْنِهِ
ولوْ حَلّ في دارَيْ أخٍ وحَميمِ
فَوَدّ بجَدْعِ الأنْفِ ، لوْ أنّ ظهرَها
مِنَ النّاسِ أعْرَى مِنْ سَرَاة ِ أديمِ
ألا حَبّذا عَيشُ الرّجاءِ ورَجْعَة ٌ
إلى دُفّ مِقْلاقِ الوَضينِ، سَعُومِ
تَرامَتْ بها الأهْوالُ حتى كأنّها
تُحَيّفُ مِنْ أقْطارِها بقَدوم
وكأسٍ كعَينِ الدّيكِ باتَتْ تَعُلّني
على وَجْهِ مَعبودِ الجَمالِ ، رَخيمِ
إذا قُلتُ عَلّلْني بريقكَ أقْبَلَتْ
مَراشِفُهُ، حتى يُصِبْنَ صَميمي
بنَيْنا على كِسرَى سَماءَ مُدامة ٍ ،
مُكَلَّلَة ً حافَاتُها بنُجومِ
فلَوْ رُدّ في كِسرَى بن ساسانَ رُوحُه
إذَنْ لاصْطَفاني دونَ كلّ نَديمِ
إلَيكَ، أبا العَبّاسِ، عدّيْتُ ناقتي
زِيادَة َ وُدٍّ، وامتحانَ كَريمِ
لأعْلَمَ ماتأتي ، وإنْ كنتُ عالماً
بأنّكَ ، مَهْما قُلْتَ ، غير مُليمِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> خليليّ ! هذا مَوْقِفٌ من مُتَيَّمٍ ،
خليليّ ! هذا مَوْقِفٌ من مُتَيَّمٍ ،
رقم القصيدة : 25497
-----------------------------------
خليليّ ! هذا مَوْقِفٌ من مُتَيَّمٍ ،
فعُوجا قَليلاً، وانظُراهُ بسُلّمِ
إذا شِئْتُ لم تكْثُرْ عليّ مَلامَة ٌ،
وأعْنُفُ أحْياناً ، فيكثُرُ لُوّمي
وطيفٍ سرَى ، والهمّ مُلقٍ جرانَهُ
عليّ، وأقرانُ الدّجى لم تَصرّمِ
فقلتُ له: أهلاً وسَهلاً بزائرٍ،
ألَمّ بنا، واللّيلُ بالليلِ يَرْتَمي
سَميّ خَليلِ الله! كنتُ ابن صَبوَة ٍ
تجالَلْتُ عَنها ثمّ قلتُ لها اسلَمي
وقد تبتُ عَنها، يعلَمُ الله، توْبة ً
تَبيتُ مكانَ السرّ منّي الْمُكَتَّمِ
إذا كانَ إبْراهيمُ جارَكَ لم تجدْ
عليكَ بَناتُ الدّهرِ من مُتَقَدِّمِ
هوَ المَرْءُ لا يَخْشَى الحوادِثَ جارُهُ(31/55)
فخذْ عِصْمة ً منهُ لنَفسكَ تَسلَمِ
لقد حَطّ جارُ العَبْدَرِيّ رِحالَهُ ،
إلى حيثُ لا ترْقى الخطوبُ بسلّمِ
وَجَدْنا لعَبْدِ الدّارِ جُرْثومَ عزّة ٍ
وعادِيّة ٍ أرْكانُها لم تَهَدّمِ
إذا اشتَغَبَ النّاسُ البيوتَ، فإنّهمْ
أولُوا الله ، والبيتِ العتيقِ المحرَّمِ
رأى الله عثمانَ بنَ طَلحة َ أهلَها ،
فكَرّمَهُ بالمُستَعاذِ المُكَرَّمِ
وأخطَرْتُمُ دونَ النّبيّ نُفوسكُمْ
بضرْبٍ يزيلُ الهامَ عن كلّ مَجثمِ
فإنْ تُغلِقوا أبوابَهُ لا تُعَنَّفُوا ،
وإنْ تَفتحوها نَستَطِفْ ونُسلّمِ
إليكَ ابنَ مُستَنّ البطاحِ رَمتْ بنا
مقابَلَة ٌ بَينَ الجَديلِ وشَدقَمِ
مَهارَى ، إذا أشرّ عن بحرَ تَنوفَة ٍ ،
كَرَعْنَ جَميعاً في إناءٍ مُفَسَّمِ
نَفَحنَ اللُّغامَ الجعْدَ ثمّ ضرَبنَهُ
على كلّ خَيشومٍ نَبيلِ الْمُخطَّمِ
حَدابيرُ ما يَنفَكّ في حيثُ برّكتْ
دمٌ من أظَلٍّ ، أوْ دمٌ من مخدَّمِ
إلى ابنِ عُبيدِ الله حتى لَقينَهُ
على السّعْدِ لم يزْجُرْ لها طيْرَ أشأمٍ
فألقَتْ بأجرامِ الأسرّ، وبرّكَتْ
بأبْلَجَ يَنْدَى بالنّوالِ وبالدّمِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> كَفاكَ أنّي قد بِتُّ لم أنَمِ،
كَفاكَ أنّي قد بِتُّ لم أنَمِ،
رقم القصيدة : 25498
-----------------------------------
كَفاكَ أنّي قد بِتُّ لم أنَمِ،
وأنّ قَلبي مُستوْدعُ السّقَمِ
أوْلى بحَملِ الملامِ عاذِلُ مَنْ
يَسأل رَسْماً إجابَة َ الكَلِمِ
رَسْمُ دِيارٍ يَفْتَرّ مُبتَسِماً
منها البِلَى عَن نَواجِذ الهَرِمِ
أبقَى البِلَى مِنْ جَديدِهنّ كما
أبقى من الجسْمِ مُقْلَتي حكَمِ
قدِ اكتَسَى العودُ في الثّرَى خِلَعاً
من يانعِ الزّهرِ ، والنّدى الشّبِمِ
يحيَا برُوحِ الكُرُومِ لي جَسَدٌ ،
أخنَتْ عليْهِ نوازعُ الهِمَمِ
من اللّواتي حكَى الحَبابُ بها
وَجْهَ حَبيبٍ إليّ مُبْتَسِمِ
أظَلّ منها على شَفَا خَدَرٍ،
يأخُذُ مِنْ مَفرِقي إلى القَدَمِ(31/56)
لمْ يُنقصِ الشّيبُ من دَعارَتِها ،
ولا وَهَى عَظمُها منَ القِدَمِ
تَفعل، في الصّدرِ، بالهمومِ كما
يَفعَلُ ضَوْءُ النّهارِ بالظُّلَمِ
إذا امتَرَتْها أكفّنا نَشأتْ
لها سَحابٌ تَستَنّ بالرِّهَمِ
كَفُّ سليمانَ أمطرَتْ نِعَماً،
وتارَة ً تَستَهِلّ بالنِّقَمِ
يا غرّة َ الشَّرْبِ ، وابنَ غرّتِهِمْ
جِبريلُ مُرْدي كَتائبِ البُهَمِ
كَلَّ لساني عن وَصْفِ مدحك يا بْـ
ـن الصيِّد، وَاستضعفتْ قوَى هممي
ولَستُ إلاّ مُعذّراً، ولوِ استَنْـ
ـطقتُ فيهِ عن ألسنِ الأُمَمِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ما حاجَة ٌ أوْلَى بِنُجْحٍ عاجِلٍ،
ما حاجَة ٌ أوْلَى بِنُجْحٍ عاجِلٍ،
رقم القصيدة : 25499
-----------------------------------
ما حاجَة ٌ أوْلَى بِنُجْحٍ عاجِلٍ،
من حاجَة ٍ علِقَتْ أبا تَمّامِ
فرْعٌ تَمكَنَ من أرُومِ عِمارَة ٍ ،
بَقيَتْ مَناقِبُها على الأيّامِ
لمّا نَدَبْتُكَ للمُهمّ أجَبْتَني :
لبّيكَ، واستَعذَبتَ ماءَ كَلامي
فَدَعِ الْمَواعِيدَ التي ألْحَقْتُها،
حتى يَكُونَ نِتاجُها لتمامِ
فإذا بَسَطْتَ يَداً إليّ بغَوْثَة ٍ،
فلَقَدْ هزَزْتُكَ هزّة َ الصّمصامِ
كم نارِ حَرْبِ ضَلالَة ٍ أطْفَأتَها،
ورِضاعِ جَهْلٍ كِدْتَهُ بفطامِ
إنّ المُلوكَ رَأوْا أباكَ بأعْيُنٍ ،
قدْ كُحّلَتْ بمَراوِدِ الإعْظامِ
واسْتَوْدَعُوا تيجانَهُمْ تمثالَهُ،
والله يَعلَمُهُ مَعَ الأقوامِ
العصر العباسي >> البحتري >> أراجعة سعدى على هجودي
أراجعة سعدى على هجودي
رقم القصيدة : 2550
-----------------------------------
أراجعة سعدى على هجودي
ومبدلتي من أنحس بسعود
وكانت سعادات المحبين أن يروا
وصالا من الأحباب إثر صدود
أيشفي من الهجران لا يهتدي الجوى
لقلب بهجر الغانيات عميد
وتبتعث الأشجان نية غادة
أناة كخوط الخيزرانة رود
وكم قد مددنا من غرور رجئنا
إلى أمد من ودكن بعيد
سيكسف من بال العدو تطولا
ويخلف بالإفضال ظن حسود(31/57)
سعيد بن عبد الله والجود لم يزل
عتاداً لعبد الله قبل سعيد
مواريث من عقب فعقب فمنقض
ومقتبل الأسباب جد جديد
فما تبرح الآمال تثني وجوهها
إلى طارف من فضلهم وتليد
نصيبم من آل المغيرة إنهم
هم عدتي أغلو بهم وعديدي
بهاليل بيض في الندي، وتارة
شراوى أسود في السنور سود
تخير دينار بن دينار العلا
لزهر كأقمار الدجنة صيد
شكرت أبا عثمان عن جاه شافع
ولو رمت جوداً كان موضع جود
يمد بباع من تميم وينتمي
إلى سرو آباء له وجدود
تضمن حاجتي قياما ونصرة
فسيان فيها غيبتي وشهودي
العصر العباسي >> أبو نواس >> عفٌّ ضَميري، هازِلٌ
عفٌّ ضَميري، هازِلٌ
رقم القصيدة : 25500
-----------------------------------
عفٌّ ضَميري، هازِلٌ
لفظي، وفي نظرِي عَرامَهْ
لا أستَهِشّ إلى الصّبَا،
إذْ لَيسَ تَتْبَعُني النّدامَهْ
مُتَلّطّفٌ لا أشْرَئِبُّ ،
ولا تُوَبّخُني المَلامَهْ
ولَرُبّما نَزّهْتُ عَيْـ
ــني في مَحاسنِ ذي وَسامَهُ
أُهْدي لَهُ طُرَفُ الْحَديـ
ــثِ لأسْتَعيدَ بها كَلامَهْ
لا غايَتي منهُ هَوى ً،
تُلْفَى مَغَبَّتُهُ نَدامَهْ
إنّ الْمُحبّ تَبينُ نَظْـ
ـرَته، إذا نَظَرَ، السّلامَهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا قُلْ لإسْماعيلَ : إنّكَ شارِبٌ
ألا قُلْ لإسْماعيلَ : إنّكَ شارِبٌ
رقم القصيدة : 25501
-----------------------------------
ألا قُلْ لإسْماعيلَ : إنّكَ شارِبٌ
بكأسِ بَني ماهانَ ضَرْبة َ لازِمِ
أتُسْمِنُ أوْلادَ الطّريدِ ورَهْطَهُ،
بإهْزالِ آلِ اللهِ مِنْ نَسْلِ هاشِمِ
وإنْ ذُكِرَ الجعْديّ أذْرَيْتَ عَبْرَة ً ،
وقلتَ : أدالَ اللهُ من كلّ ظالِمِ
وتُخبِرُ مَن لاقَيتَ أنّكَ صائِمٌ،
وتَغدو بجحْرٍ مُفطِراً، غيرَ صائمِ
فإنْ يَسْرِ إسماعيلُ في فَجَراتِهِ،
فلَيسَ أميرُ الْمُؤمنينَ بنائِمِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أهاشِمُ! خُذْ منّي رضاكَ، وإنْ أتى
أهاشِمُ! خُذْ منّي رضاكَ، وإنْ أتى
رقم القصيدة : 25502(31/58)
-----------------------------------
أهاشِمُ! خُذْ منّي رضاكَ، وإنْ أتى
رِضاكَ على نَفسي ، فغَيرُ مَلُومِ
فأُقْسِمُ ما جاوَزْتُ بالشّتْمِ والدي
وعِرضي ، وما مزّقْتُ غير أديمي
ولا كنتُ إلاّ كالذي كشَفَ اسْتَهُ
بمَرْأى عُيُونٍ من عِدّى ً وحَميمِ
فعُذْتُ بحِقْوَيْ هاشِمٍ ؛ فأجارَني ،
كَريمٌ، أراهُ فَوْقَ كلّ كَريمِ
وإنّ امرَأً أغضَى على مثْلِ زَلّتي،
وإنْ جَرَحَتْ فيهِ لَعينُ حَليمِ
تَطاوَلِ فَوْقَ النّاسِ ، حتى كأنّما
يَرَوْنَ بهِ نَجْماً أمامَ نُجُومِ
إذا امتازَتِ الأحْسابُ يَوْماً بأهْلِها،
أناخَ إلى عادِيَّة ٍ وصَميمِ
إلى كلّ مَعصُوبٍ به التّاجُ، مِقوَلٍ،
إليْهِ أتَاوَى عامِرٍ وتَميمِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا عمْرُو! ما للنّاسِ قَدْ
يا عمْرُو! ما للنّاسِ قَدْ
رقم القصيدة : 25503
-----------------------------------
يا عمْرُو! ما للنّاسِ قَدْ
كَلِفُوا بلا ونَسوا نَعَمْ
أتَرَى السّماحة َ والنّدى
رُفِعَا كما رُفِعَ الكَرَمْ
مُسخَ النّدَى بُخلاً ؛ فَما
أحَدٌ يَجُودُ لذي عَدَمْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا قَمَرَ اللّيْلِ ، إذا أظلَمَا ،
يا قَمَرَ اللّيْلِ ، إذا أظلَمَا ،
رقم القصيدة : 25504
-----------------------------------
يا قَمَرَ اللّيْلِ ، إذا أظلَمَا ،
هل يَنْقُصُ التّسليمُ من سلّمَا
قد كنتُ ذا وَصْلٍ فمن ذا الذي
عَلّمكَ الهِجْرَانَ لا علّمَا
إنْ كنتَ لي بينَ الوَرَى ظالِماً،
رَضيتُ أنْ تَبقى وأنْ تَظلِمَا
هذا ابنُ إسماعيلَ يَيني العُلى ،
ويَصْطَفي الأكرَمَ، فالأكرَمَا
يزيدُ ذا المال إلى مالِهِ،
ويَخْلُفُ المالَ لِمَنْ أعْدَمَا
يرَى انْتِهازَ الْحَمْدِ أُكْرُومَة ً
ليسَ كَمَنْ ، إن جِئتَهُ ، صَمّمَا
سلْ حَسَناً تسألْ بهِ ماجِداً ،
يرَى الذي تَسْألُهُ مغْنَمَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا خَلِيليّ ساعَة ً لا تَريمَا،
يا خَلِيليّ ساعَة ً لا تَريمَا،(31/59)
رقم القصيدة : 25505
-----------------------------------
يا خَلِيليّ ساعَة ً لا تَريمَا،
وعلى ذي صَبابَة ٍ ، فأقيمَا
ما مَرَرْنا بدارِ زَيْنَبَ، إلاّ
فَضَحَ الدّمعُ سرّنا الْمَكْتُومَا
ذكّرَتْني الهوَى ، وهنّ رَميمٌ،
كيفَ لوْ لم يكُنّ صرْنَ رَميمَا
تَتجافَى حوادثُ الدّهرِ عَمّنْ
كانَ في جانبِ الْحُسينِ مُقيمَا
قال لي النّاس إذ هزَزْتُكَ للحا
جَة ِ : إبشرْ فقد هزَزْتَ كرِيمَا
فاسألَنْهُ ، إذا سألْتَ ، عظيماً ،
إنّما يَسألُ العَظيمُ العَظيمَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> ثقيلٌ يُطالِعُنا من أمَمْ ،
ثقيلٌ يُطالِعُنا من أمَمْ ،
رقم القصيدة : 25506
-----------------------------------
ثقيلٌ يُطالِعُنا من أمَمْ ،
إذا سَرَّهُ رَعْفُ أنْفي ألَمْ
لطَلْعَتِهِ وَخْزَة ٌ في الحَشا ،
كوَقْعِ المشارِطِ في المُحْتَجِمْ
كأنّ الفؤادَ ، إذا ما بدَا ،
بإشْفَى إلى كَبِدي يَنْتَظِمْ
أقولُ لهُ إذْ أتَى : لا أتَى ،
ولا نَقَلَتْهُ إليْنا قَدَمْ
فقدْتُ خَيالَكَ لا منْ عَمى ً،
وصَوْتَ كلامِكَ لا من صَمَمْ
تَغَطّ بما شِئْتْ عن ناظِري ،
ولو بالرّدّاءِ بهِ تلْتَثِمْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أَظْرِفْ بِقَدْرِكَ لولا أنّها غَبَرَتْ ،
أَظْرِفْ بِقَدْرِكَ لولا أنّها غَبَرَتْ ،
رقم القصيدة : 25507
-----------------------------------
أَظْرِفْ بِقَدْرِكَ لولا أنّها غَبَرَتْ ،
وما تَطُورُ بها نارٌ ولا رَسَمُ
تاهَتْ على غَيرِها أنْ أذْنُها سَلِمتْ،
وما تَعاوَرَها في مطْبَخٍ خَدَمُ
تُضيءُ سِكّينُها في كلّ نائِبَة ٍ ،
إذا تَدَنّسَتِ السّكّينُ والبُرُمُ
لوْ أنّ عِرْضَكَ ذا في طُهرِ قِدْرِكَ ما
داناكَ في المجدِ لا كعبٌ ولا هَرِمُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ومظهِرَة ٍ لخَلْقِ اللهِ نُسْكاً ،
ومظهِرَة ٍ لخَلْقِ اللهِ نُسْكاً ،
رقم القصيدة : 25508
-----------------------------------(31/60)
ومظهِرَة ٍ لخَلْقِ اللهِ نُسْكاً ،
وتَلْقاني بدلٍّ وابْتِسامِ
أتيْتُ فؤادَها أشكو إليْهِ ،
فلَمْ أخلصْ إليهِ من الزّحامِ
فيا من ليس يكفيها خليلٌ ،
ولا ألفا خليلٍ كلّ عامِ
أظُنّكِ من بقيّة قوْمِ موسى ،
فهم لا يصْبِرونَ على طعامِ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> أعَزّي، يا مُحمّدُ، عنكَ نفسِي،
أعَزّي، يا مُحمّدُ، عنكَ نفسِي،
رقم القصيدة : 25509
-----------------------------------
أعَزّي، يا مُحمّدُ، عنكَ نفسِي،
معاذ اللهِ والمِنَنِ الجِسامِ
فَهَلاّ ماتَ قَوْمٌ لَمْ يَمُوتُوا،
ودُوفِعَ عَنكَ لي أجَلُ الحِمامِ
كأنّ الدّهْرَ صادَفَ منكَ ثَأراً ،
أو استَشْفى بِهُلْكِكَ من سَقامِ
العصر العباسي >> البحتري >> ليالينا بين اللوى فزرود
ليالينا بين اللوى فزرود
رقم القصيدة : 2551
-----------------------------------
ليالينا بين اللوى فزرود
مضيت حميدات الفعال فعودي
لقينا بك الدنيا مربعاً جنابها
وعهد بنات الدهر جد حميد
زمان وصال لم يرنق صفاؤه
بهجر ولم ينسخ لنا بصدود
سقينا كؤوس اللهو فيه وحظنا
من الدهر تستحله غير زهيد
وطيف سرى تحت الدجى فنفى الكرى
كرى النوم عن ميل السوالف غيد
ألم بخوض كالقسي سواهم
وشعث على كثيب العقيق هجود
فبات يعاطيني على غير رقبة
مجاجة معسول الرضاب برود
تذكرت أيام الشباب وعادني
على الناي من ذكر الأحبة عيدي
وكان سواد الرأس سخصاً محبباً
إلى كل بيضاء الترائب رود
ويوم النقا والبين يطرف أعيناً
ذوارف لم تهمم أسى بجمود
فزعت إلى السلوان فانحزت لاجئاً
إلى فل صبر الغرام مذود
أجد الغواني لا تزال تكيدنا
بإخلاف وعداً أو بنجح وعيد
رمين فأدمين القلوب بأعيين
دواع إلى حكم الهوى وخدود
إذا قيد العجز الفتى دون همه
فليست أواخي العجز لي بقيود
وما زلت مضاء العزيمة أبتغي
مزيداً لقسمي فوق كل مزيد
إذا ما المحيطون حطت ركائبي
إليهم حمتني عدتي وعديدي
سراة بني عمي اهبت بنصرهم
وقد تنثنى للحوادث عودي(31/61)
إجاروا على الأيام كل مروع
بهن وآووا سراب كل طريد
إذا شهدو فاضوا، ويستمطر الحيا
بأوجههم في المحل غير شهود
بهم عادت الدنيا كأحسن ما بدت
وهبت رياح الجود بعد ركودي
خلائق ما تنفك كيف تصرفت
ردى لعدو أو شجى لحسود
وما لهم غير العلا وابتنائها
مناقب آباء خلت وجدود
مليئون جوداً أن تضيم أكفهم
حيا كل عراص العشي وعود
معاقلهم سمر القنا وكنوزهم
شريجان: أسياف وقمص حديد
إذا غمرات الموت أدجت تكشفت
بهم عن أسود زوحفت بأسود
هم أخمدوا نار العدو وأوقدوا
من الحرب نار غير ذات خمود
بشهباء من ماء الحديد كأنها
جبال شرورى أضرمت لوقود
تريك إذا ما الحرب غامت سماؤها
نجوم صعاد في سماء صعيد
فلم يبق من أعدائهم غير موغل
به الخوف أو نائي المحل شريد
يمزقهم وقع الصفيح فموثق
أسير، ومسلوب الحشاشة مود
متى وترتني النائبات، فجودهم
مديلي من أحداثها ومقيدي
مواهب ما تنفك تصدر بالغنى
وفوداً من العافين بعد وفود
العصر العباسي >> أبو نواس >> أرَى الإخوانَ في هَجرٍ أقامُوا،
أرَى الإخوانَ في هَجرٍ أقامُوا،
رقم القصيدة : 25510
-----------------------------------
أرَى الإخوانَ في هَجرٍ أقامُوا،
وخانَ الخِلّ ، وافْتُقِدَ الذّمامُ
ووَدَّعَني الصّبَا ، وعَريتُ منه ،
كما من غِمْدِهِ خرَجَ الحُسام
فصرْتُ ملازِماً لذِنابِ عَيشٍ،
تَضَمّنَهُ اعْوِجاجٌ، وانهِدامُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد أغْتَدي، واللّيلُ في مكْتَمِه،
قد أغْتَدي، واللّيلُ في مكْتَمِه،
رقم القصيدة : 25511
-----------------------------------
قد أغْتَدي، واللّيلُ في مكْتَمِه،
بِيُؤْيؤٍ أسْفَعَ ، يُدْعى باسْمِهِ
مُقابَلٌ من خالِهِ وعَمّهِ ،
فأيّ عِرْقٍ صالِحٍ لم يُنْمِهِ
وقانِصٍ أحْفَى به من أمّهِ ،
لو يستَطيعُ قاتَهُ بِلَحْمِهِ
مازالَ في تَقْديحهِ ونَهْمِه ،
يوحي إليهِ كلماتِ علمِهِ
يقيهِ من بَرْدِ النّدَى بِكمّهِ ،
توْقيتَة َ الأُمّ ابنَها في ضَمّهِ(31/62)
وما يلذّ أنْفَها من شَمّهِ
يُنازِلُ المُكّاءَ عند نَجْمِهِ
بالَغَتْ ، أوْ ينزلُ حكمِهِ ،
يرْكَبُ أطرَافَ الصَّوَى بخَطْمِهِ
وكمْ جَميلٍ حَطّهُ برَغْمِهِ،
وقد سَقاهُ عَلَلاً مِنْ شَمّهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قَدْ أغْتَدي، واللّيلُ في ادْهمامِهِ
قَدْ أغْتَدي، واللّيلُ في ادْهمامِهِ
رقم القصيدة : 25512
-----------------------------------
قَدْ أغْتَدي، واللّيلُ في ادْهمامِهِ
لم يَحسِرِ الصّبحُ دُجَى ظَلامِهِ
بساهِمٍ يَمرَحُ في آدامِهِ،
مُزَبْرَجِ المَتنِ ، وفي خِدامِهِ
مثلُ بَديعِ العَصْبِ في إحكامِهِ،
كأنّ خَطّيْ جانِبَيْ لِثَامِهِ
مِنْ مُؤخَرِ الْخَدّ إلى قُدّامِهِ،
خَطٌّ مُبينُ النّقْشِ في إعْجامِهِ
أجراهُما بالعُودِ مِنْ أقلامِهِ ،
لا يأمَنَنّ الوَحشُ مِنْ عُرامِهِ
يَعدّ يوْمَ الدَّجْن من أيّامِهِ،
فَصارَ، والْمَقرورُ في أهْدامِهِ
قَبلَ انتِباهِ الْحَرّ مِنْ مَنامِهِ،
ابنُ فلاة ٍ صَلّ منْ آرامِهِ
ثمّ انْتَحَى في سَنَنَيْ جِمامِهِ،
لناشِطٍ يَدْفَعُ عَن أخْلامِهِ
فظَلّ يُغري مُلتَقَى أخصامِهِ،
مِنْ خَلفِهِ طَوْراً ومن أمامِهِ
كأنّهُ ، في الكَرّ واقتِحامِهِ ،
ضرْبُ فتَى شيبانَ في إقْدامِهِ
من خيطة ِ النّحْرِ ، ومن قَدّامِهِ،
حتى هوَى يَفحَصُ في رغامِهِ
منقَلبُ الرّوْقِ على أزْلامِهِ،
يالكَ من غادٍ إلى حِمامِهِ !!
العصر العباسي >> أبو نواس >> وقانِصٍ ، مُحتَقرٍ ، ذَميمِ ،
وقانِصٍ ، مُحتَقرٍ ، ذَميمِ ،
رقم القصيدة : 25513
-----------------------------------
وقانِصٍ ، مُحتَقرٍ ، ذَميمِ ،
كدْرِيِّ لوْنٍ، أغبرٍ، قَتيمِ
مُشتَبِكٍ الأعجازِ بالحَيزُومِ ،
ومُخرِجِ اللّحظَة ِ بالخَيشومِ
أضيَقُ أرْضاً مِنْ مَقامِ الميمِ ،
أوْ نُقْطَة ٍ بَينَ جَناحِ الجيمِ
لَيسَ بقِعْديدٍ ، ولا قيّومِ ،
ولا عَنِ الحيلَة ِ بالسّؤومِ
لا يَخْلِطُ الْهَيْمَة َ بالتّنْويمِ،(31/63)
مُنْخَفِضٌ في كَنَفِ التَشويمِ
بينَ نتاجَيْ حَبَشٍ ورُومِ،
في ظُلَلِ الذّرْوَة ِ والعُلْجُومِ
كأنّما دَبّتُهُ في السّيمِ،
في عَقْلِ ناشٍ دَبّة ُ الخُرْطومِ
أوْ نَعْسَة ٌ تَنْهَضُ في نَؤومِ،
أشجَعُ من ذي لُبَدٍ هَضيمِ
حتى اعْتَلى عالِيَة َ التّميمِ،
بؤساً لَهُ منْ هالِكٍ مَعدومِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا دارِها بالماءِ، حتى تُلينَها،
ألا دارِها بالماءِ، حتى تُلينَها،
رقم القصيدة : 25514
-----------------------------------
ألا دارِها بالماءِ، حتى تُلينَها،
فلم تُكْرِمَ الصّهْباءَ حتى تُهينَها
أغالي بها، حتى إذا ما مَلَكْتُها،
أهَنْتُ لإكْرامِ الْخَليلِ مَصونَها
وصفْراءَ قبلَ المَزْجِ ، بيْضاءَ بعدهُ ،
كأنّ شُعاعَ الشمسِ يلْقاكَ دونَها
تَرَى العيْنَ تَسْتَعْفيكَ من لَمَعَانها ،
وتَحْسِرُ حتى ما تُقِلّ جُفونَهَا
تَرُوغُ بنَفْسِ الْمَرْءِ عَمّا يَسوءُهُ
وتَجْدُلُهُ ألاّ يَزالَ قَرينَهَا
كأنّ يَوَاقيتاً عَوَاكِفَ حوْلها ،
وزُرْقَ سَنَامِيرٍ تُديرُ عُيونَها
وشَمْطاءَ حَلَّ الدّهْرُ عنها بِنَجْوَة ٍ
دَلَفْتُ إلَيها؛ فاستَلَلْتُ جَنينَهَا
كأنّا حُلولٌ بينَ أكْنافِ رَوْضَة ٍ ،
إذا ما سَلَبْناها مع اللّيلِ طينَها
العصر العباسي >> أبو نواس >> ياابْنَة َ الشّيخِ اصْبَحينا ،
ياابْنَة َ الشّيخِ اصْبَحينا ،
رقم القصيدة : 25515
-----------------------------------
ياابْنَة َ الشّيخِ اصْبَحينا ،
ماالذي تَنْتَظرينَا !
قَد جَرَى في عُودِكِ الْمَا
ءُ؛ فأجرِي الْخَمرَ فينَا
إنّما نَشرَبُ مِنْها،
فاعْلَمي ذاكَ يا قِينا
كلّ ما كانَ خِلافاً
لشَرابِ الصالحينا
واصرِفيها عَنْ بَخيلٍ،
دانَ بالإمْساكِ دينَا
طَوّلَ الدّهْرُ عليهِ ،
فيَرَى السّاعَة َ حِينَا
قِفْ بِرَبْعِ الظاعِنينَا ،
وابْكِ إنْ كنتَ حَزينا
واسْألِ الدّارَ: متى فا
رَقَتِ الدّارُ القَطِينا
قد سألناها، وتأبَى
أنْ تجيبَ السّائلينا(31/64)
العصر العباسي >> أبو نواس >> وبِكْرِ سُلافَة ٍ في قَعْرِ دَنٍّ ،
وبِكْرِ سُلافَة ٍ في قَعْرِ دَنٍّ ،
رقم القصيدة : 25516
-----------------------------------
وبِكْرِ سُلافَة ٍ في قَعْرِ دَنٍّ ،
لها دِرْعانِ من قارٍ وطينِ
تَحَكّمَ عِلْجُها ، إذ قلْتُ سُمْنِي ،
على غيرِ البَخيلِ ، ولا الضّنينَ
شكَكْتُ بُزَالَها ، واللّيلُ داجٍ ،
فَدَرَّتْ دِرَّة َ الوَدَجِ الطّعينِ
بِكَفِّ أغَنٍّ ، مُخْتَضِبٍ بَناناً ،
مُذالِ الصّدغِ، مضفورِ القرونِ
لَنا منهُ بعَيْنَيهِ عِداتٌ،
يخاطِبُنا بها كسرُ الْجُفونِ
كأنّ الشّمسَ مُقبِلَة ٌ علَينا،
تَمَشّى في قَلائِدِ ياسَمينِ
أقولُ لناقَتي، إذ بلغتني:
لقَدْ أصبحتِ عنديَ باليَمينِ
فلَمْ أجعَلْكِ للقربانِ نَحراً،
ولا قُلْتُ اشْرَقي بِدَمِ الوَتينِ
حَرُمْتِ على الإزِمَّة ِ والوَلايَة ،
وأعْلاقِ الرِّحالة ِ والوَضِينِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ياسُلَيْمانُ غَنّني ،
ياسُلَيْمانُ غَنّني ،
رقم القصيدة : 25517
-----------------------------------
ياسُلَيْمانُ غَنّني ،
ومِنَ الرّاحِ فاسْقِني !؟
ما تَرَى الصّبْحَ قَدْ بَدا
في إزارٍ مُتَبَّنِ!؟
فإذا دَارَتِ الزّجا
جَة ُ خُذْها ، وأعْطِني
عاطِني كأسَ سَلْوَة ٍ
عَنْ أذانِ المؤذِّنِ
اسْقِني الخمْرَ جهْرَة ً
وألْطِني ، وأزْنني
العصر العباسي >> أبو نواس >> غَنّنا بالطّلولِ كيفَ بَلينَا،
غَنّنا بالطّلولِ كيفَ بَلينَا،
رقم القصيدة : 25518
-----------------------------------
غَنّنا بالطّلولِ كيفَ بَلينَا،
واسْقنا نُعْطكَ الثّناءَ الثّمينا
مِنْ سُلافٍ كأنّها كلّ شيءٍ،
يَتَمنّى مُخَيّرٌ أنْ يكونَا
أكَلَ الدّهْرُ ما تَجَسَمَ منها ،
وتَبَقّى لُبابُها المكْنُونَا
فإذا ما اجْتَلَيْتَها، فَهَبَاءٌ
يَمْنَعُ الكَفَّ ما يُبيحُ العيونَ
ثمّ شُجّتْ، فاستَضْحكتْ عن لآلٍ
لوْ تَجَمّعْنَ في يَدٍ لاقْتُنينَا
في كؤوسٍ كأنّهن نُجومٌ(31/65)
جارِياتٌ، بُروجُها ايدينَا
طالِعاتٍ معَ السّقاة ِ علَينا،
فإذا ما غَرَبْنَ يَغْرُبْنَ فِينَا
لوْ ترَى الشَّرْبَ حوْلَها من بعيدٍ،
قُلتَ قوْمٌ، من قِرّة ٍ، يَصْطلونَا
و غَزَالٍ يُديرُها بِبَنانٍ
ناعِماتٍ يَزيدُها الغَمْزُ لِينَا
كلّما شِئْتُ عَلّني برُضابٍ،
يترُكُ القْلبَ للسّرُورِ خَدينَا
ذاكَ عيَشٌ لوْ دامَ لي، غَيرَ أنّي
عِفْتُهُ مُكْرَها ، وخِفتُ الأمينا
أدِرِ الكأسَ حانَ أنْ تَسْقينا ،
وانْقُر الدّفّ، إنّهُ يُلْهِينَا
ودَعِ الذّكْرَ للطّلولِ ، إذا ما
دَارَتِ الكأسُ يَسْرَة ً ويَمينا
العصر العباسي >> أبو نواس >> ساقاني من يديْهِ ، ومُقْلَبيهِ
ساقاني من يديْهِ ، ومُقْلَبيهِ
رقم القصيدة : 25519
-----------------------------------
ساقاني من يديْهِ ، ومُقْلَبيهِ
من الرّاحِ المُعَتّقِ شَرْبَتينِ
فبِتُّ مُرَنَّحاً من شَرْبَتَيْهِ،
صريعاً، قد مُنيتُ بكَرْبَتَينِ
هلالٌ مشرقٌ، بدرٌ لتسعٍ،
وثالثَة ٍ مضَتْ ، ولِليلَتينِ
يُديرُ منَ الْمُدامَة ِ بِنْتَ سَبْعٍ،
وواحدَة ٍ مَضَتْ بعدَ اثنَتَينِ
أقولُ لهُ ، وقد طَرَدَتْ كرانَا :
أدِرْها، واسْقِنا بالرّاحتيْنِ
العصر العباسي >> البحتري >> أما الفلاح فقد غدت أسبابه
أما الفلاح فقد غدت أسبابه
رقم القصيدة : 2552
-----------------------------------
أما الفلاح فقد غدت أسبابه
معقودة بلوائك المعقود
خفقت عليك ذؤابتاه مشرفا
بالعز من متطول محمود
فذؤابة للبأس ظل جناحها
في خطة ، وذؤابة للجود
وأرى الأعنة مذ جمعت شتاتها
لم تخل من نصر ومن تأييد
ونجوم من عاداك في أهوية
بخعت بطالع نجمك المسعود
فاسلم ليسلم غيظ كل مكاشح
منهم وتمرض نفس كل حسود
العصر العباسي >> أبو نواس >> دَقّ معنى الخمرِ، حتى
دَقّ معنى الخمرِ، حتى
رقم القصيدة : 25520
-----------------------------------
دَقّ معنى الخمرِ، حتى
هُوَ في رَجْمِ الظُّنونِ
كلّما حاوَلَها النّا
ظرُ من طرْفِ الْجُفونِ(31/66)
رَجَعَ الطّرْفُ حَسيراً،
عَن خَيالِ الزَّرَجُونِ
لمْ تَقُمْ في الوهْمِ إلاّ
كَذَّبَتْ عَينَ اليَقينِ
فمتى تُدركُ ما لا
يُتَحَرّى بالعيونِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وخَمّارَة ِ للّهْوِ فيها بَقيّة ٌ ،
وخَمّارَة ِ للّهْوِ فيها بَقيّة ٌ ،
رقم القصيدة : 25521
-----------------------------------
وخَمّارَة ِ للّهْوِ فيها بَقيّة ٌ ،
إلَيْها ثَلاثاً نحوَ حانَتِها سِرْنا
وللّيْلِ جلْبابٌ علَينا، وحَوْلَنا،
فما إنْ ترَى إنْساً لديه، ولا جِنّا
يسايرُنا ، إلاّ سَماءً نُجومُها
مُعَلّقَة ٌ فيها ، إلى حيثُ وَجّهْنا
إلى أنْ طَرَقْنا بابَها بعد هَجْعَة ٍ ،
فقالتْ : منِ الطُّرَّاقُ ؟ قلنا لها : إنّا
ّا شَبابٌ تَعارَفْنا ببابِكِ، لم نكُنْ
نَرُوحُ بما رُحْنا إليْكِ ، فأدْلَجْنا
فإنْ لم تُجيبينا تَبَدّدَ شَمْلُنا،
وإنْ تَجمَعينا بالوِدادِ تَوَاصَلْنَا
فقالتْ لنا : أهْلاً وسهْلاً ومرْحباً ،
بِفِتْيانِ صِدْقٍ ما أرَى بينَهم أفْنا
فقلتُ لها : كيلاً حِساباً مُقَوَّماً ،
دَواريقَ خَمْرٍ ما نَقَصْنَ، وما زِدْنا
فجاءَتْ يها كالشّمْسِ يحْكي شُعاعُها
شُعاعَ الثّرَيّ في زُجاجٍ لها حُسْنا
فقلتُ لها : ماالاسمُ ، والسعرُ ، بيّني
لَنا سِعرَها كَيما نَزُورَكِ ما عِشنَا
فقالتْ لنا : حَنّونُ اسْمي ، وسِعْرُها
ثلاثٌ بِتِسْعٍ ، هكذا غيرَكمْ بِعْنا
ولمّا تَوَلّى اللّيْلُ ، أوكادَ ، أقْبَلَتْ
إليْنا بميزانٍ لِتَنْقُضَنا الوَزْنَ
فقُلْتُ لها : جئنا ، وفي المالِ قِلّة ٌ ،
فهلْ لكِ في أنْ تَقْبَلي بعضنا رَهْنا
فقالتْ لنا : أنْتَ الرّهينَة ُ في يدي ،
متى لم يَفُوا بالمالِ خلّدتُكَ السّجنَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> لمنْ طلَلٌ عاري المحلّ، دفينُ،
لمنْ طلَلٌ عاري المحلّ، دفينُ،
رقم القصيدة : 25522
-----------------------------------
لمنْ طلَلٌ عاري المحلّ، دفينُ،
عَفَا آيَهُ إلاّ خَوالِدُ جُونُ(31/67)
كمَا اقترَنتْ عندَ المَبيتِ حَمائمٌ ،
غريباتُ مُمْسى ً، ما لهنّ وُكُونُ
ديارُ التي أمّا جَنى رَشَفاتِها
فيَحلُو، وأمّا مَسُّها فيَلينُ
وما أنصَفَتْ ، أمّا الشّحوبُ فبيّنٌ
يوَجهي ، وأمّا وَجهها فمَصونُ
وَدَوّيّة ٍ للّرّيحِ بينَ فُروجِها
فُنونُ لغاتٍ مُشكِلٌ ومُبينُ
رَمَيتُ بها العيديّ حتى تحَجّلتْ
نواظرُ منها، وانطَوَينَ بُطُونُ
وذي حِلفٍ بالرّاحِ قلتُ له اصْطبحْ،
فلَيسَ على أمثالِ تِلكَ يَمينُ
شُمولاً ، تَخَطّتْها المَنونُ ، فقد أتَتْ
سِنونٌ لها في دَنّها ، وسِنونُ
تَراثُ أُناسٍ عن أناسٍ تَخَرّموا ،
تَوارَثَها بَعدَ البَنين بَنُونُ
فأدرَكَ منها الغابرونَ حُشاشَة ً،
لها هَيَجانٌ، مَرّة ً، وسكونُ
كأنّ سُطوراً فوْقَها فارسيّة ً،
تكادُ ، وإنْ طالَ الزّمانُ ، تبينُ
لدَى نَرْجَسٍ غَضِّ القطافِ ، كأنّهُ
إذا ما منَحْناهُ العيونَ عُيونُ
مخالِفَة ٍ في شكْلِهِنّ ، فَصُفْرة ٌ
مكانُ سَوادٍ ، والبياضُ جفونُ
فلمّا رَأى نَعْتي ارْعَوى ، واسْتَعاذَني ،
فقلْتُ : خَليلٌ عَزّ ثمّ يهونُ
فصَدّقَ ظَنّي، صَدّقَ الله ظنّهُ
إذا ظنّ خيراً، والظّنونُ فنونُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> اسْقِني يا ابنَ أذينِ،
اسْقِني يا ابنَ أذينِ،
رقم القصيدة : 25523
-----------------------------------
اسْقِني يا ابنَ أذينِ،
من شَرابِ الزَّرَجُونِ
اسْقني حتى تَرَى بي
جِنّة ً غَيرَ جَنُونِ
قَهوَة ً عُمّيَ عَنها
ناظِرَا رَيْبِ الْمَنُون
عُتّقَتْ في الدّنّ حَتى
هيَ في رِقّة ِ ديني
ثمّ شُجّتْ، فأدارَتْ
فوْقَها مثل العيونِ
حَدَقاً تَرْنُو إلَينا،
لم تُحَجَّرْ بِجُفُونِ
ذَهَباً يُثْمِرُ دُرّاً،
كلَّ إبّانٍ وحينِ
بيَدَيْ ساقٍ عليْهِ
حلّة ٌ مِن ياسمينِ
وعلى الأُذْنَينِ مِنْهُ
وردَة َ آذَرَيونِ
غايَة ً في الشّكْلِ والظّرْ
فِ، وفرْدٌ في المجونِ
غنّني يا بنَ أَذينِ:
ولها بالمَاطِرُونِ(31/68)
العصر العباسي >> أبو نواس >> بدَيْرِ بهْرَاذانَ لي مَجلِسٌ،
بدَيْرِ بهْرَاذانَ لي مَجلِسٌ،
رقم القصيدة : 25524
-----------------------------------
بدَيْرِ بهْرَاذانَ لي مَجلِسٌ،
وملعبٌ وسْطَ بساتينِهِ
رحْتُ إلَيهِ ومَعي فِتْيَة ٌ،
نزورُهُ يوْماً سَعانينِهِ
بكلّ طّلاّبِ الهَوى ، فاتِكٍ
قَد آثَرَ الدّنْيا على دينِهِ
حتى تَوافَيْنا إلى مجلسٍ ،
تَضحَكُ ألوانُ رَياحينِهِ
والنّرْجسُ الغَضّ لدى وَرْده،
والوَرْدُ قد حُفْ بنَسْرينِهِ
وجيءَ بالدّنّ على مَرْفَعٍ،
وخاتَمُ العِلْجِ على طينِهِ
وافتُصِدَ الأكحلُ من دَنّنا،
فانْصاعَ في حُمْرَة ِ تَلوينِهِ
وطافَ بالكأسِ لَنا شادِنٌ ،
يُدميهِ مَسُّ الكَفّ من لينِهِ
يكادُ مِنْ إشراقِ خَدّيْهِ أنْ
تُختَطَفَ الأبْصارُ مِنْ دونِهِ
فلمْ نزَلْ نُسقَى ، ونَلهُو بهِ،
ونأخُذُ القَصْفَ بآيينِهِ
حتى غدا السّكرانُ من سكرهِ ،
كالمَيتِ في بَعضِ أحايينِهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وخمرٍ كعينِ الدّيكِ صبّحتُ سحرَة ً ،
وخمرٍ كعينِ الدّيكِ صبّحتُ سحرَة ً ،
رقم القصيدة : 25525
-----------------------------------
وخمرٍ كعينِ الدّيكِ صبّحتُ سحرَة ً ،
وقد همّ نَجمُ اللّيلِ بالخَفَقانِ
نَدَيْتُ لها الخَمّارَ ؛ فانصاعَ مُسرِعاً
إلى عِدّة ٍ من حَنْتَمٍ ودِنانِ
دراسَتُهُ الإنجيلِ حوْلَ دنانِهِ ،
بصيرٌ ببَذلِ الدّنّ ، والكَيَلانِ
فوَدّجَها مِنْ جانِبَيها كِلَيْهما ،
فلِلّهِ ماذات أبْرَزَ الودَجانِ
سُخامِيّة ٌ لم يَقْطَعِ السّنُّ مَتْنَها،
لها مُذْ ثَوَتْ في دَنّها سَنَتانِ
تَرَى الكأسَ في كَفّ المُديرِ كأنّها
على راحتَيْهُ كَوْكَبُ الدَّبَرَانِ
إذا شَجّها السّاقي بماءٍ رَأيتَها
مُكَلّلَة ً الأعْلى بِطَوْقِ جُماني
وقد دارَ ساقِيها بها ذا قُراطِقٍ،
تُناطُ بأعْلى ساعِدٍ وبنانِ
فيأخُذُ منها لَوْنُهُ بَعضَ لوْنِها،
فلَوْناهُما في الْخَدّ يَطّرِدانِ(31/69)
العصر العباسي >> أبو نواس >> طَرِبْتُ إلى قُطْرَبُّلٍ ، فأتَيْتها
طَرِبْتُ إلى قُطْرَبُّلٍ ، فأتَيْتها
رقم القصيدة : 25526
-----------------------------------
طَرِبْتُ إلى قُطْرَبُّلٍ ، فأتَيْتها
بمالٍ منَ البِيضِ الصّحاحِ، وعَينِ
ثَمانينَ ديناراً جِياداً ذَخَرْتُها،
فأنْفَقْتُها حتى شَرِبْتُ بِدَيْنِ
وبعتُ قميصاً سابِرِيّاً وجُبّة ً،
وبعتُ رداءً مُعْلَمَ الطّرَفَينِ
لخمّارَة ٍ دينُ ابنَ عمْرانَ دينُها
مُهَذّبَة ٍ تُكْنى بأمِّ حُصَينِ
وقلتُ لها : إن لمْ تَجودي ينائِلٍ ،
فلا بُدّ مِنْ تَقبيليَ الشّفَتَينِ
فقالتْ : فهلْ تَرْضى بغيرهما هَوى ً
بأمْرَدَ كالدّينار، فاتر عَينِ
فجاءَتْ به كالبَدْرِ يُشْرِقُ وَجْهُهُ
أغَنُّ ، غَضيضٌ ، رَجِحُ الكَفَليْنِ
فرَوّحتُ عنها مُعسِراً غيرَ مُوسِرٍ،
أُقَرْطِسُ في الإفلاسِ من مئَتَينِ
فقالَ لي الخمّارُ عند وداعِهِ
وقد ألبَسَتني الْخَمرُ خُفّ حُنَينِ
ألا عِشْ بزَينٍ أينَ سرْتَ مسَلَّماً،
وقد رُحْتُ منه ، حينَ رُحْتُ ، بِشَيْنِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وخمّارٍ طَرَقْتُ بلا دَليلٍ
وخمّارٍ طَرَقْتُ بلا دَليلٍ
رقم القصيدة : 25527
-----------------------------------
وخمّارٍ طَرَقْتُ بلا دَليلٍ
سوَى ريحِ العَتيقِ الخسرواني
فقامَ إليّ مَذعوراً ، يُلَبّي
وجَوْنُ اللّيلِ مِثلُ الطّيْلَسانِ
فلَمّا أنْ رَأى زِقّي أمامي ،
تَكَلّمَ غيرَ مَذعورِ الجِنانِ
وقالَ : أمنْ تميم ؟ قلتُ : كلاّ،
ولكِنّي منَ الحَيّ اليَماني
فقامَ بمِبْزَلٍ ، فأجافَ دَنّاً ،
كمِثلِ سَماوَة ِ الجَمَلِ الهجانِ
فسَيّلَ بالبَزالِ لهَا شِهاباً ،
أضاءَ لهُ الفُراتُ إلى عُمانِ
رأيْتُ الشّيْءَ حينَ يُصان يزْكو،
ونُقصانُ المُدامِ على الصِّيانِ
سوَى لوْنٍ، وحسنِ صَفا أديم،
وروحٍ قد صَفا، والجسْمُ فانِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أخي قد مضَى مِنْ لَيْلِنا الثُّلُثانِ،(31/70)
أخي قد مضَى مِنْ لَيْلِنا الثُّلُثانِ،
رقم القصيدة : 25528
-----------------------------------
أخي قد مضَى مِنْ لَيْلِنا الثُّلُثانِ،
ونَحنُ لنَجمِ الصّبحِ مُنتَظرانِ
فصَوّبْ من الإبريقِ في الكأسِ شرْبة ً،
يُعَلّ بها قَلْبانِ مُخْتَلِفانِ
تَوَثّبُ عندَ الْمَزْجِ في صَحْنِ كأسِهِ
توثُّبَ صَعبِ الرّأسِ يوْمَ رِهانِ
تُنادي بهَمّي تارَة ً ، وبهَمّهِ :
ألا خَلّيَا قَلْبَيْهِما يَرمَانِ
ولا تُعْفِني مِنها، وإنْ قُلتُ إنّني
فَتى ً لَيسَ لي بالخَندَريسِ يَدانِ
وذي كَفَلٍ رابي الْمَجَسّ، إذا مشَى
تَزِلّ بهِ مِنْ ثِقْلِهِ القَدَمانِ
أخَذْتُ بهَذينِ الأمانَ منَ الأذّى ،
ولا خَيرَ في عَيشٍ بغَيرِ أمَانِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لَعَمرِي ما تَهيجُ الكأسُ شَوْقي ،
لَعَمرِي ما تَهيجُ الكأسُ شَوْقي ،
رقم القصيدة : 25529
-----------------------------------
لَعَمرِي ما تَهيجُ الكأسُ شَوْقي ،
ولكِنْ وَجهُ ساقيها شَجاني
حَسَدْتُ الكأسَ والإبريقَ لَمّا
بَدا ليَ منْ يدَيْ رَخصِ البَنانِ
أموتُ، إذا أزالَ الكأسَ عنّي،
وأحْيا مِن يَدَيْهِ إذا سَقاني
فلي سُكْرانِ منهُ، سكرُ طرْفٍ
وسُكْرٌ مِنْ رَحيقٍ خُسْرُواني
تَجَمّعَ فيهِ أصنافُ المَعاني ،
فَما يُلْفَى لهُ في الْحُسنِ ثَانِ
إذ ظَفِرَتْ بهِ كَفّي استَفادَتْ
لنَفْسي عَنْ تَجَمّعِها الأماني
أعَزُّ العيشِ وَصْلُ المُرْدِهري ،
وبؤسُ العيشِ وَصلي للغَواني
مُعاقَرَة ُ الْمُدامِ بوَجْهِ ظَبْيٍ،
حَوَى في الحُسْنِ غاياتِ الرّهانِ
إذا ما افتَرّ قلتُ : رَفيفُ بَرْقٍ ،
وإمّا اهْتَزّ قلتُ : قضيبُ بَانِ
ألَذُّ إليّ مِنْ عَيشٍ بوادٍ
معَ الأعرابِ ، مجْدوبِ المَكانِ
قُصارَى عَيشِهِمْ أكْلٌ لضَبٍّ،
وشُرْبٌ منْ حَفيرٍ في شِنانِ
العصر العباسي >> البحتري >> بجودك يدنو النائل المتباعد
بجودك يدنو النائل المتباعد
رقم القصيدة : 2553
-----------------------------------(31/71)
بجُودِكَ يَدْنُو النّائلُ المُتَبَاعِدُ،
وَيَصْلُحُ فعلُ الدّهرِ، والدّهرُ فاسدُ
وَما ذُكرَتْ أخلاقُكَ الغُرُّ، فانثَنَى
صَديقُكَ، إلاّ وَهوَ غَضْبانُ حاسدُ
أرَاكَ المُعَلّى مَنهَجَ المَجدِ والعُلا،
وأكثرُ مَا في المَجدِ أنّكَ ماجدُ
أتَيْتُكَ فَلاًّ، لا الرّكابُ ضَليعَةٌ،
ولاَالعَزْمُ مَجموعٌ، ولا السّيرُ قاصِدُ
شَدَائِدُ دَهْرٍ بَرّحَتْ بي صُرُوفُهَا،
وأكثرُ ما أرجُوكَ حَيثُ الشّدائدُ
وَلَوْ لمْ يَكُنْ من زِماعيَ سائِقٌ،
لقَد كانَ لي من مَكرُماتكَ قَائدُ
لَئنْ طَالَ حرْمَانُ الزّمانِ، فإنّهُ
سَيُسْليِهِ يَوْمٌ منْ عَطائكَ واحدُ
وإنّي، وإنْ أمّلْتُ في جُودِكَ الغنى،
لَبالغُ ما أمّلْتُ منْكَ، وزَائدُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> عُجْ للوُقوفِ على راحٍ ، وريحانِ ،
عُجْ للوُقوفِ على راحٍ ، وريحانِ ،
رقم القصيدة : 25530
-----------------------------------
عُجْ للوُقوفِ على راحٍ ، وريحانِ ،
فَما الوُقوفُ على الأطلالِ من شاني
لا تَبكِيَنّ على رَسْمٍ ولا طَلَلٍ،
واقصِدِ عُقاراً ، كعينِ الدّيكِ ، نَدماني
سُلافُ دَنٍّ ، إذا ما الماءُ خالَطَها ،
فاحَتْ كمَا فاحَ تُفّاحٌ بلُبْنانِ
كالمسكِ إنْ بُزِلتْ والسّبكِ إن سُكبتِ
تحكي ، إذامُزْجَتْ ، إكليلَ مَرْجانِ
صَهْباءُ صافيَة ٌ، عَذراءُ ناصِعَة ٌ،
للسّقمِ دافعَة ٌ ، من كَرْمِ دهْقانِ
كَرْمٌ تَخالُ على قُضْبانِ نَخلَتِهِ،
يوْمَ القِطافِ ، لَهُ هاماتِ حُبْشانِ
لم تَدْنُ منها يدٌ، مُذْ يوْمِ قَطْفَتِها،
ولم تُعَذَّبْ بتَدْخينِ ونيرانِ
حتى إذا عُقِرَتْ سالَتْ سُلالَتَها ،
في قَعْرِ مَعصَرَة ٍ ، كالعَندَمِ القَاني
وحوْلَها حارِسٌ، ذو صَلعَة ٍ شَكِسٌ،
عِلْجٌ يَدورُ، أخُو طِمْرٍ وتُبّانِ
سَلسالَة ُ ، مُزّة ً ، إسفَنْطٌ ، معَتَّقة ٌ
بشرْبِها قَيّمُ الحانوتِ أوْصاني
مَسحُولَة ٌ ، مُزّة ٌ ، كالمسكِ ، قرْقفة ٌ
تُطَيّرُ الْهَمّ عن حَيزُومِ حرّانِ(31/72)
هي العروسُ ، إذا دارَيتَ مزْجَتها ،
وإنْ عَنُفْتَ علَيها أختُ شيطانِ
فلألأتْ في حَوافي الكأسِ من يدِهِ ،
مثْلَ اليَواقيتِ من مَثنى ووحدانِ
تَنزُو جَنادِبُها في وَجْهِ شارِبِها
مثلَ الدَّبَى هاجَهُ طَشٌّ بقيعَانِ
حتى إذا اصطَفّتِ الأقداحُ ، وانتطحتْ
بيضُ القَواريرِ من أعيانِ كِيوانش
خلْنا الظّليمَ بَعيراً عند نَهضَتِنا،
والتّلَّ مُنبَطِحاً في قَدّ ثَهْلانِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ياساحِرَ الطّرْفِ ! أنت الدّهرَ وَسنانُ ،
ياساحِرَ الطّرْفِ ! أنت الدّهرَ وَسنانُ ،
رقم القصيدة : 25531
-----------------------------------
ياساحِرَ الطّرْفِ ! أنت الدّهرَ وَسنانُ ،
سرُّ القلوبِ لدَى عَينَيكَ إعْلانُ
إذا امتَحَنْتَ بطَرْفِ العينِ مُكتَتَماً،
ناداكَ مِنْ طَرْفِهِ بالسرّ تِبْيانُ
تَبدو السّرائرُ إنْ عَيناكَ رَنّقَتا،
كأنّما لكَ في الأوْهامِ سُلطانُ
مالي وما لَكَ ، قد جَزّأتَني شِيَعاً ،
وأنتَ مِمّا كَساني الدّهرُ عُرْيانُ
أرَاكَ تَعمَلُ في قَتلي بِلا تِرَة ٍ،
كأنّ قَتلي عتد اللهِ قَرْبانُ
غَادِ المدامَ، وإنْ كانتْ محَرَّمَة ً،
فلِلْكَبائِرِ عِندَ الله غُفْرانُ
صَهباءُ، تَبني حَباباً كلّما مُزِجتْ،
كأنّهُ لُؤلُؤٌ يَتلُوهُ عِقيانُ
كانتْ على عَهدِ نُوحٍ في سَفينَتِهِ،
من حَرّ شَحنَتِها ، والأرْضُ طوفانُ
فلَمْ تَزَلْ تَعجُمُ الدّنيا، وتعجُمُها
حتى تَخَيّرَها للخَبْءِ دْهْقانُ
فصانَها في مَغارِ الأرْضِ، فاختَلَفتْ
على الدّفينَة ِ أزْمانٌ وأزْمَانُ
ببَلدَة ٍ لم تَصِلْ كَلْبٌ بها طُنُباً
إلى خِباءٍ، ولا عَبْسٌ وذُبْيانُ
لَيسَتْ لِذُهْلٍ ، ولا شيبانِها وَطَناً ،
لكِنّها لبَني الأحرارِ أوطانُ
أرْضٌ تَبَنّى بها كِسْرى دَسَاكِرَهُ ،
فما بها مِنْ بني الرّعْناءِ إنْسانُ
وما بها مِنْ هَشيمِ العُرْبِ عَرْفَجة ٌ،
ولا بها مِنْ غِذاءِ العُرْب خُطبانُ
لكنْ بها جُلّنَارٌ قد تَفَرّعَهُ،(31/73)
آسٌ ، وَكَلّلَهُ وَرْدٌ وسوسانُ
فإنْ تَنَسّمَتْ مِنْ أرْواحِها نَسَماً
يَوْماً تَنَسّمَ في الْخَيْشُوم رَيحانُ
يالَيلَة َ طَلَعَتْ بالسّعْدِ أنْجُمُها ،
فباتَ يفتكُ بالسّكرانِ سكرانُ
بِتْنا نَدينُ لإبْليسٍ بطاعَتِهِ ،
حتى نَعَى اللّيْلَ بالنّاقوسِ رُهْبانُ
فقامَ يَسحَبُ أذْيالاً مُنَعَّمَة ً،
قد مَسّها مِنْ يَدي ظُلْمٌ وعدوانُ
يقولُ : يا أسَفي ، والدّمْعُ يغلِبُهُ ،
هتَكتَ منّي الذي قد كانَ يُصْطانُ
فقلتث : لَيثٌ رأى ظَبْياً فواثَبَهُ ،
كَذا صُرُوفُ لَيالي الدّهر ألوانُ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا تَبْكِ للذّاهبينَ في الظُّعُنِ،
لا تَبْكِ للذّاهبينَ في الظُّعُنِ،
رقم القصيدة : 25532
-----------------------------------
لا تَبْكِ للذّاهبينَ في الظُّعُنِ،
ولا تَقِفْ بالْمَطيِّ في الدِّمَنِ
وعُجْ بِنا نَصْطَبِحْ مُعَتَّقَة ً،
من كَفّ ظَبي يَسقيكَها ، فطنِ
تُخبِرُ عَن طِيبِهِ مَحاسِنُهُ،
مُكَحِّلٌ ناظِرَيْهِ بالفِتَنِ
ما أمّتِ العَينُ مِنْهُ ناحِيَة ً،
إلاّ أقامَتْ مِنْهُ على حَسَنِ
يُزْهَى بخَدّينِ سالَ فَوْقَهُما
صُدْغان قد أشرَقَا على الذَّقَنِ
حتى إذا ما الجَمالُ تَمّ لَهُ
والظّرْفُ، قالا لَهُ كَذا فكُنِ
نازَعْتُهُ في الزّجاجِ مثلَ دَمِ الـ
ـشّادِنِ؛ تَنفي طَوارِقَ الْحَزَنِ
فدَبّتِ الرّاحُ في مَفاصِلِهِ ،
ورَنّقَتْ فيهِ فَتْرَة ُ الوَسَنِ
قلتُ لَهُ ، والكَرى يُغازِلُهُ :
هلْ لكَ في النّوْمِ!؟ قال: لم يحنِ
حتى إذا ما النّعاسُ أقْصَدَهُ
نامَ؛ فنِلْتُ السّرورَ من سكَني
فلَمْ أقُلْ بَعدَما ظَفِرْتُ بهِ:
يالَيتَ ما كانَ منهُ لم يَكُنِ
كأنّنا ، والفُسوقُ يَجمَعُنا
بعدَ الكَرَى ، طائرانِ في غُصُنِ
لا تَطْلُبَنّ اللّذّاتِ مُكْتَتِماً ،
واغْدُ إلَيها كَخالعِ الرّسَنِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أشْتَهي السّاقينِ ، لكِنّ قلبي
أشْتَهي السّاقينِ ، لكِنّ قلبي
رقم القصيدة : 25533(31/74)
-----------------------------------
أشْتَهي السّاقينِ ، لكِنّ قلبي
مُستَهامٌ بأصْغَرِ السّاقِيينِ
ليسَ باللاّبسِ القَميص ، ولكنْ
ذي القَباءِ المُعَقرَبِ الصَّدْغينِ
الذي بالجَمالِ زَيّنَهُ اللّـ
ـهُ، وحُسنِ الْجَبينِ والحاجِبَينِ
يُتَلاهَى ، إذا استَحَثّ لشُرْبٍ،
في سكونٍ، ويمسَحُ العارِضَينِ
خَرْسَنوهُ ، وما دَرَى ما خُراسا
نُ بلُبسِ القِباءِ وكالمِئزَرَينِ
هُمْ يَجُورونَ في المُزاحِ عَلَيْهِ
وهوَ يَحْكي بعَدْلِهِ العُمَرَينِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وصاحبٍ زانَ كلَّ مُصْطَحبٍ
وصاحبٍ زانَ كلَّ مُصْطَحبٍ
رقم القصيدة : 25534
-----------------------------------
وصاحبٍ زانَ كلَّ مُصْطَحبٍ
يُنمَى ، إذا ما انتَمى ، إلى اليَمَنِ
أرْوَعُ، مَحمُودَة ٌ خَلائِقُهُ،
يَبذُلُ في الْخَمْرِ أفْضَلَ الثّمَنِ
بَدْرُ ظَلامٍ، غِياثُ مجدِبَة ٍ،
مَعدِنُ بَذْلٍ، يَهْتَزّ للمِنَنِ
مَهَذّبٌ ، ماجِدٌ ، أخو كَرَمٍ ،
قَرْمٌ يُرَجّى لحادِثِ الزّمَنِ
دَوْماً تَراهُ قَتيلَ غانيَة ٍ،
مُعْمِلَ كأسٍ بالْخَلْعِ للرّسَنِ
نادَيْتُهُ ، والظّلامُ مُنْسَدِلٌ ،
وغُرّة ُ الصّبْحِ بَعدُ بم تَبنِ
قُمْ يا خَليلي إلى الْمُدامِ لكَيْ
تَطْرُدُ عَنّا عَساكرَ الحزَنِ
فلَمْ يُجِبْني إلاّ بِلَجْلَجَة ٍ،
تكادُ تَخفَى على الفَتى الفَطِنِ
فلَمْ أزَلْ بالرُّقَى أُعَلِّلُهُ ،
حتى انجَلى عَنهُ عارِضٌ الوَسَنِ
ثمّ تَغَنّى علَيهِ منْ طَرَبٍ :
"يا رِيحُ ما تَصْنَعينَ بالدّمَنِ"
العصر العباسي >> أبو نواس >> هذه الممنوعُ منها ،
هذه الممنوعُ منها ،
رقم القصيدة : 25535
-----------------------------------
هذه الممنوعُ منها ،
وأنَا المحْتَجّ عنْها
ما لها تَحْرُمُ في الدّنْـ
ـــيَا ، وفي الجَنّة منها !!
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا تَحْزَنَنَّ لفُرقة ِ الأقْرانِ،
لا تَحْزَنَنَّ لفُرقة ِ الأقْرانِ،
رقم القصيدة : 25536(31/75)
-----------------------------------
لا تَحْزَنَنَّ لفُرقة ِ الأقْرانِ،
وَاقْرِ الفُؤادَ بمُذْهِبِ الحزانِ
بمصُونة ٍ قد صانَ بهْجَة َ كأسِها
كُنّ الخدُورِ ، وخاتَمُ الدّنّانِ
دقّتْ عن اللحظاتِ، حتى ما ترى
إلاّ التِماعَ شُعاعِها العيْنانِ
وكأنّ للذهب المذُوبِ بكأسِها
يحراً يجيشُ بأعينِ الجيتانِ
ومُزَنَّرٍ قد صبّ في قارورَة ٍ
ريقَ السحابِ على النجيع القاني
شَمْسُ المدامِ بِكَفّهِ وبوجهِهِ
شمْسُ الجمالِ فبيْنَنا شمسانِ
والشمسُ تطلعُ من جِدارِ زُجاجها
وتغيبُ ، حين تغيبُ ، في الأبدانِ
في مجْلسٍ جعلَ السرورُ جَناحَهُ ،
سِتْراً لَه من ناظر الحِدثانِ
لا يَطْرُقُ الأسْماعَ في أرْجائِهِ ،
إلاّ ترنّمُ ألْسُنِ العِيدانِ
أو صوْتُ تصْفيقِ الجليسِ تطرّباً ،
وبَكاءُ خابية ٍ ، وضِحْكُ قَناني
حتى إذا اشتملَ الظلامُ ببُرْدِهِ،
وهَكّذا حنين ُنواقسُ الرّهْبانِ
ألفيتُهُ بدْراً يلُوحُ بكَفّهِ
بدْرٌ، جمعتهما لعين الرّاني
مازِلْتُ أشرَبُ كأسهم من بينِهمْ
عَمْداً ، وما بيَ عجْزَة ُ النَّشْوانِ
لأنالَ منهمْ عند ذاكَ تَحِيّة ً
إمّا بوجْهٍ، أو بطَرْفِ لسانِ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> وَبَديعِ الحُسْنِ قد فَا
وَبَديعِ الحُسْنِ قد فَا
رقم القصيدة : 25537
-----------------------------------
وَبَديعِ الحُسْنِ قد فَا
قَ الرَّشَا حُسْناً ولِينَا
تَحْسَبُ الوَرْدَ بخَدّيْـ
ــهِ يُنَاغي اليَاسَمِينَا
كلّما ازْدَدْتُ إلَيْهِ
نَظَراً زِدْتُ جُنونَا
ظَلّ يَسْقِينَا مُداماً،
حَلّتِ الخِدْرَ سِنينَا
وتَغَنّيْنَا بحِذْقٍ :
يادِيار الظّاعِنينا
فاسْقينا ، حتى أوَانِ الْـ
ـحَجّ، لا تسْقِ الضّنِينَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذا عبّا أبو الهيْجا
إذا عبّا أبو الهيْجا
رقم القصيدة : 25538
-----------------------------------
إذا عبّا أبو الهيْجا
ءِ للهيْجاءِ فُرْسَانَا
وسارتْ راية ُ الموتِ ،
أمامَ الشيْخِ إعْلانَا(31/76)
وشبّتْ حربُها واشْتَـ
ـعلتْ تُلْهِبُ نيرانَا
وأبدتْ لوعَة َ الوقْعـ
ــةش أضراساً وأسْنانَا
من الخِيرِيّ ألوانَا
ونَبْلِ القوْسِ سوْسانَا
وقدّمْنا مكانَ القتـ
ـلِ والمِطْرَد رَيْحانَا
فعادَتْ حرْبُنَا أُنْساً ،
وعُدنَا نحن خُلاّنا
بفتيانٍ يروْنَ الفتـ
ـــل في اللّذّة ِ قُرْبَانَا
إذا ما ضربوا الطبلَ ،
ضربنا نحن عِيدانَا
وأنْشَأنَا كراديساً
من الخِيرَيّ ألوافا
وأحجارُ المجانيقِ
لنا تُفّاحُ لبنانَا
ومَنْشا حرْبِنا ساقٍ،
سبَا خمْراً، فسقّانَا
يحثّ الكأسَ كيْ تلحـ
ــقَ أُخرانَا بأُولانَا
تَرى هذاك مصروعاً ،
وذا ينجَرُّ سكرانَا
قهذي الحربُ لا حربٌ
تغمّ النّاسَ عدوانَا
بها نقتلهم ثمّ
بها ننشرث قَتلانَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد هَجَرْتُ النّديمَ والنّدمانَا ،
قد هَجَرْتُ النّديمَ والنّدمانَا ،
رقم القصيدة : 25539
-----------------------------------
قد هَجَرْتُ النّديمَ والنّدمانَا ،
وتَمَتّعْتُ ما كفاني زمانَا
وأبَى لي خليفَة ُ الله إلاّ
عزْفَ نفسي فقد عزَفتُ أوانَا
ولقد طالَ ما أبيْتُ عليهِ
في أُمورٍ خلعتُ فيها العنانَا
وغَزالٍ عاطيْتُهُ الرّاحَ حتى
فتّرَتْ منه مُقلة ً ولسَانَا
قال : لا تُسْكِرَنّني بحياتي !
قلتُ: لا بُدّ أن تُرى سكرانَا
إنّ لي حاجَة ً إليكَ ، إذا نمْـ
ـتَ؛ فإنْ شئتَ فاقْضِها يقظانَا
فتلَكّا تلكّياً في انخِناثٍ ،
ثمّ أصْغَى لما أردْتُ ، فكانَا
العصر العباسي >> البحتري >> صككت على سليمان بن وهب
صككت على سليمان بن وهب
رقم القصيدة : 2554
-----------------------------------
صَكَكْتَ على سُلَيمانَ بنِ وَهْبٍ
أبَا حَسَنٍ، بديوَانِ البرِيدِ
وَآلُ أبي الوَزِيرِ رَغَوْتَ فيهِمْ
رُغَاءَ البَكْرِ، في وَادي ثَمُودِ
وأما أحمد بن أبي دؤاد
فقد أيتمت منه أبا الوليد
فشد الله من بغداد ركناً
وسلم منك أولاد الرشيد
وكل مديحة لك في أناس
فإن مصيرها: يا عين جودي!(31/77)
وَأيّةُ نِعْمَةٍ لَمْ تُرْمَ فيها
بشُؤمٍ مِنْكَ، يَثْلِمُ في الحَديدِ
حَنَانَيْكَ ارْحَمِ الشّعَراءَ وَامنُنْ
عَلَيْهِمْ باجْتِنابِ أبي سَعيدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> اسْتَعِذْ مِن رَمضانَ
اسْتَعِذْ مِن رَمضانَ
رقم القصيدة : 25540
-----------------------------------
اسْتَعِذْ مِن رَمضانَ
بسُلافاتِ الدّنَانِ
واطْوِ شوّالاً على القَصْـ
ـفِ، وتَغريدِ القِيانِ
وليكُنْ في كلّ يَوْمٍ
لكَ فيهِ سكْرَتانِ
مَنّ شَوّالاً علَينا ،
وحَقيقٌ بامْتِنانِ
جاءَ بالقَصْفِ وبالعزْ
فِ، وتَخليعِ العِنانِ
أوفَقُ الأشْهَرِ لي أبْـ
ـعَدُها مِنْ رَمضانِ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا تخْشَعَنّ لطارِقِ الحِدْثانِ،
لا تخْشَعَنّ لطارِقِ الحِدْثانِ،
رقم القصيدة : 25541
-----------------------------------
لا تخْشَعَنّ لطارِقِ الحِدْثانِ،
وادْفَعْ همومَكَ بالشّرابِ القاني
أومَا ترَى أيْدي السحائب رقّشتْ
حُلَلَ الثّرَى ببدائع الرّيحانِ
من سوْسنٍ غَض القِطافِ ، وخُزّمٍ ،
وبنفْسَجٍ ، وشقائقِ النُّعمانِ
وجنيِّ وَرْدٍ يَسْتبيكَ بحُسْنهِ،
مثل الشموسِ طلعْنَ من أغْصانِ
حُمراً وبِيضاً يجْتَنَيْنَ ، وَأصفراً ؛
وملوَّناً ببدائع الألوانِ
كعُقودِ ياقوتٍ نُظِمْنَ ولُؤلُؤٍ
أوساطُهنّ فرائدُ العقْبانِ
ومن الزّبَرْجَدِ حولهُنّ مُمثِّلاً
سمْطاً يلُوحُ بجانبِ البستانِ
فإذا الهمومُ تعاورتكَ؛ فسلِّها
بالرّاحِ ، والرّيحانِ ، والنُّدْمانِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وَجْهُ جِنان سَرَاة ُ بسْتانِ،
وَجْهُ جِنان سَرَاة ُ بسْتانِ،
رقم القصيدة : 25542
-----------------------------------
وَجْهُ جِنان سَرَاة ُ بسْتانِ،
مُجْتمِعٌ فِيهِ كلُّ ألْوانِ
مَبْذُولَة ٌ للْعُيونِ زهْرَتُهُ ،
ممْنُوعَة ٌ منْ أناملِ الجاني
ولستُ أحظى به سوَى نظَرٍ ،
يَشْركُني فيهِ كلُّ إنسانِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد هَتَكَ الصّبحُ سدولَ الدُّجى ،(31/78)
قد هَتَكَ الصّبحُ سدولَ الدُّجى ،
رقم القصيدة : 25543
-----------------------------------
قد هَتَكَ الصّبحُ سدولَ الدُّجى ،
فانْحَسَرَتْ أثْوابُهُ الْجُونُ
فأصْبَحَ نَداماكَ سُخامِيّة ً،
أتَى لها في دنّها حِينُ
زُفّتْ إلى أكْرَمِ خُطّابها،
وِشَاحُها ورْدٌ ونَسْرِينُ
تسْعَى بها حَوْراءُ في طَرْفِها
ضَحْكٌ، وفي الْمَضْحكِ تَقْيِينُ
ما النّاسُ إلاّ رجلٌ فاتكٌ ،
أو رجلٌ وقّرَهُ دِينُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أسِيرُ الهمّ، نائي الصّبرِ، عانِ،
أسِيرُ الهمّ، نائي الصّبرِ، عانِ،
رقم القصيدة : 25544
-----------------------------------
أسِيرُ الهمّ، نائي الصّبرِ، عانِ،
تُحدّثُ عن جَواهُالمقْلَتانِ
نَفَى عن عيْنه التَهْجادَ بدْرٌ،
تألّقَ في المحاسنِ عصْنَ بانِ
ومنْتَسِبٍ إلى آبَاءِ صِدْقٍ،
خطبْتُ له معتَّقة َ الدّنَانِ
فلمّا صبّها في صَحْنِ كأسٍ ،
حكَتْ للْعَينِ لَوْنَ البهْرَمانِ
كأنّ الكأسَ تسْحَبُ ذيْلَ دُرٍّ ،
كستْها الخمرُ حُلّة َ زَعْفَرَانِ
بمُسْمِعَة ٍ، إذا غَنّتْ بصوْتٍ،
أجابتْها المثالثُ والمثاني
إذا ما نلْتُ من عيْشي رَخَاءً،
وصِرْتُ من النّوائبِ في أمانِ
ركبتُ غَوايتي ، وتركتُ رُشدي ،
وكفُّ الْجَهْلِ، مُطْلِقَة ٌ عِناني
ألا ما للمشيبِ، وما لرأسي،
حَمى عنّي العُيونِ وما حَماني
العصر العباسي >> أبو نواس >> ما لذّة العيْشِ إلاّ شُرْبُ صافيَة ٍ
ما لذّة العيْشِ إلاّ شُرْبُ صافيَة ٍ
رقم القصيدة : 25545
-----------------------------------
ما لذّة العيْشِ إلاّ شُرْبُ صافيَة ٍ
في بيْتِ خمّارَة ٍ ، أو ظِلّ بسْتَانِ
صفراءُ كرْخيّة ٌ، حمراءُ إذ مُزِجتْ،
كأنها وجلٌ يعلوه لونان
يَسْقَى هبها خَنِثُّ في زِيِّ جارية ِ
مُطيَّبٌ صُدْغُه في طيّب البانِ
حيّا نَدامَايَ بالتّقْبِيل حين سَعَى
بالكأسِ يحْبُو نشيطاً غيرَ كسْلانِ
فتارَة ً هُو ميْدانٌ نروضُ بهِ
ضوامراً قُرّحاً ، ليستْ بثُنْيانِ(31/79)
وتارَة ً هو ساقينَا ونرْجِسُنا،
نفْسي فداؤكَ من ساقٍ وميْدانِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> سَأتْركُ خالداً لِهَوَى جِنَانِ،
سَأتْركُ خالداً لِهَوَى جِنَانِ،
رقم القصيدة : 25546
-----------------------------------
سَأتْركُ خالداً لِهَوَى جِنَانِ،
وإنْ جَلّ الّذي عنْهُ أتَاني
فَقُلْ من بعْدِ ذا ما شئْتَ ، أوْ زِدْ ،
فقدْ أمْسَيْتَ منّي في أمَانِ
لقدْ أغْلَقْتَ بابَكَ دُونَ ظَبْيٍ ،
ختمْت بمقلتَيْهِ على لساني
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذا الْتَقَى في النّوْمِ طَيْفانا ،
إذا الْتَقَى في النّوْمِ طَيْفانا ،
رقم القصيدة : 25547
-----------------------------------
إذا الْتَقَى في النّوْمِ طَيْفانا ،
عادَ لَنا الوَصْلُ كما كانا
يا قُرّة َ العَيْنَيْنِ، ما بالُنَا
نَشْقَى ، ويَلْتَذّ خَيَالا نَا
لوْشئْتِ ، إذ أحسنْتِ لي في الكرَى ،
أتمَمْتِ إحْسَانَكِ يَقْظَانَا
يا عَاشِقَينِ اصْطَلَحَا في الكَرَى ،
وأصْبَحَا غَضْبَى وغَضْبَانَا
كَذَلِكَ الأحْلامُ غَدّارَة ٌ ،
ورُبّمَا تَصْدُقُ أحْيانَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> لأبِيحَنّ حُرمَة َ الكتمانِ،
لأبِيحَنّ حُرمَة َ الكتمانِ،
رقم القصيدة : 25548
-----------------------------------
لأبِيحَنّ حُرمَة َ الكتمانِ،
رَاحَة ُ المسْتهامِ في الإعْلانِ
قد تصَبّرْتُ بالسكوتِ وبالإطْـ
ــراقِ جَهْدي ، فنمّتِ العيْنانِ
تركَتْني الوشاة ُ نُصْبَ المشيريـ
ـنَ وأُحْدوثَة ً بكلّ مَكانِ
ما أرى خالِيَيْنِ للسّرّ ، إلاّ
قلتُ ما يَخْلُوانِ إلاّ لِشاني
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا مُنْسِيَ المأتمِ أشْجانَهُمْ،
يا مُنْسِيَ المأتمِ أشْجانَهُمْ،
رقم القصيدة : 25549
-----------------------------------
يا مُنْسِيَ المأتمِ أشْجانَهُمْ،
لَمّا أتاهُمْ في الْمُعَزّينَا
حلّتْ قناعَ الوَشْيِ، عن صُورة ٍ،
ألبَسَهَا اللهُ التّحاسِينَا
فاستَفْتَنَتْهُمْ بتمثالها ،(31/80)
فَهُنّ للتّكْلِيفِ يبْكِينَا
حَقٌّ لذاكَ الوجْهِ أن يَزْدَهي
عَنْ حُزْنِهِ مَنْ كان محْزُونَا
العصر العباسي >> البحتري >> يا أست وهب بن سليما
يا أست وهب بن سليما
رقم القصيدة : 2555
-----------------------------------
يا أست وهب بن سليما
ن وهب بن سعيد
قد تحدثت برغم
منه عن أمر رشيد
أنت في مغناك ذا
أبلغ من عبد الحميد
العصر العباسي >> أبو نواس >> ياظَبْيُ ، يا ابنَ سِيارٍ ،
ياظَبْيُ ، يا ابنَ سِيارٍ ،
رقم القصيدة : 25550
-----------------------------------
ياظَبْيُ ، يا ابنَ سِيارٍ ،
وَزَيْنَ صَفِّ القِيانِ
خُلقتَ في الحسْن فرداً،
فمَا لحُسْنِكَ ثانِ
كأنّما أنْتَ شيءٌ
حَوَى جميعَ المعاني
لينعتنّكَ وَهْمي،
إن كَلّ عنكَ لساني
العصر العباسي >> أبو نواس >> سمّاهُ أحْبابُهُ المسكينَ قد صَدقوا ،
سمّاهُ أحْبابُهُ المسكينَ قد صَدقوا ،
رقم القصيدة : 25551
-----------------------------------
سمّاهُ أحْبابُهُ المسكينَ قد صَدقوا ،
مَنْ كان في مثلِ حالي، فهوَ مسكينُ
أنا الّذي اجْتازَتِ الضرّاءُ مُهْجَتَهُ،
بادي الشحوبِ، عليّ العيشُ موْزُونُ
تَعْفو الهواجرُ عن وجهي محَاسنَهُ ،
وأنْتَ في غَمْرَة ِ اللّذّاتِ مَكنونُ
حِيالَ بابِكَ في طِمْرَين مُنْتَبِذٌ ،
من الغُبارِ ، كحيلُ العينِ مدهونُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ذكّرَني الوَرد ريحَ إنسانِ،
ذكّرَني الوَرد ريحَ إنسانِ،
رقم القصيدة : 25552
-----------------------------------
ذكّرَني الوَرد ريحَ إنسانِ،
أذكُرُهُ عنْدَ كلّ ريحَانِ
إنْ فاحَ لم أمْلِكِ البُكا، فإذا
ما اهْتَزّ قامض النديمُ يَنْعَاني
فقد حمَوْني الرّيحانَ خوفاً على
نفْسي تقْضي لِذكْرِ حَيّانِ
وليس حيّانَ مَن عنيتُ ولـ
ـكنَّهما في الهجاءِ سِيّانِ
ويْلي عليْها، ويْلٌ يحلّ معي
في القَبْرِ بيْني وبينَ أكْفَاني
شاطرَة ٌ، إن مشتْ مُكرَّهَة ً،
تأخُذُ تكْريهَهَا بسُلْطَانِ(31/81)
العصر العباسي >> أبو نواس >> أسألُ القادمينَ منْ حَكَمانِ :
أسألُ القادمينَ منْ حَكَمانِ :
رقم القصيدة : 25553
-----------------------------------
أسألُ القادمينَ منْ حَكَمانِ :
كيْفَ خلّفتُم أبا عثمانِ؟
وأبَا مَيّة َ المهذَّبَ والمأمُو
لَ والْمُرْتَجَى لِريْبِ الزّمانِ
فيقولونَ لي : جِنانُ كما سَرّ
كَ عن حالها فسَلْ عن جِنانِ
ما لهمْ لا يُبارِكُ الله فيهِمْ،
كيْفَ لم يُغنِ عندهم كتماني !
العصر العباسي >> أبو نواس >> كَفَى حَزَناً ألاّ أرَى وجْهَ حِيلَة ٍ ،
كَفَى حَزَناً ألاّ أرَى وجْهَ حِيلَة ٍ ،
رقم القصيدة : 25554
-----------------------------------
كَفَى حَزَناً ألاّ أرَى وجْهَ حِيلَة ٍ ،
أزُورُ بها الأحْبابَ في حَكَمانِ
وأُقْسِمُ لَوْلا أنْ تَنَالَ مَعَاشِرٌ
جِنَانَ بما لا أشْتَهي لجِنَانِ
لأصْبحْتُ منها دَانيَ الدّارِ لاصقاً،
ولكنّ ما أخشَى ، فُديتَ، عَداني
فَواحَزَنا حُزْناً يُؤدّي إلى الرّدَى ،
فَأُصْبِح مأثوراً بِكُلّ لِسانِ
أرَاني انْقَضَتْ أيّامُ وَصْليَ منكمُ ،
وآذَنَ فيكُمْ بالوداعِ زَماني
العصر العباسي >> أبو نواس >> خَفّ من المِرْبَدِ القَطينُ،
خَفّ من المِرْبَدِ القَطينُ،
رقم القصيدة : 25555
-----------------------------------
خَفّ من المِرْبَدِ القَطينُ،
وأقلقتْهُمْ نَوى ً شَطونُ
فاستَفرغوا مِشْية َ الْمُصَلّى ،
كأنّ أظْعانَهمْ سَفينُ
وقَرّبُوا كُلّ أرْحَبِيٍّ،
كأنّما لِيطُه دَهينُ
باتوا ومنهم شموسُ دَجنٍ
تَشُوبُ في إثْرِها العُيونُ
تعومُ أعجازُهُنّ عوْماً،
وتنْثَني فوقها الْمُتُونُ
يَرأمْنَ ذا غُرّة ٍ غَريراً،
تكْفُرُ في مثلِهِ الظّنونُ
بديعُ شكلٍ، غريبُ حُسنٍ،
أعْوَزَهُ المِثْلُ والقرينُ
بانُوا بروحي فصِرْتُ وَقْفاً
لا بي حَرَاكٌ ولا سُكُونُ
ويانعُ النخْلِ ، من دموعي ،
يَعمّها سائِحٌ مَعينُ(31/82)
العصر العباسي >> أبو نواس >> اكْتُبي إنْ كتَبْتِ يامُنْيَة َ النّفْـ
اكْتُبي إنْ كتَبْتِ يامُنْيَة َ النّفْـ
رقم القصيدة : 25556
-----------------------------------
اكْتُبي إنْ كتَبْتِ يامُنْيَة َ النّفْـ
ـسِ، بِنُصْحٍ وَرِقّة ٍ وَبَيَانِ
كَثّري السهْوَ في الكتابِ ، ومُجّيـ
ــهِ بِرِيقِ اللّسانِ لا بالبَنَانِ
وأمرّي الحِزَامَ بيْنَ ثَنَايَا
كِ العِذابِ، المفلَّجاتِ، الحسانِ
إنّني كلّما مرَرْتُ بسطْرٍ
فيهِ محْوٌ لطَعْمِهِ بلسَاني
فأرَى ذاكَ قُبْلَة ً من بَعيدٍ ،
أسْعَدَتْني وما بَرِحْتُ مَكاني
العصر العباسي >> أبو نواس >> مَنحْتُ طرْفي الأرْضَ خوْفاً لأنْ
مَنحْتُ طرْفي الأرْضَ خوْفاً لأنْ
رقم القصيدة : 25557
-----------------------------------
مَنحْتُ طرْفي الأرْضَ خوْفاً لأنْ
أجْعَلَ طرْفي عُرْضَة ً للفِتَنْ
إذْ كنْتُ لا أنْظُرُ من حيْثُ لا
أنْظُرُ إلاّ نَحْوَ وجْهِ حسَنْ
يَزْرَعُ قلْبي في الهوَى ثمّ لا
يَحْصُدُ في كَفّي غيْرَ الحزَنْ
أفْدِي التي قالت لأخْتٍ لها:
إنّي أرى هذا الفتى ذا شَجَنْ
قالتْ : نعم ذو شَجَنٍ عاشِقٌ ،
قالتْ : لمنْ ؟ قلْتُ : اتّفَقْنَا إذَنْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> بكلّ طريقٍ لي من الحبّ راصِدٌ ،
بكلّ طريقٍ لي من الحبّ راصِدٌ ،
رقم القصيدة : 25558
-----------------------------------
بكلّ طريقٍ لي من الحبّ راصِدٌ ،
بكَفّيْهِ سيْفٌ للهَوَى وسِنَانُ
فماليَ عنه من مَفَرّ ، وإنّني
لأجْبُن عنه، والمحبّ جبانُ
فقد صرتُ بين الباب والدارِ ليْسَ لي
خلاصٌ، ولا لي إن خرَجتُ أمانُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لوْ كنْتَ تَعشَقُ "دُرّاً" ما سألتَهُمُ
لوْ كنْتَ تَعشَقُ "دُرّاً" ما سألتَهُمُ
رقم القصيدة : 25559
-----------------------------------
لوْ كنْتَ تَعشَقُ "دُرّاً" ما سألتَهُمُ
هلْ عندكمْ فَضْلُ زُنّارٍ تُعيرُوني
ولسْتُ أسْألُ دُرّاً غيْرَ قُبْلَتِهَا،(31/83)
فإنّ فيها شِفاءً لوْ تُواتيني
مَزَجْتُ دِيني بدينِ الرّومِ ، فامتزَجَا
كالماءِ يُمزَجُ بالصِّرْفِ الرَّساطونِ
فلسْتُ أبْغي بهَا يا عاذلي بَدَلاً
أذْ صَارَ لي بهِمُ دينَانِ في دينِ
العصر العباسي >> البحتري >> تعست فما لي من وفاء ولا عهد
تعست فما لي من وفاء ولا عهد
رقم القصيدة : 2556
-----------------------------------
تعست، فما لي من وفاء ولا عهد
ولست بهل من أخلاي للود
ولا أنا راع للإخاء، ولا معي
حفاظ لذي قرب لعمري ولا بعد
ولا أنا في حكم الوداد بمنصف
ولا صادق فيما أؤكد من وعد
ولا لي تمييز، ولست بمهتد
سبيلا يؤدي في التصافي إلى القصد
ولا في خير يرتجيه معاشري
ولا أنا ذو فعل سديد ولا رشد
ولا واصل، من غاب عني نسيته
وإن وصل الإخوان كافأت بالصد
وإن كاتبوني لم أجبهم بلفظة
فهذي خلال قد خصصت بها وحدي
كأني إذا بان الصديق عدوه
وحين ألاقيه فأطوع من عبد
وما ذاك أني زائل عن مودة
ولا ناقض يوما لعهد ولا عقد
ولكن طبعاً ليس لي فيه حيلة
ولا مذهب في الهزل عندي ولا الجد
فللناس من مثلي إذا كنت هكذا
قطوعاً، منوعا، جافيا، مائتا بد
ولو كان إخواني إذا ما قطعتم
يجاوزن بالهجران هجراً وبالصد
ويسلون عن ذكري ويحسبونني
صديقاً، ويولوني الجفاء على عمد
لتبت، ولكني بليت بمعشر
من السادة الغر الكرام ذوي المجد
فقد أفسدوني باحتمال تلوني
وكثرة تغييري على كل ذي ود
وزادوا ببذل الصفح عن كل زلة
أتيت بها والعفو في كل ما أبدي
فما نفع التوبيخ من ذي مودة
ولا لومة يغني ولا عتبه يجدي
فمن كان ذا صبر على ما وصفته
فقد فاز بالأجر الجزيل وبالحمد
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا هَلْ على اللّيْلِ الطويلِ مُعِينُ،
ألا هَلْ على اللّيْلِ الطويلِ مُعِينُ،
رقم القصيدة : 25560
-----------------------------------
ألا هَلْ على اللّيْلِ الطويلِ مُعِينُ،
إذا بعدت دارٌ، وشطّ قرينُ
تَطَاوَلَ هذا الليْلُ ، حتى كأنّما(31/84)
على نجْمِهِ ، ألاّ يَعودَ ، يَمينُ
كَفَى حَزَناً أنّي بفُسطاطَ نازِحُ ،
ولي نحو أكْنافِ العِراقِ حَنينُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> منْ كان يجهَلُ مابي ،
منْ كان يجهَلُ مابي ،
رقم القصيدة : 25561
-----------------------------------
منْ كان يجهَلُ مابي ،
فأنْتِ لا تجْهَلِينَا
عنانُ ياشُغْلَ نَفسي ،
ياأحْسَنَ العَالمِينَا
ألقَيْتِ منكِ علينا
سرّ الزهادة ِ فينَا
أمْ لا ! ففي أيّ شيءٍ
هجرتني خبّرينَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> رُوحي مُقيمٌ عند خُلْصاني
رُوحي مُقيمٌ عند خُلْصاني
رقم القصيدة : 25562
-----------------------------------
رُوحي مُقيمٌ عند خُلْصاني
وإنّما الشّاخِصُ جُثْماني
إذا المطايا ازْددْنَ بعداً بنا،
واشْتَاقَهُ قَلْبي وإنْساني
مثّلهُ في القَلْبِ ذكْرِي له،
كبعْضِ ما قد كان أبْلاني
فتارَة ً مثّلَهُ راضياً،
وتارَة ً في شخْصِ غضْبانِ
كنتُ لذكراه الفِدا والحِمى ،
وقَلّ للْمُذْهِبِ أحزاني
العصر العباسي >> أبو نواس >> دَسّتْ لهُ طيْفَها كيما تُصالحُهُ،
دَسّتْ لهُ طيْفَها كيما تُصالحُهُ،
رقم القصيدة : 25563
-----------------------------------
دَسّتْ لهُ طيْفَها كيما تُصالحُهُ،
في النّوْمِ حينَ تأبّى الصّلْحَ يقْظانَا
فلمْ يجدْ عنْد طَيْفي طيْفُها فرَحاً،
ولا رَثَى لتشكّيه ، -- ولا لانَا
حَسَبْتُ أنّ خيالي لا يكونُ لمَا
أكونُ من أجْلِهِ غَضْبَانَ ، غضْبَانَا
جِنانُ لا تَسْأليني الصّلْحَ مسرعة ً ،
فلِمْ يكنْ هيّناً منك الّذي كانا
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّ الذي تَيّمَني حبُّهُ
إنّ الذي تَيّمَني حبُّهُ
رقم القصيدة : 25564
-----------------------------------
إنّ الذي تَيّمَني حبُّهُ
أمْرَدُ مِنْ نَشِءَ الدّواوينِ
قد نشرَ الطّومارَ في حِجرِهِ،
مُبتَدِئاً بالباءِ والسّينِ
يُطَرِّرُ الوَرْدَ على خَدّهِ،
من عَرَقٍ بالمسكِ مَعجونِ(31/85)
العصر العباسي >> أبو نواس >> وقولٍ قُلتُهُ ، فأصَبتُ فيهِ ،
وقولٍ قُلتُهُ ، فأصَبتُ فيهِ ،
رقم القصيدة : 25565
-----------------------------------
وقولٍ قُلتُهُ ، فأصَبتُ فيهِ ،
ولم أحفِلْ مقالَة َ مَن لَحَاني
عناقُ الغانياتِ ألَذّ عِندي،
وأشهَى من معانقَة ِ السّنانِ
ويوْمٌ عنْدَ نَدْمانِ كَريمٍ ،
يُجاوِبُ فيهِ أوتارَ القِيانِ
يواتيني النّديمُ على التّصابي،
ألَذُّ إليّ من يوْمِ الطّعانِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أضْحَكَني الحُبُّ ، وأبْكاني،
أضْحَكَني الحُبُّ ، وأبْكاني،
رقم القصيدة : 25567
-----------------------------------
أضْحَكَني الحُبُّ ، وأبْكاني،
وهاجَ شوْقي طُولُ كتماني
من حُبّ حَوْراءَ، رُصَافيّة ٍ،
كأنّها غُصْنٌ من البانِ
مخرُوطَة ُ الكُمّينِ، قصريّة ٌ،
جنّيّة ٌ في خَلْقِ إنْسانِ
مَطْمومَة ُ الشّعْرِ ، غُلاميَة ٌ
تصْلُحُ للّوطيّ والزّاني
كأنّها من حُسْنِها دُرَّة ٌ
بارِزَة ٌ من كَفِّ دَهْقانِ
أو مِسْكَة ٌ خالطها عَنْبَرٌ،
واستُودعَتْ طاقَة َ ريْحانِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> عِنانُ يا مَنْ تُشْبِهُ العِينا ،
عِنانُ يا مَنْ تُشْبِهُ العِينا ،
رقم القصيدة : 25568
-----------------------------------
عِنانُ يا مَنْ تُشْبِهُ العِينا ،
أنْتُمْ على الحُبِّ تَلومُونَا
حُسْنُكِ حُسْنٌ لا أرَى مِثْلَهُ ،
قد ترك النّاس مجانينا
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد قُلْتُ قوْلاً ، فاسمعي ذاكُمُ
قد قُلْتُ قوْلاً ، فاسمعي ذاكُمُ
رقم القصيدة : 25569
-----------------------------------
قد قُلْتُ قوْلاً ، فاسمعي ذاكُمُ
منّي ، ورُدّي مثلَهُ ياعنَانْ
إنّي لأهْواكِ، وإنّي جَبَانٌ
أفْرَقُ ، من علْمي بغدْرِ القيانْ
يَصِلْنَ من واصَلْنَهُ خُدْعَة ً ،
بكسْرَة ِ الطَّرْفِ، ومزْحِ اللسانْ
لسْتُ أرَى وَصْلَكِ أو تَحْلِفي
ألاّ تخُوني، وتَفي بالضمانْ
أو فَذَريني ، وصِلِي جاهِلاً ،(31/86)
يَلْقى من الغيْرَة ِ فيكَ الهَوانْ
العصر العباسي >> البحتري >> أمن نظري إليك صددت عني
أمن نظري إليك صددت عني
رقم القصيدة : 2557
-----------------------------------
أمن نظري إليك صددت عني
وواجهني التفاتك بالوعيد
فآخر نظرة كانت وعيداً
وأولوأول نظرة سبب الصدود
فأي النظرتين أشد شؤما
وأقرب من مساعدة الحسود؟
وما برحت ظنونك في حتى
تناولني عقابك من جديد
العصر العباسي >> أبو نواس >> وَا بأبي مَنْ إذا ذُكِرْتُ لَهُ
وَا بأبي مَنْ إذا ذُكِرْتُ لَهُ
رقم القصيدة : 25566
-----------------------------------
وَا بأبي مَنْ إذا ذُكِرْتُ لَهُ
وطولُ وَجْدي بهِ تنَقَّصَني
لوْ سَالوهث عنء وَجهِ حُجّتِهِ
في سبّهِ لي لقالَ: يَعشقُني
نعَمْ إلى الحَشْرِ والتّنادِ ، نعَمْ
أعْشقُه، أو أُلفَّ في كفَني!
لا تَثْنني ، وَيْكَ ، عن محَبَّتِهِ ،
مادامَ روحي مُصاحِباً بَدَني
أصِيحُ جَهْراً، لا أسْتسرّ بمَا
عَنّفَني فيهِ مَنْ يُعَنِّفُني
يا معشرَ الناسِ، فاسمعوهُ وعوا:
إنّ جِناناً صَديقَة ُ الحسَنِ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> مَكْنُونُ سَيِّدَتي جُودي لِمَحْزونِ ،
مَكْنُونُ سَيِّدَتي جُودي لِمَحْزونِ ،
رقم القصيدة : 25570
-----------------------------------
مَكْنُونُ سَيِّدَتي جُودي لِمَحْزونِ ،
مُتَيَّمٍ بأليفِ الحُبّ ، مَقْرونِ
قالت: جَنِنْتَ على رأيي، فقلتُ لها:
الحبّ أعْظَمُ ممّا بالمجانِينِ
الحبّ ليس يفيقُ الدّهْرَ صاحبُه،
وإنّما يَصْرَعُ المجنونَ في الحينِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> موْلايَ عَزَّ فلا يهُونُ،
موْلايَ عَزَّ فلا يهُونُ،
رقم القصيدة : 25571
-----------------------------------
موْلايَ عَزَّ فلا يهُونُ،
وقَسَا عليّ فما يَلينُ
حُيّيتَ لي مِنْ مُبْغِضٍ،
فعليْكَ رَبّي أسْتَعينُ
يامَنْ حديثي حيثُ كنْـ
ــتُ بوَصْفِهِ أبَداً أكونُ
حتى يُقالُ : فكَمْ إذنْ
ماذا هَوَى ، هذا جُنونُ ؟(31/87)
ظَبْيٌ عليْهِ مَلاحَة ٌ ،
عُنِيَتْ بِطَلْعَتِهِ العُيونُ
سبَقَ القضاءُ لِحُسنِه،
ألاّ يكونَ لَهُ قَرينُ..
العصر العباسي >> أبو نواس >> لَنا بالبصرَة ِ البَيْضا
لَنا بالبصرَة ِ البَيْضا
رقم القصيدة : 25572
-----------------------------------
لَنا بالبصرَة ِ البَيْضا
ءِ أُلاَفٌ ، وإخْوانُ
بهاليلُ، مَساميحُ،
لهمْ فضلٌ وإحْسانُ
كأنّ المَسْجِدَ الجامِـ
ــعَ عنْد اللّيْلِ بُسْتانُ
وفيهِ من طَرَيفٍ النَّبْـ
ـــتِ والأزْهارِ ألْوانُ
لَهُ في خَدّهِ خالٌ ،
بِهِ الألْبَابُ فُتّانُ
وقدْ جَرّعَني كأساً
لها في القَلْبِ نيرانُ
لهُ مِنْ جنْدِ إبْليسَ،
على الفِتْنَة ِ، أعوانُ
شَبَا خَنْجَرَهِ مِنْ عَـ
ـلَق الأجوافِ ريّانُ
وعِمْرانُ بن عَمْرُوهٍ
ففيهِ الأمْرُ والشّانُ
إذا أقبَلَ قالَ النّا
سُ: ظبيٌ رِيعَ، وسْنانُ
فَمَنْ يَسْألُ عن قَلْبي ،
فَقَلْبي حثُما كانوا . . .
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا سالبَ الأذْهانِ
يا سالبَ الأذْهانِ
رقم القصيدة : 25573
-----------------------------------
يا سالبَ الأذْهانِ
بِطَرْفِهِ الفَتّانِ
يا وَرْدَة ً من بَهَارٍ،
يا زَهْرة َ الزّعْفَرَانِ
يا نَرْجِساً ، وخُزَامى
في زُمْرَة ِ الرّيْحانِ
يا خزّ ما يَتَثَنّى
في سَاحَة ِ البُسْتاني
ياعَسْجَداً في لُجَيْنٍ
في نَشْوَة ِ الصّمدانِ
يا طلعة َ الشَمسِ قبل الـ
ــزّوَالِ والنّقْصانِ
يا دُرّة ً في نِظامِ الـ
ـياقُوتِ والْمَرْجانِ
يا لُؤلُؤاً يَتَلالا
في حمْرَة ِ العِقْياني
لا تَتْرُكَنّي مُعَنَّناً
بطَرْفِكَ الفَتّانِ . . .
العصر العباسي >> أبو نواس >> رُعْتُهُ يوْماً وقَدْ نا
رُعْتُهُ يوْماً وقَدْ نا
رقم القصيدة : 25574
-----------------------------------
رُعْتُهُ يوْماً وقَدْ نا
مَ بقَرْعِ الْجُلجُلَينِ
قالَ لي : حَرَّكْتَ هذا
أنْتَ ياطَالبَ شَينِ
قلتُ: لا! تفديكَ نَفسي،
وجَميعُ الثّقلَينِ..(31/88)
العصر العباسي >> أبو نواس >> عصيتُ في السّكرِ مَن لَحاني،
عصيتُ في السّكرِ مَن لَحاني،
رقم القصيدة : 25575
-----------------------------------
عصيتُ في السّكرِ مَن لَحاني،
وخانَني حادِثُ الزّمانِ
لَمّا تَمادَيْتُ في مُجونٍ ،
ألْقى على غَارِبي عِنَانِ
أبْتَدِعُ الكَسْبَ للمَعاني،
بأوْجُهٍ عَفَّة ٍ حِسانِ
ما مَرّ يوْمٌ ولَيسَ عندي
من طُرَفِ اللّهْوِ خَصْلَتانِ
كأسُ رَحيقٍ، ووَجهُ ظَبْيٍ،
تَظِلُّ في حُسْنِهِ المعَاني
نِلْتُ لَذيذَ الْحَرامِ منهُ،
ونالَهُ النّاسُ بالأماني
كم لذّة ٍ قلتُ قَدْ وَعاها
في وَسَطِ اللّوْحِ حافِظانِ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّي لَفي شُغْلٍ عنِ العاذِلينْ،
إنّي لَفي شُغْلٍ عنِ العاذِلينْ،
رقم القصيدة : 25576
-----------------------------------
إنّي لَفي شُغْلٍ عنِ العاذِلينْ،
بَالرّاحِ والرّيْحانِ والياسَمينْ
أشرَبُها صِرْفاً فإنْ هي قستْ
زَوّجْتُها بالماءِ حتى تَلينُ
لدَى شَرِيفٍ حسَنٍ وَجْهُهُ،
أحْوَرَ ، قَلْبي بهواهُ رَهينْ
منْ وَلَدِ الْمَهْدِيّ في ذِرْوَة ٍ،
مُهَذّبٍ ، بَخْلِطُ حَزْناً بِلِينْ
فهوَ مُغنٍّ لي وساقٍ مَعاً،
ثمّ خَدينٌ بأبي من خَدينْ
سبحانَ مَنْ سَخّرَ هذا لَنا
يوْماً، وما كنّا لهُ مُقرِنينْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا لا أشتَهي الأمْطا
ألا لا أشتَهي الأمْطا
رقم القصيدة : 25577
-----------------------------------
ألا لا أشتَهي الأمْطا
رَ إلاّ في الجَبابينِ
أيا مُفْسِدَ دُنيايَ ،
بشيْءٍ ليسَ يُرْضيني
فَما أهواكَ في الغِبّ،
وما أهْواكَ في الحينِ
لقد صِرْتَ لمَنْ أهْوا
هُ عذراً لَيسَ بالدُّونِ
يقولُ : ألآنَ لا أقْدِ
رُ أنْ أخْرُجَ في الطّينِ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> أجَبْتُ إلى الصّبابَة ِ مَنْ دَعاني ،
أجَبْتُ إلى الصّبابَة ِ مَنْ دَعاني ،
رقم القصيدة : 25578
-----------------------------------(31/89)
أجَبْتُ إلى الصّبابَة ِ مَنْ دَعاني ،
وخالَفْتُ الذي عنها نَهاني
ولم يُرَ في الهوَى مثْلي وَفيٌّ،
إذا اللاحي على حبٍّ لَحاني
أطَعْتُ لشِقْوَتي قَلْباً غَويّاً
إلى اللّذّاتِ ، مَخْلوعَ العِنَانِ
يصارِمُ كلّ من يَهْوَى وِصالي،
ويُؤْثِرُ بالمَحَبَّة ِ مَنْ جَفاني
ولَيسَ يُحبّ حيثُ يُلمّ إلاّ
ظباءَ الإنْسِ، أوْ حُورَ الجنانِ
يُكَلّفُني هوَى مَنْ لا يُبالي
يُعَرّضُني لفِتْنَة ِ كلّ أمْرٍ،
ويَحْمِلُني على مثلِ السّنانِ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا قَمَراً في السّماءِ مَسْكَنُهُ ،
يا قَمَراً في السّماءِ مَسْكَنُهُ ،
رقم القصيدة : 25579
-----------------------------------
يا قَمَراً في السّماءِ مَسْكَنُهُ ،
ونرْجسَ الأرْضِ في البَساتينِ
يا حزْمة الباذَنُوسِ بالمِسكِ والـ
ـعَنبرِ في نكهَة ِ الرَّساطونِ
يا ياسَميناً بالمِسْكِ مُخْتلِطاً ،
يا جُلَّ ناراً في طِيبِ نِسْرينِ
خُلِقْتَ من مِسْكَة ٍ مُزَعْفَرَة ٍ
أشبَهَ شيءٍ بالْخُرّدِ العِينِ
العصر العباسي >> البحتري >> لو تراني والندامى
لو تراني والندامى
رقم القصيدة : 2558
-----------------------------------
لو تراني والندامى
من محم ومفد
أطنبوا فيما تمنوا
فتمنيتك عندي
ليت شعري عنك ما قد
كان من أمرك بعدي؟
أرعيت العهد مني
مثلما أرعاك عهدي؟
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا عمرو! ما هذا الغلامُ الذي
يا عمرو! ما هذا الغلامُ الذي
رقم القصيدة : 25580
-----------------------------------
يا عمرو! ما هذا الغلامُ الذي
مَرَّ بنا في الحيّ مُسْتَنّاً
أفازعٌ من وَصْلِ شُطّارِكمْ،
فرُبّما قَدْ شُغِلوا عَنّا!
باللّهِ أسْقِطْني على أمْرِهِ ،
فإنّ بعضَ النّاسِ قد جُنّا . . .
العصر العباسي >> أبو نواس >> لله طَيفٌ سرَى فأرّقَني،
لله طَيفٌ سرَى فأرّقَني،
رقم القصيدة : 25581
-----------------------------------
لله طَيفٌ سرَى فأرّقَني،(31/90)
نَفَّرَ عنّي لِشِقْوَتي وسَني
قدْ حازَ عنّي بالوَصْلِ مُرْتَحِلاً ،
ولَزّني والْهُمومَ في قَرَنِ
لم يَخْلُقِ الله مثْلَهُ بَشَراً،
سُبْحانَ ذي الكبْرياءِ ، والمِنَنِ
كأنّما الوَجْهُ ، مذْ بَدَا ، قَمَرٌ
مُرَكَّبٌ فوقَ قامة ِ الغُصُنِ
يا ذا الذي طُوِّحَ العِبادُ بِهِ
في فِتْنَة ٍ مِنْ أعاظِمِ الفِتَنِ
أقْبِلْ بوَجهِ الهوَى عليّ؛ فقدْ
أطَلْتِ بالصّدِّ مُعْرِضاً حَزَني
أنْتَ غَرامي ، وإنْ أبِيْتِ هَوى ً ؛
وأنتَ سُؤلي، ومُنتهَى شجَني
فارْثِ لِمَنْ قَد ترَكْتَهُ كَمِداً،
وامْنُنْ بِوَصْلٍ عليهِ يا سَكَني
ولائِمٍ لامَ، إذْ رأى كَلَفي،
والدّمعُ في مُقلَتَيّ ذو سَنَنِ
فقلتُ دَعني ومن كلفتُ بهِ،
أَلْوَى بِعَقلي الهَوَى ، فَدَلَّهَني
فلَستُ أبكي لأرْبُعٍ دُرُسٍ،
دَارَتْ عليها دَوائِرُ الزّمَنِ
لا، لا، ولا أنعتُ القَلوصَ، ولا
أُشْغَلُ إلاّ بوَصْفِهِ الحَسَنِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وشادِنٍ في الْمُجونِ دَلاّني
وشادِنٍ في الْمُجونِ دَلاّني
رقم القصيدة : 25582
-----------------------------------
وشادِنٍ في الْمُجونِ دَلاّني
أنسَكَ ما كنتُ بينَ خِلاّني
قلتُ لهُ ، والأكُفُّ تأخُذُني :
بأيِّ وَجْهٍ تُراكَ تَلْقاني
فأنْتَ أوْقَعْتَني مُخادعَة ً ،
في عَمَلٍ لا أرَاهُ من شاني
ققالَ لي ضاحِكاً يُمازِحُني :
هذا جَزاءُ اللّوطيُّ والزّاني
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا قولا لِحَمْدانِ :
ألا قولا لِحَمْدانِ :
رقم القصيدة : 25583
-----------------------------------
ألا قولا لِحَمْدانِ :
أيا فاسِقَ مُرْدانِ
ويا بَطْبَطَ صِينيٍّ
ويا سَوْسَنَ بُسْتانِ
لقد أُنْبِئتُ تهديـ
ــكَ إيّايَ . فأشْجاني
وفي عَيْنَيْكَ ما أبْلُـ
ــغَ في قَتْلِيَ ، يا جاني
وما غَرَّكَ يا شاطِـ
ـرُ مِنّي غيرُ إذْعاني
وأنّي أحفَظُ العَهدَ،
وأرْعاكَ، وتَنساني
فيا وَيْلي على إعْرا
ضِ حمدانَ الْخُراساني(31/91)
ومن سَمّيتُهُ الْمَوْلى ،
وعَبدَ السّوءِ سمّاني
ومَن قد كانَ لي أطْوَ
عَ من طَيْرِ سُلَيْمانِ
كأنّ النّارَ في ذَيْلي،
وفي جَيبي، وأرداني
فأمْسى يَعْبُدُ اللهَ
بِهِجْراني ، وعِصْياني !
العصر العباسي >> أبو نواس >> بِعَفْوِكَ بَلْ بجودِكَ عَذْتُ لا بَلْ
بِعَفْوِكَ بَلْ بجودِكَ عَذْتُ لا بَلْ
رقم القصيدة : 25584
-----------------------------------
بِعَفْوِكَ بَلْ بجودِكَ عَذْتُ لا بَلْ
بفَضْلِكَ يا أميرَ الْمُؤمِنينا
فَلا يَتَعَذّرَنّ عليّ عَفْوٌ،
وَسِعْتَ بهِ جَميعَ العالمينَا
فإنّي لمْ أخُنْكَ بِدَهْرِ غَيْبٍ ،
ولا حَدّثْتُ نَفْسِيَ أنْ أخُونَا
بَرَاكَ اللهُ للإسلامِ عِزّ اً
وَ حِصْنٌ دونَ بَيْضَتِهِ حَصينا
لقَدْ أرْهَبْتَ أهلَ الشّرْكِ حتى
تَرَكْتَهَمْ وما يَتَذَمَّرونَا
تَزُورُهُمُ بنَفسِكَ كلّ عامٍ
زِيارَة َ واصِلٍ للقاطِعينَا
ولَوْ شِئْتَ اكْتَفَيْتَ إلى نَعيمٍ،
وقاسَى الأمْرَ دونَكَ آخَرونَا
فَشَفِّعْ حُسْنَ وَجْهِكَ في أسيرٍ ،
يَدينُ بِحُبِّكَ الرّحْمَانَ دِينا
إذا ما الْهُونُ حَلّ بدارِ قَوْمٍ،
فَلَيسَ لِجارٍ مثْلَكَ أن يَهونَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> قدْ صَكَّ لي بالقُرْبِ منْ سَيِّدي ،
قدْ صَكَّ لي بالقُرْبِ منْ سَيِّدي ،
رقم القصيدة : 25585
-----------------------------------
قدْ صَكَّ لي بالقُرْبِ منْ سَيِّدي ،
ودارَ صَكّي في الدّواوينِ
واسْتَأذَنَ الكاتبُ في خَتْمِهِ ،
وقد دَعَوْا للخَتْمِ بالطّينِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> حَيِّ الدّيارَ ؛ إذِ الزّمانُ زُمانُ ؛
حَيِّ الدّيارَ ؛ إذِ الزّمانُ زُمانُ ؛
رقم القصيدة : 25586
-----------------------------------
حَيِّ الدّيارَ ؛ إذِ الزّمانُ زُمانُ ؛
وإذِ الشّباكُ لنا خوى ً ومَعانُ
يا حَبَّذا سَفَوانُ من مُتَرَبَّعٍ ،
ولَرُبَّما جَمَعَ الهَوَى سَفَوانُ
وإذا مَرَرْتَ على الدّيارِ مُسَلِّماً(31/92)
فلِغَيرِ دارِ أُمَيْمَة َ الهِجْرانُ
إنّ نَسَبْنَا ، والمناسِبُ ظِنَّة ٌ ،
حتى رُميت بنا، وأنت حَصانُ
لمّا نَزَعْتُ عن الغَوَايَة ِ والصَّبا ،
وَخَدَتْ بيَ الشّدَنيّة ُ المِذْعانُ
سَبْطٌ مَشَافِرُها ، دَقيقٌ خَطْمُها،
وكأنّ سائِرَ خَلْقِها بُنْيانُ
واحْتازَها لَوْنٌ جَرَى في جِلْدِها ،
يَقَقٌ ، قَقرْطاسِ الوَليدِ ، هِجانُ
وإلى أبي الأمناءِ هارونَ الذي
يَحْيا ، بِصَوْبِ سَمائهِ ، الحيوانُ
مِلكٌ تصَوّرَ في القلوبِ مِثالُهُ،
فكأنّهُ لم يَخْلُ مِنْهُ مَكانُ
ما تنطَوي عَنهُ القلوبُ بفَجرَة ٍ،
إلاّ يُكَلّمُهُ بها اللّحَظانِ
فَيظَلّ لاسْتِنْبائِهِ، وكأنّهُ
عيْنٌ على ما غَيَّبَ الكِتْمانُ
هارونُ أُلِّفَنَا ائْتلافَ مَوَدَّة ٍ ،
ماتَتْ لها الأحْقادُ والأضْغانُ
في كلّ عامٍ غَزْوَة ٌ وَوِفَادَة ٌ،
تَنْبَتُّ ، بينَ نواهما ، الأقْرَانُ
حجٌّ، وغزْوٌ ماتَ بينَهما الكَرَى ،
باليَعْمَلاتِ شِعارُها الوَخَدَانُ
يَرْمي يهِنَّ نِياطَ كلَّ تَنوفَة ٍ ،
في اللهِ رَحَّالٌ بها ، ظَعَّانُ
حتى إذا وَاجَهنَ إقبالَ الصّفا،
حَنّ الْحَطيمُ، وأطّتِ الأركانُ
لأغَرَّ يَنْفَرجُ الدُّجَى عن وَجْهِهِ
عَدْلُ السّياسَة ِ ، حُبُّهُ إيمانُ
يَصْلى الهَجيرَ بِغَرِّة ٍ مَهْدَيَة ٍ
لوْ شاءَ صانَ أديمَها الأكنانُ
لكنّه في اللهِ مُبْتَذِلٌ لها ،
إنّ التّقيّ مُسَدَّدٌ ومُعانُ
ألِفَتْ مُنادَمَة َ الدّماءِ سُيوفُهُ،
وفَلَقَلَّما تَحْتازُها الأجْفانُ
حتى الذي في الرّحْمِ لم يكُ صُورَة ً
لِفؤادِهِ من خَوْفهِ خَفَقانُ
حذرَ امرىء ٍ نُصرَتْ يداه على العدى ،
كالدّهْرِ فيهِ شَرَاسَة ٌ ولَيانُ
مُتَبَرِّجُ المَعْروفِ ، عَريضُ النّدَى ،
حَصِرٌ ، بِلا ، منهُ فَمٌ ولِسانُ
للجُودِ مِنْ كِلتا يَدَيْهِ مُحرِّكٌ
لا يَسْتَطيعُ بُلوغَهُ الإسْكانُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّ الخِلافَة َ لم تزَلْ
إنّ الخِلافَة َ لم تزَلْ(31/93)
رقم القصيدة : 25587
-----------------------------------
إنّ الخِلافَة َ لم تزَلْ
تَزْهو ، وتَفْخَرُ بالأنينِ
وتَحِنُّ من شَوْقٍ إليْـ
ــهِ حَنينَ دائمَة ِ الحَنينِ
بَدْرُ الأنامِ مُحَمَّدٌ
أخذَ الْمَكارِمَ باليَمينِ
وابنُ الْخَلائفِ، والذي
سبقتْ به طيبُ الغصونِ
جاءتْ بهِ ابنة ُ جَعْفَرٍ
قَمَراً جَلا ظُلَمَ الدّجونِ
مهْدَيَة ٌ ، خيرُ النّسا
ءِ كَذا ابنُها خيرُ البَنينِ
فالله يُبْقيهِ، ويبْـ
ـقيها لنا حِقَبَ السّنينِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا كَثيرَ النّوحِ في الدّمَنِ ،
يا كَثيرَ النّوحِ في الدّمَنِ ،
رقم القصيدة : 25588
-----------------------------------
يا كَثيرَ النّوحِ في الدّمَنِ ،
لا عليها بلْ على السّكَنِ
سُنَة ُ العُشّاقِ واحدَة ٌ،
فإذا أحبَبْتَ، فاستَكِنِ
ظَنَّ بي مَنْ قدْ كُلِفْتُ بهِ ،
فهو يَجْفوني على الظِّنَنِ
باتَ لا يَعْنيهِ ما لقِيتْ
عَيْنُ مَمْنوعٍ مِنَ الوَسَنِ
رَشَأٌ لوْلا مَلاحَتُهُ
خَلَتِ الدّنْيا منَ الفِتَنِ
كلَّ يوْمٍ يَستَرِقّ لهُ،
حُسْنُهُ عَبْداً بلا ثَمَنِ
فاسْقَني كأساً على عَذَلٍ ،
كَرِهَتْ مَسْموعَهُ أُذُني
مِنْ كُمَيْتِ اللّوْنِ ، صافيَة ٍ
خيرِ ما سَلْسَلْتَ في بَدَني
مااسْتَقَرَّتْ في فؤاد فَتى ً ،
فَدَرى ما لَوْعَة ُ الحَزَنِ
مُزِجَتْ مِنْ صَوْبِ غاديَة ٍ ،
حَمَلَتْها الرّيحُ من مُزُنِ
تَضْحَكُ الدّنيا إلى مَلِكٍ ،
قامَ بالأحْكامِ والسّنَنِ
يا أمينُ اللهِ ! عِشْ أبَداً ،
فإذا أفنَيْتَنَا فَكُنِ
كيفَ تَسخو النّفسُ عنك، وقد
قُمْتَ بالغالي من الثّمَنِ
سَنَّ للنّاسِ النّدَى ، فَنَدَوا
فكأنّ البُخْلَ لَمْ يَكُنِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا تَرَى ما أُعْطيَ الأمينُ،
ألا تَرَى ما أُعْطيَ الأمينُ،
رقم القصيدة : 25589
-----------------------------------
ألا تَرَى ما أُعْطيَ الأمينُ،
أُعطيَ ما لم تَرَهُ العُيُونُ(31/94)
ولم تكُنْ تبلُغُهُ الظُّنونُ،
اللّيثُ، والعُقابُ، والدُّلفينُ
وَليُّ عَهْدٍ ما لَهُ قَرينُ،
ولا لَهُ شِبْهٌ، ولا خَدينُ
اسْتَغْفِرُ اللهَ ! بَلى ، هارونُ
يا خيْرَ مَنْ كانَ ، ومَنْ يكونُ
إلاّ النّبيُّ الطّاهرُ الْمَيمُونُ،
ذَلّتْ بكَ الدّنيا، وعَزّ الدّينُ
العصر العباسي >> البحتري >> وقف الهجر ساعة ثم زادا
وقف الهجر ساعة ثم زادا
رقم القصيدة : 2559
-----------------------------------
وقف الهجر ساعة ثم زادا
زابتداه ممازحاً فتمادى
ثم أبدى ندامة فتنصلـ
ــــت لأرضيه فاستشاط فعادا
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا يا خَيْرَ مَنْ رَأتْ العيونُ ،
ألا يا خَيْرَ مَنْ رَأتْ العيونُ ،
رقم القصيدة : 25590
-----------------------------------
ألا يا خَيْرَ مَنْ رَأتْ العيونُ ،
نَظيرُكَ لا يُحَسُّ ولا يكونُ
وفَضْلُكَ لا يُحَدُّ ، ولا يُجارَى ،
ولا تَحْوي حِيازَتُهُ الظّنونُ
فأنْتَ نَسيجُ وَحْدِكَ لا شَبيهٌ
نُحاشيهِ عليْكَ ، وَلا خَديمُ
خُلِقْتَ بلا مُشاكلَة ٍ لشيءٍ،
فأنْتَ الفَوْقُ ، والثّقَلانِ دونُ
كأنّ الْمُلْكَ لم يكُ قبلُ شيئاً،
إلى أنْ قامَ بالمُلْكِ الأمينُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا مَنْ يُبادِلُني عِشقاً بسُلوانِ،
يا مَنْ يُبادِلُني عِشقاً بسُلوانِ،
رقم القصيدة : 25591
-----------------------------------
يا مَنْ يُبادِلُني عِشقاً بسُلوانِ،
أمّنْ يُصَيّرُ لي شُغْلاً بإنْسانِ
كيْما أكونَ لهُ عَبْداً يُقارِضُني
وَصْلاً بِوَصْلِ ، وهِجْراناً بهِجْرانِ
إذا التَقَيْنا بِصُلْحٍ بعْدَ مَعْتَبَة ٍ ،
لم نَفتَرِقْ بَعدَ مَوْعودٍ للُقْيانِ
أقولُ ، والعِيسُ تَعْرَوْرِ الفَلاة َ بنا
صُعْرَ الإزِمَّة ِ من مَثْنى ً ووُحْدانِ
لذاتِ لَوْثٍ عفرناة ٍ، عُذافِرَة ٍ،
كأنّ تَضبيرَها تَضبيرُ بُنيانِ
يا ناقُ لا تَسْأمي ، أو تَبْلُغي مِلْكاً
تَقبيلُ راحَتِهِ والرّكنِ سِيّانِ(31/95)
متى تحطّي إلَيهِ الرّحلَ سالِمَة ً،
تَسْتَجْمِعِي الخَلْقَ في تِمْثالِ إنْسانِ
مُقابَلٌ بينَ أمْلاكٍ ، تُفَضِّلُهُ
وِلادَتانِ مِنَ المَنْصورِ ثِنْتانِ
مَدّ الإلَهُ عَلَيْهِ ظلّ مملَكَة ٍ،
يلقى القَصِيَّ بها والأقرَبَ الدّاني
إنْ يُمْسِك القَطْرُ لا تُمْسكْ مَواهِبُهُ ،
وَليُّ عَهْدٍ يَداهُ تَسْتَهِلاّنِ
هوَ الذي قَدرَ اللهُ القَضاءَ لَهُ ،
ألاّ يكونَ لَهُ في فَضلِهِ ثَانِ
هوَ الذي امتَحَنَ الله القلوبَ بِهِ،
عمّا تُجَمْجِمُ مِنْ كُفْرٍ وإيْمانِ
وإنْ قَوماً رَجوْا إبْطالَ حَقِّكُمُ ،
أمسَوْا من الله في سُخطٍ وعِصيانِ
لنْ يدفَعوا حَقّكمْ إلاّ بدفعِهمْ
ما أنْزَلَ اللهُ مِنْ آيٍ وبُرْهَانِ
فَقَلِّدوها بني العبّاسِ إنّهُمُ
صِنْوُ النّبي ، وأنْتُمْ غيْرِ صِنْوانِ
وإنّ لله سَيفاً فوْقَ هامِهِمُ،
بِكَفِّ أبْلَجَ لا ضَرْعٍ ولا واني
يَستَيقِظُ الْمَوْتُ منهُ عندَ هزّتِهِ،
فالْمَوْتُ من نائمٍ فيهِ ويَقظانِ
محَمّدٌ خيرُ مَن يَمشي على قَدَمٍ،
ممّنْ بَرَا الله من إنْسٍ ومن جانِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ملَكْتَ على طَيرِ السّعادة ِ واليُمنِ،
ملَكْتَ على طَيرِ السّعادة ِ واليُمنِ،
رقم القصيدة : 25592
-----------------------------------
ملَكْتَ على طَيرِ السّعادة ِ واليُمنِ،
وحُزْتُ إليْكَ الملكَ مقْتَبَلِ السّنّ
لقد طابتِ الدّنيا بطيبِ مُحَمّدٍ،
وزِيدَتْ بهِ الأيّامُ حُسناً إلى حُسْنِ
ولوْلا الأمينُ بنُ الرّشيدِ لمَا انقَضَتْ
رَحى الدّينِ والدّنيا تدورُ على حزْنِ
لقَدْ فكّ أغلالَ العَناءِ مُحَمَّدٌ ،
وأنزَلَ أهلَ الخَوْفَ في كَنَفِ الأمنِ
إذا نحنُ أثْنينا علَيكَ بصالحٍ ،
فأنْتَ كما نُثني وفوْقَ الذي نُثْني
وإنْ جرَتِ الألفاظُ منّا بمِدْحَة ٍ،
لغيرِكَ إنْساناً، فأنتَ الذي نَعني
العصر العباسي >> أبو نواس >> رَضينا بالأمينِ على الزّمانِ ،
رَضينا بالأمينِ على الزّمانِ ،(31/96)
رقم القصيدة : 25593
-----------------------------------
رَضينا بالأمينِ على الزّمانِ ،
فأضْحى المُلْكُ مَعمورَ المَغاني
تَمَنّيْنا على الأيّامِ شَيئاً،
فقَدْ بَلّغْنَنا تِلْكَ الأمَاني
بأزْهَرَ مِنْ بني المَنصورِ ، تُنْمَى
إلَيْهِ وِلادَتانِ لَهُ اثْنَتَانِ
وليسَ كجَدّتَيهِ أُمّ مُوسَى ،
إذ نُسبتْ ، ولا كالخَيزُرانِ
لهُ عَبدُ المدانِ ، وذو رُعَينٍ ،
كِلا خالَيْهِ مُنتَخَبٌ يَماني
فمَنْ يَجحَدُ بكَ النّعمَى ، فإنّي
بشكري الدّهر مرْتَتَهَنُ اللّسانِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لمن طَلَلٌ لم أُشْجِه، وشَجاني،
لمن طَلَلٌ لم أُشْجِه، وشَجاني،
رقم القصيدة : 25594
-----------------------------------
لمن طَلَلٌ لم أُشْجِه، وشَجاني،
وهاجَ الْهَوَى ، أو هاجَهُ لأوانِ
بلى ، فازْدَهَتني للصّبا أرْيَحيّة ٌ،
يَمانِيَة ٌ، إنّ السّماحَ يَماني
ولوْ شئتُ قد دارَتْ بذي قَرْقَلٍ يدي
منَ اللّمسِ إلاّ من يُدَيِّ حَصانِ
ولكنّني عاهَدْتُ مَنْ لا أخونه،
فأيُّ وَفِيٍّ ، يا يزيدُ ، تَرَاني
وخِرْقٍ يُجِلُّ الكأسَ عن منْطِقِ الخِنا
ويُنزِلُها مِنهُ بكلّ مَكانِ
تراهُ لَما ساءَ النّدامَى ابنَ عَلّة ٍ،
وللشّيْءِ لَذّوهُ رَضِيعَ لِبانِ
إذا هوَألْقى الكأسَ يُمْناهُ خَانَهُ
أمَاوَيتُ فيها ، وارْتِعاشُ بَنانِ
تَمَنَّعْتُ منهُ ثمّ أقْصَرَ باطِلي ،
وصَمّمْتُ كالجاري بغَيرِ عِنانِ
وعَنَسٍ كَمِرْداة ِ القِذافِ ابْتَذَلْتُها ،
لبِكْرٍ منَ الحاجاتِ، أو لعَوانِ
فلمّا قضَتْ نفسِي من السّيرِ ما قضَتْ
على ما بَلَتْ من شدّة ٍ ولَيانِ
أخذتُ بحَبْلٍ من حِبالِ مُحَمّدٍ
أمِنْتُ بهِ مِنْ نائِبِ الحَدَثانِ
تَغَطّيْتُ من دَهْري بِظِلِّ جَناحِهِ ،
فعيني ترَى دَهري، وليس يراني
فلوْ تسأل الأيّامَ ما اسمي لما درَتْ،
وأينَ مَكاني، ما عرَفنَ مكاني
أذَلّ صِعابَ الْمُشكِلاتِ مُحَمّدٌ
فأصْبَحَ مَمْدوحاً بكلّ لِسانِ(31/97)
يُجَلُّ عَن التّشْبيهِ جُودُ مُحمّدٍ
إذا مَرِحَتْ كَفّاهُ بالهَطلانِ
يُغِبّكَ مَعْروفُ السّماءِ وكَفُّهُ
تَجودُ بسحّ العُرْفِ كلَّ أوانِ
وإنْ شَبَّتِ الحَرْبُ العوانُ سَما لها
بصَوْلَة َ لَيثٍ في مَضاءِ سِنانِ
فلا أحَدٌ أسْخى بِمُهْجَة ِ نَفسِهِ
على المَوْتِ منهُ ، والقَنا مُتَدانِ
خلَفتَ أبا عثمانَ في كلّ صالحٍ،
وأقْسَمْتُ لا يَبْني بِناءَكَ بانِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> طرَحتمْ منَ التّرْحالِ ذِكْراً، فغَمّنا،
طرَحتمْ منَ التّرْحالِ ذِكْراً، فغَمّنا،
رقم القصيدة : 25595
-----------------------------------
طرَحتمْ منَ التّرْحالِ ذِكْراً، فغَمّنا،
فلوْ قد شَخَصْتمْ صَبّحَ الموْتُ بَعضَنا
زَعمْتُمْ بأنّ البَيْنَ يُحْزِنُكُمْ ، نعَمْ !
سَيُحْزِنُكُمْ عِلْمي ، ولا مثْلَ حُزْنِنا
تَعالوا نُقارِعْكُمْ لِنَعْلَمَ أيُّنا
أمضّ قلوباً، أوْ مَن أسخَنُ أعيُنَا
أطالَ قصير اللّيْلِ ، يا رَحِمَ ، عندَكُمْ ،
فإنّ قصيرَ الليْلِ قد طالَ عندَنا
وما يَعْرِفُ اللّيْلَ الطّويلَ وغَمُّهُ
مِنَ النّاسِ ، إلاّ مَنْ تَنَجَمَ أو أنا
خَلِيّونَ مِنْ أوْجاعِنَا يَعْذِلُونَنا،
يقولونَ : لِمْ تَهوُونَ ؟ قلْنا : لِذَنْبنا
يَقُومونَ في الأقوامِ يَحْكُونَ فِعلَنا
سَفاهَة َ أحْلامٍ ، وسُخْرِيَة ً بِنا
فلَوْ شاءَ رَبّي لابْتَلاهُمْ بِما بهِ ابْـ
ـتَلانَا فكانُوا لا عَلَينا ولا لَنَا
سأشكُو إلى الفَضْلِ بنِ يحيَى بن خالدٍ
هَواكِ لَعَلَّ الفَضْلَ يَجْمَعُ بيْننا
أميرٌ رَأيتُ المالَ، في نِعَمَاتِهِ،
ذلِيلاً مَهينَ النّفْسِ بالضِّينِ مُوقِنا
إذا ضَنّ رَبُّ المالِ أعْلَنَ جُودُهُ
بحَيَّ على مالِ الأمِيرِ، وأذّنَا
وللفَضْلِ صَوْلاتٌ على صُلْبِ مالِهِ،
تَرَى المالَ فيها بالمَهانَة ِ مُذْعِنَا
وللفَضْلِ حِصْنٌ في يدَيهِ مُحَصَّنٌ،
إذ لَبِسَ الدّرْعَ الحَصينَة َ وَكْتَنى
إلَيكَ أبا العَبّاسِ من دونِ مَن مشَى(31/98)
عليها امتَطينَا الْحَضرَميّ المُلَسَّنَا
قَلائِصَ لَمْ تُسْقِطْ جَنيناً مِنَ الوَجى ،
ولَمْ تَدْرِ ما قَرْعُ الفَنيقِ ولا الهَنا
نَزُورُ عليْها مَنْ حَرَامٌ مُحَرَّمٌ
عليْهِ بأنْ يَعْدو بِزَائِرِهِ الغِنى
كَأنّ لَديْهِ جَنَّة ً بابِلَيَّة ً
دَعا يَنْعُها الْجُنّاءَ منها إلى الْجَنَى
أغَرُّ لَهُ ديباجَة ٌ سابِرِيّة ٌ،
ترَى العِتْقَ فيها جارِياً مُتَبَيَّنَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> صَلَّى الإلَهُ على لُوطٍ وشيعَتِهِ،
صَلَّى الإلَهُ على لُوطٍ وشيعَتِهِ،
رقم القصيدة : 25596
-----------------------------------
صَلَّى الإلَهُ على لُوطٍ وشيعَتِهِ،
أبَا عُبيدَة َ قُلْ باللهِ : آمِينَا
فأنتَ عندي، بلا شكٍّ، بقيّتُهم،
منذ احتَلَتْ ، وقد جاوَزْتَ سبعينا
العصر العباسي >> أبو نواس >> كيفَ خَطا النَتْنُ إلى منْخري،
كيفَ خَطا النَتْنُ إلى منْخري،
رقم القصيدة : 25597
-----------------------------------
كيفَ خَطا النَتْنُ إلى منْخري،
ودونَهُ راحٌ وريْحانُ
أظُنّ كِرْياساً طَمَا قُرْبَنا ،
أوذَكَرَ اليُؤيؤَ إنْسانُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد قشرْتُ العصا ، ولم أعلَقِ السّـ
قد قشرْتُ العصا ، ولم أعلَقِ السّـ
رقم القصيدة : 25598
-----------------------------------
قد قشرْتُ العصا ، ولم أعلَقِ السّـ
ـيرَ، وأعدَدْتُ للهِجاءِ لِساني
فاحذَروا صَوْلتي، وموْقعَ شعري،
واتّقُوا أن يَزُورَكمْ شَيطاني
يا نَدامايَ يابَني نَوّبَخْتٍ ،
لا يَضِعَنّ بَينَكمْ طَيْلَساني
مائَتا درْهمٍ شِراهُ، ولكنْ
لَيسَ تُرْضي أخاكُمُ المِئَتانِ
إنّما زُرْتُكُمْ لِمَوْضعِ ربْحٍ،
لم أزُرْكُمْ لمَوْضِعٍ الخُسرانِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> على مرْكبي منّي السّلامُ، وبِزّتي،
على مرْكبي منّي السّلامُ، وبِزّتي،
رقم القصيدة : 25599
-----------------------------------
على مرْكبي منّي السّلامُ، وبِزّتي،(31/99)
وغدْواتِ لَهْوٍ قَدْ فَقَدْنَ مَكاني
فلَوْ أنّ خِدْنيّ القَريبَينِ أبْصَرَا
خضوعيَ للسّجّانِ ما عرَفاني
ولَوْ أبْصَراني، والقيودُ تلفّني،
ومثيي إلى البوابِ بالنّجَشَانِ
لَحا الله مَنْ أمسَى يرَشّحُ نصرَهُ،
بفكّ إسارٍ منهُ عندَ يَمَاني
ومالي وقحطاناً وبثَّ مديحِها ،
ونصبْي لها نَفسي بكلّ مكانِ
فإنْ أُمْسِ لا تُخْشَى لسَيفَي فتكَة ٌ ،
فلا تأمننْ ، يا فَضْلُ ، فتكَ لِساني
وإنّي لأرْجُو أنْ أراكَ كجَعفرٍ،
ونِصفاكَ فَوْقَ الجِسرِ يُقْتَسَمانِ
العصر العباسي >> البحتري >> كفاني الله شرك يا صدود
كفاني الله شرك يا صدود
رقم القصيدة : 2560
-----------------------------------
كفاني الله شرك يا صدود
وأشمت لي بك الوصل الجديد
لعل سرور أيام تولت
ببهجتها يعود كما نريد
فيقبل مدبر ولى حميداً
وينقطع الصدود فلا يعود
أؤملها وأفرقها جميعاً
وأقرب ما أؤمله بعيد
العصر العباسي >> أبو نواس >> ذكرَ الكَرْخَ نازحُ الأوطانِ،
ذكرَ الكَرْخَ نازحُ الأوطانِ،
رقم القصيدة : 25600
-----------------------------------
ذكرَ الكَرْخَ نازحُ الأوطانِ،
فصَبَا صَبْوَة ً، ولاتَ أوانِ
ليس لي مسعِدٌ بمِصرَ على الشَّوْ
-قِ إلى أوجُهٍِ هناكَ حِسانِ
نازِلاتٍ منَ السَّراة ِ فكرْخا
يا إلى الشّطّ ذي القُصُورِ الدّواني
إذ لبابِ الأميرِ صدرُ نهاري،
ورَواحي إلى بُيُوتِ القِيانِ
واغْتِفالي المولى لأخْتَلِسَ الغَمْـ
ـزَة َ ممَّنْ أُحِبُّهُ بالبنانِ
واعتِمالى الكؤوسَ في الشَّرْبِ تسعى
مُترَعاتٍ كخالِصِ الزَّعفرانِ
يا ابنتي أبشِري بميرة ِ مِصرٍ،
و تمنَّيْ، وأسْرِفي في الأماني
أنا في ذِمّة ِ الْخَصيبِ مُقيمٌ،
حيث لا تعتدي صُروفَ الزَّمانِ
كيف أخشى عليَّ غُولَ اللَّيالي ،
ومكاني منَ الْخَصيبِ مَكاني
قد عَلِقْنا منَ الْخَصيبِ حِبالاً،
آمنتنا طوارِقَ الحِدثانِ
سَطواتُ الخصيبِ إحدى المنايا ،
و نداهُ سُلالَة ُ الحيوانِ(31/100)
كلَّ يومٍ عليَّ منه سماءٌ
ثَرّة ٌ، تَسْتَهِلّ بالعِقْيانِ
حَيّة ٌ تَصرَعُ الرّجالَ، إذا ما
صارعوا رأيهُ، على الأذقانِ
وإذا ما جَرَى الجِيادُ طَواها
أوْحَدِيُّ العِنانِ، يوْمَ الرّهانِ
وإذا هزّهُ الخليفة ُ للجُلى
مَضاها كالصّارِمِ الْهُنْدواني
قادني نحوهُ الرَّجاءُ فصدَّقـ
ـتُ رَجائي، واخترْتُ حَمدَ لساني
إنّما يشتري المجاهِدَ حُرٌّ ،
طابَ نَفْساً لَهُنّ بالأثْمانِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لُبابُ تكَبّري فَوْقَ الْجَواري،
لُبابُ تكَبّري فَوْقَ الْجَواري،
رقم القصيدة : 25601
-----------------------------------
لُبابُ تكَبّري فَوْقَ الْجَواري،
فإنّ أباكِ أعتَبَهُ الزّمانُ
متى أجمَعْ أبا نَصْرٍ ومصراً،
فما للدَّهرِ بينهما مكانُ
فتى ً يوْماهُ لي فِطْرٌ وأضحَى ،
ونيرُوزٌ يُعَدّ، ومِهرَجانُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> عثمان يا أكرمَ البَرايا
عثمان يا أكرمَ البَرايا
رقم القصيدة : 25602
-----------------------------------
عثمان يا أكرمَ البَرايا
منْ ذي مَعَدٍّ وذي يمانِ
ما جمَعَتْ راحتاك مالاً،
ومُعدِماً قَطّ في مَكانِ
المالُ يفنى على اللَّيالي ،
وَجودُ كَفَّيكَ غيرُ فانِ
بَنى المعالي له أبوهُ ،
فبذَّ في ذاك كلّ بانِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> للمقْتِ سَطْرانِ في خَدّيهِ من شَعَرٍ،
للمقْتِ سَطْرانِ في خَدّيهِ من شَعَرٍ،
رقم القصيدة : 25603
-----------------------------------
للمقْتِ سَطْرانِ في خَدّيهِ من شَعَرٍ،
عُنوانَ ما غابَ عن عَيْنَيكَ في بدنه
كأنّهُ قَمَرٌ وَلّى المِحاقُ بِهِ،
في لَيلَة ِ التّمّ، إذْ وافَى مدى حسنهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وجْهُ بنانٍ كأنّهُ قمَرٌ
وجْهُ بنانٍ كأنّهُ قمَرٌ
رقم القصيدة : 25604
-----------------------------------
وجْهُ بنانٍ كأنّهُ قمَرٌ
يَلُوحُ في لَيلَة ِ الثّلاثينِ
والْخَدُّ من حُسنِهِ وبَهجَتِهِ
كطاقة ِ الشّوكِ في الرّياحينِ(31/101)
مُبادِرٌ مِنْ جَبينِها نَسَمٌ،
في الطِّيبِ يحكي مباولَ العِينِ
و الفمُ من ضيقهِ إذا ابتسمتْ
كأنّهُ قَصعَة ُ المساكينِ
لها ثنايا تحكي ببهجتِها
وحُسنِها ألسُنَ الْمَوازينِ
وحسبُكَ الحسنُ في ضَفائرها
مثلُ الشّماريخِ في العراجينِ
والجِيدُ زَيْنٌ لِمَنْ تأمّلَهُ
أشْبَهُ شيءٍ بجِيدِ تِنّينِ
ومَنكِباها في حُسنِ خَلقِهِما
في مثلِ رُمَّانتينِ منْ طينِ
والبَطنُ طاوٍ تحكي لَطافَتُهُ
ما ضمَّنوهُ كُتْبَ الدَّواوينِ
و السّاقُ برّاقة ٌ خلاخِلُها،
كأنّها مِحْرَكُ الأتاتينِ
تفْتِنُ مَن رامَها بلحظتِها ،
كأنّها لحظَة ُ الْمَجانينِ
وأحْسَنُ النّاسِ مَحجِراً أنِقاً
أشبَهُ شيءٍ بمحجِرِ النّونِ
وأقرَبُ النّاسِ في الْخُطى خفراً
خطوتُها مِنْ نَسَا إلى الصّينِ
وُلدْتِ مِنْ أسرَة ٍ مُباركة ٍ،
لاعيبَ فيهمْ ، من الشّياطينِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> جالستُ يوماً أباناً ؛
جالستُ يوماً أباناً ؛
رقم القصيدة : 25605
-----------------------------------
جالستُ يوماً أباناً ؛
لا درَّ درُّ أبانِ
ونحنُ حُضْرُ رِواقِ ا
لأميرِ بالنّهْرَوانِ
حتى إذا ما صلاة ُ ا
لأُولى دَنَتْ لأوانِ
فقامَ مُنذِرُ رَبّي
بالبِرّ والإحْسانِ
وكُلّما قالَ قُلْنا
إلى انقِضاءِ الأذانِ
فقالَ: كَيفَ شَهِدتُمْ
بِذا بغيرِ عِيانِ ؟!
لا أشْهَدُ الدّهْرَ حتى
تُعايِنَ العينانِ
فقلتُ: سُبحانَ رَبّي؛
فقالَ: سُبحانَ ماني
فقلتُ: عيسَى رَسولٌ؛
فقال : من شيطانِ
فقلت : موسى نجيُّ الـ
ـمُهَيْمِنِ الْمَنّانِ
فقالَ: رَبّكَ ذو مُقْـ
ـلَة ٍ إذَنْ ولِسانِ
وقلتُ: رَبّيَ ذو رَحْـ
-مة ٍ، وذو غُفرانِ
وقمْتُ أسْحَبُ ذَيْلي،
عَن هازِلٍ بالقُرانِ
عن كافِرٍ يتَمَرّى
بالكُفرِ بالرّحمانِ
يريدُ أنْ يَتَساوَى
بالعصبَة ِ المُجّانِ
بعجردٍ وعُبّادٍ
والوالبيِّ الهِجانِ
وابنِ الإياسِ الذي نا
حَ نخلَتَيْ حلوانِ
وابنِ الْخَليعِ عَليٍّ
ريْحانة ِ النَّدمانِ
إنّي وأنت لزانٍ(31/102)
مِنْ زنيَة ٍ وزوانِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا كلّ بصرِيٍّ يرَى أنّما العُلى
ألا كلّ بصرِيٍّ يرَى أنّما العُلى
رقم القصيدة : 25606
-----------------------------------
ألا كلّ بصرِيٍّ يرَى أنّما العُلى
مُكَمَّهة ٌ سُحقٌ لهنّ َجرينُ
فإن تغرِسو انخلاً، فإنَّ غِراسنا
ضِرابٌ وطعنٌ في النّحورِ سخينُ
وإنْ أكُ بصرِيّاً، فإنّ مُهاجَري
دِمَشقُ، ولكنّ الحديثَ شجونُ
مُجاوِرُ قَوْمٍ لَيسَ بَيني وبَينَهم
أواصِرُ إلاّ دعوة ٌ وظُنونُ
إذا ما دعا العريفُ باسمي أجبتهُ
إلى دَعْوَة ٍ ممّا عليّ تَهُونُ
لأزْدِ عُمانٍ بالْمُهَلَّبِ نزْوَة ٌ،
إذا افتَخَرَ الأقوامُ ثمّ تلينُ
و بَكرٌ ترى أنَّ النّبُوّة َ أُنزِلتْ
على مَسمَعٍ في الرّحمِ، وهوَ جنينُ
و قالتْ تميمٌ لا نرى أنَّ واحدًا
كأحنَفِنا حتى المماتِ يكونُ
فما لُمتُ قيسًا بعدها في قُتَيْبَة ٍ
و فخرٍ بهِ ، إنَّ الفخارَ فنونُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> احمدو الله كثيرا ،
احمدو الله كثيرا ،
رقم القصيدة : 25607
-----------------------------------
احمدو الله كثيرا ،
يا جميعَ المسلمينَا
ثمّ قُولوا لا تملّوا:
ربَّنا أبقِ الأمينا
صبَّرَ الخِصْيانَ حتى
جعلَ التَّصبيرَ دينا
فاقْتدى النّاسُ جميعاً
بأميرِ الْمُؤمِنينَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد رَفَعْنا البزاقَ مذْ شَهْرَينِ،
قد رَفَعْنا البزاقَ مذْ شَهْرَينِ،
رقم القصيدة : 25608
-----------------------------------
قد رَفَعْنا البزاقَ مذْ شَهْرَينِ،
إذْ كَفانا نَداوَة َ الخصْيَينِ
ابنُ عَمّ النّبيّ هذا إمَامٌ،
لا عَدِمْناهُ، قدْوَة ُ الثّقلَينِ
يا بُغاة َ الخِصْيانِ لا تحذَرُوهُ
و اعفِصوهُمْ بقيَّة َ العصْرينِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ما في النَّبيذِ مع المُربدِ لذَّة ٌ ،
ما في النَّبيذِ مع المُربدِ لذَّة ٌ ،
رقم القصيدة : 25609
-----------------------------------(31/103)
ما في النَّبيذِ مع المُربدِ لذَّة ٌ ،
و ابنٌ ليحيى لاطِمٌ بيدينِ
ريحانُهُ بدمِ الشُّجاعِ مُلَطَّخٌ
و تحيَّة ُ النَّدمانِ قَلعُ العينِ
لا تشربنَّ وجعفرٌ في مجلِسٍ
أبدًا، ولا تحملْ دمَ الأخَوينِ
العصر العباسي >> البحتري >> ألم ترني يوم فارقته
ألم ترني يوم فارقته
رقم القصيدة : 2561
-----------------------------------
ألم ترني يوم فارقته
أودعه والهوى يستزيد؟
أولي إذا أنا ودعته
فيغلبني الشوق حتى أعود
أفي كل يوم لنا راحلة
فينأى قريب، ويدنو بعيد
فإن يبلني الشوق من بعده
فإن اشتياقي إليه جديد
العصر العباسي >> أبو نواس >> تَعَزُّ أبا العبّاسِ عن خيرِ هالِكٍ ،
تَعَزُّ أبا العبّاسِ عن خيرِ هالِكٍ ،
رقم القصيدة : 25610
-----------------------------------
تَعَزُّ أبا العبّاسِ عن خيرِ هالِكٍ ،
بأكرمَ حيٍّ كان ، أو هو كائنُ
حوادِثُ أيّامٍ تَدورُ صُرُوفُها،
لَهُنّ مَساوٍ مَرّة ً، ومَحاسِنُ
و في الحيُّ بالميتِ الذي غيّبَ الثَّرى ،
فلا أنتَ مَغبونٌ، ولا الموْتُ غابنُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> النّاسُ ما بينَ مَسرُورٍ ومَحزُونِ،
النّاسُ ما بينَ مَسرُورٍ ومَحزُونِ،
رقم القصيدة : 25611
-----------------------------------
النّاسُ ما بينَ مَسرُورٍ ومَحزُونِ،
وذي سَقامٍ بكفّ الموْتِ مرْهونِ
مَنْ ذا يُسَرّ بدُنْياهُ وبَهجَتِها
بعدَ الْخَليفَة ِ ذي التّوفيقِ هارُونِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا ربّ إنَّ القومَ قد ظلموني ،
يا ربّ إنَّ القومَ قد ظلموني ،
رقم القصيدة : 25612
-----------------------------------
يا ربّ إنَّ القومَ قد ظلموني ،
و بلا اقتِرافِ مُعَطَّلٍ حَبَسوني
و إلى الجُحودِ بما عليهِ طويّتي ،
ربّي إليك بكذبِهمْ نسبوني
ما كان إلاّ الجريُ في ميدانِهمْ ،
في كلّ خزْيٍ، والمجانَة ُ دِيني
لا العُذرُ يُقبلُ لي ، ويفرَقُ شاهدي
منهم ، ولا يرضَونَ حَلفَ يميني
ما كان لو يدرونَ أوَّلَ مَخْبإٍ(31/104)
في دارِ مَنقَصَة ٍ، ومنزِلِ هُونِ
أمّا الأمينُ، فلستُ أرجو دفعَهُ
عنّي؛ فمنْ لي اليَوْمَ بالمأمونِ!؟
العصر العباسي >> أبو نواس >> أحمدُ الله الذي أسْ
أحمدُ الله الذي أسْ
رقم القصيدة : 25613
-----------------------------------
أحمدُ الله الذي أسْ
ـكَنَني دارَ الهوانِ
وجَفاني كلُّ مَنْ أمّـ
ـلْتُهُ حَتّى لِساني
لا يُدِلّنّ على الإخْـ
ـوانِ بَعْدي مَنْ رآني
مَنْ أجادَ الظّنّ بالنّا
سِ دهاهُ ما دهاني
كانَ لي إلْفٌ أُرَجّيـ
-هِ لريْبِ الحَدَثانِ
روحُهُ روحي ، ولكن
يَحتَوينَا جَسَدَانِ
همُّهُ هَمّي، وهَمّي
هَمُّهُ في كلّ شَانِ
ليس يعصيني ، ولا أعْـ
-صيهِ، ما قالَ كفاني
فَجفاني حينَ باهَيْـ
-تُ به ريبَ الزَّمانِ
ترَكَ التّصريحَ بالْهَجْـ
-رِ ، فقَرْطَسْتُ المعاني
إنّ في التّعريضِ للعا
قِلِ تَفسيرَ البَيانِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أيّها العاذِلانِ لا تعذِلاني
أيّها العاذِلانِ لا تعذِلاني
رقم القصيدة : 25614
-----------------------------------
أيّها العاذِلانِ لا تعذِلاني
في مُناساة ِ خِلَّة ِ الإخوانِ
مرضَ الودُّ والإخاءُ، وبادا ،
فدَعاني مِنَ الملامِ دَعاني
العصر العباسي >> أبو نواس >> وصاحبٍ أخْلَفَ ظَنّي بهِ،
وصاحبٍ أخْلَفَ ظَنّي بهِ،
رقم القصيدة : 25615
-----------------------------------
وصاحبٍ أخْلَفَ ظَنّي بهِ،
و الخيرُ بالصّاحبِ مَظْنونُ
جامَلَني بالقَوْلِ، حتى إذا
صار له مالٌ وتمكينُ
أعرضَ عنّي لاوياَ شِدقَهُ،
كأنّهُ في الوفرِ قارونُ
أنْكَرْتُها مِنهُ، فعاتَبْتُهُ،
والنّصْحُ في الإخوانِ مَضْمونُ
فتاهَ، إذْ عاتَبْتُهُ شامِخاً،
وأصلُهُ، في أهلِهِ، دُونُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> سكَنٌ يَبْقى لهُ سكَنُ،
سكَنٌ يَبْقى لهُ سكَنُ،
رقم القصيدة : 25616
-----------------------------------
سكَنٌ يَبْقى لهُ سكَنُ،
ما لهذا يُؤذِنُ الزَّمنُ
نحنُ في دارٍ يُخَبّرُنا(31/105)
بِبَلاها ناطِقٌ لَحِنُ
دارُ سوءٍ لم يدُمْ فرَحٌ
لامرِىء ٍ فيها ولا حَزَنُ
كلّ حيٍّ عند ميتَتِهِ،
حظّهُ مِنْ مالهِ الكَفَنُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أيا منْ بَينَ باطِيَة ٍ وزِقٍّ
أيا منْ بَينَ باطِيَة ٍ وزِقٍّ
رقم القصيدة : 25617
-----------------------------------
أيا منْ بَينَ باطِيَة ٍ وزِقٍّ
و عودٍ في يدَيْ غانٍ يُغَنّي
إذا لم تَنهَ نفسكَ عن هواها ،
وتُحسِنْ صَوْنَها فإلَيكَ عنّي
فإنّي قد شبِعتُ من المعاصي ،
ومِنْ لَذّاتِها، وشبِعْنَ منّي
و مَن أسْوَا ، وأقبَحُ من لَبيبٍ
يُرى مُتَطرِّباً في مثلِ سنّي
العصر العباسي >> أبو نواس >> سبحانَ مَنْ خَلَقَ الخلْـ
سبحانَ مَنْ خَلَقَ الخلْـ
رقم القصيدة : 25618
-----------------------------------
سبحانَ مَنْ خَلَقَ الخلْـ
ـقَ منْ ضَعيفٍ مَهينِ
يسوقُهُ مِنْ قَرارِ
إلى قرارِ مَكينِ
في الْحُجْبِ شَيْئاً، فشيئاً،
يحورُ دونَ العُيونِ
حتى بَدَتْ حَرَكاتٌ،
مخلوقة ٌ من سُكونِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد أسْبِقُ الجارِية َ الْجُونَا
قد أسْبِقُ الجارِية َ الْجُونَا
رقم القصيدة : 25619
-----------------------------------
قد أسْبِقُ الجارِية َ الْجُونَا
منْ قَبلِ تَثْويبِ المنادينَا
بكُلّ مَعرُوفٍ بأعْراقِهِ
على عيونِ الأرمنيّينا
رَبيبُ بَيْتٍ، وأنيسٌ، ولم
يُرْبَ بريشِ الأمّ مَحضُونَا
لم يُنكِهِ جُرحُ حِياصٍ، ولم
يبغِ له بالثُّفلِ تسكينا
كُرّزُ عامٍ صاغهُ صائغٌ
لم يَدّخِرْ عَنهُ التّحاسينَا
ألبَسهُ التَّكريزُ من حَوْكِهِ،
وَشياً على الْجُؤجُؤِ موضونَا
لَهُ حِرابٌ فَوْقَ قُفّازِهِ
يَجْمَعْنَ تأنيفاً وتَسْنِينَا
كلُّ سِنانٍ عِيجَ من صَدْرِهِ
تَخالُ عِطْفَيْ رَأسِهِ نُونَا
و مِنسَر أكلَفَ، فيهِ شفاً،
كأنَّهُ عِقدُ ثمانينَا
في هامة ٍ كأنّما قُنِّعتْ
بعض حِبالِ السّابريّينا
و مُقْلة ٍ أشربَ آماقُها
تِبْراً يروقُ الصَّيرفيّينا(31/106)
نرْسِلُ مِنْهُ عِندَ إطْلاقِهِ
على الكراكيّ دُرَخْمِينا
داهِية ٌ تَخبِطُ أعجازُها
خَبْطاً يحسّيها الأمَرّينَا
يَحمي علَيها الْجَوَّ مِن فَوْقِها
حيناً، ويُغْريها الأحايِينا
وهُنَّ يَرفعنَ صُراخاً،كما
جَهْوَرَ في الشّعبِ الْمُلَبُّونَا
فمُقْعَصُ أُثْبِتَ في سَحْرِهِ،
وخاضِبٌ من دَمهِ الطّينَا
قد مَشَقَتْهُ في الحَشا مَشْقَة ٌ،
ألْقَتْ منَ الْجَوْفِ الْمَصارينا
رحنا به نحمِلُ أكبادها،
في زورة ٍ عشرًا وعِشرينا
أعطى البُزاة َ اللهُ من قِسمِهِ،
ما لم يُخَوّلْهُ الشّواهِينَا
لكلِّ سبعٍ طُعْمَة ٌ مثلَهُ،
في القِدر إنْ فوقاً وإن دونا
العصر العباسي >> البحتري >> إن شعري سار في كل بلد
إن شعري سار في كل بلد
رقم القصيدة : 2562
-----------------------------------
إن شعري سار في كل بلد
واشتهى رقته كل أحد
قلت شعراً في الغواني حسناً
ترك الشعر سواه قد كسد
أهل فرغانة قد غنوا به
وقرى السوس وألطا وسند
وقرى طنجة والسد الذي
بمغيب الشمس شعري قد ورد
زعمت عثمة أني لم أجد
في هواها، قلت: بل وجدي أشد
ليت من لام محبا في الهوى
قيد في الناس بحبل من مسد
مرط عثامة مسدول على
كفل مثل الكثيب الملتبد
أيها السائل عن لذتنا
لذة العيش الرعابيب الخرد
وغناء حسن من قينة،
ورياحين، وراح تستجد
ذاك أشهى من ركوبي بغلة
كلما حدت لسرجي قلت: عد
أو ركوبي الفرس الموج الذي
كلما ركض بي قلت: أجد
مركب الكعثب فيه لذة
وشفاء للفتى مما يجد
العصر العباسي >> أبو نواس >> كنتَ في قرّة ِ عَيني،
كنتَ في قرّة ِ عَيني،
رقم القصيدة : 25620
-----------------------------------
كنتَ في قرّة ِ عَيني،
مَعْ أُبَيٍّ وحُصَيْنِ
و الفتى الأرقَطِ يَحيَى ،
و عُبيْدِ العاشِقَينِ
وابن ربعيّ الفتى السّمْـ
حِ، الجوادِ الرّاحتينِ
عندَنا الصّهباءُ صِرْفاً،
في قواريرِ اللّجَينِ
و ندامايَ كِرامٌ،
كلّهم زينٌ لزينِ
و نُغنّي حين نلهو ،
لغريضٍ وحُنينِ(31/107)
وَخِمٌ، فَظٌّ،غليظٌ،
ساقَه الله لحَيني
ذاكَ من شِقْوة جَدّي،
بين إخواني وبيْني
العصر العباسي >> أبو نواس >> صحَّفَتْ أمُّكَ إذْ سَمَّـ
صحَّفَتْ أمُّكَ إذْ سَمَّـ
رقم القصيدة : 25621
-----------------------------------
صحَّفَتْ أمُّكَ إذْ سَمَّـ
ـتْكَ في المهْدِ أبَانَا
صيَّرَتْ باءً مكان الـ
ـتاء تصحيفاً عيَانَا
قَدْ عَلِمْنا ما أرادَتْ،
لم تُرِدْ إلاّ أتَانَا
ولقد نُبِّئْتُها بر
صاءَ قُبْلاً، وعِجانَا
إنّما أخْبرُ عمَّن
عايَنَ الأمْرَ عِيانَا
قَطَعَ الله، وشيكاً،
مِنْ مُسَمِّيكَ اللّسانا
العصر العباسي >> أبو نواس >> شَتّانَ ما بيني وبيْنَ صَحابَتي ،
شَتّانَ ما بيني وبيْنَ صَحابَتي ،
رقم القصيدة : 25622
-----------------------------------
شَتّانَ ما بيني وبيْنَ صَحابَتي ،
والعِيسُ بي وبهمْ تَمُدُّ بُراها
يُحْصونَ أميالَ الطّريقِ ، وفي يَدي
كَمْ خُطْوَة ٍ تَحْني البَعيرَ خُطاها
العصر العباسي >> أبو نواس >> مَوْلى جِنانَ ، وإنْ أبْدَى تَجَلَّدُهُ ،
مَوْلى جِنانَ ، وإنْ أبْدَى تَجَلَّدُهُ ،
رقم القصيدة : 25623
-----------------------------------
مَوْلى جِنانَ ، وإنْ أبْدَى تَجَلَّدُهُ ،
يَهْوَى جِنانَ ، فَيَرْجوها ويَخْشاها
مَوْلاتُهُ هيَ بالمَعْنى ، وحُقَّ لها ،
والنّاسُ يَدْعونَهُ باللّفْظِ مَوْلاهَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أيا مَنْ كانَ لا تَنْـ
أيا مَنْ كانَ لا تَنْـ
رقم القصيدة : 25624
-----------------------------------
أيا مَنْ كانَ لا تَنْـ
ـشَبُ أظفارُ الْهَوَى فيهِ
فأضحى سائقُ الحبِّ
على رِجلَيهِ يُسعيهِ
كذا فِعلُ الذي اشتدَّ
مِنَ الشّرّ تَوَقّيهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> طَفْلَة ٌ ، خَوْدٌ، رداحٌ،
طَفْلَة ٌ ، خَوْدٌ، رداحٌ،
رقم القصيدة : 25625
-----------------------------------
طَفْلَة ٌ ، خَوْدٌ، رداحٌ،
هام قلبي بهواها
قَدُّها أحسنُ قدٍّ،(31/108)
فاسألوا مَن قد رآها
ما بَراها الله إلاّ
فِتنة ً حين براها
تَنْثُرُ الدُّرّ، إذا غنّـ
ـتْ عَلَيْنا، شَفَتاها
وأرَى للعُودِ زَهْواً،
حينَ تَحويهِ يَداهَا
رُبّما أغضَيتُ عَنْها
بَصري خوف سَناها
هي همّي ومُنائي
ليتني كنت مًُناها
العصر العباسي >> أبو نواس >> مُتَتايِهٌ بِجَمالِهِ صَلِفٌ،
مُتَتايِهٌ بِجَمالِهِ صَلِفٌ،
رقم القصيدة : 25626
-----------------------------------
مُتَتايِهٌ بِجَمالِهِ صَلِفٌ،
لا يُستطاعُ كلامهُ تيها
للحُسْنِ في وَجَناتِهِ بِدَعٌ،
ما إنْ يَمَلّ الدّرْسَ قاريها
لوْ كانَتِ الأشياءُ تَعْقِلُهُ،
أجللْنَهُ إجلالَ باريها
لوْ تَستَطيعُ الأرْضُ لانقَبَضَتْ
حتى يَصِيرَ جَميعُهُ فيهَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أعرِضْ عن الرَّبْعِ إنْ مرَرْتَ به،
أعرِضْ عن الرَّبْعِ إنْ مرَرْتَ به،
رقم القصيدة : 25627
-----------------------------------
أعرِضْ عن الرَّبْعِ إنْ مرَرْتَ به،
واشرَبْ منَ الْخَمرِ أنْتَ أصْفاهَا
من قَهوَة ٍ مُزّة ٍ، مُعَتَّقَة ٍ
عَتّقَها دنُّها، وربّاهَا
لَمّا أتَيْتُ الدّهقانَ أخْطُبُها،
من بَينِ أصْهارِها ، وأحْماهَا
قال: من الخاطبونَ؟! قلتُ لهُ:
فتيانُ صِدْقٍ. فقال: أكفاهَا
حتى إذا حَطّها، وأنْزَلَها
وفَكّ عَنها الختامَ، فَدّاهَا
قد غَبَرَتْ ، في الدّنانِ مسكنُها ،
وتحتَ ظِلّ العَريشِ مأواهَا
قلتُ لعلْجَينِ عالمينِ بها
في خُفيَة ٍ : دونَكُمْ فَسُلاهَا
فابْتَدَرَتْها السّقاة ُ تَسكُبُها،
فصَرّعَتْنا لَمّا شَرِبْناهَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> مُتَيّمٌ القَلبِ ، مُعَنّاهُ ،
مُتَيّمٌ القَلبِ ، مُعَنّاهُ ،
رقم القصيدة : 25628
-----------------------------------
مُتَيّمٌ القَلبِ ، مُعَنّاهُ ،
جادَتْ بماءِ الشّوْقِ عَيْناهُ
يَقولُ، والدّمعُ على خَدّهِ،
من وَجْدِهِ ، والحُزْنُ أبْكاهُ :
ما أنْفعَ الهَجْرَ لأهْلِ الهَوَى ،(31/109)
أجْدَى منَ الهِجرانِ مَعْناهُ
فإنْ شَكا يوْماً جوى ً باطِناً،
قالَ لهُ : صَبْراً ، وعَزّاهُ
إنْ كانَ أبْكاكَ الهَوَى مَرّة ً ،
فطالَ ما أضْحَكَكَ الله
لا خَيْرَ في العاشِقِ إلاّ فَتى ً
لاطَفَ مَوْلاهُ، وداراهُ
ودافَعَ الهَجْرَ وأيّامَهُ ،
فالوَصْلُ لا شَكّ قُصاراهُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا ماسِحَ القُبْلَة ِ من خَدّهِ ،
يا ماسِحَ القُبْلَة ِ من خَدّهِ ،
رقم القصيدة : 25629
-----------------------------------
يا ماسِحَ القُبْلَة ِ من خَدّهِ ،
مِنْ بعد ما قد كانَ أعْطاهُ
خَشَيْتَ أنْ يَعْرِفَ إعْجامَها
مَولاكَ في الخَدِّ فيَقْراهَا
ولَوْ عَلِمْنا أنّهُ هكَذا،
كُنّا إذا بُسْنا مَسَحْناهَا
فَصارَ فيها رَسْمُها باقياً ،
يَعرِفُها مَنْ يَتَهَجّاهَا
ولا تَرَكْناها على حالِها،
ولامُها مِنها مَحَوْناها
فكانَ باقي الاسْمُ لي قُبّة ٌ ،
بالفَتْحِ في خَدّكَ مَجْرَاهَا
العصر العباسي >> البحتري >> قل لأسماء أنجزي الميعادا
قل لأسماء أنجزي الميعادا
رقم القصيدة : 2563
-----------------------------------
قل لأسماء أنجزي الميعادا
وانظري كي تزودي منك زادا
إن تكوني حللت ربعاً من الشا
م، وجاورت حميراً ومرادا
فإذا ما سمعت من نحو أرضي
هائماً قد يموت أو قيل كدا. . .
فاعلمني علم موقن أنني ذا
ك، وبكي لمقصد إقصادا
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا بِأبي ظَبْيٌ بهِ مَسْحَة ٌ،
يا بِأبي ظَبْيٌ بهِ مَسْحَة ٌ،
رقم القصيدة : 25630
-----------------------------------
يا بِأبي ظَبْيٌ بهِ مَسْحَة ٌ،
قدْ شَبَّ في بغدادَ مأوَاهُ
رُبّي بقَصرِ الْخُلدِ في نعمة ٍ،
حَيّاهُ بالنّعمَة ِ مَوْلاهُ
أغْفَلَهُ البوّابُ، من شِقوَتي،
فجاءَني يَضحَكُ عِطفاهُ
ومَرَّ للحينِ بنا ضَحْوَة ً ،
فصادَ منّي القلْبَ عيناهُ
أسقم جسمي، وبرَى مُهجتي،
وسَلّ منّي الرّوحَ صُدْغاهُ
فصرْتُ للشّقوَة ِ في فَخّهِ،
كَطائِرٍ قُصّ جناحاهُ(31/110)
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّ في المكتَبِ خشْفاً،
إنّ في المكتَبِ خشْفاً،
رقم القصيدة : 25631
-----------------------------------
إنّ في المكتَبِ خشْفاً،
جُعِلَتْ نفسي فِداهُ
شادِنٌ، يكتُبُ في اللّوْ
حِ لتَعليمِ هجاهُ
كلّما خَطّ: أبا جا
دٍ، قَراهُ، فمَحاهُ
بِلِسانٍ ؛ فَتَراهُ ، الدّ
هرَ، قد سَوّدَ فاهُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أيّها النّاسُ ارْحموني ،
أيّها النّاسُ ارْحموني ،
رقم القصيدة : 25632
-----------------------------------
أيّها النّاسُ ارْحموني ،
وتَمَشّوْا بي إلَيْهِ
كَلِّموهُ في سُكُونٍ،
لا تَشُقَّنّ عَليهِ
كَلِّمُوهُ اليَوْمَ يرْضَى
عَنْ أسيرٍ في يَدَيْهِ
لوْ رَأيْتُمْ حينَ يَمشِي،
كاسِراً من حاجِبَيْهِ
في إزارٍ قد لَواهُ،
ثمّ دَلّ طَرَفَيْهِ
قُلتُم: ذا الفَتكُ حَقّاً،
ليسَ ما نحنُ عليْهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> بنَفْسِيَ منْ أمسَيتُ طَوْعَ يَدَيْهِ،
بنَفْسِيَ منْ أمسَيتُ طَوْعَ يَدَيْهِ،
رقم القصيدة : 25633
-----------------------------------
بنَفْسِيَ منْ أمسَيتُ طَوْعَ يَدَيْهِ،
أَبَنْتُ لَهُ وُدّي فَهُنْتُ عليْهِ
إذ جاءَ ذَنْباً لمْ يَرُمْ منهُ مَخْلصاً ؛
وإنْ أنا أذْنَبْتُ اعتَذَرْتُ إليْهِ
عُقُوبَتُهُ عندي هيَ الصّفْحُ كلّما
أساءَ، وذَنْبي لا يُقالُ لَدَيْهِ
وإنّي، وإنْ عرّضْتُ نَفسيَ للهَوَى ،
كَمُبْتَحِثٍ عَنْ حَتْفِهِ بِيدَيْهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنْ مِتُّ مِنْكَ ، وقَلْبي فيهِ ما فيهِ ،
إنْ مِتُّ مِنْكَ ، وقَلْبي فيهِ ما فيهِ ،
رقم القصيدة : 25634
-----------------------------------
إنْ مِتُّ مِنْكَ ، وقَلْبي فيهِ ما فيهِ ،
ولمْ أنَلْ فَرَجاً ممّا أُقاسيهِ
نا دَيْتُ قلبي بِحُزْنٍ ، ثمّ قلْتُ لهُ :
يا مَنْ يُبالي حَبيباً لا يُباليهِ
هذا الذي كُنتَ تَهواهُ، وتَمْنَحُهُ
صَفْوَ المَوَدّة ِ قدْ غالَتْ دَواهِيهِ(31/111)
فَرَدّ قلْبي على طَرْفي بِحُرْقَتِهِ :
هذا البَلاءُ الذي دَلّيتنَي فيهِ
أرْهَقْتَني في هَوى ً مَنْ ليسَ يُنْصِفُني ،
وليسَ يَنْفَكُّ مِنْ زِهْوٍ ومِنْ تيهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وظَبيٍ تَقسِمُ الآجَا
وظَبيٍ تَقسِمُ الآجَا
رقم القصيدة : 25635
-----------------------------------
وظَبيٍ تَقسِمُ الآجَا
لَ بَينَ النّاسِ عَيناهُ
وتُوري البَثّ وأشجا
نَ في القَلبِ ثَناياهُ
ويحكي البَدْرَ ، وقتَ التّـ
ــمّ ، للأعْيُنِ خَدّاهُ
تَعالى الله! ما أحْسـ
ــنَ ما صَوّرَهُ اللهُ !
ولوْ مَثّلَ نَفْسَ الحُسْـ
ـنِ شَخْصاً ما تَعَدّاهُ
لَهُ اخرَة ٌ قد أشْـ
ـــبَهَتْ في الحُسْنِ دُنْيَاهُ
فلَو أنّا جَحَدْنا اللّـ
ـــهُ يَوْماً لعَبدْناهُ
بنَفسي مَنْ إذا ما النَأ
يُ عَن عَينَيّ واراهُ
كَفاني أنّ جُنْحَ اللّيْـ
ــلِ يَغشاني ويَغشاهُ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> وشادِنٍ تَسْحَرُ عَيناهُ،
وشادِنٍ تَسْحَرُ عَيناهُ،
رقم القصيدة : 25636
-----------------------------------
وشادِنٍ تَسْحَرُ عَيناهُ،
أسْفلَهُ يَجذِبُ أعْلاهُ
يَنظُرُ مَوْلاهُ إلى وَجهِهِ،
يا لَيتَني عَينٌ لِمَوْلاهُ
أعَرْتُهُ رُوحي وقَلبي؛ فقد
عَيِيتُ مِمّا أتَقاضاهُ
ولَوْ رآني سَيّئاً في الهوَى ،
لَقَالَ لي: أبْعَدَكَ الله!
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد حُمّ منْ أنا أحْميهِ، فأفقَدَه
قد حُمّ منْ أنا أحْميهِ، فأفقَدَه
رقم القصيدة : 25637
-----------------------------------
قد حُمّ منْ أنا أحْميهِ، فأفقَدَه
وَرْداً بوَجْنَتِهِ وِرْدٌ لِحُمّاهُ
يا لَيْتَ حُمّاهُ لي كانتْ مُضاعَفة ً
يوْماً بشَهرٍ، وأنّ الله عافاهُ
فيصبحَ السّقمُ مَنقولاً إلى جسدي ،
ويَجعَلُ الله منهُ البُرْءَ عُقباهُ
أقولُ للسّقمِ: كم ذا قد لهِجتَ به،
فقالَ لي : مثلَما تَهواهُ أهواهُ
حلَفتُ للسّقمِ أنّي لستُ أذكرُه،
وكيفَ يذكرُهُ مَن ليسَ ينساهُ؟(31/112)
العصر العباسي >> أبو نواس >> بنَفسي مَن يُعذّبُني هَواهُ،
بنَفسي مَن يُعذّبُني هَواهُ،
رقم القصيدة : 25638
-----------------------------------
بنَفسي مَن يُعذّبُني هَواهُ،
كذاكَ وليسَ لي أمَلّ سواهُ
يَتيهُ على العِبادِ بحُسنِ وَجْهٍ،
وشَعْرٍ قدْ أُطيلَ على قَفاهُ
وأصْداغٍ يُرَصّفُها أميري
على خَدٍّ تلألأ وَجْنَتاهُ
بَراهُ لله مِن ذَهبٍ ودُرٍّ ،
فأحْسَنَ خَلْقَهُ لمّا بَراهُ
فلمّا خَطّهُ بَشراً سَوِيّاً،
حَذا حُورَ الجنانِ على حِذاهُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ما رأيْنا مَنْ قَلْبُهُ في يَدَيْهِ
ما رأيْنا مَنْ قَلْبُهُ في يَدَيْهِ
رقم القصيدة : 25639
-----------------------------------
ما رأيْنا مَنْ قَلْبُهُ في يَدَيْهِ
لا، ولا عاشِقاً هواهُ إلَيْهِ
مرّة ً عاشِقاً، وأُخرى خليّاً،
مُظهراً غَيرَ ما الضّميرُ علَيهِ
كنتُ من وَصْلِ سيّدي في سُرورٍ ،
فرَمَى الدّهرُ وَصْلَهُ بيَدَيْهِ
لَعَنَ اللهُ كلّ واشٍ وَفَقاً
عن قَريبٍ بكَفّهِ عَيْنَيْهِ...
العصر العباسي >> البحتري >> أسارقها خوف المراقب لحظة
أسارقها خوف المراقب لحظة
رقم القصيدة : 2564
-----------------------------------
أسارقها خوف المراقب لحظة
وأوحي بطرفي ما ألاقي من الوجد
فيفهمه عن طرف عيني قلبها
فتوحي بطرف العين أني على العهد
وانا بحمد الله لم نأت ريبة
وأنا جميعاً من جوى الحب في جهد
العصر العباسي >> أبو نواس >> ما مِنْ يَدٍ في النّاسِ واحِدَة ٍ
ما مِنْ يَدٍ في النّاسِ واحِدَة ٍ
رقم القصيدة : 25640
-----------------------------------
ما مِنْ يَدٍ في النّاسِ واحِدَة ٍ
كيَدٍ أبُو العَبّاسِ مَوْلاهَا
نامَ الثّقاتُ على مَضاجِعِهمْ ،
وسَرَى إلى نَفسي ، فَأحْياهَا
قد كنتُ خِفْتُكَ ثمّ أمّنَني
مِنْ أنْ أخافَكَ خَوْفكَ اللهُ
فعَفَوْتَ عني، عَفوَ مُقتَدِرٍ،
حَلّتْ لَهُ نِقَمٌ، فألغاهَا(31/113)
العصر العباسي >> أبو نواس >> الدّارُ أطْبَقَ إخْراسٌ على فِيها ،
الدّارُ أطْبَقَ إخْراسٌ على فِيها ،
رقم القصيدة : 25641
-----------------------------------
الدّارُ أطْبَقَ إخْراسٌ على فِيها ،
واعْتاقَها صَمَمٌ عن صَوْتِ داعيهَا
وَلي منَ الْحَينِ عَينٌ لَيسَ يَمْنَعُها
طولُ المَلامَة ِ أنْ تَجْري مَآقيها
يا دِمْنَة ً سُلِبَتْ منها بَشاشَتُها،
وأُلْبِسَتْ من ثيابِ المحْلِ باقيها
أبدَتْ عَواصِيَ مِنْ دَمْعٍ أطَعنَ لها
لَمّا رَمَيْتُ بطَرْفي في نَواحِيهَا
لأعْطَفِنّ على الصّهباءِ عن دِمَنٍ ،
لمْ يبق من عهْدِها إلاّ أثافيها
مَوْصوفَة ٍ بفنونِ الطّيبِ قالَ لها
عُمْرٌ ، فلمْ تَعْدُ أنْ رَقّتْ حواشيها
تَرَى نَزائِرَها يَخْضَعْنَ هَيْبَتَها ،
فقد ثَمِلْتُ ، لمّا أجْلَلْنها ، تِيها
عاطَيْتُها صاحِباً صَبّاً بها ، كَلِفاً ،
حَرْباً لعايفِها سِلْماً لحاسِيهَا
فأعْنَقَتْ بي أمونٌ فاتَ غارِبُها،
قادَ الزّمامَ ، وقادَ السّوطَ هاديها
تَجْتابُ أغْبَرَ تَفْتَنُّ الرّياحُ به ،
صَباً، جنوباً، تهاميّاً، شآميهَا
فَارَة ً يَطْعَنُ السّاري بِحَرْبَتهِ ،
ومَوْضعُ السّرّ أحياناً مُناجيهَا
إذا الجيادُ جَرَتْ يوْمَ الرّهانِ جَرَتْ
جَرْي السّوابقِ تَحْثو في نَواصيها
إلى أبي الفَضْلِ عَبّاسٍ، ولَيسَ إلى
هذا، ولا ذا دَعَتْ نَفسي دَواعيهَا
إنّ السّحابَ لَتَسْتَحي إذا نَظَرَتْ
إلى نَداهُ، فقَاسَتْهُ بمَا فِيهَا
حتى تَهمّ بإخْلاعٍ فَيَمْنَعُها
خوْفُ العُقوبَة ِ في عِصيانِ مُنشيهَا
وَطْءُ الرّبيعِ وطْءُ الفَضْلِ ماافْتَرَشَا
من المَكارِمِ ، إذ شَادا مَعاليها
بنى الرّبيعُ لهُ والفَضْلُ ، فاحْتَشَدَ
غاياتِ مُلْكٍ رَفِعاتٍ لِبانيها
وشمّراهُ، فلَمّا شَمّراهُ لها
جَرَى فقالَ : كذا ! قالا لهُ : إيها
العصر العباسي >> أبو نواس >> لِمَنِ الدّيّا رُ تَسَرْبَلَتْ بِبِلاها ،
لِمَنِ الدّيّا رُ تَسَرْبَلَتْ بِبِلاها ،(31/114)
رقم القصيدة : 25642
-----------------------------------
لِمَنِ الدّيّا رُ تَسَرْبَلَتْ بِبِلاها ،
نسِيَتْكَ ربّتُها، وما تَنْسَاهَا
لا تَكْذِبَنّ، فما أراكَ بمُنْتَهٍ
عنها، وإن كلّفتَ أن تَشناهَا
فاقْرِ الْهُمومَ، إذا عرَتكَ، شِمِلّة ً
عبِلَتْ مناكبُها، وطالَ قَراهَا
لِتَزُورَ من قَحْطانَ قَرْمَ مَغاوِلٍ ،
لا مُعْجَباً صَلِفاً، ولا تَيّاهَا
خضَعَتْ لعُثمانَ بن عُثمانَ العُلى
حتى تَسَنّمَ فوْقَها ، فَعَلاهَا
تُمْسي المَكارِمُ حيثُ يُمْسي رَحْلُهُ ،
وإذا غَدا في مَنزِلٍ أغْداهَا
سَيْفٌ مَنَايا النّاسِ فيهِ كوامِنٌ ،
مَعطُوفَة ُ اليُمنى على يُسراهَا
فإذا الخَليفَة ُ هَزَّهُ لِضَريبَة ٍ ،
أنحى على مَكرُوهِها فَمَضاهَا
وكذاكَ عَكٌّ لا تزالُ سُيُوفُها
تَنْهَلّ من مُهَجِ الكُماة ِ ظُباهَا
فاحْذَرْ عَداوَتَها، وصَلّ لسلمِها،
فكمَا عَرَفْتَ سُيوفها وقَناها
قوْمٌ إذا وَجِدَتْ عليكَ صُدورُهم
لم تَرْضَ عَنكَ مَنيّة ٌ تَلْقاهَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> دَبّ فيَّ الفَناءُ سُفْلاً وعُلْوَا،
دَبّ فيَّ الفَناءُ سُفْلاً وعُلْوَا،
رقم القصيدة : 25643
-----------------------------------
دَبّ فيَّ الفَناءُ سُفْلاً وعُلْوَا،
وأراني أموتُ عُضْواً، فعُضْوَا
ليسَ مِنْ ساعَة ٍ مضَتْ ليَ إلاّ
نَقَصَتْني بِمرّها بيَ جُزْوَا
ذَهَبَتْ جدّتي بطاعة ِ نَفسِي،
وتذَكّرْتُ طاعَة َ للهِ نِضْوَا
لَهْفَ نَفْسي على لَيالٍ ، وأيّا
مٍ تَمَلّيتُهنّ لِعْباً، ولَهْوَا
قد أسأنَا كلَّ الإساءَة ِ فاللّـ
ـهُمّ صَفحاً عنّا، وغفراً وعفْوَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> تركتُ الطِّلا، أوْ لستُ أقرَبُ شُرْبَهُ ،
تركتُ الطِّلا، أوْ لستُ أقرَبُ شُرْبَهُ ،
رقم القصيدة : 25644
-----------------------------------
تركتُ الطِّلا، أوْ لستُ أقرَبُ شُرْبَهُ ،
وما راحتي في أنْ أسُرّ الأعادِيَا !
ولكِنْ أخوها من زَبيبٍ مُعتَّقٍ،(31/115)
يُمَنّيكَ ، إنْ أكثرْتَ منهُ ، الأمانِيَا
أخو الخَمرِ من عُنقودِها ، غيرَ أنّهم
إذا قَطَعُوهُ جَفّفُوهُ لَيالِيَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> اترَكِ الأطْلالَ لا تَعْبأ بها،
اترَكِ الأطْلالَ لا تَعْبأ بها،
رقم القصيدة : 25645
-----------------------------------
اترَكِ الأطْلالَ لا تَعْبأ بها،
إنّها منْ كلّ بؤسٍ دانِيَهْ
واشرَبِ الْخَمْرَ؛ على تحريمِها،
إنّما دُنياكَ دارٌ فانِيَهْ
مِنْ عُقارٍ، مَن رآها قال لي:
صِيدَتِ الشّمسُ لنا في باطِيَهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> اشرَبْ ، فُديتَ ،عَلانِيَهْ ،
اشرَبْ ، فُديتَ ،عَلانِيَهْ ،
رقم القصيدة : 25646
-----------------------------------
اشرَبْ ، فُديتَ ،عَلانِيَهْ ،
أُمُّ التّسَتّرِ زانِيَهْ
اشرَبْ فدَيتُكَ ، واسقِني ،
حتى أنَامَ مكانِيَهْ
لا تَقْنَعَنّ بِسَكْرَة ٍ ،
حتى تَعُودَ بثَانِيَهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> فَتّكَتْني طِيزَنَابَا
فَتّكَتْني طِيزَنَابَا
رقم القصيدة : 25647
-----------------------------------
فَتّكَتْني طِيزَنَابَا
ذَ ، وقد كنتُ تَقِيّا
إذْ ترَكْتُ الماءَ فيها
وشَرِبتُ الخُسرَوِيّا
أرْضُ كرْمٍ تجلبُ الدهـ
ـرَ شَراباً سابِرِيّا
وغَزالٍ زانَ بالقَا
مَة ِ رِدْفاً بَرْبَرِيّا
قدَهُ إبْليسُ طَوْعاً ،
بَعدَ ما كانَ عَصِيّا
فسَقَيْناهُ على الوَرْ
دِ شَراباً ذَهَبِيّا
وكَشَفْنا عن بَياشِ الـ
ــرِّدْفِ ثَوْباً قَصَبِيّا
فوَجَدْنا خِلْفَهُ دِعْـ
ــصاً منَ الثّلْجِ نَقِيّا
فرَكِبناهُ بلا سَرْ
جٍ ركوباً مَرْوَزِيّا
وحَمِدْنا السّيرَ لَمّا
أنْ رأيناهُ وَطِيّا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أرى الْخَمرَ تُرْبي في العُقولِ فتَنتَضي
أرى الْخَمرَ تُرْبي في العُقولِ فتَنتَضي
رقم القصيدة : 25648
-----------------------------------
أرى الْخَمرَ تُرْبي في العُقولِ فتَنتَضي
كَوامِنَ أخْلاقٍ تُثِيرُ الدّواهِيَا(31/116)
تزيدُ سَفيهَ القَوْمِ فضْلَ سَفاهَة ٍ،
وتترُكُ أخلاقَ الكَريمِ كمَا هِيَا
وَجَدْتُ أقلّ النّاس عقلاً، إذا انتشَى ،
أقَلَّهُمُ عَقلاً، إذا كانَ صاحِيَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أبصرْتُ في بَغدادَ رُومِيَّهْ،
أبصرْتُ في بَغدادَ رُومِيَّهْ،
رقم القصيدة : 25649
-----------------------------------
أبصرْتُ في بَغدادَ رُومِيَّهْ،
تَقصُرُ عَنها كلّ أمْنِيّهْ
قَصرِيّة ُ الطّرْفِ ، شآميّة ُ الـ
ـــخَلوَة ِ ، في نَكْهَة ِ زَنجِيّهْ
صُغديّة ُ السّاقينِ، تُرْكيّة ُ الـ
ـسّاعِدِ، في قدّ طُخَارِيّهْ
حِيرِيّة ُ الحسنِ، كِيانِيّة ُ الـ
ـأرْدافِ، في ألْيَة عاجيّهْ
دَفْقَ الحياة ِ بمهجة البيداء
صِنوُ الوجود عراقة " ومَهابة "
العصر العباسي >> البحتري >> ألاحظها فتعلم ما أريد
ألاحظها فتعلم ما أريد
رقم القصيدة : 2565
-----------------------------------
ألاحظها فتعلم ما أريد
وتلحظني فيرمقها لحسود
وما لي غير مسترقات لحظي
إذا ما ثاب من خير أفيد
بلى، نفس يردده اكتئاب،
وعين نومها أبداً طريد
وقلب هائم فيه احتراق
يكاد بشدة البلوى يبيد
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> كُنتُ أغنَى النّاسِ كُلّهِمُ
كُنتُ أغنَى النّاسِ كُلّهِمُ
رقم القصيدة : 25650
-----------------------------------
كُنتُ أغنَى النّاسِ كُلّهِمُ
عنكِ لَولا الشؤمُ والنّكدُ
إنما أبكي على جسدٍ
قَد بَراهُ الشّوقُ والكَمَدُ
ليتَهم إن عُوقبُوا بدمي
وجَدُوا مِثلَ الذي أجِدُ
منعوا عَيْني الرّقَادَ وَهُمْ
لا يُبالوني إذا رقدوا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إني وإن كنتِ قد أسأتِ بي الـ
إني وإن كنتِ قد أسأتِ بي الـ
رقم القصيدة : 25651
-----------------------------------
إني وإن كنتِ قد أسأتِ بي الـ
ـيَوْمَ لَرَاجٍ للعَطفِ منكِ غَدا
أسْتَمتعُ اللَّيْلَ بالرَّجاء وإن
لم أرَ منكم ما أرتجي أبَدا
أغُرُّ نَفسي بِكم وأخدعُها(31/117)
نفسٌ ترى الغيّ فيكمُ رَشَدا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> لَمْ أجِدْ أهلاً لِوُدّي
لَمْ أجِدْ أهلاً لِوُدّي
رقم القصيدة : 25652
-----------------------------------
لَمْ أجِدْ أهلاً لِوُدّي
غيرَ من أصفيتُ وُدّي
بأبي أغْفلُ خلقِ اللّ
ـهِ عَنْ شَوْقي وَوَجْدي
خصّني اللّه بهذا ال
حُبّ دونَ الناس وحدي
كُنتُ أغْنَى النّاسِ عن ذ
لك لولا شُؤمُ جَدّي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> قد خِفتُ أن لا أراكم آخرَ الأبدِ
قد خِفتُ أن لا أراكم آخرَ الأبدِ
رقم القصيدة : 25653
-----------------------------------
قد خِفتُ أن لا أراكم آخرَ الأبدِ
وأن أموتَ بهذا الشّوقِ والكَمَدِ
الموتُ يا فوْزُ خيرٌ لي وأروحُ لي
من أنْ أعيشَ حليفَ الهمّ والسّهدِ
لمّا أتاني كِتابٌ مِنكِ يا سَكَني
جعلتهُ شَبَهَ التّعويذِ في عضدُدي
يا فوزُ يا زهرة الدّنيا وزينتها
أنْضَجتِ قلبي وألبَستِ الهوى كَبِدي
ما ضرّ قوماً وطِئتِ اليومَ أرضَهُمْ
أن لا يروا ضوءَ شَمْسٍ أخِرَ الأبدِ
من جَاورَتْهُ جرَى بالسّعدِ طَالِعُه
ومَن رآها فلَن يَخشَى من الرَّمَدِ
آمسَتُ بيثربَ لا يأتي لها خبرٌ
ولا إذا حجّ بعضُ الناس من بلدي
إني أُعيذُكُمُ أن تَطْلُبُوا بدمي
يا أهلَ يثربَ أهلَ النّسكِ والرّشَدِ
تَتَبّعَ الحبُّ روحي في مَسالِكِهِ
حتى جرَى الحبُّ مجرَى الرّوحِ في الجسدِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ألا ليتَ شعري والفُؤادُ عميدُ
ألا ليتَ شعري والفُؤادُ عميدُ
رقم القصيدة : 25654
-----------------------------------
ألا ليتَ شعري والفُؤادُ عميدُ
هوايَ قريبٌ أمْ هوايَ بعيدُ
وفي القُربِ تعذيبٌ وفي البعدِ حسرة ٌ
وما منِهُما إلا عليّ شَديدُ
مُعذِّبتي فِيمَ الصُّدودُ ومَا الذي
أُفَنِّدُ حتى لا يكون صُدودُ
أصدّقتِ حُسّداً وكذّبتِ عاشقاً
وليسَ سَواءً عاشقٌ وحَسودُ(31/118)
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> تقولُ وقَد كَشفتُ المِرطَ عنها
تقولُ وقَد كَشفتُ المِرطَ عنها
رقم القصيدة : 25655
-----------------------------------
تقولُ وقَد كَشفتُ المِرطَ عنها
وذلكَ ، لو ظفرتُ به، الخُلودُ :
تَنَاوَلْ ما بَدا لكَ غيرَ هذا
ففيما دُونَ ذا قُتِلَ الوليدُ
أرى طرْفي يُشوّقني إليها
كأنّ القلبَ يعلمُ ما أريدُ
تغارُ عليّ أن سَمِعتْ بأخرى
وأطلُبُ أن تجودَ فلاَ تجودُ
إذا امتنعَ القَريبُ فلم تَنلهُ
على قُربٍ فذاكَ هو البَعيدُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> وحدّثْتَني يا سعدُ عنها فزِدتَني
وحدّثْتَني يا سعدُ عنها فزِدتَني
رقم القصيدة : 25656
-----------------------------------
وحدّثْتَني يا سعدُ عنها فزِدتَني
جُنوناً فزدني من حديثكَ يا سعدُ
وما زِلْتُ في حُبّي ظُلَيمة َ صادقاً
أهِيمُ بها ما فوقَ وَجدي بها وَجدُ
هواها هوى لم يَعلَمِ القَلْبُ غيرَه
فلَيسَ لَهُ قبلٌ ولَيسَ لَهُ بَعدُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ظَلومُ يا زَينَ نِساء العِبادْ
ظَلومُ يا زَينَ نِساء العِبادْ
رقم القصيدة : 25657
-----------------------------------
ظَلومُ يا زَينَ نِساء العِبادْ
حبّي لكُمْ حُبّان : خافٍ وبادْ
أُقْسِمُ ما أدري أمُستَيقِظاً
أبصرتُ ما أبصرتُ أم في رُقادْ
تُفاحَة ٌ من عِندِ تُفّاحة ٍ
جاءت فماذا صَنَعتْ بالفؤادْ
ياليتَ شِعري أصَلاحي بها
كُنتُم أرَدْتُم أم أردتم فسادْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> واكَبِدي! قد تَقَطّعتْ كبدي
واكَبِدي! قد تَقَطّعتْ كبدي
رقم القصيدة : 25658
-----------------------------------
واكَبِدي! قد تَقَطّعتْ كبدي
من كمدٍ عادَني على كَمَدِ
كنتُ مريضاً فزادني مرضاًَ
ما جاءني عنكِ ليلة َ الأحدِ
فليتني قبلَ ما سمعتُ به
متّلا فكنتُ الرّهينَ في اللّحَدِ
ولو تمنّى عِدايَ واجتهدُوا
ما بلغُوا ما رأيتِ في جسدي(31/119)
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا مُوحِشي ويا مُؤنِسي
يا مُوحِشي ويا مُؤنِسي
رقم القصيدة : 25659
-----------------------------------
يا مُوحِشي ويا مُؤنِسي
إن كنتُ في الخَلوة ِ والإنفِرادْ
يا شاغِلَ العَينِ بِطولِ البُكا
وسالبَ العَينِ لذيذَ الرّقادْ
العصر العباسي >> البحتري >> يا دائم الهجر والصدود
يا دائم الهجر والصدود
رقم القصيدة : 2566
-----------------------------------
يا دائم الهجر والصدود
ما فوق بلواي من مزيد
إني عبد، وأنت مولى،
فابغ رضا الله في العبيد
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> سأهجُرُ إلفي وهِجراننا
سأهجُرُ إلفي وهِجراننا
رقم القصيدة : 25660
-----------------------------------
سأهجُرُ إلفي وهِجراننا
إذا ما التقَينا صُدودُ الخُدودِ
كِلانا محبٌّ ولَكِنّنا
ندافعُ عن حُبّنا بالصّدودِ
فأمّا الضّميرانِ منّا ففي
عذابٍ طويلٍ ووَجدٍ شديدِ
فَوَيْحَ مُحبَّينِ لم يَلقَيا
سروراً سوى نظرٍ من بعيدِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> خَلَطَ الله بروحي رُوحَها
خَلَطَ الله بروحي رُوحَها
رقم القصيدة : 25661
-----------------------------------
خَلَطَ الله بروحي رُوحَها
فهُما في جَسَدي شيءٌ أحَدْ
فهوَ يحيا أبداً ما اصطحبا
فإذا ما افتَرقَا ماتَ الجَسدْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا من يلومُ على هوى
يا من يلومُ على هوى
رقم القصيدة : 25662
-----------------------------------
يا من يلومُ على هوى
مَنْ حُبُّهُ يَتجدّدُ
أنْتَ الخَليُّ مِنَ الذي
يلقَى الشّقيُّ المُقْصَدُ
أخَذَ الإلهُ لمُقلَتي
مِنْ كلّ عينٍ تَرْقُدْ
ولكُلِّ مُنْهَلٍّ دُمو
عٌ تَستفيقُ وتجمُدُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> كُلّ يومٍ لنا عتابٌ جديدُ
كُلّ يومٍ لنا عتابٌ جديدُ
رقم القصيدة : 25663
-----------------------------------
كُلّ يومٍ لنا عتابٌ جديدُ(31/120)
وهَوانا على العِتابِ يَزيدُ
كُلُّ حُبٍّ يَبيدُ يوماً فيفنَى
وهَوانا وهَجرُنا لا يبيدُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ما أحْسَن الوُدَّ إذا كانَ مَنْ
ما أحْسَن الوُدَّ إذا كانَ مَنْ
رقم القصيدة : 25664
-----------------------------------
ما أحْسَن الوُدَّ إذا كانَ مَنْ
تَهواهُ يَجزي الوُدَّ بالوُدِّ
و أنعمَ العاشقَ في عيشِه
إن دامَ من يهوَى على العَهدِ
وأقبحَ الوصْلَ إذا لَمْ يَكنْ
يُوفي الذي يَهواه بالوَعدِ
و الحبّ من يعلقْ به لمْ يزلْ
في طاعة ِ الأحزانِ والجهدِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> فديتُ من لا أفدّي غيرهُ أبداً
فديتُ من لا أفدّي غيرهُ أبداً
رقم القصيدة : 25665
-----------------------------------
فديتُ من لا أفدّي غيرهُ أبداً
ومن أرَى الغيّ فيما سرّه رشدا
ومَن يَغيبُ فأرعاهُ وأحْفَظُهُ
و لا أرى عندَه حفظاً إذا شهدا
أمّا رسولي فمَمنوعُ اللّقاء بِكُمْ
ولا يهمّكُمُ أن تُرْسِلوا أحَدا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> تحسدُ عيني عين من يرقدُ
تحسدُ عيني عين من يرقدُ
رقم القصيدة : 25666
-----------------------------------
تحسدُ عيني عين من يرقدُ
ومسهري أوّلُ من أحسُدُ
أمستْ تذودُ النّومَ عن مُقلتي
ظُلماً وقدْ طابَ لها المرقدُ
يا لَيْتَ أقْواماً، على حُبّها
يلحونَني، إن رَقدُوا يَسهَدُوا
حتى يذوقَ القومُ طعمَ الهوى
فَيَعْذِرُوا في الحبّ مَن فَنّدوا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إن شَوْقي إليك لو شِئتُ أن يز
إن شَوْقي إليك لو شِئتُ أن يز
رقم القصيدة : 25667
-----------------------------------
إن شَوْقي إليك لو شِئتُ أن يز
دادَ شيئاً لما وجدتُ مَزِيدا
ولَوَ انّ اللّقَاء من قَبلِ أن ير
تدّ طرفي رأيتُ ذاك بعيدا
حَجَبوا دُونَها الأمَاني وإنّي
حاهدٌ أعمِلُ الرّجاءَ وحيدا
فلو أنّا نرى ظُلَيمة يوماً
لاتّخَذْنَاه آخِرَ الدّهرِ عِيدا(31/121)
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> تَركتُ صُدودَه وصَبَرتُ نَفسي
تَركتُ صُدودَه وصَبَرتُ نَفسي
رقم القصيدة : 25668
-----------------------------------
تَركتُ صُدودَه وصَبَرتُ نَفسي
لطولِ تَجَرّعِ الغَيظِ الشديدِ
مخافة َ أن يُجدّدَ لي صُدوداً
وكنتُ حديثَ عهدٍ بالصّدودِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> جَعَلتِ محلّة َ البَلوى فُؤادي
جَعَلتِ محلّة َ البَلوى فُؤادي
رقم القصيدة : 25669
-----------------------------------
جَعَلتِ محلّة َ البَلوى فُؤادي
وسلّطتِ السُّهادَ عَلى رُقادي
ونمتِ خَليّة ً وفقدْتُ نومي
أمّا اسْتحيا رُقادكِ من سُهادي
سأسكُتُ ، إن بخِلتِ ، بجدع أنفي
و أحفظُكُم إلى يوم السّنادِ
وأنصَحُكِ المودّة من ضمِيري
وأذخَرُ سِرَّ حبّكِ في فؤادي
العصر العباسي >> البحتري >> يا ثقيلا على القلوب إذا ع
يا ثقيلا على القلوب إذا ع
رقم القصيدة : 2567
-----------------------------------
يا ثقيلاً على القلوب إذا عـ
ــن لها أيقنت بطول الجهاد
يا قذى في العيون، يا غلة بيـ
ـن التراقي حزازة في الفؤاد
يا طلوع العدو، ما بين إلف،
يا غريماً أتى على ميعاد
يا ركوداً في يوم غيم وصيف،
يا وجوه التجار يوم الكساد
خل عنا فإنما أنت فينا
واو عمرو أو كالحديث المعاد
إمض في غير صحبة الله ما عشـ
ـت ملقى في كل فج وواد
يتخطى بك المهامة والبيـ
ــد دليل أعمى كثير الرقاد
خلفك الثائر المصمم بالسيـ
ـف ورجلاك فوق شوك القتاد
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> فراقُكِكان أولَ عهدِ دمعي
فراقُكِكان أولَ عهدِ دمعي
رقم القصيدة : 25670
-----------------------------------
فراقُكِكان أولَ عهدِ دمعي
وآخِرَ عهدِ عيني بالرّقادِ
فلم أرَ مثلَ ما سالت دُموعي
وما رَاحت بهِ من سوء زادِ
أبيتُ مُهّداً قَلِقاً وسادي
أخُفّفُ بالدّموعِ عنِ الفُؤادِ(31/122)
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أتَذهبُ نفسي لم أنلْ منكِ نائلاً
أتَذهبُ نفسي لم أنلْ منكِ نائلاً
رقم القصيدة : 25671
-----------------------------------
أتَذهبُ نفسي لم أنلْ منكِ نائلاً
ولَمْ أتَعلّلْ مِنكِ يوماً بمَوعدِ
أُحاولُ مايرضيكِ غيرَ مُجادلِ
على كلّ حالٍ من مَغيبٍ ومشهدِ
فإن جاء مني بعضُ ماتكرهِنينَهُ
فعَن خَطإٍ واللّهِ لاعن تعمّدِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إقْبلوا ودّي فَقَدْ أهديتهُ
إقْبلوا ودّي فَقَدْ أهديتهُ
رقم القصيدة : 25672
-----------------------------------
إقْبلوا ودّي فَقَدْ أهديتهُ
ثُمّ كافُوني بصَدٍّ فَهْوَ وُدّ
هذِه نَفسي لَكُم مَوهوبة ٌ
خيرُ ما يُوهبُ مالا يُسترَدُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> قَبُلكم ودّي منَ اللّهِ نِعمة ً
قَبُلكم ودّي منَ اللّهِ نِعمة ً
رقم القصيدة : 25673
-----------------------------------
قَبُلكم ودّي منَ اللّهِ نِعمة ً
تَتِمُّ إذا كافأتُمُ الودَّ بالودِّ
ولَوْ أنّكم لَمْ تقبَلوا الودَّ لم يزَل
مصوناً لكم حتى أغيّبَ في لحْدي
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> قالوا قد اعتلّ من تَهوى فقلتُ لهُم
قالوا قد اعتلّ من تَهوى فقلتُ لهُم
رقم القصيدة : 25674
-----------------------------------
قالوا قد اعتلّ من تَهوى فقلتُ لهُم
وَيلي إذا لم أجد مثلَ الذي وجَدَا
فإنّ خالِقَنا للحُبّ مُبتدِعاً
لم يُفردِ الرّوحَ لمّا أفردَ الجَسدا
فلن أصحّ إذا ماكان ذا سقمٍ
ولن أعيش إذا ما استُودِعَ اللَّحَدا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> عَبِثَ الحبيبُ وكانَ مِنهُ صُدودُ
عَبِثَ الحبيبُ وكانَ مِنهُ صُدودُ
رقم القصيدة : 25675
-----------------------------------
عَبِثَ الحبيبُ وكانَ مِنهُ صُدودُ
ونأى ولمْ أكُ ذاكَ مِنْهُ أريدُ
يُمسي ويُصبِحُ مُعرِضاً متَغضبِّاً
وإذا قصَدتُ إليهِ فَهوَ يَحِيدُ(31/123)
ويَضِنُّ عَنّي بالكَلامِ مُصارماً
وبمُهجتي وبما يُريدُ أجودُ
إني أحاذِرُ صَدّه وفراقه
إنّ الفِراقَ على المحبّ شديدُ
يا من دعاني ثمّ أدبرَ ظالماً
إرجِعْ وأنْتَ مُواصِلٌ مَحمودُ
إني لأكثرُ ذكركمْ فكأنّما
بعُرى لساني ذِكركمْ مَعقودُ
أبكي لسُخْطِكِ حينَ أذكرُ ما مضَى
يا ليتَ ماقد فاتَ لي مَردودُ
لا تَقْتُليني بالجَفَاء تَمادِياً
واعنَيْ بأمري إنّني مَجهودُ
ما زالَ حُبّكِ في فؤادي ساكناً
وَلهُ بِزَيدِ تنفُّسي تَردِيدُ
فَيَلِينُ طوراً للرّجاء وتارة ً
يَشتدّ بينَ جوانحي ويزيدُ
حَتى برَى جِسمي هواك فما تُرى
إلاّ عِظامٌ يُبّسٌ وجلودُ
لا الحبُّ يَصرِفُهُ فُؤادي ساعة ً
عنَه ولا هو ما بقِيتُ يَبيدُ
وكأنّ حبّ النّاسِ عنديَ ساكنٌ
وكأنّهُ بجوانحي مشدودُ
أمسى فُؤادي عندَكمْ ومحلّهُ
عندي فأينَ فُؤادي المفقودُ
ذهَبَ الفُؤادُ فما أحسّ حسيسه
وأظنُّه بوصالكمْ سَيعُودُ
والله لا أبغي سوِاكِ حبيبة ً
ما اخضرّ في الشّجرِ المُورّقِ عودُ
لله دَرُّ الغانِياتِ جَفَونَني
وأنا لَهُنّ على الجَفاء ودودُ
يَرعينَ عهدي ما شَهِدتُ فإن أغبْ
يوماً فما لي عندَهنْ عُهودُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أمِنكَ للصّبّ عِندَ الوَصْلِ تذكارُ
أمِنكَ للصّبّ عِندَ الوَصْلِ تذكارُ
رقم القصيدة : 25676
-----------------------------------
أمِنكَ للصّبّ عِندَ الوَصْلِ تذكارُ
وكَيفَ والحُبُّ إظهارٌ وإضمَارُ
أمّا أنا فإذا أحببتُ جَريَة ً
لمْ أنْسها أبَداً والنّاسُ أطوارُ
ياليتَ من ولَدتْ حواءُ من ولدٍ
صُفّوا اتّباعاً لأمري ثُمّ اختارُ
إنيّ بُلِيتُ بشَخصٍ ليسَ يُنصِفُني
باغٍ لقَتلي وربّي مِنه لي جَارُ
صادَتْ فُؤاديَ مِكسالٌ مُنعَّمة ٌ
كالبدرِ حينَ بدا بيضاءُ مِعطارُ
خودٌ تشيرُ برخْصٍ حفّ مِعصَمَه
دُرّ وساعدُه للوجهِ ستّارُ
صادَتْ بِعَينٍ وثَغرٍ رَفَّ لُؤلؤُه
فالعينُ مُمرِضة ٌ والثّغرُ سحّارُ(31/124)
يا ليتَ لي قَدَحاً في راحتي أبداً
قدْ مسّ فاهَا ففيه منهُ آثارُ
طُبى لثوبٍ لها إنّي لأحسدُهُ
إذا عَلاها وشَدَّ الثوبَ أزرارُ
ما سُمّيَت قَطُّ إلاّ هِجتُ أذكُرها
كأنّما أشعِلتْ في قلبي النّارُ
يا مَنْ يُسائلُ عن وَجدي لأُظهِرَهُ
إنّ المحبّ لتَبَدُو مِنه أسرارُ
فاسمَعْ مُناقَلتي وانْظُر إلى نظَري
إنْ كانَ مِنكَ لما في الصّدرِ إنكارُ
أمّا اسمُها فَهْوَ مَكتومٌ فَليسَ له
مِنّي إليكَ بإذنِ اللّهِ إظهَارُ
كأنّما القلبُ من يوم ابتُليتُ بها
بينَ السماءِ وبينَ الأرضِ طَيّارُ
ما للهَوى ، لا أراشَ الله أسهُمَه،
إنّ الهوى لعبادِ اللّهِ ضرّارُ
أمسَى يُكلّفُني خوداً مُمنَّعَة ً
مِنّي ومن دُنِها حُجْبٌ وأستارُ
تلكَ الرَّبابُ ولا إعلانَ لو عَلِمتْ
ما بيَ لقد هاجها شوقٌ وتذكارُ
طالَ الوقوفُ ببابِ الدّار في عِللٍ
حتى كأنّني لِبابِ الدار مِسمارُ
إني أطيلُ وإنْ لمْ أرجُ طلعتها
وَقفي وإني إلى الأبوابِ نَظّارُ
أقولُ للدارِ إذْ طَالَ الوُقوفُ بها
بعدَ الكَلالِ وماءُ العَينِ مِدرارُ:
يا دارُ هل تَفقَهينَ القولَ عن أحد
أم ليس، إن قال، يُغني عنهُ إكثارُ
يا دارُ إنّ غزارلاً فيكِ برّحَ بي
مالي أزورُ أناساً ليسَ يَعرِفُني
مِن أهْلِهِمْ أحدٌ؟ إنّي لَزَوّارُ
أمَا لَئِن قَبلِوا عُذري لقد عدَلُوا
في حُكم ولئنْ ردّوا لقد جاروا
قالوا: نسيرُ! فلا ساروا ولا وَقَفوا
ولا استقلّتْ بهمْ للبينِ أكوارُ
ماعندهم فرجٌ في قربِ دارهمْ
ووَلا لنَا مِنهمُ في البُعد أخبارُ
إذا ترحّلَ من هامَ الفُؤادُ بهِمْ
فما أُبالي أقام الحيُّ أم سَاروا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا مُوقدَ النّار بالهِنْديّ والغارِ
يا مُوقدَ النّار بالهِنْديّ والغارِ
رقم القصيدة : 25677
-----------------------------------
يا مُوقدَ النّار بالهِنْديّ والغارِ
هَيّجتَ لي حَزَناً يَا مُوقِدَ النّارِ
بينَ الرّصافة ِ والمَيدانِ أرقُبُها(31/125)
شُبّت لغانية ِ بيْضاءَ مِعطارِ
هَاجَتْ ليَ الرّيحُ مِنْها نَفحَ رائِحة ٍ
أحيت عظامي وهَاجَتْ طولَ تَذكاري
يا فوزُ! أنْتِ التي جَشّمتِني رَقصاً
يبري المَهاري بتَرحالٍ وتسيارِ
غِبتُمْ وَغِبْنَا فَلَمّا كانَ أوبُكُمُ
أبنا فنحنُ وأنتمْ رَهنُ أسفارِ
وما أرى اثنين حَالَ النّاسُ بينهما
مثلي ومثلكِ في جَهدٍ وإضرارِ
تَشكو الفِراقَ ويشكوهُ وما اجتمعا
يوماً ولا افْتَرقا إلاّ بِمقدارِ
وما يرى في وصالِ اثنينِ قد شُغِفا
مَا لَمْ يَميلا إلى الفَحْشاء، من عارِ
إذَا تَعَمّدْتُكُمْ جاوزتُ بابَكُمُ
كيْ لا تكونوا لإقبالي وإدباري
أخبّرُ النّاس أني قد سلوتكمُ
والله يَعلمُ ما مكنونُ إضماري
ما تَطعَمُ النومَ عيني من تذكّرِكُمْ
فما أنامُ إذا ما نام سُمّاري
أخلُو إذا هجَعَ النُّوَّامُ كلُّهُمُ
فَمَا أُسامِرُ إلاّ عامِرَ الدَّارِ
لكُلّ جفنٍ على خدّي على حدة ٍ
طريقة ٌ دمعها مُستَوكفٌ جارِ
استمطِرُ العَينَ لا تفنى مدامعُها
كأنّ يَنبوعَ بحرٍ بينَ أشفاري
ليتَ المَهذّبَ عبدَ اللّه خالصتي
ومن لدَيهِ مِن الإخوانِ حُضّاري
مِنْهُم حُمَيدٌ وَدَاودٌ وَصَاحِبُهُ
و الأخْنَسيّ وبشرٌ وابنُ سيّارِ
قَومٌ هُمُ خَنْدَقُوا لي في قُلوبِهِمُ
على الحصونِ فأخْلَوْهَا لأسْراري
مَن كانَ لَمْ يَرَ مَشغُوفاً بَرَاهُ هوى ً
فَلْيَأتِني يَرَ نِضواً عَظمُه عار
ينسَلُّ عنّي قمِيصي مِن ضَنى جَسدي
ولَوْ شدَدتُ على الجِلْبابِ أزراري
ما يَنقَضي عجبي من جَهلِ حاسدة ٍ
كانَتْ بذي الأثل من خدني وأنصاري
سَمّتْ ولِيدَتَها فَوزاً مُغَايَظة ً
عذرتُ لوْ لطمَتني ذاتُ إسوارِ
وما يَزالُ نِساءٌ مِن قرابتها
مِن كلّ ناحية ٍ يَهتِكنَ أسْتاري
وقَدْ صَبَرتُ على قَومٍ مُنيتُ بِهم
وما تَكَلّمتُ إلا بعد إعذارِ
أنَا وعَمُّكِ مِثْلُ المُهرِ يَمنَعُهُ
مِن قُوتِه مَربِضُ المستأسدِ الضاري
لَوْ كُنتَ يا عَمها حَرّانَ سَرَّكَ أن
تحيَا بإظماء إيرادٍ وإصْدارِ(31/126)
فما أخو سفَرٍ فب البيد مُرْتَهَنٍ
قَدْ كانَ في رُفَقٍ شتّى لأمصارِ
أخطَا الطَّريقَ وأفنَى الزادَ وانقطعَتْ
عَنْهُ المَناهِلُ في تَيهاء مِقفارِ
يّدعو بصوتَ شجيّ لا أنيسَله
قد غابَ عنه أنيسُ الأهلِ والجارِ
لَوْ جُرّعَ الماءَ لاسْتَطْفَاهُ مَوقِعُه
من الحشى من لَظّى فيهِ وتَسعارِ
حتى تبيّنَ أنْ لا دلْوَ حاضِرة ٌ
ولا رِشاءٌ ولا عَهدٌ لآثارِ
دَلّى عِمامتَه حتّى إذا انقشَعَتْ
غَمامة ُ الماء عَنْ عَذبٍ ومَوّارِ
أهوى يُقلّبها في الماء مُغتبطاً
يَكُرُّها فيهِ طوراً بعدَ أطوارِ
حَتّى إذا هُوَ روّاهَا وأخرَجَها
وقالَ قَد نلتُ يُسراً بعدَ إعسار
وجرّها صَوّبَتْ في البئرِ راجعة
ً واستبَلَتْ نفسُه الدّنيا بإكشارِ
يوماً بأجهدَ منّي حينَ تَمنعُني
لغيرِ جُرمٍ لُبَاناتي وأوطاري
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إنّي طَرِبتُ إلى شمسٍ إذا طلَعَتْ
إنّي طَرِبتُ إلى شمسٍ إذا طلَعَتْ
رقم القصيدة : 25678
-----------------------------------
إنّي طَرِبتُ إلى شمسٍ إذا طلَعَتْ
كانَتْ مشارقُها جوفَ المقاصيرِ
شَمسٌ مُمَثَّلَة ٌ في خَلْقِ جارية ٍ
كأنّما كَشحُها طيُّ الطَّوامِيرِ
ليسَتْ من الإنسٍ إلا في مناسبة ٍ
ولا منَ الجِنّ إلا في التّصاويرِ
فالجسمُ من لؤلؤٍ والشّعرُ من ظُلمٍ
والنَّشرُ من مِسكة ٍ والوَجهُ من نورِ
إنّ الجَمالَ حَبَا فَوْزاً بخِلعتِه
حذواً بحَذوٍ وأصْفَاها بتحويرِ
كأنّها حينَ تَمشي في وصائفِها
تخطو على البَيْض أو خُضْرِ القواريرِ
أُنْبِئْتُها صرَخَتْ لمّا رأتْ أسداً
في خَاتَمٍ صوّرُوه أيَّ تَصويرِ
يا صاحبيّ إلى رؤياي فاتَمِعا
إني رأيتُ لدى ضَوء التّباشيرِ
كأنّ فَوزاً تُعاطيني على فَرَسٍ
إكليلَ رَيحَانِ فغْوٍ كالدّنانيرِ
الحَمدُ لله هذَا إنّها جَعَلتْ
في راَحَتي أمرَها يا حُسْنَ تعبِيري
إني لمُنْتَظِرٌ رُؤياي ذَا أمَلٍ
والحُكْمُ يأتي بتَقديمٍ وتأخيرِ(31/127)
طُوبَى لعينٍ رأتْ فوْزاً إذا اغتمضَتْ
وقرّتِ العَينُ مِنها كلَّ تَقريرِ
لا تهجُرنيني على نا بي بعيشِكُمُ
إنّي لتَرحَمُ نفسي كلَّ مَهجورِ
إنّي أراني وإخواني قد اجْتَمَعُوا
في مجلسٍ بأعالي الكَرْخِ مَحضورِ
بكيتُ من طَربٍ عندَ السَّماعِ كما
يبكي أخو غُصَصٍ من حُسن تذكيرِ
وصاحبُ العِشقِ يبكي عند سكرته
إذا تجاوبَ صَوتُ البَمّ والزّيرِ
يا فوزُ يفديكِ خَلقُ اللّهِ كلّهُمُ
طوعاً وكُرهاً على صُغرٍ وتَصغيرِ
يا فوزُ لولاكِ لمْ أنفكّ من طرَبٍ
آوي إلى آنساتٍ كالدّمى حُورِ
يا فوزُ أهلُكِ لاموني فقلتُ لهم
أدّوا فؤادي أدعْكمْ غيرَ مزجورِ
الله يعلَمُ أني ناصحٌ لكُمُ
جُهدي ولكنّ سعيي غيرُ مَشكورِ
لا يُبعدِ الله غيري حين قُدتُ لَكُمْ
نفسي وبِعتُكُمُ صَفوي بِتكديري
يا أهلَ فوزٍ أما لي عندكُمْ فَرَجٌ
ويْلي ولا راحة ٌ من طُولِ تَعزيري
يا أهلَ فوزَ ادفنوني وهي جامِحة ٌ
حَتّى إذا يَئسوا قالوا لها سِيري
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يا مَن تَعلّقَهُ قَلبي ولمْ يرَهُ
يا مَن تَعلّقَهُ قَلبي ولمْ يرَهُ
رقم القصيدة : 25679
-----------------------------------
يا مَن تَعلّقَهُ قَلبي ولمْ يرَهُ
إني دعاني إليك الحَيْنُ والقَدَرُ
ما تأمُرين بممْنوعٍ مَوارِدَهُ
يشكو الصَّدى وإليك الوِردُ والصَّدرُ
يَزورُ غَيرَكِ لا يُخْفي زِيارَتهُ
ولا يزورُكِ إلاّ وهوَ مُستَتِرُ
العصر العباسي >> البحتري >> أنظر إلى ناظر قد شفه السهد
أنظر إلى ناظر قد شفه السهد
رقم القصيدة : 2592
-----------------------------------
أنظر إلى ناظر قد شفه السهد
واعطف على مهجة أودى بها الكمد
لا ذقت ما ذاقه من أنت مالكه
ولا وجدت به مثل الذي يجد
أخفى هواك فنمته مدامعه
والعين تعرب عما ضمت الكبد
فإن جحدت الذي قاساه بينهما
فشاهداه عليك الخد والجسد
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> وَيْلي! بَليتُ منَ السَّقامِ(31/128)
وَيْلي! بَليتُ منَ السَّقامِ
رقم القصيدة : 25920
-----------------------------------
وَيْلي! بَليتُ منَ السَّقامِ
ونَفى الهوى عني مَنامي
إنّي أرى سببَ الهوى
سيُذيقُني مُرَّ الحِمامِ
يا لائِمي فيمَنْ هَوِيـ
ـتُ اكفُفْ عدمتك عن ملامي
من لام صبّر هائماً
فعَمي وصَمّ عنِ الكلامِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> ليس يومي بواحدٍ من ظلوم
ليس يومي بواحدٍ من ظلوم
رقم القصيدة : 25921
-----------------------------------
ليس يومي بواحدٍ من ظلوم
وا بلائي من حادث وقديمِ
ليس يستنكرُ النّحولُ بمثلي
جسدي مبتلى بقلبٍ مشومِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يسيرُ فلا تشييعهُ أستطيعهُ
يسيرُ فلا تشييعهُ أستطيعهُ
رقم القصيدة : 25922
-----------------------------------
يسيرُ فلا تشييعهُ أستطيعهُ
حِذاراً وَلا استقبالَهُ حينَ يَقدَمُ
فقلبي ، إذا ما سارَ ، حلفُ صبابة ٍ
وقَلبي، إذا كانَ القُدُومُ، مُتَيَّمُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> إنّ التي عَدَلَ الهَوى عَن قَلبِها
إنّ التي عَدَلَ الهَوى عَن قَلبِها
رقم القصيدة : 25923
-----------------------------------
إنّ التي عَدَلَ الهَوى عَن قَلبِها
وأصابَ قلبي سيفهُ لم تظلمِ
وظَهَرْتُ منكِ على الذي كاتَمتِني
فسكتُّ عنكِ كأنني لم أعلمِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أخَذَ الله لقلبي مِن ظَلُومْ
أخَذَ الله لقلبي مِن ظَلُومْ
رقم القصيدة : 25924
-----------------------------------
أخَذَ الله لقلبي مِن ظَلُومْ
قسمته فرقاً بين الهمومْ
إنّما يُبكى لمثلي إنّني
مبتلى أشكو إلى غير رحيمْ
شامني من كان يسعى بيننا
ولقَد أعهَدُهُ غيرَ مَشُومْ
إنّما لاطَفْتُهُ أخدَعُهُ
قلتُ كيْ يَشفَعَ لي عند ظَلُومْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> بشِّر منّي بظلومٍ أن تحلّ بها
بشِّر منّي بظلومٍ أن تحلّ بها
رقم القصيدة : 25925(31/129)
-----------------------------------
بشِّر منّي بظلومٍ أن تحلّ بها
وبَشّرِ البَيتَ والأركان والحَرَمَا
لَينزِلَنّ بها طِيبٌ تَطيبُ بهِ
تلك البقاعُ ونورٌ يكشفُ الظُّلما
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أيُبطِلُ إحرامي كتابٌ كتَبتُهُ
أيُبطِلُ إحرامي كتابٌ كتَبتُهُ
رقم القصيدة : 25926
-----------------------------------
أيُبطِلُ إحرامي كتابٌ كتَبتُهُ
إلى أهلِ ودّي أمْ عليّ بهِ دَمُ
وإنّي لألقى مُحرِماً من أُحِبُّهُ
فأُعْلي به طَرْفي ولا أتكَلّمُ
ولا بأس أن يلقى المحبُّ حبيبهُ
فيَشكُو إلَيهِ بَثَّهُ وهوَ مُحرِمُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> خُروجي بَعَدَما أبلَيتُ عُذْراً
خُروجي بَعَدَما أبلَيتُ عُذْراً
رقم القصيدة : 25927
-----------------------------------
خُروجي بَعَدَما أبلَيتُ عُذْراً
ولَمْ أجِدِ السَّبِيلَ إلى المُقَامِ
وكانتْ فُرْقَة ُ الأحبابِ حَتماً
فَلا تُكْثِرْ عَلَيَّ مِنَ المَلامِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> لابد للعاشق من وقفة ٍ
لابد للعاشق من وقفة ٍ
رقم القصيدة : 25928
-----------------------------------
لابد للعاشق من وقفة ٍ
تكونُ بينَ الوَصلِ والصَّرمِ
يعتبُ أحياناً وفي عتبهِ
يهيجُ ما يُخفي من السُّقمِ
إشْفاقُهُ داعٍ إلى ظَنِّهِ
وظَنُّهُ داعٍ إلى الظُّلْمِ
حتى إذا ما مضّهُ شوقهُ
راجعَ من يهوى على رُغمِ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> بكَتْ عَيني على جِسمي
بكَتْ عَيني على جِسمي
رقم القصيدة : 25929
-----------------------------------
بكَتْ عَيني على جِسمي
وعَيني آفَة ُ الجِسْمِ
وعَيني لم تَزلْ تَجني
بَلايا كُلُّها تَنمي
وقادَتْني لإنْسَانٍ
يرى قتلي من الغنمِ
فَيا مَن لا يُؤاتيني
على الإنصَافِ في الحُكمِ
ويَدعُوني إلى الحرْبِ
فأدعُوهُ إلى السّلْمِ
ومَنْ مَوْعِدُهُ دانٍ
وجَدْواهُ مَعَ النّجمِ
أزوركمُ على حذرٍ(31/130)
وأهجُرُكُمْ على رُغمِ
وقد أسرفتَ في ظلمي
فَوَا غَوْثا مِنَ الظُّلْمِ
العصر العباسي >> البحتري >> إن الأمير أطال الله مدته
إن الأمير أطال الله مدته
رقم القصيدة : 2593
-----------------------------------
إن الأمير، أطال الله مدته
يعطي من العرف ما لم يعطه أحد
ينسى الذي كان من معروفه أبداً
من العباد، ولا ينسى الذي يعد
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أناسِيَة ٌ ما كانَ بَيني وبَينَها
أناسِيَة ٌ ما كانَ بَيني وبَينَها
رقم القصيدة : 25930
-----------------------------------
أناسِيَة ٌ ما كانَ بَيني وبَينَها
وقاطعة ٌ حبل الصّفاء ظلومُ
تعالوا نجدّدُ دارسَ الوصل بيننا
كِلانا على طُولِ الجَفاء مَلُومُ
وأيُّ بَلاءٍ بالمُقامِ لَدَيكُمُ
على غَيرِ وَصْلٍ؟ إنّ ذا لَعَظيمُ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> زعموا لي أنّها صارت تحمّ
زعموا لي أنّها صارت تحمّ
رقم القصيدة : 25931
-----------------------------------
زعموا لي أنّها صارت تحمّ
ابتَلى الله بهَذا مَنْ زَعَمْ
اشتكت أكمل ما كانت كما
يُكسَفُ البدرُ إذا ما قيلَ تَمّ
ليت بي شكواكِ يا سيّدتي
ولكِ الأجرُ وإن طالَ السَّقمْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> زادَكَ الله سُرُوراً إنّ مَنْ
زادَكَ الله سُرُوراً إنّ مَنْ
رقم القصيدة : 25932
-----------------------------------
زادَكَ الله سُرُوراً إنّ مَنْ
كنت مشتاقاً إليه قد قدِمْ
عش قرير العين مسروراً به
فيزيد اللهُ بالشّكر النّعمْ
يا أمين الله"ِ والسّاعي لهُ
خَيرُ داعٍ قامَ في خَيرِ الأُمَمْ
حبّذا الأزضُ التي أوطنتّها
أرضُ عِزٍّ وجهادٍ فأقِمْ
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أظاعنونَ فنبكي أم مقيمونا؟
أظاعنونَ فنبكي أم مقيمونا؟
رقم القصيدة : 25933
-----------------------------------
أظاعنونَ فنبكي أم مقيمونا؟
إنّ لفي غفلة ٍ عمّا تريدونا(31/131)
أنكَرْتُ من وُدّكم ما كنتُ أعرِفُهُ
ما أنتمُ لي كما كننتم تكونونا
لا سَيّءٌ عِندَكُمْ يُغني وَلا حَسنٌ
فالمحسنون سواءٌ والمسيئونا
هل تُنكِرُونَ وُقُوفي عندَ دارِكُمُ
نِصْفَ النّهارِ وأهلُ الدّارِ هادُونَا
نشكو الظَّماءَ وما نشكوه عن عطشٍ
لكن لغلَّة ِ قلبٍ بات محزونا
إن كان يَنفعُكُمْ ما تَصْنَعُونَ بنا
وسَرَّكُمْ طولُ ما نَلقى فزيدُونَا
يا فوزُ ما ملّني حقّاً رسولكمُ
حتى مللتم وما كنتم تملّونا
وَلا استَخَفّ بأمرٍ لي أُعَظِّمُهُ
حتى رآكم بأمري تستخفّونا
لوْ كنتُ أشكو إلى قوْمٍ قَتَلتُ لهُمْ
نفساً لظلّوا لما أشكوه يبكونا
وأنتُمُ أهلَ ودّي قد شُغِفتُ بكُمْ
تَبلَى عظامي وأنتُمْ لا تُبالُونَا
كأنّني والهوى في الأرض يطردني
من قوْمِ موسَى الأُلى كانوا يَتيهونَا
وما مررتُ بقومٍ في مجالسهم
إلاّ سمعتهم فينا يخوضونا
وقد أمنّا على أسرارنا نفراً
كانوا كأولاد يعقوبٍ يخونونا
وَيحَ المُحبّينَ ما أشقى جُدودَهُمُ
إن كان مثلُ الذي بي بالمحبّينا
يشقون في هذه الدّنيا بعشقهمُ
لا يُدرِكُونَ به دُنيا ولا دِينَا
يَرِقُّ قَلبي لأهلِ العِشْقِ أنّهُمُ
إذا رأوني وما ألفى يرقونا
أبكي ومِثلي بَكَى مِن حُبّ جارِيَة ٍ
لم يَجعَلِ الله لي في قَلبِها لِينَا
يا فوْزُ كم من ذوي ضِغْنٍ رَأيتُهُمُ
ينهون عنك ولكن لا يطاعونا
وَلا نُبالِيهِمُ، إذْ قدْ وَثِقتِ بِنا،
أيُكثِرُونَ كَلاماً أمْ يُقِلّونَا
العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أأبدَى سَرائرَكِ الظّاعِنُونَا؟
أأبدَى سَرائرَكِ الظّاعِنُونَا؟
رقم القصيدة : 25934
-----------------------------------
أأبدَى سَرائرَكِ الظّاعِنُونَا؟
أقرّوا عنوناً وأبكوا عيونا
ظَلُومُ! أيا مَنْ أحَلّ الفُؤا
دَ شَوْقاً وأجرى دُموعي هَتُونَا
ألا ليتَ شعري على نأيكمْ
أناسُونَ للعَهْدِ أم ذاكرُونَا؟
فلا لومَ إن ساء ظنّي بكُمْ
فكلُّ محبٍّ يسيءُ الظُّنونا(31/132)
العصر الجاهلي >> حاجب بن حبيب >> وباتت تلومُ على ثادقٍ
وباتت تلومُ على ثادقٍ
رقم القصيدة : 25935
-----------------------------------
وباتت تلومُ على ثادقٍ
ليُشْرَى فقد جَدَّ عِصيانُها
ألا إن نجواكِ في ثادق
سَوَاءٌ عليَّ وإعْلانُها
وقالت: أغْثْنِي به إننَّي
أرَى الخيلَ قد ثابَ أثْمانُها
فقلتُ: ألم تعَلمِي أنَّه
كَرِيمُ المَكَبَّة ِ مِبْدَانُها
كُمَيْتٌ أمِرَّ على زَفْرَة ٍ
طويلُ القوائمِ عريانها
تراه على الخيل ذا جُرْأة ٍ
إذا ما نقطعَ أقرانها
وهنَّ يردنَ ورودَ القطا
عُمَانَ وقد شُدَّ مُرَّانُها
طويلُ العنانِ قليلً العثا
رِ خاظِي الطَّرِيقَة ِ رَيَّانُها
وقلتُ: ألم تَعْلَمِي أنَّه
جميلُ الطلالة ِ حسانها
يجمُّ على الساقِ بعد المتانِ
جُموماً ويُبْلَغُ إمْكانُها
العصر الجاهلي >> حاجب بن حبيب >> أعلنْتَ في حُبِّ جُمحلٍ أيَّ إعلانِ
أعلنْتَ في حُبِّ جُمحلٍ أيَّ إعلانِ
رقم القصيدة : 25936
-----------------------------------
أعلنْتَ في حُبِّ جُمحلٍ أيَّ إعلانِ
وقد بدا شأنها من بعدِ كتمانِ
وقد سَعَى بيننا الواشونَ واختلفُوا
حتى تجنبتها من غيرِ هجرانِ
هلْ أبْلُغَنْها بمثلِ الفَحْلِ ناجِية ٍ
عنسٍ عذافرة ٍ بالرحلِ مذعانِ
كأنها واضحُ القرابِ حلاهُ
عن ماءِ مَاوَانَ رامٍ بعد إمْكانِ
فجال هافٍ كسفُّودِ الحديدِ له
وَسْطَ الأماعِزِ من نَقْعٍ جَنَابانِ
تهوي سنابكُ رجليهِ محنبة ً
في مُكْرَهٍ من صَفيح القُفِّ كَذَّانِ
ينتابُ ماءَ قطياتٍ ، فاخلفهُ
وكانَ موردهُ ماءً بحورانِ
فلم يهلهُ ولكن خاضَ غمرتهُ
يشفي الغليلَ بعذبٍ غيرِ مداِ ن
ويْلُ مِّ قَوْمٍ رأينا أمسِ سادتَهم
في حادثاتٍ ألَمَّتْ خيرَ جيرانِ
يرعينَ غبا وإن يقصرنَ ظاهرة ً
يَعْطِفْ كرامٌ على ما أحدثَ الجانِي
والحارثانِ إلى غاياتهم سبقاً
غفواً كما أحرزَ السبقَ الجوادانِ
والمعطيانِ ابتغاءَ الحمدِ مالهما
والحمدُ لا يشترى إلا بأثمانِ(31/133)
العصر الإسلامي >> سلمة بن عياض >> رأيتكَ يا خيرَ البرية ِ كلها
رأيتكَ يا خيرَ البرية ِ كلها
رقم القصيدة : 25937
-----------------------------------
رأيتكَ يا خيرَ البرية ِ كلها
نشرتَ كتاباً جاءَ بالحقِّ معلما
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خاض الدُّجى -وَرِواقُ اللَّيل مَسدولِ
خاض الدُّجى -وَرِواقُ اللَّيل مَسدولِ
رقم القصيدة : 25938
-----------------------------------
خاض الدُّجى -وَرِواقُ اللَّيل مَسدولِ
بَرْقٌ كَما اهْتَزَّ ماضِي الحدّ مَصْقولُ
أَشيمُهُ وَضجيعي صارمٌ خَذِمٌ
وَمِحمَلي بِرشاشِ الدَّمعِ مَبلولُ
فَحَنَّ صاحِبُ رَحْلِي إذ تَأَمَّلَهُ
حَتَّى حَنَنْتَ ، وَنِضْوِي عَنْهُ مَشْغولُ
يَخدي بأَروعَ لا يُغفي، ونَاظِرُهُ
بِإِثْمِدِ اللَّيْلِ في البَيْداءِ مَكْحولُ
وَلا يَمُرُّ الكَرَى صَفْحاً بِمُقْلَتِهِ
فَدُونَهُ قاتِمُ الأرْجاءِ مَجْهولُ
إذا قضَى عُقبَ الإسراءِ ليلتَهُ
أَناخَهُ ، وَهْوَ بِالإعْياءِ مَعْقولُ
وَاعْتادَهُ مِنْ سُلَيْمى ، وَهْيَ نائِيَة ٌ
ذِكرٌ يؤَرِّقُهُ، والقلبُ متبولُ
رَيّا المَعاصِمِ ، ظَمأَى الخَصْرِ ، لا قِصَرٌ
يَزوي عَلَيها ، وَلا يُزْري بِها طولُ
فَالوَجْهُ أَبْلَجُ ، واللَّبَّات واضِحَة ٌ
وَفَرْعُهَا وَارِدٌ ، والمَتْنُ مَجْدُولُ
كَأَنَّما رِيقُها ، وَالفَجْرُ مُبْتَسِمٌ
فيما أَظنُّ، بِصفوِ الرّاحِ مَعلولُ
صَدَّت وَوَقَّرني شَيبِي فَما أرَبي
صَهْبَاءُ صِرْفٌ وَلا غَيْدَاءُ عُطْبُولُ
وَحال دونَ نَسيبي بِالدُّمى مِدَحٌ
تَحبيرُها بِرضى الرَّحمن مَوصولُ
أُزيرُها قُرشيّاً في أسِرَّتهِ
نورٌ، وَمن راحتيهِ الخيرُ مأمولُ
تَحكي شمائلهُ في طيبها زهراً
يَفوحُ، وَالروَّض مرهومٌ وَمشمولُ
هوَ الّذي نعشَ الله العبادَ بهِ
ضَخْمُ الدَّسيعَة ِ ، مَتْبوعٌ وَمَسْؤولُ
فَكُلُّ شَيءٍ نَهاهُمْ عَنْهُ مُجْتَنَبٌ
وَأَمْرُهُ ، وَهْوَ أَمْرُ اللّهِ ، مَفْعولُ(31/134)
مِنْ دّوْحَة ٍ بَسَقَتْ ، لا الفَرْعُ مُؤْتَشَبٌ
منها، ولا عرقها في الحي مدخول
أَتى بمِلَّة ِ إِبراهيمَ والدِهِ
قَرْمٌ عَلى كَرَمِ الأَخلاقِ مَجبولُ
وَالنَّاسُ في أَجَّة ٍ ضَلَّ الحَليمُ بِها
وَكُلَّهم في إسارِ الغيَّ مكبولُ
كَأَنَّهُمْ وَعَوادي الكُفْرِ تُسْلِمُهُمْ
إلى الرَّدى ، نعمٌ في النهب مشلولُ
يا خاتمَ الرسلِ إن لم تخشى بادرتي
على أعادِيك غالَتْني إِذَنْ غولُ
والنَّصْرُ بالْيَدِ منّي وَاللِّسانِ معاً
ومَنْ لَوى عَنْكَ جِيداً فَهْوَ مَخْذولُ
وسَاعِدي ، وَهْوَ لا يُلْوي بِهِ خَوَرٌ
على القَنا في اتباعِ الحق مفتولُ
فمر وقل أتبعْ ما أنتَ تنهجهُ
فالأمرُ ممتثلٌ والقول مقبولُ
وكل صحبكَ أهوى فالهدى معهم
وغرب من أبغض الأخيارَ مفلولُ
وأقتديِ بضجيعيك اقتداءَ أبي
كِلاهُما دَمُ مَنْ عاداهُ مَطْلولُ
ومن كعثمان جوداً، والسماحُ لهُ
عِبْءٌ عَلى كاهِلِ العَلْياءِ مَحْمولُ
وَأَيْنَ مِثْلُ عَلِيٍّ في بَسَالَتِهِ
بِمَأْزِقٍ مَنْ يَرِدْهُ فَهْوَ مَقْتولُ
إني لأعذلُ من لمْ يُصفهم مِقة ً
والناسُ صنفانِ: معذورٌ ومعذولٌ
فمن أحبهمُ نالَ النجاة بهم
ومَنْ أَبى حُبَّهُمْ فالسَّيْفُ مَسْلُولُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خليليّ مسَّ المطايا لغبْ
خليليّ مسَّ المطايا لغبْ
رقم القصيدة : 25939
-----------------------------------
خليليّ مسَّ المطايا لغبْ
وألوى بأشباحهنَّ الدَّأبْ
وَقَدْ نَصَلَتْ مِنْ حَواشِي الدُّجَى
تَمايَلُ أَعْناقُها مِنْ نَصَبْ
وألوية ُ الصُّبحِ مذْ فصمتْ
عُرا اللَّيْلِ ، مُنْتَشِراتُ العَذبْ
كَأَنَّ تَأَلُّقَهُ جَذْوَة ٌ
تناجي الصَّبا بلسانِ اللَّهبْ
فلا يسلمنَّ لها غاربٌ
ولا منسمٌ بالنَّجيعِ اختضبْ
ولا تنيا في ابتغاءِ العلا
فكمْ راحة ٍ تجتنى منْ تعبْ
وَلا تَتْرُكاني لَقًى لِلْهُمومِ
بِحَيْثُ يُرى الرأَّسُ تِلْوَ الذَنَبْ
فَإِنَّ على الله نَيْلَ الَّذي(31/135)
سَعَيْنا لَهُ وَعلَيْنا الطَّلَبْ
وَإني إِذا أَنْكرَتْني البِلادُ
وشيبَ رضى أهلها بالغضبْ
لَكَالضَّيْغَمِ الوَرْدِ كاد الهَوانُ
يدبُّ إلى غابهِ فاغتربْ
فَشَيَّدْتُ مَجْداً رَسَا أَصْلهُ
أَمُتُّ إِلَيْهِ بأُمٍ وَأَبْ
ولمْ أنظمِ الشِّعرَ عجباً بهِ
ولمْ أمتدحْ أحداً عنْ أربْ
ولا هَزَّني طَمَعٌ لِلْقَريضِ
ولكِنَّهُ تَرْجُمانُ الأَدَبْ
ولِلْفَخْرِ أُعنْى بِهِ لا الغِنَى
فعنْ كسرِ بيتيَ جيبَ العربْ
وَقَدْ عَلِمَ اللهُ والنَّاسِبُو
نَ أنَّ لنا صفوَ هذا النَّسبْ
وَإِنّي ـ وَإِنْ نَالَ مِنَّي الزَّمانُ
ونحنُ كذلك سؤرُ النُّوبْ-
لأَرْفَعُ عَنْ شَمَمٍ واضِحٍ
لِثامِي وَأَرْفَعُ وَهْيَ الحَسَبْ
ولاَ أَستَكينُ لِذي ثَرْوة ٍ
إِذا شَاءَ صَاغَ أَبَاً مِنْ ذَهَبْ
فحسبي وعرضي نقيُّ الأديمِ
منَ المالِ نهدُ القصيرى أقبّْ
وأَبْيَضُ إِنْ لاحَ خِلْتَ العَجا
جَ ليلاً بذيلِ الصَّباحِ انتقبْ
العصر العباسي >> البحتري >> رأيت القعود على الإقتصاد
رأيت القعود على الإقتصاد
رقم القصيدة : 2594
-----------------------------------
رأيت القعود على الإقتصاد
قنوعا به ذلة في العباد
وعز بذي أدب أن يضيـ
ــق بعيشته وسع هذي البلاد
إذا ما الأديب ارتضى بالخمو
ل، فما الحظ في الأدب المستفاد
العصر العباسي >> الأبيوردي >> بِعَيْشِكُما يا صاحِبَيَّ دَعانِيا
بِعَيْشِكُما يا صاحِبَيَّ دَعانِيا
رقم القصيدة : 25940
-----------------------------------
بِعَيْشِكُما يا صاحِبَيَّ دَعانِيا
عشية شام الحيُّ برقاً يمانيا
وإنْ كنتما لا تسعدانِ على البكا
فلا تَعْذُلا صَبّاً يُحَيّي الْمَغانِيا
وما خِلتُ أن البرقَ يكلفُ بالنوى
ولَمْ أَتَّهِمْ إلاّ القِلاصَ النَّواجِيا
ونحْنُ رَذايا الحُبِّ لَمْ نَلْقَ حادِثاً
مِنَ الْخَطْبِ إِلاّ كانَ بالبَيْنِ قاضِيا
وصارَ الهَوى فِينا على رأْيِ واحِدٍ
إذا ما أمنَّا عَذْلهُ عاد واشيا(31/136)
فما يبتغي فينا الهوادة كاشح
ولا نعرفُ الإخوانَ إلا تماريا
كَأَنَّ بِنا مِنْ رَوْعَة ِ البَيْنِ حَيْرَة ً
نُحاذِرُ عيناً أو نصانع لاحيا
تُرَدُّ عَلى أَعْقابِهِنَّ دُموعُنا
وقد وَجدتْ- لولا الوشاة ُ- مجاريا
لك الله من قلبٍ عزيزٍ مرامهُ
إذا رُعتهُ استشرى على الضيم آبيا
دعاهُ الهَوى حتّى اسْتُلِينَ قِيادُهُ
وأي مجيبٍ لو حمدناه داعيا
وَنَشْوانَة ِ الأَلْحاظِ يَمْرَحْنَ بالصِّبا
مِراضاً ، فإنْ ولّى خَلَقْنَ التَّصابيا
أَباحَتْ حِمى ً كانَتْ مَنيعاً شِعابُهُ
فَما لسواها فضلة ٌ في فؤاديا
وركبٍ كخيطانِ الأراكِ هديتهمْ
وقد شغل التهويم منهم مآقيا
إذا اضطربوا فوق الرحالِ حسبتهمْ
وقد لفظَ الفجرَ الظلام- أفاعيا
وَإنْ عَرَّسُوا خَرُّوا سُجوداً عَلى الثَرى
عَواطِفَ مِنْ أَيْدٍ تَطولُ العَوالِيا
حدوتُ بهم أُخرى المطيِّ ولم أكنْ
لِصَحْبيَ-لَولا حُبُّ ظَمياءَ- حادِيا
وَلكِنَّ ذِكْراها إذا اللَيلُ نُشِّرَتْ
غدائره، تملي عليَّ الأغانيا
وإنَّ دوين القاع من أرض بيشة ٍ
ظباء يخاتلن الأسودَ الضواريا
إذا سَخِطَتْ أُزْرٌ عَلَيْهِنَّ تَلْتَوي
وجدنا إزار العامرية راضيا
ومَا مُغْزِلٌ فَاءتْ إلى خُوطِ بانَة ٍ
نَأَتْ بمِجَانِيها عَنِ الخِشْفِ عاطِيا
تمدُّ إليها الجيد كيما تناله
ويا نُعمَ ملفى العيشِ لو كان دانيا
فناشتْ بِغصنٍ كالذُّؤابة أصبحتْ
تُقلبُ بالروقينِ فيها مداريا
بِرابِيَة ٍ وَالرَّوْضُ يَصْحو ويَنْتَشي
يَظَلُّ عَلَيْها عاطِلُ التُربِ حالِيا
فمالت إلى ظلِّ الكناس وصادفت
طَلاً تَتَهاداهُ الذِّئابُ عَوادِيا
فولتِ حِذاراً تستغيثُ من الرَّدى
بأظلافها، والليل يلقي المراسيا
فَلَمّا اسْتَنارَ الفَجْرُ يَنْفُضُ ظِلَّهُ
كما نثرت أيدي العذارى لآليا
وفاهَ نَسيمُ الريحِ وهي عليلة ٌ
بِنَشْرِ الخُزامَى تَرْضَعُ الغَيْثَ غادِيا
قَضَتْ نَفَساً يَطْغَى إذا رَد غَرْبَهُ
إلى صَدْرِهِ الحَرَّانُ رامَ التَّراقِيا(31/137)
بِأَبْرَحَ مِنِّي لَوْعَة ً يَوْمَ وَدَّعَتْ
أميمية ُ حزوى واحتللنا المطاليا
أتت بلداً ينسى به الذِّئبُ غدرهُ
وَإنْ ضَلَّ لَمْ يَتْبَعْ سِوى النَّجْمِ هادِيا
فَيَا جَبَلَ الرَّيَّانِ أَينَ مَوارِدٌ
تَرَكَتُ لَها مَاءَ الأُنَيْعِمِ صادِيا
وقد نبذتْ عيني إلى الناس نظرة ً
كما يتقي الظبي المروعُ واميا
كِلا ناظِرَيْهِ نَحْوَهُ مُتَشاوِسٌ
يُعاتِبُ لَحْظَاً رَدَّهُ الرُّعْبُ وانِيا
فلمْ تَرْضَ إِلاَّ مَنْ يَحُلَّكَ مِنْهُمُ
أَظُنُّ أَديمَ الأَرْضِ بَعدَكَ عارِيا
تَغيرتِ الأحياءُ إلاّ عصابة ً
سقاها الحَيا قَوماً وحُيِّيتَ وادِيا
ذكرت لهم تلك العهود لأنني
نَسِيتُ بِهِمْ رَيْبَ الزَّمانِ لَيالِيا
وَعَيْشاً نَضا عَنْ مَنْكَبِيَّ رِداءَه
فراقٌ يُعاطي الحادثاتِ زماميا
تَذَكَّرْتُهُ وَاللَّيلُ رَطْبٌ ذُيولُهُ
فما افترَّ إلا عن بناني داميا
وَقَد أسْتَقيلُ الدَّهْرَ مِنْ رَجْعَة ِ الغِنى
إذا لمْ يُعِدْ تِلكَ السنينَ الخَوالِيا
وأَذعَرُ بِالعِزّ الإمامِيِّ صَرْفُهُ
مخافة أنْ يقتادَ جاريَ عانيا
بأروع من آل النبيِّ، إذا انتمى
أَفاضَ على الدُّنيا عُلاً وَمَساعِيا
تُسانِدُ أدناها النّجومَ وتَنْثَني
إذا رُمْنَ أقصاهُنَّ شأواً كوابِيا
أضاءَتْ مَساريِ عرقِهِ حين فُتِّشَتْ
مَناسِبُ قومٍ فانتعَلْنَ الدّياجِيا
إذا افْتَخَرَتْ عُليا كِنانَة َ والتَقَتْ
على غاية ٍ في المَجْدِ تُعْييِ المُسامِيا
دَعا الحَبرَ والسَّجَّادَ فابْتَدَر المَدْى
وَخاضَ إلى ساقي الحَجيج النَّواصِيا
وحازَ مِنَ الوادي البِطاحِيِّ سِرَّهُ
وحَلَّتْ قريشٌ بعدَ ذاك المَحانِيا
مِنَ القَومِ يُلفي الرَّاغِبونَ لَدَيْهِمُ
مَكارِمَ عَبَّاسِيَّة ً وأَيادِيا
يَرُوحُ إِليهمْ عازِبُ الحَمْدِ وافياً
وَيَغْدو عَلَيهمْ طالِبُ الرَّفْدِ عافِيا
إذا عَدَّ تِلكَ الأوَّليَّة َ فاخِرٌ
أَرَتْهُ مَساعي الآخرينَ مساوِيا(31/138)
ومَحتَجِبٍ بالعِزِّ من خَيرِهمْ أباً
زَجَرْتُ إليه المُقْرَباتِ المَذاكِيا
إلى المقتدي بالله والمُقتَدَى بِه
طَوَيْنَ بِنا-طيِّ الرِّداءِ- الفَيافِيا
وَلُذنا بأَطرافِ القوافي ، وحَسْبُنَا
مِنَ الفَخرِ أنْ نُهدي إليه القَوافِيا
وَلَم نَتَكَلَّفْ نَظْمَهُنَّ لأنَّنا
وَجَدْنا المعالي فاخْتَرْعنا المَعانِيا
أيا وارِثِ البُرْدِ المُعَظَّمِ رَبُّهُ
بَلَغْنا المُنى حتّى اقْتَسَمْنا التَّهانِيا
هنيئاً لِذُخْرِ الدّينِ مَقْدَمُ ماجِدٍ
سَيُصْبِحُ ذُخْراً للخِلافة ِ باقِيا
تَبَلَّجَ مَيْمونَ النَّقِيبة ِ سابِقاً
يُراقبُ مِن عِرْقِ النُّبوَّة ِ تاليا
فَكُل سريرٍ يَشْرَئِبُّ صَبابة ً
إليه، وَيَثني العِطْفَ نَشوانَ صاحِيا
وتَهْتَزُّ مِن شوقٍ إليهِ منابِرٌ
أطالَت به أعوادُهُنَّ التَّناجِيا
فَلا بَرِحَتْ فيكمْ تَنوءُ بِخاطِبٍ
ولا عَدِمَتْ مِنكمْ مَدى الدَّهْرِ راقِيا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ألا للهِ ليلتنا بحزوى
ألا للهِ ليلتنا بحزوى
رقم القصيدة : 25941
-----------------------------------
ألا للهِ ليلتنا بحزوى
يَخُوضُ فُروعَها شَمْطُ الصَّباحِ
لدى غنّاءَ أزهرَ جانباها
يُرَنِّحنا بها نزقُ المراحِ
فَلا زالتْ قَرارَة َ كلِّ مُزْنٍ
أغرَّ يشلُّهُ زجلُ الرِّياحِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> نَظرتُ خِلالَ الرَّكْبِ والمُزْنُ هَطَّالُ
نَظرتُ خِلالَ الرَّكْبِ والمُزْنُ هَطَّالُ
رقم القصيدة : 25942
-----------------------------------
نَظرتُ خِلالَ الرَّكْبِ والمُزْنُ هَطَّالُ
إلى الجزعِ هَل تروَى بِواديهِ أَطلالُ
وأَخفيتُ ما بي من هوى ً، وَمَطِيُّنا
يلبِّسُ أُخراهُ بأولاهُ إِعجالُ
وَقُلتُ لَهُمْ : جُرْتُمْ ، فَمِيلُوا إِلى اللِّوى
وَما القَومُ - لولا حُبُّ عَلْوَة َ - ضُلاّلُ
فَحيِّيتَ رَبعاً كاد يضحكُ رسمهُ
وَنمَّ بِما أُخفي مِن الوَجدِ إِعوالُ
وقد علموا أَنِّي أجرتُ رِكابَهُمْ(31/139)
فَقالُوا وهُم مِمَّا يُعانُونَ عُذّالُ
أَرَاكَ الحِمى وادي الأَراكِ فَزُرْتَهُ
وَضلَّ بنا مِمَّا نوافِقُكَ الضَّالُ
وَقد نَفَعَتْني وَقْفَة ٌ في ظِلالِه
فلم أُرعِهِم سمعي ولا ضرَّ ما قالوا
وقلَّ لذاكَ الرَّبعِ مِنّا تحيَّة ٌ
كما خالطَتْ ماءَ الغَمامَة ِ جِريالُ
تَعَثَّرُ في أذيالِهِنَّ خَمائِلٌ
إذا انْسَحَبَتْ فيهِ مِن الرّيحِ أَذْيالُ
لياليهِ أسحارٌ، وَفيهِ هَواجرٌ
كَما خَضِلَتْ، والشَّمسُ تنعسُ، آصالُ
فلم يبقَ إلاّ غُبَّرٌ من تذكُّرٍ
إِذا لاحَ مَغْنى ً لِلْبَخيلَة ِ مِحْلالُ
وَقَد خَلَفَ الدَّهْرُ الغَواني ، فَصَرْفُهُ
كَأَلْحاظِها في مَنْزِلِ الحَيِّ مُغْتالُ
وَلم أَدرِ منْ أَدنى إلى الغَدرِ: صاحِبي
أَم الدَّهْرُ أم مَهْضومَة ُ الكَشْحِ مِكْسالُ
منَ العَربيِّاتِ الحِسانِ كأنّها
ظِباءٌ تُناغِيها بِوجرَة َ أَطفالُ
يُباهي بِها اللَّيْلُ النَّهارَ ، فَشُبْهُهُ
عُقودٌ ، وَمِن عَيْنِ الغَزالَة ِ أَحْجالُ
فَلا وَصلَ حَتَّى يذرعَ العِيسُ مَهمَهاً
إذا الجِنُّ غنَّتنا بهِ رَقصَ الآلُ
نزورُ إماماً يعلمُ الله أنَه
مُطِيقٌ لأعْباءِ المَكارِمِ مِفْضالُ
يَضِيقُ عَلى قُصَّادِهِ كُلُّ مَنْهَجٍ
فَقد مَلأَتْ أَقطارَهُ عَنهُ قُفَّالُ
إِليكَ ابنَ عمِّ المُصْطَفى تَرتَمي بِنا
رَكائِبُ أَنْضاهُنَّ وَخْدٌ وإرْقالُ
لَئِنْ لَوَّحَتْنا الشَّمسُ- وَالبُرْدُ مُنْهِجٌ-
فَقَد يَبْلُغُ المَجْدَ الفَتى وَهْوَ أَسْمالُ
ولم يبقَ مِنّي في مُهاواتنا السُّرى
ومن صاحبي إلاّ نجادٌ وسربالُ
أَضاءت لنا الأيَّامُ في ظلِّ دولة ٍ
بِعَدْلِكَ فِيها لِلرَّعِيَّة ِ إِهْلاَلُ
ومَا الأَرْض إِلا الغَابُ أّنْتُمْ أُسودُهُ
وهَلْ يُسْتَباحُ الغَابُ يَحْمِيهِ رِئْبالُ
وَإِنَّ امْرأً وَلَّيْتَه الحَرْبَ لاقِحاً
قَليلٌ لَهُ في مُعْضِلِ الخَطْبِ أَمْثالُ
تَتَبَّعَ أهواءَ النُّفوسِ فَصَرَّحَتْ
بِجُبِّكَ أقوالٌ لَهُنَّ وأَفْعالُ(31/140)
وَسكَّنَ روعَ النّائباتِ بعزمة ٍ
يذلُّ لها في حَومة ِ الحربِ أَبطالُ
فلم يستشِر حَدَّيهِ أبيضُ صارمٌ
وَلا هَزَّ مِن عِطْفَيْه أَسْمَرُ عَسَّالُ
وردَّتُ صدورُ الخيلِ وهي سليمة ٌ
كما سلمت في الروَّعِ منهنّ أَكفالُ
عَلى حينَ صاحَتْ بِالضَّغائِنِ فِتْنَة ٌ
وَمَدَّتْ هَوادِيها إلى القَوْمِ آجالُ
ولَو لَمْ تَوَقَّرْها أَناتُكَ لا لْتَقَتْ
بِمُعْتَرَكِ الهَيجاءِ هامٌ وأَوْصالُ
فأنت اللبابُ المحضُ من آل هاشمٍ
وَرُبَّ مُغالٍ ، في المدحي نَبَذْتُهُ
عليكَ التقى بالفخرِ عمروٌ وعامرٌ
فَللّه أَعمامٌ نَمَوْكَ وأخوالُ
أَغَرُّ كِنانِيٌ عَلَتْ مُضَرٌ بِهِ
وَأروعُ مِن عُلْيَا رَبيعَة َ ذَيّالُ
هُمُ القَوْمُ يَقْرُونَ الرَّجاءَ عَوارِفاً
على ساعة ٍ فيها السَّمَاحة ُ أقوالُ
بِمُسْتَمْطِراتٍ مِن أَكُفٍّ كَريمَة ٍ
تزاحمُ آجالٌ عليها وآمالُ
إِذا أَنْعَموا أَغْنَوْا ، وَإِنْ قَدَرُوا عَفَوْا
وإنْ ساجلوا طالُوا، وإنْ حاولُوا نالوا
وَتلكَ مَساعِيهِمْ فَلَو شِئْتُ حَدَّثَتْ
بما استودِعَتْ منها شهورٌ وأحوالُ
وَللشِّعرِ منها ما أُؤَمِّلُ فالعُلا
-إِذا لَم أَسْمِها بِالقَصائِدِ- أَغْفالُ
وربَّ مغالٍ، في مَديحي نبذتُهُ
وَرائي ، فَخَيْرٌ مِن أيادِيهِ إِقْلالُ
وَعِفْتُ ثَراءً دونَه يَدُ باخِلٍ
إذا لَمْ أَصُنْ عِرضي فلا حَبَّذا المالُ
ولم أرْضَ إِلاّ بِالخَلائِفِ مَطْلَباً
فَما خاملٌ ذِكري ، ولا النَّاسُ أشكالُ
وأَعتقتُ- إلاّ من نوالكَ- عاتقي
على أنَّ أطواقَ المواهبِ أَغلالُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَسَمْراءُ عَهْدي بالخُطوبِ قَرِيبُ
أَسَمْراءُ عَهْدي بالخُطوبِ قَرِيبُ
رقم القصيدة : 25943
-----------------------------------
أَسَمْراءُ عَهْدي بالخُطوبِ قَرِيبُ
وعودي بأيدي صليبُ
وكلُّ خليلٍ كنتُ أرقبُ عطفه
تولَّى بذمٍّ والزَّمانُ مريبُ
وقد كنتُ أصفيه المودَّة َ والظُّبا(31/141)
على الهامِ تَبْدُو مَرَّة ً وَتَغيبُ
نأى عامرٌ لا قرَّبَ اللهُ دارهُ
وَآواهُ رَبْعٌ بِالغُمَيْرِ جَديبُ
رَأَى مُسْتَقَرَّ السِّمْعِ مِنْ أَمِّ رَأْسِهِ
يَصَمُّ وَأُدْعَى لِلْعُّلا فّأُجِيبُ
يعيِّرني أنِّي غريبٌ بأرضهِ
أَجَلْ أَنا في هذا الأنامِ غرِيبُ
وَيُظْهرُ لي نُصْحاً وَلِلْغِلِّ تَحتَهُ
دواعٍ بكلتا مقلتيهِ تهيبُ
وَيَرتْادُ مِنّي أَنْ أَضُمَّ على القذَى
جُفُوني ، وَهَلْ يَرْضَى الهَوانِ أرَيبُ
وكفِّي بهزِّ المشرفيِّ لبيقة ٌ
وَباعيِ بِتَصْريفِ القناة ِ رَحيبُ
أَفِقْ جَدَّ ثَدْيَي أُمِّكَ الثُّكْلُ وَانْثَنى
شَبا السيفِ عَنْ فَوْدَيْكَ وهَو خَضِيبُ
فلا غروَ أن يستودعَ المجدَ همّهُ
أغرُّ طوالُ السّاعدينِ نجيبُ
يحاولهُ مذْ شدَّ عقدَ إزارهِ
إلى أنْ مشى في وفرتيه مشيبُ
ومنْ نكدِ الأيّامِ أن يبلغَ المنى
أخو اللُّؤمِ فيها والكريمُ يخيبُ
سأَطْلُبُ عِزَّ الدهر ما دامَ ضافِياً
عليَّ رداءٌ للشَّبابِ قشيبُ
ولي همة ٌ تأبى مقامي على الأذى
ضجيعَ الهوينى ما أقامَ عسيبُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أهذهِ خطراتُ الرَّبربَ العينِ
أهذهِ خطراتُ الرَّبربَ العينِ
رقم القصيدة : 25944
-----------------------------------
أهذهِ خطراتُ الرَّبربَ العينِ
أمِ الغُصونُ على أنقاءِ يبرينِ
رَمَيْنَ إِيماءَ مَطْوِيٍّ على وَجَلٍ
عن ناظرٍ لا يقلُّ الجفنَ موهونِ
كأَنَّهنَّ مهاً تهفو بأعينها
لِبارِقٍ بِهَوادي الرِّيحِ مَقْرون
عَرَضْنَ ، وَالعِيسُ مُرْخَاة ٌ أَزِمَّتُهَا
يَرتاحُ مِنْهُنَّ مَعْقولٌ لِمَرْسون
بموقفٍ لا ترى فيه سوى دنفٍ
دامي الجُفونِ طَليحِ الشَّوقِ مَحزونِ
فَلَستُ أدري-وَقَد أَتْبَعْتُهُنَّ ضُحًى
طرفي، وليسَ على قلبي بمأمونِ-
قُدودُها أم رِماحُ الحَيِّ تُحْدِقُ بي
وأعينٌ أم سهامُ القومِ تُصميني
مِن كُلِّ مالِئَة ِ الحِجْلَيْنِ ، ما بَخِلَتْ
إلاّ لِتَمْطُلَني دَيْني ، وتَلْويني(31/142)
يا ليتَ شعري- وَليتٌ غيرُ مجدية ٍ
وَالدَّهْرُ يَعْدِلُ بي عَمَّا يُمَنِّيني-
هل أُوردنَّ ركابي، وهيَ صادية ٌ
ماءَ العُذيبِ فيرويها وَيرويني
وَنفحة ُ الشِّيحِ إذ فاحَ النَّسيمُ بها
من غُلَّة ٍ أضمرتها النَّفسُ، تشفيني
أو أطرقنَّ القبابَ الحمرَ، يصحبني
أَغَرُّ مِن كُلِّ ما أخْشاهُ يُنْجيني
وَالخَطْوُ أطْوِيهِ أحياناً وَأَنْشُرُهُ
وَالرُّعْبُ يَنْشُرني طَوْراً وَيَطْويني
إذا الحِجى ردَّني عمّا أهمُّ بهِ
رنا إليَّ الشَّباب الغَضُّ يغريني
وعصبة ٍ لا تُطيفُ المكرماتُ بها
وَلا تُليحُ مِنَ الفَحشاءِ وَالهُونِ
تَريشُها ثَروة ٌ لا أَسْتَكينَ لَها
وإنْ ألحَّ عليَّ الدَّهرُ يبريني
هَيهاتَ أنْ يَطَّبيني شَيْمُ بَارِقَة ٍ
في مستحيرٍ يسدُّ الأُفقَ مدجونِ
وَلِلإمامِ أبي العَبَّاسِ عارِفَة ٌ
تُروي الصَّدى ، والنَّدى المنزورُ يظميني
إذا دعوتُ لها المُستظهر ابتدرتْ
من كَفِّهِ سحبُ الجدوى تُلبِّيني
ذو هِمَّة ٍ بِالعُلا مَشْغوفَة ٍ ، جَمَعَتْ
منَ المكارمِ أبكاراً إلى عُونِ
لَم يَرْضَ بالأرضِ فاختارَ السَّماءَ لها
حتّى اطمَأَنَّتْ بِرَبْعٍ غَيْرِ مَسْكونِ
تعتادهُ هيبة ٌ في طيِّها كرمٌ
وَشِدَّة ٌ شابَها الأَحْلامُ بِاللِّينِ
وَيوطئُ الخيلَ والهيجاءُ لاقحة ٌ
هامَ العِدا بينَ مضروبٍ وَمطعونِ
وَتَحْتَ راياتِهِ آسادُ مَلْحَمَة ٍ
في ظهرِ كلِّ أقبِّ البطنِ ملبونِ
سودٌ كحائمة ِ العُقبانِ، يكنُفُها
عزُّ تبلّجَ عن نصرٍ وَتمكينِ
إِذا اسْتَنامتْ إِلى العِصْيانِ مارِقَة ٌ
يأبى لها الحينُ أن تبقى إلى حينِ
مَشَوْا إليها بِأسيافٍ كما انْكَدَرَتْ
شهبٌ ثواقبُ في إثرِ الشَّياطينِ
إذا انتَضى الرّأيَ لم تضجَع غُمودهمُ
بِكُلِّ أَبيضَ ماضي الحَدِّ مَسْنونِ
يا خيرَ من ألقحَ الآمالَ نائلهُ
بموعدٍ يلدُ النَّعماءَ مضمونِ
ولَّى الصِّيامُ وقد أوقرتهُ كرماً
أفْضى إِليكَ بِأَجرٍ غَيْرِ مَمْنونِ(31/143)
وَأقبلَ العيدُ مفترَّاً مباسمهُ
بِطائرٍ هَزَّ مِنْ عِطْفَيْكَ مَيْمونِ
وَمُقْرَباتٍ خَطَتْ عَرْضَ الفَلاة ِ بِنا
قبٍّ سراحيبَ أمثالَ السَّراحينِ
إِليكَ - والخَيرُ مطلوبٌ ومُتَّبَعٌ-
زجرتُها كأضاميمِ القَطا الجونِ
وَالعِيسُ هافِيَة ُ الأَعْناقِ مِن لَغَبٍ
كَالنَّخْلِ كانتْ فعادتْ كَالعَراجينِ
يَحْمِلْنَ مَدْحَكَ والرَّاوي يُنَشِّرُهُ
عن لؤلؤٍ بمناطِ العقدِ موضونِ
يُصْغِي الحَسُودُ لَهُ مَلآنَ مِن طَرَبٍ
وَمِنْ جَوًى بِمَقيلِ الهَمِّ مَكْنونِ
والحمدُ لا يجتنيهِ كلُّ ملتحفٍ
باللُّؤمِ من صفقة ِ العلياءِ مغبونِ
وَمَن نُرَجِّيهِ لِلدُّنيا وَنَمْدَحُهُ
فَأَنْتَ تُمْدَحُ لِلدُّنْيا وَلِلدِّينِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وعاذلة ٍ هبَّتْ وللنَّجمِ لفتة ٌ
وعاذلة ٍ هبَّتْ وللنَّجمِ لفتة ٌ
رقم القصيدة : 25945
-----------------------------------
وعاذلة ٍ هبَّتْ وللنَّجمِ لفتة ٌ
إلى الفجرِ تلحاني ولم تدرِ ما خطبي
وتزعمُ أنَّ المرءَ في طلبِ العلا
يميلُ بهاديه إلى مركبٍ صعبِ
إذا أنا لم أملكْ على الدهرِ طاعتي
وَأَصْبَحتُ مَطْويَّ الضُّلوعِ على عَتْبِ
وما استرعفتْ منْ لبَّة ِ القرنِ صعدتي
ولمْ يتلمَّظْ بينَ أوادجهِ عضبي
فَبئْسَ سَليلُ الحَيِّ مَنْ بَشَّرتْ بِه
قَوابِلُهُ حُمْشَ الشَّوَى مِنْ بَنِي حَرْبِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> طَرَقَتْ ، ونحنُ بِسُرَّة ِ البَطْحاءِ
طَرَقَتْ ، ونحنُ بِسُرَّة ِ البَطْحاءِ
رقم القصيدة : 25946
-----------------------------------
طَرَقَتْ ، ونحنُ بِسُرَّة ِ البَطْحاءِ
واللَّيلُ يَنْشُرُ وَفْرَة َ الظَّلْماءِ
فَرَأَتْ رَذَايا أَنْفُسٍ تُدْمِي بِها
أيدي الخُطوبِ غَوارِبَ الأَنْضاءِ
وإذا النّوى مدَّتْ إلينا باعها
سدَّتْ بهنَّ مطالعُ البيداءِ
أأميمَ كيفَ طويتِ أروقة َ الدُّجى
في كلِّ أغبرَ قاتمِ الأرجاءِ؟
هلاّ اتقيتِ الشُّهبَ حين تخاوصتْ(31/144)
فَرَنَتْ إِليكِ بِأَعْيُنِ الرُّقَبَاءِ
خُضتِ الظَّلامَ، ومن جبينكِ يجتَلى
صُبْحٌ يَنِمُّ عليكِ بِالأَضواءِ
فطرقتِ مطويَّ الضلوعِ على جوى ً
أغضى الجفونَ بهِ على الأقذاءِ
من أريحّياتٍ إذا هبَّتْ بِها
ذكرى الحبيبِ نهضَ بالأحشاءِ
قَسَماً بِثَغْرٍ في رُضابِكِ كارِعٍ
فَكَأَنَّهُ حَبَبٌ على صَهْباءِ
وجفونكِ المرضى الصَّحيحة ِ لا درتْ
ما الدّاءُ، بل لا أفرقتْ من داءِ
لأخالفَّن هوى العَذولِ فطالما
أَفْضَى المَلامُ بِهِ إلى الإغراءِ
وإِذا القُلوبُ تَنَقَّلَتْ صَبَواتُها
في الغانِياتِ تَنَقُّلَ الأَفْياءِ
لم تتَّبعْ عيني سواكِ، ولا ثنى
عَنْكِ الفُؤادَ تَقَسُّمُ الأَهواءِ
وأقلُّ ما جنتِ الصَّبابة ُ وقفة ٌ
مَلَكَتْ قِيادَ الدَّمْعِ بِالخَلْصَاءِ
وبدا لنا طللٌ لربعكِ خاشعٌ
تَزدادُ بَهْجَتُهُ على الإقواءِ
وأبي الدِّيارِ لقد مشى فيها البلى
وَعَفَتْ مَعالِمُها سِوى أَشْلاءِ
يبكي الغمامُ بها ويبسمُ روضُها
لا زلنَ بينَ تبسُّمٍ وبكاء
وَقَفَتْ مَطايانا بِها فَعَرَفْنَها
وَكَفَفْنَ غَرْبَيْ مَيْعَة ٍ وَنَجاءِ
وَهَزَزْنَ مِن أعطافِهِنَّ ، كأَنَّما
مُلِئَتْ مَسامِعُهُنَّ رَجْعَ غِناءِ
ونزلتُ أفترشُ الثَّرى متلوِّياً
فيهِ تَلَوِّيَ حَيَّة ٍ رَقْشاءِ
وبنفحة ِ الأرجِ الذي أودعتهِ
عبقتْ حواشي ريطتي وردائي
وَكَأَنَّنِي بِذَرا الإمامِ مُقَبِّلٌ
من سدَّتيهِ معرَّسَ العَلياءِ
حيثُ الجباهُ البيضُ تلثمُ تربهُ
وتحلُّ هيبتهُ حبا العظماءِ
وَخُطَا المُلوكِ الصِّيدِ تَقْصُرُ عِندَهُ
وتطولُ فيهِ ألسنَ الشُّعراءِ
مَلِكٌ نَمَتْ في الأَنْبِياءِ فروعُهُ
وَزَكَت بِهِ الأعْراقُ في الخُلَفاءِ
بَلَغَ المَدى ، والسِّنُّ في غُلَوائِها
خَضِلَ الصِّبا ، مُتَكَهِّلَ الآراءِ
فغدا الرَّعيَّة ُ لائذينَ بظلِّهِ
يرجونَ غيثَ حياً، وليثَ حياءِ
وَمَرابِضُ الآساد في أَيَّامِهِ
بالعدلِ مثلُ مجاثمِ الأطلاءِ(31/145)
مَلأَ البِلادَ كَتائِباً لَمْ يَرْضعوا
إِلاَّ ، لِبانَ العِزَّة ِ القَعْساءِ
يتسرَّعونَ إلى الوغى بصوارمٍ
خَلَطَتْ بِنَشْرِ المِسْكِ رِيحَ دِماءِ
لم تهجرُ الأغمادَ إلاّ ريثما
تعرى لتغمدَ في طُلى الأعداءِ
من كلِّ مشبوحِ الأشاجعِ، ساحبٍ
في الرَّوعِ ذيلَ النَّثرة ِ الحصداءِ
يَنْسابُ في الأّدْراعِ عامِلُ رُمْحِهِ
كَالأَيْمِ يَسْبَحُ في غَديرِ الماءِ
أَخَذَ الحٌقوقَ بِهمْ وَأَعْطَاهَا مَعاً
والحزمُ بينَ الأخذِ والإعطاءِ
يابْنَ الشَّفيعِ إلى الحَيا، وَقَدِ اكْتَسَتْ
شَمَطاً فُروعُ الرَّوضَة ِ الغَنَّاءِ
فدنا الغمامُ وكادَ يمري المجتدي
بيديهِ خلفَ المزنة ِ الوطفاءِ
لولاهُ لم تشمِ الريِّاضُ بأعينٍ
من زهرهنّ مخايلَ الأنواءِ
خُلِقَتْ طِلاَعَ القَلْبِ هَيْبَتُكَ التي
خَلَفتْ غِرارَ السَّيْفَ في الهَيْجَاءِ
ونضا وزيركَ دونَ مُلككَ عزمة ً
تَكْفيهِ نَهْضَة َ فَيلَقٍ شَهْباءِ
وَتَرُدُّ مَن قَلِقَتْ بِهِ أَضْغانُهُ
حَيَّ المَخَافة ِ، مَيِّتَ الأَعْضاءِ
وتصيبُ شاكلة َ الرَّميّ إذا بدت
رِيَبٌ تُهيبُ بِمُقْلَة ٍ شَوساءِ
فكأنَّ أسرارَ القلوبِ تُظلُّهُ
بِغُيوبِهنَّ جَوائِبُ الأَنْباءِ
يسعى ويدأبُ في رضاكَ، وإنْ غلتْ
مُهَجُ النّفوسِ عَلَيهِ بِالشَّحْناءِ
وَإذا الزَّمانُ أَتى بِخَطْبٍ مُعْضِلٍ
وليَ افتراعَ الخطَّة ِ العذراءِ
وَإصابَة ُ الخُلَفاءِ فيما حاوَلُوا
مقرونة ٌ بكفاية ِ الوزراءِ
لا زلتما متوشِّحين بدولة ٍ
مُرْخى ً ذَوائِبُها عَلى النَّعماءِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَمُشْتَمِلٍ على كَرَمٍ وَحَزْمٍ
وَمُشْتَمِلٍ على كَرَمٍ وَحَزْمٍ
رقم القصيدة : 25947
-----------------------------------
وَمُشْتَمِلٍ على كَرَمٍ وَحَزْمٍ
شباهُ يراعهِ ظبة ُ الحسامِ
زجرتُ إليهِ أصهبَ داعريَّاً
مراحاً سوطهُ تعبُ الخطامِ
فمتَّعَ ناظري بأغرَّ طلقٍ
بِهِ فَضَلاتُ بِشْرٍ وَابْتِساِم(31/146)
وَهَزَّتْهُ المَكارِمُ لاِبْنِ أَرْضٍ
نَزيعِ الدَّارِ مِنْ نَفَرٍ كِرامِ
فَراحَ كَأَنَّهُ ثَمِلٌ أُدِيرَتْ
عليهِ الكأسُ ترعفُ بالمدامِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أثرها وهي تنتعلُ الظِّلالا
أثرها وهي تنتعلُ الظِّلالا
رقم القصيدة : 25948
-----------------------------------
أثرها وهي تنتعلُ الظِّلالا
وَإنْ ناجتْ مناسمها الكلالا
فليسَ بمنحنى العلمينِ وردٌ
يروِّي الرَّكبَ والإبلَ النِّهالا
وَهبها فارقتهُ فأيُّ وادٍ
تُصادفُ في مذانبهِ بلالا
كأنَّكَ حينَ تزجرها وترخي
أَزِمَّتَها تَروَعُ بِها رِئَالا
فَكَم تُدمي أَخِشَّتَها بِسَيرٍ
يُحَكِّمُ في غوارِبِها الرِّحالا
وتسري في ضميرِ اللَّيلِ سرَّاً
وتخطرُ في جواشنهِ خيالا
وَتَفْري الأَرضَ أحياناً يميناً
على لَغَبٍ، وآونة ً شِمالا
فتوطئها وإنْ حفيت- جِبالاً
وتغشيها- وقد رزحتْ- رمالا
بِآمالٍ تُلَقِّحُهُنَّ عُجْباً
بهنَّ وهنَّ يسررنَ الحِيالا
وَلو خبرَ البريَّة َ من رجاهمْ
لشد على مطيته العقالا
إذا لم يَسْتَفِدْ مِنِهمْ نَوالاً
فلم يزجي على ظلعٍ جمالا
طَلائِحَ كالقِسيّ، فَإنْ تَرامتْ
على عجلٍ به حكتِ النِّبالا
وَأَينَ أَغَرُّ إنْ يَفْزَعْ كَريمٌ
إليهِ يجدهُ للعافي ثمالا
إذا التفتت عُلاهُ إلى القوافي
وَفَدْنَ عَلى مَكارِمِهِ عِجالا
مَتى تُرِدِ الثَّراءَ فَلسْتَ مِنّي
وخدني غيرُ من سألَ الرِّجالا
فلا تصحب منَ اللُّؤَماءِ وغداً
يكونُ على عشيرتهِ عيالا
وشايعيني فإنيّ لستُ أبدي
لِمَنْ يَنْوي مُخالَصَتي مَلالا
ومن أعلقتهُ أهدابَ وعدٍ
بما يهواهُ لم يخفِ المطالا
أنا ابنُ الأكرمينَ أباً وأمّاً
وهم خيرُ الورى عمّاً وخالا
أَشَدُّهُمُ إذا اجْتَلَدوا قِتالاً
وَأَوْثَقُهُمْ إذا عَقَدوا حِبالا
وأرجحهم إذا قدروا حلوماً
وأصدقهم إذا افتخروا مقالا
وَأَصْلَبُهُمْ لَدى الغَمَراتِ عُوداً
إذا الخَفِراتُ خَلَّيْنَ الحِجالا
غَنُوا في جاهِلِيَّتِهِمْ لَقاحاً(31/147)
ونارُ الحربِ تشتعلُ اشتعالا
ويسمعُ للكماة ِ بها أليلٌ
إذا خضبت ترائبهم إلالا
وإنْ دعيت نزالِ، مشوا سراعاً
إلى الأقرانِ، وابتدروا النِّزالا
يكبُّونَ العشارَ لمعتفيهم
ويروونَ الأسنَّة َ والنِّصالا
ويثنونَ المغيرة َ عن هواها
إذا الوادي بِظَعْنِ الحَيِّ سالا
ويحتقبون أعماراً قصاراً
وَيَعْتَقِلونَ أَرماحاً طِوالا
على أثباجِ مقربة ٍ تمطَّتْ
بِهمْ، وَرِعالُها تَنْضوا الرِّعالا
فجروُّا السُّمر راجفة ً صدوراً
وَقادوا الجُرْدَ راعِفَة ً نِعالا
بِأَيْدٍ يُسْتَشَفُّ الجودُ فيها
تُفيدُ مَحامِداً وَتُفيتُ مالا
وَأَوْجُهُهُمْ إذا بَرِقَتْ تَجَلَّتْ
عَلَيها هَيْبَة ٌ حَضَنَتْ جَمالا
وإن أشرقنَ فاكتحلتْ عيونٌ
بها لم ترضَ بالقمرِ اكتحالا
وَقَدْ مُلِئَتْ أَسِرَّتُها حَياءً
وألبستِ المهابة َ والجلالا
وفي الإسلامِ ساسوا النَّاسَ حتّى
هُدوا لِلْحَقِّ فَاجْتَنَبوا الضَّلالا
وَهُمْ فَتَحوا البِلادَ بِباتِراتٍ
كأنَّ على أغرَّتِها نمالا
ولولاهم لما درّت بفيءٍ
ولا أرغى بها العربُ الفصالا
وَقَدْ عَلِمَ القَبائِلُ أَنَّ قَوْمِي
أَعزُّهُمُ وأَكْرَمُهُمْ فَعالا
وأصرحهم إذا انتسبوا أصولاً
وأعظمهم إذا وهبوا سجالا
مَضَوا وَأَزالَ مُلْكَهُمُ اللَّيالي
وَأَيَّة دَولَة ٍ أَمِنَتْ زَوالا
وقد كانوا إذا ركبوا خفافاً
وَفي النّادي إذا جَلَسُوا ثِقالا
ولم يسلبهمُ سفة ٌ حباهم
وَكَيْفَ تُزَعْزِعُ الرِّيحُ الجِبالا
وفيمن خلَّفوا أسارُ حربٍ
كَأُسْدِ الغابِ تَقْتَحِمُ المَصالا
يراميهم أراذلُ كلِّ حيٍّ
وَهُمْ نَفَرٌ يُجيدُونَ النِّضالا
وَيَدْنو شَأوُ حاسِدِهِمْ وَيَنْأى
عليهِ مناطُ مجدهمُ منالا
وها أنا منهمُ، والعرقُ زاكٍ
أَشُدُ لِمَنْ يَكِيدُهُمُ القِبالا
نماني من أميَّة َ كلُّ قرمٍ
تردُّ البزلَ هدرتهُ إفالا
أُشَيِّدُ ما بَناهُ أَبي وَجَدِّي
وأحمي العرضَ خيفة َ أن يذالا
بعارفة ٍ أريشُ بها كريماً(31/148)
إذا طلبَ الغنى كرهَ السُّؤالا
وكابي اللَّونِ يغمرهُ نجيعٌ
فيصدأُ أو أجدُّ لهُ صقالا
وكلِّ مفاضة ٍ تحكي غديراً
يعانقُ وهوَ مرتعدٌ شمالا
وقد أهدى الدَّبى حدقاً صغارا
لَها فَتَحَوَّلَتْ حَلَقاً دِخالا
وأسمرَ في نحولِ الصَّبِّ لدنٍ
كقدِّ الحبِّ ليناً واعتدالا
تبينُ لهُ مقاتلُ لم تصبها
بَسالَة ُ أَعْزَلٍ شَهِدَ القِتالا
وكيفَ يضلُّ في الظَّلماءِ سارٍ
وَيَحْمِلُ فَوْقَ قِمَّتِهِ ذُبالا
فإن أفخر بآبائي فإنِّي
أراهُمْ أَشْرَفَ الثَّقَلَيْنِ آلا
وفيَّ فضائلٌ يغنينَ عنهم
بها أوطأتُ أخمصيَ الهِلالا
تَريعُ شَوارِدُ الكَلِمِ البَواقِي
إِليَّ فَلا اجْتِلابَ ولا انْتِحالا
فإن أمدح إماماً أو هماماً
فلا جاهاً أرومُ ولا نوالا
وأنظمُ حينَ أفخرَ رائعاتٍ
تَكونُ لِكُلُّ ذي حَسَبٍ مِثالا
وأعبثُ بالنَّسيبِ ولستُ أغشى الـ
ـحرامَ فيقطرُ السِّحرَ الحَلالا
إذا وسعَ التُّقى كرمي فأهونْ
بخودٍ ضاقَ قلباها مجالا
ومن علقَ العفافُ ببردتيهِ
رَأَى هَجْرانَ غانِيَة ٍ وِصالا
فَلَمْ أَسَلِ المَعاصِمَ عَنْ سِوارٍ
وَلا عَنْ حَجْلها القَصَبَ الخِدالا
ولولا نوشة ُ الأيَّامِ منِّي
لما نعمَ اللِّئامُ لديَّ بالا
ولكنّي منيتُ بدهرِ سوءٍ
هُوَ الدّاءُ الذي يُدْعَى عُضالا
يُقَدِّمُ مَنْ يَنالُ النَّقْصُ مِنْهُ
وَيَحْرِمُ كُلَّ مَنْ رُزِقَ الكَمالا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وأَوانِسٍ هِيفِ الخُصورِ إذا مَشَتْ
وأَوانِسٍ هِيفِ الخُصورِ إذا مَشَتْ
رقم القصيدة : 25949
-----------------------------------
وأَوانِسٍ هِيفِ الخُصورِ إذا مَشَتْ
ودَّتْ غصونٌ أنّهنَّ قدودُ
وَبِكُلِّ مَرْمَى نَظْرَة ٍ مِنْ وامِقٍ
تحكي مباسمهنَّ فيه عقودُ
خَدُّ وَخالٌ يُعْشَقانِ كَأَنَّما
نُقِطتْ بِحبَّاتِ القُلوبِ خُدودِ
العصر العباسي >> البحتري >> قم فاسقني والنجم يلمع في الدجى
قم فاسقني والنجم يلمع في الدجى
رقم القصيدة : 2595(31/149)
-----------------------------------
قم فاسقني والنجم يلمع في الدجى
عقاراً لها في الدن عهد ثمود
وللصبح سلطان على الليل قاهر
يرحله عنا بغير جنود
العصر العباسي >> الأبيوردي >> بَدَتْ عَقِداتُ الرَّمْلِ وَالجَرَعُ العُفَرُ
بَدَتْ عَقِداتُ الرَّمْلِ وَالجَرَعُ العُفَرُ
رقم القصيدة : 25950
-----------------------------------
بَدَتْ عَقِداتُ الرَّمْلِ وَالجَرَعُ العُفَرُ
فمسنا كما يعتنُّ في المرحِ المهرُ
وَدُسْنا بِأَخفافِ المَطِيَّ بِها ثَرى ً
يَنُمُّ على مَسْرى الغَواني بِهِ العِطْرُ
كأَنَّ ديارَ الحيِّ في جنباتها
صَحائفُ ، وَالرَّكْبَ الوُقوفَ بِها سَطْرُ
تَزيدُ عَلى الإقْواءِ حُسْناً كَأَنَّهُمْ
حُلولٌ بِها ، والدَّارُ مِنْ أَهْلِها قَفْرُ
مَحا آيَها صَرْفُ اللَّيالي وَقَلَّما
يُرَجَّى لَما تَطْويهِ أَيدي البِلى نَشْرُ
بما قد ترى مخضرَّة ً عرصاتها
يُجِيب صَهيلَ الأَعْوَجِي بِها الهَدْرُ
ويأوي إليها من لؤيِّ بن غالبٍ
إذا شبَّتِ الهيجاءُ ذو لجبٍ مجرُ
وَكُلُّ فَتًى يَرْدِي بِهِ الطَّرْفُ في الوَغى
مشيحاً كما أوفى على المرقبِ الصَّقرُ
وَأَرْوَعُ وافي اللُّبِّ والسِّلْمِ جامِعٌ
وَفي الحَرْبِ إِنْ حَكَّتْ بِهِ بَرْكَها غَمْرُ
وكم في هوادي سر بهم من مهفهفٍ
إذا خطرَ استعدى على الكفلِ الخصرُ
يَمِيسُ اهْتِزازَ الخُوطِ غازَلَهُ الصَّبا
وينظرُ عن نجلاءَ أضعفها الفترُ
وَمِنْ رَشَأٍ يَثْني عَلَيَّ وِشاحَهُ
بِما حَدَّثَتْهُ عَنْهُ مِنْ عِفَّتي أُزْرُ
لَهُ ريقَة ٌ ماذُقْتُها غَيرَأَنَّني
أظنُّ، وظنِّي صادقٌ أنّها خمرُ
وَوَجْهٌ يَرُدُّ اللَّيلَ صُبْحاً بِهِ السَّنا
وفرعٌ يريكَ الصُّبحَ ليلاً به الشَّعرُ
وجيدٌ كما يعطو إلى البانِ شادنٌ
تفيءُ عليه الظِّلَّ أفنانهُ الخضرُ
وَعَينٌ كَما تَرْنو المَهاة ُ إِلى طَلاً
إذا غابَ عنها اغتالَ خطوتهُ الذُّعرُ
أقولُ لهُ- واللَّيلُ واهٍ عقودهُ(31/150)
كأنَّ توالي شهبهِ اللُّؤلؤُ النَّثرُ-:
أتَهْجُرُ مَن غادَرْتَ بَيْنَ ضُلوعِهِ
جوى ً يتلظّى مثلما يقدُ الجمرُ
وَتُلْزِمُهُ أَنْ يَكْتُمَ السِّرَّ بَعْدَما
أطيعَ له الواشي، فسرُّ الهوى جهرُ
وتزعمُ أنّ الهجرَ لا يعقبُ الرَّدى
وَهَل حادِثٌ يَخْشى إِذا أُمِنَ الهَجْرُ
وَقَفْنا بِمُسْتَنِّ الوَداعِ وَراعَنا
بحزوى غرابُ البينِ، لا ضمَّهُ وكرُ
وألَّفَ ما بينَ التَّبسُّمِ والبُكا
سلوٌّ ووجدٌ عيلَ بينهما الصَّبرُ
فواللهِ ما أدري أثغركِ أدمعي
غداة َ تفرَّقنا- أمِ الأدمعُ الثَّغرُ
تَبَرَّمَتِ الأجْفانُ بَعْدَكِ بِالكَرى
فَلا تَلْتَقي أوْ نَلْتَقي ، وَلَها العُذْرُ
تغيبُ فلا يحلى بعينيَ منظرٌ
وَيَكْثُرُ مِنِّي نَحْوَهُ النَّظَرُ الشَّزْرُ
ويلفظُ سمعي منطقاً لم تفه بهِ
على أنَّهُ كالسِّحرِ، لا بل هو السِّحرُ
فَفيه- وما كُلُّ الكَلامِ بِمُشْتَهى
سوى مَدْحِ فَخْرِ الدِّينِ - عَنْ مِثْلِهِ وَقْرُ
خطا فوقَ أعناق الأعادي إلى علاً
لها بينَ أطرافِ القنا مسلكٌ وعرُ
بِماضي الشَّبا، رَطْبِ الغِرارَيْنِ لَمْ يَزَل
يُراعُ بِهِ صِيدُ الكُماة ِ أَوِ الجزْرُ
ومرتعدِ الأنبوبِ يروي سنانهُ
دمٌ مائرٌ، والدُّهمُ من نضحهِ شقرُ
لهُ طعناتٌ إن سبرنَ تخاوصتْ
إلى من يداويهنَّ أعينها الخزرُ
إذا ما دعا لبَّاهُ كلُّ سميدعٍ
تُعَلُّ بِكَفَّيْهِ الرُّدَيْنِيَّة ُ السُّمْرُ
يظلُّ وفي ظهرِ الحصانِ مقيلهُ
ويمسي وبطنُ المضرحي لهُ قبرُ
مِنَ المَزْيَدِيّينَ الذّينَ نَداهُمُ
لمستمطريهِ لا بكيٌّ ولا نزرُ
أَكُفٌ سِباطٌ تُمْتَرى نَفَحاتُها
إذا لم يكن في درِّ جاذبة ٍ غزرُ
وخيرٌ من المالِ الثَّناءُ لماجدٍ
يراقبُ أعقابَ الأحاديثِ، والذِّكرُ
وَلِلجارِ فيهُمْ ذِمَّة ٌ لَم يُهِبْ بِها
وقد أطفأَ المثرونَ نارَ القرى غدرُ
يحلُّ يفاعاً يخزرُ النَّجمُ دونهُ
وَيَعْتَنِقُ الجَوْزاءَ في ظِلِّهِ الغَفْرُ(31/151)
أَذَلُّوا بِسَيفِ الدَّولَة ِ ابنِ بَهائها
رِقاباً فَأَرْخَى مِنْ عَلابِيِّها القَسْرُ
أغرُّ إذا ما النِّكسُ أرتجَ بابهُ
فما دونَ ناديهِ حجابٌ ولا سترٌ
وإن شامَ من ألوى به المحلُ برقه
تيقَّنَ أنَّ العسرَ يتبعهُ اليسرُ
تُبيدُ يَداهُ ما يُفيدُ بِبَأْسِهِ
فَلَيسَ سِوى الذِّكْرِ الجَميلِ لَهُ ذُخْرُ
عليه رداءُ لم يشن صنفاتهِ
أثامٌ وَلَمْ يَعْلَقْ بأَذْيالِهِ وِزْرُ
إذا القُبَّة ُ الوَقْصاءُ مالَ عَمودُهَا
وَقَصَّرَ مِنْ أطْنابِها نُوَبٌ تَعْرو
ولم يسرِ مرقوعُ الأظلِّ على الوجى
رَذِيّ مَطايا حَطَّ أكْوارَها السَّفْرُ
رجا البدوُ منهُ ما يرجَّى من الحيا
وأَمَّلَهُ تَأْميلَ وابِلِهِ الحَضْرُ
لَهُ نِعَمٌ تَنْمِي على الشُّكْرِ في الوَرَى
وإنْ جَحَدوها لَمْ يَحُلْ دونَها الكُفْرُ
هو العُرْفُ، إنْ يُشْكَرْ يُضاعَفْ، وإنْ يُثَبْ
يتابع، وإن يكفر ففي بذلهِ الأجرُ
وحربٍ عوانٍ لم يخض غمراتها
سوى أسديٍّ همُّهُ الفتكة ُ البكرُ
إذا وردتها البيضُ يلهثنَ من صدى ً
رجعنَ رواءٍ وهيَ قانية ٌ حمرُ
يَئنُّ لها الأَبطالُ مِنْ حَذَرِ الرَّدى
أنِينَ هَوامِي العِيسِ أضْجَرَها العِشْرُ
وَيَزْأرُ في حافاتِها كُلُّ ضَيْغَمٍ
إذا كَلَّ فيها نابُهُ خَدَشَ الظُّفرُ
سَما نَحوها في غِلْمة ٍ ناشِريَّة ٍ
لَهُمْ في صَهيلِ الخَيْلِ أَوْ نَقْعِها نُذْرُ
يَفوتونَ بالأوتارِ مَن علِقوا بِهِ
وَتَأْبى العَوالي أنْ يَفوتَهُمُ وِتْرُ
إذا صِيحَ بالشَّعواءِ في الحَيِّ أُسرِجَت
نَزائِعُ مَعصوبٌ بِأَعرافِها النَّصرُ
يَنُمُّ عَلى أَعْراقِها مِنْ رُوائِها
تَباشيرُ عِتقٍ قبلَ أَنْ يُخبَرَ الحُضرُ
فَما راعَهُمْ جَرْسُ الخَلاخيلِ والبُرى
ولا زالَ رُعباً عَنْ مَعاقِدها الخُمْرُ
بَني أَسَدٍ أَنْتُمْ مَعاقِلُ خِنْدِفٍ
إذا ما شَحا فاهُ لَها حَادِثٌ نكرُ
ولا خيرَ إلاَّ في نزارٍ وَخَيرُها
إذا حُصِّلَ الأحسابُ-دُودَانُ والنَّضرُ(31/152)
وَفَرعُ بني دُودَانَ سَعْدُ بنُ مالِكٍ
وَكهفُ بني سَعدٍ سواءَة ُ أو نَصرُ
ونَاشِرَة ٌ أَعلى سُواءَة َ مَحْتِداً
إذا قيل: أينَ العِزُّ والعَدَدُ الدَثرُ؟
وَأَثْبَتُها في حَوْمَة ِ الحَرْبِ مالِكٌ
وَعَوفٌ وذو الرُّمحَينِ جدُّكُم عَمروُ
وَمَن كَحُيَيٍّ أَو كَجِلدٍ وَمَرثَدٍ
وَرَيّانَ، والآفاقُ شاحِبَة ٌ غُبْرُ
وَأَرحَبُهُمْ باعاً عَليٌّ وَمَزْيَدٌ
إذا السَّنواتُ الشُّهبُ قَلَّ بها الفَطر
وَمَن كَدُبيسٍ حينَ تُفْتَرشُ القَنَا
إذا النَّقْعُ لَيْلٌ والظُّبى أَنْجُمٌ زُهْرُ
ومازالَ مَنصورٌ يُنيفُ على الوَرى
بِهِ الشَّرَفُ الوَضَّاحُ والحَسَبُ الغَمْرُ
فسِرتَ على آثارِهِ مُتَمهِّلاً
وَلَمْ يَخْتَلِفْ في السَّعْي بَيْنَكُما النَّجْرُ
وَمِنْ أَيِّ عِطْفَيْكَ الْتَفَتَّ تَعَطَّفَتْ
عَلَيكَ بِهِ الشَّمسُ المُضيئَة ُ والبَدرُ
وَمَجْدٌ مُعَمٌّ في العَشيرَة ِ مُخْوَلٌ
أَحَلَّ أَبا المِظفارِ ذِرْوَتَهُ كِسرْ
خَلَفْتُهُمُ في المَكرُماتِ وفي العُلا
كمَا تَخْلُفُ السُّمْرَ المهَنَّدَة ُ البُتْرُ
وَلَو لَمَ يَكنْ فيهم مؤَثَّلُ سؤددٍ
كَفَتْهُمْ مَساعيكَ المُحَجَّلَة ُ الغُرُّ
وَكَم شَيَّدَت أَيَّامُكُمْ مِنْ مَناقِبٍ
يُحَدِّثُ عَنها في مَجَالِسِهَا فِهْرُ
نَشَأْنَ وظِئراها القَواضِبُ والقَنَا
لَدَيْكُمْ وَتِرْباها الكَواكِبُ والدَّهْرُ
وَقائِعُ رَدَّتْ في قُضاعَة َ مَذْحِجاً
يَهَشُّ لِذِكراها ذؤالة والنَّسْرُ
وَقَد شارَكَتْ غَسّانَ فِيهنَّ حِمْيرٌ
ومَا سَلِمَتْ مِنْهُنَّ قَيْسٌ وَلا بَكْرُ
وَهانَ على حَيَّيْ خُزَيمة َ أَنْ ثَوى
عُتَيْبَة ُ أو ذاقَ الرَّدى صاغِراً حُجْرُ
فَإِنَّ سُيوفاً أَغْمَدَتْها حلومُهُمْ
لَتَفْري طُلى يَلْوي أخادعَها الكِبْرُ
وَآثارُها مَشْهورَة ٌ وَغُمودُها
إذا جُرِّدَتْ هامُ المُلوكِ، ولا فَخرُ
عُرِفْنَ بِحَيْثُ الشّمْسُ تُلْقِي جِرانَها(31/153)
وفي حَيْثُ يَجْلو عَنْ مَباسِمِهِ الفَجْرُ
وَفي أَيّ عَصْرِ الجاهِلِيَّة ِ لَمْ يَسُدْ
لَكُم سَرَواتِ العُربِ مَنْ أَمرهُ الأَمرُ
وَلَمّا أَتى الإسْلامُ قُمْتُمْ بِنَصْرِهِ
فَلَمْ يَفْتَتَحْ إلاّ بِأَسْيافِكُمْ مِصْرُ
وَأَنتم إذا عُدَّت مَعَدٌّ بِمَنزلٍ
يُجَاوِرُ أَحْناءَ الفُؤادِ بِهِ الصَّدْرُ
وَمُنْتَعِلاتٍ بالنَّجيعِ زَجَرْتُها
وَهُنَّ بقايا هَجْمَة ٍ، سَوْطُها الزجْرُ
عَدا نَسَلانَ الذِّئبِ في أُخرياتِها
أُشَيْعِثُ مَشْدودٌ بِأَمْثالِهِ الأُزْرُ
رَحيضُ حواشي البُرْدِ، ماشانَهُ الخنى
خَفيضُ نَواحي النُّطقِ، ما شابَهُ الهُجْرُ
نَهوضٌ بِأَعباءِ الرَّفيقِ، وإنْ غَلا
عَلى مُنْحنَى الأَضْلاعِ مِنْ صَحْبِهِ غِمْرُ
إذا ماسِراجُ اليَومِ أَطْفَأَهُ الدُّجى
مَشَى كَنَزيفِ القَوْمِ رَنَّحَهُ السُّكرُ
يَجوبُ بِها، والنَّومُ حُلْوٌ مَذاقُهُ
أَديمَ الفَلا وَهناً، وَإسآدها مُرٌ
لَواغِبُ يُحْذَيْنَ السَّريحَ مِنَ الحَفا
وَأوْساطُها يِشْكُو بِها القَلَقَ الضُّفْرُ
أُنِخْنَ وَقَد دانى خُطاها كَلالُها
إليكَ، فَأّدْنَتْها البَشاشَة ُ والْبِشْرُ
وَقَد شَمِلَتْ عَدنانَ نِعْمَتُكَ التي
نَعَشْتَ بِها قَحْطانَ إذْ خانَها الوَفْرُ
فَإِنَّكَ بَحْرٌ، والقَوافي لآلىء ٌ
فَما لِخُزَيْمِيٍّ يُحالِفُهُ الفَقْرُ؟
وَلَو لَمْ أُجاوِرْ تَغْلِبَ بْنَة َ وائِلٍ
قَرَعْتُ ظَنابيبَ النَّوى ، وَيَدِي صِفْرُ
كثيرونَ إلاَّ أَنْ يُقَلِّلَهُمْ خُبْرُ
وقَد ساءَني طُولُ الصُّدودِ فَلَم أَبُح
بِذَاكَ، وَأعناقُ العِدا دُونَنا صُعْرُ
وَعَيَّرْتَني تأخيرَ مَدْحِكَ بُرْهَة ً
وَمِنْ أَيْنَ يَسْتَوفي مَناقِبَكَ الشِّعرُ
وَفَضُلُكَ لا يَسْتَوعِبُ الحَصْرُ وَصْفَهُ
وَمَجْدُكَ يَكْبو دونَ غاياتِهِ الفِكْرُ
وَمِنْ شِيَمي أَنْ أُبليَ العُذْرَ فاستَمِعْ
ثَناءً كَما يُثني عَلى الوابِلِ الزَّهْرُ
فَإنَّكَ بَحْرٌ، والقَوافي لآلئُ(31/154)
وَلا غَرْوَ أَنْ يُستَودَعَ الُّلؤلُؤَ البَحْرُ
وَكُلُّ مَديحٍ فيكَ يَخلُدُ ذِكرُه
فَمَجْدُكَ والمَدْحُ القِلادَة ُ والنَّحرُ
وَخَيرُ قريضِ القَومِ ما طالَ عُمْرُهُ
عَلى عُقَبِ الأَيّامِ، طالَ لَكَ العُمْرُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ومشبلة ٍ شمطاءَ تبكي منَ النَّوى
ومشبلة ٍ شمطاءَ تبكي منَ النَّوى
رقم القصيدة : 25951
-----------------------------------
ومشبلة ٍ شمطاءَ تبكي منَ النَّوى
وقد غيَّبتْ عن غابها أسداً وردا
وَتَحْتَ حَبابِ الَّدمْعِ عَيْنٌ رَويَّة ٌ
منَ الدَّمِ والأحشاءُ مضمرة ٌ وجدا
إذا طرق الرَّكبُ العراقي أرضها
بحيثُ تظلُّ السُّمرُ مقربة ً جردا
وَيَحْمي ذِمارَ الجارِ كلُّ ابْنِ حُرَّة ٍ
يَكادُ مِنَ الإكرامِ يُوْطِئُهُ خَدَّا
تَولّتْ بِقَلْبٍ يَسْتَطيرُ شَرارُهُ
إذا قدحتْ أيدي الهمومِ بهِ زندا
وقالتْ نساءُ الحيِّ أينَ ابنُ أختنا
ألا أخبرونا عنهُ حيِّيتمُ وفدا
رَعاه ضَمانُ اللَّهِ، هَلْ في بِلادِكمْ
أخو كرمِ يرعى لذي حسبٍ عهدا
فإنَّ الّذي خلَّفتموهُ بأرضكمْ
فتى ً منْ رأى آباءهُ ذكرَ المجدا
أَبَغْدادُ كَمْ تُنْسيهِ نَجْداً وَأَهْلَهُ
أَلا خَابَ من يَشْري بِبغْدادِكُمْ نَجْدا
فدتهنَّ نفسي لو سمعنَ بما أرى
رمى كلُّ جيدٍ من تنهُّدها عقدا
أَلَسْتُ مُقيماً في أُناسٍ وِدادُهُمْ
يُشابُ بِغِلٍّ حينَ أَمْحَضُهُمْ وُدّا
ويثلمُ عرضي عندهمْ كلُّ كاشحٍ
وَأَدْفَعُ عَنْ أَعراضِهمُ أَلسُناً لُدّا
وأنصرهمُ والسَّيفُ يدمى غرارهُ
وأُخذلُ فيهمْ وهوَ يعتنقُ الغمدا
وهمْ في غواشي نشوة ٍ من ثرائهمْ
ولا خيرَ في مالٍ إذا لم يُفدْ حمدا
فَمَنْ لي على غَيِّ التَّمَنِّي بِصاحِبٍ
سليمِ نواحي الصَّدرِ لا يحملُ الحقدا
يَعُدُّ الغِنَى فَضْفاضَة ً ذاتَ رَفرَفٍ
وَصَمْصامَة ً عَضْباً وَذا خُصَلٍ نَهْدا
ولولا افتراشُ الذِّئبِ للغدرِ صدرهُ
لَما كُنْتُ أَتْلَو في مَطالِبِها الأُسْدا(31/155)
العصر العباسي >> الأبيوردي >> الوِردُ يَبسِمُ والرَّكائِبُ حُوَّمُ
الوِردُ يَبسِمُ والرَّكائِبُ حُوَّمُ
رقم القصيدة : 25952
-----------------------------------
الوِردُ يَبسِمُ والرَّكائِبُ حُوَّمُ
وَالسَّيْفُ يَلْمَعُ والصَّدى يَتَضَرَّمُ
بَخِلَ الغَيُورُ بِمَاءِ لِينَة َ فَاحْتَمى
بِشَبا أَسِنَّتِهِ الغَديرُ المُفْعَمُ
والرَّوضُ أَلبَسَهُ الرَّبيعُ وشائعاً
عُنيَ السَّماكُ بِوَشيهِا والمِرزمُ
تُثْني رُباهُ عَلى الغَمَامِ إذا غَدا
عافي النَّسيمِ بِسرِّها يَتَكَلَّمُ
حَيثُ الغُصونُ هَفا بِها وَلعُ الصَّبا
وَخَلا الحَمامُ بِشَجْوِهِ يَتَرَنَّمُ
وَأُميلُ مِنْ طَرَبٍ إليهِ مَسامِعاً
يَشكو لَجاجَتَها إِليَّ اللُّوَّمُ
فَبكى وَلَم أَرَ عَبْرَة ً مَسْفوحَة ً
أكذاكَ يَبخلُ بالدُّموعِ المُغْرَمُ؟
وَلَقد بَكْيتُ فَلَو رَأَيتَ مَدامِعي
لَعَلِمتَ أَيُّ الباكيِينِ مُتَّيمُ
شَتّانَ ما وَجدي وَوَجدُ حَمامة ٍ
تُبدي الصَّبابَة َ في الحَنينِ وَأَكتُمُ
وَأَزورُ إذ ظَعَنَ الخَليطُ مَنازِلاً
نَحِلَتْ بِهِنَّ- كَما نَحِلْتُ- الأَرْسُمُ
كَمْ وَقْفَة ٍ مَيْلاءَ في أثْنائِها
شَوقٌ إلى طَلَلٍ برامَة َ يُرزِمُ
عَطَفَتْ رَكائِبُنا إلى عَرَصاتِهِ
وَعَلى الجُنَينَة ِ نَهجُهُنَّ المُعلَمُ
وّذَكَرْتَ عَصراً أَسْرَعَتْ خُطُواتُهُ
والْعَيْشُ أَخْضَرُ والحَوادِثُ نُوَّمُ
فَوَدِدْتُ أَنَّ شَبيبتي وَدَّعتُها
وَأَقامَ ذاكَ العَصْرُ لا يَتَصَرَّمُ
لَفَظَتْ أَحِبَّتَنا البِلادُ: فَمُعْرِقٌ
تُدمي جَوانِحهُ الهُمومُ، وَمُشْئمُ
أَزُهَيرُ إنَّ أخاكَ في طَلَبِ العُلا
أَدْنَى صَحابَتِهِ الحُسامُ المخْذَمُ
خاضَتْ بهِ ثُغرَ الفَيافي والدُّجى
خُوضٌ نَماهُنَّ الجَديلُ وشَدقَمُ
يَجتابُ أَرديَة َ الظَّلامِ بِمَهْمَة ٍ
يَنسى الصَّهيلَ بِهِ الحِصانُ الأَدْهَمُ
وَيَضيقُ ذَرْعُ المُهْرِ أن لا يَنْجَلي(31/156)
لَيلٌ بِأَذيالِ الصَّباحِ يُلثَّمُ
وَلَهُ إلى الغَرْبِ التِفَاتَة ُ وامِقٍ
يُمري تَذَكُّرُهُ الدُّموعَ فَتَسجُمُ
وَكَأَنَّهُ، ممّا يُميلُ بِطَرفِهِ
قِبَلَ المَغارِبِ، بِالثُّريّا مُلْجَمِ
عَتَقَتْ عَلَيَّ أَلِيَّة ٌ سَيُبِرُّها
هَمٌّ بِمُعْتَرَكِ النَّجومِ مَخَيَّمُ
واللَّيلُ يوطِىء ُ مَن تُؤَرِّقُهُ المُنى
خَدَّا بأيدي الأَرْحَبيَّة ِ يُلطَمُ
لَتُشارِفَنَّ بِيَ المَوامي أَيْنُقٌ
هُنَّ الحَنيُّ، وَرَكبُهُنَّ الأَسهمُ
وَأُفارِقَنَّ عِصابَة ً مِنْ عامِرٍ
يَضْوَى بِصُحْبَتِها الكَريمُ وَيَسقَمُ
فَسَدَ الزَّمانُ فَلَيسَ يَأْمَنُ ظُلْمَهُ
أَهْلُ النُّهى ، وَبَنوهُ مِنْهُ أَظلَمُ
أَينَ التَفَتَّ رأتَ مِنْهُمْ أَوْجُهاً
يشقى بِهِنَّ النّاظِرُ المُتَوَسِّمُ
وَأَضَرُّهُم لَكَ حِينَ يُعضِلُ حادِثٌ
بِالمرءِ مَنْ هُوَ في الصَّداقَة ِ أَقْدَمُ
وَمَتى أَسَأْتَ إلَيْهِمُ وَخَبِرْتَهُمْ
أُلفِيتَ بعدْ إساءة ٍ لا تَنْدَمُ
نَبَذوا الوَفاءَ مَعَ الحَياءِ وراءَهُمْ
فَهُمُ بِحَيْثُ يَكونُ هذا الدِّرْهَمُ
وَعَذَرْتُ كُلَّ مُكاشِحٍ أُبلَى بِهِ
فَبَلِيَّتي مِمَّنْ أَصاحِبُ أَعْظَمُ
مَذِقُ الوِدادِ، فَوَجْهُهُ مُتَهَلِّلٌ
لِمكيدَة ٍ، وضَميرُهُ مُتَجَهِّمُ
يُبْدِي الهَوى وَيَسُورُ، إِنْ عَرَضَتْ لَهُ
فُرَصٌ عَلَيَّ، كَما يَسورُ الأَرْقَمُ
وَيَرومُ نَيلَ المَكرُماتِ، ودُونَها
أَمَدٌ بِهِ انتعلَ النَّجيعَ المَنسِم
فَزَجَرْتُ مَن جَلَبَ الجِيادَ إلى مَدى ً
يَعْنو لِحاسِرِ أَهْلِهِ المُسْتَلْئِمُ
وَرَحِمْتُ كُلَّ فَضيلَة ٍ مَغصوبَة ِ
حَتّى القَريضَ إذا ادَّعاهُ المُفْحَم
وَلَو اسْتطَعْتُ رَدَدْتُ مَنْ يعْيى َ به
عَنهُ، مَخَافَة َ أَنْ يُلجِلِجهُ فَمُ
لاتُخْلِدَنَّ إلى الصَّديقِ، فَإنَّهُ
بِكَ مِنْ عَدُوِّكَ في المَضَرَّة ُ أَعْلَمُ
يَلقاكَ، والعَسَلُ المُصفَى َّ يُجتَنَى(31/157)
مِنَ قَوْلِهِ، وَمِنَ الفَعالِ العَلْقَمُ
هذا وَرُبَّ مُشاحِنٍ عَلِقَتْ بِهِ
شَمْطاءُ تُلْقِحُها الضَّغائِنُ مُتْئِمُ
فَحَلُمْتُ عَنهُ، وباتَ يَشربُ غَيْظَهُ
جُرعاً، وَلُزَّ بِمِنْخَريهِ المَرغَمُ
وَأَنا المَليءُ بِما يَكُفُّ جِماحَهُ
وَيَرُد غَربَ الجَهلِ وَهوَ مُثلَّمُ
فَلَقَد صَحِبْتُ أُزَيهِرَ بنَ مُحَلِّمٍ
حَيثُ السُّيوفُ يَبُلُّ غُلَّتَها الدَّمُ
وَالخَيْلُ شُعْثٌ، والرِّماحُ شَوارِعٌ
وَالنَّقْعُ أَكْدَرُ، والخَميسُ عَرَمرمُ
فَرأيتهُ يَسَعُ العُداة بِعَفوهِ
وَتُجيرُ قُدْرَتُهُ عَلَيهِ فَيَحْلُمُ
وَيَوَدُّ كلُّ بَريءِ قَوْمٍ أَنَّهُ
- مِمّا يَمُنُّ بِهِ عَلَيْهِمْ- مُجْرِمُ
وَأَفَدْتُ مِنْ أَخْلاقِهِ وَنَوالِهِ
مِنَحاً يَضِنُّ بِها السَّحابُ المُرْهِمُ
وإذا أَغامَ الخطبُ جابَ ضَبابَهُ
شَمسُ الضُّحى ، وَسَطا عَليهِ الضَّيغَمُ
وَمَتى بَدا، وَاللَّيلُ أَلْمَى ، رَدَّهُ
بِالبِشْرِ، فَهْوَ إذا تَبَلَّجَ أَرْثَمُ
مَلِكٌ يُكِلُّ غَداة َ يُطلَبُ شَأوُهُ
مُقلاً يُصافُحها العَجاجُ الأَقتَمُ
بِشَمائِلٍ مُزِجَ الشِّماسُ بِلينها
كالماءِ أُشْرِبَهُ السِّنانُ اللَّهْذَمُ
وَمناقِبٍ لا تُرْتَقَى هَضَباتُها
نَطَقَ الفَصيحُ بِفَضلِها وَالأَعجَمُ
إنْ لُحنَ والشُّهبُ الثَّواقِبُ في الدُّجى
لَمْ يَدْرِ سارٍ أَيُّهُنَّ الأَنْجُمُ
يَابْنَ الأُلى سَحَبوا الرِماحَ إلى الوَغى
وَلَديهِ يَغْدِرُ بالبَنانِ المِعصَمُ
يَتَسرَّعونَ إلى الوَغى ، فَجيادُهُم
تُزْجَى عَوابِسَ، والسُّيوفُ تَبَسَّمُ
وَإذا الزَّمانُ دَجا أضاؤوا فَاكْتَسى
فَضَلاتِ نُورِهمُ الزَّمانُ المُظْلِمُ
أَوضَحتَ طُرقَ المَجدِ وَهيَ خَفيَّة ٌ
فَبَدا لِطالِبهِ الطَّريقُ المُبْهَمُ
وَغمَرتَ بِالكَرَمِ المُلوكَ فكُلُّهمْ
لمّا شَرَعتَ لَهُ النَّدى يَتَكَرَّمُ
وَبَسَطْتَ كَفَّا بِالمَواهِبِ ثَرَّة ً
سَدِكَ الغَنيُّ بِسيبِها وَالمُعْدَمُ(31/158)
وَمَدَدْتَ لِلعافينَ ظِلاًّ وارِفاً
يَتَوشَّحُ الضّاحِي بِهِ وَالمُعْتِمُ
كُلُّ الفَضائِلِ مِنْ خِلالِكَ يُقْتَنى
وَلَديكَ يُجمَعُ فَذُّها والتَّوأَمُ
وَلِمِثْلِها أَعْدَدْتُ كُلَّ قَصيدَة ٍ
نَفَرَتْ فأنَسها الجَوادُ المُنْعِمُ
وَالشِّعْرُ صَعْبٌ مُرْتَقاهُ وَطَالَما
شَمَّ الإباءَ بِمارِنٍ لا يُخْطَمُ
وَالمدحُ يَسْهُلُ في عُلاكَ مَرامُهُ
فَنَداكَ يُمْلِيهِ عَلَيَّ وأَنْظِمُ
وَلَربَّما غَطَّ البِكَارُ، وإِنَّما
رَفَعَ الهَديرَ بِهِ الفَنيقُ المُقرَمُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَقى اللهُ مِنْ رَمْلَتَيْ عالِجٍ
سَقى اللهُ مِنْ رَمْلَتَيْ عالِجٍ
رقم القصيدة : 25953
-----------------------------------
سَقى اللهُ مِنْ رَمْلَتَيْ عالِجٍ
أشمَّ بذيلِ الغمامِ انتطقْ
وليلاً أحمَّ الحواشي جثا
على صَفْحَة ِ الأرْض مِنْهُ غَسَقْ
وَعِنْدي أَعَنُّ أَظُنُّ الصَّباحَ
إذا لاحَ، مِنْ وَجْههِ مُسْتَرَقْ
وَلَّما رَأَيْنا رِداءَ الدُّجَى
لقى ً بيدِ الفجرِ عنا يُشق
جرتْ عبرة ٌ رقرقتها النَّوى
على وجنة ٍ هيَ منها أرق
وكنتُ إذا زارني موهناً
أذود الكرى وأناجي الأرقْ
وَيَقْصُرُ لَيْلِيَ حَتّى يَكا
دُ يعلقُ ذيلَ الصَّباحِ الشَّفقْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> بَدا- والثُّرَيّا في مَغارِبِها قُرْطُ-
بَدا- والثُّرَيّا في مَغارِبِها قُرْطُ-
رقم القصيدة : 25954
-----------------------------------
بَدا- والثُّرَيّا في مَغارِبِها قُرْطُ-
بُرَيقٌ شجاني، والدُّجى لِمَمٌ شُمْطُ
كَأَنَّ خِلالَ الغَيْمِ مِن لَمَعانِهِ
يَدَي قادحٍ يَرْفَضُّ مَن زَندهِ سِقْطُ
تَناعَسَ في وَطفاءَ، إن حلَّتِ الصِّبا
عَزالِيهَا بالوَدقِ عَيَّ بِها الرَّبطُ
فَلا بَرِحَتْ تُروي الغَميمَ بِوابِلٍ
يَدُرّ على رَوضٍ، أَزاهِيرُهُ تَغْطو
إذا نَشِيَتْ أَرواحَهُ العِيسُ مَوْهِناً
دَعاها القَصِيصُ الجَعْدُ والنَّفَلُ السَّبْطُ(31/159)
هُوَ الرَّبعُ، لا قَوسي عَلى مَيعة ِ الصِّبا
مُعَطَّلَة ٌ فيهِ، وَلا أَسْهُمي مُرْطُ
عَهِدْتُ بِهِ غَيْداءَ تُلْقِي على الثَّرى
أَساوِدَ فَرعٍ في القلوبِ لهَا نَشطُ
إذا نَظَرتْ أَوْ أَتْلَعَتْ قُلتُ جُؤذَرٌ
رَأَى قانِصاً فَارْتاعَ، أَوْ ظَبْيَة ٌ تَعْطو
وَبَيْضاءَ تَرْوى دُونَها السُّمْرُ مِن دَمٍ
وَكَمْ حَصَدَ الأَرْواحَ ما أَنْبَتَ الخَطُّ
تَبَسَّمُ عن أَحْوى اللِّثاتِ يَزِيْنُهُ
جُمانٌ يُباهيه عَلى جِيدها السِّمطُ
تَرَدَّدَ فيهِ الظَّلْمُ حتَّى كَأَنَّهُ
عَلى الشَّيْمِ مِن ظَنّي إذا ذيقَ إسفِنْطُ
وَتُرْخِي على المَتْنَيْنِ أَسْحَمَ وارِداً
يَمُجُّ فتِيتَ المِسكِ مِن نشرِهِ المِشطُ
إذا اللَّيلُ أَدناها إِليَّ نأَى بها
صَباحٌ كَما أوفْى عَلى اللِّمَّة ِ الوَخْطُ
وَعُدْتُ أَكُفُّ المَشيَ مِنْ حَذَرِ العِدا
عَلَى قَدَمٍ يُخفي مَواطِئَها المِرطُ
وَكُنّا شَرَطنا الوَصلَ لَولا ثَلاثة ٌ
إذا ما تواصوا بالنَّوى انتقضَ الشَّرطُ
مُهيبٌ بِأُخرى َ النّاجياتِ، ونَاعِبٌ
وَغَيرانُ يَقضي بِالظُّنونِ وَيَشْتَطُّ
جَلَوا مِن عَذارَى الحَيِّ لِلْبَيْنِ أوْجُهاً
شَرِقْنَ بِدَمْعٍ يَمْتَري خِلفَهُ الشَّحطُ
كَأَنَّ الرِّياضَ الحُوَّ يَنْفُضْنَ فَوقَها
شَقائِقَ فِيها مِن دُموعِ الحَيا نَقْطُ
وَلَيلٍ طَوَتِ كسرَيه بي أَرْحبيَّة ٌ
عَلى نَصَبِ المَسرى بآمالِنا تَمطُو
أَقول لَها الوَجى ، وكَأَنَّها
فُوَيْقَ سِنانِ الزّاعِبيِّ بِنا تَخْطُو
خِدي بِي رَعاكِ اللّهُ إنَّ أَمامَنا
أَعزَّ بِهِ في كُلِّ حَادِثَة ٍ نَسْطُو
فَسِيري إلَيْهِ واهْجُري أَجْرَعَ الحِمَى
يَرفُّ عَليكِ العِزُّ لا الأَثلُ وَالخَمْطُ
إلى مُسْتَقِلٍّ بِالنَّوائِبِ والوَغى
تُرِمُّ مَذاكِيهِ فَأَصواتُها النَّحْطُ
وَتَصدُرُ عَنْ لَبّاتِهِنَّ نَواهِلاً
صُدُورُ العَوالي وَهيَ مُزوَرَّة ٌ تَقطو
أَخو مَأقطٍ إن طَاولَ القِرن قدَّهُ(31/160)
وَضَرْبَتُهُ إنْ عارَضَ البَطَلَ ، القَط
تُخاطُ عَلَيهِ مِن عَجاجٍ مُلاءَة ٌ
وَلكنَّها بالسَّمْهَرِيَّة ِ تَنعَط
وَيطوي عَلى البَغضاءِ جَنبيهِ كاشِحٌ
تَخَطَّى بِهِ رَهواً إلى الحَسَدِ الغَبطُ
يُحاوِلُ أَدنى شَأُوِهِ فَهْوَ جاهِدٌ
عَلى الأَينِ كَالعَشواءِ أَجهَدَها الخَبطُ
إليكُمْ فَدُون المَجدِ مَن لا يَخُونُه
شَبا نابِهِ المَذْرُوبُ والمِخلَبُ السَّلطُ
يَلَذُّ بِأَفْواهِ المُلوكِ بِساطُهُ
فَقَدْ كادَ أَنْ تَبْلَى مِنَ القُبَلِ البُسطُ
مِنَ القَوْمِ عَدَّ النَّاسِبُونَ بُيُوتَهُمْ
فَلَم يُنكِروا أنَّ النُّجومَ لهُمْ رَهْطُ
مَغاويرُ وَالهَيْجاءُ تُلقي قِناعَها
مَغازيرُ والغَبْراءُ يُلْوِي بِها القَحْطُ
لَهُمْ قَسِماتٌ تَسْتَنيرُ طَلاَقة ً
بِها لأَديمِ اللَّيلِ عَن فَجرِهِ كَشطُ
هُمُ في الرِّضَى كَالْماءِ يُسْتَنُّ في الظُّبا
وَكَالنّارِ فيها حينَ يَسْتَلُّها السُّخْطُ
فَإن يَغْضَبوا مِن سَورة ِ العِزِّ يَحْملُوا
وإنْ يَقدِروا يَعْفوا، وإنْ يسْأَلوا يُعْطوا
وَكَمْ لَكَ يا عَدنانُ عِنديَ مِنْ يَدٍ
كَما أَنهَرَتْ أَطْباءَها اللَّقْحَة ُ البِسْطُ
وَقَد أَنِسَتْ بالمُسْتَحقِّ فَأُنمِيَتْ
وَلَمْ يَحْبُ كُفرانٌ إلَيها وَلا غَمْطُ
يَراني الّذي عاداكَ مِلءَ جُفونِهِ
قَذى ً وَقَتاداً لا يُشَذِّبُهُ الخَرْطُ
تَأَبَّطَ شَرّاً مِنْ حُقودٍ قَديمَة ٍ
وَتِلكَ لَعَمري شَرُّ ما ضَمَّهُ الإبْطُ
فقالَ تَمميميٌّ هَواهُ، وَهَل لَهُ
أَبٌ كَتَميمٍ أَوْ كَأَبنْائِهِ سِبْطُ
تَمُدُّ حِفافَيْكَ القَوافي جَناحَها
وَهنَّ أَفاعٍ يَحتَوِشْنَ العِدا رُقطُ
شَوارِدُ أَمثالَ اللآلِىء ِ، مَالَها
إذا انتَثَرتْ، إلاّ بِنادِيكُمُ لَقط
كَأَنِّي قَسِيمُ الفَخْرِ فِيما بَنَيْتُمُ
مِنَ المَجْدِ، أَو لِيْ مِنْ مَناقِبِكُمْ قِسْطُ
أَيَبْغِي عُلاً تَسْمُو إلَيْهِنَّ صاعِداً
ضَجيعُ هُوَينَى ، مِنْ سَجِيَّتِهِ الهَبطُ(31/161)
وَأَنَّى يكونُ المُلْتَقَى عِنْدَ غايَة ٍ
وَأَنْتَ غداة َ السَّبْقِ تَعْلو وَيَنْحَطُّ
فَلازالَ مَعْصوباً- وَإنْ رَغِمَ العِدا-
بِكَ النَّقضُ وَالإبرامُ وَالقَبضُ وَالبَسْطُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَزَوْرٍ أَتَى وَاللَّيْلُ يَحْدو رِكاَبهُ
وَزَوْرٍ أَتَى وَاللَّيْلُ يَحْدو رِكاَبهُ
رقم القصيدة : 25955
-----------------------------------
وَزَوْرٍ أَتَى وَاللَّيْلُ يَحْدو رِكاَبهُ
وَما لِقِلاص النَّجْمِ فيهِ مُنيخُ
أُحَدِّثُهُ سِرّاً، وَلِلْبَدْرِ نَحْوَنا
تَلَفُّتُ واشٍ، وَالنُّجومُ تُصيخُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> بُشراكَ قَدْ ظَفِرَ الرَّاعي بِما ارْتادا
بُشراكَ قَدْ ظَفِرَ الرَّاعي بِما ارْتادا
رقم القصيدة : 25956
-----------------------------------
بُشراكَ قَدْ ظَفِرَ الرَّاعي بِما ارْتادا
وَبَثَّ في جَنَباتِ الرَّوضِ أَذوادا
فَاسْتَبْدَلَتْ بِمُجاجِ الغَيْمِ أَذنِبَة ً
مِنْ ماءِ لِيْنَة َ لا يُخْلِفْنَ وُرّادا
يُروي بِعَقْوتِهِ العَبْسيُّ جِيرَتَهُ
إذا الفَزارِيُّ عَنْ أَحواضِهِ ذادا
أَوْرَدْتُهُ العِيْسَ، وَالظَّلْماءُ وارِسَة ٌ
يَحمِلْنَ مِن سَرَواتِ العُرْبِ أَمْجادا
فَما حُرِمْنَ بِهِ وَالمَاءُ مُقْتَسَمٌ
رِيَاً، وَلا مُنِعَتْ رُكْبانُها الزّادا
بِحَيثُ تَمري أَفاوِيقَ الغَمامِ صَباً
إذا أَبَسَّتْ بِشُؤْبوبِ الحَيا جادا
كَمْ قَعْقَعَتْ لانتجاعِ الغَيْثِ مِنْ عَمَدٍ
أَرْسَتْ لَهنَّ جَواري الحَيِّ أَوتادا
بِيضٌ سَلَبْنَ المَها لحْظاً تُمَرِّضُهُ
ثُمَّ اسْتَعَرْنَ مِنَ الغِزلانِ أَجيادا
مِنْهُنَّ ليلى ، وَلا أَبغي بِها بَدَلاً
تَجْزِي المُحِبِّينَ بالتَّقْرِيبِ إِبْعادا
إِنِّي لأَذْكُرُها بِالظَّبْيِ مُلْتَفِتاً
وَالشَّمسِ طالِعة ً، والغُصْنِ مَيَّادا
وَقَدْ رَضِيتُ مَنَ المَعْروفِ تَبْذُلُهُ
أَنْ يُنْجِزُ الطَّيْفُ في مَسْراهُ مِيعادا(31/162)
وَوَقْفَة ٍ بِجَنوبِ القَاعِ مِن إضَمٍ
تُجاذِبُ الرَّكْبَ تأويباً وإسآدا
رَدَّتْ عَذولي بِغَيظٍ ، وَهْوَ يُظْهِرُ لي
نُصْحاً يَظُنُّ بِهِ الإغواءَ إرشادا
إِذا سَرى البَرْقُ مُجْتازاً لِطيَّتِهِ
وَهَزَّتِ الرِّيحُ خُوطَ البانِ فَانآدا
هاجَ الحَنينُ رِكاباً كُلَّما غَرِضَتْ
خَفَّتْ مِن الشَّوقِ واستثقَلْنَ أَقيادا
لا وَضْعَ للرَّحلِ عن أَصلابِ ناجِيَة ٍ
أَوْ تَشْتَكي أَضْلُعاً تَدْمَى وَأَعْضادا
إذا بَلَغْنا أَبا مَرْفوعَة َ ارْتَبَعَتْ
بِحَيْثُ لا يَأْلَف المَهْرِيُّ أَقْتادا
يُلقي الزِّمامَ إلى كَفٍّ مُعَوَّدة ٍ
في نَدْوَة ِ الحَيِّ تَقْبيلاً وإرْفادا
مُحْسِدُ المَجْدِ لَمْ تُطْلَعْ ثَنِيَّتُهُ
إنَّ المَكارِمَ لا يَعْدَمْنَ حُسَّادا
ذُو هِمَّة ٍ بِنَواصِي النَّجْمِ سافِعَة ٍ
بَثَّتْ عَلى طُرُقِ العَلْياءِ أَرْصادا
تَتْلو الكَواكِبَ فِي المَسْرى ، ومَا عَلِقَتْ
إلاَّ بِأَبْعَدِها في الجَوِّ إصْعادا
مِنْ مَعْشَرٍ يُلْبِسونَ الجارَ فَضْلَهُمُ
وَيُحسِنونَ عَلى الَّلأواءِ إسعادا
وَيُوقِدونَ غَداة َ المَحلِ نارَ قِرى ً
لا يَسْتَطيعُ لَها الأيسارُ إيقادا
وَيَنْحَرونَ مَكانَ القَعْبِ مِنْ لَبَنٍ
لِلطارِقِ المُعْتري ، وَجْناءَ مِقْحادا
بَنُو تَميمٍ إذا ما الدَّهْرُ رابَهُمُ
لَمْ تُلْفِهِمْ لِنَجيِّ القَوْمِ أشْهادا
لكِنَّهُمْ يَسْتَشِيرونَ الظُّبَا غَضَباً
وَيَجْعَلون لَها الهاماتِ أَغْمَادا
تُكسى إذا النَّقعُ أَرخى مِنْ مُلاءتِه
في باحَة ِ المَوْتِ أَرْواحاً وَأجسادا
لا يَخْضَعونَ لِخَطْبٍ إنْ أَلَمَّ بِهِمْ
وَهَلْ تَهُزُّ الرِّياحُ الهُوْجُ أطْوادا
يَجلو النَّديُّ بِهم أَقمارَ داجِيَة ٍ
وَالحَرْبُ تَحْتَ ظِلالِ السُّمْرِ آسادا
إذَأ الرَّدى حَكَّ بِالأَبْطالِ كَلْكَلَهُ
في مَأقِطٍ لفَّ بِالأَنجادِ أنجادا
جَرُّوا الذُّيولَ مِنَ الأَدْراعِ فِي عَلَقِ(31/163)
لا يَسْحَبُ المَرِحُ الذَّيَّالُ أبْرَادا
وَكَاشِحٍ رامَ مِنْهُمْ فُرْصَة ً ضَرَبَتْ
مِنْ دُونِها شَفَراتُ البيضِ أسْدادا
يَنامُ وَالثّائِرُ الحَرّانُ يُقْلِقُهُ
سَحابَة َ اللَّيْلِ رَعْيُ النَّجْمِ إسْهادا
حتَّى انتَضَتْ يَقَظاتِ العَيْنِ جائِفَة ٌ
كَطُرَّة ِ البُرْدِ لا تَأْلوهُ إزْبادا
لَمّا طَوَى الكَشْحَ مِنْ حِقْدٍ عَلى إحنٍ
وَظَلَّ يَهرِفُ إبراقاً وإرعادا
مَشَى لَهُ عضدُ المُلكِ الضَّراءَ، وَقَدْ
أرْخَى بِهِ اللَّبَبَ المِقْدارُ أو كادا
فَأَوْهَنَ البَغْيُ كَفّاً كانَ يُلْمِسُها
قَلباً يُرَشِّحُ أَضغانَا وأَحقادا
يا خَيرَ مَنْ وَخَدَت أيدي المَطيِّ بهِ
مِن فَرْعِ خِنْدِفَ آباءً وأجْدادا
رَحَلْتَ فَالمَجْدُ لَمْ تَرْقَأْ مَدَامِعُهُ
وَلَم تَرِقَّ عَلينا المُزْنُ أَكبادا
وَصَاعَ شِعرٌ يضيقُ الحَاسِدُونَ بِهِ
ذَرعاً، وَتُوسِعُهُ الأَيّامُ إنشادا
فَلَمْ أُهِبْ بِالقَوافي بَعْدَ بَيْنِكُمُ
وَلا حَمِدْتُ -وَقَدْ جرَّبتُ -أَجوادا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ومشبوحِ الأشاجعِ ناشريٍّ
ومشبوحِ الأشاجعِ ناشريٍّ
رقم القصيدة : 25957
-----------------------------------
ومشبوحِ الأشاجعِ ناشريٍّ
لهُ في خندفَ الشَّرفُ الرَّفيعُ
يناغي العزَّ في يدهِ حسامٌ
يمجُّ دماً مضاربهُ صنيعُ
ويسكنُ جارهُ والأفقُ كابٍ
بِحَيْثُ يحلُّ حَبْوَتَهُ الرَّبيعُ
زجرتُ إليهِ ناجية ً ذمولاً
تُحاذِرُ أَنْ يُلِمَّ بِهِ القَطيعُ
إذا أَلْقَتْ كَلاكِلَها لَدَيْهِ
فَلا غَشَّى مَناسِمَها النَّجيعُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> هَفا بِهَوادِي الخَيلِ ، واللّيْلُ أَسْحَمُ
هَفا بِهَوادِي الخَيلِ ، واللّيْلُ أَسْحَمُ
رقم القصيدة : 25958
-----------------------------------
هَفا بِهَوادِي الخَيلِ ، واللّيْلُ أَسْحَمُ
نَبيلُ حَواشي لَبَّة ِ الزَّورِ، ضَيْغَمُ
وَأدْنَى زَفيقَيْهِ مِنْ الصحبِ مارِنُ(31/164)
يُبَارِيهِ فَيْنانُ السَّبيبَة ِ أَدْهَمُ
إذَا ما الدُّجَى أَلْقَتْ عَلَيْهِ رِداءَها
بَدا الفَجْرُ مِنْ أَطْرافِهِ يَتَبَسَّمُ
رَمَيْتُ بِهِ الدَّارَ التّي فِي عِراصِها
عِتاقُ المَذاكي وَالخَميسُ العَرَمْرَمُ
فَزُرتُ وحاشا المَجدِ جؤذَرَ رَملة ٍ
حَبَا دُونَهُ رَطْبُ الغِرارَيْنِ مِخْذَمُ
وَما نِلْتُ إلاّ نَظْرَة ً ، مِنْ وَرائِها
عَفافي وَذَيَّاكَ الحَديثُ المُكَتَّمُ
وَلَو شِئْتُ إِرْهاقَ الحُلِيِّ أَجَارَني
مُسَوَّرُهُ مِنْ جَرْسِها وَالمُخَدَّمُ
وَلكِنَّني أَصْدَى وَفي الوِرِدْ نُغْبَة ٌ
وَأُكرِمُ عِرضي، والظُّنونُ ترجَّم
وَبَيِدٍ عَلى بِيدٍ طَوَيْتُ وَلَيْلة ٍ
سَرَيتُ وتحتَ الرَّحل وجناءُ عيهم
فقَدَّتْ أَدَيمَ الأرْضِ تَخْتَلِسُ الخُطا
مُحاذَرَة ً أَنْ يَلْثُمَ التُّرْبَ مَنْسِمُ
وَتَكْرَعُ في مِثْلِ السَّماءِ ، تَأَلَّقَتْ
مِنَ الحَبَبِ الطّافِي بِحِضْنَيْهِ أَنْجُمُ
وَتَسْبقُ خُوصاً ، لَو مَرَرْنَ عَلى القَطا
لَمَا رِيعَ بِالتَّسْهيد ، وَهْوَ مُهَوِّمُ
وَتَلْمَعُ مِنْ أَخْفافِهِنَّ عَلى الثَّرى
نَظائِرُ مِرآة ٍ يُضَرِّجُهَا الدَّمُ
إِذا غَرَّدَ الحادي تَخايَلْنَ في البُرَى
وَنَحْنُ عَلَى أَكْوارِها نَتَرَنَّمُ
وَلَمَّا بَدَا التَّاجُ المُطِلُّ تَشاوَسَتْ
إلَيْهِ القَوافي وَالمَطِيُّ المُخَزَّمُ
وقلتُ أَريحوها، فَبْعدَ لِقائِهِ
حَرَامٌ عليهمَّ القَطيعُ المُحرَّمُ
وَمُقْتَدِ رِيّ مِنْ ذُؤابَة ِ هاشِمٍ
بهِ يَصْغُرُ الخَطبُ المُلِمُّ وَيَعظمُ
إذا حَدَّثَتْ عَنهُ الأباطحُ مِنْ مِنّى
أَصَاخَ إِلَيْهِنَّ الحَطيمُ وَزَمزَمُ
تَزَعْزَعُ أعْوادُ المَنابِرِباسْمِهِ
فَتَحْسَبُها مِنَ هِزَّة ٍ تَتَكلَّمُ
أَطَلَّ على أَعدائِهِ بِكَتَائِبٍ
أَظَلَّ حِفَافَيْها الوَشيجُ المُقَوَّمُ
وَمَوضونَة ٍ قَدْ لاحَكَ السَّردُ نَسْجَها
حَكَتْ سَلَخاً ألْقَاهُ بِالقاعِ أرْقَمُ(31/165)
وَخَيْلٍ سَليماتِ الرَّوادِفِ ، والقَنَا
تُقَصَّدُ في لَبَّاتِها وَتُحَطمُ
يَسيرُ عَلى آثارِها الذِّئبُ عافِياً
وافَتخُ يجتَابُ الأهابيَّ، قَشعَمُ
إِلَيْكَ أَميرَ المُؤمِنينَ زَجَرْتُها
طَلائِحَ يَنْميهَا الجَديلُ وَشَدْقَمُ
وإنّي لَنظّارٌ إلى جانبِ العُلا
وَلا يَطَّبيني الجَانبُ المُتَجَهِّمُ
وَلَولاكَ لَم أُكْرِهْ على الشِّعْرِ خاطِراً
بِذِكْرِكَ يُغْرَى ، بَل بِمَجْدِكَ يُغْرَمُ
فَلا حُمِلَتْ إلاّ إليْكَ مَدائِحٌ
ولا استمطِرَتْ إلا بواديكَ أَنعمُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أأُميمَ إنْ لمْ تسمحي بزيارة ٍ
أأُميمَ إنْ لمْ تسمحي بزيارة ٍ
رقم القصيدة : 25959
-----------------------------------
أأُميمَ إنْ لمْ تسمحي بزيارة ٍ
بُخْلاً فَجُوديِ بالخيالِ الطَّرِقِ
وَاللهِ لا يَمْحو الوُشاة ُ وَلا النَّوى
سمة ً لحبِّكِ في ضميرِ العاشقِ
العصر العباسي >> البحتري >> والماء حاشيتاه خض
والماء حاشيتاه خض
رقم القصيدة : 2596
-----------------------------------
والماء حاشيتاه خضـ
ــراوان من آس وورد
تحبوه أيدي الريح إن
هبت على قرب وبعد
بطرائق من فضة
وطرائق من لازورد
العصر العباسي >> الأبيوردي >> طَرَقَتْ فَنَمَّ عَلى الصَّباحِ شُروقُ
طَرَقَتْ فَنَمَّ عَلى الصَّباحِ شُروقُ
رقم القصيدة : 25960
-----------------------------------
طَرَقَتْ فَنَمَّ عَلى الصَّباحِ شُروقُ
واللَّيلُ تَخْطِرُ في حَشاهُ النُّوق
وَالنَّجْمُ يَعثُرُ بِالظَّلامِ فَيَشتَكي
ظَلعاً ليجذِبَ ضَبْعِهُ العَيُّوق
فَاسْتَيْقَظَ النَّفَرُالهُجودُ بِمَنْزِلٍ
لِلقلبِ مِنْ وَجَلٍ لَدَيهِ خُفوقُ
وَالرُّعْبُ يَسْتَلِبُ الشُّجاعَ فُؤادَهُ
وَيَغُضُّ مِنْ كَلماتِهِ المِنطيقُ
نَزَلَتْ بِنا وَاللَّيْلُ ضافٍ بُرْدُهُ
ثُمَّ انثنتْ وقَميصُهُ مَخْروقُ
والأُفقُ مُلْتَهِبُ الحَواشي يَلتظي
وَالأرضُ ضاحِيَة ُ الوشُومِ تَروقُ(31/166)
لِلّهِ ناضِرَة ُ الصِّبا يَسْرِي لَها
طَيفٌ إذا صَغَتِ النُّجومُ طَروقُ
طَلَعَتْ عَلينا، والمُعَرَّسُ عالِجٌ
وَالعِيسُ أَهوَنُ سيرهِنَّ عنِيق
وَاللَّيْلُ ، ما سَفَرَتْ لَنا ، عَجِلُ الخُطا
وَالرَّملُ، ما نَزَلتْ بِهِ، مَوموق
هَيفاءُ نَشْوَى اللَّحْظِ يُقْصِرُ طَرْفَها
خَفَرٌ، وَيَسْكَرُ تارة ً وَيفيقُ
فَكأَنَّهُ، وَالبَينُ يُخضِلُ جَفنَهُ
بِالدَّمْعِ مِنْ حَدَقِ المَها مَسْروقُ
يا أًخْتَ مُقتَنِصِ الكماة ِ بِمَوقِفٍ
لِلْنَسْر تَحْتَ عَجاجِهِ تَرنِيقُ
أَتَركتنا بِلوى َ زَرُودَ، وقد صَفا
عَيْشٌ كَحاشية ِ الرِّداءِ رَقيقُ
وَالرِّيحُ أَيقَظَتِ الرِّياضَ ، وَلِلْحيِا
فيها إذا رَقَدَ العَرارُ، شَهيقُ
وَطَلَبْتِنا وَعَلى المُضَيَّحِ فَالحِمَى
مَغْدَى النَّجائِب، وَالمَراحُ عَقيقُ
هَلاّ بخلتِ بنا، وَنَحْنُ بِعبطَة ٍ
وَالدَّهْرُ مَصْقولُ الأَديمِ أَنيقُ
وَعَلَي مِن حلَلِ الشَّبابِ ذَوائِبٌ
عَبِقَتْ بِريّا المِسْكِ وَهْوَ فَتيقُ
وَهَوايَ تِلْوُ هَواكِ في رَوقِ الصِّبا
حَتَّى كَأَنَّ العاشِقَ المَعْشوقُ
وَتَصَرَّمَتْ تِلكَ السِّنونَ وَشاغَبت
نُوَبٌ تَفُلُّ السَّيفَ وَهوَ ذَليقُ
عَرَضَتْ عَلى غَفَلاتِ ظَنِّي عَزْمة ٌ
لَمْ يستَشَفَّ وراءَها التَّوفيقُ
واسترقصَ السَّمعَ الطَّروبَ روَاعِدٌ
وَاسْتَغْوَتِ العَيْنَ الطَّموحَ بُروقُ
وَأُشبَّ لي طَمَعٌ، فليتَ ركائبي
عَلِمَتْ غَداة َ الجِزْعِ أَينَ أسوقُ
فَغَرَفْتُ ما جَنتِ الخُطوبُ وَلم أُطل
أَملاً، فما لِمخَيلة ٍ تَصديقُ
وَنَجوتُ منصَلتاً وَلَم أَكُ ناصِلاً
سِيمَ المُروقَ فَلَمْ يُعِنْهُ الفُوقُ
وَإذا اللَّئيمُ تَغَضَّنَتْ وَجَناتُهُ
بُخْلاً ، وَجَفَّ بِما ضِغَيْهِ الرِّيقُ
فَالعَرْصَة ُ الفَيحاءُ مَسْرَحُ أَيْنَقٍ
لَمْ يَنُبُ عَن عَطَنٍ بِهِنَّ الضِّيقُ
وَعَلى نَدى المُستَظهِرِ بنِ المقتدى
حامَ الرَّجاءُ يُظِلُّهُ التَّحقيقُ(31/167)
وَرِثَ الإِمامَة َ كابِراً عَن كابِرٍ
مُتَوكِّلِيٌّ بِالعَلاءِ خَليقُ
كَهْلُ الحِجى عَرُضَتْ مَنادِحُ رأْيِهِ
والغُصْنُ مُقْتَبِلُ النَّباتِ وَريقُ
خَضِلُ البَنانِ بِنائلٍ ، مِنْ دُونِهِ
وَجهٌ يجولُ البِشرُ فيهِ طَليقُ
تَجْري عَلى ظَلَعٍ إلى غاياتِهِ
هَوجاءُ طائِشَة ُ الهُبوبِ خَريقُ
وَيُخَلَّفُ المُتَطَلِّعينَ إلى المَدى
في الفَخرِ مُنجَذِبُ العِنانِ سبوقُ
وَيُقيمُ زَيغَ الأمْرِ ، ناءَ بِعِبْئِهِ
ذو الغارِبِ المَجْزولِ ، وَهْوَ مُطيقُ
وَعَلَيهِ مِن سيماءِ آلِ مُحَمَّدٍ
نُورٌ يُجيرُ عل الدُّجى مَرموقُ
وَالبردُ يَعلَمُ أَنَّ في أثنائِهِ
كَرَماً يَفوقُ المُزْنَ ، وَهْوَ دَفوقُ
أَفْضَتْ إليهِ خِلافة ٌ نَبويَّة ٌ
مِنْ دونِها لِلْمَشْرَفِيّ بَريقُ
فَاحتالَ مِنبرها بهِ وَسريرُها
وَكِلاهُما طَرِبٌ إليهِ مشوقُ
فَالآنَ قَرَّتْ في مُعَرَّسِها الّذي
كانَتْ على قَلَقٍ إليهِ تَتُوقُ
لَكَ يا أميرَ المؤمنينَ تُراثُها
وَبهِ استَتَبَّ لَها إليكَ طَريقُ
وَلَكَ الأَيادي ما يَزالُ بِذكرها
يَطْوي الفَلا مَرِحُ النَّجاءِ فَنيقُ
وَمَناقِبٌ يَزْدادُ طولاً عِنْدَها
باعٌ بِتَصْريفِ القَناة ِ لَبيقُ
شَرَفٌ مَنافِيٌّ ، وَمَجْدٌ أَتْلَعٌ
يَسمو بهِ نَسَبٌ أَعزُّ عَتيقُ
وَشَمائلٌ طَمَحَتْ بِهِنَّ إلى العُلا
في سُرَّة ِ البَلَدِ الأَمينِ عُروقُ
وَبَلَغْتَ في السِّنِّ القَريبَة ِ رُتْبَة ً
نَهَضَ الحَسودُ لَها فَعَزَّ لَحوقُ
وَنَضا وَزيرُكَ عَزْمة ً عَرَبيَّة ً
نَبَذَتْ إلَيكَ الأَمْرَ وَهْوَ وَثيقُ
وَدَعا لبيعَتِكَ القُلوبَ فَلَمْ يَمِلْ
مِنها إلى أَحدٍ سِواكَ فَريقُ
يَرمي ورَاءَكَ وَهوَ مَرهوبُ الشَّذا
وعليكَ مُلْتَهِبُ الضَّميرِ شَفيقُ
رَأيٌ يُطِلُّ على الخُطوبِ فَتَنْجَلي
عَنْهُ ، وَكَيْدٌ بِالعَدُوِّ يَحيقُ
لا زالَ مَمْدودَ الرِّواقِ عَلَيْكُما
ظِلٌّ يَقيلُ العِزُّ فيهِ صَفيقُ(31/168)
العصر العباسي >> الأبيوردي >> شَفافَة ٌ مِنْ غِنَى في الأَمنِ مُجْزِيَة ٌ
شَفافَة ٌ مِنْ غِنَى في الأَمنِ مُجْزِيَة ٌ
رقم القصيدة : 25961
-----------------------------------
شَفافَة ٌ مِنْ غِنَى في الأَمنِ مُجْزِيَة ٌ
والحِرْصُ لَيْسَ على عِرْضٍ بِمَأَمُونِ
وقدْ قنعتُ فجأشي لا يقلقهُ
بَيْضاءُ كِسْرَى وَلا صَفْراءُ قارونِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> مَن رامَ عِزَّاً بِغَيرِ السَّيْفِ لَمْ يَنَلِ
مَن رامَ عِزَّاً بِغَيرِ السَّيْفِ لَمْ يَنَلِ
رقم القصيدة : 25962
-----------------------------------
مَن رامَ عِزَّاً بِغَيرِ السَّيْفِ لَمْ يَنَلِ
فَارْكَبْ شَبا الهُندُوانِيّاتِ والأسَلِ
إنَّ العُلا في شِفارِ البِيِضِ كامِنَة ٌ
أو في الأَسِنَّة ِ مِنْ عَسَّالَة ٍ ذُبُلِ
فخُضْ غِمَارَ الرَّدى تَسْلَمْ، وَثبَ عجلاً
لِفُرْصَة ٍ عَرَضَتْ ، فَالحَزْمُ في
ما لِلجَبان ، أَلانَ اللّهُ جانِبَهُ
ظَنَّ الشَّجاعَة َ مِرقاة ً إلى الأَجلِ
مِنْ كُلِّ أَبْلَجَ مَيْمونٍ تَفِيئَتُهُ
وَرُبَّ أَمْنٍ حَواهُ القَلْبُ مِنْ وَجَلِ
مَتى أرى مَشرَفيّاتٍ يُضَرِّجُها
دَمٌ رَسَتْ فِيهِ أَيدِي الخَيلُ وَالإبِلِ
يُزيرهُا عِصْمَة ُ الدِّينِ الطُلَى فَبِها
يُقامُ ما مَسَّ ليتَ القرنِ مِنْ مَيلِ
فَقَدْ نَزَت بطنٌ ما تَحْتَها فِطنٌ
بِالعاجِز الوَغْدِ والهيَّابة ِ الوَكَل
وطَبَّقَ الأرضَ خَوفٌ لا يُزحزحُهُ
ذو ضَجعة ٍ لاثَ بَرديهِ على فَشَل
وخالَفَتْ هاشِماً في ملكِها عُصَبٌ
صارُوا مُلوكاً ، وكانوا أَرْذَلَ الخَوَلِ
حَنَّتْ إليهمْ ظُبا الأسيافِ ظامِئة ً
حَتَّى أَبَتْ صُحْبَة َ الأَجْفانِ وَالخِلَلِ
إذا جَرى ذِكرُهُمْ باتت على طَربٍ
مُتونُهُنَّ إلى الأعْناقِ وَالقُلَلِ
ودُونَ ما طَلَبُوهُ عِزَّة ٌ عَقَدت
أَيْدي المَلائِكِ فيها حُبْوَة ٌ الرُّسُلِ
وَمُرْهفٌ أنحلَ الهَيجاءُ مَضْرِبَهُ(31/169)
لا يَألَفُ الدَّهرَ إلا هامَة َ البَطلِ
وَذابِلٌ يَنْثَني نَشْوانَ مِنْ عَلَقٍ
كَالأَيْمِ رَفَّعَ عِطْفَيْهِ مِنَ البَلَلِ
بِكَفِّ أَروَعَ، يُرخي مِنْ ذَوائِبِهِ
جِنُّ المِراحِ فَيَمشي مِشْيَة َ الثَّمِلِ
يَهيمُ بِالطَّعَناتِ النُّجْلِ في ثُغْرٍ
تُطوى َ على الغِلِّ، بالأَعينِ النُّجُلِ
فَلَيْتَ شِعري أَحَقٌّ ما نَطَقْتَ بِهِ
أم مُنْيَة ُ النَّفْسِ ، والإنسانُ ذو أمَلِ
يَبْدو ليَ البَرْقُ أَحياناً وبي ظَمَأٌ
فَلا أُبالي بِصَوبِ العارِضِ الهَطلِ
وَفي ابتِسامَة ِ سُعْدى عَنْهُ لي عِوَضٌ
فَلَمْ أَشِمْ بارِقاً إِلاّ مِن الكِلَلِ
هَيفاءُ تَشْكُو إلى دَمعي إذا ابتَسَمَتْ
عُقودُها الثَّغْرَ شَكْوى الخَصْرِ لِلْكَفَلِ
يُغضي لهَا الرِّيمُ عينيهِ على خَفَرٍ
وَلا يَمُدُّ إليهَا الجِيدَ مِنْ خَجَلِ
طَرَقْتُها ، وَسَناها كادَ يَغْدِرُ بي
لَو لَم يُجِرني ذِمامُ الفاحمِ الرَّجلِ
وّإنْ سَرَتْ نَمَّ بالمسرى تَبَرُّحها
فَالمِسكُ في أَرجِ، وَالحلي في زَجَلِ
أَشْكو إلى الحَجْلِ ما يَأْتي الوِشاحُ بِهِ
وَأُلْزِمُ الرِّيحَ ذَنْبَ العَنْبَرِ الشَّمِلِ
إِذْ لِمَّتي كَجَناحِ النِّسْرِ داجِيَة ٌ
وَاهاً لِذلكَ مِنْ عَصرٍ مَلَكْتُ بِها
عَلى الجَآذِرِ فِيهِ طاعَة َ المُقَلِ
لَوْ رُمْتُ بِابنِ أبي الفِتْيانِ رِجْعَتَهُ
لَعادَتِ البِيضُ مِنْ أَيَّامِهِ الأُوَلِ
فَفي الشَّبيبَة ِ عَماَّ فاتَنا بَدَلٌ
وَلَيْسَ عَنْها سِوى نُعْماهُ مِنْ بَدَلِ
رَحْبُ الذَّراع بكشف الخَطبِ في فَتنٍ
كأنَّنا مِنْ غَواشيهنَّ في ظَللِ
أضَحَتْ بِها الدَّولة ُ الغَرّاءُ شاحِبَة ً
كَالشَّمْسِ غَطَّتْ مُحَيَّاها يَدُ الطَّفَلِ
فَصال وَالقَلْبُ كَظَّتْهُ حَفيظَتُهُ
تَوَثُّبَ اللَّيْثِ لَمْ يَهْلَعْ إلى الوَهَلِ
وَمَهَّدَ الأَمْرَ حَتَّى هَزَّ مِنْ طَرَبٍ
إليهِ عطفَيهِ ما وَلّى مِنَ الدُّوَلِ(31/170)
ساسَ الوَرى وَهَجيرُ الظُّلْمِ يَلْفَحُهُمْ
فَأَعْقَبَ العَدْلَ فِيهمْ رِقَّة َ الأُصُلِ
أَغَرُّ تَنشُرُ جَدواهُ أَنامِلُهُ
وَقَدْ طَوى النَاسُ أَيْدِيهمْ عَلَى البَخَلِ
مُقَبِّلٌ تُربُ ناديهِ بِكُلِّ فمٍ
لا يلفظُ القولَ إلا غير ذي خَطَلِ
كأَنَّهُ وَالمُلوكُ الصِّيدُ تَلثِمُهُ
خَذُّ تقاسَمهُ الأَفواهُ بالقُبلِ
وَرُبَّ مُعْتَرَكٍ ضَنكٍ فَرَغْتَ لَهُ
حتَّى تَرَكْتَ بِهِ الأَرْواحَ فِي شُغُلِ
تَرْنُو خِلالَ القَنا حَيْرى غَزَالَتُهُ
عن ناظرٍ بِمَثارِ النَّقْعُ مُكتَحلِ
بِحَيثُ لا يَمْلِكُ الغَيرانُ عَبْرَتَهُ
حَتّى مَشَيتَ بِها في مَسْلَكٍ وَحلِ
وَالأَعوَجيَّة ُ مُرخاة ٌ أَعنَّتها
تَسْتَنُّ في لَهَواتِ السَّهْلِ وَالجَبَل
وَالبيضُ تَبْسمُ، والأبطالُ عابِسَة
ما بَينَ مُودٍ وَمَكْلومٍ وَمعْتَقَلِ
حَتَى تَرَكْتَ بِهِ كِسْرى وَأُسْرَتَهُ
أَتباعَ راعِيَة ِ الحَوْذانِ والنَّفَلِ
وَانْصاعَ بَأْسُكَ بابْنِ الغابِ تُجْشِمُهُ
أَنْ يَسْتَجيرَ حِذاراً بِابْنَة ِ الوَعِلِ
وَأَيُّ يَوْمَيْكَ مِن نارَيْ قِرى ً وَوَغى ً
في السِّلْمِ وَالحَرْبِ لَمْ يَفْتَرَّ عَنْ شُعَلِ
نَماكَ من غالِبٍ بيضٌ غَطارِفَة ٌ
بَثُّوا النَّدى ، فَإِلَيْهِمْ مُنْتَهَى السُّبُلِ
لايَشْتَكي نَأْيَ مَسْراهُ أَخو سَفَرٍ
تُدنيهِ مِنهُمْ خطا المَهريَّة ِ الذُللِ
مِنْ كُلِّ أَبلَجَ َيمونٍ تَفيئتُه
يَغْشَى حِياضَ المَنايا غَيْرَ مُحْتَفِلِ
فَلَيسَ يَرضى بِغَير السَّيفِ مِن وَزَرٍ
وَلا يُعدُّ سِوى الماذيِّ مِنْ حُلَلِ
يُصْغِي إلى الحَمْدِ يَقْريهِ مَواهَبُهُ
بِمَسْمَعٍ ضاقَ فيهِ مَسْرَحُ العَذَلِ
فَشِدْتَ ما أَسَّسَ الآباءُ مِنْ شَرَفٍ
حَتى تَحَلَّتْ بِه الأَيامُ مِنْ عَطَلِ
فُقْتَ الثَّناءَ فَلم أَبلغْ مداكَ بِهِ
حَتّى تَوَهَّمتْ أنَّ العَجزَ مِنْ قِبَلي
وَالعِيُّ أَنْ يَصِفَ الوَرْقاءَ مادِحُها(31/171)
بِالطَّوقِ، أَو يَمْدَحَ الأَدماءَ بالكحَلِ
تَبَلَّجَ العِيدُ عَنْ سَعْدٍ يُصافِحُهُ
جَدٌّ، عَواقِبُهُ تُفضي إلى الجَذَلِ
فَانْحَرْ ذوي إِحَنٍ تَشْجَى أَضالِعُهُمْ
بِهِنَّ نَحْرَ هَدايا مَكَّة َ الهَمَلِ
وَفُرَّ عنها بأَطرافِ الرِّماحِ تَشُبْ
دِماءَهُم بِدماءِ الأَنيقِ البُزلِ
وَأَصْدِرِ البِيض حُمْراً عَنْ جَماجِمِهِمْ
إذا رَوِيْنَ بِهَا عَلاًّ عَلى نَهَلِ
وامشِ الضَّراءَ تَنَل ما شِئتَ مِنْ فُرَصٍ
وَلا تَمُدَّ لِمَنْ عاداكَ في الطِّوَلِ
فَالدَّهْرُ مُنْتَظِرٌ أَمْراً تَشِيرُ بِهِ
فَمُرْ بِما يَقْتَضِيهِ الرَّأْيُ بَمْتَثِلِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> بني مطرٍ حالفتمُ الذُّلَّ أنْ سمتْ
بني مطرٍ حالفتمُ الذُّلَّ أنْ سمتْ
رقم القصيدة : 25963
-----------------------------------
بني مطرٍ حالفتمُ الذُّلَّ أنْ سمتْ
إلينا اللَّيالي بالخطوبِ الطَّوارقِ
فآبكمُ هلاً فزعتمْ إلى ظباً
تَلَمَّظُّ ما بَيْنَ الطُّلَى والْمَفارِقِ
وَكيفَ تَقَلَّدْتُم وَأَنتمْ أَذِلَّة ٌ
حمائلَ توهي منكمُ كلَّ عاتقِ
وطأطأتمُ أعناقكمْ عندَ محفلٍ
تَرُومُ الرَّذايا فِيه شَأْوَ السَّوابِقِ
فَما لَكُمُ، يا فَرَّقَ اللهُ بَيْنَكُمْ
مُرِمِّينَ في العَزَّاءِ خُرْسَ الشَّقاشِقِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَرى والنَّسيمُ الرَّطبُ بالرَّوضِ يَعْبثُ
سَرى والنَّسيمُ الرَّطبُ بالرَّوضِ يَعْبثُ
رقم القصيدة : 25964
-----------------------------------
سَرى والنَّسيمُ الرَّطبُ بالرَّوضِ يَعْبثُ
خَيالٌ بِأَذيالِ الدُّجى يَتَشَّبثُ
طوى بُرْدَة َ الظَّلْماءِ، واللَّيْلُ ضارِبٌ
بِروقَيهِ، لا يلوي ولا يَتَلَّبثُ
فَيمَّمَ عن عُفْرٍ طَليحَ صَبابة ٍ
وَلِلْفَجْرِ داعٍ بِاليَفَاعِ يُغَوِّثُ
مُتَوَّجُ أَعلى قِمَّة ِ الرَّأسِ، ساحِبٌ
جَناحَيْهِ، في العَصْبِ اليَماني مُرَعَّثُ
إذا ما دَعا لبَّاهُ حُمْشٌ، كَأَنَّها(31/172)
تُفَتِّشُ عَن سِرِّ الصَّباحِ وَتَبْحَثُ
لَكَ الله مِنْ زَورٍ، إذا كَتَمَ السُّرى
فَلا ضَوْؤُهُ يَخْفَى ، وَلا اللَّيلُ يَمْكُثُ
يَنُمُّ عَلَيْنا الحَلْيُ، حَتّى إذا رَمَى
بِهِ باتَ واشِي العِطْرِ عَنّا يُحَدِّثُ
لَهُ لَفتَة ُ الخِشفِ الأَغَنِّ وَنَظرَة ٌ
بِأَمْثالِها في عُقْدَة ِ السِّحْرِ يُنْفِثُ
وقَدٌّ كَخوطِ البانِ غازَلَهُ الصَّبا
يُذكَّر أَحياناً وَحِيناً يُؤّنَّثُ
وَقَد كادَ يَشكو حَجْلَهُ وسِوارُهُ
إليهِ وِشاحٌ يَشبَعانِ وَيغرَث
وَمنْ بَيِّناتِ الشَّوقِ أنَّي على النَّوى
أَموتُ لِذِكْراهُ مِراراً وَأُبْعَثُ
وَحَيْثُ يَقِيلُ الهَمُّ وَالحُبُّ جَذْوَة ٌ
على كَبدٍ مِنْ خشية ِ البَينِ تُفرثُ
بَقايا جَوى ً تَحْتَ الضُّلوعِ كَأَنَّها
لَظى ً بِشآبيبِ الدُّموعِ يُؤَرَّثُ
أَما وَالعُلا، واهاً لَها مِنْ أَليَّة ٍ
لَحَى الله مَنْ يُولِي بِها ثُمَّ يَحْنَثُ
لأَبتعِثَنَّ العيِسَ شعثاً، ورَاءَها
أَسيمرُ جَوّابُ الدَّياميمِ أَشعَثُ
طَوى عَنْ مَقَرِّ الهُونِ كَشْحَ ابنِ حُرَّة ٍ
لَهُ جانبٌ شأَزٌ وآخرُ أوْعَثُ
وَأَعتَقَ مِنْ رِقَّ المطامِعِ عاتِقاً
بِثِنْيَييْ نِجَادِ المَشْرَفِيَّة ِ يُولَثُ
يَبيتُ خميصاً مِنْ طَعَامٍ يشينُهُ
وَيَشْرَبُ سُمّاً في الإِناءِ يُمَيَّثُ
فَلَيْتَ الّذي يُغضي الجٌفونَ عَلى القَذى
لَقى ً أُجهِضَتْ عَنهُ عَوارِكُ طُمَّثُ
أُخيَّ إلى كَمْ تتَبعُ الغَيْثَ رائِداً
وفي غَير أَرضٍ تُنبتُ العِزَّ تَحرُثُ
فَخَيَّمِ بِحيثُ الدَّهرُ يؤمَنُ كَيدُهُ
فَلا صَرْفُهُ يُخْشَى ، ولا الخَطْبُ يُكْرَثُ
بِآلِ قُصَيٍّ حاوِلِ المَجْدَ تَنْصَرِفْ
عَلَى لَغَبٍ عَن شَأْوِكَ الرِّيحُ تَلْهَثُ
جَحا جِحَة ٌ، بيضُ الوجوهِ، أكُفّهُمْ
سِباطٌ، مَتى تُسْتَمْطرِ الرِّفْدَ يُقْعِثوا
إذا نَحنُ جاوَرنا زُهيرَ بنَ عامرٍ
فَلا جارُهُ يقصَى ، ولا الحبلُ يُنكثُ(31/173)
هُمامٌ يَرُدُّ المُعْضِلاتِ بِمَنَكِبٍ
تَسَدَّاهُ عِبءٌ لِلمكارِمِ مُجئِثُ
مَهيبٌ، فَلا رائيهِ يَملأُ طَرْفَهُ
لَدَيهِ، وَلا نادِيِهِ يَلغو وَيَرْفثُ
أَخو الكَلماتِ الغرِّ لا يستَطيعُها
لِسانُ دَعيّ في الفصاحة ِ ألوثُ
إذَا انْتَسَبَتْ ألْفَيْتَها قُرَشِيَّة ً
تُشابُ بِعُلْويِّ اللُّغاتِ وَتَعلَثُ
تَريعُ هوادِيها إليهِ، ودُونَها
مَدى ً في حَواشِيهِ المُقَصِّرُ يَدلِث
وَيَهْفو بِعطفَيهِ الثَّناءُ كَما هَفا
نَزيفٌ يُغَنِّيهِ الغَريضُ وَعَثْعَثُ
فَلا خَيرهُ يُطوَى ، وَلا الشَّرُّ يُتَّقَى
وَلا المُعْتَفِي يُجْفَى ، ولا العِرْضُ يُمْغَثُ
وَيَوْمٍ تَظَلُّ الشَّمْسُ فِيهِ مريضَة ً
لِنَقْعٍ، بِجلبابِ الضُّحى يَتَضَبَّثُ
رَمى طَرفيهِ بالمذاكي عَوابساً
وَخَبَّ إليهِ صارِخُ الحَيِّ يَنجُثُ
فَما بالُ لاحيه يَلومُ على النَّدى
بِفيه إذا ما تَابَعَ العَذْلَ كِثكِثُ
هُوَ البَحرُ، لا راجيهِ يَرتَشِفُ الصَّرى
وَلا مُجتَديهِ بالمَواعيدِ يُملثُ
وَرَكْبٍ يَزُجُّون المَطايا كأَنَّهُم
أَثاروا بِها رُبْدَ النَّعامِ وَحَثْحَثُوا
سَرَوا فأَنا خوها لَديكَ لَواغِباً
يَشِمْنَ بروقاً، وَدُقها لا يُرَّيثُ
وَفارَقْنَ قَوْماً لا تَبِضُّ صَفاتُهُمْ
هُمْ وَرثوا اللُّؤمَ التَّليدَ وَأَورَثوا
فَسَيَّانِ مَنْ لاحَ القَتِيرُ بِفُودِهِ
وَطِفْلٌ يُناغي وَدْعَتَيْهِ وَيَمْرُثُ
لَهم صَفحاتٌ لا يَرقُّ أَديمُها
عَلَيها رُواءٌ كاسِفُ اللَّونِ أَبْغَثُ
وَغِلْظَة ُ أَخْلاقٍ يُولِّدُها الغِنى
عَلى أَنَّهاِ عنْدَ الخَصاصَة ِ تَدْمُثُ
لِئَنْ قَدُمَتْ تِلكَ المَساوي وَأكبرَتْ
فَما صَغُرَت عَنها مَعايبُ تَحدُثُ
كَثيرونَ لَو يَنْمِيهِمُ ابنُ كَريهَة ٍ
حَلَيفُ الوَغى ، أَو ناسِكٌ مُتَحَنِّثُ
أَسَفَّ بِهمْ عِرقٌ لَئيمٌ إلى الخَنَى
وَكَيفَ يَطيبُ الفَرعُ وَالأَصلُ يَخبُثُ
وَأنتَ الَّذي تُعْطي المَكارِمَ حَقَّها(31/174)
وَتَفْحَصُ عَن أسْوائِهِنَّ وَتَنْبِثُ
إذَا قَدَحَ العافي بِزِنْدِكَ في النَّدَى
فَلا نارُهُ تَخْبو ، وَلا الزَّنْدُ يَغْلَثُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> عُلاً بِمَناطِ السُّها تَسْتنيرُ
عُلاً بِمَناطِ السُّها تَسْتنيرُ
رقم القصيدة : 25965
-----------------------------------
عُلاً بِمَناطِ السُّها تَسْتنيرُ
كَما يَتَأَلقُ وَهْناً صَبيرُ
ومجدٌ رفيعُ الذُّرا دونهُ
لِطَالِبِ شَأْويَ طَرْفٌ حَسيرُ
وللخلِّ منْ شيمي روضة ٌ
وفي راحتي لعفاتي غديرُ
وَلا بُدَّ مِنْ وَقْعَة ٍ تَرْتَمي
بِأَيْدٍ تَطيحُ وَهامٍ تَطيرُ
وَيَوْمَ الأَعادي طَويلُ بِها
وَعُمْرُ الرُّدَيْنِيّ فيها قَصيرُ
وقدْ أمكنتْ فرصٌ في الورى
ولكنْ مكرِّيَ فيها عسيرُ
فَهُمْ ثَلَّة ٌ غَابَ أَرْبابُها
وَنَامَ الرِّعاءُ فَأَيْنَ المُغِيرُ؟
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَهاجَكَ شَوْقٌ بَعدَما هَجَعَ الرَّكْبُ
أَهاجَكَ شَوْقٌ بَعدَما هَجَعَ الرَّكْبُ
رقم القصيدة : 25966
-----------------------------------
أَهاجَكَ شَوْقٌ بَعدَما هَجَعَ الرَّكْبُ
وَأُدْمُ المَطايا في أَزِمَّتِها تَحْبُو
فَأَذْرَيْتَ دَمْعاً ما يَجِفُّ غُروبُهُ
وقلَّ غناءً عنكَ وابلهُ السَّكبُ
تحنُّ حنينَ النِّيبِ شوقاً إلى الحمى
وَمَطْلَبُهُ مِنْ سَفْحِ كاظِمَة ٍ صَعْبُ
رويدكَ إنّ القلبَ لجَّ به الهوى
وَطالَ التَّجَنِّي مِنْ أُمَيْمَة َ وَالعَتَبُ
وأهونُ ما بي أنَّ ليلة َ منعجٍ
أضاءتْ لنا ناراً بعلياءَ ما تخبو
يَعُطُّ جَلابيبَ الظَّلامِ التِهابُهَا
وَيَنْفَحُ مِنْ تِلْقائِها المَنْدَلُ الرَّطْبُ
فجاءتْ بريَّاها شمالٌ مريضة ٌ
لَها مَلْعَبٌ ما بَيْنَ أَكْبادِنَا رَحْبُ
وبلَّتْ نجادَ السَّيفِ منِّي أدمعٌ
تصانُ على الجلَّى ويبذلها الحبُّ
فكادَ بِتَرْجِيعِ الحَنينِ يُجيبُني
حُسامِي وَرَحْلي وَالمَطِيَّة ُ وَالصَّحْبُ
وَنَشْوانَة ِ الأعْطافِ مِنْ تَرَفِ الصِّبَا(31/175)
تُغِيرُ وِشاحَيْها الخَلاخِيلُ وَالقَلْبُ
إذا مضغت غبَّ الكرى عودَ إسحلٍ
وفاحَ علمنا أنَّ مشربهُ عذبُ
أتى طَيْفُها وَاللَّيْلُ يَسْحَبُ ذَيْلَهُ
وودَّعنا والصُّبحُ تلفظهُ الحجبُ
وللهِ زورٌ لم يغيِّر عهودهُ
بِعادٌ ، وَلا أَهْدَى المَلالَ لَه قُرْبُ
تَمَنَّيتُ أَنَّ اللَّيلَ لَمْ يَقْضِ نَحْبهُ
وَأنْ بَقِيَتْ مَرْضَى عَلى أُفْقِهِ الشُّهْبُ
نظرنا إلى الوعساء من أيمنِ الحمى
وَأَيّ هَوًى لَمْ يَجْنِهِ النَّظَرُ الغَرْبُ
وَنَحْنُ عَلى أطْرافِ نَهْجٍ كَأَنَّهُ
إذا اطَّردتْ أدراجهُ صارمٌ عضبٌ
يَؤُمُّ بِنا أرْضَ العِراقِ رَكائِبٌ
تَقُدُّ بِأيْديها أَديمَ الفَلا نُجْبُ
فشعبُ بني العبّاسِ للمرتجي غنى ً
وللمبتغي عزّاً، وللمعتفي شعبٌ
أولئكَ قومٌ أسبلَ العزُّ ظلَّهُ
عَلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَعْبَثْ بِأَعْطافِهِمْ عُجْبُ
هُمُ الرَّاسِياتُ الشُّمُّ ما أُبْرِمَ الحُبا
وَإنْ نُقِضَتْ هاجَتْ ضَراغِمَة ٌ غُلْبُ
بِهم تُدْفَعُ الجُلّى وَتُسْتَلْقِحِ المُنى
وَتُسْتَغْزَرُ الجَدْوى وَتَسْتَمْطِرُ السُّحْبُ
يُحَيُّونَ مَهْدِيّاً بَنى اللّهُ مَجْدَهُ
على باذخٍ تأوي إلى ظلِّهِ العربُ
لَهُ الذِّرْوَة ُ العَيْطاءُ في آلِ غالِبٍ
إذا انتضلتْ بالفخرِ مرَّة ُ أو كعبُ
يسيرُ الملوكُ الصِّيدُ تحتَ لوائهِ
وَيَسْري إِلى أَعْدائِهِ قَبْلَهُ الرُّعْبُ
إذا اعتقلوا سمرَ الرِّماحِ لغارة ٍ
وَجُرْدُ الجِيادِ الضابِعاتِ بِهِمْ نُكْبُ
أبوا غيرَ طعنٍ يخطرُ الموتُ دونهُ
ويشفي غليلَ المشرفيِّ بها الضَّربُ
كتائبُ، لولا أنَّ للسَّيفِ روعة ً
كفاها العدا الرَّأيُ الإماميُّ والكتبُ
تدافعُ عنها البيضُ مرهفة َ الظُّبا
وَتَفْتَرُّ عَن أَنْيابِها دُونَها الحَرْبُ
إِليكَ أَمينَ اللّهِ أُهْدِي قَصائِداً
تَجوبُ بِها الأَرْضَ الغُرَيْرِيَّة ُ الصُّهْبُ
فما للمطايا بعدما قطعتْ بنا
نِياطَ الفَلا ، حَتّى عَرائِكُها حُدْبُ(31/176)
معقَّلة ً والبحرُ طامٍ عبابهُ
على الخسفِ، لا ماءٌ لديها ولا عشبُ
يصدُّ رعاءُ الحيِّ عنها وقد برى
بحيثُ الرُّبا تخضرُّ، أشباحها الجدبُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أنا ابنُ الملوكِ الصِّيدِ منْ فرعِ خندفٍ
أنا ابنُ الملوكِ الصِّيدِ منْ فرعِ خندفٍ
رقم القصيدة : 25967
-----------------------------------
أنا ابنُ الملوكِ الصِّيدِ منْ فرعِ خندفٍ
وفي الأزدِ خالي للغطارفة ِ الزُّهرِ
منَ السّاحبينَ السّابغاتِ إلى الوغى
كأنَّهمُ بزلٌ تناهضنَ في غُدرِ
يزيرونَ أطرافَ القنا ثغرَ العدا
وَقَد أَقْعَتِ الجُرْدُ المَذاكِي على قُتْرِ
وَفِيَّ إِذا ما ضُنَّ بِالرِّفْدِ جُودُهُمْ
وَإقْدامُهُمْ عِنْدَ الرُّدَيْنِيَّة ِ السُّمْرِ
وَلَكنْ رَمَتْني بِابْنِ آِخرِ لَيْلَة ٍ
خطوبٌ أذلَّتْ مدرهَ القومِ للغمرِ
يغلُّ يديهِ الصَّحوُ حتّى إذا انتشى
حبا بالقليلِ النَّزرِ فالشُّكرُ للسُّكرِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> لَكَ الخَيْرُ ، هَل في لَفْتَة ٍ مِنْ مُتَيَّمِ
لَكَ الخَيْرُ ، هَل في لَفْتَة ٍ مِنْ مُتَيَّمِ
رقم القصيدة : 25968
-----------------------------------
لَكَ الخَيْرُ ، هَل في لَفْتَة ٍ مِنْ مُتَيَّمِ
مَجالٌ لِعَتْبٍ ، أَوْ مَقالٌ لِلوَّمِ
وما نظري شطرَ الدِّيارِ بنافعٍ
وأيُّ فصيحٍ يرتجي نفعَ أعجمِ؟
كأنَّ ارتجازَ السُّحبِ واهية َ الكلى
جلا في حواشيهنَّ عن متنِ أرقمِ
وَما مَنَحَتْها العَيْنُ إذ عَثَرَتْ بِها
سوى نظرة ٍ روعاءَ من متوَّهمِ
وفي الرَّكبِ، إذ ملنا إلى الرَّبعِ، زاجرٌ
يقوِّمُ أعناقَ المطيِّ المخزَّمِ
ويعلمُ أنَّ الشَّوقَ أهدى ، فمالهُ
يشيرُ بأطرافِ القطيعِ المحرَّمِ؟
وَهَلْ يَسْتَفيقُ الوَجْدُ إلاّ بِوَقْفَة ٍ
مَتى يَسْتَجِرْ فيها بِدَمْعِكَ يَسْجُمِ
بِمَغْنى ً أَلِفْناهُ وفي العَيْشِ غِرَّة ٌ
وَعَصْرُ الشَّبابِ الغَضِّ لَمْ يَتَصَرَّمِ
ذَكَرْتُ بِهِ أَيَّامَ وَصْلٍ كَأنَّني(31/177)
علقتُ بها ذيلَ الخيالِ المسلِّمِ
وبالهضباتِ الحمرِ من أيمنِ الحمى
ظِباءٌ بِأَلْحاظِ الجَآذِرِ تَرْتَمي
وَتُومي إليْنا بِالبَنانِ ، وَقَدْ أَبَتْ
مَحاجِرُها أَنْ لا يُخَضِّبَ بِالدَّمِ
ودونيَ- لولا أنَّ للحبِّ روعة ً
يَدٌ ضَمِنَتْ رِيَّ الحُسامِ المُصَمِّمِ
إذا اسْتَمْطَرَ العافونَ مِنْ نَفَحاتِها
تثنَّتْ إليهنَّ الغمائمُ تنتمي
وَإنْ مَدَّ عَبْدُ اللّهِ لِلْفَخْرِ باعَهَا
أُريحَتْ إِلَيْها بَسْطَة ُ المُتَحَكِّمِ
بحادثِ عزٍّ في ذؤابة ِ عامرٍ
أضيفَ إلى عادِّيهِ المتقدِّمِ
مِنَ القَوْم، لاالمُزْجي إلَيْهمْ رَجاءَهُ
بِمُكْدٍ، وَلاالمُثْني عَلَيهمْ بِمُفْحَمِ
هم يمنعونَ الجارَ، والخطبُ فاغرٌ
إِذا رَمَزَتْ إِحْدَى اللَّيالِي بِمُعْظَمِ
فيرحلُ عنهم، والمحيّا بمائهِ
يلاعبُ ظلَّ الفائز المتغنِّمِ
أَتاهُمْ وَأَحْداثُ الزَّمانُ سَفيهَة ٌ
وَعَادَ وَفيها شيمَة ُ المُتَحلِّمِ
وخفَّتْ عليهِ وطأة ُ الدَّهرِ فيهمُ
عَشِيَّة َ أَلْقَى عِنْدَهُمْ ثِقْلَ مَغْرَمِ
حلفتُ بأشباهِ الأهلَّة ِ في البرى
رَثى كُلُّ دامٍ مِنْ ذُراها لِمَنْسِمِ
فلينَ بأيديهنَّ ناصية َ الفلا
وَعِفْنَ السُّرى في مَخْرِمٍ بَعْدَ مَخْرِمِ
إذا راعَها غَولُ الطَّريقِ هَفَتْ بِها
أغاريدُ حادٍ خَلْفَها مُتَرَنِّمِ
يُبارِينَ بالرُّكْبانِ وَهْماً كَأَنَّهُ
يُحاذِرُ صِلاًّ آخِذاً بِالمُخَطَّمِ
فزرنَ بنا البيتَ الحرامَ وخلِّيتْ
ترودُ بمستنِّ الحطيمِ وزمزمِ
لجئتَ مجيءَ البدرِ، مدَّ رواقهُ
عَلَى أُفُقٍ وحْفِ الغَدائِرِ مُظْلِمِ
وزرتُ كما زارَ الرَّبيعُ مطبِّقاً
نداه، فأحيا كلَّ مثرٍ ومعدمِ
برأيٍ تمشَّى المشكلاتُ خلالهُ
على حدِّ مصقولِ الغرارينِ مخذمِ
وعزمٍ، إذا ما الحربُ حطَّتْ لثامها
يلوّي أنابيبَ الوشيجِ المقوَّمِ
فَأَيّامُكَ الخُضْرُ الحَواشي كَأَنَّها
من الحسنِ تفويفُ الرِّداءِ المسهَّمِ
وأنتَ إذا أوغلتَ في طلبِ العلا(31/178)
كَقادِحِ زَنْدٍ تَحْتَهُ يَدُ مُضْرِمِ
وَحَسْبُ المُباري أَنْ تَلُفَّ عَجاجَة ً
على المنتضى من طرفهِ المتوسِّمِ
وَرُبَّ حَسودٍ باتَ يَطوي عَلى الجَوى
حَشى ً باكِياً عَن ناظِرٍ مُتَبَسِّمِ
لكَ الشَّرَفُ الضّخْمُ الَّذي في ظِلالِهِ
مُعَرَّسُ حَمْدٍ في مَباءَة ِ مُنْعِمِ
وَمَجْدٌ مُعَمٌّ في كِنانَة َ مُخْوَلٌ
تنوسُ حواليهِ ذوائبُ أنجمِ
وَها أَنْا أَرْجو مِنْ زَمانِكَ رُتْبَة ً
لهَا غارِبٌ في المَجْدِ لَمْ يُتَسَنَّمِ
وَعِندي ثَناءٌ- وَهْو أَرْجى وَسيلَة ٍ
إليكَ- كتفصيلِ الجمانِ المنظَّمِ
وَكَمْ مِنْ لِسانٍ يَنْظِمُ الشِّعْرَ، فَلَّهُ
شبا كلمي والصّارمُ العضبُ في فمي
وَقَد مَرَّ عَصْرٌ لَمْ أَفُزْ فِيهِ بِالمُنى
فَمالِيَ إلاّ زَفْرَة ُ المُتَنَدِّمِ
وليسَ لآمالي سواكَ فإنَّها
تهيبُ بأقوامٍ عنِ المجدِ نوَّمِ
بقيتَ لمجدٍ يتَّقي دونهُ العدا
تَناوُشَ رَقّاصِ الأَنابِيبِ لَهْذَمِ
ولا برحتْ فيكَ الأمانيُّ غضَّة ً
ترفُّ على إنعامكَ المتقسِّمِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أميمَ سلي عني معدّاً ويعرباً
أميمَ سلي عني معدّاً ويعرباً
رقم القصيدة : 25969
-----------------------------------
أميمَ سلي عني معدّاً ويعرباً
فما أنا عمَّا يعقبُ المجدَ ذاهلُ
هلِ الطّارقُ المعترُّ يهتف في الدَّجى
بِمثْلي إذا اسْتَغْوَتْه بِيدٌ مَجاهِلُ
ويألفني وهوَ الغريبُ كأنَّهُ
نسيبي وسيفي من دمِ الكومِ ناهلُ
فَمِنْ أُنسِهِ بي كادَ يَحْسَبُني الوَرى
قليلَ القرى والبيتُ بالضَّيفِ آهلُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ومن جيد غيداء التثني كأنما
ومن جيد غيداء التثني كأنما
رقم القصيدة : 2597
-----------------------------------
ومن جيد غيداء التثني كأنما
أتتك بليتيها من الرشإ الفرد
كأن عليها كل عقد ملاحة
وحسنا، وإن أمست وأضحت بلا عقد
ومن نظرة بين السجوف عليلة
ومحتضن شخت، ومبتسم برد
ومن فاحم جعد، ومن كفل نهد،(31/179)
ومن قمر سعد، ومن نائل ثمد
العصر العباسي >> الأبيوردي >> هُوَ الطَّيْفُ تُهْدِيهِ إِلى الصَّبِّ أَشْجانُ
هُوَ الطَّيْفُ تُهْدِيهِ إِلى الصَّبِّ أَشْجانُ
رقم القصيدة : 25970
-----------------------------------
هُوَ الطَّيْفُ تُهْدِيهِ إِلى الصَّبِّ أَشْجانُ
وَلَيْسَ لِسِرٍّ فيكَ يالَيلُ كِتمانُ
يُحَدِّثُ عَنْ مَسْراهُ فَجْرٌ وَبارِقٌ
أَفَجرُكَ غَدّارٌ وَبَرقُكَ خَوّانُ.
إذا أدَّرَعَ الظَّلماءَ نمَّ سَناهُما
عَلَيهِ، فَلَمْ يُؤْمَنْ رَقيبٌ وَغَيْرانُ
وَلَيلَة ِ نَعمانٍ وَشى البَرْقُ بِالهَوى
أَلا بِأبي بَرقٌ يَمانٍ وَنَعمانُ
سَرى وَالدُّجى مُرخى ً عَلَينا رِواقُها
يُلوّي المَطا وهنا كَما مارَ ثُعبانُ
وَنَحنُ بِحَيثُ المُزنُ حَلَّ نِطاقَهُ
وَرَفَّ بِحِضْنَيْهِ عَرارٌ وَحَوْذانُ
وَلِلرَّعْدِ إِعْوالٌ، وَلِلرّيحِ ضَجَّة ٌ
وَلِلدَّوْحِ تَصْفِيقٌ، وَلِلوُرْقِ إِرْنانُ
فَللّهِ حُزْوى حينَ أَيْقَظَ رَوْضَها
رَشاشُ الحَيا والنَّجْمُ في الأفْقِ وَسْنانُ
إذا ما النَّسيمُ الطَّلْقُ غَازَلَ بانَها
أَمالَ إلَيهِ عِطْفَهُ وَهْوَ نَشوانُ
ولَو لَمْ يَكُنْ صَوْبُ الغَمامِ مُدامَة ً
تُعَلُّ بِها حُزْوى لَما سَكِرَ البانُ
وَكَمْ في مَحاني ذلكَ الجِزْعِ مِنْ مَها
تُجاذِبُها ظِلَّ الأَراكَة ِ غِزلانُ
يَلُذْنَ إذا رُمْنَ القِيامَ، بِطاعة ٍ
مِنْ الخَصْرِ يَتلوها مِنَ الرِّدْفِ عِصْيانُ
وَيُخجِلنَ بالأَغصانِ بانَة ٍ
وَتَهزَأُ بِالكُثبانِ مِنْهُنَّ كُثْبانُ
سَقى اللّه عَصْراً قَصَّرَ اللَّهْوُ طُولَهُ
بِها، وَعَلَينا للِشَّبيبة ِ رَيعانُ
يَهَشُّ لِذِكراهُ الفُؤادُ، وَلَلهوى
تَباريحُ لا يُصغي إليهنّ سُلوانُ
وَتَصْبو إلى ذاكَ الزَّمانِ، فَقَد مضَى
حَميداً وَذُمَّتْ بَعْدَ رامَة َ أَزْمانُ
إذِ العَيْش غضٌّ ذُلِّلَتْ لي قُطوفُهُ
وَفَوْقَ نِجادِي لِلذَّوائِبِ قِنْوانُ
أَروحُ على وَصلٍ وَأَغدو بِمثلِهِ(31/180)
وَوِرْدُ التَّصابي لَمْ يُكَدِّرْهُ هِجرانُ
وَأَصْحَبُ فِتياناً تَراهُمْ مِنَ الحِجى
كُهولاً وَهُمْ في المأزِقِ الضَّنكِ شُبانُ
يَخُبُّ بِنا في كُلِّ حَقٍّ وَباطِلٍ
أَغرُّ وَجيهيٌّ وَوَجناءُ مِذعانُ
كَأنّي بِهم فَوقَ المَجرّة ِ جالِسٌ
لي النَّجمُ خِدنٌ وابنُ مُزنَة َ نَدمانُ
وَكَأْسٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ أَلْقَتْ رِداءَهَا
عَلَيها بِحَيثُ الشُّهْبُ مَثْنى وَوُحدانُ
إذا استَرقَصَ السَّاقي بَمَزجٍ حَبابها
تَرَدّى بِمثلِ اللُّؤلؤِ الرَّطبِ عقيانُ
فيا طِيبَها والشَّربُ صاحٍ وَمنتَشٍ
تَخِفُّ بِها أَيدٍ، وَتَثقُلُ أَجفانُ
دَعاني إليها مِن خُزَيمَة َ ماجِدٌ
يَزُرُّ عَلى ابن الغابِ بُرْدَيْهِ عَدْنانُ
كَثيرٌ إليهِ النّاظِرونَ إذا بَدا
قَليلٌ لَهُ في حَوْمَة ِ الحَرْبِ أقرانُ
رَزينُ حُصاة ِ الحِلمِ، لا يَستَزِلُّهُ
مُدامٌ، وَلا تُفشي لهُ السِّرَّ أَلحانُ
إذا رَنَّحَتْهُ هِزَّة ُ المَدْحِ أَخْضَلَتْ
سِجالُ أَيَادِيهِ، وَلِلحَمْدِ أَثْمانُ
تُروِّي غَليلَ المُرْهَفاتِ يَمينُهُ
إذا التَثَمَتْ في الرَّوعِ بِالنَّقعِ فُرسانُ
وَمُلْتَهباتٍ بالوَميضِ يُزيرُها
مَوارِدَ يهديها إلَيْهنَّ خِرْصانُ
تَحومُ عَلى اللَّبَّاتِ حَتّى كَأَنَّها
إذا أُشْرِعَتْ للِطَّعْنِ فيهنَّ أَشْطانُ
بِيوْمٍ تَرى الرّاياتِ فيهِ كَأَنَّها
- إذا ساوَرَتْها خَطْرة ُ الرِّيح- عِقبانُ
إذا ما اعْتَزَى طارَتْ إلى الجُرْدِ غِلْمَة ٌ
نَماهُمْ إلى العَلياءِ جِلدٌ وَرَيّانُ
سَأَلْتُهُمُ: مَنْ خَيْرُ سعْدِ بنِ مالِكٍ
إذا افتخَرَتْ في نَدوة ِ الحَيِّ دوُدان
فَقالُوا: بِسَيْفِ الدَّوْلَة ابنِ بَهائِها
تُناضِحُ عَدنانٌ إذا جاشَ قَحْطانُ
قَريعا نِزارٍ في الخُطوبِ، إذا دَجَتْ
أَضاءَتْ وُجوهٌ، كَالأَهلَّة ِ غُرَّانُ
يَلوذُ بَنو الآمالِ في كَنَفَيْهما
عَلى حينَ لاتَفْدي العَراقِيبَ أَلْبانُ
بِلَيثَي وغى ً، غَيثَي نَدى ً، فَكِلاهُما(31/181)
لَدى المَحْلِ مِطْعامٌ، وفي الحَرْبِ مِطْعانُ
هُما نَزَلا مِنْ قَلْبِ كُلِّ مُكاشِحٍ
بِحَيثُ تُناجي سَورة َ الهَمِّ أَضعانَ
مِنَ المَزْيَدِيّينَ الأُلَى في جَنابِهمْ
لِمُلْتَمِسي المَعْروفِ أَهْلٌ وأَوطانُ
نَماهُم أَبو المِظفارِ وَهْوَ الّذي احتمَى
بِهِ حاتِمٌ إذْ شُلَّ لِلْحَيِّ أَظْعانُ
لَهُمْ سَطَواتٌ يَلْمَعُ المَوتُ خَلفَها
وَظِلٌّ حَبا مِنْ دُونِهِ الأَمْنُ فَينانُ
وَأَفْنِيَة ٌ مُخضَرَّة ٌ عَرَصاتُها
تَزَاحَمَ سُؤَّالٌ عَلَيها وَضِفانُ
ذَوُو القَسَماتِ البِيضِ وَالأُفْقُ حالِكٌ
مِنَ النَّقْعِ كاسٍ وَالمُهنَّدُ عُريانُ
وَأَهلُ القِبابِ الحُمْرِ والنَّعَمِ التي
لَها العِزُّ مَرْعى ً وَالأَسِنَّة ُ رُعْيانُ
وَخَيلٍ عَلَيها فِتْيَة ٌ ناشِرِيَّة ٌ
طَلائِعُهُمْ مِنْها عُيونٌ وَآذانُ
هُمُ مَلَؤوا صَحْنَ العِراقِ فَوارِساً
كَأَنَّهُمُ الآسادُ، وَالنَّبْلُ خَفَّانُ
يَخوضُ غِمارُ المَوْتِ مِنْهُمْ غَطارِفٌ
رِزانٌ لَدى البيضِ المَباتيرِ شُجعانُ
بِكُلِّ فَتى ً مُرْخَى الذُّؤابَة ِ باسِلٍ
عَلى صَفْحَتيهِ لِلنَّجابَة ِ عُنوانُ
يُجَرِّرُ أَذيالَ الدُّروعِ، كَأَنَّهُ
غَداة َ الوَغى صِلٌّ تُوارِيهِ غُدْرانُ
وَيُكرِمُ نَفساً، إنْ أُهينَتْ أَراقَها
بِمُعْتَرَكٍ يُروي القَنا وَهْوَ ظَمآنُ
لَهُ عِمَّة ٌ لَوْثْاءُ تَفْتَرُّ عَنْ نُهى ً
عَلِمنا بِها أَنَّ العَمائِمَ تيجانُ
إذا مارمَى تاجُ المُلوكِ بِهِ العِدا
تَوَلَّوا كَما ينصاعُ بالقاعِ ظِلْمانُ
أَغَرُّ، إذا لاحَت أسِرَّة ُ وجههِ
تَبَلَّجْنَ عَنْ صُبْحٍ، وَلِلَّيْلِ إجْنانُ
مَنيعُ الحِمَى ، لا يَخْتِلُ الذِئْبُ سَرْحَهُ
وَمِنْ شِيمِ السِّرحانِ خَتْلٌ وَعُدوانُ
لَهُ هَيبة ٌ شِيبت بِبشرٍ كَما التَقَتْ
مِياهٌ بِمَتْنِ المَشْرَفيِّ وَنيرانُ
وَبَيْتٌ يمِيسُ المَجْدُ حَوْلَ فِنائِهِ
وَجيرانُهُ لِلأَنجُمِ الزُّهرِ جيرانُ(31/182)
فَأَطْنابُهُ أَسْيافُهُ، وَعِمادُهُ
رُدَينِيَّة ٌ مُلْسُ الأَنَابيبِ مُرَّانُ
وَلَو كانَ في عَهْدِ الأَحاليفِ أَعْصَمَتْ
بِهِ أَسَدٌ يَوْمَ النِّسارِ وذَبْيانُ
أَيا خَيرَ مَنْ يَتلوهُ في غَزَواتِهِ
على ثِقَة ٍ بالشَّبعِ، نَسرٌ وسِرحانُ
دَعَوْتُكَ لِلْجُلَّى فَكَفْكَفَ غَرْبَها
هُمامٌ، أَياديهِ على الدَّهرِ أَعوانُ
رَفعتَ لِصَحبي ضوءَ نارٍ عَتيقة ٍ
بِهَا يَهتدي السّارونَ والنَّجْمُ حَيرانُ
وَفاءَ عَلَيْهمْ ظِلُّ دَوْحَتِكَ الّتي
تُناصي السُّها مِنها فُروعٌ وَأَفْنانُ
فَلَمْ يَذْكُروا الأوْطانَ وَهْيَ حَبيبَة ٌ
إلَيْهمْ، وَلا ضاقَتْ عَلى العِيسِ أَعطانُ
ومَا المَجْدُ إلاّ نَبْعَة ٌ خِنْدِفِيَّة ٌ
لهَا العُرْبُ جِيرانٌ وَدودانُ أَغْصانُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَرَتْ وظَلامُ اللَّيلِ سِترٌ عَلى السّاري
سَرَتْ وظَلامُ اللَّيلِ سِترٌ عَلى السّاري
رقم القصيدة : 25971
-----------------------------------
سَرَتْ وظَلامُ اللَّيلِ سِترٌ عَلى السّاري
وَقَدْ عَرَّجَ الحادي بِبَطحاءِ ذي قارِ
بِحَيْثُ هزيزُ الأرْحَبِيِّ أَوِ الكَرى
يَميلُ بأَعناقٍ وَيَهفو بِأَكوارِ
أَلَمَّتْ بِرَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ تَطاوَحَتْ
بِهم عُقبُ المَسرَى وَأَنضاءُ أَسْفارِ
فَقالَتْ وَقَدْ عَضَّت عَلَينا تَعَجُّباً
أَنامِلَ بَيْضَاءِ التَّرائِبِ مِعْطارِ
سَقى وَرَعى الله المُعاوِيَّ، إنَّهُ
حُشاشَة ُ مَجدٍ تالِدٍ بَينَ أَطمارِ
وَإِنّي بِما مَنَّى الخَيالُ لَقانِعٌ
وَإنْ لَمْ يَكُنْ في ذاكَ حَظٌّ لِمُختارِ
فَعِفَّتيَ اليَقظَى سَجيَّة ُ ماجِدٍ
وَضَمَّتهُ الوَسنى خَديعَة ُ غَدّارِ
يَجوبُ إِليَّ البيدَ، وَاللَّيلُ ناشِرٌ
عَلى مُنْحنَى الوادي ذَوائِبَ أَنوارِ
وَأَفْديهِ مِنْ سارٍ عَلى الأَيْنِ طارِقٍ
وَأَهواهُ مِنْ طَيفٍ عَلى النَّأي زَوّارِ
فَحَيَّاهُ عَنّى كُلَّ مُمْسَى وَمُصْبِحٍ(31/183)
تَهَزُّمُ وَطْفاءِ الرَّبابَيْنَ مِدْرارِ
إذا ضَجَّ فيها الرَّعدُ أُلبِسَتِ الرُّبا
حَياً ألاحَ البَرقُ بِالمنصَلِ العاري
عَلى أَنَّ سَلمى حالَ دُونَ لِقائِها
رِجالٌ يخوضونَ الرَّدى خَشْيَة َ العارِ
مَتى ما أزُرْها أَلْقَ عِنْدَ خِبائِها
أُشَيْعِثَ يَحْمي بِالقَنا حَوْزَة َ الدَّارِ
وَكَمْ طَرَقَتنا وَهي تَدَّرِعُ الدُّجى
وَتَمْشي الهُوَيْنى بَيْنَ عُونٍ وَأَبْكارِ
وَلَمّا رَأَيْنَ اللَّيْلَ شابَتْ فُروعُهُ
رَجَعْنَ وَلَمْ يَدْنَس رِداءٌ بِأَوزارِ
مَضى ، وَحَواشيهِ لِدانٌ، كَأَنَّما
كَساهُ النَّسيمُ الرَّطبُ رِقَّة َ أَسحارِ
وَهُنَّ يُجرِّرنَ الذُّيولَ عَلى الثَّرى
مَخَافَة َ أَنْ يَسْتَوضِحَ الحَيُّ آثاري
وَمِّما أّذاعَ السِّرَّ ورقاءُ، كُلَّما
أَمَلْتُ إلِيها السَّمْعَ نَمَّتْ بِأَسْرارِي
إذا هيَ ناحَتْ جاوَبَتْها حَمائِمٌ
كَما حَنَّ وَلْهَى في رَوائِمِ أظْآرِ
كَأَنَّ رُواتي عَلَّموهُنَّ مَنْطِقي
فَهُنَّ إذا غَرَّدنَ أَنشَدْنَ أشعاري
أَتَتْكَ القَوافي يابْنَ عَمْروٍ، وَلَمْ تَرِدْ
مُعَرَّسَ نُوّامٍ عَنِ الحَمْدِ أَغْمارِ
وَقَلَّدْتَنا نَعْماءَ كَالرَّوض، عانَقَتْ
أَزاهيرهُ رِيحُ الصِّبا غِبَّ أَمطارِ
أَيادِيكَ نُهْبَى الحَمْدِ في كُلِّ مَوْطِنٍ
تَميلُ بِأَسْماعٍ إلَيْكَ وَأَبْصارِ
وَأَنْتَ الذي قَلَّمْتَ أَظْفارَ فِتْنَة ٍ
أَلَحَّتْ بِأَنْيابٍ عَلَيْنا وَأَظْفارِ
وَمَلْحَمة ٍ دونَ الخِلافَة ِ خُضْتَها
بِعَزْمَة ِ أَبّاءٍ، عَلى القِرنِ كَرّارِ
إذا الحَرْبُ حَكَّتْ بَرْكَها بِابْنِ حُرَّة ٍ
مُهِيبٍ بِأُولى كُبَّة ِ الخَيلِ مِغوارِ
تَأَلّى يميناً لا يُفرِّجُ غَمْرَة ًً
بِهِ السَّيفُ إلاَّ عَنْ ذُحولٍ وأوتارِ
سَيَعْلَمُ راعي الذَّودِ أَنَّكَ قادِحٌ
بِزَنْدٍ تَفَرَّى عَنْ شَرارَتهِ وارِ
وَدُون الّذي يَبْغِيهِ أرْوَعُ ساحِبٌ
أَنابيبَ رُمحٍ في الكَريهَة ِ أَكسارِ(31/184)
إذا الشَّرَفُ الوَضَّاحُ أظلَمَ أُفْقُهُ
تَوَشَّحَ مِنْ فَرْعَيْ تَميمٍ بِأَقْمارِ
يُراعُ العِدا مِنْهُمْ إذا ما تَحَدَّبُوا
عَلَى كُلِّ رَقّاصِ الأنابيبِ خَطّارِ
بِكُلِّ طَويلِ الباعِ فَرّاجِ كُرْبَة ٍ
وَوَهّابِ أَموالٍ، وَنَهّابِ أَعمارِ
يُدِرُّون أَخْلافَ الغَمامِ بِأَوْجُهٍ
شَرِقْنَ بِسَلْسالِ النَّضارَة ِ أحرارِ
وَأَنتَ إذا ما خالَفَ الفَرْعُ أصْلهُ
شَبيهُ أَبيكَ القَرْمِ عَمْرِو بنِ سَوَّارِ
تُلاثُ عُرا الأحْداثِ مِنْكَ بِماجِدٍ
لَدى السِّلْمِ نَفّاعٍ، وَفي الحَرْبِ ضَرّارِ
إذا ما انتَضيتَ الرَّأيَ أَغمَدَ كَيدُهُ
ظُبا كُلِّ مَعصوبٍ بهِ النَّقْعُ جَرّارِ
وَأَصْدَرْتَ ما أَوْرَدْتَ وَالحَزْمُ باسِطٌ
يَدَيكَ، وَلا إيرادَ إلاّ بِإصدارِ
وَلَمّا انزَوَت عنّا وُجوهُ مَعاشِرٍ
يَصُدّونَ في المَشْتى عَنِ الضَّيْفِ والجارِ
رَمَعْتَ لَنا نارَ القِرى بَعْدَما خَبَت
عَداكَ الرَّدى ، أُكرِمتَ يا مُوقِدَ النّارِ
عَلى حِينَ أَخْفَى صَوْتَهُ كُلُّ نَابِحٍ
وَبَرَّحَ تَعْطيلُ القِداحِ بِأَيْسارِ
فَلا مَجْدَ إلاّ ما حَوَيْتَ، وَقَد بَنى
سِواكَ عُلاً، لَكِنْ عَلى جُرُفٍ هارِ
وَوَاللّهِ ماضَمَّ انْتِقادُكَ نَبْعَة ً
إلى غَرَبٍ تُلْوي بِهِ الرِّيحُ خَوّارِ
وَفي الخَيلِ مالَمْ تَخْتَبرهُنَّ مَغْمَزٌ
أبى العِتقُ أَن يخفَى لدى كُلِّ مِضمارِ
فَعَدِّ عَنِ الذِّئْبِ الّذي شاعَ غَدْرُهُ
وَلا تَسْتَنِمْ إلاّ إلَى الضَّيْغَمِ الضّاري
العصر العباسي >> الأبيوردي >> لَحَى اللَّهُ دَهراً لا نَزالُ دَريئَة ً
لَحَى اللَّهُ دَهراً لا نَزالُ دَريئَة ً
رقم القصيدة : 25972
-----------------------------------
لَحَى اللَّهُ دَهراً لا نَزالُ دَريئَة ً
لضرَّاء يرمينا بها فيصيبُ
وَيُنْجِدُ بِي طَوْراً، وَطَوْراً يَغُورُ بي
كَأَنِّي على ما في البِلادِ رَقِيبُ
وَلَما أَزارَتْني النَّوى أَرْضَ عامِرٍ(31/185)
بَكَى صَاحِبي وَالحَيُّ مِنْهُ قَريبُ
فليمَ -ومعذورٌ على الهمِّ والبُكا-
رميٌّ بما يقذي العيونَ كئيبُ
وقالوا يمانٍ روَّعتهُ مهامهٌ
أبت أنْ يرى فيها الموارد ذيبُ
وثاروا إلى نضوي يفدُّونَ فوقهُ
أُشَيْعِثَ يُدْعَى لِلنَّدى فَيُجيبُ
وَمَنْ بَاتَ مَرْهومَ الرِّداءِ بِدَمعِهِ
فَما في دُموعي لِلْخُطوبِ نَصيبُ
وقالتْ سليمى إذْ رأتني لتربها
وراقمها وجهٌ أغرُّ مهيبُ
أَظُنَّ الفَتى مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ ، فَإِنْ يَكُنْ
أَبُوُهُ أَبَا سُفْيانَ فَهْوَ نَجيبُ
أرى وجههُ طلقا يضيءُ جبينهُ
وَأَحْسَبُ أَنَّ الصَّدْرَ مِنْهُ رَحيبُ
سليهِ يكلِّمنا فإنَّ اختيالهُ
على ما بِهِ مِنْ خَلَّة ٍ لَعَجيبُ
فَقُلْتُ غُلامٌ مِنْ أُمَيَّة َ شَاحِبٌ
بأرضكما نائي المزارِ غريبُ
وَلَيْسِ بِبدْعٍ أَنْ يُخَفِّضَ جَأَشَهُ
على عدمهِ حيثُ المرادُ جديبُ
فمنْ شيمِ الأيّامِ أنْ يسلبَ الغنى
حسيبٌ وأنْ يكسى الهوانَ أديبُ
فقالتْ ولم تملكْ سوابقَ عبرة ٍ
أقمْ عندنا إنَّ المحلَّ خصيبُ
وَحَوْلَكَ مِنْ حَيَّيْكَ قَيسٍ وَخِنْدِفٍ
كهولٌ مكاريمُ الضُّيوفِ وشيبُ
وما علمتْ أنِّي لأمرٍ أرومهُ
أَطوفُ، وَراجِي اللَّهِ ليسَ يَخيبُ
فلا ألفتْ نفسي العلا إنْ طويتها
على اليأسِ ما حنَّتْ روائمُ نيبُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> نَبَأٌ تَقَاصَرَ دُونَهُ الأنْباءُ
نَبَأٌ تَقَاصَرَ دُونَهُ الأنْباءُ
رقم القصيدة : 25973
-----------------------------------
نَبَأٌ تَقَاصَرَ دُونَهُ الأنْباءُ
واستَمْطَرَ العَبَراتِ وهيَ دِماءُ
فالمُقْرَباتُ خَواشِعٌ أبْصارُها
مِيلُ الرُّؤوسِ، صَليلُهُنَّ بُكاءُ
وَالبيِضُ تَقْلَقُ في الغُمودِ كَما التَوى
رُقْشٌ تَبُلُّ مُتونَها الأنْداءُ
وَالسُّمرُ راجِفَة ٌ كَأَنَّ كُعوبَها
تَلوي مَعاقِدَها يَدٌ شَلاَّءُ
وَالشَّمسُ شاحِبَة ٌ يَمورُ شُعاعُها
مَوْرَ الغَديرِ طَغَتْ بِهِ النَّكْباءُ(31/186)
وَالنَّيِّراتُ طَوالِعٌ رَأْدَ الضُّحى
نُفِضَتْ عَلى صَفَحاتِها الظَّلْماءُ
يَنْدُبْنَ أَحْمَدَ، فَالِبلادُ خَواشِعٌ
والأَرْضُ تُعْوِلُ، وَالصَّباحُ مَساءُ
وَالعَينُ تَنزِفُ ماءَها حرَقُ الجَوى
وَالوَجْهُ تُضْمِرُ نارَهُ الأَحِشاءُ
فأَذَلَّ أَعناقاً خَضَعْنَ لِفَقْدِهِ
وَهْيَ الّتي طَمَحَتْ بِها الخُيَلاءُ
غَنِيَتْ عَواطِلَ بَعْدَما صَاغتْ حُلَى
أَطْواقِها بِنَوالِهِ الآلاءُ
ما لِلمنَايا يَجْتذِبنَ إلى الرَّدى
مَهَجاً، فَهُنَّ طَلائِحٌ أنْضاءُ
تُدهَى بِها العَصْماءُ في شَعَفاتِها
وَتُحَطَّ عَنْ وُكُناتِها الشَّغْواءُ
عُونٌ تَكَدَّسُ بالنُّفوسِ وَعِندَها
في كُلِّ يَومٍ مُهْجَة ٌ عَذْراءُ
دُنيا تُرَشِّحُ لِلرَّدى أَبناءَها
أُمٌّ لَعَمْرُ أبِيهِمُ وَرْهاءُ
فَالنّاسُ مِنْ غادٍ عَلَيهِ وَرائِحٍ
وَلِمنْ تَأَخَّرَ عَنْهُما الإسْراءُ
لا شَارِخٌ يَبْقى وَلا ذُو لِمَّة ٍ
أَلوَتْ بِعَصْرِ شَبابِها العَنقاءُ
وَلَكَمْ نَظَرْتُ إلى الحَياة ِ وَقَدْ دَجَتْ
أَظلالُها، فإّذا الحَياة ُ عَناءُ
لايَخْدَعَنَّكَ مَعْقِلٌ أَشِبٌ وَلَو
حَلَّتْ عَلَيهِ نِطاقَها الجَوْزاءُ
وَاكْفُفْ شَبا العَيْنِ الطَّموحِ، فَدونَ ما
تَسْمو إلَيْهِ بِلَحْظِها أَقْذاءُ
وَلَو اسْتُطيلَ عَلى الحِمامِ بِعِزَّة ٍ
رُفِعَتْ بِها اليَزَنِيَّة ُ السَّمراءُ
لَتَحَدَّبَتْ صِيدُ المُلوكِ عَلى القَنا
حَيثُ القُلوبُ تُطِيرُها الهَيْجاءُ
يَطَؤونَ أَذيالَ الدُّروعِ كَأَنَّهُمْ
أُسْدُ الشَّرَى ، وَكَأَنَّهُنَّ إضاءُ
وَالخَيْلُ عابِسَة ُ الوُجُوهِ كَأَنَّها
تَحْتَ الكُماة ِ ، إذا انْجَرَدْنَ ، ضِراءُ
يَفِدونَ أَحْمَدَ بِالنُّفُوسِ ، وَقَلَّما
يُغني إذا نَشِبَ المَنونُ فِداءُ
قادَ الكَتائِبَ وَهْوَ مُقْتَبِلُ الصِّبا
حَتَّى اتَّقَتْ غَزَواتِهِ الأَعْداءُ
وَرَمى المَشارِقَ بالمَذاكي فَارتَدى
بِعَجاجِها المَلمومَة ُ الشَّهباء(31/187)
وَلَهُ بأَطرار المَغارِبِ وَقْعَة ٌ
تُرْضي السُّيوفَ ، وغَارَة ٌ شَعْواءُ
لَمْ يَدْفَعِ الحَدَثان عَن حَوبائِهِ
مَجدٌ أَشَمُّ وَعِزَّة ٌ قَعساءُ
وَصَوارِمٌ مَشْحوذَة ٌ، وَأَسنَّة ٌ
مَذروبَة ٌ، وَكَتيبَة ٌ جَأواء
لَقِحَتْ بِهِ الأَرضُ العَقسمُ وَأُسقِيَتْ
سَبَلَ الحَيا فَكَأَنَّها عُشراءُ
وَالصَّبْرُ في رَيْعانِ كُلِّ رَزِيَّة ٍ
تَقِصُّ الجَوانِحَ عَزْمَة ٌ بَزْلاءُ
وَلِكُلِّ نَفْسٍ مَصْرَعٌ لا تُمْتَطَى
إلاّ إلَيهِ الآلهُ الحَدباءُ
للهِ ما اعتَنَقَ الثَّرى مِن سؤدَدٍ
شَهِدَهْ بِهِ أُكرومَة ٌ وَحَياء
وَشَمائِلٍ رَقَّتْ كَما خَطَرتْ عَلى
زَهَرِ الرَّبيع رُوَيْحَة ٌ سَجْواءُ
عَطِرَتْ بِهِ الأَرْضُ الفَضَاءُ كَأَنَّما
نُشِرَتْ عَلَيها الرَّوْضَة ُ الغَنَّاءُ
لا زالَ يَنْضَحُ قَبْرَهُ دَمُ قارِحٍ
يَحبْو لَدَيهِ، وَدِيمَة ٌ وَطْفاءُ
وَالبَرْقُ يَخْتَلِسُ الوَميضَ كَأَنَّهُ
بَلقاءُ تَمْرَحُ حَولَها الأَفلاءُ
جَرَّ النَّسيمُ بِهِ فُضولَ عِطافِهِ
وَبَكَتْ عَلَيْهِ شَجْوَها الأَنواءُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وذي هيفٍ للبرق منهُ ابتسامة ٌ
وذي هيفٍ للبرق منهُ ابتسامة ٌ
رقم القصيدة : 25974
-----------------------------------
وذي هيفٍ للبرق منهُ ابتسامة ٌ
وراءَ غمامٍ عنْ مدامعهِ أبكي
أظنُّ مهاة َ الرَّملِ عن لحظاتهِ
إذا نظرتْ تحكي منْ السحرِ ما تحكي
فَهَلْ نَهْلَة ٌ مِنْ رِيقَة ٍ هِي واللَّمى
بفيهِ رحيقٌ في ختامٍ منَ المسكِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> حَنانَيْكَ إِنَّ الغَدْرَ ضَرْبَة ُ لازِبِ
حَنانَيْكَ إِنَّ الغَدْرَ ضَرْبَة ُ لازِبِ
رقم القصيدة : 25975
-----------------------------------
حَنانَيْكَ إِنَّ الغَدْرَ ضَرْبَة ُ لازِبِ
فَيالَيتَ للأَحبابِ عَهْدَ الحَبائِبِ
شَكَوْتُهُمُ سِرّاً شِكايَة َ مُشْفِقٍ
وَحَيَّيْتُهُمْ جَهراً تَحيَّة َ عاتِبِ(31/188)
أُقَلِّبُ طَرْفي في عُهودٍ ، وَراءَها
خَبيئَة ُ غَدْرٍ في مَخيلَة ِ كاذِبِ
وَأَعْطِفُ أَخْلاقي عَلى ما يَريبُها
إلَيْهِم ، فَقَدْ سَدَّ الوَفاءُ مَذاهِبي
وَلي دونَهُمْ مِنْ سِرِّ عَدْنانَ فِتْيَة ٌ
نِزارِيَّة ٌ تَهْفو إِلَيْهِمْ ضَرائِبي
إذا ما حَدَوْتُ الأَرْحبِيَّ بِذِكْرِهِمْ
عَرَفْتُ هَواهُمْ في حَنين الرَّكائِبِ
وَلكِنْ أَبَتْ لي أَنْ أُوارِبَ صاحِباً
سَجيَّة ُ شَيْخَيْنا لُؤَيٍّ وَغَالِبِ
فَللَّهِ قَومٌ بِالعُذَيبِ إليهِمُ
نَضَوْتُ مراحَ الرّازِحاتِ اللَّواغِبِ
طَرَقْتُهُمُ وَاللَّيْلُ مَرْضى نُجومُهُ
كَأَنَّ تَواليها عُيونُ الكَواعِبِ
وَثاروا إلى رَحلي، تَحُلُّ نُسوعهُ
أنامِلُ صيغَتْ لِلظُّبا والمَواهِبِ
وَهَبَّ الغُلامُ العَبْشَميُّ بِسَيفِهِ
إلى جُنْحِ الأَضْلاعِ ميلِ الغَوارِبِ
بِأَبْيَضَ مَصْقولِ الغِرارَيْنِ حَدَّهُ
نَجِيُّ عَراقيبِ المَطيِّ النَّجائِبِ
كأَنَّ الحُسامَ المَشْرَفِيَّ شَريكُهُ
إذا سَنَحَتْ أُكرومَة ٌ في المَناقِبِ
ومَا هِيَ إلاّ شيمَة ٌ عَرَبِيَّة ٌ
تَنَقَّلُ مِن أَيمانِنا في القَواضِبِ
فَما ليَ في حَيَّي خُزَيمَة َ بَعْدَهُمْ
أُريغُ أَماناً مِن رِماحِ الأَجارِبِ
وَتَغدو إلى سَرْحي أَراقِمُ وائِلٍ
وَقَد كانَ تَسري في ربُاهُمْ عَقاربي
أفي كُلِّ يومٍ مِنْ مُشايَحة ِ العِدا
أُعالِجُ رَوْعاتِ الهُمومِ الغَرائِبِ
كَأَنّيَ لَمْ أَسْفَحْ بِتَيماءَ غارَة ً
تُفرُقُ ما بين الطُّلى والكواثبِ
وَلَمْ أُرْدَفِ الحَسناءَ تَبكي مِنَ النَّوى
وَتَشكو إلى مُهري فِراقَ الأَقارِبِ
فَغادَرَني صَرفُ الزَّمانِ بِمَنزِلٍ
أُطَأْطِئُ فيهِ لِلخْصَاصة ِ جانبي
وَأذْكُرُ عَهْدي مِن غُفَيْلَة َ بَعْدَما
طَوَيْتُ على أَسرارِ حُزوى َ ترائبي
ومَا كُنتُ أَخشى أَنْ أُوكِّلَ ناظِري
بِبَرقٍ كَنارِ العامِريَّة ِ خالِبِ
وَلا أَمْتَطي وَجناءَ تختلثُ الخُطَا(31/189)
وَتَشْكو أَظَلَّيْها عِراصُ السَّباسبِ
وَتُوغِلُ في البَيْداءِ، حَتّى كَأَنَّها
خَيالٌ أُناجيهِ خِلالَ الغَياهِبِ
عَلَيها غُلامٌ من أُميَّة َ شاحِبٌ
يُنادِمُ أَسْرابَ النُّجومِ الثَّواقِبِ
فَما صَحْبُهُ الأَدنَوْنَ غَيرَ صَوارِمٍ
وَلا رَهْطُهُ الأَعْلَوْنَ غَيْرَ كَواكِبِ
يَلُفُّ، وإن كَلَّ المَطيُّ، مَشارِقاً
عَلَى هِمَّة ٍ مَجْنونَة ٍ بِمَغَارِبِ
وَيُطْبِقُ جَفْنَيْهِ إذا اعْتَرَضَ السَّنا
مَخافَة َ أَنْ يُمْنَى بِنارِ الحُباحِبِ
دَعاهُ ابنُ مَنْصورٍ فَقارَبَ قَيْدَهُ
على البَحْرِ في آذِيَّهِ المُتراكِبِ
وَأَلْقَى بِمُسْتَنِّ الأَيادي رِحالَهُ
فَنَكَّبَ أَذْراءَ الخَليطِ الأشائِبِ
أَغَرُّ، إذا انهَلَّتْ يَداهُ تَواهَقَتْ
مَنايا أعاديهِ خِلالَ الرَّغائِبِ
تَبَرَّعَ بِالمَعروفِ حَتّى كَأَنَّهُ
يَعُدُّ اقْتِناءَ المالِ إحْدى المَثالِبِ
مِنَ القَوْمِ لا يَسْتَضْرِعُ الدَّهْرَ جارُهُمْ
وَلا يَتَحاماهُ حِذارَ النَّوائِبِ
عِظامُ المَقاري، وَالسَّماءُ كَأَنَّها
تَمُجُّ دَماً دونَ النُّجومِ الشَّواحِبِ
مَساميحُ لِلعافي بِبيضٍ كَواعِبٍ
وَصُهْبٍ مَراسيلٍ وَجُرْدٍ سَلاهِبِ
وَأَفياؤُهُمْ لِلْمُجْتَدي في عِراصِها
مَجَرُّ أَنابيبِ الرِّماحِ السَّوالِبِ
وَمَلْعَبُ فِتيانٍ، وَمَبْرَكُ هَجْمة ٍ
وَمَسْحَبُ أطْمارِ الإماءِ الحَواطِبِ
إليكَ أمينَ الحَضرَتَيْنِ تَنَاقَلَتْ
مَطايا بأنضاءٍ خِفافِ الحَقائبِ
وَهُنَّ كَأَمثالِ القِسِيِّ نَواحِلٌ
مَرَقْنَ بأَمثالِ السِّهامِ الصَّوائِبِ
فَإنَّ يَداً طَوَّقْتَني نَفَحاتِها
لَمُرْتَقِبٌ منها بُلوغَ المَآرِبِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وعليلة ِ اللَّحظاتِ يشكو قرطها
وعليلة ِ اللَّحظاتِ يشكو قرطها
رقم القصيدة : 25976
-----------------------------------
وعليلة ِ اللَّحظاتِ يشكو قرطها
بُعْدَ المَسافَة ِ مِنْ مَناطِ عُقُودِها(31/190)
حَكْتِ الغَزالَة َ وَالغَزالَ بِبُعْدِها
وبصدِّها وبوجهها وبجيدها
فَمنالُ تِلكَ إذا نَأَتْ كَوِصالِها
ونفارُ ذاكَ وإنْ دنتْ كصدودها
هِي في الفُؤادِ، وَفَيه نيرانُ الهَوى
فبمدمعيَّ تلوذُ عندَ وقودها
وَإذا شَكَوْتُ نَسَبْتُ في شِعْري بِها
شَكْوى الحَمامِ تَنوحُ في تَغْريدِها
عرضتْ لنا تختالُ بينَ كواعبٍ
والرَّوض يذهلُ حورها عن غيدها
إِذْ شَقَّ أَرْدِيَة َ الشَّقيقِ بِهِ الحيا
فحكينهُ بقلوبها وخدودها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> لِمَنْ فِتْيَة ٌ مَنْشُورَة ٌ وَفَراتُها
لِمَنْ فِتْيَة ٌ مَنْشُورَة ٌ وَفَراتُها
رقم القصيدة : 25977
-----------------------------------
لِمَنْ فِتْيَة ٌ مَنْشُورَة ٌ وَفَراتُها
رَواعِفُ في أيمانِها قَنَواتُها
تُليحُ بِهِمْ جُرْدُ المَذاكي عَوابِساً
وَقد طاوَلَتْ أرماحَهُمْ صَهَواتُها
إذا الحَرْبُ شُبَّتْ بِالأَسِنَّة ِ وَالظُّبَى
فَهُمْ حينَ تَصْطَكّ القَنا جَمَراتُها
لَهُمْ في بَني البَرْشَاءِ قَتْلى كَأَنَّما
أُميلَتْ عَلى بَطحائِهِمْ نَخَلاتُها
تَدوسُهُمُ خَيْلٌ عِتاقٌ وَغِلْمَة ٌ
تَسيلُ على حَدِّ الظُّبى مُهجاتُها
وَقَدْ عَلِمَتْ عُلْيا نِزارٍ وَيَعْرُبٍ
غَداة َ اسْتثيرَ النَّقْعُ، أنّا كُماتُها
تُلَوّي أنابيبَ الرِّماحِ بِطَعْنة ٍ
مُخالِسَة ٍ تَزْوَرُّ عنها أُساتُها
وَتُولِغُ في اللّبّاتِ بِيضاً فَتَنْثَني
مِنَ الدَّمِ حُمراً تَلْتَظي شَفَراتُها
وَهَلْ نَحْنُ إلاّ عَصْبَة ٌ خِنْدِفِيَّة ٌ
تَرادَفُ غاياتِ العُلا سَرَواتُها
تُضَوِّعُ أرياحَ النَّجيعِ دُروعُهُمْ
وَتَنْفَحُ مِسْكاً ساطِعاً حِبَراتُها
وَتَدْعو إذا اسْتَشْرى العِدا : يا لَغالِبٍ
فتشرقُ مِن أَبْطالِنا قَسَماتُها
وَهُمْ في سَرابيلِ الحَديديِ ضَراغِمٌ
وَمِنْ قَصدٍ خَطِّيَّة ٍ أَجَماتُها
وَتَطغَى بِنا يَومَ الوَغى جاهِليَّة ٌ
تَرَدّدُ في أعْطافِنا نَخَواتُها(31/191)
وَنَسْحَبُ أذيالَ السَّوابِغِ ، والقَنا
شَوارِعُ، والهَيجاءُ شَتّى دُعاتُها
فَلِلّهِ حَي مِنْ كِنانَة َ أرْقَلوا
إلى رُتَبِ لا تُمتَطَى هَضَباتُها
بِأَيمانِهِمْ بِيضٌ مشاريفُ تَخْتَلي
رُؤُوساً من الأعداءِ مالَتْ طُلاتُها
بِأَفْيائِهِمْ قُبٌّ عناجيجُ ، تَرْعَوي
إِلَيْهِمْ لَدى أَطنابِهِمْ مُهَراتُها
يَشُبّونَ بِالبَطْحاءِ ناراً قَديمة ً
تَوَقَّدُ والآفاقُ خُضْرٌ لَظاتُها
وَتَدْمَى عراقيبُ المَطيِّ إذا حَدتْ
إِليهمْ أَعاريبَ الفَلا سَنَواتُها
إذا ما عَقَدْنا رايَة ً مُقْتَدِيَّة ً
رَجَعنا بِها خفَّاقَة ً عَذَباتُها
يَسيرُ حَوالَيها المُلوكُ بِأَوْجهٍ
تُباهي ظُبَى أَسْيافِهِمْ صَفَحاتُها
إذا رَكزوها فالأنامُ عُفاتُهُمْ
وَإنْ رَفَعوها فَالنُّسورُ عُفاتُها
تَرُدُّ شُعاعَ الشَّمْسِ عَنْهُمْ أَسِنَّة ٌ
تَذوبُ عَلى أَطرافِهِنَّ أَياتُها
وَتَخْتالُ فيهم عَزْمَة ٌ نَبَوِيَّة ٌ
إذا الحَرْبُ طاشَتْ وَقَّرَتْها أَناتُها
لَكُمْ يا بني العَبّاسِ في المَجْدِ سورَة ٌ
تَبَحْبَح في حَيَّيْ نِزارٍ بَناتُها
وَأَنْتُمْ أَعالي دَوحْة ٍ مُضَرِيَّة ٍ
تَطيبُ على مَرِّ اللَّيالي جَناتُها
إذا انْتَضَلَتْ بِالفَخْرِ كَعْبٌ تَوَشَّحَتْ
بِكُمْ غُرَراً مَشهورة ً جَبَهاتُها
إليكم رسولُ اللهِ أَوصى بأُمَّة ٍ
أقامَتْ بِمُسْتَنِّ الرَّشادِ غُواتُها
فَمَهزوزَة ٌ إنْ رُوِّعَتْ أَسَلاتُكُمْ
وَمَغْفورة ٌ إنْ أَذنَبَتْ هَفَواتُها
وَلَمْ تُشْرِقِ الأَيَّامُ إلاّ بِعَدْلِكُمْ
فَما أَحسَنَ الدنيا وَأنتمْ حُماتُها
وَفيكم سجايا مِنْ قُصَيٍّ وإنَّما
مَساعي الإمامِ القائميِّ صِفاتُها
وَيَنْسِبُها شِعري بِأكْنافِ بابِلٍ
كَما انْتَسَبَتْ وَهْناً لِصَحْبِي قَطاتُها
لَكُمْ أَوْجُهٌ ، لِلْعَيْنِ فيهُنَّ مَسْرَحٌ
حَكَتْ مَشْرِفِيَّاتٍ أُرِقَّتْ ظُباتُها
وَأَيْدٍ كَما حَلَّ الغَمامُ نِطاقَهُ
تُدِرُّ أَفاويقَ الغِنى نَفَحاتُها(31/192)
فَمَنْ مُبلِغٌ أَفناءَ خِندِفَ أنَّني
بِأَفْنِيَة ٍ مُخْضَرَّة ٍ عَرَصَاتُها
يَروحُ على صَحْبي بِأرجائِها النَّدى
وَتَغْدو بِأشعاري إليها رُواتُها
وَتَغليِ بأَسرارِ العُذَيبِ ضَمائري
وَلكِنْ قَليلٌ في النَّوى هَفَواتُها
وَتُطِرُ بني الذِّكرى فَأَشتاقُ فِتيَة ً
تَدورُ عَلى باغي القِرَى جَفَناتُها
وَأَكْتُمُ ما لَو شاع أَغرى بِيَ العِدا
فَبِالجِزْعِ أحلامٌ خَفيفٌ حَصاتُها
وَأَذكُرُ أَيَاماً بِجَرعاءِ مالِكٍ
رِقاقاً حَواشيها غِضاباً وُشاتُها
وَلَو عَلِمَتْ بَغدادُ أَنَّ ركائِبي
عَلى ظَمَأٍ لاَسْتَشْرَفَتْ لي صراتُها
ولكنَّها تحتَ الأَزمَّة ِ خُضَّعٌ
إذا جَأجَأتْ بي من بَعيدٍ سُقاتُها
فَأَوردَها الرَّأيُ الظَّهيريُّ مَسرْحاً
عَلى نُغَبٍ زرقٍ تَجَلَّتْ قَذاتُها
وَتِلْكَ رِكابي إنْ غَرضْنَ بِبَلْدَة ٍ
بَكَرْنَ وَلَمْ تَشْعُرْ بِسَيْري بُزاتُها
تَرودُ مَصابَ المُزْنِ أنّى تَلَوَّمَتْ
وَتُنْكِرُ أَفلاقَ الحَصَى ثَفَناتُها
فَلا خَيَّمَتْ إلاَّ لَدَيكُمْ مَدائِحي
وَلا ساقَها إلاّ إِلَيْكُمْ حُداتُها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> مجْدٌ على هامَة ِ العَيُّوقِ مَرْفوعُ
مجْدٌ على هامَة ِ العَيُّوقِ مَرْفوعُ
رقم القصيدة : 25978
-----------------------------------
مجْدٌ على هامَة ِ العَيُّوقِ مَرْفوعُ
راقَ الوَرى مِنْهُ مَرْئِيٌ وَمَسْمُوعُ
وسؤددٌ لم يجُبَّ الدَّهرُ غاربهُ
وغيرهُ في نديِّ الحيِّ مدفوعُ
طَرْفُ الحَسودِ غَضيضٌ دونَ غَايَتِه
وَسِنُّهُ بِبنان العَجْز مَقْروعُ
وَقَدْ وَرِثْنا هُما غُرّاً جَحا جِحة ً
أريبهمْ في النَّدى بالحمدِ مخدوعُ
لكنَّنا في زمانٍ ليتَ دابرهُ
بما يشقُّ على الأوغادِ مقطوعُ
غَاضَ الكرامُ كما فاضَ اللِّئامُ بِهِ
فالخيرُ مجتنبٌ والشَّرُّ متبوعُ
وما لهمْ نسبٌ لكنْ لهم نشبٌ
وكلُّ لؤمٍ بهِ في النّاسِ مرقوعُ
وَهَلْ يَضُرُّهُمُ أَنْ ليسَ عَمَّهُمُ(31/193)
عَمرُو العُلا هاشِمٌ وَالخَالَ يَربوعُ
وَهُمْ شِباعٌ رِواءٌ في الغِنى ، وَلَنا
أحسابُ آلِ أبي سفيانَ والجوعُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> رَنا، ونَاظِرُهُ بالسِّحْرِ مُكْتَحِلُ
رَنا، ونَاظِرُهُ بالسِّحْرِ مُكْتَحِلُ
رقم القصيدة : 25979
-----------------------------------
رَنا، ونَاظِرُهُ بالسِّحْرِ مُكْتَحِلُ
أَغْنُّ يمتارُ مِنْ أَلحَاظِهِ الغَزَلُ
فَرِحْتُ أَدنو بِقَلْبٍ هاجَهُ شَجَنٌ
وَراحَ يَنْأى بِخَدٍّ زانَهُ خَجَلُ
يَمشي كَما لا عَبَتْ الصَّبا غُصناً
ظَلَّتْ تَجورُ بِهِ طَوراً وَتَعْتَدِلُ
ذو وَجْنَة ٍ إِنْ جَنَتْ عَيْنُ الرَّقيبِ بها
وَرْدَ الحَياءِ كَساها وَرْسَهُ الوَجَلُ
كالشَّمْسِ إنْ غابَ عنّا فَهْيَ طالِعَة ٌ
وإِنْ أَطَلَّ عَلَيْنا غالَها الطَّفَلُ
نَخْشى عُيونَ العِدا يَعْتادُها شَوَسٌ
تَكادُ مِنْ وَقَداتِ الحِقْدِ تَشْتَعِلُ
إذا انتَضَلْنا أحاديثَ الهَوى عَلِقَتْ
بِنَظْرَة ٍ تَلِدُ البَغْضاءَ تَنْتَضلُ
واهاً لِعَصْرٍ يُعَنّينا تَذَكُّرُهُ
مَضى وفي الخَطْوِ مِن أيامِهِ عَجَلُ
بِمَنْزلٍ حَلَّ فيهِ الغَيْثُ حُبْوَتَهُ
حَتَّى استَهَلَّ عَليهِ عارِضٌ هَطِلُ
أَهدَى لنا صِحَّة ً تَقْوى النُّفوسُ بِها
نَسيمُهُ، وَأَثارَتْ ضَعفَهُ العِلَلُ
وَمَوقِفٍ ضَجَّ جيدُ الرِّيمِ مِنْ غَيَدٍ
فيهِ، وَأَزرى بأَلحاظِ المَها كَحَلُ
زُرنا بِهِ رَشأً يَرتادُ غِرَّتَهُ
ذو لِبْدَة ٍ بِنجادِ السيفِ مُشْتَمِلُ
يُديرُ كَأْسَيْنِ مِنْ لَحْظٍ وَمُبْتَسَمٍ
يُغْنيهِما عَنْ حَبابٍ ثَغْرُهُ الرَّتَلُ
وَيَنْثَني مِشْيَة َ النَّشْوانِ مِن تَرَفٍ
كأَنَّما قَدُّهُ مِنْ طَرْفِهِ ثَمِلُ
أَزْمانَ رَقَّتْ حَواشي الدَّهْرِ في دُوَلٍ
لا يَشْرئِبُّ إلَيها حادِثٌ جَلَلُ
كَأَنَّها بِنَدى المُسْتَظِهِر ارْتَجَعَتْ
رُوْقَ الشَّبيبَة ِ، حَتّى ماؤُها خَضِلُ
عَصْرٌ كَوَردِ الخُدودِ البيضِ قَد غَرَسَتْ(31/194)
يَدُ الحَياءِ بِهِ ما تَجْتَني القُبَلُ
وَعِزَّة ٌ دونَ أَدْناها مُمَنَّعَة ٌ
مِمَّا يُناجِي عَلَيهِ الفَرْقَدُ الوَعِلُ
فَالْعَدْلُ مُنْتَشِرٌ، والعَزْمُ مُجْتَمِعٌ
والعُمْرُ مُقْتَبَلٌ، والرَّأيُ مُكْتَهِلُ
ساسَ البَرِيَّة َ قَرْمٌ ماجِدٌ نَدِسٌ
غَمرُ للبَديهَة ِ نَدْبٌ حازِمٌ بَطَلُ
بِرَأْفَة ٍ ما تَخَطَّى نَحْوَها عُنُفٌ
وَمِنْحَة ٌ لَمْ يُكَدِّرْ صَفْوَهَا بَخَلُ
لَو كانَ في السَّلَفِ الماضِينَ إذ طَفِقَتْ
نَعْلُ اليَمانين يُرْخي شِسْعَها الزَّلَلُ
لَقَدَّمَتْهُ قُرَيْشٌ ثُمَّ ما وَلَغَتْ
لِلْبَغي في دَمِها صِفَّينُ وَالجَمَلُ
يَتْلو الأَثِمَّة َ مِن آبائِهِ، وَبِهِمْ
في كُلِّ ما أَثَّلوهُ يُضْرَبُ المَثَلُ
شُوسُ الحَواجِبِ في الهَيجاءِ إذ لَقِحَتْ
بِيضُ المَسافِرِ، وَهَّابونَ ما سُئِلوا
لَهُمْ مِنَ البيتِ ما طافَ الحَجيجُ بهِ
وَالسهلُ مِنْ سِرَّة ِ البَطحاءِ وَالجَبَلُ
إذا انتَضَى السَّيْفَ وارَى الأَرضَ بَحْرُ دَمٍ
تُضْحي فواقِعَهُ الهَاماتُ والقُلَلُ
شَزْرُ المَريرَة ِ، سَبَّاقٌ إلى أَمَدٍ
يَزْورُّ عَنْ شَأْوِهِ الهَيَّابَة ُ الوَكَلُ
يَرُوضُ أَفكارَهُ والحَزْمُ يُسْهِرهُ
وَلِلإصابَة ِ في أَعْقابِها زَجَلُ
حَتّى يَرى لَيْلَهُ بِالصُّبْحِ مُلتَثمِاً
وَقَدْ قَضى بِالكَرى لِلْعاجِزِ الفَشَلُ
يا خَيرَ مَنْ خَضَبَتْ أَخفافَها بِدَمٍ
حَتّى أُنيخَتْ إلى أَبوابِهِ الإِبلُ
بِها صَدى ً وَحِياضُ الجودِ مُتْرَعَة ٌ
لِلوارِدينَ عَلَيْها العَلُّ وَالنَّهَلُ
هُنِّيتَ بالقادِمِ المَيْمونِ طائِرُهُ
نَعْماءُ يَخْتال في أَفيائِها الدُّولُ
لَو تَسْتَطيعُ لَوَتْ شَوْقاً أَخادِعَها
إليك ثُمَّ إليه، الأَعصرُ الأوَلُ
أَهلاً بِمُنْتَجبٍ سُرَّتْ بِمَولِدِهِ
مِنْ هاشِمٍ خُلْفاءُ اللّهِ والرُّسُلُ
أَغَرُّ مُسْتَظْهِريٌّ يُسْتَضاءُ بهِ
تَبَلَّجَ السَّعْدُ عَنْهُ وهو مُقْتَبِلُ(31/195)
تَثْني الخِلافَة ُ عِطْفِيهَا بِهِ جَذَلاً
لا زالَ يَسْتَنُّ في أَعْطافِهَا الجَذَلُ
وَالخَيْلُ تَمْرَحُ مِنْ عُجْبٍ بِفارِسِها
وَالبيضُ تَبْسِمُ في الإَغمادِ وَالأَسَلُ
هذا الهِلالُ سَتَجْلُوهُ العُلا قَمَراً
تُلقى إلَيهِ عِنانَ الطَّاعة ِ المُقلُ
فَرْعٌ تَأَثَّلَ بِالعَبَّاسِ مَغْرِسُهُ
وَأَصْلُهُ بِرَسَولِ اللّهِ مُتَّصِلُ
أَعطاكَ رَبُّكَ في الأولادِ ما بَلَغَتْ
أَجدادُهُم فيك حَتّى حُقِّقَ الأَمَلُ
العصر العباسي >> البحتري >> متى لاح برق أو بدى طلل قفر
متى لاح برق أو بدى طلل قفر
رقم القصيدة : 2598
-----------------------------------
متى لاح برق أو بدى طلل قفر
جرى مستهل لا بكيء ولا نزر
وَما الشّوْقُ إلاّ لَوْعَةٌ بَعدَ لَوْعَةٍ،
وَغُزْرٌ منَ الآمَاقِ، يَتبَعُها غُزْرُ
فَلا تَذكُرَا عَهدَ التّصابي، فإنّهُ
تَقَضّى وَلَمْ نَشعُرْ بهِ، ذلكَ العَصْرُ
سَقَى الله عَهْداً من أُناسٍ تَصَرّمتْ
مَوَدّتُهُمْ، إلاّ التّوَهّمُ والذّكرُ
وَفَاءٌ منَ الأيّامِ رَجْعُ حدُوجِهمْ،
كما أنّ تَشرِيدَ الزّمانِ بهمْ غَدْرُ
هَلِ العَيْشُ إلاّ أنْ تُسَاعِفَنَا النّوَى
بوَصْلِ سُعَادٍ، أوْ يُسَاعدَنا الدّهرُ
عَلى أنّها مَا عندها لمُوَاصِلٍ
وِصَالٌ، وَلا عَنها لمُصْطَبِرٍ صَبرُ
إذا ما نَهَى النّاهي، فلَجّ بيَ الهَوَى،
أصاختْ إلى الوَاشِي، فلَجّ بها الهَجرُ
تَوَهّمْتُها ألوَى بأجفانهَا الكَرَى،
كرَى النّوْمِ، أو مالتْ بأعطافها الخَمرُ
لعَمْرُكَ ما الدّنْيا بناقصَةِ الجَدى،
إذا بَقيَ الفَتحُ بنُ خاقَانَ والقَطْرُ
فَتىً لا يَزَالُ، الدّهرَ، حَوْلَ رِباعِهِ
أيَادٍ لَهُ بِيضٌ، وأفنيَةٌ خُضْرُ
أضَاءَ لَنَا أُفْقَ البلادِ، وَكَشّفَتْ
مَشاهدُهُ ما لا يُكَشّفُهُ الفَجرُ
بوَجهٍ هوَ البَدرُ المُنيرُ نَفَى الدّجَى
سَناهُ، وأخلاقٍ هيَ الأنجُمُ الزُّهْرُ
غَمَامُ سَمَاحٍ ما يَغُبُّ لَهُ حَيَا،(31/196)
وَمِسْعَرُ حَرْبٍ ما يَضِيعُ لهُ وِتْرُ
وَحَارِسُ مُلْكٍ مَا يَزَالُ عَتَادَهُ
مُهَنَّدَةٌ بِيضٌ، وَخَطِّيّةٌ سُمْرُ
يصُونُ بَنُو العَبّاسِ سطوَةَ بأسِهِ،
لشَغْبٍ غَدى يَعتادُ، أو حادِثٍ يَعرُو
يَبيتُ لَهُمْ حَيثُ الأمَانَةُ والتّقَى،
وَيَغدو لَهُمْ حيثُ الكفاَيةُ والنّصرُ
يَعُدُّ انتقاضاً أنْ تُطَاوِلَهُمْ يَدٌ،
وَيَعْتَدُّ وزْراً أنْ يَغُشّهُمُ صَدْرُ
تَوَاضَعَ منْ مَجدٍ، فإن هوَ لم يكنْ
لَهُ الكِبْرُ في أكْفَائِهِ فَلَهُ الكُبْرُ
وَذُو رِعَةٍ لا يَقْبَلُ الدّهرَ خِطّةً،
إذا الحمدُ لم يَدلُلْ عَلَيها وَلاَ الأجْرُ
فِدَاكَ رِجَالٌ باعَدَ المَنْعُ رِفْدَهُمْ،
فلا الخُمسُ وِرْدٌ من نَداهمْ ولا العُشرُ
ألامَتْ سَجَايَاهُمْ، وَضَنّتْ أكُفُّهم،
فإحسانُهُمْ سُوءٌ، وَمَعْرُوفُهُمْ نُكرُ
يكونُ وُفُورُ العِرْضِ هَمّاً دونَهمْ
إذا كانَ هَمُّ القَوْمِ أن يَفِرَ الوَفْرُ
وَلَوْ ضَرَبُوا في المَكْرِمَاتِ بسَهمَةٍ،
لَكَانَ لهمْ فيها اللَّفَا، ولَكَ الكَثرُ
بَقَاءُ المَساعي أنْ تُمَدّ لكَ البقا،
وَعُمْرُ المَعَالي أنْ يَطُولَ بكَ العُمْرُ
لقَدْ كَانَ يَوْمُ النّهرِ يَوْمَ عَظيمةٍ،
أطَلْتَ، وَنَعماءٍ جَرَى بهما النّهرُ
أجَزْتَ عَلَيْهِ عابراً، فَتسَاجلَتْ
أواذِيهِ لَمّا أنْ طَما فَوْقَهُ البَحرُ
وَزَالَتْ أوَاخي الجسرِ، وانهَدَمَتْ بهِ
قَوَاعِدُهُ العُظْمَى، وَمَا ظَلَمَ الجسرُ
تَحَمّلَ حِلْماً مثلَ قُدْسٍ، وَهمّةً
كَرَضْوَى، وَقَدْراً لَيسَ يَعدِلُه قدرُ
ولَوْلا دِفاعُ الله عَنْكَ وَمنّةٌ
عَلَيك، وَفَضْلٌ من مَوَاهِبِهِ غَمْرُ
لأظلَمَتِ الدّنيا، ولانقَضّ حُسنُها،
وَلا نحَتّ من أفنانَها الوَرَقُ الخُضْرُ
وَلَمّا رأيْتَ الخَطْبَ ضَنْكاً سَبِيلُهُ،
وَقد عَظُمَ المَكرُوهُ واستُفْظِعَ الأمرُ
صرَمتَ فلَمْ تَقعُدْ بحَزْمِكَ حيرَةُ الـ
ـمَرُوعِ، وَلَمْ يَسْدُدْ مَذاهبَك الذّعرُ(31/197)
وَماَ كَانَ ذاكَ الهَوْلُ إلاّ غَيَابَةً،
بَدا طالعاً منْ تَحْتِ ظُلمَتها البَدْرُ
فإنْ نَنْسَ نُعْمَى الله فيكَ فحَظَّنا
أضَعْنا، وإنْ نَشكُرْ فقد وَجَب الشكرُ
أرَاكَ بعَينِ المُكتَسي وَرَقَ الغنى،
بآلائكَ اللاّتي يُعَدّدُها الشّعرُ
وَيُعجبُني فَقرِي إلَيكَ، وَلم يَكُنْ
ليُعجبَني، لَوْلا مَحَبّتُكَ، الفَقْرُ
وَوَالله لا ضَاعَتْ أيَادٍ أتَيْتَهَا
إليّ، وَلا أزْرَى بمَعْرُوفها الكُفْرُ
وَمَا لِيَ عُذْرٌ في جُحُودِكَ نعْمَةً،
وَلَوْ كَانَ لي عُذْرٌ لَمَا حسُنَ العُذْرُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> رَعى الله نَفْسي ما أَشَدّ اصْطبارَها
رَعى الله نَفْسي ما أَشَدّ اصْطبارَها
رقم القصيدة : 25980
-----------------------------------
رَعى الله نَفْسي ما أَشَدّ اصْطبارَها
ولو طلبتْ غيرَ العلا ما تعنَّتِ
إذا ذُكِرَ المَجْدُ التَّليدُ تَلفَّتَتْ
إليهِ بعينيْ ثاكلٍ وأرنَّتِ
فليتَ اعتراضَ اليأسِ دونَ رجائها
ثَنى غَرْبَها أَوْ أَدْرَكِتْ ما تَمَنَّتِ
ولولا دواعي همَّة ٍ أمويَّة ٍ
تذكِّرها أجدادها لاطمأنَّتِ
تحنُّ إلى حربٍ أخوضُ غمارها
بِجُرْدٍ يُبارِينَ القَنا في الأَعِنَّة ِ
ويومٍ عبوسٍ ضيِّقٍ حجراتهُ
تُضاحِكُهُ تَحْتَ العَجَّاجِ أَسِنَّتِي
ولَمَّا رَأَتْ أنّ الثَّراءَ يَخُونُها
لَوَتْ جِيدَها عَما تَمنَّتْ وَظَنَّتِ
وما استهدفتْ للذُّلِّ حينَ تكدَّرتْ
عَلَيْها اللَّيالي، فَالقَناعَة ُ جُنَّتي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> النَّجمُ يُبْعِدُ مَرمْى طَرفِهِ السّاجي
النَّجمُ يُبْعِدُ مَرمْى طَرفِهِ السّاجي
رقم القصيدة : 25981
-----------------------------------
النَّجمُ يُبْعِدُ مَرمْى طَرفِهِ السّاجي
وَاللَّيلُ يَنْشُرُ مُرْخى فَرْعِهِ الدّاجي
وَيَهْتَدي الطَّيْفُ تُغْويهِ غَياهِبُهُ
بِكَوْكَبٍ فُرَّ عَنْهُ الأُفْقُ وَهّاجِ
طَوى إلى نَقَوَيْ حُزْوَى عَلى وَجَلٍ(31/198)
نَهْجاً يُكَفْكِفُ غَرْبَ الأَعْيَسِ النّاجي
وَدونَ ما أَرْسَلتْ ظَمياءُ شِر ذِمَة ٌ
أَلقَوْا َمراسِيَهُمْ في آلِ وَسّاج
مِن نائلٍ وَعَديٍّ في عَضادَتِها
أَو آلِ نَسْرِ بنِ وهبٍ أَو بَني ناجِ
قَوْمٌ يَمانونَ، وَالمَثْوَى عَلى إضَمٍ
لِلهِ ما جَرَّ تأويبي وَإدْلاجي
رَمى بِهِمْ شَقَّ يُسراهُ إلى عُصَبٍ
سُدَّتْ بِهِمْ لَهَواتُ الأَرضِ أَفواج
فَهاجَ وَجْداً كَسِرِّ النَّارِ تُضْمِرُهُ
جَوانِحٌ مِنْ نَزيعِ الهَمِّ مُهْتاجِ
إذا التَّذَكُّرُ أَغْرَتني خَيالتُها
بِهِ رَجَعْتُ إلى الأَشواقِ أَدراجي
غَرْثَى للوِشاحِ وَسَلوى قُلْبِها شَرِق
مِنْ مِعْصَمَيْ طَفْلَة ٍ كَالرِّيمِ مِغْناجُ
كأَنَّها فَنَنٌ مالَ النَّسيمُ بِه
عَلى كَثيبٍ وَعاهُ الطَلُّ رَجْراجِ
بَدَتْ لَنا كَمَهاة ِ الرَّمْلِ تَكنْفُهُا
هِيفُ الخَواصِرِ مِن طَيٍّ وَإدْماجِ
تَشْكو بِأَعيُنِها صَوتاً تُراعُ بهِ
لِناعِبٍ بِفِراقِ الحَيِّ شَحّاجِ
فَقُلْتُ لِلرَّكْبِ والحادي يُساعِدُهُ
بِشَدْوِهِ ، وَكِلا صَوْتَيْهِما شاجِ-
مَباسِمٌ ما أرى تَجْلو لَنا بَرَداً
أمِ اسْتَطارَتْ بُروقٌ بَيْنَ أَحْداجِ
وَهَزَّة ُ السَّيْرِ أَنْسَتْهُمْ مَعاطِفَهُمْ
مِن كُلِّ زَيَّافَة ٍ كَالفَحْلِ هِمْلاجِ
وَكُلُّهمْ يَشْتَكي بَثّاً عَلى كَمَدٍ
بَيْنَ الجَوانِحِ والأَضْلاعِ وَلاّج
مُوَلَّهٌ كَنَزيفٍ بُزَّ ثَرْوَتُهُ
بِذى رِقاعٍ لِصَفْوِ الرّاحِ مَجَّاجِ
إِذا صَحا عاوَدَتْهُ نَشْوَة ٌ فَثَنى
يَداً على أسْحَمِ السِّربالِ نشَّاجِ
وَهُمْ غِضابٌ على الأَيَّامِ ، لا حَسَبٌ
يُرعَى ، ولا مَلْجَأُ فيهنَّ لِلاّجي
يا سَعْدُ ذا اللِّمَّة ِ المُرْخاة ِ ما عَلِقَتْ
مِنْكَ الخُطوبُ بِكابي الزِّندِ هِلباجِ
دَهْرٌ تَذَأَّبَ مِنْ أَبْنائِهِ نَقَدٌ
فأُوطِئَتْ عَرَبٌ أَعقابَ أَعْلاجِ
وَأَيْنَعَ الهامُ لكِنْ نامَ قاطِفُها
فَمَنْ لَها بِزِيادٍ أوْ بِحَجّاجِ(31/199)
وَكَمْ أَهَبْنا إِلَيها بِالمُلوكِ فَلَمْ
تَظْفَرْ بِأَرْوَعَ لِلْغَمَّاءِ فَرَّاجِ
وَأَنْتَ يَا بنَ أبي الغَمْرِ الأَغرِّ لَها
فَقُلْ لِذَوْدٍ أَضاعوا رَعْيَها : عاجِ
وَأَلْقِحِ الرّأْيَ يُنْتِجْ حادِثاً جَلَلاً
إِنَّ الحَوامِلَ قَدْ هَمَّتْ بِإخْداجِ
وَإنْ َكوَيْتَ فَأَنضِجْ غَيْرَ مُتَّئِدٍ
لا نَفْعَ لِلْكَيِّ إِلاّ بَعْدَ إِنْضَاجِ
أَلَسْتَ أَغزَرَهُمْ جُودَينِ، شَوبُهُما
دَمٌ ، وَأَوْلاهُمُ فَوْدَيْنِ بِالتَّاجِ
هَلْ يَبْلَغونَ مدى ً يَطوي اللُّغوبُ بِهِ
أَذيالَ مَنْشُورة ِ الأَعرافِ مِهداجِ
أَمْ يَملِكونَ سَجايا وُشِّحَتْ كَرَماً
وَأُلْهِجَتْ بِالمَعالي أَيِّ إلهاجِ
مَتى أَراها تَثيرُ النَّقْعَ عابِسَة ً
تَرديِ بِكُلِّ طَليقِ الَوجْهِ مِبلاجِ
وَلاّجِ بابٍ أناخَ الخَطْبُ كَلْكَلَهُ
بِهِ وَمِنْ غَمَراتِ المَوْتِ خَرّاجِ
في غِلْمَة ٍ كَضواري الأُسْدِ أَحْنَقَها
رِزُّ العِدا دون غاباتٍ وأحْراجِ
مِنْ فَرْعِ عَدْنانَ في أَزْكى أَرومَتِها
كَالبَحْرِ يَدْفَعُ أَمواجاً بأَمْواجِ
إذا الصَّريخُ دَعاهُمْ أَقْبَلوا رَقصاً
إلى الوَغى قَبْلَ إِلْجامٍ وإِسْراجِ
يَرْمي بِهِمْ سَرَعانَ الخَيْلِ شاحِبَة ُ
تَلُفُّ في الرَّوْعِ أَعْراجاً بِأَعْراجِ
بِحَيثُ يَنْسى الحِفاظَ المُرَّ حاضِرَهُ
وَالطَّعْنُ لا يُتَّقى إلاّ بِأَثباجِ
ولا يَذودُ كَمِيٌّ فيهِ عَنْ حُرَمٍ
وَلا يُحامي غَيورٌ دونَ أَزواجِ
حَتّى يَمجَّ غِرارُ المَشْرَفِيِّ دَماً
وَالرُّمْحُ ما بينَ لَبّاتٍ وَأَوداجِ
نَمَتْكَ مِنْ غالِبٍ أَقْمارُ داجِيَة ٍ
تَحِلُّ مِنْ ظُلَلِ الهَيْجا بِأَبْراجِ
قَوْمٌ حَوى الشَّرَفَ الوَضّاحَ أَوَّلُهُمْ
وَالناسُ بَيْنَ سُلالاتٍ وَأَمشاجِ
يَمْري أكُفَّهُمُ إنْ حارَدَتْ سَنَة ٌ
فَيَسْتَدِرُّ أَفاويقَ الغِنى الرّاجي
لَنْ يَبْلُغَ المَدْحُ في تَقْريظِ مَجْدِهُمُ
مَداهُ حَتّى كَأَنَّ المادِجَ الهاجي(31/200)
مَهْلاً فَلا شَأْوَ بَعْدَ النَّجْمِ تُلْحِفُهُ
مُلاءَة ً قَدَمُ السّاعي بإِرهاجِ
اللّهُ يَعْلَمُ والأَقْوامُ أَنَّ لَكُمْ
عِنْدَ الفَخارِ لِساناً غَيْرَ لَجْلاجِ
وَالدَّهْرُ يُثْني بِما نُثْني عَلَيْكَ بِهِ
وَما بِمُطْريكَ منْ عِيٍّ وَإِرْتاجِ
وَقَدْ أَغَذَّ إِلَيكَ العِيدُ مُغْتَرِفاً
مِن ذي فُروغٍ مُلِثِّ الوَدقِ ثَجّاج
وكُل أيّامِكَ الأَعْيادُ ضاحكَة ً
عَنْ رَوضَة ِ جادَها الوَسميُّ مِبهاجِ
فَأَرْعِ سَمْعِكَ شِعْراً يَسْتَلِذُ بِهِ
رَجْعُ الغِناءِ بِأَرْمالٍ وَأَهْزاجِ
لَولا الهَوى لَرَمَيْنا اللَّيْلَ عَنْ عُرَضٍ
بِأَرْحَبِيٍّ ، لِهامِ البِيدِ ، شَجَاجِ
وَمَنْ أَزارَكَ لِلعَلياءِ هِمَّتَهُ
فَلَيسَ يَرضْى بِمُزْجاة ٍ مِنَ الحاجِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خليليَّ إنَّ العمرَ ودَّعتُ شرخهُ
خليليَّ إنَّ العمرَ ودَّعتُ شرخهُ
رقم القصيدة : 25982
-----------------------------------
خليليَّ إنَّ العمرَ ودَّعتُ شرخهُ
وَما في مَشيبي مِنْ تَلافٍ لِفارِطِ
أَلَمْ تَعْلَما أَنِّي أَنِسْتُ بِعُطْلَة ٍ
مخافة َ أنْ أبلى بخدمة ِ ساقطِ
فلا تدعواني للكتابة ِ إنَّها
طماعة ُ راجٍ في مخيلة ِ قانطِ
ينافسني فيها رعاعٌ تهادنوا
على دَخَنٍ مِنْ بَيْنِ راضٍ وسَاخِطِ
وأنكرتِ الأقلامُ منهمْ أناملاً
مهيَّأة ً أطرافها للمشارطِ
لئن قدَّمتهم عصبة ٌ خانها النُّهى
فَهَلْ ساقِطٌ لَمْ يَحظَ يَوْماً بِلاقِطِ
وَأَيُّ فَتى ما بَينَ بُرْدَيَّ قَابِضٍ
عَنِ الشَّرِّ كَفَّيهِ، وَلِلْخَيْرِ باسِطِ
وَمُعْتَجرٍ بِالْحِلْمِ وَالسِّلْمُ تُبْتَغَى
وَلِلْجَأْشِ في بُحْبوحَة الحَرْبِ رابِطِ
وَلَكنَّنِي أَغْضَيْتُ جَفْنِي عَلى القَذَى
وَلَمْ أَرْضَ إِدْراكَ العُلا بِالوَسائِطِ
أقولُ لذي الباعِ الطَّويلِ عويمرٍ
ومنْ شيمتي نصحُ الصَّديقِ المخالطِ
هُو الدَّهْرُ لا تَبْغِ الحَقِيقَة عِنْدَهُ(31/201)
وَإنْ شِئْتَ أَنْ تُكْفَى أَذاهُ فَغَالِطِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> لَمَعَتْ كَناصِيَة ِ الحِصانِ الأَشْقَرِ
لَمَعَتْ كَناصِيَة ِ الحِصانِ الأَشْقَرِ
رقم القصيدة : 25983
-----------------------------------
لَمَعَتْ كَناصِيَة ِ الحِصانِ الأَشْقَرِ
نارٌ بِمُعْتَلِجِ الكَثيبِ الأَعْفَرِ
تَخْبو وَتُوقِدُها وَلائِدُ عامِر
بالمندليِّ وبالقنا المتكسِّرِ
فَتَطارَحَتْ مُقَلُ الرَّكائِبِ نَحْوَها
وَلَنا بِرامَة َ وِقْفَة ُ المُتَحَبِّرِ
وَهَزَزْتُ أَطْرافَ السِّياطِ فَأَرْقَلَتْ
وبها مراحُ الطّارقِ المتنوِّرِ
حِنّي رُوَيْداً ناقُ إِنَّ مُناخَنا
بعنيزتينِ، ونارها بمحبرِ
فمتى اللِّقاءُ ودونَ ذلكَ فتية ٌ
ضربتْ قبابهمُ بقنَّة ِ عرعرِ
وَأَسِنَّة ُ المُرّانِ حَولَ بُيوتِهِمْ
شدَّتْ بها عذرُ العتاقِ الضُّمَّرِ
فهمُ يشّبونَ الحروبَ إذا خبتْ
بِالبِيضِ تَقْطِرُ بالنَّجيعِ الأَحْمَرِ
يا أختَ مقتحمِ الأسنَّة ِ في الوغى
لَولا مُراقَبَة ُ العِدا لَم تُهْجَري
هل تأمرينَ بزورة ٍ من دونها
حدقٌ تشقُّ دجى الظَّلامِ الأخضرِ
أَأُصانِعُ الأَعْداءَ فيكِ وَطالَما
خضبَ القنا بدماءِ قومكَ معشري؟
وَيَروعُني لَغَطُ الوُشاة ِ ، وَقَبْلَنا
حكمتْ قبائلُ خندفٍ في حميرِ؟
لأشارفنَّ إليكِ كلَّ تنوفة ٍ
زوراءَ تعقرُ بالمشيحِ الأزورِ
فلكمْ هززتُ إليكِ أعطافَ الدجى
وركبتُ هادية َ الصَّباحِ المسفرِ
نفسي فداؤكِ من عقيلة َ معشرٍ
مَنَعوا قُضاعَة َ بِالعَديدِ الأَكْثَرِ
أَلِفَتْ ظِباءَ الوَادِيَيْنِ ، فَعِنْدَها
حَذَرُ الغَزالَة ِ والْتِفافُ الجُؤْذَرِ
وَبِمَنْشِطِ الحَوْذانِ خَمْسَة ُ أَرْسُمٍ
تَبْدو فَأَحْسَبُهُنَّ خَمْسَة َ أَسْطُرِ
وافَيْتُها وَالرَّكْبُ يَسْجُدُ لِلْكَرى
والعيسُ تركعُ بالحزيزِ الأوعرِ
فَوَقَفْتُ أَسْأَلُها وَفي عَرَصاتِها
طربُ المشوقِ وحنَّة ُ المتذكِّرِ
وكأنَّ أطلالاً بمنعرجِ اللَّوى(31/202)
أشلاءُ قتلاكَ الَّتي لم تقبرِ
أَخْلَيْتَ مِنْها الشّامَ حِينَ تَظَلَّمَتْ
منها، ومن يستجدِ عدلكَ ينصرِ
فقشرتَ بالعضبِ الجرازِ قشيرها
وقلعت بالأسلاتِ قلعة َ جعبرِ
شمّاءُ تلعبُ بالعيونِ، وترتدي
هضباتها حللَ السَّحابِ الأقمرِ
وتحلُّها عصبٌ تضرِّمُ للقرى
شذبَ الأراكِ زهادة ً في العنبرِ
قومٌ حصونهم الأسنَّة ُ والظُّبا
وَالخَيْلُ تَنْحِطُ في مَطارِ العِثْيَرِ
ألفوا ظهورَ المقرباتِ وما دروا
أنَّ المصيرَ إلى بطونِ الأنسرِ
فَخَبَتْ بِبَأْسِكَ فِتْنَة ٌ عَرَبِيَّة ٌ
كانَتْ تُهَجْهِجُ بِالسَّوامِ النّفَّرِ
وفتحتَ أنطاكيَّة َ الرّومَ الَّتي
نشزتْ معاقلها على الإسكندرِ
وكفى معزَّ الدّينِ رأيكَ عسكراً
لجباً يجنِّحُ جانبيهِ بعسكرِ
وطئتْ مناكبها جيادكَ فانثنتْ
تلقي أجنَّتها بناتُ الأصقرِ
تردي كما نسلتْ سراحينُ الغضى
قُبْلَ العُيونِ بِجِنَّة ٍ مِنْ عَبْقَرِ
وَتَرَى الشُّجاعَ يُديرُ في حَمْسِ الوَغى
حَدَقَ الشُّجاعِ يَلُحْنَ تَحْتَ المِغْفَرِ
فتناوشَ الأسلُ الشَّوارعُ أرضها
وَالخَيْلُ تَعْثُرُ في العَجاجِ الأَكْدَرِ
رُفِعَتْ منارُ العَدْلِ في أَرْجائِها
فاللَّيْثُ يَخْضَعُ لِلْغَزالِ الأَحْوَرِ
وَتَرَشَّفَ العافونَ مِنْكَ أَنامِلاً
يَخْلُفْنَ غادِيَة َ الغَمامِ المُغْزِرِ
وردوا نداكَ فأصدرتْ نفحاتهُ
عَنْكَ المُقِلَّ يَجُرُّ ذَيْلَ المُكْثِرِ
وَصَبا الدُّهورِ إِلَيْكَ بَعْدَ مُضِيِّها
لترى نضارة َ عصركَ المتأخِّرِ
فغدا بها الإسلامُ يسحبُ ذيلهُ
مرحاً ويخطرُ خطرة َ المتبخترِ
إِيْهاً فَقَدْ أَدْرَكْتَ مِنْ شَرَفِ العُلا
ما لم ينل، وذخرتَ ما لم يذخرِ
وَبَلَغْتَ غايَة َ سُؤْدَدٍ لَمْ يُلْفِهِ
كِسْرى ، وَلا عَلِقَتْهُ هِمَّة ُ قَيْصَرِ
فإذا استجارَ بك العفاة ُ تبيَّنوا
أثرَ السَّماحِ على الجبينِ الأزهرِ
وَرَأَوا عُلا إِسْحاقَ شَيَّدَ سَمْكَها
كرمُ الرَّضيَّ، فيالهُ من مفخرِ(31/203)
ومناصباً فرعتْ ذؤابة َ فارسٍ
لم يستبدَّ بهنَّ آلُ المنذرِ
يا صاحبيَّ دنا الرَّحيلُ فقربِّا
وَجْناءَ تَكْفُلُ بِالغِنى لِلْمُقْتِرِ
وَتَجُرُّ أَثْناءَ الزِّمامِ إلى فَتًى
خَضِلِ الأَنامِلِ ، كِسْرَوِيِّ المَفْخَرِ
فَمَطالعُ البيْداءِ تَعْلَمُ أَنَّني
أَسْري وأَعْنُفُ بِالمَهارَى الحُسَّرِ
وأحبِّرُ الكلمِ الَّتي لا أرتضي
مِنها بِغَيْرِ الشّارِدِ المُتَخَيَّرِ
وَجَزالَة ُ البَدَوِيِّ في أَثْنائِهِ
مفترَّة ٌ عن رقَّة ِ المتحضِّرِ
وإليكَ يلتجئُ الكريمُ، ويتَّقي
بكَ ما يحاذرُ، والنَّوائبُ تعتري
وَالأَرْضُ دارُكَ ، والبَرايا أَعْبُدٌ
وَعلى أَوامِرِكَ اخْتِلافُ الأَعْصُرِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> عَجِبْتُ لِمَنْ يَبْغي مَداي وَقَدْ رَأَى
عَجِبْتُ لِمَنْ يَبْغي مَداي وَقَدْ رَأَى
رقم القصيدة : 25984
-----------------------------------
عَجِبْتُ لِمَنْ يَبْغي مَداي وَقَدْ رَأَى
مَساحِبَ ذَيْلي فَوْقَ هامِ الفَراقِدِ
وَلي نَسَبٌ في الحَيِّ عالٍ يَفاعُهُ
رَحِيبُ مَساري العِرْق زِاكي المَحاتِدِ
وفيَّ منَ الفضلِ الّذي لوْ ذكرتهُ
كفاني أنْ أزهى بجدٍّ ووالدِ
ورثنا العلا وهيَ الَّتي خلقتْ لنا
وَنَحنُ خُلِقْنا لِلْعُلا وَالمَحامِدِ
أَباً فَأبَا مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ وَهكذا
إِلى آدَمٍ لَمْ يَنْمِنا غِيْرُ مَاجِدِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> جهدُ الصَّبابة ِ أن أكونَ ملوما
جهدُ الصَّبابة ِ أن أكونَ ملوما
رقم القصيدة : 25985
-----------------------------------
جهدُ الصَّبابة ِ أن أكونَ ملوما
وَالوَجْدُ يُظِهْرُ سِرِّيَ المَكْتوما
يا صاحبيَّ ترَّفقا بمتيَّمٍ
نزف الصَّبابة ُ دمعهُ المسجوما
وَأَضَاءَ بَرْقٌ كادَ يَسْلُبُهُ الكَرى
فتقصَّيا نظراً إليهِ وشيما
وتعلَّما أنَّي أجيلُ وراءهُ
طَرْفاً يُثيرُ على الفُؤادِ هُموما
لولا أُميمة ُ ما طَرِبْتُ لِبارقٍ
ضَرِمِ الزِّنادَ، وَلا انْتَشَقْتَ نَسيما(31/204)
فقفا بحيثُ محا مساحبَ ذيلها
نَكْباءُ غادَرَتِ الدِّيارَ رُسوما
وَالنُّؤْيُ أَنْحَلَهُ البِلى ، فَكَأَنَّها
أهدتْ إليهِ سوارها المفصوما
لازالَ مُرْتَجِزُ الغَمامِ بِرَبْعِها
غدقاً وخفّاقُ النَّسيمِ سقيما
ما أنسَ لا أنسَ الوداعَ وقولها
والثَّغرُ يجلو اللُّولؤَ المنظوما
لا تقربِ البكريّ إنَّ وراءهُ
من أسرتيهِ جحا جحا وقروما
فَخَرَتْ عَلَيَّ الوائِلِيَّة ُ ضَلَّة ً
كفِّى وغاكِ فقد أصبتِ كريما
إنْ تَفْخَري بِبَنى أبيكِ فَإِنَّ لي
مِنْ فَرْعِ خِنْدِفَ ذِرْوَة ً وَصَميما
حدبت عليَّ قبائلٌ مضرَّية ٌ
طلعتْ عليكِ أهلَّة ً ونجوما
آتاهمُ الله النُّبوَّة َ والهدى
وَالمُلْكَ مُرْتَفِعَ البِناءِ عظيما
وسما بإبراهيمَ ناصرِ دينهِ
شرفُ الخليلِ أبيهِ إبراهيما
متهلِّلٌ يحمي حقيقة َ عامرٍ
بالسَّيفِ عضباً والنَّوالِ جسيما
ويهزُّهُ نغمُ الثَّناءِ كأنَّهُ
مُتَسَمِّعٌ هَزَجَ الغِناءِ رَخيما
وَالجارُ يَأمَنُ في ذَرَاهُ كَأَنَّما
عقدتْ مكارمهُ عليهِ تميما
يغدو لحالية ِ الرَّبيعِ مجاوراً
وَلِصَوْبِ غادِيَة ِ الغَمامِ نَديما
وَلَهُ ذِمامُ أَبيهِ حَزْنٍ إنْ جَرَتْ
ريحُ الشِّتاءِ عَلى السَّوامِ عَقيما
وَلِفارِسِ الهَرّارِ فيهِ شَمائِلٌ
لقحتْ بها الحربُ العوانُ قديما
من معشرٍ بيضِ الوجوهِ توشَّحوا
شيماً خلقنَ من العلا وحلوما
إنْ أقدموا برزوا إليكَ صوارماً
أو أنعموا مطروا عليكَ غيوما
تَلْقى الكُماة َ الصِّيْدَ حَولَ بُيوتِهِمْ
وَالخَيْلَ صافِنَة ً تَلوكُ شَكيما
وَكَتيبَة ٍ مِنْ سِرِّ جَوثَة َ فَخْمَة ٍ
كَالأُسْدِ تَمْلأُ مِسْمَعَيْكَ نَئيما
زَخَرَتْ بِهِمْ أُمُّ البَنينَ فَأَقْبَلوا
كالمشرفيَّة ِ نجدة ً وعزيما
وَإذا العُمومَة ُ لَمْ تُشَجْ بِخُؤولَة ٍ
خَرَجَ النّسيبُ بها أَغَرَّ بَهيما
ومرنَّحينَ من النُّعاسِ بعثتهم
والعينُ تكسرُ جفنها تهويما
فسرتْ بهم ذللُ المطيِّ لواغباً
تهفو إلى آلِ المسيّبِ هيما(31/205)
قومٌ إذا طرقَ الزَّمانُ بحلدثٍ
لم يلفَ مارنُ جارهمْ مخطوما
يَتَهلَّلونَ إلى العُفاة ِ بِأَوْجُهٍ
رَقَّتْ، وَقَدْ غَلُظَ الزَّمانُ أَديما
ياسَيِّدَ العَرَبِ الأُلى زيدوا بِهِ
شرفاً بميسمِ عزَّة ٍ مرقوما
نشأتْ قناتكَ في فروعِ هوزانٍ
رَيّا المَعاقِدَ لا تُسِرُّ وُصوما
وَلِحاسِديكَ، وأنت مُقْتَبَلُ الصِّبا
كمدٌ يكادُ يصدِّعُ الحيزوما
لا عذرَ للقيسيِّ يضربُ طوقهُ
طَرَفَ اللَّبانِ وَلا يَسودُ فَطيما
العصر العباسي >> الأبيوردي >> كبدٌ تذوبُ ومدمعٌ هطلُ
كبدٌ تذوبُ ومدمعٌ هطلُ
رقم القصيدة : 25986
-----------------------------------
كبدٌ تذوبُ ومدمعٌ هطلُ
فَمتى يُوَرِّعُ صَبْوَتي عَذَلُ
ماذا يرومُ به العذولُ وكمْ
يلوي عليهِ لسانهُ الخطلُ
أَمّا السُّلُوُّ فَإِنَّ مَطْلَبَهُ
صعبٌ ولكنْ أدمعي ذللُ
وَبِمُهْجَتِي رَشَأٌ كَأَنَّ بِهِ
ثملاً يميلُ بهِ ويعتدلُ
كالمسكِ في لونٍ وفي أرجٍ
يُمْتارُ مِنْهُ العَنْبَرُ الشَّمِلُ
فَجَلا صَباحَ الشَّيْبِ حِينَ حَكى
ليلَ الشَّبيبة ِ ثغرهُ الرَّتلُ
يا لائِمي، وَجَانِحِي دَمِيَتْ
وَجْداً بِهِ، وَالْقَلْبُ مُخْتَبَلُ
تَهْوى الظِّباءَ الكُحْلَ أَعْيُنُها
وَتَعِيبُ ظَبْياً كُلُّهُ كَحَلُ
قدْ صيغَ منْ حبِّ القلوبِ كما
نَفَضَتْ عَلَيْهِ سَوادَها المُقَلُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> رنتْ إليَّ وظلُّ النَّقعُ ممدودُ
رنتْ إليَّ وظلُّ النَّقعُ ممدودُ
رقم القصيدة : 25987
-----------------------------------
رنتْ إليَّ وظلُّ النَّقعُ ممدودُ
سوابقُ الخيلِ والمهريَّة ُ القودُ
فَما غَمَدْنَ عَنِ الأَسْيافِ أَعُيُنَها
إلاّ ومسلولها في الهامِ مغمودُ
أَفْعالُنا غُرَرٌ فَوقَ الجِباهِ لَها
وللحجولِ دمُ الأعداءِ مورودُ
أنا ابنها ورماحُ الخطِّ مشرعة ٌ
وللكماة ِ عنِ الهيجاءِ تعريدُ
مِنْ كُلِّ مُرْتَعِدِ العِرْنينِ، يَحْفِزُهُ
رَأيٌ جَميعٌ، وَطِيّاتٌ عَباديدُ(31/206)
صحبتهُ حينَ لا خلٌّ يؤازرهُ
وَلا يَخُبُّ إلى واديهِ مَنْجودُ
إذا ذَكَرْناهُ هَزَّ الرُّمْحُ عامِلَهُ
وَالسَّيْفُ مُبْتَسِمٌ، وَالبَأْسُ مَشْهودُ
نأى فأنكرتُ نصلي واتَّهمتُ يدي
وفاقدُ النَّصرِ يومَ الرَّوعِ مفقودُ
كادَتْ تَضيقُ بِأَنْفاسي مَسالِكُها
كَأَنَّ مَطْلَعَها في الصَّدْرِ مَسْدودُ
ما فاتَ عارمَ لحظي ريثَ رجعتهِ
إلاّ وجفني على ما ساءَ مردودُ
ياعامِرُ بنَ لُؤّيٍّ أنتُمُ نَفَرٌ
شوسٌ، إذا ثوَّبَ الدَّاعي، صناديدُ
أرحتمُ النَّعمَ المشلولَ عازبهُ
وقد تكنَّفهُ القومُ الرَّعاديدُ
فما لجاركمُ ليثَ الهوانُ بهِ
وعزُّكمْ بمناطِ النَّجمِ معقودُ
يَرنو إلى عَذَباتِ الوِرْدِ مِنْ ظَمَأٍ
لَحْظَ الطَّريدَة ِ حيثُ الماءُ مَثْمودُ
وَلِلرَّكائِبِ إرْزامٌ تُرَجِّعُهُ
إذا أَقَمْنا وَلَمْ تَشْرَقْ بِها البيدُ
كُنّا نحيدُ عَنِ الرِّيِّ الذَّليلِ بِها
وَهَل يُرَوّي صَدى الأَنضاءِ تَصْريدُ
فَاسْتَشْرَفَتْ لِمَصابِ المُزْنِ طامِحَة ً
وهنَّ من لغبٍ أعناقها غيدُ
وزرنَ أروعَ لا يثني مسامعهُ
عَنْ دَعْوَة ِ الجارِ تَأنيبٌ وَتَفْنيدُ
فللحداة ِ على أرجاءِ منهلهِ
بما تحمَّلنَ من مدحي، أغاريدُ
أَلْقَيْتُ عِبْءَ النَّوى عَنْهُنَّ حينَ غَدَتْ
تلقى إلى ابنِ أبي أوفى المقاليدُ
مُحَسَّدُ المَجْدُ، لم يَطْلُعْ ثَنِيَّتَهُ
إلاَّ أَغرُّ على العَلياءِ مَحْسودُ
يَسْتَحْضِنُ اللَّيلَ أفكاراً أَراقَ لَها
كأسَ الكرى ، واعتلاجُ الفكرِ تسهيدُ
لِلّهِ آلُ عَدِيٍّ حينَ يَرْمُقُهُمْ
لَحْظٌ يُرِدِّدُهُ العافونَ مَزؤودُ
تشكو إليهم شفارَ البيضِ مرهفة ً
غرٌّ مناجيدٌ أو أدمٌ مقاحيدُ
فتلكَ أيديهمُ تدمي سماحتها
والسُّؤددُ الغمرُ حيثُ البأسُ والجودُ
بُشرى فقد أَنْجَزَ الأَيّامُ ما وَعَدَتْ
وَقَلَّما صَدَقَتْ مِنها المَواعيدُ
إنَّ الإمارة َ لا تمطي غواربها
إلاَّ المَغاويرُ والشمُّ المَناجيدُ(31/207)
إن يَسْحَبِ النّاسُ أذيالَ الظُّنونِ بِها
فَلا يُخاطِرُ لَيثَ الغابَة ِ السّيدُ
وَقَد دَعاكَ أميرُ المؤمنينَ لَها
والهمُّ منتشرٌ والعزمُ مكدودُ
فكنتَ أوَّلَ سبّاقٍ إلى أملٍ
عَلى حَواشيهِ لِلأَنفاسِ تَصْعيدُ
وهل يحيطُ من الأقوامِ ذو ظلعٍ
بغاية ٍ أحرزتها الفتية ُ الصِّيدُ
ورضتَ أمراً أطافَ العاجزونَ بهِ
وَكادَ يَلْوي بِشَمْلِ المُلْكِ تَبديدُ
فأحجموا عنهُ والأقدامُ ناكصة ٌ
وَلِلأُمورِ إذا أَخْلَقْنَ تَجْديدُ
كذلكَ الصُّبحُ إن هزَّتْ مناصلهُ
يَدُ السّنا فَقَميصُ اللَّيلِ مَقْدودُ
لولاكَ ردَّتْ على الأعقابِ شاردة ٌ
تمدُّ أضباعها الصِّيدُ المجاويدُ
ولم تردْ عقوة َ الزَّوراءِ ناجية ٌ
تدمي السَّريحَ بأيديها الجلاميدُ
فقتُ الأعاريبَ في شعرٍ نأمتُ بهِ
كَأَنَّهُ لُؤْلُؤٌ في السِّلْكِ مَنْضودُ
إنْ كانَ يُعْجِزُهُم قَوْلي وَيَجْمَعُنا
أصلٌ، فقد تلدُ الخمرَ العناقيدُ
وهذهِ مدحٌ درَّتْ بها منحٌ
بيضٌ أضاءتْ بهنَّ الأزمنُ السّودُ
إذا التفتُّ إلى ناديكَ ممترياً
نداكَ طوِّقَ من نعمائكَ الجيدُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> مَقيلُ النَّصْرِ في ظُلَلِ القِتامِ
مَقيلُ النَّصْرِ في ظُلَلِ القِتامِ
رقم القصيدة : 25988
-----------------------------------
مَقيلُ النَّصْرِ في ظُلَلِ القِتامِ
وَمَسْرَى العِزِّ في ظُبِة ِ الحُسامِ
ولي هممٌ جثمنَ على ضلوعٍ
تُلَفُّ مِنَ الهُمومِ على كِلامِ
تَمُرُّ بِها الخُطوبُ وَهُنَّ شُوسٌ
فتقرفها بأظفارٍ دوامِ
وقلبي يطمئنُّ بهِ التياحٌ
أضمُّ حشايَ منهُ على ضرامِ
وَلا أَصْبو إلى رِيٍّ ذَليلٍ
إذا صَادَفْتُ عِزِّي في أُوامِي
ستجلى غمرة ُ الحدثانِ عنِّي
ومَا مَلَكتْ عَلَيَّ يَدُ زِمامِي
فَضَوءُ الصُّبْحِ مُرْتَقَبٌ لِسارٍ
تَرَدَّدُ بَيْنَ أَثْناءِ الظَّلامِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> طَلَبْنا النّوالَ الغَمْرَ، وَالخَيرُ يُبْتَغى(31/208)
طَلَبْنا النّوالَ الغَمْرَ، وَالخَيرُ يُبْتَغى
رقم القصيدة : 25989
-----------------------------------
طَلَبْنا النّوالَ الغَمْرَ، وَالخَيرُ يُبْتَغى
فلمْ نَرَ أنْدى مِنْكَ ظِلاًّ وَأَسْبَغا
وزرنا بني كعبٍ فخلنا وجوههمْ
شموساً نبتْ عنها النَّواظرُ بزَّغا
فأنتَ الحيا والجودُ يغبرُّ أفقهُ
وليثُ الشَّرى والبأسُ يحمرُّ في الوغى
وتسطو كما يعتنُّ في جريانهِ
أتيٌّ إذا ماردَّ ريعانهُ طغى
وَلَولاكَ لَمْ تَرْضَعْ غَوادِيَ مُزْنَة ٍ
خَمَائِلُ تَضْحي السُّحْبُ عَنْهُنَّ رُوغَّا
لكَ الرّاحَة ُ الوَطْفاءُ يُربي نَوالُها
على مطرٍ في صفحة ِ الأرضِ رسَّغا
وعزمة ُ ذي شبلينِ إنْ شمَّ مرغماً
أخاضَ النَّجيعَ الوردَ ناباً وأولغا
ونادٍ يغضُّ الطَّرفُ فيهِ مهابة ً
ولا ينقلُ العوراءُ عنهُ ولا اللَّغا
فلا الماحلُ الواشي يفوهُ بباطلٍ
لديهِ، ولا الإصغاءُ يدني المبلِّغا
يكادُ فَمُ الجَبّارِ يَرْشُفُ بُسْطَهُ
إذا الخَدُّ في أَطرافِهِنَّ تَمرَّغا
إذا ما مَخَضْتَ الرّأْيَ وَالخَطْبُ عاقِدٌ
نَواصِيَهُ بانَ الصَّريحُ مِنَ الرُّغا
تَشيمُ الظُّبا حَتّى إذا الحَرْبُ أُلْقِحَتْ
هَزَزْتَ حُساماً لِلجَماجِمِ مِفْدَغَا
غدا والرّدى تستنُّ في شفراتهِ
يَميرُ دَماً بالحائِنينَ تَبَيَّغا
فَما الرَّأيُ إِلاّ أَنْ يُضَرِّجَ غَرْبَهُ
بِهِ تَحْتَ أَذيالِ العَجاجِ وَيَصْبُغا
ولا عزَّ حتّى تتركُ القرنُ مرهقاً
حمتهُ العوالي أن يعيثَ وينزغا
فبكِّرْ عليهِ بالأراقمِ لسَّعاً
وأسرِ إليهِ بالعقاربِ لدَّغا
وَأَرْعِفْ شَباة َ الرُّمْحِ، فَالنَّصْرُ حائِمٌ
عليكَ إذا ما الطَّعنُ بالدَّمِ أوزغا
وكلّ امرئٍ جازى المسيءَ بفعلهِ
فلا حَزْمَهُ أَلْغَى ، ولا الدّينَ أَوْتَغَا
فِدى ً لكَ مَنْ يَطوي الهِجاءُ أديمَهُ
على حَلَمٍ إذْ لَمْ يَجِدْ فيهِ مَدْبَغا
وَقَدْ نَعَشَتْهُ ثَرْوَة ٌ غيرَ أَنَّهُ
أَعَدَّ بِها لِلذَّمِّ عِرْضاً مَمَشَّغا(31/209)
فَإنَّ ازْدِيادَ المالِ مِنْ غَيْرِ نائِلٍ
يَشين الفَتى كَالسِّنِ لُزَّ بِهِ الشَّغا
إذا صيحَ بالأمجادِ أقمأَ شخصهُ
وَإِنْ زَأَرَ الضِّرغامُ في غابِهِ ثَغا
وإن هدرتْ يومَ الفخارِ شقاشقٌ
شحا فاهُ يستقري الكلامَ الممضَّغا
تلوبُ المنى من راحتيهِ على صرى ً
وتمتاحُ بحراً من يمينكَ أهيغا
وَشارِدَة ٍ يَطوي بِها الأرضَ بازِلٌ
إذا اضطربَ الأعناقُ من لغبٍ رغا
أَدارَ بِها الرّاوي كُؤوسَ مُدامَة ٍ
يَظَلُّ فَصيحُ القَوْمِ مِنْهُنَّ أَلْثَغا
وَدونَ قَوافيها كبا كُلُّ شاعِرٍ
إذا قيدَ كرهاً في أزمَّتها ضغا
فذلَّلتها حتّى تحلَّتْ بمنطقٍ
يردُّ على أعقابِ وحشيِّها اللُّغا
أَراكَ بِطَرفٍ ما زَوى عَنْكَ لَحْظَهُ
ولا افترَّ عن قلبٍ إلى غيركم صغى
بقيتَ ضجيعَ العزِّ في خضنٍ دولة ٍ
لَبِسْتَ بِها طَوْقَ الأَهِلَّة ِ مُفْرَغا
العصر العباسي >> البحتري >> تبسم عن واضح ذي أشر
تبسم عن واضح ذي أشر
رقم القصيدة : 2599
-----------------------------------
تَبَسَّمُ عَنْ واضِحٍ ذي أشَرْ،
وَتَنْظُرُ مِنْ فاتِرٍ ذي حَوَرْ
وَتَهْتَزُّ هِزّةَ غُصْنِ الأرَاكِ
عَارَضَهُ نشرُ رِيحٍ خَصِرْ
وَمِمّا يُبَدّدُ لُبَّ الحَليمِ
حُسْنُ القَوَامِ، وَفَترُ النّظَرْ
وَمَا أنسَ لا أنْسَ عَهدَ الشّبَا
بِ، وَعَلوَةَ، إذْ عَيّرَتني الكِبَرْ
كَوَاكِبُ شَيْبٍ عَلِقْنَ الصّبَا
فَقَلّلْنَ مِنْ حُسْنِهِ ما كَثُرْ
وإنّي وَجَدتُ، فلا تَكذِبَنّ،
سَوَادَ الهَوَى في بَياضِ الشّعَرْ
وَلا بُدّ مِنْ تَرْكِ إحدَى اثنَتَينِ:
إمّا الشّبابُ، وإمّا العُمُرْ
ألَمْ تَرَ للبرقِ كَيْفَ انْبَرَى،
وَطَيفِ البَخيلةِ كيفَ احتُضِرْ
خيال آلم لها من سوى
ونحن هجود على بطن مر
وماذا أرَادتْ إلى مُحرِمِينَ،
يَجُرّونَ وَهْناً فُضُولَ الأُزُرْ
سرَوْا مُوجِفِينَ لسَعيِ الصّفَا،
وَرَمْيِ الجِمَارِ، وَمَسحِ الحجَرْ
حَجَجْنا البَنِيّةَ شُكْراً لِمَا(31/210)
حَبَانَا بهِ الله في المُنتَصِرْ
من الحِلمِ عندَ انتِقَاضِ الحُلُومِ،
والحَزْمِ عندَ انتِقَاضِ المِرَرْ
تَطَوّلَ بالعدْلِ لَمّا قَضَى،
وأجْمَلَ في العَفوِ لمّا قَدَرْ
وَدامَ على خُلُقٍ واحِدٍ،
عَظيمَ الغَنَاءِ، جَليلَ الخَطَرْ
وَلم يسعَ في المُلْكِ سَعيَ امرِىءٍ
تَبَدّا بِخَيْرٍ، وَثَنّى بِخيَرّ
وَلاَ كَانَ مُختَلِفَ الحَالَتَينِ،
يَرُوحُ بنَفعٍ، ويَغْدُو بِضُرّ
وَلَكِنْ مُصَفَّى كَمَاءِ الغَمَا
مِ، طابَتْ أوَائِلُهُ والأُخَرْ
تَلاَفَى الَرعِيّةَ مِنْ فِتْنَةٍ،
أظَلَّهُمُ لَيْلُهَا المُعتَكِرْ
وَلَمّا ادْلَهَمّتْ دَيَاجِيرُها
تَبَلّجَ فيها فَكانَ القَمَرْ
بحَزْمٍ يُجَلّي الدّجَى والعَمَى،
وَعَزْمٍ يُقيمُ الصَّغَا والصَّعَرْ
شُدادٍ فَتَلْتَ بهِ يومَ ذَا
كَ حَبلَ الخِلاَفَةِ حتّى استَمَرّ
وَسَطْوٍ ثَبَتَّ بهِ قَائِماً
على كاهلِ الملكِ، حتّى استَقَرّ
وَلَوْ كَانَ غَيرُكَ لم يَنتَهِضْ
بتلكَ الخُطُوبِ، وَلَمْ يَقتَدِرْ
رَدَدْتَ المَظالِمَ، واستَرجعَتْ
يَداكَ الحُقُوقَ لِمَنْ قَد قُهِرْ
وآلُ أبي طالِبٍ بَعْدَ مَا
أُذِيع بِسِرْبِهِمِ فابْذَعَرّ
وَنَالَتْ أدانِيهِمُ جَفْوَةٌ،
تَكَادُ السَّمَاءُ لهَا تَنْفَطِر
وَصَلْتَ شوابكَ أرحامِهِم
وقد أوشَكَ الحَبلُ أن يَنبَترْ
فَقَرّبْتَ مِنْ حَظّهِمْ ما نَأى،
وَصَفّيتَ من شُرْبِهِمْ ما كَدَرْ
وأينَ بِكُمْ عَنْهُمُ، واللّقَا
ء لا عَنْ تناءٍ وَلاَ عَنْ عَفَرْ
قَرَابَتُكُمْ بَلْ إشِقّاؤكُمْ،
وإخْوَتُكُمْ دونَ هذا البَشَرْ
وَمَنْ هُمْ وأنْتُمْ يَدَا نُصْرَةٍ،
وَحَدّا حُسامٍ، قَديمِ الأثَرْ
يُشادُ بتَقديمكُمْ في الكِتَابِ،
وَتُتْلَى فَضَائِلُكُمْ في السّوَرْ
وإنّ عَلِيّاً لأوْلى بِكُمْ،
وأزْكَى يَداً عِندَكُمْ من عُمَرْ
وَكُلٌّ لَهُ فَضْلُهُ والحُجُولُ
يَوْمَ التّفَاضُلِ، دُونَ الغُرَرْ
بَقِيتَ إمَامَ الهُدَى للهُدَى،(31/211)
تُجَدِّدُ مِنْ نَهْجِهِ ما دَثَرْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وقوافٍ ملسِ المتونِ شدادِ الـ
وقوافٍ ملسِ المتونِ شدادِ الـ
رقم القصيدة : 25990
-----------------------------------
وقوافٍ ملسِ المتونِ شدادِ الـ
أسرِ غر مصقولة ِ الأطرافِ
لَمْ يَشِنْها إجازَة ٌ وَسِنادٌ
وحلتْ إذْ خلتْ منَ الإصرافِ
وإذا ما رواتها انتقدوها
حسبوها لآلئَ الأصدافِ
صُغْتُها في النَّسيبِ وَالفَخْرِ حَتّى
عدَّ فيها الإعجاءُ منْ أوصافي
وَمَتى زَلَّ عَنْ لِساني مَديحٌ
هُوَ أَدْنى مُروءَة ِ الأَشْرافِ
فَأَنا المُسْتَعيرُ مَعْناهُ مِمَّا
قَالهُ المَادِحُونَ في الأَسْلافِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> لَكَ ما يُرَوِّقُهُ الغَمامُ الهاطِلُ
لَكَ ما يُرَوِّقُهُ الغَمامُ الهاطِلُ
رقم القصيدة : 25991
-----------------------------------
لَكَ ما يُرَوِّقُهُ الغَمامُ الهاطِلُ
إنْ رَدَّ عَبْرتَهُ الجَموحَ السّائِلُ
وعَليكَ يا طَلَلَ الجَميعِ تَحيَّة ٌ
أَصْغى لِيَسْمَعَها المَحَلُّ الآهِلُ
أَمِنَ البِلى هذا النُّحولُ أَمِ الضَّنى
فَالحُبُّ مِنْ شِيَمي وأنتَ النّاحِلُ
خَلَعَ الرَّبيعُ عليكَ مِنْ أَنوارِهِ
حَلْياً تَوَشَّحَهُ ثَراكَ العاطِلُ
وَالرَّوضُ في أَفوافِهِ مُتَبَرَّجٌ
وَالزَّهْرُ في حُلَلِ السَّحائِبِ رافِلُ
وَغَنِيتَ في حِجْرِ الحَيَا مُسْتَرْضَعاً
يَغْذوكَ واشِلُ طَلَّهِ والوابِلُ
كانت أيادي الدَّهرِ فيكَ كَثيرَة ً
لكنْ لَياليهِ لَدَيكَ قَلائِلُ
في حيثُ يَقْتَنِصُ الأُسودَ ضَوارِياً
لَحْظٌ تُمَرِّضُهُ المَهاة ُ الخاذِلُ
إذا لم يكنْ، واللَّيلُ يَسْحَبُ ذَيْلَهُ
لِسُعادَ غيرَ يَدي وِشاحٌ جائِلُ
فَكَأَنَّنا غُصنانِ يَشكو منهُما
بَرْحَ الغَرامِ إلى الرَّطيبِ الذّابِلُ
هَيفاءُ إنْ خَطَرَتْ فَقَدٌّ رامِحٌ
نَجلاءُ إنْ نَظَرَتْ فَطَرْفٌ نابِلُ
وَكَأَنَّ فاها بَعْدَمَا نَشَرَ الدُّجى(31/212)
فَرعاً يَلوحُ بهِ الخِضابُ النّاصِلُ
صَهْباءُ تُعْشي النَّاظِرينَ نَضَتْ بِها
عَذَبَ الفَدامِ عنِ اللَّطيمَة ِ بابِلُ
وَأَبي اللَّوائِمِ لا أفقتُ مِنَ الهَوى
وَلَئِنْ أفَقْتُ فَأَينَ قَلبٌ ذاهِلُ
حَتّى يَرُدَّ قِوامَ دَولة ِ هاشِمٍ
مَنْ يَرْتَجيهِ لِما يَقولُ العاذِلُ
مُرُّ الحَفيظَة ِ وَالرِّماحُ يَشِفُّها
ظَمَأٌ، وَمنْ ثُغَرِ النُّحورِ مَناهِلُ
يَرمي العُدُوَّ وَدِرْعُهُ مِنْ حِلْمِهِ
فَيقيهِ عادِية َ المَنونِ القاتِلُ
وَالرّايَة ُ السَّوداءُ يَخْفُقُ ظِلُّها
وَالرُّعْبُ يَطْلُعُ، وَالتَّجَلُّدُ آفِلُ
وَالقِرْنُ قَلْقَلَ جَأْشَهُ حَذَرُ الرَّدى
فَأُعيرَ نَفْرَتَهُ النَّعامُ الجَافِلُ
نامَ المُلوكُ وَباتَ سرحانُ الغَضى
مَرْعيُّ سَرْحِهمُ لَهُ وَالهامِلُ
فَأَعَادَ أَكْنافَ العِراقِ عَلى العِدا
شَرَكاً يَدِبُّ بِهِ الضَّراءَ الحابِلُ
وَيَمُدُّ ساعِدَهُ الطِّعانُ كَما لَوَتْ
لِلْفَحْلِ مِنْ طَرَفِ العَسيبِ الشّائِلُ
وَطَوى إلى أمَدِ المَكارِمِ وَالعُلا
نَهْجاً تَجَنَّبَ طُرَّتَيْهِ النّاعِلُ
وَلَهُ شَمائِلُ أُودِعَتْ مِنْ نَشرِها
سِرَّاً يَبوحُ بهِ النِّسيمُ خَمائِلُ
وَيَدٌ يَتيهُ بِها اليَراعُ عَلى الظُّبا
وَيُشابُ فيها بِالنَّجيعِ النَّائِلُ
عَلِقَتْ بِكلتا راحَتيهِ أربعٌ
نَفَضَ الأَنامِلَ دُونّهُنَّ الباخِلُ
نِعَمٌ يشفُّ وَراءَها نَيْلُ المُنى
وَأَعِنَّة وَأسِنة وَمناصِلُ
مِنْ مَعْشَرٍ فَرَعوا ذَوائِبَ سُؤْدَدٍ
أَغصانُ دَوْحَتِهِ الكَمِيُّ الباسِلُ
تُدْعى زُرارَة ُ في أَواخِرِ مَجْدِهِمْ
يَوْمَ الفَخارِ، وفي الأَوائِلِ وائِلُ
يا خَيرَهُمْ حَيثُ السيُّوفُ تَزيدُها
طُولاً وَقَدْ قَصُرَتْ عَلَيْكَ حَمائِلُ
إنّ الصِّيامَ يَهُزُّ عِطْفَيْ شَهرِهِ
أجْرٌ بِما زَعَمَ التَّمَنّي كافِلُ
وافاكَ طَلْقَ المُجْتَلي، فَثَوابُهُ
لَكَ آجِلٌ، وَنَداكَ فيهِ عاجِلُ(31/213)
وإذا السِّنونَ قضى بِسَعْدِكَ حاضِرٌ
مِنْهَا تَبَلَّجَ عَنْهُ عامٌ قابِلُ
وَحَمى بِكَ المُسْتَظْهِرُ الشَّرَفَ الّذي
يَزْوَرُّ دونَ ثَنِيَّتَيْهِ الواقِلُ
وَبِكَ استَفاضَ العَدْلُ، وَاْعتَجَرَ الوَرى
بِالأَمنِ، وَانتَبَهَ الزَّمانُ الغافِلُ
لمّا أَرَحْتَ إليهِ عازِبَ سِربِهِمْ
هَدَأَ الرَّعِيَّة ُ واستَقامَ المائِلُ
وَدَعاكَ لِلنَّجوى ، فَكُنْتَ لِرَأيهِ
رِداءاً، كَما عَضَدَ السِّنانَ العامِلُ
وَبَرَزْتَ في حُلَلِ الجَلالِ، أَنارَها
بِأَنامِلِ العِزِّ النَّعيمُ الشَّامِلُ
مُتَوَشِّحاً بِالمَشْرَفيِّ، يُقلُّهُ
أَسَدٌ، مَخَالِبُهُ الحُسامُ القاصِلُ
فَوقَ الأَغرِّ، يَلوحُ في أَعْطافِهِ
مِنَ آلِ أَعوجَ وَالصَّريحِ شَمائِلُ
وَمُعَرَّسُ النُّعْمى دَواة ٌ، حَلْيُها
حَسَبٌ تَحُفُّ بِهِ عُلاً وَفَضائِلُ
نَشَرَ الصَّباحُ بِها الجَناحَ، وَرَقْرَقَتْ
فيها مِنَ الشَّفقِ النُّضارَ أَصائِلُ
وَكَأَنما أَقلامُها هِنْدِيَّة ٌ
بيضٌ أَحَدَّ مُتونَهُن الصّاقِلُ
وَالعِزُّ مُقْتَبِلٌ بِحيثُ صَريرُها
َصَليلُ سَيْفِكَ وَالجَوادُ الصّاهِلُ
فَفداكَ مِنْ رَيْبِ الحَوادِثِ ناقِصٌ
في المَكْرُماتِ، وفي المَعايِبِ كامِلُ
بِيَدٍ يُشامُ لَها بَريقٌ خُلَّبٌ
عَلِقَتْ بِه ذَبلَ الجَهامِ مَحائِلُ
غُلَّتْ عن المَعروفِ فَهْي بَكيَّة ٌ
وَالضَّرْعُ تَغْمُرُهُ الأَصِرَّة ُ حافِلُ
قَسَماً بِخُوصٍ شَفَّها عَقْبُ السُّرى
حَتَّى رَثى لابنِ اللَّبونِ البَازِلُ
وَفَلَتْ بِأَيديهِنَّ ناصِية َ الفَلا
فَشَكا الكَلالَ إلى الإَظَلِّ الكاعلُ
وَاللَّيلُ بَحْرٌ، وَالغَياهِبُ لُجَّة ٌ
وَالشُّهْبُ دُرٌّ، وَالصَّباحُ السَّاحِلُ
وَمُرَنَّحينَ سَقَاهُمُ خَدَرُ الكَرَى
نُطفاً يعافُ كُؤوسَهُنَّ الواغِلُ
نَزَلوا بِمُعْتَلِجِ البِطاحِ، وَعِنْدَهُ
لُفَّتْ على الحَسَبِ الصَّميمِ وَصائِلُ
لأُقَلِّدَنَّكَ مِدْحَة ً أُمَويَّة ً(31/214)
فَانْظُرْ مَنِ المُهْدي لَها وَالقائِلُ
فَالوِرْدُ إلاَّ في ذَراكَ مُرَنَّقٌ
وَالظِّلُّ إلاَّ في جَنابِكَ زائِلُ
وَالحَقُّ أنتَ، وَكُلُّ مانُثْني بِهِ
إلاَّ عَليكَ مِنَ المَدائِحِ باطِلُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وكواعبٍ تشكو الوشاة َ كما شكتْ
وكواعبٍ تشكو الوشاة َ كما شكتْ
رقم القصيدة : 25992
-----------------------------------
وكواعبٍ تشكو الوشاة َ كما شكتْ
أَرْدافَها عِنْدَ القِيامِ خُصورُها
وتريكَ أدحيَّ الظَّليمِ حجالها
وَتَضُمُّ غِزْلانَ الصَّريمِ خُدورُها
وإذا رنتْ ولعَ الفتورُبمهجتي
مِنْ أَعْيُنٍ مَلَكَ القُلوبَ فُتُورُها
حَسُنَتْ لَيالي الوَصْلِ حِينَ تَشَابَهَتْ
وَجَناتُها في حُسْنِها وَبُدورُها
وصددتُ عنْ تلكَ المراشفِ عفَّة ً
فالرِّيقُ خمرٌ والحبابُ ثغورُها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَصَاخَ الى الواشي فَلَبَّاهُ إذ دعا
أَصَاخَ الى الواشي فَلَبَّاهُ إذ دعا
رقم القصيدة : 25993
-----------------------------------
أَصَاخَ الى الواشي فَلَبَّاهُ إذ دعا
وَقَدْ كانَ لا يُرْعي النَّمائِمَ مَسْمَعا
وَباتَ يُناجي ظَنَّهُ فِيَّ بَعْدَما
أَباحَ الهَوى مِنّي حِمى القَلْبِ أَجْمَعَا
وَأَبْدَى الرِّضى وَالعَتْبَ في أُخْرياتِهِ
وَمِنْ بَيِّناتِ الغَدْرِ أن يُجْمَعا مَعا
وَمَنْ ناوَلَ الإخْوانَ حبلاً مَشى البِلى
إلى طَرَفَيْهِ، هَمَّ أَنْ يَتَقَطَّعا
فَما غَرَّهُ مِنْ مُضْمِرِ الغِلِّ كاشِحٌ
إذا حَدَرَ الخَصْمُ اللِّثامَ تَقَنَّعا
سَعى بي إليه، لا هَدى الله سَعْيَهُ
وَلو نالَ عندي ما ابْتَغاهُ لمَا سَعى
وَحاوَلَ مِنّي غِرَّة ً حال دُونَها
مَكائِدُ تَأْبَى أَنْ أُغَرَّ وَأُخْدَعا
فَأَجْرَرْتُهُ حَبْلَ المُنى غَيْرَ أَنَّني
سَلَكْتُ بِهِ نَهْجَاً إلى الغَيِّ مَهْيَعا
وَلَمّا رَأَى أَنِّي تَبَيَّنْتُ غَدْرَهُ
وَأَدْرَكْتُ حَزْمَ الرَّأيِ فيهِ وَضَيَّعا(31/215)
أَزارَ يَدَيْهِ ناجِذَيْهِ تَنَدُّماً
يُبَوِّئُهُ في باحَة ِ المَوْتِ مَصْرَعا
لَكَ الله مِنْ غُصْنٍ يُلاعِبُ عِطْفَهُ
وَبَدْرٍ يُناغي جِيدُهُ الشُّهْبَ طُلَّعا
تَجَلَّى لَنا وَالبَيْنُ زَمَّتْ رِكابُهُ
فَشَيَّعَهُ أرواحُنا حينَ وَدَّعا
وَشِيبَ بُكاءٌ بِابْتِسامٍ، وَأُدْمِيَتْ
مَسالِكُ أَنْفاسٍ يْقوِّمْنَ أَضْلُعا
وَلَمّا تَعانَقْنا فَذابَتْ عُقودُهُ
بِحَرِّ الجَوى ، صارَتْ ثُغوراً وأَدْمُعا
أَلا بِأَبي أُسدُ الحِمى وَظِباؤُهُ
وَمُنْعَرَجُ الوادي مَصِيفاً وَمَرْبَعَا
أَجُرُّ بِهِ ذَيْلَ الشَّبابِ، وَأَرْتَدي
بِأَسْحَمَ فَيْنانِ الذَّوائِبِ أَفْرَعا
مَعِي كُلُّ فَضْفاضِ الرِّداءِ سَمَيْدَعٍ
أُصاحِبُ مِنْهُ في الوَقائِعِ أَرْوعَا
غَذَتْهُ ربُا نَجدٍ فَشَبَّ كأَنهُ
شَبا مشرَفِيٍّ يَقْطُرُ السُّمَّ مُنْقَعا
يُريقُ إذا ارْتَجَّ النَّدِيُّ بِمَنْطِقٍ
كَلاماً كَأَنَّ الشِّيحَ مِنْهُ تَضَوَّعا
وَيُروي أَنابيبَ الرِّماحِ بِمَأزِقٍ
يَظلُّ غَداة َ الرَّوعِ بِالدَّمِ مُتْرَعا
عَرَكْتُ ذُنوبَ الحادِثاتِ بِجَنْبِهِ
فَهَبَّ مُشيحاً لا يُلائِمُ مَضْجَعَا
وَمَا عَلِقَتْ حَرْبٌ تُلَقَّحُ لِلرَّدى
بِأَصْبَرَ مِنْهُ في اللِّقاءِ وَأَشْجَعا
أَهَبْتُ، وَصَرْفُ الدَّهرِ يَحْرِقُ نابَهُ
بهِ آمِناً أَنْ أَسْتَقيمَ وَيَظْلَعا
فَأقْبَلَ كابنِ الغابِ، عَبْلاً تَلِيلُهُ
وَلَمْ يسْتَلِنْهُ القِرْنُ لِيتاً وَأَخْدَعا
يُريكَ الرُّبا لِلأَعوَجِيَّة ِ سُجداً
وَهامَ العِدا لِلْمَشرَفِيَّة ِ رُكَّعا
فَسَكَّنَ رَوعي، وَالرِّماحُ تَزَعْزَعت
وَخَفَّضَ جَأْشي، وَالعَجاجُ تَرَفَّعا
وَلّما رآني في تَميمٍ على شَفا
أُلاقي بَجَفْنَيَّ القَذى مُتَخَشِّعا
قَضى عَجَباً مِنّي وَمِنْهُمْ، وَبَيْنَنا
شَوافِعُ لا يَرضَى لَها المَجْدُ مَدْفَعا
وَهُنَّ القَوافي تَذْرَعُ الأَرضُ شُرَّداً(31/216)
بِشِعرٍ إذا ما أَبْطَأَ الرّيحُ أَسْرَعا
يَروحُ لَها رَبُّ الفَصاحِة ِ تابِعاً
وَيَغْدو بِها تِرْبُ السَّماحَة ِ مُولَعا
وَلَم أَستَفِدْ مِنْ نَظْمِها غَيْرَ حاسِدٍ
إذا مارَمى لَمْ يُبْقِ فِي القَوْسِ مُنْزَعا
وَمَا أَنا مِمَّنْ يَمْلأُ الهَوْلُ صَدْرَهُ
وَإنْ عَضَّهُ رَيْبُ الزَّمانِ فَأَوجَعا
إذا ما غَسَلْتُ العارَ عَنِّيَ لَمْ أُبَلْ
نِداءَ زَعيمِ الحَيِّ بَشَّرَ أَوْ َنعى
لَعَزَّ عَلى الأَشرافِ مِنْ آلِ غالِبٍ
خُدودُ غَطاريفٍ تَوَسَّدْنَ أَذْرُعَا
نُنادِي أَميرَ المُؤْمِنينَ، وَدونَهُ
أَعادٍ يُزِجُّونَ العَقارِبَ لُسَّعا
أَيا خَيْرَ مَنْ لاذَ القَريضُ بِسَيْبِهِ
وَأَعْنَقَ مَدْحي في ذَراهُ وَأَوْضَعا
تُناطُ بِكَ الآمالُ وَالخَطْبُ فاغِرٌ
وَتُسْتَمْطَرُ الجَدْوى إذا المُزْنُ أَقْلَعا
وَتُغْضي لَكَ الأَبصارُ رُعْباً، وَتَنْثَني
إلَيكَ الهَوادي طائِعاتٍ وَخُضَّعا
بِحَيْثُ رَأَيْنا العِزَّ تَنْدَى ظِلالُهُ
وَمَجْدَكَ مُلْتَفَّ الغَدائِرِ أَتْلَعا
وَأَنْتَ الإمامُ المُسْتَضاءُ بِنُورِهِ
إذا اللَّيْلُ لَمْ يَلْفِظْ سَنا الصُّبْحِ أَدْرَعا
أَعِنِّي عَلى دَهْرٍ تَكادُ خُطوبُهُ
تُبَلِّغُ مَنْ يَضْرَر بِنا ما تَوَقَّعَا
فَقَدْ هَدَّ رُكْنَيَّ العَدُوَّ، ولم يكُنْ
يُحاوِلُ فينا قَبْلَ ذلكَ مَطْمعَا
أفي الحَقِّ أن يَسْتَرْقِعَ العِزَّ وَهْيَهُ
وَأنْ أَتَردّى بِالهَوانِ وَأَضْرَعا
وَيَرْتَعُ في عِرْضِي ويُقْبَلُ قَوْلُهُ
وَلَو رُدَّ عَنْهُ لَمْ يَجِدْ فيهِ مَرْتَعا
أما وَالمَطايا جائِلاتٍ نُسوعُها
مِنَ الضُّمْرِ حَتّى خالَها الرَّكْبُ أَنْسُعا
ضُرِبْنَ إلى البَيْتِ العَتيقِ، وَلَمْ تَقُلْ
لِناحِية ٍ منهُنَّ إذْ عَثَرتْ: لَعا
لَقد طَرَقَتْني النّائِباتُ بِحادِثٍ
لَوَانَّ الصَّفا يُرْمَى بِهِ لَتَصَدَّعا
وَلَسْتُ وإنْ عَضَّ الزَّمانُ بِغارِبي
أُطيلُ عَلى الضَّرَاءِ مَبكى ً وَمَجْزَعا(31/217)
إذا ما أَغامَ الخَطبُ لَمْ أحتَفِلْ بِهِ
وَضاجَعْتُ فيهِ الصَّبْرَ حَتَّى تَقَشَّعا
أُراعُ ولَمْ أُذنِبْ، وأُجفى وَلَمْ أُخنْ
وَقَدْ صُدِّقَ الواشي فَأَخْنى وَأَقْذَعا
وَمِنكُمْ عَهِدنا الوِرْدَ زُرقاً جُمامُهُ
رَحيبَ مُنَدّى العيسِ، وَالرَّوضَ
فَعَطْفاً علينا، إنَّ فينا لِماجِدٍ
يُراقِبُ أَعْقابَ الأَحاديثِ، مَصْنَعا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وغادة ٍ لوْ رأتها الشَّمسُ ما طلعتْ
وغادة ٍ لوْ رأتها الشَّمسُ ما طلعتْ
رقم القصيدة : 25994
-----------------------------------
وغادة ٍ لوْ رأتها الشَّمسُ ما طلعتْ
وَالرّيمُ أَغْضَى ، وَخُوطُ البانِ لَمْ يَمِسِ
عانقتها برداءِ اللَّيلِ مشتملاً
حتّى انتبهتُ ببرد الحليْ في الغلسِ
فبتُّ أحميهِ خوفاً أنْ ينبِّهها
وَأَتَّقِى أَنْ أُذيبَ العِقْدَ بِالنَّفَسِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> لَكَ مِن غَليلِ صَبابَتي ما أُضْمِرُ
لَكَ مِن غَليلِ صَبابَتي ما أُضْمِرُ
رقم القصيدة : 25995
-----------------------------------
لَكَ مِن غَليلِ صَبابَتي ما أُضْمِرُ
وَأُسِرُّ مِنْ أَلَمِ الغَرامِ وَأُظْهِرُ
وَتَذَكُّري زَمَنَ العُذَيبِ يَشفُّني
وَالوَجْدُ مَمْنُوٌّ بِهِ المُتَذَكِّرُ
إذْ لِمَّتي سَحْماءُ مَدَّ على التُّقى
أَظلاَلها وَرَقُ الشَّبابِ الأَخضَرُ
هُوَ مَلْعَبٌ شَرِقَتِ بِنا أَرْجاؤُهُ
إذْ نَحنُ في حُلَلِ الشَّبيبة ِ نَخْطِرُ
فَبِحَرِّ أَنْفاسي وَصَوْبِ مَدامِعي
أَضْحَتْ مَعالِمُهُ تُراحُ وَتُمْطَرُ
وأُجِيلُ في تِلْكَ المَعاهِدِ ناظِرِي
فَالقَلبُ يَعْرِفُها وَطَرْفي يُنْكِرُ
وَأَرُدُّ عَبْرتِيَ الجَموحَ لأَنَّها
بِمَقيلِ سِرِّكَ في الجوانِحِ تُخْبِرُ
فأَبيتُ مُحتَضِنَ قَلِقَ الحَشى
وَأَظَلُّ أُعْذَلُ في هَواكَ وَأُعْذَرُ
غَضِبَتْ قُرَيْشٌ إذْ مَلَكْتُ مَقادَتي
غَضَباً يَكادُ السُّمُّ مِنْهُ يَقْطُرُ
وَتَعاوَدَتْ عَذْلي فَما أَرْعَيْتُها(31/218)
سَمْعاً يَقِلُّ بِهِ المَلامُ وَيَكْثُرُ
وَلَقَدْ يَهونُ على العَشيرَة ِ أَنَّني
أَشْكو الغَرامَ فَيَرْقُدونَ وَأَسْهَرُ
وَبِمُهْجَتي هَيْفاءُ يَرْفَعُ جِيدَها
رَشَأٌ، وَيَخْفِضُ ناظِرَيْها جُؤذَرُ
طَرَقَتْ وَأَجْفانُ الوُشاة ِ عَلى الكَرَى
تُطْوى ، وَأَرْدِية ُ الغَياهِبِ تُنْشَرُ
وَالشُّهْبُ تَلْمَعُ في الدُّجى كَأَسِنَّة ٍ
زُرْقٍ يُصافِحُها العَجاجُ الأَكْدَرُ
فَنِجادُ سَيْفي مَسَّ ثِنْيَ وِشاحِها
بِمَضاجِعٍ كَرُمَتْ وَعَفَّ المِئْزَرُ
ثُمَّ افْتَرَقْنا وَالرَّقيبُ يَروعُ بي
أَسَداً يُوَدِّعُهُ غَزالٌ أَحوَرُ
وَالدُّرُّ يُنظَمُ، حينَ يَضْحَكُ، عِقْدُهُ
وِإذا بَكَيْتُ فَمِنْ جُفوني يُنْثَرُ
فَوَطِئْتُ خَدَّ اللَّيْلِ فَوْقَ مُطَهَّمٍ
هُوجُ الرِّياحِ وَراءَهُ تَسْتَحْسِرُ
طَرِبِ العِنانِ، كأَنَّهُ في حُضْرِهِ
نارٌ بِمُعْتَرَكِ الجِيادِ تَسَعَّرُ
وَالعِزُّ يُلْحِفُني وَشائِعَ بُرْدِهِ
حَلَقُ الدِّلاصِ وصارِمي وَالأَشْقَرُ
وَعَلامَ أَدَّرِعُ الهَوانَ وَمَوْئِلِي
خَيْرُ الخَلائِفِ أَحْمَدُ المُسْتَظْهِرُ
هُوَ غُرَّة ُ الزَّمنِ الكَثيرِ شياتُهُ
زُهِيَ السَّريرُ بِهِ وَتاهَ المِنْبَرُ
وَلَهُ كَما اطَّرَدَتْ أَنابيبُ القَنا
شَرَفٌ وَعِرْقٌ بِالنُّبُوَّة ِ يَزْخَرُ
وَعُلاُ تَرِفُّ على التُّقى ، وَسَماحَة ٌ
عَلِقَ الرَّجاءُ بِها، وَبَأْسٌ يُحْذَرُ
لا تَنْفَعُ الصَّلواتُ مَنْ هُوَ ساحِبٌ
ذَيْلَ الضَّلالِ، وَعَنْ هَواهُ أَزْوَرُ
وَلَوِ اسْتُميلَتْ عَنْهُ هامَة ُ مارِقٍ
لَدعا صَوارِمَهُ إلَيْها المِغفْرُ
فَعُفاتُهُ حَيثُ الغِنى يَسَعُ المُنى
وَعُداتُهُ حَيثُ القَنا يَتَكَسَّرُ
وَبِسَيْبِهِ وَبِسَيْفِهِ أَعْمارُهُمْ
في كلِّ مُعْضِلَة ٍ تَطولُ وَتَقْصُرُ
وَكَأَنَّهُ المَنْصورُ في عَزَماتِهِ
وَمُحَمَّدٌ في المَكرُماتِ وَجَعْفَرُ
وإذا مَعَدٌّ حُصِّلَتْ أَنْسابُها(31/219)
فَهُمُ الذُّرا وَالجَوْهَرُ المُتخَيَّرُ
وَلَهم وَقائِعُ في العِدا مَذكورَة ٌ
تَروي الذِّئابُ حَديثَها وَالأَنْسَرُ
وَالسُّمْرُ في اللَّبَاتِ راعِفَة ٌ دَماً
وَالبيضُ يَخضِبُها النَّجيعُ الأَحْمَرُ
وَالقِرْنُ يَرْكَبُ رَدْعَهُ ثَمِلَ الخُطا
وَالأَعْوَجِيَّة ُ بِالجَماجِمِ تَعْثُرُ
وَدَجا النَّهارُ مِنَ العَجاجِ، وَأَشْرَقَتْ
فيهِ الصَّوارِمُ، وَهْوَ لَيْلٌ مُقْمِرُ
يابْنَ الشَّفيعِ إلى الحَيا ما لاِمْرِىء ٍ
طامَنْتَ نَخْوَتَهُ المَحَلُّ الأَكْبَرُ
أّنا غَرْسُ أَنعُمِكَ الَّتي لا تُجْتَدى
مَعَها السَّحائبُ، فَهيَ مِنْها أَغْزَرُ
وَالنُّجْحُ يَضْمَنُهُ لِمَنْ يَرتادُها
مِنْكَ الطَّلاقَة ُ والجَبينُ الأَزْهَرُ
وَإنْ اقْتَرَبْتُ أَو اغْتَرَبْتُ فَإنَّني
لَهِجٌ بِشُكْرِ عَوارِفٍ لا تُكْفَرُ
وَعلاكَ لي في ظِلِّها ما ابتَغيِ
مِنها، وَمِنْ كَلمِي لَها ما يُذْخَرُ
يُسْدي مَديحَكَ هاجِسي، وَيُنيرُهُ
فِكري، وَحَظّي في امتداحِكَ أَوْفَرُ
بَغْدَاد أيَّتُها المَطيُّ، فَواصلي
عَنَقاً تَئِنُّ له القِلاصُ الضُّمَّرُ
إنِّي وَحَقِّ المُسْتَجِنِّ بِطَيْبَة ٍ
كَلِفٌ بِها وَإلى ذَراها أَصْوَرُ
وَكَأَنَّني، مِمّا تُسَوِّلُهُ المُنى
وَالدّارُ نازِحَة ٌ، إليها أنْظُرُ
أَرضٌ تَجُرُّ بِها الخِلافَة ُ ذَيْلَها
وَبها الجِباهُ مِن المِلوكِ تُعَفَّرُ
فَكَأَنّها جُلِيَتْ عَلَينا جَنَّة ٌ
وَكَأَنَّ دِجْلَة َ فاضَ فيها الكَوْثَرُ
وَهَواؤُها أَرِجُ النَّسيمِ، وَتُرْبُها
مِسْكٌ تَهاداهُ الغَدائِرُ أَذْفَرُ
يَقْوى الضَّعيفُ بِها، وَ يأْمَنُ خائِفٌ
قَلِقَتْ وِسادَتُهُ، وَيُثْري المُقْتِرُ
فَصَدَدتُ عَنها إذ نَباني مَعْشَري
وَبَغى عَلَيَّ مِنَ الأَراذِلِ مَعْشَر
مِنْ كُلِّ مُلْتَحِفٍ بِما يَصِمُ الفَتى
يُؤذي وَيَظْلِمُ أَوْ يَخونُ وَيَغْدِرُ
فَنَفَضْتُ مِنْهُ يدي مَخَافَة َ كَيْدِهِ(31/220)
إنَّ الكَريمَ عَلى الأذى لا يَصْبِرُ
وَأَبى لِشِعري أَنْ أُدَنِّسَهُ بِهِمْ
حَسَبي، وَسَبُّ ذوي الخَنا أَنْ يُحْقَروا
قابَلْتُ سَيّءَ ما أَتَوْا بِجَميلِ ما
آتي، فَإنِّي بِالمَكارِمِ أَجدَرُ
وَأَبادَ بَعْضَهُمُ المَنونُ، وَبَعْضُهُمْ
في القِدِّ، وَهْوَ بِما جِناهُ أَبْصَرُ
وَالأبيضَ المأَثورُ يَخْطِمُ بِالرَّدى
مَنْ لا يُنَهْنُههُ القَطيعُ الأَسْمَرُ
فارْفَضَّ شَملُهُمُ، وكَمْ مِنْ مَورِدٍ
لِلظّالمينَ ولَيسَ عَنْهُ مَصْدَرُ
وَإلى أَميرِ المؤمنينَ تَطَلَّعَتْ
مِدَحٌ كَما ابتَسَمَ الرِّياضُ تُحَبَّرُ
ويقيمُ مائِدَهُن لَيْلٌ مُظْلِمٌ
وَيَضُمُّ شارِدَهُنَّ صُبْحٌ مُسْفِرُ
فَبِمِثلِ طاعَتِهِ الهِدايَة ُ تُبْتَغي
وَبِفَضْلِ نائِلِهِ الخَصاصَة ُ تُجْبَرُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> النُّجحُ تحتَ خطا المهريَّة ِ النُّجبِ
النُّجحُ تحتَ خطا المهريَّة ِ النُّجبِ
رقم القصيدة : 25996
-----------------------------------
النُّجحُ تحتَ خطا المهريَّة ِ النُّجبِ
والعزُّ فوقَ ظبا الهنديَّة ِ القضُبِ
والعزمُ يوقظُ داعي الحزمِ نائمهُ
وهل تدورُ الرَّحى إلاَّ على القطُبِ
فما الثَّواءُ بأرضٍ للمقيم بها
إلى الهُوَيْنى حَنينُ الوُلَّهِ السُّلُبِ
أَقْذى الزَّمانُ بِها شِرْبي وَرَنَّقَهُ
ماذا تريدُ اللَّيالي منْ فتى ً غربِ
مَتى أُرَوِّي غَليلَ السُّمْرِ مِنْ ثُغَرٍ
يَمِدْنَ فيهنَّ كَالأَشْطانِ في القُلُبِ
فهنَّ أزوينَ إبلي والمياهُ دمٌ
وَقَدْ تَوَشَّحَتِ الغُدْرانُ بِالعُشُبِ
أزهى بنفسي وإنْ أصبحتُ في مضرٍ
أَلْوي على العِزِّ مِنْ بَيْتي قُوى الطنُبِ
فالعودُ منْ حطبٍ لولا روائحهُ
وَالنَّخلُ تُكْرَمُ للأَثْمار لا العُسُبِ
وقدْ جعلتُ مرادَ الطَّرفِ غير مهاً
يهززنَ في المشي أغصاناً على كثبِ
إنّ العُيونَ عَنِ العَلْياء نابِيَة ٌ
وَمَسْرحُ العَيْنِ مِنّي مَسْبَحُ الشُّهُبِ(31/221)
هِيَ التّي لا تَزالُ الدَّهْرَ ناظِرَة ً
إلى علاً ولسؤَّالٍ وفي كتبُ
وقدْ شكتْ فشفاها اللهُ وارتجعتْ
لَحْظاً أَحَدَّ مِنَ المَأْثُورَة ِ الرُّسُبِ
والشمسُ ترنو بعينٍ لا يغيِّضُ منْ
أَنْوارِها ما يُوارِيها مِنَ السُّحُبِ
وَالمَشْرَفِيّة ُ لا تَنْبو مَضارِبُها
فيها المضاءُ وإنْ ردَّتْ إلى القربِ
فَأَصْبحَ المَجْدُ مَسْروراً بِعافِية ٍ
أُلاعِبُ الظِّلَّ في أَثْوابِها القُشُبِ
وَأَشْرَقَ الدَّهْرُ حَتّى خِلْتُ صَفْحَتَهُ
تقَّدُ منْ وجناتِ الخرَّدِ العربِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> تَراءَتْ لَنا، وَالبَدْرُ وَهْناً، على قَدْرِ
تَراءَتْ لَنا، وَالبَدْرُ وَهْناً، على قَدْرِ
رقم القصيدة : 25997
-----------------------------------
تَراءَتْ لَنا، وَالبَدْرُ وَهْناً، على قَدْرِ
فَحَطَّتْ لِثامَ اللّيلِ عن غُرَّة ِ الفَجْرِ
بَدَتْ إذْ بَدا، وَالحَلْيُ عِقْدٌ وَمَبْسِمٌ
وَلَيسَ لهُ حَلْيٌ سوى الأَنْجُمِ الزُّهرِ
فَقُلْتُ لِصَحبي وَالمَطيُّ كأَنَّها
فَطاً بِجَنوبِ القاعِ مِنْ بَلَدٍ قَفْرِ
أَأَحْلاهُما في صَفْحَة ِ اللَّيلِ مَنْظَراً
أُمَيْمَة ُ أَم رَأْيُ المُحِبِّ، فلا أَدري
أَجَلْ هِيَ أَبْهى ،أَيْنَ لِلْبَدْر زينَة ٌ
كَعِقْدَيْنِ من نَحْرٍ وَعِقْدِينِ مِن ثَغْرِ
مُهَفْهَفْة ٌ كَالِرّيمِ تُرْسِلُ نَظْرَة ً
بِها تَنْفُثُ الحَسْناءُ في عُقَدِ السِّحرِ
بِنَجلاءَ تَشْكُو سُقْمَها وَهْوَ صِحَّة ٌ
إذا نَظَرَتْ لا تسْتَقِلُّ مِنَ الفَتْرِ
كَأَنِّي غَداة َ البَيْنِ مِنْ رَوْعَة ِ النَّوى
أُقَلِّبُ أَحناءَ الضُّلوعِ عَلى الجَمْرِ
نَأَتْ بَعْدَما عِشْنا جَميعاً بِغِبْطَة ٍ
وَأيُّ وِصالٍ لَم يُرَعْ فيهِ بِالهَجْرِ
إذا ابتَسَمَتْ عُجباً بَكيتُ صَبابِة ً
فَمِنْ لُؤلُؤٍ نَظْمٍ وَمنَ لُؤلؤٍ نَثْرِ
يُذَكِّرُنيها البَرْقُ حينَ أَشيمُهُ
وإنْ عَنَّ خِشْفٌ بِتُّ مِنْها على ذِكْرِ(31/222)
وَهَبْنِي لا أرمي بِطَرفي إلَيهِما
فَأَذْكُرُها الشان في الشَّمسِ وَالبَدرِ
وَقَدْ غَرِيَتْ بِالبُعْدِ حَتّى بِوُدِّهَا
وَبالبُخلِ حَتّى بِالخَيالِ الذي يَسري
وَبِالهَضْبَة ِ الحَمْراءِ مِنْ أَيْمَنِ الحِمى
لهَا مَنْزِلٌ أَلْوَتْ بِهِ نُوَبُ الدَّهْرِ
كَأَنَّ بقايا نَشرِها في عرَاصِهِ
تَبُثُّ أَريجَ المِسْكِ بِالجُرعِ العُفْرِ
فَلا بَرِحَتْ تَكْسوهُ ما هَبَّتِ الصَّبا
أَنامِلُ مِنْ قَطْرٍ غَلائِلَ مِنْ زَهْرِ
حَمَتْهُ سُراة ُ الحَيِّ غُنْمُ بنُ مالِكٍ
وَإخْوَتُها الشُّمُّ العَرانينِ مِنْ فِهْرِ
بِصُيّابَة ٍ مَجْرٍ، وَكَرّامَة ٍ ثُبى ً
وَمُرْهَفَة ٍ بيضٍ، وَمُشْرَعَة ٍ سُمْرِ
وَكَمْ فيهِمُ من صارخٍ وَمُثَوِّبٍ
وَمِنْ مَجْلسٍ فَخْمٍ، وَمِنَ نِعمَ دَثْرِ
وَسِرْبِ عَذارى بَيْنَ غابٍ مِنَ القَنا
كَسِربِ ظِباءٍ في ظِلالٍ مِنَ السِّدْرِ
سَمَوْتُ لَها وَاللَّيلُ رَقَّ أديمُهُ
وَكادَ يَقُصُّ الفَجْرُ قادِمة َ النَّسْرِ
وَرُمْنا عِناقاً نَهْنَهَتْ عَنْهُ عِفَّة ٌ
شَديدٌ بِها عَقْدُ النِّطاقِ على الخَصْرِ
وَلَمْ تَكُ إلاَّ الوُشْحُ فينا مُذالَة ً
وَإنْ حامَ بي ظَنُّ الغَيورِ عَلى الأُزرِ
وإنّي لَيُصبيني حَديثٌ وَنَظْرَة ٌ
يُعارِضُها الواشونَ بِالنَّظَرِ الشَّزْرِ
حَديثٌ رقيقٌ مِنْ سُعادَ كَأَنَّها
تَشوبُ لَنا ماءَ الغَمامَة ِ بِالخَمْرِ
فما راعَنا إلاَّ الصَّباحُ كمَا بَدا
مِنَ الغِمْدِ حَدُّ الهِنْدِ وإنِّي ذي الأَثْرِ
وَمِنْ عَجَلٍ ما لَفَّ جيداً وَداعُنا
بِجيدٍ، ولا نَحْراً أَضَفْنا إلى نَحْرِ
فَعُدْتُ أَجُرُّ الذَّيْلَ والسَّيْفُ مُنتَضى ً
وَهُنَّ يُبادِرنَ الخِيامَ عَلى ذُعْرِ
وَقَدْ مُحِيَتْ آثارُها بِذُيولِها
سِوى ما أَعارتْهُ التّرابَ مِنَ النَّشْرِ
مَشَيْنَ فَعَطَّرْنَ الثَّرى بِذَوائِبٍ
غَرِضْنَ بِسِرّي، لا نُفِضْنَ مِنَ العِطْرِ
كَما نَمَّ حَسّانُ بنُ سَعْدِ بنِ عامِرٍ(31/223)
بِغُرِّ مَساعيهِ على كَرَمِ النَّجْرِ
أَخُو هِمَمٍ لَمْ يَملأ الهَوْلُ صَدْرَهُ
وَلا نالَهُ خَطْبٌ بِنابٍ ولا ظُفْرِ
يُلاحِظُ غِبَّ الأَمْرِ قَبْلَ وقُوعِهِ
وَيَبْلُغُ ما لا تَبْلُغُ العَيْنُ بِالفِكْرِ
وَيَنْظِمُ شَمْلَ المَجْدِ ما بَيْنَ مِنْحَة ٍ
عَوانٍ ، وَتَصْميمٍ على فَتْكَة ٍ بِكْرِ
إذا المُعْضِلاتُ اسْتَقْبَلَتْ عَزَماتِهِ
فَلَمْ يَلْتَفِتْ إلاّ إلى حادِثٍ نُكرِ
نَكَصْنَ على الأَعقابِ دونَ ارتيابِهِ
تَعَثَّرُ في أذْيالِهِنَّ على صُغْرِ
وإنْ كانَ يومٌ غادَرَ المَحْلُ أُفْقَهُ
يَمُجُّ نَجيعاً وَهْوَ في حُلَلٍ حُمْرِ
فَزِعْنا إليه نَمْتَري من يَمينِهِ
سَحائِبَ يَسْحَبْنَ الضُّروعَ مِنَ الغُزْرِ
أَقَمْنا صُدورَ الأَرْحبيَّة ِ نَحْوَهُ
طَوالِبَ رِفْدٍ لا بَكِيٍّ ولا نَزْرِ
فَمَدَّتْ لنا الأَعناقَ طَوْعاً وما اتَّقَتْ
بِلَيِّ خُدودٍ في أَزِمَّتِها صُعْرِ
تُرَنِّحُها ذِكراهُ حَتَّى كَأَنَّنا
نَهُزُّ بِها أَعْطافَهُنَّ مِنَ السُّكْرِ
ويَسْلُبُها السَّيْرُ الحَثيثُ مِراحَها
إلى أن يَعودَ الخَطْوُ أَقْصَرَ مِنْ شِبْرِ
وَذي ثَرْوَة ٍ هَبَّتْ بِهِ خُيَلاؤُهُ
وَمَنْشَؤُهُ بَيْنَ الخَصاصَة ِ وَالفَقْرِ
دَعاها فَلَوْ أَصغَتْ إليهِ مُجيبة ً
لَقُلْتُ عَثَرْنا، لا لَعاً لَكَ مِنْ عَثْرِ
فَجاءتْهُ لَمْ تَذمِمْ إليهِ طَريقَها
وَلَمْ تَثْوِ مِنْ واديهِ بِالمَبْرَكِ الوَعْرِ
وِبَالنَّظْرَة ِ الأولى تَيَقَّنْتُ أنَّهُ
إذا مُدِحَ اختارَ الثَّناءَ على الوفْرِ
فَساقَ إلينا ما نَرومُ مِنَ الغِنى
وَسُقْنا إليهِ ما يُحِبُّ مِنَ الشُّكْرِ
فَلا أْحسَبُ العَصْرَ الذي قد طَوْيتُهُ
لَدى غَيْرِهِ طَيِّ الرِّداءِ مِنَ العُمْرِ
أَلَمْ آتهِ والدَّهْرُ في غُلوائِهِ
قَليلَ غِرارِ النَّومِ مُنْتَشِرَ الأمرِ
فَأَعْذَبَ مِنْ شِربي بِما مَدَّ مِنْ يَدي
وَآمَنَ مِنْ سِرْبي بِما شدَّ مِنْ أَزْري(31/224)
وَخَوَّلني ماضاقَ ذَرْعُ المُنى بِهِ
مِنَ البِشْرِ في أثناءِ نائِلِهِ الغَمْرِ
وَقَلَّدْتُهُ مَدْحاً يَروضُ لَهُ الحِجَى
قَوافيَ لا تُعْطي القِيادَ على القَسْرِ
إذا ما نَسْبَناهُنَّ كانَ انتِماؤُها
إليهِ انتِماءَ الدُّرِّ يُعْزَى إلى البَحْرِ
لَنِعْمَ مُناخُ الرَّكْبِ بابُكَ لِلْوَرى
وَآلُ عَدِيٍّ نِعْمَ مُنْتَجَعُ السَّفْرِ
تُفيضُ نَدى ً غَمْراً، وَيُثْني عُفاتُهُ
عَلَيْكَ كما تُثني الرِّياضُ على القَطْرِ
فَعِشْ طَلَقَ الأَيَّامِ لِلمَجْدِ وَالعُلا
صَقيلَ حَواشي العِرْضِ في الزَّمَنِ النَّضْرِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَقى اللهُ يَوْماً قَصَّرَ اللَّهْوُ طُولَهُ
سَقى اللهُ يَوْماً قَصَّرَ اللَّهْوُ طُولَهُ
رقم القصيدة : 25998
-----------------------------------
سَقى اللهُ يَوْماً قَصَّرَ اللَّهْوُ طُولَهُ
وظَلَّتْ خَياشِيمُ الأَبَارِيق تَرْعُفُ
بِرَوْضٍ تَمَشَّى بَيْنَ أَزْهارِهِ الصَّبا
فتحسبها مذعورة ً حينَ ترجفُ
وَقَدْ مَزَجتْ ظَمْياءُ بالرّيقِ راحَها
فَلَمْ أَدْرِ مِنْ أَيِّ المُدامَيْنِ أَرْشُفُ
وقلتُ لها شيمي لحاظكِ وارفقي
بلبِّي وخلِّي البابليَّة َ تعنفُ
فَطرْفُكِ لا صَهْباءُ يَنْزو حَبابها
قويتِ على قتلي بهِ وهوَ يضعفُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> هِيَ الصَّبابَة ُ مِنْ بادٍ وَمُكْتَمِنِ
هِيَ الصَّبابَة ُ مِنْ بادٍ وَمُكْتَمِنِ
رقم القصيدة : 25999
-----------------------------------
هِيَ الصَّبابَة ُ مِنْ بادٍ وَمُكْتَمِنِ
طَوى لهَا الوَجْدُ أَحشائي عَلى شَجَنِ
وَحَنَّة ٍ كَأُوارِ النَّارِ يُضْرِمُها
قَلْبٌ تَمَلَّكَ رِقَّ المَدْمَعِ الهِتنِ
ناوَلْتُهُ طَرَفَ الذِّكْرى فَأَقْلَقَهُ
شَوْقٌ يُصَرِّحُ عَنْهُ لَوْعَة ُ الحَزَنِ
فَحَنَّ والوَجْدُ يِسْتشْري عَلَيهِ كَما
حَنَّ الأَعاريبُ مِنْ نَجْدٍ إلى الوَطَنِ
تُذْري دُموعَهُمُ الذِّكرى إذا خَطَرَتْ(31/225)
روُيحة ُ الحَزْنِ تَمْري دِرَّة َ المُزُنِ
فَلا اسْتَمالَ الهَوى عَيْني وَإنْ جَمَحَتْ
عَنْها، وَلا افتَرَشَ الواشي بِها أُذني
هَيفاءُ تُخْجِلُ غُصْنَ البانِ مِنْ هَيَفٍ
عَيناءُ تَهْزَأُ بِالغِزْلانِ مِنْ عَيَنِ
إذا مَشَتْ دَبَّ في أَعْطافِها مَرَحٌ
كَما هَفَتْ نَسَماتُ الرِّيحِ بِالغُصُنِ
وَإنْ سَرى بارِقٌ مِنْ أَرضِها طَمَحَتْ
عَيْنٌ تُقَلِّصُ جَفْنَيْها عَنِ الوَسنِ
وَأَسْتَمِلُّ إذا ريحُ الصَّبا نَسَمَتْ
حَديثَ نَعْمانَ وَالأَنْباءَ عَنْ حَضَنِ
وَأَحْبِسُ الرَّكْبَ يا ظَمياءُ إنْ بَرَقَتْ
غَمامَة ٌ، وَشَدَتْ وَرْقاءُ في فَنَنِ
عَلى رَوازِحَ يَخْضِبْنَ السَّريحَ دَماً
كادَتْ تَمَسُّ أَديمَ الأَرضِ بِالثَّفَنِ
إن خانَ سِرَّكِ طَرفي فَالهَوى عَلِقٌ
مِنّيِ بِقَلْبٍ على الأِسرارِ مُؤتَمَنِ
إِنِّي لأرضيكِ وَالحَيَّانُ فِي سَخَطٍ
بَثّا عَداوة َ مَوْتورٍ وَمُضْطَغِنِ
وَلَسْتُ أَحفِلُ بالغَيْرانِ ما صَحِبَتْ
كَفِّي أَنابيبَ لِلْعَسّالَة ِ اللُّدُنِ
لا أَبْتَغي العِزَّ إلاّ مِنْ أَسِنَّتِها
وَالمَوْتُ يَنْزِلُ، والأَرواحُ في ظَعَنِ
وَأَلْبَسُ الخِلَّ تَعْرَى لي شَمائِلُهُ
مِنَ الخَنى ، حَذَرَ الكاسي مِنَ الدَّرَنِ
وَأَنْفُضُ اليَدَ مِنْ مالٍ، إذا انْبِسَطَتْ
إليهِ عادَتْ بِعِرْضٍ عَنْهُ مُمْتَهنِ
لا رَغْبة ً ليَ في النُّعْمى ، إذا نُسِبَتْ
لَمْ تَتَّصِلْ بِغياثِ الدَّولة ِ الحَسَنِ
أَغَرُّ يَحْتَمِلُ العافونَ نائِلَهُ
على كَواهِلَ لَمْ يُثْقَلْنَ بالمِنَنِ
وَيَمْتَرُونَ سِجالَ العُرْفِ مُتْرَعَة ً
هذي المَكارِمُ لا قَعْبانِ مِنْ لَبَنِ
يَأوونَ مِنْهُ إلى سَهْلٍ مبَاءتُهُ
يَرمي صَفاة َ العِدا عَنْ جانِبٍ خَشِنِ
إذا المُنى نَزَلَتْ هِيماً بِساحَتِهِ
ظَلَلْنَ يَمْرَحْنَ بَيْنَ الماءِ والْعَطَنِ
أَدعوكَ يا بنَ عَلِيِّ والخُطوبُ غَدَتْ
تَلفُّني وَبَناتِ الدَّهر في قَرَنِ(31/226)
كَمْ مَوْقِفٍ كَغِرارِ السَّيْفِ قُمْتُ بِهِ
وَالقِرْنُ مُشْتَمِلٌ فيه على إحَنِ
وَمِدْحَة ٍ ذَهَبَتْ في الأرضِ شارِدَة ً
تُهدي مَعَدٌّ قوافيها إلى اليَمَنِ
فَانْظُرْ إليَّ بِعَيْنَيْ ناقِدٍ يَقِظٍ
تَجْذِبْ إليكَ بِضَبْعَيْ شاعِرٍ فَطِنِ
ما كُلُّ من قالَ شِعْراً فيكَ سَيَّرَهُ
وليسَ كُلُّ كَلامٍ جيبَ عَن لَسَنِ
إذا مَسَحْتَ جِباهَ الخَيلِ سابِقَة ً
فَفي يَدَيَّ عِنانُ السّابِحِ الأَرِنِ
إنَّ المَكارِمَ لا تَرضى لِمِثْلكَ أَن
أُعْزَى إليهِ وَأَسْتَعدي على الزَّمَنِ
العصر العباسي >> البحتري >> أقصرا ليس شأني الإقصار
أقصرا ليس شأني الإقصار
رقم القصيدة : 2600
-----------------------------------
أقْصِرَا! ليس شأنيَ الإقْصَارُ،
وأقِلاّ! لَنْ يُغْنيَ الإكْثَارُ
وَبنَفْسِي مُستَغَرَبُ الحُسنِ، فيهِ
حَيَدٌ عَنْ مُحِبّهِ، وَازورار
فاتِرُ النّاظِرَيْنِ يَنْتَسِبُ الوَرْ
دُ إلى وَجْنَتَيْهِ، والجُلَّنَارُ
مُذْنِبٌ يُكثِرُ التّجَنّي فَمِنْهُ الـ
ذّنْبُ ظُلْماً، وَمِنّيَ الاعْتِذَارُ
هَجَرَتْنا عَنْ غَيرِ جُرْمٍ نَوَارٌ،
وَلَدَيْها الحَاجَاتُ والأوْطارُ
وأقَامَتْ بجَوّ بِطْيَاسَ، حَتّى
كَثُرَ اللّيْلُ دونَها والنّهَارُ
إنْ جَرَى بَيْنَنَا وَبَيْنَكِ هَجْرٌ
وْ تَنَاءَتْ مِنّا وَمِنكِ الدِيَارُ
فالغَلِيلُ الذي عَلِمْتِ مُقِيمٌ،
والدّمُوعُ التي عَهِدْتِ غِزَارُ
يا خَليلَيّ نُمْتُما عَنْ مَبِيتٍ
بِتُّهُ آنِفاً، وَنَوْمي مُطَارُ
لَسَوارٍ مِنَ الغَمَامِ تُزَجّيـ
ـهَا جَنُوبٌ كَمَا تُزَجّى العُشَارُ
مُثْقَلاَتٍ، تَحِنُّ في زَجَلِ الرّعْـ
ـدِ بِشَجْوٍ، كَمَا تَحنُّ الظُّؤارُ
باتَ بَرْقٌ يَشُبُّ في حَجْرَتَيْها،
بَعدَ وَهنٍ كَما تَشُبُّ النّارُ
فاسْقِيَانِي، فَقَدْ تَشَوّفْتُ الرّا
حِ، وَطابَ الصَّبُوحُ والابْتِكَارُ
كَانَ عِنْدَ الصّيَامِ للّهْوِ وِتْرٌ،
طَلَبَتْهُ الكُؤوسُ والأوْتَارُ(31/227)
بَارَكَ الله للخَليفَةِ في المُلْـ
ـكِ الذي حَازَهُ لَهُ المِقْدَارُ
رُتْبَةٌ مِنْ خِلاَفَةِ الله قَدْ طَا
لَتْ بِهَا رَقْبَةٌ لَهُ، وانْتِظَارُ
طَلَبَتْهُ فَقْراً إلَيْهِ، وَمَا كَانَ
بِهِ، سَاعَةً، إلَيْهَا افْتِقَارُ
أعوزت دونه القناعة حتى
حشمت في طلابه الأسفار
وهي موقوفة إلى أن يوافي
غائب ما وفى به الحضار
عَلِمَ الله سِيرَةَ المُهْتَدِي باللّـ
ـهِ، فاخْتَارَهُ لِمَا يُخْتَارُ
لمْ تُخَالِجْ فيهِ الشّكُوكُ، ولاَ كا
نَ لوَحْشِ القُلُوبِ عَنْهُ نِفَارُ
أخَذَ الأوْلِيَاءُ، إذْ بَايَعُوهُ
بيَدَيْ مُخْبِتٍ، عَلَيْهِ الوَقَارُ
وَتَجَلّى للنّاظِرِينَ أبِيٌّ،
فيهِ عَن جانبِ القَبيحِ ازْوِرَارُ
وأرَتْنَا السّجّادَ سِيمَا طَوِيلِ اللّـ
ـيْلِ، في وَجْهِهِ لَهَا آثَارُ
وَلَدَيْهِ تَحْتَ السّكينَةِ والإخْـ
ـبَاتِ سَطْوٌ على العِدَى واقْتِدَارُ
وَقَضَاءٌ إلى الخُصُومِ وَشِيكٌ،
لاَ يُرَوّى فيهِا، ولاَ يُسْتَشَارُ
رَاغِبٌ حينَ يَنطِقُ الوَفْدُ عن عَوْ
نٍ برَأيٍ، أوْ حُجّةٍ تُسْتَعَارُ
مُسْتَقِلٌّ، وَلَوْ تَحَمّلَ مَا حُمّـ
ـلَ رَضْوَى لانْبَتّ حَبْلٌ مُغَارُ
أيُّمَا خِطّةٍ تَعُودُ بِضُرٍّ،
فَهْوَ للمُسْلِمِينَ مِنْهَا جارُ
زَادَ في بَهْجَةِ الخِلاَفَةِ نُوراً،
فَهْوَ شَمْسٌ للنّاسِ، وَهْيَ نَهَارُ
وَأجَارَ الدّنْيَا مِنَ الخوْفِ والحيْ
فِ، فَهَلْ يَشْكُرُ المُجِيرَ المُجَارُ
ألتّقيُّ النقيُّ، والفاضِلُ المُفْـ
ـضِلُ فِينَا، والمُرْتَضَى المُخْتَارُ
وَلَدَتْهُ الشّمُوسُ مِنْ وَلَدِ العَـ
ـبّاسِ عَمِّ النّبيّ والأقْمَارُ
صَفْوَةُ الله، والخِيَارِ مِنَ النّا
سِ جَمِيعاً، وأنتَ منها الخِيارُ
أللُّبَابُ اللُّبَابُ يَنْمِيكَ مِنْهَا
لذُرَى المَجْدِ، والنُّضَارُ النُّضَارُ
فبِكُمُ قَدّمَتْ قُصَيّاً قُرَيْشٌ،
وَبِهَا قَدّمَتْ قُرَيْشاً نِزَارُ
زَيّنَ الدّارَ مَشْهَدٌ مِنْكَ كانتْ(31/228)
قَبْلُ تَرْضَاهُ مِنْ أبيكَ الدّارُ
وأنَارَتْ لَمّا رَكِبْتَ إلَيْهَا،
والمَوَالِي الحُمَاةُ، والأنصَارُ
في جِبَالٍ مَاجَ الحَدِيدُ عَلَيْـ
ـهنَّ ضُحًى، مِثْل َمَا تَمُوجُ البحارُ
وَغَدَا النّاسُ يَنْظُرُونَ، وَفِيهِمْ
فَرَحٌ أن رأَوْكَ واسْتِبْشَارُ
طَلْعَةٌ تَمْلأُ القُلُوبَ، وَوَجهٌ
خَشَعَتْ دونَ ضَوْئِهِ الأبصَارُ
ذَكَرُوا الهَدْيَ من أبيكَ، وقالوا:
هيَ تلكَ السّيما، وذاكَ النِّجارُ
وَعَلَيْهِمْ سَكينَةٌ لَكَ، إلاّ
مَدَّ أيْدٍ يُومَا بِهَا وَيُشَارُ
بُهِتُوا حَيرَةً وَصَمْتَاً، فلَوْ قِيـ
ـلَ أحِيرُوا مَقَالَةً مَا أحَارُوا
وَقَليلٌ إنْ أكْبَرُوكَ لكَ الهَيْـ
ـبَةُ مِمّنْ رَآكَ، والإكْبَارُ
كُلُّهُمْ عَالِمٌ بأنّكَ فيهِمْ
نِعْمَةٌ، ساعَدَتْ بهَا الأقْدارُ
فَوَقَتْ نَفسَكَ النّفُوسُ من السّو
ءِ، وَزِيدَتْ في عُمرِكَ الأعْمَارُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> فؤادٌ دنا منهُ الغرامُ جريحُ
فؤادٌ دنا منهُ الغرامُ جريحُ
رقم القصيدة : 26000
-----------------------------------
فؤادٌ دنا منهُ الغرامُ جريحُ
وَجَفْنٌ نَأَى عَنْهُ الرُّقادُ قَريحُ
فَلِلْوَجْدِ قَلْبِي وَالمَدامِعُ لِلْبُكا
إذا لاحَ بَرْقٌ أَوْ تَنَفَّسَ رِيحُ
أُكَلِّفُ عَيْنِي أَنْ تَجُودَ بِمائها
وَإنِّى بِهِ لولا الهَوَى لَشَحيحُ
ويعذلني خلِّي ويزعمُ أنَّهُ
نصيحٌ وهلْ في العاذلينَ نصيحُ؟
وَلَوْ أَنْصَفَ الواشُونَ رَقَّ لِذي الشّجى
خَلِّيٌ، ومَا لامَ السَّقيمَ صَحيحُ
فما لغرابِ البينِ ينعبُ بعدما
أتتْ دونَ منْ أهوى مهامهُ فيحُ؟
بفيهِ الثَّرى قد فرَّقتْ بيننا النَّوى
نأى عنهُ فرخاهُ ففيمَ يصيحُ؟
العصر العباسي >> الأبيوردي >> تَلَفَّتَ بِالثَّوِيَّة ِ نَحْوَ نَجْدِ
تَلَفَّتَ بِالثَّوِيَّة ِ نَحْوَ نَجْدِ
رقم القصيدة : 26001
-----------------------------------
تَلَفَّتَ بِالثَّوِيَّة ِ نَحْوَ نَجْدِ(31/229)
فَباتَ فُؤادُهُ عَلِقاً بِوَجْدِ
وَقَدْ خَلَصًتْ إليهِ بُعَيْدَ وَهْنٍ
صَباً عَثَرَتْ على لَغَبٍ بِرَنْدِ
فهاجَ حنينهُ إبلاً طراباً
تكفكفُ غربها حلقاتُ قدِّ
حثونَ على العراقِ ترابَ نجدٍ
فلا ألقتْ مراسيها بوردِ
وكمْ خلَّفنَ من طللٍ بحزوى
وَسِمْتُ عِراصَهُ مَرَحاً بِبُرْدي
وَلَيِّنَة ِ المَعاطِفِ في التَّثَنّي
ضَعيفَة ِ رَجْعِ ناظِرَة ٍ وَقَدِّ
تجلَّتْ للوداع على ارتياعٍ
من الواشي ينيرُ بنا ويسدي
وقد جعلتْ على خفرٍ تراءى
فتخفي من محاسنها وتبدي
وَكَمْ باكٍ كَأَنَّ الجِيدَ منها
يُوَشَّحُ مِنْ مَدامِعِهِ بِعِقْدِ
شَجاهُ البَرْقُ فَهْوَ كما تَنَزَّى
إليك السِّقطُ من أطرافِ زندِ
تناعسَ حينَ جاذبهُ كراهُ
وقد شمطَ الظَّلامُ، هديرُ رعدِ
فَما لَكِ يابْنَة َ القُرَشِيِّ غَضْبى
أَمَنْسِيٌّ على العَلَمَيْنِ عَهْدي
وبينَ جوانحي شجنٌ قديمٌ
أعدُّ لهُ الغوابة َ فيكِ رشدي
فلا مللٌ ألفُّ عليه قلباً
ولا غَدْرٌ أَخيطُ عليهِ جِلْدي
وإن يكُ صافياً وشلٌ تمشَّتْ
بجانبهِ الصَّبا، فكذاكَ ودّي
وَبي عن خُطَّة ِ الضَّيْمِ ازْوِرارٌ
إذا ما جدَّ للعلياءِ جدّي
فلا ألقي الجرانَ بها مبنّاً
بطيءَ النَّهضِ كالجملِ المغدِّ
ولكنّي أخو العزماتِ ماضٍ
ومرهوبٌ على اللُّؤماءِ حدّي
فَهَلْ مِن مُبْلِغٍ سَرواتِ قَومي
مُضاجَعَتي على العَزّاءِ غِمْدي
وإدلاجي وجنحُ اللَّيلِ طاوٍ
جَناحَيْهِ على نَصَبٍ وَكَدِّ
وَقَدْ رَنَتِ النُّجومُ إليَّ خُوصاً
بأعينِ كاسراتِ الطَّرفِ رمدِ
لأورِثَهُمْ مَآثِرَ صالحاتٍ
شفعتُ طريفها لهمُ بتلدِ
ولولا اللّهُ ثَمَّ بنو عُقَيْلٍ
لقصَّرَ دون غايتهنَّ جهدي
فَها أنا بِالعِراقِ نَجِيُّ عِزٍّ
وإلفُ كرامة ٍ وحليفُ رفدِ
أقدُّ بهِ قوافي محكماتٍ
لأرْوَعَ قُدَّ مِنْ سَلَفَيْ مَعَدِّ
أغرُّ تدرُّ راحتهُ سماحاً
ولم تعصبْ رغائبهُ بوعدٍ
ويغضي من تكرُّمهِ حياءً
وَدونَ إبائِهِ سَطَواتُ أُسْد(31/230)
لهُ، والمحلُ غادرَ كلَّ عافٍ
يكدُّ العيسَ منتجعاً فيكدي
فناءٌ مخصبُ العرصاتِ رحبٌ
إذا ضاقت مباءة ُ كلِّ وغدِ
تلثِّمهُ المواهبُ كلَّ يومٍ
تمجُّ سماؤهُ علقاً، بوفدِ
وتصغي الأرحبيَّة ُ في ذراهُ
إلى قُبٍّ أياطِلُهُنَّ جُرْدِ
وما متوقِّدُ اللَّحظاتِ يحمي
على حذرٍ معرَّسهُ بوهدِ
كأنَّ نفيَّ جلدتهِ بقايا
دلاصٍ فضَّها الملوانِ سردِ
تراهُ الدَّهرَ مكتحلاً بجمرٍ
يَكادُ يُذيبُ مُهْجَتَهُ بِوَقْدِ
بِأَحْضَرَ وَثْبَة ً مِنْهُ إذا ما
رأى إغْضاءَهُ يَلِدُ التَّعَدّي
أعدُّكَ للعدا يا سعدُ فاهتف
بسمرٍ من رماحِ الخطِّ ملدِ
وَمُدَّ إلى العُلا ضَبْعّيَّ، وَامْنَعْ
صروفَ الدَّهرِ أن يضرعنَ خدّي
فعندكَ ملتقى سبلِ المعالي
وَمُعْتَرَكُ القوافي الغُرِّ عندي
أتاكَ العيدُ يَرْفَعُ ناظِرَيْهِ
إلى ما فيكَ من كرمٍ ومجدِ
ودهركَ- دع بنيهِ- إليكَ يهفو
بِطاعَة ِ مُسْتَبينِ الرِّقِّ عَبْدِ
ويعلمُ أنَّ سيفكَ عن قليلٍ
يشوبُ من العدوِّ دماً بحقدِ
فلا زَالَتْ لَكَ الأيّامُ سِلْماً
ملَّقحة ً لياليها بسعدِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وسَاجية ِ الأَلْحاظِ تَفْتُرُ إنْ رَنَتْ
وسَاجية ِ الأَلْحاظِ تَفْتُرُ إنْ رَنَتْ
رقم القصيدة : 26002
-----------------------------------
وسَاجية ِ الأَلْحاظِ تَفْتُرُ إنْ رَنَتْ
فتحسبها مملوءة ً منْ رقادها
أُعَلّلُ نَفْسي بِالمُنى ، وَيَشوقُني
سنا البرقِ يسري موهناً منْ بلادها
وما ليَ منها غيرُ داءٍ مخامرٍ
يُبَرِّح بي في قُرْبها وَبِعادها
وَأَرْعى نُجومَ اللَّيْلِ وَالعَيْنُ ثَرَّة ٌ
تُرَاقِبُها مَطْروفَة ً بِسُهادِها
فليتَ بياضَ الصُّبحِ يبدو لمقلة ٍ
كأنَّ الدُّجى مخلوقة ٌ منْ سوادها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خضابٌ على فوديَّ للدَّهرِ ما نضا
خضابٌ على فوديَّ للدَّهرِ ما نضا
رقم القصيدة : 26003
-----------------------------------
خضابٌ على فوديَّ للدَّهرِ ما نضا(31/231)
وَمُقْتَبَلٌ مِنْ رَيِّقِ العُمْرِ ما مَضَى
ونفسٌ على الأيَّامِ غضبي وقد أبت
تصاريفها أن تبدلَ السُّخطَ بالرِّضى
إذا أنا عاتبتُ اللَّيالي لم تبلْ
عتاباً كترنيقِ النُّعاسِ ممرَّضا
وفي الكفِّ عضبٌ كلَّما فاضَ من دمٍ
عَبيطٍ غِراراً فاحَ بِالمِسْكِ مَقْبِضَا
وإنَّ ديوناً ما طلتها صروفها
ببيضِ الظُّبا في هبوة ِ النَّقعَ تقتضى
إذا ما ذوى غصنُ الشَّباب ولم تسدْ
وَشِبْتَ، فَلا تَطْلُبْ إلى العِزِّ مَنْهَضا
سَأُفْري أَديمَ الأَرضِ بِالعيسِ نُقَّباً
حبا بالّذي أبغيهِ أو بخلَ، القضا
وَإنْ ضِقْتُ ذَرْعاً بِالمُنى فَرَحيبة ٌ
بها خطواتُ الأرحبيَّة ِ والفضا
ومن شيمي أن أهجرَ الماءَ صادياً
إذا كانَ طرقاً سؤرهُ متبرَّضا
وأطوي على الهمِّ النَّزيعِ جوانحي
وإنْ أَقْلَقَ الخَطْبُ المُلِمُّ وَأَرْمَضا
وَأَصْبِرُ وَالرُّمْحُ الرُّديْنيُّ شاجِرٌ
وَأَجْزَعُ إنْ بانَ الخَليطُ وَأَعْرَضا
وريمٍ رمى قلبي بأسهمِ لحظهِ
فَأَصْمَى وفي قَوْسِ الحَواجِبِ أَنْبَضا
طَرَقْتُ الغَضى وَالَّليلُ جَثْلٌ فُروعُهُ
فَأَوْمى بِعَيْنَيْهِ إلَيَّ وَأوْمَضا
وقالَ لتربيهِ: ارفعا السِّجفَ إنَّني
أحسنُّ بزورٍ للمنايا تعرَّضا
وَما هُوَ إلاَّ اللَّيثُ يَرْتادُ مَطْمَعاً
على غرَّة ٍ، أولا فمن نفضَ الغضى ؟
أَخافُ عَلَيهِ غِلْمَة َ الحَيِّ إنَّهُمْ
لَوَوْا مِنْ هَوادِيهِمْ إلى الفَجْرِ. هَلْ أَضا
وَحَيْثُ الْتَقى الجَفْنانِ دَمْعٌ يُفيضُهُ
إذا منَ الواشي، وإنْ ريعَ غيَّضا
فِدى ٍ لَكَ يا ظَبْيَ الصَّريمَة ِ مُهْجَة ٌ
أَعدَّتْ لِيَومِ الرَّوْعِ جَأْشاً مُخَفَّضا
فَلا تَرْهَبِ الأَعْداءَ ما عصَفَتْ يَدي
بِأَسْمَرَ، أَوْ ناطَتْ نِجادي بِأَبْيَضا
سَأَضْرِبُ أَكْبادَ المَطِيِّ على الوجى
إلى خَيْرِ مَنْ يُرْجى إذا الخَطْبُ نضْنضَا
إلى عضدِ الدّينِ الذي ساغَ مشربي
بِهِ بَعْدَما أَشْجى الزَّمانُ وَ أَجْرَضا(31/232)
أغرُّ، إذا استنجدتَ هبَّ إباؤهُ
بهِ؛ وإنِ استعطفتَ أغضى وغمَّضا
وَكَم غَمْرَة ٍ دونَ الخِلافَة ِ خاضَهَا
بِآرائِهِ، وَهْيَ الصَّوارِمُ تُنْتَضى
تكشَّرُ عن يومٍ يرشحُّ صبحهُ
أجنَّة َ ليلٍ بالمنايا تمخَّضا
على ساعَة ٍ يُضحي الفِرارُ مُحَبَّباً
ويمسي الحفاظُ المرُّ فيها مبغَّضا
وقد أَرْهَفَ العَزْمَ الذي بِشَباتِهِ
نُهوضُ جَناحِ هَمَّ أَن يَتَهَيَّضا
أَبِينُوا مَنِ المَدْعُوُّ وَالرُّمْحُ تَلْتَوي
بِهِ حَلَقاتُ الدِّرْعِ كَالأَيْمِ في الأضَى
وَمَنْ قالَ حَتَّى رَدَّ ذا النُّطْقِ مُفْحَماً
ومن صالَ حتّى غادرَ القرنِ محرضا
فَهَلْ هو مَجْزْيٌّ بِأَكْرَمِ سَعْيِهِ
فّقَدْ أَسْلَفَ الصُّنْعَ الجَميلَ وَأَقْرَضا
فَدَاكَ بَهاءَ الدَّوْلَة ِ النّاسُ إِنَّهُمْ
سراحينُ يستوطئنَ في الغدرِ مربضاً
إذا لَقِحَ الوُدُّ القَديمُ تَطَلَّعَتْ
ضَغائِنُهُمْ قَبْلَ النِّتاجِ فَأَجْهَضاً
لهم أنفسٌ لا يرخصُ الدَّهرَ عارها
وإن ألبسوهنَّ الرِّداءَ المرَّحضا
أَرى كُلَّ مَنْ جَرَّبْتُ منْهُمْ مُداجِياً
اذا لَمْ يُصَرِّحْ بِالإساءَة ِ عَرَّضا
يَغُرُّكَ- مالَمْ تَخْتَبِرْهُ- رُواؤُهُ
كما غرَّ عن أديانها طيِّئاً رضا
وَجائِلَة ِ الأنْساعِ مائِلَة ِ الطُّلى
ببيداءَ لا تلفي بها الرّيحُ مركضا
فشبَّت لها تحتَ الأحجَّة ِ أعينٌ
لمرعى ً على أطرافهِ العزُّ حوَّضا
بِوادٍ على الرُّوّادِ يَنْدَى مَذانِبا
إذا زارَهُ العافي أَخَلَّ وَأَحْمَضا
إليكَ زجرناها وعندكَ برَّكتْ
بِمَغْنى تَقَرّاهُ الرَّبيعُ وَرَوَّضا
فلا العهدُ ممّا يستشنُّ أديمهُ
وَلا المَجْدُ يَرْضى أَنْ يُخَانَ وَيُنْقَضا
ولاهِمَّتي تَرْضى بِتَقْبيلِ أَنْمُلٍ
نشأنَ على فقرٍ، وإنْ كنَّ فيَّضا
فَإِنَّ بني البَيْتِ الرَّفيعِ عِمادُهُ
إذَا افْتَرَشوا فيهِ الهُويَنْى تَقَوَّضا
وَلَولاكَ لم أَنْطِقْ وَإنْ كُنْتُ مُحْسِناً(31/233)
بِشِعْرٍ، وَلَمْ أسالْ وَإنْ كُنْتُ مُنْفِضا
إليكَ هَفَتْ طَوْعَ الأزِمَّة ِ هِمَّتي
وكانَتْ على غّيِّ الأَمانِيِّ رَيِّضا
فَقَدْ صارَ أمْري، وَالأُمورُ لهَا مَدى ً
إليكَ على رَغْمِ الأعادي مُفَوَّضا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> لَوَيْتُ على الرُّمْحِ الرُدَيْنِيِّ مِعْصَما
لَوَيْتُ على الرُّمْحِ الرُدَيْنِيِّ مِعْصَما
رقم القصيدة : 26004
-----------------------------------
لَوَيْتُ على الرُّمْحِ الرُدَيْنِيِّ مِعْصَما
وَزُرْتُ العِدا وَالحَرْبُ فاغِرَة ٌ فَما
وقدْ زعموا أنِّي ألينُ عريكتي
لهمْ إذْ توسَّدتُ الخماصة َ معدما
أما علموا أنَّي وإنْ كنتُ مقتراً
أروِّي من القرنِ الحسامَ المصمِّما
ويشرقُ وجهي حينَ ينسبُ والدي
وتلقى عليه للسِّيادة ِ ميسما
وإنْ ذكروا آباءهمْ فوجوههمْ
تُشَبِّهُها قِطَعاً مِنَ اللَّيلِ مُظْلِما
وَلَلْفَقْرُ خَيْرٌ مِنْ أَبٍ ذي دَناءَة ٍ
إذا هُزَّ لِلْفَخْرِ ابْنهُ عادَ مُفْحَما
متى حصِّلتْ أنسابُ قيسٍ وخندفٍ
فلي منْ روابيهنَّ أشرفُ منتمى
وَإنْ نُشِرَتْ عَنْها صَحيفَة ُ ناسِبٍ
رَأَيْتَ بُدوراً مِنْ جُدودي وَأَنْجُما
لهم أوجهٌ عندَ الفخارِ تزينها
عرانينُ ما شمَّتْ هواناً ومرغما
لِيَقْصِدْ مُسِرُّ الضَّغْي فينا بِذَرْعِهِ
وَلا يَسْتَثِرْ مِنا بِوادِيهِ ضَيْغَما
فإنَّ المنايا حينَ يضمرنَ غلَّة ً
لَيَلْعَقْنَ مِنْ أَطْرافِ أَرْماحِنا الدَّما
العصر العباسي >> الأبيوردي >> لكَ المجدُ لا ما تدَّعيهِ الأوائلُ
لكَ المجدُ لا ما تدَّعيهِ الأوائلُ
رقم القصيدة : 26005
-----------------------------------
لكَ المجدُ لا ما تدَّعيهِ الأوائلُ
وما في مَقالٍ بَعْدَ مَدْحِكَ طائِلُ
وليسَ يُؤَدِّي بَعْضَ ما أنتَ فاعِلٌ
إذا رُمْتُ وَصْفاً، كُلُّ ماأنا قائِلُ
أبوكَ وأَنْتَ السّابِقانِ إلى العُلا
على شِيَمٍ مِنْهُنَّ حَزْمٌ ونائِلُ
ولولا كما لم يعرفِ البأسُ والنَّدى(31/234)
ولم يدرِ ساعٍ كيفَ تبغى الفضائلُ
وهل يلدُ الضِّرغامُ إلاّ شبيههُ
وَيًنْجِبُ إلاّ الأكْرَمونَ الأماثِلُ
فليتَ أباً لا يورثُ الفخرَ عاقرٌ
وأمّاً إذا لم تعقبِ المجدَ حائلُ
وأنت الّذي إنْ هَزَّ أَقْلامَهُ حَوى
بِها ما نَبَتْ عنهُ الرِّماحُ الذَّوابِلُ
يَطولُ لِسانُ الفَخْرِ في مَكْرُماتِهِ
وَيَقْصُرُ باعُ الدَّهْرِ عَمّا يُحاوِلُ
وحيٍّ من الأعداءِ تبدي شفاههمْ
نواجذَ مقرونٌ بهنَّ الأناملُ
فَمِنْهُمْ بِمُسْتَنِّ المَنايا مُعَرِّسٌ
تُطيفُ بهِ سُمْرُ القَنا والقنابِلُ
وآخرُ تستدني خطاهُ قيودهُ
وَهُنَّ بساقَيْ كُلِّ عاصٍ خَلاخِلُ
أزرتهمُ بيضاً كأنّ متونها
أجنَّ المنايا السُّودَ فيها الصَّياقلُ
وَلَمْ يَبْقَ إلاّ مَن عَرَفْتَ وَعنده
مكائدُ تَسْري بينهنَّ الغَوائِلُ
أطلتَ له باعاً قصيراً فمدَّهُ
إلى أمدٍ يعيى بهِ المتطاولُ
وخاتلَ عن أضعانهِ بتودُّدٍ
وهل يمحضُ الودَّ العدوُّ المخاتلُ
لئن ظهرت منهُ خديعة ُ ماكرٍ
فَسَيْفُكَ لا تَخفَى عَليه المَقاتِلُ
وَكَمْ يوقِظُ الأحْقادَ من رَقَداتِها
وترقدُ في أغمادهنَّ المناصلُ
فروِّ غرارَ المشرفيِّ بهِ دماً
فأمُّ الّذي لا يتبعُ الحقَّ ثاكلُ
بِيومٍ تَرَدّى بِالأَسِنَّة ِ فَاسْتَوَتْ
هَواجِرُهُ من وَقْعِها والأَصائِلُ
وَغارَ على الشَّمْسِ العَجاجِ، فإن سَمَتْ
لتلحظها عينٌ ثنتها القساطلُ
وحلِّيتِ الأعناقُ فيهِ من الظُّبا
قلائدَ لا يصبو إليهنَّ عاطلُ
بكفٍّ تعيرُ السُّحبَ من نفحاتها
فترخي عزاليها الغيوثُ الهواطلُ
وهمَّة ِ طلاّعٍ إلى كلِّ سؤددٍ
لَهُ غاية ٌ مِنْ دونِها النَّجْمُ آفِلُ
ففازَ غياثُ الّدينِ منكَ بصارمٍ
على عاتِقِ العَلياءِ منهُ الحَمائِلُ
ودانَ لَهُ حَزنُ البِلادِ وَسَهْلُها
وَأَنت المُحامي دونَها وَالمُناضِلُ
فما بالُ زوراءِ العراقِ منيخة ً
بِمُعْتَرَكٍ تَدْمَى لديهِ الكَلاكِلُ
تَشيمُ من الهَيجاءِ بَرْقاً إذا بَدا(31/235)
همى بالنَّجيعِ الوردِ منهُ المخائلُ
تَحيدُ الرِّجالُ الغُلْبُ عَنْ غَمَراتِها
وَتَسْلَمُ فيهنَّ النِّساءُ المَطافِلُ
كَأَنَّ الأُلى طاروا إلى الحَرْبِ ضَلَّة ً
نعامٌ يباري خطرة َ الرّيحِ جافلُ
وَمِنْ أينَ يَسْتولي مِنْ العُرْبِ رامِحٌ
على بَلَدٍ فيهِ مِنَ التُّرْكِ نابِلُ
أبابلُ لا واديكِ بالرِّفدِ مفعمٌ
لَدَيْنا، ولا نادِيكِ بِالوَفْدِ آهِلُ
لَئِنْ ضِقْتِ عنّي فَالبِلادُ فَسيحَة ٌ
وَحَسْبُكِ عاراً أَنّني عَنْكِ راحِلُ
وَإنْ كُنْتِ بِالسِّحْرِ الحَرامِ مُدِلَّة ً
فعندي من السِّحرِ الحلالِ دلائلُ
قوافٍ تعيرُ الأعينَ النُّجلَ سحرها
فكلُّ مكانٍ خيَّمت فيهِ بابلُ
وَأيُّ فتى ً ماضي العَزيمَة ِ راعَهُ
مُلوكُكِ، لارَوّى رِباعَكِ وابِلُ
أغرُّ رحيبٌ في النَّوائبِ ذرعهُ
لأعْباءِ ما يَأْتي بِهِ الدَّهْرُ حامِلُ
فَتى الحَيِّ يَرْمي بِالخُصومِ وَراءَهُ
حيارى إذا التَّفت عليهِ المحافلُ
مَتى تُسْلَبُ الجُرْدُ الجيادُ مِراحَها
إليكَ كما يستنفرُ النَّحلَ عاسلُ
تُقَرَّطُ أثْناءَ الأَعِنَّة ِ، وَالثَّرى
يُواري جَبينَ الشَّمْسِ، وَالنَّقْعُ ذائِلُ
إذا نَضتِ الظَّلْماءُ بُرْدَ شَبَابِها
مَضَتْ وَخِضابُ اللَّيْلِ بِالصُّبحِ ناصِلُ
وَلَفَّتْ على صَحْنِ العِراقِ عَجاجَها
يُقَدّمُها مِنْ آلِ إسْحَاقَ باسِلُ
اذَا ماسَرى فَالَّليْلُ بِالبِيضِ مُقْمِرٌ
وَلَوْنُ الضُّحى إن سارَ بِالنَّقْعِ حَائِلُ
همامٌ إذا ما الحربُ ألقت قناعها
فلا عزمهُ واهٍ، ولا الرَّأيُ فائلُ
وإن كدَّرت صفوَ اللَّيالي خطوبها
صفت منهُ في غمّائهنَّ الشَّمائلُ
أَبَى طَوْلُه أَنْ يُسْتَفادَ بِشافِعٍ
نداهُ ومعصيٌّ لديهِ العواذلُ
فَلَمْ يَحْتَضِنْ غَيْرَ الرَّغائِبِ راغِبٌ
ولم يتشبَّثُ بالوسائلِ سائلُ
إليكَ أَوَى يابْنَ الأَكارِمِ ماجِدٌ
لَهُ عِنْدَ أَحْداثِ الزَّمانِ طَوائلُ
تجرُّ قوافيهِ إليكَ ذيولها(31/236)
كَما ابْتَسَمَتْ غِبَّ الرِّهام الخَمائِلُ
وعندكَ تُرْعى حُرْمَة ُ المَجْدِ فارْتَمى
إليكَ بهِ دامي الأظلَّينِ بازلُ
براهُ السُّرى والسَّيرُ، وهوَ منَ الضَّنى
حَكاهُ هِلالٌ كَالقُلامَة ِ ناحِلُ
قليلٌ إلى الرِّيِّ الذَّليلِ التفاتهُ
وإن كثرت للواردينَ المناهلُ
وَها أنا أَرْجُو من زَمانِكَ رُتْبَة ٌ
يقلُّ المسامي عندها والمساجلُ
وَلَيْسَ بِبِدْعٍ أَنْ أنالَ بِكَ العُلا
فَمِثْلُكَ مَأْمُولٌ، وَمِثْليَ آمِلُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وأغيدَ يحوي وجههُ الحسنَ كلَّهُ
وأغيدَ يحوي وجههُ الحسنَ كلَّهُ
رقم القصيدة : 26006
-----------------------------------
وأغيدَ يحوي وجههُ الحسنَ كلَّهُ
وَيُنْكِرُ أَنَّ البَدْرَ فيهِ شَريكُهُ
أَتاني وَفي يُمْناهُ كَأْسٌ كَأَنَّها
منَ التِّبرِ يعلى باللُّجينِ سبيكهُ
فنازعتهُ الصَّهباءَ طوراً وتارة ً
جنى الرِّيقِ حتى نمَّ بالصُّبحِ ديكهُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَرَى البَرْقُ وَالَّليْلُ يُدْني خُطاهْ
سَرَى البَرْقُ وَالَّليْلُ يُدْني خُطاهْ
رقم القصيدة : 26007
-----------------------------------
سَرَى البَرْقُ وَالَّليْلُ يُدْني خُطاهْ
فَباتَ على الأَيْنِ يَلْوي مَطاهْ
ولاحَ كما يقتذي طائرٌ
ولم يستطع من كلالٍ سراه
فمالَ على ساعديهِ الغريبُ
بخدِّيهِ حتّى ونى مرفقاه
وَحَنَّ إلى عَذّباتِ اللِّوى
وَوادي الحِمى وَإلى مُنْحَناهْ
وَهَلْ يَسْتَنيمُ إلى سَلْوَة ٍ
أخو شَجَنٍ أَجْهَضَتْهُ نَواهْ
فشامَ بأروندَ ذاكَ الوميضَ
وأينَ سناهُ؟ بنجدٍ سناه
ومن دونهِ أمدٌ نازحٌ
إذا أمَّهُ الطَّرفُ أوهى قواه
فهل مِن مُعينٍ على نَأْيِهِ
بِنَظْرَة ِ صَقْرٍ رأَى ما ابْتَغاهْ
وطارَ على إثرهِ فامتطى
سَراة َ نَهارٍ صَقيلٍ ضُحاهْ
فَها هُوَ يَذْكُرُ مِلْءَ الفُؤادِ
زَماناً مَضى وَشَباباً نَضاه
ومرتبعاً بالحمى والنَّعيـ
ـمُ يلقي بحاشيتيهِ عصاه
هنالكَ ربعٌ تشيمُ الأسو(31/237)
دُ فيهِ لَواحِظَها عَنْ مَهاهْ
ويختالُ في ظلِّهِ المعتفونَ
وتندى على زائريهِ رباه
فهل أرينِّ بعيني المطيَّ
يَهُزُّ الذَّميلُ إليهِ طُلاهْ
ويسترجعُ القلبُ أفراحهُ
بهِ ويصافحُ جفني كراه
أمثلي- ولا مثلَ لي في الورى
وَلا لأُمَيَّة َ حاشا عُلاهْ-
تفوِّقني نكباتُ الزَّمانِ
عُفافَة َ ما أَسْأَرَتْهُ الشِّفاهْ
وَفي مِدْرَعَي ماجِدٌ لا يَحُومُ
على نغبٍ كدراتٍ صداه
ويطوي الضُّلوعَ على غلَّة ٍ
إذا درَّعتهُ الهوانَ المياه
ولا يتهَّيبُ أمراً تشدُّ
عَواقِبُهُ بِالمَنايا عُراهْ
وإنْ تَقْتَسِمْ مُضَرٌ ما بَنَتْـ
ـهُ مِنْ مَجْدِها يَتَفَرَّعْ ذُراهْ
ولي همَّة ٌ بمناطِ النُّجومِ
وفضلٌ توَّشحَ دهري حلاه
وَسَطْوَة ُ ذي لبدٍ في العَريـ
ـنِ منضوحة ٍ بنجيعٍ سطاه
يحدِّدُ ظفراً يمجُّ المنون
إذا ساوَرَ القِرْنَ أَدْمى شَباهْ
ويوقدُ لحظاً يكادُ الكميُّ
- يَقْبِسُ والّليلُ داجٍ، لَظاهْ
سلي يابنة َ القومِ عمَّن تضمُّ
درعي وبردي عمَّا حواه
ففي تِلْكَ أَصْحَرُ يَغْشَى المَكَرّ
وفي ذاك أسحَمُ واهٍ كُلاهْ
أجرِّرُ أذيالها كالغديرِ
اذا ما النَّسيمُ اعْتَراهُ زَهاهْ
وقائمُ سيفي بمسكٍ يفوحُ
وَتَرْشَحُ مِنْ عَلَقٍ شَفْرَتاهْ
وتحتيَ أدهمُ رحبُ اللَّبانِ
حبيكٌ قراهُ، سليمٌ شظاه
كَسا الفَجْرُ مِنْ نُورِهِ صَفْحَتَيـ
ـهِ، واللَّيلُ ألبسهُ من دجاه
سَيَعْلَمُ دَهْرٌ عَدا طَوْرَهُ
على أيِّ خِرْقٍ جَنى ماجَناهْ
وأَيَّ غُلامٍ سَما نَحْوَهُ
ولم يسألِ المجدَ عن منتماه
أغرُّ، عزائمهُ من ظبا
أعرنَ التَّألُّقَ من مجتلاه
وَليسَ بِرِعْديدَة ٍ في الخُطوبِ
وَلا خَفِقٍ في الرَّزايا حَشاهْ
أتخشى الضَّراغمُ ذؤبانهُ
وتشكو الصُّقورُ إليهِ قطاه؟
ولَولا تَنَمُّرُهُ لِلْكِرامِ
لما فارقت أخمصيهِ الجباه
وَعِن كَثَبٍ يَتَقَرّى بَنيهِ
بما يعقدُ العزُّ فيهِ حباه
فيسقي صوارمهُ منهمُ
عَبيطَ دَمٍ، وَيُروِّي قَناهْ
ومن ينحسر عنهُ ظلُّ الغنى(31/238)
ففي المَشْرِفِيّاتِ مالٌ وَجاهْ
فما للذَّليلِ يسامُ الأذى
وَيَخْشى الرَّدى ، لاوَقاهُ الإلهُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ألا بأبي بلادكِ يا سليمى
ألا بأبي بلادكِ يا سليمى
رقم القصيدة : 26008
-----------------------------------
ألا بأبي بلادكِ يا سليمى
وما ضمَّ العذيبُ منَ الرُّبوعِ
ولي نفسٌ إذا هيَّجنَ وجدي
يكادُ يقيمُ معوجَّ الضُّلوعِ
فلمْ أُزِرِ الدِّيارَ الطَّرفَ حتّى
نَفَضْتُ بِهِنَّ أَوْعِيَة َ الدُّموعِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَرى طَيْفُها وَالمُلْتَقى مُتَدانِ
سَرى طَيْفُها وَالمُلْتَقى مُتَدانِ
رقم القصيدة : 26009
-----------------------------------
سَرى طَيْفُها وَالمُلْتَقى مُتَدانِ
وجنحُ الدُّجى والصُّبحُ يعتلجانِ
وَلا نَيْلَ إلاّ الطَّيْف في القُرْبِ وَالنَّوى
وَأَمّا الذي نَهذي بهِ فَأماني
خليلَّي من عليا قريشٍ هديتما
أشأنكما في حبِّ علوة َ شاني؟
فَمالَكُما يَومَ العُذَيْبِ نَقِمْتُما
عَلَيَّ البُكا، وَالأمرُ ما تَرَيانِ؟
فؤادٌ بذكرِ العامريَّة ِ مولعٌ
وَعَيْنٌ لَجوجُ الدَّمعِ في الهَملانِ
أما فيكما من هزَّة ٍ أمويَّة ٍ
لأرْوَعَ في أَسْرِ الصَّبابة ِ عانِ؟
ولَمْ يَحْزَنِ الحَيَّ الكِنانِيَّ أَنْ أَرَى
أسيراً لِهذا الحَيِّ من غَطَفَانِ
ألا بأبي ذاكَ الغزيِّلُ إذ رنا
إليّ، وذيّاكَ البريقُ شجاني
نظرتُ غداة َ البينِ والعينُ ثرَّة ٌ
وردنايَ مّما أسبلت خضلانِ
فحمحمَ مهري وامترى الدَّمعَ صاحبي
وقد كادَ يبكي منصلي وسناني
ولولا حنينُ الأرحبيَّة ِ لم يهج
فتى ً مضريٌّ من بكاءِ يمانِ
أفقِ من جوى ً يا أيّها المهرُ، إنّني
وإياكَ في أهلِ الغضى غربانِ
يشوقكَ ماءٌ بالأباطحِ سلسلٌ
وَقَدْ نَشَحَتْ بِالأَبْرَقَيْنِ شِناني
هوايَ لعمري ماهويتَ، وإنّما
يُجاذِبُني رَيْبُ الزَّمانِ عِناني
وَما مُغْزِلٌ تَعْطو الأَراكَ، يَهُزُّهُ
نَسيمٌ تُناجيهِ الخَمائِلُ وانِ(31/239)
وتزجي بروقيها أغنَّ كأنَّهُ
مِنَ الضَّعْفِ يَطْوي الأَرضَ بِالرَّسَفانِ
فَمالَ إلى الظِّلِّ الأَراكِيِّ دونَها
وكانا بهِ من قبلُ يرتديانِ
وصبَّتْ عليهِ الطُّلسُ وهيَ سواغبٌ
تَجوبُ إليهِ البيدَ بِالنَّسَلانِ
فعادت إليهِ أمُّهُ، وفؤادها
هَفا كَجَناحِ الصَّقْرِ في الخَفَقانِ
وَظَلَّتْ على الجَرْعاءِ وَلْهَى كَئيبَة ً
وقد سالَ واديها بأحمرَ قانِ
تسوفُ الثَّرى طوراً، ويعبثُ تارة ً
بها أولقٌ من شدَّة ِ الولهانِ
بأوجدَ منّي يومَ سرنا إلى الحمى
وَقَد نَزَلَتْ سَمْراءُ سَفْحَ أَبانِ
أفي كلِّ يومٍ حنَّة ٌ تعقبُ الأسى
وَهَبْتُ لَها الأَحشاءَ مُنْذُ زَمانِ
فحتّامَ أغضي ناظريَّ على القذى
وَأُلْقي بِمُسْتَنِّ الخُطوبِ جِراني
أَلَمْ تَعْلَمِ الأَيْامُ أَنّي بِمَنْزِلٍ
بهِ يحتمى من طارقِ الحدثانِ؟
بأشرفِ بيتٍ في لؤيِّ بن غالبٍ
جنوحٍ إلى أبوابهِ الثَّقلانِ
ومربوطة ٍ جردٍ سوابقَ حولهُ
بمركوزة ٍ ملسِ المتونِ لدانِ
تخرُّ على الأذقانِ في عرصاتهِ
ملوكٌ يَرَوْنَ العِزَّ تَحْتَ هَوانِ
وتجمحُ فيهم هيبة ٌ قرشيَّة ٌ
لأَبْيَضَ مِنْ آلِ النَّبِيِّ هجانِ
مِنَ النَّفَرِ البيضِ الأُلى تَعْتَزي العُلا
إليهِمْ بِيَوْمَيْ نائِلٍ وَطِعانِ
بهمِ رفعت عليا معدٍّ عمادها
وَدَانَتْ لَها الأيّامُ بَعْدَ حِرانِ
وجروّا أنابيبَ الرِّماحِ بهضبة ٍ
مِنَ المَجْدِ تَكْبو دُونَها القَدَمانِ
فَأَفْياؤُهُمْ لِلْمُسْتَجيرِ مَعاقِلٌ
وأبياتهم للمكرماتِ مغاني
أقولُ لحادينا وقد لغبَ السُّرى
بأشباحِ قودٍ كالقسيِّ حوانِ
نَواصِلَ من أَعْقابِ لَيْلِ كَأَنّما
سِقاها الكرى عانِيَّة ً وسَقاني
يلوِّينَ أعناقا خواضعَ في الدُّجى
وَتَرْمي بِأَلْحاظِ إليَّ رَوانِ
أَنِخْها طَليحاتِ المَآقي لَواغِباً
بما اعتسفت من صحصحٍ ومتانِ
فإنّ أميرَ المؤمنينَ وجارهُ
بِعَلْياءَ لا يَسْمو لَها القَمَرانِ
إليكَ امتطيتُ الخيلَ واللّيلَ والفلا(31/240)
وقد طاحَ في الإدلاجِ كلُّ هدانِ
بذي مرحٍ لا يملأُ الهولُ قلبهُ
ولا يتلقّى لمَّة ً بلبانِ
وَأُهْدِي إليكَ الشِّعْرَ غَضَّاً، وَمالَهُ
بِنَشْرِ أياديكَ الجِسامِ يَدانِ
تطولُ يدي منها على ما أريدهُ
وَيَقْصُرُ عنها خاطِري وَلساني
بقيتَ ولا أبقى لكَ اللهُ كاشحاً
على غررٍ يرمى بهِ الرَّجوانِ
ومدَّ عنانَ الدَّهرِ إن شاءَ أو أبى
إلى نَيْلِ ما أَمَّلْتَهُ المَلَوانِ
العصر العباسي >> البحتري >> إذا الغمام حداه البارق الساري
إذا الغمام حداه البارق الساري
رقم القصيدة : 2601
-----------------------------------
إذا الغَمَامُ حَدَاهُ البَارِقُ السّارِي،
وانهَلّ في دِيمَةٍ وطْفَاءَ، مِدْرَارِ
وَحاكَ إشْرَاقُهُ طَوْراً، وَظُلْمَتُهُ
ما حاكَ مِنْ نَمَطَيْ رَوْضٍ وأنْوَارِ
فَجَادَ أرْضَكِ من غَرْبِ السّماوَةِ من
أرْضٍ وَدارَكِ، بالعَلْياءِ، من دارِ
وإنْ بَخُلْتِ فَلا وَصْلٌ، وَلا صِلَةٌ
إلا اهتِدَاءِ خَيَالٍ مِنكِ زَوّارِ
قَدْ لأُشكِلَ القَمَرُ السّارِي عليّ فَما
بَيّنْتُ طَلْعَتَهُ مِنْ طَيفِكِ السّارِي
إذْ ضَارَعَ البدرَ في حُسْنٍ وَفي صفةٍ،
وَطالَعَ البَدرَ في وَقْتٍ، وَمِقدارِ
لَيْلٌ تَقَضّى وما أدرَكتُ مأرَبَتي
مِنَ اللّقَاءِ، وَلاَ قَضّيتُ أوْطَاري
إمّا اطّرَقْتُ إلى حُبّيكِ فَرْطَ هَوًى،
ثأنْ يَكَثّرَ من وَجدي وَتَذكاري
فَطَالما امتَدّ في غَيّ الصِّبَا سَنَني،
واشتَدّ في الحبّ تَغرِيرِي وأخطارِي
هَوىً أُعَفّى علىآثارِهِ بِهَوىً،
كَمُطْفىءٍ من لَهِيبِ النّارِ بالنّارِ
قَدْ ضَاعَفَ الله للدّنْيا مَحاسِنَهَا
بمِلْكِ مُنتَخَبٍ، للمِلْكِ مُختَارِ
مُقابَلٌ في بَني العَبّاسِ، إن نُسبوا
في أنْجُمٍ شُهِرَتْ مِنهُمْ وأقْمَارِ
يُرِيكَ شَمْسَ الضّحَى لألاءُ غُرّتِهِ
إذا تَبَلّجَ في بِشْرٍ وإسْفَارِ
أوْلَى الرّعِيّةَ نُعْمَى بَعدَ مَبأسَةِ
تَمّتْ عَلَيْهِمْ، وَيُسراً بَعد إعسارِ(31/241)
أنْقَذْتَهُمْ، يا أمِينَ الله، مُفتَلِتاً،
وَهُمْ عَلَى جُرُفٍ منْ أمرِهمْ، هارِ
أعطَيْتَهُمْ بابنِ يَزْدادَ الرّضَا فأوُوا
مِنْهُ إلى قائِمٍ بالعَدْلِ، أمّارِ
رَدَّ المَظالِمَ فانتاشَ الضّعيفَ، وَقَدْ
غَصّتْ بهِ لَهَواتُ الضّيغَمِ الضّارِي
يأسُو الجِرَاحَةَ مِنْ قَوْمٍ وَقد دميَتْ
مِنهُمْ غَوَاشِمُ أنْيَابٍ، وأظْفَارِ
يرضيك والي تدبير ومبتغياً
نصحاً ومعجل إيراد وإصدار
فالله يَحْفَظُ عَبْدَ الله، إنّ لَهُ
فَضْلَ السّماحِ وَزَندَ السُّؤددِ الوَارِي
زَكَتْ صَنَائِعُهُ عِندي، وأنْعَمُهُ،
كَما زَكَتْ مِدَحي فيهِ وأشْعَاري
إيهاً أبَا صَالحٍ! والبَحرُ مُنتَسِبٌ
إلى نَوَالِكَ، في سَيحٍ وإغْزَارِ
حَكَى عَطاؤكَ جَدْوَاهُ وَجَمّتَهُ،
فَيْضاً بِفَيْضٍ، وَتَيّاراً بِتَيّارِ
أأرْهَبُ الدّهرَ، أو أخشَى تَصَرّفَهُ،
والمُستَعِينُ معِينِي فيهُ، أوْ جارِي
وأنتَ ما أنتَ في رِفْدي وَحَيّطَتي
قِدْماً وإيجابِ تَقْدِيمي وإيثَاري
فكَيفَ تُهمِلُ أسبابي وَتَغفُلُ عَنْ
حَظّي وَتَرْضَى بإسْلامي وإخْفَاري
تأتَّ في رَسْميَ الجَارِي بِعَارِفَةٍ،
كَمَا تأتّيتَ لي في رِزْقِيَ الجَارِي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وغيدٍ أنكرتْ شمطي فظلَّتْ
وغيدٍ أنكرتْ شمطي فظلَّتْ
رقم القصيدة : 26010
-----------------------------------
وغيدٍ أنكرتْ شمطي فظلَّتْ
تُغَمِّضُ دونَهُ طَرفْاً مَريضا
وَشيمتُها التَّزاوُرُ عَنْ مَشيبٍ
يردُّ حبيبَ غانية ٍ بغيضا
فما ارتاعتْ منَ الحيّاتِ سودا
كَما ارْتاعَتْ مِنَ الشَّعَراتِ بِيضا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> مَنْ أَغْفَلَ الحَزْمَ أَدْمَى كَفَّهُ نَدَما
مَنْ أَغْفَلَ الحَزْمَ أَدْمَى كَفَّهُ نَدَما
رقم القصيدة : 26011
-----------------------------------
مَنْ أَغْفَلَ الحَزْمَ أَدْمَى كَفَّهُ نَدَما
واستضحكَ النَّصرَ من أبكى السُّيوفَ دما
فالرَّأيُ يدركُ ما يعيى الحسامُ بهِ(31/242)
إذا الزَّمانُ بذيلِ الفتنة ِ التثما
هابَ العدا غمراتِ الموتِ إذ بصروا
بِالأُسْدِ تَنْزِلُ مِنْ سُمْرِ القَنا أَجَما
وَالخَيلُ عابِسة ٌ يَعْتادُها مَرَحٌ
إذا امتطاها نظامُ الدّينِ مبتسما
في ساعة ٍ تذرُ الأرماحَ راعفة ً
وَالمَشْرَفيَّ على الأرْواحِ مُحْتَكِما
رطبُ الغرارينِ مأمونٌ على بطلٍ
يَخْشى زَماناً على الأحْرارِ مُتَّهَمَا
تلوحُ غرَّتهُ والجردُ نافضة ٌ
على جبينِ الضُّحى من نقعها قتما
وَلِلسِّهامِ حفيفٌ في مَسامِعِهِمْ
كَالنَّحْلِ أَلْقَيْتَ في أَبياتِهِ الضَّرَما
إذا استطارت طلاعَ الأفقِ أردفها
بِالبيضِ عُوِّضْنَ عن أَغْمادِها القِمَما
لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ إلاَّ اسْتُقْبِلَتْ بِعَمى ً
وَلا بَدا النَّجْمُ إلاّ اسْتَشْعَرَ الصَّمَما
تَوَقَّفوا كَارْتِدادِ الجَفْنِ وَانْصَرَفوا
كَما طَرَدْتَ حِذارَ الغارَة ِ النَّعَما
والأعوجيَّة ُ كادت من تغيُّظها
على فوارسها أن تلفظَ اللُّجما
من كلِّ طرفٍ يبذُّ الطَّرفَ ملتهباً
في حُضْرِهِ، وَلِشَأْوِ الرّيحِ مُلْتَهِما
ردعُ النَّجيعِ مبينٌ في حوافرها
مِمّا يَطَأْنَ بِمُسْتَنِّ الرَّدَى بُهَما
كَأَنَّ كُلَّ بَنانٍ مِنْ وَلائِدِهِمْ
أَهْدى إليْهِنَّ إذْ نَجَّيْنَهُمْ عَنَما
باضَ النَّعامُ على هاماتِهِم، وَهُمُ
أَشْباهُهُ، والوَغى يَسْتَرْجِفُ اللِّمَما
فَباتَ أَرْحَبُهُمْ في كُلِّ نائِبَة ٍ
ذرعاً تضيقُ عليهِ الأرضُ منهزما
وما التَفَتَّ احْتِقاراً نَحْوَهُ وَبِهِ
نجلاءُ يلوي لها حيزومهُ ألما
ولو أملتَ إليه السَّوطَ غادرهُ
شلواً بمعتركِ الأبطالِ مقتسما
وَعُصْبَة ٍ مُلِئَتْ غَيْظاً صُدورُهُمُ
مِنْ مُخْفِرٍ ذِمَّة ً، أوْ قاطِعٍ رَحِما
وَاسْتَوْطَؤوا ثَبَجَ البَغْضاءِ واجْتَذَبوا
حبلاً أمرَّ على الشَّحناءِ فانجذما
وَالشَّعْبُ إِنْ دَبَّ في تَفْريقِهِ إحَنٌ
فلنْ يَعودَ طَوالَ الدَّهْرِ مُلْتَئِمَا
وأنتَ أَبْعَدُ في فَضْلٍ وَمَكْرُمَة ٍ(31/243)
شَأوأُ، وَأَثْبَتُ منهمْ في الوَغى قدَمَا
وَخَيْرُهُمْ حَسَباً ضَخْماً، وَأَغْزَرُهُمْ
سيباً، وأضفى على مسترفدٍ نعما
تعفو وتصفحُ عن عزٍّ ومقدرة ٍ
وَلا نَراكَ وَقيذَ الحِلْمِ مُنْتَقِما
إذا أذابَ شرارُ الحقدِ عاطفة ً
هَزَزْتَ لِلْعَفْو عِطْفَيْ سُؤدَدٍ كَرَما
فودَّ كلُّ بريءٍ مذ عرفتَ بهِ
دون البرَّية ِ، أن يلقاكَ مجترما
ومن مساعيكَ فتحٌ إذ سللتَ لهُ
رَأْياً فَلَلْتَ به الصَّمْصامَة َ الخَذِما
أضحى بهِ الدِّينُّ مُفْتَرّاً مَباسِمُهُ
والملكُ بعد شتاتِ الشَّملِ منتظما
فأشرقَ العدلُ والأيّامُ داجية ٌ
بَثَّتْ يَدُ الظُّلْمِ في أَرْجائِها الظُّلَما
وقد رَمى بِكَ ركْنُ الدِّينِ مُعْضِلَة ٍ
يَهابُ كلُّ كَمِيٍّ دونَها قُحَما
فقمتَ بالخطبِ مرهوباً عواقبهُ
للعزمِ محتضناً، للحزمِ ملتزما
كَالْبَحْرِ مُتَلْطِماً، وَالفَجْرِ مُبْتَسِماً
واللَّيثِ معتزماً، والغيثِ منسجماً
كَفَتْهُ كُتْبُكَ أنْ تُزْجَى كَتائِبُهُ
وألهمَ السَّيفُ أن يستنجدَ القلما
تَلْقى الشدَّائِدَ في نَيْلِ العُلا وَلَها
يعالجُ الهمَّ من يستنهضُ الهمما
وإن أرابكَ من دهرٍ تكدُّرهُ
كنتَ المصفّى على أحداثهِ شيما
فابسطْ إلى أمدٍ تسمو إليهِ يداً
تَكْفي المُؤمِّلَ أنْ يَسْتَمْطِرَ الدِّيَما
ولا تبل سخطَ الأعداءِ، إنَّهمُ
يَرْضَوْنَ منكَ بِأَنْ تَرْضى بِهِمْ خَدَما
وسل بيَ المجدَ تعلم أيَّ ذي حسبٍ
في بُرْدَتَيَّ إذا ما حادِثٌ هَجَما
يلينُ للخلِّ في عزٍّ عريكتهُ
مَحْضَ الهَوى ، وَلَهُ العُتْبى إذا ظُلِمَا
مِنْ مَعْشَرٍ لا يُناجي الضَّيْمُ جارَهَمُ
نضوَ الهمومِ غضيضَ الطَّرفِ مهتضما
فصحَّة ُ الودِّ تأبى وهيَ ظاهرة ٌ
أن تخفيَ الحالُ في أيّامكم سقما
وَالدَّهْرُ يَعْلَمُ أَنِّي لا أَذِلُّ لَهُ
فَكيفَ أَفْتَحُ بِالشَّكْوى إلَيكَ فما
العصر العباسي >> الأبيوردي >> رغمَ الأراذلُ إذْ ورثنا سؤدداً
رغمَ الأراذلُ إذْ ورثنا سؤدداً(31/244)
رقم القصيدة : 26012
-----------------------------------
رغمَ الأراذلُ إذْ ورثنا سؤدداً
عوداً له أثرٌ علينا بيِّنُ
وتيقَّنوا أنّي إذا اشتجرَ القنا
خشنٌ وعطفي في السَّماحة ِ ليِّنُ
وإذا همُ رغموا وقدْ بسطَ العلا
باعي ، فَذاكَ لَدَيَّ رَغْمٌ هَيِّنُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> تأَمَّلتُ الورى جِيلاً فجيلا
تأَمَّلتُ الورى جِيلاً فجيلا
رقم القصيدة : 26013
-----------------------------------
تأَمَّلتُ الورى جِيلاً فجيلا
فَكانَ كَثيرُهُمْ عِندي قَليلا
لَهُمْ صُوَرٌ تَروقُ ولا حُلومٌ
وَأَجْسامٌ تَروعُ ولا عُقولا
وَأُبْصِرُ خامِلاً يَجْفو نَبيهاً
وَأَسْمَعُ عالِماً يَشْكو جَهولا
إذا ما شِئْتَ أَنْ يَلقاكَ فيهم
عَدُوٌّ فاتَّخِذْ مِنْهُمْ خَليلا
وَإنْ تُؤْثِرْ دُنْوَّهُمُ تُمارِسْ
أّذى ً تَجِدُ العَناءَ بِهِ طَويلا
وَإنْ ناوَلَهُمْ أَطرافَ حَبلٍ
وَهي فاهجُرهُمُ هَجراً جَميلا
وَلِنْ لَهُمُ وَخادِعْهُمْ أَوِ اشْدُدْ
عَلى صَفَحاتِهِمْ وَطْئاً ثَقيلا
فَإمّا أَنْ تغالِبُهم عَزيزاً
وَإمّا أنْ تُدارِيَهُمْ ذَليلا
وَمَن راقَتْهُ ضَجْعَتُهَ بِدارٍ
يُقِلُّ المَشرَفيُّ بِها صَليلا
فَلَسْتُ مِنَ الهَوانِ وَلَيْسَ مِنّي
فَأَلْبَسَهُ وَأَدَّرِعَ الخُمولا
إذا الأَمَوِيُّ قَرَّبَ أَعْوَجِيّاً
وَضَاجَعَ هُنْدُوانِيّاً صَقيلا
فَذَرْهُ وَالمِصاعَ، فسوفَ تُؤتَى
بهِ مَلِكاً مهيباً أو قَتيلا
وَطامِحَة ِ العُيونِ، على مَطاها
أُسودٌ يَتَّخِذْنَ السُّمْرَ غِيلا
أَظُنُّ مِراحَها راحاً، فَمِنْهُ
بِها ثَمَلٌ وما شَرِبَتْ شَمولا
وَأَزْجُرُ مِنْ نَزائِعِها رَعيلاً
إذا وَقَذَ الوَجى منها رَعيلا
وَأُورِدُها الوَغى وَالنَّقْعُ كابٍ
فَتَسْحَبُ مِنْ وشائِعِهِ ذُيولا
وَتَعْثُرُ بِالكُماة ِ الصِّيدِ صَرْعَى
فَتَنْفِرُ وَهْيَ تَحْسَبَهُمْ نَخيلا
بِحَيثُ النَّسرُ لا يُلْفِي لَدَيْهِمْ(31/245)
سِوى الذِّئْبِ الأَزَلِّ لَهُ أَكيلا
وَتَخْطِرُ في نَجيعٍ غِبَّ طَعنٍ
وَجيعٍ يَسْلُبُ البَطَلَ الشَّليلا
كَأَنَّ الشَّمْسَ قد نَضَحَتْ جِيادي
بِذَوْبِ التِّبْرِ إذْ جَنَحَتْ أَصيلا
وَسَيْفي تَتَّقيه الهَامُ حَتّى
تُفارِقَ قَبْلَ سَلَّتِهِ المَقيلا
بِهِ بَعْدَ الإلهِ بَلَغْتُ شَأْواً
يُسارِقُهُ السُّها نَظَراً كَليلا
وَطَافَتْ بِالعُلا هِمَمي وعافَتْ
غِنى ً أَرْعى بِهِ كَلأً وَبيلا
فَلَمْ أَحْمَدْ لِعارِفَة ٍ جَواداً
ولم أَذْمُمْ على مَنعٍ بَخيلا
نَماني كُلُّ أَبْيَضَ عَبْشَمِيٍّ
تُعَدُّ النِّيِّراتُ لَهُ قَبيلا
فَآبائي مَعاقِلُهُمْ سُيوفٌ
بِها شَجُّوا الحُزونَة َ وَالسُّهولا
وَأَرضى اللهَ نَصْرُهُمُ لِدينٍ
بِهِ بُعِثَ ابنُ عَمِّهِمُ رَسولا
وَهُمْ غُرَرٌ أَضاءَتْ في نِزارٍ
وكانَ بَنوهُ بَعْدَهُمُ حُجولا
متى هَذَرَ القَبائلُ في فَخارٍ
بِأَلْسِنَة ٍ تَهُزُّ بِها نُصولا
فنحنُ نكونُ أَطْوَلَها فُروعاً
إذا نُسِبَتْ وَأَكْرَمَهَا أُصولا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَمُكاشِحٍ نَهْنَهْتُهُ عَنْ غايَة ٍ
وَمُكاشِحٍ نَهْنَهْتُهُ عَنْ غايَة ٍ
رقم القصيدة : 26014
-----------------------------------
وَمُكاشِحٍ نَهْنَهْتُهُ عَنْ غايَة ٍ
زأرَ الأسودُ الغلبُ دونَ عرينها
إِنّا مُعاوِيُّونَ نَبْسُطُ أَيْدِياً
في المكرماتِ شمالها كيمينها
منْ كلِّ ذي حسبٍ نمتهُ حرَّة ٌ
غَرَّاءُ لاحَ العِتْقُ فَوْقَ جَبينِها
خَضِلِ البَنانِ، إليهِ يُزْجِي المُجْتَدي
وَجْنَاءَ أَبْلَى السَّيْرُ ثِنْيَ وَضَينِها
وَإذا العُفاة ُ تَيَمَّمَتْنا عِيسُهُمْ
لمْ يذكروا أوطانهم بحنينها
تَقْرو مَراتِعَ وُشِّحَتْ بِمَناهِلٍ
تَخْتالُ بَينَ نَميرِها وَمَعينِها
وَلَنا، إذا العَرَبُ اعْتَزَتْ، جُرْثُومَة ٌ
خُلِقَ النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ مِنْ طِينِها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَلَهٌ تَشِفُّ وراءَهُ الأشْجانُ(31/246)
وَلَهٌ تَشِفُّ وراءَهُ الأشْجانُ
رقم القصيدة : 26015
-----------------------------------
وَلَهٌ تَشِفُّ وراءَهُ الأشْجانُ
وَهَوى ً يَضيقُ بِسِرِّهِ الكِتْمانُ
وَمُتَيَّمٌ يُدمي مَقيلَ هُمومِهِ
وَجْدٌ يُضَرِّمُ نارَهُ الهِجْرانُ
فَنَضا الكَرى عن مُقلَتَيْهِ شادِنٌ
عَبِثَ الفُتورُ بِلَحْظِهِ وَسْنانُ
يَرعى النُّجومَ إذا اسْتَرابَ بِطَيْفِهِ
هَلاّ استَرابَ بِطَرْفِهِ اليَقْظانُ
أَلِفَ السُّهادُ فلو أَهابَ خَيالُهُ
بِالعَيْنِ ما شَعَرَتْ بِهِ الأجْفان
للّهِ وَقْفَتُنا التّي ضَمِنَتْ لَنا
شَجَناً غَدَاة َ تَفرَّقَ الجيرانُ
نَصِفُ الهَوى بِمَدامِعٍ مَذْعورَة ٍ
تَبكي الأُسُودُ بِهِنَّ والغِزْلانُ
وإذَا سَمِعْنا نَبْأَة ً مِنْ عاذِلٍ
جُعِلَتْ مَغيضَ دُموعِها الأَرْدانُ
وَلَقد طَرَقْتُ الحَيَّ يَحْمِلُ شِكَّتي
ظامي الفُصوصِ، أَديمُهُ رَيّانُ
لَبِسَ الدُّجى وأَضاءَ صُبْحُ جَبينِهِ
يَنْشَقُّ عنهُ سَبيبُهُ الفَينْانُ
وَسما لِدارِ العامِرِيَّة ِ بَعْدَما
خَفَتَ الهَديرُ وَرَوَّحَ الرِّعْيانُ
وَوَقَفْتُهُ حيثُ اليَمينُ جَعَلْتُها
طَوْقَ الفَتاة ِ، وفي الشِّمالِ عِنانُ
وَرَجَعْتُ طَلْقَ البُرْدِ أَسْحَبُ ذَيْلَهُ
وَيَعَضُّ جِلْدَة َ كَفَّهِ الغَيْرانُ
يا صاحِبَّي تَقَصَّيا نَظَرَيكمُا
هَلْ بَعْدَ ذَلِكُما اللِّوى سَفَوانُ
فَلَقَدْ ذَكَرْتُ العامِريَّة َ ذِكْرَة ً
لا يُسْتَشَفُّ وَراءها النِّسيانُ
وَهَفا بِنا وَلَعُ النَّسيمِ على الحِمى
فَثَنى مَعاطِفَهُ إليهِ البْانُ
وَمَشى بِأَجْرَعِهِ فَهَبَّ عَرارُهُ
مِنْ نَومِهِ وَتَنَاجَتِ الأَغْصَانُ
وَإذا الصَّبا سَرَقَتْ إليها نَظْرَة ً
مالَتْ كَما يَتَرَنَّحُ النَّشوانُ
عُبِقَتْ حواشي التُّرْبِ مِنْ أَمواهِهِ
راحاً تَصوغُ حَبابِها الغُدرانُ
فكأنَّ وَفْدَ الرِّيحِ شافَهَ أَرْضَها
بِثَرى ً تُعَفَّرُ عِنْدَهُ التِّيجانُ(31/247)
مِنْ عَرْصَة ٍ تَسِمُ الجِباهَ بِتُربِها
صِيدٌ يُطيفُ بِعِزِّهِمْ إذعانُ
خَضَعوا لِمَلثْومِ الخُطا، عَرَصاتُهُ
لِلْمُعْتَفِينَ وَلِلْعُلا، أَوطانُ
ذو مَحْتِدٍ سَنِمٍ رَفيعٍ سَمْكُهُ
تُعْلِي دَعائِمَ مَجْدِهِ عَدْنانُ
قَوْمٌ إذا جَهَروا بِدَعوى عامِرٍ
قَلِقَ الظُّبا وَتَزَعْزَعَ الخِرْصانُ
وَأَظَلَّ أَطرافَ البَسيطَة ِ جَحْفَلٌ
لَجِبٌ يُبَشِّرُ نَسْرَهُ السِّرْحانُ
تَفْرى ذُيولَ النَّقْعِ فيه صَوارِمٌ
مَذروبَة ٌ، وذَوابِلٌ مَرّانُ
بِأَكُفِّ أَبطالٍ تَكادُ دُروعُهُم
عِنْدَ اللِّقاءِ تُذيبُها الأضْغانُ
مِنْ كُلِّ عرّاصٍ، إذا جَدَّ الرَّدى
في الرَّوعِ لاعَبَ مَتْنَهُ العَسَلانُ
وَمُهنَّدٍ تَنْدى َ مَضارِبُهُ دَماً
بِيَدٍ يَنُمُّ بِجودِها الإحسانُ
لَوْ كانَ لِلأرْواحِ مِنْهُ ثائرٌ
لَتَشَبَّشَتْ بِغرارِهِ الأبدانُ
وَبَنو رُؤاسٍ يَنْهَجُونَ إلى النَّدى
طُرُقاً يَضِلُّ أَمامَها الحِرْمانُ
كُرَماءُ والسُّحْبُ الغِزارُ لَئيمَة ٌ
حُلَماءُ حينَ تُسَفَّهُ الشُّجْعانُ
إِن جالَدوا لَفَظَ السُّيوفَ جُفونُها
أَوْ جاوَدوا غَمَرَ الضُّيوفَ جِفانُ
وإِذا العُفاة ُ تَمَرَّسوا بِفِنائِهِمْ
وَتَوَشَّحَتْ بِظلالِهِ الضِّيفانُ
طَفَحَ الدَّمُ المُهراقُ في أَرجائِها
دُفَعاً تُضَرَّمُ حَوْلَها النِّيرانُ
وإلى سَناءِ الدَّولَة ِ اضْطَرَبَتْ بِنا
شعب الرِّحالِ وَغَرَّدَ الرُّكْبانُ
ثَمِلُ الشَّمائِلِ لِلْمَديحِ كَأَنَّما
عاطاهُ نَشْوَة َ كَأْسِهِ النَّدْمانُ
وَنَماهُ أَروَعُ، عودُهُ مِنْ نَبْعَة ٍ
رَفَّتْ على أَعْراقِها الأَفْنانُ
يا مَنْ تَضاءَلَ دونَ غايتهِ العِدا
وَعَنا لِسَوْرَة ِ بَأْسِهِ الأَقْرانُ
أَيَّامُنا الأَعْيادُ في أَفْيائِكُمْ
بِيضٌ كَحَاشِيَة ِ الرِّداءِ لِدانُ
فاستَقْبِلِ الأضحى بِمُلكٍ طارفٍ
لِلعِزِّ في صَفَحاتهِ عُنوانُ
وَتَصَفَّحِ الكَلَمِ الّتي وَصَلَتْ بها(31/248)
مِرَرَ البلاغَة ِ شِدَّة ٌ ولَيانُ
تُلقي إليَّ عِنانَها عَنْ طاعَة ٍ
وَلَها على المُتَشاعِرينَ حِرانُ
فَالمَجْدُ يَأْنَفُ أَنْ يُقْرِّظَ باقِلٌ
أَرْبابَهُ ، وَلَدَيْهِمُ سَحْبانُ
وَالشِّعْرُ راضَ أَبِيَّهُ لي مِقْوَلٌ
ذَرِبُ الشَّبا، وَفَصاحَة ٌ وَبَيانُ
وَيَدي مُكَرَّمة ٌ فلا أَعطو بِها
مِنَحاً على أَعْطافِهِنَّ هَوانُ
والماءُ في الوَجَناتِ جَمٌّ، وَالغِنى
حيثُ القَناعَة ُ ، وَالحشَى طَيَّانُ
تَلِدُ المُنى هِمَمٌ وَتَعَقُمُ هِمَّتي
فَيَمَسُّهُنَّ الهُونُ وَهيَ حَصَانُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ومفيقينَ منَ اللَّهـ
ومفيقينَ منَ اللَّهـ
رقم القصيدة : 26016
-----------------------------------
ومفيقينَ منَ اللَّهـ
وِ نشاوى منْ مراحِ
ألفوا الجدَّ ولمْ ينـ
تهجوا طرقَ المزاحِ
فهمُ الأسدُ على جرْ
دٍ عِتاقٍ كَالسِّراحِ
يَمْتَطي أَبْطالُهُمْ مِنْ
ـهُنَّ أَثْباجَ الرِّياحِ
سَحَبُوا أَذيْالَ نَقْعٍ
لَيْلُهُ وَحْفُ الجَناحِ
بِوجوهٍ تُجْتَلَى مِنْـ
ها تباشيرُ الصَّباحِ
وردوا الموتَ ظماءً
تحتَ أظلالِ الرِّماحِ
والضُّبَيْبيَّاتُ خُوضٌ
وبها نجلُ الجراحِ
فشفتْ غلَّتهمْ بالدَّ
مِ أطرافُ الصِّفاحِ
وأفادَ البأسُ نعمى
أتلفوها بالسَّماحِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> مَنِ الرَّكْبُ يابْنَ العامِرِيِّ أَمامي
مَنِ الرَّكْبُ يابْنَ العامِرِيِّ أَمامي
رقم القصيدة : 26017
-----------------------------------
مَنِ الرَّكْبُ يابْنَ العامِرِيِّ أَمامي
أَهُمْ سِرُّ صُبْحٍ في ضَميرِ ظَلامِ
يُشَيِّعُهُمْ قَلْبُ المَشُوقِ ، وَرُبَّما
يُقادُ إلى ما ساءَهُ بِزِمامِ
وَقَدْ بَخِلَتْ سُعْدى فلا الطَّيْفُ طارِقٌ
وليسَ بِمَرْدودٍ إلَيَّ سَلامي
مِنَ الهيفِ تَستْعَدي على لَحظِها المَها
وَتَسْلُبُ خُوطَ البانِ حُسْنَ قَوامِ
وَكمْ ظَمَأٍ تَحْتَ الضُّلوعِ أُجِنُّهُ
إلى رَشَفاتٍ مِنْ وَراءِ لِثامِ(31/249)
وَما ذُقْتُ فاهَا غَيْرَ أَنّي مُكَرِّرٌ
أَحاديثَ يَرْويها فُروعُ بَشامِ
هَوى ً حالَ صَرْفُ الدَّهرِ بيني وَبَينَهُ
أَقُدُّ لهُ الأَنفاسَ وَهيَ دَوامِ
وَغادَرَني نِضْوَ الهُمومِ ، يُثيرُها
غِناءُ حَمامٍ أَو بُكاءُ غَمامِ
وَأَشْتاقُ أَيَّامَ العَقيقِ وَأَنثَني
بِأَرْبَعَة ٍ مِنْ ذِكْرِهِنَّ سِجامِ
وَهَل أَتناسَى العَيشَ غَضاً كَأَنَّهُ
أُعيرَ اخضِراراً في عِذارِ غُلامِ
بِأَرضٍ كَأَنَّ الرَّوضَ في جَنَباتِها
يَجُرُّ ذُيولَ العَصْبِ فَوْقَ أَكامِ
إِذا صافَحَتْ غُدْرانَهُ الرِّيحُ خِلْتَها
تُدَرِّجُ أَثْراً في غِرارِ حُسامِ
وَنامَ حَوالَيْها العَرارُ كَأَنَّها
تُديرُ على النُّوّارِ كأْسَ مُدامِ
سَبَقنا بِها رَيْبَ الزَّمانِ إلى المُنى
وَقَدْ لَقِحَتْ أَسماعُنا بِمَلامِ
وَمِنْ أَريحيّاتي إذا اقتادَني الهَوى
أَفُضُّ وإِنْ ساءَ العَذولُ لِجامي
وَمازَالتِ الأَيّامُ تُغري بِنا النَّوى
وَتَسْحَبُ ذَيْلَيْ شِرَّة ٍ وَعُرامِ
أَراها على سُعْدى غَيارى كَأَنَّما
بِها ما بِنا من صَبْوَة ٍ وَغَرامِ
فَيا ليْتَها إذ جاذَبَتْني وِصالَها
تَرَكْنَ هَواها أوْ حَمَلْنَ سَقامي
لَعَمْرُ المَعالي حَلْفَة ً أُمَويَّة ً
لَسَدَّ عَلَيَّ الدَّهرُ كُلَّ مَرامِ
أما في لئامِ النَّاسِ مَنْدوحَة ٌ لَهُ
فَحَتامَ لا يَحتاجُ غَيْرَ كِرامِ؟
لأدَّرِ عَنَّ اللَّيلَ يَلْمَعُ صُبْحُهُ
تَحَدَّرَ راحٍ مِنْ خِلالِ فِدامِ
عَلى أَرْحَبِيّاتٍ مَرَقْنَ مِنَ الدُّجى
وقد لَغبَ الحادي، مُروقَ سِهامِ
حَوامِلَ لِلْحاجاتِ تُلْقى رِحالُها
إلى ماجِدٍ رَحْبٍ رَحْبِ الفِناءِ هُمامِ
أَغَرُّ كِلابيٌّ عَلَيْهِ مَهابَة ٌ
تُغَضُّ له الأبصارُ وَهْيَ سَوامي
مِنَ القَوْمِ لَمْ يَسْتَقْدِحِ المَجْدَ زَنْدَهُ
لَدى الفَخْرِ إِلاّ أَوْقَدوا بِضِرامِ
وَأَعْلاهُمُ في قُلَّة ِ المَجْدِ مَرْقِباً
أَخو نِعَمٍ في المُعْتَفينَ جِسامِ(31/250)
مُحَجَّبُ أطرافِ الرِّواقَيْنِ بِالقنا
إِذا ادَّرَعَ الخَيْلانِ ظِلَّ قَتامِ
ولم تعثرا إلا بأشلاءِ غلمة ٍ
تروِّي غليل المشرفيِّ وهامِ
نُطالِعُ مِنْ أَقْلامِهِ وَحُسامِهِ
مَقَرَّ حَياة ٍ في مَدَبِّ حِمامِ
وَيَخْبُرُ أَهواءَ النُّفوسِ بِنَظرَة ٍ
تَفُضُّ لَها الأَسرارُ كُلَّ خِتامِ
وَتَنْضَحُ كَفّاهُ نَجيعاً وَنائِلاً
تَدَفُّقَ نائي الحَجْرَتَيْنِ رُكامِ
بِحِلْمٍ إذا الخَطْبُ اسْتًطيرَت لهُ الحُبا
رَماهُ بِرُكنَي يَذبُلٍ وَشَمامِ
وَخَلْقٍ كما هَبَّتْ شَمالٌ مَريضَة ٌ
على زَهَراتِ الرّوْضِ غِبَّ رِهامِ
وَعِرْضٍ كَمَتْنِ الهِنْدُوانِيِّ ناصِعٌ
تَذُبُّ المَعالي دونَهُ وتُحامي
صَقيلُ الحَواشِي ، مَسْرَحُ الحَمْدِ عِنْدَهُ
رَحيبٌ ، وما فيهِ مُعَرَّسُ ذامِ
فللِّهِ مَجْدٌ أَعْجَزَ النَّجْمَ شَأَوُهُ
أَحَلَّكَ أَعْلى ذِرْوَة ٍ وَسَنامِ
وَهَبَّتْ بِكَ الآمالُ بَعْدَ ضَياعِها
لَدَى مَعْشَرٍ عنْ رَعْيهِنَّ نِيامِ
فَدونَكَ مِمّا يَنْظمُ الفِكْرُ شُرَّداً
سَلَبْنَ حَصى المَرْجانِ كُلَّ نِظامِ
تَسيرُ بِشُكْرٍ غائِرِ الذِّكْرِ مُنْجِدٍ
يُناجي لِسانَيْ مُعْرِقٍ وَشَآمي
وَيَهْوَى مُلوكُ الأرضِ أنْ يُمْدَحوا بِها
وما كُلُّ سَمْعٍ يَرْتَضيهِ كَلامي
أَلَمْ يَعْلَموا أَنّي تَبَوَّأْتُ مَنْزِلاً
يُطَنِّبُ فَوْقَ النَّيِّرَينِ خِيامي
وقد كنتُ لا أرضى وَبي لا عِجُ الصَّدى
سِوى مَنْهَلٍ عَذْبِ الشريعَة ِ طامِ
وَلَما استَقَّرَتْ في ذراكَ بِنا النَّوى
وقَد كَرُمَ المَثْوى ، نَقَعْتُ أُوامي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> رأتْ أمُّ عمروٍ ما أعاني فعرَّضتْ
رأتْ أمُّ عمروٍ ما أعاني فعرَّضتْ
رقم القصيدة : 26018
-----------------------------------
رأتْ أمُّ عمروٍ ما أعاني فعرَّضتْ
بشكوى وة في فيضِ الدُّموعِ بيانها
وقدْ كنتُ أهوى مبسماً وجمانهُ
فقدْرشغفتني مقلة ٌ وجمانها(31/251)
وَمَنْ يَبْغِ ما أَبْغِي مِنَ المَجْدِ لَمْ يُبَلْ
نوائبَ تتلو البكرَ منها عوانها
رعَى اللَّهُ نَفْساً بَيْنَ بُرْدَيَّ مُرَّة ً
على أَيِّ خَطْبٍ لَيْسَ يُلْقَى جِرانُها
يفيءُ إليها الدَّهرُ كلَّ عظيمة ٍ
ولا يزدهيها فهيَ ثبتٌ جنانها
ويعلمُ أنّي أستنيمُ إلى الرَّدى
بها حينَ يستشري عليها هوانها
وأبرحُ ما ألقى رئاسة ُ عصبة ٍ
أخسُّ زمانٍ نالَ منِّي زمانها
يحومُ عليها صارمي وغرارهُ
وَتَصْبو إليْها صَعْدَتي وَسِنانُها
وكلُّ امرئٍ منها يمدُّ إلى العلا
يَداً نَشَأَتْ في الفَقْرِ، شُلَّ بَنانُها
ويأملُ منّي أنْ أسفَّ بهمَّتي
إليهِ وما شأنُ اللئامِ وشانُها؟
ولوْ أمكنتني وثبة ٌ أمويَّة ٌ
لأَلْجَمْتُهُ سَيْفيِ، فَهاذا أَوانُها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> النّائِباتُ كَثيرَة ُ الإنذارِ
النّائِباتُ كَثيرَة ُ الإنذارِ
رقم القصيدة : 26019
-----------------------------------
النّائِباتُ كَثيرَة ُ الإنذارِ
وَاليومَ طالَبَ صَرْفُها بِالثّارِ
سُدَّتْ على عُونِ الرّزايا طُرْقُها
فَسَمَتْ لنا بِخُطوبِها الأبكارِ
عَجَباً من القَدَرِ المتُاحِ توَلَّعَتْ
أَحداثُهُ بِمُصَرِّفِ الأقدارِ
وَلَنا بِمُعْتَرَكِ المَنايا أَنْفُسٌ
وَقفَتْ بِمَدْرَجَة ِ القَضاءِ الجاري
في كلِّ يَومٍ تَعْتَرينا رَوْعَة ٌ
تَذَرُ العُيونَ كَواسِفَ الأَبصارِ
وَالمَوتُ شرِبٌ ليسَ يُورِدُهُ الرَّدى
أَحَداً فَيَطْمَعَ منهُ في الإصدارِ
شَرِبَ الأوائِلُ عُنْفُوانَ غَديرِهِ
وَلَنْشرَبَنَّ بِهِ من الأَسآرِ
مَلأَتْ قُبورُهُمْ الفَضَاءَ كَأَنَّها
بُزْلُ الجِمالِ أُنِخْنَ بِالأَكْوارِ
أَلْقَوا عِصيَّهُمُ بِدارِ إقامَة ٍ
أنْضاءَ أَيَّامَ مَضَيْنَ قِصارِ
وَكَأَنَّهُمْ بَلَغوا المَدى فَتَواقَفوا
يَتَذاكَرُونَ عَواقِبَ الأسْفارِ
لَمْ يَذْهَبوا سَلَفاً لِنَغْرُرَ بَعْدَهُمْ
أَينَ البَقاءُ وَنَحْنُ في الآثارِ؟(31/252)
حَارَتْ وَراءَهُمُ العُقولُ كأننا
شَرْبٌ تُطَوِّحُهُمْ كُؤوسُ عُقارِ
يا مَنْ تُخادِعُهُ المُنى ، وَلَرُبَّما
قَطَعَتْ مَخائِلُها قُوى الأَعْمارِ
وَالنّاسُ يَسْتًبقون في مِضْمارِها
وَالمَوتُ آخِرُ ذلكَ المِضمارِ
وَالعُمْرُ يَذهَبُ كالحَياة ِ فَما الّذي
يُجْدي عَليكَ مِنَ الخَيالِ السّاري
بَيْنا الفَتى يَسمُ الثَّرى بِرِدائِهِ
إذ حَلَّ فيهِ رَهينَة َ الأَحجارِ
لَوْ فاتَ عادِيَة َ المَنونِ مُشَيَّعٌ
لَنَجا بِمُهْجَتِهِ الهِزَبْرُ الضّاري
أَقْعى دُوَيْنَ الغابِ يَمْنَعُ شِبْلَهُ
وَيُجيلُ نَظْرَة َ باسِلٍ كَرّارِ
وَحَمى الأمير ابنَ الخَلائِفِ جَعفَراً
إقدامُ كُلِّ مُغَرِّرٍ مِغوارِ
يَمشي كَما مَشَتِ الأُسودُ إلى الوَغى
وَالخَيْلُ تَعْثُرُ بِالقَنا الخَطّارِ
وَيَخُوضُ مُشْتَجَرَ الرِّماحِ بِغْلمَة ٍ
عَرَبيَّة ٍ نَخَواتُها أَغمارِ
وَيَجوبُ أَرْدَيَة َ العَجاجِ بِجَحْفَلٍ
لَجِبٍ ، تَئِنُّ لَهُ الرُّبا ، جَرّارِ
وَالمَشْرَفِيّاتُ الرِّقاقُ كَأَنَّها
ماءٌ أَصابَ قَرارَة ً في نارِ
يَنْعَوْنَ فَرْعاً مِنْ ذَوائِبِ دَوْحَة ٍ
خَضِلَتْ حَواشِيها عَلَيْهِ نُضارِ
نَبَوِيَّة ِ الأَعْراقِ مُقْتَدِرِيَّة ٍ
تَفْتَرُّ عَنْ كَرَمٍ وَطِيبِ نِجارِ
ذَرَفَتْ عُيونُ المَكْرُماتِ وَأَعْصَمَتْ
أَسفاً بِأَكْبادٍ عَلَيْهِ حِرارِ
صَبْراً أَميرَ المُؤْمِنينَ فَأَنْتُمُ
أَسْكَنْتُمُ الأَحْلامَ ظِلَّ وَقارِ
هذا الهِلالُ وَقد رَجَوْتَ نُمُوَّهُ
لِلمَجْدِ، عاجَلَهُ الرَّدى بِسرارِ
إن غاضَ منَ أَنوارِهِ فَوَراءَهُ
أُفُقٌ تَوَشَّحَ مِنْكَ بالأقْمارِ
كادَتْ تَزولُ الرَّاسِياتُ لِفَقْدِهِ
حَتّى أَذِنَتْ لَهُنَّ في استقرارِ
ومتى أصابَ - ولا أَصابَكَ حادِثٌ
مِمّا يُطامِنُ نَخْوَة َ الجَبَّارِ-
فاذكُرْ مُصابَكَ بابنِ عَمِّكَ أحمَدٍ
وَالغُرِّ مِنْ آبائِكَ الأَخيارِ
كانوا بُدورَ أَسِرَّة ٍ وَمَنابِرٍ(31/253)
يَتَهَلَّلونَ بِأَوْجُهٍ أَحْرارِ
قَومٌ إذا ذَكرتْ قُرَيشٌ فَشْلَهُمْ
أَصْغى إليها البَيْتُ ذو الأَسْتارِ
بَلَغَ السَّماءَ بِهِمْ كِنانَة ُ وارتَدى
بِالفَخرِ حَيَّا يَعرُبٍ وَنِزارِ
فَاسلَمْ رَفيعَ النَّاظِرينِ إلى العُلا
تُهْدَى إليكَ قَلائِدُ الأِشعارِ
والدَّهرُ عَبْدٌ، والأَوامِرُ طاعَة ٌ
وَالمُلْكُ مُقْتَبِلٌ، وَزَنْدُكَ وارِ
العصر العباسي >> البحتري >> هجرت وطيف خيالها لم يهجر
هجرت وطيف خيالها لم يهجر
رقم القصيدة : 2602
-----------------------------------
هَجَرَتْ وَطَيفُ خَيَالِهَا لم يَهجُرِ،
وَنأتْ بحاجةِ مُغرَمٍ لمْ يُقْصِرِ
وَدَعَتْ هَوَاكَ بمَوْعِدٍ مُتَيَسّرٍ
يَوْمَ اللّقَاءِ، وَنَائِلٍ مُتَعَذِّرِ
مُسْتَهْتَرٌ بالظّاعِنِينَ، وَفيهِمِ
صَدٌّ يُضَرِّمُ لَوْعَةَ المُسْتَهْتَرِ
تسل المنازل عنهم، وعلة اللوى
دمن دوارس إن تسل لا تخبر
وَمن السّفاهَةِ أن تَظّلّ مُكَفكِفاً
دَمعاً على طَلَلٍ تأبّدَ مُقفِرِ
زَادَتْ بَني يَزْدَادَ، في عَلْيائِهِمْ،
شِيَمٌ كَرُمنَ وأنعُمٌ لم تُكْفَرِ
أقمار مرو الشاهجان إذا دجا
خطب، وأنجم ليلها المستحسر
أحْلاَمُهُمْ قُلَلُ الجِبَالِ رَسَا بها
وَزْنٌ، وأيديهِمْ غِمَارُ الأبحُرِ
فَسَقَتْ عِبيدَ الله، والبَلَدَ الذي
يَحْتَلُّهُ، دِيَمُ الغَمامِ المُغْزِرِ
أمَلٌ يُطِيفُ الرّاغِبُونَ بِظِلّهِ،
وَمَعَاذُ خائِفَةِ القُلُوبِ النُّفّرِ
عَضْبُ العزِيمَةِ لا يَزَالُ مُعَرِّفاً
مَعْرُوفَ عائدَةٍ، وَمُنكَرَ مُنكِرِ
مُتَوَاضِع، وأقَلُّ ما يَعتَدُّهُ
في المَجدِ يُوجبُ نَخوَةَ المُستكبرِ
إنْ يَدنُ يكفِ الغائبينَ، وإن يَغِبْ
لا يَكفِنا منْهُ دُنُوُّ الحُضّرِ
لله ما حَدَتِ الحُداةُ وَمَا سَرَتْ
تَخْدي بهِ قُلُصُ المَهارِي الضُّمّرِ
مُتَقَلْقِلاتٍ بالسّماحةِ والنّدَى،
يَطلُبنَ خَيفَ مِنًى، وَحِنوَ المَشعرِ
حتّى رُمينَ إلى الجِمَارِ ضَحِيّةً،(31/254)
والرّكبُ بَينَ مُحَلِّقٍ وَمُقَصِّرِ
وَثَنَينَ نَحوَ قُصُورِ يَثرِبَ آخِذاً
مِنهُنّ سَيرُ مُغَلِّسٍ وَمُهَجِّرِ
يَجشَمْنَ مِنْ بُعْدٍ أداءَ تَحِيّةٍ
للقَبْرِ، ثُمّ، ومَسحَةٍ للمِنْبَرِ
حَجٌّ تَقَبّلَهُ الإلَهُ، وأوْبَةٌ
كانَتْ شِفَاءَ جَوًى لَنا وَتَذكُّرِ
نَفْسِي فِدَاؤكَ إنّ شَوْقاً مُفرِطاً
مِن مَعشَرٍ، وَتَولُّهاً من مَعشَرِ
أنَا وَفْدُ نازِلَةِ الشّمالِ لِعِظمِ ما
يَعنِيهِمِ، وَلِسانُ أهلِ العَسكَرِ
قد أُعطِيَتْ بَغدادُ منكَ نهايةَ الـ
ـحَظِّ المُقَدَّمِ، والنّصِيبِ الأوْفَرِ
فاقْسِمْ لسامِرّاءَ قِسمَةَ مُنصِفٍ،
تَجذَلْ قلُوبُ الأوْلِيَاءِ وَتُسرَرِ
ألْمِمْ بقَوْمٍ أنتَ أرْضَى عِندَهُمْ،
وأجَدُّ من عَهدِ الرّبيعِ الأزْهَرِ
مُتَطَلّعينَ إلى لِقَائِكَ، أصْبَحوا
بَينَ المُخَبِّرِ عَنكَ، والمُسْتَخبِرِ
مِنْ وَامقٍ مُتَشَوّقٍ، أوْ آمِلٍ
مُتَشَوّفٍ، أو رَاقِبٍ مُتَنَظّرِ
سَكَنُوا إلَيْكَ سَكُونَهُمْ لو نالهم
جَدْبٌ إلى صَوْبِ السّحابِ المُمطرِ
وَجّهْ رِكَابَكَ مُصْعِداً يَصْعَدْ بِنَا
جِدٌّ ويحْلُ بِما نُروم وَنَظْفَرِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> نقمي تتبعها نعمي
نقمي تتبعها نعمي
رقم القصيدة : 26020
-----------------------------------
نقمي تتبعها نعمي
ويميني درَّة ُ الدِّيمِ
لَيْتَ شِعْري ، وَالمُنى خُدعٌ
هَلْ أُرَوِّي صارِمي بِدَمِ
وَجِباهُ الصِّيدِ لاثِمَة ٌ
ما تَمَسُّ الأَرْضُ مِنْ قَدَمي
تَقْتَفي الأَفْواهُ مَوْطِئها
راعِياتٍ حُرْمَة َ الكَرَمِ
أَتَراه خَدَّ غَانِيَة ٍ
مَدَّ لِلتَقْبيلِ كُلَّ فَمِ
وَالعُلا إرْثي، وَلَسْتُ أَرى
حاجزاً عنها سوى العدمِ
كيفَ أرجو أنْ أفوزَ بها
في زمانٍ ضاقَ عنْ هممي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> إِذا اسْتَلَبَ النَّومُ العِنانِ مِنَ اليَدِ
إِذا اسْتَلَبَ النَّومُ العِنانِ مِنَ اليَدِ
رقم القصيدة : 26021
-----------------------------------(31/255)
إِذا اسْتَلَبَ النَّومُ العِنانِ مِنَ اليَدِ
عَلِقْتُ بِأَعْطافِ الخَيالِ المَسهَّدِ
وَمالي وَلِلزَّوْرِ الهِلالِيِّ مَوْهِناً
بِنَهْجٍ طَويْنا غَوْلَهُ طَيَّ مِجْسَدِ
بِحَيْثُ صَهيلُ الأَعْوَجِيِّ يَروعُهُ
وَيَنْكِرُ سَجْرَ الأَرْحَبِيِّ المُقَيَّدِ
لَكَ الله مِنْ ماضٍ على الهَوْلِ، وَالعِدا
يَهُزُّونَ أَطرافَ الوَشيجِ المُسَدَّدِ
يُراقِبُ أَسْرابَ النُّجومِ بِمُقْلَة ٍ
تُقَسِّمُ لَحْظاً بَيْنَ نَسْرٍ وَفَرْقَدِ
تَراءَتْ لَهُ في مُنْحَنَى الرَّمْلِ جَذْوَة ٌ
تَمايَلَ سَكْرى بين صالٍ وَمَوقِد
َوكَمْ دُونَها مِنْ أَتْلَعِ الجيِدِ شادنٍ
مُهَفْهَفِ مُسْتَنِّ الوِشاحَيْنِ أَغْيَد
إذا اللَّيلُ أَدْنى مِنْ يَدَيَّ وِشاحَهٌ
خَلَعْتُ نِجادَ المَشْرَفِيِّ المُهَنَّدِ
يَحُطُّ عَنِ البَدْرِ المُنيرِ لِثامَهُ
وَيَهْفُو بِخُوطِ البانَة ِ المُتَأَوَّدِ
سَمَوْتُ إليهِ وَالنُّجُومُ كَأَنَّها
على الأُفْقِ مُرْفَضُّ الجُمانِ المُبَدَّدِ
على لاحِقِ الأَطلَيْنِ يَخْتَصِرُ المَدى
بإرْخاءِ ذِئْبِ الرَّدْهَة ِ المُتَوَرِّدِ
أُفيضُ عَليهِ شِكَّتي وَأُخِيضُهُ
دُجى اللَّيْلِ وَالأَعْداءُ مِنّي بِمَرْصَدِ
وَأَجْنُبُهُ الرِّيَّ الذَّليلَ وقد جَلَتْ
على الوِرْدِ أَنْفاسُ الصَّبا مَتْنَ مِبْرَدِ
وَتَجْمَحُ بي عن مَوطِنِ الذُّلِّ هِمَّة ٌ
تُجَمِّعُ أَشْتاتَ المَعالي بأَحْمَدِ
هُمامٌ إذا اسْتَنْهَضْتَهُ لِمُلِمَّة ٍ
مَضى غَيرَ واهي المَنْكِبَينِ مُعَرِّدِ
مُعَرَّسُهُ مَأْوى المَكارِمِ والعُلا
وَنائِلُهُ قَيْدُ الثَّناءِ المُخَلَّدِ
تَشَبَّتُ منهُ المَكْرُماتُ بِماجِدٍ
يَروحُ إلى غاياتِهِنَّ وَيَغْتَدي
وَيَبْسُطُ كَفّاً لِلَّندى أُمَوِيَّة ً
تُباري شآبيبَ الغَمامِ المُنَضَّدِ
وَيَخْفُقُ أنَّى سارَ أو حَلَّ فَوقَهُ
حَواشي ثَناءِ أو ذَوائِبُ سُؤْدَدِ
ومَا رَوْضَة ٌ تَشْفي الجنوبَ غَليلَها(31/256)
بذي وَطَفٍ من غائِرِ المُزْنِ مُنْجِدِ
كَأَنَّ الرَّبيعَ الطَّلْقَ في حَجَراتِها
يُجَرِّرُ ذَيْلَ الأَتْحَمِيِّ المُعَضَّدِ
بِأَطْيَبَ نَشْراً مِنْ شَمَائِلِهِ الّتي
يَلوذُ بِها جارٌ وَضَيْفٌ وَمُجْتَدِ
إليكَ أَبا العَبَّاسِ سَارَتْ رَكائِبٌ
بِذِكْرِكَ تُحْدَى بل بِنُورِكَ تَهْتَدي
عَلَيهِنَّ مِنْ أفناءِ قَوْمِكَ غِلْمَة ٌ
يُزْمزِمُ عَنْهُمْ فَدْفَدٌ بَعْدَ فَدْفَدِ
وَتَشْكُو إليكَ الدَّهْرَ تَفْري خُطوبُهُ
بَقِيَّة َ شِلْوٍ من ذَويكَ مُقَدَّدِ
حَوى عُنْفُوانَ المَكْرَعِ النّاسُ قَبْلَنا
وَأَوْرَدَنا أعْقابَ شِرْبٍ مُصَرَّدِ
وَلابُدَّ مِنْ يَوْمٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ
يُبَوِّئُنا ظِلَّ الطَّرافِ المُمَدَّدِ
فإنَّكَ أَصْلٌ طَيِّبٌ أنا فَرْعُهُ
وَأَيُّ نَجيبٍ سُلَّ مِنْ أيِّ مَحْتِدِ
وَكَمْ لَكَ عِندي مِنْ يَدٍ مُسْتَفيضَة ٍ
لَبِسْتُ بِها طَوْقَ الحَمامِ المُغَرِّدِ
بَقِيتَ مَصونَ العِرضِ مُبْتَذَلَ النَّدى
مَديدَ رِواقِ العِزِّ، طَلاَّعَ أَنْجُدِ
وَيَوْمُكَ يَلوي أَخْدَعَ الأَمسِ نَحْوَهُ
وَيَهْفو بِعِطْفَيْهِ اشتياقاً إلى الغَدِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> غَمَّتْ نِزاراً وَسَاءَتْ يَعْرُباً مِدَحٌ
غَمَّتْ نِزاراً وَسَاءَتْ يَعْرُباً مِدَحٌ
رقم القصيدة : 26022
-----------------------------------
غَمَّتْ نِزاراً وَسَاءَتْ يَعْرُباً مِدَحٌ
زُفَّتْ إلى ذَنَبٍ إذْ لَمْ أَجِدْ راسَا
وَلَوْ رَآني ابْنُ هِنْدٍ عَضَّ أَنْمُلَهُ
غَيْظَاً على أُمَويٍّ يَمْدَحُ النَّاسَا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> طَرِبْنَِ إلى نَجْدٍ وأنَّى لها نَجْدُ
طَرِبْنَِ إلى نَجْدٍ وأنَّى لها نَجْدُ
رقم القصيدة : 26023
-----------------------------------
طَرِبْنَِ إلى نَجْدٍ وأنَّى لها نَجْدُ
وبغداذُ لم تُنْجِزْ لنا مَوْعِداً بَعْدُ
وَأَسْعَدَها سَعْدٌ على ما تُجِنِّهُ(31/257)
مِنَ الوَجْدِ، لاأَدمى جَوانِحَهُ الوَجْدُ
فيا نضْوُ لا يَجمَحْ بِكَ الشَّوْقُ وَاصْطَبرِ
قَليلاً وَكَفْكِفْ مِنْ دُموعِكَ ياسَعْدُ
فما بِكُما دونَ الّذي بي مِنَ الهَوى
ولكنْ أَبَى أَنْ يَجْزَعَ الأَسَدُ الوَرْدُ
سَتَرعى وإنْ طالَتْ بنا غُرْبَة ُ النَّوى
رُباً في حَواشي رُوْضِها النَّفَلُ الجَعْدُ
بِحَيثُ تُناجينا بِأَلحاظِها المَها
إذا ضَمَّنا وَالرَّبْرَبَ الأَجْرَعُ الفَرْدُ
وَلَيْلَة َ رَفَّهْنا عَنِ العِيسِ بَعْدَما
قَضَتْ وَطَراً مِنْهُنَّ مَلْوِيَّة ٍ جُرْدُ
سَرَتْ أُمَّ عَمْروٍ وَالنَّجومُ كَأَنَّها
على مُسْتَدارِ الحَلْيِ مِنْ نَحْرِها عِقْدُ
فَلَمَّا انْتَبَهْنا لِلْخَيالِ تَوَلَّعَتْ
بِنا صَبَواتٌ فَلَّ مِنْ غَرْبِها البُعْدُ
وَقُلْتُ لِعَيْني وَهْيَ نَشْوَى مِنْ الكَرى
أَبِيني لنا حُلْمٌ رَأَيْناهُ أَمْ هِنْدُ
لَئِنْ أَخْلَفَ الطَّيْفُ المَواعيدَ بالِّلوى
فَبِالهَضباتِ الحُمْرِ لَمْ يُخْلَفِ الوَعْدُ
وَبِتْنا بِرَوضٍ يَنْثُرُ الطَّلُّ زَهْرَهُ
علينا، وَيُرخي مِنْ ذَوائِبِهِ الرَّنْدُ
وَنحنَ وراءَ الحَيِّ نَحذَرُ مِنْهُمُ
عُيوناً تُلَظِّيها الحَفيظَة ُ وَالحِقدُ
وَتَجْري أَحادِيثٌ تَلينُ مُتونُها
وَيَفْتَنُّ في أَطْرافِها الهَزْلُ وَالجِدُّ
وتحتَ نِجادي مَشْرَفيٌّ، إذا الْتَوى
بِجَنبيَ رَوْعٌ كادَ يَلْفِظُهُ الغِمْدُ
وهل يَرْهبُ الأَعْداءَ مَنْ غَضِبَتْ لَهُ
مَغاويرُ مِنْ بَكْرٍ كَأَنَّهُمُ الأُسْدُ
يَذودونَ عَنّي بالأَسِنَّة ِ والظُّبا
ولولاهُمُ أدنى خُطا العاجِز القِدُّ
فَأَوْجُهُهُمْ، وَالخَطْبُ داجٍ، مُضيئة ٌ
وَأَلْسُنُهُمْ والعيُ مُحْتَصَرٌ، لُدُّ
إذا انْتَسَبوا مَدَّ الفَخارُ أَكُفَّهُمْ
إلى شَرَفٍ أعلى دَعائِمَهُ المَجْدُ
فَكُلٌّ سَعى لِلمْكَرماتِ، وإنما
إلى ناصِرِ الدِّينِ انتهى الحَسَبُ العَدُّ
أَغَرُّ يَهُزُّ الحَمْدُ عِطْفَيْهِ لِلنَّدى(31/258)
على حِينَ لا شُكْرٌ يُراعَى وَلا حَمْدُ
أَتَتْهُ العُلا طَوْعاً، وكم رُدَّ طالِبٌ
على عَقِبَيْهِ بعدما استُفْرِغَ الجُهْدُ
ترى سيمياءَ العِزِّ فوقَ جَبينِهِ
كما لاحَ حَدُّ السَّيفِ أَخْلَصَهُ الهِنْدُ
له نِعْمَة ٌ تأوي إلى ظِلِّها المُنى
وَيَسْحَبُ أذيالَ الثَّراءِ بها الوَفْدُ
وَعَزْمَة ُ ذي شِبلَيْنِ ضاقَ بِهَمِّهِ
زراعاً فلا يثنيهِ زجرٌ ولا ردُّ
يقلِّبُ عيناً لا يذالُ لدى الوغى
يذرُّ عليها من خبيئتهُ الزندُ
إذا السَّنواتُ الشُّهْبُ أَجلى قَتامُها
عَنِ المَحْلِ حتّى عَيَّ بِالصَّدَرِ الوِرْدُ
حَلَبْنا أَفاوِيقَ الغِنى مِنْ يَمينِهِ
وما غَرَّنا البَرْقُ اللَّموعُ ولا الرَّعْد
وَدَرَّتْ عَلَيْنا راحَة ٌ خَلَصَتْ بِها
إلينا اليَدُ البَيْضاءُ وَالعِيشَة ُ الرَّغْدُ
فِداهُ مِنَ الأَقْوامِ كُلُ مُبَخَّلٍ
لَهُ مَنْظَرٌ حُرٌّ وَمُخْتَبَرٌ عَبْدُ
إذا بَسَطَ المَدْحُ الوُجوهَ وَأَشرقَتَ
زَوَى بينَ عَيْنَيْهِ على الشّاعِرِ الوَغْدُ
فلا بَلَغَتْ إنْ زُرْتُهُ ما تَرومُهُ
رَكائِبُ أَنْضاها التَّوَقُّصُ وَالوَخْدُ
يَخُضْنَ الدُّجى خُوصاً كأَنَّ عُيونَها
وَهُنَّ جَلِيَّاتٌ، أَناسِيُّها رُمْدُ
إذا ما المَطايا جُرْنَ عن سَنَنِ الهُدى
وَجاذَبَنا قَصْدَ النِّجادِ بِها الوَهْدُ
ذَكَرْناكَ وَالظَّلْماءُ تَثْنى صُدورَها
إلى الغَيِّ حتّى يَسْتَقيمَ بِها الرُّشْدُ
حَمَلْنَ إليكَ الشِّعْرَ غَضّاً كأنّما
غَذَتْهُ بِرَيّا الشِّيحِ عُذْرَة ُ أَو نَهْدُ
فما زِلْتُ أَحْدوهُ إليكَ مُحَبَّراً
وللهِ دَرّي أيَّ ذي فِقَرٍ أَحْدو
وَلاعَبْتُ ظِلّي في فِنائِكَ بَعْدَما
أَبَى أن يُزيرَ الأرضَ طُرَّتَهُ البُرْدُ
وقد كانَ عَهْدي بِالمُنى يَسْتَميلُني
إليكَ، وَتُدْنيني البَشاشَة ُ والوُدُّ
فما بالُنا نُجْفَى ومنكَ تَعَلَّمَتْ
صُروفُ اللَّيالي أنْ يَدومَ لها عَهْدُ
وما بي نَوالٌ أَرْتَجيه، فَطالَما(31/259)
نَقَعْتُ الصَّدى وَالمَاءُ مُقْتَسَمٌ ثَمْدُ
ولكنّكَ ابنُ العَمِّ، والعَمُّ والِدٌ
وما لامرِئٍ مِنْ بِرِّ والِدِهِ بُدُّ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وسربِ عذارى من عقيلٍ سمعنني
وسربِ عذارى من عقيلٍ سمعنني
رقم القصيدة : 26024
-----------------------------------
وسربِ عذارى من عقيلٍ سمعنني
وراءَ بيوتِ الحيِّ مرتجزاً أشدو
فَسُدَّتْ خَصاصات الخُدورِ بأَعْيُنٍ
حَكَتْ قُضُباً في كُلِّ قَلْبٍ لَها غِمْدُ
وَرَدَّدْنَ أَنْفاسَاً تُقَدُّ مِنَ الحَشَى
وتدمى فلمْ يسلم لغانية ٍ عقدُ
وفيهنَّ هندٌ وهيَ خودٌ غريرة ٌ
وَمُنْيَة ُ نَفْسي دونَ أَتْرابِها هِنْدُ
فَقُلْنَ لَهَا: منْ أَينَ أَوْضَحَ ذا الفَتى
وَمَنْشَؤُهُ غَوْرا ثِهامَة َ أوْ نَجْدُ؟
ففي لفظهِ علويَّة ٌ منْ فصاحة ٍ
وقدْ كادَ منْ أشعارهِ يقطرُ المجدُ
فقالت: غلامٌ منْ قريشٍ تقاذفتْ
بهِ نيَّة ُ يعيى بها العاجزُ الوغدُ
لَعَمْرُ أَبيها إنَّها لَخَبيرة ٌ
بأروعَ يمري درَّ نائلهِ الحمدُ
مِنَ القَوْمِ تَسْتَحِلي المَنايا نُفُوسَهُمْ
ويختالُ تيهاً في ظلالهمُ الوفدُ
وَمَنْ لانَ لِلْخَطْبِ المُلِمِّ عَريكَة ً
فإنّي على ما نابني حجرٌ صلدُ
بَلَغْتُ أَشُدِّي، والزَّمانُ مُمارِسٌ
جماحي عليهِ وهو ما راضني بعدُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَثِرْها فلا ماءً أصابت ولا عُشبا
أَثِرْها فلا ماءً أصابت ولا عُشبا
رقم القصيدة : 26025
-----------------------------------
أَثِرْها فلا ماءً أصابت ولا عُشبا
وقد مُلِئَتْ أَحْشاءُ رُكْبانِها رُعْبا
ونحنُ بِحَيثُ الذِّئْبُ يَشكو ضَلالِهُ
إلى النَّجْمِ، والسّاري يَسوفُ بِهِ التُّرْبا
نُحاذِرُ مِنْ حَيَّيْ سُلًيْمٍ وَعَامِرٍ
أَناسيَّ لا يَرْضَوْنَ غيرَ الظُّبا صَحْبا
إذا خَلَّفَتْ بَطْحاءَ نَجْدٍ وراءَها
فلسنا بِمَنّاعِينَ أن تَقِفَ الرَّكْبا
فأَينَ وَمِثلي لا يَغُشُّكَ، ماجِدٌ(31/260)
نَصولُ بِهِ كالعَضْبِ مُحْتَضِاً عضْبا
لَهُ هَمَّة ٌ غَيْري على المَجْدِ بَرَّحَتْ
بِنَفسٍ على الأيّامِ مِنْ تيهها غَضى
وإن يَكُ في نَجْديِّ قَيسٍ بَسَالة ٌ
فإنِّي ابنُ أرضٍ تُنْبِتُ البَطَلَ النَّدبا
يَعُدُّ إباءَ الضَّيْمِ كِبْراً، وطالما
أَبينا فلم نَعْثُر بِأَذيالنا عُجبا
ولكنّنا في مَهْمَة ٍ تُعْجِلُ الخُطا
على وَجَلِ، هُوجُ الريَّاحِ به نُكبا
إذا طالَعَتنا مِنْ قُرَيْشٍ عِصابة ٌ
وَشافَهْنَ من أَعْلامِ مَكَّتِها هَضْبا
نَزَلْنَ مِنَ الوادي المُقَدَّسِ تُربُهُ
بِآمِنِهِ سِرْباً وَأَعْذَبِهِ شِرْبا
وفي الرَّكْبِ منْ يَهوى العُذَيْبَ ومَاءَهُ
وَيُضِمرُ أحياناً على أَهْلِهِ عَتبا
وَيَصْبو إلى واديهِ والرَّوْضُ باسِمٌ
يُغازِلُهُ عافي النَّسيمِ إذا هَبّا
ووَاللهِ لولا حُبُّ ظَمياءَ لم يَعُجْ
عَليهِ، ولم يَعرِف كِلاباً ولا كَعَبا
وما أُمُّ ساجي الطَّرْفِ مالَ بِهِ الكَرى
على عَذَباتِ الجزعِ تَحسَبُهُ قُلبا
تُراعي بإحدى مُقْلَتَيْها كِناسَها
وَتَرْمي بِأُخْرى نَحْوَهُ نَظَراً غَرْبا
فَلاحَ لَها مِنْ جانِبِ الرَّمْلِ مَرْتَعٌ
كَأَنَّ الرَّبيعَ الطَّلْقَ ألبَسَهُ عَصْبا
فَمالَت إليهِ، وَالحَريصُ إذا عَدَت
بهِِ طَورَهُ الأطماعُ لم يَحْمَد العُقْبى
وَآنَسَها المَرْعى الأنيقُ وَصادَفَتْ
مدى العينِ في أرجائه بلداً خصبا
فَلَمّا قَضَتْ مِنْهُ اللُّبانَة َ راجَعَتْ
طَلاها ، فَأَلْفَتْهُ قَضى بَعْدَها نَحْبا
أُتيحَ لَها عاري السَّواعِدِ لَمْ يَزَلْ
يَخوضُ إِلى أَوْطارِهِ مَطْلَباً صَعْبا
فولَّتْ على ذعرٍ وبالنِّفسِ ما بها
من الكربِ لا لقيِّتُ في حادثٍ كربا
بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ عَجَّتْ رِكابُها
لِبَيْنٍ فَلَمْ تَتْرُكْ لِذي صَبْوَة ٍ لُبّا
وَما أَنسَ لا أَنسَ الوَداعَ وَقد بدَت
تُغَيِّضُ دَمْعاً فاضَ وابِلُهُ سَكْبا
مُهَفْهَفَة ٌ لم تَرْضَ أَتْرابُها لَها(31/261)
بِبَدْرِ الدُّجى شِبْهاً ، وَشَمْسِ الضُّحى تِرْبا
تَنَفَّسُ حتّى يُسلِمَ العِقْدَ سِلْكُهُ
وَأَكْظِمُ وَجْداً كادَ يَنْتَزِعُ الخِلْبا
وَتُذري شَآبيبَ الدُّموعِ كَأَنَّما
أَذابَتْ بِعَيْنَيْها النَّوى لُؤْلُؤاً رَطْبا
وما كُنتُ أَخشى أَنْ أُراعَ لحادِثٍ
مِنَ الدَّهْرِ ، أَوْ أَشْكو إِلى أَهْلِهِ خَطْبا
وَقَدْ زُرتُ من أفناءِ سَعدٍ وَمالكٍ
ضَراغِمَة ً تُغرى ، كِنانيَّة ً غَلبا
مِنَ القَوْمِ يُزْجِي الرّاغِبونَ إِلَيْهِمُ
على نَصَبِ المَسْرى ، غُرَيريَّة ً صُهبا
لَهُمْ نَسَبٌ رَفَّْت عليهمْ فُروعُهُ
وَبَوَّأَهُمْ مِنْ خِنْدِفٍ كَنَفاً رَحبا
إذا ذَكَروهُ أَضمَرَ العُجْمُ إحنة ً
عليهمْ ، وَأَصْلى جَمْرَة َ الحَسَدِ العُرْبا
وَإنْ سِئلوا عَمَّنْ يُديرُ على العِدا
رَحى الحَرْبِ فيهم أَو يكونُ لَها قُطبا
أشاروا بِأَيديهم إلى خَيرهِمْ أَباً
وأَطوَلِهم باعاً، وَأرحَبِهم شَعبا
إلى مُدلِجيِّ رَدَّ عن آلِ جَعفَرٍ
صُدورَ القَنا وَالجُردَ شازِبَة ً قُبّا
وقابَلَ بِالحُسنى إساءَة َ مُجرِمٍ
فَودَّ بَريءُ القَومِ أَنَّ لهُ ذَنبا
تُراقُ دِماءُ الكُومِ حَوْلَ قِبابِهِ
إِذا راحَ شَوْلُ الحَيِّ مُقْوَرَّة ً حُدْبا
وَيَسْتَمْطِرُ العافونَ مِنْهُ أَنامِلاً
أَبى الجُودُ أَن يَسْتَمطِروا بَعْدَها سُحبا
رأَى عِنْدَهُ الأعداءُ مِلْءَ عُيونِهِمْ
مَناقِبَ لَو فازُوا بِها وَطِئو الشُّهبا
فَوَدُّوا مِنَ البَغْضاءِ أَنَّ جُفونَهُمْ
عَقَدْنَ بِهُدبٍ دونَ رُؤيَتِها هُدبا
ولم يُتلعُوا أعناقَهُم نَحْوَهُ هَوى ً
ولا عَفَّروا تلكَ الجِباهَ لهُ حُبّا
ولكنّهمْ هابُوا مَخالِبَ ضَيْغَمٍ
يَجوبُ أَديمَ الأرضِ نَحْوَهُمُ وَثْبا
أَبا خالدٍ إِنّي تَرَكْتُهُمُ سُدًى
وَأَحْسابُهُمْ فَوْضَى ، وَأَعْراضُهُمْ نُهْبى
وَصَدَّقَ قَوْلي فيكَ أَفْعالُكَ الّتي
أَبَتْ لِقَريضي أَنْ أُوَشِّحُهُ كِذْبا(31/262)
وَهَزَّكَ مَدْحٌ كادَ يُصيبُكَ حُسْنُهُ
وَفي الشِّعْرِ ما هَزَّ الكَريمَ وَما أَصْبَى
يُحَدِّثُ عنهُ البَدْرُ بِالشَّرْقِ أَهْلَهُ
وَيَسألُ عنه الشَّمسَ مَنْ سَكَنَ الغَرْبا
وَمَنْ لم يُراقِبْ ربَّهُ في رَعيَّة ٍ
أّخِشَّتُهُ تُدمي عَرانينُهُم جَذَبا
فإنَّكَ أَرْضَيْتَ الرّعايا بِسيرَة ٍ
تَحَلَّتْ بِها الدُّنيا وَلَمْ تُسْخِطِ الرَّبّا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> دَعَتْ أُمُّ عَمْرٍو وَيْلَها ثُمَّ أَقْبَلَتْ
دَعَتْ أُمُّ عَمْرٍو وَيْلَها ثُمَّ أَقْبَلَتْ
رقم القصيدة : 26026
-----------------------------------
دَعَتْ أُمُّ عَمْرٍو وَيْلَها ثُمَّ أَقْبَلَتْ
تُؤَنِّبُني وَالصُّبْحُ لَمْ يَتَنَفَّسِ
وتعجبُ منْ بذلي لكلِّ رغيبة ٍ
وجودي بما أحويهِ منْ كلِّ منفسِ
وتعلمُ أنِّي منْ بقيَّة ِ معشرٍ
نماهمْ إلى العلياءِ أكرمُ مغرسِ
هُمُ مَلَكُوا الأَعْناقَ بِالبَأْسِ وَالنَّدى
وعزٍّ معاويِّ المباءة ِ أقعسِ
وَقَدْ وَلَدَتْهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ سَراتُها
على نَمَطَيْ بَيْضاءَ مِنْ سِرِّ فَقْعَسِ
فقلتُ لها كفِّي وغاكِ فأعرضتْ
وَفي خَدِّها وَرْدٌ يُطَلُّ بِنَرْجِسِ
أبخلاً وبيتي منْ أميَّة ََ في الذُّرا
وعرقي بغيرِ المجدِ لمْ يتلبَّسِ
وَما أَنَا مِمَّنْ يَأْلَفُ الضِّحْكَ في الغِنى
وإنْ نالَ مني الفقرُ لمْ أتعبَّسِ
فَفي العُسْرِ أَحياناً وفي اليُسْرِ تَارَة ً
يَعيشُ الفَتى ، وَالغُصْنُ يَعْرَى وَيَكْتَسي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> رَماكَ بِشَوْقٍ فَالمَدامِعُ ذُرَّفُ
رَماكَ بِشَوْقٍ فَالمَدامِعُ ذُرَّفُ
رقم القصيدة : 26027
-----------------------------------
رَماكَ بِشَوْقٍ فَالمَدامِعُ ذُرَّفُ
حَنينُ المَطايا أو حَمائِمُ هُتَّفُ
أَجلْ عاوَدَ القَلْبَ المُعَنّى خَبالُهُ
عَشِيَّة َ صَحبي عِنْدَ يبرينَ وُقَّفُ
فَلِلهِ ما يَطوي عَليهِ ضُلوعَهُ
رَميٌّ بِذكرِ الغانياتِ مُكَلَّفُ(31/263)
يُهَيِّجُهُ نَوْحُ الحَمامِ وناسِمٌ
تَرِقُّ حَواشيهِ مِنَ الرِّيحِ، مُدْنَفُ
وَيُذكي لَه الغَيرانُ عَيناً إذا رأى
أَجارِعَ مِنْ حُزْوَى بِسَمْراءَ تُسْعِفُ
أَيُوعِدُني الحَيُّ اليَماني ، وَصارِمي
كَهَمِّكَ، مَفتوقُ الغِرارَينِ مُرهَفُ
وَأَفْرِشُ سَمْعي لِلْوَعيدِ فَحُبُّها
إذا جَمَحَتْ بي نَخْوَة ٌ يَتَلَطَّفُ
وَحَوْليَ مِنْ عُلْيا خُزَيْمَة َ عُصْبَة ٌ
إذا غَضِبَتْ ظَلَّتْ لَها الأرْضُ تَرْجُفُ
يَجْرُّونَ أذيالَ الدُّروعِ إلى الوَغى
فَأقوى َ وَيَعروني هواها فأضعُفُ
أَما وَجَلالِ اللّهِ لولا اتِّقاؤُهُ
لَباتَ يُوارينا الرِّداءُ المُفَوَّفُ
وَفَضَّ خِتامَ السِّرِّ بَيْني وَبَيْنَها
كَلامٌ يُؤَدِّيهِ البَنانُ المُطَرَّفُ
وَنازَعَني شَكْوى الصَّبابَة ِ شادِنٌ
مِنَ الغيدِ مَجْدولُ المُوَشَّحِ أَهْيَفُ
بِرابِيَة ٍ مَيْثاءَ أَضْحَكَ رَوْضَها
غَمامٌ بَكى مِنْ آخِرِ الَّليْلِ أَوْطَفُ
وَرَكْبٍ على الأَكوارِ غيدٍ مِنَ الكَرى
تَداوَلَهُمْ سَيْرٌحَثيثٌ وَنَفْنَفُ
تَرى العِتْقَ مِنْهُمْ في وُجوهٍ شَواحِبٍ
يُرَدِّدُ فيها لَحْظَهُ المُتَقَوِّفُ
وَتَخْدي بِهِمْ خُوصٌ تَخايَلُ في البُرى
ويَثني هَواديها إذا طَمِحَتْ بِها
مِنَ القِدِّ مَلويُّ المرائِرِ محصَفُ
سَرّوا وَفُضولُ الرَّيطِ تَضْرِبُها الصِّبا
إلى أن يَمَسَّ الأرضَ مِنهُنَّ رَفْرَفُ
وعَاتَبَني عَمروٌ على السَّيرِ وَالسُّرى
وَلَم يَدرِ أنّي لِلمَعالي أَطوّفُ
ومَا الصَّقْرُ يَسْتَذْكي الطّوى لَحَظاتِهِ
بِأَصْدَقَ مِنّي نَظْرَة ً حينَ يَخْطِفُ
أُخادِعُ ظَنّي عَنْ أمورِ خَفيَّة ٍ
إلى أن أرى تلك العَمايَة ِ تُكْشَفُ
وَأَهْزَأُ بِالأَنْوارِ وَالصُّبْحُ طالِعٌ
ولا اهتدي بِالنَّجمِ واللَّيلُ مُسْدِفُ
وَقَولٍ أتاني وَالحوادثُ جِمَّة ٌ
وَدونِيَ من ذاتِ الأَراكة ِ صَفصَفُ
أَغُضُّ لهُ طَرفي حَياءً مِنَ العُلا(31/264)
وعَطْفاً عليكُمُ، والأَواصِرُ تُعْطِفُ
أَعَتباً وقد سَيَّرْتُ فيكُم مَدائِحاً
كَما خالَطَتْ ماءَ الغَمامَة ِ قَرْقَفُ
بَني عَمِّنا لا تَنسِبونا إلى الخَنى
فَلَمْ يَتَرَدَّدْ في كِنانَة َ مُقْرِفُ
أَأَشْتُمُ شَيْخاً لَفَّ عِرْقي بِعِرْقِهِ
مَناسِبُ تَزْكو في قُرَيشٍ وَتَشْرُفُ
وَأَهْجُو رِجالاً في العَشيرَة ِ سادَة ً
وبي مِن بَقايا الجاهِلِيَّة ِ عَجْرَفُ
وَإِنِّي إِذا ما لَجْلَجَ القَوْلُ فاخِرٌ
يُؤَنِّبُ في أَقوالِهِ وَيُعَنَّفُ
أُدافِعُ عن أحْسابِكُمْ بِقَصائِدٍ
غَدا المَجْدُ في أَثنائِها يَتَصَرَّفُ
وَلَمْ أخْتَرِعها رَغْبَة ً في نَوالِكُمْ
وإنْ كانَ مَشْمولاً بِهِ المُتَضَيِّفُ
وَلكنْ عُرَيْقٌ فيَّ مِنْ عَرَبيَّة ٍ
يُحامي وَراءَ ابنَي نِزارٍ وَيَأنَفُ
فَنَحْنُ بني دودانَ فَرْعَ خُزَيْمَة ٍ
يَذِلُّ لَنا ذو السَّورَة ِ المُتَغَطْرِفُ
وأَنتمْ ذَوو المَجْدِ القَديمِ يَضُمُّنا
أَبٌ خِمدفيُّ فيه للِفَخرِ مَألَفُ
وَتَقْرونَ والآفاقُ يَمْري نَجيعَها
شَآمِيَّة ٌ تَسْتَجْمِعُ الشَوْلَ حَرْجَفُ
فِناؤكم مأوى الصَّريخِ إذا انثَنى
بِأَيدي الكُماة ِ السَّمْهَرِيُّ المُثَقَّفُ
وَواديكُمْ لِلْمَكْرُماتِ مُعَرَّسٌ
رَحيبٌ بِطُلاّبِ النَّدى مُتَكَنَّفُ
بِأَرْجائِهِ ممّا اقْتَنَيْتُمْ نَزائِعٌ
يُباحُ عَلَيْهِنَّ الحِمى المُتَخَوَّفُ
تَرودُ بِأَبوابِ القِبابِ وَأهْلُها
عليها بِأَلْبانِ القَلائِصِ عُكَّفُ
وَأَمّاتُها أَوْدَتْ بِحُجْرٍ وَأَدْرَكَتْ
عُتَيْبَة ُ وَالأبْطالُ بِالبِيضِ تَدْلِفُ
وَكَمْ مَلِكٍ أَدْمَيْنَ بِالقَيْدِ ساقَهُ
فَظَلَّ يُداني مِنْ خُطاهُ وَيَرْسُفُ
فَيا لِنِزارٍ دَعْوَة ً مُضَرِيَّة ً
بِحَيثُ الرُّدَينيّاتُ بِالدَّمِ تَرْعُفُ
لنا في المعالي غاية ٌ لا يَرومها
سِوى أَسَديٍّ عَرَّقتْ فيهِ خِنْدِفُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وحمَّاءِ العلاطِ إذا تغنَّتْ(31/265)
وحمَّاءِ العلاطِ إذا تغنَّتْ
رقم القصيدة : 26028
-----------------------------------
وحمَّاءِ العلاطِ إذا تغنَّتْ
فكمْ طربٍ يخالطهُ أنينُ
وَأُرْعِيها مَسامِعَ لَمْ يُمِلْها
إلى نَغَماتِها إلا الرَّنينُ
وبينَ جوانحي ممَّا أعاني
تباريحٌ يلقِّحها الحنينُ
بَكَتْ، وَجُفُونُها ما صَافَحَتْها
دُمُوعٌ، وَالغَرامُ بِها يَبِينُ
ولي طرفٌ ألحَّ عليهِ دمعٌ
تتابعَ فيضهُ فمَنِ الحزينُ؟
العصر العباسي >> الأبيوردي >> مراحكَ إنّهُ البرقُ اليماني
مراحكَ إنّهُ البرقُ اليماني
رقم القصيدة : 26029
-----------------------------------
مراحكَ إنّهُ البرقُ اليماني
على عذبِ الحمى ملقى الجرانِ
تَطَلَّعَ مِنْ حَشى الظَّلْماءِ وَهْناً
خلوصَ النّارِ من طررِ الدُّخانِ
فلا تَلْعَبْ بِعِطْفَكِ مُسْتَنَيماً
إلى خُدَعٍ تَطورُ بِها الأَماني
فإنَّ وميضهُ قمنٌ بخلفٍ
كَما ابْتَسَمَتْ إلى الشُّمْطِ الغَواني
وَلا تَجْثِمْ بِمَدْرَجَة ِ الهُوَيْنَى
تُقَعْقِعُ لِلْنوائِبِ بِالْشِّنَانِ
إذا ذلَّتْ حياتكَ في مكانٍ
فمتْ لطلابٍ عزِّكَ في مكانِ
أبى لي أن أضامَ أبي ونفسي
وَرُمْحي وَالحُسامُ الهِنْدُواني
وَشُوسٌ في الذَّوائِبِ مِنْ قُرَيْشٍ
ذوو النَّخَواتِ وَالغُرَرِ الحِسانِ
وأموالٌ تخوَّنها هزالٌ
تبدَّد دونَ أعراضٍ سمانِ
إذا حَفَزَتْهُمُ الهَيْجاءُ لاذوا
بِأَطْرافِ المُثَقَّفَة ِ اللِّدانِ
وَطارَتْ كُلُّ سَلْهَبَة ٍ مِزاقِ
ببزَّة ِ كلِّ منتجبٍ هجانِ
يَقدوُّنَ الدُّروعَ بِمُرْهَفاتٍ
تُجَعْجِعُ بِالخَميسِ الأُدْجُوانِ
ويطوونَ الضُّلوعَ على طواها
ويأكلُ جارهمْ أنفَ الجفانِ
تَناوَشَهُمْ صُروفُ الدَّهْرِ حَتّى
أُتيحَ لَهُمْ بَنو عَبْدِ المَدانِ
زَعانِفُ لا يَزالُ لهمْ خَطيبٌ
غَداة َ الفَخْرِ مُسْتَرَقَ اللِّسانِ
يُروحُ إليهم النَّعَمُ المُنَدَّى
وقد عصفت بنا نوبُ الزَّمانِ
وَدَبَّتْ نَشْوَة ُ الخُيَلاءِ فيهمْ(31/266)
دبيبَ النّارِ في سعفِ الإهانِ
وكيفَ يعزُّ شردمة ٌ لئامٌ
على صَفَحاتِهِمْ سِمَة ُ الهَوانِ
أراقبُ ليلة ً فيهم عماساً
تمخَّضُ لي بيومٍ أرونانِ
وَأَخْدَعُهُمْ ولي عَزْمٌ شُجاعٌ
بِمُخْتَلَقٍ مِنَ الكَلِمِ الجَبانِ
سأخبطهم بداهية ٍ نآدٍ
فليسَ لهمْ بنائِبَة ٍ يَدانِ
ولا حَسَبٌ يُقَدِّمُهُمْ ولكنْ
أَرى الأُنبوبَ قُدّامَ السِّنانِ
فإنَّ ضياءَ دينِ اللهِ جاري
عَشِيَّة َ تَلْتَقِي حَلَقُ البِطانِ
حذارِ فدونَ ما تسمو إليهِ
أسامة ُ، وهو مفترشُ اللَّبانِ
وإنَّ أخا أميَّة َ في ذراهُ
لكالنَّمريّ جارِ الزِّبرقانِ
لدى متوِّقدِ العزماتِ طلقِِ الـ
ـخَليقَة ِ وَالمُحَيّا وَالبَنانِ
له نِعَمٌ يُراحُ لَهُنَّ عافٍ
إلى نِقَمٍ يُهيبُ بِهِنَّ جانِ
وَفَيْضُ يَدٍ تُجَنُّ على سَماحٍ
وأخرى تَسْتَريحُ إلى طِعانِ
تَلوذُ بِحِقْوهِ أَيْدي الرَّعايا
لِياذَ المَضْرَحِيَّة ِ بِالرِّعَانِ
هنيئاً، والسُّعودُ لها دواعٍ
قُدومٌ تَسْتَطيلُ بِهِ التَّهاني
لأَرْوَعَ حَجَّ بَيْتَ اللّهِ، يَطْوي
إليهِ نِياطَ أَغْبَرَ صَحْصَحانِ
وَيَفْري بُرْدَة َ الظَّلْماءِ حَتّى
يَفيقَ الأَعْوجِيُّ مِنَ الحِرانِ
وَيُصْبِحُ كُلُّ ناجِيَة ٍ ذَمولٍ
بهادية ٍ كخوطِ الخيزرانِ
فلما شارفَ الحرمَ استنارت
بهِ سررُ الأباطحِ والمحاني
تساوى الشَّوطُ بينكما بشأوٍ
كأنَكما لَدَيْهِ الفَرْقَدانِ
فَشَيَّدَ مابَناهُ أَوَّلُوهُ
وروقُ شبابهِ في العنفوانِ
أتخطئهُ العلا ويدلُّ فيها
بعرقٍ من شيوخكَ غيرِ وانِ
جرى وجريتَ مستبقينِ حتّى
دنا طرفُ العنان منَ العنانِ
العصر العباسي >> البحتري >> عند العقيق فماثلات دياره
عند العقيق فماثلات دياره
رقم القصيدة : 2603
-----------------------------------
عِنْدَ العَقيقِ، فَماثِلاَتِ دِيَارِهِ،
شَجَنٌ يَزِيدُ الصّبَّ في اسْتِعْبَارِهِ
وَجَوًى، إذا اعتَلَقَ الجَوَانِحَ لم يدعْ
لِمُتَيَّمٍ سَبَباً إلى إقْصَارِهِ(31/267)
دِمَنٌ تَنَاهَبَ رَسْمَهَا حَتّى عَفَا،
مِنْها تَعَاقُبُ رَائحٍ بِقِطَارِهِ
بَاتَتْ، وَبَاتَ البَرْقُ يَمْرِي عُوذَه
فيها، وَيُنْتِجُ مُثْقَلاَتِ عِشارِهِ
فالأَرْضُ في عِمَمِ النّبَاتِ مُجِدّةٌ
أثْوَابَهَا، والرّوْضُ من نَوّارِهِ
يَمْضِي الزّمَانُ، وَمَا قضْتُ لُبَانَتِي
منْ حُسنِ مَوْهُوبِ الصّبَا وَمُعَارِهِ
لَيْلٌ بذاتِ الطّلْحِ، إسْدافاتُهُ
أشْهَى إلى المُشْتَاقِ من أسْحَارِهِ
وَمِنَ أجلِ طَيْفِكِ عَادَ مُظلِمُ لَيلِهِ
أحْظى لَدَيْهِ منْ مُضِيءِ نَهَارِهِ
يَنْأى الخَيَالُ عَنِ الدّنُوّ، وَرُبّما
وَصَلَ الزّيَارَةَ عندَ شَحطِ مَزَارِهِ
وَلَقَدْ حَلَفتُ، وَفي أليّتيَ الصّفَا
في هَضْبِهِ، وَالبَيتُ في أستارِهِ
للْخُضْرُ في شُبَهِ الخُطُوبِ، وَرَأيُهُ
كالسّيفِ في حَمَسِ الوَغَى، وغِرَارِهِ
إنْ أزْعَجَتْكَ منَ الزّمَانِ مُلِمّةٌ،
فاندُبْ رَبيعَتَهُ لَهَا ابنَ نِزَارِهِ
مَنْ ذا نُؤمِّلُهُ لِمِثْلِ فَعَالِهِ،
أمْ مَنْ نُؤَهِّلُهُ لخَوْضِ غِمَارِهِ
يُرْجَى مُرَجّيهِ، فَيؤتَنَفُ الغِنَى
مِمّا يُنِيلُ، وَيُسْتَجَارُ بِجَارِهِ
إمّا غَنِيٌّ زادَ في إغْنَائِهِ،
أوْ مُقْتِرٌ يُعْدَى على إقتارِهِ
وَمُظَفَّرٌ بالمَجْدِ، إدْرَاكَاتُهُ،
في الحَظّ، زَائدَةٌ على أوْطَارِهِ
حَسْبُ العَدُوّ صَرِيمَةٌ مِنْ رأيِهِ،
تُمضِي لَهُ، أوْ جَمَرَةٌ من نَارِهِ
تُجلَى الحَوَادِثُ عَنْ أغَرّ كأنّمَا
رَضْوَى أصَالَةُ رأيِهِ وَوَقارِهِ
عَنْ مُكثِرٍ مِنْ سَيْبِهِ لكَ، لَوْ جَرَى
مَعَهُ الفُرَاتُ لَقَلّ في إكْثَارِهِ
أنْسَى صَنَائِعَهُ إليّ، وَمَا يَنِي
أثَرٌ يَلُوحُ عليّ مِنْ آثَارِهِ
بَحْرٌ، إذا وَرَدَتْ رَبيعَةُ سَيْحَهُ
لَمْ يخْشَ نَهْلَتُهَا عَلَى تَيّارِهِ
وإذا الأرَاقِمُ فاخَرَتْ أكْفَاءَها،
بَدَأتْ بسُؤدَدِهِ وَعِظْمِ فَخَارِهِ
جانبه نازل برقعيد فإنه
أسد العرين تزوره في زاره(31/268)
أوْلادُ مَسْعُودِ بنِ دَلْهَمَ، إنّهم
كَلأوُا ثُغُورَ المَجدِ مِنْ أقْطَارِهِ
يَرْجُو حَسُودُهُمُ الكَفَاءةَ بَعدَ مَا
خَفِيَتْ نُجُومُ اللّيْلِ في أقمارِهِ
بنئتُ أنّ أبَا المُعَمِّرِ زَادَهُمْ
ثأراً، عَشِيّةَ جَاءَ طالِبَ ثَارِهِ
أتْبَعْنَ عَبْدَ الله رِمّةَ أحْمَدٍ،
والنّقْعُ يَتْبَعُهُنّ هَيْجُ مَثَارِهِ
مَا بَالُ قَبرِ أبيكُمُ في دُراِهِمْ
غُلُقاً، وَقَبرُ أبيهِمِ في دارِهِ
ألاّ انتَقَذْتُمْ شِلْوَهُ، وَعَديدُكم
فَوْتُ الحَصَى، والضِّعفُ من مِقْدارِهِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خليليَّ هلاَّ ذدتما عن أخيكما
خليليَّ هلاَّ ذدتما عن أخيكما
رقم القصيدة : 26030
-----------------------------------
خليليَّ هلاَّ ذدتما عن أخيكما
أذى اللَّومِ إذْ جانبتما ما يسرُّهُ
أَلَمْ تَعْلما أَنِّي على الخَطْبِ إنْ عَرا
صبورٌ إذا ما عاجزٌ عيلَ صبرهُ
تْعَيِّرُني المُعاوِيِّ أَنْ أُرَى
على عجزِ الأمرِ الذي فاتَ صدرهُ
وَقَدْ جَهِلَتْ أنِّي أَسُورُ إلى العُلا
وَيَعْيَى بِها مَنْ لَمْ يُساعِدْهُ دَهْرُهُ
وَأَجْشَمُ ما يُوهِي القُوى في طِلابِها
وسيَّانَ عندي حلوُ عيشٍ ومرُّهُ
فلا عزَّ حتّى يحملَ المرءُ نفسهُ
على خطَّة ٍ يبقى بها الدَّهرَ ذكرهُ
ويغشى غماراً يتَّقى دونها الرَّدى
فَإنْ هُوَ أَوْدَى قيلَ: للَّهِ دَرُّهُ
وَمَنْ يَتَخِذْ ظَهْرَ الوَجِيهيِّ في الوَغَى
مَقيلاً فَبَطْنُ المَضْرَحِيَّة ِ قَبْرُهُ
وَلا بُدَّ لي مِنْ وَثْبَة ٍ أُمَوِيَّة ٍ
بحيثُ العجاجُ اللَّيلُ والسَّيفُ فجرهُ
إذا ما بَكَى في مَأزِقِ الحَرْبِ صارِمِي
دماً أوْ سناني ضاحكَ الذئبَ نسرهُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> غداً أبطنُ الكشحَ الحسامَ المهنَّدا
غداً أبطنُ الكشحَ الحسامَ المهنَّدا
رقم القصيدة : 26031
-----------------------------------
غداً أبطنُ الكشحَ الحسامَ المهنَّدا
إذا وقذَ الحيَّ الهوانُ وأقصدا(31/269)
ولله فهريٌّ إذا الوردُ رابهُ
أبى الرِّيَّ واختارَ المنيَّة َ موردا
يراقبُ أفراطَ الصَّباحِ بناظرٍ
يساهرُ في المسرى جديّاً وفرقدا
ولو بقيت في المشرفيَّة ِ هبَّة ٌ
ضربتُ لداعي الحيِّ بالخصبِ موعدا
وهل ينفعُ الصَّمصامُ من يرتدي بهِ
بحيثُ الطُّلى تفرى إذا كانَ مغمدا
فما أرضعتني درَّة َ العزِّ حرَّة ٌ
لَئِنْ لم أَذَرْ شِلْوَ ابنِ سَلْمَى مُقدَّدا
تَريعُ إليهِ كُلَّ مُمْسى ً وَمُصْبَحٍ
حَصانٌ تَشُقُّ الأَتْحَمِيَّ المُعَضَّدا
بِعَيْنٍ تَفُلُّ الدَّمْعَ بالدَّمْعِ ثَرَّة ٍ
أَفاضَتْ على النَّحْرِ الجُمانِ المُبَدَّدا
وَطيْفٍ سَرى وَاللّيْلُ يَنْضو خِضابَهُ
وَيَجْلو علَينا الصُّبْحَ خَدَّاً مُوَرَّدا
أَتى ، والثُّريّا حِلَّة ُ الغَوْرِ، مَعْشَراً
كراماً بأطرافِ المروداتِ هجَّدا
يَرومونَ أَمراً دونَهُ رَبُّ سُرْبَة ٍ
لُهامٍ تَشُبُّ الكَوْكَبَ المُتَوَقِّدا
وصلنا بهِ سمرَ الرِّماحِ وربّما
هَجَرْنا لهَا بِيضَ التّرائِبِ خُرَّدا
وإنّي على ما فِيَّ مِنْ عَجْرَفِيَّة ٍ
إذا ما الْتَقَى الخَيْلانِ، أَذْكُرُ مَهْدَدا
هِلاليَّة ٌ أَكْفاؤُها كُلُّ باسِلٍ
بَعيدِ الهَوى ، إنْ غارَ لِلْحَرْبِ أَنْجَدا
رَمَتْني بِعَيْنَيْ جُؤْذَرٍ وَتَلَفَتَتْ
بذي غيدٍ يعطو بهِ الرِّيمُ أجيدا
فيا خادييها سائقينِ طلائحاً
تَجوبُ بِصَحْراءِ الأَراكَة ِ فَدْفَدا
إذا أصغرت أو أكبرت في حنينها
ظَلِلْتُ على آثارِهِنَّ مُغرِّدا
أَفيقا قَليلاً مِنْ حُداءِ غَشَمْشَمٍ
أقامَ من القلبِ المعنّى وأقعدا
فَإنّكُما إنْ سِرْتُماهَا بِهُدْنَة ٍ
رَمَتْ بِكُما نَجْداً مِنْ اليَومِ أوْغَدا
وسيّانِ لولا حبُّها عامرَّية ً
غرابٌ دعا بالبينِ أو سائقٌ حدا
وَكُلُّ هَوى ً نَهْبَ اللَّيالي وَحُبُّها
إذا بَلِيَتْ أَهْواءُ قَوْمٍ تَجَدَّدا
وعاذلة ٍ نهنهتُ من غلوائها
وَكُنْتُ أَبِيّاً لا أُطيعُ المُفَنِّدا(31/270)
إذا اسْتَلَّ مِنّي طارِقُ الخَطْبِ عَزْمَة ً
فلابُدَّ مِنْ نَيْلِ المَعالي أَوِ الرَّدى
أأسحبُ ذيلي في الهوانِ وأسرتي
تَجُرُّ إلى العِزِّ الدِّلاصَ المُسَرَّدا
ولي من أميرِ المُؤمِنينَ إيالَة ٌ
سَتُرْغِمُ أَعْداءً وَتَكْمِدُ حُسَّدا
هي الغاية ُ القصوى إذا اعتلقت بها
مآربُ طلاّبِ العلا بلغوا المدى
أَغَرُّ مَنافيٌّ يَمُدُّ بِضَبْعِهِ
جُدودٌ يُعالُونَ الكَواكِبَ مَحْتِدا
تبرَّعَ بالمعروفِ قبلَ سؤالهِ
فلم يبسطِ العافي لساناً ولا يدا
فَرُحْنابِمالٍ فَرَّقَ المَجْدُ شَمْلَهُ
وَراحَ بِحَمْدٍ ضَمَّ أَشْتاتَهُ الندى
حَلَفْتُ بِفَتْلاءِ الذِراعِ شِمِلَّة ٍ
تخبُّ بقرمٍ من أميَّة َ أصيدا
وَتَهْوي إلى البَيْتِ العَتيقِ ، وَرَبُّها
إذا غالَ من تأويبهِ البيدُ أسأدا
أَظَلَّتْ مُحِلَّيْ طيّءٍ مِنْهُ وَقْعَة ٌ
فكادوا يُبارونَ النَّعامَ المُطَرَّدا
ولاقى رَئيسُ القَوْمِ عَمْرو بنُ جابِرٍ
طِعاناً يُنَسِّيهِ الهَدِيَّ المُقَلدا
لأستودِ عنَّ الدَّهرَ فيكم قصائداً
وهنَّ يوشّحنَ الثَّناءَ المخلَّدا
زجرتُ إليكم كلَّ وجناءَ حرَّة ٍ
وأدهمَ محجولَ القوائمِ أجردا
فألبستموني ظلَّ نعمى كأنَّني
أُجاوِرُ رِبْعِيّاً مِنْ الرَّوْضِ أَغْيَدا
تَسيرُ بِها الرُّكْبانُ شَرْقاً وَمَغْرِباً
وَيَسْري لها العافونَ مَثْنى وَمَوْحَدا
وكم لكَ عندي منَّة ً لو جحدتها
لَقامَ بِها أَبناءُ عدنانَ شُهَّدا
بِمُعْتَرَكِ العِزِّ الّذي في ظِلالِهِ
أفلُّ شبا الخطبِ الّذي جارَ واعتدى
يَظَلُّ حَوالَيْهِ المَساكِينُ عُوَّذاً
بخير إمامٍ، والسَّلاطينُ سجّدا
عليهِ من النُّورِ الإلهيِّ لمحة ٌ
إِذا اكْتحَلَ السّاري بلأْلائِها اهْتَدى
ورثتَ عبيدَ اللهِ عمَّكَ جودهُ
وأشبهتَ عبدَ اللهِ جدَّكَ سؤددا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَخَيْلٍ كَالذِّئابِ على مَطاها
وَخَيْلٍ كَالذِّئابِ على مَطاها
رقم القصيدة : 26032(31/271)
-----------------------------------
وَخَيْلٍ كَالذِّئابِ على مَطاها
أسودٌ خاضتِ الغمراتِ شوسُ
بِيَوْمٍ قَاتِمِ الطَّرَفَيْنِ فيهِ
يشوبُ طلاقة َ الوجهِ العبوسُ
وَنَحْنُ نُلاعِبُ الأَسَلاتِ حَتّى
تجيشَ إلى تراقيها النُّفوسُ
وَنَتْرُكُ في النَّجيعِ الوِردَ صَرعَى
كَشَرْبِ الخَمْرِ غَالَهُمُ الكُؤوسُ
فسالَ بهمْ على العلمينِ وادٍ
فَواقِعُهُ إذا زَخَرَ الرُّؤوسُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> على عذب الجرعاءِ من أيمنِ الحمى
على عذب الجرعاءِ من أيمنِ الحمى
رقم القصيدة : 26033
-----------------------------------
على عذب الجرعاءِ من أيمنِ الحمى
مرادُ الظِّباءِ الأدمِ أو ملعبُ الدُّمى
رَعابيبُ يُحْمَى سِرْبَهُنَّ بِغِلْمَة ٍ
يَشُمُّ بِهِمْ أَنْفُ المُكاشِحِ مَرْغَما
غيارى ، إذا أرخى الظَّلامُ سدولهُ
سروا في ضميرِ اللَّيلِ سرّاً مكتَّما
يَبيتُونَ أيْقاظاً على حينَ هَوَّمَتْ
كَواكِبُ يَغْشَيْنَ المَغارِبَ نُوَّما
طَرَقْتُهُمُ وَالبِيضُ بِالسُّمْرِ تَحْتَمي
فخضتُ إليهنَّ الوشيجَ المقوَّما
وَكادَ يُريني أَوَّلُ الفَجْرِ غُرَّة ً
على أُخْرِياتِ اللَّيْلِ في وَجْهِ أَدْهَما
وكم شنبٍ في ثغرهِ لم أبل بهِ
فَفي شَفَة ِ الظَّلْماءِ مِنْ دُونِهِ لَمى
فَبِتْنَ على ذُعْرٍ يُقَلِّبْنَ في الدُّجى
بِزُجٍّ على دُعْجٍ ، قِسِيّاً وَأَسْهُما
وَغازَلَتُ إحْداهُنَّ حَتّى بَكَتْ دَماً
مدامعنا للصُّبحِ حينَ تبسَّما
وَضاقَ عِناقٌ يَسْلُبُ الجيدَ عِقْدَهُ
ولم يَحْتَضِنْ مِنّا الوِشاحانِ مَأْثَما
فَوا عَجَبا حتّى الصَّباحُ يَرُوعُني
لهُ الويلُ كم يشجو الفؤادَ المتيَّما
ولو قابلتهُ بالذَّوائبِ راجعت
بِها اللَّيْلَ مُلْتَفَّ الغّدائِرِ أَسْحَما
وإن كفَّ عنّا ضوءهُ باتَ حليها
يَنُمُّ علينا جَرْسُهُ إِنْ تَرَنَّما
ولسنا نبالي الحلي، إنَّ فصيحهُ
بِحَيْثُ يُرَى مِنْ قِلَّة ِ النُّطْقِ أَعْجَما(31/272)
فما شاعَ بالأسرارِ منها مسوَّرٌ
وَلَم نَتَّهِمْ أيضاً عليها المُخَدَّما
إِذا ما سَرَتْ لَمْ يُمْكِن القُلْبَ مَنْطِقٌ
ولا حاولَ الخلخالُ أن يتكلَّما
ولكن وَشَى بي نَشْرُها إِذْ تَوَشَّحَتْ
لديَّ جمانَ الرَّشحِ فذّاً وتوأما
لَئِنْ كَثُرَ الواشُونَ فَالوُدُّ بَيْنَنا
على عُقَبِ الأيّامِ لن يَتَصَرَّما
وأبرحُ ما ألقاهُ في الحبِّ رائعٌ
من الشَّيبِ بالفودينِ منّي تضرَّما
أَقْبْلَ بُلوغِ الأَرْبَعينَ تَسومُني
صروفُ اللَّيالي أن أسشيبَ وأهرما؟
وتسحبني ذيلَ الخصاصة ِ، والعلا
تُحَمِّلُني عِبْءَ السِّيادَة ِ مُعْدِما
وأهتزُّ عندَ المكرماتِ فشيمة ٌ
لنا ساعَة َ الضَّرَّاءِ أَن نَتَكَرَّما
وأرضى بحظّ في الثَّراءِ مؤخَّرٍ
إِذا كانَ بَيْتي في العَلاءِ مُقَدَّما
وَتَأْلَفُ نَفْسي عِزَّها وَهْيَ حُرَّة ٌ
ترى الكبرَ غنماً والضَّراعة َ مغرما
وقدْ لامَني مَنْ لو تَأَمَّلْتُ قَوْلَهُ
علمتُ يقيناً أنَّهُ كانَ ألوما
يعيِّرني أنّي صددتُ عن الورى
ولم أمتدح منهم لئيماً مذمَّما
رويدكَ إنّي أبتغي إرثَ معشري
وهمُّكَ أن تعطى لبوساً ومطعما
فو اللهِ لا عتَّبتُ بابكَ أخمصي
فذرني وجرَّ الأتحميَّ المسهَّما
أأنحو طريقاً للطَّماعة ِ مجهلاً
وَأَتْرُكُ نَهْجاً لِلْقَناعَة ِ مَعْلَما
وقد شبَّهتني إذ ولدتُ قوابلي
من الأسدِ مجدولَ الذِّراعينِ ضيغما
ولو شِئْتِ إدراكَ الغِنى بالتِماسِهِ
زجرتُ على الأينِ المطيَّ المخزَّما
أُكَلِّفُهُ الإسْآدَ حتّى يَمَلَّهُ
ويرعفُ في المسرى سناماً ومنسما
فَلا عاشَ مَنْ يَرْضَى بِأَسْآرِ عِيشَة ٍ
تبرَّضها، إلاّ ذليلاً مهضَّما
ولي نظرة ٌ شطرَ المعالي وهمَّة ٌ
أبت أن تزورَ الجانبَ المتجهِّما
وَأَقْرَعُ أَبْوابَ المُلوكِ بِوالِدٍ
حَوى بِأَبي سُفيانَ أَشْرَفَ مُنْتَمَى
ولولا ابنُ منصورٍ لما شمتُ بارقاً
لِجَدْوى ، وَلَم أَفْتَحْ بِمَسْألَة ٍ فَما
يَعُدُّ إلى دودانَ بِيضاً غَطارِفاً(31/273)
تَفرَّعَ رَوْقِيْ عِيصِهِمْ وَتَسَنَّما
وفي مَزْيَدٍ مِنْ بَعْدِ رَيَّانَ مَفْخًرٌ
لَوَى عَنْ مَداهُ ساعِدَ النَّجْمِ أَجْذَما
فأكرم بآباءٍ همُ في اشتهارهم
بُدورٌ ، وَأَبْناءٍ يُعالُونَ أَنْجُما
وأنتَ ابنهم، والفرعُ يشبهُ أصلهُ
تُحامي وَراءَ المَجْدِ أَنْ يُتَقَسَّما
تروضُ مصاعيبَ الأمورِ وتمتطي
غَوارِبَ مِنْ دَهْرٍ أَبى أَنْ يُخَطَّما
وَتَسْمو إِلى شَأْوٍ ثَنى كُلَّ طالِبٍ
على ظَلَعٍ يَمْشي وَقَدْ كانَ مِرْجَما
وتنهلُّ من كلتا يديكَ غمائمٌ
يَظَلُّ عَلَيْهِنَّ الأمانِيُّ حُوَّما
فَجارُكَ لا يَخْشى الأَذى وَتَخالُهُ
مِنَ الأَمْنِ في أَنْضادِ يَذْبُلُ أَعْصَمَا
وعافِيكَ في رَوْضٍ تَوَسَّدَ زَهْرَهُ
يُناجي غَديراً في حَواشِيهِ مُفْعَما
ويمتارُ نعمى لا تغبُّ، ويجتلي
مُحَيّاً يَروقُ النَّاظِرَ المُتَوَسِّما
وإن ألقتِ الحربُ العوانُ قناعها
وَطارَتْ فِراخٌ كُنَّ في الهَامِ جُثما
بِيَوْمٍ مَريضِ الشَّمسِ جَوْنٍ إهابُهُ
تَظنُّ الضُّحى لَيْلاً مِنَ النَّقْعِ أَقْتَما
ضَرَبْتَ بِسَيْفٍ لَمْ يَخُنْكَ غِرارُهُ
يردُّ شباهُ جانبَ القرنِ أثلما
وَرَأيٍ كَفاكَ المَشْرَفِيَّ وَسَلَّهُ
وَسُمْرَ العَوالي وَالخَميسَ العَرَمْرَما
بَلَغْتَ المَدى فَارْفُقْ بِنَفْسِكَ تَسْتَرِحْ
فَليسَ عَليها بَعْدَهُ أن تُجَشَّما
وَحَسْبُ الفَتى أَنْ فاقَ في الجودِ حاتِما
وفي بأسهِ عمراً، وفي الرَّأي أكثما
فَهُنِّئَتِ الأيّامُ منكَ بِماجِدٍ
أضاءَ بهِ الدَّهرُ الّذي كان مظلما
لهُ هيبة ٌ فيها التَّواضعُ كامنٌ
وَعِزٌّ بذَيْلِ الكِبْرِياءِ تَلَثَّما
وزاركَ عيدٌ ناشَ ذيلكَ سعدهُ
وَألْقى عَصاهُ في ذُراكَ وَخَيَّما
فَصَيِّرْ أَعاديكَ الأَضاحِيَّ إذْ لَوَوْا
طلى ً يستزرنَ المشرفيَّ المصمِّما
وَسقِّ الثَّرى لِلْنُّسْكِ مِنْ نَعَمٍ دَماً
وَرَوِّ الظُّبا لِلْمَلِكِ مِنْ بُهَمٍ دَما
ولا تصطنع إلاّ الكرامِ فإنَّهم(31/274)
يُجازونَ بِالنَّعْماءِ مَنْ كانَ مُنْعِماً
وَمَنْ يَتَّخِذْ عِنْدَ اللِّئامِ صَنيعَة ً
تَجِدْهُ على آثارِها مُتَنَدِّما
وَأَيُّ فَتى ً من عَبْدِ شَمْسٍ غَمَرْتَهُ
بسيبٍ كشؤبوبِ الغمامِ إذا همى
فَأَهْدى إليكَ الشِّعْرَ حُلْواً مَذاقُهُ
تَضُمُّ قَوافِيهِ الجُمانَ المُنَظَّما
وَمَنْ يَتَرَقَّبْ في رَجائِكَ ثَرْوَة ً
فإنّي لم أخدمكَ إلاّ لأخدما
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وأشعثَ منقدِّ القميصِ تلفُّهُ
وأشعثَ منقدِّ القميصِ تلفُّهُ
رقم القصيدة : 26034
-----------------------------------
وأشعثَ منقدِّ القميصِ تلفُّهُ
إلى الدِّفءِ هَوجْاءُ الهُبوبِ عَقيمُ
دَعا وَالصَّبا تَثْني إلى فيهِ صَوْتَهِ
وَيَفْري أَدِيْمَ اللَّيْلِ وَهْوَ بَهيمُ
فجاوبهُ مستشرفٌ لطروقهِ
ألوفٌ بتأنيسِ الضُّيوفِ عليمُ
وَلاَحَتْ لَهُ فَرْعاءُ تَهْدِرُ فَوْقها
قُدورٌ لَهَا تَحتَ الظَّلامِ نَئيمُ
فقلتُ لَهُ أَبْشِرْ بِنارٍ عَتيقة ٍ
لها موقدٌ محضُ النِّجارِ كريمُ
لَئِنْ سَفِهَتْ قِدْري عَلَيْكَ بِغلْيها
فكلبي غضيضُ النَّاظرينِ حليمُ
وَإنَّ امْرأً لَمْ يَنْحرِ الكُومَ لِلْقِرى
وسادَ معدَّاً جدُّهُ للئيمُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أثرها فما دونَ الصَّرائمِ حاجزُ
أثرها فما دونَ الصَّرائمِ حاجزُ
رقم القصيدة : 26035
-----------------------------------
أثرها فما دونَ الصَّرائمِ حاجزُ
ولا فَوْقَها واهي العَزائِمِ عاجِزُ
أطلَّ على الأكوارِ سرحانُ ردهة ٍ
وَأَرْقَمُ مِمّا يُوطِنُ القُفَّ ناكِزُ
فتى ً لم تورَّكهُ الإماءُ وهجمة ٌ
تَضُمُّ قَواصِيها إليهِ المَفاوِزُ
أهبتُ بهِ حيثُ الهدانُ من السُّرى
لِهامَتهِ في غَمْرَة ِ النَّوْمِ غَارِزُ
فَهَبَّ كَما اسْتَتْلى القَرينَة َ شامِسٌ
بِهِ وَجَلٌ مِنْ رَوْعَة ِ السَّوْطِ حافِزٌ
يَخوضُ الدُّجى وَالنَّجْمُ يُومِضُ بِالكَرى
إلى طَرْفِهِ، وَالَّليلُ بِالصُّبْحِ رامِزُ(31/275)
أخيَّ أقم أعناقهنَّ لحاجزٍ
فَهُنَّ على بَطْحاءِ نَجْدٍ نَواشِزُ
إذا أنتَ عاطيتَ الأزمَّة َ مارناً
بهِ يرأمُ الذُّلَّ العدوَّ المناجزُ
فما صدقت عنكَ القوابلُ وانثنتْ
تَذُمُّ شُيوخَ الحَيِّ فيكَ العجائِزُ
هل العزُّ إلاّ أن تليحَ من الأذى
مُحاذَرَة ً أَنْ يَسْتَلينَكَ غامِزُ
فغضِّي ملاماً يا بنة َ القومِ، إنّني
مقيمٌ بحيثُ الوجهُ للقرنِ بارزُ
يروضُ أبيَّ الشِّعرِ منِّي مقصِّدٌ
مِراراً، وَأَحياناً يُصاديهِ راجِزُ
خذي قصباتِ السَّبقِ منّي فما لها
مِنَ الحَيِّ غَيْرَ ابنِ المُعاوِيِّ حائِزُ
ولا تعذلي بي أزهرَ بنَ عويمرٍ
فما الزّائِفُ المَنْفِيُّ عِنْدِكِ جائِزُ
وَلاتَعْجَبي مِنْ مِدْرَعٍ مَسَّهُ البِلى
فَكَمْ حَسَبٍ لُفَّتْ عليهِ المَعاوِزُ
وَمَرْتٍ يَضِلُّ الذِّئبُ فيهِ إذا دَجا
بهِ اللَّيلُ أو شَّبتْ لظاها الأماعزُ
أقمنا بهِ صغوَ المطايا كأنَّما
يمدُّ بها سيراً على الأرضِ خارزُ
إليكَ أَبا الغَمْرِ اسْتَلَبْنا مِراحَها
وقد بليت أنساعها والرَّجاثزُ
تؤمّ المناخُ الرَّحبَ عندكَ بعدما
تَضايَقَ عنها المَبْرَكُ المُتلاحِزُ
وتزورُّ عن بكرٍ، وللجارِ فيهمُ
مُهينٌ وَمُغْتابٌ وَهاجٍ وَنابِزُ
أقولُ لسفيانَ بنِ عبدٍ وفي الحشى
همومٌ لها بينَ الضُّلوعِ حزائزُ
أغرتَ على أذوادِ جاركَ عادياً
عَليهِ، وَهُنَّ المُنْفَساتُ الحَرائِزُ
لبئسَ الفَتى جاءَتْ بهِ ثَقَفِيَّة ٌ
تَذُمُّ بَنيها، أَو جَعَتْها الجَنائِزُ
وأنتَ الّذي تَضْفو عَلينا ظِلالُهُ
وتصفو لنا أخلاقهُ والغرائزُ
على حينَ لَمْ يُرْسَلْ إلى الماءِ فارِطٌ
ولاشَدَّ أَوْذاماً على السَّجْلِ ناهِزُ
وَجُدْتَ بِما أَضْحَى الوَرى يَكْنِزونَهُ
فلا ظَفِرَتْ تِلكَ الأَكُفُّ الكَوانِزُ
تَذودُ العِدَا عَنْ دَوْلَة ٍ أَرْعَدَتْ لهَا
فرائصُ تستشري عليها الهزاهزُ
نَزا خالِدٌ فيهنَّ وابنُ وَشيكَة ٍ
وآلُ كثيرٍ وابنُ كعبٍ ولاهزُ(31/276)
فَرَدَّ إلى الغِمْدِ السُّرَيْجِيَّ مُنْتَضٍ
وَأَلْقَى على الأَرْضِ الرُّدَيْنيَّ راكِزُ
وكلُّ امرئٍ ينوي خلافكَ خائبٌ
ومن هوَ يسعى في وفاقكَ فائزُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> بَني مَطَرٍ إنَّ الخُطوبَ تَهُونُ
بَني مَطَرٍ إنَّ الخُطوبَ تَهُونُ
رقم القصيدة : 26036
-----------------------------------
بَني مَطَرٍ إنَّ الخُطوبَ تَهُونُ
وإنَّ حديثي عنكمُ لشجونُ
فأيَّ لئامٍ كنتمُ في رعايتي
وأيَّ كريمٍ في الجزاءِ أكونُ
صحبتكمُ والعيشُ أغبرُ والغنى
تحسَّرَ عنكم والرِّياحُ سكونُ
فَلَمّا اسْتفَدُتمْ ثَرْوة ً طِرْتُمُ بِها
نَعَمْ وَبَطِرْتُمْ، والجُنونُ فُنونُ
وغرَّتكمُ نعمى لبستمْ ظلالها
على ثقة ٍ بالدَّهرِ وهوَ خؤونُ
فلا تشربوا حبَّ الثَّراءِ قلوبكمْ
فَكُلٌّ عَلَيْهِ لِلْزَّمانِ عُيونُ
ركنتم إليهِ والحوادثُ عوِّدتْ
إذالة َ مالِ المرءِ وهوَ مصونُ
فما اليسرُ إلاّ توأمُ العسرِ والمنى
تُسَوِّلُها لِلْعاجِزينَ ظُنونُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَماطَ، وَاللَّيلُ أَثيثُ الجَناحْ
أَماطَ، وَاللَّيلُ أَثيثُ الجَناحْ
رقم القصيدة : 26037
-----------------------------------
أَماطَ، وَاللَّيلُ أَثيثُ الجَناحْ
عَنْ مَبْسِمِ الشَّمْسِ لِثامَ الصَّباحْ
أَغَنُّ يَعْروهُ مِراحُ الصِّبا
وَيَنْثَني فَالقَدُّ نَشْوانُ صاحْ
كَالْفَنَنِ المَهْزورِ، تَعْتادُهُ
على لُغوبٍ نَسَماتُ الرِّياحْ
يَطْوي الفَلا وَهْناً وقد نَشَّرَتْ
ذَوائِبَ النّارِ قُرَيْشُ البِطاحْ
حيثُ القِبابُ الحُمْرُ مَحْفوفَة ٌ
بِالأَسَلِ السُّمْرِ وَبِيضِ الصِّفاحْ
حَلَّ الدُجى حُبْوَتَها إذْ سَرَى
وَاللَّيْلُ لِلْبَدْرِ حِماهُ مُباحْ
إذا الكَرى رَنَّقَ في عَيْنِهِ
رَنا بِأَجْفانٍ مِراضٍ صِحاحْ
وَإِنْ وَشى الحَلْيُ بِهِ راعَهُ
بَعْدَ وَفاءِ الخُرْسِ غَدْرُ الفِصاحْ
وَكَيْفَ يَسْتَكْتِمُ خَلْخالَه
سِرَّاً وقد نَمَّ عليهِ الوِشاحْ(31/277)
إذا رَنا لَفَّ الرَّدى حاسِراً
بِدارِعٍ، فاللَّحْظُ شاكي السِّلاحْ
وما أَضاءَ البَرْقُ مِنْ ثَغْرِهِ
إلاّ تَجَلّى حَبَبٌ فوقَ راحْ
كأَنَّهُ الرَّوْضَة ُ مَطْلولَة ً
لَها اغتِباقٌ بِالنَّدى وَاصطِباحْ
إن مَطَرَتْ فيها دُموعُ الخَيا
ظَلَّتْ بِأَنْفاسِ النُّعامى تُراحْ
فَالطَّرفُ - إنْ مَرَّضَهُ- نَرْجِسٌ
وَالخَدُّ وَرْدٌ، وَالثُّغورُ الأَقاحْ
صَغا إلى اللَّلاحي وَصَغْوُ الهَوى
إليهِ، لارُوِّعَ صَبٌّ بِلاحْ
كَالمُهْرِ إِنْ طامَنْتَ مِنْ غَريبهِ
أَشَمَّهُ المَيْعَة َ جِنُّ المِراحْ
أُنْصِفُ إنْ جارَ، وَأَعْنو إذا
سَطا، وَأَلقى بالخُشوعِ الجِماحْ
فالغِيُّ رُشْدٌ، وَهَواني لَهُ
في الحُبِّ عِزٌّ، وَفَسَادي صَلاحْ
وَرُبَّما تَجْمَحُ بي نَخْوَة ٌ
تَلْهَجُ عَيْنايَ لَها بِالطِّماحْ
سَأَطْلُبُ العِزَّ وَلَوْ رَفْرَفَتْ
على حَواشِيهِ عَوالي الرِّماحْ
بِضَربْة ٍ رَعْلاءَ أَو طَعْنَة ٍ
تَخاوَصَتْ مِنْها عُيونُ الجِراحْ
مَتى أراها وَهْي مُزْوَرَّة ٌ
تَعْدو بآسادِ الشَّرى كَالسَّراحْ
وَاليومُ مُحْمَرُّ أَديمِ الضُّحى
بِالمَشْرَفِيَّاتِ صَقيلُ النَّواحْ
فَالذَّابِلُ الخَطِّيُّ يَشْكُو الصَّدى
حَتَّى يُرَوَّى بِالنَّجيعِ المُفاحْ
ياسَرَواتِ الرَّكْبِ رِفْقاً بِنا
فَالأَرْحَبِيّاتُ رَذايا طِلاحْ
أَسْمَعَها الرَّعْدُ بِإِرْزامِهِ
إهابَة َ الحادي وَراءَ اللِّقاحْ
وَاعْتَرَضَ المُزْنُ وفي شَوْطِهِ
دونَ شَآبيبِ حَياهُ انْتِزاحْ
يُومِضُ بِالبَرْقِ، وَكَمْ حارَدتْ
بِوَدْقِهِ أَطْباؤُهُ حينَ لاحْ
يَحْكي أَبا المِغْوارِ في بِشْرِهِ
يالَيْتَهُ أَشْبَهَهُ في السَّماحْ
سِيرُوا إلى آلِ عَدِيٍّ نُقِمْ
في عَطَنٍ رَحْبٍ وَحَيٍّ لَقاحْ
حيثُ العِراصُ الخُضْرُ، وَالأَنْعُمُ الـ
بِيضُ، وَأَنْوارُ الوُجوهِ الصِّباحْ
لا المَنْهَلُ المَوْرِودُ طَرقٌ، ولا الـ
ـمَسْرَحُ مَمْنوعٌ، ولا الظِّلُّ ضاحْ(31/278)
إذا بَلَغْنا عَضُدَ الدِّينِ لَمْ
نَثْلِمْ شَبا المَحْلِ بِضَرْبِ القِداحْ
نُهدي إليهِ مِدَحاً نَمْتَري
بِهِنَّ خِلْفَ لنّائلِ المُسْتَماحْ
أَرْوَعُ طَلْقُ البُرْدِ، لَمْ يَحْتَضِنْ
مِنَ التُّقى حاشِيَتْيهِ جُناحْ
نائي المَدى ، يَقْصُرُ عن شَأْوِهِ
خُطاً أَطالِتها الأَعادي فِساحْ
لا يَغْلِبُ الحَقَّ بِهِ باطِلٌ
ولا يُدانِي الجِدَّ منهُ مِزاحْ
وَمَأْزِقٍ أَغْمدَ فيه الظُّبا
لَمّا انتَضى عَزْمَتُهُ لِلْكِفاحْ
وَنازَلَ المَوْتَ بِأَرْجائِهِ
شَهْباءُ تَقْتَادُ المَنايا رَداحْ
وَأَنْصَتَ القِرْنُ لِداعي الرَّدى
حيثُ العَوالي جَهَرَتْ بِالصيِّاحْ
حَتّى تَولَّى كَالنَّعامِ العِدا
مُقَنَّعي الهامِ بِبَيْضِ الأَداحْ
ياواهِبَ الأَعْمارِ بَعْدَ اللُّها
وَرَتْ زِنادي بِكَ قَبْلَ اقْتِداحْ
إليكَ أَغْدو غَيْرَ مُسْتَلْفِتٍ
جِيدي إلى رَشْحِ أَكُفُّ شِحاحْ
بِهِمَّة ٍ تَفْتَرُّ عَنْ مُنْيَة ٍ
مَدَّ هَواديهِ إليها النَّجاحْ
وبينَ طِمْرَيَّ فَتى ً ماجِدٌ
لَمْ يَجْتَذِبْ عارِفَة ً بِامْتِداحْ
وَحاجة ٍ دافَعَ عَنْ نَيْلِها
وَجْهٌ حَيِيٌّ وَزَمانٌ وَقاحْ
وَحاذَرَ المِنَّة َ مِنْ باخِلٍ
فَطَلَّقَ المِنْحَة َ قَبْلَ النِّكاحْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَرَى البْرْقُ وَهْناً فَاسْتَحَنَّتَ جِمَالِياً
سَرَى البْرْقُ وَهْناً فَاسْتَحَنَّتَ جِمَالِياً
رقم القصيدة : 26038
-----------------------------------
سَرَى البْرْقُ وَهْناً فَاسْتَحَنَّتَ جِمَالِياً
وَأَخْطَرَ ذِكْرَى أُمُ عَمْرو بِبالِيا
وقدْ كنتُ عمّا يعقبُ الجهلَ نازعاً
ومنْ أريحيّاتِ الصّبابة ِ ساليا
فبرَّحَ بي شوقٌ أراني بثغرها
ودمعي وعقديها وشعري لآليا
وذكّرني ليلاً بحزوى منحتهُ
هوى ً تحسدُ الأيّامُ فيهِ اللَّياليا
وأصبحَ أدنى صاحبيَّ يلومني
فَمالَكَ يا ابْنَ الهَاشِميِّ وَمَالِيا
تُكَلِّفُني مَا لا أُطِيْقُ وَقَدْ وَهَتْ(31/279)
حِبالُكَ حَتّى زايَلَتْها حِبالِيا
أما نحنُ فرعا دوحة ٍ غالبيَّة ٍ
بحيثُ تناجي المكرماتُ المعاليا
وكنَّا عقيديْ ألفة ٍ ومودَّة ٍ
فَكَيْفَ اجْتَنَينا مِنْ تَصافٍ تَقالِيا
ولوْ خالفتْ في الحبِّ وهيَ كريمة ٌ
عليَّ يميني فارقتها شماليا
رُزقتُ الهدى واللهُ مغوٍ ومرشدٍ
فدعني وما أختارهُ منْ ضلاليا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَبَتْ إِبلي- وَاللَّيلُ وَحْفُ الغَدائِرِ-
أَبَتْ إِبلي- وَاللَّيلُ وَحْفُ الغَدائِرِ-
رقم القصيدة : 26039
-----------------------------------
أَبَتْ إِبلي- وَاللَّيلُ وَحْفُ الغَدائِرِ-
رشيفَ صرى ً في منحنى الوردِ غائرِ
وباتتْ تنادي جارها وهوَ راقدٌ
وَهَيْهاتَ أن يَرْتاحَ مُغْفٍ لِساهِرِ
وقد كادَ أولادُ الوجيهِ ولاحقٍ
تَرِقُّ لأبْناءِ الجَديلِ وَداعِرِ
دعي إبلي رجعَ الحنينِ بمبركٍ
يَضيقُ على ذَوْدِ الخَليطِ المُجاوِرِ
فعن كثبٍ تشكو مناسمكِ الوجى
وتطوي الفلا مخصوفة ً بالحوافرِ
وترويكِ في قيسٍ حياضٌ تظلُّها
ذوابلُ في أيدي ليوثٍ خوادرِ
بِحَيْثُ رُغاءُ المُتْلِياتِ وَراءَهُ
صَهيلُ الجيادِ المُقْرِباتِ الضَّوامِرِ
بنو عربياتٍ، يحوطُ ذمارها
كماة ٌ كأنضاءِ السُّيوفِ البواترِ
لَهُمْ في نِزارٍ مَحْتِدٌ دونَ فَرْعِهِ
تخاوصُ ألحاظِ النُّجومِ الزَّواهرِ
ولمّا طوت عنّي خزيمة ُ كشحها
ولم ترعَ في حيَّي قريشٍ أواصري
لَوَيْتُ عِناني، وَاللّيالي تَنوُشُني
إلى أريحيٍّ من ذؤابة ِ عامرِ
فأفرخَ روعي إذ قمعتُ بهِ العدا
وخفَّضَ جأشي حينَ رفَّعَ ناظري
فَتى الحَيِّ يَأْبَى صُحْبَة َ الدِّرْعِ فِي الوغَى
ولا تكلفُ الأرماحُ إلاّ بحاسرِ
وَيَوْمٍ تَراءَى شَمْسُهُ مِنْ عَجَاجِهِ
تَطَلُّعَ أَسْرارِ الهَوى مِنْ ضَمائِرِ
وَتَخْتَفِقُ الرّاياتُ فيهِ كأَنّما
هَفَتْ بِحَواشِيها قَوادِمُ طائرِ
تَبَسَّمَ حتّى انْجابَ جِلْبابُ نَقْعِهِ
بمرموقة ٍ تطوي رداءَ الدَّياجرِ(31/280)
تضيءُ وراءَ اللُّثم كالشَّمسِ أشرقتْ
وراءَ غمامٍ للغزالة ِ ساترِ
فغضَّ طماحَ الحربِ، وهي أبيَّة ٌ
بكلِّ عقيليٍّ كريمِ العناصرِ
وَحَفَّتْ بِهِ مِنْ سِرِّ جُوثَة َ غِلْمَة ٌ
مناعيشُ للمولى ، رقاقُ المآزر
إذا اعتنقَ الأبطالُ خلتَ عيونهمْ
تبثُّ شرارَ النّارِ تحتَ المغافرِ
يَصولُونَ، وَالهَيْجاءُ تُلْقي جِرانها
بِمَأْثورَة ٍ بِيضٍ وَأَيْدٍ قَوادِرِ
وَيَرْجُونَ مِنْ آلِ المُهَيّا غَطارِفاً
عِظامَ المَقاري وَاللُّها وَالمَآثِرِ
وَيَنْمي ضِياءُ الدّينِ مِنْ كُبَرائِهِمْ
إلى خَيْرِ بادٍ في مَعَدٍّ وَحاضِرِ
سَليلُ مُلوكٍ مِنْ نِزارٍ، تَخَيَّروا
لَهُ سَرَواتِ المُحْصَناتِ الحَرائِرِ
فجاءَ كماءِ المزنِ محضاً نجارهُ
مقابلَ أطرافِ العروقِ الزَّواخرِ
يُطيفُ بِهِ أَنّى تَلَفَّتَ سُؤْدَدٌ
أوائِلُهُ مَشْفوعَة ٌ بِالأَواخِرِ
بَني البَزَرَى صاهَرْتُمُ مِنْهُ ماجِداً
يَزينُكُمُ أُخْرى اللَّيالي الغَوابِرِ
وسقتم إلى أحسابهِ من خياركم
عقائلَ لا تشرونها بالأباعرِ
فَبَوَّأْتُموها حَيثُ يُلْقي به التُّقى
مَراسِيَهُ، والعِزُّ مُرْخَى الضَّفائِرِ
وحزتمْ بكعبٍ في كلابٍ مناقباً
تنافي أنابيبَ الرِّماحِ الشَّواجرِ
ولو بذلَ البدرُ النُّجومَ لخاطبٍ
لَمدَّ إلى ثَرْوانَ باعَ المُصاهِرِ
فإيهِ أَبا الشَّدَّادِ إنَّ وَراءَنا
أحاديثَ تُرْوى بَعْدَنا في المَعاشِرِ
فَمَنْ لي بِخِرْقٍ ثائِرٍ فَوْقَ سابِحٍ
تردَّى بإعصارٍ منَ النَّقعَ ثائرِ
إذا حَفَزَتْهُ هِزَّة ُ الرَّوْعِ خِلْتَهُ
على الطِّرْفِ صَقْراً فوقَ فَتْخاءَ كاسِرِ
أترضى -وما للعربِ غيركَ ملجأ
توَسُّدَهُمْ رَمْلَيْ زَرُودٍ وَحَاجِرِ
بهم ظمأُ أدمى الجوانحَ برحهُ
وَذَمُّوا إلى الشِّعْرَى احْتِدامَ الهَواجِرِ
وَطَوَّقْتَهُمْ نُعْمى فَهُمْ يَشْكُرونَها
ولا تأنسُ النَّعماءُ إلاّ بشاكرِ
فَأَينَ الجِيادُ الجُرْدُ تَخْطُو إلى العِدا(31/281)
على عَلَقٍ تَرْوَى بِهِ الأَرْضُ مائِرِ
وَفِتْيانُ صِدْقٍ يَصْدرونَ عنِ الوَغى
وأيدي المنايا دامياتُ الأظافرِ
على عارفاتٍ للطّعانِ عوابسٍ
طوالِ الهوادي، مجفراتِ الخواصرِ
تَقَدَّتْ بِآطالِ الظِّباءِ، وَمَزَّجَتْ
دماً بدموعٍ في عيونِ الجآذرِ
وَحاجَتُهُمْ إحْدى اثْنَتَيْنِ مِن العُلا:
صدورُ العوالي أو فروعُ المنابرِ
العصر العباسي >> البحتري >> لما وصلت أسماء من حبلنا شكر
لما وصلت أسماء من حبلنا شكر
رقم القصيدة : 2604
-----------------------------------
لِمَا وَصَلَتْ أسماءُ مِنْ حَبلِنَا شكرُ،
وإنْ حُمّ بالبَينِ الذي لمْ نُرِدْ قَدْرُ
إذا ما استَقَلّتْ زَفْرَةٌ لِفِرَاقِهِمْ،
فَمَا عُذْرُها ألاّ يَضِيقَ بها الصّدْرُ
نَصِيبيَ مِنْ حُبّيكِ أنّ صَبَابَةً
مُبَرِّحَةً تَبرِي العِظَامَ، وَلاَ تَبرُو
وَتَحْتَ ضُلُوعي، من هَوَاكِ، جَوانحٌ
مُحَرَّقَةٌ، في كُلّ جَانِحَةٍ جَمرُ
وَقَدْ طَرَفَتْ عَيناكِ عَينيّ، لا قَذًى
أصَابَهُمَا مِنْ عِندِ عَيْنَيْكِ بل سِحرُ
وِصَالٌ سَقَاني الخَبَلَ صِرْفاً فلم يكنْ
ليَبْلُغَ مَا أدّتْ عَقَابِيلُهُ الهَجْرُ
وَبَاقي شَبَابٍ في مَشيبٍ مُغَلَّبٍ،
عَلَيهِ اختِتَاءُ اليَوْمِ يُكثِرُهُ الشّهرُ
وَلَيسَ طَليق مَنْ رَاِحُ، أوْ غَدَا
يَسُومُ التّصَابي، والمَشيبُ لَهُ أسرُ
تَطاوَحَني العَصرَانِ في رَجَوَيْهِما،
يُسَيّبُني عَصْرٌ، وَيُعْلِقُني عَصْرُ
مَتَاعٌ مِنَ الدّهْرِ استَجَدّ بجِدّتي،
وأعظَمُ جُرْمِ الدّهْرِ أن يَمتَعَ الدّهرُ
سَتَرْتُ على الدّنيا، وَلَوْ شئتُ لم يكنْ
على عَيبِها، من نحوِ ذي نَظَرٍ، سِترُ
وَخادَعتُ رأيي إنّما العَيشُ خِدعةٌ
لرَأيِكَ تَستَدعي الجَهَالَةَ أوْ سُكرُ
وَما زِلْتُ مُذْ أيسَرْتُ أسمُو إلى التي
يرَادُ لَهَا، حتّى يسادَ به اليسرُ
إذا ما الفتى استَغنى فلَمْ يُعطِ نَفْسَهُ
تَعَلّيَ نَفْسٍ بالغِنَى، فالغِنَى فَقْرُ(31/282)
ويَرْثي لبَعضِ القَوْمِ من بَعضِ مالِهِ
إذا ما اليَدُ الملأى شأتها اليَدُ الصِّفْرُ
أرَقّتْ جِنَايَاتُ المُضَلِّلِ ثَرْوَتي،
فَلا نَشَبٌ بَعدَ العَبيدِ، وَلاَ وَفْرُ
وَقَدْ زَعَمُوا مِصْرٌ مَعَانٌ من الغِنَى،
فكَيْفَ أسَفّتْ بي إلى عَدَمِ مِصْرُ
سَيَجبِرُ كَسرِي المِصْقَلِيّونَ إنّهمْ
بهِمْ تُدْفَعُ الجُلّى، وَيُجْتَبَرُ الكسرُ
فَمَا تَتَعَاطَى ما يَنَالُونَهُ يَدٌ،
ولاَ يَتَقَصَّى ما يَنيلُونَهُ شُكْرُ
عَرِيقُونَ في الإفْضَالِ يُؤتَنَفُ النّدى
لناشِئِهِمْ مِنْ حَيثُ يُؤتَنَفُ العمرُ
إذا تَجرُوا في سُؤدَدٍ، وَتَزَايَدُوا،
فأنْفَقُ ما أبضَعتَ عندَهُمُ الشّعْرُ
يجازَى القَوَافي بالأيَادي مَبَرّةً،
تَضَاعِيفُها، في كُلّ وَاحدَةٍ، عَشرُ
غَدَوْا عَبِقي الأكْنافِ تأرَجُ أرْضُهمْ
بطيبِ ثَنَاءٍ، ما يُوَازيُ بهِ العِطْرُ
وَمَا سَوّدَ الأقْوَامَ مِثْلُ عُمَارَةٍ،
إذا نُسِيَ الأقْوَامُ شَاعَ لَهُ ذِكْرُ
تَجَنّبْ سِرَاهُمْ للعُلا واتّبغائِها،
بسَعيٍ، وَعَرّسْ حَيثُ أدرككَ الفَجرُ
فَما لكَ في أطوَادِ تَغْلِبَ مُرْتَقًى،
وَلاَ منكَ في حَوْزٍ جَماجمُها الكُبرُ
وَقدْ مُليَتْ فَخراً رَبيعَةُ أنْ سَعَى
لَهَا مِنْ سَوَى بَكرِ بنِ وائِلِها بَكرُ
وَمَا أشرَفَ البَكرَينِ مَنْ لمْ يَكُنْ لَهُ
حَبيبٌ أبَا يَوْمَ التّفَاضُلِ، أوْ عَمرُو
وَيَحمِلُ عَنّا الخُضرُ خضرُ بنُ أحمدٍ
منَ المَحلِ عِبئاً لَيسَ يَحمِلُهُ القَطرُ
بِغَزْرِ يَدٍ مِنْهُ تَقُولُ تَعَلّمَتْ
يَدُ الغَيْثِ مِنْهَا، أوْ تَقَيّلَها البحرُ
وَكَمْ بَسَطَ الخُضرُ بنُ أحمدَ غايَةً
منَ المَجْدِ، لا يَقفُو مَسافَتِها الخُضرُ
لَهُ الفَعَلاتُ، الدّهرُ أقطَعُ دونَهَا،
أشَلُّ، وَظَهرُ الأرْضِ من مثلِها قَفْرُ
مُقيمٌ عَلَى نَهْجٍ مِنَ الجُودِ واضِحٍ،
وَنَحْنُ إلى جَمّاتِ نَائِلِهِ سَفْرُ
يُدَنّي لَنَا الحَاجَاتِ، مَطْلَبُها نوًى(31/283)
شَطُونٌ، وَمأتاها، على نأيها، وَعْرُ
مُضِيءٌ، يَنُوبُ اليسرُ عن ضَحِكَاتِهِ،
وَلا رَيْبَ في أنّ العُبُوسَ هوَ العُسْرُ
ولو ضمن المعروف طي صحيفة
تكاد عليه كان عنوانها البشر
فَتًى، لا يُرِيدُ الوَفْرَ إلاّ ذَخِيرَةً
لمأثُرَةٍ تُرْتَادُ، أوْ مَغرَمٍ يَعْرُو
وأكثَرُهُمْ يَهوَى الإضَاقَةَ كَيْ يَرَى
لَهُ، في الذي يأتيهِ مِنْ طَبَعٍ، عُذْرُ
رَبيعٌ تُرَجّيهِ رَبيعَةُ للغِنَى،
وتبكر إتباعا لأبوابه بكر
وَمَا زَالَ من آبَائِهِ وَجُدُودِهِ،
لهْ أنجُمٌ، في سَقْفِ عَليائِهم، زُهْرُ
أبَا عَامِرٍ إنّ المَعَالي وأهلَهَا
يَوَدّونَ وِدّاً أنْ يَطُولَ بكَ العُمرُ
إذا جِئتُمُ أُكْرُومَةً تَبْهَرُ الوَرَى،
فَما هيَ بِدْعٌ من عُلاكمْ، وَلاَ بِكرُ
وأكرومة جلى أبو الصقر طامحاً
إليها كما جلى طريدته الصقر
يجاوزها المغمور لا يثني لها
بعطف وينحو نحوها النابه الغمر
متى جئتموها أو دعيتهم لمثلها
فما هي من بكر بن وائلكم بكر
إذا نَحنُ كافأناكُمُ عَنْ صَنيعَةٍ،
إنِفنا، فلا التّقصِيرُ منّا، وَلا الكُفْرُ
بمَنْقُوشَةٍ نَقْشَ الدّنانيرِ، يُنْتَقَى
لَهَا اللّفْظُ مُختاراً، كمَا يُنتَقَى التّبْرُ
تَبيتُ أمَامَ الرّيحِ مِنها طَليعَةٌ،
وَغُدْوَتُها شَهْرٌ، وَرَوْحَتُها شَهرُ
تُقَضّى دُيُونُ المُنْعِمِينَ، وَيُقتَنَى
لَهُمْ منْ بَوَاقِي ما أعاضَتهُمُ فَخْرُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سِواي يَكونُ عُرْضَة َ مُسْتَريثِ
سِواي يَكونُ عُرْضَة َ مُسْتَريثِ
رقم القصيدة : 26040
-----------------------------------
سِواي يَكونُ عُرْضَة َ مُسْتَريثِ
ويصدفُ عنْ نداءِ المستغيثِ
ويألفُ غمدهُ الذَّكرُ اليماني
وينبو نبوة َ السَّيفِ الأنيثِ
وَإنْ لَبِسَ العَجاجَة َ ضَلَّ فِيها
ضلالَ المشطِ في الشَّعرِ الأثيثِ
فلستُ إذا النَّوائبُ أجهضتني
بواهٍ في الخطوبِ ولا مكيثِ
يَهابُ شَراسَتي قِرْني ، وَخِلِّى
أفيءُ بهِ إلى خلقٍ دميثِ(31/284)
وَأُولِغُ صَارِمِى وَالمَوْتُ يَتْلُو
شباهُ مجاجة َ العلقِ النَّفيثِ
وَلِلْعافي بِعَقْوَتِي احْتِكامٌ
على شِيَمٍ تَرِفُّ عَلَيْهِ مِيثِ
وَلي ذِمَمٌ إذا شُدَّتْ عُراهَا
فما تفترُّ عنْ عهدٍ نكيثِ
فَهَا أَنَا أَكْرَمُ الثَّقلَيْنِ طُرَّاً
أَبَاً فَأَباً إِلى نُوحٍ وَشِيثِ
وَأَفْصَحُ مَنْ يُقَوِّمُ دَرْء قَوْلٍ
يَجُوتُ الأَرْضَ بالعَنَقِ الحَثِيثِ
ولي كلمٌ أطايبُ حينَ يشدو
رواة ُ السُّوءِ بالكلمِ الخبيثِ
تُحَلُ حُبا المُلوكِ لَها ارْتِياحاً
وَتَهْزَأُ بِالفَرَزْدَقِ وَالْبَعيثِ
فنمَّ بما ترى يا نجدُ منَّي
وإيهٍ يا تهامة ُ عنْ حديثي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> لَواعِجُ الحُبِّ أُخفيها وَأُبديها
لَواعِجُ الحُبِّ أُخفيها وَأُبديها
رقم القصيدة : 26041
-----------------------------------
لَواعِجُ الحُبِّ أُخفيها وَأُبديها
والدَّمْعُ يَنشُرُ أَسْراري وَأَطْويها
وَلَوْعَة ٌ كَشَباة ِ الرُّمْحِ يُطْفِئُها
تَجَلُّدي وَأُوارُ الشَّوقِ يُذكيها
إِحْدى كِنانَة َ حَلَّتْ سَفْحَ كاظِمَة ٍ
غَداة َ سألَ بِظُعْنِ الحَيِّ واديها
فَلَسْتُ أدري أَمِنْ دَمْعٍ أُرَقْرِقُهُ
أَمْ مِنْ مَباسِمِها ما في تَراقيها
ذَكَرْتُ بِالرَّمْلِ مِنْ حُزْوَى رَوادِفَها
وَالعَيْنُ تَمْرَحُ عَبْري في مَغانيها
بحيثُ تَرشَحُ أُمُّ الخِشْفِ واحِدَها
على مَذانِبَ تَرْعى في مَحانيها
دارٌ على عَذَباتِ الجِزْعِ ناحِلَة ٌ
تُميتُها الرِّيحُ والأَمطارُ تُحْييها
حَيَّيْتُها وَجُفونُ العَيْنِ مُتْرَعَة ً
بِأَدْمُعٍ رَسَبَتْ فيها مَآقيها
وَقَلَّ لِلدّارِ منّي مَدْمَعٌ هَطِلٌ
وَعَبْرَة ٌ ظَلْتُ في رُدْني أُواريها
فقد نَضَوْتُ بِها الأَيَّامَ ناضِرَة ً
تُغْني عَنِ السَّحَرِ الأَعْلى لَياليها
أَزْمانَ أَخْطِرُ في بُرْدَيْ هَوى ً وَصِباً
بِلِمَّة ٍ يُعْجِبُ الحَسْناءَ داجيها
فَانْجابَ لَيْلُ شَبابٍ كنتُ آلَفُهُ(31/285)
إذ لاحَ صُبْحُ مَشيبي في حَواشيها
يا سَرْحَة َ القاعِ رَوَّاكِ الحَيا غَدَقاً
مِنْ دِيمة ً هَطَلَتْ وُطْفاً عَزاليها
زُرْناكِ وَالظِّلُّ أَلْمى فَاسْتُريبَ بِنا
ولم يُنِخْ عِنْدَكِ الأَنْضاءَ حاديها
وَمَسْرَحُ المُهْرَة ِ الدَّهْماءِ مُكْتَهِلٌ
لَوْ كانَ بِالرَّوْضَة ِ الغَنَّاءِ راعيها
لَوَيْتُ عَنْهُ عِناني وَهْيَ تَجْمَحُ بي
وَالبيضُ مُرْتَعِداتٌ في غَواشيها
مُهْرَ الفَزارِيِّ غُضَّ الطَّرْفَ عن نُغْبٍ
يُروي بِها إبِلَ العَبْسِيِّ ساقيها
فقد نَمَتْكَ جيادٌ لا تُلِمُّ بِها
حَتّى تَرى السُّمْرَ مُحْمَرّاً عَواليها
كَأَنَّ آذانَها الأَقلامُ جارِيَة ً
بِما نبا السَّيْفُ عَنْهُ في مَجارِيها
منها النَّدى وَالرَّدى فالمُعْتفونَ رَأَوْا
أَرْزاقَهُمْ مَعَ آجالِ العِدا فيها
بِكَفِّ أَرْوَعَ لَمْ يَطْمِحْ لِغايَتِهِ
ثَواقِبُ الشُّهُبِ في أَعْلى مَساريها
يُمْطي ذُرا الشَّرَفِ العاديِّ هِمَّتَهُ
مُلْقى ً على الأَمَدِ الأَقصى مَراسيها
ذو سُؤْدَدٍ كَأَنابيبِ القَنا نَسَقٍ
في نَجْدَة ٍ من دماءِ الصِّيدِ تُرْويها
يُزْهى بِها الدَّهْرُ وَالأيّامُ مُشْرِقَة ٌ
تَهُزَّ في ظِلِّهِ أَعْطافَها تيها
وَعُصْبَة ٍ مُلِئَتْ أَسْماعُهُمْ كَلِماً
ظَلِلْتُ أَخْلُقُها فيهِمْ وَأَفْريها
أُوطَأْتُهُمْ عَقِبي إذ فُقْتُهُمْ حَسَبا
بِراحَة ٍ يَرْتَدي بِالنُّجْحِ عافيها
فَقُلِّدَ السَّيْفَ يَوْمَ الرَّوْعِ طابِعُهُ
وَأُعطيَ القَوْسَ عِنْدَ الرَّميِ باريها
أَرى أُهيلَ زماني حاوَلوا رُتَبي
وَلِلِنُّجومِ ازوِرارٌ عَنْ مَراقيها
وَلِلصُّقَورِ مَدى ً لا تَرْتَقي صُعُداً
إليهِ أَغْرِبَة ٌ تَهْفو خَوافيها
لولا مَساعيكَ لم أَهْدِرْ بِقافِيَة ٍ
يكادُ يَسْتَرْقِصُ الأَسْماعَ راويها
إذا وَسَمْتُ بِكَ الأَشْعارَ أَصْحَبَ لي
أَبِيهُّا فيكَ وَانْثالَتْ قَوافيها(31/286)
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَلَيْلَة ٍ مِنْ لَيالي الدَّهْرِ صَالِحَة ٍ
وَلَيْلَة ٍ مِنْ لَيالي الدَّهْرِ صَالِحَة ٍ
رقم القصيدة : 26042
-----------------------------------
وَلَيْلَة ٍ مِنْ لَيالي الدَّهْرِ صَالِحَة ٍ
فهنَّ وهيَ الشِّفاهُ اللُّعسُ والرَّثمُ
جعلتُ يمنايَ فيها طوقَ غانية ٍ
حورٌ مدامعها في كشحها هضمُ
فارفضَّ شملُ الكرى والطَّلُ يخضلنا
سقيطهُ وثغورُ الصُّبحِ تبتسمُ
نمشي بمنعرجِ الوادي على وجلٍ
وَالنَّومُ مِنْ أَعْيُنِ الواشِينَ يَنْتَقِمُ
ثُمَّ افْتَرَقْنا وَبُرْدِي في مَعاطِفِهِ
تقى ً يعانقُ فيهِ العفَّة َ الكرمُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> عَرَضَتْ كَخُطوطِ البانَة ِ الأُمْلودِ
عَرَضَتْ كَخُطوطِ البانَة ِ الأُمْلودِ
رقم القصيدة : 26043
-----------------------------------
عَرَضَتْ كَخُطوطِ البانَة ِ الأُمْلودِ
تَخْتالُ بينَ مَجاسِدٍ وَعُقودِ
هيفاءُ لَيِّنَة ُ التَّثَنّي، أَقْبَلَتْ
في خُرَّدٍ كَمَها الصَّرائِمِ غِيدِ
وَمَرَرْنَ بِالوادي عَلى عَذَبِ الحِمى
فَحَكَيْنَ هِزَّة َ بأنِهِ بِقُدودِ
وَحَكى الشَّقيقُ بِهِ اسْوِدادَ قُلوبِها
وَأُعيرَ مِنْهُنَّ احْمِرارَ خُدودِ
وَكَأَنَّ أَعيُنَهُنَّ مِنْ وَجَناتِها
شَرِبَتْ على ثَمَلٍ دَمَ العُنْقودِ
فَطَرَقْنَنِي وَاللَّيْلُ رَقَّ أَديمُهُ
وَالنَّجْمُ كادَ يَهُمُّ بِالتَّعْريدِ
وَوَجدْتُ بَرْدَ حُلِيِّهِنَّ، وَهَزَّ مِنْ
عِطْفَيْهِ ذو الرَّعثاتِ للتَّغْريدِ
فَانْجابَ مِنْ أَنْوارِهِنَّ ظَلامُهُ
وَأَظَلَّهُنَّ دُجى ذَوائِبَ سُودِ
وأَنا بِحَيْثُ القُرْطُ مِنْ أَجْيادِها
يَنْأَى ، وَيَقْرُبَ مِحْمَلي مِنْ جيدي
كَرُمَتْ مَضاجِعُنا فَلِيثَ على التُّقَى
أُزْري وَجِيبَ عَنِ العَفافِ بُرودي
أَزْمانَ ينْفُضُ لِمَّتي مَرَحُ الصِّبا
وَهُوَ الشَّفيعُ إلى الكَعابِ الرُّودِ
وَمَشارِبي زُرْقُ الجِمامِ فَلَمْ يَنَلْ(31/287)
مِنّي الأُوامُ بِمَنْهَلٍ مَورْودِ
فَارْفَضَّ شَمْلُ الأُنسِ إذ جَمَعَ البِلى
بِزَرودَ، بينَ مَعاهِدٍ وَعُهودِ
وَتَقاسَمْتني بَعْدَهُ عُقَبُ النَّوى
حَتّى لَفَفَتُ تَهائِماً بِنُجودِ
وَفَلَيْتُ ناصِيَة َ الفَلا بِمَناسِمٍ
وَسَمَ المَطِيُّ بِها جِباهَ البيدِ
فَسَقى الغَمامُ- وَلَسْتُ أَقْنَعُ بالحَيا-
أَيّامَنا بَيْنَ اللِّوَى فَزَرودِ
بَل جادَهَا ابنُ العامِرِيِّ بِراحَة ٍ
وَطْفاءَ صِيغَ بَنانُها مِنْ جُودِ
مُتَوَقِّدُ العَزَماتِ، لو رُمِيَتْ بِها
زُهْرُ النُّجومِ لآذَنَتْ بِخُمودِ
وَمُواصِلٍ أَرَقاً على طَلَبِ العُلا
في مَعْشَرٍ عن نَيْلِهِنَّ رُقودِ
ذو ساحَة ٍ فَيْحاءَ مَعْروفٍ بها
وَزَرُ اللَّهيفِ وَعُصْرَة ُ المَنْجودِ
مَلْثومَة ُ العَرَصاتِ، في أَرْجائِها
مَثْوى جُنودٍ أَو مُناخُ وُفودِ
لَمَّا تَوَشَّحَتِ البِلادُ بِفِتْنَة ٍ
ما إنْ تَصيدُ سِوى نُفسِ الصِّيدِ
وَتَشُبُّ شَعْثاءَ الفُروعِ وَتَمْتَري
أَخْلافَ حَرْبٍ لِلْمَنونِ وَلودِ
أَوْهى مَعاقِدَها وَأَطْفَأَ نارَها
قَبْلَ انْتِشارِ لَظى ً وَبَعْدَ وَقودِ
بِالجُرْدِ تَمْتاحُ العَجاجَ وَغِلْمة ٍ
في الغابِ مِنْ أَسَلِ القَنا كَأُسودِ
مِنْ كُلِّ وَطَّاءٍ على قِمَمِ العِدا
بِحَوافِرٍ خُلِقَتْ مِنَ الجُلْمودِ
وَصَوارمٍ عُرِّينَ مِنْ أْغمادِها
حتّى ارتَدَيْنَ مِنَ الطُّلى بِغُمودِ
وَلَوِ انْتَضَى أَقْلامَهُ السُّودَ احْتَمى
بِبضُ الصِّفاحِ بِها مِنَ التَّجريِدِ
وَالسُّمْرُ مِنْ حَذَرِ التَّحَطُّمِ في الوَغى
تُبدي اهتِزازَ مُنَضْنِضٍ مَطْرودِ
فَكَأَنَّهُنَّ أُعِرْنَ مِنْ أَعْدائِهِ
يَوْمَ اللِّقاءِ تَلَوِّيَ المَزْؤودِ
وَهُمُ إذا ما الرَّوْعُ قَلَّصَ ظِلَّهُ
عَنْ كُلِّ مُسْتَلَبِ الحُشاشَة ِ مُودِ
مِنْ سائِلٍ صَفَداً يُؤَمِّلُ سَيْبَهُ
وَمُكَبَّلٍ في قِدِّهِ مَصْفودِ
وَكِلاهُما من رَهْبَة ٍ أَوْ رَغْبَة ٍ(31/288)
بَأْساً وَجُوداً ، مُوثَقٌ بِقُيودِ
كَمْ قُلْتُ لِلْمُتَمَرِّسينَ بِشَأوِهِ
أَرْميهِمُ بِقَوارِعِ التَّفْنيدِ
غاضَ الوَفاءُ فليسَ في صَفَحاتِهِمْ
ماءٌ ، وفي الأحْشاءِ نارُ حُقودِ
وَحُضورُهُمْ في حَادِثٍ كَمَغيبِهمْ
وَقِيامُهُمْ لِمُلِمَّة ٍ كَفُعودِ
لم يَبتْنَوا المَجْدَ الطَّريفَ وَلا اقْتَنَوا
مِنهُ التَّليدَ بِأَنفُسٍ وَجُدودِ
لا تَطْلُبوهُ، فَشَرُّ ما لَقيَ امرؤٌ
في السَّعي خَيْبَة ُ طالِبٍ مَكْدودِ
لكَ يا عَليُّ مَآثِرٌ في مِثْلِها
حُسِدَ الفتى ، وَالفَضْلُ لِلْمحسودِ
وَضَحَتْ مَناقِبُكَ الّتي لَمْ يُخْفِها
حَسَدٌ يُلَثِّمُهُ العِدا بِجُحودِ
وَالنّاسُ غَيْرَكَ، والعُلا لكَ كُلُّها
ضَلُّوا مَعالِمَ نَهْجها المَسْدودِ
فَاستَقْبِلِ النَّيروزَ، طَلَقَ المُجْتَلى
وَالدَّهْرَ عَذْبَ الوِردِ نَضْرَ العُودِ
في دَولة ٍ تُرخي ذَوائِبها على
عِزٍّ يُلاذُ بِظِلِّهِ المَمْدودِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> قنعتُ وريعانُ الشَّبابِ بمائهِ
قنعتُ وريعانُ الشَّبابِ بمائهِ
رقم القصيدة : 26044
-----------------------------------
قنعتُ وريعانُ الشَّبابِ بمائهِ
ولمْ يتبسَّمْ وافدٌ الشَّيبِ في الرَّاسِ
وأعرضتُ عنْ دنيا تولَّى نعيمها
فما بيدِ السّاقي سوى فضلة ِ الكاسِ
ولا عزَّ حتَّى يضربَ المرءُ جأشهُ
على اليأسِ فانفضْ راحتيكَ منْ النَّاسِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَقى دارَها مِنْ مُنْحنى الأجْرَعِ الفَرْدِ
سَقى دارَها مِنْ مُنْحنى الأجْرَعِ الفَرْدِ
رقم القصيدة : 26045
-----------------------------------
سَقى دارَها مِنْ مُنْحنى الأجْرَعِ الفَرْدِ
أَجَشُّ نَمومُ البَرْقِ مُرْتَجِزُ الرَّعْدِ
فَباتَ يُحَيِّي بِالحَيا عَرَصاتِها
إِذا حَدَرَتْ فيها النُّعامَى لِثامَها
فَلا زالَ يَكْسوها الرَّبيعُ وَشائِعاً
تَرِفُّ حَواشِيها على عَلَمَيْ نَجْدِ
وَيُفْعِمُ غُدْراناً كَأَنَّ يَدَ الصَّبا(31/289)
تَجُرُّ عَلَيها رَفْرَفَ النَّثْرَة ِ السَّردِ
بِها تَسْحَبُ الأَرْماحَ فِهْرُ بنُ مالِكٍ
إذا ما شَحا الرّاعي ليَكْرَعَ في الوِرْدِ
وَتَدْفَعُ عنهُ كُلَّ أَشْوَسَ باسِلٍ
بِمَسْنونَة ٍ زَرْقٍ وَمَلْبونَة ٍ جُردِ
يَصوبُ بأَيْديهِمْ نَجيعٌ وَنائِلٌ
ولولا النَّدى لم تَسْتَنِرْ صَفْحَة ُ المَجْدِ
بكى حَضَنٌ إِذْ عُرِّيَتْ هَضْباتُهُ
مِنَ البَطَلِ الجَحجاحِ وَالفَرَسِ النَّهْدِ
وَفي الجيرَة ِ الغادينَ هَيْفاءُ غادَة ٌ
نَأَتْ ، لادَنا قُرْطٌ لِظَمْياءَ مِنْ عِقْدِ
إذا نَظَرَتْ أَغضى لَها الرِّيمُ طَرْفَهُ
وَإِنْ سَفَرَتْ أَخْفى سَنا البَدْرِ ما تُبْدي
خَليليَّ إنْ عَلَّلْتُماني فَعَرِّضا
بِها قَبْلَ تَصْريحِ الفُؤادِ عَنِ الوَجْدِ
فما هَتَّ عُلْويُّ الرِّياحِ، ولا بَدا
سَنا بارِقٍ، إلاّ طَربتُ إلى هِنْد
وقد كَمَنَتْ في القَلْبِ مِنَّي صَبابَة ٌ
إِليها ، كُمونَ النارِ في طَرَفِ الزِّنْدِ
أَأَنْقُضُ عَهْدَ المالِكِيَّة ِ بِاللِّوى
إِذاً لا رَعى العَلْياءَ إِنْ خُنْتُها عَهْدي
وَأَغدِرُ وَابنا خِنْدِفٍ يَهْتفانِ بي
وَيَلْمَعُ حَدُّ السَّيْفِ مِنْ خَلَلِ الغِمدِ
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فيَّ الوَفاءُ سَجِيَّة ً
دَعاني إليها الأَريَحيُّ أَبو سَعْدِ
فَتى ً يَفْتَري شَأْوَ المَعالي بِهِمَّة ٍ
تُناجي غِرارَ السَّيفِ في طَلَبِ الجَمْدِ
ومَا رَوْضَة ٌ حلَّ الرَّبيعُ نِظاقَها
وَجَرَّتْ بِها الأَنواءُ حاشِية َ البُردِ
إذا حَدَرَتْ فيها التُّعمامى لِثامَها
ثَنَى عِطْفَهُ الحَوْذانُ وَالْتَفَّ بِالرَّنْدِ
بِأَطْيَبَ نَشْراً مِنْ شَمائِلِهِ الّتي
تَنُمُّ بِرَيّاها على العَنْبَرِ الوَرْدِ
أَغَرُّ إذا هَزَّتْهُ نَغْمَة ُ مُعْتَفٍ
تَبَلجَ عَنْ أُكْرومَة ٍ وَنَدى ً عِدِّ
إليك زَجَرَتُ العِيسَ بينَ عِصابَة ٍ
كُهولٍ وَشُبَّان وَأَغْلِمَة ٍ مُرْدِ
تَخوضُ خُدارِيَّ الظَّلامِ بِأَوْجُهٍ(31/290)
تُقايِضُ غَيَّ الدّاعِرِيَّة ِ بالرُّشْدِ
على كُلِّ فَتْلاءِ الذِّراعِ كَأَنَّها
مِنْ الضُّمْرِ شِلْوُ الأَصْبَحِيِّ مِنَ القِدِّ
تَرَكْنا وَراءَ الرَّمْلِ دارَ إِقامَة ٍ
مَلأتُ بِها كفَّيَّ مِنْ لَبَدِ الأُسْدِ
ولولاكَ لم تَخْطُرْ بِبالي قَصائِدٌ
هَوابِطُ في غَوْرٍ طَوالِعُ مِنْ نَجْدٍ
لَحِقْتُ بِها شَأْوَ المُجِيدينَ قَبْلَها
وَهَيْهاتَ أَنْ يُؤْتَى بِأَمْثالِها بَعْدي
فَهُنَّ عَذارى ، مَهْرُها الوُدُّ لا النَّدى
وما كُلُّ مَنْ يُعْزى إِلى الشِّعْرِ يَسْتَجْدي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خليليَّ ما بالُ اللَّيالي تلفَّتتْ
خليليَّ ما بالُ اللَّيالي تلفَّتتْ
رقم القصيدة : 26046
-----------------------------------
خليليَّ ما بالُ اللَّيالي تلفَّتتْ
إليَّ بأعناقِ الخطوبِ الطَّوارقِ
وَأَعْقَبَني قَبْلَ الثلاثِينَ صَرْفُها
بِسُودِ دَواهِيها بَياضَ المَفارِقِ
ولستُ أذمُّ الدَّهرَ فيما يسومني
وقدْ حُمدَتْ في النَّائباتِ خلائقي
لئنْ أنا لمْ أخلفْ شبا الرُّمحِ في الوغى
بأخرسَ رعّافِ الخياشيمِ ناطقِ
فلا شامَ في هامِ الأعادي مهنَّداً
يَميني، وَلا شَمَّ الحَمائِلَ عاتِقي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَلا بِأَبي كَعْبٌ خَليلاً وَصاحِباً
أَلا بِأَبي كَعْبٌ خَليلاً وَصاحِباً
رقم القصيدة : 26047
-----------------------------------
أَلا بِأَبي كَعْبٌ خَليلاً وَصاحِباً
ونَاهيكَ كَعْبٌ مِنْ مُغيثٍ وَمُصْرِخِ
أَرُوعُ بِهِ سِرْبَ القَطا كُلَّ لَيْلَة ٍ
تَمُدُّ جَناحي أَقْتَمِ الرِّيشِ أَفْتَخِ
إذا سِيمَ خَسْفاً أَدْرَكَتْهُ حَفيظَة ٌ
تُصَعِّرُ خَدَّ العامِرِيِّ فَيَنْتَخي
يَزورُ الوَغى في غِلْمَة ٍ مِنْ هَوازِنٍ
رِقاقِ حَواشي الأَوْجُهِ الغُرِّ شُرَّخ
وُجوهٌ كَما شِيفَ الدَّنانيرُ ، عُوِّدَتْ
إِباءَ عَرانينٍ مِنَ العِزِّ شُمَّخِ
وَأَيدٍ تَبُزُّ التّاجَ قِمَّة َ أَبْلَجٍ(31/291)
وَتَكْسو قِناعَ النَّقْعِ لِمَّة َ أَبْلَخ
لَئِنْ جَمَعتْ ما بَيْنَ ظَهْرٍ وَلَبَّة ٍ
فَكَمْ فَرَّقَتْ ما بينَ هامٍ وَأَفْرُخِ
أَقول لِخِرقٍ مِنْ لُؤَيِّ بِنْ غالِبٍ
بِأَرْجاءِ مُغْبَرٍّ مِنَ البيدِ سَرْبَخ
أَجَزْنا وَأَيْمُ اللّهِ ساحَة َ حاجِرٍ
فَمِلْ بِهَوادِيها إلى رَمْلٍ مُرْبِخِ
هُنالِكَ حَيٌّ مِنْ قُرَيشٍ تَحَدَّبُوا
عَلى الجارِ والعافي ، بِعاطِفَة ِ الأَخِ
إذا ما صَباحٌ فُرَّ عَنْهُمْ شَميطُه
وَهَدَّ الدُّجى من رُكْنِها المُتَفَسِّخِ
أقمنا بِحَيثُ الطَّلُّ ذابَ شَقيطهُ
على زَهَرٍ بِالمَنْدَلِيِّ مُضَمَّخِ
فلا زالَ حادي الخِصْبِ يَسْحَبُ فَوْقَهُ
ذَوائِبَ سُحْبٍ تَلْثِمُ الأَرضَ نُضَّخِ
وذي بَخَلٍ لا يَتْبَعُ الوَدْقُ بَرْقَهُ
مَتى يَتَخَرَّقْ في المَواهبِ يَرْضَخِ
دَعاني إلى ضَحْضاحِ ماءٍ أَعافُهُ
لَدى عَطَنٍ إن يَغْشَهُ الركْبُ يُسْبِخِ
إليكَ فلم تَظْفَرْ يَداكَ بِطامِعٍ
متى ما يُفتِّشْ عن رَمادِكَ يَنْفُخِ
إذا مَا أَناخَ الضَّيْفُ عِنْدَكَ نِضْوَهُ
بَكى رَحْمَة ً لِلأَرْحَبِيِّ المُنَوَّخِ
وَأَرْحَبُ باعاً مِنْكَ كَعْبُ بنُ مُدْلِجٍ
متى ما أُزِرْهُ مِدْحَة ً لا أُوَبَّخ
عن الشَّرَفِ الوَضَّاحِ قُدَّ أَديمُهُ
وَبالحَسَبِ المَغْمور لَمْ يَتَلَطَّخِ
إِذا ما أَتاهُ الضَّيْفُ لَمْ يُعْتِمِ القِرى
وَلَمْ يَحْتَجِبْ عن مُعْتَفيهِ بِبَرْزَخِ
وَإنْ طاشَ حَرْبٌ كَفَّ بِالحِلْمِ غَرْبَها
وَأْهوى بِنيرانٍ إلى السِّلْمِ بُوَّخِ
وّذي لَجَبٍ كَالَّطودِ كادَتْ رِعانُهُ
تَميدُ بأَرْكانٍ حَوالَيْهِ سُوَّخِ
فَشُدَّتْ نَواصي الخَيْلِ وَهْيَ تَدوسُهُ
بِأَثْبَتَ مِنْهُ في اللِّقاءِ وَأَرْسَخِ
بِأَرْوَعَ فَضفْاضِ الرِّداءِ مُذَرَّبٍ
أَغِرَّة َ غَرْمٍ لِلخُطوبِ مُدَوِّخِ
يَخوضُ القَنا الرُّعافَ، لِيَثَتْ كُعُوبُهُ
بِأَذْرُعِ أبْطالٍ لَهاميمَ بُذَّخِ
إذا ثارَ رَيْعانُ العَجاجِ تَلَثَّموا(31/292)
على غُرَرٍ تَسْتَوقِفُ العَيْنَ شُدَّخِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> تنكَّرَ لي دهري ولم يدرِ أنَّني
تنكَّرَ لي دهري ولم يدرِ أنَّني
رقم القصيدة : 26048
-----------------------------------
تنكَّرَ لي دهري ولم يدرِ أنَّني
أَعِزُّ، وَأَحْداثُ الزَّمانِ تَهُونُ
فَظَلَّ يُريني الخَطْبَ كَيْفَ اعْتداؤهُ
وَبِتُّ أُرِيهِ الصَّبْرَ كَيْفَ يَكونُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> يا طُرَّة َ الشَّيحِ بَسِفْحِ عاقِلِ
يا طُرَّة َ الشَّيحِ بَسِفْحِ عاقِلِ
رقم القصيدة : 26049
-----------------------------------
يا طُرَّة َ الشَّيحِ بَسِفْحِ عاقِلِ
كَيْفَ تُناجيكِ صَبا الأصائِلِ
لاخَطَرَ النَّعامُ فيكِ مَوْهِناً
يَريغُ تَوشيمَ الخِضابِ النّاصِلِ
وَصافَحَتْكِ الرّيحُ حَسْرى ، والثَّرى
مُرْتَضِعٌ دَرَّ الغَمام الهاطِلِ
فَرُبَّ أَعْرابِيَّة ٍ نَشوى الخُطا
تُقْلِقُ أَثْناءَ الوِشاحِ الجائِلِ
تَرمي حَوالَيْكِ بِأَحْداقِ المَها
إذا ارتَقَبْنَ غِرَّة َ الحَبائِلِ
وَيْحَ الهَوى كَيْفَ أَصابَ لَحْظُها
وقد أَطاشَ أَسْهُمي، مَقاتِلي
أَما كَفاها القَدُّ، وَهْوَ رامِحٌ
أَلاّ تُراميني بِطَرْفٍ نابِلِ
أَصْغَتْ إلى الواشِينَ بَعْدَ صَبْوة ٍ
أَرُدُّ فيها لَغَطَ العَواذِلِ
فَلَيْتَها أَوْصَتْ بِنا خَيالَها
غَداة َ أَبْدتْ صَفْحة َ المُزايلِ
تَضْحَكُ مِنْ ذي وَلَهٍ يَبْكي الصِّبا
شَوْقاً إلى أَيّامِهِ القَلائِلِ
أَيا أَخَا حَنْطَلَة َ بنِ مالِكٍ
ناضِلْ عَنِ الفِهْرِيِّ أُخْتَ وائِلِ
فَالنَّثْرَة ُ الحَصْداءُ لَمْ تَسُنَّها
إلاّ على عَبْلِ الذِّراعِ باسِلِ
وَالثّأْرُ لا تَغْفُلُ عنه خِنْدِفٌ
فَكَيْفَ أَغْضَيْتَ على الطَّوائِلِ
إنْ لمْ أُرَوِّعْ قَوْمَها بِفِتْيَة ٍ
يَمشونَ مَشْيَ الأُسْدِ بِالمَناصلِ
تَشُلُّهْم بِأَذْرُعٍ مَفْتولَة ٍ
على الرِّقابِ في عُرا السَّلاسِلِ
فَما انْتَضَتْ أفرى حُسامٍ لِلطُّلى(31/293)
مِنْ خَيْرِ جَفْنٍ ضَمَّهُ قَوابلى
وقد أَرابَ- والرَّقيبُ هاجِعٌ-
طُروقُها تَرفُلُ في الغَلائِلِ
مَرَّتْ بِجَرْعاء الحِمى فَعَطَّرَتْ
أَشْباحَ أَطْلالٍ بِها نَواحِلِ
تَبْغي، كَأَنْضاءِ السُّيوفِ، فِتْيَة ً
مُوَسَّدينَ أَذْرُعَ الرَّواحِلِ
فَأَرَّقَتْ أَسْوانَ خاطَ جَفْنَهُ
كَرى ً هُوَ الصَّهْباءُ في المَفاصِلِ
عَدِّ عَنِ الطَّيْفِ فَما أَتى بِهِ
حُلْمٌ جَنَتْهُ سَوْرَة ُ البَلابِلِ
وَالشِّعْرُ في غَيْرِ الإِمامِ صادِرٌ
عَنْ فِكَرٍ تَعَلَّلَتْ بِالباطِلِ
مِنْ مَعْشَرٍ شُمِّ الأنُوفِ ذادَة ٍ
بِيضِ الوُجوهِ سادَة ٍ أَماثِلِ
دَلَّتْ على أَعْراقِهمْ أَفْعالُهُمْ
وَالمَكْرُماتُ جَمَّة ُ المَخائِلِ
فَطَرَّفُوا عَنِ العُلا بِأَذْرُعٍ
شابَتْ أَسابيَّ دَمٍ بِنائِلٍ
شَنُّوا عَلى الأعْداءِ غاراتِهِمُ
تَتْرى كَوَلْغِ الأَذْؤُبِ العَواسِلِ
وَكَمْ أَناخُوا الحَرْبَ وَهْيَ تَلْتَظي
على مُسِرِّ الضِّغْنِ، بِالكَلاكِلِ
وَقَدْ وَفَوْا إذْ ضَمِنُوا يَوْمَ الوَغى
رِيَّ القَنا لِلأَسلِ النَّواهِلِ
فهاشِمٌّ خَيْرُ بَني فِهْرٍ وَهُمْ
خَيْرُ الوَرى وَأَشْرَفُ القَبائِلِ
للهِ بَيْتٌ شَدَّ مِنْ أَطْنابِهِ
رَكْزُ القَنا في ثُغْرِ القَنابِلِ
عَبْدُ مَنافٍ ضُرِبَتْ أَوْتادُهُ
على طُلى الأَعداءِ وَالكَواهِلِ
هَلْ يَخْفِضُ السّادِرُ مِنْ هَديرِهِ
فَالمَجْدُ لا يَعبَقُ بِالأراذِلِ
كَمْ يُلْقِحُ الآمَالَ وَهْي تَرْعَوي
إليهِ في أَعْقابِ جَدٍّ حائِلِ
يُمْسي إذا اللَّيلُ ارجَحَنَّ ظِلُّهُ
في شُغُلٍ عَنِ الرُّقادِ شاغِلِ
وَإنْ أَضاءَ الصُّبْحُ زَرَّ صَدْرُهُ
على الجَوى مُرْتَعِدَ الخَصائِلِ
سَيَخْطِرُ الآبي على شَكِيِمِهِ
مِنْ زُبْرِ الحَديدِ في الخَلاخِلِ
وَدُونَ ما يُعْلي إلَيهِ طَرْفَهُ
عَيْطاءُ تُدمي قُدَمَ المُساجِلِ
يا خَيْرَ مَنْ تَفْتَرُّ كُلَّ شارِقٍ
عَنْ ذِكْرِهِ ضَمائِرُ المَحافِلِ(31/294)
جاءَكَ شَهْرُ اللّهِ طَلْقَ المُجْتَلى
مُبَارَكَ الأَيّامِ وَالَّليائِلِ
يُهْدي لَكَ الأَجْرَ وَتَقْريهِ النَّدى
مِنْ نِعَمِ مُتْرَعَة ِ المَناهِلِ
فَلْيَرْعَ حَوْذانَ الغُمَيْرِ هَجْمَة ٌ
لِعامِرٍ طائِرَة ُ النَّسائِلِ
فَلي بِأَكْنافِ العِراقِ مَسْرَحٌ
رَحْبُ المُنَدّى أَرِجُ الخَمائِلِ
وَمِنْحَة ٌ ضافِيَة ٌ أَرْمي بِها
طَرْفيَ في إثر الغَمامِ الوابِلِ
وَأَسْتَدِرُّ صَوبَها بِمِدْحَة ٍ
تَغْرَى لَها الأسْنانُ بِالأنامِلِ
غَرّاءُ لو ذابَتْ لَصاغَتِ الدُّمى
منها حُلَى أَجْيادِها العَواطِلِ
وَلَوْ رَضِيتُ حَبَّرَتْ رُواتُها
بِها كَلامَ العَرَبِ الأوائِلِ
العصر العباسي >> البحتري >> له الويل من ليل تطاول آخره
له الويل من ليل تطاول آخره
رقم القصيدة : 2605
-----------------------------------
لَهُ الوَيْلُ مِنْ لَيْلٍ تِطَاول آخِرهْ،
وَوَشْكِ نَوَى حَيٍّ تُزَمُّ أبَاعِرُهْ
إذا كانَ وِرْدُ الدّمعِ بالنّأيِ أعوَزَتْ،
بغَيرِ تَداني الحِلّتَينِ، مَصَادِرُهْ
أدارَهُمُ الأُولى بِدارَةِ جُلْجُلٍ!
سَقَاكِ الحَيَا رَوْحَاتُهُ وَبَوَاكِرُهْ
وَجَاءَكَ يَحكي يوسُفَ بنَ مُحَمّدٍ،
فَرَوّتْكِ رَيّاهُ، وَجادَكِ ماطِرُهْ
عَلى أنّهُ، لَوْ شَاءَ رَبْعُكِ بَيّنَتْ
مَعالِمُهُ للصّبّ أينَ تُمَاضِرُهْ
وإنّي لَثَانٍ مِنْ عِنَانَي، فَسائِلٌ
جآذِرَهُ، أينَ استَقَرّتْ جآذِرُهْ؟
تَقَضّى الصّبَا، إلاّ خَيَالاً يَعُودُني
بهِ ذو دَلالٍ، أحوَرُ الطَّرْفِ، فاترُهْ
يَجُوبُ سَوَادَ اللّيل من عِندِ مُرْهَفٍ،
ضَعيفِ قَوَامِ الخَصرِ سُودٍ غَدائرُهْ
فيُذكِرُني العهدَ القَديمَ وَلَيْلَةً،
لَدى سَمُرَاتِ الجِزْعِ إذ نامَ سامرُهْ
وَعَهْداً أبَيْنَا فيهِ، إلاّ تَبايُناً،
فَلا أنَا نَاسِيهِ، وَلاَ هُوَ ذاكِرُهْ
رأيتُ أبا يَعقُوبَ، والنّاسُ ذو حِجًى
يُؤمِّلُهُ، أوْ ذُو ضَلالٍ يُحاذِرُهْ(31/295)
هوَ المَلِكُ المَرجوُ للدّينِ والعُلا،
فَلِلّهِ تَقْوَاه، ولِلْمَجدِ سائرُهْ
لهُ البأسُ يخشَى، والسّماحةُ تُرْتَجى،
فَلاَ الغَيثُ ثَانِيهِ، وَلاَ اللّيثُ عاشرُهْ
وَقُورُ النّوَاحي، والنّدى يَستَخِفُّهُ
لنَا، وأمِيرُ الشّرْقِ، والجُودُ آمرُهْ
إذا وَقَعَتْ بالقُرْبِ مِنْهُ مُلِمّةٌ،
ثَنَى طَرْفَهُ نَحْوَ الحُسَامِ يُشَاوِرُهْ
إذا خَرِسَ الأبطالُ في حَمَسِ الوَغَى،
عَلَتْ فَوْقَ أصْوَاتِ الحَديدِ زَماجرُهْ
إذا التَهَبَتْ في لحظِ عَيْنَيْهِ غَضْبَةٌ،
رأيْتَ المَنَايَا في النّفُوسِ تُؤامِرُهْ
وَلاَ عِزّ للإشْرَاكِ مِنْ بَعدِ ما التَقَتْ
على السّفحِ من عَليا طَرُونَ عَساكرُهْ
وَلَيْسَ بِهِ ألاّ يَكُونَ مَرَامُهَا
عَسيراً، ولَكِنْ أسلَمَ الغابَ خادِرُهْ
وَمَا كَانَ بُقرَاطُ بنُ آشُوطَ عِندَهُ
بأوّلِ عَبْدٍ، أوبقَتْهُ جَرَائرُهْ
وَقد شاغَبَ الإسْلاَمَ، خَمسينَ حِجّة،
فلا الخَوْفُ ناهيهِ، وَلا الحِلْمُ زَاجرُهْ
وَلَمّا التَقَى الجَمعَانِ لمْ تَجتَمعْ لَهُ
يَداهُ، وَلَمْ يَثبُتْ عَلى البيضِ ناظرُهْ
وَلَمْ يَرْضَ من جَرْزَانَ حِرْزاً يُجِيرُهْ،
وَلاَ في جِبَالِ الرّومِ رَيْداً يُجاوِرُهْ
فَجَاءَ مَجيءَ العَيْرِ قادَتْهُ حَيرَةٌ
إلى أهرَتِ الشّدقَينِ تَدمى أظافِرُهْ
وَمَنْ كَانَ في استِسْلاَمِهِ لائِماً لَهُ،
فإنّي عَلى ما كانَ مِنْ ذَاكَ عاذِرُهْ
وَكَيفَ يَفُوتُ اللّيثَ في قيدِ لحظَةٍ،
وَكَانَ عَلى شَهْرَيْنِ، وَهوَ مُحَاصِرُهْ
تَضَمّنَهُ ثِقلُ الحَديدِ، فأُحكِمَتْ
خَلاخِلُهُ مِنْ صَوْغِهِ، وأسَاوِرُهْ
فإنْ أدْرَكَتْهُ بالعِرَاقِ مَنِيّةٌ،
فَقاتِلُهُ، عِندَ الخَليفَةِ، آسِرُهْ
بتَدْبِيرِكَ المَيمونِ أُغْلِقَ كَيْدُهُ
عَلَيْهِ، وَكَلّتْ سُمرُهُ وَبَوَاتِرُهْ
وَطَيِّكَ سِرّاً، لَوْ تَكَلّفَ طَيَّهُ
دُجَى اللّيلِ عَنّا لَمْ تَسَعْهُ ضَمَائِرُهْ
وَلَمْ يَبقَ بِطْرِيقٌ لَهُ مثلُ جُرْمِهِ(31/296)
بأَرّانَ، إلاّ عَازِبُ اللّبّ طائِرُهْ
كَسَرْتَهُمُ كَسَرَ الزّجَاجَةِ بَعدَهُ،
وَمَنْ يَجْبِرُ الوَهْيَ الذي أنتَ كاسرُهْ
فإنْ يَكُ هذا أوّلَ النّقصِ فيهِمِ،
وكنتَ لَهُمْ جاراً، فَما هو آخِرُهْ
وَمَا مُسْلِمُ الثّغْرِ، المُعَانِدِ رَبَّهُ،
بِنَاءٍ عن الكأسِ، التي اشتَفّ كافرُهْ
وَقَدْ عَلِمَ العاصي، وإنْ أمعَنَتْ بهِ
محَلّتُهُ في الأرْضِ، أنّكَ زَائِرُهْ
حُسَامٌ، وَعَزْمٌ كالحُسامِ، وَجَحْفَلٌ
شِدادٌ قُوَاهُ، مُحصدَاتٌ مَرَائِرُهْ
قَليلُ فُضُولِ الزّادِ، إلاّ صَوَاهلاٌ
ظَهَارِيُّ طَعْنٍ، أوْ حَديداًٌ يُظاهِرُهْ
إذا انْبَتّ في عَرْضِ الفَضَاءِ فمَذحِجٌ
مَيامِنُهُ، والحَيُّ قَيسٌ مَيَاسِرُهْ
تهول الصدور الهائلات سليمة
واعصره في السابغات وعامرة
أمَعشَرَ قَيسٍ، قَيسِ عَيلانَ، إنّكُمْ
حُماةُ الوَغَى، يوْمَ الوَغى، وَمَساعِرُهْ
عَجِلْتُمْ إلى نَصْرِ الأميرِ، وَلَمْ يَزَلْ
يُوَالَى مُوَالِيهِ، ويُنْصَرُ ناصِرُهْ
وإنْ يَكثُرِ الإحْسانُ مِنكُمْ، فإنّهُ
بأنْعُمِهِ جازٍ عَلَيْهِ، وَشَاكِرُهْ
غَدا قِسْمَةً عَدْلاً، فَفيكُمْ نَوَالُهُ،
وَفي سَرْوِ نَبْهَانَ بنِ عَمْروٍ مآثِرُهْ
وَلاَ عَجَبٌ إنْ تَشهَدوا الطّعنَ دونَهُ،
وَمَا عَشَرَتْكُمْ في نَداهُ عَشائِرُهْ
وَلَوْ لمْ تَكُنْ إلاّ مَساعيكُمُ التي
يَقُومُ بها، بينَ السّماطَينِ، شاعرُهْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سِوايَ يَجُرُّ هَفْوَتَهُ التَّظَنِّي
سِوايَ يَجُرُّ هَفْوَتَهُ التَّظَنِّي
رقم القصيدة : 26050
-----------------------------------
سِوايَ يَجُرُّ هَفْوَتَهُ التَّظَنِّي
وَيُرخِي عَقْدَ حَبْوَتِهِ التَّمَنِّي
وَيُلْبِسُ جِيَدَهُ أَطْواقَ نُعْمَى
يشفُّ وراءها أغلالُ منِّ
إذا ما سَامَهُ اللؤَماءُ ضَيْماً
تَمَرَّغَ في الأذى ظَهْراً لِبَطْنِ
وظلَّ نديمَ غاطية ٍ وروضٍ
وَبَاتَ صَريعَ باطِيَة ٍ وَدَنِّ
وأشعرَ قلبهُ فرقَ المنايا(31/297)
وأودعَ سمعهُ نغمَ المغنِّي
وصلصلة ُ اللِّجامِ لديَّ أحرى
بعزٍّ في مباءتهِ مبنِّ
فَلَسْتُ لِحاصنٍ إنْ لَمْ أَقُدْها
عوابسَ تحتَ أغلمة ٍ كجنِّ
أُقُرِّطُها الأْعِنَّة َ في مُلاءٍ
ينشِّرها مثارُ النَّقعِ دكنِ
وَأَمْلأُ مِنْ عَصِي الدَّمْعِ قَسْرا
مَحاجِرَ كلِّ طَيَّعَة ِ التَّثَنّي
رَأَتْني في أَوائِلِهامُشِحاً
أُلَهِّبُ جَمْرَتَيْ ضَرْبٍ وَطَعْنِ
وَأَسْطو سَطْوَة َ الأَسَدِ المُحامِي
وَتَنْفُرُ نَفْرَة َ الرَّشَأِ الأَغَنِّ
وَحَوْلَ خِبائِها أَشْلاءُ قَتْلى
رَفَعْنَ عَقِيرَة َ الطَّيْرِ المُرِنِّ
وسربالي مضاعفة ٌ أفيضتْ
على نزقِ الشَّبابِ المرجحنِّ
كأنِّي خائضٌ منها غديراً
يَشُبُّ النّارَ فيهِ خَبيءُ جَفْنِ
إذا غدرَ السِّنانُ وفى بضربٍ
هَزَزْتُ لَهُ شَباهُ فَلَمْ يَخُنِّي
ومجنى العزِّ منْ بيضٍ رقاقٍ
وَسُمْرٍ تَخْلِسُ المُهَجاتِ لُدْنِ
فَمالَكِ يَابْنَة َ القُرَشِى ِّ مُلْقًى
قناعكِ والفؤادُ مسرُّ حزنِ
ذَريني وَالحُسامَ أُفِدْكِ مَالاً
فراحة ُ منْ يعولكِ في التَّعنِّي
وغيرُ أخيكَ يرقبُ مجتديه
تَبَسُّمَ بارِقٍ وَعُبوسَ دَجْنِ
فَها أَنَا أَوْسَعُ الثَّقَلَيْنِ صَدراً
ولكنَّ الزَّمانَ يضيقُ عنِّي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَلَمَّتْ وَدُوني رامَة ٌ فَكَثِيبُها
أَلَمَّتْ وَدُوني رامَة ٌ فَكَثِيبُها
رقم القصيدة : 26051
-----------------------------------
أَلَمَّتْ وَدُوني رامَة ٌ فَكَثِيبُها
يَنُمُّ على مَسْرَى البَخيلَة ِ طِيبُها
وَفَوْقَ الغُرَيْرِيَّاتِ أعْناقُ فِتْيَة ٍ
يَشُدُّ طُلاها بِالرِّحالِ دُؤُوبُها
وَأَنَّى اهتَدَتْ، وَاللَّيلُ داجٍ وَدُونَها
حُزونُ البِطاحِ مِنْ مِنى ً وُسهوبُها
وَزارَتْ فَتى ً نِضْوَ السِّفارِ تَطاوَحَتْ
بهِ نُوَبٌ تَطْغى عليهِ خُطوبُها
وما رَاَقَبَتْها عُصْبَة ٌ عامِرِيَّة ٌ
تُزَرُّ على أُسْدِ العَرينِ جُيوبُها(31/298)
فَإنَّ نَسيمَ العَنْبَرِ الوَرْدِ إنْ سرَتْ
إلينا، وَوَسْواسُ الحُلِيِّ، رَقيبُها
وَللهِ عَيْنٌ تَمْتَري دَمْعَها النَّوى
وَنَفْسٌ يُعَنِّيها الهَوى وَيُذِيبُها
وَكُنْتُ إذا الأَيْكِيَّة ُ الوُرْقُ غَرَّدَتْ
أَخَذْتُ بِأَحْناءِ الضُّلوعِ أُجِيْبُها
وَإِنْ خَطَرَتْ وَهْناً صَباً مَشْرِقِيّة ٌ
على كَبدي هاجَ الغَرامَ هبوبُها
وَإِنّي لأَسْتَنْشِى الرِّياحَ فَرُبَّما
تَجيءُ بِرَيّا أُمِّ عَمْروٍ جَنُوبُها
وَأَنْشَقُ منها نَفْحَة ً غَضَوِيَّة ُ
وَلي عَبَراتٌ ما تَجِفُّ غُرُوبها
أعَلِّلُ نَفْساً بِالعِراقِ مَريضة ً
وَلَكِنْ بِأَكْنافِ الحِجازِ طَبيبُها
فهلْ عَلِمَتْ بِنْتُ الحُوَيْرِثِ أنَّني
مُقيمٌ على العَهْدِ الّذي لا يَريبُها
وَمُخْلِسَة ٌ مِنْ رَوْعَة ِ البَيْنِ لِمَّتي
أَقَبْلَ الثَّلاثينَ اسْتَنارَ مَشيبُها
وما نَهْنَهْتْني دونَها خَشْيَة ُ الرَّدَى
وَهَلْ هِيَ إلاّ مُهْجَة ٌ وَشَعُوبها
ولا خِفْتُ أَنْ يَسْتَغْوي البِيدُ ناظِري
فَإنّي إذا ما اغْبرَّتِ الأرضُ ذِيبُها
وَبِيضٍ أُرَوِّيها دَماً عِنْدَ مَأْزِقٍ
بِهِ تَشْهِدُ الهَيْجاءُ أَنَّي شَبيبُها
وَشِعْرٍ كَنَوّارِ الرِّياضِ أَقولُهُ
إذا الكَلِماتُ العُورُ قامَ خَطيبُها
أُنيرُ وَأُسْدِي مَجْدَ أَرْوَعَ باسِمٍ
على حينِ يَلْوي بِالوُجوهِ قُطوبُها
تَصوبُ بِكَفَّيْهِ شَآبِيبُ نائِلٍ
إذا السَّنَواتُ الشُّهْبُ مارَ ضَريبُهَا
وَيَخْلُفُ أَنْواءَ الرَّبيعِ إذا كسا
سَنامَ الحمى بُرْدَيْ عَديمٍ نُضوبُها
أَخُو هِمَمٍ مَشْغوفَة ٍ بِمَكارِمٍ
يَروحُ إلى غاياتِهِنَّ عَزيبُها
وَيَقْصُرُ عَنْها المَدْحُ حتى كأَنَّنا
إذا نَحْنُ أَثْنَيْنا عليها نَعيبُها
أَطلَّ على الأكفاءِ تَغْلي صُدورُهُمْ
على حَسَدٍ تفترُّ عَنْهُ نُدوبُها
وَصاغَتْ لهُ في كُلِّ قَلْبٍ مَحَبَّة ً
يَدُ بِالأيادي ثَرَّة ُ تَسْتَثيبُها(31/299)
وَلَو أَضْمَرَتْ فيهِ العَداوَة َ أَنْفُسٌ
لَحَدَّثَ عن أَسْرارِهِنَّ قُلوبُها
إِليكَ أَبا حَسانَ أُزْجي رَكائِباً
لَها مِنْ رِحابِ الأَكْرَمينَ خَصيبُها
وَيُطْرِبُها الحادي بِمَدْحِكَ مَوْهِناً
فَتَخْدي وقد مَسَّ المَراخِي لُغوبُها
ولولاكَ لم أَطْرُقْ أَحاوِصَ عامِرٍ
ولا نَبَحَتْني في كُلَيْبٍ كَليبُها
فَيَمَّمْتُ أَخْوالي هِلالَ بْنَ عامِرٍ
وَاغِرْبَة ُ الحَيَّيْنِ شاجٍ نعيبُها
أُؤَمِّلُ أن أَلْقَى الخُطوبَ فَتنْثَني
نَوابيَ عن شِلْوي لَدَيْهِمْ نُيوبُها
فَمَعْذِرَة ُ الأَيّامِ مَقْبُولَة ٌ بِهِمْ
وَمَغْفورَة ٌ لِلنّائِباتِ ذُنوبُها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَقولُ لِنَفْسي، وَهِي تُطْوى ضُلوعُها
أَقولُ لِنَفْسي، وَهِي تُطْوى ضُلوعُها
رقم القصيدة : 26052
-----------------------------------
أَقولُ لِنَفْسي، وَهِي تُطْوى ضُلوعُها
على كمدٍ يمتارُ وقدتهُ الجمرُ:
أبَى اللَّهُ إلا أنْ تَلوذِيِ بِمَعْشَرٍ
على لؤمهمْ ألقى مراسيهُ الوفرُ
لَئِنْ رَمَّ في أَحْوالِهِمْ حَادِثُ الغِنى
فقدْ كادَ منْ أفعالهم يقطرُ الفقرُ
ومن زارهمْ شدَّ الحيازيمَ فيهمُ
على ما يعانيهِ وإنْ غلبَ الصَّبرُ
فإنَّ مقاساة َ اللِّئامِ على الفتى
بلاء ولمْ يرعفْ بأمثالها الدَّهرُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> نَظَرَتْ بِأَلْحاظِ الظِّباءِ العِينِ
نَظَرَتْ بِأَلْحاظِ الظِّباءِ العِينِ
رقم القصيدة : 26053
-----------------------------------
نَظَرَتْ بِأَلْحاظِ الظِّباءِ العِينِ
ظَمْياءُ بِالعَقِداتِ مِنْ يَبْرينِ
تَرْنو وقد وَلِعَ الفُتورُ بِعَيْنِها
وَلَعَ الهَوى بِفُؤاديَ المَفْتونِ
وَلَها اسْتِراقَة ُ نَظْرَة ٍ نالَتْ بِها
مالا يُنالُ بِصارِمٍ مَسْنونِ
وَنَشَدْتُ قَلبي حينَ عَزَّ مَرامُهُ
إذْ ضَلَّ بَيْنَ مَحاجِرٍ وَعُيونِ
تلكَ النَّواظِرُ ما تُفيقُ مِنَ الكَرى
وَبِها سُهادُ الهائِمِ المَحْزونِ(31/300)
ياسَعْدُ إنَّ الجِزْعَ أَكْثَبَ فَاسْتَعِرْ
نَظَراتِ طاوي لَيْلَتيْنِ شَفونِ
وَاجْذِبْ زِمامَ الأَرْحَبِيِّ ولا تُبَلْ
ذِكراً وَصَلْنَ حَنينَهُ بِحَنيني
وَاشْتاقَ كاظِمَة ً فَجُنَّ جُنونُهُ
وَذَكَرْتُ ساكِنَها فَجُنَّ جُنوني
لِمَنِ الظَّعائِنُ دونَ أَكْثِبَة ِ الحِمى
يَطوي الفَلاة َ بِهِنَّ كُلُّ أَمونِ
فَالآلُ بَحْرٌ حينَ ماجَ بِرَكْبِها
وَجَرى الرَّكائبُ فيهِ جَريَ سَفينِ
عارَضْتُها فَنَظَرْنَ عن حَدَقِ المَها
يَلْمَحْنَ بارِقَة َ الغَمامِ الجُونِ
وَتَكاثَرَتْ دُفَعُ الدُّموعِ كَأَنَّها
نَفَحاتُ سَيْبِكَ ياقِوامَ الدّينِ
للهِ دَرُّكَ مِنْ مُدَبِّرِ دَوْلَة ٍ
وَجَدَتْهُ خَيْرَ مُؤَازِرٍ وَمُعينِ
يُلْقي بِعَقْوَتها ذِرِاعَيْ ضَيْغَمٍ
أَدْمى شَبا الأَنْيابِ دونَ عَرينِ
وَيَحوطُها بِيَراعِهِ وَحُسامِهِ
مُتَدَفِّقَيْنِ بِنائِلٍ وَمَنونِ
وَضَحَتْ مَناقِبُهُ، فَلَيْسَ بِمُدَّعِ
شَرَفاً، وَلا في مَجْدِهِ بِظَنينِ
وَاسْتَأْنَفَ الفُضَلاءُ في أَيّامِهِ
عِزَّاً فلمْ يَتَضاءَلوا لِلْهُونِ
وَتَطَوَّحتْ بي هِمَّة ٌ دَرَأَتْ إلى
وَجْناءَ جائِلَة ِ النُّسوعِ وَضِيني
وَطَرَقْتُ ساحَتَهُ فَأَلْقَمْتُ الثَّرى
صَنِفاتِ ذَيلِ دِلاصِيَ المَوْضونِ
مَنْ مُبْلِغٌ بَطْحاءَ مَكَّة َ أنَّني
لَمْ أَرْعَ بِالجَرْعاءِ رَوْضَ هُدونِ
وَرَأَيْتُ مَنْ يَمْتارُ ضَوْءَ جَبينِهِ
بَصَرى ، فَقَبَّلْتُ الثَّرى بِجَبيني
لولا العُلا، وأَنا القَمينُ بِنَيْلِها
لَنَفَضْتُ مِنْ مِنَحِ المُلوكِ يَميني
فَالعِزُّ بِالْبَطْحاءِ بَيْنَ مُغَرِّرٍ
شَرِسٍ وَأَبْلَجَ شامِخِ العِرْنينِ
وَلأَشْكُرَنَّ نَداكَ شُكْرَ خَميلَة ٍ
لِنَدى ً يُرَقْرِقُهُ الغَمامُ هَتونِ
وَلأَنظِمَنَّ قَصائِداً لَفَّ الحِجى
فيها سُهولَ بَلاغَة ٍ بِحُزونِ
وَتَهُزُّ أَعْطافَ المُلوكِ كَأَنَّها
رِيحُ الشَّمالِ تَعَثَّرَتْ بِغُصونِ(31/301)
وَكَأَنَّ راويها يَطُوُ عَلَيْهِمُ
بِابْنِ الغَمامَة ِ وَابْنَة ِ الزَّرْجونِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أنا ابنُ الأكرمينَ أباً وأماً
أنا ابنُ الأكرمينَ أباً وأماً
رقم القصيدة : 26054
-----------------------------------
أنا ابنُ الأكرمينَ أباً وأماً
وَلي فَوْقَ السُّها هِممٌ مُطِلَّهْ
كَثيرٌ بي أُمَيَّة ُ في المَعالي
ومالي منْ سماحي فيهِ قلَّهْ
سَأَطْلُبُ رُتْبَة ً شَمّاءَ حَتّى
يمدَّ بها عليَّ العزُّ ظلَّهْ
وأزحفُ بالجيادِ إلى مكرٍّ
بهِ الأبطالُ دامية ُ الأشلَّهْ
وَلَوْ رَأَتِ البُدورُ نِعالَ خَيْلي
لصرنَ بها حواسدَ للآهلَّهْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> تِلْكَ الحُدوجُ يُراعِيهنَّ غَيْرانُ
تِلْكَ الحُدوجُ يُراعِيهنَّ غَيْرانُ
رقم القصيدة : 26055
-----------------------------------
تِلْكَ الحُدوجُ يُراعِيهنَّ غَيْرانُ
وَدُوَنَهُنَّ ظُباً تَدْمى َ وَخِرْصانُ
مَرَرْنَ بِالقارَة ِ اليُمْنى فَعارَضَها
أَسْدٌ تُسارِقُها الألحاظَ غِزْلانُ
يَنْحو الأُجَيْرِعَ من حُزْوى أُغَيْلِمة ٌ
سالَتْ بِهِمْ بُرْقُ الصَّمَّانِ غِرّانُ
والعَيْنُ تَلْحَظُهُمْ شَزْراً فَتَطْرِفُها
بِالْمَشْرَفَيَّة ِ وَالخَطِّيِّ فُرْسانُ
تَبَطَّنوا عَقِداتِ الرَّملِ مِنْ إضَمٍ
بِحَيثُ يَلْثِمُ فَرْعَ الضّالَة ِ البانُ
وَالجُرْدُ صافِنَة ٌ ليِثَتْ بِأَجْرَعِه
لها على الأَثْلاتِ الشُّمِّ أَرْسانُ
وفي الحُدوجِ الغَوادي كُلُّ غانِيَة ٍ
يَرْوَى مُؤَزَّرُها، والخَصْرُ ظَمْآنُ
تَهَزُّني طَرَباتٌ مِنْ تَذَكُّرِها
كَما تَرَنَّحَ نِضْوُ الرّاحِ نَشْوانُ
كَمْ زُرْتُها بِنجادِ السَّيْفِ مُشْتَمِلاً
وَالنَّجْمُ في الأُفقِ الغَرْبيّ حَيْرانُ
وَلِلْعُرَيْبِ بِأَكْنافِ الحِمى حِلَلٌ
طَرَقْتُها، وَالهَوى ذُهْلٌ وَشَيْبانُ
فَراعَها قُرَشيٌّ في مَراعِفِهِ
تِيهٌ يَهُزُّ بِهِ عِطْفِيْهِ عَدْنانُ(31/302)
وَبِتُّ أَحْبُو إِلَيْها وَهْيَ خائِفَة ٌ
كما حَبا في حَواشي الرَّمْلِ ثُعْبانُ
فَأَقْشَعَ الرَّوْعُ عنْها إِذْ تَوَسَّنَها
أَغَرُّ مُنْخَرِقُ السِّرْبالِ شَيْحانُ
وَفَضَّ غِمْدَ حُسامي في العِناقِ لَها
ضَمّي، كَما الْتَفَّ بِالأَغصانِ أَغْصانُ
وَالشُّهْبُ تَحْكي عُيونَ الرُّومِ، خِيطَ على
أَحْداقِها الزُّرْقِ لِلُّسودان أَجفانُ
يا أُخْتَ مُعْتَقِلِ الأرْماحِ يَتْبعُهُ
إلى وَقائِعِهِ نَسْرٌ وَسِرْحانُ
أَعْرَضْتِ غَضْبَى وَأَغْرَيْتِ الخَيالَ بِنا
فَلَسْتُ أَلْقاهُ إلاّ وَهْوَ غَضْبانُ
يَسْري إليَّ ولا أْحظَى بِزَوْرَتِهِ
فَالطَّرفُ لا سَهرَتْ عَيناكَ يَقْظانُ
وَإِنَّما الطَّيْفُ يَسْتَشْفي بِرؤيَتِهِ
على النَّوى مُسْتَميتُ الشَّوقِ وَسْنانُ
يارَوَّعَ اللّهُ قَوْماً ريعَ جارُهُمُ
وَالذُّلُّ حَيثُ ثَوَى جَنْبٌ وَهَمْدانُ
مَلَطَّمونَ بِأَعْقار الحِياضِ لَهُمْ
بِكُلِّ مَنْزلَة ٍ لِلُّؤْمِ أَوْطانُ
فَليسَ يَأْمَنُهُمْ في السِّلْمِ جيرَتُهُمْ
وَلا يَخافُهُمُ في الرَّوْعِ أَقْرانُ
فارَقْتُهُمْ وَلَهُمْ نَحْوي إذا نَظَروا
لَحْظٌ تُلّظِّيهِ أَحْقادٌ وَأَضْغانُ
وَبَيْنَ جَنْبَيَّ قَلْبٌ لا يُزَعْزُعُه
على مُكافَحَة ِ الأَيّامِ أَشْجانُ
أَلْقى الخُطوبَ وَلي نَفْسٌ تُشَيِّعُني
غَضْبَى وَأَجْزَعُ إمّا بانَ جِيرانُ
أَكلَّ يَوْمٍ نَوى ً تَشْقى َ الدُّموعُ بِها
إلى غَوارِبَ تَفْرِيهنَّ كِيرانُ
فَالغَرْبُ مَثْوَى أُصَيْحابي الذينَ هُمُ
عَشيرتي وَلَنا بِالشَّرْقِ إخوانُ
أَسْتَنْشِقُ الرِّيحَ تَسري مِنْ دِيارِهمُ
وَهْناً كَأَنَّ نَسيمَ الرِّيحِ رَيحانُ
فَياسَقَى اللّهُ زَوْراءَ العِراقِ حَياً
تَرْوى بِشُؤُبوِبِهِ قُورٌ وَغِيطانُ
مُزْنٌ إذا هَزَّ فيهِ البَرْقُ مُنْصُلَهُ
عَلا مِنَ الرَّعْدِ في حِضْنَيْهِ إرْنانُ
يَرْمي بِأُلْهوبِهِ وَالغَيْثُ مُنْسَكِبٌ
حَتّى الْتَقَتْ فيهِ أَمْواهٌ وَنيرانُ(31/303)
فقد عَرَفْتُ بِها قَوْماً أَلِفْتُهُمُ
كما تَمازَجَ أَرْواحٌ وَأَبْدانُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> رُبَّ ليلٍ بالصُّبحِ منْ
رُبَّ ليلٍ بالصُّبحِ منْ
رقم القصيدة : 26056
-----------------------------------
رُبَّ ليلٍ بالصُّبحِ منْ
وجهِ ليلى توشَّحا
صَافَحَتْ فَوْرَة ُ العِشا
ءِ بهِ نهضة َ الضُّحى
العصر العباسي >> الأبيوردي >> إذا زمَّ للبينِ الغداة َ جمالُ
إذا زمَّ للبينِ الغداة َ جمالُ
رقم القصيدة : 26057
-----------------------------------
إذا زمَّ للبينِ الغداة َ جمالُ
فلا وصلَ إلاّ أن يزورَ خيالُ
تَفَرَّقَ أَهْواءُ الجَميعِ، وَثُوِّرَتْ
رَكائِبُ، أَدْنى سَيْرِهِنَّ نِقالُ
وفي الرَّكبِ نشوى المقلتينِ كأنَّها
وديعة ُ أدحيٍّ، وهنَّ رئالُ
لها نظراتُ الرِّيمِ تملأُ سمعهُ
حفيفاً بأيدي القانعينَ نبالُ
وفي الدَّمعِ من خوفِ الوشاة ُ إذا رنتْ
إلينا أناة ٌ والمطيُّ عجالُ
فَياحَسَراتِ النَّفْسِ حينَ تَقَطَّعَتْ
لِبَيْنٍ- كما شاءَ الغَيورُ- حِبالُ
ونحنُ بنجدٍ قبلَ أن تفطنَ النَّوى
بنا، ويروعَ القاطنينَ زيالُ
على مَنْهَلٍ عَذْبِ النِّطافِ كَأَنَّما
أَدارَ بِهِ كأْسَ الشُّمولِ شمالُ
رَكَزْنا حَوالَيْهِ الرِّماحَ وَمَالَنا
سواها إذا فارَ الهجيرُ ظلالُ
يَلوذُ بِها مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ جَحاجِحٌ
بهم تلقحُ الآمالُ وهي حيالُ
مُلوكٌ إِذا اسْتَلُّوا الظُّبا اسْتَنْهَضَ الرَّدى
صوارمُ دبَّتْ فوقهنَّ نمالُ
فَلَيْسَ لَهُمْ غَيْرَ المَعالي لُبانَة ٌ
ولا غيرَ أطرافِ السُّيوفِ ثمالُ
عُلاً كَأَنابِيبِ الرِّماحِ تَناسَقَتْ
بناها لنا عمٌّ أغرُّ وخالُ
وخيرُ عتادي في الحروبِ مهنَّدٌ
نَفى صَدأً عَنْ مَضْرِبَيْهِ صِقالُ
وفي السِّلْمِ مَيْلاءُ الخِمارِ كَأَنَّها
إذا التفتتْ خوفَ الرَّقيبِ، غزالُ
وكم طرقتني والنُّجومُ كأنَّها
على مفرقِ اللَّيلِ الأحمِّ ذبالُ
فبرَّح بي سحرٌ حرامٌ بطرفها(31/304)
دمي لكَ يا سحرَ العيونِ حلالُ
فَلا تَعِديني يابْنَة َ القَوْمِ نائِلاً
يَطولُ اقْتِضاءٌ دونَهُ وَمِطالُ
وَمَنْ كانَ عَفّاً في هَواكِ ضَميرُهُ
فَسيانِ هَجْرٌ عِنْدَهُ وَوِصالُ
ولولا التُّقى لَمْ أَتْرُكِ البيضَ كَالدُّمَى
وإن ظلِّلتْ بالمرهفاتِ حجالُ
وإنّي لأثني النَّفسَ عمّا تريدهُ
إذا كانَ في العقبى على َّ مقالُ
ولا أرتضي خلاً يدومُ ودادهُ
على طمعٍ ما دامَ عندي مالُ
أرى الناسَ أَتْباعُ الغِنى ، وَلِمَنْ نَبا
بِهِ الدَّهْرُ مِنْهُمْ ضَجْرَة ٌ وَمَلالُ
إذا ما استَفَدْتَ المالَ مالُوا بِوُدِّهِمْ
إِليكَ ، وَحالوا إِن تَغَيَّرَ حالُ
فَمنْ لي على غَيِّ التَّمَنِّي بِصاحِبٍ
عَزيمَتُهُ لِلْمَشْرَفِيّ مثالُ
إذا مَدَّ مِنْ أَثْناءِ خُطْوَتِهِ المَدى
فليسَ يناجي أخمصيهِ كلالُ
وَيُقَدِمُ والأسْيافُ تُغْمَدُ في الطُّلَى
وللخيلِ من صوبِ الدِّماءِ نعالُ
وَإنْ طَرَقَ الأَعْداءَ وَالَّليلُ مُظْلِمٌ
أطلَّت عليهم بالصَّباحِ نصالُ
فيصدرها عنهم رواءً متونها
وقد وَرَدَ الهَيْجاءَ وَهْيَ نِهالُ
فتى ً سيبه قيدُ الثَّناءِ، وسيفهُ
لأدمِ المتالي في الشِّتاءِ عقالُ
إذا مَاسَأَلْتَ الحيَّ عَنْ خَيْرِهِمْ أَباً
أشارت نساءٌ نحوهُ ورجالُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وأغرَّ إنْ عذرَ الورى
وأغرَّ إنْ عذرَ الورى
رقم القصيدة : 26058
-----------------------------------
وأغرَّ إنْ عذرَ الورى
في حبِّهِ عذلَ الحجى
وقيبهُ في ناظريَّ
قَذى ً وَفي صَدْري شَجَى
أهوى إليَّ بكأسهِ
كَالجَمْرِ حِينَ تَأَججَّا
واللَّيلُ أسحمُ لمْ يكدْ
سِرْبَالُهُ أَنْ يُنْهِجَا
فَافْتَرَّ عَنْ قِصَر أَها
بَ بِفَجْرِهِ فَتَبَلَّجَا
وَكَأَنَّ طُرَّة َ صُبْحِهِ
لِيثَتْ بِناصِيَة ِ الدُّجَى
العصر العباسي >> الأبيوردي >> عَلَوْتَ فَدُونَكَ السَّبْعُ الشِّدادُ
عَلَوْتَ فَدُونَكَ السَّبْعُ الشِّدادُ
رقم القصيدة : 26059(31/305)
-----------------------------------
عَلَوْتَ فَدُونَكَ السَّبْعُ الشِّدادُ
وأَنتَ لِكُلِّ مَكْرُمَة ٍ عِمادُ
وّدانَ لَكَ العِدا فَلَهُمْ خُضوعٌ
وَلولا الرُّعْبُ لَجَّ بِهِمْ عِنادُ
وَعَزُّوا حِينَ غِبْتَ فَهُمْ أُسْوَدٌ
وَذَلُّوا إذْ حَضَرْتَ فَهُمْ نَقادُ
إذا ما سارَقُوكَ اللَّحْظَ أَدْنَتْ
مَسافَتَهُ المُهَنَّدَة ُ الحِدادُ
كَأَنَّهُمُ وَنارُ الحَرْبِ يَقْظَى
تَمَشَّى في عُيونِهِمُ الرُّقادُ
هُمُ بَخِلوا بِطاعَتِهِمْ وَلكنْ
على الأَسَلاتِ بِالأرْواحِ جادوا
وَغَرَّهُمُ بِكَ المَطْوِيُّ كَشْحاً
على إحَنٍ يَغَصُّ بِها الفُؤادُ
وَكَيْفَ يَرومُ شَأْوَكَ في المَعالي
وَشِسْعُكَ فَوْقَ عاتِقِهِ نِجادُ
يَضِجُّ الدَّسْتُ مِنْ حَنَقٍ عَلَيْهِ
وَيَبْصُقُ في مُحَيَّاهُ الوِسادُ
فَأَخْلَدَ مِنْ غِوايِتَهِ إلَيْهِمْ
وَبانَ لَهُ بهُلْكِهِمُ الرَّشادُ
وَسَوَّلَ بِالمُنى لَهُمُ أُموراً
أَعاروها جَماجِمَهمْ فَبادُوا
وَدَبَّرَها فَدَمَّرَها بِرَأْيٍ
تُجانِبُهُ الإصابَة ُ وَالسَّدادُ
خَبَتْ نَجَداتُهمْ، وَالجُبْنُ يُعْدي
بِهِ، وَالنّارُ يُطْفِئُها الرَّمادُ
إذا صَلَحَتْ لَهُ حالٌ فَأَهْوِنْ
عَلَيهِ بِأَنْ يَعُمَّهُمُ الفَسادُ
كَأَنَّ النَّقْعَ إذْ أَرْخى سُدولاً
عَلَيهِمْ قَبلَ مَهْلِكِهِمْ حِدادُ
كَأَنَّ الصَّافِناتِ الجُرْدَ فيهم
يُدافُ على قَوائِمِها الجِسادُ
فَهُمْ مِنْ بَيْنِ مُعْتَجِرٍ بِسَيفٍ
وَمُقْتَسَرٍ يُؤَرِقُهُ الصِّفادُ
وَآَخَرُ تَرْجُفُ الأحْشاءُ مشنْهُ
نَجا بِذَمائِهِ، وَلَكَ المَعادُ
وَكانَ لَهُ سَوادُ اللَّيلِ جاراً
وَبئْسَ الجارُ لِلْبَطلِ السَّوادُ
يُحَرِّكُ طِرْفَهُ وَبِهِ لُغوبٌ
وَيَمْسَحُ طَرْفَهُ وَبهِ سُهادُ
إذا ارْتَكَضَ الكَرَى في مُقْلَتَيْهِ
أَقَضَّ على جَوانِحِهِ المِهادُ
أَبى أَنْ يَلْتَقي الجَفْنانِ مِنْهُ
كَأَنَّ الهُدبَ بَيْنَهُما قَتادُ(31/306)
فَأَلْحِمْهُمْ سُيوفَكَ ، إِنَّ فيها
إذا انتُضِيَتْ، رَغائِبَ تُسْتَفادُ
وَلَسْتَ بِواجِدٍ لَهُمُ ضَميراً
أَبَنَّ به وَفاءٌ أَو وِدادُ
يَلُفُّونَ الضلوعَ على حُقودٍ
لها بِمَقيلِ هَمِّهِمُ اتِّقادُ
إِذا ما السَّيْفُ خَشَّنَ شَفْرَتَيْهِ
أَخو الغَمَراتِ لانَ لَهُ القِادُ
وَكَمْ لَكَ مِنْ مَواطِنَ صالِحاتٍ
بِهِنَّ لِفارجِ الكُرَبِ احتِشْادُ
وَأَبْطالٍ كَآسادٍ تَمَطَّتْ
كَذُؤْبانِ الرِّداهِ بِهِمْ جِيادُ
تَخالُهُمُ أَراقِمَ في دُروعٍ
تُحَدِّقُ مِنْ مَطاويها الجَرادُ
إذا دَلَفوا إلى الهَيْجاءِ عَفَّتْ
على الأَعْداءِ داهِيَة ٌ نَآدُ
بِيَوْمٍ كادَ مِنْ قَرَمٍ إِلَيْهِمْ
تَلَمَّظُّ في حَواشِيهِ الصِّعادُ
وَطِئْتَ بِهْمِ سَنامَ الأرضْ حَتّى
تَرَكْتَ تِلاعَها وَهْيَ الوِهادُ
تُلَقّي الطَّعْنَ لَبّاتِ المَذاكِي
وَيُدْمي مِنْ حَوامِيها الطِّرادُ
فأَنْتَ الغيثُ، شِيمَتُهُ سَماحٌ
وأَنْتَ اللَّيْثُ ، عُرْضَتُهُ جِلادُ
مِنَ النَّفَرِ الأُلى نَقَصَ المُسامي
غَداة َ رأى مَساعِيَهُمْ وَزادوا
لَهُمْ أَيْدٍ إذا اجتُدِيَتْ سِباطٌ
تُصافِحُهنَّ آمالٌ جِعادُ
ووادٍ مُونِقُ الجَنَباتِ ، تَأْوي
إليهِ، إذا تَجَهَّمَتِ البِلادُ
وَمِثْلُكَ زانَ سُؤْدَدَ أَوَّليهِ
بِطارِفِهِ ، وَزيَّنَهُ التِّلادُ
فَأَنْمَيْتَ الذي غَرَسوهُ قَبْلاً
كَما يَتَعاهَدُ الرَّوْضَ العِهادُ
فَلا زالَتْ زِنادُكَ وارياتٍ
فَقدْ وَرِيَتْ بِدَوْلَتِكَ الزِّنادُ
العصر العباسي >> البحتري >> أبا سعيد وفي الأيام معتبر
أبا سعيد وفي الأيام معتبر
رقم القصيدة : 2606
-----------------------------------
أبَا سَعِيدٍ، وَفي الأيّامِ مُعْتَبَرُ،
والدّهْرُ في حَالَتَيْهِ الصّفْوُ والكَدَرُ
ما للحَوَادِثِ، لا كانَتْ غَوَائِلُها،
وَلاَ أصَابَ لَهَا نَابٌ، وَلاَ ظُفُرُ
تَعَزَّ بالصّبْرِ، واستَبدِلْ أُسًى بأَسًى،
فالشّمسُ طالِعَةٌ، إنْ غُيّبَ القَمَرُ(31/307)
وَهَلْ خَلاَ الدّهْرُ، أُولاهُ وآخِرُهُ،
مِنْ قَائِمٍ بهُدًى، مُذْ كُوّنَ البشَرُ
إيهَاً عَزَاءَكَ لا تُغْلَبْ عَلَيْهِ، فَما
يَسْتَعْذِبُ الصّبْرَ إلاّ الحَيّةُ الذّكَرُ
فَلَمْ يَمُتْ مَنْ أميرُ المُؤمِنينَ لَهُ
بَقِيّةٌ، وإنِ اسْتَوْلَى بِهِ القَدَرُ
مَضَى الإمامُ وأضْحَى في رَعيّتِهِ
إمامُ عَدْلٍ بِهِ يُسْتَنْزَلُ المَطَرُ
إنّ الخَليفَةَ هَارُونَ الذي وَقَفَتْ،
في كُنْهِ آلائِهِ، الأوْهامُ والفِكَرُ
ألْفَاكَ في نَصْرِهِ صُبْحاً أضَاءَ لَهُ
لَيْلٌ، من الفِتْنَةِ الطَّخياءِ، مُعتكِرُ
سَكّنْتَ حَدَّ أُنَاسٍ فَلَّ حَدَّهُمُ
حَدٌّ مِنَ السّيفِ، لا يُبْقي ولاَ يَذَرُ
كُنتَ المُسارِعَ في توكيدِ بَيْعَتِهِ،
حَتّى تَأكّدَ مِنْهَا العَقْدُ، والمِرَرُ
وَدَعْوَةٍ، لأصَمّ القَوْمِ، مُسمِعَةٍ،
يُصْغي إلَيها الهُدَى، والنّصرُ والظَّفَرُ
أقَمْتَهَا لأمِيِرِ المُؤمِنِينَ بِمَا
في نَصْلِ سَيْفِكَ إذ جاءَتْ بها البُشَرُ
فاسْلَمْ جُزِيتَ عَنِ الإسلامِ من ملِكٍ
خَيراً، فأنْتَ لَهُ عِزٌّ وَمُفْتَخَرُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وعاذلة ٍ والفجرُ في حجرِ أمهِ
وعاذلة ٍ والفجرُ في حجرِ أمهِ
رقم القصيدة : 26060
-----------------------------------
وعاذلة ٍ والفجرُ في حجرِ أمهِ
تَلُوُمُ وَمَا أَدْري عَلامَ تَلومُ
تُعَيّرُني أَنْ يَرْضَعَ الحَمْدُ نَائِلي
وتعلمُ ما أسعى لهُ وأرومُ
ولي هممٌ لا ينكرُ المجدُ أنَّها
بِأَطْرارِ آفَاقِ السَّماءِ نُجُومُ
وَفِيها سُروُرُ النَّفْسِ وَاليْسْرُ جَاذِبٌ
بضبعي وإنْ أعسرتُ فهيَ همومُ
دَوُنَ المَعالي مُنْيَة ٌ أَوْ مَنِيِّة ٌ
وَكُلٌّ عَلى وِرْدِ المَنُونِ يَحُومُ
سَأَطْلُبُها وَالنَّقْعُ يَضفْو رِداؤُهُ
وَجُرْدُ المَذاكى في الِّدماءِ تَعومُ
فما أربي إلاّ سريرٌ ومنبرٌ
وذكرٌ على مرِّ الزَّمانِ يدومُ(31/308)
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَرَتْ، واللَّيْلُ يَرْمُزُ بِالصَّباحِ
سَرَتْ، واللَّيْلُ يَرْمُزُ بِالصَّباحِ
رقم القصيدة : 26061
-----------------------------------
سَرَتْ، واللَّيْلُ يَرْمُزُ بِالصَّباحِ
بُثَيْنَة ُ وَهْي جائِلَة ُ الوِشاحِ
وَأَجْنحَة ُ النُّجوم يَمِلْنَ زُوراً
لَهُنَّ تَخاوُصُ الحَدَقِ المِلاحِ
وَنَحْنُ على رَحائِلِنا جُنوحٌ
نَحُثُّ العِيسَ في سُرَرِ البِطاحِ
وَيَجْمَحُ بي إِلى العَلَمَيْنِ شَوْقٌ
أَفُضُّ لَهُ اللِّجامَ مِنَ المِراحِ
وَأَنْشَقُ مِنْ رُبا نَجْدٍ نَسيماً
يُغازِلُ في أَباطِحِهِ الأَقاحي
فَمالَت لِلْكَرَى حَدَقٌ تُجَلِّي
رُنُوَّ الصَّقْرِ لألأَ بِالجَناحِ
وَآبَ خَيالُها وَاللَّيْلُ داجٍ
وَنِضْوِي فاترُ اللَّحَظاتِ طاحِ
أَحِنُّ صَبابَة ً وَيَحِنُّ شَوْقاً
كِلا القَلْبَيْنِ ، وَيْبَكَ ، غَيْرُ صاحِ
وَلَوْ نَطَقَ المَطِيُّ لَبَثَّ وَجْداً
يُؤَرِّقُنا بِأَلْسِنَة ٍ فِصاحِ
أكاسِرَة َ الجُفونِ عَلى فُتورٍ
سَمَوْتِ لَنا وَنَحْنُ على رُماحِ
أُعاتِبُ فيكِ أَخْفافَ المَطايا
وَأَسْأَلُ عَنْكَ أَنْفاسَ الرِّياحِ
تُساوِرُني الخُطوبُ ولا أُلاقي
جِماحَ الخَطْبِ إلاّ بِالجِماحِ
رُوَيْدَكَ يا زَمانُ ، أَكُلَّ يَوْمٍ
مُعانَدَة ٌ مِنَ القَدَرِ المُتاحِ؟
وقد طالَ الثَّواءُ عَلى الهُوَيْني
وَحَنَّ إِلى مَسارِحِها لِقاحِي
يُجاذِبُ هِمَّتي وَجْهٌ حَييٌّ
طِلابَ العِزِّ في زَمَنٍ وَقاحِ
وَأَقْطَعُ بالمُنَى عُمْري ، وَنَفْسي
أُعَلِّلُها بِآمالٍ فِساحِ
وَأَجْثِمُ بِالعِراقِ، وَلِلْفَيافي
مَناسِمُ هذهِ الإبِلِ القِماحِ
وَهَلاّ أَرْتَقي هَضَباتِ مَجْدٍ
قَواعِدُهُ بُيِينَ على الصِّفاحِ
وَمثلي حين تُبْتَدَرُ المَعالي
تَهونُ عَلَيْهِ أَطْرافُ الرِّماحِ
أَأَخْضَعُ لِلزَّمانُ وفي بَنيهِ
قُصورٌ حينَ نَضْرِبُ بِالقِداحِ
وَيُلْحِفُني رِداءَ العِزِّ قَرْمٌ(31/309)
يَحومُ على مَكارِمِهِ امْتداحي
لَهُ والمُزْنُ لا يَنْدَى جُفوناً
بَنانُ يَدٍ تُجَنُّ على السَّماحِ
مِنَ الشُّمِّ الأنوفِ بَني عُوَيْفٍ
ذَوي النَّخواتِ وَالأُدْمِ الصِّحاحِ
يَلوثُونَ الحُبا ، وَالعِزُّ فيها
على كَرَمٍ وَأَحْلامٍ رِجاحِ
أَزَرْتُكَ يا أبَا زُفَرٍ ثَناءً
يَعافُ زِيارَة َ العُصَبِ الشِّحاحِ
كَأَنَّكَ حينَ تَسْمعُهُ اهتِزازاً
بِكَ النَّشَواتْ مِنْ فَضَلاتِ راحِ
طَوَيْتَ إلى العِراقِ مَسابَ صِلٍّ
يُنَضْنِضُ عِنْدَ مُعْتَلِجِ الكِفاحِ
وَشِمْتَ بِرَأْيِكَ الأَسْيافَ عَنْهُ
فَأَقْلَعَتِ الكِباشُ عَنِ النِّطاحِ
وَعُدْتَ وَتَحْتَ رايَتك العَوالي
تُحَدِّثُ عن حِماهُ المُسْتَباحِ
فَلَمْ يَفِدِ العُفاة ُ عَلَيكَ إلاّ
بِآمالِ تَرِفُّ على النَّجاحِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ومتَّشحٍ باللُّؤمِ جاذبني العلا
ومتَّشحٍ باللُّؤمِ جاذبني العلا
رقم القصيدة : 26062
-----------------------------------
ومتَّشحٍ باللُّؤمِ جاذبني العلا
فَقَدَّمَهُ يُسْرٌ وَأَخَّرَني عُسْرُ
وَطَوَّقْتُ أَعْناقَ المَقادِيرِ ما أَتى
بِهِ الدَّهْرُ حَتَّى ذَلَّ لِلْعَجُزِ الصَّدْرُ
وَلَوْ نِيلَتِ الأَرزْاقُ بِالفَضلِ وَالحِجَى
لَمَّا كان َ يَرْجُو أَنْ يَثُوبَ لَهُ وَفْرٌ
فيا نفسُ صبراً إنَّ للهمِّ فرجة ً
ومَالَكِ إلاّ العِزُّ عِنْدي أَو القَبْرُ
ولي حسبٌ يستوعبُ الأرضَ ذكرهُ
على العدمُ والأحسابُ يدفنها الفقرُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَرَى طَيْفُها وَاللَّيْلُ رَقَّ ظَلامُهُ
سَرَى طَيْفُها وَاللَّيْلُ رَقَّ ظَلامُهُ
رقم القصيدة : 26063
-----------------------------------
سَرَى طَيْفُها وَاللَّيْلُ رَقَّ ظَلامُهُ
وَقَدْ حُطَّ عن وَجْهِ الصَّباحِ لِثامُهُ
وَهَبَّتْ عَصافيرُ اللِّوَى فَتَكَلَّمَتْ
وَجاوَبَها فَوْقَ الأَراكِ حَمامُهُ
وكنتُ وَأَصْحابي نَشاوَى مِنَ الكَرى(31/310)
وَنِضْوي على الوَعْساءِ مُلْقى ً خِطامُهُ
أُجاذِبُ ذِكْرَى العامِرِيَّة ِ نَعسَة ً
بِحيثُ الرُّقادُ الحُلْوُ صَعْبٌ مَرامُهُ
فَما راعَني إلاّ الخَيالُ وَعَتْبهُ
وَفَجْرٌ نَضا بُرْدَ الظَّلامِ ابْتسامُهُ
وَشُهْبٌ تَهاوَتْ لِلْغُروبِ كَأَنَّما
يُذابُ على الأفقِ النُّضارُ وَسامُهُ
كأَنَّ ظَلامَ اللَّيلِ ، والنَّجْمُ جانِحٌ
إلى الغَرْبِ غِمْدٌ وَالصَبَّاحُ حُسامُهُ
فَقُلْتُ لِصَحْبي إذْ وَشَى الدَّمعُ بالهَوى
وَأَظْهَرَ ما تُخْفي الضُّلوعُ انْسِجامُهُ
دَعُوا ناظِري يَطْفو وَيَرْسُبُ في دَمٍ
فَلَولاهُ ما أَلْوى بِقَلبي غَرامُهُ
ولا تَعْذُلوني فَالهَوى بَغْلِبُ الفَتى
ولا يَنْثَني عَنْهُ لِلَومٍ يُلامُهُ
لَعَزَّ على حَيٍّ بِنَعْمانَ نازلٍ
مَطافُ أَخيهمْ بالحِمى وَمُقامُهُ
يَهيمُ بِمَكْحولِ المَدامِعِ شادِنٍ
يَهيجُ زَئيرَ العَامِريِّ بُغامُهُ
وَيَخْضَعُ في كَعْبٍ لِغَيْرانَ يَحْتَمي
بِجارٍ خُزَيْمِيِّ الإباءِ سَوامُهُ
ولوزَ بَّنَتهُ الحَرْبُ طارَت أُفيرخٌ
مَجاثِمُها تَحْتَ المَغافرِ هامُهُ
أَيَخْشَى العِدا والدَّهرُ قُوِّمَ دَرؤُهُ
بِعُثْمانَ مَرْميّاً إليه زِمامُهُ
فَلَوْ ناوَلَ الأَقْمارَ أَطْرافَ ذِمَّة ٍ
إذاً لَوَقاهُنَّ المَحاقَ ذِمامُهُ
إذا سارَ في الأَرْضِ الفَضاءِ بِجَحْفلٍ
ثَنى الشَّمْسَ حَيْرَى في السَّماءِ قَتامُهُ
وَمَدَّ سَحاباً مِنْ قَناً، وَقِسيُّهُ
رُعودُ المَنايا، وَالبُروقُ سِهامُهُ
يَحوطُ أَقاليِمَ البِلادِ بِكَفِّهِ
يَراعٌ على أرْبابِهِنَّ احْتِكامُهُ
وَيَنْحَلُ مِنْ نَحْلٍ وَأَفْعَى مَشابِهاً
فَيُحْيي وَيُردْي أَرْيُهُ وَسِمامُهُ
إليكَ ابْنَ خَيْرِ القَرْيَتَيْنِ طَوى الفَلا
بِرَحْلي غُرَيْرِيٌّ تَفَرَّى خِدامُهُ
وَلَسْتُ أَشِيمُ البَرْقَ يَتْبَعُهُ الحَيا
إذا مَنَّ بِالسُّقْيا عَلَيَّ غَمامُهُ
وَأَلْوي عِنانَ الطَّرفِ عَنْهُ إذا ذَعا(31/311)
سِوايَ إلى الرِّيِّ الذَّليلِ أُوامُهُ
فَأَمْطَيْتَني جَوْنَ الإهابِ مُطَهَّماً
يُلاثُ على السِّيدِ الأَزَلِّ حِزامُهُ
وَيَمْرَحُ في ثِني العِذارِ كَأَنَّهُ
تَسَرْبَلَ لَيلاً وَالثُّريَّا لِجامُهُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> حَتّامَ تَشْكو الصَّدى بِيْضٌ مَباتِيرُ
حَتّامَ تَشْكو الصَّدى بِيْضٌ مَباتِيرُ
رقم القصيدة : 26064
-----------------------------------
حَتّامَ تَشْكو الصَّدى بِيْضٌ مَباتِيرُ
وَلا تَخوضُ دَماً جُرْدٌ مَحاضِيرُ
وَطَالِبُ العِزِّ لا يُلْقي مَراسِيَهُ
بِحَيْثُ يُمْتَهَنُ الشُّمُّ المَغاوِيرُ
ولستُ أدري أنالَ الدّهرُ منْ جدتي
جَهالَة ً بِيَ، أَمْ جُنَّ المَقادِيرُ
وَلي قَصائِدُ تَحْكي رَوْضَة ً أُنُفاً
تَبَسَّمَتْ في حَواشِيها الأَزاهِيرُ
وَالشِّعْرُ لَيْسَ بِمُجْدٍ، فَالمُلوكِ لَهُمْ
أيدٍ صخورٌ وأعراضٌ قواريرِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَما وَتَجَنِّي طَيْفِها المَتأَوِّبِ
أَما وَتَجَنِّي طَيْفِها المَتأَوِّبِ
رقم القصيدة : 26065
-----------------------------------
أَما وَتَجَنِّي طَيْفِها المَتأَوِّبِ
لَيالِيَ رَوَّحْنا المَطايَا بِغُرَّبِ
لقد زَارَني وَالعَتْبُ يَقْصُرُ خَطوَهُ
وَأَحبِبْ بِهِ مِنْ زائِرٍ مُتَعَتِّبِ
يُواصِلُنا وَاللَّيْلُ غَضٌّ شَبابُهُ
وَيَهْجُرُ إن شابَتْ ذَوائِبُ غَيْهَبِ
فما لي وَللطيَفِ المُعاوِدِ مَوْهِناً
سَرى كَاختطافِ البارقِ المُتَصَوِّبِ
وقد كُنتُ راجَعْتُ السُّلُوَّ عَن الصِّبا
وَأَضْمَرْتُ تَوْديعَ الغَزالِ المُرَبَّبِ
وَرُحْتُ غَبِيَّ السِّنِّ عَنْ كلِّ مضحَكٍ
وَمُنْكَسِرَ الأَلحاظِ عَنْ كُلِّ مَلْعَبِ
على حِينَ نادَى بِالظَّعائِنِ أَهْلُها
وَلَمْ يَحْذَروا العُقْبى لِما في المُغَيَّبِ
وَأَوْدَى قِوامُ الدّينِ حتّى توَلَّعَتْ
صُروفُ اللَّيالي فَرَنَّقْنَ مَشْرَبي
سَأَذْكُرُهُ لِلرَّكْبِ كَلَّتْ مَطْيُّهُمْ(31/312)
وَلِلسَّفْرِ إذْ أَعْياهُمُ وَجْهُ مَطْلَبِ
وَلِلآمِلِ الصّادي مَتى يَبْدُ مَنهَلٌ
وَلَمْ يَكُ مِن أَحْواضِهِ يَتَنَكَّبُ
وَلَولا نِظامُ الدِّينِ كانَتْ لُحومُنا
وَإنْ كَرَُمَتْ نُهْبى نُسورٍ وَأَذْؤُبِ
وما زالَ مِنْ أَبْناءِ إسْحاقَ كَوْكَبٌ
يَلوحُ إذا وَلّى الزَّمانُ بِكَوْكَبِ
وَلَمّا أَتانِي أَنَّهُ قَمَعَ العِدا
هَتَفَتُ بِآمالٍ روازِحَ لُغَّبِ
وَقُلْتُ لِصَحْبي بادِرُوا الصُّبحَ نَبْتَكِرْ
على بابِليٍّ في الزُّجاجَة ِ أَصْهَبِ
له مَشْرِقٌ في أَوْجُهِ الشَّرْبِ بَعْدَما
تُصَوِّبُ ما بينَ اللُّها نَحْوَ مَغْرِبِ
كَأَنَّ الحَبابَ المُسْتَطيرَ إذا طَفا
لآَلِىء ُ إلاَّ أَنَّها لَمْ تُثَقَّبِ
وَمِنْ أَرْيَحيَّاتي، وَلِلرَّاحِ نَشْوَة ٌ
متى تَدُرِ الكَأَسُ الرَّوِيَّة ُ أَطْرَبِ
فَظَلْنا بِيْومٍ قَصَّرَ اللَّهْوُ طُولَهُ
نَشاوَى ، وَلَمْ نَحْفِلُ عِتابَ المُؤنِّبِ
تَنِمُّ إلينا بِالسُّرورِ مزَاهِرٌ
يُغازِلْنَ أَطْرافَ البَنانِ المُخَضَّبِ
إذا كُنْتَ جاراً لِلْحُسَيْنِ فَلا تُبَلْ
رِضَى المُتَجَنّي فَاتْرُكِ الدَّهْرَ يَغْضَبِ
أَخَو عَزْمَة ٍ تُغْنِي إذا الأَمْرُ أَظْلَمَتْ
جَوانبُهُ، عَنْ باتِرِ الحَدِّ مِقْضَبِ
وَيَسْمو إلى أَعْدائِهِ مِنْ كُماتِهِ
وَآرائِهِ في مِقْنَبٍ بَعْدَ مِقْنَبِ
وَيَرْميهمُ، وَاليَوْمُ دامٍ عَجاجُهُ
بِجُرْدٍ يُبارِينَ الأعِنَّة َ شُزَّبِ
وَيَكْنُفُهُ نَصْرٌ يُناجي لِواءهُ
إذا ما هَفا كَالطائِرِ المُتَقَلِّبِ
فللِّهِ مَيمونُ النَّقيبَة ِ، إن غزا
أَراحَ إلَيهِ مالَهُ كُلُّ مُغْرِبِ
يَقولُ لِمُرْتادِ السَّماحَة ِ مَرْحَباً
إذا النِّكْسُ لَوّى ماضِغَيْهِ بِمَرْحَبِ
وَيُلْقي لَدَيْهِ المُعْتفونَ رحالَهُمْ
بِأَفْيَح لا يَعْتادُهُ المَحْلُ مُخْضِبِ
حَلَفْتُ بِأَيدي الرّاقِصاتِ إلى منى
يُبارِينَ وَفْدَ الرِّيْحِ في كُلِّ سَبْسَبِ(31/313)
عَلَيها غُلامٌ لاحَهُ السَّيرُ والسُّرى
بِهِ قَلَقٌ مِنْ عَزْمِهِ المُتَلَهِّبِ
وَهَزَّ الفَيافي عُودَهُ إذْ تَشَبَّثَتْ
يَدُ الدَّهْرِ مِنْهُ بِاللِّحاءِ المُشذَّبِ
فَلَمْ يَدَّرِعْ وَالشّمسُ كادَ أُوارُها
يُذيبُ الحَصى ، ظِلَّ الخِباءِ المُطَنَّبِ
فما زال يَطويها وَيَطوينَه الفَلا
إلى أَنْ أَنَخْناهُنَّ عِندَ المُحَصِّبِ
لأَوْهَيْتَ أَرْكانَ العَدُوِّ بِكاهِلٍ
تُحَمِّلُهُ عِبْءَ المَعالي، وَمَنْكِبِ
وَمَنْ يَتَصَدَّى لِلْوِزارَة ِ جاهِداً
وَيَمْسَحُ عِطْفَ المَطْلَبِ المُتَعَصَّبِ
فَقَدْ نَزَعَتْ وَلَهى إليكَ، وَخَيَمت
بِخَيْرِ فَتى ً، وَاستَوْطَنَتْ خَيْرَ مَنْصِبِ
وَشَتَّانَ ما بَيْنَ الوَزيرَيْنِ : وادِعٍ
أَتَتْهُ العُلا طَوْعاً ، وَآخَرَ مُتْعَبِ
فَحَسْبُ أَبيكَ مَفْخَراً أَنَّكَ ابنُهُ
كَما أَنَّهُ ناهيكَ في الفخْرِ مِنْ أَبِ
بَقِيتَ وَلا زالَتْ تَروحُ وَتَغْتَدي
إليكَ المَساعي غَضَّة َ المُتَنسَّبِ
ولا بَرِحَ الحُسّادُ يَكْسو وليدهُمْ
لَواعِجُ مِنْ هَمٍّ غَدائِرَ أَشْيَبِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خليليَّ بئسَ الرَّأيُ ما تريانِ
خليليَّ بئسَ الرَّأيُ ما تريانِ
رقم القصيدة : 26066
-----------------------------------
خليليَّ بئسَ الرَّأيُ ما تريانِ
أما لكما بالنَّائباتِ يدانِ؟
تُريدانِ مِنّي أَنْ أُزيرَ مَدائِحي
هجيناً فما قومي إذاً بهجانِ
وَمَنْ يَكْتَسِبْ مَالاً بِعِرْضٍ يُذِيلُهُ
فلا ذاقَ طعمَ العيشِ غيرَ مهانِ
وإنْ شئتما أنْ تعلما ما أُجنُّهُ
فليسَ بمأمونٍ عليهِ لساني
وَعَنْ كَثَبٍ يُفْضِي بِسِري إليْكُما
غرارُ حسامٍ أو شباة ُ سنانِ
وإخوانِ صدقٍ كنتُ أرعي مغيبهمْ
وَأَدْفَعُ عَنْهُمْ وَالرِّماحُ دَوانِ
فَلَمّا اسْتَفادُوا ثَرْوَة ً بَطِروا بِها
وضاعَ خماصُ الحي بينَ بطانِ
أرى أيدياً نالتْ غنى ً بعدَ خلَّة ٍ
لأِلأَمِ قَوْمٍ في أَخَسِّ زَمانِ(31/314)
فَضَنّتْ بِما تَحْويهِ، شُلَّ بَنانُها
وَإنْ رُمْتَ جَدْواها فَشُلَّ بَنانِي
وَمِنْ حَدَثَانِ الدَّهْر أَنْ أَسْتَميحَهُمْ
وَتَحْتَ نِجادِي مِدْرَهُ الحَدَثانِ
ولكنَّني في معشرٍ لا تسوؤهمْ
أَحادِيثُ تَقْلَولي لَها الأُذنانِ
إِذا عَاهَدُوا أوْ عَاقَدوا فَعُهودُهُمْ
عهودُ قيونِ في وفاءِ قيانِ
وجارتهمْ في الأمنِ غيرُ مصونة ٍ
وجارهمُ في الرَّوعِ غيرُ معانِ
بَكَتْ أُمُّ عَمْرٍ وإذْ أُنِيخَتْ رَكائِبي
بحيثُ الهضابُ الحمرُ منْ همدانِ
فَأذْرَتْ دُموعاً كَالجُمانِ تُفِيضُها
على خدِّ مقلاقِ الوشاحِ رزانِ
وما علمتْ أنَّ السُّيوفَ تشبَّثتْ
بِأَذْيالِ شَمْطاءِ القُرونِ عَوانِ
فَأَبْكَتْ رِجَالاً كَالأُسودِ، وَلَمْ تُبَلُ
بُكاءَ نِساءٍ كَالظِّباءِ غَوانِ
وَقُمْتُ فَقَرَّطتُ الأَغَرَّ عِنانَهُ
وفي اليدِ ماضي الشَّفرتينِ يمانِ
وَلَسْتُ إذَا ما الدَّهْرُ أُحْدَثَ نَكْبَة ً
خْفِيّاً بِمُسْتَنِّ الخُطوبِ مَكاني
لئنْ بسطتْ باعي منَ اللهِ نعمة ٌ
ولمْ أحي يومي نائلٍ وطعانِ
فَما أَسْنَدَتْني كَفُّ أَرْوَعَ مَاجِدٍ
إلى نَحرِ رَوْعاءِ الفُؤَادِ حَصانِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> هُوَ طَيْفُها وَطُروقُهُ تَعْليلُ
هُوَ طَيْفُها وَطُروقُهُ تَعْليلُ
رقم القصيدة : 26067
-----------------------------------
هُوَ طَيْفُها وَطُروقُهُ تَعْليلُ
فَمَتى يَفي لَكَ، والوَفاءُ قَليلُ
وَكَأَنَّ زَورْنَهُ تَأَلُّقُ بارِقٍ
هَتَفَتْ بِهِ النَّكْباءُ وَهْيَ بَليلُ
عَرَضَتْ لَوامِعُهُ فَطَرَّبَ مُجْدِبٌ
وَمَضَى ، فَلا عِدَة ٌ ولا تَنْويلُ
أَأميمَ إنْ أَشْبَهْتِهِ في خُلْفِهِ
فَالخُلْفُ يَقْبُحُ وَهْوَ مِنْكِ جَميلُ
وَلهُ ابتِسامُكِ عِنْ ثُغورٍ لَمْ يَكُنْ
يُشْفَى بِهِنَّ مِنَ المُحِبِّ غَليلِ
وَالقَدُّ مِنْ مرَحِ الصِّبا مُتَأَوِّدٌ
وَالطَّرْفُ مِنْ تَرَفِ النَّعيمِ عَليلُ
وَالخَصْرُ خَفَّ فلا يَزالُ وِشاحُهُ(31/315)
قَلِقاً، وما وارى الإزارُ ثَقيلُ
غُضِّي مِنَ الإدْلالِ فَهْوَ على النَّوَى
ما دامَ يَجْلِبُهُ المَلالُ، دَليلُ
وَدَعي الوُشاة َ فَكُلُّ مامَحِلوا بِهِ
عِنْدَ اللِّقاءِ يُزيلُهُ التَّأويلُ
وَوَراءَ وَصْلِكُمُ القَصيرِ زَمانُهُ
هَجْرٌ- كما شاءَ الغَيورُ- طويلُ
لو دَامَ قَبْلَكُمُ اجتِماعٌ لَمْ يَذُقْ
أَلَمَ افْتِراقٍ مالِكٌ وَعَقيلُ
وَلَئِنْ صَدَدْتِ فَبَينَنَا مَجْهولة ٌ
لِلرَّكْبِ فيها رَنَة ٌ وَعَويلُ
تَسْري بِعَقْوتِها الرِّياحُ لَواغِباً
وَلَهُنَّ مِنْ حَذَرِ الضَّلالِ أَليلُ
أنا وَالمَطى ُّ وَجِنْحُ لَيلٍ مُظلِمٍ
وَلَدَيَّ إن نَزَلَ الهَوانُ رَحيلُ
فَالهَجْرُ أَرْوَحُ وَالأماني ضَلَّة ٌ
إنْ حالَ عَهْدٌ أَو أَرابَ خَليلُ
وَتَطَرُّفُ القُرنَاءِ يَقْبُحُ بِالفَتى
لكنْ دَواءُ الغَادِرِ التَّبْديلُ
هِمَمٌ تَنَقَّلُ بي، فَإِنْ قَلِقَتْ بها
دارٌ، نضا عَزَماتِيَ التَّحويلُ
وَأَبى لِجيدي أَن يُطَوَّقَ مِنَّة ً
شَرَفٌ بَناهُ الأَنْبِياءِ أَثيلُ
نَطَقَ الزَّبورُ بِفَضْلِهِ المَشْهورِ وَالـ
ـقُرآنُ وَالتَّوْراة ُ والإنِجيلُ
مِنْ مَعْشَرٍ لَهُمُ السَّماحَة ُ شِيمَة ٌ
وَالمَجْدُ تِربٌ والنَّجومُ قَبيلُ
لَهُمُ المُعَلّى والرَّقيبُ مِنَ العُلا
وَبِهِمْ أَفاضِ قِداحَهُنَّ مُجيلُ
فَرَحَلْتُ والنَّفْسُ الأَبيَّة ُ حُرَّة ٌ
وَالعَزمُ ماضٍ وَالحُسامُ صَقيلُ
هَلْ يُعْجِزَنِّي والبِقاعُ فَسيحَة ٌ
في هذهِ الأرضِ الفَضاءِ مَقيلُ؟
بِقَصائِدٍ قَسَتِ اللَّيالِي، وَاكْتَسَتْ
مِنْها، فَرَقَّتْ بُكرَة ٌ وَأَصيلُ
إِنْ شَارَفَتْ أَرْضاً تَطَلَّعَ نَحْوَها
أُخرى ، كَأَنَّ مُقامَها تَحْليلُ
خَضِلَتْ بِدَجْلَة َ والفُراتِ ذُيولُها
فَاهْتَزَّ مِنْ طَرَبٍ إليها النِّيلُ
وَأَزارَها ابْنَ الدَّارِمِيِّ أَبا النَّدى الـ
إكْرامُ وَالتَّعْظيمُ وَالتَّبْجيلُ
خَضَبَتْ مَناسِمَها إلى عَرصَاتِهِ(31/316)
خُوصٌ نَماهَا شِدقِمٌ وَجَديلُ
وَلَكَمْ تَسافَهَتْ البُرُونُ لِمَطْلِبٍ
وَتَناجَتِ الرُّكْبانُ أَيْنَ تَميلُ
فَأَقَمْنَ حَيثُ المَجْدُ أَتْلَعُ، وَالنَّدى
جَمٌّ وَظِلُّ المَكْرُماتِ ظَليلُ
وَرَعَينَ حالِيَة َ الرَّبيعِ وَدُونَها
جارٌ بِما تَعِدُ الظُّنونُ كَفيلُ
وَمُسَدَّدُ العَزَماتِ لا يَغْتالُها
خَطْبٌ كَما اعْتَكَرَ الظَّلامُ، جَليلُ
وَيُصيبُ أَعْقابَ الأُمورِ إذا ارْتَأَى
عَفْواً، وَآراءُ الرِّجالِ تَفيلُ
وَإذا الوَغَى حَدَرَ الكُماة ُ لِثامَهُ
وَوَشَى بِسِرِّ المَشرَفِيِّ صَليلُ
وَرِماحُهُ تُوِّجْنَ مِنْ هامِ العِدا
وَلَخيْلِهِ بِدِمائِهمْ تَنْعيلُ
نُشِرَتْ رَفَارِفُ دِرْعِهِ عَنْ ضَيْغَمٍ
يَحْمي الحَقيقَة َ وَالأَسِنَّة ُ غِيلُ
هيهاتَ أَن يَلِدَ الزَّمانُ نظيرَهُ
إنَّ الزَّمانَ بِمِثْلِهِ لَبَخيلُ
فَالضَّيْفُ إلاّ عَنْ نَداهُ مُدَفَّعٌ
وَالجارُ إلاّ في ذَراهُ ذَليلُ
نَفَضَتْ إلى أَفْيائِهِ لِمَمَ الرُّبا
أَيْدي الرَّكائِبِ، سَيْرُهُنَّ ذَميلُ
شَرِقَتْ بِنَغْمَة ِ شاعِرٍ أو زائِرٍ
وَدَعا هَديرٌ فَاسْتَجابَ صَهيلُ
مَهْلاً فَما دَنَتِ النُّجومُ لِطامِعٍ
في نَيْلهِنَّ، وَهَلْ إلِيهِ سَبيلُ
وَسَعْيتَ لِلعَلْياءِ حَتَّى أَيْقَنَتْ
أَنَّ الأَوائِلَ سَعْيُهُمْ تَضْليلُ
واهاً لِعَصْرِكَ وَهْوَ يَقْطُرُ نَضْرة ً
وَيَميسُ تَحْتَ ظِلالِهِ التَّأمِيلُ
فَكَأنَّهُ وَرْدُ الخُدودِ إذا اكْتَسَتْ
خَجَلاً وَكادَ يُذيبُها التَّقْبيلُ
لَولا تَأَخُّرُهْ، وقد أَوْقَرْتَهُ
كَرَماً، لَنَمَّ بِفَضْلِهِ التَّنزيلُ
أينَ المَدى وَلقد بَلَغَتْ مِنَ العُلا
رُتباً تَرُدُّ الطَّرفَ وَهْوَ كَليلُ
وَتَقابَلَتْ غَاياتُها فَتَماثَلَتْ
حَتّى تَعَذَّرَ بَيْنَها التَّفْضيلُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> بدتْ وجناحُ الفجرِ لم يتنفَّضِ
بدتْ وجناحُ الفجرِ لم يتنفَّضِ
رقم القصيدة : 26068(31/317)
-----------------------------------
بدتْ وجناحُ الفجرِ لم يتنفَّضِ
لَوامِعُ بَرْقٍ يَشْتَكي الأَيْنَ مُومِضِ
يَلوحُ ابْتِسامَ العامِرِيَّة ِ، وَالجَوى
يُبَرِّحُ بي، وَالنَّجْمُ لَمْ يَتَعَرَّضِ
فقلتُ لأدنى صاحبيَّ وقد طوى
عَلى النَّوْمِ جَفْنَيْ راقِدِ اللَّيْلِ مُغْمِضِ
تَصِحُّ وَتَلْحانِي فَذَرْنِي وَحُبَّها
فَإنَّ مُصِحِّي في الصَّبابَة ِ مُمْرِضي
وَمَنْ يَتَعَوَّضْ عَنْ هَواهُ فَإِنَّني
وجدِّكَ عنْ ظمياءَ لم أتعوَّضِ
أَحِنُّ إلَيْها، وَالنَّوى مُطمَئِنَّة ٌ
بنا وبيوتُ الحيِّ لمْ تتقوَّضِ
فلا الصَّبرُ موجودٌ ولا القلبُ ذاهلٌ
ولا الشَّملُ مجموعٌ ولا الشَّوقُ منقضِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> إيهاً فَكَمْ تُهْصَرُ أَغْصانُ الضَّالْ
إيهاً فَكَمْ تُهْصَرُ أَغْصانُ الضَّالْ
رقم القصيدة : 26069
-----------------------------------
إيهاً فَكَمْ تُهْصَرُ أَغْصانُ الضَّالْ
والْعِيسُ يَمْرَحْنَ بِمُسْتَنِّ الآلْ
مِنْ كُلِّ فَتْلاءِ الذِّراعِ مِرقْالْ
يَفْحَصْنَ أُدْحِيَّ الظَّليمِ المِجْفالْ
مِيلِ الهَوادي ناحِلاتِ الأَوْصالْ
كَأَنَّها مَزْمُومَة ٌ بِالأَصْلالْ
فَهُنَّ أَمْثالُ الحَنايا الأَعطالْ
بِها اهْتِزازاتُ الوَشيجِ العَسَّالْ
لِلْحَدْوِ بِالأَهْزاجِ قَبْلَ الأرْمالْ
قَدْ وَشَّجَتْ بِالغَدَواتِ الآصالْ
بِمَسْرَحِ العُفْرِ وَمَرْعى الأوعْالْ
ارِمْ بِها واللَّيلُ ضافي الأَذْيالْ
مِنْ لَهَواتِ الوادِ مَغْنى ً مِحْلالْ
تَرْشُفُ دَرّاتِ الغَمامِ الهَطَّالْ
حَيثُ تَرودُ السَّرَواتُ الازْوالْ
وَيَمْلأُ السَّمْعَ زَئيرُ الرِّئْبالْ
وَيَسْحَبُ الفارِسُ ذَيْلَ القَسْطالْ
صامَتْ حَوالَيْهِ بنَاتُ العَقّالْ
مِنْ كُلِّ وَضَّاحِ المُحيّا صَهّالْ
بِضيعُهُ خاظٍ وَهادِيهِ عالْ
صافي الأَديمِ مُسْتَنيرِ السِّرْبالْ
كَأَنَّما رُشَّ عليهِ الجريالْ
يُديرُ إمّا هَزَّ عِطْفَى ْ مُخْتالْ(31/318)
مَكْحُولَتَيْ ظَبْيٍ يُراعِي أَطْفالْ
أَغْدو عَلَيهِ في فُتُوٍّ أَقْيالْ
كَالإبِلِ الجُرْبِ هَناهُنَّ الطّالْ
وَالبيضُ تَمْشي راجِحاتِ الأَكفالْ
مِنْ كُلِّ بَلْهاءِ التَّثَنّي مِكْسال
تُبْدي لأَطْرافِ القَنا عَنْ خَلْخالْ
وَالسَّمْهرِيَّاتُ بِأَيْدِي أَبْطالْ
تَميسُ في أَطْرافِهِنَّ الآجالْ
يا حبذا رعيُ المطيِّ الأهمالْ
إذا تَجاذَبْنَ فُروعَ الأَهدال
تَكْرَعُ مِنْ رَشْحِ الحَيا في أَوشْالْ
عُوجاً إلى رَجْعِ الحُداءِ الجَلْجالْ
لا عِزَّ إلاّ لِرُوَيْعِي أَشوالْ
لم يَتَطرَّقْ عَرَصاتِ البُخّالْ
يَخْطِرُ في أَثْناءِ بُرْدٍ أَسْمالْ
وَلا يُناجي خَطَراتِ الآمال
فَإنَّ أَطواقَ الأَيادي أغلال
العصر العباسي >> البحتري >> ما بعيني هذا الغزال الغرير
ما بعيني هذا الغزال الغرير
رقم القصيدة : 2607
-----------------------------------
ما بِعَيْنَيْ هذا الغَزَالِ الغَرِيرِ
مِنْ فُتونٍ، مُستَجلَبٍ من فتورِ
إسْتَوَى الحُبُّ بَيْنَنَا فَغَدا الدّهـ
ـرُ قَصِيراً، واللّهوُ غَيرَ قَصِيرِ
أنَخِيلٌ بعالِجٍ، أمْ سَفينٌ
عائِماتٌ، أمْ أُولياتُ خُدُورِ
قَرُبُوا بَعْدَ نِيّةٍ، وَاطمأنّوا
بَعْدَ إدْمَانِ قِلْعَةٍ وَمَسِيرِ
لِتَداني القُلُوبِ، إنّ تَدانِيـ
ـهِنّ داعٍ إلى تَداني الدّورِ
لَيسَ في العَاشِقِينَ أنقَضُ حَظّاً
في التّصَابي مِنْ عَاشقٍ مَهجورِ
ضَعُفَ الدّهرُ عن هَوَانَا وما الدّهْـ
ـرُ عَلَى كلّ دَوْلَةٍ بِقَديرِ
حَسُنَتْ لَيْلَةُ الكَثيبِ، فكانتْ
ليَ أُنْساً، وَوَحْشَةً للغَيُورِ
ضَلّ بَدْرُ السّمَاءِ، أوْ كَادَ لَمّا
وَاجَهَتْهُ وُجُوهُ تِلْكَ البُدُورِ
أللّوَاتي يَنْظُرْنَ بالنّظَرِ الفَا
تِرِ مِنْ أعْيُنِ الظّبَاءِ الحُورِ
يَتَبَسّمْنَ مِنْ وَرَاءِ شفوف الـ
ـرّيْطِ عَنْ بَرْدِ أُقْحُوَانِ الثّغُورِ
وَيُسارِقْنَ، والرّقِيبُ قَرِيبٌ،
لَحَظاتٍ يُعْلِنّ سِرّ الضّمِيرِ(31/319)
شَغَلَ الحَمْدَ والثّنَاءَ جَميعاً،
عن جَميعِ الوَرَى، نَوَالُ الأميرِ
وإذا ما استهلّ بالحَسَنِ الجُو
دُ، فإنّ الكَثيرَ غَيرُ كَثِيرِ
مَلِكٌ عِنْدَهُ، على كلّ حالٍ،
كَرَمٌ زَائِدٌ على التّقديرِ
فَكَأنّا مِنْ وَعْدِهِ وَجَدَاهُ،
أبَداً، بَينَ رَوْضَةٍ وَغَديرِ
جامعُ الرّأيِ، لَيْسَ يَخفى عَلَيهِ
أينَ وَجْهُ الصّوَابِ، في التّدبيرِ
تَتَفادَى الخُطُوبُ مِنْهُ، إذا ما
كَرّ فيهَا برَأيِهِ المَنْصُورِ
قَهَرَ الدّهْرَ، أوّلاً وأخيراً،
بحجًى مِنْهُ أوّلٍ وأخِيرِ
فَلَهُ، كُلّما أتَتْهُ أُمُورٌ
مُشكِلاتٌ، دَلائِلٌ من أُمُورِ
كِسرَوِيٌّ عَلَيْهِ مِنْهُ جَلالٌ،
يَمْلأُ البَهْوَ مِنْ بَهَاءٍ وَنُورِ
وَتَرَى في رُوَائِهِ بَهْجَةَ الملْـ
ـكِ، إذا ما استَوْفَاهُ صَدرُ السِّرِيرِ
وإذا ما أشَارَ هَبّتْ صَبَا المِسْـ
ـكِ، وَخِلتَ الإيوَانَ من كافُورِ
يُطلِقُ الحِكمَةَ البَليغَةَ في عَرْ
ضِ حَديثٍ، كاللّؤلؤِ المَنثُورِ
يا ابنَ سَهْلٍ، وأنْتَ غَيرُ مُفيقٍ
مِنْ بِنَاءِ العَلياءِ، أُخرَى الدّهورِ
إنّ للمِهْرَجَانِ حَقّاً عَلَى كُلّ
كَبيرٍ مِنْ فارِسٍ وَصَغِيرِ
عيدُ آبَائِكَ المُلُوكِ ذوِي التّيـ
ـجانِ أهلِ النّهَى، وأهلِ الخيرِ
مِنْ قُباذٍ، وَيَزْدَجِرْدَ، وَفَيْرُو
زَ، وكسرَى، وَقبْلِهِمْ أرْدَشِيرِ
شاهَدوهُ في حَلْبَةِ الملْكِ يَغدو
نَ عَلَيْهِ في سُنْدُسٍ وَحَرِيرِ
عظموه ووقوروه ومحقو
ق بفضل التعظيم والتوقير
هُوَ يَوْمٌ، وَفيهِ مِنْ كُلّ شهرٍ
خُلُقٌ، فَهْوَ جامعٌ للشّهُورِ
بعدتْ فيهِ الشّعرَى من الجو في
الحكم، فَلا مُوقِدٌ لِنَارِ الهَجِيرِ
وَكَأنّ الأيّامَ أُوثِرَ بالحُسْـ
ـنِ عَلَيها ذو المِهْرَجَانِ الكَبيرِ
فأرِحْ فيهِ مِنْ مُبَاشَرَةِ المَجْـ
ـدِ بِلَهْوٍ مِنْ غَيْرِهِ، أوْ سُرُورِ
غَيرَ أنّي أرَاكَ لَسْتَ بِغَيْرِ الـ
ـمَجْدِ أُخْرَى الأيّامِ بالمَسْرُورِ(31/320)
سَرّكَ الله في جَمِيعِ الأُمُورِ،
وَوقاكَ المَحذورَ بالمَحْذُورِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَذِي سَفَهٍ أَلْقَيْتُ فَضْلَ خِطامِهِ
وَذِي سَفَهٍ أَلْقَيْتُ فَضْلَ خِطامِهِ
رقم القصيدة : 26070
-----------------------------------
وَذِي سَفَهٍ أَلْقَيْتُ فَضْلَ خِطامِهِ
إليهِ وكمْ أبقى على جهلهِ علمي
فَلَمّا أَبَى إلا طِماحاً إلى الخَنَى
تجافيتُ عنهُ والتفتُّ إلى حلمي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ياحادِيَ الشَّدَنِيّاتِ المَطاريبِ
ياحادِيَ الشَّدَنِيّاتِ المَطاريبِ
رقم القصيدة : 26071
-----------------------------------
ياحادِيَ الشَّدَنِيّاتِ المَطاريبِ
أَناقِلٌ أَنْتَ أَخْبارَ الأَعاريبِ؟
ترَّفعت بكَ أو بي همَّة ٌ تركت
هذا الرُّدينيَّ مهزوزَ الأنابيبِ
فَعُجْ عَلى خِيَمٍ لَفّتْ وَلائِدُها
أَطنابَهُنَّ بِأَعْرافِ السَّراحِيبِ
واهاً لليلتنا بالجزعِ إذ طرقتْ
عفرَ الأجارعِ من بطحاءِ ملحوبِ
وَالوائليُّونَ يَسْري في عُيونِهِمُ
كَرَى ً هُوَ الغُنْجُ في لَحْظِ الرَّعابيبِ
وَلاحَ في الكِلَّة ِ الصَّفراءِ لي رَشأٌ
يرمي دجى اللَّيلِ عن أجفانِ مرعوبِ
طَرَقْتُهُ وَالنُّجومُ الزُّهْرُ حائِرَة ٌ
على مطهَّمة ٍ جرداءَ يعبوبِ
وقد دَنَتْ منهُ حَتّى أَوْدَعَتْ أَرَجاً
أَحْناءَ سَرْجي أَفاوِيهٌ مِنَ الطِّيبِ
وَكادَ يَفْتِلُ إكْرامَاً لِزائِرِهِ
عِذارَها مِنْ أَثيثِ النَّبْتِ غِرْبيبِ
لكنَّهُ سترَ البدرَ المنيرَ بهِ
حتى أجارَ محبّاً صدغُ محبوبِ
وقد أَخَذْنا بِأَطْرافِ الحَديثِ فَكَمْ
دَمْعٍ على مَلْعَبِ الأَطواقِ مَسْكوبِ
وَاسْتُعْجِلَتْ قُبَلٌ مَرَّتْ على شَبِمٍ
صافي القرارة ِ بالصَّهباءِ مقطوبِ
إنّي لأَدَّرِعُ اللَّيلِ البَهيمَ ولا
أُليحُ مِنْ قَدَرٍ يَأْتيكَ مَجْلوبِ
وفيَّ من شيمِ الضِّرغامِ جرأتهُ
إذا أَرابَتْكَ أَخْلاقٌ مِنَ الذِّيبِ
أواصلُ الخشفَ والغيرانُ مرتقبٌ(31/321)
لا خيرَ في الوصلِ عندي غيرَ مرقوبِ
وَلا أُحالِفُ إلاّ كلَّ مُشْتَمِلٍ
على حسامٍ منَ الأعداءِ مخضوبِ
يستنزلُ الموتَ في إقدامهِ طرباً
إلى مدى ً يدعُ الشُّبانَ كالشِّيبِ
ويستجيشُ إذا ما خطَّة ٌ عرضت
رَأْياً يَشيعُ بِأَسْرارِ التَّجاريبِ
مِنْ مَعْشَرٍ يَحْمَدُ العافي لِقاحَهُمُ
إذا امتدرَّت أفاويقُ الأحاليبِ
أَعْداؤُهُمْ وَمَطاياهُمْ على وَجَلٍ
فهم أعادي رؤوسٍ أو عراقيبِ
مدَّ المعاويُّ من أضباعهم فلهم
عزٌّ تردَّوا بهِ ضافي الجلابيبِ
أبو عليٍّ لهُ في خندفٍ شرفٌ
لفَّ العلا منهُ موروثاً بمكسوبِ
على نحورِ الملوكِ الصِّيدِ منشؤهُ
وفي الحُجورِ مِنَ البِيضِ المَناجيبِ
ذُو هِمَّة ٍ تَرَكَتْ كَعْباً وَأُسْرَتَهُ
بغاربٍ في مراقي الفخرِ مجبوبِ
وشيمة ٍ فاحَ ريَّاها كما أرجت
خميلة ٌ وهيَ نشوى من شآبيبِ
فَأَسْفَرَتْ عُقَبُ الأَيَّامِ عَنْ مَثَلٍ
بِهِ وَإنْ رَغِمَ الطّائِيُّ مَضْروبِ
لَهُ أَساليبُ مِنْ مَجْدٍ أَبَرَّ بِها
على الوَرى ، وَالعُلا شَتَّى الأَساليبِ
يهتزُّ منبرهُ عجباً بمنطقهِ
ترنُّحَ الشَّربِ من سكرٍ وتطريبِ
وَلَيْسَ إنْ ثارَ في أَثْناءِ خُطْبَتِهِ
كالمهرِ يخلطُ ألهوباً بألهوبِ
لكنّهُ يَمْلأُ الأَسماعَ مِنْ كَلِمٍ
ضاحٍ على صفحاتِ الدَّهرِ مكتوبِ
والقارحُ المتمطّي في علالتهِ
يشوبُ في الحضرِ تصعيداً بتصويبِ
يابنَ الّذينَ إذا ما أفْضَلُوا غَمَروا
عُفاتَهُمْ بِعَطاءٍ غَيْرِ مَحْسوبِ
إنّي بِمَدْحِكَ مُغْرى ً غَيْرُ مُلْتَفِتٍ
إلى نَدى ً خَضِلِ الأنْواءِ مَطْلوبِ
وَكَمْ يَدٍ لَكَ لاتَخْفَى أَمائِرُها
ما هَيَّجَتْ عَرَبيَّاً حَنَّة ُ النِّيبِ
وَكَيفَ أَشْكُرُ نُعماكَ التي هَطَلَتْ
بها يَمَينُكَ وَطْفاءَ الأهاضِيبِ
لا زِلْتَ تُلْقِحُ آمالاً وَتَنْتِجُها
مواهبٌ يمتريها كلُّ محروبِ
وتودعُ الدَّهرَ من شعرٍ أحبِّرهُ
مَدائِحاً لَمْ تُوَشَّحْ بِالأكاذيبِ(31/322)
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَلِفْتُ الهُوَيْنى في زَمانٍ لأَهَلِهِ
أَلِفْتُ الهُوَيْنى في زَمانٍ لأَهَلِهِ
رقم القصيدة : 26072
-----------------------------------
أَلِفْتُ الهُوَيْنى في زَمانٍ لأَهَلِهِ
على غَيْرِ ما يَرْضَى بِهِ المَجْدُ تَحْريضُ
وَلَوْ وَجَد ابْنُ الغابِ في الأرْضِ مَمْرَحاً
لكانَ لهُ عنْ خطَّة ِ الضَّيمِ تقويضُ
فَمَنْ لي بيوْمٍ ترْتوي فيهِ من دَمٍ
رُدَيْنِيَّة ٌ سُمْرٌ وَهِنْدِيَّة ُ بِيضُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> تَجَنّى عَلَيْنا طَيفُها حينَ أُرْسِلا
تَجَنّى عَلَيْنا طَيفُها حينَ أُرْسِلا
رقم القصيدة : 26073
-----------------------------------
تَجَنّى عَلَيْنا طَيفُها حينَ أُرْسِلا
وَهَلْ يَتَجَنّى الحِبُّ إلاّ لِيَبْخَلا؟
يَعُدُّ، وَلم أُذْنِبْ، ذُنوباً كَثيرَة ً
تَلَقَّفَها مِنْ كاشِحٍ أَو تَمَحَّلا
ولي هِمَّة ٌ تَأبَى ، وَلِلْحُبِّ لَوْعَة ٌ
أَضُمُّ عَلَيها القَلْبَ أَنْ أَتَنَصَّلا
أَتَحْسَبُ تلكَ العامِريَّة ُ أَنّني
أَذِلُّ، وَيَأْبَى المَجْدُ أَنْ أَتَذَللاَّ
وَتَزْعُمُ أَنّي رُضْتُ قَلْبي لِسَلْوَة ٍ
إذاً لا أقالَ اللّهُ عَثْرَة َ مَنْ سَلا
أَما عَلِمَتْ أَنَّ الهَوى يَسْتَفِزُّني
إذا الرَّكْبُ مِنْ نَحْوِ الجُنَيْنَة ِ أَقْبَلا
وَأَرْتاحُ لِلْبَرْقِ اليَماني صَبابَة ً
وَأَنْشَقُ خَفَّاقَ النَّسيمِ تَعَلُّلا
حَلَفْتُ لِرَعْيِ الوُدِّ لا لِضَراعَة ٍ
يُكَلِّفُها الحُبُّ الغَوِيَّ المُضَلَّلا
بِصُعْرٍ تَبارَتْ في الأزِمَّة ِ شُمَّذٍ
تَؤُمُّ بنا فَجَّاً مِنَ الأَرْضِ مَجْهَلا
طلَعْنَ بُدوراً بِالفَلا وَهْيَ بُدَّنٌ
وَعُدْنَ كَأَشْباحِ الأَهِلّة ِ نُحَّلا
عليهنَّ شُعْثٌ من ذُؤابَة ِ غالِبٍ
ضَمِنْتُ لَهُمْ أَنْ نَمْسَحَ الرُّكْنَ أَولاَّ
يُميلُ الكَرى منهمْ عَمائِمَ لاثَها
على المَجْدِ أَيْدٍ تَخْلُفُ الغَيْثُ مُسْبِلا(31/323)
فَلَسْنا نَرى إلاّ كَريماً يَهزُّهُ
حُداءٌ سَرى عَنهُ رِداءً مُهَلْهَلا
لَئِنْ صَافَحَتْ أُخْرى على نَأُي دارِها
يَميني، فلا سَلَّتْ على القِرْنِ مُنْصُلا
وَقُلْتُ ضِياءُ المِلَّة ِ اخْتَطَّ عَزْمُهُ
لِهِمَّتِهِ دونَ السِّماكِيْنِ مَنْزِلا
ولم يَتْرُكِ الضِّرْغامَ في حَوْمَة ِ الوَغى
جَباناً، وَلا صَوْبَ الغَمامِ مُبَخَّلا
ولا اخْضَرَّ واديهِ، على حينَ لاتَرى
مَراداً لِعيسٍ شَفَّها الجَدْبُ مُبْقِلا
فَتى ً شرِقَتْ بِالبِشْرِ صَفْحَة ُ وَجْههِ
كَأَنَّ عليها البَدْرَ حينَ تَهَلَّلا
هُوَ الغَيْثُ يُرْوي غُلَّة َ الأَرْضِ مُسبِلا
هُوَ اللَّيْثُ يَحمي ساحَة َ الغابِ مُشْبِلا
يُلاذُ بِهِ وَاليَوْمُ قانٍ أَديمُهُ
وَيُدْعَى إذا ما طارِقُ الخَطبِ أَعْضَلا
لَهُ إمْرَة ٌ عِنْدَ المُلوكِ مُطاعَة ٌ
وَرَأْيٌ بهِ يَسْتَقْبِلُ الأَمرَ مُشْكِلا
كَأَنَّ نُجومَ الأُفقِ يَتَبْعنَ أَمْرَهُ
فَلَوْ خالَفَتْهُ عادَ ذو الرُّمْحِ أَعْزَلا
لَقى ً دونَ أدنى شَأْوِهِ كُلُّ طَالبٍ
وَهَلْ غاية ٌ ضَمَّتْ حُبارى وَأَجْدَلا
فَحَظُّ مُجاريهِ إِذا جَدَّ جَدُّهُ
على إثرِهِ أَنْ يَملأَ العَيْنَ قَسْطَلا
أَتَى العيدُ طَلْقَ المُجْتلى فَتَلَقَّهُ
بِوَجْهٍ يَروقُ النَّاظِرَ المُتَأَمِّلا
وَضَحِّ بِمَنْ يَطْوي على الحِقْدِ صَدْرِهُ
فَإنّكَ مَهْما شِئْتَ وَلاّكَ مَقْتَلا
وَأَرْعِ عِتاباً تَحْتَهُ الوُدُّ كامِنٌ
مَسامِعَ يَمْلأْنَ الثَّناءَ المُنَخَّلا
أَرَى مَللاً حَيثُ التَفَتُّ يُهيبُ بي
وَما كُنتُ أَخْشَى أَنْ أُفارِقَ عَنْ قِلى
فَلَقَّيْتَني سُوءاً، لَقيتَ مَسَرَّة ً
وَخَيَّبْتَ آمالي ، بَقيتَ مُؤَمَّلا
أَمِنْ كَذِبِ الواشي وَتَكْثيرِ حَاسِدٍ
إِذا لَمْ يَجِدْ قَوْلاً صَحيحاً تَقَوَّلا
رَمَيْتَ بِنا مَرْمَى الغريبة ِ جُنِّبَتْ
عَلَى غُلَّة ٍ تُدمي الجَوانِحَ، مَنهَلا
وَأَطْمْعتَ في أَعْراضِنا كُلَّ كاشِحٍ(31/324)
يُجَرِّعُهُ الغَيْظُ السِّمامَ المُثَّملا
وَراءَكَ إنّي لَستُ أَغْرِسُ نَخْلَة ً
لأَجنِيَ منها حِينَ تُثْمِرُ حَنْظَلا
أَيَجْمُلُ أَنْ أُجْفَى فَآتِيَ مُغْضَباً
وَتَأْتِيَ ما لا تَرْتَضِيهِ لَنا العُلا
وَأَسْهَرُ في مَدْحي لِغَيْرِكَ ضَلَّة ً
وَأَدْعو سِواكَ المُنْعِمَ المُتَطَوِّلا
وَكُلُّ امرئٍ تَنْبو بِهِ الدَّارُ مُطْرِقٌ
على الهُونِ مَا لَمْ يَنوِ أَنْ يَتَحَوَّلا
وَها أَنا أَزْمَعْتُ الفِراقَ ، وفي غَدٍ
نَميلُ بَصدْرِ الأَرْحَبِيِّ إلى الفَلا
فَمَنْ ذا الذي يُهْدي إِليكَ مَدائِحاً
كَما أَسْلَمَ السِّلْكُ الجُمانَ المُفَصَّلا
بِنَثْرٍ يَمُجُّ السِّحْرَ طَوْراً ، وَتارَة ً
بِنَظْمٍ إِذا ما أَحْزَنَ الشِّعْرُ أَسْهَلا
فَمُصْبَحُهُ يَجْلو بِهِ الفَجْرُ مَبْسِماً
وَمُمْساهُ تُلْقى عِنْدَهُ الشَّمْسُ كَلْكَلا
وَنِعْمَ المُحامي دونَ مَجْدِكَ مِقْوَلي
بِهِ أُلْقِمَتْ قَسْراً أَعادِيكَ جَنْدَلا
بَقيِتَ لِمَنْ يَبْغي نَوالَكَ مَلْجَأً
وَدُمْتَ لِمَنْ يَرْجو زَمانَكَ مَوْئِلا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> يا صاحبيّ خذا للسَّيرِ أهبتهُ
يا صاحبيّ خذا للسَّيرِ أهبتهُ
رقم القصيدة : 26074
-----------------------------------
يا صاحبيّ خذا للسَّيرِ أهبتهُ
فَغَيْرُنا بِمُناخِ السُّوءِ يَحْتَبِسُ
أترقدانِ وفرعُ الصُّبحِ منتشرٌ
عليكما وذماءُ اللَّيلِ مختلسُ
إنْ تَجْهَلا ما يُناجِيني الحِفاظُ بِهِ
فالرُّمحُ يعلمُ ما أبغيهِ والفرَسُ
للهِ درِّي فكمْ أسمو إلى أمدٍ
والدَّهرُ في ناظريهِ دونهُ شوسُ
أَبْغِي عُلاً رامَها جَدِّي فأَدْرَكَها
وكانَ في غمرة ِ الهيجاءِ ينغمسُ
وَفي يَديِ كَلِسانِ الأَيْمِ مُرْهَفَة ٌ
غرارها بمقيلِ الرُّوحِ ملتبسُ
في مَعْرَكٍ يَتَشَكّى النَسْرُ بِطْنَتَهُ
بِهِ، وَلِلذِئْبِ في قَتْلاهُ مُنْتَهَسُ
وَذابِلي مِنْ نَجيعِ القِرْنِ مُغْتَرِفٌ(31/325)
وَمِنْ لَظَى الحِقْدِ في جَنْبَيْهِ مُقْتَبِسُ
فَأَيَّ أَرْوَعَ مِنّي نَبَهَّتْ هِمَمي
وَأَي شَأْوٍ مِنَ العَلْياءِ أَلْتَمسُ؟
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَلِ الرَّكْبِ يا ذَوّادُ عَنْ آلِ جَسّاسِ
سَلِ الرَّكْبِ يا ذَوّادُ عَنْ آلِ جَسّاسِ
رقم القصيدة : 26075
-----------------------------------
سَلِ الرَّكْبِ يا ذَوّادُ عَنْ آلِ جَسّاسِ
هَلِ ارْتَبَعوا بَعْدَ النُّقَيْبِ بِأَوْطاسِ
فَإنّي أَرى النِّيرانَ تَهْفو فُروعُها
عَلى عَذَبِ الوادي بِمَيثْاءَ مِيعاسِ
تَنَوَّرْ سَناهَا مِنْ بَعيدٍ ولا تُرَعْ
فليسَ على مَنْ آنَسَ النّارَ مِنْ باسِ
وَمَنْ مُوقِديها غادَة ٌ دُونَها الظُّبا
تَلوحُ بِأَيْدي غِلْمَة ٍ غيرِ أَنْكاسِ
وَكُلُّ رُدَيْنِيٍّ كَأَنَّ سِنانَهُ
يَعُطُّ رِداءَ اللَّيْلِ عَنْهُمْ بِنِبْراسِ
مُهَفْهَفَة ٌ غَرْثَى الوِشاحَيْنِ ، دُونَها
تَحَرُّشُ عُذَّالٍ وَرَقْبَة ُ حُرَّاسِ
يضيءُ لها وَجْهٌ يَرِقُّ أَديمُهُ
فَما ضَرها لَوْ رَقَّ لي قَلْبُها القاسي
وفي المِرْطِ دِعْصٌ رَشِّهُ الطَّلُّ ، أُزِّرَتْ
بِهِ تَحْتَ غُصْنٍ ، فَوْقَهُ البَدْرُ ، مَيَّاسِ
سَمَوْتُ لَها وَاللَّيْلُ حارَتْ نُجُومُهُ
على أُفُقٍ عارٍ ، بظِلِّ الدُّجَى كاسِ
فَهَبَّتْ كما ارتاعَ الغَزالُ ، وَأَوْجَسَتْ
مِن ابْنِ أَبيها خِيفَة ً أيَّ إِيجاسِ
تَشيرُ إِلى مُهِري حِذارَ صَهيلِهِ
وَتَسْتَكْتِمُ الأَرْضَ الخُطا خَشْيَة َ النَاسِ
فَقلْتُ لَها لا تَفْرَقي، وَتَشَبَّثي
بِنَهّاسِ أَقْرانٍ وَمَنَّاعِ أَخْياسِ
تَرُدُّ يَدَيهِ عَنْ وِشاحِكِ عِفَّة ٌ
وَعِرْضٌ صَقيلٌ لا يُزَنُّ بِأَدْناسِ
وَطَوَّقْتُها يُمْنَى يَدَيَّ ، وَصارِمي
بِيُسْرايَ، فَارتاحَتْ قَليلاً لإينامي
وَذُقْتُ ، عَفا عَنَّا الإِلَهُ وَعَنْكُمُ
جَنى رِيقَة ٍ تُلْهي أَخاكُمْ عَنِ الكاسِ
فَلَمَّا اسْتَطارَ الفَجْرُ مالَ بِعِطْفِها(31/326)
وَداعي، كما هَزَّ الصَّبا قُضُبَ الآسَ
وَكَمْ عَبْرَة ٍ بَلَّتْ وِشاحاً وَمِحْمَلاً
بِها زَفْرَة ٌ أَدْمَتْ مَسالِكَ أَنفاسي
وَلاحَتْ تَباشيرُ الصَّباحِ كَأَنَّها
سَنا المُقْتَدي بِاللهِ في آلِ عَبّاسِ
حَمى بَيْضَة َ الإسلامَ فاسْتَحْكَمَتْ بِهِ
عُراهُ، وقد شُدَّتْ لَدَيْهِ بِأَمْراسِ
يَلوذُ الرَّعايا آمِنينَ بِعِزِّهِ
لِياذَ عِتاقِ الطَّيْرِ بالجَبَلِ الرَّاسي
وَيُلْحِفُهُمْ ظِلاًّ مِنَ العَدْلِ وارِفاً
وَيَرْعاهُمُ بِالنَّائِلِ الغَمْرِ َوالباس
إِليكَ أميرَ المُؤْمِنينَ رَمَتْ بِنا
عُلاً تَنْتَهي أَعْراقُهُنَّ إلى الياسِ
وَلَمّا استَقَلَّتْ بي إلى العِزِّ همَّتي
نَفَضْتُ بِوادِيكَ المُقَدَّسِ أَحْلاسي
فَأَقْلَعَتِ الأيّامُ عَنّي ، وَرُبَّما
أَطَلَّتْ بِأَنْيابٍ علَيَّ وَأضراسِ
وَلَوْلاكَ لمْ أَسْتَوْهِبِ العِيسَ هَبَّة ً
على طُرُقٍ تُغْوي الأَدِلاّءَ، أَدراس
طَوَيْتُ إلى ناديكَ كُلَّ مُبَخَّلٍ
أَبَتْ شَوْلُهُ أَنْ تُسْتَدَرَّ بِإِبْساسِ
وَكُنْتُ أُرَجِّي النّاسَ قَبْلَ لِقائِكُمْ
فَها أَنا بِعْتُ الزِّبْرِقانَ بِشَمَّاسِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ضلَّتْ قبيِّلة ٌ راموا مساجلتي
ضلَّتْ قبيِّلة ٌ راموا مساجلتي
رقم القصيدة : 26076
-----------------------------------
ضلَّتْ قبيِّلة ٌ راموا مساجلتي
ولمْ تطأْ صفحة َ الغبراءِ أمثالي
وقدْ فضلتهمُ في كلِّ مكرمة ٍ
إلاّ الغنى والعلا في الفضلِ لا المالِ
فَكَمْ تَمَرَّسَ بي في الفَخْرِ جاهِلُهُمْ
تَمَرُّسَ الأَجْرَبِ المَهْنوءِ بِالطّالي
إن طوِّقوا نعماً واللُّؤمُ مشتملٌ
عليهمُ فهيَ أطواقٌ كأغلالِ
وَلي أَبٌ لَوْ أُعيرَ النّاس سُؤدَدَهُ
لَم يَرْغَبوا الدّهْرَ في عَمّ وَلا خَالِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَمُتَيَّمٍ زَهَرَتْ بِواقِصَة ٍ لَهُ
وَمُتَيَّمٍ زَهَرَتْ بِواقِصَة ٍ لَهُ
رقم القصيدة : 26077(31/327)
-----------------------------------
وَمُتَيَّمٍ زَهَرَتْ بِواقِصَة ٍ لَهُ
مَشْبُوبَة ٌ تَقْتادُ طَرْفَ العاشِي
وَتُضيءُ أَحْوَرَ يَسْتَفِزُّ إِلى الصِّبا
نِضْوَ المَشيبِ مُحالِفَ الإرْعاشِ
أَلِفَ الكَرى لَمّا اطْمَأَنَّ فِراشُهُ
وَهَجرْتُهُ قَلِقاً عَلَيَّ فِراشِي
يا مَنْ يُؤَرِّقُني هَواهُ ، وَمَدْمَعي
هَطِلٌ كَصَوْبِ العارِضِ الرَّشَّاشِ
لَمْ يَثْوِ حُبُّكَ في فُؤادي وَحْدَهُ
لكن جَرى في أَعْظُمى وَمُشاشى
لا تَحْسَبِ السِّرَّ الّذي اسْتَوْدَعَتْني
مِمَّا يَفُرُّ حَشايَ عنهُ الواشي
وَالشَّوْقُ يَحْلُمُ عَنْهُ لولا نَاظِرٌ
سُلِبَ الوَقارَ بِواكِفٍ طَيَّاشِ
كَالعُرْفِ يَكْتُمُهُ الأغَرُّ وَعَرْفُهُ
أَرِجٌ تَنُمُّ بِهِ المَدائِحُ فاشِ
نَشَزَتْ عَرانينُ العُداة ِ على البُرَى
فَأَذَلَّها بِأَزمَّة ٍ وَخشاشِ
يَجْلو دَياجيرَ الأُمورِ بِرَأْيِهِ
وَالدَّهْرُ أَغْبَرُ ، وَالخُطوبُ غَواشِ
وَتَظِلُّ مِنْهُ السَّمْهَرِيَّة ُ ضَيْغَماً
قَلِقَ الصَّوارِمِ مُطْمَئِنَّ الجاشِ
وَكَأَنَّ حائِمَة َ النُّسورِ إذا غَزا
تَأْوي مِنَ القَتْلى إلى أَعشاشِ
يا سَعْدُ إِنَّ الصِّلَّ عِنْدَكَ مُطْرِقٌ
فَاحْذَرْ سُؤورَ مُنَضْنِضٍ نَهَّاشِ
وَاجْنُبْ أخاكَ كُلَّ حادِثِ نِعْمَة ٍ
آنَسْتَهُ فَجَزاكَ بِالإيحاشِ
جَهِلَ الفَضيلَة َ فَهْوَ يُنْكِرُ أَهلَها
وَالشَّمْسُ تُعْشِي ناظِرَ الخَفّاشِ
وَيَشُبُّ ناراً لا يُرَدُّ زَفيرُها
وَاللَّيْلُ مُعْتَكِرٌ طَنينَ فَراشِ
طارَتْ بهِ الخُيَلاءُ إذْ جَذَبَ الغِنى
ضَبْعَيْهِ ، وَالطَّيَرانُ لِلْمُرْتاشِ
ولقد بُليتُ بِهِ بَلاءَ مُهَنَّدٍ
بِأَبَلَّ لا وَرَعٍ وَلا بَطّاشِ
فَسَدَ الأنامُ فَكُلُّ مَنْ صاحَبْتُهُ
راجٍ يُنافِقُ أَو مُداجٍ خاشِ
وَإِذا اخْتَبَرْتُهُمُ ظَفِرْتُ بِباطِنٍ
مُتَجَهِّمٍ ، وَبِظاهِرٍ نَشَّاشِ
لا شِمتُ بارِقَة َ اللَّئِيمِ وَإنْ غَدَتْ(31/328)
إِبلي تَلوبُ على صَرى ً نَشّاشِ
وَالشَّمْسُ راكِدَة ٌ، يذوبُ لعابُها
وَالظِّلُّّ يَكنِس تارَة ً ويَمُاشي
وَكَأَنَّهُنَّ ، وَهُنَّ يأْلَفْنَ الصَّدَى
مِنْ صَبْرِهنَّ عليهِ، غَيْرُ عِطاشِ
فَتَبَرُّضُ العافي عُفافَة َ مِنْحَة ٍ
يَحْبو بِها اللُّؤَماءُ شَرُّ مَعاشِرُ
رُفِعَ الأَظَلُّ على السَّنامِ ، وَأُوطِئَتْ
قِمَمَ السُّراة ِ أَخامِصَ الأوْباشِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> النّاسُ مِنْ خَوَلي، وَالدَّهْرُ مِنْ خَدَمي
النّاسُ مِنْ خَوَلي، وَالدَّهْرُ مِنْ خَدَمي
رقم القصيدة : 26078
-----------------------------------
النّاسُ مِنْ خَوَلي، وَالدَّهْرُ مِنْ خَدَمي
وَقِمة ُ النَّجْمِ عِنْدي مَوْطِىء ُ القَدَمِ
وَلِلْبَيان لِساني، وَالنَّدَى خَضِلٌ
به يدي والعلا يخلقنَ منْ شيمي
فَأَيْنَ مِثْلُ أَبي في العُرْبِ قاطِبَة ً
ومنْ كخاليَ في صيّابة ِ العجمِ؟
وَالنَّسْرُ يَتْبَعُ سَيْفِي حِينَ يَلْحَظُهُ
وَالدَّهْرُ يُنْشِدُ ما يَهْمي بِهِ قَلَمي
لَوْ صِيغَتِ الأَرضُ لي دُونَ الوَرى ذَهَباً
لَمْ تَرْضَها لِمُرَجِّي نائِلِي هِمَمِي
وَعَنْ قَليلٍ في مَأْزِقٍ حَرِجٍ
بهِ تشامُ السُّريجيّاتُ في القممِ
والبيضُ مردفة ٌ تبدو خلاخلها
في مسلكٍ وحلٍ منْ عبرة ٍ ودمِ
فالمجدُ في صهواتِ الخيلِ مطلبهُ
والعزُّ في ظبة ِ الصَّمصامة ِ الخذمِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَرَتْ وَجِنْحُ اللَّيْلِ غِرْبيبُ
سَرَتْ وَجِنْحُ اللَّيْلِ غِرْبيبُ
رقم القصيدة : 26079
-----------------------------------
سَرَتْ وَجِنْحُ اللَّيْلِ غِرْبيبُ
سِرْبٌ مِنَ البِيضِ رَعابِيبُ
يَعْثُرْنَ في ذَيْلِ الدُّجى إذْ ضَفا
لَها عَلَيْهِنَّ جَلابيبُ
وَكُلُّ سِرٍّ رُمْنَ كِتْمانَهُ
نَمَّ بِهِ الحَلْيُ أَوِ الطِّيبُ
طَرَقْنَنا والرَّكْبُ غِيدُ الطُّلى
تَخْدي بِنا العيسُ المَطاريبُ
ونحنُ بِالجَرْعاءِ مِنْ عالِجٍ(31/329)
حَيْثُ تُطيلُ الحَنَّة َ النِّيبُ
فَقُلْنَ إذ أَبْصَرْنَني باسِماً
حينَ زَوى الأوْجُهَ تَقْطيبُ
أَيَّ هُمامٍ مِنْكَ قَدْ رَشَّحَتْ
لِلْمَجْدِ آباءٌ مَناجِيبُ
فَدَأبُهُ، وَالصَّبْرُ مِنْ خِيمِهِ
سُرى ً يُعَنِّيهِ وَتَأْويبُ
يَجوبُ بِيداً غَيْرَ مَقْروعَة ٍ
لِلسَّيْرِ فيهِنَّ الظَّنابيبُ
فليتَ شِعْري هل أَزورُ الحِمى
أَمْ هَلْ يَروعُ الثُّلَّة َ الذِّيبُ
وَالشَّمسُ أَخْبى اللَّيلُ أَنْوارَها
وَالكَوْكَبُ الأَزْهَرُ مَشْبوبِ
في غِلْمة ٍ مُرْدٍ تَمَطّى بِهِمْ
إلى الوَغى جُرْدٌ سَراحيبُ
خَيْلٌ عِرابٌ فَوْقَ أَثْباجِها
في حَوْمَة ِ الحَرْبِ أَعاريبُ
مِنْ كُلِّ مَلْبونٍ سَليمِ الشَّظى
حابي القُصَيْرَى ، فيهِ تَحُنيبُ
يُكِلُّ وَفْدَ الرِّيحِ إنْ هَزَّ مِنْ
عِطْفَيْهِ إرْخاءٌ وَتَقَرْيبُ
وَكُلَّ يَوْمٍ مِنْ قِراعِ العِدا
لَبانُهُ بِالدَّمِ مَخْضوبُ
يَعْدو بِمَرْهُوبِ الشَّذا، يُتَّقَى
بِهِ الرَّدَى ، وَالبَأْسُ مَرْهُوبُ
في فِتْيَة ٍ تَسْحَبُ سُمْرَ القَنا
بِحَيْثُ ذَيْلُ النَّقْعِ مَسْحوبُ
مَدَّ قِوامُ الدِّينِ أَبْواعَهُمْ
إلى العُلا ، وَالعِزُّ مَطْلوبُ
أَرْوَعُ يَنْميهِ أَبٌ ماجِدٌ
إِلَيْهِما السُّؤْدَدُ مَنْسوبُ
مُقْتَبِلُ السِّنِّ، عَقيدُ النُّهى َ
تَقْصُرُ عَنْ غايَتِهِ الشِّيبُ
وَالمُلْكُ لا يَحمِلُ أَعباءهُ
مَنْ لَمْ تُهَذِّبْهِ التَّجاريبُ
وَاحتَوَشَتْهُ نُوَبٌ لِلفْتَى
فيهِنَّ تَصْعيدٌ وَتَصْويبُ
غَمْرُ النَّدى ، لَمْ يَحْتَضِنْ سَمْعَهُ
في جُودِهِ عَذْلٌ وَتَأْنيبُ
مُوَطَّأْ الأَكْنافِ، أَبوابُهُ
لَهُنَّ بِالزّائِرِ تَرْحيبُ
فَلا القِرى نَزْرٌ، ولا المُجْتَلَى
جَهْمٌ ، وَلا النّائِلُ مَحْسوبُ
كَالزَّهْرِ المَطْلولِ أَخْلاقُهُ
وَالرَّوْضُ مَشْمولٌ وَمَجْنوبُ
وَهْوَ غَمامٌ خَضِلٌ، فَالحيا
مُنْتَظَرٌ منهُ وَمَرْقوبُ
شَيَّدَ ما أَثَّلَ مِنْ مَجْدِهِ(31/330)
وَالمَجْدُ مَوْروثٌ وَمَكْسوبُ
بِنائِلٍ يُمْتارُ مِنْهُ الغِنى
لَهُ على العافي شَآبيبُ
وَعَزمَة ٍ نالَ بِها ما ابْتَغى
مِنَ العِدا، وَالسَّيْفُ مَقْروبُ
وَالسُّمْرُ لَمْ تَكْلَفْ بِلَيّاتِهِمْ
راعِفَة ً مِنْها الأنابيبُ
هذا وَكَمْ مِنْ غَمْرَة ٍ خاضَها
فيها نَقيعُ السُّمِّ مَشْروبُ
لِلأَسْلِ اللُّدْنِ بِأَرْجائِها
وَالخَيْلُ أُخْدودٌ وَأُلْهوبُ
واللّهُ يُعْلي رايَة ً ، نَصْرُها
بِرَأْيِهِ الثَّاقِبِ مَعْصوبُ
فَحِلْمُ مَنْ ساوَرَهُ عازِبٌ
وَلُبُّ مَنْ عاداهُ مَسْلوبُ
وَالجَهْلُ يُغْريِهِ على غِيِّهِ
بِهِ ، وَقِرْنُ الدَّهْرِ مَغْلوبُ
أَلْقى مَقالِيدَ الوَرى عَنْوَة ً
إليهِ تَرْهيبٌ وَتَرْغيبُ
يَفْرُشُهُمْ عَدْلاً وَأَمْناً فَلا
يُحَسُّ مَظْلومٌ وَمَرْعوبُ
يا مَنْ عَلَيْهِ أَمَلي حَائِمٌ
وَمَنْ إليهِ الحَمْدُ مَجْلوبُ
يَفْديكَ مَنْ شَدَّ على مالِهِ
وِكاءَهُ ، والعِرْضُ مَنْهوبُ
لَهُ عِشارٌ ليْسَ تُدْمَى لَها
في نَدْوَة ِ الحَيِّ عَراقيبُ
يُطْنِبُ هاجِيِهِ وَلا يَتَّقي
إثماً، وفي تَقْريظِهِ حُوبُ
فَهَجْوُهُ صِدقٌ، وفي مَدْحِهِ
تَكْبُو بَمُطْريهِ الأَكاذيبُ
وَالسَّبُّ يَلْتَفُّ بِذي ثَرْوَة ٍ
يَشِحُّ وَالباخِلُ مَسْبوبُ
فَما لأَيَّامي تَهَضَّمْنَني
وَالسَّيْفُ دونَ الضَّيْمِ مَرْكوبُ
غَرَّبْنَني عن وَطَني ضَلَّة ً
وَالوَطَنُ المَأْلوفُ مَحْبُوبُ
وَطَبَّقَ الآفاقَ ذِكري، فَلَمْ
يُخْمِلْهُ إجْلاءٌ وتَغْريبُ
وَالعَيْشُ في ظِلِّكَ حُلْوُ الجَنى
كَأَنَّهُ بِالأَرْيِ مَقْطوبُ
فَلا فُؤادي لِلنَّوى خافِقٌ
وَجْداً، وَلا دَمْعي مَسْكوبُ
وَكَيْفَ يَشْكو الدَّهْرُ مَنْ شِعْرُهُ
عَلى جَبينِ الدَّهْرِ مَكْتُوبُ
العصر العباسي >> البحتري >> فداؤك نفسي دون رهطي ومعشري
فداؤك نفسي دون رهطي ومعشري
رقم القصيدة : 2608
-----------------------------------
فِدَاؤكَ نَفسِي، دونَ رَهطي وَمَعشرِي،(31/331)
وَمَبدايَ مِنْ عَلْوِ الشّآمِ، ومحْضرِي
فكم شِعبِ جودٍ يَصْغُرُ البحرُ عندَهُ
توَرّدْتُهُ مِنْ سَيْبِكَ المُتَفَجِّرِ
وَكمْ أمَلٍ في سَاحَتَيكَ غَرَسْتُهُ،
فمِنْ مُورِقٍ أذكي النّبَاتِ، وَمُثْمِرِ
فَلا يَهنىءِ الوَاشِينَ إفْسَادُ بَيْنِنَا،
بأسْهُمِهِمْ مِنْ بَالغٍ وَمُقَصِّرِ
تَقَدّمتَ في الهِجرانِ، حتّى تأخّرَتْ
حُظوظيَ في الإحسانِ كُلَّ التّأخّرِ
وَلَوْلاَكَ ما رُمْتُ القَطيعَةَ، بَعد َما
وَقَفْتُ عَلَيْهَا وِقْفَةَ المُتَحَيّرِ
وَكنتُ إذا استَبطأتُ وِدّكَ زُرْتُهُ
بتَفْوِيفِ شِعْرٍ، كالرّداءِ المُحَبَّرِ
لأسمَعْتَني في ظُلمَةِ الهَجرِ دَعْوَةً
على الهجر في وَقْتٍ من العَفْوِ، مُقْمِرِ
أتَيْتَ بمَعْرُوفٍ من الصّفْحِ، بعدَ ما
أتَيْتَ بمَذمومٍ من الغَدْرِ، مُنْكَرِ
عِتابٌ بأطْرَافِ القَوَافي، كأنّهُ
طِعَانٌ بأطْرَافِ القَنَا المُتَكَسِّرِ
وأجلُو بهِ وَجْهَ الإخَاءِ، وأجْتَلِي
حَيَاءً كَصِبغِ الأُرْجُوَانِ المُعَصْفَرِ
بِنِعْمَتِكُمْ، يا آلَ سَهْلٍ، تَسَهّلتْ
عَليّ نَوَاحي دَهْرِيَ المُتَوَعِّرِ
شَكَرْتُكُمُ، حتى استَكَانَ عَدُوُّكُمْ،
وَمَنْ يُولَ ما أوْلَيْتُمُوينهَ يَشْكُرِ
ألَسْتُ ابنَكُمْ، دونَ البَنينَ، وأنتُمُ
أحِبّاءُ أهلي، دونَ مَعْنٍ وَبُحتُرِ
أعُودُ إلى أفْيَاءِ أرْعَنَ شَاهِقٍ،
وأدْرُجُ في أفْنَاءِ رَيّانَ أخْضَرِ
أبا الفَضْلِ! إنْ يُصبحْ فَعَالُكَ أزْهراً،
فمِنْ فَضْلِ وَجْهٍ، في السّمَاحَةِ، أزْهَرِ
وَهَبْتَ الذي لَوْ لمْ تَهَبْهُ لَما التَوَى
بكَ اللّوْمُ، إنّ العُذْرَ عندَ التّعذّرِ
فأعطَيتَ ما أعطَيْتَ، والبِشرُ شاهِدٌ
على فَرَحٍ بالبَذْلِ، منكَ، مُبَشِّرِ
وَكَانَ العَطاءُ الجَزْلُ ما لمْ تُحَلّهُ،
بِبِشْرِكَ مثلَ الرّوْضِ، غيرَ مُنَوِّرِ
وَنَيْلُكَ هذا يَشْرَكُ النّيلَ مَسْمَعاً،
وَيَفْضُلُهُ، مِن بَعدُ، في حُسنِ منظرِ
أطَعْتُ لسُلطانِ التّكَرّمِ والعُلا،(31/332)
وَعاصَيتُ سُلطانَ الجَوَى، والتّذَكّرِ
فَوَالله لا أدرِي سَلَوْتُ عَنِ الهَوَى،
فأكْفَتَنِيهِ، أمْ حسدتُ ابنَ مَعْمَرِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> رمى اللهُ سعداً بالَّذي هوَ أهلهُ
رمى اللهُ سعداً بالَّذي هوَ أهلهُ
رقم القصيدة : 26080
-----------------------------------
رمى اللهُ سعداً بالَّذي هوَ أهلهُ
فَقَدْ مَلَّ قَبْلَ الفَجْرِ سَوْقَ الأَباعِرِ
يُلِحُّ على الأَقْدارِ باللَّومِ إذْ وَنى
وليسَ على طيِّ الفيافي بصابرِ
وبئسَ زميلُ السَّفرِ منْ كانَ دأبهُ
إذا عيِّرَ التقصيرَ ذمَّ المقادرِ
فَلَمْ أَجُبِ البَيْداءَ إِذْ أَرْخَتِ الدُّجَى
ذلاذلها منهُ بأبيضَ باترِ
وَلَوْ أَرَّقَتْهُ هِمَّة ٌ أُمَوَّية ٌ
لما نامَ عمّا أقتني منْ مآثرِ
فَبات ضَجيعاً لِلْهُوَينى ، وَقَلَّصَتْ
بِرَحِلي بُنَيَّاتُ الجَديلِ وَداعِرِ
وقدْ شربتْ أكوارها منْ ظهورها
دماً والكرى يلقي يداً في المحاجرِ
لَئِنْ سَلِمَتْ مِنّي وَلَمْ أَبْلُغِ المَدَى
فَلَسْتُ لِصِيدٍ مِنْ قُرَيْشٍ وعَامِرِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَضاءَ بُرَيْقٌ بِالعُذَيْبِ كَليلُ
أَضاءَ بُرَيْقٌ بِالعُذَيْبِ كَليلُ
رقم القصيدة : 26081
-----------------------------------
أَضاءَ بُرَيْقٌ بِالعُذَيْبِ كَليلُ
فَثِنْيُ نِجادي لِلدُّموعِ مَسيلُ
تَناعَسَ في حِضْنِ الغَمامِ كَأَنَّهُ
حُسامٌ رَميضُ الشَّفْرَتيْنِ صَقيلُ
يُنيرُ سَناهُ مَنْزِلَ الحَيِّ بِاللِّوى
وَيُسْديهِ مِرْزامُ العَشِيِّ هَطولُ
وَأَلْحَظُهُ شَزْراً بِمُقْلَة ِ أَجْدَلٍ
لَهُ نَطَراتٌ كُلَّهُنَّ عَجولُ
يُراعِي أَساريبَ القَطا عَصَفَتْ بِها
مِنَ الرِّيحِ هَوْجاءُ الهُبوبِ بَليلُ
فَأَهْوَى إليها ، وَهْوَ طاوٍ وَعِنْدَهُ
أُزَيْغِبُ مُصْفَرُّ الشَّكيرِ ضَئيلُ
بِأَقْنى على أَرْجائِهِ الدَّمُ مائِرٌ
وَحُجْنٍ حَكَتْ أَطْرافَهنَّ نُصولُ
فَرُحْنَ وَما مِنْهُنَّ إلاّ مُطَرَّحٌ(31/333)
جَريحٌ وَمَنْزوفُ الحَياة ِ قَتيلُ
فَآهاً مِنَ البَرْقِ الذي بَزُّ ناظِري
كَراهُ ، وَأَسْرابُ الدُّموعِ هُمولُ
تَأَلَّقَ نَجِدّياً--فَحَنَّتْ نُوَيْقَة ٌ
يُجاذِبُها فَضْلُ المِراحِ جَديلُ
وَبي ما بِها مِنْ لَوْعَة ٍ وَصَبابَة ٍ
وَلكنَّ صَبْرَ العَبْشَمِيِّ جَميلُ
وَما ليَ إلاّ البَرْقُ يَسْري أَوِ الصِّبا
إلى حَيثُ يَسْتَنُّ الفُراتُ، رَسولُ
تَحِنُّ إلى ماءِ الصَّراة ِ رَكائِبي
وَصَحْبي بِشَطَّيْ زَرْنَروذَ حُلولُ
أَشَوْقاً وَأَجْوازُ المَهامِهِ بَيْنَنا
يَطيحُ وَجيفٌ دُونَها وَذَميلُ
أَلا ليْتَ شعْري هل أراني بغِبطة ٍ
أَبِيتُ على أرْجائِها وَأقيلُ
هَواءٌ كَأَيَّامِ الهَوى ، لا يُغِبُّهُ
نَسيمٌ ، كَلَحْظِ الغانِياتِ ، عَليلُ
وَعَصْرٌ رَقيقُ الطُّرَّتَيْنِ تَدَرَّجَتْ
على صَفحَتَيْهِ نَضْرَة ٌ وَقَبُولُ
وَأَرْضٌ حَصاها لُؤْلُؤٌ وَتُرابُها
تَضَوَّعَ مِسْكاً، وَالمياهُ شَمُولُ
بِها العَيْشُ غَضٌّ ، والحياة ُ شَهِيَّة ٌ
وَلَيْلي قَصيرٌ، وَالهَجيِرُ أَصيلُ
فَقُلْ لأَخِلاَّئي بِبَغْدادَ هَلْ بِكُمْ
سُلُوٌّ؟ فَعِندي رَنَّة ٌ وَعَويلُ
تُرَنِّحُني ذِكْرَاكُمُ فَكَأَنَّما
تَميلُ بِيَ الصَّهْباءُ حِينَ أَميلُ
لِئَنْ قَصُرَتْ أَيّامُ أُنسي بِقُرْبِكُمْ
فَليلي عَلَى نَأيِ المَزارِ طَويلُ
وَحَوْلي قَوْمٌ يَعْلَمُ اللّهُ أَنَّني
بِهمْ - وَهُمُ بي يَكْثُرونَ- قَليلُ
إذا فَتَّشَ التَّجْريبُ عَنْهُمْ تَشابَهَتْ
سَجايا كَأطْرافِ الرِّماحِ ، شُكولُ
وَلَوْ لَمْ نَرِمْ بَطْحاءَ مَكَّة َ أَشْرَقَتْ
بِها غُرَرٌ مِنْ مَجْدِنا وَحُجولُ
إذا ذُكِرَتْ آلُ ابنِ عَفَّانَ أَجْهَشَتْ
حُزونٌ، وَرَنَّتْ بِالحِجازِ سُهولُ
بِرَغْوِ العُلا تُمْسي وَتُصْبِحُ دُورُهمْ
وَهُنَّ رُسومٌ رَثَّة ٌ وَطُلولُ
تُرَشِّحُ أُمُّ الخِشْفِ أَطْلاءها بِها
وَتُسْحَبُ فيها لِلريَّاحِ ذُيولُ
أثِرْها أَبا حَسَّانَ حُدْباً كَأَنَّها(31/334)
نُسُوعُ على أَوساطِهِنَّ تَجولُ
فقد أنْكَرَ الياسْ النَّزاريُّ مُكثَنا
وَخِندْفِ بِنْتُ الحِمْيَريِّ عَذولُ
إذا لَمْ تُنَوِّهْ بِالمَكارِمِ هِمَّتي
تَشَبَّثَ بي -حاشا عُلايَ- خُمولُ
تُعَيُّرُني بِنْتُ المُعاوِيِّ غُرْبَتي
وَكُلُّ طُلوعٍ يَقْتَفيهِ أُفولُ
وَتَعْجَبُ أنَّي مِنْ مُمارَسَة النَّوى
نَحيفٌ ، وفي مَتْنِ القَناة ِ ذُبولُ
لِئَنْ أَنْكَرَتْ مِنّي نُحولاً فَصارِمي
يُغازِلُهُ في مَضْرِبَيْهِ نُحولُ
وَلَمْ تُبْدِعِ الأَيّامُ فِيَّ بِنَكبَة ٍ
فَبَيْني وَبَيْنَ النَّائِباتِ ذُحولُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَشادِنٍ نَبَّهْتُهُ، وَالكَرى
وَشادِنٍ نَبَّهْتُهُ، وَالكَرى
رقم القصيدة : 26082
-----------------------------------
وَشادِنٍ نَبَّهْتُهُ، وَالكَرى
يميلهُ كالغصنِ المنعطفْ
فَجاءَ يَمْشِي ثَمِلاً خَطْوُهُ
وَهْوَ بِجِلْبابِ الدُّجَى مُلْتَحِفْ
بدرُ الدُّجى يسعى بشمسِ الضُّحى
وأدمعُ الغيمِ علينا تكفْ
وَجَفْنُهُ يَثْقُلُ مِنْ سُكُرِهِ
وكفُّهُ بالكأسِ نحوي تخفّْ
فَبِتُّ وَالنَّجْمُ وَهَى عِقْدُهُ
يفسقُ طرفي وضميري يعفّْ
والوردَ منْ وجنته أجتني
والرّاحَ منْ ريقتهِ أرتشفْ
ثُمَّ افْتَرَقْنا وَكِلانا شَجٍ
لَهُ فُؤادٌ بِالأَسى يَعْتَرِفْ
وَأَضْلُعُ فيها الجَوَى كامِنٌ
وأدمعٌ منها النَّوى تغترفْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَلِ الدَّهْرَ عَنِّي أَيَّ خَطْبٍ أُمارِسِ
سَلِ الدَّهْرَ عَنِّي أَيَّ خَطْبٍ أُمارِسِ
رقم القصيدة : 26083
-----------------------------------
سَلِ الدَّهْرَ عَنِّي أَيَّ خَطْبٍ أُمارِسِ
وَعَنْ ضَحِكي في وَجْهِهِ وَهْوَ عابِسُ
فَما لِبَنيهِ يَشْتَكونََ بَنائِهِ
وَهَلْ يُبْتَلى بِالْبَلْهِ إلاّ الأَكايسُ
سَأَحْمِلُ أَعْباءَ الخُطوبِ ، فَطالَما
تَماشَتْ على الأينِ الجِمالُ القَناعِسُ
وَأَنْتظِرُ العُقْبى وَإن بَعُدَ المَدى(31/335)
وَأرْقُبُ ضَوْءَ الفَجْرِ وَاللَّيْلُ دامِسُ
فَلِلّهِ دَرِّي حينَ تُوقِظُ هِمَّتي
ولا أنا مِمَّا يَضْمَنُ النُّجْحَ آيِسُ
وَصَحْبي وَجيهِيٌّ وَرُمْحٌ وَصارِمٌ
وَإنِّي لأَقْري النَّائِباتِ عَزائِماً
تَروضُ إباءَ الدَّهرِ وَالدَّهْرُ شامِسَ
مَطامِعُ، لَحْظي نَحْوَها مُتَشاوِسُ
تَجافَيْتُ عَنْها وَهْيَ خَوْدٌ غريرة ٌ
فَهَلْ أَبْتَغيِها وَهْيَ شَمْطاءُ عانِسُ؟
وَفيَّ عُرَيْقٌ مِنْ قُرَيْشٍ تَعَطَّفَتْ
عَلَيَّ بِهِ أَعْياصُها وَالعَنابِسُ
أُغالِي بِعِرْضي في الخَصاصَة ِ وَالمُنى
تُراوِدُني عَنْ بَيْعِهِ وَأُماكِسُ
وَأَصْدَى إذا ما أَعْقَبَ الرِّيُ ذِلَّة ً
وَأَزْجُرُ عِيسي وَهْيَ هِيمٌ خَوامِسُ
وَلي مُقْلَة ٌ وَحْشيَّة ٌ لا تَرُوقُها
نَفائِسُ تَحْويها نُفوسٌ خَسائِسُ
وقد صَرَّتِ الخَضْراءُ أَخْلافَ مُزْنِها
وَلَيسَ على الغَبْراءِ رَطْبٌ وَبابِسُ
وَخِرْقٍ إلى فَرْعَيْ خُزَيْمَة َ يَنْتَمي
وَيَعْلَمُ أَنَّ الجودَ لِلْعَرضِ حارِسُ
لَحاني على تَرْكِ الغِنَى ، وَمُعَرِّسي
جَديبٌ ، وجارِي ضارِعُ الخَدِّ بائِسُ
فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ العُلا مِنْ مَآرِبي
وَما لِيَ عَنْها غَيْرَ عُدْمِيَ حابِسُ
وَإِنِّي بِطَرْفٍ صِيغَ لِلْعِزِّ طامِحٌ
إليها ، وَأْنْفٍ أُودِعَ الكِبْرَ عاطِسُ
فَشَدَّ بِعَبْدِ اللّهِ أَزْري وَأَعْصَمَتْ
يَميني بِمَنْ بَاهى بِهِ العُرْبَ فارِسُ
بِأَرْوَعَ مِنْ آلائِهِ البحرُ مُطْرِقٌ
حَياءً، وَمِنْ لأَلائِهِ البَدْرُ قابسُ
حَوى خَرَزاتِ المُلْكِ بِالْبَأْسِ وَالنَّدَى
وَغُصْنُ الصِّبا لَدْنُ المَهَزَّة ِ مائِسُ
وَأَجْدادُهُ مِمَّنْ رَعاهُنَّ سِتَّة ٌ
تَطيبُ بِهِمْ أَعْراقُهُ وَالمَغارِسُ
فَصارُوا بِهِ كَالسَّبْعَة ِ الشُّهْبِ مالَهُمْ
مُسامٍ ، كَما لَمْ يَدْنُ مِنْهُنَّ لامِسُ
وَأَعْلى منارَ العِلمِ حينَ أَظَلَّنا
زَمانٌ لأَشلاءِ الأَفاضلِ ناهِسُ(31/336)
وقد كانَ كَالرُّبْعِ الّذي خَفَّ أَهْلُهُ
لَهُ أَثَرٌ أَلْوى به الدَّهْرُ دارِسُ
إذا رَكبَ اختالَتْ بِهِ الخَيلُ أَو مَشَى
لَوَتْ مِنْ هَواديها إليهِ المَجالِسُ
وَإنْ طَرَقَ الأَعْداءُ أَقْمَرَ لَيْلُهُمْ
بهِ، وَأَديمُ الأَرضِ بالدَّمِ وارِسُ
حَباهُ أميرُ المؤمنينَ بِصارِمٍ
كَناظِرَتَيْهِ، دُونَهُ القِرْنُ ناكِسُ
وَطِرْفٍ إذا الآجالُ قَفَّيْتَها بِهِ
فَهُنَّ لآجالٍ قُضِينَ فَرائِسُ
وَمُرْضِعَة ٍ ما لَمْ تَلِدْهُ ، فَإنْ بَكَى
تَبَسَّمَ في وَجْهٍ الصَّباحِ الحَنادِسُ
إلى خِلَعٍ تَحْكي رِياضاً أَنيقَة ً
بِكَفَّيْهِ تَسْقيها الغَمامُ الرَّواجِسُ
وَكَيفَ يُبالي بِالمَلابِسِ ساحِبٌ
ذُيولَ المَعالي ، وَهْوَ لِلْمَجْدِ لابِسُ
وَأَحْسَنُ ما يُكْسَى الكِرامُ قَصائِدٌ
أَوابِدُ مَعْناها بِوادِيكَ آنِسُ
تُزَفُّ إلى نادِيكَ مُلْساً مُتونُها
وَتُهْدَى إلى أَكْفائِهِنَّ العَرائِسُ
وَتَدْفَعُ عَنْكَ الكاشِحينَ كَأَنَّما
مَناطُ قَوافيها الرِّماحُ المَداعِسُ
وَتُبْعَثُ أَرْسالاً عِجالاً إليهُمُ
كَما تابَعَ الطَّعْنَ الكَمِيُّ المخَالِسُ
وَلَولاكَ ما أوهى قُوى الفكرِ مادِحٌ
ولا افترَّ عَنْ بَيتٍ مِنَ الشِّعرِ هاجسُ
رَعَيْتَ ذِمامَ الدِّينِ بالعَدْلِ بَعْدَما
أُضيعَ وَلَمْ يَحْمِ الرَّعيَّة َ سائِسُ
فَظَلَّ يَمُرُّ السَّخْلُ بِالذِّئْبِ آمِناً
ولا تَرْهَبُ الأُسْدَ الظِّباءُ الكَوانِسُ
وَعَرَّضْتَ مَنْ عاداكَ لِلْهُلْكِ فَانْتَهَى
عَنِ المُلْكِ حَتَى قَلَّ فيهِ المُنافِسُ
وَأَرْهَفْتَ مِنْ غَربِي وما كانَ نابياً
كَما سَنَّتْ البيضَ الرِّقاقَ المَداوِسُ
وَجابَتْ إِلَيْكَ البيدَ هُوجٌ عَرامِسٌ
عَلَيْهِنَّ صِيدٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَحامِسُ
فما أنتَ مِمَّنْ يَبْخسُ الشِّعْرَ حَقَّهُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَكاشِحٍ خَامَرَتْ أَلْحاظَهُ سِنَة ُ
وَكاشِحٍ خَامَرَتْ أَلْحاظَهُ سِنَة ُ(31/337)
رقم القصيدة : 26084
-----------------------------------
وَكاشِحٍ خَامَرَتْ أَلْحاظَهُ سِنَة ُ
تركتهُ وهوَ منْ جفنيهِ تنتفضُ
فَظَلَّ مُرْتَعِدَ العِرْنينِ مِنْ غَضَبٍ
وَسَوْرَة ُ التِّيهِ في عِطْفَيّ تَرْتَكِضُ
أَنا الشَّجا وَالعِدا مِنْهُ على مَضَضٍ
بحيثُ تعتركُ الأنفاسُ يعترضُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> كَتَمْنا الهَوَى وَكَفَفْنا الحَنِينا
كَتَمْنا الهَوَى وَكَفَفْنا الحَنِينا
رقم القصيدة : 26085
-----------------------------------
كَتَمْنا الهَوَى وَكَفَفْنا الحَنِينا
فَلَمْ يَلْقَ ذُو صَبوة ٍ ما لقينا
وَأَنْتُمْ تَبُثُّونَ سِرَّ الغَرا
مِ طَوْراً شِمالاً وَطَوْراً يَمينا
وَلَمّا تَنادَيْتُمُ بِالرَّحيـ
ـلِ لَمْ يَتْرُكِ الدَّمْعُ سِرّاً مَصونا
وكيفَ نُحاوِلُ كِتْمانَهُ
وقد أَخْضَلَ العَبَراتُ الجُفونا
أَمِنْتُمْ على السِّرِّ مِنّا القُلوبَ
فَهّلاّ اتَّهَمْتُمْ عَلَيْهِ العُيونا
وَمِمّا أَذَاعَتْهُ يَوْمَ العُذَيْبِ
مَهارى بِسِربِ عَذارى حُديِنا
أَوانِسُ أَبْرَزَهُنَّ النَّوى
فَلاحَتْ بُدوراً وَماسَتْ غُصونا
وَمَدَّتْ إلينا مِنَ الخِدْرِ غِيداً
وَأَغْضَتْ عَلى النَّظَرِ الشَّزِرِ عِينا
أَحِنُّ إلَيْها وَمِنْ دُونِها
تَعُدُّ الرَّكائِبُ بِيناً فَبِينا
وَأينَ العِراقُ مِنَ الأَخْشَبَيْنِ
وَإنْ أَعْمَلَ الصَّبُّ طَرْفاً شَفونا
بِعَيْشِكُما أَيُّها الحادِياتِ
قِفا وعلى ما أُعاني أَعِينا
فَإنَّ المَطايا رَأَتْ بالعَقيقِ
مَعاهِدَ مِنْ آلِ سُعْدى بَلِينا
فَأَحْداقُهُنَّ تَرُشُّ الدُّموعَ
وَأَنفاسُهُنَّ تَقْدُّ الوَضينا
وَيَحْكي السَّرابُ إذا ما زَها
ظَعائِنَها البَحْرُ يَزْهو السَّفينا
ولا بُدَّ مِنْ زَفْرَة ٍ تَسْتَطيـ
ـرُ مِنْ أَرْحُلِ الرَّازِحاتِ العُهونا
سُقَينَ الحَيا الجَوْدَ مِنْ أَنيقٍ
أَطَعْنَ الهَوى وَعَصَيْنَ البُرينا
أَربعَ البَخيلَة ِ مذا دَهاكَ(31/338)
وما لِلْحِمى خاشِعاً مُسْتَكينا
فَأينَ الخِيامُ الّتي ظُلِّلَتْ
بِسُمْرٍ أُلاحِظُ فيها المَنُونا
وقد ساءني أَن أرَى دارَها
تَصُوغُ الحَمائِمُ فيها لُحونا
لَئِنْ ضَنَّتِ السُّحُبُ الغادِياتُ
فَلَسْتُ بِدَمْعي عليها ضَنينا
كَأَنَّ الشَّآبيبَ مِنْ صَوْبِهِ
مَواهِبُ خَيرِ بَني الحَبْرِ فينا
أَغَرُّ لأَعْظَمِهِمْ هامَة ً
وَأَوْضَحهِمْ في قُرَيشٍ جَبينا
إذا ما انتَمى عضمَّتِ الأبْطَحَيْنِ
مَآثِرُهُ، وَاْمتَطَيْنَ الحَجونا
وَتِلكَ البَنِيَّة ُ مُذْ أُسِّسَتْ
أَبَتْ غَيْرَ عَبْدِ مَنافٍ قَطينا
بِها رَكَزوا السُّمْرَ فَوْقَ العُلا
وَشَدُّوا بِها الصَّاهِلاتِ الصُّفونا
وَشَنُّوا على وَلَدَيْ يَعْرُبٍ
غِواراً يُضَرِّمُ حَرْباً زَبُونا
وَحَلَّ بَنُو هاشِمٍ بِالبِطاحِ
مَحَلَّ الضَّراغِمِ تَحْمي العَرينا
أَيَبْغِي العِدا شَأْوَهُمْ ، والرِّياحُ
إذا ما ابتَدَرْنَ إليهِ وَجينا
أبى اللّهُ أَنْ تَقْبَلَ المَكْرُما
تُ عِرْضاً هَزيلاً وَمالاً سَمينا
وَعِنْديَ لِلمُقْتَدي أنْعمٌ
أمِنْتُ بِهِنَّ الزَّمانَ الخَؤُونا
وَإنِّي وَإنْ ضَعْضَعَتْني الخُطوبُ
لأَنْفُضُ عَنْ فَضْلِ بُرْدَيَّ هونا
وَقَدْ عَلمَتْ خِندِفٌ أنَّني
أكونُ بِنَيلِ المَعالي قَمينا
وَللضَّيْفِ حَقٌ، وَعَمْرُو العُلا
يَعدُّ الحقوقَ عليهِ دُيونا
وَلَمَّا اقْشعَرَّتْ بِطاحُ الحِجازِ
كَفى قَوْمَهُ أَزْمَة َ المَحلِ حينا
وَفاضَتْ لَدَيْهِ دِماءُ العِشارِ
على شُعَلِ النَّارِ لِلطَّارِقِينا
وأَنْتَ ابنُهُ وَالوَرى يَمتَرو
نَ مِنْ راحَتَيْكَ الغمامَ الهَتونا
فلا زِلتَ مُلْتَحِفاً بِالعُلا
تُقَضِّي الشُّهورَ وَتَنضو السِّنينا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> تَشَبَّثْ يا أُخيَّ بِمَكْرمُاتٍ
تَشَبَّثْ يا أُخيَّ بِمَكْرمُاتٍ
رقم القصيدة : 26086
-----------------------------------
تَشَبَّثْ يا أُخيَّ بِمَكْرمُاتٍ
تنوشُ ذوائبَ الحسبِ التَّليدِ(31/339)
فَنَحْنُ نَحِلُّ أَنْدِيَة ً إلَيْها
ثَنى النَّعْماءُ طَرْفَ المُسْتَفيدِ
وتعتقلُ الرِّماحَ مثقَّفاتٍ
وَنَرْفُلُ في سَرابِيلِ الحَديدِ
وَقَدْ كُنا المُلوكَ على البَرَايا
نُشَيِّدُ ما بَناهُ أَبو يَزيدِ
فَجاذَبَنا رِداءَ العِزِّ دَهْرٌ
جَلا الأحْرارَ في صُوَرِ العَبيدِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> مَعاهِدُها ، والعَهْدُ يُنْسى وَيُذْكَرُ
مَعاهِدُها ، والعَهْدُ يُنْسى وَيُذْكَرُ
رقم القصيدة : 26087
-----------------------------------
مَعاهِدُها ، والعَهْدُ يُنْسى وَيُذْكَرُ
على عَذَباتِ الجِزْعِ تَخْفَى وَتَظْهَرُ
وَ أَشْلاءِ دارٍ بالمُحَصَّبِ مِنْ مِنى ً
وَقَفْتُ بِها وَالأَرْحَبيَّة ُ تَهْدِرُ
أُسائِلُها وَالعَيْنُ شَكْرَى مِنَ البُكا
وَهُنَّ نَحيلاتُ المَعالِمِ دُثَّرُ
وَأَسْتَخْبِرُ الأَطْلالَ عَنْ سَاكِنِي الحِمَى
فلا الدَّمْعُ يَشفِيني وَلا الرَّبْعُ يُخْبَرُ
كأَنَّ دِيارَ العامِريَّة ِ باللِّوَى
صَحائِفُ تَطويها اللَّيالي وَتَنْشُرُ
فَهَلْ عَبْرة ٌ تَقْضي المَعاهِدَ حَقَّها
كَما يَسْتَهِلُّ اللُّؤُلؤُ المُتَحَدِّرُ
وَلي مُقْلة ٌ ما تَسْتَريحُ إلى البُكا
بِحُزوى ، فقد أَلوى بِدَمْعي مُحَجَّرُ
فَهَلْ عَلِمَ الغَيْرانُ أَنِّي على النَّوى
وَإنْ ساءهُ، مِنْ حُبُّ سَمْراءَ أَسْهَرُ
وَأُغْضِي عَلى حُكْمِ الهَوى وَهْوَ جَائِرٌ
فَما لِسُليمَى وَاعُهَيْداهُ تَغْدِرُ
أَتُنْصِفُني أُخْتُ العُرَيْبِ، وقدْ أَرى
مُوَشَّحَها يَعْدو عَلَيهِ المؤَزَّرُ
هِلالِيَّة ٌ تَرنْو إِليَّ بِمُقْلَة ٍ
على خَفَرٍ، تَصْحو مِراراً وَتَسْكَرُ
وَتَكْسِرُ جَفْنَيْها على نَجَلٍ بِها
كَما أَطْبَقَ العَيْنَ الكَحيلَة َ جُؤذَرُ
أَسَمْراءُكُمْ مِنْ نَظْرَة ٍ فُلَّ غَرْبُها
بِوْطْفاءَ يَطْغَى دَمْعُها المُتَحَيِّرُ
وَأَلْوي إليكَ الجيدَ حَتى كَأَنَّني
لِفَرْطِ التِفاتي نَحْوَ يَبْرينَ، أَصْوَرُ(31/340)
ذَكَرْتُكِ وَالوَجناءُ يَدْمَى أَظَلُّها
وَتَشكو الحَفى ، وَالأَرْحَبِيَّاتُ تَزْفِرُ
كَأَنّي وَإيّاهَا مِنْ السَّبْرِ والسُّرى
جَدِيلٌ كَجِرْمِ الأفْعُوانِ مُخَصَّرُ
وَلَوْلاكِ لَمْ أَقْطَعْ نِياطَ تَنُوفَة ٍ
كَصَدْرِ أَبي المِغْوارِ، وَالعِيسُ حُسَّرُ
وَإنّي إذا ما انْسابَ في الأَعْيُنِ الكَرَى
يَخُبُّ بِبَزِّي أَعْوَجِيٌّ مُضَمَّرُ
وَأَسْري بِعيسٍ كَالأَهِلَّة ِ فَوْقَها
وُجوهٌ مِن الأَقْمارِ أَبْهى وَأنْوَرُ
وَيُعْجِبُني نَفْحُ العَرارِ، وَرُبَّما
شَمَخْتُ بِعِرنْيني وقد فاحَ عَنْبَرُ
وَيَخْدِشُ غِمدي بِالحِمى صَفحَة َ الثَّرى
إذا جَرَّ مِن أَذْيالِهِ المُتَحضَّرُّ
فَما العَيشُ إلاَّ الضَّبُّ يَحرِشُهُ الفَتى
وَوِرْدٌ بِمُسْتَنِّ اليَرابيعِ أَكْدَرُ
بِحَيثُ يَلْفُ المَرءُ أَطْنابَ بَيْتِهِ
على العِزِّ، وَالكُومُ المَراسيل تُنْحَرُ
وَيُغْشَى ذَراهُ حِينَ يُسْتَعْتَمُ القِرى
وَيَسْمو إليهِ الطَّارِقُ المُتَنَوِّرُ
كَأَنّي بِهِ جارُ الأَميرِ مُفَرِّجٍ
فلا عَيْشَ إلاّ وَهْوَ رَيّانُ أَخْضَرُ
ضَرَبْتُ إليهِ صَدْرَ كُلِّ نَجيبة ٍ
لَها نَظَرٌ شَطرَ النَّوائِبِ أَخْزَرُ
فَحَطِّتْ بِهِ رَحْلَ المُكِلِّ، وَظَهْرُها
مِنَ الشُّكْرِ وَالشِّعْرِ المُحَبَّرِ مُوقَرُ
وَنِيرانُهُ حَيثُ العِشارُ دِماؤها
تُراقُ وَيُذْكِيها الوَشيجُ المُكَسَّرُ
وَزُرْنا فِناءً لَمْ تَزَلْ في عِراصِهِ
مِدائحُ تُرْوَى أَو جِباهٌ تُعَفَّرُ
وَحاطَ حِمى المُلكِ الّذي دُونَ نَبْيلِهِ
يُقَدُّ بِأَطرافِ الرِّماحِ السَّنَوَّرُ
وَيُفْلَى لَبانُ الأَعْوَجِيِّ، وَيَرْتَدِي
إذا اشْتَجَرَتْ زُرْقُ الأَسِنَّة ِ عِثْيَرُ
تَواضعَ إذ أَلفْى مُعَرَّسَ مَجْدِهِ
مَناطَ السُّها يَشأَى المُلوكَ وَيَبْهَرُ
وَمَا هَزَّهُ تِيهُ الإمارَة ِ والّذي
يُصادِفُها، في ثِنْيِ عِطْفَيْهِ يَنْظُرُ
فَكُلُّ حَديثٍ بِالخَصاصَة ِ عَهْدُهُ(31/341)
إذا رَفَعْتَهُ ثَرْوَة ٌ يَتَكَبَّرُ
دَعاني إليكَ الفَضْلُ وَالمَجْدُ وَالعُلا
وَبَذْلُ النَّدى وَالمَنْصِبُ المُتَخَيَّرُ
وقد شمَلتني نِعْمَة ٌ أَنتَ رَبُّها
هِيَ الرَّوْضُ غاداهُ الحَيا وَهْوَ مُغْزِرُ
وكم ماجِدٍ يَبْغي ثَناءً أَصوغُهُ
وَلكنّني عَنْ مَدْحِ غَيْرِكَ أَزْوَرُ
فَكُلُّ كِنانيٍّ بِعِزَّكَ يَحْتَمي
وَسَيبِكَ يَسْتَغْني، وَسَيْفِكَ يُنْصَرُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> يابْنَ الخَلائِفِ لا تَذِلَّ لِنَكْبَة ٍ
يابْنَ الخَلائِفِ لا تَذِلَّ لِنَكْبَة ٍ
رقم القصيدة : 26088
-----------------------------------
يابْنَ الخَلائِفِ لا تَذِلَّ لِنَكْبَة ٍ
يَلْتَفُّ فِيها بِالرَّجَاءِ الياسُ
فَسَجِيَّة ُ الأُموَيِ كِبْرُ زانَهُ
كرمٌ وجودٌ دبَّ فيهِ باسُ
ولنا منَ الشَّرفِ الرَّفيعِ يفاعهُ
وَاللهُ يَعْلَمُ ذاكَ ثُمَّ النّاسُ
وَجَمِيعُ مَنْ في الأَرْضِ لَيْسَ بِمنْكِرٍ
أنَّ الورى ذنبٌ ونحنُ الرّاسُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَلاَ مَنْ لِنَفْسٍ لا تَزالُ مُشيحَة ً
أَلاَ مَنْ لِنَفْسٍ لا تَزالُ مُشيحَة ً
رقم القصيدة : 26089
-----------------------------------
أَلاَ مَنْ لِنَفْسٍ لا تَزالُ مُشيحَة ً
على كَمَدٍ لَمْ يَبقَ إلاّ ذَماؤُها
أَرى هِمَّتي هَمّاً تَخَوَّنَ مُهْجَتي
فَقُلْ يا شَقيقَ النَّفْسِ لي ما شِفاؤها
وَمَنْ رامَ ما أَسْمُو إِلَيْهِ أَزارَهُ
صَوارِمَ تَرْوى بِالنَّجيعِ ظِماؤُها
وَطُلاّبِ مَجْدٍ دونَ ما يَبْتَغونَهُ
أَعالي رُباً لا يُسْتَطاعُ امْتِطاؤُها
عَلَونا ذُراها كَالبُدورِ تَأَلَّقَتْ
فَجَلَّى دياجيرَ الظَّلامِ ضياؤها
ونحنُ مُعاوِيُّون يَرْضَى بِنا الوَرى
مُلوكاً ، وفينا مِنْ لُؤَيٍّ لِواؤُها
وَأَخْوالُنا ساداتُ قَيْسٍ وَوائِلٍ
وَأَعْمامُنا مِنْ خِنْدِفٍ خُلفاؤها
وَقَدْ عَلِمَتْ عُليا كِنانَة َ أنَّنا
إذا نَقَضَ الطَّيْشُ الحُبا، حُلَماؤها(31/342)
وَما بَلَغَتْ إلاّ بِنا العَرَبُ العُلا
وقد كان مِنّا عِزُّها وَثَراؤها
وَأَيُّ قَريضٍ طَبَّقَ الأَرْضَ لَمْ يَرُضْ
قَوافيَهُ في مَدْحِنا شُعَراؤُها؟
وَلَمّا انتَهَتْ أَيّامُنا عَلِقَتْ بِها
شَدائِدُ أَيّامٍ قَليلٍ رَخاؤُها
وَكانَ إلينا في السُّرورِ ابتِسامُها
فَصارَ عَلَيْنا في الهُمومِ بُكاؤُها
أُصيبَتْ بِنا فَاسْتَعْبَرَتْ، وَضلوعُها
على مِثْلِ وَخْزِ السَّمْهَرِيِّ انْطِواؤُها
وَلَو عَلِمَتْ ماذا تُعانِيهِ بَعْدَنا
لَما شَتِمَتْ جَهلاً بِنا سُفَهاؤُها
إذا ما ذَكَرْنا أَوَّلينَا تَوَلَّعَتْ
بنا مَيْعَة ٌ يُطْغِي الفَتى غُلْواؤُها
وقد ساءَ قَوْماً مِنْ نِزارٍ وَيَعْرُبٍ
فَخاري وَهُمْ أَرضٌ وَنَحْنُ سَماؤُها
وَهَلْ تَخْفِضُ الأُسْدُ الزَّئيرَ بِمَوْطنٍ
إذا لَجَّ فيهِ مِنْ كِلابٍ عُواؤُها
مَلَكْنا أَقالِيمَ البِلادِ فَأَذْعَنَتْ
لَنا رَغْبَة ً أَوْ رَهْبَة ً عُظَماؤُها
وَجاسَتْ بِنا الجُرْدُ العِتاقُ خِلالَها
سَواكِبَ مِنْ لَبّاتِهِنَّ دِماؤُها
فَصِرْنا نُلاقي في النّائِباتِ بِأَوْجُهٍ
رِقاقِ الحَواشي، كادَ يَقْطُرُ ماؤُها
إذا ما أَرْدنا أن نَبُوحَ بِما جَنَتْ
عَلَيْنا اللَّيالي لَمْ يَدَعْنا حَياؤُها
وَأَنْتُمْ بَني مَنْ عِيبَ أَوْلادُهُ بِهِ
ذَوو نِعْمَة ٍ يَضْفو عَلَيْكُمْ رِداؤُها
فَلَمْ تَسْأَلُوا عَمّا تُجِنُّ نُفُوسُنا
وَتَمْنَعُنا مِنْ ذِكرِهِ كِبرياؤُها
وَلا خَيْرَ في نَفسٍ تَذِلُّ لِحادثٍ
يُلِمُّ وَلا يَعْتادُها خيَلاؤُها
فَلا كانَ دَهْرٌ نِلْتُمُ فيهِ ثَرْوَة ً
وَتَبّاً لِدُنْيا أَنتمُ رُؤَساؤُها
العصر العباسي >> البحتري >> بسماحك المستقبل المستدبر
بسماحك المستقبل المستدبر
رقم القصيدة : 2609
-----------------------------------
بِسَمَاحِكَ المُسْتَقْبِلِ المُسْتَدْبِرِ،
وَصَفَاءِ وَجْهِكَ في الزّمَانِ الأكدَرِ
ألْقَى الخُطُوبَ فتَنْثَني مَذْعُورَةً(31/343)
مثلَ السّوَامِ مَوَائلاً من قَسْوَرِ
نَفْسِي فِداؤكَ كَمْ يَدٍ لَكَ أوْجَبَتْ
حَمْلَ الثّنَاءِ لفارِسٍ مِنْ بُحْتُرِ
إنّ الغَمَامَ أخَاكَ جادَ بِمِثْلِ مَا
جادَتْ يَداكَ، لَوَ أنّهُ لمْ يَضْرُرِ
قَدْ كدْتُ أغرَقُ تَحتَهُ لَوْلا الصَّبَا
شالَتْ بجانِبِهِ، وَرَكْضُ الأشْقَرِ
أشْكُو نَداهُ إلى نَداكَ فأشكِني
مِنْ صَوْبِ عارِضِهِ المَطِيرِ بمِمطَرِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَرِقْنا وَأسْرابُ النُّجومِ هُجوعُ
أَرِقْنا وَأسْرابُ النُّجومِ هُجوعُ
رقم القصيدة : 26090
-----------------------------------
أَرِقْنا وَأسْرابُ النُّجومِ هُجوعُ
نعالجُ همّاً أضمرتهُ ضلوعُ
ونعرضُ عنْ بيضٍ تديرُ وراءنا
عُيونَ مَهاً فيها دَمُ وَدُموعُ
وَنَنْهَضُ لِلْعَلْياءِ وَالجَدُّ عاثِرٌ
ونحنُ بمستنِّ الهوانِ وقوعُ
وهلْ ترفعُ الأيامُ إلاّ عصابة ً
عفتْ بهمُ للمكرماتِ ربوعُ
لَهُمْ ثَرْوَة ٌ يَمْتَدُّ في اللُّؤْمِ باعُها
حَواهَا نَعامٌ في النَّعيمِ رَتُوعُ
إذا شبعوا باتوا نياماً وجارهمْ
يُصارِمُ جَفْنَيْهِ الكَرَى وَيَجُوعُ
شَكَتْ عُقَبَ المَسْرَى مَطَايا تَؤُمُّهُمْ
وتذرعُ أجوازَ الفلا وتبوعُ
فلا زلنَ حسرى لمْ حملنَ إليهمُ
فَتى ً لا يُناغِي نَاظِرَيْه خُشوعُ
وَهُمْ نَفَضُ الآفاقِ قَدْ خَبُثَتْ لَهُمْ
أُصولٌ فَما طَابَتْ لَهُنَّ فُروعُ
إذا زَارَ مَغْناهُمْ كَريمٌ فَما لَهُ
إليْهمْ إذا حُمَّ الفِراقُ رُجوعُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أُرَدِّدُ الظَّنَّ بينَ اليأْسِ وَالأَمَلِ
أُرَدِّدُ الظَّنَّ بينَ اليأْسِ وَالأَمَلِ
رقم القصيدة : 26091
-----------------------------------
أُرَدِّدُ الظَّنَّ بينَ اليأْسِ وَالأَمَلِ
وَأَعذِرُ الحُبَّ يُفْضي بي إلى العَذَلِ
وَأَسأَلُ الطَّيْفَ عَنْ سَلْمَى إذا قُبِلَتْ
شَفاعَة ُ النَّوْمِ لِلسّارِي إلى المُقَلِ
وَما أَظُنُّ عُهودَ الرَّمْلِ باقِيَة ً(31/344)
وَأَيُّ عَهْدِكَ يا ظَمْياءُ لَمْ يُحَلِ
للهِ ما صَنَعتْ أَيدي الرِّكابِ بِنا
عَشِيَّة َ اسْتَتَرَ الأَقْمارُ بِالكِلَلِ
إذا ابْتَسَمْنَ سَلَبْنَ البْرقَ رَوْعَتَهُ
وَإنْ نَظَرْنَ فَجَعْنَ الظَّبْيَ بِالكَحَلِ
مِنْ كُلِّ بَيْضاءَ مَصْقولٍ تَرائِبُها
مَقْسومَة ِ العَهْدِ بَيْنَ الغَدْرِ وَالمَلَلِ
تَسُلُّ مِنْ مُقْلَتَيْها صارِماً أَخَذَتْ
مِنْ حَدِّهِ وَجْنَتاها حُمْرَة َ الخَجَلِ
طَرَقْتُها وَالدُّجى شابتْ ذَوائِبُهُ
وَالفَجرُ مُقْتَبِلٌ في زِيِّ مُكْتَهِلٍ
وَلِلرَّقِيبِ خُشوعٌ في لَواحِظِهِ
يُعيرُها نَظَراتِ الشّارِبِ الثَّمِلِ
فَرَدَّ دُونَ وِشاحَيْها العَفافُ يداً
تَبُزُّ في الرَّوْعِ دِرْعَ الفارِسِ البَطَلِ
ثُمَّ انصَرَفْتُ وَقَلبانا كَأّنَّهما
عِنْدَ الوَداعِ جَناحا طائِرٍ وَجِلٍ
وَفي مَباسِمِها لي ما يُتابِعُهُ
بِراحَتَيْكَ المُلوكُ الصِّيدُ مِنْ قُبَلِ
للهِ دَرُّكَ مِنْ قَرمٍ كَمِ اختَضَبتْ
إليهِ بِالدَّمِ أَيدي الخَيْلِ وَالإبل
سَهْلِ الشَّريعَة ِ سَبّاقٍ إلى أمدٍ
تَسْري الرِّياحُ بِهِ حَسْرى على مَهَلِ
وَمُسْتَبِدٍّ بِرَأْيٍ لا يُتَعْتِعُهُ
خَطْبٌ يُشيرُ على الآراءِ بِالزَّلَلِ
يَنْضُوهُ لِلأَمْرِ قد سُدَّتْ مَطالِعُهُ
وَضاقَ في طَرَفَيْهِ مَسْلَكُ الحِيَلِ
وَالسَّيْفُ يَنْفَعُ يَوْمَ الرَّوْعِ حامِلَهُ
إذا تَبَدَّلَ يُمْناهُ مِنَ الخَلَلِ
فَزادَهُ المُقْتَدي بِاللّهِ تَكْرِمَة ً
كَسَتْهُ بُرْدَ الشَّبابِ النّاضِرِ الخَضلِ
وَعادَ رَيْعانُ عُمْرٍ بانَ رَيِّقُهُ
فَراجَعَ البيضَ مِنْ أَيّامِهِ الأُوَلِ
يُزْهَى بِهِ الخَلِعُ المَيْمُونُ طائِرُها
زَهْوَ الخَرائِدِ بالمَكْحولَة ِ النُّجُلِ
هُنَّ الرِّياضُ لَها مِنْ خُلْقِهِ زَهَرٌ
وَمِنْ أَيادِيهِ صَوْبُ العارِضِ الهَطِلِ
وَمَنْ غَدا بِرِداءِ الفَخْرِ مُشْتَمِلاً
أَضْحَى بِما يَكْتَسِيهِ غَيْرَ مُحْتَفِلِ(31/345)
وَجاءهُ الطِّرفُ وَالأَعداءُ في كَمَدٍ
يُدمي الجَوانِحَ والإخوانُ في جَذَلِ
يَسْمو بِهاديهِ وَالأعناقُ خاضَعَة ٌ
لِحافِرٍ بِعُيونِ القَوْمِ مُنْتَعِلُ
يا سَعْدُ كَمْ لَكَ مِنْ نَعْماءِ جُدْتَ بِها
حَتّى تَرَكْتَ الحَيا يُعْزَى إلى البَخَلِ
أَهذهِ قَصَباتُ المُلْكِ تُعْمِلُها
أَمِ الضَّرائِرُ لِلْخَطِّيَّة ِ الذُّبُلِ
فقد بَلَغْتَ بِها ما عَزَّ مَطْلَبُهُ
على ظُبا الهِنْدِ وانِيّاتِ وَالأَسَلِ
إنَّ الكَتائِبَ كُتْبٌ عَنْكَ صادِرَة ٌ
فَاسْدُدْ بِها لَهَواتِ السَّهْلِ وَالجَبَلِ
وافْخَرْ بِما شِدْتَ مِنْ مَجْدٍ يُؤَثِّلُهُ
نَدى ً يَروحُ وَيَغْدو غايَة َ المَثَلِ
إنَّ المَكارِمَ شَتّى في طَرائِقها
وأنتَ تَنْزِلُ مِنها مُلْتَقَى السُّبُلِ
لازال شَمْلُ المَعالي مِنْكَ مُنْتَظِماً
وَدامَ صَرْفُ اللَّيالي عَنكَ في شُغُلِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> إذا غارَ عزمي في البلادِ وأنجدا
إذا غارَ عزمي في البلادِ وأنجدا
رقم القصيدة : 26092
-----------------------------------
إذا غارَ عزمي في البلادِ وأنجدا
فإنَّ قصارى السَّعي أنْ أبلغَ المدى
وَلِلْغَايَة ِ القُصْوَى سَمَتْ بِي هِمَّتي
فَلا بُدَّ مِنْ نَيْلي المَعالي أَو الرَّدى
لأدَّرعنَّ النَّقعَ والسَّيفُ ينتضى
لجيناً ونؤويهِ إلى الغمدِ عسجدا
بِجُرْدٍ يُجاذِبْنَ الأَعِنَّة َ أَيْدِياً
لَبيقَاتِ أَطْرافِ الأَنامِلِ بالنَّدى
إذا هنَّ نبَّهنَ الثَّرى من رقادهِ
ذررنَ بهِ في مقلة ٍ النَّجمِ إثمدا
وشعَّثنَ أعرافَ الصَّباحِ بهبوة ٍ
يطالعنَ منها ناظرَ الشَّمسَ أرمدا
فلستُ ابنَ منْ سادَ الأنامَ وقادهمْ
لَئِنْ لَمْ أُرَوِّ الرُّمْحَ مِنْ ثُغَرِ العِدَا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ثَنى عِطْفَهُ لِلْبارِقِ المُتَأجِّجِ
ثَنى عِطْفَهُ لِلْبارِقِ المُتَأجِّجِ
رقم القصيدة : 26093
-----------------------------------(31/346)
ثَنى عِطْفَهُ لِلْبارِقِ المُتَأجِّجِ
كَما عَلِقَتْ نارٌ بِأَطْافِ عَرْفَجِ
وقد صَغَتِ الجَوْزاءُ وَالفَجْرُ ساطِعٌ
كَما لَمَعَتْ رَيّا إِلَيَّ بِدُمْلُجِ
فَبِت أُراعيهِ على حَدٍّ مِرْفَقٍ
بِطَرْفٍ مَتى يَطْمَحُ بِهِ الشَّوقُ أَنشِجِ
وكادَتْ عَذارى الحَيِّ يَقْبِسْنَ نارَهُ
إذا ما تَلَوَّتْ في السَّنا المُتَوَهِّجِ
وَشَوْقي حَليمٌ غَيْرَ أَنَّ صَبابَة ً
تُسَفِّهُ حِلَْ الوامِقِ المُتَحَرِّجِ
إذا ما سَرى بَرْقٌ وَقَدْ هَبَّتِ الصَّبا
كَلِفْتُ بِذِكْرَى أَكْحَلِ العَيْنِ أَدْعَجِ
فَفي وَمَضانِ البَرْقِ مِنْهُ ابْتِسامَة ٌ
وَلِلرِّيحِ رَيّا نَشْرِهِ المُتَأَرِّجِ
لَبَيْتٌ بِأَعْلى تَلْعَة ٍ في ظِلالِهِ
مَلاعِبُ خَفّاقٍ مِنَ الرِّيحِ سَجْسَجِ
تَشُدُّ النَّزارِيّاتُ أَطْنابُهُ العُلا
بِأَرْضٍ يَلوذُ الطَّيْرُ فيها بِعَوْسَجِ
وَيَمْشِينَ رَهْواً مِشْيَة ً قُرَشِيَّة ً
تَنُوءُ بِكُثْبانِ النَّقا المُتَرَجْرِجِ
وَتُشْرِقُ بِالوَرْدِ الخُدودُ نَواضِراً
إذا ابتَسَمَتْ عَنْ أَقْحُوانٍ مُفَلَّجِ
وَنَغْمَة ُ راعي الذَّوْدِ يُزْجِي إفالَهُ
بِدعِصٍ يُهاديِهِ نَدى اللَّيلِ، أَثْبَجِ
وغارَتُنا والصُّبْحُ حَطَّ لِثامَهُ
عَلى كُلِّ موّارِ المِلاطَيْنِ أَْهوَجِ
أَحبَّ إلَيْنا مِنْ قُوَيْقٍ وَضَجْعَة ٍ
على زَهَرٍ يَسْتَوْقِفُ العَيْنَ مُبْهِجِ
فَلِلّهِ مَرأى ً بِالعَقيقِ ومَسْمَعٌ
عَشِيَّة َ مَرَّتْ بِالحِمى أُخْتُ مُدْلِجِ
يَحُفُّ بِها مِنْ فَرْعِ خِنْدِفَ غِلْمة ٌ
كِنانِيَّة ٌ تَنْحو خَمائِلَ مَنْعِجِ
أمالوا العَوالي بَيْنَ آذانِ قُرَّحٍ
تَرَدَّدْنَ في آلِ الضُّبَيْبِ وَأَعْوَجِ
فَلَمْ أرَ أُسْداً قَبْلَهُمْ تَحْتَ أَدْرُعٍ
وَلا رَشَأً مِنْ قَبْلِها وَسْطَ هَوْدَجِ
تَجَلَّتْ لَنا كَالشَّمْسِ، يَكْنُفُ خِدْرَها
بُدورٌ تَوارَتْ مِنْ حُدوجٍ بِأَبْرجِ
فَما اكتَحَلَتْ عَيْني وَللبَيْنِ رَوْعَة ٌ(31/347)
بِأَحْسَنَ مِنْ يَوْمِ الوَداعِ وَأَسْمَجِ
وَهاجَتْ تَباريحُ الصَّبابَة ِ وَالهَوى
بَلابِلَ مِنْ صَدْرٍ على الوجْدِ مُشْرَجِ
كَأَنَّ فُؤادي بينَ أَحشاءِ مُجرِمٍ
دَعاهُ الفَتى الجُوثِيُّ يَخْشى وَيَرْتَجي
يُلِمُّ بِمَغْشيِّ الرُّواقَيْنِ ماجِدٍ
يُساجِلُ أَنْواءَ الرَّبيعِ المُثَجَّجِ
وَيَنْسِبَهُ آلُ المُسَيبِ في الذُّرا
إلى كُلِّ مَشْبوحِ الذِّراعَيْنِ أَبْلَجِ
وَتُعْرَفُ فيهِ من وَهيبٍ وَجَعْفَرٍ
شَمائِلُ مَنْ يَفْخَرْ بِها لا يُلْجِلجِ
سَماحٌ إذا ألْقَى الشِّتاءُ جِرانَهُ
وَهَبَّتْ لَكَ النَّكْباءُ مِنْ كُلِّ مَنْأَجِ
وَطَعْنٌ يُجِرُّ القِرنَ عالِيَة َ القنا
وَيَخْطِرُ مِنْهُ في الرِّداءِ المُضَرَّجِ
وَتيهٌ عُقَيليٌّ كَأَنَّ دِلاصَهُ
يُزَرُّ على ذي لِبْدَتَيْنِ مُهَيَّجِ
عليك بَهاءَ الدَّولتينِ تَعَطَّفَتْ
هَوازِنُ في جُرْثومِها المُتَوَشِّجِ
تخوضُ الوَغى وَالقَوْمُ ما بينَ مُلْجِمٍ
أَتاهُ الصَّريخُ العامِرِيُّ ، وَمُسْرِجِ
إذا اعْتَقَلَ القَيْسيُّ رُمْحاً تَكَسَّرَتْ
أَعالِيهِ في صَدْرِ الكَمِيِّ المُدَجَّجِ
فَكَم لَكَ مِنْ يَوْمٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ
وَقَتْلَى عَلَيْها الأَنْسُرُ الفُتْخُ تَنْتَجي
تَرَكْتُمْ لَدى النَّشَّاشِ مِنْ سِرِّ وائِلٍ
جُثاً حَنفيّاتٍ بِكُلِّ مُعَرَّجِ
وبَالحِفَرِ القَبْرُ القَنانُّي دائِرٌ
بهِ هامَة ٌ لَمْ يَسْقِها آلُ مَذْحِجِ
وَكُلُّ غُلامٍ عامِرِيٍّ إذا سَما
إلى القِرْنِ لَمْ يَحْفِلْ صِياحَ المُهَجْهِجِ
تُرَشِّحُ لِلهَيجاءِ نَفْساً شَريسَة ً
مَتى تُلْقِحِ الحَرْبَ العَقيمَة َ تُنْتَجِ
ولو كُنْتَ يَوْمَ الجَوْنِ بِالشِّعْبِ لَمْ يَسُدْ
شُرَيْحٌ ولم يُذْكَرْ غَناءٌ لِخُنْدُجِ
فَسَدَّ بِكَ الحَيُّ العَبادِيُّ في العُلا
مَكانَ الخَفاجِيِّ الأَغَرِّ المُتَوَّجِ
وَنِيطَ بكَ الآمالُ ، لا زالَ يَنْتَهي
إليكَ بِآمالِ الوَرى كُلُّ مَنْهَجِ(31/348)
وَجَاءكَ بي نِضْوٌ كَأنِّي فَوْقهُ
مُهيبٌ بِصَفّاقِ الجَناحَيْنِ أَخرَجِ
وَلَولاكَ لَمْ أَخْبِطْ دُجَى اللَّيْلِ وَالفَلا
بِسَيْرٍ يُلوِّي مِنْ طُلَى الرَّكْبِ، مُزْعِجِ
وعندَكَ قَوْمٌ يُلْقِحونَ ضَغائِناً
فَألْحِقْ مُتِمَّ الحامِلاتِ بِمُخْدِجِ
فَذُو العُرِّ يُكوى َ حينَ يُعْضِلُ داؤُهُ
وَكُلُّ أَخِي حَزْمٍ مَتى يَكْوِ يُنْضَجِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَقْياً لِكُوَفنَ مِنْ أَرْضٍ إذا ذُكِرَتْ
سَقْياً لِكُوَفنَ مِنْ أَرْضٍ إذا ذُكِرَتْ
رقم القصيدة : 26094
-----------------------------------
سَقْياً لِكُوَفنَ مِنْ أَرْضٍ إذا ذُكِرَتْ
هاجَتْ على عُدواء الدّارِ أَشْواقا
يطيبُ عرقُ الثَّرى منها بكلِّ فتى ً
من أسرتي طابَ أعراقاً وأخلاقا
لَوَى مُعاوِيَة ُ ابْنُ الأَكْرَمِينَ أَباً
منهمُ إلى المجدِ أبصاراً وأعناقا
ترودُ تحتَ ظلالِ السُّمرِ عندهمُ
مَلْبُونَة ٌ تَطأُ الهاماتِ أَفْلاقَا
فَكُلُّهُمْ حِينَ تُسْتَوْشَى حَفِيظَتُهُ
يلقي بمعتركِ الأبطالِ أرواقا
كَسا القَنا وَالطُّلى مِنْ أَرْؤسٍ وَلُهاً
في الحربِ والسِّلمِ تيجاناً وأطواقا
فإنَّ تهبْ عندَ إظلال الخطوبِ بهِ
يُشَمِّرِ الذَّيلَ حَتّى يَنْصُفَ السّاقا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ألِفْتُ النَّدَى وَالعامِرِيَّة ُ تَعْذِلُ
ألِفْتُ النَّدَى وَالعامِرِيَّة ُ تَعْذِلُ
رقم القصيدة : 26095
-----------------------------------
ألِفْتُ النَّدَى وَالعامِرِيَّة ُ تَعْذِلُ
وَمِمّا أَفادَتْهُ الصَّوارِمُ أَبْذُلُ
فَلا تَعْذُليني يابْنَة َ القَوْمِ إِنَّني
أَجودُ بِما أَحوي، وبَالعِرضِ أبْخَلُ
وَلَلْحَمْدُ أَوْلى بِالفَتى مِنْ ثَرائِهِ
وَخَيرٌ مِنَ المالِ الثَّناءُ المُنَخَّلُ
وَمَنْ خافَ أنْ يَسْتَضْرِعَ الفَقْرُ خَدَّهُ
وَفَى بِالغِنى لي أَعْوَجِيٌّ وَمُنْصُلُ
وَمُكْتَحِلاتٌ بِالظَّلامِ أُثِيرُها(31/349)
وَهُنَّ كَأَشْباحِ الأَهِلَّة ِ نُحَّلُ
ولا صَحْبَ لي إلاّ الأَسِنَّة ُ وَالظُّبا
بِحَيْثُ عُيونُ الشُّهْبِ بِالنَّقْعِ تُكْحَلُ
وَحَوْلِيَ مِنْ رَوْقَيْ أُمَيَّة َ غِلْمَة ٌ
بِهِمْ تُطْفَأُ الحَرْبُ العَوانُ وَتُشْعَلُ
سَرَيْتُ بِهِمْ وَالنّاجِياتُ كَأَنَّها
رِماحٌ بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الخَطِّ ذُبَّلُ
فَحَلُّوا حُبا اللَّيْلِ البَهيمِ بِأَوجُهٍ
سَنا الفَجْرِ في أَرْجائِها يَتَهلَّلُ
وَخاضُوا غِمارَ النّائِباتِ ، وَمالَهُمْ
سوى اللّهِ وَالرُّمْحِ الرُّدَيْنِيِّ مَعْقِلُ
يَرومُونَ أَمْراً دُونَهُ جُرَعُ الرَّدَى
تُعَلُّ بِها نَفْسُ الكَمِيِّ وتَنْهَلُ
على حينَ نابَتْنِي خُطوبٌ كَثيرَة ٌ
تَؤُودُ بِها الأَيّامُ مَتْنِي وَأَحْمِلُ
وَأُخْفي الصَّدى وَالماءُ زُرْقٌ جِمامُهُ
فَهُنَّ على الذُّلِّ السِّمامُ المُثَمَّلُ
وَمَنْ سَلَبَتْهُ نَوْشَة ُ الدَّهْرِ عِزَّهُ
فَنَحْنُ لِرَيْبِ الدَّهرِ لا نَتَذَلَّلُ
وَلَكِنَّنا نَحْمي ذِمارَ مَعاشِرٍ
لَهُمْ آخِرٌ في المَكْرُماتِ وَأَوَّلُ
وَلَمْ نَغْتَرِبْ مُسْتَشْرِفينَ لِثَرْوَة ٍ
فَمَرْعَى مَطايانا بِيَبْرِينَ مُبْقِلُ
وَقَد يَصْدَأُ السَّيْفُ المُلازِمُ غِمْدَهُ
وَمَنْ لا يَرِمْ أوْطانَهُ فَهْوَ يَخْمَلُ
فَبِتْنا وقد نامَ الأَنامُ عَنِ العُلا
نُسارِي النُّجومَ الزُّهْرَ وَاللَّيْلُ أَلْيَلُ
وَنَحْنُ عَلى أَثْباجِها جُرْدٍ كَأَنَّها
إِذا ما اسْتُدِرَّ الحُضْرُ ، بِالرِّيحِ تُنْعَلُ
فَأَوْجُهُها مِنْ طُرَّة ِ الصُّبْحِ تَكْتَسي
وَسائِرُها في حُلَّة ِ اللَّيلِ يَرفُلُ
وَتَعْلَمُ ما نَبْغي فَتَبْتَدِرُ المَدى
وَلَيْسَتْ عليها الأصبَحيَّة ُ تَجْهَلُ
وَيَقْدُمُها طِرْفٌ أَغَرُّ مُحَجَّلٌ
لِراكِبِهِ مَجْدٌ أَغَرُّ مُحَجَّلُ
فَلَمْ نَدْرِ إذ أمَّتْ بِنا بابَ أَحْمَدٍ
أَنَحْنُ إلى ناديهِ أَمْ هِيَ أَعْجَلُ
تَذودُ الكَرى عَنّا تِلاوَة ُ مَدْحِهِ(31/350)
فَيَرْنو إلينا مُضْغِياتٍ وَتَصْهَلُ
أَغَرُّ، رَحيبُ البعِ، يُسْتَمْطَرُ النَّدى
جَميلُ المُحيّا، مِخْلَطُ الأَمرِ، مِزْيَلُ
فَفي راحَتَيْهِ لِلْمُؤَمَّلِ مُجْتَدى ً
وفي ساحَتيهِ لِلْمُرَوِّعِ مَوئِلُ
سَما وَالشَّبابُ الغَضُّ يَقْطُرُ مُاؤُهُ
إلى حيثُ يُقْصي النَّظْرَة َ المُتَأَمِّلُ
وَكانَ أَبوهُ يَرْتَجي خَيْرَهُ الوَرى
وَهذا المُرَجَّى مِنْ بَنيهِ المُؤَمَّلُ
وَقَدْ وَلِهَتْ شَوْقاً إِلَيْهِ وِزارَة ٌ
لَها في بَنى إسحاقَ مَثوى ً ومَنْزِلُ
بِهِمْ زُيِّنَتْ إذُ زِينَ غَيرُهُمْ بها
وَقَدْ يَسْتَعيرُ الحَلْيَ مَنْ يَتَعَطَّلُ
وَشامَ لَها الأعداءُ بَرْقاً فَأَصْبَحَتْ
عَلَيهِمْ بِشُّؤبوبِ المَنيَّة ِ تَهْطِلُ
وقد خَيَّمَتْ فيها بِدارِ مُقامَة ٍ
فليسَ لَها عَنْ رَبْعِهِمْ مُتَحوَّلُ
وَلِلدُّرِّ حُسْنٌ حَيْثُ عُلِّقَ عِقْدُهُ
وَلكنَّهُ في جِيدِ حَسناءَ أَجْمَلُ
مِنَ القَوْمِ لا مَأْوى المَساكِينِ مُقْفِرٌ
لَدَيْهِمْ، ولا مَثوَى الصَّعالِيكِ مُمْحِلُ
غَطارِفَة ٌ إن حُورِبُوا أَرْعَفُوا القَنا
وَإن سُئلوا النُّعْمى لَدى السِّلمِ أَجزَلُوا
فَدُونَكَها غَرَّاءُ لَوْ رامَ مِثْلَها
سِوايَ بليغٌ ظَلَّ يُصْفِي وَيُجْبِلُ
دَنَتْ وَنَأَتْ إذْ أَطْمَعَتْ ثُمَّ أَيْأَسَتْ
وَقد أحْزَنَ الرَّاؤونَ فيها وَأَسْهَلوا
فَأَجْزَلُها بُرْدٌ عَلَيْكَ مُسَهَّمٌ
وَأَسْهَلُها عِقْدٌ لَدَيْكَ مُفَصَّلُ
وَها أَنا أَرْجو أَنْ نَعِيشَ بِغِبْطَة ٍ
جَميعاً وأنتَ المُنْعِمُ المُتَفَضِّلُ
فَمِنكَ نَدى ً غَمْرٌ وَمِنِّيَ شُكْرُهُ
ونحنُ كما نَهوى أَقولُ وَتَفْعَلُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَرومُ العُلا وَالدَّهْرُ يُزجِي خُطوبَهُ
أَرومُ العُلا وَالدَّهْرُ يُزجِي خُطوبَهُ
رقم القصيدة : 26096
-----------------------------------
أَرومُ العُلا وَالدَّهْرُ يُزجِي خُطوبَهُ
إليَّ بإحدى المعضلاتِ القواصمِ(31/351)
وتصحبني سمراءُ ظمأى لدى الوغى
وأعرضُ عنْ بيضاءَ ريّا المعاصمِ
وَمَن طَلَبَ العَلْياءَ لَمْ يَخَفِ الرَّدى
فَمِنْ دونِ ما يَبْغِيهِ حَزُّ الغَلاصِمِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> الفَجْرُ يا سَعْدَ بَني مُعاذِ
الفَجْرُ يا سَعْدَ بَني مُعاذِ
رقم القصيدة : 26097
-----------------------------------
الفَجْرُ يا سَعْدَ بَني مُعاذِ
فَالشُّهْبُ في مَسْبَحِها جَواذِ
تَرْنُو رُنُوَّ المُقْلِ القَواذي
وّذُو الرِّعاثِ بِاليَفاعِ هاذِ
سُقْها وَلَوْ بِالصَّارِمِ الهَذّاذِ
مُقَلِّصَ الذَّيْلِ خَفيفَ الحاذِ
لا رِيَّ لِلْعَيْشِ بِذي أَجْراذِ
في أَبْطُنٍ مَأْشُوبَة ِ الأَفْخاذِ
مِنْ كُلِّ مَرْهوبِ الشَّذا مَلاّذِ
في المَجْدِ حافٍ بِالثَّراءِ حاذِ
بادي الخَنا يَسْفَهُ أَوْ يُباذي
فَالجارُ شاكٍ وَالخَليطُ آذِ
وَإبلِي تَأْبى صَرى الإخاذِ
فَرُعْ أَساريبَ القَطا الشُّذاذِ
بِمَنْهَلٍ مُشْتَبِهِ الأَلْواذِ
لَمّا سَرى وَالطَّرْفُ غَيْرُ خاذِ
ذو حَسَبٍ أُدْرِجَ في بَذاذِ
مُخْلَوْلِقُ البُرْدَيْنِ وَالمِشْواذِ
وَارْقَدَّ كَالكَوْكَبِ في الإغذاذِ
وامْتَدَّ باعُ القَرَبِ الحَذحاذِ
حَثا ثَرَى نَجْدٍ على بَغْداذِ
فَغُمْدَة ُ الدِّينِ بِها مَلاذي
إذا مَشى في حَلَقاتِ المَاذي
رَمَتْ إليهِ الأَرضُ بِالأَفلاذِ
وَانْهَلَّ شُؤْبوبُ النَّجيعِ الغاذي
بِالوابِلِ الصَّيبِ وَالرَّذاذِ
وَالخَطْوُ فَوْقَ قِمَمٍ جُذاذِ
يابْنَ الإمامِ دَعْوَة َ العُوَّاذِ
وَالدَّهْرُ يُبْدي صَفْحَة َ اسْتِحْواذِ
فَامْنُنْ على الأَشْلاءِ بِالإنْقاذِ
فقد نُبِذْنَ مَنْبَذَ الرِّباذِ
وَهُنَّ إذ رُوِّعْنَ بِانْتِباذِ
أَهْلُ اصْطِناعٍ مِنْكَ واتِّخاذِ
وأنتَ رَبُّ الأَنْعُمِ اللِّذاذِ
و عَزْمَة ٍ فُرَّتْ عَنِ النَّفاذِ
تُعَجِلُ سَيْباً رَيِّثَ الإشْجاذِ
طامي العُبابِ صَخِبَ الأواذي
نَدى ً قُواماً في عُلاً أَفذاذِ(31/352)
إنْ عادَ سَهْمي بِكَ ذا قِذاذِ
بِتُّ أُناصِي النَّجْمَ أَو أُحاذي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ويومٍ طوينا أبرديهِ بروضة ٍ
ويومٍ طوينا أبرديهِ بروضة ٍ
رقم القصيدة : 26098
-----------------------------------
ويومٍ طوينا أبرديهِ بروضة ٍ
ينشَّرُ فيها الأتحميُّ المعضَّدُ
وَنَحْنُ على أَطْرافِ نَهْرٍ تُظِلُّهُ
أزاهيرها والشَّمسُ فيها توقَّدُ
وَتُظْهِرُهُ طَوْراً وطَوْراً تُجِنُّهُ
فتحسبهُ سيفاً يُسلُّ ويُغمدُ
وَتَبْسِمُ في رَأْدِ الضُّحى وَتَؤودُها
أبابيلُ منْ طيرٍ عليها تغرِّدُ
شربنا بها ماءً تغازلهُ الصَّبا
فَيَصْفُو، وَيَقْتاتُ النَّسيمَ فَيَبْرُدُ
إذا ما ذكرنا طيبهُ بعدَ برهة ِ
مِنَ الدَّهْرِ عاوَدْناه، وَالعَودُ أَحْمَدُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَتَرْوى وقد صَدَحَ الجُنْدُبُ
أَتَرْوى وقد صَدَحَ الجُنْدُبُ
رقم القصيدة : 26099
-----------------------------------
أَتَرْوى وقد صَدَحَ الجُنْدُبُ
غَرائِبُ أَخْطأَها المَشْرَبُ
تَمُدُّ إلى الماءِ أَعْناقَها
وَهُنَّ إذا وَرَدَتْ تُضْرَبُ
كَأَنَّ السَّماءَ لَها مَنْهَلٌ
عَليهِ مِنَ الحَببِ الكَوْكَبُ
فَلَيسَ إلى نَيْلِها مَطْمَحٌ
وَلا لِكَواكِبِها مَطْلَبُ
وَيَطْوينَ وَالرَّوْضُ في حُلَّة ٍ
يَجُرُّ رَفارِفَها الأَزْيَبُ
وَما العُشْبُ إلاّ القَنا تَرتوي
دَماً مِنْ أَنابيبِها يُسْكَبُ
فلا رِعْيَ عِنْدِيَ حَتّى يُباحَ
بِأَطْرافِها البَلَدُ المُعْشِبُ
رُوَيْدَكِ ياناقُ كَمْ تَذْكُرينَ
مُناخاً بِهِ اسْتَأْسَدَ الثَّعْلَبُ
يَهونُ الكَمِيُّ بِأَرْجائِهِ
وَيَقْلَقُ في غِمْدِهِ المِقْضَبُ
وَلَوْ كَفْكَفَ الدَّهرُ مِنْ غَرْبِهِ
طَغى في أَزِمَّتِهِ المُصْحِبُ
وَلَمْ يَنْتَجِعْ عَذَباتِ اللِّوى
إذا لاحَ بارِقُها الخُلَّبُ
يَرودُ بِتَيْماءِ حُوَّ التِّلاعِ
وقدْ خَانَها الزَّمَنُ الأَشْهَبُ
وَأَصْحَرْنَ عَنْ أَدَمٍ يَقْشَعِرُّ(31/353)
كَما هُنِىء َ الجَمَلُ الأَجْرَبُ
فَمالِي أَحِلُّ رُباً لا يَشُدُّ
عِقالَ المَطِيِّ بِها الأرْكُبُ
وَما بيَ َعنْ غَايَة ٍ نَبْوَة ٌ
وَإنْ فَزِعَ الحَيُّ مِنْ غالِبٍ
فَإِنَّ يَدي دَرِبَتْ بالظُّبا
وَساعِدُها بالقَنا أَدْرَبُ
وَعِنْدي مِنَ الخَيْلِ ذو مَيْعَة ٍ
يَطوفُ بِقُبَّتِنا مُقْرَبُ
وَأُلْحِفُهُ البُرْدَ في شَتْوَة ٍ
تَغُضّ الهَريرَ لَها الأَكْلُبُ
إذا مَدَّ مِنْ نَبَراتِ الصَّهيلِ
ثَنى مِسْمَعَيْهِ لَهُ المُعْرِبُ
تَدّثَّرَهُ أَسَدٌ أَغْلَبُ
يَجُرُّ الدِّلاصَ غَداة َ الوَغى
كَما اعتَنَّ في مَشْيِهِ الأَنْكَبُ
وَلَوْ كُنْتُ أَبْغي بِنَفْسي العُلا
لأفْضَى إِليَّ بِها المَذْهَبُ
فَكَيْفَ أُداني الخُطا دُونَها
وَيَجْذِبُ ضَبْعي إليها الأَبُ
وَلي مَعْقِلٌ بِفِناءِ الوَزيرِ
يَروحُ إلى فَيْئِهِ المُعْزِبُ
وَيَخْجَلُ مِنْ راحَتيهِ الغَمامُ
إذا دَرَّ نائِلُهُ الصَّيِّبُ
أَتَى في السَّمَاحَة ِ مَالَمْ يَدَعْ
لأهْلِ النَّدى سِيرَاً تُعْجِبُ
فَأَوَّلُ أفْعالِهِمْ آخِرٌ
وَبِكْرُ مَكارِمِهِمْ ثَيِّبُ
وَأَفْضَى إلى أَمَدٍ لَوْ جَرَتْ
إليهِ الصَّبا طَفِقَتْ تَلْغَبُ
مدى ً هَزَّ مِنْ دُونِهِ رُمْحَهُ السماكُ
وَإبْرَتَهُ العَقْرَبُ
وَكَيْفَ يُساجَلُ في سُؤْدَدٍ
حَواشِيهِ مِنْ عَلَقٍ تُخْضَبُ
وَأَدْنى عَطاياهُ مَلبونَة ٌ
تُباري أَعِنَّتَها شُزَّبُ
وَصُهْبٌ يَنُمُّ بِأَعْراقِها
إذا مابْتَذَلْنَ الخُطا، أَرْحَبُ
وغِيدٌ مِنَ التُّرْكِ مَكْحولَة ٌ
عُيوناً يُقَلِّبُها الرَّبْرَبُ
وَأَنّى يُسامِيهِ ذُو مَحْتَدٍ
مَضارِبُ أَعْراقِهِ تُؤْشَبُ
كَأَنَّ مُحيَّاهُ وَقْبُ الصَّفا
تَغْشَّى جَوانِبَهُ الطُّحْلُبُ
وَلَوْ شاءَ غادَرَ أَشْلاءَهُ
يُحَيِّي الضِّباعَ بِها الأّذْؤُبُ
لَشَدَّ بِكَ المُلْكُ أَطنابِهُ
وَكادَتْ دَعائِمُهُ تُسْلَبُ
وَعَزَّ بِكَ الشَّرْقُ حَتّى لَوى
إِليكَ أَخادِعَهُ المَغْرِبُ(31/354)
تَفُلُّ بِرَأْيِكِ حَدَّ الحُسامِ
إذا اعتَكَرَ الرَّهْجُ الأَصْهَبُ
وَتَملأُ بِالخَيْلِ عُرْضَ الفضا
ءِ حتّى يَئِنَّ لَها السَّبْسَبُ
نِظامُ العُلا مُدَّ مِنْ شَوْطِها
نَوى ً بِالمُخِبيّنَ لا تُصْقِبُ
وَلَوْلاكَ ما رَوَّعَتْ صاحِبَيَّ
لِلْبَيْنِ أَغْرِبَة ٌ تَنْعَبُ
وَلا سانِحٌ هَزَّ مِنْ رَوْقِهِ
سَلِيماً، وَلا بارِحٌ أَعْضَبُ
فكيفَ الإيابُ وَمِنْ دونِهِ
مَوارِدُ، غُدرانُها تَنْضَبُ
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّني في ذَراكَ
على الدَّهْرِ مِنْ حَنَقٍ أَغْضَبُ
فَأَنتَ الزَّمانُ، وَأَحوالُنا
إليكَ، إذا رَزَحَتْ، تُنْسَبُ
العصر العباسي >> البحتري >> عليك السلام أيها القمر البدر
عليك السلام أيها القمر البدر
رقم القصيدة : 2610
-----------------------------------
عَلَيكَ السَلامٌ، أيّها القَمَرُ البَدْرُ،
وَلا زَالَ مَعْمُوراً بِأيّامِكَ العُمْرُ
وَداعاً لشَهرٍ، إنّ مِنْ شاسعِ النّوَى
على الكَبِدِ الحَرّى، إذا التهبتْ، شَهْرُ
هوَ اسمُ فِرَاقٍ طالَ أوْ قَصُرَ المَدى،
فللصّدْرِ مِنهُ ما يَحُرُّ لَهُ الصّدْرُ
أنا الظّالِمُ المُختارُ فَقدَكَ عالِماً
بفَقْدِ اللُّهَى فيهِ، وَما ظَلَمَ الدّهرُ
ملأتُ يَدي فاشتَقْتُ، وَالشّوْقُ عادةٌ
لكُلّ غَرِيبٍ ذَلّ، عن يدِهِ، الفَقْرُ
وَأيُّ امرئ يَشتاقُ، مِن بُعدِ أرْضِهِ،
إلى أهلِهِ، حتّى يكونَ لَهُ وَفْرُ
تَلافَيتَني في ظَمأةٍ، فَدَفَعتَني
إلى نَائِلٍ، فيهِ المَخاضَةُ وَالغَمْرُ
وَيَدنُو قَرَارُ البَحْرِ طَوْراً، وَرُبّما
تَبَاعَدَ حتّى لا يُنَالُ لَهُ قَعْرُ
وَلَوْلاكَ ما أسخَطْتُ غُمّى وَرَوْضَها
وَنَهرَ دُجَيْلٍ بالذي رَضِيَ الثّغْرُ
وَلا كانَ غَزْوُ الرّومِ بَعضَ مآرِبي،
وَهَمّي، وَلا ممّا أُطالِبُهُ الأَجرُ
لِتعْلَمَ أنّ الوِدّ يَجْمَعُنَا علَى
صَفاءِ التّصَافي، قَبلَ يَجمعُنَا عمرُو
وَإنّي متى أعْدُدْ معاليكَ أعْتَدِدْ(31/355)
بها شَرفاً، إذْ كلَ فَخرُكَ لي فَخرُ
وَلمْ أرَ مثلي ظَلّ يَمدَحُ نَفسَهُ،
وَيأخُذُ أجراً، إنّ ذا عَجَبٌ بُهْرُ
وَما اخترْتُ داراً غَيرَ دارِكَ من قِلًى،
وَأينَ ترَى قَصْدي وَمن خلفيَ البَحْرُ
فإنْ بِنْتُ مِنكُمْ مُصْبِحاً حضرَ الهَوى،
وَإنْ غِبتُ عَنكُمْ سائراً شهدَ الشِّعرُ
سأشكُرُ لا أنّي أُجازِيكَ نِعْمَةً
بأُخرَى، وَلكِنْ كيْ يُقالَ لهُ شكرُ
وَأذكُرُ أيّامي لَدَيْكَ وَحُسْنَهَا،
وَآخِرُ ما يَبقَى مِنَ الذّاهبِ الذّكْرُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وروضٍ زرتهُ والأفقُ يصحي
وروضٍ زرتهُ والأفقُ يصحي
رقم القصيدة : 26100
-----------------------------------
وروضٍ زرتهُ والأفقُ يصحي
أَحايينا وَآوِنَة ً يَغيمُ
كأنَّ القطرَ منْ سبلِ الغوادي
عَلى زَهَراتِهِ الدُّرُّ النَّظيمُ
يلينُ لهُ أديمُ الجوِّ حتّى
يصحَّ بهِ ويعتلُّ النَّسيمُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَلا بِأَبي مَنْ حِيلَ دونَ مَزارِهِ
أَلا بِأَبي مَنْ حِيلَ دونَ مَزارِهِ
رقم القصيدة : 26101
-----------------------------------
أَلا بِأَبي مَنْ حِيلَ دونَ مَزارِهِ
وَقَدْ بِتُّ أَسْتَسْقِي الغَمامَ لِدارِهِ
عَهِدْتُ بِها خَشْفاً أَغنَّ، كَأَنَّني
أَرى بِمَخَطِّ النُّؤْيِ مُلْقَى سِوارِهِ
فَلا بَرِحَتْ تَسْري الرِّياحُ مَريضة ً
بِها، وَيُحَيِّيها الحَيا بِانْهِمارِهِ
وَقَفْتُ بِها نَضْواً طَليحاً، وَشَجوُهُ
يُلوّي عُرا أَنساعِهِ بِهِجارِهِ
وَيَعْذُلُني مِنْ غِلْمَة ِ الحَيِّ باسِلٌ
على شِيمَتَيْهِ مَسْحَة ٌ مِنْ نِزارِهِ
وَيَزْعُمُ أَنَّ الحُبَّ عارٌ علَى الفَتى
أَما عَلِمُوا أَنِّي رَضِيتُ بِعارِهِ
كَأَنّي غَداة َ البَيْنِ مِنْ دَهَشِ النَّوى
صَريعُ يَدِ الساقي، عَقِيرُ عَقارِهِ
فَصاحَ غُدا فيٌّ شَجاني نَعِيبُهُ
يَهُزُّ جَناحَيْ فُرْقَة ٍ مِنْ مَطارِهِ
بِجِزْعٍ بِطاحِيٍّ يَنُوشُ أَراكَهُ(31/356)
مَهاً في خَلِيطَيْ أُسْدِهِ َوَنِمارِهِ
حَبَسْتُ بِها العِيسَ المَراسِيلَ أَجْتَلي
على مُنْحَنَى الوادي عُيونَ صِوارِهِ
وَأَعْذُلُ حَيّاً مِنْ كِنانَة َ خَيَّموا
بِحَيْثُ شَكا الصَّبُّ الطَّوى في وِجارِهِ
وَقَدْ مَلأَتْ عُرْضَ السَّماوَة ِ أَيْنَقٌ
تَلُفُّ خُزامَى رَوْضِها بِعَرارِهِ
أَسَرَّهُمُ أنَّ الرَّبيعَ أَظَلَّها
وَجَرَّ بِها الكَلِبيُّ فَضْلَ إزارِهِ
وَتَحْتَ نِجادِي باتِرُ الحَدِّ صارِمٌ
تَدِبَ صِغارُ النَّمْلِ فَوْقَ غِرارِهِ
فَلَيّاً بِأَعْرافِ الجيادِ على الوَجَى
تَزُرْهُ هَوادي الخَيْلِ في عُقْرِ دارِهِ
وَرِمَّة ِ كَعْبٍ إنَّ مالاً أُصِيبُهُ
لِجاري، وَقَدْ يُعْشَى إلى ضَوءِ نارِهِ
وَلَسْتُ كَمَنْ يُعلِي إلى الهُونِ طَرْفَهُ
وَلا يَرْكَبُ الخَطِّيَّ دونَ ذِمارِهِ
فقدْ سادَ جَسّاسُ بنُ مُرَّة َ وائِلاً
بِقَتْلِ كُلَيْبٍ دونَ لَقْحة ِ جارِهِ
حَلَفْتُ بِمَحْبوكِ السَّراة ِ كَأَنَّني
أَنوطُ بِذّيْلِ الرِّيحِ ثِنْيَ عِذارِهِ
وَتَلْمَعُ في أَعْلَى مُحَيّاهُ غُرَّة ٌ
هيَ الصُّبحُ شقَّ اللَّيلَ غبَّ اعتكارهِ
وَتَلْطِمُهُ أَيْدي العَذارى بِخُمْرِها
إذا انتَظَرَ السّاري مَشَنَّ غِوارِهِ
وَيَشْتَدُّ بِي وَالرُّمْحُ يَلْثِمُ نَحْرَهُ
إلى كُلِّ قِرْنٍ لِلأَسِنَّة ِ كارِهِ
وَتَحْتَ القَنا لِلأَعْوَجِيَّاتِ رَنَّة ٌ
بِضَرْبٍ يُطيرُ الهامَ تَحْتَ شَرارِهِ
وَيَزْجُرُها مِنّي أُشَيْعِثُ يَرْتَدِي
بِأَبْيَضَ يُلْقي عَنْهُ أَعْباءَ ثارِهِ
لأَدَّرِعَنَّ اللَّيْلَ حَتَّى أَزيرَهُ
أَغرَّ يُناصي الشُّهْبَ يَوْمَ فَخارِهِ
إذا طاشَتِ الأَحْلامُ وَاسْتَرْخَتْ الحُبا
تَفَيَّأَتِ الآراءُ ظِلَّ وَقارِهِ
وَأَلْوَى بِمَنْ جاراهُ حَتّى كَأَنَّهُ
مُعَنّى ً يُداني خَطْوَهُ في إسارِهِ
وَكَيْفَ يُبارَى في السَّماحَة ِ ماجِدٌ
مَتى يَخْتِلِفْ وَفْدُ الرِّياحِ يُبارِهِ(31/357)
تَعَطَّفَ كَهْلانُ بنُ زَيْدٍ وَحِميرٌ
عَلَيْهِ فَأَرْسَى مَجْدَها في قَرارِهِ
إليكَ زَجَرْنا يا عَديَّ بْنَ مُهْرِبٍ
أَمُوناً وَصَلنْا لَيْلَهُ بِنَهارِهِ
يُلِمُّ بَمَغْشِيِّ القِبابِ وَيَنْثَني
حَقائِبُهُ مَمْلُوءَة ٌ مِنْ نُضَارِهِ
إذا السَّنَة ُ الشَّهْباءُ أَلْقَتْ جِرانَها
كَفَيْتَ أَبا الأَطْفالِ عامَ غِيارِهِ
وَزارَكَ مِنْ عُليْا أُمَيَّة َ مِدْرَهٌ
تَهُزُّ الَّليالي سَرْحَهُ لِنِفارِهِ
وَلَولاكَ لَمْ أَخْبِطْ دُجى اللَّيلِ بَعْدَما
أُعِيدَ قُمَيْراً بَدْرُهُ في سِرارِهِ
وَكَمْ مَهْمَهٍ نائي المُعَرَّسِ جُبْتُهُ
وَذي مَرَحٍ أَنْضَبْتُهُ في قِفارِهِ
فَجاءكَ مَنْهُوكَ العَرِيكَة ِ ناحِلاً
وقد فارَقَ الجَرْعاءَ مِلءَ ضَفارِهِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ألا هلْ إلى أرضٍ بها أمُّ سالمٍ
ألا هلْ إلى أرضٍ بها أمُّ سالمٍ
رقم القصيدة : 26102
-----------------------------------
ألا هلْ إلى أرضٍ بها أمُّ سالمٍ
وُصولٌ لِطاوي شُقَّة ٍ وَبَلاغُ
فليسَ لماءٍ بعدَ لينة َ بالحمى
إذا ذقتهُ بينَ الضُّلوعِ مساغُ
أصدُّ عنِ الواشي كأنِّي طريدة ٌ
تُراعُ بِمُسْتَنِّ الرَّدى وَتُراغُ
وَأَصْبو وَيَلْحانِي على الحُبِّ عاذِلي
وأينَ فؤادٌ للسُّلوِّ يُصاغُ
ومنْ شغلتهُ بالهوى نظراتها
فَلَيْسَ لَهُ حَتَّى المَمّاتِ فَراغُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> تَرَنَّحَ مِنْ بَرْحِ الغَرامِ مَشُوقُ
تَرَنَّحَ مِنْ بَرْحِ الغَرامِ مَشُوقُ
رقم القصيدة : 26103
-----------------------------------
تَرَنَّحَ مِنْ بَرْحِ الغَرامِ مَشُوقُ
عَشِيَّة َ زُمَّتُ لِلتَّفَرُّقِ نُوقُ
فَباتَ يُواري دَمْعَهُ بِرِدائِهِ
وَأَيَّ دُموعٍ في الرِّداءِ يُريقُ
إذا لاَحَظَ الحَيُّ اليَمانُونَ بارِقاً
لَهُ تَحْتَ أذيالِ الظَّلامِ خُفوقُ
تَمَطَّتْ إلى حُزْوى بِهِمْ غُرْبَة ُ النَّوى
وَعَيْشُ اليَمانِي بِالسَّراة ِ وَرِيقُ(31/358)
وَلَولا الهَوى لَمْ أُتْبِعِ الطَّرْفَ بازِغاً
كَما اهْتَزَّ ماضِي الشَّفْرَتَيْنِ ذَلِيقُ
وكانَ غُرابُ البَيْنِ يُخشَى نَعيبُهُ
فَكيفَ دَهَتْنِي بالفِراقِ بُرُوقُ
وفي الرَّكْبِ مِنْ قَيْسٍ رَعابِيبُ، عَهْدُها
لَدَيَّ، وَإنْ شَطَّ المَزارُ، وَثيقُ
فَيا سَعْدُ كُرَّ اللَّحْظَ هَلْ تُبْصِرُ الحِمَى
فإنْسانُ عَيْنِي في الدُّموعِ غَريقُ
وَمَنْ هؤُليَّاءِ العُريْبُ عَلى اللِّوى
لِخَيْلِهِمُ بِالوادِيَيْنِ عَنيقُ
فَثَمَّ عَرارٌ يُسْتَطابُ شَميمُهُ
وَظِلٌّ كَخِيطانِ الأَراكِ صَفيقُ
أَرى السِّبْرَ مِنْهُمْ عامِرِيّاً وَكُلُّ مَنْ
ثَوَى مِنْ هِلالٍ بالعُذّيْبِ صَديقُ
وقَدْ عَلِقَتْني وَالنَّوَى مُطْمَئَنَّة ٌ
بِنا، مِنْ هَوى أُمِّ الوَليدِ عَلوقُ
وَلي نَشَواتٌ تَسْلُبُ المَرْءَ لُبَّهُ
إذا ما التَقَيْنا، وَالمُدامَة ُ رِيقُ
وقد فَرَّقَ البَيْنُ المُشَتِّتُ بَيْنَنا
فَشَطَّ مَزارٌ وَاستَقَلَّ رَفيقُ
وَأَشْأَمَ مِنْ جِيرانِنَا إذْ تَزَيَّلوا
فَريقٌ، وَأَعْرَقْنا ونحنُ فَريقُ
طَلَعْنا إلى الزَّوْراءِ مِنْ أَيْمَنِ الحِمى
ثَنايا بِأَخْفافِ المَطِيِّ تَضيقُ
نَزُورُ أَميرَ المُؤْمِنينَ، وَدونَهُ
خَفِيُّ الصُّوى مَرْتُ الفِجاجِ عَميقُ
وَلا أَرْضَ إلاّ وَهْيَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ
إلى بابِهِ لِلْمُعتَفِينَ طَريقُ
لَهُ هَزَّة ٌ في نَدوَة ِ الحَيِّ لِلنَّدَى
كَما هَزَّ أَعْطافَ الخَليعِ رَحيقُ
وَبِشرٌ يَلُوحُ الجُودُ منه وَهَيْبَة ٌ
تَروعُ لِحاظَ المُجْتَلي وَتروقُ
وَكَفٌّ كَما انْهَلَّ الغَمامُ طَلِيقَة ٌ
وَوَجْهٌ كَما لاحَ الهِلالُ طَليقُ
وَعِزٌّ بِمَرْسى الأَخْشَبَيْنِ مُخَيِّمٌ
وَمَجْدٌ لَدى البَيْتِ العَتيقِ عَتيقُ
إمامَ الوَرى إنِّي بِحَبْلِكَ مُعْصِمٌ
وَمَسْرَحُ طَرْفي في ذَراكَ أَنيقُ
أَسيرُ وَأَسْري لِلْمَعالِي، وَمَا بِها
لِطالِبِها إلاّ لَدَيْكَ لُحوقُ(31/359)
وَأُزْهَى عَلى الأَيَّامِ وَهيَ َتروعُني
وَأَنْيابُها- لارِيعَ جارُكَ - رُوقُ
وقد وَلَدَتْني عُصْبَة ٌ ضَمَّ جَدَّهُمْ
وَجَدَّ بني ساقي الحَجيجِ عُروقُ
وَإنِّي لأَبوابِ الخَلائِفِ قارِعٌ
بِهِمْ وَلِساحاتِ المُلوكِ طَروقُ
وَلَولاكَ ما بَلَّتْ بِدِجْلَة َ غُلَّة ً
مَطايا، لَها تَحْتَ الرِّحالِ شَهيقُ
وَكَمْ خَلَّفَتْ أَنضاؤُها مِنْ مَعاشِرٍ
تَساوَى صَهيلٌ عِنْدَهُمْ وَنَهيقُ
فَإنِّي، وَإنْ ضَجَّتْ رِكابي مِنَ النَّوى
بِها حِينَ يَلْقَينَ الهَوانَ، خَليقُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وبارقة ٍ تمخَّضُ بالمنايا
وبارقة ٍ تمخَّضُ بالمنايا
رقم القصيدة : 26104
-----------------------------------
وبارقة ٍ تمخَّضُ بالمنايا
صخوبِ الرّعدِ دامية ِ الظِّلالِ
تُشيبُ ذَوائِبَ الأَيامِ رُعْباً
وَيَنْفُضُ رَوْعُها لِمَمَ اللَّيالي
إذا خطرتْ رياحُ النَّصرِ فيها
تلقَّتها خياشيمُ العوالي
وقدْ شامتْ مخيلتها سيوفٌ
تَلَمَّظُ في دمٍ سَرِبِ العَزالي
فكمْ أجلٍ طويناهُ قصيرٍ
وَآمَالٍ نَشَرْناهَا طِوالِ
بِيَوْمٍ خَاضَ جانِحَتَيْهِ عَمْروٌ
لقى حربٍ تلقَّحُ عن حيالِ
ولمَّا جرَّتِ الظَّلماءُ ذيلاً
يُوارِي مَسْلَكَ الأَسَلِ النِّهالِ
ولاحَ كجلدة النَّمرِ الثُّريّا
بليلٍ مثلِ ناظرة ِ الغزالِ
تولَّى والظَّلامُ لهُ خفيرٌ
على متمطِّرِ خذمِ النِّعالِ
وَباتَ كَأَنَّ خَافِيَة َ النُّعَامَى
تَنوءُ بِهِ، وَقَادِمَة َ الشّمالِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> واهاً لأيّامي بِأَكْنافِ اللِّوَى
واهاً لأيّامي بِأَكْنافِ اللِّوَى
رقم القصيدة : 26105
-----------------------------------
واهاً لأيّامي بِأَكْنافِ اللِّوَى
وَالدَّهْرُ طَلْقُ المُجْتَلَى رَطْبُ الثَّرى
إذِ الشَّبابُ الغَضُّ يَنْدى ظِلُّهُ
وَصَبْوَتي يَعْذِرُني فيها الصِّبا
وَلِمَّتي داجِيَة ٌ، إذا بَدَت
سَدَّتْ خَصاصَ الخِدْرِ أَحْداقُ المَها(31/360)
ثُمَّ انقَضَتْ أَزْمانُهُ حَميدَة ً
وَمَنْ يُرَجِّي عَوْدَة ًُ لِما مَضى
فَلا الصِّبا يَرْجِعُ إذْ تَصَرَّمَتْ
أَيَّامُهُ، وَلا عَشِيّاتُ الحِمَى
وَلي حَنينٌ لَمْ تَسَعْهُ أَضْلُعي
إلى اللِّوَى يُذْكِي تَباريحَ الجَوى
وَبَيْنَ جَنْبَيَّ هَوى ً أُسِرُّهُ
وَلَوْعَة ٌ تَسْكُنُ أَلْواذَ الحَشَى
يا حَبَّذا عَصْرُ اللِّوَى وَأَهْلُهُ
حيثُ ظِباءُ الإنِسِ تَحْميها الظُّبا
وَالرَّوْضُ مَطْلولٌ يَميدُ زَهْرُهُ
تحتَ حَصَى المَرْجانِ مِنْ قَطْرِ النَّدى
وَالأُقْحُوانُ ابْتِسِمَتْ ثُغورُهُ
غِبَّ مُناجاة ِ النَّسيمِ إذ وَنَى
وقد رَنا نَرْجِسُهُ بِمُقْلَة ٍ
يَحارُ فيها الدَّمعُ مِنْ صَوْبِ الحيَا
فَذاكَ دَهْرٌ لَمْ أَجُدْ بِأَدْمُعِي
دامِيَة ً حَتّى تَولَّى وَانْقَضى
وَانْقَرَضَتْ شَبِيبَة ٌ كَأَنَّها
سَبيبَة ٌ في دِمْنَة ِ الحَيِّ لَقَى
وَاشتَعَلَ الرَّأسُ فَزَالَتْ مَيْعَتي
شَيْبَاً، وَفي الشَّيْبِ الوَقارُ وَالنُّهَى
وَهْوَ مِنَ الشَّبابِ أَبْهَى مَنْظَراً
وَأينَ مِنْ مُنْبَلَجِ الفَجْرِ الدُّجَى
وَالمَرْءُ لا يَرُوقُهُ طُلُوعُهُ
وَيَجْتَوِيهِ، والشَّبابُ يُشتَهى
فَبَعْدَهُ الشَّيْبُ، وفيهِ مَلْبَسٌ
وَالشَّيْبُ لَيْسَ بَعْدَهُ إلاّ الرَّدَى
وَكُلُّ ماساقَ الهَلاكُ نَحْوَهُ
فَهْوَ لَدَيْهِ كَالْهَلاكِ مُجْتَوَى
وَالنَّفْسُ تَلْهُو بِالمُنَى مُغْتَرَّة ً
وَلِلْمَنايا رَصَدٌ على الوَرى
تَنافَسُوا فَوقَ الثَّرى في ثَرْوَة ٍ
وَتَحْتَهُ فَقيرَهُمْ كَذِي الغِنى
وَالعَبْدُ كَالمَولَى رَميمٌ عَظْمُهُ
وَالطِّفْلُ كَالشَّيخِ، وكَالكَهْلِ الفَتى
وَأَنتَ لا تَأوي لِمَا تَرُبُّهُ
مِنْ جَيَدٍ مَصِيرُهُ إلى البِلَى
تُوقِرُهُ وِزراً، ولا يَصْحَبُ مَنْ
أُلْقِيَ في ضَريحِهِ إلاّ التُّقَى
وَهاأَنا نَهْنَهَ ما أَحْذَرُهُ
مِنْ غُلوائي، فَالنَّذيرُ قد أتى
وَمَنْ يُناغِ الأَربَعينَ عُمْرُهُ(31/361)
وَيَحْتَضِنُهُ غَيُّهُ فَلا اهْتَدَى
وَالشَّيْبُ لَمّا نُشِرَتْ أَفْوافُهُ
طَوْيتُ أَحشائي على جَمْرِ الغَضى
وَإنْ أَظَلَّ صُبْحُهُ فَوْدي فَما
فارَقَني لَيْلُ الشَّبابِ عَنْ قِلى
ولم أَزَلْ أَخْطِرُ في رِدائِهِ
بَيْنَ رَعابِيبِ حِسانٍ كالدُّمَى
مِنْ كُلِّ بَلْهاءِ التَّثَنِّي إنْ مَشَتْ
حَسِبْتَها مِنْ كَسَلٍ نَشْوَى الخُطا
كَالظَّبيْة ِ الغَيْداءِ جِيداً إنْ عَطَتْ
وَالجُؤْذَرِ الوَسْنانِ طَرْفاً إنْ رَنا
رَخِيمة ٌ أَلفاظُها، فاتِرَة ٌ
أَلْحاظُها، وَالسِّحْرُ منها يُجْتَنَى
فَهْيَ كَما اهْتَزَّ القَنا مِنْ تَرَفٍ
تَمْشِي الهُوَيْنَى ، أَوْ كَما ارْتَجَّ النَّقا
كُنْتُ سَوادَ عَيْنِها حَتَّى رَأَتْ
بَياضَ شَعْري، فَتَصَدَّتْ لِلنَّوى
وَخَالَسَتْني اللَّحْظَ مِنْ مَكْحُولَة ٍ
كُنْتُ كَرى ً فيها فَأَصْبَحَتُ قذَى
وَانْقَشَعَ الجَهْلُ فَأَخْبَى نارَهُ
لَمْعُ قَتيرٍ بَثَّ أَنْوارَ الحِجى
وَارْفَضَّ عَنْ أَجْفانِ عَيْني رَقْدَة ٌ
أَطارَها عنها انْتِباهِي لِلْعُلا
فَلُثْتُ أَعْرافَ جِيادٍ حَمَلَتْ
صَحْبي بِأَعرافِ جِيادٍ لِلْعِدا
مِنْ كُلِّ مَحْبُوكِ السَّراة ِ شَيْظَمٍ
لايَتَشَكَّى مَلَحاً وَلا وَجَى
تَحبو الرِّياحُ الهُوجُ في أَشْواطِهِ
وَالبَرْقُ يَكْبو خَلْفَهُ إذا عَدا
كَالنَّارِ إنْ حَرَّكِتَهُ في حُضْرِهِ
وَإنْ تُسَكِّنْهُ فَكالماءِ جَرى
تَنْتَهِبُ الأَرْضَ بِكُلِّ حافِزٍ
كَالقْعَبِ، وَهْوَ كالصَّفا على الصَّفا
وَهُنَّ شُعْثٌ كَالسَّعالي عُوِّدَتْ
حُسْنَ المِشَى بينَ العوالي في الوَغَى
لهنَّ إرخاءٌ الذِّئابِ، فوقها
تَحْتَ القَنا كَالْغَابِ آسادُ الشَّرَى
شُوسٌ كَأَمْثالِ الصُّقورِ أَعْنَقَتْ
بِهِمْ مَذاكِيها كَأسْرابِ القَطا
وَأَوقَدُوا نارينِ بَأساً وَنَدى ً
حَيثُ الطُّلَى تَشْقى بِهِمْ أَو الشَّوَى
فَمِنْهُما لِلْحَرْبِ، وَهْيَ مُرَّة ٌ(31/362)
واحِدَة ٌ تُذْكَى وَأُخْرى لِلْقرى
تَضْفو عَلَيْهِمْ أَدْرُعٌ مَوضونَة ٌ
يَرْتَدُّ عَنْها السَّيْفُ مَفْلولَ الشَّبا
مُشْتَبِكاتٌ حلَقا كَأَنَّها
مَسْرُودَة ٌ بِأَعْيُنٍ مِنَ الدَّبَى
إِنْ نَفَذَتْ فيها الرِّماحُ خِلْتَها
أراقِماً يَسْبَحنَ في المَاءِ الرِّوَى
فَصافَحَتْ أَذيالُها صَوارِماً
كَأَنَّها مَطْبُوعَة ٌ مِنَ الجِذَا
أَوْ سَرَقَ الشَّمْسُ إليها نَظْرَة ً
فَاسْتَلَبَتْ شُعاعَها رَأدَ الضُّحى
وَلَمْ يُجِلْ فِيها الكَمِيُّ طَرْفَهُ
إلاّ تَلَقَّتْ ناظِرَيْهِ بِالعَشَا
وَلِلرُّدَيْنِيّ اهْتِزازُ مَعْشَري
لِمَنْ دَعا إلى الوَغى أَوِ اعْتَفَى
يكادُ يَلْوِيَ مَتْنَهُ لُدونَة ً
كَالصِّلِّ في مَهْرَبِهِ يَلْوي المَطا
وَاليَثْرِبيَّاتُ بِأْيْدي غِلْمَة ٍ
تَهوي إلى أَعْدائِهِمْ خَساً زَكَا
وليسَ تَنْمَى عِنْدَهُمْ رَمِيَّة ٌ
فَقُلْ لَهُمْ: لا شَلَلاً وَلا عَمَى
كَأَنَّما أَعْيُنُهُمْ مُحْمَرَّة ً
مِنْ غَضَبٍ مُكْتَحِلاتٌ بِاللَّظى
إذا اعْتَزَوْا عَدُّوا أَباً سَمَيْدَعاً
مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ أُمَوِيَّ المُنْتَمَى
مِنْ دَوْحَة ٍ نالَ السَّماءَ فَرْعُها
وَأَصْلُها في سُرَّة ِ الأرْضِ رَسا
بَنو خَليلِ اللّهِ، فيهِمْ عَرَّقَتْ
أَرُومة ٌ مِنْها النَّبِيُّ المُصْطفَى
وَالخُلَفاءُ الرَّاشِدونَ، وَبِهِمْ
أُوِضحَ لِلِّدينِ مَنارٌ وَصُوَى
وَالأُمَوِيُّونَ الّذينَ رَكَزُوا
في نَصْرهِ سُمْرَ الرِّماحِ في الكُلَى
وَآَلُ عَبّاسَ لَقُوا أَعْداءهُ
فَاحْتَكَمَتْ سُيوفُهُمْ على الطُّلَى
وَمَنْ كَقَوْمي، وَهُمُ مِنْ يعْرُبٍ
وَمِنْ نِزارِ بنِ مَعَدٍّ في الذُّرا
فَحُّبُهمْ عِصْمَة ُ كُلِّ مَتَّقٍ
وَهْمُ مَصابِيحُ الهُدى لِمَنْ غَوى
وَمَنْ يَحُمْ عَلَيْهِمُ رَجاؤُهُ
يَعْلَقْ بِحَبْلٍ لا تَهِي مِنْهُ القُوى
وَإنْ تَخَطَّاهُمْ إلى غَيْرِهِمُ
تَمَكَّنَتْ مِنْهُ أَضاليلُ المُنى(31/363)
وَلَيْسَ لِلْهِمَّة ِ مَمَّنْ يَبْتَغي
نَجاتَهُ إلاّ إلَيْهِمْ مُرْتَقَى
وَهُمْ ثِمالُ النّاسِ، مَنْ لا يَعْتَصِمْ
بِهِمْ يَكُنْ مِنْ دِينهِ على شَفَا
خَلائِفٌ ساسْوا الأَنامَ وَهُمُ
كَالنَّعَمِ الهامِلِ فَوْضَى وَسُدَى
قد مَلَكُوا الدُّنيا وَكَانتْ عاطِلاً
فَما لَها غَيْرَ مَساعِيهِمْ حُلى
إنْ حَارَبُوا أَرْضَى السُّيوفَ سُخْطُهُمْ
أَوْ سالَمُوا شَدُّوا على الحِلْمِ الحُبا
لاتُنْطَقُ العَوْراءُ فِيهِمْ، وَبِهِمْ
يَجْتَنِبُ الجاهِلُ إهداءَ الخَنى
وَيَبْسُطونَ بِالنَّوالِ أَيْدِياً
منها أَفاويقُ الثَّراءِ تُمْتَرى
وسوفَ أَقْفو في المَعالِي هَدْيَهُمْ
ودونَ غاياتِهِمُ نَيْلُ السُّها
فكَم أَغُضُّ ناظِري على قَذى ً
وَتَنْطَوي تَرائبي على شَجَى
في عُصَبٍ يُضني الكَريمَ قُربُهُمْ
وَشَرُّ أَدْوائِكَ مافيهِ الضَّنى
وقد رَمانِي نَكَدُ الدَّهْرِ بِهِمْ
وما دَرى أَيَّ مُعاوِيٍّ رَمَى
فلا رَعى اللّهُ لِئاماً وَهَبُوا
نَزْراً، وقد شِيبَ بِمَنٍّ وأَذى
نامُوا شِباعاً فُقِئَتْ عُيونُهُمْ
وَجارُهُمْ أَرَّقَ عَيْنَيْهِ الطَّوى
وَالمَدْحُ والهَجْوُ سَواءٌ عِنْدَهُمْ
فَمَنْ هَذي بِمَدْحِهِمْ كَمَنْ هَجا
فَقَرِّبا يا صاحِبَيَّ أَنيقاً
كِدْنَ يُبارِينَ الرِّياحَ في البُرى
إنَّ مُناخَ السُّوءِ لا يَثْوِي بِهِ
مَنْ لَمْ تكُنْ أَوْطانُهُ إلاّ الفَلا
أَرْوَعُ لا يَقْرَعُ بابَ باخِلٍ
لَمْ يَتَّزِرْ بِسُؤْدَدٍ ولا ارْتَدَى
لَسْتُ كَريمَ الوَالِدَيْنِ ماجِداً
إنْ لَمْ أَصِلْ تَأْوِيبَهُنَّ بِالسُّرَى
فَبِي صَدى ً يَحْرِقُني أُوارُهُ
وَلا تَلُوبُ غُلَّتي على صَرَى
ولا أَرومُ المالَ مَنْهُوماً بِهِ
فَالمالُ مَحْفورٌ حَوالَيْهِ الزُّبَى
وَالمَجْدُ مِمّا أَقِتَني وَأَبْتَني
فَإنْ عَثَرتُ دونَهُ فَلا لَعَا
وَلا أَحُطُّ بِالوِهادِ أَرْحلِي
والعَبْشَمِيُّونَ يَحلُّونَ الرُّبا(31/364)
وَلي مَدى ً لابُدَّ مِنْ بُلُوغِهِ
وَكُلُّ ساعٍ يَنْتَهِي إلى مَدَى
للهِ دَرِّي أَيُّ ذي حَفِيظَة ٍ
في مَدْرَعي ياسَعْدُ وَهْوَ يُزْدَرَى
فَلَوْ عَلِمْتَ بَعْضَ ما يُجِنُّهُ
لَمْ تَسْتَرِبْ مِنْهُ بِكُلِّ ما تَرى َ
يَرْبِطُ فيما يَعْتَرِيهِ جَأْشَهُ
وَقَلْبَهُ مُشْتَمِلٌ على الأَسَى
لَمْ يَبْتَسِمْ إذْ أَنْهَضَتْهُ نِعْمَة ٌ
وَأَجْهَضَتْهُ شِدَّة ٌ فَما بَكَى
وَالسَّيْفُ لا يُعْرَفُ ما غَنَاؤُهُ
وَهْوَ لَجِيُّ الغِمْدِ حَتّى يُنْتَضى
وَالقَولُ إنْ لَمْ يَقْرُنِ الفِعْلُ بِهِ
تَصْديِقَهُ فَهْوَ الحَديثُ المُفْتَرى
وَهذِهِ قَصيدَة ٌ شَبِيهَة ٌ
بِالماءِ تُسْقاهُ على بَرْحِ الصَّدى
إنْ غَرَّدَ الرَّاوي بِها تَطَرُّباً
تَلَقَّفَ السّامِعُ مِنْها ما رَوى
وَمنْ تمَنّى أَنْ يَنالَ شَأْوَها
هَوى بِهِ إلى العَناءِ مَا هَوَى
فَالشَّعْرُ مَا لَمْ يُقْتَسَرْ أَبِيُّهُ
وَذادَ عَنْهُ الطَّبْعُ وَحْشِيَّ اللُّغَى
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَقَى اللهُ رَمْلَيْ كُوفَنَ الغيثَ حَافِلاً
سَقَى اللهُ رَمْلَيْ كُوفَنَ الغيثَ حَافِلاً
رقم القصيدة : 26106
-----------------------------------
سَقَى اللهُ رَمْلَيْ كُوفَنَ الغيثَ حَافِلاً
بِهِ الضَّرْعُ مِنْ جَوْنِ الرَّبابَيْنِ وَابلِ
وَفَضَّتْ نَسيماً يُعْبِقُ التُّرْبَ نَشْرُهُ
بها ركضاتُ الرِّيحِ بينَ الخمائلِ
ولا زالَ فيها الظِّلُّ ألمى تلفَّتتْ
إليهِ صباً تعتادهُ بالأصائلِ
مَواقِعُ عَرّاصِ الشَّآبيبِ تَحْتَمي
بِأَسْمَرَ رَقّاصِ الأَنابِيبِ ذابِلِ
ويأوي إليها كلُّ أروعَ يرتقي
إلى المجدِ حرِّ البأسِ حلو الشَّمائلِ
لَبيقٍ بِتَصْريفِ القَناة ِ إذا سَما
إلى الحَرْبِ صُلْبِ العُودِ رِخْوِ الحَمائِل
نماهُ إلى فرعيْ أميَّة َ عصبة ٌ
تذلُّ لها طوعاً رقابُ القبائلِ
بأيديهمُ تهتزُّ ناصية ُ العلا
ويحتلبُ العافي أفاويقَ نائلِ(31/365)
سأكفيهمُ الخطبَ الجسيمَ بصارمٍ
تمطَّى المنايا بينَ غربيهِ ناحلِ
وَأُلْثِمُ نَحْرَ القِرْنِ كُلَّ مُثَقَّفٍ
بصيرٍ إذا أشرعتهُ بالمقاتلِ
فَقَدْ بَسَطتْ باعي بِهِ خُنْزُوانة
تَضمَّنُ يَوْمَ الرَّوعِ رِيَّ المَناصِلِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> صَبابَة ُ نَفْسٍ ليسَ يُشْفَى غَليلُها
صَبابَة ُ نَفْسٍ ليسَ يُشْفَى غَليلُها
رقم القصيدة : 26107
-----------------------------------
صَبابَة ُ نَفْسٍ ليسَ يُشْفَى غَليلُها
وَلَوْعَة ُ أَشْواقٍ كَثيرٍ قَليلُها
وَظَمياءُ لم تَحْفِلُ بِسِرٍّ أَصُونُهُ
وَلا بِدُموعٍ في هَواهَا أُذِيلُها
وَيَنْزِفُهَا رَبْعٌ تُرَوِّي طُلولَهُ
بِوَجْرَة َ عَيْنٌ في الدِّيارِ أُجيلُها
ولولا جَوى ً أَطْوي عَلَيْهِ جَوانِحِي
لَما هاجَ عَيني لِلبُكاءِ مُحِيلُها
إذا صافَحَتْها الرِّيحُ طابَتْ لأَنَّها
بِمَنْزِلَة ٍ ناجَتْ ثَراها ذُيولُها
مَريضَة ُ أَرْجاءِ الجُفونِ، وَإنَّما
أَصَحُّ عُيونِ الغانياتِ عَليلُها
رَمَتْني بِسَهْمٍ راشَهُ الكُحْلُ بِالرَّدى
وَأَقْتَلُ أَلْحاظِ المِلاحِ كَحيلُها
وسَالِفَتي أَدماءَ تحتَ أَراكَة ٍ
تَمُدُّ إليها الجيدَ وَهيَ تَطولُها
فَوَلَّتْ وقد أَبْقَتْ بِقَلْبِي عَلاقة ً
تَمُرُّ بِها الأيَّامُ وَهْوَ مَقيلُها
وَقُلْتُ لأَدنَى صاحِبَيَّ، وقدْ وَشى
بِسَرِّيَ دَمْعٌ إذا تَراءَتْ ُحمولُها
ذَرِ اللَّوْمَ إنّي لَسْتُ أُرْعيكَ مَسِمَعي
فَتلكَ هَوى نَفْسي وَأَنْتَ خَليلُها
وَلَيْتَ لِساناً أَرْهَفَ العَذْلُ غَرْبَهُ
على الصَّبِّ مَفْلولُ الشَباة ِ كَليلُها
أَرُدُّ عَذولي وَهْوَ يَمْحْضُني الهَوى
بِغَيْظٍ، وَيَحْظَى بِالقُبولِ عَذولُها
وَيَعْتادُني ذِكْرى العَقيقِ وَأَهْلِهِ
بِحيثُ الحَمامُ الوُرْقُ شاجٍ هَديلُها
تَنُوحُ وَتَبْكي فَوقَ أَفْنانِ أَيكَة ٍ
فِداهُنَّ مِنْ أَرْضِ العِراقِ نَخيلُها
وَلَولا تَبارِيحُ الصَّبابَة ِ لَمْ أُبَلْ(31/366)
بُكاها وَلا أَذْرَى دُموعي عَويلُها
بِوادٍ حَمَتْهُ عُصْبَة ٌ عَبْشَمِيَّة ٌ
عِظامُ مَقارِيها، كِرامٌ أُصُولُها
أَزِينُ بِها شِعْري كَما زِنتُها بِهِ
ولله دَريِّ في قَوافٍ أقُولُها
يَنُّمِ بِمَجْدي حينَ أَفْخَرُ مَنْطِقي
وَيُعْرِبُ عنِ عِتْقِ المَذاكِي صَهيلُها
فَلَمْ أَرَ قَوْماً مِثْلَ قَومي لِبائِسٍ
بِبًيْداءَ يَسْتافُ التُّرابَ دَليلُها
يَبُلُّ دَرِيسيهِ النَّدى ، وَتَلُفُّهُ
على الكُورِ مِنْ هَوجِ الرِّياحِ بَليلُها
مَطاعِينُ وَالهَيْجاءُ تُغْشى غِمارُها
مَطاعِيمُ وَالغَبْراءُ تُخْشَى مُحولُها
وَكَمْ ماجِدٍ فيهِمْ يَحُلُّ جَبينُهُ
حُبا اللَّيلِ وَالظَّلماءُ مُرْخى ً سُدولُها
وَأَخْمصُهُ مِنْ تَحتِهِ هَامَة ٌ السُّها
وَهِمَّتُهُ في المَجْدِ عالٍ تَليلُها
فهل تبلغنِّي دارهم أرحبيَّة ٌ
على الأينِ يمري بالحداءِ ذميلها
حَباني بِها بَدرٌ فَكَمْ جُبْتُ مَهمهَاً
حَليماً بِهِ سَوطي، سَفيهاً جَديلُها
فَتى ً تُورِقُ السُّمْرُ اللدانُ بِكَفِّهِ
وَإنْ دَبَّ في أَطْرافِهِنَّ ذُبولُها
وَتَغْشَى الوغَى بِيضاً حِداداً سُيوفُهُ
فَتَرْجِعَ حُمْراً بادِياتٍ فُلولُها
وَيُوقِظُ وَسْنانَ التُّرابِ بِضُمَّرٍ
تُوارَى بِشُؤْبوبِ النَّجيعِ حُجُولُها
عَلَيها كُماة ُ التُّركِ مِنْ فَرْعِ يافِثٍ
كَثَيِرٌ بِمُسْتَنِّ المَنايا نُزولُها
هُمُ الأُسْدُ بأساً في اللِّقاءِ وَأَوْجُهاً
إذا غَضِبُوا، وَالسَّمْهَرِيَّة ُ غِيلُها
وَإنْ نَطَقُوا قُلْتَ القَطا مِنْ قَبيلِهِمْ
وَهُمْ غِلْمَة ٌ مِنْ وُلْدٍ نُوحٍ قَبيلُها
وقد أَشْبَهوها أَعيُناً إذْ تَلاحَظوا
على شَوَسٍ، وَالْبِيضُ تَدْمَى نُصُولُها
صَفَتْ بِكَ دُنيا كَدَّرَتْها عِصابَة ٌ
تَمَرَّدَ غاوِيها وَعَزَّ ذَلِيلُها
وَلَوْلاكَ لَمْ تُقْلَمْ أَظافِيرُ فِتْنَة ٍ
تَعاوَرَها شُبّانُهَا وَكُهولُها
فَماتَتْ بِجُمْعٍ إذ أَظَلَّتْ رِقَابِهُمْ(31/367)
سُيوفٌ يُصِمُّ المارِقينَ صَليلُها
وَلَوْ نُتِجَتْ أَضْحَتْ قَوابِلَها القَنا
وَلَمْ يُغْذَ إلاّ بِالدِّماءِ سَليلُها
ومَنْ يَتَغَبَّرْ مِنْ أَفاويقِ فِتْنِة ٍ
يَذُقْ طَعَناتٍ لَيْسَ يُودَى قَتيلُها
فَعِشْ لِيدٍ تُولي، وَمُلكٍ تَحوطُهُ
وَنائِبة ٍ تَكفي، وُنُعْمى تُنيلُها
وَدُمْ لِلْمَعالي فَهيَ عِنْدَكَ تُبْتَغى
وَمُشْتَبِهٌ، إلاّ عَلَيكَ سَبيلُها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ألا هَلْ يُفيقُ الدَّهْرُ مِنْ سَكراتِهِ
ألا هَلْ يُفيقُ الدَّهْرُ مِنْ سَكراتِهِ
رقم القصيدة : 26108
-----------------------------------
ألا هَلْ يُفيقُ الدَّهْرُ مِنْ سَكراتِهِ
ويرفضُّ عن أجفانهِ طارقُ الحلمِ
وَيَلْمَعُ طاغي الشَّفْرَتَينِ بِراحَتي
وراءَ عجاجٍ راشحٍ بدمٍ سجمِ
ولي صاحبٌ منْ عبدِ شمسٍ إذا انتمى
تسنَّمَ أعلى ذروة ِ الشَّرفِ الضَّخمِ
نأى فأثارَ الحربَ يصرفُ نابها
عليَّ زمانٌ كانَ يجنحُ للسِّلمِ
فَلا زالَ يَرْويه الغَمامُ إذا هَمى
بما في ثغورِ البارقاتِ منَ الظَّلمِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> نَأَى بجانِبِهِ، وَالصُّبْحُ مُبْتَسِمُ
نَأَى بجانِبِهِ، وَالصُّبْحُ مُبْتَسِمُ
رقم القصيدة : 26109
-----------------------------------
نَأَى بجانِبِهِ، وَالصُّبْحُ مُبْتَسِمُ
طَيْفٌ تَبَلَّجَ عَنْهُ مَوهِناً حُلُمُ
فَانْصاعَ يَتْبَعُهُ قَلْبٌ لَهُ شَجَنٌ
وَضاعَ مِنْ بَعْدِهِ جِسْمٌ بِهِ سَقَمُ
قد كُنْتُ آنَسُ بِالأنْوار آوِنَة ً
فَما وَفَتْ، وَكَفتِنْي غَدْرَها الظُّلَمُ
خاضَتْ دُجَى اللَّيلِ سَلْمى وَهْي تَخْفِرُها
وَالدَّارُ لا صَقَبٌ مِنَّا وَلا أَمَمُ
تَطْوي الفَلا وَجَناحُ الليلِ مُنْتَشِرٌ
إليَّ حَيْثُ يُنَهّي سَيْلَهُ إضَمُ
وَالرَّكْبُ بِالقاعِ يَسْري في عُيونِهِمُ
كَرى ً يَدِبُّ على آثارِهِ السَّأَمُ
فَناعِسٌ عُقَبُ المَسْرى تَهُبُّ بِهِ
وَمائِلُ لِنواحِي الرَّحْلِ مُلْتَزِمُ(31/368)
وَبي مِنْ الشَّوْقِ ماأَعصِي الغَيورَ بِهِ
كَما يُطيعُ هَوايَ المَدْمَعُ السِّجِمُ
وَحَنَّة ٌ بِتُّ أَسْتبكِي الخَلِى َّ بِها
وَقَدْ بَدا مِنْ حفافي تُوضِحٍ عَلَمُ
أَصْبُو إليهِ وقد جَرَّ الرَبيعُ بِهِ
ذُيولَهُ، وَتَوَلَّتْ وَشْيَهُ الدِّيَمُ
ومابيَ الرَّبْعُ لكنْ مَنْ يَحِلُّ بِهِ
وَإنَّما لِسُلَيْمى يُكرَمُ السَّلَمْ
وَالدَّهْرُ يُغْرِي نَواهَا بِي، وَعِنْ كَثَبٍ
مِنْ صَرْفِهَا بِأَبي عثْمانَ أَنْتَقِمُ
أَغَرُّ يَسْتَمْطِرُ العافُونَ راحَتَهُ
فَيَسْتَهِلُّ كِفاءَ المُنْيَة ِ النَّعَمُ
إذا بَدا اخْتَلَسَ الأَبْصارُ نَظْرَتَها
إليهِ مِنْ هَيْبَة ٍ في طَيِّها كَرَمُ
وَاسْتَنْفَضَ القَلْبَ طَرْفٌ في لَواحِظِهِ
تِيهُ المُلوكِ وَأَنْفٌ كُلُّهُ شَمَم
ذُو راحَة ٍ أَلِفَتْها في سَمَاحَتِها
مَكارِمٌ تَتَقاضاهُ بِها الشَّيَمُ
يَمُدُّ لِلْمَجْدِ باعاً مابِهِ قِصَرٌ
وَلا تَخُونُ خُطاهُ نَحْوَهُ القَدَمُ
وَيَنَتَضِي كَأَبِيهِ في مَقَاصِدِهِ
عَزْماً يُفَلُّ بِهِ الصَّمْصامَة ُ الخَذِمُ
لَمّا اقْشَعَرَّ أَديمُ الفِتْنَة ِ اعْتَرَكَتْ
فيها المَغاوِيرُ، والأَرواحُ تُخْتَرَمُ
فَكَفَّ مِنْ غَرْبِها لَمّا اسْتَقَامَ بِهِ
زَيْغُ الخُطوبِ، وَأَجْلَى العارِضُ الهَزِمُ
بِالخَيْلِ مُسْتَبِقاتٍ في أَعِنَّتها
فُرْسانُها الأُسْدُ، وَالخَطَيِّة ُ الأَجَمُ
أَنِسْنَ بِالْحَرْبِ حَتّى كادَ يَحْفِزُها
حُبُّ اللِّقاءِ إذا ما قَعْقَعَ اللُّجُمُ
فَما تُمَدُّ إلى غَيْرِ الدُّعاءِ يَدٌ
وَلَيْسَ يُفْتَحُ إلاّ بِالثَّناءِ فَمُ
تَعْساً لِشِرِ ذِمَة ٍ دَبُّوا الضَّرَاءَ لَهُ
أَدْمْى الشَّحيحَة َ مِنْ أَيْديهِمُ النَّدَمُ
وَغَادَرَ ابنْ عَدِيٍّ في المَكَرِّ لَقى ً
يَجْري على مُلْتَقَى الأَوْداجِ مِنْهُ دَمُ
فَاسْلَمْ ولا تَصْطَنِعْ إلاّ أَخَاً ثِقَة ٍ
نَدَباً إذا نُفِضَتْ لِلْحادِثِ اللِّمَمُ(31/369)
يُغْضي حَياءً وفي جِلْبابِهِ أَسَدٌ
أَكْدَتْ مَباغِيهِ فَهْوَ المُحْرَجُ الضَّرِمُ
وَاسْعَدْ بِيَوْمِكَ، فَالإقْبالُ مُؤْتَنَفٌ
وَالشَّمْلُ مُجْتَمِعٌ وَالشَّعْبُ مُلْتَئِمُ
قدْ سَنَّتِ الفُرْسُ لِلنَّيروزِ ما طَفِقَتْ
تَجري إليهِ على آثارِها الأُمَمُ
وَكَمْ تَطَلَّبْتُ ما أُهْدي فَما اقتَصَرَتْ
على الذي بَلَغَتْهُ الطَّاقَة ُ الهِمَمُ
وَإنَّ في كَلِماتِ العُرْبِ شارِدَة ً
أَداءَ ما شَرَطَتْهُ قَبْلَنا العَجَمُ
فَأَرْعِ سَمْعَكَ شِعْراً كاد مِنْ طَرَبٍ
إلى مَعاليكَ قَبْلَ النَّظْمِ يَنْتَظِمُ
إنَّ الهَدايا، وَخَيرُ القَوْلِ أَصْدُقهُ
تَفْنى ، بَقِيتَ، وَتَبْقى ، هذهِ الكَلمُ
العصر العباسي >> البحتري >> وأكثرت غشيان المقابر زائرا
وأكثرت غشيان المقابر زائرا
رقم القصيدة : 2611
-----------------------------------
وأكثرْتُ غِشْيَانَ المَقابرِ، زَائِراً
عَليّ بن يحيَى، جارَ أهلِ المَقابِرِ
فإلاّ يَكُنْ مَيتَ الحُشاشةِ في الذي
يُرَى، فهو مَيتُ الجودِ مَيتُ المَآثِرِ
ولا فَضْلَ عِنْدَ الأرْمَنيّ يَعُدُّهُ
سِوَى أنّهُ ثَوْرٌ سَمِينٌ لجَازِرِ
سرَقتَ سِهامَ المُسلِمينَ، ولم تكُنْ
لهُمْ يَوْمَ زَحْفِ المُشرِكينَ بحاضِرِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> بأبي وإن عظمَ الفداءُ فتى ً
بأبي وإن عظمَ الفداءُ فتى ً
رقم القصيدة : 26110
-----------------------------------
بأبي وإن عظمَ الفداءُ فتى ً
للهمّ في جنبيهِ معتركُ
نَبَّهْتُهُ وَاللَّيْلُ مُعْتَكِرٌ
ونجومهُ في الأفقِ تشتبكُ
ومشى على كسلٍ فقلتُ لهُ:
عثرتْ بكَ الوخَّادة ُ الرُّتكُ
أَرَضِيتَ أَمْراً لا يَزالُّ بِهِ
في الذُّلِ عِرْضُ أَخِيكَ يُنْتَهَكُ؟
وَالدَّهْرُ يَرْمُزُ بِالخُطوبِ ، وفي
غلوائها الأيَّامُ تنهمكُ
ما نحْنُ مِن سُوَقٍ فَنُشْبِهَهُمْ
لمْ ينمنا إلاّ أبٌ ملكُ
فَانْظُرْ إلى الأَجْدادِ كَيْفَ سَعَوْا
لِلْمَكرمُاتِ وأَيَّة ً سَلَكُوا(31/370)
هلاَّ أخذتَ بهديهمْ فهمُ
تَرَكُوا العُلا لَكَ ، فَارْعَ ما تَرَكُوا
وَاطْلُبْ مَداهُمْ إنَّهُمْ نَفَرٌ
عَاشُوا بِذِكْرِهِمُ وَقَدْ هَلَكُوا
وإذا عجزتَ ولمْ تلمَّ بهِ
فَالعَجْزُ بَعْدَ طِلابِهِ دَرَكُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> هِيَ العْيِسُ مُبْتَدِراتُ الخُطا
هِيَ العْيِسُ مُبْتَدِراتُ الخُطا
رقم القصيدة : 26111
-----------------------------------
هِيَ العْيِسُ مُبْتَدِراتُ الخُطا
نَوافِخُ مِنْ مَرَحٍ في البُرى
أَتَجْزَعُ لِلْبَيْنِ أضمْ تَرْعَوي
إلى جَلَدٍ أَسْأَرَتْهُ النَّوى
وَلَمْ يَتْرُكِ البَيْنُ لِي عَبْرَة ً
وَلَكِنَّها عَلَقٌ يُمْتَرَى
فَصَبراً على عُدَواءِ الدِّيارِ
وَإنْ أَضْرَمَتْ بُرَحاءِ الجَوَى
وَفي مَنْشِطِ الرِّمثِ عُذْرِيَّة ٌُ
أَبَتْ قُضُبَ الهِنْدِ أَنْ تُجْتَلَى
إذا رُفِعَ السِّجفُ عنها بدت
هلالاً على غصنٍ في نقا
رَمَتْنِي بِأَلحَاظِها الفاتِراتِ
فَعادَتْ سِهاماً وَكانَتْ ظُبا
وَكَمْ بِالجُنَيْنَة ِ مِنْ شادِنٍ
يَصيدُ بِعَيْنَيْهِ لَيْثَ الشَّرى
طَرَقْتُ الخِيامَ على رِقْبَة ٍ
طُروقَ الخَيالِ يَخوضُ الدُّجى
وَتَحْتَي أَدْهَمُ يُخْفي الصَّهِيلَ
كَما اسْتَرَقَ المَضرَحِيُّ الوَعَى
أَشَمُّ المْعَذَّرِ، ضافي السَّبِيبِ، عالي السَّراة ِ، سَليمُ الشَّظى
ـبِ ، عالي السَّراة ِ، سَليمُ الشَّظا
كَساهُ الدُّجى حُلَّة ً، والصَّباحُ
يَلوحُ بِجَبْهَتِهِ وَالشَّوَى
فَأَقْبَلَ نَحْوي، وَأَتْرابُهُ
حَوالَيْهِ كَالخِشْفِ بَيْنَ المَها
وَباتَ يُمَسِّحُ مَكْحولَة ً
يُرَنِّقُ في ناظِرَيْهَا الكَرى
وَجاذَبَني فَضَلاتِ العِنانِ
حِذاراً إلى عَذَباتِ اللِّوَى
وَقُمْنا إلى مُنْحَنَى الوادِيَيْنِ
نَجُرُّ على أَجْرَعَيْهِ الرِّدا
وَبِتْنا نُكَفْكِفُ صَوْبَ الغَمامِ
بِفَضْلِ الوِشاحِ تُخَيْتَ الغَضَى
فَيامَا أُحَيْسِنَ ذاكَ العِناقِ
وَقَدْ مَسَّ ثِنْيَ نِجادي نَدى(31/371)
يَفُضُّ القَلائِدَ مِنْ ضِيقِهِ
وَتَلْفِظُ أَطْواقَهُّنَّ الطُّلى
وقالَتْ سُلَيمى لأَتْرابِها
أَتَعْرِفْنَ باللّهِ هذا الفَتى
أَغَرُّ نَمَتْهُ إلى خِنْدِفٍ
شَمائِلُ تُخْلَقُ مِنها العُلا
إذا نَشَرَ الفَخْرُ أَحْسابَهُ
تَبَسَّم عَنْهُنَّ عِرْقُ الثَّرى
أَبا الغَمْرِ دَعْوَة َ مَنْ أَوْرَثَتْهُ
أُمَيَّة ُ مِنْ مَجْدِها ماتَرى
إذا الخارِجِيُّ ثَوى بِالحَضيضِ
سمَوْتُ، وأَنتَ مَعي، لِلذُّرا
فَدَتْكَ الأَعاريبُ مِنْ ماجِدٍ
قَريبِ النَّوالِ بَعيدِ المَدى
ضَرَبَتْ على الأَينِ صَدْرَ المَطيِّ
فَقَدَّ إليكَ أَديمَ الفَلا
وَأَوْقَدْتَ نارَكَ حَتى طَرَقْتُ
وَمِنْ شِيَمِ العَرَبِيِّ القِرى
فَلَمْ أَرَ أَنْدى يَداً بِالنَّوا
لِ مِنْكَ وَأَكرَْمَ مِنْها لَظَى
العصر العباسي >> الأبيوردي >> هلِ الحبُّ إلاَّ عَبرة ٌ تترقرقُ
هلِ الحبُّ إلاَّ عَبرة ٌ تترقرقُ
رقم القصيدة : 26112
-----------------------------------
هلِ الحبُّ إلاَّ عَبرة ٌ تترقرقُ
وَلَوْعة ُ وَجْدٍ بالجوانِحِ تَعْلَقُ
وَكِلْتاهُما حَيثُ الصَّبابَة ُ بَرّحَتْ
بِقَلْبٍ إذا ما اعْتادَهُ الشَّوْقُ يَخْفُقُ
شقيقة َ نفسي بالعواذلِ بعضُ ما
أُعانِي إذا ناحَ الحَمامُ المُطَوَّقُ
أَما وَغَرامي، حَلْفَة ً أَسْتَلِذُّها
لقدْ كدتُ منْ ذكراكِ بالرُّوحِ أشرقُ
وأهونُ ما ألقى منَ الحبِّ أنّني
على النَّأيِ أطفو في دموعي وأغرقُ
صفتْ بالهوى منّي ومنكِ سرائرٌ
جمعنَ قلوباً في جسومٍ تفرَّقُ
وَفيكِ سُكوتي وَالضَّمائِرُ تَنْتَجي
وَعَنْكِ إذا ما سَاعَدَ القَوْلُ أَنْطِقُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> بَكَتْ شَجْوَها وَهْناً، وَكِدْتُ أَهيمُ
بَكَتْ شَجْوَها وَهْناً، وَكِدْتُ أَهيمُ
رقم القصيدة : 26113
-----------------------------------
بَكَتْ شَجْوَها وَهْناً، وَكِدْتُ أَهيمُ
حَمائِمُ وَرْقٌ صَوْتُهُنَّ رَخيمُ
تَجاوَبْنَ إذْ حَطَّ الصَّباحُ لِثامَهُ(31/372)
وَرَقَّ مِنَ اللَّيْلِ البَهيمِ أَدِيمُ
فَأَذْرَيْتُ أَسْرابَ الدُّموعِ، وَشَفَّني
جَوى ً بَيْنَ أَثْناءِ الضُّلوعِ أَليمُ
وَأَوْمَضَ لي بَرْقاً سَحابٍ وَمَبْسِمٍ
فَلَمْ أَدْرِ أَيَّ البارِقَيْنِ أَشِيمُ
يَطُولُ سُهادي إنْ تَناعَسَ بارِقٌ
وَيُلْوي بِصَبْري أَنْ يَهُبَّ نَسيمُ
وَكيفَ أُرَجِّي أَنْ أَصِحَّ، وَكُلُّ مَا
رَماني بِهِ صَرْفُ الزَّمانِ سَقيمُ؟
شَمالٌ كَتَرْنِيقِ النُّعاسِ، وَمُقْلَة ٌ
بِها اقتَنَصَ الأُسْدَ الضَّراغِمَ ريمُ
وَهَلْ واجِدٌ يَمْتاحُ عَبْرَتَهُ النَّوى
وَيَسْبُلُهًُ الشَّوْقُ الرُّقادَ، مُليمُ
فَلا تَعْذُلِيني يَابْنَة َ القَوْمِ، إنَّني
وَإنْ هَمَّ دَهْري بالسَّفاهِ حَليمُ
أَضُمُّ جُفوني دونَ بارِقَة ِ المُنَى
وَأَحْمَدُ مَرَّ العَيْشِ وَهْوَ ذَميمُ
وَأَسْتَفُّ تُرْبَ الأَرْضِ إنْ عَضَّني الطَّوى
وَيُجْزِىء عَنْ لَسِّ الغُمَيْرِ هَشيمُ
وَلا أَشْتَكي الأَيّامَ، إنَّ اعْتِدَاءَها
على عَبْدِ شمسٍ يا أُمَيْمَ قَديمُ
وَتَقْطَعُ عَنْ حَيَّيْ نِزارٍ عَلائِقِي
صُروفُ اللَّيالي، وَالخُطوبُ تَضيمُ
وَأَلْوي إلى الأَتراكِ جِيدي، فَلا النَّدى
قَليلٌ، ولا أُمُّ الوَفاءِ عَقيمُ
لَهُمْ َأنْفُسٌ، وَالحَرْبُ فاغِرَة ٌ فَماً
بِمُعْتَرَكِ المَوْتِ الزُّؤامِ تُقيمُ
وَأَوْجُهُهُمْ وَالسُّخْطُ يُبْدي قُطوبَها
كَأَوْجُهِ أُسْدٍ، كُلُّهُنَّ شَتيمُ
وَهُنَّ بُدورٌ حِينَ يُشْرِقْنَ في الدُّجَى
فَلا فارَقَتْها نَضْرَة ٌ وَنَعيمُ
وقد دّبَّ في كُتَّابِهِمْ نَشْوَة ُ الغِنى
وَكُلُّهُمُ جَعْدُ اليَدَيْنِ لَئِيمُ
إِذا زارَهُمْ خِلٌّ مقل لَوَوْا بِهِ
مَناخِرَ لَمْ يَعْطِسْ بِهِنَّ كَريمُ
وَلَوْلا أَخُونا مِنْ بَجِيلَة َ لَمْ يَكُنْ
لَهُمْ حَسَبٌ عندَ الفَخارِ صَميمُ
هُوَ الغُرَّة ُ البَيْضاءُ في جَبَهاتِهِمْ
وَكُلُّهُمُ جَوْنُ الإهابِ بَهيمُ
فَلَيْتَ المطايا كُنَّ حَسْرَى وَظُلَّعاً(31/373)
ولمْ يَتَّبِعْنَّ الرِّعْيَ وَهْوَ وَخيمُ
بِكُلِّ مَقيلٍ مَجَّتِ الشَّمْسُ رِيقَها
عليهِ، وَكَشْحُ الظِّلِّ فيهِ هَضيمُ
سَأَرْحَلُ عنهمْ والمُحيّا بِمائِهِ
وَعِرضِيَ مسْ مَسَّ الهَوانِ سَليمُ
فَإن جَهلُوا فَضْلي عليهمْ فَإِنَّني
بِتَمْزيقِ أَعْراضِ اللِّئامِ عَليمُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> النّاسُ بِالعيدِ مَسْرورونَ غَيْرَ فَتًى
النّاسُ بِالعيدِ مَسْرورونَ غَيْرَ فَتًى
رقم القصيدة : 26114
-----------------------------------
النّاسُ بِالعيدِ مَسْرورونَ غَيْرَ فَتًى
يَشُفُّهُ في إسارِ الغُرْبَة ِ الحَزَنُ
وبينَ جنبيهِ همٌّ لا يبوحُ بهِ
فَفَرْحَة ُ المَرْءِ حيْثُ الأَهْلُ وَالوَطَنُ
ولا اغترابَ علينا فالبلادُ لنا
فتوحها وبنا يسترحبُ العطنُ
إذْ لَمْ تَكُنْ قَبْلَنا بِالمَجدِ حاليَة ً
وَلا لَها مَنظَرٌ مِنْ بَعْدِنا حَسَن
وَالأَرضُ تُزْهَى بِنا أَطْرافُها فَمَتى
نملْ إلى الشَّامِ يحسدها بنا اليمنُ
وتلكَ دارٌ ورثناها معاوية ً
لكِنَّ كُوفَنَ أَلْقانا بِها الزَّمَنُ
أصبو إليها وأشواقي تبرِّحُ بي
وتمنعُ العينُ أنْ يعتادها الوسنُ
فَلَيْتَ شِعْرِي ، وَلَيْتَ غَيْرُ نافِعَة ٍ
هَلْ يَبْدُوَنَّ لِعَيْني مُنْجِدٍ حَضَنُ؟
وَهَلْ أُنِيخُ بِبابِ القَصْرِ ناجِيَة ً
مُناخُها فيهِ مِن صَوبِ الحَيا قَمِنُ؟
هنالكَ الهضباتُ الحمرُ لو هتفتْ
بالميتِ راجعَ فيها روحهُ البدنُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أُتيحَتْ لِداءٍ في الفُؤادِ عُضالِ
أُتيحَتْ لِداءٍ في الفُؤادِ عُضالِ
رقم القصيدة : 26115
-----------------------------------
أُتيحَتْ لِداءٍ في الفُؤادِ عُضالِ
رُباً بِالظِّباءِ العاطِلاتِ حَوال
تُذيلُ دُموعَ العَيْنِ وَهْيَ مَصُونَة ٌ
وَأُرْخِصُها في الحُبِّ وَهْيَ غَوالِ
سَواجِمُ تَكْفيها الحَيا وَانْهمالَهُ
إذا انْحَلَّ في وُطْفِ الغَمامِ عَزالي
وَلَولاكِ يا ذاتَ الوِشاحَيْنِ لَمْ تَكُنْ(31/374)
مُوَشَّحَة ً مِنْ أَدْمُعي بِلآلي
وَأَغْضَيْتُ عَيْنِي عَنْ مَهاها فَلَمْ أُبَلْ
لَدَيْها بَعَيْنَيْ جؤْذَرٍ وَغَزَالِ
وَلكنَّني أَرْضَى الغِوايَة َ في الهَوى
وَأَحْمِلُ فيهِ ما جَناهُ ضَلالي
وَقَتْكَ الرَّدَى بِيضٌ حِسانٌ وُجوهُها
وَمُثْرَية ٌ مِنْ نَضْرَة ٍ وَجَمالِ
طَلَعْنَ بُدُوراً في دُجًى مِنْ ذَوائِبٍ
وَمِسْنَ غُصُوناً في مُتونِ رِمالِ
أَرى نَظَراتِ الصَبِّ يَعْثُرْنَ دُونَها
بِأَعْرافِ جُرْدٍ أَوْ رُؤوسِ عَوالِ
عَرَضْنَ عَلَيَّ الوَصْلَ ، وَالقَلْبُ كُلُّهُ
لَدَيْكِ ، فَأَنّى يَبْتَغِينَ وِصالِي
وَهُنَّ مِلاحٌ غَيْرَ أَنَّ نَواظِراً
تُدِيرِينَها ، زَلَّتْ بِهِنَّ نِعالي
وَلَولاكِ ما بِعْتُ العِراقَ وَأَهلَهُ
بِوادِي الحِمى ، والْمَنْدَلِيَّ بِضالِ
فَما لِنساءِ الحَيِّ يُضْمِرْنَ غَيْرَة ً
سَبَتْها العَوالي، ما لَهنَّ وما لي؟
وَلوْ خَالَفَتْني في مُتَابَعَة ِ الهَوى
يَمِينِيَ ما واصَلْتُها بِشِمالِي
وَفِيكِ صُدودٌ مِنْ دَلالٍ ، أَظُنُّهُ
-عَلى ما حَكَى الواشي- صُدودَ مَلالِ
قَنِعْتُ بِطَيْفٍ من خيالكِ طارقٍ
وأيُّ خيالٍ يهتدي لخيالِ
فلا تنكري سَيْري إليكِ على الوَجى
رَكائِبَ لا يُنْعَلْنَ غَيْرَ ظِلالِ
إِذا زُجِرَتْ مِنْهُنَّ وَجْناءُ خِلْتَها
وقد مَسَّها الإعْياءُ ، ذاتَ عِقالِ
وَخَوْضِي إِلَيْكِ اللَّيْلَ أَرْكَبُ هَوْلَهُ
وَإنْ بعَدَ المَسرى فَلَسْتُ أُبالي
وَلا تَقْبَلي قَوْلَ العَذولِ فَتَنْدَمِي
إذا قَطعَتْ عَنْكِ الوُشاة ُ حِبالي
سَلِي ابنيَ نِزارٍ عَنْ جُدودِي بَعْدَما
سَمِعْتِ بِبَأْسِي إِذْ هَزَزْتُ نِصالي
هَلِ اشْتَمَلَتْ فِيهِمْ صَحيفَة ُ ناسِبٍ
على مِثْلِ عَمِّي يا أُمَيمَ، وخَالي
فَهَلْ مَلْثَمُ اللَّبَّاتِ رُمْحِي إِذا دَعَا
مَصاليِتُ يَغْشُونَ المِصاعَ نَزالِ
فَلا تُلْزِميني ذَنْبَ دَهْرٍ يَسُومُني
على غِلَظِ الأَيَّامِ رِقَّة َ حالِ(31/375)
وَتَمْشي الهُوَيْنَى بَيْنَ جَنْبَيَّ هِمَّة ٌ
تَذُمُّ زَماناً ضاقَ فيهِ مَجالي
وَعِنْدَ بَنيهِ حِينَ تُخْشَى بَناتُهُ
قُلوبُ نِساءٍ في جُسُومِ رِجالِ
وَلا تُنْكِري ما أشْتَكي مِنْ خَصاصَة ٍ
عَرَفْتُ بِها البَأساءَ منذُ لَيالِ
فَبِالتَّلِعاتِ الحُوِّ مِنْ أَرْضِ كُوفَنٍ
مَبارِكُ لا تُدْمِي صُدُورَ جِمالي
يَحُوطُ حِماها غِلْمَة ٌ أُمَويَّة ٌ
بِخَطِّيَّة ٍ مُلْسِ المُتونِ طِوالِ
وَكُلُّ رَميضِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّدٍ
كَأَنَّ بِغَرَبيهِ مَدَبَّ نِمالِ
ضَرَبْنَ بِأَلحيهِنَّ، وَالرِّيحُ قَرَّة ٌ
على قُلَّتَيْ أَرْوَنْدَ غِبَّ كَلالِ
فَما رَعَتِ القُرْبَى قُرَيْشٌ ، ولا اتَّقَتْ
عتابي، وَلَمْ يَكْسِفْ لِذلِكَ بالي
وَأَكْرَمَ مَثْواها وَأَمْجَدَها القِرَى
بَنو خَلَفٍ حَتَّى حَطَطْتُ رِحالي
وَفازُوا بِحَمْدي إذْ ظَفِرْتُ بِوُدَّهُمْ
فَلَمْ أَتَعَرَّضْ بَعْدَهُ لِنَوالِ
مَغاويرُ مِنْ أَبْناءِ بَهْرامَ ذادَة ٌ
بِهِمْ تُلْقَحُ الهَيْجاءُ بَعْدَ حِيالُ
يَهَشُّونَ لِلعافي كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ
صُدورُ سُيوفٍ حُودِثَتْ بِصِقالِ
فَصاحَبْتُ مِنْهُمْ كُلَّ قَرْمٍ حَوَى العُلا
بِمَلْثُومَة ٍ في الجُودِ ذاتِ سِجالِ
وَبَذَّ الحَيا إذْ جادَ، واللَّيْثَ إذْ سَطا
عَلى القِرْنِ ، في أُكْرُومَة ٍ وَصِيالِ
يَرى بِسِنانِ الزَّاغِبِيَّة ِ كَوْكَباً
فَيَطْعَنُ حَتّى يَنْثَني كَهِلالِ
وَلا يَتَخَطَّى مَقْتَلاً، فَكَأَنَّهُ
لَدى الطَّعْنِ يَعْشُو نَحْوَهُ بِذُبالِ
رَعَى حُرُماتِ المَجْدِ فِيَّ تَكَرُّماً
وقد شَدَّ عَزْمي لِلْمَسيرِ قِبالي
وَأَيْقَنَ أَنِّي لا أَلُوذُ بِبَاخِلٍ
يُضَيِّعُ عِرْضاً في صِيانَة ِ مالِ
وَكُنْتُ خَفيفَ المَنْكِبَيْنِ فَأُكْرِهَا
على مِنَنٍ طُوِّقْتُهُنَّ ثِقالِ
وَحُزْتُ نَدى ً ما شَانَهُ بِمِطالِهِ
وَحازَ ثَناءً لَمْ يَشِنْهُ مِطالي
فَسُقْتُ إليهِ الشُّكْرُ بَعْدَ سُؤالِهِ(31/376)
وَساقَ إلَيَّ العُرْفَ قَبْلَ سُؤالِي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> بَكَرَتْ، وَاللَّيلُ في زِيِّ الغُدافِ
بَكَرَتْ، وَاللَّيلُ في زِيِّ الغُدافِ
رقم القصيدة : 26116
-----------------------------------
بَكَرَتْ، وَاللَّيلُ في زِيِّ الغُدافِ
ساحباتُ الرَّيطِ منْ عبدِ منافِ
يتناجينَ بعذلي إذ غدتْ
بِزَّتي دِرْعي وَأَلْقَيْتُ عِطافي
يا نساءَ الحيِّ ما في أذني
مسلكٌ للَّومِ فاتركنَ خلافي
إنَّ ظِلَّ النَّقْعِ أَوْلَى بِالفَتَى
في طلابِ العزِّ منْ ظلِّ الطّرافِ
غمزتْ منّي اللَّيالي صعدة ً
لَمْ يُقَوِّمْ دَرْءَها عَضُّ الثِّقافِ
نَعِرُ النِّيَّة ِ نَسَّالُ القَوافي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> هُوَ ما تَرى فَأَقِلَّ مِنْ تَعْنيفي
هُوَ ما تَرى فَأَقِلَّ مِنْ تَعْنيفي
رقم القصيدة : 26117
-----------------------------------
هُوَ ما تَرى فَأَقِلَّ مِنْ تَعْنيفي
وَحَذارِ مِنْ مُقَلِ الظِّباءِ الهيفِ
وَلَهٌ يَبيتُ لَهُ المُتَيَّمُ ساهِراً
بِحَشى ً على أَلَمِ الجَوى مَوْقوفِ
وَيَظَلُّ حِلْفُ الدَّمْعِ مِلْءَ جُفُونِهِ
وَالوَجْدُ مِلْءَ فُؤادِهِ المَشْغوفِ
عَرَضَتْ وَنَْنُ على الحِمَى ، وَمَطيُّنا
كَالسَّمْهَرِيِّ أُقِيمَ بِالتَّثْقيفِ
نَشْوانَة ُ اللَّحَظاتِ تُرْسِلُ نَظْرَة ً
عَجِلَتْ بِها كَالشَّادِنِ المَطْروفِ
يَهْفُو بِها مَرَحُ الصِّبَا فَتَهُزُّ مِنْ
قَدٍّ ، كَما جُدَلِ العِنانُ ، قَضِيفِ
ووَتُراعُ عِنْدَ قِيامِها حَذَراً عَلى
خَصْرٍ ، يَجولُ بِهِ الوِشاحُ ، لَطيفِ
ووَرَاءَ ذَيَّاكَ اللِّثامِ مَباسِمٌ
حامَتْ عَلَيْها غُلَّة ُ المَلْهوفِ
تَفْتَرُّ عَنْ بَرَدٍ يكادُ يُذيِبُهُ
قُبَلٌ تَرَدَّدُ في اللَّمَى المَرْشوفِ
لَمَّا رَأَتْ رَحْلِي يُقَرَّبُ لِلنَّوِي
عَلِقَتْ سُوادُ بِحْنْوِهِ المَعطوفِ
وَجَرَتْ أَحاديثٌ تَبيتُ قَلائِدٌ
مِنْ أَجْلِهِنَّ حَواسِداً لِشُنوفِ(31/377)
أَأُمَيْمَ كُفِّي مِنْ دُموعِكِ وَانظُري
خَبَبي إلى أَمَدِ العُلا وَوَجِيفي
وَتَبرَّضِي النُّغَبَ الثَّمادَ وَجاوِري
سَرَواتِ حَيٍّ بِالبِطاحِ خُلوفِ
أَنا مَنْ عَرَفْتِ وَبَعْدَ يَوْمِهِمُ غَدٌ
وَعَلَيَّ بِزَّة ُ أَجْدَلٍ غِطْرِيفِ
لا يَعْلَمُ اللُّؤَماءُ أَيْنَ مُعَرَّسي
وَبِأَيِّ وادٍ مَرْبَعِي وَمَصِيفي
لَفَظَتْ دِيارُهُمُ الكِرامَ فما لَوى
طَمَعٌ إلى عَرَصاتِهِنَّ صَليفي
وَأَبَى عُرَيْقٌ في مِنْ عَرَبيَّة ٍ
أَنِّي أُخَيِّمُ وَالهَوانُ حَليفي
وَنَجيبة ٍ مَمْغوطَة ٍ أَنْساعُها
تَخْدي بِمَعْروقِ العِظامِ نَحيفِ
فَزَجَرْتُها وَالوِرْدُ يَضْمَنُ رِيِّها
وَلَها على الظَّمأِ ازوِرارُ عَيوفِ
وَطَفِقْتُ أفْرُقُ ، وَهْيَ طائِشَة ُ الخُطا
لِمَمَ الدُّجَى بِيَدِ الصَّباحِ المُوفي
ونُصَلْتُ مِنْ أَعجازِهِ في غِلْمَة ٍ
تَشْفي الغَليلَ بِهِمْ صُدورُ سُيوفي
فَأَتَتْ مُعاوِيَّ الفَخارِ وَأَلْصَقَتْ
وَدَمٍ بِأَطْرافِ الرِّماحِ نَزيفِ
نَزَلَتْ بِمَغْشِيِّ الرَّواقِ ، فِناؤُهُ
مَثوى وُفودٍ أَوْ مَقَرُّ ضُيوفِ
بِالمُسْتَثِيرِ المَجْدِ مِنْ سَكَناتِهِ
حَتَّى يُوَشِّحَ تالِداً بِطَريفِ
وَإلى أَبي العَبَّاسِ يَجْتَذِبُ النَّدى
مِدَحاً هِيَ الحِبْراتُ مِنْ تَفْويفي
وَإِذا اعْتَرَكْنَ بِمِسْمَعٍ قَرَّطْنَهُ
فِقَراً كَسِمْطِ اللُّؤلؤ المَرصُوفِ
مَدَّتْ هَوادِيَها الرِّئاسَة ُ نَحْوَهُ
في حادِثٍ يَلِدُ الشِّقاقَ مَخُوفِ
وَأَقَرَّ نافِرَة َ القُلوبِ فَلَمْ يَثِبْ
أَسَدٌ يُجِيلُ الطَّرْفَ حَولَ غَريفِ
وَالضَّرَبَة ُ الأُخْدودُ لَمْ يُعْجَمْ لَها
سَطْرٌ بِعاجِلِ طَعْنَة ٍ اخْطيفِ
قَرْمٌ يُجِيرُ عَلى الزَّمانِ إِذا اعْتَدَى
وَيُقِيمُ زَيْغَ نَوائِبٍ وَصُروفِ
وَيَلُفُّ كاشِحُهُ جَوانِحُهُ على
جُرْحٍ بِعالِيَة ِ القَنا مَقْروفِ
ضَمِنَ الحَياة َ لِمُعتفيهِ يَراعُهُ
وَرَمى العُداة َ حُسامُهُ بِحُتوفِ(31/378)
وَقَدِ امْتَطَى رُتَباً مُنِيفاتِ الذُّرا
حَلَّ السُّها مِنْهَا مَكانَ رَديفِ
بِخَلائِقٍ نَفَحَتْ بِرَيَّا رَوْضَة ٍ
غَنَّاءَ ذاتِ تَبَسُّمٍ وَرَفيفِ
وَأَنامِلٍ كَفَلَتْ بَصَوْبيْ نائِلٍ
زَدَمٍ بِأَطرافِ الرِّماحِ نَزيفِ
تَنْدَى إذا جَمَدَتْ أَكُفُّ مَعاشِرٍ
فكأَنَّها خُلِقَتْ مِنَ المَعْروفِ
يابْنَ الأَكارِمِ دَعْوَة ً تَفْتَرُّ عَنْ
أَمَلٍ بأَنْديَة ِ المُلوكِ مُطِيفِ
وَعَدَتْنِيَ الأَيَّامُ عَنْكَ بِرُتْبَة ٍ
وَوُفورِ حَظٍّ مِنْكَ غَيْرَ طَفيفِ
وَالعَبْدُ مُنْتَظِرٌ وَهُنَّ مَواطِلٌ
وَمِنَ العَناءِ إِطالَة ُ التَّسْويفِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أقسمُ بالجردِ السَّراحيبِ
أقسمُ بالجردِ السَّراحيبِ
رقم القصيدة : 26118
-----------------------------------
أقسمُ بالجردِ السَّراحيبِ
والرُّمحِ رعّافَ الأنابيبِ
لأَلْبَسَنَّ اليَوْمَ حِرْباؤهُ
مِنْ شَمْسِهِ تَحتَ شَآبِيبِ
أَطْوي على ظِلٍ قَصيرِ الخُطا
مَناسِمَ العيسِ المَطارِيبِ
وَأقْتَفي حِنَ أَرُومُ العُلا
آثارَ آباءٍ مناجيبِ
وَكَيْفَ أَبْغيها وَفَقْدُ الغِنَى
يُذلُّ أعناقَ المصاعيبِ
والعسرُ قيدُ المرءِ لكنَّني
أقرعُ للمجدِ ظنابيبي
أَمْشِي على ظَلْعِي إلى شَأْوهِ
تَعَجْرُفاً فِعْلَ الأَعارِيبِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> تَذَكَّرَ الوَصْلَ فارفَضَّتْ مدامِعِهُ
تَذَكَّرَ الوَصْلَ فارفَضَّتْ مدامِعِهُ
رقم القصيدة : 26119
-----------------------------------
تَذَكَّرَ الوَصْلَ فارفَضَّتْ مدامِعِهُ
وَاعْتادَهُ الشَّوْقُ فَانْقَضَّتْ أَضالِعُهُ
وَبَرْقَعْ الدَّمْعُ عينيهِ لذي هَيفٍ
نَمَّتْ على القَمَرِ السَّاري بَراقِعُهُ
فَباتَ يَرقُبُهُ، واللَّيلُ يَخْفُرهُ
وَالقَلْبُ تَهْفُو إلى حُزْوى نَوازِعُهُ
وَلاعِجُ الوَجْدِ يَطْوِيهِ وَيَنْشُرُهُ
حَتّى بَدا الصُّبْحُ مَوشيّاً أَكارِعُهُ
فَزارَهُ زَوْرَة ً تَعْيَى الأُسُودُ بِها(31/379)
أَعَزُّ زُرَّتْ على خِشْفٍ مَدارِعُهُ
وَراحَ يَتضَحُ حَرَّ الوَجْدِ منْ نغَبٍ
في مَشْرَبٍ خصِرٍ طابَتْ مَشارِعُهُ
كَأَنَّها ضَرَبٌ شِيبَتْ لِذائِقها
بِعاتِقٍ نَفَحَتْ مِسْكاً ذَوارِعُهُ
وَاللَّيْلُ مَدَّ رِواقاً مِنْ غَياهِبِهِ
على فَتًى كَرُمَتْ فيهِ مَضاجِعُهُ
ثُمَّ افْتَرَقْنا وَقَدْ بَثَّ الصَّباحُ سَناً
إلاّ النَّعامُ بِها تَخْدي خَواضِعُهُ
يَجْري مِنَ الدَّمْعِ ما يَرْضَى المَشُوقُ بِهِ
وَيَرْتَقي نَفَسٌ سُدَّتْ مَطالِعُهُ
هَذا وَرَبُّ فَلاة ٍ لا يُجاوِزُها
قَرَيْتُها عَزَماتٍ مِنْ أخي ثِقَة ٍ
تَفْتَرُّ عَنْ أَسَدٍ ضارٍ وَقائِعُهُ
وَالأَرْحَبِيَّة ُ تَطْغَى في أَزِمَّتِها
إذا السَّرابُ ثَنى طَرفي يُخادِعُهُ
وَاليَوْمَ أَلْقَتْ بِهِ الشِّعْرَى كَلاكِلَها
وَصَوَّحَتْ مَنْ رُبا فَلْجٍ مَراتِعُهُ
فَظَلَّ لِلرَّكْبِ ، وَالْحِرْباءُ مُنْتَصِبُ
بَيتٌ على مَفرِقِ العَيُّوقِ رافِعُهُ
تَلْوِي طَوارِفُهُ عَنّا السُّمومُ كَما
تُهْدي النَّسيمَ إلى صَحْبِي وَشَائِعُهُ
عِمادُهُ أَسَلٌ تَروْى َ إذا اضْطَرَمَتْ
نارُ الوَغى مِنْ دَمِ الجانِي شَوارِعُهُ
وَالرِّيحُ والِهَة ٌ حَيْرَى تَلُوذُ بِهِ
حَيْثُ النَّسِيمُ يَرْوعُ التَّرْبَ وادِعُهُ
جَعَلْتُ أَطنابَهُ أَرسانَ عادِيَة ٍ
يَشْجَى بِها مِنْ فَضاءِ الأَرْضِ واسِعُهُ
زارَتْ بِنا ناصِرَ الدِّينِ الّذي نَهَجَتْ
إلى العُلا طُرُقاً شَتَّى صَنائِعُهُ
حُلْوُ الشَّمائِلِ مُرُّ البَأسِ ذُو حَسَبٍ
مِنْ مَجْدِهِ مُكْتَسٍ عارٍ أُشاجِعُهُ
وَالمَنُّ لا يَقْتَفِي آثارَ نائِلِهِ
إِذا تَقَرَّاهُ مِنْ عافٍ مَطامِعُهُ
أَفْضَى بِهِ الأَمَدُ الأَقْصَى إلى شَرَفٍ
ضاحٍ لَهُ مِنْ سَنامِ العِزِّ يافُعُه
لولاكَ يابْنَ أَبي عَدْنانَ ما عَرَضَتْ
شُوسُ القَوافي لمَنْ بارَتْ بَضائِعُهُ
أَلِفْتُ مَدْحَكَ وَالآمالُ تَهْتِفُ بي
وَراضَ جُودُكَ أَفْكاراً تُطاوِعُهُ(31/380)
وَالشِّعْرُ لا يَزْدَهي مِثْلي وَإنْ شَرَدَتْ
أَمْثالُهُ وَثَنى الأَسماعَ رائِعُهُ
لكنَّ مَدْحَكَ تُغْريني عُلاكَ بِهِ
فَالدَّهْرُ مُنْشِدُهُ وَالمَجْدُ سامِعُهُ
وَمُسْتَقِلٌّ بِهِ دونَ الأَنامِ فَتى ً
تَضْفُو على نَغَمِ الرَّاوي بَدائِعُهُ
أَتاكَ، والنَّائِلُ المَرْجُوُّ بُغْيَتُهُ
لَدَيْكَ ، وَالأدَبُ المَجْفُوُّ شافِعُهُ
خِلٌّ كَريمٌ وَشِعْرٌ سائِرٌ وَهَوًى
ثَوَى على مُنْحَنَى الأَضْلاعِ ناصِعُهُ
وكيْفَ لا يَبْلُغُ الحاجاتِ طَالِبُها
وَهذهِ في مَباغيهِ ذَرائِعُهُ
فَاجْذِبْ بِضَبْعِي فَفي الأَحْرارِ مُصْطَنَعٌ
وَحِلْيَة ٌ السَّيِّدِ المَتْبُوعِ تابِعُهُ
العصر العباسي >> البحتري >> يا من رأى الدامر يختال في
يا من رأى الدامر يختال في
رقم القصيدة : 2612
-----------------------------------
يا من رأى الدّامِرُ يَخْتَالُ في
شَاشِيّةٍ شَوْهاءَ، مُغْبَرّهْ
مَرّ فَقامَ النّاسُ من لاعنٍ،
وَقائِلٍ شوهْتَ يا عَرّهْ
وقد تجلَى كاسِراً طرفَهُ،
كأنّهُ دِيكٌ بِهِ نُقْرَهْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وليلٍ طويلِ الباعِ فرَّقتُ شملهُ
وليلٍ طويلِ الباعِ فرَّقتُ شملهُ
رقم القصيدة : 26120
-----------------------------------
وليلٍ طويلِ الباعِ فرَّقتُ شملهُ
بخرقٍ جميعِ الرَّأي غيرَ شتيتهِ
أهبتُ بهِ والعيسُ ميلٌ رقابها
لِيَبْعُدَ مَسْرَى هَمِّهِ بُعْدَ صِيتِهِ
فَنَفَّضَ عَن أَجْفانِهِ غُبَّرَ الكَرى
وقد مالَ ترنيقُ النُّعاس بليتهِ
وَما ظَنُّهُ ، والنَّجْمُ واهٍ نِطاقُهِ
بأروعَ محيي ليلهِ ومميتهِ
هَفا مَرَحاً وَالدّيِكُ يَدْعُو صَباحَهُ
وَخَاضَ حَشاهُ وَالقطا في مَبيتهِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أّذْكى بِقَلْبي لَوْعَة ً إذ أَوْمَضَا
أّذْكى بِقَلْبي لَوْعَة ً إذ أَوْمَضَا
رقم القصيدة : 26121
-----------------------------------
أّذْكى بِقَلْبي لَوْعَة ً إذ أَوْمَضَا(31/381)
بَرْقٌ أَضاءَ وَمِيضُهُ ذاتَ الأَضا
فَبَدا وقد نَشَرَ الصَّباحُ رِداءَهُ
كَالأَيْمِ ماجَ بِهِ الغَديرُ فَنَضْنَضَا
إنْ لَمْ يُصْرِّحْ بِابْتِسامِكِ جَهْرَة ً
فَلَقَدْ وَحُبِّكِ يالبُينى عَرَّضا
وَنَظَرْتُ إذْ غَفَلَ الرَّقيبُ فَراعَني
نَعَمٌ لأَهْلِكَ هامَ في وادِي الغَضَى
وَسَعَتْ لَهُ خُطَطُ العَدُوِّ بِغِلْمَة ٍ
شُوسٍ إذا ابْتَدَرُوا الوَغَى ضاقَ الفَضا
حيثُ الغَمامُ تَبَجَّسَتْ أَطباؤُهُ
وَكَسَى الحِمَى حُلَلَ الرَّبيعِ فَرَوَّضا
وَمُتَيَّمٍ شَرقَ اللِّحاظُ بِدَمْعِهِ
فَإذا استَرابَ بِهِ العواذِلُ غَمضا
هَجَرَ الكَرى قَلِقَ الجُفونِ بِهِ فَلَو
عَثَرَ الخَيالُ بِطَرْفِهِ ما غَمَّضا
وَنَصا الشَّبابَ وَعَنْ ضَميرٍ عاتِبٍ
أَعْطَى المَشيبَ قِيادَهُ لا عنْ رِضَى
إنْ ساءَهُ بِنُزُولِهِ فَهُوَ الّذي
ساءَ الأَنامَ مُخَيِّماً وَمُغَرِّضا
وَشَكا غُرابَ البَيْنِ أَسودَ حالِكاً
حَتَّى شَدا بِنَوى الأَحِبَّة ِ أَبْيَضا
وتَعَثَّرَتْ نُوبَ الزَّمانِ بِماجِدٍ
إنْ لَمْ يُقاتِلْ في النَّوائِبِ حَرَّضا
وَإذا تَنَكَّرَ مَوْرِدٌ لِمَطِيِّهِ
لم يستشفِّ بحافتيهِ العرمضا
وَانْصاعَ كَالْوحْشِيِّ سابَقِ ظِلَّهُ
وَتَقَعْقَتْ عَمَدُ الخِيامُ فَقَوَّضا
لا اسْتَنِيمُ إلى الهَوانِ، وِلايُرَى
أَمْري إلى الوَكَلِ الجِبانِ مُفوَّضا
وَأَرُدُّ طارِقَة َ اللَّيالِي إنْ عَرَتْ
بِعَزائِمي وَهيَ الصَّوارِمُ تُنْتَضى
وَأَغرَّ إنْ بَسَطَ المَرَجِّي نَحْوَهُ
كِلْتا يَدَيْهِ لِنائِلٍ لَمْ تُقْبَضا
وَلَهُ أَمائِرُ سُؤْدَدٍ، أَيِسَ العِدَا
مِنْهُ، وَأَمْرَضَ حاسِديِهِ وَأَرْمَضا
وَجهٌ يَجُولُ البِشرُ في صَفَحاتِهِ
وَيَدٌ تَنُوبُ عَنِ الحَيا إنْ بَرَّضا
أَلْقَتْ أَزِمَّتَها إليهِ هِمَّة ٌ
كانَتْ عَلى خُدَعِ الأَمانِي رَيِّضَا
وَشَكَرْتُهُ شُكْرَ المَهيضِ جَناحُهُ
نَبَتَتْ قَوادِمُ هَزَّهُنَّ لِيَنْهَضا(31/382)
يامُنْعِماً بالي وَلَمْ يَكُ كاسِفاً
وَمَؤَثِّلاً مالي وَلَمْ أَكُ مُنْفِضا
أَسْرَفْتَ في الدُّنْيا عَلَيَّ: أَواهِباً
أَلبَسَتْني حُلَلًَ الغِنَى أَمْ مُقْرِضَا؟
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَبا خالدٍ طَالَ المُقامُ على الأذى
أَبا خالدٍ طَالَ المُقامُ على الأذى
رقم القصيدة : 26122
-----------------------------------
أَبا خالدٍ طَالَ المُقامُ على الأذى
وَضاقَ بَما تَسْمو لَهُ هِمَمي باعي
فحلَّ عقالَ الأرحبيِّ ولا تقمْ
بحيثُ تناجي الذُّلَّ صاحَ بكَ النّاعي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> حَلَفْتُ بِمَرْقوعِ الأَظَلِّ تَشَبَّثَتْ
حَلَفْتُ بِمَرْقوعِ الأَظَلِّ تَشَبَّثَتْ
رقم القصيدة : 26123
-----------------------------------
حَلَفْتُ بِمَرْقوعِ الأَظَلِّ تَشَبَّثَتْ
بِهِ فَلَواتٌ نِلْنَ مِنْ خُطواتِهِ
لأَبْتَغينَّ العِزَّ حَتّى أَنالَهُ
وَأَنْتَزِعَنَّ المَجْدَ مِنْ سَكِناتِهِ
فَخَيْرٌ لِمَنْ يُغْضِي الجُفُونَ على القَذى
وَيَضْرَعُ لِلأَعْداءِ، فَقْدُ حَياتِهِ
ومَا أَنسَ لا أَنْسَ العِراقَ وَرَبُّهُ
يُخادِعُهُ أَشْياعُهُ عَنْ أَناتِهِ
وَيُغْرُونَهُ بِيَ وَالإباءُ سَجِيَّتي
إذا خَوَّفُوني ضَلَّة ً سَطَواتِهِ
فَزُرْتُ عِمادَ الدِّينِ مُعْتَصِماً بِهِ
أَسُورُ سُؤُورَ اللَّيثِ في وَثَباتِهِ
فَصَدَّقَ ظَنِّي صَدَّقَ اللّهُ ظَنَّهُ
بِمَا لاتناجِيهِ المُنَى مِنْ هِباتِهِ
وَرُعْتُ بِهِ مِنْ لَوْ تَأَمَّلَ صارمي
رَأى المَوْتَ يَرْنُو نَحْوَهُ مِنْ شَباتِهِ
فَأَعْرَضَ عَنْهُ بَعْدَما سابَقَ الرَّدى
إليهِ غَداة َ الرَّوعِ صَدْرُ قَناتِهِ
وَغادَرَنِي نِضْوَ الهُمومِ بِمَنْزِلٍ
تَعِيبُ الحُبارَى شُهْبَة ً في بُزاتِهِ
فَثِبْ يا عُبَيْدَ اللّهِ وَثْبَهَ ماجِدٍ
أُعيرَ المَضاءَ السَّيْفُ مِنْ عَزماتِهِ
ولا تَحْسَبَنَّ المالَ مِمّا يَرُوقُني
فقِدْماً سَمَوْنا لِلْغِنى مِنْ جِهِاتِهِ(31/383)
وَلي هِمَّة ٌ تَهْفُو إلى كُلِّ سُؤْدَدٍ
تَفَرَّعَ آبائِى ذُرا هَضَباتِهِ
وَتَبْغِي لَدَيْكَ الاِنْتِصارَ مِنَ امْرِىء ٍ
إذا عُدَّ مَجْدٌ كانَ في أُخريَاتِهِ
وآباؤُهُ مَنْ تَعْرِفونَ مِنَ الوَرى
ولولا التُّقى عَرَّفْتَكُمْ أُمَّهاتِهِ
وَمُلتَحفٍ بِالأَمنِ مَنْ أَنتَ جارُهُ
وَلَوْ كانَ آسادُ الشَّرى مِنْ عُداتِهِ
فَراعِ حقوقَ الفَضْلِ فِيَّ وَلا تُقِلْ
عَدوَّاً رَمانِي بِالأَذى عَثَراتِهِ
وَدُونَكَ شِعْراً إنْ فَضَضْتَ خِتامَهُ
تَضَوَّعَ ريحُ الشِّيحِ بَيْنَ رُواتِهِ
وَأَلبَسْتُ دَهْراً أَنْتَ مالِكُ رِقِّهِ
بِهِ غُرَراً يَلْمَعْنَ في صَفَحاتِهِ
فَيا قائِليهِ لَوْ بَلَغْتُمْ بِهِ المَدى
عَرَفْتُمْ مَنِ المَسْبُوقُ في حَلباتِهِ
وَأَيُّ فَتى ً ما بَيْنَ بُرْدَيَّ حَطَّهُ
خُطوبٌ تُشيبُ الطِّفْلَ عَنْ نَخَواتِهِ
وَلَسْتُ وَإنْ كانَتْ إليَّ مُسِيئَة ً
أَذُمُّ زَماناً أَنْتَ مِنْ حَسَناتِهِ
سَبَقْتُ بَنِيهِ في قَوافٍ أَرُوضُها
فَلا تَجْعَلَنِّيْ عُرْضَة ً لِبَناتِهِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خذِ الكأسَ منّي أيُّها الرَّشأُ الأحوى
خذِ الكأسَ منّي أيُّها الرَّشأُ الأحوى
رقم القصيدة : 26124
-----------------------------------
خذِ الكأسَ منّي أيُّها الرَّشأُ الأحوى
وشمْ نظراً يصحو منَ المقلة ِ النَّشوى
فللأمدِ الأدنى سمتْ بكَ همَّة ٌ
ولي همَّة ٌ تسمو إلى الغاية ِ القصوى
أنا ابنُ سراة ِ الحيِّ منْ فرعِ غالبٍ
أَرى فيهُمُ مِنْ تالدِ المَجْدِ ما أَهْوى
وَأَطْلُبُ أَمْراً حالَ بَيني وَبَيْنَهُ
زمانٌ نباني وامتعضتُ منَ الشّكوى
فَيا سَعْدُ ناولني السُّرَيجيَّ إنَّهُ
شَكا ظَمَأً بَرْحاً وقد حان أَنْ يَرْوَى
وَقَرِّبْ جَوادي وَانْشُرِ الدِّرْعَ إنَّها
إذا الحَرْبُ حَكَّتْ بَرْكَها بِي لا تُطْوى
ستعلمُ إنْ قرَّطتُ طرفي عنانهُ
منِ الأشرُ الرَّوَّاعُ والمرسُ الألوى(31/384)
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَما وَحُبِيّكِ هذا مُنْتَهَى حَلَفِي
أَما وَحُبِيّكِ هذا مُنْتَهَى حَلَفِي
رقم القصيدة : 26125
-----------------------------------
أَما وَحُبِيّكِ هذا مُنْتَهَى حَلَفِي
لَيَظْهَرَنَّ الذي أُخْفِيهِ مِنْ شَغَفي
فَبَيْنَ جَنْبَيَّ سِرٌّ لا يَبُوحُ بِهِ
سوى دُمُوعٍ، متى ما تُذْكَري تَكِفِ
أَسْتَكْتِمُ القَلْبَ أَسْراراً تَنُمُّ بِها
إلى الوُشاة ِ شُؤونُ الأَدْمُعِ الذُّرُفِ
وَعاذِلٍ مَجَّ سَمْعَي ما يَفُوهُ بِهِ
وقد جَعَلْتُ أَحَادِيثَ النَّوى شَنَفي
وفي الجَوانِحِ حُبُّ لا يُغَيِّرُهُ
صَدُّ المُلوكِ وَبُعْدُ النِّيَّة ِ القَذَفِ
وَما الحَبيبُ، وما أَعْني سِواكِ بِهِ
مِمَّنْ يَقِلُّ عَليهِ في النَّوى أَسَفي
ولا أَخافُ الرَّدى إنْ كُنْتُ راضِيَة ً
بِهِ، فَكَمْ كَلَفٍ أَفْضَى إلى نَلَفِ
وَإنْ أَبَيْتُ فَما بِالرِّفْقِ يَمْلِكُني
مَنْ لا يُلائِمُ أَخْلاقي، وَلا العُنُفِ
وَلا الهَوى يَعْطِفُ الإكْراهُ شارِدَهُ
ليسَ الفُؤادُ إذا وَلَّى بِمُنْعَطِفِ
وَوَقْفَة ٍ لَمْ أَقُلْ فيها عَلى وَجَلٍ
لِلَّدَمْعِ، مِنْ حَذَري عَيْنَ الرَّقيبِ: قِفِ
بِمَنْزلٍ يَسْتَعيرُ الظَّبيُ مِنْ غَيَدٍ
في حافَتَيْهِ، وَغُصْنُ البَانِ مِنْ هَيَفِ
وَالعامِريَّة ُ تَسْقي الوَرْدَ مُجْهِشَهً
بِنَرْجِسٍ مِنْ سِجالِ الدَّمعِ مُغْتَرِفِ
تَقولُ حَتّامَ لا تَلوْي عَلى وَطَنٍ
وَكَمْ تُعَذِّبُ جِسْماً بادِيَ التَّرَفِ
وَكَمْ تَشِيمُ بُروقاً غيرَ صادِقَة ٍ
وَالآلُ لَيْسَ بِما يُرْوي صَداكَ يَفي
وَأَنْتَ مِنْ مَعْشَرٍ لولا تَأَخرُّهُمُ
جاءتْ بِذكْرِهِمُ الأُولى مِنْ الصُّحُفِ
شُمُّ العَرانِينِ لاتَدْمَى أُنْوفُهُمُ
عِنْدَ اللِّقاءِ ولا تَعْرَى مِنَ الأَنَفِ
ولا تَخُبُّ هَوادي الخَيْلِ إنْ رَكِبُوا
إلى الوَغى بِمَعازِيلٍ وَلا كُشُفِ
فَاسْتَبْقِ نَفْسَكَ لا يُودِ السِّفارُ بِها(31/385)
فَهْيَ الحُشاشَة ُ مِنْ مَجْدٍ وَمَنْ شَرَفِ
وَعِرْضُ مِثْلِكَ لا تَغْتالُهُ نُوَبٌ
تَفْتَرُّ عِيشَتُهُ فيها عَنِ الشَّظَفِ
وَلَيسَ يَرْضَى ، وفي أَحشائِهِ غُلَلٌ
رِيّاً بِما يَصِمُ الظَّمْآنَ مِنْ نُطَفِ
يا أخْتَ سَعْدٍ وَسَعْدٌ خَيْرَ مَنْ جَذَبَتْ
إلى العُلا ضَبْعَهُ الأَشْياخُ مِنْ حَذّفِ
كُفِّي وَغاكِ فَما عُودي بِمُهْتَصَرٍ
وَإنْ أَرابَكِ ما تَلْقَيْنَ مِنْ عَجَفي
لا عَيْبَ بِالسَّيْفِ إنْ رَقَّتْ مَضارِبُهُ
مِنَ النُّحولِ، ولابِالرُّمْحِ مِنْ قَضَفِ
وَإنْ تَغَرَّبْتُ لَمْ أَفْزَعْ إلى وَكَلٍ
وَلَمْ يَكُنْ مِنْ صَرَى الأَمواهِ مُر تَشَفي
وقد فَلَيْتُ الوَرى حَتّى قَلَيْتُهُمُ
إلاّ بَقايا ِكرامٍ مِنْ بَني خَلَفِ
جادَ الزَّمانُ بِهِمْ وَالبُكْمُ شيمَتُهُ
فَالفَضْلُ في خَلَفٍ مِنْهُمْ وَفِي سَلَفِ
وَهُمْ وَإنْ حُسِبُوا في أَهْلِهِ وَلَهُمْ
عُلاً رَعَوْا تالِداً مِنْها بِمُطَّرَفِ
كَالماءِ وَالنَّارِ مَوْجودَينْ في حَجَرٍ
وَالبَدْرِ في سُدَفٍ وَالدُّرَّ في صَدَفِ
فَآلُ صَفْوانَ إنْ تُذْكَرْ مناقِبُهُمْ
يَلوِ الحَسُودُ إليها جِيدَ مُعْتَرِفِ
وقد أَظَلَّ أَبا أَروَى ذُرا نَسَبٍ
بسُؤدَدٍ كَجَبينِ الصُّبِْ مُلْتَحِفِ
ذُو هِمَّة ٍ لَنْ تَنالَ الشُّهْبُ غايَتَها
عَلَتْ وَما احْتَفَلَتْ مِنْها بِمُرْتَدِفِ
جَمُّ التوّاضُعِ وَالأَقْدارُ تَخْدُمُهُ
ولا يُصَعِّرُ خَدَّيْهِ مِنَ الصَّلَفِ
كَالبَحرِ لَوْ أَمِنَ التَّيّارَ راكِبُهُ
وَالبَدْرِ لَوْ لَمْ يَشِنْهُ عارِضُ الكَلَفِ
طَلْقٌ مُحَيَّاهُ لِلْعافِي، وَراحَتُهُ
في الجُودِ تُزْري عَلى الهَطَّالَة ِ الوُطُفِ
رَقَّتْ وَراقَتْ سَجاياهُ، فَنَفَحْتُها
تَشِي إليكَ بِرَيّا الرَّوْضَة ِ الأُنُفِ
وَيَنْتَضي الحِلْمُ مِنْهُ عَفْوَ مُقْتَدِرٍ
عَنْ كُلِّ مُعْتَرِفٍ بِالذَّنبِ مُقْتَرِفِ
بَثَّ المَواهِبَ حَتّى ضَمَّ نائِلُهُ(31/386)
مِنَ المَحامِدِ شَمْلاً غَيْرَ مُؤْتَلِفِ
ولم يَذَرْ في النَّدى إسرافُهُ كَرَماً
وَإنَّما شَرَفُ الأَجوادِ في السَّرَفِ
لَبَّيْكَ ياجُمَحِيَّ المُكْرِماتِ فَقَدْ
ناديْتَ شِعْرِي وَعِزُّ اليَاسِ مُكْتَنِفِي
فَازْوَرَّ عَنْ كُلِّ نِكْسٍ لا يُهابُ بِهِ
إلى الثَّناءِ عَنِ العَلياءِ مُنْحَرِفِ
إذا تَجاذَبْتُما أَهْدابَ مَكْرُمَة ٍ
حَلَلْتَ في الصَّدْرِ مِنْها وَهْوَ في الطَّرَفِ
لَئِنْ جَحَدْتُكَ نُعْمَى مَدَّرَيِّقُها
إلى النَّوائِبِ مِنّي باعَ مُنْتَصِفِ
فلا تَلَقَّيتُ خِلِّي حِينَ تُزْعِجُهُ
فَظاظَة ُ الدَّهْرِ، بِالمَعْرُوفِ مِنْ لَطْفي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خَليلَي خُوضَا غَمْرَة َ اللَّيلِ إنَّني
خَليلَي خُوضَا غَمْرَة َ اللَّيلِ إنَّني
رقم القصيدة : 26126
-----------------------------------
خَليلَي خُوضَا غَمْرَة َ اللَّيلِ إنَّني
لَبِسْتُ الدُّجَى وَالخَيْلُ تَنْضو مِراحَها
فَرُبَّ نهارٍ قاتِمٍ كُنْتُ شَمْسَهُ
وَكَمْ ليلة ٍ لَيْلاءَ كنْتُ صَباحَها
وتحتيَ طيّارُ العنانِ كأنَّهُ
خداريَّة ٌ هزَّتْ لصيدٍ جناحها
وإنّي لتسمو بي إلى المجدِ همَّة ٌ
تودُّ الثُّريّا أنْ تكونَ وشاحها
فلي منْ قريشٍ أطيبوها وغامدٌ
تعاونُ منْ يربوعَ فيَّ رياحها
كِرامٌ يُهينُونَ العِشارِ إذا شَتَوْا
وَقَدْ أَخَذَتْ كُومُ المَطايا سِلاحَها
بِأَيْدٍ إذَا ما أَنْكَرَ الكَلْبُ أَهْلَه
عرفتُ لها طعناً يشظّى رماحها
وهَا أَنا أَسْعَى لِلْمعالي فَطالَما
أَجَالَتْ جُدودِي في مَعَدٍّ قِداحَها
فإنْ نلتها استخلصتُ حقِّي وإنْ أخبْ
فخطوة ُ ساعٍ لم تصادفْ نجاحها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خُدَعُ المُنى وَخَواطِرُ الأَوْهامِ
خُدَعُ المُنى وَخَواطِرُ الأَوْهامِ
رقم القصيدة : 26127
-----------------------------------
خُدَعُ المُنى وَخَواطِرُ الأَوْهامِ
أَضْغاثُ كاذِبَة ٍ مِنَ الأَحْلامِ(31/387)
نَهْوَى البقاءَ وليسَ فيهِ طَائلٌ
وَالمَرْءُ نَهْبُ حَوادِثِ الأيَّامِ
يَحْوي رَغائِبَ مالِهِ وَرّاثُهُ
مِنْ بَعْدِهِ وَيَبُوءُ بِالآثامِ
وَالعَيْشُ أَوَّلُهُ عَقِيدُ مَشَقَّة ٍ
وَأَذى ، وَآخِرُهُ مَقِيلُ حِمامِ
وَالعُمْرُ لَوْ جازَ المَدَى لَتَبَرَّمَ الـ
أَرواحُ مِنْهُ بِصُحْبَة ِ الأَجسامِ
بَينا الفَتى قَلِقاً بِهِ نيّاتُهُ
أَلْقَى مَراسِيَهُ بِدَارِ مُقامِ
وَهَوى كَزَيْدِ بنِ الحُسَينِ إلى الثَّرَى
غِبَّ الثَّراءِ مُحالِفَ الإعدامِ
في مَعْوَزٍ سَمِلٍ مَشَى فيهِ البِلى
وَالقَبْرُ بِئْسَ مُعَرَّسُ الأَقوامِ
نُضِدَتْ عليهِ بَنِيَّة ٌ مِنْ رَمْسِهِ
كالغِمْدِ مُشْتَمِلاً على الصَّمْصامِ
وَأَصابَهُ رَيبُ المَنيَّة ِ إذْ رَمَى
طُويَتْ على شَلَلٍ يَمينُ الرَّامي
لو قارَعَ النّاسُ المَنونَ لَرَدَّها
عَنهُ السُّيوفُ فَوالِقاً لِلْهامِ
تَدْمى أَغِرَّتُها بِأَيْدي غِلْمَة ٍ
قُرَشِيَّة ٍ بيضِ الوُجوهِ كِرام
يَطَؤُونَ أَذْيالَ الدروعِ بِمَأقِطٍ
حَرَجٍ يَفيءُ عليهِ ظِلُّ قَتامِ
وَتُضيءُ في هَبَواتِهِ صَفَحاتُهُمْ
كَالفَجْرِ يَخْطِر في رِداءِ ظَلامِ
وَالمالُ جَمٌّ، وَالحِمَى مُتَمَنِّعٌ
وَالمَجْدُ أَتْلَعُ، وَالعُروقُ نَوامِ
رُمِيَتْ بِثالِثَة ِ الأَثافِي هاشِمٌ
فَبَكَتْ بِأَرْبَعَة ٍ عليهِ سِجامِ
وَاِلعَبْدِ شَمْسٍ، وَالتَّجَلُّدُ خِيْمُها
عَيْنٌ مُؤَرَّقَة ٌ، وَجَفْنٌ دامِ
وَهُمُ الأُسودُ الغُلْبُ حَولَ ضَرِيحِهِ
يَبْكُونَهُ بَنَواظِرِ الآرامُ
فَتَضاءَلَتْ كُوَرُ الجِبالِ لِفَقْدِهِ
غُبْرَ الفِجاجِ خَواشِعَ الأَعْلامِ
وَلِقُلَّتَيْ أَرْوَنْدَ رَنَّة ُ ثاكِل
حَرّانَ حِينَ ثَوى أَبو الأَيْتامِ
فُجِعُوا بِتاجِ الدِّينِ حَتّى عَضَّهُمْ
زَمَنٌ أَلَحَّ بِشِرَّة ٍ وَعُرامِ
لَمّا نَعَتْهُ المَكْرُماتُ إلى العُلا
لَبِسَ الحِدادَ شَريعَة ُ الإسْلامِ
فَمَضَى وَقَدْ أَصْحَبْتُهُ سَيّارَة ً(31/388)
كَالرَّوْضِ يَضْحَكُ مِنْ بُكاءِ غَمامِ
غَرَّاءَ مِنْ كَلِمى إذا هِيَ سُطِّرَتْ
ظَهَرَتْ بِها النُّخَواتُ في الأقْلامِ
لَيْسَتْ لِعارِفَة ٍ أُجازِيهِ بِها
لكنَّها لِوَشائِجِ الأَرْحامِ
وَأَحَقُّ مُفْتَقَدٍ بِها ذُو سُؤْدَدٍ
آباؤُهُ مِنْ هاشِمٍ أَعْمامِي
وَلَوِ اسْتَطَعْتُ كَفَفْتُ عَنْهُ يَدَ الرَّدى
بِشَباة ِ رُمْحٍ أَوْ غِرارِ حُسامِ
وَبِفَتْيَة ٍ أَلِفُوا المِصاعَ كَأَنَّهُمْ
أُسْدٌ مِنَ الأَسَلاتِ في آجامِ
وإذا دُعوا لِكَريهَة ٍ لَمْ يَنْظُروا الـ
إسْراجَ واقتَصَروا عَلى الإلجامِ
فَهُمْ اللُّيوثُ غَداة ُ يُحُتَضَرُ الوَغَى
وَهَمْ الغُيوثُ عَشِيَّة َ الإطْعامِ
وَقُدُورُهُمْ يَعِدُ القِرى إرزامُها
وَالرَّعْدُ ليسَ يَهُمُّ بِالإرْزامِ
وَإذا اعْتَزَوْا أَرْوَى زِنادَهُمُ أَبٌ
مُرُّ الحَفِيظَة ِ للْحَقيقَة ِ حامِ
فَالعَمُّ أَبْلَجُ مِنْ كِنانَة َ في الذُّرَا
وَالخالُ أَرْوَعُ مِنْ بَني هَمّامِ
لَيْسُوا مِنَ النَّفَرِ الذّينَ أُصُولُهُمْ
خَبُثَتْ وَلَيْسَ لَهُنَّ فَرْعٌ نامِ
رَفَعَتْهُمُ جِدَة ٌ وَجَدُّهُمُ لَقى ً
مِنْ لُؤْمِهِ، بِمَدارِجِ الأَقْدامِ
لازالَ تُرضِعُهُ أَفاوِيقَ الحَيا
وَطْفاءُ يُنْتِجُها الصَّبَا لِتَمامِ
فَتَلَفَّعَتْ بِحَبِيِّها قُلَلُ الرُّبا
وَتَلَثَّمَتْ مِنْ بَرْقِها بِضرامِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> للهِ أيٌ فتى مجدٍ تناوشهُ
للهِ أيٌ فتى مجدٍ تناوشهُ
رقم القصيدة : 26128
-----------------------------------
للهِ أيٌ فتى مجدٍ تناوشهُ
مِنّي نَوائِبُ عَنْ أَنْيابِها كُشُرُ
أُرْخِي عِطافِي وَأُضْحِي غَيْرَ مُحْتَفِلٍ
بها وقدْ شُدَّ منْ غيري لها الأزرُ
ولا أخيضُ المطايا وهيَ ظامئة ٌ
سؤرَ المواردِ حتّى تصفو الغدرُ
وبينَ جنبيَّ سرٌّ لا تبوحُ بهِ
إلاّ الأَسِنَّة ُ وَالمأْثُرَة ُ البُتُرُ
فعنْ قليلٍ تئنُّ الأرضُ منْ خببي
إلى المعالي إذا ما ابتلَّتِ العذرُ(31/389)
العصر العباسي >> الأبيوردي >> نَهْجُ الثَّناءِ إلى نادِيكَ مُخْتَصَرٌ
نَهْجُ الثَّناءِ إلى نادِيكَ مُخْتَصَرٌ
رقم القصيدة : 26129
-----------------------------------
نَهْجُ الثَّناءِ إلى نادِيكَ مُخْتَصَرٌ
لَوْ أَدْرَكَتْ وَصْفَكَ الأَوْهامُ وَالفِكَرُ
ماذا يَقولُ لَكَ المُثْني وقد نَزَلَتْ
على ابنِ عَمّكَ في تَقْريظِكَ السُّورَ
فُتَّ المَدائِحَ حَتّى قالَ أَفْصَحُنا
إنَّ البَلاغَة َ في تَحبِيرِها حَصَرُ
ماضَرَّ مِنْ كانَ عَبْدُ اللّهِ والِدَهُ
أَنْ لَمْ يَكُنْ أَبوَيْهِ الشَّمْسُ والقَمَرُ
يا خَيْرَ مَنْ بُشِّرَت بَعْدَ النَّبِيِّ بِهِ
عَدْنانُ وادَّرَعَتْ عِزَّاً بِهِ مُضَرُ
أَحْيَا بِكَ اللهُ ما كَانَتْ تُدِلُّ بِهِ
عُلْيا قُرَيْشٍ وَمِنْها السَّادَة ُ الغُرَرُ
لَكَ الوَقارُ مِنَ الصِّدِّيقِ، تَكْنُفُهُ
مَهابَة ٌ كانَ مَحْبُوّاً بِها عُمَرُ
وَجُودُ عُثْمانَ وَالآفَاقُ شاحِبَة ٌ
وَنَجْدَة ٌ مِنْ عَلِيٍّ وَالقَنا كِسَرُ
وَعِلْمُ جَدِّكَ عَبْدِ الله شِيبَ بِهِ
دَهاؤُهُ حِينَ أَعْيَى الوارِدَ الصَّدَرُ
وَهِمَّة ٌ مِنْ أبي الأَملاكِ طُلْتَ بِهَا
باعاً وَقَصَّرَ عَنْها الأَنْجُمُ الزَّهُرُ
وَهَيْبَة ُ الكامِلِ المُوفي على أَمَدٍ
مامَدَّ طَرْفاً إلى أَدْناهُ مُفْتَخِرُ
وَفيكَ مِنْ شِيَمِ المَنْصورِ سَطْوَتُهُ
وَالبيضُ تَلْمَعُ وَالهَيْجَاءُ تَسْتَعِرُ
وَمَكْرُماتٌ مِنْ المَهْدِيِّ تَنْشُرُها
وَأَيَّ هَدْيٍ إلى العَلْياءِ تَفْتَقِرُ
وَلِلرَّشيدِ سَجايا مِنْكَ نَعْرِفُها
فَضْلٌ يُرَجَّى ، وَرَأْيٌ تِلْوُهُ القَدَرُ
وَقَدْ وَرِثَتْ أَبا إسْحاقَ جُرْأَتَهُ
في مَأْزِقٍ حاضِراهُ النَّصْرُ وَالظَّفَرُ
وَفيكَ مِنْ جَعْفَرٍ حَزْمٌ يَلُوحُ بِهِ
على مَساعِيكَ مِنْ مَسْعاتِهِ أَثَرُ
وَبَأْسُ طَلْحَة َ في إقْدامِ أَحْمَدَ إذْ
وَشَتْ بِسرِّ المَنايا البِيضُ وَالسُّمُرُ(31/390)
وَمِنْ أَبِي الفَضْلِ عِزٌّ يُسْتَجارُ بِهِ
يوْمَ الوَغى وَظَلامُ النَّقْعِ مُعْتَكِر
وَحِلْمُ إسحاقَ وَالأَلْبابُ طائِشَة ٌ
بِحَيْثُ يُخْتَضَبُ الصَّمْصامَة ُ الذَّكَرُ
وَعَزْمَة ُ القادرِ المَحْبُوِّ سائِلُهُ
وَالخَارِجي لَوَى مِنْ جِيدِهِ الأَشَرُ
وَرَأْفَة ُ القائِمِ المَرْجُوِّ نائِلُهُ
وَالسُّحْبُ تَعْتَلُّ وَالأَنْواءُ تَعْتَذِرُ
وَلِلذَّخِيرَة ِ فَضْلٌ أَنْتَ وارِثُهُ
وكانَ أَرْوَعَ، ما في عُودِهِ خَوَرُ
وَعِزَّة ُ المُقْتَدي تُكْسَى مَهابَتُهَا
حَتّى يَعُودَ خَفِيّاً دُونَكَ النَّظَرُ
إنْ أَثَّلُوا لَكَ، وَالدُّنيا بِعُذْرَتِها
عُلاً، فَهذي عُلاً أَثّلْتَها أُخَرُ
فَاسْمَعْ شَكِيَّة َ مَنْ يُلْفَى وَلاؤُهُمُ
منهُ بِحَيثُ يكونُ السَّمْعُ وَالبَصَرُ
فَهَذهِ شَتْوَة ٌ أَلْقَتْ كَلاكِلَها
حتّى استَبَدَّ بِصَفْوِ العِبشَة ِ الكَدَرُ
وَمَنْزلي أَبْلَتِ الأَيَّامُ جِدَّتَهُ
فَشَفَّني المُبِليانِ: الهَمُّ وَالسَّهَرُ
وَلِلْفُؤادِ وَجيبٌ في جَوانِبِهِ
كَما يَهُزُّ الجَناحُ الطّائِرُ الحَذِرُ
يَحْكِي عِناقَ مُحِبٍّ مَنْ يَهيمُ بِهِ
إذا تَعانَقْنَ في أَرْجائِهِ الجُذرُ
وَلَنْ تُقَيِمَ بِهِ نَفْسٌ فَتألَفَهُ
إذْ لَيْسَ لِلْعَيْنِ في أَقْطارِهِ سَفَرُ
وَالسَّقْفُ يَبْكي بِأجْفانِ المَشُوقِ إذا
أَرْسى بِهِ هَزِمُ الأَطْباءِ مُنْهَمِرُ
وما سَرى البَرْقُ وَالظَّلْماءُ عاكِفَة ٌ
إلاّ وفي القَلْبِ مِنْ نِيرانِهِ شَرَرُ
وَابْنُ المُعاوِيِّ يَهْوَى أَنْ يَكونَ لَهُ
مَغْنى ً بِبَغْدَاذَ لا يُخْشَى بِهِ الغِيَرُ
مَثْوى يُدافِعُ عنْ كُتْبي، وَأَكْثَرُهَا
فِيهِ مَديحُكَ أَنْ يَغْتالَها المطَرُ
وَ شافِعي عُمْدَة ُ الدّينِ المَلُوذُ بِهِ
في الرَّوْعِ، وَالخَيْلُ في أَعطافِها زَوَرُ
إِذا أَهَبْتُ بِهِ وَالحَرْبُ لاقِحَة ٌ
رَوَّى القَنا مِنْ أَعادِيكَ الدَّمُ الهَدَرُ(31/391)
فَالأَرْضُ دارُكُمُ وَالعَبْدُ جارُكُمُ
وَأَنْتُمُ أَنْتُمُ، وَالحَمْدُ يُدَّخَرُ
العصر العباسي >> البحتري >> إلى كم أرى سعدا مقيما مكانه
إلى كم أرى سعدا مقيما مكانه
رقم القصيدة : 2613
-----------------------------------
إلى كمْ أرَى سَعْداً مُقِيماً مَكانَهُ
وَيَمْضي وَزيرٌ عنْهُ، ثُمّ وَزيرُ
يَزُولونَ صِرْفاً، أوْ حِمامَ منِيّةٍ،
وَأرْسَى، فما ينوِي الزّوَالَ ثَبيرُ
فَلَوْ نفسُهُ يُغري بها شؤمُ نفسهِ،
لأقْشَعَ إظلامٌ، وَأعقَبَ نُورُ
إذا ما طلَعنا من فمِ الصّلحِ شَرّق الـ
ـغُرَابُ، وغاد النحْسُ حيْثُ يغورُ
وكانَ ابْنُ سوْداءٍ كَرِهتُ خِلاطَهُ،
فَأنْأى رَوَاحٌ دارَهُ، وَبُكُورُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> يا ضلوعين تلهَّبي في اكتئابِ
يا ضلوعين تلهَّبي في اكتئابِ
رقم القصيدة : 26130
-----------------------------------
يا ضلوعين تلهَّبي في اكتئابِ
يا دُموعي تَأَهَّبي لاِنْسِكابِ
إنَّ برحَ الغرامِ ينزفُ دمعاً
راضَ شوقي إباءهُ في التَّصابي
وكذا الماءُ ليسَ يجريهِ إلاَّ
وهجُ النارِ منْ غصونٍ رطابِ
وبلائي ثلاثة ٌ طرقتني
بسهادٍ ولوعة ٍ وانتحابِ
حنّة ٌ بعدَ صيحة ٍ ونعيبٌ
منء مطيٍّ وسائقٍ وغرابِ
فتقضَّتْ شبيبتي بينَ شكوى
وتجنٍّ وهجرة ٍ وعتابِ
والْتِفاتي إلى سِنِيَّ يُريني
عَددَاً لَيْسَ يَقْتَضي غَدْرُها بي
شابَ رأسي ولمْ تمسَّ يميني
ذَنَبَ الأَرْبَعِينَ عِنْدَ حِسابي
ورأتْ شيبيَ الرَّبابُ فقالتْ:
ما جَناهُ؟ فقُلتُ: حُبُّ الرَّبابِ
ملكتْ رقِّيَ الصَّبابة ُ حتّى
خاضَ صبحُ المشيبِ ليلَ الشَّبابِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> إِمامَ الهُدَى لا زالَ عَصْرُكَ باسِماً
إِمامَ الهُدَى لا زالَ عَصْرُكَ باسِماً
رقم القصيدة : 26131
-----------------------------------
إِمامَ الهُدَى لا زالَ عَصْرُكَ باسِماً
عَنِ الشَّرَفِ الوَضَّاحِ وَالكَرَمِ المَحْضِ(31/392)
أَرَى الأَجَمَ اسْتَوْلَى عليهِ قَطِينُهُ
وَفُضِّلَ في سُكْناهُ بَعْضٌ على بَعضِ
وَنَحْنُ بِحَيْثُ الذِّئبُ باتَ مُرَوِّعاً
يُقَلِّصُ جَفْنَيْهِ الحِذارِ عَنِ الغَمْضِ
وَقد كُنْتُ أَرْجُو أَنْ أُخَيِّمَ عِنْدَكُمْ
بِمَنْزِلَة ٍ بَيْنَ الرَّفاهَة ِ وَالخَفْضِ
طَلَبْتُ الثُّريّا في السَّماءِ بِمَدْحِكُمْ
فَأَنْزَلتُموني بِالثُّرَيَّا عَلى الأَرْضِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> طويتُ رجائي عنكَ يا دهرُ إنَّني
طويتُ رجائي عنكَ يا دهرُ إنَّني
رقم القصيدة : 26132
-----------------------------------
طويتُ رجائي عنكَ يا دهرُ إنَّني
ألوذُ بظلٍ منْ وفائكَ قالصِ
وَيَرْميكَ ذَمِّي بَالتي لا شَوَى لَها
وَلَيْسَ يَسُوءُ الوَغْدَ لَذْعُ القَوارِصِ
وكلُّ كريمٍ أنتَ آخرُ رزقهِ
على عُقَبٍ الحِرْمانِ أَوَّلُ ناكِصِ
تهيمُ بمنفيِّ السُّحالة ِ زائفٍ
وتعرضُ عن صافي السَّبيكة ِ خالصِ
فلمْ تعلقِ البأساءُ إلاّ بكاملٍ
وَلا عَثَرَ النَّعْماء إلاّ بِناقِصِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أيا صاحبي رحلي خذا أهبة َ النَّوى
أيا صاحبي رحلي خذا أهبة َ النَّوى
رقم القصيدة : 26133
-----------------------------------
أيا صاحبي رحلي خذا أهبة َ النَّوى
فَهذا مُناخٌ لا أُريدُ بِهِ مُكْثا
وَلَوْلا العُلا لَمْ أَسْلُبِ العِيسَ هَبَّة ً
تَهُزُّ على الأَكْوارِ أَغْلِمَة ً شُعْثا
ترفَّعُ عمَّنْ يألفُ اللَّومَ همَّتي
وَلَمْ أَتَكَلَّفْ عَنْ مَعائِبِهِ بَحْثا
فلا خيرَ في منْ لا يلينُ لذكرهِ
جماحُ القوافي حينَ يُمدحُ أوْ يُرثى
وَكَمْ عَلِقتْ كَفُّ امْرِىء ٍ ذي حَفيظَة ٍ
بِحبْلي فَما أَوْهَيْتُ مِرَّتَهُ نَكْثا
إذا قصرتْ عما أحاولهُ يدي
بأرضٍ فإنِّي لا أطيلُ بها لبثا
أُفَارِقها والفَجْرُ في حِجْرِ أُمِّهِ
ولمْ يلفظِ الوكرُ الخداريَّة َ الغرثى
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وعليلة ِ الألحاظِ ترقدُ عنْ(31/393)
وعليلة ِ الألحاظِ ترقدُ عنْ
رقم القصيدة : 26134
-----------------------------------
وعليلة ِ الألحاظِ ترقدُ عنْ
صَبٍّ يُصافِحُ جَفْنَهُ الأَرَقُ
ففؤادهُ كسوارها حرجٌ
ووسادهُ كوشاحها قلقٌ
عانقتها والشُّهبُ ناعسة ٌ
والأفقُ بالظَّلماءِ منتطقٌ
فَلَثَمْتُها وَالَّيْلُ مِنْ قِصَرٍ
قَدْ كادَ يَلْثِمُ فَجْرَهُ الشَّفَقُ
بمضاجعٍ ألفَ العفافَ بها
كَرَمٌ بِأَذْيالِ التُقى عَلِقُ
ثم افترقْنا حِينَ فاجأَنا
صُبْحٌ تَقاسَمَ ضَوءَهُ الحَدَقُ
وبنحرها منْ أدمعي بللٌ
وَبِراحَتي مِنْ نَشرِها عَبَقُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ومرتدٍ بالدُّجى روَّحتُ صهوتهُ
ومرتدٍ بالدُّجى روَّحتُ صهوتهُ
رقم القصيدة : 26135
-----------------------------------
ومرتدٍ بالدُّجى روَّحتُ صهوتهُ
بعدَ اختلاسِ ذماءِ الرِّيحِ بالعنقِ
فما مسحتُ بعرفِ الصُّبحِ حافرهُ
وَلا فَلَيْتُ عَلَيِهِ لِمة َ الغَسَقِ
وَليسَ في الأرض من يَطْوي إليه فَلا
يجلو لمى اللَّيلِ فيها مبسمُ الفلقِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَخُطَّة ٍ مِنْ بيوتِ الحَيِّ زُرْتُ بِها
وَخُطَّة ٍ مِنْ بيوتِ الحَيِّ زُرْتُ بِها
رقم القصيدة : 26136
-----------------------------------
وَخُطَّة ٍ مِنْ بيوتِ الحَيِّ زُرْتُ بِها
بِيضاً يَهُزُّ الصِّبا مِنْهُنَّ أَعْطافا
هِيفاً تَخِفُّ إذا حاولنَ منتهضاً
خصورهنَّ ويستثقلنَ أردافا
وهنَّ يبسمنَ عنْ غرٍّ كشفنَ بها
عَنِ اللآلىء ِ لِلرَّائِينَ أَصْدافا
وَيَرْتَمينَ بِنَبْلٍ يَتَّخِذْنَ لَها الْـ
ـقُلوبَ عِنْدَ اسْتِراقِ اللَّحْظِ أَهْدافا
والشَّيبُ خيَّطَ في فودي كما نشرتْ
يَدُ الصِّبا لرياضِ الحَزْنِ أَفوافا
فلم يرعني سوى أيدٍ أناملها
مخضوبة ٌ منْ دمِ العشّاقِ أطرافا
بَسَطْنها لِوَداعي حينَ فارَقَني
ليلُ الشَّبابِ وصبحُ الشَّيبِ قدْ وافى
العصر العباسي >> الأبيوردي >> بكرَ الخليطُ وفي العيونِ منَ الجوى(31/394)
بكرَ الخليطُ وفي العيونِ منَ الجوى
رقم القصيدة : 26137
-----------------------------------
بكرَ الخليطُ وفي العيونِ منَ الجوى
دُفَعُ النَجيعِ وَبالقُلوبِ شُواظُ
وَالرَّكبُ مِنْ دَهَشِ النَّوى في حَيْرة ٍ
لا راقِدُونَ وَلا هُمُ أَيْقاظُ
وَبَدَتْ لنا هَيفاء مُخْطَفَة ُ الحَشى
فتناهبتْ وجناتها الألحاظُ
في نِسْوة ٍ رَقَّتْ خُدوداً أُشْربَتْ
ماءَ الشبيبة ِ والقلوبُ غلاظُ
فكأنّما ألفاظها عبراتها
وَكأَنَّما عَبَراتُها الألْفاظُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> زارَتْ أُمَيْمَة ُ وَالظَّلماءُ تَعْتَكرُزارَتْ أُمَيْمَة ُ وَالظَّلماءُ تَعْتَكرُ
زارَتْ أُمَيْمَة ُ وَالظَّلماءُ تَعْتَكرُزارَتْ أُمَيْمَة ُ وَالظَّلماءُ تَعْتَكرُ
رقم القصيدة : 26138
-----------------------------------
زارَتْ أُمَيْمَة ُ وَالظَّلماءُ تَعْتَكرُزارَتْ أُمَيْمَة ُ وَالظَّلماءُ تَعْتَكرُ
والنَّجمُ يخطرُ في ألحاظهِ السَّهرُ
فَبتُّ وَالوَجْدُ يَطْويني وَينشرني
حتّى رأيتُ فروعَ الصُّبحِ تنتشرُ
أُلْقي إليها أَحادِيثاً تَلينُ لَنا
مُتونها، ودموعُ العَيْنِ تبتَدِرُ
وَلي إذا خَالسَتْني القَولَ أَوْ سَفَرتْ
عن وجهها ما اشتهاه السَّمعُ والبصرُ
فَلَسْتُ أَدْري وَذيْلُ اللَّيْلِ يَسْتُرَنا
أتلكَ في حسنها أبهى أمِ القمرُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أما والخيلِ تعثرُ في العجاجِ
أما والخيلِ تعثرُ في العجاجِ
رقم القصيدة : 26139
-----------------------------------
أما والخيلِ تعثرُ في العجاجِ
وَآسادٍ تَهَشُّ إلى الهِياجِ
وَضَرْبٍ لا ينهنههُ تَريكٌ
يطابقُ خلسة َ الطَّعنِ الخلاجِ
إذا لَقِحْتَ بِهِ حَرْبٌ عَقيمٌ
تمخَّضتِ المنايا للنَّتاجِ
لأَرتَدينَّ بالظَّلْماءِ حَتّى
تَشُقَّ عَزائِمي ثُغَرَ الدَّياجِي
وتعتركُ الفوارسُ في مكرٍّ
يريكَ السُّمرَ دامية َ الزِّجاجِ
فكمْ أغضي الجفونَ على قذاها
بِحيثُ الأرضُ ضيِّقة ُ الفجاجِ(31/395)
ألستُ ابنَ الملوكِ وهل كقومي
ذراً لمروَّعٍ وحياً لراجِ
وَكَمْ متخمطٍ فيهمْ أبِيٍّ
وَخَراجٍ مِنْ الغَمَراتِ ناجِ
وأروعَ تحتَ أخمصهِ الثُّريّا
وَفَوقَ جَبينهِ خَرزاتُ تاجِ
نَموني لِلعُلا فَحَلَلْتُ مِنْها
بِحَيْثُ يُرى مِنَ الأُذنِ المُناجِي
ولي شيمٌ أوابدُ آنساتٌ
يُشابُ العَذْبُ مِنْها بِالأُجاجِ
مَتى يَطلبْ معاندتي لَئيمٌ
فدونَ سجاحتي غلقُ الرِّتاجِ
العصر العباسي >> البحتري >> عدمت النغيل فما أدمره
عدمت النغيل فما أدمره
رقم القصيدة : 2614
-----------------------------------
عَدِمْتُ النّغِيلَ، فمَا أدْمَرَهْ،
وَأوْلى الصّديقَ بأنْ يَهْجُرَهْ
إذا قُلْتَ قَدّمَهُ كِيسُهُ،
عَنَاهُ من النّقْصِ ما أخّرَهْ
دَعَانَا إلى مجْلِسٍ فَاحِشٍ،
قَبِيحٌ بِذي اللُّبِّ أن يحْضُرَهْ
فَجَاء نَبِيذٌ لَهُ حامِضٌ،
يَشُقُّ على الكبِدِ المُقْفِرَهْ
إذا صُبّ مُسْوَدُّهُ في الزّجَا
جِ، فكأسُ النديمِ بهِ مَحبَرَهْ
تَرَكْتَ مُشَمَّسَ قُطْرَبُّلٍ،
وَجَرّعْتَنَا دَقَلَ الدَّسْكَرَهْ
وَمَا لي أطَعْتُكَ في شُرْبِهِ،
كأنْ لمْ أُخَبَّرْهُ، أوْ لمْ أرَهْ
وَمَا لي شَرهْتُ إلى مثْله،
وَمَا كُنت أعْرفُني بالشّرَهْ
وَما يَعْتَرِيني الّذي يَعْتَرِيك
بحَقّ السّوَادِ منَ الأبْخِرَهْ
فلأيا عَزَمْتُ على الإنْصِرَا
فِ، وقدْ أوْجبَ الوَقتُ أنْ نَحذَرَهْ
فقُمْنَا على عَجَلٍ والنّجُو
مُ مُولِيَةٌ قَدْ هَوَتْ مُدْبِرَهْ
وكانَ الجَوَازُ على عِلّةٍ،
فَكِدْنَا نُبَيَّتُ في المِقْطَرَهْ
وَلمّا انْصَرَفْتُ أطَلّ الخُمَا
رُ بِحَدّ سَماديرِهِ المُسْهِرَهْ
فَلا تَسْألَنّي عَنْ حَالَةٍ،
بُليتُ بِها، صَعْبَةٍ، مُنْكَرَهْ
وَلَيْلَةِ سُوءٍ أُمِرّتْ عَليّ
كَلَيْلَةِ شَيْخِكَ في القَوْصَرَهْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أيا عقدات الرَّملِ منْ أرضِ كوفنٍ
أيا عقدات الرَّملِ منْ أرضِ كوفنٍ
رقم القصيدة : 26140(31/396)
-----------------------------------
أيا عقدات الرَّملِ منْ أرضِ كوفنٍ
سقاكنَّ رجَّافُ العشِّي هتونُ
أذيلُ لذكراكنَّ دمعي وفي الحشى
هوى ً لسيالاتٍ بكنَّ مصونُ
إذا حدَّثَ الرُّكبانُ عنكنَّ هيَّجوا
تباريحَ وجدٍ والحديثُ شجونُ
فجنَّ بكنَّ اللُّبُّ منّي على النَّوى
وما بيَ لولا حبُّكنَّ جنونُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> هِيَ النَّفْسُ في مُسْتَنْقَعِ المَوْتِ تَبْرُكُ
هِيَ النَّفْسُ في مُسْتَنْقَعِ المَوْتِ تَبْرُكُ
رقم القصيدة : 26141
-----------------------------------
هِيَ النَّفْسُ في مُسْتَنْقَعِ المَوْتِ تَبْرُكُ
وَتَأْخُذُ مِنْها النّائِباتُ وَتَتْرُكُ
فلا الطَّمعُ المزري بها يستفزُّني
ولا الضَّيمُ مذْ عزَّتْ بجنبيَّ يعركُ
وَأَسْعى فَقَدْ أيَقَنْتُ أَنَّ مَآربي
إذا ساعدَ المقدارُ بالسَّعي تدركُ
ولي عزماتٌ يعلمُ القرنُ أنَّها
بهِ قبلَ تجريدِ الصَّوارمِ تفتكُ
سَأَجْني حُروباً تُتَقَّى غَمَراتُها
وَتُحْقَنُ فيهنَّ الدِّماءِ وَتُسْفَكُ
وأسكنُ والأقدامُ بعدَ ثبوتها
تزلُّ وأطرافُ القنا تتحرَّكُ
وفي كلِّ فودٍ للسُّريجيِّ مضربٌ
وَكُلَّ فُؤادٍ لِلرُّدَيْنيَّ مَسْلَكُ
بحيثُ تغيبُ الخيلُ في رهجِ الوغى
وتبدو وبيضُ الهندِ تبكي وتضحكُ
أَيَمضِي الشَّبابُ الغَضُّ قَبْلَ وَقَائِعٍ
يكادُ حجابُ الشَّمسِ فيهنَّ يهتكُ
فلستُ ابنَ أمِّ المجدِ إن أُغمدِ الظُّبا
وغيري بأذيالِ العلا يتمسَّكُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> يا صاحبيَّ أثيراها على عجلٍ
يا صاحبيَّ أثيراها على عجلٍ
رقم القصيدة : 26142
-----------------------------------
يا صاحبيَّ أثيراها على عجلٍ
هُوجاً إلى عَذَباتِ الوِرْدِ تَسْتَبقُ
اللَّيلُ يعلمُ ما تخفي أضالعهُ
منّي ويبديهِ منْ أحشائهِ الفلقُ
أَسْري وَلا أتَأَرَّى في مُغَمِّضَة ٍ
يَعْيَى بِأَمْثالِها الهَيّابَة ُ الفَرِقُ
وأركبُ الأمرَ تستوشي عواقبهُ(31/397)
خطباً يصافحُ فيهِ الأعينُ الأرقُ
فَلِلْعُلا قُحَمٌ يَغْشَى مَصاعِبَها
ثَبْتُ المَقارمِ في أَسْيافِهِ قَلَقُ
أَغَرُّ لا يَتَقَرّى عُودَهُ خَوَرٌ
ولا يرفُّ على أخلاقهِ ملقُ
إذا انْجَلَى النَّقْعُ عَنْهُ عِنْدَ مَعْرَكَة ٍ
تقاسمتهُ على أرجائها الحدقُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> كلماتي قلائدُ الأعناقِ
كلماتي قلائدُ الأعناقِ
رقم القصيدة : 26143
-----------------------------------
كلماتي قلائدُ الأعناقِ
سَوْفَ تَفنى الدُّهُورُ وَهْيَ بَواقِ
دَلَّ فيها الذِّهْنُ الجَليُّ بِأَلْفا
ظٍ رِقاقٍ على مَعانٍ دِقاقِ
فقريضي يراهُ منء ينقدُ الأشـ
عارَ سهلَ المرامِ صعبَ المراقي
لَمْ يَشِنْهُ المَعْنى العَويصُ وَلا لَفْـ
ـظٌ يَكِدُّ الأَسْماعَ مُرُّ المَذاقِ
وَهْوَ في مَنْجَمِ الفَصاحَة ِ مِنْ فَرْ
عيْ نزارٍ مقابلُ الأعراقِ
وإليهِ يصبو الرُّواة وفيهِ
معَ شكل الحجازِ ظرفُ العراقِ
مؤيسٌ مطمعٌ قريبٌ بعيدٌ
فهوَ أنسُ المقيمِ زادُ الرِّفاقِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وَفِتيانِ صِدْقٍ إنْ يُهِبْ بِهمُ العِدا
وَفِتيانِ صِدْقٍ إنْ يُهِبْ بِهمُ العِدا
رقم القصيدة : 26144
-----------------------------------
وَفِتيانِ صِدْقٍ إنْ يُهِبْ بِهمُ العِدا
إلى غَمَراتٍ لا يَرُعْهُمْ ورُودُها
إذا اْحتَضَنوا بيضَ الصَّوارِمِ أَوْمَضَتْ
بحمرِ المنايا والرُّؤوسُ غمودُها
على أَعْوجِيّاتٍ تَهَشُّ إلى الوَغَى
ويلقى تكاليفَ الأذى منْ يذودُها
وفوقَ مَطاهَا كُلُّ أَروعَ ماجِدٍ
يقودُ نزاراً كلَّها ويسودُها
وتُعْبِقُ رَيّا كَفِّهِ يَزَنيَّة َ
إذَا لَمَسَتْها كادَ يخضَرُّ عُودُها
وقدْ حَارَبَتْهُ مِنْ مَعَدِّ وغيرِها
قبائلُ تبغي الملكَ صعراً خدودُها
فَخايَلَ في ثِنْي المُفَاضة ِ ظِلَّهُ
وسُلّتْ بأطرافِ العوالي حقودُها
ونحنُ ملكنا الأرضَ فانتعشَ الورى
بِأَيْدٍ سِباطٍ شيبَ بالبأسِ جُودها
وسقناهمُ والخيرُ فينا سجيَّة ٌ(31/398)
إلى نِعَمٍ لا يُسْتَطاع جُحودُها
فإنْ يَحْسُدونا لا نَلُمْهُمْ ، وهذهِ
مَآثِرُ تَأْبَى أَنْ يُلامَ حَسَودُها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ومُهَفْهَفٍ أشكو فَظاظَة َ عاذِلٍ
ومُهَفْهَفٍ أشكو فَظاظَة َ عاذِلٍ
رقم القصيدة : 26145
-----------------------------------
ومُهَفْهَفٍ أشكو فَظاظَة َ عاذِلٍ
يزري عليَّ إلى لطافة ِ خصرهِ
أَسْرى فَجابَ سَناهُ أَرْدِيَة َ الدُّجَى
حتّى استجارَ اللَّيلُ منهُ بشعرهِ
والخَدُّ منْ عَرَقٍ يفيضُ جُمانُهُ
كالوردِ قرَّطهُ الغمامُ بقطرهِ
وبِكَفِّهِ القَدَحُ الرَّوِيُّ، ومِنْهُ ما
ألتذُّهُ ويروقني منْ خمرهِ
هيَ لونها منْ وجنتيهِ وطعمها
مِنْ ريقِهِ، وَحَبابُها مِنْ ثَغرِهِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أروحُ بأشجانٍ على مثلها أغدو
أروحُ بأشجانٍ على مثلها أغدو
رقم القصيدة : 26146
-----------------------------------
أروحُ بأشجانٍ على مثلها أغدو
فحتَّى متى يزري بيَ الزَّمنُ الوغدُ
أفي كلِّ يومٍ دولة ٌ مستجدَّة ٌ
يذلُّ بها حر ويسمو لها عبدُ
إذا أَقْبَلَتْ أَلْقَتْ على الذَّمِّ بَرْكَها
وإنْ أدبرتْ لمْ يتلُ أربابها الحمدُ
فذو النَّقصِ في عيشٍ وريقٍ غصونهُ
وليسَ لذي فضلٍ بها عيشة ٌ رغدُ
أيَا دَهْرُ كَفْكِفْ منْ جِماحِكَ إنَّني
إذَا الخَطْبُ أَمهى نابَهُ أسدٌ وَرْدَ
ولستُ أشيمُ البرقَ فَلْيَدْعُ للْحَيا
سِوايَ ولا يَرْفَعُ عقيرتَهُ الرَّعْدُ
وتخطرُ أحياناً ببالي مطامعٌ
فيمنعُ عرضي أنْ يلابسها المجدُ
تبعتُ أضاليلَ المنى في شبيبتي
فحلَّ مشيبي وهيَ تخدعني بعدُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> رأتْ أميمة ُ أطماري وناظرها
رأتْ أميمة ُ أطماري وناظرها
رقم القصيدة : 26147
-----------------------------------
رأتْ أميمة ُ أطماري وناظرها
يعومُ بالدَّمعِ منهلاًّ بوادرهُ
ومادَرَتْ أنَّ في أَثْنائِها رَجُلاً
ترخى على الأسدِ الضّاري غدائرهُ(31/399)
أغَرُّ في مُلْتَقى أوداجِهِ صَيَدٌ
حمرٌ مناصلهُ بيضٌ عشائرهُ
إنْ رثَّ بُردي فليسَ السَّيفُ محتفلاً
بالغمدِ وهوَ رميضُ الغربِ باترهُ
وهمَّتي في ضميرِ الدَّهرِ كامنة ٌ
وسَوفَ يظهَرُ ما تُخفِي ضمائِرُهُ
وهلْ لهُ غيرَ قومي منْ يهزُّ بهِ
عطفيهِ تيهاً وبي تمَّتْ مفاخرهُ
كانتْ أوائلهُ تزهى بأوَّلهمْ
كَما بِآخِرِهِمْ زِينَتْ أَواخِرُهُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> تقولُ ابنة ُ السَّعديِّ وهي تلومني
تقولُ ابنة ُ السَّعديِّ وهي تلومني
رقم القصيدة : 26148
-----------------------------------
تقولُ ابنة ُ السَّعديِّ وهي تلومني
أما لكَ عن دارِ الهوانِ رحيلُ
فإنَّ عَناءَ المُستَنيمِ إلَى الأذى
بِحيثُ يَذِلُّ الأكرمونَ، طَويلُ
ومافي الوَرى إلاَّ لَكَ البَدْرُ والدٌ
ولا لسواكَ النَّيِّراتُ قبيلُ
وعندكَ محبوكُ السّراة ِ مُطهَّمٌ
وفي الكفِّ مطرورُ الشَّباة ِ صقيلُ
فَثِبْ وَثْبَة ً فيها المَنايَا أوِ المُنَى
فكلُّ محبٍّ للحياة ِ ذليلُ
وإنْ لمْ تُطِقْهَا فاعْتَصِمْ بابنِ حرّة ٍ
لهمّتِهِ فوقَ السّماكِ مَقيلُ
يعينُ على الجُلَّى ويُسْتَمْطَرُ النَّدى
على سَاعَة ٍ فيَها النَّوالُ قليلُ
فَلَلْمَوْتُ خيرٌ للفتَى منْ ضَرَاعَة ٍ
تردُّ إليهِ الطَّرفَ وهوَ كليلُ
وما علمتْ أنَّ العفافَ سجيَّتي
وصبري على ريبِ الزَّمانِ جميلُ
أبى ليَ أنْ أغشى المطامعَ منصبي
وربٌّ بأرزَاقِ العِبَادِ كَفيلُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ومقيلِ عفرٍ زرتهُ ويدُ الرَّدى
ومقيلِ عفرٍ زرتهُ ويدُ الرَّدى
رقم القصيدة : 26149
-----------------------------------
ومقيلِ عفرٍ زرتهُ ويدُ الرَّدى
بسطتُ أناملها لكي تجتاحَها
ولديَّ مرقومُ القميصِ قدِ احتمتْ
منهُ بأكثبة ِ الحمى بأباحَضها
وفللتُ عنْ بقرِ الصَّريمة ِ غربهُ
والرُّعْبُ أقْمَأَ بالِلِّوى أشْبَاحَها
فكأنَّها خلعتْ عليهِ إذْ نجتْ
منهُ نواظرَ لا تكفُّ طماحَها(31/400)
وتحوَّلتْ نقطاً بضاحي جلدهِ
حتَّى وَقَتْ بِعُيونِها أرْوَاحَها
العصر العباسي >> البحتري >> لك في المجد أول وأخير
لك في المجد أول وأخير
رقم القصيدة : 2615
-----------------------------------
لكَ في المَجدِ أوّلٌ وَأخيرُ،
وَمَسَاعٍ، صَغيرُهُنّ كَبِيرُ
يا ابنَ عَمّ النّبيّ لا زَالَ للدّنّْ
ـيَا ثِمَالٌ مِنْ رَاحَتَيكَ غَزِيرُ
أيُّ مَحْلٍ عَرَا، فَكَفُّكَ غَيثٌ
أوْ ظَلامٍ دَجَا، فوَجهُكَ نُورُ
وَمَقتْكَ القُلُوبُ لَمّا تَرَاءَتْـ
ـكَ وليداً، وَأكبرَتكَ الصّدورُ
وَاكتَنَى باسمِكَ الرّشيدُ لعِلمٍ
بكَ ماضٍ، وَجدُّكَ المَنصُورُ
يَتَوَلّى النّبيُّ مَا تَتَوَلاّ
هُ، وَيَرْضَى من سَيرِهِ ما تَسيرُ
حُزْتَ ميرَاثَهُ بِحَقٍّ مُبِينٍ،
كلُّ حَقٍّ سَواهُ إفْكٌ وَزُورُ
فلَكَ السّيفُ والعِمامةُ، وَالخا
تَمُ، وَالبُرْدُ، والعَصا، وَالسّرِيرُ
وَأُمُورُ الدّنْيَا تُنْفِذُها بالّدْ
ينُ مُذْ صُيّرَتْ إلَيكَ الأمورُ
تَتَوَخَى الهُدى وَتَحكُمُ بالحْق
وَتَرْجُو تجارَةً لا تَبُورُ
إنّ هذا يوم النّوْرُوزَ عّاًدَ إلى العَهْـ
ـدِ الذي كانَ سَنَّهُ أرْدَشِيرُ
أنت حولته إلى الحاله الأو
لى، وقد كان حائرا يستدير
وَافتَتَحْتَ الخَرَاجَ فيهِ فَلِلأُمّةِ
في ذكَ مَرْفِقٌ مَذْكُورُ
مِنْهُمُ الحَمْدُ وَالثّنَاءُ وَمنكَ الـ
ـعَدْلُ فيهِمْ، وَالنّائِلُ المَشكُورُ
وَأرَى قصرَكَ استَبَدّ مَعَ الحُسْـ
ـنِ بفَضْلٍ ما أعطِيَتْهُ القُصُورُ
رَقّ فيه الهَواءُ واطّرَدَ المَا
ءُ فساحتْ في ضِفّتَيهِ البُحورُ
طالَعَتْكَ السّعُودُ فيهِ، وَتمَتْ
لكَ فيناِ النُّعمَى، وِدامَ السّرُورُ
يا ظَهِيرَ النّدَى، وَنِعمَ الظّهيرُ،
وَنَصِيرَ العُلا، وَنِعْمَ النّصِيرُ
دُمْ لَنَا بالبَقَاءِ ما قامَ رَضْوى،
وَأقِمْ مَا أقَامَ فِينَا ثَبِيرُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خليليَّ إنْ ألوى بيَ الفقرُ لمْ أبلْ
خليليَّ إنْ ألوى بيَ الفقرُ لمْ أبلْ(31/401)
رقم القصيدة : 26150
-----------------------------------
خليليَّ إنْ ألوى بيَ الفقرُ لمْ أبلْ
أيسفحُ ماءُ الوجهِ منّي أو الدَّمُ
يَعُمُّ الوَرى جدْواي إنْ رَاشَني الغِنى
وأسترُ عنْهُم خَلَّتِي حينَ أُعْدِمُ
وَلَمَّا رَأتْني العامِريَّة ُ مُقْتِراً
جَرَى بِأَعَالي خَدِّها الدَّمْعُ يَسْجُمُ
فقالتْ وأحداثُ اللَّيالي تنوشني:
منِ الأُمَويُّ الماجدُ المُتَهضَّمُ؟
يزيدُ على لؤمِ الزَّمانِ تكرُّماً
ويرنُو إليهِ عابِساً وهوَ يَبْسِمُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> واهاً لجائلة ِ الوشاحِ سرتْ
واهاً لجائلة ِ الوشاحِ سرتْ
رقم القصيدة : 26151
-----------------------------------
واهاً لجائلة ِ الوشاحِ سرتْ
ونواشيءُ الظَّلْمَاء تَعْتَرِضُ
ومَلأتُ مَسحبَ ذيلِها قُبَلاً
ولديَّ حقُّ الزَّورِ مفترضُ
فنأتْ وثغرُ الصُّبحِ مبتسمٌ
ودَنَتْ وطرفُ النَّجمِ مُغْتَمِضُ
والجسمُ منّي مشعرٌ مرضاً
مُذْ دبَّ فِي ألحاظِها المَرضُ
وسِهامُها نَحوي مُفَوّقَة ٌ
أَرْمَى بِها، وفؤاديَ الغَرَضُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> إذا رَمى النّقعُ عينَ الشّمسِ بالعَمَشِ
إذا رَمى النّقعُ عينَ الشّمسِ بالعَمَشِ
رقم القصيدة : 26152
-----------------------------------
إذا رَمى النّقعُ عينَ الشّمسِ بالعَمَشِ
فاحْرِصْ على المَوْتِ في كَسْبِ العُلا تَعِشِ
ولا ترمْ شأوها إلاّ بذي شطبٍ
كأنَّ متنيهِ يفترانِ عنْ نمشِ
فلا لعاً لفتى ً ناءتْ مطيَّتهُ
بِكَلْكَلٍ لمُنَاخِ السَّوْءِ مُفْتَرِشِ
تَرْنُو بخَوصَاءَ قَدْ ألقَى الكَلالُ يَداً
فيها كماوية ٍ في كفِّ مرتعشِ
فَكَمْ تُقيمُ بأرضٍ في خَمَائِلِها
مرعى ً يضيقُ على مهريَّة ٍ نفشِ
إذا تَكفَّأتَ في حضنِ الهوانِ بِها
لم يألفِ المَشْرَفيُّ الغَمْدَ منَ دَهَشِ
ولستَ منْ صرعة ٍ لمّا منيتَ بها
خلَّيتَ جنبيكَ للرّامي بمنتعشِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ومرتبعٍ لذنا بأذيالٍ دوحهِ(31/402)
ومرتبعٍ لذنا بأذيالٍ دوحهِ
رقم القصيدة : 26153
-----------------------------------
ومرتبعٍ لذنا بأذيالٍ دوحهِ
منَ الحرِّ والبيضاءُ شبَّتْ لظاتها
وظلَّتْ تُنَاجينَا صباً مَشْرِقِيّة ٌ
تزيلُ تباريحَ الجوى نسماتها
وللطَّيرِ أسرابٌ تناغى بألسنٍ
على عذبِ الأغصانِ شتَّى لغاتُها
فتلكَ قدودٌ من قيانِ لهذهِ
عَلَيْها إذا ما غرَّدَتْ نَغماتُها
وممَّا شجاني بعد ورقٍ تجاوبتْ
مطوَّقَة ٌ تُطْلَى بِوَرْسٍ سَراتُها
وتَبْكِي بعينٍ لاتجودُ بعبرَة ٍ
وأبكي بعينٍ جمَّة ٍ عبراتها
ولولا الهَوى لمْ أُرْعِهَا سَمْعَ آلِفٍ
صليلَ السُّريجيّاتِ حمراً ظباتها
ولا ملكتْ ظمياءُ نفساً أبيَّة ً
قليلٌ إلى دارِ الهوانِ التفاتُها
بها تقصرُ الأعمارُ في حومة ِ الوغى
وتَهْوى المَعالي أنْ تطُولَ حياتُها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أبا خالِدٍ لا تَبْخَسِ الشِّعْرَ حقَّهُ
أبا خالِدٍ لا تَبْخَسِ الشِّعْرَ حقَّهُ
رقم القصيدة : 26154
-----------------------------------
أبا خالِدٍ لا تَبْخَسِ الشِّعْرَ حقَّهُ
فتقتصَّ منكَ الشّارداتُ الأوابدُ
وإنْ خِفْتَ هَجْواً واتَّقيتَ بنائِلٍ
قَوارِصَ تَأْباها النُّفوسُ المَواجِدُ
فمنْ قبلِ أنْ يقضى إلى الفكرِ وحيهُ
وتَمْلأَ أَفْواهَ الرُّواة ِ القَصائِدُ
أغَرَّكَ أنّي لِلِّسانِ عنِ الخَنى
بحلمي -ومنْ أخلاقنا الحلمُ- ذائدُ
فَما الظَّنُّ، والمَغْرُورُ مَنْ لا يَهابُني
بِصِلٍّ عَلى أَنْيابِهِ السُّمُّ راكِدُ؟
العصر العباسي >> الأبيوردي >> يا ربَّة َ البرقعِ كمْ غلَّة ٍ
يا ربَّة َ البرقعِ كمْ غلَّة ٍ
رقم القصيدة : 26155
-----------------------------------
يا ربَّة َ البرقعِ كمْ غلَّة ٍ
حَامَتْ عَلى ما ضّمَّهُ البُرْقُعُ
وفوَّقتْ عينُكِ لي أسْهماً
لَمْ تَمتَنِعْ مِنْ وَقْعِها الأدرُعُ
هبي المطايا فرَّقتْ بيننا
لا فَارَقَتْها أَبَداً أَنْسُعُ
ونمَّ ما تظهرهُ أعينٌ(31/403)
مِنَّا بِما تُضْمِرُهُ أضلُعُ
فلِمْ قَسا قَلْبُكِ في مَوْقفٍ
رقَّتْ بهِ الألفاظُ والأدمعُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خليليَّ إنِّي ضقتُ ذرعاً بمنزلٍ
خليليَّ إنِّي ضقتُ ذرعاً بمنزلٍ
رقم القصيدة : 26156
-----------------------------------
خليليَّ إنِّي ضقتُ ذرعاً بمنزلٍ
يعاني بهِ الرُّوّادُ رعيَ هشيمِ
وخيَّمتُ بينَ اثنينِ :مثرٍ مبخَّلٍ
وأروعَ طلقِ الرّاحتينِ عديمِ
وشرُّ بلادِ اللهِ ماسادَ أهلهُ
أرذالُ لا يرعونَ حقّ كريمِ
ومَنْ كانَ مَغْمورَ النِّجارِ فإنِّني
منَ الشَّرَفِ الوّضاحِ قُدَّ أَديمي
أعُدُّ أَباً لَوْ أنَّهُ وَلَدَ الوَرى
لَما الْتَحَقَتْ أعراقُهُمْ بِلَئيمِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَقَى اللهُ رَمْلَيْ كُوفَنٍ صَيِّبَ الحَيا
سَقَى اللهُ رَمْلَيْ كُوفَنٍ صَيِّبَ الحَيا
رقم القصيدة : 26157
-----------------------------------
سَقَى اللهُ رَمْلَيْ كُوفَنٍ صَيِّبَ الحَيا
ولا برحا مستنَّ راعٍ ورائدِ
وَلي أدْمُعٌ إن أَمْسَكَ المُزْنُ دَرَّهُ
كفلنَ بصوبِ البارقاتِ الرَّواعدِ
فقد أوطنتها منْ أميَّة َ عصبة ٌ
غذوا بالمعالي في حجورِ المحامدِ
أبوهمُ معاويُّ النَّجارِ أمُّهمْ
مقابلة ُ الأعراقِ في آلِ غامدِ
وكمْ ولدا منْ صائبِ الرَّأيِ حازمٍ
ومنْ أريحيٍّ وافرِ العرضِ ماجدِ
وكانُوا بِها ، والعِزُّ في غُلَوائِهِ
مطاعينَ في الهيجا طوالَ السَّواعدِ
وجودهمُ يكسو الرِّقابَ قلائداً
وبَأْسُهُمُ يَفْري مَناطَ القَلائِدِ
وقَدْ قايَضَتْهُم إذ أُتيحَ بوارُها
بشرذمة ٍ ينميهمُ شرُّ والدِ
هُمُ أَفْسَدوا ، إذْ صَاهَرُونا ، أُصُولَنا
وكمْ صالحٍ شانتهُ صحبة ُ فاسدِ
أرذالُ منْ أوباشِ منْ تجمعُ القرى
يَرومُون شأوي وَهْوَ عِنْدَ الفَراقِدِ
ولوْ شاءَ قومِي لَمْ يَبُلَّ عَدُوُّهُمْ
غَليلَ الصَّدى إلاَّ بسُؤر المَوارِدِ
وحاطُوا حِماهُمْ بِي ومَا اسْتَشْرَفَتْ لَهُمْ(31/404)
غوائِلُهُ تَسْري خِلالَ المَكائِدِ
ولكنَّني أعرَضْتُ عَنْهُمْ فكُلُّهُمْ
يلفُّ على الشحناءِ أضلاعَ حاسدِ
وأَنْفعُ منْ وصلِ الأقاربِ للفتَى
إذا زهدوا فيهِ جوارُ الأباعدِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> إلى الأمن يفضي بالفتى ما يحاذرُ
إلى الأمن يفضي بالفتى ما يحاذرُ
رقم القصيدة : 26158
-----------------------------------
إلى الأمن يفضي بالفتى ما يحاذرُ
فَلِلْكَلْمِ منْ يأْسُو وللكسْرِ جابِرُ
وكمْ أَنْفسٍ لَمْ تنتفعْ بمواردٍ
وروَّى صداهَا بعدَ يأسٍ مصادِرُ
فَلا تَعْذُلِينا يابنة َ القومِ إنَّنَا
بمنزلة ٍ تمتاحُ منها المفاقرُ
ولوْلا انتكاسُ الدَّهرِ زِينَتْ أَسِرَّة ٌ
بنا حيثُ ألقينا العصا ومنابرُ
ونحنُ سَرَاة ُ النَّاسِ في كلِّ موطنٍ
فَلا تُلزمينَا ماجَنَتهُ المقادرُ
ولَلْفَقْرُ خيرٌ منْ غِنى ً في مَذَلَّة ٍ
إذا أخذتْ منّا الجدودُ العواثرُ
وعاداتنا ألاّ نرومَ سوى العلا
وأُمُّ المعالي في زَمانِكِ عاقِرُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> صدَّتْ أميمة ُ حينَ لاحَ بمفرقي
صدَّتْ أميمة ُ حينَ لاحَ بمفرقي
رقم القصيدة : 26159
-----------------------------------
صدَّتْ أميمة ُ حينَ لاحَ بمفرقي
شَيبٌ يُبَرِّحُ بالمُحِبِّ الوامِقِ
لا تعرضي عنِّي فأنتِ جنيتهِ
وهَواكِ قَنَّعَ بالمَشيبِ مَفارقي
ولقد خلعتُ عليكِ ما استحسنتهُ
وهوَ الشَّبابُ وذاكَ جهدُ العاشقِ
وترَكْتِني أرْعَى النُّجومَ بِناظرٍ
يَشْكو الغَرامَ إلى فُؤادٍ خَافِقِ
فسمحتُ حتّى بالحشاشة ِ في الهوى
وبخلتِ حتّى بالخيالِ الطارقِ
العصر العباسي >> البحتري >> قل للوزير وما عدا سلطانه التو
قل للوزير وما عدا سلطانه التو
رقم القصيدة : 2616
-----------------------------------
قُلْ للوَزِيرِ وَما عَدا سُلطانَهُ التّوْ
فيقُ، فيما يَصْطَفي وَيُؤازِرُ
ما تَنسَ من شيءٍ، فإنّكَ للّذي
صبّرْتُ فيكَ مِنَ القَصَائدِ ذاكرُ(31/405)
وَلَقَدْ شكَرْتُ قَديمَ ما خوْلتيَني،
وَالحَزْمُ أجمَعُ أن يُزَادَ الشّاكرُ
ظُلمُ الوَرَى خافٍ، إذا كَشّفتهمْ
عَنْ غَيبِ باطِنِهِ، وَظُلمي ظاهرُ
كيفَ استَجَزْتَ بأنْ يُخَيَّبَ آملٌ
في جَنبِ ما تُولي، وَيُسلبَ شاعرُ
لا سِيّمَا في بَدْءِ عَدلٍ، لم يخُنْ
فيهِ أمَانَتَهُ الإمَامُ النّاصِرُ
هَجَرَ الهُوَيْنَا، وَاستَعَدّ لحَرْبهاِ؛
إنّ المُحَارِبَ للهُوَيْنَا هَاجِرُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أنا المعاويُّ أعمامي خلائفُ منْ
أنا المعاويُّ أعمامي خلائفُ منْ
رقم القصيدة : 26160
-----------------------------------
أنا المعاويُّ أعمامي خلائفُ منْ
أبناءِ عدنانَ والأخْوالُ من سَبإ
فما لجدِّي ولا لي في العلا شبهٌ
وأينَ شبهُ أبي سفيانَ في ملإ
سادَ الأنامَ فَلَمْ يُعْدَلْ بهِ أحدٌ
وكلُّ صيدٍ كما قد قيلَ في الفرإِ
لكنّني في زَمانٍ أهْلُهُ هَمَجٌ
وكلُّهمْ حينَ تطريهِ أبو لجإِ
يا دَهْرُ حَتّامَ تَجْفو مَنْ تُزانُ بِهِ
أَمَا لَدَيْكَ بِما يَلْقاهُ مِنْ نَبَإِ
تدني اللِّئامَ وتقصي كلَّ ذي حسبٍ
وَهَلْ يُقاسُ نَميرُ المَاءِ بِالْحَمإِ
فَالعَبْدُ رَيّانُ ِمنْ نُعْمى يَجودُ بِها
والحرُّ ملتهبُ الأحشاءِ من ظمإِ
وَالفَقْرُ تُطْفَأُأَنْوارُ الكِرامِ بِهِ
كَما يَقِلُّ وَميضُ السَّيْفِ بِالصَّدَإِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أقولُ لسعدى وهي تذري دموعها
أقولُ لسعدى وهي تذري دموعها
رقم القصيدة : 26161
-----------------------------------
أقولُ لسعدى وهي تذري دموعها
وقدْ شافهَ الغربَ النُّجومُ الشَّوابكُ
ذَرِيني أُراعِ النَّجْمَ في مُدْلَهِمَّة ٍ
تخوضُ دياجيها المطيُّ الأواركُ
فمثلي إذا ما همَّ لمْ يثنِ عزمهُ
بُكاءُ الغَوانِي وَالدُّموعُ السَّوافِكُ
ألَمْ تَعْلَمي أنّي إذا أَخذَ الكَرى
مآخذهُ في العينِ للنَّومِ تاركُ
وموطيءُ عيسي صفحة ُ اللَّيلِ والسُّرى
كريهٌ إذا ضاقَتْ عَلَيها المَبارِكُ(31/406)
فإنّي ابنُ بيتٍ خيَّمتْ عندهُ العلا
وناشَتْ ذُيولَ الرُّسلِ فيهِ المَلائِكُ
لهُ الرَّبَواتُ الشُّمُّ منْ فَرْعِ خِنْدِفٍ
ومنْ يَعْرُبٍ فيهِ سِنامٌ وحارِكُ
إذا الأُمَويُّ انحَطَّ عَنْ خُيَلائِهِ
شَكاهُ إلى العَلْياءِ فِهْرٌ ومَالِكُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> رَأَتْنِي فتاة ُ الحَيِّ أغبَرَ شاحِباً
رَأَتْنِي فتاة ُ الحَيِّ أغبَرَ شاحِباً
رقم القصيدة : 26162
-----------------------------------
رَأَتْنِي فتاة ُ الحَيِّ أغبَرَ شاحِباً
فأَذْرَتْ دُموعاً كالجُمانِ تُريقُها
ولمْ تَدْرِ أنِّي مُسْتَهامٌ برُتْبَة ٍ
منْ المَجْدِ لمْ ينهِجْ لِغَيْري طَريقُها
أرومُ العُلا والعُدْمُ عَنْهُنَّ حاجِزٌ
فتلكَ لعمري خطَّة ٌ لا أطيقها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> قَضَتْ وَطَراً مِنّي اللَّيالي فَلم أَبُحْ
قَضَتْ وَطَراً مِنّي اللَّيالي فَلم أَبُحْ
رقم القصيدة : 26163
-----------------------------------
قَضَتْ وَطَراً مِنّي اللَّيالي فَلم أَبُحْ
بشكوى ولمْ يدنسْ عليَّ قميصُ
أغالي بِعِرْضي والنَّوائِبُ تَعتَري
وغيري يبيعُ العرضَ وهوَ رخيصُ
وقدْ علمتْ عليا كنانة َ أنَّني
على ما يزينُ الأكرمينَ حريصُ
أصونُ على الأطماعِ وجهاً لبشرهِ
إذَا عَبَسَ الدَّهْرُ الخَؤونُ وبيضُ
فظهري بأعباءِ الخصاصة ِ مثقلٌ
وبطني منْ زادِ اللِّئامِ خميصُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> تركتُ العلا والعيسُ ينفخنَ في البُرى
تركتُ العلا والعيسُ ينفخنَ في البُرى
رقم القصيدة : 26164
-----------------------------------
تركتُ العلا والعيسُ ينفخنَ في البُرى
لمتَّشحٍ بالذُّلِّ إذْ قلَّ مالهُ
وقد كنتُ أزجي الأرحبيَّ على الوجى
فَأَنْزِلُ عَنْهُ والكَلالُ عِقالُهُ
فَأَلْقَيْتُ إذْ لَمْ يَبْقَ في الأرضِ مَسْرَحٌ
رحالي فقلْ في الطَّرفِ ضاقَ مجالهُ
وإنِّي لأَرْضَى منْ زَماني بِبُلْغَة ٍ
وعرضي مصونٌ لم يشنهُ ابتذالهُ(31/407)
بشربٍ كولغِ الذِّئبِ راعتهُ نبأة ٌ
وأكلِ كنوشِ الصَّقرِ ممّا ينالهُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أقولُ والفخرُ ما اهتزَّ النَّديُّ لهُ
أقولُ والفخرُ ما اهتزَّ النَّديُّ لهُ
رقم القصيدة : 26165
-----------------------------------
أقولُ والفخرُ ما اهتزَّ النَّديُّ لهُ
ولمْ يُنَشِّرْهُ مَطْوِيٌّ عَلى فَنَدِ
نحنُ الألى ملكَ الدُّنيا أوائلنا
فمجدهمْ يسمُ الأعناقَ بالصَّيدِ
وما سعى والدٌ منّا لمكرمة ٍ
لمْ تَحْتَضِنْ مِثْلَها المَسْعَاة ُ مِنْ وَلَدِ
فظلَّ تالدة ً فينا وطارفة ً
عُلاً تَرِفُّ حَواشيها عَلى الحَسَدِ
إذا انتسبنا أحبَّ النّاسُ أنَّهمُ
منّا ولمْ نرضَ أنْ نعزى إلى أحدِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ومُدَجَّجٍ نازَلْتُهُ في مَأْزِقٍ
ومُدَجَّجٍ نازَلْتُهُ في مَأْزِقٍ
رقم القصيدة : 26166
-----------------------------------
ومُدَجَّجٍ نازَلْتُهُ في مَأْزِقٍ
يَضْفو عَلَيْهِ مِنَ العَجاجِ رِداءُ
فشفيتُ منهُ النَّفسَ حينَ أعتادهُ
سَفَهاً عَلَيَّ مِنَ المَخيلَة ِ داءُ
بِصَفيحَة ٍ بَيْضاءِ لَمّا شِمْتُها
دَلَفَتْ إليهِ مَنِيَّة ٌ سَوْدَاءُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وفتية ٍ منْ بني سعدٍ طرقتهمُ
وفتية ٍ منْ بني سعدٍ طرقتهمُ
رقم القصيدة : 26167
-----------------------------------
وفتية ٍ منْ بني سعدٍ طرقتهمُ
فبتُّ ألبسُ بالأبطالِ أبطالا
ثمَّ انصرفتُ وجردُ الخيلِ دامية ٌ
صُدورُهنَّ ولَمْ يُكْلَمْنَ أَكْفالاً
وكُنْتُ أُعْلِمُهُمْ أنِّي مُجالِدُهُمْ
بِصارِمِي ، فوَفى حُرٌّ بِما قالا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> يا ريمُ مالِيَ إلاّ بالهَوى شُغُلُ
يا ريمُ مالِيَ إلاّ بالهَوى شُغُلُ
رقم القصيدة : 26168
-----------------------------------
يا ريمُ مالِيَ إلاّ بالهَوى شُغُلُ
فمنية ُ النَّفسِ حيثُ الأعينُ النُّجلُ
لولاكَ ما غرقتْ في الدَّمعِ إذْ أرقتْ
مدامعٌ لمْ يُغازلها الكرى هطلُ(31/408)
وبالفؤادِ أناة ٌ حينَ أجذبهُ
إلى السُّلوِّ ولكنْ أدمعي عجلُ
فَمَنْ لِصَبٍّ بَكى شَوْقاً إلى بَلَدٍ
أقمتُ فيهِ وسُدَّتْ دونهُ السُّبلُ
إذا الصَّبا نسمتْ فاقرأ تحيَّتهُ
فَما لَهُ غَيْرُ أَنْفاسِ الصَّبا رُسُلُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> لَحَى اللهُ مَنْ يَرْنُو إلى أَمَدِ العُلا
لَحَى اللهُ مَنْ يَرْنُو إلى أَمَدِ العُلا
رقم القصيدة : 26169
-----------------------------------
لَحَى اللهُ مَنْ يَرْنُو إلى أَمَدِ العُلا
بِعَيْنٍ مَتى تَلْحَظْ شَبا السَّيْفِ تَشْخَصِ
وغيري إذا ريعَ استكانَ وإنْ يُشدْ
بذِكْرِ مَساعي قَوْمِهِ يَتَخَرَّصِ
ولي برباعٍ تنبتُ الذُّلَّ ربُصة ٌ
وَلَولا انْتِكاسُ الدَّهْرِ لَمْ أَتَرَبَّصِ
سَأُلْحِفُ أَهْلَ الأَرْضِ ظِلَّ عَجاجَة ٍ
إذا لبستهُ الخيلُ لمْ يتقلَّصِ
وفِي أُمِّ رَأْسِي نَخْوَة ٌ أُمَويَّة ٌ
ضَمِنْتُ لَها أَنْ يَلْثِمَ النَّجْمُ أَخْمَصي
العصر العباسي >> البحتري >> تطلبت من أدعو لرد ظلامتي
تطلبت من أدعو لرد ظلامتي
رقم القصيدة : 2617
-----------------------------------
تَطَلّبْتُ مَنْ أدعو لرَدّ ظُلامَتي،
فَكانَ أبُو بَكْرٍ لهَا، وَأبُو بَكْرِ
وَلَوْ شَهِداني أشْهَداني عِنَايَةً،
تَعُودُ بحَقّي، أوْ تُبَلّغُني عُذْرِي
فَيا لَيتَ شِعرِي! ما ترَى الشّاهَ صَانِعاً،
وَما عندَ تِلْكَ السّائرَاتِ من الشِّعْرِ
وَهَلْ يَنصُرَنّي، إنْ أهَبتُ بنصرِهِ،
أبو تَغلِبٍ حِلفُ النّدى، وَأبو نَصرِ
هُمَا بَانِيَا أُكْرُومَةٍ يُعلِيَانِهَا،
إذا امتَثَلا فيها فَعَالَ أبي الصّقْرِ
وَقَدْ عَلِمَ الأقوَامُ سالِفَ حُرْمتي،
وَحَظَّ الشَّكورِ في ثَنَاي، وَفي شكرِي
أأزْدادُ بأساً، كُلّما زَدتُ وَاجِباً
عَلَيهِ، بمَدحي، أوْ تَزيّدَ في القَدْرِ
أعُوذُ بجَدْوَاهُ التي مَلأتْ يَدي
نَوَالاً وَنُعماهُ التي نَبّهتْ ذِكْرِي(31/409)
العصر العباسي >> الأبيوردي >> لِلَّهِ قَومِي فَكَمْ نَدى ً خَضِلٍ
لِلَّهِ قَومِي فَكَمْ نَدى ً خَضِلٍ
رقم القصيدة : 26170
-----------------------------------
لِلَّهِ قَومِي فَكَمْ نَدى ً خَضِلٍ
فِيهِمْ، وَكَمْ مَحْتِدٍ لَهُمْ سَنِمِ
وباسمٍ والجيادُ عابسة ٌ
والبيضُ محمرَّة ُ الظُّبا بدمِ
لَمْ يَتَوَسَّدْ ذِراعَ هِمَّتِهِ
إلاَّ رَأى النَّجْمَ مَوْطِىء َ القَدَمِ
وَإنْ أَضاءَتْ فِي اللَّيْلِ غُرَّتُهُ
أرتكَ صبحاً في حندسِ الظُّلمِ
مِنْ أَيِّ أَقْطارِهِ أَتَيْتَ ثَنى
إلَيْكَ أعْطافَهُ مِنَ الكَرَمِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> طَرَقْتُ أَبا عَمْرٍو فَراعَ مَطيَّتِي
طَرَقْتُ أَبا عَمْرٍو فَراعَ مَطيَّتِي
رقم القصيدة : 26171
-----------------------------------
طَرَقْتُ أَبا عَمْرٍو فَراعَ مَطيَّتِي
بِوادِيهِ كَلْبٌ يُنْكِرُ الضَّيْفَ نابِحُ
وأعرضَ عنها وهيَ دامٍ أظلُّها
عَلى لَغَبٍ، دَمّى وَرِيدَيْهِ ذابِحُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ووَغْدٍ حَديثٍ بالخَصاصَة ِ عَهْدُهُ
ووَغْدٍ حَديثٍ بالخَصاصَة ِ عَهْدُهُ
رقم القصيدة : 26172
-----------------------------------
ووَغْدٍ حَديثٍ بالخَصاصَة ِ عَهْدُهُ
ألظَّ بهِ الإثراءُ حتَّى تبذَّخا
وعَاشَ أَبُوهُ دَهْرَهُ لِلْخَنى أَباً
ومُلِّيَ جدّي عمرهُ للعلا أخا
ومَا كانَ عِرْنينُ امْرِىء ٍ هُوَ مِثْلُهُ
لِتَنْفُخَ فيهِ الكِبْرِياءُ وَيَشْمَخا
وأيُّ لئيمٍ لا يُصعِّرُ خدَّهُ
إذا افْتَرَّ عمَّا زَحْزَحَ الشِّدَّة َ الرَّخا
فطأطأَ بيضُ الهندِ من نخواتهِ
وبي يُخطمُ الأنفُ الأشمُّ إذا انتخى
العصر العباسي >> الأبيوردي >> بأبي ريمٌ تبلَّجَ لي
بأبي ريمٌ تبلَّجَ لي
رقم القصيدة : 26173
-----------------------------------
بأبي ريمٌ تبلَّجَ لي
عنْ رضى ً في طيِّهِ غضبُ
وَأَراني صُبْحَ وَجْنَتِهِ
بِظَلاِم الصُّدْغِ يَنْتَقِبُ
وسعى باكأسِ مترعة ً(31/410)
كَضِرامِ النَّارِ تَلْتَهِبُ
فهيَ شمسٌ بيديْ قمرٍ
وكِلا عِقْدَيْهِما الشُّهبُ
ولها منْ ذاتها طربٌ
فلهذا يرقصُ الحببُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> لعَمْرُ أَبي وهوَ ابنُ مَنْ تَعرِفونَه
لعَمْرُ أَبي وهوَ ابنُ مَنْ تَعرِفونَه
رقم القصيدة : 26174
-----------------------------------
لعَمْرُ أَبي وهوَ ابنُ مَنْ تَعرِفونَه
لقدْ ذلَّ عِرْضٌ لمْ يَصُنْهُ إباءُ
أيقتادني نحوَ الدَّنيَّة ِ مطمعٌ
عليَّ إذاً إنْ لمْ أَذَرْهُ عَفَاءُ
لوتْ طرفيْ حبلي عنِ الذُّلِّ همَّة ٌ
لها بمناطِ الشِّعريينِ ثواءُ
وَحَيٌّ إذَا الأَنْسابُ أظلَمَ لَيْلُها
تَبَلَّجَ عنْهُم صُبْحُها فَأَضاؤوا
نماني منهمْ كلُّ أبيضَ ماجدٍ
على صفحتيهِ بهجة ٌ وحياءُ
أَغَرُّ كَماءِ المُزنِ أُخْلِصَ نَجْرُهُ
ولمْ يتورَّكْ والديهِ إماءُ
يَخوضُ إذَا ما الحَرْبُ بَزَّتْ قِناعَها
حياضَ الرَّدى والمشرفيُّ رداءُ
وَيَعْتادُهُ عِنْدَ النَّدَى أَرْيَحِيَّة ٌ
كَما هَزَّ أَعْطافَ الخَليعِ طِلاءُ
ويروى إذاما أمكنَ الوردُ جارنا
وأذوادنا صعرُ الخدودش ظماءُ
ويَحْلُبُ فينا العَيْشَ وُسْعَ إنائِهِ
ويرضعهُ درَّ النَّعيمِ ثراءُ
ويرعى حمانا مطمئناً جنانهُ
لَهُ مِنْ ظُبا أَسْيافِنا خُفَراءُ
ونحنُ إلى الدّاعِي سِراعٌ، وفي الخَنى
يهزُّ مقاريفَ الرِّجالِ بطاءُ
فَما سَكَّنَتْنا لِلْهَوانِ خَصاصَة ٌ
ولا حَرَّكَتْنا في الغِنى خُيَلاءُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ومعرَّسٍ للَّهوِ يسحبُ ذيلهُ
ومعرَّسٍ للَّهوِ يسحبُ ذيلهُ
رقم القصيدة : 26175
-----------------------------------
ومعرَّسٍ للَّهوِ يسحبُ ذيلهُ
فيهِ السَّحابُ، وطَيرُهُ يَتَرنَّمُ
زُرْنَا الرِّياضَ بهِ وقَدْ بَسطَ الخُطا
فيها الصَّبا وشقيقها يتبسَّمُ
فكأنَّمَا نُشِرَتْ بِهِنَّ غَلائِلٌ
خضرٌ أريقَ على حواشيها الدَّمُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أقولُ لسعدٍ وهوَ للمجدِ مقتنٍ(31/411)
أقولُ لسعدٍ وهوَ للمجدِ مقتنٍ
رقم القصيدة : 26176
-----------------------------------
أقولُ لسعدٍ وهوَ للمجدِ مقتنٍ
وللحمدِ مرتادٌ وللعهدِ حافظُ
أُخيَّ أما ترتاحُ للسَّيرِ إذْ بدا
سناً لحشاشاتِ الدُّجنَّة ِ لافظُ
فهبَّ ينادي صاحبيهِ وطرفهُ
عنِ النَّجمِ مُزْوَرٌّ وللفجرِ لاحظُ
وظلَّ يبزُّ النّاجياتِ مراحها
إليكَ أبَا المِغوارِ، والسّيرُ باهظُ
وجاءكَ والأيّامُ خزرٌ عيونها
تُلاينُهُ طُوراً وطُوراً تغالِظُ
فردَّتْ بغيظٍ عنهُ حينَ أجرتهُ
فَلا الخَطْبُ مرهوبٌ ولا الدَّهرُ غائظُ
ومدَّ إليكَ الباعَ حتّى أطالَهُ
بذي قدرة ٍ ترفضُّ عنها الحفائظُ
عَلَوْتَ فَفُقْتَ النَّجْمَ حتّى تخاوَصَتْ
إليكَ عيونِ الشُّهْبِ وهي جواحِظُ
فَسَيْبُكَ مأمولٌ وجارُكَ آمِنٌ
ومَشْتَى رِكابِي في جَنابِكَ قائِظُ
أقولُ لِمَنْ يبغى مَدَاكَ وقَدْ رأى
عدوَّكَ في أرجائهِ وهوَ فائظُ
أواضعَ جفنٍ فوقَ آخرَ من كرى ً
مَتى لَحِقَتْ شَأْوَ الصّميمِ الوَشَائِظُ
تنبَّهْ ونفَّضْ غبَّرَ النَّومِ فالعلا
بَغيضٌ إلَيْها النّائِمُ المُتياقِظُ
إذا المرءُ لمْ يسرعْ إلى الرُّشدِ طائعاً
أُذيقَ الرَّدى كرهاً وفي السَّيفِ واعظُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> نظرتْ ففاجأتِ النُّفوسَ منونُ
نظرتْ ففاجأتِ النُّفوسَ منونُ
رقم القصيدة : 26177
-----------------------------------
نظرتْ ففاجأتِ النُّفوسَ منونُ
وشكتْ قلوبٌ ما جنتهُ عيونُ
وبكيتُ إذْ ضحكتْ فأشبهَ ثغرها
دمعي وكلُّ لؤلؤٌ مكنونُ
أَأُميمَ إنْ خفيتْ عليكِ صبابتي
فَسَلي ظَلامَ اللَّيلِ كيفَ أكُونُ
واسْتخبِرِي عَنِّي النُّجوم فَقدْ رَأَتْ
سهَري وأَرْوِقَة ُ الغَياهِبِ جُونُ
ولَئِنْ أَذَلْتُ مَصونَ دَمعِي في الهَوى
فعلى البكاءِ يعوِّلُ المحزونُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> الشِّعرُ سِحْرٌ وعندي منْ رَوائِعِهِ
الشِّعرُ سِحْرٌ وعندي منْ رَوائِعِهِ
رقم القصيدة : 26178(31/412)
-----------------------------------
الشِّعرُ سِحْرٌ وعندي منْ رَوائِعِهِ
أصفى من الماءِ أو أبهى منَ الدُّررِ
قدَّتْ قوافيهِ غرّاً فالرُّواة ُ لهم
بهنَّ زهوُ عتاقِ الخيلِ بالغررِ
فهنَّ يغرفنَ من بحرٍ لرقَّتهِ
ومنْ جزالتهِ ينسفنَ منْ حجرِ
قصائدٌ بدويَّاتٌ وصلْتُ بها
مقطّعاتٍ عليها رقّة ُ الحضرِ
وَفُقتُ ساكنة َ الأبياتِ منْ وبرٍ
بِها، ونازِلَة َ الأمْصارِ منْ مَدَرِ
فكلُّ منْ فاه بعدي بالقريضِ أتى
بما تقيَّلَ في تحبيرهِ أثري
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أتربَ الخنى ما لابنِ أمِّكَ مولعاً
أتربَ الخنى ما لابنِ أمِّكَ مولعاً
رقم القصيدة : 26179
-----------------------------------
أتربَ الخنى ما لابنِ أمِّكَ مولعاً
بتربِ النَّدى وابنِ العلا وأخي الحسبْ
أيمشِي بعِرِضِي في الأراذِلِ خامِلٌ
خفيُّ مساري العرقِ مؤتشبُ النَّسبُ
ولي دَوْحَة ٌ فوقَ السَّماواتِ فَرْعُها
وتَحْتَ قرارِ الأرضِ مِنْ عِرْقِها شُعَبْ
فخالِي رَفيعُ السَّمْكِ في العُجْمِ بَيتُهُ
وعمِّي لهُ جرثومة ُ المجدِ في العربِ
وليسَ يُجارِي مُقْرِفٌ ذا صَراحَة ٍ
منَ الخيلِ حتى تستوي الرَّأسُ والذَّنبْ
لعمركَ إنّي حينَ أعتدُّ في الورى
لكالمندليِّ الرَّطبِ يعتدُّ في الحطبْ
العصر العباسي >> البحتري >> أطلب النوم كي يعود غراره
أطلب النوم كي يعود غراره
رقم القصيدة : 2618
-----------------------------------
أطلُبُ النّوْمَ كَيْ يَعودَ غِرَارُهْ
بخَيَالٍ، يَحلُو لَدَيّ اغْتِرَارُهْ
كَمْ تَلاقٍ أرَاكَهُ، مِنْ قرِيبٍ،
صِلَةُ الطّيفِ طارِقاً وَازْدِيارُهْ
وَهيَ في حِلْيَةِ الشّبابِ يضَاهي
جِدّةَ الرّوْضِ، مُشرِقاً نُوّارُهْ
صِبغُ خَدٍّ يكادُ يَدمى احمِرَاراً
وَرْدُهُ في العُيُونِ، أوْ جُلّنارُهْ
وَفُتُورٌ مِنْ طَرْفِ أحوَى إذا صرّ
فَهُ أعْنَتَ القُلُوبَ احْوِرَارُهْ
أُنْسُهُ للعِدَى، وَمَا ليَ مِنهُ الـ(31/413)
ـيَوْمَ إلاّ اسْتيحَاشُهُ، وَنِفَارُهْ
جارُهُ الله، حيثُ حل، وَإنْ لمْ
يُجْدِ نَفْعاً مَقالَتي: الله جارُهْ
لَيتَ شِعرِي ما حُجّةُ الدّهرِ فيهِ
أمْ لماذا اعتِلالُهُ وَاعتِذارُهْ
وَوَزِيرُ السّلطانِ يَمْلِكُ أنْ يَخْـ
ـلُصَ لي رِقّةً، وَتَدْنُو دِيَارُهْ
أوَْقَارٌ مِنْهُ، فمِن نَقصِ حظّي
حِلْمُهُ دُونَ بُغيَتي، وَوَقارُهْ
يا أبَا غانِمٍ! أعِدْ فيِ قَوْلاً
يَفِضِ البَحْرُ، طامِياً تَيّارُهْ
لمْ يكُنْ وَعْدُهُ بَعيداً مِنَ النُّجْـ
ـحِ، وَلا مُبطِئاً يَطولُ انتِظارُهْ
نَيْلُهُ قَصْرَةٌ عَلَيْكَ، وَكَافٍ
لَكَ دونَ اقْتِضَائِهِ اذّكَارُهْ
يُعظِمُ المَالَ مَعشَرٌ، وَأرَى المَا
لَ بحَيثُ ازْدِرَاؤهُ وَاحتِقارُهْ
نَفَقَ الشّعرُ، بَعدَ ما كانَ عِلقاً،
فاحشَ الرُّخصِ، مُكسدينَ تجارُهْ
جامِعُ المَكرُماتِ، إذْ باتَ يأبا
هُنّ جَمعُ البَخيلِ، وَاستِكثارُهْ
بَيّنَ الجُودَ بِشْرُهُ وَأرَانَا الـ
ـعَفوَ منهُ عَلى العُداةِ، اقتِدارُهْ
وَتَقَرّى آثَارَ مَصْقَلَةَ البَكرِيِّ
حَتّى تَجَدّدَتْ آثَارُهْ
رَجَعَتْ مَكرُماتُهُ، قَبلَ أنْ تَرْ
جعَ مَبنِيّةً، على العَهدِ، دارُهْ
أحْوَذِيٌّ، إذا تَمَهّلَ في الرّأ
يِ أرَاكَ الصّوَابَ كيفَ اختِيارُهْ
مُوشكٌ عَزْمُه، وَمن حَسَبِ السّيْـ
ـفِ إذا هُزّ أنْ يُهَزّ غِرَارُهْ
وَفّرَ الفَيْءَ، وَهوَ حُرُّ الصّفَايَا،
وَحَبَا ذا العَفَافِ فيهِ خِيَارُهْ
مُنهِضُ الزّحْفِ للمُعادينَ يَبْدُو
حَثُّ سَرْعانِهِ، وَيُبْنَى مَنَارُهْ
زَعْزَعَ الغَرْبَ ذِكْرُ يوْمٍ تَوَارَتْ
شَمْسُهُ وَاكتَسَى سَوَاداً نَهَارُهْ
وَعَلى خَيلِهِ أُسُودٌ، عَلَيْهَا
حَلْقٌ يَدْرَأُ السّلاحَ مَدارُهْ
مَعَهُ الحَزْمُ، وَهوَ من شدّةِ الإقْـ
ـدامِ يُخشَى تَغرِيرُهُ، وَخِطارُهْ
بَذَلَ القَوْمُ رَهنَهمْ خوْفَ لَيثٍ
أثّرَتْ في عُداتِهِ أظْفَارُهْ
وَهُمُ الصّادِقُونَ بَأساً، وَلكِنْ(31/414)
أُلْقِيَتْ في كُبَارِ أمْرٍ كِبَارُهْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> خليليَّ إنَّ الأرضَ ضاقتْ برحبها
خليليَّ إنَّ الأرضَ ضاقتْ برحبها
رقم القصيدة : 26180
-----------------------------------
خليليَّ إنَّ الأرضَ ضاقتْ برحبها
وكم بينَ أطرافِ القنا منْ منادحِ
ولا عزَّ إلاّ صهلة ُ الخيلِ في الوغى
فَلا تَأْلَفا شَدْوَ القِيانِ الصَّوادِحِ
وإنِّي لأرجُو والرَّجاءُ وسيلَة ٌ
إلى اللهِ أنْ أكفَى تَلَمُّسَ كادِحِ
وأحظى بملكٍ منْ جدودي ورثتهُ
فزندي وريٌّ وهوَ في كفِّ قادحِ
عجبتُ منَ اثنينِ استضيما وأجحفتْ
بقدريهما أيدي الخطوبِ الفوادحِ
منَ ابنِ كريمٍ لمْ تُصبهُ خَصاصَة ٌ
ومِنْ أُمَويٍّ للأراذِلِ مادِحِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> لمْ يعرفِ الدَّهرُ قدري حينَ ضيَّعني
لمْ يعرفِ الدَّهرُ قدري حينَ ضيَّعني
رقم القصيدة : 26181
-----------------------------------
لمْ يعرفِ الدَّهرُ قدري حينَ ضيَّعني
وكيفَ يعرفُ قدرَ اللُّؤلؤِ الصَّدفُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ومنزلٍ برداءِ العزِّ متَّشحٍ
ومنزلٍ برداءِ العزِّ متَّشحٍ
رقم القصيدة : 26182
-----------------------------------
ومنزلٍ برداءِ العزِّ متَّشحٍ
وَقَدْ رَضِيناهُ مُصْطافاً وَمُرْتَبَعا
تكسو علوميَ عرنينَ التُّقى شمماً
في حافتيهِ وأجيادَ العلا تلعا
لمّا تسنَّمَ أعلاهُ هوى بفتى ً
يطبِّقُ الأرضَ تيهاً والسَّماءَ معا
وكيفَ يحملُ سقفٌ مثلهُ همماً
لم يستطعْ حملها السَّقفُ الذي رفعا
واللهُ دافعَ عنِّي إذ رأى شرفاً
لَوْ لَمْ أُطِلْ باعَه بالفَضْلِ لا تَّضَعا
ولوْ قضى بالّذي نادى الأنامُ بهِ
لمْ يلفَ بعديَ شملُ المجدِ مجتمعا
فاللهُ أسألُ عمراً كلَّما بلغتْ
مدى القروحِ سنوهُ فرَّ لي جذعا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> ألا مَا لِحَيٍّ بِالعُذَيْبِ خِماصِ
ألا مَا لِحَيٍّ بِالعُذَيْبِ خِماصِ
رقم القصيدة : 26183(31/415)
-----------------------------------
ألا مَا لِحَيٍّ بِالعُذَيْبِ خِماصِ
فلا مالَ إلاّ صارمي ودلاصي
مصاليتُ يغشونَ المنايا وقولهمْ
لِمنْ صَدَّ عَنْها لاتَ حينَ مَناصِ
أُعدُّ لهمُ للحربِ تحرقنا بها
وقدْ شرقتْ بالدَّارعينَ عراصي
إذا ابتدروا الغاياتِ قرَّبها لهمْ
وجيفُ جيادٍ أوْ ذميلُ قلاصِ
مَتَى يَشْتَمِلْ إنْعامُنا وَإنْتِقامُنا
عَلى كُلِّ دانٍ في البِلادِ وَقاصِ
فَنَحْنُ مِنَ القَوْمِ الأُلى قَهَرُوا العِدا
بِحَزِّ رِقابٍ أَوْ بِجَزِّ نَواصِي
إذَا طَاوَعَ المِقْدارُ لَمْ نَحْمَدِ الغِنَى
ولسنا نذمُّ الدَّهرَ حينَ يعاصي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> الخمرَ ما أكرمَ أكفاءها
الخمرَ ما أكرمَ أكفاءها
رقم القصيدة : 26184
-----------------------------------
الخمرَ ما أكرمَ أكفاءها
فَأَبعِدِ الهَمَّ بِإدْنائِها
وهاتها فالدِّيكُ مستيقظٌ
وَالشهْبُ قد هَمَّتْ بِإِغْفائِها
واللَّيلُ إنْ وارتكَ ظلماؤهُ
فالرّاحُ تجلوهُ بأضوائها
ترى على الكأسِ إذا صفِّقتْ
والحببُ الطّافي بأرجائها
لآلِئاً في التَّبْرِ مَغْروسَة ً
تَسْتَوْقِفُ العَيْنَ بِلأْلائِها
فهي دواءً النَّفسِ في شربها
ما تشتهيهِ وهيَ من دائها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وماضَرَّهُمْ غِبَّ الأَحادِيثِ أنَّها
وماضَرَّهُمْ غِبَّ الأَحادِيثِ أنَّها
رقم القصيدة : 26185
-----------------------------------
وماضَرَّهُمْ غِبَّ الأَحادِيثِ أنَّها
ستبقى وأيَّامُ الحياة ِ قلائلُ
فلولا اتِّقائِي وَارِتقائي عَنِ الخَنَى
لَقُلْتُ، وَلكِنَّ الكَريمَ يُجامِلُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> دعاني إلى الصَّهباءِ -واللَّيلُ عاقدٌ
دعاني إلى الصَّهباءِ -واللَّيلُ عاقدٌ
رقم القصيدة : 26186
-----------------------------------
دعاني إلى الصَّهباءِ -واللَّيلُ عاقدٌ
نَواصِيهِ ـ ظَبْيٌ في فُؤادِي كِناسُهُ
وَبِتُّ لَقًى مِنْ عَتْبِهِ وَمُدامِهِ(31/416)
وريقتهِ واللَّيلُ ضافِ لباسهُ
فأسْكَرَني ـ وَالنَّجْمُ مُرْخٍ نِطاقَهُ ـ
جنى الرِّيقِ لا ما أرعفتْ منهُ كاسهُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> مضى زمنٌ كنتَ الذُّنابي لأهلهِ
مضى زمنٌ كنتَ الذُّنابي لأهلهِ
رقم القصيدة : 26187
-----------------------------------
مضى زمنٌ كنتَ الذُّنابي لأهلهِ
وَفُزْتَ بِنُعْمَى نّشَّ عَنْكَ غَدِيرُها
نَعَمْ وَقَدِ استُوزِرْتَ جَهْلاً، فَما الَّذي
يرامُ منَ الدَّنيا وأنتَ وزيرها؟
فلا خطرٌ يا بنَ اللّئامِ لدولة ٍ
وأنتَ على رغمِ المعالي خطيرها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وسربِ عذارى منْ ربيعة ِ عامرٍ
وسربِ عذارى منْ ربيعة ِ عامرٍ
رقم القصيدة : 26188
-----------------------------------
وسربِ عذارى منْ ربيعة ِ عامرٍ
تشابهَ منها العقدُ والدَّمعُ والثّغرُ
وفيهنَّ مقلاقُ الوشاحِ إذا مشتْ
وَأَثْقَلهَا الرِّدْفانِ خَفَّ بِها الخَصْرُ
أقولُ لها واللَّيلُ مدَّ رواقهُ
علينا ولمْ يهتكْ جوانبهُ الفجرُ
وَقَدْ َسفرَت عَن وَجْهها فَتَمَزَّقَتْ
دجاهُ ولكنْ ردَّ ظلمتهُ الشَّعرُ:
خذي رمقي إنْ رمتِ قتلي فإنَّهُ
بَقِيَّة ُ ما أبْقاهُ حُبُّكِ وَالهَجْرُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> حلفتُ بأيمانٍ ينالُ ذوو الهوى
حلفتُ بأيمانٍ ينالُ ذوو الهوى
رقم القصيدة : 26189
-----------------------------------
حلفتُ بأيمانٍ ينالُ ذوو الهوى
بهنَّ الرِّضى ممَّنْ ثنى عطفهُ العتبُ
بفترة ِ ألحاظٍ هيَ السَّيفُ منتضى ً
ورقَّة ِ ألفاظٍ هيَ اللُّؤلؤُ الرَّطبُ
وريقٍ يكادُ الرَّاحُ يحكي مذاقهُ
أظنُّ وظنِّي صادقٌ أنَّهُ عذبُ
لقدْ شفَّني عتبٌ تراخى بهِ المدى
ومالي بحمدِ اللهِ غيرَ الهوى ذنبُ
مَلَكْتِ عَلَيَّ العَيْنَ وَالْقَلْبَ بَعْدَها
فلا العينُ تعديني عليكِ ولا القلبُ
العصر العباسي >> البحتري >> أوحشت أربع العقيق ودوره
أوحشت أربع العقيق ودوره
رقم القصيدة : 2619(31/417)
-----------------------------------
أُوحِشَتْ أرْبُعُ العَقيقِ وَدُورُهْ،
لأنيسٍ أجَدّ مِنها بُكُورُهْ
زَانَ تِلْكَ الحُمولَ، إذْ زَالَ فيها
مُرْهَفٌ، ناعِمُ القَوَامِ، غَرِيرُهْ
شَدّ ما يُمرِضُ الصّحيحَ قُوَاهُ،
مَرَضُ الطّرْفِ، ساجياً، وَفُتُورُهْ
وَتُذيبُ الأحشاءَ ساعاتُ هَجْرٍ
ضَرِمٍ في الضّلوعِ يَحمى هَجيرُهْ
لا يَني يُوفِدُ الحَبيبَ إلَيْنَا،
كَذِبُ الطّيفِ، سارِياً، وَغُرُورُهْ
زَائِرٌ في المَنَامِ أسْألُ هَلْ أطْـ
ـرِقُهُ في مَنَامِهِ، أوْ أزُورُهْ
ما لذا الحُبّ لا يُفادَى أسِيرُهْ،
وَالصّبا أُفحشَ، اقتِضَاءً، مُعِيرُهْ
يكثُرُ البَرْقُ، أنْ يَهيجَ اشتِياقي
حَفْلُهُ في الوَميضِ، أوْ تَعذيرُهْ
وَقُصَاريُ المَشُوقِ، يَصرِمُهُ الشّا
ئقُ، إقصَارُ شَوْقِهِ أوْ قُصُورُهْ
آمِرِي بالسّلُوّ، لمْ يَدْرِ أنّي
بسَبيلٍ، منَ الهَوَى، ما أحورُهْ
آضَ بَثُّ الغَرَامِ حُزْناً، فهل يُعْـ
ـقِبُ حُزْنَ الغَرَامِ فينا سُرُورُهْ
قُلتُ للشّاهِ رُبّما كانَ خَيْراً
مِنْ بَديءِ الذي يُرَجّى أخِيرُهْ
وَصَغيرُ الخُطُوطِ يُنْمَى على الأيّـ
ـامِ، حتّى يَجيءَ منهُ كَبيرُهْ
عَلّ هَذا الأميرَ، أسْعَدَهُ الله
بطُولِ البَقاءِ، يَرْضَى أمِيرُهْ
فيُؤدّى رِسَالَةٌ عَنْ مُطَاعٍ،
لمْ يَعُقْنَا عَنْ بُغْيَةٍ تَقْصِيرُهْ
شِبْهُهُ مُعْوِزٌ، فكَيفَ بأنْ يُو
جَدَ أوْ أنْ يُصَابَ يوْماً نَظيرُهْ
وإذا ما غدا أبو الجيش في الجيـ
ـش غدا الحزم مستمراً مريرة
ما تَجَلّى لظُلْمَةِ اللّيْلِ، إلاّ
أطْفَأ الأنْجُمَ المُضِيئَةَ نُورُهْ
واضح في دجى الخطوب وحتم
أن يسود السحاب حسناً صبيره
تَتَفادَى الأعداءُ مِنْ سَطوِ لَيثٍ
خَضِلٍ مِنْ دِمائِهِمْ أُظْفُورُهْ
كَمْ سرَى مُنفِراً لهَامِ رِجَالٍ
ساكِنٍ باتَتِ السّيُوفُ تُطِيرُهْ
إنْ أكَلّفْهُ حَاجَةً لا يُوَاكِلْ
جِدُّهُ دُونَهَا، وَلا تَشْمِيرُهْ
أو أحمله مثقلاً من خراجي(31/418)
يلف في طوله قليلاً كثيرة
وَأبُو الصّقْرِ إنّهُ وَزَرُ السّلْـ
ـطانِ في عِظْمِ أمْرِهِ وَوَزِيرُهْ
حَافِظُ المُلْكِ أنْ تُزَالَ أوَاخيـ
ـهِ، وَرَاعيهِ أنْ تُضَاعَ أُمُورُهْ
أيِّدٌ في السّلاحِ تَبْهَى عَلَيْهِ
خَلَقُ الدّرْعِ مُحْكَماً وَقَتِيرُهْ
لَيسَ يَنْفَكُّ أيدهُ يَدرَأُ الجُـ
ـلّى وَقيضَ مِن أمرِهِ تَدْبِيرُهْ
يَقَظاتٌ، إذا تَنَاصَرْنَ للنّا
صِرِ أوْ جَبْنَ أنْ يَعِزّ نَصِيرُهْ
فَمَتَى غابَ في مِرَاسِ الأعَادي،
فَسَوَاءٌ مَغِيبُهُ وَحُضُورُهْ
صِفَةُ الحُرّ أنْ تَنَاهَى عُلاهُ،
وكذا الحَوْلُ أن تَناهى شُهورُهْ
إنْ يَعُدْ يُوشِكُ النّجاحُ، وَإن يتـ
ـرُكْ فمِثلانِ: وَعدُهُ وَضَميرُهْ
كلَّ يوْمٍ نُطيفُ في حُجرَتَيْهِ،
حوْلَ كَنزٍ منَ العلا، نَستَثيرُهْ
أغْدَقَتْ بالنّوَالِ أنْوَاءُ كَفّيْـ
ـهِ، وَفاضَتْ للرّاغِبينَ بُحُورُهْ
ليَفِرْ وَفْرُكَ المُلَقّى، وَإنْ أعْـ
ـوَزَ أنْ يُجمَعَ النّدى وَوُفُورُهْ
ليس يعدو من الإصابة والتو
فيق في الرأي والحسين وزيره
إنّ مَنْ قَلّلَ الزّيَارَةَ يُنْبِيـ
ـكَ بأنّ الأطماعَ لَيستْ تَصُورُهْ
وَلَئِنْ جُدْتَ بالكَثيرِ، فإنّي
ناشرٌ ذِكْرَ ما وَهَبتَ شَكُورُهْ
لا تُجَرّمْ على قِلادِكَ، تَخْتَا
رُ التي في وُقُوعِهَا تَبذيرُهْ
أخلص الجد والكفاية حتى
راح محفوظة عليه أموره
يجمع الحزم والنصيحة والتو
فيق في رأى ناصح يستشيره
لَستُ بالمُلْحِفِ المُنَقِّبِ عَن ذَا
دِ طَرِيقٍ إخالُ غَيرِي يَسيرُهْ
وَسِوَايَ الغَداةَ تُحْدَى مَطَايَا
هُ إلى مَنبِجٍ، وَتُرْحَلُ عِيرُهْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> تجافيتُ عنْ عزٍّ يُنالُ بذلّة ٍ
تجافيتُ عنْ عزٍّ يُنالُ بذلّة ٍ
رقم القصيدة : 26190
-----------------------------------
تجافيتُ عنْ عزٍّ يُنالُ بذلّة ٍ
وَرَوُّحْتُ نَفْسي حينَ عَوَّدْتُها اليَاسا
ولي همَّة ٌ تستصغرُ الدَّهرَ والورى(31/419)
فَأَلْئِمْ بِهِ دَهْراًوَأَخْسِرْ بِهِم ناسَا
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وأحورَ معشوقِ الدَّلالِ مهفهفٍ
وأحورَ معشوقِ الدَّلالِ مهفهفٍ
رقم القصيدة : 26191
-----------------------------------
وأحورَ معشوقِ الدَّلالِ مهفهفٍ
يُديرُ إلى العُشاقِ مُقْلَة َ رِيمِ
سباني بخدٍ كالصَّباحِ منوَّرٍ
وعطفة ِ صدغٍ كالظَّلامِ بهيمِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَلِكْني إلى هَذاالوَزيرِ وَقُلْ لَهُ
أَلِكْني إلى هَذاالوَزيرِ وَقُلْ لَهُ
رقم القصيدة : 26192
-----------------------------------
أَلِكْني إلى هَذاالوَزيرِ وَقُلْ لَهُ
لقدْ صرعتنا خلفة ُ الدَّهرِ فانعشِ
وَراعِ ـ رَعاكَ اللّهُ ـ أَحْوالَ كُوفَنٍ
ونقّرْ -هداكَ اللهُ- عنّا وفتّشِ
فعاملنا يزني ويجني ويعتدي
وَحاكِمُنا يَعْلُو وَيُعْلى وَيَرْتَشِي
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَبْناءُ طَلْحة َ طَابوا بِالنَّدَى مُهَجاً
أَبْناءُ طَلْحة َ طَابوا بِالنَّدَى مُهَجاً
رقم القصيدة : 26193
-----------------------------------
أَبْناءُ طَلْحة َ طَابوا بِالنَّدَى مُهَجاً
إذ طيَّبَ المجدُ والعلياءُ محتدهمْ
فَأَمْسُهُمْ قَاصِرٌ عَنْ يَوْمِهمْ شَرَفاً
وَيَوْمُهُمْ حاسِدٌ في فَضْلِهِمْ غَدَهُمْ
صَغِيرُهُمْ كَكَبِيرٍ في اقْتِناءِ عُلاً
مَن تَلْقَ مِنْهُمْ تَقُلْ لاقَيْتُ سَيّدَهُمْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> لَقَدْ طُفْت في تِلْكَ المَعاهِدِ كُلِّها
لَقَدْ طُفْت في تِلْكَ المَعاهِدِ كُلِّها
رقم القصيدة : 26194
-----------------------------------
لَقَدْ طُفْت في تِلْكَ المَعاهِدِ كُلِّها
وسيَّرتُ طرفي بينَ تلكَ المعالمِ
فَلَمْ أَرَ إلاَّ واضِعاً كَفَّ حَيْرَة ٍ
على ذَقَنٍ، أَو قارِعاً سِنَّ نادِمِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> كفِّي أميمة ُ غربَ اللَّومِ والعذلِ
كفِّي أميمة ُ غربَ اللَّومِ والعذلِ
رقم القصيدة : 26195(31/420)
-----------------------------------
كفِّي أميمة ُ غربَ اللَّومِ والعذلِ
فَليسَ عِرْضِي على حالٍ بِمُبْتَذَلِ
إنْ مسَّني العدمُ فاستبقي الحياءَ ولا
تُكَلِّفيني مَديحَ العُصْبَة ِ السَّفَلِ
وشعرُ مثلي -وخيرُ القولِ أصدقهُ-
ماكانَ يَفْتَرُّ عَنْ فَخْرٍ وَعَنْ غَزَلِ
أمَّا الهجاءُ فلا أرضى بهِ كرما
والمدحُ إنْ قلتهُ فالمجدُ يغضبُ لي
وكيفَ أمدحُ أقواماً أوائلهمْ
كانوا لأسلافنا الماضينَ كالخولِ
لَئِنْ أَطاعَتْنِيَ الأَقدارُ وَارْتَجَعتْ
صوارمي إرثَ آبائي منَ الدُّولِ
ولم أُروِّ أنابيبَ الرِّماحِ دماً
في مأزقٍ برداءِ النَّقعِ مشتملِ
فَلا رَفَعْتُ لِساري اللّيلِ نارَ قِرى ً
تَكادُ تَرْمي جَبينَ النَّجْمِ بِالشُّعَلِ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> وعدتمْ وأخلفتمُ والفتى
وعدتمْ وأخلفتمُ والفتى
رقم القصيدة : 26196
-----------------------------------
وعدتمْ وأخلفتمُ والفتى
إلى ما يلين بهِ منجذبْ
وقد كنتُ أكذبُ في مدحكمْ
فجازيتمُ كذباً بالكذبْ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> بلينا بقومٍ يدَّعونَ رئاسة ً
بلينا بقومٍ يدَّعونَ رئاسة ً
رقم القصيدة : 26197
-----------------------------------
بلينا بقومٍ يدَّعونَ رئاسة ً
لها طرقٌ يعيى عليهمْ سلوكُها
فتبّاً لدهرٍ قدَّمتهمْ صروفهُ
وَما خَيْرُ دُنيا هؤلاءِ مُلوكُها
العصر العباسي >> الأبيوردي >> بكى على حجَّة ِ الإسلامِ حينَ ثوى
بكى على حجَّة ِ الإسلامِ حينَ ثوى
رقم القصيدة : 26198
-----------------------------------
بكى على حجَّة ِ الإسلامِ حينَ ثوى
منْ كلِّ حيٍّ عظيمِ القدرِ أشرفهُ
وَما لِمَنْ يَمْتَري في اللّهِ عَبْرَتَهُ
على أبي حامدٍ لاحٍ يعنِّفهُ
تِلْكَ الرَّزِيَّة ُ تَسْتَوْهِي قُوى جَلَدِي
والطَّرفَ تسهرهُ والدَّمعَ تنزفهُ
فَما لَهُ خُلَّة ٌ في الزُّهْدِ تُنكِرُها
ومَا لَهُ شَبَهٌ في العِلْمِ يَعْرِفُهُ(31/421)
مَضى وَأَعْظَمُ مَفْقودٍ فُجِعْتَ بِهِ
منْ لا نظيرَ لهُ في الخلقِ يخلفهُ
العصر العباسي >> الأبيوردي >> أعدْ نظراً هل شارفَ الحيُّ ثهمدا
أعدْ نظراً هل شارفَ الحيُّ ثهمدا
رقم القصيدة : 26199
-----------------------------------
أعدْ نظراً هل شارفَ الحيُّ ثهمدا
وَقَدْ وَشَّحَتْ أَرْجاؤهُ الرَّوضَ أَغْيَدا
جَلا الُأْقحوانُ النّضْرُ ثَغْراً مُفَلَّجَاً
بِهِ، والشَّقيقُ الغَضُّ خَدّاً مُوَرَّدا
إذا المزنُ أذرى دمعهُ فيهِ خلتهُ
على طررِ الرَّيحانِ درّاً منضَّدا
وما الجزعُ منْ واديهِ ربعاً ألفتهُ
فقد كانَ مغنى ً للغواني ومعهدا
تلوحُ بأيدي الحادثاتِ رسومهُ
وُشوماً،فَلا مَدَّتْ إلى أَهْلِهِ يَدا
ولا زالَ يسقي شربهُ منْ مدامعي
شآبيبَ تحكي اللُّؤلؤَ المتبدِّدا
وقفتُ بهِ والشَّوقُ يُرعي مسامعي
حَنينَ المَطايا وَالَحمامَ المُغَرِّدا
وأبكي وفي الإعوال للصَّبِّ راحة ٌ
فَأُطْفِىء ُ ما كانَ التَّجَلُّدُ أَوْقَدا
ويعذلني صحبي ويعذرُني الهوى
وَهَلْ يَسْتَطيعُ الصَّبُّ أَنْ يَتَجَلَّدا
وَشَرُّ خَليلَيَّ الّذِي إنْ دَعَوْتُهُ
لِيَدْفَعَ عَنِّي طارِفَ الهَمِّ فَنَّدا
وَلَوْلا تَباريحُ الصَّبابَة ِ لم أَقِفْ
على مَنْزِلٍ بِالأَبْرَقَيْنِ تَأَبَّدا
ذَكَرْتُ بِهِ عَيْشاً خَلَعْتُ رداءَهُ
وجاذَ بنيهِ الدَّهر إذْ جارَ واعتدى
وقد خاضَ صبحُ الشَّيبِ ليلَ شبيبة ٍ
تحسَّرَ عنّي والشَّبابُ لهُ مدى
وبثَّ ضياءَ كادَ منْ فرقي لهُ
يضلُّ بهِ لبِّي وبالنُّورِ يهتدى
تَوَسَّدَ فَوْدِي وَفْدُهُ قَبْلَ حِينِهِ
وَذلك زَوْرٌ ليسَ يُخْلِفُ مَوْعِدا
وأخلقَ سربالُ الصِّبا فأظلَّني
نوالُ غياثِ الدِّينِ حتّى تجدَّدا
وقدْ كنتُ لا أرضى وإنْ بتُّ صادياً
بِرِيٍّ ولو كانَ المَجْرَّة ُ مَوْرِدا
وَيَأْبَى أُوامِى أَنْ يَبُلَّ غَليلَهُ
سِوى مَلِكٍ فاقَ البَرِيَّة َ سُؤدَدا
فيمَّمتُ خيرَ النّاسِ إلاّ محمَّدا(31/422)