ودعوا لِسيلِ الواديين طريقَه
فالسَّيلُ جرّافٌ لكلِّ جَروفِ
وتزوّدوا يأسَ القلوب عن الذّرا
فمنيفة ٌ دارٌ لكلِّ منيفِ
وارضَوْا بأنْ تَمشُوا ولا كرمٌ لكمْ
في دارِ مجدِ الأكرمينَ ضُيوفي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> عنَّ النساءُ لنا على وادي مِنًى
عنَّ النساءُ لنا على وادي مِنًى
رقم القصيدة : 24393
-----------------------------------
عنَّ النساءُ لنا على وادي مِنًى
فاصطادني منهنَّ بعضُ الرَّبرَبِ
بجمالِ مُتَّشحٍ بأردية ِ الصِّبا
غَضٍّ وبهجة ِ رَوْنقٍ لم تنضُبِ
وطلبْتُ منه وِصالَه فحُرِمْتُهُ
ومضى بمهجة ِ عاشقٍ لم يُطلَبِ
وشرتُهُ بجوارحي لكنّني
من عَذْبِ طيبِ وَصالِهِ لم أشربِ
وسِرقتُه مِن بينِ من عاينتُه
في الواد والرّقباءُ لا يدرونَ بي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> من دلّنى اليومَ على صاحبٍ
من دلّنى اليومَ على صاحبٍ
رقم القصيدة : 24394
-----------------------------------
من دلّنى اليومَ على صاحبٍ
لم يقذَ فى شئٍ له طرفى ؟
إذا طلبتُ النّصفَ من غيره
لم ألْفِ مَن جاءَ على النَّصْفِ
ما عاجَ في وعدٍ ولا مَوعدٍ
قطُّ بتسويفٍ ولا خُلْفِ
كأنّما صيغَ لبذلِ المنى
أو طبعتْ كفّاه للعرفِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا حبذا منْ زارني
يا حبذا منْ زارني
رقم القصيدة : 24395
-----------------------------------
يا حبذا منْ زارني
من بعد صَدٍّ واجتنابِ
نشوانَ في أعطافهِ
طَرَبُ الشَّبيبة ِ والشَّبابِ
وشكوت لمّا أنْ شكوْ
تُ إِلى نَفورِ القلبِ نابِ
مُستَنزِرٍ منِّي الجَوى
مُستحقرٍ لعظيمِ ما بي
أجلَلْتُهُ أو خِفتُهُ
فَكَفَيْتُهُ ثِقْلَ العِتابِ
وقنعتُ منهُ بزَوْرَة ٍ
عَرَضتْ ولم تكُ في حسابي
جاءتْ بلا طَلَبٍ وكمْ
صفوٍ تكدّرَ بالطِّلابِ
لو عنَّ لي في نَيلها
طمعٌ لبعتُ بها شبابي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> مدحتُكُمُ علماً بأنّ مدائحي
مدحتُكُمُ علماً بأنّ مدائحي
رقم القصيدة : 24396(27/448)
-----------------------------------
مدحتُكُمُ علماً بأنّ مدائحي
تضيع وتذرى فى الرّياحِ العواصفِ
فلم أكُ إلاّ مُوقداً في ظهيرة ٍ
بلا صردٍ أو هاتفاً فى تنائفِ
وإنَّ لكمْ عندي حقوقاً كثيرة ً
أبى لى حفاظى محوها من صحائفى
جزيتكمُ عنها ولم تشعروا بها
مراراً بأسبابٍ خفاءٍ لطائفِ
وشاطرتُكمْ منِّي المودَّة َ كلَّها
شطارى َ ما بين الشّريك المناصفِ
فإنْ لم توفّوا حقَّ ما قيل فيكمُ
فلم تبتلوا إلاّ بنقصِ العوارفِ
وليتكُمُ لمّا تركتمْ حقوقَها
رجعتمْ إلى عرفانِ بعض المعارفِ
فما ضرَّ لو أعظمتُمُ ما أتاكُمُ
فلم يَكُ مُولٍ للجميلِ بآسِفِ؟
وإلاّ تجمَّلتمْ على غيرِ خبرة ٍ
فكم ذا غطى التّحسينُ سوأة َ زائفِ
فإن عِفتُمُ مالم تكونوا عرفتُمُ
فكم بلى َ العذبُ الرّواءُ بعائفِ
فيا ضيعة ً للّطالعاتِ إليكمُ
طلوعَ المطايا من خلالِ النّفائفِ
أبيتُ أروضُ الصّعبَ منها وإنّها
تحيصُ شماسَ المائلِ المتجانفِ
واُكرِهُها سَوْقاً إليكمْ ولم تزلْ
تحايَدُ عنكمْ بالطُّلَى والسَّوالِفِ
كأنِّيَ أهديهِنَّ نحوَ بيوتِكمْ
أقودُ إلى العُهَّارِ بعضَ العَفائِفِ
أبَيْنَ ولم يأبَيْنَ شيئاً سواكُمُ
وما كنّ إلاّ ليّناتِ المعاطفِ
وكنتُ وقد وصّفتُ ماتاه عندكمْ
أوَدُّ وداداً أنَّني غيرُ واصفِ
وما غرّنى إلاّ مشيرٌ بمدجكمْ
وكم عارفٍ يقتادهُ غيرُ عارفِ
فخالفتُ حزمي سالكاً غيرَ مذهبي
وما كنتُ يوماً للحجى بمخالفِ
وكيف امتداحُ المرءِ من ليس عنده
مفارقة ٌ مابينَ مُثنٍ وقاذفِ
له العِرْضُ لا سِلْمٌ به لمديحة ٍ
ولا كان يوماً للثّناءِ بآلفِ
وكم لى َ فيكمْ من صديقٍ كأنّه
سرابٌ على قِيعانِ بُعدٍ صفاصِفِ
متى يُدعَ يوماً للوغَى فهشيمة ٌ
تصفِّقُها أيدي الرِّياحِ الرّفارِفِ
أودُّ إذا ما سمتهُ النّصرَ أنّنى
أُبدَّلُ منه بالعدوِّ المكاشف
وقد كنتُ أرجو طوعه بنصيحتى
فلا خيرَ فى نصحٍ يساق بعانفِ
فيالك من ودٍّ تعلّق منكمُ
سَفاهاً بأسبابٍ ركاكٍ ضعائفِ(27/449)
سُرِرْتُ به حيناً فلمّا بلوتُهُ
بكيتُ عليه بالدّموعِ الذّوارفِ
وكنتُ إذا ما رابنى ودُّ صاحبٍ
وناءَ بأخلاقٍ لئامٍ سخائفِ
قذفتُ جميلاً كان بينى وبينه
وإنْ كنتُ ذا ضَنٍّ به في القواذفِ
تريدون مِنّا أن نُسِرَّ ولاءَكمْ
وفى أنّنا نبديه كلُّ التّكالفِ
فلا تسألونا ما تَجُنُّ قلوبُنا
فإنَّ بناتِ الصّدرِ غيرُ خفائفِ
وداويتُمُ منّا خُدوشَ جلودِنا
وأعرضتمُ عن أسوكمْ للجوائفِ
فماذا وأنتمْ فى الحضيض غباوة ً
إذا ضُرِبتْ خيْماتُكمْ في المشارفِ
ولمّا وقفنا ظَلَّة ً بِطلولِكُمْ
رجعنا ولمْ نظفرْ بمنية ِ واقفِ
كأنِّيَ منكمْ فوقَ غبراءَ قفرة ٍ
على ظالعاتٍ من مطيٍّ عجائفِ
يعدنَ عشّياتٍ ذواتَ تسادكٍ
وقد كنَّ أصباحاً ذواتَ عجارفِ
فلا تَطمعوا في مثلهنَّ؛ فإنَّما
يصلنَ لطلاّعِ الثّنايا الغطارفِ
أُناسٌ يخوضون الرَّدى وأكفُّهمْ
تهزُّ أنابيبَ القِنيِّ الرَّواعفِ
كرامٌ فلا ساحاتُهمْ مُستضامة ٌ
ولا جارُهمْ في النّائباتِ بخائفِ
ولم يسكنوا إلاّ ظلالَ عظيمة ٍ
ولم يأمنوا إلاّ خلالَ المخاوفِ
دعِ الذُّلَّ في دارِ الثَّواءِ ولا تُقِمْ
على أملٍ بين البطاءِ الخوالفِ
وكنْ آنِفاً منِ أنْ تُقيمَ على أذى ً
بجنبِ غنًى فالميتُ ليس بآنفِ
فخيرٌ منَ القصر المشيدِ بجنَّة ٍ
سرًى فى ظهور اليعملاتِ الخوانفِ
إذا ما هبطن الرّملَ رملَ مغمّسٍ
زحفَنَ ولا زَحْفَ الصِّلالِ الزَّواحفِ
حَمَلْن الرَّجا والخوفَ فينا على الوَجا
ونقّلنَ منّا كلَّ شاتٍ وصائفِ
لهنَّ على وادي مِنى ً كلَّ حِجَّة ٍ
بروكٌ وقد قضّين كلَّ المواقفِ
فكمْ قد نجَوْنا من ردى ً ذُقْنَ دونَهُ
- ليُنجِيننا منه - ذُعافَ المتالِفِ
لعلَّ اللّيالي أن يَعُدْنَ فربَّما
يعودُ حبيبُ النَّفس بعدَ التَّقاذُفِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> عجبتِ لشيبٍ في عذارِيَ طالعًا
عجبتِ لشيبٍ في عذارِيَ طالعًا
رقم القصيدة : 24397
-----------------------------------(27/450)
عجبتِ لشيبٍ في عذارِيَ طالعًا
عليكِ وما شيبُ الفتى بعجيبِ
ورابَكِ سودٌ حُلْنَ بِيضًا وربَّما
يكون حؤول الأمرِ غيرَ مريبِ
وما ضرَّني والعهدُ غيرُ مُبدَّلٍ
تبدُّلُ شَرْخي ظَالمًا بمشيبي
وما كنتُ أخشى أن تكون جناية ُ الـ
ـمشيبِ يرأسي في حسابِ ذُنوبي
فلا عيبَ لي إلا المشيبُ وحبّذا
إذا لم يكن "شيئٌ"سواهُ عيوبي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قلْ لخلٍّ له - وإنْ كان لا يد
قلْ لخلٍّ له - وإنْ كان لا يد
رقم القصيدة : 24398
-----------------------------------
قلْ لخلٍّ له - وإنْ كان لا يد
ري جَميعي وتالدي وطريفي
لِمَ لمّا أردتَ بَيعي ولم أُحْـ
ـوجْ إلى البيع بعتنى بالطّفيفِ ؟
إنْ تكُنْ جاهلاً بحُبِّي فخُذْ عِلْـ
ـماً بحُبِّي من دمعيَ المذروفِ
ليتنى كنتُ فى أماكنِ أطوا
قكَ أوْلا ففى مكان الشّنوفِ
ليَ خوفَ الوُشاة ظاهرُ قالٍ
غيرَ أنّى بباطنٍ مشغوفِ
كلُّ شيءٍ ولا كعنفِ قويٍّ
فى الهوى عامداً لصبٍّ ضعيفِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ماذا "يَضيركِ" هندُ من حبّي
ماذا "يَضيركِ" هندُ من حبّي
رقم القصيدة : 24399
-----------------------------------
ماذا "يَضيركِ" هندُ من حبّي
وإذا قربتُ إليكِ من قربي؟
لا تعجبي مِن صَبْوتي بكُمُ
فالحسنُ أين رأيته يُصبي
ورباعُكمْ أنَّى أفارقُها
وبها غديري العذْبُ أو عُشبي؟
ولو استطعتُ كتمتُ حُبَّكمُ
للضَّنِّ عن قلبي وعن صَحبي
ومن الغرائبِ أنّني أبداً
سِلْمٌ لمنْ هو ظالمًا حربي
كم ليلة ٍ نادمتُ فيكِ وأنتِ في
سِنَة ِ الرُّقاد موائلَ الشُّهبِ
مُتقلبًا طولَ الدُّجَى أسفًا
كالصّلِّ من جنبٍ لإلى جنبِ
ما تعلمينَ وأنتِ ناعمة ٌ
مَنْ باتَ فيكِ مُعانقَ الكربِ
وأردتُ أنْ أسلو وذا عَجَبٌ
لوكان قلبي بالهوى قلبي
وغذلتِ منّي من له أُذُنٌ
صمّاءُ عن عَذْلٍ وعن عَتْبِ
ومتى يكنْ ذنبي هواكِ فلا
غفرَ الإلهُ ـ وأنتِ لي ـ ذَنبي
أخشى لساني أنْ يبوحَ بما(27/451)
أشكوهُ في جِدٍّ وفي لِعْبِ
فلِسانُ مَنْ عُرفتْ بلاغتُهُ
أمضَى ـ إذا ما قالَ ـ من عَضْبِ
العصر العباسي >> البحتري >> يا أبا صالح صديق الصلاح
يا أبا صالح صديق الصلاح
رقم القصيدة : 2440
-----------------------------------
يا أبَا صَالحٍ، صَديقَ الصّلاحِ،
وَشَقيقَ النّدَى، وَتِرْبَ السّماحِ
لا أظُنُّ الصّبَاحَ يُوفي بإشْرَا
قِ خِلالٍ في ساحَتَيكَ صِبَاحِ
أيُّ شيءٍ يَفي بعُرْفِكَ، إلاّ
أرَجُ المِسْكِ في نَسيمِ الرّياحِ
غَيرَ أنّ الفُتُوّةَ انْجَذَبَتْ مِنْـ
ـكَ بِمعْدًي إلى الصّبَا وَمَرَاحِ
حَيثُ ذَلّ الحِجَى وَعَزّ التّصَابي،
وَأقَامَ الهَوَى، وَسَارَ اللاّحي
منعظ الطرف لا يزال يوالي
لحظات يحبلن قبل النكاح
وَمُغِيرٌ عَلى الأصَابِعِ باللّمْـ
ـسِ لهَا في أسَافِلِ الأقْدَاحِ
أوْ تَبيتُ التِّرَاسُ من غيرِ حَرْبٍ،
يَتَصَدّعْنَ عَنْ صُدورِ الرّماحِ
نحن في قطعة وشغلك عنا
بوصال الأستاه والأحراح
وَلَعَمْرِي لَرُبّ يَوْمٍ شَفَعْنَا
منكَ سُقْيَا النّدَى بسُقْيَا الرّاحِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> من ذلّ لى عيناً على غمضها
من ذلّ لى عيناً على غمضها
رقم القصيدة : 24400
-----------------------------------
من ذلّ لى عيناً على غمضها
ليلة َ ضاعَ الغمضُ من كفِّي
أسهرنى فى حبّهِ راقداً
واستلب الرّقدة َ من طرفى
مَن يعشقُ الظّلمَ فما عندَهُ
لعاشقٍ شىء ٌ من النّصفِ
ويمقُتُ الوَعْدَ فإنْ أمَّهُ
نَغَّصَه بالمَطْلِ والخُلْفِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> بَلَغْنا ليلة َ "الشِّعبِ"
بَلَغْنا ليلة َ "الشِّعبِ"
رقم القصيدة : 24401
-----------------------------------
بَلَغْنا ليلة َ "الشِّعبِ"
عجالاً مُنية َ الحبِّ
تَلاقينا كما شِئنا
بلا علمٍ من الرّكبِ
وطيفٍ طافَ في ظَميا
ءَ والإصباحُ في الحُجْبِ
جَفَتْ عيني وجاءتْ في
دُجَى اللّيل إلى قلبي
وزالتْ عبَّ ما زارتْ
وما قلتُ لها: حسبي(27/452)
وولَّتْ لم تُنِلْ شيئًا
منَ الغُنْمِ سِوى حبِّي
فياشعباً تعانقنا
به بوركتَ من شِعبِ!
ولا قُرّبتَ من جَدْبٍ
ولا بُوعدتَ من خِصبِ
فكمْ فيكَ لباغي نَـ
ـفَلِ الأحبابِ من إِرْبِ!
ومِنْ ظبيٍ غنيٍّ فيـ
ـيك بالحسنِ عن القُلْبِ
كفاهُ لؤلؤاً منه
لباسُ اللؤلؤِ الرَّطْبِ
وأطرافٌ خضابُ اللـ
ـهِ أغناهُنَّ عن خَضْبِ
ولمّا رأت الحسنا
ءُ في رأسِيَ كالشُّهبِ
وبيضاً كالظُّبا البيـ
ـضِ وما يصلحْنَ للضَّربِ
تُجُنِّيتُ بلا جُرمٍ
وعوقبتُ بلا ذَنبِ
وحادتْ عن مَقرٍّ كا
نَ فيهِ بقرُ السِّرْبِ
وعاتبتُ ولكنْ قلّـ
ـما ينفعني عتبي
فقلْ للمُفعمِ الملآ
نِ من كِبْرٍ ومن عُجْبِ
ومن يُرْكِبُهُ الحِرْصُ
قَرا صَعْبٍ منَ الصَّعبِ
ومنْ تنقُلُهُ الأطما
عُ من شرقٍ إلى غربِ
دعِ الأسفارَ للرِّزقِ
فما الأرزاقُ بالكسبِ
يجيءُ الدَّرُّ أحيانًا
ولا حَفْلَ لهمْ بالما
وكم هجْرٍ من الوصلِ
وكم جِدٍّ منَ اللَّعْبِ
خفِ الدَّهرَ فإنَّ الدَّهـ
وجاؤوا ساعة َ الذُّعْرِ
فإنْ أغنى فللفقرِ
وإنْ أَقْعَى فللوثْبِ
سَقَى اللهُ الأُلى كانوا
رَى أردية َ العَصْبِ
يجودون بما ضنّتْ
يَ فيهِ ولهُ نَحْبي
ويُعطون بِلا منٍّ
ولا كدٍّ ولا نَصْبِ
وفرّلجين كشّافـ
ـنَ للغُمَّة ِ والكربِ
ولم يُصْبَوا بشنعاءَ
وفي الشَّنعاءَ ما يُصبي
ولم يُعْدَوا طِوالَ الدَّهْـ
ـر من أنيابِهِ الجُربِ
ولا كانوا لكلّ النّا
سِ إلاّ موضعَ القُطبِ
بأعراضٍ نقيّاتٍ
من "التقّريف والثّلبِ"
يَرون اليومَ ذا نَحْسٍ
إذا كانَ بلا شَغْبِ
لهمْ في كلِّ نَكراءَ
حُلومٌ لَسْنَ للهضْبِ
وأيمانٌ خلقن الدّهـ
ـرَ للطَّعن وللضّربِ
وللنّفعِ وللضّرّ
وللدّفع وللذّبِّ
وألبابٌ لدى الرّوعِ
بلا شيءٍ من الرعّبِ
فيومُ السِّلمِ فيهنَّ
كيومِ البأْسِ والحربِ
وأغنوا بالنّدى الغَمْرِ
عنِ الأنواءِ والعُشبِ
على المُضْمَرَّة ِ القُبِّ
وفي أيديهمُ كلُّ
طويلِ المُرتقى صُلبِ
تراهُ يدعُ الأورا(27/453)
دَ في سَكْبٍ على سَكْبِ
وفاحوا عَبَقَ المسكِ
على بُعدٍ ومن قُربِ
ولم يَرْضَوْا سِوى التَّجْريـ
رِ للأذيالِ والسَّحبِ
رأيتَ المجدَ محمولاً
على كلِّ فتًى نَدْبِ
ولا غمضَ ولا أرضَ
لِعينيَّ وللجنبِ
وقد كنتُ بهمْ دهراَ
رَخيَّ البالِ والقَلبِ
بنفسي مَن نأَى عنِّي
وما إنْ ملَّ مِنْ قُربي
ولمّا أن نقلناهُ
على الرغمِ إلى التُّربِ
وأضجعناهُ في غَبرا
ءِ ملساءَ على الجنبِ
بلا صوتٍ يناجيهِ
سوى زعزعة ِ النُّكْبِ
دفنّا العضْب في الأرضِ
وكمْ في الأرضِ من عَضْبِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> عرفتُ وياليتنى ما عرفتُ
عرفتُ وياليتنى ما عرفتُ
رقم القصيدة : 24402
-----------------------------------
عرفتُ وياليتنى ما عرفتُ
فمُرُّ الحياة ِ لمن قد عَرَفْ
فها أنا ذا طولَ هذا الزّمان
نِ بينَ الجَوى تارة ً والأسَفْ
فمنْ راحلٍ لا إيابٌ له
وماضٍ وليس له من خلفْ
فلا الدَّهرُ يُمتِعُني بالمقيمِ
ولا هو يرجعُ لى من سلفْ
أرونيَ إنْ كنتُمُ تَقْدور
نَ مَن ليس يكرعُ كأسَ التَّلَفْ
ومَن ليس رَهْناً لداعي الحِمامِ
إذا ما دعى باسمه أو هتفْ
وما الدّهرُ إلاّ الغرورُ الخدوعُ
فماذا الغرامُ به والكلفْ ؟
وما هو إلاّ كلمحِ البُروقِ
وإلاّ هبوب خريفٍ عَصَفْ
ولم أرَ يوماً وإن ساءنى
كيومِ حِمامِ كمالِ الشَّرَفْ
كأنِّيَ بعدَ فراقٍ له
وقَطْعٍ لأسبابِ تلك الأُلَفْ
أخو سَفَرٍ شاسِعٍ مالهُ
منَ الزّادِ إلاّ بقايا لَطَفْ
وعوّضنى بالرّقادِ السّهادَ
وأبدلني بالضِّياءِ السَّدَفْ
فراقٌ وما بعده ملتقًى
وصدَّ وليس له منعطف
وبعتُك كَرْهاً بسَوْمِ الزَّما
بيعَ الغبينِ فأين الخلفْ ؟
وعاتبتُ فيك صروفَ الزّمانِ
ومن عاتب الدّهرَ لم ينتصفْ
وقد خطف الموتُ كلَّ الرّجالِ
ومثلُكَ مِن بيننا ما خَطَفْ
وما كنتَ إلاّ أبيَّ الجَنانِ
عن الضَّيْمِ مُحتمياً بالأنَفْ
خليّاً من العار صفرَ الإزارِ
مدى الدّهرِ من دنسٍ أو نطفْ
وأذري الدُّموعَ ويا قلَّما(27/454)
يَرُدُّ الفوائتَ دمعٌ ذَرَفْ
ومن أينَ تَرنو إليك العيونُ
وأنت ببوغائها فى سجفْ ؟
فبنْ ما مللتَ وكم بائنٍ
مضَى مُوسعاً مِن قِلى ً أو شَنَفْ
وسَقَّى ضريحَك بينَ القبورِ
من البرِّ ما شئته والّلطفْ
ولا زال من جانبيه النّسيمُ
يعاوده والرّياضُ الأنفْ
وصيَّرك اللهُ من قاطِني الـ
ـجنانِ وسكّانِ تلك الغرفْ
تجاورُ آباءك الطّاهرينِ
ويتَّبعُ السّالفينَ الخَلَفْ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> نظرتُ إليها والرَّقائبُ حولها
نظرتُ إليها والرَّقائبُ حولها
رقم القصيدة : 24403
-----------------------------------
نظرتُ إليها والرَّقائبُ حولها
فأعرضتُ خوفاً من عيون الرّقائبِ
ولم تكُ إلاّ نظرة ً ثمَّ لفتَة ً
كنُغْبَة ِ ظمآنٍ من الطّير لاغبِ
رأى الماءَ لا يستطيع رَيَّا وإنّما
رأى الماءَ والقنّاصَ من كلّ جانبِ
ولي مطلبٌ لكنَّني لا أنالُهُ
وكم عاقتِ الأقدارُ دون المطالبِ
أرى الزَّادَ ممنوعًا وعَذْبًا كأنَّهُ السْـ
ـلافُ ولكنْ لا يَذُلُّ لشاربِ
وكم صدّ مِقْداملً وثَبّطّ ماضياً
على عزمِهِ جهلٌ بما في العواقِبِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يهونُ عندكُمُ أنّي بكُمْ أَرِقُ
يهونُ عندكُمُ أنّي بكُمْ أَرِقُ
رقم القصيدة : 24404
-----------------------------------
يهونُ عندكُمُ أنّي بكُمْ أَرِقُ
وأنّ دمعاً على الخدّين يستبقُ
وأنّ ديناً عليكمْ لا قضاءَ له
وأنّ رهناً عليكمْ تائهٌ غلقُ
وكيف ينفعُنا صدقُ الحديثِ وقد
قبلتمُ قول أقوامٍ وما صدقوا ؟
وهلْ دُنوُّكُمُ مُسْلٍ ونحنُ إذا
كنّا جميعاً بطولِ الصّدِّ نفترقُ ؟
كلُّ المودَّة ِ زورٌ غيرَ وُدِّكُمُ
وكلُّ حبٍّ سوى حبّى لكمْ ملقُ
ياصاحِبّيَّ امتحاني من عيونكما
فإنّ لى مقلة ً إنسانها غرقُ
واستوضحا هل حمولُ الحيِّ زائلة ٌ
والرَّكْبُ عن جَنَباتِ الحيِّ مُنطلقُ
وفى الحدوج " الّتى " خفّ القطينُ بها
ظبى ٌ بما شاءَ من ألبابنا علقُ(27/455)
وددتُ منه وقد حفّ الوشاة ُ " بنا "
أنّا بعلّة ِ قربِ البينِ نعتنقُ
قلْ للذي باتَ مَحروماً يُثبِّطُهُ
عن مطمحِ العزِّ منه الرُّعْبُ والشَّفَقُ
يرعى الهشيمَ ملظّا قعرَ أودية ٍ
غرثى المسالكِ لا ماءٌ ولا ورقُ
إِنِّي علقتُ بفخر الملكِ في زمنٍ
ما كان لى منه فى الأقوامِ معتلقُ
مردِّدٌ كلَّ يومٍ في مواهبِهِ
متوّجٌ منه بالنعماءِ منتطقُ
يا صَفْونا في زمانٍ كلُّهُ كَدَرٌ
وفجرنا فى زمانٍ كلّه غسقُ
" وحاملَ العبءْ كلّتْ دونه مننٌ
وقائدَ الجيشِ ضاقتْ دونَهُ الطُّرُقُ
ورابطَ الجأْشِ والأبطالُ هائبة ُ
والهامُ بين أنابيب القنا فلقُ
فى موقفٍ حرجٍ يلقى السّلاحُ به
والقِرْنُ من ضِيقهِ بالقرنِ معتنقُ
قد كان قبلك قومٌ لا جميلَ لهمْ
كأنَّهمْ من خُمولِ الذِّكرِ ما خُلِقوا
فوتُ الأمانيَ ما شادوا ولا كرموا
نُكْدُ السَّحائبِ ما انهلُّوا ولا بَرِقوا
فما نفقنا عليهم من غباوتِهمْ
وما علينا بشيءٍ منهُمُ نَفقوا
وأين قبلك يا فخرَ الملوك فتًى
مستجمعٌ فيه هذا الخلقُ والخلقُ ؟
ومَنْ إذا دخل الجبّارُ حضرتَهُ
يزداد عزّاً إذا ذَلّتْ له العُنُقُ
وأى ُّ مخترقٍ يضحى وليس به
إلى الفضيلة ِ منك النّصُّ والعنقُ ؟
وأى ُّ مقصًى عن المعروف ليس له
مُصْطَبَحٌ بينَ ماتُولي ومُغْتَبَقُ
شِعْبٌ به لذوي الأنضاء مُرتَبَعٌ
وجانبٌ فيه للمحروم مرتزقُ
مُستَمْطَرُ الجود لا فقرٌ ولا جَهَدٌ
ومستجارٌ فلا خوفٌ ولا فرقُ
ومشهدٌ ليسَ فيه مِن هوى ً جَنَفٌ
ولا يُطاشُ به طيشٌ ولا خُرُقُ
لا يألف الحقدُ مغنًى من مساكنهِ
ولا يُلَبِّثُ في أَبياتِهِ الحَنَقُ
قد قلتُ للقومِ لم يخشوا صريمتهُ
وربَّما خابَ بغياً بعضُ مَن يَثِقُ
حذارِ من غفلاتِ اللّيث يخدرُ فى
رأى العيون وفى تاموره النّزقُ
يغضى كأنّ عليه من كرًى سنة ً
وإنّما حشوه التّسهيدُ والأرقُ
ولا تراه وإنْ طال المطالُ به
إلاّ مكبّاً على الأوصال يعترقُ
أو من ضئيلٍ كجثمانِ الفظيعِ له(27/456)
في كلِّ ما ذَرَّ نجمٌ أوْ هوَى صَعِقُ
أُرَيْقِطٌ غيرَ أرفاغٍ نَجَوْنَ كما
مسّ الفتى من نواحى جلده البهقُ
تراهُ في القيظِ مُلتفّاً بسَخْبَرَة ٍ
كأنّما هو فى تدويره طبقُ
فافخرْ فما الفخرُ إِلاّ ما خُصصتَ به
وفخرُ غيرك مكذوبٌ ومختلقُ
فالمجدُ وقفٌ على دارٍ حللتَ بها
وما عداك فشيءٌ منك مُستَرَقُ
واسعدْ بذا العيد والتّحويلِ إنّهما
توافقا ، والسّعودُ الغرُّ تتّفقُ
عيدانِ؛ هذا به فِطْرُ الصِّيامِ وذا
زارَ البسيطة َ فيه الوابلُ الغَدَقُ
وقتٌ به السَّعدُ مقرونٌ ومُلْتبسٌ
وطالعٌ وَسْطَه التوفيقُ مُرتفِقُ
وليلة ٌ صقلَ التحويلُ صبغتَها
فإنَّما هي للسَّاري بها فَلَقُ
ومَن رأى قبلَ أنْ ضوَّأتَ ظُلمَتَهُ
ليلاً له فى الدّ آدى منظرٌ يققُ ؟
ضاق القريضُ عن استيفاء فضلك يا
ربَّ القريض وعَيَّتْ ألسُنٌ ذُلُقُ
وإنّما نشكر النّعمى وإنْ عظمتْ
فكم أناسٍ بما أولوهُ ما نطقوا
فاسلمْ ودُمْ فزِنادُ الملك وارِية ٌ
وكلُّ مختلفٍ فى الخلقِ متّسقُ
وعشْ كما شئتَ عمراً " ما لنائبة ٍ "
به مجالٌ ولا فيه لها طرقُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> صَدَّتْ وما كان الذي صَدّها
صَدَّتْ وما كان الذي صَدّها
رقم القصيدة : 24405
-----------------------------------
صَدَّتْ وما كان الذي صَدّها
إلاّ طلوعُ الشّعَرِ الأشهبِ
زار وكمْ من زائرٍ للفتى
حلَّ بواديهِ ولم يُطلَبِ
ركبته كُرهاً ومن ذا الذي
أركبه الدَّهرَ فلم يركبِ؟
كأنَّه نارٌ لباغي القِرَى
أضرمَها القومُ على مَرْقَبِ
أو كوكبٌ لاحَ على أُفقِهِ
أو بارقٌ يلمعُ في غَيْهَبِ
لحمي وقد أصبحتُ جارًا له
زادي ودمعي وحدَهُ مشربي
وإننّي فيه ومن أجلِهِ
مُعاقبُ القلبِ ولم يُذنِبِ
وليس لي حظٌّ وإن كنتُ منْ
أهلِ الهوى في قَنَصِ الرّبْرَبِ
وما رأينا قبله زائراً
جاء إلينا ثمّ لم يذهبِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما كانَ عندي والرِّكابُ مُناخة ٌ
ما كانَ عندي والرِّكابُ مُناخة ٌ(27/457)
رقم القصيدة : 24406
-----------------------------------
ما كانَ عندي والرِّكابُ مُناخة ٌ
قبلَ التّفرُّقِ أنني أُستاقُ
إنْ كان يومُ البينِ شتَّتَ شملَنا
فخلاله قبلٌ لنا وعناقُ
لا تطمعوا فى الصّبر منّى بعدكمْ
فلقلّما تتصبّر العشّاقُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> "لاتَلُمني" فليس لي
"لاتَلُمني" فليس لي
رقم القصيدة : 24407
-----------------------------------
"لاتَلُمني" فليس لي
علمُ ما في المغيَّبِ
كيف أدرى وما ذهبْـ
ـتُ من البعدِ مذهبي؟
أنا أعشَى لَدَى المطا
لبِ عن نُجحِ مطلبي
لو علمتُ الذي أعو
دُ به قبلَ مَرْكبي
لم أدعْ من بصيرة ٍ
ضَررًا أنْ تمرَّ بي
ولَكُنتُ الغنِيَّ عنْ
نَدَمٍ أو تَعَقُّبِ
وَلَما كانَ ظافرًا
بيَ يومًا مؤنّبي
لا ولا كانَ للقَذا
ة ِ لِمامٌ بمشربي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لأَنتُمُ آلُ خيرِ النَّاسِ كلِّهِمُ
لأَنتُمُ آلُ خيرِ النَّاسِ كلِّهِمُ
رقم القصيدة : 24408
-----------------------------------
لأَنتُمُ آلُ خيرِ النَّاسِ كلِّهِمُ
المنهلُ العذبُ والمستوردُ الغدقُ
وليس للهِ دينٌ غير حبّكمُ
ولا إليه سواكمْ وحدكمْ طرقُ
وإنْ يكن من رسول الله غيركمُ
سوى الوجود فأنتمْ عنده الحدقُ
رزقتمُ الشّرفَ الأعلى وقومكمُ
فيهمْْ غضابٌ عليكمْ كيف ما رزقوا ؟
وأنتُم في شَديداتِ الورَى عُصُرٌ
وفى سواد الدّياجى أنتمُ الفلقُ
ما للرّسول سوى أولادكمْ ولدٌ
ولا لنَشْرٍ له إلاّ بكمْ عَبَقُ
فأنتمُ فى قلوب النّاس كلّهمُ
السَّمْتَ نقصدُه والحبلَ نَعْتَلِقُ
هل يستوى عند ذى عينٍ ربًى وربًى
أوِ الصّباح على الأوتادِ والغَسَقُ
ودّى عليه مقيمٌ لا براحَ له
منَ الزَّمان ورَهْني عندكم عَلِقُ
وثقتُ منكمْ بأن تستوهبوا زللى
عند الحساب وحسبى منْ به أثقُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> تصدّين عنّي للمشيبِ كأنّما
تصدّين عنّي للمشيبِ كأنّما
رقم القصيدة : 24409(27/458)
-----------------------------------
تصدّين عنّي للمشيبِ كأنّما
صرفتُ شبابي أو دعوتُ مشيبي
وكيف سُلوِّي عن حبيبٍ إذا مضى
فلا متعة ٌ لي بعدهُ بحبيبِ
كأنّي "رَبْعٌ" بعده غيرُ آهلٍ
ووادٍ جفاهُ القطْرُ غيرَ خضيبِ
فلا تندُبي عندي الشّباب فإننّي
بكائي عليهِ وحدَه ونحيبي
العصر العباسي >> البحتري >> نهيتكم عن صالح فأبى بكم
نهيتكم عن صالح فأبى بكم
رقم القصيدة : 2441
-----------------------------------
نَهَيْتُكُمُ عن صالحٍ، فأبَى بِكُمْ
لَجاجُكُمُ إلاّ اغْتِرَاراً بِصَالِحِ
وَحَذّرْتُكُمْ أنْ تَرْكَبُوا الَغيَ سادراً
فَيَطرَحَكُمْ في مُوبِقاتِ المَطارِحِ
وَماذا نَقَمْتُمْ مِنْهُ، لَوْلا اعتِسَافُكمْ
وَتَلْجيجُكُمْ في مُظْلِمِ اللُّجّ طافحِ
نَصِيحُ أمِيرِ المؤمِنِينَ وَسَيْفُهُ،
وَمَا مُضْمِرٌ غِشّاً كآخَرَ ناصِحِ
تُؤيّدُ رُكْنَيْهِ المَوالي، وَيَعْتَزِي
إلى مَذهَبٍ، عندَ الخَليفَةِ، واضِحِ
تَكَشّفَ عَنْ أسْرَارِهِ وَغُيُوبِهِ
تَكَشُّفَ نَجمٍ، في الدُّجُنّةِ، لائِحِ
وَكَانَتْ لَهُمْ مَندوحَةٌ عَنْ عِنَادِهِ،
لَوَ أنّكُمُ اختَرْتُمْ عَفيَّ المَنادِحِ
فَقَدْ ظَهَرَتْ أمْوَالُكُمْ، بَعْدَ سَترِهَا،
وَبَعْدَ تَخَفِّيها، ظُهُورَ الفَضَائِحِ
ذَخَائِرُ ذِيدَ الحَقُّ عَنها، وأُرتجَتْ
عَلَيْهَا مَغَاليقُ الصّدُورِ الشّحائِحِ
بدَفْعٍ عَنِ الحَاجَاتِ، حتّى كأنّما
سُئِلْتُمْ أناسِيَّ الحِداقِ اللّوامحِ
وَبُعْدٍ عَنِ المَعرُوفِ حتّى كأنّكمْ
تَرَوْنَ بهِ سُقْمَ النّفُوسِ الصَّحَائِحِ
ومَنْ غَابَ عَنْ يَوْمِ المَوالي وَيَوْمِكُمْ
فقد غَابَ عَنْ يَوْمٍ عَظِيمِ الجَوائِحِ
غَدا، وَغَدَوْتُمْ، والسُّرَادِقُ مَوْعدٌ
لِخَصْمَينِ: ثَبتٍ عَن قَليلٍ، وطائحِ
فَمَا قَامَ للمِرّيخِ شخص عُطارِدٍ،
ولاَ قُمْتُمُ للقَوْمِ عِنْدَ التّكافُحِ
وَلَمّا التَقَتْ أقْلاَمُكُمْ وَسُيُوفُهُمْ،(27/459)
أبَدّتْ بُغاثَ الطّيْرِ زُرْقُ الجَوَارِحِ
فَلاَ غَرّني مِن بَعْدِكمْ عزُّ كاتبٍ،
إذا هُوَ لمْ يأخُذْ بحُجْرَةِ رَامِحِ
أبَا الفَضْلِ لا تَعدَمْ عُلُوّاً متى اعتَدى
لسانُ عَدُوٍّ أوْ صَغَا قْلبُ كاشِحِ
تَقَطّعَتِ الأسبابُ بالقَوْمِ، وانتَهُوا
إلى حَدَثٍ، مِنْ نَبوَةِ الدّهرِ، فادحِ
فَلَمْ تبقَ إلاّ سَطْوَةٌ مِنْ مُطالِبٍ
بأضْغَانِهِ، أوْ نِعْمَةٌ مِنْ مُسَامِحِ
وَمَنْ نَسِيَ البُقْيَا، فَلَستُ لفَضْلِهَا
بِناسٍ، وَلاَ مِنْ مُرْتَجِيها بِنَازِحِ
إذا أنْتَ لم تَضرِبْ عَن الحِقد لم تَفُزْ
بذِكْرٍ، وَلَمْ تَسْعَدْ بتَقْرِيظِ مادِحِ
وَلَنْ يُرْتَجَى في مالكٍ، غَيرِ مُسجِحٍ،
فَلاحٌ، ولا في قادِرٍ غيرِ صَافِحِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما للخيالِ ببطنِ مَرٍّ يطرقُ
ما للخيالِ ببطنِ مَرٍّ يطرقُ
رقم القصيدة : 24410
-----------------------------------
ما للخيالِ ببطنِ مَرٍّ يطرقُ
أنَّى وليس له هنالك مَطْرَقٌ
زارَ الهجودَ ولم يَنَلْهُ ولا اهتدَى
منّا إليه مسهّدٌ ومؤرّقُ
لو كان حقّاً زارَ في وَضحِ الضُّحى
فالزّورُ وهناً كاذبٌ لا يصدقُ
زرتَ الّذين توهّموها زورة ً
ومضيتَ لمّا خفتَ أن يَتحقَّقوا
وقرُبتَ قُرباً عادَ وهْوَ تَبعُّدٌ
ووصلتَ وصلاً آب وهو تفرّقُ
وخدعتَ إلاّ أنَّ كلَّ خديعة ٍ
رَوَّتْ صَدى كَلِفٍ يُحبُّ ويعشَقُ
ما كانَ عندي والرُّقادُ مجانبٌ
لجفونِ عيني أنَّ طَيْفَكَ يطرُقُ
كيف اهتدى والبعدُ منّا واسعٌ
لرحالنا هذا العَناقُ الضيِّقُ
أم كيف طاف مسلّمٌ بمكلّمٍ ؟
أم كيف عاج على الأسير المطلقُ ؟
ومُجَدَّلٍ بيد الكَلالِ كأنّه
فى الرّى ِّ يصبح بالمدامِ ويغبقُ
أمسى موسّده - وقد سكن الكرى
فى مقلتيه - ساعدٌ أو مرفقُ
وإذا ترفّعت الحدوجُ فقل لما
واراه عنّا الوَشْيُ والإستبرقُ
حتّى متى عطشانكمْ لا يرتوى
من مائكمْ ومريضُكمْ لا يُفرِقُ
لم تَعرفوا شوقاً فلم تأووا لمن(27/460)
يُضحي ويُمسي نحوكم يتشوَّقُ
أقسمتُ بالبيتِ العتيق تزوره
بالشّاحطين من الرّجال الأنيقُ
لمّا أتوهُ خائفين تشبَّثوا
بستارهِ ليُجيرَهمْ وتعلَّقوا
والقومُ في وادي مِنَّى فمجرَّدٌ
أو لابسٌ وملبّدٌ ومحلّقُ
والبدنُ يهرق ثمَّ من أوداجها
مالم يكن لولا العبادة ُ يهرقُ
والموقِفَينِ ومَن تراهُ فيهما
يرنو إلى عفوِ الإله ويرمُقُ
لبسوا الهجير محرّقين جلودهمْ
من خوف نارٍ فى الجحيم تحرّقُ
إنَّ الذينَ أعدُّهمْ من عُنصري
وبهمْ إذا فاخرتُ يوماً أَعلِقُ
لم يخلقِ الرَّحمانُ شِبهاً واحداً
لهمُ ولا هو بعد ذلك يخلقُ
شجعوا فمنسرهمْ يروّع جحفلاً
ووحيدُهمْ يومَ الكريهة ِ فَيْلَقُ
ولهمْ إذا جمدتْ أكفٌّ فى ندًى
أو في وغى ً أيدٍ هناك تَدَفَّقُ
قلْ للذين تَطامحوا أنْ يفخروا
بمفاخرٍ ببنائهمْ لا تَعْلِقُ
غضّوا اللّحاظَ فقد علتْ تلعاتكمْ
فى مفخرٍ منّا الجبالُ الشّهّقُ
وإذا تسابقت الجيادُ إلى مدًى
أو غاية ٍ أخذ الرّهانَ السّبّقُ
ولنا وليس لكم سوى الثّمدِ الذى
لم يروِ ظمآنا، بُحورٌ فُهَّقُ
كم ذا نكصتمْ عن طلابِ فضيلة ٍ
أنا من جوانبها أخُبُّ وأَعنِقُ!
وفررتُمُ ووقفتُ في ملمومة ٍ
فيها القنا بيد الطّعانِ تدقّقُ
وخرستُمُ ونطقتُ في النّادي الذي
يعطى المقادة َ فيه من هو أنطقُ
ورُزقتُ لمّا أن سعيت إلى العُلا
فاسعوا كما أنّى سعيتُ لترزقوا
وفريتُ لمّا أنْ خلقتُ فما لكمْ
والفَرْيُ ناءٍ عنكُمُ أن تخلقوا
والنّاسُ في الدنيا إذا جرَّبتَهمْ
إمّا هباءٌ أو سرابٌ يبرقُ
إمّا صديقٌ كالعدوِّ تقاعداً
عن نصرتى أو فالعدوّ المحنقُ
لا مخبرٌ يرضى القلوبَ ولا لهمْ
مرأى به ترضى النّواظرُ يونقُ
فى كلِّ يومٍ لى ديارُ أخوّة ٍ
تَخلو وشملُ مودَّة ٍ يتفرَّق
والقلبُ منّى بالكروبِ مقلقلٌ
والجلدُ منّى بالنّيوبِ ممزّقُ
وعَرِيتُ من ورقِ الإخاء وطالما
كانت غصونى بالأخوّة ِ تورقُ
فاليوم مالى من خليلٍ أرتضى
منه الإخاءَ ولا صديقٌ يصدقُ(27/461)
أعطاهمُ زمنٌ مضى فتجمّعوا
وابتزّهمْ زمنٌ أتى فتفرّقوا
فلقد قطعتُ العمرَ في قومٍ لهمْ
فى كلّ مكرمة ٍ جبينُ مشرقُ
وعليهمُ من كلِّ مازانَ الفتى
فى العين أو فى القلب منّا رونقُ
ما فيهمُ إلاّ مُحَلّى ً بالعُلا
ومسوّرٌ ومتوّجٌ ومطوّقُ
وتراهمُ سامين فى طرقِ العلا
فإذا رأوْ سبلَ العضيهة أطرقوا
فالآنَ والسَّبعون تعطِفُ صَعْدَتي
وترثُّ منّى ما تشاءُ وتخلقُ
وتألَّقتْ لي لِمَّة ٌ كانَ الهوى
كلُّ الهوى إنْ لم تكنْ تتألَّقٍ
واسودّ منّى كلُّ ماهو أبيضٌ
بالرّغمِ لمّا ابيضّ منّى المفرقُ
طوّحتُ بين معاشرٍ مافيهمُ
خُلُقٌ ولا خَلْقٌ يُحَبُّ ويومَقُ
مِن دونهمْ أبداً لكلِّ فضيلة ٍ
سَتْرٌ وبابٌ للكريمة ِ مُغلقُ
فالظَّنُّ فيهمْ للجميلِ مكذِّبٌ
والظّنّ فيهمْ للقبيح مصدّقُ
فإلامَ يرميني بسهمٍ صائبٍ
مَن ليس لي منهم إليهِ مفوِّقُ
فعلى الذين مضوا وعينى بعدهمْ
تجرى وقلبى نحوهم يتشوّقُ
منّى التحيّة ُ غدوة ً وعشيّة ً
ووكيفُ منخرقِ العَزالي مُغْدَقُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> على كلِّ حالٍ أنتِ قاسية ُ القلبِ
على كلِّ حالٍ أنتِ قاسية ُ القلبِ
رقم القصيدة : 24411
-----------------------------------
على كلِّ حالٍ أنتِ قاسية ُ القلبِ
فلا عَذَلي يُجدي عليّ ولا عَتْبي
ولم أنْسها يومَ الفراقِ ووجهُها
يضيءُ لنا خلفَ البراقع والحُجْبِ
تقولُ: أَلا رفقًا بقلبك في الهوى
فقلتُ: وهل لي يومَ بَيْنِكِ من قلبِ؟
ولولا الهوى ما خار للعَجمِ مَعْجَمي
ولا لانَ يومًا في أناملكم صَعبي
فإن كنتُمُ تعصون أمري تجنِّيًا
فأعْصَى لأمري منكُمُ أبدًا قلبي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> دع الهوى يتبعه الأخرقُ
دع الهوى يتبعه الأخرقُ
رقم القصيدة : 24412
-----------------------------------
دع الهوى يتبعه الأخرقُ
لا صبوة َ اليومَ ولا معشقُ
ولا دموعٌ خَلْفَ مُستوفِزٍ
تجرى ولا قلبٌ له يخفقُ
ولو دَرى أهلُ الهوى بالَّذي(27/462)
جنى الهوى من قبل لم يعشقوا
ياجملُ لا أبصرنى بعدها
أرنوا إليه وجهكِ المشرقُ
لو لم أُعرِّضْ للهوَى مُهجتي
ما كان قلبى بالهوى يسرقُ
لا فرعُكِ الفاحمُ يقتادني
ولا اطّبانى غصنك المورقُ
كنت أسيراً بالهوى عانياً
فالآنَ قلبي من هوى ً مطلقُ
سلوانُ تجتاز به دائباً
روائحُ الحبِّ فلا يعبقُ
فمنْ يكن من حبّكمْ مثرياً
فإنَّني من بينهمْ مُمْلِقُ
لا طرقَ الطّيفُ الذى كان منْ
أكبرِ همِّي أنَّه يطرُقُ
حَدَّثَ قلبي وهْوَ طوعُ الهوَى
محدّثٌ بالّليل لا يصدقُ
وكيفَ لولا أنَّه باطلٌ
يسرى ولا سارتْ به الأينقُ ؟
زار وما زار سوى ذكرهِ
وبيننا داوِيَّة ٌ سَمْلَقُ
غرّاءُ لا يُمسي بأرجائها
إلاّ ظليمٌ خلفه نقنقُ
لولا مَطِيٍّ كسفينٍ بها
لكان من يركبها يفرقُ
من عاذرى من زمنٍ كلّما
طلبتُ منه راحة ً أَخفِقُ
يخصُّ بالضّرَّاءِ أحرارَه
ويرزقُ السّرّاءَ من يرزقُ
صحبته أعوجَ لا ينثنى
ومُعجلاً بالشَّرِّ لا يرفُقُ
طوراً هو الموسعُ أقطاره
وتارة ً أخرى هو الضيّقُ
لو أنّنى أنفقُ عرضى به
كنتُ عليه أبداً أَنفُقُ
عزّ الفتى يكظمُ حاجاتهِ
والنّاسُ مُسْتثرٍ ومسترزقُ
فما يبالى حاقرٌ للمنى
جيدَ اللّوى أم سقى َ الأبرقُ
وكلّما هوّم فى سبسبٍ
وَسَّدَهُ السَّاعدُ والمِرفقُ
عرضٌ جديدٌ لا ينال البلى
منه وثوبٌ مُنهَجٌ مُخلَقُ
وربّما نال الفتى وادعاً
مالم ينله المزعجُ المقلقُ
ودون نيلِ المرءِ أوطاره
فتقٌ على الأيّامِ لا يرتقُ
وكلُّ شىء ٍ راقبا حسنهُ
فهوَ سرابٌ فى الضحى يبرقُ
وحبُّ هذى الدّارِ خوّانة ً
داءٌ دوى ٌّ ماله مفرقُ
أين الألى حلّو قلالَ العلا
فمزّقوا من بعد أن مزّقوا ؟
كأنَّهمْ من بعدِ أن غرَّبوا
لم يطلعوا قط ولم يشرقوا
داسوا بأقدامهمُ شمّخاً
تُرامُ بالأيدي ولا تُلْحَقُ
وكلَّ نجمٍ بالدّجى ساطعٍ
يرميه نحو المغربِ المشرقُ
كأنَّه من قَبَسٍ جُذوَة ً
أو عن لهيبٍ خلفَهُ يُفتَقُ
كم أَوضعوا في طُرُقاتِ العُلا(27/463)
وحلّقوا في العزِّ إذْ حلَّقوا
حتّى إذا حانَ بلوغُ المَدَى
قِيدوا إلى المكروهِ أو سُوِّقوا
طاحوا إلى الموتِ وكم طائحٍ
لم يُغنِ عنه حَذِرٌ مُشفِقُ
نحن أناسٌ لطلابِ العلا
نُخُبُّ في الأيّامِ أو نَعْتِقُ
ما خلق الله لنا مشبهاً
في غابر الدّهرِ ولا يخلُقُ
كم رامَ أن يصعدَ أطوادَنا
بواذخاً قومٌ فلم يرتقوا
أو يَلحقوا ما امتدَّ من شَأْوِنا
في طلبِ العزِّ فلم يَلحقوا
قد قلت للقوم وكم طامعٍ
يُصبِحُ بالباطل أو يغبُقُ
أين من البوغاءِ أسماكنا
ومن ثمادٍ بحرنا المفهقُ ؟
فى الغاب والغابُ مجازٌ لكمْ
ليثٌ بلا عذرِ الكرى يُطرِقُ
في كفِّه مثلُ حِدادِ المُدَى
يفرى بها الجلدَ ولا تخلقُ
يغتال طولَ البعد إرقاله
فمنجدٌ إنْ شاء أو معرقُ
فكم صريعٍ عنده للرّدى
وكم نجيعٍ حوله يُهْرَقُ
كأنّما خيطَ على غَضْبة ٍ
فهْوَ مغيظٌ أبداً مُحنَقُ
خلّوا التي سكّانُها معشرٌ
هُمُ بها من غيرهمْ ألْيَقُ
قناتُهمْ في المجدِ لا تُرتَقَى
وجردهمْ فى الجود لاتسبقُ
قومٌ إذا ما سَنحوا في الوغَى
سالوا دماً أو قدحوا أحرقوا
بكلِّ مشحوذِ الظُّبا أبيضٍ
وأسمرٍ يعلو به أزرقُ
لا باسلٌ يشبهه ناكِلٌ
ولا صميمٌ مثلُه مُلْحَقُ
ولا سواءٌ عند ذي إِرْبَة ٍ
باطنُ رجلِ المرءِ والمَفْرَقُ
وقد زلقتمْ فى مطافٍ له
بابٌ إلى العزّ ولم يزلقوا
وخلتُمُ أنَّ العُلا نُهْزَة ٌ
يعلقها بالكفِّ مَن يَعْلِقُ
حتّى رأيناها بأيديكمُ
تزلُّ أو تزلقُ أو تمرقُ
ودونَكمْ من لؤمِ أفعالكمْ
بابٌ إلى ساحاتها مغلقُ
إنّ أناساً طلبوا حوّماً
وِرْداً شَربنا صفوَه ما سُقوا
ليسوا منَ الفخر ولا عندَهُ
ولا لهمْ في رَبْعِه مَطْرَقُ
إنْ سُئلوا في مَغْرَمٍ بَخَّلوا
أو جُمعوا في معركٍ فُرِّقوا
وليس يجري أبداً في الورَى
إلاّ بما ساءَهُمُ المنطقُ
قل لرواة ِ الشّعر : جوبوا بها
فجّاً من الإحسانِ لا يطرقُ
كأنّها فى ربوة ٍ روضة ٌ
أو من شبابٍ ناعمٍ ريّقُ
صينتْ عن الّلين على أنّها(27/464)
غانٍ بها الإشراقُ والرّونقُ
فكم أناسٍ بقيتْ منهمُ
محاسنُ الشِّعر وما أنْ بقوا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> حَملتُمْ كما شئتمْ على كاهلي الهوى
حَملتُمْ كما شئتمْ على كاهلي الهوى
رقم القصيدة : 24413
-----------------------------------
حَملتُمْ كما شئتمْ على كاهلي الهوى
وأَرشدتُمُ نارَ الغرامِ إلى قلبي
ولمّا دخلتمْ بالهوى في جوانحي
بما جَنَتِ العينانِ لانَ لكُمْ صعبي
فإن لم يكنْ شِعبُ اللّوى ملتقى ً لنا
فلا بارك الرّحمانُ في ذلك الشِّعبِ
وإن لم يكنْ تُربٌ به "مضجعاً" لنا
فلا اجتازتِ الأنواءُ في ذلك التُّربِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> تراءَتْ لنا بالأبرَقَيْنِ بُروقُ
تراءَتْ لنا بالأبرَقَيْنِ بُروقُ
رقم القصيدة : 24414
-----------------------------------
تراءَتْ لنا بالأبرَقَيْنِ بُروقُ
شُروقٌ لأفقٍ غابَ عنه شُروقُ
كأنّ نجومَ الليل درٌّ وبينها
تلألؤُ إيماضِ الوميضِ بروقُ
وما خلتُ إلاّ الورسَ فى الأفقِ إنّه
متى لم يَكُنْهُ الورسُ فُهْوَ خَلوقُ
كأنَّ نجيعاً خالط الجوَّ أو جرتْ
لنا بين أثناء الغمامِ رحيقُ
يلوحُ ويخفَى ثم يَدْنو ويُنتأى
ويوسَعُ من مجراهُ ثمَّ يَضيقُ
فما خفقتْ إلاّ كذاك جوانحٌ
ولا نبضتْ إِلاّ كذاك عروقُ
وشَوَّقني إِيماضُه نحو أوجهٍ
لهنَّ سناءٌ والمشوقُ مَشوقُ
ودونَ اللِّوى ظبْيٌ له كلُّ ماهوَى
علوقٌ بحبّاتِ القلوب لصوقُ
له حكمُهُ منِّي ومن دونَ عَطفهِ
على َّ غزير اللّجّتين عميقُ
وأولَعُ بالبُقيا عليهِ ومالَهُ
إلى جانبِ البُقيا عليَّ طريقُ
وما وعدهُ إلاّ اختلاجة ُ خلّبٍ
وإلاّ سرابٌ بالفلاة ِ خفوقُ
فمن لستُ مَودوداً إليه أودُّه
ومن ليس مشتاقاً إليَّ يشوقُ
وإنّى على من لا هوادة عنده
ولا شفقٌ منه على َّ شفيقُ
فيا داءَ قلبى ما أراك تغبّنى
ويا سكرَ قلبى ما أراك تفيقُ !
بنفسى َ من ودّعته يومَ ضارجٍ
وجَفنيَ من فيضِ الدّموع غريقُ
وكلّفنى من ثقلِ يومِ وداعهِ(27/465)
بلابلَ لا يسطيعهنَّ مطيقُ
يغلنَ اعتزامَ المرءِ وهو مصمّمٌ
ويهدمنَ ركن الصّبر وهو وثيقُ
وليلة َ بِتْنا وهْو حانٍ على الهوى
بعيدُ النَّوى شَحْطَ الأذاة سَحيقُ
وقد ضلَّ فيه الكاشحون وقطّعتْ
عوائقُ كانت قبل ذاك ثعوقُ
ونحن كما شاء العدوّ فإنّه
شَجٍ بالذي نَهْوى وشاءَ صديقُ
فعرفُ الوصالِ يومَ ذاك منشّرٌ
وعذبُ المنى صرفٌ هناك مذوقُ
فلم تك إلاّ عفّة ٌ ونزاهة ٌ
وإلاّ اشتكاءٌ للغرامِ رقيقُ
وإلاّ انتجاءٌ بالهوَى وتحدُّثٌ
صقيلُ حواشي الطُّرَتينِ أنيقُ
عليه من الجادى ّ فغمة ُ نشرة ٍ
وفيه ذكيُّ المَنْدَليِّ سَحيقُ
فما زال منّا ظامئُ الحبِّ ناقعاً
إلى أن تبدَّتْ للصَّباحِ فُتوقُ
وأقبل موشى َّ القميص إذا بدا
وكلُّ أسيرٍ بالظّلام طليقُ
يقوّض أطنابَ الدّياجى كأنّما
ترحّل من بعض الدّيار فريقُ
فما هو إلاّ قرحة ٌ لدجنّة ٍ
وإلاّ فرأسٌ للظّلامِ حليقُ
وشُرِّد بالبطحاءِ حتى كأنَّه
بكارُ فلاة ٍ راعهنَّ فنيقُ
فإن لم يكن ثغرُ الدّجى متبسّماً
فسيفك يا أفقَ الصّباحِ ذلوقُ
وإن لم يكن هذا الصّباح بعينه
فجانبُ شرق الرّكب فيه حريقُ
فلم يبقَ للسّارى سرًى فى لبانة ٍ
ولا لطروقٍ للرّحالِ طروقُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> بني الحفيظة هل للمجد من طلبٍ
بني الحفيظة هل للمجد من طلبٍ
رقم القصيدة : 24415
-----------------------------------
بني الحفيظة هل للمجد من طلبٍ
ليس الطِّعانُ له من أنجحِ السَّببِ؟
هزّوا إلى الحمد عِطْفي كلِّ سَلْهَبَة ٍ
تُبذُّ كلَّ سِراعِ الخيل بالخَبَبِ
أُحبُّ كلَّ قليلِ الرَّيثِ في وطنٍ
مقسّمَ الفكر بين الكور والقَتَبِ
إمَّا على صَهَواتِ الخيلِ موطِنُهُ
أو دارُهُ في ظهور الأينُقِ النُّجُبِ
إنّي، وأصدَقُ قولٍ ما نطقتُ بهِ
أَرعَى منَ الوُدِّ ما أرعَى منَ النَّسَبِ
ما عاقَني الحلمُ عن باغٍ عَنِفْتُ به
ولا نسيتُ الرضا في موطن الغَضبِ
ولا خلطتُ بيأسٍ عن غِنًى طعمًا(27/466)
ولا مزجتُ عُقارَ الجِّدِ باللّعِبِ
ألستُ إنْ عدّ هذا الخلقُ خيرَهُمُ
لم يبرحوا بين جَدٍ ولي وبين أبِ؟
ما للنجومِ الّتي بانتْ تُطالعنا
من كلّ عالٍ "علا" كلَّ الورى حَسبي
فقل لمن ضلّ مغروراً يفاخرني
ومالَه مثلُ عُجمي لا ولا عَرَبي
أليسَ بينَ نبيٍّ مُرسَلٍ خُتِمَتْ
بهِ النبيّون أوْ صهرٍ له نسبي؟
بني المخَّلف ما استَمْتُمْ مراتبنا
حتَّى صَفحنا لكمْ عن تلكُمُ الرُّتَبِ
ألِفْتُمُ الحلمَ منّا ثُمَّ طابَ لكُمْ
لمّا اشرأبَّتْ إليكم أنفُسُ الغضَبِ
لولا دفاعيَ عنكمْ يومَ أمْطَرَكمْ
نَوْءُ السِّماكينِ أَشْفَيتمْ على العَطَبِ
كم عندكمْ وبأيديكُمْ لنا سَلَبٌ
لكنّه لو علمتمْ ليس كالسَّلَبِ
ملأتُمونا عقوقاً ثُمّ نحن لكمْ
طولَ الزّمانِ مكانَ الوالِد الحَدِبِ
عَمَرْتُ ظاهركمْ جُهدي فكيف بما
أعيا عليَّ لكْ من باطنٍ خَرِبِ؟
وكمْ رضيتُ ولكنْ زِدتُكمْ سَخَطًا
وليسَ بعدَ الرِّضا شيءٌ سِوى الغَضَبِ
وما تأمّلتُ ما بيني وبينُكمُ
إلاّ رجعتُ كظيظَ الصَّدرِ بالعجَبِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> شاقك البرقُ اليما
شاقك البرقُ اليما
رقم القصيدة : 24416
-----------------------------------
شاقك البرقُ اليما
نى ّ دجًى فيما يشوقُ
صبغَ الأفْقَ فقلنا
عَنْدَمٌ ذا أم خَلوقُ
أم غدا كاليَمَنِ اليو
مَ به هذا العقيقُ
وشككنا وهو بالأفـ
ـقِ عَلوقٌ وشَروقٌ
هل أُطيرَ اللّيلُ حتى
حان للشّمسِ شروقُ ؟
أم بطاحُ الشَّجَرِ الغَرْ
بى ِّ فى الدّوِّ حريقُ ؟
والمطايا كالحَنايا
غالها البعدُ السّحيقُ
وجَليدُ الرَّكبِ يوماً
ثملٌ لا يستفيقُ
مَن رآهُ قال: هذا
قد سرَتْ فيه الرَّحيقُ
وعلى العبسِ وركبُ الـ
ـعيسِ فى البيد طريقُ
شاحطُ القطرين ناءٍ
غائرُ اللُّجِّ عميقُ
والفتى من ركب الهو
لَ ولم يدرِ الرّفيقُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما ارتبْتُ منكمْ على مرِّ الزمانِ فلِمْ
ما ارتبْتُ منكمْ على مرِّ الزمانِ فلِمْ(27/467)
رقم القصيدة : 24417
-----------------------------------
ما ارتبْتُ منكمْ على مرِّ الزمانِ فلِمْ
ملأتُمُ اليومَ أضلاعي من الرِّيَبِ
وقد صَدقتُكُمُ حتَّى رأيتُ لكمْ
وما كذبتُكمُ حظَّاً من الكَذبِ
ما خيرَ لي في اختياري وُدِكمْ وَزَرٌ
آوي إليه ولا أنجحتُ في الطّلبِ
وكنت منكمْ قريباً قبل غدركمُ
فصرتُ أبْعَدَ من جِدَّ إلى اللَّعِبِ
فلا تُدِلّوا بإثراءٍ أتيحَ لكمْ
لا خيرَ بعدَ افتقارِ العِرْضِ بالنَّشَبِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> " حللتَ " بنا والّليل مرخٍ سدوله
" حللتَ " بنا والّليل مرخٍ سدوله
رقم القصيدة : 24418
-----------------------------------
" حللتَ " بنا والّليل مرخٍ سدوله
" فألاّ " وضوءُ الصّبحِ للعين مشرقُ ؟
وزِدْتَ مِطالاً عن لقاءِ مُصَحَّحٍ
وأوْسَعَنا منك اللِّقاءُ المُزَوَّقُ
فأحببْ به من طارقٍ بعد هدأة ٍ
على نشوة ِ الأحلامِ لو كان يصدقُ
ولمّا تفرَّقْنا ولم يكُ بيننا
هنالك لولا النَّومُ إلاّ التفرُّقُ
تطايرَ وصلٌ غرّنا فكأنه
رداءٌ سحيقٌ أو ملاءٌ مشبرقُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يقولونَ لي لمْ أنتَ للشَّيبِ كارهٌ
يقولونَ لي لمْ أنتَ للشَّيبِ كارهٌ
رقم القصيدة : 24419
-----------------------------------
يقولونَ لي لمْ أنتَ للشَّيبِ كارهٌ
فقلتُ: طريقُ الموتِ عندَ مشيبي
قربتُ الرّدى لما تجلَّلَ مَفرِقي
وكنتُ بعيدًا منه غيرَ قريبِ
وكنتُ رطيبَ الغصنِ قبل حلولِهِ
وغُصنِيَ لمّا شبتُ غيرَ رطيبِ
ولم يكُ إلاّ عن مشيبِ ذوائبي
جفاءُ خليلٍ وازورارُ حبيبِ
وما كنتُ ذا عيبٍ وقد صرتُ بعدَهُ
تُخَطُّ بأيدي الغانياتِ عُيوبي
فليس بكائي للشبابِ وإنّما
بكائي على عُمْرٍ مضى ونحيبي
العصر العباسي >> البحتري >> أضحت بمرو الشاهجان منادحي
أضحت بمرو الشاهجان منادحي
رقم القصيدة : 2442
-----------------------------------
أضْحَتْ بمَرْوِ الشّاهِجانِ مَنَادِحي،(27/468)
وَلأهْلِ مَرْوِ الشّاهِجَانِ مَدائحي
وَصَلُوا جَنَاحِي بالنّوَالِ، وَأمّنُوا،
مِن خَوْفِ أحداثِ الزّمانِ، جَوَانحي
كَمْ مِنْ يَدٍ بَيْضَاءَ أشكُرُ غِبّهَا
مِنهُمْ، وَفيهِمْ مِنْ أخٍ لي صَالحِ
فَالله جَارُ أبي عَليٍّ إنّهُ
أُنْسُ الصّديقِ، وَغَيظُ صَدرِ الكاشحِ
شَيخُ الأمانَةِ وَالدّيَانَةِ مُوجِفٌ
في مَذهَبٍ أَمَمٍ وَحِلمٍ رَاجحِ
ذو عُرْوَةٍ، في الأعجمَينَ، وَثيقَةٍ،
وَأرُومَةٍ مَرءومَةٍ في وَاشِحِ
نَفْسِي فِداءُ خَلائِقٍ لَكَ حُرّةٍ،
وَزِنَادِ مَجدٍ، في يَمينِكَ، قَادِحِ
إنّي أقُولُ، وَمَا قُولُ مُعَرِّضاً،
في ذِكْرِ مَكْرمَةٍ، بعَبْثَةِ مازِحِ
ماذا تَرَى في مُدمَجٍ عَبلِ الشّوَى،
مِنْ نَسلِ أعوَجَ كالشّهابِ اللاّئحِ
لا تربه الجذع الذي يعتاقه
وهن الكلال وليس كل القارح
عُنُقٌ كَقائِمَةِ القَليبِ، تَعَطّفَتْ
أوَداً، وَرَأسٌ مثلُ قَعوِ المَاتِحِ
يَخْتَالُ في شِيَةٍ، يَمُوجُ ضِياؤها،
مَوْجَ القَتيرِ على الكَميّ الرّامِحِ
لَوْ يَكْرَعُ الظّمآنُ فيه، لمْ يُمِلْ
طَرْفاً إلى عَذْبِ الزُّلالِ السّائحِ
أهْدَيْتَهُ لتَرُوحَ أبْيَضَ، وَاضِحاً
منهُ عَلى جَذْلانَ أبْيَضَ، وَاضِحِ
فَتَكُونَ أوّلَ سُنّةٍ مَأثُورَةٍ،
أنْ يَقْبَلَ المَمْدُوحُ رِفْدَ المَادِحِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألَمَّ خيالٌ من أُمَيْمَة َ طارقُ
ألَمَّ خيالٌ من أُمَيْمَة َ طارقُ
رقم القصيدة : 24420
-----------------------------------
ألَمَّ خيالٌ من أُمَيْمَة َ طارقُ
ومن دونِ مَسراه اللّوى والأبارِقُ
ألمَّ بنا لم ندرِ كيفَ لِمامُهُ
وقد " طالما " عاقته عنّا العوائقُ
فللهِ ما أولى الكرى فى دجنّة ٍ
جفتها الدّرارى " طلّعٌ وبوارقُ "
نَعِمْنا به حتى كأنَّ لقاءَنا
وما هو إلاّ غاية ُ الزُّورِ صادقُ
" فما زارنى " فى اللّيل إلا وصبحنا
تُسَلُّ علينا منه بِيضٌ ذَوالِقُ
فكيف ارتضيتَ اللّيلَ والليلُ مُلْبِسٌ(27/469)
تضلُّ به عنّا وعنك الحقائقُ ؟
تُخيِّلُ لي قُرْباً وأنتَ بنجوة ٍ
" وتوهمنى " وصلاً وأنت المفارقُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> فديتُهُ من زائرٍ زارني
فديتُهُ من زائرٍ زارني
رقم القصيدة : 24421
-----------------------------------
فديتُهُ من زائرٍ زارني
واللَّيلُ مُسْوَدُّ الجلابيبِ
زار وفيهِ كلَّ ما "ينبغي"
في النّاس من حُسنٍ ومن طيبِ
ولم يَضِرْها أنّها زَورَة ٌ
لعازبِ الآراءِ مكذوبِ
باطلة ٌ رَوَّتْ لنا غُلَّة ً
والحقُّ لم يَأْتِ بمطلوبِ
لولا الكَرى ما جادَ لي بالمنى
معشّقٌ يعشقُ تعذيبي
وكيف لا أهوى لذيذَ الكرى
محبَّبًا جاء بمحبوبِ؟
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لا تحذِر البيضَ الصَّوارمَ والقَنا
لا تحذِر البيضَ الصَّوارمَ والقَنا
رقم القصيدة : 24422
-----------------------------------
لا تحذِر البيضَ الصَّوارمَ والقَنا
واحذرْ بجُهدك ما يقولُ المنطقُ
يبقى الكلامُ وكلُّ كَلْمٍ مؤلمٍ
يمحوه ليلٌ أو نهارٌ مشرقُ
والقولُ إمّا كان فى عرضِِ الفتى
كذباً فكم كذبَ الرّجالُ وصُدِّقوا
قلْ للّذي جمعَ التِّلادَ وعندَه
أنّ التّلادَ ثنيّة ٌ لا تطرقُ
إنّ الحمامَ لما نظمتَ مشتّتٌ
ولما جمعتَ مبدّدٌ ومفرّقُ
والمالُ بعد الموتِ من خزّانهِ
شلوٌ على أيدى الرّجالِ يمزّقُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> نَبَتْ عينا أُمامة َ عن مَشيبي
نَبَتْ عينا أُمامة َ عن مَشيبي
رقم القصيدة : 24423
-----------------------------------
نَبَتْ عينا أُمامة َ عن مَشيبي
وعدّتْ شيبَ رأسي من ذنوبي
وقالتْ لو سترتَ الشيبَ عنّي
فكمْ أخفَى التّستُّرُ من عيوبِ
فقلتُ لها أُجِلُّ صريح وِدِّي
وإخلاصي عن الشَّعرِ الخصيبِ
وما لَكِ يا أُمامُ مع اللّيالي
إذا طاولْنَ بُدٌّ مِنْ مَشيبِ؟
وما تدليسُ شَيبِ الرأسِ إلاّ
كتدليسِ الوِدادِ على الحبيبِ
فلا تلْحَيْ عليهِ فذاكَ داءٌ
عَياءٌ ضلَّ عن حيلِ الطبيبِ(27/470)
وإنَّ بَعيدَ شيبكِ وهو آتٍ
نظيرُ بياضِ مفرقِي القريبِ
فإنْ تأبَيْ فقومي ميِّزي لي
نصيبَكِ فيهِ "يوماً" من نصيبي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أمرُّ على الأجداثِ كلّ ليلة ٍ
أمرُّ على الأجداثِ كلّ ليلة ٍ
رقم القصيدة : 24424
-----------------------------------
أمرُّ على الأجداثِ كلّ ليلة ٍ
وقلبي بمن فيها رهينٌ معلَّقُ
وأقريهمُ منِّي السَّلامَ وبينَنَا
رتاجٌ ومسدولٌ من الترب مطبقُ
ولو أنّنى أنصفتُ منْ فى ترابها
لما رحتُ عنه مُطلقاً وهو مُوثَقُ
وأنَّ له منِّي قليلاً جوانحٌ
خَفَقْنَ وعينٌ بالدُّموع تَرَقْرَقُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أضَنُّ بنفسي عن هوى البيضِ كلَّما
أضَنُّ بنفسي عن هوى البيضِ كلَّما
رقم القصيدة : 24425
-----------------------------------
أضَنُّ بنفسي عن هوى البيضِ كلَّما
تيقَّنتُ أنَّ الحبَّ ذلٌّ لصاحِبهْ
ولا خُدِعتْ عيني بضوءِ وميضِهِ
ولا مُطِرَتْ أرضي بماءِ سحائِبِهْ
وسَيرِيَ في كُورِ المَطيَّة ِ مُوجِفًا
على شاحطِ الأقطارِ هافٍ براكبهْ
أقَرُّ لعيني من عناقِ مُهَفْهَفٍ
أَبيتُ سوادَ اللَّيل بينَ ترائِبِهْ
ولمّا سقاني الدَّهرُ صِرْفلً صروفَهُ
كرَعتُ شراباً لا يَلَذُّ لشاربِهْ
فلا تَطلبا عندي النَّجاة َ فإنَّني
أروحُ وأغدو في إسارِ عجائِبِهْ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أقِلْنيَ ربِّي بالّذين اصطفيتَهُمْ
أقِلْنيَ ربِّي بالّذين اصطفيتَهُمْ
رقم القصيدة : 24426
-----------------------------------
أقِلْنيَ ربِّي بالّذين اصطفيتَهُمْ
وقلتَ " لنا " : هم خيرُ منْ أنا خالقُ
وإنْ كنتُ قد قصّرتُ سعياً إلى التّقى
فإنّى بهمْ " إنْ " شئتَ عندك لاحقُ
هُمُ أنقذوا لمّا فَزِعتُ إليهمُ
وقد صَمَّمتْ نحوي النُّيوبُ العوارقُ
وهمْ"جذبوا" "ضبعى " إليهمْ من الأذى
وقد طرقتْ بابي الخطوبُ الطّوارقُ
ولولاهمُ "مانلتُ" فى الدّينِ "حظوة ً "(27/471)
ولا اتَّسَعَتْ فيه عليَّ المضائقُ
ولا سيَّرتْ فضلي إليها مغاربٌ
ولا طيّرتهُ بينهنّ مشارقُ
ولا صَيَّرتْ قلبي منَ النّاسِ كلِّهم
لها وَطَناً تأوي إليهِ الحقائقُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لا تَقْربنَّ عَضيهَة ً
لا تَقْربنَّ عَضيهَة ً
رقم القصيدة : 24427
-----------------------------------
لا تَقْربنَّ عَضيهَة ً
إنَّ العضائِهَ مُخزياتُ
يا ضَيعة ً للمرءِ تَدْ
فالصّالحاتُ الباقياتُ
في هذه الدنيا ومنْ
فِيها لنا أبداً عِظاتُ
إمَّا صروفٌ مُقْبلا
تٌ أو صروفٌ مُدبِراتٌ
وحوادثُ الأيامِ فيـ
ـنا آخذاتٌ مُعطِياتُ
والذُلُّ موتٌ للفتى
والعزُّ في الدنيا الحياة ُ
والذُخْرُ في الدارينِ إمّـ
ما طاعة ٌ أو مَأْثُراتُ
يا ضيعة ً للمرءِ تدعو
عُوهُ إلى الهُلْكِ الدُّعاة ُ
تغترُّه حتّى يَزو
رَ شِعابَهنَّ الطَّيِّباتُ
عِبَرٌ تَمَرُّ وما لها
منّا عيونٌ مُبصراتُ
أين الأُلى كانوا بأيـ
ـدينا حصولاً ثم ماتوا؟
من كلِّ مَنْ كانتْ له
ثمراتُ دجلة َ، والفُراتُ
ما قيلَ: نالوا فوقَ ما
يهوون حتى قيل فاتوا
لم يُغنِ عنهمْ حينَ هَمْـ
مَ بهمْ حِمامُهُمُ الحُماة ُ
كلاّ ولا بيضٌ وسُمـ
ـرٌ عارياتٌ مُشرَعاتُ
نطقوا زمانًا ثمَّ ليـ
ـنة ِ والظُّبا لمّا اسْتَماتوا
وكأنّهمْ بقبورهمْ
سَبَتوا وما بِهمُ سُباتُ
من بعد أنْ ركبوا قرا
سُرُرٍ وجُردٍ هُمْ رُفاتُ
سَلموا على صُلحِ الأسِنْـ
ونَجَوا من الغمّاءِ لمّـ
ما قيلَ: ليس لهمْ نجاة ُ
في موقفٍ فيهِ الصَّوا
رمُ والذَّوابلُ والكُمَاة ُ
وأَنامَهُمْ من حيثُ لم
يخشَوا لحَيْنِهُمُ المماتُ
وطَوَتْهُمُ طيَّ البُرو
دِ لهمْ قبورٌ مُظلماتُ
فهُمُ بها مثلُ الهشيـ
ـمِ تعيثُ فيه العاصفاتُ
شُعْثٌ وسائدهُمْ بها
من غيرِ تكرمة ٍ عَلاة ُ
قُلْ للذينَ لهمْ إلى الدْ
ـدنيا دواعٍ مُسمعاتُ
وكأنهمْ لم يسمعوا
ماذا تقولُ النّاعياتُ
أو ما تقولُ لهمْ إذا اجـ
ـتازوا الدِّيارُ الخالياتُ؟(27/472)
فالضّاحكاتُ وقد نعمـ
نَ بهنَّ هنَّ الباكياتُ
حتى متى وإلى متى
تأوي عيونَكمُ السِّناتُ؟
كم ذا تعرِّجُ عنكمُ
نِ الصائباتُ المُعمياتُ
نُ لكمْ قلوبٌ مصغياتُ؟
أو عيونٌ عاشياتُ
عُجْ بالدِّيارِ فنادِها:
أينَ الجبالُ الرّاسياتُ؟
أينَ العُطاة ُ على المكا
رِمِ للعواذِلُ والأباة ُ
تجري المنايا مِنْ روا
جِبِهِمْ جميعًا والصِّلاتُ
وإذا لقوا يومَ الوغى
أقرانَهُمْ كانتْ هَناة ُ
والدّهرُ طوعَ يمنِهِمْ
وهُمُ على الدُّنيا الوُلاة ُ
أعطاهُمُ متبرعاً
ثمّ استردّ فقال: هاتوا
كانتْ جميعًا ثمَّ مزْ
فأكفُّهمْ من بعد أنْ
سُلِبوا المواهبَ مُقفِراتُ
وسيوفهمْ ورماحهمْ
منبوذة ٌ والضّامراتُ
أمِنوا الصباحَ ومالهمْ
عِلْمٌ بما يجْني المماتُ
ورماهُمُ فأصابهمْ
داءٌ تعزّ له الرُّقاة ُ
وسِهامُ أقواسِ المنو
مات النّدى من بيننا
بمماتِهمْ والمَكرُماتُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أفى كلّ يومٍ لى حميمٌ أفارقهْ
أفى كلّ يومٍ لى حميمٌ أفارقهْ
رقم القصيدة : 24428
-----------------------------------
أفى كلّ يومٍ لى حميمٌ أفارقهْ
وخِلٌّ نآني ما نَبَتْ بي خَلائِقُهْ
ومضطجعٌ فى ريبِ دهرٍ مسلّطٍ
تُطالعني في كلِّ فجِّ طوارقُهْ
وملتفتٌ فى إثرِ ماضٍ مغرّبٍ
تراماهُ أجراعُ الرَّدَى وأَبارقُهْ
فثلمٌ على ثلمٍ ورزءٌ مضاعفٌ
على فتقِ رُزْءٍ ضلَّ بالدَّهرِ راتقُهْ
مصائبُ لو أُنزِلْنَ بالشَّمسِ لم تُنِرْ
وبالبدر لم تمددْ بليلٍ سرادقهْ
فمُعْتَبَطٌ خُولِسْتُهُ ومؤجَّلٌ
تلبَّثَ حتّى خِلْتني لا أُفارقُهْ
تجافى الرّدى عنه فلمّا أمنتهُ
سقانى َ فيه مرَّ ما أنا ذائقهْ
فسُرَّ به قلبي فغالَ مسَرَّتِي
زمانٌ ظلومٌ للسُّرورِ يسارقُهْ
أرى يومه يومى وأشعرُ فقده
بأنِّي وإنْ طالَ التلَوُّمُ لاحقُهْ
وكم صاحبٍ علّقتهُ فتقطّعتْ
بأيدي المنايا من يديَّ علائقُهْ
وكيف صفاءُ العيش للمرء بعد ما
تغيّبَ عنه رهطهُ وأصادقهْ ؟
فللهِ أعوادٌ حَمَلْنَ عشيَّة ً(27/473)
خبِيئة َ بيتٍ لا يَرى السَّوءَ طارقُهْ
على الكرمِ الفضفاضِ لطّتْ ستورهُ
وبالبرِّ والمعروفِ سدّتْ مخارقهْ
وليس به إلاّ العفافُ وما انطوتْ
على غيرِ ما يُرضي الإلهَ نمارِقُهْ
قيامُ سوادِ اللَّيل يَنْدَى ظلامُهُ
وصومُ بياضِ اليومِ تُحمَى ودائِقُهْ
فتدنى كما شاءتْ وما شئتُ أنّها
فدتنى ولا كان الذى حمَّ سابقهْ
ولو أنّنى أنصفتها من رعايتى
وقابلته رزاءًا بما هو لائقهْ
لأكرعتُ نفسي بعدها مَكرعَ الرَّدى
تُصابحُه حزناً لها وتغابقُهْ
سقى جدثاً - أصبحت فيه - مجلجلٌ
رواعدهُ ما تنجلى وبوارقهْ
يطيحُ الصّدا الدّفّاعُ منه وترتوى
مغاربُهُ من فيضهِ ومشارقُهْ
لئن غبتِ عن عينى فربّ مغيّبٍ
يروحُ وأبصارُ القلوبِ روامقُهْ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قلْ للَّذين إذا دعوْا
قلْ للَّذين إذا دعوْا
رقم القصيدة : 24429
-----------------------------------
قلْ للَّذين إذا دعوْا
يومًا إلى شَطَطٍ: أبَيتُ
وإذا أمرتُهُمُ كأنّـ
ـي إذ أمرتُهُمُ نَهيبُ
لكمُ الوِهلدُ وليسَ ليَ
إلاّ مع العَيّوقِ بيتُ
كم ذا ضَللتُمْ في طريـ
ـقٍ للمكارمِ واهتديتُ؟
ولكمْ كفيتُكُمُ المُلِـ
ـمَّ وليس كافٍ إذ "ونيتُ"
ولكمْ جنيتمْ فافتديـ
ـتُ وما فديتُمْ لو جنيتُ
رُمِ ما ملكتُ وما حَويتُ
ني يومَ مَسْغبة ً قَرَيتُ
وأبَحْتُمُ حَرَمًا لكمْ
لو كانَ يُحمى بيَ حميتُ
ـتُ وما أتيتمْ ما أتيتُ
وتجنبوا معيَ الدّها
ءَ؛ فلو دَهيتُكُمُ دَهَيْتُ
قُوموا أروني منكُمُ
بعضَ الجميلِ، فقد أريتُ
وفعلتُ ضدَّ فِعالكمْ
لما غدرتمْ بي وفيتُ
لا تهدموا ما قد بنا
هُ لمْ كرامٌ وابتنيتُ
إنّي فعولٌ إذ أقو
لُ وإنْ خلقتُ فقد فريتُ
يدعو إلى سَعَة ٍ عصيتُ
وإذا جَزيتُ على القبيـ
ـحِ بمثلِهِ فقد اعتديتُ
وإذا حويتُ فللتكرّ
مٍ ما مللتُ وما حويتُ
ما سرَّني أنِّي خرقْ
تُ إهابَ جسمي واشتفيتُ
خُذْها، فلولا أنّها
كانت على عَجَلٍ مضيتُ
وإذا اختصَرْتُ فإنَّني(27/474)
"روّيت" جهدي أو غَطَيْتُ
وإذا سترتُ فمن يقدّ
رُ أنّي أهلي عنيتُ
العصر العباسي >> البحتري >> أبلغ أبا صالح إما مررت به
أبلغ أبا صالح إما مررت به
رقم القصيدة : 2443
-----------------------------------
أبْلِغْ أبا صَالِحٍ، إمّا مَرَرْتَ بهِ،
رِسَالَةً مِنْ قَتيلِ المَاءِ وَالرّاحِ
ألآنَ أقْصَرْتَ إقْصَاراً مَلَكْتَ بهِ
مَقَادَتي، وَأطَعْتَ الله وَاللاّحي
أشكُو إلَيكَ، وَما الشّكوَى بمُجدِيةٍ،
خَطْبَينِ قَدْ طَوّلا حُزْني وَإبرَاحي
مِنْ نَوْبَةٍ وَاخْتِلالٍ بِتُّ بَيْنَهُما،
فَلا يكُنْ لَكَ إمْسائي وَإصْباحي
بَني قُشَيرٍ! ألا سَقْياً لمُضْطَهَدٍ؛
بَني قُشَيرٍ ألا سَقْياً لمُلْتَاحِ
عندي لكُمْ نِعمَةٌ، بالأمسِ، وَاحدةٌ،
لا خَيرَ في غُرّةٍ مِنْ غَيرِ أوْضَاحِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا جنّبا قلبى الأذى لا يطيقهُ
ألا جنّبا قلبى الأذى لا يطيقهُ
رقم القصيدة : 24430
-----------------------------------
ألا جنّبا قلبى الأذى لا يطيقهُ
وقولوا له إذ ضلَّ: أينَ طريقُهُ
فما الشَّوقُ والأشجانُ إلاّ صَبوحُهُ
وما الهمُّ والأحزانُ إلا غبوقهُ
فإنْ أنتما لم تُسعداهُ بعبرة ٍ
فلا تنكرا إن سحّ بالدّمعِ موقهُ
طوَى الموتُ أهلي بعدَ طيِّ أصادِقي
ولمّا يقمْ من بانَ عنه صديقهُ
فثكلٌ على ثكلٍ ورزءٌ يسوقهُ
إلى الكبدِ الحرّى عليه سؤوقهُ
وما المرءُ إِلاّ عُرضة ٌ لمصيبة ٍ
فطَوْراً بَنُوهُ ثمَّ طَوراً شَقيقُهُ
وما الدّهرُ إلاّ ترحة ٌ بعد فرحة ٍ
فلا كانَ منه بِرُّهُ وعقوقُهُ
أتانى من الطّرّاقِ ما يقرحُ الحشا
وكم طارقٍ لى لا يودُّ طروقهُ
وقالوا : معزُّ الدّينِ تاه به الرّدى
وسُدَّ به في وَسْطِ قاعٍ خُروقُهُ
فألهبَ خوفاً ليس يخبو حريقهُ
وأعقبَ سكراً ليس يَصْحو مُفيقُهُ
وذال ذهابٌ ليس يدنو إيابهُ
ووشكُ غروبٍ ليس يرجى شروقهُ
كأنِّي وقد فارقتُهُ شِعْبُ منزلٍ
تحمّل عنه راغمين فريقهُ(27/475)
وإلاّ فصديانٌ على ظهر قفرة ٍ
وما ماؤه إلاّ السّرابُ وريقهُ
فليس الذي تجري به العينُ ماؤها
ولكنَّه ماءُ الحياة ِ أُريقُهُ
فمنْ لسرير الملك يركبُ متنَهُ
فيعلو به إشرافهُ وسموقهُ ؟
ومَنْ لصفيحِ الهند يُنْثَرُ حولَه
فديغُ رءوسٍ فى الوغى وفليقهُ ؟
ومَنْ للقنا تحمرُّ منه ترائبُ
كأنَّ خَلوقَ المعرساتِ خَلوقُهُ
ومَنْ للجيادِ الضُّمَّرِ القُودِ قادَها
إلى موقفٍ ؛ دحضُ المقامِ زليقهُ ؟
ومَنْ يحملِ العِبْءَ الرَّزينَ تكرُّماً
إذا كلَّ عن حملِ الثّقيلِ مطيقهُ ؟
ومَنْ لثغور الملكِ يرتُقُ فتقَها
إذا التاث ثَغْرٌ أو تراءَتْ فتوقُهُ
فتى ً كان رنَّاتِ السُّيوفِ سَماعُهُ
وفيضَ نجيعِ الذَّابلاتِ رحيقُهُ
ولم تُلفِهِ إِلاّ وفوقَ فَقارِهِ
جليلُ الذى يقتادنا ودقيقهُ
وقد علم الأملاك أنك فتهم
وإلا فقل من ذا الذي لا تفوته؟
فإن نزلوا فى الفجر هضباً رفيعة ً
فمنزلك الأعلى من الفخرِ نيقهُ
وأنّك من قومٍ كفى الخطبَ بأسهمْ
وقامتْ بهمْ في مُعظم الأمرِ سُوقُهُ
إذا ما جرى منهم كريمٌ إلى ندًى
مصى لم يعقهُ دونه ما يعوقهُ
وفيهمْ شعابُ الملك تجرى وعندهمْ
إذا وشجتْ أغصانهُ وعروقهُ
وإن تنكص الأقدامُ جنباً فما لهمْ
إلى المجد إلاّ شدّهُ وعنيقهُ
قضى اللهُ لى من بعدك الحزنَ والأسى
وليسَ بمردودٍ قضاءٌ يسوقُهُ
وما كنتُ أخشى أنْ تبيتَ وبيننا
بعيدُ المدى شَحْطُ المزارِ سحيقُهُ
وأنِّيَ موفورٌ وأنتَ مُحَمَّلٌ
بثِقْلِ الثَّرى ما لا أراك تُطيقُهُ
يُفِيقُ الرّجالُ الشّاربونَ منَ الكَرى
وسكرك من خمرِ الرَّدَى لا تُفيقُهُ
ولِمْ لا أقيكَ السُّوءَ يوماً وطالما
وقيتَ من الأمر الذّعاف مذوقهُ
ولمّا عرانى ما عرانى َ والتوى
عليَّ أخٌ فيما عرا وشقيقُهُ
تشمّرتَ لى حتّى أضاء ظلامهُ
وطاوع عاصيه وأرحبَ ضيقهُ
فإنْ تمضِ فالأنواءُ تمضى وإنْ تغبْ
فقد غابَ عنّا من زمانٍ أنيقُهُ
وإن تَعْرَ منّا اليومَ فالغصنُ يُغتَدَى(27/476)
وريقاً زماناً ثمّ يعرى وريقهُ
فما لفؤادى بعد يومك بهجة ٌ
ولا شاقَ قلبي بعده ما يشوقُهُ
ولا لسلوٍّ خطرة ٌ فى جوانحى
ولا لجفوني طعمُ نومٍ أذوقُهُ
سلامٌ على قبرٍ حَلَلْتَ ترابَه
وهبَّ عليه من نسيمٍ رقيقُهُ
ومن حوله وشى ُ الرّياض منشّرٌ
وفيه من المسك الذّكى ّ فتيقهُ
فإنْ ضاقت الأرضُ الفضا بعد فقده
فقد وسِعَتْه تربة ٌ لا تضيقُهُ
مَررنا عليه منشئينَ لقبرهِ
غمامَ دموعٍ والحنينُ يسوقُهُ
ومن قلّة ِ الإنصافِ عيشى َ بعده
وفى الكفّ منّى لو أردتُ لحوقهُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أدلّتْ بحسنٍ خُوّلتْ ولو أنّها
أدلّتْ بحسنٍ خُوّلتْ ولو أنّها
رقم القصيدة : 24431
-----------------------------------
أدلّتْ بحسنٍ خُوّلتْ ولو أنّها
أدّلتْ بإحسانٍ إلينا عذرتُها
وقد رُزقتْ مني مودة َ مهجتي
ولكنني منها الغَداة َ حُرِمتُها
وقطَّعتِ الأسبابَ بَيني وبَينها
ولو كنتُ خِلْواً من هواها قطعتُها
ولمّا رأتْ ثِقلَ العتابِ تجرَّمتْ
عليّ ذنوباً عندها ما عَلَمْتُها
تعاقبُ منْ لم يُجرها في ضميرِهِ
ولو أنَّها مرَّتْ عليَّ غفرتُها
وملّتْ وما طالَ التزاورُ بينا
ولو أنني طاولتُها ما مَلِلْتُها
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قرّبا منّى َ القلاصَ العتاقا
قرّبا منّى َ القلاصَ العتاقا
رقم القصيدة : 24432
-----------------------------------
قرّبا منّى َ القلاصَ العتاقا
وخذاها رحلة ً وفراقا
ودعا عنّى أنّى حليمٌ
ربّ أمرٍ ضقتُ عنه وضاقا
عصفتْ بى عنكما عاصفاتٌ
ويقيمُ المرءُ فيما أطاقا
لستُ أرضَى منكما برفيقٍ
حسبُ نفسي قد سئمتُ الرِّفاقا
موثقاً كنتُ حياءً وحلماً
فاتركانى قد قطعتُ الوثاقا
لا سقى اللهُ شعابَ خلافٍ
لم أُصِبْ قطُّ بهنَّ وِفاقا
وإذا البرقُ حداهُ ركامٌ
فحماهُ اللهٌ تلك البراقا
ليس قلبي يا خليليَّ مِنِّي
إن " نزا " شوقاً إليها وتافا
غيرَ هذا الحى ّ علّق ودّى
وسواه هاج قلبى وشاقا(27/477)
كلَّ يومٍ فى صفاتى ثلومٌ
سوفَ تقيكَ ردى ً أن تُذاقا
واعتراقُ النّحضِ من عارقيهِ
جعلَ العرقَ سريعاً عراقا
أعِراقٌ أنتَ فيه أميمٌ
فاتَّخذْ غيرَ العراقِ عِراقا
إنّ بالزّوراءِ دارَ أناسٍ
أُنْشَقُ الشّرَّ بها وأُساقى
سجنونا بينهمْ ثمّ نادوا :
لا تروموا من يدينا أباقا
عجّل الله فراقى َ قوماً
تركوني لا أَذمُّ الفراقا
أنا فى كلّ وقاحِ المحيّا
لايريكَ الوُدَّ إلاّ نِفاقا
إنْ كبا عن تَلْعَة ٍ للمخازي
نزعَ العِرقُ به فتَراقى
معشرٌ إنْ خبروا فغصونٌ
حَسُنَتْ مرأى ً ومَرَّتْ مَذاقا
كلّما زِدتُهُمُ من جميلٍ
زدتُهمْ مَقْلِيَة ٌ وشِقاقا
وإذا عاتبتهمْ أوسعونى
كلماتٍ أوسعوها اختلاقا
نَتَلاقى وسقامُ قلوبٍ
لا نداويه بأنْ نتلاقى
أمِنَ الأشجانِ كنتُ خَلِيّاً
حين حادي الذَّوْدِ زَمَّ وساقا
قاد قلبى منهمُ أحوذى ٌّ
رشَّحوهُ ليقودَ النِّياقا
قلْ لمنْ عانقني ثمَّ ولَّى
سوفَ أحيا لا ألذُّ العِناقا
عَجِبَ الرَّكبُ ضُحى ً يوم بانوا
كيف لم " نزدْ " هوًى واشتياقا
ثمّ قالوا: نحن نعتدُّ عذراً
إِنْ تفرَّقْنا وعشتَ فَواقا
قد أفاقَ الواجدون وملُّوا
والذي يَهواكُمُ ما أفاقا
ليسَ عندي لسواكمْ خَلاقٌ
فاجعلوا عندكمْ لى خلاقا
نحنُ قومٌ في ذُرا باسقاتٍ
ضربَ العزُّ عليها رِواقا
نقتنى إمّا رماحاً طوالاً
للأعادي أو سُيوفاً رقاقا
في خيامٍ للقِرى ماثلاتٍ
ر طتْ أطنابهنَّ العتاقا
وإذا ما جُلْتَ حول فِناءٍ
فاق مَنْ نُؤْويه منّا ففاقا
لم تجدْ إلاّ مجرّاً لرمحٍ
أو نَجيعاً من عدوٍّ مُراقا
ونمتنا من قريشٍ بدورٌ
طالعاتٌ لا تُخافُ مُحاقا
لبسوا المجد فإمّا رداءً
سَحبوا هُدّابَهُ أو نِطاقا
" قد خلونا " بعدكمُ بالمعالى
نَتعاطاها كؤوساً دِهاقا
لم يَعُقْنا عن بلوغ الأماني
فى المعالى ما ثناكمْ وعاقا
عجَّ هذا الدّهرُ ياقومُ منَّي
كعجيجِ الفحلِ أمَّ الخِفاقا
كلمّا ثبطنى عن مرامٍ
زادني ضِنّاً به واعتلافا
إنَّ للدُّنيا حِبالَ غرورٍ(27/478)
فاخترقها تنجُ منها اختراقا
من أراد العزَّ فيها مقيماً
فلْيُبِتْها كلَّ يومٍ طلاقا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قالتْ: ضَنَنْتَ علينا بالدُّموعِ وقد
قالتْ: ضَنَنْتَ علينا بالدُّموعِ وقد
رقم القصيدة : 24433
-----------------------------------
قالتْ: ضَنَنْتَ علينا بالدُّموعِ وقد
سرنا ودمعُك منهلٌّ إذا شيتا
فقلتُ: لم تدرِ عَيني بالفراقِ فلَمْ
تمطرْ عليه لأنّي كنتُ مبهوتاً
ما ضرَّ مَن نعتُهُ بالحسنِ مُشتهرٌ
لو كانَ بالحسنِ والإحسانِ مَنْعوتا؟
والزَّادُ منكِ فإنْ لم تبذُلي سَرَفًا
فقد رضيتُ إذا لم تُسرفي القوتا
فقد بتتِ فلا بذلٌ ولا عِدَة ٌ
حبلاً لوصلِكِ لي ما كان مبتوتاً
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لمنْ ضَرَمٌ أعلى اليَفاعِ تَعلّقا
لمنْ ضَرَمٌ أعلى اليَفاعِ تَعلّقا
رقم القصيدة : 24434
-----------------------------------
لمنْ ضَرَمٌ أعلى اليَفاعِ تَعلّقا
تألّقَ حتّى لم يجد متألّقا ؟
إخالُ بِه يَخفَى ويبدو مكانَهُ
وينأى ويدنو فى دجى اللّيلِ أولقا
كأنّ شموساً طالعاتٍ خلاله
وإلاّ وَرِيساً من مُلاءٍ تمزَّقا
ذكرتُ به عَصراً تصرَّم طيِّباً
وعيشاً سرقناهُ بوَجْرَة َ مُشرِقا
وريّانَ من خمرِ الكرى طولَ ليلِهِ
يهونُ عليه أنْ أبِيتَ مُؤرَّقا
ويحرمُنا منه النَّوالَ تجنُّباً
ويُعرِضُ عنّا بالوصال تَعشّقا
وشنباءَ تستدعى العزوفَ إلى الصّبا
فيعلقها السّالى الذّى ما تعلّقا
تضنُّ على الظّامى إليها بريقها
وإنْ هي سَقَّتْهُ الأراكَ المُخَلَّقا
ولمّا التقينا للوداعِ رقتْ لها
دموعٌ ودمعي يومَ ذلك مارَقَا
ولمّا مررنا بالظِّباءِ عشيّة ً
علونَ النّقا وهناً بأوفى من النّقا
سفرن فأبدلن الدّياجى َ بالضّحى
وأجريْنَ من تلك العشيَّات رَوْنقا
فمسنَ غصوناً واطّلعن أهلّة ً
وفحنَ عبيراً أو سلافاً معتّقا
وعيَّرْنَني شَيباً سيُكسَيْنَ مِثلَهُ
ومن ضلَّ عن أيدي الرَّدى شابَ مَفْرَقا(27/479)
وهل تاركٌ للمرء يوماً شبابه
صباحٌ وإمساءٌ ومنأى ً ومُلْتَقى
فقلْ للعدا: كَمْ ذا الطَّماحُ إلى الذي
عَلا قبلكمْ نحوَ السّماءِ مُحلِّقا
أراحَكُمُ ذاك الذي ليَ مُتعِبٌ
ونوّمكمْ ذاك الذى لى َ أرّقا
ولستمْ سواءٌ وامرؤٌ فى ملمّة ٍ
خَمدتُمْ بها خوفَ الحِذارِ وأَشْرقا
ولم يقرها إلاّ الصّفيحَ مثلّماً
وإلا الوَشيجَ بالطِّعانِ مُدَقّقا
وشهّاقة ً ترنو نجيعاً كأنّما
خرقتَ " به " نوءَ الحيا فتخرّقا
فتحتُ لهمْ قعراً عميقاً كأنّنى
فتحتُ بها باباً إلى الموتِ مغلقا
تحكّكتمُ منه بصلِّ تنوفة ٍ
ثَوى لا يذوقُ الماءَ فيمنْ تذوَّقا
يَرُمُّ وما إرْمامُهُ لمخافة ٍ
ويُخشَى الرَّدى ممَّنْ أرمَّ وأطْرَقا
يمجُّ سماماً من فروجِ نيوبهِ
متى مارقاها القومُ صمّتْ عن الرّقى
وبحرُ النّدى يَمُّ الرَّدى لمُرِيغِهِ
إِذا صابَ أغنى أو إذا صَبَّ أَغرقا
وليثاً تَرى في كلِّ يومٍ بجنبهِ
لصرعاه أعضاداً قطعن وأسؤقا
شديدَ القُوى إنْ غالبَ القِرْنَ غالَهُ
وإنْ طلب الأمر الذى فات ألحقا
وإن هاجه يوماً كمى ٌّ رأيتهُ
مكبّاً على أوصالهِ متعرّقا
ففخراً بنى فهرٍ بأنّى َ منكمُ
إذا عيق عن عليائها من تعوّقا
تطولون بى قوماً كما طلتُ معشراً
بكمْ سابقاً فى حلبة ِ المجدِ سبّقا
وكنتُ لكمْ يومَ التَّخاصُمِ مَنطقاً
فَصيحاً وفي يوم التَّجالُدِ مَرْفِقا
ولمّا ادّعيتمْ أنّكمْ سادة ُ الورى
وألصقتمُ بالمجد كنتُ المصدّقا
ولم تُخفقوا لمّا طلبتمْ نَجابتي
وكم طالبٍ هذى النّجابة َ أخفقا
وما كان ثوبُ الرّوعِ يوماً عليكمُ
وفى كفّى َ العضبُ اليمانى ُّ ضيّقا
خُذوا الفخرَ موفوراً صحيحاً أديمُهُ
وخَلّوا لمن شاءَ الفخارَ المُشَبْرَقا
ولمّا بنيتُمْ ذُرْوَة َ المجد والنَّدى
هزأتمْ بقومٍ يبتنون الخورنقا
وحَرَّقتُمُ بالطَّعنِ ناراً غزيرَة ً
فأنسيتُمُ مَن كان يُدعَى المحرِّقا
وحلَّقتُمُ في شامخاتٍ منَ العُلا
فأخزيتمُ من كان يدعى المحلّقا(27/480)
وودّ رجالٌ أنّنى لم أفتهمُ
تماماً وأفضالاً ومجداً ومُرتَقى
وأَنِّيَ ما حُزتُ الفخارَ مُغرِّباً
كما حزتُهُ دونَ الأنامِ مشرِّقاً
وأنِّيَ ما أنصبتُ في طُرقِ العُلا
قلوباً وأجساماً وخيلاً وأينُقا
فلا تغضبوا من سابقٍ بلغ المدا
ولوموا الذى لم يعطَ سبقاً فيسبقا
ولم أرَ من بعد الكمال بناظرى
من النّاسِ إلاّ مغضباً بى َ محنقا
وماذا على الرّاقى إلى قللِ الذرا
ذُر المجدِبَلْ مَن لم ينَلْها ولا ارتَقى
فكم أنامزجٌ كلَّ يومٍ قصيدة ً
ومُهدٍ إِلى راوٍ كلاماً مُنَمَّقا
وليس بشافٍ داءَ قلبيَ مِقْوَلي
وإنْ كانَ مرهوبَ الشّباة ِ مُذَلَّقا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أجرِ المدامعَ كيف شيتا
أجرِ المدامعَ كيف شيتا
رقم القصيدة : 24435
-----------------------------------
أجرِ المدامعَ كيف شيتا
فلقد دُهيتُ بما دُهيتا
وإذا رُميتَ فإنّما
لم تُرْمَ وحدَكَ إذْ رُمِيتا
وقذى العيونِ يجولُ في
كلِّ النَّواظِر إنْ قُذيِتا
ومتى عَرِيتُ من التَجَلْـ
ـلُدِ عندَ حادثة ٍ عَرِيتا
منْ ذا المعينُ على مُصا
بٍ فادحٍ هجمَ البيوتا؟
ما كانَ شملي بعدَهُ
إلاّ الصّديعَ بهِ الشّتيتا
تأبى أضالِعيَ المقيـ
ـلَ وجَفْنُ عينيَّ المَبيتا
يا مجدَ دينِ الله والـ
قَرْمَ الَّذي فاتَ النُّعوتا
خلِّ التفجّعَ جانباً
وتسلَّ عنهُ بما حُبيتا
ودعِ الشجا عَمْداً لِما
أولى الإمامُ وإنْ شُجيتا
ولئنْ سخطتَ فلم تزلْ
نعماؤهُ حتّى رضيتا
وسقاكَ مِن إفضالِهِ
وجماله حتى رَويتا
ونهاكَ عن جزعٍ فلا
تجزعْ فدعْهُ كما نُهِيتا
وإذا نُكبتَ فلا تشـ
ـكَ فطالما دهرًا وُقيتا
ومتى شكوتَ فإنَّما
تعطى الذي يهوى الشّموتا
وإذا قُريتَ أسًى فقِدْ
ماً بالمسرة ِ "قُريتا"
واصبرْ فإنْ شقْتْ عليـ
ـكَ فإنْ صبرتَ فما رُزيتا
وانظر مَنِ المفريكَ والـ
فاري أديمِكَ إذْ فُريتا
وأُتيتَ لكنْ "قلْ" لنا
مِن أيِّ ناحية ٍ أُتيتا؟
وعلى فراقِ حبائبٍ
وأقاربٍ منّا غُذِيتا(27/481)
لولا اليقينُ بأَنّك ال
فَخْمُ الدَّسِيعة ِ ما احْتُبِيتا
لله مفتقدٌ إذا
نُشرتْ محاسنُهُ عُنيتا
هو أوّلٌ وتلَوْتَهُ
في الباذخاتِ كما تُليتا
وإذا علوتَ به على
قمم الأنامِ فما عُليتا
وإذا تشابهت الرّجا
ل عُلاً ومأثُرَة ً وَصيتا
لم يُدعَ تفضيلاً له
من بينهمْ حتى دُعيتا
كَلْمٌ وأنتَ إساؤهُ
لما مضَى عنَّا بَقيتا
وكأنّهُ سَقيا لهُ
ما ماتَ لمّا أنْ حَيِيتا
"لم يعدُني" بلْ خصّني
خَطْبٌ به فينا عُريتا
وإذا عُرفتُ بِشركتي
لكُمُ فنُطقًا أو سُكوتا
وإذا علمتُ بما أرد
تَ له البيانَ فقد كُفيتا
وهو الزّمانُ فميتٌ
ما كانَ يخشى أَنْ يموتا
ومزوَّدٌ طولَ البقا
ءِ وما يُرجِّي أنْ يَبيتا
فمتى رُفِعْتَ به هَبَطْ
تَ وإن يئِسْتَ فَقد رُجيتا
يا راحلاً لو كانَ يُف
دَى من ردًى أحدٌ فُدِيتا
خَلَّي الدّيارَ لأهلِها
وثَوَي البَسابِسَ والمُروتا
أعزِزْ عليَّ بأنْ أرا
كَ وكنتَ ذا لَسْنٍ صموتا
تَزْوى الوجوهُ عنِ الّذي
أمسيتَ فيهِ وما قُليتا
وتُرَدُّ عن واديك أعْـ
ـناقُ المطّي وما اجتُويتا
لم تُنعَ إلاّ بهجتي
ومسَرَّتي لمّا نُعيتا
قد كنت تشفي إنْ دُويتَ
وقد دَويتَ فما شُفيتا
وإذا تبقَّتْ مأثُرا
تُك في الزَّمانِ فما فَنِيتا
لا غُيِّرتْ منك المحا
سِنُ في الترابِ ولا بُليتا
ولئنْ مُحيتَ عن العيو
نِ فعنْ قلوبٍ ما مُحيتا
وإذا سَقى اللهُ القبو
رَ فمنْ مَراحِمِهِ سُقيتا
وإذا هُجرنَ فلا هُجِرْ
تَ مدَى الزَّمان ولا جُفيتا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما قرّبوا إلاّ لبينٍ نوقا
ما قرّبوا إلاّ لبينٍ نوقا
رقم القصيدة : 24436
-----------------------------------
ما قرّبوا إلاّ لبينٍ نوقا
فاحبسْ دموعاً قد أصبنَ طريقاً
رحلوا فليس ترى على آثارهمْ
إلاّ دموعاً ذُرَّقاً وغَريقا
وأسيرَ شجوٍ لا يطيق فراقهمْ
يبكى وقد شحطَ الخليطُ طليقا
طرقَ الخيالُ ولم يكن قبل النّوى
هذا الخيالُ لنا هناك طَروقا
لم أدرِ ماهو غيرَ أنَّ طُروقَه(27/482)
أغرى بشائقة ِ القلوبِ مشوقا
ياضَرَّة َ القَمَرينِ لِمْ ذوَّقْتِني
مالم يكن لولا هواكِ مذوقا ؟
لو كنتِ ريحاً كنتِ نشرَ لطيمة ٍ
أو كنتِ وقتاً كنتِ منه شُروقا
وعجبتُ من قلبٍ يودُّك بعدَما
أضرمتِ بالهجرانِ فيه حريقا
إنْ كنتِ آمنة َ الفراق فإنّنى
مازلتُ من يومِ الفراقِ فروقا
رحنا نعلّلُ بالوداعِ مطيقة ً
ما لم أكن للثِّقْلِ منه مُطيقا
ورأيتُ مدمَعها يجودُ بلؤلؤٍ
فيعود من ورد الخدود عقيقا
ذهب الشّبابُ وكم مضى من فائتٍ
لانستطيعُ له الغداة َ لُحوقا
ما كان إلاّ العيشَ قضّى َ فانقضى
بالرّغمِ أو ماء الحياة ِ أريقا
فلو أنّنى خيّرتُ يوماً خلّتى
ما كنتُ إلاّ للشّباب صديقا
ولقد ذكرتُ على تقادُمِ عهدهِ
عيشاً لنا بالأنعمين أنيقا
وإذا تراءتنى عيونُ ظبائهمْ
كنتُ الفتى المرموقَ والموموقا
ومرشَّفِ الشّفتين زارَ مُخاطراً
حتّى سَقاني من يديهِ الرِّيقا
ما إِنْ يُبالي مَن تذوَّقَ عَذْبَهُ
وهَوَ المُنى أَنْ لا يذوقَ رحيقا
ومرنّحين من الكلالِ كأنّهمْ
كرعوا سلافَ البابلى ّ عتيقا
ركبوا قلائصَ كالنَّعائمِ خرَّقَتْ
عنها الظّلامَ بوخدها تخريقا
يَقْطعنَ أجوازَ الفَلا كمعابِلٍ
يمرُقَنْ عن جَفْنِ القِسيِّ مروقا
حتّى بدا وَضَحٌ كُغُرّة ِ شادِخٍ
أو بارقٌ يحدو إليك بروقا
فكأنَّه للمبصرينَ ذُبالة ً
علقتْ ببادرة ِ الزّنادِ علوقا
ولقد فخرتُ بمعشرٍ لمّا اعتلوا
لم يرتضوا النّسرين والعيّوقا
مَلكوا الفخارَ فما تَرى مِن بعدِهمْ
إلاّ افتخاراً منهمُ مسروقا
النَّاحرينَ إذا الرِّياحُ تناوحَتْ
للنّازلين فنيقة ً وفنيقا
أكل الضّيوفُ لحومها ولطالما
أكل السّرى دمكاً بها وعنيقا
والمسبلين على الصّديق مبرّة ً
والمُمْطرين على العدوِّ عُقوقا
والمحرجين فضاءَ من ناواهمُ
والمرحِبين على الوليِّ مَضيقا
وإذا جَرَوْا طَلَقاً إلى شأْوِ العُلا
تركوا سَبوقَ معاشرٍ مَسبوقا
قومٌ إذا شهدوا الوغى ملأوا الوغى
بالضَّربِ هاماً للكُماة ِ فَليقا(27/483)
وإذا سرحتَ الطّرفَ لم ترَ فيهمُ
إلاّ نَجيعاً بالطِّعانِ دَفيقا
ومتى دعوتَهُمُ ليومِ عظيمة ٍ
جاءوا صباحاً مشرقاً وشروقا
تركوا المعاذرَ للجبانِ وحلَّقوا
في شامِ عالي الرَّجا تَحْليقا
وإذا الكرامُ لدى فخارٍ خصّلوا
كانوا كرامَ ثرًى وكانوا النّيقا
من كلِّ أبلجَ كالهلال تخاله
عَضْباً صقيلَ الطُّرَّتين ذَلوقا
قد قلتُ للمولّعين ببأسهمْ
والفاتقين إلى البوارِ فتوقا :
إيّاكمُ أنْ تركبوا من سخطهمْ
بحراً غزيرَ الّلجّتين عميقا
وأنا الذى ما زلتُ من جنفِ الرّدى
ركناً لأبناءِ الحذار وثيقا
أقرى الذى ذادوه عن باب القرى
وأعيدُ محرومَ الغِنى مَرزوقا
والضَّربُ يهتكُ جانباً متستِّراً
والطّعنُ يفتقُ جانباً مرتوقا
واليومُ ليس ترى به متحكّماً
إلا حديدَ الشَّفرَتينِ رقيقا
يفرى الترائبَ والطّلى وكأنه
لَطَخَ الكميَّ بما أسال خَلوقا
وعصائبٌ دبّوا إلى خططِ العلا
فرأوا مجازَ اللَّهْدِ آنَ خَليقا
وتقوّضوا من غير أن يتلوّموا
مثلَ الغمامِ إذا أصاب خريقا
للمجدِ أجلابٌ وليس نراكمُ
أبداً لأجلابِ الأماجد سُوقا
لا مدَّ فيه لكمْ فكيف أراكمُ
- كَذِبَ المُنى - أن تأخذوهُ وُسُوقا
خَلُّوا الفخارَ لمعشرٍ مافيهمُ
إلا الذي اتَّخذَ الحسامَ رَفيقا
وإذا مضى قُدُماً يُريغُ عظيمة ً
لم تلقَهُ عمّا يرومُ مَعوقا
مُستَشهِدٌ أبداً لنَجْدة بأسهِ
ثَلْمَ الحُسامِ وعاملاً مَدقوقا
وجَماجماً يهبطْنَ عن نثرِ الظُّبا
خللَ العَجاجِ وأذرُعاً أو سُوقا
وله إذا جمدَ الكرامُ عنِ النَّدَى
مالٌ يهانُ ندّى وعرضٌ يوقى
منْ منصفى ِ من حكم أعوجَ جائرٍ
أَعْيَتْ نعوتُ خصاله المنطيقا
أعلاَ السّفيه وحطَّ أهلَ رزانة ٍ
فكأَنه جعلَ اللِّبابة َ مُوقا
ما ضرَّ مَنْ صحَّتْ عهودُ حِفاظِهِ
أنْ كان بعضُ قميصِه مَخْروقا
فدعِ أمرأً طلبَ الغِنى بمذلَّة ٍ
سلبَ الرّشادَ وخولس التّوفيقا
جمعَ النُّضارَ إلى النُّضارِ ولم يخفْ
من دهرهِ التَّمزيقَ والتّفريقا(27/484)
أين الألى طلعوا النّجادَ مهابة ً
وتسنَّموا فلكَ النّجومِ سُموقا
الرّافعين مع السّماءِ رءوسهمْ
والضاربين إلى البحور عُروقا
بادوا كما اقترحَ الحِمامُ ومزَّقَتْ
أيدى البلى أشلاءهمْ تمزيقا
فهُمُ بأجداثِ القبورِ كأنَّهمْ
كلأٌ هَشيماً بالرِّياح سَحيقا
فمتى أردتَ العزَّ فاجعلْ رسله
إمّا سيوفاً أو رماحاً روقا
وابسطْ إلى الإِعطاءِ راحة َ واهبٍ
لا يعرف التّقتيرَ والتّرنيقا
واتركْ لمن طلبَ الغِنى دنياهُمُ
وحطامها وأجاجها المطروقا
وكن الذى ترك السؤال لأهلهِ
وأقامَ من سُكرِ الطِّلابِ مُفيقا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لا تَفْخرَنْ إلاّ بنفْـ
لا تَفْخرَنْ إلاّ بنفْـ
رقم القصيدة : 24437
-----------------------------------
لا تَفْخرَنْ إلاّ بنفْـ
ـسِك يومَ فخرٍ إنْ فَخَرْتا
ودعِ الأأصولَ فإنما
هي فضلة ٌ لكَ إنْ نُسِبتا
ماذا يضرُّك أو يعرُّ
رُكَ إنْ خبُثْنَ لهمْ وطِبْتا؟
كلاّ وليس بنافعٍ
إنْ هنَّ طِبْنَ إذا خَبُثتا
ومتى عزمتَ على مُوا
قَعِة ِ القبيحِ فقد فَعَلْتا
فأخوك مَن هوَ في يميـ
لكَ لم يُصبْكَ إذا صَبرتا
واخبرْ ولا تصحبْ من الـ
ـإخوانِ إلاّ مَنْ خَبَرْتا
فأخوكَ من هو في يمينـ
ـنِكَ إنْ قَصَدْتَ وإنْ قُصِدْتا
ويَسُرُّه إنْ دبَّ مكـ
ـروهٌ إِليهِ إذا سَلِمْتا
وهو المصابُ إذا تَعدّ
دَتْهُ الخطوبُ إذا أُصِبْتا
وإذا أصابَ الدّهرُ غـ
ـرَكَ بالسَّهامِ فقد وُعِظْتا
وإذا أمنتَ وأنتَ في
طُرُقِ الحِمامِ فما أمنتا
وإذا حبوتَ بكلِّ ما
فوقَ السَّدادِ فما بَخِلتا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أروني أمرأً من قبضة ِ الدَّهرِ مارقا
أروني أمرأً من قبضة ِ الدَّهرِ مارقا
رقم القصيدة : 24438
-----------------------------------
أروني أمرأً من قبضة ِ الدَّهرِ مارقا
ومَن ليسَ يوماً للمنيَّة ِ ذائقا
هو الموتُ ركّاضٌ إلى كلِّ مُهجة ٍ
يُكِلُّ مطايانا ويُعْيي السَّوابقا(27/485)
فإنْ هو ولَّى هارِباً فهْوَ فائتٌ
وإنْ كان يوماً طالباً كان لاحقا
فكم ذا تغول النّائباتُ نفوسنا
وتستلبُ الأهلينَ ثمَّ الأصادقا
وكم ذا نعير المطمعات عيوننا
وندنى إلى ريح الغرورِ المناشقا
ولعشق فى دار الفناءِ مواطناً
يعرّين منّا لم يكنّ معاشقا
ونشتاقُ إمّا قالياً أو مُقاطعاً
فيا شائقاً لى ما أضرّك شائقاً !
ولو أنّنى وفّيت حقَّ تجاربى
قطعتُ منَ الدَّهرِ العَثورِ العلائقا
نطاح إلى الأجداثِ فى كلّ ليلة ٍ
ونوسدُ فى فقرِ التّراب المرافقا
فيا خبراً أذرى العيونَ جوامداً
وأبقى القلوبَ السّاكناتِ خوافقا
أتانى طروقاً وهو غيرُ محبّبٍ
وكم جاءَ ما لا تَشْتهي النّفسُ طارقا
وددتُ وداداً أنّه غير صادقٍ
وكم قاتلٍ ما كنتُ أهواه صادقا
أصابكَ من شهمِ الرَّدى ما أصابني
وكان لجلدي قبلَ جلدِكَ خارقا
ولو أنّنى حمّلتُ ثقلك كلّه
حملتُ عَلوقاً بالذي كنتُ عالقا
فإنْ يكُ غصنٌ من غصونك ذاوياً
فقد أبقت الأيّامُ أصلك باسقا
وإن يكُ نجمٌ غار بعد طلوعه
فقد ملأتْ منك الشُّموسُ المشارقا
أزال الرّدى منّا على الرّغم تلعة ً
وأبقى لنا منك الجبالَ الشّواهقا
وما ضرَّ والسِّربالُ باقٍ على الفتى
إذا شعّثتْ منه الّليالى البنائقا ؟
وفيكَ وفي صِنْوٍ له عِوضٌ به
إذا نحن أنصفنا الخطوبَ الطّوارقا
وساء به من سرّنا بمكانه
وأفناه من أعطاه بالأمس رازقا
حرمناهُ حظّاً بعد أنْ أخذتْ لنا
على حظّنا منك الّليالى المواثقا
وما كنتُ أخشى أنْ يسدَّ به الرّدى
فُروجَ الليالي دونَنا والمخارقا
وأنْ يحجبَ الصُّفّاحُ بيني وبينَهُ
ويودعَه وسْطَ العَراءِ الشَّقائقا
فيا أيّها ذا العادلُ " المقرمُ " الذى
رضيناه خلقاً كاملاً وخلائقا
تعزَّ عن الماضى ردًى بثوابه
وكن بالذى يجزى على الصّبرِ واثقا
فليس لمخلوقٍ وإن عضّه الرّدى
فضاق ذراعاً أنْ يعارض خالقا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> سقى اللهُ يومًا نلتُ فيه على المُنَى(27/486)
سقى اللهُ يومًا نلتُ فيه على المُنَى
رقم القصيدة : 24439
-----------------------------------
سقى اللهُ يومًا نلتُ فيه على المُنَى
وكنتُ عليها الدّهرَ أُسبلُ عَبرتي
وواصلُ مَنْ ماءُ الشَّبية ِ مِلْؤُهُ
ولم يَنْهَهُ عنِّي مَشيبي وكِبْرتي
وكان التّلاقي فيهِ غَيبًا مُرَجَّمًا
وجاءَ بلا وعدٍ فروَّيتُ غُلَّتي
فإنْ تَكُ منه عِلَّتي وفراقُهُ
فقد طردتْ منه الزّيارة ُ عِلّتي
العصر العباسي >> البحتري >> لئن راح روح هاربا من ضيوفه
لئن راح روح هاربا من ضيوفه
رقم القصيدة : 2444
-----------------------------------
لَئِنْ رَاحَ رَوحٌ هارِباً مِنْ ضُيُوفِهِ،
فَمَا المَطَرُ الثّاني عَمِيرٌ بِرَائِحِ
تشممت أستاه البغايا وقحمت
بك الغلمة القحماء في تل ماسح
حملت إليهم حين يممت قصدهم
جريرة أير في العشيرة فاضح
فَلا نَجَحَتْ تِلْكَ اللُّبانَةُ، إنّها
تَرُومُ مَرَاماً للعُلا غَيرَ ناجِحِ
وما كنت أخشى أن تؤخر حاجتي
لخصيي عقيب والأمور القبائح
ولا أن تكون آست الموضع فيكم
بأكثر من فخري بكم ومدائحي
فسِرْ غَيْرَ مأسوفٍ عَليكَ، فما النّوَى
بِبَرْحٍ، وَلا الخَطْبُ المُلِمُّ بفادحِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا طَلَلَ الحيِّ بذاتِ النَّقا
يا طَلَلَ الحيِّ بذاتِ النَّقا
رقم القصيدة : 24440
-----------------------------------
يا طَلَلَ الحيِّ بذاتِ النَّقا
من أسهر العينين أو أرّقا ؟
قد آنَ والحرمانُ من وصلكمْ
حظّى َ أن أعطى وأنْ أرزقا
كم قد رأتْ عينيَ في حبِّكمْ
وجهاً مُضيئاً نورُه مُشرقا
يحقُّ لمّا أنْ رأتْ حسنه
عينيَ أنْ أَهوى وأنْ أعشَقا
كم أخلقَ الحبُّ وحبّى لكمْ
مارثّ بالدّهرِ وما أخلقا
قد طرقَ الطَّيفُ الذي لم يكنْ
فى الظنّ أن يأتى َ أو يطرقا
كم ذا تعدّى نحونا سبسباً
وكم تخطّى نحونا سملقا
مَهامِة ٌ لو جابَها نِقْنِقٌ
بسرى إلينا أعيت النّقنقا
خُيِّلَ لي نَيلُ المُنى في الكرى(27/487)
فكنتُ منه الخائبَ المُخْفِقا
أرجو من الليلة ِ طولاً كما
أخشى بياضَ الصّبحِ أن يشرقا
بتُّ أسيراً في يمينِ المُنى
أفرقُ من دائى َ أن أفرقا
ومسترقّاً بالهوى رقّة ً
يخاف طولَ الدّهر أن يعتقا
فقل لمن خبّرنى بالذى
أهوى : سقيتَ المسبلِ المغدقا
لا فضّ من فيك وجنّبتَ أنْ
تظما إلى الرّى ِّ وأنْ تشرقا
قد كنتُ أخشى مِيتتي قبلَه
فجنّب اللهُ الّذى يتّقى
فالحمدُ لله على ما كفَى
والشُّكرُ لله على ماوقَى
والدّهرُ لا تخشاه إلاّ إذا
كنتَ به الأسكنَ الأوثَقا
أفنَى اليَمانين وكم شَيَّدوا
قصراً وكم أعلَوْ لنا جَوْسَقا
إنْ كان أعلا زمنٌ معشراً
فهوَ الّذى نكّس من حلّقا
وودّ من حطَّ على رأسه
بعدَ التَّرقِّي أنه ما ارتقى
يا راضياً بالأمسِ عن معشرٍ
كيفَ استحلتَ المُغضَبَ المُحنَقا
وخارقاً من قبلُ رَتْقاً له
وفارياً من قبلِ أن يَخْلُقا
ما كانَ مَن يأخذُ كلَّ الذي
أعطاهُ إلاَّ العابثَ الأخرقا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما ضرّ طيفكِ لو والى زياراتي
ما ضرّ طيفكِ لو والى زياراتي
رقم القصيدة : 24441
-----------------------------------
ما ضرّ طيفكِ لو والى زياراتي
ما بين تلك المحاني والثَنياتِ؟
والرَّكبُ عنَّا مشاغيلٌ بأيِّنِهمْ
من الدُّؤبِ وإرقالِ المطّياتِ
صَرعى كأنّ زجاجاتٍ أُدِرْنَ لهمْ
فهمْ لعينيك أحياءٌ كأمواتِ
إنْ حرّم الصبّحُ وصلاً كان يُجذلنا
فهو الحلالُ بتهويمِ العشّياتِ
وكم أتني وجُنحُ الليلِ حُلّتُهُ
مَن لم يكنْ في حسابي أنَّه ياتي
وزار في غير ميقاتٍ وكم لُويتْ
عنّا زيارتُهُ في كلِّ ميقاتِ
وقد "رأيتمْ" وقد سار المطيُّ بكمْ
كيف اصطباري على تلك المصيباتِ
وكم ثنيتُ لِحاظي عن هوادجكمْ
وفي الهوادج أوطاري وحاجاتي؟
وقلتُ: لا وجدَ في قلبي لِلائمِهِ
والقلبُ تحرقُهُ نارُ الصَّباباتِ
قلْ للّذين حَدَوْا في يومِ رِحلَتِهمْ
خُوضاً خمائِصَ أمثالَ الحنّياتِ
مذكَّراتٍ فلا سَقْبٌ لهنَّ ولا(27/488)
كَرِعْنَ يوماً بنشوان الوليدات"
لهنَّ والرَّحلُ يَعْلَوْلي مناسِجَها
إلى السَّباسبِ شوقاً كلُّ "حنّاتِ"
وكمْ وَلَجْنَ شديداتٍ صَبَرْنَ بها
حتّى نجون كِراماً بالحُشاشاتِ
فإنْ بُعِثْنَ إلى نيل المُنى رُسُلاً
كفّلْنَ منك بتقريب البعيداتِ
منْ فيكمُ مُبلغٌ عنّي الوزيرَ إذا
بَلَغتموه سلامي والتحيّاتِ؟
ومن سعودِ الورَى ثمَّ البلادِ بهِ
لم يَظلموا"إذ" دعوه ذا السّعاداتِ
قولوا له: ليتني كنتُ الرَّسولَ وما
أدّى إليكَ سوى لفظي رسالاتي
لله دَرُّكَ في مُستغْلَقٍ حَرِجٍ
أسعفتَ فيه بفرحاتٍ وفُرجاتٍ
وفاحمٍ مُدْلَهمٍ لا ضياءَ بهِ
نزعتَ عنه لنا أثوابَ ظُلماتِ
وفي يديكِ رسولٌ منك تُرسلهُ
متى أردتَ إلى كلّ المنيِّاتِ
مثلَ الرِّشاءِ يُرى منه لمبصرِهِ
تغضّنُ الرُّقمِ يقطعن التنوفاتِ
حلفتُ بالبُدْنِ يرعين الوَجيف ولا
عهدٌ لهنَّ بِرَيٍّ مِن غَماماتِ
يردنَ بيتاً به الأملاكُ ساكنة ٌ
بنيّة ً فَضَلَتْ كلَّ البِنيّاتِ
والطائفينَ حوالَيْهِ وقد سَدَكوا
به" تُقآءَ بِمسحاتِ ولثماتِ
وأذرُعٍ كسيوفِ الهندِ ضاحية ٍ
يَقذفنَ في كلِّ يومٍ بالحصيّاتِ
والبائتين بجَمعٍ بعد أن وقفوا
على المعرَّف، لكنْ أيَّ وَقْفاتِ
وجاوزوه خفافاً بعد أن ذبحوا
حتى أتوه بأجرامٍ ثقيلاتِ
مَحا النَّضارة َ من صَفْحاتِ أوجُهِهمْ
ذاك الذي كان محواً للجريراتِ
لأَنْتَ مِن دونِ هذا الخلقِ كلِّهِمُ
أحقّ فينا وأولى بالمولاة ِ
قُدني إليكَ فما يقتادني بشرٌ
إلا فتًى كان مأوًى للفضيلاتِ
واشْدُدْ يديك بما ناولتُ من مِقَتي
ومن غرامي ومن ثاوي مودّاتي
أنا الّذي لا أحولُ الدَّهرَ عن كَلَفي
بمن كلفتُ ولا أَسلو صَباباتي
لا تخشَ منِّي على طول المَدى زَللاً
فكلُّ شيءٍ تراهُ غيرَ زلاّتي
سيّانِ عندي ولا منٌّ عليهِ بهِ
ـسَعيدُ إلاّ الّذي نالَ الإراداتِ
أشكو إلى اللهِ أشواقي إليكَ وما
في القلبِ من حرّ لوعاتِ ورَوعاتِ
وإنّني عاطلٌ من حَلي قُربِكَ أوْ(27/489)
صِفْرُ اليدين خليّ من زياراتي
ولو رأيتُكَ دونَ النّاسِ كلِّهِمُ
قضيتُ من هذه الدّنيا لُباناتي
لا تحسبوا أننّي لم ألقَقهُ أبداً
فإننا نتلاقى بالموداتِ
وكمْ تلاقٍ لقومٍ منْ قلوبهمْ
كما أرادوا على بعدِ المسافاتِ
والقربُ قربُ خبيئاتِ الصّدورِ وما
تَحْوي الضمائرُ لاقربُ المحلاّتِ
إتّي الصديقُ لمن كنتَ الصديقَ له
ومن تُعادي له منِّي مُعاداتي
وأنتَ من معشرٍ تُروى فضائلهمْ
سادوا على أنَّهمْ أبناءُ ساداتِ
البالغينَ منَ العَلْياءِ ما اقترحوا
والقائمينَ بصَعْباتِ المُلمّاتِ
ويشهدون الوغى من فَرْطِ نَجْدَتهمْ
والرُّعبُ فاشٍ بألبابٍ خَليَّاتِ
كأنّ أيديهمْ في النّاسِ ما خُلقتْ
إلاّ لبذلِ الأيادي والعَطِيّاتِ
مُقَدَّمينَ على كلِّ الأنامِ عُلاً
مُحَكّمين على كلِّ القضياتِ
فإنْ تَقِسْهُمْ تَجِدْهُمْ مَنزلاً وبنًا
طالوا النّجومَ التي فوقَ السّماواتِ
قد فُقْتَهُمْ بِمزيّاتٍ خُصِصْتَ بها
هذا على أنَّهمْ فاقوا البريّاتِ
عندَ الجِمارِ منَ الكُومِ المسنّاتِ
أخَذتَها لك من أيدي النجيباتِ
وكنتَ فضلاً وديناً يُستضاءُ به
خلطتَ للمجدِ أبياتًا بأبياتِ
إنَّ الرَّئيس الّذي رأسَ الأنامَ بما
حواهُ من فضلهِ قبلَ الرِّياساتِ
فاجَّمَّلّتْ فيك أدراعُ الوزاراتِ
جاءتكَ عَفواً ولم تبعثْ لها سَبباً
ولا بسطتَ إليها قبضَ راحاتِ
وقد أتاني فيما زارني خبرٌ
فطال منه قُصارَى كلِّ ساعاتي
سقاني المُرَّ من كأسيهِ "واستلبتْ"
يُمناهُ من بَصري لذّاتِ هَجْعاتي
إن اضطجعتُ فمنْ شوكِ القنا فُرشي
وإنْ مَشَيتُ فواطٍ فوقَ جَمْراتِ
قالوا: اشْتَكى مَنْ يوَدّ النَّاسُ أنَّهُمُ
كانوا الفداءَ له دونَ الشِّكاياتِ
ولم أزّلْ مشفقاً حتى علمتُ بما
أنالَهُ اللهُ من ظِلِّ السَلاماتِ
وبشّروا بالعوافي بعد أن مُطِلَتْ
بُشْرى ولكنَّها لا كالبشاراتِ
والحمد للهِ قد نلتَ المرادَ وما السّـ
فعشْ كما شئتَ من غِزٍّ يطيفُ بهِ
للهِ جيشٌ كثيفٌ مِن كفاياتِ(27/490)
ولا بُلِيتَ بمكروهٍ ولا قَصُرَتْ
منك الأناملُ عن نيلِ المحبّاتِ
"فلم" تكن مُعْنِتاً من ذا الورى بشراً
فكيف تُبلى من الدنيا بإعْناتِ؟
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لو كنتُ أملكُ للأقدار واقية ً
لو كنتُ أملكُ للأقدار واقية ً
رقم القصيدة : 24442
-----------------------------------
لو كنتُ أملكُ للأقدار واقية ً
دفعتُ عنك أبا الخطّابِ ما طرقا
إنّ الزّمانَ ولا عدوى على زمنٍ
سقانى َ المرَّ من فقديك حين سقى
كم ذا كسيتَ غُصوناً وهْيَ ذاوية ٌ
الماءَ من جاهك المبسوط والورقا
وكم أجرتَ بلا منٍّ ولا كدرٍ
مستمسكاً بك فى خوفٍ ومتعلقا
قد نال قومٌ وحَلُّوا كلَّ عالية ٍ
ومثلَ ما نلتَه في النّاسِ ما اتَّفقا
وما ذخرتَ سِوى حَمْدٍ ومَكرُمة ٍ
وإنَّما يذخرون العينَ والوَرَقا
حكمتَ فى الدّهرِ لا رزقاً أصبتَ به
والأمرُ بعدكَ في الدنيا لمن رُزقا
فلم تعرّجْ على لهوٍ ولا لعبٍ
ولا بعثتَ إلى حاجاتك الملقا
سستَ الملوكَ وودّ القومُ أنّهمُ
ساسُوا وما بلغوا تلك المُنى السُّوَقَا
وإنما كنتَ بابا للملوك ومذْ
ذقتَ الرّدى سدّ ذاك الباب وانغلقا
وما تركت من الدنيا وزينتها
من بعد فقدك إلا رثها الخاقا
وحالكٍ شَحِبِ القُطرينِ مُلتبِسٍ
أطلعتَ فيه برأى ٍ واضحٍ فلقا
وموقفٍ حرجِ الأرجاءِ قمتَ به
والبيضُ تنثرها ما بينها فلقا
طَعنتَ بالرَّأي فيه والقنا قَصِدٌ
والطّعنُ يفتقُ بالأجساد ما ارتتقا
فقد رأوا منك ماذا كنتَ تعمله
في ضالعٍ شذَّ أو في مارقٍ مَرَقا
ناموا عنِ الملكِ إهمالاً لنصرتِهِ
وأنتَ تكرعُ فيهِ وحدكَ الأَرَقا
صدقتَ في نَصرهِ حتَّى أقمتَ له
دعامه والفتى فى الأمر من صدقا
يا حلفَ قصرٍ مشيدٍ فوق نمرقة ٍ
على الأريكة ِ قد أصبحتَ حِلْفَ نَقا
ويا مُبيناً على الأطواد من عِظَمٍ
كيفَ ارتضيتَ بوَهدٍ هَبْطَة ٍ نَفَقا
راموا لِحاقك في علياءَ شاهقة ً
وهل ترى لمحلّ النّجمِ من لحقا ؟
وثقتُ فيك بما لم أخشَ نبوته(27/491)
وطالما عادَ بالإِخفاقِ مَن وثقا
وطالما كنتَ لي في كلِّ مُعضلة ٍ
حصناً حصيناً وماءً بارداً غدقا
فأَيُّ عينٍ عليك الدَّمعَ ما قَطرتْ
وأى ُّ قلبٍ بنار الهمِّ ما احترقا ؟
ولو نظرتَ إلينا بعد فُرقتنا
رأيتَ منّا الذى رتّقتَ منفتقا
أعززْ على َّ بأن تضحى على شحطٍ
منّا ورهنك فى كفِّ الرّدى غلقا
وأنْ يراك فريداً وسْطَ مُقفرة ٍ
مَن لو خطرتَ له لاقَى الرَّدى فَرَقا
إنْ تمسِ مرتفقاً بالتّربِ جندلة ً
وطالما كنت بالعيوق مرتفقا
وإنْ لمستَ الثّرى ميتاً فما رضيتْ
منك التّرائبُ ديباجاً ولا سرقا
وإنْ سكنتَ مُصيخاً للرَّدى فبما
أصبحتَ من قبل أعلا ناطق نطقا
وإنْ أقمتَ مُقاماً واحداً فبما
شَنَنْتَ نحوَ المعالي النَّصَّ والعَنَقا
وإنْ مضيتَ فماضٍ خلّفتْ يده
فينا الجميلَ الذى لم يمضِ وانطلقا
فما لنا صحّة ٌ من بعد مصرعه
ولا دواءٌ لشاكٍ يمسِكُ الرَّمَقا
ولم يكنْ غيرَ نجمٍ غابَ من أفقٍ
وغيرَ سَجْلٍ جلالٍ للورى دَفَقا
وقد مضَى مالكُ الرِّبْقاتِ قاطبة ً
فانسوا بمصرعه من يملك الرّبقا
فلا لقيتَ من الضّراءِ لاقية ً
ولا سقاك " البلى " طرقاً ولا رنقا
اذهبْ فزادَك إنعامٌ ملكتَ به
رقَّ الرّجال وقد زوّدتنى حرقا
ولا يزلْ جدثٌ أسكنتَ ساحته
ملآن ريانَ من وَكفِ الحيا عبقا
وإنْ مررتُ على قبرٍ حللتَ به
لَوَيتُ بعدَ اجتيازي نحوك العُنُقا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> هل عائدٌ ينفعُ من عِلَّتي
هل عائدٌ ينفعُ من عِلَّتي
رقم القصيدة : 24443
-----------------------------------
هل عائدٌ ينفعُ من عِلَّتي
أو مُسْعِدٌ ينقعُ من غُلَّتي؟
أو عادلٌ يُنْصفُني حُكمُهُ
من جور هذا الزّمن المُعنتِ؟
أسعى ولا أدري إلى مُنيتي
وإنَّما أسعَى إلى مِيتَتي
كم نِعمة ٍ آلتْ إلى نِقمَة ٍ
وفَرْحَة ٍ حالتْ إلى تَرْحة ِ
وغِبْطَة ٍ لمّا استولت للفتى
ونالَ منها سُؤْلَهُ ولَّتِ
إِنْ كانَ زادَ الدَّهرُ في فِطْنَتي
في مَوقفٍ دَحْضٍ كأنَّ الفتَى(27/492)
أو قوّمتْ أيّامهُ خِبرتي
فبالّذي طَأْطَأَ مِن صَعْدَتي
يَقُرَّ عينيَّ بما فقدُهُ
بعدَ قليلٍ مُسْبِلٌ عَبرتي
في كلّ يومٍ أنا في وقعة ٍ
مَعْ نُوَبِ الدَّهرِ وفي خُطَّة ِ
بينا تراه مُسلفاً قَرَّتي
حتّى تراه مُتلفاً قوّتي
يولِجُ حرماني على مُنيتي
خَبْطًا وإيلامي على لَذَّتي
فليتَهُ لمّا طوى عَزمَهُ
بميتتي لم يُعطني عيشتي
لولايَ كان الدّهرُ من أهلِهِ
بغير أوضاحٍ ولا غُرّة ِ
وقد دَرَى الأقوامُ أنّي أمرؤٌ
أواصلُ الصدَّ عن السَّوْأَة ِ
لا أضمُرُ السَّوءَ لذي خُلّة ٍ
ولا أرى في طُرُقِ التُّهمَة ِ
ولم تَقُدْني في حِبالِ الهوى
محاسنُ البَهْكَنَة ِ الطَّفلَة ِ
ذو عَزْمة ٍ ما "نَشَزتْ" ساعة ً
واحدة ً عن رِبْقَة ِ العِفَّة ِ
ولا تَرى مَيلاً إلى جانبٍ
لا في منّي ولا سَخْطَة ِ
لا فرقَ بُعْدًا من ركوبِ الهوى
بيني في الكِبْرَة ِ والشِّرّة ِ
فجانبُ الجِدِّ به صَبوتي
وجانبُ الهَزْلِ به نَبْوَتي
كم ليَ في مُرِّ الهوى
مِن فكرة ٍ رُضْتُ بها صَعْبتي
فالذُّلُّ للنَّفسِ إذا ما عَصتْ
والعزّ للنفّسِ إذا ولّتِ
فقُلْ لحُسَّاديَ: لا زِلْتُمُ
في حَسَدٍ ثاوٍ على نِعمَتي
لاتعضِهوني بالذي فيكمُ
فقدْ أمنتمْ أبداً عَضْهتي
الذّنب لي عندكُمُ أنّكمْ
عجزتُمُ عمَّا حَوَتْ قُدرَتي
وأنَّني قد كنتُ من دونِكمْ
أعقِرُ للأضيافِ في الأَزْمة ِ
والطَّارقُ النازلُ أدنى إلى
زاديَ من أهلي ومِن أُسرَتي
وكلّ داعٍ بي إلى نُصرة ٍ
سابِقة ٌ دعوتَهُ نُصرتي
لو جَهدوا ما شَربوا من عَلٍ
إلاّ الذي أسْأرْتُ من فضلتي
ولا رأوا قطٌ بأيديهمُ
فضيلة ً منّي ما غُلَّتِ
وكم بغَوا دهراً فلم يظفِروا
منّي في المَزْلَقِ بالعَثْرة ِ
ليستْ يدي منّي مردودة ً
وليس لي رجْلي إنْ زلَّتِ
فرّاجَ ذاكَ المُبْهَمِ المُصْمَتِ
حَقَّرَ شأني أنَّني ضائعٌ
عنكمُ أبكي على ضيعتي
أقتأتُ غيظي فإذا عِفْتُهُ
خرجتُ من غيظٍ إلى عِفَّة ِ
في كَمدٍ باقٍ وفي حَسْرة ِ(27/493)
خيرُهمُ شرُّ امرئٍ في الورى
وحيُّهمْ بالنَّوْك كالمِّيتِ
أنفق فيما لستُ أرضى بِهِ
شرْخَ شَبابي وشَبا مَيْعَتي
دعْ جانبَ الذُلِّ لمنْ حَلَّهُ
فما به شيئٌ من الخَيرة ِ
ولا تُقِمْ في منزلٍ تعْتَلي
بهِ الأراذيلُ على الِعلْيَة ِ
ولا مكانٍ يستوي عندَهُ
دَرادِقُ الذَّوْدِ مع الجِلَّة ِ
مَلِلْتموني والنُنى رَغْدَة ٌ
إِنْ كَثُرتْ في معشرٍ مُلَّتِ
وقد علمتمْ أنّ أموالكمْ
تُضحي وتُمسي في حمى جُرْأتي
سددتُ عنهنَّ فروقَ الرَّدى
بالطّعنة ِ الفَوهاءِ والضّربة ِ
والخيلُ تَنْجو كسروبِ القطا
أو نَعَمٍ في غُرْبة ٍ شُلَّتِ
يَحفِزها الطَّعنُ فلو سامَها
دخولَ خرقٍ ضيّقٍ مرّتِ
وفي القنا تُبدِل أجلادَها
مسودَّة َ اللَّوْنِ بمُحمَرَّة ِ
فوق قرا ضامرة ٍ " جَسْرَة ٍ"
ما شدَّتِ الرِّيحُ كما شَدَّتِ
ذاتِ وِقارٍ يوم سِلْمٍ فإنْ
رأت بعينيها وغى ً جُنّتِ
هلْ أنهَلَتْها علقاً مأثراً
إلاّ يدي الرَّوعِ أو علَّتِ؟
فب موقفٍ دَحْضٍ كأنّ الفتى
مُستوقفٌ فيه على جَمْرة ِ
تبتلُّ أرجاءٌ لهُ يَبْسَة ٌ
رشائشَ الطَّعن إذا بَلَّتِ
لا تُدنني من عاقدٍ أنفَهُ
ملآنَ من تِيهٍ ومن نَخْوَة ِ
مُدامِجٍ همّتُهُ كلُّها
مصروفة ٌ في نَصْبِ أُغلوطة ِ
ليس عنِ الغيِّ لهُ عَرْجَة ٌ
ولا لهُ في الرُّشدِ من نهضة ِ
فلن تَراني أبدًا راغبًا
في خَرِقٍ يزهدُ في رغبتي
وما أبالي بعد خُبْرٍ بهِ
صرّح أو صمَّمَ في خُلّتي
سأركبُ الهولَ فإما على
شامخة ٍ أو أكرم الموتة ِ
فربَّما نلتُ الّذي أبتغي
مجتهداً أو بَرِئتْ ذمّتي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ولقد رجوتُ وِصالَكُمْ فكأنَّني
ولقد رجوتُ وِصالَكُمْ فكأنَّني
رقم القصيدة : 24444
-----------------------------------
ولقد رجوتُ وِصالَكُمْ فكأنَّني
حاولتُ شحطاً لا يرامُ سحيقا
وعطفتكم أدنى إلى َّ وصالكم
فكأنّنى أدنى به العيّوقا
ومنَ البليّة ِ أنْ يؤمِّلَ طافحٌ
سكرانُ من خمرِ الغرامِ مُفيقا(27/494)
ولوِ استطعتُ طرحتُ ثِقْلَ غرامِكمْ
فلطالما عاد الأسيرُ طليقا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> رميتَ فما أصميتَني وتراجعَتْ
رميتَ فما أصميتَني وتراجعَتْ
رقم القصيدة : 24445
-----------------------------------
رميتَ فما أصميتَني وتراجعَتْ
إليكَ سِهامٌ أخطأتني فأصْمَتِ
وحاولتِ تشتيتي فعدتَ تفضلاً
منَ الله خَزْيانًا بشَمْلٍ مُشْتَتِ
ولما بَدا ليَ منكَ أنْ لا مودَّة ٌ
تناكصتُ أبكي من ضياعِ مودّتي
فما لي منك اليومَ إلاّ مضرّة ٌ
ومالك منّي غيرُ محض المَبرَّة ِ
وكم لك عندي زلّة ٌ ما جزيتها
حِفاظًا وإبقاءً عليكَ بِزلَّة ِ
وإنَّ أمرأً يُهدي القبيحَ لقومِهِ
صَحيحٌ كذي سُقْمٍ وحيٌّ كميِّتِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أرّقَ عينى طارقٌ
أرّقَ عينى طارقٌ
رقم القصيدة : 24446
-----------------------------------
أرّقَ عينى طارقٌ
يا ليتَهُ ما طَرقا
فبتُّ ليلي ساهراً
أرقبُ ذاك الفلقا
ملآنَ همّاً وشجاً
ولوعة ً وحُرَقا
كأنَّ ليلي موقَداً
بغيرِ نارٍ مُحْرَقا
ليلُ لديغٍ مُوجَعٍ
ما نَجعتْ فيه الرُّقى
أُغضي وكم أغضَى الفتى
على قذًى وأطرقا
وأكتُمُ الدَّمعَ وكمْ
جَرى دماً واسْتَبقا
لا صبرَ لى وكلّما
أمسكتُ صبراً مرقا
فى ليلة ٍ مرهوبة ٍ
نادمتُ فيها الأَرَقا
أنفقُ من دمعٍ ومنْ
أصابَ دمعاً أنفقا
وطال همّى وهوَ ما
طالَ عليَّ الغَسَقا
مِن نبأٍ أُنبِئْتُهُ
وددتُ أنْ لا يصدقا
شككت فيه خدعة ً
لمهجتي أو شَفقا
وطالما شكَّ امرؤٌ
في خُبْرِ ما تَحقَّقا
نعوا إلى َّ صاحباً
موافقا موفّقا
يخلصُ لى حيث ترى
في كلِّ صَفوٍ رَنَقا
فإنْ عرى خطبُ ردًى
فَدى بنفسي ووَفى
أو سلّ قومٌ فى وغًى
عنّى َ عضباً ذلقا
وإنْ يخنْ قومٌ وفى
أو كذّبونى صدقا
ماكنتُ فيه بامرئٍ
أخجل لمّا وثقا
وفارجٌ بالقول إذ
رأى مَقاماً ضيِّقا
كيفَ التَّلاقي واللّقا
ءُ بيننا " مشفٍ لقى " ؟
ودوننا حقفُ لوًى
يُفضي إلى دِعْصِ نَقا
فإنْ قطعتُ أبرقاً(27/495)
وجدتُ دونى أبرقا
قد كنتَ فينا جَدِلاً
محقّقاً مدقّقا
مافاتك العلمُ ولا
ضللتَ فيه الطّرقا
لحقتَ ما طلبته
كم طالبٍ ما لحقا
وأيُّ ماشِ بينَ أثـ
كانَ لنا مرنَّقا
لهُ نسيمٌ أرِجٌ
يمسك منّا الرّمقا
لاتحرِمَنْ محرومَهُ
وارحمْ به من رزقا
ولا يغرّنك امرؤٌ
في قُلَّة ٍ تحَلَّقا
فإنَّه يهبطُ مِنْ
عليائها كما رقَى
يهوى الفتى طولَ البقا
وللفنا قد خُلقا
انظر إلى الدّهر فكم
فرّق منّا فرقا
أخلَقَ كلَّ جِدَّة ٍ
وهْوَ الذي ما أخلَقا
مُنْتضلاً سهامَهُ
تصيب منّا الحدقا
أَفنى اليمانين وقد
كانوا الجبالَ الشُّهَّقا
ومضرٌ جهَّزها
إلى المنايا حزقا
أسْمَنَهمْ ثمَّ انْتقى
عظامَهمْ واعْتَرَقا
واجتثّ من إعطائهمْ
من كان أعطى الورقا
من بعد أن كانوا على الـ
ـعافى بحوراً فهّقا
وقوَّدوا نحوَ طِلا
بِ العزّ جرداً سبّقا
واستمطروا يوم الوغا
من العوالى العلقا
فما نُلاقي منهُمُ
إلاَّ رميماً مخلقا
أيُّ نعيمٍ لم يزلْ
مجمّعاً ما افترقا ؟
سقاك ربّى رحمة ً
ورأفة ً إِذا سَقى
ولا يزلْ قبرٌ به
أنتَ مضيئاً مشرقا
وإنْ يصبه صيّبٌ
لاطَفَهُ ورقَّقا
فاذهبْ إلى القوم الألى
كنتَ بهمْ مُستوثِقا
وردْ ندى حوضهمُ
فى الحشر يوم المستقى
فلستُ مَعْ جاهِهمُ
عليك يوماً مشفقا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أرى عزّة ً من بين أثناء ذلّة ٍ
أرى عزّة ً من بين أثناء ذلّة ٍ
رقم القصيدة : 24447
-----------------------------------
أرى عزّة ً من بين أثناء ذلّة ٍ
وعَجزًا أَراناهُ الزمانُ لقدرة ِ
وكم ذا رأينا والعجائبُ جمّة ٌ
زجاجة َ سعدٍ نحسَ ضخرة ِ
خذوها وإنْ لم تعلموا كيف أخذُها
ولا كيف جاءت نحوكُمْ إذْ ألمَّتِ
ولا تحسبوها في قنيص احتيالكم
فقد خَرجتْ عن أن تُنالَ بحيلة ِ
وعفَّتْ لكُمْ والمطلُ عنها بنَجْوة ٍ
ولم تأتكمْ كُرهاً ولا هي عنّتِ
ولم تكُ إلاّ مثلَ نُغْبَة ِ طائرٍ
وقبْسة ِ عَجلانٍ ولمحة ِ نظرة ِ
فلا تغمضوها نعمة ً إنْ تؤُمِّلَتْ(27/496)
بعين الحِجا أَوْفَتْ على كلِّ نعمة ِ
وأَعطوا الّذي أعطاكُمْ فوقَ سَوْمِكمْ
رضاهُ ولا تُدنوا له دارَ سَخْطَة ِ
فإنّ الذي يكسو على العُريْ قادرٌ
ولا منية ٌ في الدّهر إلاّ كخيبة ِ
وقولوا لمن حاباكُمُ وأراكُمُ
بأنّكمُ نِلْتُمْ مُناها بمُنية ِ
أَلا هنَّ صُنعٌ من عزيزٍ مُقدِّرٍ
أَخوذٍ على أيدي الرّجالِ مُوقِّتِ
ولا تأمنوا أمراً بغير رَوِيَّة ٍ
لديهِ ولا "رأيٍ" عليه مُبَيَّتِ
وما هيَ إلاّ زلَّة ٌ من زمانِكمْ
فحتّى متى يأتي الزّمانُ بزِلّة ِ؟
وما كانَ ما قد كانَ عن سَببٍ لهُ
علمناهُ لكنَّ المقادير جُنّتِ
فإنْ وَفَتِ الأقدارُ عابثة ً لكمْ
فكَمْ من وفاءٍ بعدَهُ شرُّ غَدرة ِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> علَّ البخيلَة َ أن تجودَ لعاشقِ
علَّ البخيلَة َ أن تجودَ لعاشقِ
رقم القصيدة : 24448
-----------------------------------
علَّ البخيلَة َ أن تجودَ لعاشقِ
مازال يقنع بالخيال الطارقِ
صدّتْ وقد نظرتْ سوادَ قرونها
عنّى وقد نظرتْ سواد مفارقى
وتعجّبتْ من جنحِ ليلٍ مظلمٍ
أنّى رمى فيه الزّمانُ بشارقِ ؟
وسوادِ رأسٍ كان ربعَ أحبّة ٍ
رجعَ المشيبُ به طلولَ مُفارقِ
ياهندُ إنْ أنكرتِ لونَ ذَوائبي
فكما عهدتِ علائقى وطرائقى
ووراءَ ما شنئتهُ عينك " ضلّة ً "
ما شئتِ من خلق " يسرّك " رائقِ
أوميضُ شيبٍ أم وميضُ بواترٍ
قَطَّعْنَ عند الغانياتِ علائقي
وكأنَّ طَلعة َ شَيبة ٍ في مَفْرقٍ
عند الغواني ضَربة ٌ من فالِقِ
ومُعيِّري شيبَ العِذار وما دَرى
أنَّ الشَّبابَ مطيَّة ٌ للفاسقِ
" ويقول : لو غيّرتَ منه لونه ؛ "
هيهات أبدلُ مؤمناً بمنافقِ
والشَّيبُ أملأ للصُّدور وإنْ نَبتْ
عن لونِه في الوجهِ عينُ الرَّامقِ
وإذا ليالي الأربعين تكاملتْ
للمرءِ فهْوَ إلى الرَّدى من حالقِ
ولقد صحوتُ " من الهوى " وسلوته
أيّامَ ريعان الشّباب مفارقى
وكَفَيتُ عُذَّالي فليس يشوقُني
مَن كان يوماً قبلَ ذلك شائقي(27/497)
من بعد أن " أوضعتُ " فى سننِ الصّبا
وأخذتُ في اللّذّاتِ خَصْلَ السابِقِ
ومشيتُ ملتاثَ الإزارِ كأنّما
ساورتُ قهوة َ صابحٍ أو غابقِ
تنزو بى َ النشواتُ كلَّ عشيّة ٍ
نزوَ الجنادب فى متونِ حدائقِ
وأخٍ رميتُ إخاءه لمّا نبتْ
أخلاقهُ عنّى بفرقة ِ طالقِ
وتركتُه لمّا وجدتُ أديمَه
متفرِّياً من قبلِ فَرْيِ الخالِقِ
يرمى إلى َّ وقد ملأتُ ضميره
نَدَماً على ما فاتَ لَحْظَ مُسارِقِ
وأنا الذى علمتْ نزارٌ كلّها
من بيتها فى رأسِ أرعنَ شاهقِ
وإِذا تتابَعتِ السِّنون فلن تَرى
أستارنا مسدولة ً من طارِقِ
وتَرى على كَلَبِ الزَّمانِ جِفانَنا
وتعاقُبِ الأضيافِ جِدَّ فَواهقِ
وتخالُ طالعة َ الكواكبِ وَسْطَها
قد منطقتْ من نظمها بمناطقِ
وإذا تشاجرت الرّماحُ رأيتنى
رحبَ الخطا فى المأزقِ المتضايقِ
وعليَّ من نَسْجِ الأسنَّة ِ نَثْلَة ٌ
وعلى كماة ِ الرّوعِ نسجُ يلامقِ
في ظهر سابقة ٍ تَفيءُ عروقُها
يومَ الجِراءِ إلى الوَجيهِ ولاحِقِ
وإذا جَرتْ فالبرقُ ليس بمسرعٍ
إيماضُهُ والطَّرْفُ ليس بسابقِ
أنمى إلى بيت العلا من هاشمٍ
من ذلك الأصلِ الأشمِّ الباسقِ
قومٌ إذا حمى َ الحديدُ عليهمُ
يردون أودية َ النّجيعِ الدّافقِ
وإذا هَوَوْا من نجدة ٍ في خُطة ٍ
لم يَثْنِهمْ عنها نعيقُ النّاعقِ
وهُمُ غيوثُ صنائعٍ ومجاوعٍ
وهمُ ليوثُ مواقفٍ ومآزقِ
وهمُ صدورُ محافلٍ ومجالسٍ
وهم بدور مواكبٍ وفيالق
من مبلغٌ عنّى بنى جشمٍ وإنْ
كانوا على حكمِ الزّمانِ أصادقى ؟
كم فى صدوركمُ لنا من إحنة ٍ
برزتْ فموَّهَهَا لسانُ الناطقِ
" ولكمْ لكمْ بشرٌ تكشّف " غبّه
عن شرِّ عاقبة ٍ كخُلَّبِ بارقِ
ومتى أُصِخْ سمعاً لرجعِ جوابِكمْ
فإلى كلامِ مواربٍ ومماذقِ
إنّي مَرَيْتُكُمُ فكنتُ كمن مَرَى
" جدّاء " لا تسخو بدرّة ِ حالقِ
مافي عهودكُمُ وإنْ وثَّقتُمُ
شطنٌ تعلّقهُ يمينُ الواثقِ
والجارُ بينَ بيوتِكمْ كَثِبٌ على الْـ
ـأعداءِ نَصْبَ جوائحٍ وبوائقِ(27/498)
يسرى إليه ضراركم وخصصتمُ
مِن دونه بمنافعٍ ومرافقِ
ومتى تَفَكَّر في عطائِكمُ امرؤٌ
لم يدرِ، أسخطَه قضاءُ الرّازقِ
ودَرى بأنَّ النُّجحَ ليس لعاقلٍ
فينا وأنَّ الحظَّ حظُّ المائقِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قف بالدّيارِ المقفراتِ
قف بالدّيارِ المقفراتِ
رقم القصيدة : 24449
-----------------------------------
قف بالدّيارِ المقفراتِ
لعبتْ بها أيدي الشَّتاتِ
فكأنهنّ هَشائِمٌ
بمرور هُوجِ العاصفاتِ
فإذا سألتَ فليس تسـ
ـألُ غيرَ صُمِّ صامتاتِ
خُرْسٍ يُخَلْن من السّكو
تِ بهنّ هام المصغياتِ
عُجْ بالمطايا النَّاحلا
تِ على الرسومِ الماحلاتِ
الدّارساتِ الفانيا
تِ شَبيهة ً بالباقياتِ
واسألْ عنِ القتلى الأُلَى
طُرِحوا على شَطِّ الفراتِ
شُعْثٌ لهمْ جُمَمٌ عَصَيْـ
ـنَ على أكفّ الماشطاتِ
وعُهودُهنَّ بعيدة ٌ
بدهانِ أيدٍ داهناتِ
نسج الزّمانُ بهمْ سرا
بيلاً بحوك الرّامساتِ
تُطوى وتُحمى عنهُمُ
محواً بهطلِ المُعْصراتِ
فهمُ لأيدٍ كاسيا
تٍ تارة ً أو مُعْرَياتِ
ولهمْ أكفٌّ ناضرا
تٌ بين صُمٍّ يابساتِ
ما كنَّ إلاَّ بالعطا
يا والمَنايا جارياتِ
كمْثمَ من مُهَجٍ سَقيـ
ـنَ الحتفَ للقومِ السَّراة
ومثقّفٍ مثلِ القنا
ة ِ أتَى المنيَّة َ بالقناة
ومُرهَفٍ ساقتْ إليـ
ـهِ ردًى شفارُ المُرهَفاتِ
كرهوا الفرار وهم على
"أقتادِ نُجْبٍ" ناجياتِ
يَطويْنَ طيَّ الأتْحَميِّ
لهنَّ أجوازَ الفلاتِ
وتيقّنوا أنّ الحيا
ة َ معَ المذلَّة ِ كالمماتِ
ورزيَّة ٍ للدِّينِ ليـ
ـست كالرزايا الماضياتِ
تَركتْ لنا منها الشَّوَى
ومَضتْ بما تحتَ الشَّواة ِ
يا آل أحمدَ والذيّـ
ـنَ غداً بحُبِّهُمُ نجاتي
ومنيَّتي في نَصرِهمْ
أشْهَى إليَّ منَ الحياة
حتى متى أنتم على
صَهَواتِ حُدْبٍ شامِصاتِ؟
وحقوقُكمْ دونَ البريْـ
ـة ِ في أكفٍّ عاصياتِ
وسروبُكمْ مذعورة ٌ
وأديمُكمْ للفارياتِ
ووليّكمْ يُضحي ويُمـ
ـسي في أمورٍ مُعضلاتِ
يُلوى وقد خبط الظّلا(27/499)
مَ على الّليالي المُقْمراتِ
فإذا اشتكَى فإلى قُلو
بٍ لاهياتٍ ساهياتِ
وإلى عصائبَ ساريا
تٍ في الدَّآدي عاشياتِ
غَرثانَ إلا مِن جوًى
عُريانَ إلاّ من أذاة ِ
وإذا اسْتَمدَّ فمن أكفْ
فٍ بالعَطايا باخِلاتِ
وإذا استعانَ على خُطو
بٍ أو كروبٍ كارثاتِ
فبكلِّ مغلولِ اليدَيْـ
ـنِ هناكَ مفلول الشَّباة ِ
قل للأُلى حادوا وقد
ضلُّوا الطَّريقَ عنِ الهُداة ِ
وسَرَوا على شُعَبِ الرّكا
ئبِ في الفلاة ِ بلا حُداة ِ
نامتْ عيونُكمُ ولـ
ـكنْ عن عيونٍ ساهراتِ
وظننتُمُ طولَ المدَى
يمحو القلوب من التِراتِ
هَيهاتَ إنَّ الضِّغنَ تُو
قِدُهُُث اللّيالي بالغداة ِ
لا تأمنوا غضّ النّوا
ظرِ من قلوبٍ مُرصِداتِ
إنَّ السُّيوفَ المُعْرَيا
تِ من السّيوف المُغمَداتِ
والمقلاتِ المُعْييا
تِ من الأمورِ الهنيّاتِ
والمُصْمياتِ منَ المقا
تِلِ هنّ نفسُ المخطئاتِ
وكأنَّني بالكُمْتِ تَرْدي
في البسيطة ِ بالكماة ِ
وبكلِّ مِقدامٍ على الـ
ـأَهوالِ مرهوبِ الشَّذاة ِ
قريمٍ فلا شِبعٌ له
إلاَّ بأرواحِ العُداة ِ
وكأنّهُ متنمّراً
صَقْرٌ تشرَّفَ مِن عَلاة ِ
والرّمح يفتق كلَّ نجـ
ـلاءِ كأردانِ الفتاة ِ
تَهمي نَجيعًا كاللُّغا
مِ على شُدوقِ اليَعْمَلاتِ
تُؤسي ولكنْ كَلْمُها
أبدًا يبرِّحُ بالأُساة ِ
حتى يعود الحقُّ يَقْـ
ظانًا لنا بعدَ السِّناتِ
ولكمْ أتى من فُرجَة ٍ
قد كان يُحسب غير آتِ
يا صاحبي في يوم ع
شوراءَ والحَدِبِ المواتي
لا تسقني بالله فيـ
ـهِ سوى دموعِ الباكياتِ
ما ذاك يوماً صيّباً
فاسمحْ لنا بالصيِّبات
وإذا ثَكِلْتَ فلا تَزُرْ
إلاَّ ديارَ الثّاكِلاتِ
وتنحَّ في يومِ المصيـ
ـبة ِ عن قلوبٍ سالياتِ
ومتى سمعتَ فمنْ عَويـ
ـلٍ للنّساء المُعولاتِ
وتَداوَ من حُزْنٍ بقلـ
ـبِكَ بالمَراثي المحزناتِ
لا عُطّلتْ تلك الحفا
ئرُ من سلامٍ أو صلاة ِ
وسُقينَ من وكْفِ التَّحْيـ
ـيَة ِ عن وَكيفِ السّارياتِ
ونُفِحْنَ من عَبَقِ الجِنا(27/500)
نِ أريجُهُ بالذَّاكياتِ
فلقد طَوَيْنَ شُموسَنا
وبُدورنا في المشكلاتِ
العصر العباسي >> البحتري >> طلب البقاء بكل فأل صالح
طلب البقاء بكل فأل صالح
رقم القصيدة : 2445
-----------------------------------
طَلَبَ البَقَاءَ بكُلّ فَألٍ صالِحٍ،
وَبِكُلّ جَارٍ سانِحٍ، أوْ بارِحِ
سَمّاهُ سَعْداً ظَنّ أنْ يحْيَا بهِ،
عَمْري، لقَدْ ألْفاهُ سَعدَ الذابحِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> هل العزُّ إلاّ فى متونِ السّوابقِ
هل العزُّ إلاّ فى متونِ السّوابقِ
رقم القصيدة : 24450
-----------------------------------
هل العزُّ إلاّ فى متونِ السّوابقِ
تصرّفها قدماً حماة ُ الحقائقِ ؟
وما أربى إلاّ لقاءُ عصابة ٍ
ذَوي مُهَجاتٍ ما حَلَوْنَ لذائقِ
يسودُ فتاهمْ لم يُوَفَّ شبابُهُ
ويُدعَى إلى الجُلَّى ولمَّا يراهِقِ
صفحتُ عن الأهواءِ إلاَّ ارتياحة ً
تَعارَضُ من قلبٍ إِلى المجد تائقِ
أنقّبُ إلاَّ عن عضيهة ِ صاحبٍ
وأسأل إلاَّ عن خدور العواتقِ
أَتُستَلَبُ الأيَّامُ لم يروِ غُلَّتي
دراكُ طعانٍ فى صدور الفيالقِ ؟
ولم ترَ خيلى شرّعاً فى كتيبة ٍ
تغيّبُ أشخاصَ الجبال الشّواهقِ
ولو شئتُ والحاجاتُ منِّي قريبة ٌ
منعتُ بياضَ الشيبِ أخذَ مفارقي
سقطتُ وراءَ الحزمِ إِنْ لم أَشُنَّه
على الجَوْرِ يوماً مُستطيرَ البوائقِ
" مليئاً " بتشييد المعالى إذا مضى
أقامَ بِناهُ في بطونِ المهارِقِ
تخوّفنى الخرقاءُ أوبة َ خائفٍ
" وما الحزمُ سلطاناً " على كلّ عائقِ
لحَا اللَّهُ أحداثَ الزَّمان فإنَّها
ركائبُ لم تُسنَدْ إِلى حفظِ سائقِ
رأيتُ اضطرابَ المرء والجدُّ عاثرٌ
كما اضطرب المخنوق فى حبل خانقِ
وما نَقَصَ المقدور من حظِّ عاقلٍ
بقدر الذى أسناه من حظّ مائقِ
خليلى َّ مالى لا أعافُ مجانباً
فأصرِمَه إِلا بهجو موافقِ
ألا جنّبانى ما نبا بخلائقى
وحسبُكما ما كانَ وَفْقَ خلائقي
ولا تَسألا عن خبرة ٍ باتَ علمُها
يصدّع ما بينى وبين الأصادقِ(28/1)
أرانى متى جرّبتُ ودَّ مواصلٍ
تقارب سعيى فى اتّباعِ مفارقِ
يخالسنى هذا العلاءَ معاشرٌ
ولكنَّ قولاً يُهتدَى غيرُ صادقِ
ولمّا بدا لي الكاشحون فصرَّحوا
تمنَّيتُ أيّامَ العدوِّ المنافقِ
بنى عمّنا لا تبعثوها ذميمة ً
تقرّب صفوَ الكأس من كفّ ماذقِ
أضنّاً بتأثيل المودّة ِ بيننا
وبَذْلاً لتقطيعِ القورى والعلائقِ
وفينا على تلك الهناتِ وأعرضتْ
طرائقنا عن بعض تلك الطَّرائقِ
وما بدلتْ منّا الولاية ُ شيمة ً
لناءٍ بعيدٍ أو قريبٍ ملاصقِ
وقد كان فيما كان خِرقٌ لنافذٍ
وسومٌ لمستامٍ وقولٌ لناطقِ
وهمٌّ كتكرارِ الملامِ شباتهُ
تغلغلُ فى قلبٍ قليل المرافقِ
يطوّحنى فى كلّ عرضِ تنوفة ٍ
ويقذفُني من حالقٍ بعدَ حالقِ
وبين وجيفِ اليعملاتِ ووخدها
بلوغٌ لباغٍ أو سلوٌّ لعاشقِ
أما وأبى الفتيانِ ما التثتُ فيهمُ
وقد " جزعوا بالعيسِ " هولَ السّمالقِ
ولمّا رفعناهُنَّ من جوِّ ثَهَمدٍ
يُعارضْنَ أصواتَ الحَصا بالشّقاشقِ
بدأْنَ السُّرى واللَّيلُ لم يَقْنَ لونُهُ
وقد شحبتْ منه وجوه المشارقِ
إِلى أنْ تَبدَّى الصُّبحُ يجلو سوادَه
فلم يبق منه غيرُ ثوبٍ شبارقِ
ولولا ابنُ موسى ما اهتدين لطيّهِ
ولو وصلتْ أبصارها بالبوارقِ
فَتى ً لا يُجِمُّ المالَ إِلاّ لمَغْرَمٍ
ولا يستعدُّ الزّادَ إلاّ لطارقِ
تجاوزَ آمالَ العُفاة ِ وأشرفتْ
يداه على فيض الغيوث الدّوافق
إذا همّ لم يسترجع الرّيثُ همّهُ
ولم تعترضْ حاجاته بالعوائقِ
يحيطُ بأقطارِ الأمورِ إذا سَعى
وكم طالبٍ أعجازها غيرُ لاحقِ
وما ضلّ وجهُ الرّأى عنه وإنّما
تقاضاه من وجه الظّنونِ الصّوادقِ
وقد ساورته النّائباتُ فأقشعتْ
وما حَظِيَتْ إلاّ بنَهْلَة ِ شارقِ
لك الفَعَلاتُ البيضُ ماغُضَّ فضلُها
بتالٍ ولم تُغلَبْ علها بسابقِ
تفرَّدْتَ في إبداعِها، واتَّباعُها
يفوتُ إذا رامته طولُ الحزائقِ
معالمُ تستعصي الثّناءَ وتَنْتمي
إلى شَرَفٍ فوقَ السِّماكين سامقِ(28/2)
ولمّا رأى الأعداءُ سِلْمَكَ مَغْنَماً
خرقتَ لَهمْ بالحربِ سُحْبَ الصَّواعقِ
ضرابٌ كشقّ الثّاكلاتِ جيوبها
وطعنٌ كأفواه المزادِ الفواهقِ
بكلّ فتًى يغشى الهياجَ وصدره
فسيحُ النَّواحي بينَ تلك المضائقِ
فإنْ هربوا أهدوا عيوباً لعائبٍ
وإنْ أقدموا أهدَوْا رؤوساً لفالقِ
يَهابُ الرَّدى مَن لم تُعِرْه صَرامة ً
وجأشاً على خوض الرّدى غير خافقِ
ومازلتَ والحالاتُ شتى َّ بأهلها
هلالَ نديٍّ أو غمامة َ بارقِ
أبى العيدُ إلاّ أن يعود صباحه
كما عادَ موموقٌ إلى قربِ وامقِ
ولَلْيَومُ ما تَلْقَى المطايا مُشِيحة ً
تَقَلْقَلُ في أكوارِها والنَّمارقِ
بركبٍ أراق السّير ماءَ وجوههمْ
ولوّحها تهجيرهمْ فى الودائقِ
وماهوَ إلاَّ نازلٌ طلبَ القِرَى
فعقِّرْ له بالبِيضِ حُمْرَ الأيانقِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> شعإذا شئتَ أنْ تَلقى الهوانَ فلُذْ بمن
شعإذا شئتَ أنْ تَلقى الهوانَ فلُذْ بمن
رقم القصيدة : 24451
-----------------------------------
شعإذا شئتَ أنْ تَلقى الهوانَ فلُذْ بمن
يُرَجَّى لنفعٍ أو لدفعِ مَضَرَّة ِ
فهامُ الرِّجالِ الآنفينَ عزيزة ٌ
وإنْ حُمِّلتْ مَنًّا لذي المنِّ ذَلَّتِ
وعدِّ عنِ الأطماعِ فَهْيَ مَذلَّة ٌ
ولو خالطتْ شُمَّ الجبالِ لخرَّتِ
فويلٌ انفسٍ حُلِّئَتْ عن مرامها
وويلٌ لنفسٍ أعطيتْ ما تمنَّتِ
وليس بخافٍ قبحُ حرصٍ على غنًى
ولكنْ عقولٌ بالضّراعة ِ جُنّتِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما رأَتْني عيناكَ يومَ الفراقِ
ما رأَتْني عيناكَ يومَ الفراقِ
رقم القصيدة : 24452
-----------------------------------
ما رأَتْني عيناكَ يومَ الفراقِ
أخدع القلبَ بادّكار التّلاقى
وأطفّى بالدّمعِ نارَ غرامٍ
كان عَوناً لها على الإحراقِ
مائلاً بينَ نهضة ٍ ومَقامٍ
حاكماً بينَ سلوة ِ واشتياقِ
أذكرُ الشّوقَ بالصّدود " ليخفى "
وأدارى الّلحاظَ بالإطراقِ
كلُّ شيءٍ أدنى إليَّ من الصَّبـ(28/3)
ـرِ وصبرُ المشوقِ عينُ النِّفاقِ
يا خليليَّ من ذؤابة ِ قَيْسٍ
فى التّصابى رياضة ُ الأخلاقِ
غنّيانى بذكرهمْ تطربانى
واسقياني دمعي بكأسٍ دِهاقِ
وخذا النّومَ " من " جفونى فإنّى
قد خلعتُ الكرى على العشّاقِ
واسألا لي الشِّمالَ عن نَشْرِ أرضٍ
كنتُ أُحْيي بطيبهِ أرماقي
إنَّها إنْ مشَتْ بوادي الخُزامى
صنعتْ فيه صنعة َ السّرّاقِ
لي زمانٌ ظامٍ إِلى ماءِ وجهي
يَمْتَرِيهِ بكلِّ ما إملاقِ
يتمنّى بسطى يمينى ليستمـ
طرفيها عزالى َ الأرزاقِ
دون ما رامه جماحُ أبى ٍّ
شمّرى ِّ الجنانِ مرِّ المذاقِ
تتنَاهى عنه الخطوبُ إذا ما
عانقتْ كفه نحورَ العتاقِ
قد تمرّستُ بالّليالى فحسبى
ما أرى لى فى ودّها من خلاقِ
لِفَناها أَقوى ذَريعة ِ عُسْرٍ
وبلوغُ المُرادِ بالإخفاقِ
كم مقامٍ ملأتُ فيه فمَ الصُّبْـ
ـحِ بجيشٍ عرمرمٍ غيداقِ
سترَ الجوَّ بالعجاجِ فعينُ الشّمسِ مطروفة ٌ عن الإشراقِ
ـشمسِ مَطْرُوفة ٌ عن الإشراقِ
في رجالٍ يسابقون ظُباهُمْ
عند وثباتها إلى الأعناقِ
كلُّ غَضٍّ يَرى المنايا حياة ً
والعوالى إلى المعالى مراقِ
قد سحبتُ القنا بكلِّ طريقٍ
" سئم السّيرَ فيه صبرُ النّياقِ "
أنا تِرْبُ الظُّبا رفيقُ العَوالي
حربُ هذي الطُّلى عدوُّ التَّراقي
فالقيانى الرّدى فإنّى رداهُ
وازجرا بى النّجومَ فى الآفاقِ
وإلى أحمدّ الّذى ظلّ عودُ الـ
ـمجدِ لمّا استهلَّ في إيراقِ
جذبتنى " وسائلٌ " للعلا فيـ
ـه غرامي لأَسْرها في وَثاقِ
لبستْ منه حليها فاستهامتْ
بالتحلّى به عن الأحداقِ
ذاك مُوهى عِقْدِ الخطابِ إذا ما اعْـ
ـتلجَ القولُ فى لها المسلاقِ
رابطُ الجَأْشِ في جليلِ الرَّزايا
شاردُ الفِكْرِ في المعاني الدِّقاقِ
لستُ أرضَى بأنْ أقولَ: هو البَدْ
رُ ومُذْ تَمَّ لم يُصَبْ بمحاقِ
فتّ " بالبرّ " بالمعالى بينها
فانظرنْ هل ترى لهمْ من لحاقِ ؟
"كنتُ " أقضى على الورى بخلاف الـ
ـمجدِ حتّى قيّدتَ من إطلاقى
كيف لا أجتنى له ثمر المد(28/4)
ـيَ فأُغْنَى عنِ المواضي الرِّقاقِ
" واقفٌ " عنده جوادُ سباقى
وإلى هذه المعالي سِباقي
لستُ أسخو لكلّ شخصٍ بلحظى
ولوَ أنَّ القَتاد في آماقي
ولَباعي غالٍ على كلِّ جِيدٍ
ليس إلاّ لقدر رمحى عناقى
جاءك العيدُ ضامناً رِيَّ آما
لك من مَنْهَلٍ له رَقْراقِ
فالقه بالمنى وناشده شعرى
تجدَنْهُ إليه بالأشواقِ
واشفِقَنْ عن ضميرِه تُلْفِ حبِّي
رافلاً بين خِلْبِهِ والصِّفاقِ
لا اطمأنَّ الرَّدى إليك ولا زِلْـ
ـتَ تَلَقَّى جماعة ً بفراقِ
وأطاعَ الزَّمانُ فيك المعالي
فاللّيالي معروفة ٌ بالشِّقاقِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> عثرتُ ولولا انتياشُ الإلهِ
عثرتُ ولولا انتياشُ الإلهِ
رقم القصيدة : 24453
-----------------------------------
عثرتُ ولولا انتياشُ الإلهِ
لكنتُ صريعَ رَدَى عَثْرتي
وأخرجني اللهُ من قعرها
وقد كنتُ صرتُ إلى اللُّجّة ِ
على حينَ ساءَتْ بنفسي الظُّنونُ
وأشرفْتُ منها على الخُطَّة ِ
وكانَ العِدَى يبصرونَ الّذي
تصوّره لهمُ بِغضَتي
ولمَّا كفاني الّذي خِفتُهُ
وقد كنتُ في وسطِ الخيفة ِ
أتاني بقدرتهِ آية ً
علمتُ بها سَعَة َ القدرة ِ
فيا رافعاً بي مُنعماً
عليَّ بما لم تنلْ مُنيتي!
ويامن رغبتًُ إلى نصرِهِ
فما ردَّني عنهُ بالخَيبة ِ
ويا عاصمًا لي منَ الموبقاتِ
وما كنتُ أطمعُ في عصمتي!
ويا مُعطيًا فوقَ ما أَبتغي
بلا طَلَبٍ وبلا بُغية ِ!
ويا فارجًا ظُلُماتِ الخطوبِ
وليس سَبيلٌ إلى الفُرجَة ِ
شكرتُك لا بالغاً ما مننتَ
ولكنْ بلغتُ مدى مُنْيتي
وما ليَ شكرٌ ولا أَهتدي
إليهِ على قَدَرِ النِّعمة ِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا ثاوياً خلفَ الرِّتاجِ المُطْبَقِ
يا ثاوياً خلفَ الرِّتاجِ المُطْبَقِ
رقم القصيدة : 24454
-----------------------------------
يا ثاوياً خلفَ الرِّتاجِ المُطْبَقِ
أعزز على َّ بأنّنا لا نلتقى
دخلَ الزَّمانُ كما كرِهنا بيننا
ورمَى اجتماعاً بيننا بتفرُّقِ(28/5)
ووددتُ لمّا قلتُ قد فارقته
تحت الجنادل أنّنى لم أصدقِ
وطرحْتُهُ مُتَسربلاً نَسْجَ الثَّرى
في قعرِ مُسودِّ الجوانبِ ضيِّقِ
وفعلتُ فيه وإنّنى شفقٌ به
لمّا يئستُ فِعالَ غيرِ المشفقِ
ورجعتُ عنه كأنَّني لم ألقَهُ
وكأنَّني بنسيمهِ لم أعْبَقِ
أبكي وليس يردُّ مَيْتاً ماضياً
جَزَعي عليه ولا طويلُ تحرُّقي
وسَرقتُه مِنْ بينِ مَنْ حُرِّمتُه
ففقدته فوددتُ أنْ لم أسرقِ
أينَ الذين بَنَوا رفيعاتِ البُنَى
مِن بارقٍ وسَدِيرِهِ وخَوَرْنَقِ
ومن ابتنى الهرمين ثمّ علاهما
بالعَصْب والدِّيباج والإستبرقِ
أم أينَ مَن أعلى بُنَى إيوانِهِ
عزّاً كنجمٍ في السّماءِ محلِّقِ
وتَرى اللّيالي بُكرة ً وعشيَّة ً
خَضِلَ الأصائلِ منه غضَّ الرَّونَقِ
كانت تفتّحُ للثّرا أبوابه
فثناه مصرعه ببابٍ مغلقِ
ولكمْ توسّد فى القلالِ نمارقاً
فالآنَ نُوسدُه صَعيدَ الأبرقِ
ومتوّجٍ بمرصّعٍ من عسجدٍ
بُوغاؤه في اللحْدِ تاجُ المَفْرَقِ
تهتزّ " فوق " شواته فى حفرة ٍ
من بعد ألوية ٍ غصونُ العشرقِ
سَوَّى الرَّدَى بينَ الرِّجالِ فباسلٌ
كمجبّنٍ ومموّلٍ كالمملقِ
وإذا مَضَوا حِزَقاً إلى حُكمِ البِلى
نُبذوا إلى كَفَّيْ سَفيهٍ أَخْرَقِ
فجلودهمْ ببنانِ كلِّ ممزّقٍ
وعظامهمْ فى ما ضغى ْ متعرّقِ
كانوا الحلولَ بكلِ قصرٍ شاهقٍ
فهمُ الحلولُ بكلّ قفرٍ سملقِ
وكأنَّ فارسَهمْ لِطْرِفٍ ماعلا
وخطيبهمْ فى محفلٍ لم ينطقِ
قُل للذي كنزَ الكنوزَ لغيره
جهلاً وجمّع ماله لمفرّقِ
إنْ كنتَ ما أنفقته ضنّاً به
أَضحى برغمك في أناملِ مُنفِقِ
وإذا البخيلُ حمى لضنٍّ نفسه
من رزقه فكأنّه لم يرزقِ
ونَعى إليَّ السُّمسميَّ مُخَبِّرٌ
فوددتُ أنّ لسانه لم يخلقِ
وجهدتُ كلَّ الجهدِ وهو محقّقٌ
لمقاله أنْ كان غيرَ محقّقِ
فبليتُ من نجواهُ لا ناجى بها
بمسَّهدٍ طولَ الدُّجَى ومؤرَّقِ
وسلبتُ منه كلَّ خلقٍ معجبٍ
وفَقدتُ منه كلَّ شيءٍ مُونِقِ
وطلبتُه بينَ الرِّجالِ فلم يكنْ(28/6)
ولربَّ مطلوبٍ بِنا لم يلحقِ
وكأنَّني من بعدهِ ذو قَفْرة ٍ
صَفِرَتْ إداوتُهُ كليلُ الأينُقِ
ولقد مَحا آدابَه وعلومَه
منّا الرّدى بالرّغمِ محوَ المهرقِ
فكأنّنا لكلامه لم نستمعْ
وكأنّنا لعبيره لم ننشقِ
ولوِ الرَّدى ممّا يدافعُه الفتى
لدفعتُ عنه بكلِّ غالٍ أرْوَقِ
وبكلِّ خوَّارِ المهزَّة ِ باترٍ
عضبٍ رقيقَ الشّفرتين مذلّقِ
وحطمتُ فى رداك أسنّة ً
فوق الجياد الضّمّراتِ السّبّقِ
حتّى ألفَّ مثلّماً بمثلّمٍ
ومنَ الوشيج مدقَّقاً بمدقَّقِ
في غُلْمَة ٍ مُتَسرِّعينَ إلى الرَّدَى
متهجّمين على المقامِ الضيّقِ
من كلّ وضّاح الجبين كأنّه
قمرٌ وممتدِّ القناة ِ عَشَتَّقِ
مُتزاحمين فَمنْسِرٌ في مَنْسِرٍ
أو فَيْلقٍ بضرابه في فَيلقِ
لم يشربوا إلاّ كؤوسَ قِسِيِّهِمْ
أو يَطْعموا إلاّ لحومَ المأْزقِ
لِقناهُمُ بينَ الأضالعِ في الوغَى
زَجَلٌ ولا زجلُ الأَباءِ المُحْرَقِ
وإذا همُ طعنوا تريبَ مجرّدٍ
أَضحى بنسجِ نَقيعهِ في فَيلقِ
وصَحبتني وأنا امرؤٌ متدرِّعٌ
درعَ الشّبابِ وبردة ً لم تخلقِ
لم تُمحَ مِنّي جِدَّتي ونَضارتي
كلاّ ولا نضبتْ غضارة ُ رونقى
جادتْ عليك سحائبٌ مُنهلَّة ٌ
من كلِّ منفتِقِ الكُلى مُتخرِّقِ
صخبِ الرّعودِ له زماجرُ أخجلتْ
باللّيلِ زمجرة َ الهزبرِ المحنقِ
وكأنّه متراكماً صمٌّ هوتْ
من شاهقٍ أو جِلّة ٌ من دَرْدَقِ
وسقاكَ ربُّك ليس ما يَسقي بهِ
بمصرّدٍ كلاّ ولا بمرّنقِ
ورثيتُ منك أخا فضائلَ لم تزلْ
كالشّمسِ أو كالكوكبِ المتألّقِ
عجزتْ يدي عن أن تَبَرَّكَ ميِّتاً
فخذِ المبرَّة َ كلَّها من مَنطقي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يقولون: قد قرَّتْ ولم تبقَ نزوة ٌ
يقولون: قد قرَّتْ ولم تبقَ نزوة ٌ
رقم القصيدة : 24455
-----------------------------------
يقولون: قد قرَّتْ ولم تبقَ نزوة ٌ
فقلتُ: أرى في طيِّها نَزَواتِ
فلا تَجمعوا في يومِكمْ شملَ معشرٍ
يكونُ غداً ياقومُ طوعَ شتاتِ(28/7)
وما المُهْمِلُ المغرورُ إلاّ الَّذي يُرى
نَؤومَ الدّجى عن طالبٍ لتِرابِ
حفيّاً بتزويق اللّسانِ مُنمِّقاً
ولكنّه عن أنفسٍ كَدِراتِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما كان يومك يا أبا إسحاقِ
ما كان يومك يا أبا إسحاقِ
رقم القصيدة : 24456
-----------------------------------
ما كان يومك يا أبا إسحاقِ
إلاّ وداعى للمنى وفراقى
وأشدَّ ماكانَ الفراقُ على الفتى
ماكانَ موصولاً بغيرِ تلاقِ
ولقد أتانى من مصابك طارقٌ
لكنَّهُ ما كانَ كالطرَّاقِ
فالنّارُ يوقدُها الأسَى في أضلُعي
لا للصِّلى والماءُ من آماقي
ما كان للعينين قبلك بالبكا
عهدٌ ولا الجَنْبينِ بالإقلاقِ
وأطقتُ حملَ النّائباتِ ولم يكنْ
ثِقْلٌ برُزئِك بيننا بمطاقِ
لولا حمامك ما اهتدى همٌّ إلى
قلبي ولا نارٌ إلى إحراقي
وسلبتُ منك أجلَّ شطرى ْ عيشتى
وفجعتُ منك بأنفسِ الأعلاقِ
وقذيتُ فى قلبى بفقدك والقذى
فى القلبِ ينسينا قذاة َ الماقِ
لمّا رأيتُك فوقَ صهوة ِ شَرْجَعٍ
بيدٍ المنايا أظلمتْ آفاقي
وكأنَّني من بعدِ ثُكلك ذُو يدٍ
جذّاءَ أو غصنٌ بلا أوراقِ
أو راكبٌ فى القفر دفّى ْ جسرة ٍ
غرثى بلا شثٍّ ولا طبّاقِ
إنِّي عليك لما ذهبتَ لموجَعٌ
وإليك لمّا غبتَ بالأشواقِ
يا نافعى والجلدُ منّى ضيّقٌ
برزِيَّتي أَلاَّ يَضيقَ نِطاقي
كم من ليالٍ لى قصارٍ بعده
طُوِّلْنَ بالإٍيجاعِ والإيراقِ
ولو افتُدِيتَ فداكَ بادرة َ الرَّدى الْـ
ـأقوامُ بالمهجاتِ والأحداقِ
وبكلِّ مُمتلىء الضُّلوعِ بسالة ً
هادٍ إلى طرقِ الهدى سبّاقِ
تهمى دماً من كفّه سحبُ الوغى
من غيرِ إرعادٍ ولا إِبراقِ
وتراه يهوى فى التّراب إلى ظباً
مسلولة ٍ وإلى ظهورِ عتاقِ
وإلى سِنانٍ فوقَ هامة ِ ذابلٍ
هتّاكِ كلِّ تربية ٍ خرّاقِ
أينَ الرِّجالُ المالكو رِبَقِ الورَى
والمُرْتقون إلى أعزِّ مراقِ
والطّاردون بجودهمْ وعطائهمْ
فى المملقين عوادى َ الإملاقِ
ولهمْ أكفٌّ ما تولّتْ وحدها(28/8)
فى النّاسِ إلاّ قسمة َ الأرزاقِ
وإذا همُ لبسوا المحاسنَ أهونوا
ـآدابِ من أهلي وبالأخلاقِ
سِيقوا إلى حُفَرِ القَواءِ كأنَّهمْ
ذَوْدٌ تُصرِّفُه يدا سَوّاقِ
وتطارحوا في قعر مظلمة ِ الهُوَى
محجوبة ِ الإصباحِ والإشراقِ
واستنزلوا عن كلّ شاهقة ِ البنا
من حيث لا ترقى أخامصُ راقِ
فهمُ وقد كان الفضاءَ محلّهمْ
ما بين أطباقٍ وفى أعماقِ
ماذا الغرورُ من الزّمان بكاذبٍ
نَغْلِ المودَّة ِ في الهوى مَلاَّقِ
فى كلّ يومٍ ينثنى عنه الّذى
يرجوه مملوءًا من الإخفاقِ
وإذا مددتُ إِلى الزَّمانِ أنامِلي
وشَددتُ في أسْرِ الطِّماعِ وَثاقي
فالأمرُ موكولٌ إلى متجرّمٍ
والعظمُ مرمى ٌّ إلى عرّاقِ
ما إنْ وَنَتْ سَكَناتُ قلبك بُرهة ً
فيه بساعة ِ جأشِك الخفّاقِ
ومنَ البليَّة ِ أنَّنا كَلِفون مِنْ
هذي الحياة ِ بمِنْكَحٍ مِطْلاقِ
فى كلّ يومٍ نرتوى من شرّها
مائين من حَذَرٍ ومن إشفاقِ
وأنا الأسيرُ لها فمن هذا الذي
يسعى إلى الأيَّامِ في إطلاقي
ومودَّة ٌ بينَ الرّجالِ تضمُّهمْ
وتلفُّهمْ خيرٌ منَ الأعراقِ
مَن ذا نَضا عنّا شعارَ جمالنا
ورمى هلالَ سمائنا بمحاقِ ؟
من ذا لوانا والصّدا علقٌ بنا
عن وردِ ذاك المنهلِ الرّقراقِ ؟
فلئنْ خرِستَ عن البيانِ فطالما
حكّمتَ أنّى شئتَ بالإنطاقِ
ولئنْ منعت عن البراحِ فبعد ما
جوَّلتَ أو طوَّفتَ في الآفاقِ
ولئنْ كبوتَ عن المدا بعد الرّدى
فيما سبقت غداة يوم سباق
ولئنْ تحمَّلْتَ التّرابَ فطالما
قد كنتَ محمولاً على الأعناقِ
فليمضِ بعدك من أحبُّ فقد مضى
منك الحمامُ ببغيتى ووفاقى
مالي انتفاعٌ بعدَ فقدِك صاحباً
حلوَ المذاقة ِ فى الورى بمذاقِ
نسجتْ عليك رياضُ كلِّ بلاغة ٍ
وسقاك منها ما تشاءُ السَّاقي
وعصتْ على كلِّ الرِّجالِ فقُدْتَها
لرضاك بالأرسانِ والأرباقِ
وملكتَها طولَ الزَّمانِ وإنَّما
فازتْ وقد ووريتَ بالإعتاقِ
طلبوا مداك ففتَّهمْ وسبقتَهمْ
رَكْضاً ولم تَسمحْ لهمْ بلِحاقِ(28/9)
فالآن بعد اليأسِ منها أيقنوا
أنّ البلاغة َ فى يدِ الرزّاقِ
ولْيسقِ قبرَك كلُّ مُنخرقِ الكُلَى
مرعادُ كلّ عشيّة ٍ مبراقِ
فإذا جفا التّربَ السحابُ فعنده
ما اخترتَ من سحٍّ ومن إطباقِ
لم يفنِ دهرٌ من نأى وله بنا
كلمٌ على مرّ الزّمان بواقِ
وإذا مضيتَ وفيك فضلٌ باهرٌ
فمنْ نسلتَ فأنتَ حى ٌّ باقِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> هجرتُكِ خوفَ أقوالِ الوُشاة ِ
هجرتُكِ خوفَ أقوالِ الوُشاة ِ
رقم القصيدة : 24457
-----------------------------------
هجرتُكِ خوفَ أقوالِ الوُشاة ِ
وهجرُكِ مثلُ هِجرانِ الحياة ِ
وأنت كرامة ً عندي كعيني
وما تَنْجو العيونُ منَ القَذاة ِ
ولولا الحبُّ ما سَهُلتْ حُزوني
ولا لانتْ بأيديكُمْ صَفاتي
وقالوا قد عشقتَ فقلت عِشقٌ
كما اقترح الهوى فمن المؤاتي؟
بنفسي مَن إذا ما رمتُ وَصْفًا
لحسنٍ فيه أعْيَتْني صِفاتي
ولو أغنى عن العشّاقِ شيئٌ
ودافع عنهمُ أغنتْ حُماتي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> مَن كان لا تُرضيه منك مودَّة ٌ
مَن كان لا تُرضيه منك مودَّة ٌ
رقم القصيدة : 24458
-----------------------------------
مَن كان لا تُرضيه منك مودَّة ٌ
فاخذرْ عداوته بكلّ طريقِ
فعدوُّ ماتولاهُ غيرُ مغيّرٍ
وحسودُ ما تُعطاهُ غيرُ مُفيقِ
وإذا طلبتَ مودّة ً ترضى بها
لم تُلْفِها من بينِ كلِّ فريقِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أمنْ بعد ستّينَ "قد جُزتُها"
أمنْ بعد ستّينَ "قد جُزتُها"
رقم القصيدة : 24459
-----------------------------------
أمنْ بعد ستّينَ "قد جُزتُها"
تعجَّبُ أسماءُ من شَيبتي؟
وأعجبُ من ذاك لوْ ما كَبِرتُ
ولم ينزلِ الشَّيبُ في لِمَّتي
فإن كنتِ تأبَينَ شيبَ الغِذار
فكمْ خُيِّبَ المرءُ مِن مُنْيَة ِ
وإنْ أنتِ يوماً تخيّرتِ لي
فشيبيَ أصلحُ مِن مِيتتي
فلا تغضبي من صنيع الزّمانِ
فما لكِ شيءٌ سِوى الغَضْبة ِ
العصر العباسي >> البحتري >> قد جاء نصر الله والفتح(28/10)
قد جاء نصر الله والفتح
رقم القصيدة : 2446
-----------------------------------
قَدْ جَاءَ نَصْرُ الله والفَتْحُ،
وَشَقّ عَنّا الظّلمَةَ الصّبْحُ
وَزِيرُ مَلْكٍ، وَرَجَى دَوْلَةٍ،
شيمَتُهُ الإنْعَامُ، والصّفحُ
كاللّيثِ، إلاّ أنّهُ ماجِدٌ،
كالغَيْثِ، إلاّ أنّهُ سَمْحُ
وَكُلُّ بَابٍ للنّدَى مُغْلَقٌ،
فإنّمَا مِفْتَاحُهُ الفَتحُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> عنّ الخيالُ لنا ليالى الأبرقِ
عنّ الخيالُ لنا ليالى الأبرقِ
رقم القصيدة : 24460
-----------------------------------
عنّ الخيالُ لنا ليالى الأبرقِ
والرَّكبُ بينَ مُسهَّدٍ ومؤرَّقِ
ومصرّعين من الكلال كأنّهمْ
صَبحوا وما صَبحوا بكلِّ مُروَّقِ
متوسِّدين وقد أَمالَ رقابَهمْ
سُكرُ الكَرَى لهم خُدودَ الأينُقِ
إنْ كان زُوراً باطلاً فَلَطعمُهُ
حلوٌ شهيٌّ في فم المتذوِّقِ
لم ينههَ عنّى تقوّسُ صعدتى
والشّيبُ يضحك ثغره فى مفرقى
ومُرشَّفِ الوَجناتِ لولا حسنُهُ
سَلَتِ القلوبُ معاً فلم تَتَعشَّقِ
يَسبي العيونَ بحُسنِ خدٍّ مُونقٍ
حاز الجمالَ وغضِّ قَدٍّ مُورقِ
وافى وهاماتُ الكواكبِ ميّلٌ
والصُّبحُ قد أَلقَى يداً في المشرقِ
واللّيلُ فى بردٍ رقيقٍ أزرقٍ
سملٍ ولكنْ بعدُ لم يتخرّقِ
بردتْ زيارتهُ غليلَ تحرّقى
وشَفتْ وما علمتْ طويلَ تشوُّقي
مازدتهُ شيئاً - وبين جوانحى
لهبُ الغرام - على الحديثِ المونقِ
يالائمى فى الحبِّ لو قاسيته
لعلمتَ أنَّك كاذبٌ لم تَصدُقِ
ما كنتَ للعذلِ الذي لم تُلفِني
أُصغي إِليه منَ الصَّبابة ِ مُعنِقي
فدعِ الملامة َ لا مفيقٌ من هوى ً
فينا ولا في رأيه من مُفْرِقِ
قل للوزير أبى المعالى وابنها
وسليلِ كلِّ نجيبة ٍ لم تخفقِ
يا سيِّدَ الوزراءِ من ماضٍ ومِن
آتٍ ومخلوقٍ ومن لم يخلقِ
لازلتَ بينَ تملُّكٍ وتحكُّمٍ
أبداً وبين تصعّدٍ وتحلّقِ
في خَفضِ عيشٍ لا يزولُ نطاقُهُ
عن ساحتيك وظلّ عزٍّ محدقِ
للهِ دَرُّك حيثُ تَشْتجِرُ القَنا(28/11)
تحتَ العجاجِ على ظهورِ السُّبَّقِ
واليومُ غصّانٌ بكلِّ مجدّلٍ
فوق الثّرى وبأذرعٍ وبأسوقِ
والموتُ يستلبُ النّفوسَ بطعنة ٍ
أو ضربة ٍ فكأنّما لم تخلقِ
أوقدته حتى استطار شراره
وغمرتَ فيه فيلقاً فى فيلقِ
وعصابة ٍ مرقتْ فرضتَ جماحها
حتّى التوى فكأنَّما لم تمرُقِ
أنزلتها قسراً على حكم الظّبا
وقضيَّة ِ العالي الأشَمِّ الأزرَقِ
والبيضُ بين مسلّمٍ ومثلّمٍ
والسّمرُ بين مصحّحٍ ومدقّقِ
لاتحفلنْ بالغابطين على الذى
أوتيتَ من بحر الفخارِ المفهقِ
وقهرتهمْ بمحلّة ٍ لاترتقى
وبهرتَهمْ في جودك المتدفِّقِ
ودع الحسودَ يقول ماهو أهلهُ
فالقولُ بين مكذّبٍ ومصدّقِ
ليس الحسودُ وإنْ تموَّه أمرُهُ
فى النّاس إلاّ كالعدوِّ المحنقِ
أنا فى بنى عبد الرّحيم مخيّمى
وإذا علقتُ فمنهمُ متعلّقى
وبنشرهمْ عبقٌ ولولا أنّه
يا صاحبي نشرٌ لهمْ لم أعْبَقِ
أعطيتُهُمْ ودِّي ولو بيدي المنى
شاطرتُهمْ من مدَّتي ماقد بَقي
ولوَ أنَّ في كفِّي الشّبابَ وقد مضى
لبذلتهُ وخصصتهمْ بالرّيقِ
فى أى ّ شعبٍ من شعوبِ مرادهمْ
- حتّى أتاهمَ - لم أخبَّ وأعنقِ
فبأى أمرٍ فيهمُ لم ألتبسْ
وبأيِّ حبلٍ منهمُ لم أعلَقِ
كم أنقذوا من حتفِ كربٍ واسعٍ
أو أخرجوا من كفِّ خَطبٍ ضيِّقِ
ورقَوْا منَ العلياء مالا يُرتقَى
وأَتَوا منَ الغايات مالم يُلحَقِ
ومتى رأيتَهمُ رأيتَ تقرُّبي
من دارهمْ وتخصّصى وتحقّقى
لاباعدَ اللهُ اللِّقاءَ ولارمَى
شملاً يضمّ جميعنا بتفرّقِ
قد زارنا التّحويلُ يخبر أنّه
أبداً يقابلنا بوجهٍ مُشرقِ
صقلَ الإلهُ حُسامَه وأزارَه
طَلْقاً بكلِّ تهلُّلٍ وتألُّق
كم ذا لنا أملٌ به متنظَّرٌ
شَوقاً ومن قلبٍ به متعلِّقِ
وكساهُ من حُلَلِ القَبول مَجاسداً
ما كنَّ من وشْيٍ ومن إستَبْرَقِ
وبه مفاخرُ دهرِنا وعلاؤهُ
دون الدّهور على الجبال الشّهّقِ
وإذا استمعتَ فلا تُصِخْ إلاّ إلى
كلمٍ جلبن على الورى من منطقى
في رونقٍ بَهِجٍ، وليس برائقٍ(28/12)
ما لم يكن عذباً ولا ذا رونقِ
ومنمّقِ طبعاً وكلُّ منمّقٍ
بتعسّفٍ يلقاك غيرَ منمّقِ
وإذا نطقتُ بغير مدح فضائلٍ
جمعتْ لكمْ فكأنّنى لم أنطقِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ـنكرتْ ليلة َ اعتنقنا حسامي
ـنكرتْ ليلة َ اعتنقنا حسامي
رقم القصيدة : 24461
-----------------------------------
ـنكرتْ ليلة َ اعتنقنا حسامي
وهو مُلقى ً بيني وبين الفتاة ِ
إنْ يكن عائقاً يسيراُ عن الضمّ
فما زال واقياً من عُداتي
هوَ قِرْنٌ صفوٌ ولا بُدَّ في كلْـ
ـلّ صفاءٍ ننالهُ من قذاة ِ
وانتفاعٌ وما رأينا انتفاعاً
أبدَ الدَّهرِ خالياً مِن بَذاة ِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> بقلبى َ منكِ الهمُّ والحزنُ والأسى
بقلبى َ منكِ الهمُّ والحزنُ والأسى
رقم القصيدة : 24462
-----------------------------------
بقلبى َ منكِ الهمُّ والحزنُ والأسى
وقلبُكِ ما يدري بما أنَا لاقِ
وعندكِ رِقِّي والهوى أنتِ كلُّهُ
ولكنَّني عبدٌ مَنَيْتِ إباقي
وما أنتِ إلاّ فُرقة ٌ بعد أُلْفَة ٍ
وإلاّ فإعراضٌ مكانَ فراقِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قِفا بي على تلكَ الطُّلولِ الرَّثائثِ
قِفا بي على تلكَ الطُّلولِ الرَّثائثِ
رقم القصيدة : 24463
-----------------------------------
قِفا بي على تلكَ الطُّلولِ الرَّثائثِ
مُحِينَ بنَسْجِ المُعصِراتِ المواكثِ
ولا تَسألوا عنِ اصطبارٍ عهِدْتُما
فقد بانَ عنّي بانتهاكِ الحوادثِ
كأنَّ فُؤادي بالنَّوَى لعبتْ بهِ
نيوبُ أسودٍ أو مخالبِ ضابِثِ
أجوِّلُ فب الأطلالِ نظرة َ عابِثٍ
وما أنا حزناً واشتياقاً بعابثِ
كأنّي وقد سارتْ مطيُّ حُدوجهمْ
أُلاطِمُ موجَ اللُّجَّة ِ المتلاطِثِ
فللْهِ حِلمي يومَ مرَّتْ رِكابُنا
على عَجَلٍ منها برِمثِ المناكِثِ
وودّ فؤادي أنّهنّ روائثٌ
وهُنَّ بما يُحْفَزْنَ غيرُ روائثِ
جَحدتُ الهوى لمّا سُئلتُ عن الهوى
وكمْ غِرّة ٍ من ذي شَجًا في المباعثِ(28/13)
وآليتُ خوفَ الشرِّ ألاَّ أُحبَّكمْ
وتلك لعَمْرُ اللهِ حِلفة ُ حانثِ
بني عمِّنا لا تَطْمعوا في لِحاقنا
فكمْ بين أسماكِ السُّهى والكثاكِثِ
سبقناكمُ عفواً ولم تلحقوا بنا
على جَهْدِ مَجهودٍ ولَهْثَة ِ لاهِثِ
وقِدماً عهدتمُ عنكمُ وقد
عُضضتُمْ بأنيابِ الخطوبِ الكوارثِ
ونحنُ على إمَّا جِيادٍ ضَوامرٍ
وإمّا على أقتادِ خُوصٍ دلائثِ
وما زِلتُمُ مُسْتطمرين سَحائبًا
بنصركُمُ ما بينَ تلكَ الهثاهثِ
فَخَرْتُمْ بغيرِ الدَّينِ فينا وإنَّما
فخرتُمْ بأَنسابٍ لِئامٍ خبائِثِ
وإِنَّ لكمْ أطمارَ ذُلٍّ كأنَّها
من الشّينِ أطمارُ النّساءِ الطّوامثِ
وقلتُمْ بأنّا الآمِرون عليكُمُ
وذاك بأسبابٍ ضعافٍ نكائثِ
وما ضَرَّنا أنّا خَلِيّون من غِنًى
وكم شِبَعٍ يَهْفو بهِ غَرْثُ غارثِ
قَعدتُمْ عنِ الإجمالِ فينا بباعثٍ
وقُمنا به فيكمْ بلا بعثِ باعثِ
وما غرّكمْ إلاّ التغافلُ عنكمُ
على ظالمٍ منكمْ لدينا وعائثِ
فأُقسمُ بالبيتِ الذي جوّلتْ به
أخامصُ أقوامٍ كرامٍ مَلاوِثِ
وبالبدنِ في وادي مني يومَ عَقرهمْ
يُقَدْنَ إلى أيدٍ هناكَ فَوارثِ
تَخالُ رِياطَ الفاتقينَ نحورَها
برشِّ دمٍ غُلالَة َ طامثِ
ومَنْ باتَ في جَمْعٍ كليلاً منَ الوَجا
إلى شُعُثٍ منَ السُّرى وأشاعثِ
لنحنُ بنشر الفخرِ أعبقُ منكمُ
وأسمقُ منكمْ في الجبالِ اللّوابِثِ
لنا السَّلَفُ الأَعلى الّذي تعهدونَهُ
عَلقنا بهِ من وارثٍ بعدَ وارثِ
هُمُ أوسَعُوا في النّاسِ ضِمْنَ أكفّهمْ
وهمْ أوسعوا في الأزْمِ جوعَ المغارثِ
وهُمْ وَرِثُوا آباءَهمْ مأثُراتِهمْ
وأنتُمْ منَ العلياءِ غيرُ مَوارِثِ
وهمْ نَزَّهوا أولادَهم بأواخِرٍ
وشِنْتمْ قديماً كان منكم بحادثِ
ونحنُ غداة َ الجَدْبِ خيرُ مَخاصبٍ
ونحنُ غداة َ الرَّوعِ خَيرُ مَغاوثِ
وأطعنُ منكم للكلى بمثقّفٍ
نضمُّ عليهِ بالطُّوالِ الشَّوابثِ
وأضربُ منكمْ للرؤوسِ لدي وغى ً
وأوْهَبُ منكُمْ للهِجانِ الرَّواغثِ(28/14)
لنا في الندى سَحٌّ وهَطلٌ ووابلٌ
وكيفَ لكُمْ فيه بقَطْرِ الدَّثائثِ؟
وما خَزيتْ منّا رؤوسٌ بريبة ٍ
تُكشّفها في النّاسِ نبثة ُ نابِثِ
فكيفَ لكمْ نَكَثٌ بنا ومنَ أجلِنا
ولم تُبْتَلوا "منّا" بنَكْثة ِ ناكثِ
فلا تَكسِفوا أنوارَنا بظلامِكمْ
ولا تعدِلوا أصقارنا بالأباغِثِ
خذوا من كلامي اليومَ زفرة َ زافرٍ
وأنّة َ مَكْروبٍ ونفثَة َ نافثِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> وليلة َ زُرتنا واللّيلُ داجٍ
وليلة َ زُرتنا واللّيلُ داجٍ
رقم القصيدة : 24464
-----------------------------------
وليلة َ زُرتنا واللّيلُ داجٍ
على عجلٍ ونحن على البراقِ
وجُدتَ لنا بتقبيل الثّنايا
على رغم الوشاة ِ وبالعناقِ
تَلاقَينا بأرواحٍ ظِماءٍ
عشيّة َ " مالأجسادٍ " تلاقِ
ولمّا أنْ تفرَّقنا رجعنا
إلى ما نحن فيه الفراقِ
فإنْ يكُ باطلاً لاحقَّ فيه
فكم من باطلٍ حلوِ المذاقِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> كم ذا سَرَى بالموتِ عنّا مُدْلِجُ
كم ذا سَرَى بالموتِ عنّا مُدْلِجُ
رقم القصيدة : 24465
-----------------------------------
كم ذا سَرَى بالموتِ عنّا مُدْلِجُ
أبكي اشتياقًا بي إليه وأنشِجُ
وأوَدُّ أنِّي ما تَعرَّى جانبي
منّي ولم يُخْرجْهُ عني مُخرجُ
وكذا مضى عنّا القُرونُ يكبُّهمْ
خطبٌ أخو سَرفٍ وصَرْفٌ أعوجُ
خَدَعَتْهُمُ الدُّنيا برائقِ صِبْغِها
واقتادَهُمْ شَوقًا إليها الزِّبْرِجُ
فتطامَحوا وتَطاوحوا بيدِ الرَّدَى
وتقوّموا ثم انثنوا فتعوّجوا
وكأنهم لما عموا بظلامِ أرْ
ماسٍ لهمْ ما أَشرقوا أو أبْلجوا
لم يُنجِهمْ وقدِ الْتَوى بهمُ الرَّدى
وإليهِ يُمضى أو عليه يُعَرَّجُ
وهو الزمان فمسْمِنٌ أو مُهزِلٌ
طولَ الحياة ِ ومحزنٌ أو مُبهِجُ
ومسلِّمٌ لا يَبْتَلي ومُسالمٌ
وموادِعٌ لا يختلي ومُهَيِّجُ
والمرءُ إمّا راحلٌ أو قد دنا
منهُ وما يدري الرَّحيلُ المزعجُ
بينا تراهُ في النّديِّ "منشِّراً"
حتى تراهُ في الحفيرة يُدرجُ(28/15)
تَسري به نحو الرَّدى طولَ المدَى
بيضٌ وسودٌ كالرّكائبِ تهدجُ
وإذا الردى كان المصير فما الأسى
منّا على نشبٍ وثوبٍ يَنْهَجُ؟!
لولا المقادِرُ قاضياتٌ بيننا
خَبْطًا لما سَبق الصحيحَ الأَعرجُ
ياناعيَ ابنِ محمدٍ ليتَ الذي
خبّرتَنيهِ عن الحقيقة ِ أعوجٌ
أفصحتَ لا أفلحتَ بالنبإِ الذي
للقلبِ منه توقّدٌ وتوهجٌ
ولَطالما ضنَّ الرِّجالُ بمثلِ ما
صرّحتَ عنه فجمعوا أو لَجْلَجوا
يا ذاهبًا عنّي ولي مِن بعدهِ
قلبٌ به متلهّبٌ متأجْجٌ
أعزِزْ عليَّ بأنْ أراكَ مُسَرْبَلاً
بالموتِ تُدفن في الصعيد وتولَجَ
في هوّة ٍ ظلماءَ ليس لداخلٍ
فيها على كرّ اللّيالي مَخْرَجُ
بيني وبينك شاهقٌ لا يُرتقى
طُولاً وبابٌ للمنيَّة مُرْتَجُ
ويُصَدُّ عنك القاصِدونَ فما لهمْ
أبدًا على شِعْبٍ حَلَلْتَ مُعَرَّجُ
كم ذا لنا تحتَ التُّراب أناملٌ
تندى ندى ً وجبين وجهٍ أبْلَجُ
من أين لي في كلِّ يومٍ صاحبٌ
يَرضاهُ منِّي الدَّاخلُ المُتَوَلِّجُ؟
هيهاتَ فرَّ من الحِمامِ مغامِرٌ
حيناً وَكَعَّ عن الحِمامِ مُدَجَّجُ
وكَرِعْتُ منك الردَّ صِرفاً صافياً
وَلَكَمْ نَرى ودًّا يُثابُ ويُمزَجُ
لا تُسْلِني عنهُ فتسلية ُ الفتى
عمّن به شَغَفُ الفؤادِ تَهيّجُ
ولكمْ غَطا منّي التجمّلُ في الحَشى
مِن لاعِجاتٍ في الأضالعِ تَلْعَجُ
فاذهبْ كما شاء القضاءُ وكن غداً
في القومِ إمَّا سُوِّدوا أو تُوِّجوا
لَهُمُ بأفنية ِ الجِنانِ مساكنٌ
طابتْ مساكنُها وظلٌّ سجْسَجُ
وسقى ترابَكَ كلُّ مُنخرِقِ الكُلى
يسري إذا ما شئتَهُ أو يُدلِجُ
للرَّعدِ فيهِ قعاقِعٌ وزماجِرٌ
والبرق فيه توهجٌ وتموجُ
والنَّوْرُ في حافاتِهِ مُتفسِّحٌ
والأُقحوانُ بجانبيهِ مُفَلَّجُ
وإذا سقاكَ اللهُ من رحماتِهِ
فَلأَنتَ أسعدُ من أتاهُ وأفلجُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا جالباً للأرقِ
يا جالباً للأرقِ
رقم القصيدة : 24466
-----------------------------------
يا جالباً للأرقِ(28/16)
ومُورثاً للحُرَقِ
ومَن إليه وحدَهُ
خوفاً عليه قلقى
وهاجري في فَلَقٍ
وزائري في الغَسَقِ
هل نافعي عذبُكِ يا
عذبٌ ومنه شَرَقي
كيف تضِنُّ بالهوَى
بموعدٍ لم يصدقِ ؟
ونظرة ٍ يسرقُّها
مَن لم يُزَنْ بالسَّرَقِ
تسئُ تعويلاً على
تَعويلِك المُلَفَّقِ
طيفُكَ ما أبصرَهُ
بقَطْعِ ذاكَ الأَبرَقِ
خُيِّل أنّا نَلتقي
زوراً وليس نلتقى
وافى إلينا " والكرى "
يثنى إليه عنقى
عينُ رقيبٍ مشفقٍ
موكّلٍ بالحدقِ
كأنّها ساهرة ٌ
حائرة ٌ لم تُطرِقِ
أعجبْ بها زيارة ً
لعانفٍ لم يرفقِ
باطلة ً كأنَّها
هناك من محقّقِ
كأنّ شوقاً قادها
وهى " كمن " لم يشتقِ
بتُّ بها أُغلوطة ً
أمسكُ " منها " رمقى
ومُخفقٍ كأنَّهُ
من طمعٍ لم يخفقِ
لمّا دنا الصّبحُ إلى
وساده كاليققِ
أضحى يعضّ كفّه
على الدُّجَى مِن حَنَقِ
في فتية ٍ تَعوَّدوا
بالسّيف ضربَ المفرقِ
وطعنَ كلِّ ثغرة ٍ
من أسمرٍ بأزرقِ
كأنَّهمْ أُسْدُ الشَّرى
أو جِنَّة ٌ من سَمْلَقِ
من كلِّ ركّابٍ إلى الـ
ـهولِ ظهورَ السّبّقِ
وصادمٍ بفَيْلقٍ
يومَ الوغَى لفَيْلَقِ
فى كلّ يومٍ يعتلى
ظهرَ علاً ويرتقى
كأنّه من كرمٍ
إلى نَدى ً لم يُسبَقِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أَعَلَى الرَّكائبِ سارتِ الأحداجُ
أَعَلَى الرَّكائبِ سارتِ الأحداجُ
رقم القصيدة : 24467
-----------------------------------
أَعَلَى الرَّكائبِ سارتِ الأحداجُ
والبَينُ ما عنهُ هُناك مَعاجُ؟
لا تطلبوا "منِّي" السلوَّ فليس مِنْ
حاجي وليَ في منْ ترحّلَ حاجُ
قالوا: اصطبرْ والصبرُ ليسَ بزائلٍ
مَنْ عندَهُ بالغانياتِ لجاجُ
ودواءُ أمراضِ النّفوسِ كثيرة ٌ
والحبُّ داءٌ ليس منه علاجُ
بيني وبين تجلُّدي وتماسكي
والعيسُ تُرحلُ للفراق رِتاجُ
همْ أَوقدوا نارَ الهوَى في أضلُعي
بقراقهمْ يومَ الرّحيل وهاجوا
في ساعة ٍ ما إنْ بها إلاّ حوى ً
يُضني وسيلُ مدامعٍ ثجّاجُ
عاجُوا علينا بالوَداعِ وليسَ لي
صَبرٌ عليهِ فليتَهُمْ ما عاجوا(28/17)
وسَرَوا بمُسوَدٍ بهيمٍ مالهمْ
إلاّ وجوهُ البيضِ فيه سراجُ
وغذا همُ بالرغمِ منّا أدلجوا
أودى المتيَّمَ ذلك الإدلاجُ
ولقد نعى وَصْلي لكمْ وبكى به
قبلَ الفراقِ النَّاعقُ الشَّحّاجُ
نادَى فأزعَجَ كلَّ من لم يأْتِهِ
لولاهُ إِقلاقٌ ولا إزعاجُ
لِمْ شِرْبُكمْ عندي النَميرُ وعندكمْ
شِربي على الظمأِ الشديد أجاجُ؟
وإذا ضنِنتمْ بالعطاءِ فليتَهُ
ما كان إفقارٌ ولا إحواجُ؟
والبُخلُ مِلْءُ بيوتِكمْ فمتى يُرَى
يُثرى ويُغنى منكمُ المحتاجُ
وأنا الفصيحُ فإنْ شكوت إليكمُ
جَنَفَ الغرامِ فإنَّني اللَّجلاجُ
وفلاحُ قلبٍ لا يُرجّى بعدما
وَلِيَتْ عليهِ الطِّفلة ُ المِغْناجُ
أقسمتُ بالبيتِ الحرامِ وحولَهُ
للزَّائريهِ منَ الوُفودِ ضَجاجُ
عَرَقَتْهُمُ حتَّى أتَوْهُ هُزَّلاً
بيدٌ عِراضٌ دونَهُ وفجاجُ
ومنى وبُدْنٍ ما صًرعنَ بتُربها
ـنَدْبُ الخفيفُ إذا عَلا الهِلباجُ
والمَوْقِفَيْنِ عليهما وإليهما
طَلَبَ "النّجا وتزاحمَ" الحُجاجُ
لولايَ لم يكُ للنّدى سيلٌ ولا
في الرَّوع إلجامٌ ولا إسراجُ
ما ضَرَّني أنْ ليسَ فوقَ مَفارقي
تاجٌ ومن فضلي عليَّ التّاجُ
وأنا الغبينُ وضيتُ بإن تُرى
فوقي العيوبُ وتحتيَ الهِملاجُ
وبأنْ تَقِلَّ مَكارمٌ مِنِّي ولي
ثَمَرٌ كثيرٌ سائغٌ وخَراجُ
والضّاحكون بيومِهمْ ما فيهُمُ
إلاّ الذي هو في غدٍ نشّاجُ
دعْ مَن يكونُ جمالَهُ وفخارَهُ
في الفاخرينَ الوَشْيُ والدّيباجُ
فثيابُ مِثلي يومَ سِلْمٍ عِفَّة ٌ
وثيابُ جسمي في اللّقاءِ عَجاجُ
قلْ للأُلى سَخِطوا الجميلَ فمالهمْ
يومًا إلى كسبِ العُلا مِنهاجُ:
لو شئتمُ أن تعلموا لعلمتُمُ
علمي فليس على العلوم سِياجُ
ما فيكمُ لولايَ لو أنصفتمُ
دخَّالُ كلِّ كريهة ٍ خَرّاجُ
كلُّ الفضائلِ في يدَيَّ وما لكُمْ
منهنَّ أفرادٌ ولا أزواجُ
ومعالمي خضرُ الذّوائبِ لم يَسرِ
فيهنَّ إخلاقٌ ولا إنْهاجُ
ولقد ظهرتُ فليس يُخفي شُهرتي
في النّاسِ إدراجٌ ولا إدماجُ(28/18)
وعَشيتُمُ منّي وفوق رؤؤسكمْ
بالرّغم يلمع كوكبي الوّهاجُ
فالمَكْرُماتُ عقيمة ٌ منكُمْ ولي
منهنّ في كلّ الزّمانِ نتاجُ
ما فيكمُ صفوٌ ولكنْ أنتمُ
كَدَرٌ لصفوٍ في الوَرى ومِزاجُ
قُوموا أَروني تابعًا فردًا لكُمْ
ودَعُوا الّذي أتباعُهُ الأفواجُ
والنقصُ ملتحفٌ بكمْ ما فيكمُ
عنهُ المحيصُ ولا لهُ إفراجُ
حتَّى سُويعاتُ السُّرورِ قَصيرة ٌ
فيكُمْ ووضعُ الحاملاتِ خِداجُ
وإذا رضيتم بالحُطامِ فلا ارتوى
صادٍ ولا امتلأتْ لكمْ أعفاجُ
من لي بخِلٍ يستوي ليَ عنده
يُسْري وعُسْري والغِنى والحاجُ؟
وإذا عَرَتني في الزّمانِ شديدة ٌ
فَهُوَ المكشِّفُ كَرْبَها الفَرّاجُ
ما يَسْتوي جَدْبٌ وخِصْبٌ لا ولا
وَشَلٌ وبحرٌ فائضٌ عَجَّاجُ
بِتْنا ونحن المُعرِقون تقودنا
بينَ العِدى وتَسُوقُنا الأعلاجُ
ماوِرْدُنا في الدهر إلاّ رَنْقُهُ
ولنا الإضاعة ُ فيهِ والإمراجُ
لا خيرَ في هامٍ بغير أزِمّة ٍ
فينا وسَجْلٍ ليس فيه عِناجُ
ماحقُّ مِثلي وهو ممّن قولُهُ
يسري إلى الآفاقِ منه لِهاجُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> تَضاحكْتِ لمّا رأيتِ المشيبَ
تَضاحكْتِ لمّا رأيتِ المشيبَ
رقم القصيدة : 24468
-----------------------------------
تَضاحكْتِ لمّا رأيتِ المشيبَ
ولم أر من ذاك ما يضحكُ
ومازال دَفْعُ مَشيبِ العِذا
لا يستطاعُ ولا يملكُ
وقال لى الدّهرُ لمّا بقيتُ :
ـتُ: إمّا المشيبُ أوِ المَهْلَكُ
فقولي وأنتِ تعيبينَهُ
لأيِّ طريقيهما أسلُكُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> سقى دارَها حيث استقرتْ بها النّوى
سقى دارَها حيث استقرتْ بها النّوى
رقم القصيدة : 24469
-----------------------------------
سقى دارَها حيث استقرتْ بها النّوى
منَ المُزنِ مخروقُ المَزادِ خَدوجُ
وكنتُ إذا سرتُ قصداً لغير ما
أميلُ إلى أبياتِها وأعوجُ
فليَ من جوى ً فيهنّ رنّة ُ عاشِقٍ
ولي أدمعٌ تجري دمًا ونشيجُ
فإنْ تلْحَني يوماً وقلبكَ طَيِّعٌ(28/19)
خَليٌّ فلي قلبٌ بهنَّ لَجوجُ
حلفتُ بربِّ الواقفينَ عشية ً
على عَرفاتٍ والمَطيُّ وُلوجُ
وبالبُدْنِ تهوي نحو جمعٍ خِفافها
من الأينِ منها راعفٌ وشَجيجُ
وما عقروه في منى من مُنسِنَّة ٍ
لها بين هاتيك الجِمارِ خَديجُ
وبالبيتِ لاذ المُحرمون برُكنهِ
وطافَ به بعد الحجيجِ حجيجُ
ولمّا قضوا أوطارهمْ منه ودّعوا
وأرزاقُهمْ من ضِيقهنَّ فرُوجُ
لَحُبُّك من قلبي كقلبي كرامة ً
فليسَ له عُمْرَ الزَّمان خُروجُ
فإن عَذَلُوهُ زِيدَ شَجْوًا وهاجَهُ
على وجْدِهِ مالا يكاد يَهيجُ
وكيف يفيد العَذْلُ والعذلُ ظاهِرٌ
وحبُّك مابين الضّلوعِ وَلوجُ؟
العصر العباسي >> البحتري >> رأيتك يا أخي تطيل هزي
رأيتك يا أخي تطيل هزي
رقم القصيدة : 2447
-----------------------------------
رأيتك يا أخي تطيل هزي
وتحريكي بمنطقك القبيح
ولست بثابت فيهم فتهجى
ولا مولى لثابتهم صريح
فلا تخطب بما تجري إليه
هجائي، فهو أغلى من مديحي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> دعِ الجِزْعَ عن يُمناك لاعن شمالكا
دعِ الجِزْعَ عن يُمناك لاعن شمالكا
رقم القصيدة : 24470
-----------------------------------
دعِ الجِزْعَ عن يُمناك لاعن شمالكا
فلي شَجَنٌ أحنو عليه هنالكا
وقْف بِي وإنْ سار المطيُّ بأهلِهِ
وجدْ لى به واجعله بعضَ حبائكا
ولولا الهوى ما بتُّ أسألُ باخلاً
وآملُ مَنّاناً وأعشَقُ فارِكا
ومن ذا الذى لولاه ذلّلَ صعبتى
وليّنَ منّى للشّموسِ العرائكا ؟
منَ اللاّئي يَفْضحن الغصونَ نضارة ً
وبالجيد يخجلنَ الظّباءَ الأواركا
عَفَفْنَ فما استشهدن يومَ تفاخُرٍ
على عبقِ الأفواه إلاّ المساوكا
ولمّا أرَتْنا ساعة ُ البين عَنْوَة ً
وجوهاً وِضاءً أو شُعوراً حوالكا
نزعنا ثيابَ الحلمِ عنّا خلاعة ً
فلم نَرَ إلاّ سادراً مُتهالكا
وإلاّ بدوراً بالرَّحيلِ كواسفاً
وإلاّ شموساً بالحدوجِ دوالكا
ومُنتَقِباتٍ بالجمال ملكْنَنا
وما كنّ لى لولا الجمالُ موالكا(28/20)
قتلن ولم يشهرن سيفاً وإنّما
شهرن وجوهاً طلقة ً ومضاحكا
فأقسمتُ بالبزلِ الهجانِ ضوامراً
يردن بنا البيتَ الحرامَ رواتكا
ويُبْصَرْنَ من بعد الكَلالِ نَواحلاً
وقد كنَّ من قبلِ الرَّحيلِ تَوامكا
بركنَ على وادى منًى بعد شقوة ٍ
ومن بعد أنْ قضّينَ منّا المناسكا
ومن بعد أنْ طرّحن أحلاسَ أظهرٍ
أكَلْن ظهوراً بالسُّرى وحواركا
أبَيْنَ ومايأبَيْنَ إلاّ نجابة ً
قُبيلَ بلوغٍ للمرامِ المباركا
وما قِلْنَ إلاّ بعدَ لأْيٍ وبعدَما
قَطعْنَ اللِّوى قَطْعَ المَدَى والدَّكادِكا
لقد حلّ ركنُ الدّين ماشاء من ربًى
وطالتْ مَعاليه الجبالَ السَّوامكا
ومازال نهّاضاً إلى المجدِ ثائراً
وذا شغفٍ بالعزِّ والفخر سادكا
فإنْ طلب الأقوامُ عوناً على علاً
توحَّدَ لا يبغي العَوِينَ المشاركا
رضيتك ما ملكَ الملوك من الورى
لقلبى َ من دون البرّية ِ مالكا
ولمّا ثنتْ كفّى عليك أناملى
تركتُ احتقاراً كلَّ من كان مالكا
فإنْ كنتُ قد قلقتُ شرقاً ومغرباً
فها أناذا ربُّ المطى ِّ بواركا
فمالي انتقالٌ بعدَ مَغْنى ً غَنيتُه
ومالى ارتحالٌ بعد يومِ لقائكا
وأنتَ الذي فُتَّ الملوكَ فلم يكنْ
لعالى البنا فى المجدِ مثلُ علائكا
أبَوْا وأبَيْتَ الضَّيْمَ فينا ولم يكنْ
لكلِّ أُباة ِ الضَّيمِ مثلُ إبائكا
وقد علم المُعْطَوْنَ بعدَ سُؤالهمْ
بأنَّك تُغني الفقرَ قبلَ سؤالكا
وكم لك من فضلٍ حقرتَ مكانه
وإنْ هو أَخزى حاتِماً والبرامكا
علوتَ عن السَّامي إليك بطرفِهِ
فأينَ منَ الرّاقينَ حولَ جبالكا
وما سلَّموا حتّى رأَوك محلِّقاً
يشقُّ على الأيدين بعدُ منالكا
فإنْ خَبروا بالفضل منك رقابة ً
فقد شاهدوا ما شاهدوا من جلالكا
ومَن كان ذا ريبٍ به في شَجاعة ٍ
وبأْسٍ يَسَلْ عنه الوَغى والمعاركا
غداة َ أسألَ الطّعنُ فى ثغرِ العدا
كما شاءت الأيدى الدّماءَ السّوافكا
وما حملتْ يُمناه إلاّ صوارماً
لكلِّ وريدٍ من كَمِيٍّ بَواتكا
ولمّا استطار البغى ُ فيهمْ أطرتَ فى(28/21)
طِلابِهمُ من ذي الجيادِ السَّنابكا
فروّيتَ منهمْ أسمرَ اللّون ذابلاً
وحكَّمتَ فيهمْ أبيضَ اللَّونِ باتكا
وما شعروا حتّى رأوها مغيرة ً
عجالاً لأطرافِ الشّكيمِ لوائكا
يُخَلْنَ ذئاباً يَبتدِرْن إلى القِرى
وإلاّ سيولاً أو رياحاً سواهكا
ويلقينَ من قبل اللّقاءِ عوابساً
وبعد طلوع النّصر عدنَ ضواحكا
وفوقَ القَطا منهنَّ كلُّ مُغامرٍ
إذا تارَكُوه الحربَ لم يكُ تاركا
يُخيضُ الظُّبا ماءَ النّحورِ من العِدا
ويخضبُ منهمْ بالدّماءِ النّيازكا
ولو شِئتَ حكَّمتَ الصَّوارمَ فيهمُ
وسُمراً طِوالاً للنُّحور هَواتكا
فسقّيتهمْ حتّى ارتووا أكؤسَ الرّدى
وحَرَّقْتَهُمْ حتَّى امَّحوا بأُوارِكا
وضربُ طُلى ً قطَّ الطُّلى متواتراً
وطعنُ كلًى عطّ الكلى متداركا
فإنْ رجعوا منها بهلكِ نفوسهمْ
فأيديهمُ جرّتْ إليها المهالكا
فقضَّيتَ مِن أوطارنا كلَّ حاجة ٍ
وأخرجتَ أوتاراً لنا وحسائكا
وكنتَ متى لاذوا بعفوك صافحاً
وإنْ معكوا كنتَ الألدَّ المماعكا
فبشرى بما بُلِّغتَه مِن إرادة ٍ
وشكراً لما أوتيتهُ من نجائكا
وللهِ عاداتٌ لديك جليلة ٌ
يَقُدْنَ إليك النَّصرَ قبلَ دُعائكا
وما كان إلاّ اللهُ لاشىء َ غيره
منجّيك منها والشّفاءُ لدائكا
ولا فِكْرَ فيمن صَمَّ لمّا دعوتَه
وربُّ الورَى طُرّاً مجيبُ دعائكا
فإنْ كنتَ يوماً طالباً ناصحاً لكمْ
بلا رِيبَة ٍ منه فإنِّيَ ذالكا
فما أنا إلاّ فى يديك على العدا
وفى قسمك الأسنى وتحت لوائكا
وما لى َ فى ليلى البهيم من الورى
ولا صبحَ فيه غيرُ نور ضيائكا
فلا تخشَ منّى جفوة ً فى نصيحة ٍ
وكيف ومالى خشية ٌ من جفائكا
ولا تدَّخرْ يوماً لخدمتك التي
تخصُّك إلاّ الحازمَ المتماسكا
ولا تغتررْ بالظّاهراتِ من الورى
فكم يققٍ يتلوه أقترُ حالكا
وقد خبّر النيروزُ قدومه
يُنيخُ السُّعودَ الغُرَّ فوق رجالكا
فخذ منه فيما أنت ترجو وتبتغى
على عقبِ الأيّامِ فوقَ رجائكا
ودمْ لا انجلتْ عنّا شموسك غرّباً(28/22)
ولا زال عنّا ما لنا من ظلالكا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ونَجلاءَ لا تَرْقا لها الدّهرَ دمعة ٌ
ونَجلاءَ لا تَرْقا لها الدّهرَ دمعة ٌ
رقم القصيدة : 24471
-----------------------------------
ونَجلاءَ لا تَرْقا لها الدّهرَ دمعة ٌ
لها بين أطباقِ الضّلوعِ نشيجُ
تُضيِّقُ رَتْقًا ما بها من تَفَتُّقٍ
وتُفْرِجُ فيما ليسَ فيهِ فُروجُ
فلا دارُها في ساعة ِ النأي تنتئي
ولا بُرؤُها فيما يعوجُ يعوجُ
تَصَمُّ عن الرّاقينَ منها كأنّها
مُصِرٌّ على عَذْلِ اللُّحاة ِ لَجوجُ
تُفادَى وتُحْشى بالسِّبارِ فَسَبْرُها
دَخولٌ إلى أعماقها وخَروجُ
لها فَغْرَة ٌ إنْ شاءَ يومًا وُلوجَها
خَروقٌ لها بالرُّمحِ فهْوَ وَلوجُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ماضَرَّ مَن رَهِبَ الملوكَ لوَ أنَّه
ماضَرَّ مَن رَهِبَ الملوكَ لوَ أنَّه
رقم القصيدة : 24472
-----------------------------------
ماضَرَّ مَن رَهِبَ الملوكَ لوَ أنَّه
رهبَ الذى جعل الملوكَ ملوكا
وإذا رجوتَ لنعمة ٍ أو نِقمة ٍ
فارجو المليكَ وحاذرِ المملوكا
وإذا دعوتَ سِوى الإلهِ فإنَّما
صيَّرتَ للرحمانِ فيكَ شَريكا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أَمِنْكِ الشَّوقُ أرَّقني فهاجا
أَمِنْكِ الشَّوقُ أرَّقني فهاجا
رقم القصيدة : 24473
-----------------------------------
أَمِنْكِ الشَّوقُ أرَّقني فهاجا
وقد جَزَعتْ ركائبنا النّباجا
وطيفُكِ كيفَ زارَ بذاتِ عِرْقٍ
مَضاجعَ فِتْية ٍ وَلَجوا الفِجاجا؟
تَطرَّقنا ونحن نخالُ ألا
يعوجَ بِنا منَ البَلوَى فعاجا
فأوْهَمَنا اللِّقاءَ ولا لقاءٌ
وناجَى لو بصدقٍ منه ناجَى
أَلَمَّ بنا وما رَكبَ المطايا
ولا أَسرى ولا ادَّلجَ ادِّلاجا
ومُعتَكِرِ الغدائرِ باتَ وَهْنًا
يُسقِّيني بريقتهِ مُجاجا
أضاءتْ لي صباحتُهُ فكانتْ
-وجُنحُ الليلِ ملتبسٌ- سِراجا
ومُنتسبٍ إلى كرمِ البوادي
خبرْتُ فكان ألأَمُ منْ يُفاجا(28/23)
عذاهُ اللؤمُ صِفاً والداهُ
فضمَّ إليهِ من صَلَفٍ مِزاجا
وكفٍ لا تُمدُّ إلى جميلٍ
كأنَّ بها وما شَنَجتْ شَناجا
عداني بالطّفيفة ِ من حقوقي
وأطبقَ دونَ ضَفَّتيَ الرِّتاجا
وقد حاجَجْتُهُ فيها مُبينًا
فما أرعى مسامعهُ الحِجاجا
يَلَجُّ وكم أدالَ اللهُ ممَّنْ
على غُلواتهِ ركبَ اللَّجاجا
ألا قلْ للأجلدِلِ من بُوَيْهٍ
أرى أوَداً شديداً واعوجاجا
ومُثْقَلَة ً كؤوداً "لاتُرادى "
وداهية ً صَموتًا لا تُناجَى
ديارُكُمُ لكمْ قَولاً ويَجْبي
سِواكمْ مِن جوانبِها الخَراجا
وفي أرجاءِ دِجْلَة َ مُؤْبِداتٌ
وأدواءٌ تريد لها علاجا
رعانا بَعْدكُمْ مَن كانَ يَرعَى
على الغِيطانِ إبْلاً أو نِعاجا
وذُؤبانٌ تخطَّفُ كلَّ يومٍ
لكُمْ ما خَفَّ من نَعَمٍ وراجا
فمن عنّا يبلِّغكُمْ خُطوبًا
إذا ذُكِرتْ يَصَمُّ لها المُناجَى ؟
تَملَّكنا ببُعْدِكُمُ الأعادي
فما نَرجو لِتَيْهَتِنا رَشادًا
ولا نَرجو لضَيْقنا انْفِراجا
وإنَّ بنا وما يَدري المُعافَى
شجى ً في الصدّر يعتلج اعتلاجا
وإنَّ السّرحَ تحميهِ أسودٌ
فلا درّاً نصيبُ ولا نِتاجا
ونحنُ وغيرُكمْ والٍ علينا
كظالِعة ٍ نطالبُها الرّواجا
ومَنْ ضربَ القليبَ ببطنِ سَجْلٍ
ولم يشددْ إلى وَذَمٍ عِناجا
أَرونا النَّصْفَ فيمنْ جارَ دهرًا
فإنَّ بنا إلى الإنصافِ حاجا
فإنَّكُمُ الشِّفاءُ لكلِّ داءٍ
ويأْبَى كيُّكُمْ إلاّ نِضاجا
وصُونوا الدَّوْلة َ الغرَّاءَ ممن
يُداجي بالعداوة ِ أو يُداجى
"يريم" كصلِّ رَملة ِ بطنِ وادٍ
فإمّا فرصة ٌ هاجتْهُ هاجا
ولا تنتظروا في الحربِ منهمْ
تماماً طالما نُتِجتْ خِداجا
فما زالوا متى قُرعوا صخوراً
مُلَمْلَمة ً وإن صُدعوا زجاجا
لعلِّي إن أراها عن قريبٍ
على الزّوراءِ "تمترقُ" العجاجا
عليها كلُّ أرْوَعَ من رجالٍ
كرامٍ طالما شَهدوا الهياجا
تَراهمْ يُولغون ظُبا المواضي
ويُرْوونَ الأسنّة َ والزِّجاجا
وتَلقاهُمْ كأنَّ بهمْ أُوامًا
إلى أن يَبْزلوا بدمٍ وِداجا(28/24)
فدونَك يا شَقيقَ اللؤْمِ قَولاً
يسوؤكَ ثمَّ يوسِعُنا ابتهاجا
وخذ ماهِجتَ من كَلِمٍ بواقٍ
فما حقُّ المُفَوَّهِ أنْ يُهاجا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لذْ بالعزاءِ فلا خلٌّ تضنُّ به
لذْ بالعزاءِ فلا خلٌّ تضنُّ به
رقم القصيدة : 24474
-----------------------------------
لذْ بالعزاءِ فلا خلٌّ تضنُّ به
ولا مقيمٌ على دار الحفاظِ لكا
ولا وفيٌّ إذا أعطيتُه مِقَتي
أعطى المحبّة َ أو تاركته تركا
ولا لبيبٌ يعاطيني نصيحتَه
ويسلك الرّحلَ منّى حيثما سلكا
إنْ كان خبَّ بيَ الدَّهرُ العثورُ إلى
بُغضِ الذي كنتُ أهواهُ فقد بركا
أما ترانيَ في ظلماءَ داجية ٍ
ضاع الصّباحُ بها للقومِ أو هَلَكا
وقد شكوتُ فلم أرجعْ بنافعة ٍ
لكنْ شكوتُ إلى مَن مثلُ ذاك شكا
فى كلّ يومٍ أخو غدرٍ يقلّبنى
على الحضيضِ وقد ألمستهُ الفلكا
يَبغي خِلافي فإنْ لا يَنْتُهُ خشُنتْ
منه الخلائقُ أو باكيته ضحكا
وكم مصرٍّ على مَقْتٍ وتَقْلِيَة ٍ
أعطيتُه طَرَفَ البُقْيا فما امْتَسكا
ما ضرَّني مالكاً نفسي ومأْرَبتي
أنْ لا أكون على أعوادهمْ ملكا ؟
ما دام عرضك لم تثلمهُ ثالمة ٌ
بين الرّجالِ فخلِّ المالَ منتهكا
واحقنْ حياتك فى خدّيك مبتذلاً
مِن دونهِ لدمِ الأرواحِ مُنْسَفِكا
أما تَرى الرِّزقَ يأتي المرءَ ممُتلئاً
من الكرى فدعِ الإيجافَ والرّتكا
ودعْ حذاراً فكم حذرٍ تقوم به
ما كان رِدْءاً لمكروهٍ يَحُلُّ بِكا
والمرءُ يَعْطَبُ مدلولاً على طَرَفٍ
إلى الصَّواب وينجو المرءُ مرتبكا
كم حائدٍ عن رداهُ غيرِ ذي عُدَدٍ
وكارعٍ من رداهُ يحمل الشِّكَكا
ولي صديقُ الضَّواحي وهو مُضطبعٌ
من العداوة أثواباً له سلكا
إذا " سهلتُ " عليه بات يحزنُ لى
وإنْ تضوّأتُ يوماً عنده " دلكا "
وكلّما اندملتْ منّي جوائفُهُ
قَرَّفَ منها بأظفارٍ له ونكا
يَذري دموعاً على الخدَّين يُوهمني
منه الودادَ وما إنْ للودادِ بكى
وكلّما كان عندي أنّه بيدي(28/25)
وجدْتُه في يدِ الأقوامِ مُشتركا
وصاحبٍ خدعتْ عينَيَّ نظرتُه
ما كان تبراً ولا مالاً إذا سبكا
أخذتُه وبقيتُ الدَّهرَ أجمعَهُ
أودّ أنّى له أمسيتُ متّركا
بينى وبين الورى سترٌ أرقّعهُ
ولو تغافلتُ عن ترقيعهِ انتهكا
فقلْ لحسّادِ فضلٍ بتُّ أملِكُهُ
الفضلُ يا قومُ فى الدّنيا لمن ملكا
زَكَتْ غُروسي فما ذنبي إلى نَفَرٍ
ما كان يوماً لهمْ غرسى نما وزكى ؟
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> برعاكمْ يا أهلَ يثربَ حاجي
برعاكمْ يا أهلَ يثربَ حاجي
رقم القصيدة : 24475
-----------------------------------
برعاكمْ يا أهلَ يثربَ حاجي
وعليكمُ دون الأنامِ مَعاجي
ومتى ادَّلجتُ إلى زيارة ِ أرضكمْ
حَذرَ الوشاة ِ فحبَّذا إدْلاجي
كمْ فيكمُ لَمَنِ الهوى من شأنِهِ
من مَبْسَمٍ رَتِلٍ وطَرْفٍ ساجِ
ومُحَكَّمٍ في الحسنِ يُكرَعُ عندَهُ
كأسُ الهوى صِرفاً بغيرمزاجِ
ماذا على مَن ضنَّ دهرًا بالنَّدى
لوكان يوماً ضَنَّ "بالأحداجِ"
"ويسوؤني " وهو الذي في كفِّهِ
ما شئتُ من جَذَلي ومن إبهاجي
ويذودني وبيَ الصدى عن عَذْبِهِ
وَصْلٌ كعشواءِ الظّلامِ تردّداً
وقطيعة ٌ تَجري على مِنهاجِ
ياقاتلَ اللهُ اللواتي باللَّوى
أوْرَطْنَنا حُبًّا وهنَّ نواجِ
"مازلن" بالرّجل الصحيحِ من الهوى
حتى تعايا فيه كلُّ علاجِ
ياصاحبيَّ تنظّرا بأخيكما
أنْ تَسْتثيرا العيسَ بالأحداجِ
حتّى التَوَتْ هامُ الكواكبٍ مُيَّلاً
والفجرُ في عَقِبِ الدّجى كسراجِ
"وأبي" الظّعائِنِ يومَ رُحْنَ عشيّة ً
والبينُ شاهدُنا بغيرِ خِلاجِ
لقدِ احتوَيْنَ على قلوبِ معاشرٍ
خفّتْ كما خفّ القطينُ الناجي
ودّعننا من غيرِ علمٍ بالذي
أَودَعْنَنا من جاحِمٍ وهّاجِ
في قعرهِ بَدَلاً منَ الأمواجِ
في لُبّهِ أو مُعولٍ " بِنشاجِ"
يَذري دماً من عينِهِ فكأنَّه
يبكي أحِبّتَهُ من الأوداجِ
وأنا الذي استوطنتُ ذِرْوَة َ هاشمٍ
وحَلَلْتُ من عدنانَ في الأَثباجِ
الضَّاربين الهامَ في يومِ الوغَى(28/26)
والقائلين الفصْلَ يومَ حِجاجِ
والزّاحمين ترفُّعاً وتنزُّهاً
للطالعات دُجًى عنِ الأبراجِ
والساحبين إلى ديار عدوّهمْ
أذيالَ كلِّ "مُعَضَّلٍ" رَجْراجِ
كالبحرِ تلتمعُ الأسنَّة ُ والظُّبا
فب قعرهِ بَدَلاً من الأمواجِ
يحوي رجالاً لا يبالون الرّدى
إلا ردًى في غيرِ يومِ هِياجِ
نَبذوا الحياة َ وأمْرَجوا أرواحَهمْ
بينَ المنايا أيَّما إمراجِ
وأتَوْا على صَهَواتِ جُرْدٍ ضُمَّرٍ
ملأَى منَ الإلجامِ والإسراجِ
فأتتْ كما شاءَ الشُّجاعُ خفائفاً
مثلَ القِداحِ تُجيلهُنَّ لحاجُ
قومٌ دفاعُهُمُ النجاة ُ لخائفٍ
وندى أكفّهمُ اليَسارُ لراجِ
لا يغضبون إذا الرّجالُ تغاضبتْ
إلا العقائلَ من عظيم التاجِ
وإذا الوجوه تكالحتْ حذر الردى
فوجوهُهمْ أقمارُ كلِّ عَجاجِ
ومتى شَبيهَهُمُ طلبتَ وجدتَهمْ
ضَربوا على أحسابِهمْ برِتاجِ
ولقد طلبتُ على العظيمة ِ مُسْعِداً
فرجعتُ منقلباً على أدراجي
ووجدتُ أطمارَ الحفائظ بَيْننا
في كلِّ شارقة ٍ إلى إنهاجِ
زمنٌ عقيمُ الأمَّهاتِ منَ الحِجا
فإذا حَمَلْنَ وضعنَهُ لخِداجِ
كم حاملٍ فيه لِعِبْءِ فهاهَة ٍ
"متعثّرِ" بلسانهِ لَجْلاجِ
غِرٌّ تجرُّ النائباتُ لسانَهُ
فإذا اطمأنَّ فدائِمُ التّشحاجِ
كَلِفٌ ببيضِ الأُزْرِ لكن قد غدا
متقنعاً فينا بعِرٍَ داجِ
وتراهُ يرضى "خِفّة َ" من سُؤْدَدٍ
إنْ باتَ يومًا موقَرَ الأعفاجِ
قد قلتُ للباغي المروءَة َ عندهم
يرمي القليبَ بغيرذاتِ عِناجِ
ماذا تُكلِّفُ ذاتَ بطنٍ حائلٍ
جدّاءَ من درٍّ لها ونِتاجِ؟
وتريدُ أن تحظى بجمّاتِ الغنى
من معدنِ الإقتارِ"والإنفاجِ"
ومن الغباوة ِ أن يظنّ مؤمّلٌ
جُرَعَ"الإساغَة ِ" من مَغَصٍّ شاجِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> تهوين أنْ أرقى ذرا الممالكِ
تهوين أنْ أرقى ذرا الممالكِ
رقم القصيدة : 24476
-----------------------------------
تهوين أنْ أرقى ذرا الممالكِ
والعمرُ يمضى فى خلال ذلكِ
هالكة ٌ تتبعُ إثْرَ هالكِ(28/27)
كم من أخٍ لي أو حميمٍ شابِكِ
ولّتْ به عنّى يدُ الهالكِ
فجعُ الرّدى متمّماً بمالكِ
بعدتَ يا يحيى بعادَ الهالكِ
بِعادَ لا قالٍ ولا مُتارِكِ
لكنَّه أخذُ الرَّدى للواشكِ
لاقي الجبانِ والشّجاعِ الفاتكِ
بدّلتَ بالأرض ثرى الدّ كادكِ
وبالضّياءِ قعرَ لحدٍ حالكِ
وبالأنيسِ رَنَّة ً من ساهكِ
سادكة ٌ قد ظفرتْ بسادِكِ
مسالكٌ ما رجعتْ بسالكِ
أعيَتْ على الأخفافِ والسَّنابِكِ
سقيتَ صوبَ الدّيمِ السّوافكِ
من كلّ ذاتِ هيدبٍ مباركِ
دلاّحة ٍ كالنّعمِ الأواركِ
دنياى َ " ما دارَ مقامٍ " داركِ
هيهاتَ أنْ أعْلَقَ في حبالِكِ
وما " عفا " من جسدى جراحكِ
وهذهِ الفَعْلة ُ مِن فِعالِكِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إنَّ الَّتي حكتِ الضُّحَى
إنَّ الَّتي حكتِ الضُّحَى
رقم القصيدة : 24477
-----------------------------------
إنَّ الَّتي حكتِ الضُّحَى
والصُّبحُ في أسْرِ الدياجي
ما كنتُ يومَ تعرَّضتْ
لي من حِبالها بناجِ
أدْوَتْ فؤادي من صَبا
بتها وضنّتْ بالعلاجِ
ولقد أقولُ لها وضلَّ
لَ عنِ النَّصيحة ِ مَنْ يُداجي:
يا حلوة ً كم دون حُلْـ
ـوكِ للمتيمٍ من أجاجِ
وإذا ضَنِنْتِ فقد أسَأْ
تِ وفي يديكِ بلوغُ حاجي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا يا ابنة َ الحيَّينِ مالي ومالَكِ
ألا يا ابنة َ الحيَّينِ مالي ومالَكِ
رقم القصيدة : 24478
-----------------------------------
ألا يا ابنة َ الحيَّينِ مالي ومالَكِ
وماذا الذى ينتابنى من خيالكِ ؟
هجرتِ وأنتِ الهمُّ إذ نحنُ جِيرة ٌ
وزرتِ وشحطٌ دارنا من دياركِ
فما نلتقي إلاّ على نَشوة ِ الكرَى
بكلّ خدارى ٍّ من اللّيل حالكِ
يفرّق فيما بيننا وضحُ الضّحى
وتجمعنا زهرُ النّجومِ الشّوابكِ
وما كان هذا البذلُ منك سجيَّة ً
ولا الوصلُ يوماً خَلَّة ً من خِلالِكِ
فكيفَ التقينا والمسافة ُ بيننا
وكيف خطرنا من بعيدٍ ببالكِ ؟
وقد كنتِ لمّا أوسعونا وشاية ً
بنا وبكمْ آيستنا من وصالكِ(28/28)
فلم يبقَ فى أيماننا بعد ما وهتْ
عقودُ التَّصابي رُمَّة ٌ من حبالِكِ
وليلة بتنا دون رملة ِ مربخٍ
خطوتِ إلينا عانكاً بعد عانِكِ
وما كان مَن يستوطنُ الرَّملَ طامعاً
وأنتِ على وادى " القرى " فى مزاركِ
ولمّا امتطيتِ الرّملَ كنتِ حقيقة ً
بغير الهدى لولا ضياءُ جمالكِ
تزورين شُعثاً ماطَلُوا اللّيلَ كلَّه
على أعوجيَّاتٍ طِوالِ الحوارِكِ
إذا خِفْنَ في تِيهٍ من الأرضِ ضَلَّة ً
ولا ضوءَ أوْقَدْنَ الحصَى بالسَّنابِكِ
سلامٌ على الوادي الذي بانَ أهلُهُ
ضُحيّاً على أُدْمِ المطيِّ الرَّواتِكِ
وفيهنّ ملآنٌ من الحسنِ مفعمٌ
يفئُ بعزمِ النّاسك المتماسكِ
يتاركنى وصلاً وبذلاً ونائلاً
وموضعهُ فى القلب ليس بتاركى
إذا افْتَرَّ يوماً أو تبسَّمَ مُغرباً
فعن لؤلؤٍ عذبٍ نقى ّ المضاحكِ
أبى الرّشفَ حتّى ليس يثنى بطيبه
بُعَيْدَ الكَرى إلاّ فروعَ المساوِكِ
ولمّا تنادوا غفلة ً برحيلهمْ
فما شئتَ بين الحى ّ من متهالكِ
ومن معقولٍ يشكو الفراقَ وواجمٍ
ومِن آخذٍ ما يبتغيهِ وتاركِ
مَضَوا بعد ما شاقوا القلوبَ ووكَّلوا
بأعيننا فيضَ الدّموع السّوافكِ
عشيّة َ لاثوا الرّبطَ فوق حدوجهمْ
على مثلِ غزلان الصّريمِ الأواركِ
يحدّثنَ عن شرخ الصّبا كلَّ من رأى
تماماً لهنَّ بالثّدِيِّ الفَوالِكِ
ألا إنَّ قوماً أخرجوكُنَّ قد بَغَوا
وسَدُّوا إلى طُرْقِ الجميلِ مَسالكي
هُمُ منحونا بِشْرَهمْ ثمَّ أَسْرجوا
قلوباً لهمْ مملوءة ً بالحسائكِ
تَرى السِّلْمَ منهمْ بادياً في وجوههمْ
وبينَ ضلوعِ القومِ كلُّ المعاركِ
وما نَقَموا إلاّ التّصامُمَ عنهمْ
وصَفحي لهمْ عن آفكٍ بعد آفكِ
وإنّى َ ألقى القولَ بالسّوءِ منهمُ
بمَدْرَجِ أنفاسِ الرِّياحِ السَّواهكِ
وأسترُ منهمْ جانبَ الذَّمِّ مُبْقياً
على خارقٍ منهمْ لذاك " وهاتكِ "
إذا كنتُمُ آتاكُم اللهُ رُشْدَكمْ
تودّون ودّاً أنّنى فى الهوالكِ
فمنْ ذاكُمُ أعددتُمُ لذمارِكمْ(28/29)
إذا قمتمُ فى المأزقِ المتلاحكِ ؟
ومَن ذا يُنيلُ الثّأرَ عفواً أكفَّكمْ
وتظفركمْ أيّامه " بالممالكِ " ؟
ومن قوله يومَ الخصومة ِ فيكمُ
يبرِّحُ بالخصمِ الألدِّ المماحِكِ
ومَن دافَعَ الأيّامَ عن مُهَجاتِكمْ
وهنَّ أخيذاتُ لأيدى المهالكِ ؟
رأيتكمُ لا ترشحون لجاركمْ
من الخير إلاّ بالضّعافِ الرّكائكِ
يبيتُ خميصاً فى القضيض وأنتمُ
كظيظون جثّامون فوق الأرائكِ
تَنوبكُمُ أو شِلْوُهُ للمناهكِ
وإنْ الذى يمريكمُ لعطائهِ
لمستمطرٌ رفدَ الأكفّ المسائكِ
ألا هلْ أرى فى أرضِ بابلَ أدرعاً
تصول بأسيافٍ رقاقٍ بواتكِ ؟
وهلْ أردنْ ماءَ الفراتِ قبيلة ً
بلا ظمأٍ مشلولة ً بالنّيازكِ ؟
يعُجُّ القنا بالطَّعنِ في ثُغَراتها
عجيجَ المطايا جُنَّحاً للمباركِ
وهلْ أَنافي فجٍّ من الأَرض خائفٌ
أذودُ بأطراف القنا للصّعالكِ ؟
فمن لي على كسب المحامِدِ والعُلا
ورغمِ الأعادي بالصَّديق المشاركِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> مولايَ يا بدرَ كلِّ داجية ٍ
مولايَ يا بدرَ كلِّ داجية ٍ
رقم القصيدة : 24479
-----------------------------------
مولايَ يا بدرَ كلِّ داجية ٍ
خذ بيدي قد وقعتُ في اللُّجَجِ
حُسنُك ما تنقضي عجائبُهُ
كالبحرِ حدَّثْ عنه بلا حَرَجِ
بحقِّ مَن خطَّ عارِضَيْك ومَنْ
سلَّطَ سُلطانَها على المُهَجِ
مدَّ يديكَ الكريمتينِ معي
ثمّ ادعُ لي مِن هواكَ بالفَرَجِ
العصر العباسي >> البحتري >> يضحكن عن برد ونور أقاح
يضحكن عن برد ونور أقاح
رقم القصيدة : 2448
-----------------------------------
يضحكن عن برد ونور أقاح
ويشبن طعم رضابهن براح
وإذا برزن من الخدور سفرن عن
هميك من ورد ومن تفاح
وإذا كسرن جفونهن نظرن من
مرضى، يشفك سحرهن، صحاح
تظمأ إليهن القلوب، وقد ترى
فيهن ري الهائم الملتاح
والحب سقم للصحيح إذا غلا
فيه المحب، ونشوة للصاحي
بكر العذول فكف غرب بطالتي
وبدا المشيب فكف غرب جماحي
قد آن أن أعصي الغواية إذ نضا(28/30)
صبغ الشباب وأن أطيع اللاحي
لأخبرنك عن بني الجراح
وعتادهم من سؤدد وسماح
ومكانهم من فارس حيث التقت
غرر الجياد تعان بالأوضاح
من بيت مكرمة وعز أرومة
بسل على المتغلبين لقاح
ورثوا الكتابة والفروسة قبلها
عن كل أبيض منهم وضاح
كتاب ملك يستقيم برأيهم
أود الخلافة أو أسود صباح
بصدور أقلام ترد إليهم
شرف الرياسة، أو صدور رماح
أما الخطوب فإنني غالبتها
فغلبتها بالأغلب الجحجاح
بأبي محمد الذي طالت يدي
بندى يديه وتم ريش جناحي
ضحكاته بشر النوال وكفه
بحر لكف الطالب الممتاح
والنائل الغمر الهني غدا بنا
عن نزر أهل النائل الضحضاح
نفسي فداؤك طالما أغنيتني
فكفيتني عن هذه الأشباح
خلق مخيلة بغير خلائق
ترضى، وأبدان بلا أرواح
فعليك دونهم يكون معولي
وإليك عنهم غدوتي ورواحي
كم من يد لك لم أكن أشري بها
ربعي صوب الديمة السحاح
إن سدت فيها المنعمين فإنني
في الشكر عنها سيد المداح
ولئن سألتك حاجتي فبعقب ما
عظمتها ووثقت بالإنجاح
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> مرَّتْ بنا بمصلَّى الخَيْفِ سانحة ٌ
مرَّتْ بنا بمصلَّى الخَيْفِ سانحة ٌ
رقم القصيدة : 24480
-----------------------------------
مرَّتْ بنا بمصلَّى الخَيْفِ سانحة ٌ
كظبية ٍ أفلتتْ أثناء أشواكِ
نبكى ويضحكها منّا البكاء " لها "
ماذا يمرّ من المسرور بالباكى
فقلتُ والقولُ قد يَشْفي أخا شَجَنٍ
وربَّما عطفَ المشكوُّ للشاكي
أُعطيتِ منّا الذي لم نُعطَ منكِ فلو
رام الهوى النّصف أعطانا وأعطاكِ
ولستِ بالرِّيمِ لكنْ فيكِ أحسنُهُ
ولستِ ظَبْياً وريّا الظَّبْيِ رَيّاكِ
تودّ شمسُ الضّحى لو كنتِ بهجتها
وودّ بدرُ الدّجى لو كان إيّاكِ
قد كنتُ أحسبني جَلْداً فأيْقظني
منّى على الضّعفِ أنّى بعضُ قتلاكِ
لا باركَ اللهُ في قلبٍ قَلاكِ ولا
أَبكى السّماءَ لمن بالسُّوءِ أبكاكِ
ولا تولَّى الذي ولاّكِ جانِبَهُ
ولا عدا الخيرُ إلاَّ مَنْ تعدّاكِ
أشقَيتِ منّا قلوباً لا نقولُ لها:(28/31)
أشقَى الإلهُ الذي بالحبِّ أشقاكِ
وكنتِ ملذوذة ً والمرُّ منك لنا
وما أمرَّكِ شيءٌ كانَ أحلاكِ
هل تذكرين - وما الذكرى بنافعة ٍ -
مَسْرَى الرّكائبِ يومَ الجِزعِ مسراكِ
فى ليلة ٍ ضلّ فيها الرّكبُ " وجهتهمْ "
لولا ضياءُ جمالٍ من مُحيّاكِ
بتنا نميلُ على أقتادنا طرباً
مُصغينَ نحو الذي بالحسنِ أطراكِ
مسهَّدين ولولا داءُ حبِّكمُ
أكرى العيونَ لنا مَن كان أكراكِ
إنْ بتِّ آمنة ً منّا عليك كما
شاء العفافُ فإنّا ما أمنّاكِ
أو كنتِ سالية ً لمّا خطاكِ هوى ً
غدا علينا فإنّا ما سَلَوْناكِ
وإنْ مللتِ فقوماً لا ملالَ بهمْ
وإنْ شئمتِ فإنّا ما سئمناكِ
أيُّ الشّفاءِ لداءٍ في يديكِ لنا
وأى ُّ رى ٍّ لصادٍ من ثناياكِ ؟
لولا الغُواة ُ وخوفٌ مِن وِشايتهمْ
ما كان مثواى إلاّ حيثُ مثواكِ
مَلكْتِنا بالهوَى والحبُّ مَتْعَبَة ٌ
فحبذا ذاك لو أنّا ملكناكِ
ولو أُصِبْتِ بداءٍ قد أصِبْتُ به
علمتِ مافي فؤادٍ باتَ يَهْواكِ
إنْ تشكرى فاشكرى من لم يذقكِ هوًى
ومَن بحبِّك أبلانا وأبلاكِ
وكيف يصو فؤادٌ فيكِ مختبلٌ
تسرى سرى دمهِ فيه حميّاكِ ؟
ولو رميتِ وريعانُ الشّباب معى
أصميتِ مِنِّيَ مَن بالحبِّ أصماكِ
كم مرّة ٍ زرتنا وهناً على عجلٍ
سريتِ فيه وما أسرتْ مطاياكِ
حتّى التقينا على رُغم الرُّقادِ وما
ذاك اللّقاء سوى وسواسِ ذكراكِ
فإنْ هجرتِ وقد أخلفتِ واعدة ً
فبالذي زُرتِ ما واعدتِنا ذاكِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> سَلِ الجِزْعَ أين المنزلُ "المتنازحُ"
سَلِ الجِزْعَ أين المنزلُ "المتنازحُ"
رقم القصيدة : 24481
-----------------------------------
سَلِ الجِزْعَ أين المنزلُ "المتنازحُ"
وهل سكَنٌ عادٍ من الدّارِ رائخُ؟
وقد كنتُ قبلَ البينِ "أكتتمُ" الهوى
فباحَ به دمعٌ من العينِ سافحُ
يجودُ وإنْ أزرى وأنّبَ ناصحٌ
"ويهمي" وإنْ أغرى وألّبَ كاشحُ
ألا إنّ يوماً نلتُ فيهِ "منى " الهوى
برغم العدى يومٌ "لَعَمْركَ" صالحُ(28/32)
ولمّا تلاقَينا بشِعْبِ مُغَمِّسٍ
على شَرَفِ فيه الوكورُ الجوارحُ
خَلطنا نُفوسًا بالنفوسِ صَبابة ً
وضاقَ اعتناقٌ بيننا وتَصافُحُ
وليلة َ أضْللنا الطّريقَ إليكمُ
فلم يهدِ إلاّ العنبرُ المتفاوحُ
وإلاّ سقيطُ الدُّر زعزع سِلكَهُ
غُصونٌ تُثنّيها الرِّياحُ النَّوافِحُ
فإنْ لم "يُشافِهنا" بكمْ أبطَحُ الحِمى
فلا سُقيتْ ماءَ السّحابِ الأباطحُ
وإن لم تكنْ تلك المسارحُ مُلتقى ً
لأهل "الهوى " فلا عَمِرْن المسارحُ
يضِنّونَ بالجدوى عليَّ وإنني
لأمنحهمْ من فرع الأراكِ صوادحُ
ومن قبلُ شاقَتني ونحن على مِنًى
حمائمُ من فرعِ الأراكِ صوادحُ
يَنُحْنَ ولم يُضمِرنَ شَجْوًا وإنَّما
شجى ً واشتياقاً ما تنوحُ النّوائحُ
فللِّهِ يومُ الحُزْنِ حين تطلَّعَتْ
لنا من نواحيهِ العيونُ الملائحُ
شَبَبْنَ الهوى فينا وهنّ سوالِمٌ
وغادَرْننا مَرْضى ، وهُنَّ صحائِحُ
أمنْ بعد دُسْتُ الثّريا بأخمصي
وطأطأ عني الأبلخُ المتطامحُ؟
تَرومينَ أنْ أَغنَى بدارِ دناءَة ٍ
ولي عن مَقامِ الأدنياءِ منادِحُ؟
وقد علمتْ أحباءُ فِهْرِ بن مالكٍ
بأنِّيَ عن تلك العَضائِهِ نازحُ
وأنّيَ لا أدنوكم الرّبية ِ التي
تسامحُ فيها نفسُه مَن تسامحُ
وأنّيَ لا أرضى بتعريضِ معشرٍ
يُذعذِعُ عِرْضي قولُهُ وهْوَ مازِحُ
يَخُرّ فلا يدري لمن هو جارحٌ
ويقدحُ لا يدري بما هو قادحُ
وما غرني من "مومضٍ" فيَّ "مِدْحَة ً"
وما غرّت الأقوامَ إلاّ المدائحُ
ولولا فخارُ الملكِ ما كنتُ ثاويًا
ورَحلي على ظهر المطيّة ِ بارحُ
ولا طالعًا إلاّ مُخارمَ لم يكنْ
ليطلعَها إلاّ الشّجاعُ المُشايحُ
وقلْقَلَها رُكبانها نحو بابهِ
كما طاحَ مِن أعلامِ نَهْلانَ طائحُ
بملومة ٍ فيها القَنا والصَّفائحُ
حرامٌ على أخفافكنَّ الصّحاصِحُ
أنِخْنَ بمنْ لا نَبتغي بَدَلاً بهِ
فما ضرّ شيئاً أنّكنَّ طَلائحُ
بحيثُ الجفانُ الغّرُّ تُفْهَقُ "للقِرى "
مِلاءً وميزانُ العطيَّة ِ راجحُ(28/33)
إلى ملكٍ لا يأْلَفُ الهَزْلَ جِدَّهُ
ولا تُضمرُ الفحشاءَ منهُ الجوانحُ
وَقورٌ وأحلامُ الأنامِ طوائِشٌ
ويُبدي ابتسامًا والوجوهُ كوالحُ
سَقى اللهُ أيّامًا لنا في ظِلالِهِ
فهنَّ لأظلامِ الزَّمانِ مصابحُ
لياليَ تنهَلُّ الأمانيُّ حُفَّلاً
علينا كما انهلّتْ غيومٌ طوافحُ
ولمّا تناهبنا الثّناءَ بفضلهِ
وجاشَتْ بما تُولي يداهُ القرائحُ
ثناءً كنشرِ المندليِّ "تعبّقتْ"
به في ابتلاجِ الصّبحِ هوجٌ بوارحُ
تقاصر عن علياءِ مجدك قائلٌ
وقصَّرَ عن إِتيانِ حَقِّك مادحُ
ومَن كَتم النُّعْمى عن النّاس راجِيًا
تَناسِيَها نمَّتْ عليه المنائحُ
وقد علموا "لمّا عرا الملكَ داؤهُ"
ولا مَنهجٌ يشفي من الداءِ واضحُ
بأنّكَ عن ساحاتهِ الدّاءَ طاردٌ
وأنّك عن أكتادهِ الثِّقْلَ طارحُ
وما شعروا حتّى صَبَحْتَ ديارَهمْ
بماومة ٍ فيها القنا والصفائحُ
وجُردٍ تَهاوَى كالقِداحِ أجالَها
على عَجَلٍ يبغي الغِلابَ مُرابحُ
فما "رمْتَ" حتى الطيّرُ تعترِقُ الطُّلى
وحتِّى جبينُ التُّربِ بالدَّمِ راشحُ
وكم لكَ من يومٍ له أنتَ حاقرٌ
وفي ملِهِ نُجْحٌ لو أنّك ناجحُ
أتيتَ به عفواً مراراً ولم "يَطُرْ"
سِواكَ به في عُمرهِ وهْوَ كادحُ
وما أنا ألاّ من مَدَدْتَ بِضَبْعِهِ
إلى حيثُ لا ترنو العيونُ الطّوامحُ
أروحُ وأغدو كلَّ يومٍ وليلة ٍ
نَصيبيَ فيهِ مِن عطائك رابحُ؟
أأنساكَ تُدنيني إلى الجانبِ الذي
نصيبي فيهِ عطائك رابحُ؟
وتوسعُ لي في مشهد "القومِ موضعاً"
تضيقُ به منهمْ صُدورٌ فسائحُ
فما أنا إلاَّ في رياضِك راتعٌ
ولا أنا إلاّ مِن زنادك قادحُ
هنيئاً بيومِ المِهرجانِ فإنّهُ
وكلَّ زمانٍ نحوَ فخرِكَ طامحُ
تَعِزُّ بك الأيامُ وهي ذليلة ٌ
وتسخو الليالي منكَ وهيَ شحائحُ
فهذا أوانٌ ميسمُ اليُمنِ بَيِّنٌ
عليهِ وعُنوانُ السعادة لائحُ
ولازلتَ تستقري الزمانَ وأهلَهُ
لكَ الخلدُ فيه والمدى المتطاوحُ(28/34)
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أفى دراهمْ من بعدما ارتحلوا تبكى
أفى دراهمْ من بعدما ارتحلوا تبكى
رقم القصيدة : 24482
-----------------------------------
أفى دراهمْ من بعدما ارتحلوا تبكى
وتَشكو، ولكن ليسَ تَشْكو إلى مُشْكِ
فيا دمنة الحى ّ الذين تحمّلوا
بوادي الغَضا ماذا ألمَّ بنا منكِ
خشعتِ فلا عينٌ تراكِ لناظرٍ
دثوراً ولا نطقٌ يخبّرنا عنكِ
وأذْكرْتِني والشَّيبُ يضحكُ ثَغرُهُ
بلمّتنا عهدَ الشّبيبة ِ والفتكِ
ليالى َ لا حلمٌ لذى الحلمِ والنّهى
ولا نسكٌ فيها يصابُ لذى نسكِ
فللهِ أفواهٌ لقينَ أُنوفَنا
بأذكى وقد ودَّعْن من عَبَقِ المسكِ
وكم من سقيمٍ ليس نرجو شفاءهُ
بأجراعكمْ أو من أسيرٍ بلا فكِّ
فقلْ للأُلى تاركْتُهمْ لاحتقارِهمْ
فأبصرَهمْ كفِّي وأَطمعَهمْ تركي
لَكَمْ مَرَّة ٍ مَحَّصتكمْ وخَبَرْتُكمْ
فبهرجكمْ نقدى وزّيفكمْ سبكى
فلا يبعدَنْ مَن كنتُ بالأمس بينهمْ
على هَضْبة ٍ الباني وفي ذِروة ِ السَّمكِ
بلغتُ بهمْ ما لم تَنَلْهُ يدُ المنى
وحُكِّمتُ حتَّى صرتُ أحكمُ في الملكِ
وجاورتهمْ شمَّ العرانين كلّما
معكتُ بهمْ جاروا " سبيلى " فى المعكِ
كرامٌ فلا أموالُهمْ لُعبابِهمْ
ولا دَرُّهمْ للحَقْنِ لُؤماً وللحَشْكِ
وأفنية ٌ لا يُعرَفُ الضَّيمُ بينَها
ولا الفقرُ مرهوبٌ ولا العيش بالضّنكِ
همُ أخرجوا من ضيقِ سخطٍ إلى رضاً
وهمْ أبدلوا قلبى اليقين من الشكِّ
وهمْ نزَّهوني أنْ أذِلَّ لمطمعٍ
وهمْ حقنوا لى ماءَ وجهى من السّفكِ
وهمْ ملّكونى بعدما كنتُ ثاوياً
مدى الدّهرِ واستعلوا بنجمى على الفلكِ
وكنتُ وكانوا إلفة ً وتجاوراً
مكان سرودِ العقدِ من مسلك السّلكِ
مَضَوا لابديلٌ لي ولا عِوَضٌ بهمْ
فها أنا ذا دهرى على فقدهمْ أبكى
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> منْ رأى الأظغانَ فوق الـ
منْ رأى الأظغانَ فوق الـ
رقم القصيدة : 24483
-----------------------------------
منْ رأى الأظغانَ فوق الـ(28/35)
ـبيدِ من بُعدٍ تلوحُ؟
كسَفينٍ عصفتْ فيـ
هِنّ للنَّكباءِ ريحُ
أو غمامٍ هو بالما
ءِ الذي فيه دَلوحُ
أو رئالٍ راتكاتٍ
ليس فيهنّ طَليحُ
رُحنَ بالرغمِ من الأنـ
ـفِ وما إنْ قلتُ: روحوا
ففؤادي بعد أن بِنّ
كما شِئنَ قَريحُ
وغبوقي دمعُ عيـ
ـني هَتوناً والصَّبوحُ
وثَنايا بينهُنَّ ال
خَمرُ والمسكُ يفوحُ
ومليحُ العِطفِ لو كـ
ـنُ الكُلَى فهْوَ طريحُ
أيُّ شيءٍ ضَرَّ والحا
دي بما يخشى صَدوحُ؟
مِن سلامٍ لم يكُنْ بالسْـ
ـسِّرِّ من وَجدٍ يبوحُ
إنَّ مَنْ شحَّ عن الصَّدْ
يانِ بالماءِ شَحيحُ
ولقد هاجَ اشتياقي
نَوحُ قُمْرِيٍّ ينوحُ
غَرِدٌ مسكنُهُ الطُّبّا
قُ أوْ لا فالطُّلوحُ
أيُّها الداني إلينا
لا يكنْ منكَ النُّزوحُ
نحنُ أجسادٌ وأنتَ الد
دَهْرَ في الأجساد روحُ
وبحربٍ ثمَّ في جَدْ
بٍ جَنوحٌ وَمنوحُ
وإذا لم ينفحِ القو
مُ فيُمناك النَّفوحُ
وإذا الجُرمُ بذي الحِلْـ
ـمِ هفا أنتَ الصَّفوحُ
إنْ شككْتُمْ منهُ في النَّجْـ
ـدة ِ والشّكُ فضوحُ
فانظروهُ في الوغى يحْـ
ليسَ إلاّ ناطحٌ بالْـ
والقنا يولِغُ من نحـ
ـرٍ نجيعاً والصفيحُ
حيثُ لا يطوى على الميـ
ـتِ من الأرضِ ضَريحُ
ليسَ إلاّ ناطحٌ بالطـ
ـطَعنِ قَعْصًا أو نَطيحُ
وكَرورٌ وفَرورٌ
ومُشيحٌ ومُليحُ
ومضى البين فلا عا
دَ بِعادٌ ونُزوحُ
فقلوبٌ حَرِجاتٌ
هنَّ في ذا اليومِ فِيحُ
قد رأتْ ما كانَ يرجو
بعضَه الطَّرفُ الطموحُ
ورأينا ثَمَرَ الحُسْـ
ـنى وما يجني القبيحُ
ومضى الصّعبُ ولم يبـ
ـقَ لنا إلاّ السّميحُ
وانقضَى الضِّيقُ ووافا
نا منَ العيش الفَسيحُ
قلْ لمن كانَ جريحًا:
دَمِلتْ تلكَ الجروحُ
ليسَ إلاّ أملٌ قدْ
نيل أو بيعٌ رَبيحُ
ولنا في الأمنِ بالدّوِّ
سروبٌ وسُروحُ
وخيولٌ نحو ما نهـ
ـوَى منَ الأمر جُنوحُ
وقلوبٌ ساكناتٌ
وجَنانٌ مستريحُ
ولنا الأعوادُ ما فيـ
ـها وُصومٌ وجُروحُ
والجلودُ الملْسُ ما فيـ
ـها قُروفٌ وقُروحُ
فاقبلِ التوبة َ من دهْـ(28/36)
ـرٍ خَلا منهُ قبيحُ
غشَّ حِينًا وهُوَ الآ
نَ بما نهوى نَصوحُ
باسمٌ طَلْقٌ وكم با
نَ لنا منه الكُلوحُ
إنَّما الجَدُّ لمن نا
لَ المَدى وهْوَ مُريحُ
سوفَ تأتيك كما تهْـ
ـوَى فُروجٌ وفُتوحُ
وسعودٌ ما محاهُنَّ
دروسٌ ومُصوحُ
ولِما أجملتُ تَفصيـ
ـلٌ طويلٌ وشروحُ
فخذِ التَّعْريضَ حتّى
يأتيَ القولُ الصّريحُ
وإذا عنّ اتقلءٌ
عَيَّ بالقولِ الفصيحُ
لا تزل في نِعَمٍ تغـ
ـدو عليها وتروحُ
ونأى عن مشيِ عِزٍّ
لكَ أيْنٌ ورُزوحُ
وعِراصٌ لك لا أَقْـ
ـوَيْنَ من خِصْبٍ وسُوحُ
وليطِحْ عنكَ الذي لمْ
ترضَهُ فيما يَطيحُ
فالفتى مَن كان مجدًا
قاصرًا عنه المديحُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> عَلَّ الهوى يَهْفو به العَذَلُ
عَلَّ الهوى يَهْفو به العَذَلُ
رقم القصيدة : 24484
-----------------------------------
عَلَّ الهوى يَهْفو به العَذَلُ
ويغضّ من جمحانهِ المللُ
والحبُّ أضيعُ ما أطاف به
قلبٌ ونِيطَ بحفظهِ شُغُلُ
ولقد صحبتُ العيشَ مصطبراً
سلوان لا يسطيعنى الغزلُ
إنْ شئتُ أعمدتُ الخباءَ ولا
تحظَى بيَ الأستارُ والكِلَلُ
ومُلَوَّحِ الخدَّين تحملُهُ
أبداً على أعناقِها السُّبُلُ
نابٍ عن الأوطانِ فهوَ متى
ظفرتْ به الأوطان مرتحلُ
تركَ البلادَ لمنْ أقامَ بها
وتقطَّعتْ عن عيشِهِ العُقَلُ
يسعى إلى العلياءِ يُحرزُها
سعياً تحامَى وقْعْهُ الزَّلَلُ
وإذا الفتى كُتبَ النَّجاءُ لهُ
فالكلمُ يعفو والأذى جللُ
دَيني وإنْ ألْوَى المِطالُ بهِ
تَلْويهِ نحوي البِيضُ وَالأَسَلُ
وسواى َ إنْ قعد الزّمان به
قعدتْ به الآراءُ والحيلُ
والدَّهرُ يجذبُنا إلى أَمَدٍ
تَغنَى بهِ الأسفارُ والرَّحِلُ
ما أقربَ الأعمالَ من أجلٍ
العمرُ صبحٌ والرّدى أصلُ
والمرءُ إنْ أخطاهُ طالبهُ
لم تُخطِهِ من دهرِهِ الغِيَلُ
ملقًى على طرقِ الخطوبِ له
من كَرِّها حَلٌّ ومُرتَحَلُ
أيقودنى أملى فأتبعهُ ؟
والذّلُّ يصحب من له أملُ
وعليَّ تستعلي الرّجالُ وما(28/37)
يبدو لعيني منهمُ رجلُ
ما لي أُعلَّلُ بالخِداعِ وقد
تردى المعلّلَ دهره العللُ
"تقذى " جفونى كلُّ " رائقة ٍ "
ويمرُّ فى لهواتى َ العسلَ
فى كلّ يومٍ صاحبٌ سئمٌ
يلقى على ظهرى فأحتملُ
وإذا وصلتُ إلى الحسين فدَى
وصلى له الخلاّنُ والخللُ
ذاك الذي جُمِعَ الولاءُ له
وتشايعتْ فى حبّه المللُ
في كلِّ عارفة ٍ له قَدَمٌ
ولكلِّ مَكرُمة ٍ بهِ مَثَلُ
سبطُ الأناملِ وبلهُ ديمٌ
للمعتفين ووِرْدُه عَلَلُ
والجودُ حيثُ الوعدُ مُفتَقَدٌ
والقولُ معقودٌ به العملُ
وإذا " أعار " القولَ منطقه
خفتَ الكلامُ وأمسكَ " الزّملُ "
هذا وكم غمّاءَ خالطَها
والظنُّ فيها شاربٌ ثملُ
أدّتهُ وضّاحَ الجبين كما
أدّتْ صقال الصّارمِ الخللُ
ولأنتَ إنْ عدّ امرؤٌ سلفاً
من معشرٍ إنْ فوضوا فضلوا
المُفْضِلون إذا الورى بَخلوا
والمقدمون إذا همُ نكلوا
والمعجلو الجردِ العتاقِ ولا الأرسانُ تمسكها ولا الجدلُ
ـأَرْسانُ تمسكُها ولا الجُدُلُ
غلبوا على خطط العلاءِ وكم
قد رامها قومٌ فما وصلوا
لا يطمحون إلى بُلَهْنِيَة ٍ
في طيِّها التّأْنيبُ والعَذَلُ
وإذا الصَّريحُ عَلَتْ غَماغِمُهُ
وأزلّ من خطواتهِ البطلُ
مَلؤوا الفضاءَ بكلِّ مُنْصَلِتٍ
مادبّ فى حيزومه الوجلُ
لله درّك والثّرى ضرجٌ
والبيضُ تهطلُ والقنا خضلُ
فَلَرُبَّ نازلة ٍ نَدبتَ لها
عزماً تَولَّجَ رَيْثَه العَجَلُ
ومروّعٍ حصّنتَ مهجته
وقد اشْرَأَبَّ لأخذِها الأَجَلُ
حيث الرّدى موفٍ بكلكلهِ
ينجاب عنه الثّكلُ والهبلُ
والسّمرُ فى اللّبّاتِ طائشة ٌ
والبيضُ تكثمُ شطرها القللُ
هجرَ الحسودُ تباعَ زفرته
وتحسَّرتْ عن صدره الغِلَلُ
ورآك أسبق إنْ جريتَ ولو
أعطته سبقَ لحاظها المقلُ
واليأسُ أروحُ للقلوب إذا
كانت إلى المطلوب لا تصلُ
ما ضرَّ مَن يرضاك جُنَّتَهُ
إنْ حكّمتْ فيه القنا الذّبلُ ؟
حسبى دفاعك فهو لى حرمٌ
يَضُفو على سِرْبي وينسدِلُ
أعليتَ طرفى وهو منخفضٌ
وحميتَ رَبْعي وهْو مُبتَذَلُ(28/38)
وبلغتَ بي في العزِّ منزلة ً
كلُّ الورى عن مثلها " نزلُ "
فلأشكرنّك ما مشتْ " بفتًى
قدمٌ " وحنّتْ للنّوى إبلُ
وليهنك العيدُ الذى عزبتْ
عنه الهمومُ وأطبقَ الجَذَلُ
يومٌ تطيح به الذّنوبُ كما
دفع الغُثاءَ العارضُ الهَطِلُ
فاسعدْ بهِ فالعزُّ مؤتَنَفٌ
بقدومه والمجدُ مقتبلُ
واسلمْ على نُوَبِ الزَّمانِ وإنْ
شقيتْ بها الأملاكُ والدّولُ
والعنقُ أولى أنْ يصان وأنْ
يشقى بجمرة ِ دائهِ الكفلُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> خلِّ المدامعَ في المنازلِ تسفحُ
خلِّ المدامعَ في المنازلِ تسفحُ
رقم القصيدة : 24485
-----------------------------------
خلِّ المدامعَ في المنازلِ تسفحُ
والقلبُ من ذكرِ الأحبَّة ِ يفرحُ
ما كانَ عندي أنَّ غِزلانَ النَّقا
لوادِ طَرْفِي يوم رامة َ تسنح
لمّا مَرَرْنَ بنا خطفْنَ قُلوبَنا
وقلوبُهنّ مقيمة ٌ لا تبرحُ
والدارُ من بعد الشواغفِ إنّما
هي للجَوى والحزنِ مغنًى مَطرحُ
للهِ زَوْرٌ زارنا وقتَ الكرى
والليلُ جَوْنُ أديمِهِ لا يوضِحُ
والعيسُ من بعدِ الكلالِ مُناخة ٌ
والرَّكبُ فيما بينهنَّ مُطرَّحُ
فيما طرقتَ وليلُنا مُستَحلِكٌ
لو ما طرقْتَ وصُبحُنا متوضِّحُ
بينا يؤلفنا أغمٌّ مُظلمٌ
حتى يقرّقنا مضئٌ أجْلَحُ
ياصاحبيَّ على الزمانِ تأملاً
ما جرَّهُ هذا الزَّمانُ الأقبحُ
في كلِّ يومً ليَ خليطٌ يَنتئي
عنّي ودارٌ بالمسرة ِ تنزحُ
وهمومُ صدرٍ كلَّما دافعتُها
آلتْ طِوالَ الدَّهرِ لا تَتَزحزحُ
لا أستطيعُ لها الشكاية َ خيفة ً
والهمُّ لا يُشكى لقلبكَ أجْرحُ
وإذا طلبتُ ليَ الإخاءَ فليسَ لي
من بينهم إلاّ الّسَؤولُ الأرسحُ
من كلِّ مشتهر العيوبِ وعندهُ
أنَّ العيونَ لعيبهِ لا تَلمحُ
ومجاورٍ ما كنتُ يوماً راضياً
بجوارهِ ومشاورٍ لا ينصحُ
ومعاشرٍ نبذوا الجميلَ فما لهمْ
إلاّ بأودية ِ القبائحِ مَسرَحُ
ومنَ البَليَّة ِ أنَّني حُوشِيتما
أُمسي كما يَهْوى العدوُّ وأُصبحُ(28/39)
في كربة ٍ لا تَنْجلي وشَديدة ٍ
لا تنقضي ودُجُنَّة ِ لا تُصبِحُ
جَمري تناقَلُهُ الأكفُّ ولم تجدْ
لَفْحاً له وجمارُ غيري تلفحُ
وإذا عزمتُ على النّجاءِ فليس ما
أنجو به إلاّ الطِّلاحُ الرُّزَّحُ
قُل للَّذي يعدو به في مَهْمَهٍ
طِرْفٌ تخيّرهُ الفوارسُ أقرحُ
بلِّغْ بلغتَ عميدَنا وزعيمَنا
ومشرِّفًا دُنيًا لنا لا يَمْصَحُ
إنّي ببعدِكَ في بهيمٍ مُظلمٍ
لمّا عداني مَن به أستصبحُ
إنْ طابَ ليّ طعمُ الحياة ِ أمر!َهُ
شوقٌ إليكَ كما علمتَ مبرِّحُ
ولقد علمتُ زمانَ تَبغي كارهًا
قُربي بِبُعدِكَ أنَّني لا أربحُ
وأنا الذي من بعدِ نأيكَ مُبْعَدٌ
عن كلِّ ما فيهِ الإرادة ُ مُنزَحُ
في أسْرِ أيدٍ بالأذى مَفْتوحة ٍ
لكنَّها عندَ النَّدى لا تُفتحُ
ومهوِّنٌ عندي الشدائدَ أنّها
تدنو الأنامَ وأنتَ عنها الأنزحُ
وإذا عَدَتْكَ سهامُ دهرٍ ترتمي
فدعِ السِّهامَ لجِلدِ غيرِك تجرحُ
ما ضَرَّنا وقلوبُنا مُلتفَّة ٌ
دَوٌّ تَعَرَّضُ بيننا أو صَحْصَحُ
فالأبعدونَ معَ المودَّة حُضَّرٌ
والأقربون بلا الموَّدة ِ نُزَّحُ
ولقدْ فضحتَ معاشراً لم يبلغوا
شأْوًا بلغتَ وفضلُ مثلك يفضحُ
وتَركتنا من بعدِ حقٍّ كانَ في
كفَّيكَ نَغبُقُ بالمُحالِ ونَصْبَحُ
وإذا بنو عبد الرَّحيم تَبوَّءوا
شِعْبًا فإنّي بينهُمْ لا أبرحُ
المسرعون إلى الصّريخ فإن قضوا
وَطَرَ الوَغَى فهُمُ الجبالُ الرُّجَّحُ
لا أستطيعُ فراقهمْ ولربمّا
فارقتُ مَن بفراقهمْ لا أسمحُ
وأنا الجواد فإنْ سُئلتُ تحوُّلاً
عن قربِكُم فأنا البخيلُ الشَّحْشَحُ
قومٌ وقَوْني الشَّرَّ وهو مُصَمِّمٌ
وكفونيَ "الضراءَ" وهي تُصرِّحُ
إنْ ناكروا الأمرَ الذميمَ تباعدوا
أو باكروا المَغنى الكريمَ ترَوَّحوا
وإذا دَعوتَهُمُ لنصرِك منْ ردًى
جاءتْ إليكَ بهمْ جِيادٌ قُرَّحُ
مِثْلَ الدّبا لَفّتْهُ فينا زَعزَعٌ
والسَّيلُ ضاق به علينا الأبطحُ
والبيضُ في قلل الكُماة ِ غمودُها(28/40)
والسّمرُ من ماءِ التّرائبِ تُنضحُ
فعليك منّي غائبًا عن مُقلتي
فدموعها حتى تراهُ تسفَحُ
تسليمَة ٌ لا تَنْقضي وتَحيَّة ٌ
يمضي المدى وقليبها لا ينزحُ
وصَفحتُ عن ذنبِ الزَّمانِ وإنّني
عن ذنبهِ بفراقنا لا أصفحُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> على مَن ثَوى أرضَ الحجازِ تحيَّة ٌ
على مَن ثَوى أرضَ الحجازِ تحيَّة ٌ
رقم القصيدة : 24486
-----------------------------------
على مَن ثَوى أرضَ الحجازِ تحيَّة ٌ
فليسَ إلى غيرِ السَّلام سبيلُ
ولا زال منهلٌ من الودقِ هاملٌ
تجرّرُ منه فى رباه ذيولُ
ولا ظفرتْ أيدى الخطوبِ بربعه
ولا أبصرته العينُ وهو هطولُ
أُحِبُّ مناخاً بالحجاز تعاصفَتْ
إلينا بريّاه صباً وشمولُ
كأنِّي وقد فارقتُه من صبابة ٍ
وإن كنتُ فى حكمِ الصّحاحِ عليلُ
وما ذاك من حبِّ الدِّيارِ وإنِّما
خليلى َ منها حيث حلّ خليلُ
وقليلٌ لمن فى الجزعِ أنّ منحته
غرامي وهل بعد الفراقِ قليلُ؟
ووجدى به مستودعٌ لا يبثّه
حديثٌ ولا يَفْري قواهُ عذولُ
وسمعُ سوائى فيه لّلوم سامعٌ
وألبابُ غيرى فى هواه محولُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ليسَ في العشقِ جُناحُ
ليسَ في العشقِ جُناحُ
رقم القصيدة : 24487
-----------------------------------
ليسَ في العشقِ جُناحُ
بل هو الدَّاءُ الصُّراحُ
همَ جِدُّ جرّه مع
قَدَرِ اللهِ المِزاحُ
وظلامٌ ما لساريـ
ـهِ مدى الدهرِ صباحُ
هو سُكرٌ مثلما دبَّـ
بَتْ بأعضائك راحُ
وسَقامٌ ما بهِ بُرْ
ءٌ ولا فيهِ صَلاحُ
وعذابٌ إنْ نأى عنـ
ـهُ وصالٌ وسماحُ
ويحَ أهلِ العِشقِ في لجٍ
ـجٍ غزيرِ العُمقِ طاحوا
جحدوا الحبَّ ولكنْ
كَتَموهُ ثمَّ باحوا
ولهم ألسُنُ دمعٍ
تَرجمتْ عنه فِصاحُ
ليتَ أهلَ العِشْقِ ماتوا
فأراحوا واستراحوا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أأغفُلُ والدَّهرُ لا يغفُلُ
أأغفُلُ والدَّهرُ لا يغفُلُ
رقم القصيدة : 24488
-----------------------------------(28/41)
أأغفُلُ والدَّهرُ لا يغفُلُ
وأنسى الذي شأنُه أعضلُ؟
ويطمعنى أنّنى سالمٌ
وداءُ السّلامة لى أقتلُ
ويمضي نهاري وإظلامُهُ
بما غيره الأحسنُ الأجملُ "
وآمُلُ أنِّي أفوتُ الحِمامَ
" أمانٍ " لعمرك لى " ضلّلُ "
وكيف يَرى آخِرٌ أنَّهُ
مُبَقَّى وقد هلك الأوّلُ؟
ولمّا بدا شَمَطُ العارضينِ
لمن كانَ من قبلهِ يَعذُلُ
تَناهَوْا وقالوا: لسانُ المشيبِ
لهُ من جوارحِنا أعذَلُ
فقلتُ لهمْ: إنِّما يعذُلُ الـ
ـمشيبَ على الغى ِّ من يقبلُ
فحتّى متى أنا لا أرعوى
ولِمْ لا أقولُ ولا أفعلُ؟
وكم أنا ظمآنُ طولَ الحياة ِ
وفى كفّى َ الباردُ السّلسلُ ؟
أمانٍ ولا عملٌ بينهنَّ
كجوٍّ يغيمُ ولا يهطلُ
وما النّاسُ إلاّ كبهمِ المضيعِ يحزنُ فى الأرضِ أو يسهلُ
ّ كبَهْمِ المضيـ
فمن عاملٍ مالَهُ خِبرة ٌ
وآخرَ يدري ولا يعملُ
فيا ليتَ من علم الموبقاتِ
وقارفها رجلٌ يجهلُ
أمن بعد أنْ مضت الأربعون
سراعاً كسربِ القطا " يجفلُ "
ولم يبقَ فيك لشرخ الشّبابِ
مآبٌ يرجَّى ولا مَوْئِلُ
تَطامحُ نحوَ طويلِ الحياة ِ
ويوشك أنْ ما مضى أطولُ ؟
ألا إنَّما الدّارُ دارُ البلاءِ
ففى شهدها أبداً حنظلُ
يُعافَى منَ الدّاءِ مَن يُبتَلى
وينجو منَ الموتِ مَن يُقتَلُ
وسقمٌ أقام جميعَ الأساة ِ
على أنّه سقمٌ يقتلُ
أيا ذاهلاً ونداءُ الحتو
فى النّاسِ يوقظ من يذهلُ
طريقٌ طويلٌ وأنتَ امرؤٌ
لعلَّك في زادِهِ مُرْمِلُ
أليس وراءك مزورّة ٌ
عليها الصَّفائحُ والجَندلُ؟
بها الصّبحُ ليلٌ وليلُ البلا
دِ ليلٌ بساحتها أَلْيَلُ
إذا ما أناخ الفتى عندها
مقيماً فيا بعدَ ما يرحلُ
وإنْ جاءَها فوقَ أيدي الرِّجال
فبالرُّغمِ من أنفِهِ ينزلُ
على أنّه ليس عنها له
- وإنْ حاصَ - " منجًى ولا مرحلُ "
منازلُ ليس لحيٍّ بها
معاجٌ ولا وسطها منزلُ
خلتْ غيرَ ذئبٍ تراه بها
يُعاسِلُ أو صُرَدٍ يَحْجِلُ
وإلاّ تَرنُّمُ حنَّانَة ٍ
تَئطُّ كما زَفَرَ المِرْجَلُ
تريمُ وتقفلُ مجتازة ً(28/42)
بمن لا يَريمُ ولا يَقفُلُ
ألا أينَ أهلُ النَّعيمِ الغزيرِ
وأينَ الأجادلُ والبُزَّلُ؟
وأينَ الغطارفُ من حِميَرٍ
وما مُلِّكوهُ وما خُوِّلوا؟
وأينَ الذين إِذا ما انتَجَوْا
أَزَمَّ بنجواهمُ المحفِلُ؟
وأطرقَ كلُّ طويلِ الّلسانِ
صَموتاً يُجيبُ ولا يَسألُ
إذا ما مشوا يسحبون البرودَ
فللرّشفِ " ما مشتِ " الأرجلُ
وقومٌ إذا ما سَرَوْا زَعزعوا
قَرا الأرضِ بالخيلِ أو زلزلوا
تقام ممالكهمْ بالقنا
ويجبى خراجهمُ المنصلُ
وكم قلَّبوا في العبادِ العيونَ
فلم يبصروا غيرَ ما أفضلوا
وتلقاهُم عندَ خوفِ البلادِ
وبين بيوتهمُ المعقلُ
مَضَوا مثلما مضتِ السَّاريا
تُ أثنَى بها الوطنُ المُبقِلُ
وأزعجهمْ من " قلالِ " القصور
فلم يلبثوا المزعجُ المعجلُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ياابن عبد العزيز إنّ ؤادي
ياابن عبد العزيز إنّ ؤادي
رقم القصيدة : 24489
-----------------------------------
ياابن عبد العزيز إنّ ؤادي
منذُ فارَقْتني عليكَ جريحُ
إنَّ جَفْني عليك حزنًا جوادٌ
وهو في كلِّ مَن سواكَ شَحيحُ
عَذَلوني وما استوى عند أهل الـ
ـنَّصْفِ والعدلِ سالمٌ وجريحُ
داءُ قلبي يُدْوَى وفيهِ من الأشْـ
ـجانِ ما فيهِ ما يقولُ الصَّحيحُ
ُوإذا لم تكنْ مُصيخاً إلى عَذْ
لٍ فِسيّانِ أعجَمٌ وفصيحُ
لي لسانٌ ومدمعٌ حَمَلا رُزْ
ءَك ذا كاتمٌ وذاك يَبوحُ
ويراني الصّحيحَ من ليس يدري
أنَّ غيري هوَ السَّليمُ الصَّحيحُ
وَبِرغمي عَريتُ منكَ وبُعِدْ
تَ ردى ً واحتوى عليكَ الضّريحُ
مفردٌ والأنيسُ عنْك بعيدٌ
ليس إلاّ جنادلٌ وصفيحُ
وغمامٌ موكّلُ الجَفْنِ بالقَطْـ
رِ ووُرْقٌ منِ الحِمامِ ينوحُ
ليس ينجو من الحِمامِ مليحٌ
لا ولا صادقُ الضِّرابِ مُشيحُ
وإذا أمّكَ الحِمامُ فما يُغْـ
ـني من الطيرِ بارحٌ وسَنيحُ
ومِنَ أينَ البقاءُ والجسمُ تُربٌ
يَتَلاشى ؟ وإنَّما الرُّوحُ روحُ
وإذا غاية ُ الفتى كانتِ المو
تَ فماذا التَّعميمُ والتَّلميحُ؟(28/43)
كلُّ يومٍ لنا بطُرْقِ الرّزايا
طَلَبَ الغُنْمَ رازحٌ وطليحُ
رائحٌ مالهُ غُدُوٌّ، وإمّا
ذو غدوٍ لكنهُ لا يروحُ
وإذا فاتَنا غَبوقُ المنايا
باتِّفاقِ الزَّمانِ فهْوَ الصَّبوحُ
كم لنا مُودَعًا إلى ساعة ِ الحشـ
ـرِ ببطنِ التّراب وجهٌ صبيحُ
وجليلاً مُعظَّمًا كانَ للآ
مالِ فيهِ التّرحيبُ والتَّرشيحُ
أيُّها الذَّاهبُ الّذي طاحَ والأحـ
ـزانُ مِنّا عليه ليس تَطيحُ
لا عرفتَ القبيحَ في دارك الأخـ
ـرى ، فما كانَ منك فعلٌ قبيحٌ
ليس إلاّ الصّلاة ُ والصّومُ والتَّشهـ
ـيدُ جُنْحَ الظّلامِ والتّسبيحُ
وحديثٌ تَرويهِ ما فيه إلاَّ
واضحٌ نيِّرٌ وحقٌ صحيحُ
إنّ قوماً ما زال حشواً لأَضلا
عِك ودٌ لهمْ نقيٌّ صريحُ
لك وِرْدٌ من حوضهم غيرُ مطرو
قٍ وبابٌ إليهمُ مفتوحُ
والتقاءٌ بُهْمٌ وحولَهُمُ النّا
سُ فذا خاسرٌ وذاك ربيحُ
والثّوابُ الّذي يضيقُ بقومٍ
هو من أجلهمْ عليكَ فسيحُ
لستُ أخشى عليك عُسرًا ومنهمْ
لكَ مُعطٍ ونافحٌ ومُميحُ
فسقى قبرَك الذي أتت فيهِ
مُسبِلٌ هاملُ السَّحابِ سَفوحُ
كلّما جازه غمامٌ نزيحٌ
جاءَه مُثقَلُ الرِّبابِ دَلوحُ
وإذا زاره الرّجالُ فلا زا
لَ عليهم منه الذُّكاءُ يفوحُ
العصر العباسي >> البحتري >> أرى بك الله نكالا فكم
أرى بك الله نكالا فكم
رقم القصيدة : 2449
-----------------------------------
أرى بك الله نكالا، فكم
أريتنا من فعلة فاضحه
عشقك للقينة أجدى الأسى
في عشق إمراتك للنائحه
إن نكتها الليلة فانظر إلى
عهد بنان عندها البارحه
قد سمطت عانتها وقدة
من حر ماء سهك الرائحه
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> بِنَقا الرِّمْثِ من شَرافٍ غزالٌ
بِنَقا الرِّمْثِ من شَرافٍ غزالٌ
رقم القصيدة : 24490
-----------------------------------
بِنَقا الرِّمْثِ من شَرافٍ غزالٌ
ضلّ عنّى وليس منه الضّلالُ
لم تزلْ بي الأيّامُ حتّى لَوَتْهُ
عن لقائي والوشاة ُ والعُذّالُ(28/44)
والعُذَيْبَ العُذَيْبَ يا ركبُ فالقلْـ
ـبُ له بالعُذُيْبِ داءٌ عُضالُ
كلّما قلتُ قد مضى عاد منه
وله ما يغبّنا وخبالُ
من أناسٍ للوعدِ بينهمُ خلـ
نَ لياليَّ مُذْ نأيتُمْ طَوالُ
إنْ تناءوا فليس منهمْ تدانٍ
أو تدانَوْا فليس منهمْ وِصالُ
لا تلمْ ساكنَ الحجازِ بقلبٍ
فيه من أهلِ بابلٍ بَلْبالُ
كدتُ أقضى يومَ الفراق " لبانا
تى َ " لولا أنّ المطايا عجالُ
ليس يُجدي يا صاحبيَّ وقوفٌ
بطُلولٍ ولا يُرَدُّ سُؤالُ
إنَّما الرَّبْعُ بالمقيمين فيهِ
وهو خلوٌ من ساكنيه مثالُ
يابنَ حمدٍ ماذا صنعتَ بقلبى
حينَ سِيقتْ برَحْلك الأجمالُ؟
فُرقة ٌ صعبة ٌ كما انصدعَ القَعْـ
ـبُ بكفِّ الصَّدِي وفيه الزُّلالُ
فحرامٌ على الجفونِ وقد غِبْـ
ـتَ كراها والدَّمعُ طَلْقٌ حَلالُ
وبعيدٌ شعبُ الصداعِ فؤادٍ
رحتَ عنه مودَّعاً أو مُحالُ
إنَّ للدَّهر يومَ فارقتَ بغدا
دَ عليها جريرة ً لا تُقالُ
امّحى نورها فما هى إلاّ
ليلة ٌ غابَ عن دُجاها الهلالُ
أنتَ فيها فى القرِّ شمسٌ وفى القيـ
ـظِ وحرِّ الهجيرِ أنتَ الظّلالُ
يا لَحا اللهُ مَن أراك على النَّاْي
طريقاً للسّوءِ فيه مجالُ
حِدْتَ عنه قبلَ التورُّطِ فيه
قلّما ينفع الوروطَ احتيالُ
خبرٌ ضرّم القلوبَ وإنْ كا
نتْ رسولاً به إلينا الشّمالُ
جاء من لامع الخلالِ كما يلـ
ـمعُ فى جانبِ البسيطة ِ آلُ
قد غررنا به وكم غرّتِ النّا
سَ قديماً محاسنٌ وجمالُ
قد بلوناك يابن حمدٍ على الخطْ
ـب تناهى وازورّ عنه الرّجالُ
وخبرناكَ حاملاً فأَصَبْنا
كاهلاً لا تَؤودُهُ الأثقالُ
وعرفناك لا تسائلُ يوماً
عن كلامِ الفحشاء كيف يقالُ
واعترفنا طوعاً بأنّك فينا
إنْ بطشنا يميننا والشّمالُ
ليس يَثني الزَّمانُ يا قومُ عمّا
ساءني في الذي أُحِبُّ مَقالُ
كلَّ يومٍ يَروعُني من نواحيـ
ـه على الأمن فُرقة ٌ أو زَوالُ
هالني فيك بالفراقِ وقد كُنْـ
ـتُ بما في صُروفِهِ لا أُهالُ
وأراني، وليتَهُ ما أراني(28/45)
كيف حالتْ من قبليَ الأحوالُ
وتبيّنتُ أنّه ليس للدّنـ
ـيا صفاءٌ ولا لأمرٍ كمالُ
وبقينا فيمن يملُّ ولكنْ
ليس يغنى عن الأسير الملالُ
لا مقالٌ منهمْ يُرَجَّى ومَن ليـ
ـس مقالٌ منه فليس فعالُ
وإذا أعوزَ التّجمّلُ فالإعـ
ـوازُ منه الإحسانُ والإجمالُ
عدِّ يابن الحسين عن كلِّ من ليـ
ـسَ له في الكِرامِ عمٌّ وَخالُ
ليس من داءِ حقدهِ ما دجى الّليـ
ـلُ وما أشرقَ الدُّجَى إبْلال
ويُريكَ أنَّه يُرامي مراميـ
ـكَ وليستْ إلاّ إليك النّبالُ
معشرٌ خوّلوا الكثيرَ وفيما
ينفقون الإنزارُ والإقلالُ
لا يَخِفّون في الجميل ولا تُسـ
ـحبُ فى الخير منهمُ أذيالُ
وتراهمْ يرضيهمْ أنْ يقلّوا
فى الأعادى وتكثرُ الأموالُ
وكأنّ الآمالَ فيهمْ رسومٌ
دارساتٌ تَسْفي عليها الرِّمالُ
أنتَ ما بينهُمْ غريبٌ وأَهلٌ
لك فى حبّهمْ كثيرٌ ومالُ
فانجُ عنهمْ فما يُقيمُ على الخَسْـ
ـفِ وإنْ قيَّدوه عَوْدٌ حَلالُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إنْ عاقبَ الشَّيبُ السَّوادَ بمَفْرَقي
إنْ عاقبَ الشَّيبُ السَّوادَ بمَفْرَقي
رقم القصيدة : 24491
-----------------------------------
إنْ عاقبَ الشَّيبُ السَّوادَ بمَفْرَقي
فالّليلُ يتلوهُ الصَّباحُ الواضحُ
منْ أخطاَتْهُ وقدْ رمتْ قوسُ الرّدى
تبيضُّ منه مفارقٌ ومسائحُ
لو كانَ للَّيلِ البهيمِ فضيلة ٌ
لم تُدْنَ منه مقابِسٌ ومصابحُ
البيضُ للعينينِ وجهٌ ضاحكٌ
والسّودُ لعينينِ وجهٌ كالحُ
وأشدُّ من جَذَعِ الجِيادِ إذا جرتْ
جَرْيًا وأصبرُهُنَّ نَهْدٌ قارحُ
والبُزْلُ تَغْتالُ الطَّريقَ سليمة ً
وعلى الطريقِ من البِكارِ طلائحُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يجدُّ بنا صرفُ الزّمان ونهزلُ
يجدُّ بنا صرفُ الزّمان ونهزلُ
رقم القصيدة : 24492
-----------------------------------
يجدُّ بنا صرفُ الزّمان ونهزلُ
ونوقظ بالأحداثِ فيه ونغفلُ
ونغترُّ في الدُّنيا برَيْثِ إقامة ٍ(28/46)
ألا إنَّما ذاك المقيمُ مُرَحَّلُ
يُقادُ الفتى قَوْدَ الجنيبِ إلى الرَّدى
وما قادهُ منه المغارُ المفتّلُ
وما النّاسُ إلاّ ظاعنٌ أو مودّعٌ
ومستلبٌ مستعجلٌ أو مؤجّلُ
فمن رجلٍ قضّى الحمامُ ديونه
وآخرَ يُلوى كلَّ يومٍ ويُمْطَلُ
وأفنِيَة ٍ إمّا فِناءٌ مُراوَحٌ
مُغادَى إليه أو فناءٌ مُعَطَّلُ
وما هذه الأيّامُ إلا منازلٌ
إذا ما قطعنا منزلاً بان منزلُ
بنو الأرضِ يعلو واحدٌ " فوق ظهرها "
وآخرُ تعلو هى عليه فيسفلُ
تعاقبَ سجلى ْ ماتحٍ فى ركيّة ٍ
فسَجْلٌ له يَرقَى وآخرُ ينزلُ
فناءٌ ملحُّ ما يغبّ جميعنا
إذا عاشَ منّا آخِرٌ ماتَ أوّلُ
وقالوا: تَمَنَّ العمرَ تحظَ بطولِهِ
فقلتُ: وما يُغني البقاءُ المطوَّلُ؟
قصيرُ مقامِ المرءِ مثلُ طويلهِ
يفئُ إلى وردِ المنونِ ويوصلُ
أَروني الّذي فاتَ الحِمامَ ومن له
إذا أمّهُ المقدارُ ظهرٌ ومعقلُ ؟
وأينَ الذين استنزلَ الدَّهرُ منهمُ
بهاليلَ لمّا أَحزنوا العزَّ أسْهَلُوا؟
تراهمْ كآسادِ الشَّرى في حفيظة ٍ
فإنْ سُئلوا المعروفَ يوماً تهلَّلوا
أذيدوا فلم يغنوا ولم يغنِ عنهمُ
منَ الذَائدين ما أنالوا وخَوَّلوا
ولا أسمرٌ صَدْقُ الكعوبِ عَنَطْنَطٌ
ولا شادخٌ وافي الحِزامِ مُحجَّلُ
وكم صاحبٍ لى كنتُ أكره فقده
تسلَّمَه منِّي الفَناءُ المعجَّلُ
أُبدَّلُ بالإخوانِ ما إنْ مَلَلْتُهمْ
وبالرُّغم منِّي أنَّني أتبدَّلُ
مقيمٌ بمستنِّ الخطوبِ تعلّنى
أفاويقَ أخلافِ الزّمان وتنهلُ
وأُغضِي على ما آد ظهري كأنَّني
على حدثانِ الدّهرِ عودٌ مذلّلُ
فيا ليتَ أنِّي للحوادثِ صخرة ٌ
تحمّلُ أثقالَ الخطوبِ فتحملُ
تمرُّ بها الأيّامُ وهي مُظِلَّة ٌ
بعلياءَ لا تَهفو ولا تَتَزَيَّلُ
ويا ليتَ عندي اليومَ بعضَ تَغَفُّلٍ
فأنعمُ منّا بالحياة ِ المغفّلُ
ألا علِّلانِي بالحياة ِ وخادِعا
يقينى فكلٌّ " بالحياة ِ " معلّلُ
وقولا لعلّ الدّارَ شحطٌ من الرّدى
وعمرُك من أعمارِ غيرِك أطولُ(28/47)
ولا تعدانى الشّرَّ قبلَ نزولهِ
فإنّ انتظارَ الشّرّ أدهى وأعضلُ
ومُدّا بأسبابِ الحياة ِ طَماعتي
فإنّا على الأطماع فيها نُعوِّلُ
وقودا إليَّ اليومَ ما شئتُ منكما
فإنّا غداً من هذه الدّارِ نُنقَلُ
ودانٍ إلى شِعبي وقلبي تنازَحَتْ
به فى بطونِ الأرضِ غبراءُ مجهلُ
تلفتُّ أبغي في الطَّماعة ِ عَوْدَه
وهيهات عمّا فى التّرابِ المؤمّلُ
عليك ابن يحيى كلَّ يومٍ وليلة ٍ
سلامٌ كما شاء المحيّون " مسهلُ "
ولا زال قبرٌ أنتَ فيه موسّدٌ
يُزاحُ بنشر المندليِّ ويوبَلُ
وإنْ جَفَتِ الأنواءُ تُرباً فلم يزلْ
تمرُّ بهِ وهو المَجودُ المبلَّلُ
تدرُّ عليه كلُّ وطْفاءَ جَوْنة ٍ
ويسري إليه البارقُ المتهلِّلُ
ولمّا نعاك النّاعيان تهاطَلَتْ
بوادرُ ما كانتْ لغيرك تهطِلُ
وعالوك قهراً فوق صهوة ِ شرجعٍ
لنا من نواحيهِ حنينٌ وأزْمَلُ
غداة َ أديلَ الحزنُ منّا فلم يكنْ
هنالك إلاّ معولاتٌ ومعولُ
ولا قلبَ إلاّ وهو منك مكلّمٌ
ولا لُبَّ وهْو فيك مُذَهَّلُ
تقطَّع ما بيني وبينك والتُّقى
عليك على كرهي ترابٌ وجْنَدَلُ
مُجاورَ قومٍ فرَّق الموتُ بينهمْ
وأجداثهمْ فى رأى عينٍ توصّلُ
كأنّهمُ كانوا عكوفاً ببابلٍ
" فراقهمُ " منها الرّحيقُ المسلسلُ
منحتك قولى حين لا فعلَ فى يدى
ويا ليتني فيه أقولُ وأفعلُ
وليس يردّ الموتَ ما نحن بعده
نروّى من الأشعار أو نتنحّلُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> فما ماءُ مُزْنٍ بات جَفْنَ سحابة ٍ
فما ماءُ مُزْنٍ بات جَفْنَ سحابة ٍ
رقم القصيدة : 24493
-----------------------------------
فما ماءُ مُزْنٍ بات جَفْنَ سحابة ٍ
يصوبُ على أعلى الصُّخور ويسفحُ
توزَّعَهُ عَبْرُ الرُّبا فكأنَّهُ
مُلاءٌ رحيضٌ بالفَلاة ِ مُطرَّحُ
وإنْ صافحتهُ الرّيحُ وهي ضعيفة ٌ
تمرُّ عليه قلتَ: صُحْفٌ تُصَفَّحُ
بأعذبَ من فيها إذا ما توسّنتْ
وهبَّتْ وجلدُ اللَّيلِ بالصُّبحِ يوضِحُ
وما روضة ٌ باتَ الخُزامى يحفّها(28/48)
ونَوْرُ الأقاحي وسْطَها يتفسّحُ
كأنّ بمغناها تُفَضُّ لَطيمة ٌ
مُجَعْجِعَة ٌ أو مَنْدَلُ الهند ينفحُ
بأطيبَ مِنْ أردانها حينَ أقبلتْ
وغصنُ النَّقا في دِرْعها يترنَّحُ
وما مُغزِلٌ أَضحتْ بدوٍّ صَريمة ً
تفسّح في تلك الفيافي وتسرحُ
تَفيءُ إلى ظلِّ الكِناسِ وتارة ً
تَشَوَّفُ من أعلى الهضابِ وتسنحُ
بأحسنَ منها يومَ قامتْ فودَّعتْ
قُبَيلَ التَّنائي والمدامعُ تنزحُ
وما وِردُ مطرودٍ عن الوردِ خامسٍ
وما هزَّهُ الدَّوحِ المُبِنِّ بقَفْرة ٍ
تُسقّى الهيامُ حولَهُ وهو ظامئٌ
فلا الورْدُ يُدنيهِ ولاهو يبرحُ
بأروى وأشهى من رُضابٍ تمُجُّهُ
ثنايا عِذابٌ من ثناياكِ تَمْتَحُ
وما نوحُ قُمْرِيٍّ على فرعِ أيكة ٍ
يَمُنُّ له ذكرُ الفراقِ فيصدحُ
له مدمعُ "الشاكي" جفوناً وقلبُهُ
بما جرّه فقدُ الأليفِ مُقَرّحُ
بأشجى شجى ً مني غداة َ ذكرتُكمُ
ووادي مِنًى بالعيسِ والقومِ يطفحُ
وماهزة ُ الدَّوحِ المُبِنِّ بقفرة ٍ
تُزعزعُ منه الرِّيحُ ما يتسمَّحُ
إذا انتشرتْ فيهِ الشّمالُ عشية ً
رأيتَ حَماماً فوقهُ يترجحُ
بأظهَرَ منّي هزّة ً يومَ أقبلتْ
تشكّى الهوى وحْياً به لا تُصّرِّحُ
تعاورها خوفُ النّوى والعِدى معاً
فلاهيَ تَطويهِ ولاهيَ تُفصحُ
وما مُنْيَة ٌ سِيقَتْ إلى كَلِفٍ بها
مُقيمٍ على تَطْلابِها ليس يبرحُ
إذا لامَهُ اللاحون فيها طَما بهِ
إلى نَيلها شوقٌ لَجوجٌ مُبرِّحُ
بأشهَى وأحلَى من لقائِك مَوهِنًا
وألحاظُ مَنْ يَبْغي النَّميمة َ نُزَّحُ
وما مُقْفَقِلُّ الكفِّ شَحْطٌ عن النَّدى
له راحة ٌ من ضَنّة ٍ لا تَرَشَّحُ
أتاهُ الغِنَى من بَعْدِ يأْسٍ وكَبْرَة ٍ
فليس بشيءٍ خِيفة َ الفَقْرِ يسمحُ
بأبخلَ منِّي يومَ ساروا بنظرة ٍ
إليكِ وأحداقُ الرِّفاق تُلَمِّحُ
حلفتُ بربّ الراقصاتِ عشيّة َ
إلى عَرفاتٍ وهي حَسْرى ورُزَّحُ
ومَنْ ضَمَّهُ جَمْعٌ وبينَ بلادِهمْ
إذا اقتربوا سَهْبٌ عريضٌ مطوِّحُ
وبالبُدنِ تُهدى في منى ً لمليكها(28/49)
وتُدنى إلى أخرى الجمالُ فتُذبحُ
لأنتِ على رُغمِ العدوِّ من الّذي
يُضئُ سوادَ الليلِ أبهى وأملحُ
ونجواكِ تَشفي السُّقمَ طَوراً وتارة ً
يُعَلُّ بنجواكِ السَّليمُ المُصَحِّحُ
وأنتِ وإنْ أوقدتِ في القلبِ جمرة ً
تَلَظى على كَرِّ الليالي وتَلْفَحُ
أعزُّ عليهِ مَوضعًا من سوادِهِ
وأعذبُ فيهِ منْ مُناهُ وأرْوَحُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أتُرى يؤوبُ لنا الأُبَيْـ
أتُرى يؤوبُ لنا الأُبَيْـ
رقم القصيدة : 24494
-----------------------------------
أتُرى يؤوبُ لنا الأُبَيْـ
ـرقُ والمنى للمرءِ شغلُ
طللٌ " لعزّة َ " ما يزالُ
على ثراهُ دمٌ يُطَلُّ
قتلوا وما قتلوا وعنـ
ـدهمُ لنا قودٌ وعقلٌ
قل للذين على مَوا
عِدهمْ لنا خُلفٌ ومَطْلُ:
كم ضامنى من لاأضيمُ
وملَّني مَن لا أَمَلُّ
يا عاذلاً لعتابه
كلٌّ على سمعى وثقلُ
إنْ كنت تأمر بالسّلوِّ
وِ فقلْ لقلبي كيفَ يَسْلو؟
قلبي رهينٌ في الهوَى
" إن كان قلبك منه يخلو "
ولقد علمتُ على الهوى
أنّ الهوى سقمٌ وذلٌّ
وتعجّبتْ جملٌ لشيـ
ـبِ مفارقي وتشيبُ جَمْلُ
ورأتْ بياضاً فى سوادٍ
ما رأتْه هُناك قَبْلُ
كَذُبالة ٍ رُفعَتْ على الـ
ـهضباتِ للسّارين ضلّوا
أيُّ المفارقِ لا يُزا
رُ بذا البياضِ ولا يحلُّ ؟
لا تنكريهِ - ويبَ غير
ك- فهْو للجهلاءِ غُلٌّ
ومعرّسٍ أيقظته
واللّيلُ للآفاقِ كُحْلُ
فى لييلة ٍ مضروبة ٍ
والقُرُّ في الأطرافِ نَمْلُ
نزعَ الكَرى ثمَّ استوى
فكأنَّه للرَّكْبِ جِذْلُ
يا صانعَ البُكراتِ والرَّو
حاتِ تنقُلُه شِمَلُّ
يَنْبو به في كلِّ شا
رقة ٍ مرادٌ أو محلُّ
هذا أبو الخطّاب ذو الـ
ـنّعماءِ سيّدنا الأجلُّ
أحللْ به عُقَدَ الرِّحا
لِ فليس بعد اليومِ حلُّ
واعقرْ قلوصك عنده
فهناك مالٌ ثمَّ أهلُ
يا مفزعَ الملهوفِ ممّا
خافَ يعمِدُ أو يَزِلُّ
ومحصِّنَ المهجاتِ لمّا
أنْ غَدَوْنَ وهنَّ أُكْلُ
وعلى الوسائدِ منك للـ
أقوامِ مرهوبٌ مُجَلُّ
متخمّطٌ يعدُ الرّجا(28/50)
لَ ودونهمْ خرقٌ مضلُّ
رهبٌ ورغبٌ عنده
فكأنَّه شمسٌ وطَلُّ
ولربّ داهية ٍ يضيـ
ـقُ بكيدها السّمعُ الازلُّ
مطموسة ِ الأعلام فى
طرقاتها حرجٌ وأزلُ
كنتَ ابنَ بجدتها وقدْ
دعى َ الرّجالُ لها فقلّوا
ولقد تحقَّقتِ النَّوا
ئبُ أنَّ غَرْبَك لا يُفَلُّ
وحريزَ أْمنِك لا يُراعُ
وذودَ أرضك لا يشلُّ
أقسمتُ بالبيت الحرام
يزورُه رَكْبٌ ورَجْلُ
وبزمزمٍ والكارعيـ
ـنَ لِما بها نَهلوا وعَلُّوا
والنّازلين على منًى
لهمُ بها عَقْرٌ وبَزْلُ
وبمسقطِ الجمراتِ فى الـ
ـوادي المُغَمِّسِ واستهلّوا
إنّ السّجايا الغرَّ عنـ
ـدك ليس يعدلهنّ مثلُ
كرمٌ وعدلٌ فائضٌ
من ذا له كرمٌ وعدلُ ؟
وجنانُ مفتقرِ الجرا
ئرِ لا يقيمُ عليه ذحلُ
كم نعمة ٍ لك جمّة ٍ
عندى ومعروفٌ وفضلُ
وصنائعٍ مشهورة ٍ
طرقٌ إلى شكرى وسبلُ
ما أنسَ لا أنسَ اهتما
مَك بي وقد شَحَطَ المحلُّ
ومواقفاً لى قمتها
والحاسدون إلى ّ قبلُ
وكفيتَني شَطَطَ السؤا
لِ وأيُّ غَضْبٍ لا يُسَلُّ؟
إنْ لم نُوَفِّك قَدْرَ شكـ
ـرِكَ فالمحارمُ تُستَحَلُّ
واسمعْ فذا النّيروزُ يخـ
ـبرُ أنّ جدّك فيه يعلو
وخلودَ عزِّ لا يُحا
لُ ولا يزال ولا يملُّ
واسلمْ فإنّا لا نبالي
بعد برءك من يعلُّ
وإذا بقيتَ محرَّماً
فجميع ما نخشاه حلُّ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا قلبُ قل لي أين صادفك الهوى
يا قلبُ قل لي أين صادفك الهوى
رقم القصيدة : 24495
-----------------------------------
يا قلبُ قل لي أين صادفك الهوى
أم كيف عنّ لك الغزالُ السانحُ ؟
كيف أطباكَ إلى الهوى غمرٌ بهِ
سُكرُ الصِّبا جَذَعًا وأنتَ القارحُ؟
إنَّ الّذينَ على مِنًى عُلِّقْتَهُمْ
راحُوا وكم أَردَى المقيمَ الرَّائحُ
ما ضَرَّهمْ طَرَحوا الحدوجَ، وإنَّما
أحداجهمْ مهجٌ لنا وجوانحُ
وتَكلَّفوا ذَبْحَ الهَدِيِّ وإنَّما
ألْحاظُهُنّ لنا هناكَ ذَوابحُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا راكباً وصلَ الوجيفَ ذميلُهُ(28/51)
يا راكباً وصلَ الوجيفَ ذميلُهُ
رقم القصيدة : 24496
-----------------------------------
يا راكباً وصلَ الوجيفَ ذميلُهُ
هل زال من وادى الأراك حمولهُ ؟
عُجنا عليه وللقلوب بلابلٌ
هيّجنهنّ ربوعهُ وطلولهُ
فخشوعنا لخشوعهِ ونحولنا
ـ إن كنتَ تُنكرُه ـ جناهُ نُحولُهُ
من أجلِ دارٍ فوقَ وَجْرَة َ أقفرتْ
سيلٌ منَ العينين لجَّ همولُهُ
نبكى وما أجدى على متتبّعٍ
أثرَ الدّيارِ بكاؤه وعويلهُ
يا وحشَ وَجْرَة َ هل أراكَ على ثرى ً
غضِّ النباتِ تحومُهُ وتجولُهُ
وهل الأراكُ ـ وإنْ تقادمَ عهدُه ـ
أغنى به فأظلّه وأقيلهُ ؟
وهل الكئيبُ بحالِهِ أم رُفِّعتْ
بالرّامساتِ عن الكثيب ذيوله ؟
أهواكَ يا شجرَ الأراكِ وبيننا
عُرضَ الحجازِ لمن بغاك وطُولُه
إنّ الزّمان جميعه بك طيّبٌ
إصباحُهُ وظلامُهُ وأصيلُهُ
إنَّ الأُلى حلّوا اللِّوَى وتحمَّلوا
وضحَ الضّحى فيهمْ " لقلبك " سوله
ضنّوا عليك من النّدى بقليله
وكثيرُ حبِّك عنَدهمْ وقليلُهُ
ووراءَهُمْ قَرِمٌ إلى أزوادِهمْ
ظام إِليهمْ لا يَبُلُّ غليلُهُ
ترجو معاودة َ الوصالِ كما بدا
إِبّانَ جادَ به عليه بخيلُهُ؟
يا ردَّ ربّكمُ إلى َّ بعيدكمْ
وأمالَ قلبَكُمُ عليَّ يُميلُهُ
ومزوَّدٍ ماءَ الشّبابِ كأنَّهُ
قمرُ الدّجنّة ِ حسنهُ " ومثولهُ "
أظْما إلى تقبيلهِ ولوَ انَّني
قبّلتهُ لم يرونى تقبيله
ضاقتْ به أقطارهُ وأقضَّ - حتّى زارنى صبحاً - عليه مقيلهُ
تَى زارني صُبحاً عليه مَقِيلُهُ
من بعد ما كان الوصالُ سبيلنا
فيهِ وكانَ الهجرَ منه سبيلُهُ
وكأنما هو نعمة ً ولدونة ً
نشوانُ دبَّتْ في العظامِ شَمولُهُ
منْ مانعٌ عنّى وقد شحطَ الصّبا
شَيباً على الفَوْدين آنَ نزولُهُ؟
وافى هوى َّ السّلكِ خرّ نظامهُ
والشِعْبُ سالَ على الدِّيارِ مَسيلُهُ
سبق احتراسى من أذاه بطيئهُ
لمّا تجلَّلني فكيفَ عَجولُهُ؟
ما ضرَّهُ لمّا أرادَ زيارة ً
لو كانَ بالإيذانِ جاءَ رسولُهُ؟
لا مرحباً ببياضِ رأسي زائراً(28/52)
أعيا على َّ حلولهُ ورحيلهُ
من كان يرقبُ صحة ً من مدنفٍ
فالشّيبُ داءٌ لا يبلُّ عليلهُ
نصل الشّبابُ إلى المشيب وإنّما
صِبْغُ المشيبِ إلى الفناءِ نُصولُهُ
أعجبْ به صبحاً يودُّ ظلامهُ
وشهابُ داجية ٍ يحبُّ أفولهُ
قالوا: المشيبُ نباهة ٌ، وأوَدُّ أنْ
باقٍ على َّ من الشّبابِ خمولهُ
والفضلُ في الشَّعَرِ البياض وليتَه
ولقد عجبتُ لمعشرٍ صانُوا الغِنى
وأَذَالَ منهم ما سواه مُذيلُهُ
ظلُّ الغنَى يا ساكني ظلِّ الغنَى
يُخشَى عليه زوالُهُ وحُئولُهُ
لم يَثرِ مَن لم يُغنِ مُفتقراً ولمْ
يَنَلِ الغِنى مَن لا تراهُ يُنيلُهُ
والجودُ لا يُبقي التَّلادَ على الفَتى
والبخلُ عنوانُ الغِنَى ودليلُهُ
لا يفضُلُ الأقوامَ إلاّ ماجدٌ
دبَّتْ إلى أيدي الرِّجالِ فُضُولُهُ
للبرِّ ما كسبتْ يداهُ وللنّدى
منهُ الغَداة َ حُزونُهُ وسهولُهُ
متلهّبٌ فإذا علا قممَ العدا
بسيوفهِ ماتتْ هناك ذُحولُهُ
سائلْ لتعرفنى ففيك جهالة ٌ
" خطباً " تراه يطولنى وأطولهُ
لمّا التَوَتْ عنه كواهلُ معشرٍ
أَضحى عليَّ دقيقُهُ وجليلُهُ
فَلَّتْ مقارعة ُ الزَّمانِ مضاربي
والسَّيفُ تشهدُ بالمَضاءِ فُلولُهُ
وتبيّنتْ " بدمِ " الرّجال صرامتى
واليومُ تجرى بالدّماءِ سيولهُ
وبصيرتى يوم الهياجِ بصيرة ٌ
والنَّقْعُ مُرْخى ً في الوجوه سُدولُهُ
يومٌ يكرّ عزيزهُ يبغى الرّدى
ويفرُّ يستبقي الحياة َ ذليلُهُ
وأنا الذى فضلَ العشائرَ قومه
بعلاهُ واستلبَ الفخارَ قبيلُهُ
ومتى تأمَّلتَ الزَّمانَ فإنَّهُ
وادٍ بغرِّ المكرماتِ أسيلهُ
إنّ الفتى ما إنْ تطيب فروعه
لمجرّبٍ حتّى تطيب أصولهُ
والنَّاسُ في الدّنيا إذا جرَّبْتَهمْ
بينَ الملا طاشتْ هناك عقولُهُ
كم طالبٍ مالا ينال وراكبٍ
من سيّئٍ مالا يقال زليلهُ
ومُزاولٍ تعجيلَ أمرٍ لو أتَى
عَجِلاً إِليه لساءَه تعجيلُهُ
ومُرَقِّح نَشَباً حواهُ غيرُهُ
ومؤمِّلٍ ولغيرهِ مأمولُهُ
والرِّزقُ يُحْرَمُه الخبيرُ ويهتدي(28/53)
عفواً إليه عَقولُهُ وجَهولُهُ
لا ذاك يدري كيفَ خابَ ولا درَى
هذا عليهِ كيف كانَ حصولُهُ
وأخ بدا منهُ القبيح عُقيبَ ما
فعلَ الجميلَ فضاعَ منه جميلُهُ
شَفَّعَ الزِّيارة َ هجرُهُ وبِعادُهُ
وتلا الوصالَ صدودهُ وعدولهُ
ما إنْ يروعُك قصدُهُ مستشعراً
نسجَ الدّجى حتّى يروع قفولهُ
متلوّنٌ ، إعطاؤه حرمانهُ
متقلّبٌ ، ممنوعهُ مبذولهُ
من عاذرى من مرهقى أو معلقى
من ودّهِ علقاً يرادُ بديلهُ ؟
دَنِساً كرَبْطِ الحائضاتِ لبِسْنَهُ
فلَزِمْنَهُ حتّى استطارَ نَسيلُهُ
علِّلْ برفقكَ مَن لقيتَ منَ الورى
إنَّ العليلَ شفاؤه تعليلُهُ
ودع القلوبَ بغلّها مطويّة ً
ما السِّرُّ إلاّ ما إليكَ وصولُهُ
وانصحْ لنفسك إنْ نصحتَ فكلُّ مَن
تلقاه فى الدّنيا يقلُّ قبولهُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أما سمعتَ حَمامَ الأيْكِ إذْ صَدَحا
أما سمعتَ حَمامَ الأيْكِ إذْ صَدَحا
رقم القصيدة : 24497
-----------------------------------
أما سمعتَ حَمامَ الأيْكِ إذْ صَدَحا
غنى َّ ولم يدرِ أني بعضُ منْ جرحا ؟
لم أقترحْ منه ما غنَّى الغداة َ بهِ
و ربّ منْ نال " ما " يهوى وما اقترحا
و لي جفونٌ من البلوى مسهدة ٌ
لا تعرفُ الغمضَ مما ترقبُ الصبحا
فقلْ لممرضِ قلبي بعد صحتهِ
إنَّ السّقيمَ الّذي أدويتَ ما صَلُحا
قد جَدَّ بي المزحُ من صَدٍّ دُهيتُ بهِ
وطالما جدَّ بالأقوامِ من مَزَحا
ماذا على القلبِ لولا طولُ شِقْوتِهِ
مِنْ نازلٍ حلَّ أو من نازحٍ نَزَحا
يا مُثْكِلي نومَ عينٍ فيهِ ساهرة ٍ
جَفْني عليك بدمعي فيك قد قُرِحا
وفيَّ ضِدّانِ لا أسطيعُ دَفْعَهُمَا
نارٌ بقلبي وماءٌ بالهَوى سَفَحا
و قد عذلتمْ فؤاداً بالهوى كلفاً
لو كان يقبل نصحاً للذي نصحا
صَحا الّذي يشربُ الصَّهْباءَ مُتْرَعة ً
وشاربُ الحبِّ أَعيا أنْ يُقالَ: صَحا
لم يبرحِ الوجدُ قلبي بعد أن عذلوا
على صَبابتِهِ لكنَّه بَرِحا
وقد ثَوى أُمَّ رأسي للصَّبابة ِ ما(28/54)
ما يغرى بمعصيتي منْ لامني ولحا
ليتَ الفراقَ الذي لا بدّ أكرعُ منْ
كاساتهِ الصبرَ صرفاً لا يكون ضحا
و ليت أدمَ المهاري الناهضات بما
تَحوي الهوادجُ كانت رُزَّحًا طُلُحا
طوَوْا رحيلَهُمُ عنِّي فنمَّ بهِ
عَرْفُ اليَلَنْجوجِ والجادي إذا نَفَحا
وقد طلبتُ ولكنْ ما ظَفِرتُ بهِ
منَ الفراقِ الّذي أَمُّوه مُنْتَدَحا
أهوى من الحيَّ بدراً ليس يطلعُ لي
يوماً وظبى َ فلاة ٍ ليته سنحا
أَبَتْ ملاحَتُهُ من أنْ يجودَ لنا
فليتهَ في عيونِ العشقِ ما ملحا
و كان لي جلدٌ قبلَ الغرامِ به
فالآن أفنى اصطباري وجدهُ ومحا
و زائرٍ زارني والليلُ معتكرٌ
و الصبحُ في قبضة ِ ما وضحا
كأنَّهُ كَلِمٌ راعَتْ وليس لها
معنى ً ولمعة ُ برقٍ خلبٍ لمحا
لو أنه زارني والعينُ ساهرة ٌ
أعطيتُه من نصيبِ الشُّكرِ ما اقترحا
أعطى إلى العين مني قرة ً وأتى
قلبي فأذهبَ عنه الهمَّ والترحا
زورٌ أبيتُ به جذلانَ منتفعاً
و كم من الزورِ ما طرنا به فرحا
وباتَ يسمحُ لي منه بنائِلِهِ
لكنه راجعٌ فيما بهِ سمحا
يا صاحبي إنْ تردْ يوماً موافقتي
فقد بلغتَ بيَ الأوطارَ والنُّجَحا
جنبنيَ اللهوَ في سرٍّ وفي علنٍ
وعاطِ غَيري إذا غنَّيتَه القَدَحا
و لا تهبْ بي إلى ثنييْ بلهنية ٍ
واجعلْ نِداءَك لي من فادحٍ فَدَحا
فلستُ أفرحُ إلاّ بالذي مدحتْ
مني الرجالُ فلا تطلبْ ليَ الفرحا
وكنْ إذا اصطبَحَ الأقوامُ في طَرَبٍ
بالمجدِ مغتبقاً والحمدِ مصطحبا
منْ لي بحرٍّ من الأقوامِ ذي أنفٍ
يَنْحو طريقي الذي أنحوهُ حينَ نَحا
تراهُ والدَّهرُ شَتَّى في تقلُّبِهِ
لا يقبلُ الذُّلَّ كيما يقبلُ المِنَحا
و إنْ مضى لم تعجهُ الدهرَ عائجة ٌ
ولا يُقادُ إلى الإقدامِ إنْ جَنَحا
حلفتُ بالبيتِ طافتْ حوله عصبٌ
مِن لاثمٍ ركنَه أو ماسحٍ مَسحا
و البدنِ حلتْ ثرى جمعٍ وقد " ودجتْ "
وإنَّما بلغَ الأوطارَ مَن رَزَحا
و بالحصياتِ يقذفنَ الجمارُ بها
و بالهدى على وادي منى ذبحا(28/55)
و شاهدي عرفاتٍ يومَ موقفهمْ
يَسْتصفحون كريمًا طالما صَفَحا
لقد حللتُ من العلياءِ أفنية ٍ
ما حلها بشرٌ نحو العلا طمحا
و قد منحتُ وضلّ الناسُ كلهمُ
عنه طريقاً لطيبِ الذكر ما فتحا
كان الزمان بهيماً قبل أنْ منحتْ
فضائلي جلده الأوضاحَ والقرحا
و قد رجحتُ على قومٍ وزنتُ بهمْ
وما عليَّ منَ الأقوامِ مَنْ رَجَحا
فإنْ كدحتُ ففي عزٍّ أضنُّ به
و ضلّ منْ في حطامٍ عمره كدحا
ما زلتُ أسا وباقي الناسِ أبنية ٌ
وكنتُ قُطبًا وحولي العالمون رَحا
و أيُّ ثقلٍ وقد أعيا الرجالَ على
ظهري الذي حمل الأثقال ما طرحا ؟
وسُدْتُ قَوميَ في عصرِ الصِّبا حَدَثًا
و لم يسودوا مشيباً لا ولا جلحا
فكمْ قدحتُ وأضرمتُ الورَى لَهبًا
و كمْ من الناس قد أكدى وما قدحا
فقلْ لقومٍ غرستُ البِرَّ عندَهُمُ
فما رَبحْتُ وكم من غارسٍ رَبِحا:
ليتَ الّذي غرَّ قلبي من تجمُّلكُمْ
ما سال فينا له وادٍ ولا رشحا
وليتني لم أكن يومًا عرفْتُكم
و كنتُ منكمْ بعيدَ الدار منتزحا
قد عاد صدريَ منكمْ ضيقاً حرجاً
و كان من قبل أنْ جربتُ منشرحا
فلا تروموا لِوُدِّي أوْبَة ً لكُمُ
إنّ الجوادَ جوادَ الودَّ قد جمحا
طرحتموني كأنّي كنتُ مُطَّرَحًا
و لمتموني كأني كنتُ مجترحا
وخلتُ أنَّكُمُ تجزونَني حَسَنًا
فالآن أوْ سعتموني منكمُ القبحا
فلا تَظنُّوا اصطلاحًا أنْ يكونَ لنا
فلمْ يدعْ ما أتيتُمْ بيننا صُلُحا
و لو جزيتكمُ سوءاً بسوءتكمْ
لكنتُ أنْبِحُ كلبَ الحيِّ إنْ نَبَحا
و لا سقتكمْ من الأنواءِ ساقية ٌ
و لا نشحتمْ إذا ما معشرٌ نشحا
ولا يَكُنْ عَطَنٌ منكُمْ ولا وَطَنٌ
مُتَّسعًا بالّذي تَهْوَوْنَ مُنفسِحا
و لا لقيتمْ بضراءٍ لكمْ فرجاً
ولا أَصَبتم بسرّاءٍ بكُمْ فَرَحا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لي منزلٌ ولمنْ سلاكُمْ منزلُ
لي منزلٌ ولمنْ سلاكُمْ منزلُ
رقم القصيدة : 24498
-----------------------------------
لي منزلٌ ولمنْ سلاكُمْ منزلُ(28/56)
فدعوا العذولَ على هواكمْ يعذلُ
وإِذا مررتُ بغيرِ ما أسطيعُهُ
فمن الضَّرورة ِ أنَّني لا أَقبَلُ
بأبى وأمّى راحلٌ طوعَ النّوى
ويُوَدُّ قلبي أنَّه لا يَرحَلُ
ولقد حملتُ غداة َ زمّتْ للنّوى
أحمالكمْ فى الحبِّ ما لا يحملُ
وعجبتمُ أنّى بقيتُ وقد مضى
بالعيشِ من كفِّي الخَليطُ المُعْجَلُ
ليس اصطباراً ما ترون وإنّما
هو للّحاة ِ تصبّرٌوتجمّلُ
فدعوا القرونَ بزفرة ٍ لم تستمعْ
بعد الفراقِ ودمعة ٍ لا تهطلُ
فالنّارُ يخمدُ ظاهراً لك ضوؤها
ووراء ذاك لهيبُ جمرٍ مشعلُ
مَن لي بقلبِ الفارغين منَ الهوى
لا مهجة ٌ تضنى ولا تتقلقلُ
من شاء فارقنى فلا طللٌ له
يبكى ولا عنه رباعٌ تسألُ
وإذا الرّجالُ تعزّزوا ومشتْ إلى
مهجاتِهمْ رُسُلُ الغرامِ تذلَّلوا
وأُساة ُ أدواءِ الشِّكاية ِ كُلُّهمْ
يدرون أنَّ الحبَّ داءٌ مُعضِلُ
من مبلغٌ ملكَ الملوكِ بأنّنى
بلسانِ طاعته أعلُّ وأنهلُ
قد كنتُ أمطل منْ بغى منّى الهوى
حتّى دعاني منك مَن لا يَمطُلُ
فبلغتُ عندك رتبة ً لا تُرتَقَى
ونزلتُ منك مكانة ُ لا تنزلُ
وعلمتُ حين وزنتُ فضلك أنّه
من كلّ فضلٍ للأماجدِ أفضلُ
لله درُّ بني بُوَيْهٍ إنَّهمْ
أعطوا وقد قلّ العطاءُ وأجزلوا
ولهمْ بأسماكِ المجرّة ِ منزلٌ
ما حلّهُ إلاّ السّماكُ الأعزلُ
المطعمين إذا السّنونُ تكالحتْ
واغبرَّ في النّاسِ الزّمانُ المُمحِلُ
والمبصرين مكانَ حزِّ شفارِهمْ
فى الرّوع إذ أعشى العيونَ القسطلُ
والدّاخلين على الأسنّة ِ حسّراً
إنْ قلَّ إدخالٌ وعزَّ المدخَلُ
فهمُ الجبالُ رزانة ً فإذا دعوا
لعظيمة ٍ خفّوا لها واستعجلوا
وهُمُ الرؤوس وكلُّ مَن يَعدوهمُ
فى المعتلين أخامصٌ أو أرجلُ
لهُمُ القُطوبُ تَوَفُّراً فإذا هُمُ
همّوا بأنْ يعطوا النّوالَ تهللّوا
وإذا المحاذرُ بالرّجالِ تولّعتْ
فهمُ من الحذرِ الملمِّ المعقلُ
إنْ خوّلوا من غير أن يعنوا بما
قد خوّلوا فكأنّهمْ ماخوّلوا
وإذا التفتّ إلى عراصهمُ الّتى(28/57)
عزّ الذّليلُ بها وأثرى المرملُ
لم تلقَ إلاّ معشراً روَّاهُمُ
غبَّ العطاشِ تفضّلٌ وتطوّلُ
كم موقفٍ حَرِجٍ فرجتَ مضيقَه
والرّافدان لك القنا والأنصلُ
في حيثُ لا تُنجي الجيادُ وإنَّما
تُنجيك بِيضٌ للقراعِ تُسَلَّلُ
وشهودُ بأسِك أسمرٌ متدقِّقٌ
أو أبيضٌ ماضي الغِرار مُفَلَّلُ
أعطيتَ حتَّى قيل إنَّك مُسرِفٌ
وحلُمتَ حتّى قيلَ إنّك مُهمِلُ
وجددتَ في كلِّ الأمورِ فلم يكن
من قبلُ إلاّ مَن تَجِدُّ ويهزِلُ
ومشيتَ فى الخطط الصّعائب رافلاً
ومن الذى لولاك فيها يرفلُ ؟
وأريتَنا لمّا رَميتَ فلم تَطِشْ
عن مقتلٍ أنَّى يُصابُ المَقتلُ
والملكُ مذ دافعتَ عن أرجائهِ
مَطْوَى الأساود أو غرينٌ مُشْبِلُ
قلْ للّذينَ تحكَّموا جهلاً بهِ
ولطالما قتلَ الفتى ما يجهلُ
خلّوا التعرُّضَ للَّذي لا يُتَّقَى
فلربَّما عجلَ الذي لا يعجلُ
والسّمُّ مكروعاً وإنْ طال المدا
بمطالهِ يردى الرّجالَ ويقتلُ
وأنا الذى جرّبته ولطالما
نخلَ الرِّجالَ تدبُّرٌ وتأمُّلُ
ثاوٍ بدارٍ أنت فيها لم أردْ
عوضاً بها أبداً ولا أستبدلُ
وعجمتَ حين عجمتَ منِّي صَعْدَة ً
تنبو إذا ضمّتْ عليها الأنملُ
وعلمتَ أنّى خير ما ادّخرتْ يدٌ
وأَوى إليه لَدى الحِذارِ مُعَوِّلُ
وعصائبٍ أعييتهمْ بمناقبى
إنْ يَصْدقوا في عَضْهَتي فتقوَّلوا
قالوا، وكم من قولة ٍ مطرودة ٍ
عن جانبِ الأسماع لا تتقبّلُ
هيهاتَ أينَ منَ الصُّقورِ أباغثٌ
يوماً وأين من الأعالى الأسفلُ ؟
وتضاحكوا ولوَ انَّهمْ علموا بما
تجنى جهالتهمْ عليهمْ أعولوا
وإذا عريتَ عن العيوب فدع لها
من شاء فى أثوابها يتسربلُ
وكن الذى فاتَ الخداعَ فكلّ منْ
تبع الطّماعة َ فى الخديعة يبهلُ
وأعُدُّ إثرائي وجاري مُعسِرٌ
دَنَساً على أُكرومتي لا يُغسلُ
وقنعتُ من خلّى بعفوِ ودادهِ
لا بالّذي يجفو عليهِ ويثقلُ
وإذا بدا منه التودُّدُ فليكنْ
في صدرهِ يَغلي عليَّ المِرْجَلُ
قولوا لمن وردَ الأُجاجَ تعسُّفاً(28/58)
لي فوقَ ما أَهوي الرَّحيقُ السَّلْسَلُ
عندى المرادُ وأنت فيما تجتوى
دونى وفى ربعى المرادُ المبقلُ
وظفرتُ بالبحر الخضمِّ وإنّما
أغناك لا يرويك منه الجدْوَلُ
ولك الجدائدُ فى حلابك طالباً
دونى وفى كفّى الضّروعُ الحفّلُ
فاسعدْ بهذا العيدِ وابقَ لمثلهِ
يمضى الورى ولك البقاءُ الأطولُ
في ظلِّ مَملكة ٍ تزولُ جبالنا الْـ
شُم العوالي وهْيَ لا تتزلزلُ
واسمعْ كلاماً من مديحك شارداً
طارتْ به عنّى الصّبا والشّمألُ
صعبَ المطا ممّتْ يريد ركوبه
لكنّه عودٌ لدى َّ مذلّلُ
هوَ كالزُّلالِ عذوبة ً وسَلاسة ٌ
وَإِذا شددتَ قواهُ فهْوَ الجَندلُ
صبحٌ وفي أبصارِ قوم ظلمة ٌ
أرى ٌ وفى حنكِ العدوِّ الحنظلُ
لو عاش نافسنى به " مزنيّهمْ "
أوْ لا فيحسدنى عليه " جرولُ "
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لا قضَى الله لقلبي
لا قضَى الله لقلبي
رقم القصيدة : 24499
-----------------------------------
لا قضَى الله لقلبي
في الهوى أن يستريحا
أنا راضٍ من هوى البيضِ بأن كان قريحا
ـضِ بأنْ كانَ قَريحا
يا مليحَ الوجهِ لمْ
تصنعُ ما ليسَ مليحا ؟
لا أطاعَ القلبُ مِنِّي
أبداً فيكَ نَصيحا
شعراء الجزيرة العربية >> حامد زيد >> على ذاك الطريق
على ذاك الطريق
رقم القصيدة : 245
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
على ذاك الطريق اللي يسمونه غرام أحباب
وطت رجلي على دربه ولا أدري وش نوى فيني
تبعته لآخر دروبه .. ألين أن القمر قد غاب
تعب قلبي ، ولا تعبت مسافاتٍ توديني
لقيت الليلة الجردا : هدب ظل وسما واعشاب
بعد ذاك الظلام اللي يتوهني عناويني
صدفتك معجبه فيني وياليت .. الغرام : اعجاب
وتراك انتي الهنوف اللي هقيتك تستحقيني
عطيتك عشق من قلبي .. وسلمت لغلاك رقاب
وغيرك يحترق قلبه ولا يقدر يحاكيني
أنا قبلك صدفت عيون لكن ويش جاب لجاب؟
ترى كل العيون اللي لقتني ما تكفيني
رماني حظي العاثر عليك وجيت لك طلاب(28/59)
ولا أنتي اللي عشقتيني ولا انتي اللي عتقتيني
تعالي واعتقي ذاك الخفوق المولع المرتاب
مهب لاجلي ، عشان الله يجازيك ويجازيني
تعدي في سما عشقي ولو عشقي خراب أصحاب
وصوني بالهوى نفسك قبل لا انتي تصونيني
وشيليني على متنك : خفوقٍ باريٍ منصاب
ومن فوق الغرام العذب .. شيليني وحطيني
ولا منك هقيتيني شجاع وما يطيق يهاب
أنا لك بالهوى والله مثل ما انتي هقيتيني
أنا ما أمشي ورا غيرك ولو أنه يطق الباب
وترى عيبٍ عليّ أطعن .. ولو كثرت سكاكيني
زهودٍ ما يطيق الدم لا داين ولا طلاب
شجاع وعارفٍ نفسي وأظن أنك تعرفيني
غيورٍ ما عرفت أضحك مع العذر ببّرود أعصاب
أبيع عيوني الثنتين قبل أنك تخونيني
إذا شد الغرام .. اترك خفوقي : بين ناب وناب
لفرقىً تكسر ضلوعي .. ولا عشقٍ يوطّيني
أنا رجلٍ ولي غيره .. وإذا شفت الهوى كذاب
تثور بقلبي الفزعه ولا تهدى شياطيني
سؤالك لو يزعزع بي كياني ما قبلت عتاب
اجي لك وأسالك نفس السؤال اللي سألتيني
عن العشق القديم أبواب .. تقفيها كثير أبواب
بعد ذاك الحبيب اللي خدعني وانخدع فيني
أبي عشق تحسب له كل نظرات العيون حساب
وابي قلبٍ علي قلبي ، وابى دينٍ على ديني
وابي نظرة عطا توفي ولا تخلف بدون أسباب
وابي منك قبل لا نتي تصديني .. توديني
وابي دربٍ على العذال صعبٍ متعبٍ غلاب
وابي نفس الطريق الصعب يبعدهم ويدنيني
ترى لو للقلوب عيون ولدموع العيون أهداب
حشى ما تنزل الدمعه لغيرك لو تركتيني
أنا أول من عرف قدرك وأنا توي صغير وشاب
وابي منك ما دام أنك عرفتيني تحبيني
ما دام أني لقيتك في طريق أسمه غرام أحباب
دخيل الله ، وبعد الله دخيلك .. لا تخليني
ما دام أن كل من يحيا على وجه التراب تراب
عسى تنساني الدنيا مادام أنتي ذكرتيني
العصر العباسي >> البحتري >> لا تمازح في غير وقت مزاح
لا تمازح في غير وقت مزاح
رقم القصيدة : 2450
-----------------------------------
لا تمازح في غير وقت مزاح
واتخذ آلة لوقت الصياح(28/60)
ليس بعد الضراط يا وهب فينا
حرب الناس غير وقع السلاح
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قد كان يدرك عندكنّ السّولُ
قد كان يدرك عندكنّ السّولُ
رقم القصيدة : 24500
-----------------------------------
قد كان يدرك عندكنّ السّولُ
فالآنَ لا وَصْلٌ ولا تعليلُ
ليلى وأنتمْ نزّحٌ بمحجّرٍ
ليلٌ كما شاءَ الغرامُ طويلُ
لم يبق منّى بعد يوم فراقكمْ
إلاّ دموعٌ للفراقِ تسيلُ
نَمَّتْ على وَجْدي بكمْ لو أنَّها
كتَمَتْهُ جامدة ً لَنَمَّ نُحولُ
ومللتُمُ مَن لا يملُّ هواكُمُ
من غيرِ جرمٍ والمَلولُ مَلولُ
قالوا: السّلوُّ دواءُ دائك منهُمُ
صَدقوا؛ ولكنْ ما إليه سبيلُ
رحنا وحشوُ قلوبنا كلفٌ بكمْ
نلوى على ألوائنا فنميلُ
فكأنَّما عبثتْ بنا دَيْرِيَّة ٌ
أو ساورتْ منّا العظامَ شمولُ
كم دون خيماتِ الحسانِ حشاشة ٌ
تفنى ضياعاً أو دمٌ مطلولُ
وحياضهنَّ من الزّلالِ فواهقٌ
لو كان ينقع عندهنَّ غليلُ
ودَعوْتِني عبثاً إلى خلعِ الهوَى
أنَّى وقلبي بالهوى مكبولُ؟
لكِ يا ابنة َ البكرى ّ بين قلوبنا
حكمٌ يُطاعُ ومنزلٌ مأهولُ
وملكتِ منَّا بالجمال جماجماً
إنْ كنتِ منصفة ً فهنَّ غلولُ
لَمْ تحملي ثِقْلَ الهوَى فَحَقَرْتِهِ
وخفيفُ أعباءِ الغرامِ ثقيلُ
وإذ رأينا منكِ طلعتَك التي
هي رونقٌ أو جوهرٌ مصقولُ
خرس اللّحاة ُ على هواك وعرّجوا
عنّا فأخيبُ من نراه عذولُ
وطرقننى وهناً بأجوازِ الرّبا
وطروقهنّ على النّوى تخييلُ
فى ليلة ٍ وافى بها متمنّعٌ
ودنَتْ بعيداتٌ وجادَ بخيلُ
يا ليت زائرنا بفاحمة الدّجى
لم يأْتِ إلاّ والصَّباحُ رسولُ
فقليلُهُ وضَحَ الضُّحى مُستكثَرٌ
وكثيرُهُ غَبَشَ الظّلامِ قليلُ
ما عابَهُ- وبه السرورُ- زوالُهُ
فجميع ما سرّ القلوبَ يزولُ
أمَّا الشُّعوبُ كثيرة ٌ وَلَشِعْبُنا
من هاشمٍ شِعْبٌ هناك جليلُ
الأُفقُ فيه معَ الشُّموس كواكبٌ
والغابُ فيه مع الأسود شبولُ
والجانبُ الخَضِل النَّدى لم يُلْفَ عن(28/61)
جدواه ممنوعٌ ولا ممطولُ
وإذا الرّجالُ تفاخروا وتفاضلوا
أرسَى بهمْ دونَ الورى التَّفضيلُ
من كلِّ وضّاحِ الجبين كأنّه
عضبٌ جلاه الصّيقلون صقيلُ
وملوّمٍ فى المكرماتِ وطالما
عُذِر الضَّنينُ بها ولِيمَ بَذولُ
وكأنّه فرداً إذا شهد الوغى
ضَرباً وطَعناً معشرٌ وقبيلُ
ومعاشرٍ لولاهمُ ما بيننا
ما كان تعظيمٌ ولا تبجيلُ
عنهمْ تلقّيتِ العظاتُ ومنهمُ
فهمَ الهدى وتعلّمَ التّأويلُ
وبيوتهمْ مأوى الرّشادِ وبينهمْ
سطرَ الكتابُ ونزّلَ التّنزيلُ
وتراهمُ صبحاً وكلَّ عشيّة ٍ
يأْتيهمُ مِيكالُ أو جَبْريلُ
لو أنَّهمْ لم يَنْهجوا سُبُلُ التُّقَى
ما بان تحريمٌ ولا تحليلُ
فهُمُ عن الأمرِ الدَّنيِّ جوامدٌ
وهُمُ إلى الأمرِ العليِّ سُيولُ
بيتٌ أقام دعامه وقبابه
إمّا إِمامٌ أو أخوهُ رسولُ
بيتٌ يُناجي اللهَ حَلاَّلٌ بهِ
وعليهمُ الأملاكُ فيه نزولُ
ومساكنٌ ما غابَ عن أفواهِهمْ
فيهنَّ تقديسٌ ولا تَهْليلُ
لهمُ منًى والموقفانٍ وزمزمٌ
والبيتُ والتّطوافُ والتجويلُ
والحِجْرُ والحَجَرُ الذي لصَفاتِهِ
أبَدَ الزَّمانِ الضَّمُّ والتّقبيلُ
للهِ ماجشموه عن أديانهمْ
والدّارعون عن الطّعان نكولُ
طرحوا الأناة َ وطوَّحوا بحِذارهمْ
وتيقّنوا أنّ الجبانَ ذليلُ
وتَراكبوا مثلَ الدَّبَى في غمرة ٍ
ما إنْ بها إِلاّ قَناً ونُصولُ
والخيلُ ساطعة ُ العجاج كأنَّما
لعجاجِها ضوءُ الصَّباحِ دليلُ
ليلٌ نجومُ سمائِهِ زُرْقُ القنا
والشّمسُ فيه صارمٌ مسلولُ
ومُغامرٍ يَلِجُ القَتامَ وما لَهُ
إلاّ حسامٌ في يديهِ دليلُ
ربح الحياة َ بطعنهِ وضرابهِ
والهائبُ النَّخِبُ الجبانُ قتيلُ
خُذها فما لطلوعِها ـ مُبيضَّة ً ـ
كطلوع أوضاحِ الصّباحِ أفولُ
وكأنّما أمنيّة ٌ بلغتْ بها
كأنّها روضُ الثّرى المطلولُ
سيارة فى عرضِ كلّ تنوفة ٍ
ولغُرُّ أبكارِ الكلام ذَميلُ
وإذا قرنتَ بها سواها برَّزتْ
غررٌ لها لمّاعة ٌ وحجولُ
والشِّعْرُ منه ناصعٌ مُتَخَيَّرٌ(28/62)
حُسناً ومنه الكاسفُ المرذولُ
ومن القريض سعادة ٌ وشقاوة ٌ
ومن القريض نباهة ٌ وخمولُ
وقليلُهُ حيثُ الصّوابُ وكُثرُهُ
من قائليه وساوسٌ وخبولُ
والقارضون الشّعر إمّا مولجٌ
أبوابُه أو مُبعَدٌ مَعْدولُ
ولكمْ لطلاّعِ الثّنايا نحوه
مُتَزحزِحٌ عن طُرْقِهِ وذَليلُ
طلبوا وما وَصلوا وكم من طالبٍ
أمراً وليس له إليه وصولُ
وإذا همُ لم يحسنوا فى قولهم
أشعارهمْ ؛ أحسنتَ كيف أقول ؟!
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أتانى والرّكبانُ يأتى نجيّهمْ
أتانى والرّكبانُ يأتى نجيّهمْ
رقم القصيدة : 24501
-----------------------------------
أتانى والرّكبانُ يأتى نجيّهمْ
بما ساءَ أو سرَّ الفتى وهْوَ غافلُ
بأنّ الذى سالتْ شعابُ النّدى به
تلاقتْ على رغمى عليه الجنادلُ
وحلّ بدارٍ ليس عنها معرّجٌ
ولا نازلٌ فيها مدى الدَّهرِ راحلُ
أمنْ بعد أن راع القرومَ هديره
ونِيلتْ بما تجني يداهُ الطَّوائلُ
يضامُ ويسقى غرّة ً أكؤسَ الرّدى
فللهِ حقٌّ غاله ثمَّ باطلُ!
فإنْ غبتَ عنّا فالنّجومُ غوائبٌ
وإنْ زلت عنّا فالجبالُ زوائلُ
وما أنتَ مقتولاً وذكرُك خالدٌ
بل أنتَ لمن قد ظلّ بعدك قاتلُ
فلا حَملتنا للجلادِ ضوامرٌ
ولا فرّقتنا من بلادٍ رواحلُ
ولا عاد من حربٍ بما شاء صارخٌ
ولا آب من جدبٍ بما رام سائلُ
ولا تبكهِ منّا العيونُ وإنّما
بكَتْهُ المواضي والقنا والعواملُ
ولولا هناتٌ سوف يقلعُ عذرها
ضحى ً أو عشيّاً قالَ ما شاءَ قائلُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا يا قومُ للقدرِ المتاحِ
ألا يا قومُ للقدرِ المتاحِ
رقم القصيدة : 24502
-----------------------------------
ألا يا قومُ للقدرِ المتاحِ
وللأيّامِ ترغبُ عن جِراحي
و للدنيا تماطلُ بالرزايا
مطالَ الجربِ للإبلِ الصحاحِ
تُسالمني ولي فيها خَبِيءٌ
أَغَصُّ عليه بالعَذْبِ القَراحِ
و يا لملمة ٍ نزعتْ يميني
وَ حصتْ بالقوادمِ منْ جناحي
فتنتُ بها ومنظرها قبيحٌ(28/63)
كما فتنَ المتيمُ بالملاحِ
ألا قلْ للأخاريرِ من قريشٍ
وسُكَّانِ الظّواهِرِ والبِطاحِ:
هَوَى من بينكمْ جبلُ المعالي
و عرنينُ المكارمِ والسماحِ
وجبَّ اللهُ غاربَكمْ فكونوا
كظالعة ٍ تحيد عن المراحِ
يُدَفِّعُها مُسوِّقُها المُعَنَّى
و قد شحطَ الكلالُ عن البراحِ
وغُضّوا اللَّحْظَ عن شَغَفٍ إليهِ
فما لكُمُ العَشيَّة َ مِنْ طَماحِ
غُلِبْناهُ كما غُلِبَ ابنُ ليلٍ
و قد سئمَ السهادَ على الصباحِ
فقلْ لمعاشِرٍ رَهبوا شَباتي
وما تَجني رماحي أو صِفاحي
رِدُوا من حيثُما شِئْتُمْ جِمامي
فإني اليومَ للأعداءِ ضاحِ
ورُوموني ولا تخشَوْا قِراعي
فقد أصبحتُ مُستَلَبَ السِّلاحِ
وقودوني فما أنا في يديكمْ
على ما تَعهدون من الجِماحِ
و لا تنتظروا مني ارتياحاً
فقد ذهب ابن موسى بارتياحي
فللسببِ الذي يشجى التزامي
وللسَّببِ الّذي يُسلي اطِّراحي
لواني ما لواني عن مرادي
وحالَ الدَّهرُ دونَ مَدَى اقتراحي
فلا دوٌّ تخبُّ به ركابي
و لا جوٌّ تهبُّ به رياحي
فَمَنْ للخيلِ يقدِمُها مُغِذًّا
ينازعنَ الأعنة َ كالقداحِ ؟
ومَنْ للبيضِ يُولِغُها نَجيعًا
من الأعداء في يومِ الكفاحِ ؟
ومَنْ للحربِ يُقِدُ في لَظاها
إذا احْتَدَمَتْ أنابيبَ الرِّماحِ؟
و منْ لمسربلٍ في القدَّ عانٍ
على وجلٍ يذادُ عن السراحِ ؟
ومن للمال يَعْصي فيه بَذْلاً
أساطيرَ العواذلِ " واللواحي " ؟
و من لمسوفٍ بالوعد يلوى
ومَطروحٍ عنِ الجَدوى مُزاحِ؟
هيَ الدُّنيا تُجَمْجمُ ثمَّ تأتي
مِنَ الأَمْرِ المبرِّحِ بالصِّراحِ
تنيلُ عطية ً وتردُّ أخرى
و تطوى الجدَّ في عينِِ المزاحِ
فمنْ يعدى على أمَّ الرزايا
إذا جاءتْ بقاسية ِ الجِراحِ؟
سلامُ الله تنقلهُ اللّيالي
و يهديهِ الغدوُّ إلى الرواحِ
على جدثٍ تشبث من لؤيٍّ
بينبوعِ العبادة والصَّلاحِ
فتى ً لم يروَ إلاّ من حلالٍ
و لم يكُ زادهُ غيرَ المباحِ
ولا دَنِسَتْ له أُزُرٌ بعارٍ
ولا عَلِقَتْ له راحٌ براحِ(28/64)
خفيفُ الظهرِ من " حملِ " الخطايا
وعُريانُ الصَّحيفة ِ من جُناحِ
مَسوقٌ في الأمورِ إلى هُداها
ومَدْلولٌ على بابِ النَّجاحِ
مِنَ القوم الّذين لهمْ قلوبٌ
بذكرِ اللهِ عامرة ُ النَّواحي
بأجسامٍ من التقوى " مراضٍ "
لمبصرِها وأديانٍ صِحاحِ
بنى " الآباءِ " قوموا فاندبوهُ
بألسنة ٍ بما " تثنى " فصاحِ
وإنْ شئتمْ له عَقْرًا فشلُّوا
نفوسَ ذوي اللقاحِ عن اللقاحِ
أصابَكَ كلُّ مُنْهَمِرٍ دَلوحٍ
" وحاملُ " كلَّ مثقلة ٍ رداحِ
وروَّاك الغَمامُ الجُون يَسْري
بطيءَ الخَطْوِ كالإِبلِ الرِّزاحِ
ترابٌ طاب ساكنهُ فباتتْ
تأرَّجُ فيهِ أنفاسُ الرِّياح
غنيٌّ أنْ تجاورهُ الخزامى
وتُوقَدُ حوله سُرُجُ الأقاحي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قلْ للذين تناكصَتْ ثقتي
قلْ للذين تناكصَتْ ثقتي
رقم القصيدة : 24503
-----------------------------------
قلْ للذين تناكصَتْ ثقتي
بهمُ وقهقَرَ عنهمُ الأملُ
ووجدتُهمْ عَمداً بلا خطأٍ
رابوا بما قالوا وما فعلوا
ما كانَ عندي أنَّني أبداً
عن عقرِ دار الودّ أنتقلُ
ومللتُمُ مَن لا يحولُ ولا
يمشي بعَرْصة ِ سِرِّه المَلَلُ
وغُرِرتُمُ من دولة ٍ عرضَتْ
والدّهرُ لو أنصفتمُ دولُ
هي عيشة ٌ من بعدِها هُلُكٌ
أو صحَّة ٌ في إثْرها عِلَلُ
وقد احتملتُ وإِنَّما غَشَمَتْ
ظَلماً أُمورٌ ليس تُحتَمَلُ
وعهدتكمْ قولاً بلا عملٍ
فالآنَ لا قولٌ ولا عملُ
ومن المنى لى مرُّ غيركمُ
والصّاب عند ضرورة ٍ عسلُ
قد كانَ قبلكُمُ وما لبثوا
قومٌ إلى ما نِلتُمُ وُصُلُ
طاروا كما وقعوا بلا سببٍ
وتراهمُ خرجوا كما دخلوا
لاتحسبوها اليومَ دائمة ً
فالظِّلُّ ظلُّ الشّمسِ ينتقلُ
شتّان بين معاشرٍ نصحوا
لم يقبلوا وماشرٍ قبلوا
من أين فى الدّنيا وكيف بها
حالٌ من السّرّاءِ تتّصلُ
يفرى الزّمانُ وليس نبصره
ما ليسَ تَفري البِيضُ والأَسَلُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لي منْ رضا بكَ ما يغنى عن الراحِ(28/65)
لي منْ رضا بكَ ما يغنى عن الراحِ
رقم القصيدة : 24504
-----------------------------------
لي منْ رضا بكَ ما يغنى عن الراحِ
و نورُ وجهكَ في الظلماءِ مصباحي
وحمرة ٌ نُشِرتْ في وجْنَتيكَ بها
ملكتَ ناصِيَتَيْ وَردٍ وتُفّاحِ
وقد لَحَوْني على وجْدي فقلْ لهمُ:
كيف انثنى خائباً من طاعتي اللاحي
تلومُني والتِياعٌ ما يفارقُني
ملءَ الضلوعِ بقلبٍ غيرِ مرتاحِ
و أنتَ صاحٍ ولاحٍ منْ به سكرٌ
و ما استوى في الهوى السكرانُ والصاحي
قمْ غنني بأحاديثِ الهوى طرباً
و سقني من دموعي ملءَ أقداحي
ولا تَمِلْ بي إلى مَن لا أُسَرُّ به
ففي يمينك أحزاني وأفراحي
و قد شجيتُ بقمريٍ على غصنٍ
باكٍ بلا أدمعٍ يجرين نواحِ
قلْ للّذين أرادوا مثلَ مَفْخرتي:
أنَّى لكمْ مثلُ غُرّاتي وأوضاحي؟
و هلْ تبيتون إلاّ في حمى كنفي
وفي خَفارة ِ أسيافي وأرماحي؟
منْ فيكم وقد اشتدّ الخصامُ له
مِنْ دونِكم مثلُ إيضاحي وإفصاحي؟
ما زال رائدكمْ في كلَّ مكرمة ٍ
لولايَ فيكمْ بوجهٍ غيرِ وضاحِ
و قد بلغتُ مراماً عزّ مطلبهُ
لم تبلغوهُ وعيسى غيرُ أطلاحِ
و كم ثوتْ منكمُ الأحوالُ فاسدة ً
حتَّى صرفتُ إليها وجهَ إصلاحي
لا لذُّة ٌ ليَ في غيرِ الجميلِ ولا
في غيرِ أودية ِ المعروفِ أفراحي
دفعتُ عنكم بمَا تجلو القُيونُ وقد
دفعتمُ الشرَّ عجزاً " عنه " بالراحِ
سيّانٍ سِرِّي وجَهري في ظِهارتِهِ
ومُستوٍ خَمَري فيهِ وتَرْواحي
ورثتُ هذي الخصالَ الغرَّ دونكمُ
عن كلَّ قرمٍ طويلِ الباعِ جحجاحِ
قومٌ إذا ركبوا يوماً على عجلٍ
ضاق الفضاءُ وسَدّوا كلَّ صَحْصاحِ
تَرى جيادَهُمُ في كلِّ مُعتَرَكٍ
تلقى من الأرض صفاحاً بصفاحِ
همُ البحورُ لمنْ يعتادُ رفدهمُ
والنَّاسُ ما بينَ أوْشالٍ وضَحْضاحِ
لو طاولوا النجمَ لم يطلعْ على أحدٍ
أو صاولوا النّارَ لم تظهرْ لقدّاحِ
أولاكَ قومي فجيئوني بمثلهمُ
في منزلٍ هابطٍ أو ظاهرٍ ضاحِ
معالمٌ لا مرورُ الدهرِ يخلقها(28/66)
ولا يخافُ على مَحْوٍ لها ماحِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لعينِك منها يومَ زالتْ حمولُها
لعينِك منها يومَ زالتْ حمولُها
رقم القصيدة : 24505
-----------------------------------
لعينِك منها يومَ زالتْ حمولُها
- وإنْ لم تنلْ - تذرافها وهمولها
ومن أجلها لمَّا مررتَ بدارِها
وقد أوحشتْ منها شجتنى طلولها
ولولا الهوى لم تَلْقَني بمنازلٍ
نواحلَ يستدعى نحولى نحولها
أغنّى بها مجهولة ً لم تبنِ لنا
ويذكرنى غضَّ الوصالِ محيلها
منَ الّلاتي يُسغِبْنَ النِّطاقَ هضامة ً
ويمشينَ بالبطحاء خِرشاً حُجولُها
يقفنَ فيستوقفن لحظَ عيوننا
فما هنّ للأبصار إلاّ كبولها
أُريغُ جَداها وهْي جِدُّ بخيلة ٍ
وأعْيا على راجي الغواني بخيلُها
وليلة َ بتنا بالأبيرقِ جاءنى
على نشوة ِ الأحلامِ وهناً رسولها
خيالٌ يرينى أنّها فوق مضجعى
وقد شطّ عنّى بالغويرِ مقيلها
فيا ليلة ً ما كان أنعمَ بثَّها
تنازحَ غاوِيها وخابَ عذولُها
وما ضرَّني منها وقد بتُّ راضياً
بِباطلها أنْ بانَ صُبحاً بُطولُها
فلمّا تجلّى الّليلُ بالصّبحِ وامّحتْ
دَياجِرُ مُرخاة ٌ علينا سُدولُها
أَفَقْتُ فلم يحصلْ عليّ مِنَ الذي
خدعتُ به إلاّ ظنونٌ أجيلها
. . . . . . . . . . . .
وربَّ بُغاة ٍ ضَلَّ عنها سبيلُها
. . . . . . . . . . . .
فما للمطايا ثمَّ إلاّ حلولها
. . . . . . . . . . . .
مذلَّلة الأرجاءِ سهلٌ وصولُها
وكم عُصبة ٍ حَطَّتْ لديه رحالَها
فأتْرَبَ عافيها وعزَّ ذليلُها
لدى مجلسٍ لا يمزج الهزلُ جدّهُ
ولا ينطق العوراءَ فيه قؤولها
تُلَوّى بهِ الأعناقُ مَيْلاً عن الهوى
وينصفُ من ضخمِ الشّعوب هزيلها
إذا لم يملْ فيه إلى الحقِّ جورُه
عن القصدِ يوماً لم تجدْ من يميلها
فتى ً كلُّ أطرافٍ له في كتيبة ٍ
يُصرِّفُها أو مَكْرُماتٍ يُنيلُها
يُهابُ كما هابَ الشُّجاعُ قَريعَه
ويُرجَى كما تَرجو الغوادي مُحولُها
وحلّ من العلياء ما لا تحلّه(28/67)
حذاراً من الشّمِّ العوالى وعولها
ففى كفّه رقُّ المكارمِ والنّدى
وما بيدِ الأقوامِ إلاّ غُلولُها
أآلَ بويهٍ احفظوه لدولة ٍ
له وعليه صعبها وذلولها
نماها فما تدعو سواه أباً لها
ومنجحره دبّتْ إلينا شبولها
مدحتُك لا أنِّي إخالُ مديحة ً
تحيط بأوصافٍ لديك جميلها
ولم يأتنى التّقصيرُ من عجز منطقى
ولكنْ دهاني من معاليك طولُها
ولو أنّنى وفّيتُ فضلك حقّه
عددتُ مديحي زلَّة ً أستقيلُها
فعشْ فى نعيمٍ لا يرى منه آخرٌ
وحالٍ بعيدٌ أنْ يحولَ حؤُولُها
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا مليحَ الوجهِ لمْ فعلكِ لي غيرُ مليحِ ؟
يا مليحَ الوجهِ لمْ فعلكِ لي غيرُ مليحِ ؟
رقم القصيدة : 24506
-----------------------------------
يا مليحَ الوجهِ لمْ فعلكِ لي غيرُ مليحِ ؟
هِ لِمْ فِعْـ
إنَّ مَنْ يبذُلُ نفسًا
في الهوى غيرُ شحيحِ
لم تَخِرْ جِسميَ فَرْدًا
لكَ معْ جسميَ روحي
و الهوى بلوى ولكنْ
لسقيمٍ بصحيحِ
كم ليالٍ سهرى فيـ
ـكَ غبوقي وصبوحي
لي بكاءٌ من دمٍ صِرْ
فٍ منَ الجَفْنِ القريحِ
كلما استبدلتُ أبدلـ
ـتُ قَبيحًا بقبيحِ
و إذا طاوعتُ أمر الـ
ـحبَّ عاصيتُ نصيحي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> عليلُكُمُ يرجو الشِّفاءَ وإنَّما الـ
عليلُكُمُ يرجو الشِّفاءَ وإنَّما الـ
رقم القصيدة : 24507
-----------------------------------
عليلُكُمُ يرجو الشِّفاءَ وإنَّما الـ
ـعليلُ ولا يرجو الشفاء عليلُ
إذا كان دأبي بالهوى وهْوَ قاتلٌ
فإِنَّ أُساتي في الرِّجالِ قليلُ
وما بي إلى أنْ أكتمَ الحبَّ حاجة ٌ
وفى كلّ أحوالى عليه دليلُ
فهل لى إلى أنْ يبرحَ الحبُّ مهجتى
كما لم يكنْ فيها الغَداة َ سبيلُ؟
كأنِّيَ لمّا أنْ ذكرتُ فراقَكمْ
تمشّتْ بعقلى فى الصّحاة ِ شمولُ
فما أنا عن شكوى الصّبابة ِ ساكنٌ
وإنْ أشكُها لم أدرِ كيفَ أقولُ
وسيّانِ عندى قبل بلواى َ بالهوى
أضنّ ضنينٌ أم أنالَ منيلُ
وما العزُّ إلاّ سلوة ٌ لا هوًى بها(28/68)
وكلُّ أسيرٍ بالغرامِ ذليلُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> سلامٌ على العمل الصالحِ
سلامٌ على العمل الصالحِ
رقم القصيدة : 24508
-----------------------------------
سلامٌ على العمل الصالحِ
وغادٍ من النُّسكِ أو رائحِ
سلامٌ على السَّنَنِ المستقيمِ
سلامٌ على المَتْجرِ الرّابحِ
سلامٌ على صَومِ يومِ الهجيرِ
و هبة ِ ذي مدمعٍ سافحِ
سلامٌ على عَرَصَاتٍ خَلَوْ
نَ للدِّين من غابقٍ صابحِ
وفارقَنا يومَ جدَّ الرَّحيـ
ـلُ عريانَ من ميسمٍ قاضحِ
فتًى كان في دارنا هذِه
بطرفٍ إلى غيرها طامحِ
تراهُ إذا غسقَ الخابطو
ن على منهجٍ للهدى واضحِ
محمدُ " فارقتنا " عنوة ً
فجرحي الرَّغيبُ بلا جارحِ
و أودعتني في صميم الفؤا
دِ مِنِّيَ ما ليسَ بالبارحِ
و هون رزءك أني أقولُ
مضيتَ إلى مُنية ِ الفارحِ
إلى نِعَمٍ ليس كالأَعْطَياتِ
و نافحها ليس كالنافحِ
وإنَّ الوزارة َ مُذْ فارقَتْ
جنابَك في مطرحِ الطّارحِ
كنارٍ العراءِ بلا مصطلٍ
و سجلِ القليب بلا ماتحِ
ودارُ السّياسة ِ مجفُوَّة ٌ
وغُدرانُهنَّ بلا ناشِحِ
و كنتَ وقد طرحتها بنانـ
ـكَ مُحتقِراً خيرَ ما طارحِ
فلو سئلتْ عنك لاستعجلتْ
إلى منطقِ الشاكر المادحِ
و كم لك في المجدِ من ثورة ٍ
إلى البلد الشاحط النازحِ
على كلّ منفرجِ " الكاذنتين "
كَتُومٍ لأنفاسهِ سابحِ
تراه إذا اسودّ ليلُ العجاجِ
منَ الرَّوْعِ كالكوكبِ اللائحِ
و قد علموا حين شبوا الأوارَ
مَجَسَّكَ من لاذِعٍ لافِحِ
بأنّك أضربُ من حاملٍ
لسيفٍ وأطعنُ من رامحِ
وأكتَمُ للسِّرِ حينَ اكتَوَتْ
خطوبٌ على الناشر البائحِ
و أنك منتقماً إذ تكون
" لذحلكَ " خيرٌ من الصافحِ
تفيءُ إلى الأبلجِ المستنيرِ
من الرأي في المعضلِ الفادحِ
وإنْ عَنَّ يومُ حِباءٍ هَطَلْتَ
وفي النّاسِ مَنْ ليس بالرّاشِحِ
مضيتَ خفيفًا منَ الموبقاتِ
وأينَ الخفيفُ منَ الدّالِحِ؟!
ولو أنصفَ النّاسُ تُربًا أُهِيلَ
على جسدٍ ناصعٍ ناصحِ(28/69)
لزاروه واستنزلوا عنده
عطاءً من المانع المائحِ
فإمّا نزحتَ وراءَ الصَّفيحِ
فلستَ عن الخير بالنَّازحِ
فللهِ قبرٌ أراقوا بهِ
ذَنوبًا من الذُّخُر الصّالِحِ
تمرُّ به أرِجَ الخافقينِ
ملآنَ من عَبَقٍ فائِحِ
فإنْ نحن قسنا إليه القبورَ
أبرَّ بميزانهِ الراجحِ
و لا زالَ منهمرُ الطرتين
يَسُحُّ بماءٍ له سائحِ
عليه وإنْ كان مستغيناً
بما فيه من كرمٍ طافحِ
تساوى الأنامُ بهذا الحمامُ
فسهلُ المعاطفِ كالجامحِ
وقامتْ به حجَّة ُ الزّاهدينَ
وضاقَ لَهُ عُذُرُ الكادحِ
و كلٌّ مصيخٌ وإنْ كان لا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لو شئتَ يومَ البينِ أسعفتنى
لو شئتَ يومَ البينِ أسعفتنى
رقم القصيدة : 24509
-----------------------------------
لو شئتَ يومَ البينِ أسعفتنى
منك بما ليس له ثِقْلُ
بوقفة ٍ أشكو إليكَ الهوَى
فيها ودمعُ العينِ منهلُّ
فإنْ عليها عاذلٌ لامَنا
فطالما يُحْتَمَلُ العَذْلُ
ما لكَ مِثْلٌ يا غريرَ الصِّبا
وليس لى فى حبّكمْ مثلُ
وصلك محيى لقتيل الهوى
وفرقة ٌ منك هى القتلُ
ما شئتُ سُلواناً ولو شئتُهُ
لم يكُ عندي كَبِدٌ تسلو
العصر العباسي >> البحتري >> يا أخا الحارث إني
يا أخا الحارث إني
رقم القصيدة : 2451
-----------------------------------
يا أخا الحارث إني
خارج عند الرواح
سوف يقريك سلاماً
موصليات الرياح
بغضي العسكر من
بغض مساء ابن صباح
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> وثقتُ بكمْ حتى خجلتُ وكم جنتْ
وثقتُ بكمْ حتى خجلتُ وكم جنتْ
رقم القصيدة : 24510
-----------------------------------
وثقتُ بكمْ حتى خجلتُ وكم جنتْ
لنا ثقة ٌ من خجلة ٍ في الصفائحِ
و ما كنتُ أخشى قبلها إنْ كشفتكمْ
أُكشِّفُكمْ عن مثلِ هذي القبائحِ
هبوني امرءاً لاَ منَّ منه عليكمُ
و لا كان يوماً عنكمُ بمنافحِ
وإن قادكُمْ كُرْهًا إلى ربوة ِ العُلا
نكصتمْ على الأقفاءِ نكصَ طلائحِ
و لم يسعَ فيما تبتغون ودونهُ(28/70)
حجازٌ من الأعداءِ ليس ببارحِ
و أدناكمُ عفواً إلى جانبِ الغنى
و كلكمُ ما بين ناءِ ونازحِ
وقد صَلُحَتْ أيّامُكمْ باجتهادهِ
فلمْ يومهُ ما بينكمْ غيرُ صالحِ ؟
و أظفركمْ بالعزَّ والعزُّ شاهقٌ
وأنتمْ بلا طَرْفٍ إلى العزِّ طامحِ
شَحَذْتُكُمُ سيفًا أصُدُّ به العِدَى
وما كانَ عندي أنَّ سيفيَ جارِحي
و إنّ الذي أغراكمُ بقطيعتي
وقد كنتُ وَصَّالاً لكمْ غيرُ نازحِ
و إني لسمحٌ بفراقكمْ
وما كنتُ فيه برهة ً بالمُسامِحِ
تبدلتُ لما أنْ رأيتمْ ولم أعنْ
وإنّي لَسَمْحٌ باذلٌ بفراقِكمْ
و أخرجَ ما أبدعتمُ من مساءة ٍ
هوى لكمْ قد كان بين الجوانحِ
و لما شربتُ الودّ منكمْ بسومكمْ
رجعتُ بكفٍ بيعها غيرُ رابحِ
ولولايَ في ميزانِكمْ يومَ خبرة ٍ
لما كان إلاّ شائلاً غيرَ راجحِ
فلا تحسبوا أني مقيمٌ على أذى
فإنيَ موتورٌ كثيرُ المنادحِ
إذا ضرَّني يومًا صديقي وساءَني
فما هو إلاّ كالعدوَّ المكاحِ
تقطَّعَ وُدٌّ كان بيني وبينَكمْ
وطاحتْ به في الأرضِ إِحدى الطَّوائِحِ
فمالي إلى أوطانِكمْ من مطامِحٍ
و مالي إلى أعطانكمْ من مسارحِ
و ما ليَ إلمامٌ بدارِ حلولكمْ
وما كنتُ إلاّ بينَ غادٍ ورائِحِ
وإنْ كانتِ البطحاءُ دارَ مُقامِكمْ
فماليَ تَعريجٌ بتلك الأباطحِ
و أيقنتُ أني ثاوياً في دياركمْ
مقيمٌ على آلِ القفارِ الصحاصحِ
و كنتُ وما جربتكمْ كلفاً بكمْ
فأظفرني تجريبُكمْ بالفَضائِحِ
لنا في تلاقينا وجوهٌ ضواحكٌ
و كم دونهنّ من قلوبٍ كوالحِ
وقد كنتُمُ صُبحًا بغيرِ دُجُنَّة ٍ
فقد صرتُمُ جُنْحًا بغيرِ مصابحِ
فلا تسألوني عن صفاءٍ عَهِدتُمُ
فقد طار في هوجِ الرياح البوارحِ
فإنْ تشحطوا بعد اجتماعٍ وإلفة ٍ
ببعض الرَّزايا الهاجماتِ الفوادِحِ
فقلبيَ عنكمْ معرضٌ غيرُ مائقٍ
و دمعي عليكمْ جامدٌ غيرُ سافحِ
وما كلُّ ما لاقيتُ منكمْ شكوتُهُ
و أولُ جدَّ المرءِ تعريضُ مازحِ
فشتّانَ لو أنصَفْتُمُ من نفوسكمْ
و لم تظلموا ما بين هاجٍ ومادحِ(28/71)
و إنّ غبينَ الناسِ من بات عرضهُ
تُعرِّضُهُ السُّوءَى لبعضِ القرائحِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> وما ضرَّني الإِمْلاقُ والثَّروة ُ التي
وما ضرَّني الإِمْلاقُ والثَّروة ُ التي
رقم القصيدة : 24511
-----------------------------------
وما ضرَّني الإِمْلاقُ والثَّروة ُ التي
يذلّ بها أهلُ اليسارِ ضلالُ
أليس يبقّى المالُ إلاّ ضنانة ً ؟
وأفقرَ أقواماً ندًى ونوالُ
إذا لم أُنِلْ بالمالِ حاجة َ مُعسرٍ
حصورٍ عن الشّكوى فمالى َ مالُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إنَّ من يعذُلُ نُصْحًا
إنَّ من يعذُلُ نُصْحًا
رقم القصيدة : 24512
-----------------------------------
إنَّ من يعذُلُ نُصْحًا
في الهوى غيرُ نصيحِ
ما لمنْ ينص
فُ أنْ يُلْـ
أيُّ ثِقْلٍ لكَ يا لا
ـحَى على غيرِ القبيحِ
كلُّ ما لا يَشتهي يَلْـ
قى سليمٌ من صحيحِ
إنما تدخل عذلاً
بين جثماني وروحي
والّذي تَبغي به الرّا
حة َ لي غيرُ مريحِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا لا تَرُمْ أنْ تستمرَّ مسرَّة ٌ
ألا لا تَرُمْ أنْ تستمرَّ مسرَّة ٌ
رقم القصيدة : 24513
-----------------------------------
ألا لا تَرُمْ أنْ تستمرَّ مسرَّة ٌ
عليك فأيَّامُ السُّرور قلائلُ
ولا تَطلبِ الدُّنيا فإنَّ نعيمَها
سرابٌ تَراءَى في البسيطة زائلُ
رجاءٌ وإشفاقٌ كما لعبتْ لنا
بأطماعنا فيها البطونُ الحواملُ
وإنّ مكانَ الخطب فيما نعيده
خطوبٌ على قرب المدى وهو ماحلُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قلْ لمشغوفٍ بِعَذْلي
قلْ لمشغوفٍ بِعَذْلي
رقم القصيدة : 24514
-----------------------------------
قلْ لمشغوفٍ بِعَذْلي
في مساءٍ وصباحِ
كنْ كما شئتَ ودعني
في غدُوِّي ورواحي
ما على غيريَ منِّي
في فسادي وصلاحي
و إذا أفلحتَ فاتركْ
للورى غيرَ الفلاحِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> توقَّ ديارَ الحى ِّ فهى المقاتلُ
توقَّ ديارَ الحى ِّ فهى المقاتلُ(28/72)
رقم القصيدة : 24515
-----------------------------------
توقَّ ديارَ الحى ِّ فهى المقاتلُ
فما حشوُها إلاّ قتيلٌ وقاتلُ
أطعتَ الهوى حتّى أضرَّ بك الهوى
وعلّم حزماً ما تقول العواذلُ
وأين الهوى منّى وقد شحط الصّبا
وفارق فَوْدَيَّ الشّبابُ المُزايلُ
وقد قَلَصَتْ عنّي ذيولُ شَبيبتي
وفى الرّأس شيبٌ كالثّغامة ِ شاملُ
ولي من دموعي غدوة ً وعشيَّة ً
لبينِ الشّبابِ الغضِّ طَلٌّ ووابلُ
وكيف يُزيلُ الشَّيبَ أو يُرجعُ الصّبا
وجيبُ قلوبٍ أو دموعٌ هواطلُ؟
ولاح لنا من أبرقِ الحزنِ بارقٌ
كما لاح فجرٌ آخر اللّيل ناحلُ
يضىء ويخفى لا يدوم لناظرٍ
فلا هوَ مُستخفٍ ولا هوَ ماثِلُ؟
فلمّا أضاءتْ غبشة ً حال عندهمْ
وعَصْفَرَ واحمرَّتْ عليه الغلائلُ
ذكرتُ به مَن زارني مِن بلادهِ
وما الذّكر إلاّ ما تجرّ البلابلُ
أمنْ بعد أنْ جرّبتُ كلّ مجرّبٍ
وسَلَّمَ لي قَصْدَ السَّبيلِ الأفاضلُ
ولم يكُ لي عيبٌ يُعابُ بمثلهِ
أولو الفضل إلاّ ما تقوّل قائلُ
وسارتْ بروّادِ الفضائل كلّها
منَ الشّرقِ والتّغريب عنّي الرَّواحلُ
وحمّلتُ أعباءَ العشيرة ِ فى ندًى
ويوم ردًى ، والعودُ للعبءِ حاملُ
وحزتُ كراماتِ الخلائق وادعاً
وشاطرني ضيقَ المكانِ الحُلاحِلُ
وأنجدتُهمْ بالرَّأي والرَّأيُ عازبٌ
وجُدتُ لهمْ بالحزمِ والحزمُ ماطلُ
ولمّا اجتبونى لم يطرْ بهمُ أذًى
وبان لهمْ منّى صحيحٌ وباطلُ
وسحَّبتُ أثوابَ الملوك على الثَّرى
وغيرى َ من حلى ِ المكارمِ عاطلُ
ولي موقفٌ عندَ الخليفة ِ ما ادَّعتْ
عديلاً له هذي النُّجومُ الموائلُ
أقومُ وما بيني وبينَ سريرِه
مقامٌ ولا لى دونه الدّهرَ حائلُ
ويُحجبُ عنه الزّائرون وإنِّني
إليه على ذاك التحجّبٍ واصلُ
وما غابَ وجهي عن مدَى لَحْظِ طَرْفِه
لدى الخلق إلاّ وهو عنّى سائلُ
أضافَ إلى ما ليس لي ويَعُدُّني
منَ القوم خوَّارُ الأنابيبِ خاملُ
ويحسبُ أنّي كالّذين يراهمُ
من النّاسِ مسلوبُ البصيرة ِ غافلُ(28/73)
ولم أخفَ إلاّ عن عمٍ ولطالما
تغطّى عن العشوِ الصّباحُ المقابلُ
فإمّا يقولُ السِّنْخُ والأصلُ واحدٌ
فقد ولدتْ كلَّ الرّجالِ الحواملُ
وجدتُ ولم أطلبْ عدوّاً مُكاشفاً
وما فاتنى إلاّ الصّديقُ المجاملُ
إلى كم أغضُّ اللَّحْظَ منّي على قذى ً
وتكدُرُ لي دونَ الأنامِ المناهلُ؟
وأصبحُ مغبوناً بكلّ مفهّهٍ
له منزلٌ بينَ الخليقة ِ سافلُ
إذا قالَ صدَّتْ أعينٌ ومَسامعٌ
ولم يكُ فيما قالَهُ الدَّهرَ طائلُ
وإنْ شهد النّجوى فلم يرض قومه
بنجوى ولا أثنتْ عليه المحافلُ
يُحاتلني والخَتْلُ من غيرِ شِيمتي
وما فضحَ التَّجريبَ إلاّ المُخاتلُ
ويزعمُ أنِّي كاذباً مستوٍ بهِ
وأنّى استوتْ بالرّاحتين الأناملُ ؟
فمن مبلغٌ عنّى ابنَ عوفٍ رسالة ً
كما شاءت الأشواقُ منّى الدّواخلُ
بَعُدنا جُسوماً والقلوبُ قريبة ٌ
فلا العهدُ منسى ٌّ ولا الودّ حائلُ
وكم ذالنا والهجرُ ملتبسٌ بنا
نلاقى ضميراً والهوى متواصلُ
فإنْ سكتتْ منّا شفاهٌ على قذى ً
فمن دونها منّا قلوبٌ قواتلُ
وكم لأُناسٍ بيننا من جوارحٍ
يرين تروكاتٍ وهنّ فواعلُ
وإنّ ثمار الزّرع يجنى إذا مضى
على الزّرع أزمانٌ وزالتْ حوائلُ
تسلَّ فأيّامُ الفراقِ كثيرة ٌ
لمُحْصٍ وأيّامُ التَّلاقي قلائلُ
وقد أسلفتنا الحادثاتُ ليالياً
ذهبْنَ فأينَ الآتياتُ القوابلُ؟
فلستُ بناسٍ ما حييتُ اجتماعنا
وقد نتجتْ فينا السّنون الحوائلُ
تمرُّ بنا الأيّامُ وهْيَ قصائرٌ
وتمضي لنا الأوقاتُ وهْيَ أصائِلُ
وإنّى لأرجو أن تعود وإنْ مضى
على فقدها ذاك المدى المتطاولُ
ألا لا أرَى حقّاً فأسلُكَ قصدَه
فقد طالما التفّتْ على َّ الأباطلُ
فإنّ الرّياحَ الضّاحكاتِ عوابسٌ
وإنَّ الغصونَ الممرعاتِ ذوابلُ
وسقّى الدّيارَ الماحلاتِ سحابة ٌ
لها أزجلٌ لا تنقضى وصلاصلُ
فإنّك من قومٍ إذا حملوا القنا
جرتْ علقاً من الكماة ِ العواملُ
يخوضون أظلامَ الوغَى وأكفُّهمْ
تضمُّ على ما أخلصَتْه الصيَّاقلُ(28/74)
وتُعْرَفُ مِن آبائهم وجُدودهمْ
سِماتٌ على أخلاقِهمْ وشمائلُ
إلى الحزمِ لم يُثْنَوْا على الرَّأي والهوى
ولا شغلتهمْ عن عظيمٍ شواغلُ
ولا رفلتْ فيهمْ وقد سلبَ النَّدى
نفائسهمْ تلك الهمومُ الرّوافلُ
ولا خفقتْ في يومِ روعٍ قلوبُهمْ
ولا ارتعدتْ خوفَ الحِمامِ الخصائلْ
كأنّي بِهمْ مثلَ الذّئابِ مُغيرة ً
وقد ضحيتْ عنهنّ تلك القساطلُ
ومن فوقِهنَّ القومُ ما شَهدوا الظُّبا
لدَى الرَّوْعِ إلاّ والنِّساءُ ثواكلُ
ولستَ ترى إلاّ رجالاً كأنَّهمْ
مناصلُ فى الإيمانِ منها مناصلُ
تُبلَّغُ أوطارٌ لنا ومآربٌ
وتُدرَك ثاراتٌ لنا وطوائلُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> بيني وبين عواذلي
بيني وبين عواذلي
رقم القصيدة : 24516
-----------------------------------
بيني وبين عواذلي
في الحبِّ أطرافُ الرماحِ
أنا خارجيٌّ في الهوَى
لا حكمَ إلاَّ للملاحِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أيا شجراتِ الوادِيَيْنِ لعلَّني
أيا شجراتِ الوادِيَيْنِ لعلَّني
رقم القصيدة : 24517
-----------------------------------
أيا شجراتِ الوادِيَيْنِ لعلَّني
أعُوجُ بما تُظْلِلْنَهُ فأَقيلُ
وفيكُنَّ لي ما تَشْتهي النَّفْسُ من مُنى ً
وليس إلى ما تَشتهيهِ سَبيلُ
ولو أنّنى منكنّ زوّدتُ ساعة ً
تروّحَ فى أظلالكنّ عليلُ
وما أبتغى إلا القليلَ وكم شفى
كثيرَ سَقامٍ في الرِّجالِ قليلُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> فضَحَ الشَّيبُ شبابي فافتْضحْ
فضَحَ الشَّيبُ شبابي فافتْضحْ
رقم القصيدة : 24518
-----------------------------------
فضَحَ الشَّيبُ شبابي فافتْضحْ
و نكا قلبي به ثمّ جرحْ
جدَّ لي من بعد مزحٍ صبغهُ
و ركوبُ الجدَّ من كان مزحْ
فاتفى منيَّ عدوي واكتفى
و رأى كلَّ الذي كان اقترحْ
وذنوبٌ كُنَّ لي مغفورة ً
فاعْجَبوا كُلُّكُمُ منّي إذاً
كلَّما ناديتُهُ نحوي مضَى
و إذا قلتُ دنا مني انتزحْ
والّذي طيَّرَ عنِّي غُمَمي(28/75)
حين وافى حلهُ بعدُ جلحْ
أعشَقُ اللَّيلَ ولا أهوى الصُّبُحْ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا جامع المال كلهُ قبل آكلهِ
يا جامع المال كلهُ قبل آكلهِ
رقم القصيدة : 24519
-----------------------------------
يا جامع المال كلهُ قبل آكلهِ
فإنَّما المالُ في الدنيا لمن أكلا
أنتَ المجارى إلى ما بتَّ تجمعُه
فاسبقْ إليه صروفَ الدّهرِ والأجلا
إنْ تُبقٍ مالَكَ حيناً لم تُبَقَّ لهُ
إمّا بطلتَ فَناءً عنه أو بَطلا
أمَّا الكريمُ فيمضي مالُهُ معه
ويتركُ المالَ للأعداءِ مَن بَخِلا
العصر العباسي >> البحتري >> قلوب شجتهن الخدود الملائح
قلوب شجتهن الخدود الملائح
رقم القصيدة : 2452
-----------------------------------
قلوب شجتهن الخدود الملائح
وساق بدا كالصبح والليل جانح
يدير كؤوسا من عقار كأنها
من النور في أيدي السقاة مصابح
فللراح ما تجري عليه دماؤهم
وللشوق ما ضمت عليه الجوانح
وندمان صدق في جوار خليفة
غدا بين كفيه الندى والصفائح
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أبى يعصبُ الغاوون ما في عيابهم
أبى يعصبُ الغاوون ما في عيابهم
رقم القصيدة : 24520
-----------------------------------
أبى يعصبُ الغاوون ما في عيابهم
و يلطخني بالشرَّ من هو ملطخُ
ولو شئتُ أضْحى بينَ داري وبينهُمْ
بَساطٌ بعيدٌ للمطايا وبرزَخُ
كأني مقيمٌ بين قومٍ أذلة ٍ
أميمُ رزاياً بالجنادل يدخُ
ولي مُهجة ٌ لم يبقَ إلاّ طُلولُها
ترشُّ بأنواعِ الهمومِ وترضخُ
إذا قلتُ يومًا قد مضَى ما يريبُها
تراسخَ بي ما لم يكنْ قبلُ يرسخُ
و يشمخُ قومٌ ناقصون عن العلا
و كم بيننا أنْ كنتُ بالفضل أشمخُ
فقلْ للّذي يبغي لِحاقي غَباوة ً:
أفي غيرِ فحْمٍ أنت دهرَك تنفُخُ؟
وما أنتَ إلاّ يَرْمَعُ الدَّوِّ كارعٌ
وإلاّ فغرثانٌ ولا نارَ يطبُخُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قالوا: الحبيبة ُ تَيّمَتْـ
قالوا: الحبيبة ُ تَيّمَتْـ
رقم القصيدة : 24521(28/76)
-----------------------------------
قالوا: الحبيبة ُ تَيّمَتْـ
ـكَ وواصلتك فقلتُ: أهلا
من بعد ما حمّلتُ من
وجدٍ بها يا قومُ ثِقلا
ثِقلاً تحمَّله الهوى
عن منكبى َّ فعاد سهلا
بتنا كما كره الحسود
دُ ننالُ ما نَهواهُ حلاّ
فى ليلة ٍ ما قلتُ جا
ءَ سوادُها حتى تَولّى
لفّتْ بشملى شملها
يا حبّذا لفّاً وشملا
وَثَنَتْ عليَّ مُقَبَّعاً
بقبائعِ العِقْيانِ طَفْلا
ومملأًّ صِبْغَ الشَّبيـ
ـبة ِ مُسْبَكِرَّ النَّبْتِ جَثْلا
واهاً لظبى ٍ صدتهُ
طَوعاً ولم أقنصْه خَتْلا
لم يُعطني قبلَ الرِّضا
حتّى تسلّفهنَّ قبلا
ولقد أقول تبلّداً
فيمن تملّكنى وخبلا
باللهِ قلْ ولك المُنى
أيُّ المحاسنِ منك أحلى ؟
يا منْ أراه حالياً
فى ناظرى َّ وما تحلّى
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> في مثلها يستثارُ الصبرُ والجلدُ
في مثلها يستثارُ الصبرُ والجلدُ
رقم القصيدة : 24522
-----------------------------------
في مثلها يستثارُ الصبرُ والجلدُ
وعندها يَتقاضَى الحزمُ ما يَجِدُ
وما الرزيَّة ُ إلاَّ أنْ تُلِمَّ بنا
و نحن لاهونَ عنها غفلٌ بعدُ
مثلُ السَّوام رَعَى في أرضِ مَضْيَعة ٍ
نام المسيمُ " بها " واستيقظَ الأسدُ
تَمشي الضَّراءَ وهامٌ لا تُخَمِّرُها
مخلِّقٌ فوقَهنَّ العارِضُ البَرِدُ
وإنّما المرءُ في الأيّامِ مُحتَبَسٌ
على المنيَّة ِ تَأتيهِ ومُقتَعَدُ
يسعى ولم يسعَ إلاَّ نحو حفرتهِ
يخالُ معتمداً أو كيف يعتمد
جابَ البلادَ وعدَّى عن مَصارعِهِ
فاختطّ " مصرعه " منْ بينها بلدُ
وكيف يَنْجو حِبالاتِ الرَّدى رجلٌ
مستجمعٌ للمنايا بعده بددُ ؟
و قد علمنا بأنا معشرٌ أكلٌ
للموتِ نوجدُ أحياناً ونفتقدُ
يرتاحُ نحوَ غدٍ من غَفلة ٍ أبداً
مَنْ ليس يَدري بما تجني عليهِ غَدُ
كم ذا فَقَدنا كراماً لا إيابَ لهمْ
حطوا من المنزل الأعلى " ونفتقدُ "
ذاقتْ شِفاهُهُمُ طعمَ الرَّدى مَقراً
وطالما كانَ يجري بَينها الشَّهَدُ(28/77)
و كم وردنا وما تغنى ورادتنا
إنّا وردنا وأُعْفُوا مُرَّ ما وَرَدوا
لم يُغنِ عنهُمْ وقد همَّ الحِمامُ بهمْ
ما جَمَّعوا لدفاع البُؤْسِ واحتشدوا
وليسَ يُجدي وإنْ أَرْبَى بكثرتِه
على الفتى مَدَداً إذا انقضتْ مُدَدُ
" كأنهمْ بعد ما " امتدّ " الزمانُ لهمْ
لمّا مَضَوا في سبيلِ الموتِ ما وُلِدوا
فنحنُ نبكي على آثارِهمْ جَزَعاً
نقولُ لا تبعدوا عنا وقد بعدوا
قلْ للوزير سواك المرءُ نوقظهُ
و سمعَ غيركَ يغشى العذلُ والفندُ
حتى متى أنتَ فيما فات مكتئبٌ
جنى الحمامُ فلا عقلٌ ولا قودُ ؟
دَعِ التتبُّعَ للعمرِ الذي قطعتْ
عنه الحياة َ المنايا وانْتَهى الأمدُ
ما دمتَ تطمعُ فيهِ فاحزنَنَّ له
فإنْ يئستَ فلا حزنٌ ولا كمدُ
و استبقِ دمعك لا تذهبْ به سرفاً
فمسرفٌ فيه " يضحى " وهو مقتصدُ
وإنْ جَزِعتَ لأنْ مُدَّتْ إليك يدٌ
فبالّذي عشتَ ما مُدَّتْ إليك يَدُ
ومُنية ُ الوالدينِ الدَّهرَ أجمعَهُ
أنْ يكرعا الموتَ حتى يسلمَ الولدُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إنَّ العقيقَ يزيدني خَبَلا
إنَّ العقيقَ يزيدني خَبَلا
رقم القصيدة : 24523
-----------------------------------
إنَّ العقيقَ يزيدني خَبَلا
إنْ زرتُه صبحاً وإنْ أُصُلا
ولقد وقفتُ عليه أسألُهُ
عن ملعبِ الأحبابِ ما فَعلا؟
وقصيرِ عيشٍ فيه مُختَلَسٍ
ولّتْ غضاضتهُ وما كملا
ومن السّفاهة ِ ظلتَ بعدهمُ
تبكى الرّسومَ وتندبُ الطّللا
وعلى العقيقِ ربيبُ أفئدة ٍ
ولّيْتُهُ أمري فما عدلا
دمثُ الشّمائلِ باتَ يقتلني
وكأنَّه من ضَعفهِ قُتلا
لمّا استضَافَ إلى محاسنهِ
سلبَ الغزالَ الجيدَ والكحلا
قل للذي مِن فَرْطِ غُرَّتِهِ
ما زال حتّى حرّم " القبلا "
لا تعطنى غبَّ المطالِ فما
أعطاك ما تبغيه منْ مطلا
فبما هَدَأْتَ تركتني قَلِقاً
وبما أمنتَ أبّتنى وجلا
يا طيفُ زُرنا إن نَشِطَتْ لنا
فالرّكبُ بالأبواءِ قد نزلا
عدَّ النّهارَ مطيّة ً لغبتْ
وخذ الظّلامَ على السّرى جملا(28/78)
ودع التعلّلَ فالحبيب إذا
ملًّ الوصالَ تطلّبَ " العللا "
عجّل سراك إلى مضاجعنا
وإذا حضرتَ فلا تغبْ عجلا
من أين يعلو من يحاذره
قطعَ الخيالُ الحبلَ أم وصلا؟
قالوا : سلوتَ ؛ فقلتُ حاشَ لمنْ
عشق الفضائلَ أنْ يقال سلا
لا تعذلوا " فالمجدُ " ليس لمن
سمعَ الملامَ وسوَّغ العَذَلا
لي يا عذولي في الهوَى شَجَنٌ
لم يخشَ منِّي في هوى ً مَلَلا
لمّا انقطعتُ إلى مودّتهِ
لم يُبقِ لي عذلي به غَزَلا
لا تحفلنْ بالمرءِ تألفهُ
أبداً لماء الوجهِ مبتذلا
وأرتَدْ لودِّك كلَّ منخَرِقٍ
يهبُ الجديدَ ويلبسُ السَّمَلا
قد قلتُ للحادين أيقظهمْ
داعى الرّحيلِ فأزعجوا الإبلا
أمُّوا بها مَلْكَ الملوكِ فما
نبغى به عوضاً ولا بدلا
عقراً لها أنْ لا تردّ بها
وأضلَّها مقتادُها السُّبُلا
ورعتْ فجاجاً لا تصيب بها الـ
حَوْذانَ مكتهلاً ولا النَّفَلا
يأيّها الملكُ العريضُ ندًى
فى معتفيهِ والطّويلُ علا
وابنَ الذي بسديدِ سِيرتِهِ
يُضحي المُحَنَّكُ يضربُ المَثَلا
ما زال ثمّ قفوتَ سنّته
يطأ الهضابَ ويسكن القللا
ومطالعُ الجوزاءِ قَبْلَكُمُ
ما داسها بشرٌ ولا انتعلا
اسمعْ مديحاً ما أمنتُ به
لولا اهتزازك عنده الزّللا
وإذا رضيتَ القولَ من أحدٍ
حازَ الرِّهانَ وأدركَ المَهَلا
أمّا الذي أوْليتَنِيه بما
شرَّفتَ من ذكري فقد وَصلا
مدحٌ تُفَضِّلُهُ ولو نُظِمتْ
أبياتهُ لسواك ما فضلا
يَفديك مَن آمنتَ زَرْعتَه
وكفيتَه من أمرهِ الجَلَلا
وأبَتَّهُ يَرِدُ الغِمارَ غِنى ً
ولقد ثَوى يَتَبرَّضُ الوَشَلا
وإذا الملوك جروا إلى أمدٍ
كنتَ اللّبانَ وكانت الكفلا
هذا وكم لك يومُ مَكْرُمة ٍ
تروِي الطِّلابَ وتُشِبعُ الأملا
يومٌ تطيح به المعاذرُ والـ
ـأقوالُ ترجُمُ وسْطَهُ العَمَلا
بذلٌ إذا قِسنا سِواهُ بهِ
فكأنّما بخل الذى بذلا
لله درّك يا بن بجدتها
تَقري السُّيوفَ وتُولِغُ الأَسَلا
فى موقفٍ حمى َ الحديدُ به
حتى لو استوقدتَه اشتعَلا(28/79)
والخيلُ نازية ٌ كأنَّ بها
مسّاً منَ الجِنّانِ أو خَبَلا
تَسْتَنُّ بالفرسانِ ناجية ً
كالوحشِ ريعَ أو القطا جفلا
سوّمْ " جيادك " وارمِ عن عرضٍ
جيحونَ بالأبطالِ منتضلا
فعلى الذى وصل النجاحَ بما
تهواهُ ثمَّ عليَّ أن تَصلا
واسعدْ بيوم المهرجانِ وخذْ
منهُ طويلَ العمرِ مُقتبلا
وإذا لبستَ اللّيلَ تلبسهُ
عَطِرَ الغَلائِلِ بارداً خَضِلاَ
واسلمْ ولا سلبَ الزَّمانُ لكمْ
ظِلاًّ يفيءُ لنا ولا نَقَلا
وعيونُنا لا أبصرتْ أبَداً
أمداً لأمركمُ ولا أجلا
واحتلّتِ النّعماءُ داركمُ
وامتدَّ فيها العزُّ واتَّصلا
فعلى الإلهِ إِجابتي لكُمُ
وعليَّ بالإشفاقِ أنْ أَسَلا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> تلكَ الدِّيارُ برامَتينِ هُمودُ
تلكَ الدِّيارُ برامَتينِ هُمودُ
رقم القصيدة : 24524
-----------------------------------
تلكَ الدِّيارُ برامَتينِ هُمودُ
دَرَسَتْ ولم تدْرُسْ لهنَّ عُهودُ
حيث التوى ذاك اللوى ثمّ استوى
والتفَّ من شملِ الأراكِ بَديدُ
أوَ ما رأيت وقوفنا بمحجرٍ
والدَّمعُ مِنْ جَفْني عليه يجودُ؟
مُتَرنِّحينَ منَ الغرامِ كأنَّنا
قُضُبٌ تميلُ معَ الصِّبا وتميدُ
والرَّكبُ إمّا سادِرٌ مُتَهالكٌ
أو راكبٌ ثبجَ السلوِ جليدُ
وعلى أهاضيبِ المُشقَّرِ غادة ٌ
للرِّيمِ منها طَرفُهُ والجيدُ
صدتْ ولم تردِ الصدودَ وربما
جاءَ العناءُ ولم يُرِدْهُ مُريدُ
ولقد طَرقتَ وما طَرَقْتَ صبابة ً
" عيني " ونحن إلى الرحالِ " هجود "
في ظلِّ خُوصٍ كالقسيِّ طَلائح
أخَذَتْ عَوارِيَهُنَّ منها البِيدُ
أني اهتديتَ وكيف زرتَ وبيننا
دون الزيارة ِ مربخٌ وزرودُ ؟
و مفاوزٌ منْ دونهنّ مفاوزُ
و تهائمٌ منْ فوقهنّ نجودُ
" وغرائرٍ " أنكرنَ شيبَ ذوائبي
و البيضُ مني " عندهنّ " السودُ
أنكرنَ داءً ليسَ فيهِ حِيلة ٌ
وذَمَمْنَ مَفْضًى ليس عنهُ مَحيدُ
يهوى الشبابُ وإنْ تقادم عهدهُ
ويُمَلُّ هذا الشَّيبُ وهْوَ جديدُ(28/80)
لا تَبْعُدَنْ عهدَ الشَّبابِ، ومِنْ جوًى
أدعو له بالقربِ وهو بعيدُ
أيّامَ أُرمَى باللحاظِ وأرتمي
و أصادُ في شركِ الهوى وأصيدُ
قد قلتُ للركب السراعِ يحثهمْ
مُترنِّمٌ بحُدائه غِرِّيدُ
في سَبْسَبٍ خافي المعالمِ والصُّوَى
فكأنَّما موجودُهُ مفقودُ:
منْ مبلغٌ فخرَ الملوكِ رسالة ً
أعيَتْ عليَّ يقولُها المجهودُ؟
أتَرى لياليَّ اللواتي طِبنَ لي
في ظلِّكَ الوافي عليَّ تعودُ؟
ومتى أزورُ ربيعَ أرضِك زَوْرَة ً
و عليَّ من نسجِ الربيعِ " برودُ "
ومتى أراكَ وأنتَ تُسجِلُ مُعلِناً
بفضيلتي بكَ والأنامُ شهودُ؟
و أنا الذي من بعد نأيكَ نازحٌ
عن كلَّ ما فيه الهوى مطرودُ
أضحى أرى ما غيرهُ عندي الرضا
وأُريدُ كُرهاً ما سِواهُ أُريدُ
للهِ حِلْمُك والرِّواقُ يُرى بهِ
" للسائلين من الوفود " وفودُ
و القول يرزقهُ الشجاعُ " ويمترى "
منه ويُحرَمُ نُطقَه الرِّعديدُ
في موقفٍ ينتابُ تامورَ الفتى
للرُّعبِ إقرارٌ بهِ وجُحودُ
وعلى الأسرَّة ِ من ضيائك بارقٌ
أو كوكبٌ جَهَرالنُّجومَ فَريدُ
وكأَنَّ وجهَك قُدَّ من شمسِ الضُّحَى
أو منْ سنا قمرِ الدجى " مقدودُ "
لاذوا بمن ثَمَرُ المروءَة يانعٌ
منه وأمُّ المكرماتِ ولودُ
والمنهلُ العِدُّ النَّميرُ، وحيثما
يدنى المذودُ ويمنحُ المحدودُ
يا فخرَ مُلكِ بني بُويهِ ومَنْ له
ظلٌ على هذا الورى ممدودُ
و المعتلي قمم " العلاءِ " بهمة ٍ
قامتْ وهمَّاتُ الرِّجالِ قُعودُ
والمُنشىء َ الغُرِّ الغرائبِ في النَّدى
حتى تعلمَ منه كيف الجودُ
هي دولة ٌ ما زلتَ ترأبُ شعبها
و تذبُّ عنها كالئاً وتذودُ
تُنْمَى إذا انتسبتْ إليكَ ومالها
" إلاكَ آباءٌ " لها وجدودُ
ورَدَدْتها بالأَمْسِ ثَلَّة َ قَفْرة ٍ
شطتْ فأحرزها علينا السيدُ
أوقدتها بعد الخبوَّ فما لها
أبَدَ الزَّمانِ تطامُنٌ وخُمودُ
منْ ذا الذي يرنو إليها طالباً
و لها ببابك عدة ٌ وعديدُ ؟
لولا دفاعُك ما استقرَّ بمَفْرَقَيْ(28/81)
ذاك المتوجِ تاجهُ المعقودُ
ولَزالَ هذا الملكُ بعدَ مماتِهِ
ولمالَ عنهُ دِعامُه المعمودُ
كم ذا صَلِيتَ وقاية ً لنعيمهِ
يوماً يذوبُ بحَرِّهِ الجلمودُ
في ظهر " مستلبِ الفتورِ " كأنه
هَيْقٌ بأجوازِ الفلاة ِ شَرُودُ
وكأنَّه ينسابُ في خَلَلِ القَنا
يومَ الكريهة ِ أرقمٌ مزءودُ
في " غلمة ٍ " سلكوا طريقك في الوغى
و البيضُ منهمْ ركعٌ وسجودُ
مُتسرِّعين إلى القِراعِ كأنَّهمْ
و عليهمُ زبرُ الحديد حديدُ
يردون منْ شاءوا بغير " منية ٍ "
فهمُ وإنْ غلبوا الأسودَ أسودُ
لا يأخذون المالَ إلاّ بالقنا
تحمرّ منه " ترائبٌ " ووريدُ
أو منْ ظبا لم تعرَ يومَ كريهة ٍ
إلاّ وهاماتُ " الكماة ِ " غمودُ
لا تحقرنَّ من العدوَّ صغيرة ً
وارْدُدْ مكيدَة َ مَنْ تراهُ يكيدُ
وإذا اسْتَرَبْتَ بمنْ خَبَرْتَ فلا تَنَمْ
فالداءُ يعدى والقليلُ يزيدُ
إنّ الحسودَ هو العدوُّ وإنما
سَتَروا قبائحَهُ فقيلَ: حسودُ
والضِّغنُ تَطْمُرُهُ الأناة ُ فتَعْتَزي
حزقاً إليه ضغائنٌ وحقودُ
و العودُ إنْ طرحَ التقادمُ قادحاً
فيهِ ولم تَدْلكْهُ ظلَّ العودُ
لولا الصَّلاحُ بأنْ يُعاقَبَ مجرمٌ
ما كان وَعدٌ مُطمِعٌ وَوَعيدُ
ضمنتْ لك الأقدارُ كلّ " محبة ٍ "
وَأحَلَّكَ الرَّحمانُ حيثُ تريدُ
وَ نعمتَ بالنيروزِ نعمة َ ناشدٍ
أضحى وَ حشوُ يمينهِ المنشودُ
وَعَرتْكَ فيهِ جلالة ٌ وإدالة ٌ
وأتَتْكَ منه مَيامنٌ وسُعودُ
حتى يقولَ المستزيدُ : لك العلا
ما فوقَ هذا في العَلاءِ مَزيدُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> رقدتِ وأسهرتِ ليلاً طويلا
رقدتِ وأسهرتِ ليلاً طويلا
رقم القصيدة : 24525
-----------------------------------
رقدتِ وأسهرتِ ليلاً طويلا
وحمّلتنا الحبَّ عبئاً ثقيلا
وكنتِ تُعاصينَ قولَ الوشاة ِ
فلمّا مللتِ أطعتِ العذولا
ولو كنتِ يومَ لوى عالِجٍ
وقفتِ ، شكونا إليك الغليلا
فإنْ أنتِ أنكرتِ ما نَدَّعيه
جَعلنا النُّحولَ عليهِ دَليلا(28/82)
ودمعاً تحبَّس قبلَ الفراقِ
ويومَ الفراقِ أصابَ المَسيلا
سقَى الله جيرانَنا بالكُحيلِ
وحيّا به الظَبْيَ أحوَى كَحيلا
ولقّاهمُ بالنّعيم الكثير
وإنْ لم ينيلوكِ إلاّ قليلا
ففى القلب منهم ، على ضنّهمْ
غرامٌ يماطلني أنْ يَزولا
معاشرُ لا يألفونَ الوفاءَ
لصبٍّ ولا يعرفون الجميلا
إذا أمرضوا لم يعودوا المريضَ
وإنْ قَتلوا لا يَدون القتيلا
وكم فيهمُ من مليحِ الدّلا
ل تستلب العينُ منه " العقولا "
يُحيِّيكَ بالوردِ من وجنتيهِ
ويسقيك من شفتيه الشَّمولا
ومن شعفٍ ظلتَ من بعدهم
تُرَثِّي الرُّسومَ وتبكي الطُّلولا
وتسأل كلَّ طويلِ الصُّمو
تِ يأبى له خلقه أنْ يقولا
ولولا شقاوة ُ جدِّ المحبّ لحقنا على سفوانَ الحمولا
لحقْنا على سَفَوانَ الحُمولا
عشيّة َ سرنا على كثرهمْ
نباريهمُ بوجيفٍ ذميلا
هنيئاً لنا فى مليك الملوك أنْ ملك الأرض عرضاً وطولا
رضَ عَرضاً وطولا
دعوت الجبال فلم تمتنعْ
فكيفَ تَرى لو دعوتَ السُّهولا؟
وشمْاءَ كالنَّجم مَرفوعة ٍ
تفوت المنى وتزلُّ الوعولا
سموتَ إليها وظنّ الغبى ُّ أنّك لا تستطيع الوصولا
يُ أنَّك لا تستطيعُ الوصولا
فما رمتَ حتّى ولجتْ الصّميمَ
وغادرتَ ما عزّ منها ذليلا
وكانت وليس سبيلٌ إلى
معاقلها فنهجتَ السّبيلا
تغاضيتَ عنها صنيعَ البطى ّ
فلما عزمتَ سبقتَ العجولا
لَعمرُ أبيها لقد رامَها
قتًى يركب الصّعبَ سمحاً ذلولا
فتى ً لا يبيتُ على رِيبَة ٍ
ولا يأخذُ الأمرَ إلاّ جليلا
ولم يُرَ قبلكَ مُستخرجاً
من الغِيلِ والأسدُ فيه الشُّبولا
وحيٍّ خبطتَ على غِرِّة ٍ
فأبدلتهمْ بالرّغاءِ الصّهيلا
تأنَّيتَهمْ مَوهناً كي يروا
صَباحِبهمْ مقبلاً والخيولا
عليهنَّ كلُّ شجاعِ الجَنا
نِ لا يجد الذُّعرُ فيه مَقيلا
وكم لك من معجزٍ باهرٍ
نراهُ فننكرُ منّا العقولا
تجيءُ به واحداً لا تريدُ
مُعيناً ولا تستشيرُ الخليلا
كليثِ العرينِ يجرُّ الفريسَ
إلى نفسهِ لا يريد الأكيلا
هنيئاً لنا في مليك الملو(28/83)
سناناً طريراً وعضباً صقيلا
ومن واقفٍ فوق رجّافة ٍ
تزلُّ الأخامصُ عنها زليلا
ويفديك كلُّ بخيلِ اليدينِ
يمنّ الكثيرَ ويعطى القليلا
تراه إذا ما استحرّ الطّعانُ
كزَفِّ العوامل يمضي جَفولا
أما والذى زاره المحرمون
على أنْ يُنيلَهمُ أو يُقيلا
ولاذوا خضوعاً بأحجاره
وجرّوا بعقوتهنّ الذّيولا
وشعثٍ تلاقوا على المأزمينِ
يَزُجُّون صُبحاً مَطيّاً كَليلا
ومضطبعين ببيض الثّيابِ
تَراهمْ على عَرَفاتٍ نَزولا
لقد خصَّك اللهُ بالمأثُراتِ
إذا ما عُددْنَ عدمْنَ العَديلا
وجادَ الزّمانُ لنا فيكمُ
وكانَ الزّمانُ ضَنيناً بخيلا
فيا غَيثنا لا تَرِمْ أرضَنا
ويا شمسنا لا تجزنا أفولا
ويا جبلَ اللهِ فى أرضهِ
لروّاده أعفنا أن تزولا
فأنتَ الذي نلتُ منه المنى
ثناءً جميلاً ونيلاً جزيلا
وأسكنتنى - وصروفُ الزّمان " تصرحنى - منك ظلاّ ظليلا "
تُصحِّرُني- منك ظِلاًّ ظلَيلا
وكنتُ البَهيمَ طويلَ الزَّمانِ
فأوضحتَ لى غرراً أو حجولا
أنَيروزَ مالكِنا دُمْ لهُ
وكنْ بالذى يبتغيه كفيلا
وعْدْ أبداً طارقاً بابَه
متى ما مضيتَ نويتَ القفولا
وإنْ أنتَ أفقدتنا غيره
فأهدِ إليهِ البقاءَ الطَّويلا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أودُّ بأنني أبقى ويبقى
أودُّ بأنني أبقى ويبقى
رقم القصيدة : 24526
-----------------------------------
أودُّ بأنني أبقى ويبقى
ليَ الولدُ المحببُ والتلادُ
و لا أقذى ولا أوذى بشيءٍ
و أولُ خائبٍ هذا الودادُ
وأنِّي بينَ أثناءِ اللّيالي
صلاحٌ لا يخالطه فسادُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أمالكَ من غرامٍ ما أمالا
أمالكَ من غرامٍ ما أمالا
رقم القصيدة : 24527
-----------------------------------
أمالكَ من غرامٍ ما أمالا
وزادَك نُصحُ عاذلها خَبالا؟
ولو كانتْ وقد هجرتْ أرادتْ
دلالاً لاحتملتُ لها الدّلالا
وما زال العذول يقول حتّى
أذنتَ له فأسمعَك المُحالا
فما لك والحِجالَ وقد جعلتمْ
قلوبَ العاشقين لكمْ حِجالا(28/84)
وما أُلحي سِوى قلبي وفيهِ
نُدوبٌ منكَ كيفَ إليك مالا؟
هجرتَ ونحنُ أيقاظٌ بوَجٍّ
وزرتَ بِنَعفِ كاظمة ٍ خَيالا
وليس الهجرُ عن سببٍ ولكنْ
خلوتَ وما خلونا منك بالا
وطيفٌ منكمُ بجنوب نجدٍ
أرانى من " محاسنكمْ " مثالا
أقام على مضاجعنا هدوّاً
فلمّا زال عنّا النّومُ زالا
لهوتُ بباطل الأحلامِ حتّى
وددتُ لهنّ أنّ الّليل طالا
أليلتنا بكاظمة ٍ أضلّى
بياضَكِ أنْ يلمَّ بنا ضَلالا
فليس الصُّبحُ من أَرَبي وحسبي
ظِلالُ اللّيل أسكنه ظِلالا
ومعسولِ المراشف لو سقانى
سقانى من مجاجته الزّلالا
متى يَفَتَرَّ يبسمْ عن نقيِّ
شَتيتِ الرَّصْفِ تحسبُه سَيالا
كأنَّ بهِ سَحيقَ المسكِ وَهْناً
تناثر أو عقيقَ الخمر سالا
وكان الدَّهرُ ألْبَسَني سَواداً
أَروعُ به الغزالة َ والغزالا
نعمتُ بصبغهِ زمناً قصيراً
فلمّا حالتِ الأعوامُ حالا
بفخر الملك أعتبتُ اللّيالى
وعاد أجاجنا عذباً زلالا
وسالمنا الزّمانُ به وكانتْ
حروبُ صروفه فينا سجالا
وأصبحتِ العراقُ بخير حالٍ
وكانتْ أسوأَ الأمصار حالا
دخلتُ عليه مجلسه فأدنى
وأعلاني مكاناً لا يُعالى
وأثقلني ولم أكُ طولَ عمري
حملتُ لغيره المننَ الثّقالا
بإكرامٍ إذا عظمتْ وجلّتْ
لدى قلبى أوائله توالى
وقولٍ كلّما " اضطربتْ " قلوبٌ
" بحظّى " منه أعقبهُ فعالا
وبشرٍ يأخذ الأقوامُ منه
أمامَ نَوالِ راحتهِ النَّوالا
ولمّا أنْ دعاكَ إليه بدرٌ
سبقتَ إلى تَدارُكهِ العُجالى
فأحزنتَ السهولَ حمًى " وجرداً "
محصَّنة ً وأسهلتَ الجبالا
وأبصَرها هِلالٌ خارقاتٍ
ذيولَ النَّقْعِ يحملْنَ الهلالا
"عوابس" كلّما طرحت قتيلاً
جعلنَ ضَفير لِمَّتِه قِبالا
عليهنَّ الأُلى جَعلوا العوالي
- وما طالتْ - بأيديهمْ طوالا
كأنّ على قنيّهمُ نجوماً
"خررن" على القوانس أوذبالا
ومُذ صَقلوا سيوفَهمُ المواضي
بأعناق العدا هجروا الصّقالا
تمدُّ الحربُ منك بلوذعى ٍّ
يسعِّرُها إذا خَبَتِ اشْتعالا
وقلبُك يا جريءَ القلب قلبٌ(28/85)
كأنَّكَ ما شهدتَ به القتالا
"وذى " لجبٍ تألّق جانباه
كأنَّ به على الآفاقِ آلا
وفيه كلُّ سَلْهَبَة ٍ جَموحٍ
يعاسِلْنَ المثقَّفَة َ الطِّوالا
فَلَوْتَ بكلِّ أبيَضَ مَشرفيِّ
بكَبَّتِهِ رؤوساً لا تُفالى
ومَنْ لولاك زوّارُ الأعادي
إذا ملّوك زدتهمُ ملالا
وشاهقة ٍ حماها مبتنيها
وطوّلها حذاراً أن تنالا
وحصّنها وعند الله علمٌ
بأنّك لم تدع "فيها" عقالا
تراها تستدقّ لمن علاها
كأنَّ بها وما هُزِلَتْ هُزالا
وقُلَّتُها تمسُّ الأُفقَ حتى
تقدِّرَها بحدِّ الشّمسِ خالا
ظفرتَ بها وضيفك من بعيدٍ
يرى ما كان فيه إليك آلا
وما كان الزّمانُ يرى عليها
لغيرِ الطيرِ جائلة ً مجالا
نقلتَ بما نقلتَ قلوبَ قوم
ويحسبُك الغبيُّ نقلتَ مالا
وسقتَ إلى قوام الدِّينِ فتحاً
يرى كلّ الفتوح له عيالا
وكم لك قبله من قاطعاتٍ
مدى الآفاقِ لم تَخَفِ الكَلالا
إذا ما بات يقلب جانبيها
قوامُ الدين تاهَ بها وصالا
فخذها فوق ما تهواه منها
عطاءً ما لقيتَ به مطالا
ومجدِك، إِنّه قسمٌ جليلٌ
لقد أتعبتَ فى الدّنيا الرّجالا
إذا طلبوك فتّهمُ جميلاً
وإنْ رَمَقوك رُعْتَهمُ جمالا
فما لَكَ ليس تَرضى عن محلِّ
كأنّك بعدُ لم تصبِ الكمالا ؟
ألستَ أتمنّا خلقاً وخلقاً
وأبسطنا يميناً أو شمالا ؟
فما يبغى الذى يضحى ويمسى
وقد جمع المهابة َ والجلالا ؟
ومَن لولاه كان الناسُ فَوْضى
وكانَ الأمرُ مُطِّرَحّا مُذالا
فدمْ يا فخرَ " ملك " بنى بويهٍ
دواماً لانريدُ به زَوالا
وقبلك من حرامٌ فيه مدحى
فخذه اليوم مبذولاً حلالا(28/86)
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> هلْ شافعٌ لي إلى نَعْمٍ وسيلتُها؟
هلْ شافعٌ لي إلى نَعْمٍ وسيلتُها؟
رقم القصيدة : 24528
-----------------------------------
هلْ شافعٌ لي إلى نَعْمٍ وسيلتُها؟
ولا وسيلة َ إلاّ السُّقْمُ والجُهُدُ
لم تطعمِ الحبَّ فارتابتْ لطاعِمهِ
ولم تَجِدْ بي فلم أوقنْ بما أجدُ
في القربِ والبعدِ هجرانٌ ومقلية ٌ
فليس ينفعني قربٌ ولا بُعُدُ
ما نامَ ذِكرُكِ في قلبِي فيوقظُهُ
برقٌ سَرى موهِناً أو طائرٌ غَرِدُ
أحبُّ منكِ - وإنْ ماطلتِ عن أربي -
وعداً وكم أخلفَ الميعادُ من يَعِدُ
ما أطعمَ الحبَّ يأساً ثمَّ مَطْمَعَة ً
لو كان لي بالّذي يجني عليَّ يَدُ
لا موقف الحبّ أنساه ونحن على
رَضْفٍ منَ البينِ يخبو ثمَّ يَتَّقِدُ
حيث استندتُ إلى صبري فأسلمني
والشّوقُ يأخذُ مِنِّي كلَّ ما يجدُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> نَوِّلِينا منكِ الغداة َ قليلا
نَوِّلِينا منكِ الغداة َ قليلا
رقم القصيدة : 24529
-----------------------------------
نَوِّلِينا منكِ الغداة َ قليلا
وصلينا فقد هجرتِ طويلا
ودَعينا من المَلالِ فما نَعْـ
ـرفُ مولًى فى الحبّ إلاّ ملولا
وأطيعى فينا العذولَ فما زلـ
ـتِ تطيعين فى المحبّ العذولا
وعدينا فربّما علّل الوعـ
ـد فى الماطلين قلباً عليلا
قد مَرَرْنا على الدّيارِ تبدَّلْـ
ـنَ دُثوراً بِجِدّة ٍ وخُمولا
نكرتها منّا العيونُ فما تعر
ـرفُ إِلاّ رسومَها والطّلولا
وبوادى البشامِ من لو رشفنا
ه شفينا من الفؤاد غليلا
جمعَ الحسنَ وجهُهُ فتولَّى
ـهُ طلوعاً وكان يرجو الغُفولا
قلْ لمُغْرٍ بالصَّبرِ وهْوَ خَليٌّ
وجميلُ العذول ليس جَميلا
ما جَهلنا أنَّ السُّلوَّ مُريحٌ
لو وجدنا إلى السُّلوِّ سبيلا
جزعت للمشيب " جانية ُ الشّيـ
ـبِ وقالت: بئس النَّزيلُ نزيلا
ورأتْ لمّة ً كأنّ عليها
صارماً من مشيبها مسلولا
رَ اللّواتي علَّمْنَ فيه الجَهولا
عَنَتُ الغانياتِ منه مَهولا(29/1)
عانيتْ منه والحوادثُ ينكرْ
نَ طُلوعاً لم ترجُ منه أُفولا
لا تذمّيه فالمشيبُ على طو
لِ بقاءِ الفتى يكونُ دليلا
لو تخيَّرتُ والسّوادُ ردائي
ما أردتُ البياض منه بديلا
وحسامُ الشبابِ غير صقيلٍ
هو أشهَى إليَّ منه صَقيلا
قد طلبا فما وجَدْنا عنِ الشَّيـ
ـبِ مَحيصاً يُجيرُنا أو مُميلا
إنّ فخرَ الملوك والدِّين والدَّو
لة ِ ألقَى عليَّ مَنَّا ثَقيلا
نلتُ منه فوقَ المُنى وعُدِمْنا
قبله من " يبلّغِ " المأمولا
فمتى ما مَثَلْتُ بينَ يديهِ
مدّ ضبعى حتّى شأوتُ المثولا
وقراني والشّاهدون كثيرٌ
منه ذاك الترَّحيبَ والتأهيلا
ثم أدنى إلى المحلّ الذى ينـ
ـظرُ نحوي فيه المُساقون حُولا
كلَّ يوم له صنيعٌ كريمٌ
كانَ للدَّهر غُرَّة ً وحُجولا
وأيادٍ جاءتْ وما " بعث " العا
فى إليها من الطّلابِ رسولا
مُشرقاتٍ كما نظرتَ الثُّريّا
أَرِجاتٍ كما نشقْتَ الشَّمولا
وولوعٍ بالجودِ يُجزِلُ إنْ أعـ
طَى نفيساً وإنْ أجابَ سَؤولا
مَن سطا بابنِ واصلٍ بعدَ أنْ كـ
ـانَ لملْكِ الملوك خَطْباً جَليلا؟
لَزَّهُ في قَرارة ٍ تخذَ اللُّجْـ
ـجَة َ منها كهفاً له ومَقيلا
في سَفينٍ ما كنَّ بالأمسِ في أَرْ
بقَ " إلاّ نجائباً وخيولا
وألالاً مذروبة ً ودروعاً
ورماحاً خطّارة ً ونصولا
مستجيراً بغمرة ِ الماء لا ينـ
ـوي مُقاماً ولا يريدُ رَحيلا
كره الموتَ فى النّزالِ عزيزاً
فانثنَى هارباً فماتَ ذليلا
لم تنلها ختلاً وشرٌّ من الخيـ
ـبَة ِ في الأمرِ أن تكونَ خَتولا
وأبيها " تلك " القلالُ لقد ما
طلن من بأسك الشّديد مطولا
لم يؤاتين طيعاتٍ ولكنْ
زلن لمّا أعييتها أنْ تزولا
وهلالٌ أرادَها غِرَّة ً منـ
ـك فولَّى وما أصابَ فتيلا
زار " وهناً " كما تزور ذئاب الـ
ـقاع ليلاً " فسالة ً " ونكولا
ورأى نفسه تهاب من الحر
ب جهاراً فاختان حرباً غلولا
فتلقّيته كمنتظرٍ منه
طلوعاً وكان يرجو " الغفولا "
في رجالٍ شُمٍّ إِذا رُئموا الضَّيـ(29/2)
ـمَ أسالوا من الدّماءِ سيولا
ألفوا الطّعنَ فى التّرائب واللّبّـ
ـاتِ شيباً وصبية ً وكهولا
فثَوى بعد أن مَنَنْتَ عليهِ
فى إسارٍ لولاه كان قتيلا
لابساً ربقة َ الحياة ِ وقد كا
ن قَطوعاً عِقْدَ الحياة ِ حَلولا
يا أعزَّ الورى نِجاراً وخِيماً
ومحلاًّ وجانباً وقبيلا
والذى عاد كلُّ صعب من السّؤ
ددِ والمجد فى يديه ذلولا
شكر الله منك أنّك سهّلـ
ـتَ إلى بيتهِ العتيقِ الوصولا
ورفاقُ الحجيج لولاك ما كا
نوا على المشعرِ الحرامِ نُزولا
لا ولا عَقَّروا بخَيْفِ مِنى ً نِيـ
ـباً وجرّوا على المقام ذيولا
أنتَ شاطرْتَهمْ مقيماً بأوطا
نك ذاك التَّكبيرَ والتَّهليلا
إنّ عيد النّحرِ المبارك قد جا
ءَ سريعاً بما تحبُّ عَجولا
فاغشَه ناعمَ الجوانح جَذْلا
نَ شروداً فى الطيّباتِ دخولا
لا جفاك السُّعودُ من كلِّ يومٍ
وتلقَّاك بُكرة ً وأَصيلا
فلئن أَنجبا وطابا فروعاً
فبما طبتَ إذ نجبتَ أصولا
وعلى مثل ما عهدنا ليوثُ الـ
ـغابِ تمضي قِدْماً عهدَنا الشُّبولا
العصر العباسي >> البحتري >> وإذا مضى للمرء من أعوامه
وإذا مضى للمرء من أعوامه
رقم القصيدة : 2453
-----------------------------------
وإذا مضى للمرء من أعوامه
خمسون وهو عن الصبا لم يجنح
عكفت عليه المخزيات وقلن قد
أضحكتنا وسررتنا، لا تبرح
وإذا رأى إبليس غرة وجهه
حيا، وقال: فديت من لم يفلح
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا ليت عيشاً ماضياً عنكِ بالحمى
ألا ليت عيشاً ماضياً عنكِ بالحمى
رقم القصيدة : 24530
-----------------------------------
ألا ليت عيشاً ماضياً عنكِ بالحمى
و إنْ لم يعدْ ماضٍ عليكِ يعودُ
و يازورنا لما سمحتَ بزورة ٍ
سمحتَ بها وهناً ونحنُ هجودُ
على غفلة ٍ جاء الكرى باعثاً لنا
بلا موعدٍ والزّائرون هُمُودُ
فيا مرحباً بالطّارِقي بعدَ هَجْعَة ٍ
تَقَرُّ بهِ الأحلامُ وهْوَ بعيدُ
و علمني كيفَ المحالُ لقاؤهُ
وأنَّى التقاءٌ واللّقاءُ كَؤودُ؟(29/3)
و ما نحن إلاّ في إسارِ عدامة ٍ
وعند كَرانا أنَّ ذاك وجودُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> على المُزمعين البين منّا عشيَّة ً
على المُزمعين البين منّا عشيَّة ً
رقم القصيدة : 24531
-----------------------------------
على المُزمعين البين منّا عشيَّة ً
سلامٌ وإن كان السّلامُ قليلا
وما ضرَّهُمْ لمّا أرادوا ترحُّلاً
عن الجزع لو داووا هناك عليلا ؟
ولو أنّنى ودّعتهمْ يوم بينهمْ
قضيتُ ديوناً أو شفيتُ غليلا
ولمّا وقفنا بالدّيار التي خلتْ
بَكينا على سُكَّانهنَّ طويلا
وكانتْ دموعُ النّاشجينَ عليهمُ
بوادٍ جَفَتْهُ المعصِراتُ سُيولا
وعزَّ على طرفي بأنْ كانَ بعدَهمْ
يرى أربعاً حلّوا بهنّ طلولا
فلا تطلبوا منّي دليلاً على الهوى
كفى بضنَى جسمي عليه دليلا
ولا تحملوا ثقلاً على َّ من الهوى
كفَى بالهوَى حَمْلاً عليَّ ثقيلا
أُحبُّ التي ضنَّتْ عليَّ بلحظة ٍ
وقد أزمع الحى ُّ الحلول رحيلا
وظنّ بغاة ُ الشّرّ أنّى أملّها
وهيهات قلبى أن يكون ملولا
خليلى ّ علّلنى على الحبّ بالمنى
إذا كنتُ لا أرضَى سِواك خَليلا
وقلْ ليَ فيما أنتَ حيَّيتَ قائلاً
لعلّ ضنيناً أن يجود ضئيلا
أيا ملك الأملاك خذْ ما سألته
فما زلتَ لله الكريمِ سَؤُولا
وحاشا دعاءً منك يصدر فى ضحًى
وعندَ مساءٍ أنْ يخيبَ قَبولا
وما كان إلاّ اللهَ لا شىء َ غيره
برجعِ الذي غَلُّوه منك كفيلا
ولمّا تراخَى منك نصرٌ عهدتَهُ
وظَنّوا جِواراً بالنَّجاحِ مَطولا
وكانتْ هناة ٌ باعد الله شرّها
وكان عليها راعياً ووكيلا
ركبتَ من النّصر الذى قد عهدته
منَ الله عَوْداً للرّجالِ ذَلولا
ولم تكُ إلاّ ساعة ً ثمّ أَسفرتْ
كما رفعتْ أيدٍ هناك سُدولا
فعاود رمح الله منك مثقّفاً
وعادَ حسامُ الله منكَ صقيلا
وقد علمَ الباغون أنّك زرتَهم
تجرّ رعيلاً نحوهمْ ورعيلا
فلم يسمعوا إلاّ صهيل صواهلٍ
وإلاّ لصكّاتِ الحديدِ صليلا
وحولك طلاّعون كلَّ ثنيّة ٍ(29/4)
إلى الموتِ صِرْفاً صِبْيَة ً وكهولا
كأنّهُمُ أُسْدُ الشَّرى حولَ غابة ٍ
حَمَيْن وقد جدَّ النَّزالُ شُبولا
ومحتقرين للحمامِ تخالهمْ
هجوماً على غير الحمامِ نزولا
وكلّ جرئ البأس مثل حياته
إذا خافَ ذلاَّ أن يموتَ قتيلا
فما صدّقوا حتّى رأوا جانب الفلا
يفيضُ رجالاً نُسَّلاً وخيولا
وظنُّوا نجاة ً منك والبَغْيُ صائرٌ
قيوداً لهم لا تنثني وكُبولا
سلبتَ الرّجالَ المقْدمين نفوسَهمْ
وكلَّ النّساءِ المحجباتِ بعولا
فلم يكُ إلاّ في التّراب مُجَدَّلاً
وإلاّ مُقاسٍ في يديهِ جَديلا
فللّهِ يومُ القاع أوسعَ من ردى ً
وساقَ إلى خَطْمِ الفحول فُحولا
حسبناهُ والآسادُ من خَلَلِ القنا
تَضارَبُ فيه بالصَّوارمِ غِيلا
ولمّا رأَوها راية ً مَلَكيَّة ً
تولّوا كسربِ الرّيدِ مرّ جفولا
وألقوا جميعاً كلَّ ما في أكفَّهمْ
أعنّة َ جردٍ سبّقٍ ونصولا
وما أسرعوا إلاّ لكرع حتوفهمْ
كما أسهلَ الموتُ الزّؤامُ وغولا
ولعمرُ أبيها فتنة ٌ لم تصرْ لنا
وليّاً على طول الزّمان قتيلا
وعادتْ على من كان أضرم نارها
وبالاً وحيناً لا يعاجُ وغولا
وكانتْ جبالاً شاهِقاتٍ ودستَها
فغادرتها بيداً لنا وسهولا
فلا تَطعموا في مثلها بعدَ هذهِ
فمن عزَّ لا بالحقِّ عادَ ذليلا
أمنْ بعد نعماءٍ عليكمْ عريضة ٍ
جررتَ لها بين الأنام ذيولا
وكان لساحاتِ الجرائم طاوياً
صفوحاً وساعات العثار مقيلا
تعرّيتَ منه بعد ما كنتَ تنتمى
إليه ولا تبتغى سواه بديلا
فلو أنتَ بلّغتَ الذى قد بغيته
لما كان عذرٌ جاء منك جميلا
وكيف بلوغٌ للذى سوّلتْ به
لك النّفس مغروراً ولستَ عديلا
ولمّا كسوتَ الجِذْعِ منك بِشِلْوِه
رأينا رجاءً للقلوبِ رسولا
وأطعمتَ منه الطّير رغماً لأنفه
وكان طعاماً يَحْتَويهِ وبيلا
فإنْ لعبتْ يمناهُ فينا فإِنَّه
بمعلبة ٍ للعاصفاتِ مُثولا
تصرّفه أيدى الرّياح فتارة ً
جَنوباً وأخرى بالعشيِّ شُمولا
ولم يُبقِ فيه ما رأته عيونُنا
تراتٍ لنا مطويّة ً وذحولا(29/5)
هنيئاً بهذا العيد والفتح بعده
وبالمهرجانِ غدوة ً وأصيلا
ولا زال هذا الملك ملكك سرمداً
ودارُ مقامٍ رغدة ً ومَقيلا
وإنْ ذبلتْ أغصان قومٍ فلا رأتْ
لغصنك عينٌ للزّمان ذبولا
ولا زلتَ فينا آمراً متحكِّماً
عزيزاً قؤولاً فى الأنامِ فعولا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> هبتْ تلومُ على الندى هندُ
هبتْ تلومُ على الندى هندُ
رقم القصيدة : 24532
-----------------------------------
هبتْ تلومُ على الندى هندُ
يا هندُ خيرٌ من غِنًى حَمْدُ
الحمدُ يَبقَى لي وإنْ تَلِفَتْ
نفسي وفاتَ الأهلُ والوُلْدُ
و المالُ تأكلهُ النوائبُ والأحداثُ حتى ما لهُ ردُّ
النَّوائبُ وال
ويَبيتُ يحرسُهُ وإنْ دفعتْ
عنه الكرامُ الطِّفْلُ والعبْدُ
و الحمد لا يستطيع بأخذه
مِنْ راحتيَّ النَّاكِلُ الوَغْدُ
و إذا سريتُ سرى معي وضحاً
وهْناً وجُنْحُ اللّيلِ مُسْوَدُّ
يا هندُ إنَّ الدّارَ زائلة ٌ
والقربُ يأتي بعدَهُ بُعْدُ
عُمْري يروحُ وما أهَبْتُ بهِ
ذاك الحِمامُ بهِ ولا يَغْدُو
ما كنتُ بالمنقادِ في يَدِه
لو كان في أيدي الردى بدُّ
والمرءُ غاية ُ لُبْسِهِ كَفَنٌ
يَبْلى ، وآخِرُ بَيتِهِ اللَّحْدُ
كم معشرٍ هُجرتْ ديارُهُمُ
بأساً وعرَّج عنهُمُ القصْدُ
متجاورينَ بدارِ مَضْيعَة ٍ
لا حرَّ عندهمُ ولا بردُ
ما فارقوا إلاّ برغمِهُمُ
في النّاسِ مَنْ عَشِقوا ومَنْ وَدُّوا
و إذا دعا وجداً يدلُّ بهِ
عند المنية ِ خانهُ الوجدُ
فاتَ الأصمَّ اليابسَ الجَلْدُ
مُكْثٌ على الدُّنيا ولا خُلْدُ
أحداثُ حتّى ما لَهُ رَدُّ
خوفَ الرَّدى غَوْرٌ ولا نَجْدُ
كلُّ النُّفوسِ وإنْ غفلنَ هوًى
بينَ الحِمامِ وبينها وعْدُ
والنَّدْبُ فَسْلٌ في الزّمان إذا
أهوى له والوهنُ الجلدُ
لو فاتَ تشعيثُ الزَّمانِ فتًى
ونَجَتْ وعولُ هضابِ كاظمة ٍ
منه وما شَقِيَتْ به الرُّبْدُ
و تودّ هندٌ وهيَ مشفقة ٌ
أني خلدتُ وفاتها الودُّ
وتردُّ عنِّي كلَّ طارقة ٍ(29/6)
أنَّى وليس يطيعُها الردُّ!
و تقول لا عبثَ البعادُ بنا
وتضِلُّ عمَّنْ خانهُ البُعْدُ
و تؤودها البأساءِ إنْ نزلتْ
داري وعرَّسَ عندِيَ الجَهْدُ
و تريدُ لي ما ليس في يدها
أمداً على الأيامِ يمتدُّ
وتُعيذُني ما ليس ينفعُها
من راحة ٍ ما بَعْدَها كَدُّ
تَسَلِين إنْ زلَّتْ بِنا وبِكمْ
قدمٌ وطول بيننا العهدُ
كم جاء مثلك وهيَ ذاهلة ٌ
من حادثٍ بعضُ الَّذي يبدو
في وَهْيِ ليلٍ شَبَّها زَنْدُ
يَلِجُ البيوتَ وليس يدفعُهُ
هَزْلٌ يرادُ به ولا جِدُّ
لا تَخدِشي خداً عليَّ فما
ردّ الفتى أنْ يخدش الخدُّ
و تعلمي إنْ كنتِ عالمة ً
أنّ الحمامَ على الورى يعدو
ما إنْ جنى وردٌ عليكِ ردى
حتّى يُعَطَّ لذلك البُرْدُ
لا تحفلي بالشامتين فما
أنا في المنية ِ دونهمْ وحدُ
لم يُدركوا بعدي الطِّلابَ ولا
سدوا بمثلي الخرقَ إنّ سدوا
ولقد كفيتُهُمْ وما شَعروا
كيْدَ العِدا ولكيدهمْ وَقْدُ
وعَلَتْ بهمْ لمّا جَذَبْتُهُمُ
بيديَّ قسراً تلكمُ الوهدُ
نزعوا الخمولَ بما كسوتهمُ
من مَأْثُراتٍ حشوُها المجدُ
وتناهبوا الأوْساقَ مِنْ شَرَفٍ
لا صاعَ فيه لهمْ ولا مدُّ
و أنا الذي وسطَ الخميسِ إذا
ناديتُ: شُدُّوا بالقنا شَدّوا
و عليَّ منْ خلعِ القنا حلقٌ
لم يدنها نسجٌ ولا سردُ
في حيثُ يُنجيك الطِّعانُ ولا
ينجى الأقبُّ القارحُ النهدُ
ينجو قذاها غيرَ متئدٍ
مِثْلَ الوَسيقة ِ لَزَّها الطَّرْدُ
ويَصُدُّ عن تَزويقِ زينتِها
حيثُ استُثِيرَ فَأَعْوَزَ الصَّدُّ
تنبى بهِ أسبابها النكدُ
يا مرة ً ويظنّ ذائقها
أبَدَ الزّمانِ بأنَّها شَهْدُ!
ما دام غيكِ وهو منك هوى ً
فيدوم فيك ويذهب الرشدُ
كم ذا عقدتِ على الوفاءِ وما
ينفكُّ يضعفُ ذلك العقدُ ؟
وذنوبُ صَرْفِكِ إنْ عُدِدْنَ لنا
فَنيَ الزَّمانُ وما انْقَضَى العَدُّ
أمّا ديارُ السّاكنينَ إلى
نجواكِ فهْيَ الدُّرَّسُ المُلْدُ
لا جَرْسَ فيها غيرَ أنْ صَدَحَتْ
قُمْرِيَة ٌ أو قَعْقَعَ الرَّعْدُ(29/7)
وبكى على مَنْ حلَّها ومضَى
مسحنككُ القطرينِ مربدُّ
زَجِلاً كأنَّ صَليلَ هَيْدَبِهِ
زأرتْ وقد ريعتْ به الأسدُ
أينَ الّذينَ على القِنانِ لهمْ
شَرفٌ عزيزٌ بَحرُهُ عِدُّ؟
مُدّوا النعيمَ فحينَ تَمَّ لهمْ
سُلبوه وانقطعَ الّذي مُدّوا
من كلَّ أباءِ الدنية ِ لمْ
يُفْلَلْ له في مَطلبٍ حَدُّ
كاللّيثِ أبرزَ شخصَهُ خَمَرٌ
والسَّيفِ أعلَنَ مَتْنَهُ غِمْدُ
ذعنتْ لعزتهمْ وهيبتهمْ
الشيبُ في الأحياءِ والمردُ
ويسودُ طفلُهُمُ تميمتُهُ
لم تنفصمْ وقرارهُ المهدُ
ردوا الخطوبَ قعدنَ ناكصة ً
لكنَّهمْ للموتِ ما ردّوا
ما نافعٌ جدى إلى أمدٍ
جدَّ الفتى وقدِ التَوى الجَدُّ
فَلَئِنْ فُقِدْتُ فإنَّ لي كَلِماً
حتماً خوالِدَ ما لها فَقْدُ
تفرى البلادَ وما يحسُّ بها
عَنَقٌ على دَوٍّ ولا وَخْدُ
من كلَّ قافية ٍ مرقصة ٍ
يَشْدو بها الغِرِّيدُ إنْ يَشْدُو
و إذا تضوع نشرُ نفحتها
قال العرارُ تضوع الرندُ
طلعتْ كشمسِ ضحى ٍ على أفقٍ
بيضاءَ لا يَسْطيعها الجَحْدُ
و كأنما أغراضها شررٌ
سيارة ٌ جمحُ الكلامِ لها
سمحٌ وحرُّ فصيحها عبدُ
يثنى عليها الحاسدون على
إحسانها وخصومُها اللُّدُ
فلو أنّ جوهرَ لفظها جسدٌ
لأضافَهُ في سِلْكِهِ العِقْدُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قل للنّوائب قد أصبتِ المقتلا
قل للنّوائب قد أصبتِ المقتلا
رقم القصيدة : 24533
-----------------------------------
قل للنّوائب قد أصبتِ المقتلا
وسَقيتِنا فيما جَنيتِ الحنظلا
أثكلتِ مَنْ لمّا جزعنا ثُكلَه
أنسيتنا من قبه ما أثكلا
فالعينُ يجرى ماؤها لا للصّدى
والقلبُ يوقدُ جمرهُ لا للصّلى
عادات هذا الدّهر أن يستلّ منّا الأمثلُ المأمولَ ثمّ الأمثلا
ـنَا الأمثلَ المأمولَ ثمَّ الأَمثلا
إنّا نبدِّلُ كلَّ يومٍ حالة ً
بخلافِها من قبلِ أنْ تُستبدلا
ويُنَقَّلُ الإنسانُ عن حالاتِهِ
ولداته من غير أن يتنقّلا
نبنى المعاقلَ للخطوب فإنْ أتتْ(29/8)
رُسُلُ الحِمامِ فما ابْتَنينا مَعْقلا
كم ذا لنا تحتَ التُّرابِ محاسنٌ
تُرمَى على عمدٍ إلى نحوِ البِلى
والمرءُ في كفِّ الزَّمانِ وديعة ٌ
كي تُقتضَى وحديقة ٌ كي تُختَلى
ماذا البكاءُ على الذى ولّى وقد
جعلتْ له جنّاتُ عدنٍ منزلا ؟
وعلى مَ نُسقَى الصَّابَ فيه؟ وإنَّهُ
يسقى هناك كما يشاء السّلسلا
ملكَ الملوكِ أصخ لقولة ِ ناصحٍ
حكمُ الصّوابِ لمثلها أن تقبلا
إنْ كنتَ حُمِّلْتَ الثَّقيلَ فلم تزلْ
للحزمِ أنهضَ للثّقيلِ وأَحملا
عمرٌ قصيرٌ ما انقضى حتّى قضى
فينا بأنّ لك البقاءَ الأطولا
يا حاملاً أثقالَنا حُوشيتَ أنْ
تَعْيا بأمرٍ كارثٍ إِنْ أعضلا
ما إنْ عهدنا الدّهرَ إلاّ فارجاً
بكَ ضيِّقاً أو مُوضحاً بك مُشكلا
فدعِ التفجّعَ والتوجّعَ والأسى
وخذ الأجلَّ من الفتى والأجملا
خيرٌ من الماضى لنا الباقى ومنْ
ثاوٍ تعجّلهُ الرّدى منْ أجّلا
فلئنْ هوَى جبلٌ فقد أثوَى لنا
خَلَفاً لهُ ملأَ الكِنانة َ أنصُلا
لا تَعجبوا منه يصابُ فإنَّما
نَدعو إلى ثِقْلِ الرِّحالِ الأبْزَلا
إن العواصفَ لا تنالُ منَ البنا
إِلاّ بناءً كان منها أطوَلا
فاصبرْ لها فلَطالما أوْسَعتنا
فى المعضلاتِ تجلّداً وتحمّلا
وإذا جزعتَ منَ المصاب فقلْ لنا:
مَن ذا يكون إِذا جزعنا المَوْئلا؟
فتعزَّ بالباقى عن الفانى ردًى
وبمن ثَوى ولهُ الهَوى عمَّن خلا
أخذَ الذي أعطى وبقّى بعدَه
أوفَى وأليَقَ بالبقاءِ وأجملا
وإِذا قضَى اللهُ القضاءَ فكنْ إلى
بغتاتهِ مستأنساً مسترسلا
لا تألمنَّ بنافعٍ لك دهره
يعطى المرادَ ولا تجوّر أعدلا
ما إنْ ترى فى العمر سوءًا بعدها
فاقبل من الدّهر المسىء تنصّلا
كم ذا شققتَ إلى بلوغِ إرادة ٍ
قلبَ الخميس وخضت فيه القسطلا
وقطعتَ في أَرَبٍ بهيماً مظلماً
وركبتَ في طَلَبٍ أغرَّ مُحَجَّلا
للهِ دَرُّكَ في مكانٍ ضيِّقٍ
أرضَيتَ لمّا أنْ غضبتَ المُنْصُلا
والذّابلُ العسّالُ يأبى كلّما
طعنَ الشَّواكلَ والكُلى أن يذبُلا(29/9)
والخيلُ يخبطن الجماجمَ كلّما
خبطتْ خيولُ النّاكلين الجَرْوَلا
لا راعَنا فيك الزّمانُ ولا رأتْ
عينُ امرئٍ شعباً حللتَ معطّلا
وَعَلتْ ديارَك كلُّ هَوْجاءِ الخُطا
تدع الكمى َّ معفّراً ومجدّلا
وإذا تحلحلَ يذبلٌ عن جانبٍ
أرسَى به جُنِّبْتَ أنْ تتحَلْحَلا
وبقيتَ فينا آمراً متحكِّماً
ومعظّماً بين الأنامِ مبجّلا
وسقى الإلهُ ترابَ من كانتْ على
رغم الأنوف بنا الغمامَ المسبلا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> عصيتُك والأنفاسُ منِّي هواجرٌ
عصيتُك والأنفاسُ منِّي هواجرٌ
رقم القصيدة : 24534
-----------------------------------
عصيتُك والأنفاسُ منِّي هواجرٌ
فكيف ترجيني وقيظك باردُ ؟
صحبتُ السرى حتى كساني ثيابه
ونَظْمُ دَراريهِ عليَّ قلائِدُ
اُعانقُ سُمراً غيرَهُنَّ منَ الدُّمَى
وأَلثِمُ بِيضاً غيرُهنّ الخَرائِدُ
و لي حاجة ٌ عند الأسنة ِ والظبا
تهمُّ بها نفسي فأين المساعدُ ؟
تعافُ لها الآمالُ وهيَ نوافقٌ
وينفُقُ فيها الموتُ والموتُ كاسدُ
إذا لاكتِ الهيجاءُ فيها نفوسنا
فليس يفوت الشرطَ إلاّ المجالدُ
مراديَ أنْ تستلني في ملمة ٍ
فإنّي حسامٌ صانَهُ عنك غامِدُ
فتًى يلبسُ الإقدامَ والصَّبرُ جازعٌ
ويكرعُ ماءَ الصَّفْحِ والحلمُ حاقدُ
وكم ليَ من يوم عصبتُ بهِ الرَّدى
وسمرُ العوالي للنُّفوسِ تُراودُ
وما ضُرَّ قولُ الكاشحين وإنَّما
كلامُ الأعادي للمعالي مقالدُ
بقلبي غرامٌ ليس يشفيه منْ أرى
أَلا كلُّ ما يَشْفي المريضَ العوائدُ
وما ضرَّني أنِّي خَليٌّ منَ الغِنى
و وفرُ العلا عندي طريفٌ وتالدُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أسيّدنَا الشريفَ عَلَوْتَ عن أنْ
أسيّدنَا الشريفَ عَلَوْتَ عن أنْ
رقم القصيدة : 24535
-----------------------------------
أسيّدنَا الشريفَ عَلَوْتَ عن أنْ
تضافَ إليكَ أوصافُ الجلالَهْ
لأنّك أوحدٌ والنّاسُ دونٌ
ومن يسمو لمجدك أنْ ينالهْ ؟
وفُتَّ وزدتَ فضلاً إنّ فضلاً(29/10)
كفضلك لا تحيطُ به مقالَهْ
ولى أملٌ سأدركه وشيكاً
بعون الله فيك بلا محالهْ
وليس على موالاتى مزيدٌ
لأنّى لم أرثها عن كلالهْ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> بياضُكَ يا لونَ المشيبِ سوادُ
بياضُكَ يا لونَ المشيبِ سوادُ
رقم القصيدة : 24536
-----------------------------------
بياضُكَ يا لونَ المشيبِ سوادُ
و سقمك سقمٌ لا يكادُ يعادُ
فقد صرتُ مكروهاً على الشّيبِ بعدما
عمرتُ وما عند المشيبِ أرادُ
فلي من قلوبِ الغانياتِ ملالة ٌ
ولي من صلاحِ الغانياتِ فسادُ
و ما لي نصيبٌ بيعنّ وليس لي
إذا هنّ زودن الأحبة َ زادُ
وما الشَّيبُ إلاَّ توأمُ الموتِ للفتى
وعيشُ امرىء ٍ بعدَ المشيبِ جهادُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> رأينا بوادي الرِّمثِ ظَبْيَ صريمة ٍ
رأينا بوادي الرِّمثِ ظَبْيَ صريمة ٍ
رقم القصيدة : 24537
-----------------------------------
رأينا بوادي الرِّمثِ ظَبْيَ صريمة ٍ
فصاد قلوباً لم يصدهنَّ صائدُ
تقلد حسناً في قلوبنا
و أعيننا ما لم تزنهُ القلائدُ
و لما طلبنا الوصلَ لم يكُ وصلهُ
لطالبهِ إلاَّ السُّها والفَراقدُ
وما ثَغرُهُ إلاَّ حصًى من غَمامة ٍ
و ما فرعه في العين إلاّ أساودُ
و قالوا لقلبي خلَّ عنه وقاره
و ما قاده إلاَّ الصبابة ُ قائدُ
وما يلتقي سالٍ وصَبٌّ إذا اسْتَوى
فتى ً غيرُ ذي وجدٍ وَ منْ هو واجدُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا يا أحسنَ الثَقَلَيْنِ عَبْلاً
ألا يا أحسنَ الثَقَلَيْنِ عَبْلاً
رقم القصيدة : 24538
-----------------------------------
ألا يا أحسنَ الثَقَلَيْنِ عَبْلاً
أنيلي اليومَ من يهواكِ نَيلا
يميل إليك من كلفٍ ولكنْ
إلى من لا يميل إليه ميلا
فإنْ لم يأتهِ منكمْ رسولٌ
نهاراً فاجعلوه إليه ليلا
وقد قَطَر الجفاءُ فأوْسَعوهُ
فسال على َّ بعد القطر سيلا
ولو كنتُ الممكّنَ من مرادى
جررتُ على الطريق إليك ذيلا
فإنْ لم آتكمْ في ظهر طِرْفٍ(29/11)
ركبتُ أخامصى نجباً وخيلا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أُحِبُّ مَنْ ليس حظٌّ في مودّتِهِ
أُحِبُّ مَنْ ليس حظٌّ في مودّتِهِ
رقم القصيدة : 24539
-----------------------------------
أُحِبُّ مَنْ ليس حظٌّ في مودّتِهِ
وليس إلاّ الهوَى والهمُّ والكَمَدُ
يسوؤهُ أنَّه همِّي ويُغضِبُهُ
أنِّي شكوتُ إليه بعضَ ما أجدُ
يا صاحبي لا تلمني في هوى ً هجمتْ
به عليَّ الَّتي ما ردَّها أحَدُ
وافى ولم تسعَ لي رجلٌ لألحقهُ
حرصاً عليهِ ولم تمددْ إليه يدُ
فإنْ يكن لكَ صبرٌ فيهِ أو جَلَدٌ
فليس لي في الهوى صَبرٌ ولا جَلَدُ
العصر العباسي >> البحتري >> لي صاحب ليس يخلو
لي صاحب ليس يخلو
رقم القصيدة : 2454
-----------------------------------
لي صاحب ليس يخلو
لسانه من جراح
يجيد تمزيق عرضي
على سبيل المزاح
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا لا تَصِدْني بإِطماعة ٍ
ألا لا تَصِدْني بإِطماعة ٍ
رقم القصيدة : 24540
-----------------------------------
ألا لا تَصِدْني بإِطماعة ٍ
فلستُ على طمع مُقبلا
فإنّى ممّنْ إذا سمته
قَبيحاً يُذَمُّ بهِ قالَ: لا
وما لى فى الذّلِّ من موطنٍ
ولا أجعلُ الفُحشَ لي منزلا
ومنٍّ بلا دنسٍ أصطفيـ
على ما بهِ دَنَسٌ إِنْ حَلا
أصيبتْ مقاتلُ كلّ الرّجا
وما أن أصابوا ليَ المقتَلا
وكم ذا فرجتُ لهمْ ضيّقاً
وكم ذا كفيتُ لهمْ معضلا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ولمّا تفرَّقنا كما شاءتِ النَّوى
ولمّا تفرَّقنا كما شاءتِ النَّوى
رقم القصيدة : 24541
-----------------------------------
ولمّا تفرَّقنا كما شاءتِ النَّوى
تبينَ حبٌّ خالصٌ وتوددُ
كأني وقد سارَ الخليطُ عشية ً
أخو جِنَّة ٍ ممّا أقومُ وأقعُدُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> وزَوْرٍ زارني واللَّيلُ داج
وزَوْرٍ زارني واللَّيلُ داج
رقم القصيدة : 24542
-----------------------------------
وزَوْرٍ زارني واللَّيلُ داج(29/12)
فعلَّلني بباطلهِ وولَّى
سقانى ريقه من كنت " دهراً "
مَذوداً عن مَراشفهِ مُحَلاّ
وأَولى فوقَ ما أهواهُ منهُ
وما يدري بما أَعطى وأَولى
وأرخصَ قربَه باللَّيل مَن لو
سألنا قربَهُ بالصُّبحِ أغلى
نعمنا بالحبيبِ دُجى ً، فلمّا
تولى واضمحلّ لنا اضمحلاّ
فإنْ يك باطلاً فسقيمُ حبٍّ
أفاقَ به قليلا أو أبلاّ
تلاقِ " لانخاف " ولا نبالى
بمن أوحَى بهِ وعليهِ دَلاّ
ولو أنَّ الصّباحَ يُطيعُ أمري
لما كشفَ الظّلامَ ولا تَجلّى
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> صدتْ أسيماءُ عن شيبي فقلتُ لها
صدتْ أسيماءُ عن شيبي فقلتُ لها
رقم القصيدة : 24543
-----------------------------------
صدتْ أسيماءُ عن شيبي فقلتُ لها
لا تَنْفُري فبياضُ الشَّيبِ معهودُ
عمرُ الشبابِ قصيرٌ لا بقاءَ له
و العمرُ في الشيبِ يا أسماءُ ممدودُ
قالتْ: طُرِدتَ عنِ اللّذّاتِ قاطبة ً
فقلتُ إني عن الفحشاءِ مطرودُ
ما صدني شيبُ رأسي عن تقى وعلاً
لكنَّني عن قذَى الأخلاقِ مصدودُ
لولا بياضُ الضحى ما نيلَ مفتقدٌ
و لم يبنْ مطلبٌ يبقى ومقصودُ
ما عادلَ الصُّبحَ ليلٌ لا ضِياءَ بهِ
و لا استوتْ في الليالي البيضُ والسودُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إنْ كنتُ أزمعتُ عن وجدى بكم هرباً
إنْ كنتُ أزمعتُ عن وجدى بكم هرباً
رقم القصيدة : 24544
-----------------------------------
إنْ كنتُ أزمعتُ عن وجدى بكم هرباً
فلا سقانى الظّما علاّ ولا نهلا
ليس التبدّلُ فى الأهواءِ من خلقى
ولو تبدّلتُ منكمْ لم أجدْ بدلا
من غيرِ جرمٍ ولا عذرٍ لمعتذرٍ
مللتمُ كلفاً لا يعرف المللا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أفي كلَّ يومٍ لي منى ً أستجدها
أفي كلَّ يومٍ لي منى ً أستجدها
رقم القصيدة : 24545
-----------------------------------
أفي كلَّ يومٍ لي منى ً أستجدها
وأسبابُ دنياً بالغرُورِ أودُّها؟
و نفسٌ تنزى ليتها في جوانحٍ
لذي قوة ٍ يسطيعها فيردها(29/13)
تَعامَهُ عَمْداً وهْيَ جِدُّ بَصيرة ٍ
كما ضلَّ عن عشواءَ باللّيل رُشدُها
إذا قلتُ يوماً: قد تَناهَى جِماحُها
تجانَفَ لي عن منهجِ الحقِّ بُعْدُها
و لي نقدها من كلَّ شرٍّ " وربما "
يكون بخيرٍ لا توفيه وعدها
وأُحْسَبُ مَولاها كما يَنْبغي لها
و إني من فرطِ الإطاعة ِ عبدها
ترى في لساني ما تشاءُ من التقى
ومِنْ حَسَناتٍ، ثمّ فعليَ ضدُّها
و أهوى سبيلاً لا أرى سالكاً " بها "
كأنِّيَ أَقلاها وَغيري يَوَدُّها
وأَنسى ذُنوباً لي أتتْ فاتَ حصرُها
حسابي وربّي للجزاءِ يَعُدُّها
أُقِرُّ بها رَغماً وليس بنافعي
وقد طُويتْ صُحْفُ المعاذير جَحْدُها
ولمّا تراءَتْ لي مَغبَّة ُ قبحِها
وعُرِّيَ عن دار المجازاة ِ بُرْدُها
تَنَدَّمتُ لمّا لم تكُنْ لي ندامة ٌ
فألاَّ وفي " كفيَ " لو شئتُ ردها ؟
ولم أرَ كالدُّنيا تصُدُّ عن الّذي
يودُّ محبوها فيحسنُ صدها
و تسقيهمُ منها الأجاجَ مصرداً
وكيفَ بها لو طابَ للقوم عِدُّها؟
تعلَّقتُها وَرْهاءَ للخَرْقِ نسجُها
وللمنع ما تُعطي وللحلِّ عقدُها
يدالُ الهوى " فيها " مراراً من الحجى
و يقتادها صغراً كما شاء وغدها
و ما أنصفتنا تظهرُ الصفحَ كلهُ
لجانٍ وفيما لا ترى العينُ حقدها
أراها على كلِّ العيوبِ حَبيبة ً
فيا لِقلوبٍ قد حشاهُنَّ وُدُّها
وحبُّ بني الدُّنيا الحياة َ مُسيئة ً
بهمْ ثلمة ٌ بالنفسِ أعوزَ سدها
ألا يا أُباة َ الضَّيمِ كيفَ اطَّباكُمُ
وغيرُكُمُ يغترُّهُ الرِّفْدُ رِفْدُها؟
و كيف رجوتمْ خيرها " وإزاءكمْ "
طلائحُ أرْداهُنَّ بالأمس كدُّها؟
وقد كنتمُ جرَّبتُمُ غِبَّ نفعِها
و جرعكم كأسَ المراراتِ شهدها
تعاقبَ فيكمُ حرها بعد بردها
فما ضَرَّها لو حَرُّها ثَمَّ بردُها؟
ولو لم تُنِلْكمُ كارهينَ نعيمَها
لما ضركم كلَّ المضرة ِ جهدها
سَقَى اللهُ قلباً لم يَبِتْ في ضلوعِهِ
هواها ولم يطرقْ نواحيهِ " وجدها "
ولم يَخشَ منها نحسَها فيبيتُهُ
على ظَمأٍ إلاّ محيّاهُ سعدُها(29/14)
تخفف من أزوادها ملءَ طوقهِ
فهانَ عليه عند ذلك فقدُها
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إنْ كانَ طيفُك زارنا
إنْ كانَ طيفُك زارنا
رقم القصيدة : 24546
-----------------------------------
إنْ كانَ طيفُك زارنا
فلقد تجنّبنا طويلا
علَّلتُمُ بطُروقكُمْ
ومحالكم قلباً عليلا
ما كان يرضى بالكثيـ
ـرِ وبعدكمْ رضيَ القليلا
فهو الغداة َ كفاقدِ
أحبابَه نَدَب الطَّلولا
أوجدتموه إلى الأما
نى فى لقائكمُ السّبيلا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> سَئِمتُ مُقامي في الغبينة ِ مُغْمَدا
سَئِمتُ مُقامي في الغبينة ِ مُغْمَدا
رقم القصيدة : 24547
-----------------------------------
سَئِمتُ مُقامي في الغبينة ِ مُغْمَدا
يراوحني فيها الملامُ كما غَدا
ألا إنّ جارَ الذلَّ من بات يتقي
سناناً طريراً أوْ حساماً مهنداً
و ما خفية ُ الإنسان إلاّ غباوة ٌ
وخوفُ الرَّدى للمرءِ شرٌّ منَ الرَّدى
تركتُ الهويني للردى َّ وإنني
إذا غار مغترٌّ بها كنتُ منجدا
و أي مرادٍ لم أنلهُ بعزة ٍ ؟
فأنفسُ حظي منه أنْ يتبعدا
و ما شعفي بالحرب إلاّ لأنني
أرى السيفَ أهدى والكريهة أقصَدا
سقى اللهُ قلبي ما أعَفَّ عنِ الهوى
و أقسى على نأي الحببِ وأجلدا
و إني متى ضنَّ الصديقُ بقربهِ
أكنْ منه أسخَى بالبِعادِ وأجْوَدا
أرَى الهمَّ يرميني إلى كلِّ غاية ٍ
ومَن لي بأَنْ ترضَى هموميَ مَقصَدا؟
لَعَلِّيَ أنْ ألقَى مِنَ النّاسِ واحدًا
يكون على حرَّ المطالبِ مسعدا
وهيهاتَ، أعيا العزُّ كلَّ مُغامرٍ
و أفنى على الدنيا مسوداً وسيدا
إذا اللهُ لم يُدنِ الفتى مِن مُرادِهِ
فما زاده الإقدامُ إلاّ تبعدا
وسرٍّ حجبتُ النّاسَ عنه كأنّما
قذفتُ به في لجة البحر جلمدا
وداريتُ عنه صاحبي وهْوَ دائبٌ
ينازعهُ عرضُ الحديثِ إذا بدا
عذوليَ ما أخشى جناية َ كاشحٍ
إذا الحزمُ واراني خَفيتُ عنِ العِدَى
لحا اللهُ هذا الدَّهرَ تأتي حظوظَهُ
خطاءَ ويغشى ضيمه متعمدا(29/15)
إذا نلتُ منه اليومَ حالاً حميدة ً
أبى فتقاضاني ارتجاعتَها غَدا
تنقلنا الأيامُ عن كلَّ عادة ٍ
و تبدلنا من موردِ العيشِ موردا
ولو كنتُ موفورَ الحياة ِ منَ الأذى
على نبواتِ الدهرِ كنتُ مخلدا
وهوَّنَ ما ألقَى منَ الدَّهرِ أنَّهُ
تَعمَّدني بالغدر فيمنْ تعمَّدا
و ليستْ حياة ُ المرءِ إلاَّ شرارة ً
و لا بدّ يوماً أنْ تناهى فتخمدا
أما ووجيفِ العيسِ تنضو شفاهها
لغاماً تحلاهُ الأزمة ُ مزبدا
ونهضة ِ أبناءِ اللّقاءِ لخُطَّة ٍ
تجرُّ مماتاً أو تقلدُ سؤددا
لقد ألصقتني " بالحسين " خلائقٌ
أعدنَ قديمَ المجدِ غضاً مجددا
هو المرءُ إنْ قلَّ التقدم مقدمٌ
وإِنْ عزَّ زادٌ في العشيرة ِ زوَّدا
أبيٌّ على قولِ العوازلِ سمعهُ
إذا أعرضوا دون الحفيظة ِ والندا
وأرْوَعَ من آل النبيِّ إذا انتمى
أصابَ علياً والداً ومحمدا
" كرامٌ " سعوا للمجد من كلَّ وجهة ٍ
كما بسطوا في كلّ مكرمة ٍ يدا
و ما فيهمُ إلاَّ فتى ما تلبستْ
بهِ الحربُ إلاّ كان عَضْبًا مجرَّدا
وقاؤُك من صَرْفِ الرَّدى كلُّ ناكلٍ
إذا صَدمَتْهُ النّائباتُ تَبَلَّدا
جَريءٌ إذا ما الأمنُ أَخلى جَنانَه
فإنْ رابه ريبٌ تولى وعردا
وأنتَ الّذي لا يثلمُ الرُّعبُ شدَّه
و قد لفتِ الخيلُ السوادَ المشردا
و كنتَ متى لاذتْ بنصرك بلدة ٌ
ضممتَ إليها قطرة َ أسحمَ أربدا
رجالاً كأمثال الأسنة ِ " ركزا "
وخيلاً كأمثالِ الأعنَّة ِ شُرَّدا
ولا أمنَ إلاّ أنْ تُرَدَّ صدورُها
منَ الطَّعنِ يسحَبْنَ القَنا المتقصِّدا
طوالعَ من ليلِ العجاجِ كأنَّما
زَحَمْن الدُّجَى عنهنَّ حتّى تقدَّدا
وقد سلبَ الإقدامُ لونَ جُلودها
وأَلْبسَها بالطَّعن ثوبًا مورَّدا
و يومٍ طردتَ العدمَ عنه كأنما
طردتَ به جُندًا عليك مجنَّدا
ولم تُلقَ إلاّ باسطًا مِن يمينهِ
ببذلِ الندى أو ضارباً فيه موعدا
هنيئاً لك العيدُ المخلفُ سعدهُ
عليك منَ النَّعماءِ ظِلاًّ مُمدَّدا
ولا زلتَ فيه بالغاً كلَّ إِرْبَة ٍ(29/16)
و لا زال مكروراً عليك مرددا
تهُبُّ رياحُ الجوِّ حولكَ كلُّها
نَسيمًا ويطلُعْنَ الكواكبُ أَسْعُدا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أسيفَ الدّين قد حَمَّلتَ ظهري
أسيفَ الدّين قد حَمَّلتَ ظهري
رقم القصيدة : 24548
-----------------------------------
أسيفَ الدّين قد حَمَّلتَ ظهري
عَوارفَ لا أُطيقُ لها احتمالا
ثقائلَ لو حملنَ على شرورى
لزال بها شرورى أوْ لمالا
هززتُك صارماً لم ينبُ عنّي
لأمرٍ ما ارتضيتُ له الرّجالا
فكنتَ إلى َّ أسرعَ من غمامٍ
تبجّسَ أو مسيلَ الشّعبِ سالا
ولمّا أنْ سألتُك في مُهمٍّ
وجدتك قد سبقتَ به السّؤالا
ومهما كنتَ لى درعاً حصيناً
فما أخشى المثقّفة َ الطّوالا
وإما كنتَ لي جبلاً منيعاً
فلم ينل العدا منّى منالا
وإِنَّك من أُناسٍ إنْ أغذُّوا
بطرقش الفضل لم يجدوا الكلالا
فإنْ تقصُرْ فإنَّ لها وشيكاً
كما تهواه أمثالاً طوالا
ولمّا حزتمُ أملى أمرتمْ
لسانى أنْ يقول لكمْ فقالا
ومن لم يدخّرْ عنّى فعالاً
كريماً كيف أذخُرُه المُقالا؟
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قلْ للذي راحَ بعزٍّ واغتدَى
قلْ للذي راحَ بعزٍّ واغتدَى
رقم القصيدة : 24549
-----------------------------------
قلْ للذي راحَ بعزٍّ واغتدَى
يسحبُ منه مِطْرَفاً مورَّدا
صنيعَ مَنْ يطمعُ أنْ يُخلَّدا:
جمعتَ ما لابدّ أن يبددا
إنْ لم يزُلْ في يومِهِ زالَ غَدا
يا جامعاً لغيره محتشدا
نَضَدتَ مالاً هل نَضَدتَ أمَدا؟
سيّانِ مَنْ سار يجرُّ العَدَدا
ومن يَظَلُّ واحداً مُنفرداً
كلاهما مفارقٌ ما وَجدا
وصائرٌ ما يقتنيهِ قِدَدا
وإنْ أتاهُ حَتفُه لا يُفْتدَى !
هيهات ما أغفلنا عنِ الهدى
وأوضحَ الحقَّ لنا لو قُصدا!
كم نركبُ الوَعْرَ ونَفْري الجدَدَا
ونأخذُ الغيَّ ونُلْقي الرَّشَدا!
وكم يَرى الراؤون فينا الأَوَدا
قد آن في زهيدِنا أنْ نَزْهدا
وبعد جَورٍ قد مضَى أنْ نقصِدا
وأنْ نُرى عنِ الدَّنايا حُيَّدا(29/17)
صبراً عن الوردِ وإنْ طال الصدى
إنْ فاتَني العِدُّ أبيتُ الثَّمَدا
و لستُ أرضى بالهجانِ النقدا
أما ترى زماننا ما أنكدا ؟
كأنَّنا إذا سألناهُ الجِدا
نُرْحِلُ منه بازلاً مُقيَّدا
أو نَجتلي الشّمسَ بعينَيْ أرْمَدا
أوْ نَمتري النّارَ بزَنْدٍ أصلَدا
وصاحبٍ أيقظني ورَقَدا
و رام أنْ يصلحني " فأفسدا "
يحسُدني ولا أرى أن أُحسَدا
بات يلاحيني على بذلِ الندا
فقلتُ لمّا لامَني وفَنَّدا
مصوباً وتارة ً مصعدا
أليس عدلاً بالغنى أنْ أحمدا
بتنا بذاتِ العلمين سهدا ؟
نرقُبُ في ليلٍ طويلٍ أَسودا
كأنَّما ذرَّ علينا الإِثْمِدا
أو كان بالطُّولِ لِزامًا سَرْمدًا
فجرًا كمصقولِ الغِرارِ جُرِّدا
كأنما الأفقُ به إذا بدا
حال لجيناً لونهُ وعسجدا
و إنما " ننشد " أوتارَ العدى
بكلَّ عريانِ العذارِ " أمردا "
ذي همَّة ٍ لم تَرمِ إلاّ صُعُدا
إذا احتذَى بالحمدِ يومًا وارتدَى
ومدَّ بالبيضِ أوِ السُّمرِ يدا
لم يدنُ من حيزومه خوفُ الردى
أسُؤددًا ولا أرومُ سُؤدُدا
وما قضيتُ في الأعادي مَوعِدا؟
و لم أرمْ طولَ الحياة ِ البلدا
مجتمعاً أحسبُ هماً صردا
مُزَمَّلاً بكلِّ وِتْرٍ مُكْمَدا
موطئاً للمثقلاتِ الكتدا
منْ شاء أنْ يعدوَ في ما لي عدا
نَهْضًا فقد أمكنَ ألاَّ تَقْعُدا
و استلَّ للفرصة ِ نصلاً مغمدا
ورِدْ حياضَ العزِّ فيمن وردا
فمنْ بغى َ المجدَ " بجدٍّ " أيدا
العصر العباسي >> البحتري >> لنا صاحب ظالم ما يزا
لنا صاحب ظالم ما يزا
رقم القصيدة : 2455
-----------------------------------
لنا صاحب ظالم ما يزا
ل يدنسنا بالجليس الوسخ
يكلفنا ود ذي أبنة
إذا ما رأى الأير يوماً ربخ
يصافحه بعد قبض عليـ
ـه ملآن من سلحه متلطخ
يريد ليخرج من قلبه
حلاوة وجد به قد رسخ
إذا وتد العبد في ظهره
تسامى بخرطومه أو شمخ
فتبا له أيما رفعه
رآها لمن نيك حتى بذخ
يسر فيأشر أو يزدهى
إذا قام في يده وانتفخ
سرور الموالى بقمر عليه
أديل أخيراً بشاه ورخ(29/18)
حديث البغاء وأسبابه
ويخرج من غيره منسلخ
ويطري ولاء بني هاشم
وما عظمه فيهم بالممخ
فكيف ينكب عن مذهب
إذا ما تعاطى سواه شدخ
جماد من البرد لم ينحلل
ونيء من البلد لم ينطبخ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أما تَرى الرُّزْءَ الذي أقبلا
أما تَرى الرُّزْءَ الذي أقبلا
رقم القصيدة : 24550
-----------------------------------
أما تَرى الرُّزْءَ الذي أقبلا
حمَّلَ قلبي الحَزَنَ الأثقلا؟
بليتُ والسّالمُ رهنٌ على
قضيَّة ِ الدَّهر بأنْ يُبْتَلى
مُجَرَّحاً لا حاملٌ جارحي
بكفّه رمحاً ولا منصلا
يقرعُ مروى بأكفّ الرّدى
يردعنى من قبل أنْ ينزلا
وإنْ تأمَّلتُ أوانَ الرَّدى
رأيتُ ليلاً دونه أليلا
كأنَّني أعشى وإنْ لم أكنْ
أعشَى منَ الأمرِ الذي أَثْكلا
يا بؤسَ للإنسان في عيشهِ
يسلُّ منه أوّلاً أوّلا
يَنْأَى عنِ الأهل وما ملَّهمْ
ويُبدلُ الحيَّ وما استبدلا
بين ترى فى ملإ داره
حتّى تراه فى صعيدِ الملا
فقلْ لقومٍ زرعُهمْ قائمٌ:
زرعكمْ لابدَّ أنْ يختلى
وقلْ لمن سُرَّ بتخويلهِ
خوّل منْ يأخذ منْ خوّلا
وقلْ لماشٍ في عِراصِ الرَّدى
أنسيتَ من يستعثر الأرجلا
أسْمَنَك الدَّهرُ فلم تخشَه
وإنَّما أسمنَ مَن أهزلا
إنْ تلفهِ للمرءِ مستركباً
فهو الذى تلقاه مستنزلا
أوْ صانَهُ عن بذلهِ مرَّة ً
فهو الذى يرجع مستبذلا
فلا يغرَّنْك وميضٌ لهُ
ما لاح فى الآفاقِ حتّى انجلى
ولا تصدّقْ مائناً دأبهُ
أن يكذبَ القولَ وأنْ يبطلا
وكلّنا يكرع صرفَ الرّدى
إمّا طويلَ اللَّبْثِ أو مُعْجَلا
فما الذي يُجْزِعُ من طارقٍ
إنْ لم يزرْ يوماً فما أمْهلا؟
نعى إلى قلبى َ شطراً له
منه حقِّه أنْ يلقمَ الجندلا
فقلتُ ما أحسنتَ بلْ يا فتى
ما أحسنَ الدَّهرُ ولا أجملا
يا دهرُ كم تنقل ما بيننا
مَن ليس نَهوى فيه أن ينقلا؟
تأخذُ مِنّا واحداً واحداً
بل تأخذ الأمثلَ فالأمثلا
أفنيتَ بالأمسِ شقيقاً له
فانظرْ إلى حَظِّك ما أجزلا
قعدتَ تستهلكُ ما حُزتَه(29/19)
صبراً فصبرٌ غاية ُ المبتلى
قالوا تسلَّ اليومَ عن فائتٍ
فقلتُ : بعداً لفؤادٍ سلا
لا تعذلوا المعولَ حزناً له
فخيرُكم مَن ساعدَ المُعْوِلا
أيُّ فتى ً فارقنا غَنْوَة ً
رُحِّلَ عنّا قبلَ أن نَرحلا
لا الجِدُّ مملوكٌ لديه ولا
يخاف فى الخلوة ِ أنْ يهزلا
وذو عفافٍ كلّما سامه
ذو الغشِّ منه مرَّة ً قال: لا
لا تألفُ الرّيبة ُ أبوابه
يا غائباً عنّى ولولا الرّدى
ما غاب عنّى الزّمنَ الأطولا
سَرْبَلَني ما لابديلٌ له
وربَّما استبدل مَن سَربلا
لا أخطأتْ قبرَك هطّالة ٌ
ولا عداك المُزْنُ إنْ أسبلا
وجانبٌ أنتَ به ساكنٌ
لا عدمَ القطرَ ولا أَمْحلا
ولا يزلْ والجدبُ فى غيره
مروّضاً حوذانه " مبقلا "
وامضِ إلى حيث مضى معشرٌ
كانتْ لهم فى الدّرجاتِ العلا
وصرْ لما صاروا فأنت الذى
أعددتهمْ فى حذرٍ موئلا
فهمْ شفيعٌ لك إنْ زلَّة ٌ
كانتْ وإنْ بعضُ عثارٍ خلا
وجنّة ُ الخلدِ لهمْ إذنها
وموقداتُ النّارِ لا للصّلا
وحبّهمْ والفوزُ فى حبّهمْ
أخرجَ مَن أخرجَ أو أدخلا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أما رأيتَ ضُحَيّا
أما رأيتَ ضُحَيّا
رقم القصيدة : 24551
-----------------------------------
أما رأيتَ ضُحَيّا
أُدْمَ الركائبِ تُحْدَى ؟
يردنَ نجداً وما اشتا
قَ مَن عليهنَّ نَجْدا
و فوقهنّ وجوهٌ
مثلُ النجومِ تَبدَّى
يغربن " بدراً " ويطلعـ
ـنَ بالإيابة سعدا
وقد تجلَّدْتُ حتّى
يخالني القومُ جلدا
وما رَدِيتُ وممَّا
أودّ أني أردى
قل للقلاصِ خفافاً
يخدنَ بالظعنِ وخدا
تخالهنُّ سراعاً
ربداً يبارين ربدا
بمنْ حملتنّ وجدي
وما حملتنَّ وجْدا؟
حلفتُ بالبيتِ جاءوا
إليهِ ركضاً وشدا
مطوفين عليه
تقى كهولاً ومردا
والواردين ظِماءً
من ماءِ زَمْزَمَ رَغْدا
و البائتين بجمعٍ
لاقين في الله جهدا
يُقلِلْنَ من مَرْوِ جَمْعٍ
للرَّمْيِ زَوجًا وفَرْدا
لهمْ أناملُ عيضتْ
من جِلدها ثَمَّ جِلْدا
و بالنحائرِ تلقى
عندَ الجِمارِ فتُرْدَى(29/20)
تهدى إلى اللهِ براً
والبِرُّ للهِ يُهدَى
و واقفي عرفاتٍ
يرجون للهِ رفدا
ما أنْ تَرَى ثَمّ إلاّ
ربًّا لعبدٍ وعبدا
عدُّوا الّذي كان منهمْ
واستنفروا منه عَدَّا
لقد خلفتُ ألوفًا
للناس عهداً وودا
و ما تعاطيتُ هزلاً
ولا تعافيتُ جِدًّا
ولا صددتُ بوجهي
عمنْ جنى ليَ صدا
ولا تَجاوزتُ قصدًا
و لا تعديتُ حدا
ولا وهبتُ وِدادًا
وَسُمتُ مُعطاهُ رَدّا
يا أوثقَ الناسِ عقداً
و أعذبَ الناسِ وردا
لا راعَهمْ منكَ بَينٌ
و لا أروا منك بعدا
فما استطاعوا لفضلٍ
آتاك ربك جحدا
سلوك طوراً ولكنْ
للسلّْ صانوك غمدا
فإنْ ضربتَ فماضٍ
قدّ الضريبة َ قدا
ما زلتَ فيهمْ سناناً
ـدٍ الّذي جَلَّ مَجْدا:
و ما أردتَ على الهو
لِ نجدة ً منك جندا
فإنْ رموا كنتَ ترساً
وإنْ ورَوْا كنتَ زَنْدا
و إن دجوا كنت صبحاً
وإنْ ضَحَوْا كنتَ بَرْدا
خذْ ملءَ كفيك من عا
مِكَ الّذي جاء رِفْدا
و ما وعدتَ به خذْ
و من يد الدهرِ نقدا
ما كنتَ تمطُلُ وَعْدًا
فكيفَ تُمطَلُ وَعْدا؟
و استشعرِ النجحَ درعاً
والبِسْ من اليُمْنِ بُرْدا
و عشْ فما العيشُ إلاّ
ما كانَ رَحْبًا ورَغْدا
يُراحُ بابُكَ فينا
قصداً إليه ويغدى
و اخلدْ فخلدك أوفى
منا علينا وأجدى
و لا يزلن نيوبُ الـ
ـخطوبِ حولك دردا
و لا رأينا لشيءٍ
نهواه عندك فقدا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أَمَلَلْتَني وزعمتَ أنْـ
أَمَلَلْتَني وزعمتَ أنْـ
رقم القصيدة : 24552
-----------------------------------
أَمَلَلْتَني وزعمتَ أنْـ
ـك خائفٌ منّى الملالهْ ؟
وأطعتَ فى َّ وما أطعـ
ـتَ محرّفاً أبداً مقالهْ
وعلمتَ منّى ما علمـ
ـتَ فلِمْ علمتَ على الجهالَهْ؟
يا منْ جفانى فى الضّحى
وأَزارني وهْناً خيالَهْ
وحُرِمتُ منه صحيحَهُ
وقبلتُ مضطرّاً مُحالَهْ
هل ضامنٌ منكمْ لنا
ضمن الجميل فما بدا لهْ ؟
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أبَتْ زَفَراتُ الحبِّ إلاَّ تَصعُّدا
أبَتْ زَفَراتُ الحبِّ إلاَّ تَصعُّدا(29/21)
رقم القصيدة : 24553
-----------------------------------
أبَتْ زَفَراتُ الحبِّ إلاَّ تَصعُّدا
ويأبَى لهيبُ الوجْدِ إِلاّ توقُّدا
و لم أرَ منْ بعد الذين تشردوا
لأغنينا إلاّ رقاداً مشردا
تذكَّرتُ بالغَوْرينِ نَجْدًا ضَلالة ً
ومن أين ذكرى غائرِ الدَّارِ مُنْجِدا؟
مضَى البينُ عنّا بالحياة ِ وطِيبها
فلم يبق بعد البين شيءٌ سوى الردى
فقلْ للّذي يَنوي الفراقَ وعندَهُ
بأني مطيقٌ في الفراق التجلدا
وَ عدتَ ببينِ يسلبُ العيشَ طيبه
فما كان ذاك الوعد إلاّ توعدا
وما كانَ عندي أن يُفرَّق شَملُنا
و يبعدُ عن داري العميدُ تعمدا
و ما سرني أنْ سرتَ عني وأنني
مقيم بأرضي أو تغيبَ وأشهدا
سيرحمني من كان بالأمسِ حاسدي
وما عادَلَ المرحومُ فيك المُحسَّدا
و أبقى وحيداً بعد أنْ كنتُ ثانياً
وَ منْ ذا بعيدَ الأنسِ يرضى التوحدا ؟
وما زلتُ دهرًا بالتفرُّقِ قانعًا
فما زلتَ بي حتّى كرهتُ التفرُّدا
هززتُك سيفًا ما انْثَنى عن ضَريبة ٍ
مَضاءً كما أنّي نَقدتُك عَسْجَدا
وكان الّذي بَيني وبينَكَ كلّهُ
وداداً وفي كلَّ الرجالِ توددا
فإنْ لم يكن سنخٌ يؤلفُ بيننا
فقد ألَّفَتْ فينا الموَّدة ُ مَحتِدا
وَ منْ قربته دارُ ودٍّ مصححٍ
إليَّ فلا كانَ المقرِّبُ مَولِدا
و ما كنتُ أخشى أنني فيك أبتلي
وتُخرِجُ عن كَفَّيَّ منكَ المهنَّدا
وأُسقَى بكَ العذبَ النَّمِيرَ ويَنْثني
فراقك يسقيني الأجاجَ المصردا
ولو لم تَرُحْ عنِّي لما كنتُ بالّذي
أُبالي بناءٍ راحَ عنِّيَ أوغَدا
و قد زادني منك النظامُ كأنهُ
رياضٌ بأعلى الحزنِ جاد لها الندى
و قلدني منا وما كنتُ قبله
وجدك ما بين الرجالِ مقلدا
و لو أنني أنشدتهُ نغماً به
معَ الصُّبحِ أطربتُ الحَمامَ المغرِّدا
كأنيَ لما أنْ كرعتُ زلاله
كرعتُ زلالاً من سحابٍ على صدى
فخُذْهُ كما شاءَ الودادُ وشِئتَهُ
نظاماً على مرّ الزمانِ منضدا
هو الماءُ طوراً رقة ً وسلالة ً
وإنْ شئتَ طَورًا قوَّة ً كان جَلْمَدا(29/22)
و لما دعوتَ القولَ مني سمعته
وكانَ لمنْ يبغيهِ نَسْرًا وفَرْقَدا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لم تدعْ لى نوبُ الأيّامِ فى الخلقِ خليلا
لم تدعْ لى نوبُ الأيّامِ فى الخلقِ خليلا
رقم القصيدة : 24554
-----------------------------------
لم تدعْ لى نوبُ الأيّامِ فى الخلقِ خليلا
خَلْقِ خليلا
أنا صِفْرٌ مِن أخلاّ
ئى وما كنتُ ملولا
فمتى يسمحُ لي الدّهْـ
ـرُ وقد كان بخيلا
بخليلٍ جبتُ فى تحصيلهِ البعدَ الطّويلا
ـصيلهِ البُعدَ الطَّويلا
أخذته منّى الأقـ
ـدارُ صَعْباً وذَلولا
وطَوَتْه عَنِّي الأرْ
ضُ اغتصاباً وغُلولا
فمتى استبدلتُ عنه
لم أجدْ عنه بديلا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> هذي المصيبة ُ ما أبقتْ لنا أبداً
هذي المصيبة ُ ما أبقتْ لنا أبداً
رقم القصيدة : 24555
-----------------------------------
هذي المصيبة ُ ما أبقتْ لنا أبداً
صبراً عليها ولا خلتْ لنا جلدا
جاءتْ ولا هَمَّ في قلبي ولا كَمَدٌ
فلم تَدَعْ فيهِ إلاّ الهمَّ والكَمَدا
يا سعدَنا لم يجِدْ فيكَ الزّمانُ وقد
بلاك موضعَ إخشاعٍ وقد وجدا
انظر إلى الدهرِ لما أنْ ألمَّ بنا
من أيِّ بابٍ إلى مَكروهنا قَصَدا؟
جبَّ السنام الذي كنا نصولُ به
أفادَ بأنْ أبقَى شَوًى ويَدا
أنكَى بأفرسِ مَنْ ناجيتُه قَدَرٌ
جارٍ وأفرسِ مَن حاذرتُ منه رَدَى
و الموتُ إنْ لم يزرْ يوماً ففي غدهِ
و المرءُ إنْ لم يرحْ سعياً إليه غدا
لو يستطيع الذي يهوى البقاءَ له
فداءه بالتي في جنبهِ لفدى
و لو أطاف الذي قيدتْ مشافرهُ
إلى ورودِ حياضِ الموتِ ما وردا
و ما أرى الصبرَ لي رأياً فأسألهُ
والقصدُ يُغْري به مَن كان مُقْتصدا
و لستُ أرضى له قولاً وفي كبدي
جمرُ المصيبة ِ ما أغضى ولا خمدا
فإنْ أفقتُ فعندي كلُّ قافية ٍ
تترى وقد ضمن الإنجازَ من وعدا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا طالبَ الدّنيا على ذلٍّ بها
يا طالبَ الدّنيا على ذلٍّ بها
رقم القصيدة : 24556(29/23)
-----------------------------------
يا طالبَ الدّنيا على ذلٍّ بها
أعززْ على بأن أراك ذليلا
ما لي أراك حَمَلْتَ في طلب الغِنَى
- ولربّما صغرتْ يداك - ثقيلا
لو كنتَ تعقلُ أو تشاورُ عاقلاً
كان الكثير وقد ذللتَ قليلا
ذلَّ امرؤ جعلَ المذلَّة َ دهرَهُ
طلبَ المغانمِ منزلاً مأهولا
عدِّ المطامعَ كيفَ شئتَ وخذْ بها
مِلْءَ اليدين منَ العفافِ بديلا
وإذا فجعتَ بماءِ وجهك لم يُفِدْ
إنْ نلتَ من أيدى الرّجال جزيلا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> سَقاني ولم أستَسْقِهِ فضلَ خَيرِهِ
سَقاني ولم أستَسْقِهِ فضلَ خَيرِهِ
رقم القصيدة : 24557
-----------------------------------
سَقاني ولم أستَسْقِهِ فضلَ خَيرِهِ
فلم يسقني إلاّ الذعافَ المصردا
و ما زال يدعوني إلى دارِ وصلهِ
فلمّا دنوتُ الدّارَ ولَّى وعَرَّدا
فماذا على من خانني في ودادهِ
إذا لم يكنْ منه الودادُ توددا
و لو كان يجني مخطئاً لعذرتهُ
ولكنّه يجني عليَّ تعمُّدا
و إنيَ ممنْ نبا عنه منزلٌ
و أنكرَ مثواه نآه فأبعدا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لعنة ُ الله على منْ
لعنة ُ الله على منْ
رقم القصيدة : 24558
-----------------------------------
لعنة ُ الله على منْ
كانَ بالودِّ بخيلا
وإذا آثرَ نَيْلاً
كان للشَّرِّ مُنيلا
وإذا جرَّبتَ منه
مضرباً كان كليلا
وكثيراً فإذا استَنْـ
ـصرتهُ عاد قليلا
وجميلَ الوجهِ لو كنْـ
ـتَ ترى منه الجميلا
وصحيحاً فإذا سـ
ـيمَ ندًى كان عليلا
ليس حظّى وهوَ حظّى
فى الورى إلاّ قليلا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> فخراً فإنك من قومٍ إذا افتخروا
فخراً فإنك من قومٍ إذا افتخروا
رقم القصيدة : 24559
-----------------------------------
فخراً فإنك من قومٍ إذا افتخروا
مَدُّوا إلى كلِّ نجمٍ في السَّماءِ يدا
مُحَسَّدينَ وهذا الفضلُ مَرْقَبة ٌ
تجرّ قدماً على طلاعها الحسدا
لمّا رأينا سَجايا منهُمُ سُمعتْ(29/24)
كأننا ما رأينا منهمُ أحدا
العصر العباسي >> البحتري >> لك الخير ما مقدار عفوي وما جهدي
لك الخير ما مقدار عفوي وما جهدي
رقم القصيدة : 2456
-----------------------------------
لكَ الخيرُ ما مقدارُ عَفوِي، وَما جُهدي،
وآلُ حَميدٍ عِنْدُ آخِرِهمْ عِندِي
تَتابَعَتِ الطّاءَانِ طُوسٌ وَطَيَّءٌ،
فقُلْ في خُرَاسانٍ، وَإن شئتَ في نجدِ
أتَوْني بِلا وَعْدٍ، وَإنْ لمْ تَجِدْ لهمْ
بَرَاحَهُمُ، رَاحوا جَميعاً على وَعْدِ
وَلمْ أرَ خِلاًّ كالنّبيذِ، إذا جَفَا
جَفَاكَ لَهُ خِلاّنُهُ، وَذَوُو الوِدّ
وَمِمّا دَهَى الفِتْيَانَ أنّهُمُ غَدَوْا
بِآخِرِ شَعْبانٍ، على أوّلِ الوِرْدِ
غَداً نُحرَمُ المَاءَ القَرَاحَ، وَتغتَدِي
وُجُوهٌ مِنع اللّذّاتِ، باديَةَ الفَقدِ
أعِنّا على يَوْمٍ نُشَيّعُ لَهْوَنَا
إلى لَيْلَةٍ، فيها لَهُ أجَل مُرْد
فَلَسْتُ أعدُّ كَمْ يَدٍ لك سمّحتُ
يَدَيّ، وَمجْدٍ منكَ شَيّدَ لي مَجدِي
وَما النّعمَةُ البيضَاءُ في شِرْكةِ الغنى،
بَلِ النّعمَةُ البَيضَاءُ في شرْكةِ الحمدِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> دعِ الغِنى لبنيهِ
دعِ الغِنى لبنيهِ
رقم القصيدة : 24560
-----------------------------------
دعِ الغِنى لبنيهِ
إنْ شئتَ أنْ لا تذلاّ
كم ذا تعلِّقُ ظِلاًّ
مزايلاً مضمحلاّ ؟
إنْ أنتَ أعرضتَ عنه
جثا إليك وحلاّ
وإنْ رآك حريصاً
عليه يوماً تَولَّى
مَنْ فكّ رِبْقَة َ حِرْصٍ
فإنَّما فكَّ غُلاّ
ومَنْ يجلُّ صنيعاً
كانَ الأعزَّ الأجلاّ
منْ ملَّ حملَ ثقيلٍ
من الرّجالِ أملاّ
ومن تكثَّرَ يوماً
بالنّاسِ ذلَّ وقلاّ
لا تطلبنَّ دواءً
للداءِ كان المعلاّ
ولا تبعْ بحرامٍ
من المعيشة ِ حلاّ
للَّهِ نَدْبٌ جريءٌ
رأى الغبينة َ ذلاّ
وعَدَّ ما في يديهِ
ثِقْلاً عليهِ وكَلاّ
واستلّ بين رجالٍ
من العَضيهة ِ سَلاَّ
ما العيشُ إلاّ كبرقٍ
أو عارضٍ يتجلَّى
يعطيك جزءًا ويأبى
شحّاً فيأخذ كلاّ(29/25)
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> سَقى اللهُ الّتي طردَتْ وِسادي
سَقى اللهُ الّتي طردَتْ وِسادي
رقم القصيدة : 24561
-----------------------------------
سَقى اللهُ الّتي طردَتْ وِسادي
و كانتْ لي معاصمها وسادا
جلعتُ وقد خلعتُ نجادَ سيفي
غدائرها لعاتقيَ النجادا
فإنْ يكُ مُنْصُلي عَضْبًا حَديدًا
فإنَّ لحسْنِها نُصُلاً حِدادا
فما أدري وقد قضيتُ نحبى
أغيا كان ذلك أمْ رشادا ؟
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا أسمُ إنَّ صبابتي
يا أسمُ إنَّ صبابتي
رقم القصيدة : 24562
-----------------------------------
يا أسمُ إنَّ صبابتي
بك لو أويتِ لها طويلهْ
وأخذتنى بذنوبِ شيـ
ـبٍ لم تكنْ لى فيه حيلهْ
نزلتْ شَواتي وَخْطَة ٌ
منه أحاذرُها نزيلَه
وقضى الشّبابُ وليته
لمّا قضى لم يقضِ غيلهْ
كان الشّبابُ وسيلتى
فالآنَ ما لي من وسيلَهْ
لكِ مِنَّة ٌ يومَ الفرا
ق - وقد وقفتِ لنا - ثقيلهْ
وأسَوْتِ بالتَّوديعِ في
يومِ النَّوى نفساً عليلَهْ
وأنلْتِ منك عطيَّة ً
ما كنتِ قبلُ لها مُنيلَهْ
هي عند مَن حَمَل الغرا
مَ كثيرة ٌ وهيَ القليلَهْ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> تلومُ وقد لاحَتْ طوالعُ شَيبِي
تلومُ وقد لاحَتْ طوالعُ شَيبِي
رقم القصيدة : 24563
-----------------------------------
تلومُ وقد لاحَتْ طوالعُ شَيبِي
وما كنتُ منها قبلَ ذاكَ مُفنَّدا
فحسبكِ من لومي وإلاّ فبعضه
فما ابيضَّ إلاَّ بعضُ ما كانَ أسودا
ولا تُلزميني اليوم عَيبًا بصبغة ٍ
" ستكتسبيها " إنْ بقيتِ لها غدا
ولو خُلِّدتْ لي حالة ٌ معْ تَولُّعِ الـ
ـلَيالي بأَحوالي لكنتُ المخلَّدا
ولو لم أشِبْ أو تَنتقِصْنيَ مُدَّة ٌ
لكنتُ على الأيّامِ نَسْرًا وفَرْقَدا
وإنَّ المشيبَ فِدْيَة ٌ من صغيرة ٍ
أبِيتُ بها صِفْرًا منَ النّاسِ مُفْردا
أوسدُ بالصفاحِ لا منْ كرامة ٍ
وإنّي غنِيٌّ وَسْطَها أنْ أُوَسَّدا
فلا تنفري يا نفسُ يوماً من الردى(29/26)
فما أنتِ إلاّ في طريقٍ من الردى
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قلْ لقومٍ ما لكمْ فيـ
قلْ لقومٍ ما لكمْ فيـ
رقم القصيدة : 24564
-----------------------------------
قلْ لقومٍ ما لكمْ فيـ
ما قضى الرّحمان حيلهْ
كانتِ النيّاتُ منكمْ
كلّها غيرَ جميلهْ
رمتُمُ الغِيلة َ، والمُغْـ
ـتالُ من يذهب غيلهْ
ومودَّاتٌ لكُمْ ما
تتْ وقد كانت عليلهْ
ربّ من يرجع بالنّقـ
ـصِ وقد أمَّ الفضيلهْ
لم تكنْ دولتكمْ إلاّ كما نهوى فليلهْ
كما نَهوى قَلِيلَهْ
فخذوها حسرة ً تبـ
ـقى على الدّهر طويلهْ
لمردّيكمْ وشيكاً
منّة ٌ فينا جزيلهْ
ما ضربتمْ يومَ جدّلـ
ـتُمْ بأسيافٍ كَليلَهْ
لا ولا جادتْ عليكمْ
بالرّدى كفٌّ بخيلهْ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا هلْ أتاها كيف حزنيَ بعدها
ألا هلْ أتاها كيف حزنيَ بعدها
رقم القصيدة : 24565
-----------------------------------
ألا هلْ أتاها كيف حزنيَ بعدها
و أنّ دموعي لست أملك ردها ؟
تفيضُ على عينٍ مَرى الوجدُ ماءَها
ولم تستطعْ أنْ يغلِبَ الصَّبرُ وجدَها
غزيرة ُ أنواءِ الجفونِ كأنَّها
تَناهتْ إلى بعضِ البِحار فمدَّها
وقد كنتُ من قبلِ الفراقِ أهابُه
كما هابَ ظلمانُ الصريمة ِ أسدها
و أشفقُ مما لا محالة َ واقعٌ
و هلْ للمنايا قادرٌ أن يردها ؟
كأنيَ لما أنْ سمعتُ نعيها
أناخَ على الأحشاءِ فارٍ فقَدَّها
و لم أستطعْ في رزئها عطَّ مهجتي
و أجللتهُ عن أنْ أمزق بردها
و مما شجاني أنني لم أجد لها
على خبرتي شبئاً يهون فقدها
و أنيَ لما أن قضى اللهُ هلكها
على قلبيَ المحزونِ بُقِّيتُ بَعْدَها
حَنى يومُها الغادي كهولَ عَشيرتي
على جَلَدٍفيهمْ وشيَّبَ مُرْدَها
و حطّ الرجالَ الشمَّ من كلَّ شامخٍ
يلاقون بالأيدي من الأرض جلدها
و قلص عنها العزّ ما فدحتْ به
فتحسبُ مولاها من الذلَّ عبدها
فكم كبدٍ حرى تقطع حسرة ً
وكم عبرة ٍ قد أقرحَ الدَّمعُ خَدَّها
حرامٌ - وقد غيبتِ - عنيَ أن أرى(29/27)
منَ الخلقِ إلاَّ نظرة ً لن أودَّها
و سيانِ عندي أنْ حبتني خربدة ٌ
بوصلٍ يرجى أو " حبتني " صدها
وهيهاتَ أنْ أُلْفى أُرقِّحُ صَرْمَة ً
وأطلبَ من دارِ المعيشة ِ رَغْدَها
ومن أينَ لي في غيرِها عِوَضٌ بها
وقد أحرزتْ سُبْلَ الفضائلِ وحدَها؟
أُسامُ التسلِّي وهْوَ عنِّي بمعزلٍ
وكيف تُسامُ النَّفْسُ ما ليسَ عندَها؟
وبينَ ضُلوعي يا عذولُ نوافذٌ
أبى العذلُ والتأنيبُ لي أنْ يسدها
و ودي بأنَّ الله يومَ اخترامها
تخرَّمَ من جنبيَّ ما حازَ وُدَّها
وإنِّيَ لمّا غالها الموتُ غالني
فبعدًا لنفسي إذْ قضَى اللهُ بُعدَها
أفي كلَّ يومٍ أيها الدهرُ نكبة ٌ
تكدُّ حيازيمي فأحملُ كدَّها؟
بلغتُ أشُدِّي، لا بلغتُ وجزتُهُ
وأعجلتَها مِن أنْ تجوزَ أشُدَّها
ففزتُ بأَسْنَى ما حَوَتْهُ رَواجِبي
و جاوزت في أمَّ المصيباتِ حدها
فيا قلبُ لمْ أنتُ الجليدُ كأنما
تحادثك الأطماعُ أنْ تستردها ؟
و ما كنتُ أهوى أنك اليومَ صابرٌ
ويدعوك فتيانُ العشيرة ِ جَلْدَها
أليس فراقاً لا تلاقيَ بعده
وغَيبة َ سَفْرٍ لا يُرجّون وفْدَها؟
أَلا فالبسِ الأحزانَ لِبسة َ قانعٍ
بأثوابه لا يبتغي أن يجدها
وصمَّ عنِ المُغْرينَ بالصَّبرِ، إنَّهمْ
يُطَفّون نارًا ألْهبَ اللهُ وقْدَها
و قبلكَ ما نال الزمانُ معلقاً
بأجبالِ رضوى " يرتعي ثمّ مردها "
" تواعدَ " في شماءَ يرقبُ مزنة ً
تصوبُ عليه أعذبَ اللهُ وردها
وتلقاهُ خُلْوًا لا يطالعُ رِيبة ً
و لا يتقي خطءَ الليالي وعمدها
و داءُ الردى أفنى ظباءَ سويقة ٍ
وطَيَّرَ عن أجزاعِ تَدْمُرَ رُبْدَها
و أفضى إلى حجبِ الملوكِ ولم يخفْ
" شباها " ولم يرقبْ هنالك حشدها
يسير إليها كلَّ يومٍ وليلة ٍ
على مهلٍ منه فبيسبقُ شَدَّها
وكم عُصبة ٍ باتتْ بظلِّ سَعادة ٍ
تخطفها " أو " أولج النحسَ سعدها
وهدَّمها مَنْ كان شادَ بناءَها
و جردها من كان أحكمَ غمدها
سلامٌ على أرضِ الطفوف ورحمة ٌ
مَرى اللهُ سُقياها وأضرمَ زَنْدَها(29/28)
ولا عَدِمتْ في كلِّ يومٍ وليلة ٍ
حفائرُها من جنَّة ِ اللهِ رِفْدَها
فكمْ ثَمَّ من أشلاءِ قومٍ أعدَّها
ليعطيَها ما تَبْتَغي مَنْ أعدَّها
و للهِ منها حفرة ٌ جئتُ طائعاً
فأودعتُ ديني ثمَّ دنيايَ لحدها
و وليتُ عنها أنفضُ التربَ عن يدٍ
نفضتُ ترابَ القبرِ عنها وزَندَها
و لم يسلني شيءٌ سوى أنّ جارتي
قضى الله بعدي أن تجاور جدها
وإنِّيَ لمّا أنْ شققْتُ ضَريحَها
إزاءَ شهيدِ الله أنجزتُ وعْدَها
وكيفَ تخافُ السَّوءَ يومَ حِسابِها
و قد جعلتْ من أجندِ اللهِ جندها ؟
وتمسِكُ في يومِ القيامة ِ منهمُ
بحُجْزَة ِ قومٍ لا يُبالونَ حدَّها
يَقونَ الّذي والاهُمُ اليومَ حَرَّها
ويُعطونَه عَفْوًا كما شاءَ بَرْدَها
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لك الّليلَ بعد الذّاهبين طويلا
لك الّليلَ بعد الذّاهبين طويلا
رقم القصيدة : 24566
-----------------------------------
لك الّليلَ بعد الذّاهبين طويلا
ووفدَ همومٍ لم يردن رحيلا
ودمعٍ إذا حبَّستَه عن سبيله
يعود هتوناً فى الجفون هطولا
فيا ليتَ أسرابَ الدموع التي جرتْ
أسون كليماً أو شفين غليلا
أخالُ صحيحاً كلَّ يومٍ وليلة ٍ
ويأبى الجوَى ألاّ أكونَ عليلا
كأنّي وما أحببتُ أهوى مُمَنَّعاً
وأرجو ضنينا بالوصالِ بخيلا
فقُل للذي يبكي نُؤَيَّا ودِمْنَة ً
ويندبُ رسماً بالعراءِ مَحيلا
عدانى دمٌ لى طلّ بالطّفِ إنْ أرى
شجيّاً أبكّى أربعاً وطلولا
مصابٌ إِذا قابلتُ بالصَّبرِ غَرْبَه
وجدتُ كثيرى فى العزاءِ قليلا
ورزءٌ حملتُ الثّقلَ منه كأنّنى
مدى الدّهر لم أحملْ سواه ثقيلا
وجَدتُمْ عُداة َ الدِّين بعدَ محمّدٍ
إلى كَلْمِه في الأقربينَ سبيلا
كأنّكمُ لم تنزعوا بمكانه
خشوعاً مبيناً فى الورى وخمولا
وأيّكمُ ما عزّ فينا بدينه ؟
وقد عاشَ دهراً قبلَ ذاك ذليلا
فقل لبنى حربٍ وآلِ أميّة ٍ
إذا كنتَ ترضى أن تكون قؤولا :
سللتمْ على آلِ النبى ّ سيوفه
مُلِئْنَ ثُلوماً في الطُّلى وفلولا(29/29)
وقُدْتُمْ إلى مَن قادكمْ من ضلالكمْ
فأخرجكمْ من وادييهِ خُيولا
ولم تغدروا إلاّ بمن كان جدّه
إليكمْ لتحظوا بالنّجاة ِ رسولا
وتَرضون ضدَّ الحزم إن كان ملككُم
بَدِيناً وديناً دِنْتموه هزيلا
نساءِ رسولِ اللَّه عُقْرَ دياركمْ
يرجّعن منكمْ لوعة ً وعويلا
لهنّ ببوغاءِ الطّفوف أعزة ٌ
سُقوا الموتَ صِرْفاً صبية ً وكهولا
كأنّهُمُ نُوّارُ روضٍ هَوَتْ بهِ
رياحٌ جنوباً تارة ً وقبولا
وأنجمُ ليلٍ ما علوْنَ طوالعاً
لأعيننا حتّى هبطن أفولا
فأيُّ بدورٍ ما مُحينَ بكاسفٍ
وأى ُّ غصونٍ مالقين ذبولا
أمن بعد أن أعطيتموه عهودكمْ
خِفافاً إلى تلك العهود عُجولا؟
رجعتمْ عن القصد المبين تناكصاً
وحلتمْ عن الحقّ المنير حؤولا
وقعقعتمُ أبوابه تختلونه
ومن لم يردْ ختلاً أصاب ختولا
فما زلتمُ حتّى جاب نداءَكمْ
وأى ُّ كريمٍ لا يجيب سؤولا ؟
فلمّا دنا ألْفاكُمُ في كتائبٍ
تطاولن أقطار السّباسب طولا
متى تكُ حَجْزَة ٌ أو كحجزة ٍ
سمعتَ رُغاءً مُضْعفاً وصهيلا
فلم يُرَ إلاّ ناكثاً أو مُنكِّباً
وإلاّ قَطوعاً للذِّمامِ حَلولا
وإلاّ قَعوداً عن لِمام بنَصْرِهِ
وإلاّ جبوهاً بالرّدى وخذولا
وضغنَ شغافٍ هبّ بعد رقاده
وأفئدة ً ملأى يفضنَ ذحولا
وبيضاً رقيقاتِ الشّفار صقلية ً
وسمراً طويلاتِ المتون عُسولا
ولا أنتمُ أفرجتُمُ عن طريقهِ
إليكمْ ولا لمّا أراد قفولا
عزيزٌ على الثَّاوي بطَيْبَة َ أَعْظُمٌ
نُبِذْنَ على أرض الطُّفوف شُكولا
وكلُّ كريمٍ لا يلمّ بريبة ٍ
فإنْ سِيمَ قولَ الفحشِ قالَ جميلا
يذادون عن ماءِ الفراتِ وقد سقوا الـ
ـشَهادة َ من ماءِ الفرات بديلا
رُموا بالرَّدى من حيثُ لا يحذرونه
وغُرُّوا وكم غَرَّ الغُفولُ غَفولا
أيا يومَ عاشوراءَ كم من فجيعة ٍ
على الغُرِّ آلِ الله كنتَ نَزولا!
دخلتَ على أبياتهمْ بصابهمْ
ألا بِئسما ذاك الدُّخولُ دُخولا
نزعتَ شهيدَ اللَّه منّا وإنَّما
نزعتَ يميناً أو قطعتَ قليلا(29/30)
قتيلاً وجدنا بعده دينَ أحمدٍ
فقيداً وعزّ المسلمين قتيلا
فلا تبخسوا بالجور من كان ربّه
بَرجْعِ الذي نازَعتموه كفيلا
أُحبُّكُمْ آلَ النبيِّ ولا أرى
وَإنْ عذلوني عن هوايَ عَديلا
وقلت لمن يلحى على شغفى بكم
وكم غيرِ ذي نُصحٍ يكونُ عَذولا
روَيْدَكُمْ لا تَنْحلوني ضلالَكمْ
فلن تُرحِلوا منّي الغَداة َ ذَلولا
عليكم سلامُ الله عيشاً وميتة ً
وسَفْراً تطيعون النَّوى وحُلولا
فما زاغ قلبى عن هواكم ، وأخمصى
فلا زلّ عمّا ترتضون زليلا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> متى أرى الدهرَ قد آلت مصايرهُ
متى أرى الدهرَ قد آلت مصايرهُ
رقم القصيدة : 24567
-----------------------------------
متى أرى الدهرَ قد آلت مصايرهُ
إلى الذي كان مألوفاً ومعهودا
كم ذا أرى كلَّ مذمومٍ ولستُ أرى
بين الورى أبدَ الأيامِ محمودا
قالتْ: أراكَ بِهَمٍّ لا تفارقُهُ!
فقلتُ: همِّي لأنِّي ظَلْتُ مَجهودا
إنْ شئتَ عزاً بلا ذلٍ يطيفُ بهِ
فاقطَعْ منَ الحرصِ حَبلاً كانَ مَمدودا
خذْ كيفَ شئتَ عن الأقطار قاطبة ً
واطلبْ منَ الرِّزق مطلوبًا ومَوْجودا
فلستَ تأخذُ إلاّ ما سبقتَ بهِ
و لا تبدل بالمجدودِ مجدودا
مضى الثِّقاتُ فلا عينٌ ولا أثرٌ
وأُورِدوا من حياضِ الموتِ مَوْرودا
و اصبحوا كهشيمٍ بات في جلدٍ
بعاصفاتٍ من النكباءِ مكدودا
فما أُبالي وقد فارقْتُهُمْ غَبَنًا
شحاً من الدهرِ في نفعٍ ولا جودا
ولا أضُمُّ يَدًا منِّي بغيرِهمُ
و لا أودُّ من الأقوامِ مودودا
ولا أخافُ على مَن كان بعدَهُمُ
نَحسًا وسعدا ولا بِيضًا ولا سُودا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> جلبَ البرقُ لقلبي
جلبَ البرقُ لقلبي
رقم القصيدة : 24568
-----------------------------------
جلبَ البرقُ لقلبي
إذ سَرى بَرْحاً طويلا
سلّ للعينين فى جنـ
ـح الدّجى سيفاً صقيلا
وهداني في سُرى اللّيـ
ـلِ - وقد جرتُ - السّبيلا
وأراني من بعيدٍ
ذلك الحيَّ الحُلولا
وخياماً حلهنَّ الـ(29/31)
ـحسنُ صَعْباً وذَلولا
كلّما استبدل منّى
لم أردْ منه بديلا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إنّا نُعَلَّلُ كلُّنا بمحالِ
إنّا نُعَلَّلُ كلُّنا بمحالِ
رقم القصيدة : 24569
-----------------------------------
إنّا نُعَلَّلُ كلُّنا بمحالِ
ونُفَرُّ بالغدواتِ والآصالِ
وكأنّنا نرعى القواءَ من الطّوى
أبداً ونكرع من ظماً فى آلِ
يهوى الفتى طول البقاء ودونه
ولعُ الرّدى وتعرّضُ الآجالِ
وتقوده آماله ووراءها
قدرٌ يحطّم غربة َ الآمالِ
والمرءُ بين مصيبة ٍ فى النفس أو
فى الأهل أو فى الحال أو فى المالِ
ولئنْ عفتْ عنه الحوادثُ إنَّهُ
رهنٌ لبعض تقلُّبِ الأحوالِ
وسجيّة ٌ للدّهر فى أبنائهِ
إلحاقُ كلِّ مؤثّلٍ بزوالِ
لله مفتقدٌ تحيّف فقدهُ
من جانبى َّ وحزّ فى أوصالى
وأصمَّ ناعيهِ الغداة َ مَسامعي
ورمى سوادَ جوانحى بخبالِ
وأزارني وفدَ الهموم يسمْنَني
شططَ المنى فينلن كلَّ منالِ
وأباتنى قلقَ الوساد كأنّنى استبطنتُ للجنبين شوكَ سيالِ
ـتَبْطَنْتُ للجنبين شوكَ سَيالِ
يبدو غرامى والتّجلّدُ مقصدى
ويجيبنى دمعى بغير سؤالِ
ومتى طلبتُ الصَّبر عنهُ وجدتُه
في حَيِّزِ الإعوازِ والإقلالِ
يا نازحاً غدرتْ به غدّارة ٌ
لا يُتَّقَى مكروهُها بنزالِ
طالتْ به أيدى الخطوب ورزؤه
أبقى ذرا العلياء غير طوالِ
رفعوا جوانبَ نعشهِ فكأنَّما
رَفعوا بهِ جَبلاً منَ الأجبالِ
وطووا عليه صفائحاً ما نضّدتْ
إلاّ على الإنعامِ والإفضالِ
وأرَوْهُ غيرَ مضاجعٍ لدَنيَّة ٍ
ونَعَوْه غيرَ مدنَّسِ الأذيالِ
وتصدّعوا عن جانبيه وإنّه
عطنُ الوفودِ ومجمع الأقوالِ
من " للذّمارِ " إذا الفحولُ " تهادرتْ "
وخلطن بين تخبّطٍ وصيالِ ؟
منْ للوفود تصامتوا عن حجّة ٍ
مَنْ للخصومِ تفاغَروا لجدالِ؟
منْ " للضّريك " إذا غدا فى أزمة ٍ
صِفْرَ اليدين وراحَ بالأموالِ؟
مَنْ للجيوش يقودُها فيُعيدُها
محفوفة ً بالسَّبْيِ والأنفالِ؟
منْ للخيولِ يثيرها " مقورّة َ "(29/32)
مثلَ الدّبى هاجتهُ ريحُ شمالِ ؟
منْ للقنا يروى صدورَ صعاده
في كلِّ رَوْع من دمِ الأبطالِ؟
منْ للسّيوف يفلّ حدَّ شفارها
بالضَّربِ بينَ كواهلٍ وقلالِ؟
كشفَتْ بطونُ الأرضِ شمسَ ظهورِها
واستضجعتْ جوّاً لها فى جالِ
هيهات ضلّ عن القضاءِ وصرفهِ
كيدُ الشُّجاعِ وحيلة ُ المحتالِ
أأبا عليَّ لن تُراعَ بمثِلها
فاصبرْ لها ولَصَبْرُ غيرِك غالِ
يا حاملَ الأثقالِ ما حُمِّلْتَه
ثِقلٌ وليس كسائرِ الأثقالِ
فذدِ الدّموع عن الجفون وطالما
جمدتْ فلم تقطرْ على الأهوالِ
ومتى طَوع عنك السُّلوُّ سبيلَهُ
فالبِسْ لمن يلقاك ثوبَ السّالي
وتعزَّ عمَّنْ لا يُعزَّى بعدَهُ
إلاّ مكارمُ أبقيتْ ومعالى
العصر العباسي >> البحتري >> أمرتجع مني حباء خلائف
أمرتجع مني حباء خلائف
رقم القصيدة : 2457
-----------------------------------
أمُرْتَجَعٌ مِنّي حِبَاءُ خَلائِفٍ،
تَوَلّيْتُ تَسييرَ المَديحِ لهمْ وَحدِي
وَلمْ يُشتهر إلاّ الذي قُلتُ فيهِمِ،
وَإنْ رَفَدُوا يَوْماً وَزَادوا على الرِّفْدِ
فإنْ أخَذَ الإيغَارَ أخْذَ صَرِيمَةٍ،
وَدارَتْ عَلى الأقْطاعِ دائرَةُ الرّدِ
وَلمْ يُغْنِ تَوْكيدُ السّجِلاّتِ، وَالذي
تَناصَرَ فيها مِنْ ضَمَانٍ، ومنْ عَقدِ
فَرُدّوا القَوَافي السّائرَاتِ التي خلت
وَما أكْسَبَتكُمْ مِنْ ثَنَاءٍ وَمن مجْدِ
وَشَرْخَ شَبابٍ، قد نضَوْتُ جَديدَهُ
لدَيكم كما يَنضُو الفتى سَمِلَ البُرْدِ
وَما أنا وَالتّقسيطَ، إذْ تَكْتُبُونَني،
وَيُكتَبُ قَبلي جِلّةُ القَوْمِ، أوْ بعدي
سَبيلي أنْ أُعطي الذي تَسألُونني
وَحقي أنْ يُجدي عليّ، وَلا أُجدِي
تعبت رجالاً أطلُبُ المالَ عندَهمْ،
فكَيفَ يكونُ المالُ مُطّلَباً عِندِي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> وخُبِّرْتُها يومَ الْتَقينا بذي النقَّا
وخُبِّرْتُها يومَ الْتَقينا بذي النقَّا
رقم القصيدة : 24570
-----------------------------------(29/33)
وخُبِّرْتُها يومَ الْتَقينا بذي النقَّا
تعجَّبُ من وجدي وما عرفتْ وَجْدا
و تحسبُ أني مدعٍ عندها الهوى
و تعرضُ عن دمعٍ بها أترعَ الخدا
فيا ليتني لم أكسَ منها صبابة ً
كما هي ظنَّتْ لا ولم أعرفِ الجُهدا
و لما قرعنا بالنوى حين غفلة ٍ
تجلدتُ مشتاقاً لتحسبني جلدا
وطارَ بقلبي طائرُ البَيْنِ عن يدي
على أنَّني ما جُرتُ يومَ النَّوى قَصْدا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> رضينا من عدانك بالمطالِ
رضينا من عدانك بالمطالِ
رقم القصيدة : 24571
-----------------------------------
رضينا من عدانك بالمطالِ
ومن جدواك بالوعد المحالِ
وأقنعنا هواك وقد ظمئنا
إلى وِرْدِ الزُّلالِ بكلِّ آلِ
وأنسانا دوامُ الهجر منكمْ
وطولُ النّأى أيّامَ الوصالِ
وكنتِ الزَّوْرَ يطرقُني مساءً
وإنْ منع الضّحى فإلى ظلالى
إلى أن صدّكِ الواشون عنّا
فما نُزدارُ إلاّ في الخَيالِ
إلى كم تطلبين وليس عندي
على الأيّامِ عذراً فى الملالِ ؟
وأشقى النّاسِ من يضحى ويمسى
يُبالي في الهوى مَن لا يبالي
وبيضٍ راعهنَّ البيضُ منّى
فقطَّعْنَ العلائقَ من حِبالي
جعلْنَ الذَّنبَ لي حتّى كأنّي
جنيتُ أذى المشيبِ على جمالي
وليس الشّيب من جهتى فألحى
ولا ردُّ الشّبيبة ِ فى احتيالى
وما أنسى عشيّة َ يومِ " جمعٍ "
ونحنُ نَضُمُّ مُنتشرَ الرِّحالِ
وإذْ أدمُ المطى ِّ معقّلاتٌ
على وادي مِنى ً بيدِ الكلالِ
نساءٌ من بني ثُعَلِ بنِ عمرو
يصبن هناك أفئدة َ الرّجالِ
خرجْنَ إلى المُحَصَّبِ سافراتٍ
وجيدُ اللّيلِ بالجوزاء حالى
يمسنَ بمسقطِ الجمراتِ فينا
كما روَّعْتَ حيّاتِ الرِّمالِ
فحيّاهنَّ ربُّ البيتِ عنّا
وأيّاماً بهنّ بلا ليالِ
سَقى اللهُ المُنَقَّى من محلِّ
وما يحويهِ من سَلَمٍ وضالِ
وكم لى فيه من زمنٍ قصير
بمن أهوى وساعاتٍ طِوالِ!
وأقوامٍ جروا فى كلّ فصلٍ
بلا لجمٍ إلى " عالى " الكمالِ
بأفئدة ٍ إذا احْتَربوا رِزانٍ
وأيمانٍ وأقدامٍ عجالِ(29/34)
وأغلوا فى ندًى ووغى جميعا
وما غبنوا بأَثمانِ المعالي
بدورٌ إنْ سريتَ بهمْ هدوّاً
ففى يدك الأمانُ من الضّلالِ
تناط حمائلُ الأسيافِ منهمْ
بعاتقِ كلِّ مُمتدِّ طُوالِ
هُمُ مَنعوا من المكروه سِرْبي
وساقوا الأمنَ يرتع فى رحالى
وأعدونى وكلُّ اليأسِ عندى
بنصرِهمُ على نُوَبِ اللّيالي
كأنِّي فيهمُ من ذي حِفاظٍ
يلاطم عنك خرصانَ العوالى
تهيب به حفيظته فينزو
كما تنزو السّهامُ بكلّ غالِ
ومولًى علّنى طرقاً أجاجاً
بما أسقيهِ من عذبٍ زُلالِ
هدانٌ لا يريد السّلمَ إلاّ
إذا ما كانَ يجبُنُ عن قتالي
أرى فى وجهه ماءَ التّصافى
وفى أحشائه نارُ التّقالى
يسامينى فتعلينى عليه
أهاضيبُ الرّواسخِ من جبالى
فقل لمُسوِّفٍ ببلوغِ شَأْوي
ويمناهُ تقصِّرُ عن مُنالي
أبنْ لى أين قطرك من سيولى
وأين حضيضُ أرضك من قلالى ؟
وكيف يعدّ بى منْ ليس فيه
لباغي المجد شيءٌ من خِلالي؟
تضنُّ يمينهُ بالنّزر منها
وأسخو للعفاة ِ بكلّ مالى
وليس لوعده أبداً نجاحٌ
ويسبق موعدى أبداً نوالى
ألم ترَ أنّنى أحذو قديمى ؟
وأحذو إنْ حذوت على مثالى
وأدّرعُ الدّجى واللّيلُ خافٍ
وأركب غاربَ الخطبِ الجلالِ
وأكشفُ باطنَ الأمرِ المعمَّى
وأطلعُ في الدَّآدي كالهلالِ
بعرضٍ لا أجود به مصونٍ
ومالٍ لا أضنُّ به مذالِ
سل الأبطالَ عنّى يومَ " سلعٍ "
وسيلُ الموتِ مُنحلُّ العَزالي
إذا عُقِد الغُبارُ الجونُ ليلاً
تَرى فيه الأسنَّة َ كالذُّبالِ
وقد ألقى التَّضاغُطُ كلَّ رمحٍ
فليس الطَّعنُ إلاَّ بالنِّصالِ
ألستُ هناك أسبقَهمْ بضربٍ
وأشفاهمْ لذى الدّاءِ العضالِ ؟
أعد نظراً لعلّك أن تراها
مُنَشَّرة َ النَّواصي كالسَّعالي
تخالُ بها وقدرُ الحربِ تغلي
منَ النَّزَوانِ مسّاً من خَبالِ
وإنَّ جلودها تَهمي نجيعاً
طَلاها اليومَ بالقَطرانِ طالي
وفوقَ ظهورِهنَّ بنو المنايا
إذ لاقَوْا وأبناءُ القتالِ
فيقضي نَحْبَه قلبٌ مُغَنُّى
أضرَّ به أفانينُ المطالِ(29/35)
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قرتْ عيونُ بني النبيَّ محمدِ
قرتْ عيونُ بني النبيَّ محمدِ
رقم القصيدة : 24572
-----------------------------------
قرتْ عيونُ بني النبيَّ محمدِ
بالقادرِ الماضي العزيمة ِ أحمدِ
بموفقٍ شهدتْ له آباؤه
أنْ سوفَ يشتملُ الخلافة َ في غدِ
جاءَتْه لم يُتعِبْ بها في صدرِهِ
همّاً ولا أوْما إليها باليدِ
سبقتْ مخيلتها إليه وأكرمَ الـ
ـنعماءِ طالعة ٌ أمامَ الموعدِ
ولقد علمتُ بأنَّها لا تَنْتضي
إلاّ شبا ماضي الغرارِ مهندِ
لمّا مشَتْ فيه الظُّنونُ وأوسعَتْ
طَمَعاً يروحُ معَ العدوِّ ويَغْتَدي
وتَنازعوا طُرُقاً إليها وعْرَة ً
جاءتْهُ في سَنَنِ الطَّريقِ الأقصدِ
علقتْ بأوفى ساعدٍ في نصرها
وأذبَّ عن مِصباحِها المتوقِّدِ
قَرْمٍ يضيفُ صَرامة َ المنصورِ في
قمعِ العدوَّ إلى خشوعِ المهتدى
كالنّارِ عالية ِ الشُّعاعِ وربَّما
أخفَتْ تضرُّمَها بطونُ الرِّمْدَدِ
يقظٌ يغضُّ جفونه وهمومهُ
من كلِّ أطراف البلادِ بمرصَدِ
فخراً بني العباسِ إنّ قديمكمْ
يأبى على الأيامِ غيرَ تجددِ
شرفٌ يميلُ بيَذْبُلٍ ويَلَمْلَمٍ
و علاً تعرس في جوار الفرقدِ
و هيَ الخلافة ُ موطنٌ لم يفتقدْ
أطوادَهُ وشَرارة ٌ لم تخمُدِ
إنْ نلتها ولكمْ لمجدك عندها
قدمٌ وكم في نيلها لك من يدِ
قد وازنوك فكنتَ أضربَ فيهمُ
ودَعوك للأمرِ الجليلِ فلم تكُنْ
نَزْرَ الفَخارِ ولا قليلَ السُّؤْدُدِ
يا بنَ الّذين إذا احتَبَوْا في مفخرٍ
عصفوا بكلَّ سيادة ٍ لمسودِ
الطاعنو ثغرِ الرجال وعندهمْ
أنّ المسلمَ بالفرارِ هو الردى
وإذا دُعوا لِمُلِمَّة ٍ فكأنَّما
فُجِرتْ لها دُفَعُ الغمام المُزْبدِ
يفديكَ مَنْ يَغْشى بهاؤُك طرفَهُ
من كلِّ رِعْديدِ الجَنانِ مُعرِّدِ
متطاولٍ فإذا عرضتَ للحظهِ
لصقتْ أسرة ُ وجههِ بالجلمدِ
للهِ درك والعجاجُ محلقٌ
والخيلُ تعثرُ بالقَنا المتقَصّدِ
و اليومُ تغدرُ بالمطالعِ شمسهُ
فيطالعُ الدنيا بوجهٍ أسودِ(29/36)
ما إنْ ترى إلاّ جريحاً ينثني
ضَرِج القميصِ على طريحٍ مُقصَدِ
و البيضُ تعلمُ أنها ما جردتْ
بيديك إلاّ من حشاشة ِ معتدِ
و أنا الذي ينمى إليك ولاؤهُ
أبداً كما يُنمَى إليكُمْ مَولدي
ما حاجتي إلاّ بقاؤُك سالماً
تُعلي مَقاماتي وتُدني مَشْهدي
وإذا دنوتُ إلى الرِّواقِ مُسلِّماً
أقذيتَ بي فيه نواظرَ حُسَّدي
وكسوتَ مرتبتي هناك فضيلة ً
تَبقى على عَقِبي بقاءَ المُسْنَدِ
في ساعة ٍ ملآى بكلَّ تحية ٍ
تَنْجابُ عن أفواهِ قومٍ سُجَّدِ
و مواقفٍ عمرَ الجلالُ فناءها
فالحسنُ فيها بالمهابة ِ مُرتَدِ
لا يستطيع الكرفُ يأخذُ لحظها
إلاّ مخالسة ً كلحظِ الأرمدِ
وأحقُّ مَن لبسَ الكرامة َ مُخلصٌ
ما شابَ صفوَ ودادهِ بتوددِ
أثني عليك وبيننا متمنعٌ
صعبُ المرامِ على الرجالِ القصدِ
ولَئِنْ تحجَّبَ نورُ وجهك بُرهة ً
عنِّي فهاتيكَ المناقبُ شُهَّدِي
خُذْها تَقَلَّبُ بينَ لفظٍ لم يَطُفْ
نطقُ الرواة ِ به ومعنى أوحد
غَرّاءَ تستلبُ القَبولَ كأنَّما
جاءتْ تبشرُ صادياً بالموردِ
واسلمْ أميرَ المؤمنين مزَوَّداً
نعماءَ موفورِ الحياة ِ مخلدِ
تفنى القرونُ وطودُ ملكك راسخٌ
في خيرِ منزلة ٍ وأشرفِ مقعدِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما الحبُّ إلاّ موئلُ المتعلّلِ
ما الحبُّ إلاّ موئلُ المتعلّلِ
رقم القصيدة : 24573
-----------------------------------
ما الحبُّ إلاّ موئلُ المتعلّلِ
وبراعة ُ اللاَّحي وطَوْلُ العُذَّلِ
خدعٌ إذا اصطلتِ النّفوسُ بنارها
لم تبقَ فيها مسكة ُ المتجمّلِ
عدْ بالسّلوِّ على الغرامِ فإنّه
أمدُ المشوقِ وعزّة المتذلّلِ
للَّه قلبٌ ما اطمأنَّ به الهوى
إلاّ تلوّمَ مزمعٍ متحمّلِ
لا تحسبَنْ وُدِّي لأوَّلِ راغبٍ
طوعَ العيونِ ونُهزَة َ المتعجِّلِ
فلطالما أعرضتُ عن وجه الهوى
وثنيتُ عن جهة الغوانى كلكلى
أمّا وقد صبغ المشيبُ ذوائبي
للنّاظرين فلاتَ حينَ تغزُّلِ
وأزالَ من خطرِ المشيبِ تَوجُّعي(29/37)
علمى بأنْ ليس الشّبابُ بمعقلى
فلئن جزعتُ فكلُّ شيءٍ مجزعي
ولئنْ أمنتُ فشيمَة ُ المسترسلِ
حسبُ الفتى زمنٌ يقرّب صرفهُ
ما بينَ كلِّ إقامة ٍ وتَرحُّلِ
ممّا يُعلُّ الحزمَ إنْ لم يُرْدِهِ
ظفرُ المقيمِ وخيبة ُ المتوغّلِ
جهدُ " العليمِ " كعفو آخرِ جاهلٍ
والنّجحُ للسّاعى له والمؤتلى
حَتَّى مَ تأنسُ بالحوادثِ همَّتي؟
والدَّهرُ يوحشُ ظِنَّة َ المتأمِّلِ!
ألقى على الأيّامِ وطأة َ حازمٍ
متكشّفِ الأعضاء خافى المقتلِ
ومتى قدرتُ على الزّمان بسطوة ٍ
فعلى أميرِ المؤمنين توكُّلي
بالطّائع اطَّادَتْ مذاهبُ أُمّة ٍ
فَوْضَى على سُنَنِ النبيِّ المرسلِ
نال الخلافة َ وهى أبعدُ مرتقًى
وأقامَ فيها وهْي أكرمُ منزلِ
كملتْ أداة ُ المجد فيهِ وربَّما
كَمَلَتْ رياسة ُ مُخدَجٍ لم يكمُلِ
شِيَمٌ تَبَلَّجُ للعيون وتَنْثني
طرقاتها تدجو على المتقيّلِ
متفاوتُ الطَّعْمينِ أَرْيٌ في فم الـ
ـعافى وللباغى نقيعُ الحنظلِ
كرمٌ تبوَّأ في ظِلالِ شراسة ٍ
كالماء يرتع فى فقار المنصلِ
وإذا تسرّع فى بداية ِ عزمهِ
أخزى بهنّ رويّة َ المتمهّلِ
ماضٍ كحدِّ السَّيفِ إلاّ أنَّهُ
لم تثنِ جرأته جزالة ُ " مفصلِ "
إنْ همّ لم تعقِ الهوينى همّه
كالسّيلِ يلحق محزناً بالمسهلِ
وَكَلوا إليه عُرا الأمور وإنَّما
وَكَلوا السَّماحَ إلى الغمامِ المُسبِلِ
عاذوا بمنخرقِ اليمين مضاؤه
يكفى " العفاة َ " ذريعة َ المتوسّلِ
فإذا سَرَوْا فسناهُ أشرقُ كوكبٍ
وإذا صَدَوْا فنداهُ أعذبُ منهلِ
غيرانُ يدفع عن قرارة ِ دينهمْ
دَفْعَ الأسودِ عن العرينِ المُشبِلِ
متسرِّعٌ للطّالبين إلى الجَدا
ثَبْتُ المقامة ِ في المقامِ الأهولِ
وإذا سألتَ فلم تغالِ ولم تخبْ
وإنْ اشتطَطْتَ أخذتَ ما لم تسأَلِ
نأتِ الظُّنون فليس يهجسُ لامرىء ٍ
فطنٍ من المعروفِ ما لم يفعلِ
وإذا تزاحمتِ الهموم بصدره
جَلَّى غَيابَتَها بهمَّة ٍ فَيصلِ
قلقُ البصيرة ِ إنْ سرتْ أفكاره(29/38)
ظفرتْ بما خلفِ القضاءِ المسدلِ
سامى " البنيّة ِ " فى المكارمِ أسكنتْ
منه الخلافة ُ فى معمٍّ مخولِ
كم قد تجاذَبها الرِّجالُ فلم تَنُخْ
إلاّ على البيتِ الأَعزِّ الأطولِ
لبّتْ نداءكمُ وكم من هاتفٍ
ما سَوَّغَتْه إِصاخة َ المُتَقَبِّلِ
أفضتْ إلى الكنف الخصيب فطالما
كانتْ تقلّبُ فى الخبارِ الممحلِ
لم تلتئمْ بأكفّكمْ حتّى رأتْ
تصديعكمْ فيها رءوس الزّمّلِ
يفديكَ مَن شَرِقتْ بمجدك نفسُه
شرقَ المذانبِ بالغوادى الهطّلِ
رويتْ بفيص نوالك الخضل النّدى
" فتبوّعتْ " فى بشرك المتهلّلِ
ولقد بلوك على الزّمان فصادفوا
عَضْباً غنيّاً عن يمين الصَّيْقَلِ
لا يبعدُ اللهُ انْصلاتك للعِدا
عجلاً تدهده جحفلاً فى جحفلِ
مُتوقِّداً في هَبْوَتي ذاك الدُّجى
متهجّماً فى ضيقِ ذاك المدخلِ
إذْ لا جرىء َ البأسِ إلاّ محجمٌ
حيرانُ يخبطُ حَيْرة ً بتأمُّلِ
والخيلُ قد عفَّى النَّجيعُ حُجولها
حتى لأشكل مطلقٌ بمحجّلِ
ولكمْ رميتَ أخا مروقٍ هزّه
أَشَرُ الجِماحِ بعزمة ٍ كالمِسْحَلِ
لا تستقلُّ بماضِغَيْهِ فتنكفي
إلاّ وغاربه ضجيعَ الجندلِ
أَمُساوري الأضغانِ هل من غاية ٍ
ما طالَها؟ أم فاضلٍ لم يفضُلِ؟
لا تُحرجوهُ بالعُقوقِ فتأخذوا
من سخطه بزمام أمرٍ معضلِ
ملاّكمُ البالَ الرّخى َّ وكنتمُ
ثاوين بين " تلدّدٍ " وتقلقلِ
أطغاكُمُ خَفضُ الأناة ِ ودونها
نقمٌ تعدّل " جانبَ " المتزيّلِ
ما غرّكمْ إلاّ تغاضى خادرٍ
مُتيقِّظِ العزماتِ عادي الأنصُلِ
إنْ يغتفرْ لا ينتقمْ أو ينتقمْ
لا يصطلمْ أو يصطلمْ لا ينكلِ
خَلّوا السَّبيلَ لشمسِ كلِّ دُجُنَّة ٍ
كثفتْ وموضحِ كلِّ خطبٍ مشكلِ
يا كاليءَ الإسلامِ ممَّن رامَهُ
ومقيمَ أحكامِ الكتاب المنزلِ
أقصَى مُرادي أنْ أَراكَ وإنَّها
أمنية ٌ حسبى بها لمؤمّلِ
تتساقط الحاجات عند بلوغها
عن كلّ قلبٍ بالعلاءِ موكّلِ
هل لى إلى الوجه المحجّبِ نظرة ٌ
ترمي بِصيتي فوقَ ظهرِ الشَّمْأَلِ؟(29/39)
أجْلوا بها صدأَ الشُّكوكِ إذا اعترتْ
دونى وأسكن ظلّها فى المحفلِ
أُثني وما هذا الثَّناءُ لمجتَدٍ
فلذاك أبعدُ عن مقالِ المبطلِ
لا درَّ درُّ الانتجاعِ فإنّه
دَنَسٌ لثوبِ المعتفي والمفضلِ
هيهات يبلغك المديحُ وإنّما
أحظَى بفضل الجاهد المُتَغلغلِ
أسلفتنى النّعماءَ فى أهلى معاً
فمتى ينوءُ بعبء حقِّك مِقْوَلي؟
ومددتَ من ضبعى ْ أبى فتركته
يزرى بمنزلة ِ السّماكِ الأعزلِ
أوطأته قللَ العداة وإنّها
قُلَلٌ مؤهَّلَة ٌ لوقعِ الأرجلِ
لمّا استطارَ البغيُ في آنافِهمْ
وتَنَكَّبوا سُنَنَ السَّبيل الأمثلِ
أمطرتهمْ غلواءَ بأسٍ ردّهمْ
يتدارسونَ بلاغة َ المتنصِّلِ
لم يَغْنِ إنْ دبُّوا بعذرٍ بعدَها
ركبوا بذنبِهُم قوادمَ أجدَلِ
لا زلتَ تَستقضي الدُّهورَ مُحكَّماً
فى النّائباتِ منيعَ ظهرِ المعقلِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أتارِكي أَتَلافَى اليأسَ بالأملِ
أتارِكي أَتَلافَى اليأسَ بالأملِ
رقم القصيدة : 24574
-----------------------------------
أتارِكي أَتَلافَى اليأسَ بالأملِ
وراجعي أتقاضَى الحزمَ بالزَّلَلِ؟
لا تحملنّى على وعرٍ فأركبهُ
ولو توسَّمتَ منه طلعة َ الأجلِ
ولا تعلنّنى رنقاً فألفظهُ
ولو لوجهٍ يراه النّاسُ للقبلِ
واستبقِ صمتى لمغرورٍ أقمتُ له
ظهرَ الرَّجاءِ على رِجْلٍ من العِلَلِ
دَعني يغمَّدُ حلمي ما انْتَضَتْ هِمَمي
أولا فهاك جوابى خذه من أسلى
إنْ لم أذَرْك تُلاقيني فَتُنْكرني
فلا أطاعتْ سيوفى أصعبَ القللِ
ولا حملتُ القنا فى يومِ معركة ٍ
وصارمتنى ظهورُ الخيل عن مللِ
أأنتَ أشجعُ أم دهرٌ يسالمنى ؟
ويشرئبُّ إلى بِشْرِي فدعْ أملي
ألقى إلى َّ زماناً كان يجعله
حِبالة ً لاقتناصِ الفارسِ البطلِ
وقال: قُدْني إلى ماشئتَ أسْعَ لهُ
يا مالكاً مالكَ الأرقابِ والدُّوَلِ
وما احتفلتُ بشيءٍ ظلَّ يبذلهُ
لأنَّ أكثرَ منه في يديَّ ولي(29/40)
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما خامرَ الرِّزقُ قلبي قبلَ فَجْأَتِهِ
ما خامرَ الرِّزقُ قلبي قبلَ فَجْأَتِهِ
رقم القصيدة : 24575
-----------------------------------
ما خامرَ الرِّزقُ قلبي قبلَ فَجْأَتِهِ
و لا بسطتُ له في النائباتِ يدي
كم قد ترادَفَ لم أحفِلْ زيادَتَهُ
و لو تجاوزني ما فتَّ في عضدي
إن أسْخَطِ الأمرَ أُدركْ عنهُ مُضطَرَباً
و إنْ أردْ بدلاً من مذهبٍ أجدِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما زالَ يخدعُني باللَّطفِ والحِيَلِ
ما زالَ يخدعُني باللَّطفِ والحِيَلِ
رقم القصيدة : 24576
-----------------------------------
ما زالَ يخدعُني باللَّطفِ والحِيَلِ
حتّى استجبتُ على كرهٍ إلى الغزلِ
لله قلبُ عميدٍ خرَّ مُنْجدلاً
لمّا رأتْهُ لحاظُ الأعينِ النُّجُلِ
ما كانَ هذا الهوى لي في الحسابِ ولا
هذي الصبَّابة ُ لولا الحسنُ من عملي
جاءَ الهَوى عَرَضاً لم أجنْهِ بيدي
كأنَّه ليسَ منِّي وهْو من قِبَلي
ناشدْتُكمْ أن تقرُّوا مِن قلوبِكُم
فبينَ جنبيَّ قلبٌ ما تَحَيَّزَ لي
كم قد نصحتُ لعذّالى وقلتُ لهمْ
عذلتمُ اليومَ مشغولاً عن العذلِ
يعصيكُمُ قلبُهُ الغاوي ومن خَجَلٍ
يطيعكمْ لفظهُ قولاً بلا عملِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قد هويناهُ ناقضاً للعهودِ
قد هويناهُ ناقضاً للعهودِ
رقم القصيدة : 24577
-----------------------------------
قد هويناهُ ناقضاً للعهودِ
وضَنيناً بالوعدِ والموعودِ
و رضينا ما كان منه وإنْ أرْ
مضنا من تجنبٍ وصدودِ
يَمطُلُ الشيءَ في يديهِ وزادَ الـ
ـمَطْلَ لؤماً أنْ كانَ بالمجودِ
يا خليليَّ والرَّكائبُ يطلُعْـ
ـنَ من تهائمٍ ونجودِ
وقفة ً في زَرودَ، فالقلبُ يَهْوى
منكمُ وقفة ً بحبليْ زرودِ
فزرودٌ مما أودُّ وإن كا
ـلُكَ فينا بالنّائلِ المكدودِ
و هناك الغرامُ أضحى وإنْ أوْ
دي زرودٌ وأهلهُ غيرُ مودِ
و ظباءٌ غنينَ بالنظمِ في الميـ
ـسمِ عن نظمِ لؤلؤٍ في عقودِ(29/41)
كسنا بارقٍ تعرض وهناً
في حواشي بعضِ الليالي السودِ
أبياضٌ مجددٌ في سوادٍ ؟
- كان قدماً - لا مرحباً بالجديدِ
يا لحاكُنَّ مَنْ رماكُنُّ بالحُسْـ
لتقرننا بغيرِ جنودِ
قلما ضركنّ من شعراتٍ
كنَّ يوماً على الوَقارِ شُهودي
لبهاءِ الملوكِ والدين والدو
لة ِ شكري والفَرْطُ من تَمْجيدي
و بجدٍّ منه أروح وأحرا
رُ " المعاني " وإنْ غمضنَ عبيدي
فأتاني منه كريمٌ تولى
مدَّ ضبعي حتى أقامَ قعودي
ودعاني ولو سِواهُ دعاني
ـبَ عليه في فَيلقٍ من حَديدِ
غافلاً عن مواهبٍ منكَ وافَيْـ
بعد ما كنتُ ثاوياً في أناسٍ
أرتعي منهمُ جميمَ الحقودِ
نشدوا الحالَ حيثُ ساءَ فإنْ كا
ن جميلاً فليس بالمنشودِ
وبتشريفك الّذي يرفَعُ النّا
سِ طُرّاً فمن يكونُ نَديدي؟
و إذا " زارهُ " العفاة ُ أصابو
هُ مرادَ الندى ومحنى العودِ
بين عانٍ في القيد غير طليقٍ
وقَتيلٍ بالسَّيفِ غيرِ شهيدِ
أَشِبٍ بالقنا يُخالُ وأَبنا
ءُ المنايا فيه عرينُ أسودِ
ورجالٍ لا يحفِلون إذا ما
رئموا الضيمَ حفلة ً بالوعيد
كصلالِ الرِّمالِ أو كذئابِ الـ
ـقاعِ رُقشاً هَبَيْنَ بعدَ رُكودِ
كلَّ مسترسلٍ إلى القرنِ ثبتٍ
للمنايا كالصخرة ِ الصيخودِ
مُنْتَمٍ إنْ لَزَزْتَهُ عندَ جُرثو
مة ِ فخرٍ منها إلى خيرِ عودِ
لا اقتربْنا إلاّ إِليك ولا زُرْ
ناكَ إلاَّ عن سيبكَ المورودِ
و قضى اللهُ في عطاياك منه
وعَطاياك عندَنا بالمزيدِ
ثُمّ نَادى في دارِ مُلْكِكَ: يا دا
رُ أقيمي محروسة ً لا تبيدي
ومِنَ الآنِ فاستَمِعْ لندائي
باياديك كلَّ " بيتٍ " شرودِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> وقوفى َ فى ذا الورى الخاملِ
وقوفى َ فى ذا الورى الخاملِ
رقم القصيدة : 24578
-----------------------------------
وقوفى َ فى ذا الورى الخاملِ
وقوفُ المَشُوقِ إلى العاذلِ
تصافح سمعى َ أقوالهمْ
ولا يرجعون إلى طائلِ
فعرضُ البلاد على العارفين " أضيقُ " من مهجة ِ الباخلِ
ـنَ أضيقُ من مهجة ِ الباخِلِ(29/42)
ومن صدّ عن مثل أفعالهمْ
" كمنْ صدّ عن كفّة الحابلِ "
ولمّا خبرتُ جميعَ البلا
دِ لم أَرَ أضيعَ من عاقِلِ
ولولا ذوو النّقصِ فى دهرنا
لَمَا عُرفَ الفضلُ للفاضِلِ
تعاظم منّى َ ما أبتغيهِ فما إنْ أعلّلُ بالباطلِ
فما إنْ أُعلَّلُ بالباطلِ
وعوّدتُ قلبى فراقَ الحبيـ
فما حنَّ شوقاً إلى راحلِ
يُعيِّرُني الضِّ
يقَ أهلُ اليَسارِ
وما العزّ إلاّ لمنْ لا ترا
هُ عينُك في موقفِ السائِلِ
إذا ما رأى الخِصْبَ عندَ اللّئا
مِ أقامَ على البلد الماحلِ
وظلّ وبالك كلُّ " الرّخى ِّ "
منَ المجد في شُغُلٍ شاغِلِ
وكيف أضِنُّ على شاكرٍ
بظلِّ يفارقُني زائلِ؟
إذا لم يفارقك فى عامهِ
فأنتَ المفارقُ من قابلِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا طيفُ أَلاَّ زُرتَنا بسَوادِ
يا طيفُ أَلاَّ زُرتَنا بسَوادِ
رقم القصيدة : 24579
-----------------------------------
يا طيفُ أَلاَّ زُرتَنا بسَوادِ
لما " تصرعنا " حيالَ الوادي
ما كانَ ضرَّك والوُشاة ُ بمعزِلٍ
عنا جميعاً لو طرقتَ وسادي ؟
والرّيُّ فيكَ وقد صَدَدْتَ فقل لنا
- منا علينا - كيف ينقعُ صادِ ؟
من أجلِ أنّكَ تَسْتَبينُ على الكَرى
أهوى الرقادَ ولاتَ حين رقادِ
و الحبُّ داءٌ في القلوبِ سقامهُ
خافٍ على الرُّقباءِ والعُوّادِ
يا زورة ً من باخلٍ " بلقائهِ "
عجلتْ عطيتهُ على الميعادِ
تركَ البياضَ لآمنٍ وأتى بهِ
فَرَقَ الوشاية ِ في ثيابِ حدادِ
ولقد طرقتُ الخدْرَ فيه عقائلٌ
ما قِلْنَ إلاّ في ضميرِ فؤادي
لمّا وردتُ خيامَهُنَّ سَقَينني
من كلَّ معسولِ الرضاب برادِ
و مخضبِ الأطرافِ صدّ بوجههِ
لما رأى شيبي مكانَ سوادي
و الغانياتُ لذي الشبابِ حبائبٌ
و إذا المشيبُ دنا فهنّ أعادِ
شعرٌ تبدل لونهُ فتبدلتْ
فيهِ القلوبُ شَناءَة ً بودادِ
لم تَجنِهِ إِلاّ الهمومُ بِمَفْرَقي
و يخال " جاء به مع الميلادِ "
ولقد تكلَّفني الوشاة ُ وأَفرجوا
عن جامحٍ متصاممٍ متمادِ(29/43)
يلحَى العذولُ، وتلكَ منه سَفاهة ٌ
وفؤادُه في الحبِّ غيرُ فؤادي
حتى كأنّ له صلاحي في الهوى
دون الخلائقِ أو عليه فسادي
من مبلغٌ ملكَ الملوكِ رسالة ً
مِنْ رائحٍ بثنائهِ أو غادِ؟
كم زارني وأنا البعيدُ عن الندى
منْ سيبِ كفكَ من لهاً وأيادِ
عفواً كماانخرقَتْ شآبيبُ الحَيا
مِن غيرِ إبراقٍ ولا إرعادِ
نِعَمٌ غلبْنَ على المزيدِ فما تَرى
طَمعاً يجاوِزُهُنَّ للمُزْدادِ
لمّا كَثُرنَ عليَّ منك تبرُّعاً
وتفجُّراً كثَّرنَ مِن حُسَّادي
كنتُ المشمرَ قبلها ولبستها
فمشيتُ فيها " ساحباً أبرادي "
متأطراً أشراً كزعزعة ِ الصبا
أفنانَ فرعِ الأيكة ِ الميَّادِ
و لأنتَ يا ملك الورى في معشرٍ
طالوا مدى الأنجادِ والأمجادِ
فاتوا الأنامَ وحَلَّقوا في شاهقٍ
عالٍ على الأعلامِ والأطوادِ
لا يتركون ذُرى الأسرَّة عزَّة ً
إلاّ إذا رَكبوا ظهورَ جيادِ
قومٌ إذا اشتجر القنا ورأيته
كالغابِ كانوا فيه كالآسادِ
وإذا مضتْ عَرَضاً أحاديثُ الوغَى
قَلِقَتْ سيوفُهُم من الأغمادِ
الضاربينَ القرنَ وهْوَ مُصمِّمٌ
بصوارمٍ بيضِ المتونِ حِدادِ
و الحاطمينَ غداة َ كلَّ كريهة ٍ
في الدَّارعينَ صدورَ كلِّ صِعادِ
و الراسخين وهضبُ يذبلَ طائشٌ
" والمقفرين " مكامن الأحقادِ
" وتراهمُ " كرماً خلالَ نعيمهمْ
مُتَنصِّتين إلى غياثِ مُنادِ
سَعدَتْ بطالِعكمْ وبارك ربُّكمْ
فيما حَوى واديكُمُ مِن وادِ
ففناؤه مجنى المكارم واللها
و مجاثمُ الطلابِ والروادِ
للهِ درك نصبَ عورة ِ حادثٍ
حدباً ترامى دونها وترادى
والخيلُ دامية ُ الجلودِ كأنَّما
لُطِخَتْ على أجسادِها بجِسادِ
في ظهرِ روعاءِ الفؤادِ كأنها
نجمٌ تهور أوْ شرارُ زنادِ
و القومُ أعناقٌ بغيرِ كواهلٍ
حصدتْ وأجسامٌ بغير هوادِ
أمّا القلوبُ فهنَّ فيكَ أصادِقٌ
و لمن سواك مصادقٌ ومعادِ
ألفتهنَّ على الندى فتألفتْ
بدداً على الإثناءٍ والإحمادِ
و أنا الذي واليتُ فيك مدائحاً
كالشّمسِ طالعة ً بغيرِ بلادِ(29/44)
يترنمّ الخالي بهنّ وربما
وَنَتِ الرِّكابُ فكنَّ حَدْوَ الحادي
يا لَيْتَهُنَّ عُرِضْنَ عندكَ من يدي
و سمعنَ حين سمعنَ من إنشادي
فامْنُنْ بتقريبٍ إليك أفُزْ بهِ
يا مالكَ التَّقريبِ والإبعادِ
فالخطّ عندك " عصمتي " ووثيقتي
و الرأيُ منك ذخيرتي وعتادي
و أحقُّ بالإدناءِ من حجراتكمْ
كلفٌ يوالي فيكمُ ويعادي
أنتمْ ملاذي في الخُطوبِ وأنتُمُ
إنْ زلَّ بالمكروهِ منه عِمادي
أوْ سعتمُ لما نزلتُ بكمْ يدي
وأَطبْتُمُ لمّا أضَفْتُمْ زادي
وأَريتموني بالمكارمِ أنَّني
لم أدرِ كيفَ خلائِقُ الأجوادِ
" سبلٌ " من الأباءِ لما غيبوا
في الأرض عنه أقامَ في الأولادِ
فاسلمْ لنا ملكَ الملوكِ ولم تزلْ
تَبقَى على الدُّنيا بغيرِ نَفادِ
و اسعدْ بنيروزِ أتاك مبشراً
ببلوغِ كلِّ محبَّة ٍ ومُرادِ
يمضي ويأتيك الزمان بمثلهِ
أبداً يلفُّ مَراوحاً بمغادِ
لا رابَنا فيك الزَّمانُ ولم تَزَلْ
يَفْديكَ مِنّا كلَّ يومٍ فادِ
في عزِّ مُلكٍ كالثُّريّا مُرتقًى
شَثِنِ المرائِرِ ثابتِ الأوتادِ
العصر العباسي >> البحتري >> قلب مشوق عناه البث والكمد
قلب مشوق عناه البث والكمد
رقم القصيدة : 2458
-----------------------------------
قَلْبُ مَشُوقٍ عَناهُ البَثُّ وَالكَمَدُ،
وَمُقْلَةٌ تَبذُلُ الدّمْعَ الذي تَجِدُ
تَدْنُو سُلَيْمَى، وَلا يَدْنُو اللّقاءُ بها،
فيَسْتَوي في هَواها القُرْبُ وَالبُعُدُ
بَيضَاءُ لا تَصِلُ الحَبلَ الذي قَطعتْ
مِنّا، وَلا تنجز الوَعْدَ الذي تَعِدُ
ظُلْمٌ مِنَ الحُبّ أنّا لا يَزَالُ لَنَا
فيهِ دَمٌ، مَا لَهُ عَقْلٌ وَلا قَوَدُ
هَلْ تُلْقيَنَي وَرَاءَ الهَمّ يَعْمَلَةٌ
مِنَ العِتاقِ، أمُونٌ، رَسلَةٌ، أُجُدُ
أوْ أشكُرَنّ أبَا نُوحٍ بأنْعُمِهِ،
وَكَيفَ يشكُرُ ما يَعيا بهِ العَدَدُ
ألحَقْتَني برجال كُنْتُ أتْبَعُهُمْ،
وَأطْلُبُ الرّفدَ منهُمْ، إنْ همُ رَفدوا
فصِرْتُ أُجدي كمَا كانَتْ سَرَاتُهُمُ(29/45)
تُجدي، وَأحمَدُ إفضَالاً كما حمِدوا
مُقَسِّماً نَشَبي في عُصْبَتَيْ طَلَبٍ:
فعُصْبَةٌ صَدَرتْ، وَعُصْبَةٌ تَرِدُ
آلَيْتُ لا أجعَل الإعدام حَادِثَةً
تُخشَى، وَعيسَى بنُ إبراهيمَ لي سَنَدُ
قَدْ أخلَقَ المَجدُ في قَوْمٍ لنَقصِهِمِ
عَنْهُ، وَأخْلاقُهُ مَرْضِيّةٌ جُدُدُ
مَا إنْ تَزَالُ يَداهُ تُولِيانِ يَداً
بَيضَاءَ، أيْديهِمُ عَنْ مِثلِها جَمَدُ
موَفَّقٌ ما يَقُلْ فَهُوَ الصّوابُ جرَى
رَسْلاً، ومَا يَرْتَئيهِ الحَزم وَالسّدَدُ
يُؤيّدُ المُلْكَ مِنْهُ نُصْحُ مُجْتَهِدٍ
لله يُسْرِعُ بالتّقْوَى وَيَتّئدُ
مُباشِرٌ لصِغَارِ الأمْرِ، لا سَلِسٌ
سَهْلٌ، وَلا عَسِرُ التّنفيذِ، مُنعَقِدُ
وَلا يُؤخّرُ شُغْلَ اليَوْمِ يَذْخَرُهُ
إلى غَدٍ، إنّ يَوْمَ الأعجَزِينَ غَدُ
مُحَسَّدٌ بِخلالٍ فيهِ فاضِلَةٍ،
وَلَيسَ تَفترِقُ النَّعمَاءُ، والحَسَدُ
الله جَارُكَ مَكْلُوءاً، وَمُمْتَنِعاً
من الحَوادثِ، حتّى يَنفَدَ الأبَدُ
إذا اعتَلَلْتَ ذَمَمْنا العيشَ وَهوَ نَدٍ،
طَلْقُ الجَوانِبِ، ضَافٍ، ظِلُّهُ رَغَدُ
لَوَ أنْ أنْفُسَنَا اسطاعَتْ وُقيتَ بها،
حتّى تكونَ بنا الشّكْوى التي تَجِدُ
ما أنْصَفَ الأسَدُ الغَادي مُخاتَلَةً،
وَالرّاحُ تَسرِي، وَجُنحُ اللّيلِ محْتشدُ
وَلَوْ يُلاقيكَ صُبحاً مُصحِراً لَرَأى
صَرِيمَةً، يَنثَني عَنْ مِثلِها الأسَدُ
وَصَدّهُ عَنْكَ عَزْمٌ صَادقٌ، وَيَدٌ
طَويلَةٌ، وَحُسامٌ صَارِمٌ يَقِدُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا ربِّ لا تجعلِ المنظورَ من أجلي
يا ربِّ لا تجعلِ المنظورَ من أجلي
رقم القصيدة : 24580
-----------------------------------
يا ربِّ لا تجعلِ المنظورَ من أجلي
يلقاك بالسّى ّءِ المكروهِ من عملى
واجعلْ مسيري إلى لُقياك يومَ تَرى
حشرَ الأنامِ على نهجٍ من السُّبُلِ
فى واضحٍ جددٍ تأبى العثارَ به
رِجْلي فلا هَفْوَتي فيه ولا زَللي
وأعطني الأمنَ في يومٍ تكونُ بهِ(29/46)
قلوبُ خلقك مُلقاة ً على الوَجَلِ
كم ذا أؤمل عفواً لستُ أكسبهُ
ويلٌ لجلدى َ يوم النّارِ من أملى
وأُسْتَغَرُّ بما أمَّلتُ تخدَعُني
لَيَّ الحوادثِ إذْ أَرْخَتْ من الطِّوَلِ
كأنَّني وزنادُ الخوفِ تلذعُني
بما أخافُ وأرجو غيرُ محتفلِ
قولٌ جَميلٌ وأفعالٌ مُقبَّحة ٌ
يا بعدَ ذا القول فى الدّنيا من العملِ
يا بُؤسَ للدَّهرِ غُرَّ العالِمون بهِ
والجاهلونَ معاً في الأعصُر الأُوَلِ
مَضَوْا جميعاً فلا عينٌ ولا أثرٌ
" حانوا " وحالوا وهذا الدّهرُ لم يحلِ
كأنّهمْ بعد ما استمطوا جنائزهمْ
لم يَمْتطوا صَهَواتِ الخيلِ والإبلِ
قالوا : فرغتَ من الأشغال ؟ قلت لهمْ :
لو لم أكن بانتظارِ الموتِ في شُغُلِ
إنِّي لأعلمُ علماً لا يخالجُه
شكٌّ فأطمع للدّنيا ويطمع لى
بأنَّه لا مَحيصٌ عن مَدى سَفري
ولا دواءٌ لِما أشكوهُ من عللي
وإنِّني سوفَ ألقَى ما يُطيحُ بهِ
كيدي وتذهبُ عنه ضُلَّلاً حِيَلي
وكيف يطبق جفناً بالكرى رجلٌ
وراءَه للرَّدى حادٍ منَ الأجلِ؟
أم كيف يصبح جذلاناً وليس له
علمُ الإلهِ بعقبى ذلك الجذلِ ؟
يا راقداً ونداءُ الله يوقظُه
ألاّ تزوَّدتَ فينا زادَ مُرتحلِ؟
مالي أراك على ربِّ الورى بَطِراً
وأنتَ في النّاس ملآنٌ منَ الفَشَلِ
وكم تجود بجمّاتِ الثّوابِ غداً
وأنتَ توصَفُ فينا اليومَ بالبُخُلِ
للهِ مَن لا تراهُ غِبَّ حادثة ٍ
مُجرَّحاً بشفارِ اللَّومِ والعَذَلِ
يرنو إلى الدَّهرِ من أجفانِ صادقة ٍ
بدا لها منه ما يخفى على المقلِ "
فالعزُّ في هجرة الدُّنيا وما ضمنتْ
والذّلُّ فى طلب الأموال والدّولِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إنْ كنتَ بالعفوِ ليس تعذرنا
إنْ كنتَ بالعفوِ ليس تعذرنا
رقم القصيدة : 24581
-----------------------------------
إنْ كنتَ بالعفوِ ليس تعذرنا
فلا اعتذارٌ مِنّا إلى أحَدِ
والعبدُ علماً بحلمِ سيِّدِهِ
يذنبُ عمداً وغيرَ معتمدِ
ما حُجّتي عُدَّتي لكنْ تغا
ضيك عن المذنبين من عددي(29/47)
يا راكباً بلِّغِ السَّلامَ إذا
شِمتَ خياما شطَّتْ على بُعُدِ
و قلْ لفخرِ الملوكِ قاطبة ً
منْ والدٍ قد مضى ومن ولدِ
ومن حباهُ الإِله منزلة ً
كم طلبوها فلم تنلْ بيدِ
عبدُكَ جَلْدٌ على الخطوبِ ومُذْ
نأيتَ " عنه أضحى " بلا جلدِ
يُطرِقُ مُستوحشاً لما فاتَهُ
منك وما بالأجفانِ من رَمَدِ
قد سارَ قلبي لمّا ارتحلتَ وما
خانَ وإن كان خانَهُ جَسَدي
إنيَ يا ذا الجلالتين وقد
خُلّفتُ عنكمْ كُرْهاً ولم أرِدِ
كخائفٍ في بلادِ مضيعة ٍ
مستترٍ بالظلامِ منفردِ
أو حامل والظِّماءُ يُحرقهُ
بعد معينِ عذب على ثمدِ
يا كثبي منه عدْ عليّ ويا
بُعْديَ باللهِ قطُّ لا تَعُدِ
و قلْ لحسادِ ما خصصتُ بهِ
ردوا زماني واستأنفوا حسدي
و ابق لنا في ظلالِ مملكة ٍ
أعزَّ عزّاً من جانبِ الأسدِ
و ليهنكَ المهرجانُ " متئداً "
بما ترجى وغير متئدِ
يمضي ويأتي منه لنا خلفٌ
و أنتَ باقٍ لنا على الأبدِ
وعن قليلٍ أزورُ من بَلَدي
دارَك معمورة ً على بَلَدِ
و ليس يحتاج - في الوصولِ إلى
آمِدَ مفتوحة ً إلى أمَدِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> حلفتُ بشُعثٍ من نِزارٍ تعلَّقوا
حلفتُ بشُعثٍ من نِزارٍ تعلَّقوا
رقم القصيدة : 24582
-----------------------------------
حلفتُ بشُعثٍ من نِزارٍ تعلَّقوا
بأستارِ مرفوعِ الذَّلاذلِ مائلِ
تلاقوا عليه ثائرين فأعرضوا
بأرجائه عن أخذِ تلك الطَّوائلِ
وما رشَفوا من صخرة ٍ بشفاهِهمْ
وما مسحوا من ركنه بالأناملِ
وما عقروا بالخيفِ تجرى شعابه
بما " بذلوه " من سديسٍ وبازلِ
وأيدى المطايا إذ وقفن عشيّة ً
على عرفاتٍ بعدَ طيِّ المنازلِ
لحبّكِ يا ظباءُ فى باطن الحشا
وإنْ رُغِمَ الواشي، لطيفُ المداخلِ
وما أخلقتْ منه اللَّيالي وإنَّهُ
جديدٌ على مرِّ المدى المتطاولِ
ويعجبنى منك الحديثُ إخالهُ
صحيحاً وإنْ حدَّثَتْنا بالأباطلِ
كأنّي وقد نازعِتني القولَ قاطفٌ
من الصّبحِ نوراً ببعضِ الخمائلِ(29/48)
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا يا أيُّها الحادي
ألا يا أيُّها الحادي
رقم القصيدة : 24583
-----------------------------------
ألا يا أيُّها الحادي
قفِ العيسَ على الوادي
قفِ العيسَ ففي كفكَ إسعافي وإسعادي
ـكَ إسعافي وإسعادي
و في الأظعانِ أباءٌ
يِ عن أحْقافِ أعقادِ؟
كثيبٌ غيرُ منهالٍ
و غصنٌ غيرُ " ميادِ "
و فرعٌ أجعدُ " الشعرِ "
و لكنْ أيُّ إجعادِ !
يراميني فأشويهِ
و لا يرضى بإقصادي
ومَنْ لو شاءَ يومَ الجِزْ
عِ ما ضنّ بميعادي
ومَنْ يُبْدِلُ إصلاحِـ
ـيَ " في الحبَّ بإفسادي
متى ينقعُ من ريقِـ
ـكَ إنْ جُدتَ به صادي
أبنْ لي هل " على " الجرعا
ءِ في أهليك من غادِ؟
وهلْ مُحَّتْ رُباً كنتُ
بها أسحبُ أبرادي؟
وأينَ الطَّيفُ من ظَمْيا
ءَ أمسي وهو معتادي ؟
جفا صبحاً ووافاني
صريعاً بينَ رُقَّادي
و أعناقُ المطايا منْ
كلالٍ بين إعضادِ
تلاقينا بأرواحٍ
وفارَقْنا بأجسادِ
دعِ العذلَ فغيرُ العَذْ
لِ أضحَى وهْو مُقتادي
و غبراءِ كظهرِ التر
سِ " أكالة ِ " أزوادِ
وللرِّيحِ بها أنٌّ
حَكى غَمغَمة َ الشادي
تعسفتُ بوجافٍ
على الإعياءِ وخادِ
لفخرِ الملك إنعامٌ
على الحاضرِ والبادي
وجودٌ يدعُ الأجوا
دَ قِدْماً غيرَ أجوادِ
و أموالٌ " يسوقنَ "
إلى حاجة ِ مُرْتادِ
فتًى لا يُركِبُ الخُلْفَ
" قرا " وعدٍ وإيعادِ
و لا يرضيهِ في المأز
قِ إلاَّ ضربة ُ الهادي
ولا يَبْذُلُ للأَضيا
فِ إلاّ صَفْوة َ الزَّادِ
إذا لذتَ به لذ
تَ بطودٍ بين أطوادِ
وإنْ صُلتَ به صُلْـ
ـتَ بليثٍ بينَ آسادِ
و يومٍ كمحلّ القد
رِ حَشُّوهُ بإيقادِ
تراهُ أبداً يضر
بُ أنجاداً بأنجادِ
وأبدلتَ الظُّبا بالها
مِ أغماداً بأغمادِ
قِ ليثَ الغابة ِ العادي
ثَوى الخِيسَ وإنْ كانَ
من القاع بمرصادِ
عزيز الطعمِ ما كان
لخوّارٍ بمصطادِ
و مطوياً " كطيَّ " المـ
ـرَسِ التفَّ على وادِ
له في كلِّ إشراقٍ
لديغٌ بين عوادِ
وكم مِنْ نِعَمٍ تُؤْمٍ
له عندي وأفرادِ(29/49)
منيفاتٍ على الحاجِ
مروقاتٍ عن العادِ
يُعارضْنَ سُيولَ الما
ءِ إمداداً بإمدادِ
فقد طلنَ مدى شكري
وبرَّحنَ بأَحمادي
أأنساكَ وإدناؤ
ك يُعلينيَ في النّادِي؟
و تخصيصي بنجواكَ
منَ القومِ وإفرادي
و إخراجك أضغاني
من القلبِ وأحقادي
وتَكثيرُكَ بالنَّعْما
ءِ أعدائي وحسادي
ويفديك منَ الأقوا
مِ سَيّارٌ بلا حادِ
أبى الخيرَ فما " يرتا
دُ " إلا شرَّ " مرتادِ "
و من يأتي إذا آتى
بإنزارٍ وإزهادِ
و من يهفو بإصدارٍ
كما يَهْفو بإيرادِ
بأغلالٍ منَ العُرفِ
إذا سيل وأقياد
أتمَّ اللهُ ما أعطا
كَ من عزٍّ ومن آدِ
و هنيتَ بنيروز
كَ هذا الرّائحِ الغادي
و عشْ حتى تملَّ العيـ
ـشَ عمراً غيرَ معتادِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أما تَرى الدَّهرَ لا يَبقَى على حالِ
أما تَرى الدَّهرَ لا يَبقَى على حالِ
رقم القصيدة : 24584
-----------------------------------
أما تَرى الدَّهرَ لا يَبقَى على حالِ
طوراً بأمنٍ وأطواراً بأوجالِ ؟
أبغي النَّجاءَ وما أَنجو وإنْ غفلتْ
عنّى المنون كما لم ينجُ أمثالى
شَواردٌ من مُصيباتٍ ثَبتْنَ لنا
يصبن ما شئن من نفسٍ ومن مالِ
متى ينلْنَ الفتى قالوا: دَنا أجلٌ
يا هلْ أرى فى اللّيالى غيرَ آجالِ ؟
بذلٌ يؤوب إلى منعٍ ، وعافية ٌ
تجرُّ داءً ونُكسٌ بعدَ إبلالِ
وما سررتُ بأيّامِ الكمال فما
" يعرو الفتى النّقصُ إلاّ عند إكمالِ "
يا ليت شعرى َ والأهواءُ مولعة ٌ
برجم مُستترٍ في الغيبِ دَخَّالِ
بأيِّ نوعٍ منَ المكروهِ تُخْرجني
هذي النَّوائبُ عن أهلي وعن مالي؟
وأى ُّ علقمة ٍ فى كفّ حادثة ٍ
" أجنى " لها كى أسقّاها " وتجنى " لى
ما للنَّوائبِ يُعفِينَ الثُّمامَ كما
يَعْنُفْنَ بالنَّبعِ أوْ يُقذفْنَ بالضّالي؟
وما لهنّ وما يبغين من أربٍ
" يفنين " نفسى وقد أبقين أسمالى ؟
نلقَى المخاوفَ في الدُّنيا ونأمنُها
ونطلبُ العزَّ في الدُّنيا بإِذلالِ
وتُستَذَمُّ لنا في كلَّ شارقة ٍ(29/50)
وما لها مُبغضٌ منّا ولا قالي
لِذاذة ٌ لم تُنَلْ إلاّ بمؤلمة ٍ
وصحَّة ٌ لم تدُمْ إِلاّ بإعلالِ
فما أمنتُ بها إلاّ على حذرٍ
ولا فرغتُ بها إلاّ بأشغالِ
ومسمعٍ جاء من أرجان يسمعنى
قولاً يكثّر من همِّي وبَلْبالي
أَهدى على زعمهِ بَرْدَ اليقينِ بهِ
فشبّ بين ضلوعى جمرة َ الصّالى
نعى إلى َّ قوامَ الدّين ؛ حادثة ٌ
أحال ما جاء منها كلَّ أحوالى
فلو أَطَقتُ فنفسي لا تَضِنُّ بهِ
شققتُ قلبى ولم أعرضْ لسربالى
ولم تنلْ عقرَ نفسى فى المصاب يدى
فبتّ أعقرُ أطلابى وآمالى
أقول والرّبعُ مغبرٌّ جوانبهُ :
مَنْ بدَّلَ المنزلَ المأهولَ بالخالي؟
منْ أخرج اللّيث من " ذاك " العرين ومنْ
حطَّ المحلِّقَ في العَلياءِ مِن عالِ؟
مَنْ زعزعَ الجبلَ العاديَّ مَنْبتُه
ومَن طَوى ذلك الجوّالَ في جالِ؟
مَنْ حلَّ عُثْلَ المنايا فيهِ ثمَّ رَمى
قوائمَ السّابقِ الجاري بعُقّالِ؟
منْ ساجل الغيثَ هطّالاً بأذنبة ٍ
مَنْ كايَلَ البحرَ مِكيالاً بمكيالِ؟
منْ طاول الشّمَّ حتّى طالهنّ ذراً ؟
من وازن الصّمَّ مثقالاً بمثقالِ ؟
سائلْ بمَلْكِ الورى لِمْ زلَّ أخْمَصُهُ
وهو الذي كان ثَبتاً غيرَ زوّالِ؟
وكيفَ أعجزَهُ هولٌ ألمَّ به؟
وهو المدفّعُ أهوالاً بأهوالِ
وكيفَ أصحرَ بالبيداءِ مُنْفرداً
مُخدَّمٌ بينَ أكنانٍ وأظلالِ؟
وكيف حطّ ملظُّ فى بلهنية ٍ
من ناعمِ العيش داراً غيرَ مِحْلالِ؟
وكيف لم يُعطني من ثِقْلهِ طَرَفاً
قَرْمٌ تحمَّلَ عنّي كلَّ أَثقالي؟
وكيف ضلّ بأيدى الحادثات فتًى
مُعطِي النَّجاة ِ وهادي كلِّ ضَلاَّلِ؟
منْ للسّرير الذى تعنو الجباهُ له
مقسومة ً بين تعظيمٍ وإجلالِ ؟
من للرّواقِ إذا حفّ الوفودُ به
سامين نحو شرودِ النّطقِ قوّالِ ؟
من للعفاة ِ إذا ابتلّوا بنائلهِ
صباحَ يومٍ شديد الهضم للمالِ؟
من للسّوايق يعرورى " مناسجها "
وتَنْثني بالدَّمِ القاني بأجْلالِ؟
نزائعٌ كالنّعامِ الكدرِ نفّرها
صراصرٌ من حديدِ الظّفرِ نشّالِ(29/51)
أو كالسَّراحينِ تَفْري كلَّ مُقفرة ٍ
غرثى من الزّاد تنسالاً بتعسالِ
من للقنا طال حتّى قال مبصره :
ما هزّ هذا القنا إلاّ بأطوالِ ؟
من للصّوارم تعرى من مغامدها
وتُكْتَسى أغْمُداً في هامِ أبطالِ؟
من للمكيدة حكّته لتبلوه
تحكّكَ القلصِ الجربى بأجذالِ
من للكتائبِ خرساً غيرَ ناطقة ٍ
يجلجل الطّعنُ فيها أى ّ جلجالِ
فيهنّ كلُّ هضيم الكشحِ معترقٍ
مُشَذَّبٍ كسَحوقِ النَّخْلِ طُوّالِ
إذا مشى فى فضولِ الدّرع تحسبه
مقلّباً نخوة ً أعطافَ رئبالِ
ذو ناظرٍ توقد الأضغانَ لحظتهُ
كصلِّ رملة ِ وادٍ بينَ أصلالِ
قد كنتَ توعدنى العدَّ الغزيرَ ندًى
فالآن أقنع بعد العدِّ بالآلِ
وما قنعتُ وبي في غيرهِ طمعٌ
واليأسُ أرْوَحُ ولاّجٍ على البالِ
وكنتَ لي وَزَراً في كلِّ مُعضلة ٍ
أُمسي أشمِّرُ فيها فضلَ أذيالي
وكنتَ أدنَى وقد ناديتُ مُنتصراً
إليَّ في الخطبِ من نفسي ومن آلي
يا طالبى َّ خذا منّى اقتراحكما
ما مانعٌ دون ما أخشَى ولا والِ
واستعجِلا في يديَّ اليومَ ثأرَكُما
بذلتُ ما لم أكن فيه ببذّالِ
قد دَغْدَغَ الموتُ نُصَّاري وحاميتي
وضعضَع الموتُ أطوادي وأجبالي
ونالني بالأذَى مَن كان يرمُقُني
قبيل هذا الرّدى بالمربأ العالى
أصبحتُ فيك " أزيرُ الشّكّ " معرفتى
عمداً وأصرفُ ذاك الخُبْرَ عن بالي
وأسأل الرّكبَ عندى مثل علمهمُ
أرجو تَعِلَّة َ إلْباسي وإشكالي
قبرٌ على الكوفة الغرّاء نتبعه
فى كلّ يومٍ بإرنانٍ وإعوالِ
كأنَّما مِسْكة ٌ في تربة ٍ فُتِقَتْ
من طيبِ عَرْفِكِ أو ناجودُ جِرْيالِ
لم يدفنوك به لكنّهم هرقوا
وما دَرَوْا سَجْلَ إحسانٍ وإجمالِ
وإنَّني آنفٌ سَقْيَ السَّحابِ لهُ
فتربة ٌ أنتَ فيها غيرُ مِمْحالِ
جادتْك من صلواتِ الله أوعية ٌ
غزيرة ٌ ذاتُ إسجامٍ وإسبالِ
مُلِثَّة ُ الوَدْقِ تَسْري اللّيلَ أجمعَهُ
فإنْ غَدتْ وصلتْ صُبحاً بآصالِ
لا مسَّ منك البِلَى ما مسَّ من بشَرٍ
فإنْ بَلِيتَ فما معروفُكَ البالي(29/52)
وناب عنك جميلٌ كنتَ تعمله
حيثُ النَّجاءُ لمن ينجو بأعمالِ
فالذِّكرُ عندي مقيمٌ إنْ نُسِيتَ وإِنْ
سُلِيتَ يوماً فغيري قلبُه السّالي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> جرعني حبه وباعدني
جرعني حبه وباعدني
رقم القصيدة : 24585
-----------------------------------
جرعني حبه وباعدني
فلم أنلْ وصلَه ولم أكدِ
و زارني قبل أنْ تملكني
فصرتُ عبداً له فلمْ يَعُدِ
يضحكُ عن لؤلؤٍ فإن يكنِ ال
لؤلؤ ذا صُفرة ٍ فعَنْ بَرَدِ
و لستُ أرضى تشبيهَ لقيتهِ
بساعة ِ الأمنِ أو جَنَى الشَّهَدِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لو كنتَ فى مثل حالى لم تردْ عذلى
لو كنتَ فى مثل حالى لم تردْ عذلى
رقم القصيدة : 24586
-----------------------------------
لو كنتَ فى مثل حالى لم تردْ عذلى
تسومُني هجْرَ مَنْ في هجرهِ أجلي
دعْ عنك عَذْلي فإنَّ العذلَ منك وما
هَذي الصَّبابة ُ من عندي ولا قِبَلي
وفى الهوادج من لو شاء علّلنى
يومَ الرَّحيلِ وقد سِرْنا على عَجلِ
بوقفة ٍ لم يُرِدني يومَ ذاك بها
" وهى " الشّفاءُ لما أشكوه من عللى
فلو مررنا على وادي العُذَيْبِ دَرى
من عالج الشّوقَ أنّى " عنك " فى شللِ
كم ثمَّ من مهجة ٍ تقضى بلا قودٍ
ومن دمٍ طُلَّ من وجدٍ على طَلَلِ
ومن فؤادٍ إذا سيقتْ ركائبهمْ
طوعَ النَّوى من شَرافٍ سِيقَ في الإبلِ
تسوقُه النُّجْلُ إذْ بانتْ، ويوقظُهُ
على الهوى لَمَعانُ المَبْسَمِ الرَّتِلِ
ومعشرٍ بمنًى أضحتْ شفارهمُ
بلغنَ فى ثغراتِ الاينقِ البزلِ
وبالمحصَّبِ ينتابُ الجمارَ بهِ
عصائبٌ جئنَ من سَهلٍ ومن جبَلِ
والبائتين بجمعٍ والرّكائبُ قد
مَلَّتْ هنالك من شَدٍّ ومن رَحَلِ
ونازلي عرفاتٍ شاخصينَ إلى
ذُؤابة ِ الشَّمسِ أنْ تدنو إلى الطَّفَلِ
لقد تبوّأ فخرُ الملك منزلة ً
علياءَ شطَّتْ على الأيدي فلم تُنَلِ
ملساءَ يحسبُها الأقوامُ في مَلَكٍ
وإنَّما هي بالتَّحصيلِ في رَجُلِ
ياموحشى ببعادى منه فى وطنى(29/53)
ومن بلادى ومن أهلى ومن خللى
وتاركي ـ بعد أنْ كانتْ زيارتُه
حَلْياً بجيديَ ـ مملوءاً منَ العَطَلِ
إنّي جليدٌ على الأهوالِ قاطبة ً
ولستُ في فرقتي إيّاك بالبَطلِ
أنتَ الذي نلتُ منه وهْوَ مُخْتَفِرٌ
فوق الذى كان يسمو نحوه أملى
من ناظماتِ سُموطِ الفخر باقية ً
يحول صبغُراللّيالى وهى لم تحلِ
ومن مقالٍ إذا فاه الرّواة ُ به
كأنّه فى قديم الدّهر لم يقلِ
كم لى بحضرتك الغرّاءِ من قدمٍ
ووقفة ٍ لم أخفْ فيها من الزّللِ
أروح أسحب فيها ذيلَ " مفتخرٍ "
وساحبُ الفخرِ ينسَى ساحبَ الحُلَلِ
ماذا بقربك من عزٍّ ومفخرة ٍ
وما بكفِّكَ من غُنْمٍ ومن نَفَلِ؟
وما بساحتك الغرّاء من شرفٍ
وتربِ مجلسك المعمور " من قبلِ "
وأيُّ ذي خَنْزُواناتٍ يُدِلُّ بها
بعقرِ دارك لم يعددْ من الخولِ ؟
إنَّ العراقَ إلى نجواك طامحة ٌ
طماحة َ الهيمِ نحو العارض الهطلِ
وإنّ من بات " خوفٌ منك يعقلهُ "
قد همّ أو كاد أنْ ينجو من العقلِ
فلا محوا الغدرَ لمّا أن بعدتَ " ومذْ "
رِيعوا بقربك أَغضَوا عنه بالمُقَلِ
قد قلتُ للقوم غرّتهمْ بشاشته
وربَّما شَرِقَ المُشتارُ بالعَسَلِ
لا تُحْرِجوهُ إلى شَعواءَ قاطعة ٍ
فتخرجوا فيه " من أمنٍ إلى وجلِ
فالصّلحُ مّمن درى الضرَّ المحيطَ به
ولا دفاعَ له صلحٌ على دَخَلِ
عُوتِبتُمُ فأبَيتمْ نُصحَ ذي شَفَقٍ
وباظّبا يعتبُ الآبى أو الأسلِ
أرخَى لكمْ فحسبتُمْ لا زمامَ لكُمْ
وليس يَفْرِقُ فَوْتاً مُمسِكُ الطِّوَلِ
وقد وألتمْ مراراً فى نكايتهِ
وربَّما عَثر الجاني فلم يُؤَلِ
فاسلمْ لنا فخرَ هذا الملك وابقَ على
مرّ الزّمان بظلٍّ غير منتقلِ
وقد مضَى عنك شهرُ الصَّومِ مُنْسلخاً
يثنى عليك بخير القول والعملِ
فاسعدْ بذا العيدِ واقبلْ ما حباكَ بهِ
من المسرّة ِ فيما شئت والجذلِ
مبرّءًا من لمامِ السّوءِ أجمعهِ
مملّكاً أنفسَ الأعمارِ والمهلِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> هل هاجَ شوقَك صوتُ الطائرِ الغَرِدِ(29/54)
هل هاجَ شوقَك صوتُ الطائرِ الغَرِدِ
رقم القصيدة : 24587
-----------------------------------
هل هاجَ شوقَك صوتُ الطائرِ الغَرِدِ
في الربعِ والربعُ عريانٌ بلا أحدِ ؟
غنَّاك ما قلبُه شوقاً بمُكتئبٍ
وليس دمعٌ له حُزْناً بمطَّرِدِ
و ربما هاجَ أحزانَ الفؤادِ وما
يَدْري خليٌّ منَ الأشجانِ والكَمَدِ
أمّا الذينَ رَمَتْ عَسفانَ عِيرُهُمُ
بكلِّ مَوَّرة ٍ عَيرانة ٍ أُجُدِ
ففي الفؤادِ على آثارِهمْ جَزَعٌ
لا يستفيق وهمٌّ غيرُ مفتقدِ
حنوا إليك وقد شطّ المزارُ بهمْ
كأنهمْ لم يصدوا عنك من صددِ
قد قلتُ لمّا لقِينا الظَّعنَ سائرة ً:
ماذا يفيد لقيناهنَّ من غيدِ ؟
مِن كلِّ مَوسومة ٍ بالحسن بَهْكَنَة ٍ
كأنَّما سُرقتْ من جنَّة ِ الخُلُدِ
من عاذري في الغواني غبَّ منتشرٍ
من المشيبِ كنوارِ الضحى بددِ
وافى ولم يبغِ مني أن أهيبَ به
و حلَّ مني كرهاً حيث لم أردِ
و لو جنته يدي ما كنتُ طائعها
لكنْ جناه على فوديَّ غيرُ يدي
دعْ عنك كلَّ لئيمِ الطّبعِ مُبتذَلٍ
أذلَّ في عَرَصاتِ الدار من وَتَدِ
إنْ همّ بالخير عاقته عزائقهُ
و إنْ مضى في طريق الحمدِ لم يعدِ
و لا تؤاخِ من الأقوامِ منطوياً
على الضَّغينة ِ مملوءاً من الحسَدِ
نَشْواً منَ الغيِّ ما لم يَدْرِهِ أبَداً
ولا يمرُّ بما يدري منَ الرَّشَدِ
يا فخرَ ملكِ بني العباس كلِّهمُ
من والدٍ قد مضى منهمْ ومن ولدِ
ومَن يجودُ على ما في نَوافِلهِ
بالفخر قبل الجود بالصفدِ
للهِ دَرُّكَ تَمري شَدَّ ناجية ٍ
هوجاءَ مَرْشوشة ِ القُطرين بالنَّجَدِ
كأنها وكريم النجوِ يحفزها
إلى بلوغِ المدى سيدٌ على جددِ
وفي يديك لَعوبُ المتنِ مُبتَدِرٌ
إلى تقنُّصِ نفسِ الفارسِ النَّجِدِ
مثلُ الرشاءِ ولكنْ لا قليبَ له
يومَ الكريهة ِ إلاّ منحني الكبدِ
ماذا يريبُ العدى لا درّ درهمُ
من نازحٍ عن مقامِ العذلِ والفندِ
ما زالَ والظّمْءُ يَستدعي مكارِعَهُ
إنْ فاتَهُ العِدُّ لم يُوردْ على ثَمَدِ(29/55)
كم ذا لكفِّكِ من آثارِ مكرُمة ٍ
في غنمِ مفتقرٍ أو فكَّ مضطهدِ
قلائدٌ مثلُ أطواقِ الحمامِ لنا
تَبيدُ أُخرى اللّيالي وهْيَ لم تَبِدِ
و حاطها وهي بالبيداءِ مصخرة ٌ
لأخذِ مستلبٍ أو لقمِ مزردِ
من بعد ما غاب عنها كلُّ منتصرٍ
فمنْ جنى فبلا عقلٍ ولا قودِ
وجُبتَ أعداءَها عنها فلو طلبتْ
لها عدواً طوالَ الدهرِ لم تجدِ
حتى استقرتْ وقد كانتْ مقلقلة ً
تُساقُ من بلدٍ ناءٍ إلى بَلَدِ
لولا مكانُك كانتْ يومَ بَطشتها
بلا ذراعٍ ولا كفٍّ ولا عَضُدِ
مَنْ كان غيرَك والرُّعيانُ قد هَجموا
يضمُّ أرجاءَ تلك الثلة ِ الشردِ ؟
و منْ يدلّ - وقد ضلتْ حلومهمُ
عنِ السَّدادِ إلى شيءٍ منَ السَّدَدِ
فالآن أصبح ما قد كان منتهكاً
ذُؤابَة َ النِّيقِ أو عِرِّيسة ِ الأسدِ
لا فاتَنا لكَ دهرٌ لا تزالُ بهِ
و لا انتهيتَ من الدنيا إلى أمدِ
و ضلّ عنا الذي نخشى ولا نضبتْ
هذي الغضارة ُ عن أيّامنا الجُدُدِ
وعادكَ العيدُ أعواماً متى حُصِرتْ
بالعدَّ كانتْ بلا حصرٍ ولا عددِ
في ظلَّ مملكة ٍ تبلى الصخورُ على
طولِ المدى وهيَ لا تبلى على الأمدِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما بالُ حِقْفٍ بكثيبِ اللِّوى
ما بالُ حِقْفٍ بكثيبِ اللِّوى
رقم القصيدة : 24588
-----------------------------------
ما بالُ حِقْفٍ بكثيبِ اللِّوى
عطلاً بلا شاءٍ ولا جاملِ ؟
حالتْ مغانيه ووجدى به
غضٌّ جديدٌ ليس بالحائلِ
لو أبصرتنى ناحلاً عينهُ
لا ستأنس النّاحلُ بالنّاحلِ
لولا الألى حلّوا طلولَ الّلوى
ما كان لى فيهنّ من طائلِ
دعْ عنك وَقّافاً على أربُعٍ
يسألُ فيهن عنِ الرّاحلِ
فلن تراني أبداً سائلاً
ما ليسَ يدري لغة َ السَّائلِ
ياصاحبيَّ اليومَ لا تلحيا
على الهوَى مَن ليس بالقابلِ
لا تَصدُقاني عن ذنوبِ الصِّبا
وعلِّلا قلبيَ بالباطلِ
فليس بالحُبِّ على مُتْلِفٍ
أرْشٌ ولا عَدْوَى على قاتلِ
قد قلتُ للسّارى إلى سوأة ٍ
تغويهِ فيها لذّة ُ العاجلِ(29/56)
تفنى وتبقى من أحاديثها
ما ليس بالفاني ولا الزّائلِ:
نهنهْ بنيّاتِ هواها ودعْ
شاربَها صِرْفاً على الآكلِ
ولا تردْ غدرانها ناهلاً
كم ظامئٍ أحمدُ من ناهلِ
لولا ثناءٌ خالدٌ ذكرهُ
ما انتصف العالمُ من جاهلِ
إنّ لفخر الملك عندى يداً
أعيا بأنْ يحملها كاهلى
لم تُجرِها في خاطرٍ فكرة ٌ
ولم يَنَلْها أَمَلُ الآملِ
متى أفضْ فى ذكرها مثنياً
فإنّنى فى شغلٍ شاغلِ
كأنَّما شَنَّ الذي بثَّها
لَطِيمة ً في المجلسِ الحافلِ
أنتَ الذي تُعطي بلا موعدٍ
وتترك الوعدَ على الماطلِ
كم أنقذتْ كفّك من موثقٍ
عانٍ وكم نبّهتَ من خاملِ
والملكُ لولا أنتَ يا فخرهُ
ما كان إلاّ نهزة َ الخاتلِ
أيُّ مُقامٍ لك في نصرِهِ
وهو على هارى البنا مائلِ !
كالشّمس إلاّ أنّه فى الدّجى
ما غاب عن عينك بالحائلِ
يُرجى ويُخشى فهْوَ كالبحر في
ردى مُبيرٍ وندى واصِلِ
لا يولجُ الهزلَ على جدّه
يوماً ولا الحقَّ على الباطِلِ
سيق إليه من قلوب الورى
كلُّ حَرونٍ بالخُطا باخِلِ
وصادَ مِن أهوائهمْ بالنَّدى
ما لم تَصِدْه كُفَّة ُ الحابِلِ
وعلّمتْ آلاؤه شكره
والشُّكر مُستَمْلى ً على الباذِلِ
لا ضامك الدّهرُ ولازلتَ من
نعيمهِ في منزلٍ آهِلِ
وانعمْ بذا العيدِ وخذْ سعده
في عاجلِ العام وفي قابلِ
تَبلى وتُسْتَأْنفُ أثوابُه
ترفلُ فيهنّ مع الرّافلِ
وضحِّ بالأعداءِ واجعلهمُ
مكانَ ذاك النّعمِ الهاملِ
ولا عَدِمنا منكَ هذا الذي
نراهُ من رَوْنقِكَ الشّاملِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إلامَ أرامي في المنى وأرادي
إلامَ أرامي في المنى وأرادي
رقم القصيدة : 24589
-----------------------------------
إلامَ أرامي في المنى وأرادي
وحشوُ صَلاحي في الزَّمانِ فَسَادي؟
و فجعي بما نالتْ يداي موكلٌ
فما سَرَّني أنّي بلغتُ مُرادي
فكم من مصيباتٍ إذا لم يُصبنَني
رواحاً وإمساءً فهنّ غوادِ
كأنّ جوادي يومَ يطلبني الردى
ولا ناصرٌ لي منه غيرُ جَوادِ
و لا وزرٌ منه بزرق أسنتي(29/57)
ولا بِيضِ أسيافي وسُمرِ صِعادي
أفي كلّ يومٍ يقرع الموتُ مروتي
ويُضرمُ أحشائي بغيرِ زِنادِ؟
فيا أَسهماً يمضِينَ حَولَ جَوانبي
لرامي الرَّدَى أنَّى يُصِبْنَ فؤادي؟
فرُزْءٌ على رُزءٍ وفجعٌ يُبِيتُني
على حرَّ جمرٍ أو فراشِ قتادِ
و هل طمعي في العيش إلاَّ جهالة ٌ
وفي كفِّ رُوّادِ الحِمامِ قيادي؟
يُسارُ بنا في كلِّ يومٍ وليلة ٍ
إلى حفرٍ تطوى لنا بوهادِ
وما نافِعي في هذهِ الدَّار مرّة ً
بناءُ أهاضيبي ورفعُ عِمادي
فيا قربَ بين الفقر فيها من الغنى
وبين ازدراعي تارة ً وحَصادي
وما إنْ وفَى غيثُ الرَّدى في أصادقي
بأنْ عَلِقَتْ يُمناهُ لي بأعادِ
ومَن كانَ يُردي ذا حِذارٍ وفطنة ٍ
فماذا ملامُ المهملِ المتمادى ؟
سلْ الدهرَ عن سادات لخمٍ وحميرٍ
وأبناءِ نَهدٍ بعدَهُمْ ومُرادِ
وهل بقيتْ للعين والقلب بهجة ٌ
بهوجِ اللَّيالي في ديارِ إيادِ؟
و هل تركتْ أيدي الردى من مخبرٍ
لآلِ نزارٍ كلَّ يوم تنارِ ؟
ولو كنتُ مَوعوظاً بشيءٍ عرفتُهُ
يقلِّل حِرصي لاتَّعظتُ بِعادِ
مضَوا بعدَ أن كانوا يُظَنُّ بقاؤهُمْ
يكون على الدنيا بغير نفادِ
وقد قلَّدوا الأعناقَ منّا وأَتْرعوا
بطون الليالي من لهاً وأيادِ
فيا " هبة َ اللهِ " ارتجعتَ إلى الردى
و قد كنت في فضلٍ ذبالة َ نادِ
وما زلتَ خَرّاجاً عنِ الغيِّ والهوَى
مدى الدهرِ ولاجاً لكلَّ رشادِ
وكنتَ لعيني ثمَّ قلبي سوادَهُ
و ليس بياضٌ فيهما كسوادِ
فواللهِ ما ادري أغال نعيهُ
رُقاديَ حُزْناً أم أطارَ فؤادي؟
على أنه ذرّ الأسى في جوانحي
و أودعَ منيَّ في الجفونِ سهادي
وما ضَرَّني والنَّومُ ليس يزورني
دُجًى وضُحًى أنِّي بغيرِ وِسادِ
فإنْ لم أعِرْ جسمي عليك حِدادَهُ
فقلبيَ حزناً في ثيابِ حدادِ
و للهِ خطبٌ زارني بعد هجعة ٍ
فحرَّم في عينَيَّ طعمَ رُقادي
وشرَّدَ عنِّي باصطبارٍ عَهدتُه
" وأحرج " حيزومي وأضعف آدي
و عرف ما بيني وبين بلابلٍ
عمرتُ وما يمررن لي ببلادِ(29/58)
كأنِّي قضيضُ الجنْبِ حُزناً ولَوْعة ً
و فرشي مهيداتٍ بغير مهادِ
ويا ليتني لمّا ثكلتُك لم أكُنْ
جعلتك من سكانِ دار ودادي
وليتك لم تحلُلْ رِكابُكَ عَقْوَتي
تراوحها صباً بها وتغادي
و ما بين قربٍ واشتياقٍ عهدتهُ
حَوَتْ أضلُعي فَرقٌ وبينَ بُعادي
سقى اللهُ مَيْتاً لا يُرجَّى إيابُهُ
وحلَّ عليه رَبْطَ كلِّ مَزادِ
وجادَ عليه كلُّ أَسْحمَ مُسْبِلٍ
بعَذْبٍ صَقيلِ الطُّرَّتَينِ بُرادِ
له من وميضِ البرقِ ثوبٌ مَعَصْفَرٌ
ومن رعدِه وهْناً زَماجرُ حادِ
و لا زالتِ الأنواءُ يسقين تربه
إذا رائحٌ ولَّى تصَوَّبَ غادِ
بلا موعدٍ تَخشَى له النَّفسُ خُلفة ً
و خيرُ اللها ما لم تكنْ بوعادِ
العصر العباسي >> البحتري >> طيف ألم فحيا عند مشهده
طيف ألم فحيا عند مشهده
رقم القصيدة : 2459
-----------------------------------
طَيفٌ ألَمّ، فحَيّا عندَ مَشهَدِهِ،
قد كانَ يَشفي المُعَنْى مِنْ تَلَدّدِهِ
تَجَاوَزَ الرّمْلَ يَسرِي مِنْ أعِقّتِهِ،
مَا بَينَ أغوَارِهِ السّفلى، وَأنْجُدِهِ
بَاتَ يَجُوبُ الفَلا مِنْ جانِبَيْ إضَمٍ،
حتّى اهتَدى لرَميّ القلْبِ مُقصَدِهِ
عَصَى عَلى نَهْيِ ناهيهِ، وَلَجَ بهِ
دَمْعٌ أبَرَّ عَلى إسْعَادِ مُسْعِدِهِ
صَبٌّ بمُبرِيهِ مِن سُقمٍ، ومُدنفهِ
به ومَدُنيهِ مِنْ وَصْلٍ، وَمُبْعِدِهِ
وعقد نِهَيتُ فؤادي، لوْ يُطاوِعُني،
عَن ذي دَلالٍ، غرِيبِ الحسنِ مفرَدِهِ
عن حُبّ أحوَى أسيلِ الخَدّ أبيَضِهِ،
ساجي الجفونِ كحيلِ الطْرْفِ أسوَدِهِ
مِثلُ الكَثيبِ تعَالى في تَرَاكُمِهِ،
مِثْلُ القَضِيبِ تَثَنّى في تأوّدِهِ
لتَسْرِيَنّ قَوَافي الشّعْرِ مُعْجَلَةً،
مَا بَينَ سُيَّرِهِ المُثْلَى، وَشُرَّدِهِ
جَوَازِياً حَسَناً عَنْ حُسْنِ أنْعُمِهِ،
وَعن بَوَاديهِ في الجَدوَى وَعُوَّدِهِ
المفتدي ملوك العجم خاضعة
لفرعه المعتلي فيهم ومحتده
وَالمُرْتَقي شَرَفَ العَلْيَاءِ، مُمْتَثِلاً(29/59)
مَكانَ جَرّاحِهِ مِنْهَا وَمَخلَدِهِ
غاياتُ آمالِنَا القُصْوى، وَعُدّتُنا الـ
ـعظمى لأقرَبِ ما نَرْجو، وَأبْعَدِهِ
نَستأنِفُ النّعمَةَ الطُّولى العَريضَةَ من
إنْعَامِهِ، وَاليَدَ البَيضَاءَ مِنْ يَدِهِ
إنْ يلْؤمِ النّاسُ عِشْنَا في تَكَرّمِهِ،
أوْ أخلَقَ الناس عدنا في تَجدّدِهِ
إذا الرّجالُ استَذَمّوا عِندَ نَائِبَةٍ،
فاضَتْ يَداهُ، فأرْبَى في تَحَمّدِهِ
لا يَوْمَ نَشكُرُ، إلاّ يوْمَ نَائِلِهِ
فينا، ولا غَدَ نَرْجُوهُ سِوَى غَدِهِ
يُضِيءُ في أثَرِ المَعْرُوفِ، مُبتَهِجاً،
كالبَدْرِ وَافَى تَماماً وَقتَ أسْعُدِهِ
إذا وَصَلْتُ بهِ في مَطْلَبٍ أمَلاً،
رأيتُ مَصْدَرَ أمْري قبلَ مَوْرِدِهِ
يا أيّها السّيّد المُجْرِي خَلائِقَهُ
عَلى سَوابِقِ عَلْياهُ، وَسُؤدَدِهِ
أنتَ الكَريمُ، وَقد قدّمتَ مُبْتَدِئاً
وَعْداً، وَكلُّ كَرِيمٍ عِنْدَ مَوْعِدِهِ
وَلابنِ داوُدَ مَطْلٌ أنْتَ تَعرِفُهُ،
إنْ لم تَرُضْهُ وَتحلُلْ من تَعَقْدِهِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أَلا عوجا لمجتَمَعِ السِّيالِ
أَلا عوجا لمجتَمَعِ السِّيالِ
رقم القصيدة : 24590
-----------------------------------
أَلا عوجا لمجتَمَعِ السِّيالِ
فثمَّشفاءُ مابى من خبالِ
وإنْ أنكرتما منّى ضلالاً
فماذا ضرّ غيرى من ضلالى ؟
فإمّا شئتما أنْ تسعدانى
فمُرّا بي على الدِّمَنِ البَوالي
خرسن فلو ملكن النّطقَ يوماً
شكَوْنَ إليك من جَنَفِ اللّيالي
لعلّى أنْ أرى طللاً لحبٍّ
وآثاراً لأيّامِ الوِصالِ
نصيبُ مصاحبى منّى حنينٌ
حنينُ الرّائماتِ إلى الفِصالِ
ومُنْهَلٌ منَ العَبَراتِ تَجري
فينطقُ إنْ سكتُّ بسوء حالى
ومسترقٍ من الأحشاء يخبو
أُوارُ النّارِ وهْوَ على اشتعالِ
وفى الغادين من يمنٍ فتاة ٌ
تُضامُ مَعادة ً شبهَ الغزالِ
أشاق إلى المواعد من هواها
وإِنْ كانتْ تُسَوِّفُ بالمُحالِ
وذللّنا طويلُ الهجر حتّى
قنعنا فى التّزاور بالخيالِ(29/60)
وخبَّرها الوشاة ُ بنا إِليها
بما جَعَلَتْهُ عُذراً في المَلالِ
وقد كنتُ اعتزمتُ الصّبرَ عنها
فلمّا أن بدأتُ به بدا لى
سقى نجداً ومن بجنوب نجدٍ
مُلِثُّ الوَدْقِ منهمرُ العَزالي
كأنَّ بروقه يخفقن بلقٌ
خرجْنَ على الظَّلامِ بلا جِلالِ
وأسيافٌ سللن على الدّياجى
لها عهدٌ قريبٌ بالصّقالِ
فكم بجنوب نجدٍ من عزيزٍ
صغيرِ الذَّنبِ مُحتَمَلِ الدَّلالِ!
إذا سلّى العواذلُ فيه قلباً
مَشُوقاً لم يكنْ عنه بسالِ
فقولوا للأُلى دَرَجوا ملوكاً
وحازوا باللّها ربقَ الرّجالِ
وهَبَّتْ في حَفاوتِهمْ وفيما
ينالون الجنوبُ مع الشّمالِ:
أجِيلوا نظرة ً بِبني بويهٍ
تَرَوْا سَعَة ً على ضيقِ المجالِ
لهمْ في كلِّ نائبة ٍ حلومٌ
ثِقالٌ لا تُوازَنُ بالجبالِ
وفى العلياءِ فخرُ الملك يسمو
سموَّ البدرِ فى غررِ اللّيالى
وقد علمتْ ملوكُ ببنى بويهٍ
بأنَّك حاسمُ الدّاءِ العُضالِ
وأنّك فى الخطوبِ الجونِ منهمْ
مكانَ النّارِ فى طرفِ الذبالِ
ولمّا رامَها مَن رامَ منهمْ
عجلتَ إليه من قبل العجالِ
ليوثٌ كالأجادل ضارياتٌ
على صهواتِ خيلٍ كالرّئالِ
تَحُفُّ بصلِّ رملة ِ بطنِ وادٍ
تَناذرُ منه أصلالُ الرِّمالِ
إذا ما همَّ طوَّحَ بالتَّمادي
وداسَ السِّلْمَ في طرقِ القتالِ
وأرغَمها أنوفاً من أناسٍ
غَدَوْا يَستنزِلونَ عنِ النِّزالِ
وقد ساموك مشكلة ً لموعاً
كما لمعَ الفضاءُ بلمعِ آلِ
وظنّ بك الغواة ُ الصّدَّ عنها
وما ريعتْ قرومك بالإفالِ
فيالشجاعة ٍ بكَ ما أفادَتْ
منَ النَّعماءِ عندك للموالي!
وأيَّة ُ صَعْبَة ٍ ذلَّلتَ قسْراً
قراها أى ّ ذلٍّ للرّجال !
فقد عَلَّمتَ كيف تفوتُ شرّاً
وكيفَ تجوزُ ضَيِّقة َ المجالِ
وليس يَضِلُّ إثْرَكَ مَن هَدَتْهُ
مواقعُ مَنْسِمِ العَوْدِ الجَلالِ
إذا ما كنتَ لي وَزَراً حصيناً
على نُوَبِ الزَّمانِ فما أُبالي
وخَوَّفَني العُداة ُ الشَّرَّ منهمْ
فما خطرتْ مخافتهمْ ببالى
وراموا قطعَ أسبابٍ متانٍ(29/61)
علقتُ بها فما قطعوا قبالى
وما نَقَموا سِوى أنِّي لديهِ
شديدُ القربِ مُستَمَعُ المقالِ
وأنّى فيه دون النّاس جمعاً
أُعادي مَن أُعادي أو أُوالي
وكم لى فيه من غررٍ بواقٍ
ومن سحرٍ سبقتُ به حلالِ
يغورُ إلى القلوب بلا حجابٍ
ويشفيك الجواب بلا سؤال
وقافية ٍ متى استمعتْ أبرّتْ
عذوبتها على الماءِ الزّلالِ
فلولا أنَّها كِلَمٌ لكانتْ
فريدَ نحور ربّاتِ الحجالِ
وهذا العيدُة النّيروزُ جاءا
كما نهواه فيك بخير فالِ
وما افترقا بهذا العصرِ إلاّ
كما افترقتْ يمينٌ معْ شمالِ
فدُمْ لتكرُّمٍ أرخصتَ منه
ولم يزلِ التَّكرُّمُ وهو غالِ
ويا نعمى له دومى وكونى
على غيرِ الزّمان بلا زوالِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> هل الدارُ تدري ما أثارتْ من الوجدِ
هل الدارُ تدري ما أثارتْ من الوجدِ
رقم القصيدة : 24591
-----------------------------------
هل الدارُ تدري ما أثارتْ من الوجدِ
عشية عنتْ للنواظرِ من بعدِ ؟
بكيتُ ولولا نظرة ٌ بمحجَّرٍ
إلى الدّارِ لم تجرِ الدّموعُ على خدِّي
أيا صاحِ لولا أنّ دمعيَ لم " يطحْ "
وقد لاحَ رسمُ الحيِّ لم تدرِ ما عندي
كتمتُك وجدي طولَ ما أنتَ صاحبي
فنادتْ دموعُ العين مني على وجدي
ولمّا أقرَّ الدَّمعُ بانَ لكَ الهوَى
فلم يُغنِ إنكاري الغرامَ ولا جَحْدي
تذكَّرتُ نجداً بعد ما غُرتُ مَوْهِناً
و أين امرءٌ بالغورِ من ساكني نجدِ ؟
وأذكرني شبهَ القضيبِ ونحنُ في
ظهور مطايانا - قضيبٌ من الرندِ
ومُعْتجراتٍ بالجمال كأنَّما
بسمنَ إذا يبسمن عن لؤلؤِ العقدِ
لهنَّ صباحٌ من وجوهٍ مُنيرة ٍ
تخلَّلها ليلٌ من الفاحِمِ الجَعْدِ
غلبن على ودي ولولا محاسنٌ
جَلَوْنَ علينا ما غَلبْنَ على ودِّي
وشرخِ شَبابٍ كنتُ أحقرُ فضلَهُ
- إلى أن مضى - والضدُّ يعرف بالضدَّ
أمنتُ به بين الغواني وظلهُ
عليَّ مقيمٌ من بعادٍ ومن صَدِّ
وقد قلتُ لمّا ضقتُ ذَرعاً بخُطّة ٍ
شموسِ القرا : أين الوزير أبو سعدِ ؟(29/62)
فتًى كانَ دِرعي يومَ تحصِبُني العِدَى
و يوم ضرابي للطلي موضعَ الزندِ
وما جئتُه والرشدُ عنِّي بمعزِلٍ
فأطلعني إلاّ على ذِرْوَة ِ الرُّشْدِ
و كم لك فيما بيننا من مواقفٍ
تسلَّمتَ فيها رِبْقَة َ الحمدِ والمجدِ
فبالسَّيفِ طَوراً تولجُ النَّاسَ للهُدَى
وطَوراً بأسبابِ التكرُّم والرِّفدِ
وأنتَ حميتَ الملكَ مِن كلِّ طالعٍ
عليهِ كما تُحمَى العرينة ُ بالأسْدِ
على كلّ مطواعٍ إذا سمتهَ " ردي "
وإنْ لم تسُمْه جَرْيَه فهو لا يردي
كأنك منه فوق غاربِ عاصفٍ
منَ الرّيحِ أو في ظهرِ هَيْقٍ من الرُّبْدِ
وما لسَفاهٍ بلْ لفَرْطِ شَجاعة ٍ
نزعتَ جلابيبَ المضاعفة ِ السَّرْدِ
كأنك من بأسٍ لبستَ قميصه
لدَى الرَّوعِ في حَشْدٍ وما أنتَ في حَشْدِ
و ما لكَ في هزلٍ معاجٌ وإنما
أتيتَ كما يؤتى الرجال من الجدَّ
ولم يُبْقِ حِلمٌ أنتَ مالكُ رِقِّهِ
بقلبك بعدَ الصَّفح شيئاً منَ الحِقدِ
فيا نازحاً عني وماليَ بعده
على جَوْرِ أيّامٍ إذا جُرنَ من مُعْدِ
أما آنَ للقربِ الّذي كانَ بيننا
فولَّى حَميداً أنْ يُدالَ منَ البُعدِ؟
ولم تكُ دارٌ أنتَ فيها بعيدة ً
ولكنَّني بالعذرِ في حَلَقِ القِدِّ
و ما أنا إلاّ شائرٌ كلَّ طرقة ٍ
إليكَ على عُرْيِ المطهَّمَة ِ الجُرْدِ
فكم وطنٍ بالوُدِّ مِنِّي سَكنتُه
وإنْ لم أُجرِّرْ في جوانبِهِ بُرْدي
بقلبيَ كلمٌ من فراقك مؤلمٌ
وكم بالفتَى كَلْمٌ وما حَزَّ بالجِلدِ
و دمعي على ما فاتني منك قاطرٌ
كأنيَ دون الناسِ فارقتني وحدي
سَقى اللهُ أيّاماً مَضَين وأنتَ بي
حفيٌّ قريبُ الملتقى سبلُ الرعدِ
لهنَّ بقلبي عبقة ٌ أرجية ٌ
تبرحُ بالنفحاتِ من عنبرِ الهندِ
وقد حالَ فينا كلُّ شيءٍ عَهدتُه
فلم يبقَ محفوظاً عليك سوى عهدي
و لولا هناة ٌ كنتُ أقربَ منزلاً
وما كلُّ سِرٍّ في جوانحنا نُبدي
فإنْ تنأَ فالعيوقُ ناءٍ وإنْ تغبْ
فقد غابَ عنّا بُرهة ً كوكبُ السَّعدِ
و لا خير في وادٍ وأنت بغيرهِ(29/63)
و ما العيشُ مطلولاً خلافك بالرغدِ
و إنيَ مغمودٌ وإنْ كنتُ باتراً
و لا بدّ يوماً أن أجردَ من غمدي
فإنْ كنتَ يوماً لستَ تَرضَى ضَريبة ً
فإنك ترضى بالضريبة ِ عن حدي
لَحا اللهُ أبناءَ الزَّمانِ فإنَّهمْ
بِتَيْهاءَ لا تَدْنو ضلالاً عنِ القَصدِ
و لم يرَ إلاّ الهزلُ ينفقُ عندهمْ
فمن يشتري مني إذا بعتهُ جدي ؟
و مختلطاً فيه الذوائبُ كالشوى
وحُرُّهُم مِن لُبسة ِ الذُلِّ كالعبدِ
و كم فيهمُ للجهلِ ميتٌ وربما
يموتُ امرؤٌ لم يطوِهِ القومُ في اللَّحْدِ
فيا ليتَ أدواءَ الزَّمانِ التي عَصَتْ
وأعْيَتْ على كلِّ المُداواة ِ لا تُعدي
وليسَ وفاءٌ للجميل بموعدٍ
لَدَيَّ ويأتيني القبيحُ بلا وَعْدِ
و كم لك عندي من حقوقٍ كثيرة ٍ
أنفنَ على حصري وأعيابها عدي
فإنْ فتنَ حمدي كثرة ً وزيادة ً
فلّلهِ دَرُّ الفائتاتِ مَدى حَمْدي
و إني لمهدٍ كلَّ يومٍ قصيدة ٍ
إليكَ وما يُهدي الأنامُ كما أُهدي
يسير بها عني الرواة ُ وإنها
لتَخدي وما تخدي الرُّواة ُ كما تخدي
من الكلمِ الباقي على الدهرِ خالداً
وكم كَلِم لم يُؤتَ شيئاً منَ الخُلدِ
هو الماءُ طوراً رقة ً وسلاسة ً
وطوراً إذا ما شئتَ كالحجرِ الصَّلْدِ
و ما قدَّ إلاّ من قلوبٍ أديمهُ
فليسَ له فيهنَّ شيءٌ منَ الرَّدِّ
فخذه رسولاً نائباً عن زيارتي
فإنّ قصيدي فيك أنفعُ من قصدي
و دمْ لجلالٍ لستَ فيه مشاركاً
وبذلِ النَّدى في النّاسِ والحلِّ والعَقدِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما لكِ فيَّ ربَّة َ الغَلائِلِ
ما لكِ فيَّ ربَّة َ الغَلائِلِ
رقم القصيدة : 24592
-----------------------------------
ما لكِ فيَّ ربَّة َ الغَلائِلِ
- والشّيبُ ضيفُ لمّتى - من طائلِ
أما ترين فى شواتى نازلاً
لا متعة ٌ لى بعده بنازلِ ؟
محا غرامى بالغوانى صبغه
واجتثّ من أضالعى بلابلى
ولاحَ في رأسيَ منهُ قَبَسٌ
يَدُلُّ أيّامي على مَقاتِلي
كان شبابى فى الدّمى وسيلة ً
ثم انقضتْ لمّا انقضتْ وسائلى(29/64)
يا عائبى بباطلٍ ألفتهُ
خذْ بيديك منْ تمنٍّ باطلِ
لا تعذلنّى بعدها على الهوى
فقد كفانى شيبُ رأسى عاذلى
وقلْ لقومٍ فاخرونا ضلّة ً
أين الحصيّاتُ من الجراولِ ؟
وأين قاماتٌ لكمْ دميمة ٌ
من الرّجال الشمّخِ الأطاولِ ؟
نحن الأعالى فى الورى وأنتمُ
ما بينهمْ أسافلُ الأسافلِ
ما تستوى - فلا تروموا معوزاً -
فضائلُ السّاداتِ بالرّذائلِ
ما فيكمُ إلاّ دنى ٌّ خاملٌ
وليس فينا كلِّنا من خاملِ
دعوا النّباهاتِ على أهلٍ لها
وعَرِّسوا في أخفضِ المنازلِ
ولا تعوجوا بمهبٍّ عاصفٍ
ولا تقيموا فى مصبِّ الوابلِ
أما تَرى خيرَ الورَى معاشري
ثمَّ قَبيلي أفضلَ القبائلِ؟
ما فيهمُ إِنْ وُزِنوا من ناقصٍ
وليس فيهمْ خُبرة ٌ من جاهِلِ
أقسمتُ بالبيتِ تطوف حوله
أقدامُ حافٍ للتّقى وناعلِ
وما أراقوهُ على وادي مِنى ً
عند الجِمارِ من نَجيعٍ سائلِ
وأذرُعٍ حاسرة ٍ تَرمي، وقدْ
حان طلوعُ الشّمسِ - بالجنادلٍ
والمَوْقفينِ حطَّ ما بينَهُما
عن ظهرِهِ الذُّنوبَ كلُّ حامِلِ
فإنْ يَخِبْ قومٌ على غيرِهما
فلم يخِبْ عندَهما من آملِ
لقد نمتنى من قريشٍ فتية ٌ
ليسوا كمن تعهدَ في الفضائلِ
الواردينَ من عُلى ً ومن تُقى ً
دونَ المنايا صفوة َ المناهلِ
قومٌ إذا ما جُهِلوا في معركٍ
دَلّوا على الأعراقِ بالشّمَائلِ
لأنَّهم أُسْدُ الشَّرى يومَ الوغى
لكنَّهمْ أَهِلَّة ُ المَحافِلِ
إنْ ناضلوا فليس من مناضلٍ
أو ساجلوا فليس من مساجلِ
سَلْ عنهمُ إنْ كنتَ لا تَعرفُهمْ
سلَّ الظّبا وشرّعَ العواملِ
وكلَّ منبوذٍ على وجهِ الثَّرى
تسمعُ فيه رنَّة َ الثَّواكلِ
كأنّما أيديهمُ مناصلٌ
يلعبن يوم الرّوعِ بالمناضلِ
من كلّ ممتدِّ القناة ِ سامقٍ
يقصرُ عنه أطولُ الحمائلِ
ما ضرَّني والعارُ لا يطورُ بي
أنْ لم أكن بالملكِ الحُلاحِلِ؟
ولم أكنْ ذا صامتٍ وناطقٍ
ولم أرُحْ بباقرٍ وجاملِ
خيرٌ من المالِ العتيدِ بذلهُ
في طرقِ الإفضالِ والفواضلِ
والشُّكرُ ممنْ أنتَ مُغنٍ فقرَهُ(29/65)
خيرٌ إذا أحرزته من نائلِ
فلا تعرِّضْ منك عِرْضاً أملساً
لخدشة ِ الّلوّامِ والقوائلِ
فليس فينا مُقدمٌ كمُحجِمٍ
وليس منّا باذلٌ كباخِلِ
وما الغنى إلاّ حبالاتُ الثّنا
فانجُ إذا شئتَ منَ الحبائلِ
إلى متى أحملُ من ثقلِ الورى
مالم يطقه ظهرُ عودٍ بازل ؟
إنْ لم يَزرني الهمُّ إصباحاً أتَى
- ولم أعِرْهُ الشَّوقَ- في الأصائلِ
وكم مُقامٍ في عراصِ ذِلَّة ٍ
وعطنٍ عن العلاءِ سافل !
وكم أظلُّ مفقهاً من الأذى
معلّلاً بالأباطلِ !
كأنّني وقد كملتُ دونَهمْ
رَضِي بدونِ النَّصْفِ، غيرُ كاملِ
محسودة ٌ مضبوطة ٌ ظواهري
لكنّها مرحومة ٌ دواخلى
كأنَّني شِعبٌ جِفاهُ قطرُهُ
أو منزلٌ أفقرُ غيرُ آهلِ
فقلْ لحسَّادي: أَفيقوا فالَّذي
أغضبكمْ منّى َ غيرُ آفلِ
أنا الذى فضحتُ قولاً مصقعاً
مقاولى وفى العلا مطاولى
إنْ تَبْتنوا منَ العدا مَعاقلاً
فإنّ فى ظلّ القنا معاقلى
لا تَسْتروا فضلي الذي أُوتيتُهُ
فالشَّمسُ لا تُحجبُ بالحوائلِ
فقد فررتُمْ أبداً من سَطْوَتي
فرَّ القطا الكدرِ من الأجادلِ
ولا تذُقْ أعينُكم طعمَ الكرَى
وعندكُم وفيكمُ طوائلي
تَقوا الرَّدى وحاذِروا شرَّ الذي
شبَّ أُوراي فَغَلَتْ مَراجلي
وجنّ تيّارُ عبابى واشتكتْ
خُروقُ أسماعِكمُ صلاصلي
إنْ لم أطِرْ كمْ فَرَقاً تحملُكُمْ
نُكْبُ الأعاصير مع القساطلِ
فلا أجبتُ من صريخٍ دعوة ً
ولا أطعتُ يومَ جودٍ سائلي
ولا أناخَ كُلُّ قومي كَلَّهُمْ
فى مغنمٍ أو مغرمٍ بكاهلى
وفى غدٍ تبصرها مغيرة ً
على الموامى كالنّعامِ الجافلِ
يخرجن من كلّ عجاجٍ كالدّجى
مثلَ الضُّحى بالغُرَرِ السَّوائلِ
منْ يرهنَّ قال من الذى
سدَّ المَلا بالنَّعَمِ المطافلِ؟
وفوقهنّ كلُّ مرهوبِ الشّذا
يروي السِّنانَ من دمِ الشَّواكلِ
أبيضُ كالسّيف ولكنْ لم يعجْ
صُقالُه على يمينٍ صاقلِ
حيثُ تَرى الموتَ الزُّوامَ بالقَنا
مستحبَ الأذيال والذّلاذلِ
والنَّقْعُ يغشَى العينَ عن لِحاظها(29/66)
والرَّكْضُ يرمي الأرضَ بالزَّلازلِ
وبُزَّتِ الأسلابُ أو تَمَخَّضَتْ
بلا تمامٍ بطنُ كلِّ حاملِ
ولم يَجُزْ هَمُّ الفتى عن نفسهِ
وذُهِلَ الحيُّ عنِ العقائلِ
إنْ لم أنَلْ في بابِلٍ مآربي
فلي إذا ما شئتُ غيرُ بابِلِ
وإنْ أبِتْ في وطنٍ مُقَلْقَلاً
أبدلتُه بأَظهُرِ الرَّواحلِ
وإنْ تضقْ بى بلدة ٌ واحدة ٌ
فلم تضق فى غيرها مجاولى
وإنْ نبا عنّى خليلٌ وجفا
نفضتُ من ودِّي له أناملي
خيرٌ من الخصبِ مع الذّلِّ به
مَعَرَّسٌ على المكان الماحلِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إنْ قَطَعَتْني عِلّتي عن قصدي
إنْ قَطَعَتْني عِلّتي عن قصدي
رقم القصيدة : 24593
-----------------------------------
إنْ قَطَعَتْني عِلّتي عن قصدي
وصَدَّني الزّمانُ أيَّ صَدِّ
عن مِشْيتي وخَبَبي وشدِّي
فإنَّني لحاضرٌ بِوُدِّي
و بوفائي وبحسنِ عهدي
سِيّانِ قربي معه وبُعدي
قلْ لعميدِ الدولة ِ الأشدَّ
و المعتلي في هضبات المجدِ
والمشتري الغالي مَدًى من حمدِ
من مالهِ وجاههِ بالنقدِ
ممضي عطاياه بغير وعدِ
كم لكَ من بحرِ فخارٍ عِدِّ؟
يفوت إحصائي ويعيي عدي
حوشيثَ من مكرِ الليالي النكدِ
و من خصامِ النائباتِ اللدَّ
قد زارك الحولُ بكلَّ سعدِ
و بالبقاءِ الواسعِ الممتدّ
فاجرُرْ به ما شئتَهُ من بُرْدِ
فوتَ الرَّدَى ممتَّعاً بالخُلدِ
ثِقْ بالإلهِ المتعالي الفَرْدِ
ولا تخفْ في مطلبٍ من ردِّ
ما لبني عبدِ الرَّحيم الأُسْدِ
من مشبهٍ في سؤددٍ ومجدِ
خيرِ كهولٍ في الورى ومردِ
و خير حرٍّ بيننا وعبدِ
فيهم هَوى حَلِّي وفيهمْ عَقدي
إنْ ركبوا يوماً لداءٍ معدِ
رأيتَ جرداً فوق خيلٍ جردِ
متى أكن فيهمْ معيناً وحدي
فلنْ ينالوا للعدَى بحَشْدِ
و لا يجدون لديهمْ جدي
غيرُ كلامي فيهمُ لا يجدي
وكلُّ زَندٍ غيرَ زندي يُكْدي
ما مسَّهمْ فهْوَ إليَّ يُعدي
و ما فراهمْ فهوَ فارٍ جلدي
ما لهمُ والله مثلي بَعدي(29/67)
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> خذ صاحبى عنّى الذى أملى
خذ صاحبى عنّى الذى أملى
رقم القصيدة : 24594
-----------------------------------
خذ صاحبى عنّى الذى أملى
ودعِ الذى آباه من عذلى
أنا من أُناسٍ ليتَ قطعَهمُ
قد كانَ لي بَدَلاً منَ الوَصْلِ
لا يطعمون سوى القبيحِ ولا
يردون إلاّ قهوة َ الجهلِ
من كلّ عريانِ اليدين من الـ
ـمعروف ملآنٌ من البخلِ
وكأنّهمْ ليلٌ بلا سحرٍ
يأتيهِ أو عقدٌ بلا حلِّ
وكأنّهمْ فى صدر جارهمُ
حنقاً عليهمْ مرجلٌ يغلى
فهمُ صقيعٌ لا دِثارَ بهِ
وهَجيرُ مُقفِرة ٍ بلا ظِلِّ
وعقولهمْ لغفولهمْ سفهاً
وصبيُّهمْ والٍ على الكَهْلِ
والجِدُّ مِنِّي كم أبَوْهُ كما
أَأْبَى الَّذي فيهمْ منَ الهَزْلِ
يا ليتني لمّا مشيتُ إِلى
عَرَصاتهمْ ما كنتُ ذا رِجْلِ
عجلَ الزّمانُ وأهلهُ معه
من أنْ يُقيمَ عليهمُ مِثْلي
ما كان إلاّ فى ديارهمُ
هضمى وبين بيوتهمْ ذلّى
وكأنَّني لمّا لففْتُ بهمْ
شملى امرؤٌ متقطّعُ الشّملِ
وشغلتُ نفسي بُرهة ً بهمُ
فكأنّنى منهمْ بلا شغلِ
يرموننى من قبلهمْ أبداً
بالزُّورِ والبُهتانِ والبُطلِ
وجوائفُ الأقوالِ رامية ٌ
تُنسي الرَّميَّ جوائِفَ النَّبْلِ
ومذانبٌ للماء ليسَ لها
نهلى على ظمأى ولا علّى
أينَ الذينَ عهدتُ قبلهمُ
سارينَ في طُرُقٍ إلى الفضلِ؟
الحاملين على قلوبهمُ
همّى وفوق ظهررهمْ ثقلى
وكأنّهمْ قضبٌ يمانية ٌ
مصقولة ٌ من غير ما صقلِ
كم فيهمُ من منشرٍ كرماً
بعدَ المماتِ وقاتلِ المَحْلِ
ويطيع من كرمٍ تجلّله
أمرَ النَّدى ودواعيَ البَذلِ
ما بيننا قربٌ ولا نَسبٌ
وكأنّهم من برّهمْ أهلى
ودفاعُهمْ عنِّي يُرفِّهني
عن أنْ أمُدَّ يداً إلى نَصْلي
لولاهمُ فى يومِ عاذمة ٍ
لم أنجُ من أنيابها العصلِ
أرخصتُ غيرهمُ لأنّهمُ
يغلون أثمانى كما أغلى
فهمُ جبالي إنْ ذُعِرتُ ولي
يومَ ارتعاءِ نباتهمْ سهلى
فإذا همُ حلموا حلمتُ وفى
يومِ انتقامٍ جهلهمْ جهلى(29/68)
دَرَجوا فلا عينٌ تُشاهِدُهمْ
أبداً ولا تأتيهمُ رسلى
فعلى قبورهمُ وإن درستْ
ماشئن من قطرٍ ومن وبلِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> باللهِ يا أيامَ يثربَ عودي
باللهِ يا أيامَ يثربَ عودي
رقم القصيدة : 24595
-----------------------------------
باللهِ يا أيامَ يثربَ عودي
عُودي لبلِّ حُشاشة ِ المعمودِ
ما كان أنضرَ بينهنّ محاسني
في أَعينٍ رُمُقٍ وأخضرَ عودي!
أيّامَ لم يحنِ النَّوائبُ صَعْدَتي
بمرورهنّ ولا لوين عمودي
كلاّ ولا عبثتْ بيضاتُ الردى
في مفرَقي أو عارِضيَّ بسودِ
يا بعدَ ما بيني وبين حبائبي
و الشيبُ في فوديَّ غيرُ بعيدِ
ولقد علمتُ وقد نُزِعْتُ شبيبتي
أنْ لا نصيبٌ في الظباءِ الغيدِ
قد كانَ لي سَهمٌ سديدٌ في الدُّمَى
لكنه بالششيب غيرُ سديدِ
قُل للّتي ضنَّتْ عليَّ بنظرة ٍ
ذاتِ اللَّمى واللّؤلؤِ المنضودِ:
لِمْ تأسفينَ على المحبِّ بقُبلَة ٍ؟
فكأنَّ ثغراً منك غيرُ بَرودِ!
خلي القطوبَ من الأسرة ِ " واكتفي "
عن عقدهنّ بفرعك المعقودِ
أنتِ الطليقة ُ في هواهُ فاعلمي
وتحكَّمي في الموثَقِ المَصْفودِ
قد كنتُ جلداً في الهوى لكنني
يوم الفراقِ عليهِ غيرُ جليدِ
كم في الهوادج من قضيبٍ مائسٍ
أو مُرتوٍ ماءَ الصِّبا أُمْلودِ
ما إنْ درى ماذا إليه يقودني
من حُبِّهِ ويَعُودني من عيدي
ما لي وقد لفَّ الصباحُ خيامهمْ
غيرُ الزفير وأنة ِ المورودِ
و مماطلٍ إنْ جاء يوماً وعده
غلطاً ومكراً ضنّ بالموعودِ
في جيدهِ من حسنِه حَلْيٌ له
والحَلْيُ خيرٌ منه حسنُ الجِيدِ
لي فرقتان ففرقة ٌ بيد النوى
أو فرقة ٌ لتجنبٍ وصدودِ
قُلْ للذي ساقَ الظّعائنَ: ربَّما
سوقتَ قلبي بين تلك البيدِ
و رميتَ في قلبي وفي عيني معاً
بالنارِ ذاك وتلك بالتسهيدِ
وإذا دموعي يومَ سِلنَ شَهِدن بال
ـوجدِ المبرح لم يفدكَ جحودي
ما ضرَّ مَن يَسْري سُراهُ ووجههُ
خلفَ البدور على ليالٍ سُودِ
في ليلة ٍ بُرْدُ السَّماءِ موشَّحٌ(29/69)
بنجومها والنجمُ كالعنقودِ
في كلّ يومٍ تستجدّ قطيعة ً
وجديدُ لؤمِ المرءِ غيرُ جديدِ
يا صاحبي فزْ بالرشاد وخلني
قد كنتَ جاري في شبية ِ أَعصُري
هبْ لي الملامَ على الغرام فإنَّني
ملآنُ من عذلٍ ومن تَفْنيدِ
قمْ سلَّ قلبي كيف شئتَ ولا ترمْ
منه السلوَّ عن النساءِ الرودِ
لا تسألني أن أعيشَ بلا هوى ً
فيهنّ واسألْ طارفي وتليدي
قد كنتَ جاري في شبيبة أعصري
فكن المجاور في الزمان المودي
وامزجْ صفاءً قد عداكَ برَمْقِه
و اخلطْ زماناً ناعماً بديدِ
ما إنْ رأيتُ ولم أكن مستثنياً
في هذه الأيامِ من محمودِ
و إذا التفتّ إلى الذين ذخرتهمْ
لشديدتي لم ألفِ غيرَ حسودِ
أنا بينَ خالٍ من جميلٍ قلبُه
و من القبيح وبين كلّ حقودِ
وإذا صُددتُ عن المواردِ جمَّة ً
فمتى يكونُ وقد ظمئتُ ورودي؟
لا بُلِّغتْ عِيسي مَداها إنْ نحَتْ
غيرَ الكرامِ وقيدت بقيودِ
إنْ لم أثِرْها كالقَطا نحوَ العُلا
يطوين بالإرفادِ كلَّ صعيدِ
وتلفُّ أيديها على طولِ الوَجا
لفّ الإزارِ تهائماً بنجودِ
لا تستفيقُ منَ الدُّؤوبِ وإنَّما
يضربْنَ بيداً في الفَلاة ِ ببيدِ
فعرِيتُ في يومِ الفَخارِ على الوَرى
من فخر آبائي وفخر جدودي
قوم إذا سمعوا بداعية ِ الوغى
طَلعوا النِّجادَ على الجيادِ القُودِ
لا يعبؤون إذا الرّماحُ تشاجَرَتْ
يوماً بما نسجتْ يدا داودِ
و دفاعهمْ وقراعهمْ أدراعهمْ
يومَ الوغَى من طعنِ كلِّ وريدِ
سادوا أكابرَ قومِ كلِّ عشيرة ٍ
من قبلِ قطعِ تمائمِ المولود
فإذا سرحْتَ الطَّرفَ بينَ بيوتِهم
لم تلقَ غيرَ مُغَبَّطٍ محسودِ
و أنا الذي أطلقتُ أسرَ سماحة ٍ
في النّاسِ أو أنشرتُ مَيْتَ الجودِ
ما الفرقُ إنْ لم أعطِ ماليّ مُعْدماً
ما بين إعدامي وبين وجودي ؟
فلو أنّ حاتمَ طيءٍ وقبيله
وَفدوا عليَّ تعلَّموا من جُودي
ما للرجال إذا همُ حذروا سوى
حرمي الأمينِ وظليَ الممدودِ
لم أتلُ قطُّ مسرَّة ً بمضرَّة ٍ
فيهمْ ولا وعْداً لهمْ بوعيدِ(29/70)
نقضُ الجبال الشُمِّ لا يُعْيي وقد
أعيا على الأيام نقضُ عهودي
و إذا عقدتُ فليس يطمع طامعٌ
في أن يحلَّ براحتيهِ عقودي
و الحادثاتُ إذا طرقن فلم أكن
عنهنّ نَوّاماً ولا بهجودِ
إنْ أُضْحِ عَضْباً فالقاً قِممَ العِدَى
فلربَّ عضبٍ عِيقَ عن تجريدِ
ليس الأسودُ - وإن منعنَ فرائساً
و ربضن في الغاباتِ - غيرَ أسودِ
و إذا قعدتُ فسوف تبصرُ أعينٌ
مني قيامي في خلال قعودي
أنا مُلجَمٌ بالحزمِ عن قَولي الّذي
لو قلته لأشبتُ كلَّ وليدِ
حتى متى أنا في ثيابِ " إضامة ٍ "
أقرى المناجي زفرة َ المجهودِ
أُلوى عنِ الأوطانِ لا تَدْنو لها
كفايَ ليَّ الأرقم المطرود
و اذادُ عن وردي وبي صدأٌ وكمْ
ظمآنِ قومٍ كان غيرَ مَذودِ
أَبغي الرَّذاذَ منَ الجَهام وتارة ً
أرجو وأمري درَّ كلَّ جدودِ
والخيلُ تعثرُ بالجماجم والطُّلَى
مخضلة ً عن يابس الجلمودِ
للهِ دركمُ بني موسى وقد
صُدِمَ الحديدُ لدى وغًى بحديدِ!
ما إن ترى إلاّ صريعاً هافياً
كرع الحمامَ وليس بالملحودِ
ومُجدَّلاً بالقاعِ طارَ بصفوهِ
نَسْرٌ وبقَّى شِلْوَه للسِّيدِ
هذا وكم جيشٍ أتاهُمْ ساحِباً
فوق الإكامِ ذيولَ كلَّ برودِ
غصانَ من خيلٍ به فوارسٍ
ملآنَ من عُدَدٍ لهُ وعديدِ
ردوا رؤساً كنَّ فيه منيعة ً
بالضَّرب بينَ مُشجَّجٍ وحَصيدِ
ومتَى استَرَبْتَ بنَجْدتي في خُطَّة ٍ
فمِنَ الطَّعانِ أوِ الضِّرابِ شهودِ
خُذها فما تسطيعُ تَدفعُ إنَّها
في الغاية ِ القُصوى منَ التَّجويدِ
مالاكها من شاعرٍ حنكٌ ولا
أفضَى إليها ذهنُ كلِّ مُجيدِ
غرّاءَ لو تُليتْ على ظُلَمِ الدُّجَى
شابتْ لها لممُ الرجالِ السودِ
ينسيك نظمٌ حيك بين كلامها
نَظْمَ الثُّغورِ ونَظْمَ كلِّ فريدِ
ليسَ الّذي اعتسفَ القريضَ بشاعرٍ
و إذا أصابَ فليس بالمحمود
و إذا التوى الكلمُ الفصيحُ على امرئٍ
يوماً فأحرارُ الكلامِ عبيدي
و إذا أردتَ تعافُ ما سطر الورى
فاسمعْ قصيدي تارة ً ونشيدي(29/71)
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إذا ما خطاني الدَّهرُ يوماً فلم يُصِبْ
إذا ما خطاني الدَّهرُ يوماً فلم يُصِبْ
رقم القصيدة : 24596
-----------------------------------
إذا ما خطاني الدَّهرُ يوماً فلم يُصِبْ
صَميمي فما يُرضيهِ غيرُ خليلي
وأخذُ الرَّدى نفسي كأخذِ أصادِقي
فلم يَحمِني كُثْرُ الأَذى بقليلِ
فإنْ أنتَ لم تسمعْ عويلاً يميتني
ففى كلّ ماضٍ رنّتى وعويلى
وكيف أغُبُّ الحزنَ يوماً، وإنَّما
سبيلُ جميعِ الهالكينَ سبيلي؟
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قمْ فاثنِ لي فوق الوهاد وسادي
قمْ فاثنِ لي فوق الوهاد وسادي
رقم القصيدة : 24597
-----------------------------------
قمْ فاثنِ لي فوق الوهاد وسادي
فالآنَ طابَ بفيَّ طعمُ رُقادي
قد شردتْ نصبي وأيني راحتي
و استبدلتْ عيني الكرى بسهادِ
و إذا رعيتَ ليَ اإخاءَ فهنني
ببلوغِ أوطاري ونَيلِ مُرادي
للهِ يومٌ ملتُ فيه على المُنى
وثني الزمانُ إلى السرورِ قيادي
و حذرتُ دهري من أمورٍ جمة ٍ
فأناخَ فيه الأمنُ وسْطَ فؤادي
نفَحتْ أميرَ المؤمنين عطيّة ٌ
غرّاءُ من وافي العطاءِ جوادِ
جبلٌ من الأَجبال، إلاّ أنّه
عند الورى ولدٌ من الأولادِ
والسَّيفُ أنتَ ولم يكُن مَن سَلَّهُ
فينا ليتركه بغير نجادِ
و الغابُ أهيبُ ما يكون إذا ثوتْ
أشبالُه فيه معَ الآسادِ
و الطعنُ في الأرماحِ يعوزُ في الوغى
لولا الأسنة ُ في رؤس صعادِ
والنَّصلُ لولا حدُّه وغِرارُه
ما كنتَ حاملَه ليومِ جِلادِ
قالوا: أتَى وَلَدٌ. فقلتُ: صَدَقْتُمُ
لكنه عضدٌ من الأعضادِ
إنْ كان مهدٍ رضيعاً " نومة ً "
فغداً يكون على ذُرا الأعوادِ
وتراهُ إمّا فوقَ صَهْوة ِ منبرٍ
يَعِظُ الورى أو في قَطاة ِ جَوادِ
ما ضَرّهُ من قبلِ سلٍّ غِمْدَهُ
أنَّ السُّيوفَ تُسَلُّ من أغمادِ
و البدرُ يطويه السرارُ وتارة ً
هو بارزٌ وسطَ الكواكبِ بادِ
حيا الإلهُ صباحَ يومٍ زارنا
فيه وحيا ليلة َ الميلادِِ(29/72)
ريانُ من ظفرٍ ونيلِ إرادة
ملآنَ بالإسعافِ والإسعادِ
فَلَنِعْمَ عهداً عهدُه وأوانُهُ
سقّاهُ ربّي صوبَ كلِّ عِهادِ
لو أنصف القومُ الألى لم ينصفوا
جَعلوا به عيداً منَ الأعيادِ
يا خيرَ من حنتْ إليه سريرتي
طُرّاً ومَن حنَّتْ إليهِ جيادي
وابنَ الَّذي طالَ الخلائقَ كلَّهمْ
فضلاً وإن كانوا على الأطوادِ
ما إن رأيتَ ولا ترى شبهاً له
أبداً من الزهاد والعبادِ
روَّى بصائرَهُ تُقًى ويمينُهُ
جلَّتْ عنِ الشَّهَواتِ وهْيَ صَوادِ
فكأنَّه لخشوعه ـ ولباسُه
حللُ الخلائفِ - مرتدٍ بنحادِ
ذَخروا النُّضارَ لهمْ ولم تكُ ذاخراً
إلاّ ثوابَ لهاً وشكرَ أيادِ
أنا ذلك المحضُ الذي جربتمُ
أبداً أوالي فيكمُ وأعادي
وإذا بلغتُكُمُ عَقرتُ ركائبي
و نقضتُ من حذرِ النوى أقتادي
ما إِنْ أُبالي بعدَ قُربي منكُمُ
أنْ كان مِن كلِّ الأنام بُعادي
و إذا نصحتُ لكمْ فما ألوي على
ما شفَّني أو فَتَّ في أعضادي
إِنِّي لراضٍ بالسِّفالِ وأنتُمُ الْ
مُعْلونَ لي ولقد علتْ أجدادي
أبوابُكمْ كرماً وجوداً فائضاً
عطنُ الوفودِ وغاية ُ القصادِ
ما إنْ يُرى إلاّ عليها وحدَها
وفدُ الورى وتزاحمُ الورادِ
حوشيتُ أن أعني بغير دياركم
أو أنْ أجرَّ بغيرها أبرادي
و إذا رشادي كان بينكمُ فما
أبغي إذا خُيِّرتُ غيرَ رشادي
وكأنَّني ضَوَّعتُ نَشرَ لَطيمة ٍ
لما سننتُ مديحكمْ في النادي
ما كان لولا أنكمْ قدمتمْ
منٌّ لمخلوقٍ على أكتادي
أنا في جواركمُ بأنعمِ عيشة ٍ
وَ أجلَّ منزلة ٍ وأخصبِ نادِ
راضٍ بأنْ نفسي فدتك وما حوتْ
كفايَ لي من طارفٍ وتلادِ
وإذا الزَّمانُ نَبا بِنا عن مطلبٍ
وغطا بياضَ طماعِنا بسوادِ
قمنا فنلنا ما نشاء من العلا
بالقائم الماضي الشَّبا والآدي
شائي الكرامِ بفضلهِ في نفسه
طوراً وبالآباء والأجدادِ
ما كان إلاّ في السماءِ وما ارتقى
قُلَلَ المعالي في بطونِ وِهادِ
لا تعتمدْ إلاّ عليَّ لخدمة ٍ
إِنّي وَجَدِّك خيرُ كلِّ عمادِ(29/73)
ومتى انْتقَدتَ فلن ترى ليَ مُشْبهاً
في خدمة ٍ يا أخبرَ النُّقَّادِ
و إذا أردتَ عظيمة ً فاعتفْ بمنْ
ما دبّ فيه على العظيم تمادِ
عَجِلٍ إلى داعي الصَّريخ كأنَّهُ
متوقعٌ أبداً نداءَ مُنادِ
أنا منكمُ نسباً ووداً صادقاً
أبداً أراوحُ حفظه وأغادي
أَجدى على القُربى إليَّ تقرُّبي
و أحبُّ من نسبي إليَّ ودادي
يا أيها المتحكمون على الورى
بالعدلِ في الإصدارِ والإيرادِ
حسبي الذي أوتيته من حبكمْ
وولائكمْ ذُخراً ليومِ مَعادي
إنْ كنتمُ قللتمُ ليَ بينكمْ
شِبْهاً فقد كثَّرتُمُ حُسَّادي
للهِ دَرُّكَ في مُقامٍ ضَيِّقٍ
حرَّ الردى متلهبِ الإيقادِ
و كأنما الأقدامُ فيه تقلقلا
وطئتْ على الرمضاءِ شوكَ قتادِ
والسَّيفُ يرتع في يديك منَ العِدى
بالضَّربِ بينَ ترائبٍ وهَوادِ
و الرمحُ يهتكِ كلَّ ثغرة ِ باسلٍ
طعناً ويشربُ من دمِ الأكبادِ
و إذا أسال من الكميّ نجيعه
غبَّ الطعانِ أسالَ كالفرصادِ
و الخيلُ يستلبُ الطعانُ جلودها
فكأنها خلقتْ بلا أجلادِ
حتّى وَفَتْ لك نَجدة ٌ ألبستَها
في النَّاكثينَ الوعدَ بالإيعادِ
و قضتْ لدين الله كفك حقه
وبلغْتَ للإسلامِ كلَّ مُرادِ
فاسمعْ مديحاً لم تَشِنْهُ مَينَة ٌ
تَسْري قوافيهِ بكلِّ بلادِ
قطاعَ كلَّ ثنية ٍ وتنوفة ٍ
طَلاّعَ كلِّ عَليَّة ٍ ونِجادِ
زينتْ به الأغراضُ فهو كأنه
وَشْيُ الجسومِ وحِلية ُ الأجسادِ
رِفْدي عليه حسنُ رأيك إنَّني
راضٍ به من سائر الأرفادِ
لا عيبَ فيه غيرَ أنْ لم يستمعْ
من منطقي ويزفه إنشادي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أيّها السّائلُ كى يعـ
أيّها السّائلُ كى يعـ
رقم القصيدة : 24598
-----------------------------------
أيّها السّائلُ كى يعـ
ـلمَ حالي مِن سؤالي
أنا فى عشرِ الثّمانين البعيدات الطّوالِ
ـنَ البعيداتِ الطِّوالِ
كم تخطّيتُ إليها
من سهولٍ ورمالِ
وثَراءٍ وافتقارٍ
واهتداءٍ وضلالِ
حوليَ الآجا
لُ يَفْرِسْـ
ـنَ نفوساً وحِيالي
بى َ أنموذجَ حالى(29/74)
ليس بدٌّ للذى يسـ
ـعى بعيداً من كلالِ
والّذى يسكن داراً
من زوالٍ وانتقالِ
ربّ أقوامٍ - بلا جر
مٍ - يريغون ارتحالى
والذي يهوَوْنَ منّي
ليس في أيدي الرِّجالِ
لستُ أقلاهمْ فلمْ لى
من لدُنْهمْ كلُّ قالِ؟
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أيا ملكَ الأملاكِ قد جاءني الذي
أيا ملكَ الأملاكِ قد جاءني الذي
رقم القصيدة : 24599
-----------------------------------
أيا ملكَ الأملاكِ قد جاءني الذي
حبَوْتَ به من نعمة ٍ وتعهُّدِ
وأرسلتَ تستدعي المديحَ وإنّه
لرأسيَ تاجٌ والسواران في يدي
ولم يكُنِ التَّشريفُ لي دَرَّ درُّه
سوى خزّ أثوابي ودرَّ مقلدي
وما أخَّرَ النَّظْمَ الّذي كنتَ خاطباً
به بينَ هذا الخلق في كلِّ مَشْهدِ
سِوى مرضٍ حُوشيتَ منه وإنّني
لراضٍ بأنِّي للأَذى عنك مُفْتَدِ
وحالَ عن التَّجويدِ ما قد شَكوتُه
ولم أرضَ قولاً فيكَ غير مجوَّدِ
وليس لمعقولِ اللِّسانِ مقالة ٌ
تقالُ ولا مشيٌ لرجلِ المقيدِ
و كيف اطراحي مدحَ من كان مدحه
به الدَّهرَ تَسبيحي وطولُ تهجُّدي؟
أصولُ به فعلاً على كلِّ فاعلٍ
و أزهى به قولاً على كل منشدِ
وكم ليَ في مدحي عُلاكَ قصائدٌ
فَضَلْنَ افتخاراً نَظْمَ كلِّ مُقصِّدِ
يسرن على الأكوار شرقاً ومغرباً
و يقطعن فينا كلَّ برٍّ وفدفدِ
ويُطْربْنَ مَن أَصغَى لهنَّ بسمِعه
كما أطربتْ ذا الخمرِ ألحانُ معبدِ
فإنْ غرَّد الشادي بهنَّ تنعُّماً
تناسيتَ تغريدَ الحَمامِ المغرِّدِ
خدمتُكَ كهلاً مُذ ثلاثون حجة ً
أروح بما ترضاه مني وأغتدي
ولم تكُ منِّي هفوة ٌ ما اعتمدتُها
فكيف لما تأتي يدُ المتعمدِ ؟
و ما كان إلا في رضاك تشمري
ولا كان إلاّ في هواك تَجرُّدي
تنامُ الدُّجَى عنِّي وأقطعُ عُرضَه
دعاءً بما تَهْوَى بجَفْنٍ مُسَهَّدِ
و أعلمُ أني مستجابٌ دعاؤه
لصادقِ إِخلاصِي ومحضِ تَوَدُّدي
و كنتَ ملكتَ الرقَ منيَ سالفاً
فخذْ رِبْقَتي عفواً بملكٍ مُجدَّدِ
فأما موالينا بنوك فإنهمْ(29/75)
علَوْا في سماءٍ للعُلا كلَّ فرقدِ
سيوفُ غوارٍ بيننا وتسلطٍ
كهوفُ قرارٍ بيننا وتمهدِ
همُ ورثوا تلك النجابة َ فيهمُ
كما شئتها عن سيدٍ بعد سيدِ
حُسدتَ بهمْ لمّا تَناهَى كمالُهمْ
و لا خيرَ فيمن عاش غيرَ محسدِ
و كم لهمُ في الملكِ من عبقٍ به
و من مرتقى ً عالي البناءِ مشيدِ
وتُعرَفُ فيهمْ من شمائلك التي
بَهرتَ بها آثارَ مجدٍ وسؤدُدِ
ولم تَرمِ لمّا أنْ رميتَ إلى المنى
بهمْ أَسهماً إلاّ بسهم مُسدَّدِ
فلا زلتَ مكفياً بهمْ كبلَّ ريبة ٍ
ولا زلتَ فيهمْ بالغاً كلَّ مَقْصِدِ
وإِنَّك من قومٍ إذا شَهدوا الوغَى
فما شئتَ من عانٍ بها وفتى ً ردِ
ومن أبيضٍ عندَ الضِّرابِ مُثلَّمٍ
و من أسمرٍ عند الطعان مقصدِ
أبَوْا أن يسدُّوا عن عظيمِ أناتِهِ
وأن يُحجموا عن جاحمٍ متوَقِّدِ
وأن يرجعوا إلاّ بشملٍ مجمَّعٍ
جنوه لهمْ من كفَّ شملٍ مبددِ
ولم يُرَ فيهمْ والمخاوفُ جمَّة ٌ
مولٍّ إلى أمنٍ ولا من معردِ
ولم يَرْتَوُوا إلاّ بما سالَ بالقَنا
كما يرتوي بالماءِ من عطشٍ صدِ
و دمْ أبداً للمجدِ والحمدِ والندى
تعومُ انغماساً في بقاءٍ مُخلَّدِ
وإن رامَ دهرٌ أنْ يسوءَك صرفُه
فأصغَى بمصلومٍ وعضَّ بأدْرَدِ
و لا طلعتْ يوماً على دولة ٍ بها
بلغنا بها إلاّ كواكبُ أسعدِ
شعراء الجزيرة العربية >> حامد زيد >> ثامن السبع العجايب
ثامن السبع العجايب
رقم القصيدة : 246
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
اسمعي والكل منا له هواه وله ميوله
لاتمسين بكلامك شعرة بروس القرايب
ان حكيتي ماوفيتي وان تحديتي عجوله
تحسبين ان كل فعل تفعله يمناك صايب
تحسبين انك خذيتي بالحشاء صولة وجوله
تحسبين اني ذكرتك مع نسانيس الهبايب
والله انك لو ذبحتي خافقي لالقاك حوله
عاشقه تشقىبفلب من طريق العشق هايب
كم رضيت اسكت عليك من القهر وانتي زعوله
خايف اضحك واستفزك واهجرك واعيش ذايب
ادعيت انك خجوله وادري ان منتي خجوله(29/76)
وادري انك تخجلين الشمس من فوق السحايب
مايحببني بقلبك يالهنوف الا فضوله
وماينسيني غرامك غير تكرار المصايب
عاشقه جيتي ورحتي يالحبيبه يالعذوله
مابنيتي لي طموح ولاتركتيها خرايب
تستبيحين القلوب وتستحقين البطوله
واستحق بعدك تايب واموت تايب
ياكثر ماشال قلبي شيء اكبر من حموله
واعفيتي عن غلاه ولابخلك بالوهايب
كنه ارحم من همال المزن للزهر بذبوله
وانتي اقسى من سموم القيض وكفوف اللهايب
وانتي ادرى في غلاك بداخلي شاللي يزوله
وادخلي دخله على الله واحفظي ذيك السبايب
ماخبرت اللحظه اللي حللت قربك تحوله
ولاهقيت اني بشدد للجفا قلب وركايب
ماهقيت انك تحسبين الزلل وانتي جفوله
وماهقيتك تكرهيني كثر حبك للطلايب
كن قلبي في وصالك وابل لحظة نزوله
وفي فراقك مثل دمعه تنحدر من عين شايب
كنت ابي وقفه حبيبه تنهض القلب بخموله
طافح بالعشق وانتي عايبه والحظ عايب
كنت عصن كل كف غير كفك مايطوله
كنت درب ودمعتين وقلب وجروح عطايب
كنت ابيع العمر كله وارخصه عرضه وطوله
للعيون اللي هدبها ثامن السبع العجايب
بس ابرضيلك غرورك واكسر القلب بذهوله
وقتها ماكنت افكر صايب او كنت خايب
والرجل لو ماعلى بالشهامه والرجوله
صدقيني صعب يقدر يملك قلوب الحبايب
صدقيني مايوالف خافق البنت بسهوله
بالهوى يابنت حواء غير طلاب النشايب
والسهر والعشق الاول والهوى واللي ينوله
شيء اقسى من همومك وألعنه حاظر وغايب
والهموم اللي دعتني من بعد سن الطفوله
كلها من تحت رأس العشق ملعون الصلايب
العصر العباسي >> البحتري >> نفست قربها علينا كنود
نفست قربها علينا كنود
رقم القصيدة : 2460
-----------------------------------
نَفّسَتْ قُرْبَها عَلَيناَ كَنُودُ،
وَالقَرِيبُ المَمنوعُ منكَ بعَيدُ
وَأبيهَا، وإن تَفاحَشَ وَهْيٌ
في هَوَاها، وَاختَلّ منها جديدُ
ما وفَي البُعدُ بالدّنُوّ وَلا كَا
نَ قَضَاءً، من الوِصَالِ، الصّدودُ
شَأنُها أنْ تُجِدّ نُقصَانَ عَهْدي،(29/77)
وَفَنَاءٌ نُقْصَانُ ما لا يَزِيدُ
وَإذا خُبّرَتْ بِظاهِرِ شكوي،
هانَ عِندَ الصّحيحِ أنِّي عَمِيدُ
أيعود الشّبابُ، أمْ مَا يتَوَلّى
مِنْهُ في الدّهْرِ، دَوْلَةً ما تَعودُ
لا أرَى العَيشَ، وَالمَفارِقُ بِيضٌ،
إسوة العَيشُ وَالمَفارِقُ سُودُ
وَأعُدُّ الشّقيّ جَدّاً، وَلَوْ أُعْـ
ـطيَ غُنْماً، حتى يُقالَ سَعيدُ
مَنْ عدَتْهُ العُيونُ وَانصَرَفتْ عنـ
ـهُ التِفاتاً إلى سِوَاهُ الخُدُودُ
وَمَعَ الغانِيَاتِ تَأوِيدُ ودٍ،
لّلذِي في قَنَاتِهِ تَأوِيدُ
طَلَبَتْ أحمَدَ بنَ عبد العَزِيزِ الـ
ـعِيسُ مَرْحُولَةً عَلَيها الوُفودُ
إنْ تَرَاقَتْ بها المَسافَةُ أدْنَا
ها وَجيفٌ إلَيهِ، أوْ تَوْخيدُ
وَاسِطٌ مِنْ رَبيعَةَ بنِ نِزارٍ،
حيثُ تَعلو البُنَى، وَيَزْكو العَديدُ
حازَ قُطَر البلادِ وَاستَغرَقَ الشّرْ
قَ، انتِظاماً، لِوَاؤهُ المَعقُودُ
همة أغربت ببشت زرند
يحسر الخيل نهجها الممدود
يَتصَلّى الهَجيرَ من قيظ كَرْمَا
نَ كَرِيمٌ تُثنَى علَيهِ البُنُودُ
أقعَصَ الفِتنَةَ المُضِلّةَ، حتى
رَحِمَ القَائِمِينَ فيها القُعُودُ
حاشِدٌ دونَ حَوْزَةِ المُلْكِ يحمي
سيفه، مِنْ وَرَائِها، ويَذُودُ
آلَ آلُ الدّجّالِ كالأمسِ لم يَأ
لُ انتِضَاءً، لكُلّ نارٍ خُمُودُ
غابَ عن تلِكُمُ الحَوَائجِ مَن عو
فيَ منها، والأخسَرُونَ شُهُودُ
فَضَّ جُمّاعَهمْ، بَروُذانَ، يوْمٌ
بادَ فيه مَنْ خِلْتُهُ لا يَبيدُ
لمْ يَقُمْ صُفرُهمْ عَشيّةَ زَارَتْـ
ـهُ بجالٌ يُضِيءُ فيها الحَديدُ
نَسَفَتْ حاضرَ الرموم فَما قَا
مَ بتِلْكَ الخِيام، بعد عَمُودُ
وَرَذايَا أخلاق مُوسَى بنِ مَهرَا
نَ على مَنظَرِ المَنايا هُمُودُ
شَرّقُوا بالحَديدِ، إمّا سُيُوفٌ
أثخَنَتْ فيهِمْ، وَإمّا قُيُودُ
يَرْقُبُ القائِمُ المُؤجَّلُ منِهُمْ،
ما ابْتَداهُ المُعَجَّلُ المَحصُودُ
وَقَديماً سَمَا برأي أبي العَـ
ـبّاسِ عَزْمٌ ماضِ، وَرَأيٌ سَديدُ(29/78)
وَاقِفٌ عِندَ نهية مِنْ نَدَاهُ
يَبتَغي أنْ يزَادَ فيها مَزِيدُ
شِيَمٌ كُلّهُنّ عبْءٌ يُعَنّي
حامِليهِ، مِنْ سأمَةٍ، وَيَؤودُ
لَوْ يُكَلَّفْنَ بالخُلودِ لَقد كا
نَ قميناً ببِعْضِهنّ الخُلودُ
شَدّ ما فُرّقَتْ طَرَائِقُ هذا الـ
ـنّاسِ منها المذْمومُ، والمحمودُ
كلُّ ذَوْبٍ في فارِسٍ من عَطاءٍ،
فهْوَ في تَسْتُرٍ وَجَبْيٍ جُمودُ
أصْبَحَتْ أرّجانُ من دُونِها البُخـ
ـلُ وَمن دون لابَتَيْهَا الجُودُ
يا أبا يُوسُفٍ وَمثلُكَ، عن نَيْـ
ـلِ المَعَالي، مُؤخَّرٌ مَبْلودُ
لَوْ رَأيْنَا اليَهُودَ أدّتْ نِفِيساً،
لَعَجِبْنا إنْ خَسْسَتْكَ اليَهودُ
وَإذا ما احتَظَيْتَ غِلمانَكَ الأعْـ
ـفَارَ بَيّنْتَ فِيهِمِ مَا تُرِيدُ
مَذْهَبٌ في البَلاءِ بَرّزْتَ فِيهِ
قَدْ يُسادُ الشّرِيفُ، ثمّ يسودُ
نَقْمَةٌ أحْرَضَتْكَ نَعْتَدُّ منْها
نِعْمةً، لا يموتُ منها الحَسودُ
قُلْ لنَا، والنجومُ منكَ بِبالٍ،
لِمْ أخَلّتْ بِطالِعَيْكَ السُّعودُ
وَقَفَتْ للرّجوعِ في الثامن الزُّهْـ
ـرَةُ، فابْتَزّ سِتْرَهُ الموْلودُ
وَمَتى ما أنْشَدْتَ شِعْرَكَ لمْ يُعْـ
ـدِمْكَ قَذْفاً، لِوَالدَيكَ، النشيدُ
وَإذا قيلت القَوافي تَهَاوى
رَجَزٌ مِنْ بُيوتِها وَقَصِيدُ
طَلَبَ الذكْرَ، فائِتاً، وَتَسَمّى
بالبَرِيدِيّ، حِينَ مَاتَ البَرِيدُ
أوْقَدَ الله في ضَريحِ أبي الفتـ
ــح ضِرَاماً إذا تَقَضّى يَعُودُ
لَمْ أكنْ أمدَحُ البَخيلَ ولا أقْـ
ـبَلُ نَيْلَ المَمدوحِ، وَهْوَ زَهيدُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> دعْ رجالاً ينازعون على الما
دعْ رجالاً ينازعون على الما
رقم القصيدة : 24600
-----------------------------------
دعْ رجالاً ينازعون على الما
ل ولا تحفلنْ بجمع المالِ
خيرُ ماليكَ ما سددتَ به الحا
جة َ أو ما بذلته لنوالِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> هل أنتَ راثٍ لصبّ القلبِ معمودِ
هل أنتَ راثٍ لصبّ القلبِ معمودِ(29/79)
رقم القصيدة : 24601
-----------------------------------
هل أنتَ راثٍ لصبّ القلبِ معمودِ
دوي الفؤادِ بغير الخردِ الجودِ ؟
ما شفَّهُ هجرُ أحبابٍ وإنْ هَجروا
من غيرِ جُرمٍ ولا خُلفِ المواعيدِ
وفي الجفونِ قذاة ٌ غَيرُ زائلة ٍ
وفي الضّلوع غرامٌ غيرُ مفقودِ
يا عاذلي - ليس وجدٌ بتُّ أكتمه
بين الحَشا وَجدُ تعنيفٍ وتفنيدِ
شربي دموعي على الخدين سائلة ً
إنْ كان شُرْبُكَ من ماءِ العناقيدِ
و نمْ فإنّ جفوناً لي مسهدة ً
عمرَ الليالي ولكنْ أيَّ تسهيدِ ؟
وقد قضيتُ بذاك العذلِ مَأْرَبَة ً
لو كان سمعيَ عنه غيرَ مسدودِ
تلومُني: لم تُصْبك اليومَ قاذفتي
ولم يعدْك كما يعتادُني عيدي
فالظّلمُ عَذْلُ خليِّ القلبِ ذا شَجَنٍ
وهُجنَة ٌ لومُ موفورٍ لمجهودِ
كم ليلة ٍ بتُّ فيها غيرَ مرتفقٍ
و الهمُّ ما بين محلولٍ ومعقودِ
ما غن أحنُّ إليها وهيَ ما ضية ٌ
و لا أقول لها مستدعياً : عودي
جاءتْ فكانت كعوارٍ على بصرٍ
وزايلتْ كزيالِ المائدِ المُودي
فإنْ يودُّ أناسٌ صبحَ ليلهمُ
فإنّ صبحيَ صبحٌ غيرُ " مودودِ "
عشية ٌ هجمتْ منها مصائبها
على قلوبٍ عنِ البَلْوى مَحاييدِ
يا يوم عاشورَ كم طأطأتَ من بصرٍ
بعد السموّ وكم أذللتَ من جيدِ
يا يومَ عاشورَ كم أطردتَ لي أملاً
قد كان قبلكَ عندي غيرَ مطرودِ
أنتَ المُرنِّقُ عيشي بعدَ صفوتِهِ
و مولجُ البيضِ من شيبي على السودِ
جزْ بالظفوفِ فكم فيهنّ من جبلٍ
خرّ القضاءُ به بين الجلاميد
وكم جريحٍ بلا آسٍ تمزِّقُهُ
إمّا النُّسُورُ وإمَّا أضبُعُ البيدِ
وكم سَليبِ رماحٍ غيرِ مستترٍ
و كم صريعِ حمامٍ غيرِ ملحودِ
كأنَّ أوجُهَهم بيضاً ملألئة ً
كواكبٌ في عِراصِ القفرة ِ السُّودِ
لم يطعموا الموتَ إلاّ بعد أنْ حطموا
بالضَّربِ والطعنِ أعناقَ الصَّناديدِ
و لم يدعْ فيهمُ خوفُ الجزاءِ غداً
دماً لتربٍ ولا لحماً إلى سيدِ
من كلَّ أبلجَ كالدينار تشهده
وسْطَ النَّدِيِّ بفضلٍ غيرِ مجحودِ(29/80)
يغشَى الهياجَ بكفٍّ غيرِ مُنقبضٍ
عن الضِّرابِ وقلبٍ غير مَزْؤودِ
لم يعرفوا غيرَ بثَّ العرفِ بينهمُ
عفواً، ولا طُبعوا إِلاَّ على الجودِ
يا آلَ أحمدَ كم تلوى حقوقكمُ
ليَّ الغرائبِ عن نبت القراديدِ
و كم أراكمْ بأجواز الفلا جزراً
مبددين ولكنْ أيَّ تبديدِ ؟
لو كان ينصفكم من ليس ينصفكمْ
ألقى إليكمْ مطيعاً بالمقاليدِ
حُسدتمُ الفضلَ لم يُحرزْهُ غيركُمُ
والناسُ ما بين محرومٍ ومحسودِ
جاؤا إليكمْ وقد أعطوا عهودهمُ
في فيلقٍ كزهاءِ الليلِ ممدودِ
مستمرحين بأيديهمْ وأرجلهمْ
كما يشاؤن ركضَ الضمرِ القودِ
تَهوي بهمْ كلُّ جرداءٍ مُطهَّمة ٍ
هوِيَّ سَجْلٍ منَ الأوذامِ مَجدودِ
مُستشعرين لأطرافِ الرِّماح ومِنْ
حدَّ الظبا أدرعاً من نسجِ داود
كأنَّ أصواتَ ضَربِ الهامِ بينَهُمُ
أصواتُ دَوْحٍ بأيدي الرِّيح مَبْرودِ
حمائمُ الأيكِ تبكيهمْ على فننٍ
مُرنَّحٍ بنسيم الرِّيحِ أُملودِ
نُوحي؛ فذاك هديرٌ منكِ مُحتَسَبٌ
على حسينٍ فتعديدٌ كتغريدِ
أُحبِّكمْ والّذي طافَ الحجيجُ بهِ
بمبتنى ً بإزاءِ العرش مقصودِ
وزمزمٍ كلَّما قِسْنا مواردَها
أوفَى وأَربَى على كلِّ المواريدِ
والموقِفينَ وما ضَحَّوْا على عَجلٍ
عندَ الجِمارِ من الكومِ المقاحيدِ
و كلَّ نسكٍ تلقاه القبولُ فما
أمسى وأصبحَ إلاّ غيرَ مردودِ
و أرتضى أنني قدْ متُّ قبلكمُ
في مَوقفٍ بالرُّدينيَّاتِ مَشْهودِ
جَمِّ القتيلِ فهاماتُ الرِّجالِ به
في القاع ما بين متروكٍ ومحصودِ
فقلْ لآلِ زيادٍ أيُّ معضلة ٍ
ركبتموها بتخبيبٍ وتخويد
كيفَ استلبتُم منَ الشُّجعانِ أمرَهُمُ
والحربُ تَغلي بأوغادٍ عَراديدِ؟
فرقتمُ الشملَ ممنْ لفّ شملكمُ
وأنتمُ بينَ تَطْريدٍ وتَشريدِ
و منْ أعزكمُ بعد الخمولِ ومنْ
أدناكُمُ مِن أمانٍ بعدَ تبعيدِ؟
لولاهمُ كنتمُ لحماً لمزدردٍ
أو خلسة ً لقصير الباع معضودِ
أو كالسِّقاءِ يَبيساً غيرَ ذي بللٍ
أو كالخباءِ سَقيطاً غيرَ مَعْمودِ(29/81)
أعطاكمُ الدهرُ مالا بدّ " يرفعه "
فسالبُ العودِ فيها مورقُ العودِ
ولا شَربتمْ بصفوٍ لا ولا عَلِقَتْ
لكمْ بنانٌ بأزمانٍ أراغيدِ
و لا ظفرتمْ وقد جنتْ بكم نوبٌ
مُقلقلاتٌ بتمهيدٍ وتَوطيدِ
و حول الدهر رياناً إلى ظماءٍ
منكمْ وبدل محدوداً بمجدودِ
قد قلتُ للقوم حطوا من عمائهمْ
تحقُّقاً بمصابِ السّادة ِ الصِّيدِ
نُوحوا عليه؛ فهذا يومُ مصرعِه
وعَدِّدوا إنَّها أيّامُ تَعديدِ
فلي دموعٌ تبارى القطرَ واكفة ٌ
جادتْ وإن لم أقلْ يا أدمعي جودي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أَلا ما لقلبٍ بأيدي الغُواة ِ
أَلا ما لقلبٍ بأيدي الغُواة ِ
رقم القصيدة : 24602
-----------------------------------
أَلا ما لقلبٍ بأيدي الغُواة ِ
يُعلَّلُ في الحبِّ بالباطلِ
يرنّ اشتكاءً إلى نازلٍ
وإمّا اشتياقاً إلى راحلِ
ويُضحي قتيلَ بدورِ الخدو
رِ وَجْداً وما من دمٍ سائلِ
وكيف انتفاعى بأنّى كتمـ
ـتُ بنطق الغرامِ عن العاذلِ
ولى ألسنٌ شاهداتٌ به
من الدّمع والجسدِ النّاحلِ
والحزمِ في الموقفِ الهائلِ
لِ ما لِيم في النّاسِ من عاقلِ
وزَوْرٍ أتاني وكلُّ العيونِ
نِ من النّومِ فى شغلٍ شاغلِ
وكم بيننا حائلٌ هائلٌ
وأوْهَمَ أنْ ليسَ مِن حائلِ
ولولا لذاذة ُ ذاك الغرو
رِ ما كانَ في الطَّيف من طائلِ
وكيفَ أخافُ وأنتَ الخَفيرُ
غداة َ المنى في يد الباسلِ
أقول لركبٍ على أينقٍ
سراعٍ كذئبِ الغضا العاسلِ
وقد أكلَ السَّيرُ أوصالَها
وأيْنُ السُّرى خيرَ ما آكلِ
فما شئتَ من تامكٍ ناحل
وما شئتَ من ضيِّقٍ حائلِ
بلا عضدٍ وبلا كاهلِ
إلى عقوة ِ الأوحدِ العادلِ
دعوا قائلاً غيرَ ما فاعلٍ
وعُوجوا على القائل الفاعلِ
إلى صائلٍ لم تَطُفْ مرَّة ً
عليه صِقالاً يدا صاقِلِ
فتى ً يُعمِلُ السَّيفَ يومَ الهياجِ
ج ويتّركُ الجبنَ للنّابلِ
وما كان يوماً وقد مسّه اللّـ
ـغوبُ من الجدِّ بالهازلِ
فللهِ دَرُّكَ من زائدٍ
عطاء على أملِ الآملِ(29/82)
وبانَ لنا الحقُّ من باطلِ
عِ فضلاً وذا الجودِ بالباخلِ
ويومَ يُسقَّى الرَّدى حاضريهِ
شهدتَ فكنتَ مكانَ العَفارِ
وللرُّمح في موضعَ العاملِ
وإنّى لأعشق منك الكما
لَ فلم أر قبلك من كاملِ
وآسى على زمنٍ مرّ بى
ومالى َ مثلك من كافلِ
لدى معشرٍ أنا ما بينهمْ
ولا ناهضٍ لهُمُ حاملِ
فدرُّ قريضى بلا ناظمٍ
وغرُّ مَقالي بلا قائلِ
وحلى ُ كلامى وما استأصلوا
ه مدى الدّهر منهم على عاطلِ
ولولا مكانك كان الملو
ولا دافعٍ شرَّ ما حاذرو
ه ولا ناهضٍ لهم حاملِ
وكم ذا أعدتَ لهمْ ملكهمْ
وأرجوك أنَّك لي قابلي
فأضحى على ثابتٍ راسخٍ
وقد كانَ في هائرٍ مائلِ
وقد جرّبوا منك ما جرّبو
عليهنَّ كلُّ فتى ً باسلِ
وخالوك جهلاً كمن يعهدو
وكم غُرَّ ذو الحزمِ بالجاهلِ
ولمّا طلعتَ ولم يشعروا
فأيقظهمْ من كرى الغافلِ
أطاعَ لكَ الصَّبُ بعدَ الجماحِ
مقالاً يبرِّحُ بالقائلينَ
وإنّ خُراسانَ زَلْزَلْتَها
وما لكَ من ركنٍ زائلِ
وساروا إليك كأسدِ الصّريـ
لداري ورحليَ من غائِلِ؟
وأضحى كثيرهمُ كالقليـ
ـل وناصرهمْ منك كالخاذلِ
وأسمَعْتَنا أنَّة َ المُعْوِلاتِ
تِ على القوم أو رنّة َ الثّاكلِ
ولمّا رأَوا صَهَواتِ الجيادِ
وولَّوا وفارسُهمْ في المماتِ
على الرّغمِ منها يدُ الحاملِ
فلم تَرَ غيرَ قتيلٍ هوَى
تَدَوَّسُهُ الخيلُ أو قاتل
ت بحدِّ سيوفك كالرّاجلِ
وظنُّوا نُكولَك لمّا دَعَوك
وحاشاكَ من خُلُقِ النَّاكلِ
وليس الشّجاعة ُ هتكَ الوريـ
بعرِّيسَة ِ الأسدِ الصّائلِ
ولكنّها بامتطاءِ الصّوا
ب والحزم فى الموقفِ الهائلِ
فلا تَلُمِ النّاسَ في شوقِهمْ
إلى غيثك السبِلِ الهاطِلِ
وإمّا التَّنابُلُ للخاملِ
ت من كان فى البلد الماحلِ ؟
فإن كنتَ قد غبتَ عن " بابلٍ "
فذكرُك ما غابَ عن بابِلِ
ومثلُ مُثولك بينَ الرِّجالِ
ل ثناؤك فى المجلس الحافلِ
وما زلتَ تمطلنا باللّقا
ءِ للحزم عاماً إلى قابلِ
ومَن كان إرجاؤه باللِّقا
ءِ مصلحة ً ليس بالماطلِ(29/83)
فقولي لقومِيَ إنّي اعتصمتُ
ـتُ بعرّيسة ِ الأسدِ الصّائلِ
فلا مفزعٌ أبداً مفزعى
ولا هائلٌ أبداً هائلي
ولا مثل عزّى به لامرئٍ
ولا لكليبِ بنى وائلِ
أَلا فاحُبُني بداومِ الصَّفاءِ
إذا جاءَ نفعيَ من باطِلِ
وقد حزتَ منِّي جميعَ القبولِ
لِ وأرجوك أنّك لى قابلى
وإنّى لأرضى بأنْ كنتَ بى
عليماً وكلُّ الورَى جاهلي
وما أنْ أُبالي جَفاءً لهمْ
إذا كنتَ وحدَك لي واصلي
ولمّا جعلتك لى موئلاً
دعانى الورى خيرَ ما وائلِ
فأسندتُ ظهرى إلى يذبلٍ
وألقيتُ ثقلى على بازلِ
وإنّى مقيمٌ وإن أجدبتْ
بلادي على الرَّجُلِ الفاضلِ
ولستُ بغير الطّوالِ الخطا
إلى الفخر فى النّاس بالحافلِ
ولا من حياض الأذى والصّدى
يزعزعنى قطُّ بالنّاهلِ
وليس الفتى للذى سار عنـ
ـهُ من دَنَسِ العِرْضِ بالغاسلِ
فخذها ومن بعدها مثلها
فكمْ ذا تنبّه من غافلِ
وقد جاءَ عفواً منَ القائلِ
ولم أكُ قبلَ امتداحي عُلا
ك إلاّ كبُرْدٍ بلا رافلِ
فهبْ ليَ مافاتَ من زلَّة ٍ
فما زلتَ تصفحُ عن واهلِ
وما كلُّ مَن قرعتْ كفُّهُ
لأبوابه فيه بالدّاخلِ
فلا زالَ نجمُك نَجْمُ السُّعو
دِ غيرَ الخفيِّ ولا الآفلِ
وبُقِّيتَ مُشتملاً بالثَّواءِ
ءِ بغير رحيلٍ مع الرّاحلِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> صددتِ بلا جرمٍ صدودَ قطيعة ٍ
صددتِ بلا جرمٍ صدودَ قطيعة ٍ
رقم القصيدة : 24603
-----------------------------------
صددتِ بلا جرمٍ صدودَ قطيعة ٍ
و عندكِ أني لا أجازيكِ بالصدَّ
وغرَّكِ أنِّي في إِسارٍ منَ الهَوى
و كم فلتَ المأسورُ من حلقِ القدَّ
فلا تطلبي ما ليس عندي تَعنُّتاً
سيكفيكِ منِّي لو تأمَّلتِ ما عندي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> من شاء أن يعذلنى فى الهوى
من شاء أن يعذلنى فى الهوى
رقم القصيدة : 24604
-----------------------------------
من شاء أن يعذلنى فى الهوى
فلستُ بالمصغى إلى عذلهِ
يعذُلني في ذا الهوى فارغٌ
وطافحٌ قلبى َ من شغلهِ(29/84)
قد لامَني في عِشْقِ من حُبُّهُ
أَبلى فؤادي وهْوَ لم يُبْلِهِ
وقاتلي سحرٌ بأجفانهِ
وليس لى طرفٌ إلى قتلهِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ومُنتَقِباتٍ بالجمالِ أَتينَنا
ومُنتَقِباتٍ بالجمالِ أَتينَنا
رقم القصيدة : 24605
-----------------------------------
ومُنتَقِباتٍ بالجمالِ أَتينَنا
و قد ملّ منا كلُّ راعٍ وعائدِ
فقُلن وقد أنكرْنَ ما بيَ مِن ضَنًى :
أَلا ما تَرى ما بينَ تلك الوسائِدِ؟
فقلتُ وقلبي واجفٌ غيرُ ساكنٍ
غراماً ودمعي سافحٌ غيرُ جامدِ
وجدتُ غراماً ما تجدنَ وما استوى
بحاملِ ثقلٍ في الهوى غيرُ واجدِ
فملنَ كما مالتْ غصونٌ مريحة ٌ
يضاحكن منا حاضراتِ الولائدِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> صادَ قلبي عشيَّة َ النَّفْرِ ظبْيٌ
صادَ قلبي عشيَّة َ النَّفْرِ ظبْيٌ
رقم القصيدة : 24606
-----------------------------------
صادَ قلبي عشيَّة َ النَّفْرِ ظبْيٌ
وظباءُ الفلاة صيدُ الرّجالِ
ذو دلالٍ، وإِنَّما يسكنُ القلـ
ـبَ كما شاء واشتهى ذو دلالِ
بتُّ أشكو إلى وَلوعٍ بهجري
نافرٍ عن زيارتى ووصالى
راجياً وعده وإنْ أخلف الوعـ
ـدَ وأنساك طيبه بالمطالِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> كم للنّواظر من دمٍ مَطلولِ
كم للنّواظر من دمٍ مَطلولِ
رقم القصيدة : 24607
-----------------------------------
كم للنّواظر من دمٍ مَطلولِ
ومدفّعٍ عن وجده ممطولِ
ولقد حملتُ غداة زمّتْ للنّوى
أُدْمُ الرّكائبِ فيه كلَّ ثقيلِ
وقنعتُ منهمْ بالقليل ولم أكنْ
أرضَى قُبَيلَ فراقِهمْ بقليلِ
لولا دموعي يومَ قامتْ ودَّعتْ
ما كانَ روضُ الحَزْمِ بالمطلولِ
وأرتك وجهاً لم تنرْ شمسُ الضّحى
إلاّ بهِ ما كانَ بالمملولِ
وتقلَّدَتْ بأساودٍ من فرعِها
وتبسّمتْ عن أشنبٍ معسولِ
ورنتْ إليك بطرف جوذرِ رملة ٍ
وخطتْ بحِقْفٍ في الإزارِ مَهيلِ
إنْ كنتَ تُنكرُ ما جَنَتْه يدُ النَّوى
فالشّاهدان صبابتي ونُحولي(29/85)
ما ضرَّ مَن ضَنَّتْ يداهُ بمُنْيَتِي
أن لا يضنَّ على َّ بالتّعليلِ ؟
فإلى متى أشكو إلى ذى قسوة ٍ
وإلى متى أرجو نوالَ بخيلِ؟
قُل للحُداة ِ خِلالَ عيسٍ ضُمَّرٍ
بطُلًى إلى حادي الرَّكائبِ مِيلِ
حطّوا إلى ملكِ الملوك رحالكمْ
ففناؤه للرّكبِ خيرُ مقيلِ
حيث الثّرى لاقى الجباه وأرضه
للقومِ موسعة ٌ من التّقبيلِ
وكأنَّما قمرُ الدَّياجي وجههُ
ورُواءُ لونِ الصّارمِ المصقولِ
للهِ دَرُّك في مقامٍ لم تزلْ
عجلاً تلفّ رعيله برعيلِ
والخيلُ جائلة ٌ على قِممٍ هَوَتْ
ومناكبٍ فارقْنَ كلَّ قليلِ
وكأنَّهنَّ يخُضْنَ ماءَ ترائبٍ
لمجدّلين يخضن ماءَ وحولِ
قد جرَّبوك غداة َ جنَّتْ فتنة ٌ
رمتِ العقول من الورى بخبولِ
فكأنَّ مُضْرمَها مضرَّمُ عَرْفَجٍ
فى الدّوِّ حان حصاده بقبيلِ
وكأنَّها عشواءُ في غبشِ الدُّجَى
تطوى الفلا خبطاً بغير دليلِ
فعدلتها بالرّأى حتّى نكّبتْ
عنّا بغير قنًى وغيرِ نصولِ
وركبتَ منها وهْيَ شامسة ُ القَرا
عمّا قليل ظهرَ أى ِّ ذلولِ
ولوَ انَّها عاصَتْك حكَّمتَ القَنا
فيها وحدَّ الباترِ المسلولِ
وملأتَ قطرَ الأرضٍ وهي عريضة ٌ
بصوامٍ وذوابلٍ وخيولِ
وبكلِّ مُستَلَبِ المَلامِ كأنَّما
شهد الكتيبة طالباً بذحولِ
عريانَ إلاّ من لباسِ بسالة ٍ
ظمآنَ إلاّ من دمٍ لقتيلِ
وأنا الذى أهوى هواك وأبتغى
أبداً رضاكَ وإنِّه مأمولي
ومتى تبدَّل جانباً عن جانبٍ
قومٌ فإنّك آمنٌ تبديلى
وإذا صَححتَ فإنَّ قلبي مُقسِمٌ
أنْ لا يبالى فى الورى بعليلِ
وذرِ انتقادي بالشُّناة ِ فلم تُنِرْ
شمسُ الظّهيرة للعيون الحولِ
وليسْلُني عن فوتِ ما نالَ الورى
إنْ لم أقمْ فيه مَقامَ ذليلِ
خُذْها كما ابتسم النَّهارُ لمُدجنٍ
أعيا عليه قصدُ كلّ سبيلِ
وكأنّها للمبصريها جذوة ٌ
ولناشقيها " فغمة ٌ " لشمولِ
وكأنّما هى عزّة ً لا تبتغى
عرّيسة ٌ للأسدِ ذاتُ شبولٍ
وكأنَّها روضُ الفلا عبثتْ بهِ
أيدى شمالٍ سحرة ً وقبولِ(29/86)
صينتْ عن المعنى المعاد وقولها
ما كانَ في زمنٍ مضَى بمقولِ
وإذا النّضارة ُ فى الغصون تغيّرتْ
كانت نضارتُها بغيرِ ذبولِ
فاسعدْ بهذا العيد وابقَ لمثلهِ
فى منزلٍ من نعمة ٍ مأهولِ
ولقد نضوتَ الصّومَ عنك ولم تعجْ
فيه بجانبِ هفوة ٍ وزليلِ
وكففتَ عن كلِّ الحرامِ وإنَّما
صاموا عن المشروب والمأكولِ
وإذا بقيتَ فما نبالي مَنْ جَرتْ
منّا عليه ردًى دموعُ ثكولِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما ضرَّ مَن زار وجُنحُ الدُّجى
ما ضرَّ مَن زار وجُنحُ الدُّجى
رقم القصيدة : 24608
-----------------------------------
ما ضرَّ مَن زار وجُنحُ الدُّجى
يكحلُ منه الأفقُ بالإثمدِ
لو زارني والصبحُ في شمسه
بلونها الفاقعِ في مجسدِ
كيف اهتدى لي في قميصِ الدجى
مَن كان في الإصباحِ لا يهتدي؟
أخْلَفني وعدُك في زَورَة ٍ
فكيفَ وافيتَ بلا موعدِ ؟
ليستْ يداً منك وما زدتني
في النومِ شيئاً لم يكن في يدي
بات الكرى يوهمني أنه
مُضاجعٌ جسمي على مَرقدِ
حتى إذا الصبحُ بدا لمحهُ
كنتُ مكانَ الأنزح الأبعدِ
و زار قلبي والهوى كله
زورة طرفي الأقرحِ الأكمدِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> اسعدْ سعدتَ بساعة التّحويلِ
اسعدْ سعدتَ بساعة التّحويلِ
رقم القصيدة : 24609
-----------------------------------
اسعدْ سعدتَ بساعة التّحويلِ
وبقاءِ ملكٍ في الأنامِ طويلِ
وإِذا قدمتَ على المسرَّة ِ فليكنْ
ذاك القدوم لنا بغير رحيلِ
وإذا دخلتَ إلى رباعك كان ذيّاك الدّخولُ لديك خيرَ دخولِ
لديك خيرَ دُخولِ
قد آنَ أن تحظَى الأسرَّة ُ منك بالْ
ـسُكنى كما حَظِيَتْ ظهورُ خيولِ
دعْ منزلاً لا أهلَ فيه ولا بهِ
وأقمْ لنا بالمنزل المأهولِ
لو تستطيعُ منازلٌ فارقْتَها
وحللتَ فيها اليومَ أيَّ حلولِ
لسعتْ إليك تشوّقاً ولأوسعتْ
يمناك من ضمٍّ ومن تقبيلِ
ولقد رأيتُ بخاطري وبناظري
في غابك المرهوبِ خيرَ شُبولِ
الشّمسُ أنتَ وهمْ نجومٌ حولها(29/87)
أقسَمْنَ أن لا رُعْتَنا بأفولِ
لولا شهادتُهم عليك لكنتَ فيـ
وقد أقولُ لمن أراهُ يخيفُني
إنْ ينحفوا لصباً فقد جثموا علًى
ولهمْ بفضل الأصل كلُّ عبولِ
أيُّ البدور وقد تَبدَّى طالعاً
من قبلِ تَمِّ ليس بالمهزولِ؟
زينتْ علاك بنور أوجههمْ كما
زين الجواد بغرّة ٍ وحجولِ
لهمُ القبولُ من المحاسن كلَّها
والحسنُ مطروحٌ بغير قبولِ
ما فيهمُ إلاّ الذي هو صارمٌ
ماضى الشّبا ذو رونقٍ مصقولِ
إنْ كان أغمدَ برهة ً فلسلّهِ
والمغمدُ المرجوّ كالمسلولِ
عبقوا بنشر الملك وسط مهودهمْ
وبغاية ِ التّعظيم والتّبجيلِ
فهمُ غُصونٌ لا ذَوَيْنَ على مدَى
مرّ الزّمان ولا دنتْ لذبولِ
لا تختشِ ما عشتَ بادرة َ العِدى
فكثيرُهمْ من مكرِهمْ كقليلِ
وابعثْ إلى مُعطيك كلَّ إرادة ٍ
من دعوة ٍ مسموعة ٍ برسولِ
إنّ الذى أعطى المنى فيما مضى
يعطيك فى آتيك فوقَ السّولِ
لك من مَعوناتِ الإِلهِ ونصرهِ
فى الرّوعِ أى ُّ أسنّة ٍ ونصولِ
ولقد أقول لمن أراه يخيفنى
ويسدُّ عن طُرُقِ الرَّجاءِ سبيلي:
دعني وعاداتِ الإله فإنَّني
لا أترك المعلومَ للمجهولِ
أوَ ما رأيتَ اللهَ لمّا ضاقتِ الأرجاءُ كيف أتى بكلّ جميلِ ؟
ـأَرجاءُ كيف أتَى بكلِّ جميلِ؟
وأناَ الذى أهوى هواك ولا أرى
إلاّ بحيثُ تقيل فيه مقيلى
وأنا الجوادُ فإنْ سُئلتُ تحوُّلاً
وإذا دخلتَ إلى رباعك كان ذيْـ
حوشيتَ أن يعنى سواك بخاطرى
أو أنْ أجرّر فى ذراه ذيولى
وإذا بقيتَ مملَّكاً ومسلَّماً
فقد ارتقيتَ إلى ذرا مأمولى
خُذْها على عجلٍ فإِنْ قصَّرتُها
فبقدرِ ما أسلفتَ من تطويلى
لي في الثَّناءِ على عُلاكَ قصائدٌ
كالشّمسِ تدخلُ دارَ كلِّ قبيلِ
طبّقن شرقاً فى البلاد ومغرباً
ولهنّ فى القيعان كلُّ ذميلِ
وسكنَّ أَلْبابَ الرِّجال، وحيثُما
كان القريض إليه غيرَ وصولِ
العصر العباسي >> البحتري >> عجبا لطيف خيالك المتعاهد
عجبا لطيف خيالك المتعاهد
رقم القصيدة : 2461
-----------------------------------(29/88)
عَجَباً لِطَيفِ خَيالِكِ المُتَعَاهِدِ،
وَلوَصْلِكِ المُتَقَارِبِ المُتَباعِدِ
يَدنُو، إذا بَعُدَ المَزَارُ، وَيَنتَوِي
في القُرْبِ، لَيسَ أخو الهوَى بمباعد
ماذا أرَادَ مُلِمُّ طَيفِكِ، في الكَرَى،
مِنْ وَاغِلٍ بَينَ الحَوَادِثِ شارِدِ
مُتَحَيِّرٌ يَغْدُو بعَزْمٍ قَائِمٍ
في كُلّ نائبة، وَجِدٍّ قَاعِدِ
مَنْ كانَ يَحمَدُ، أوْ يَذُمُّ زَمَانَهُ
هَذا، فَما أنَا للزّمَانِ بِحَامِدِ
فَقْرٌ كَفَقْرِ الأنْبِيَاءِ، وَغُرْبَةٌ،
وَصَبَابَةٌ؛ لَيسَ البَلاءُ بِوَاحِدِ
كُفّي، فقَدْ ألْهَاهُ، عن حَرّ الهوَى،
حَدَثٌ أطَلُّ مِنَ الهَوَاءِ البَارِدِ
كَيفَ المَقَامُ بِآمِدٍ وَبِلادِهَا،
مِنْ بَعْدِ ما شَابَتْ مَفارِقُ آمِدِ
ضَحِكَتْ، فأبكَتْ عَينَ كلّ مُمَوَّه،
مُتحملٍ تَحْتَ الضّرِيبِ الجَامِدِ
يا يُوسُفُ بنَ أبي سَعيدٍ، وَالغِنى،
للمُغْمَدِ العَزَماتِ، غَيرُ مُسَاعِدِ
لَوْ شِئْتَ لَمْ تُفْسِدْ سَماحةَ حاتمٍ
كَرَماً، وَلَمْ تَهْدِمْ مَآثِر خالِدِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> رأيتُ فلم أرَ فيما رأيتُ
رأيتُ فلم أرَ فيما رأيتُ
رقم القصيدة : 24610
-----------------------------------
رأيتُ فلم أرَ فيما رأيتُ
مُصاباً كيومِ ردَى الأوحدِ
و عودني الرزءَ مرُّ الزمانِ
و مثلُ الذي حلّ لم أعتدِ
وفارقني بَغْتة ً مثلما
يفارق مقبض سيفي يدي
على حينَ دانَتْ له الآبِياتُ
وقادَ القُرومَ ولم يُقتَدِ
و قد كنتُ أحسب أنّ الحمامَ
بعيدٌ عليه فلم يبعدِ
و ما كان إلاّ كقولِ العجولِ
لمن قام وسطَ الندى أقعدِ
وساعدني في بكائي عليـ
كلُّ بعيد الأسى أصيدِ
تلين القلوبُ وفي صدره
أصمُّ الجوانبِ كالجلمدِ
و كم ذا رأينا عيوناً بكينَ
عند الرزايا بلا مسعدِ
جرَيْنَ فألحقنَ عندَ الدُّموعِ
وأعيَتْ محاسُنه أنْ تُنالَ
فإنْ حَسدَ القومُ لم يَحْسُدِ
وكم قعدَ القومُ بعدَ القيامِ
ومذْ قامَ بالفضلِ لم يُقعدِ
وماتَ وغادَرَه جُودُه(29/89)
خليَّ اليدين من العسجدِ
و لم يدخرْ غيرَ عزَّ الرجال
وعزٍّ يبينُ معَ الفرقَدِ
وغيرَ ضِرابٍ يقطُّ الرؤوسَ
إذا خَمَدَ الجمرُ لم يَخمُدِ
و طعنٍ يمزق أهبَ النحورِ
كمَعْمَعَة ِ النّارِ بالفَرْقَدِ
وكم قد شهدناه يومَ الوغى
و بيضُ النصولِ بلا أغمدِ
يَشُلُّ الكُماة َ بصدرِ القناة ِ
شلكَ للنعمِ الشردِ
وتهديهِ في الظُّلماتِ السُّيوفُ
و كم ضلَّ في الروعِ من مهتدِ
فتى ً في المشيبِ وما كلُّ منْ
حَوى الفضلَ في الشَّعَرِ الأسودِ
فيا لوعتي فيهِ لا تَقْصُري
ويا دمعتي فيهِ لا تجمُدي
و يا سلوتي فيه لا تقربي
وإن كنتِ دانية ً فابعدي
و يا لائمي في ثناءٍ له
هجدتَ وعينيَ لم تهجدِ
فلم أرثهِ وحده بلْ رثيتُ
معالم عرينَ من سؤددِ
وما جادَ جَفني وقد كان لا
يجودك إلاَّ على الأجودِ
و وافقني بالوفاقِ الصريحِ
موافقة َ النومِ للسهدِ
وإنَّ التناسُبَ بينَ الرِّجالِ
بالودَّ خيرٌ من المحتدِ
و خلفني بانتحابٍ عليهِ
يقضُّ على أضلعي مرقدي
فإنْ عاد مضجعيَ العائدون
خفيتُ نحولاً على العودِ
فقُلْ للقَنابِلِ: لا تَركبي
وقُلْ للكتائبِ: لا تحشُدي
و قلْ للصلاة ِ بنار الحروبِ
قد ذهبَ الموت بالمُوقِدِ
و قلْ للصوارمِ مسلولة ً
فُجِعْتُنَّ بالصّارمِ المُغمَدِ
و قلْ للجيادِ يلكنَ الشكيمَ
بلا مُسرِجٍ وبلا مُلبِدِ:
أَقِمْنَ فما بعدَهُ للخيولِ
مقاديرُ حتى مع القودِ
و قلْ لأنابيبِ سمرِ الرماحِ
ثَوِيْنَ حِياماً بلا مَوْرِدِ
فلا تَطلعَنْ فوقكُنَّ النُّجومُ
فذاك طلوعٌ بلا أسعدِ
وكيفَ يرِدْنَ نَجيعَ الكُماة ِ
بغيرِ شديدِ القوى أيدِ ؟
أرى ذا أسى ً فبمنْ أقتدي ؟
و كيف السوُّ وعندي الغرامُ
يبرِّحُ بالرَّجُلِ الأجلَدِ؟
ولي أَسفٌ بافتقادٍ له
نَفَدْتُ حنيناً ولم يَنْفَدِ
فيا غافلاً عن طروقِ الحمامِ
رقدتَ اغتراراً ولم يرقُدِ
و يا كادحاً جامعاً للألوفِ
وغيرُك يأخذها من غدِ
و هل للفتى عن جميع الغنى
سوى بلَّ أنملة ٍ من يدِ(29/90)
فبنْ مثلما بان ظلُّ الغمامِ
عن طالبي سَحِّهِ الرُّوَّدِ
وبِتْ كارهاً في بُطونِ التُّراب
وكم سكنَ التُّربَ من سَيِّدِ
و لا زال قبرك بين القبور
يُنضَحُ بالسَّبِلِ المُزْبدِ
ويَنْدى وإِنْ جاورَتْهُ القبورُ
و فيهنَّ بالقاعِ غيرُ الندى
و حياك ربك عند اللقاءِ
بعفوٍ ومغفرة ٍ سرمدِ
و خصك يومَ مفرَّ العبادِ
بالعَطَنِ الأفسحِ الأرغدِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> نادمتُ طيفَكِ ليلة َ الرَّملِ
نادمتُ طيفَكِ ليلة َ الرَّملِ
رقم القصيدة : 24611
-----------------------------------
نادمتُ طيفَكِ ليلة َ الرَّملِ
والرَّكبُ من وَسَنٍ على شُغلِ
فطنوا لهجركِ إذْ بخلتِ ضحًى
وعموا كرًى عن ساعة البذلِ
بتنا نجدّ وكيف جدّ فتًى
مسترهنٌ فى قبضة ِ الهزلِ
أهدي التي خلقتْ كما اقترحتْ
حسناً وما استرضَتْه من دَلٍّ
كم قد أساءَتْ وهْي عامدة ٌ
فجعلتُها للحبِّ في حِلِّ
ولقد درى من لا يخادعنى
أنّى صريعُ الأعينِ النّجلِ
إنَّ الذينَ تَرحَّلوا سَحَراً
قتلوا بذاك وما نووا قتلى
لم يحملوا يومَ الرّحيل سوى
قلبي العميد بهمْ على البُزْلِ
وإذا رأيتَ جمالَ غانية ٍ
فهو الذى سرقته من جملِ
بيضاءُ تفضحُ بالضِّياءِ ضُحى ً
ودجًى بفاحمِ شعرها الجثلِ
وتنكرتْ لمّا رأتْ وضحاً
متلهّباً فى مفرقى يغلى
وليننى زمناً بهنّ فمذ
شاب العذارُ كتبنَ بالعزلِ
فكم ارتديتُ وذا الشّبابُ معى
بغديرة ٍ وبمعصمٍ طفلِ
فالآنَ ما يَمْشي لغانية ٍ
خَطْوي ولا تَقتادُها رُسْلي
قُيِّدتُ عنها بالمشيب كما
عقلَ الشّرودُ الصّعبُ بالشّكلِ
لا تُلزميني اليومَ ظالمة ً
ما ليسَ من عَقْدي ولا حَلِّي
إنَّ المشيبَ وقد ذُمِمْتُ بهِ
من فعلِ ربِّكِ ليس من فِعلي
ما إِنْ نزلتُ عليه أَرْحُلَه
وهو الذي وافَى إلى رَحْلي
من مبلغٌ عنّى لأشكره الـ
ـملكَ العزيزَ وجامِعَ الفضلِ؟
والفاعلَ الفعلاتِ ما عهدتْ
بين الأنام وقائلَ الفصلِ
أنتَ الذي سوَّيتَ مُعتلياً(29/91)
بالفخر بين الفرع والأصلِ
لله درّك فى الهياجِ وقد
قامَ الحمامُ به على رجلِ
والحكمُ للسُّمرِ الطوالِ بهِ
فى القومِ أو للأبيضِ النّصلِ
والحربُ تعذِمُ كلَّ مُضْطَبِع
بروائها بنيوبها العصلِ
وهناك من شرّ القنا علقٌ
كالطّلِّ آونة ً وكالوبلِ
والطّعنُ يفتقُ كلَّ واسعة ٍ
كالباب فاغرة ٍ إلى الأكلِ
فى موقفٍ زلقٍ تشيب به
لو أبصرته مفارقُ الطّفلِ
ملآنَ بالآسادِ ضارية ً
غصّان من خيلٍ ومن رجلِ
كنتَ الأعزَّ به وقد خفضتْ
فيه رؤوس القوم من ذلِّ
وسَقَيْتَ أُمَاتِ الكماة ِ بهِ
ضرباً وطعناً جرعة َ الثُّكلِ
حتّى كأنّك لا تخاف ردًى
أوْ لا تعاف مرارة َ القتلِ
كم قد فرجتَ وأنتَ محتقرٌ
لا تَرتضي مِن ضَيِّقٍ أَزْلِ
ونفختَ من كرمٍ قضى ومضى
روحاً لنا وقتلتَ مِن مَحْلِ
وأريتَنا أنَّ الأُلى سُطِرَتْ
نَفَحاتُهمْ كانوا أُولي بُخْلِ
قد كان فى قلبى وأنت على
شكواك مثلُ صوائبٍ النَّبْلِ
وكأنَّني لمّا سمعتُ بهِ
حيرانُ مُمتلىء ٌ من الخَبْلِ
ولو أنّنى أسطيع فديتها
لفديتُها بالنَّفسِ والأهلِ
وحملتُ ثقلاً لامرئٍ حملتْ
طولَ الزّمانِ يمينه ثقلى
أنتمْ إذا خفتُ الأذَى عُصُري
وإذا ضَحيتُ فأنتمُ ظِلِّي
وإذا ضربتُ فأنتمُ جننى
وإذا ضربتُ فأنتمُ نصلى
وإذاظمئتُ فمن غديركمُ
نهلى ومن جدواكمُ علّى
ولقد فرغتُ من الأمور معاً
وثناؤكمْ ومديحُكمْ شُغلي
ولأنتَ من قومٍ إذا وعدوا
سَفّوا عن الإخلافِ والمَطْلِ
زَحموا الكواكبَ من مراكزِها
ومَشَوا على النَّسْرين بالنَّعْلِ
والوعرُ كالجردِ المبين إذا
قطعوا مدّى والحزنُ كالسّهلِ
يا مالكاً لا مثلَ يعدلُهُ
ما في ولائك آخَرٌ مِثلي
ما كان بعضى فى يدى ْ بشرٍ
فالآنَ خذْ منّي هوى ً كُلِّي
واسمعْ مديحاً بتّ أنظمه
يميله منك على َّ ما يملى
أغليتُه دهراً ومذ عَلِقتْ
بك راحتى أرخصتُ ما أغلى
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> سقاني السُّلافة َ مِن ريقهِ
سقاني السُّلافة َ مِن ريقهِ
رقم القصيدة : 24612(29/92)
-----------------------------------
سقاني السُّلافة َ مِن ريقهِ
وأقطفني الورَدَ من خدِّهِ
و عوضني بقصير الوصالِ
عما تطاول من صدهِ
وأَوسعني الكَثْرَ من رِفْدِه
و ما كنتُ أطمع في وعدهِ
و قلتُ لمن لام في حبهِ
غَششتَ فمن ليَ مِن بعدِهِ؟
وشاعَ غرامي به في الأنامِ
فمالي سبيلٌ إلى جَحْدِهِ
ومن أينَ أطلبُ في حُسنِهِ
له الشِّبهَ والحسنُ من عندِهِ؟
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إذا لم أجدْ خِلاًّ من النّاسِ مُجملاً
إذا لم أجدْ خِلاًّ من النّاسِ مُجملاً
رقم القصيدة : 24613
-----------------------------------
إذا لم أجدْ خِلاًّ من النّاسِ مُجملاً
فمن ليَ منهُمْ بالعدوِّ المجاملِ؟
فما إنْ أرى إلاّ عدوّاً أخافُه
على َّ ويرمى كلَّ يومٍ مقاتلى
ومن كلّ ما فكّرتُ فى محنتى به
قرعتُ جبيني أو عضضتُ أنامِلي
وفى الخير تلقى قائلاً غيرَ فاعلٍ
وفى الشّرّ تلقى فاعلاً غيرَ قائلِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أمِن شَعَرٍ في الرّأس بُدِّلَ لونُهُ
أمِن شَعَرٍ في الرّأس بُدِّلَ لونُهُ
رقم القصيدة : 24614
-----------------------------------
أمِن شَعَرٍ في الرّأس بُدِّلَ لونُهُ
تبدَّلتِ يا أسماءُ عنّي وعن ودِّي؟
فإنْ يكُ هذا الهجرُ منكِ أو القِلَى
فليس بياضُ الرأس يا أسمُ من عندي
تصدين عمداً والهوى أنتِ كلهُ
و ما كان شيبي لو تأملتِ من عمدي
وليس لمن جازَتْهُ ستُّون حجُّة ً
من الشيب إنْ لم يرده الموتُ من بدَّ
ولا لومَ يوماً من تغيُّرِ صِبْغتي
إذا لم يكن ذاك التغيرُ من عهدي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> من ذا الذى ينجو من الآجالِ
من ذا الذى ينجو من الآجالِ
رقم القصيدة : 24615
-----------------------------------
من ذا الذى ينجو من الآجالِ
فى هابطٍ من أرضهِ أو عالِ ؟
و منِ المعرّجُ عن صروفِ نوائبٍ
يُجرَرْنَ فيه أو حُتوفِ ليالِ؟
يا قربَ بينَ إقامة ٍ وترحُّلٍ
و الصّبحُ صبحُ العيش والآصالِ(29/93)
و إذا اللّيالى قوّضتْ ما تبتنى
فكأنَّها ما بلَّغتْ آمالي
ما لي أُعلَّلُ كلَّ يومٍ بالمُنى
وأُساقُ من عِدِّ إلى أَوشالِ؟
ويغرُّني الإكثارُ من نَشَبٍ وما الـ
ـإكثارُ إلاّ أوَّلُ الإقلالِ
قطِّعْ حبالكَ من فتى ً عصفَتْ به
هُوجُ المنون فقد قَطعتُ حبالي
كم من أخٍ عُرِّيتُ منه بالرَّدى
فعططتُ قلبى منه لا سربالى
ووصلتهُ حيّاً ولمّا أن أتتْ
رُسُلُ الحِمامِ إليهِ ماتَ وِصالِي
جَزعي رخيصٌ يومَ فاجَأَ فقدُه
قلباً به صبّاً وصبريَ غالِ
ونبذته فى حفرة ٍ مسدودة الأعماق عن ريحى ْ صباً وشمالِ
ـأعماقِ عن رِيحَيْ صَباً وشَمالِ
وكأنّه لمّا مضى بمسرّتى
عَجِلاً أتاني من مَطيفِ خيالي
حتّى متى أنا فى إسارِ غرورة ٍ
وَرْهاءَ تَسحرني بكلِّ مُحالِ؟
ما لي بها إلاّ الشَّجا وعلى الصَّدى
وقدِ استطالَ عليَّ غيرُ الآلِ
بخلائقٍ مملولة ٍ مذمومة ٍ
عوجٍ ولكنْ ما لهنّ ملالى
أوَ ما رأيتَ وقد رأيتَ معاشراً
سكنوا كما اقترحوا قلالَ معالِ
حَكُّوا بهامِهِمُ السَّماءَ وجرَّروا
فى الخافقين فواضلَ الأذيالِ
وتحلّقوا شرفاً وعزّاً باهراً
والموتُ حطّهمُم الأجبالِ
من كلِّ مَهضومِ الحَشا سَبْطِ الشَّوى
كَرَماً وممتدِّ القناة ِ طُوالِ
دخّالِ كلِ كريهة ٍ ولاّجِها
جوّابِ كلِّ عظيمة ٍ جوّالِ
متهجّم إذْ لاتَ حين تهجّمٍ
واليومُ مثرٍ من قنًى ونصالِ
وإذا همُ سئلوا ندًى وجدوا وقد
سبقوا إليه قبل كلّ سؤالِ
طلعوا على أُفقِ النَّدى في ساعة ٍ
لا طالعٌ فيها طلوعَ هلالِ
يا نازحاً عنِّي على ضَنِّي بهِ
خذ ما تشاء اليومَ من إعوالى
قد كنتُ ذا ثقلٍ ولكنْ زادنى
فيكَ الرَّدى ثِقْلاً على أثقالي
يا ليتَني ما إنْ تخذتُك صاحباً
وأُحيلَ ودٌّ بيننا بِتَقالِ
فارَقْتني وأُخِذْتَ قسراً من يدي
من غيرِ أنْ خطرَ الفراقُ ببالي
من ذا قضى من شملنا بتبدّدٍ
ورمَى اجتماعاً بيننا بزِيالِ؟
إنْ يَسلُ عنك الجاهلون محاسناً
عرَّسْنَ فيك فلستُ عنك بسالِ(29/94)
أوْ لَمْ تَرُعْهمْ بالفراقِ فإنَّني
مُذْ بِنتَ ممتلىء ٌ منَ الأَوجالِ
إنْ تدنُ منّي وُصلة ً وقرابة ً
فلأنتَ فى قلبى من الحلاّلِ
وأجلُّ من قرباك بالنسب الذى
لا حمدَ فيهِ قرابة ُ الأفعالِ
فدعِ التّناسبَ بالشّعوب فما له
جدوى ً تَفي بتناسبِ الأحوالِ
ما ضرّ خلّى أن يكون مفارقاً
في عنصري وخلالهِ كخِلالي
وإذا خليلى لم أطقْ فعلاً به
يكفى الرّدى زوّدته أقوالى
وسقى الإلهُ حفيرة ً أسكنتها
ما شئتَ من سحٍّ ومن هطّالِ
وأتَتْكَ عفواً كلُّ وَطْفاءِ الكُلى
ملأى منَ اللّمَعانِ والجَلْجالِ
وإذا مضتْ عَجْلى استنابتْ غيرَها
كيلا تضرّ بذلك الإعجالِ
وإذا انقلَبْتَ إلى الجِنانِ فإنَّما
ذاك التفرُّقُ غاية ُ الإقبالِ
ولقيتَ من عفو الإلهِ وصفحهِ
فوقَ الذى ترجو بغير مطالِ
وإذا نجوتَ السّوءَ فى يومٍ به
كانَ الجزاءُ فإنَّ كعبَك عالِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إلى كَم أقودُ قوماً
إلى كَم أقودُ قوماً
رقم القصيدة : 24616
-----------------------------------
إلى كَم أقودُ قوماً
بِطاءً إلى ودادي؟
و أهوى لهمء دنواً
ويهوَوْنَ لي بُعادي
و أضحى لهمْ صديقاً
و ما همْ سوى أعادِ
وأبغي صلاحَ شأني
بمنْ همُّه فَسادي
و كم ذا أجود دهري
لمن ليس بالجوادِ
أرى معشراً غضاباً
لأنْ كنتُ ذا تلادِ
و أنْ كنتُ في الثريا
وكانوا ثَرى الوِهادِ
الا طالما رأيتمْ
جثومي على الوسادِ
أنال الهوى ويلقى
إلى راحتى مرادي
و أعطى مقادَ قرمٍ
أبيٍ على القيادِ
وتَجري إلى الأماني
فلا تلتوي جِيادي
ولي منزلٌ حصينٌ
مكينٌ من الفؤادِ
إذا همّ لي بلاءٌ
فلي منه ألفُ فادِ
وأنْتم جُفاءُ سَيلٍ
مطارٍ بخبتِ وادِ
و إلاّ فسفرُ دوٍّ
بعيدٍ بغيرِ زادِ
سروا في القواءِ صبحاً
عَطاشَى بلا مَزادِ
وجابوا الفَلاة َ ليلاً
ضَلالاً بغيرِ هادِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ومن عجائب أمرى أنّنى أبداً
ومن عجائب أمرى أنّنى أبداً
رقم القصيدة : 24617(29/95)
-----------------------------------
ومن عجائب أمرى أنّنى أبداً
أريدٌ من صحَّتي ما ليس يبقَى لي
هل صحَّة ٌ من سَقامٍ لا دواءَ له
وكيفَ أبقَى ولمّا يبقَ أمثالي؟
وما أريد سوى عينِ المحال فلا
سبيلَ يوماً إلى تبليغِ آمالي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قل للذي يحسدُنا في الهوَى
قل للذي يحسدُنا في الهوَى
رقم القصيدة : 24618
-----------------------------------
قل للذي يحسدُنا في الهوَى
والمرءُ لا يخلو منَ الحاسدِ
قد زارني الظبيُ الذي لم يزلْ
يفلتُ من أُنشوطة ِ الصَّائدِ
في ليلة ٍ ساهرها ـ نائلاً
ما يتهي - خيرٌ من الراقدِ
قلتُ له والقولُ في حقهِ
يستخرج الحِقْدَ من الحاقِدِ:
ليتكَ لما كنتَ لي ممرضاً
جئتَ مع العوادِ لي عائدي
إنّ عناءَ الواجدِ المبتلي
عتابه من ليس بالواجد
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> والله لا ذقتُ يوماً
والله لا ذقتُ يوماً
رقم القصيدة : 24619
-----------------------------------
والله لا ذقتُ يوماً
مرارة ً للسّؤالِ
ولا سمحتُ بعرضى
وقاية ً دون مالى
ولا رضيتُ قراراً
إلاّ قلالَ المعالى
العصر العباسي >> البحتري >> غلس الشيب أو تعجل ورده
غلس الشيب أو تعجل ورده
رقم القصيدة : 2462
-----------------------------------
غلّسَ الشّيبُ، أوْ تَعجّلَ وِرْدُهْ،
وَاستَعَارَ الشّبَابَ مَنْ لا يَرُدُّهْ
لا تَسَلْني عَنِ الصّبَا، بعدما صَوّ
حَ رَوْضُ الصّبَا، وَأَنهجَ بُرْدُهْ
وَمُعاضُ المَشيبِ يَغدو فيَستَخْـ
ـلِقُ مِنْ عَيشِنا الذي نَستَجدّهْ
قَاتَلَ الله قَاتِلاتِ الغَوَاني،
بالغَرَامِ المُنْبي عَنِ الغَيّ رُشْدُهْ
وَالعُيُونَ المِرَاضَ يُوقَدُ عَنهُنّ
جَوًى يُمرِضُ الجَوَانحَ وَقْدُهْ
وَالخُدودَ الحِسانَ يَبهَى علَيها
جُلَّنَارُ الرّبيعِ، طَلْقاً، وَوَرْدُهْ
يَتَخَلّى السّالي مِنَ الحُبّ بالشّغْـ
ـلِ، وَيَغلو بصَاحبِ الوَجدِ وَجدُهْ
وَمن الضّيمِ في هوَى البِيضِ عندي،(29/96)
أنْ يَوَدّ المَتبولُ مَنْ لا يَوَدّهْ
لي صَديقٌ أعدَدْتُهُ لصُرُوفٍ
مِنْ زَمانٍ، يُرْبي على مَن يَعُدّهْ
سَيّدٌ مِنْ بني الحُسَينِ بنِ سَعدٍ،
شَادَ بُنْيَانَهُ الحُسَينُ وَسَعْدُهْ
وَهوَ المَجدُ لَيسَ يَحوِيهِ مَن لمْ
يَتَقَدّمْ فيهِ أبُوهُ وَجَدّهْ
مَا نُبَالي أيُّ الحُظُوظِ فَقَدْنَا،
ما تَرَاخَى عَنّا، فأُمهِلَ فَقْدُهْ
لا تَقيسَنّ حاتمَ الجُودِ في الجُو
دِ إلَيهِ، فَحاتمٌ فيهِ عَبدُهْ
هَزْلُهُ للسّمَاحِ شيمَتُهُ وَالـ
ـبَذْلُ، وَالحزْمُ، وَالكِفايةُ جِدّهْ
تَتَكافَا الحَالانِ منهُ، وَمَتنُ الـ
ـسّيفِ، سِيّانِ في الغَنَاءِ وَحَدّهْ
لا يَزَلْ يُفتَدَى بقَوْمٍ أَرَاهُمْ
غاضَ مَعرُوفُهُمْ وَأُترِعَ رِفدُهْ
ما تَجارَى الأجوَادُ، إلاّ شَآهمْ
سابقاً، وَاحدُ التّطَوّلِ فَرْدُهْ
خَيرُ مَا للطّالبينَ لَدَيْهِ،
رَاحةُ اليأاسِ من جَداهمُ، وَبَرْدُهْ
مَنْ يَشِنْ وَعدَهُ المِطالُ يُناجَزْ
مُنجِحاً أوْ يُزَانُ بالنُّجحِ وَعدُهْ
وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُناكدُ، حتّى
إنّ فَنّاً مِنَ النّسيئَةِ نَقْدُهْ
حادَ عَنْهُ المُساجِلُونَ، وَهَابُوا
حَفلَةَ البَحرِ، وَالبِحارُ تُمِدّهُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قادتْ حرانيَ يوم النفرِ خرعبة ٌ
قادتْ حرانيَ يوم النفرِ خرعبة ٌ
رقم القصيدة : 24620
-----------------------------------
قادتْ حرانيَ يوم النفرِ خرعبة ٌ
و ضلَّ عني ما أوتيتُ من جلدِ
قضتْ عليَّ ولم تعمدْ بنظرتها
و كم أصابَ صميماً غيرُ معتمدِ
كأنَّما مُهجَتي والبُزْلُ مرحلة
مطيعة للنَّوى في ماضِغَيْ أسدِ
فليتني ساعة ً أششكو صبابتها
سرًّا إليها ولا أشكو إلى أحدِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> واللهِ لا كانَ لي مالٌ أضِنُّ بهِ
واللهِ لا كانَ لي مالٌ أضِنُّ بهِ
رقم القصيدة : 24621
-----------------------------------
واللهِ لا كانَ لي مالٌ أضِنُّ بهِ
ولا رددتُ بغير النّجحِ سؤّالى(29/97)
ولا ادَّخرتُ سوى جودٍ ومكرُمة ٍ
ذخائراً لم أبتْ فيها بأوجالِ
المالُ مالى إذا يوماً سمحتُ به
وما تركتُ ورائي ليس من مالي
وفى غدٍ أنا مرموسٌ بمقفرة ٍ
ملْساءَ عاطلة ٍ من جانبِ الخالِ
خالٍ وإنْ كنتُ ذا أهلٍ وذانشبٍ
عارٍ وإن كان بالبوغاء سربالى
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قلتُ وقد لاحَ بريقُ الدُّجَى :
قلتُ وقد لاحَ بريقُ الدُّجَى :
رقم القصيدة : 24622
-----------------------------------
قلتُ وقد لاحَ بريقُ الدُّجَى :
منْ رصع الظلماءَ بالعسجدِ ؟
كأنه يخفق ريحٌ على
رابية ٍ تلعبُ بالمِطْرَدِ
هديتني الطرقَ ولو لم تنرْ
لكنتُ في الظَّلماء لا أهتدِي
كأنَّه سَيفٌ ولكنَّهُ
طوعُ بنانِ المُخرِجِ المُغمِدِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لا تلمِ الدّهرَ ولا تعذلِ
لا تلمِ الدّهرَ ولا تعذلِ
رقم القصيدة : 24623
-----------------------------------
لا تلمِ الدّهرَ ولا تعذلِ
فطالما صُمَّ عن العُذَّلِ
فى كلّ يومٍ مرّ من صرفهِ
لنا أَميمُ الرَّأسِ بالجندلِ
مفوّقاً أسهمه وجهتى
من كان مدلولاً على مقتلى
أنقل من سفلٍ إلى علوه
طَوراً ومن عالٍ إِلى أسفلِ
كأنَّني قسطلة ٌ أُلقيتْ
في كفِّ مجنونٍ منَ الشَّمْأَلِ
يا موتُ ما أبقيتَ من شمّخٍ
غرٍّ وما جاوزتَ من رذّلِ
صرعى بكاساتك مملوءة ً
مترعة ً من ذلك الأقتلِ
كم أخرجتْ كفّك مستعصماً
لا يحذر السّوءَ من المعقلِ
أينَ أناسٌ سكنوا قبلنا
ذُرا العُلى في الزَّمن الأوَّلِ؟
من كلّ غرثانِ الشّوى من خنًى
مُستَمَعِ الأقوالِ في المحفِلِ
كأنّما طلعته طلقة ً
سيفٌ قريبُ العهد بالصّيقلِ
سيقوا إلى الموتِ كما سُوِّقَتْ
نجائبُ الغادين بالأرحلِ
و فجعة ٍ جاءتْ على بغتة ٍ
تغصّنى بالبارد السّلسلِ
كأنَّما جَرَّعَني نابهٌ
بذكرِها كأساً منَ الحنظلِ
إنّ أبا الفتح قضى هالكاً
بفادحٍ من قَدَرٍ مُنزَلِ
ثلّمَ من مروى َ فقدانه
و حزّ لمّا حزّ بالمفصلِ
فالآنَ قلبي جُرُحٌ كلُّه(29/98)
ربّ جروحٍ لسنَ بالأنصلِ
نجمَ المعالى إنّها خطّة ٌ
يبينُ فيها كلُّ مُستَبْسِلِ
حملتَ منها أيّما صخرة ٍ
و الثّقلُ محمولٌ على البزّلِ
لا تنظرِ اليومَ إلى حرِّها
لذّاعة ً تَعنِفُ بالمُصْطَلي
وانظرْ إلى ماتركتْ بعدَها
من نعمٍ للواهب المجزلِ
دع زمناً في الغاب خلّى لنا
أسوده تعبث بالأشبلِ
ولا تلُمْهُ ورؤوسٌ لنا
سليمة ٌ إنْ عاثَ بالأرجُلِ
وفي كثيبٍ فاتَنا سَلْوة ٌ
إنْ دفعَ السَّوءُ عن الأجبُلِ
و اصبرْ عليها طخية ً مرّة ٍ
فإنَّها عن كَثَبٍ تَنْجلي
عداك ما أرهف من حدّها
و عن أبيك الأوحدِ الأكملِ
ثُمَّ بَنيكَ الغُرِّ مُلِّيتَ مِنْ
بقائِهمْ بالأمثلِ الأمثلِ
فاعدِلْ لهذي نِعماً ضَخْمة ً
عن سنّة ِ المكتئبِ المعولِ
وكذّبِ القائلَ فى قولهِ :
قد ظلمَ الدَّهرُ ولم يعدِلِ
إنْ كان حزنٌ فليكُنْ من فتى ً
لم يقل السّوء ولم يفعلِ
فالحزنُ مغفورٌ ولولا الأسى
لم يحسنِ الصّبرُ ولم يجملِ
لابدّ للمصبح فى نعمة ٍ
يصبحه فى ليلهِ الألبلِ
وليس للقاطنِ فى بلدة ٍ
مُعرِّساً بدٌّ منَ المَرْحَلِ
إِنِّيَ منكمْ بِوِدَادِي لكُمْ
ووسط أبياتكمُ منزلى
ما مسَّكُمْ من جَذَلٍ مَسَّني
وما يصبْ من حرقٍ فهوَ لى
يا راحِلاً لا أرتجي عودَهُ
وإنْ رَجَونا عودَة َ الرُّحَلِ
سقى الذى واراك فى تربة ٍ
سحُّ قطارِ الواكفِ المسبلِ
ولا يزلْ قبرك فى روضة ٍ
يُنفَحُ بالجادِيِّ والمَنْدَلِ
تعاقبُ الأنواءُ نوّاره
فمن ملثِّ القطرِ أو منجلِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> تقول لِي: إِنَّما الستّون مُقْطَعة ٌ
تقول لِي: إِنَّما الستّون مُقْطَعة ٌ
رقم القصيدة : 24624
-----------------------------------
تقول لِي: إِنَّما الستّون مُقْطَعة ٌ
بين الرجال ووصلِ الخرد الغيدِ
و ما استوى يفنٌ ولتْ نضارتهُ
في الغانياتِ بغضٍّ ناضرِ العودِ
فقلتُ ما الشيبُ إلاّ لبسة ٌ لبستْ
ما أثرتْ بيَ في بخلٍ ولا جودِ
ولا وفاءٍ ولا غدرٍ ولا كَلَفٍ(29/99)
و لا ملالٍ ولا إنجازِ موعودِ
إنّ الحفاظَ - وبيضي فيه لامعة ٌ -
خيرٌ من الغدرِ لو جربتِ في سودي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> طلبتُ الغنى حرصاً على بذلى الغنى
طلبتُ الغنى حرصاً على بذلى الغنى
رقم القصيدة : 24625
-----------------------------------
طلبتُ الغنى حرصاً على بذلى الغنى
فلم أره إلاّ بكفّ بخيلِ
وكنتُ متى أرجو البخيلَ لحاجة ٍ
حُرِمتُ رشادي أو ضَللْتُ سبيلي
وقلتُ لمن ذمّ القليل ضراعة ً :
قليلٌ يصونُ الوجهَ غيرُ قليلِ
وكم للذى حاز الغنى بعد فقده
بكاءٌ ومن حزنٍ عليه طويلِ
فأينَ وأحوالُ الرِّجال شتائتٌ
مقامُ عزيزٍ من مقامِ ذليلِ ؟
فسلْ خالقاً فضلَ العطيّة ِ مجزلاً
فإنَّ عطاءَ الخلقِ غيرُ جزيلِ
وأشقى الورى من كان أكبرَ همّه
هجاءُ ضَنينٍ أو مديحُ مُنيلِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لا تلمني على الهوى
لا تلمني على الهوى
رقم القصيدة : 24626
-----------------------------------
لا تلمني على الهوى
فالهوى غالبُ الجلدْ
أيُّما صالحٍ مضى
بهوى البيضِ ما فسدْ ؟
ليس ينجو من أن يصا
دَ بحبلِ الهوى أحدْ
أنا أهواهُ ظالمًا
مخلفاً ما به وعدْ
كلما قمت طالباً
وصله في الهوى قعدْ
وإذا ما نَفى وشرْ
عني الكرى رقدْ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا قاتلى إنْ كنتَ تر
يا قاتلى إنْ كنتَ تر
رقم القصيدة : 24627
-----------------------------------
يا قاتلى إنْ كنتَ تر
ضَى من ودادي بالمحالِ
فلسوفَ أقنع من لقا
ئك لى بطيفٍ من خيالِ
زورٌ بزورٍ مثلهِ
حذْوَ الأديمِ على مِثالِ
كيفَ استجزتَ الصِّدقَ في
هجري وكذباً في وصالي؟
وجعلتَ منعك في الضُّحَى
وتركتَ برّك فى اللّيالى
ما نلتقى إلاّ كما
زعمتْ أَمانٍ في الكرى لي
أنتَ الحبيبُ فلِمْ صنيـ
ـعك لى شبيهٌ بالتّقالى ؟
وأرى نَوالَك في يدي
إنْ رمته صعبَ النّوالِ
والرّخصُ عندك كلّه
فى باطلٍ والحقُّ غالِ(29/100)
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> منّا الوصالُ ومنكُمُ الهجرُ
منّا الوصالُ ومنكُمُ الهجرُ
رقم القصيدة : 24628
-----------------------------------
منّا الوصالُ ومنكُمُ الهجرُ
وعلى إساءَتكمْ بنا الشُّكرُ
ولكلِّ مَن أَسدى الجميلَ سوى
مسدي الجميل إليكمُ - أجرُ
ياطلعة ً للحسنِ يظلمُها
مَنْ قالَ يوماً إنّها البدرُ
إِنْ كان جُرماً ما ظننتِ بِنا
فالجرم يمحو " وزره " العذرُ
حنت إليكمْ كلُّ غادية ٍ
وبكى عليكمْ بَعديَ القَطْرُ
وثراكُمُ لازالَ مُلتمعاً
في حافتيهِ النورُ والزهرُ
وإذا ابتغى وطناً يقيمُ به
سَحُّ الحَيا فرُباكُمُ الخُضرُ
وكأنّ قلبي يومَ بَينِكُمُ
شطرٌ أقام وعنكمْ شطرْ
ولقد وقفتُ على وداعكُمُ
وجوانحي من صبرها صِفْرُ
وبهنَّ مِن تَلذيع بَينِكُمْ
جمرٌ " بودي أنه الجمرُ "
وإذا مددتُ يداً إلى جَلَدي
فمحلقٌ عني به نسرُ
يا صاحبيَّ وما عذرتكما
أنْ تنجُوَا عمّن به الأسرُ
و صحوتها عن صاحبٍ ثملٍ
لم تَنْزُ في أوصالِهِ الخمرُ
سكرانَ مِن عُجْبٍ يمرُّ بهِ
و لربّ سكرٍ دونه السكرُ
وصَممتُما عنه وليسَ به
" مما " يخاف عليكما وقرُ
ألاّ وقد فسحَ الزَّمانُ لنا
أعطانه واستغزرَ الدرُّ ؟
و كأنما الحولُ " المجرمُ " منْ
غفلاتنا " عن " مره شهرُ
و إذا الأزمة ُ في أناملنا
والنَّهْيُ للأقوامِ والأمرُ
للهِ أمٌّ غلستْ بفتى ً
حتى شَككنا أنه الفجرُ
قامتْ تمطِّي عنهُ عالمة ً
أنّ الذي جاءتْ به الفخرُ
وتَشاهدت من قبلِ مولدهِ
بذكائهِ الأعراقُ والنَّجْرُ
فأتَى كما شاءَ الصديقُ له
لا مَرْقَعٌ فيهِ ولا جَبْرُ
وتخالُ كِبْراً في شمائلهِ
مِن عزَّة ٍ ولغيرهِ الكِبرُ
" وتراه في يوم الهياجِ إذا
وضحَ الحمامُ وصرح الذعرُ "
يهوى إلى قنصِ النفوس كما
يهوى إلى فرصاته الصقرُ
وبكفهِ في كلِّ مَعركة ٍ
ترد الدماءَ البيضُ والسمرُ
كم ذا أطيلُ القولَ في زمنٍ
سِيّانِ فيه الخيرُ والشّرُّ
أشرارُه في نَجْوة ٍ أبداً(29/101)
مِن شرِّه والمُبتَلَى الحُرُّ
قومٌ يرونَ الفقرَ بينهُمُ
أنْ تُعدمَ الأموالَ والوَفْرُ
و يعدُّ غيرهمُ فقيرهمُ
مَن لا جميلَ له ولاذِكرُ
و كأنما المعروف بينهمُ
من حشمة ٍ منه هو النُّكْرُ
كيف الفلاحُ وبيننا خلفٌ
لا نائلٌ منهمْ ولا بشرُ ؟
نَبذوا الجميلَ وراءَ أظهرِهمْ
فرباعهمْ من فعله قفرُ
و غذا عددتَ خيارهمْ فهمُ
مَن لا انتفاعَ بهمْ ولا ضَرُّ
في كلَّ يومٍ منهمُ ترة ٌ
لو كان في أمثالهمْ وترُ
و لربّ فعلٍ دقّ صاحبهُ
حتى أتاك وجرمهُ هدرُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أما تَرى الدَّهرَ مسلولاً صوارمُه
أما تَرى الدَّهرَ مسلولاً صوارمُه
رقم القصيدة : 24629
-----------------------------------
أما تَرى الدَّهرَ مسلولاً صوارمُه
تفرى وتقطع منّا كلَّ موصولِ ؟
معلّلاً كلّما يدوى ويسقمه
وربَّما ضرَّ ذا سُقمٍ بتعليلِ
أمَّلْتُ فيه أموراً ما ظفرتُ بها
وعاد يسحب ذيلَ المنعِ تأميلى
فعدِّ مثواك عن شىء ٍ منيتَ به
فلا انتفاعٌ لمشغولٍ بمشغولِ
العصر العباسي >> البحتري >> وكان البعد عن ملح
وكان البعد عن ملح
رقم القصيدة : 2463
-----------------------------------
وكان البعد عن ملح
عدو الصبر والجلد
أتوب إليك من بين
سوى هذا ومن بعد
فإن عنيت لنا دار
بجمع الشمل لم أعد
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لَقَلَّ غَناءُ العَتْبِ والمجرِمُ الدّهرُ
لَقَلَّ غَناءُ العَتْبِ والمجرِمُ الدّهرُ
رقم القصيدة : 24630
-----------------------------------
لَقَلَّ غَناءُ العَتْبِ والمجرِمُ الدّهرُ
و ضلتْ أمانٍ لا يبلغها العمرُ
لعمرُ العلا لا ظلتُ طوعَ شكية ٍ
و إنْ كان قلبي ما يحلُّ به وترُ
لك اللهُ قلباً ما أقلّ اكتراثه
بما يتفادى من تحملهِ الصبرُ !
تمرُّ العطايا لاتكشِّف ناجذي
وتأتي الرَّزايا وهْيَ من جَزَعي صِفْرُ
و سيانُ عندي ثروة ٌ وخصاصة ٌ
قنوعيَ إثرائي وللجزعِ العسرُ
هجرتُ فضول العيشش إلاّ أقلها(29/102)
و في القوم من يطغى على حلمه الوفرُ
أعفّ وأسبابُ المطامع جمة ٌ
و أعلم والألبابُ يخدعها " المكرُ "
لكلّ زمانٍ خطة ٌ من مذاهبي
و أشقى الورى من " لا يصرفه " الدهرُ
و لم أرَ من يهي عند شدة ٍ
ويأخذُ مِن وافي تجلُّدهِ الضُّرُّ
صَمَتُّ ولم أصمتْ وفي القول فضلة ٌ
وقلتُ فلم يأنسْ بمنطِقَي الهُجرُ
وإنّي قليلُ الرَّيثِ فيما يُريبُني
لذاك ركابي ليس يحظى بها مصرُ
غنيٌّ بنفسي عن عديدي ومعشري
وإنِّيَ مَن يُلقى على غيرِه الفخرُ
و مولى ً كداء القلب أعيا دواؤه
يُجشِّمُني مالا ينوءُ به ظَهرُ
طَوى غنِّيَ الإنصافَ من غيرِ ريبة ٍ
ومابي إلى الإنصاف مِن أحدٍ فقرُ
ألا ليت شعري هل أرى غير صاحبٍ
عليَّ تلظى سره وليَ الجهرُ
فما أمتري إلاّ وفاءً مُصرَّداً
مَذيقاً يُنادي من جوانبهِ الغَدْرُ
إذا ما ترامتْ بي سَجايا مُخاللٍ
فأهونُ ماترمي يدايَ لهُ الهَجْرُ
صديقُكَ من أرضى مَغيبَك قولُهُ
ولم يَعْرُهُ من فخِ عهدِك مايَعْرو
أما وأبى ما بتُّ طوعَ مضيمة ٍ
و قد عرفتني نفسها البيضُ والسمرُ
أبَيْتُ انْقياداً للأنامِ بِحَبْلِهِ
وذاك صَنيعٌ يستجيبُ له الشُّكرُ
يودّ رجالٌ أن أهشّ إليهمُ
و قلّ عن الشحناء ما ينفع البشرُ
وآنسَ بي مَنْ لا يلينُ قيادُه
خلائقُ طالتْ أنْ يُطاوِلَها ذِكرُ
و مما نفى عن شيمتي الكبرَ فيهمُ
يقيني بانّ الكبرَ آفته الكبرُ
عدِمتُ المُنى ما أكدرَ العيشَ عندَها
ولولا المَنى ما استنجدَ السَّفَرَ السَّفْرُ
و من عمرتْ دارُ المنى من همومه
تمادى وربعُ المجد من مثله قفرُ
وما كَلَفي بالعمرِ أهوَى وُفورَه
و عند الفناءِ يستوي النزرُ والدثرُ
و داء الورى حبُّ الحياة وشدّ ما
تفاقَمَ خطبُ الدّاء ماكانَ لا يبرُو
بنفسِيَ مَن لا يقبضُ اللّومَ سمعُه
و لا يجتنى من فرع منطقه عذرُ
جريءٌ إذا ضاق العراك بأهلهِ
مليءٌ إذا أكدى من الأملِ الصدرُ
أحبُّ من الفتيان كلَّ مشيَّعٍ
عصيٍّ فلا نهيٌ عليه ولا أمرُ(29/103)
يجرُّ أمامَ الرَّكبِ فضلَ قناتهِ
و لا قلبَ إلاّ قد تملكه الذعرُ
ينال الصدى منه ويحمى نطافهم
حِفاظٌ على الضَّرّاءِ مركبُه وعْرُ
ومُستوهلٍ لا يألفُ المجدَ فعلُه
إطاعتُه باعٌ وغايتُه فِتْرُ
يمدّ إلى العلياءِ عيناً كليلة ً
ويبسطُ كفّاً ليس يعرفُها النّصر
متى يشرعِ الخَطِّيُّ يطلبُ نحرَهُ
فكلُّ مكانٍ من جوانبه نحرُ
أقول له والرعبُ يصبغ لونه
و أنفاسه يهفو بجريتها البهرُ
سيعلمُ مَن بالظَّنِّ يُحيي رجاءَهُ
بأنّ " مباراتي " لآماله قبرُ
و لي وطرٌ ينجى الجيادَ ادّ كارهُ
و لم يشقَ مني في تذكرهِ فكرُ
سأُعطي المطايا مانَوَتْه إلى النَّوى
فما عاقني وصلٌ ولاراعني هَجرُ
إذا ما نضتْ أرضُ العراقِ ركابنا
فقُلْ للمهاري: يومُ تعريسِكِ الحشرُ
لبستُ بها البيداءَ واللّيلُ نافرٌ
و قد كاد أنْ يفترَّ عن ثغره الفجرُ
و مال الدجى يخفي عن الشرقِ شخصه
و في قبضة ِ الآفاق من جسمه طرُ
أقول لصحبي والكرى مترددٌ
يبدده همٌّ وينظمه فرُ
وقد عَطفتْ أيدي الكَرى من رقابهمْ
كما عطفتْ أعطافَ شارِبها الخَمرُ
عيونُ الدجى أحنى على المجد منكمُ
فما بالُها تَرْنو وأجفانُكمْ فتْرُ
سألتُكمُ بالله لا تَتَثاقلوا
على عَلَل الآسادِ أو يطلعَ البدرُ
وملومة ٍ يغشى النهارَ غُبارُها
لها لَجَبٌ كالرِّيح هايجَها القَطرُ
حَملنا إليها الموتَ والبيضَ والقَنا
بأيدٍ دمُ الأبطالِ في وَقْعها هَدْرُ
شببنا بها نارَ الطعانِ بفتية ٍ
مساعيرَ يخبو من تلظيهمُ الجمرُ
إذا انتقموا لم يطمع العفوُ فيهم
وإنْ صَفحوا لم يستفزَّهمُ الغِمْرُ
و ما بعثوا في مستطيرٍ عزيمة ً
فحاجَزَها بَرٌّ ولا ذادَها بَحرُ
و إنْ تلقهمْ قلاًّ لدى كلَّ مطمعٍ
فإنَّهمُ في كلِّ نائبة ٍ كُثْرُ
أَمُغْرية ً باللَّوم في سَمعِ مُعرِضٍ
دعوتِ شَروداً مايحيقُ بِهِ سِحْرُ!
وراءكِ إني ما تركتُ لباحثٍ
منَ الدَّهر مايُفضي إليَّ به سَبْرُ
تماطلني الأزمانُ عن ثمراتها(29/104)
وينجحُ فيما يدَّعيهِ بها الغَمْرُ
فيا ليتني قصرتُ طولَ تجاربي
فلا عيَ إلاّ عيشُ منْ ماله خبرُ
وأشهدُ لو طالتْ يدُ الحزمِ في الورى
لما درّ للدنيا على أهلها درُّ
ولو شئتُ حُلَّتْ رِبقة ُ المال في يدي
ومانفعُ مالٍ دونَ عَورتهِ سِترُ
دعِ المالَ يمري دَرَّه كلُّ حاشدٍ
فذخرك من " كسب " المعالي هو الذخرُ
و لا تحسبنْ مستسلماً لتلادهِ
طليقاً فأهواءُ التلادِ له " أسرُ "
هل العزُّ إلاَّ أن ترى غيرَ طالبٍ
طلابُك غُرْمٌ ليس يُخلِفُهُ أجرُ
و لا خيرَ في رفدٍ تمدُّ له يدٌ
ولا في عطاءٍ يُقتضى عندَهُ شُكرُ
رضيتُ وما أرضى بلوغاً لغاية ٍ
و عند امتداد " الضيم ما يحمد العشرُ "
وهل مُبهجي قَدْرٌ رَضِيْ النَّاسُ مثلَه
إذا كانَ همِّي لا يحيطُ به قَدرُ
سقَى اللهُ دهراً لم أطِعْ فيه رِقْبة ً
ولم يَنْهَني منه ملامٌ ولازَجْرُ
إذا التبستْ بي خطة ٌ فتّ شأوها
كما فوت " الأقذاءَ " جانبه التبرُ
" نصيبك " مما يكثر الناسُ ذكرهُ
ومحصولُه في عَرْضِ أفعالهمْ نَزْرُ
فللمجدِ ما أَهوَى البقاءَ وربَّما
حباني به عصرٌ ودافعني عصرُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما صيدَ قلبك إلاّ بابنة ِ الكللِ
ما صيدَ قلبك إلاّ بابنة ِ الكللِ
رقم القصيدة : 24631
-----------------------------------
ما صيدَ قلبك إلاّ بابنة ِ الكللِ
وكم نَجا النَّبلَ مَن لم ينجُ من مُقَلِ
دعتْ هواى إليها فاستجاب لها
غنيّة ٌ عن سوادِ الكحلِ بالكحلِ
بيضاءُ تفضحُ صبحَ اللّيلِ إنْ نشرتْ
ذُؤابة ً في فروعِ الفاحمِ الرَّجلِ
ولو رأتْ وجهَها شمسُ النَّهارِ وقدْ
ألْقَتْ معاجرُها غابتْ منَ الخَجلِ
ولم يطرْ بى َ لولا حبّها غزلٌ
فساقنى حسنها كرهاً إلى الغزلِ
فلو رآها عذولٌ تاب معتذراً
من أنْ يعودَ إلى شيءٍ منَ العَذَلِ
مرَّتْ بنا وفؤادي لي فما بَرحتْ
حتّى كأنّ فؤادى قطُّ لم يكُ لى
وزارنى طيفها وهناً فأوهمنى
زيارة ً كنتُ أرجوها فلم أَنَلِ(29/105)
هي الزِّيارة ُ معسولاً تطعُّمُها
وليس فيها لنا شيءٌ منَ العَسَلِ
لو كان طيفك أولانا زيارته
على الحقيقة ِ ما ولّى على عجلِ
عطيّة ُ النّومِ منعٌ لا انتفاعَ بها
للعاشقين ، وجودُ الطّيف كالبخلِ
فكيف جئتِ إلينا غيرَ سائرة ٍ
على جوادٍ ولا حِدْجٍ على جَملِ؟
وكيف لم تُوقظي صحبي وقد هَجعُوا
برنّة ِ الحلى ِ أو من "فغمة ِ" الحللِ ؟
قد قلتُ للرّكب حثّوا كلَّ سلهبة ٍ
جَرْداءَ أو جَسْرَة ٍ من أينُقٍ بُزُلِ
فى مهمهٍ لا ترى فيه لناجية ٍ
في ظهرها الكُورُ غيرَ الشدِّ والرَّحَلِ
حطّوا بعقوة ِ ركنِ الدّين وابتهجوا
بالمنهلِ العذبِ أوفى المنبتِ الخضلِ
حيثُ الملوكُ ملوكُ الأرض خاشعة ٌ
لمالك الأرضِ والأعناقِ والدُّوَلِ
وجانبٌ تنهبُ الأموالُ فيه فما
يرضَى لمن أمَّلَ الأموالَ بالأملِ
ومطرحٌ ليس فيه للملامِ يدٌ
ولا مُعابٌ لتفصيلٍ ولا جُمَلِ
ما فيه إلاّ صريحٌ أو علانية ٌ
بالاتفّاقِ ولا صلحٌ على دخلِ
كم موقفٍ ثمَّ فيه ليسَ مُحتِكمٌ
غيرَ الصّوارمِ والخطيّة ِ الذبلِ
حيثُ النَّجاءُ مَروقٌ كفُّ طالبهِ
وموقدُ الحربِ يرمى القومَ بالشّعلِ
شهدتَه بجنَانٍ ما ألَمَّ بهِ
ذعرٌ ولا مسّه مسٌّ من الوجلِ
ثَبْتُ المقامة ِ في دحضٍ مزالقُهُ
لو زالتِ الصّمُّ يوماً عنه لم يزلِ
وأنتَ في ظهرِ ملطومٍ بغرَّتهِ
كأنَّه شِدَّة ً قَدْ قُدَّ مِن جَبَلِ
لا يعرف الطّيشَ فى سلمٍ وممتلئاً
في ساعة ِ الرَّوع ممّا شئتَ من خَبَلِ
محكّكٌ فيه أنّى شاء فارسه
للرَّيثِ إنْ رامَه طَوراً وللعَجَلِ
فقل لمن شكّ جهلاً فى شجاعته
وإنّه قانصٌ نفسَ الفتى البطلِ :
من أين تحكم إلاّ فى يديه ظباً
يوم الكريهة فى الأجسام والقللِ ؟
أو من سواه تروّى فتقَ طعنته
نحرَ المدجَّجِ ظمآناً منَ الأَسَل؟
مَن عالجَ الملكَ لولاهُ وقد طرأتْ
على ضواحيه صعباتٌ من العللِ ؟
مَن راشَهُ بعد أنْ حُصَّتْ قَوادِمُهُ
من صانه وهو فى أظفارِ مبتذلِ ؟
مَن ذبَّ عنه ببيضٍ ما عَرفْنَ وقد(29/106)
سللن فى نصره عوداً إلى الخللِ ؟
من ردّ عنه نيوباً للخطوب وقد
هفون بالرّأى أو برّحن بالحيلِ ؟
من كفّ أيدى َ أقوامٍ به عبثوا
وردّهنّ بما يكرهن من شللِ ؟
لا تَحسبنِّي كأقوامٍ خبرتَهمُ
قيدوا بأرشية ِ النّعماءِ والنّفلِ
بلا قرارٍ على دارٍ يحلّ بها
ولا مقامٍ على شىء ٍ من السّبلِ
فإنّنى لك صافٍ غيرُ ذى كدرٍ
وواردٌ منك عِداً غيرَ ذي وَشَل
وإنْ تبدَّلَ قومٌ عنك وانتقلوا
فليس لي منكَ عُمْرَ الدَّهرِ من بَدَلِ
وإنْ يحولوا ويضحوا غيرَ من عهدوا
فإنّنى لم يزلْ ودّى ولم يحلِ
وإنْ يملّوا وما ملَّ الجميلُ بهمْ
فإنّنى معتقٌ من ربقة ِ المللِ
خوَّلتني منك إكراماً يُخَيَّلُ لي
أنَّ الأنامَ لما خوَّلتني خَوَلي
وما جذلتُ لشىء ٍ فى الزّمان وقدْ
أسحبتني باجتبائي حُلَّة َ الجَذَلِ
فإنْ وردتُ زلالاً غبَّ معطشبة ٍ
ففى ولائك علّى اليومَ أو نهلى
ومذْ وصلتُك دونَ النّاس كلِّهِم
فقد قطعتُ على خبرٍ بهمْ وصلى
ومذْ جعلتُ لظهري منك مستَنَداً
غَنِيتُ عن أَكَمِ القِيعانِ بالجبلِ
فاسعدْ بذا العيدِ وليمضِ الصِّيامُ فقد
أَثنى عليكَ بخيرِ القولِ والعملِ
يمضى بلا هفوة ٍ فى عرضه مرقتْ
ولا عثارٍ ولا شيءٍ منَ الزَّلَلِ
وعشْ موقّى خطوبَ الدّهرِ محتمياً
عمادُ عزّك عن ثلمٍ وعن ميلِ
وثوبُ فخرك لا يطوى على شعثٍ
وشمسُ ملكك لا تُدنَى إلى طَفَلِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أمِن أجلِ مَن سارتْ بهنَّ الأباعرُ
أمِن أجلِ مَن سارتْ بهنَّ الأباعرُ
رقم القصيدة : 24632
-----------------------------------
أمِن أجلِ مَن سارتْ بهنَّ الأباعرُ
ضُحى ً والهَوى فيهنَّ قلبُك طائرُ؟
جزعتَ لأنْ غابوا وتلك سفاهة ٌ
تُلامُ بها لو أنَّ لُبَّك حاضرُ
و لما جحدتُ الحبَّ قال خبيره :
إذا كنتَ لاتهوى فلِمْ أنتَ زافرُ
يلومونني والحبُّ عنديَ دونهمْ
ومن أينَ للمشتاقِ في النّاس عاذرُ
أيا صاحِ في الربعِ الذي بان أهلهُ
كأنهمُ سربٌ على الدوَّ نافرُ(29/107)
فلا الرَّبعُ فيه منهمُ اليومَ رابعٌ
و لا سمراتُ الجزعِ فيهنّ سامرُ
أعِنِّي غداة َ البينِ منك بنظرة ٍ
فقد عَشِيَتْ بالدَّمعِ منَّا النَّواظرُ
وسرَّك فاكتمْهُ عليك وخلِّنا
فقد ظهرتْ بالبين منا السرائرُ
و قل لحبيبٍ خاف مني " ملالة ً "
محلُّك من قلبي مَدى الدَّهر عامرُ
فللّهِ يومُ الشِّعب قلبي وقد بدَتْ
منَ الشِّعبِ أطلاءٌ لنا وجآذرُ
وقفنا فدمعٌ قاطرٌ من جُفونهِ
وفي السِّرْبِ ملآنٌ منَ الحسنِ مُتْرَعٌ
أوائلُ قلبي عندَهُ والأواخرُ
أجود عليه بالمنى وهوَ باخلٌ
وآتي وصالاً بينَه وهْوَ هاجرُ
أحبُّ الثَّرى النجديَّ فاحَ بعَرْفِه
إلى الركبِ رجراجُ العشياتِ مائرُ
و يعجبني والناعجاتُ مشيحة ٌ
خيالٌ من الزوراءِ في الليل زائرُ
يزورُ وأعناقُ المطيِّ خواضعٌ
كلالاً " وأحشاها ظوامٍ " ضوامرُ
إلى ملكِ الأملاكِ أعملتُ مادحاً
قوافيَ تنتابُ العلا وتزاورُ
نوازعَ لا يدنو الكلالُ وجيفها
و لا " بتشـ ـكى " أينهنَّ المسافرُ
حَملن إليه من ثنائي بفضلهِ
و إنعامه ما لا تقلُّ الأباعرُ
إلى حيث حلّ المجد جما عديدهُ
وحيثُ يكونُ السُّؤدُدُ المتكاثرُ
فأنت الذي أوليتني النعمَ التي
تغيبُ النجومُ الزهرُ وهيَ ظواهرُ
غرائبُ لم تَسبقْ إليهنَّ فِكرة ٌ
ولا أحضَرَتْها في القلوبِ الضَّمائرُ
عرفتُ بهنّ الناسَ لما أصبنني
فبانَ صديقٌ أو عدوٌّ مُكاشِرُ
كأنّ الذي يثنى بهنّ وما وفى
بمبلغهنّ كافرٌ وهوَ شاكرُ
و قبلك ما فتُّ الملوكَ فلم يكن
لتيجانِهمْ من نَظْمِ لفظي جواهرُ
و ما كان تاج الملة ِ احتلّ سمعهُ
قريضي ولم يشعرْ بأنيَ ششاعرُ
إلى أن مضى عني ومن كان بعده
و سارت بتقريضي علاكَ السوائرُ
ثناءٌ حدته من " علاك " كرائمٌ
ثقالٌ على الأعناق غُرٌّ غرائرُ
كأنِّيَ أَنْثوهُنّ ربُّ لَطيمة ٍ
تَجَعْجَعَها في سوقِ دارِينَ عاطِرُ
فهبْ ليَ مافرَّطتُ فيهِ وما مضَتْ
ضَياعاً به عنّي السِّنونُ الغوائرُ
ودونَكَ منِّي اليومَ كلَّ قصيدة ٍ(29/108)
مهذبة ٍ قد ثقفتها الخواطرُ
إذا أُنشدتْ قال المُصيخون: هكذا
تنظمُ في أهلِ الفخار المفاخرُ
وقد علمَ المغرورُ بالملك أنَّكم
سِدادٌ له ممَّنْ سِواكُم وحاجرُ
و أنكمُ من دونهِ لمريغه
رماحٌ طِوالٌ أو سيوفٌ بواتِرُ
فكمْ مزقتْ أشلاءَ قومٍ تطامحوا
إلى الملكِ أنيابٌ لكمْ وأظافرُ
ودونَ الثَّنايا المطلعاتِ إلى الذُّرا
ذُرا المُلِكِ مفتولُ الذِّراعين خادِرُ
يصرِّفُ أحياءَ الوَرى وهْوَ وادعٌ
و يطرقُ إطراقَ الكرى وهو ناظرُ
وتصبحُ في فَجٍّ منَ الأرض دارُهُ
وفي أُذُنِ الآفاقِ منه زماجرُ
مهيبٌ فلا تلوى عليه حقوقه
مطالاً ولا تعصى لديه الأوامرُ
ويركبُ أثباجاً منَ الأمر لم يكُنْ
ليرْكَبَها إلاّ الغلامُ المخاطرُ
ومُغبَّرة ِ الآفاقِ بالنَّقعِ لا يُرَى
بأرجائها إلاّ القَنا المتشاجرُ
و إلاّ يدٌ تهوي إلى القرن بالردى
و إلاّ دمٌ من عاملِ الرمحِ قاطرُ
تَبلَّجتَ فيها والوجوهُ كواسِفٌ
وأقدَمْتَ بأساً والنُّفوسُ حواذرُ
وقُدتَ إليها كلَّ جرداءَ سَمْحة ٍ
لها أولٌ في السابقاتِ وآخرُ
إذا أُرْسِلتْ في الخيلِ تَعْدو إلى مدى ً
تُحاضرُ حتى لاتَرى مَن تحاضِرُ
فلا أوحشَتْ منك الدِّيارُ ولاخَلَتْ
محافلُ من أسمائكمْ ومنابرُ
و ضلتْ صروفُ الدهرِ عنك " وحاذرتْ "
رباعك أن تعتادهنّ المحاذرُ
تروح وتغدو في الزمان محكماً
وتَجري بما تَهواهُ فينا المقادِرُ
ويَفديك مَن لا يُرتَجى لِمُلَّمة ٍ
ولاهوَ فيما أنتَ تصبرُ صابرُ
تموهَ دهراً لومه ثم صرحتْ
به النفسُ إذ ضاقتْ عليه المعاذرُ
و هنئتَ يومَ المهرجانِ فإنه
زمانٌ " كزهر الروض " أخضرُ ناضرُ
توسَّطَ في قُرٍّ وحَرٍّ فخلْفَهُ
وقُدَّامَه ظهائرٌ وصَنابرُ
و دمْ مستقرَّ العزَّ مستوفزَ العدى
فأُمُّ زمانٍ لا يسرُّك عاقرُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا عليلَ الطَّرْفِ رِفقاً
يا عليلَ الطَّرْفِ رِفقاً
رقم القصيدة : 24633
-----------------------------------
يا عليلَ الطَّرْفِ رِفقاً(29/109)
بضنَى قلبٍ عليلِ
هو راضٍ بعدَ أنْ لم
يرضَ ما دونَ القليلِ
كم لعينيكَ ولمّا
تجنِ فينا من قتيلِ ؟
أنتَ فى قلبى وإنْ غيّبتَ عن عينى نزيلى
يبْتَ عن عيني نزيلي
أيُّ عذرٍ مَعَ إِمْكا
نِ العطايا بالبخيلِ؟
وأحقُّ النّاس بالإجـ
ـمالِ ذو الوجه الجميلِ
ما الّذى ضرّك لو عا
نقتنى يومَ الرّحيلِ؟
يومَ لا يحفلُ لي سَمْـ
ـعٌ بعذلٍ من عذولٍ
طال من يومٍ فراقٌ
لكمُ غيرُ طويلِ
فهو من بعد قرارٍ
من وجيفٍ وذميلِ
سفرٌ ما كان لى زا
دٌ به غيرُ عَويلي
ليس لي غيرُ الأسى عنـ
ـدك والهمِّ الدّخيلِ
لا حرمتُ السّولَ ممّنْ
هو دونَ الخلق سُولي
وإذا حلأّتنى عنـ
ـكَ فمن يروى غليلى ؟
وإذا لم تنلِ الرّفـ
ـدَ فمالى من منيلِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> مِن مثلها كنتَ تخشى أيها الحَذِرُ
مِن مثلها كنتَ تخشى أيها الحَذِرُ
رقم القصيدة : 24634
-----------------------------------
مِن مثلها كنتَ تخشى أيها الحَذِرُ
والدَّهرُ إنْ همَّ لا يُبقي ولا يَذَرُ
نعاكَ ناعٍ إلى قلبٍ كأنّ به
لواذعَ الجمر لما ساءه الخبرُ
فلم يكن ليَ إلاّ أن أقول له
بفيكَ - ناعيَ هذا الراحلِ - الحجرُ
كم ذا نداءٍ لماضٍ غيرِ مُلتفتٍ
وكم عتابٍ لجانٍ ليس يعتذرُ
فكلما استلّ منا صاحبٌ فمضى
و لا إيابَ له قالوا هو القدرُ
و ليس يدري الفتى لمْ طالَ عمرُ فتى ً
ولا لأيَّة ِ حالٍ يُنقَصُ العُمُرُ
وقد طَلبنا فلا نُجحٌ ولا ظَفَرٌ
و قد هربنا فلا منجى ً ولا عصرُ
و هذه عبرٌ لا شكّ مالئة ٌ
منا العيونَ ولكنْ أين معتبرُ ؟
نعلُّ من كلَّ مكروهٍ ويملكنا
حبُّ الحياة ِ الّتي أيّامُها غَرَرُ
وما التزامُ المنى والمرءُ رهنُ ردى ً
إلاّ جنونٌ يغول العقلَ أو سكرُ
يا قاتلَ الله هذا الدهرَ يزرعنا
ثمّ الحصادُ فمنه النَّفعُ والضّرَرُ
فإن يكن معطياً شيئاً فمرتجع
وَ إنْ يكن مبطئاً يوماً فمبتدرُ
داءٌ عرا آل قحطانٍ فزال بهمْ
و ذاق منه نزارٌ واحتسى مضرُ(29/110)
من بعد أن لبسوا التيجان واعتصموا
و أركبوا ثبجَ الأعواد واشتهروا
وأَوسعو النّاسَ من رَغْبٍ ومن رَهَبٍ
وعاقبوا باجترامِ الذَّنبِ واغتفروا
تندى مفارقهمْ مسكاً فإنْ جهلوا
نمَّتْ عليهمْ بريَّا نشرِها الأُزُرُ
ويسحبون ذيولَ الرَّيْطِ ضامنة ً
أنْ ليس تُسحَبُ إلاّ منهمُ الحِبَرُ
قالوا: قضَى غيرَ ذي ضَعفٍ ولا كِبَرٍ
فقلت : ما كلُّ أسبابِ الردى كبرُ
وغَرَّني فيكَ بُرْءٌ بعدَ طولِ ضَنى ً
و منْ يبتْ خطراً أودى به خطرُ
ما ضرّ فقدك والأيامُ شاهدة ٌ
بأنَّ فضلكَ فيها الأنجُمُ الزُّهُرُ
أغنيت في الأرض والأقوام كلهمُ
منَ المحاسنِ مالم يُغنِه المَطَرُ
فأنتَ شمسُ الضُّحى للسَّاربينَ وللـ
ـسارينَ في جُنحِ ليلٍ ضوءُك القمرُ
إن تمسِ موتاً بلا سمعٍ ولا بصرٍ
فطالما كنتَ أنتَ السمعُ والبصرُ
وإنْ تَبِتْ حَصِراً عن قولِ فاضلة ٍ
فطالما لم يكنْ من دَأْبك الحَصَرُ
قالوا: اصطبرْ عنه بأساً أو مُجاملة ً
والصَّبرُ يُلعَقُ من أثنائهِ الصَّبِرُ
ولو دَرى مَن على حُزنٍ يقرِّعني
بمن فُجعتُ ومن خُوِّلتُه عَذَروا
وكيفَ أَسلو ومافي غيرهِ عِوَضٌ
من الرجال ولا لي عنه مصطبرُ ؟
وكيفَ لي بعدَه مَيْلٌ إلى وَطَرٍ
و ليس لي أبداً في غيره وطرُ ؟
مُجاوراً دارَ قومٍ ليس جارُهُمُ
بنصرِهمْ أبَدَ الأيّامِ ينتصرُ
في أربُعٍ كلَّما زادوا بها نَقَصوا
نقصَ الفناءِ وقلوا كلما كثروا
فاذهبْ كما شاءتِ الأقدارُ مقتلعاً
منّا بهِ الخوفُ مجنوناً به الحَذَرُ
فللقلوبِ الَّتي أبهجْتَها حَزَنٌ
" وبالعيون " التي أقررتها سهرُ
وما لعيشٍ وقد ودَّعْتَه أَرَجٌ
ولا لِلَيلٍ وقد فارقتَه سَحَرُ
وما لنا بعدَ أن أضحتْ مطالعُنا
مسلوبة ً منك أوضاحٌ ولا غررُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> رأيتكمْ فى أمورٍ غير مسفرة ٍ
رأيتكمْ فى أمورٍ غير مسفرة ٍ
رقم القصيدة : 24635
-----------------------------------
رأيتكمْ فى أمورٍ غير مسفرة ٍ
ما ينقصنى شغلٌ إلاّ إلى شغلِ(29/111)
فإنْ تكنْ تلكمُ الأشغالُ قاطعة ً
عن غيركمْ فشفاها الله من عللِ
وإنْ يكن ذاكَ تعويقاً لشرّكمُ
فينا فيا حبّذا الأشغالُ من عقلِ
لا خير فيمن تنساه الرّجاءُ فما
تسرى إليهُ بنيّاتٌ من الأملِ
ولم يبتْ أحدٌ منه وإن بعدتْ
عنه محلّته إلاّ على وجلِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إن كان غيبك الترابُ الأحمرُ
إن كان غيبك الترابُ الأحمرُ
رقم القصيدة : 24636
-----------------------------------
إن كان غيبك الترابُ الأحمرُ
وحَلَلْتَ مَرْتاً لا يزورُك زُوَّرُ
فلقد جزعتُ على فراقك بعدما
ظنُّوا بأنّي عنكَ جَهْلاً أصبِرُ
فالنّارُ في جَنْبَيَّ يوقدُها الأسَى
و الماءُ من عينيَّ حزناً يقطرُ
كم في الترابِ لنا محياً مشرقٌ
بيدِ المَواحي أو جبينُ أزهرُ
ومرفَّعٌ فوقَ الرِّجالِ جلالة ً
و متوجٌ ومطوقٌ ومسورُ
أعيتْ على طلبِ الرَّدى نُجُبُ السُّرى
وخُطا المَهارَى والجيادُ الضُّمَّرُ
و مضى الأنامُ تكنهمْ آجالهمْ
فمغصَّصٌ ومنغَّصٌ ومُحَسَّرُ
و مخالسٌ ما كان يحذر هلكه
و متاركٌ ومقدمٌ ومؤخرُ
و كأنهمْ بيد الحمامِ يلفهمْ
عصفٌ تصفقهُ خريقٌ صرصرُ
و مواطنٌ لترنمٍ وتنعمٍ
و مواطنٌ فيها الزوافر تزفرُ
لو كان في خلدٍ لحيًّ مطمعٌ
فيها وروادِ المنية ِ مزجرُ
لنجا المنونَ مغامرٌ في حومة ٍ
وخطا المنيَّة َ في العرين القَسْوَرُ
و لسدّ طرقَ الموتِ عن أبوابه
كسرى وحادَ عن المنيَّة ِ قيصَرُ
ولكانَ مَن وُلدتْ نِزَارٌ في حمًى
منهُ ودفّاعُ العظيمة ِ حِمْيَرُ
ولمَا مضَى طَوعَ الرَّدى مُتكبِّرٌ
سكن القلاعَ ولا مضى متجبرُ
و لما خلا عن أهله ووفودهِ
و ضيوفهِ فينا مكانٌ مقفرُ
فانظرْ بعينكَ هل تَرى فيما مضى
عنا وصار إلى الترابِ مخبرُ ؟
و لقد فقدتُ معاشراً ومعاشراً
ويسرُّني أنْ لم يكنْ ليَ معشَرُ
و اشتطّ روادُ الحمامِ عليَّ في
أهلي وقومي فانتقَوْا وتَخيَّروا
فمجدلٌ وسطَ الأسنة ِ بالقنا
و يمينه فيها حسامٌ يشهرُ(29/112)
و معصفرٌ أثوابهَ طعنُ القنا
ما كان يوماً للباسِ يعصفرُ
و مقطرٌ لولا القضاءُ تقطرتْ
فينا النجومُ ولم يكن يتقطرُ
و معفرٌ دخل السنانُ فؤاده
ما كانَ يألفُه الترابُ الأحمرُ
و الذاهبون من الذين ترحلوا
ممَّنْ أقامَ ولم يَفُتْني أكثرُ
خذْ بالبنانِ من الحياة فإنما
هو عارضٌ متكشفٌ متحسرُ
و دعِ الكثيرَ فإنما لهمومهِ
جمعَ النُّضارَ إلى النُّضارِ مُبَدِّرُ
وكأَنَّما ظلُّ الحياة ِ على الفتى
ظِلٌّ أتاهُ في الهجيرِ مُهجِّرُ
ما للفتى في الدهر يومٌ أبيضٌ
ووراءَهُ بالرُّغم موتٌ أحمرُ
ولِمنْ تراهُ ساكناً في قصرهِ
متنعِّماً هذي الحفائرُ تُحفرُ
وعلى أبي الفتحِ الّذي قنصَ الرَّدى
ماءُ الأسى من مقلتي يتحدرُ
قد كانَ لي منه أنيسٌ مُبهِجٌ
فالآنَ لي منه وَعوظٌ مُذْكِرُ
إنْ لم يكن مِن عُنصري وأُرومتي
فلحُرمة ِ الآدابِ فينا عنصرُ
أو لم تكنْ للعُربِ فيك ولادَة ٌ
فالمعربون كلامهمْ بك بصروا
" ما ضرّ " شيئاً من نمته أعاجمٌ
و لديه آدابُ الأعاربُ تسطرُ
و لكمْ لنا عربُ الأصولِ تراهمُ
عمياً عن الإعرابِ لم يستبصروا
و لقد حذرتُ من التفرق بيننا
شحاً عليك فجاءني ما أحذرُ
وذخرتُ منكَ على الزّمانِ نفيسة ً
لو كان يُبقى للفتَى مايَذخَرُ
ونَفضتُ بعدكَ راحتي من معشرٍ
لو سابقوك إلى الفضيلة ِ قصروا
فمتى حَزِنتُ عُذِرتُ فيك على الأسى
وإذا سَلوتُ فإنَّني لا أُعذَرُ
و الغدرُ سلوانُ الفتى " لحميمهِ "
بعدَ الحِمامِ وليس مِثليَ يغدُرُ
ولقد رأيتُكَ مُطفئاً من لوعتي
و الحزن يملي منه ما أنا أسطرُ
فافخرْ بها مَيْتاً فكم لمعاشرٍ
من بعد أن قبروا بقبر مفخرُ
كَلِماً يُعِرْنَ الشِّيبَ أردية َ الصِّبا
فكأنهمْ طرباً بها لم يكبروا
وتراهُ طَلاَّعاً لكلِّ ثَنيَّة ٍ
يسري بأفواه الورى ويسيرُ
يصفو بلا كدرٍ يشنين صفاءه
والشِّعرُ يصفو تارة ً ويُكدَّرُ
و كأنه في ليلِ أقوالٍ مضتْ
قمرٌ بدا وسْطَ الدُّجُنَّة ِ أنورُ
فإليه منا كلُّ طرفٍ ناظرٌ(29/113)
وعليه مِنّا كلُّ جِيدٍ أصْوَرُ
وسقاكَ ربُّك ماءَ كلِّ سحابة ٍ
تهمى إذا ونتِ الغيوم وتمطرُ
و إذا طوتْ عنك العداة ُ كنهوراً
وافى ترابك بالعشيّ كنهورُ
وكأنَّه والبَرقُ ملتمعٌ بهِ
بردٌ على أيدي الرياحِ محبرُ
ومتى ذهبتَ بزلَّة ٍ فإلى الّذي
يمحو جرائر من يشاء ويغفرُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> مَن لي بمن إنْ سُمتُه حاجة ً
مَن لي بمن إنْ سُمتُه حاجة ً
رقم القصيدة : 24637
-----------------------------------
مَن لي بمن إنْ سُمتُه حاجة ً
شَمَّرَ فيها فَضْلَ أذيالِهِ؟
فيبذلُ النَّفسَ ولا يرتضي
فى لزباتى بذلَ أموالهِ
وحاملٍ ثقلى على ظهرهِ
كأنَّه من بعضِ أثقالِهِ
لو غدَر النّاسُ به كلُّهمْ
ما خطرَ الغدرُ على بالِهِ
وربَّما أعرضتُ عنه فلا
أعدمُ منه فضلَ إقبالهِ
ما عثرتْ رجلُ امرئٍ منفضٍ
أغنته كفّاهُ بإذلالهِ
ولا رأته عينُ ذى زلّة ٍ
أَبدَلَ إفحاشاً بإجمالِهِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> مس يقولون: أسبابُ الحياة كثيرة ٌ
مس يقولون: أسبابُ الحياة كثيرة ٌ
رقم القصيدة : 24638
-----------------------------------
مس يقولون: أسبابُ الحياة كثيرة ٌ
فقلتُ: وأسبابُ المنونِ كثيرُ
و ما هذه الأيامُ إلاّ مصائدٌ
وأشراكُ مكروهٍ لنا وغُرورُ
يُسارُ بنا في كلِّ يومٍ وليلة ٍ
فكم ذا إلى ما لا نريد نسيرُ .
و ما الدهرُ إلاّ فرحة ٌ ثمّ ترحة ٌ
و ما الناسُ إلاَّ مطلقٌ وأسيرُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أيّها الشّيخُ إنّ من ثوّرَ الصّيـ
أيّها الشّيخُ إنّ من ثوّرَ الصّيـ
رقم القصيدة : 24639
-----------------------------------
أيّها الشّيخُ إنّ من ثوّرَ الصّيـ
ـدَ كمن صاده بحكمِ العقولِ
هجتَ منّى على القوافى جناناً
لم يكنْ عن بديعها بكليلِ
فطمى بحرُ خاطرى فترامى
فيه قولي من غيرِ معنى ً مَقُولِ
ذلك الفضلُ إذ دللتَ على الفضـ
ـل ولا بدّ فى السّرى من دليلِ(29/114)
العصر العباسي >> البحتري >> نجيئك عائدين وكان أشهى
نجيئك عائدين وكان أشهى
رقم القصيدة : 2464
-----------------------------------
نجِيئُكَ عَائدينَ، وكَانَ أشْهَى
إلَيْنَا لَوْ تُزَارُ، وَلا تُعَادُ
قدَرْتَ على المَكارِمِ لا انْتِقاصٌ
يُفِيتُكَ قَدْرَهنّ، وَلا ازْديادُ
ومَا يَتَخَالَجُ القَاضي ارْتِيابٌ
بأنّكَ طِرْفُ حَلْبَتِهِ الجَوَادُ
أعَدْتَ خِلالَهُ فِينَا، ولوْلا
كَمالُكَ لمْ تَكُنْ مِمّا يُعادُ
وأنْتَ خَلِيفَةٌ مِنْهُ تَسُودُ الْـ
ـبَنِينَ الأشْرَفِينَ، وَلا تُسادُ
وبَعْضُهُمُ يَكُونُ أبُوهُ مِنْهُ،
مَكانَ النّارِ يَخْلُفُها الرّمادُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا سائلي عن ذنوب الدهر آونة ً
يا سائلي عن ذنوب الدهر آونة ً
رقم القصيدة : 24640
-----------------------------------
يا سائلي عن ذنوب الدهر آونة ً
اسمعْ فعندِيَ أنباءٌ وأخبارُ
كلُّ الرِّجالِ إذا لم يَخْشعوا طَمعاً
ولم تكدِّرهمُ الآمالُ أحرارُ
إنْ تضحُ داريَ في عُمانَ نائية ً
يوماً عليَّ فبالخلصاءِ لي دارُ
لو لم يكنْ ليَ جارٌ مِن نِزارِهِمُ
يحنو عليَّ فمن قحطانهمْ جارُ
و إنْ يضقْ خلقٌ من صاحب سئمٍ
فلم يضقْ بيَ في ذي الأرض أقطارُ
و ما أبالي ونفسي اتملكها
أَسْرُ الغرامِ أقامَ الحيُّ أَم ساروا
سَقْياً لقلبٍ يَعافُ الذُّلَّ ذي أَنَفٍ
العارُ في لبهِ سيانِ والنارُ
يكسو الجديدَ لمن يعتامُ مِنحتَه
ولُبسُه الدَّهرَ أهدامٌ وأطمارُ
ذلّ الذي في يد الحسناءِ مهجته
و من له في ذواتِ الخدرِ أوطارُ
و عزّ من لاهوى منه وكان له
عنه مدى الدهر إقصاءٌ وإقصارُ
ماسرَّني أنَّني أحوي الغِنى وبَدا
في كفّ جاريَ إعسارُ وإقتارُ
وأنَّ لي نَصرة ً من كلِّ حادثة ٍ
و ما له من صروف الدهرِ نصارُ
وأنَّني بالغٌ من عيشتي وَطَراً
و ليس تقضى له ما عاش أوطارُ
لاباركَ اللهُ في وادي اللّئامِ ولا
سالتْ به عند جَدْبِ العامِ أمطارُ(29/115)
و الخيرُ كافة ُ هذا الخلقِ كلهمُ
و الناسُ بالطبعِ والأخلاقِ أشرارُ
إنَّ الّذينَ أقاموا قَبْلنا زَمناً
محكمين على أيامهمْ ساروا
خلتْ منازلهمْ منهمْ وشردهمْ
دهرٌ خَؤونٌ لمن يؤذيهِ غَدّارُ
و حطمهمْ قدرٌ من بعد أن رفعتْ
منهمْ إلى قلة ِ العلياءِ أقدارُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا إنَّ قلبِيَ من بعدِكمْ
ألا إنَّ قلبِيَ من بعدِكمْ
رقم القصيدة : 24641
-----------------------------------
ألا إنَّ قلبِيَ من بعدِكمْ
أفاق وفارقنى باطلى
فأصبحتُ خلوَ ضمير الفؤاد
وقد كانَ في شُغُلٍ شاغلِ
وما لى َ يا قومُ تعريجة ٌ
بذاتِ حلى ٍّ ولا عاطلِ
ولا أنا أطمعُ في جائدٍ
ولا أنا أيْأَسُ من باخلِ
ولا بتّ أشتاق من صبوة ٍ
إلى غاربٍ بالنّوى آفلِ
ولا كنتُ أحفلُ في بلدة ٍ
مقيماً بمستوفزٍ راحلِ
ومن عجبٍ أنّ ذات السّوار
تواصلُ من ليس بالواصلِ
يُصبُّ بها يَمَنيُّ النِّجارِ
وتسكن وسطَ بنى وائلِ
وتعتاض من جانبٍ فاهقٍ
منَ الخِصْبِ بالجانبِ الماحِلِ
أَعيذُكَ من مُهبلاتِ الزَّمانِ
حَكمْنَ على الرَّجلِ العاقلِ
ومن نفحاتٍ عدون النّبيه
وعُجْنَ على منزلِ الخاملِ
ومن آنفٍ أضرعتْهُ الخطوبُ
حتّى تعرّض للنّائلِ
ومن كلمٍ جدَّ بالسّامعين
وجدّ عن المنطقِ الهازلِ
ومن طمعٍ للفتى خائبٍ
ومن أملٍ فى الغنى حائلِ
ومن صبوة ٍ نحو مستقلعِ الـ
ـغروسِ وشيكِ النّوى زائلِ
ومن خدعٍ لبدور النّضار
وهبن المذلّة َ للسّائلِ
وقد علمَ القومُ أنِّي شَطَطْتُ
بسرحى َ عن مسقطِ الوابلِ
وأَجْمَعتُه يرتَعيهِ العدوُّ
نجاءً عن الخلقِ السّافلِ
ولمّا أنفتُ من الأَعطياتِ
رميتُ الوفى َّ على الماطلِ
فأصبحتُ عريانَ من منية ٍ
تسوق الهوانَ إلى الأملِ
أقولُ لقومٍ يودُّون أنْ
تصوب عليهمْ يدُ الباذلِ
فما شئتَ من ملطمٍ ضارعٍ
وماءِ حياءٍ لهم سائلِ:
إذا كانَ نفعُكمُ آجلاً
فلي دونَكمْ راحة ُ العاجلِ(29/116)
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ودهمٍ كسونَ الليلَ سودَ ثيابه
ودهمٍ كسونَ الليلَ سودَ ثيابه
رقم القصيدة : 24642
-----------------------------------
ودهمٍ كسونَ الليلَ سودَ ثيابه
عليهنَّ فيحاءُ الفروج فَؤورُ
عَلتْ والمنى تَرنو إليها كما علا
مليكٌ على كرسيه وأميرُ
منَ اللاّتِ فيهنَّ السَّديفُ كأنَّه
إذا ما تراءَتْه العيونُ ثَبيرُ
يُحَزْنَ لأضياف الشّتاءِ فكلُّ مَن
أرادَ القِرى منهنَّ فهْوَ قديرُ
كأنّ شحومَ البزلِ الكومِ وسطها
يطارحه فوارهنّ صبيرُ
فما للبيوتِ دونهنّ مغالقٌ
و لا للكلابِ حولهنّ هريرُ
فكم عُقِرتْ من أجلهنَّ شِمِلَّة ٌ
و ذاق الردى حتى فهقنَ بعيرُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لا تقطعنّ رجاءَ العيش بالعللِ
لا تقطعنّ رجاءَ العيش بالعللِ
رقم القصيدة : 24643
-----------------------------------
لا تقطعنّ رجاءَ العيش بالعللِ
فالعمرُ أقصرُ أوقاتاً من الشُّغُلِ
وما السُّرورُ على خَلْقٍ بمتَّئدٍ
وما النّعيم على الدّنيا بمتّصلِ
قضى الزّمانُ بأن يبتزّ نحلته
ما يبرم الصّبحُ تعريه يدُ الطّفلِ
أقولُ إذ لامَني في الحبِّ جاهلُه:
لو كنتَ لاقيتَ ما ألقاه لم تقلِ
خفّضْ عليك فإنّى غيرُ منعطفٍ
على ملامٍ ولا مصغٍ إلى عذلِ
إذا نزعت هوًى فى ثوب غرّته
فإنَّ سِرَّ الصِّبا في خمرة ِ الغَزَلِ
وشافعُ الحبِّ لا تنفكُّ طاعتُه
أدنَى إِلى النَّفس من همٍّ إِلى جَذَلِ
لا تأنسنَّ بلينِ الصَّعبِ في كَلَفٍ
فاللَّيثُ يَصبو ويَعلو منكِبَ البَطَلِ
ولا يغرّنك حلمٌ فى مواطنه
فالدَّهرُ يُغضي ويقضي أعضلَ العُقَلِ
وكيفَ يُدنَى منَ التَّشميرِ في حَدَثٍ
مَن داؤهُ في ظهورِ الخيلِ والإبلِ؟
أدنَى شعارَيْهِ درعٌ في تفضُّلِه
وكفّه منبتُ العسّالة ِ الذّبلِ
يرضَى النِّجادَ بديلاً من تَمائمهِ
وأحمر النّقعِ من محمرّة ِ الحللِ
ولا وسادَ له إلاّ جوارحه
ولا يمهّد إلاّ جلدة َ السّبلِ(29/117)
ما يَعجُمُ الخطبُ لي عُوداً على خَوَرٍ
ولا يكشِّفُ منّي القلبُ عن وَهَلِ
ولا امتطيتُ صنيعاً ذُمَّ راكبُه
ولا أدار لسانى القولَ فى خطلِ
هيهات أرهب من هذا الورى أحداً
وقد رأيت شمولَ العجز والفشلِ
إِنَّ الرِّجالَ وإِنْ راعتْك كثرتُهمْ
إذا خبرتهمُ لم تلفِ من رجلِ
من لم تكن غاية َ العلياءِبغيته
فلن ألابسهُ إلاّ على دخلِ
للَّهِ يومٌ أتاني وهْوَ مبتسمٌ
لقيتُ فيه نفوسَ القومِ بالأجلِ
على حصانٍ ، حصينٌ منْ تجلّله
كأنّه قد تعلّى ذروة َ الجبلِ
رحبِ الجبين قصيرِ الظّهر من سعة ٍ
كأنّ راكبه منه على الكفلِ
لمّا طلعتُ بصدقِ العزمِ مُشتملاً
رأى الكماة بوجهى مالئ المقلِ
وغرّة ُ الشّمسِ بالقسطالِ فى كللٍ
وبالبصائر خدُّ الأرضِ فى خجلِ
قل للنّوائب إمّا كنتَ مخبرها :
بينى وبينك قرعُ البيضِ والأسلِ
في فتية ٍ عشقوا الحربَ العَوانَ فما
يزورُ عشقَهمُ شيءٌ سِوى المَلَلِ
لا يَرهبون المنايا أنْ تُلمَّ بِهمْ
ولا يخافون يوماً جُرعة َ الثُّكُلِ
إليكِ عنِّيَ أخلاقَ اللّئامِ فما
يُجيدُ سَمعي إلى نجواكِ من مَيَلِ
من شاء أن يتحامى الهونُ حوزته
يكنْ بوفدِ الأماني غيرَ مُحتفلِ
لا يقنُصُ الدَّهرُ قلبي في حبائلهِ
ولا يميل اعتزامى فى صبا أملِ
لا زلتِ يا أعينَ الحسّاد مطرفة ً
دونى ويا قلبهمْ لا زلتَ فى خزلِ
مَن يحسدِ المجدَ غَصّانٌ بحسرتِهِ
وعاشقُ المجدِ لا يُلفَى على مَلَلِ
لا تنظرَّنَّ امرأً من غيرِ حاسدهِ
فليس يدرك صدقاً ناظرُ الحولِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> جنيتُ علينا أيُّها الدّهرُ عامداً
جنيتُ علينا أيُّها الدّهرُ عامداً
رقم القصيدة : 24644
-----------------------------------
جنيتُ علينا أيُّها الدّهرُ عامداً
و لم تعتذرْ أني وليس لك العذرُ ؟
و كنتُ متى ما أسأل الدهرَ " حاجة ً "
تكونُ له فيما أتى خَرِسَ الدَّهرُ
بنفسيَ مَنْ لو جاوَدَ القَطرُ بذَّه
أو البحر في فيض الندى خجل البحرُ(29/118)
و يا منزلاً أمسى به غيرُ أهلهِ
عَدَتْك تحيَّاتٌ ولاجادك القَطْرُ
ولازلتَ مَنْزوعاً منَ الخيرِ كلِّهِ
و لا زال مسنوناً بساحتك الشرُّ
فأينَ الأُلى كانوا بجوِّك نُعَّماً
تدورُ عليهمْ في أباريقِها الخَمرُ
لنا منهُمُ كلُّ الذي يملكونَهُ
و ليس لهمْ إلاّ المحامدُ والشكرُ
وإنِّي لمُطفٍ بالمعاريضِ غُلَّتي
وبالسرِّ سرِّ القولِ إذ يمكنُ الجهرُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> متى أنا ناجٍ من سهام الغوائلِ
متى أنا ناجٍ من سهام الغوائلِ
رقم القصيدة : 24645
-----------------------------------
متى أنا ناجٍ من سهام الغوائلِ
يصبن فما يرضين غير المقاتلِ ؟
وحتّى متى تبرى النّوائبُ صعدتى
وتقرعُ بابي طارقاتُ النَّوازلِ؟
أروحُ وأغدو في إسارِ غُرورِها
تخادعنى فى كلّ يومٍ بباطلِ
إذا لم يُصِبْني سهمُ عامي تَخاطؤاً
أصابَ كما شاءَ الرَّدى سهمُ قابلِ
رهينُ رزايا ما يُمَلُّ طروقُها
وملّ طروقى فى مدًى متطاولِ
تُخالسُني قومي وغُرَّ أصادقي
وتُعرِي بَناني من نفيسِ عقائلي
فإنْ لم يردْ صبحى على َّ مع الرّدى
فيا ويلُ أمِّي ويلُها من أصائلي
أصاب الرّدى أبناءَ لخمٍ وحميرٍ
وساقَ إلى الأجداثِ شُوسَ القبائلِ
وأفنى نزاراً واليمانين قبلهمْ
وحطّهمُ من شاهقاتِ المعاقلِ
وزارهمُ صبحاً وكلَّ عشيّة ٍ
فلم يسبقوه بالجياد الصّواهلِ
ولم تغنهمْ بيضٌ رقاقٌ قواطعٌ
ولم تنجهمْ زرقٌ لسمر الذّوابلِ
وما انتصروا من بأسه وهو واحدٌ
بما احتشدوا أو جمّعوا من قنابلِ
ولا مُضَمراتٍ للطِّرادِ كأنَّها
تجوبُ الفَلا بعضُ الذّئابِ العواسلِ
يُقَدْنَ إلى أرضِ العدوِّ عوارياً
فتدخل فى نسج الثّرى فى غلائلِ
عليهنّ ولاّجون كلَّ عظيمة ٍ
ومحتقرون فى علًى كلَّ هائلِ
إذا ظمئتْ أحشاؤهُمْ من حفيظة ٍ
فلم تروِهمْ غيرُ الدِّماءِ السَّوائلِ
فكم في الثَّرى مَن كان عِبْئاً به الثَّرى
وكم فى التّرابِ من مليكٍ حلاحلِ
ومن مغزمٍ بالجود لم يثنِ عنده(29/119)
بلا مَلئها من رِفْدِه كفَّ سائلِ
إذا زارَهُ يوماً فقيرٌ فإنَّما
يروحُ غنيَّا من جيادٍ وجاملِ
أقولُ لناعي المكرُماتِ وقد ثَوى
أَبوها بملتفِّ الظُّبا في القساطلِ
بمَدْرَجة ٍ للعاصفاتِ تَلاحفتْ
مَعارفُها مَطموسة ٌ بالمجاهلِ:
ألاقلتَ ما يا ليتَ ما كنتَ قلته
فكم ضرمٍ فى القلب من قول قائلِ
نَعيتَ إلى قلبي ولم تَدرِ مثلَهُ
وعرّفتَ ما بينى وبين البلابلِ
وباعْدتَ عن عيني قِراها منَ الكَرى
وأغريتَ جَفني بالدُّموع الهواطلِ
فتى ً كان مِحْجاماً عن العارِ راكباٍ،
- وقدرُ الغى تغلى - صدورَ العواملِ
إذا قالَ لم يتركْ مقالاً لقائلٍ
وإن صال لم يترك مصالاً لصائلِ
ودلّ على أحسابه بفعاله
ونمّ على أعراقه بالشّمائلِ
ولا كانَ إلاّ ناجياً من عَضيهَة ِ
ولا ساعياً إلاّ بطُرْقِ الفضائلِ
تعادلَ منه الأصلُ والفرعُ وارتوتْ
أواخُره من شبهِ ماءِ الأوائلِ
كأنِّيَ لمّا أنْ شَنَنتُ حديثَهُ
شننتُ ذكيَّ المسكِ بينَ المحافلِ
فإنْ عَقمتْ فيهِ ليالٍ قصيرة ٌ
فقد أنجبت فيه بطونُ الحواملِ
وإنْ نزلَ القاعَ القفارَ فكَم لهُ
بحَبِّ قلوبٍ بيننا من منازِل
وإنَّك من قومٍ كأنَّ وجوهَهُمْ
سيوفٌ ولكنْ ما جلين بصاقلِ
إذا افتخروا حازوا الفخارَ وطأطأوا
بأيديهمُ طولَ الفتى المتطاولِ
ولم تُلفهِمْ إِلاّ بعيدينَ بالعُلا
وطيب السَّجايا من يدِ المتناولِ
فكم فرَّجَتْ ألفاظُك الغُرُّ ضيِّقاً
وما فرجوه بالقنا والمناصلِ
وما زالتِ الآراءُ منك صوائباً
يقطِّعنَ في الأعداءِ كلَّ الوصائلِ
ولمّا استلبتَ اليومَ وحدك من يدى
رجعتُ ومالى غيرُ عضّ الأناملِ
فبنْ غيرَ مذمومٍ فكم بان بيننا
بلومٍ وتعنيفٍ جريحُ المفاصلِ
أقمتَ مقامَ الأمن فينا أو الغنى
وأقلعتَ إقلاعَ الغيوث الهواطلِ
وما كنتُ أخشى أنّ أيّامك التى
طَردنا بهنَّ الهمَّ غيرُ أطاولِ
ولا أنّنى أدعوك حزناً ولوعة ً
وأنت بشغلٍ عن جوابى َ شاغلِ
ولو أنّنى وفّيتُ رزءك حقّه(29/120)
لأصبحتُ أو أمسيتُ رزؤك قاتلى
كأنِّيَ مرمِيّاً بفقدِك كارعاً
كؤوسَ الشَّجايا مِن رميِّ الشَّواكِلِ
وما ضرَّ مَن أدعوهُ أوفَى أصادقي
إذا لم يكن من معشرى وقبائلى ؟
ألا فاسْقني من دمعِ عيني وغنِّني
بنَوحِ النِّساءِ المُعْولاتِ الثَّواكلِ
وإن كانَ حزني عندك اليومَ مُسرِفاً
فلا تدنِ سمعى من مقال العواذلِ
فقلْ للذي عالاهُ فوقَ سَريرهِ
يريدُ بهِ البيداءَ فوقَ الكواهل:
هُبِلتَ؛ أتدري مَن حملتَ إلى الثَّرى
صَريعاً وقد واريتَ خلفَ الجنادلِ؟
وأى ُّ لزازٍ للخصومِ دفنته
وأنزلته فى منزلٍ غير آهلِ ؟
فلا مطلتك الرّاهماتُ برحمة ٍ
فما كنتَ يوماً في ندى ً بمماطلِ
ولازال قبرٌ أنت فيه تجوده
كما شاء أنواءُ الضّحى والأصائل
وإنْ حالتِ الهيآتُ منك على البلى
ففضلُكَ ما بينَ الورَى غيرُ حائلِ
وإنْ زال شجوٌ عن قلوبٍ شجيّة ٍ
فحزني عليكَ الدَّهرَ ليسَ بزائلِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إمّا بقيتَ فهلكُ غيرِك هَيِّنٌ
إمّا بقيتَ فهلكُ غيرِك هَيِّنٌ
رقم القصيدة : 24646
-----------------------------------
إمّا بقيتَ فهلكُ غيرِك هَيِّنٌ
و إذا نجوتَ فجرمُ دهرك يغفرُ
و إذا المحاذر تِهنَ عنك فما لنا
ولنا الأمانُ عليك شيءٌ يُحذرُ
ما نحنُ إلاّ للرَّدى وإلى الرَّدى
فمقدَّمٌ لِحمامِهِ ومؤخَّرُ
وعلى المنيَّة ِ طُرْقُنا ومسيرُنا
و الرجلُ تهفو والأخامص تعثرُ
ذاقَ الرَّدى متكرِّمٌ ومُبخَّلٌ
و أتى الحمامَ معجلٌ ومعمرُ
كم شذَّبتْ منّا السِّنون وكم طَوى
منا الخضارمَ ذا الترابُ الأغبرُ
لاتربة ٌ إلاّ وفيها للبِلى
خدٌّ أسيلٌ أو جبينٌ أزهرُ
من عاش إما مات أو كانت له
في كلّ يومٍ عبرة ٌ تتحدرُ
و هو الزمان فاحكٌ مستغربٌ
ممّا استفادَ وناشجٌ مُستعبِرُ
وقصورُنا قصرانِ؛ هذا مُخرَبٌ
متعطلٌ حزناً وهذا يعمرُ
وعيونُنا عينان؛ هذي دمعُها
متحلِّقٌ ودموع أخرى تَقطرُ
إنّ المصيبة في الأحبة ِ للفتى
لو كان يعلم نعمة ٌ لا تشكرُ(29/121)
فدعِ التذكر للذين تطارحوا
بيدِ المنون فهالكٌ لا يُذكرُ
وإِذا جرى قَدَرٌ بشيءٍ فارضَه
فالمعتبون لساخطو ما يقدرُ
باهِ الرجالَ بفضل حلمك فيهمُ
وافخرْ به فبمثلِ ذلك يُفخَرُ
و إذا ألمَّ بك الزمان فلا تلمْ
خُلْساتِه فَلما خطاهُ أكثرُ
ولطالما عزَّيتَ غيرَك في رَدى ً
بالصَّبر والمُعزَى بصبرٍ يَصبِرُ
ما إنْ رمتنا بالجنادل شدة ٌ
إلاّ وأنتَ لها الأشدُّ الأصبرُ
تفدى الإناثُ ذكورَ من الورى
ويقي الكبيرَ منَ الحمامِ الأصغَرُ
و ليسلَ عنها إنها درجتْ وللتقوى الإزارُ وللعفافِ المئزرُ
ـتقوى الإزارُ وللعفافِ المِئزَرُ
كسرٌ له جَبرٌ بأمثالٍ له
و وقاك ربكَ كسرة ً لا تجبرُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا صاحبيَّ تَنجَّزا عِدَة ً
يا صاحبيَّ تَنجَّزا عِدَة ً
رقم القصيدة : 24647
-----------------------------------
يا صاحبيَّ تَنجَّزا عِدَة ً
من صائد الألباب والمقلِ
عدّة ُ النّوى غيرُ الوفاءِ بها
والقولُ مطّرحٌ بلا عملِ
قولا له والقولُ مطمعة ٌ
للعتب فى أسماحِ ذى بخلِ
يا فارغاً لا وَجْدَ يَسكنُه
حتّى متى أنا منك فى شغلِ ؟
يا منْ يَضِنُّ بكلِّ نافعة ٍ
حتّى يَضِنَّ عليَّ بالأملِ
لو شئتَ عدتَ إلى مواصلة ٍ
وزيارة ٍ حالتْ ولم أحُلِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لاتُوعدَنِّي الشّرَّ تُرهبُني
لاتُوعدَنِّي الشّرَّ تُرهبُني
رقم القصيدة : 24648
-----------------------------------
لاتُوعدَنِّي الشّرَّ تُرهبُني
فلربَّما لم يُنجني حَذرُهْ
فوقوعُ مكروهٍ أعالجه
خيرٌ من المكروه أنتظرهْ
وإذا صَفا يومٌ ظفرتُ به
فَلِمَنْ يعيشُ إلى غدٍ كدرُهْ
فلربَّ مُغتبطٍ بليلتِه
شنَّ الهمومَ بقلبهِ سَحرُهْ
والعيشُ ماتَقْضي به وَطَراً
فكميتٍ من فاته وطرهْ
وإذا قصُرْنَ به مطالبُهُ
عن راحتيه فلم يطلْ عمرهْ
والدَّهرُ إمّا شمسُه بضحًى
ترديك أو في ليلة ٍ قمرهْ
و إذا أنامكَ غير متئدٍ
في القبر أشبه طوله قصرهْ(29/122)
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لمَّا اعتنقنا ليلة َ الرَّملِ
لمَّا اعتنقنا ليلة َ الرَّملِ
رقم القصيدة : 24649
-----------------------------------
لمَّا اعتنقنا ليلة َ الرَّملِ
ومُضاجِعي ما بيننا نَصْلي
قالت : أما ترضى ضجيعك منْ
جسمي الرَّطيب ومِعْصَمي الطَّفْلِ؟
ألاّ احتملتَ فراقَ نصلك ذا
فى هذه الظّلماءِ من أجلى ؟
انظرْ إلى ضيق العناقِ بنا
تنظرْ إلى عقدٍ بلا حلِّ
لا بيننا يجرى العقارُ ولا
فضلٌ به لمدبّة ِ النّملِ
فأجبتُها: إنِّي أخافُ إذا
فطنوا بنا أهلوكِ أوْ أهلى
عُدَّيهِ مثلَ تميمة ٍ نُصبتْ
كي لا نُصابَ بأعينٍ نُجْلِ
إنّي أخافُ العارَ يُلصقُ بي
يوماً ولا أخشَى من القتلِ
العصر العباسي >> البحتري >> عهد المشوق بوصل الأنس الخرد
عهد المشوق بوصل الأنس الخرد
رقم القصيدة : 2465
-----------------------------------
عهد المشوق بوصل الأنس الخرد
يكاد يشرك نجم الليل في البعد
لم ار كالهجر لم يرحم معذبه
والوصل لم يعتمد معطاه بالحسد
أن تغل في اللوم أغرق في اللجاج، وأن
تكثر من العذل أكثر من جوى الكمد
وموضح لي سبيل الرشد قلت له:
الرشد صاب، وعض الغي من شهد
أهوى الثراء وكم من ثروة كسبت
لي العداوة من رهطي ومن ولدي
حتى لأنكرت من قد كنت أعرفه
من الأخلاء، واستوحشت من بلدي
وكم أضقت وما أشفقت من بلغ
ولا مدت إلى غير الصديق يدي
هل تبدين لي الأيام عارفتة
إلى أبي مسلم الكجي أو أسد
كلاهما أخذ للمجد أهبته
وباعث أثر نجح اليوم نحج غد
لله دركما من سيدي زمنٍ
أجريتما من معاليه إلى أمدي
وجدت عندكما الجدوى ميسرة
أوان لا احدٌ يجدي على أحد
وقد تطلبت جهدي ثالثا لكما
عند الليالي فلم تفعل ولم تكد
لن يبعد الله مني حاجة أبدا
وأنتما غايتي فيها ومعتمدي
أن تقرضا فقضاء لا يريث، وإن
وهبتما وقبول الرفد والصفدِ
وفي القوافي إذا سومتها بدع
يثقلنَ في الوزن أو يكثرن في العدد
فيها جزاء لما يأتي الرسول به(29/123)
من عاجل سلس أو آجل نكد
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> بجانب الكرخ من بغداد عنّ لنا
بجانب الكرخ من بغداد عنّ لنا
رقم القصيدة : 24650
-----------------------------------
بجانب الكرخ من بغداد عنّ لنا
ظبيٌ ينفِّرُهُ عن وصلنا نَفَرُ
ذُؤابتاهُ نجادا سيفِ مقلتِهِ
وَجَفنُهُ جفنه وَأفُرِندُهُ الحَوَرُ
ضَفيرتاهُ على قتلي تَضافرتا
فمن رأى شاعراً أودى به الشعرُ ؟
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> وقالوا نراها خطّة ً مدلهمّة ٍ
وقالوا نراها خطّة ً مدلهمّة ٍ
رقم القصيدة : 24651
-----------------------------------
وقالوا نراها خطّة ً مدلهمّة ٍ
ففتها وإلاّ أنتَ رهنُ حبالها
فقلتُ: وهل أخشَى ودرعي كفاية ٌ
منَ الله ما ترمي العِدا من نِبالها؟
فكم وَرْطَة ٍ ضاقتْ عليَّ فلم يزلْ
بى َ الله حتّى انتشانى من خلالها
وكم نكبة ٍ طالتْ يداً لتنالنى
فباعد ما بينى وبين منالها
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> كم في الكثيب وكم عارضته قمرٌ
كم في الكثيب وكم عارضته قمرٌ
رقم القصيدة : 24652
-----------------------------------
كم في الكثيب وكم عارضته قمرٌ
يودّ أنّ له من حسنه القمرُ
يَجني عليَّ سقاماً سُقمُ مُقلتِه
و كلُّ جرمٍ جناه الحبُّ مغتفرُ
قال العواذلُ: سَرْعاً ما عشِقتَ، وما
يدرون أنَّ طريقَ العِشقِ مُختصرُ
وما الصَّبابة ُ إلاّ خُلسة ٌ عَرَضتْ
سمعٌ جَناها على الأحشاءِ أو بصرُ
النارُ في كَبِدي مذ غبتَ عن بصري
و من جفوني وقد فارقتني المطرُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أرسَلها ترعَى أَلاءً ونَفَلْ
أرسَلها ترعَى أَلاءً ونَفَلْ
رقم القصيدة : 24653
-----------------------------------
أرسَلها ترعَى أَلاءً ونَفَلْ
تامكة ً بين الجبالِ كالجبلْ
حنّ لها نبتُ الخزامى بالّلوى
وشبَّ حَوْذانُ العَميم واكتهلْ
من يعملاتٍ ما وردن عن هوًى
ولم تبتْ من شلّها على وجلْ
كرائمٌ يبذلن للضّيف قرًى(29/124)
ودونهنّ البيضُ تدمى والأسلْ
يوسعْنَنَا الرَّسْلَ مقيمينَ وإنْ
سرنا فيوسعن الرّسيمَ والرّملْ
كلمن حتّى ما "يعيّرن" إذا
جدّ فخارٌ بسوى قربِ الأجلْ
قد قلتُ للسّارين يبغون العلا
وربّ سارٍ عميتْ عنه السّبلْ
فى مهمهٍ ملتبسٍ أقطاره
لو نسلَ الذّئب به صبحاً لضلْ
يسترجفُ الطِّرْفَ إذا خبَّ بهِ
غبَّ السّرى ريحُ النّعامى والشّملْ
أمُّوا بها مالكَ أملاكِ الورى
عمادَ هذا الدّين سلطانَ الدّولْ
حيثُ تُرى الهامُ إليه سُجَّداً
وأرضه معمورة ٌ من القبلْ
والسّؤددُ الرّغدُ وأموالُ الغنى
تُهانُ في عِراصِهِ وتُبتَذَلْ
ومنبتُ الجودِ الذي نُوّارُهُ
يُمطّرُ في كلِّ صباحٍ ويُطَلْ
الثّابتُ العزمِ إذا طيشٌ هفا
والواجدُ الرَّأي إذا الرَّأي بَطَلْ
ذو فكرة ٍ تنير كلَّ ظلمة ٍ
كأنَّها جَذوة ُ نارٍ تشتعلْ
ظَلْتَ بحرِّ الحرب في عصابة ٍ
يحرِّمون الطِّعنَ إلاّ في المُقَلْ
من كلِّ سيّارٍ إلى الذِّكرِ وإنْ
شتّتَ ذاك الذّكرُ شملاً أو قبلْ
كأنه أقنى على مرقبة ً
يدمى إذا ضمَّ وإنْ أدمى نشلْ
حتّى حَميتَ جانبَ الملكِ وقد
خِيفَ عليه ثَلَلٌ بعدَ ثَلَلْ
لولا مداواتُك من أمراضهِ
بالضَّرْبِ والطَّعنِ جميعاً ما أبَلْ
كم صعبة ٍ ركبتَها مُعضلة ٍ
تطعمها الريثَ إذا أكدى العجلْ
وطامحٍ بغير حقٍّ للعلا
زحزحتَه عنِ التَّراقي فنزَلْ
وجامحٍ إلى الهَوى ومائلٍ
عن النُّهى رددتَه عن المَيَلْ
أيُّ فتى ً من قبلِ أنْ أرشدْتَهُ
قعقعَ أبوابَ المعالي فدخَلْ؟
وأى ُّ خرقٍ عبقَ الجود به
لم يسألِ المعروفَ يوماً فبذل~
وأى ّ ماشٍ فى مزلاّتِ الرّدى
جاز ولم يخش عليه من زللْ
وأين ما حمّل ما حمّلته
بين عظيمٍ وجسيمٍ فحملْ
من معشرٍ ما خُلقتْ إلاّ لهمْ
أَسِرَّة ُ الملكِ وتيجانُ الدُّوَلْ
ما ولدوا إلاّ وفى أيديهمُ
أزمَّة ُ الدَّوْلاتِ من عَقْدٍ وَحلْ
في جُلَلِ الملك لهمْ ـ كاسية ً
أجسادَهمْ ـ مَنْدوحة ٌ عن الحُلَلْ
قد جاءَني ما كنتَ تهديهِ على(29/125)
شَحْطِ النَّوى طوراً وفي قربِ النَّزَلْ
قولٌ وفعلٌ ألحقاني بالعُلا
والماءُ قد يلحق غصاً بالطّولْ
فضّلتنى على الورى وكلُّ منْ
فضّلته على الورى كلاًّ فضلْ
وقلتَ ما حَلَّيْتَني الدَّهرَ به
وكم ثويتُ مُوسعاً من العَطَلْ
كم لكَ عندي نِعَمٌ فُتْنَ المُنَى
ولم تنلهنّ بنيّاتُ الأسلْ
أرفلُ منهنَّ وكم ماشٍ أَرى
على الثّرى في مِثلهنّ ما رَفَلْ
يا أيّها المالك منّى ربقة ً
أعيتْ على الشُّمِّ العرانين الأُوَلْ
كم رامَ منّي بعضَ ما أجرَرْتُه
مَن مدَّ ضَبْعَيهِ له فما وَصَلْ
أيقظتنى على القريض بعدما
نكَّب غاويهِ طريقي وعَدَلْ
وقالَ في مجدك إنْ كنتَ تفي
عقدتَ أنْ لا تقرضَ الشّعرَ فَحَلْ
فخذ كما أثرتها قافية ً
كأنّما شىء ٌ سواها لم يقلْ
نزّهتها لمّا أردتُ سوقها
إلى علاك من نسيبٍ وغزلْ
كأنَّما هشَّتْ وقد صِيغتْ بها
حَبُّ القلوب من سرورٍ وجَذَلْ
لا ملَّك اللهُ لنا غيرَكمُ
ولا نأَى عزَّكُمُ ولا انتقلْ
ودارُ ملكٍ أنتَ فيها لم تزلْ
مأهولة ً من الوفود والخولْ
ودرَّتِ النُّعمى عليكمْ ثَرَّة ً
ونلتموها عَلَلاً بعدَ نَهَلْ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قالت مشيبك فجرٌ والشباب إذا
قالت مشيبك فجرٌ والشباب إذا
رقم القصيدة : 24654
-----------------------------------
قالت مشيبك فجرٌ والشباب إذا
زُرناكَ ظلمة ُ ليلٍ فيه مستترُ
فقلت من كان هجري الدهرَ عادتهُ
ما إنْ له ببياضِ الشَّيبِ مُعتَذَرُ
لاتُسخطيه فهذا الشَّيبُ مَظهرة ٌ
على عيوبٍ بضدّ الشيب تستترُ
ترينَ مني وضوءُ الشيب يفضحني
مازاغَ عنه ورأْسي أسودُالبصرُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أمّا الشَّبابُ فقد مضتْ أيّامُهُ
أمّا الشَّبابُ فقد مضتْ أيّامُهُ
رقم القصيدة : 24655
-----------------------------------
أمّا الشَّبابُ فقد مضتْ أيّامُهُ
واستلّ من كفّى الغداة َ زمامهُ
وتنكَّرتْ أيّامُهُ وتَغيَّرتْ
جاراته وتقوّضتْ آطامهُ(29/126)
ولقد درى من فى الشبابِ حياته
أنّ المشيبَ إذا علاه حمامهُ
عوجا نحيى ّ الرّبعَ "يدللنا" الهوى
فلربَّما نفع المحبَّ سَلامُهُ
واستعبرا عنِّي بهِ إنْ خانني
جَفني فلم يمطُرْ عليهِ غَمامُهُ
فمن الجفونِ جوامِدٌ وذوارفٌ
ومن السّحاب ركامهُ وجهامهُ
دِمَنٌ رضعتُ بهنَّ أخلافَ الصِّبا
لو لم يكنْ بعدَ الرَّضاعِ فطامُهُ
ولقد مررتُ على العقيق فشفّنى
أنْ لم تُغنِّ على الغصون حَمامُهُ
وكأنّه دنفٌ تجلّد مؤنساً
عوّاده حتّى استبان سقامهُ
من بعدما فارقته فكأنّه
نشوانُ تمسحُ تربَهُ آكامُهُ
مَرِحٌ يهزُّ قناتَهُ لا يأتلي
أَشَرُ الصِّبا وغرامُهُ وعُرامُهُ
تندى على حرّ الهجير ظلالهُ
ويُضيءُ في وقتِ العشيِّ ظَلامُهُ
وكأنّما أطياره ومياههُ
للنّازليه قيانه ومدامهُ
وكأنّ آرامَ النّساءِ بأرضه
للقانِصي طَرْدِ الهوى آرامُهُ
وكأنّما برد الصّبا حوذانه
وكأنّما ورق الشّباب بشامهُ
وعَضيهة ٍ جاءتْكَ من عَبِقٍ بها
أَزرى عليكَ فلم يجُزْهُ كلامُهُ
ورماك مجترئاً عليك وإنّما
وافاك من قعر الطّوى ّ سلامهُ
وكأنَّما تَسْفي الرِّياحُ بعالِج
ماقالَ أو ما سطَّرتْ أقلامُهُ
وكأنّ زوراً لفّقتْ ألفاظهُ
سلكٌ وهى فانحلّ عنه نظامهُ
وإذا الفتى قَعدتْ به أخوالُهُ
فى المجد لم تنهض به أعماقه
وإذا خصالُ السّوءِ باعدن امرءًا
عن قومهِ لم تُدنِهِ أرحامُهُ
ولكمْ رمانى قبل رميكِ حاسدٌ
طاشَتْ ولم تخدشْ سِواهُ سِهامُهُ
ألقَى كلاماً لم يَضِرْني وانثنى
وندوبه فى جلده وكلامهُ
هيهاتَ أنْ أُلفَى رَسيلَ مُسافِهٍ
ينجو به يوم السّبابِ لطامهُ
أو أن أرى فى معركٍ وسلاحهُ
بدلَ السّيوف قذافهُ وعذامهُ
ومن البلاءِ عداوة ٌ من خاملٍ
لاخلفَه لِعُلًى ولا قُدَّامُهُ
كثرتْ مساويه فصار كمدحه
بينَ الخلائقِ عيبُهُ أوْ ذامُهُ
والخُرْقُ كلُّ الخُرقِ من متفاوتِ الـ
ـأفعالِ يَتْلو نقضَهُ إبرامُهُ
جَدِبِ الجَنابِ فجارُهُ في أزْمة ٍ
والضَّيفُ موكولٌ إليهِ طعامُهُ(29/127)
وإذا علقتَ بحبله مستعصماً
فكفقعِ قَرْقَرَة ٍ يكونُ ذِمامُهُ
وإذا عهودُ القومِ كنّ كنبعهمْ
فالعهد منه يراعهُ وثمامهُ
وأنا الذى أعييتُ قبلك من رستْ
أطوادُه واستشرفتْ أعلامُهُ
وتتبّع المعروفَ حتّى طنّبتْ
جوداً على سننِ الطّريقِ خيامهُ
وتنادَرتْ أعداؤهُ سَطَواتِهِ
كاللَّيثِ يُوهَب نائياً إرزامُهُ
وترى إذا قابلته فى وجهه
كالبدرِ أشرقَ حينَ تمَّ تَمامُهُ
حتّى تذلّل بعد لأى ٍ صعبهُ
وانقادَ منبوذاً إليَّ خطامُهُ
يهدى إلى ّ على المغيب ثناؤهُ
وإذا حضرتُ أظلّنى إكرامهُ
فمضَى سَليماً مِن أداة ِ قوارضي
واستام ذمّى بعده مستامهُ
والآن يوقظنى لنحتِ صفاتهِ
من طال عن أخذ الحقوق نيامهُ
ويسومُني مالم أزلْ عن عزَّة ٍ
ونزاهة ٍ آباه حين أسامهُ
"ويلسّنى " ولئنْ حلوتُ فإنّنى
مقرٌ وفى حنكِ العدوّ سمامهُ
فلبئسَما منَّتْه منِّي خالياً
خطراتُه أو سُوِّلتْ أحلامُهُ
أمَّا الطَّريفُ منَ الفخارِ فعندنا
ولنا من المجد التّليد سنامهُ
ولنا من البيت المحرّم كلّما
طافتْ بهِ في مَوسمٍ أقدامُهُ
ولنا الحَطيمُ وزَمْزَمٌ وتراثُنا
نِعْمَ التُّراثُ عن الخليل مَقامُهُ
ولنا المشاعرُ والمواقفُ والَّذي
تهدى إليه من منًى أنعامهُ
وبجدّنا وبصنوه دحيتْ عن الـ
ـبيت الحرامِ وزعزعتْ أصنامه
وهما علينا أَطلعا شمسَ الهدى
حتى استنار حلالهُ وحرامهُ
وأبى الذى تبدو على رغم العدا
غرّاً محجّلة ً لنا أيّامهُ
كالبدر يكسو الّليلَ أثواب الضّحى
والفجرُ شبّ على الظلام ضرامهُ
وهو الذي لا يقتضي في موقفٍ
إقدامهُ نكصٌ به أقدامهُ
حتّى كأنّ حياته هى حتفه
ووراءَه ممّا يُخافُ أمامُهُ
ووقَى الرَّسولَ على الفراشِ بنفسهِ
لمّا أرادَ حِمامَه أقوامُهُ
ثانيهِ فى كلّ الأمور وحصنه
فى النّائباتِ وركنه ودعامهُ
للَّهِ دَرُّ بلائهِ ودفاعِهِ
واليومُ يَغْشى الدَّارعين قتَامُهُ
وكأنّما أجمُ العوالى غيلهُ
وكأنّما هو بينها ضرغامهُ
وتَرى الصَّريعَ دِماؤه أكفانُهُ(29/128)
وحنوطه أحجاره ورغامهُ
والموت من ماء التّرائب ورده
ومنَ النّفوسِ مَرادُه ومَسامُهُ
طلبوا مداهُ ففاتَهمْ سَبقاً إلى
أمَدٍ يشقُّ على الرِّجالِ مَرامُهُ
فمتى أجالوا للفخارِ قداحهمْ
فالفائزاتُ قِداحُهُ وسهامُهُ
وإذا الأمور تشابهت واستبهمتْ
فجِلاؤها وشفاؤها أحكامُهُ
وتَرى النديَّ إذا احتبى لقضيَّة ٍ
عوجاً إليها مصغياتٍ هامهُ
يُفْضي إلى لُبِّ البليدِ بيانُه
فيعى وينشئُ فهمه إفهامهُ
بغريبِ لفظٍ لم تُدِرْهُ أَلْسُنٌ
ولطيفِ معنًى لم يفضّ ختامهُ
وإذا التفتّ إلى التّقى صادقته
مِن كلِّ بِرِّ وافراً أقسامُهُ
فاللَّيلُ فيهِ قيامُه مُتهجِّداً
يتلو الكتابَ وفي النَّهارِ صيامُهُ
يطوي الثلاثَ تعفُّفاً وتَكرُّماً
حتّى يُصادفَ زادَه مُعْتامُهُ
وتراهُ عُريانَ اللِّسانِ منَ الخَنا
لا يهتدى للأمر فيه ملامهُ
وعلى الذى يرضى الإلهَ هجومه
وعلى الذى لا يرتضى إحجامهُ
فمضَى برئياً لم تَشِنْهُ ذُنوبُهُ
يوماً ولاظفِرتْ به آثامُهُ
ومفاخرٍ ما شئتَ إن عدّدتها
فالسَّيلُ أطبقُ لا يُعَدُّ زهامُهُ
تعلو على من رام يوماً نيلها
من يذبلٍ هضباتهُ وإكامهُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> كلّ امريءٍ ناله جدٌّ فأسعده
كلّ امريءٍ ناله جدٌّ فأسعده
رقم القصيدة : 24656
-----------------------------------
كلّ امريءٍ ناله جدٌّ فأسعده
و إن أساء إلى الأقوام معذورُ
ويلُ أمِّ في الورَى أكْدتْ مطالبُه
فإنه بسحاب اللومِ ممطورُ
و كيف يعزى إلى عجزٍ وليس به
من خاب سعياً وخانته المقاديرُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> حلفتُ بمن لاذتْ قريشٌ ببيتهِ
حلفتُ بمن لاذتْ قريشٌ ببيتهِ
رقم القصيدة : 24658
-----------------------------------
حلفتُ بمن لاذتْ قريشٌ ببيتهِ
و طافوا به يوم الطواف وكبروا
و بالحصياتِ اللات يقذفنَ في منى ً
و قد أمّ نحو الجمرة ِ المتجمرُ
ووادٍ تذوقُ البُزْلُ فيهِ حمامَها
فليس به إلا الهدى ُّ المعفرُ(29/129)
و جمعٍ وقد حطتْ إليه كلاكلٌ
طلائحُ أضْنَتْها التَّنائفُ ضُمَّرُ
يُخَلْن عليهنَّ الهوادجُ في الضُّحى
سفائنَ في بحرٍ منَ الآلِ يزخَرُ
ويومِ وقوفِ المحرِمينَ على ثرًى
تَطاحُ به الزلاَّتُ منهُمْ وتُغْفَرُ
أتوه أساري الموبقاتِ وودعوا
و ما فيهمُ إلاّ الطليقُ المحررُ
لقد كسرتْ للدين في يوم كربلا
كسائرُ لاتُوسَى ولا هي تُجْبَرُ
فإما سبيٌّ بالرماحِ مسوقٌ
و إما قتيلٌ في التراب معفرُ
وجرحى كما اختارتْ رماحٌ وأنصُلٌ
و صرعي كما شاءت ضباعٌ وأنسرُ
لهم والدجى بالقاعِ مرخٍ سدوله
وجوهٌ كأمثال المصابيح تزهَرُ
تراح بريحانٍ ورحمة ٍ
و توبل من وبل الجنانِ وتمطرُ
فقل لبني حربٍ وفي القلب منهمُ
دفائنُ تَبْدو عن قليلٍ وتظهرُ
ظَننتمْ وبعضُ الظَّنِّ عجزٌ وغَفلة ٌ
بأنّ الذي أسلفتمُ ليس يذكرُ
و هيهاتَ تأبى الخيلُ والبيضُ والقنا
مجاري دمٍ للفاطميين يهدرُ
و لستمْ سواءً والذين غلبتمُ
و لكنها الأقدار في القومِ تقدرُ
وإنْ نِلتموها دولة ً عَجْرفيَّة ً
فقد نال ما قد نال كسرى وقيصرُ
و ليس لكم من بعد أن قد غدرتمُ
بمن لم يكُن يوماً منَ الدَّهرِ يغدُرُ
سِوى لائماتٍ آكلاتٍ لحومَكُم
وإلاّ هجاءٌ في البلادِ مُسَيَّرُ
تقطَّعَ وصلٌ كان منّا ومنكُمُ
ودانٍ منَ الأرحامِ يَثني ويَسطُرُ
وهل نافعٌ أنْ فرَّقَتنا أصولُكمْ
أصولٌ لنا نأوي إليها وعنصرُ؟
وعضوُ الفتى إنْ شُلَّ ليس بعضوهِ
و ليس لربّ السرب سربٌ منفرُ
ولابدَّ من يومٍ بهِ الجوُّ أغبرٌ
وفيه الثَّرى من كثرة ِ القتلِ أحمرُ
وأنتمْ بِمجتاز السُّيولِ كأنَّكمْ
هشيمٌ بأيدي العاصفاتِ مطيرُ
فتهبطُ منكم أرؤسٌ كنَّ في الذُّرا
و يخبو لكم ذاك اللهيب المسعرُ
و يثأرُ منكم ثائرٌ طال مطلهُ
و قد تظفر الأيام من ليس يظفرُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا لله ما صنع الحمامُ
ألا لله ما صنع الحمامُ
رقم القصيدة : 24659
-----------------------------------
ألا لله ما صنع الحمامُ(29/130)
وما وارتْ بساحتها الرّجامُ
طوى من لا سبيلَ إلى لقاهُ
وإنْ جدَّ التَّطَلُّبُ والمَرامُ
وكيفَ لقاءُ مَن دهتِ اللَّيالي
وغرّبه صباحٌ أو ظلامُ ؟
وهيهاتَ المطامعُ في أُناسٍ
أقاموا حيث لا يغنى المقامُ
ثَوَوْا متجاورين ولا لقاءٌ
وناجَوْا واعظين ولا كلامُ
خلقنا للفناءِ وإنْ غررنا
بإيماضٍ من الدّنيا يشامُ
ونبصرُ ملءَ أعيننا فعالَ الرّدى وكأنّنا عنه نيامُ
رَدى وكأنَّنا عنه نِيامُ
" وتحلو " مذقة ُ الدّنيا لحى ٍّ
له من بعدِها كأسٌ سِمامُ
غَمامٌ من مواعدِها جَهامٌ
وأسبابٌ لجَدْواها رِمامُ
وما الأحزانُ والأفراحُ فيها
وإنْ طاوَلْنَنا إلاّ مَنامُ
ولو علمَ الحَمامُ كما علمنا
منَ الدُّنيا لما طَرِب الحَمامُ
سلامٌ الله غادٍ كلَّ يومٍ
على مَن ليس يبلغُه السّلامُ
على عبقِ الثّرى خضلِ النّواحى
وإنْ لم يستهلَّ له الغمامُ
مضى صفرَ الحقيبة ِ من قبيحٍ
غريباً فى صحيفته الأثامُ
نقى َّ الجيبِ عفَّ الغيبِ "برٌّ"
حرامٌ ليس يألفه الحرامُ
منَ القومِ الأُلى دَرَجوا خِفافاً
وزادُهمُ صلاة ٌ أو صيامُ
لهمْ في كلّ مَأْثَرَة ٍ حديثٌ
كما طابتْ لناشِقها المُدامُ
مَضَوا وكأنَّهمْ، من طيبِ ذكرٍ
تراهُ مُخلَّداً لهمُ، أقامُوا
تعزَّ أبا على ٍّ فالرّزايا
متى تَعْدوك ليس لها احترامُ
وما صابتْ سهامُ الموت خلقاً
إذا طاشتْ له عنك السَّهامُ
وغيرُك مَن تُثقفِّهُ التَّعازي
ويعدلُ من جوانبه الكلامُ
فإنّك من تجافى العتبُ عنه
وأَعْوَزَ في خلائقه الملامُ
العصر العباسي >> البحتري >> رددت بعيسى الروم من حيث أقبلت
رددت بعيسى الروم من حيث أقبلت
رقم القصيدة : 2466
-----------------------------------
رددت بعيسى الروم من حيث أقبلت
وكان نظير الروم أو هو أزيد
عدو أجلت الرأى حتى جعلته
ولياً يسر النصر فيه ويحمدو
وما زلت بالصفار حتى رمى به
إلى الشرق لطف من تأتيك أوحد
عساكر شتى من أعاد هزمتها
وما نازعت في هزمهن يداً يد
وكنت متى حاولت قهر محارب(29/131)
بلغت الذي حاولت والسيف مغمد
وسوغتنا أموال مصر هنية
وقبلك كان غصة فتردد
مشاهد من تدبير رأي موفق
إذا فات منها مشهد عاد مشهد
أعين بباديها الخليفة جعفر
وخص بتاليها الخليفة أحمد
فلم يلتوي أمري عليك
وشأنه صغير ومأتى نجحه ليس يبعد
ولى غير حق واجب إن رعيته
فمثلك يرعى مثله ويؤيد
أمت إليك بالدمام الذي خلا
ومنزلة من جعفر ليس تجحد
وإني هجرت الراحة حولا مجرماً
له وشهودي بالذي قلت شهد
فلا أحرمن والفضل عندك يرتجى
ولا اظلمن والعدل عندك يوجد
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ولما أردتُ طروقَ الفتاة ِ
ولما أردتُ طروقَ الفتاة ِ
رقم القصيدة : 24660
-----------------------------------
ولما أردتُ طروقَ الفتاة ِ
و صاحبني صاحبٌ لا يغارُ
صَموتُ اللّسانِ بعيدُ السَّماعِ
فسريَ مكتتمٌ والجهارُ
وَضاقَ العناقُ فصارَ الرِّداءُ
لها مَلبساً ولباسي الخِمارُ
وَما لفَّنا كالتفافِ الغصونِ
جميعاً هنالك إلاّ الإزارُ
وطابَ لنا بعدَ طولِ البعادِ
رواء الحديث وذاك الجوارُ
شربتُ بريقتها خمرة ً
و لكنها خمرة ٌ لا تدارُ
كأنَّ الظّلامَ بإشراقِ ما
أنالتْ وأعطته منها نهارُ
وأثَّر في جيدِها ساعدي
وأثَّر في جانبيَّ السِّوارُ
فلو صُبَّتِ الكأسُ ما بيننا
لما خرجت من يدينا العقارُ
ونابَ منابَ ليالٍ طوالٍ
تقصر هذي الليالي القصارُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما للقلوب غداة َ السّبتِ مزعجة ً
ما للقلوب غداة َ السّبتِ مزعجة ً
رقم القصيدة : 24661
-----------------------------------
ما للقلوب غداة َ السّبتِ مزعجة ً
وللدّموع غداة َ السّبت تنسجمُ ؟
وللرّجالِ يحلّون الحُبا وَلَهاً
من " أنّهمْ علموا " فى ذاك ما علموا
تجرى دموعُ عيونٍ ودّ صاحبها
لو أنَّهنَّ على حرِّ المصابِ دمُ
كأنَّنا اليومَ من همٍّ تقَسَّمَنا
نهبٌ بأيدى ولاة السّوءِ مقتسمُ
نثنى الأكفَّ حياءً عن ملاطمنا
وفى الحشا زفراتُ الحزنِ تلتطمُ(29/132)
ونكتمُ النّاسَ وَجْداً في جوانحنا
وكيف نكتُم شيئاً ليس ينكتمُ؟
يا موتُ كم لكريمٍ فيك من ترة ٍ
أعيا بها الرّمحُ والصّمصامة ُ الخذمُ
وكم ولجتَ وما شاورتَ صاحبه
قصراً على بابه الحرّاسُ والخدمُ !
وكم عظيمِ أُناسٍ قد سطوتَ بهِ
لم يغُنِ عنه فتيلاً ذلك العِظَمُ!
وما نجا منك لا صغرٌ ولا كبرٌ
ولا شبابٌ ولا شيبٌ ولا هرمُ
هيهاتَ مُكِّن من أرواحنا حَنِقٌ
فظٌّ وحكّمَ فى أجسامنا قرمُ
أينَ الّذين على هذي الثّرى وطئوا
وحُكِّموا في لذيذ العيش فاحتكموا؟
ومُلِّكوا الأرضَ من سهلٍ ومن جبلٍ
وخُوِّلوا نِعَماً ما مِثْلَها نِعَمُ
حتّى إذا بلغ الميقاتُ غايته
لم يَسلموا ولشيءٍ طالما سلموا
لم يبق منهمْ على ضنّ القلوب بهمْ
إلاّ رسومُ قبورٍ حشوُها رِمَمُ
مسنّدين إلى زوراءَ موحشة
ظلماءَ لا إِرَمٌ فيها ولا عَلَمُ
كأنّما طبّقتْ أجفانهمْ سنة ٌ
أو شَفَّهمْ لِبلى أجسادِهمْ سَقَمُ
يغضون من غير فكرٍ يرتأون له
ويأزمون على الأيدى وما ندموا
فلا يغرَّنْك في المَوْتى وجودُهُمُ
فإنّ ذاك وجودٌ كلّه عدمُ
قل للوزير وإن جلّتْ مصيبته :
هيهات فاتكَ ما يجرى به القلمُ
إنَّ التي أنت ملآنٌ بلوعَتِها
مضتْ كما مضتِ الأحياءُ والأُمَمُ
ملّيتَ دهراً بها من غير محسبة ٍ
وغير من رجعَ الموهوبَ متهمُ
وحزنك اليوم عقبى ما سررتَ به
حيناً وعقبى الذى تلتذّه الألمُ
وما خصصتَ بمكروهٍ تجلّلنا
ونحن قبلك بالبأساءِ نستهمُ
فاصبرْ، فصبرُك موصولٌ بموهبة ٍ
تَبقى وكلُّ الذي أعطيتَ مُنصرمُ
وكنْ كمن أنتَ مشغوفٌ بسيرتهِ
ممَّن أصابَهُمُ المكروهُ فاحتزِموا
لا يألمون بشىء ٍ من مصائبهمْ
حتّى إذا أُولِمُوا في دِينهمْ أَلِموا
وقد مضَى ما اقتضاهُ الرُّزءُ من جَزعٍ
فأينَ ما يقتضيهِ العلمُ والكرمُ؟
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أتدري مَن بها تلك الدِّيارُ؟
أتدري مَن بها تلك الدِّيارُ؟
رقم القصيدة : 24662
-----------------------------------(29/133)
أتدري مَن بها تلك الدِّيارُ؟
و تعلم ما غطا ذاك الخمارُ ؟
أقامتْ ضَرَّة ُ القمرينِ فيها
فكلُّ بلاد ساكنها نهارُ
فتاة ٌ حُكِّمتْ في كلِّ حُسنٍ
و ليس لغيرها فيه الخيارُ
ففي كلّ القلوب لها وجيبٌ
كما كلُّ القلوبِ لها ديارُ
فحسبك يا زمانُ فمنك عندي
قبيحٌ لا يحسنُه اعتذارُ
أأنسى الغدرَ منك وَ أنت إلفي
و غشكَ لي وَ أنتَ المستشارُ
و عندي من حديثك ما لو أني
سمرتُ به لشاب له الصغارُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا ربَّ أمرٍ بتُّ أحذرُ غِبَّهُ
ألا ربَّ أمرٍ بتُّ أحذرُ غِبَّهُ
رقم القصيدة : 24657
-----------------------------------
ألا ربَّ أمرٍ بتُّ أحذرُ غِبَّهُ
وقد نابنى فيه العناءُ المجشّمُ
غدا وهو سرٌّ لا يرامُ "اطلاعهُ"
وعادَ مساءً وهْوَ نَهْبٌ مُقًسَّمُ
تندَّمتُ في أعجازهِ حينَ لم يكُنْ
وقد فات من كفى َّ إلاّ التّندّمُ
وما خاننى التّدبير فيه وإنّما
قضاءٌ جرى فيما سخطتُ مبرّمُ
ولو كان لا يكدى أخو الحزمِ مرّة ً
ويُشوَى لما ماتَ الصَّحيحُ المُسَلَّمُ
ومن ذا الّذى يعطى الإرادة َ كلّها
ومن ذا الذى فى الأمر لا يتلوّمُ ؟
إذا شئتَ أنْ تلقَى السَّليمَ عَدِمْتَهِ
وأكثرُ من تلقى المرزّى المكلّمُ
وأغبنُ من تلقى من النّاس جاهلٌ
يظنّ الّذى يخفيه لا يتعلّمُ
ومسترسلٍ فى فعله بعد ما بدا
لعينيه جهراً ما يزمّ ويخطمُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> بقاءٌ ولكنْ لو أتَى لا أذمُّهُ
بقاءٌ ولكنْ لو أتَى لا أذمُّهُ
رقم القصيدة : 24663
-----------------------------------
بقاءٌ ولكنْ لو أتَى لا أذمُّهُ
وورْدٌ ولكنْ لو حلاليَ طعمُهُ
خطوتُ عدا العشرين أهزأُ بالصِّبا
فلمّا نأى عنّى تضاعف همّهُ
فيا ليت ما أبقى الشّبابُ وجازهُ
سريعاً على عِلاّتِهِ لا يؤُمُّهُ
وليتَ ثَرائي من شبابٍ تعجَّلتْ
بشاشتُهُ عنِّي تأبَّدَ عُدْمُهُ
مشيبٌ أطار النّومَ عنّى "أقلّه"
فكيف به إن شاع فى الرّأسِ عظمهُ(29/134)
تعاقبنى بؤسُ الزّمانِ وخفضهُ
وأدّبنى حربُ الزّمانِ وسلمهُ
وقد علمَ المغرورُ بالدَّهرِ أنَّهُ
وراء سرور المرء فى الدّهر غمّهُ
فكيفَ سُروري بالكثيرِ أنالُهُ
وحكمُ قليلِ الوُجدِ في القصدِ حُكمُهُ
وما المرءُ إلاّ نَهْبُ يَوْمٍ وليلة ٍ
تخبُّ به شهبُ الفناء ودهمهُ
يُعلِّلُهُ بَرْدُ الحياة ِ يَمَسُّهُ
ويغترُّهُ رَوْحُ النَّسيمِ يشمُّهُ
وكان بعيداً عن منازعة ِ الرّدى
فألْقَتْهُ في كفِّ المنيَّة أُمُّهُ
على أنَّنا نَبغي النَّجاءَ وكلُّنا
يلاقيه من أمر المنيّة ِ حتمهُ
ألا إنّ خيرَ الزّاد ما سدّ فاقة ً
وخيرُ تلادى َّ الذى لا أجمّه
وإنّ الطّوى بالعزِّ أحسنُ بالفتى
إذا كانَ من كسب المذلَّة ِ طعمُهُ
إذا وطرٌ لم أنضُ فيه عزيمة ً
فسِيّانِ عندي صحَّتاهُ وسُقمُهُ
وإنّى لأنهى النّفسَ عن كلّ لذّة ٍ
إذا ما ارتقَى منها إلى العِرضِ وَصْمُهُ
وأعرضُ عن نيل " الثّراء " إذا بدا
وفى نيله سوءُ المقالِ وذمّهُ
أعفُّ وما الفحشاءُ " منّى " بعيدة ٌ
وحسبى َ من صدٍّ عن الأمرِ إثمهُ
وما العفُّ من ولّى عن الضّرب سيفه
ولكنّ من ولّى عن السّوءِ حزمهُ
وهبتُ اهتمامي للعُلا ومآربي
وللمرء يوماً " إنْ حبا " ما يهمّهُ
عن السِّعيِ والأرزاقُ حِرْصاً تؤُمُهُ؟
يفوت طلابى مشربٌ لما أعافهُ
ويُعْوِزُ فحصي صاحبٌ لا أذمُّهُ
إذا كان هذا الغدرُ في النّاس شيمة ً
فأنفسُ شىء ِ صاحبَ المرءَ عزمهُ
ولما نَبا زيدٌ عن الطِّيبِ عهدُه
نَبوتُ، وفي قلبي من الوَجْدِ جَمُّهُ
وداويتُه بالهجرِ والهجرُ داؤهُ
وخير دوائى ْ معضلِ الدّاء حسمهُ
ومن يك من قبل الوشاة ِ بمسمعٍ
تقاصر عن نيل الحقيقة ِ علمهُ
وأروعَ لم تَمْلَ النَّوائبُ ذرعَهُ
ولاضلَّ في ليلِ السَّفاهة ِ حِلمُهُ
ثقيلٌ على جنب العدوّ وإن غدا
خفيفاً على ظهر المطيّة ِ جسمهُ
شددتُ يدى بحجزة ِ حازمٍ
مصيبٍ لأغراض العواقب سهمهُ
وماضٍ على الشّحناء فى غير زلّة ٍ
وقد ملَّ إلاّ من عتابك جُرمُهُ(29/135)
له الدَّهرُ منِّي إنْ ألمَّ خلالَهُ
وأعوزَه منِّي مكانٌ يلمُّهُ
وأتعبُ مَن عاداك مَن لاتنالُهُ
ولم يرتبطْ يوماً بعرضك وسمهُ
وعيشٍ كما شاء الحسود صحبته
حوى غنمه قومٌ وعندى َ غرمهُ
" تحلاّ " عن الطّرقِ الأجاجِ " قرومهُ "
وتكرعُ من عذبِ المشاربِ بَهْمُهُ
وحقّ لما لا يبهجُ النّفسَ قربهُ
على وصله أن يبهج النّفس صرمهُ
سأركبها بزلاءَ ذاتَ مخاوفٍ
متى يخبر " المرغوب " عنها تضمّه
وأتركُ ما بيني وبينَ حَبائبي
وحظُّهُمُ منِّي على الغيبِ رَجمُهُ
فلا عيش إلا من تحامتْ نعيمه
صروفُ اللّيالى أو تجافى ملمّهُ
وجيشٍ كما مدّ الظّلامُ رواقه
سواءٌ بهِ هَضْبُ العريكِ وَهَضْمُهُ
إذا ما سَرى يَبغي الفِرارَ مُشَمِّراً
فأنفسُ خوّاضِ الكريهة ِ " غنمهُ "
يضمّ رجالاً من قريشٍ إذا دعوا
ليومِ نزالٍ أشبعَ الطَّيرَ لحمُهُ
بنفسى َ من ولّى تسايرهُ المنى
حَميداً وما ولَّى عن القلبِ وَهْمُهُ
أَغارُ عليه من فلاة ٍ تُقِلُّهُ
وأحسدُ فيه جِزْعَ وادٍ يضمُّهُ
وما غابَ إلاّ أحضرَ البدرَ وجهُهُ
وليس له فى منتهى الهشِّ قسمهُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا ربّ ليلٍ أخذنا فيه منيتنا
يا ربّ ليلٍ أخذنا فيه منيتنا
رقم القصيدة : 24664
-----------------------------------
يا ربّ ليلٍ أخذنا فيه منيتنا
كأنَّ أوَّلَهُ في ذاك آخرُهُ
كأنّ نجمَ الثريا ملَّ مجمعنا
فما استطاع مقاماً وهو ناظرهُ
و مهمهٍ جبتهُ وحدي على قلقٍ
معودٍ ليَ خوضَ البحرِ حافرهُ
مَن لونُهُ يستمدُّ اللّيلُ ظُلمتَه
و الفجرُ من وجهه لاحت عساكرهُ
معانقاً نبعة ً سمراء ما حملتْ
إلاَّ ليومٍ جريءٍ من يباشرهُ
و لا فرتْ يدها نحراً فتتركهُ
َتْ منه مضاربُه
و صاحبٍ ما نبتْ منه مضاربه
في كلِّ خَطبٍ، ولم تُؤمَن محاذِرُهُ
يَظَلُّ شوقاً إلى الأعناق مُنتصباً
لنفسه قبل أن يرتاحَ شاهرهُ
و لي جنانٌ كأنّ الأرضَ ساحتهُ
فما يضيقُ لمرهوبٍ يُخامرُهُ
يستنزرُ الكثرَ من هذا الزمان له(29/136)
فكلُّ ما حلّ فيه فهو حاقرهُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أرأيتَ ما صنعتْ بنا الأيّام؟
أرأيتَ ما صنعتْ بنا الأيّام؟
رقم القصيدة : 24665
-----------------------------------
أرأيتَ ما صنعتْ بنا الأيّام؟
ضاعَ العزاءُ وضلَّتِ الأحلامُ
نبأٌ تُفَكُّ له الصدورُ عن الحِجا
وتهانُ أخطارُ النّهى وتضامُ
ومُصيبة ٍ وَلَجَتْ على ملكِ الورَى
أبوابه " والذّائدون " نيامُ
حلّ الرّجال بأمرها عقدَ الحبا
فكأنّهمْ وهمُ القعودُ قيامُ
واستوهلتْ آراؤهمْ فتراهُمُ
لا نَقْضَ عندَهمُ ولا إبرامُ
حاروا فليس لديهمُ إنْ خوطِبوا
أو خاطبوا فهمٌ ولا إفهامُ
كالغِمْدِ فارقَ نَصْلَه في مَعركٍ
والسّلكُ ملقى ليس فيه نظامُ
يأيّها الملك الذى لجلاله
يتعلّمُ التّوقير والإعظامُ
صبراً فبالأدبِ الذى أسلفته
فى النّائباتِ تأدّبَ الأقوامُ
أين التّشزّرُ للخطوب وأين ذا
ك الصَّبرُ والإطراقُ والإزمامُ؟
فالثِّقْلُ لا يسطيعُه مِن شارفٍ
" كوماء " إلاّ غاربٌ وسنامُ
والنّبعُ تسلبه النّجابة ُ فرعهُ
ونجا بلؤمٍ خِرْوَعٌ وثُمامُ
والثّلمُ ليس يكون إلاّ فى ظبا الـ
ـماضى ويخلو منه وهوَ كهامُ
والبُخلُ يَتَّرِكُ النّفيسَ وإنَّما
فقد النّفائسَ ماجدون كرامُ
والحربُ تقتنص الشّجاع، وآمِنٌ
فيها المنونَ الواهنُ المحجامُ
شبلٌ محا فيه الرّزيّة َ إنّه
باقٍ لنا من بعده الضّرغامُ
وثنيّة ٍ من يذبلٍ جدنا بها
" إذْ " يذبلٌ خلفٌ له وشمامُ
أخذَ الرَّدَى نَفْساً وغادرَ أنفساً
فاذهبْ حمامُ فما عليك ملامُ
وأحقُّ منّا بالبكاءِ ـ على الذي
سلب الزّمانُ - الفضلُ والإنعامُ
والخيلُ قانية ُ النّحورِ كأَنَّما
بجلودِها الحِنّاءُ والعُلاّمُ
لم يدنُ منهنّ النّزول ولم يغبْ
عنهنَّ إِسراجٌ ولا إِلجامُ
وليبكهِ الرّمحُ الأصمُّ تعطّلتْ
حركاتُهُ والباترُ الصَّمْصامُ
ومؤمِّلون أَناخَ شُعْثَ رِكابهمْ
بفنائهِ "الإنفاضُ" والإعدامُ
بكروا ليستلبوا الغِنَى ويروِّحوا(29/137)
فحلا لهمْ ثمرُ النّدى فأقاموا
يا نازحاً فَضَلَ الأكابرَ ناشئاً
وجنَى ثمارَ السِّنِّ وهْوَ غلامُ
تَزْوَرُّ عن صَبَواتهِ سُنَنُ الصِّبا
وتطيح عن خلواته الآثامُ
وقضى ولم تقض اللّبانة ُ ريبة ً
منه ولا عَلِقَتْ به الأَجرامُ
أمّا القلوبُ فإنَّهنَّ رواجِفٌ
حزناً ليومك والدّموعُ سجامُ
ماذا على الجَدَثِ الذي أسكنتَهُ
أَلاّ يمرَّ على ثراهُ غَمامُ؟
"يكفيه منك السّكب" إنْ جمدَ الحيا
والمستهلّ إذا السّحابُ جهامُ
أوْ لا يجاورَ روضة ً وضريحُهُ
منه بعرفك روضة ٌ ومدامُ
أو لا يُحيِّيه الرّفاقُ وعاكفٌ
للَّهِ منهُ تحيّة ٌ وسلامُ
قبرٌ تشقُّ له القلوبُ وقبله
عندَ القبورِ تُشقَّقُ الأهدامُ
وتعقّرُ المهجُ الحرامُ حيالهُ
وسواه تعقر عنده الأنعامُ
ما نحنُ إِلاّ للفناءِ وإِنَّما
تغترّنا بمرورها الأيّامُ
ومتى تأمّلْتَ الزَّمانَ وجَدْتَهُ
أجلاً وأيّامُ الحياة ِ سقامُ
نُضحي ونُمسي ضاحكين، وإِنَّما
لبكائنا الإصباحُ والإظلامُ
ونُسَرُّ بالعامِ الجديد، وإنَّما
تسرى بنا نحو الرّدى الأعوامُ
فى كلّ يومٍ زورة ٌ من صاحبٍ
منّا إلى بطن الثّرى ومقامُ
لاتُرتجى منه إيابة ُ قادمٍ
هيهاتَ أعوزَ من ردًى قَدَّامُ
فاسلمْ لنا ملكَ الملوكِ مُحَصَّناً
في راحتيك منَ الخطوب زِمامُ
تأبى المقادرُ ما أبيتَ ولا تزلْ
تجرى بما تختاره الأقلامُ
ولمن هويتَ نجاحة ٌ وفلاحة ٌ
ولمنْ شنئتَ الكبتُ والإرغامُ
فالملكُ مذْ رُفعتْ إليكَ أُمورُه
حرمٌ على كلّ الرّجالِ حرامُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ليتَ أنّا لانعرفُ القومَ فيهمْ
ليتَ أنّا لانعرفُ القومَ فيهمْ
رقم القصيدة : 24666
-----------------------------------
ليتَ أنّا لانعرفُ القومَ فيهمْ
حَيَدٌ عن وِدادنا وازورارُ
ولبئسَ الصَّديقُ هبَّ نسيماً
بمقالٍ وبالحشاشة ِ نارُ
وإذا سُمْتُهُ نُهوضاً بثِقْلٍ
خانني منه عودُهُ الخَوَّارُ
فعفاءٌ على وداد أناسٍ
هو ما بينهمْ غبارٌ مثارُ(29/138)
إنّ قوماً كانوا الكرامَ لدينا
أوحشَتْ منهمُ علينا الدِّيارُ
لم يبتْ بينهمْ قبيحٌ ولا عرجَ فيهم فيما يعرجُ عارُ
رجَ فيهم فيما يُعرّجُ عارُ
هم ليوثٌ إذا استحرت وفي يو
مِ عطاءٍ هُمُ عطاءً بِحارُ
خلفونا وعرسوا في محلٍّ
هَجَرتْهُ الخُطا فليسَ يُزارُ
مالهمْ مؤنِسٌ سِوى عَرفجِ الدَّوْ
وِ سَقاهمْ كما سقاهُ القُطارُ
فتراهمْ في القاعِ صَرعى كَرَكْبٍ
هجَّروا عندنا قليلاً وساروا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أرقتُ للبرق بالعلياء يضطرمُ
أرقتُ للبرق بالعلياء يضطرمُ
رقم القصيدة : 24667
-----------------------------------
أرقتُ للبرق بالعلياء يضطرمُ
وحبَّذا ومضُهُ لو أنَّهُ أَمَمُ
أمسى يشنُّ على الآفاقِ صبغنه
كأنّما الجوّ منه عندمٌ ودمُ
ينزو خلالَ الدُّجى واللّيلُ مُعتكرٌ
نزوَ الشّرارة ِ من أرجائها الغممُ "
ولامعٌ قابعٌ طوراً إِخالُ به الـ
اللّيلُ يضحك والآفاق تبتسمُ
قد شاقنى وبلادى منه نازحة ٌ
إلى وجوهٍ بهنَّ الحسنُ يعتصمُ
قومٌ يَضِنُّون بالجَدْوى فإن بذلوا
من غيرِ عمدٍ لشيءٍ في الهوى ندموا
ويأمرونا بصبرٍ عن لقائهمُ
وكيفَ نصبرُ والألبابُ عندهُمُ؟
وعَيَّرتْني مشيبَ الرَأس خُرْعُبَة ٌ
وربّ شيبٍ بدا لم يجنه الهرمُ
" لاتتشكّى ْ " كلوماً لم تصبكِ فما
يَشكو أذى الشَّيب إلاّ العُذرُ واللِّمَمُ
شيبٌ كما شُنَّ في جُنحِ الدُّجى قَبَسٌ
أوِ انجَلَتْ عن تباشيرِ الضُّحى ظُلَمُ
ما كنتُ قبل مشيبٍ باتَ يظلُمني
لظالم أبَدَ الأيّامِ أنْظَلِمُ
يا صاحبيَّ على نَعْمانَ دونَكما
قلباً تَذَكُّرُ نَعْمانٍ له سَقَمُ
كم فيه من قاتلٍ عمداً ولا قودٌ
وظالمٍ لمحبِّيهِ ولا حَكَمُ
وماطلٍ ما اقتضيناهُ مواعدنا
إلا وفى سمعه عن قولنا صممُ
وسلِّما فهناكَ الحبُّ مجتمعٌ
على شعابٍ بهنَّ الضَّالُ والسَّلَمُ
يَلحَى العذولُ وما استنصحتُهُ سَفَهاً
وكلُّ من يَبْتديك النُّصْحَ مُتَّهَمُ
وما على مثلهِ لولا تكلُّفُهُ(29/139)
منَ الأَحِبَّة ِ لَمُّوا الحَبْلَ أمْ صَرَموا؟
يا مَنزلَ الغيثِ مُرخًى من ذَلاذِلِهِ
يحثُّه صَخَبُ التَّغريدِ مُهتزمُ
كأنَّما سُحْبُهُ سُحْماً مهدَّلَة ً
زالتْ بها الصّمُّ أو "شلّتْ" بها النّعمُ
سقى المنازلَ من أرْجانَ ما احتملتْ
رفهاً فلا حاجة ٌ تبقى ولا سأمُ
مواطنٌ "أبّهاتُ" الملك ثاوية ٌ
فيهنّ والسّؤددُ الفضفاضُ والكرمُ
الموردُ العذبُ مبذولاً لواردهِ
والمالُ يُظلمُ بالجَدْوى ويُهتَضَمُ
وجانبٌ لا يخاف الدّهرُ فيه ولا
يهابُ من نَفَجاتٍ عنده العَدَمُ
للنّازلين محلُّ القاطنين به
والأقربون لأضيافِ القِرى خَدَمُ
وواهبٌ سالبٌ ماشاءَ من عَرَضٍ
ومنعمٌ محسنٌ طوراً ومنتقمُ
"يلقى " على كثبِ النّعمى شراشرة ُ
فالحمدُ مجتمعٌ والمالُ مقتسمُ
أما قناتك يا ملكَ الملوك فما
زالتْ تردّ نيوبَ القومِ إذْ عجموا
صمّاً يرجّعُ عنها الغامزون لها
وفى أناملهمْ من غمزها ألمُ
وقد بلوك ونارُ الحربِ موقدة ٌ
واليومُ ملتهبُ القطرين محتدمُ
يومٌ كأنَّ أُسودَ الغاب ضارية ٌ
فرسانُهُ وقنا فرسانِهِ الأَجَمُ
في ظهرِ مَعْروقة ِ اللَّحْيَيْنِ ثائرة ٍ
كأنَّما مسَّها من طيشِها لَمَمُ
معقولة ٌ بازدحام الخيل تعثرها
ولا عِثَارَ بها، الأحشاءُ والقِمَمُ
وفتية ٌ كقداحِ النّبعِ تحملهمْ
على خطارِ الرّدى "الأخطارُ" والشّيمُ
بينَ القَنا والظُّبا مسلولة ً نَشؤوا
وفى ظهور الجيادِ القرّحِ احتلموا
من كلّ ملتبسٍ بالطّعنِ منغمسٍ
يَعْتمُّ بالدَّمِ طَوراً ثمَّ يلتئِمُ
تراهُمُ كيفما لاقوا أعادِيهَمْ
لا يغنمون سوى الأرواح إنْ غنموا
محجّبين عن الفحشاء قاطبة ً
كأنّهمْ بسوى المعروف ما علموا
إنْ ظاهروا البدرَ في ثوبِ الدُّجَى ظَهروا
أو ظالموا اللَّيثَ في عِرِّيسهِ ظلموا
كم أَوْهنوا من جراثيمٍ وماوَهنوا
وأَرغموا من عرانينٍ وما رُغِموا
وأرهقوا من عظيمٍ خنزوانته
يئطُّ فى القدِّ أو تهفو به الرّخمُ
"تقيّلوا" منك أخلاقاً تثبّتهمْ(29/140)
فى مأزقٍ هزّه الشّجعانُ فانهزموا
وأقدموا بعد أَنْ ضاقَ المَكَرُّ بهمْ
لمّا رأَوك على الأهوالِ تَقتحمُ
من مبلغٌ مالكَ الأطرافِ مألكة ً
فإنَّما العِيُّ في الأقوالِ مُحتَشَمُ
بعدتمُ فحسبتمْ بعدكمْ حرماً
والأمنُ دونَ النَّوى منكُم هو و
كلُّ ناءٍ وإنْ شطَّ البِعادُ بهِ
تناله من بهاءِ الدّولة ِ الهممُ
كالشَّمسِ في الفلكِ الدَّوَّارِ قاصية ٌ
ويصطلى حرّها الأقوامُ والأممُ
وإنّما غرّكمْ بالجهلِ أنّكم
سَرقتمُ ماظننتمْ أنَّه لكمُ
تَغنَّموا سِلْمَه واخشَوْا صَريمتَه
فالسِّلْمُ من مثلِهِ ياقومُ مُغَتَنَمُ
واستمسكوا بذمامٍ من عقوبتهِ
فليس تنفع إلاّ عنده الذّممُ
بنى بويهٍ أتمّ اللهُ نعمتكمْ
ولا يزلْ منكمُ فى الملكِ محتكمُ
وأنتَ ياملكَ الأملاك عشْ أبداً
فما سلمتَ لنا فالخلقُ قد سَلموا
وانعمْ نعمتَ بذا النّيروزِ مرتقياً
إلى المحلّ الذى لم ترقهُ قدمُ
مُبَلَّغاً كلَّ ماتَهوى وإِنْ قَصُرَتْ
عنه الأمانيُّ موصولاً لك النِّعمُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ظننتُمْ محلَّ الأمرِ فيكُمْ وعندكُمْ
ظننتُمْ محلَّ الأمرِ فيكُمْ وعندكُمْ
رقم القصيدة : 24668
-----------------------------------
ظننتُمْ محلَّ الأمرِ فيكُمْ وعندكُمْ
و لم تعلموا ماذا تجرّ المقادرُ
وغرَّ نُفوساً ظاهراتٍ غُرورُه
ومن دونِ مايقضي به اللهُ ساترُ
وفاتكمُ ما كنتمُ تحسبونه
وطارَ بهِ، والشّكرُ لله، طائرُ
ورُمتمْ ضِراراً لم يُرِدْهُ مليكُهُ
وليس لمن يُقضى له النفعُ ضائرُ
و رفعتمُ منكم رءوساً فطؤطئتْ
بأيدٍ عزيزاتٍ وكُبَّتْ مناخِرُ
فلا تولعوا من بعدها بطماعة ٍ
ففيما مضى عن مثل ذلك زاجرُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أشاعرة ٌ بما نلقى ظلومُ
أشاعرة ٌ بما نلقى ظلومُ
رقم القصيدة : 24669
-----------------------------------
أشاعرة ٌ بما نلقى ظلومُ
فما نلقى وإنْ حقرتْ عظيمُ
ولو صدق الوشاة ُ إليك عنّى
لقالوا إِنّه دَنِفٌ سقيمُ(29/141)
أفاقوا من هوًى فلحوا عليه
ومن لا يعرفُ البَلْوى يلومُ
يلومُ على الهوى مَن ليس يدري
وداداً أنَّه أبداً مُقيمُ
وناموا والهوى سَقَمٌ دَخيلٌ
طويلٌ لا ينامُ ولا يُنِيمُ
وليلة َ زارنا منكمْ خيالٌ
وجِلْدُ اللّيل من وَضَحٍ بَهيمُ
وأحسبُهُ الضَّجيعَ على وِسادي
وما رامَ اللّقاءَ ولا يرومُ
وكيفَ يزورُ من بلدٍ بعيدٍ
ولاعَنَقٌ هناك ولارَسيمُ؟
ومعشوقٍ له نطقٌ رخيمٌ
يُدِلُّ به ومُنْتَطَقٌ هَضيمُ
لنا من لفظهِ دُرٌّ نَثيرٌ
ومن ثغرٍ له درٌّ نظيمُ
خلوتُ به وباطنه سليمٌ
بلا دَنَسٍ وظاهرُه كليمُ
لمنْ طللٌ وقفتُ به سحيراً
أصيحابى وقد هوتِ النّجومُ ؟
وللظَّلماءِ في الخضراءِ بُرْدٌ
وُشومٌ بالكواكب أَو رُقومُ
وعُجنا نحوَهُ والشَّوقُ حادٍ
قلائصَ فى مغانيها القصيمُ
وكيف سؤالُ رسمٍ "عن فريقٍ"
ولم تعرف فتخبرك الرّسومُ ؟
لفخر الملك فى شرف المعالى
محلٌّ لا يُرامُ ولا يَرِيمُ
وفضلٌ حلّ ساحته خصوصٌ
وأفضالٌ تجلّلنا عمومُ
خلائقُ كالزُّلالِ العَذْبِ أضحَى
يزعزعه لدى صحرٍ نسيمُ
وصدرٌ لا يبيت عليه حقدٌ
وَلاَ تَسْرِي بِسَاحَتِهِ السَّخِيمُ
وبشْرٌ قبلَ أنْ تكفِ العطايا
يُشاهدُه فيستغني العديمُ
وإنْ قِسناهُ فالتَّبريزُ نقصٌ
لمن يَعدُوهُ والتَّبذيرُ لُومُ
ألا قلْ للألى ملكوا البرايا
وعشعش فى ديارهمُ النّعيمُ
وحلّوا كلَّ شاهقة ِ المبانى
منَ العلياء يسكنُها الكريمُ
وطالتْ فيهمُ أيدٍ إذا ما
تمنّوه كما طالتْ جسومُ
ملوكٌ ما لهمْ طرفٌ دَنيٌّ
يهابُ به ولا خُلُقٌ ذَميمُ!
أرونا مثلَ فخرِ الملكِ فيكُمْ
يَقومُ منَ الأمور بما يقومُ؟
ومن خضعتْ لغرّتهِ النّواصى
وقيدتْ فى أزمّتهِ القرومُ
فللَّهِ انبعاثُكَ كلَّ يومٍ
تسومُ منَ العظيمة ما تَسومُ
على جرداءَ إنْ حبستْ فقصرٌ
وإنْ ركضتْ لِهَمٍّ فالظَّليمُ
وحولك فى ململة ٍ رجالٌ
ركودٌ فى سروجهمُ جثومُ
وفى أيديهمُ أسلٌ طوالٌ
لها ذِمَة ٌ إلى الأَرواحِ هِيمُ
إذا غضبوا رأيتَ الموتَ صِرْفاً(29/142)
على مُهَجِ الكرامِ بهمْ يحومُ
وعيدُ النَّحْرِ يُخبرُ أنَّ ظِلاًّ
مَنَنْتَ بهِ على الدّنيا يدومُ
وقد جادتْ سحائبهُ سُعوداً
ونُعْمى لاتجودُ بها الغيومُ
فنلْ منه الطّلابَ فكلُّ يومٍ
أَنالَكَ ماطلبتَ أخٌ حميمُ
فعيشٌ لاتكونُ بهِ مُماتٌ
ودهرٌ لستَ عاذره ملومُ
وأُمُّ الدّهر ناسلة ٌ ولكنْ
لمثلك أنْ يكون لها عقيمُ
وما نخشى صروفَ الدّهرِ جمعاً
وأنّك من بواثقها حريمُ
العصر العباسي >> البحتري >> أجز من غلة الصدر العميد
أجز من غلة الصدر العميد
رقم القصيدة : 2467
-----------------------------------
أجِزْ منْ غُلّةِ الصّدْرِ العَميدِ،
وَسَكِّنْ نَافِرَ الجائش الشَّرُودِ
فَما جَزعُ الجَزُوعِ مِنَ اللّيالي
بمُحْرِزِهِ، ولا جَلَدُ الجَلِيدِ
جَحَدْنا سُهْمةَ الحَدَثانِ فينا،
لَوَ أنّ الحقّ يبطُلُ بالجُحُودِ
وَنُنْكِرُ أنْ تَطَرّقَنا المنايا،
كأنّا قَدْ خُلِقْنا للخُلودِ
فيا وَيْحَ الحوادِثِ كيْف تُعْطي
شَقِيَّ القَوْمِ من حظِّ السعيدِ
وَكيْفَ تجوزُ، إن همّتْ بحُكمٍ،
فتحْمهلَ للْغَوِيّ عَلى الرّشيدِ
وَمَا بَرِحَتْ صُرُوفُ الدّهرِ، حتى
أرَتْنا الأُسْدَ قتْلى للقُرُودِ
أُعَزّي الأرْيَحِيَّ أبَا عليٍّ
على الخِرْقِ الأغَرِّ أبي سعيدِ
وَمَا عَزّيْتُ إلاّ بحْرَ عِلْمٍ،
نُطيفُ بفَيضِهِ، عن بحْرِ جودِ
قَتِيلٌ لَمْ يُمَهِّلْ قَاتِلُوهُ
مَدَى الأجَلِ المُوَقَّتِ في ثَمودِ
تُدُورِكَ ثَارُهُ غَضّاً، ولَمّا
يُؤخَّرْ لِلْتّهَدّدِ، والوَعِيدِ
وكان السّيْفُ أدْنَى مِنْ ورِيد الْـ
ـمُعِينِ عَلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ
وَلَيْسَ دَمُ اللّعِينِ، وَإنْ شَفانا،
كفيا عِنْدَنا لِدَمِ الشّهيدِ
وَما أرْضَتْكَ من مُهَجِ الموَالي،
غَداةَ رُزِئْتَهَا، مُهَجُ العَبيدِ
فَلَوْ عَلِمَ القَتِيلُ، وَأيُّ عِلْمٍ
لِمَيْتٍ، منْ ورَاء التُّرْبِ، مُودِ
رَأى لأخِيهِ عَزْماً، أنْقذَتْنا
صَريمتُهُ منَ التّلَفِ المُبِيدِ(29/143)
سَمَا بالخَيْلِ أرْسلاً لِسيما،
فَمِنْ شوسٍ إلى الداعي، وَقُودِ
فَما انْفكّتْ تجُولُ عليْهِ، حتى
تدَهْدَأ رَأسُ جَبّارٍ عَنِيدِ
إذا ما الحَيُّ أعْطَى في أخِيهِ الـ
ـدّنِيئةَ فهْوَ كالمَيْتِ الفَقِيدِ
ذكَرْتُ أخي أبا بكْرٍ، ففاضتْ
دُموعٌ، غَيرُ مُعْوِزَةِ الجمودِ
وَللْفَجْعِ العَتيقِ مُحرِّكاتٌ،
مُهَيِّجَةٌ منَ الفَجْعِ الجَديدِ
سَلامُ الله والسّقيا، سِجالاً،
عَلى تِلْكَ الضّرَائِحِ وَاللحودِ
رَزَايا منْ شُيوخِ الأزْدِ ألْقَتْ
عَلَيْنَا كلَّ مُوهِنَةٍ، هَدُودِ
نَصُكُّ لهَا الجِبَاهَ، إذا احتشمنا،
حياءَ النّاس منْ لَطمِ الخُدودِ
مبَاك نَسْتَزِيدُ الدّمْعَ مِنها،
وَما للدّمْعِ فِيها منْ مَزِيدِ
أقُولُ أبا عليٍّ طِبْتَ حَيّاً،
وَمَيْتاً، تحْتَ أرْوِقَةِ الصّعِيدِ
لقَدْ طَلَبَتْكَ من غُرّ المَرَاثي
قَوَافٍ، مثْلُ أفْوَافِ البُرُودِ
فَلا تبْعُدْ، فما كان المُرَجّي
نَوالَكَ، مِنْ نَوالِكَ، بالبَعِيدِ
هممْتُ بنُصرَةٍ، فعجِزْتُ عنها،
وَأنْتَ تُرَادُ للخَطْبِ المُفيدِ
وَلمّا لمْ أجِدْ للسّيْفِ حَدّاً
أصُولُ بِهِ، نَصَرْتُكَ بالقَصِيدِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لو لم يعاجله النوى لتحيرا
لو لم يعاجله النوى لتحيرا
رقم القصيدة : 24670
-----------------------------------
لو لم يعاجله النوى لتحيرا
وقَصارُهُ وقد انتأَوا أن يُقصِرا
أفكلما راعَ الخليطُ تصوبتْ
عَبَراتُ عينٍ لم تقلَّ فتَكثُرا؟
قد أوقدتْ حرقُ " الفراق " صبابة ً
لم تستعرْ ومرينَ دمعاً ما جرى
" شعفٌ " يكتمه الحياءُ ولوعة ٌ
خفيتْ وحقّ لمثلها أن يظهرا
" وأبي " الركائبِ لم يكن " ما علنه "
صبراً ولكنْ كان ذاك تصبرا
لَبَّيْنَ داعية َ النَّوى فأَرَيْنَنا
بينَ القِباب البيضِ موتاً أحمرا
و بعدن بالبين المشتتِ ساعة ً
" فكأنهنّ " بعدن عنا أشهرا
عاجوا على ثَمْدِ البِطاحِ وحُبُّهمْ
أجرى العيونَ غداة بانوا أبحرا(29/144)
وتَنكَّبوا وَعْرَ الطَّريق وخَلَّفوا
مافي الجوانح من هَواهُمْ أوعرا
أمّا السّلوُّ فإنّه لا يهتدي
قصد القلوب وقد حشينَ تذكرا
قد رُمتُ ذاك فلم أجدْه، وحَقُّ مَنْ
فقدَ السبيلَ إلى الهدى أن يعذرا
أهلاً بطيفِ خيالِ مانعة " الحبا "
يقظى ومفضلة ٍ علينا في الكرى
ما كان أنعمنا بها من زورة ٍ
لو باعدتْ وقتَ الورودِ المصدرا !
جزعتْ لوخطاتِ المشيب وإنما
بلغَ الشبابُ مدى الكمال فنورا
والشيبُ إنْ فكَّرتَ فيه مَورِدٌ
لا بدّ يوردهُ الفتى إن عمرا
يبيضُّ بعدَ سوادهِ الشَّعَرُ الذي
لو لم يزره الشيبُ واراه الثرى
زَمنَ الشّبيبة ِ لا عدَتْكَ تحيَّة ٌ
وسقاك مُنهمِرُ الحَيا ما استُغزِرا
فلطالما أضحى ردائي ساحباً
في ظِلِّك الوافي وعودِيَ أخضرا
أيامَ يرمقني الغزالُ إذا رنا
شعفاً ويطرقني الخيالُ إذا سرى
و مرنحٍ في الكورِ يحسبُ أنه اصطبح العقار وإنما اغتبق السرى
ـطبحَ العُقارَ وإنَّما اغتبقَ السُّرى
بطلٌ صفاهُ للخداع مَزلَّة ٌ
فإذا مشى فيه الزماعُ تغشمرا
إمّا سألتَ به فلا تسألْ بِهِ
ناياً يناغي في البَطالة مِزْمَرا
واسأل به الجرد العتاقُ مُغيرة ً
يخبطنَ هاماً أويطأن سَنَوَّراًيح
ملْنَ كلَّ مُدجَّجٍ يَقري الظُّبا
عَلَقاً وأنفاسَ السَّوافي عِثْيَرا
قَوْمي الّذين وقد دَجَتْ سُبُلُ الهُدَى
تَركوا طريقَ الدِّين فينا مُقمِرا
غلبوا على الشرفِ التليد وجاوزوا
ذاك التَّليدَ تَطرُّفاً وتخيُّرا
كم فيهمُ من قسورٍ متخمطٍ
يردى إذا شاء الهزبرَ القسورا
متنمرٍّ والحربُ إن هتفت به
أدته بسامَ المحيا مسفرا
و ملومٍ في بذلهِ ولطالما
أضحى جديراً في العُلا أنْ يُشْكرا
ومُرَفَّعٍ فوقَ الرِّجالِ تخالُه
يومَ الخطابة ِ قد تسنَّم مِنْبرا
جَمعوا الجميلَ إلى الجمالِ وإنَّما
ختموا إلى المرأى الممدحِ مخبرا
سائلْ بهمْ بدراً واحداً والتي
ردَّتْ جبينَ بني الضَّلال مُعفَّرا
للَّهِ دَرُّ فوارسٍ في خَيبرٍ
حَملوا عن الإسلام يوماً مُنْكَرا(29/145)
عصفوا بسلطان اليهودِ وأولجوا
تلك الجوانحَ لوعة ً وتحسُّرا
واستلحموا أبطالهمْ واستخرجوا الـ
ـأَزلامَ من أيديهمُ والمَيسِرا
و بمرحبٍ ألوى فتى ً ذو جمرة ٍ
لاتُصطلى وبسالة ٍ لاتُعتَرى
إنْ حزّ حزّ مطبقاً أو قال قا
لَ مصدَّقاً أو رامَ رامَ مطهَّرا
فثناه مصفرَّ البنان كأنما
لطخَ الحمامَ عليه صبغاً أصفرا
" تهفو " العقابُ بشلوهِ ولقد هفتْ
زمناً به شمُّ الذوائبِ والذرا
أمّا الرّسولُ فقد أبانَ ولاءَهُ
لو كان ينفع " جائراً " أن ينذرا
أمضى مقالاً لم يقله معرضاً
و اشاد ذكراً لم يشده " مغررا "
وثَنى إليهِ رقابَهم وأقامَهُ
علماً على باب النجاة مشهرا
و لقد شفى " يومُ الغدير " معاشراً
ثَلِجَتْ نفوسُهمُ وأَدْوى مَعشرا
قَلِقَتْ بهمْ أحفادُهمْ؛ فمرجِّعٌ
نفساً ومانعُ أنة ٍ أن تجهرا
ياراكباً رقصتْ به مَهْرِيَّة ٌ
أشِبَتْ بساحته الهمومُ فأَصْحرا
عُجْ بالغَريِّ فإنَّ فيه ثاوياً
جبلاً تطأطأ فاطمأنَّ به الثَرى
و اقرا السلامَ عليه من كلفٍ به
كشفتْ له حجبُ الصباح فأبصرا
فلوِ استطعتُ جعلتُ دارَ إقامتي
تلكَ القبورَ الزهرَ حتى أقبرا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما أرادتْ إلاّ الجفاءَ ظلومُ
ما أرادتْ إلاّ الجفاءَ ظلومُ
رقم القصيدة : 24671
-----------------------------------
ما أرادتْ إلاّ الجفاءَ ظلومُ
يوم رامتْ عنّا ملسنا نريمُ
روّعتْ بالفراقِ قلباً إذا ريـ
ـعَ بذكرِ الفراقِ كادَ يهيمُ
وأرادتْ قصدَ الغميمِ ولو أنّا استطعنا كان المحلَّ الغميمُ
ـنا استطعنا كان المحلَّ الغميمُ
وكتمنا وَجْداً بها ساعة َ البَيْـ
ـنِ ولكنْ دَمْعُ العيونِ نَمومُ
لم يطلْ بيننا غداة َ افتراقنا
- من حذارٍ - ضمٌّ ولا تسليمُ
ضاعَ مِنّا بينَ الوشاة ِ ببينٍ
- ما احتسبناه - سرّنا المكتومُ
أيُّ دمعٍ جرى ونحنُ بنَجْرا
نَ لنا والدّيارُ ثَمَّ رُسومُ
دِمَنٌ لو رَنَتْ إليهنَّ عينا
كَ قُبَيْلَ الفراقِ قلتَ النُّجومُ(29/146)
ومغانٍ منَ النُّحولِ كأروا
حٍ ولكنْ ليستْ لهنَّ جُسومُ
ـلٌ أَدَمْعٌ أم لؤلؤٌ منظومُ؟
ـه طويلاً لو كانَ فيهِ يُنيمُ
وعجيبٌ وهْوَ المَليءُ ثراءً
كيف يلوى عن جانبيه الغريمُ
طلعتْ فالهلالُ يبصرُ منها
ورنتْ نحونا فقيلَ الرّيمُ
رحلَ النّاكثون بالعهدِ عن دا
رِ حفاظٍ وأنتَ فيها مُقيمُ
وتناهَوْا عنِ الوفاءِ وهذا الْـ
ـغَدْرُ داءٌ بينَ الأنام قديمُ
وملامٌ متى استقمتُ إذا كا
ن جميعُ الأنامِ لا يستقيمُ
لا أبالى متى استقمتُ إذا كا
ن جميعُ الأنامِ لا يستقيمُ
وإذا سُمتُها كما اشترطَ المجـ
ـدُ فنادِ الرّجالَ : لا ، لا تسوموا
قلْ لفخر الملوك عنّى َ والقو
لُ صحيحٌ بينَ الورَى وسَقيمُ:
قد رأينا بك الملوك وإنْ رمـ
ـتَ من المأثراتِ مالم يروموا
لكَ من فوقِهمْ إذا نحنُ قِسنا
هُمْ إلى مجدك المحلُّ العظيمُ
إنَّ في بلدة ِ السَّلامِ هُماماً
ليس يهدى إلاّ له التّسليمُ
من أناسٍ لهمْ إلى سورة الجهـ
ـلِ أَناة ٌ وفي السَّفاهِ حُلومُ
وإذا ما دعوا لحومة ِ حربٍ
وطيورُ الرَّدى هناك تحومُ
وهبوا العذرَ للجبانِ وعاصوا
من على مكرعِ الحمامِ يلومُ
قد لبسْنَ الدِّماءَ فالبُلْقُ كُمْتٌ
ما تَوضَّحْنَ، والأغرُّ بَهيمُ
زارَ أرضَ الزّوْراءِ لمّا اقشعرَّتْ
مثلما زارتِ المحولَ الغيومُ
جاءها حين لا يمرّ بها السّا
ري دُثوراً ولا يُسيم المُسيمُ
ليس يغضى عنها وتمضى قضايا
هُ عليها إلاّ الغَشومُ الظَّلومُ
فهى الآن كالصّفاة ِ استدرتْ
ليس فيها لمجتليها ثلومُ
روضة ٌ غَضَّة ٌ فأمّا نداها
فرذاذٌ وريحها فنسيمُ
فإلى بابهِ مُناخُ المطايا
وعليهِ وَفْدُ الرَّجاءِ مُقيمُ
حرمٌ آمنٌ به يُنصَفُ المظـ
ـلومُ عفواً ويُمنحُ المحرومُ
بلغوا عنده الرّجاء وكم با
توا وأُمُّ الرَّجاءِ فيهمْ عقيمُ
دَرَّ دَرُّ الذي فَضَلْتَ به النّا
سَ عطاءٌ دثرٌ وخلقٌ كريمُ
وسجايا ملكنَ كلَّ فؤادٍ
هنَّ فيهِ عندَ الصَّميمِ صَميمُ
أيّها المنعمُ الذى أعوزَ الفقـ(29/147)
ـرُ على جوده وأعيا العديمُ
لك من شكرِ كلِّ من سَطَرَ الشكْـ
ـرَ قديماً خُصوصُهُ والعُمومُ
وإذا ما مدائحُ المرءِ لم يَصْـ
ـدُقْنَ في نَعْتِهِ فهنَّ خُصومُ
وإذا ما أُعيرَ وصفاً محالاً
فَهْوَ قَذْفٌ لعِرضهِ ورُجومُ
إن هذا التّحويلَ جاء وقد عا
هَدَنا أنَّه الدُّهورَ يدومُ
وهْوَ يُهدي إليك ما أنتَ تهوا
ه وما نحن فى هواك نرومُ
وابقَ مستخدمَ الزّمانَ فخير الـ
ـعيش عيشٌ به الزّمان خدومُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> عرفتُ الدّيارَ كسُحقِ البُرودِ
عرفتُ الدّيارَ كسُحقِ البُرودِ
رقم القصيدة : 24672
-----------------------------------
عرفتُ الدّيارَ كسُحقِ البُرودِ
كأن لم تكنْ لأنيسٍ ديارا
ذكرتُ بها نَزواتِ الصِّبا
بساحاتها والشبابَ المعارا
وقوماً يشنّون لا يفتُرو
ـن إمّا النُّضارَ وإمّا الغِوارا
أبوا كلما عذلوا في الجميـ
ـل إلاّ " انبعاقاً " وإلا انفجارا
أمنتُ على القلبِ خوانة ً
تطيعُ جِهاراً وتَعصي سِرارا
أقادُ إليها على ضنها
ولولا الهوَى لملكتُ الخِيارا
و قالوا وقد بدلتْ حادثاتُ
زمانيَ ليلَ مشيبي نهارا :
أتاه المشيبُ بذاك الوَقارِ
فقلت لهمْ: ما أردتُ الوَقارا
فيا ليتَ دهراً أعارَ السّوا
دَ إذ كان يرجعه ما أعارا
وليتَ بياضاً أراد الرّحيلَ
عُقيبَ الزِّيارة ماكان زارا
و مفترشٍ صهواتِ الجيادِ
إذا ما جرى لا يخاف العثارا
تراه قويماً كصدر القنا
لا يطعمُ الغمضَ إلاّ غرارا
سرى في الظلام إلى أن أعا
دَ مرآة َ تلك الليّالي سِرارا
فلما ثناه " جنابُ الأجلَّ "
ـلِ نَفَّضَ عن مَنكِبيهِ الغُبارا
وشرَّد عنه زَماعَ الرَّحيلِ
فألقى عصاه وأرخى الإزارا
مزارٌ إذا " أمه " الرائدون
أَبَوْا أن يَؤمُّوا سِواه مَزارا
و مغنى ً إذا اضطربتْ بالرجال
رحالْ الركائب كان القرار
فللهِ دَرُّك من آخذِ
و قد وترَ المجدُ ثارا
و من جبلٍ " ما استجار المروعُ "
به في البوائق إلاّ أجارا
فتى ً لا ينامُ على رِيبة ٍ(29/148)
ولا يأخذُ الغَمَّ إلاّ اقتسارا
ولايصطفى غيرَ سيّارة ٍ
منَ الذّكرِ خاض إِليها الغِمارا
و قد جربوك خلال الخطو
ب عيَّ بهنّ لبيبٌ فحارا
فما كنتَ للرُّمح إلاّ السّنانَ
ولا كنتَ للسَّيفِ إلاّ الغِرارا
و إنك في الروع كالمضرحيَّ
أضاقَ على الطائراتِ المطارا
و كم لك دون مليك الملوك
مقامٌ ركبتَ إليه الخطارا
و ملتبسٍ كالتباس الظلا
م أضرمتَ فيه من الرأي نارا
وكنتَ اليمينَ بتلك الشُّغوبِ
وكان الأنامُ جميعاً يسارا
ولمّا تبيَّنَ عُقْبى الأمورِ
وأسفرَ دَيجورُها فاستنارا
درى بعد أن زال ذاك المرا
ءُ من بالصواب عليه أشارا
" ولولا " دفاعك عمن تراهُ
رأينا أكفَّ رجالٍ قِصارا
و لي نفثة ٌ بين هذا المديح
صبرتُ فلم أعطَ عنها اصطبارا
أأدنو إليك بمحض الوداد
وتبعُدُ عنّي وداداً ودارا
وأُنسى فلا ذكرَ لي في المغيبِ
و ما زادني ذاك إلاّ ادكارا
و إني لأخشى وحوشيتَ منه
أنْ يحسب الناسُ هذا ازورارا
و لستُ بمتهمٍ للضمير
ولكنّني أستزيدُ الجِهارا
و لو قبل الناسُ عذر امرئٍ
لأوسعتُهم عن سِوايَ اعتذارا
فليس لهمْ غيرَ ما أبصروه
عِياناً وعدّوا سواهُ ضِمارا
وكانت جواباتُ كُتْبي تجيءُ
إليَّ سراعاً بفخرٍ غزارا
فقد صِرْنَ إِمّا طوَيْنَ السِّنينَ
وإمّا وَرَدْنَ خِفافاً قِصارا
وكيف تخيبُ صغارُ الأمورِ
لدى من أنال الأمورَ الكبارا ؟
أنجد سارٍ بها ثمّ غارا
و من كلمٍ كنبال المصيبِ
وبيتٍ شَرودٍ إذا قيلَ سارا
يُغنِّي بهنَّ الحُداة ُ الرِّكابَ
و يسقى بهنّ الطروبُ العقارا
كِ صَيَّرْتَه راعياً لي فصارا
ولمّا بنيتَ بساحاتهِ
أطلتَ الذرا ورفعت المنارا
فلا زلتَ يا فارج المشكلاتِِ
تنالُ المرادَ وتكفي الحذارا
و هنئتَ بالمهرجانِ الذي
يعودُ كما تبتغيهِ مِرارا
يعودُ بما شئتَ شَوقاً إليك
مِراراً وإنْ لم تُعِرْه انتظارا
ولِمْ لا يتيهُ زمانٌ رآ
كَ فَضلاً لأيّامهِ وافتخارا؟
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> جَسيمة ٌ حَمَّلها جسيمُ(29/149)
جَسيمة ٌ حَمَّلها جسيمُ
رقم القصيدة : 24673
-----------------------------------
جَسيمة ٌ حَمَّلها جسيمُ
على العظيم يصبر العظيمُ
مصيبة ٌ خفّ بها الحليمُ
مسكنها من الفتى الصّميمُ
ليس بها غمضٌ ولا تهويمُ
كأنَّها بكرعِكِ الخُرطومُ
رامَكَ من دهرِك ما ترومُ
وارتُجعَ الرِّفْدُ فمنْ تلومُ؟
مضتْ إِفالٌ وثَوَتْ قُرومُ
والبدرُ باقٍ فلتَبِنْ نُجومُ
فلتسلُ عنه إنّك السّليمُ
ساوَى السَّخيَّ في الرَّدى اللَّئيمُ
وذاقه المرزوق والمحروم
نحنُ على طرقِ الرَّدى جُثومُ
ونحوهُ الإيجافُ والرَّسيمُ
لولا الرَّدى وإنّه الهَجومُ
ما شمتَتْ بناتجٍ عقيمُ
ولا استوى الصّحيحُ والسّقيمُ
الموتُ داءٌ للورى قديمُ
سِيطَ بهِ الممدوحُ والمذمومُ
ما عنه تعريجٌ ولا تحويمُ
وليس تأخيرٌ ولا تقديمُ
لا تَشْكُونْ وغيرُك المظلومُ
كلٌّ بما لاقيتهُ أميمُ
صبراً وإنْ أوجعتِ الكلومُ
ولتنأَ عن جانبك الهمومُ
ففى البلاءِ يعرفُ الكريمُ
خيرٌ من الزّائل ما يدومُ
لك النّعيمُ إنْ يفتْ حميمُ
لا كان منك جانبٌ مثلومُ
ولا مشتْ في صدرك الغُمومُ
ولا عراكَ القَدَرُ الغَشومُ
سقى ثراه الهاطلُ السّجومُ
وجاده هيدبه المركومُ
واعتصرتْ فى قبره الغيومُ
ففيهِ نجمٌ ثاقبٌ مُقيمُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أما ترى الرَّبعَ الّذي أقفرا
أما ترى الرَّبعَ الّذي أقفرا
رقم القصيدة : 24674
-----------------------------------
أما ترى الرَّبعَ الّذي أقفرا
عراهُ من يرب البلى ما عرا ؟
لو لم أكنْ صبّاً لسكّانهِ
لم يجرِ من دمعي له ماجَرى
رأيته بعد تمامٍ له
مقلباً أبطنهُ أظهرا
كأنّني شكّاً وعِلماً بهِ
أقرأ مِن أطلالهِ أسطُرا
وقفتُ فيه أينُقاً ضُمرّاً
شذب من أوصالهنّ السرى
لي بأناس شغلٌ عن هوى ً
و معشري أبكى لهم معشرا
أجلْ بأرض الطفّ عينيك ما
بينَ أناسٍ سُرْبلوا العِثْيَرا
حَكَّم فيهم بغيُ أعدائِهمْ
عليهم الذؤبانَ والأنسرا
تخال من لألاءِ أنوارهمْ(29/150)
ليلَ الفيافي لهمُ مقمرا
صَرعى ولكنْ بعد أن صَرَّعوا
وقطَّروا كلَّ فتى ً قَطَّرا
لم يرتضوا درعاً ولم يلبسوا
بالطعن إلاّ العلقَ الأحمرا
من كلّ طيانِ الحشا ضامرٍ
يركبُ في يوم الوغَى ضُمَّرا
قلْ لبني حربٍ وكم قَوْلة ٍ
سطرها في القوم من سطرا
تهتمْ عن الحقّ كأنّ الذي
أنذركم في الله ما أنذرا
كأنَّه لم يَقرِكُمْ ضُلَّلاً
عن الهدى القصدَ بأمّ القرى
ولا تَدرَّعْتُم بأثوابهِ
من بعد أن أصبحتمُ حسرا
و لا فريتمْ أدماً " مرة ً "
ولم تكونوا قطُّ ممَّن فَرى
وقلتُمُ: عنصرنا واحدٌ
هيهات لا قربى ولا عنصرا !
ما قدم الأصلُ امرءاً في الورى
أخره في الفرع ما أخرا
وغرَّكُم بالجهل إمْهالُكم
وإنَّما اغترَّ الَّذي غُرِّرا
حلأَّتُمُ بالطفّ قوماً عن الْـ
ـماءِ فحُلِّئْتُمْ به الكَوْثرا
فإنْ لَقُوا ثَمَّ بكم مُنكَراً
فسوف تَلْقَون بهم مُنكرا
في ساعة يحكم في أمرها
جدهم العدل كما أمرا
و كيف بعتمْ دينكمْ بالذي أسـ
ـتَنْزره الحازمُ واستحقرا!
لولا الذي قدر من أمركمْ
وَجَدتُم شأنَكمُ أَحقر
كانت منَ الدَّهرِ بكم عثرة ٌ
لا بدّ للسابق أن يعثرا
لاتفخروا قطُّ بشيءٍ فما
تركتُمُ فينا لكم مَفْخرا
ونِلتموها بَيعة ً فَلتة ً
حتّى ترى العينُ الّذي قُدِّرا
كأنَّني بالخيل مثلُ الدُّبى
هبتْ به نكباؤه صرصرا
وفوقَها كلُّ شديدِ القُوى
تخاله من حنقٍ قسورا
لا يمطرُ السمرَ غداة َ الوغى
إلاَّ برشَّ الدمِ إنْ أمطرا
فيرجعُ الحقُّ إلى أهلهِ
و يقبلُ الأمر الذي أدبرا
ياحججَ اللهِ على خلقهِ
و من بهم أبصرَ من أبصرا
أنتمْ على الله نزولٌ وإن
خالَ أُناسٌ أنكمْ في الثَّرى
قد جعل الله إِليكمْ كما
علمتُمُ المبعثَ والمحشرا
فإِن يكنْ ذنبٌ فقولوا لمن
شفعكمْ في العفو أن يغفرا
إذا توليتكمُ صادقاً
فليس منِّي "مُنكَرٌ" مُنكِرا
نَصرتُكمْ قولاً على أنّني
لآملٌ بالسيفِ أن أنصرا
وبينَ أضلاعيَ سِرٌّ لكمْ
حوشيَ أن يبدو وأن يظهرا
أنظرُ وقتاً قيل لي بُحْ به(29/151)
و حقّ للموعود أن ينظرا
وقد تبصَّرتُ ولكنَّني
قد ضقتُ أن أكظم أو أصبرا
و أيُّ قلبٍ حملتْ حزنكمْ
جَوانحٌ منه وما فُطِّرا
لاعاشَ مِن بعدكُمُ عائشٌ
فينا، ولا عُمِّرَ مَن عَمَّرا
و لا استقرت قدمٌ بعدكم
قرارة ً مَبْدى ولا مَحضَرا
و لا سقى اللهُ لنا ظامئاً
من بعد أن جنبتمُ الأبحرا
و لا علتْ رجلٌ وقد زحزحت
أرجُلُكمْ عن مَتْنهِ مِنْبرا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ومِن سَفَهٍ لمّا مررتُ على الحِمى
ومِن سَفَهٍ لمّا مررتُ على الحِمى
رقم القصيدة : 24675
-----------------------------------
ومِن سَفَهٍ لمّا مررتُ على الحِمى
بكيتُ وهل يُبكي الجليدَ المعالِمُ؟
شربتُ بهِ لمّا رأيتُ خُشوعَه
دُموعي وغنَّتْني عليهِ الحَمائِمُ
ولمّا رأينا الدَّارَ قَفْرى منَ الهوى
وليس بها إلاّ الرّياحُ السّمائمُ
كرعنا الجوى صرفاً بأيدى رسومها
فلم ينجُ منّا يوم ذاك سالمُ
وما برحتْ أيدى المطى ّ مكاننا
كأنَّ المطايا ما لهنَّ قوائمُ
كأَنِّيَ لم أعصِ الهَوى وهْوَ غالبٌ
ولم يقلِ الأقوامُ إنّك حازمُ
ولم أكُ صلبَ العودِ يومَ يقودُني
أكُفٌّ شِدادٌ أو نيوبٌ عَواجمُ
فإنْ يكُ لي دمعٌ بسرِّيَ بائحٌ
فلي منطقٌ للوَجْدِ مِنيَ كاتمُ
فللّهِ يومُ الشَّعْبِ ما جَنتِ النَّوى
علينا وما ضمّتْ عليه الحيازمُ
عشيّة رحنا والغرامُ يقودنا
وليسَ لنا إلاّ الدُّموعُ السَّواجمُ
نطارُ إلى داعى الهوى فكأنّنا
جيادٌ سراعٌ مالهنّ شكائمُ
نظرتُ وظعنُ الحى ّ تحدى بذى النّقا
وأيدى المطايا بالحدوجِ رواسمُ
وقد رثّ شملٌ بالفراقِ وحولنا
منَ الوَجْدِ لَوّامٌ لنا ولوائمُ
فلاهٍ تخطّاهُ التجلُّدُ مُفحَمٌ
وساهٍ تَوخّاهُ التبلُّدُ واجمُ
فلم تلفنى إلاّ عيونٌ فواترٌ
وإلاّ خدودٌ للعيون نواعمُ
غذين الصّبا حتّى ارتوينَ من الصّبا
سنينَ كما تغذو الصبى ّ المطاعمُ
ومُشتكياتٌ ليس إلاّ أناملٌ
يُشِرْنَ إلى شكوى النَّوى ومعاصمُ
ونادمة ٌ كيفَ استجابتْ لِبَيْنِنا؟(29/152)
وقد شقيتْ بالعضّ منها الأباهمُ
وأعرض عنّا بالخدودِ وما لنا
إليهنَّ لولا بَغْيُهنَّ جَرائمُ
وما كنتُ أخشى أنّ قلبى تنوشه
محكّمة ً فينا النّساءُ الظّوالمُ
ولا أنّ شوقى لا يزال يهيجه
ثرًى مقفرٌ أو منزلٌ متقادمُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ذكرتك في الخلوات التي
ذكرتك في الخلوات التي
رقم القصيدة : 24676
-----------------------------------
ذكرتك في الخلوات التي
شَننتَ بهنَّ عليَّ السُّرورا
وكنتَ لدَيجُورِهِنّ الصّباحَ
و في سهكاتٍ لهنّ العبيرا
فضاقتْ عليَّ سهوبُ الديار
وصارتْ سُهولتُهنَّ الوُعورا
و أظلمَ بيني وبين الأنام
و ما كنت من قبل إلاّ البصيرا
وطالَ عليَّ الزَّمانُ القصيرُ
وكانَ الطَّويلُ عليَّ القصيرا
فها أنا منك خليَّ اليدين
وفيكَ كليلَ الأماني حَسيرا
فقدتك فقدَ الزمان الحبيب
إليَّ وفقدي الشبابَ النضيرا
و هون رزءك من لم يحطْ
بأنِّي أعالجُ منهُ العسيرا
فظنوا ، وما علموا ، أنه
صغيرٌ وماكانَ إلاّ كبيرا
فقلْ للَّذي في طريق الحِما
يرعى البدور ويعلى القصورا
و يغفل عن وثباتِ المنون يدعن
الشوى ويصبن النحورا
إلى كم تظلُّ وأنتَ الطّليقُ
بأيدي الطّماعة ِ عبداً أسيرا؟
إذا ما أريثُ أريثُ الرحالَ
و إما قربتُ قربتُ الغرورا ؟
وإن نلتَ كلَّ الذي تَبْتغيه
فما نلتَ إلاّ الطَّفيفَ الحقيرا
وما أخذَ الدَّهرُ إلاّ الذي
أعادَ فكيفَ تلومُ المُعيرا؟
و كم في الأسافل تحت الحضيض
أخامصِ قومٍ علونَ السَّريرا
و كم ذا صحبنا لأكل التراب
أناساً ثووا يلبسون الحريرا
و كم أغمد التربُ في لحدهِ
حُساماً قَطوعاً ولَيثاً هَصورا
أخيَّ " حسينُ " ومن لي بأن
تجيب النداء وتبدي الضميرا ؟
عَهدتُك تَطردُ عنِّي الهمومَ
و تذكرني بالأمور الأمورا
أُخانُ فآخذُ منك الوفاءَ
و أظما فأكرع منك النميرا
وكم ليلة ٍ كنتَ لي ثانياً
سَقى اللهُ قبرَك بينَ القبورِ
سحاباً وَ كيفَ النواحي مطيرا
ءِ عِيراً بِطاءً يُزاحِمْنَ عِيرا(29/153)
كأنَّ زماجرَه المُصْعِقاتِ
ضجيجُ الفحول عزمن الهديرا
تُعصفرُهُ وَمَضاتُ البروقِ
فتسحبُه من نَجيعٍ عَصيرا
مجاورَ قومٍ بأيدي البِلى
تمزقهمْ يرقبون النشورا
و لا زال قبرك من نوره
بجنحِ الظلام يضيء القبورا
ولازلتَ مُمتلىء الرّاحتينِ
نَعيماً ولاقيتَ رَبّاً غَفورا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> صَمَتَ العواذلُ في أَساكِ وسلَّموا
صَمَتَ العواذلُ في أَساكِ وسلَّموا
رقم القصيدة : 24677
-----------------------------------
صَمَتَ العواذلُ في أَساكِ وسلَّموا
لمّا رأَوْا أنَّ العزاءَ محرَّمُ
لاموا وكم من فائهٍ بملامة ٍ
هو عند نقّادِ الملامة ِ ألومُ
ما أغفلَ العذّالَ عمّا فى الحشا
من لاذعاتٍ جمرُها يتضرَّمُ
لو أنصفوا اعتذروا وقد عاصيتهمْ
وأبَيْتُ نصحَهمُ بأنِّيَ مُغرَمُ
كم بيننا تتنعّمون وأبتلى
أوْ تسلمون من الكُلومِ وأُكْلَمُ؟
فى القلب من حرّ المصيبة لوعة ٌ
لا تعلمون بها وقلبى أعلمُ
لا يَستوي بكُمُ ـ وما من ثَلمة ٍ
بصفاتكمْ - شعثُ الصّفاة ِ مثلّم
ذاوى القضيب له بنانة ُ آسفٍ
يجرى لطولِ عضاضها منها الدّمُ
يا للرّجالِ لهاجمٍ بيد الرّدى
أعيا فقيلَ هو القضاءُ المبرمُ
ومصيبة ٍ ليلي ـ وقد ساوَرْتُها ـ
ليلُ اللّديغِ بها ويومى أيومُ
ركبتْ من الأثباج مالا يرتقى
وتهضَّمتْ في القومِ ما لا يُهضَمُ
شوطرتُ نصفى واقتسمتُ وأنتمُ
أشطاركمْ موفورة ٌ لا تقسمُ
فمتَى عَطَسْتُ فإنَّ أنفيَ أجدعٌ
وإذا بَطَشْتُ فساعِدٌ ليَ أجذَمُ
وإذا نظرتُ فليس لى من بعد منْ
خُولستُهُ إلاّ السّوادُ المظلِمُ
وهو الزّمانُ فوافدٌ ومودّعٌ
ومؤخَّرٌ فاتَ الرَّدى ومقدَّمُ
ومبلّغٌ آمالهُ ومخيّبٌ
ومُجرِّرٌ ذيلَ الثّراءِ ومُعْدِمُ
لا تَعجبوا لمُرَزِّءٍ ومُكَلَّمٍ
إنّ العجيبَ مصحّحٌ ومسلّمُ
قلْ للذي يبني البناءَ كأنَّهُ
لم يدرِ أنَّ بناءَه مُتَهدِّمُ:
مهلاً فما الدّنيا وإنْ طالتْ لنا
إلاّ كظلّ غمامة ٍ يتصرّمُ(29/154)
هلْ حظّنا منها وإن عظمتْ بها النّعماءُ إلاّ مشربٌ أو مطعمُ ؟
ـنَعماءُ إلاّ مَشْربٌ أو مَطعمُ؟
أرنى بها صفواً بغيرِ تكدّرٍ
وحلاوة ً ما سيطَ فيها العلقمُ
أو لذَّة ً نِيلتْ وليس يحفُّها
أبدَ الزَّمانِ تكلُّفٌ وتجشُّمُ
عُجْ بالمطيِّ على الدِّيارِ فنادِها
أين الألى برباكِ دهراً خيّموا ؟
من كلِّ مرهوبِ الشّذاة ِ كأنَّهُ
ليثٌ إذا ضغطَ الفريسة َ يَرزُمُ
يقظانُ ينتهزُ الفخارَ إذا خَلَتْ
سبلْ الفخار ونام عنها النّوّمُ
ومُحجَّبون من القِذاعِ كأنَّهُمْ
بسوَى جميلِ الذّكرِ لمّا يعلموا
ومهذَّبون، وكم يفوتُ مَعاشراً
شتّى الشّعوبِ مهذّبٌ ومقوّمُ
وتراهمُ متهجّمين على الرّدى
وإذا رأوا سُبُلَ العَضِيهة ِ أَحجموا
الشّاهدينَ اليومَ وهْوَ عَصَبْصَبٌ
والهازمين الجيشَ وهو عرمرمُ
والفالقين الهامَ فى يوم الوغى
فمتوّجٌ يهوى ردًى ومعمّمُ
أخنى على إثرائهمْ فأبادهُ
جودٌ لهمْ لا ينثنى وتكرّمُ
وأبى لهمْ كرمُ العروق إذا جنوا
يوماً على أموالهمْ أن يندموا
ويصون عرضهمُ الذى شحّوا به
دينارهمْ فى بذلهِ والدّرهمُ
وإذا همُ سلموا وبات وليّهمْ
مُستهلكاً فكأنَّهُمْ لم يَسْلموا
كم فيهمُ قرمٌ إلى بذل القرى
صبٌّ بأسبابِ العلاءِ متيّمُ
متقدِّمٌ واليومُ مسوَدُّ الدُّجَى
إذ قَلَّ مِن نحوَ الرَّدى يتقدَّمُ
فى موقفٍ فيه الحسامُ مثلّمٌ
والرّمحُ فى طعنِ الكلى متحطُِّ
والطّعن يفتق كلَّ نجلاءٍ لها
قَعْرٌ كما فَغَرَ البعيرُ الأعْلمُ
والخيلُ تُخضَبُ بالنَّجيعِ فشُهْبُها
محمرّة ٌ والوردُ منها أدهمُ
كانوا البدورَ وبعد أن عصفَ الرَّدَى
بهمُ همُ رِمَمُ الثَّرى والأَعْظُمُ
سكنوا العراءَ وطالما امتلأتْ وقد
جعلتْ لهمْ تلك الأسرّة ُ منهمُ
يا ربّة َ البيتِ المحرّمِ تربهُ
عن أنْ يلمّ به فعالٌ يحرمُ
قطن العفافُ به وعرّس عنده
كرمٌ كعمرِ الدَّهرِ لا يتثلَّمُ
ما إنْ بهِ صُبحاً وكلَّ عشيَّة ٍ
خشناءَ إلاّ صوّمٌ أو قوّمُ
ومستهدون كأنّما حسناتهمْ(29/155)
فى ليلهمْ ذاك البهيمِ الأنجمُ
مالي أراكِ وكنتِ جِدَّ حَفِيَّة ٍ
لا نلتقي أبداً ولا نتكلَّمُ؟
بينى وبينكِ شاسعٌ متباعدٌ
أو حالكٌ شَحِبُ الجوانبِ مُظلمُ
آبَ الرِّجالُ الرّاحلون، ودونَنا
سفرٌ طويلٌ ليس منه مقدّمُ
ما كانَ عندي والبلايا جَمَّة ٌ
أنّى أصابُ بكمْ وأعرى منكمُ
وأُذادُ حينَ أُذادُ عن أمواهِكُمْ
وأصدّ عن باب اللّقاءِ وأحرمُ
وكان ابتهالكِ جنّة ً فإذا رمى
جِهَتي العِدا تَزْوَرُّ عنِّي الأسهُمُ
ودُعاؤكِ المرفوعُ مصلحُ دائماً
ما أفسدوا أو ناقضٌ ما أبرموا
فالآنَ لي من بعدِ فقدِك جانبٌ
عارٍ وظُفرٌ في العدِّ مُقَلَّمُ
لم يمضِ ماضٍ بانَ وهْوَ محمّدٌ
ونأى أشدَّ النّأى وهو مذمّمُ
لكِ جنّة ٌ مأهولة ٌ فاستبشرى
بدخولها فالآخرين جهنّمُ
وإذا وصلتِ إلى النَّعيمِ فهيِّنٌ
من قبله ذاك البلاءُ الأعظمُ
صّلى الإلهُ على ضَريحك والتقتْ
فيه عليكِ كما يشاءُ الأنعُمُ
وجرى النّسيمُ عليه كلَّ عشيّة ٍ
واعتادَهُ نَوْءُ السِّماكِ المُرْزِمُ
فالغيثُ فيه ناشجٌ مستعبرٌ
والبرقُ منه ضاحكٌ متبسّمُ
وتروّضتْ جنباتهُ فكأنّه
بردٌ تنشّرَ بالفلاة ِ مسهّمُ
وإذا المطى ُّ بنا بلغن مكانه
فمكلّمٌ منّا له ومسلّمُ
ومنَ الشَّجا أنَّا نكلِّم في الثَّرى
من لا يصيخُ لنا ولا يتكلّمُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> خلِّ مَن كان للجنادل جارا
خلِّ مَن كان للجنادل جارا
رقم القصيدة : 24678
-----------------------------------
خلِّ مَن كان للجنادل جارا
لا تعرهُ تلهفاً وادكارا
فغبين الرجال من سلبتهُ
نوبُ الدهرِ في المصابِ اصطبارا
واعتَبِرْ بالَّذين حَلُّوا منَ العليا
ء والكبرياء داراً فدارا
ملكوا الأرضَ كلَّها ثمَّ مَن كا
ن على الأرض في الزمان مرارا
فترى دورَهُمْ وكنَّ مِلاءً
بالمسرّات بعدهُنَّ قِفارا
مُظلماتٍ من بعد
ِ أن أوقدتْ فيـ
وأكفّاً يوابساً طالمَا فِضْـ
ـن على الخلق عسجداً أو نضارا
أينَ قومٌ كنّا نراهُمْ على الأطـ(29/156)
ـواد حلوا ثرى الصعيد انتشارا
زَحموا الأنجمَ العُلا غيرَ راضيـ
ـن لهم ذلك الجوارَ جوارا
كلُّ قرمٍ قد طاب أصلاً وفرعاً
و قديماً وحادثاً ونجارا
ضمَّ ملكاً وبسطة ً بيديهِ
طيعاتٍ إلى البراري البحارا
و تراه يجرّ في كلَّ فجٍّ
طلبَ العزَّ جيشه الجرارا
لم يزل آنس المفارق حتى
خلع الموتُ تاجه والسوارا
ثمَّ ولَّى ممكِّناً مِن رَداهُ
فيه تلك الأنيابَ والأظفارا
إنّ هذا الزمان يأخذ منا
كلَّ يومٍ خيارنا والخيارا
وأعزّاؤنا إذا لم يفوتو
نا صغاراً فاتوا وماتوا كبارا
وكأنّ الذي تهالكَ في الفَجْـ
ـطَتْ بنا القارعاتُ فينا جُبارا
و إذا لم تطقْ ثقيلَ الرزايا
فعلى ما نعجزُ الأغمارا ؟
عزّ من بزّ من أراد وأفنى
حِمْيَراً تارة ً وأخرى نِزارا
فتراهمْ من بعد عزٍّ عزيزٍ
في بطون الهوى غباراً مطارا
وإذا ما أجَلْتَ بينَ ديارٍ
لهُمُ اللّحظَ لم تجدْها ديارا
لم تدعْ حادثاتُ هذي الليالي
منهمُ أعيناً ولا آثارا
وطَوَتْ عنهُمُ ومنهمْ إلى الأحـ
ـياءِ منّا الأنباءَ والأخبارا
ورأينا من واعظاتِ المواضي
للبواقي ما يملأ الأبصارا
غير أنا نزداد في كلّ يومٍ
خدعاً من زماننا واغترارا
فإلى كم نصدق المينَ منه
كلَّ يومٍ ونأمنُ الغَرّارا
ونسومُ الأرباحَ، والرِّبحُ ياصا
ح إذا ما مضيتَ كان خَسارا
يا بن عبد العزيز ليتك ما بنتَ
ولاسارَ سائرٌ بكَ سارا
كان " حذري " عليك يستلب الغمضَ سهاداً فقد كفيتُ الحذارا
ـضَ سُهاداً فقد كفيتُ الحِذارا
إنما المرءُ سكن الوكـ
رَ قليلاً مهجراً ثمَّ طارا
وطِوالُ السّنين بعدَ تَقَضٍّ
و نفادٍ ما كنّ إلاَّ قصارا
أيُّ بدرٍ لم يُنتَقَصْ بمُحاقٍ
بعد أن كان للعيون استدارا ؟
وظلامٍ ما جاء غِبَّ صباحٍ
ملأ الأرضَ كلَّها واستنارا
ليس عاراً هذا المصابُ وكان الضْـ
ـضعفُ عنه بينَ الأجالدِ عارا
إنما العيشُ لو تأمَّلتَ ثوبٌ
خِيلَ مُلكاً لنا وكان مُعارا
أيُّها الثّاكلُ المحبَّة َ لاتثـ
ـكلْ جزاءً عنها طويلاً كُثارا(29/157)
واصطبرْ مُؤثراً تفُزْ بثوابٍ
لاتُضِعْهُ بأنْ صبرتَ اضطرارا
فدعِ الشَّكوَ من جُروح اللّيالي
" فجروح " الأيام كنّ جبارا
لا تشكنَّ بالذي قسمَ الأعما
وتولّى به الغمامُ يُسقِّيـ
و بلغتَ الأوطارَ قدماً فما را
بَك يوماً أن تُحرمَ الأوطارا
قد مضى رائداً أمامك بشرى
لكَ في عَرْصة ِ الجنانِ قرارا
أيُّ نفعٍ في أن تقيمَ وتَمضي
حيداً عن ثوابه وازورارا
وإذا ما وزنتَ ذاك بهذا
كنتَ معطى ً فيما عراك الخيارا
كنْ وَقوراً على مَضاضة ِ خَطْبٍ
حُطَّ عن مَنْكِبَيْ سِواك الوَقارا
و إذا ما سواك كان دثاراً
كنتَ لي بالودادِ منك شعارا
وتَرى بَرقَه ضَحوكاً وإنْ كا
نَ عَبوساً ورعدَهُ النقَّارا
و عدته الجدوبُ في كلَّ محلٍ
وكَسَتْهُ أنوارُه الأَنوار
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> من ذا عذيرى َ من قومٍ أذاقهم
من ذا عذيرى َ من قومٍ أذاقهم
رقم القصيدة : 24679
-----------------------------------
من ذا عذيرى َ من قومٍ أذاقهم
ضِغنُ العداوة ِ حتَّى مالها عَلَمُ؟
مُكَتَّمٌ كلُّ ما بيني وبينهُمُ
وليس كلُّ الذى نأباه ينكتمُ
وقد رضيتُ اتِّقاءً أنْ أُكاشِحَها
أن يظلمونى َ أحياناً فأنظلمُ
العصر العباسي >> البحتري >> دهتك بعلة الحمام فوز
دهتك بعلة الحمام فوز
رقم القصيدة : 2468
-----------------------------------
دَهَتْكَ بِعِلّةِ الحَمّامِ فَوْزٌ،
وَمالَتْ في الطريقِ إلى سَعِيدِ
أرَى أخْبارَ بيْتِكَ عنكَ تُطوَى،
فكيْفَ وَلِيتَ أخبار البرِيدِ!
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> " خيالك يا أميمة ُ كيف زارا "
" خيالك يا أميمة ُ كيف زارا "
رقم القصيدة : 24680
-----------------------------------
" خيالك يا أميمة ُ كيف زارا "
على عجلٍ وما أمنَ الحذارا ؟
" سرى يطأ الحتوفَ إليَّ وهناً "
ومَن تَبع الهوى ركبَ الخِطارا
أتى ومضَى ولم يَنقَعْ غليلاً
سِوى أنْ هاجَ للقلبِ ادِّكارا
وكم من ليلة ٍ نادمتُ فيها(29/158)
سنا قمرٍ كفيتُ به السرارا
جلوتُ بصبحٍ طلعتَه الدَّياجي
فعاد الليلُ من وضحٍ نهارا
ولمّا أنْ رجوتُ له انعطافاً
و لم أخفِ انحرافاً وازورارا
نظرتُ إليه نظرة َ مُستميحٍ
أحالتْ وردَ وجنتيهِ بهارا
دعِ الدَّرَّاتِ يحلبُها احتكاراً
رجالٌ لا يرون الذلَّ عارا
وعدِّ عنِ المطامعِ في حَقيرٍ
يزيدك عند واهبه احتقارا
وإن كان اليَسارُ يجرّ مَنّاً
عليك به فلا تُرِدِ اليَسارا
ولا تخشَ التواءَ الدَّهر يوماً
فإنّ الدهرَ يرجع ما أعارا
على ملك الملوك سلامُ مولى ً
يخوضُ إلى ولا يتهِ الغِمارا
تَقلقلَ دهرَه في النّاس حتّى
علقتَ به فكنتَ له القرارا
حلفتُ بمعشرٍ شُعثِ النَّواصي
غداة َ النَّحرِ يرمون الجِمارا
و مضطجعِ النحائر عند وادٍ
أُمِيرَ نَجِيعُهُنَّ به فمارا
ومن رَفعتْ لزائره قريشٌ
سراعاً عن بنيتهِ الستارا
ومَن لبَّى على عرفاتِ حتّى
تَوارى من ذُكاءٍ ماتَوارى
لقد فقتَ الألى سلفوا ملوكاً
كما فاقتْ يمينهمُ اليسارا
وجُزْتَهُمُ وماكانوا بِطاءً
وطُلتَهُمُ وماكانوا قِصارا
و كان الملكُ قبلك في أناسٍ
ومابلغوا الذي ليديكَ صارا
ولو أنَّ الأُلى من آلِ كسرى
رأَوكَ تسوسُ بالدُّنيا اقتدارا
لما عَقدوا على فَوْدَيهِ تاجاً
و لا جعلوا بمصمهِ السوارا
وأنتَ أَشفُّهُمْ خَلْقاً وخُلْقاً
وأكرمُهمْ وأزْكاهمْ نِجارا
وأطلقُهمْ -وقد ظَفروا- امتناناً
و أطهرهم - وقد قدروا - إزارا
وأطلقُهمْ يداً بندى ً وبؤسٍ
و أمنعهمْ وأحماهمْ ذمارا
و اطعنهمْ بذي خطلٍ وريداً
و اضربهمْ بذي فقرٍ فقارا
فللّهِ انصلاتُك نحوَ خَطبٍ
خلعتَ إلى تداركه العذارا
وحولكَ كلُّ أبّاءٍ حَرونٍ
يُحرِّم في معاركهِ الفِرارا
إذا ما هجته هيجتَ منه
وقد حَدَقَ العُداة ُ به قِطارا
وإنْ أيقظتَه في ليلِ شَغْبٍ
فقد أوقدتَ منه فيه نارا
عمادَ الدين خلَّ عن الهويني
فإنَّ لكلِّ جاثمة ٍ مَطارا
طبيبُ الداءِ أعيا فاستطارا
فإن الحربَ منشؤها حديثٌ
وكان الشَّرُّ مبدؤه ضِمارا(29/159)
و ربَّ ضغائنٍ حقرتْ لقومٍ
رأينا من نتائجها الكبارا
فماذا غرهم وسواك ممنْ
يزيدُ به مجرِّبُه اغترارا
و قد شهدوا بفارسَ منك يوماً
ومِرجَلُ قومها بالبغي فارا
جَنَوا حرباً وظنُّوا الرِّبحَ فيها
و كم ربحٍ جررتَ به الخسارا
كا الظمأَ الحديدُ ضحى ً فروتْ
بسالتُك الأسنَّة َ والشِّفارا
وصُلتَ على جموعِهُمُ بجُرْدٍ
أطارَتْهم سَنابِكُها غُبارا
قتيلُهُمُ رأى الموتَ اغْتناماً
و أمُّ قتيلهمْ تهوى الإسارا
أزرتك يا مليكَ الأرض مني
ثناءً ما استلبتُ به الفخارا
فمدحك قد كساني الفخرَ برداً
و أسكنني من العلياءِدارا
يخال الناظرون إليَّ أني
كرعتُ وقد سمعتَ به عقارا
فدونك كلَّ سيارٍ شرودٍ
يزيد على مدى الدهرِ انتشارا
تُطيف به الرُّواة ُ فكلُّ يومٍ
يَرَون له خَبيئاً مُستثارا
إذا شربوه كان لهمْ زلالاً
وإِنْ نَقَدوه كان لهمْ نُضارا
وإِنْ قَرنوه يوماً بالقوافي
مضى سبقاً وولاها العثارا
أدام اللهُ ما أعطاك فينا
وخوَّلك المحبّة َ والخِيارا
و لا زالت نواريزُ الليالي
تعود لما ترجيه مزارا
وأسعدك الإلهُ بكلِّ يومٍ
سعوداً لا تحطّ له منارا
و لا أعرى لكم أبداً شعاراً
و لا أقوى ولا أخلى ديارا
و لا أمضى بغير رضاك حكماً
ولا أجرى به فَلَكاً مُدارا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أطوادُ عزِّك لا تُرامُ
أطوادُ عزِّك لا تُرامُ
رقم القصيدة : 24681
-----------------------------------
أطوادُ عزِّك لا تُرامُ
ولَصِيقُ بيتِكَ لا يُضامُ
ولكَ المكارمُ قصَّرتْ
عن نيل غايتها الكرامُ
وإذا حللتَ ببلدة ٍ
فكأنّما حلَّ الغمامُ
ولقد دَرى كلُّ الملو
كِ بأنَّكَ الملك الهُمامُ
وإذا همُ قيدوا إليـ
ـك فأنت رضوى أو شمامُ
وكأنّما أنتَ الضّيا
ءُ لمبصرٍ وهمُ الظّلامُ
وإذا اقتسمتُمْ فالشَّوى
لهمُ وحصّتك السّنامُ
وسلا الملوكُ عن العلا
ءِ وأنت صبٌّ مستهامُ
فمتَى رأَوك مُشمِّراً
لعظيمة ٍ قعدوا وقاموا
ضُ لبُعدِ مط
لبها المنامُ
ضاقوا بها ووسعتها(29/160)
ورأَوكَ يقظاناً فناموا
لله درّك فى مقا
مٍ لا يطيب به المقامُ
والرّمحُ ينطفُ فى يمينـ
ـك من نجيعٍ والحسامُ
والخيلُ تعثرُ في الجما
جم والشَّفيعُ لها القَتامُ
لم يبقَ فوقَ جلودِها
بالطّعنِ سرجٌ أو لجامُ
كم ذا أجارَ ولا مُجيـ
وإهابُهُ موتٌ زُؤامُ
والأرضُ حمراءُ القَرا
حصباؤها جثثٌ وهامُ
يهتزّ فوقهمُ - وقد
طُرِحوا- ثُغامٌ أو بشَامُ
وتَوهَّموا جَهلاً بأنْـ
ـداثٌ وأكفانٌ رَغامُ
لاموك فى حسدٍ وكمْ
من لائمٍ فيهِ الملامُ
ورأَوا قُعودَك في أمو
ولربَّ مُعضلة ٍ يُقَضْ
وتوهّموا جهلاً بأنّك مغمداً سيفٌ كهامُ
َ بها الكلامُ
حتّى رأوك وقد نهضـ
ـتَ بعبئها وهمُ رغامُ
وركبتَها مُتَوفِّراً
خرقاءَ ليس لها زمامُ
وملكتَ منها ما وهبْـ
ـتَ وفى يديك لها انتقامُ
لكَ من إلهكِ والعُلو
قُ بحبلهِ جيشٌ لُهامُ
والنَّصرُ منهُ وحدَهُ
إنْ خان نصّارٌ وخاموا
كم أخرجتك عن المضا
ئقِ منه أفعالٌ كرامُ
كم أَوقدوا ناراً لها
فى كلّ ناحية ٍ ضرامُ
فنجوتَ منها وهى بر
دٌ لا يضيرك أو سلامُ
وولايتي لك عُروة ٌ
وثقى فليس لها انفصامُ
وإذا ذكرتُك عرَّجتْ
عن ساحتى الخططُ العظامُ
وقصائدٌ لي في أبيـ
ـك وفيك زين بخا الكلامُ
راقتْ فجُنَّ بها رُوا
ة ُ الشِّعر أوْ غنَّى الحَمامُ
فكأنَّما هي روضة ٌ
بالحزْنِ جادَ بها غَمامُ
أو ديمة ٌ وطفاءُ ضا
حَكها نسيمٌ مُستهامُ
ولها بكلّ مفازة ٍ
رَتَكٌ كما رَتَكَ النَّعامُ
وصَحائحٌ وَلَرُبَّ شِعـ
ـرٍ ولا يفارقُه السَّقامُ
فافطِرْ فقد أَثنى بما
أوْلَيْتَه ذاك الصِّيامُ
شهرٌ يمرّ وليس فيـ
ـهِ نزاهة ً فعلٌ حرامُ
فدُمِ الدُّهورَ، فبعضُ ما
ذخرَ الإلهُ لكَ الدَّوامُ
وبنَاؤكَ المرفوعُ في الـ
ـعيّوق ليس له انهدامُ
وعليك تجتازُ الشُّؤو
نُ مخلَّداً عامٌ فعامُ
وإذا ألمَّ ردًى فليـ
ـسَ له بداركُمُ لِمامُ
وكفى به الله الكفا
ية َ كلَّما فَغَرَ الحَمامُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا ديار الأحباب كيف تحولـ(29/161)
يا ديار الأحباب كيف تحولـ
رقم القصيدة : 24682
-----------------------------------
يا ديار الأحباب كيف تحولـ
ـتِ قِفاراً ولم تكوني قِفارا؟
ومحتْ منكِ حادثاتُ اللّيالي
رغم أنفي الشموسَ والأقمارا
و استردّ الزمانُ منك " وما سا
ور " في ذاك كله ما أعارا
و رأتكِ العيونُ ليلاً بهيماً
بعد أن كنتِ للعيون نهارا
كم لياليَّ فيك هما طوالٌ
ولقد كنَّ قبلَ ذاك قِصارا
لِمَ أصبحتِ لي ثَماداً وقد كنـ
قِ فكنتمْ عنّا غفولاً حَيارى
ولقد كنتِ برهة ً لي يميناً
ماتوقعتُ أن تكوني يسارا
إنّ قوماً حلوكِ دهراً وولوا
أو حشوا بالنوى علينا الديارا
ياخليلي كنْ طائعاً ليَ ما دُمـ
ما أبالي فيكَ الحِذارَ فلا تخـ
لم يذوقوا الردى جزافاً ولكنْ
بعد أن أكرهوا القنا والشفارا
وأطاروا فَراشَ كلِّ رؤوسٍ
وأماروا ذاك النجيعَ المُمارا
إنّ يوم الطفوف رنحني حز
ناً عليكم وماشربتُ عُقارا
و إذا ما ذكرتُ منه الذي ما
كنتُ أنساه ضيق الأقطارا
و رمى بي على الهموم وألقى
حيداً عن تنعمي وازورارا
لستُ أرضى في نصركمْ وقد احتجْـ
ـتمْ إلى النّصر مِنِّيَ الأشعارا
و أقول الذي كتمتُ زماناً
و توارى عن الحشا ما توارى
قل لقومٍ بنوا بغير أساسٍ
في ديارٍ ما يملكون منارا
واستعاروا منَ الزّمان وما زا
لتْ لياليه تستردُّ المعارا :
ليس أمرٌ غصبتموه لزاماً
مَيُّ أنَّى لي أقصُرُ اليومَ عن كُلْ
أيُّ شيءٍ نَفعاً وضُرَاً على ما
عود الدهرُ لم يكن أطوارا ؟
قد غدرتمْ كما علمتم بقومٍ
لم يكنْ فيهم فتى ً غَدّارا
ودَعوتمْ منهمْ إليكم مُجيباً
كرماً منهُمُ وُعوداً نِضاراً
أمنوكمْ فما وفيتمْ وكم ذا
آمنٌ ، من وفائنا الغدارا
و لكمْ عنهمُ نجاءٌ بعيدٌ
ـضَى بأن بتُّ للأكارم جارا
و أتوكمْ كما أردتمْ فلما
عايَنوا عسكراً لكمْ جرَّارا
و سيوفاً طووا عليها أكفاً
وقناً في أيمانكمْ خطارا
علموا أنكم خدعتمْ وقد يخد
عُ مكراً من لم يكن مكّارا
كان من قبل ذاك سترٌ رقيقٌ(29/162)
بيننا فاستلبتُمُ الأستارا
وتناسيتُمُ وما قَدُمَ العهـ
ـدُ عهوداً معقودة ً وذمارا
و مقالاً ما قيل رجماً محالاً
و كلاماً ما قيل فينا سرارا
قد سَبرناكُمُ فكنتمْ سَراباً
وخَبرناكُمُ فكنتمْ خَبارا
وأردتمْ عزّاً عزيزاً فما ازددْ
تمْ بذاك الصَّنيع إلاّ صَغارا
وطلبتمْ ربحاً وكم عادتِ الأربا
حُ مابيننا فعُدْن خَسارا
كان ما تُضْمِرون فينا من الشَّرْ
رِ ضِماراً، فالآن عادَ جِهارا
في غدٍ تُبصر العيونُ إِذا ما
حلنَ فيكمْ إقبالكمْ إدبارا
و تودون لو يفبد تمنٍّ
أنَّكُم ما ملكتُمُ دينارا
لم يكونوا زيناً لقومهمُ الغرَّ
و لكنَّ شيناً طويلاً وعارا
وكأنّي أثنيكُمُ عن قبيحٍ
بمقالي أزيدكم إصرارا
قد سمعتمْ ما قال فينا رسول الله
يتلوه مرة ً ومرارا
وهو الجاعلُ الذي تراخَوا
عن هوانا من قومه كفّارا
و إذا ما عصيتمُ في ذويه
حال منكمْ إقراركمْ إنكارا
وغُرِرتمْ بالحلمِ عنكم وما زِيـ
ـدَ جَهولٌ بالحلم إلاّ اغترارا
وأخذتمْ عمّا جَرى يومَ بدرٍ
و حنينٍ فيما تخالون ثارا
حاشَ لله ماقطعتم فتيلاً
لا ولا صرتُمُ بذاك مَصارا
إنّ نور الإسلام ثاوٍ وما استطا
عَ رجالٌ أن يكسفوا الأنوارا
قد ثللنا عروشكمْ وطمسنا
بيد الحقّ تلكُمُ الآثارا
ثمّ قُدناكُمُ إلينا كما قا
دتْ رعاة ُ الأنعام فينا العشارا
كم أطعتمْ أمراً لنا واطرحنا
ما تقولون ذلة ً واحتقارا
كم لنا منكمْ جروحٌ رِغابٌ
وجروحٌ لمّا يكُنَّ جِبارا
و ضرارٌ لولا الوصية بالسلـ
ـمِ وبالحلم خاب اك ضرارا
صِدقكمْ بعد أن فَضحتمْ نِزارا
وإِذا ما الفروعُ حِدنَ عن الأصـ
ـل بعيداً فما قَرُبْنَ نِجارا
إنّ قوماً دنوا إلينا وشبوا
ضَرَماً بيننا لهمْ وأُوارا
ما أرادوا إلاّ البوارَ ولكنْ
كم حمى اللهُ من أراد البَوارا
فإلى كم والتجرياتُ شعاري
و دثاري ألابس الأغمارا
قَسماً بالّذي تُساقُ لهُ البُدْ
نُ ويكسى فوق الستار ستارا
وبقومٍ أَتَوا مِنى ً لا لشيءٍ
ـنَ قبيحٌ سَعوْا إليه إحضارا(29/163)
وبأيدٍ يُرفَعْنَ في عَرَفاتٍ
داعياتٍ مخولاً غفارا
كم أتاها مُخيَّبٌ مايُرجَّى
فانْثَنى بالغاً بها الأَوطارا
والمصلّين عندَ جَمْعٍ يُرجّو
ن الذي ما استجيرَ إِلاّ أجارا
وأعادَ الهجيرُ والقُرُّ والرَّوحا
تُ منها تحت الهجار هجارا
يا بني الوحي والرسالة والتطـ
ـهير من ربهمْ لهمْ إكبارا
إنكم خيرُ من تكون له الخضـ
ـراءُ سقفاً والعاصفاتُ إزارا
وخيارُ الأنيس لولاكُمُ فيـ
ـها تحلون من يكونوا خيارا ؟
و إذا ما شغفتمُ من ذنوب الـ
ـخلق طراً كانت هباءً مطارا
وأقاسي الشَّدّاتِ بُعداً وقُرباً
وأخوضُ الغمارَ ثمّ الغمارا
و أموراً يعيين للخلق لولا
أنني كنت في الأذى صبارا
أنا ظامٍ وليس أنقعُ أنْ أُبـ
ـصرَ في الناس ديمة ً مدارا
و طموحٍ إلى الخيار فما تبـ
ـصرُ عيني في الخلق إلاّ الشِّرارا
ليتَ أنّي طِوالَ هذي اللّيالي
نلتُ فيهنَّ ساعة ً إيثارا
و إذا لم أذق من الدهر إحلا
ءً مدى العمر لم أذق إمرارا
سالياً عن غروس أيدي الليالي
كيفَ شاءتْ وقد رأيتُ الثّمارا؟
أيُّ نفعٍ في أن أراها دياراً
خالياتٍ ولا أرى ديارا
وطردناكُمُ عن الكفر بالّلـ
ذب فيه أعيوا عليَّ السكارى
فسقى اللهُ مانزلتمْ من الأر
ض عليه الأنواءَ والأمطارا
وإذا ما اغتدى إليها قِطارٌ
فثنى الله للرواح قطارا
غير أنِّي متى نُصرتمْ بطعنٍ
أو بضربٍ أسابق النصارا
و إلى أن يزول عن كفيَ المنـ
ـعُ خذوا اليوم من لساني انتصارا
و اسمعوا ناظرين نصر يميني
بشبا البِيض فَحْليَ الهدَّارا
فلساني يحكي حُسامي طويلاً
بطويلٍ وما الغرار غرارا
وأُمِرْنا بالصَّبرِ كي يأتِيَ الأمـ
ـرُ وما كلُّنا يطيقُ اصْطبارا
و إذا لم نكن صبرنا اختياراً
عن مرادٍ فقد صبرنا اضطرارا
أنا مهما جريت في مدحكمْ شأ
واً بعيداً فلن أخافَ العِثارا
و إذا ما رثيتكمْ
بقوافيَّ سراعاً فمرجلُ الحيَّ سارا
عاضني الله في فضائلكم علـ
ـماً بشكٍّ وزادني استبصارا
وأراني منكُمْ وفيكُمْ سريعاً(29/164)
كلَّ يومٍ ما يُعجبُ الأبصارا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قل لقومٍ لا أبالى
قل لقومٍ لا أبالى
رقم القصيدة : 24683
-----------------------------------
قل لقومٍ لا أبالى
فيهمُ مَن ذا ألومُ
رحلوا نجداً وقلبى
في ثَرى نجدٍ مُقيمُ
قل لمن يعذلُ: دعْ عَذْ
إنَّ مَن يسلُفُ في الحُبـ
ما استْوَى منكَ ومِن قلْـ
ـبى صحيحٌ وسليمُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أتَتْني كما بُلِّغتْ مُنْية ٌ
أتَتْني كما بُلِّغتْ مُنْية ٌ
رقم القصيدة : 24684
-----------------------------------
أتَتْني كما بُلِّغتْ مُنْية ٌ
وأدركتُ من طلبِ الثّأرِ ثارا
قوافي ما كنّ إلاّ الغمام
سَقى بعدَ غُلَّتهنّ الدِّيارا
إذا ما نقدن وجدن النضارَ
وإمّا كُرِعْنَ حُسِبْنَ العُقارا
و هنأنني بأيادي الإمام
كسون الجمال وحزن الفخارا
لبسْتُ بهنَّ على مَفْرِقَيْـ
ـيَ تاجاً وفي مِعصميَّ سِوارا
ولو شئتُ لمَّا تيسَّرْنَ لي
لنالتْ يداي المحيط المدارا
و ما كنّ إلاّ لشكٍّ يقيناً
ولبّاهُ منِّي الإخاءُ الصَّريـ
ولِمْ لا أصولُ وقد صارَ لي
شعار إمام البرايا شعارا ؟
ولمّا تعلَّقَ زينُ القضا
ة قلبيَ صار لمثواي جارا
غفرتُ له هفولاتِ الزمان
و كنّ الكبار فصرن الصغارا
ـحُ حينَ دعا أو إليه أشارا
فإنْ تفتخرْ بأبيكَ الرّشيدِ
ملأتَ لنا الخافقين افتخارا
وإنَّك مِن معشرٍ خُوِّلوا
من المأثرات الضخام الكيارا
يسودُ وليدهُمُ الأشْيَبينَ
ويُعطون في المعضلات الخِيارا
تمازج ما بيننا بالودادِ
و عانق منا النجارُ النجارا
و نحن جميعاً على الكاششحين
فكنتَ السنانَ وكنا الغرارا
فخذها تطول قنانَ الجبال
و إن كنّ للشغل عنها قصارا
ولازلتُ فيك طوالَ الزَّما
نِ أُعطى المرادَ وأُكْفَى الحِذارا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لا تسلنى عن المشيبِ فمذ جلّلَ
لا تسلنى عن المشيبِ فمذ جلّلَ
رقم القصيدة : 24685
-----------------------------------(29/165)
لا تسلنى عن المشيبِ فمذ جلّلَ
رأسى كرهاً جفانى الغرامُ
ليس للَّهوِ والصَّبابة ِ واللّذْ
فى أربعِ المشيب مقامُ
ما جَنى الشيبَ في المفارقِ إلاّ
عَنَتُ الغانياتِ والأيّامُ
هو نقصٌ عندَ الحسانِ كما أنْ
أنّ شباباً مكانّ شيبٍ تمامُ
وسَقامٌ وما استوتْ لك في نَيـ
نيل أمانيك صحّة ٌ وسقامُ
ومتى رمتُ عَرجة ً عنه قالتْ
لي التّجاريبُ: رُمتَ ما لا يُرامُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> تَزوريننا وَهْناً، ولو زرتِ في الضُّحى
تَزوريننا وَهْناً، ولو زرتِ في الضُّحى
رقم القصيدة : 24686
-----------------------------------
تَزوريننا وَهْناً، ولو زرتِ في الضُّحى
لأطلقتِ من ضيق الوِثاق أسيرا
وما كانَ ما أشعرتنيهِ زيارة ً
ولكنَّها كانت لقلبِيَ زُورا
فإنْ لم تَكُنْ حقاً فإنِّي جَنيتُها
إلى أنْ يدا ضوء الصباح سرورا
" فجاءتْ " إلى ليلي الطويل فخيلتْ
لعينيَ أو قلبي فعادَ قصيرا
لقاءٌ شَفى بعضَ الغليل ولم أكنْ
عليه وإن كنتُ القديرَ قديرا
و ما كان إلاّ فكرة ً لمفكرٍ
وذكراً جنى منه الظّلامُ ذَكورا
و لما انقضى ما صرتُ إلاّ كأنني
محوتُ بضوءِ الصُّبح منه سُطورا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> طريقُ المعالى عامرٌ لى َ قيّمُ
طريقُ المعالى عامرٌ لى َ قيّمُ
رقم القصيدة : 24687
-----------------------------------
طريقُ المعالى عامرٌ لى َ قيّمُ
وقلبي بكشفِ المعضلاتِ مُتيَّمُ
ولي همَّة ٌ لا تحملُ الضَّيمَ مرّة ً
عزائمُها في الخَطْبِ جيشٌ عَرَمْرَمُ
اُريدُ منَ العلياءِ ما لا تنالُهُ الْـ
ـسيوفُ المواضي والوَشيحُ المقوَّمُ
وأُورِدُ نفسي ما يُهابُ ورودُهُ
ونارُ الوغى بالدّارعين تضرّمُ
ألا ربّ مرهوبٍ جلوتُ ظلامه
ووجهيَ من ماءِ النُّحورِ مثلَّمُ
وعدتُ وقد أبليتُ ما جلّ قدره
ورأسي بتاج النَّصرِ فيهِ مُعمَّمُ
يطيببفى َّ الموتُ ما شجر القنا
وكلُّ فمٍ فيه من الموتِ علقمُ
وقد عجمتْ منّى اللّيالى ابنَ همّة ٍ(29/166)
يهونُ عليهِ ما يجلُّ ويعظمُ
صليبٌ على الأيّامِ لا يستفزّه
وعيدٌ ولا يجري عليهِ تَحكُّمُ
نظرتُ إلى هذا الزَّمان بعينِه
فثغريَ في أحداثهِ مُتبسِّمُ
إذا المالُ ذلّتْ دونه عنقُ كادحٍ
تطاول منّى ما جناه المذمّمُ
سَقَى اللهُ أيّاماً نعمنا بظلِّها
وكلٌّ إلى كلِّ حبيبٌ مكرَّمُ
وكم ليلة ٍ بِتنا برغمِ رقيبنا
علينا من التّقوى رداءٌ مسهّمُ
أضمُّ حشًى قد أنهش السيرُ بردها
إلى من حشاه مطمئنٌّ منعّمُ
وأدنى بناناً دأبها سلُّ قائمٍ
إلى من له كفٌّ رطيبٌ ومعصمُ
فإنْ أبْلَتِ الأيّامُ ناظرَ بَهْجَتي
فلم تبل منّى ما به أتقدّمُ
فغرّتهُ من أبيضِ النّصرِ نورها
وصهوتُه إلى المآثرِ سُلَّمُ
أبا حسنٍ لا غاضَ ما فاضَ بيننا
من الصّفوِ ما تصبو إلى الماءِ حوّمُ
تَضَاءَلَ ما نَسْمو بهِ من ولادة ٍ
بمحضِ ودادٍ لم يشبهُ تجرّمُ
أطال لسانى فى ثنائك أنّه
ثناءٌ على َّ ما حييتُ ينظّمُ
وقدّمتُ قولاً من مديحى مصدّقاً
طرازُ افتخاري منه بالحسنِ يُعلَمُ
وهذا جوابٌ عنه لمّا استطعته
فبحريَ منه الآنَ ملآنُ مُفْعَمُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إذا ما حَذرتَ الأمرَ فاجعَلْ إِزاءَه
إذا ما حَذرتَ الأمرَ فاجعَلْ إِزاءَه
رقم القصيدة : 24688
-----------------------------------
إذا ما حَذرتَ الأمرَ فاجعَلْ إِزاءَه
رجوعاً إلى ربٍّ يقيك المحاذرا
و لا تخ أمرا أنت فيه مفوضٌ
إلى اللَّه غاياتٍ له ومصادرا
و لا تنهضْ في الأمر قوماً أذلة ً
إذا قعدوا جنباً أقاموا المعاذرا
وكنْ للذي يقضي به اللّهُ وحدَه
و إنْ لم توافقه الأمانيُّ شاكرا
ولا تفخرَنْ إِلاّ بثوبِ صيانة ٍ
إِذا كنتَ يوماً بالفضيلة فاخرا
و إني كفيل بالنجاء من الأذى
لمن لم يبتْ يدعو سوى الله ناصرا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قباءٌ لها أعلى الرّبى وخيامُ
قباءٌ لها أعلى الرّبى وخيامُ
رقم القصيدة : 24689
-----------------------------------
قباءٌ لها أعلى الرّبى وخيامُ(29/167)
تُرامُ وهل في الباخلين مَرامُ؟
وقفنا فجَفنٌ ماؤه متحدِّرٌ
وجَفْنٌ جفاهُ الماءُ فهْوَ جَهامُ
وأعجلنا حادي المطايا فما لنا
عليهنَّ إلاّ أَنَّة ٌ وسلامُ
وما الدّار من بعد الذين تحمّلوا
عن الدّار إلاّ يرمعٌ وسلامُ
فما لَكِ يا لَمْياءُ في جانبِ النَّوى
تُطيعينَها فينا وأنتِ غَرامُ؟
وهجرُكِ صِرْفٌ لا لقاءَ يشوبُهُ
فإنْ عَنَّ يوماً فاللّقاءُ لِمامُ
تصدّين عنّا ساهراتٍ عيوننا
وما زرتنا إلاّ ونحن نيامُ
لقاءٌ بجُنحِ اللّيلِ طَلْقٌ محلُّهُ
وفى الصّبحِ محظورٌ على َّ حرامُ
فخيرٌ من اليقظان من بات نائماً
وخيرٌ من الصّبحِ المنير ظلامُ
ألا قلْ لمن ملَّ الطّريق إلى العدا
وقد ملّ من مسِّ الرّحال سنامُ
وللعيس من طولِ الوجيفِ مع الوَجَى
على كلّ ملحوبِ السّراة ِ بغامُ
لهنَّ وأيديهنَّ تستلبُ المدى
طلًى مائلاتٌ بينهنّ وهامُ
أَنيخوا بركنِ الدِّين شُعْثَ مَطِيِّكُمْ
وحلّوا فما بعد الهمامِ همامُ
وقولوا لسُوّاقِ المطايا: تَنازحوا
بعيداً، فهذا منزلٌ ومُقامُ
أقيموا على منْ وجههُ الشّمسُ بهجة ً
وكفَّاه من فيضِ النّوالِ غمامُ
فللجود إلاّ فى نواحيه كلفة ٌ
وللمال إلاّ فى يديه زمامُ
فتًى يهبُ الأموالَ طَلْقاً، وإنما
تجودُ سماءُ القطر حينَ تُغامُ
ولا ضِيمَ للجارِ المقيم ببابهِ
وإنْ كانتِ الأموالُ فيه تُضامُ
وكم موقفٍ صعبِ الوقوفِ شهدتَه
وللشّمس من نسج الكماة ِ لثامُ
وللأرض رى ٌّ من سيول نجيعهِ
وللطّير من لحم الجسومِ طعامُ
وما لبث الأعداءُ حتّى نثرتهمْ
كما انحلَّ مِن عقدِ الفتاة ِ نِظامُ
كأنّهمُ صرعى بمدرجة ِ الصّبا
إكامٌ بقاعٍ ليس فيه إكامُ
وظَنّوا وكم ذا للرِّجالِ طماعة ٌ
نَجاحاً فخابوا يومَ ذاك وخاموا
وكم حاملٍ يومَ الكريهة قاطعاً
وساعدُه عندَ الضِّرابِ كَهامُ
وحولكَ ولاّجونَ كلَّ مَضيقة ٍ
نحافٌ ولكنَّ النُّفوسَ ضِخامُ
وما بذلوا الأرواح إلاّ لأنّهمْ
كرامٌ وما كلُّ الرِّجالِ كرامُ(29/168)
وقد علموا لمّا عرا الملك ما عرا
ولجَّ به داءٌ وطالَ سَقامُ
بأنَّك أصبحتَ الدَّواءَ لدائهِ
ومالك فى شىء ٍ صنعت ملامُ
وأصلحتَها ماهُزَّ رمحٌ لطعنة ٍ
ولا سلّ فيها للقراعِ حسامُ
ولُذْتَ بحلمٍ عنهمُ يومَ طيشِهمْ
ينافس فيه يذبلٌ وشمامُ
ولولا اعتبارُ النّصف عندك لم تكنْ
تُسامُ خلافَ النَّصْفِ حين تُسامُ
أعِذْنيَ من قولِ الوُشاة ِ ومعشَرٍ
لهمْ كلماتٌ حشوهنّ كلامُ
فلو شئتَ لم يخدُشْنَ جلدي وطالما
وقيتَ فلم تخلصْ إلى َّ سهامُ
فشبهُ سقيمٍ من حديثٍ مصحّحٌ
وصدقٌ وكذبٌ في المقال كَلامُ
فما أنا ممّنْ يركب الأمرَ يجتوى
عليه ويُلحَى عندَه ويُلامُ
ومالى َ تعريجٌ بدارِ خيانة ٍ
ولا لي على غيرِ الوفاءِ مقامُ
نفذتَ بدَرٍّ من هوائك أَعظُمي
فليس لها عمرَ الزّمانِ فطامُ
فما ليَ إلاّ من هواكَ علاقة ٌ
ولا ليَ إلاّ في يديكَ زِمامُ
وما كنتُ لولا أنَّك اليومَ مالِكي
أرامُ ونجمُ الأفقِ ليس يرامُ
وكم لى بمدحى فى علاك قصائدٌ
لهنّ بأفواهِ الرّواة ِ زحامُ
مُرقِّصَة ٌ للسَّامعين نشيدُها
ما رقصتْ بالشّاربينَ مُدامُ
هَدَجْنَ على القيعان شرقاً ومَغرباً
كما هيجَ في دَوِّ الفلاة ِ نَعامُ
فلا تخش من جحدٍ لنعماك فى الورى
فنعماك أطواقٌ ونحن حمامُ
ولا تُدنِ إلاّ مَن خبرتَ مغيبَه
ففى النّاس نبعٌ منجبٌ وثمامُ
فلا عبثتْ منك اللّيالي بفُرصة ٍ
ولا عاث فى ربعٍ حللتَ حمامُ
ولا خَصمتْ أيّامُنا لكَ دولة ً
فلم يكُ في حقٍّ أبَنْتَ خِصامُ
وهنّئتَ بالعيد الجديد ولم تزلْ
يعودُك فِطْرٌ بعدَهُ وصيامُ
فما كُتبتْ فيهِ عليك خَطيئة ٌ
ولا شانَ من بِرٍّ أتيتَ أثامُ
وأعطاك يومُ المِهْرَجانِ مسرَّة ً
لها يومُ نقصانِ العطاءِ تَمامُ
وطالتْ لنا أيّامُك الغُرُّ سَرْمداً
ودامَ لها بعدَ الدَّوامِ دَوامُ
ولا زال فينا نورُ وجهك ساطعاً
فإنّك شمسٌ والأنامُ قتامُ
العصر العباسي >> البحتري >> بأبي أنت كيف أخلفت وعدي
بأبي أنت كيف أخلفت وعدي(29/169)
رقم القصيدة : 2469
-----------------------------------
بأبي أنتَ كيفَ أخلَفتَ وَعْدِي،
وَتَثاقَلْتَ عَنْ وَفَاءٍ بعَهْدِي
لمْ تَجِدْ مثلَ ما وَجَدتُ، ومَا أنْـ
ـصَفتَ إنْ لمْ تَجِدْ مثلَ وَجْدي
رُبّ يَوْمٍ أطَعْتُ فيهِ لكَ الغَيَّ،
وَغَييٌّ في حُسنِ وَجهِكَ رُشدَي
سحر عَيْنَيكَ قَهْوَتي، وثَنَايا
كَ مزاجي وَوَرْدُ خَدّيكَ وِرْدِي
ليتني قد حللت عندك الحـ
ـب محلا أحلك كالحب عندي
لا أرَتْني الأيّامُ فَقْدَكَ ما عِشْـ
ـتُ، وَلا عَرّفنكَ ما عشتَ فَقْدِي
أعظَمُ الرُّزْءِ أنْ تُقَدَّمَ عِندِي،
وَمِنَ الرزء أنْ تُؤخَّرَ بَعْدِي
حَسَداً أنْ تَكونَ إلْفاً لغَيرِي،
إذْ تَفَرّدْتُ بالهوَى فيكَ وَحْدِي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا حبذا زمنُ الحاجرِ
ألا حبذا زمنُ الحاجرِ
رقم القصيدة : 24690
-----------------------------------
ألا حبذا زمنُ الحاجرِ
و إذا أنا في الورق الناضرِ
أجرر ذيل الصبا جامحاً
بلا آمرٍ وبلا زاجرِ
إِلى أنْ بدا الشَّيبُ في مَفرَقي
فكانت أوائله آخري
وزَوْرٍ تَخطَّى جَنوبَ المَلا
فناديت أهلاً بذا الزائرِ
أتاني هُدوّاً وعينُ الرَّقيـ
ـب مطروفة ٌ بالكرى الغامرِ
فأعجبْ به يسعف الهاجعيـ
ـن وتحرمه مقلة ُ الساهرِ
و عهدي بتمويه عين المحبّ
تَنُمُّ على قلبهِ الطّائرِ
فلمّا التقينا بِرُغم الرُّقا
وقد وقفوا من لهيبِ الوَداعِ
و بيضُ العوارضِ لما برز
نَ برَّحْنَ بالقمرِ الباهرِ
يعرن الحليمَ خفوفَ السفيهِ
وما كنتُ إلاَّ قليلَ الصَّديـ
و فيهنّ آنسة ٌ بالحديثِ
و في " البذل " كالرشأ النافرِ
بطرفٍ فتورٍ " ويا حرما "
بقلبيَ من ذلك الفاترِ
ويا عاذلي لو تذوقُ الهوَى
وأعلمُ إنْ كانَ غيري لديـ
تلومُ وقلبُك غيرُ الشَّجيِّ
ألا ضلّ أمرك من آمرِ
أقول لركبٍ أرادوا المسيـ
ـرَ وقد أخذوا أهبة َ السائرِ
عِ على حرَّ مستعرٍ فائرِ
فمن مدمعٍ جامدٍ للفراق
وآخرَ واهي الكُلَى قاطرِ(29/170)
إذا ما مررتمْ على واسطٍ
فعوجوا على الجانبِ العامرِ
وأهدوا سلامي إلى غائبٍ
بها وهْوَ في خاطري حاضري
إلى كم أسوَّفُ منهُ اللقاءَ
و كم أرتدي بردة َ الصابرِ !
و قد ضاق بي مذ نأيتَ العرا
قُ كما ضاق عقدٌ على شابرِ
كأنيَ لما حماك البعا
دُ عن ناظرَيَّ بلا ناظرِ
و إنيَ من فرطِ شوقي إليك
و وجدي ، كسيرٌ بلا جابرِ
ويُحسَبُ بينَ الضُّلوع الفؤادُ
و قد طار في مخلبيْ طائرِ
فيا لك من مجرمٍ مسلمٍ
تغيب عنه " شبا الناصرِ "
و من واترٍ ظفرتْ عنوة ً
بأثوابه قبضة ُ الثائرِ
ولولا الوزيرُ ابنُ حَمْدٍ لَما
سألتُ وصالَ امرئٍ هاجرِ
ـقِ في النّاس كالضَّيغمِ الخادرِ
حوشيتَ من سنة ِ الجائرِ
و يا نافعي بزمان الوصال
لِ لِمْ عادَ نفعُك لي ضائري
تفرَّدتَ بي دونَ هذا الأنام
وشُورِكتُ في قَسْمِكَ الوافرِ
و من عجبٍ أن يرومَ البطـ
ـئُ عن الودّ منزلة َ " الباكرِ "
وقد علمَ القومُ إذ وازَنو
ك أينَ الجَهامُ منَ الماطرِ
وأينَ الحضيضُ منَ الفرقدينِ
وأينَ الخبيثُ منَ الطَّاهرِ
و إنك وحدك في ذا الزما
نِ تستنتجُ الفضلَ من عاقرِ
وتَصْبو على نَفَحاتِ الخطو
ب سمعاً إلى منطق الشاكرِ
أهزك بالشعر هزَّ الشجاع
عِ يومَ الوغَى ظُبَتَيْ باترِ
تِ سموطاً على مفرقِ الفاخرِ
و أعلمُ إنْ كان غيري لديك كالجفن إني كالناظرِ
نّي كالنَّاظرِ
ولستُ إذا فُتَّني ثمَّ نلتُ
جميعَ المنى لستُ بالظَّافرِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> نضوتُ ثياب اللّهو عنّى فقلّصتْ
نضوتُ ثياب اللّهو عنّى فقلّصتْ
رقم القصيدة : 24691
-----------------------------------
نضوتُ ثياب اللّهو عنّى فقلّصتْ
وشيّبنى قبل المشيب همومُ
وقد كنتُ فى ظلّ الشّباب بنعمة ٍ
وأى ُّ نعيمٍ للرّجال يدومُ ؟
وقد علمَ الأقوامَ إنْ لم يُغالطوا
بأنَّ صَحيحاً بالمشيب سَقيمُ
وإنّ غنيّاً فى الهوى ونزيلهُ الـ
ـمشيبُ فقيدُ الرّاحتين عديمُ(29/171)
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لكَ ماتراماهُ لِحاظُ النَّاظرِ
لكَ ماتراماهُ لِحاظُ النَّاظرِ
رقم القصيدة : 24692
-----------------------------------
لكَ ماتراماهُ لِحاظُ النَّاظرِ
وإليكَ مرجعُ كلِّ مَدحٍ سائرِ
وأراكَ أفضلَ مَن تعاورَ فضلَه
إخفاءُ مُخفٍ أو إشادة ُ ذاكرِ
هذي الخلافة ُ مذْ مَلأتَ سريرَها
في بُردة ِ الزّمن الأنيقِ النَّاضرِ
سكنتْ إليك وأكثبتْ لكفيئها
و هي القصية عن رجاء الخاطرِ
غادرتمُ مستامها في غيركمْ
نهباً حصيدَ أسنة ٍ وبواترِ
وإذا انْتَمى شَرفٌ إلى أعقابهِ
أغناكَ أوَّلُ سُؤدَدٍ عن آخِرِ
ضَمِنَتْ همومُك كلَّ خَطبٍ مُوئدٍ
وأقامَ عدلُكَ كلَّ رأيٍ جائرِ
و نأى بمجدك عن " تقبلِ ماجدٍ "
كرمٌ يبرج بالغمام الماطرِ
و مواطنٌ لك لا تقلّ مزنداً
صَهَواتِ جُرْدٍ أو ظُهورَ منابرِ
خَبُثَ الزَّمانُ فمذ غَمرتَ فِناءَه
أضحَى سلوكَ مَناقبٍ ومآثرِ
فافخرْ أميرَ المؤمنين فما أَرى
بعديلِ عزِّك في الورَى من فاخرِ
وتَهنَّ بالشَّهرِ الجديدِ فقد أتى
في خيرِ آونة ٍ بأسعدِ طائرِ
تنتابك الأيامُ غيرَ مذممٍ
يَلقَى امتنانَك واردٌ عن صاردِ
و أنا الذي يرضيك باطن غيبه
و كفاك في الأقوامِ حسنُ الظاهرِ
أَفضى إلى خَلَدي ودادُك مثلما
أفضى الرُّقادُ إلى جفونِ السَّاهرِ
مالي يُتيِّمُني لقاؤك وهْو لي
شططٌ وغيري فيه كلُّ القادرِ
و لربما ألغى حقوقك واصلٌ
" وأتاك يشرح " في رعاية هاجرِ
وأحقُّ ما أرجوهُ منكَ زيارة ٌ
أدعى لها في الناس أيمنَ زائرِ
أربٌ متى قضيته ببلوغه
كثرتَ شجوَ مكاثري ومفاخري
هل لي على تلك الممالك وقفة ٌ
في ذلك الشَّرفِ المُنيفِ الباهرِ
أم هل لساني يومَ ذاك مُترجمٌ
عن بعض ما اشتملتْ عليه ضَمائري
و تيقني أنْ ليس جدي نافعي
إنْ لم يكن جَدِّي هنالك ناصري
و إذا التحية للخليفة أعرضتْ
فهناك أُمُّ القول أبخلُ عاقرِ
فامنُنْ بإذنٍ في الوصول فإنَّني
ألفي بفرطِ الشوق أولَ حاضرِ(29/172)
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> فطيَّبَ رَيّاها المقامُ وضَوَّأتْ
فطيَّبَ رَيّاها المقامُ وضَوَّأتْ
رقم القصيدة : 24693
-----------------------------------
فطيَّبَ رَيّاها المقامُ وضَوَّأتْ
بإشراقِها بينَ الحطيمِ وزَمْزما
فيا ربِّ إنْ لقّيتَ وجهاً تحيّة ً
فحيِّ وجوهاً بالمدينة ِ سُهَّما
تجافين عن مسّ الدهان وطالما
عَصَمْنَ عن الحِنّاءِ كفّاً ومِعْصَما
وكم من جليدٍ لا يخامره الهوى
شَنَنَّ عليه الوَجْدَ حتّى تَتَيما
أهانَ لهنّ النّفسَ وهى كريمة ٌ
وألقَى عليهنَّ الحديثَ المُكَتَّما
تسفّهتَ لمّا أنْ " مررتَ " بدارها
وعوجلتَ دونَ الحِلْمِ أنْ تتحلَّما
فعُجْتَ تُقرِّي دارساً مُتَنَكِّراً
وتسألُ مصروفاً عنِ النُّطْقِ أعجما
ويومَ وقفنا للوَداعِ وكلُّنا
يعدّ مطيعَ الشّوقِ من كان أحزما
نُصِرتُ بقلبٍ لا يُعَنَّفُ في الهوى
وعيناً متى استمطرتها " مطرتْ " دما
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> صبرتُ ولولا أنْ يقولوا سَفاهة ً
صبرتُ ولولا أنْ يقولوا سَفاهة ً
رقم القصيدة : 24694
-----------------------------------
صبرتُ ولولا أنْ يقولوا سَفاهة ً
لآيستُ عذالاً على الصبر من صبري
و قالوا : لها عنها ، فقلت : لأنكم
جهلتمْ حَزازاتٍ لها سكنتْ صدري
يُقَلِّبْنَ قلبي كلَّ يومٍ وليلة ٍ
على جَمَراتٍ ليتهنَّ منَ الجمرِ
بنفسِيَ مَن لا وصلَ مِن بعد هجرهِ
و لا أوبة ٌ منه ترجى مع السفرِ
و من لا سبيلٌ لي إلى أنْ أزوره
بطرفي وإنْ لم يخلهِ اللهُ من ذكري
فإنْ لم تكنْ أفنَتْ جَميعي فلم تَرِمْ
مودِّعة ً إلاّ وقد سكبتْ شطري
وولَّتْ بعمري إذ تولَّتْ بطيبهِ
فها أنا ذا " حيٌّ " أعيش بلا عمرِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> مَن ذا يؤمِّلُ بعدَك الأيّاما
مَن ذا يؤمِّلُ بعدَك الأيّاما
رقم القصيدة : 24695
-----------------------------------
مَن ذا يؤمِّلُ بعدَك الأيّاما
ويروم فى الدّنيا الغداة مراما(29/173)
خلطتْ مصيبتُك الولاة َ ونظَّرَتْ
بين الرّجال وسوّتِ الأقداما
فاليومَ لا حرمٌ يصان ولا شباً
يُخشَى ولا عِزٌّ عليه يُحامَى
الملكُ زالَ دعامُهُ وقدِ التوى
والجيشُ ضلَّ دليلُهُ فأقاما
والرّأيُ مشتَرَكٌ بأيدي مَعشرٍ
لا يحسنون النّقضَ والإبراما
كانت حياتُك للزَّمانِ حياتَه
وغدا زمانُك للزَّمان حِماما
فبكاؤنا حلٌّ عليك وطالما
كان البكاءُ على سِواكَ حَراما
ماذا الذى صنع الحمام فإنّه
ما جبَّ إلاّ ذروة ً وسناما
وهَوى إلى مَطْوَى الشّجاعِ فحازَهُ
واستلَّ من أخياسه الضّرغاما
ما ضرَّه لو كانَ قدَّمَ غيرَهُ؟
لكنَّه يتخيَّرُ الأقواما
ومعوَّدٍ جَذْبَ الأزمَّة ِ في الوَرى
جذب الرّدى منه إليه زماما
بلغَ المُنى ويزلُّ مَن بلغَ المُنَى
وكما اعتبرتَ النَّقصَ كان تماما
يجني الحِمامُ ونحنُ نُلحي غيرَهُ
" فاذهبْ " حمامُ فقد كفيتَ ملاما
تعدو على من شئتَ غيرَ " مدافعٍ "
تلجُ البيوت وتدخل " الآطاما "
قُلْ للذين بنَوْا عليهِ ضَريحَهُ
وطووا عليه صفائحاً وسلاما
لم تدفنوه وإنّما واريتمُ
فى التّربِ منه يذبلاً وشماما
وكأنّما الجدثُ الذى وسّدته
جَفْنٌ تناولَ من يديَّ حُساما
أرجُ الجوانبِ لم أُصِبْهُ بمنْدَلٍ
لدنٍ ولم أشننْ عليه مداما
ما زالَ والأوتارُ تحقرُ غيظَه
يضوى الحقودَ ويسمنُ الأحلاما
وتراه يدّخر المكارمَ والعلا
وسواه يذخر عسجداً أوساما
إنّ الجيوش بلا عميدٍ بعده
فَوْضَى كسِيدِ الدَّوِّ راعَ سَواما
يغضون من غير العوارِ عيونهمْ
جزعاً له ويطأطئون الهاما
فضعوا السُّيوفَ عن الكواهل خُشَّعاً
فحسامُكمْ قد شامَهُ مَن شاما
وإذا أرادكُمُ العدوُّ فأَحجِموا
ذهب الذى يعطيكمُ الإقداما
وإذا عقرتمْ فالجيادُ فلا فتًى
يَبغيكُمُ الإسراجَ والإلجاما
كُبُّوا الجِفانَ فليسَ تُملأُ بعَدهُ
للنّازلين من الضّيوفِ طعاما
وتعوَّضوا عنه القُطوبَ فلن تَرَوْا
من بعدهِ مُتبلِّجاً بَسّاما
والثّغرَ خافوه فقد أخذ الرّدى(29/174)
مَن كان للثَّغرِ المخوفِ كِعاما
وانسوا نظامَ الأمر بعد وفاته
بَطَلَ النِّظامُ فما نُحسُّ نِظاما
قد بصَّرَتْنا الحادثاتُ وأيقظتْ
منّا العقولَ وإنّما نتعامى
وأرتْ مصارعنا مصارعُ غيرنا
لكننّا نتقوّتُ الأوهاما
يُفني البنينَ اليومَ مَن أفنَى لهمْ
من قبله الآباءَ والأعماما
أينَ الَّذينَ على التِّلاعِ قصورُهمْ
قطعوا السِّنينَ وصرَّموا الأعواما؟
من كلّ معتصبِ المفارقِ لم يزلْ
تعنو لهُ قِممُ الرِّجالِ غُلاما
ومحكَّمين على النُّفوسِ كرامة ً
حكم الزّمانُ عليهمُ فألاما
لمّا بَنَوْا خُططَ العَلاءِ وشيَّدوا
قعد الرّدى فيما ابتنوهُ وقاما
سكنوا الوهادَ من القبور كأنّهمْ
لم يسكنوا الأطوادَ والأعلاما
أأبا عليٍّ دعوة ً مردودة ً
هيهات يسمعك الأنيس كلاما
مالي أراكَ حللتَ دارَ إقامة ٍ
من حيث لا تهوى الرّجالُ مقاما ؟
هبَّ النِّيامُ وفارقوا سِنَة َ الكَرَى
وأراك مُلْقى ً لا تهبُّ مَناما
شِبْهَ السّقيمِ وليتَ ما بكَ من ردى ً
نزلتْ بهِ الأقدارُ كانَ سَقاما
جادتْك كلُّ سَحابة ٍ هطّالة ٍ
وحدا الغمامُ إلى ثراك غماما
وعداكَ ما كان الجَهامُ فلم تكنْ
" لمريغِ " ما تحوى يداك جهاما
وعليك من ماضٍ مودّعٍ
ويقلّ إهدائى إليك سلاما
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> سألتُكِ رَبَّة َ الوجهِ النَّضيرِ
سألتُكِ رَبَّة َ الوجهِ النَّضيرِ
رقم القصيدة : 24696
-----------------------------------
سألتُكِ رَبَّة َ الوجهِ النَّضيرِ
وذاتَ الدَّلِّ والطَّرْفِ السَّحورِ
صلي دنفاً ببذلكمُ معنى
و يقنعهُ القليل من الكثيرِ
أيحسنُ صدكمْ وبكمْ حياتي
وأنْ أظما وعندكُمُ غديري
و إني أستطيل إذا هجرتمْ
و سادي مدة َ الليلِ القصيرِ
و جأشكمُ كما تهوون مني
و جأشي منكمُ قلقُ الضميرِ
إذا لم أستجِرْ بكُمُ فمن ذا
يكون على صبابتكمْ مجيري ؟
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> منْ على هذه الدّيار أقاما
منْ على هذه الدّيار أقاما
رقم القصيدة : 24697(29/175)
-----------------------------------
منْ على هذه الدّيار أقاما
أو ضفا ملبسٌ عليه وداما ؟
عُجْ بنا نندبُ الذين تَولَّوْا
باقتيادِ المنونِ عاماً فعاما
فارقونا كهلاً وشيخاً وهِمّاً
ووليداً ويافعاً وغلاما
وشحيحاً جعدَ اليدين بخيلاً
وجواداً مُخوِّلاً مِطعاما
سكنوا كلَّ ذروة ٍ من أشمٍّ
يَحسِرُ الطَّرْفَ ثمّ حلُّوا الرَّغاما
أيّها الموتُ كم حططتَ عليّاً
سامى َ الطّرفِ أوْ جببتَ سناما ؟
وإذا ما حدرتَ خَلْفاً وظنّوا
نَجْوة ً من يديكَ كنتَ أَماما
أنتَ ألحقتَ بالذكى ّ غبيّاً
فى اصطلامٍ وبالدّنى ٍّ هماما
ولقد زارني فأرَّقَ عَيني
حادثٌ أقعد الحجى وأقاما
حدتُ عنه فزادنى حيدى عنـ
ـهُ لصوقاً بدائهِ والتزاماً
وكأنِّي لمّا حملتُ به الثِّقْـ
ـلَ تَحمَّلتُ يَذْبُلاً وشَماما
فخذِ اليومَ من دموعي وقد كُنْ
نَ جُموداً على المصابِ سِجاما
إنَّ شيخَ الإِسلامِ والدِّين والعلْـ
ـمِ تَولَّى فأزعجَ الإِسلاما
مَن لفضلٍ أخرجتَ منه خَبيئاً
ومعانٍ فضضتَ عنها ختاما ؟
مَن لسوءٍ ميَّزتَ عنه جَميلاً
وحلال خلّصتَ منه حراما ؟
من يُنيرُ العقولَ من بعد ما كنْ
نَ هُموداً ويُنتجُ الأفهاما؟
من يعير الصّديقَ رأياً إذا ما
سَلَّه في الخطوبِ كانَ حُساما؟
صِ وصيِّ، وكم نصرتَ إِماما
نَ رجالٌ أثْرَوْا عيوباً وذاما
إنَّ جِلْداً أوضحتَ عادَ بهيماً
وصباحاً أطلعتَ صارَ ظَلاما
وُزلالاً أوْرَدتَ حالَ أُجاجاً
وشفاءً أورثتَ آلَ سَقاما
لن ترانى وأنت من عدد الأمـ
ـواتِ إلاّ تجمّلاً بسّاما
وإذا ما اختُرِمتَ منّي فما أرْ
ـرِ غُفولاً رأيتُ منهمْ نياما
قادَه نحوَهُ فكانَ زِماما
ليتَ قوماً تحمَّلوا الأجراما
لَهُمُ في المَعادِ جاهٌ إذا ما
بَسطوه كفَّى وأغنَى الأناما
لا تخفْ ساعة َ الجزاءِ وإنْ خَا
فَ أُناسٌ فقد أخذتَ ذِماما
أودعَ اللَّهُ ما حللتَ منَ البَيْـ
والّذي كان غُرّة ً في دُجَى الأيْـ
ولوى عنه كلّما عاقه التّر(29/176)
بُ ولا ذاقَ في الزَّمانِ أُواما
وقضى أن يكون قبرك للرّحمة ِ والأمن منزلاً ومقاما
ـمة ِ والأمنِ منزلاً وَمَقاما
وإذا ما سقى القبورَ فروّا
ها رهاماً سقاك منه سلاما
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أمِنكِ سرى طيفٌ وقد كانَ لا يسري
أمِنكِ سرى طيفٌ وقد كانَ لا يسري
رقم القصيدة : 24698
-----------------------------------
أمِنكِ سرى طيفٌ وقد كانَ لا يسري
ونحنُ جميعاً هاجعون على الغَمْرِ
تعجَّبتُ منه كيفَ أَمَّ رِكابَنا
وأرحُلَنا بينَ الرِّحال وما يَدْري
و كيف اهتدى والقاعُ بيني وبينه
و لماعة ُ القطرين مناعة ُ القطرِ ؟
و أفضى إلى شعثِ الحقائب عرسوا
على منزلٍ وَعْرٍ ودَوِّيَّة ٍ قَفْرِ
وقومٍ لَقُوا أعضادَ كلِّ طَليحة ٍ
بهامٍ مَلاهُنَّ النُّعاس منَ السُّكْرِ
سروا وسماكُ الرمح فوق رؤسهمْ
فما هوموا إلاَّ على " وقعة " النسرِ
وباتَ ضجيعاً لي ونحنُ منَ الكرى
كأنا تروينا العتيقُ من الخمرِ
أضمّ عليه ساعديَّ " إلى " الحشا
وأَفرشُهُ مابينَ سَحْري إلى نَحري
تمنَّيتُهُ والليلُ سارٍ بشخصِهِ
إلى مَضجعي حتَّى التَقيْنا على قَدْرِ
و بيضٍ لواهنَّ المشيبُ عن الهوى
فأَنْزَرْنَ من وصْلي وأوسَعْنَ مِن هَجْري
و ألزمنني ذنبَ المشيب كأنني
جَفَتْهُ يدايَ عامداً، لا يدُ الدَّهرِ
أَمِنْ شَعَراتٍ حُلنَ بيضاً بمَفْرَقي
ظَنَنتنَّ ضَعْفي أو أَيِسْتُنَّ من عُمري
محاكنَّ ربي إنما الشيبُ قسمة ٌ
لما فات من شرخِ الشبيبة من أمري
سقى اللهُ أيَّامَ الشَّبيبة ِ رَيِّعاً
ورَعْياً لعصرٍ بانَ عنِّيَ من عصرِ
لياليَ لاتَعْدو جِماليَ مُنيَتي
و لا ترددُ الحسناءُ نهيي ولا أمري
وليلُ شبابي غاربُ النَّجم فاحمٌ
ترى العينَ تسري فيه دهراً بلا فجرِ
وإذ أنا في حُبِّ القلوب مُحكَّمٌ
و أفئدة البيض الكواعب في أسري
أَلا يابني فِهْرٍ شَكيَّة َ مُثقَلٍ
منَ الغَيظِ مَلآنِ الضُّلوع منَ الوِتْرِ
تسقونه في كلّ يومٍ وليلة ٍ(29/177)
بلا ظمأٍ كأس العداوة والغدرِ
وأغضبكمْ ماطوَّلَ اللهُ في يدي
وأعلاه مِن مَجْدي وأسناهُ مِن فَخْري
و إنيَ ممنْ لا تحطُّ ركابهُ
على البلد " النابي المجلهِ بالحسرِ "
وإنَّ لساني عازبٌ قد علمتُمُ
عن العورِ أن أجريهِ والمنطق الهجرِ
وكمْ ساءَكمْ نفعي ولم يكُ منكُمُ
وسَرَّكُمُ ما قيَّضَ الدَّهرُ من ضَرِّي
و أرضاكمُ عسري وإن كان عسركمْ
وأسْخَطكمْ يُسري وإن لم يكن يُسري
و قد كنتُ أرجوكمْ لجبري فها أنا
أخافُكُمُ طولَ الحياة ِ على كسري
وكان لكم منِّي جَميعي فلم يزلْ
قبيحكُمُ حتَّى زَوى عنكُمُ شَطري
وغرَّكُمُ أنِّي غَمَرتُ عُقوقَكُمْ
و أخفيته عن أعين الناس بالبرَّ
أزملهُ في كلَّ يومٍ وليلة ٍ
كما زَمَّلَ المقرورُ كشحَيْهِ في قُرِّ
وأكظِمُهُ كَظْمَ الغريبة ِ داءَها
و لولا اتساعي ضاق عن كظمهِ صدري
وكيف أُرامي من ورائي عدوَّكمْ
وفيكم ورائي مَن أخافُ على ظهري
وأنَّى أُرجِّيكُمْ لبُرْءٍ جِراحتي
و ما كان إلاَّ عن سهامكمُ عقري
وأنِّي لأرضَى منكُمُ إنْ رضِيتُمُ
بأن تبخلوا بالحلو عني وبالمرَّ
وأنْ لاتكونوا للعدوِّ مخالباً
إذا لم تكونوا يوم فريي بكم ظفري
وهل فيكُمُ إلا امرؤٌ شاعَ ذكرُهُ
لِما شاعَ مابينَ الخلائق من ذكري؟
ومَن هو غُفْلٌ قبلَ وَسْمي وعاطلُ
التَّرائب لولا دُرُّ نَظْميَ أو نثري
و شنعاءَ جاءتْ من لسان سفيهكمْ
تصاممتها عمداً وما بيَ من وقرِ
و أعرضت عنها طاويَ الكشح دونها
وطيُّ اليماني البرد أبقى على النشرِ
رَعى اللهُ قوماً خلَّفوني عليكُمُ
شددتُ بهمْ في كلّ معضلة ٍ أزري
بطيئين عن سلمي ، فإن عزم العدا
مُحاربتي كانوا سِراعاً إلى نَصري
ولي دونَهمْ حقِّي وفوقَ ظهورِهمْ
إذا عضَّني المكروهُ ثِقْليَ أو وِقْري
صحبتهمُ أستنجد الكر فيهمُ
و قد كنتُ في الأقوام مستنجداً صبري
همُ أخصبوا مرعايَ فيهمْ ومسرحي
و همْ آمنوا ما بين أظهرهمْ وكري
وهم بَرَّدوا في النَّائباتِ جَوانحي(29/178)
و همْ تركوا ذنبي غنياً " عن " العذرِ
و قد كنتُ ألقى فيهمُ كلَّ مترعٍ
من الحسن معقولِ الأسرة ِ كالبدرِ
أمين الخطا لم يسرِِ إلاّ إلى تقى
و لا دبّ يوماً للأخلاء بالمكرِ
تراهُ مليّاً والعَوالي تَنوشُه
بأنْ يولج المجرَ العظيمَ " على المجرِ "
و يمسى حديثُ القومِ عنه ويغتدي
ذكياً ششذاهُ بينهمْ أرجَ النشرِ
كأنهمُ شنتْ ثناهُ شفاههمْ
يشنون في النادي سحيقاً من العطرِ
مَضَوْا بَدَداً عنِّي وحلَّقَ بعدَهُمْ
بما سَرَّني في العيش قادِمَتا نَسْرِ
فلا أغمضُ العينين إلاّ على قذى
و لا أقلب الجنبين إلاّ على جمرِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> خلِّها إِنها تريدُ الغميما
خلِّها إِنها تريدُ الغميما
رقم القصيدة : 24699
-----------------------------------
خلِّها إِنها تريدُ الغميما
طالما أنجدَ الصَّحيحُ سَقيما
ليس ترعَى حتّى تقيمَ بوادي الـ
ـحبّ إلاّ وجيفها والرّسيما
ليس إلاّ " نجران " إنّا نرى منّا قلوباً بآلِ " نجرانَ " هيما
نا قلوباً بآلِ نجرانَ هِيما
جنّبوها التّعريسَ حتّى تروها
نازلاتٍ " بحضرموتٍ " جثوما
يا ديارَ الأحبابِ لا أبصرتكِ الـ
ـعينُ من بعدِ أن حللتِ رُسوما
إنّ عيشاً لنا خلسناه من أيـ
دى الرّزايا لديك كان نعيما
أينَ ظبيٌ عهدتُهُ في نَواحيـ
ـكِ دَخولاً حَبَّ القلوب هَجوما؟
أَقْصدَتْني عيناهُ يومَ تلاقَيْـ
ـنا بفسحِ الحمى وراح سليما
والتقطنا من لفظه الدّرَّ نثراً
ورأيناهُ بابتسامٍ نَظيما
واعتنقنا فكنتُ سقماً هضيماً
ذا نحولٍ وكان حسناً هضيما
كيف أبغى نصفاً وقلبى َ ولّى
طائعاً للهوى على َّ غشوما
وإذا قلتُ قد سلوتُ وخلّى الـ
ـحبُّ عنّى لقيتُ منه عظيما
ليس يُجدي ودمعُ عيني نَمومٌ
ـرُ ولولاهُمُ لكان بَهيما
ولقد قلتُ والجَوَى يُخرسُ النُّطْـ
ـقَ ذهولاً وحيرة ً ووجوما :
كيف أمسيتَ راحلاً بفؤادى
وإذا ما دعوتُ قوماً إلى الهبْـ
لا تلمنى فكلُّ من حملَ الأشـ
جانَ يرضى بأن يكونَ مَلوما(29/179)
أيُّ شيءٍ منِّي على راقدِ الطَّرْ
فِ خَلِيٍّ إنْ بِتُّ أرعَى النُّجوما؟
وإذا كنتُ بالهوى ذا اعوجاجٍ
فاهنَ دونى بأن تكون قويما
لا تزدنى بذا الزّمان اختباراً
فلقد كنتُ بالزّمانِ عليما
أين أهلُ الصّفاءِ كنّا جميعاً
ثمّ ولَّوْا إلفَ الرّياح هَشيما
رمتهمْ بعد أن توفّاهمُ المو
تُ فما أنْ أصبتُ إلاّ رَميما
من عذيرى من الزّمان أخى عو
جاءَ أعيا على َّ أنْ يستقيما ؟
ليس يعطى البقاءَ إلاّ لمن يسـ
ـلبنّه ذلك البقاءُ حميما
وغنيّاً ما زالَ صَرْفُ اللّيالي
ـبَثَ حتى رأيتُه مَهدوما
وسعوداً جرّتْ إلينا نحوساً
وسروراً جنى علينا هموما
نحنُ قومٌ إذا دُعي النّاسُ للفخْـ
ـرِ إفالاً ندعى إليه قروما
وإذا ما ثَوَوْا لدى العزِّ في الأطْـ
ـرافِ كنّا عندَ الصَّميم صَميما
ومتى عدَّدوا محلَّة َ فخرٍ
لم تكنْ تلك زمزماً وحطيما
من أناسٍ كانوا كما اقترح المجـ
ـدُ جُنوحاً عندَ الحِفاظِ لزوما
لم يحلّوا دارَ الهوانِ وكانوا
فى المعالى فوق النّجوم نجوما
لبسوا البيض والرّماحَ دروعاً
لم يصونوا إلاّ بهنَّ الجسوما
كلّ مستبسلٍ تراه لدى الحر
بِ سَفيهاً وفي النَّديِّ حليما
لا يحبّ الحياة َ إلاّ لأنْ يغـ
ـنى فقيراً أو أنْ يصون حريما
وتراه مكلّماً وصفيحُ الـ
ـهند يزدادُ بالضِّراب ثُلوما
قد حَفظنا ما كانَ جِدَّ مضاعٍ
ودعمنا مالم يكنْ مدعوما
وبنا استنتجَ الرَّجاءُ وقد كا
وإذا هبّت الخطوبُ ولم تكـ
ـفِ كَفَيْنا العظيمَ ثمَّ العظيما
سَلْ بنا أيُّنا وقد وُزِنَ الأمْـ
ـجادُ أسنَى مجداً وأكرمُ خِيما؟
وإذا شانتِ القروفُ أديماً
من أناسٍ من ذا أصحُّ أديما ؟
ولنا عزمة ٌ بها نمطر المظـ
ـلومَ عدلاً ونرزقُ المحروما
والفتى من إذا يهبّ على العا
في سَموماً قومٌ يهبُّ نَسيما
كم أدارى وقلّما نفع التّعـ
ـليلُ هَمّاً لا يبرحُ الحَيْزوما
لم أجدْ مُسعداً عليه ومن ذا
مُسعدٌ في الورى الحُسامَ الخَذوما؟
ولخيرٌ من أنْ تعيش غبيّاً(29/180)
باخسَ الحظِّ أن تموت كريما
شعراء الجزيرة العربية >> حامد زيد >> أربع خناجر
أربع خناجر
رقم القصيدة : 247
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
مشكلة .. لا جات حاجتك بيدين البخيل
ما يفكك لين تدفع كثر ما يدفعه
ومشكلة لا صرت مطعون بكفوف الدخيل
في ظهرك أربع خناجر وبالصدر أربعه
ومشكله لا ضاق بالوقت رجالٍ ثقيل
يطلب أحبابه وعيا زمانه ينفعه
ليت ربي ما يحاسب خليلٍ من خليل
دام ما للحظ فزعة وللوجه أقنعه
دام ماللعذل تالي وما بالحيل حيل
الغلا سمٍ نذوقه .. ومُرٍ نجرعه
نحتري فيه اللقا .. والحصيل اهوَ الحصيل
مثل حلمٍ ما تحقق .. وعييت أقطعه !
كني اللي حط بشفاه من جمر المليل
لا قدر يرميه للناس ، وازرى يبلعه !
والظروف اللي حدتني لنيران وفتيل
عرضت دمع المحاجر لشيٍ يجزعه
والمدامع بالغلا.. لا تحال ولا تحيل
والمشاكل كل ماجات .. جات مجمعه
أعذلوني عن هوى النفس وعيوني تخيل
في حبيبٍ ما تركته ولازلت اتبعه
مغرمٍ في حب مثله ولا أرضى له بديل
عيني تشوفه .. وقلبي يجوع : ويشبعه
ذاك كل مازان بالي ، وطالعت النخيل
ما ذكرت الاّ ثباته بوقت الزعزعه
ما هو إلا قطعةٍ من حشا قلبٍ عليل
وماني الا قطعةٍ منه مخلوقٍ معه
لا جميلٍ شفت قبله ، ولا بعده جميل
العذاري رهن رمشه ، وانا رهن أصبعه
والله انه لو طلبني طلوع المستحيل
ل اطلعه .. منّيه ، مناك .. يعني لطلعه
ما علي من الملامه ولا هرج الهبيل
ما أشجع الرجال لا ثار غيره ماأشجعه
في عيون اللي عشقني ولا جاني هزيل
الله اللي حط عشقه بقلبي ، وازرعه
لو سكت .. ينطق له الصم ، والدنيا تسيل
وان حكى .. لو يمشي المزن يوقف يسمعه
سلسبيلٍ من شفاته يخالط سلسبيل
معمعه بسكات واحلى سكات بمعمعه
ما هقيت ان أكثر الليل يمرح بالجدايل :
لين شفته شوف عيني (( بكفه يرفعه ))
وإن حييت وما بقى لي معه كود ليل
لسهره بأول غروبه .. واموت بمطلعه
والله ان العشق جمره : وطاحت بالشليل !(29/181)
وان حصل ما طاعك الوقت بحبابك .. طعه
ومنهو اللي علم أعداي نكران الجميل
ومنهو الي خان خلي وحاول يقنعه
كل عاذل ردني عنك يالطرف الكحيل
ياعسى الله يقلعه .. يا عسى الله يقلعه
يامعرض قلب الأحباب للدرب الطويل
السعه . لا بارك الله بالضيق . السعه
والله أن الوقت قاسي وأنا ماني ذليل
وأشهد ان الرجل مرات ظنه يخدعه
وأنتم تعذلون خفاق بعيون العديل
ما رحمتم نار جرحه وغيرة مدمعه
والسوالف ليلها ليل والحايل يحيل
والمشاكل مشكله مشكله متجمعه
مشكله لا خانك الوقت بالحمل الثقيل
لو زرعت الزرع هوج العواصف يشلعه
ومشكله لا صار عاذلك مايبرد غليل
لا ترده طيب كلمه ولا حدٍ يمنعه
ومشكله لا صرت مطعون بكفوف الدخيل
في ظهرك أربع خناجر وبالصدر أربعه
العصر العباسي >> البحتري >> لقد نصر الإمام على الأعادي
لقد نصر الإمام على الأعادي
رقم القصيدة : 2470
-----------------------------------
لقَدْ نُصِرَ الإمَامُ على الأعادي،
وأضَحَى المُلْكُ مَوْطُودَ العِمادِ
وَعُرّفَتِ اللّيالي في شُجَاعٍ
وَتامِشَ، كَيفَ عاقبةُ الفَسادِ
تَمَادَى مِنْهُمَا غَيٌّ، فَلَجّا،
وَقَدْ تُرْدي اللّجاجةُ والتّمادي
وَضَلاّ في مُعَانَدَةِ المَوَالي،
فَمَا اغْتَبَطَا هُنَالِكَ بالعِنَادِ
بدار في اقتطاع الفيء جم
وسعي في فساد الملك باد
بهَضْمٍ للخِلاَفَةِ، وانْتِقَاضٍ،
وَظُلْمٍ للرّعِيّةِ، واضْطِهَادِ
أمِيرَ المُؤمِنينَ! اسلَمْ، فقِدْماً
نَفَيْتَ الغَيَّ عَنّا بالرّشادِ
تَدارَكَ عَدْلُكَ الدّنْيَا، فقَرّتْ
وَعَمَّ نَداكَ آفَاقَ البِلادِ
ليهنك في إبنك العباس هدي
تبين من رشيد الأمر هاد
أقمت به ولم تآل إختياراً
سبيل الحج فينا والجهاد
تواليه القلوب وبايعته
بإخلاص النصيحة والوداد
هو الملك الذي جمعت عليه
على قدر محبات العباد
فسر به الأذاني والأقاصي
وأمله الموالي والمعادي
شفيع المسلمين إليك فيما
تنيل من الصنائع والأيادي
نزلت له عن الخمسين لما(29/182)
تكلم في مقاسمة السواد
وإني ارتجيك وأرتجيه
لديك لنائل بك مستفاد
ابتعد حاجتي وإليك قصدي
بها وعلى عنايتك اعتمادي
وأقرب ما يكون النجح يوماً
إذا شفع الوجيه إلى الجواد
لعلي أن أشرف بإنصرافي
بطولك أو أبجل في بلادي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لنشرِ فضلك آثاري وأخباري
لنشرِ فضلك آثاري وأخباري
رقم القصيدة : 24700
-----------------------------------
لنشرِ فضلك آثاري وأخباري
و في ولائك إعلاني وإسراري
و أنت منْ بين بتنا نسودهُ
صِفْرٌ من العابِ عُريانٌ منَ العارِ
أَوْليتَ مالم يكن أرجوهُ مُبتدئاً
و حزتَ غاية َ تأميلي وإيثاري
و كيف يبلغ شكري من أطال يدي
مدا وأعلق بالعلياء أظفاري ؟
إنَّ الأجلَّ أبا الخطّاب أسكنني
في عَرْصَة ِ العزِّ داراً أيَّما دارِ
أَعلى بحضرة مَلْكِ الأرض منزلتي
عَفواً ورفَّع في مثواهُ مِقداري
و قام لا حصرٌ منه ولا عجلٌ
يجلو على سمعه أبكارَ أشعاري
فالآنَ قِدْحي المعلَّى في مجالِسهِ
إذا ذُكِرتُ وزندي عنده الواري
فقُدْ جزاءً لما أوليتَ مِن مِنَني
زمامَ كلِّ شَرودِ الذِّكر سَيّارِ
ما كان قبلك " مطواعاً " إلى أحدٍ
و لا لغيرك في الدنيا بزوار
فخذْ إليك مقاليدي مُسلَّمَة ً
فلستُ أُرخصُ إِلاّ فيك أشعاري
يزيدُ عليها جِدَّة ً وتصرُّما
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إنّ على رملِ العقيق خيماَ
إنّ على رملِ العقيق خيماَ
رقم القصيدة : 24701
-----------------------------------
إنّ على رملِ العقيق خيماَ
زوّدنى منْ حلّهنَّ السّقما
بِنّا فما نأملُ من لقائنا
ذاتَ الثّنايا الغُرِّ إِلاّ الحُلُما
أهوى وإن كان لنا تعلّة ً
طيفاً يوافى منكم مسلّما
يبذلُ لي من بعدِ أن ضَنَّ بهِ
وشافعي النومُ العِذارَ والفما
وجادَ حِلاًّ والدُّجَى شعارُنا
بنائلٍ لو كان صُبحاً حَرَما
حبَّ بها إلمامة ً مامونة ً
وزَوْرَة ً يُزيحُ فيها التُّهما
وجدتُ فيها كلّما أحببتهُ
لكنَّ وجداناً يضاهي العَدَما(29/183)
ما علمتْ نفسي بماذا حُمِيَتْ
ولا الذي جادَ عليها عَلِما
عجبتِ ياظمياءُ من شيبٍ غدا
مُنتشراً في مَفْرَقي مُبتسما؟
لو كانَ لي حكمٌ يُطاعُ أمرُهُ
حميتُ منه لِمَّتي واللِّمَما
تهوينَ عن بيضٍ برأسى سوده
وعن صباحٍ في العِذارِ الظُّلَما؟
قليتِ ظلماً كالثّغامِ لونهُ
ولونُ ما تبغين يحكي الفَحما
صِبغُ الدُّجَى أبعدُ عن فاحشة ٍ
ولم يزلْ صبغُ الدُّجى متَّهما
منْ عاش لم تجنِ عليه نوبٌ
شابتْ نواحى رأسه أم هرما
أما ترى صاحِ التماعَ بارقٍ
طالعني وميضُهُ منَ الحِمى ؟
مُعَصْفَرَ الأرْفاغِ مَوْشِيَّ المَطا
مضرّجاً إمّا دماً أو عندما
لولا اختلاسي في الدُّجَى لوَمْضِهِ
رأيت منه فى صحارٍ إضما
لم أدرِ ما جَدواهُ إلاَّ أنَّه
أذكرنى إلمامهُ ذاتَ الّلمى
عجبتُ من سهمٍ له أقصدنى
ولم يسلْ لى مقتلٌ منه دما
وعاج من أودى الهوى فؤاده
بحبِّها يعجبُ ممَّن سَلِما
قلْ لبني الحارثِ: خَلُّوا نَغَمي
فلستُمُ ممَّنْ يَشُلُّ النَّعَما
بشلّها كلُّ غلامٍ منتمٍ
يومَ الوغَى إلى القَنا إنِ انتمى
تراه إنْ خيف الرّدى ضلالة ً
صبّاً بأسبابِ الرّدى متيّما
كتمتُمُ البغضاءَ دهراً بيننا
فالآنَ قد شاعَ الذي تَكتَّما
وخلتمونا شحمة ً منبوذة ً
يأخذُها مَن شاءَها مُلتقما
لو كنتمُ باعدتمُ شراركمْ
عن يابس العرفجِ ماتضرّما
وطالما كنّا- وأنتُمْ نُكَّصٌ-
نَجْبَهُ إِمّا عاملاً أو لَهْذَما
ضاغَمتمونا جَهْلَة ً وإنَّما
ضاغمتُمُ مَن كان منكمْ أَضغما
وإنّما طلتمْ بما جدنا به
ولم نَذَرْه عندنا مُخيَّما
فعادَ ما صُلْتُمْ به وطُلْتمُ
قد رَثَّ أو أخلَقَ أو تهدَّما
فما الذي أطمعَكُمْ ولم تكنْ
أهلاً لأطماعكمُ وما رَمَى ؟
تركتُمُ أعراضَكُمْ مبذولة ً
وصُنتمُ دينارَكمْ والدِّرهما
وقلتمُ: إنَّ النَّجارَ واحدٌ
كم من أديمٍ فاقَ فضلاً أُدُما
فى كلّ يومٍ لى َ منكمْ صاحبٌ
أضاءَ في ودادهِ وأَظلما
أقسمَ أنْ يفضلنى وطالما
فى مفخرٍ أحنثتُ منه قسما(29/184)
وذو اعوجاجٍ كلّما محَّصني
صادفَ منِّي صاحباً مقوِّما
فإنْ فخرتمْ بذوى تنعّمٍ
فقومُنا لم يَعْرفوا التَّنَعُّما
باتوا قياماً في الدُّجَى وبِتُّمُ
من بعد سوآتٍ مضين نوّما
ولم يكونوا فى ضحًى - وأنتمُ
في كِظَّة ٍ الإِكثارِ إلاّ صُوَّما
لاتأمنوا الليثَ على إطراقهِ
قد يعزم الّليثُ إذا ماأرزما
وحاذِروا عازمَ قومٍ آدَهُ
فوتُ المُنى ففاعلٌ مَن عَزما
إلى متى أنتَ على سمتِ الأذى
تكظمِ داءً قد أبى أنُ يكظما ؟
هل نِلتَ إنْ نِلْتَ الأمانيَّ التي
ترومُ إلا مشرباً أو مطعما؟
إنّا مُقيمون بدارِ ذلَّة ِ
نُسقَى بها في كلِّ يومٍ عَلْقما
ومهملون لا يجازى محسنٌ
ولا يَخافُ جرمَه مَن أَجرما
نَهْضاً إلى العزِّ فمن عاف القَذَى
ولم يَهبْ وِرْدَ الحِمامِ أَقدما
كأنَّني بهنَّ أعجازُ السُّرى
يلكن عن لوكِ العليق اللّجما
يخبْطنَ غِبَّ الضَّرب والطَّعنِ وقد
سَئِمْنَ إمّا لِمَّة ً أو أعظُما
وفوقهنّ كل مرهوبِ الشّذا
إذا همى انهلّ وإن زاد طما
من معشرٍ إنْ حاربوا أو غالبوا
لم يعرفوا ملالة ً أو سأما
أهلّة ُ النّادى وآسادٌ إذا
كان القنا فى الرّوع منهم أجما
همْ طَردوا الإِمْلاقَ عن ديارِهمْ
وأمطروا فى المعتفين النّعما
دعْ شجرَ القاعِ لمن يخبطهُ
يَخُبِطُ إمّا نَشَماً أو سَلَمَا
فما الفتى كلُّ الفتى إلاّ امرؤٌ
زمَّ خياشيمَ الهوى أو خطما
والرّزقُ يأتيك لم تبسُطْ لهُ
كفّاً ولم تسعَ إليه قدما
لا نزلَ الرِّزقُ على مُسْتمطرٍ
لرزقه من المخازى ديما
ولا ثَوَى اليُسْرُ بدارِ باخلٍ
متى يُسَلْ بَذْلَ اليَسارِ جَمْجَمَا
ولا رَعى اللهُ أخا مَكْرُمَة ٍ
أوسعها من بعد فوتٍ ندما
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا خيرَ بادٍ في الأنامِ وحاضرِ
يا خيرَ بادٍ في الأنامِ وحاضرِ
رقم القصيدة : 24702
-----------------------------------
يا خيرَ بادٍ في الأنامِ وحاضرِ
وأحقَّ مُولٍ في الزَّمانِ لشاكرِ
و أشقَّ من " وطأ " الكواكب مرتقى(29/185)
و أععزَّ من ليث العرينِ الخادرِ
قد جاءني التَّشريفُ منك كأنَّه
قِطَعُ الرِّياض عُقيبَ غيثٍ ماطرِ
و كأنه بردُ الشبابِ نضارة ً
أو بشرُ آونة ِ الربيع الزاهرِ
أثوابُ عزٍّ لم يكنّ للابسٍ
إلاّ رياشَ مفاخرٍ ومآثرِ
يُجرَرْنَ فوقَ ذُرا المجرَّة ِ عِزَّة ً
و يطرنَ فوق النسرِ ذاك الطائرِ
و لقد سننتَ شريعة ً للجود في
غير الهدية ِ أنه للحاضرِ
لم ترضَ ماشرعَ الكِرامُ، وكم لنا
من ناقصٍ عن غاية ٍ أو قاصرِ
حتّى جعلتَ لحاضرٍ أو ناظرٍ
كلَّ الذي رَمَقَتْه عينُ النّاظرِ
شاطَرْتَني تلك النَّفائسَ قاسماً
بيني وبينك كلَّ علقٍ فاخرِ
فكأننا متساهمان بضاعة ً
حُطَّتْ إِلينا من ظهورِ أباعرِ
أرسلتُها مَثَلاً شَروداً في النَّدى
يسري بها لك كلُّ بيتٍ سائرِ
جاءتْ كما اقترح التكرُّمُ مامشَى
فيها اللسان ولا سرتْ في خاطرِ
هيهاتَ منكَ الأوَّلون وإِنْ هُمُ
صاروا منَ المعروف خيرَ مصايرِ
سبقوا وجزتَ مداهمُ متمهلاً
سَبْقَ الكريمة للهَجينِ العاثر
فمتى أضفناهمْ إليك فإنما
قِسْنا الثَّمادَ إلى الخِضَمِّ الزَّاخرِ
فافخرْوتِهْ فخرَ الملوك على الورَى
و على الطوالع في المحيط الدائرِ
فلقد فَضَلْتَ جميعَهمْ بفضائلٍ
وفواضلٍ ومكارمٍ ومكاثرِ
و محاشنٍ نظمَ الزمانُ لمفرقيْ
ملكِ الملوك بها سموطَ جواهر
واسلمْ وإنْ لفَّتْ صروفُ زمانِنا
هذا الأنامَ معاشراً بمعاشرِ
في ظلَّ ملكٍ ضلَّ عن أيدي الردى
وازورَّ عن سَنَنِ الحِمامِ الزَّائرِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لقاؤكِ يا سلمى وإنْ كانَ دائما
لقاؤكِ يا سلمى وإنْ كانَ دائما
رقم القصيدة : 24703
-----------------------------------
لقاؤكِ يا سلمى وإنْ كانَ دائما
يعزّ علينا أنْ يكون لماما
وقد كانَ صُبحاً يملأ العينَ قُرَّة ً
فعاد بقول الكاشحين ظلاما
كِلا الهَجر منكِ الطَّرفَ أنْ لا تُعرِّجي
على الحى ّ أيقاظاً وزرتِ نياما
ولم يشفِ ذاك القربُ وهو مرجّمٌّ(29/186)
منَ القومِ سُقماً بل أثارَ سَقاما
وما كان إلا باطلاً غير أنّنا
كُفِينا به ممَّن يلومُ مَلاما
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> مالي تُطيحُ صُروفُ الدَّهر أخياري
مالي تُطيحُ صُروفُ الدَّهر أخياري
رقم القصيدة : 24704
-----------------------------------
مالي تُطيحُ صُروفُ الدَّهر أخياري
والمرءُ من كلِّ شيءٍ حازَه عارِ
يَزْهَى بجارٍ ودارٍ وهْيَ آهلة ٌ
حتّى يصيرَ بلا جارٍ ولا دارِ
وسِيقَ سَوقاً عنيفاً غيرَ مُتَّئدٍ
إلى التي نبشتها كفُّ حفارِ
في قعرِ شاحطة ِ الأعماقِ حالكة ٍ
سدتْ مطالعها بأحجارِ
هَوَى إِليها بلا زادٍ سِوى أَرَجٍ
من مندلٍ عبقٍ أو سحقِ أطمارِ
ذاقَ الرَّدى دافعُ القصرِ المَشيدِ بهِ
و ناعمٌ بين جناتٍ وأنهارِ
لم يُغنِ عنه وقد همَّ الحِمامُ بهِ
أنْ باتَ من دونِ أردامٍ وأستارِ
أمّا الزَّمانُ فغدَّارٌ بصاحبهِ
وما الشّقاوة ُ إِلاّ حبُّ غدَّارِ
فبينما هو يُعطيني ويُوسِعُ لي
حتّى يكونَ بهِ فَقري وإِعساري
فليس يُنصفُني مَن عاد يظلمُني
و ليس ينفعني من كان ضراري
وكيف أبلغُ أوطاري بذي خَطَلٍ
ما كان إلاَّ به حرمانُ أوطاري ؟
ندورُ في كلِّ مَخشاة ٍ ومَرْغَبَة ٍ
من تحتِ مُستعجل الوثباتِ دوَّارِ
كأنَّنا تَترامانا نوائبُهُ
عصفٌ ترامى به سوراتُ تيار
ظِلُّ وشيكٌ تَلاشِيهِ وأفنِيَة ٌ
موضوعة ٌ نصبَ إخرابٍ وإقفارِ
لا تأمننَّ صروفَ الدهر مغمضة ً
إِغماضَ ليثٍ منَ الأرواح مُمْتارِ
الدَّهرُ سالبُ ما أعطَى ومانِعُهُ
فما الصَّنيعُ بدينارٍ وقِنطارِ
تُقيمُ منه على عوجاءَ زائلة ٍ
ومائلٍ مُزلِقِ الأرجاءِ مُنهارِ
والمرءُ مادامَ مأسوراً بشهوتِهِ
معذَّبٌ بينَ إِحلاءٍ وإمرارِ
طوراً جديباً وطوراً ذا بلهينة ٍ
فمَن عَذيريَ من تاراتِ أطواري؟
من عائدي من جوى همٍّ يؤرقني
نَفى رقادي وجافَى بينَ أشفاري؟
أرعَى نجوم الدُّجَى أنَّى مسالكُها
ولانديمَ سِوى بثِّي وأفكاري
لحادثٍ في أخٍ ماكنتُ أحذرُه(29/187)
وأينَ من حادثاتِ الدهرِ إحذاري؟
لما دعا باسمه الناعي فأسمعني
ضاقتْ عيّ هموماً كلُّ أوطاري
ولُذتُ عنه بإنكاري منيَّتَهُ
حتى تحقق شرادٌ بإنكاري
فالآن بين ضلوعي كلُّ لاذعة ٍ
تدمى وحشو جفوني كلُّ عوارِ
رزئتهُ حاملاً ثقلي ومضطلعاً
شحاً عليها من الأقوام أسراري
فيا دموعي كوني فيه واكفة ً
ويا فؤادي أحترقْ جرَّاهُ بالنّارِ
عرِّجْ على الدّارِ مُغبرّاً جوانبُها
فاسأل بها عجلاً عن ساكني الدارِ
كانتْ تَلألأُ كالمصباح وهْيَ بما
جنى عليها الردى ظلماءُ كالقارِ
وقلْ لها: أَين ماكنَّا نراهُ على
مرَّ الندى بكِ من نقضٍ وغمرار ؟
وأينَ أوعية ُ الآدابِ فاهقة ً
تجري خِلالَكِ جَريَ الجدول الجاري؟
وأينَ أبكارُ فضلٍ جئنَ فيكِ وقد
جاءَ الرِّجالُ بعُونٍ غيرِ أبكار؟
و أين طيبُ ليالٍ فيك ناعمة ٍ
كأنهنّ لنا أوقاتُ أسحارِ ؟
يا أحمدُ بن عليٍّ والردى عرضٌ
يزورُ بالرُّغم منّا كلَّ زَوّارِ
نأى يشقُّ مداهُ أن تقربهُ
قلائصٌ طالما قربن أسفاري
علقتُ بحبلٍ غيرِ منتكثٍ
عند الحفاظِ وعودٍ غيرِ خوّارِ
و قد بلوتك في سخطٍ وعند رضيً
فلم تفذنيَ إلا ما أضنُّ به
ولم تَزدنيَ إِلاَّ طيبَ أخبارِ
لاعارَ فيما شربتَ اليومَ غُصَّتَهُ
منَ المنونِ وهل بالموتِ مِن عارِ
ولم يَنلْكَ سِوى ما نال كلَّ فتى ً
عالي المكانِ ولاقَى كلَّ جبّارِ
فلو وَقَتْكَ منَ الأقدار واقية ٌ
حماكَ كلُّ طَلوعِ النَّجد مِغْوارِ
إذا دعتهُ من الهيجاء داعية ٌ
سَرى إلى الموتِ مثلَ الكوكِب السَّاري
ما كان ثاري بناء عن منال يدي
لو كان في غير أثناء الردى ثاري
فاذهبْ كما ذهبتْ سراءُ أفئدة ٍ
أو أمنُ خائفة ٍ أو نيلُ أوطارِ
عريانَ من كلّ ما عيبَ الرجالُ به
صِفْرَ الحقيبة ِ من شيءٍ من العارِ
و لا يزلْ خضلِ الهدابِ يقطره
على تُرابك سَحّاً ذاتُ إعصارِ
حتى يُرى بينَ أجداثٍ يحاورُها
ريانَ ملآنَ من زهرٍ ونوارِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إنْ كنتَ يا عمرو قد أسأتَ فقد(29/188)
إنْ كنتَ يا عمرو قد أسأتَ فقد
رقم القصيدة : 24705
-----------------------------------
إنْ كنتَ يا عمرو قد أسأتَ فقد
رأيتُ فيك العدوَّ محتكما
في ساعة ٍ لو رآكَ في يدهِ
أقسَى عدوِّ لرقَّ أو رحما
قُتِلتَ بالذُّلِّ والمهانة ، والقتـ
ـلُ مريحٌ إذا أسال دما
فإن تعشْ برهة ً فأنت بما
رُمِيتَ مَيْتٌ لم تسكُنِ الرَّجَما
وإنْ تكن ناجياً منَ الموتِ فالمو
تُ مُنَى مَن يعالجُ السَّقما
لم تنجُ منه كما علمتَ ومَنْ
سلَّمه الاتّفاقُ ما سلما
شلّتْ يدا من رمى فلم تصمك الرّمية ُ لمّا لم يدر كيف رمى
ى فلم تُصْمِكَ الرْ
إنَّ الأُلى في صدورهمْ حَنَقٌ
لم تعفُ آثارُهُ ولا انصرما
همّوا ولم يفعلوا لعائقة ٍ
وفاعلٌ للأمور من عزما
ألمَّ سوءٌ وما أتمَّ وكمْ
أنشبَ أظفاره وما عدما
فاخشَ لها عودة ً فجارمها
صبٌّ بها ليس يعرف النّدما
إنّ الذى أنت غنمُ بغيتهِ
ما ظَفِرتْ كفُّهُ وما غَنما
وقد قضَى اللهُ أن يُزيلَ لنا
نعمة َ من ليس يشكر النّعما
ما شكَّ قومٌ قُذِفتَ وسْطَهُمُ
أنّ جنوناً بالدّهر أو لمما
أخَفْتَني ثمَّ ما أمنتَ، فلا
يأمن منّا من خاب أو ندما
فقلْ لقومٍ غُرُّوا بفتنتهِ:
إِنَّ أديماً دبغتُمُ حَلُما
ظننتُمُ أنّه ينيرُ لكمْ
فزادكمْ فوقَ ظُلمة ٍ ظُلَما
وإِنْ أبَيْتُمْ إلاّ عبادَتَهُ
فقد رأينا من يعبد الصّنما
وقلتُمُ إنَّه أخو كرمٍ
وما رأينا فيكمْ له كرما
وقالَ قومٌ: أعطى فقلتُ لكمْ:
إنْ كان أعطى فطالما حرما
قد ثلم الدّهرُ ما بناه لكمْ
وتاب ممّا جناه واجترما
فلا تَروموا مثلَ الذي كان
فذاك الشَّبابُ قد خُرِما
بالجدِّ نلتُ الذى بلغتُ ولم
تعملْ إليه كفّاً ولا قَدما
ولا أساسٌ لما بنيتَ فما
نُنكرُ منه أنْ زالَ وانْهدَما
فقد سئمناك والمدى كثبٌ
ومن ثوى الرّيفَ جانبَ السّأما
وإنْ تصبْ بالرّدى فليس ترى
كانوا بِسِلْمِ، إنْ سادَ في حَومة الـ
وإنْ تغبْ فالذي به غُصَصٌ
منك بَواقٍ يقولُ: لا قَدِما(29/189)
فلا سقى الله وادياً - حلّه السّو
ءاتُ لمّا حللته - الدّيما
ولا هَناك الذي أتاكَ ولا
أمنتَ فيما جنيته النّقما
وماءُ قومٍ حلَلتَ بينهُمُ
لا كان عذباً لهمْ ولا شيما
فلا يرعنى منك الوعيد فما
زلتُ أولّيهِ منّى َ الصّمما
ومَن تَرى أنَّني أهابُ أذى ً
فمبصرٌ فى منامه حلما
سَلْ عن صخوري مَن كان يَقرعُها
وعن قناتي امرأً لها عَجَما
رَمْيَة ُ لمّا لم يدرِ كيفَ رَمى
كلاّ ولا مضغة ً لمن ضغما
قد كنتُ سيلاً وكنتمُ وهداً
وكنتُ ناراً وكنتمُ فحما
للهِ قومٌ رأيتُ قبلكَ فوْ
قَ العرشِ من هذهِ البِنا جُثُما
لم يكُ فيهمْ ولا لهمْ أحَدٌ
خالٍ بسوءِ الفِعالِ مُتَّهما
من كلِّ قرمٍ يشفى إذا شهد الحومة َ بالبيض والقنا القرما
ـحَومَة َ بالبِيض والقنا القَرَما
يرهبُ في عُرضة ِ الملام ولا
يرهبُ يوماً في جسمهِ الألما
كأنَّني بالخيولِ ثائرة ً
معجلة ً أنْ تقلّدَ اللّجما
مثلُ الدّبا إذْ يقول مبصرها
شلَّ اليمانون بالقنا النّعما
وفوقهنّ الكماة ُ حاملة ٌ
سمراً طوالاً وبتّراً خذما
لم يَنْثروا بالسُّيوفِ مُصْلتة ً
فى الحرب إلاّ الأجسادَ والقمما
وربَّما ساعدَ اللّسانُ فلمْ
أحبسْ لساناً عن نطقهِ وفَما
خُذْها ومن بعدِها نظائرُها
فلستُ للصِّدقِ فيكَ مُحتشِما
فأغبنُ النّاسِ كلّهمْ رجلٌ
هاجَ لساناً أو نبَّهَ القلما
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أنجدْ إذا شئتَ في الأرزاق أو أغرِ
أنجدْ إذا شئتَ في الأرزاق أو أغرِ
رقم القصيدة : 24706
-----------------------------------
أنجدْ إذا شئتَ في الأرزاق أو أغرِ
فلستَ تأخذُ إلاَّ من يدِ القدَرِ
و ما أصابك والأقدارُ كافلة ٌ
بأَنْ يُصيبَكَ لاتَلْويه بالحذَرِ
و قد رأيتُ الذي تذوى القلوبُ به
لولم يكنْ ليَ قلبٌ صِيغَ مِن حَجَر
فكِّرْ بقلبك فيما أنت تُبصرُهُ
فالأرضُ مملوءة ُ الأقطارِ بالعِبَرِ
و لا تبتْ جذلاً بالشيء يتركهُ
عليكَ خطبٌ جَفا عَمْداً ولم يَذَرِ(29/190)
ولاتقلْ: فاتتِ الأخطارُ إنْ عَزَبَتْ
فلم يَفُتْ خَطَرٌ إلاّ إِلى خَطَرِ
كيف القرارُ لمن يمسي ويصبح في
كلِّ الذي هو آتيهِ على غَرَرِ
يبيتُ إما على شوك القتادِ له
جنبٌ ، وإما على فرشٍ من الإبرِ
أجلْ لخاظكَ في الأقوامِ كلهمُ
فلستَ تُبصرُ إِلاّ سَنْحَة َ البَصَرِ
أما ترى ما أراهُ من عيوبهمُ
وليسَ فيها لهمْ عذرٌ لمعتذِرِ
في كلَّ يومٍ تراني بين أظهرهمْ
أحتال في نفعِ من يحتال في ضروري
قالوا: اصطبرْ قلتُ: قد جُرِّعتُ قبلكُمُ
من التصبرِ كاساتٍ من الصبرِ
وما انتفعتُ وطولُ الهمِّ يَصحبُني
عمرَ الحياة ِ بما قد طال من عمري
وقد غرستُ غُروساً غيرَ مُثمرة ٍ
و عاد بالكدَّ من لم يحظَ بالثمرَ
من أين لي في جميع الناس كللهمُ
حلوُ الشمائل منهم طيبُ الخبرِ ؟
أحلى لقلبيَ من قلبي وأعذبُ في
مَذاقِهِ ليَ مِن سمعي ومن بَصَري
وكلَّما غَمزَتْ كفِّي جوانبَه
غمزتُ منه أنابيباً بلا خورِ
أبثهُ عحرى حتى يكون لها
كفيلَها وأُقضِّي عنده بُجَري
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ربِّ كنْ لى منها لباساً حصيناً
ربِّ كنْ لى منها لباساً حصيناً
رقم القصيدة : 24707
-----------------------------------
ربِّ كنْ لى منها لباساً حصيناً
إنّها دونَ ما كفيتَ قديما
أنتَ أطلقتنى وكنتُ أسيراً
ثمّ داويتَ من أمورى سقيما
أنتَ ألقيتنى على ذروة ِ الأمـ
ـنِ وقد كانَ لي الحِذارُ نديما
أنتَ نكَّبْتَ عنِّيَ الخُطَطَ الجُو
نَ ظلماءً إلى ذرارى َ هيما
أنتَ نَجَّيْتَني- ومن حوليَ الأُسْـ
ـدُ سِغاباً هَرْتَ الشُّدوقِ- سليما
رفعتَ الملامَ عنّى وقد كنـ
ـتُ لدى كلِّ من أراه مليما
وتلافيتَ بى اعوجاجاً إلى الشّرِّ فأصبحتُ من لدنك قويما
رِ فأصبحتُ من لَدُنْك قَويما
كم أراد العداة ُ ثلمى وقدّر
تَ سواه فلم يرونى ثليما
كم أرادوا بى َ الشّقاءَ فأبدلـ
ـتَ بما حاولوهُ منِّي نَعيما
كم عظيمٍ حملتَ عنِّيَ لولا
نُصرة ٌ منكَ ما حملتُ عظيما(29/191)
لستُ أنسى وهم يهبّون لى كلّ سمومٍ لمّا هببتَ نسيما
لَ سَمومٍ لمّا هَبَبْتَ نسيما
لا تُضِعْني وقد جعلتُك في الأخـ
ـطار حرزاً من الأذى وحريما
وأجبْ منّى َ النّداءَ فلم تحـ
ـرمْ سؤالاً ولا مطلتَ غريما
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ضَنَّتْ عليك ضنينة ُ الخِدْرِ
ضَنَّتْ عليك ضنينة ُ الخِدْرِ
رقم القصيدة : 24708
-----------------------------------
ضَنَّتْ عليك ضنينة ُ الخِدْرِ
يومَ الوداع بطلعة البدرِ
و وشى إليك بوشكِ فرقتها
صوتُ الغراب وأنتَ لاتدري
فذهلتُ لولا نظرة ٌ عرضتْ
و وجمتُ لولا دمعة ٌ تجري
وكأنَّني لمّا وطئتُ على
حرّ النوى أمشي على جمرِ
و مخضب الأطراف ماطلني
بوصالهِ عصراً إلى عصرِ
حتّى أزارتْني محاسنُهُ
بعدَ الهدوِّ سُلافَة َ الخمرِ
ما كانَ عندي أنَّني أبداً
متحملٌ منا من السكرِ
وكأنَّما لعفافِ خَلْوَتِنا
ذاكَ التَّلاقي كان في الجهرِ
لا ريبة ٌ في كلّ ذاك ولا
قُرْبٌ ولا قُبَلٌ على ثَغْرِ
و القربُ من خاشٍ عواقبهُ
مثلُ النَّوى ، والوصلُ كالهجرِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> كنّا جميعاً ثمّ فرّق بيننا
كنّا جميعاً ثمّ فرّق بيننا
رقم القصيدة : 24709
-----------------------------------
كنّا جميعاً ثمّ فرّق بيننا
قدرٌ إذا ما كفّ صمّ وصمّما
فارقْتُ منه طِيبَ عيشي كلَّه
ورُزِئْتُهُ منه الأَنْعَما
وحملتُ كلَّ عظيمة ٍ من بعدها
خُولِسْتُ مَن كان الأجلَّ الأعظما
وكأنَّني من بعدِ أنْ فارقتُه
كفٌّ يفارقُ ساعداً أو مِعْصما
ما نلتقى من بعد أن صار الثّرى
مثواك إلاّ أنْ أعوج مسلّما
والوصلُ كان محلّلاً حتّى اهتدتْ
طرقاتهِ البلوى فصار محرّما
وعليك من ربّ السلام تحيّة ٌ
وسقاكَ منحلَّ العَزالي مُفعما
وعلى َّ غهداءُ المراثى شرّداً
فى كلّ يوم عشتهُ متكلّما
العصر العباسي >> البحتري >> دعا عبرتي تجري على الجور والقصد
دعا عبرتي تجري على الجور والقصد
رقم القصيدة : 2471(29/192)
-----------------------------------
دَعا عَبرَتي تجرِي على الجَوْرِ والقَصْدِ،
أظُنُّ نَسيماً قارَفَ الهَجرَ من بَعدِي
خَلا ناظِرِي من طَيْفِهِ، بَعْدَ شَخصِهِ،
فَيا عَجَباً للدّهْرِ فَقْداً عَلى فَقْدِ
خَليليّ! هَلْ مِنْ نَظْرَةٍ تُوصِلانها
إلى وَجَنَاتٍ يَنْتَسِبْنَ إلى الوَرْدِ
وقدٍّ يكادُ القلبُ ينقدُّ دُونَهُ
اذا اهتز في قُرْبٍ مِنَ العَين أو بُعدٍ
بنفسي حبيبٌ نقّلُوهُ عن اسمِهِ
فباتَ غريباً في رَجَاءٍ وفي سَعْدِ
فيا حائلاً عن ذلك الاسمِ لاتحُلْ
وإنْ جَهِدَ الاعداءُ عن ذلكَ العهد
كَفَى حَزَناً أنّا عَلى الوَصْلِ نَلْتَقِي
فُوَاقاً، فَتثْنِينَا العُيُونُ إلى الصّدّ
ولَوْ تُمكِنُ الشّكوَى لخَبّرَكَ البُكَا
حَقيقَةَ ما عندي، وإن جَلّ ما عندي
هَوًى، لا جَميلٌ في بُثَيْنَةَ نَالَهُ
بمِثلٍ، ولا عَمْرُو بنُ عَجلانَ في هندِ
غُصِبْتُكَ مَمزوجاً بنَفسي، وَلاَ أرَى
لَهُمْ زَاجِراً يَنهَى، وَلاَ حاكماً يُعدي
فَيا أسَفا، لَوْ قَابَلَ الأسَفُ الجَوَى،
وَلَهْفَا لَوَ انّ اللّهفَ في ظالمٍ يُجدِي
أبا الفَضْلِ! في تِسعٍ وَتِسعينَ نَعجَةً
غِنًى لكَ عَنْ ظَبيٍ، بساحَتِنا، فرْدِ
أتأخُذُهُ مِنّي، وَقَدْ أخَذَ الجَوَى
مآخِذَهُ مِمّا أُسِرُّ، وَما أُبْدِي
وتخطو إليه صبوتي وصبابتي
ولم يخطه بثي ولم يعده وجدي
وَقُلتَ اسْلُ عَنهُ، والجَوَانِحُ حَوْلَهُ،
وَكَيْفَ سُلُوُّ ابنِ المُفَرّغِ عَنْ بَرْدِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> تَراءَتْ لنا يومَ الأُبَيْرِقِ في الدُّجَى
تَراءَتْ لنا يومَ الأُبَيْرِقِ في الدُّجَى
رقم القصيدة : 24710
-----------------------------------
تَراءَتْ لنا يومَ الأُبَيْرِقِ في الدُّجَى
و نحن بلا بدرٍ فنابتْ عن البدرِ
و أغنتْ برياها وما إنْ تعطرتْ
عن العطرِ حتى ما تحنّ إلى العطرِ
و قام محياها ضياءً وبهجة ً
مقامَ طلوعِ الفجر أو لؤلؤ البحرِ
وحكَّمَها فينا الهوى فتلاعبَتْ(29/193)
بنا أريحيّاتُ الجَوى وهْيَ لاتَدري
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> من أرى فى الدّجى ذا خطلٍ
من أرى فى الدّجى ذا خطلٍ
رقم القصيدة : 24711
-----------------------------------
من أرى فى الدّجى ذا خطلٍ
أقدمَ الأشواقَ لمّا قدما ؟
لاحَ منه طَرَفٌ ذو مَلَّة ٍ
لم يُنِرْ في الأفق حتّى التَأَما
كلّما قلتُ أتى ولّى وإنْ
ضاء لى شيئاً قليلاً أظلما
خلته مقتبساً ذا عجلٍ
أو فماً من عجبٍ مبتسما
أو جباناً هاب من إقدامه
أو لساناً عن مقالٍ جَمْجَما
أو تقيّاً ورعاً ذا حفّة ٍ
كلَّما همَّ بذَنْبٍ نَدِما
أوْ حُساماً ردَّهُ مَنْ سَلَّهُ
أو فتًى أفصحَ ثمّ استعجما
فهُوَ النَّاكصُ عن زَوْرَتِهِ
وهو الرّاجع عمّا غرما
عصفرَ الأفقَ فقلنا إنّه
أمطر الجوَّ عن الأرضِ دما
كان سقمى قد مضى من جسدى
فأزار البرق جسمى السّقما
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أتاكَ الرَّدَى من حيثُ لاتحذرُ الرَّدَى
أتاكَ الرَّدَى من حيثُ لاتحذرُ الرَّدَى
رقم القصيدة : 24712
-----------------------------------
أتاكَ الرَّدَى من حيثُ لاتحذرُ الرَّدَى
وغافصني فيك الحِمامُ ولا أدري
فإنْ ينسك الأقوامُ بعد تذكرٍ
فإنيَ معمورُ الجوانح بالذكرِ
و إنْ كان عمري ما انقضى بعد أن مضى
مَداكَ فقد نغَّصتَ لي باقيَ العمرِ
فلا زالَ ماوُسِّدتَ فيه منَ الثَّرى
يعاوده ما شاء من سبلِ القطرِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> حلفتُ بمعشرٍ عَسَفوا المطايا
حلفتُ بمعشرٍ عَسَفوا المطايا
رقم القصيدة : 24713
-----------------------------------
حلفتُ بمعشرٍ عَسَفوا المطايا
يريدون البنيَّة َ مِن تِهامَهْ
وكلِّ معرّقٍ كالنّسعِ ضمراً
له رتكٌ ولا رتكُ النّعامهْ
أتوا "جمعاً" وقد وقفوا جميعاً
على عَرَفاتٍ يا سُقِيَتْ مُقامَهْ
عِراصٌ مَن يَزُرْ منهنَّ شِعباً
فقد أمنَ الملامة َ والنّدامهْ
وما هرقوه عند منًى يبارى
بَجَرْيَتِهِ بها ماءَ الغمامَهْ(29/194)
وأحجار قذفن تقًى وبرّاً
كما قُذفتْ بإصبعها القُلامَهْ
وأقدامٍ يَطُفْنَ على أشَمٍّ
يُطِلْن، وقد عَلِقْنَ به، استلامَهُ
لقد فضل القبائلَ آلُ موسى
كما فضلتْ على العطبِ السّلامهْ
همُ دعموا قبابَ المجد فينا
ولولاهمْ لكان بلا دعامهْ
وهمْ دأَبوا إلى طُرُقِ المعالي
وما حَفِلوا بشيءٍ من سَآمَهْ
وما أيمانهمْ إلاّ لبيضٍ
يُبلِّغْنَ الفتَى أبداً مَرامَهْ
وسُمرٍ مثلِ أرْشِيَة ٍ طوالٍ
يَقُدْن إلى الكَمِيِّ بها حِمامَهْ
وما أموالُهمْ إِلاّ لجودٍ
وإلاّ للحَمالة ِ والغرامَهْ
وفيهمْ عرّست وبهمْ أقامتْ
شريداتُ الشَّجاعة ِ والصَّرامَهْ
وعرفهمُ يضوع على البرايا
كما طابتْ لناشِقها المُدامَهْ
ولولا أنّهمْ فينا لكانتْ
رباعُ العزِّ ليس بها إقامهْ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> شطتْ عليك لبانة ُ الصدرِ
شطتْ عليك لبانة ُ الصدرِ
رقم القصيدة : 24714
-----------------------------------
شطتْ عليك لبانة ُ الصدرِ
وحُرِمتَها من حيثُ لاتدري
وطلبتُ عُذراً للزَّمان فلمْ
نعرفْ له شيئاً منَ العذرِ
و فجعتَ في ظلماءِ داجية ٍ
بالنَّيِّراتِ معاً وبالفجرِ
و مضى الذي طمس الحمامُ به
وضحَ الصباح وغرة َ البدرِ
و طوى الردى رغماً لآنفنا
كلَّ المحاسن منه في القبرِ
فكأننا من بعد مصرعه
سفرٌ بلا زادٍ ولا ظهرِ
أو مُرهَقون بكلِّ بائقة ٍ
غلبوا وقد جهدوا على الصبرِ
هيمٌ يماطلها الورودُ وقد
بَعُدَ المدى عَشراً إلى عَشرِ
من ذا لمرغبة ٍ ومرهبة ٍ
فينا ومَن للنَّهْي والأمرِ؟
و مروعٍ شرد الحذارُ به
ملآنَ من خوفٍ ومن ذُعْرِ
و مكارمٍ تدعُ الزمان بلا
شيءٍ من الإملاقِ والفقرِ
أُثْني عليكَ بما صنعتَ وكمْ
فاتَ الصَّنيعُ مواقعَ الشُّكرِ
وأكفُّ غَرْبَ الدمعِ مُصطبراً
لو كانَ دمعٌ كُفَّ لا يجري
أنتَ الذي لم ترض في شرفٍ
إلاَّ بغرَّ عقائلِ الفخرِ
و محوتَ محوَ الطرسِ عن زمنٍ
أصبحتَ فيه مجاثمَ العسرِ
وجعلتَ مُعدِمَه كواجدهِ(29/195)
و مقله بالفضلِ كالمثرى
من معشرٍ لم يَرتضوا وَطَراً
في العزَّ إلاَّ قمة َ النسرِ
وإذا دعوتَهُمُ لنازلة ٍ
حَشدوا عليك بقُرَّحٍ ضُمْرِ
وبكلِّ مُلتهبِ العزيمة ِ في الـ
ـبأساءِ صبّارٍ على الضُّرِ
لم يَمْتطوا كَتَدَ المعابِ ولا
عقدوا مآزهم على وزرِ
و إذا علا لهبُ الجمال بهمْ
" وهبوا رواءَ الحسن للبدر "
يعطون في الإعسار من كرمٍ
مثل الذي بعطون في اليسرِ
و هابُ مشبعة ٍ لمسغبة ٍ
غازونَ ظلاَّمون للجُزْرِ
فترى على حُسّادِ نِعمتِهمْ
يتلاحظون بأعينٍ شُزْرِ
يا صاحبيَّ على طماعية ٍ
في العيش تُركبنا قرا وعرِ
لاتَحسبا في الدّار عَدْوَتَهُ
إنَّ الرَّدَى أَعدى منَ العُرِّ
هي عادة ٌ للدهر واحدة ٌ
فاصبرْ لمُرِّ عوائدِ الدَّهرِ
بَقَّى الذي يبقى ويرجع في
كل الذي أولى من البرِّ
إن كان سرَّ فقد أساءَ شَجى ً
أو كان راشَ فإنّه يَبري
سَوَّى الرَّدى بينَ المُطاحِ على
طرق الردى ومشيد القصرِ
يامَن يُقيلُ عِثارَ أرحُلِنا
كيفَ استجبتَ لزلَّة العَثْرِ
ألاَّ دَفعتَ وقد دُفعتَ إلى
وردِ المنون بمالك الأثرِ !
و بأذرعٍ تهوى بمصلتة ٍ
بيضٍ وطائشة ِ الخطا سمرِ
أوَلستَ ولاَّجاً على حَذِرٍ
تكفيهِ خرّاجاً منَ القهرِ
هيهاتَ ليس لمن يُطيفُ به
جيشُ المنيَّة ِ عنهُ مِن فَرِّ
ما لي أراك بدار مضيعة ٍ
تَسري الرِّفاقُ وأنتَ لاتَسْري
في هوة ٍ ظلماءَ بين هوى ً
سدتْ مطالعهنَّ بالصخرِ
وكأنَّما سُقِّيتَ مُنعَقِراً
لاتَستفيقُ سُلافة َ الخمرِ
زودتني ومضيتَ مبتدراً
حزَّ المُدَى ولواذعَ الجمرِ
وتركتني والدَّهرُ ذو دُوَلٍ
أعشَى اللّحاظَ مُقلَّمَ الظُّفْرِ
أَرمي فلا أَصمي، فإنْ رُمِيَتْ
جِهتي رُميتُ معرِّضاً نَحري
و أصدُّ عن لقيا العدوَّ وهل
ألقى العدوّ ولستَ في ظهري ؟
وإذا مضَى مَن كان يعْضدُني
ويشدُّ يومَ كريهة ٍ أَزْري
و يردّ عني كلَّ طارقة ٍ
و يخوض كلَّ ردى إلى نصري
فالخطُّ لي أنْ لا أهيجَ وغيً
حتى أكون مسالماً دهري(29/196)
كيف اللقاءُ وأنت رهنُ بلي
لا يرتجى إلاَّ مع الحشرِ ؟
هجرٌ ولكن ليس يُشبِهُهُ
شيءٌ من الإعراضِ والهجرِ
و قطيعة ٍ ما كنتُ أحذرها
إلاَّ عليك فلم يُفِدْ حِذْري
لا متعة ٌ لي في الحياة فما
أحياهُ بعدَك ليس مِن عمري
إنْ لم يكنْ كُلِّي عليك قضَى
لما قضيتَ فقد قضى شطري
فاذهبْ كما ذهب الغمام فقدْ
ملأ المذانِبَ منه بالقَطْرِ
وخلوتَ من عيني بغيرِ رضاً
مني ولما تخلُ من سرى
مازلتُ أكتمُ منك شاجية ً
و بلابلاً صماً عن الزجرِ
و أجلهُ عن أن أبوح به
في نظمِ قافية ٍ من الشعر
حتى انقضى صبري وجاش كما
جاش الهدير يهده صدري
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قلْ لمنْ خدُّهُ منَ اللّحْظِ دام:
قلْ لمنْ خدُّهُ منَ اللّحْظِ دام:
رقم القصيدة : 24715
-----------------------------------
قلْ لمنْ خدُّهُ منَ اللّحْظِ دام:
رقّ لى من جوانحٍ فيك تدمى
يا سقيمَ الجفون من غيرِ سقمٍ
لا تلمنى إنْ متُّ منهنّ سقما
أنا خاطرتُ في هواكَ بقلبٍ
ركبَ البحرَ فيك أَباً وأُمّا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لاتكشفنَّ عيوبَ النَّاس ما استترتْ
لاتكشفنَّ عيوبَ النَّاس ما استترتْ
رقم القصيدة : 24716
-----------------------------------
لاتكشفنَّ عيوبَ النَّاس ما استترتْ
فكاشفُ العيب من همٍّ على خَطرِ
و لا تكنْ بجميلٍ عللوك به
مُستسلمَ القلب مشغولاً عن الحَذَرِ
فالسُّوءُ يظهرُ مِن دانٍ ومُنْتَزحٍ
والنّارُ تخرجُ من قَدْحٍ منَ الحجرِ
والمرتَضَى في إخاءٍ لستَ واجدَهُ
ومَنْ عداهُ فمثلُ الشَّوك والشَّجَرِ
وكلُّ مَن أنتَ لاقِيهِ وآلَفُهُ
مفرَّقُ فيه بينَ الخُبْرِ والخَبَرِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أَلمَّتْ بنا بعدَ الهدوِّ، وربمَّا
أَلمَّتْ بنا بعدَ الهدوِّ، وربمَّا
رقم القصيدة : 24717
-----------------------------------
أَلمَّتْ بنا بعدَ الهدوِّ، وربمَّا
ألمَّ بنا مَن ليسَ نَرجو لِمامَهُ
فيالكَ من يومٍ شحطتَ بياضهُ(29/197)
فلم يَعْدُني حتّى رضيتُ ظَلامَهُ
ومنْ مغرمٍ يقلى لذيذَ انتباهه
ويَهْوَى لِما جرَّ المنامُ منامَهُ
ومنْ مسعفٍ جنحاً بطيبِ عناقهِ
وكم حَرَمَ العُشّاقِ صُبحاً كلامَهُ
فإنْ لم يكن حقّاً فقد بات مغرمٌ
يداوى بتلك الباطلاتِ سقامهُ
فحبَّ به من باذلٍ لى حلالهُ
وفادٍ بذاك البذل منّى حرامهُ
ومن ملتقًى عذبِ المذاقِ وتحتهُ
فلم يرضَ لى حتى ربحتُ أثامهُ
ولا عيبَ فيهِ غيرَ قربِ زوالِهِ
على أَنَّ مُشتاقاً أرادَ دوامَهُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما زرتَ إلاّ خداعاً أيها الساري
ما زرتَ إلاّ خداعاً أيها الساري
رقم القصيدة : 24718
-----------------------------------
ما زرتَ إلاّ خداعاً أيها الساري
ثمّ انقضيتَ وما قضيتُ أوطاري
أنَّى يزورُ على الظَّماءِ مِنْ شَحِطٍ
مَن كان صُبْحاً وقُرباً غيرَ زَوَّارِ؟
و ليس ينفع من يضحى بمجدبة ٍ
أنْ باتَ مابينَ جنَّاتٍ وأنهارِ
قد زارني قبلك الشيبُ الملمُّ ضحى ً
فما هششتُ له ما بين زواري
وكنتُ أعذرُ نفسي قبل زَوْرتِهِ
فالآنَ ضاقتْ على اللذَّاتِ أعذاري
لوامعٌ لم تكنْ للغيثِ جاذبة ً
وأنجُمٌ لم تُنِرْ للمُدْلِجِ السَّاري
لامرحباً ببياضٍ لم يكنْ وَضَحاً
لغرة ِ الصبحِ أو لمعاً لنوارِ
أبعدَ أنْ سمقتْ في العزَّ أبنيتي
وجالتِ الأرضَ آثاري وأخباري
ونِلتُ ماذِيدَ عنه كلُّ مُلتَمِسٍ
عفواً وطامَنَ عنه كلُّ جبّارِ
وداسَ بي أُفُقَ الجوزاءِ مُنتعلاً
ماشِيدَ من فضلِ أقداري وأخطاري
يرومُ شأوي وقد عزَّ اللِّحاقُ بهِ
طماعة ٌ من قصير الخطو عثارِ
أضلهُ اللؤمُ عن ذمي وجنبهُ
خمولهُ وقعَ أنيابي وأظفاري
و قد عجمتمْ أنابيبي فلم تجدوا
فيهنَّ إلاّ صَليباً غيرَ خَوّارِ
وما نهضتُمْ بأعباءٍ نهضتُ بها
ولا أحطتُمْ بأطرافي وأقطاري
ولا ضَربتمْ ونَقْعُ الحربِ مُلتبِسٌ
في فيلقٍ كزهاءِ الليل جرارِ
لايُبعدِ اللهُ أقواماً مَضَوا سَلَفاً
كانوا على نبواتِ الدهرِ أنصاري(29/198)
شموسُ دجني ومقباسي على غسقٍ
و في الحنادسِ أنواري وأقماري
قومٌ إذا نزلوا داراً على عَجَلٍ
كانوا نزولاً مع النعمى على الدارِ
و إن أهبتُ بهمْ في يومِ معركة ٍ
جاؤا ولم يمطلوا عنها بأعذارِ
لايرهبون سِوى إيلامِ لائمة ٍ
ولايخافون إلاّ جانبَ العارِ
كأنَّهمْ وُلدوا في الحرب وارْتضعوا
بسائلٍ من نجيع الطعن موارِ
لا يعرفُ المالَ إلاّ حين يجعلهُ
سَدّاً لثلْمٍ وإِغناءً لإِفقارِ
جفانهُ كجوابي الماءِ فاهقة ٌ
وخُلْقُهُ كزُلالٍ بينها جارِ
كم قد بلغتُ بهمْ في مطلبٍ أَرَبي
و كم أحذتُ بهمْ من معشرٍ ثاري
وكم جَرَرْتُ حقوقي بعدَ ما شَحَطَتْ
بنصرِهم من لَهاة ِ الضَّيغمِ الضّاري
المطعمين على خصبٍ ومسغبة ٍ
والمنعمين على عُسرٍ وإيسارِ
طاحوا وماطاحَ حُزني بعدهمْ ونأَوْا
عني وما نزحوا من بين أفكاري
رزئتهمْ فيدي من بعدهم صفرتْ
منَ النَّفيس، وقلبي من هوى ً عارِ
و لم يفتهمْ وقد حازوا الكمال على
كلّ الخلائقِ إلاّ طولُ أَعمارِ
وقد مررنا بدارٍ بعدَهُمْ خَشَعَتْ
بعد اعتلاءٍ وأقوتْ بعد إعمارِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أيا ظبية ً فى ربى جاسمِ
أيا ظبية ً فى ربى جاسمِ
رقم القصيدة : 24719
-----------------------------------
أيا ظبية ً فى ربى جاسمِ
سقيتِ حيا واكفٍ ساجمِ
طلعتِ لنا في خلالِ الهضابِ
فبُحتِ بسرِّ امرىء ٍ كاتِم
وكنْ غُصّة ً في لَهاة ِ العدوِّ
وأعيا على رُقْيَة ِ اللاّئِمِ
وقد ضمّنا موقفٌ للوداع
خلا للمحبّين من زاحِمِ
فمن مظهرٍ شوقهُ بائحٍ
ومن كاتمٍ وجده كاظمِ
إذا اضطرب الشوق فى قلبهِ
فلو كان نَصْفاً أنامَ القيامَ
وكم فيه من عادمٍ عائمٍ
ومن واجدٍ للغنى آجمِ
ولا تبعدنْ عن نداءِ الصّريخِ
وعن هبّة ِ الثّائرِ العازمِ
فلابدَّ من و
ثْبة ٍ للذّئا
ولستُ بمستبطئٍ للزّمان
وقد ضمنوا سرعة َ السّالمِ
ولولاك كنتُ نَفورَ الجَنا
نِ لا أستنيمُ إلى رائِمِ
ولمّا بَلوْتُ الورى أنكرتْ
وما ظلمتْ إصبعي خاتمي(29/199)
بريئين من كلِّ عارٍ وذامِ
وما إنْ أبالى إذا كنتَ منْ
العصر العباسي >> البحتري >> سواي مرجي سلوة أو مريدها
سواي مرجي سلوة أو مريدها
رقم القصيدة : 2472
-----------------------------------
سواي مرجي سلوة أو مريدها
إذا واقدات الحب حب خمودها
فرارك من كف البخيل ومقلة الـ
ــمحب اعتراها يوم بين جمودها
وليس يؤدي العهد إلا أنينه
ولا فعلات المجد إلا مجيدها
ولم أنسى أياماً بيثرب لم تجد
لها آخر الأيام حسناً تزيدها
إذا ما جرى سيل العقيق بجمة
سقاني رضاب الغانيات برودها
مقيم بأكناف المصلى تصيدني
لأهل المصلى ظبية لا أصيدها
ترغب عن صبغ المجاسد قدح
ليحلو واستغنى عن الحلي جيدها
إذا اطفأ الياقوت حسنها
فإن عناء ما توخت عقودها
وقد اعوزتني وهي موقع ناظري
لما لج فيه هجرها وصدودها
فكيف أرى أسماء من قرب دارها
وأسأل عن أسماء أين وجودها
أريد لنفسي غيرها حين لا أرى
مقاربة منها ونفسي تريدها
وتذرف عيني إن تذكرت ملتقى
لنا وعيون الحي فينا وجودها
إذا قطعت عنها الوشاح اعتناقه
فيا حسنها يرفض عنها فريدها
ثناء اللئيم خطة ما أطورها
ومال اللئيم روضة ما أرودها
وعند بني عمي لهى لا طريفها
مصون ولا محمي علي تليدها
لقد وفق الله الموفق للتي
تباعد عن غي الملوك رشيدها
رأى صاعداً أهى لأشرف رتبة
يشق على ساري النجوم، صعودها
فكيف وجدتم عدله وقد التقت
مسالمة شاء البلاد وشيدها
فإن تخرج الأيام مذخور حسنها
فقد آن أن يبدي النضارة عودها
يريك سداد الرأي من حيث ما ارتأي
وأعوز آراء الرجال سديدها
سمو إلى أعلى الفعال، وخطوة
إلى المجد مرمى العين في الجو قيدها
وجود يد ما أدرك البحر في الذي
تعمد إلا حيث أدراك جودها
تلقى المعالي من أوائل قومه
فراح يثنيها لهم ويعيدها
وشيدها حتى استحق تراثها،
ولا يرث العلياء من لا يشيدها
ونبيت أن الخيل أعطت رؤوسها
معاود حرب للطعان يقودها
تراه وإن وفته ما كان واجبا
له يقتضيها الكر أو يستزيدها(29/200)
إذا كان في كعب بن عمرو عدادها
تضاعف في حسب العدو عديدها
وما زال للإسلام منا مثبت
إذا قبة الإسلام مال عمودها
ترامى عيون الناس في كل شارق
إلى ريشة قد طار حضراً بريدها
لقد نصرت راياتك الصفر إذ قنا
بما احمر من لون الدماء جسيدها
وطاعت بأيمان اليمانين في الوغى
يمانية بيض جديد جديدها
شننت على نهر اليهودي غارة
هوى خرميوها وطاح يهودها
إذا جدحت سود المنايا فأخلق الـ
ـرجال بأن يسقى رداهن سودها
ولما تلاقوا عند دجلة أضمرت
مهابة أشخاص الموالي عبيدها
غماغم أصوات، وجرس تقارع،
ومخترة المرذول يدمى وريدها
إذا صدرت عن يوم موت آخر الـ
ـحشاشة منها كان غدواً ورودها
وقد أدبر المخذول حتى لو انه
رمى الأرض لم يرفص يديه جديدها
إذا اختار وقتا للنجوم يعده
ليوم وغى عادت نحوساً سعودها
ولا عيش حتى يبتلي طعم وقعتي
من السيف يذكو في حشاه وقودها
ولم أوتي علماً بالذي الله صانع
ولكنها الدنيا قريب بعيدها
وأعرفها منه فقريباً لما غدت
أدلتها تبني به وشهودها
جزى الله عنا صالحاً آل مخلد
وتمت لهم نعمى يوم يدوم خلودها
هم عوضوا من نعمتي إذ وترتها
بأيد يرد الفائتات مديدها
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> دعى منظري إنْ لم أكنْ لكِ رائعاً
دعى منظري إنْ لم أكنْ لكِ رائعاً
رقم القصيدة : 24720
-----------------------------------
دعى منظري إنْ لم أكنْ لكِ رائعاً
و لا تنظري إلاّ إلى حسنِ مخبري
فإنّي وخيرُ القول ما كان صادقاً
لدي الفخر سباقٌ إلى كلَّ مفخرِ
أُعرِّسُ في دار الحِفاظِ وإنْ نأى
وشَمَّرَ عنها كلُّ ماضٍ مُشمِّرِ
و إن حال قومٌ عن هدى ً وتغيروا
فإنِّي بِسَمْتِ القَصْدِ لم أتغيَّرِ
و أعلمُ أنّ الدهرَ يعبثُ صرفهُ
بما شاءَ من مال البخيل المُقَتِّرِ
فإنّ الردى دينٌ علينا قضاؤهُ
فبينَ مُسقًّى كأسِهِ ومؤخَّرِ
و ليس كقومي في ندى وسماحة ٍ
ولا معشرٌ في يومِ رَوْعٍ كمعشري
هُمُ ضربوا للطَّارقين خيامَهمْ(29/201)
وهمْ رفعوا النِّيرانَ للمُتَنوِّرِ
و همْ كشفوا يومَ الوغى طخياتهِ
بكلّ طويل الساعدين عشنزرِ
فإنْ كنتِ لا تدرين بأسي ونجدتي
فقومي اسألي عن نَجدتي كلَّ عِثْيَرِ
و كلَّ صفيحٍ بالضرابِ مثلمٍ
وكلَّ وشيجٍ بالطِّعان مكسَّرِ
وأينَ مُقامي إنْ جهلتَ إقامتي
وجدك إلاّ في قطا كلَّ ضمرِ
عذلتَ على تبذير مالي وهل ترى
نجمعُ إلاَّ للجؤور المبذرِ ؟
أفرقهُ من قبل أن حال دونه
رحيليَ عنه بالحِمامِ المقَدَّرِ
ومن قبلِ أنْ أُدْلَى بملساءَ قَفْرَة ٍ
إلى جَدَثٍ ضَنْكِ الجوانبِ أغبرِ
مضى قيصرٌ من بعد كسرى وخليا التلاعب في أموال كسرى وقيصرِ
ـلاعبَ في أموالِ كسرى وقيصرِ
وجالَ الرَّجى في دورِ آلِ مُحرِّقٍ
و زال بأجيالٍ لأبناء منذرِ
ردوا لم يجاورا من حمامٍ سطا بهمْ
بمالٍ عريضٍ أو عديدٍ مُجَمْهَرِ
فبينَ كريمِ المفرقينِ متوجٍ
وبينَ محلَّى المِعْصَمين مُسَوَّرِ
و أصغوا إلى داعي الردى وتهافتوا
تهافُتَ خَوَّارِ الأَباءِ المُسَعَّرِ
وطرَّدهمْ عمّا ابتَنوْه كما هَفَتْ
خريقُ رياحٍ بالسَّحاب الكنَهْوَرِ
أزال فما أبقى لهمء من تكبرٍ
وأخشعَ ما خلَّى لهمْ من تجبُّرِ
وكانوا زماناً بهجة ً لتأمُّلٍ
فآبوا انقلاباً حسرة ً لتذكرِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ليس دارُ الزّوراءِ دارَ مقسامٍ
ليس دارُ الزّوراءِ دارَ مقسامٍ
رقم القصيدة : 24721
-----------------------------------
ليس دارُ الزّوراءِ دارَ مقسامٍ
وثَراها حربٌ لماءِ الغَمامِ
وإذا ما نظرتَ لم تَرَ إلاّ
نعمة ً جمّة ً لقومٍ لئامِ
وبطيئين عن مزاولة ِ الخيـ
ـرِ سِراعاً إلى انتهاكِ الحرامِ
كلُّ جارٍ لهمْ بغيرِ وفاءٍ
وصديقٍ لهمْ بغير ذِمامِ
وبمن حلَّ أرضَها كلَّ يومٍ
سَخَطٌ دائمٌ على الأيّامِ
ليس فيها عيشٌ قصيرٌ وساعا
تُك فيها الطِّوالُ كالأعوامِ
وإذا ما طلبتُ فيها دواءً
لسقامى فليس غيرُ سقامِ
فَضُحاها مثلُ الدُّجى بمخازٍ
فاضحاتٍ وصبحُها كالظَّلامِ(29/202)
ومحلٌّ لا عهدَ فيه لمعرو
فٍ ولا عرجة ٌ على إنعامِ
قد كَرَعْنا منه ولا ظَمَأٌ فيـ
ـنا منَ البَوِّ في بحورٍ طَوامِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> مرّ علينا فكنفنا به
مرّ علينا فكنفنا به
رقم القصيدة : 24722
-----------------------------------
مرّ علينا فكنفنا به
من بين من مرّ ولا يدري
تزيدُ في العمر مُناجاتُهُ
إنْ كانَ شيءٌ زادَ في العمرِ
كأنما صيغ من المشتري
فاختال أو صيغ من البدرِ
قلت له يوماً وقد زارني
معطَّرَ الجلدِ بلا عِطْرِ
مَلكْتَني حُسناً وكم مالكٍ
بحسنه ناصية َ الحرَّ
لاتَبْلُني منك بإعراضة ٍ
فإنَّني أَنفقُ مِن صَبري
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قد مضى شهرُ الصّيامِ
قد مضى شهرُ الصّيامِ
رقم القصيدة : 24723
-----------------------------------
قد مضى شهرُ الصّيامِ
عارياً من كلِّ ذامِ
صُمْتَ عن كلِّ قبيحٍ
وأثامٍ وحَرامِ
لا كقومٍ عن شرابٍ
صومهمْ أو عن طعامِ
وأتى العيدُ بشيراً
بالتحيّاتِ الجسامِ
وبظلٍّ لك ممدو
دٍ على هذي الأنامِ
ونزوحٍ عن حذارٍ
وبلوغٍ لمرامِ
وقرارٍ وسرورٍ
وثَباتِ ودوامِ
يدعُ الأعداءَ ما بَيْـ
ـنَ قُعودٍ وقيامِ
كم مقامٍ لكَ فيهِ
للورى خيرُ مقامِ
حيث ليس الأمر إلاّ
للقنا أو للحسامِ
ومواضٍ تملأ البيـ
ـد خليّاتٍ بهامِ
ما يغادرنَ وقد دحـ
ـرَجْنَ بياضاتِ النَّعامِ
مثلما أشرق صبحٌ
بينَ أثناءِ الظَّلامِ
كم أيادٍ لكَ في النّا
سِ كأطواق الحمامِ
وعطاءٍ يُخجلُ الدَّرْ
تِ من ماءِ الغمامِ
وسرًى فى ظلمِ اللّيـ
ـلِ إلى فعلِ الكِرامِ
لم تزلْ تعدلُ عن دا
رِ معابٍ وملامِ
غيرَ راضٍ من ظهورِ العِـ
ـيسِ إلاّ بالسَّنامِ
فافخرِ اليومَ بأنْ ليـ
س مناوٍ ومسامِ
لا ولا الماضي منَ الأسْـ
ـيافِ بالسَّيفِ الكَهامِ
قل لقومٍ غرّه منـ
ـه تغاضٍ وتحامِ
وازورارٌ عن مُكافا
ة ٍ لجانٍ ذى اجترامِ
ليس إطراقُ أسودِ الـ
ـغابِ إطراقَ النِّيامِ
إنما يخشى الذى يعـ
ـجل عن طيشِ السّهامِ(29/203)
قد رأَوا عاقبة َ الإبْـ
ـقاءِ عاماً بعدَ عامِ
وإذا ما قيسَ فضلٌ
بان هضبٌ من شمامِ
وجيوشُ الحكم كم أغـ
ـنين عن جيشٍ لهامِ
لم تزلْ كفّاك فينا
بين عفوٍ وانتقامِ
واصطناعٍ لكِرامٍ
وامتناعٍ من مَضامِ
وبلوغٍ في الأعادي
للأماني واحتكامِ
واجتذابٍ من أنوف الـ
ـخلقِ صغراً بالزّمامِ
لا قضَى الله لمّا أعْـ
ـطاك إلاَّ بالتَّمامِ
وثَنى عنهُ سريعاً
كلَّ خرمٍ وانثلامِ
واختلالٍ وانحلالٍ
وانقطاعٍ وانصرامِ
فاستمعها كلماتٍ
صادراتٍ عن غرامِ
وصريحٍ من ولاءٍ
وصَفاءٍ كالمُدامِ
ما جرى إلاّ ولائي
لكَ ما بينَ عظامي
وله منك رضاعٌ
دامَ من غير انفطامِ
وإذا ناجاك مدحٌ
فاطَّرحْ عنّي كلامي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لو أنصف الناس قالوا أنتمُ جبلٌ
لو أنصف الناس قالوا أنتمُ جبلٌ
رقم القصيدة : 24724
-----------------------------------
لو أنصف الناس قالوا أنتمُ جبلٌ
يأوى إليه بنو الإشفاقِ والحذرِ
لولاكمُ سنداً لي والعدا أثري
ماكنتُ من مكرِهمْ إلاّ على غَرَرِ
قد كنتُمُ نلتُمُ مايبتغيهِ لكمْ
ذَوو المودَّة ِ لولا عائقُ القدرِ
سطا على ملكمْ يوماً فمزقهُ
كلَّ التمزقِ نبواتٌ من الغيرِ
فمن يكن عنده يا قومُ مصطبرٌ
فإنَّني طولَ عُمري غيرُ مُصطبرٍ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> على الرَّبعِ رَبْعِ الرَّاحلينَ سلامي
على الرَّبعِ رَبْعِ الرَّاحلينَ سلامي
رقم القصيدة : 24725
-----------------------------------
على الرَّبعِ رَبْعِ الرَّاحلينَ سلامي
وإنْ هاج تسليمى عليه أوامى
تذكَّرتُ لمّا أنْ مررتُ على اللِّوى
بأهلِ اللّوى وجدى وطولَ سقامى
وما مكَّنَ الحادون بي من تَلوُّمٍ
عليه ولا حطّ بعضَ لثامى
وساروا وقلبي من ورائي تلفُّتاً
وإنْ كان قصدُ النّاعجاتِ أمامى
وما كنتُ من قبل الذين ترحّلوا
أقادُ إلى دار الهوى بزمامِ
ولمّا تركنا الأَثْلَ من جَنَباتِنا
وأطربنى منهنّ نوحُ حمامِ
رمانى غزالُ الواديينِ بسهمهِ(29/204)
وطاشتْ وعندى الشّيبُ عنه سهامى
وما رابه إلاّ ابيضاضُ مفارقى
وأنَّ صباحي في مكانِ ظلامي
نفضتُ الصِّبا عن أمِّ رأسي وقَلَّصَتْ
عن الغانياتِ شرّتى وعرامى
فماليَ تعريجٌ بذاتِ قلائدٍ
ولا ليَ إلمامٌ بذاتِ خِدامِ
فكم بينَ أنِّي رُقْتُهنَّ بفاحمي
وبينى َ لمّا راعهنّ ثغامى
أقولُ وقد حلَّفتُ سَلْعاً لناقتي
وزفرتها موصولة ٌ ببغامِ
وحنَّتْ كما حنَّ الآباءُ محرَّقاً
تلاطمهُ النّكباءُ أى َّ لطامِ
فؤادى َ مشتاقٌ ودمعى َ جامدٌ
وأنتَ بلا شوقٍ ودمعك هامِ
وليس بمُغنٍ في سوادِ جوانحٍ
لقلب من وجدٍ بياضُ لغام
قِفي بي على الزَّوْراءِ في خيرِ موقفٍ
وعوجي بنا منها بخيرِ إمامِ
فما لَكِ إنْ بلَّغْتِنِيه مَشافِرٌ
يعدن إلى قطع المدا بخطامِ
ولستُ أبالى كيف أصبحتِ بعدها
أَجبَّاءَ أم كَوْماءَ ذاتَ سَنامِ
وقد عَلِقَتْ كفَّيَّ بالنَّبعِ من مُنى ً
فما أنا أمنى بعدها بثمامِ
فقولوا لِمَلْكِ النّاس عنِّيَ قولة ً
إذا قلتُها لم أخشَ فيه مَلامي؟
ألستَ الذى لولاه لم يكُ "ركننا"
بركنٍ ولا مدعومهُ بدعامِ ؟
ولولا الذي نظَّمتَهُ منه جاهداً
لغُودِرَ محلولاً بغيرِ نظامِ
ولا كان منّا غيرُ حائمِ قفرة ٍ
يلوذُ على حرِّ الصَّدى بحِيامِ
فأينَ ملوكُ الأرضِ منكَ وأين مِنْ
تَبَلُّجِ إصباحٍ سوادُ ظلامِ؟
وأى ُّ مليكٍ قبلك اليوَ قادرٌ
مضَى لم يطُفْ فيه برَبْعِ أثامِ؟
وأى ُّ حلالٍ قبلما أنت فاعلٌ
رأيناهُ لم يمزِجْهُ بعضُ حرامِ؟
وأنتَ الذي أوْلَيْتنا النِّعمَ التي
تركْنَ كِرامَ النّاسِ غيرَ كِرامِ
وقد جرّبوا منك الحفيظة َ حيثما
دعيتَ إليها والعيونُ سوامِ
لدَى ساعة ٍ ما إنْ بها مُتحكِّمٌ
سوى ذابلٍ لدنٍ وحدِّ حسامِ
وأنت على جنبى ْ سريعٍ إلى المدا
كأنّك منه فوق ظهرِ شمامِ
وللخيلِ إمّا من نجيعٍ براقعٌ
وإلاّ عثارٌ فى الصّعيد بهامِ
شللتَ على دوٍّ قطيعَ نعامِ
وحولك طلاّعون كلَّ ثنيّة ٍ
إلى الموتِ ورّادون كلَّ حِمامِ(29/205)
إذا قذفوا فى حومة ٍ فكأنّما
تضرّمُ منه قفرها بضرامِ
تراهمْ كراماً بالنّفوسِ لدَى الوغَى
ولكنَّهمْ في الحربِ جِدُّ لِئامِ
جعلتُك حِصْني يومَ خوفي من الأذى
وتُرساً من الأعداء يومَ أُرامي
فأنتَ سِناني يومَ طَعْنِيَ في الكُلى
وأنتَ حُسامي إنْ سلَلْتُ حسامي
ولستُ أبالى - بعد أن إبتَ بالّذى
تريعُ جروحي عندَه وكِلامي
وإنّ عَنائي في هواك لَراحة ٌ
وإنّ انتقاصى فى رضاك تمامى
وعن كلِّ شيءٍ تَجْتَويهِ طرائدي
وفى كلِّ شىء ٍ ترتضيه حيامى
وما ضرَّني لمّا شَرِبتُك أنَّني
غَرَفتُ فلم أشربْ كؤوسَ مُدام
ولا أنّ كفّى لم أنطها بعصمة ٍ
من النّاس أطواراً وأنت عصامى
وحوشيتُ أن ألقى سواك مملّكاً
هواى َ ومعطى باليدين غرامى
فإنْ تكُ أسبابٌ لديكَ ضعيفة ٌ
فأسبابُ قربي منك غيرُ رِمامِ
فلا حانَ يومٌ منكَ فيه قطيعتي
ولا آن وقتٌ فيه منك صرامى
ولا اطّرحتْ إلاّ بربعك أرحلى
ولا كانَ إلاّ في ذُراك مُقامي
وأى ُّ كلامٍ لم يكنْ بمفاخرٍ
سبقتْ بها سِلْكاً فليسَ كلامي
وهنّيتَ يومَ المهرجانِ فإنّه
كفيلٌ بما تهوَى بكلِّ مَرامِ
يبشّرنا فيما نرى بإقامة ٍ
وفى نعمٍ ألبستها بدوامِ
وما جاءَنا إلاّ بأسعدِ طالعٍ
ولا زارَنا إِلاَّ بأفضلِ عامِ
ومهما تَدُمْ فالعينُ فيه قريرة ٌ
وكلُّ غصونٍ للأنامِ نَوامِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> عرِّجْ على الدِّراسة ِ القَفْرِ
عرِّجْ على الدِّراسة ِ القَفْرِ
رقم القصيدة : 24726
-----------------------------------
عرِّجْ على الدِّراسة ِ القَفْرِ
ومُرْ دموعَ العين أن تَجري
فلو نهيتُ الدَّمعَ عن سَحِّهِ
و الدار وحشٌ لم تطعْ أمري
منزلة ٌ أسلمَها للبِلى
" عبرُ " هبوبِ الريح والقطرِ
فُجِعْتُ في ظلمائها عَنْوة ً
بطلعة ِ الشّمسِ أو البَدرِ
لهفانُ لامِن حرِّ جمرِ الجَوَى
سكرانُ لا من نَشْوَة ِ الخَمرِ
كأنَّني في جاحم من شَجاً
ومن دموعِ العينِ في بحرِ
عُجتُ بها أُنفِقُ في آيِها(29/206)
ما كان مذخوراً من الصبرِ
في فِتْيَة ٍ طارتْ بأوطارِهمْ
في ذيلهمْ أجنحة ُ الدَّهر
ضيموا وسقوا في عراص الأذى
ما شاءت الأعداء من مرَّ
كلَّ خميصِ البطن بادي الطوى
ممتلىء الجلد منِ الضُّرِّ
يبري لحا صعدتهِ عامداً
بريَ العصا من كان لا يبري
كأنَّهُ من طولِ أحزانِهِ
يساقُ من أمنٍ إلى حذرِ
أو مفردٌ أبعده أهلهُ
عن حيهِ من شفقِ العرَّ
يا صاحبي في قعر ممطوية ٍ
لو كان يرضى ليَ بالقعرِ
أما ترانيَ بينَ أيدي العِدا
ملآنَ من غيظٍ ومن وِتْرِ
تَسري إلى جلديَ رُقْشٌ لهمْ
و الشرُّ في ظلمائها يسري
مُرَدَّدٌ في كلِّ مَكروهة ٍ
أنقلُ من نابٍ إلى ظفرِ
كأنني نصلٌ بلا مقبضٍ
أو طائرٌ ظلّ بلا وكرِ
بالدّار ظُلماً غيرُ سُكّانها
وقد قَرَى مَن لم يكن يَقْري
والسَّرحُ يرعَى في حميم الحِمَى
ما شاء من أوراقه الخضرِ
و قد خبا لي الجمرَ في طيهِ
لوامعٌ يُنْذرنَ بالجَمْرِ
لاتَبكِ إنْ أنتَ بكيتَ الهدَى
إلاّ على قاصمة ِ الظَّهرِ
و ابكِ حسيناً والألى صرعوا
أمامَه سَطراً إلى سَطرِ
ذاقوا الرَّدَى مِن بعدِ ما ذَوَّقوا
أمثالَهُ بالبيضِ والسُّمْرِ
قتلٌ وأسرٌ بأبي منكمُ
مَن نيلَ بالقتلِ وبالأسرِ
فقلْ لقومٍ جئتَهم دارَهمْ
على مواعيدٍ من النَّصرِ
قروكمُ لما حللتمْ بها
- ولا قرى - أوعية َ الغدرِ
و اطرحوا النهجَ ولم يحفلوا
بما لكمْ في مُحكم الذِّكرِ
و استلبوا إرثكمْ منكمُ
من غير حقٍّ بيدِ القَسْرِ
كسرتُمُ الدِّينَ ولم تَعلموا
وكسرة ُ الدِّين بلا جَبْرِ
فيا لها مظلمة ً أولجتْ
على رسول الله في القبرِ
كأنَّهُ مافكَّ أعناقُكمْ
بكفهِ من ربقِ الكفرِ !
و لا كساكمْ بعد أن كنتمُ
بلا رِياشٍ حِبَرَ الفَخرِ
فهْوَ الذي شادَ بأَرْكانِكمْ
من بعد أن كنتم بلا ذكرِ
و هو الذي أطلع في ليلكمْ
من بعد يَأْسٍ غُرَّة َ الفجرِ
يا عصبَ الله ومن حبهمْ
مخيِّمٌ ماعشتُ في صدري
و من أرى " ودهمُ " وحدهُ
زادي إذا وُسِّدتُ في قبري
و هوَ الذي أعددتهُ جنتي(29/207)
وعِصمتي في ساعة ِ الحَشْرِ
حتّى إذا لم أكُ في نُصْرَة ٍ
من أحدٍ كان بكمْ نصري
بموقفٍ ليس به سلعة ٌ
لتاجرٍ أنفقُ من برَّ
في كلّ يومٍ لكمُ سيدٌ
يُهدَى مع النِّيبِ إلى النَّحْرِ
كم لكُمُ من بعدِ شِمْرٍ مَرَى
دماءكمْ في التربِ من شمرِ
ويحَ " ابنِ سعدٍ عمرٍ " إنهُ
باعَ رسولَ اللهِ بالنَّزْرِ
بغى عليهِ في بني بنتِهِ
و استلّ فيهمْ أنصلَ المكرِ
فهوَ وإنْ فاز بها عاجلاً
مِن حطَبِ النّار ولا يدري
متى أرى حقكمُ عائداً
إليكمُ في السرَّ والجهرِ ؟
حتى متى ألوى بموعودكمْ
أمطلُ من عامٍ إلى شهرِ ؟
لولا هناتٌ هنّ يلونني
لبحتُ بالمكتومِ من سرى
ولم أكنْ أقنَعُ في نصركمْ
بنَظْمِ أبياتٍ منَ الشِّعرِ
فإنْ تَجلَّتْ غُمَمٌ رُكَّدٌ
تَركنني وَعْراً على وَعْرِ
رأيتموني والقنا شرعٌ
أبذُلُ فيهنَّ لكم نَحْري
على مطا طرفٍ خفيفِ الشوى
كأنّهُ القِدْحُ من الضُّمْرِ
تخاله قد قدَّ من صخرة ٍ
أو جِيبَ إذْ جِيبَ منَ الحَضْرِ
أعطيكُمُ نفسي ولا أرتضي
في نصركمْ بالبذل للوفرِ
و إنْ يدمْ ما نحن في أسرهِ
فاللهُ أولى فيه بالعذر
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا قلْ للوزير مقالَ مثنٍ
ألا قلْ للوزير مقالَ مثنٍ
رقم القصيدة : 24727
-----------------------------------
ألا قلْ للوزير مقالَ مثنٍ
بما يولى من المننِ الجسامِ
أبي سعدٍ ومَن لولاهُ كانتْ
أمورُ العالمين بلا نظامِ
أنِفْتُ تفضُّلاً من أنْ يُرى لي
مديحٌ سار فى قومٍ لئامِ
ولو أنِّي جريتُ على اختياري
وكانتْ راحتي فيها زِمامي
لَما عرَّجتُ إلاّ عن لئامٍ
ولاعرَّستُ إِلاّ في كِرامِ
ولكنّ التّقيّة َ لم تزلْ بى
تقودُ إلى فعالٍ أو كلامِ
عن القومِ الذين على هداهمْ
بقولٍ في حلالٍ أو حرامِ
تلقّينا مجاملة َ الأعادى
وفى الأحشاءِ وقدٌ كالضّرامِ
ولولا ما تراه سمعتَ قولى
وكم بلى َ المفوّهُ بالكمامِ
وإنّى راقبٌ زمناً وشيكاً
يَبينُ به الصَّباحُ منَ الظّلامِ(29/208)
أَقولُ إذا أردتُ بلا اتّقاءٍ
وآتي ما أشاءُ بلا احتشامِ
فعيشُ المرءِ لا عَبِقاً بسُؤْلٍ
ولا جَذِلاً بشيءٍ كالحِمامِ
هو الزّمنُ الذى ما صحّ يوماً
لعانٍ فى يديه من السّقامِ
جَموحٌ بينَ أضدادٍ فنَحْسٌ
بلا سَعْدٍ وصبحٌ في ظلامِ
وما يسْطيعُ فَرْقاً فيهِ إلاّ
قليلٌ بينَ عَضْبٍ أو كَهامِ
وقد عشيتْ عيونٌ فيه عن أنْ
تميّز بين نبعٍ أو ثمامِ
وكلُّ مقالة ٍ قيلتْ دفاعاً
لشرٍّ فهى صفرٌ من ملامِ
ومنْ لا فضلَ فيه ولا خلالٌ
تقدّم ما يقدّمه كلامى
فما الأقدامُ تعدلُ بالهوادى
ولا خُفٌّ يُسَوَّى بالسَّنامِ
ومن هو ناقصٌ لم يدنُ يوماً
بتفضيلٍ إِلى دارِ التَّمامِ
ومدحك لامرئٍ كذباً هجاءٌ
وطيفٌ زارَ في سُكْرِ المنامِ
ولو أنّا عددنا كلَّ نابٍ
عن الحسنى حقيقٍ بالملامِ
لكانَ النّاسُ كلُّهمُ سواءً
وأخرجناك من كلِّ الأنامِ
فمدحك دون كلِّ النّاسِ حلٌّ
وفى باقى الورى كلُّ الحرامِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> شكرتك ربي معْ يقيني بأنني
شكرتك ربي معْ يقيني بأنني
رقم القصيدة : 24728
-----------------------------------
شكرتك ربي معْ يقيني بأنني
قصيرُ القوى والبطشِ عن سلعِ الشكر
فإنْ كانَ شُكري وهْوَ ذا مُتَقَبَّلاً
فمَنٌّ على مَنٍّ وبِرٌّ على بِرِّ
و أعلنتُ شكري وهو عنك مقصرٌ
لأخرج في النعماءِ عن حيزِ الكفرِ
وإنِّي لأَرجو أنْ تكونَ عطيَّتي
على قدر من أولى العطية َ لا قدري
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> عليكَ أميرَ المؤمنين سَلامي
عليكَ أميرَ المؤمنين سَلامي
رقم القصيدة : 24729
-----------------------------------
عليكَ أميرَ المؤمنين سَلامي
وفى يدك الطّلى زمامُ غرامى
وأَنتَ الذي لمّا بلغتُ ديارَه
بلغتُ المُنَى عفواً ونلتُ مَرامي
ولم يكُ إِلاّ عليك توكُّلي
ولا كانَ إِلاّ في ذُراك مقامي
وحبّك ثاوٍ فى سوادِ جوانحى
وأنت صباحى فى سوادِ ظلامى
ولمّا وردتُ العِدَّ في عزِّك الذي(29/209)
به الشَّرفُ الأقصى بلَلْتُ أُوامي
ولستُ أبالى من امامِ عظيمة ٍ
أَمامي بها دونَ الأنامِ إِمامي
ومالى التفاتٌ بعد أنْ كنتَ جنّتى
إلى منْ رمانى عامداً بسهامِ
وما شقّت الأوطار إلاّ بلغتها
بكلِّ صهيلٍ تارة ً وبغامِ
ومحتقرين للدّءوبِ كأنّهمْ
سراعاً إلى القيعانِ فوق نعامِ
إذا التفّ منهمْ واحدٌ بقبيلة ٍ
فقد لفَّ نبعٌ منهمُ بثمامِ
وإِنْ قُذِفوا في حَوْمة ٍ فكأنَّما
قذفتَ يبيساً من غضاً بضرامِ
كأنّهمُ لم يعرفوا الموتَ جرأة ً
عليه ولا واروا فتًى برجامِ
فقلْ للذي يَبغي مساماة َ هاشمٍ
وقد فضلوا فى الفجر كلَّ مسامِ
وفيهمْ شعارُ الدّين يجرى ومنهمُ
- كما شاهد الأقوامُ - كلُّ همامِ
وقد ملكوا الأرضَ العريضة َ كلّها
وقادوا عرانينَ الورَى بخِطامِ
عدلتَ بحصباء الثّرى أنجمَ العلا
وسوّيتَ ظلماً جثّماً بقيامِ
فأينَ ضياءٌ ساطعٌ من ظلامِهِ؟
وأين سماءٌ من حضيض رغامِ ؟
فللَّهِ أيّامٌ مضَيْنَ وأنتُمُ
تخوضون فيها الخيلَ لجَّ قتامِ
وللخيلِ إمّا بالجسومِ طريحة ً
عِثارٌ وإمّا بالصَّعيدِ بهامِ
وما إنْ ترى فى ذلك "الحين" آمراً
مطاعاً سوى رمحٍ وحدِّ حسامِ
ولمّا أردتُمْ فصلَ ما كانَ مُلبِساً
ضربتمْ لهاماً فى الورى بلهامِ
وما زلتُمُ حتَّى أخذتُمْ تُراثَكُم
وأنتمْ كرامٌ من أكفِّ لئامِ
وطارَ الذي لا خيرَ فيهِ كأنَّهُ
عُقَيبَ انبلاجِ الصُّبحِ طيفُ مَنامٍ
وحقّكمُ فى النّاس ما كان خافياً
ولكنْ تغابٍ دونه وتعامِ
وفُزتُمْ به من غيرِ أنْ تَتدنَّسوا
بعارٍ وأنْ تقذوا عليه بذامِ
فللّه ما قاسيتمُ من شديدة ٍ
وداويتُمُ في اللهِ أيَّ سَقامِ
وعرِّضتُمُ أجلادَكمْ في حَفيظة ٍ
لكلِّ كُلومٍ صَعْبة ٍ وكَلامِ
وحمّلتمُ الأعباءَ وهى ثقيلة ٌ
وكم من ثقيلٍ فوق ثقلِ سلامِ
وإنْ كنتمُ عرّيتمُ من مقامكمْ
زماناً فكم صُدَّ الضُّحَى بظلامِ
فواديكمُ والحمدُ لله مفهقٌ
منَ العزِّ فينا والبحورُ طَوامِ
وأنتمْ كما شئتُمْ وشاءَ وليُّكمْ(29/210)
ودمعُ الذي يُشجَى بذلك هامِ
وبالقائمِ الماضي الشَّبا قامتِ العُلا
وهبَّتْ عيونٌ بعدَ طولِ مَنامِ
ولولاه كنّا مثلَ نهبٍ مقسّمٍ
وليس لنا في ذي الأذَّية ِ حامِ
هنيئاً بهذا العيد ياخيرَ مفطرٍ
كما كنتَ عصرَ اليومِ خيرَ صيامِ
فإنْ تركوا مآكلاً ومشارباً
فإنّك ترّاكٌ لكلّ حرامِ
وإنْ جانَبوا بعضَ الأثامِ تَورُّعاً
فأنتَ الذى جانبتَ كلَّ أثامِ
وإنْ خشعَ الأقوامُ يوماً لربِّهمْ
فأينَ خُشوعٌ من خشوعِ شَمامِ؟
فلا زلتَ طلاّعاً لكلِّ ثنيَّة ٍ
منَ العمرِ سبّاقاً لكلِّ حِمامِ
وإنْ لم يدمْ شىء ٌ فمتّعتَ بالذى
به أنتَ مشغوفٌ بكلِّ دَوامِ
وبُلِّغتَ من ذُخرِ النُّبُوة ِ كلّما
ترامى وعنه بالنّضالِ تحامى
فبشِّرْ بوالي العهدِ قومَك عاجلاً
فلا طَرْفَ إلاّ نحوَ ذلك سامِ
ولا اجتازَ ثَلْمٌ لم تَرِدْه بريبة ٍ
ولامرَّ نقصٌ محْتَوٍ بتمامِ
ولا اعتلّ شىء ٌ كان فيك مصحّحاً
ولا انحلّ منك الدّهرَ سلكُ نظامِ
وإنْ أجدبتْ أجراعُ قومٍ فلا يزلْ
جنابُك مَمطوراً بكلِّ غَمامٍ
فلا تحفلنْ إلاّ بما أنا قائلٌ
ولا تسمعنْ فى المدحِ غير كلامى
ونُصحُكمُ فرضٌ، فدونَك قولة ً
حططْتُ لها حتّى أقولَ لِثامي
لقد ظفِرتْ أيّامُكُمْ بمحمَّدٍ
بماضٍ حديدِ الغَرْب غيرِ كَهامِ
فخدمتُهُ أغنتكُمُ وهْوَ واحدٌ
وكم واحدٍ أغنى عناءَ أنامِ
فضُمَّا عليه باليدينِ، فإنَّه
ملى ٌّ كما نهوى بكلِّ مرامِ
وليس سعودُ المرءِ إلاّ رضاكُمُ
وإنْ يطفْ منكمْ بربعِ ملامِ
خدمْتُكمُ والرَّأسُ منِّيَ فاحمٌ
وها الرّأسُ مبيضُّ الذّرا كثغامِ
ولم تظفروا منّى بهفوة ِ عامدٍ
تُطأطىء ُ رأسي أو تجرُّ مَلامي
فمَغْنى ً جَفوتمْ لا وطأتُ تُرابَهُ
ولاضُربتْ يوماً عليه خيامي
ومالى َ تعريجٌ بغير شعابكمْ
ووادٍ حَللتمْ فيه دارُ مُقامي
وعنكمْ ضرابي أو طعانيَ في العِدا
وفيكمْ جدالى كلّه وخصامى
فلا زلتُ موقوفَ الغرامِ عليكمُ
إلى أنْ أزورَ تربتى بحمامى
وعقركمُ لا كان منه ترحّلى(29/211)
ودَرُّكُمُ لا كانَ منه فِطامي
وإنّى َ منكمْ وصلة ً وولادة ً
وفى حبّكمْ - لازلت عنه - مسامى
وسِيطَ بلحمي ودُّكمْ ثمَّ رُوِّيَتْ
عظامِيَ منه وهيَ غيرُ عظامي
وذكركمُ زادى وقوتى َ فى الورى
ومثلُ شرابي طعمُهُ وطعامي
العصر العباسي >> البحتري >> علقنا بأسباب الوزير ولم نجد
علقنا بأسباب الوزير ولم نجد
رقم القصيدة : 2473
-----------------------------------
عَلِقنا بأسبابِ الوَزِيرِ، وَلمْ نَجِدْ
لنَا صَدَراً، دونَ الوَزِيرِ، وَلا وِرْدَا
جرى فحوى سبق المجدين وادعاً
وأعطى فما أعطى قليلاً ولا أكدى
ولم يبد أفضالا على متطلب
فواضله إلا عاد الذي أبدا
طَوِيلُ اليَدَيْنِ، مَا تُعَدِّدُ وَائِلٌ
أباً كأبيهِ في الفَعَالِ، وَلا جَدّا
إذا شادَ شَيْبَانَ بنَ ثَعْلَبَةَ ارْتضَتْ
رِئاسَةُ عالي البيت يَفرَعُها مَجْدا
رَعَيْنَا بهِ السّعدانَ إذْ رَطِبَ الثْرَى
لَنَا، وَوَرَدْنا مِنْ نَدى كفّه صَدّا
وَما الغَيثُ مُنْهَلاًّ، تَوَالى عِهَادُهُ،
بأرْوَحَ مِنْهُ بالسّماحِ، وَلا أغْدَى
لكَ الخُيرُ مِنْ مُستَبطىءٍ في تأخّرِي،
تَرَى أنّني آثَرْتُ هِجْرانهُ عَمْدا
مَتى كُنتَ يا خَيرَ الأخِلاّءِ عائِداً
بلَوْمٍ، على إلا تَراني، فلُم سُعدَا
وَما أصْطَفي لَوْنَ الحِدادِ، وَلا أرَى
لعَينيَ حَظّاً في الرّمادِ، إذا اسوَدّا
لَئِنْ كُنْتَ نُوراً ساطِعاً، فطَرِيقُنا
آلَيْكَ عَلى ظَلْماءَ داجِيَةٍ جِدّا
وَلَوْ أنْجَحَتْ بَغدادُ مَوْعدَ وَاسطٍ،
لمَا عدِمتْ منتي على نُجحِها حَمدَا
وَما خِلتُكَ ابنَ الأنجُمِ الزُّهْر سائراً
وَتَارِكَ نُعمَاكَ التي شُهِرَتْ عَدّا
أُعيذُكَ أنْ يَعتَدّكَ القَوْمُ أُسْوَةً
إذا عَزَمُوا في إثْرِ مسألة رَدّا
وَما كانَ ما سَيّرْتُ فيكَ نَسيئَةً،
فلِم لا يكونُ البَذْلُ في عَقبِهِ نَقْدا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألوماً على لومٍ وأنتمْ بنجوة ٍ
ألوماً على لومٍ وأنتمْ بنجوة ٍ(29/212)
رقم القصيدة : 24730
-----------------------------------
ألوماً على لومٍ وأنتمْ بنجوة ٍ
منَ الذَّمِّ إلاَّ ما ثَوى في الضَّمائرِ
فليتكُمُ لمّا أتيتُمْ بسَوْءَة ٍ
و لا عاذرٌ منها أتيتمْ بعاذرِ
و ما كنتُ أخشى منكمُ مثلَ هذه
و كم من عجيبٍ بين طيّ المقادرِ
و لما قدرتمْ بعد عجزٍ أسأتمُ
وكم عفَّ عن سوءٍ بنا غيرُ قادِرِ
و ما نافعٌ منا وحشوُ قلوبنا
قبيحٌ من البغضاءَ حسنُ الظّواهِرِ
فلا بَرِحَتْ فيكمْ خطوبُ مَساءَة ٍ
ولاحُجِبَتْ عنكمْ نُيوبُ الفواقِرِ
وما زلتُمُ في كلِّ ما تَحذرونَهُ
و إن حاص قومٌ عن أكفَّ المحاذرِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> من أين لى معدٍ على الأيّامِ
من أين لى معدٍ على الأيّامِ
رقم القصيدة : 24731
-----------------------------------
من أين لى معدٍ على الأيّامِ
ومعالجٌ فيهنّ طولَ سقامى ؟
أو ضامنٌ لى أن أعمرّ ساعة ً
والموتُ من خلفى ومن قدّامى
مالي بما تَقضي اللّيالي طاقة ٌ
يا صاحِ فى نقضٍ ولا إبرامِ
عصف الرّدى بأقاربى وأصاحبى
والتفَّ بالآباءِ والأعمام
واجتثَّ إخوانى معاً وقبائلى
واجتذّ نبعى تارة ً وثمامى
وأباتنى صفرَ الأناملِ من أخٍ
آوى إليهِ أوْ أبلُّ أوامى
وأَرى منَ الأقوام لمّا أنْ مُحُوا
بيدِ الرَّدى ما حلَّ في أقوامي
كم ضلّ عنّى ما أحاول واهتدى
داري الذي لم يجرِ في أوْهامي
وأتى النّجاحُ فتًى وما أنْ سامهُ
ومضتْ بخيبتِها يدُ المُستامِ
هل نحنُ في الأيّامِ إِلاّ معشرٌ
صمٌّ بلا فهمٍ ولا إفهامِ
وكأنّنا فيها نحزُّ جلودنا
حَزَّ المُدى لحماً على أوْضامِ
نُهوى وِصالَ مَلولَة ٍ قطَّاعة ٍ
ونريد مثوى غيرِ ذاتِ مقامِ
وأريدُ لي فيها دواماً كاذباً
ما تمَّ في أحدٍ وأينَ دوامي؟
والمرءُ في هذي الحياة مُحكِّماً
يمناهُ بين تصاممٍ وتعامِ
فى أسرِ تقتيرٍ مكانَ تكرّمٍ
أو قهرِ إقدامٍ مكانَ تحامِ
وتقوده ذلاًّ وصغراً مذقة ٌ
من خائلٍ أو ودقة ٌ لجهامِ(29/213)
ولنا النُّهى وكأنَّنا في غفلة ٍ
فى هذه الدّنيا من الأنعامِ
نبكى على الدّنيا ومنها دهرنا
فالجفنُ منها أو عليها هامِ
ورضاعها - لادرّ درُّ رضاعها
فهو البليّة ُ فى جوار فطامِ
وكأنّما العمرُ الطّويلُ إذا انقضى
طيفٌ رأَتْه مُقلة ٌ بمنامِ
ويغرُّني فأظنُّ أنّي خالدٌ
ما طال أو ما امتدَّ من أعوامي
وإذا وُعظتُ بمن أُصِبتُ من الورَى
فحمامُ كلِّ العالمين حمامى
كم ذا فرجتُ شدائداً ودفعتُها
بالرّمحِ آونة ً وبالصّمصامِ
ورقيتُ في الآدابِ كلَّ ثنيَّة ٍ
وعلَوْتُ في الأطلاب كلَّ سَنامِ
حتّى إذا أمَّ الحِمامُ زيارتي
لم يُنجِ إِسراجي ولا إِلْجامي
لا بدّ للسّارى دجًى من وقفة ٍ
والنّاطقين بنا من الإرمامِ
والصّاعدين على الورى فوق الرّبى
من أن يحطّوا عن ذرا الأعلامِ
ومُصيبة ٍ غطَّتْ عليَّ بصيرتي
ورمَتْ ضياءَ جوانحي بظلامِ
وغفلتُ عنها والرَّزايا زُوَّرٌ
ساحاتِ أيقاظٍ وربعَ نيامِ
وتسلَّمتْ وَسَنَ الكَرى من مُقْلَتي
وتناولتْ خَفْضي منَ الأيّامِ
وتقطَّعتْ عِصَمي وكانَ حلولُها السْـ
ـسّببَ القوى َّ إلى انحلالِ نظامى
ولقد هفا قلبى بها ولعثرة ٌ
بالقلبِ تُنسي عَثْرة َ الأقدامِ
قلْ للوزير وقد حسا من حرّها
لمّا أتَتْهُ غيرَ كأسِ مُدامِ:
حوشيتَ من حزنٍ عقيبَ مسرّة ٍ
فينا ومن نقصٍ بُعَيَد تمامِ
وإذا خطاك الدّهرُ لم يجتزْ بما
لا نَرتضيهِ فما عليهِ مَلامي
وإذا التوتْ عن ساحتيك صروفهُ
عَفواً فقد فُزْنا بكلِّ مَرامِ
وإذا بقيتَ مُسَلماً فَلَهيِّنٌ
مَن باتَ حَشْوَ جنادلٍ وسِلامَ
وإذا صححْتَ منَ الكُلومِ فدعْ بنا
من شئتَ مجروحاً بكلّ كلامِ
وإذا السَّراة ُ تَخصَّصَتْ وتمنَّعَتْ
فدعِ الشَّوى تُرمَى بأيِّ سِهامِ
فاصبرْ لها وإِنِ ارتَمَت فطالما
يَزدادُ في اللأْواءِ صبرُ كِرامِ
وإِذا جزعْتَ فكيفَ يصبرُ معشرٌ
ما فيك ليس بهمْ من الأحلامِ ؟
ولربّما أثمَ الحزينُ ولم تزلْ
فينا عرى َّ الكفِّ من آثامِ(29/214)
أنت الذي لمَّا نزلنا شِعْبَه
لُذْنا بهَضْبَيْ يَذْبُلٍ وشَمامِ
وإِذا تقاسَمتِ الرِّجالُ وكانَ في
قسمٍ فذلك أوفرُ الأقسامِ
وإذا احْتَبى فعلى السَّكينة ِ والنُّهى
وإذا اختطَى فإلى المحلِّ السّامي
ومكارمٌ مشكورة ٌ حين افتدتْ
فينا طويلَ لزامها بلمامِ
وليسلَ عنه إنّ آخذه الّذى
أَخَذَ الشُّبولَ ردى ً منَ الضِّرغامِ
صَبراً صبرتُ، وفي يديك زِمامي
أنّى حللتَ من البلادِ خيامى
وإذا حللتَ أسًى حللتُ وإن تردْ
وبحسبِ ما ترجو قعودِيَ وادعاً
وبحسبِ ما تَخشى يكونُ قيامي
وضربتُ منك بحدّ عضبٍ قاطعٍ
لمّا ضربتُ من الورى بكهامِ
لا تنكرنْ ميلى إذا ما ملتُ بى
صعبٍ يلمُّ وأنتَ فيه دعامى
فجميعُ أعضاءِ الرّجالِ تصرّفاً
طولَ الزّمانِ توابعٌ للهامِ
كلُّ الوصائلِ يقتطعن على الفتى
إلاّ وصالَ محبّة ٍ وغرامِ
يا آلَ عبّاسٍ ومَن لولاهُمُ
كنّا بلا سرجٍ على الإظلامِ
إنْ يمضِ منكمْ شيخكمْ فلفحلكمْ
باقٍ لكمْ ولنا على الأعوامِ
وليلهَ عن ماضٍ ثاوٍ ثوى
وليسلَ عن نهرٍ ببحرٍ طامِ
وإذا ذَوى غصنٌ فلا جزعٌ وقدْ
أبقى لنا الأصلَ الأشمَّ السّامى
لم يمضِ عنّا مَن مضَى وظلامُهُ
لِتَهجُّدٍ ونهارُهُ لصيامِ
صلّى الإلهُ على الَّذي قَنَصَ الرَّدى
وعلى ثراهُ تحيَّتي وسَلامي
ولتبكِ فيه غدوة ً وعشيّة ً
فى كلِّ يومٍ عينُ كلِّ غمامِ
فلقد مضى صفرَ الحقيبة ِ من قذًى
عريانَ من دنسٍ وثوبِ حرامِ
أرضَى بطاعتِهِ الصَّباحَ ولم يكنْ
يوماً عليه ملامة ٌ لظلامِ
فلقلَّ فيه رعاية ً لحقوقهِ
ما سيَّرتْ أو سطَّرَتْ أقْلامي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> حَذِرتُكُمُ وكم للهِ عندي
حَذِرتُكُمُ وكم للهِ عندي
رقم القصيدة : 24732
-----------------------------------
حَذِرتُكُمُ وكم للهِ عندي
صنيعٌ في كفايتِهِ حِذاري
و لو أني أشاءُ لكنتُ منكمْ
مكانَ النجمِ في الفلك المدارِ
و لم أرَ منكمُ إلاَّ خطوباً
فلولا الشَّيبُ شابَ لها عِذاري(29/215)
رددتُمْ رَبَّ آمالٍ طِوالٍ
يلوذُ بكمْ بآمالٍ قِصارِ
و كنتُ وقد حططتُ بكمْ رحالي
نزلتُ بكم على غيرِ اختيارِ
فلا خصبتْ بلادكمُ بجدبٍ
و لا جيدتْ بأنواءٍ غزارِ
و لا نظرتْ عيونٌ مدلجاتٌ
بهنّ على الظلام ضياءَ نار
و إني آملٌ فيكمْ وشيكاً
و إنْ موطلتُ عنه بلوغَ ثاري
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> هل الشيبُ إلاّ غصّة ٌ فى الحيازمِ
هل الشيبُ إلاّ غصّة ٌ فى الحيازمِ
رقم القصيدة : 24733
-----------------------------------
هل الشيبُ إلاّ غصّة ٌ فى الحيازمِ
وداءٌ لرّباتِ الخدور النّواعمِ
يحدنَ إذا أبصرنه عن سبيلهِ
صدودَ النّشاوى عن خبيث المطاعمِ
تعمَّمتُهُ بعدَ الشَّبيبة ِ ساخطاً
فكان بياضُ الشّيبِ شرَّ عمائمى
وقنّعتُ منه بالمخوفِ كأنّنى
تقنَّعتُ من طاقاتِهِ بالأراقمِ
وهيَّبني منه كما هابَ عائجٌ
على الغابِ هيباتِ اللّيوثِ الضَّراغمِ
وهدَّدني في كلِّ يومٍ وليلة ٍ
سَنا وَمْضِهِ بالقارعاتِ الحواطمِ
كفانيَ عُذَّالي على طِرْبَة ِ الصِّبا
وقامَ بلَوْمٍ عِفْتُهُ من لوائمي
وقصَّر عنِّي باعُ كلِّ لَذاذة ٍ
وقصَّر دوني خَطْوُ كلِّ مُخالِمِ
فوالله ما أدرى أصكّتْ مفارقى
بفهرِ مشيبٍ أوْ بفهرِ مراجمِ ؟
ولمّا سقانيهِ الزّمانُ شربتهُ
كما أُوجِرَ المَأْسورُ مُرَّ العلاقمِ
حنتنى َ منه الحانياتُ كأنّنى
إذا ظَلْتُ يوماً قائماً غيرُ قائمِ
وأصبحتُ يُستَبْطَى مُثولي ويُدَّعَى
وما صَدقوا فيَّ اختلالُ العزائمِ
فلا أنا مدعوٌّ ليومِ تَفاكُهٍ
ولا أَنا مرجُوٌّ ليومِ تخاصُمِ
فلا تَطلبا منِّي لقاءَ مُحارب
فما أنا إلاّ فى ثيابِ مسالمِ
ولا تَدفعا بي عنكما غُشْمَ غاشمٍ
فإنّى َ فى أيدى المشيبِ الغواشمِ
فلو كنتُ آسو منكما الكلمَ ما رأتْ
عيونُكما عندي كُلومَ الكوالِمِ
وإنّى أميمٌ بالمشيبٍ فخلّيا
ولا تَطلبا عندي علاجَ الأمائِمِ
مشيبٌ "كخرقِ الصّبحِ عالٍ" بياضهُ
بُرودَ اللّيالي الحالكاتِ العوارمِ(29/216)
وتطلع فى أفقِ الشّبابِ نجومهُ
طلوعَ الدّرارى فى خلالِ الغمائمِ
كأنِّيَ منه كلمَّا رمتُ نهضة ً
إلى اللّهوِ مقبوضُ الخُطا بالأداهمِ
تُساندني الأيدي وقد كنتُ برهة ً
غنيّاً بنفسى عن دعامِ الدّعائمِ
وأخشعُ في الحطبِ الحقيرِ ضَراعة ً
وقد كنت دفّاعاً صدورَ العظائمِ
وقد كنتُ أبّاءً على كلّ "جاذبٍ"
فلما علاني الشيَّبُ لانتْ شكائمي
ولمّا عرانى ظلّهُ وحملتهُ
أنِسْتُ على عَمْدٍ بحَمْلِ المظالِمِ
فلا ينغُضَنْ رأسي إلى العزِّ بعدَما
تجللّهُ منه مذلُّ الجماجم
فيا صبغة ً حمّلتها غيرَ راغبٍ
ويا صبغة ً بدّلتها غيرَ سائمِ
ويا زائرى من غير أن أستزيره
كما زِيرَ حَيْزومُ الفتى باللَّهاذِمَ
أقمْ لا ترمْ عنّى وإنْ لم تكنْ هوًى
فكم قد سَخِطْنا فَقْدَ غيرِ مُلائمِ
فمن مبدِ لى من صحبهِ بظلامهِ ؟
ومن عائضى عن بيضهِ بالسّواهمِ ؟
ومن حاملٌ عنِّي الغَداة َ غرامَهِ؟
وقد كنتُ نهّاضاً بثِقْلِ المغارِمِ؟
فيا بيضَ بيضَ الرّأسِ هل لى َ عودة ٌ
إلى السّودِ من أغياركنّ الفواحمِ ؟
تنازحْنَ بالبِيضِ الطَّوالعِ شُرَّداً
كما شرّد الإصباحُ أحلامَ نائمِ
ويا فجرَ رأسي هل إلى ليلة ِ المُنَى
سبيلٌ وكرّاتِ المواضي القوائمِ؟
ليالى َ أفدى بالنّفوسِ وأرتدى
من البيض إِسعافاً ببيضِ المعاصِمِ
فإنْ كان فقدانى الشبيبة َ لازماً
فحُزْني عليها الدَّهرَ ضربة ُ لازمِ
وإنْ لم يكنْ نوحى بشافٍ وأدمعى
فدمعُ الحيا كافٍ ونَوْحُ الحمائمِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لمّا طَلعْنَ عليَّ في غَسَقٍ
لمّا طَلعْنَ عليَّ في غَسَقٍ
رقم القصيدة : 24734
-----------------------------------
لمّا طَلعْنَ عليَّ في غَسَقٍ
فَخَلَفْنَ ضَوءَ الشَّمسِ والقمرِ
ساوَمْنَني قلبي فرُحْنَ بهِ
عني وكم بيعٍ على غرر
و أخذن مني ما سمحتُ به
في اليسؤِ من حالي وفي العسرِ
وكحَلْنَ عيني كلَّما مَرِهَتْ
ببكائها منهنَّ بالسَّهَرِ
ووعَدْنَني ما لا يَغبنَ بهِ(29/217)
من غيرِ معذِرَة ٍ لمعتَذِرِ
قد كنتُ أحذرُ ما بُليتُ بهِ
دهراً وكم بَلْوى معَ الحذرِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> خلِّ عنها مَنيحة ً للئِّامِ
خلِّ عنها مَنيحة ً للئِّامِ
رقم القصيدة : 24735
-----------------------------------
خلِّ عنها مَنيحة ً للئِّامِ
واسْلُ عمّا يُسيلُ سُحْبَ المَلامِ
وتعلّمْ كلَّ الذى أنت محتا
جٌ إليه فى هذه الأيّامِ
أينَ أُخطي صَوابَها والتَّجاريـ
ـبُ جثومٌ خلفى ومن قدّامى
ببيانٍ يسرى برأى ٍ مصيبٍ
كالسُّرى بالمصباحِ في الإظلامِ
خُلِقَ المرءُ ناقصاً وهو يُدمي
أظهرَ العيسِ فى ابتغاءِ التّمامِ
من رأى اللهُ أن ينوط به الحا
جَ فليسَ الغِنى له بمرامِ
ومُعنًّى بسدِّ طُرْقِ المنايا
وهو ملقًى على طريقِ الحمامِ
قد مضى باطلى وأقشع عنّى
وتجلّتْ جهالتى وعرامى
وتناسَيتُ ماتقولُ ليَ الشِّرْ
رَة ُ والشيبُ لامعٌ في ظلامي
فعدولى عن الهوى وصدوفى
وعكوفى على النّهى ومقامى
وأطعتُ النّصيحَ من عد أنْ كنـ
ـتُ على النّصحِ خالعاً للجامى
وتجافيتُ طائعاً مَسْرَحَ اللَّهْـ
ـوِ ومجنى المنى ومحبى اللّئامِ
وأَعَدْتُ العُفاة َ بالجاهِ والما
لِ يجرّون بردة َ الإنعامِ
وتعلّمتُ أنّما زورة ُ الآ
مالِ فينا كزورة ِ الأحلامِ
ومُقامي منَ الخلائفِ في يو
مِ اجتماعِ الوفود خيرُ مقامِ
ما لغيرى مثلُ الذى لى َ منهمْ
من صنوفِ الإعظامِ والإكرامِ
لم يزالوا ولن يزالوا مشيديـ
ـنَ محلِّي ومُجْزِلي أقسامي
ومُهيبين بي وقد عَنَتِ الشُّو
رى إلى الرَّأي في الأمور الجِسامِ
وإذا ماحكمتُ في الأمرِ سَدّوا
طرقاتِ الخروجِ عن أحكامى
ويردّون سرحهمْ عن جميع الـ
ـقاعِ ما لم يكن به أنعامى
ملكوا رِبْقَتي لِما سَيَّروهُ
مِن لُصوقي بودِّهمْ والتزامي
وإليهمْ إذا تحيّز أقوا
مٌ بقومٍ تحيُّزي وانضمامي
وتخصّصتُ بالملوكِ يلبّو
ن نِدائي ويسمعون كلامي
وإذا ما ذممت يوماً عليهمْ
في عظيمٍ أمضَوْا هناك ذِمامي(29/218)
ومتى أعْضَلَتْ خُطوبٌ صِعابٌ
أو وهى للملوك سلكُ نظامِ
جعلوني دليلَهمْ في ضَلالٍ
مُوقَدٍ أو صباحَهمْ في ظلامِ
قد رأَوْا يومَ هيَّجوا ملكَ البَصْـ
ـرة ِ كفّى له عن الإقدامِ
بعد أنْ أزمعَ اللّقاءُ وأهوى
لاقتناصِ الطّلى هوى َّ القطامى
وتراءَتْ للنّاسِ شَنعاءُ صَمّا
ءُ تجوبُ الدّجى بغير خطامِ
قلّدونى إصلاحها ورموا بى
طلبَ السّلمِ فى صعابِ المرامى
فتلافَيْتُ دَرْأَها باعتدالي
ودعمت اعوجاجها بدعامى
وأعَدْتُ الصَّفاءَ من بعدِ أنْ كا
ن "مسوقاً" من قبضة ِ المستامِ
كيفَ يبغي شَأْوي وقد ملكَ الفَوْ
تَ عَثورُ الخُطا قصيرُ المَرام؟
وغبيٌّ يَخالُ وهْوَ ورائي
أنَّه من فضيلة ٍ مِن أمامي
ليس ذنبي عليه غيرَ زِيادا
تي عليه ونقصَه عن تَمامي
قد خصمتُ الذين مدّوا إلى الفخـ
ـر طماحاً بقطع كلِّ خصامِ
لم يُصِبْني بالسُّوءِ رامٍ وكم أصْـ
ـمَى وأرَدَى بما يُعابُ الرّامي
غُرِسَتْ في ذُرا الفخارِ أُصولي
وفروعي خُضْرُ الغصونِ نوامِ
فدعوا للشّجاع مطواه فى الوا
دي وخَلُّوا العرينَ للضِّرْغامِ
ليس بيني وبينَ أوَّلِ قومي
غيرُ برٍّ أوْ مرسلٍ أو إمامِ
أوْ عظيمٍ مؤهَّلٍ لخطوبٍ
شامساتٍ أوْ حادثاتٍ عظامِ
بحلومٍ مثل الصّخورِ رزانٍ
ووجوهٍ مثلِ البُدورِ تَمامِ
أرجى الذّكرِ طيّبى النّشرِ بسّا
مينَ من كلِّ باسلٍ بسّامِ
ليس قيهمْ إلاّ الرئيسُ على الأشـ
ـياخِ طُرّاً والسِّنُّ سِنُّ الغُلامِ
خلفوا الغيثَ فى المحلولِ وكانوا
فى البرايا الأرواحَ فى الأجسامِ
وإذا ما الدِّماءُ سِلْنَ وأطرا
فُ العوالى همتْ بموتٍ زؤامِ
وهبوا العيشَ للمماتِ وآبوا
بأُنوفٍ شُمٍّ عن الإرغامِ
وتسلَّوْا والعِرْضُ أَمْلَسُ لم يُدْ
مَ بقرفٍ عن الجلودِ الدّوامى
وأبى طعنهمْ سوى ثغرة ِ النّحـ
ـر وضربُ السُّيوفِ غيرِ الهامِ
وإذا ما قرنْتَهمْ بسواهُمْ
بان ما بين تلعة ٍ وشمامِ
كان لَوْلايَ غائضاً مكرعُ الفقـ
ـهِ سحيقَ المدا وبحرُ الكلامِ(29/219)
ومعانٍ شحطن لطفاً عن الأفـ
ـهامِ قرّبتها من الأفهامِ
ودقيقٌ أبرزتهُ بجليلٍ
وحلالٌ أبنتهُ من حرامِ
كم لَدودٍ خصمتُهُ بجدالٍ
فكأنّى كعمتهُ بكعامِ
وعنودٍ هديتهُ بعد أنْ كا
ن شروداً عن سنّة ِ الإسلامِ
وطويلِ اللّسانِ صبّتْ عليه
بمقالى غمائمُ الإفحامِ
وبنثرى والنّظمِ سارتْ إلى الآ
فاقِ شُوسٌ يمدُدْنَ فضلَ زِمامِ
قد بلغتُ الذى أردتُ وجاوز
تُ طويلاً تمنّى َ الأقوامِ
ما أبالى - وقد رأيتُ بنفسى
ما ترجَّتْ منِّي ـ بُدورَ حِمامي
وتعرّتْ مآزرى وذيولى
مِن عيوبٍ مذمومة ٍ وأَثامِ
فحياة ٌ كميتة ٍ، ورحيلٌ
إنْ تَدانَى وشيكُهُ كمُقامِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> هو الزمان فلا عيشٌ يطيب به
هو الزمان فلا عيشٌ يطيب به
رقم القصيدة : 24736
-----------------------------------
هو الزمان فلا عيشٌ يطيب به
و لا سرورٌ ولا صفوٌ بلا كدر
يحني الفتى فإذا لميتْ جنايتهُ
أحال من ذنبهِ ظلماً على القدرِ
وكلَّ يومٍ منَ الأيّامِ يُعجبُنا
فإنَّما هو نقصانٌ منَ العُمُرِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ربّ ذنبٍ يضيق عن مسرحِ العذ
ربّ ذنبٍ يضيق عن مسرحِ العذ
رقم القصيدة : 24737
-----------------------------------
ربّ ذنبٍ يضيق عن مسرحِ العذ
رِ وجانِ لا صفحَ عن أجرامِهْ
وحقيقٍ باللَّومِ أخرَسَني الدَّهـ
ـرَ زماناً فلم أفهْ بملامهْ
وشَتيتِ الظُّنونِ يحذرُ كلَّ الـ
ـحِذْرِ من خلفِهِ ومن قُدّامِهْ
لم يبنْ لى إقبالهُ من تولّيـ
ـهِ ولم أدرِ برأه من سقامهْ
كلّما ساءني بفعلٍ قبيحٍ
جاءنى منه سرّنى بكلامهْ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أيا زائراً باللّيل من غيرِ أنْ يَسري
أيا زائراً باللّيل من غيرِ أنْ يَسري
رقم القصيدة : 24738
-----------------------------------
أيا زائراً باللّيل من غيرِ أنْ يَسري
و هل زائرٌ بالليل من غير أن يسري ؟
ويا مُشْبهاً للفجرِ ضوءُ جبينِهِ
أبنْ لي قليلا كيف روعتَ بالفجرِ(29/220)
تجودُ علينا والمعاذيرُ جَمَّة ٌ
و تبخلُ بالجدوى وأنت بلا عذرِ
ولمَّا تعاتبنا على الهجرِ صُغتَ لي
دُنُوَّك من بُعدٍ ووصلكَ من هجرِ
وأَوليتَ بِرّاً لم يكنْ عندَ واصلٍ
إليه " وإن " أغنى " نصيباً " من الشكر
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا دارُ دارَ الصّومِ القوّمِ
يا دارُ دارَ الصّومِ القوّمِ
رقم القصيدة : 24739
-----------------------------------
يا دارُ دارَ الصّومِ القوّمِ
كيف خلا أُفقُكِ من أَنجُمِ؟
عهدي بها يرتعُ سكّانُها
في ظلِّ عيشٍ بينَها أَنعَمِ
لم يُصبِحوا فيها ولم يَغْبُقوا
إلاّ بكأسى ْ خمرة ِ الأنعمِ
بكيتُها من أَدمُعٍ لو أَبَتْ
بكيتُها واقعة ً من دمِ
وعُجتُ فيها راثياً أهلَها
سَواهِمَ الأوصالِ والمَلْطَمِ
نحلنَ حتّى حالهنّ السّرى
بعضَ بقايا شطنٍ مبرمِ
لم يدعِ الإسآدُ هاماتها
إلاّ سقيطاتٍ على المنسمِ
يا صاحبي يومَ أَزالَ الجَوَى
لحمى بخدّى َّ عن الأعظمِ
"داويتَ" ما أنت به عالمٌ
ودائى َ المعضلُ لم تعلمِ
ولستُ فيما أَنا صبٌّ به،
منْ قرن السّالى َ بالمغرمِ ؟
وَجْدي بغيرِ الظَّعنِ سيّارة ً
من مُخْرِمٍ ناءٍ إلى مَخْرِمِ
ولا بلفّاءَ هَضيمِ الحشا
ولا بذاتِ الجيد والمعصمِ
فاسمعْ زفيري عندَ ذكرِ الأُلى
بالطّفِّ بين الذّئبِ والقشعمِ
طَرْحَى فإمّا مُقْعَصٌ بالقَنا
أو سائلُ النّفسِ على مخذمِ
نثرٌ كدرٍّ بددٍ مهملٌ
لغفلة ِ السِّلكِ فلم يُنْظَمِ
كأنّما الغبراءُ مرميّة ٌ
مِن قِبَلِ الخضراءِ بالأنجمِ
دعوا فجاءوا كراماً منهمُ
كم غَرَّ قوماً قَسَمُ المُقسِمِ
حتّى رأوها خرياتِ الدّجى
طَوالعاً من رَهَجٍ أقْتَمِ
كأنَّهمْ بالصُّمِّ مَطرورة ٌ
لمنجد الأرض على متهمِ
وفوقَها كلُّ مَغيظِ الحَشا
مُكتِحِلِ الطَّرْفِ بلونِ الدَّمِ
كأنَّه من حَنَقٍ أجْدَلٌ
أرشدَهُ الحِرْصُ إلى مَطْعَمِ
فاستقبلوا الطّعنَ إلى فتية ٍ
خُوّاضِ بحرِ الحَذَرِ المُفْعَمِ
من كلِّ نهَّاضٍ بِثِقْلِ الأذى(29/221)
موكّلِ الكاهلِ بالمعظمِ
ماضٍ لما أمَّ فلو جاد فى الـ
ـهيجاءِ بالحَوْباءِ لم يندَمِ
وكلِّ عانٍ في إسارِ الهوى
أُطعِمْ يومَ السَّلمِ لم يَطعم
مثلّمِ السّيفِ ومن دونهِ
عرضٌ صحيحُ الحدِّ لم يثلمِ
فلم يزالوا يكرعون الظّبا
بين تراقى الفارسِ المعلمِ
فمُثخَنٌ يحملُ شَهّاقة ً
تحكى لراءٍ فغة َ الاعلمِ
كأنّما الورسُ بها سائلٌ
أو أنبتتْ من قضبِ العندمِ
ومستزلٌّ بالقنا عن قرا
عَبْلِ الشَّوَى أو عن مَطا أدهمِ
لو لم يكيدوهمْ بها كيدَة ً
لانْقلبوا بالخِزْي والمَرْغَمِ
فاقتبضتْ بالبيضِ أرواحهمْ
في ظلِّ ذاك العارضِ الأَسْحَمِ
مصيبة ٌ سيقتْ إلى أحمدٍ
ورَهْطِهِ في الملأِ الأعظمِ
رُزْءٌ ولا كالرُّزْءِ من قبلِهِ
ومُؤلمٌ ناهيكَ من مؤلِمِ
ورمية ٌ أصمتْ ولكنّها
مصمية ٌ من ساعدٍ أجذمِ
إنْ خافِ فقراً لم يجُدْ بالنَّدى
من جائرٍ عن رشدهِ أوعمِ
يُحسبُ يَقظانَ منَ النُوَّمِ:
لا تحسبوها حلوة ً إنّها
أَمَرُّ في الحلقِ من العَلْقَمِ
صرّعهمْ أنّهمُ أقدموا
كم فدى َ المحجمُ بالمقدمِ
هل فيكمُ إلاّ أخو سوءة ٍ
مُجَرَّحُ الجِلْدِ منَ اللُّوَّمِ
إنْ خاف فقراً يجدْ بالنّدى
أوهابَ وَشْكَ الموتِ لم يُقْدِمِ
يا آلَ ياسينَ ومَنْ حُبُّهمْ
مَنْهَجُ ذاك السَّنَنِ الأقومِ
مهابطُ الأملاكِ أبياتهمْ
ومستقرُّ المنزلِ المحكمِ
فأنتمُ حجّة ُ ربّ الورى
على فَصيحِ النُّطقِ أو أَعجمِ
وأينَ؟ إلاّ فيكُمُ قُرْبَة ٌ
إلى الإلهِ الخالقِ المنعمِ
واللهِ لا أخليتُ من ذكرِكمْ
نَظْمي ونثري ومَرامي فمي
كلاّ ولا أغببتُ أعداءكمْ
من كَلمِي طَوْراً ومن أسْهُمي
ولا رئى يومَ مصابٍ لكمْ
مُنكشِفاً في مشهدٍ مَبْسَمي
فإنْ أغبْ عن نصركمْ برهة ً
بمرهفاتٍ لم أغبْ بالفمِ
صلَّى عليكُمْ ربُّكمْ وارتَوَتْ
قبورُكمْ من مُسبِلٍ مُثْجِمِ
مقعقعٍ تخجلُ أصواتهُ
أصواتَ ليثِ الغابة ِ المُرْزِمِ
وكيف أستسقي لكمْ رحمة ً
وأَنتمُ الرَّحمة ُ للمجرمِ؟(29/222)
العصر العباسي >> البحتري >> هاجي بني بحتر وطيئها
هاجي بني بحتر وطيئها
رقم القصيدة : 2474
-----------------------------------
هاجي بني بحتر وطيئها
حائن قوم يحز في كبده
ولي جليس لولا خساسته
لقد أقام الهجاء من أوده
أرفع قدري عنه ويحسبني
أتركه للمقام في بلده
أجفر غرموله فقد كثرت
أشباه غلمانه على ولده
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لاتنظري اليومَ يا سلمى إليَّ، فما
لاتنظري اليومَ يا سلمى إليَّ، فما
رقم القصيدة : 24740
-----------------------------------
لاتنظري اليومَ يا سلمى إليَّ، فما
أبقى المشيبُ بوجهي نظرة َ البشرِ
جنى عليَّ فقولي كيف أصنع في
جانٍ إذا كان يَجني غيرَ مُقتدرِ
عرا فأعرى من الأوطار قاطبة ً
قهراص وألبسني ما ليس من وطري
وقد حَذرتُ ولكنْ ربَّ مُغتربٍ
لم أنجُ منه وإنْ حاذرتُ بالحذرِ
فإنْ شكوتُ إلى قومٍ مساكنُهمْ
ظلُّ السَّلامة ِ رَدُّوني إلى القَدَرِ
كوني كما شئتِ في طولٍ وفي قِصَرٍ
فليسَ أيّامُ شيبِ الرّأس من عُمُري
فقل لمن ظلّ يسلي عن مصيبتهِ
لا سلوة ٌ ليَ عن سمعي وعن بصري
شرُّ العقوبة ِ ياسلمى على رجُلٍ
عقوبة ٌ من صروفِ الدَّهر في إِ
نْ كانَ طالَ له عمرٌ فشيَّبَهُ
فكلُّ طولٍ عداهُ الفضلُ كالقِصَرِ
يلينُ منه ويرخى من معاجمهِ
كرهاً ولو كان منحوتاً من الحجرِ
فإن تكن وخطاتُ الشيب من شعري
بيضاً فكم من بياضٍ ليس بالغررِ
ما كلُّ إشراقة ٍ للصبحِ في غلسٍ
و ليس كلُّ ضياءٍ من سنا القمرِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> و أعرضتِ حتى لا أراك وإنما
و أعرضتِ حتى لا أراك وإنما
رقم القصيدة : 24741
-----------------------------------
و أعرضتِ حتى لا أراك وإنما
أرى منك وجهَ الشمسِ أو طلعة َ البدرِ
و لم يكُ ذاك الصدّ إلاَّ لمقلتي
و قلبيَ عن مغنى هواك بلا سترِ
وهجرُكِ منِّي ليس إلاّ لعلَّة ٍ
و لكنّ هجراً جاء منكِ بلا عذرِ
ويومِيَ لا ألقاكِ فيهِ وأجتلي(29/223)
به منكِ وجهَ الحُسن ماهو من عُمري
و إن لم يكن لي منكِ صفحٌ فأعطني
نصيباً من البلوى وحظا من الصبرِ
فلا تفتنوا بعدي بشيءٍ فإنني
فتنتُ بمملوءِ الجفون من السحرِ
يسيءُ وما ينوي الإساءة َ عابثاً
و يقلقني شوقاً إليه وما يدري
و هان عليه والهوى ليس عنده
دموعٌ لبينٍ منه أو جَفوة ٌ تجري
فيا ليتَ من يشفي الجوى لم يعلني
و من لم يكن نفعي به لم يكن ضري
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> وزائرٍ ما زار إلاّ
وزائرٍ ما زار إلاّ
رقم القصيدة : 24742
-----------------------------------
وزائرٍ ما زار إلاّ
ـلا في سَوادِ الظُّلَمِ
جاد ولم يدرِ بما
جاد ولمّا يعلمِ
ومتّعَ القلبَ من الـ
ـخيرِ بما لم يَدُمِ
بات الكرى يشفع لى
فى نيلِ تلك النّعمِ
عطيَّة ٌ ما طُلبتْ
ومنّة ٌ لم ترمِ
لا عيبَ إلاّ أنّها
زيارة ٌ في الحُلُمِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لَدارُكَ من قلبي كقلبي كرامة ً
لَدارُكَ من قلبي كقلبي كرامة ً
رقم القصيدة : 24743
-----------------------------------
لَدارُكَ من قلبي كقلبي كرامة ً
و برك عندي ليس يبلغه شكري
وأنتَ الذي أبغيهِ في شَطَطِ المُنَى
وأشرطُه يوَم الشِّراطِ على دهري
و ما راعني إلاّ فراقك بغتة ً
و قلبيَ مملوءٌ لوصلكَ بالبرَّ
و كنتُ وقد عريتُ منك كمدلجٍ
تعري على الظلماء من طلعة ِ البدرِ
و لم أدرِ ما في يومنا غيرَ أننا
قُطِعْنا بقَطْرٍ لا يدومُ عن القَطْرِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ولمّا التقينا والقلوبُ مهيجة ٌ
ولمّا التقينا والقلوبُ مهيجة ٌ
رقم القصيدة : 24744
-----------------------------------
ولمّا التقينا والقلوبُ مهيجة ٌ
وأيماننا مشغولة ٌ بالقوائمِ
جَعلنا القنا فيهم مكانَ ضلوعِهمْ
وحدَّ الظُّبا منهمْ مكانَ العمائِمِ
وأَقدَمَتِ النَّصْرَ البعيدَ سيوفُنا
وقد كانَ لولا سلُّها غيرَ قادمِ
وعُدنا كما شِئنا تَعَثُّرُ خيلُنا
عُقيبَ التَّلاقي بالطُّلى والجماجِمِ(29/224)
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قلتُ لمسودٍّ له شعرهُ
قلتُ لمسودٍّ له شعرهُ
رقم القصيدة : 24745
-----------------------------------
قلتُ لمسودٍّ له شعرهُ
هل لكَ في المبيضِّ مِن شَعري؟
خذْهُ وإْنْ لم ترضَه صاحباً
مع الدمى يبقى مدى العمري
فقال : ما أبعدَ ما بيننا
ونازحٌ أمرُكَ مِن أمري
عمرتَ ستين ونيفتها
ونَيَّفَتْ منِّي على عَشْرِ
ليس إلى دائك من حيلة ٍ
فاجرعْ ملاءً أكْؤُسَ الصَّبرِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لا تخشَ من غائلة ٍ فُوِّضَتْ
لا تخشَ من غائلة ٍ فُوِّضَتْ
رقم القصيدة : 24746
-----------------------------------
لا تخشَ من غائلة ٍ فُوِّضَتْ
إلى الإلهِ القادرِ العالمِ
ونَمْ إذا شئتَ، فإنَّ الذي
يرعاكَ فيها ليسَ بالنّائمِ
كم ذا وَقَى اللهُ بألْطافِهِ
شَرَّ غَشومٍ مُجمِعٍ عازمِ
وكم أزال اللهُ من ظالمٍ
وأنصفَ القاعدَ من قائمِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ماضرَّ مَن للنّوى زُمَّتْ ركائبُهُ
ماضرَّ مَن للنّوى زُمَّتْ ركائبُهُ
رقم القصيدة : 24747
-----------------------------------
ماضرَّ مَن للنّوى زُمَّتْ ركائبُهُ
لو جادَ لي ساعة َ التَّوديع بالنَّظرِ
رميتُمُ القلبَ منِّي بالوجيبِ وقد
فارقتمونيَ والعينينِ بالسَّهَرِ
وكدتُ أقضي غداة َ البين من جَزَعٍ
لولم يكنْ قلبٌ صِيغَ من حجرِ
وكيفَ يَسْلاكُمُ قلبي المشوقُ وقد
غيَّبتُمُ نَصري بالبين عن بَصري
وما تركتُ قراراً من فراقِكُمُ
لكنْ حذرتُ وكم لم ينجني حذري
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ضنَّ عنّي بالنَّزْرِ إذْ أنا يقظا
ضنَّ عنّي بالنَّزْرِ إذْ أنا يقظا
رقم القصيدة : 24748
-----------------------------------
ضنَّ عنّي بالنَّزْرِ إذْ أنا يقظا
نُ وأعطَى قليلَه في مَنامي
زورة ٌ عاجلتْ وما هى إلاّ الزّ
زُورُ سُقماً مُبرِّحاً من سَقامِ
والتقينا كما اشتهينا ولا عيـ
ـبَ سِوى أنَّ ذاكَ في الأحلامِ(29/225)
وإذا كانتِ الملاقاة ُ ليلاً
فاللّيالي خيرٌ منَ الأيّامِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أمنتُ حذاري منكمُ وكفيتكمْ
أمنتُ حذاري منكمُ وكفيتكمْ
رقم القصيدة : 24749
-----------------------------------
أمنتُ حذاري منكمُ وكفيتكمْ
وأنتم بمنِّ الله وَسْطَ المحاذِرِ
فما لكُمُ عندي وقد عشتُ بُرهة ً
أخافكُمُ بغياً عليَّ بعاذِرِ
فلا تأمنوا إنْ كنتمُ قد أمنتمُ
سِهامَ الأعادي من سهامِ المقادِرِ
و كم ذا انفضتُ الكفّ من نصرَ أسرتي
على خطة ٍ خشناءَ واللهُ ناصري
و كم ذا خشيتُ الأمرَ قبل هجومهِ
و سرْ بلته كرهاً فلم يكُ ضائري
العصر العباسي >> البحتري >> بني جعفر ما للصغير مقدما
بني جعفر ما للصغير مقدما
رقم القصيدة : 2475
-----------------------------------
بني جعفر ما للصغير مقدماً
لديكم على سن الكبير المسود
يخبر عن شيخ ضلال سراحكم
أحاديث من يخبر بهن ينفد
إذا اشتركا في سوءة يركبانها
تبدا عبيد الله من دون أحمد
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> كذا تكشفُ الغمّاءُ بعد ظلامها
كذا تكشفُ الغمّاءُ بعد ظلامها
رقم القصيدة : 24750
-----------------------------------
كذا تكشفُ الغمّاءُ بعد ظلامها
وتبرأ أوطانُ العلا من سقامها
وتغمدُ بيضُ الهندِ من بعد فجعها
جُسومَ الكُماة ِ المُصْلِتين بِهامِها
وتُركَزُ سمرُ الهندِ من بعدِ خَرْقِها
نحورَ العدا طعناً وفضِّ ختامها
وتَضحي رياضُ الحَزْنِ خُضْراً أريضة ً
وقد رُويتْ كما اشتهتْ مِن غَمامِها
ويضحكُ وجهُ الخَطْبِ بعدَ عُبوسِهِ
وتخمدُ نارُ الحربِ بعد اضطرامها
فيا رُكْنَ دينِ الله والعروة ُ الّتي
كُفِينا بصُنْعِ اللهِ شَرَّ انفصامِها
هنيئاً بها من نعمة ٍ فاتتِ المنى
فلم يبقَ للآمالِ غيرُ دوامها
وما قادها من بعد انْ أعيتِ الورى
إليك سِوى ربِّ الورى من خِطامِها
فلم تكُ إلاّ عزمة ً منك فى التّقى
كفَتْك منَ الأيّامِ سُوءَ اعتزامِها
دعوتَ لها مَن لا يخيبُ دعاؤُهُ(29/226)
فأرعاكَ منها مِنْ أجَلِّ مَسامِها
فكانَ ضَميناً بُعدُها بدُنُوِّها
مكان كفيلاً صدعها بالتئامها
وما زلتُ أرجوها ومنتظراً لها
كمنتظرٍ من حاملٍ لتمامِها
وكنتَ إذا ما حادثاتٌ تعرَّضَتْ
رأيتَ جلاها من خلالِ قتامها
فكفكَفْتَ منها قبلَ حينِ طلوعِها
وروَّأتَ فيها قبلَ وَشْكِ انهجامِها
فإنْ كنتَ قد قاسيتَ منها عظيمة ً
فإنَّ العظيمَ مُبتَلى ً بعظامِها
فإن أجرمتْ فيك اللّيالي فقد أَتَتْ
على عجلٍ منها بمحوِ اجترامها
وقد وادعتنا اليومَ فاغفر لها الذى
مضَى من تجنِّيها وفَرْطِ عُرامِها
وداوتْ جروحاً من يَدَيها رغيبة ً
وعَفَّتْ نُدوباً من نُدوبِ عِذامِها
ووقّرتها بعد الجنونِ وقد ثوتْ
خَبوطاً عَثوراً خُفُّها بزمامِها
فها هيَ لاتُقذَى بشيءٍ منَ القَذى
ولا يستطيعُ الدَّهرُ حلَّ نظامِها
حمًى يتّقيهِ المقدمون وخطّة ٌ
أبَتْ لمُغيرٍ ثُلَّة ً مِن سَوامِها
فيا بعدَ مرمى ليلها من صباحها
ويا بُعْدَ مَرْمَى نَبعها من ثُمامِها
وعلّمتَ أملاكَ الورى إنْ تعلّموا
لدى نكبة ٍأنْ يخلصوا من مذامها
وإنْ يشتروا فى ساحة ِ العزِّ رتبة ً
تجاذبها الأيدى بحكمِ استيامها
ومغرورة ٍ بالسِّلْمِ حنَّتْ إلى الوغَى
فلم تمشٍ إلاّ فى طريق اصطلامها
رَمَتْك فلمَّا لم تُصِبْك تَناكصتْ
مخيّبة ً مجروحة ً بسهامها
ولمّا رأتْ منك الصَّريمة َ أَبدَلَتْ
على مضضٍ إقدامها بانهزامها
فروّيتَ ظمآنَ الثّرى من دمائها
وأشبعتَ ذؤبانَ الفضا من عظامها
وما برحتْ حتّى أدرتَ وما درتْ
كؤوسَ رَداها لا كؤوسَ مُدامِها
ولمّا تركتَ السَّيفَ فيهمْ وحُكمَهُ
جعلتَ بُكاها في مكانِ ابتسامِها
عصابة ُ بَغْيٍ بُوعِدَتْ عن حُلومِها
فلم تدرِ جهلاً شَيخَها من غُلامِها
أقامتْ على دارِ العُقوقِ فلم تَرِمْ
وما رَدَّدَتْ إلاّ طويلَ ملامِها
ولمّا رأَتْكَ مُقبلاً حازَ فَهْمُها
وأشكلَ فيها رمحها من حسامها
وطاحَ الذي غُرَّتْ به من وساوسٍ
وصارتْ كحُلمٍ أبصرتْ في منامِها(29/227)
همُ ثوّروها فتنة ً لم تفدهمُ
سوى حزّهمْ أوصالها وانتقامها
وقد نَكَّرها جُهْدَهمْ فعرفْتَها
وقد طلعتْ من قبلِ حَطِّ لِثامِها
وهمْ أقدوها جهلة ً بمآلها
فما احترقوا إلاّ بشبِّ ضِرامِها
وهمْ زَعزعوها وارتَجَوْا لذَّة َ الجَنى
فلم يجتنوها اليومَ غيرَ حِمامِها
نثرتهمُ ضرباً وطعناً بقفرة ٍ
كأنَّهُمُ بالعينِ بعضُ رَغامِها
وزدتَ وقد طَرَّحْتَهمْ حِزَقاً بها
بطرقِ المنايا فى عدادِ إكامها
ولم تكُ إلاّ مثلَ قَبْسَة ِ قابِسٍ
ونُغْبَة ِ كُدْرٍ ما ارتَوَتْ من أُوامِها
وكان تولّيها عقيبَ مجيئها
وكانَ الرَّضاعُ في جِوارِ فطامِها
وأنت على معروقة ٍ عند شدّها
كذئبِ الفَلا أوْ شِدَّة ً كسِلامِها
تخال وقد هزّ المراحُ كليلها
نجومُ الثُرَيّا حِلْيَة ً للجامِها
كأنّك منها فوقها أوْ كراكبٍ
منَ الشُّمِّ أَعلى هَضْبَة ٍ من شَمامها
فكفّاك فى تصريفها كعنانها
ورِجْلاك في إمساكِها كحِزامِها
تدوسُ بك القتلى وقد ملؤوا الثَّرى
بغير توّقيها وغيرِ احتشامها
فخذها كما أعطاك ربّك دولة ً
حباكَ بما تَهوى بدارِ مُقامِها
مجدّدة ً ما للخطوبِ معرّجٌ
عليها ولا إلمامة ٌ من لمامها
ورام العدا أنْ يسلبوك ثيابها
وقد حالتِ الأقدارُ دونَ مَرامِها
وأنْ ينزلوك عن قراها كأنّهمْ
بما فعلوا عالوك فوق سنامها
فلا طَرَقتْها للحوادثِ طَرْقة ٌ
ولا عبثتْ أيدى الردى بانثلامها
ولا زِلْتَ مَحْبُوّاً بها كلَّ ليلة ٍ
مُحَيّاً على طولِ المدى بسَلامِها
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لا تسأل المرءَ ما تجني عشيرتهُ
لا تسأل المرءَ ما تجني عشيرتهُ
رقم القصيدة : 24751
-----------------------------------
لا تسأل المرءَ ما تجني عشيرتهُ
عليه ما بين ضراءٍ وإضرارِ
و ربما كان من قومي وما شعروا
ذنبٌ تضيقُ به ساحاتُ أعذاري
ما زالَ أهلُ الحِجا والحلمِ كلُّهُمُ
مطالبين عن الأعمار بالثارِ
كنْ كيف شئتَ ولم تدنسْ بفاحشة ٍ(29/228)
تُلقي على الذَّمِّ أو تُدني منَ العارِ
من أين لي والمنى ليستْ بتافعة ٍ
خلٌّ أرى فيه أغراضي وأوطاري ؟
يمسهُ الخطبُ قبلي ثمّ يصرفهُ
عني ولو خاض فيه لجة َ النارِ
وواحدٌ عندَه عَزْلي وتَولِيَتي
ومُستوٍ عندَه فقري وإيساري
ما ودَّني لانتفاعٍ بي ولا عَلِقَتْ
بنانهُ بإزاري خوفَ أحذاري
مالي بليتُ وما قصرتُ في طلبٍ
بكلَّ خبٍّ خلوعِ العهد غدارِ
أخفي له السرَّ عن نفسي وليس له
في النّاس دَأْبٌ سِوى إفشاءِ أسراري
إنّ الديارَ التي كنا نسرُّ بها
ما عجتُ فيها وقد أقوتْ بديارِ
مرابعٌ عطلتْ منها وأندية ٌ
لارِجْسَ فيها ولا بأسٌ لسَمَّارِ
من بعدما امتلأتْ من كلّ ممتعضٍ
من النية ِ في الغرائِ صبارِ
كانت مسايلَ أيدٍ بالنَّدى سُمُحٌ
فالآنَ هنَّ مُسيلاتٌ لأمطارِ
يعطي الكثيرَ إذا ما المال ضنّ به
مُعطٍ ويَقري إذا مالم يكنْ قارِ
تَزْوَرُّ عنهنَّ أيدي العِيس واخدة ً
و لا يعوج بهنّ المدلجُ الساري
و قد عرينَ على رغم الأنوف لنا
من كلِّ نفعٍ وإحلاءٍ وإمرارِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> عذيري منَ القومِ الذين أراهُمُ
عذيري منَ القومِ الذين أراهُمُ
رقم القصيدة : 24752
-----------------------------------
عذيري منَ القومِ الذين أراهُمُ
مدى الدّهرِ لا يهوون منّى سوى ظلمى
همُ كلموا جسمى ولم يكُ عندهمْ
بأنّ كلومى ليس يا قومُ من جسمى
ولولا احتقارى همْ عدًى لرميتهمْ
ولكنَّني فيهم أغارُ على سهمي
وقد خبرونى كلَّ يومٍ وليلة ٍ
فما أنكروا منِّي ولاكَرِهوا طعمي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ومُنتقباتٍ بالجمالِ على مِنى ً
ومُنتقباتٍ بالجمالِ على مِنى ً
رقم القصيدة : 24753
-----------------------------------
ومُنتقباتٍ بالجمالِ على مِنى ً
شغلنا بهنّ عن حصى المتجمرِ
ضعفنَ عن الشكوى فلما أردنها
أشرن إلينا بالبنان المحمرِ
فما شئتَ من طيبٍ ذكيٍّ لناشقٍ
وما شئتَ من حسنٍ أنيقٍ لمُبصِرِ
و لله أبصارٌ سبتنا جفونها(29/229)
غداة َ تلاقينا بسعبِ المعمرِ
ولمّا تفرَّقْنا ولم يبقَ بيننا
سوى ذكرة ٍ من عاشقٍ متذكرِ
بكينَ على وَشْكِ الفراقِ بلؤلؤٍ
على عُصْفُرٍ من نَرجِسٍ متحدِّرِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> زارك زوّارُ الحلمْ
زارك زوّارُ الحلمْ
رقم القصيدة : 24754
-----------------------------------
زارك زوّارُ الحلمْ
مسلماً بذى سلمْ
فى ليلة ٍ ظلماؤها
حالكة ٌ من الظّلمْ
كأنّها إثمدة ٌ
أو صلدة ٌ من الفحمْ
جاء وسادى عائداً
فلم أبِنْ منَ السَّقَمْ
والرَّكبُ في ظلِّ نَقى ً
لو زعزعوه لانهدمْ
كأنَّما مَرُّ الصَّبا
رَقَّشَ فيه بقلَمْ
في فِتْيَة ٍ جابوا الدُّجَى
إلى الضُّحَى جَوْبَ الأُدُمْ
عارين من كلِّ قَذى ً
كاسين من صفوِ الشّيمْ
توسَّدوا أذْرُعَهم
من الكلالِ والسّأمْ
وافترشوا من الكرى
على الثَّرى تلكَ اللِّمَمْ
من سبسبٍ خافى الصّوى
لا إِرَمٌ ولا عَلَمْ
من عاذرى وأين لى
من عاذرٍ - فيما يلمْ ؟
يُؤْلمني جزاءُ ما
داويته من الألمْ
وإنْ غفرتُ جرمهُ
أعادَ ما كانَ جَرَمْ
يَبْغي سِقاطي، والّذي
يريدُه أعيا الأُمَمْ
ويَرتجي أنِّيَ في النْـ
ـنّاسِ كما كان زعمْ
متى أُرِدْ شيئاً أبَى
أوْ قلتُ : لا؛ قال : نعمْ
عن الفتى سلْ فعلهُ
ودَعْ أُصولاً وجِذَمْ
ما ينفع المرءَ بلا
نَحيزة ٍ خالٌ وعَمْ
ومن يدى كلِّ امرئ
يصيبُهُ حَمْدٌ وذَمْ
لا خيرَ في مُبتذَلٍ
يصغُرُ في يومِ العِظَمْ
هان فلا قدرٌ له
مثلُ لفيظٍ من عجمْ
يغضبهُ إنْ ليمَ فى
سيّئة ٍ ولم ألمْ
وإنِّني رِمْتُ عنِ الـ
ـفحشاءِ وهوَ لم يرمْ
عدِّ عنِ القومِ لهمْ
مَنٌّ ولم يُسْدُوا نِعَمْ
ضَلُّوا عنِ الخيرِ كما
ضلَّ شرودٌ عن لقمْ
وعن مكانٍ لم يُقِمْ
غيرك فيه لا تقمْ
إنّ لفخر الملك عنـ
ـدي نِعَماً فُقْنَ النِّعَمْ
جئنَ غزاراً حفّلاً
يفضحنَ فى السّحِّ الدّيمْ
ما سرَّني وكُنَّ لي
بأنّ لى حمرَ النّعمْ
أنتَ الذي أوْ لَيْتَني
منَ العُلا ما لم أرُمْ
وكنتُ عنها غافلاً(29/230)
وقاعداً لو لم تقمْ
فالآنَ يمشي قدمي
بحيثُ لم تمشِ قَدَمْ
والآن أثنى معلناً
بكلِّ غرّاءِ البهمْ
يسمعها من بينه
وبينها كلُّ صممْ
مَن ذا يُعاليني وقدْ
ساندنى الصّخرُ الأصمّْ ؟
سَقْياً لفخرِ الملكِ منْ
مغتفرٍ ومنتقمْ
ومن أطاعتْ أمره
عربُ الفيافى والعجمْ
كم ذا على أرْجائِهِ
زَمَّ أُنوفاً وخَزَمْ
وكم على رِفْقٍ بهِ
قوّضَ بيتاً وهدمْ
وهْوَ كما شاءَ لهُ
ذاك النّجارُ والكرمْ
قد قلتُ للقومِ وقد
غرّوا بطولِ ما كظمْ
حذارِ من خافى السّرى
أَسْرَى بجُنْحٍ من ظُلَمْ
كالصّلِّ إذْ همَّ مضى
واللّيثِ إنْ ضَمَّ عَذَمْ
والبحرِ إنْ زادَ طَمى
والغيثَ إنْ جادَ سَجَمْ
وموقفٍ ضنكِ الخطا
ملآنَ من لَحْمٍ ودَمْ
يذمّ من عفّ كما
يحمدُ فيه من ظلمْ
كأنّما القومُ به
من قَلَقٍ على ضَرَم
حَضَرْتَهُ بهمَّة ٍ
أوفتْ على كلّ الهممْ
وأنتَ طلقٌ باسمٌ
فى لاتَ حينَ مبتسمْ
تُشبِعُ فيه بالقَنا
مَن زارَه مِنَ الرَّخَمْ
إنِّيَ عَضْبٌ باتِرٌ
فاستلّنى فى كلِّ همّْ
والسِّرُّ عندي راهنٌ
أكتمُهُ عمَّنْ كَتَمْ
وإنْ ألمَّ حادثٌ
فإنّنى لما ألمّْ
سِيّانِ عندي في هَوى ً
ترومُهُ بَرٌّ وَيَمْ
وأى ُّ خطبٍ معضلٍ
ضرَّم ناراً فاضطرمْ؟
وانقبضتْ عنه الخُطا
واقفة ً لمّا ادلهمّْ
فاجعلْ عيانى دونهُ
لسدِّ ما منه انثلمْ
فإنَّني من بَينهمْ
فرّاجُ هاتيك الغممْ
ولا تَعُجْ في خُطَّة ٍ
عن ناصحٍ بمتّهمْ
واجدعْ أنوفاً رغمتْ
من كلّ ذى أنفٍ رغمْ
ودُمْ على شكرِ الذي
خوَّلك اللهُ يَدُمْ
والمِهْرَجانُ مُخبرٌ
أنَّ لك العُمرَ الأَتَمْ
تَبقى لأمثالٍ له
فى نعمٍ لا تنثلمْ
لا بدّلَ العزُّ الذى
أُولِيتَه ولا انصَرَمْ
وبابك المعمورُ له
عطّلَ من وفدِ الخدمْ
وعشتَ ما شئتَ لنا
لا عَدَمٌ ولا هَرَمْ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إذا لم تكوني دارَ فضلٍ ونفحة ٍ
إذا لم تكوني دارَ فضلٍ ونفحة ٍ
رقم القصيدة : 24755
-----------------------------------(29/231)
إذا لم تكوني دارَ فضلٍ ونفحة ٍ
أنالُ بها العافي فلستِ بدارِ
أبى المجدُ يوماً أنْ أكونَ معرِّجاً
على " سفهٍ " أو أنْ ألمَّ بعارِ
ولا كنتُ يوماً للهوانِ مُصافياً
ولابينَ أبياتِ اللِّئام قراري
برزتُ فما أخفي عليك كأنَّني
على ذِروة الأطوادِ توقُّدُ ناري
و ما ظاهري في الناسِ إلاّ كباطني
و ليليَ في ثوبِ التقى كنهاري
طلبتمْ عَواري ظالمينَ فلم تكنْ
لتظفَرَ كفٌّ منكُمُ بعَواري
فإنْ كنتَ لا تعرفْ وقاريَ جاهلاً
فسلْ شامخاتِ الصُّمِّ كيف وقاري
و لما جرينا للفخارِ عثرتمُ
وأعوزَكُمْ أن تسمعوا بعثاري
و ربّ مقامٍ لم يقمهُ سوى الفتى
كفاني لساني فيه وقعَ غراري
أدِرْ لي نديمي كلَّ يومٍ وليلة ٍ
كؤوسَ نجيعٍ لاكؤوس عُقارِ
وإنْ شئتَ إطرابي هناك فغنِّني
و قدرُ الوغي تغلى بمدركِ ثاري
و قلء للعدا كفوا فضولَ طماحكمْ
فما أنتمُ باللاحقين غباري
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ضرَّمَ قلبي فاضَطَرمْ
ضرَّمَ قلبي فاضَطَرمْ
رقم القصيدة : 24756
-----------------------------------
ضرَّمَ قلبي فاضَطَرمْ
فى أفقهِ ذاك الضّرمْ
كأنّه نجمٌ هوى
أو عَلَمٌ على عَلَمْ
يخفق فى جنحِ الدّجى
مضوّئاً تلك الظّلمْ
يقول من يبصرهُ :
مَنْ ضرَّجَ الأُفْقَ بِدَمْ؟
كأنَّما خالَطَهُ
مسُّ جنونٍ أوْ لممْ
شككتُ لمّا لمْ تقفْ
حالٌ له على قدمْ
وخلتُ من رَيْبي بهِ
أنّى أراهُ فى الحلمْ
كأنّه ذو بُخُلٍ
يقول لا بعد نعمْ
أو جَسَدٌ مُرَدَّدٌ
بينَ العوافي والسَّقَمْ
فاللّيلُ مُبْيَضٌّ بهِ
وقبله كان الأحمّْ
كانَ بهيماً فانْثَنَى
منه أغرَّ ذا رَثَمْ
عجبتُ واللّيلُ على
قطوبه كيف ابتسمْ ؟
زار ولم يجرِ له
ذكرٌ ولم يدعُ بفمْ
ما نامَ عنِّي وَمْضُهُ
طولَ الدّجى ولم أنمْ
أذكرنى إيماضهُ
عيشاً تقضّى وانصرمْ
وفتية ً مفهقة ً
صدورُهمْ منَ الهِمَمْ
من نعمٍ مخلوقة ٌ
أيديهمُ ومِن نِقَمْ
ما فيهمُ إلاّ فتى ً
مُمتلىء ٌ منَ الكرَمْ
كم قد سَرى في كَرَمٍ(29/232)
فما اشتكى من السّأمْ
وكم علا في سُؤْدُدٍ
ظهرَ ثبيرٍ وإضمْ
إذا ادّعى ما شاء من
فضيلة ٍ فما ظلمْ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قرنتني يا محلَّ الذمَّ معتمداً
قرنتني يا محلَّ الذمَّ معتمداً
رقم القصيدة : 24757
-----------------------------------
قرنتني يا محلَّ الذمَّ معتمداً
بصاحبٍ ما ارتضاهُ لي أخو نظرِ
وكنتَ لاشكَّ فيما أنتَ جامعُهُ
كجامعٍ بينَ ضوءِ الفجرِ والقمرِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أقول لصحبى وقد هوّموا
أقول لصحبى وقد هوّموا
رقم القصيدة : 24758
-----------------------------------
أقول لصحبى وقد هوّموا
أصبحٌ بدا لكمُ أمْ ضرمْ ؟
أضاء الظّلامَ ولم يدنهِ
صباحٌ وأنَّى تُضيءُ الظُّلَمْ؟
بريقٌ يُعرِّفُني بالعقيقِ
ولو لم يَلُحْ لَمْعُهُ لم أنَمْ
كأنَّ تخاطيطه في السّوادِ
دِ تخاطيطُ وارسة ٍ أوْ عنمْ
كأنّ الرّياحَ شننّ النّضا
رَ وإمّا نضحنَ سماءً بدمْ
أوِ الصُّبحُ يقلُصُ ظلَّ الظّلامِ
مِ أو النّارُ سارية ٌ فى فحمْ
وإمّا جوادٌ بهيمٌ بدتْ
لمُبصِرِهِ غُرَّة ٌ أو رَثَمْ
فيا حبَّذا وَمْضُهُ لو أراكَ
كَ - وأنتَ بيبرين - أهلَ العلمْ
أناساً يدارون سقمَ السّقيمِ ومن أجلهمْ دبَّ ذاك السّقمْ
ومن أجلهِمْ دَبَّ ذاك السَّقَمْ
وكم ضيمَ وسطَ مغانيهمُ
فتى ً قبلَ حبِّهِمُ لم يُضَمْ
ولا خيرَ فى بارقٍ لم يكنْ
رسولَ الحَيا وبشيرَ الدِّيَمْ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أما الحبيب فقد فزنا بزورتهِ
أما الحبيب فقد فزنا بزورتهِ
رقم القصيدة : 24759
-----------------------------------
أما الحبيب فقد فزنا بزورتهِ
في ليلة ٍ لاقَذَى فيها سِوى القِصَرِ
فبتُّ أدني إلى قلبي ومن بصري
مَن حلَّ عندي محلَّ القلب والبصرِ
لم يطعمِ الغمضَ قلبٌ فيه مقتسمٌ
و إنه لقريرُ العين بالسهرِ
كم بين إذْ أنا في تعذيبهِ سهري
وبينَ إذْ أنا في تقبيلهِ سَمري
لاأشكرُ الدَّهرَ أولى في الزَّمان يداً(29/233)
" ثم " استردّ الذي أولاه في السحرِ
العصر العباسي >> البحتري >> نعتد انحسنا بعزك أسعدا
نعتد انحسنا بعزك أسعدا
رقم القصيدة : 2476
-----------------------------------
نعتد انحسنا بعزك أسعدا
ونسر فيك بما يساء له العدى
فأسلم ابا نوح فإنك إنما
تهوى السلامة كي تجود وتحمدا
وهنتك عافية الأمير فإنه
قد راح مجتمع العزيمة واغتدى
في نعمة هي المكارم والعلا
وسلامة هي للسماحة والندى
لما تشابهت الرجال حكيته
مجداً أطل على النجوم وسؤددا
ومرضتما وفقاً، فكان دعاؤنا
إن تشفيا وتكون أنفسنا الفدا
لك عادة ألا تزال شريكه
مما عناه مرافقاً أو مسعدا
تتجاريان على الصفا محبة
فكأنما تتجاريان إلى مدى
لو يستطيع وقاك عادية الضنى
و تستطيع وقيته صرف الردى
والنفس واحدة وإن أصبحتما
شخصين غارا بالسماح وأنجدا
روح تدبر منكما حركاتها
بدنين ذا عبدا، وهذا سيدا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا صاحِ ليس لسرٍّ منك كتمانُ
يا صاحِ ليس لسرٍّ منك كتمانُ
رقم القصيدة : 24760
-----------------------------------
يا صاحِ ليس لسرٍّ منك كتمانُ
فى "الودِّ والودُّ" لا يدرى له شان
وللغرام ـ وإنْ بِتْنا نكتِّمُهُ
عن أعينِ النّاس ـ آياتٌ وعُنوانُ
وقد تبيَّنَ ما بي الرّكْبُ حينَ بَدَتْ
لنا مَن الشِّعْبِ أقمارٌ وأغصانُ
حلوّا القلوبَ وما كانتْ لهم وطناً
إنَّ القلوبَ لِما تهواهُ أوطانُ
إنَّ الذين على وَدّانَ دارُهُمُ
فيهمْ ضنينٌ بما نهواه خوّانُ
إذا سألناه منّانا وما طلنا
وراح وهوَ بأنْ منّاك منّانُ
وإنْ شكوتُ إليه الحبّ أعطفهُ
إلى المحبّة ِ ولّى وهو غضبانُ
بَدْرٌ حُرِمنَا المُنَى منه ويُرْزَقُها
وإنما الحبُّ أرزاقٌ وحِرْمانُ
كأنهمْ بعد ما بانوا وحبّهمُ
مخيِّمٌ في سوادِ القلبِ ما بانوا
هلْ أنتَ يا قلبُ صاحٍ عن لقائهمُ
أمْ فيك يا قلبُ إنْ سُلِّيتَ سُلْوانُ؟
فالحبُّ عندهمُ بغضٌ ومقلية ٌ
والصّدقُ بينهمُ زورٌ وبهتانُ(29/234)
يقادُ نَحْوَكمُ قلبي ويجْذُبني
إليكمُ معَ بعدِ الدّارِ أشطانُ
وما البليَّة ُ إلا أنَّني كَلِفٌ
بفارغٍ وفؤادي منهُ مَلآنُ
نبكى ومن قبلُ ما كنّا يروّعنا
داعى الفراقِ ولا تجرى لنا شانُ
كأنَّ أعْيُنَنا تجري لبَيْنِهمُ
دَوْحٌ يُزِعْزِعُهُ في الطَّلِّ شَفّانُ
يا قاتلَ اللهُ من بالرّملِ ودّعنا
فهنّ للقلبِ أشجاءٌ وأشجانُ
لمّا بسمنَ لنا أبدين عن شنبٍ
مُمَنَّعٍ ليس يُروى منه ظمآنُ
كالبَدْرِ إذْ شَفَّ عن أنوارِه سَدَفٌ
والدرّ أبرزهُ للعين أكنانُ
ماذا على زائري ليلاً على سِنَة ٍ
لو زار صبحاً وطرفُ العينِ يقظانُ !
زيارة ُ الطَّيفِ ضَرْبٌ من قطيعتِهِ
ووصلُ مَن لا تراهُ العينُ هِجْرانُ
وليس ينفعنى والبعدُ أعلمهُ
قربٌ أتانى به ظنٌّ وحسبانُ
يا راكبَ العِرْمسِ الوجناءَ في غَلَسٍ
تَنْجابُ عن مَرِّهَا مَرْوٌ وصَوّانُ
قلْ للذي حلَّ أرْجاناً فشرَّفَها
إِنَّ المُنى والغِنَى في الأرضِ أرْجانُ
حيثُ الثرى خضلُ الأكناف ترفع فى
يفاعهِ لقرى الأضياف نيرانُ
نارٌ يهانُ ذكى ُّ المندلى بها
ويوقدُ العنبُ الهندى ُّ والبانُ
للهِ درّك من قاضٍ لنا عدة ً
ألوى بها من لئيمِ القومِ ليانُ
معجّلِ الخيلِ والهيجاءُ ضاحية ٌ
عن أنْ تُناطَ بها لُجْمٌ وأرسانُ
من كلِّ هوجاءَ كالسِّرْحان عادية ٍ
كأنَّما مسَّها في الرَّوْعِ شيطانُ
واليومَ ترجفُ بالأبطالِ ساحتهُ
كأنَّه ثَمِلُ الأوصال نشْوانُ
أنتَ الذي إنْ رآهُ الخلقُ من أَمَمٍ
فللثّرى أنفٌ منهمْ وأذقانُ
لغيرك الجهرُ منهمْ دونَ سِرِّهمُ
ويستوي فيك إسرارٌ وإعلانُ
ما أذعنوا لك حتّى كنتَ فذّهمُ
وللفضائلِ إنكارٌ وإِذْعانُ
قد جرَّبوك خلالَ الأمرِ يَحْفِزُهُمْ
فما هفوتَ وأرسى منك ثهلانُ
وعاينوا منك إِقداماً على خَطَرٍ
إنّ الملوك على الأهوال شجعانُ
كم نلتُ منك الرّضا عفواً بلا تعبٍ
وكم أتانى َ من جدواك إحسانُ
كرَّمْتني فملكتَ الرِّقَ من عُنُقي
إنّ الكراماتِ للأحرار أثمانُ(29/235)
بنى بويهٍ أدام اللهُ ملككمُ
ولا يزلْ فيكمُ عزٌّ وسلطانُ
ولا خلا وَطَنٌ منكمْ ولاعَطَنٌ
فإنّ أعطانكمْ للجودِ أعطانُ
لم يَأْلَفِ الملكُ إلاّ في بيوتِكمُ
حَلَلْتُمُ دارَه والنّاسُ جِيرانُ
فللتّرائبِ منكمْ كلّما "نضرتْ"
وللمفارقِ أطواقٌ وتيجانُ
إنْ جلَّ خَطْبٌ فأنتمْ منه لي وَزَرٌ
أوْ آدَ صَعْبٌ فأنتمْ فيه أعوانُ
وإنْ لقيتُ العِدا يومَ الكفاحِ فلي
من دونِهمْ أذْرُعٌ منكمْ وأيْمانُ
ومعشرٍ جحدوا نعماكَ عندهمُ
وغرَّهمْ منك للزّلاَّت غُفرانُ
أغضيتَ عنهمْ فما ارتابوا وما فطِنوا
إنَّ التغاضِيَ إِمْلاءٌ وإِهوانُ
حتّى رأوك مغذّاً فى ململمة ٍ
كاللّيلِ في طيِّها خيلٌ وفُرسانُ
فأجفلوا كشرارِ الزّندِ تخطفهمْ
خطفَ الأجادلِ أسيافٌ وخرصانُ
فراكبٌ رأسَ جذعٍ ليس يبرحهُ
وهاربٌ دونه أُكْمٌ وقيعانُ
أضحوا وقد لزّهمْ منك العنيفُ بهمْ
كخروعٍ لزّهُ نبعٌ وشريانُ
وقد درَى كلُّ ذي لُبٍّ بأنَّهمُ
عزّوا وعمّا قليلٍ بالرّدى هانوا
وطاحَ ما لَفَّقُوهُ من أباطِلِهمْ
إِزاءَ حقِّك إنَّ الحقَّ عُرْيانُ
والمِهْرَجانُ زمان بالسّعودِ وبالنْـ
نُجْحِ القريب إليك الدَّهرَ عَجلانُ
مضى الهجيرُ به عنّا لطيّتهِ
فالطّلُّ مستبردٌ والجوُّ ريّانُ
فانعمْ به وخذِ اللذّاتِ من يده
فإنّما هو للّذّاتِ إِبّانُ
ودمْ لنا لنعيمٍ مالغايته
وقتٌ ولا لمزيدٍ منه نقصانُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لا تطلبِ الرِّزقَ في الدُّنيا بمنقصَة ٍ
لا تطلبِ الرِّزقَ في الدُّنيا بمنقصَة ٍ
رقم القصيدة : 24761
-----------------------------------
لا تطلبِ الرِّزقَ في الدُّنيا بمنقصَة ٍ
فالرّزقُ بالذّلِّ خيرٌ منه حرمانُ
المالُ يمضى وتبقى بعده أبدا
على الفتَى منه أوساخٌ وأدْرانُ
ما للفتى فى الغنى من ذلّة ٍ عوضٌ
وليس في المالِ للأعراضِ أثمانُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> و زائرٍ زارني وهناً يغالطني
و زائرٍ زارني وهناً يغالطني
رقم القصيدة : 24762(29/236)
-----------------------------------
و زائرٍ زارني وهناً يغالطني
ولو لبستُ ثبابَ الصُّبحِ لم يزُرِ
تمت له وستورُ الليلِ مُسْبَلَة ٌ
بيني وبين يقيني والكرى سكري
ولو أرادَ خداعي غيرُ ذي وَسَنٍ
لكان من نيل ما يبغي على غررِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إساءاتٌ وإحسانٌ
إساءاتٌ وإحسانٌ
رقم القصيدة : 24763
-----------------------------------
إساءاتٌ وإحسانٌ
وإِعطاءٌ وحِرمانُ
ونقضٌ ثمّ أبرامٌ
وسِرٌّ ثمّ إعلانُ
فكمْ ذا أيها الدّهـ
ـرُ زياداتٌ ونقصانُ ؟
ولمْ أنتَ لمن عاهد
تَ أو عاقدتَ خوّانُ ؟
فلا وصلك موصولٌ
ولا هجرُك هِجرانُ
فمن تكسوه عريانٌ
وما يبقَى منَ الناسِ
ومن يرجوك محرومٌ
ومن يرجوك محرومٌ
رؤوسٌ وجميعُ النّا
ومَنْ تُدْنيهِ أوْ تَهْديـ
ـهِ مقصًى ثمّ حيرانُ
مضى شيبٌ إلى المو
ت كما شاءَ وشبّانُ
ولمّا يغنِ أنصارٌ
منَ الموتِ وأعوانُ
ولاجاهٌ ولامالٌ
ولا عزٌّ وسلطانُ
أَلا أينَ بهاليلٌ
عهدناهمْ وغُرّانُ؟
عُراة ٌ من لباسِ العا
رِ ما خانوا ولامانوا
إِذا شاؤوا وإحسانُ
وأوطانهمُ للجو
دِ والإنعامِ أوطانُ
ولم يقَ لنا عدنا
نُ في باقٍ وقحطانُ
وطاحتْ عنهمُ بالمو
تِ أطواقٌ وتيجانُ
وأحراسٌ وآناسٌ
ووِلدانٌ وندمانُ
وأفراسٌ لَهنَّ السُّمْـ
ـرُ فى الهيجاءِ أرسانُ
وأسيافٌ لهنّ الها
مُ أغمادٌ وأجفانُ
فقلْ: ياصاحبَ الإيوا
نِ: لم يُنجِك إيوانُ
ومَن باتَ على غُمدا
نَ : ماذا ردّ غمدانُ ؟
وزالتْ نعمٌ غودر
نَ يحويهنَّ نَعْمانُ
ألا إنَّ ذَوي الأموا
لِ للورّاثِ خزّانُ
تعامَيْنا وكلُّ النّا
سِ في ذي الدّار عُمْيانُ
ونودينا ولكنْ أيـ
ـنَ أسماعٌ وآذانُ؟
وما ننجو وباغينا
سريعُ الخَطْوِ غَرْثانُ
ولاخُلْدَ وَطرْفُ المو
تِ للأحياءِ يَقْظانُ
وفى دارِ الألى كانوا
وبادوا نحن سكّانُ
نعى ٌّ أنا من جرّا
هُ بالأحزانِ ملآنُ
كأنّي خَبَلاً منه
ـ ومابي السُّكْرُ ـ سكرانُ
ذوَى غصنٌ من الأصحا
بِ والأصحابُ أغصانُ(29/237)
ولم يُغنِ الذي يُغنيـ
ـهِ أهلونَ وإخوانُ
وإنْ تمضى ففى قلبى
عليك الدّهرَ نيرانُ
وإنْ بنتَ فما أنتَ
كقومٍ بالرّدى بانوا
وإن سُلِّيتُ ماعندي
لمسلٍ عنك سلوانُ
ولا للغمضِ أجفانُ
سقى قبرك هطّالٌ
منَ الأنواءِ هتّانُ
له فى الصّبحِ والإمسا
ءِ إرزامٌ وإرنانُ
ولازالَ به رَوْحٌ
تلقّاه وريحانُ
وغفرانٌ عنِ الإِجرا
وقد واليتَ من فى عر
صَة ِ البعثِ لهمْ شانُ
وإنعامٌ على المولى
فكن يوم نشور الخلـ
ـقِ فيهمْ حيثما كانوا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إنْ كنتَ ترغبُ " في الثوا
إنْ كنتَ ترغبُ " في الثوا
رقم القصيدة : 24764
-----------------------------------
إنْ كنتَ ترغبُ " في الثوا
ءِ " بهذه الدنيا عزيزا
فاحذَرْ مُنَى الأطماعِ أنْ
تُعنَى بها أو أنْ تحوزا
لها القعاقع
َ والأَزيزا
كم آمنٍ أَضحى المُطا
حَ بها وقد أمسى الحريزا
كانتْ له نعمٌ فررْ
نَ فعادَ قاطنُها نَشوزا
كم ذا نحوزُ وقد رأَيْـ
ـنا حائزاً تركَ المحوزا
وغدا قديراً ثمَّ أمسى
بعدَ قدرتهِ عَجيزا
أينَ الذين على التِّلا
عِ تبوَّءوا الوطنَ الحجيزا
سحبوا وراءهمُ الجيو
شَ وطالما سَحبوا الخُزُوزا
إنْ زُرْتَهم زرتَ الأهِلْـ
ـلة َ في مطالعها بُروزا
نَطقوا بما أعيا الرّجا
ل وعاد ناطقهمْ ضموزا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> صبراً ففى الصّبر الجميل يهون فينا ما يهونُ
صبراً ففى الصّبر الجميل يهون فينا ما يهونُ
رقم القصيدة : 24765
-----------------------------------
صبراً ففى الصّبر الجميل يهون فينا ما يهونُ
صَّبر الجميـ
لا تجزعنّ لكائنٍ
ماضٍ وخذْ مالا يكونُ
ودعِ الحنينَ فإنّه
ما ردّ مفتقداً حنينُ
واتركْ لنا قَرْعَ الجَبيـ
ـنِ فما جنى شيئاً جبينُ
وإذا التفتّ إلى الذى
خلّتْ لنا منك المنونُ
وإلى أبيك فإنّهُ
جبلٌ لنا أبداً حصينُ
فالغرمُ غنمٌ واصلٌ
وخشونة ُ الأيّامِ لينُ
مضتِ الشّمالُ وبُقِّيَتْ
رفقاً بنا منك اليمينُ
وذوى لنا غصنٌ وبا(29/238)
قٍ منك للدُّنيا غُصونُ
فَلئِنْ ظَمئنا بالفقيـ
ـدِ فعندنا العذبُ المعينُ
ولئنْ مضى ليثٌ لنا
فاللّيثُ باقٍ والعرينُ
قرّتْ عيونٌ إنْ بقيـ
ـتَ لنا وإنْ ذرفتْ عيونُ
أنتمْ لنا دارٌ المقا
مِ وأنتُمُ الحبلُ المتينُ
ولنا كما شئنا بعقو
ة ِ داركمْ دنيا ودينُ
أنتمْ هداة ٌ في الظّلا
مِ وأنتمُ الحقُّ المبينُ
أنتمْ سيوفٌ فى الحوا
دثِ لا تلمُّ بها القيونُ
وإذا انتُدِيتمْ فالنَّدِيْ
لكم هو البلدُ الأمينُ
والمَوْقفانِ وزَمْزَمٌ
والحِجْرُ والحَجَرُ المَصونُ
من ذا ترى عفتِ النّوا
ئبُ عنه والزّمنُ الخَؤونُ؟
داءُ المنيّة ِ معضلٌ
ماتتْ بحسرتهِ القرونُ
لم ينجُ منه لا جوا
دٌ فى الرّجالِ ولا ضنينُ
ومحبّة ُ الدّنيا وهذى
منْ جنايتها جنونُ
يا أيّها الذّخرُ النّفيـ
ـسُ سلمتَ والكنزُ الثمينُ
وابنَ الذي شابَتْ ولم
تَرَ مثلَ دولتِهِ القرونُ
ساسَ الأقاصي والأدا
نى واحداً لا يستعينُ
بدّلْ بحزنك غيره
فلبّما ندم الحزينُ
واتركْ مراعاة َ اليقيـ
ـن فربّما ضرّ اليقينُ
فالعيشُ ليس تطيبهُ
إِلاّ أمانٍ أو ظُنونُ
صلَّى الإِلهُ على الذي
قرحتْ لمصرعهِ الجفونُ
حلَّ التّرابَ وما له
إلاّكَ شبهٌ أوْ قرينُ
وسقى جوانبَ قبرهِ
وَطْفاءُ هَيْدَبُها هَتونُ
تهمى عليه فإنْ رقتْ
خَلَفَتْ بعبرتها الشُّؤونُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أهاجَكَ ذكرٌ منهمُ ووساوسُ
أهاجَكَ ذكرٌ منهمُ ووساوسُ
رقم القصيدة : 24766
-----------------------------------
أهاجَكَ ذكرٌ منهمُ ووساوسُ
و قد نزحتْ بيدٌ بهمْ وبسابسُ
وما رَحلوا إلاّ وحشْوُ حُدوجِهمْ
شموسٌ لروادِ الهوى ومقابسُ
كأنَّ قطينَ الحيِّ لمّا تحمَّلوا
جميعاً ضُحى ً جُنحٌ منَ اللّيلِ دامسُ
أوِ الصَّخرُ من أعلامِ ثَهْلانَ زائلاً
أو الدوحُ دوحُ الغابة المتكاوسُ
فجادَ ديارَ العامريَّة ِ وابلٌ
وعادَ ديارَ العامريَّة ِ راجِسُ
و لا درستْ تلك الرسومَ ملموٌ
ولارَمَسَتْ تلكَ الطُّلولَ الرَّوامسُ(29/239)
فقد طالما قضيتُ مأربة َ الصبا
بهنَّ وندماني الظباءُ الأوانسُ
و بيضٍ لبسنَ الحسنَ عن كلَّ ملبسٍ
فزانَ لنا مالا تزينُ الملابسُ
يعرن الصبا منْ لم يكن همهُ الصبا
فيطمع فيه كلُّ من هو آيسُ
و ساقطن عذباً من حديثٍ كأنهُ
نسيمُ رياضٍ آخرَ الليل ناعسُ
و لما التقينا والرقيبُ على الهوى
يخالسنا من لحظهِ ونخالسُ
أَرَيْنَ وجوهاً للجمال كأنَّها
نصولٌ حبتها للقيونِ والمداوسُ
فهنَّ كمالاً مالهنَّ صواحبٌ
وهنَّ عَفافاً مالهنَّ حوارسُ
حلفتُ بمن طافَ الحجيجُ ببيتِهِ
و من هو للركنِ اليمانيَّ لامسُ
و ايدي المطايا يبتدرن مغمساً
وهنَّ خَميصاتُ البطون خوامِسُ
طَواها السُّرى طيَّ الحريرِ على البِلَى
فهنَّ قِسِيٌّ مالهنَّ مَعاجِسُ
و منْ أمَّ جمعاً والمطيُّ لواغبٌ
تماطلُ مضماضَ الكرى وتماكسُ
و ما هرقوا عند الجمارِ على منى ً
من الدمِ منه مستبلٌّ وجامسُ
لقد ولدتْ منِّي النساءُ مُشيَّعاً
له الرَّوْعُ مَغْنى ً والحروبُ مجالسُ
و قد جربوا أني إذا احتدم الوغى
لأِثَوابِها دونَ الكتيبة ِ لابسُ
بضربٍ كما اختارتْ شفارُ " مناصلٍ "
و طعنٍ كما شاء الكميُّ المداعسُ
تطامنَ عني كلُّ ذي خنزوانة ٍ
و غمض دوني الأبلجُ المتشاوسُ
فلم يرَ لي لما سمقتُ مطاولٌ
ولم يبقَ لي لمّا سبقتُ منافِسُ
و ذللتها هوجاءَ " سامية " القرا
وما كلُّ روّاضٍ تطيعُ الشّوامِسُ
فقلْ للذي يبغي الفَخارَ ودونَهُ
مفاوز لا تسطيعهنّ العرامسُ
قعدتَ عن الحسنى وغيرك قائمٌ
وقمتَ إلى السَّوأى وغيرُك جالسُ
و رمتَ الذي لم تسعَ يوماً بطرقهِ
ونَيْلَ الجَنَى عفواً وما أنتَ غارسُ
وأنَّى ببرحِ الأمر في القومِ ناهضٌ
و أنتَ عن الأمر المبرحِ " خانسُ "
و لي النظرُ السامي إلى كلّ ذروة ٍ
فكيفَ تُساميني العيونُ النَّواكِسُ
ترومون أنْ تعلوا وأنتمْ أسافلٌ
و أن تشرقوا فينا وأنتم حنادس
نَهسْتُمْ لَعَمْري مَرْوَتي جَهلة ً بها
فيا للنهى ماذا استفاد النواهسُ ؟(29/240)
و كيف عجميمْ هاتماً كلَّ عاجمٍ
ومارستُمُ مَن كَلَّ عنه الممارسُ
فما لعجاجي منكمُ اليومَ تابعٌ
و لا لعبابي منكمُ اليومَ قامسُ
فإنْ أنتُمُ أَقْذَيْتُمُ صفوَ عيشِنا
فقد رغمتْ آنافكمْ والمغاطسُ
وإنْ جرَّ دهرٌ نحوكُمْ بعضَ سعدِهِ
فما أنتمُ في الدهرِ إلاّ المناحسُ
و من ذا الذي لولاي آوى سروحكمْ
وأنتمُ لآسادِ الخطوب فرائسُ
وما البِيضُ بيضُ الهند لولا أكفُّها
و ما الخيلُ يومَ الروع إلاّ الفوارسُ
و إنْ أنتَ لم تحرسكَ نفسك نجدة ً
فليسَ بحامٍ عن جنابِك حارسُ
و مالك من كلّ الذين تراهمُ
و إنْ غضبوا إلاّ الطلولُ الدولرسُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يظنّ رجالٌ بى ظنوناً شنيئة ً
يظنّ رجالٌ بى ظنوناً شنيئة ً
رقم القصيدة : 24767
-----------------------------------
يظنّ رجالٌ بى ظنوناً شنيئة ً
وكم أخفقتْ ممّن يظنّ ظنونُ
ويلقوننى بالبشرِ منهمْ ودونه
حقودٌ وغلٌّ فى الصّدور دفينُ
فإِنْ غرتُ في تفتيشِ مَن أستعينُهُ
فما هو إلاّ من على َّ يعينُ
وإنَّ امرأً يُمسي ويُصبحُ آمناً
من النّاسِ معْ تجربتهمْ لغبينُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> المرءُ يجمعُ، والدُّنيا مفرِّقة ٌ
المرءُ يجمعُ، والدُّنيا مفرِّقة ٌ
رقم القصيدة : 24768
-----------------------------------
المرءُ يجمعُ، والدُّنيا مفرِّقة ٌ
و العمرُ يذهب والأيامُ تختلسُ
ونحن نَخبِطُ في ظلماءَ ليس بها
بدرٌ يضيءُ ولا نجمٌ ولا قبسُ
فكم نرتِّقُ خَرْقاً ليس مُرْتَتِقاً
فيها ونحرسُ شيئاً ليسَ يَنْحرسُ
وكم نَذِلُّ وفينا كلُّ ذي أَنَفٍ
ونَستكينُ وفينا العِزُّ والشَّوَسُ
وكيفَ يرضَى لبيبٌ أنْ يكونَ له
ثوبٌ نقيٌّ وعرضٌ دونه دنسُ ؟
أم كيف يطبقُ يوماً جفنُ ذي دنسٍ
و خلفه فاغرٌ للموت مفترسُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> رماكَ فأَصْماك امرؤٌ لم تكنْ له
رماكَ فأَصْماك امرؤٌ لم تكنْ له
رقم القصيدة : 24769
-----------------------------------(29/241)
رماكَ فأَصْماك امرؤٌ لم تكنْ له
رميّاً ولم يخطرْ ببالك شأنهُ
ولو أنّنى حاذرتهُ لكفيتهُ
وكم آمنٍ جانٍ عليه أمانُهُ
فإنْ ساءني منهُ الغَداة َ مَغيبُهُ
لقد سرَّني منه طويلاً غِيابُهُ
وإنْ كنتُ مكلوماً بعقدِ ضميره
فإنَّ شِفاءً مايقولُ لسانُهُ
ولَلْموتُ خيرٌ للفتَى من مذلَّة ٍ
تنمُّ عليه أوْ هَوانٌ يُهانُهُ
وإنْ كنتُ يوماً تائباً عن مودّة الـ
ـرّجالِ فهذا وقتهُ وأوانهُ
العصر العباسي >> البحتري >> وإذا رأيت شمائل ابني صاعد
وإذا رأيت شمائل ابني صاعد
رقم القصيدة : 2477
-----------------------------------
وإذا رأيت شمائل ابني صاعد
أدت إليك شمائل ابني مخلد
كالفرقدين إذا تأمل ناظر
لم يعن موضع فرقد عن فرقد
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> وحَلَلْتِ من قلبي وأنتِ بخيلة ٌ
وحَلَلْتِ من قلبي وأنتِ بخيلة ٌ
رقم القصيدة : 24771
-----------------------------------
وحَلَلْتِ من قلبي وأنتِ بخيلة ٌ
مالا يحلُّ به الجوادُ المحسنُ
وسكنتِ ممَّنْ كلُّ جارحة ٍ له
شوقاً إليكِ وصَبْوَة ً لا تسكنُ
وأسرتنى وأنا الطّليقُ وطالما
أسَرَ الهوى وقَتَلْتِ مَنْ لا يُفتَنُ
وأردتِ كتمانَ الهوى فكتَمْتُهُ
والدَّمع يُبدي ما أُسرُّ وأُعلِنُ
وحَبَسْتِ في الشَّكوى لساناً واحداً
لو لم تكنْ لي بالشِّكاية ِ ألْسُنُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أجبرتنا لا جمع اللهُ شملنا
أجبرتنا لا جمع اللهُ شملنا
رقم القصيدة : 24772
-----------------------------------
أجبرتنا لا جمع اللهُ شملنا
فما أنتمُ إلاّ الذئابُ الأطالسُ
وما أنتُمُ إلاّ سَرابٌ بِقِيعَة ٍ
تُغَرُّ برؤياهُ الظِّماءُ الخوامسُ
وما أنتُمُ فيما رجاكُمْ ومادَرَى
لمنفعة ٍ إلاّ الطلولُ الدوارسُ
بذلتُ لكمْ مني الودادَ تكرماً
ومافيكُمُ إلاّ الذي هو شامسُ
ولان لكمْ صعبي وأغصانُ دوحتي
وأغصانُكمْ لي كلَّ يومٍ يوابِسُ
متى امتلأتْ أبصاركمْ من فضيلتي(29/242)
ففيهنَّ عُوّارٌ بها ونَواخسُ
و إنْ تنبئوا عني بأدنى مسرة ٍ
فليس لكمء إلاّ الوجوه العوابسُ
وهل حَسَدُ الأقوامِ طاروا إلى العُلا
وأنتمْ بِطاءُ الخَطْو إلاّ وساوسُ
فلا وردتْ ماءً زلالاً مشافرٌ
و لا حبيتْ منكمْ بخيرٍ معاطسُ
ولاكنتُمُ إلاّ كما تكرهونَهُ
و لا اعتادكمْ نوءٌ من الرزق راجس
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لعمرك إنّنى فارقتُ نجداً
لعمرك إنّنى فارقتُ نجداً
رقم القصيدة : 24773
-----------------------------------
لعمرك إنّنى فارقتُ نجداً
وقلبي مُودَعٌ فيها رهينُ
ومالى بعد فرقة ِ أهلِ نجدٍ
قرًى إلاّ نحيبٌ أوْ أنينُ
وعينٌ جفَ منها الدّمعُ حتّى
أُحاذِرُ أنْ تجودَ بها الشُّؤونُ
جفاها غمضها فكأنّ عيناً
لنا بعدَ الفِراقِ ولا جُفونُ
فيا ليتَ الصَّبابة َ يومَ ولَّوْا
ضُحى ً خفَّتْ كما خفَّ القطينُ
ولَيْتَهمُ وحسبي ذاك منهمْ
دروا أنّى لفرقتهمْ حزينُ
أُحبُّكمُ، وبيتِ اللهِ، حتى
يقالَ بهِ - وما صدقوا - جنونُ
وكم أنكرتُ حبّكُمُ فنادَى
به دمعٌ يبوحُ به هَتونُ
وأعظمُ ما يلاقيهِ قرينٌ
وأشجَى أنْ يفارقَهُ قرينُ
وكم لكمُ بقلبى من غرامٍ
يؤرِّقُني إذا هَدتِ العيونُ
أُلَجْلِجُ كلَّما سُوئِلْتُ عنه
كما وَرَّى عن البذلِ الضَّنينُ
فلا أنا مُعرِضٌ عنه صَموتٌ
ولا أنا مُعرِبٌ عنه مُبينُ
أرُونا موضعَ الإنصافِ منكمْ
فقد جلَّتْ عن المَطْلِ الدُّيونُ
ولا تبدوا صريحَ المنعِ منكمْ
فيغنينا عن الخبرِ اليقينُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألم تسألِ الطللَ الدارسا
ألم تسألِ الطللَ الدارسا
رقم القصيدة : 24774
-----------------------------------
ألم تسألِ الطللَ الدارسا
وكنتَ به واقفاً حابسا
وقد كان عهدي بهِ ضاحكاً
فكيفَ استحالَ بِلى ً عابسا
و ما لكَ مستوحشاً وسطهُ
وما كنتَ إلاّ به آنسا
ألا أينَ من كنتُ أرنو إليهِ
طويلاً وكنتَ له حارسا
وياليتني حينَ قابلتُهُ
دُرِسْتُ ولم أرَهُ دارسا(29/243)
فكَمْ قد رأيتُ غزالاً به
لثوب الصبا والهوى لابسا
يَميسُ دلالاً وكم في الغصو
نِ ما لستُ أرضى به مائسا
سُقيتَ الرَّواءَ فقد طالما
سقيتَ فرويته خامسا
و لا زال مرُّ نسيمِ الريا
عليك كَلِيلَ الشَّبا ناعسا
و لا فرستكَ نيوبُ الزما
ن فقد كنتَ دهراً لها فارسا
ومَن كان عزّاً لبدرِ السَّماءِ
ءِ بأخمصهِ أبداً دائساً ؟
ولاكانَ هادمَ مايَبتنيهِ
و كنتُ على غيره شامسا
وكان لعيني الصَّباحَ المنيرَ
ـرَ فقوموا انظروا ليليَ الدامسا
فأيّ فتى ً لم يكن في بحا
ر أنعمهِ القائمَ القامسا
وقد كان غصنُ النَّقا مُورِقاً
فأصبح من بعده يابسا
ونَوءُ الرِّماحِ وبيضُ الصِّفا
عاد بنا جامداً جامسا
مضى عجلاً كضياء الزناد
كنتُ له قادحاً قابساً
كأنّ لقلبيَ منه الحريقَ
عليه وفي عينيَ الناخسا
و من عجبٍ أنني حين خا
ب طبيَّ وعاد به خائسا
رحلتُ به نحوَ دارِ البِلى
جِهاراً وأعطيتُه الرَّامسا
فلا سكنوا بعده منزلاً
و لا شمتوا بعده عاطسا
ولا نَبَّهوا لنظامِ المديـ
ـحِ في أحدٍ بعدَهُ هاجسا
عليك السلامُ وإنْ كنتُ منْ
لقائك طولَ المدى آيسا
و خذْ من دموعي الغزار التي
أكون بها أبداً نافسا
و قد ضاع بعدك من ذدت عنـ
فبيني وبين خطوب الزمان
حروبٌ ذكرتُ لها داحسا
ولولا جنونُ مقاديرِهِ
لما سبقَ الرّاجلُ الفارسا
و لا كان هارم ما يبتنيـ
وقالعُ أغراسهِ غارسا
سقاني وياليتَ لم يسقِني
وأسْمنَني وكسا أعظُمي
وعادَ لها عارقاً ناهسا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا آلَ خيرِ عبادِ الله كلِّهمُ
يا آلَ خيرِ عبادِ الله كلِّهمُ
رقم القصيدة : 24775
-----------------------------------
يا آلَ خيرِ عبادِ الله كلِّهمُ
"ومن لهمْ فوق" أعناق الورى مننُ
كم تثلمون بأيدى النّاسِ كلّهمُ
وكم تعرّسُ فيكمْ دهرها المحنُ ؟
وكم يَذودُكُمُ عن حقِّكمْ حَنَقاً
مملأُّ الصّدرِ بالأحقادِ مضطغنُ
إنَّ الذين نَضَوْا عنكمْ تُراثكُمُ
لم يَغْبُنوكمْ ولكنْ دينَهمْ غَبَنوا(29/244)
باعوا الجِنانَ بدارٍ لابقاءَ لها
وليس لله فيما باعه ثمنُ
أُحِبُّكمْ والذي صلَّى الجميعُ له
عندَ البناءِ الذي تُهدَى له البُدُنُ
وأرتجيكمْ لما بعد المماتِ إذا
وارى عن النّاس جمعاً أعظمٌ جبنُ
وإنْ يضلَّ أناسٌ عن سبيلهمُ
فليس لي غيرُ ما أنتمْ به سَنَنُ
وما أبالى إذا ما كنتمُ وضحاً
لناظِرَيَّ، أضاءَ الخلقُ أم دَجَنوا
وأنتمُ يوم ارمى ساعدى ويدى
وأنتمُ يوم يرمينى العدا الجننُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> تقولُ لي وأماقيها مطفِّحَة ٌ
تقولُ لي وأماقيها مطفِّحَة ٌ
رقم القصيدة : 24776
-----------------------------------
تقولُ لي وأماقيها مطفِّحَة ٌ
من ذا أبان على صبغِ الدجى قبسا ؟
من ذا الذي علَّ من فوديك لونهما
و سلّ حسنك فيما سلَّ أو خلسا ؟
ما لي أراك ونورُ البدر منكسفٌ
في وجنتيك وخطٌّ فيهما طمسا ؟
كأنما أنت ربعٌ ضلّ ساكنهُ
أو منزلٌ عطلٌ من أهله درسا
ما ضرَّ شيباً وقد وافى بمنظره
تقذى النواظرُ لو أبطا أو احتبسا
أما علمتَ بأنا معشرٌ جزعٌ
نقلي الصباحَ ونهوى دونه الغلسا ؟
فقلتُ ما كان من شيءٍ عصيتُ به
ربِّي وإنْ ساءَ منّي القلبُ مُحْترسا
وما الشَّبيبة ُ إلاّ لُبْسَة ٌ نُزِعَتْ
بدلتُ منها فلا تستنكري اللبسا
وفيَّ كلُّ الذي تَهوينَ من جَلَدٍ
فما أُبالي أقامَ الشَّيبُ أم جَلسا
لا تطلبي اللهوَ مني والمشيبُ علا
رأسي فإنّ قعودَ اللهو قد مسا
و لا ترومي الذي عودتِ من ملقٍ
فكلُّ ما لان من قلبي الغداة قسا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ماذا على الرِّيمِ لوَحيّا فأحيانا
ماذا على الرِّيمِ لوَحيّا فأحيانا
رقم القصيدة : 24777
-----------------------------------
ماذا على الرِّيمِ لوَحيّا فأحيانا
وقد مررنا على عُسفانَ رُكبانا؟
ولَيتَهُ إذْ تَحامَى أن يُنَوِّلَنا
لم يستردّ الذى قد كان أعطانا
بل ليتَ ما طلنا بخلاً ومانعنا
يوماً تشبَّهَ بالمُعطي فمنّانا
لا يستفيق بجازينا بلا ترة ٍ(29/245)
بالوصلِ هجراً وبالإعطاءِ حرمانا
وكيف يأبى مواعيداً تعلّلنا
مَن كان يوسِعُنا مَطْلاً وليّانا؟
عُجنا إليه صدروَ اليَعْمَلاتِ وقدْ
نضا الصّباحُ ثيابَ اللّيلِ عُريانا
والرَّكبُ بينَ صريعٍ بالكرَى ثَمِلٍ
ومائلِ الرّأسِ حتّى خِيلَ نَشْوانا
محلِّقِينَ تَهادَوْا في رحالِهمُ
من بطن مكّة َ أفراداً وأقرانا
حلّوا حقائبهمْ فيها مفرّغة ً
واسْتَحقبوا من عطاءِ اللَّه غُفرانا
من بعدما طوّفوا بالبيتِ واعتمروا
"واستلموا" منه أحجاراً وأركانا
وردَّدوا السَّعْيَ بينَ المَرْوَتين تُقى ً
حيناً عجالاً وفوق الرّيثِ أحيانا
وعقّروا منًى من بعد حلقهمُ
كومَ المطى ِّ مسنّاتٍ "وثنيانا"
واستمطروا بعراصِ الموقفين وقد
غامتْ عليهمْ سماءُ الله رضوانا
أرضٌ تراها طوالَ الدّهرِ مقفرة ً
والحجُّ يُنبِتُها شيباً وشبّانا
"مسلّبينَ" كأنَ البعثَ أعجلهمْ
فاستصحبوا من بطونِ الأرضِ أكفانا
للَّهِ دَرُّ اللّيالي في مِنى ً سَلَفَتْ
فكم جميلٍ بها الرَّحمانُ أولانا
خِلنا منازلَنا منها وقد نَزَعَتْ
كلَّ النُّزوع عن الأوطان أوطانا
والقاطنين بها والشّعبُ مفترقٌ
فينا وفيهم لنا أهلاً وإخوانا
وبالمحصَّبِ ظَبْيٌ سلَّ مِعْصَمَهُ
يرمى الجمارَ فأخطاها وأصمانا
أهدتْ إلينا وما تدرى ملاحتهُ
للعين بَرْداً وللأحشاءِ نيرانا
وسائلٍ عن طريقِ الحجّ قلتُ له:
لايقبلُ اللَّهُ إلاّ الصَّعْبَ قُربانا
فهْوَ الطّريقُ إلى سكْنَى الجِنان فقلْ
فيما يُصيِّرنا في الخُلدِ سَكّاناً
لمّا ركبناهُ أخرَجْنا على شَغَفٍ
من الصّدور أهالينا ودنيانا
ثمّ استوى فيه فى امنٍ وفى حذرٍ
عدلاً من الله أدنانا وأقصانا
فكم لقينا عظيماً مرَّ جانبنا
وكم مُنِينا بمكروهٍ تخطّانا
وكم رمانا الرَّدى عن قوسِ مَعْطَبَة ٍ
فصدَّه اللَّهُ أن يُصمي فأشوانا
وكم طلبنا مراماً عزّ مطلبهُ
لمّا انثنينا بيأسٍ عنه واتانا
ومُشْمخرِّ الذُّرا تَهْفو الوُعولُ به
تخاله من تمامِ الخلقِ بنيانا(29/246)
يستحسرُ الطّرفَ عن إدراك ذُرْوَتِهِ
حتى يكرَّ إلى راميهِ حيرانا
جُبْناهُ لانهتدي إِلاّ بسارية ٍ
من أنجمِ اللّيلِ مسراها كمسرانا
نَنْجو سِراعاً كأنّ البُعدَ غلَّ لنا
أوِ امتطينا بذاك الدَّوِّ ظُلْمانا
إذا دنا الفجرُ منّا قال قائلنا
يابعدَ مصبحنا من حيثُ ممسانا
والعيسُ طاوية ُ الأحشاء ضامرة ٌ
لولا الرِّحالُ لخلناهنَّ أشطانا
إذا أتتْ بلداً عن غِبِّ مَتْلَفَة ٍ
رمى بها البلدُ المأتى ُّ بلدانا
تَهوي بشُعْبٍ شَرَوْا بالأجر أنفسَهمْ
وقلَّ ما أخذوا عنهنَّ أثمانا
لمّا دعوا من نواحى مكّة َ "ابتدروا"
ظهرَ الرَّكائب إيماناً وإيقانا
يا أرضَ نجدٍ سقاكِ اللَّهُ مُنبعقاً
منَ الغمامِ غزيرَ الماءِ ملآنا
إذا تضاحكَ منه البرقُ مُلْتَمِعاً
في حافَتَيْهِ أَرَنَّ الرَّعدُ إرْنانا
أرضٌ ترى وحشها الآرامَ مطفلة ً
وفى منابتها القيصومَ والبانا
وإنْ تُجِلْ في ثراها طَرْفَ مُختبرٍ
لا تلقَ إلاّ حديقاتٍ وغدرانا
ذكرتُ فيها أعاصيرَ الصّبا طرباً
واستأنفتْ لى َ فى الّلذاتِ ريعانا
أيّامَ لم تُمِلِ الأيّامُ من غُصُني
ولم يطرْ عن شواتى الشّيبُ غربانا
أيّامَ ترمي الغواني إنْ خَطَرْتُ وإنْ
نطقتُ نحويَ أحداقاً وآذانا
أيّامَ لم تُلْفِني إلاّ على كَثَبٍ
من موعدٍ أتقاضاه إذا حانا
أيّامَ كان مكانى للصّبا وطناً
وكان عَصريَ للّذّاتِ إبّانا
أمّا ابنُ حمدٍ فقد أوفى بذمّتهِ
لمّا اصطحَبْنا ولكنْ خان مَن خانا
وما تغيّر لى والقومُ إنْ جهدوا
حالوا وإنْ كرموا فى النّاس ألوانا
ولا قذيتُ بعوراءٍ له مرقتْ
سرّاً ودافعَ عنها النّاسُ إعلانا
ولا تكرّر طرفى فى خلائقهِ
إلاّ انثنَى غانماً حُسناً وإحسانا
أَظْما فيوردني من عذبِ منطقِهِ
راحاً ومن نفحاتٍ منه ريحانا
كأنَّني منه في خضراءَ أوسَعَها
نَوْءُ السِّماكين تَهْطالاً وتَهْتانا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لمّا أتاني ودُرٌّ في مُقَلَّدِهِ
لمّا أتاني ودُرٌّ في مُقَلَّدِهِ(29/247)
رقم القصيدة : 24778
-----------------------------------
لمّا أتاني ودُرٌّ في مُقَلَّدِهِ
وافترَّ يبسمُ عن مثلِ الذي لَبِسا
عطفتُ منه على ضعفي فظاظتهُ
فلم يكنْ لي على رفقي به وقسا
فظلّ يهتك مني كلّ مكتتمٍ
جوى ً ويسفح دمعاً كان محتبسا
و قال لي : أنتَ مسلولٌ ، فقلت له :
ماكانَ ذاك ولكنْ ربّما وعسى
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> نزور دياراً ما نحبّ لها مغنى
نزور دياراً ما نحبّ لها مغنى
رقم القصيدة : 24779
-----------------------------------
نزور دياراً ما نحبّ لها مغنى
وَنَسْألُ فيها غَيرَ ساكِنِهَا الإذْنَا
نقود إليها الآخذاتِ لنا المدى
عَلَيْهَا الكُماة ُ المُحْسِنونَ بها ظَنّا
ونصفى الذى يكنى أبا الحسنِ الهوى
وَنُرْضِي الذي يُسمى الإلsهَ وَلا يُكنى
العصر العباسي >> البحتري >> جرى الله خيرا والجزاء بكفه
جرى الله خيرا والجزاء بكفه
رقم القصيدة : 2478
-----------------------------------
جرى الله خيرا والجزاء بكفه
بنو السمط أخذان السماحة والمجد
هم جبروني والمهامة بيننا
كما أرفض غيث من تهامة في نجد
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> صدتْ وما صدها إلاّ على ياسِ
صدتْ وما صدها إلاّ على ياسِ
رقم القصيدة : 24780
-----------------------------------
صدتْ وما صدها إلاّ على ياسِ
من أن ترى صبغَ فوديها على رأسي
أحببْ إليها بليلٍ لا يضيء لها
إلاّ إذا لم تسرْ فيه بمقباسِ
و الشيبُ داءٌ لربات الحجالِ إذا
رأينَهُ وهْوَ داءٌ مالَهُ آسي
يا قُربَهُنَّ ورأسي فاحمٌ رَجِلٌ
و بعدهنّ وشيبي ناصعٌ عاسى
ماذا يريبك من بيضاء طالعة ٍ
جاءتْ بحلمي وزانتْ بين جلاسي
و ما تبدلتُ إلاّ خير ما بدلٍ
عُوِّضْتُ بالشّيبِ أنواراً بأنقاسِ
هيهاتَ قلبك من قلبٍ ذهبتِ به
هذا الضَّعيفُ وذاك الجلمدُ القاسي
تجزينَ وَصْلي بهجرٍ منك يمزجُ لي
كأس المنى وهيَ صرفُ الطعم بالياسِ
و نابحٍ بيَ دلتهُ غباوتهُ(29/248)
حتَّى فَرَتْهُ بأنيابي وأضراسي
عوى ولم يدرِ أني لا يروعني
مِن مثلِهِ جَرْسُهُ من بينِ أجراسي
فقل لمن ضلّ عجزاً أن يساميني
يا بعدَ أرضكَ من طودٍ لنا راسِ
و أين فرعك من فرعي ومنشعبي
وأينَ أصلُكَ من أصلي وآساسي
ياقومُ مالي أَرى عِيراً مُعَقَّلَة ً
يُثيرهُنَّ اعتسافاً نخسُ نخّاسِ
و الشرُّ كالعرَّ يعدى غيرَ صاحبهِ
والكأسُ يَنْزعُها من غيرهِ الحاسي
و قد علمتمْ بما جرتْ وما شعرتْ
على العشائر دهراً كفُّ " جساسٍ "
و أنه واحدٌ شبتْ جنايتهُ
ناراً تضرمُ في كثرٍ من الناسِ
و إنما هاج في عبسٍ وقومهمُ
بنى فزارة َ حرباً سبقُ أفراسِ
والزِّبرقانُ انتضَى قولَ الحُطَيْئَة ِ في
أعراضِهِ خدعة ً من آلِ شَمّاسِ
كم تَنْبذون إلينا القولَ نَحسِبُهُ
ترمي إِلينا به أعجاسُ أقواسِ
يَحُزُّ في الجلد منَّا ثمَّ نحملُهُ
بُقياً عليكُمْ على العينينِ والرّاسِ
فكم تَدِرُّون شرّاً كلَّ شارقَة ٍ
وإنَّما الشرُّ يُستَدنَى بإبساسِ
و تحملون لنا خيلاً على جددٍ
منَ الطريقِ على مُسْتَوعِرٍ جاسِ
وكيف يصلُحُ قومٌ لم يَصِخْ لهمُ
سمعٌ إلى عذلِ قوامٍ وسواسِ
ضَلّوا كما ضَلَّتِ العَشْواءُ يُركِبُها
جُنْحُ الدُّجى ظهْرَ أجراعٍ وإرهاسِ
لمّا حماها سوادُ اللّيل عن نظرٍ
" يهدى " الطريقَ تقرتهُ بأنفاسِ
أما علمتمْ بأنا معشرٌ صدقٌ
وأنَّنا في التَّلاقي غيرُ أنكاسِ
و غنْ مشينا ، نجرَ الزغفَ تحسبنا
آسادَ بِيشَة َ تمشي بينَ أخياسِ
وأنَّنا لا يَمَسُّ الذَّمُّ جانبَنا
و لا يهمُّ لنا ثوبٌ بأدناسِ
و تحسب الجارَ فينا من نزاهتهِ
معرِّساً في الثّريّا أيَّ إعراسِ
إني أخاف وقد لاحتْ دلائلهُ
طلوعَ يومٍ بودقِ الموتِ رجاسِ
يُلْفَى حليمُكُمُ غيرَ الحليمِ بهِ
وكيِّسو القومِ فيهِ غيرَ أكياسِ
و الرمحُ ينطفُ في خدَ الثرى علقاً
نطفَ المزابرِ في حافاتِ قرطاسِ
يومٌ يرى منكمُ فيه عدوكمُ
ما شاء من قطع أرحامٍ وأمراسِ
لاتَطْرحوا النُّصْحَ مِنِّي وهْوَ مُتَّبَعٌ(29/249)
طرحَ المبنَّ بأرضٍ سحقَ أحلاسِ
ولاتَكونوا كمن لم يدرِ في مَهَلٍ
من ساعة ِ الأمن عقبى ساعة ِ الباسِ
فإنَّما يذكرُ الإنسانُ حاضرَهُ
وكلُّ أمرٍ بما يمضي به ناسِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أقول لزيدٍ كفكفِ الخيلَ عنوة ً
أقول لزيدٍ كفكفِ الخيلَ عنوة ً
رقم القصيدة : 24781
-----------------------------------
أقول لزيدٍ كفكفِ الخيلَ عنوة ً
وإلاّ فلا حَمداً كسبتَ ولا مَنّا
سُقيتَ الرَّدى إنْ هِبْتَ بادرة َ الرَّدى
وما أنت منّي إنْ جَنَحْتَ إلى الأدنَى
ألمْ تَرَني والموتُ مُلْقٍ جِرانَه؟
أقدِّمُ نفساً ما أساءَتْ بهِ ظنّا؟
وإنّا لنُعطي السِّرَّ ماشاءَ من حِمى ً
وتأْبَى لنا الْحَوباءُ أن نستُرَ الضِّغْنا
حريّون أن نُعطَى المَقادَة َ في الورَى
وقد قصَّرتْ في الرَّوعْ كلُّ يَدٍ عنّا
طوالُ القنا ما بين أجفاننا قذًى
وظلُّ المنايا "الكالحاتِ" لنا مغنى
تخوّفنا أبناءُ قيسٍ وعيدهمْ
ولو أننا نخشى الوعيد لما سدنا
ولو فهموا عنّا مقالَ سيوفنا
لعلّمهمْ فحواه أنْ يقرعوا سنّا
أحقّاً بنى الإحجامِ ما طار عنكمُ ؟
أطرتمْ وربّى فى ضلوعكمُ اللّدنا
وقد كنتمُ أطْفَأتمُ نارَ حِقْدِكمْ
فإنْ عدتمُ فى شبّ جمرتها عدنا
لَحا اللّهُ مَن يَحنو على الضَّيم جَنبَهُ
ولو أنَّ عنقَ الرُّمحِ في جنبه يُحنَى
يقولون إنَّ الأمنَ في هجرك الوغَى
ألا قبّح اللهُ امرأً يبتغى الأمنا
رَعى اللَّهُ فِتْياناً خِفافاً إلى العُلا
إذا عزموا أمضوا ولم يرقبوا إذنا
إذا ركبوا جنحاً أشابوا عذاره
وإنْ يمتطوا صبحاً أعادوا الضّحى وهنا
أذالوا على الأيّامِ صَوْنَ غرامِهمْ
فلن يُبصروا من غيرِ طلعتها حُسنا
ونالتْ بأسرار القلوب ظنونهمْ
كأنّ لهمْ في كلِّ جارحة ٍ إذْنا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا إني وهبتُ اليومَ نفسي
ألا إني وهبتُ اليومَ نفسي
رقم القصيدة : 24782
-----------------------------------
ألا إني وهبتُ اليومَ نفسي(29/250)
لمن هو في المودة ِ مثلُ نفسي
ومَن لولاه لاستَوْبَأَتُ وِرْدي
ولاستخشنتُ مَسِّي عند لَمْسي
فتى ً ناط اإلهُ به فروعي
ولفَّ بأصلِهِ أصلي وجنسي
أصولُ بهِ على كَلَبِ الأعادي
و آوى منه في هضباتِ قدسِ
وضَوْءُ جبينهِ ليلاً وصُبحاً
إذا قابلتهُ بدرى ومسي
فقلْ للزَّينبيِّ مقالَ خِلٍّ
صربحِ الودَّ لم يلبسْ بلبسِ
أتذكرُ إِذْ هبطنا ذاتَ عِرْقٍ
و نحن معاً على أقتادِ عنسِ ؟
على هوجاءَ يُخرجُها التَّنَزِّي
أمامَ اليَعْمَلاتِ بغيرِ حِلْسِ
وإذْ سالتْ إِلينا من هُذَيلٍ
شعابُ الواديين بغير بخسِ
رجالٌ لا يبالون المنايا
تُصبِّحُهمْ نهاراً أو تُمَسِّي
بألسنة ٍ خلقن لغير ذوقٍ
وأفواهٍ شُقِقْنَ لغير نَهْسِ
يُشيعون الطَّعامَ النَّزْرَ فيهمْ
إذا ما الزّادُ أمكنَ كلَّ حَرْسِ
كأنهمُ على الحراتِ منها
وقد طَلعوا عليك بغيرِ لُبْسِ
نَفَيْتَهُمُ وقد دَلَفوا إلينا
بزوراءِ المناكبِ ذاتِ عجسِ
كأنَّ حنينَها للنَّزْعِ فيها
حنينُ مُسنَّة ٍ فُجِعَتْ بخَمْسِ
ولمّا أنْ لَقُوا منّا جميعاً
شفاءَ الهمَّ في ضربٍ ودعسِ
عَلوْا قُلَلاً لكلِّ أشمَّ طَوْدٍ
على طرقٍ من الآثار طمسِ
كأنَّ غروبَ قَرْنِ الشَّمسِ يَطْلي
ذوائبهُ وأعلاهُ بورسِ
فداؤك أيها المحتلُّ قلبي
حياة ُ مُرَوَّعِ الأحشاءِ نُكْسِ
يُعرِّدُ قبلَ بارقة ِ المنايا
ويتَّخذُ الهزيمة َ شرَّ تُرْسِ
فكم شاهدتُ قبلك من رجالٍ
وددتُ لأجلهمْ ما كان حسي
حَدَستُ بأنَّ عَقْدَهُمُ ضعيفٌ
وكانوا في الرَّكاكة ِ فوقَ حَدْسي
بأجلادٍ من التتريفِ بيضٍ
و أعراضٍ من التقريف غبسِ
كأنَّ مَقامَ جارِهُمُ عليهمْ
مقامُ مؤملٍ لرجوع أمسِ
يُنادي منهُمُ مَن صمَّ عنهُ
كما رجعتْ تندبُ أهلُ رمسِ
و لما أنْ نزلتُ بهمْ قروني
جفانَ خديعة ٍ وكؤوسَ ألسِ
وعدتُ وليس في كفيَّ لما
شريتهُمُ سِوى وَكْسي ونَحْسي
" يسومها " مسوقها الركايا
و في الأحشاء حاجٌ ليس ينسى
يُشاطرُك الهمومَ إذا ألمَّتْ(29/251)
ويُوسِعُك التقيُّلَ والتأسِّي
و غصنكَ من مودتهِ وريقٌ
وغرسك في ثراهُ خيرُ غَرْسِ
وقاني اللهُ ما أخشاه فيمنْ
به من بينِ هذا الخلقِ أُنْسي
و نكبَ فيه عن قلبي الرزايا
فأُصبِحُ آمناً أبداً وأُمسي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قل لجافٍ كلّما سيـ
قل لجافٍ كلّما سيـ
رقم القصيدة : 24783
-----------------------------------
قل لجافٍ كلّما سيـ
ـمَ وصالاً زاد ضنّا
ليتَهُ يزدادُ إحسا
ناً كما يزداد حسنا
قد لَبِسنا م
ن جَوَى حُبْـ
لا أرانا اللَّهُ في نَفْـ
ـسك ما أبصرتَ منّا
بلغَ الكاش
حُ بالبَيْـ
فوحقّ الحبِّ لم يصـ
ـنِ الّذي كانَ تمنَّى
لو درى العاذلُ أنّى
لم اُطِعْه ما تعنَّى
أتُرى عن حسنِ رأْيٍ
زارنا طيقك وهنا ؟
لم يفدنا ، وطريفٌ
خادعٌ يوجبُ منّا
إنَّما الطَّيفُ كلفظٍ
فارغٍ مافيه معنى
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إني مررتُ على جنا
إني مررتُ على جنا
رقم القصيدة : 24784
-----------------------------------
إني مررتُ على جنا
دِلَ فوقَ أَرْماسٍ دُروسِ
مُحِيَتْ على قُرِّ الشّتا
ءِ وحرَّ هاجرة ِ الشموسِ
فكأنهنَّ من البلى
آثارُ " نقسٍ " في طروسِ
كم ضمنتْ من ضغيمٍ
قَرِمٍ إلى قنصِ النُّفوسِ
" ومتوجٍ " سحب الكما
ة ُ وراءَه ذيلَ الخميسِ
" وغزير " ماءِ الوجنتين كريمِ ناحية ِ الجليسِ
ـنِ كريمِ ناحية ِ الجليسِ
يعطي الكثيرَ إذا النفو
سُ شححنَ بالنزرِ الخسيسِ
بَعُدُوا على قُرْبِ المَزا
رِ عن السعادة ِ والنحوسِ
و كأنهمْ لخفوتهمْ
شَرْبٌ تساقَوْا بالكؤوسِ
تخذوا الثرى فرشاً لهمْ
و توسدوا قللَ الرؤسِ
يا للثرى كم فيه منْ
عِلْقٍ يُضّنُّ به نفيسِ
حملتهُ أيدي المشفقيـ
ـنَ إلى قرارة ِ كلِّ بوسِ
و تصدعوا وهوَ المنى
عن قبرهِ صَدْعَ السُّدوسِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> سلا عنّا المنازلَ لِمْ بَلينا؟
سلا عنّا المنازلَ لِمْ بَلينا؟
رقم القصيدة : 24785
-----------------------------------(29/252)
سلا عنّا المنازلَ لِمْ بَلينا؟
ولا سقمٌ بهنّ ولا هوينا
ولمّا أنْ رأينا الدّارَ وَحْشاً
منَ الآناسِ أمْطَرْنا الجفونا
وقفنا نأخذُ العبراتِ منّا
ونُجريهنَّ ما شاؤوا وشِينا
وقال الفارعون منَ الغواني
وداءِ الحبِّ " إنّ بنا جنونا
كأنَّ عيونَنا فَنَنٌ مَطِيرٌ
تسيّلهُ نعاماهُ فنونا
ومِن قِبَلِ الهَوَادِج يومَ بانوا
رُمِينا بالمحاسنِ إذْ رُمِينا
أخذْنَ قلوبَنا وعَجبن منّا
ونحن بلا قلوبٍ لمْ بقينا ؟
فياللهِ أحداقُ الغوانى
أمَرْنَ بأنْ عَشِقْنَ فما عُصِينا
مَررْن بنا ونحن بغيرِ بَلْوَى
فما جاوَزْنَنا حتى بُلينا
وما زال الهوى حتّى رضينا
بهنّ على الصّدودِ فما رضينا
ولمّا أنْ مَطَلْن وَدِدْتُ أنّي
فدَيْتُ ردى ً نفوسَ الماطلينا
ومِن سَفَهٍ وقوفُك في المغاني
تساءلُ عن فريقٍ فارقونا
سقينا بعد بينهمُ دموعاً
وكفنَ فما وقفن وما روينا
فليت الحبَّ أشعرَ منْ عزيزٌ
عليه أنْ يبين بأنْ يبينا
ولم نرَ من خلال السّجفِ إلاّ
عيوناً فى الوصاوصِ أوْ جبينا
ودِدْتُ وما ودِدْتُ لغير جُرمٍ
وهنّ القالياتُ وما قلينا
ولمّا أنْ مشَيْن أرَيْنَ صُبحاً
دعاصَ الخبتِ يهززن الغصونا
وهان على عيونٍ وادعاتٍ
هجوعاً أنْ نبيتَ مؤرّقينا
وشنباءِ المضاحك من نزارٍ
فقدتُ لحسنِ بهجتها القرينا
منَ الّلائي ادَّرَعْنَ الحسنَ سَهْماً
يصبنَ به صميمَ الدّارعينا
ولولا أنّها سألتْ فؤادى
فجدتُ به لكنتُ به ضنينا
رَمَتْني بالخِيانة ِ في ودادي
وكنتُ على مودّتها أمينا
دعينا أنْ نزوركِ أمَّ عمروٍ
وإلاّ بالزِّيارة ِ واعِدينا
وقد أورثتنى سقماً فإنْ لم
تُداويهِ الغداة َ فعلِّلينا
فكمْ ليلٍ لبستُ به وشاحاً
ذوائبَ من هضيمٍ أو قرونا
عَفَفْتُ وقد قَدَرْتُ وليس شيءٌ
بأجملَ من عفافِ القادرينا
وزَوْرٍ زارني واللّيلُ داجٍ
وقد ملأ الكَرى منّا العيونا
يرينى أنّه ثانٍ وسادى
مُضاجِعُهُ؛ وزُورٌ مايُرينا
نعمتُ بباطلٍ ويودّ قلبى
وداداً لو يكون لنا يقينا(29/253)
فيا شعراتِ رأسٍ كنّ سوداً
وحلنَ بما جناه الدّهرُ جونا
مشيبكِ بالسّنينَ ومن همومٍ
وليْتَكِ قد تُرِكْتِ معَ السِّنينا
كرهتُ الأربعين وقد تدانتْ
فمنْ ذا لي بردِّ الأربعينا؟
ولاح بمفرقى قبسٌ منيرٌ
يَدُلُّ على مقاتِليَ المَنونا
وإنّى إنْ فخرتُ على البرايا
فخرتُ بمن يبذُّ الفاخرينا
بآباءٍ وأجدادٍ كِرامٍ
كما كانوا على كلِّ البنينا
أَلسْنا أشجَعَ الثَّقَلْينِ طُرّاً
وأوفاهمْ وأجودهمْ يمينا ؟
وأطعمهمْ وأقراهمْ ضيوفاً
وأعطاهُمْ إذا وهبوا الثَّمينا
وأركبهمْ لمعضلة ٍ قموصٍ
تَشامَسُ عن ركوبِ الرَّاكبينا
وأنضرهمْ وأطهرهمْ ذيولاً
وأمضاهمْ وأقضاهمْ ديونا ؟
وإنّا إنْ شهدنا الحربَ يوماً
فَرَيْنا بالسُّيوفِ وما فُرِينا
وإنْ أبصَرْتَنا نحمي حَريماً
رأيتَ الأسدَ يحمين العرينا
فإنْ طلبَ النّدى كنّا بحوراً
وإنْ حذر الرّدى كنّا حصونا
نقود إلى الكريهة ِ كلَّ يومٍ
خيولاً ماونينَ ولا وجينا
وكلَّ مغمّسٍ فى الرّوع يقرى
صفائحَه التّرائبَ والشُّؤونا
يطاعنُ بالرّماحِ فلا يبالى
سَليماً عادَ منها أمْ طَعينا
فإنْ عدّوا خَوَرْنَقَهُمْ عَدَدْنا
لنا البيتَ المحرَّمَ والحَجُونا
وزَمْزَمَ مَوْرِداً تُثْني عليه
إذا وردتْ شفاهُ الواردينا
وجمعاً تلتجى زمراً إليه
لواغبُ يضطربن بلا غبينا
يُخَلْن ضُحى ً وبحرُ الآلِ يجري
سفائِنَ يتَّبعْنَ بنا سَفينا
وخَيْفَ مِنى ً تفاهَقَ وادياهُ
بهاماتِ الرِّجالِ مُلَبَّدينا
فلستَ تَرى بها إلاّ عَقيراً
من الكومِ الذّرا أوْ عاقرينا
وإنْ فخروا بطخفة َ أوْ كلابٍ
فخرنا باللّيالى الغرِّ فينا
بخيبرَ أوْ ببدرٍ أو حنينٍ
وأحدٍ والمنايا يرتمينا
دفعنا عن رسول اللهِ طعناً
وضرباً بالصّوارمِ من لقينا
وقَيْناه ومن يهوى هواهُ
بأسيافِ الجلادِ وما وقينا
بأَبصارٍ تُذَرُّ منَ السَّوافي
فلا تُنحَى ولا تُحدَى ركابي
وأجسادٍ عُرِينَ من المخازي
ومن كرمٍ وخيرٍ ما عرينا
فلا أرماحنا يعرفن ركزاً(29/254)
ولا الأسيافُ يعرفن الجفونا
وكنّا فى اللّقاءِ وفى عطاءٍ
يضنّ به نجيبُ إذا دعينا
وكم طافتْ بدوحتنا عيونٌ
فلم تَرَ في جوانبها هَجِينا
ألمْ ترَ هذه الأيّامَ عوجاً
موارقَ من أكفِّ الّلابسينا؟
وقد كنَّ الصِّحاحَ بغيرِ داءٍ
فهاهنَّ الصَّحائحُ قد دُوِينا
أُقلِّبُ في الورى قلبي وطَرْفي
فأعجبُ من ضلالِ الحائرينا
عيونٌ عاشياتٌ من هُداها
وقدماً ما كللنَ ولا عشينا
وآراءٌ مضلَّلَة ُ النَّواحي
لُوِينَ عن الإصابة ِ أوْ زُوِينا
وإنّى لو شكوتُ إلى جنينٍ
أشَبْتُ بحَرٍّ شكوايَ الجنينا
" وصمّاءٍ بثثتُ " لها التّشكى
أهوّنها وتأبى أن تهونا
رأتْ عندي السُّرورَ، ولو بغيري
ألمّتْ ظلَّ مكتئباً حزينا
وظنّوا أنَّها تُفني اصطباري
وشرُّ القومِ أكذبهمْ ظنونا
وقالوا: إنَّها خُطَطٌ صعابٌ
فقلت : نعم ، ولكنْ قد خطينا
ولمّا لم تَنَلْ منّي مَراماً
أحالتْ شامتيها حاسدينا
وكم غُرَّ الرّجالُ فجرَّبوني
فلم أكُ في تجاربِهمْ غَبينا
وقد لمسوا بأيديهمْ صفاتى
فما وَجدوا على الأيّامِ لِينا
جزَى الزَّوراءَ عن مَلَلٍ فإنّي
رأيتُ بها الأذمّة َ ما رعينا
فلا تحنى ولا تحدى ركابى
إليها بالرِّجال متى حُدِينا
فإنَّ محاسناً حُدِّثتُ عنها
وكنّ بها زماناً قد فنينا
وليس لها لأرْوَى غيرُ رسمٍ
وأطلالٍ لنعماءٍ بَلينا
فإنْ تنزعْ نزعتَ لباسَ عزٍّ
وإنْ تلبس لبستَ هناك هونا
وإنْ تنظرُ نظرتَ إلى خطوبٍ
ترقَّصُ عن قلوبِ الشّامتينا
فعدِّ قرارَ عقوتها سليماً
طليقاً كنتَ فيها أم رهينا
وقرِّبْ للنَّجاءِ قَطَاة َ نَهْدٍ
وإلاّ فالعذافرة َ الأمونا
فلا بقيتْ كما نحنُ اللّيالي
وأُبدلنا منَ الرِّيبِ اليقينا
وأَطْلِعْها نُجوماً غارباتٍ
كُشِطْنَ بما نراهُ أو مُحينا
وذَعْذِعْها جهالاتٍ تلاقَتْ
وضعْضِعها ضَلالاتٍ بُنينا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> شبابَكِ عنّي فالمشيبُ لباسي
شبابَكِ عنّي فالمشيبُ لباسي
رقم القصيدة : 24786(29/255)
-----------------------------------
شبابَكِ عنّي فالمشيبُ لباسي
وقد ملأتْ منه الطَّوالعُ راسي
ولاتطلبي عندي الصَّبابة َ بعدَها
سَفاهاً فإنّي للصَّبابة ِ ناسِ
فلم تطفَ إلاّ بالمشيب عرامتي
و لم يمحَ إلاَّ بالمشيب شماسي
و من غير أحواضِ البطالة ِ مشربي
و في غير أسبابِ الغرامِ مكاسي
و ما ليَ تعريجٌ إلى ريمِ رملة ٍ
ولا ليَ إِلمامٌ بظبْيِ كِناسِ
لقد كان قلبي كالقلوبِ على الهوى
فمذْ زارَ هذا الشَّيبُ صُيِّر قاسِ
فلا لهوَ مذْ لاح المشيبُ بمفرقي
وصارَ قِناعاً في العيونِ لراسي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أنتمْ على َّ وإنْ لم
أنتمْ على َّ وإنْ لم
رقم القصيدة : 24787
-----------------------------------
أنتمْ على َّ وإنْ لم
تدروا أرقُّ وأحنى
أردتُ أنْ تَحملوا اليو
مَ فوق ظهرى َ منّا
فعفتمُ وأبيتمْ
شحّاً على َّ وجبنا
فكنتمُ باتّفاقٍ
خيراً لنا الآن منّا
وما غُبِنّا بلَ انْتُمْ
بذاك أظهرُ غبنا
وما أساتُ ولكنْ
أحسنتُ بالسّوءِ ظنّا
ظَننتُكُمْ لِمُلّمٍ
عوناً وفى الخوفِ أمنا
حتّى خبرتُ فكنتمْ
كاللّفظ ما فيهِ مَعْنى
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قدني إليك فقد أمنتَ شماسي
قدني إليك فقد أمنتَ شماسي
رقم القصيدة : 24788
-----------------------------------
قدني إليك فقد أمنتَ شماسي
وكُفيتَ منِّي اليومَ صدقَ مِراسي
و لقيتني متخعاً لا يرتجى
نَفْعي ولا يُخشَى العشية َ باسي
أَسري بلا هادٍ بكلِّ مُضِلَّة ٍ
وأجوبُ مُظلمة ً بلا مِقْباسِ
و أذودُ عن قلبي الهمومَ كأنني
أحمى أسودَ رى ً عن الأخياسِ
وتُدِرُّ لي نُوَبُ الزَّمانِ مَصائباً
في كلِّ شارقة ٍ بلا إبساسِ
في أَسْرِ قاصمة ٍ أُخادعُ جِيرتي
عنها وأكتُمُ داءَها جُلاّسي
فأنا الجريحُ بلا شفارِ صوارمٍ
و أنا الرميُّ بغير ما أقواسِ
يا للرجالِ لفجعة ٍ يدي
وددتها ذهبتْ عليّ براسي
ما زلتُ " أحذر " وردها حتى أتتْ
فحسوتها في بعض ما أنا حاسِ(29/256)
راديتها فلقيتُ منها صخرة ً
صماءَ من جبلٍ أشمٍّ راسِ
ومَطلتُها زَمناً ولمّا صَمَّمَتْ
لم يَثْنِها مَطْلي وطولُ مِكاسي
و منعتها دمعي فلما لم تجدْ
دمعاً تحدَّرَ أوقَدَتْ أنفاسي
و مسيبة ٍ ولجتْ على سرجِ الهدى
آلِ النبيّ حفائرَ الأرماسِ
ثلموا بها بعد التمامِ كأنما
ثلموا بجدعِ الأنفِ يومَ عطاسِ
و تراهمُ بعد الهدوَّ كأنهمْ
سِرْبُ الخَميلة ِ رِيعَ من فِرْناسِ
يا صاحبي هل نابَ سمعك مثلما
قد نابني نبأٌ أطارَ نُعاسي
لا أرتضي منهُ وضوحَ يقينِهِ
و أودُّ أني منه في إلباسِ
أنْحَى على كَبِدي بوَشْكِ سَماعِهِ
ناراً جنوبها بمواسي
وظَنَنْتُهُ مثلَ الرّزايا قبلَه
فإذا بهِ رُزءاً عزيزَ الآسي
حظرٌ أَعُطُّ عليه صبري بعدَهُ
وأُجِلُّهُ عن أن أعُطَّ لباسي
لا تنكرا من فيض دمعيَ عبرة ً
فالدمعُ خيرُ مساعدٍ ومواسي
و إذا سئلتُ عن الذي بيَ بعدهُ
فصممتُ عنه فلا تَعِبْ إبلاسي
ونَعى إليّ، وليتَه لم ينعَ لي
عَنَتَ القُرومِ وفاضحَ السُّوّاسِ
ومُعثِّرَ النُّجَباءِ خلفَ ترابِهِ
ومُعجِّز النُّظَراء والأجناسِ
من قاد شوسَ الفخر بعد تقاعسٍ
و استاقَ شمّ الذكر بعد شماسِ
من كان مرجوا لكلَّ حفيظة ٍ
تُدعَى ومدعوّاً ليومِ عَماسِ
من كان يأبى فضله العالي الذرا
مِن أن يُقاسَ إلى الورى بقياسِ
مَن كان طَلْقَ الوجهِ يومَ طَلاقة ٍ
ومعبِّساً شَرَساً على الأشراسِ
ذاك الذي جمع الفخارَ فخارهُ
سبقاً إليه من جميع الناسِ
إنّ الفضائلَ بعد فقدِ " محمدٍ "
دَرَسَتْ معالمُها معَ الأدراسِ
فالآنَ هنَّ كشَنَّة ٍ مَنْبوذة ٍ
أو حلسِ مستغنٍ عن الأحلاسِ
" واهاً لعمرك " من قصيرٍ طاهرٍ
و لربَّ عمرٍ طال بالأرجاس
و لتربُ قبركَ ما حوى من منتحٍ
جوّابِ أرضٍ في عُلاً دَوّاسِ
بتنا وأنتَ لآملٍ حيث المنى
وأتَى الصَّباحُ وأنتَ عندَ الياسِ
يا موتُ كيف أخذتَ نفسيَ تاركاً
نفساً عليها جمة َ الأنفاسِ ؟
كيف اجتنبتَ سوى الأكارع عامداً(29/257)
و أصبتَ حين أصبتَ أمَّ الراسِ ؟
إلاّ أخذتَ بمن أخذتَ عصائباً
ليسوا لمكْرُمة ٍ منَ الأكياسِ!
ووقيتَه بي ما عراهُ فالرَّدَى
مما يجود به الفتى ويواسي
قُلْ للذين تَشَامتوا في يومِهِ
ما بالرَّدَى طَرَقَ الفتَى مِن باسِ
إما مضى وبقيتمُ من بعده
فلقد مضى صفراً من الأدناسِ
هل فيكمُ من دافعٍ لحمامهِ
في هابطٍ من أرضِهِ أوجاسِ
أو فائتٍ يوماً وقد بلغ المدا
لهواتِ ذاك الفاغرِ الفراسِ ؟
يا ساقيَيَّ مِنَ المحاذِر شَرْبة ً
ما ذُقْتما، لاذُقْتما في كاسي
ما دار ما أدويتما قلبي به
من قبلُ في فكري ولا إيجاسي
ها فانظرا منِّي الدُّموعَ غزيرة ً
و تعجبا لخشوعِ قلبٍ قاسِ
و تعلما أنّ الذي بي كلما
رقدَ المسلَّمُ هاجَ لي وسواسي
لو كانَ مَن يرمي سَوادي بادياً
لتقيتهُ وحميتُ منه أناسي
لكنَّه يخفَى عليَّ مكانُهُ
ويَدِقُّ عن بصري وعن إحساسي
كيف النجاءُ ولا نجا من جاثمٍ
فيما يشاءُ من الفتى خنَّاسِ
يَلِجُ البيوتَ منيعة ً لاتُرتقَى
وتضِلُّ عنه أعينُ الحُرَّاسِ
إنْ شاءَ كانَ مُواصلاً لمرائِري
أو شاءَ كان مُعطِّلاً أمراسي
صلي الإلهُ على ضريحك وارتوى
من كلِّ مُنْهَمِرِ الحيا بجَّاسِ
صخبِ الرعودِ كأن جرسَ غمامهِ
جَزْلاً أُعِينَ بسائرِ الأجراسِ
وكأنَّما رُكَّامُهُ مُتلبِّداً
عيسٌ معقلة ٌ إلى أعياسِ
وَرمَتْ رياحُ الجوِّ تُربَكَ كلَّما
رمتِ الثرى بالناعم المياسِ
حتى يُرى خَضِلاً تَعانقَ حولَهُ
قُضُبُ الأقاحي ماثلاً للآسِ
منْ مبلغٌ فخرَ لملوك بأنني
للفضل من نَعماهُ لستُ بناسِ
شَرَّدتَ عنِّي كَرْبَهَا من غُمَّة ٍ
وعدلتَ لي الإِيحاشَ بالإيناسِ
و خلستني منه وقد ضمتْ على
جلدي الرواجب أيَّ يومِ خلاسِ
إن كان فرعي قد مضى وبقيتَ لي
فالفرعُ مسدولٌ على الآسِ
ولَئِنْ رُزِئْتُ فقد محوتَ رَزِيَّتي
بيديك محوَ النقس من قرطاسِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> وزائرٍ ما أجبنهْ
وزائرٍ ما أجبنهْ
رقم القصيدة : 24789(29/258)
-----------------------------------
وزائرٍ ما أجبنهْ
ما زارَ إلاّ في سِنَهْ
وعنَّ لي في غَلَسٍ
فلا عدمنا عننهْ
ذو دَدنٍ، وإِنَّما
نعشَقُ منه دَدَنَهْ
يهجرنى مجاوراً
يسمع قولى أذنهْ
حتّى إذا حلَّ النَّوَى
حدا إلى َّ ظعنهْ
لم يأتِ إلاّ في دُجى ً
وصبحه ما أمنهْ
وزارنى فى وطنى
مخلّياً فى وطنهْ
ثمَّ أطاب وسنى
لمّا أطار وسنهْ
أبدَلني هِجرانُهُ
بزورة ٍ مؤتمنهْ
باطلة ٍ لكنَّها
من المسىء ِ حسنهْ
ما أحسنَ النصرَ على
مُقاطعٍ ما أَحَسَنَهْ
فليتها زيارة ٌ
تكونُ منهُ ديدنَهْ
ما بعثَ الواشي إلى
ما نحنُ فيه ظِنَنَهْ
ولا رمَى ذو فِطَنٍ
إليه يوماً فطنهْ
فبِتُّ ليلي كلَّه
أضمُّ منه غصنهْ
وألثِمُ الصُّدغُ الذي
عقربهُ وزرفنهْ
لولا الدّجى يشفع لى
لَما لقيتُ مِنَنَهْ
جادَ به مُستَرْخَصاً
وما نَقَدْتُ ثَمَنَهْ
في ساعة ٍ كأنَّها
لَذَاذَة ً ألفُ سَنَهْ
واصَلَ فيها سَكَنٌ
بعدَ فراقٍ سَكَنَهْ
ما أنصف الدّهرُ الّذى
أخافَني وآمَنَهْ
ألقى إليه رسنى
ثمّ أجرُّ رسنهْ
ما أغبنَ الحبَّ لمنْ
حُمِّلَهُ ما أغبَنَهْ!
مُمتَحَنٌ يكرهُ إنْ
فارقَ منكمْ مِحَنَهْ
وسابحٌ في دَرَنٍ
ولا يميط درنهْ
ثمّ طعينٌ همّهُ
تقبيلُهُ مَن طَعَنَهْ
أوْ زمنٌ يموت من
حيثُ غَشومٌ أَزْمَنَهْ
قلتُ له فقراً إلى
نوالهِ ومسكنهْ :
يا مالكاً لي بهوى ً
أسررتهُ وأعلنهْ
ومَن إذا غابنَ حُسْـ
ـناً بدرَ تمٍّ غبنهْ
هل عودَة ٌ لمثلها؟
فقال لى : ما أهونهْ
العصر العباسي >> البحتري >> أصبا الأصائل إن برقة منشد
أصبا الأصائل إن برقة منشد
رقم القصيدة : 2479
-----------------------------------
أصَبَا الأصَائِلِ إنّ بُرْقَةَ مُنْشِدِ،
تَشكُو اختِلافَكِ بالهُبوبِ السّرْمَدِ
لا تُتْعِبي عَرَصَاتِهَا، إنّ الهَوَى
مُلْقًى عَلى تِلْكَ الرّسُومِ الهُمّدِ
دِمَنٌ مَوَائِلُ كالنّجومِ، فإنْ عفتْ
فبِأيّ نَجْمٍ في الصّبَابَةِ نَهْتَدِي(29/259)
وَالدّارُ تَعْلَمُ أنّ دَمعيَ لمْ يَغِضْ؛
فأرُوحَ أحمِلَ مِنّةٍ مِنْ مُسْعِدِ
قامَتْ تَعَجّبُ مِن أسايَ، وَأرْسلَتْ
باللّحظِ في طَلَبِ الدّموعِ الشُّرّدِ
مَا كانَ لي جَلَدٌ، فَيُودي، إنّما
وأودَى، غَداةَ الظّاعنينَ، تجَلُّدي
وَرَمَتْ سَوَادَ القَلبِ حينَ دنَتْ على
عَجَلٍ، فأصْمَتْهُ بطَرْفٍ أصْيَدِ
ما لي رَأيتُ النّاسَ مِنْ مُستَحسِنٍ
قُبْحَ السّؤالِ، وَسَائِلٍ مُسترْفِدِ
كَرُمَ الأميرُ ابنُ الأميرِ فأصبحَ الـ
ـمُجْدَى إلَيهِ، وَهوَ عافٍ مُجتَدِ
وَرَمَى العَدوَّ، فلَمْ يُقَصِّرْ سَهمُهُ
حتّى تخضخض في رَميٍّ مُقصِدِ
وَاهتَزّ في وَرَقِ النّدَى، فتَحَيّرَتْ
حَرَكاتُ غُصْنِ البَانَةِ المُتَأوِّدِ
عَقّادُ ألوِيَةٍ، تَظَلُّ لهَا طُلَى
أعْدائِهِ، وَكَأنّهَا لَمْ تُعْقَدِ
مَغمُوسَةٌ في النّصرِ، تجدو عن يدٍ
مَمْلُوءَةٍ ظَفَراً، تَرُوحُ وَيَغتَدِي
بَثَّ الفَوَائِدَ في الأبَاعِدِ وَالدُّنَى،
حتّى تَوَهّمْنَاهُ مَخْرُوقَ اليَدِ
يُعطي على الغَضَبِ المُتَعتِعِ، وَالرّضَا،
وَعلى التّهَلّلِ، وَالعُبُوسِ الأرْبَدِ
كالغَيْثِ يَسقي الخابطينَ بأبيَضٍ
مِنْ غَيْمِهِ، وَبأحْمَرٍ، وَبأسْوَدِ
يَستَقصِرُ اللّيلَ التّمامَ، إذا انتَحى
بالخَيلِ ناحيَةَ العَدُوّ الأبْعَدِ
لا ناهلَ الأجفانِ، إنْ كانَ الكَرَى
خِمْساً لِصَادِيَةِ العُيُونِ الوُرّدِ
ما ضَرّ أهْلَ الثّغْرِ إبْطَاءُ الحَيَا
عَنهُمْ، وَفيهِمْ يوسفُ بنُ مُحمّدِ
يَسَلُونَهُ، فَيكُونُ نَائِلُهُ الغِنى،
وَيُقَصّرُونَ عَنِ السّؤالِ، فيَبتَدي
إنْ ساسَهُمْ حدث، فساعَةُ رَأيِهِ
كالدّهرِ، جَدّ الدّهرُ أوْ لم يَجدُدِ
بادي سَماحٍ، غارَ في وَادي النّدَى
لَهُمُ، فأنجَدَ في العَلاءِ المُنجِدِ
وَنَضَا غِرَارَيْ سَيْفِهِ لِيُوَقّيَا
طَرَفَيْهِم عِنْ كلّ خَطبٍ مُؤيِدِ
فكَفَاهُمُ فِسْقَ المُوَحِّدِ أنْ سَعى
فيهِمْ بإلإصلاح، وَشِرْكِ المُلحِدِ(29/260)
أوَما سَمِعْتَ بيَوْمِهِ المَشْهُودِ في
لُكّامِهِمْ إنْ كُنتَ لَمّا تَشْهَدِ
يَوْمَ الزَّوَاقيلِ الّذينَ تَقاصرتْ
أعمارُهُمْ، فتَقَطّعَتْ عَنْ مَوْعِدِ
شَهَرُوا عَلى الإسْلامِ حَدّ مَناصِلٍ،
لَوْلا التِهابُ حُسامِهِ لَمْ تُغْمَدِ
وتَوَقّدُوا جَمراً، فَسَالَ عَلَيهِمِ
مِنْ بَأسِهِ سيل الغَمَامِ المُزْبِدِ
حُمْرُ السّيُوفِ، كأنّما ضربت لهمْ
أيدي القُيُونِ صَفائحاً مِن عَسجَدِ
وَكأنّ مَشيَهُمُ، وَقد حملوا الظُّبا،
مِنْ تحتِ سَقفٍ بالزّجَاجِ مُمَرَّدِ
مَزّقْتَ أنْفُسَهُمْ بقَلْبٍ وَاحِدٍ،
جُمِعَتْ قَوَاصِيهِ، وَسَيفٍ أوْحَدِ
لمْ تَلْقَهُمْ زَحْفاً، وَلكِنْ حَملَةً
جاءَتْ كضَرْبَةِ ثَائِرٍ لَمْ يُنْجَدِ
في فِتْيَةٍ طَلَبُوا غُبارَكَ، إنّهُ
كَرَمٌ تَرَفّعَ مِنْ طَرِيقِ السّؤدَدِ
كالرّمحِ فيهِ بِضْعَ عشرَةَ فِقْرَةً،
مُنْقَادَةً خَلْفَ السِّنَانِ الأصْيَدِ
أطفأتَ جَمرَتَهُمْ، وَكانتْ ذا سنا
وَالعُمْقُ بَعضُ حَرِيقِها المُتَوَقِّدِ
وَالنّارُ، لَوْ تُرِكَتْ على ما أذكيت
مِنْ خَلْفِها وَأمَامِهَا، لَمْ تَخْمَدِ
وَقَعَدْتُ عَنكَ، وَلوْ بمهجَةِ آخَرٍ
غَيرِي، أقُومُ إلَيهِمِ لَمْ أقْعُدِ
ما كانَ قَلبك في سَوَادِ جَوَانحي،
فأكونَ ثَمّ، وَلا لساني في يَدِي
وَأنا الشّجاعُ، وَقد بدا لكَ مَوْقِفي
بعَقَرْقَسٍ، وَالمَشْرَفِيّةُ شُهّدِي
وَرَأيتَني، فرَأيتَ أعْجَبَ مَنظَرٍ،
رَبَّ القَصَائدِ في القَنَا المُتَقَصِّدِ
طَائِيُّكَ الأدْنَى أسَاءَ إسَاءَةً
في أمْسِهِ المَاضِي، وَأحسنَ في غَدِ
فاسلَمْ سَلامةَ عِرْضِكَ المَوْفورِ منْ
صَرْفِ الحَوَادِثِ، وَالزّمانِ الأنكَدِ
فلَقَدْ بنَيْتَ المَجدَ حتّى لوْ بَنَتْ
كَفّاكَ مَجْداً ثانِياً لَمْ تُحْمَدِ
وَجَعَلْتَ فِعْلَكَ تِلوَ قَوْلِكَ قاصراً
عُمْرَ العَدُوّ بهِ، وَعُمْرَ الموْعِدِ
وَمَلأتَ أحْشَاءَ العَدُوّ بَلابِلاً،(29/261)
فارْتَدّ يَحسُدُ فيكَ مَنْ لمْ يَحسُدِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قد زرتَ ليلة َ هوَّمْنا على العيسِ
قد زرتَ ليلة َ هوَّمْنا على العيسِ
رقم القصيدة : 24790
-----------------------------------
قد زرتَ ليلة َ هوَّمْنا على العيسِ
ونحنُ نَطوي الفَلا من غيرِ تَعريسِ
زيارة ً إنْ تكنْ زَوراً فقد نفعتْ
و نفستْ من خناقٍ أيَّ تنفيسِ
و متعة ٍ لم يسرْ فيها الملامُ ولا
أطيعَ أمرٌ بها يوماً لأبليسِ
أمسكتُ نفسي بها والهمُّ يخفزها
وبائراً لا يزالُ الدَّهرَ يُخْملُه
ماذا أردتَ بما أوْلَيْتَنِيهِ فقدْ
أنِستُ من جَزْعِ وادٍ غير مأنوسِ
و كيفَ عاجَ شبابٌ لا ازوارَ به
و لا اعوجاجَ على شيبٍ وتقويسِ
وماظننتُ طَليقاً ماله أرَبٌ
يأتي بجنحِ الليالي ربعَ محبوسِ
حلفتُ بالبيت ملقى اللائذين به
هناك ما بين تسبيحٍ وتقديسِ
أتوه مثرية ً ذنباً أكفهمْ
وفارقوهُ بأَيْمانٍ مَفاليسٍ
والمَوْقِفَينِ ماضَحَّوا على عجلٍ
عن الجمارِ من الكوم المقاعيسِ
وما أَراقوهُ من جاري دمٍ بمنًى
و انشروا من نجيعٍ ثمَّ مرموسِ
للمالُ أبذلهُ للطالبين له
جزءٌ منَ المالِ مَغْموماً به كيسي
و الذكرُ مني وإنْ رحلتُ تنقله
نجوى الرجال وأسطارُ القراطيس
وإنْ بقيتُ فلِلْعَلْياءِ أركبُها
والمجدِ مابينَ تَصبيحٍ وتَغليسِ
و للمآرب والحاجات أبلغها
في المأثُراتِ على رُغم المعاطيسِ
و إنْ هدمتُ كما شاء العدا بردى ً
فما تهدم بنياني وتأسيسي
وإنْ فُقِدْتُ فلم يُفقَدْ كما علموا
قَهري الأساوِدَ والآسادَ في الخِيس
فليس تعريسُ من يرمى به قدرٌ
قعرَ الحفيرة ِ إلاّ كالتّعاريسِ
وما حنينِيَ إلاّ للعلاءِ إذا
حنَّ الرِّجالُ إلى هذي الطّراميسِ
و سيرتْ سيرتي صحفُ الرواة وكم
منَ الأحاديثِ مُلقى ً غيرَ مَطروسِ
أغدو وعِرْضيَ مَحروسٌ بلا أَمَلٍ
يسمو إليه وما لي غيرُ محروسِ
عزَّ الذي لا يبالي أين مسكنه
و لا يفرق بين الخفضِ والبوس
يا للرجال لهمٍّ بات يصحبني(29/262)
أنَّى أقمتُ وفي سَيري وتَعريسي
كأنَّني راكبٌ منه على حَذَرٍ
قَرا طريقٍ خفيِّ الأثْرِ مطموسِ
لم يُعْيِني بعدَ أنْ أعيا الرِّجالَ معاً
من بين شمٍّ كنجم الأفق أشوسِ
ولم يَرُعْني وقد راعتْ صواعقُهُ
وسْطَ العرينة ِ أحشاءَ العنابيسِ
ولامزيَّة َ لولا ما يجيءُ بهِ
فضلُ الفتى بين مسعودٍ ومنحوس
ولم أكنْ قبلُ في فضلٍ بمتَّبعٍ
و لم أكنْ قطُّ في حيًّ بمدموسِ
سَلْ عن ضرابي وعن طعني لدَى رَهَجٍ
والسُّمرُ تتركُ في كفيِّ نحورَهُمُ
و السمرُ تترك في كفي نحورهمث
مقسومة ً بين معضوضٍ ومنهوسِ
و البيضُ تسمعُ في هام الرجال وفي
أعضائهمْ مثلَ أصواتِ النَّواقيسِ
جاءوا صحاحاً بلا جرحٍ ولا أثرٍ
ثمّ انثنوا بين مضروبٍ ومدعوسِ
و إنني كلَّ من شاغبتُ أفرسهُ
و لم أزلْ في الأعادي غيرَ مفروسِ
لا أوحش اللهُ مني كلَّ مضطجعٍ
منَ الفخارِ ولارَحْلي ولاعِيسي
و لا رأتني عينٌ قط مرتدياً
عاراً ولا كان كم شنعاءَ ملبوسي
بخستُ دون الورى ظلماً وما نظرتْ
عينايَ ذا مأثراتٍ غيرَ مبخوسِ
وقد قبستُ جميلاً دونَهُمْ بيدي
و أيُّ خيرٍ لفضلٍ غير مقبوسِ ؟
كن مالكاً قممَ الساداتِ كلهمُ
أوْ لا ، فكن مفرداً في قمة ِ القوسِ
إنْ كان بيتك خلواً لا جميلَ به
فإنَّ بيتيَ منه غيرُ مكنوسِ
وإِنْ تكنْ في مَلامِ القومِ مُنْغمساً
فإنَّني في ملامٍ غيرُ مغموسِ
و إنْ توقفتَ عن مغنى العلا فعلى
وادي الفضيلة ِ تَوقيفي وتحبيسي
و ما دنستُ بعارٍ في الرجال وما
لمسُ الكواكب إلاّ دون تدنيسي
لا تسكنني وكيسي أنتَ تعرفهُ
إلاّ جوارَ المناجيب الأكاييسِ
كأنَّ أوجُهَهُمْ من نورها غَصَبَتْ
ضوءَ الصباح وأنوارَ المقاييسِ
ولاتُعجْ بي على وادي الخمولِ ولا
شِعْبِ اللّئامِ وأجزاعِ الضَّغابيس
فليس منك جميلاً أنْ تجاورَ بي
معَ الطّهارة ِ أبياتَ الأراجيسِ
لولاي لم يهتد الأقوام كلهمُ
سبلَ الكلامِ ولا طرقَ المقاييسِ
درستُهُ فهْوَ مِلءُ العين تُبصرُه(29/263)
غضَّ النَّواحي جديداً غيرَ مدروسِ
وبتَّ أُوضحُهُ حتّى جعلتُ بما
كشفتُ ما كان مظنوناً " كمحسوس "
فما مشوا فيه إلاّ تبعاً أثرى
و لا جنوا غيرَ أشجاري ومغروسي
و كان من قبل أن محضتُ صفوتهُ
مُرِّدداً بينَ تلبيسٍ وتدليسِ
و بائراً لا يزال الدهرَ " حليتهُ "
" وعاثرَ الحظّ " لولا فرطُ تحبيسي
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لا تَسَتعِنْ أبداً بمنْ
لا تَسَتعِنْ أبداً بمنْ
رقم القصيدة : 24791
-----------------------------------
لا تَسَتعِنْ أبداً بمنْ
يحتاجُ منك إلى معونَة
وافزعْ إلى نصرِ الّذي
نَصَر الأنامَ بلا مَؤُونَهْ
وإذا وفَى لك بالمرا
دِ فلا تكنْ أبداً خؤونهْ
فجهاتُ من لبس التّقى
محروسة ٌ فيه مَصونَهْ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قلْ للألي أطعموني في وصالهمُ
قلْ للألي أطعموني في وصالهمُ
رقم القصيدة : 24792
-----------------------------------
قلْ للألي أطعموني في وصالهمُ
حتَّى طمعتُ فأَلقوني على الياسِ
وقد غُرِرْتُ بهمْ دهراً بلا سَببٍ
و أغبنُ الناسِ من يغترّ بالناسِ
همْ عوَّضونيَ هَجراً من مُواصلة ٍ
وأَبدلونيَ إيحاشاً بإيناسِ
ولو علمتُ بمالي في صُدورهُمُ
قطعتُ منهمْ قُبيلَ اليوم أمراسي
فما قرعتُ لهمْ باباً لأدخلهُ
ولارفعتُ إليهمْ مرَّة ً راسي
لكنْ جنيتُ على نفسي بذاك وكم
تجنى اليدان على العينين والراس
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> بأبى زائراً أتانى َ جنحاً
بأبى زائراً أتانى َ جنحاً
رقم القصيدة : 24793
-----------------------------------
بأبى زائراً أتانى َ جنحاً
لا وداداً منه فعنّى ومنّى
زادَه ضِنَّة ً بموضعهِ الما
لكِ قلبي بُخلاً عليَّ وضَنّا
لم ينلنى شيئاً وعند رقادى
أنّه جاءني فأغنَى وأقنَى
صَدَّ صُبحاً والعينُ منِّيَ يَقْظَى
وسرى واصلاً وعينى َ وسنى
وجفا بالنَّهار من بعد أنْ خُيْـ
ـيِلَ لي أنّه أتانيَ وَهْنا
زورة ٌ ما درى بها ذلك الزّا
ئرُ ربعى فكيف يوجب منّا ؟(29/264)
هو لاهٍ عنها وما بتُّ فيه
لم يحطهُ علماً ولم يكُ ظنّا
فهى َ تعليلة ٌ لصبٍّ عليلٍ
أوْ خداعٌ يهدى لقلبى المعنّى
فهى مثلُ السّراب أو مثلُ لفظٍ
" ماله حاصلٌ " ولا فيه معنى
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أأبا الحسينِ كفيتَ ما بعد الردى
أأبا الحسينِ كفيتَ ما بعد الردى
رقم القصيدة : 24794
-----------------------------------
أأبا الحسينِ كفيتَ ما بعد الردى
فلقد قضيتَ ردى ً برغم معاطِسِ
ما دار في فكري فراقك هكذا
دون الأنام ولا جرى في هاجسي
وذخرتُ منك مودَّة ً فسُلِبْتُها
والدَّهرُ مشغولٌ بسلبِ نَفائسي
ما كنتَ من جِنسي ولامن أُسرَتي
و لنتَ بالودّ الصحيح مجانسي
صانعتُ فيك معاشراً وكتمتهمْ
وجدي عليك وصبوتي ووساوسي
وحبستُ دمعي أنْ يسيلَ تجمُّلاً
لو كان دمعٌ لا يسيلُ لحابسِ
ولقد لبستَ منَ الزَّمان جلالَهُ
وجلستَ منه في أعزِّ مجالسِ
وحكمتَ في الملكِ الذي ماحَكَّموا
فيه سوى ماضي العزيمة ِ سائسِ
و رأيت دونك كلَّ ذي " خيرية ٍ "
سامي البنية ِ في علاً متشاوسِ
وفرجتَ بالآراءِ ضِيقَ شديدة ٍ
و محوت بالأضواء ضيقَ حنادسِ
و ضربت بالأسيافِ كلَّ مسايفٍ
و دعستَ بالأرماحِ كلَّ مداعسِ
ورددتَ ذا لَجَبٍ يضيقُ به الفَلا
ملآنَ مِن جُنَنٍ له وقوانسِ
وأريتَ أنَّ فوارساً في طيَّة ٍ
بالطعن في اللبات غيرُ فوارسِ
وإذا أناسٌ نافسوك وقدّروا
أن يلحقوك فضحتَ كلَّ منافسِ
أو ناضلوك فَضَلْتَهُمْ بصوائبٍ
أو زاحموك زحمتهمْ بقدامسِ
وركبتَ كلَّ مُطاوعٍ مُتعطِّفٍ
لما ابتلوا بروافسٍ وشوامس
وإذا اختبرتَ ففي الزَّمانِ أكايسٌ
حازوا الكمالَ وفيه غيرُ أكايسِ
في كلَّ يومٍ لي حميمُ مودة ٍ
أعطيهِ من فَقْدٍ يمينَ الرَّامِسِ
وأصونُهُ بالتُّربِ والتُّربُ الذي
فيه أكفُّ دوارسٍ وكوامسِ
وأودُّ أنِّي بعدَ ذاك لقيتُهُ
لو يلتقي حيٌّ بميتٍ دارس
و غذا رجعتُ رجعتُ صفراً " يائساً "
عن مُقفرٍ من كلِّ شيءٍ يابسِ
و هو الزمانُ فعبرة ٌ لمغفلٍ(29/265)
أَطوارُهُ أو ضُحكة ٌ للعابِسِ
أيردُّ ما أعطاك غيرَ ملبثٍ
من بعد أن أعطاك غيرَ مماكسِ ؟
و غذا نجونا من خطوبِ ملمة ٍ
- عرضت لنا - تأتي نيوبُ نواهسِ
أين الألى حلوا السماءَ وعارضوا
زُهْرَ النُّجومِ مقابساً بمقابسِ
فاستفرشوا الكرمَ المبرَّ على الورى
عَفْواً مكانَ نمارِقٍ وطَنافِسِ
و سرى لهمء ذكرٌ ذكيٌّ عرفهُ
شرقاً وغرباً في ظهور عرامسِ
و كأنّ أوجههمْ بحسنٍ صقلتْ
قُضُبُ الوغَى مصقولة ٌ بمداوسِ
من كلّ ممتعضِ الحمية ِ آنفٍ
ذي مارنٍ في الذُّلِّ ليس بعاطسِ
أخنى الزمانُ عليهمُ وسقاهمُ
كأسَ الحمامِ فما ترى من نابسِ
فكأنهمْ عصفٌ تحكمُ غدوة ً
و عشية ً فيه هبوبُ روامسِ
كانتْ ديارُهُمُ نهاراً مُشرقاً
فالآن عُدْنَ كجُنحِ ليلٍ دامِسِ
و برغمهمْ من بعد أن سكنوا الذرا
سكنوا بطونَ صفاصفٍ وبسابسِ
لا زال قبرك يا محمدُ مفهقاً
من كلِّ منهمِرِ السَّحائبِ راجِسِ
صخبِ الرعودِ كأنما أجراسهُ
صبحاً وإمساءً زئيرُ عنابسِ
وإذا القبورُ دُرِسْنَ يوماً فليكُنْ
قبرٌ به وسِّدْتَ ليسَ بدارسِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا منْ قُرِنتُ به على
يا منْ قُرِنتُ به على
رقم القصيدة : 24795
-----------------------------------
يا منْ قُرِنتُ به على
رغمى فصرتُ له قرينا
وشريتُه لمّا غُرِرْ
تُ فلم يكن عِلْقاً ثَمينا
وظننتُ أنِّي غابنٌ
فيه فكنتُ به غَبينا
لمّا خبرتك لم أجدْ
شيئاً أكون به ضنينا
وإذا جعلتُكَ قُرَّة ً
للعين أسخَنْتَ العيونا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قد كانَ لي غَلَسٌ لافجرَ يمزِجُهُ
قد كانَ لي غَلَسٌ لافجرَ يمزِجُهُ
رقم القصيدة : 24796
-----------------------------------
قد كانَ لي غَلَسٌ لافجرَ يمزِجُهُ
فالآنَ فجري بلا شيءٍ منَ الغَلَسِ
قالوا : تسلَّ فشيباتُ الفتى قبسٌ
فقلتُ: ذاك، ولكنْ شرُّ ماقبسِ
و زارني لم أردْ منه زيارتهُ
شَيبٌ ولم يُغنِ أعواني ولاحرسي
يضيءُ بعدَ سوادٍ في مطالعِهِ(29/266)
لفاغرٍ من ردى الأيامِ مفترسِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قل لقومٍ شنّوا المعاتبَ منهمْ
قل لقومٍ شنّوا المعاتبَ منهمْ
رقم القصيدة : 24797
-----------------------------------
قل لقومٍ شنّوا المعاتبَ منهمْ
فى الأحاديث شأمة ً ويمينا :
لم تنيلوا شيئاً ففيمَ شمختمْ ؟
وعهدنا ذا النّيلِ يشمخ فينا
إنَّ كِبْرَ الفتَى ولا فضلَ فيهِ
عندَ أهل النُّهَى يكونُ جنونا
ـرُكُهُ النّاسُ
كلُّهم فاتركونا
في غدٍ يرجعُ الغنيُّ فقيراً
وهزيلاً مَن كانَ ليسَ سمينا
لم يكن من شراكمُ وتدلّسـ
ـتمْ على ناظريهِ إلاّ غنينا
وظننّا بكمْ جميلاً ولكنْ
" أكذبتْ " منكمُ السّجايا الظّنونا
وَوَرَدْنا فلم تكونوا مَعيناً
وهززنا فلم تكونوا غُصونا
ما رأينا منكمْ وأنتم على أفْـ
ـضلِ ما تبتغون إلاّ مَهِينا
عبقاً بالقبيح ما كانتِ السّو
آت إلاّ موسّماً مزنونا
لم يكن للدّفاعِ حصناً حريزاً
لا ولا في البِياعِ عِلْقاً ثمينا
وخصالاً إذا تؤمّلنَ كانتْ
مسخناتٍ " قلوبنا " والعيونا
ووجوهاً بيضاً فإنْ سُئِلوا الخَيْـ
ـرَ وما هنَّ أهلُهُ عُدْنَ جُونا
عَجَزوا مُعظمَ الزّمانِ، فلمّا
قدروا بعد عجزهمْ ظلمونا
وتراهمْ عن كلّ خيرٍ نكولاً
وعلى الشّرِّوحده قادرينا
ليس وعدٌ منهمْ وإن غِلطُوا بالـ
ـوعدِ يوماً كانوا له ماطلينا
وهُمُ الواجدون حتى إذا ما
سئلوا الرّفدَ أصبحوا عادمينا
نتمنّى من لُؤْمِهِمْ أنَّهمْ لم
يرفدونا وأنّهمْ حرمونا
والذى ذاق مرّهمْ يتمنّى
بدلاً منه أن يذوق المنونا
أرنى منهمُ وخذ مهلة طو
لَ مدى الدَّهرِ واحداً مأمونا
وقريناً أكون فرداً فأرضا
هُ أنيساً لِوَحْشَتي وقَرينا
كلُّ مَنْ قرَّبوه قرَّبَ نَهْداً
هَرَباً منهُمُ وإلاّ أمونا
لا ولا ناكثاً لبَيْنٍ ثنايا
هُ ولا قارعاً لبُعْدٍ جَبينا
وإذا ما جُفونُنا سِلْنَ حُزْناً
لنواكمْ فلسنَ منّا جفونا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> كم ذا تطيش سهامُ الموتِ مخطئة ً(29/267)
كم ذا تطيش سهامُ الموتِ مخطئة ً
رقم القصيدة : 24798
-----------------------------------
كم ذا تطيش سهامُ الموتِ مخطئة ً
نَحري وتُصمي أخلاّئي وأَخداني
ولو فطنتُ وقد أردى الزّمانُ فتًى
علمتُ أنَّ الذي أصماهُ أصماني
وكيفَ تَبقَى حُشاشاتٌ تُقَلِّبها
فى كلّ يومِ يدا غرثانَ ظمآنِ ؟
أم كيف نأمل أنْ يبقى امرؤٌ أبداً
يفدي منَ الموتِ إنساناً بإِنسانِ؟
سودٌ وبيضٌ من الأيّامِ لونهما
لا يستحيلُ وقد بدّلنَ ألوانى
هيهاتَ حُكِّمَ فينا أزْلَمٌ جَذَعٌ
يُفني الورى بينَ جُذعانٍ وقُرحانِ
فلا حميمٌ لنا يُبقي الحِمامُ بهِ
ولاجديدٌ لنا يُبقي الجديدانِ
يعطى العطيّة َ تتلوها رزيّتها
ويطعمُ الشّهدَ ممزوجاً بخطبانِ
وربَّما حُرِمَ الرِّزقَ الحريصُ وقد
أنضى المطيَّ ووافَى منزلَ الوَاني
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> فجعة ٌ ما احتسبتها فى زمانى
فجعة ٌ ما احتسبتها فى زمانى
رقم القصيدة : 24799
-----------------------------------
فجعة ٌ ما احتسبتها فى زمانى
نادَمَتْ بي غرائبَ الأحزانِ
وأشدُّ الخطوب عُنفاً بنفسٍ
ما أتى بغتة ً بغيرِ أوانِ
أيُّها الآخذي بشأنِ التسلِّي
جلَّ مابي عن طاعة ِ السُّلْوانِ
رُمْتَ عَذْلي وأنتَ تجهلُ مابي
وفؤادي مستيقِنٌ ما عَناني
خلجتْ فى ببغاءَ نبوة ُ دهرٍ
مُولَعٍ بالنَّفيسِ من أثماني
بعثَ الدّهرُ نحوَها يدَ شخصٍ
مزعجِ الكيدِ ثائرِ الأضغانِ
غالها فرصة ً وما الغافلُ الوسـ
ـنانُ كُفْواً للرّاصِدِ اليقظانِ
لو أتى معلناً بيوم ركاها
لانثنى غانماً من الحرمانِ
أمكنتهُ حشاشة ً طالما خا
بَتْ لديها وسائلُ الإمكانِ
صدّها الحينُ عن تعاطى حذارٍ
منه والحينُ عقلة ُ الأذهانِ
إنْ تكنْ عُوجِلَتْ فما مُهلة ُ المُر
جى على سنّة ِ الرّدى بأمانِ
ذاتَ جسمٍ يَحْكي الزَّبَرْجَدَ قدْ نِيـ
ـطَتْ ذُراهُ بمِنْسَرٍ مَرْجاني
وخَوافٍ قد فارقتْ لونَها الأظـ
ـهرَ فيها بمنظرٍ أُرجُواني(29/268)
غضّة ُ اللّونِ تبصرُ العينُ منها
روضة ً أخْمَلَتْ بلا بُستانِ
تُرجعُ القولَ كالصَّدى في أقاصي
درجاتِ الإفصاحِ والتِّبيانِ
تمحضُ الصّدقَ إنْ أجابتْ سؤولاً
وهى َ خلوٌ من فهم تلك المعانى
لا استقلَّتْ من بعدِ فقدِكِ وَرْقا
ءٌ تبكّى الدّجى على الأغصانِ
شعراء الجزيرة العربية >> حامد زيد >> تزعلين وتقعدين
تزعلين وتقعدين
رقم القصيدة : 248
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
عافت الشمس المدينة وأعلنت وقت الزوال
رغبةٍ للنوم منها مع عيون الناعسين
أبعدت من يوم شافت بالسما ضيّ الهلال
كنّها كانت تهزّا بالهلال وتستهين
كفكفت صبح التلاقي من ورا روس الجبال
واستخارتني وراحت وابعدت عن كل عين
وانتي أخطيتي خطاها وانعزلتي بالوصال
ولا رحلتي من سكات ولا وعدتيني تجين
عشت عمري بالمحبة في سبيل الاحتمال
وانتي تعيشين عمرك ( تفرحين وتجرحين )
من غرورك في جمالك ما عطيتيني مجال
وأدري إنك تفهميني لو بغيتي تفهمين
كيف أشوف الشمس تشرق بالسما وانت ظلال ؟
ومن يعيش بوسط غارٍ للذياب الجايعين ؟
كنت أحسب الكره زايل والجفا لو ( طال زال )
ولا بديتي بالغرام ولا بقى فيني حنين
أشهد إني ما خطيت ولا نويت الانعزال
وما خدعتك في غرامي لين شفتك تخدعين
اصدقي بالوعد مرة لي ولو فيها سؤال
من عرفتك ما أذكر إنك توعدين وتصدقين
كنت أشوفك من عيونك تأمرين أقوى الرجال
والله إني قبل أعرفك ما هقيتك تخضعين
كنت أشوفك تبعدين وقلت من باب الدلال
وإن بعدتي عن عيوني قلت باكر ترجعين
كنتي أكثر في عيوني من عدد وبل الخيال
وين أنا ما الد وجهي كنت أشوفك تضحكين
وإن بغيت أصد عنك من ( يمين ومن شمال )
ما قوت عيني تلفّت ( لا شمال ولا يمين )
عاشقٍ والعشق بلوى وأشهد إن الحال حال
ولا تركتي رحمة الله ولا عرفتي ترحمين
وأدري إنك في غرامي للأسف نلتي منال
افترقنا في دقايق والسبب لعنة لعين
حبك أشبه في غرامي ( بالوصال الانفصال )(29/269)
ويلعب الخفاق لعبة كبرياء الخاضعين
بالهوى ماهي غريبة نكبة عيال الحلال
ولاني أول من يصون ولا انتي آخر من يهين
الصداقة في عيون الناس منفى للعدال
وكان ردّت للصراحة كلبونا مذنبين
المحبة شبه زالت والصداقة لاتزال
بس أببقى في عيونك ( حامد ) اللي تعرفين
علّميها يا قصيدة واضربي فيني مثال
عرفيها بالبداوة في طباع الأولين
علّميها كيف نصنع صبرنا والاحتمال
علّميها كيف نفلح بالعمل ( دنيا ودين )
علّميها في سوالف حلّنا والارتحال
علّميها كيف نظهر جورنا للجايرين
علّميها يا دقايق ، علّميها يا ليال
علّميها يا عصور وعلّميها يا سنين
إن عشقنا ما بغينا غير عشقٍ بالحلال
وإن نوينا ما لفينا كود ناس طيبين
كاملينٍ في عطانا بس لله الكمال
والرجل فينا غرامه لو يعين ويستعين
ابدويٍ ما يقوده للردّى شد الحبال
يعسف اليدّ الشحيحة للعطا حتى تلين
همنا فعل الرجولة رمزنا لبس العقال
وانتي المكياج كله صار في وجهك سجين
عندك المكياج موضة تحسبين إنه جمال
صار همك في حياتك تكشخين وتطلعين
والا أنا قلبي بقى لي بالمحبة راس مال
والله اللي مبتليني بالهوى والله يعين
إن بغيت أعشق أبالقى كثر حبّات الرمال
لكن انتي لو بغيتي صعب مثلي تعشقين
قلت لك كل الصراحة وأختم أطراف الجدال
وإن زعلتي من كلامي ( تزعلين وتقعدين )
العصر العباسي >> البحتري >> قل للخيال إذا أردت فعاود
قل للخيال إذا أردت فعاود
رقم القصيدة : 2480
-----------------------------------
قُلْ للخَيالِ، إذا أرَدتَ، فعَاوِدِ،
تُدْنَ المَسَافَةُ من هَوًى مُتَباعِدِ
فلأنْتَ في نَفِسي، وإنْ عَنّيْتَني
وَبَعَثْتَ لي الأشجانَ، أحْلَى وافدِ
باتَتْ بأحْلامِ النّيامِ تَغُرُّني
رَوْدُ التّثَنّي، كالقَضِيبِ المائِدِ
ضَاهَتْ بحُلّتِهَا تلهب خَدّهَا،
حتّى اغتدتْ في أرْجُوَانٍ جاسِدِ
لتَجُدْ أهاضِيبُ السّحابِ على اللّوَى،
وَعلى تَنَاضُرِ نَبْتِهِ المُسْتأسِدِ(29/270)
كانَ الوِصَالُ بُعَيْدَ هَجرٍ مُنقضٍ
زَمَنَ اللّوَى، وَقُبَيْلَ بَينٍ آفدِ
ما كانَ إلاّ لَفْتَةً مِنْ نَاظِرٍ
عَجِلٍ بها، أوْ نَهْلَةً مِنْ وَارِدِ
هلْ أنتَ من برج الصّبَابَةِ عاذري،
أمْ أنْتَ من شكوى الصّبَابَةِ عائِدي
شَوْقٌ تَلَبّسَ بالفُؤادِ دَخيلُهُ،
والشّوْقُ يُسرِعُ في الفؤادِ الوَاجِدِ
قَصَدتْ لنَجرَانِ العِرَاقِ رِكابُنا،
فطْلُبْنَ أرْحَبَها، مَحَلّةَ ماجِدِ
آلَيتُ لا يثنَينَ جِدّاً صَاعِداً
في مَطلَبٍ، حتّى يُنَخنَ بصَاعِدِ
خِرْقٌ أضَافَ إلَيهِ عَلْتا مَذحِجٍ،
حَسَبٌ تَنَاصَرَ، كالشّهابِ الوَاقِدِ
كسب المحامد في زمان لم يبت
راجي الصريفيين فيه بحامد
أيْهاتِ يَلْحَقُ من غُبارِكَ لمحةً،
وَلَوَ أنّ في يَدِهِ عِنَانَ الذائِدِ
رَغبتْ بنَفسكَ عن خَساسةِ نَفسِهِ،
شِيَمٌ رَغِبْنَ بمُخلدٍ عن خالِدِ
وَيَرُدُّ غَرْبَ مُساجليكَ، إذا غَلوا،
سَعْيٌ أطَلْتَ بهِ عَنَاءَ الحاسِدِ
جَهِدُوا على أنْ يَلحقوكَ، وأفحشَ الـ
حِرْمانِ يُقْدَرُ للحَرِيصِ الجاهِدِ
نبهت ديوان الضياع وقد علت
أسبابه سنة الحسير الهاجد
بصَرِيمَةٍ، كالسّيفِ هَزّ غِرَارَهُ
ماضِي الجَنانِ بهِ، طَوِيلُ السّاعِدِ
وإذا قَسَطْتَ على العَزِيزِ، صَغَا به
ذُلٌّ إلَيْكَ، وَطاعَ غَيرَ مُعانِدِ
وَإذا طَلَبْتَ الفَيْءَ طِيرَ بِقَائِمٍ
مِمّنْ تُطَالِبُهُ، وَقِيمَ بقاعِدِ
لله أنْتَ ضِيَاءُ خَطْبٍ مُظْلِمٍ،
حتّى انجَلى، وَصَلاحُ أمرٍ فاسِدِ
كمْ نِعْمَةٍ لكَ لمْ تخَلْها تُلتَوي،
باتَتْ تُقَلْقَلُ طَوْعَ بَيْتٍ شارِدِ
سَيّرْتَ عاجِلَ ذِكْرِها بغَرَائِبٍ،
يَطْلُبنَ قاصِيَةَ المَدَى المُتَبَاعِدِ
وأرَى المُقِرَّ بِنعْمَةٍ ما لمْ يَسِرْ
في النّاسِ حُسنُ حديثِها كالجاحِدِ
لي ما عَلِمتَ من اتّصالِ مَوَدّةٍ،
وَمُقَدَّمَاتِ رَسائِلٍ، وَقَصَائِدِ
وأقَلُّ ما بَيني وَبَيْنَكَ أنّنَا
نَرْمي القَبَائِلَ عَنْ قَبِيلٍ وَاحِدِ(29/271)
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> حتّامَ ذمِّي عندكمْ أزماني
حتّامَ ذمِّي عندكمْ أزماني
رقم القصيدة : 24800
-----------------------------------
حتّامَ ذمِّي عندكمْ أزماني
وبحبِّكمْ طرقَ الزّمانُ جَناني؟
تالله ما أنصفتمُ فى حبّكمْ
فرداً وأنتمْ والغرامُ اثنانِ
لو أنّ هذا الحبَّ يظهر شخصهُ
لدخلتُ في أحشائهِ بسِنانِ
لكنَّه يرمي القلوبَ ويتَّقي
بسوادِها من أسهمِ الشُّجعانِ
يا ليتَ شعرى كيف يثأر عاشقٌ
وعدوّه فى موطنِ الأخدانِ ؟
يا مَن يغيرُ على المحبِّ بقلبهِ
ألاّ انفردتَ له من الأعوان ؟
لو كانَ ذاك لما انفردتَ بطائلٍ
ولعدتَ تسحب بردة َ الحرمانِ
وأنا الّذى راع اللّيالى بأسهُ
فشعارها من أسترِ الألوان
يلقَى الرَّدَى بعزيمة ٍ هو عندَها
والعيشُ إلاّ في الذُّرا سِيّانِ
سَلْ عنِّيَ الأبطالَ إذْ عمَّمْتُهمْ
بقواضبى بدلاً من التّيجانِ
تُخبِرْكَ عن نَصْلِ الفَراشِ رؤوسُهمْ
ونحورُهمْ تُنبيك عن خُرصاني
لا تأمنُ الأعداءُ منّى نجدة ً
ظفرى بهمْ يلقاهمُ بأمانى
يا عاذلى فى بذلِ نفسى للوغى
أنتَ الكفيلُ بعيشِ كلِّ جبانِ
إنَّ الرَّدى دَيْنٌ عليكَ قضاؤه
فاسمحْ به في أشرفِ الأوطانِ
من فات أسبابَ الرّدى يوم الوغى
لحقتهُ فى أمنٍ يدُ الحدثانِ
لو كانَ هذا الدَّهرُ يُنصفُ ساعياً
لوطئتُ منه مطالعَ الدّبرانِ
لا تأملنْ زمناً يؤلّف ورده
بين الأسودِ الشّوسِ والسّرحانِ
يعطى بنيهِ العيشَ لا عن صبوة ٍ
ويشلّهمْ عنه بلا شنآنِ
فمتى رأيتَ مجرِّراً أذيالَهُ
ناديته يا صاحبَ الأكفانِ
عندى له صبرٌ يردّدُ ريقه
في صدره وقذاهُ في الأجفانِ
ولطَالما جرَّعتهُ كأسَ الأسى
وجَدَحْتُها بأسنَّة ِ المُرّانِ
كن يا زماني كيف شئتَ فلن تَرى
شخصَ المذلّة ِ لائذاً بلُباني
ما كلُّ مَن تَلقَى يبيعُك عقلَه
ولَبَيْعُهُ من أكبرِ الخُسْرانِ
ألقيتُ عن قلبي السُّرورَ لفارغٍ
من همَّتي بغرورِه ملآنِ
ما عاقني سِرْبُ السُّرورِ، وإنَّما(29/272)
كبرُ النّفوسِ شبيبة ُ الأحزانِ
ومُبرَّإٍ من كلِّ ماشمل الورَى
ألقيتُ من ثِقَتي إليه عِناني
لمّا كساني حُلَّة ً من وُدِّهِ
أُنْسِيتُ سَلْبَ حَبائبي رَيْعاني
ما زلتُ أفحصُ في الورَى عن مثلهِ
حتّى ظفرتُ بمن أقول كفانى
طمحتْ إليه عينُ كلِّ رئاسة ٍ
لولاه ما نظرتْ إلى إنسانِ
لو شاء ما فاتَتْه أبعدُ رُتْبَة ٍ
يسعى إليها الخلقُ بالأجفانِ
لكنَّه نظرَ الممالكَ دونَهُ
فَزَها على السُّلطانِ مِن سلطانِ
سبقَ الكرامَ السّالفين إلى العُلا
والسَّبْقُ للإحسانِ لا الأزمانِ
يا مَنْ عَلا بي ظهرَ وَرْدٍ سابقٍ
لمّا رأى ذمّى إليه حصانى
إيّاك أنْ تفشى سريرة َ وذّنا
فيصدّنى عن قربك الملوانِ
ويمدّ صرفُ الدّهرِ نحوى طرفه
وهو الذي لولاكَ ليس يراني
هذا الذي ذكراهُ آنسَ ناظري
وهواهُ أوحشني منَ الأشجانِ
أُهدي إليه من كلامي أيِّمّا
لكنْ لها من مدحهِ بعلانِ
تتجاذبُ الخُطّابُ دونَ جَنائها
ويردُّ عنها أجملُ الفتيانِ
فتودُّ كلُّ جوارحى فى مدحه
أنْ كنَّ من شوقٍ إليه لساني
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> بربّك أيّها البرقُ اليمانى
بربّك أيّها البرقُ اليمانى
رقم القصيدة : 24801
-----------------------------------
بربّك أيّها البرقُ اليمانى
تكشّفْ لى بلمعك عن أبانِ
فَقِدْماً ما جَلَوْتَ عليَّ وَهْناً
شَماماً في صبيغة ِ أُرْجُوانِ
وكدْتَ وماشعرتَ بذاك منِّي
تَدُلُّ الطّالبين على مكاني
أرقتُ لضوءِ نارٍ منك تبدو
وتخبو في السّماءِ بلا دُخانِ
كما لَوَّحْتَ في ظلماءِ ليلٍ
إلى الأبطال في العَضْبِ اليماني
أراكَ إذا لمعتَ، وعن قليلٍ
تغيب فلا أراك ولا ترانى
وأرقُبُ منك خدَّاعاً لحِسِّي
مروقاً بالتّقلبِ عن عيانى
كأنَّك لاتُقِرُّ على طريقٍ
أخذتَ سناك من عهد الغوانى
وتخفق فى نواحى الأفقِ حتّى
كأنّك فى الوغى قلبُ الجبانِ
تخبُّ إلى َّ من بلدٍ بعيدٍ
منيعٍ لا تعلّقه الأمانى
وتذكرنى وبالك غيرُ بالى
ضلالاً ما تقدّم من زمانى(29/273)
وعيشاً كنتُ أجري فيه دهراً
إلى اللّذّاتِ مستلبَ العنانِ
إذا خطرتْ ملاحتهُ بقلبى
جَرى شوقاً إلى رؤياه شاني
إذ البيضُ الحسانُ إلى َّ ميلٌ
وإذْ وصلُ الغوانى فى زمانى
وإذْ أمسى وأصبحُ كلَّ يومٍ
على عُقَبِ الحوادثِ في أمانِ
زمانٌ كان لى فيه صحابٌ
كرامٌ من بني عبدِ المُدانِ
منَ النَّفَرِ الّذين أبَوْا إبائي
وقادوا في أزِمَّتِهمْ جِراني
ولفّوا شملهمْ بالشّملِ منّى
وكنت مدا الزّمان بغر ثانِ
ولولا أنّهمْ "حلفُ" الأعادى
وقونى من عداتى "ما عدانى "
يمسّهمُ الأذى قبلى ويعنى
جميعهمُ لعمرك ما عنانى
وتَلْقاهمْ يؤودُهُمُ احتياجي
ولايكفيهمُ لي ماكفاني
مَضَوْا لسبيلهمْ وبقيتُ فَرْداً
أَعضُّ على فراقهمُ بَناني
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> وسائلة ٍ لتعرفَ ما عَراني
وسائلة ٍ لتعرفَ ما عَراني
رقم القصيدة : 24802
-----------------------------------
وسائلة ٍ لتعرفَ ما عَراني
وما جرّتْ إلى َّ يدا زمانى
فقلتُ لها لو استمليتِ ما بى
لأملتهُ عليكِ غروبُ شانى
تعمَّدني زَماناً ريبُ دهري
فلمّا أنْ تعمّدنى رمانى
ولي مُتَزَحْزَحٌ عنه لوَ انِّي
أراهُ بناظِريَّ كما يراني
أقودُ إلى المقابرِ كلَّ يومٍ
على رغمي خبيئاً في جَناني
وأودعهُ على أنّى شفيقٌ
عليه كلَّ غبراءِ المَحاني
"مطمّسة ٍ" يضلّ المرءُ فيها
ضَلالَ العَصْفِ خرَّ من الفِنانِ
مُعَرَّسُ كلِّ مملوكٍ ومَلْكٍ
ومضطجعُ المكرّمِ والمهانِ
وفارقني بداهية ِ اللّيالي
حبيبٌ ما سلَوْتُ ولا سَلاني
فأُصبحُ فيه مجتمعَ الأماني
وأمسى حيث لا تأتى الأمانى
وقالوا : قد مرنتَ على الرّزايا
فقلتُ لهمْ: وما يُغني مِراني؟
وفى الأيّامِ مطرقة ٌ صموتٌ
تَقمَّصُ بالشّجاعِ وبالجبانِ
فهَبْها لم تكنْ جَذَمَتْ يميني
ألَيْستْ بالتي أوْهَتْ بَناني؟
وهبها لم تكن صدعتْ قناتى
أليْستْ بالتي ثلمَتْ سِناني؟
أَلا مَن عاذري من جارِ سوءٍ
إذا لم آتِهِ هَرَباً أَتاني
معانٍ فى الّذى يبغيهِ منّى(29/274)
وإنْ أربى ومدلولٍ مكانى
له أيدٍ بما أجنى عليه
ومالى بالذى يجنى يدانِ
أقدّره المسالمَ وهو حربٌ
وأحسبُهُ بعيداً وهْوَ دانِ
وتعدونى صوائبهُ لغيرى
وما أُعدي حميمي ما عَداني
فيا ليت الذي أقلاهُ منهُ
وأجفوه قلانى أوْ جفانى
تأملْ أنتَ أدرى اليومَ منّى
أَصِرْفٌ ما سقاني السّاقيانِ؟
وهلْ غنَّى ليَ العَصْرَانِ فيمنْ
هَوِيتُ بما سمعتُ ليُطرباني؟
وهلْ أحسستَ ي
ا حادي المطايا
عشيّة َ قلّص المحبوبُ عنّى
وقامَ بما كرهتُ النّاعيانِ
وقد أرعيتُ نطقي منك سَمعاً
فهل أنكرتَ شيئاً من بيانى ؟
فإنّى من ينال الخطبُ منه
فيأنف أنْ يفوه به لسانى
وغيرُ الذّودِ ملّكَ بعد خمسٍ
جِمامَ الماءِ قُعْقِعَ بالشِّنانِ
وصبراً بالّتى لا أتّقيها
بضَرْبي في الكريهة ِ أوْ طِعاني
ومن طَمَعٍ أُخادعُ مِنْ يقيني
على عَمْدٍ وأُكِذبُ من عِياني
وأضحى فى بنى الدّنيا مقيماً
وفى أيدى نوائبها عنانى
تلاعبُ بى الحوادثُ كلَّ يومٍ
وتُقْرِئني أساطيرَ الزَّمانِ
وبالزَّوْراءِ أحداثٌ بَناها
على الإعظامِ والإكرامِ بانِ
علونَ تقًى على شرفاتِ رضوى
وطلن علاً على هضبى ْ أبانِ
وهنَّ على العراقِ لمن يراها
وأفنِية ُ الإلهِ لها مَغانِ
فكم سببٍ لهنّ إلى العطايا
وكم بابٍ لهنَّ إلى الجِنانِ
وللأقوامِ تَطْوافٌ عليها
طوافهمُ على الرّكنِ اليمانى
قبورٌ للأجادِلِ من قريشٍ
ذوي السُّوراتِ تُتْلى والمَثاني
منَ النَّفرِ الأُلى جمعوا المعالي
وحازوا فى العلا قصبَ الرّهانِ
أُناسٌ لا يُبالون المنايا
ونارُ الحربِ ساطعة ُ الدّخانِ
وتلقاهُمْ بحربٍ أوبجَدْبٍ
مطاعيناً مطاعيمَ الجفانِ
فحُطّا صاحِبَيَّ بهمْ رِحالي
قبيلَ نزولِ أمرٍ ترقبانِ
أقمْ فى ظلّهمْ ما دمتُ حيّاً
ويدركنى بعقوتهمْ أوانى
لعلّى أنْ أجاورهمْ صريعاً
فآخذ من شفاعتهمْ أمانى
فقد قضّيتُ بالهفواتِ عمرى
ونلتُ من الخطايا ما كفاني
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قطعتَ بها يادهرُ حبلَ وتينى(29/275)
قطعتَ بها يادهرُ حبلَ وتينى
رقم القصيدة : 24803
-----------------------------------
قطعتَ بها يادهرُ حبلَ وتينى
فشأنك أنّى اليومَ طوعُ شؤونى
ولا تَلْحَني إنْ ضَلَّ عنّي تصبُّري
فقد ضلّ عنّى صاحبى وقرينى
ويامنْ عهدناه ضنيناً بدمعهِ
كنِ اليومَ في ذا الرُّزءِ غيرَ ضَنينِ
وإنْ كنتَ مرتاداً حنيناً ولوعة ً
فخذْ سَرَفاً من لوعتي وحنيني
فلم تُشْفَ إلاَّ بالبكاءِ حرارتي
ولم تُقضَ إِلاّ بالدّموعِ ديوني
فأيُّ نفيسٍ قلَّص الموتُ شخصَه
على بَغْتَة ٍ عنّا وأيُّ ثمينِ!
مُعَرَّسُ أسراري إذا ما تَقَلْقَلَتْ
وملقى همومى خالياً وشجونى
ومَن كان عَوْني يومَ أبغي معونة ً
بحيثُ شمالي لا تُعينُ يميني
وعارٍ من الفحشاء زلّ به الرّدى
كما زلَّ نَصْلٌ في أكفِّ قُيونِ
أمينٌ على سرِّ الأخلاءِ حيثما
يكون أمينُ القومِ غيرَ أمينِ
فأيُّ شَجاة ٍ بعدَه لجوانحي
وأى ُّ قذاة ٍ بعده لجفونى
وعاذلة ٍ هبّتْ على َّ تلومنى
فقلتُ: دَعيني والمصابَ دَعيني
لقد فاتَني منه الذي كنتُ أَرْتجي
وأخلفتنى فيه الذى تعدينى
عِديني ومَنِّيني سِواهُ فقد مَحا
طروقُ الرّدى فيه "طريقَ ظنونى "
وإِنْ كنتِ تبغيني ففي جانبِ الأسَى
فإنّكِ فى السّلوانِ لاتجدينى
فلا تَتَّقيني في البكاءِ وكلّما
سئمتُ فأعييتُ البكاءَ فَقِيني
ولا تسأليني: لِمْ جَزِعْتَ؟ وإنَّما
عن الحزنِ لم أبلغه فيه سلينى
قرعتَ به يا موتُ قلبي فلِمْ تَلُمْ
على فقدهِ أني قرعتُ جبيني؟
ولا غروَ أنْ أبكى لمنْ خفّ بالرّدى
إذا كنتُ أبكى يومَ خفَّ "قطينى "
أفى كلِّ يومٍ أيّها الدّهرُ فرقة ٌ ؟
فراقُ حميم أوْ فراق خدينِ !
ففى أى ِّ فجٍّ لا أراك تنوبنى ؟
وأى ُّ عجيبٍ لا أراك ترينى ؟
وكم أنا مغرورٌ بك العمرَ كلَّه
تخادعنى عن خبرتى ويقينى
تقلّبنى فيما أرجّى وأتّقى
وترعَى سهولي تارة ً وحُزوني
وإنّ حرونى يومَ ينقاد مقودى
سريعٌ إلى الغاياتِ غيرُ حَرونِ
أَلا يابنَ حَمْدٍ رُزْءُنا فيه واحدٌ(29/276)
وما كنتَ يوماً بالمرزّءِ دونى
فلا تحملنَّ العبءَ وحدك كلّهُ
فإنّى على الأعباءِ خيرُ معينِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا حادِيَ العِيسِ عرِّجْ بي على الدِّمَنِ
يا حادِيَ العِيسِ عرِّجْ بي على الدِّمَنِ
رقم القصيدة : 24804
-----------------------------------
يا حادِيَ العِيسِ عرِّجْ بي على الدِّمَنِ
فكم لنا عندهنّ اليوم من شجنِ
ماذا على النَّفرِ الغادينَ لو سَمحوا
بنظرة ٍ من خلالِ السِّجْفِ لم تَبِنِ
قالوا: نراك بلا سُقْمٍ!فقلتُ لهمْ:
السّقمُ فى الجسمِ ليس السّقمُ فى البدنِ
فى القبِ منكمْ حزازاتٌ لو انكشفتْ
لعاذلى فيكمُ مابات يعذلنى
هل فى الهوى من غريمٍ لا يماطلنى
أوْ من خليلٍ عليه لا يعنّفنى
لا يعرف الدّارَ إلاّ قام يندبها
ولا يسائلُها إلاّ عنِ السَّكَنِ
ولي فؤادٌ إِذا أصبحتَ تأمُرُه
بالصَّبرِ أمسَى بغيرِ الصَّبْرِ يأمرني
ومُسرفٌ كلَّما واصَلْتُ قاطعني
بَغْياً عليَّ وإنْ واصلتُ باعَدَني
وإنْ شكوتُ إليه بعضَ قسوتهِ
لانتْ صخورُ شرورى وهو لم يلنِ
وقد جفانى َ حتّى أنّ طارقهُ
في ظُلمة اللّيل عَمداً ليس يطرقُني
للهِ أيّامُ فخرِ الملك من علقتْ
به المكارمُ مجرى الرّوحِ للبدنِ
ومَن يجودُ بما تحوي أنامِلُهُ
منَ النّفائس في سرِّ وفي عَلَنِ
أعطيتَ حتى كأنَّ الجودَ مُبتَدَعٌ
وإنّ شيئاً من المعروفِ لم يكنِ
للهِ درّك والأبطالُ هائبة ٌ
ومَنْ يُطيقُ وإن أَوْفَتْ بلاغتُهُ
والسّمرُ تفتقُ طعناً كلَّ "راعفة "
منَ النَّجيع بمثلِ العارِضِ الهَتِنِ
في ظهرِ طاوية ِ الأحشاءِ ضامرة ٍ
كأنَّها قِدْحُ نَبْعٍ جِيبَ بالسَّفَنِ
قلْ للذين أَرادوا نيلَ غايتِهِ:
أين الحضيضُ من الأعلامِ والقننِ ؟
كم ذا اهتديتمْ ولا هادٍ سواه على
ظلماءَ لو مرَّ فيها الصُّبحُ لم يَبِنِ
أحبّهُ ، وقليلٌ ذاك محتقرٌ
حبَّ الغريبِ القَصِيِّ الدّارِ للوطَنِ
وأرتضى ملكه لى بعد ما عزفتْ
نفسي عن المَلِكِ الجبّار يملكُني(29/277)
وأرتجيهِ لأيّامٍ أطالعها
غيباً بلا باطلٍ فيها ولا دَرَنِ
يَفديك كلُّ وِساعِ الباعِ في طَبَعٍ
شَحْطٍ على مُرتجيهِ ضيِّقِ العَطَنِ
مازال والنّاسُ شتّى في خلائقهم
غَرْثانَ من كرمٍ ملآنَ من جُبُنِ
يريدُ نيلَ العُلا عفواً بلا تعبٍ
وكم دوينَ العلا من مركبٍ خشنِ
لايُدركُ العزَّ إلاّ كلُّ ذي أَنَفٍ
نابٍ عن العجزِ شرّادٍ عن الوهنِ
يُلقي الثَّراءَ على وجهِ الثَّرى أبداً
ويتركُ الغثَّ منبوذاً على السَّمِنِ
دانَ الزّمانُ لنا بعدَ الجِماحِ،ولو
سِواك راضَ شِماساً منه لم يَدِنِ
فالآنَ نجري إلى اللذّاتِ نأخذُها
بلا عذارٍ يعنّينا ولا رسنِ
هنّيتَ بالعيدِ واعتادتْ ربوعك منْ
سعودهِ كلُّ وطفاءٍ من المزنِ
وعشتَ من نبواتِ الدّهرِ قاطبة ً
وإنْ دهين الورى فى أوثقِ الجننِ
ولا تغبْ عن نعيمٍ ظلتَ تألفهُ
ولا تخبْ عن منًى فيه ولا تهنِ
هذا الثّناءُ فإنْ كانتْ مدائِحُهُ
يقصرن عنك فبعدُ الشّأوِ يعذرنى
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألم تَرَني في كلِّ يومٍ وليلة ٍ
ألم تَرَني في كلِّ يومٍ وليلة ٍ
رقم القصيدة : 24805
-----------------------------------
ألم تَرَني في كلِّ يومٍ وليلة ٍ
أحِنُّ إلى مَن لا يحنُّ حنيني؟
وأندبُ مرموساً بملساءَ قفرة ٍ
فياليتنى ناديتُ غيرَ دفينِ
كأنّي وقد قُطِّعتَ عَنيَ هالكاً
تقطَّعَ منِّي أكْحَلي ووَتِيني
فَرَتْ نائباتُ الدّهرِ أغصانَ دَوْحَتي
ولاقَ أُصولي ما أصابَ غُصوني
فإن يقيتْ بعدَ القرينِ حُشاشتي
قليلاً فإنّى لاحقٌ بقرينى
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> رضيتُ بالدُّونِ لمّا لم أجدْ وَزَراً
رضيتُ بالدُّونِ لمّا لم أجدْ وَزَراً
رقم القصيدة : 24806
-----------------------------------
رضيتُ بالدُّونِ لمّا لم أجدْ وَزَراً
ولو وجدتُ لما أُرضيتُ بالدُّونِ
كم ذا أعالجُ إمّا كاشحاً حنقاً
أَوْ أُبتَلى بصديقٍ غيرِ مأمونِ
ما زلتُ بُقياً على الأحوالِ تجمعُنا(29/278)
أطيعه وهو طولَ الدّهرِ يعصينى
بعداً وسحقاً لقومٍ لا حفاظَ لهمْ
كنزْتُ عندهمُ وُدّاً فملُّوني
ما زلتُ فيهمْ وصولاً من يقاطعنى
ورائشاً عندهمْ مَن كان يَبْريني
منّوا على َّ بأن لم يسلبوا نسبى
سَقْياً ورَعْياً لفضلٍ غيرِ ممنونِ
من كلِّ أَخْرَقَ مأْسورٍ بشهوتِهِ
مُخَدَّعٍ برخاءِ العيشِ مفتونِ
ظنّوا وليس لهمْ فضلٌ يقدِّمُهمْ
إِنَّ التقدُّمَ في أَيدي السَّلاطينِ
هيهاتَ ما الفضلُ إلاّ ما حبَتْك به
أمُّ الفضائلِ من عقلٍ ومنْ دينِ
ما كان مبتاعهمْ إلاّ أخا ندمٍ
وليس بائعهمْ إلاّ بمبغونِ
جَنَوْا سَقامي وكم فيهمْ وعندَهُمُ
طَبٌّ بدائي ولكنْ لا يُداويني
يقولُ قومٌ ومالى فيهمُ دولٌ
أجفوهُ بَذْلاً له فيهمْ ويجفوني؟
كم بين فقرٍ وإثراءٍ ؟ فقلت لهمْ :
أينَ الذي رفع الإِيوانَ تسحبُه
عشْ مفرداً غيرَ مقرونٍ فلا جَذَلٌ
إلاّ بأنِّيَ فردٌ غيرُ مقرونِ
لوكنتُ أعلمُ أنّ البعدَ يؤمنني
بعدتُ لكنّ بعدى لا ينجّينى
مَنْ مُخرِجي من بلادي فهْيَ مَوبئة ٌ؟
وكلّ داءٍ بها فى الخلقِ يعدبنى
وقد عمرتُ زماناً فى مرابعها
أعدو المحاذرَ فيها وهى َ تعدونى
وقد صحبتُ الذي بالغيِّ يأمرني
وبالّذي يُدْنِسُ الأعراضَ يُغريني
إنّي لأعجبُ منه وهو ذو عَجَبٍ
يَبيعني قبلَ أن يَلقى ويَشْريني!
يقيهِ نحرى من رامٍ فريسته
يومَ الوغَى هو عُمْرَ الدَّهْرِ يرميني
وكلّما أخرجتْ كفِّي القَذاة َ له
من جَفْنِهِ باتَ يَشْجيني ويُقذيني
وكم ألبّيهِ فى ضرّاءَ يركبها
ولم يكن يومَ سرّاءٍ يلبّينى
مَن لي بِحُرٍّ منَ الإِخوانِ ذي أَنَفٍ
أكفيه أثقاله طوراً ويكفينى ؟
لا يلتقى بى َ إلاّ عند نائبة ٍ
يُعينُ فيها ومكروهٍ يُعنِّيني
فهو المُؤاتي، ولكنْ في مُذَمَّمَة ٍ
يثنى على َّ "ونردى " لا يؤاتينى
خذْ كيف شءتَ فما الدّنيا بخالدة ٍ
ولا البقاءُ على خلقٍ بمضمونِ
خلقتَ من طينة ٍ لمّا خلقتَ فلمْ
تربأ بنفسكَ أنْ تهدى إلى الطّينِ ؟
إلى التّراب يصير النّاسُ كلّهمُ(29/279)
مِن مُفْهَقٍ بالغِنى كفّاً ومِسْكينِ
مبدّلين بتربٍ عن ملابسهمْ
يغنى مويلك مفنى مالِ قارونِ
إذا بدا لك طوداً لاح فى بينِ ؟
وأين عالٍ على غمدانَ محتقراً
من كِبْرياءٍ به، غُرَّ العَثانينِ؟
وأينَ مَن حلَّ في خَفّانَ مُحْتَكِماً
على الملوكِ مُحَيّاً بالرَّياحين؟
كأنّهمْ ساكنى غبر القبورِ لهمْ
لم يسكنوا بيننا غُبْرَ البساتين
بادوا فلا أثَرٌ منهمْ ولاخبرٌ
إلاّ أساطيرُ تقريظٍ وتأبينِ
يا ليتَ شعرى َ أى ُّ الأرض تنبتُ لى ؟
وأى ُّ تربٍ من البوغاءِ يعلونى ؟
وأى ُّ وقتٍ من الأوقاتِ أكرههُ؟
أجيبُ فيه حمامى إذْ ينادينى
إنْ كنتُ لم أعْيَ من خَطْبٍ رُميتُ به
فإِنَّ خَطْبَ صُروفِ الدَّهرِ يُعْييني
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> رمِ النّجاءَ عن الفحشاءِ والهونِ
رمِ النّجاءَ عن الفحشاءِ والهونِ
رقم القصيدة : 24807
-----------------------------------
رمِ النّجاءَ عن الفحشاءِ والهونِ
ولا تَعُجْ بصديقٍ غيرِ مأمونِ
ولا تُقِمْ بينَ أقوامٍ خلائقُهُمْ
خشنٌ وإنْ كنت فى خفضٍ وفى لينِ
ماذا العناءُ وظلُّ العودِ يقنعنى
وذا الشّقاءُ وبعضُ القوتِ يكفيني؟
والمالُ تصبحُ صفراً كفُّ جامعهِ
ولو أَنافَ على أموالِ قارونِ
وليس ينفعنى والدّاءُ يعنفُ بى
إذا وجدتُ طبيباً لا يداويني
مَن لي بمن إنْ هَفَتْ رِجلاهُ في زَلَقٍ
حَميْتُهُ أو هفَتْ رِجْلايَ يحميني؟
يرمى العدا أبداً عنّى وليس يرى
- ولو رمانى جميع النّاس - يرمينى
أشكو إلى اللهِ قوماً عشتُ بينهُمُ
يرضَون من كلّ ما يبغون بالدُّونِ
لا رونقٌ لهمُ يرضاهُ لى بصرى
ولا لهمْ عَبَقٌ يرضاهُ عِرْنِيني
من كلِّ أخْرَقَ بالشَّنعاءِ مُضطَبعٍ
وبالّذي دنَّسَ الأعراض مَزْنونِ
اعدوه لا جائزاً منه بناحية ٍ
والشّرُّ كالعُرِّ في الأقوامِ يُعْديني
لولا التّنوخى ُّ لم آنسْ إلى أحدٍ
ولا أجَبْتُ وِداداً مَن يناديني
ولا رأتنى َ عينٌ لامرئٍ أبداً
إلاّ عريّاً خليّاً غيرَ مقرونِ(29/280)
ليلى بزورتهِ فى مشرقٍ يققٍ
والصبحُ أسعدُ صبحٍ حين يأتينى
كأنّه مبهجٌ أضحى يبشّرنى
ومطربٌ أبَداً أمسَى يُغنِّيني
لو يستطيع حمانى كلَّ بائقة ٍ
وباعدَ السُّودَ في رأسي عنِ الجُونِ
يطيعنى وهو مّمن لا امتنان له
كأنّه طولَ هذا الدّهر يعصينى
كم ليلة ٍ بتُّ منه فى بلهنية ٍ
أُعطيهِ ما يبتغي منّي ويُعطيني
كأنَّنا باخضرارٍ من تذكُّرنا
نمسى ونصبحُ فى خضرِ البساتينِ
ونابَ مِنّا حديثٌ باتَ يُطربُنا
عن أنْ أُسَقِّيَهُ كأساً ويَسقيني
متى سقانى فروّانى مواصلة ً
فما أُبالي بمن في الخَلْقِ يجفوني
وإنْ جَرى ليَ مدحٌ في مقالتِه
فقل لمن شاء فى الأقوام يهجونى
لم تخْلُ إلاّ بهِ الدُّنيا ولا مَرَقتْ
منه الخلائقُ عن بحبوحة ِ الدّينِ
لا أدْرَكتْ أُذُني ما ليس يُعجبني
فيه ولا مُقلتي ما ليسَ يُرْضيني
ولا استردَّ الذى أعطيتُ منه ولا
عادتْ غصونٌ كستنى منه تعرينى
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إنّ نعمى وما درتْ
إنّ نعمى وما درتْ
رقم القصيدة : 24808
-----------------------------------
إنّ نعمى وما درتْ
حملتنى بظعنها
سَرَقَت ليلة َ الجِما
رِ فؤادي بحسنها
كنتُ صُبحاً حُرّاً وأمْـ
ـسيتُ من بعض قنّها
طَلَبتْني على شجا
عة ِ قلبي بجُبْنِها
كنتُ لمّا كنّيتُ عنـ
ـها كأنّي لم أعْنِها
ليتنى كنتُ فى الظّلا
مِ ضجيعاً لغصنها
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا طائرَ الأيكِ غرّدْ لى على الفننِ
يا طائرَ الأيكِ غرّدْ لى على الفننِ
رقم القصيدة : 24809
-----------------------------------
يا طائرَ الأيكِ غرّدْ لى على الفننِ
وداوِ ما بيَ من همٍّ ومن حَزَنِ
وفى الفؤاد شجونٌ غيرُ زائلة ٍ
إنْ كان قلبك خلواً غيرَ ذى شجنِ
مالي أراك بلا شَوْقٍ ولا كَلَفٍ
ولا حبيبٍ ترجّيهِ ولا سكنِ ؟
إنْ كنتَ تُنْصَفُ ممَّنْ أنتَ تعشَقُه
فإنّنى عاشقٌ من ليس ينصفنى
وما الشّقاوة ُ إلاّ فتنة ٌ سكنتْ
قلباً وأفلح قلبٌ غيرُ مفتتنِ(29/281)
وفى الكثيب الذى فارقتهُ عجلاً
ما شاءتِ العينُ من حسنٍ ومن حسنِ
أُحبُّ فيه عَسوفاً ليس يرأفُ بي
وقاسى َ القلبِ فظّاً ليس يرحمنى
ما الوعدُ منه بمألوفٍ لعاشقهِ
فإنْ يعدْ فهوَ بالإنجاز يمطلنى
يسىء ُ بى مالكاً رقّى ولستُ أرى
حظّاً لنفسى منه أنْ يحرّرنى
نفسي الفداءُ لخوّانٍ كلفتُ به
أظلُّ أونسهُ دهراً ويوحشنى
وهمُّ نفسي خَليٌّ باتَ يَشْغلني
أو الصَّحيحُ الذي مازالَ يُمرضُني
وكم ليالٍ مضتْ لى فى خناصرة ٍ
ينامُ فيها قريراً مَنْ يُؤَرِّقُني
ظبى ٌ تجافى الجوى عنه فروّحه
يُقيمني حُبُّهُ طوراً ويُقعِدُني
مُحيِّرٌ وجهُهُ للشّمسِ إنْ طلعتْ
ومخجلٌ قدّه إنْ ماس للغصنِ
أطيعهُ وهو يعصينى وأنصفهُ
كما يحاول من نفسى ويظلمنى
ما للخيالِ الذي قد كانَ يطرقُنا
أيّامَ وصلكمُ قد عاد يطرقنى ؟
نفتْ يقينى َ عن قلبى أباطلهُ
فما لعينى َ حقٌّ لا ولا أذنى
قلْ للحُداة وقد زَمُّوا لِرحْلَتِهمْ
يومَ الفراقِ خياشيماً من البدنِ
دقَّتْ وما زالتِ الأشطانُ تجذبُها
إلى المهامهِ حتّى صرن كالشّطنِ :
حملتمُ اليومَ قلبى فى هوادجكمْ
فليس ينفعُني أنْ تحملوا بَدَني
ولستُ في وطنٍ فارقتموهُ وفي
رحالكمْ حيثما يمّمتمُ وطنى
يا صاحبيَّ على ما الدَّهرُ مُحدثُهُ
من مركبٍ لَيِّنٍ أَوْ مركبٍ خَشِنِ
قولا لملكِ ملوك الأرض كلّهمُ
والرُّكنِ للدّينِ والماضي على السُّنَنِ:
قد نلتَ ما لم ينلْ كسرى ولا بلغتْ
همّاتُ عمروٍ ولا سيفِ بن ذى يزنِ
ما إنْ يكونُ لأخلاقٍ خُصصتَ بها
كريمة ٍ فى الورى شبهٌ ولم يكنِ
تغضى وما حاذر الأقوامُ كلّهمُ
من الرّجالِ سوى إغضاءِ ذى فطنِ
وتتركُ القولَ لم تحمدْ مواضعهُ
وكم صموتٍ وما يدعى من اللّكنِ
يَفديك كلُّ جَمودِ الكفِّ عن كرمٍ
للعرضِ مطّرحٍ للمالِ محتجنِ
ناءٍ عن الخيرِ مُنْحازٍ بناحية ٍ
عن المكارمِ صَبَّارٍ عن الوَهَنِ
للهِ درّك فى هولٍ نفضتَ به
عن الضُّلوعِ مُرورَ الرُّعْبِ والجُبُنِ(29/282)
والطّعنُ يفتقُ فى كفّيك فاغرة ً
كشِدْقِ أعْلَمَ أوْ لا فهْي كالرُّدُنِ
وأنتَ في معشرٍ شُمِّ أُنوفُهُمُ
لم يرتضوا فى هضابِ المجدِ بالقننِ
عارينَ إلاّ منِ الحسناءِ قاطبة ً
كاسينَ إلاّ من الشّنعاءِ والدّرنِ
ومشتري الحمدِ لمّا قلَّصَتْ هِمَمٌ
عن غاية الحمد بالغالى من الثمن
لهمْ ثيابٌ نقيّاتٌ بلا دَنَسٍ
مرَّ اللّيالى وعيدانٌ بلا أبنِ
وإنْ دعوتَ بهمْ فى يومِ ملحمة ٍ
جاءوك شدّاً على الأكوارِ والحصنِ
بأَذرُعٍ لم تزلْ منهمْ معوَّدَة ً
هزَّ الظّبا البيضِ أو سمرَ القنا اللّدنِ
قلْ للّذي باتَ يرميني وليس له
علمٌ بأنّك لى أوقى من الجننِ :
لا تَبْغِ سَلْبي ولا تَمْدُدْ إلى سَلَبي
منك اليدين وركنُ الدّين يحرسنى
قد كنتُ قبلك أهجو الدَّهرَ مجتهداً
وقد رزقتك لا عتبٌ على الزّمنِ
فأنتَ أحلى لقلبي من مُناهُ وفي
عيني عُقيبَ السُّرى والأَيْنِ من وَسَني
قدنى إليك فما أعطيتُ معتصباً
بالتاج قبلك رقّى لا ولا رسنى
واعلمْ بأنّى َ فى يمناك مدّخراً
خيرٌ من المالِ فى أبياتِ مختزنِ
فإِنْ تجدْني كما جرَّبتَ ذا لَسَنٍ
فإِنَّ مدْحَك موقوفٌ على لَسَني
وما رضيتُ سواكُمْ آمراً أبداً
وقد رضيتُك تَنْهاني وتأمرني
إذا مدحتُك لم أَقرعْ بلائمة ٍ
وباتَ يعذرني مَن باتَ يعذُلني
قصائدٌ رقَّصَتْ بالسّامعين كما
ترقِّص الخمرُ في أحشاء ذي أَرَنِ
فالغورُ كالنّجدِ فى نشر الرّواة ِ لها
والحى ُّ من مضرٍ كالحى ِّ من يمنِ
لي في امتداحك أسبابٌ تُقدِّمني
وتارة ً ليَ أسبابٌ تؤخِّرني
فطَوْلُ فضلك عن قومي يُجنِّبني
وعظمُ حلمك عن هفوى يشجّعنى
فاسعدْ بذا العيدِ والإِفطار إنّهما
والنّجحَ فى كلّ ما تبغيهِ فى قرنِ
وقد مضَى الصَّومُ لم يُكتبْ عليك بهِ
ذنبٌ ولا نالَهُ شيءٌ منَ الظَّنَنِ
يثنى عليك كما أثنى الرّياضُ وقد
جيدتْ ضواحيه إصباحاً على المزنِ
ودمْ لمجدٍ تعلّيهِ وممتحنٍ
أخرجْتَه كَرَماً من قبضة ِ المِنَنِ(29/283)
ما افَتَرَّ فجرٌ وما لاحَتْ بشائرُهُ
وما تَرَنَّمَ قُمْرِيٌّ على غُصُنِ
العصر العباسي >> البحتري >> قامت بلادك لي مقام بلادي
قامت بلادك لي مقام بلادي
رقم القصيدة : 2481
-----------------------------------
قَامَتْ بِلادُكَ لي مَقامَ بِلادي،
وأرَى تِلادَكَ باتَ دونَ تِلادِي
حتّى كأنّي لمْ أرِمْ وَطَني، وَلمْ
تَشمَتْ بزَائِلِ نِعمَتي حُسّادي
وَلَقَدْ وَعَدْتَ، وَفي حَيَاتيَ مانعٌ
لي مِنْ تَنَجُّزِ ذلكَ المِيعَادِ
وَيُضَاعِفُ الوَعْدَ الذي أكّدْتَهُ
أنّ الذي أعْطَيْتَ جِدُّ مُعَادِ
أتَرَى الشّفيعَ، وَقَد أمرْتَ بحاجتي،
يَرْجُو الوُصُولَ بها إلى إحْمَادِي
وإذا العَليلُ أبَلّ مِمّا يَشتَكي،
لمْ تُرْجَ فيهِ مَثُوبَةُ العُوّادِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا مالكاً رِقِّي بلا ثَمَنِ
يا مالكاً رِقِّي بلا ثَمَنِ
رقم القصيدة : 24810
-----------------------------------
يا مالكاً رِقِّي بلا ثَمَنِ
غير الملاحة ِ منه والحسنِ
إنَّ الذى نمَّ الوشاة ُ به
لم يَصْدقوا فيه ولم يكُنِ
وهَجَرتني فطردتَ مُعتمداً
عن مُقْلَتَيَّ لَذاذَة َ الوَسَنِ
فقبيح ظلمكِ فيه يعذلنى
ومليحُ ظلمٍ منك يعذرنى
ولِمنْ ألومُ؟ وإنّما بصري
هذي جنايتُهُ على بَدَني
هى محنة ٌ لولا الغرورُ بها
حازتْ ضِراراً سائرَ المِحَنِ
ولوَ انَّ لي قلباً يُطاوِعُني
ليئِسْتُ ممَّنْ ليسَ يرحمني
فقطعتُ من إنصافِهِ أَمَلي
ونفضتُ من إسعافِهِ دَرَني
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> سأبلغُ حاجاتي وإنْ كنَّ نُزَّحاً
سأبلغُ حاجاتي وإنْ كنَّ نُزَّحاً
رقم القصيدة : 24811
-----------------------------------
سأبلغُ حاجاتي وإنْ كنَّ نُزَّحاً
بكلّ رقيقِ الشّفرتينِ يمانِ
وكلِّ طويلٍ كالرّشاءِ مددتهُ
يناجيكَ منه رأسُهُ بسِنانِ
وإنّى حرونٌ عن ديارٍ مريعة ٍ
وكم ساقَ لي عِزّاً طويلُ حِراني
وقلبي مطيعٌ لي وإنْ كنتُ كالّذي(29/284)
نلاقيهِ من هذا الزَّمانِ عصاني
وأعلمُ أنّ الدّهرَ يعبث صرفهُ
بمالِ فُلانِ تارة ً وفلانِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أقلا فشأنكما غيرُ شانى
أقلا فشأنكما غيرُ شانى
رقم القصيدة : 24812
-----------------------------------
أقلا فشأنكما غيرُ شانى
ولستُ بطوعكما فاتركانى
ولا تجْشَما عَذْلَ مَن لا يُصيخُ
فما تُعدِلاني بأنْ تَعذُلاني
غرامي بغيرِ ذواتِ الخدودِ
ووجدى بغير وصالِ الغوانى
ولي شُغُلٌ عن هوى الغانياتِ
وما الحبُّ إلاّ فراغُ الجنانِ
ومن أجلِ وَسْواسِ هذا الغرامِ
أقامَ العزيزُ بدارِ الهَوانِ
ولولا الهوى ما رأيتَ الشُّجاعَ
يَقنِصُ في حَومة ٍ للجبانِ
ولي عِوَضٌ بوجوهِ الصَّوابِ
مشرقة ً عن وجوه الحسانِ
فأغنى من البيضِ بيضُ الضّراب
وأغنى من السّمرِ سمرُ الطّعانِ
دعانى إليهِ فلبّيتهُ
مليكُ الورى والعلا والزّمانِ
دعانى ولولا ولائى الصّريح
لدولتهِ وجدها ما دعانى
أتتهُ ولم يأتها ريبة ً
يَغارُ على مِثلها الفَرقدانِ
وكنتُ أراها له بالظُّنونِ
فقد صرتُ أُبصرها بالعِيانِ
فدونَكَها دولة ً لاتَبيدُ
كما لا يبيدُ لنا النّيّرانِ
بناها لك اللهُ فى شامخٍ
بعيدِ الرِّعانِ رفيعِ القِنانِ
فقد علمَ المُلكُ ثمَّ الملوكُ
أنّك أولاهمُ بالرّهانِ
وأنَّك أضرَبُهُمْ بالحُسامِ
وأنَّكَ أطعنُهمْ بالسِّنانِ
وأنّكَ أبذَلهمْ للبدُورِ
وأملاهُمُ في قِرى ً للجِفانِ
وأنّك سلماً وحرباً أحقُّ
بظهر السَّريرِ وظهرِ الحِصانِ
وأنّك فى خشناتِ الخطوبِ
أبعدُهُمْ عن محلِّ اللِّيانِ
فللّهِ دَرُّك يومَ التَوَتْ
عليك الخطوبُ التواءَ المثانى
وقد ذهبوا عن طريق الصّوابِ
وأنتَ عليه وما ثمَّ ثانِ
دعوك إليها دعاءَ الرّكوبِ
سُرَى اللّيل للقمر الأَضْحَيانِ
وقالوا هلمَّ إلى خطّرٍ
تُقَعْقِعُ بالشَّرِّ لا بالشِّنانِ
عشيّة َ لاكوا ثمارَ النّكولِ
وذاقوا جنى عجزهمْ والتّوانى
ولاحتْ شواهدُ مشنوءة ٍ
ودلّ على النّارِ لونُ الدّخانِ(29/285)
وأشعرنا الحزمُ قبلَ اللّقاءِ
بيومٍ يسيلُ ردى ً أرْدَنانِ
وأنتَ على ظهر مجدولة ٍ
منَ الشَّدِّ والطَّرْدِ جَدْلَ العِنانِ
كأنّ الذى فوقها راكبٌ
قرا يذبلٍ أوْ سراتى ْ أبانِ
إلى أن جذبتَ صِعابَ الرِّقابِ
وشُمَّ المخاطمِ جَذْبَ العِرانِ
وغيرُك يندمُ في فائتٍ
وليس له غيرُ عضِّ البنانِ
وغرَّهمُ منك طولُ الأناة ِ
وكم غُرَّ في السَّرْعِ من بُعْدِ دانِ
فلا تَسْتغرّوا بإطراقة ٍ
تهابُ كإطراقة ِ الأفعوانِ
ولا تحسبوا حلمهُ ديدناً
فكم نزعَ الحِلْمَ إصرارُ جانِ
وإنّك فى معشرٍ شأنهمْ
إذا شَهدوا معركاً خيرُ شانِ
لهمْ رممٌ كلّما رجّلتْ
فبالسّائل العَصْبِ لا بالدِّهانِ
وأيمانهمْ خلقتْ فى الهياجِ
لضربٍ يقطٌّ الطّلى أو طعانِ
يحلّون فى كلّ مرهوبة ٍ
محلَّ الغرارِ الحسامِ اليمانى
وإنْ أنتَ طاعنتَ أغنوك فى الـ
ـقناة ِ، وقد حضروا، عن سِنانِ
فيا رُكنَ أدياننا والجمال
لمِلَّتنا في نأى ً أو تَدانِ
أبوك الذي سامني مدحَه
ومازلتُ عنه طويلَ الحِرانِ
إلى أنْ ثناني إليه الوِدا
دُ منه وكرَّمني فاشتراني
وما زال يجذبنى باليدين
حتّى عطفتُ إليه عنانى
ولمَّا رَقاني ولم أعْيِهِ
وأعييتُ من قبله منْ رقانى
فسيَّرتُ فيه منَ الصّائباتِ
دراكاً نحورَ العدا والمعانى
وأطربتهُ بغناءِ المديحِ
فأغنيتهُ عن غناءٍ القيانِ
فخذ منّى اليومَ ما شئتَ منْ
صنيعِ الضّمير ونسجِ اللّسانِ
كلاماً يغور إليه البليدُ
وينقلُهُ مُسرعاً كلُّ وانِ
شموساً يبرّحُ بالهاتفين
ولمّا هَتَفْتُ به ماعصاني
غنيّاً بصنعته لم يطفْ
بلفظِ فلانٍ ومعنى فلانِ
فلو رامه الأفقُ ما ناله
ولولاكَ كُفْواً لهُ ما عَداني
ولي خدمة ٌ سَلفتْ في الزَّمانِ
صدعتُ بها غرّة ً فى زمانى
ولمّا رأتْنِيَ منكَ اللِّحاظُ
حمتنى هنالك منك اليدانِ
وأسكنتُ عندك ظلاًّ أقول :
كفانيَ مانلتُ منه كفاني
وما زلتُ مذْ ذاك تحنو على
ودادك فى الصّدرِ منّى الحوانى
يَهابُ مراسِيَ مَن رامني(29/286)
ويُخطئني خِيفة ً مَن رماني
ولولا دفاعك عنّى لما
تغيّبَ عن ريبِ دهرى مكانى
ولا كنتُ ممّنْ يَرى سيِّئاً
بغير ومقلتُهُ لاتَراني
ولمْ لا أتِيهُ وأنتَ الذي
تَنَخَّلَني خِبرة ً واصطفاني؟
ولمّا انتسبتُ إلى عزّهِ
حميتُ الذى كان قدماً حمانى
فلا زلتَ من تبعاتِ الخطوب
ومن كلّ طارقة ٍ فى أمانِ
وأصبحتَ مُصًطبحاً ماتَبيتَ
تُرامقُهُ من مُنى ً أو تراني
ولا فارقتكَ ضروبُ السّرورِ
ولا صارمتك فنونُ التّهانى
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> وسَّدَني كفَّهُ وعانقني
وسَّدَني كفَّهُ وعانقني
رقم القصيدة : 24813
-----------------------------------
وسَّدَني كفَّهُ وعانقني
ونحنُ في سَكْرَة ٍ منَ الوَسَنِ
وباتَ عندي إلى الصَّباحِ وما
شاعَ التقاءٌ لنا ولم يَبِنِ
خادعنى ثمّ عدّ خدعته
لمقلتى منّة ً من المننِ
فليت ذاك اللّقاءَ ما زال أوْ
ليتَ خيالاً فى النّومِ لم يكنٍ
وزارنى زورة ً بلا عدة ٍ
وما أتى وقتها ولم يحنِ
فإنْ تكنْ زورة ً موهّمة ً
فقد أمنّا فيها الظّننِ
وإنْ تكنْ باطلاً فكم باطلٍ
عاشَ به ميِّتٌ منَ الحَزَنِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا يومُ أى ُّ شجًى بمثلك ذاقه
يا يومُ أى ُّ شجًى بمثلك ذاقه
رقم القصيدة : 24814
-----------------------------------
يا يومُ أى ُّ شجًى بمثلك ذاقه
عُصَبُ الرَّسولِ وصفوة ُ الرّحمانِ؟
جرّعتهمْ غصصَ الرّدى حتّى ارتووا
ولَذعْتَهمْ بِلَوَاذِعِ النّيرانِ
وطَرَحْتَهمْ بَدَداً بأجوازِ الفَلا
للذّئبِ آونة ً وللعِقْبانِ
عافوا القرارَ وليس غير قرارهمْ
أوْ بردهمْ موتاً بحدّ طعانِ
مُنِعوا الفُراتَ وصُرِّعوا مِن حولِهِ
من تائقٍ للوردِ أوْ ظمآنِ
أوَ ما رأيتَ قراعهم ودفاعهم ؟
قِدْماً وقد أُعْرُوا منَ الأعوانِ؟
مُتزاحمين على الرَّدى في موقفٍ
حُشِيَ الظُّبا وأَسِنَّة َ المُرَّانِ
ما إنْ به إِلاّ الشّجاعُ وطائرٌ
عنه حذارَ الموتِ كلُّ جبانِ
يومٌ أذلَّ جماجماً من هاشمٍ(29/287)
وسرى إلى عدنانَ أو قحطانِ
أرْعى جميمَ الحقِّ في أوطانهمْ
رَعْيَ الهشيمِ سوائِمَ العُدوانِ
وأنارَ ناراً لاتبوخُ وربَّما
قد كان للنِّيرانِ لونُ دُخانِ
وهُوَ الذي لم يُبقِ من دينٍ لنا
بالغدرِ قائمة ً من البنيانِ
ياصاحبيَّ على المصيبة ِ فيهمُ
ومشاركى َّ اليومَ فى أحزانى
قوما خُذا نارَ الصَّلى من أضلُعي
إنْ شئتما والماءَ من أجفاني
وتعلّما أنّ الذى كتّمته
حَذَرَ العِدا يأْبى على الكتمانِ
فلو أنّنى شاهدتهمْ بين العدا
والكفرُ معلولٍ على الإيمانِ
لخضبتُ سيفى من نجيع عدوّهمْ
ومحوتُ من دمهمْ حجول حصانى
وشفيتُ بالطَّعنِ المبرِّحِ بالقنا
داءَ الحقودِ ووعكة َ الأضغانِ
ولَبِعْتُهُمْ نفسي على ضَنٍّ بها
يومَ الطُّفُوفِ بأرْخصِ الأثمانِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إذا أنتُمُ لم تشفعوا في قَباحة ٍ
إذا أنتُمُ لم تشفعوا في قَباحة ٍ
رقم القصيدة : 24815
-----------------------------------
إذا أنتُمُ لم تشفعوا في قَباحة ٍ
ولم تشفعوا في خائفٍ بأمانِ
فما أنتمُ إلاّ سرابٌ بقيعة ٍ
يضلّلُ رأيى أوْ يغرّ عيانى
وجدْتُكمْ لم تَصْلحوا لرُخائنا
ولا لزمانِ البؤسِ والحدثانِ
وما أنتُمُ أهلٌ لودِ قلوبِنا
ولكنَّ للبغضاءِ والشَّنَآنِ
أقمْ واحِداً فرداً ودعْ عنك مرّة ً
نفاقَ فلانٍ أوْ خداعَ فلانِ
فكمْ عشتُ مقروناً بقومٍ صحبتُهمْ
ولكنَّني لم أنتفعْ بِقرانِ
أذمُّ زماني فيهمُ ومِنَ أجلِهم
وما الذَّنبُ لو أنصفتُ ذنبَ زماني
فإنْ أنتَ أنكرتَ المعاريضَ وانتَهَتْ
إليك مغازٍ بينها ومعانِ
فهذا وقولي في يد الحزمِ مُوثَقٌ
فكيف إذا أطلَقْتُ فيه عِناني؟
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> فى العناءِ الطّويل كيف وقعتمْ ؟
فى العناءِ الطّويل كيف وقعتمْ ؟
رقم القصيدة : 24816
-----------------------------------
فى العناءِ الطّويل كيف وقعتمْ ؟
لاعَدِمْتمْ هذا العناءَ المُعَنِّي
قد مضتْ نوبة ُ السّرور فلم يبـ(29/288)
ـقَ سوى تَرْحَة ٍ ونَوْبة ِ حُزْنِ
وركوبٍ ظهورَ حدبٍ شموسا
تٍ على كلِّ راكبيهنّ خُشْنِ
أيّها المظهرُ القبيحَ وقد كا
ن قديماً ما بين قبحٍ وحسنِ
ليس من بات مرصداً مضرمَ الكيـ
ـدِ بكُفْوٍ للغافلِ المطمئِنِّ
أيُّ شيءٍ أردتَ بي ثُمّ ماذا
رابَ يوماً صميمَ قلبكِ منِّي؟
ليت حالاً دامتْ بعقل فمن ذا ؟
يُرتجَى أنْ يدومَ حالاً بأفْنِ
إنْ تَبِتْ حِصْنُك الثَّراءُ وقومٌ
نصرُهمْ في يديك، فاللهُ حِصْني
وإذا ما اتّخذتَ ركناً منَ النّا
سِ فمن غيرُهمْ لعَمْرُكَ ركني؟
لم تقدنى قهراً إليك فمن قبـ
ـلك بالقهر نحوه لم يقدنى
أنا حرٌّ بينَ الرّجالِ، فما يَمْـ
ـلكُ رِقِّي ذو المنِّ فيهمْ بمَنِّ
رابني في اختيارِ مثلِك عقلي
وأرتنى المحالَ عينى وأذنى
وظننتُ الجميلَ ثمّ تأَمَّلْتُ
فأكدى حدسى وأخفقَ ظنّى
ولوَ انّي لمّا شريتُك جرّبْـ
ـتُكَ قبلَ الشِّراءِ مابانَ غَبْني
كيفَ ضيَّعْتَني وقد كنتَ بي فَوْ
قَ محلِّ السّماك لو لم تضعنى
فإذا هجتنى فقد ودّ منْ قبـ
ـلك مَن ودَّ أنَّه لم يَهِجْنِي
أنا فى كلّ ساعة ٍ بين أمريـ
ـنِ فمبكٍ عينى ومضحكِ سنّى
ومقيمٌ على خطارِ اللّيالى
بينَ راوٍ يروي عليّ وعنِّي
وتجنٍّ من الزّمان ومن يدر
رِكُ ياقومُ غاية َ المُتَجَنِّي؟
ولوَ انِّي أطَعْتُ عزمي لأصبحـ
ـتُ من النّاس نافضاً فضلَ ردنى
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ولمّا تعانَقْنا ولم يكُ بيننا
ولمّا تعانَقْنا ولم يكُ بيننا
رقم القصيدة : 24817
-----------------------------------
ولمّا تعانَقْنا ولم يكُ بيننا
سِوى صارمٍ في جَفْنِهِ، لامنَ الجُبْنِ
كرهتُ عناقَ السّيف من أجلِ جفنهِ
فها عانقى منّى حساماً بلا جفنِ
فما كنتِ إلاّ منه في قبضة ِ الحِمَى
ولا ذقتِ إلاَّ عندَهُ لذَّة َ الأمْنِ
ويجنى على منْ شئتِ منكِ غرارهُ
وأمّا عليكِ ساعة َ فهْو لا يَجني
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> كتَمْتُ من أسماءَ ما كانَ عَلَنْ(29/289)
كتَمْتُ من أسماءَ ما كانَ عَلَنْ
رقم القصيدة : 24818
-----------------------------------
كتَمْتُ من أسماءَ ما كانَ عَلَنْ
يومَ طُلولٍ ورُسومٍ ودِمَنْ
لولا ليالي الخَيْفِ ماكانَ لنا
قلبٌ على حبِّ الغواني مُرْتَهَنْ
عَنَّ لنا منكِ على وادي مِنى ً
نَوْءُ غرامٍ ليتَهُ ماكانَ عَنْ
لم تقصدى رمى َ الجمارِ إنّما
رَميتِنا دونَ الجِمارِ بالفِتَنْ
كم صادَنا ثَمَّ فصِرْنا رِقَّهُ
مِنْ شَعَرٍ جَعْدٍ ومن وجهٍ حَسَنْ
ليتَ قَطيعاً بانَ عنّا باللِّوَى
من بعد أنْ أورطَ حبّاً لم يبنْ
وليتَه مَنَّ بوصلِ حَبْلِهِ
على قلوبٍ لم تُطِقْ حَمْلَ المِنَنْ
نِمْتُمْ وما تعرفُ منّا أعيُنٌ
من بعد أنْ ظعنتمُ طعمَ الوسنْ
راعكِ يا أسماءُ منّي بارقٌ
ضوّأ ما بين العذارِ والذّقنْ
لا تَنْفِري منهُ ولا تَسْتنكري
فهو صباحٌ طالما كان دجنْ
ثاوٍ نأى إذْ رحل الدّهرُ به
وأى ُّ ثاوٍ فى اللّيالى ما ظعنْ ؟
إنْ كان أحيا الحلمَ فينا والحجى
فإنّه غالَ المزاحَ والأرنْ
كم كعَّ مملوءَ الإهابِ من صِباً
عن العلا وأطلق الهمَّ اليفنْ ؟
نحن أناسٌ مالنا محلّة ٌ
إلاّ قلالُ الرّاسياتِ والقننْ
ما نقتنى إلاّ لهبّاتِ الوغى
سمرَ الرّماحِ والصّفاحِ والحصنْ
منّا النبى ُّ والوصى ُّ صنوهُ
ثُمَّ البَتولُ والحسينُ والحَسَنْ
وعمّنا العبّاسُ ، من كعمّنا ؟
أبناؤه الغرُّ مصابيحُ الزّمنْ
من كلّ مرهوبِ الشّذا دانتْ له
ممالك لمّا تدنْ لذى يزنْ
جرّوا الجيوشَ والزّحوفَ مثلما
جرَّ اليمانيُّون أذيالَ اليُمَنْ
واعتصبوا بالعزّ لمّا اعتصبتْ
ملوكُ لَخمٍ بالنُّضارِ في شَدَنْ
وكم لنا مفخرة ٌ دينيّة ٌ
أحْذَتْ نِزارٌ كلُّها هامَ اليَمَنْ
سائلْ بنا إنْ كنت لا تعرفنا
سلَّ الظّبا البيضِ وهزّاتِ اللّدنْ
وكلَّ شعواء لها غمغمة ُ الشّاكى إذا حنّ لمنْ يشكو وأنّْ
ـشاكي إذا حَنَّ لمنْ يشكو وأنْ
مغبرّة ٌ بالنّقعِ حمراءُ الثّرى
إذْ ليس عينٌ للفتى ولا أُذُنْ(29/290)
نُعدُّ في يومِ الوغَى أنجبَنا
مَن ضربَ القَرْنَ بسيفٍ وطَعَنْ
ومَن تراهُ خائفاً، حتّى إذا
تورّد الحومة َ فى الرّوعِ أمنْ
ومن إذا اعتنَّ هياجٌ لم يَخِمْ
أوْ جاد بالنّيلِ الجزيلِ لم يمنْ
لم تدخل الفحشاءُ فى أبياتنا
ولم نشر يوماً إليهنّ الظّننْ
ليس بهنَّ صَبْوَة ٌ ولا صِباً
ولم يصبْ فيهنّ لهوٌ أو دونْ
مَرافِدُ الفقر وأبوابُ الغِنَى
وعصمة ُ الخوفِ وعزُّ المُمتَهَنْ
وليس فينا كِظَّة ٌ من مَطْعَمٍ
ولم نعبْ قطُّ بما تجنى البطنْ
فقلْ لقومٍ فاخَرونا قبلَ أنْ
ينفّضوا أعراضهمْ من الدّرنْ
أينَ رؤوسُ القومِ من أخامصٍ
فى مفخرٍ أمْ أين وهدٌ من قننْ ؟
كيف تُرامونا وأنتمْ حُسَّر
أم كيف تغشون الظّبا بلا مجنْ ؟
قد كنتُمُ هادَنْتمونا مرَّة ً
ثمَّ التويْتُمْ هُدْنَة ً على دَخَنْ
وإنْ تكنْ عِيدانُكمْ صيغَتْ لنا
مِنْ أُبَنٍ فإنَّنا بلا أُبَنْ
وإنْ يَبِتْ أديمُكمْ ذا لَخَنٍ
فلم يكنْ فينا أديمٌ ذا لَخَنْ
شَنَنْتُمُ بغضاءَكمْ فينا، وكمْ
شَنَّ امرأٌ في قومِهِ مالم يُشَنْ
وكم وردتمْ صفونا ولم نردْ
مِن صفوكمْ إلاّ أُجاجاً قد أَسِنْ
ولم نزلْ نحملُ من أثقالكمْ
ما عجزتْ عنه ضليعاتُ البدنْ
دعوا لنا ظاهركمْ ثمّ اجعلوا
قبيحَكُمْ إنْ شِئْتُمُ فيما بَطَنْ
ماذا على مَنْ بجميلٍ ضَنُّهُ
على أخٍ لو كان بالشَّنعاءٍ ضَنْ؟
لولا احتقاري لكُمُ برَيْتُكمْ
ولم أرِدْ تقويمكمْ بَرْيَ السَّفَنْ
لا تَحذروا رَبَّ حُسامٍ صارمٍ
وحاذروا رَبَّ بيانٍ ولَسَنْ
يَفْنَى الفتَى وقولُهُ مخلَّدٌ
يمضى عليه زمنٌ بعد زمنْ
خلِّ لأبناءِ الغِنَى دُنياهُمُ
فمنْ يُهِنْ هذا الثَّراءَ لم يَهُنْ
فإنَّما الرّاحة ُ في هجرِ الغِنَى
والمالُ للألْبابِ هُمٌّ وحَزَنْ
سِيّانِ ـ والدّهرُ أخو تبدُّلٍ ـ
خِصْبٌ وجَدْبٌ وهُزالٌ وسِمَنْ
وليس يُنجي مِن ردى ً ساقتْ إلى
وروده الأقدارُ مالَ مختزنْ
ولا الرّماحُ والكفاحُ بالظُّبا
ولا الخيولُ والدُّروعُ والجُنَنْ(29/291)
ولا تُقِمْ على الأذَى في وَطَنٍ
فحيثُ يعدوك الأذى هو الوطنْ
فإنَّما بيتُ فتى ً ذي أَنَفٍ
إمّا السّماءُ شاهقاً أوِ الجَنَنْ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قال لى عاذلى تناءَ عن الحبّ
قال لى عاذلى تناءَ عن الحبّ
رقم القصيدة : 24819
-----------------------------------
قال لى عاذلى تناءَ عن الحبّ
بِ، وأنَّى من سكرة ِ الحبِّ صَحْوُ؟
لامَ مُسْتهتراً بها وهْوَ سالٍ
وشجيّاً بحبّها وهوَ خلوُ
كلُّ يومٍ على الهوى لمحبٍّ
هو فى قبضة ِ الصّببة ِ لغوُ
ليس إلاّ التّكديرُ فى الحبّ والتّر
نيقُ عمداً فكيف يطلبُ صفو ؟
قد شكونا إلى التي ساقَنا الحُسْـ
ـنُ إليها، لو كان ينفعُ شَكْوُ
وسألنا الجانى علينا مد الأيّام
ـيَام عَفْواً، فلم يكنْ منهُ عَفْوُ
كلَّ يومٍ لهُ عليك احتراقٌ
من فراقٍ ومنْ صدودك شجوُ
وعقابٌ وليس منه احْترامٌ
وعتابٌ ولم يكن منه هفوُ
العصر العباسي >> البحتري >> أبلغ لديك عبيد الله مألكة
أبلغ لديك عبيد الله مألكة
رقم القصيدة : 2482
-----------------------------------
أبْلِغْ لَدَيْكَ عُبَيْدَ الله مألُكَةً،
وما بِدَارِ عُبَيْدِ الله مِنْ بُعُدِ
أضْحَتْ بقُطْرُبَّلٍ والدّارِ حَلّتُهُ،
وَما يُجَاوزُ بَيْتَ النّارِ ذا العُمُدِ
لمْ تَدْرِ ما بي، وَمَا قَد كانَ بَعدَكَ من
نَفَاسَتي لكَ في عَبْدُونَ أوْ حَسَدِي
أغَرُّ أحْسَبُ نُعْمَاهُ الجَلِيلَةَ مِنْ
ذَخَائِري لصُروفِ الدّهْرِ، أوْ عُدَدي
إذا مَضَى اليَوْمُ لا نَلْقاهُ فيهِ مَضَى
سُرُورُنَا، وَتَرَقّبْنَا مَجيءَ غَدِ
إنْ فَاتَ في السّبْتِ أنْ نَزْدَارَ سَيّدَنا،
فَلاَ تَفُتْنَا لشَيْءٍ زَوْرَةُ الأحَدِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لا تطمعى فى سلوِّ قلبٍ
لا تطمعى فى سلوِّ قلبٍ
رقم القصيدة : 24820
-----------------------------------
لا تطمعى فى سلوِّ قلبٍ
ليسَ له عن هَوى ً سُلُوُّ
قلبُكِ خالٍ وبي انْشغالٌ(29/292)
وما استوى الشغلُ والخلوُّ
يا بأبي مَن هدا مَناماً
وما لعيني بهِ هُدُوُّ
إنْ تَدْنُ يوماً إلى وصالي
فحبّذا ذلك الدّنوُّ
أو تَحْنُ من بعدِ طولِ صَدٍّ
فربَّما أكْثَبَ الحُنُوُّ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما لي أَرى في العيدِ كلَّ معيِّدٍ
ما لي أَرى في العيدِ كلَّ معيِّدٍ
رقم القصيدة : 24821
-----------------------------------
ما لي أَرى في العيدِ كلَّ معيِّدٍ
ويفوت طرفى شخصَ من أهواهُ
ما ذاك إلاّ أنّه غبطَ الرّدى
أهلَ الزّمانِ بقُرْبهِ فدهاهُ
لبّاهُ لمّا أنْ دعاه مشمّراً
وبرغمِ قلبى أنّه لبّاهُ
ولقد رمَى قلبي الرَّدى لمّا انْتَحى
مَن كانَ حشوَ ضميرهِ فرماهُ
كيف السّلوُّ ؟ وكلّما أمرَ النّهى
بلزومِهِ قلبي أبَى فعصاهُ؟
أمْ كيف أنساهُ ؟ وفقدُ نظيرهِ
يأبى لقلبى الدّهرَ أنْ ينساهُ
وكأنَّني وَجْداً به وصبابة ً
أنّى طمحتُ بناظرى َّ أراهُ
ولقد تمكَّن في الفؤادِ مكانُهُ
لمّا بلوتُ على الزّمانِ سواهُ
ولربّما أصغى يودّك كلّه
نحو الذى تهواهُ من تقلاهُ
ويحقُّ لى آبى العزاءَ عن أمرئٍ
مازالَ إنْ عزَّ القبيحُ أباهُ
يُضحى خميصَ البطنٍ من زاد الهَوى
والحرُّ من للهِ كان طواهُ
وتراه منقبضَ الجوارحِ والخطا
فإذا سَرى فإلى الجميل سُراهُ
يُعيي الورَى إسخاطُهُ مَعَ أنَّه
في كلِّ شيءٍ يرتضيهِ رِضاهُ
والأمرُ يُعرِضُ عنه مالم يرتبطْ
بك نفعُهُ فإذا عَناكَ عناهُ
ولمنْ يودّك ودّهُ وصفاءهُ
ولمن يريبك ريبهُ وقلاهُ
ولكَ الّذى يرجوه لا يثنى به
كفّاً وليس عليك ما يخشاهُ
ولقد رأيتُ أخاه في النَّسَبِ الذي
لا حَمْدَ فيه وما رأيتَ أخاهُ
والنّاسُ كلُّهُمُ لأَصلِ واحدٍ
وتفاضلُ الأقوامِ فى عقباهُ
لهفى على من كان قولى بعد ما
واراهُ خَلْفَ التُّربِ ما واراهُ
ليس البعيدَ أخو التّغرّبِ والنّوى
لكنَّ من هلنا عليه ثراهُ
سيّانِ عندي بعدَ نازلة ِ الرَّدى
مَنْ مدَّ أوْ قَصَرَ الزّمانُ مَداهُ(29/293)
والدّارُ زائلة ٌ بنا لولا المنى
ممّنْ تَعَوَّدَ أنْ تخيبَ مُناهُ
يسعَى الفتى فيما يجرُّ ذيولَه
وإلى المنايا سعيهُ وخطاهُ
ويُسَرُّ إنْ أرخَى الزَّمان خِناقَهُ
ووراءَه حَنِقٌ يَحُدُّ مُداهُ
يخفى على عمدٍ أوانَ طروقهِ
فالمرءُ لا يدرى متى يلقاهُ
هيهاتَ حلَّ الموتُ كلَّ قَرارة ٍ
منّا وألقى فى الجميعِ عصاهُ
وحدا إليه غدوة ً وعشيّة ً
بركابنا من لا يملُّ حداهُ
والنّفسُ ترجو عودَ كلِّ مسافرٍ
إلاّ امرءاً قضتِ المنونُ نَواهُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> عذيري من خليلٍ لِـ
عذيري من خليلٍ لِـ
رقم القصيدة : 24822
-----------------------------------
عذيري من خليلٍ لِـ
ـيَ يَقْلاني وأَهواهُ
يؤاتينى فأرجوهُ
ويَجفوني فأخشاهُ
وما أنسى - وحوشيتُ
من الغدرِ وحاشاهُ -
حَبيباً شَ
فَعَ الحبُّ
إليهِ فترضّاهُ
وفيه كانَ مَأْواهُ
" وخدّى فوق يسراهُ "
وجنبى تحت يمناهُ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أرنى العجائبَ يا أباها
أرنى العجائبَ يا أباها
رقم القصيدة : 24823
-----------------------------------
أرنى العجائبَ يا أباها
فكَبَخْصِ عيني أنْ أراها
وأجل بعينى ثمّ قلـ
ـبى ذا جواهُ وذى قذاها
أرنى فبين جوانحى
ممّا تُرينِيهِ لَظاها
فى كلِّ يومٍ من نوا
ئِبَ طارقاتٍ لي سُراها
مالي أُقيمُ على منا
زلَ أوحشتْ ممّنْ ثواها
وتبدّلتْ غيرَ الّذى
قد كنتُ أعهدُ من حلاها
آوى هواها بعد ما
ـما كنتَ تبغي في سِواها
دمنٌ إذا مرّ اللّبيـ
ـبُ على نواحيها طَواها
وكأنَّه يأتي الحُتو
فَ أوِ الخسوفَ إذا أتاها
وإذا الفتى ملكَ اختيا
راً في مآربهِ عَداها
لكَ عِبرَة ٌ فيمنْ عَرَتْـ
ـهُ وعبرة ٌ فيمن عراها
هيهات منك إذا نَزَلْـ
ـتَ بها على سغبٍ قراها
في قفرة ٍ فَقدتْ بها
عيني، وقد تاهتْ، ضِياها
عرِّجْ على الأبواءِ منْ
عيسٍ نجوتَ به خطايا
وكأنَّها في قَفرة ٍ
عصفٌ تصفّقهُ صباها
ولقد عَفَتْ من قبلِ أنْ
أوفتْ فقلْ لى من عفاها(29/294)
قلْ للقطين بعقرها
وهو المواصِلُ لِمْ جَفاها؟
لِمْ ملَّها من غيرِ جُر
مٍ كان منها لمْ قلاها ؟
من بعد ما كان المعرّ
سَ والمحبّسَ لمْ نآها ؟
سَلْهُ لتعرفَ غَيْبَهُ
لِمْ باعَها لمّا اشتراها؟
ولقد لبستُ بها الغَضا
رة َ والنّضارة َ فى دماها
وعقيلة ٍ مالى إذا
ما زرتها إلاّ هواها
وإذا تمنّتْ لم يَجُزْ
خَلْقي وأخلاقي مُناها
مالي مَقيلٌ عند حَسْـ
ـناءِ اللَّمَى إلاّ حشاها
ولى َ الغصونُ من الشّيبـ
ـبة ِ لا أُحاذرُ مِنْ ذَواها
وإذا سخطتُ فليس لى
من كاعبٍ إلاّ رضاها
فالآن أدعى شيخها
من بعد أنْ أدعى فتاها
لا أطْعَمَ الرَّحمانُ دا
راً للهوانِ ولا سقاها
وافتَرَّ عنها كلُّ فا
تحة ٍ بماءِ المزنِ فاها
فالفقرُ فيها للغنى
خيرٌ كثيرٌ من غناها
فإذا رهنتَ القربَ منـ
ـها والدُّنوَّ على نَواها
آمنتَ نفسك طولَ عمـ
ـرك من شجاها أو أساها
ومعاشرٍ قبلوا بها
عن عِزِّ أنفسهمْ رُشاها
وتعوَّدوا أنْ يأخذوا
بضراعة ٍ منها جداها
والذّلُّ فى الدّنيا لمنْ
إمّا اتَّقاها أوْ رجاها
خفيتْ فما تدرى لحيـ
ـرتنا خَساها مِنْ زَكاها
سِ وليس يقنعها شواها
ما للعيونِ عيوننا
فيهنّ حَظٌّ مِن كَراها
وكأنّما عَشِيَتْ ولمْ
يلممْ بها هرماً عشاها
وبِنًى يقولُ خبيرُها:
شلّتْ أناملُ من بناها
وأهاضبٌ ما كان إلاّ
فى الحضيضة ِ من علاها
وأكاذبٌ دَنِسَتْ مَدا
رعُ من تلاها أوْ رواها
كم غُطِّيَتْ بتجمُّلٍ
للسّامعين فما غطاها
أينَ الذين تبوَّؤوا
مِن هذه الدُّنيا عُلاها؟
ولهمْ أناملُ لم يفضْ
فى المجدِ بين سوى حباها
ما أمسكتْ يومَ الوغَى
إلاّ ظباها أوْ قناها
ولهمْ إذا اجتنبتْ شرا
رُ الحربِ منها مصطلاها
وكأنّما أحداقهمْ
حنقاً على حنقٍ جذاها
لِ معاشرٍ ألقتْ عصاها
أرْوَوْا صَداها بالنَّجيـ
ـعِ وأشبعوا لحماً طواها
لم يَسكنوا إلاّ قِلا
لاً ليس يرقى مرتقاها
وإذا الوغى دارتْ بمكـ
ـروهٍ ومحبوبٍ رَحاها
لم يأخذوا لنفوسِهمْ
إلاّ مناها أوْ رداها(29/295)
من كلِّ وضّاحٍ إذا
عرضتْ له ريبٌ أباها
بلغَ النَّهاية َ في الورى
وكأنّه ما إنْ تناهى
وإذا تولَّى خُطَّة ً
عن قومِه فَرْداً كفاها
ولَطالما أَكْدى الرِّجا
لُ الحافرون إذا أَماها
وعموا عن العلياءِ شا
هقة َ المحلِّ وقد رآها
ما كان يومَ عظيمة ٍ
إلاّ أباها أوْ أخاها
كانوا نجومَ الأرضِ سا
مقة ً وهمْ موتى ثراها
طُرحوا بحالِكة ٍ جَوا
نبُها دَحاها مَن دَحاها
يمحوهمْ بالرّغمِ منْ
آنافهمْ منها بلاها
دَرَجوا فما للعينِ بَعْـ
ـدَ فراقِهم إلا بُكاها
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> هيَ الدّارُ موقوفٌ عليكَ بكاها
هيَ الدّارُ موقوفٌ عليكَ بكاها
رقم القصيدة : 24824
-----------------------------------
هيَ الدّارُ موقوفٌ عليكَ بكاها
فلا تعُدها يوماً تؤمُّ سِواها
وخلِّ اعتذاراً بالرِّكاب فإنَّما
بكفّ الذى يعدو الرّكابَ خطاها
هَوِيتُ ثَراها قاصداً مَن مشَى بها
ولولا هواها ما هويتُ ثراها
ولمّا عرفنا دارها بمحجّرٍ
وحلّتْ عيونٌ بالدّموعِ حباها
نظرتُ إليها يومَ سارتْ حُدوجُها
فلم يكُ للأجفانِ غيرُ قَذاها
وقفنا عليها طاعة ً لقلوبنا
رِكاباً حَداها الشَّوقُ حينَ حَداها
فكانَ حنينَ المُهْجَساتِ رُعودُها
وصوبَ دموعِ النّاشجين حياها
فيا منزلاً بانتْ وفيه ضياؤها
وليستْ به وهناً وفيه نشاها
سقاكَ من الأنواءِ ما شئتَ من ندًى
ولازلتَ ريّانَ الثَّرى وسَقاها
أُحبُّكَ والبيتِ الّذي طوّفَتْ به
قريشٌ ومسّتْ تربهُ بلحاها
ومَنْ حَطَّهُ بيتاً عتيقاً محرَّماً
وجابَ له الأحجارَ ثمَّ بناها
وقومٍ نَضَوْا بالمَوْقِفَيْنِ ذنوبَهُمْ
ومن حلَّ فى وادى منًى وأتاها
وبالحصياتِ اللاّتى ينبذن حسبة ً
ومنْ قلّها منْ صخرها ورماها
لَئِنْ كنتِ من دارِ الغرامِ صحيحة ً
فلي مُهْجَة ٌ لم يبقَ غيرُ ذَماها
وزارتْ وسادى فى الظّلامِ خريدة ٌ
أرها الكرى عيني ولستُ أراها
تَمانَعُ صُبحاً أنْ أراها بناظري
وتبذلُ جنحاً أنْ أقبّلَ فاها(29/296)
ولمّا سرتْ لم تخشَ وهناً ضلالة ً
ولا عرف العذّالُ كيف سراها
فما ذا الذى من غير وعدٍ أتى بها
وماذا على بعدِ المزارِ هداها ؟
ويا ليتني لمّا نزلتُ بِشِعْبها
تكونُ قِرايَ أوْ أكونُ قِراها
وقالوا : عساها بعد زورة ٍ باطلٍ
تزورُ بلا ريبٍ فقلتُ: عساها
ألاّ نكّب الأنواءُ دارَ مهانة ٍ
فما عندنا للنّفسِ غيرُ ضناها
مقيمٌ بلا زادٍ سوى الصّبر والحجى
على شجراتٍ لا أذوق جناها
لغيري اخضرارٌ من فروعِ غُصونِها
وليس عليه بلْ على َّ ذواها
أشيمُ بروقاً لا أرى الغيثَ بعدها
وأرقبُ سُحْباً لا يَطُلُّ نَداها
ولو كنتُ أرجوها قنعتُ فإنّنى
حُرِمْتُ بها فيما حُرِمتُ مُناها
وإنّى لمغرورٌ بقومٍ أذلّة ٍ
يحلّون من أرضِ الهوانِ ذراها
وإنْ جئتهمْ تشكو مضيضَ ملمّة ٍ
تَقَوْا بك مغلولَ اليدين شَباها
وكلِّ مَليءٍ بالمَلامِ مذمَّم
عرته المخازى مرّة ً وعراها
يهشُّ إلى العوراءِ وهى َ قصيّة ٌ
ويعمى عن العلياءِ وهو يراها
صحبتكمُ أجلو بكمْ عنّى َ القذا
فأعشَى عيوني قربُكمْ وغَطاها
وكنتُ أُرَجِّي صبحَكمْ بحنادِسٍ
فكنتمْ نهاراً للعيونِ دُجاها
فليت الذى ما كان للعين قرّة ً
وقد أبصرته لا يكون عماها
ودارُكمُ دارٌ إذا ما مضَى بها
كريمٌ عداها معرضاً وطواها
إذا قرّبتْ شيئاً لديه انتوى لها
وإنْ عُرضتْ يوماً عليه أباها
وماهانَ إلاّ خائفٌ يستجيرها
ولاخاب إلاّ مَنْ مَنا فَرَجاها
وما المُسْلَمُ المخدوعُ إلاّ نَزولُها
ولا المُهْمَلُ المبذولُ غيرُ حِماها
فلا بارك الرّحمان فيمنْ أحبّها
وبارك فيمن ملّها فقلاها
ولا بَلَغَتْها النّاجياتُ طَلَبْنَها
وعقّلنَ عن إدراكها بوجاها
فأَيُّ انتفاعٍ بالبلادِ عريضة ً؟
وباتَ قصيراً في الرّجال جَداها
فكلُّ بلادٍ لم يفدك اقترابها
فما قربها إلاّ كبعدِ مداها
رمِ المطرحَ الأعلى من الفضل كلّهِ
ولا ترضَ فى أكرومة ٍ بسواها
وخلِّ ضنيناً بالحياة ِ فإنّه
فداها ببذلِ العِرْضِ حين فَداها(29/297)
فلستَ لدى حكمِ العشيرة ِ شيخَها
إذا لم تكنْ يوم الطّعانِ فتاها
وكيف ولم تحملْ بظهرك ثقلها
تدورُ على قطبٍ نَصَبْتَ رحاها؟
وما سدتها فى يوم سلمٍ ولم تكنْ
بسيّدها فى الضّربِ يوم وغاها
فكن إنْ أردتَ العزَّ فيها مسالماً
شِفارَ مَواضيها وزُرْقَ قناها
فلي في معاريضِ الكلامِ تَعِلَّة ٌ
ومن عللِ الأدواء منه شفاها
فإن يمكن التّصريحُ صرّحتُ آنفاً
وروَّيتُ أحشاءً أطَلْتُ ظماها
وإلاّ فجمجامٌ من القولِ سائرٌ
بأيدي عِناقِ النّاعجاتِ كفاها
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> نجوتُ القَنا والبيضُ تدمَى مُتونُها
نجوتُ القَنا والبيضُ تدمَى مُتونُها
رقم القصيدة : 24825
-----------------------------------
نجوتُ القَنا والبيضُ تدمَى مُتونُها
ولم أنجُ يوماً من مقالِ سفيهِ
ففخرُ الفتى بالفضلِ منه وعندَهُ
أجلُّ له من فخرهِ بأبيهِ
فكمْ بين عِرْضٍ سالمٍ ومُمزَّقٍ
وكم بين مرءٍ خاملٍ ونبيهِ
وكم قلتُ للنّفسِ العَزوفِ لَدى الوَغى
رِدي مَكْرَعاً من قبلِ أنْ تَرِديهِ
ولاتطلبي مني الفِرارَ على الرَّدى
فإنكِ إنْ رُمْتيهِ لم تجِديهِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> خليلى َّ من فرعى ْ معدٍّ تأمّلا
خليلى َّ من فرعى ْ معدٍّ تأمّلا
رقم القصيدة : 24826
-----------------------------------
خليلى َّ من فرعى ْ معدٍّ تأمّلا
بعينيكُما بَرْقاً أضاءَ يمانِيا
كما قلَّبَتْ خَرْقاءُ في غَبَشِ الدُّجَى
ذراعاً شُعاعِيَّ المعاصِمِ حاليا
هَفا ثُمَّتَ استخفى فقلتُ لصاحبي:
ألا هلْ أراك البرقُ ما قد أرانيا ؟
تبسَّمَ عن وادي الخُزامَى وميضُهُ
وخالسَ عينيى َّ الحمى والمطاليا
وضرَّمَ مابيني وبينَ مَتالعٍ
فأبصرتُ أشخاصَ الخيامِ كماهيا
أضاءَ القصورَ البيضَ من جانبِ الحمى
فقلتُ: أثَغْراً ما أرى أمْ أقاحيا؟
وأقبل يشتقّ الغمامَ كأنّما
يزاحمُ بالبيداءِ كوماً متاليا
تَراغَيْن لمّا أنْ دعاهُنَّ حالبٌ
وأرسلنَ بالإبساسِ أبيضَ صافيا(29/298)
أقولُ وقد والَى عليَّ وميضَه:
ألا ما لهذا البرقِ صَحْبي ومالِيا؟
يشوّقنى منْ ليس يشتاق رؤيتى
ويذكرنى منْ ليس عنّى راضيا
وما ذاكَ عن جُرْمٍ، ولكنْ بدأتُهُ
بصَفْوِ ودادٍ لم يكنْ عنه جازيا
ديارٌ وأحبابٌ إذا ما ذكرتُهمْ
شَجِيتُ ولم أمِلكْ دموعي هوامِيا
أوانسُ إنْ نازَعْنَنا القولَ ساعة ً
نثرن على الأسماعِ منه لآليا
ويُحْسَبْنَ من حُسنٍ بهنَّ وزينة ٍ
على أنَّهنّ عاطِلاتٌ حَواليا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا غادِ دمعَ العينِ إنْ كنتَ غاديا
ألا غادِ دمعَ العينِ إنْ كنتَ غاديا
رقم القصيدة : 24827
-----------------------------------
ألا غادِ دمعَ العينِ إنْ كنتَ غاديا
فلستُ ألوامُ اليومَ بعدك " باكيا "
ولو كنتُ لا أخشَى دموعاً غزيرة ً
تنُمُّ على ما بي كتَمْتُك ما بِيا
وغيرُ لساني ناطقٌ بسريرتي
فلم ينجنى أنّى ملكتُ لسانيا
أعِنِّي على شَجْوي بشجوٍ مُضاعفٍ
ولا تُدِنني قلباً منَ الحزنِ خاليا
ولا تسلنى عمّنْ رزئتُ وإنْ تردْ
مساعفتى فى " الرّزءِ لم تك " ساليا
إذا صاحبي أَضحى وبي مثلُ ما بهِ
غداة َ تلاقينا أطلنا التّشاكيا
يلوم المعافى وهو خلوٌ من الأذى
ولم يَعْنِهِ من أمرهِ ما عنانِيا
ولو كان ما بى من هوى لمحجّبٍ
أقام على هجرى أطعتُ اللّواحيا
وَهمٌّ عراني من أخٍ عَصَفَتْ به
صروفُ اللّيالى ليته ما عرانيا
فقرّبَ منّى كلَّ ما كان شاحطاً
وبعّد منّى كلَّ ما كان دانيا
وقلتُ لمنْ ألقى إلى َّ نعيّهُ
على الكرهِ منّى : لا أباً لك ناعيا
هَتَفْتَ إلى قلبي بفقدِ محمَّدٍ
فغادرتَ أيّامى على َّ لياليا
ولمّا تباكينا عليه وعُرِّيَتْ
طماعتنا منه شأوتُ البواكيا
فقلْ لأناسٍ أمكنوا من أديمهمْ
بما رَكبوا منه هناك العواريا:
خذوها كما شاء العقوقُ " عضيهة ً "
وجرّوا بها حتّى المماتِ المخازيا
ولا ترحضوها بالمعاذير عنكمُ
فلنْ تُخفيَ الأقوالَ ما كانَ باديا
" ألؤماً " مبيناً للعيون وأنتمُ(29/299)
تعدّون " عرقاً " فى " الأكارم " خافيا ؟
فلو كنتُمُ منه كما قيلَ فيكمُ
لكفكفتمُ عنه سيوفاً نوابيا
خطَوْتُمْ إليه بالحِمامِ ذِمامَكمْ
فأنّى ولم تخطوا إليه العواليا ؟
أفى الحقّ أنْ تعدوا عليه " ولم يكنْ "
على مثلكمْ - ما غدرَ النّاسُ - عاديا
فما نفعُكمْ إنْ نِلتُمُ منه غِيلَة ً
وما ضَرَّه أنْ زَلَّ في التُّرْبِ هاويا
فَتكْتُمْ به غَدْراً فألاّ وكفُّهُ
تقلّبُ مسنونَ الغرارينِ ماضيا ؟
على قارحٍ مثلِ العلاة ِ وتارة ً
تراهُ كسِرْحانِ البسيطة ِ عادِيا
ملكتمْ عليه مِنَّة ً لو نهضتُمُ
إلى كسبها نلتمْ بذاك الأمانيا
ولكنّكمْ ضيّعتموه شقاوة ً
فكنتُمْ كمُهرِيقِ الإداوة ِ صادِيا
وهوَّن وَجْدي أنَّ قتلاً أراحَهُ
ولم يتحمّلْ للّئامِ الأياديا "
فيا ليتَ أنّي يومَ ذاك شَهِدتُهُ
فدافعتُ عنه باليدينِ الأعاديا
وروَّيتُ من ماءِ التّرائبِ والطُّلى
من الغادرين صعدتى وسنانيا
بني مَزْيَدٍ لاتقتلوا بأخيكُمُ
منَ القومِ خَوّارَ الأنابيبِ خاويا
وإنْ تثْأَروا فالثّأْرُ بالحيِّ كلِّهِ
وما ذاك من داءِ الرَّزيَّة ِ شافيا
ألا قوّضوا تلك الخيامَ على الرّبا
وكبّوا جفاناً للقرى ومقاريا
وجُزّوا رقابَ الخيلِ حولَ قبابهِ
فلستُ براضٍ أنْ تجزّوا النّواصيا
وحثّوا عويلَ النّادباتِ وأبرزوا
إليهنّ عُوناً منكمُ وعَذارِيا
ولا تسكنوا تلك المغانى َ بعده
" فقد أوحشتَ تلك المغانى مغانيا "
ولولا الذي أبقَى لنا اللَّهُ بعدَهُ
بمَثْوَى عَليِّ لافتقدنا المعاليا
" هوى " كوكبٌ والبدرُ فى الأفقِ طالعٌ
فما ضَرَّ مُرتاداً ولاضَلَّ ساريا
إذا طعنوا لزّوا الكلى فى نحورها
وإن ضربوا قَدُّوا الطُلَى والتَّراقِيا
بِداراً إلى السَّرحِ المُفْيءِ بقفرة ٍ
فقد هاج راعى السّرحِ أسداً ضواريا
ولا تَتَعمَّدْ جانيَ القومِ منهمُ
فكلُّ امرىء ٍ فى الحى ِّ أصبح جانيا
سقَى اللَّهُ قبراً حلَّ غربيَّ واسطٍ
ولا زال من نوءِ السّماكين حاليا(29/300)
ولا برحتْ غرُّ السّحائبِ تربه
تُنشِّرُ حَوْذاناً به وأقاحيا
تعزَّ ابنَ حمدٍ فالمصائبُ جمّة ٌ
يصبنَ عدوّاً أوْ يصبنَ مصافيا
وهلْ نحنُ في الأيّامِ إلاّ معاشرٌ
نُقضِّي دُيوناً أوْ نردُّ عواريا
أجلْ فى الورى طرفاً فإنّك مبصرٌ
قُبوراً مُثولاً أوْ دياراً خواليا
وداءُ الرّدى فى النّاسِ أعيا دواءهُ
فلا تشكُ داءً أوْ تصيبَ مداويا
إذا شئتَ أنْ تَلْقَى مُنَى العيش كلِّه
فكنْ بالذى يقضى به لله راضيا
وكيفَ أُعاطيك العَزاءَ؟ وإنَّما
مصابُك فيه يابنَ حَمْدٍ مُصابيا
ولستُ أبالى من مضى من أصادقى
إذا كنتَ لي ـ وُقِّيتُ فَقْدَك ـ باقيا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أيُّها اللاَّئمُ الذي لا يملُّ اللْـ
أيُّها اللاَّئمُ الذي لا يملُّ اللْـ
رقم القصيدة : 24828
-----------------------------------
أيُّها اللاَّئمُ الذي لا يملُّ اللْـ
صبحاً حتّى يلومَ عشيّا
لمتنى أنْ نبوتُ عمّنْ رمانى
ثمّ لم أقضِ أنْ أكون رميّا
وحقيقٌ باللَّومِ دونكَ دهرٌ
لا أرى فيه " صاحباً " مرضيّا
كم أرانى الزّمانُ قبلك من كنـ
ـتُ خَلِيّاً منه فعدتُ شَجِيّا
لم أزلْ مغضياً على هفواتٍ
منه لو جزننى لكنتُ غبيّا
لو وفَى صاحبٌ وفَى لي سوادٌ
زار فودى َّ منذ كنتُ صبيّا
شطّ عنّى لمّا ارعويتُ وقد كا
ن مقيماً أيّامَ كنتُ غويّا
قد سلونا وفاءكمْ ويئسنا
أنْ نرى منكمُ عطاءً هنيّا
وسئمنا علاجكمْ وعلمنا
أنّ بين الضّلوعِ داءً دوّيّا
يَعِدُّ البِرَّ ماطِلاً فإذا أوْ
عَدَ يوماً شرّاً أَتاك وحَيّا
علِّلونا بظاهرٍ من جميلٍ
ودعوا مُضمرَ القلوبِ خَفِيّا
فبعيدٌ عن المجرّبِ منّا
أنْ يعيدَ العدوَّ " شىء ٌ " وليّا
أتَراني أنسَى حفاظَ كِرامٍ
كان بالي منهمْ زماناً رَخِيّا؟
قارَعوا عنِّيَ الخطوبَ وَسَدّواً
يومَ سيلِ المكروهِ عنّى الأتيا
وانتضوا بينهمْ وبين أعادى َّ
طوالَ الخطى ِّ والمشرفيّا
كم بلاهمْ أعداءهمْ فأصابوا
مَحْتِداً أمْلَساً وعِرضاً نقيّا(29/301)
وخِلالاً تكذِّبُ الكَلِمَ العَوْ
راءَ فيهمْ أو اللسّانَ البَذِيّا
" وترى وعدهمْ وبذلهمُ الأمـ
ـوالَ هذا نزراً وذاك سنيّا "
يضعفُ المرءُ منهمُ في يدِ الحقْ
وإن كان فى اللّقاءِ قويّا
وتراهُ الوَقاحَ في حَوْمَة ِ الحرْ
بِ وفي حَوْمَة ِ السؤالِ حَيِيّا
لا رعى اللهُ لى متى لم يجد عهـ
ـدهمُ فى جوانحى مرعيّا
أنا من قد علمت لا أركبُ الظّهـ
ـرَ الموطّا حتّى يكون عليّا
وإذا جانبٌ منَ الأرض لم يسـ
ـطِعْ مقامي استطعتُ عنه مُضِيّا
ومتى ما اقتضَى كلاميَ أمرٌ
لم أكنْ بالمقالِ فيه عَيِيّا
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا حاملَ الكأس ناوِلْني مُشَعشَعة ً
يا حاملَ الكأس ناوِلْني مُشَعشَعة ً
رقم القصيدة : 24829
-----------------------------------
يا حاملَ الكأس ناوِلْني مُشَعشَعة ً
لم تقرِ همّاً ولا بخلاً بواديها
أحسرْ بها غيهبَ الأحوانِ عن فكرى
فكم ليالٍ بها زيّدتْ واريها
لم أدرِ لمّا امتطَتْها كفُّ حاملها
أحلَّتِ الكأسَ أم خَدَّيْ مُعاطيها
وعائبٍ لمشيبي وهْوَ لابِسُهُ
ولم يَعِبْ حُلَّة ً في النّاسِ كاسِيها
لم يدرِ أنَّ مشيبَ الرّأسِ من فِكَري
لم يَسْرِ رَكْبُ مشيبٍ في نواحيها
أليس ينقص يوماً فى ذراً لهمُ
ماءُ الشّباب غزيرٌ فى عزاليها ؟
وما الفناءُ بموقوفٍ على حدثٍ
والنّابُ في الذُّوْدِ أغْنَى من حَواشيها
وعاذلٍ من صنيعٍ قد تدرّعه
وليس يَشْفي منَ الأمراضِ شاكيها
طويتُ كشحى َّ عنه ثمّ قلتُ له :
ما العيشُ إنْ جَنَحَتْ نفسي لِلاحيها
دَعْني أنَلْ من زماني بعضَ لَذَّتِهِ
فقد وثقتُ بأنّ الدّهرَ يفريها
وكيفَ آنسُ بالدُّنيا ولستُ أرى
إلاّ امرءاً قد تعرَّى مِن عَواريها؟
كأنّها غصّة ٌ حلّتْ بمبلعها
أوْ كالقَذاة ِ أقامتْ في مآقيها
" نصبوا " إليها بآمالٍ مخيّبة ٍ
كأنّنا ما نرى عقبى أمانيها
فى وحشة ِ الدّار ممّنْ كان يسكنها
كلُّ اعتبارٍ لمن قد ظلّ يأويها
لا تكذِبنَّ فما قلبي لها وطنٌ(29/302)
وقد رأيتُ طلولاً من مغانيها
كم قد ركبتُ إلى العلياءِ ظهرَ فَلاً
تضلُّ فيه قَطاة ٌ عن مَجاثيها
وقفرة ٍ تُنكرُ الأنْسُ الوحوشَ بها
ولايُرجِّي ورودَ الماءِ صاديها
إذا تراختْ ركابى عن مهامها
ركبتُ فيها اعتزاماً لا يباليها
هانتْ على َّ مخوفاتُ الخطوبِ فما
أَثْني يمينيَ عن قُصْوَى مَراقيها
كأنّما قد نعى الدّنيا مخلّدها
أوْ في يديَّ أمانٌ من لياليها
" ومنْ تكنْ " نفسهُ لم يملها جزعٌ
فزجرُ مُهْرِك في الهيجاءِ ماليها
وإنْ تكنْ لم تَذَرْ كُثْرَ الأنامِ لها
قُلاًّ فشِلْوُ هَزيلِ الجَنْبِ كافيها
نفسي تنازعُني حالاً يضيقُ لها
عَرضُ البلادِ فمن لي مِن تَقاضيها؟
لقد دَعَتْ سامعاً لم تَكْدَ دعوتُهُ
وطالبتْ بعظيمٍ مَنْ يُؤاتيها؟
أقْلِلْ لديَّ بأنباءِ الزَّمانِ فما
أهابُ نفسي لأنّي لا أُرَجِّيها
لا تجتنِ العزَّ إلاّ من حدائقهِ
فكم رياضٍ عراضٍ خاب جانيها
ما عزّ من ذلَّ فى تطلابِ عزّتهِ
مجاوِرُ النّارِ من قُرٍّ كصاليها
إنَّ المعالى َ لا تعطيك صهوتها
وما سعتْ لك رجلٌ فى مساعيها
لم تَنتَهِزْ مادَنا من فرعِ دَوِحتِها
فكيفَ تَسمو إلى مافي أقاصيها؟
العصر العباسي >> البحتري >> أخ لي من سعد بن نبهان طالما
أخ لي من سعد بن نبهان طالما
رقم القصيدة : 2483
-----------------------------------
أخٌ ليَ مِنْ سَعْدِ بنِ نَبْهَانَ طَالما
جرى الدّهرُ لي، من فضْلِ جدواه، بالسَّعْدِ
تَقَيّلَ مِنْ عَبْدِ العَزيزِ سَجِيّةً،
منَ المَجدُ تَمّاً بل تزِيدُ على المَجدِ
وَما قُبّحَ المَعرُوفُ، إلاّ غَدا اسمُهُ
عليّ، فكانَ اسْماً لمَعرُوفِهِ عِندي
فَدَتْكَ أبَا الخَطّابِ نَفسِي من الرّدى،
ولاَ زِلْتَ تُفدى بالنّفُوسِ ولا تَفْدِي
فَلِلرَّقةِ البَيْضَاءِ، يوم اجتِمَاعِنا،
يَدٌ لكَ بَيْضاءٌ يَقِلُّ لَهَا حَمْدِي
أحِينَ تَدانَيْنَا عَلى نأيِ أزْمُنٍ،
مَضَتْ، وَتَلاَقَيْنَا على قِدَمِ العهدِ(29/303)
وأوْلَيْتَ منْ إحْسَانِكَ الجَمِّ نائِلاً،
يُذَكّرُني ما قَد نَسِيتُ منَ الوِدِّ
تَمَادَيْتَ في الشُّغْلِ الذي أنتَ فارِغٌ
بهِ، وَجَفَوْتَ الرّاحَ في زَمَنِ الوَرْدِ
إذا ما تَقَاطَعْنَا، وَنَحْنُ ببَلْدَةٍ،
فَما فَضْلُ قُرْبِ الدّارِ منّا على البُعْدِ
العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا خليلي أراك منْ شَغفِ الحبْ
يا خليلي أراك منْ شَغفِ الحبْ
رقم القصيدة : 24830
-----------------------------------
يا خليلي أراك منْ شَغفِ الحبْ
بِ خَلِيّاً وأنتَ تُلحي عليهِ
لو هداني إلى سُلُوِّي سُلُوٌّ
منك فى الحبِّ لاهتديتُ إليهِ
بأبى منْ يودّ قلبى بأنْ أمـ
ـسيتُ وحدى مقبّلاً شفتيهِ
والذى نشرُ كلِّ طيبٍ ذكى ٍّ
فى ندًى يستفادُ من نفحتيهِ
وغزالٍ وقعتُ لمّا تعاطيـ
ـتُ فراراً منَ الهوى في يَدَيْهِ
أنْكَرَتْ عينُهُ ادَّعاءَ سَقامي
كم سقامٍ فى باطنى لمْ تريهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ
دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ
رقم القصيدة : 24831
-----------------------------------
دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ
ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ
صَفراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتها
لَوْ مَسّها حَجَرٌ مَسّتْهُ سَرّاءُ
مِنْ كَفّ ذات حِرٍ في زيّ ذي ذكرٍ
لَها مُحِبّانِ لُوطيٌّ وَزَنّاءُ
َقامْت بِإبْريقِها ، والليلُ مُعْتَكِرٌ
فَلاحَ مِنْ وَجْهِها في البَيتِ لألاءُ
فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريق صافيَة ً
كأنَّما أخذُها بالعينِ إعفاءُ
َرقَّتْ عَنِ الماء حتى ما يلائمُها
لَطافَة ً، وَجَفا عَنْ شَكلِها الماءُ
فلَوْ مَزَجْتَ بها نُوراً لَمَازَجَها
حتى تَوَلدَ أنْوارٌ وأَضواءُ
دارتْ على فِتْيَة ٍ دانًَ الزمانُ لهمْ،
فَما يُصيبُهُمُ إلاّ بِما شاؤوا
لتِلكَ أَبْكِي ، ولا أبكي لمنزلة ٍ
كانتْ تَحُلُّ بها هندٌ وأسماءُ
حاشا لِدُرَّة َ أن تُبْنَى الخيامُ لها(29/304)
وَأنْ تَرُوحَ عَلَيْها الإبْلُ وَالشّاءُ
فقلْ لمنْ يدَّعِي في العلمِ فلسفة ً
حفِظْتَ شَيئًا ، وغابَتْ عنك أشياءُ
لا تحْظُرالعفوَ إن كنتَ امرَأًَ حَرجًا
فَإنّ حَظْرَكَهُ في الدّين إزْراءُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أَثْني على الخمرِ بآلائها ،
أَثْني على الخمرِ بآلائها ،
رقم القصيدة : 24832
-----------------------------------
أَثْني على الخمرِ بآلائها ،
و سَمِّيها أحسَنَ أسمائها
لا تجعلِ الماءَ لها قاهرًا ،
و لا تُسَلِّطْها على مائها
كَرْخِيّة ٌ، قد عُتّقَتْ حِقْبَة ً
حتى مضَى أكثرُ أجزائها
فلَمْ يكَدْ يُدركُ خَمّارُها
مِنها سِوَى آخِر حَوْبائِهَا
دارَتْ ، فأحيتْ ، غيرَ مَذمومة ٍ،
نُفوسَ حَسراها وأنْضائها
و الخمرُ قد يَشرَبُها مَعْشَرٌ
لَيسوا، إذا عُدّوا، بأكفائِهَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> و نَدْمانٍ يرى غَبَناً علَيْه
و نَدْمانٍ يرى غَبَناً علَيْه
رقم القصيدة : 24833
-----------------------------------
و نَدْمانٍ يرى غَبَناً علَيْه
بأنْ يُمسي، وليسَ له انتِشاءُ
إذا نَبّهْتَهُ مِنْ نَوْمِ سُكْرٍ،
كَفاهُ مَرّة منك النّداءُ
فليسَ بقائلٍ لك : إيهِ دَعْني،
وَلا مُسْتَخْبِرٍ لك: ما تَشاءُ؟
ولكِنْ: سَقّني، ويقولُ أيضاً
علَيكَ الصِّرْفَ إن إعياكَ ماءُ
إذا ما أدركَتْهُ الظّهْرُ صَلّى ،
و لا عَصْرٌ عليْهِ ولا عِشاءُ
يُصلّي هذه في وقْت هذي،
فكُلّ صلاتِه أبداً قَضَاءُ
و ذاكَ " محمدٌ " تَفديه نفسي،
و حُقَّ لهُ ، وقَلَّ لَهُ الفِداءُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا يَصرفَنَّك ،عن قَصْفٍ وإصْباء
لا يَصرفَنَّك ،عن قَصْفٍ وإصْباء
رقم القصيدة : 24834
-----------------------------------
لا يَصرفَنَّك ،عن قَصْفٍ وإصْباء
مَجْموعُ رَأي . ولا تَشْتيتُ أهْواءِ
وَاشرَبْ سُلافاً كَعَين الدّيك، صافية ً،
منْ كَفّ ساقِيَة ٍكالرِّيم . حَوْراءُ
صَفرَاءُ ما تُركتْ، زَرْقاءُ إنْ مُزجتْ،(29/305)
تسْمو بِحَظَّين من حُسْنٍ ، ولألاءِ
تَنْزو فَواقِعُها منها ،إذا مُزِجَتْ ،
نَزْوَ الجَنادِبِ منْ مَرجِ وأفْياءِ
لها ذيولٌ من العقيان تَتْبَعُها
في الشّرْق والغرْب في نورٍ وظَلماءِ
لَيسَتْ إلى النّخل وَالأعناب نِسبَتُها
لكنْ إلى العَسَلِ الماذِيِّ والماءِ
نِتاجُ نَحْلِ خلايا غيرِ مقْرِفَة ِ .
خُصّتْ بأطْيَب مُصْطافٍ ومَشتاءِ
تَرْعى أزاهيرَ غِيطانِ وَأوْديَة ٍ،
و تَشْرَبُ الصَّفْوَ منْ غُدْرٍ وأحساءِ
فُطْسُ الأنوفِ ، مَقاريفٌ ،مُشَمِّرَة ٌ ،
خُوصُ العيونِ ، بَريئاتٌ منَ الدَّاءِ
مِنْ مُقربٍ عُشَرَاءٍ، ذاتِ زَمزَمة ٍ،
وَعائِذٍ مُتّبَعٍ منها، وَعَذراءِ
تَغدو، وَتَرْجعُ لَيلاً عَن مَساربِها،
إلى مُلوكٍ ذَوي عِزٍّ وَأحْباءِ
كلٌّ بِمَعْقِلِهِ يُمضي حُكومَتَه ،
مِنْ بُرْج لَهوٍ، إلى آفاق سَرّاءِ
لمْ تَرْعَ بالسّهْل أنْواعَ الثّمار، ولاَ
ما أيْنَعَ الزّهْرَ مِنْ قَطْرٍ وَأنْداءِ
زَالَتْ وَزلْنَ بطاعات الجِماع، فَما
يَنِينَ في خُدُرٍ مِنها وَأرْجاءِ
حتّى إذا اصطَكَّ منْ بُنْيانِها قُرَصٌ
أرْوَيْنها عسَلا من بعدِ إصْداءِ
وآنَ مِنْ شُهْدها وَقْتُ الشيّار، فلم
تَلبَثْ بأنْ شُيّرَتْ في يَوْم أضْواءِ
و صفّقوها بِماءِ النِّيلِ ،إذْ برَزَتْ
في قِدر قَسٍّ كجوْف الْجُبّ رَوْحاءِ
حتّى إذا نَزَعَ الرُّوَّادُ رَغْوَتَها،
و أقْصَتِ النّارُ عنها كلَّ ضَرّاءِ
اسْتَوْدَعوها رواقيداً مُزَفَّتَة ً،
مِنْ أغْبَرٍ قاتِمٍ مِنها وغَبْرَاءِ
و كُمّ أفْواهُها دَهْرا على وَرَقٍ
منْ حرِّ طينة أرضٍ ،غيرَ مَيثاءِ
حتّى إذا سكَنَتْ في دَنّها، وَهَدَتْ
منْ بعدِ دمْدَمَة ِ منها وضَوضاءِ
جاءتْ كشمس ضُحى ً في يوْم أسْعُدها
كأنّها ولِسانُ الماءِ يَقْرَعُها،
نَارٌ تأجّجُ في آجام قَصْباءِ
لَها مِنَ المَزْج في كاساتِها حَدَقٌ،
تَرْنُو إلى شَرْبِها مِنْ بَعد إغْضاءِ
كأنّ مازجَها بالماء طَوَّقَها(29/306)
.....؟....... جِلْدَة ُ ثُعْبانٍ وأفْعاءِ
فاشربْ، هُدِيتَ وغَنّ القومَ، مبْتدئاً
.........؟........ العيدانِ والنّاءِ
لو كان زهدك في الدنيا كزهدك في
وصْلِ مشَيْتِ بلا شكٍّ على الماءِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أما يسُرُّكَ أنَّ الأرضَ زَهْراءُ
أما يسُرُّكَ أنَّ الأرضَ زَهْراءُ
رقم القصيدة : 24835
-----------------------------------
أما يسُرُّكَ أنَّ الأرضَ زَهْراءُ
و الخمرُ ممكنتٌ، شمْطاءُ عذْراءُ
ما في قعودِكَ عذْرٌ عن مُعَتَّقَة ٍ
كاللّيل وَالدُها، وَالأمّ خَضراءُ
بادِرْ؛ فإنّ جِنَانَ الكَرْخ مُونقَة ٌ
لمْ تلْتَقِفْها يدٌ للحرْبِ عَصْراءُ
فيها من الطيْرِ أصنافٌ مُشَتتَّة ٌ
ما بينهنّ، وبين النّطْقِ شَحْناءُ
إذا تَغَنّينَ لا يُبْقِينَ جانِحَة ً،
إلاّ بِهَا طَرَبٌ يُشْفَى بهِ الدّاءُ
يا رُبَّ منزل خمّارٍ أطَفْتُ به،
و الليلُ حُلَّتُه كالقارِ سوْداءُ
فقام ذو وفْرَة ٍ من بطْنِ مضْجَعهِ
يميلُ من سكرهِ، والعينُ وَسْناءُ
فقالَ:منْ أنتَ؟! في رفْقٍ، فقلتُ له:
"بعضُ الكرام!" وَلي في النّعت أسماءُ
و قلتُ:إنّي نحَوْتُ الخمرَ أخطبُها!..
قال:الدراهمَ!..هل للمهرِ إبْطاءُ؟!
لَمّا تَبَيّنَ أنّي غَيرُ ذي بَخَلٍ،
و ليس لي شُغُلٌ عنها وإبطاءُ
أتَى بِها قَهْوَة ً كالمِسْك صَافيَة ً،
كَدَمْعَة ٍ مَنَحَتْها الْخَدَّ مرْهاءُ
ما زالَ تاجرها يَسْقي، وأَشْرَبُها،
وَعندَنا كاعِبٌ بَيضاءُ، حَسناءُ
كَمْ قد تَغَنّتْ، وَلا لَوْمٌ يُلِمّ بنا
"دعْ عنكَ لوْمي؛ فإنّ اللّوْمَ إغراءُ"
العصر العباسي >> أبو نواس >> يارُبَّ مَجْلِسِ فِتْيانٍ سمَوْتُ له،
يارُبَّ مَجْلِسِ فِتْيانٍ سمَوْتُ له،
رقم القصيدة : 24836
-----------------------------------
يارُبَّ مَجْلِسِ فِتْيانٍ سمَوْتُ له،
وَاللّيلُ مُحتَبِسٌ في ثوْب ظلماءِ
لِشُرْبِ صافية ٍ من صَدْرِ خابيَة ٍ
تَغْشى عيونَ نَداماها بلألاءِ(29/307)
كأنّ مَنْظَرَها، والماءُ يقرَعُها،
ديباجُ غانيَة ٍ ، أو رقْمُ وَشّاءِ
تَستنّ من مَرحٍ، في كفّ مُصْطبحٍ
من خمر عانة َ، أوْ من خمر سُوراءِ
كأنّ قَرْقَرَة َ الإبريق بَيْنَهُمُ
رجْعُ المَزَامير، أو تَرْجيعُ فأفاءِ
حتى إذا درَجتْ في القوْم، وَانتشرَتْ
همّتْ عيونُهُمُ منها بإغفاءِ
سألتُ تاجرها: كم ذا لعاصرها ؟
فقال: قصّر عَن هذاكَ إحصائي
أُنْبِئْتُ أنّ أبا جدي تخَيَّرَها
من ذُخر آدَمَ، أوْ من ذخر حوّاءِ
ما زالَ يمطُلُ مَن يَنتابُ حانَتَها
حتى أتَتْني وكانت ذخر موتائي
و نحن بين بساتينٍ ، فَتَنْفَحُنا
ريحَ البنفسَج، لا نَشرَ الخزاماءِ
يسعى بها خَنِثٌ ، في خُلقِهِ دَمَثٌ ،
يستأثرُ العَينَ في مُستَدرج الرّائي
مقرَّطٌ، وافرُ الأرْداف، ذو غُنُجٍ
كأنّ في راحَتَيْه وَسْمَ حِنّاءِ
قد كسّرَ الشّعرَ واواتٍ، وَنَضّدَهُ
فوقَ الجَبين . وردّ الصّدغَ بالفاء
عيناهُ تقْسمُ داءً في مجاهرها
وَ رُبّما نَفَعَتْ مِن صوْلة الدّاء
إنّي لأشرَبُ مِن عَيْنَيه صافية ً
صِرْفاً، وَأشرَبُ أُخرَى معْ ندامائي
وَلائِمٍ لامَني جَهْلاً، فقلتُ لهُ:
إنّي وَعَيشِكَ مشغوفٌ بمولائي
العصر العباسي >> أبو نواس >> غُصِصْتُ منكَ بِما لا يَدفَعُ الماءُ،
غُصِصْتُ منكَ بِما لا يَدفَعُ الماءُ،
رقم القصيدة : 24837
-----------------------------------
غُصِصْتُ منكَ بِما لا يَدفَعُ الماءُ،
وَصَحّ هجْرُكَ حتّى ما بهِ داءُ
قد كان يكفيكمُ ، إن كان عزْمُكُمُ
أنْ تَهجُروني، مِنَ التّصريحِ إيماءُ
وَ ما نَسيتُ مَكانَ الآمرينَ بَذا
مِنَ الوُشاة ِ، وَلكِنْ في فَمي ماءُ
ما زِلْتُ أسمعُ حَتّى صرْتُ ذاكَ بمن
قامَتْ قِيامَتُهُ، وَالنّاسُ أحْياءُ
قد كنتُ ذا اسمٍ، فقد أصبحتُ يُعْرَفُ لي،
مِمّا أُكابِدُ فيَ حبّيك، أسماءُ..
العصر العباسي >> أبو نواس >> فديتُ مَنْ حَمّلتُهُ حاجسَة ً ،
فديتُ مَنْ حَمّلتُهُ حاجسَة ً ،
رقم القصيدة : 24838(29/308)
-----------------------------------
فديتُ مَنْ حَمّلتُهُ حاجتة ً ،
فردّني منْهُ بفَضلِ الحيَاءْ
و قالَ : ما شئْتَ فسَلْ غَيرَنا،
فَفي الذي تَطلُبُ جازَ الإبَاءُ
فقُلتُ : مالي حاجَة ٌ غَيرَها ،
فقال: هامنك لقيتُ البضلاءْ
ثمّ ثَنى ثَوباً على وجههِ ،
فبَلّهُ مِنْ خَجَلٍ بالبُكاءُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> و مُتَرَّفٍ عَقَلَ الحَياءُ لسانَه ،
و مُتَرَّفٍ عَقَلَ الحَياءُ لسانَه ،
رقم القصيدة : 24839
-----------------------------------
و مُتَرَّفٍ عَقَلَ الحَياءُ لسانَه ،
فكلامُهُ بالوَحْي والإيماءِ
لمّا نظرْتُ إلى الكَرَى في عينه
قَدْ عَقّدَ الْجَفنَين بالإغفاءِ
حرّكتُهُ بيَدي، وَقلتُ له انتَبِهْ
يا سَيّدَ الْخُلَطاء والنّدَماءِ
حتّى أُزيحَ الهَمّ عَنكَ بشرْبة ٍ،
تسمو بصاحبها إلى العلياءِ
فأجابني .و السّكر يخفِضُ صوْته
وَالصّبْحُ يَدْفَعُ في قَفَا الظّلماءِ
إنّي لأفهمُ ما تقولُ ، وإنّما
رَدَّ التّعافي سَوْرَة ُ الصّهباءِ
العصر العباسي >> البحتري >> لا يبعد اللهو في أيامنا المودي
لا يبعد اللهو في أيامنا المودي
رقم القصيدة : 2484
-----------------------------------
لا يَبْعُدُ اللّهوُ، في أيّامِنَا، المُودي،
ولا غُلُوُّ الهَوَى في الغَادَةِ الرُّودِ
وَجِدّةُ الشّعَرَاتِ السُّودِ يُرْجِعُهَا
بِيضاً تَتَابُعُ مَرّ البِيضِ والسّودِ
لَوْ كَانَ في الحِلمِ من جَهلٍ مَضَى عِوَضٌ،
لم أذمُمِ الشَّيبَ في قَوْلي وَمَعْقُودي
تلكَ البَخيلَةُ، ما وَصْلي بِمُنْصَرِفٍ
عَنها، وَلاَ صَدُّهَا عَنّي بمَصْدُودِ
ألَمّ بي طَيْفُهَا وَهْناً، فأعوَزَهُ
عندي وُجُودُ كرًى بالدّمعِ مطرُودِ
إنْ يَثْلِمِ الحُبُّ في رأي، فرُبّتَمَا
عَزْمٌ ثَلَمْتُ بهِ صُمَّ الجَلامِيدِ
قَدْ عُلّمَ البَاحثُ الشّنْآنُ ما حسبي،
وَبَانَ للعَاجِمِ المُجْتَسِّ ما عُودي
لا أمْدَحُ المَرْءَ أقصَى ما يَجُودُ بهِ(29/309)
نَيْلٌ، يُكَسِّرُ من حافاتِ جُلمودِ
حَسْبي بأحْمَدَ إحْسَانَاً يُبَلّغُني
مَدَى الغِنَى، وَبِفِعْلٍ مِنهُ مَحمودِ
رَطبُ الغَمامِ، إذا ما استُمطرَتْ يَدُهْ،
جَاءَتْ مَوَاهِبُهُ، قَبْلَ المَوَاعِيدِ
مُثرٍ من الحَسَبِ الزّاكي، إذا ذكرُوا
عُلاهُ ألْقَوْا إلَيْهِ بالمَقاليدِ
مُحَسَّدٌ، وَكَأنّ المَكْرُمَاتِ أبَتْ
أنْ تُوجَدَ، الدّهرَ، إلاّ عند محسودِ
وأصْيَدُ الخَدّ عَنْ إكْثَارِ عاذِلِهِ،
إنّ النّدى من عَتاد السّادةِ الصِّيدِ
إسْلَمْ لَنَا جَعْفَرٌ يَسلَمْ لَنَا كَرَمٌ،
وَبَيْتُ مَجْدٍ ألى عَلْيَاكَ مَرْدُودِ
إذا جَحَدْتُ سِجَالَ الغَيْثِ رَيّقَهُ،
فإنّ جودك عِنْدي غَيرُ مَجحودِ
وَلَوْ طَلَبْتُ سِوَى نُعْمَاكَ لي لجَأً،
لَظِلْتُ أطْلُبُ شَيْئاً غَيرَ مَوْجُودِ
مَوَدّةٌ، وَعَطَاءٌ مِنْكَ نِلْتُهُما،
وَرُبّ مُعْطَى نَوَالٍ غَيرِ مَوْرُودِ
أما تَوَجّهتَ نحو الشّرْقِ، مُعتَسِفاً
باليَعْمَلاتِ، حُزُونَ اللّيْلِ والبِيدِ
فَقَدْ تَرَكْتُ بِقِنَّسْرِينَ أفْئِدَةً
مَجرُوحَةً، وَعُيُوناً ذاتَ تَسهيدِ
أوْلَيْتَهُمْ حُسْنَ آلاءٍ، فكلُّهُمُ
في حالِ مُسْتَعْبَدٍ بالطولِ، مكدودِ
وإنْ صَرَفتَ، وَلَمْ تَصرِفْ لبائِقَةٍ،
عنِ الخَرَاجِ، فلم تَصرِفْ عن الجُودِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> اكْسِرْ بمائكَ سَوْرَة ُ الصهباءِ ،
اكْسِرْ بمائكَ سَوْرَة ُ الصهباءِ ،
رقم القصيدة : 24840
-----------------------------------
اكْسِرْ بمائكَ سَوْرَة ُ الصهباءِ ،
فإذا رَأيتَ خُضُوعَها للمَاءِ
فاحبسْ يديْكَ عن التي بقيَتْ بها
نفسٌ تشاكلُ أنفُسَ الأحْياءِ
صَفراءُ تَسْلُبُكَ الهمومَ إذا بدتْ،
وَتُعيرُ قَلْبَكَ حُلّة َ السّرّاءِ
كتبَ المِزاجُ، على مُقَدّم تاجِها،
سطريْن مثلَ كِتابة العُسَرَاءِ
نَمّتْ على نُدْمانِها بنَسيمِها
و ضيائها في الليلة ِ الظّلماءِ
قد قلتُ ، حين تَشَوّفتْ في كأسِها،(29/310)
وَتَضايقَتْ كتَضايق العذراءِ
لابدّ من عضّ المراشفِ فاسكُني
و تشَبُّكِ الأحْشاءِ بالأحشاءِ
ومُهفهَفٍ نَبّهْتُهُ، لَمّا هَدَا،
و تغلّقتْ عيناهُ بالإغْفاءِ
و شكا إليَّ لسانه من سكرِهِ
بتَلَجْلُجٍ كتَلَجْلُج الفأفاءِ
فعفَوْتُ عنه؛ وفي الفؤاد من الهَوى
كتلهّبِ النيرانِ في الحلفاءِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا تَبْكِ بَعْدَ تَفَرّقِ الخلطاءِ،
لا تَبْكِ بَعْدَ تَفَرّقِ الخلطاءِ،
رقم القصيدة : 24841
-----------------------------------
لا تَبْكِ بَعْدَ تَفَرّقِ الخلطاءِ،
وَاكسِرْ بمائِكَ سَوْرَة َ الصهبَاءِ
فإذا رَأيْتَ خضُوعَها لمزاجِها،
فَمُرْنَ يدَيْك بعفّة ٍ وحياءِ
وَمُدامة ٍ، سجَدَ الملوكُ لذكرِها،
جَلّتْ عَنِ التّصريحِ بالأسْماءِ
شَمطاءُ، تَذكرُ آدَماً مع شيثِهِ،
وتخبّرُ الأخبارَ عَنْ حَوّاءِ
صَاغَ المِزاجُ لها مِثالَ زَبَرْجَدٍ،
مُتَأَلِّقٍ ببدائعِ الأَضْواءِ
....؟.... فينا كالبِجادي حُمرَة ً ،
وَالكأسُ مِنْ ياقُوتَة ٍ بَيضَاءِ
و الكوبُ بضحكُ كالغزالِ مسبّحا
عندَ الرُّكوعُ بلَثْغَة ِ الفَأْفَاءِ
يسعى بها من وُلْدِ يافِثَ أحْوَرٌ ،
كقضيبِ بانٍ فوْقَ دِعصِ نَقاءِ
وَفتى ً كأطوَعِ مَن رَأيتَ إذا انتَشَى
غنَّى بِحُسْنٍ لَبَاقَة ٍ وحَياءِ
"عَلِقَ الهَوَى بحبَائِلِ الشّعثاءِ،
و الموتُ بَعضُ حبائل الأَهْواءِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> بَينَ المُدام، وبَينَ الماء شَحناءُ،
بَينَ المُدام، وبَينَ الماء شَحناءُ،
رقم القصيدة : 24842
-----------------------------------
بَينَ المُدام، وبَينَ الماء شَحناءُ،
تَنْقَدُّ غَيْظا، إذا ما مسَّها الماءُ
حتى تُرَى في حوَافي الكأس أعيُنُها
بِيضاء وليس بها منْ عِلَّة ٍ داءُ
كأنّها حينَ تَمطُو، في أعِنّتِها،
منَ اللّطافَة في الأوْهام عَنْقاءُ
تَبْني سماءً في أرضٍ مُعَلَّقَة ٍ ،
كأنّها عَلَقٌ، والأرضُ بيضاءُ
نُجومُها يَقَقٌ ، في صَحْنِها عَلَقٌ ،(29/311)
يُقِلّها مِنْ نجوم الكأس أهوَاءُ
جلّتْ عن الوَصْف، حتى ما يطالبُها
وَهْمٌ، فتَخْلُفُها في الوَصْفِ أسماءُ
تَقَسّمَتْها ظنونُ الفِكر، إذ خفيتْ،
كما تَقَسَّمَتْ الأديانَ آراءُ
من كفِّ ذي غُنُجِ ، حُلْو شمائلُهُ،
كأنّه عند رأي العينِ عذْراءُ
له بكيتُ ، كما يبكي النَّولى رجلٌ
على المَعالمِ والأطلال بكّاءُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أعْتَلّ بالماءِ ، فأدْعُو به ،
أعْتَلّ بالماءِ ، فأدْعُو به ،
رقم القصيدة : 24843
-----------------------------------
أعْتَلّ بالماءِ ، فأدْعُو به ،
لَعَلَّها تَنْزِلُ بالماء
و يَعْلَمُ اللّه على عرْشِهِ
ما طِبّيَ الماءُ وَلا دائي
إلاّ لِمَا ألْقَى بإنْسَانَة ٍ،
مُخْتالَة ٍ في نَعِلِ حِنّاءِ
وُلِدْتُ في حُبّكِ يا مُنيَتي
بِطالِعٍ لَيسَ بمعْطاءِ
هذا وَرِيحي منكُمُ صَرْصَرٌ،
تُجِفُّ دوني كلّ خَضْراءِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> اللهُ موْلى دَنابيرٍ ومَوْلائي
اللهُ موْلى دَنابيرٍ ومَوْلائي
رقم القصيدة : 24844
-----------------------------------
اللهُ موْلى دَنابيرٍ ومَوْلائي
بِعينِهِ مَصْبحي فيها وَمَمسائي
صَليتُ ، من حُبّها، نارينِ واحدة ً
بين الضّلوعِ، وأخرى بين أحشائي
و قد حَمَيتُ لساني أن أُبينَ بهِ ،
فَما يُعَبّرُ عَنّي غَيرُ إيمَائي
يا ويحَ أهليَ أبْلي بينَ أعينِهمْ
على الفِراشِ، وَما يَدرونَ ما دائي
لوْ كان زهْدُكِ في الدّنيا كزهدكِ في
وَصلي مَشَيْتِ بلا شَكٍّ على الماءِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد سَقَتْني، والصّبحُ قد فَتّقَ اللّيـ
قد سَقَتْني، والصّبحُ قد فَتّقَ اللّيـ
رقم القصيدة : 24845
-----------------------------------
قد سَقَتْني، والصّبحُ قد فَتّقَ اللّيـ
ـلَ، بكأسَينِ، ظَبيَة ٌ حَوْراءُ
عَنْ بَنانٍ كأنّها قُضُبُ الفِضّـ
ــة ِ قَنّى أطْرَافها الحِنّاءُ
ذاتُ حُسْنٍ تُسْجَى بأرْدافِها الأُزْ
رُ، وَتُطْوَى في قُمْصِها الأحشاءُ(29/312)
قدْ طوَى بَطنَها، على سَعَة ِ العَيْـ
شِ، ضُمورٌ في حَقْوِها وانْطِواءُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> بِبابِ بُنَيّة ِ الوَضّاحِ ظَبْيٌ،
بِبابِ بُنَيّة ِ الوَضّاحِ ظَبْيٌ،
رقم القصيدة : 24846
-----------------------------------
بِبابِ بُنَيّة ِ الوَضّاحِ ظَبْيٌ،
على ديباجَتَيْ خَدّيْهِ مَاءُ
كمَاءِ الدّنّ يَسكرُ مَنْ رَآهُ،
فَيخفَتُ ، والقُلوبُ لهُ سِباءُ
يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ بِمُقْلَتَيْهِ،
إذا رَنَتا، وَيَفعَلُ ما يَشاءُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> مرَرْتُ بهَيْثَم بنِ عديّ يَوْماً، مرَرْتُ بهَيْثَم بنِ عديّ يَوْماً،
مرَرْتُ بهَيْثَم بنِ عديّ يَوْماً، مرَرْتُ بهَيْثَم بنِ عديّ يَوْماً،
رقم القصيدة : 24847
-----------------------------------
مرَرْتُ بهَيْثَم بنِ عديّ يَوْماً، مرَرْتُ بهَيْثَم بنِ عديّ يَوْماً،
و قِدْماً كنتُ أمنحهُ الصّفاءَ
فأعرضَ هيثمٌ لَمّا رَآني،
كأنّي قد هجَوْتُ الأدعياءَ
وَقد آلَيتُ أن أهجو دَعِيّاً،
و لوْ بلغتْ مروءَتهُ السّماءَ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قَد نَضِجْنا وَنحنُ في الْخَيشِ طُرّاً
قَد نَضِجْنا وَنحنُ في الْخَيشِ طُرّاً
رقم القصيدة : 24848
-----------------------------------
قَد نَضِجْنا وَنحنُ في الْخَيشِ طُرّاً
أنْضَجَتْنا كَواكِبُ الجَوْزاءِ
فأصِيبوا لَنا حُسَيناً، ففيه
عِوَضٌ مِنْ جَليدِ بَرْدِ الشّتاءِ
لو تَغَنّى ، وفُوهُ ملآنُ جَمراً
لم يَضِرْهُ لبرْدِ ذاكَ الغناءِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لقَدْ طالَ في رَسْمِ الدّيارِ بُكائي،
لقَدْ طالَ في رَسْمِ الدّيارِ بُكائي،
رقم القصيدة : 24849
-----------------------------------
لقَدْ طالَ في رَسْمِ الدّيارِ بُكائي،
و قد طالَ تَردادي بها وعَنائي
كأنّي مُريغٌ في الدّيار طَريدة ً ،
أرَاها أمَامي مَرّة ً، وَوَرائي
فلَمّا بَدا لي اليأسُ عَدّيْتُ ناقَتي
عن الدّار، واستوْلى عليّ عَزائي(29/313)
إلى بيتِ حانٍ لا تهرّ كلابُهُ
عَليّ، وَلا يُنكِرْنَ طُولَ ثَوَائي
فإنْ تكن الصّهباءُ أوْدَتْ بتالِدي .
فلم توقِني أُكْرُومَتي وحيائي
فما رِمتهُ حتى أتى دون ما حَوتْ
يَمينيَ حتّى رَيْطَتي وَحِذائي
وَكأسٍ كمِصْباحِ السّماءِ شرِبْتُها،
على قُبْلة ٍ أو موْعدٍ بلِقائي
أتتْ دونها الأيامُ . حتى كأنّها
تَساقُطُ نُورٍ مِنْ فُتُوقِ سَمَاءِ
ترى ضوْءها من ظاهرِ الكأسِ ساطعاً
عليكَ، وَإنْ غَطّيْتَها بغطاءِ
تباركَ من ساسَ الأُمورَ بعلمه.
و فضّلَ هاروناً على الخلفاءِ
نعيشُ بخَيرٍ ما انْطَوَيْنا على التّقَى ،
و ما ساسَ دنيانا أبو الأُمناءِ
إمامٌ يخافُ اللهَ. حتّى كأنّهُ
يُؤمّلُ رُؤْياهُ صَباحَ مَساءِ
أشَمُّ، طُوَالُ السّاعدينِ. كأنّما
يُناطُ نِجاداَ سيْفِهِ بلواءِ
العصر العباسي >> البحتري >> خان عهدي معاودا خون عهدي
خان عهدي معاودا خون عهدي
رقم القصيدة : 2485
-----------------------------------
خَانَ عَهْدي مُعَاوِداً خَوْنَ عهدي،
مَنْ لَهُ خِلّتي، وخالصُ وِدّي
بان بالحُسْنِ وَحْدَهُ لَمْ يُنَازِعْـ
ـهُ شَرِيكٌ وَبِنتُّ بالبَثّ وَحْدي
أُعْلِنُ السرَّ في هَوَاهُ، وأرْضَى
خَطئي في الذي أتَيتُ، وَعَمدِي
لَيْسَ بَرْحُ الغَرَامِ ما بِتَّ تُخْفي،
إنّ بَرْحَ الغَرَامِ ما بِتَّ تُبْدِي
هَبّ يَسْقي، فكادَ يَصْبِغُ ما جَا
وَرَ مِنْ حُمْرَتَيْ مُدامٍ وَخَدّ
وَجَنَى الوَرْدِ ثالِثٌ، فسَبيلي
شَمُّ وَرْدٍ طَوْراً، وَتقْبيلُ وَرْدِ
حسُنَتْ لَيلَةُ الثّلاثاءِ، وابيَضّتْ
بمُسوَدّها يَدُ الدّهرِ عِنْدي
باتَ أرْضَى الأحبابِ عندي وَعبدُ الله
أرْضَى بَني الحُسينِ بنِ سَعْدِ
سَيّدٌ يَصرَعُ المُصارِعَ، في السّؤ
دَدِ، بالسّاعِدِ الطّوِيِ الأشَدّ
أوْسَعُ الَعالمِينَ ساحةَ مَعْرُو
فٍ، وأعْلاَهُمْ بَنِيّةَ مَجْدِ
أُعطيَ الفَصْلَ في الخِطَابِ، كما يُؤ
ثَرُ، أمْ لَيْسَ خَصْمُهُ بالألَدّ(29/314)
حَبّذا أنْتَ مِنْ مُتَمِّمِ بِرٍّ،
يُفرِحُ النّفسَ، أوْ مُعَظِّمِ رِفْدِ
طَرَقَتْنَا تِلْكَ الهَدِيّةُ والصّهْـ
ـباءُ مِنْ خَيْرِ ما تبَرّعْتَ تُهْدي
قَد تَرَكنا لَكَ المَرَاكِبَ من أحْـ
ـوَى غَرِيبٍ في لَوْنِهِ، أوْ سَمَندِ
وَبَني الرّومِ بينَ أبيَضَ بَضٍّ،
مُشرِقٍ لَوْنُهُ، وأسمَرَ جَعْدِ
واقتَصَرْنَا على التي فاجَأتْنَا
وردةً، عندَما استَشَفّتْ لوِرْدِ
لَبِسَتْ زُرْقَةَ الزّجَاجِ، فجاءَتْ
ذَهَباً يَستَنِيرُ في لازَوَرْدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا راكِباً أقبَلَ مِن ثَهْمِدٍ!
يا راكِباً أقبَلَ مِن ثَهْمِدٍ!
رقم القصيدة : 24850
-----------------------------------
يا راكِباً أقبَلَ مِن ثَهْمِدٍ!
كَيفَ تركْتَ الإبْلَ وَالشّاءَ
و كيف خلّفتَ لدى قَعْنبٍ،
حَيثُ ترَى التّنّومَ وَالآءَ
جاءَ من البدْوِ أبو خالدٍ ،
ولَمْ يَزَلْ بالمِصْرِ تَنّاءَ
يَعرِفُ للنّارِ أبو خالِدٍ
سوَى اسمها في النّاسِ أسْماءَ
إذا دعا الصاحِبَ يَهْيا به.
وَيُتْبِعُ اليَهْياءَ يَهْيَاءَ
لَوْ كُنتَ مِنْ فاكِهَة ٍ تُشتَهى
لطيبها كنتَ الغُبَيْراءَ
لا تعبُرُ الحلْقَ إلى داخلي.
حتى نُحَسّى دونها الماءَ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لَمّا غَدَا الثَعْلَبُ في اعتِدائِهِ، لَمّا غَدَا الثَعْلَبُ في اعتِدائِهِ،
لَمّا غَدَا الثَعْلَبُ في اعتِدائِهِ، لَمّا غَدَا الثَعْلَبُ في اعتِدائِهِ،
رقم القصيدة : 24851
-----------------------------------
لَمّا غَدَا الثَعْلَبُ في اعتِدائِهِ، لَمّا غَدَا الثَعْلَبُ في اعتِدائِهِ،
و الأجلُ المقْدورُ من ورائهِ
صَبّ علَيهِ الله مِنْ أعدائِهِ
سوْطَ عذابٍ، صُبّ من سَمائِهِ
مُبارَكاً يُكثِرُ مِنْ نَعمائِهِ،
ترَى لمولاهُ على جِرائِهِ
تَحَدّبَ الشّيخِ على أبنائهِ،
يكنّهُ باللّيلِ في غطائِهِ
يُوسِعُهُ ضَمّاً إلى أحْشائِهِ،
وَإنْ عَرَى جَلّلَ في رِدائِهِ(29/315)
مِنْ خَشيَة ِ الطّلّ وَمن أندائِهِ،
يضنَ بالأرذلِ من أطلائهِ
ضَنَّ أخي عُكْلٍ على عَطائِهِ،
يَبيعُ، باسْمِ الله، في أشلائِهِ
تَكبيرُهُ والْحَمدُ مِنْ دعائِهِ،
حتى إذا ما انشامَ في ملائهِ
و صارَ لَحْياهُ على أنسائهِ،
و ليس ينجيهِ على دهائهِ
تنَسّمُ الأرْواحِ في انْبِرائِهِ
خضْخَضَ طُبْيَيْهِ على أمعائهِ
وَشَدَّ نابَيْهِ على عِلْبائِهِ
كدجّكَ القِفْلَ على أشْبائِهِ
كأنّما يطلبُ في عِفائهِ،
ديْناً لَهُ لا بُدّ مِن قَضَائِهِ
ففحصَ الثّعلبُ في دمائهِ،
يا لك من عادٍ إلى حوْبائهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وَارِفَة ٌ للطّيْرِ في أرْجائِها
وَارِفَة ٌ للطّيْرِ في أرْجائِها
رقم القصيدة : 24852
-----------------------------------
وَارِفَة ٌ للطّيْرِ في أرْجائِها
كَلَغَطِ الكُتّابِ في اسْتِملائِهَا
أشْرفتُها، والشمسُ في خِرْشائها ،
لم يبرُزِ المقرورُ لاسطلائها
بشِقَة ٍ، طَوْلُكَ في إبْقائِها،
إذا انتحى النّازعُ فت انتحائهِ
لم يرْهبِ الفُطُورَ مِنْ سِبَائِهَا
يعْزَى ابنُ عصْفورٍ إلى بُرَائِهَا
حتّى تأنّاها إلى انْتِهائِها،
وَاستَوْسَقَ القِشْرُ على لِحائِها
وَشُمّسَتْ فيَبِسَتْ من مائِها،
فالْحُسنُ والْجُودة ُ مِنْ أسمائِهَا
ثمّ ابتَدَرْنا الطّيرَ في اعْتِلائِهَا،
بنادقاً تُعْجِبُ لاستوائها
مِن طينة ٍ لم تدنُ مِن غَضرائِها،
وَلم يُخالِطْها نَقَا مَيْثائِهَا
لا تُحْوجُ الرّامي إلى انْتِقائِها،
فهْيَ تُراقي الطّيرَ في ارْتِقائِهَا
مثلَ تلظّي النّارِ فيي التظائها،
من سودِ أعْجازٍ ومن رَهائها
و من شُروقاها ومن صَبْغائها،
كلّ حبَنْطاة ٍ على احْبِنْطائِهَا
طَرّاحَة ٌ للحُوتِ مِنْ جَرْبائِهَا،
مرْثومة ُ الخصمِ بطينِ مائها
ترْفلُ في نعلينِ من أمعائها،
يحطّها للأرضِ من سمائها ...
العصر العباسي >> أبو نواس >> ولا تأخُذْ عن الأعْرابِ لهْواً،
ولا تأخُذْ عن الأعْرابِ لهْواً،
رقم القصيدة : 24853(29/316)
-----------------------------------
ولا تأخُذْ عن الأعْرابِ لهْواً،
و تُبلي عَهدَ جِدّتِها الخطوبُ
وخَلّ لِراكِبِ الوَجْناءِ أرْضاً
تَخُبُّ بها النَّجيبة ُ والنّجيبُ
بلادٌ نَبْتُها عُشَرٌ وطَلْحٌ،
وأكثرُ صيْدِها ضَبُعٌ وذيبُ
و لا تأخُذْ عن الأعرابِ لهْواً،
ولا عيْشاً فعيشُهُمُ جَديبُ
دَعِ الألبانَ يشْرَبُها رِجالٌ،
رقيقُ العيشِ بينهُم غريبُ
إذا رابَ الْحَلِيبُ فبُلْ عليهِ،
و لا تُحرَجْ فما في ذاك حُوبُ
فأطْيَبُ منْه صَافِية ٌ شَمُولٌ،
يطوفُ بكأسها ساقٍ أديبُ
يسْعى بها ، مثل قرنِ الشَّمس، ذو كفلٍ
يشْفي الضَّجيعَ بذي ظَلْمِ وتَشْنيبِ
أقامَتْ حِقْبَة ً في قَعْرِ دَنٍّ،
تفورُ، وما يُحَسُّ لها لهيبُ
كأنّ هديرَها في الدّنّ يَحْكي
قِرَاة َ القَسّ قابلَهُ الصّليبُ
تَمُدُّ بها إليكَ يدَا غُلامٍ
أغَنّ ، كأنّهُ رَشأٌ رَبيبُ
غذّتهُ صنْعة ُ الدّاياتِ حتّى ،
زَها، فَزَهَا به دَلٌّ وطيبُ
يَجُرُّ لكَ العِنانَ ، إذا حَساها ،
و يفتحُ عقد تكّته الدّبيبُ
و إن جَمّشْتهُ خَلَبَتْكَ منهُ
طَرَائِفُ تُسْتَخَفّ لَها القُلوبُ
ينوءُ برِدْفهِ، فإذا تمشّى
تَثَنّى ، في غَلائِلِهِ، قَضِيبُ
يكادُ من الدّلالِ، إذا تَثَنّى
عليْكَ ، ومن تساقطهِ، يذوبُ
و أحمقَ من مُغيّبة ٍ تراءى
إذا ما اخْتانَ لَحْظَتَها مرِيبُ
أعاذِلَتي اقْصُري عن بعْضِ لوْمي،
فراجي توبتي عندي يخيبُ
تَعيّبين الذّنوبَ، وأيّ حُرٍّ،
مِن الفِتيانِ، ليسَ لَهُ ذنوبُ
فهذا العيشُ لا خِيمُ البوادي ،
و هذا العيشُ لا اللبن الحليبُ
فأيْنَ البدْوُ من إيوان كِسْرَى ،
وأيْنَ منَ المَيادينِ الزُّرُوبُ؟
غرِرْتِ بتوبتي ، ولججْتِ فيها ،
فشُقّي اليومَ جيبَكِ لا أتوبُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ساعٍ بكأسٍ إلى ناشٍ على طَرَبِ،
ساعٍ بكأسٍ إلى ناشٍ على طَرَبِ،
رقم القصيدة : 24854
-----------------------------------
ساعٍ بكأسٍ إلى ناشٍ على طَرَبِ،(29/317)
كلاهما عجَبٌ في مَنْظَرٍ عجبِ
قامتْ تُريني وأمْرُ اللّيْلِ مجتمعٌ
صُبحا تَوَلَّدَ بين الماءِ والعنبِ
كأنّ صُغْرَى ، وكُبْرَى من فَواقِعِها
حصباءُ دُرٍِّ على أرضٍ من الذّهبِ
كأنّ تُرْكاً صُفوفاً في جوانِبِها،
تُوَاترُ الرّمْيَ بالنُّشّابِ من كَثَبِ
من كفِّ سَاقَيَة ٍ ، ناهيكَ ساقِيَة ً،
في حُسنِ قَدٍّ، وفي ظرْفٍ، وفي أدبِ
كانت لربِّ قِيانٍ ذي مُغالَبَة ٍ
بالكَشْخِ مُحْتَرِفٍ ، بالكشخِ مكتسِبِ
فقد رأت ووعتْ عنهنَّ،واختلَفتْ
ما بينهنَّ ، ومن يهوَيْنَ بالكُتُبِ
حتى إذا ما غلى ماءُ الشّبابِبها
و أفعِمتْ في تمامِ الجسمِ والقصَبِ
و جُمِشَتْ بخفيّ اللحظِ، فانجشمتْ،
و جرَّتِ الوعدَ بين الصّدقِ والكذبِ
تمّتْ، فلمْ يرَ إنْسانٌ لها شَبَهاً،
فيمنْ برى الله من عَجْمٍ ومن عربِ
تلك التي لو خَلَتْ من عَيْنِ قَيّمها،
لم أقْضِ منها ولا منْ حبّها أرَبي
العصر العباسي >> أبو نواس >> أعاذِلَ أعتَبْتُ الإمامَ، وأعْتَبَا،
أعاذِلَ أعتَبْتُ الإمامَ، وأعْتَبَا،
رقم القصيدة : 24855
-----------------------------------
أعاذِلَ أعتَبْتُ الإمامَ، وأعْتَبَا،
و أعربْتُ عمّا في الضّميرِ، وأعربا
وقلتُ لساقِينا: أجِزْها، فلم يكنْ
ليأبَى أميرُ المؤمنين وأشْرَبا
فَجَوّزَهَا عَنّي عُقَاراً تَرَى لَها
إلى الشّرَفِ الأعْلى شُعاعاً مُطَنَّبا
إذا عَبّ فيها شارِبُ القَوْمِ خِلْتَهُ
يقبّلُ، في داجٍ من الليلِ، كوكبا
تَرَى حَيْثُما كانت من البيتِ مَشْرِقاً،
وما لم تكنْ فيهِ من البيتِ مَغْرِبا
يدُورُ بها ساقٍ أغَنُّ ترى لَهُ
على مُسْتَدارِ الأذنِ صُدْغاً مُعَقرَبا
سقاهُمْ، ومَنّاني بعَيْنَيهِ مُنْيَة ً،
فكانت إلى قلبي ألذَّ ، وأطيبَ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا خاطبَ القهوة الصّهباءِ، يا مَهُرها
يا خاطبَ القهوة الصّهباءِ، يا مَهُرها
رقم القصيدة : 24856
-----------------------------------(29/318)
يا خاطبَ القهوة الصّهباءِ، يا مَهُرها
بالرّطلِ يأخذ منها مِلأَه ذهبا
قصّرْتَ بالرّاح، فاحْذَرْ أن تُسمِّعها
فيحلِفَ الكرْمُ أن لا يحملَ العنبَ
إنّي بذلتُ لها، لمّا بصُرْتُ بها ،
صاعاً من الدُّرّ والياقوتِ ما ثُقِبَا
فاسْتوحشَتْ، وبكتْ في الدّنّ قائلة ً:
يا أُمُّ ويحكِ، أخشى النّار والّلهبَ
فقلتُ : لا تَحْذَريه عندنا أبداً
قالتْ "ولا الشمسَ؟" قلتُ "الحرّ قد ذهبا"
قالتْ "فمن خاطبي هذا؟" فقلتُ "أنا"
قالت "فبَعْليَ؟" قلتُ "الماءُ إن عَذُبا"
قالت:لقاحي فقلتُ:الثلجُ أبردهُ
قالت "فبَيْتي، فما أستحسنُ الخشبا"
قلتُ القنانيُّ والأقداحُ ، وَلّدَها
فرعونُ قالتْ: لقد هيّجت لي طَرَبا
لا تمكننّي من العربيدِ، يشربني،
ولا الّلئيمِ الذي إن شمّني قَطَبا
ولا المجُوسِ، فإنّ النّارَ ربّهُمُ،
ولا اليهودِ، ولا منْ يعبُدُ الصُّلُبا
و لا السَّفالِ الذي لا يسْتفيقُ، ولا
غِرِّ الشّبابِ، ولا من يجهلُ الأدبَ
و لا الأراذلِ، إلاّ مَنْ يوقْرني
من السُّقاة ِ لكن أسقني العربا
يا قَهْوَة ً حُرّمتْ إلاّ على رجُلٍ
أثْرَى ، فأتلفَ فيها المالَ والنَّشبَ
العصر العباسي >> أبو نواس >> من ذا يُساعدُني في القصْفِ والطّرَبِ
من ذا يُساعدُني في القصْفِ والطّرَبِ
رقم القصيدة : 24857
-----------------------------------
من ذا يُساعدُني في القصْفِ والطّرَبِ
على اصطباحِ بماءِ المزنِ والعنبِ
حمْراءُ، صفراءُ عند المزجِ، تحسبُها
كالدّرِّ طوَّقها نظْمٌ من الحببِ
من ذاقها مرَّة ً لم ينسها أبداً،
حتى يُغيَّبَ في الأكفانِ والتّرُبِ
فسَلّ همّكَ بالندمان في دعَة ٍ،
و بالعُقارِ؛ فهذا أهنأُ الأربِ
و جانبِ الشّحَّ إنّ الشّحَّ داعية ٌ
إلى البليّاتِ والأحزانِ والكُرَبِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> سقاني أبو بشرٍ من الرَّاحِ شَرْبة ً
سقاني أبو بشرٍ من الرَّاحِ شَرْبة ً
رقم القصيدة : 24858
-----------------------------------(29/319)
سقاني أبو بشرٍ من الرَّاحِ شَرْبة ً
لَها لَذَّة ٌ ما ذُقْتُها لشرَابِ
و ما طبخوها، غيرَ أنّ غلامهُ
مشى في نواحي كرْمها بشِهابِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> عَدِّ عنْ رَسْمٍ، وعن كُثُبِ،
عَدِّ عنْ رَسْمٍ، وعن كُثُبِ،
رقم القصيدة : 24859
-----------------------------------
عَدِّ عنْ رَسْمٍ، وعن كُثُبِ،
وَالْهُ عنه بابنة العنبِ
بالتي إن جئتُ أخطبُها
حُلّيَتْ حَلْياً من الذّهَبِ
خُلِقَتْ للهَمّ قاهِرَة ً،
وعدوَّ المالِ والنّشَبِ
لم يذقها قطُّ راشفها
فخلا من لاعجِ الطّربِ
لا تَشِنْها بالتي كَرِهَتْ،
فهي تأبَى دعْوَة َ النَّسَبِ
العصر العباسي >> البحتري >> عذيرك من نأي غدا وبعاد
عذيرك من نأي غدا وبعاد
رقم القصيدة : 2486
-----------------------------------
عَذيركَ مِنْ نَأيٍ غَدَا، وَبُعَادِ،
وَسَيرِ مُحِبٍّ، لا يَسِيرُ بِزَادِ
لِعَلْوَةَ، في هَذا الفُؤادِ، مَحَلّةٌ،
تَجَانَفْتُ عَنْ سُعْدَى بها وَسُعَادِ
أتُحْسِنُ إصْفادي، فأشكُرَ نَيْلَها،
وإنْ كَانَ نزْراً، أوْ تَحُلُّ صِفادي
وَكيفَ رَحيلي، والفُؤادُ مُخَلَّفٌ،
أسِيرٌ لَدَيْهَا، لا يُفَكُّ بِفَادِ
فَوَالله ما أدْرِي، أأثْني عَزِيمَتي
عَنِ الغَرْبِ، أمْ أمضِي بغَيرِ فؤادِ
وَلَيْلَتُنَا، والرّاحُ عَجْلَى تَحُثُّها
فُنُونُ غِنَاءٍ، للزّجَاجَةِ حَادِ
تُدارِكُ غَيّي نَشْوَةٌ في لِقَائِهَا،
ذَمَمْتُ لَهَا، حتّى الصّباحِ، رَشادي
وَمَا بَلَغَ النّوْمُ المُسَامِحُ لَذّةً،
سِوَى أرَقِي في جَبِهَا، وَسُهَادي
عَلى بابِ قِنّسْرِينَ، واللّيْلُ لاطخٌ
جَوَانِبَهُ، مِنْ ظُلْمَةٍ، بمِدادِ
كأنّ القُصُورَ البِيضَ، في جَنَبَاتِهِ،
خَضَبنَ مَشيباً، نازِلاً بِسَوَادِ
كأنّ انْخِرَاقَ الجَوّ غَيّرَ لَوْنَهُ
لُبُوسُ حَدِيدٍ، أوْ لِبَاسُ حِدَادِ
كأنّ النّجومَ المُسْتَسِرّاتِ، في الدّجى،
سِكاكُ دِلاصٍ، أوْ عُيُونُ جَرَادِ(29/320)
وَلاَ قَمَرٌ، إلاّ حُشَاشَةُ غَائِرٍ،
كَعَينٍ طَمَاسٍ، رُنّقَتْ لِرُقَادِ
فَبِتْنَا، وَبَاتَتْ تُمزَجُ الراحُ بَينَنا
بأبْيَضَ رَقْرَاقِ الرُّضَابِ، بُرَادِ
وَلَمْ نَفتَرِقْ حتّى ثَنَى الدّيكُ هاتِفاً،
وَقَامَ المُنادي، بالصّلاةِ يُنادي
أبَا مُسْلِمٍ! ألْقِ السّلامَ مُضَاعَفاً،
وَرُحْ سَالِمَ القُطْرَينِ إنّيَ غَادِ
سأشْكُرُ نُعْمَاكَ المُرَفْرِفَ ظِلُّهَا
عَليّ، وَهَلْ أنْسَى رَبيعَ بِلادي
وَفَيْضَ عَطَايَا ما تأمّلَ ناظِرٌ
إلَيْهِنّ، إلاّ قَالَ فَيْضُ غَوَادِ
وَكَمْ جَاءَتِ الأيّامُ رُسْلاً تَقُودُني
إلى نَائِلٍ، مِنْ رَاحَتَيْكَ، مُعَادِ
وَمَا تُنْبِتُ البَطْحَاءُ مِنْ غَيرِ وَابِلٍ،
وَلاَ يَسْتَدِيمُ الشّكْرُ غَيرُ جَوادِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> الوردُ يَضحك ، والأوتارُ تصطخبُ،
الوردُ يَضحك ، والأوتارُ تصطخبُ،
رقم القصيدة : 24860
-----------------------------------
الوردُ يَضحك ، والأوتارُ تصطخبُ،
و النّايُ يندبُ أحياناً ، وينتحبُ
و القومُ إخوانُ صدْقٍ بينهم نسبٌ
من الموَدّة ِ ما يرْقَى له نسَبُ
تراضعوا دِرَّة َ الصهباءِ بينهمُ،
وأوْجَبوا لنديمِ الكأسِ ما يجبُ
لا يحفظونَ على السّكرانِ زَلَّته،
و لا يُريبكَ من أخلاقهم رِيَبُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إصْدعْ نَجيَّ الْهُمومِ بالطّرَبِ،
إصْدعْ نَجيَّ الْهُمومِ بالطّرَبِ،
رقم القصيدة : 24861
-----------------------------------
إصْدعْ نَجيَّ الْهُمومِ بالطّرَبِ،
و انعمْ على الدّهرِ بابنة ِ العنبِ
واسْتقبلِ العَيْشَ في غَضارَتِهِ،
لا تقْفو منه آثارَ مُعْتَقِبِ
من قَهْوَة ٍ زانَها تقَادُمُها،
فهْي عجوزٌ، تعلو على الحُقُبِ
دهْرِيّة ٌ قد مضَتْ شبِيبتُها،
و استنشقتْها سوالفُ الحِقَبِ
كأنّها في زجاجها قبسٌ،
يذْكو بلا سَوْرَة ٍ، ولا لَهَبِ
فهْي بغير المزاجِ من شَرَرٍ،
و هْي إذا صُفّقتْ من الذهبِ
إذا جرى الماءُ في جوانبها(29/321)
هَيّجَ منها كوامِنَ الشّغَبِ
فاضْطرَبَتْ تحتَهُ تُزاحِمُهُ،
ثُمّ تناهتْ تفترُّ عن حبَبِ
يا حُسنها من بَنانِ ذي خَنثٍ ،
تدعوكَ أجفانهُ إلى الرّيَبِ
فاذكر صباح العُقارِ، واسمُ به
لا بصباحِ الحُروبِ والعَطَبِ
أحْسنُ من موقِفٍ بمُعْتركٍ،
و ركضِ خيلٍ على هَلا وهَبِ
صَيْحَة ُ ساقٍ بحابسٍ قَدحاً،
و صبرُ مستكرهٍ لمنتحبِ
ورِدْفُ ظبيٍ، إذا امتطيتَ به،
أعطاكَ بين التّقريبِ والخَببِ
يصلحُ للسّيفِ والقَباءِ، كما
يصلحُ للبارقينِ والسُّحُبِ
حلَّ على وجههِ الجمالُ كما
حَلّ يزيدٌ معاليَ الرُّتَبِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا بشرُ مالي والسّيفِ والحربِ ،
يا بشرُ مالي والسّيفِ والحربِ ،
رقم القصيدة : 24862
-----------------------------------
يا بشرُ مالي والسّيفِ والحربِ ،
و إنّ نجْمي للّهو والطَّربِ
فلا تثِقْ بي، فإنّني رجلٌ
أكعُّ عند اللّقاءِ والطّلَبِ
و إن رأيتُ الشُّراة َ قد طلعوا،
ألْجَمْتُ مُهْري من جانبِ الذَّنَبِ
و لستُ أدري ما السّاعدانِ، ولا الـ
ــتُّرْس، وما بيْضة ٌ من اللّببِ
همّي، إذا ما حروبهم غلبتْ ،
أيّ الطّريقَينِ لي إلى الْهَربِ
لو كان قصْفٌ، وشُربُ صافية ٍ،
معْ كلّ خَوْدٍ تختالُ في السُّلُبِ
والنّومُ عند الفتاة ِ أرشفُها،
وجدْتُني ثَمّ فارسَ العربِ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> ومَقْرُورٍ مَزَجْتُ له شَمولاً
ومَقْرُورٍ مَزَجْتُ له شَمولاً
رقم القصيدة : 24863
-----------------------------------
ومَقْرُورٍ مَزَجْتُ له شَمولاً
بماءٍ والدُّجَى صعْبُ الجِنابِ
فلمّا أن رفعتُ يدي، فلاحتْ
بوارِقُ نورها بعد اضْطّرابِ
تَزاحفَ، ثُمّ مدَّ يديهِ يرجو
وِقاءً، حِين جارَتْ بالتِهابِ
فأبْصَرَ في أنامِلِهِ احْمرَاراً،
و ليسَ له لظَى حرّ الشّهابِ
فقلتُ له: رويدك إنّ هذا
سنا الصّهباءِ من تحت النّقابِ
فسِلْسِلْها، فسوفَ ترى سروراً،
فإنّ اللّيْلَ مستورُ الْجَنابِ
فرَدَّدَ طرفهُ كيما يراها،(29/322)
فكَلَّ الطّرْفَ من دونِ الحِجابِ
و مختَلشسِ القلوبِ بطَرْفِ ريمِ،
و جيدَ مهاة ِ بُرٍّ ذي هضابِ
إذا امتُحِنَتْ محاسِنهُ، فأبدَتْ
غرائِبَ حُسْنِهِ من كلّ بابِ
تقاصرتِ العيونُ له، وأغفتْ
عن اللّحَظاتِ خاضعة َ الرّقابِ
له لقبٌ يليقُ بناطقيهِ
بديعٌ، ليس يُعجَمُ في الكتابِ
يقالُ له : المعلّلُ، وهو عندي
كما قالوا، وذاك من الصّوابِ
يعلّلنا بصافية ٍ ووجهٍ،
كبدرٍ لاخ من خلل السحابِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> و عاري النّفسِ من حللِ العُيوبِ،
و عاري النّفسِ من حللِ العُيوبِ،
رقم القصيدة : 24864
-----------------------------------
و عاري النّفسِ من حللِ العُيوبِ،
غدا في ثوبِ فتّانٍ رَبيبِ
تفَرَّدَ بالجمالِ، وقال: هذا
من الدّنيا ولذّتها نصيبي
برضاهُ الله حينَ برا هِلالاً،
و خفّفَ عنهُ منقطعَ القضيبِ
فيهتَزّ الهلال على قضيبٍ،
و يهتزُّ القضيبُ على كثيبٍ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا قَضيباً في كَثِيبِ،
يا قَضيباً في كَثِيبِ،
رقم القصيدة : 24865
-----------------------------------
يا قَضيباً في كَثِيبِ،
تَمَّ في حسنٍ وطيبِ
يا قريبَ الدّارِ ما وَصْـ
ـلُكَ منّي بقَريبِ
يا حبيبي، بأبي، أنْـ
ــسَيْتني كلّ حبيبِ
لشقائي صاغكَ اللّـ
ـــهُ حبيباً للقلوبِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> رُبَّ ليلٍ قطَعْتُهُ بانْتِحاب،
رُبَّ ليلٍ قطَعْتُهُ بانْتِحاب،
رقم القصيدة : 24866
-----------------------------------
رُبَّ ليلٍ قطَعْتُهُ بانْتِحاب،
رُبَّ دَمْعٍ هَرَقْتُهُ في التُّرابِ
رُبَّ ثَوْبٍ نزعْتُهُ بعصيرِالدَّ
مْع بدّلتُ غيره منْ ثيابي
لم يجفّ المنزوعُ عنّيَ حتّى
بلَّتِ العينُ ذا لطولِ انتِحابي
ربّ سِلمٍ قد صارَ لي فيكَ حرْباً،
ربَّ نفسٍ كلَّفْتُموها عِتابي
إنّما يعْرِفُ الصَّبابَة َ مَن با
تَ على فُرْقَة ٍ من الأحبابِ
أبْعَدَ اللّه يا سُلَيمانُ قَلْبي ،
هُوَ أيضاً يَهْوَى بغَيرِ حِسابِ(29/323)
قُلْ لهُ: ذُقْ ولوْ علمْتَ بأمري
لم تُ بدِّلْ قَطيعَة ً بتَصابِ
أخْلَقَ الحبُّ لانْقطاعِ التصابي،
وتدسُّ الرُّشا إلى الكتّابِ
فإذا صَارَ صَكّ رِقِّكَ فِيهِمْ،
خَتَموهُ بخاتمِ الأوْصابِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> سألْتُها قُبْلَة ً، ففزْتُ بها
سألْتُها قُبْلَة ً، ففزْتُ بها
رقم القصيدة : 24867
-----------------------------------
سألْتُها قُبْلَة ً، ففزْتُ بها
بعدَ امتِناعٍ وشِدّة ِ التَّعَبِ
فقُلتُ: باللّه يا مُعَذِبَتي
جودي بأخرى أقضي بها أرَبي
فابْتَسَمَتْ، ثمّ أرْسَلَتْ مثلاً
يَعْرِفُهُ العُجمُ ليسَ بالكَذِبِ:
لا تُعطِيَنَّ الصّبيَّ واحدة ً،
يَطلُبُ أُخْرَى بأعنَفِ الطَّلَبِ!"
العصر العباسي >> أبو نواس >> كما لا ينقضي الأرَبُ ،
كما لا ينقضي الأرَبُ ،
رقم القصيدة : 24868
-----------------------------------
كما لا ينقضي الأرَبُ ،
كذا لا يفترُ الطّلبُ
خلتْ من حاجتي الدّنيا ،
فلَيْسَ لوَصْلِها سَبَبُ
تفانَتْ دُونها الأطْماعُ
حالتْ دونها الحُجُبُ
رأيتَ البائسينَ سوَا
يَ قدْ يئِسوا، وما طَلَبُوا
ولمْ يُبْقِ الْهَوَى إلاّ
التّمَنّي، وَهْوَ مُحْتَسَبُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذا غاديتني بصَبوحِ عذْلٍ ،
إذا غاديتني بصَبوحِ عذْلٍ ،
رقم القصيدة : 24869
-----------------------------------
إذا غاديتني بصَبوحِ عذْلٍ ،
فشُوبِيهِ بتَسْمِيَة ِ الحبيبِ
فإنّي لا أعِدّ العذلَ فيه
عليكِ ، إذا فعلتِ ، من الذنوب
و ما أنا إن عمِرْتُ أرى جِناناً ،
و إن بخلتُ بخِلتْ، بمجوسٍ نصيبِ
مقنَّعة ٌ بثَوبِ الحسْنِ تَرْعَى
بغير تكلَفٍ ثمر القلوبِ
العصر العباسي >> البحتري >> أخي إنه يوم أضعت به رشدي
أخي إنه يوم أضعت به رشدي
رقم القصيدة : 2487
-----------------------------------
أخي إنّه يَوْمٌ أضَعتُ بهِ رُشْدِي،
وَلم أرْضَ هَزْلي في انصرَافي، وَلا جدّي
تَرَكْتُكَ لمّا استَوْقَفَ الدَّجنُ رَكبَه(29/324)
علَينا وَطارَ البرْقُ خَوْفاً منَ الرّعدِ
فلا ترَ بالخَضرَاءِ مثلَ الذي رَأى
صَديقُك بالدّكْناءِ من عَوْده المُبدِي
لَجَرَّ عَليّنا الغَيْثُ هُدّابَ مُزْنَةٍ،
أوَاخِرُها فيهِ، وَأوّلُها عِنْدِي
تَعَجّلَ عَنْ ميقَاتِهِ، فكأنّهُ
أبُو صَالحٍ قَدْ بِتُّ مِنْهُ على وَعْدِ
فظِلْتُ أُقاسِي حارِثيّكَ بَعدمَا انْـ
ـصرَفتُ، فسَلني عَن مُعاشرَةِ الجُنْدِ
لَدَى خُلُقٍ جَاسِي النّوَاحي، كأنّني
أُصَارِعُ منهُ هاديَ الأسَدِ الوَرْدِ
إنّي لفِعْلِكَ، يا مُحَمّدُ، حامدُ،
وَإلَيْكَ بالأمَلِ المُصَدَّقِ، قاصِدُ
يُوصِيكَ بي عَطفُ القرِيبِ، وَمَذهبٌ
في الرّشدِ، سهّلَهُ أمامكَ رَاشِدُ
ولقد هززت فكنت أحمد منصل
غمدته لخمك في العلا أو غامد
أدْعُوكَ بالرّحِمِ القَرِيبَةِ، إنّها
وَلْهَى، تَحِنُّ كمَا نَحِنُّ الفَاقِدُ
وَبحُرْمَةِ الأدَبِ المُقَرِّبِ بَيْنَنَا،
وَالنّاسُ فيهِ أقَارِبٌ وَأبَاعِدُ
وَقِيَامِنَا بالإعْتِقَادِ، وَنَصْرِنَا
للحَقّ، إنْ نَصَرَ الضّلالَ مُعَانِدُ
إنّ الأمِيرَ، وَإنْ تَدَفّقَ جُودُهُ،
فجَنَابُ جودكَ كَيفَ شاءَ الرّائدُ
أوْ كانَ في كَرَمِ السّماحةِ وَاحِداً،
فلأنْتَ في كَرَمِ العِنَايَةِ وَاحِدُ
وَلَقَدْ غَدَوْتَ أخاً وَرُحتَ برَأفَةٍ،
وَحِيَاطَةٍ، حتّى كأنّكَ وَالِدُ
وَبَدَأتَ في أمْرٍ، فَعُدْ، إنّ الفَتى
بَادٍ لِمَا جَلَبَ الثّنَاءَ، وَعَائِدُ
لَمْ أنْأ عَمّا كُنْتُ فيهِ، وَلَمْ أغِبْ
عَنْ حَظّ مكرمةٍ، وَرَأيُكَ شَاهِدُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> و فاتنٍ بالنّظرِ الرّطْبِ
و فاتنٍ بالنّظرِ الرّطْبِ
رقم القصيدة : 24870
-----------------------------------
و فاتنٍ بالنّظرِ الرّطْبِ
يضْحكُ عنْ ذي أشرٍ عذْبِ
خاليْتُه في مجلسِ لم يكن
ثالثنا فيهِ سوى الرّبِّ
فقالَ لي ، والكفُّ في كفّهِ
بعْدَ التّجَنّي منه، والعَتْبِ:
تحبّني ؟! قلتُ مجيباً له :
وفَوقَ ما ترجو من الحبِّ(29/325)
قال: فتصْبو؟! قلت: يا سيدي،
وأيّ شيءٍ فيكَ لا يُصْبي؟!
قال : اتّقي الله ، ودَعْ ذا الهوى !
فقُلْتُ: إنْ طاوَعَني قَلبي!
العصر العباسي >> أبو نواس >> لقد أصْبحْتُ ذا كَرْبِ،
لقد أصْبحْتُ ذا كَرْبِ،
رقم القصيدة : 24871
-----------------------------------
لقد أصْبحْتُ ذا كَرْبِ،
من المولَعِ بالعَتْبِ
و قد قاسيتُ من حبّيـ
ـهِ أمْراً ليسَ باللعبِ
جفاني ، وتناساني
بُعَيدَ الرُّسلِ والكُتْبِ
و من غابَ عن العينِ،
فقدْ غابَ عنِ القَلْبِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> رسولي قال: أوصلتُ الكتابَا،
رسولي قال: أوصلتُ الكتابَا،
رقم القصيدة : 24872
-----------------------------------
رسولي قال: أوصلتُ الكتابَا،
ولكِنْ ليسَ يُعطونَ الْجَوَابا
فقلتُ: أليسَ قد قرَأُوا كتابي؟
فقال: بلى ، فقلتُ: الآنَ طابا
فأرْجو أن يكونوا هُمْ جوابي،
بلا شكٍّ ، إذا قرأوا الكتاب
اجِدُّ لكَ الْمُنى يا قلبُ كيْلا
تموتَ عليَّ غَمًّا واكتئابا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أصْبَحَ قَلْبي به نُدُوبُ،
أصْبَحَ قَلْبي به نُدُوبُ،
رقم القصيدة : 24873
-----------------------------------
أصْبَحَ قَلْبي به نُدُوبُ،
أنْدَبَهُ الشّادنُ الرّبيبُ
تماديا منه في التّصابي،
وقد عَلا رأسيَ المشيبُ
أظُنّني ذائقاً حِمامي ،
وأنّ إلْمَامَهُ قَريبُ
إذا فُؤادٌ شَجاهُ حُبٌّ،
فقلَّما ينفعُ الطّبيبُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ملأتِ قلبي نُدوبَا
ملأتِ قلبي نُدوبَا
رقم القصيدة : 24874
-----------------------------------
ملأتِ قلبي نُدوبَا
فصِرْتُ صَبّاً كئِيبَا
علّمْتِ دمعِيَ سَكْباً،
و مقلتيَّ نحيبا
ما مسّكِ الطّيبُ، إلاّ
أهْدَيْتِ للطيبِ طيبَا
عَدَدْتِ أحْسنَ ما فِـ
ــيَّ ، يا ظلومُ، ذُنوبَا
أقمتِ دمعي على ما
يَطْوي الضّمِيرُ رَقِيبَا
وتَضْحَكينَ، فأبْكي
طَلاقَة ً وقُطُوبَا
ألْقيْتِ ما بينَ طَرْفي
وبَينَ قَلْبي حُرُوبا
بَينَ الجوانِحِ نارٌ(29/326)
تدعو الغزالَ الرّبيبا
فلا يرُدُّ جوابي،
و لا يُحلُّ قريبا
جِنانُ يا نور عيني
نهكْتِ جسمي خُطوبا
إنْ غبتِ عنّي فقلبي
يودُّ ألا يغيبا
العصر العباسي >> أبو نواس >> نالَ منّي الهوى منالاً عجيبا،
نالَ منّي الهوى منالاً عجيبا،
رقم القصيدة : 24875
-----------------------------------
نالَ منّي الهوى منالاً عجيبا،
وتَشَكّيْتُ عَاذلي والرّقيبَا
شبتُ طفلاً ، ولم يحن لي مشيبٌ،
غير أن الهوى رأى أن أشيبا
أسعديني على الزّمانِ عَريبٌ،
إنّما يُسعدُ الغريبُ الغريبَا
وإذا جِئْتُها سَمَعْتُ غِناءً
مُرجِعاً للفؤادِ منّي نصيبا
العصر العباسي >> أبو نواس >> تخرجُ إمّا سَفرتْ حاسراً
تخرجُ إمّا سَفرتْ حاسراً
رقم القصيدة : 24876
-----------------------------------
تخرجُ إمّا سَفرتْ حاسراً
تُدِلّ بالْحُسْنِ ولا تنْتَقِبْ
سيّرني عبداً لها مذعناً
حبّي لها، والحبّ شيءٌ عَجَبْ
لَوْ وَعَدَتْني موْعِداً صادِقاً،
أوْ كاذِباً بالجِدّ أوْ باللعِبْ
ظننتُ أنّي نلتُ ما لم ينلْ
ذو صَبْوة ٍ في العُجْمِ أو في العربْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ما هَوى ً إلاّ لَهُ سَبَبُ
ما هَوى ً إلاّ لَهُ سَبَبُ
رقم القصيدة : 24877
-----------------------------------
ما هَوى ً إلاّ لَهُ سَبَبُ
يبتدي منه وينشعبُ
فَتَنَتْ قلبي محجّبة ٌ ،
و جهها بالحسن منتقبُ
حَليتْ، والحسنُ تأخذُه
تَنْتَقي منْهُ وتَنتخِبُ
فاكتست منه طرائفهُ،
و استزادتْ فضلَ ما تهبُ
فهي لو صيّرتَ فيه لها
عودة ً لم يثنها أربُ
صارَ جِدًّا ما مزحتُ به،
رُبَّ جدٍّ جرّهُ الّلعبُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> من سبّني من ثقيفٍ
من سبّني من ثقيفٍ
رقم القصيدة : 24878
-----------------------------------
من سبّني من ثقيفٍ
فإنّني لَنْ أسُبَّهْ
أبحتُ عِرْضي ثقيفاً
ولَطْمَ خَدّي وَضَرْبَهْ
وكيْفَ يُنكَرُ هَذا،
و فيهم لي أحبّهْ
لأوسِعَنّ بحِلْمي،
عبد الحبيبِ وكلبهْ
و لا أكنُ كمن لم(29/327)
يُوسِعْ لِمَولاهُ قلْبَهْ
فَقَامَ يدْعو عَلَيْهِ،
ويجعَلُ الله حَسْبَهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّي لِصافي الرّاحِ شَرّابُ،
إنّي لِصافي الرّاحِ شَرّابُ،
رقم القصيدة : 24879
-----------------------------------
إنّي لِصافي الرّاحِ شَرّابُ،
و للظّباءِ الغيدِ ركّابُ
و إنّما روحيَ كلُّ امريءِ ،
منزلهُ الجنّاتُ والغابُ
فاشربْ على وجهِ هضيمِ الحشا،
أيْنَعَ في خَدّيْهِ عُنّابُ
كأنّما هارُوتُ في طَرْفه،
بالسّحْرِ في عينيْهِ جلاّبُ
مطيّة ُ الكأسِ بَنانٌ له،
أصْبح فيه الْحُسْنُ يَنْسابُ
العصر العباسي >> البحتري >> ذات ارتجاز بحنين الرعد
ذات ارتجاز بحنين الرعد
رقم القصيدة : 2488
-----------------------------------
ذاتُ ارْتِجَازٍ بحَنِينِ الرّعْدِ،
مَجرُورَةُ الذّيلِ، صَدوقُ الوَعْدِ
مَسْفُوحَةُ الدّمْعِ، لغَيرِ وَجْدِ،
لَهَا نَسيمٌ كَنَسيمِ الوَرْدِ
وَرَنّةٌ مِثْلُ زَئِيرِ الأُسْدِ،
وَلَمْعُ بَرْقٍ كسُيوفِ الهِندِ
جاءَتْ بها رِيحُ الصَّبَا مِنْ نَجْدِ،
فانتَثَرَتْ مِثْلَ انْتِثَارِ العِقْدِ
فَرَاحَتِ الأرْضُ بعَيشٍ رَغْدِ،
مِنْ وَشْيِ أنْوَارِ الرُّبَى في بُرْدِ
كأنّمَا غُدْرَانُهَا، في الوَهْدِ،
يَلْعَبْنَ مِنْ حَبَابِهَا بالنّرْدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> الجسمُ منّي سقيمٌ شفّهُ النّصبُ ،
الجسمُ منّي سقيمٌ شفّهُ النّصبُ ،
رقم القصيدة : 24880
-----------------------------------
الجسمُ منّي سقيمٌ شفّهُ النّصبُ ،
والقَلْبُ ذو لَوْعَة ٍ كالنّارِ تلْتهِبُ
إنّي هوَيتُ حبيباً لستُ أذكرهُ ،
إلاّ تَبادرَ ماءُ العيْنِ ينْسَكبُ
البدرُ صورتُه، والشمسُ جَبْهتُهُ،
و الغزالة ِ منهُ العينُ واللَّبَبُ
مزَنَّرٌ يتمشّى نحْوَ بَيْعَتِهِ،
إلههُ الإبْنُ فيما قالَ والصُّلُبُ
يا ليتني القَسّ أو مطْرانُ بِيعَتِهِ،
أو ليتني عنده الإنجيلُ والكتُبُ
أو لَيْتَني كنتُ قُرْباناً يقرّبُه،(29/328)
أو كأسَ خمرتهِ ، أو ليتني الحبَبُ
كيما أفوزُ بقربٍ منهُ ينفعني ،
وينْجلي سَقَمي والبثّ والكُرَبُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ما غضبي من شتْمِ أحبابي
ما غضبي من شتْمِ أحبابي
رقم القصيدة : 24881
-----------------------------------
ما غضبي من شتْمِ أحبابي
أعْظَمُ من شتمِهِمُ ما بي!؟
لو قسْت بالشتمِ بلائي بهمْ ،
زادَ، فأفْنى حسْبَ حُسّابي
يا رحمَ الله الذي مسّني
منكِ، بأوجاعٍ وأوْصابِ
إرثي وَجُودي لفتى مُدْنَفٍ،
أصْبَحَ في هَمٍّ وتَعْذابِ
مشتهِراً ينشُرُ أسرارَهُ،
في كلّ يومٍ ، ألْفُ مغْتابِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنَ لي حرمة ً فلو رُعيتْ لي ،
إنَ لي حرمة ً فلو رُعيتْ لي ،
رقم القصيدة : 24882
-----------------------------------
إنَ لي حرمة ً فلو رُعيتْ لي ،
لا جِوارٌ، ولا أقُولُ قَرابه
غَيرَ أني سَميّ وجْهِكِ لمْ أخْـ
ـرِمْهُ في اللفْظِ والهِجا والكتابه
فإذا ما دُعِيتُ غَيرَ مُكنّى
لم أقصّرْ حفْظاً لَهُ في الإجابَه
اكتُبي وانظري إلى شبه الأحـ
ـرُفِ ثُمّ اجمعِيهِما في الحسابه
تجدي اسْمي على اسْمِ وجهكِ ما غا
دَرَ هذا من ذاكَ عينَ الإصابه
العصر العباسي >> أبو نواس >> تمنّاهُ طيفي في الكَرَى ، فتعتّبا ،
تمنّاهُ طيفي في الكَرَى ، فتعتّبا ،
رقم القصيدة : 24883
-----------------------------------
تمنّاهُ طيفي في الكَرَى ، فتعتّبا ،
وقبّلْتُ يوماً ظِلّهُ، فَتَغَيّبَا
و قالوا له: إنّي مررتُ ببابه،
لأسرقَ منه نظرة ً فتحجّبَا
و لو مرّ نفْحُ الرّيحِ من خلْفِ أذْنِهِ ،
بذِكْرِي لسبّ الرّيحَ، ثمّ تغضّبا
و ما زادهُ عندي قبيحُ فَعالهِ ،
ولا السّبُّ والإعرَاضُ إلاّ تحَبُّبَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّي لما سُمْتَ لركّابُ،
إنّي لما سُمْتَ لركّابُ،
رقم القصيدة : 24884
-----------------------------------
إنّي لما سُمْتَ لركّابُ،
وللّذي تمزجُ شَرّابُ
لا عائفاً شَيئاً ولوْ شِيبَ لي(29/329)
من يدكَ العلقمُ والصّابُ
ما حطّكَ الواشون عن رتبة ٍ
عنْدي، ولا ضرّكَ مغْتابُ
كأنّما أثنوا ، ولم يشعروا ،
عليكَ عنْدي بالّذي عابُوا
و أنت لي أيضاً كذا قُدوة ٌ ،
لسْتُ بشيءٍ منك أرْتابُ
فكيْفَ يُعْيِينا التّلاقي، وما
يَعْدَمُنا شوْقٌ وأطْرابُ
كأنّما أنتَ ، وإن لم تكنْ
تكذبُ في الميعَاد، كذّابُ
إن جئتُ لم تأتِ ، وإن لم أجيء
جئتَ، فهذا منكَ لي دَابُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أرْسَلَ مَنْ أهْوَى رَسولاً له
أرْسَلَ مَنْ أهْوَى رَسولاً له
رقم القصيدة : 24885
-----------------------------------
أرْسَلَ مَنْ أهْوَى رَسولاً له
إليّ ، والنسوبُ محبوبُ
فقلتُ: أهلاً بكَ من مرْسَلٍ
ومِنْ حبيبٍ زانَه الطيبُ
جَمَّشْته في كلمة ٍ ، فانْثنى
وقال: هذا منكَ تَجْريبُ
مثْلُكَ لا يعشَقُ مثلي، وقدْ
هامتْ به بيضاءُ رُعْبوبُ
و جاءتِ الرّسْلُ بأنْ آتنا،
فجِئْتُها والقلْبُ مرْعوبُ
قالتْ : تعَشّقتَ رسولي ، لقد
بدت لنا منكَ الأعاجيبُ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> سأُعطيكِ الرّضا، وأموتُ غَمّاً،
سأُعطيكِ الرّضا، وأموتُ غَمّاً،
رقم القصيدة : 24886
-----------------------------------
سأُعطيكِ الرّضا، وأموتُ غَمّاً،
و أسكتُ لا أغمّكِ بالعتابِ
عهِدْتُكِ مرّة ً تَنْوينَ وَصْلي،
وأنْتِ اليَوْمَ تهْوينَ اجْتنابي
وغَيّرَكِ الزّمانُ، وكلُّ شيءٍ
يصيرُ إلة التّغيرِ والذهابِ
فإنْ كانَ الصّوابُ لدَيْكِ هجْري،
فَعَمّاكِ الإلهُ عَنِ الصّوابِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> شبيهٌ بالقضيبِ وبالكثيبِ،
شبيهٌ بالقضيبِ وبالكثيبِ،
رقم القصيدة : 24887
-----------------------------------
شبيهٌ بالقضيبِ وبالكثيبِ،
غريبُ الحسنِ في قَدٍّ غريبِ
بُعيدٌ إن نظرتَ إليهِ يوماً ،
رجعتَ ، وأنت ذو أجلٍ قريبِ
ترى للصّمْتِ والحركاتِ منْهُ
سِهاماً لا تُرَدُّ عن القلوبِ
فيا مَن صِيغَ من حُسنٍ وطيبٍ،
وجلّ عن الْمُشاكلِ والضّريبِ(29/330)
أصبْني منكَ يا أملي بذنْبٍ
تتيهُ على الذنوبِ به ذنوبي
العصر العباسي >> أبو نواس >> في الحبِّ رَوْعاتٌ وتعذيبُ،
في الحبِّ رَوْعاتٌ وتعذيبُ،
رقم القصيدة : 24888
-----------------------------------
في الحبِّ رَوْعاتٌ وتعذيبُ،
و فيه ، ياقومُ ، الأعاجيبُ
من لم يذُق حُبّاً، فإنّي امُرؤ
عندي من الحبّ تجاريبُ
علامة ُ العاشقِ في وجههِ ؛
هذا أسيرُ الحبِّ مكتوبُ
وللهَوَى فيّ صيودٌ عَلى
مَدْرجة ِ العشّاقِ منصوبُ
حتى إذا مرّ محبّ به ،
والْحَيْنُ للإنْسانِ مجْلوبُ
قال لهُ ، والعَينُ طمّاحَة ٌ
يلْهو بهِ، والصّبرُ مغلوبُ:
ليس لهُ عَيبٌ سوى طيبه،
وَا بأبي مَن عَيبه الطّيبُ
يسبُّ عرْضي ، وأقي عرْضَه ،
كذالك المحبوبُ مسبوبُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أفشيْتَ سرّي، وتناسيْتَني، أضْرَمْتَ نارَ الحبّ في قلْبي
أفشيْتَ سرّي، وتناسيْتَني، أضْرَمْتَ نارَ الحبّ في قلْبي
رقم القصيدة : 24889
-----------------------------------
أفشيْتَ سرّي، وتناسيْتَني، أضْرَمْتَ نارَ الحبّ في قلْبي
ثمّ تبرّأتَ من الذّنْبِ
حتى إذا لَجّجْتُ بحرَ الهوَى ،
و طمّتِ الأمواجُ في قلبي
أفشيتَ سرّي ، وتناسيتني ،
ما هكذا الإنصافُ يا حبي
هبْنيَ لا أسطيعُ دفْع الهوَى
عنّي ، أما تخشى من الرّبّ؟!
العصر العباسي >> البحتري >> بت أبدي وجدا وأكتم وجدا
بت أبدي وجدا وأكتم وجدا
رقم القصيدة : 2489
-----------------------------------
بِتُّ أُبْدي وَجْداً وَأكْتُمُ وَجْدا،
لخَيَالٍ من البخيلة يُهْدَى
أقْسِمُ الظّنّ فِيهِ أنّى تخَطّى الـ
ـرّمحلَ مِنْ عالِجٍ، وَأنّى تَهَدّى
خَطَأٌ ما أزَارَنَاهُ طُرُوقاً،
أمْ تَوَخيّهِ للزّيارَةِ عَمْدا
جاءَ يَسْري، فأشْرَقَتْ أرْضُ نجدٍ
لِسُرَاهُ، وَوَاصَلَ الغَيْثُ نَجْدا
لا تَخِيبُ البِلادَ، تخْطِرُ فِيهَا
رُسُلُ الشّوْقِ من خيالاتِ سُعْدَى
وَعَدَتْنَا، فما وعفَتْ بِوِصَالٍ،(29/331)
وَوَفَتْ، حين أوْعَدَتْ أنْ تَصُدّا
قَرّبَ الطّيْفُ مُنْتَواها فأصْبَحْـ
ـتُ حَدِيثاً بِنافِضِ العَهْدِ عَهْدا
سكَنٌ لي، إذَا دَنَا ازداد لِيّا
ناً َوبعدا، فازْدادَ بالقُرْبِ بُعْدا
سَألَتْني عنِ الشّبابِ كَأنْ لمْ
تَدْرِ أنّ الشّبابَ قَرْضٌ يُؤدّى
لمْ يَبِنْ عَنْ زَهَادَةٍ منه لَكِنْ
آنَ لِلْمُسْتَعَارِ أنْ يُسْتَرَدّا
ما ذَخَرْتُ الدّموعَ أبْكِيهِ إلاّ
لفراق مواشيك إن أجد
إنني ما حللت في الأرض إلا
كُنْتُ في أهْلِها المُجَلَّ المُفَدّى
وإذا القَوْمُ لمْ يُرَاحُوا لقُرْبي،
كانَ لي عنهُمُ مَرَاحٌ ومَغْدى
مَنْ مُعِيني منكمْ على ابنِ فُرَاتٍ،
وَمُجازَاةِ مَا أنَالَ وَأسْدَى
يَعْجِزُ الشّعْرُ عنْ مجاداةِ خِرْقِ،
أرْيَحيّ، إذا اجْتدَيْنَاهُ أجْدَى
كُلّما قُلْتُ أعْتَقَ المَدْحُ رِقّي،
رَجّعَتْني لَهُ أيادِيهِ عَبْدا
إنْ لَقِينَا بِهِ الخُطُوبَ مُشِيحاً،
كانَ خَصْماً، على الخطوبِ، ألَدّا
لَوْ تَعاطَى السّحابُ إدرَاكَ مَا تبْـ
ـلُغُ آلاؤهُ لَقُلْنَا تَعَدّى
كَرَمٌ أعْجَلَ المَوَاعِيدَ، حتى
رَدّ فِينَا نَسِيئَةَ النّيْلِ نَقْدا
يَسْتَضِيمُ الأنْوَاءَ جودُ كَريمٍ
رَاحَتاهُ أطَلُّ مِنْها وَأنْدَى
لا تَلُمْهُ على الفَعَالِ إنِ اسْتَأ
ثَرَ شِحّاً بِسَرْوِهِ وَاسْتَبَدّا
هِمّةٌ أنْزَلَتْهُ مَنْزِلَةَ المُو
في على النّجْمِ مأثُرَاتٍ، ومجْدا
لَيْسَ بالمُصْرِم المُقِلّ الّذي يُو
جَدُ، رَبَّ أثنتي مَسَاع وَأحْدَى
وَشَرِيفُ الأقْوَامِ، إن عُدّ فَضْلٌ
كثُرَتْ مَأثُرَاتُهُ أن تُعَدّا
كَمْ لَهُ منْ أبٍ يَتِيهُ بأثْوا
بِ المَعَالي مُؤزراً وَمُرَدّى
نَحَلَتْهُ العِرَاقُ ما كان نُحْلاً
منْ عُمانٍ، وَمُلكِها للْجَلَنْدَى
العصر العباسي >> أبو نواس >> قال الوُشاة ُ: بدَتْ في الخدّ لحْيَتُه،
قال الوُشاة ُ: بدَتْ في الخدّ لحْيَتُه،
رقم القصيدة : 24890
-----------------------------------(29/332)
قال الوُشاة ُ: بدَتْ في الخدّ لحْيَتُه،
فقلتُ : لا تكثروا ماذاك عائبهُ
الحسنُ منه على ما كنتُ أعهدُهُ،
والشَّعْرُ حِرْزٌ له ممّنْ يُطالبهُ
أبْهَى وأكثرُ ما كانتْ محاسِنُه
أن زال عارضهُ، واخضرّ شاربهُ
و صارَ من كان يلْحى في مودّتهِ،
إن سيلَ عنّي وعنهم قال: صاحبهُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا كاتِباً كَتَبَ الغداة َ يسُبّني،
يا كاتِباً كَتَبَ الغداة َ يسُبّني،
رقم القصيدة : 24891
-----------------------------------
يا كاتِباً كَتَبَ الغداة َ يسُبّني،
من ذا يُطيقُ براعة َ الكُتّابِ
لم يَرضَ بالإعجامِ حينَ كَتَبْتُه،
حتّى شكلْتُ عليه بالإعْرابِ
أخَشِيتَ سوءَ الفهمِ حينَ فعلتَ ذا؟
أم لم تَثِقْ بيَ في قِرَاة ِ كتابي
لو كنتَ قطعتَ الحروفَ فهمتها
من غيرِ وصْلِكَهُنّ بالأسْبابِ
فأرَدْتَ إفهامي، فقد أفهمْتَني،
وصَدَقْتَ فيما قُلتَ غيرَ مُحابي
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّما همّتي غزَا
إنّما همّتي غزَا
رقم القصيدة : 24892
-----------------------------------
إنّما همّتي غزَا
لٌ، وصَهباءُ كالذّهبْ
إنما العيشُ يا أخي،
حبُّ خِشْفٍ من العربْ
فإذا ما جمعْتَهُ،
فهو الدّين والحسبْ
ثمّ إنْ كان مطْرِباً،
فهو العيشُ والأرَبْ
كلّ من قال غيرَ ذا
فاصفعوهُ ؛ فقد كذبْ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا من لِعينٍ سَرِبَهْ
يا من لِعينٍ سَرِبَهْ
رقم القصيدة : 24893
-----------------------------------
يا من لِعينٍ سَرِبَهْ
تفْعَلُ فِعْلَ الطَّرِبهْ
و من لنفسٍ في الهوى ،
تدور دورَ العَرَبهْ
أنحَلَني الحبّ، فأصـ
ـبَحْتُ شبيه القصَبهْ
لا خيرَ في الصّبِّ إذا
كان غليظَ الرّقَبَهْ
أحببْتُ ريماً غَنِجاً ،
ذا وَجْنة ٍ مذَهبَّهْ
فلستُ أنسى قولهُ
من غمْزِ كَفّي : يا أبَهْ
داحة ُ! يا نفسي الفِدى
و غَزالَ الكَتبهْ
تركتني مُشتهراً
أشهرَ من مخْشَلَبَهْ
فليس حظي قبلهُ
منك شراءٌ، أو هِبهْ
ولائمٍ قلت له:(29/333)
لا تُكثرَنَّ الجَلَبهْ
إنّ الذي أحببْتهُ ،
له بحبّي الغَلَبَهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا قلبُ يا خائنَ الحبيبِ ،
يا قلبُ يا خائنَ الحبيبِ ،
رقم القصيدة : 24894
-----------------------------------
يا قلبُ يا خائنَ الحبيبِ ،
ما انتَ إلاّ من القلوبِ
قُرّة ُ عيْني، وبَرْدُ عيْشي
بانَ، وريْحانتي وطِيبي
ولم تُقَطِّعْ، ولم تُضَمِّنْ
أثوابكَ البيضَ في الجنوبِ
غَدرْتَ لا شكّ بالحبيبِ ،
أحلِفُ بالسّامعِ المجيبِ
فقال: ذنْبٌ عَزايَ عنه؟!
فقلتُ : من أعظم الذّنوبِ
أو يُقرَنُ القلبُ بالوَجيبِ،
و تُغْمرُ الأذنُ بالنّحيبِ
وتُرسلُ العينُ ماقِيَيْها،
بالفيضِ من مائها السَّكوبِ
فثمَّ أدري ، أشرَّ قلبٍ ،
أنّك تأسَى على الحبيب
العصر العباسي >> أبو نواس >> خرجتُ للّهْوِ بالبُستانِ عنك، فما
خرجتُ للّهْوِ بالبُستانِ عنك، فما
رقم القصيدة : 24895
-----------------------------------
خرجتُ للّهْوِ بالبُستانِ عنك، فما
لهوْتُ بل عكف البستانُ يلهو بي
لم يحلو في ناظري من نَوْرِهِ زهرٌ ،
إلاّ حَكاكَ بحُسْنٍ منه، أو طيبِ
إذا روائحهُ هاجت فوائِحَهُ
من جانبٍ طيْبهُ نحوي ومجلوبُ
ضللْتُ بين فؤادٍ لا سكونَ لهُ ،
و بين دمعينِ مسفوحٍ ومسكوبِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> بأبي أنتَ لي شِفاءٌ، وداءٌ، مَرْحَباً يا سَمِيّ من كلّمَ اللّـ
بأبي أنتَ لي شِفاءٌ، وداءٌ، مَرْحَباً يا سَمِيّ من كلّمَ اللّـ
رقم القصيدة : 24896
-----------------------------------
بأبي أنتَ لي شِفاءٌ، وداءٌ، مَرْحَباً يا سَمِيّ من كلّمَ اللّـ
ـهُ، وأدْنَى مكانَه تقْريبا
وشبيهُ الّذي تلبّثَ في السّجْـ
نِ سنيناً، وكان برّاً نجيبا
وابْنَ قاري القرآن غضّاً كما أُنْـ
زِلَ ، قد سمتَ قلبيَ التّعذيبَا
لك وجهٌ محاسنُ الخلقِ فيهِ
ماثلاتٌ تدعو إليه القُلوبَا
فإذا ما رأتْكَ عينٌ رأتْ، سا
عة َ ترنو إليك، حُسْناً غريبَا
يا حبيباً شكوتُ ما بي إليه،(29/334)
فحكى حين صَدَّ ظَبْياً ربيبَ
وتَثَنّى مُوَلّياً كهِلالٍ،
فوق غصْنٍ يجرُّ دِعْصاً كثيبَا
بأبي أنت لي شفاءٌ ، وداءٌ،
و طبيبٌ ، إذا عُدِمْتُ الطّبيبَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> فديْتُ من تمَّ فيه الظَّرفُ والأدبُ،
فديْتُ من تمَّ فيه الظَّرفُ والأدبُ،
رقم القصيدة : 24897
-----------------------------------
فديْتُ من تمَّ فيه الظَّرفُ والأدبُ،
ومن يَتيهُ إذا ما مسّهُ الطّرَبُ
ما طارَ طرْفي إلى تحصيلِ صُورتِهِ،
إلاّ تداخلَني من حُسنها عَجَبُ
و ردْفُهُ في قضيبٍ فوقَهُ قَمرٌ،
من نورِ خدّيْهِ ماءُ الحُسنِ ينسكِبُ
نفسي فداؤكَ يا مَنلا أبوحُ بهِ ،
عَلِقتَ منِّي بحبلٍ ليس ينقَضَبُ
كم ساعة ٍ منكَ خطَّتْها ملائكة ٌ ،
أزهو على النَّاسِ بالذَّنبِ اللَّذي كتبوا
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا من له في عينِهِ عقربُ،
يا من له في عينِهِ عقربُ،
رقم القصيدة : 24898
-----------------------------------
يا من له في عينِهِ عقربُ،
فكلُّ مَن مرَّ بها تَضْرِبُ
و مَن له شمسٌ على خدِّهِ ،
طالعة ٌ بالسعْدِ ما تغْرُبُ
يا بكْرُ مَن سَمّيْتُه سيّدي،
مَلُحْتَ لي جِسْماً فما تعذُبُ
وصار إعراضاً بشاشاتُكم،
وماتَ ذاكَ السَهْلُ والمرْحَبُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قل لذي الطّرفِ الخَلوبِ ،
قل لذي الطّرفِ الخَلوبِ ،
رقم القصيدة : 24899
-----------------------------------
قل لذي الطّرفِ الخَلوبِ ،
ولِذي الوجهِ الغَضُوبِ
و لمن يثني إليهِ الـ
حسنُ أعناقَ القلوبِ
يا قضيبَ البانِ يهتزّ
على ضِعْسٍ كثيبِ
قد رضينَا بسلامٍ،
أو كلامٍ من قريبِ
فبروحِ القُدس عيسى ،
وبتعظيمِ الصّليبِ
قفْ إذا جِئْتَ إلينا،
ثمّ سلّمْ يا حَبيبي!..
شعراء الجزيرة العربية >> حامد زيد >> قدها وقدود
قدها وقدود
رقم القصيدة : 249
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أنا ربتني الدنيا على جزل العطا والجود(29/335)
ونفسي للوفا والطيب وفعل الخير جزامه
وأعارض منهج الهابط وأوافق للصعود صعود
وأسيّر نفسي بعقلي مدام النفس هدامه
ولا تثّر بي البسمة ولا كحل العيون السود
ولا يقوى على قلبي صغير الحسد وأجسامه
أردّ الجود بأمثاله وأقابل بالجحود جحود
وترى لا خير في رجلٍ يوطّي للردى هامه
وعندي مع أهل العِليا مواثيق وثلاث عهود
أوفي له مطاليبه وأودّه وأرفع أعلامه
أعايش مركب الدنيا على متن القدر مولود
أبعرف هو صحيح إنّ القدر بالناس دوّامه ؟
ومن وين الزمن مقبل وإلى وين الليال تقود؟
ومن في هالزمن يقدر يوجّه خطوة أقدامه؟
ومن له بالزمن غاية ومن عنده هدف منشود ؟
ومن منّا قدر يعرف خفايا مقبل أيامه ؟
عرفت إنّ الشقا باقي ، عرفت إنّ الحسد موجود
عرفت إنّ القدر يفرض علينا بأسوأ أحكامه
لقينا العرب حاسد وشفنا بالعرب محسود
وبه ناسٍ لنا ضامت ، وبه بالناس منظامه
وينقص بعضنا خوّه وينقصنا وفاء وعود
مدام الحسد باقي وبعض الناس نمامه
ولا ترجى بها الدنيا من ربوعك يجيك اسنود
ولا تشره على رجلٍ عيونه خانت أقدامه
وقابل خطوة بخطوة وجازي بالصدود صدود
تناسى غلطة الصاحب عليك بلحظة اخصامه
ولا تخطي ترى لصبر الحليم اليا سلاك حدود
تروّى واعرف بضرب الحديد تفكك لحامه
تجنب كسرة الخاطر ولو حبل الزعل مشدود
تراك بكسرة الخاطر حكمت القلب بعدامه
ولا تزعل على رجلٍ بذل لك ولرضاك جهود
ولا تامن من الحاسد رضاه ورفعة ابهامه
نبي نصبر على الدنيا قلوبٍ بالحياة زهود
مدام إنّ البخت عيّت توّفق رمعة سهامه
وأنا ما قلتها راجي ولا أطلب بعدها مردود
ولكن الفتى ودّه يحقق جملة أحلامه
وبمشي لآخر الدنيا ولو كلّ الأنام اقعود
وعن وجه الزمن بكشف حقيقه وأرفع الثامه
صحيح إني صغير السن ولكن ( قدها وقدود )
وأنا عندي مع الدنيا مواقف ترفع الهامه
طموحي يملي العالم ولابه للطموح قيود
مدام إن الأمل طبعي ( عرين وصرت ضرغامه )
خلقنا الله من ترابه ولأحضان التراب نعود(29/336)
تحت رمل الثرى نبقى تغطي جسمنا خامه
سلفنا ما لحقناهم تحت قاع التراب رقود
ولا يبقي من الميت سوى ذكراه وعظامه
ولو طال العمر فاني وترى عمر الفتى محدود
وكلٍ يطلب المولى يبيحه يحسن ختامه
وأنا بلّغت بلساني وربي والأنام شهود
وصحف البيّنة جفّت وعنها رفعت أقلامه
العصر العباسي >> البحتري >> إني تركت الصبا عمدا ولم أكد
إني تركت الصبا عمدا ولم أكد
رقم القصيدة : 2490
-----------------------------------
إنّي تَرَكْتُ الصّبَا عَمداً، وَلمْ أكَدِ
مِن غَيرِ شَيبٍ وَلا عَذلٍ وَلا فَنَدِ
مَن كانَ ذا كَبِدٍ حَرّى، فقَد نضَبتْ
حَرَارَةُ الحبّ عَن قلبي وَعن كَبِدِي
يا رَبّةَ الخِدْرِ، إنّي قد عَزمتُ على الـ
ـسّلُوّ عَنكِ، وَلمْ أعْزِمْ عَلى رَشَدِ
نَقَضْتُ عَهدَ الهَوَى إذْ خانَ عهدُهُمُ،
وَحُلتُ إذْ حالَ أهلُ الصّدّ وَالبُعُدِ
عَزّيْتُ نَفسِي ببَرْدِ اليَأسِ بَعدَهُمُ،
وَما تَعَزّيْتُ مِنْ صَبرٍ، وَلا جَلَدِ
إنّ الهّوَى وَالنَوَى شَيئانِ ما اجتَمَعَا
فَخَلَّيَا أحَداً يَصْبُو إلى أحَدِ
وَمَا ثَنَى مُسْتَهَاماً عَنْ صَبَابَتِهِ،
مثلُ الزَّماعِ، وَوَخدِ العِرْمِسِ الأُجُدِ
إلى أبي نَهْشَلٍ، ظَلّتْ رَكائِبُنَا
يَخدِينَ مِنْ بَلَدٍ نَاءٍ، إلى بَلَدِ
إلى فَتًى مُشرِقِ الأخْلاقِ لوْ سُبكتْ
أخلاقُهُ مِن شُعاعِ الشّمسِ لم تَزِدِ
يُمْضِي المَنَايا دِرَاكاً، ثمّ يُتْبِعُهَا
بِيضَ العَطايا، وَلمْ يُوعِدْ وَلم يَعِدِ
وَلابِسٍ ظِلّ مالٍ للنّدَى أبَداً،
فيهِ وَقَائِعُ طَيْءٍ في بَني أسَدِ
بَنُو حُمَيدٍ، أُناسٌ في سُيُوفِهِمِ
عزُّ الذّليلِ وَحَتفُ الفارِسِ النَّجِدِ
لَهُمْ عَزَائِمُ رَأيٍ، لَوْ رَمَيْتَ بهَا،
عِندَ الهِيَاجِ، نُجومَ اللّيلِ لمْ تَقِدِ
تَحَيّرَ الجُودُ وَالإحْسانُ بَيْنَهُمُ،
فَما يَجُوزُهُمُ جُودٌ إلى أحَدِ
لَوْلا فَعالُهُمُ، وَالله كَرّمَهُ،
لَماتَ ذِكْرُ المَعَالي، آخِرَ الأبَدِ(29/337)
بِيضُ الوُجُوهِ مَعَ الأخلاقِ وَجدُهمُ
بالبَأسِ وَالجُودِ وَجدُ الأُمّ بالوَلَدِ
مُحَمّدُ بنُ حُمَيْدٍ! أيُّ مَكْرُمةٍ
لمْ تَحْوِها بيَدٍ بَيْضَاءَ، بَعدَ يَدِ
شَمَائِلٌ مِنْ حُمَيْدٍ فيكَ بَيّنَةٌ،
لها نَسيمُ رِياضِ الحَزْنِ والجلَدِ
تَبَسّمٌ، وَقُطوبٌ، في نَدًى وَوَغًى،
كالبرْقِ وَالرّعدِ وَسطَ العارِض البرِدِ
أعطَيْتَ، حتّى ترَكتَ الرّيحَ حاسرَةً؛
وَجُدْتَ، حتّى كأنّ الغَيثَ لم يَجُدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> عَزّوا أخِلاّيَ قلبي،
عَزّوا أخِلاّيَ قلبي،
رقم القصيدة : 24900
-----------------------------------
عَزّوا أخِلاّيَ قلبي،
فقد أُصِبْتُ بلُبّي
الحمدُ لله ربّي،
ماذا لقيتُ ، فحسبي
ما لي على الحبِّ عتْبٌ ،
أنا وقعتُ بذنبي
لقد دعاني وصحبي،
فجئتُ من بين صَحبي
يا حِبّ ملّكْتَ رِقّي
من لا يُسرُّ بقربي
ومنْ يعذّبُ روحي،
بكلّ نوعٍ وضرْبِ
فكم عصبْتُ برَأسي،
وكم عركْتُ بجنبي
إلاّ على ظهْرِ صَعْبِ
يا قاتلي أنتَ واللـ
ــهِ في الحكومة ِ تِرْبي
أتيتُ حِبّي ، وحبّي
بِكرٌ بخاتمِ ربّي
فكنتُ أوّلَ حيٍّ
افتضَّ عذْرة َ حِبّي
و ليسَ لي منكَ إلاّ
كرْبٌ على إثرِ كَرْبِ
تبيعُ وصْلي بهجْري،
وعَفْوَ سِلْمي بحرْبي
أنا الفِداءُ لظبْيٍ
مُفتَّرِ الّلحظِ، رَطْبِ
ولستُ أُحْمَلُ منْهُ
حُبّي ، ولكن يُغَبّي
لو شاء قال، ولكنْ
فيه حَيَا وتأبّي
ما جاز هذا إلينا الأ
قوامَ إلاّ لِحُبّي
أباَ عليّ بن نصرٍ
وليسَ حقّ كَكِذْبِ
لم تمْشِ رجْلي لشيءٍ،
حتى مشى فيه قلبي !...
العصر العباسي >> أبو نواس >> أُحبّ الشَّمال، إذا أقبلتْ،
أُحبّ الشَّمال، إذا أقبلتْ،
رقم القصيدة : 24901
-----------------------------------
أُحبّ الشَّمال، إذا أقبلتْ،
لأن قيل مرّتْ بدار الحبيبِ
و لا شكَّ أنّ كذا فعلهُ ،
إذا ما تَلَقّتْهُ ريحُ الجنُوبِ
غناءٌ قليلٌ ، وحزنٌ طويلٌ ،
تلقّي الريّاحِ لما في القلوبِ !(29/338)
العصر العباسي >> أبو نواس >> فَوَا عَقْلاهُ قد ذَهَبا،
فَوَا عَقْلاهُ قد ذَهَبا،
رقم القصيدة : 24902
-----------------------------------
فَوَا عَقْلاهُ قد ذَهَبا،
وَوَاجِسْماهُ قد عُطِبا
أحَقُّ الصّارخينَ أنا
بواحَرَبَا وواسَلَبَا
أميرٌ لي؛ رأيتُ لَهُ
بفيهِ حلاوة ً عَجَبا
كأنّ عدوَّهُ: نَعَم،
فإنْ هو قالها قَطَبَا
وليْسَ بمانِعِي هذا
كَ من إدمانيَ الطّلَبَا
إذا ما مَرّ مُلْتَفِتاً
رآني خلفه ذَنَبا
بجسْمي سوفَ أتْبَعُهُ،
و قلبي حيثما ذهبَ
العصر العباسي >> أبو نواس >> حمدانُ ما لكَ تغضَبْ
حمدانُ ما لكَ تغضَبْ
رقم القصيدة : 24903
-----------------------------------
حمدانُ ما لكَ تغضَبْ
عليّ في غَيرِ مَغْضَبْ
إن كنتُ تبتُ إلى اللـ
ـهِ جِئْتَني تَتَجَنّبْ
و قد حلفتُ يميناً
مبرورة ً لا تُكذّبْ
بربّ زمزمَ والحَوْ
ضِ والصّفا والمُحَصّبْ
أن لا أنالَ غلاماً
رَخْصَ البنانِ مُخضَّبْ
فثقْ بذلِكَ منّي
يا بنَ الكريمِ المركَّبْ
فالبحرُ أصبح همّي ،
والبحْرُ أشهَى ، وأطيبْ
وقدْ تألّيْتُ أن لا
في البرِّما عشتُ أركبْ
يا فرْعَ ليثِ بن بكرٍ
ذوي الفَعالِ المهذَّبْ
أهلِ السّماحة ِ والْمَجْـ
ـدِ والمآثِرِ واقْلِبْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> عَيْني! ألومُكِ لا ألو
عَيْني! ألومُكِ لا ألو
رقم القصيدة : 24904
-----------------------------------
عَيْني! ألومُكِ لا ألو
مُ القلبَ ،لا ذنبٌ لقلبي
أنْتِ التي قد سِمْتِهِ
ببَلِيّة ٍ وضَناً وكرْبِ
وسقيْتِهِ منْ دَمْعكِ الـ
ـسّفّاكِ سَكْباً بعد سَكْبِ
فنما الهوى فيهِ وشبَّ ،
و صار مَألفَ كلَّ حِبِّ
ويْلي على الرّيمِ الغَرِيـ
رِ الشّادِنِ الأحْوَى الأَقَبِّ
تتْرى لديَّ ذنوبهُ ،
ويجِلّ في عينَيْهِ ذَنْبي
إن زار رَحّبْنا ، وإن
زُرْناهُ لم نَحْلُلْ بِرَحْبِ
و إذا كتبتُ إليهِ أشْـ
ــكو لم يجُدْ بجوابِ كتْبي
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا أُعيرُ الدّهْرَ سمْعي،(29/339)
لا أُعيرُ الدّهْرَ سمْعي،
رقم القصيدة : 24905
-----------------------------------
لا أُعيرُ الدّهْرَ سمْعي،
ليعيبوا لي حبيبا
لا، ولا أذْخَرُ عندي
للأخِلاّءِ العُيوبَا
فإذا ما كان كوْنٌ
قمتُ بالغيبِ خطيبا
أحفظ الإخوانَ كيما
يحفظ منّي المَغيبَ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا بْنَ الزّبير ألمْ تَسمعْ لِذا العجَبِ،
يا بْنَ الزّبير ألمْ تَسمعْ لِذا العجَبِ،
رقم القصيدة : 24906
-----------------------------------
يا بْنَ الزّبير ألمْ تَسمعْ لِذا العجَبِ،
لم أقضِ منْه، ولا من حُبّه أربي
ذاك الذي كنتُ في نفسي أظُنُّ به
خيراً، وأرفعه عن سوْرَة الكَذِبِ
أضْحى تجنّبَ حتى لسْتُ أعْرفه،
وما اكتسَبْتُ بحبّي جُرْمَ مجْتنِبِ
فقل له: ذهب الإحسانُ ياسكني،
هبْني أسأتُ؛ فأين العفوُ يا بأبي؟
فقد كنتُ أحسبني أرقى بمنزلة ٍ ،
لا يُستَهانُ بها في الجدّ واللّعِبِ
حتى أتى منكَ ما قد كنتظث أحذرهُ
يردي إليَّ فأرداني ، ونكَّلَ بي
حتى متى يُشمتُ الهجرانَ حاسدنا ؟
في كلِّ يومٍ لنا نوع من الصّخبِ
أما تنزّهنا عن ذا خلائقنا ؟
أما كبِرْنا عن الهجرانِ والغضبِ ؟
والله لولا الحَيا ممّن يُفنّدُني،
لما نسبْتكَ ذا علمٍ وذا أدبِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّ البليّة سدّتْ
إنّ البليّة سدّتْ
رقم القصيدة : 24907
-----------------------------------
إنّ البليّة سدّتْ
عليّ طُرْقَ المذاهبْ
إذ أبصرَتْ عينُ قلبي
لحَيْنهِ المتقارب
ظَبياً يميلُ التَصابي
عليه من كلّ جانبْ
له مشارقُ حسْنٍ ،
ليستْ لهنّ مغاربْ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> أعاذلَ قد كبِرتُ عن العتابِ ،
أعاذلَ قد كبِرتُ عن العتابِ ،
رقم القصيدة : 24908
-----------------------------------
أعاذلَ قد كبِرتُ عن العتابِ ،
و بان الأطْيبانِ مع الشبابِ
أعاذلَ عنك معْتبتي ولَوْمي ،
فمثلي لا يقَرّعُ بالعتابِ
أعاذلَ ليس إطْراقي لعَيٍّ ،
وهل مثلي يكِلّ عن الجوَابِ؟!(29/340)
و لكني فتًى أفنيتُ عمري
بأطْيَبِ ما يكونُ من الشّرَابِ
ومقدودٍ كقَدّ السيْفِ، رَخْصٍ،
كأنّ بخدّهِ لمعَ السّرابِ
صففْتُ على يديهِ ثمّ بتنا
جميعاً عارِيَيْنِ من الثيابِ
فكِلتُ الظَّرْفَ والآدابَ إن لم
أوقِنْ لي حجّة ً يومَ الحسابِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وتقول طَوْراً: ذا فتى ً غَزِلٌ مَنْ غائبٌ في الحبّ لم يَؤبِ
وتقول طَوْراً: ذا فتى ً غَزِلٌ مَنْ غائبٌ في الحبّ لم يَؤبِ
رقم القصيدة : 24909
-----------------------------------
وتقول طَوْراً: ذا فتى ً غَزِلٌ مَنْ غائبٌ في الحبّ لم يَؤبِ
لا شيءَ يرقبُهُ سوى العطبِ
من حبّ شاطرة ٍ رمَتْ غَرَضاً
قلبي ، فمن ذا قالَ لم تصبِ ؟!
البدْرُ أشْبَهُ ما رأيتُ بها
حين استوى ، وبدا من الحجُبِ
وابْنُ الرّشا لم يُخْطِها شَبَهاً
بالجِيد والعيْنينِ واللَّبَبِ
و إذا تسربلَ غيرَها ، اشتملتْ
ورْدُ الحواشي، مُسبَلَ الذنبِ
فتقولُ طوْراً : ذا فتى ً هتفتْ
نفسُ النّصيحِ به ، فلم يُجبِ
وُدٌّ لعصبة ِ ريبة ٍ ، مُجُنٍ ،
أعدى لمن عادَوْا من الجربِ
شُنعِ الأسامي، مُسبِلي أُزُرٍ،
حُمْرٍ تمسُّ الأرضَ بالهدُبِ
متَعطّفينَ على خناجرهمْ ،
سُلُبٍ لشُرْبِهِمْ من القِرَبِ
و إذا همُ لحديثهمْ جلسوا ،
عطفوا أكُفَّهمُ على الرّكبِ
و تقول طوْراً : ذا فتى ً غَزِلٌ
بادي الدّماثَة ِ، كاملُ الأدبِ
صَبٌّ إلى حَوْراءَ يمنعهُ
منها الحيا ، وصيانة ُ الحسبِ
فكلاهما صَبٌّ بصاحبهِ
لو يستطيعُ لطار من طربِ
فتواعد يوماً ، وشأنهما
ألاّ يشُوبا الوعْدَ بالكَذِبِ
فغدتْ كواسطَة ِ الرّياضِ إلى
موعُودة ٍ تمْشي على رُقُبِ
و غدا مُطَرَّقة ً أناملهُ
حلوَ الشّمائلِ، فاخِر السّلُبِ
منْ لم يُصِبْ في الناس يوْمئذٍ
من ريحه إذ مرَّ لم يَطِبِ
لا، بل لها خُلُقٌ مُنِيتُ به،
ومَلاحَة ٌ عَجَبٌ من العَجَبِ
فالمُستعانُ الله في طلبي
منْ لستُ أدرِكُهُ عن الطّلَبِ
ما لامني الإنسانُ أعشقهُ(29/341)
حتى يعَيِّرَهُ المعيِّرُ بي
العصر العباسي >> البحتري >> أإبراهيم دعوة مستعيد
أإبراهيم دعوة مستعيد
رقم القصيدة : 2491
-----------------------------------
أإبْرَاهِيمُ! دِعْوَةَ مُسْتَعِيدِ
لرَأيٍ مِنكَ مَحْمُودٍ، فَقِيدِ
تَجَلّى بِشْرُكَ الأمسِيُّ عَنّي،
تَجَلّي جانِبِ الظّلّ المَديدِ
وأظْلَمَ بَيْنَنَا ما كَانَ أضْوَا
عَلى اللّحَظاتِ مِنْ فَلَقِ العَمُودِ
وَفي عَيْنَيكَ تَرْجَمَةٌ أرَاهَا
تَدُلُّ عَلى الضّغَائِنِ، والحُقودِ
وأخْلاقٌ، عَهِدتُ اللّينَ مِنْهَا،
غَدَتْ وَكأنّها زُبَرُ الحَديدِ
أميلُ إلَيكَ عَنْ وِدٍّ قَرِيبٍ،
فتُبْعِدُني عَلى النّسّبِ البَعيدِ
وَمَا ذَنْبي بأنْ كانَ ابنُ عَمّي
سواكَ، وكانَ عُودُكَ غيرَ عُودي
لئن بعدت عراقك عن شآمي
كما بعدت جدودك عن جدودي
فلَمْ تَكُ نيّتي عَنْكَ اخْتِياراً،
وَكَانَ الله أوْلَى بالعَبِيدِ
وَيَصْنَعُ في مُعَانَدَتي لِقَوْمٍ،
وَبَعضُ الصّنعِ مِنْ سَبَبٍ بَعِيدِ
أمَا استَحْيَيْتَ مِنْ مِدَحٍ سَوَارٍ
بوَصْفِكَ، في التّهَائمِ والنُّجُودِ
تَوَدُّ بأنّهَا لَكَ فيّ عُجْباً،
بجَوْهَرِها المُفَضَّلِ في النّشيدِ
بَنَتْ لَكَ مَعقِلاً في الشّعرِ ثَبتاً،
وأبْقَتْ مِنكَ ذِكْراً في القَصِيدِ
وَتَبْدَهُني إذا ما الكأسُ دارَتْ
بنَزْقاتٍ تَجيءُ عَلى البَرِيدِ
عَرَابِدُ يُطْرِقُ الجُلَسَاءُ مِنْهَا
عَليّ كأنّها حَطَبُ الوَقُودِ
وَمُعْتَرِضِينَ إنْ عَظُّمْتُ أمْراً
بِهِمْ، شَهِدُوا عَليّ وَهُمْ شُهُودي
وَمَا لي قُوّةٌ تَنْهَاكَ عَنّي،
وَلاَ آوِي إلى رُكْنٍ شَديدِ
سِوَى شُعَلٍ يَخَافُ الحُرُّ مِنْهَا
لَهِيباً، غَيرَ مَرْجُوّ الخُمُودِ
وَلَوْ أنّي أشَاءُ، وأنْتَ تُرْبي،
عَليّ، لَثُرْتُ ثَوْرَةَ مُسْتَقِيدِ
ظَلَمْتَ أخاً لَوِ التَمَسَ انتِصاراً
غَزَاكَ مِنَ القَوَافي في جُنُودِ
نُجُومُ خَلاَئِقٍ طَلَعَتْ جَميعاً،
فَجَاءَتْ بالنّحُوسِ وبالسّعُودِ(29/342)
وَقَدْ عَاقَدْتَني بخِلافِ هذا،
وَقَالَ الله: أوْفُو بِالعُقُودِ
أتُوبُ إلَيْكَ مِنْ ثِقَةٍ بخِلٍّ،
طَرِيفٍ في الأُخُوّةِ، أوْ تَلِيدِ
وأشْكُرُ نِعْمَةً لَكَ باطّلاعِي
عَلى أنّ الوَفَاءَ اليَوْمَ مُودِ
سأرْحَلُ عاتِباً، وَيَكُونُ عَتبي
عَلى غَيرِ التّهَدّدِ، والوَعيدِ
وأحفَظُ منكَ ما ضَيّعتَ منّي،
على رُغْمِ المُكاشِحِ والحَسُودِ
رأيتُ الحَزْمَ في صَدَرٍ سَرِيعٍ،
إذا استَوْبأتُ عاقِبَةَ الورودِ
وكنتُ إذا الصّديقُ رَأى وِصَالي
متاجَرَةً، رَجَعت إلى الصدود
سَلامٌ كُلّما قيلَتْ سَلامٌ
عَلى سَعدِ العُفَاةِ أبي سَعيدِ
فتىً جَعَلَ التّعَصّبَ للمَعَالي
وَوَجّهَ وِدَّةُ نَحْوَ الوَدُودِ
وخَلّدَ مَجْدَهُ بَينَ القَوَافي
وبَعْضُ الشّعْرِ أملَى بالخُلُودِ
كَذَلِكَ لاحَ في أقْصَى ظُنُوني،
فَلَمْ ألْحَظْهُ لِحْظَةَ مُسْتَزِيدِ
وَكَيْفَ يَكُونُ ذاكَ، وَكلَّ يَوْمٍ
يُقَابِلُني بِمَعْرُوفٍ جَدِيدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أيّها القادِمُ من بصْـ
أيّها القادِمُ من بصْـ
رقم القصيدة : 24910
-----------------------------------
أيّها القادِمُ من بصْـ
ـرَتِنا أهْلاً ورَحْبَا
مُذْ مَتى عَهْدُكَ باللّـ
ـهِ بحمدانَ بنِ رحْبا
كان في ما كنتُ ودّعْـ
ــتُ وقد يمّمْتُ ركْبا
فلئنْ كان كذا صا
فحتُ رخصَ الكَفِّ رطْبا
و لقد صُبَّ على أعْ
ــلاهُ ماءُ الحسنِ صَبّا
صُبّ حتى قالت الوجْـ
نة ُ والّلبّة ُ حسبة !
أصْدرٌ إن واجهَ العيْ
ـنَ، وإن ولّى أكَبّا
فترى الأردافَ يجذبْـ
ــنا عنانَ الخصْرِ جذْبا
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا بَني حمّالة ِ الحطبِ!
يا بَني حمّالة ِ الحطبِ!
رقم القصيدة : 24911
-----------------------------------
يا بَني حمّالة ِ الحطبِ!
حَربي من ظَبْيِكُمُ حَرَبي!
حَرباً في القْلبِ بَرّحَ بي،
ألْهَبَتْهُ مقْلَة ُ اللَّهَبِ
قدْ رَمَتْ ألحاظُهُ كبِدي
بسِهامٍ للرّدَى صُيُبِ(29/343)
لم يجر في البيْتِ منه، وقدْ
عذْتُ بالأركانِ والْحُجُبِ
صيغَ هذا الناسُ من حمَإٍ ،
وبرَاهُ الله منْ ذَهَبِ
كيف منْ لم يثْنِهِ حرَجٌ
دون قتْلي عفّ عن سَلبي؟!
العصر العباسي >> أبو نواس >> قل للمسمّى باسمِ الذي قام يدْ
قل للمسمّى باسمِ الذي قام يدْ
رقم القصيدة : 24912
-----------------------------------
قل للمسمّى باسمِ الذي قام يدْ
عُو الله لَمّا تَجَمَّعُوا عُصَبَا
و المُكْتني باسم خاتمِ الأنبيا
ءِ المرسلينَ الذي أتى العربَا
وابن الْمُسمّى باسْمِ الّذي يَظْفَرُ الـ
طّالبُ إن ناله بما طلبَ
كنتُ لحُرِّ الأخلاقِ أمّاً ، إذا
ما نُصّ يوْماً لنسبة ٍ، وأبَا
فما الّذي، يا فُدِيتَ، غَيّرَ أوْ
بدَّلَ ، أو غالَ ذالك النّسبَ
مهلاً! فقد خفْتُ أن يَشينَك نِسْـ
ـيانُكَ عند التعصّبِ الأدَبَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أشابَ رأسي قبلَ أترابي
أشابَ رأسي قبلَ أترابي
رقم القصيدة : 24913
-----------------------------------
أشابَ رأسي قبلَ أترابي
حبّي لمن حُبّييهِ أزرَ بي
علِقتُ من حَينِ ، ومن شِقْوتي ،
أخَا مُزَاحٍ يَتَمَرَّى بي
لابس سِيما قائلٍ صادقٍ،
مَخْبُورُهُ مَخْبورُ كَذّابِ
تخبرُني عن قلْبِهِ كُتْبُهُ:
إنّ به أعظمَ ممّا بي
حتى كأنّي واجدٌ حِسّهُ ،
أو مسَّهُ من دون أطْرابي
العصر العباسي >> أبو نواس >> تشبّبَتِ الخضرَاءُ بعدَ مَشيبِها،
تشبّبَتِ الخضرَاءُ بعدَ مَشيبِها،
رقم القصيدة : 24914
-----------------------------------
تشبّبَتِ الخضرَاءُ بعدَ مَشيبِها،
ولم تَكُ إلاّ بالأمينِ تَشَبَّبُ
رددْتَ عليها ما مَضى من شبابها،
وجدّدْتَ منها منْظَراً كاد يخرَبُ
لئن كان من هارونَ فيك مَشَابهٌ،
لأنتَ إلى المنصورِ بالشبه أقرَبُ
لأنّكَ ، إن جدّاكَ عُدّا فإنّما
تصيرُ إلى المنصورِ من حيثُ تُنْسَبُ
نراك ابنَهُ من جانبَيْهِ كليهما،
فمن جانب جَدٌّ ، ومن جانبٍ أبٌ
إمامٌ عليهِ هيبة ٌ ومحبّة ٌ ،(29/344)
ألا حبّذا ذاكَ المَهيبث المُحبّبُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> سَخّرَ الله للأمِينِ مطايا
سَخّرَ الله للأمِينِ مطايا
رقم القصيدة : 24915
-----------------------------------
سَخّرَ الله للأمِينِ مطايا
لم تسخّر لصاحب المحرابِ
فإذا ما رِكابُهُ سِرْنَ بَرّاً،
سار في الماءِ راكباً ليثَ غابِ
أسدا باسطاً ذارعيه يغدو
أهْرتَ الشِّدقِ ، كالحَ الأنيابِ
لا يُعانِيهِ باللّجامِ، ولا السّوْ
طِ ، ولا غمز رجلهِ في الرّكابِ
عجِبَ النّاسُ إذا رأوه على سو
رة ِ ليثٍ يمرُّ مرّ السّحابِ
سبّحوا إذا رأوكَ سرْتَ عليهِ ،
كيفَ لوْ أبصرُوك فوْق العُقابِ
ذاتُ زَوْرٍ، ومِنْسَرٍ وجَناحيْـ
ـن، تشُقّ العبابَ بعد العُبابِ
تسبقُ الطّيرَ في السماءِ ، إذا ما اسـ
ـتَعْجلوها بجِيئَة ٍ وذهابِ
باركَ الله للأمينِ ، وأبقـ
ه، وأبْقَى لهُ رداءَ الشّبابِ
ملكٌ تقْصُرُ المدائح عنه،
هاشميٌّ ، موَفّقٌ للصّوابِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لقد قامَ خير النّاسِ من بعد خيرهم،
لقد قامَ خير النّاسِ من بعد خيرهم،
رقم القصيدة : 24916
-----------------------------------
لقد قامَ خير النّاسِ من بعد خيرهم،
فليس على الأيام والدّهْرِ مَعْتَبُ
فأضحى أمير المؤمنين محمد ،
و ما بعده للطّالبِ الخيرِ مطلبُ
فلا زالتِ الآفاتُ عنكَ بمعْزِلٍ،
و لازلتَ تحلو في القلوبِ ، وتعذبُ
لكَ الطينة ُ البيضاءُ من آل هاشمٍ،
و أنتَ وإن طابوا أعَفُّ وأطيبُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا أحُطّ الحِزَامَ طَوْعاً عن المحْـ
لا أحُطّ الحِزَامَ طَوْعاً عن المحْـ
رقم القصيدة : 24917
-----------------------------------
لا أحُطّ الحِزَامَ طَوْعاً عن المحْـ
ذوفِ دون ابن خالدِ الوهّابِ
فإذا ما وردتُ بحر أبي الفضـ
ـلِ نفضتُ النّحوسَ عن أثوابي
صورَة ُ الْمُشْتري لدى بيْتِ نُورِ ا
لليلِ ، والشّمسُ أنتَ عند النّصابِ
ليس راويسُ، حين سار أمامَ الـ(29/345)
ـحُوتِ، والبدرُ، إذ هوَى لانصِبابِ
منْكَ أسْخَى بما تشُحّ به الأنْـ
فُسُ ، عند انتقاصِ دَرِّ الحلابِ
لا ، وبَهْرامُ يستقلُّ سماءِ الـ
ـغَرْبِ، والليلُ زائِدٌ في الحِسابِ
منك أمضى لدى الحروبِ ، ولا أهـ
ولُ في العينِ عند ضربِ الرّقابِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قل للأمينِ جزاكَ الله صالحة ً
قل للأمينِ جزاكَ الله صالحة ً
رقم القصيدة : 24918
-----------------------------------
قل للأمينِ جزاكَ الله صالحة ً
لا تجمعِ الدّهرَ بين السخْلِ والذّيبِ
السخلُ يعلمُ أنّ الذئبَ آكلهُ ؛
والذّيبُ يعْلَمُ ما بالسّخْلِ من طيبِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لَسْتُ بدارٍ عَفَتْ وغَيّرَها
لَسْتُ بدارٍ عَفَتْ وغَيّرَها
رقم القصيدة : 24919
-----------------------------------
لَسْتُ بدارٍ عَفَتْ وغَيّرَها
ضرْبانِ من قطرِها وحاصِبِها
ولا لآي الطلولِ أنْدُبُها،
للرّيح والرُّقشِ من قرَانِبِهَا
و لا نطيلُ البُكا إذا شطّتِ النّيـ
ـة ُ، واستَعْبرَتْ لذاهبِها
بل نحن أربابُ ناعِطٍ ، ولنا
صنعاءُ ، والمسكُ من محاربها
و كان منّا الضّحّاكُ يعبدهُ الـ
ـخائلُ، والوَحشُ من مسارِبها
ودانَ أذواؤنَا البَرِيّة َ منْ
معترّها رغبة ً وراهبِها
ونحنُ إذ فارِسٌ تُدافع بَهْـ
ـرامَ قَسَطْنا على مَرَازِبِها
بالخيلِ شعْثاً على لَوَاحِقَ كالسِّيـ
ـيدانِ تُعطي مدى مذاهبِها
بالسّودِ من حِمْيَرٍ ومن سُلَفٍ
أرْغَنَ والشُّمِّ من مَنَاسِبِها
و يومَ ساتيداما ضربْنا بني الأصـ
ـفَرِ، والموْتُ في كتائِبها
إذ لاذَ بِرْوازُ يومَ ذاك بنا
والحرْبُ تمْري بكفِّ حالبِها
يذوذُ عنه بني قبيصة َ بالخَـ
ـطيّ والبِيضِ من قواضِبِها
حتى دَفَعْنا إلَيْهِ ممْلَكَة ً
ينحسرُ الطَّرْفُ عن مواكبها
و فاضَ قابوسُ في سلاسلنا ،
سنينَ سبعاً ، وفَتْ لحاسبها
ونحنُ حُزْنا من غير ما كَنَبٍ،
بناتِ أشرافهمْ لغاصبها
من كلِّ مَسْبِية ٍ إذا عثرتْ(29/346)
قالتْ لَعاً متعة ً لكاسبها
تعساً لمن ضيعَ المحارمَ يومَ
الرّوعِ يجتاحُ من صواحِبِها
و فرَّ من خشية ِ الطِّعانِ وأنْ
يلقى المنايا بكفِّ جالِبِها
فافْخَرْ بقحْطانَ غيرَ مكتَئِبٍ،
فحاتمُ الْجودِ من مَناقبِها
ولا تَرى فارِساً كفارِسِها،
إذْ زالتِ الهامُ عن مناكِبِها
عَمْرٌو وقيْسٌ والأشتَرانِ وَزَيـ
ــدُ الخيْلِ أسْدٌ لدى ملاعبها
بل ملْ إلى الصِّيد من أشاعثها
و السادة ِ الغُرِّ من مهالبها
و الحيّ غسّانُ والأولى أودعوا
الْمُلْكَ، وحازُوا عِرْنينَ ناصِبِها
وحِمْيَرٌ تنطِقُ الرّجال بما اختا
رَتْ من الفضْلِ في مَراتِبِها
أحببْ قريشاً لحبِّ أحمدها ،
واعرِفْ لها الجزْلَ من مواهبِها
إنّ قريشاً ، إذا هي انتسبتْ
كان لها الشّطْرُ من مُناسبِها
فأمّ مهديّ هاشمٍ أمّ موسى
الخيرِ منّا ، فافخر وسامِ بها
إن فاخَرَتْنا فلا افْتِخارَ لها،
إلاّ التجاراتُ من مكاسبِها
واهْجُ نزاراً وافرِ جِلدَتها،
و هَتِّكِ السترَ عن مثالبها
أمّا تميمٌ ، فغيرُ داحضة ٍ
ما شَلْشَلَ العبْدُ في شوَارِبها
أوّلُ مجْدٍ لها وآخِرُهُ،
إن ذُكِرَ المجدُ، قوْسُ حاجبِها
و بئسَ فخر الكريمِ من قَصَبِ الـ
ـشَّوْحَطِ صفراءُ في معالبها
و قيسُ عيْلانا لا أريدُ لها
من الْمَخازي سوى مَحاربِها
و إنّ أكلَ الأ... موبقها ،
وَمُطْلِقٌ من لِسانِ عائِبِها
و لم تعَفْ كلبَها بنو أسدٍ
عبيدَ عيْرانَة ٍ، وراكبِها
و ما لبكرِ بنَ وائلٍ عِصَمٌ ،
إلاَّ بحَمْقائها وكاذبها
و تغلبٌ تنْدبُ الطّلول ، ولم
تثْأرْ قتيلاً على ذنائبها
نيلتْ بأدنى المُهورِ أختهمُ ،
قسْراً، ولم يَدْمَ أنْفُ خاطبِها
العصر العباسي >> البحتري >> أشرق أم أغرب يا سعيد
أشرق أم أغرب يا سعيد
رقم القصيدة : 2492
-----------------------------------
أُشَرّقُ أمْ أُغَرّبُ يا سَعيدُ،
وَأُنْقِصُ مِنْ زَماعي، أمْ أزِيدُ
عدَتني، عن نَصِيبينَ، العَوَادي،
فنجحي أبْلَهٌ فيهَا، بَليدُ(29/347)
أرَى الحِرْمَانَ أبْعَدُهُ قَرِيبٌ
بهَا، وَالنُّجْحَ أقْرَبُهُ بَعِيدُ
تَقَاذَفُ بي بِلادٌ عَنْ بِلادي،
كَأنّي بَيْنَهَا خبر شَرُودُ
وَبالسّاجورِ، من ثُعَلِ بنِ عَمروٍ،
صَنَاديدٌ مِنَ الفِتْيَانِ صِيدُ
إذا سَجَعَ الحَمامُ هُناكَ قالوا،
لفَرْطِ الشّوْقِ، أينَ ثوَى الوَليدُ
وَأينَ يَكونُ مُرتهن بِدَهْرٍ،
شَرِيدٌ في حَوَادِثِهِ، طَرِيدُ
وَخَلّفَني الزّمَانُ عَلى أُنَاسٍ،
وُجُوهُهُمُ وَأيْديهِمْ حَدِيدُ
لَهُمْ حُلَلٌ حَسُنّ، فهُنّ بِيضٌ،
وَأفعال سَمُجنَ، فهُنّ سُودُ
وَأخْلاقُ البِغالِ، فكُلَّ يَوْمٍ
يَعِنُّ لبَعضِهِمْ خُلُقٌ جَدِيدُ
وَأكثرُ مَا لسائِلِهِمْ لَدَيْهِمْ،
إذا ما جَاءَ، قَوْلُهُم: تَعُودُ
وَوَعدٌ ليسَ يُعرَفُ من عبوسِ انْـ
ـقِباضِهِمِ، أوَعْدٌ أمْ وَعِيدُ
أُنَاسٌ، لَوْ تَأمّلَهُمْ لَبيدٌ،
بكَى الخَلَفَ الذي يشكو لَبيدُ
ألا لَيتَ المَقادِرَ لمْ تُقَدِّرْ،
وَلمْ تكُنِ الأحاظي وَالجُدُودُ
فأنْظُرَ أيُّنَا يُضْحي، وَيُمْسِي
لَهُ هَذي المَوَاكبُ، وَالعَبيدُ
فَلَوْ كانَ الغِنَى حَظّاً كَرِيماً،
لأخْطأهُ النّصَارَى وَاليَهُودُ
وَلَكِنّ الزّمَانَ زَمانُ سُوءٍ،
سِجالُ الأمْرِ يَفعَلُ ما يُرِيدُ
فأسْعَدُهُ عَلى قَوْمٍ نُحُوسُ،
وَأنْحَسُهُ عَلى قَومٍ سُعُودُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> منحتكمُ يا أهلَ مصرَ نصيحتي ،
منحتكمُ يا أهلَ مصرَ نصيحتي ،
رقم القصيدة : 24920
-----------------------------------
منحتكمُ يا أهلَ مصرَ نصيحتي ،
ألا فخُذوا من ناصِحٍ بنَصِيبِ
ولا تثبوا وثبَ السفاه، فتركبوا
على حدّ حامي الظهر غير ركوبِ
فإنْ يكُ فيكمْ إفْكُ فرعونَ باقياً،
فإنّ عصا موسَى بكفّ خَصِيبِ
رماكمْ أميرُ المؤمنين بحية ٍ ،
أكولٍ لحيَّاتِ البلآدِ شروبِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> تلقى المراتبَ للحُسينِ ذَليلَة ً،
تلقى المراتبَ للحُسينِ ذَليلَة ً،
رقم القصيدة : 24921(29/348)
-----------------------------------
تلقى المراتبَ للحُسينِ ذَليلَة ً،
وإذا سواهُ يرُومُها تَتَعَصَّبُ
أعطيتَ أثمانَ المحامِدِ أهلَها،
وكسبتَ صُفوَتها ونعم المكسبُ
إنّ الإمامَ إذا اجتباكَ بسرّهِ ،
لَمُسدِّدٌ فيما أتى ، ومصوّبُ
لم يبل مثلكَ عفّة ً فيما بلا،
و حرامة ً في كلّ أمرٍ يحزبُ
و خلطتَ خوفكَ للإله بخوفه،
فعلمت ما تأتي، وما تتجنبُ
أبلغ، هُديتَ، إلى الإمام رسالة ً
عنّي بأنّي بعدها أستعتبُ
و شهادتي أنّي حليفُ عبادة ٍ ،
فابلوا على الأيام ذاكَ، وجرّبوا
العصر العباسي >> أبو نواس >> لارعى الله ابن روحٍ ،
لارعى الله ابن روحٍ ،
رقم القصيدة : 24922
-----------------------------------
لارعى الله ابن روحٍ ،
وسّخَ اسْمي بلُعابِهْ
أسْقَمَ اسْمي ريحُ فيهِ،
فأظنّ اسْمي لما بِهْ
فاطْلبوا لي اسماً سواهُ
و أجِدّوا في طِلابه
العصر العباسي >> أبو نواس >> أصبحتُ محتاجاً إلى ضربي ،
أصبحتُ محتاجاً إلى ضربي ،
رقم القصيدة : 24923
-----------------------------------
أصبحتُ محتاجاً إلى ضربي ،
إذ أطلبُ الرزقَ إلى كلبِ
إلى امرئ يطعنُ في دينه ،
يُورِقُ منه خشبُ الصَّلْبِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أميرَ المؤمنينَ، وأنتَ عفْوٌ، أميرَ المؤمنينَ، وأنتَ عفْوٌ،
أميرَ المؤمنينَ، وأنتَ عفْوٌ، أميرَ المؤمنينَ، وأنتَ عفْوٌ،
رقم القصيدة : 24924
-----------------------------------
أميرَ المؤمنينَ، وأنتَ عفْوٌ، أميرَ المؤمنينَ، وأنتَ عفْوٌ،
و مالك في الخلائقِ من ضريبِ
علامَ، وأنت ذو حزمٍ ورأيٍ ،
تصَيّرُ أمْرَ مصْرَ إلى الخصِيبِ
فتًى ما دانَ للرّحمان ديناً ،
وما إن زالَ يسجدُ للصّليبِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> الحمدُ لله هذا أعجبُ العَجَبِ،
الحمدُ لله هذا أعجبُ العَجَبِ،
رقم القصيدة : 24925
-----------------------------------
الحمدُ لله هذا أعجبُ العَجَبِ،
الهيثمُ بنُ عديٍّ صارَ في العَرَبِ(29/349)
يا هيْثَمُ بن عديٍّ لسْتَ للعرَبِ،
و لستَ من طَيّء إلاّ على شغبِ
إذا نَسَبْتَ عديّاً في بني ثُعَلٍ،
فقدّمِ الدّالَ قبل العَينِ في النّسبِ
كأنّني بكَ فوْق الجسْرِ منْتَصِباً
على جوادٍ قريبٍ منك في الحسَبِ
حتى نراكَ وقد درّعتَه قُمُصاً
من الصّديدِ مكانَ اللّيف والكَرَبِ
لله أنتَ ، فما قُرْبى تهُمُّ بها ،
إلاّ اجتليتَ لها الأنسابَ من كثَبِ
فلا تزَالُ أخَا حِلّ ومرتحَلٍ
غلى الموالي، وأحيانا إلى العربِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا يا حادثاً فيه
ألا يا حادثاً فيه
رقم القصيدة : 24926
-----------------------------------
ألا يا حادثاً فيه
لمن يتعجّبُ العجبُ
لأسماءٍ يُسمّيهنّ
أشجعُ حين ينتسبُ
تعلّمها وإخوته ،
فكلّهُم بها ذَرِبُ
فيا لكِ عُصْبَة ً إنْ حَدّ
ثوا عن أصلهم كذَبوا
و هم ما لم تنقّر عن
أُرُومِ أصولهمْ عرَبُ
لهمْ في بيتِهِمْ نسبٌ،
و في وسط الملا نسبُ
كما لم تخْفَ سافرة ٌ،
و تُنكرُ حين تنتقِبُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لقد غرّني من جعْفَرٍ حُسنُ بابِهِ،
لقد غرّني من جعْفَرٍ حُسنُ بابِهِ،
رقم القصيدة : 24927
-----------------------------------
لقد غرّني من جعْفَرٍ حُسنُ بابِهِ،
و لم أدر أنّ الّلؤمَ حشوُ إهابه
فلستُ ، وإن أخطأتُ في مدح جعفرٍ ،
بأوّلِ إنْسانٍ خَري في ثِيابهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> سيروا إلى أبعد مُنتابِ ،
سيروا إلى أبعد مُنتابِ ،
رقم القصيدة : 24928
-----------------------------------
سيروا إلى أبعد مُنتابِ ،
قد ظهر الدّجّالُ بالزّابِ
هذا ابن نَيْبَختٍ لهُ إمْرَة ٌ،
صاحبُ كتّابٍ وحجّابِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> باتَ عليٌّ، وأباتَ صَحْبهْ
باتَ عليٌّ، وأباتَ صَحْبهْ
رقم القصيدة : 24929
-----------------------------------
باتَ عليٌّ، وأباتَ صَحْبهْ
في سوْءَة ٍ أكثر منها عَتْبهْ
بشادِنٍ لا يسْأمونَ قرْبَهْ،
قد جمعوا آذانهُ وعقْبَهْ(29/350)
لم يخشَ في شهرِ الصّيامِ ربّهْ،
يا ربّنا لا تغفرنَّ ذنبهْ
العصر العباسي >> البحتري >> دنا السرب إلا أن هجرا يباعده
دنا السرب إلا أن هجرا يباعده
رقم القصيدة : 2493
-----------------------------------
دَنَا السّرْبُ، إلاّ أنّ هَجراً يُباعِدُهْ،
وَلاحَتْ لَنَا أفْرَادُهُ، وَفَرَائِدُهْ
بَدَأنَ غَرِيبَ الحُسْنِ ثُمّ أعَدْنَهُ،
فَهُنّ بَوَادِيهِ، وَهُنّ عَوَائِدُهْ
نَوَازِلُ مِن عَرْضِ اللّوَى كلَّ منزِلٍ،
أقامَ طَرِيفُ الحُسنِ فيهِ، وَتَالِدُهْ
ألا تَرَيَانِ الرَّبْعَ رَاجَعَ أُنْسَهُ،
وَعادَتْ إلى العَهْدِ القَديمِ مَعاهِدُهْ
كقَصْرِ حُمَيدٍ بَعدمَا غاضَ حُسنُه،
وأَقوّتْ نَوَاحيهِ، وَأجْدَبَ رَائِدُهْ
تَلافَاهُ سَيْبُ الصّامِتيّ مُحَمّدٍ،
فَعَادَتْ لَهُ أيّامُهُ وَمَشَاهِدُهْ
فقَد جُمّعتْ أشتاتُ قوْمٍ، وَأُصْلحتْ
جَوَانبُ أمرٍ، بَعدما التَاثَ فاسِدُهْ
تجَلّى، فأجلى ظُلمَةَ الظّلمِ عَنهُمُ،
وَأشرَقَ فيهِمْ عَدْلُهُ وَرَوَافِدُهْ
وَمَا زَالَ يُحْبَى الحَقَّ حَتّى أنَارَهُ
لَهُ وَأمَاتَ الجَوْرَ فارْتَدّ خَامِدُهْ
تَوَسّطَ أوْساطَ الأُمُورِ بِنَفْسِهِ،
وَنَالَ نَوَاحيها الأقاصِي تَعَاهُدُهْ
فإنْ تَجحَدُوهُ أنْعُماً، بَعدَ أنعُمٍ،
مُرَّددةٍ فيكُمْ، فَهُنّ شَوَاهدُهْ
وَإنْ تُنقِصُوهُ حَقّ ما أوْجَبَتْ لَهُ
إرَادَتُهُ في الله، فالله رَائِدُهْ
خَليلُ هُدًى، طَوْعُ الرّشادِ قَضَاؤه؛
حَليفُ نَدًى أخذُ اليَدَينِ مَوَاعدُهْ
وَما اشتَدّ خَطْبُ الإ انبرَى لهُ
أبُو نَهشَلٍ، حَتّى تَلينَ شَدائِدُهْ
فَقُلْ لقَليلٍ في المُرُوءةِ وَالحِجَى؛
تَكَثَّرُ عندَ النّاسِ، إن قل حاسدُهْ
حِذار، فإنّ البَغيَ خَوْضُ مَنيّةٍ،
مَصَادِرُهُ مَذْمُومَةٌ، وَمحَامِدهُ
وَرَاءَكَ مِنْ بَحْرٍ يَغُطُّكَ مَوْجُهُ،
وَمِنْ جَبَلٍ تَعلو علَيكَ جَلامِدُهْ
تَرُومُ عَظِيماً جَلّ عَنكَ، وَتَرْتَجي(29/351)
ريَاسَةَ خِرْقٍ عَطّلَتكَ قَلائِدُهْ
ومسبعة من دون ذاك أسوده
حصاها ومحواةٌ نقاهة اساودةٌ
وَتَدْبِيرُ مَنْصُورِ العَزِيمَةِ يَغتَدي،
وَتَدْبِيرُهُ حَادي النّجَاحِ وَقَائِدُهْ
إذا مَا رَمَى بالرّأيِ خَلْفَ أبِيّةٍ
مِنَ الأمْرِ يَوْماً أدرَكَتها مَصَايدُهْ
لَهُ فِكَرٌ بَينَ الغُيُوبِ، إذا انتَهَى
إلى مُقْفَلٍ مِنْهَا، فَهُنّ مَقالِدُهْ
صَوَاعِقُ آرَاءٍ لَوِ انْقَضّ بَعْضُهَا
على يَذبُلٍ، لانقَضّ أوْ ذابَ جامدُهْ
غَمَامُ حَياً ما تَسترِيحُ بُرُوقُهُ،
وَعارِضُ مَوْتٍ لا تَفيلُ رَوَاعِدُهْ
وَعَمْرُو بنُ مَعدي، إن ذَهبتَ تَهيجُه،
وَأوْسُ بنُ سُعدى، إن ذهَبتَ تُكايدُه
تَظَلُّ العَطَايَا وَالمَنَايَا قَرَائِناً
لِعَافٍ يُرَجّيهِ، وَغَاوٍ يُعَانِدُهْ
إذا افْتَرَقَتْ أسْيَافُهُ وَسْطَ جَحفلٍ،
تَفَرّقَ عَنْهُ هَامُهُ، وَسَوَاعِدُهْ
فَلا تَسْألَنْهُ خِطّةَ الظّلْمِ إنّهُ
إلى مَنصِبٍ، تَأبَى الظّلامَ مَحاتِدُهْ
فَصَامتهُ، وَشَمْسُهُ، وَحَميدُهُ،
وَرَبْعِيّهُ، تِرْبُ الرّبيعِ، وَخالِدُهْ
وَأكْرِمْ بغَرْسٍ، هَؤلاء أُصُولُهُ؛
وَأعْظِمْ بِبَيْتٍ، هَؤلاءِ قَوَاعِدُهْ
لَهُ بِدَعٌ في الجُودِ تَدْعُو عَذُولَهُ
عَلَيْهِ إلى استِحسانِها، فيُساعِدْهُ
إذا ذَهَبَتْ أمْوَالُهُ نَحْوَ أوْجُهٍ
من البَذلِ جاءَتْ من وُجوهٍ مَحامدُهْ
وَلَوْ أنّ خَلفَ المَجدِ للمَرْءِ غايَةً،
لحَازَ المدَى الأقصَى الذي حازَ وَالِدُه
يُعَارِضُهُ في كُلّ فِعْلٍ، كَأنّهُ،
غَداةَ يُبَارِيهِ، عَدُوٌّ يُجَاهِدُهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا حَيِّ أطلالاً بسيْحانَ ، فالعذبِ
ألا حَيِّ أطلالاً بسيْحانَ ، فالعذبِ
رقم القصيدة : 24930
-----------------------------------
ألا حَيِّ أطلالاً بسيْحانَ ، فالعذبِ
إلى بُرَعٍ ، فالبئرِ بئرِ أبي زُغْبِ
تمُرّ بها عُفْرُ الظّباءِ كأنّها
أخاريدُ من رومٍ يقسّمنَ في نهْبِ(29/352)
عليها من السَّرْحاءِ ظلٌّ كأنّه
هذاليلُ ليلٍ غيرَ منصَرِمِ النّحبِ
تلاعبُ أبكارَ الغمامِ ، وتنتمي
إلى كلِّ زُعْلوقٍ ، وخالفة ٍ صعْبِ
منازِلُ كانتْ من جُذامٍ وفَرْتَنَى
و تِرْبهما هندُ ، فأبرحتْ من تِربِ
غذا مات تميميٌّ أتاكَ مفاخراً
فقل عدّ عن ذا كيف أكلكَ للضّبِّ
تفاخرُ أبْنَاءَ الملوكِ سَفَاهَة ً،
و بوْلكَ يجري فوقَ ساقكَ والكعْبِ
إذا ابتدرَ النّاسُ الفعالَ فخذ عصا
و دعْدِعْ بمِعْزَى يا بن طالقة الذّربِ
فنحن ملكنا الأرضَ شرقا ومغرباً ،
و شيخكَ ماءٌ في التّرائبِ والصّلبِ
فلمّا أبَى إلاّ افتِخاراً بحاجِبِ
هتَمْتُ ثَنَاياهُ بجنْدَلة ِ الشِّعْبِ
تفاخِرُنَا جهْلاً بظِئْرِ نبيّنا،
ألا إنّما وَجْهُ التميميّ من هَضْبِ
أمّا بنو دودانَ ، والحيُّ كاهِلٌ ،
فمن جلدة ٍ بين الحزيمينِ والعَجْبِ
فخرْتُم سفاهاً أن غدَرْتُمْ بربِّكمْ،
فمهلاً بني اللّكناءِ في كَبّة الحرْبِ
فأنتمْ غَطاريسُ الخميسِ ، إذا غزا،
غذاؤكُمُ تلك الأخاطيطُ في التُّرْبِ
و كنتمْ على استِ الدّهرِ لا تنكرونهُ
عَبيدَ البهاليلِ السّباطِ بني وهْبِ
ويوْمَ الصّفَا أسْلَمْتُمُ رهْطَ حاجبٍ،
فأنتمْ من الكنفانِ أوضعُ في الوثْبِ
و آبَ أبوكمْ قد اجرَّ لسانهُ ،
يَمُجُّ على عُثْنونهِ عَلَقَ الحَلْبِ
و ضيّعتمْ في العامريّينَ نكيركمْ ،
وقد لَحبوا منه السّنامَ عن الصُّلْبِ
فأُوجِعْتُمُ بالسّمْهَريّ؛ فذقْتُمُ
مرارَتَها مثل العَلاقِمِ في العَبِّ
فأصْبَحَ رأسُ الفَقْعَسِيّ كأنّما
تَخَطّفهُ أقْنى ، أبو أفْرُخٍ زُغْبِ
وأنْتُمْ شَمَتّمْ بابْنِ دارة َ سالمٍ،
فَجازتكمُ الأيامُ نكباً على نكْبِ
منعتُمْ أخاكمْ عُقبة ً وهو رامضٌ ،
وحَلأتُموهُ أن يذوقَ من العذْبِ
فمتُّمْ بأيديكمْ ، فلا ماتَ غيركمْ ،
و غنّى بكمْ أبناءُ دارة َ في الشّرْبِ
فإنْ تَكُ منكمْ شعرة ُ ابنة معْكدٍ
فشعْرة ُ من شعرِ العِجانِ أو الأسْبِ(29/353)
العصر العباسي >> أبو نواس >> خبزُ الْخَصِيبِ مُعلَّقٌ بالكوْكَبِ
خبزُ الْخَصِيبِ مُعلَّقٌ بالكوْكَبِ
رقم القصيدة : 24931
-----------------------------------
خبزُ الْخَصِيبِ مُعلَّقٌ بالكوْكَبِ
يُحْمَى بكُلّ مثَقَّفٍ ومُشَطَّبِ
جعلَ الطَّعامَ على السّغابِ محرّما
قوتاً، وحلّلَهُ لمن لم يسْغبِ
فإذا هُمُ رأوُا الرّغيفَ تطَرّبوا
طربَ الصّيامِ إلى أذانِ المغربِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> رغيفُ سعيدٍ عنده عِدْلُ نفيه
رغيفُ سعيدٍ عنده عِدْلُ نفيه
رقم القصيدة : 24932
-----------------------------------
رغيفُ سعيدٍ عنده عِدْلُ نفيه
يقلّبُهُ طوراً، وطوراً يلاعبُهْ
و يُخرجهُ من كمّه ، فَيشمّه،
ويُجلِسُه في حِجْرِهِ ويخاطبُهْ
وإن جاءهُ المسكينُ يطلبُ فضْلَهُ،
فقد ثكلتْه أمّهُ وأقاربهْ
يكرّ عليه السّوْطُ من كلّ جانبٍ،
وتُكْسَرُ رجْلاهُ، وينْتَفُ شاربُهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد علا الديوانَ كابَهْ
قد علا الديوانَ كابَهْ
رقم القصيدة : 24933
-----------------------------------
قد علا الديوانَ كابَهْ
مذْ تولاّهُ ابنُ سابَهْ
يا غرابَ البينِ في الشؤ
م، وميزابَ الجنابهْ
يا كتاباً بطلاقٍ ،
يا عزاءً بمصابهْ
يا مثالاً من همومٍ،
يا تباريحَ كآبَهْ
يا رغيفاً ردّه البقّا
لُ يبْساً وصلابَهْ
ما على وجْهٍ به قا
بَلْتني اليومَ مهابَهْ
كاتبٌ أيضاً ، ومَرَّ
على رأسِ الكتابَهْ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> نفسُ الخَصيبِ جميعهُ كِذبُ ،
نفسُ الخَصيبِ جميعهُ كِذبُ ،
رقم القصيدة : 24934
-----------------------------------
نفسُ الخَصيبِ جميعهُ كِذبُ ،
و حديثهُ لجليسهِ كرْبُ
تبكي الثيابُ عليهِ مُعْوِلَة ً
أن قد يَجُرُّ ذيولها كلبُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> فاضتْ دموعُكَ ساكبَهْ ،
فاضتْ دموعُكَ ساكبَهْ ،
رقم القصيدة : 24935
-----------------------------------
فاضتْ دموعُكَ ساكبَهْ ،(29/354)
جَزَعاً لمصرعِ والِبَهْ
قامتْ بموتِ أبي أسا
مَة َ، في الزقاق، النادِبهْ
قامتْ تبُثَ من المكا
رِمِ غيرَ قيلِ الكاذبهْ
فُجِعَتْ بنُو أسدٍ بهِ،
وبنُو نِزَارٍ قاطِبَهْ
بلسانها ، وزعيمها ،
لا تبْعَدَنّ أبَا أُسَا
مة َ؛ فالمنيّة ُ واجبَهْ
كلُّ امريءٍ تغتالهُ
منها سهامٌ صائبَهْ
كُتِبَ الفَنَاءُ على العبا
دِ ، فكلُّ نفسٍ ذاهبَهْ
كَمْ من أخٍ لكَ قد تركْـ
ــتَ همومهُ بكَ ناصِبَهْ
قد كانَ يعْظُمُ قبل موْ
تِكَ أن تنوبَ النّائبَهْ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> لعمرُكَ ما أبْقَى لنا الموْتُ باقِياً،
لعمرُكَ ما أبْقَى لنا الموْتُ باقِياً،
رقم القصيدة : 24936
-----------------------------------
لعمرُكَ ما أبْقَى لنا الموْتُ باقِياً،
نَقَرَّ به عيناً غداة َ نؤوبُ
كأنّي وترتُ الموتَ بابْنٍ أفادهُ ،
على حينَ حانتْ كبْرة ٌ ومشيبُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إني عجبْتُ، وفي الأيام مُعْتَبَرٌ،
إني عجبْتُ، وفي الأيام مُعْتَبَرٌ،
رقم القصيدة : 24937
-----------------------------------
إني عجبْتُ، وفي الأيام مُعْتَبَرٌ،
والدّهْرُ يأتي بألْوانِ الأعاجِيبِ
من صاحبٍ كان دنيائي وآخرتي ،
عَدا عليّ جهاراً عدوة َ الذّيبِ
من غيرِ ذنْبٍ ولا شيءٍ قُرِفْتُ بهِ
أبْدَى خَبِيئَتَهُ ظُلماً، وأُغْرِي بي
يا واحدي من جميع الناس كلّهمُ،
ماذا أرَدتَ إلى سبّي وتأنيبي
قد كان لي مَثَلٌ لوْ كنتُ أعْقِلُه
من قوْلِ غالبِ لفظٍ غيرِ مغْلوبِ
" لا تحمدنّ امْرأً حتى تجرّبَه ،
ولا تَذُمّنّهُ من غير تجريبِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنْ دامَ إفْلاسي على ما أرى ،
إنْ دامَ إفْلاسي على ما أرى ،
رقم القصيدة : 24938
-----------------------------------
إنْ دامَ إفْلاسي على ما أرى ،
هجرْتُ إخواني وأصحابي
وبعْتُ أثْوابي، وإن بِعْتُها
بقيتُ بين الدّارِ والبابِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> رُبّما أغدو معي كلْبي،
رُبّما أغدو معي كلْبي،(29/355)
رقم القصيدة : 24939
-----------------------------------
رُبّما أغدو معي كلْبي،
طَالباً للصّيدِ في صحبي
فَسمَوْنا للحزيزِ به،
فدفعْناهُ على أَظْبِ
فاسْتَدَرَّتْه، فدَرّ لها،
يلْطِمُ الرِّفقين بالتُّرْبِ
فادّراها، وهْيَ لاهية ٌ،
في جَميمِ الحاذِ والغَرْبِ
ففَرَى جُمّاعهنّ كما
قُدّ مخلولان من عُصْبِ
غير يَعْفورٍ أهَابَ بهِ،
جابَ دفّيْه عن القلبِ
ضَمَّ لَحييْهِ بمخطمِهِ ،
ضَمّكَ الكسرين بالشّعبِ
وانتهَى للباهياتِ كمَا
كسرَتْ فتْخاءُ من لهبِ
ظلّ بالوَعْساءِ يُنغضُه،
أزَماً منه على الصُّلْبِ
تلك لذّاتي، وكنتُ فتى ً،
لم أقلْ من لذة ٍ حسْبي!
العصر العباسي >> البحتري >> إن الطويل وإن قلت حلاوته
إن الطويل وإن قلت حلاوته
رقم القصيدة : 2494
-----------------------------------
إن الطويل وإن قلت حلاوته
وراح غير مليح الشخص مقدود
لعند إكذاب أنصاف الظنون إذا
عنت وأخلاف أصناف المواعيد
ما كان طولك إلا غيظ مصطنع
بردا، وكلا على حفار ملحود
ظننت أنك بالألف الذي جشمت
يداك من بعد تعسير وتنكيد
فارقت في البخل أهل البخل منفصلاً
عنهم، وشاركت أهل الجود في الجود
العصر العباسي >> أبو نواس >> سبحانَ علاَّمِ الغيوبِ
سبحانَ علاَّمِ الغيوبِ
رقم القصيدة : 24940
-----------------------------------
سبحانَ علاَّمِ الغيوبِ
عَجَباً لتَصريفِ الخُطوبِ
وَتَجتَني ثَمَرَ القُلوبِ
حتى متى ، يا نفسُ، تَغَـ
ــتَرّينَ بالأملِ الكذوبِ
يا نَفسُ تُوبي قَبلَ أنْ
لا تَستَطيعي أنْ تَتُوبي
تَعرى فُروعُ الأُنْسِ بي،
ــرّحمن إَفَّارَ الذنوبِ
أمّا الحَوادِثُ فالرّيا
حُ بهِنّ دائِ
و الموتُ شرعٌ واحدٌ ،
و الخلْقُ مختلفو الضّروبِ
والسّعْيُ في طَلَبِ التُّقَى ،
من خير مكسَبة الكسوبِ
والمَوْتُ خَلْقٌ واحِدٌ،
العصر العباسي >> أبو نواس >> يارُبَّ بيتٍ بفضاءٍ سَبْسَبِ،
يارُبَّ بيتٍ بفضاءٍ سَبْسَبِ،
رقم القصيدة : 24941(29/356)
-----------------------------------
يارُبَّ بيتٍ بفضاءٍ سَبْسَبِ،
بعيدِ بين السَّمْكِ والمطنَّبِ
لفتية ٍ قد بكَّروا بأكلْبِ ،
قد أدّبوها أحسنَ التأدُّبِ
من كلّ أدْفَى مَيسانِ المنكبِ،
يشُبُّ في القوْدِ شبوبَ المُقرَبِ
يُلحِقُ أذنيْهِ بحدّ المِخْلَبِ،
فما تني وشيقة ٌ من أرنبِ
عندهمُ أوْتيْسُ وُبْلٍ عَلهَبِ ،
و فروة ٍ مسلوبة ٍ من ثَعلبِ
مقلوبة ِ الجِلْدَة ِ أو لم تُقلَبِ،
وعَيْرُ عَانَاتٍ وأمّ تَوْلَبِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لَمّا رأيْتُ اللَّيلَ مُنْشَقَّ الحُجُبْ،
لَمّا رأيْتُ اللَّيلَ مُنْشَقَّ الحُجُبْ،
رقم القصيدة : 24942
-----------------------------------
لَمّا رأيْتُ اللَّيلَ مُنْشَقَّ الحُجُبْ،
عن سائلِ الغُرَّة ِ مئهورِ النُّقُبْ
نازلتُ عُصْمَ الوحشِ عنّا من كثَبْ ،
من كلّ أحوَى اللوْنِ مبْيضّ الذنبْ
يهتَزُّ عند الشدّ بل والمنْجَذَبْ ،
هزّاكَ بالكفّ حُساماً ذا شُطَب
كأنّما يطرفُ من بين الهُدُبْ ،
بجمرَتَيْ نارٍ بكفٍّ محتطِبْ
ما كان إلاّ جولة َ الأُرْوَى الشّغِبْ ،
ووثْبة التّيْس بأقراح الحدبْ
حتى انثنى مختضباً ، وما خُضِبْ
من مَغْرِز الزّوْرِ إلى عَجْبِ الذَّنَبْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا إنّما الدّنْيا عروُسٌ، وأهْلُهَا
ألا إنّما الدّنْيا عروُسٌ، وأهْلُهَا
رقم القصيدة : 24943
-----------------------------------
ألا إنّما الدّنْيا عروُسٌ، وأهْلُهَا
أخو دَعَة ٍ فيها، وآخَرُ لاعبُ
وذو ذِلّة ٍ فقراً ، وآخرُ بالغنى
عزيزٌ، ومكْظوظُ الفؤاد، وساغِبُ
و بالنّاسِ كان النّاسُ قِدْماً ، ولم يزلْ
من النّاسِ مرغوبٌ إليهِ وراغبُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قدْ أغْتَدي، والليلُ في إهابِهِ،
قدْ أغْتَدي، والليلُ في إهابِهِ،
رقم القصيدة : 24944
-----------------------------------
قدْ أغْتَدي، والليلُ في إهابِهِ،
أدْعجُ ما جُرِّدَ من خِضابهِ(29/357)
مُدَثَّرٌ لم يَبْدُ من حِجابِهِ،
كالحبشيّ انْسَلّ من ثيابِهِ
بهيكل قوبل في أنسابهِ ،
مرَدَّدُ الأعْوَجِ في أصْلابهِ
يَهديه مثلُ العَقوِ في انتصابهِ،
وكاهلٍ وعنُقٍ يأبى بهِ
يصافحُ اللّدانَ من أضْرَابِهِ،
بوقِحٍ يقيه في انْسِيابهِ
نشا المطاريد، وحَدَّ نابهِ ،
عنّ لنا كالرّأل لا نرَى بهِ
ذُو حُوَة ٍ أُفرِد عن أصحابهِ،
يفري متان الأرض معْ سهابهِ
أطاعَهُ الحوْذانُ في إسرابهِ،
فقد رماهُ النَّحضُ في أقرابهِ
و الطّرْفُ قد زُمِّلَ في ثيابهِ ،
قائدُهُ من أرَنٍ يشقَى بهِ
قلنا لهُ عرِّهِ من أسلابهِ ،
فلاحَ كالحاجبِ من سحابهِ
أو كالصّنيعِ استُلّ من قِرابهِ،
فسدّدَ الطَّرق وما هاهَا بهِ
فانصاعَ كالأجْدَلِ في انصبابهِ ،
أو كالحريقِ في هشيمِ غابِهِ
ملتهِباً يستنّ في التهابهِ،
كأنّما البيداءُ من نهابهِ
فحازه بالرمْح في أعجابهِ،
شكّ الفتاة الدُّرّ في أحزابهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لَمّا تَبَدّى الصّبْحُ من حِجابِهِ لَمّا تَبَدّى الصّبْحُ من حِجابِهِ
لَمّا تَبَدّى الصّبْحُ من حِجابِهِ لَمّا تَبَدّى الصّبْحُ من حِجابِهِ
رقم القصيدة : 24945
-----------------------------------
لَمّا تَبَدّى الصّبْحُ من حِجابِهِ لَمّا تَبَدّى الصّبْحُ من حِجابِهِ
كطلعة ِ الأشْمطِ من جلبابهِ
وانعدلَ الليلُ إلى مَآبهِ
كالحبشيّ افترّ عن أنْيابِهِ
هِجْنا بكَلبٍ طالَما هِجْنا بهِ
ينتَسِفُ المِقْوَدَ من كَلاّبهِ
من صَرَخٍ يغلو ، إذا اغلوْلى بهِ ،
ومَيْعة ٍ تَغْلِب مِنْ شبابِهِ
كأنّ متنيه لدى انسلابهِ
مَتْنا شُجاعٍ لجّ في انْسِيابهِ
كأنّما الأُظْفورُ في قِنابهِ
موسى صناعٍ رُدّ في نصابهِ
تراه في الْحُضْرِ، إذا هاها بهِ،
يكادُ أن يخرُجَ من إهابهِ
شدّاً ببطن القاعِ من ألهَى بهِ
يترك وجهَ الأرض في إلهابهِ
كأنّ نشوانَ توكلّنا بهِ
يعفو على ما جَرّ من ثِيابهِ
إلاّ الذي أثّرَ من هُدّابهِ
ترى سوامَ الوحشِ تحتوى بهِ(29/358)
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا رُبّ غَيْثٍ آمنِ السُّرُوبِ،
يا رُبّ غَيْثٍ آمنِ السُّرُوبِ،
رقم القصيدة : 24946
-----------------------------------
يا رُبّ غَيْثٍ آمنِ السُّرُوبِ،
حُبارَياتِ جلْهَتَي مَلحوبِ
فالقطّبيّاتِ إلى الذَّنوبِ،
يَرْفُلنَ في رانسٍ قُشوبِ
من حِبَرٍ عُولينَ بالتهذيبِ،
مهنّ أمثالُ النّصارى الشِّيبِ
في يومِ عيدٍ مَبْرَزِ الصّليبِ ،
ذعرْتُها بمهلبِ الشؤبوبِ
مُفَهَّمٌ إهابة َ المُهيبِ ،
وكلماتِ كلّ مستجِيبِ
أقْنى إلى سائسة ٍ جَنيبِ،
و قد جرى منه على تأديبِ
يوفي على قفّازه المجوبِ،
منه بكفّ سبْطة ِ الترحيبِ
كأنها براثنٌ من ذيبِ،
يضْبِثُهُنَّ في ثرى ً مصُوب
إلى وَظيفٍ فائقِ الظُّنبوبِ ،
و جؤْجُؤٍ مثل مَداكِ الطِّيبِ
تحتَ جَناحٍ مُوجَدِ التنكيبِ،
ذي قصَبٍ مسْتَوفرِ الكُعوبِ
وَحْفِ الظَّهارِ عصِلِ الأنبوبِ
آنَسَ بينَ صرْدَحٍ ولُوب
بمقلة قليلة ِ التّكذيبِ ،
طَرّاحَة ٍ خَلْفَ لقَى الغُيوبِ
فانْقضّ مثل الحجَرِ المنْدوبِ،
منكفتاً تكفّتَ الجنيبِ
في الشّطْرِ من حِملاقهِ المقلوبِ
على رِفَلّ بالضُّحَى ضَغُوبِ
بذي نُواسٍ مرْهَفٍ الكَلّوبِ
غادرَ في جؤْشوشهِ المثقوبِ
جَيّاشة ً تذهبُ في أسلوبِ ،
بصائكٍ من علقٍ صَبيبِ
فاصطادَ قبل ساعة ِ التأويبِ ،
خمسينَ في حسابهِ المحسوبِ
فالقومُ من مقتدرٍ مصيبِ ،
ومُعجَلِ النشل عن التّضْهيبِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا بُؤسَ كلبي سيّدِ الكلابِ،
يا بُؤسَ كلبي سيّدِ الكلابِ،
رقم القصيدة : 24947
-----------------------------------
يا بُؤسَ كلبي سيّدِ الكلابِ،
قد كان أغناني عن العُقابِ
و كان قد أجزى عن القصّابِ ،
وعَن شِراءِ الجَلَبِ الجَلاّبِ
يا عَينُ جودي لي على حلاّبِ!
مَن للظّباءِ العُفْرِ والذّئابِ
و كلّ صَقرٍ طالِعٍ وَثّابِ ،
يختطفُ القُطّانَ في الروابي
كالبرقِ بين النّجمِ والسّحابِ ،
كمْ من غزالٍ لاحقِ الأقرابِ(29/359)
ذي جِيئَة ٍ ، صَعبٍ وذي ذهابِ ،
أشبعني منهُ من الكَبّابِ
خرجْتُ، والدنيا إلى تَبابِ،
به، وكانَ عدّتي ونابي
أصْفَرُ قد خُرّجَ بالملابِ،
كأنّما يُدْهنث بالزّرْيابِ
فبينما نحنُ بهِ في الغابِ،
إذ برزَتْ كالحة ُ الأنْيابِ
رقْشاءُ جَرْداءُ من الثيابِ،
كأنّما تُبصرُ من نِقابِ
فعلِقَتْ عُرْقُوبَهُ بنَابِ،
لم تَرْعَ لي حقّاً، ولم تُحابِ
فخر وانصاعتْ بلا ارتيابِ ،
كأنّما تَنْفُخُ من جِرابِ
لاأُبْتُ إنْ أُبُتِ بلا عِقابِ ،
حتى تذوقي أوجَعَ العذابِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يارُبَّ خَرقٍ نازِحٍ حديبِ ،
يارُبَّ خَرقٍ نازِحٍ حديبِ ،
رقم القصيدة : 24948
-----------------------------------
يارُبَّ خَرقٍ نازِحٍ حديبِ ،
أخضلَهُ السّحابُ بالصّبيبِ
غزوتُه بمُخْطَفٍ وثوبِ،
مضَمَّرِ الكَشحينِ كاليعسوبِ
مصَدَّرٍ، ملائِمِ العُرْقوبِ،
كأنّما يَفْغَرُ عن قليبِ
أو عن وجارِ ضَبُعٍ أو ذيبِ،
يعلو الإكامَ في عرى الكثيبِ
وتارَة ً ينحَطُّ في الغُيوبِ،
كعوْمِ سفْنِ البحرِ في الجنوبِ
رأى ظباءً ذُعُرَ القلوبِ ،
نائية ً عن نظر المهيبِ
فاعتاقها بالشدّ ذي اللهيبِ
كأنّهُ في شدّة ِ الهبُبوبِ
تهوي به خافيتا رَقوبِ ،
معتمداً لتيْسها المَهيبِ
فصكّهُ بزوْرهِ الرّحيبِ
صَكّاً هوَى منهُ إلى شَعوبِ
فقضْقضَ العَجْبَ إلى الظُّنْبوبِ،
وانتهسَ الأرْفاغَ بالنّيوبِ
يهوي بهِ صَكّاً على الجُنوبِ
كثائرٍ أمكن من مَطْلوبِ
يالك من ذي حيلة ٍ كَسوبِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> رَبْعُ البلَى أخرسُ، عِمّيتُ،
رَبْعُ البلَى أخرسُ، عِمّيتُ،
رقم القصيدة : 24949
-----------------------------------
رَبْعُ البلَى أخرسُ، عِمّيتُ،
مسْتَلَبُ المنْطقِ ، سِكّيتُ
أعرَهُ حيْرَتَهُ عاشقٌ،
رأى حبيباً ، فهو مبهوتُ
ولا عجيبٌ إنْ جفَتْ دِمْنَة ٌ
عن مُسْتَهامٍ نومُهُ قوتُ
و قهوة ٍ كالمسكِ مشمولة ٍ
منزلها الأنبار أو هيتُ
كأنّها الشمس، إذا صُفّقَتْ(29/360)
مسكنها الكبشُ، أو الحوتُ
أو دارة ُ البدرِ، إذا ما استوى ،
و تمّ اللعدّ المواقيتُ
كأنّها هذاكَ في حسنهِ ،
أو وجهُ عبّاسٍ ، إذا شيتُ
بل وجه عبّاسٍ له حسنُه
لأنّهُ دُرّ وياقوتُ
العصر العباسي >> البحتري >> أترى حمولة لا يحمل نفسه
أترى حمولة لا يحمل نفسه
رقم القصيدة : 2495
-----------------------------------
أتَرَى حَمولَةَ لا يُحَمّلُ نَفسَهُ
تَقوِيمَ هالكَةِ ابنِ عَبدِ الوَاحِدِ
قادَ الرّجالَ على العيالِ، وَما امترَى
في أنّ للقُوّادِ أجْرَ القَائِدِ
أجْدَتْ صِنَاعَتُهُ فأغمَضَ عَينَه
عَمّا تَرَى عَينُ النّصِيحِ الجاهِدِ
بِئسَ المرجى للفَتَاةِ يَصُونُهَا،
وَالمُرتَجى لصَلاحِ أمْرٍ فَاسِدِ
وَعَجبتُ لابنِ المَرْزُبانِ وَجَحدِهِ
إيّايَ حُسنَ مَوَاقفي وَمَشاهِدِي
ما إنْ تَزَالُ لَهُ، وَإنْ أحْبَبْتُهُ،
عِندي إساءَةُ مُخطىءٍ، أوْ عامدِ
ضَيّعْتُ منّي خِلّةً في حِفْظِهَا،
كنتُ العدُوّ وَرُغْمَ أنفِ الحاسدِ
مُتَطاوِلٌ حتّى كأنّكَ صَاعِدٌ،
أورُبّ مَكْرُمَةٍ منِ ابنيْ صَاعِدِ
أعتاض منك ولست مني واحداً
عوضاً فقارب منصفاً أو باعدِ
وَاعلَمْ بأنّكَ وَاحدٌ مِنْ عِدّةٍ،
كَثُرَتْ، وَأنّي وَاحدٌ من وَاحدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا أستزيدُ حَبيبي من مُواتاتي
لا أستزيدُ حَبيبي من مُواتاتي
رقم القصيدة : 24950
-----------------------------------
لا أستزيدُ حَبيبي من مُواتاتي
وإنْ عنُفْتُ عليهِ في الشّكاياتِ
هو الْمُوَاصِلُ لي لكِنْ يُنغّصُني
بطولِ فترة ِ ما بينَ الزّيارات
قالوا: ظَفرتَ بمن تهْوَى ، فقلتُ لهم:
الآنَ أكثرُ ما كانت صَباباتي
لا عذْرَ للصّبّ أن تهْوى جوانحهُ ،
و قد تطضعَّمَ فوهُ بالمُواتاة ِ
وداهرِيّ سما في فرْعِ مكْرُمَة ٍ
من معْشرٍ خُلقوا في الجود غاياتِ
ناديتهُ بعدما مالَ النجومُ ، وقد
صاحَ الدّجاجُ ببُشرى الصّبحِ مرّاتِ
فقلتُ، واللّيْلُ يجلوهُ الصّباحُ كما(29/361)
يجْلو التبسّمُ عن غُرّ الثّنيّاتِ
يا أحمدُ المرتجى في كلّ نائبة ٍ
قم سيدي نعْصِ جبّارَ السمواتِ
وهاكَها قهْوَة ً صهباءَ، صافية ً
منسوبة ً لقُرَى هيتٍ وعاتناتِ
ألُزّهُ بحُميّاها، وأزْجُرُهُ
باللّينِ طَوْراً ، وبالتّشْديدِ تاراتِ
حتى تَغَنَّى ، وما تمّ الثلاثُ له
حُلْوَ الشَّمائلِ ، محمودَ السجيّاتِ
"ياليتَ حظّيَ من مالي ومن ولدي
أنذي أجالس لُبْنى بالعشيّاتِ!"
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا أيّها العاذلُ دَعْ مَلْحاتِ
يا أيّها العاذلُ دَعْ مَلْحاتِ
رقم القصيدة : 24951
-----------------------------------
يا أيّها العاذلُ دَعْ مَلْحاتِ
و الوصفَ للمَوْماة ِ والفلاة ِ
دراسة ً ، وغيرَ دراستِ
ولاقها بأصدقِ النّياتِ
حتى تلاقي ربّ شاصياتِ
محتطباتٍ لا مخضَّراتِ
بنات كسرى خير ما بناتِ
جُلبْنَ من هِيتٍ ومنْ عاناتِ
مُحْتَجِبَاتٍ غيرَ بادياتِ
إلاّ بأن يُجْلبْنَ بالطّاساتِ
للخاطبِ المُبْتَكِرِ المُواتي
فسمّها بالشّيخِ لا الفتاة ِ
ثمّ اقتعِدْهَا باكِرَ الغَداة ِ
فاسْتَلَّ منها مُهَجَ الحياة ِ
عن عُقَدٍ أوفتْ لذي ميقاتِ
إلى أبارِيقَ، مُفَدَّماتِ
يُصغينَ للكؤوسِ راكِعاتِ
فهْي إذا شُجّتْ على العِلاّتِ
ببارِدِ الماءِ منَ الفُراتِ
تخالُ فيها ألسُنَ الحيّاتِ
أو وَقْدَ نيرانٍ على الحافاتِ
أفديكَ خذها من يدي، وهاتِ
عَذّبَني حُبّ غُلاميّاتِ
ذواتِ أصْداغٍ مُعَقْرَباتِ
نقوَّماتِ القدّ، مهضوماتِ
يمشينَ في قُمْصٍ مُزَرَّراتِ
يَصلُحْنَ لِلاّطَة ِ والزُّناة ِ
أكْني بوَصْفِهِنّ عن مولاتي
تلكَ التي في يدها حياتي
العصر العباسي >> أبو نواس >> سُقْياً للُبْنى ، ولا سقْيا لعناتِ سُقْياً للُبْنى ، ولا سقْيا لعناتِ
سُقْياً للُبْنى ، ولا سقْيا لعناتِ سُقْياً للُبْنى ، ولا سقْيا لعناتِ
رقم القصيدة : 24952
-----------------------------------
سُقْياً للُبْنى ، ولا سقْيا لعناتِ سُقْياً للُبْنى ، ولا سقْيا لعناتِ(29/362)
سقْيا لقطْرَبُّلٍ ذاتِ اللَّذَاذاتِ
وإنّ فيها بناتِ الكرْمِ ما تركتْ
منها اللّيالي سوى تلك الحُشاشاتِ
كأنّها دمعة ٌ في عَينِ غانية ٍ
مرْهاءَ ، رقْرقها ذكْرُ المصيباتِ
تنْزو إذا مسَّها قَرْعُ المِزَاجِ كما
تنْزو الجنادبُ ذكْرُ أوقاتَ الظّهيراتِ
وتكتَسي لُؤلُؤاتٍ من تعطّفِها
عند المزاجِ شبيهاتٍ بواواتِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لنا خمرٌ ، وليسَ بخمر مخْلٍ ،
لنا خمرٌ ، وليسَ بخمر مخْلٍ ،
رقم القصيدة : 24953
-----------------------------------
لنا خمرٌ ، وليسَ بخمر مخْلٍ ،
و لكن من نتاجِ الباسقاتِ
كَرائمُ في السماءِ، زَهيْنَ طولاً
ففاتَ ثمارُها أيْدي الجُناة ِ
قلائصُ في الرّؤوسِ لها ضُرُوعٌ
تدِرّ على أكفّ الحالِباتِ
صحائِحُ لا تُعَدّ، ولا نراها
عِجافاً في السنينَ الماحِلاتِ
مسارحُها المدارُ، فبطنُ جَوْخَى
إلى شَطّ الأُبُلّة ِ فالفُراتِ
تُراثاً عن أوائلِ أوّلينا
بني الأحرار، أهْلِ المكرماتِ
تذُبُّ بها يدُ المعروفِ عنّا
وتصبرُ للحقوقِ اللاّزماتِ
فحينَ بدا لكَ السّرطانُ يتْلو
كَواكِبَ كالنّعاجِ الرّاتِعاتِ
بَدا بينَ الذّوائبِ في ذُراهَا
نباتُ كالأكُفّ الطّالعاتِ
فَشُقِّقَتِ الأكفّ ، فخلتُ فيها
لآلىء َ في السّلوكِ مُنَظَّمَاتِ
و مازالَ الزّمانُ بحافَتَيْها
و تقليبُ الرّياحِ اللاّقحاتِ
فعادَ زُمُرّداً، واخْضَرّ حَتّى
تخال به الكِباشَ الناطحاتِ
فلمّا لاحَ للسّاري سهيل،
قُبَيْلَ الصّبْح من وقتِ الغَداة ِ
بدا الياقوتُ، وانتسبتْ إليْهِ
بحُمْرٍ ، أو بصُفرٍ فاقعاتِ
فلمّا عاد آخرها خبيصاً ،
بعثْتُ جُنَاتها بمُعقَّفَاتِ
فضُمّنَ صَفْوُ ما يجْنونَ منها
خوابيَ، كالرّجالِ، مُقَيَّراتِ
وقلتُ: اسْتَعْجِلوا، فاسْتَعْجَلوها
بِضَرْبٍ بالسّياطِ مُحَدْرَجاتِ
ذوائبُ أمّها جُعلتْ سياطاً
تحثّ ، فما تناهَى ضارباتِ
فولّدَتِ السّيَاطُ لها هَديراً
كترجيعِ الفُحُولِ الهائجاتِ
فلمّا قِيلَ قد بلغتْ، ولَمّا،(29/363)
وتوشكُ أن تقَرّ، وأن تُؤاتي
نَسَجْتُ لها عمائم من ترابٍ
و ماءٍ ، محْكَماتٍ مُوثَقاتِ
ستَرْتُ الْجَوّ خَوْفاً من أذاهُ
فباتَتْ من أذاهُ آمِناتِ
فلمّا قِيلَ قد بلغَتْ كشفْنا الـ
ــعمائمَ عن وجوهٍ مشْرِقاتِ
حساها كلُّ أرْوعَ، شَيْظَمِيٍّ
كريمِ الْجَدّ، محمودٍ مُؤاتِ
تحية بينهم "تفديك روحي!"
وى خر قولهمْ " أفديك! هاتِ.."
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا نَفسُ كيْفَ لطُفْتِ
يا نَفسُ كيْفَ لطُفْتِ
رقم القصيدة : 24954
-----------------------------------
يا نَفسُ كيْفَ لطُفْتِ
للصّبرِ حتى صَبرْتِ؟!
ألسْتِ صاحِبَتي يوْ
مَ وَدّعُوني ألسْتِ؟!
يا نفْسُ ليتَكِ منّي
يوْمَ الفِراقِ سَقطْتِ
وَيْلَ الفُؤادِ الْمُعَنّى
من الفِراقِ الْمُشِتّ
أسْتوْدعُ الله ريماً،
فارَقْتُهُ منذُ سِتِّ
وذاتِ نصحٍ أتتْني
تُفجّرُ الماءَ تحْتي
تقولُ: ويحكَ دَعْهَا،
لِسَاعَة ٍ ولِوَقْتِ
تَجْني بِذلِكَ وُدّي،
فما جَنَتْ غيْرَ مَقْتِ
فقلتُ نفسي وأهلي
لَها الفداءُ، وأنْتِ
يا عَيْنُ ما لَكِ لَمّا
ورّطْتِ قلبي سكنْتِ
و مااستعنْتُكِ إلاَّ
أبْرَقْتِ لي وَرَعَدْتِ
فكنتِ مثْلَ اليهوديِّ
فِعْلَهُ ما خَرَمْتِ
احْتَجْتُ يوْماً إليهِ،
فقال: ذا يوْمُ سَبْتِ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> نالي على الحُبِّ من ثباتِ ،
نالي على الحُبِّ من ثباتِ ،
رقم القصيدة : 24955
-----------------------------------
نالي على الحُبِّ من ثباتِ ،
إن كانَ مولايَ لا يواتي
كيْفَ مُواتاة ُ مَنْ عَلَيْهِ
أهوَنُ من ذرّة ٍ حياتي
إن قلتُ كُذِّبْتُ، أو شكَوْتُ
هانتْ على نفسهِ شَكاتي
يا عبدَ أصْبحْتُ، فاعْلَميني،
غَيْرَ حَريصٍ على وَفاتي
إن قلتِ مُتْ، متُّ في مكاني،
أو قلتِ عِشْ عشتُ من مماتي
عاقبتني ظالماً بذَنْبٍ ،
فَسُرَّ من سُرَّ من عُداتي
إنّي على ما ارتكَبْتِ منّي
أدْعو لكِ اللهَ في صلاتي
وَيْلي على شادِنٍ سَبَاني،
أهْوَنُ منْ ذَرّة ٍ حياتي(29/364)
نِصفينِ نصْفٌ نَقاً ، ونِصْفٌ
أحْلى اسْتِواءً من القَنَاة ِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ياذا الذي يَخْطِرُ في مِشْيتِهْ،
ياذا الذي يَخْطِرُ في مِشْيتِهْ،
رقم القصيدة : 24956
-----------------------------------
ياذا الذي يَخْطِرُ في مِشْيتِهْ،
قد صفّفَ الشّعْرَ على جَبْهَتهْ
وسَرّحَ المِئْزَرَ مِنْ خَلْفِه،
و دقّقَ البانَ على وَفْرتهْ
قلبي ، على ماكانَ من شِقْوَتهْ ،
صَبَّ بمن يهْوَى على جَفْوتهْ
يَخْتلِقُ السّخْطة َ لي ظالماً ،
أحوجُ ما كنتُ إلى رَحمتهْ
أكلّما جدّدَ لي موْعِداً،
أخْلفَهُ التنغيصُ من علّتِهْ
أُضْمِرُ في البُعْدِ عِتاباً لهُ ،
فإن دنا أُنسيتُ من هَيْبتِهْ
مُبَتَّلٌ ، تثْنيهِ أعطافُهْ
أميْسُ خَلْقِ الله في خَطرتهْ
مهَفْهَفٌ تَرْتَجّ أرْدَافُهُ،
يتيهُ بالْحُسْنِ على جِيرَتِهْ
يحارُ رَجْعُ الطَّرْفِ في وَجههِ،
و صورة ُ الشّمسِ على صورته
ينتَسبُ الحسنُ إلى حسنه،
و الطّيبُ يحتاجُ إلى نَكْهته
ولَيْلَة ٍ قَصّرَ في طُولها
بالكَرْخِ ، أن مُتِّعْتُ من رؤيته
في مجلسٍ يضحطُ تُفّاحهُ
بينَ الرّياحِينِ إلى خُضْرته
ما إن يرَى خَلوَتَنَا ثالِثٌ،
إلاّ الذي نشرَبُ من خمْرته
خمرَتُه في الكأس ممزُوجة ٌ،
كالذّهبِ الجاري على فِضَّتهِ
فتارة ً أشْرَبُ منْ رِيقِهِ،
وتارة ً أشْرَبُ منْ فَضْلَتِهْ
وكُلّما عَضَّضَ تُفَاحَة ً،
قبَّلْتُ ما يفْضُلُ من عَضّته
حتى إذا ألقى قِناعَ الْحَيا،
وَدَارَ كسرُ النّوْمِ في مقلتهْ
سَرَتْ حُميّا الكأسِ في رأسهِ ،
و ذَبَّتِ الخمْرة ُ في وَجْنته
فصَارَ لا يَدْفَعُ عن نَفْسِه،
وكانَ لا يأذَنُ في قُبْلَتِهْ
دَبّ لهُ إبليسُ، فاقْتادَهُ
و الشيْخُ نَفّاعٌ على لَعْنتِه
عجبتُ من إبليسَ في تيههِ
وخُبْثِ ما أظْهَرَ من نيّتِهْ
تاهَ عَلى آدَمَ في سجْدَة ٍ،
وصَارَ قَوّاداً لِذُرّيتِهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ما لي وللعاذِلاتِ
ما لي وللعاذِلاتِ(29/365)
رقم القصيدة : 24957
-----------------------------------
ما لي وللعاذِلاتِ
زَوقْنَ لي تُرَّهاتِ
سعَيْنَ من كل فجٍّ
يَلُمْنَ فيَّ مولاتي
يأمُرْنني أن أُخَلّي
مِنْ راحتيَّ حَياتي
وَذَاكَ ما لا أراه
يكون حتى المماتِ
و اللَّه مُنزِلُ طه
و الطُّورِ والذَّارِياتِ
الر، صٍ، وقٍ
و الحشرِ والمرسلاتِ
وربِّ هودٍ ونونٍ
والنّورِ والنّازِعاتِ
لا رُمتُ هجرَك حِبي
حتى وإنْ لم تُواتي
يا ويلتا أيُّ شيىء ٍ
بينَ الْحَشا واللّهاة ِ
من لوْعة ٍ ليسَ تُطفى
تَطيرُ في جانِحاتي
أنا المُعَنَّى ، ومن لي
يرثي لطولِ شكاتي
الظّاهرُ العبراتِ،
البَاطِنُ الزّفَرَاتِ
مُنيتُ بالْمتَحَرّي
في كلِّ أمرِمَساتي
يا سائلي عن بلائي ،
انظر إلى لَحظاتي
بانَ الهوَى في سكون الـ
ـمُحِبّ والْحَرَكاتِ
حلفتُ بالرّاقصاتِ
في لُجَّة ِ الفلواتِ
و مُنثَنِ بالهدايا،
يُطْعَنّ في اللَّبّاتِ
وما تَوَافَى بجَمْعٍ،
والشعْب في عَرَفَاتِ
لو سمتَني قبض روحي
لشئتُ حقا وفاتي
ويْلاهُ منْ نارِ شَوْقٍ
تَرْقَى إلى اللّهَواتِ
فَأجْرَتِ العينَ دَمْعاً
تَفيضُ فيضَ الفُراتِ
و صاحبٍ كان لي في
هَوايَ ذا تُهَماتِ
لم يطَّلِعْ طلع شاني،
إلاّ اتِّهامَ هَناتي
فبيْنَما نحنُ نمْسي
نسيحُ في الطّرُقاتِ
إذْ قيلَ شمْسُ نهارٍ
في أربُعٍ عَطِراتِ
فقلتُ شمْسٌ وربي،
قد أجلتِ الظُّلُماتِ
و أنزفت ماء عيني،
و أصْعَدَتْ زفراتي
فالحبُّ فيه هَناة ٌ ،
موصولة ٌ بهناة ِ
يعقُبنَ طوْراً سروراً،
وتَارَة ً حَسَراتِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا لاعباً بحياتي،
يا لاعباً بحياتي،
رقم القصيدة : 24958
-----------------------------------
يا لاعباً بحياتي،
وهاجِراً ما يُؤاتي
و زاهدا في وِصالي،
ومُشمِتاً بي عُداتي
و حامِلِ القلبِ منِّي
على سِنانِ قناة ِ
ومُسكنَ الرّوح ظلماً
حبْسَ الهوى من لهاتي
هذا كتابي إليكم
مِدادُهُ عَبَراتي
لو أنّ لي منكَ نَصْفاً
أو قابلاً لبراتي(29/366)
ما باتَ قلبي رهيناً،
لأنجمٍ طالعاتِ
يا بِدعة ً في مثالٍ،
لا مُدْركا بالصِّفاتِ
فالوَجْهُ بدْرُ تمَامٍ،
بعينِ ظبْيِ فَلاة ِ
مفرَّدٌ بنَعِيمٍ
من الظِّباءِ اللَّواتي
ترودُ بين ظِباءٍ
مصَائِفٍ ومشاتي
والجيدُ جيدُ غزالٍ،
والغنْجُ غنْجُ فتاة ِ
مذكَّرٌ حين يبْدو،
مُؤنَّثُ الخلواتِ
من فوقِ خَدٍّ أسيلٍ
يُضيءُ في الظّلماتِ
وشارِبٍ يتَلالا،
حين ابتدا في النَّباتِ
ذاك الذي لا أُسمّي
من هَيْبتي لِثِقاتي
لكن إذا عيلَ صبري
ذكرتُه في هجاتي:
عينٌ ولامٌ وميمٌ
مليحة ُ النَّغماتِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> تَحَدّرَ ماءُ مُقْلتِه
تَحَدّرَ ماءُ مُقْلتِه
رقم القصيدة : 24959
-----------------------------------
تَحَدّرَ ماءُ مُقْلتِه
فخَرّقَ وَرْدَ وَجْنَتِه
لأنّي رُمْتُ قُبلتَهُ
على ميقاتِ غَفْلتهِ
فلمّا وسّدتْه الكأ
سُ حَلَّ رِباطَ جُبَّتِه
فويْلي منه حين يفيـ
ـقُ من غمراتِ سكرتِهِ
أُراه سوفَ يقتلني،
ببعض سيوف مُقلتهِ
ولا سِيما، وقد غَيّرْ
تُ عَقْدَ رِباطِ تِكّته
العصر العباسي >> البحتري >> إنما الغي أن يكون رشيدا
إنما الغي أن يكون رشيدا
رقم القصيدة : 2496
-----------------------------------
إنّما الغَيّ أنْ يكونَ رَشيدَا،
فانقِصَا مِنْ مَلامِهِ، أوْ فَزِيدَا
خَلّيَاهُ وَجِدّةَ اللّهْوِ، ما دا
مَ رِداءُ الشّبابِ غَضّاً جَديدَا
إنّ أيّامَهُ مِنَ البِيضِ بِيضٌ،
ما رَأينَ المَفارِقَ السّودَ سُودَا
أيّها الدّهرُ! حَبّذا أنتَ دَهراً،
قِفْ حَميداً، وَلا تُوَلّ حَميدَا
كلَّ يَوْمٍ تَزْدادُ حُسناً فَما تَبْـ
ـعَثُ يَوْماً، إلاّ حَسِبناهُ عِيدَا
إنّ في السّرْبِ، لوْ يُساعفنا السّرْ
بُ، شُموساً يَمشينَ مَشياً وَئيدَا
يَتَدافَعْنَ بالأكُفّ وَيَعْرِضْـ
ـنَ عَلَيْنَا عَوَارِضاً وَخُدُودَا
يَتَبَسّمْنَ عَنْ شَتيتٍ أرَاهُ
أُقْحُوَاناً مُفَصَّلاً، أوْ فَرِيدَا
رُحْنَ، وَاللّيْلُ قَدْ أقامَ رُوَاقاً،(29/367)
فأقَمْنَ الصّبَاحَ فيهِ عَمُودَا
بمَهَاةٍ مِثْلِ المَهَاةِ أبَتْ أنْ
تَصِلَ الوَصْلَ، أوْ تصُدّ الصّدودَا
ذاتِ حُسنٍ لوِ استَزَادَتْ من الحسـ
ـنِ إلَيهِ، لَمَا أصَابَتْ مَزِيدَا
فهيَ الشّمسُ بهجةً، وَالقضِيبُ الغضّ
ليناً، وَالرّئْمُ طَرْفاً وَجِيدَا
يا ابنَةَ العامريّ! كَيفَ يَرَى قَوْ
مُكِ عَدْلاً أنْ تَبخلي، وَأجودَا
إنّ قَوْمي قَوْمُ الشّرِيفِ قَديماً،
وَحَديثاً، أُبُوّةً وَجُدُودَا
وَإذا ما عَدَدْتُ يَحيَى، وَعَمراً،
وَأبَاناً، وَعَامِراً، وَالوَليدَا
وَعَبيداً، وَمُسْهِراً، وَجَدِيّاً،
وَتَدُولاً، وَبُحْتُراً، وَعَتُودَا
لمْ أدَعْ مِنْ مَناقبِ المَجْدِ ما يُقْـ
ـنِعُ مَنْ هَمّ أن يكونَ مُجيدَا
ذَهَبَتْ طَيِّءٌ بسابقَةِ المَجْـ
ـدِ عَلى العَالَمِينَ بَأساً وَجُودَا
مَعْشَرٌ أمسَكَتْ حُلُومُهُمُ الأرْ
ضَ وَكادتْ من عزّهم أن تَميدَا
نَزَلوا كاهلَ الحِجازِ، فأضْحَى
لَهُمُ ساكِنوهُ، طُرّاً، عَبيدَا
مَنْزِلاً قارَعُوا عَلَيْهِ العَمَاليـ
ـقَ، وَعاداً في عزّها وثَمُودَا
فإذا قُوتُ وَائِلٍ وَتَميمٍ
كانَ، إن كانَ، حَنظلاً وَهبيدَا
ظَلّ وِلْدانُنَا يُغَادُونَ نَخْلاً،
مُؤتِياً أُكْلَهُ، وَطَلعاً نَضِيدَا
بَلَدٌ يُنْبِتُ المَعَالي فَمَا يَـ
ـثّغِرُ الطّفْلُ فيهِ حَتّى يَسُودَا
وَلُيُوثٌ مِنْ طَيِّءٍ، وَغُيُوثٌ
لَهُمُ المَجْدُ طارِفاً، وَتَلِيدَا
فإذا المَحْلُ جَاءَ جَاءوا سُيُولاً؛
وَإذا النّقعُ ثَارَ ثَارُوا أُسُودَا
يَحسُنُ الذّكرُ عَنهُمُ وَالأحاديـ
ـثُ إذا حَدّثَ الحَديدُ الحَديدَا
في مَقَامٍ تَخُرُّ في ضَنْكِهِ البِيـ
ـضُ عَلى البِيضِ رُكَّعاً وَسُجُودَا
مَعشَرٌ يُنجِزُونَ بالخَيْرِ وَالشّرّ
يَدَ الدّهْرِ مَوْعِداً وَوَعيدَا
يَفْرِجُونَ الوَغَى، إذا ما أثَارَ الـ
ـضّرْبُ من مُصْمَتِ الحَديدِ صَعيدا
بوُجوهٍ تُعشِي العّيون ضِيَاءً؛
وَسُيوفٍ تُعشِي الشموسَ وُقودَا(29/368)
عَدَلوا الهَضْبَ، منْ تِهامَةَ، أحلا
ماً ثِقالاً، وَرَمْلَ نَجدٍ عَديدَا
ملَكوا الأرْضَ قبلَ أنْ تُملَكَ الأرْ
ضُ، وَقادوا في حافَتَيها الجُنودَا
وَجَرَوْا عند مَوْلدِ الدهر في السؤ
دد والمَكرُماتِ شأواً بَعيدَا
فَهُمُ قَوْمُ تُبّعٍ خَيرُ قَوْمٍ،
وكفى الله بالفَخَارِ منهم شَهيدَا
بمَساعٍ مَنظُومَةٍ ألبَسـ
ــتهُنّ الليالي قَلائِداً وَعُقُودَا
عبد شمس شمس العريب أبونا
ملك الناس واصطفاهم عبيداً
وطىء السهل والحزونة بالأبـ
ـطال شعثا والخيل قبا وقوداً
وأبو الأنجم التي لا تني تجـ
ـري على الناس نحساً وسعودا
سائلِ الدّهرَ مُذْ عرَفناهُ هل يَعْـ
ـرِفُ مِنّا إلاّ الفَعَالَ الحَميدَا
قَد لَعَمرِي رُزْناهُ كَهلاً وَشَيخاً،
وَرَأيْنَاهُ نَاشِئاً وَوَلِيدَا
وَطَوَيْنَا أيّامَهُ وَلَيَاليـ
ـهِ على المَكرُماتِ بِيضاً وَسُودَا
لمْ نزَلْ قطّ مُذْ ترَعرَعَ نَكْسُو
هُ نَدًى لَيّناً، وَبَأساً شَديدَا
فَهوَ مِنْ مَجدِنا يَرُوحُ وَيَغدُو
في عُلًى، لا تَبيدُ، حتّى يَبيدَا
نحنُ أبْنَاءَ يَعْربٍ أعْرَبُ النّا
سِ لِساناً، وَأنضَرُ النّاسِ عُودَا
وَكَأنّ الإلَهَ قَالَ لَنَا في الـ
ـحرْبِ: كونوا حِجارَةً أوْ حديدَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> شهدْتُ البِطاقيّ في مجلِسٍ
شهدْتُ البِطاقيّ في مجلِسٍ
رقم القصيدة : 24960
-----------------------------------
شهدْتُ البِطاقيّ في مجلِسٍ
و كانَ إليّ بغيضاً مقيتاً
فقال: اقْتَرِحْ بعضَ ما تشتهي،
فقلتُ اقترحْتُ عليكَ السكوتا!
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد أغتدي، والطيرُ في مثْواتِها،
قد أغتدي، والطيرُ في مثْواتِها،
رقم القصيدة : 24961
-----------------------------------
قد أغتدي، والطيرُ في مثْواتِها،
لم تُعرِبِ الأفواهُ عن لُغاتِها
بأكْلُبٍ تمرحُ في قداتِها ،
تعدّ عِينَ الوَحْشِ من أقواتها
قد لوّحَ التقديحُ وارِياتها،
وأشفقَ القانِصُ من خقاتها(29/369)
منْ شدّة ِ التلويحِ، وافتياتها،
وقلتُ قد أحكمتها فهاتِها
وارفعْ لنا نسبة َ أمّهاتِها،
فجاء يزجيها على شياتِها
شُمَّ العراقيبِ، مؤنَّفاتِها،
مفروشة َ الأيدي، شَرَنْبثاتِها
سُوداً وصفراً ، واخلنجيّاتها،
مشرفة َ الأكتافِ موفداتِها
غرّ الوجوهِ ، ومحجّلاتها،
كأنّ أقماراً على لَبّاتِها
ترَى على أفخاذها سِماتها ،
مُنَدِّيّاتٍ ومحْمِيّاتها
مُسَمَّيّاتٍ، ومُلَقَّباتها،
قودَ الخراطيمِ، مخرطمَاتها
ذُلّ المآخيرِ، عَمَلّسَاتها ،
تسمع في الآثار من وحاتها
من نَهم الحِرص، ومن خواتهَا،
لِتَفْثَأ الأرنبَ عن حياتها
إنّ حياة َ الكلبِ في وفاتها،
حتى ترَى القِدْرَ على ميقاتها!
كثيرة َ الضّيفانِ مِنْ عُفاتها،
تقذفُ جَالاها بجوز شاتها
ترمي بغيرِ صائبٍ صَلاتها!
مِن الْتِظاءِ النّارِ في لهَاتها
العصر العباسي >> أبو نواس >> وفتيَة ٍ كنُجومُ الليْلِ أوجُهُهمْ ،
وفتيَة ٍ كنُجومُ الليْلِ أوجُهُهمْ ،
رقم القصيدة : 24962
-----------------------------------
وفتيَة ٍ كنُجومُ الليْلِ أوجُهُهمْ ،
من كُلّ أغْيَدَ للْغَمّاءِ فَرّاجِ
أنْضَاءِ كأسٍ، إذا ما اللّيلُ جنّهُمُ
ساقتهُمُ نحوها سوْقاً بإزْعاجِ
طرَقْتُ صاحبَ حانوتٍ بهمْ سَحَراً،
واللّيْلُ مُنسدِلُ الظّلماءِ كالسّاجِ
لمّا قرعْتُ عليهِ البابَ، أوْجَلَهُ ،
وقالَ، بينَ مُسِرّ الخوْفِ والرّاجي:
" من ذا؟" فقلتُ:"فتى ً نادتهُ لذّتُه
فليْسَ عنها إلى شيءٍ بمُنْعاجِ
افتحْ!" فقَهْقَهَ من قولي وقال: لقد
هيّجْتَ خوْفي لأمرٍ فيهِ ابْهَاجي
ومرّ ذا فَرَحٍ، يَسْعى بمِسْرَجَة ٍ،
فاسْتَلَّ عذْراءَ لم تبرزْ إبهاجي
مَصونَة ً حجّبوها في مُخَدّرِها
عن العيونِ لكسْرى صاحبِ التّاجِ
يُديرها خَنِثٌ في لهوهِ ، دَمِثٌ
من نَسلِ آذين، ذو قُرْطٍ ودوّاجِ
يُزْهَى علينا بأنّ اللّيْلَ طُرّتُهُ،
و الشّمسَ غُرّتُهُ ، واللونُ للعاجِ
و الدّهرُ ليس بِلاقٍ شِعْبَ مُنْتَظِمٍ(29/370)
إلاّ رَمَاهُ بتَفْرِيقٍ وإزْعاجِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وخَمّارٍ أنخْتُ إليه رَحْلي ،
وخَمّارٍ أنخْتُ إليه رَحْلي ،
رقم القصيدة : 24963
-----------------------------------
وخَمّارٍ أنخْتُ إليه رَحْلي ،
إناخَة َ قاطِنٍ ، والليلُ داجِ
فقلتُ له: اسقني صَهباءَ صِرْفاً
إذا مُزِجَتْ تَوَقَّدُ كالسّراجِ
فقال: فَإنّ عندي بنْتَ عَشْرٍ،
فقلتُ لهُ مقالَة َ مَن يُناجي:
أذِقْنيها لأعْلَمَ ذاكَ منْها ،
فأبْرَزَ قهوَة ً ذاتَ ارْتجاجِ
كأنّ بَنَانَ مُمْسِكِها أُشِيمتْ
خِضاباً حينَ تَلمَعُ في الزّجاجِ
فقلتُ: صَدقْتَ يا خمّارُ، هذا
شرابٌ قد يطولُ إليْهِ حاجي
فمالَ إليّ حينَ رأى سُرُوري
بها. واللّيلُ مرتكبُ الرّتاجِ
فما هَجمَ الصّباحُ عليّ حَتّى
رأيتُ الأرضَ دائرَة الفجاجِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أقولُ، وقد رَأتْ بالوَجهِ مني،
أقولُ، وقد رَأتْ بالوَجهِ مني،
رقم القصيدة : 24964
-----------------------------------
أقولُ، وقد رَأتْ بالوَجهِ مني،
مُجاجاً، يا محسِّنَة َ المُجاجِ
ويا أحْلى ، وأشْهى الناسِ طُرّاً
وإنْ شُبِّهْتِ ظُلما بالسّماجِ
صليني ، يا فدَتْكِ النفْسُ مني،
و خلّي ذا التعمّقَ في اللّجاح
و حيّي ، يا فديْتك من بعيدٍ ،
فإنّي لستُ في دارِ الخر؟.
سَنَكْلَفُ ما هويتِ بكلّ شيءٍ ،
و إن أكلفتِنا لبنَ الدّجاج
العصر العباسي >> أبو نواس >> كمْ ليْلَة ٍ ذاتِ أبْراجٍ وأرْوِقَة ٍ،
كمْ ليْلَة ٍ ذاتِ أبْراجٍ وأرْوِقَة ٍ،
رقم القصيدة : 24965
-----------------------------------
كمْ ليْلَة ٍ ذاتِ أبْراجٍ وأرْوِقَة ٍ،
كاليَمّ ، تقْذِفُ أمواجاً بأمواج
سَمَرْتها بَرشاً كالغُصْنِ ، يجذبُهُ
دِعْصُ النقا في بياضٍ منه رَجراج
وسْنانُ ، في فمِهِ سِمطانِ من برَدٍ
كأنّما وجْهُهُ، والشعرُ مُلبسُه،
بدْرٌ تنفّسَ في ذي ظُلمة ٍ داجِ
أخذتُ غِرّتَهُ، والسّكْرُ يوهِمُهُ
أن قدْ نجا ، وهْوَ منّي غير ما نـ...(29/371)
فظلّ يسْقي بماءِ الوَرْدِ من أسفٍ
ورْداً، ويلْطِمُ ديباجاً بديباج
وَظلْتُ من حسَنات الدهرِ في مهَلٍ،
حتى أبانَتْ عيونُ الصبح إزْعاجي
العصر العباسي >> أبو نواس >> سَمّاهُ موْلاهُ لاسْتِملاحهِ السمِجا،
سَمّاهُ موْلاهُ لاسْتِملاحهِ السمِجا،
رقم القصيدة : 24966
-----------------------------------
سَمّاهُ موْلاهُ لاسْتِملاحهِ السمِجا،
فاخْتالَ عُجْباً لما سمّاهُ وابتهَجا
ظَبْيٌ كأنّ الثرَيّا فوْقَ جبْهتِهِ،
والْمُشتري في بيوتِ السعد، والسُّرُجا
مُحكَّمُ الطّرفِ يُدمي سيْفُ ناظرِهِ ،
غذا نحاهُ لقلبٍ قال لا حرجا
ما زالَ يُعمِلُهُ في الناس شاهِرَهُ،
حتّى يُباعِدَ عن أوطانها المُهَجا
لا فَرّجَ الله عنّي إن مدَدْتُ يدي
إليْهِ أسألُهُ من حُبّكَ الفَرَجا
ولا طعِمْتُ بكَ السُّلْوانَ ، يا أملي،
وَ حلّ حُبُّكَ في قلبي وما خَرَجا
العصر العباسي >> أبو نواس >> وعُقارٍ كأنّما نَتَعاطَى
وعُقارٍ كأنّما نَتَعاطَى
رقم القصيدة : 24967
-----------------------------------
وعُقارٍ كأنّما نَتَعاطَى
في كؤوس اللّحيْنِ منها سِراجا
خَنْدرِيسٌ ، كأنّها كلّ طيبٍ ،
زوّجوها ، وليس تهوى الزّواجا
فرَمَتْ أوْجُهَ النّدامى بنَبْلٍ ،
ليس يُدمي ، وليس يُبدي شِجاجا
مزَجَ الكأسَ لي غَزالٌ ، أديبٌ
هاشميّ ، أصاب فيها المزاجا
فتحَسّيْتُها، وناولتُ ظَبْياً
فاترَ الطّرْفِ، ساحراً، مغناجا
قال لي، والمُدامُ تأخذ فيه:
يا أميري إنْ كنتَ بي مِلْهاجا
فقُمِ الآن طائعاً! قلتُ: عُجْ بي
يا مليكي إلى الفِراشِ ، فَعاجا
فحلَلْنا هناكَ تِكّتَ خزٍّ،
و حَسَرْنا قَباءَهُ الدّيباجا
ثمّ أرسلتُ بازَ صِدْقٍ ، نشيطاً
يقتُلُ الوَزّ ثَمّ، والدُّرّاجا
العصر العباسي >> أبو نواس >> جَفْنُ عَيني قد كاد يَسْـ
جَفْنُ عَيني قد كاد يَسْـ
رقم القصيدة : 24968
-----------------------------------
جَفْنُ عَيني قد كاد يَسْـ
ــقُطُ منْ طولِ ما اخْتلَجْ(29/372)
وفُؤادي من حَرّ حُبّـ
ـكِ والهجرِ قدْ نَضجْ
خبّرِيني ، فَدَتْكِ نفـ
ــسي وأهْلي ، مَتى الفرَجْ ؟
كان ميعَادُنا خُرُو
جَ زيادٍ، وقدْ خَرَجْ
أنتِ من قتْلِ عَائِذٍ
بكِ في أضْيَقِ الحرجْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد رَكبَ الدُّلفينَ بَدْرُ الدّجى ، قد رَكبَ الدُّلفينَ بَدْرُ الدّجى ،
قد رَكبَ الدُّلفينَ بَدْرُ الدّجى ، قد رَكبَ الدُّلفينَ بَدْرُ الدّجى ،
رقم القصيدة : 24969
-----------------------------------
قد رَكبَ الدُّلفينَ بَدْرُ الدّجى ، قد رَكبَ الدُّلفينَ بَدْرُ الدّجى ،
مُقتَحماً للماءِ قد لَجّجَا
فأشرَقَتْ دِجْلَة ُ مِن نورهِ ،
وَأسفَرَ الشّطّانِ، واستَبهَجَا
لم تَرَ عَيني مِثلَهُ مَرْكَباً،
أحْسَنَ إنْ سارَ ، وإن عَرَجا
إذا اسْتَحَثّتْهُ مَجاذيفُهُ،
أعْنَقَ فوْقَ الماءِ، أوْ هَمْلَجَا
خَصّ بهِ الله الأمينَ، الذي
أضْحَى بتاجِ الْمُلْكِ قد تُوّجَا
العصر العباسي >> البحتري >> بات عهد الصبا وباقي جديده
بات عهد الصبا وباقي جديده
رقم القصيدة : 2497
-----------------------------------
بَاتَ عَهْدُ الصّبَا وَباقي جَديدِهْ،
بَينَ أعْوازِ طَالِبٍ وَوُجُودِهْ
ولما قد تقاويان من اللهـ
ـو بيان في بيض فود وسوده
وَعَجيبٌ طَرِيفُ ذا الشَعَرِ الأ
بيِضِ أبدَى خُلُوقَةً من تليدهْ
هل مبك على الشباب بمستغـ
ـزر دمع الأسى على مفقوده
زَمَناً ما أعَاضَ مَذْمُومُهُ الآ
تي بَديلاً نَرْضَاهُ مِن مَحمُودِهْ
فَائِتاً مَا نَسُومُ رَجْعَةَ ماضِيـ
ـهِ وَلا نَرْتَجي دُنُوّ بَعيدِهْ
مِنْكَ طَيفٌ ألَمّ وَالأفْقُ مَلآ
نُ منَ الفَجرِ وَاعتراضِ عَمودِهْ
زَائِرٌ أشرَقَتْ لزَوْرَتِهِ أغْـ
ـوَارُ ارْضِ العِرَاقِ بَعدَ نجُودِهْ
أرَبُ النّفْسِ كُلُّهُ وَمَتَاعُ الـ
ـعَينِ في خَدّهِ، وَفي تَوْرِيدِهْ
مُعطِياً مِنْ وِصَالِهِ في كرَى النّوْ
مِ الذي كانَ مانِعاً في صُدودِهْ
يَقَظَاتُ المُحِبّ ساعَاتُ بُؤسَا(29/373)
هُ، نُعمَاءُ عَيشُهُ في هُجودِهْ
مَا نَرَى خِلفَةَ اللّيالي تُرِينَا
شَرَفاً مثلَ بأسِ خُضرٍ وَجُودِهْ
وَالعُلا سُلّمٌ، مَرَاقيهِ خِطا
بُ أبي عامِرٍ إلى مَسْعُودِهْ
دَلْهَميٌّ، إذا ادلَهَمّ دُجى الخَطْـ
ـبِ كَفَتْ فيهِ شُعلَةٌ من وُقُودِهْ
حَسَبٌ لوْ كَفَى منَ المَجدِ كافٍ،
لاكتَفَى مُستَزِيدُهُ مِنْ مَزِيدِهْ
يَتَقَرّى الغادي رِبَاعَ سَمَاحٍ،
مِنْ نَصِيبينِهِ إلى بَرْقَعِيدِهْ
سَيْدٌ مِنْ بَني عُبيَدٍ، مَوَالي الـ
ـنّاسِ من فَوْقِهِمْ شرَاوَى عَبيدِهْ
نار حرب ترى الأعادي خموداً
حين يرجون راحة من خموده
بيتهم في عديهم مرتقى مرتقى النجـ
ـم أوان انتهائه في صعوده
لم تمارس به الأرقم حتى
عرف العاجمون شدة عوده
مُستَشارٌ في المُعضِلاتِ، إذا ما ارْ
تَفَعَ الخَطْبُ عَن نداءِ وَليدِهْ
وَمُصِيبٌ مَفاصِلَ الرّأي إنْ حَا
رَبَ كانَتْ آراؤهُ مِن جُنُودِهْ
قَوّمَتْ عَزْمَهُ الأصَالَةُ، وَالرّمْـ
ـحُ يُقيمُ الثّقّافُ مِنْ تأوِيدِهْ
كَمْ صَرِيحٍ إلَيه، غَشّتْ بَياضاً
أوْجُهُ المَكْرُماتِ سودَ أُسُودِهْ
ظاهَرَتْ مِنْ عَتادِهِ تَغْلِبُ الغُلْـ
ـبَ لمَجدِ وكَثّرَتْ من عَديدِهْ
وَمُعَانٍ مِنَ السّيادَةِ خِرْقٌ،
أجْمَعَتْ وَائِلٌ عَلى تَسْوِيدِهْ
مَأثُرَاتٌ عَلِقْنَهُ وَمُتَاحُ الـ
ـحَظّ أدْنَى إلى امرِىءٍ من وَرِيدِهْ
إلتَقَتْ في رَبيعَةَ بنِ نِزَارٍ،
بَينَ أعيَانِها، سَرَاةُ جُدودِهْ
عَجِلٌ بالذي تُنيلُ يَداهُ،
إنّ بُطْءَ النّوَالِ مِنْ تَنكيدِهْ
مُشرِقٌ بالنّدى، وَمن حَسَبِ السّيْـ
ـفِ لمستله ضياءُ حَديدِهْ
ضَحِكاتٌ في إثرِهِنّ العَطَايا،
وَبُرُوقُ السّحابِ قَبلَ رُعُودِهْ
تَتَقَاضَى وَعيدُهُ نُوَبَ الدّهْـ
ـرِ، وَيَهمي السّحابُ من مَوْعودِهْ
كادَ مُمتَاحُهُ لسَابِقِ جَدْوَا
هُ يكونُ الإصْدارُ قَبلَ وُرُودِهْ
يا أبا عَامِرٍ عَمَرْتَ وَلُقّيـ
ـتَ منَ العَيشِ باكرَاتِ سُعُودِهْ(29/374)
كُلُّ دَهْرٍ قَدْ ننبا به، أوْ نَرَاهُ،
مُخبرٌ مِنْ سَراتِكْمْ عن عَميدِهْ
عادَ بَغيُ الأعداءِ هُلكاً، وَقِدْماً
أهلَكَ الحَجْرَ بغيَ أشقى ثَمودِهْ
وَرَأوْكَ اعتَلَيْتَ فانتَحَرُوا حِقْـ
ـداً عَلى مُبدِىءِ الَعلِو مُعيدِهْ
حَسَداًٌ في العُلا وَما في جَميعِ الـ
ـنّاسِ أبلى بذي عُلا من حَسودِهْ
هَاكَهَا ذاتَ رَوْنَقٍ يَتَبَاهَى
وَشْيُها المُسْتَعَادُ عندَ نَشيدِهْ
كَنْزُ ذِكْرٍ يَزِيدُ فيهِ نمَاءً
أنْ تُجيدوا حِبَاءكمْ لمُجيدِهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> عاذِلي في المدام غيرُ نَصيحِ ،
عاذِلي في المدام غيرُ نَصيحِ ،
رقم القصيدة : 24970
-----------------------------------
عاذِلي في المدام غيرُ نَصيحِ ،
لا تلُمني على شقيقة ِ رُوحي
لا تلُمْني على التي فَتنتْني،
و أرَتْني القَبيحَ غيرَ قبيحِ
فهوة ٌ تترُكُ الصّحيحَ سقيماً ،
وتُعيرُ السقيمَ ثوْبَ الصّحيحِ
إنّ بذْلي لها لَبذْلُ جَوادٍ ،
وَاقْتنائي لها اقْتناءُ شَحيحِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا صاحِبَيّ عصَيْتُ مُصْطبَحا ،
يا صاحِبَيّ عصَيْتُ مُصْطبَحا ،
رقم القصيدة : 24971
-----------------------------------
يا صاحِبَيّ عصَيْتُ مُصْطبَحا ،
وغدوتُ للّذّاتِ مُطّرِحَا
فتزَوّدا منّي محادَثة ً،
حَذَرُ العَصَا لم يُبْقِ لي مَرَحَا
إنّ الإمامَ لهُ عليّ يَدٌ ،
فترَقّبَا بمسهَّدِ صُبُحَا
لا تجمعَا بي شَمْلَ ذي طربٍ
قد باكرَ الإبريقَ والقدَحَا
فَلَئِنْ وُقِرْتُ على ملامَتِهِ
لقد ابتذلتُ اللهوَ ما صَلُحَا
ووَصَلْتُ أسبابي بمُخْتَلَقٍ
رخْصِ البنانِ، مخضّبٍ بِلِحا
يُزْني العيونَ بِحثسْنِ مُقْلَتِهِ ،
بيروحُ منكوحاً وما نَكَحا
يحثو اللُّهى لكَ من محاسنهِ،
فإذا سنحْتَ لوَصْلِهِ بَرَحا
ومُدامَة ٍ سجد الملوكُ لَها،
باكرتُها، والدّيكُ قد صدحا
صرْفٍ، إذا اسْتنْبَطتَ سَوْرتها،
أدّتْ إلى معقولكَ الفرَحَا
وكأنّ فيها من جَنادِبِها(29/375)
فرساً إذا سَكّنْتَهُ رمَحا
و تنوفَة ٍ يجري السرابُ بها
شارفتها والظلّ قد مصَحَا
ببُوَيْزِلٍ تزْدادُ جرْأتُهُ
أضَماً إذا ماليتُهُ رشحَا
ولقد ذعرْتُ الوَحشَ يحْمِلُني
مُتقاربُ التقريبِ قد قرِحَا
عَتَدٌ يَطيرُ إذا هتفتُ بهِ
فإذا رضيتُ بعفوهِ سبَحَا
و هب الصريحُ له سنابكه
وأعارَهُ التحجيلَ والقَرَحَا
يُثْنى العجَاجُ على مفارقهِ
بمُقَعَّبِ التقريبِ قد قرِحَا
و لقد حزنْتُ فلم أمتْ حزَناً
و لقد فرِحْتُ فلم أمتْ فرَحَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> جَرَيتُ مع الصِّبا طَلقَ الْجُموحِ،
جَرَيتُ مع الصِّبا طَلقَ الْجُموحِ،
رقم القصيدة : 24972
-----------------------------------
جَرَيتُ مع الصِّبا طَلقَ الْجُموحِ،
وهانَ عليّ مأثورُ القبيحِ
وجدتُ ألَذَّ عَارِيَة ِ اللّيالي
قِرَانَ النّغْمِ بالوَتَرِ الفصِيحِ
و مُسْمِعَة ٍ ، إذا ما شِئْتُ غَنَّتْ :
متى كان الخِيامُ بِذي طُلُوحِ
تمتّعْ من شَبابٍ ليسَ يبْقى ،
وصِل بعُرَى الغَبوقِ عُرَى الصَّبوحِ
و خُذْها من مُشعشَعة ٍ كُمَيْتٍ ،
تُنَزّلُ دِرّة َ الرّجلِ الشحيحِ
تَخَيّرَها لكسْرَى رائداهُ،
لها حظّانِ من لوْنٍ وريحِ
ألم ترني أبحْتُ الراحَ عِرْضي،
وعضَّ مراشِفِ الظّبْي المليحِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لسْتُ أرى لذّة ً ، ولا فرحَا ،
لسْتُ أرى لذّة ً ، ولا فرحَا ،
رقم القصيدة : 24973
-----------------------------------
لسْتُ أرى لذّة ً ، ولا فرحَا ،
ولا نجاحاً، حتى أرَى القدَحا
نعمَ سلاحُ الفتى المُدامُ، إذا
ساوَرَهُ الهمّ، أم بهِ جَمَحا
و الخمرُ شيْءٌ ، لو أنّها جُعلتْ
مفْتاحَ قُفْلِ البخيلِ لانفتَحا
لا عيْشَ إلاّ المُدامُ أشربها ،
مغْتبقاً تارة ً، ومصطبحَا
يا صاحِ لا أتركُ المدامَ، ولا
أقبلُ في الحبّ قولَ من نصَحا
العصر العباسي >> أبو نواس >> وفِتية ٍ نازَعوا ، والّليلُ معْتكِرٌ،
وفِتية ٍ نازَعوا ، والّليلُ معْتكِرٌ،
رقم القصيدة : 24974(29/376)
-----------------------------------
وفِتية ٍ نازَعوا ، والّليلُ معْتكِرٌ،
برْقاً تَلوحُ به أيْدٍ وأقداحُ
أذكى سراجاً ، وساقي القومِ يمزجُها
فلاحَ في البيتِ كالمصباحِ مصْباحُ
كِدْنا على علمنا، للشكّ نسألهُ
أراحُنا نارنا، أمْ نارنا الراحُ؟
العصر العباسي >> أبو نواس >> تَفْتيرُ عينيكَ دليلٌ على
تَفْتيرُ عينيكَ دليلٌ على
رقم القصيدة : 24975
-----------------------------------
تَفْتيرُ عينيكَ دليلٌ على
أنّكَ تشْكو سهرَ البارِحَهْ
عليكَ وجهٌ سيِّىء ٌ حالُهُ،
من ليلة ٍ بتَّ بها صالحهْ
رائحة ُ الخمرِ، ولذّاتُها،
و الخمرُ لا تخفَى لها رائحهْ
وغادة ٍ هاروتُ في طرفها
و الشمسُ في قَرْقَرِها جانحهْ
تسْتقْدَحُ العودَ بأطرافها،
ونَغمة في كبدي قادحهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا إخوتي ذا الصّباحُ ، فاصْطبِحوا
يا إخوتي ذا الصّباحُ ، فاصْطبِحوا
رقم القصيدة : 24976
-----------------------------------
يا إخوتي ذا الصّباحُ ، فاصْطبِحوا
فقد تغنّتْ أطيَرُهُ الفُصُحُ
هُبّوا خُذوها ، فقد شكانا إلى الـ
إبْريقِ من طولِ نومنا القدَحُ
صِرْفاً، إذا شَجّها المِزَاجُ بأيْـ
ــدي شاربيها تولّدَ الفرحُ
حتى تُريكَ الحليمَ ذا طرَبٍ،
يهزّهُ في مكانه المَرَحُ
وعاطِهَا أحْمَداً تُعاطِ فَتى ً
تقْصُرُ عن وَصْفِ حسْنِهِ المِدَحُ
يشُوقُني وجهُه إليها كما
يدعُوكَ حتى تُقَهقهَ المُلَحُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ومائِلِ الرّأسِ نشْوانٍ، شدوْتُ له:
ومائِلِ الرّأسِ نشْوانٍ، شدوْتُ له:
رقم القصيدة : 24977
-----------------------------------
ومائِلِ الرّأسِ نشْوانٍ، شدوْتُ له:
وَدِّعْ لميسَ وَداعِ الصّارمِ الاّحي
فعالجَ النّفسَ كي يحْيا ليَفْهَمَهُ ،
و قال : أحسنْتَ قوْلاً غيرَ إفصَاحِ
فكادَ، أو لم يكدْ أنْ يسْتفيقَ لهُ،
و النفسُ في بحرِ سُكرٍ عَبَّ ، طفّاحِ
فقلتُ للعِلْجِ: علّلْني، فرُبّ فتى ً(29/377)
علّلْتُه؛ فانثنى من نَشْوَة ِ الرّاحِ
من بنْتِ كرْمٍ، لها في الكأسِ رائحة ٌ
تحكي لمن نالَ منها ريحَ تُفّاحِ
نَفْتَضَّ بِكراً عجوزاً ، زانها كِبَرٌ
في زيّ جارية ٍ في اللهْوِ ، مِلحاحِ
حتى إذا الّليلُ غَطّى الصّبحُ مجْولَهُ ،
كمُطْلِعٍ وجْهَهُ من بين أشباحِ
نبَّهْتُ نَدْمانيَ الْمُوفي بذِمّتِهِ،
من بعدِ إتعابِ كاساتٍ وأقْداحِ
فقال: هاتِ اسقني ، واشربْ وغنّ لنا :
يادارَ شعْثاءَ بالقاعينَ ، فاسّاح
فما حسَا ثانياً، أو بعضَ ثالِثَة ٍ،
حتى استدارَ ، ورَدّ الرّاحَ بالرّاحِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> دعِ البساتِينَ منْ وَرْدٍ، وتُفّاحِ،
دعِ البساتِينَ منْ وَرْدٍ، وتُفّاحِ،
رقم القصيدة : 24978
-----------------------------------
دعِ البساتِينَ منْ وَرْدٍ، وتُفّاحِ،
واعْدِلْ، هُديتَ، إلى ذاتِ الأكيراح
اعْدِلْ إلى نفَرٍ، دقّتْ شُخوصُهُمُ
منَ العبادة ِ ، إلاّ نِضْوَ أشْباحِ
يكَرّرُونَ نَواقِيساً مُرجَّعَة ً
على الزّبورِ ، بإمساءٍ ، وإصْباحِ
تنْأى بسمعكَ عن صَوْتٍ تَكَرَّهُهُ
فلستَ تسمَعُ فيهِ صوتَ فَلاّحِ
إلاّ الدّراسَة َ للإنجِيلِ، من كُتُبٍ،
ذكرَ الْمَسيحِ بإبْلاجٍ وإفْصاحِ
يا طِيبَهُمْ، وعَتِيقُ الرّاحِ تحفَتُهم
بكلّ نوْعٍ من الطاساتِ رَحراحِ
يسقيكها مُدمَجُ الخصْرَين، ذو هَيَفٍ،
أخو مدارعِ صوفٍ فوقَ أمساحِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> تُعاتِبُني على شُرْبِ اصْطِباحِ،
تُعاتِبُني على شُرْبِ اصْطِباحِ،
رقم القصيدة : 24979
-----------------------------------
تُعاتِبُني على شُرْبِ اصْطِباحِ،
و وَصْلِ الليْلِ من فلَقِ الصّباحِ
و ما عَلمَتْ بأنّي أرْيحيّ ،
أحبّ منَ النّدامى ذا ارْتِياحِ
فربّ صَحابة ٍ بِيضٍ، كِرَامٍ،
بَهالِيلٍ، غَطارِفَة ٍ، صِباحِ
صرَفتُ مطِيّهمْ حيْرَى ، طِلاحاً،
وقد سُدّتْ أسالِيبُ الرّياحِ
وقامَ الظلّ فوْقَ شِرَاكِ نَعْلٍ،
مَقامَ الرّيشِ في ثِنْيِ الْجَناحِ(29/378)
إلى حاناتِ خمرٍ في كُرُومٍ
مُعَرَّشَة ٍ، مُعَرَّجَة ِ النّواحي
فأقبلَ ربُّها يسْعى إلينا
يُهَنّىء ُ بالفَلاحِ، وبالنّجاحِ
فقلتُ : الخمرَ قال: نعمْ وإني
بها لِبَني الكِرَامِ لَذو سَماحِ
فجاءَ بها تَخُبُّ كماءِ مُزْنٍ،
وأنْشأ مُنْشِداً شِعْرَ اقترَاحِ:
أتَصحو أم فؤادك غيرُ صاحٍ ،
عشِيَّة َ هَمَّ صَحْبكَ بالرّواحِ
فبتُّ لدى دساكرِهِ عَروساً
بعَذْرَاوَيْنِ من ماءٍ وراحِ
ودارَ بِكَأسِنا رشَأ رخيمٌ،
لطيفٌ الكشْحِ ، مهضُومُ الوِشاحِ
وقال: أتَبْرحونَ غداً ؟ فقُلنا:
وكيفَ نُطيقُ بَعْدَكَ من رَوَاحِ
فخاتلنا ؛ فأسْكَرَنا ، فنمْنا
إلى أن هَمَّ ديكٌ بالصّياحِ
فقُمْتُ إليهِ أرْفُلُ مستقيماً
وقد هيّأتُ كبْشي للنطاحِ
فلمّا أنْ ركَزْتُ الرّمْحَ فيهِ
تنبّهَ كالرّقيدِ من الجراحِ
فقلتُ له: بحقّ أبيكَ سَهلٌ
فلا تُحْوِجْ إلى سفْحِ التّلاحي
فقال: لقدْ ظَفِرْتَ فنَلْ هنيئاً
بإسْعافٍ، وبذلٍ مُسْتَباحِ
فلمّا أن وضعتُ عليهِ رحلي
تبَدّى مُنشِداً شِعرَ امْتداحِ:
"ألَسْتُمْ خير مَن ركبَ الْمَطايا
و أنْدَى العالمينَ بطونَ راحِ
العصر العباسي >> البحتري >> وصل تقارب منه ثم تباعد
وصل تقارب منه ثم تباعد
رقم القصيدة : 2498
-----------------------------------
وَصْلٌ تُقَارِبُ مِنْهُ ثُمّ تُبَاعِدُ،
وَهَوًى تُخالِفُ فيهِ، ثُمّ تُسَاعِدُ
وَجَوًى، إذا ما قَلّ عَاوَدَ كُثْرُهُ
بمُلِمّ طَيْفٍ، مَا يَزَالُ يُعَاوِدُ
ما ضَرّ شَائِقَةَ الفُؤادِ لَوَ انّهُ
شُفيَ الغَليلُ، أوِ استَبَلّ الوَارِدُ
بَخُلَتْ بِمَوْجُودِ النّوَالِ، وَإنّما
يَتَحَمّلُ اللّوْمَ البَخيلُ الواجِدُ
أسْقَى محَلّتَكَ الغَمامُ، وَلا يَزَلْ
رَوْضٌ بها خَضِرٌ، وَنَوْرٌ جَاسِدُ
فَلَقَدْ عَهِدْتُ العَيشَ في أفْنَانِها
فَيْنَانَ يَحْمَدُ مُجْتَنَاهُ الرّائِدُ
عَطَفَ ادّكارُكَ يَوْمَ رَامَةَ أخدَعي
شَوْقاً، وَأعناقُ المَطيّ قَواصِدُ(29/379)
وَسرَى خَيالُكَ طارِقاً، وَعلى اللّوَى
عِيسٌ مُطَلَّحَةٌ، وَرَكْبٌ هَاجِدُ
هَلْ يُشكَرُ الحَسَنُ بنُ مَخلَدٍ الذي
أوْلاهُ مَحْمُودُ الثَنَاءِ الخالِدُ
بَلَغَتْ يَداهُ إلى التي لمْ أحْتَسِبْ،
وَثَنَى لأُخْرَى، فهُوَ بَادٍ عَائِدُ
هُوَ وَاحِدٌ في المَكْرُماتِ، وإنّما
يَكْفيكَ عادِيَةَ الزّمَانِ الوَاحِدُ
غَنِيَتْ بِسُؤدَدِهِ مَرَازِبُ فَارِسٍ،
هَذا لَهُ عَمٌّ، وهذَا وَالِدُ
وَزَرُ الخِلافَةِ، حينَ يُعضِلُ حادِثٌ،
وَشِهَابُها في المُظْلِماتِ الواقِدُ
ألْمَذْهَبُ الأَمَمُ الذي عُرِفَتْ لَهُ
فيهِ الفَضِيلَةُ، وَالطّرِيقُ القَاصِدُ
وَليَ الأُمُورَ بِنَفْسِهِ، وَمَحَلُّها
مُتَقَارِبٌ، وَمَرَامُها مُتَباعِدُ
يَتَكَفّلُ الأدْنَى، وَيُدرِكُ رَأيَهُ الـ
أقْصَى، وَيَتْبَعُهُ الأبيُّ العَانِدُ
إنْ غَارَ، فَهُوَ مِنَ النّبَاهَةِ مُنجدٌ،
أوْ غابَ، فَهُوَ مِنَ المهَابَةِ شَاهِدُ
فَقَدِ اغتَدَى المُعوَجُّ، وَهْوَ مُقَوَّمٌ
بيَدَيهِ، وَاسْتَوْفَى الصّلاحَ الفاسِدُ
مَلَكَ العُداةَ، وَأسْجَحَتْ آرَاؤهُ
فيهِمُ، وَعُمّمَ فَضْلُهُ المُترَافِدُ
نِعَمٌ يُصِيخُ لِطَوْلِهِنّ المُزْدَهِي،
وَيُقِرُّ، مُعترِفاً بهِنّ، الجاحِدُ
عَفْوٌ كَبَتَّ بهِ العَدُوّ، وَلمْ أجِدْ
كالعَفْوِ غِيظَ بهِ العَدُوُّ الحَاسدُ
حتّى لَكَانَ الصّفْحُ أثْقَلَ مَحمَلاً
مِمّا تُخَوّفَهُ المُسيءُ العَامِدُ
قَدْ قُلْتُ للسّاعي عَلَيْكَ بكَيْدهِ:
سَفَهاً لرَأيِكَ مَنْ أرَاكَ تُعَانِدُ
أوْفَى، فأعشَاكَ الصّباحُ بضَوْئِهِ،
وَجَرَى، فَغَرّقَكَ الفُرَاتُ الزّائِدُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قفْ لا تَخلْخَلْ عن الرّيحانِ وَالرّاحِ
قفْ لا تَخلْخَلْ عن الرّيحانِ وَالرّاحِ
رقم القصيدة : 24980
-----------------------------------
قفْ لا تَخلْخَلْ عن الرّيحانِ وَالرّاحِ
وعن ترَنّمِ أوْتار بإفْصاحِ
من كفِّ ساقَيهِ ، يستَلُّ ناظِرُها(29/380)
لِدِقّة ِ الفهْمِ ما أوحَى به الواحي
و يا تعالَيْ عُقارا ، قَرْقَفا ، رقصتْ
عند المِزَاجِ بطاساتٍ وأقْداحِ
تُبْدي الشُّموسُ ، إذا ما الماءُ خالَطها ،
شُعاعَ نورٍ كلَمْحِ البرقِ لمّاحِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا حبَّذا ليلة ٌ نَعِمتُ بها
يا حبَّذا ليلة ٌ نَعِمتُ بها
رقم القصيدة : 24981
-----------------------------------
يا حبَّذا ليلة ٌ نَعِمتُ بها
أشرَبُ فضْلَ الحبيبِ في القدحِ
سألته قُبْلَة ً فجادَ بها،
فلم أُصَدّقْ بها من الفَرَحِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أمّا المِكاسُ فَشَيْءٌ لستُ أعرِفُهُ ،
أمّا المِكاسُ فَشَيْءٌ لستُ أعرِفُهُ ،
رقم القصيدة : 24982
-----------------------------------
أمّا المِكاسُ فَشَيْءٌ لستُ أعرِفُهُ ،
و الحمدُ للهِ ، في فعلٍ ولا راحِ
هاتيكَ أنْفي بها همّي ، وذا أملي ،
فلَسْتُ عن ذا ولا عن تلك بالصّاحي
العصر العباسي >> أبو نواس >> كأنّما وجْهُهُ والكأسُ إذ قرُبَتْ
كأنّما وجْهُهُ والكأسُ إذ قرُبَتْ
رقم القصيدة : 24983
-----------------------------------
كأنّما وجْهُهُ والكأسُ إذ قرُبَتْ
منْ فيه بدْرٌ تدلّى منه مِصباحُ
مُدَجَّجٌ بِسِلاحِ الْحُبِّ، يحملُهُ،
طَرْفُ الجمالِ بسيْفِ الطّرْفِ طمّاحُ
فالسيفُ مضْحكُه، والقوْس حاجبهُ،
و السهمُ عيناه، والأهدابُ أرْماحُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> باكرِ اليَوْمَ الصَّبوحَا،
باكرِ اليَوْمَ الصَّبوحَا،
رقم القصيدة : 24984
-----------------------------------
باكرِ اليَوْمَ الصَّبوحَا،
وَاعصِ في الخمرِ النَّصُوحا
واسقِنِيها من عُقارٍ
عهدَتْ في الفُلْكِ نوحَا
قهْوَة ً تُقْرِنُ في جِسْـ
ــمكَ معْ رُوحِكَ رُوحَا
فإذا صادَفْتَ منها
نَفْحَة ً خِلْتَ نَضُوحَا
ثمّ لا يَركَبُ منها
مَرْكَباً إلاّ جَموحَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا تَحْفِلَنَّ بقوْلِ الزَّاجرِ اللاّحي،
لا تَحْفِلَنَّ بقوْلِ الزَّاجرِ اللاّحي،(29/381)
رقم القصيدة : 24985
-----------------------------------
لا تَحْفِلَنَّ بقوْلِ الزَّاجرِ اللاّحي،
واشْرَبْ على الوَرْدِ من مشمولة ِ الراحِ
صهباءُ، صافية ٌ تُجْديكَ نكْهَتُها
تنفُّسَ المسْكِ ، ملْطوخًا بتفّاحِ
حتى إذا سُلسِلتْ في قَعرِ باطِيَة ٍ،
أغناكَ لألاؤهَا عن ضَوْءِ مصباحِ
مازلتُ أسْقي حبيبي، ثمّ ألثُمُهُ
واللّيْلُ مُلْتَحِفٌ في ثوْبِ أمساحِ
حتى تَغَنّى ، وقد مالتْ سَوالِفُهُ:
يادير حنذة َ من ذات الأكيراحِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ما زِلتُ أستلّ روحَ الدنّ في لَطَفٍ ،
ما زِلتُ أستلّ روحَ الدنّ في لَطَفٍ ،
رقم القصيدة : 24986
-----------------------------------
ما زِلتُ أستلّ روحَ الدنّ في لَطَفٍ ،
وأسْتَقي دمَهُ منْ جوْفِ مجْرُوحِ
حتى انْثَنَيْتُ ولي رُوحان في جسدٍ ،
والدنّ منْطَرِحٌ جسْماً بلا روحِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> فأسْقِيهِ إلى أنْ ماتَ سُكراً، شَرَيْتُ الفَتْكَ بالثّمنِ الرّبيحِ،
فأسْقِيهِ إلى أنْ ماتَ سُكراً، شَرَيْتُ الفَتْكَ بالثّمنِ الرّبيحِ،
رقم القصيدة : 24987
-----------------------------------
فأسْقِيهِ إلى أنْ ماتَ سُكراً، شَرَيْتُ الفَتْكَ بالثّمنِ الرّبيحِ،
وبعتُ النُّسْكَ بالقَصْفِ النّجيحِ
وأمْكَنْتُ الْمَجانَة َ من قِيادي،
ولستُ من المجونِ بمُسْتريحِ
وربّ مخضّبِ الأطْرافِ ، رَخْصٍ ،
مليحِ الدلّ ، ذي وَجهٍ صَبيحِ
ظَفِرْتُ بهِ، ونجمُ الصّبحِ بادٍ ،
عِبادِيّاً على دينِ المسيحِ
فَسُرّ بطَلْعَتي لَمّا رآني،
وأيْقَنَ أنّني غيرُ الشّحيحِ
وقام بمِبْزَلٍ، فَافْتَضّ بكْراً
عجوزاً قد تَجِلّ عن المديحِ
رَأتْ نوحاً، وقد شمِطتْ وشابتْ،
وقد شَهِدَتْ قُروناً قبْلَ نُوحِ
فأسْقِيهِ إلى أنْ ماتَ سُكراً،
ولم يُدْفَنْ ، وعيْشِكَ ، في ضرِيحِ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا دَيْرَ حنّة َ منْ ذاتِ الأكَيْراحِ
يا دَيْرَ حنّة َ منْ ذاتِ الأكَيْراحِ(29/382)
رقم القصيدة : 24988
-----------------------------------
يا دَيْرَ حنّة َ منْ ذاتِ الأكَيْراحِ
منْ يصْحُ عنكَ؛ فإني لستُ بالصّاحي
رَأيْتُ فيكَ ظِباءً لا قُرُونَ لَها
يلْعَبْنَ منّا بألْبابٍ ، وأروَاحِ
يَعْتادُهُ كلّ مَحْفُوفٍ مَفَارِقُهُ
من الدّهَانِ، عليْهِ سَحْقُ أمساحِ
في عُصْبَة ٍ لم يدَعْ منهمْ تخَوّفُهُمْ
وُقُوعَ ما حُذّرُوهُ؛ غيرَ أشْباحِ
لا يَدْلِفونَ إلى ماءٍ بآنية ٍ
إلاّ اغترافاً مِن الغُدرانِ بالرّاحِ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> قلْتُ لدَنّ شُجّ أوْداجُهُ:
قلْتُ لدَنّ شُجّ أوْداجُهُ:
رقم القصيدة : 24989
-----------------------------------
قلْتُ لدَنّ شُجّ أوْداجُهُ:
لَيْتَ دمي دونكَ مسْفوحُ
و كنْتِ منه بدَلاً صالحًا
في مهْجَتي تحْيا بكِ الرّوحُ
العصر العباسي >> البحتري >> هلا سألت بجو ثهمد
هلا سألت بجو ثهمد
رقم القصيدة : 2499
-----------------------------------
هَلاّ سألتَ، بجَوّ ثَهْمَدْ،
طَلَلاً لِمَيّةَ قَدْ تَأبّدَا
دَرَسَتْ عِهَادُ الغَيْثِ مِنْـ
ـهُ، فحالَ عمّا كنتَ تَعهَدْ
وَلقَدْ يُساعَفُ ذا الهَوَى
بأوَانِسٍ كالوَحشِ، خُرَّدْ
يُلْقينَ أشْجَانَ الصّبَا
بةِ في قلوبِ ذوي التّجَلّدْ
مِنْ كُلّ أهْيفَ مُرْهَفٍ،
أوْ أجْيَدِ اللَّبَتَينِ أغْيدْ
غُصْنٌ يَشُفّكَ إنْ تَعَطّـ
ـفَ للتّثَنّي، أوْ تَأوّدْ
بتَصَرّفِ الطَّرْفِ العَلِيـ
ـلِ وَحُمرَةِ الخَدّ المُوَرَّدْ
قَدْ قُلْتُ للرّكْبِ العُفَا
ةِ يَجورُ هاديهِمْ، وَيَقصِدْ
مَا للمَحَامِدِ مُبْتَغٍ،
إلاّ الأغَرُّ أبُو مُحَمْدْ
وإذا المَحاسِنُ أعرَضَتْ،
فنِظامُها الحسنُ بنُ مَخلَدْ
ما شِئتَ مِنْ طَوْلٍ وَإحْسا
نٍ وَمِنْ كَرَمٍ وَسُؤدَدْ
ذاكَ المُرَجّى وَالمُؤمَّلُ
وَالمُبَجَّلُ وَالمُحَسَّدْ
وَأخو التّكَرْمِ والتّفَضّلِ
وَالتّحَلّمِ وَالتحمّدْ
مَنْ لا يُعَاتَبُ في الوَفَا
ءِ، ولا يلاَمّ، وعلا يُفَنَّدْ(29/383)
نَصَحَ الخَلائِفَ جَامِعاً
لقَرَائَنِ الشّمْلِ المُبَدَّدْ
وَأقَامَ مِنْ صَعَرِ الأُمُو
رِ وَقدْ أبَتْ إلاّ التّأوّدْ
بأصَالَةِ الرّأيِ الزّنيـ
ـقِ، وَصِحّةِ العَزْمِ المُجرَّدْ
فلِكُلّ أمْرٍ حَادِثٍ
ضَرْبٌ مِنَ التّدبيرِ أوْحَدْ
لا يُعْمِلُ القَوْلَ المُكَرَّرَ
فيهِ وَالرأيَ المُرَدَّدْ
ظَنٌّ يُصِيبُ بهِ الغُيُوبَ
إذا تَوَخّى، أوْ تَعَمّدْ
مِثْلُ الحُسامِ، إذا تَألّقَ،
وَالشّهابِ، إذا تَوَقّدْ
وَليَ السّيَاسَةَ وَاسِطاً
بَينَ التّسَهّلِ وَالتّشَدّدْ
كالسّيفِ يَقطَعُ وَهْوَ مَسْـ
ـلُولٌ، وَيُرْهِبُ وَهوَ مُغمَدْ
تَمَّتْ لَكَ النُّعْمَى وَدَا
مَ لكَ التَّعَلّي والتَّزَيُّدْ
فَلأنْتَ أصْدَقُ مِنْ شَآ
بيبِ الغَمامِ نَدًى، وَأجوَدْ
تَعقيدُ أحْمَدَ ضَرّني،
وَإذا أمْرتَ أطاعَ أحمَدْ
لا أُحْرَمَنْ تَعجيلَ مَا
قَدّمتَ من رأيٍ، ومَوْعِدْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> هاتِ من الرّاحِ ؛ فاسقِني الرّاحَا ،
هاتِ من الرّاحِ ؛ فاسقِني الرّاحَا ،
رقم القصيدة : 24990
-----------------------------------
هاتِ من الرّاحِ ؛ فاسقِني الرّاحَا ،
أما ترَى الديكَ كيفَ قد صاحا
وأدْبَرَ اللّيلُ في مُعَسْكَرِهِ ،
مُنْصَرِفًا، والصّباحُ قد لاحَا
فاستعملِ الكأسَ ، واسقني بَكِراً ،
إنّي إليها أصبحنُ مُرْتاحَا
كأسًا دِهاقًا ، صِرْفًا ؛ كأنّ بها
إلى فمِ الشّارِبينَ مصْباحَا
نُؤْتَى بها كالخَلوقِ في قدَحٍ ،
خالط ريحُ الخَلوقِ تُفّاحَا
من كفّ قبْطِيّة ٍ مُزَنَّرَة ٍ ،
نجْعَلُهَا للصَّبُوحِ مفْتاحَا
تقولُ للقَوْمِ منْ مَجانتِها
بالله لا تحبسَنّ الأقْدَاحَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> وقهْوَة ٍ باكرْتُها سُحْرَة ً ،
وقهْوَة ٍ باكرْتُها سُحْرَة ً ،
رقم القصيدة : 24991
-----------------------------------
وقهْوَة ٍ باكرْتُها سُحْرَة ً ،
والصّبحُ قد أسفرَ في لُوحِهِ
حمرَاءُ تصْفرّ، إذا شُعشعتْ،(29/384)
ألطفُ في الشاربِ من رُوحه
شيّعَ ريحَ الورْدِ أرواحُها ،
وريحُها أطيَبُ من ريحِهِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ولّى الصّيامُ ، وجاءَ الفطرُ بالفرحِ ،
ولّى الصّيامُ ، وجاءَ الفطرُ بالفرحِ ،
رقم القصيدة : 24992
-----------------------------------
ولّى الصّيامُ ، وجاءَ الفطرُ بالفرحِ ،
وأبْدَتِ الكأسُ ألواناً من الْمُلَحِ
وزارَكَ اللّهْوُ في إبّانِ دَوْلَتِهِ
مُجَدَّدَ اللهو ، بين العودِ والقدحِ
فليسَ يُسْمَعُ إلا صوتُ غانية ٍ
مجْهودة ٍ ، جدّدَتْ صوتاً لمقترحٍ
و الخمرُ قد بَرَزَتْ في ثوبِ زينتِها،
فالناسُ ما بين مخمورٍ، ومصْطبحِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> طَرِبَ الشيْخُ فغنّى ، واصْطبحْ
طَرِبَ الشيْخُ فغنّى ، واصْطبحْ
رقم القصيدة : 24993
-----------------------------------
طَرِبَ الشيْخُ فغنّى ، واصْطبحْ
من عُقارٍ تُنهبُ الهمّ الفَرَحْ
أخَذتْ من كلّ شيءٍ لَوْنَها ،
فهي في ناجودها قوْسُ قُزَحْ
شيْخُ لذّاتٍ، نقِيٌّ عِرْضُهُ،
تحْسُنُ الأشعارُ فيه ، والمِدَحْ
لا تراهُ الدّهْرَ إلاّ ثَمِلاً،
بينَ إبْريقٍ، وزِقٍّ، وقدَحْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألْهُ بالبِيضِ المِلاحِ،
ألْهُ بالبِيضِ المِلاحِ،
رقم القصيدة : 24994
-----------------------------------
ألْهُ بالبِيضِ المِلاحِ،
و بِقَيْنَاتٍ ، ورَاحِ
لا يَصُدَّنّكَ لاحٍ ،
هوَ عن سكرِكَ صاحِ
ليس للهَمّ دَوَاءٌ
كاغْتِباقٍ ، واصْطباحِ
فلَعَمري ما يُداوَى الـ
ـهَمّ بالماءِ القَراحِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وقهوَة ٍ مَزَّة ٍ باكرْتُ صبحضتَها ،
وقهوَة ٍ مَزَّة ٍ باكرْتُ صبحضتَها ،
رقم القصيدة : 24995
-----------------------------------
وقهوَة ٍ مَزَّة ٍ باكرْتُ صبحضتَها ،
وضوأها نائبٌ عن ضَوْءِ مصْباحِ
حمْرَاءُ، علّقها بالماءِ شاربُها،
تُفْتَضُّ عُذْرَتُها في بطن رَحرَاحِ
و يُثْبِتُ الماءُ في حافاتها حبَبًا ،(29/385)
كالقَطرِ يثبُتُ في حافاتِ ضَحضَاحِ
تنفّستْ في وجوهِ القوْمِ ضاحكَة ً
تنفُّسَ المِسكِ في تفليجِ تفّاحِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أحْيِ لي، يا صَاحِ، رُوحي
أحْيِ لي، يا صَاحِ، رُوحي
رقم القصيدة : 24996
-----------------------------------
أحْيِ لي، يا صَاحِ، رُوحي
بغَبُوقٍ ، وصَبُوحِ
واسقِني حتى تراني
رادِعاً رَدْعَ الجَموحِ
قهوة ً، صَهباءَ، بِكراً
غُرستْ أزْمانُ نوحِ
تَطْرُدُ الهَمّ ، وبرْتا
حُ لها قلبُ الشحِيحِ
تلكَ، لا أعْدَمَنِيها اللّـ
ـهُ، أنْسِي، عدْلُ روحي
يجْنَحُ القَلْبُ إليْها
في الهوى أيَّ جُنوحِ
عطَفَتْ نفسي عليها
بهوى غيرِ نَزُوحِ ...
العصر العباسي >> أبو نواس >> وأخي حِفاظٍ مَاجِدٍ
وأخي حِفاظٍ مَاجِدٍ
رقم القصيدة : 24997
-----------------------------------
وأخي حِفاظٍ مَاجِدٍ
حلْوِ الشمائِلِ ، غيرِ لاحِ
نادَيْتُهُ ، واللّيلُ قدْ
أوْدَى بسُلْطانِ الصّبَاحِ
يا صَاحِ أشكو حُلوَة َ العَيْـ
ـنَيْنِ جائلَة َ الوِشاحِ
فيها افْتَحْتُ ، وحبّها
في الناس يسعى بافتضَاحي
"ولها ولا ذَنْبَ لَها
لَحْظٌ كأطرَافِ الرّماحِ
في القلْبِ يَجْرَحُ دائماً ن
فالقلْبُ مجْرُوح النواحي"
أجِنانُ جَارية المهذّ
بِ، بالفَضَائلِ والسّماحِ
مالي ، ولم أكُ باذلاً
ودّاً، ولا فيكم سَماحي
فَبخلْتِ أنْتِ ولَيْسَ أهْـ
ـلُكِ مِن قبيلِكِ بالشحاحِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وَأبيضَ مثلُ البَدرِ دارَة ُ وَجهِهِ،
وَأبيضَ مثلُ البَدرِ دارَة ُ وَجهِهِ،
رقم القصيدة : 24998
-----------------------------------
وَأبيضَ مثلُ البَدرِ دارَة ُ وَجهِهِ،
لَهُ كَفَلٌ رَابٍ بهِ يترَجَّحُ
أغَنُّ خُماسيٌّ ؛ لما أنْتَ طَالِبٌ
من اللهْوِ فيهِ واللذاذَة ِ يَصْلُحُ
تَقَنّصَني لَمّا بدا ليَ سانِحاً
كما مرّ ظبْيٌ بالْمَفَازَة ِ يَسْنَحُ
فأمْكضنَني طوْعاً عِنانَ قِيادِهِ
فقد خِلْتُ ظبْياً ، واقفاً ليس يبرَحُ(29/386)
فقلْتُ له: زُرْني، فدَيْتُكَ، زَوْرَة ً،
أقرُّ بها ما شِئْتُ عيْناً وأفرَحُ
فقالَ، بوَجهٍ مُشْرِقٍ مُتَبَسِّمٍ،
وقد كدْتُ أقضي للهَوَى : أنتَ تَمزَحُ
تقدّمْ لنا ، لا يعرِفُ الناسُ حالَنَا ؛
وأقبَلَ في تَخْطَارِهِ يترَنّحُ
فَجِئْتُ إلى صَحبي بظبْيٍ مُفَتَّقٍ،
فلمّا ترَاءوْا ضَوْءَ خدّيْهِ سبّحُوا
فقلْتُ لَهُمْ: لا تُعْجِلُوهُ، فإنّما
عَلامَتُنا عِندَ الفرَاغِ التنحْنُحُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذْهَبْ! نجوْتَ من الهجاء ولَذْعِه،
إذْهَبْ! نجوْتَ من الهجاء ولَذْعِه،
رقم القصيدة : 24999
-----------------------------------
إذْهَبْ! نجوْتَ من الهجاء ولَذْعِه،
و أما ولَثْغَة ِ رَحْمَة َ بنِ نَجاحِ
لولا فُتورٌ في كلامِكَ يُشتَهَى ،
و ترَفّقي بكَ ، بعْدُ ، واستِملاحي
وتكَسُّرٌ في مُقْلَتَيْكَ هو الذي
عَطَفَ الفؤادَ عليكَ بعدَ جِماحِ
لَعَلِمْتَ أنّكَ لا تُمازِحُ شاعراً،
في ساعة ٍ ليستْ بحينِ مُزاحِ !
العصر العباسي >> البحتري >> أعاد شكوى من الطيف الذي اعتادا
أعاد شكوى من الطيف الذي اعتادا
رقم القصيدة : 2500
-----------------------------------
أعادَ شَكوى منَ الطّيفِ الذي اعتَادَا،
رُشْداً تَوَخّيتُ أمْ غَيّاً وَإفْنَادَا
ألَمّ بي، وَبَياضُ الصّبحِ مُنتَظَرٌ،
قَدْ رَقّ عَنهُ سَوَادُ اللّيلِ، أوْ كادَا
فأيُّ مُفتَرَقٍ لَمْ يَبْتعِثْ أسَفاً،
وَمُلْتَقًى لَمْ يَكُنْ للبَثّ ميعادا
أتْوَيْتَ لُبّي، وَمن شأنِ المُحبّ، إذا
ما قيدَ للشّيْءِ يتوِي لُبَّهُ انْقَادَا
يَرْجو العَوَاذِلُ إقصَارِي، وَفي كبدي
نَارٌ تَزِيدُ، على الإطْفَاءِ، إيقَادَا
ما حقُّنَا من سُلَيمى، أنْ تَقيضَ لَنا
بالبَذْلِ مَنعاً، وَبالإدْنَاءِ إبْعَادَا
غادَتْكَ منها، غَداةَ السّبتِ، مؤذِنةٌ
بنِيّةٍ، وَأشَقُّ الكُرْهِ مَا غَادَى
كانَتْ أثَانِينَ أيّامُ الفِرَاقِ، فَقَدْ
صَارَتْ سُبُوتاً نُخشَاها، وَآحَادَا(29/387)
أدِلّةُ المَرْءِ أيّامُ عُدِدْنَ لَهُ،
يُرِينَهُ القَصْدَ تَقْوِيماً، وَإرْشَادَا
وقد يطالبن ما قدمن من سلف
فيه فينقصنه الفضل الذي ازدادا
حتى يعود الجديد المشتري خلقاً
ترذله العين والمنصات منآدا
أكثرْتَ عَن مُتر في مصرَ السّؤالَ، وَلن
تَلْقَى ثَمُوداً بِوَاديهَا، وَلا عَادَا
لمْ أرَ مثلَ الرّدَى وِرْداً وَفَى بهِمِ،
وَلا كحشدِ بني اللّكعاءِ وُرّادَا
من حَينِهِمْ أنّ عكسَ الحَظّ أعلقَهم
حُتوفَهم، ما ابتَغى مَنّاً، وَلا فادَى
ألله أعْلَى عَلِيّاً في مِرَاسِهِمِ
عَنّا، وكادَ لَهُ الحزْبَ الذي كادَا
ما زال يَعمَلُ، وَالأقدارُ تَرْفُدُهُ،
للسّيفِ حَصْداً، وَللهاماتِ إحصَادَا
لا تُستَعارُ الهُوَيْنا في صَريمَتِهِ
إن ساتر الحمر الأعداء أوْ بادَى
بَنو الحُسَينِ كُنوزُ الدّهرِ من كَرَمٍ،
لا يرِثُ الدّهرُ أقصاهُنّ إنفَادَا
مُكَرَّرُونَ عَلى الأيّامِ في شِيَمٍ،
تَقَيّلُوها أُبُوّاتٍ وَأجْدَادَا
أفْرَادُ أُكْرُومَةٍ لا يُشرَكونَ، وَقدْ
تُدْعى الصّوَارِمُ في الأجْفانِ أفرَادَا
إنْ ساوَقَ المَحْلَ أقْوَامٌ ببُخلِهِمِ،
جَاءُوا مَعَ المَطَرِ الرِّبْعيّ أجوَادَا
مُخَيِّمُونَ عَلى سَيْحِ العِرَاقِ، أبتْ
إلاّ سُمُوّاً مَساعيهِمْ وَإنْجَادَا
تخَيّرُوا الأرْضَ قبلَ النّاسِ أم عمَرُوا،
لَدَى الدّساكرِ تلكَ الأرْضَ رُوّادَا
تُمسِي سهولاً لهمْ يَرْضَوْنَ بَسطَتَها،
وَيُصْبِحُونَ لهَا بالعِزّ أوْتَادَا
يُرَفَّهُونَ بِسَيْحِ النّهْرَوَانِ، إذا
ضَنّ السّحابُ بجارِي سَيْلِهِ جَادَا
فازُوا بأرْحَبِ دارٍ مِنْهُ أفْنِيَةً،
فِيحاً، وَأقدَمِ مُلْكٍ منه ميلادَا
وَما نُخِلُّ بتَقرِيظٍ نَخُصُّ بِهِ
أبَا مُحَمّدِهمْ شكراً، وَإحمادَا
من خَيرِهمْ خُلُقاً سَمحاً، وَأقعَدِهم
فَضْلاً، وأكثرِهمْ في السّرْوِ إسنادَا
يرضيك من حسن قصد إلى حسن
أخلد يرمي إلى علياه أخلادا
ما دَيرُ عاقُولِكُمْ بالبُعْدِ مانِعُنَا(29/388)
مِنْ أنْ نَجيئَكَ مِنْ بَغدادَ عُوّادَا
نُجِدُّ عَهداً بأوْفَى المُفضِلينَ نَدًى،
وَأقْوَمِ القَوْمِ في خَطْبٍ، وَإنْ آدَا
لا تَنْظُرَنّ إلى الفَيّاضِ مِنْ صِغَرٍ
في السِّنِّ، وانْظُرْ إلى المَجْدِ الذي شادا
إنّ النّجومَ، نجومَ اللّيلِ، أصْغَرُها
في العَينِ أذْهَبُها في الجَوّ إصْعادَا
لَنَا عَوَارِفُ نُعمَى مِنْ تَطَوّلِهِ،
يُضْعَفنَ فوْقَ صُرُوفِ الدّهرِ أعدادَا
تَدَفُّقُ البَحرِ، إنْ بادَهْتَ جُمّتَهُ،
سَقتكَ رَيّا، وَإنْ عاوَدْتَهُ عَادَا
وَكَمْ أنَافَتْ مِنَ الأبْناءِ مَكْرُمَةٌ
مَشهُودَةٌ، تَدَعُ الآبَاءَ حُسّادَا
أنْتُمْ مَيامينُ في الحاجاتِ نَطلُبُها،
وَلَسْتُمُ مُستَقِلّي النّفْعِ أنْكَادَا
ثَلاثَةٌ تُسرِعُ النُّجحَ المَكيثَ، إذا
تَسَانَدوا فيهِ أعْواناً وَرُفّادَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> لم أشْرَكِ النّاسَ يومَ العيدِ في الفرَحِ،
لم أشْرَكِ النّاسَ يومَ العيدِ في الفرَحِ،
رقم القصيدة : 25000
-----------------------------------
لم أشْرَكِ النّاسَ يومَ العيدِ في الفرَحِ،
ولا هُمُ شرِكوني في جَوَى التّرَحِ
غدوْا بزينتِهمْ فيه ، وخلّفَني
ألاّ تُرَوِّحَ لي من قلبيَ القَرِحِ
لمّ أتانيَ تجريمُ الحبيبِ لهمْ
عليّ لم أبتكِرْ فيه ، ولم أرُحِ
ولم أُطاوعْ فماً فيهِ على ضَحِكٍ،
ولا مددْتُ يَدي فيه إلى قَدَحِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد عذّبَ الحبُّ هذا القلب ما صلُحا ،
قد عذّبَ الحبُّ هذا القلب ما صلُحا ،
رقم القصيدة : 25001
-----------------------------------
قد عذّبَ الحبُّ هذا القلب ما صلُحا ،
فلا تَعُدّنّ ذنْباً أن يُقالَ صَحا
أبقيْتَ فيّ لتَقْوَى الله باقية ً ،
و لم أكنْ كحريصٍ لم يدعْ مَرَحا
وحاجة ٍ لم تكن كالحاجِ واحدة ً
كلّفْتُها العزْمَ ، والعَيرَانة َ السُّرُحا
يكونُ جَهْدَ المطايا عفْوَ سيرتِها
إذا نَسائِجُها كانت لها وُشُحا(29/389)
نَرْمي به كلَّ ليلٍ كان كَلْكَلُه
مثلَ الفَلاة ِ ، إذا ما فوْقها جنَحا
حتّى تبَيَّنَ في أثناءِ نُقْبَتِهِ
وِرْدَ السَّرَاة ِ ترى في لونه مِلَحا
و هنَّ يَلْحَقْنَ بالمَعْزَاءِ مُجْمِرَة ً
خُشْمَ الأنوفِ نَرى في خطْوِها رَوَحا
يطءلبْنَ بالقوْمِ حاجاتٍ نضَمّنَها
بدْرٌ بكلّ لسانٍ يلبسُ المِدَحا
كأنّ فَيضَ يديه ، قبلَ تَسألُهُ ن
بابُ السماءِ، إذا ما بالحيا انْفتحا
لقد نَزَلْنا أبا العبّاسِ منزِلَة ً
ما إن تَرَى خَلفَها الأبصارُ مُطّرَحا
وكَلْتَ بالدّهرِ عيْناً غيرَ غافِلَة ٍ،
من جُودِ كفّكَ تأسو كلّما جُرِحا
أنتَ الذي تأخذُ الأيدي يحجزتِه ،
إذا الزّمانُ على أولادهِ كلَحَا
كما الرّبيعُ كفى أيامَ نكْبَتِهِمْ
صَدْعَ الأمورِ، وأدْنَى وُدَّ من نَزَحا
تئِطّ دونَ الرّجالِ الأقربينَ به،
قُرْبَى رؤومٌ، وجيْبٌ طالما نَصَحا
كان الموادعُ شأوَ الفضْلِ مستتراً،
حتى إذا رامَ تلك الخطّة َ افتضَحا
من للجِذَاعِ، إذا الميدانُ ماطلها،
بشأوٍ مطّلَعِ الغاياتِ قد قَرِحَا
مَن لا يُصَعْضِعُ منهُ البؤسُ أنمُلَة ً ،
ولا يُصَعّدُ أطرافَ الرُّبَى فرَحا
العصر العباسي >> أبو نواس >> لقد نَسَلتْ رزّينُ من استِها ،
لقد نَسَلتْ رزّينُ من استِها ،
رقم القصيدة : 25002
-----------------------------------
لقد نَسَلتْ رزّينُ من استِها ،
عليهِنّ، سِيما في العيونِ تلوحُ
فعشواءُ مِضْليلٌ، وأعشى مُضَلَّل
وأعْوَرُ دَجّالٌ عليهِ قُبُوحُ
سيبقى بقاء الدَّهرِ ما قلتُ فيكم ،
وأمّا الذي قد قلتموهُ، فريحُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أيا من وجهُه الدّاحُ ،
أيا من وجهُه الدّاحُ ،
رقم القصيدة : 25003
-----------------------------------
أيا من وجهُه الدّاحُ ،
وفي مِئْزَرِهِ الماحُ
ومَنْ سُقْيا ثَنَاياهُ،
إذا استسقيتَهُ ، الرَّاحُ
و يا من هو تُفاحٌ ،
إذا لم يكُ تُفّاحُ
أما لي منك يا ظال
-مُ إلاّ الآءُ والآحُ
و لحظٌ صائبُ الأسهُ(29/390)
-مِ للمُهْجَة ِ جرَّاحُ
أما حان ، بلى قد حا
نَ؛ لو أنّك ترتاحُ
و لكنّك إنسانٌ،
بما أكرهُ، مَزّاحُ!
العصر العباسي >> أبو نواس >> دعْ مَن يُقارِضُ أقداحاً بأقداحِ،
دعْ مَن يُقارِضُ أقداحاً بأقداحِ،
رقم القصيدة : 25004
-----------------------------------
دعْ مَن يُقارِضُ أقداحاً بأقداحِ،
ليس المروءة ُ سقيَ الرّاحِ بالرّاحِ
عهْدي بقوْمٍ، إذا ما حلّ زائرُهمْ
تَبادَرُوا لقِرَى الضِّيفانِ، سُمّاحِ
عاشوا بأسْيافِهِمْ، فتْكاً بلا مِنَنٍ،
من الأراذِلِ ، أو ماتو بأرْماحِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> غَرَّدَ الدّيكُ الصَّدوحُ
غَرَّدَ الدّيكُ الصَّدوحُ
رقم القصيدة : 25005
-----------------------------------
غَرَّدَ الدّيكُ الصَّدوحُ
فاسْقَني! طابَ الصَّبوحُ
واسْقني حتى تراني
حسنا عندي القبيحُ
قَهْوَة ٌ تذْكُرُ نُوحاً
حينَ شاد الفُلكَ نوحُ
نحن نُخْفيها ، ويأبى
طيبُ ريحٍ فتفوحُ
فكأنّ القومَ نُهْبى ،
بينهمْ مسْكٌ ذَبِيحُ
أنا في دُنْيا من العبّـ
ـاسِ أغْدُو وأروحُ
هاشِميّ، عبدَليّ،
عنده يغلو المديحُ
علَمُ الجودِ ، كِتابٌ
بينَ عينيهِ يلوحُ
كلّ جودٍ يا أميري،
ما خَلا جُودَكَ، ريحُ
إنّما أنت عطايا
أبَداً لا تَسْتريحُ
بُحَّ صوتُ المالِ ممّا
منْكَ يشْكُو، ويصيحُ
ما لهذا آخِذٌ فو
قَ يديهِ أو نصيحُ
جُدْتَ بالأموالِ، حتى
قيلَ ما هذا صحيحُ
صُوّرَ الجودُ مِثالاً،
فلهُ العبّاسُ روحُ
فهْو بالمالِ جَوادٌ،
وهْوَ بالعِرْضِ شَحيحُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> الموتُ منّا قريبٌ ،
الموتُ منّا قريبٌ ،
رقم القصيدة : 25006
-----------------------------------
الموتُ منّا قريبٌ ،
و ليس عنّا بنازحْ
في كلِّ يومٍ نعِيٌّ ،
تصيحُ منه الصَّوائحْ
تَشْجى القلوبَ، وتبكي
موَلْوِلاتُ النَّوائحْ
حتى متى أنت تلهو
في غَفْلة ٍ ، وتُمازِحْ ؟
و الموتُ في كلِّ يومٍ
في زندِ عيشِكَ قادِحْ
فاعمَلْ ليومٍ عبوسٍ ،(29/391)
من شدّة ِ الهوْلِ كالِحْ
و لا يغُرَّنْكَ دنيا ،
نعيمها عنك نازحْ
و بُغْضُها لك زَيْنٌ ،
و حُبّها لك فاضِحْ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> دمُ المكارمِ بالفُسطاطِ مسفوحٌ ،
دمُ المكارمِ بالفُسطاطِ مسفوحٌ ،
رقم القصيدة : 25007
-----------------------------------
دمُ المكارمِ بالفُسطاطِ مسفوحٌ ،
والجودُ قد ضاعَ فيها، وهْوَ مَطرُوحُ
يا أهلَ مصرَ لقد غِبْتُمْ بأجْمَعِكمْ ،
لمّا حوى قَصَبَ السَّبْقِ المَساميحُ
أموالكم جمّة ٌ، والبخل عارضُها،
والنِّيلُ معْ جُودِهِ فيه التماسيحُ
لولا ندَى ابْن جُوَيٍّ أحمدٍ نطقَتْ
مني المفاصلُ فيكم والجَواريحُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أيّة ُ نارٍ قدَحَ القادِحُ،
أيّة ُ نارٍ قدَحَ القادِحُ،
رقم القصيدة : 25008
-----------------------------------
أيّة ُ نارٍ قدَحَ القادِحُ،
و أيُّ جِدٍّ بلغَ المازِحُ
لله دَرُّ الشَّيْبِ من واعظٍ،
وناصِحٍ لو سُمِعَ الناصحُ
يأبى الفتى إلاّ اتِّباعَ الهوى ،
ومنْهَجُ الحقّ له واضحُ
فاسْمُ بعيْنَيْكَ إلى نِسْوَة ٍ،
مُهورُهنَّ العملُ الصّالِحُ
لا يجْتلي الحوراءَ من خِدْرِها
إلاّ امرؤ ميزانه راجِحُ
منِ اتّقى الله، فذاك الذي
سيقَ إليهِ المتْجرُ الرّابِحُ
شمّرْ، فما في الدين أُغلوطة ٌ،
و رُحْ لما أنت له رائحُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قدْ أغتدي في فَلَقِ الإصْباحِ،
قدْ أغتدي في فَلَقِ الإصْباحِ،
رقم القصيدة : 25009
-----------------------------------
قدْ أغتدي في فَلَقِ الإصْباحِ،
بِمُطْعَمٍ يوجِزُ في سراحِ
مؤيَّدٍ بالنَّصْرِ والنّجاحِ ،
غَذَتْهُ أَظَارٌ من اللّقاحِ
فهو كميشٌ، ذَرِبُ السلاحِ،
لا يسْأمُ الدّهرَ من الضّباحِ
منجِّدٌ، يأشَرُ للصّياحِ،
ما البرْقُ في ذي عارِضٍ لَمّاحِ؟
ولا انقِضاضُ الكوكبِ المنصاحِ ،
ولا انبتاتُ الحوأبِ المنداحِ
حينَ دَنا من رَاحة ِ المشاحِ،
أجدُّ في السرْعة ِ من سرياحِ(29/392)
يكادُ عندَ ثَمَلِ المِراحِ
يطيرُ في الجوِّ بلا جَناحِ
إذا سما الخايِلُ للأشْباحِ ،
يفْتَرُّ عن مثل شَبَا الرّماحِ
فكم وكم ذي جْدّة لياحِ،
ونازِبٍ أعفرَ ذي طَماحِ
غادَرهُ مُضَرَّجَ الصُّفاحِ
العصر العباسي >> البحتري >> تمادى اللائمون وفي فؤادي
تمادى اللائمون وفي فؤادي
رقم القصيدة : 2501
-----------------------------------
تمادى اللائمون وفي فؤادي
جوى حب يلج به التمادي
أرَى الأهوَاءَ يُنفِدُها الليَالي،
وَما لِهَوَى البَخيلَةِ مِنْ نَفَادِ
يَبيتُ خَيالُها مِنْهَا بَديلاً،
وَيَقرُبُ ذِكْرُها، عندَ البِعادِ
لقَدْ أجرَى الوَزِيرُ إلى خِلالٍ
منَ الخَيرَاتِ، زَاكِيَةِ العِدادِ
تَوَخّى الرّفقَ غَيرَ مُضيعِ حَزْمٍ،
وَلا مُتَنَكِّبٍ قَصْدَ السَّدادِ
وَلمّا دَبّرَ الدّنْيَا اسْتَعَاضَتْ
جَوَانِبُها الصّلاحَ مِنَ الفَسَادِ
تُحَلُّ بذِكْرِهِ عُقَدُ النّوَاحي،
وتُفْتَحُ باسْمِهِ أقصَى البِلادِ
إذا أمْضَى عَزِيمَتَهُ لخَطْبٍ،
كَفَاهُ العَفْوُ دونَ الإجْتِهادِ
سأشكُرُ، مِنْ عُبَيدِ الله، نُعمَى
تَقَدَّمَ عائِدٌ مِنْها، وَبَادِ
إذا أبَتِ الحُقوقَ نُفُوسُ قَوْمٍ،
وَمَلّوا رَجْعَ وَاجِبها المُعَادِ
تَقَدَّمَ قِدْمَةَ القِدْحِ المُعَلّى،
وَزَادَ زِيادَةَ الفَرَسِ الجَوَادِ
وَمَنْ يأمُلْ أبا الحَسَنِ المُرَجّى
يَبِتْ، وَمُرَادُهُ خَيرُ المُرَادِ
فِداؤكَ مِنْ صُرُوفِ الدّهرِ نفسِي،
وَحَظّي مِنْ طَرِيفٍ، أوْ تِلادِ
أتُبعِدُ حاجَتي، وَإلَيكَ قَصْدي
بها، وَعلى عِنايَتِكَ اعتِمادِي
سيَكفيني مَقَامٌ مِنْكَ فيها،
حَميدُ الغِبّ مَحمُودُ المبادي
العصر العباسي >> أبو نواس >> لاصيدَ إلاّ بالصّقورِ اللُّمَّحِ
لاصيدَ إلاّ بالصّقورِ اللُّمَّحِ
رقم القصيدة : 25010
-----------------------------------
لاصيدَ إلاّ بالصّقورِ اللُّمَّحِ
كلُّ قَطامِيٍّ بعيدِ المطْرَحِ
يجلو حِجاجَي ْمقلة ٍ لم تجْرَحِ ،(29/393)
لم تَغْذُهُ باللّبَنِ الْمُضَيَّحِ
أَمَّ، ولم يولدْ بسهلِ الأبْطَحِ ،
إلاّ بإشرَافِ الجِبالِ الطُّمَّحِ
أحصُّ أطراف القُدامى وَحوَحِ
أبْرَشُ ما بَينَ القَرَا والمذبَحِ
يلْوي بخزّانِ الصَّحارى الجُمَّحِ
يُنحى لها بعد الطماحِ الأطمحِ
يسلكُها بنيزكٍ مُذَرَّحِ،
و مِنْسَرٍ أقْنى كأنفِ المِجْدَحِ
و هي رواقٍ بالبِساطِ الأفيحِ ،
و مِتْيَحاتٌ للِّحاقِ مُتْيَحِ
فاصْطادَ قبل التَّعبِ المُبَرَّحِ ،
وقبلَ أوْبِ العازبِ المروِّحِ
خمسينَ مثلَ العَنَزِ المشدَّحِ ،
ما بينَ مذبوحٍ وما لم يُذبَحِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا مادحَ القوْمِ اللّئا
يا مادحَ القوْمِ اللّئا
رقم القصيدة : 25011
-----------------------------------
يا مادحَ القوْمِ اللّئا
مِ ، وطالِباً رِفْدَ الشّحاحِ
أشْغِلْ قَريضَكَ بالنّسيـ
ـــبِ ، وبالفُكاهة ِ والمُزَاحِ
حَدَثَتْ وجوهٌ ليسَ تأ
لمُ غيرَ أطرافِ الرّماحِ
وأكفُّ قوْمٍ ليس يُنْـ
ـبِطُ ماءَها إلا المساحي
ما شِئْتَ من مالٍ حِمى ً ،
يأوي لي عِرْضٍ مُباحِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قَدْ أغْتَدي بزُرقٍ صبيحِ
قَدْ أغْتَدي بزُرقٍ صبيحِ
رقم القصيدة : 25012
-----------------------------------
قَدْ أغْتَدي بزُرقٍ صبيحِ
مَحضٍ لِمَنْ يَنْسِبُه صَريحِ
صَلتِ الخدود ، واضحٍ مليحِ ،
و ليس ما يُغْمَزُ كالصّحيحِ
بكفِّ ضَنّانٍ به شحيحِ ،
ممّا اشترى بالثّمنِ الرّبيحِ
فلمْ يزَلْ بالنّهْمِ والتقديحِ ،
وَرَشّهِ بالماءِ والتّلويحِ
حتى انْطَوَى إلاّ جَنانَ الرّوحِ
و عرف الصوت ووحى الموحي
فكم وكم من طُوَلٍ طَموحِ ،
لم ينْجِهِ طُمورُه في اللُّوحِ
من فلَتاتِ صلتاتٍ شيحِ،
تُرجلهُ الرّيحُ بكفّ الرّيحِ
و ضربَة ٍ بنيْزَكٍ مذْرُوحِ ،
فاصطاد قبل الأين والتبريحِ
خمسينَ مسْتَحْيى ً إلى مذبوحِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا تَبْكِ ليلى ، ولا تطْرَبْ إلى هندِ،
لا تَبْكِ ليلى ، ولا تطْرَبْ إلى هندِ،(29/394)
رقم القصيدة : 25013
-----------------------------------
لا تَبْكِ ليلى ، ولا تطْرَبْ إلى هندِ،
واشْرَبْ على الوَرْدِ من حمراء كالوَرْدِ
كأساً إذا انحدَرَتْ في حلْقِ شاربها،
أجْدَتْهُ حُمْرَتَها في العينِ والخدّ
فالخَمرُ ياقوتة ٌ، والكأسُ لُؤْلُؤة ٌ
من كَفِّ جارِيَة ٍ مَمشوقَة ِ القَدّ
تَسْقيكَ من عيْنها خمراً ، ومن يدها
خمْراً، فما لك من سُكرَينِ من بُدّ
لي نشوتان، وللنَّدْمانِ واحدة ٌ،
شيءٌ خُصِصْتُ به من بينِهِمْ وحدي
العصر العباسي >> أبو نواس >> عاجَ الشقِيّ على دارٍ يُسائِلُها،
عاجَ الشقِيّ على دارٍ يُسائِلُها،
رقم القصيدة : 25014
-----------------------------------
عاجَ الشقِيّ على دارٍ يُسائِلُها،
وعُجتُ أسألُ عن خَمّارَة ِ البلدِ
لا يُرْقىء ُ الله عينيْ من بكى حجَراً
ولا شفَى وَجْدَ من يصْبو إلى وَتَدِ
قالوا ذكَرْتَ ديارَ الحيّ من أسَدٍ
لا دَرّ درّكَ قلْ لي من بَنو أسَدِ
و مَن تميمٌ، ومنْ قيسٌ وإخوتُهُمْ،
ليس الأعاريبُ عندَ اللهِ من أحَدِ
دعْ ذا عَدمتُكَ، واشرَبْها مثعَتَّقَة ً
صَفْرَاءَ تُعْنِقُ بينَ الماءِ والزّبَدِ
من كَفِّ مُختصَرِ النّارِ، مُعتدلٍ
كغُصْنِ بانٍ تثنّى ، غيرِ ذي أوَدِ
لَمّا رآني أبوهُ قد قعَدْتُ لَهُ
حيّا، وأيْقَنَ أني مُتلِفٌ صَفَدي
فَجاءني بسُلافٍ لا يَحِفّ لَها
ولايُمَلّكُهَا إلاّ يداً بيدِ
اسمَحْ وجُدْ بالذي تحْوي يَداكَ لها،
لاتَذْخَرِ اليومَ شيْئاً خوْفَ فقْرِ غدِ
كم بَيْنَ من يشْتَري خمراً يلَذّ بها
وبين باك على نؤيٍ، ومُنْتَضَدِ
يا عاذلي قد أتَتْني منْك بادِرَة ٌ،
فإنْ تَغَمَّدَهَا عَفْوي فلا تعُدِ
لوْ كان لوْمُكَ نُصْحاً كنتُ أقبلُه،
لكنّ لَوْمَكَ محمولٌ على الحَسَدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> سَقْياً لِغَيرِ العلْياءِ والسّنَدِ
سَقْياً لِغَيرِ العلْياءِ والسّنَدِ
رقم القصيدة : 25015
-----------------------------------(29/395)
سَقْياً لِغَيرِ العلْياءِ والسّنَدِ
و غيرِ أطلالِ مَيَّ بالجرَدِ
وياصبيبَ السّحابِ إن كنتُ قد
جُزْتَ اللّوَى مرّة ً فلا تَعُدِ
لا تسقِينْ بلْدَة ً ، إذا عُدّتِ الْـ
ـبلدانُ كانتْ زيادة َ الكبدِ
إنْ أتَحَرَّزْ من الغُرَابِ بها،
يكنْ مفَرّي منْهُ إلى الصُّرَدِ
بحيْثُ لا تجْلبُ الفِجاجُ إلى
أُذْنَيْكَ إلاّ تصايُحَ النَّقَدِ
أحسنُ عندي من انكِبابِكَ بالْـ
ـفِهْرِ مُلِحّاً به على وتَدِ
وقوفُ رَيحانَة ٍ على أذُنٍ ،
وسيرُ كأسٍ إلى فمٍ بيدِ
يسْقِيكَها من بني العِبادِ رَشاً
منتسبٌ عيده إلى الأحدِ
إذا بنى الماءُ فَوقها حبَباً،
صَلّبَ فوقَ الجبين بالزّبَدِ
أشْرَبُ من كفّه شَمولاً، ومنْ
فيه رُضَاباً يجري على بَرَدِ
فذاكَ أشْهى من البكاءِ على الـ
ــرَّبْعِ ، وأنمى في الرّوحِ والجسدِ
لا سيّما إن شَداكَ ذو نُطَفٍ:
" يا دارُ أقوت بالتفّ من جُدَدِ "
العصر العباسي >> أبو نواس >> اسْقِنيها بسوادِ
اسْقِنيها بسوادِ
رقم القصيدة : 25016
-----------------------------------
اسْقِنيها بسوادِ
قبل تغريدِ المنادي
من كُميْتٍ بلغتْ في الـ
ــدّنّ أقْصَى مُسْتَزَادِ
رضعتْ والدّهْرَ ثَدْياً
وتَلَتْهُ في الوِلادِ
فهي فيها كلّ ما يبْ
ـلُغُ مقروحُ الفؤادِ
سُمْتُها عندَ يَهودِ
يٍّ خَصِيبِ المسْترادِ
فشربْنَا شُرْبَ قوْمٍ
عطشُوا منْ عَهدِ عَادِ
بينَ أفْيَاءِ عريشٍ
عَمدُوهُ بِعِمادِ
ودِنانٍ مُسْنَداتٍ
مُعْلَمَاتٍ بمِدادِ
أنْقَذُوهُنَّ بطَعْنٍ
مثل أفوه المزَادِ
ثمّ لمّا مَزَجوها ،
وثَبَتْ وثب الْجَرادِ
ثمّ لمّا شَرِبوها ،
أخَذَتْ أخذ الرُّقَادِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا طِيبَنا بقُصُورِ القُفصِ، مُشرِفَة ً
يا طِيبَنا بقُصُورِ القُفصِ، مُشرِفَة ً
رقم القصيدة : 25017
-----------------------------------
يا طِيبَنا بقُصُورِ القُفصِ، مُشرِفَة ً
فيها الدّساكِرُ، والأنهلرُ تطّرِدُ(29/396)
لَمّا أخَذْنا بها الصّهباءَ، صافيَة ً،
كأنّها النّارُ وسطَ الكأسِ تتّقِدُ
جاءتْكَ من بيتِ خمّارٍ بطِينَتِها
صَفْرَاءَ، مثلَ شُعاعِ الشمس، ترْتعدُ
فقامَ كاغُصنِ قد شُدّتْ مناطِقُهُ
ظَبْيٌ يكادُ من التهْييفِ ينعقِدُ
فاسْتَلّها من فمِ الإبريقِ ، فانبعثت
مثلَ اللّسانِ جَرَى واستمسك الجسدُ
والكأس يضحك في تيجانها الزبد
واللّيْلُ يجمعُنا، حتى بدا الأحَدُ
حتى بدَتْ غُرَّة ُ الإثْنَينِ واضِحَة ً،
والسّعدُ معترِضٌ، والطالعُ الأسدُ
وفي الثلاثاءِ أعْملْنا المطيّ بها،
صَهْباءُ، ما قرَعَتْها بالمزَاجِ يدُ
والأربعاءِ كسرنا حدّ سَورتها
ثمّ الْخَمِيس وصَلْنَاهُ بلَيْلَتِهِ
قَصْفاً ، وتمّ لنَا بالجمْعة ِ العَدَدُ
يا حُسْنَنَا! وبحارُ القَصْفِ تَغْمرنا
في لُجّة ِ اللّيلِ، والأوتارُ تغْترِدُ
في مجْلسٍ حوْله الأشجارُ محْدِقة ً،
وفي جوانبِهِ الأنهارُ تطَّرِدُ
لا نَسْتَخِفّ بساقينَا لعِزّتِهِ،
و لا يردّ عليه حكمهُ أحَدُ
عند الأمير أبي عيسى الذي كمُلَتْ
أخلاقه، فهي كالأوْراقِ تُنْتَقَدُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> و نَدْمانٍ ترَادَفَهُ خُمتارٌ ،
و نَدْمانٍ ترَادَفَهُ خُمتارٌ ،
رقم القصيدة : 25018
-----------------------------------
و نَدْمانٍ ترَادَفَهُ خُمتارٌ ،
فأوْرَثَ في أناملِهِ ارتعادا
فليْسَ بمُسْتَقِلّ الكأسِ ، مالمْ
تكُنْ يُسراهُ لليُمْنَى عِمادا
رفعْتُ له يدي وهْناً بكأسٍ
بها منها تزَيّدَ، فاسْتعادا
وقال: " ألستَ متبِعَها بأُخرى
توقّرُني، فإنَبيَ ازديادا"
فقلتُ: " بَلى ! وباُخْرَيَاتٍ
على أنّي سأجْعلُها جِيَادا
فذالكَ دَأبُهُ ليلي ، ودَأبي ،
إذا ما زِدتُهُ منها استَزَادا
إلى أنْ خَرّ، ما يدْري أأرْضاً
توَسّدَ عند ذلك أمْ وِسادا
العصر العباسي >> أبو نواس >> باكِرْ صَبوحكَ، فهْوَ خيرُ عَتادِ،
باكِرْ صَبوحكَ، فهْوَ خيرُ عَتادِ،
رقم القصيدة : 25019
-----------------------------------(29/397)
باكِرْ صَبوحكَ، فهْوَ خيرُ عَتادِ،
واخْلَعْ قِيادَكَ ، قد خلعتُ قِيادي
لا تنْسَ لي يوْمَ العَرُوبة ِ وقعَة ً
تُودي بصاحِبِها بغيرِ فَسادِ
يوْماً شَرِبْتُ ، وأنْتَ في قُطرَبّلٍ
خمراً، تفوقُ إرادة َ الْمُرْتادِ
لَمّا وردْنَاها نُلِمّ بشيْخِهَا
عِلْجٌ، يحدّثُ عن مصانعِ عادِ
قلنا : السلامُ عليك! قال: عليكُمُ
منّي سلامُ تحيّة ٍ، وودادِ
ما رُمتُمُ؟ قلنا: الْمُدامَ! فقال: قد
وفّقْتُمُ، يا إخْوَتي، لرَشَادِ
عندي مُدامٌ قد تقادَمَ عهْدُها،
عُصِرَتْ، ولم يشعرْ بها أجدادي
فأكيلُ ؟ قلنا : بعدَ خبْرٍ ، إننا
لا نَشْتري سمكاً ببطن الوادي
جئنا بها ! فأتى بكأسٍ أشرقَتْ
منها الدّجَى ، وأضاءَ كلّ سود
فأدارَها عدَداً ثلاثاً ، فانْثَنَتْ
منذا النّفوسُ ، وليس منها صادِ
حتى إذا أخذتْ بوجنَة ِ صاحبي
وفؤادِهِ، وبوَجْنَتي وفؤادي
لم يَرْضَ إبْلِيسُ الظّريفُ فعالَنَا
حتى أعَانَ فَسادَنا بِفَسادِ!
العصر العباسي >> البحتري >> نفسي الفداء لمن أوده
نفسي الفداء لمن أوده
رقم القصيدة : 2502
-----------------------------------
نَفْسِي الفِداءُ لِمَنْ أوَدُّهْ،
وَإنِ استَحالَ، وَساءَ عَهدُهْ
مُتَفاوِتُ الحُسْنَيْنِ يَثْـ
ـقُلُ رِدْفُهُ، وَيَخِفُّ قَدّهْ
كَمَلَتْ مَحَاسِنُهُ لَنَا،
لَوْلا تَجَنّبُهُ وَصَدّهْ
خَدٌّ يُعَضُّ، لحُمْرَةٍ،
تُفّاحُهُ، وَيُشَمُّ وَرْدُهْ
وَفُتُورُ طَرْفٍ قَدْ يَجُدُّ
على المُتَيَّمِ ما يَجُدّهْ
ما للمُحِبّ مِنَ الهَوَى
إلاّ صَبَابَتُهُ، وَوَجْدُهْ
لِيَدُمْ لَنَا المُعْتَزُّ،
فَهْوَ إمَامُنَا المَرْجُوُّ رِفْدُهْ
مُتَدَفّقٌ بِعَطَائِهِ،
كالنِّيلِ لَمّا جاشَ مَدّهْ
لا العَذْلُ يَرْدَعُهُ، وَلا التّعنيـ
ـفُ عَنْ كَرَمٍ يَصُدّهْ
وَزَرُ الهُدَى، وَمَغاثُهُ الـ
ـأدْنَى، وَمَفْزَعُهُ وَرِدّهْ
يَنْفي الهُوَيْنَا حَزْمُهُ،
وَيَحُوطُ دِينَ الله جِدّهْ
جَيْشٌ يُجَهّزُهُ لأرْ(29/398)
ضِ الكُفْرِ أوْ ثَغْرٍ يَسُدّهْ
لَقِيَتْ عَظيمَ الرّومِ مِنْـ
ـكَ عَزِيمَةٌ، فانفَضّ جُندُهْ
وَتَطَاوَحَتْهُ كَتَائِبٌ
عُجُلٌ تُسائِلُ أينَ قَصْدُهْ
فانْصَاعَ يَطلب ظِلَّهُ،
وَالخَيْلُ غادِيَةٌ تَكُدّهْ
فَتْحٌ أتَاكَ بِأعْظَمِ الـ
ـبَرَكاتِ بُشْرَاهُ وَوَفْدُهْ
كَثُرَ الذي نِلْنَاهُ مِنْ
نُعْمَاكَ، حتى ما نَحسُدّهْ
وَلَنَا بِعَبْدِ الله بَحْـ
ـرٌ مُعْرِضٌ للنّاسِ وِرْدُهْ
ثَاني الخَليفَةِ في النّدَى،
وَشَبيهُهُ كَرَماً، وَنِدّهْ
أيْدٌ، شَديدٌ لَوْ يُصَا
رِعُ يَذْبُلاً أنْشَا يَهُدّهْ
وَعَزِيمَةٌ يُمْضِي بِهَا
فَصْلَ الخطاب، فَما يَرُدّهْ
كالسّيْفِ يَكسِرُ مَتْنُهُ
قَصَرَ العِدَى، وَيُبيرُ جِدّهْ
إنْ أطْلُبِ الأمَلَ البَعيـ
ـدَ لَدَيْهِ يَدْنُ عَلَيّ بُعْدُهْ
وَلَقَدْ تَضَمّنَ لي النّجَا
حَ غَرِيبُ جُودِ الكَفّ فَرْدُهْ
وَعَلِقْتُ وَعْدَ مُنَاجِزٍ،
لا يَصْحَبُ التّسْوِيفَ وَعْدُهْ
فَلَئِنْ أنَالَ بِطَوْلِهِ
مَا ذخْرُهُ بَاقٍ، وَحَمْدُهْ
فَلَقَدْ تَوَلاّني أبُو
هُ بِأكْثَرِ النُّعْمَى، وَجَدّهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قد أسْحَبُ الزّقّ يأباني وأُكْرِهُهُ،
قد أسْحَبُ الزّقّ يأباني وأُكْرِهُهُ،
رقم القصيدة : 25020
-----------------------------------
قد أسْحَبُ الزّقّ يأباني وأُكْرِهُهُ،
حتى لهُ في أديمِ الأرْضِ أُخْدودُ
إنّ الملاهيَ أصْنافٌ يُشَيِّدُها
نايٌ، بهِ المِزْهَرُ الغِرِّيدُ معْقودُ
لا أرْحَلُ الرّاحَ، إلا أن يكونَ لها
حادٍ بمُنتَحَلٍ الأشْعارِ ، غِرّيدُ
ولا أُلاطِمُ دونَ الخمْرِ تاجرَها ،
لأنّ ظَنّيَ أن لم يضغْلُ موْجودُ
فاستنطِقِ العودَ، قد طال السكوت به،
لا ينطِقُ اللهْوُ حتى ينطِقَ العودُ
و فَضْلُهُ عند أهلِ الظرْفِ كلّهِمُ،
فضْلُ البرامكِ أنْ علاّهمُ الجودُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> الخمْرُ تُفّاحٌ جرَى ذائِباً ؛
الخمْرُ تُفّاحٌ جرَى ذائِباً ؛(29/399)
رقم القصيدة : 25021
-----------------------------------
الخمْرُ تُفّاحٌ جرَى ذائِباً ؛
كذالكَ التّفّاحُ خمرٌ جَمَدْ
فاشْرَبْ على جامدٍ ذا ذَوْبَ ذا ،
ولا تدَعْ لَذّة َ يومٍ لِغَدْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وعُودِ كرْمة ِ كَرْخٍ
وعُودِ كرْمة ِ كَرْخٍ
رقم القصيدة : 25022
-----------------------------------
وعُودِ كرْمة ِ كَرْخٍ
زوّجْتُها ماءَ وادِ
فَلَمْ يزَلْ يضعتَليها ،
بمُسْقِياتِ الغَوَادي
حتى إذا استَهَلّتْ بسُثودٍ
مسهّّداتٍ جِعادِ
فمُهّدَتْ في دِنَانٍ،
سَقْياً لها من مِهادِ
حتّى إذا مرّ دّهرٌ
لها أتاها عِبادي
وقد تناهتْ، وصارتْ
كمثلِ قَبْسٍ الزّنادِ
فجاءهَا مُسْتَعِدّاً
كالحارث بن عبادِ
قد لفّفَ الكُمّ منه
كنازع للقتادِ
فسلّ منها بزَالاً،
فسالَ مثْلُ الفصادِ
إلى قَنانٍ تلالا
مُدَمْلَجاتِ القِلادِ
فأذهلتْني عَقْلي ،
و اسْتَأثَرَتْ بفُؤادي
واخترْتُ إخوَة َ صِدْقٍ
من خيرِ هذي العِبادِ
شريفٌ ابنُ شريف؛
جوادٌ ابنُ جوادِ
والْهوا نهاراً وليلاً
إلى نداء الْمُنادي
و نَفّروا الليْلَ عنكُمْ
بلذَّة ٍ وسُهَادِ
فقلتُ : لذّوا ! بنفسي
أفديكمُ وفؤادي
و ناقلوا الكأسَ ظَبْياً
ما يرتعي في البوادي
لكنْ بديوان يَحْيَى
بفيهِ لطْخُ مِدَادِ
تخالُهُ ذا رُقادٍ ،
وما بهِ من رُقادِ
ما زالَ يسقي ويُسقَى ،
حتى انثنَى للمُرادِ
وانْسابَ نحوي يُغَنّي
مُطرِّباً وينادي:
سُقيتَ صَوْبَ الغوادي
يا منزِلاً لِسُعَادِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا تبْكِ رَسْماً بجانبِ السّنَدِ،
لا تبْكِ رَسْماً بجانبِ السّنَدِ،
رقم القصيدة : 25023
-----------------------------------
لا تبْكِ رَسْماً بجانبِ السّنَدِ،
ولا تجُدْ بالدموعِ للجَرَدِ
و لاتُعَرّجْ على مُعَطَّلَتة ٍ
ولا أثافٍ خلَتْ، ولا وتدِ
ومِلْ إلى مجْلِسٍ على شَرَفٍ
بالكَرْخِ بين الحديقِ ، معتمَدِ
ممهَّدٍ صُفِّفَتْ نمارقُهُ ،
في ظلّ كرْمٍ معرَّشٍ، خَضِدِ(29/400)
قد لحفتْكَ الغصُونُ أرْدِيَة ً،
فيومُك الغضّ بالنعيم نَدي
ثمّ اصطبحْ من أميرة ٍ حُجِبتْ ،
عن كل عيْنٍ ، بالصّوْنِ والرّصَدِ
لم يرَهَا خاطِبٌ، فيُمنَعَها،
ولا دَعاهُ لها أخو فَنَدِ
محْجوبَة ٌ ، في مَقِيلِ حوْبَتها ،
تسعينَ عاماً محْسوبة َ العَددِ
لم تعرف الشمسُ أنها خُلقتْ،
ولا اختلافُ الْحَرورِ والصَّرَدِ
بين فَسيلِ يحفّها خَضِلٍ ،
وبينَ آسٍ بالرّيّ منْفرِدِ
في كلّ يومٍ يظلّ قيّمُها
مكبَّلاً، كالأسيرِ، في صفدِ
مُزَمْزِماً حولها، ومُرْتنِماً،
يوجو بصَوْنٍ لها غِنى الأبدِ
حتى بذلنا بعقرها مائة ً،
صفراءَ تبدو بكفِّ منتقِدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> رُدَّا عليّ الكأسَ ، إنّكما
رُدَّا عليّ الكأسَ ، إنّكما
رقم القصيدة : 25024
-----------------------------------
رُدَّا عليّ الكأسَ ، إنّكما
لا تَدْريان الكأسَ ما تُجْدي
خَوّفْتُماني الله رَبّكُما،
وكَخِيفَتِيهِ رجاؤهُ عندي
لا تَعْذُلا في الرّاحِ، إنّكما
في غفلة ٍ عن كُنْهِ ما تُسدي
لو نِلْتُما ما نِلْتُ كت مُزِجَتْ
إلاّ بدمعِكُما من الوَجْدِ
هاتا بمثْلِ الرّاحِ معْرِفَة ً ،
بلَطَافَة ِ التّأليفِ والودّ
ما مثلُ نُعماها، إذا اشتملتْ،
إلا اشتِمالُ فَمٍ عَلى خَدّ
إن كنتُما لا تشربانِ معي
خوْفَ العِقابِ شرِبْتُها وحْدي
العصر العباسي >> أبو نواس >> اعْدلْ عن الطلَل المُحيل ، وعن هَوَى
اعْدلْ عن الطلَل المُحيل ، وعن هَوَى
رقم القصيدة : 25025
-----------------------------------
اعْدلْ عن الطلَل المُحيل ، وعن هَوَى
نَعتِ الديارِ، ووصْفِ قدْحِ الأزْنُدِ
و دَعِ العَريبَ ، وخلّها مع بُؤسها،
لمحارَفٍ ألِفَ الشّقاءَ، مُزَنَّدِ
و اقْصِدْ إلى شَطّ الفُراتِ، وعاطِني
قبل الصّباحِ، وعاصِ كلّ مفنَّدِ
صفراءَ، تحكي التبرَ، في حافاتها
عُقَدُ الْحَبَابِ كلؤلؤٍ متبدِّدِ
فلأشْرَبَن بطارِفٍ وبتالِدٍ
بنْتَ الكرومِ برغْمِ أنْفِ الْحُسّدِ(29/401)
كرْخِيّة ً كصَفاءِ وجْهِ مَشوقَة ٍ
مرْهاءَ ، ترغبُ عن سواد الإثمدِ
حنّتْ مكاتَمَة ً ؛ فبين جفونها
رقرَاقُ دمعٍ فاض أو فكأنْ قدِ
و تخافُ تحْدُرُهُ فترْفَعُ جفْنَها ،
فالدّمْعُ بينَ تَحَدّرٍ وتصَعّدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وإذا رامَ نَديمٌ عَرْبَدَهْ
وإذا رامَ نَديمٌ عَرْبَدَهْ
رقم القصيدة : 25026
-----------------------------------
وإذا رامَ نَديمٌ عَرْبَدَهْ
فاقْرَعَنْ بالصِّرْفِ منه كبدَهْ
كرّرِ الخمر عليْهِ بحْتَة ً
كَيْ تُقِيمَ الخمْرُ منه أوَدَهْ
ثمّ وسّدْهُ إذا ما غَلَبَتْ
سَوْرَة ُ الرّاحِ عليهِ عضُدَهْ
خَلّتَا سوءٍ تَشِينانِ الفَتى
حيثُ ما كان : الخنا والعرْبدَهْ
وشياطِينٌ من الإنْسِ هُمُ
أحدثوا القتْلَ، غُواة ً، مَرَدَهْ
قد سقَيْتُ الخمرَ حتى ثمِلوا
ليلة ً ذاتَ رياحٍ صَرِدَهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذا شاقَكَ ناقُوسٌ
إذا شاقَكَ ناقُوسٌ
رقم القصيدة : 25027
-----------------------------------
إذا شاقَكَ ناقُوسٌ
و شجوُ النّايِ ، والعودُ
وغُودِيتَ برِيقِ الْخَمْـ
رِ مجّتْهُ العناقِيدُ
تَطَرّبْتَ إلى الإلْفِ
فقالوا: أنتَ عِرْبِيدُ
و هل عرْبَدَ مكْرُوبٌ،
قَريحُ القلبِ معْمودُ ؟
العصر العباسي >> أبو نواس >> رُبَّ غَزَالٍ كأنّهُ قَمَرٌ
رُبَّ غَزَالٍ كأنّهُ قَمَرٌ
رقم القصيدة : 25028
-----------------------------------
رُبَّ غَزَالٍ كأنّهُ قَمَرٌ
لاحَ ، فجلّى الدجونَ في البلَدِ
سألْتُهُ الوصْلَ كيْ يجودَ بهِ،
فضَنّ عنّي به، ولم يَجُدِ
فقُلْتُ للظبْي في صُعوبَتِهِ :
يا طيّبَ الروح، طيّبَ الجسَدِ
كم من أخٍ جادَ بالْوِصالِ، فما
أُحْبِلَ منْ وَصْلنا ولمْ يَلِدِ!
فقال: هَيْهاتَ ذا تُرَقّقُني،
ولن يَرِقّ الغَزالُ للأسَدِ
فقلتُ: دَعْنا، وقُمْ لنأخُذَها
ممّا تُزِفّ العُلوجُ بالعُمُدِ
من بنْتِ كرْمٍ، إذا تُصَفِّقُها
بماءِ مُزْنٍ رمتْكَ بالزّبَدِ(29/402)
حتى إذا ما أتى صَدَرْتُ بهِ
عن كلّ واشٍ ، وعن ذَوي الحسدِ
أوْجَرْتُه القَرْقَفَ العُقارَ فَماا
نْتهيْتُ حتّى اتكَى على العَضُدِ
فقُمْتُ حتى حلَلْتُ مِئْزَرَهُ
منْهُ، وسوّيْتُ فَخْذَهُ بيدي
ثمّ اعتَنَقْنا ، وظَلْتُ ألثُمُهُ
وثغْرُهُ مثلُ ساقطِ البرَدِ
فقامَ لمّا انجَلَتْ عَمايَتُهُ
حَليفَ حُزْنٍ ، مولّع الكمدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> دَعَتِ الهمومَ إلى شغافِ فُؤادي،
دَعَتِ الهمومَ إلى شغافِ فُؤادي،
رقم القصيدة : 25029
-----------------------------------
دَعَتِ الهمومَ إلى شغافِ فُؤادي،
وحمتْ جوانبَ مُقْلَتَيَّ رُقادي
وُرْقٌ بتفجقة ٍ تنوحُ أليفَها
غَلَسَ الدُّجُنَّة ِ في ذُرَى الأعوادِ
ولقد أُزيحُ الهَمَّ حينَ ينوبُني،
والشّوْقُ يقْدَحُ في الْحَشا بزِنادِ
بمُدامة ٍ ورثَ الزّمانُ لُبابَها،
عنْ ذي الأوائلِ من أكابر عادِ
زادتْ على طولِ التقادُمِ عِزّة ً ،
ودعتْ لآخرِ عهْدِها بنَفَادِ
حتى تَطَّلّعَها الزّمانُ ، وقد فَرَتْ
حُجُبَ الدّنانِ بناضرٍ حدّادِ
فكأنّما صَبَغَ التقادُمُ ثوْبَها،
والكأسُ في عرْسِ الْمُدام، بجادِ
تسْعَى إليّ بكأسِها كرْخيّة ً،
يختصّها نَدْمانُها بوَدادِ
ناطَتْ بعاتِقِها الوِشاحَ؛ كما ترى
بطَلاً يُحاوِلُ نجدة ً بنِجادِ
فَرَأتْ عقودُ الرّاحِ دُرَّ وشاحِها،
فحكيْنَهُنَّ، وهُنّ غيرُ جَمادِ
فتلألأ النّورَانِ نورٌ ساطِعٌ،
ومنظّمٌ أرِجٌ على الأجْيادِ
و مُرِنّة ٍ جمعتْ إلى نُدَمائِها
بِدَعَ السّرُورِ يقُدْنَ كلّ مقادِ
لمّا تَغَنَّتْ ، والسّرورُ يحثّها:
رَحَلَ الخليطُ جِمالَهمْ بسوادِ
العصر العباسي >> البحتري >> يا ابن حمدون بن إس
يا ابن حمدون بن إس
رقم القصيدة : 2503
-----------------------------------
يا ابنَ حَمْدُونَ بنِ إسْـ
ـماعيلَ، وَالجُودُ عَقيدُكْ
وَالعُلا مَا شَادَ آبَا
ؤكَ قِدْماً، وَجُدودُكْ
وَنِجَارِ المَجْدِ نَبْعٌ،
شُقّ مِنْ فَرْعَيْهِ عُودُكْ(29/403)
عَظُمَتْ في فَضْلِكَ النّعْـ
ـمَةُ، وَالله يَزِيدُكْ
لا زَكا سَعْيُ مَسَا
عيكَ، وَلا استَعلى حَسودُكْ
أيُسَوّى بِكَ قَوْمٌ،
وَمَوَالِيهِمْ عَبيدُكْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أدِرْها على النّدْمانِ نوحِيّة َ العهْدِ،
أدِرْها على النّدْمانِ نوحِيّة َ العهْدِ،
رقم القصيدة : 25030
-----------------------------------
أدِرْها على النّدْمانِ نوحِيّة َ العهْدِ،
وهاتِ لعلّي أن أسكّن من وجْدي
لُبابُ مُدامٍ أُغْفِلَتْ بمُسكِنة ٍ
من الأرْض ، أو كانتْ حبيسا على عَمدِ
تحيّرَتِ الأوْهامُ دون صِفاتِها،
وجلّتْ صفات عن شبيهٍ ، وعن نِدِّ
أتت دونَها الأيامُ ، إلاّ بَقِيّة ً،
تدِقُّ للُطْفٍ أن تُضافَ إلى حدّ
أشمساً أعرْتَ الكأسَ أم هيَ لمعة ٌ
من البرْقِ ، أم أقرلْتَ بالكوكب السعدِ؟
فقال: مُدامٌ خِلْطُ ماءِ سَحابَة ٍ
قرينة ُ أم الدهر ؛ تِرْبَينِ في المهْدِ
مددْتُ لها الأجْفانَ من خوْفِ نورها
على بَصَرٍ قد كاد حين بدتْ يُودي
ألا أدْنِهَا تَنْأ الْهُمُومُ لقُرْبِها،
فتَنْقُلَها من دار قُرْبٍ إلى بُعدِ
فنَاوَلني فوق الْمُنى من يمينِهِ
مريضَ جفونِ العينِ، معْتدلَ القدّ
مطيّة ُ فُسّاقٍ، وقِبْلة ُ ماجنٍ
أليفٌ سَماعٍ لا نَزُورٍ، ولا مُكْدي
العصر العباسي >> أبو نواس >> وقائلة ٍ لي : كيْفَ كنْتَ تُريدُ ؟
وقائلة ٍ لي : كيْفَ كنْتَ تُريدُ ؟
رقم القصيدة : 25031
-----------------------------------
وقائلة ٍ لي : كيْفَ كنْتَ تُريدُ ؟
فقلْتُ لها : أن لا يكونَ حسودُ
لقد عاجلتْ قلبي جِنانُ بهجرِها ،
و قد كان يكفيني بذاكَ وعِيدُ
لعلّ جِناناً ساءَها أن أُحِبّها ،
فقل لجنانٍ: ثابتٌ ويزيدُ
فسُخطك في هذا على النفس هينٌ،
ولكنّهُ فيما سواه شديدُ
رَأيتُ دنوّ الدّارِ ليسَ بنافعٍ ،
إذا كانَ ما بينَ القلوبِ بعيدُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> تناوَمْتُ جُهْدي ، فلم أرْقُدْ ،
تناوَمْتُ جُهْدي ، فلم أرْقُدْ ،(29/404)
رقم القصيدة : 25032
-----------------------------------
تناوَمْتُ جُهْدي ، فلم أرْقُدْ ،
ونامَ الْخَلِيّ ولم يَسْهَدِ
أقلِّبُ طرْفاً كليلَ اللّحاظِ ،
وإن قَرّ عن جسَدٍ مُقصَدِ
و أنهَضُ في طرباتٍ تهيجُ ،
وأُلْزِمُ طوراً فؤادي يَدي
العصر العباسي >> أبو نواس >> نهارُكَ ، من حُسنٍ ، وليْلُكَ واحدُ ،
نهارُكَ ، من حُسنٍ ، وليْلُكَ واحدُ ،
رقم القصيدة : 25033
-----------------------------------
نهارُكَ ، من حُسنٍ ، وليْلُكَ واحدُ ،
فذا أنتَ حيرَانٌ ، وذا أنْتَ ساهدُ
وفيها، رعاكَ الله، عنكَ تثَاقُلٌ،
وما ذاكَ إلاّ أنّها فيكَ زَاهِدُ
وأنتَ الفَتى في مثل وَصْلِ حِبالِهِ
أقولُ ، وفي الأمثالِ للهمّ طاردُ
ألا ربّ مشْغُوفٍ بنا لا ينالُهُ ،
و آخرُ قد نَشْقى بهِ يتباعَدُ !
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا تارِكي جَسداً بغَيرِ فُؤادِ،
يا تارِكي جَسداً بغَيرِ فُؤادِ،
رقم القصيدة : 25034
-----------------------------------
يا تارِكي جَسداً بغَيرِ فُؤادِ،
أسرَفْتَ في هجري ، وف إبْعادي
إنْ كان يمنَعُكَ الزّيارَة َ أعيُنٌ،
فادْخُلْ عليّ بعِلّة ِ العُوّادِ
إنّ القُلوبَ معَ العيونِ، إذا جنَتْ
جاءَتْ بَلِيّتُها عَلى الأجسادِ
أشكو إليكَ جفاءَ أهْلِكَ، إنهم
ضربوا عليّ الأرْض بالأسْدادِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذا ما وَطىء َ الأمْرَ
إذا ما وَطىء َ الأمْرَ
رقم القصيدة : 25035
-----------------------------------
إذا ما وَطىء َ الأمْرَ
دُ للعِلمِ حصَى المسجدْ
فقد حَلّ لنا عَقْداً
من التِّكّة ِ تستَعقِدْ
فإن كان عرُوضِيّاً ،
فقولوا: سجدَ الْهُدهدْ
وإن أعجَبَهُ النحو،
فهذاكَ لنا أجوَدْ
و إن مالَ إلى الفِقْهِ ،
فلَلْفِقْهُ له أفسَدْ
و إنْ كان كلآميّاً ،
فحرّكْ طرَفَ المِقْوَدْ
ومَيّلْهُ إلى الجِدّ،
ففِيهِ قُرْبُ منْ يَبعُدْ
وَنِلْهُ كيفما شِئْتَ اقْـ
ـتضاباً، وعلى موْعِدْ
فيا مَنْ وَطِىء َ المسْجِ(29/405)
ـدَ من ذي بهجَة ٍ أغْيَدْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أيا مُلِينَ الْحَديدِ
أيا مُلِينَ الْحَديدِ
رقم القصيدة : 25036
-----------------------------------
أيا مُلِينَ الْحَديدِ
لعبدِهِ داودِ
ألِنْ فؤادَ جِنانٍ
لعاشِقٍ مَعْمُودِ
قد صارَتِ النّفسُ منْهُ
بينَ الْحَشا والوَرِيدِ
جِنانُ جودي ، وإنْ عَزّ
كِ الهوَى أنْ تجودي
ألا اقْتُلِيني . ففي ذا
ك راحَة ٌ للْعَميدِ
أمَا رَحِمْتِ اشْتِياقي،
أما رَحِمْتِ سُهودي
أمَا رأيتِ بُكائي
في كلّ يوْمٍ جَديدِ
فقَرّبي لمُحِبٍّ
محضَ الوداد، وجودي
صبٍّ، حريضٍ، مَهيضٍ،
ناءٍ، طريدٍ، شرِيدِ
حَرّانَ، يدْعو بليلٍ:
يا لَلْوحيدِ الفَريد
قومي، فقد كان منكم،
فُديتِ ، طولُ الرّقُودِ
فأنْجزي ليَ وَعْدي،
وأقْصِري منْ وَعِيدي
فقد وَعَدْتِ مَواعِيـ
ـدَ كالسّرَابِ بِبِيدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> كتَبَتْ على فَصٍّ لِخاتَمِها:
كتَبَتْ على فَصٍّ لِخاتَمِها:
رقم القصيدة : 25037
-----------------------------------
كتَبَتْ على فَصٍّ لِخاتَمِها:
مَنْ مَلّ محبوباً ، فلا رقَدا
فكَتَبْتُ في فَصّ ليَبْلُغَها:
منْ نامَ لمْ يعْقِلْ كمنْ سَهِدا
فمحَتهُ ، واكتتَبَتْ ليبلُغَني:
لا نامَ مَن يَهْوى ولا هجدا
فَمحوْتُه ثم اكتتبْتُ : أنا ،
والله، أوّلُ ميّتٍ كَمَدا
فمحَتْه، واكتتَبَتْ تُعارضُني:
والله! لا كلّمتُهُ أبَدا
العصر العباسي >> أبو نواس >> وقَصْرِيّة ٍ أبْصَرْتُها، فهويتُها،
وقَصْرِيّة ٍ أبْصَرْتُها، فهويتُها،
رقم القصيدة : 25038
-----------------------------------
وقَصْرِيّة ٍ أبْصَرْتُها، فهويتُها،
هوَى عُرْوَة العذْريّ والعاشقِ النجْدي
فلمّا تمادى هجْرُها ، قلتُ: واصِلي،
فقالتْ: بهذا الوَجه ترْجو الهوَى عندي؟
فقلتُ لها : لوْ كانَ في السوقِ أوْجُهٌ
تُباعُ بنقْدٍ حاضرٍ ، وَسِوَى نَقْدِ
لغَيّرْتُ وَجهي، واشترَيتُ مكانهُ،
لعلّكِ أن تهْوَيْ وِصَاليَ من بَعدِ(29/406)
و إن ذا قُبْحٍ ، فإنّيَ شاعِرٌ،
فقالتْ: ولو أصبحتَ نابغة َ الجعدي
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّني أبْصرْتُ شَخْصاً
إنّني أبْصرْتُ شَخْصاً
رقم القصيدة : 25039
-----------------------------------
إنّني أبْصرْتُ شَخْصاً
قد بَدَا منهُ صُدودُ
جالسا فوقَ مُصَلًّى ،
و حَوَالَيْهِ عَبِيدُ
فرَمَى بالطّرْفِ نحْوي،
وهْو بالطّرْفِ يصِيدُ
ذاك في مكتَبِ حفْصٍ،
إنّ حفْصتاً لسَعِيدُ
قال حفْصٌ: إجلِدوه،
إنّه عنْدي بَلِيدُ
لم يَزَلْ مذ كان في الدّرْ
سِ عن الدّرسِ يَحيدُ
كُشفَتْ عنْهُ خُزُورٌ ،
وعن الخزّ برودُ
ثمّ هالوهُ بسَيرٍ
ليّنٍ، ما فيه عودُ
عنْدها صاحَ حبيبي:
يا مُعلّمْ لا أعودُ!
قلتُ : يا حفص اعْف عنه ،
إنه سَوفَ يُجِيدُ
العصر العباسي >> البحتري >> إنما سلطان بدر عرس
إنما سلطان بدر عرس
رقم القصيدة : 2504
-----------------------------------
إنما سلطان بدر عرس
مشبه في الحسن ملك المعتضد
يجمع الجيش بتدبير فتى
بذلت كفاه فيه ما يجد
يتبع الوعد بنجح عاجل
فسواء منه أعطى أو وعد
أسد يبدع في أعدائه
سطوة ما يتعاطاه الأسد
العصر العباسي >> أبو نواس >> وَفَاتِنِ الألْحاظِ والخَدِّ ،
وَفَاتِنِ الألْحاظِ والخَدِّ ،
رقم القصيدة : 25040
-----------------------------------
وَفَاتِنِ الألْحاظِ والخَدِّ ،
معْتَدلِ القامة ِ والقَدِّ
قال ، وعيني منه في خدّه
راتِعَة ٌ في جَنّة ِ الخُلْدِ:
طرْفُكَ زانٍ ! قلتُ دَ معي إذن
يجْلِدُهُ أكثَرَ من حَدّ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ألا إنّ مَن أهواهُ ضَنّ بوُدّهِ، ألا إنّ مَن أهواهُ ضَنّ بوُدّهِ،
ألا إنّ مَن أهواهُ ضَنّ بوُدّهِ، ألا إنّ مَن أهواهُ ضَنّ بوُدّهِ،
رقم القصيدة : 25041
-----------------------------------
ألا إنّ مَن أهواهُ ضَنّ بوُدّهِ، ألا إنّ مَن أهواهُ ضَنّ بوُدّهِ،
وأعْقَبَني من بعْدِ ذاكَ بصَدِّهِ
فَوَاحَزَنا بعْدَ الموَدّة ِ، إنّه(29/407)
لَيَبْخَلُ عنّي بالسّلامِ وردّهِ
دَعاني إليْهِ حُسْنُهُ ، وجمالُهُ ،
وسِحْرٌ بعَيْنَيْهِ، وخالٌ بخدّهِ
كأنّ فِرِنْدَ المُرْهَفاتِ بخدّهِ ،
و يختالُ ماءُ الورْدِ تحتَ فِرِنْدِه
فلم أرَ مثْلي صارَ عبْداً لمثلهِ ،
و لا مثْلَهُ يوماً أضرّ بعبده !
العصر العباسي >> أبو نواس >> باتتْ بطرْفٍ مُسَّهد
باتتْ بطرْفٍ مُسَّهد
رقم القصيدة : 25042
-----------------------------------
باتتْ بطرْفٍ مُسَّهد
مَطْمومَة ٌ تَتَمَرّدْ
لها من الظَّرْفِ والْحُسْـ
ــنُ زائد يتجَدّدْ
فكلّ حسْنٍ بديعٍ
من حسنها يتوَلّدْ
في القلب منّي عليها
حرارة تتوقَّدْ
تعودُ بالوَصْلِ طوراً ،
و العوْد بالوَصلِ أحمدْ
حتى ، إذا أطمَعَتْني
تأبَى عليّ وتَجحَد
فمتا لقلْبِيَ منْها
إلاّ العنا والترَدّدْ
أبْغي دُنُوّاً إليْها
بالجهدِ منّي ، فتبعُدْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذا ما عاذِلي سَما
إذا ما عاذِلي سَما
رقم القصيدة : 25043
-----------------------------------
إذا ما عاذِلي سَما
كِ قلتُ أعدْ ، كتذا أعِدِ
وشِبْ لي باسمِها عَذَلي
وزِدْني، ثم زِدْ وَزِدِ
نهاري كلَّهُ ، وغَداً ،
و بعْدَ غدٍ ، وبعد غَدٍ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أمَرْبَعْنا بالشّطّ لا لَعِبَ البِلَى
أمَرْبَعْنا بالشّطّ لا لَعِبَ البِلَى
رقم القصيدة : 25044
-----------------------------------
أمَرْبَعْنا بالشّطّ لا لَعِبَ البِلَى
بربْعِكِ ما ناحَتْ حمامة ُ وادِ
خَلَعْتُ عِذاري فيكَ يوْماً وليلة ً،
وشرّدَ شُرْبُ الرّاحِ فيكَ رُقادي
و متّخِذٍ لينَ النّصارى عِبادَة ً ،
يرى أنّهُ فيهِ مُصِأيبُ رَشادِ
أأذكُرُ طَرْفاً ، بالصّدودِ تقطّعَتْ
قلوبٌ إليه بالوِصالِ صَوادِ
وأذكُرُ طَرْفاً، بالوِصالِ سَخَتْ له
قلوبٌ تداعَتْ من وثاقِ صِفادِ
و صفْراءَ طولُ الدّهرِ فيها يزبدُها ،
إذا شجّها هَوْناً بماءِ غَوَادِ
كأنّ الذي تُبديِه عنْد نِكاحِها ،(29/408)
و ما قبْلَهُ منها ، عيونُ جَرَادِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> تصَبَّحْتُ في وعْدٍ ، وبتُّ على وَعْدِ
تصَبَّحْتُ في وعْدٍ ، وبتُّ على وَعْدِ
رقم القصيدة : 25045
-----------------------------------
تصَبَّحْتُ في وعْدٍ ، وبتُّ على وَعْدِ
لمن زَارَني بعد التجنّبِ والصّدِّ
فجاءَ بُعَيْدَ الظهْرِ للغدِ موفياً،
وَبِتُّ على مَهْدِ، وباتَ عَلى مَهْدِ
و مازالَ يسْقينا ، ويشْرَبُ ليْلنَا ،
فعَينٌ على عينٍ، وخَدّ على خَدِّ
فبتْنا من السّكْرِ الشديدِ كأنّنا
قَتيلانِ لُفّاف الرَّياحينِ والوَرْدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا فرْحَة ً جاءت معَ العِيدِ،
يا فرْحَة ً جاءت معَ العِيدِ،
رقم القصيدة : 25046
-----------------------------------
يا فرْحَة ً جاءت معَ العِيدِ،
وفَى الذي أهْوَى بموْعودِ
جاءَ من الأعيُنِ مُستخفياً ،
من بعدِ إخلافٍ وتَنْكيدِ
حتى إذا الرّاحُ جَرَتْ بيننا ،
أمِنْتُ من خُلْفٍ وترْديدِ
ظلّ وليُّ العهْدِ في خُطْبَة ٍ،
وظِلْتُ بين الرّاحِ والعُودِ
صَارَ مُصَلاّنا أباريقنا ،
ونحْرُنَا بنْتَ العَنَاقِيدِ
للناسِ عِيدٌ عمَّهُمْ واحدٌ ،
وصار لي عِيدانِ في عِيدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا قَرِيبَ الدارِ مِن داري، وقدْ
يا قَرِيبَ الدارِ مِن داري، وقدْ
رقم القصيدة : 25047
-----------------------------------
يا قَرِيبَ الدارِ مِن داري، وقدْ
زادَ في البُعْدِ عَلى مَنْ بَعُدا
قد شهِدْتُ العيدَ، فاسْتسمجتُهُ،
ذاكَ أن لم تكُ فيمَنْ شَهِدا
حوْليَ النّاسُ كأنّي لا أرَى
منهُمُ ، إذ غبْتَ عني ، أحدَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أمَا ونَجِيبَة ٍ يَهْوي
أمَا ونَجِيبَة ٍ يَهْوي
رقم القصيدة : 25048
-----------------------------------
أمَا ونَجِيبَة ٍ يَهْوي
عليها راكِبٌ فَرِدُ
مُظلَّلُ مِحْجَرِ العَيْنَيْـ
ــنِ ، جيبُ قميصِهِ قِدَدُ
إذا ما جاوَزَتْ جدَداً ،
فلاحَ لعينهِ جَدَدُ(29/409)
حكَتْ أُمَّ الرّئالِ، إذا
رماها الوابلُ البردُ
تؤمّ بقَفْزَة ٍ بَيْضاً
لها في جوْفهِ ولدُ
وحرمة ِ كفِّ ممتَزِجٍ
شَمولاً ، ضَوْؤها يَقِدُ
فلمّا أنْ تَقَارَنَ فَو
قَها ، كاللؤلؤ، الزّبدُ
سقاها ماجِداً، محْضاً
نَمَتْهُ جحاجِحٌ نُجُدُ
لَصَحنُ المسجدِ المعمو
ر، فالرّحباتُ، فالسنَدُ
فما ضَمّتْ سقائِفُهُ
فطود إزائه الوَحِدُ
فدورُ بني أبي سُفْيا
نَ حيثُ تبَحْبحَ العددُ
فحيثُ اسْتوْطنَ البكرا
تُ، فالدورُ التي امتهدوا
فدورُ محاربٍ حيْثُ اسْـ
ـتَمَرّ السيْلُ يَطَّرِدُ
إلى دورٍ يحلّ بها ا
لألى قلبي بهم كمِدُ
ألذُّ لعينِ مكتحِل ،
أطافَ بعينهِ رَمَدُ
من الموْماة ِ غاداها
وَرَاوَحَ أهلَهَا النّقَدُ
و كلّ مزيِّلٍ ميْتاً
يثنّي جيدَه الغَيَدُ
عَروضيُّ إذا ما افترّ
مبتسِماً بدا بَرَدُ
إذا قمنا نصلّي لم
يفرّقْ بيْنَنا أحِدُ
أحرّكُهُ، إذا قاموا،
و ألمسه ، إذا قعدوا
وليس خليفة ُ الرّحْمـ
ــنِ يعدِلني ، إذا سجدوا
واين المِرْبد الوَحْشيّ
من ذا النّعْتِ ، فالجلَدُ
مُخَندَقَه ، وقد كان الـ
ــمُصَلي الفردَ ، فالنّضَدُ
فسوقُ الإبلِ، حيثُ تسا
قُ فيه الخيلُ تطَّرِدُ
محلٌّ ليسَ يعدمُني
به ذو غمّة جَحِدُ
من الأعراب قد مَحَشَتْ
ضواحي جلده النُّجُدُ
إذا ما قلتُ كيْفَ العيـ
ـشُ قال شرَنبَثٌ نكِدُ
معاذَ الله ما استويا
وإن آواهُما بَلَدُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قريبُ الدار، مطلبُه بعيدُ،
قريبُ الدار، مطلبُه بعيدُ،
رقم القصيدة : 25049
-----------------------------------
قريبُ الدار، مطلبُه بعيدُ،
يَرى نظري، فيعلمُ ما أريدُ
أقولُ له ، وقد أخْلَتْهُ عَينٌ
من الرّقباءِ ناظرُها حديدُ:
اتَمْنعُ ريقَكَ المعسولَ عنّي ،
و أنتَ على الجدارِ به تَجُودُ ؟!
فرَنّقَ مُغْضَباً لحظاتِ عيْنٍ
عليه بغير قَوّادٍ تقود
وكادَ يقولُ شيئاً، غيرَ أني
سَبَقْتُ إلى اليمين بلا أعودُ!
فقالَ: لو اقتصرتَ عليه جُدْنا ،(29/410)
ولكنْ قد علمْنَا ما تريدِ!
العصر العباسي >> البحتري >> ما لها اولعت بقطع الوداد
ما لها اولعت بقطع الوداد
رقم القصيدة : 2505
-----------------------------------
ما لها اولعت بقطع الوداد
كل يوم تروعني بالبعاد
ما علمت النوى ولا الشوق حتى
أشرقت لي الخدود فوق النجاد
فوقفنا على الطلول يفيض الـ
ــلؤلؤ الرطب من عيون صواد
في رياض قد استعار لها الوبـ
ـــل رداءاً من ابتسام سعاد
وسعاد غراء فرعاء تسقيـ
ـــك عقاراً من الثنايا البراد
نكرتني فقلت لا تنكرني
لم أحل عن خلائقي واعتيادي
أن تريني ترى حساماً صقيلاً
مشرفيا من السيوف الحداد
ثاني الليل ثالث البيد والسيـ
ـر نديم النجوم ترب السهاد
كلم الخضر لي فصيرني بعـ
ــدك عينا على العيار البلاد
ليلة بالشآم ثمت بالأهـ
ـواز يوماً وليلة بالسواد
وطني حيث حط العيس يحلي
وذراعي الوساد وهو مهاد
لي من الشعر نخوة واعتزاز
وهجوم على الأمور الشداد
فإذا ما بنيت بيتاً تبتخر
ت كأني بنيت ذات العماد
أو كأني أحوك حوك زياد
أو كأني أبو دؤاد الإيادي
لي معينان همة واعتزام
تلك من طارفي وذا من تلادي
لي نديمان كوكب وظلام
لا يخونان صحبتي وودادي
لي من الدهر كل يوم عناء
فرقتي معشري وقلة زادي
ما حديثي إلا حديث كليب
وبجير والحارث بن عباد
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا منْ بمُقْلتِهِ يَصِيدُ،
يا منْ بمُقْلتِهِ يَصِيدُ،
رقم القصيدة : 25050
-----------------------------------
يا منْ بمُقْلتِهِ يَصِيدُ،
وعن الصِّيَادَة ِ لا يحِيدُ
بالله! في حقّ الهوَى
أن لا تُصَادَ ، وقد تَصِيدُ
تسبي القلوبَ بمقلة ٍ ،
ألحاظُها فيها شهودُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أميري حالَ عن عهْدي،
أميري حالَ عن عهْدي،
رقم القصيدة : 25051
-----------------------------------
أميري حالَ عن عهْدي،
وما دامَ على ودّي
وخلاّنيَ في النّارِ،
وفي السُّحقِ، وفي البُعدِ
غزالٌ لم يَحُزْ هذا
لِخُلْقٍ غيرِه عندي(29/411)
إذا ما قلتُ يا مَوْلا
ي، يوماً قالَ يا عبْدي!
العصر العباسي >> أبو نواس >> غادِ الهوى بالكأسِ بَرْدَا،
غادِ الهوى بالكأسِ بَرْدَا،
رقم القصيدة : 25052
-----------------------------------
غادِ الهوى بالكأسِ بَرْدَا،
و أطعْ إمارَة َ من تبدّي
واشْرَبْ بكَفّيْ شادنٍ
جازَ المُنى هَيتفاً وقَدّ
ظَبْيٌ، كأنّ الله ألْـ
ـبَسَهُ قُشورَ الدُّرِّ جِلدا
وتَرَى على وجنَاتِهِ،
في أيّ حينٍ شئت، ورْدَا
العصر العباسي >> أبو نواس >> بسُجودِ القسّيسِ، يومَ السجودِ،
بسُجودِ القسّيسِ، يومَ السجودِ،
رقم القصيدة : 25053
-----------------------------------
بسُجودِ القسّيسِ، يومَ السجودِ،
و الصّليبِ المعظّمِ المعْمودِ
والأناجيلِ والمزامِيرِ والمِسْـ
ــرَاجِ في كفِّ عابدٍ معبود
وبِناقُوسِ بِيعَة ِ اللّحمِ حقّاً،
وبأقْفَالها وبالإقليدِ
و بما في بيوتها من رُخامٍ ،
و بما تحت سقْفها من عمودِ
وبذِبْحِ الّذي ذكرتم بأنّ ا
لله لم يُثْبِت اسْمَه في العبيدِ
بالجمال البديعِ ! إلاّ رثيْتُمْ
لشجٍ مثْخَنٍ بخوف الوعيد !
العصر العباسي >> أبو نواس >> قال الطّبيبُ ، وقد تأمّلَ سحْنَتي :
قال الطّبيبُ ، وقد تأمّلَ سحْنَتي :
رقم القصيدة : 25054
-----------------------------------
قال الطّبيبُ ، وقد تأمّلَ سحْنَتي :
إنّ الذي أضْناكَ فيكَ لَباد
و زوالُ ما بكَ ليس فيه مَرِيَّة ُ ،
إن عادَكَ اللهبيّ في العُوّادِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> إنّي لَصَبٌّ، ولا أقولُ بمَنْ
إنّي لَصَبٌّ، ولا أقولُ بمَنْ
رقم القصيدة : 25055
-----------------------------------
إنّي لَصَبٌّ، ولا أقولُ بمَنْ
أخافُ منْ لا يخافُ من أحدِ
إذا تفكّرْتُ في هوايَ لهُ
مسستُ رأسي هل طارَ عن جسَدي؟
إنّي على ما ذكرتُ من فَرَقٍ ،
لا آملُ أنْ أنالَهُ بيدِي
العصر العباسي >> أبو نواس >> رَفَعَ الصّوْتَ ، فنادَى :
رَفَعَ الصّوْتَ ، فنادَى :
رقم القصيدة : 25056(29/412)
-----------------------------------
رَفَعَ الصّوْتَ ، فنادَى :
يا أبا عيسَى الْجَوادا
كُنْ عِماداً يا ابْنَ من كا
نَ غِياثاً وعِمادا
وتَدَارَكْ جَسَداً قَد
ماتَ ، أو قد قيل كادا
قلْ لهُ إنْ قالَ تا
بَ ؟ ! نعمْ تابَ وزادا
واضْمَنِ التّوْبَة َ عمّنْ
كُلّما أطراكَ عادا
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذا كان رَيْبُ الدّهرِ غالَ إمامَنا ،
إذا كان رَيْبُ الدّهرِ غالَ إمامَنا ،
رقم القصيدة : 25057
-----------------------------------
إذا كان رَيْبُ الدّهرِ غالَ إمامَنا ،
فلمْ يُخْطِهِ لَمّا رَماهُ، فأقصَدا
فإنّ الذي كنّا نُؤَمّلُ بعده،
وندْخرهُ للنّائِبَاتِ مُحَمّدا
إمامُ هُدى ً عمّ الأنامَ بعَدْلِهِ ،
وجارَ على الأموال في الحكْمِ واعتدى
فأبقاهُ ربّ الناس ما حنّ والهٌ،
وما فَرْفَرَ القُمْرِيّ يوماً وغَرّدَ ا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أقول، والغيْثُ دانٍ
أقول، والغيْثُ دانٍ
رقم القصيدة : 25058
-----------------------------------
أقول، والغيْثُ دانٍ
يكادُ يُدْفَعُ بالْيَدْ:
يا غيْثُ أبْرِقْ وأرْعدْ
محمّدٌ منك أجودْ
على الأمينِ يمينٌ،
بالله، ربّ محمّدْ
أنْ لا يقولَ لراجٍ
رجاهُ: لا، عن تعمّدْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> ونرْجِسٍ قد حُفّ بالوَرْدِ،
ونرْجِسٍ قد حُفّ بالوَرْدِ،
رقم القصيدة : 25059
-----------------------------------
ونرْجِسٍ قد حُفّ بالوَرْدِ،
في خدّ من قد لجّ في البُعْدِ
راوَدْتُهُ عن نَفْسِهِ خالياً،
فقالَ ، يلْقاني بالرّدّ :
أما تَراني قدْ بدتْ لحيَتي!
كُفّ، وخُذْ في طلبِ المُرْدِ
فقلتُ : هذا نَرْجِسٌ طالع ،
وَرَّدَ في العارِضِ والخَدِّ
فليس حِبِّي ، صاحِ ، إلاّ الذي
قد جاوز الخمسين في العدّ
أسْألُه كم لك من نُسوة ٍ،
و كم صبيٍّ لكَ في المهْدِ
فذاكَ من شأني ، ومن لذتي
حتى أُوارَى في ثَرَى لحدي
العصر العباسي >> البحتري >> مثالك من طيف الخيال المعاود(29/413)
مثالك من طيف الخيال المعاود
رقم القصيدة : 2506
-----------------------------------
مِثَالُكَ مِنْ طَيْفِ الخَيَالِ المُعَاوِدِ،
ألَمّ بِنَا مِنْ أُفْقِهِ المُتَبَاعِدِ
يُحَيّي هُجُوداً مُنْتَشِينَ مِنَ الكَرَى،
وَمَا نَفْعُ إهْدَاءِ السّلاَمِ لِهَاجِدِ
إذا هيَ مالَتْ للعِنَاقِ تَعَطّفَتْ،
تَعَطُّفَ أُمْلُودٍ، منَ البَانِ، مائدِ
إذا وَصَلَتْنَا لمْ تَصِلْ عَنْ تَعَمّدٍ،
وإنْ هَجَرَتْ أبدَتْ لَنَا هَجرَ عامِدِ
تُقَلّبُ قَلْباً مَا يَلينُ إلى الصّبَا،
وَمَنْزُورَ دَمعٍ عن جَوَى الحبّ جامد
تَمَادَى بها وَجدي، وَمُلّكَ وَصْلَهَا
خَليُّ الحَشَا، في وَصْلِها جِدّ زَاهِدِ
وَمَا النّاسُ إلاّ وَاجِدٌ غَيرُ مالِكٍ
لِمَا يَبتَغي، أوْ مَالِكٌ غَيرُ وَاجِدِ
سَقَى الغَيثُ أكنافَ الحِمَى مِنْ مَحَلّةٍ
إلى الحِقْفِ من رَملِ اللوى المُتَقاوِدِ
وَلاَ زَالَ مُخْضَرٌّ منَ الرّوْضِ يَانِع
عَلَيهِ، بمُحْمَرٍّ من النَّورِ جاسِدِ
يُذَكّرُنَا رَيّا الأحِبّةِ، كُلّمَا
تَنَفّسَ في جُنْحٍ مِنَ اللّيلِ بَارِدِ
شَقَائِقُ يَحمِلْنَ النّدَى، فكأنّهُ
دُمُوعُ التّصَابي مِنْ خُدودِ الخَرَائِدِ
وَمِنْ لُؤلُؤٍ في الأُمحُوَانِ مُنَظَّمٍ،
عَلى نُكَتٍ مُصْفَرّةٍ، كالفَرَائِدِ
كأنّ جَنى الحَوْذانِ، في رَوْنَقِ الضّحَى،
دَنانيرُ تبرٍ مِنْ تُؤَامٍ وَفَارِدِ
رِبَاعٌ تَرَدّتْ بالرِّيَاضِ، مَجُودَةٌ
بكُلّ جَديدِ الماءِ عَذبِ المَوَارِدِ
إذا رَاوَحَتْهَا مُزْنَةٌ بَكَرَتْ لَهَا
شآبيبُ مُجْتَازٍ عَلَيْهَا، وَقَاصِدِ
كأنّ يَدَ الفَتحِ بنِ خَاقَانَ أقْبَلَتْ
تَليهَا بتِلْكَ البَارِقَاتِ الرّوَاعِدِ
مَلِيّاً، إذا ما كانَ بادىءَ نِعْمَةٍ،
بكَرّ العَطَايَا البَادئَاتِ العَوَائِدِ
رَأيتُ النّدَى أمْسَى شقيقاً مُنَاسِباً
لأخْلاَقِهِ، دونَ الحَليفِ المُعَاقِدِ
تَلَفّتَ فَوْقَ القَائِمِينَ، فَطَالَهُمْ،(29/414)
تَشَوُّفَ بَسّامٍ إلى الوَفْدِ قاعِدِ
جَهيرُ الخِطَابٍ يَخْفِضُ القَوْمُ عنده
مَعَارِيضَ قَوْلٍ كالرّياحِ الرّوَاكِدِ
يَخُضُونَ بالتّبجِيلِ أطْوَلَهُم يَداً،
وأظْهَرَهُمْ أكْرُومَةً في المَشاهِدِ
وَلَمْ أرَ أمثَالَ الرّجَالِ تَفاوَتَتْ
إلى الفَضْلِ حتّى عُدّ ألْفٌ بوَاحِدِ
وَلاَ عَيبَ في أخْلاقِهِ، غَيرَ أنّهُ
غَرِيبُ الإسَى فيها قَلِيلُ المُسَاعِدِ
مَكَارِمُ هُنّ الغَيْظُ بَاتَ غَليلُهُ
يُضَرَّمُ في صَدْرِ الحَسُودِ المُكايِدِ
وَلَنْ تَستَبِينَ الدّهْرَ مَوْضِعَ نِعْمَةٍ،
إذا أنتَ لمْ تُدْلَلْ عَلَيها بحاسِدِ
كَفَى رأيُهُ الجُلّى، وَألقى سَمَاحُهُ
نَفَاقاً على عِلْقٍ مِنَ الشِّعْرِ كاسِدِ
وإنّ مَقَامِي، حَيثُ خَيّمتُ، مِحنةٌ،
تُخَبّرُ عَنْ فَهْمِ الكِرَامِ الأجاوِدِ
وكاْئِنْ لهُ في ساحَتي منْ صَنِيعَةٍ،
قَطَعْتُ لَهَا عُقْلَ القَوَافي الشّوَارِدِ
وإنّي لَمَحْقُوقٌ ألا يَطُولَنِي
نَداهُ، إذا طَاوَلْتُهُ بالقَصَائِدِ
يَحُكْنَ لَهُ حَوْكَ البُرُودِ لزِينَةٍ،
وَيَنْظِمْنَ عَنْ جَدوَاهُ نَظمَ القَلائِدِ
وَحَسْبُ أخي النُّعمى جَزَاءً إذا امتطى
سَوَائِرَ مِنْ شِعْرٍ على الدّهرِ خالِدِ
مَلَكْتُ بهِ وِدّ العِدى، وَأجَدّ لي
أوَاصِرَ قُرْبَى في الرّجَالِ الأباعِدِ
جَمَالُ اللّيَالي في بَقَائِكَ، فَليَدُمْ
بَقاؤكَ في عُمْرٍ عَلَيْهِنّ زَائِدِ
وَمُلّيتَ عَيْشاً مِن أبي الفَتحِ، إنّهُ
سَليلُ العُلا، وَالسّؤدَدِ المُتَرَافِدِ
مَتى مَا يَشِدْ مَجداً يَشِدْهُ بهِمّةٍ
تَقَيّلَ فيها ماجِداً بَعْدَ مَاجِدِ
وإنْ يَطّلِبْ مَسْعَاةَ مَجدٍ بَعيدَةً،
يَنَلْهَا بِجَدٍّ أرْيَحيٍّ وَوَالِدِ
كَما مُدّتِ الكَفُّ المُضَافُ بَنانُها
إلى عَضُدٍ، في المَكْرُمَاتِ، وَسَاعِدِ
يَسُرّكَ في هَدْيٍ إلى الرّشدِ ذاهِبٍ،
وَيُرْضِيكَ في هَمٍّ إلى المَجْدِ صاعِدِ
لَهُ حَرَكَاتٌ مُوجِبَاتٌ بِأنّهُ(29/415)
سَيَعْلُو، علو البدر بين الفراقد
مَوَاعِدُ لِلأيّامِ فيهِ، وَرَغْبَتِي
إلى الله في إنجازِ تِلْكَ المَوَاعِدِ
أأجْحَدُكَ النَّعْمَاءَ، وهيَ جَليلَةٌ،
وَمَا أنَا للبِرّ الخَفيّ بِجَاحِدِ
مَتَى ما أُسَيِّرْ في البِلادِ ركَائبي،
أجِدْ سائقي يَهْوِي إلَيكَ، وَقَائِدِي
وأكرَمُ ذُخْرِي حُسْنُ رَأيِكَ، إنّهُ
طَرِيفي الذي آوِي إلَيهِ، وَتَالِدِي
العصر العباسي >> أبو نواس >> حلفْتُ اليوم بالطُّنبو
حلفْتُ اليوم بالطُّنبو
رقم القصيدة : 25060
-----------------------------------
حلفْتُ اليوم بالطُّنبو
رِ، والكعبين، والنّرْدِ
و بالشّرْبِ من الرّاحِ
على النِّسْرِينِ، والورْدِ
وصيْدِ البازِ والشّا
هينِ ، والأكلُبِ والفهدِ
لقدْ أجْهَدْتَ يا مولا
يَ قلبي، أيّما جهْدِ
ولكنْ لم أجدْ بُدّاً
مِنَ أنْ أجزِيكُمُ ودّي
العصر العباسي >> أبو نواس >> صَبَبْتُ على الأميرِ ثيابَ مدْحي ،
صَبَبْتُ على الأميرِ ثيابَ مدْحي ،
رقم القصيدة : 25061
-----------------------------------
صَبَبْتُ على الأميرِ ثيابَ مدْحي ،
فكلٌّ قال: أحْسَنَ! واسْتجادا
ولولا فضْلُهُ ما جاد شِعري،
و لا ملَكَ الثَّنا منّي القِيَادَا
و قالوا : قد أجدْتَ ، فقلتُ : إنّي
رأيْتُ الأمْرَ أمْكَنني فَزَادَ ا
العصر العباسي >> أبو نواس >> قولا لهارونَ إمامَ الهدَى
قولا لهارونَ إمامَ الهدَى
رقم القصيدة : 25062
-----------------------------------
قولا لهارونَ إمامَ الهدَى
عند احتفالِ المجلس الحاشدِ
نصيحة ُ الفضْلِ ، وإشفاقُهُ
أخْلى له وجهك من حاسِدِ
بصادقِ الطّاعَة ِ، ديّانِها،
وواحدِ الغائبِ والشّاهدِ
أنْتَ على ما بكَ من قُدْرَة ٍ ،
فلستَ مثْلَ الفضل بالواجدِ
أوْجدَهُ الله، فما مثلُه
لطالبٍ ذاك، ولا ناشدِ
وليسَ لله بمسْتَنْكَرٍ
أن يجمعَ العالَم في واحِدِ +
العصر العباسي >> أبو نواس >> وإنْ تصْفَحْ، فإحسانٌ جديدٌ أقِلْني، قد ندمْتُ على ذُنوبي(29/416)
وإنْ تصْفَحْ، فإحسانٌ جديدٌ أقِلْني، قد ندمْتُ على ذُنوبي
رقم القصيدة : 25063
-----------------------------------
وإنْ تصْفَحْ، فإحسانٌ جديدٌ أقِلْني، قد ندمْتُ على ذُنوبي
وبالإقرار عُذْتُ من الْجُحُودِ
و إنْ تصْفَحْ ، فإحْسانٌ جديدٌ
سبقْتَ به إلى شكْرٍ جديدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> وقيتَ بيَ الرَّدى زِدني قيودَا ،
وقيتَ بيَ الرَّدى زِدني قيودَا ،
رقم القصيدة : 25064
-----------------------------------
وقيتَ بيَ الرَّدى زِدني قيودَا ،
وثَنّ عليّ سوْطاً، أو عمُودا
ووَكّلْ بي، وبالأبْوابِ دوني،
من الرّقَباءِ شيطاناً مَريدَا
وأعْفِ مسامعي من صَوْتِ رِجْسٍ
ثقيلٍ شَخْصُه يُدعى : سعيدَا
فقد تركَ الحديدَ عَليَّ ريشاً
وأوْقَرَ بُغْضُهُ قلبي حديدا
العصر العباسي >> أبو نواس >> أرَبْعَ البلى ! إنّ الخشوعَ لَبَاد
أرَبْعَ البلى ! إنّ الخشوعَ لَبَاد
رقم القصيدة : 25065
-----------------------------------
أرَبْعَ البلى ! إنّ الخشوعَ لَبَاد
عليكَ، وإنّي لم أخُنْكَ وِدَادي
رهينة أرْوَاحٍ، وصَوْبِ غوادي
و لا أدْرَأُ الضّرّاءَ عنْكَ بحِيلة ٍ
فما أنا منها قَائلٌ لسُعادِ
و إن كنتَ مهجورَ الفِنا فَبما رمتْ
يدُ الدّهْرِ عن قوْسِ المنونِ فؤادي
و إن كنتَ قد بدّلْتَ بؤسي بنعمة ٍ ،
فقد بُدّلَتْ عيْني قذى ً برقُادِ
من الرَيح ما قامتْ، وإن هيَ أعصَفتْ
نهوُزٌ برأسٍ كالعَلاة ِ وهادي
فكم حطَمَتْ من جَنْدلٍ بمفازَة ٍ،
وخاضَتْ كتيّارِ الفُراتِ بوَادِ
وما ذاكَ في جنبِ الأميرِ وزَوْرِهِ،
ليعْدلَ من عنْسي مدَبّ قُرادِ
رأيتُ لفضل في السماحة ِ هِمّة ً ،
أطالتْ لعمري غيظَ كلّ جوادِ
فتى ً لا تلوك الخمرُ شحمَة َ مالهِ،
و لكن أيادٍ عُوّدٌ وبوادِ
ترى الناس أفواجاً إلى بابِ دارهِ ،
كأنّهم رَجْلاً دَبى ً وجَرادِ
فيومٌ لإلحاق الفقير بِذي الغِنى ،
ويومُ رقابٍ بوكِرَتْ لحَصَادِ
أظلّتْ عطاياهُ نِزاراً، وأشرفَتْ(29/417)
على حِمْيَرٍ في دارِها ومُرَادِ
وكنّا، إذا ما الحائنُ الْجَدِّ غَرهُ
سَنى برق غاوٍ ، أو ضجيجُ رِعادِ
تردّى له الفضلُ بن يحيَ بن خالدٍ
بماضي الظُّبى يزهاه طولُ نجادِ
أمامَ خميسٍ أُرْجُوانٍ كأنّهُ
فما هوَ إلاّ الدّهْرُ يأتي بصرْفِهِ ،
على كلّ مَنْ يَشْقَى بهِ ويُعادي
سلامٌ على الدنْيا ، إذا ما فُقِدْتُمُ ،
بني برْمَكٍ من رائحينَ وغادِ
بفضلِ بن يحيَ أشرَقتْ سُبُلُ الهدى
و أمّنَ ربّي خوْفَ كلّ بلادِ
فدونكها يا فضلُ مني كريمة ً،
ثنَتْ لك عطفاً بعد عِزّ قيادِ
خليليَّة ٌ في وزنها قُطُربيّة ٌ ،
نظائرُهَا عند الملوكِ عَتادي
وما ضَرّهَا أن لا تُعَدّ لِجرولٍ،
ولا الْمُزَني كعبٍ، ولا لزِيادِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> قلْ لمنْ سادَ ثمّ سادَ أبُوهُ
قلْ لمنْ سادَ ثمّ سادَ أبُوهُ
رقم القصيدة : 25066
-----------------------------------
قلْ لمنْ سادَ ثمّ سادَ أبُوهُ
قَبْلَه ، ثمّ قبْل ذالك جَدّه
وأبو جَدّهِ، فساد إلى أنْ
يتَلاقَى نِزَارُه ومَعَدّهْ
ثمّ آباؤهُ إلى المبْتَدَى من
آدم لا أبٌ وأمّ تعدّهْ
يا ابْنَ بُحبوحَة ِ البطاح، عُبيد ا
لله، غوْثاً من مسْتغيثٍ يَوَدّهْ
فاهتبِلْ عنديَ النصِيحة َ واذْخَرْ
ني لقولٍ أُجيدُهُ وأُجِدّهْ
و اسْتَزِدْني إلى مَكارِمكَ الغُـ
ـرِّ ومجْدٍ إليك خَيّمَ مجْدُهْ
عبْدَرِيٌّ إذا انْتَمى ، أبطحيٌّ
تالدٌ نَسْجُه، عتيقٌ فرِنْدُهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> طابَ الهوَى لِعَميدِهْ
طابَ الهوَى لِعَميدِهْ
رقم القصيدة : 25067
-----------------------------------
طابَ الهوَى لِعَميدِهْ
لوْلا اعتِرَاضُ صُدودِهْ
وقادني حُبّ ريمٍ
مهَفْهَفِ الكشْحِ رُودِهْ
كالبَدْرِ ليلَة َ عشرٍ
وأرْبَعٍ لسعودِهْ
بدَا يُدِلّ علينا،
بمتقْلَتَيْهِ وجيدِه
فاصطادَني لحمامي
تَخْطَارُهُ في بُرُودِهْ
فقمتُ نُصْبَ عدوٍّ
قاسي الفؤاد، كَنُودِهْ
لا أستَطيعُ فِرَاراً
من برقِهِ ورُعودِهْ(29/418)
وعسْكَرُ الحبِّ حَوْلي
بِخَيْلِهِ وجُنودِهْ
فإنْ عدَلْتُ يميناً
خشِيتُ وقْعَ وُعُودِهْ
وإنْ شَمالاً ، فموْتُ ،
لا بدّ لي منْ وُرُودِهْ
وإنْ رجعْتُ ورائي،
خشِيتُ زأرَ اُسودِهْ
ونُصْبَ عيْنيَ طَوْدٌ،
فكيْفَ لي بصُعودِهْ
وتحتَ رجْليَ بحْرٌ
يجْري الهَوى بمُدوده
وفوْقَ رأسي كميٌّ،
مقَنَّعٌ في حَديدِهْ
ليُمْنِ موسَى وجُودِهْ
جِذارَ ماضي حديدِهْ
ولي خُشُوعُ المصلّي
في ديْرِهِ يوم عيدِهْ
كأنّني مسْتَهَامٌ
ضَلَّ الطَّريقَ ببِيدِهْ
لو لاحَ لي منْهُ نهْجٌ ،
ركبْتُ نهْجَ صَعِيدِهْ
فالوَيْلُ لي كيْفَ أنجُو
من حُمرِ موْتٍ وسودِهْ
لا شيءَ إلاّ اشْتِغالي
فَكَمْ شَديدٍ بهِ قَدْ
دفعْتُ خَوْفَ شديدِهْ
لا مَرَّة ً بعْدَ أُخْرى ،
أكِلّ عن تَعْدِيدِهْ
أيّامَ أنْفُ حسودي
دامٍ، وأنْفُ حسودهْ
غَنَّى السّماحُ بموسَى
في هَزْجِهِ ونشيدِهْ
وكيفَ يَهْزجُ إلاّ
بإلْفِهِ وعقِيدِهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لي صاحبٌ أثْقَلُ من أُحْدِ،
لي صاحبٌ أثْقَلُ من أُحْدِ،
رقم القصيدة : 25068
-----------------------------------
لي صاحبٌ أثْقَلُ من أُحْدِ،
قرينُهُ ما عاشَ في جَهِدِ
علامة البغْضِ على وَجهِهِ ،
بيّنَة ٌ مذ حَلّ في المهْدِ
لو دخلَ النّارَ طفَى حرّّها ،
فماتَ من فيها من البرْدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> لا تعُوجا على رُسومِ دِيارِ
لا تعُوجا على رُسومِ دِيارِ
رقم القصيدة : 25069
-----------------------------------
لا تعُوجا على رُسومِ دِيارِ
دارساتٍ بذي النقا أو بُغَيْدا
قد غَنيْنا بهنّ عصراًطويلاً،
وأصَبْنا بهنّ ملْهى ً وصَيْدا
يا ابْنة َ القوْمِ لا تراعي بريْبٍ ،
واسْلمي رَخْصَة َ الأنامل رَوْدَا
لا تخافي عليّ صَرْفَ اللّيالي،
إنّ بَيْني وبيْنَهُنّ عُبيْدا
إنّ بحيني وبينَهُنّ أبا عمْـ
ــرٍو كفاني عزّاً وكهفاً وطَوْد
العصر العباسي >> البحتري >> يا يوم عرج بل وراءك يا غد
يا يوم عرج بل وراءك يا غد(29/419)
رقم القصيدة : 2507
-----------------------------------
يا يَوْمُ عَرّجْ بَلْ وَرَاءَكَ يا غَدُ،
قَدْ أجْمَعُوا بَيْناً، وَأنتَ المَوْعِدُ
ألِفُوا الفِراقَ، كأنّهُ وَطَنٌ لَهُمْ،
لا يَقْرُبُونَ إلَيْهِ. حتى يَبْعَدُوا
في كُلّ يَوْمٍ دِمْنَةٌ مِنْ حيهِمْ
تُقْوِي، وَرَبْعٌ مِنْهُمُ يَتَأبّدُ
أوَ مَا كَفَانَا أنْ بكَيْنا غُرَّباً
حتى شَجَانَا، بالمَنَازِلِ، ثَهْمَدُ
أسْنِدْ صُدُورَ اليَعْمَلاتِ بِوَقْفَةٍ
في المَاثِلاتِ، كأنّهُنّ المَسْنَدُ
دِمَنٌ تَقَاضَاهُنّ أعْلان البِلَى،
هُوجُ الرّياحِ، البادِياتُ، العُوَّدُ
حتى فَنِينَ، وَمَا البَقَاءُ لواقِفٍ،
وَالدّهْرُ، في أطْرَافِهِ، يَتَرَدّدُ
هَلْ مُغرَمٌ يُعطي الهَوَى حَقّ الهوَى
مِنكُمْ، فيَنفَدُ دَمعُهُ، أوْ مُسعِدُ
حُيّيت بَلْ سُقّيتِ مِنْ مَعْهُودَةٍ،
عَهْدي غَدَتْ مَهجُورَةً ما تُعهَدُ
لو كان سامعة لبحت بلوعتي
ولقلت ما فعل الحسان الخرد
وَلَو أنّ غِزْلانَ الكِنَاسِ تُجيبُني،
لَسَألْتُها أينَ الغَزَالُ الأغْيَدُ
لا يبعد أبداً وهل تدنيهم
ياوهب قولك عاشق لا يبعد
وأخٍ أتَاني عَتْبُهُ، وَكَأنّهُ
سَيْفٌ، عليّ مَعَ العَدُوّ، مُجَرَّدُ
تلقى شجاعاً حيث تجتمع العلا
و محمدأ حيث استنار محمد
وَيَحُلُّ مِن دون القُلوبِ إذا غَدَا
مُتَكَرِّماً، وَكَأنّهُ مُتَوَدِّدُ
يوهي صَفاةَ الخَطبِ، وَهوَ مُلَملَمٌ،
وَيَهُدُّ رُكْنَ الخَصْمِ، وَهوَ يَلَندَدُ
سِرٌّ، وَإعْلانٌ تُسَوّى مِنْهُمَا
نَفْسٌ تُضِيءُ، وَهِمّةٌ تَتَوَقّدُ
فكَأنّ مَجلِسَهُ المُحَجَّبَ مَحفِلٌ؛
وَكَأنّ خَلْوَتَهُ الخَفِيّةَ مَشهَدُ
وَتوَاضُعٌ، لَوْلا التّكَرّمُ عاقَهُ
عَنْهُ عُلُوٌّ لَمْ يَنَلْهُ الفَرْقَدُ
وَفُتُوّةٌ جَمَعَ التّقَى أطْرَافَهَا
وَنَدىً أحاطَ بجَانِبَيْهِ السّؤدَدُ
وَشَبيبَةٌ، فيها النُّهَى، فإذا بَدَتْ
لذَوِي التّوَسّمِ، فَهْيَ شَيبٌ أسوَدُ(29/420)
خَضِلُ اليَدَينِ إذا تَفرّقَ في النّدى
جَمَعَ العُلا، فيما يُفيدُ وَيَنْفَدُ
نَشْوَانُ يَطْرَبُ للسّؤالِ، كأنّمَا
غَنّاهُ مَالِكُ طَيِّءٍ، أوْ مَعْبَدُ
جَاءَتْ عِنَايَتُهُ، وَلَمّا أدْعُها،
بِيَدٍ تَلُوحُ، وَنِعمَةٍ ما تُجحَدُ
مَا زَالَ يَجلُو ما دَجَا مِنْ همّتي
بهِمَا، وَيُشعِلُ عَنْهُما ما أُخْمِدُ
عُذْراً أبَا أيّوبَ، إنّ رَوِيّتي
تجني الخَطَاءَ، وَإنّ رَأيي مُحْصَدُ
يا أحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ نَضبَ النّدَى
مِنْ كَفّ كلّ أخي نَدىً، يا أحمَدُ
أشكُو إلَيكَ أنَامِلاً ما تَنْطَوِي
يُبْساً، وأخْلافاً تُقَصّفُهَا اليَدُ
وأنا لَبيدٌ، عِنْدَ آخِرِ دَمْعَةٍ،
يَصِفُ الصبابة والمَكارِمَ أرْبَدُ
النّاسُ حَوْلَكَ رَوْضَةٌ مَا تَرْتَقى،
رَيّا النّبَاتِ، وَمَنْهَلٌ ما يُورَدُ
جِدَةٌ، وَلا جُودٌ، وَطالبُ بُغيَةٍ
في الباخِلينَ، وَبُغْيَةٌ ما تُوجَدُ
تَرَكُوا العُلا، وَهُمُ يرَوْنَ مكانَها،
وَدَعَا اللُّجَينُ قُلُوبَهُمْ، وَالعَسجدُ
وَتَماحَكُوا في البُخْلِ، حتى خِلتُهُ
دِيناً يُدانُ به الإلَهُ، وَيُعْبَدُ
أُرْضِيهِمِ قَوْلاً، وَلا يُرْضُونَني
فِعْلاً، وَتِلْكَ قَضِيّةٌ لا تُقْصَدُ
فأذُمُّ مِنْهُمْ مَا يُذَمُّ، وَرُبّمَا
سامَحتُهُمْ، فَحَمِدتُ ما لا يُحمَدُ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أيا مَنْ كنتُ بالبَصْرَ
أيا مَنْ كنتُ بالبَصْرَ
رقم القصيدة : 25070
-----------------------------------
أيا مَنْ كنتُ بالبَصْرَ
ة ِ أُصْفي لهمُ الودّا
ومَن كانوا مواليّ،
و مَنْ كنْتُ لهمْ عبْدا
و من قد كنْتُ أرعاهُ ،
و إنْ مَلّ ، وإنْ صَدّا
شربْنا ماءَ بَغْدَادٍ ،
فأنْسَانَاكُمُ جِدّا
تبدّلنَا بها حُوراً
لألْحَانِ الغِنَا إدّا
وأبْهَى منكمُ شكْلاً،
وأحْلى منكمُ قَدّا
فلا ترْعُوا لنا عهْداً،
فما نَرْعى لكمْ عهْدا
ولمَّا لم يكنْ بُدّ
وجدْنَا منكمُ بُدّا
و لا تَشْكوا لنا فَقْداً ،
فما نَشكو لكم فقْدا(29/421)
كِلانَا واجِدٌ في النا
سِ مَمّنْ ملّهُ نِدّا
قطعنا حبْلكمْ عمْداً،
كما أعْرَضْتُمُ صَدّا
قطعنا بَردكم بالحـ
ـرِّ حتى قطعَ البرْدَا
كما ينهزمُ القربُ
إذا ما عايَنَ البعْدا
العصر العباسي >> أبو نواس >> ودارٍ تُؤدَّبُ فيها البُزاة ُ،
ودارٍ تُؤدَّبُ فيها البُزاة ُ،
رقم القصيدة : 25071
-----------------------------------
ودارٍ تُؤدَّبُ فيها البُزاة ُ،
و يمتَحَنُ الفَهْدُ والفَهْدَهْ
وصَلْتُ عُرَاهَا إلى بلْدَة ٍ
بهَا نحرَ الذّابِحُ البلْدَهْ
إذا اغْتَامَها قَرِمُ المُعْتَفِينَ
طُروقاً ، غدَا رَاهِمَ المِعْدَهْ
وليٌّ قفَا بعْدَ وَسْمِيّهِ،
فَهمُّكَ منْ كمأة ٍ مَعْدَه
وصيدٌ بأسْفَعَ شاكي السّلاحِ
سريعِ الإغارة ِ، والشَّدّهْ
وَزِينٌ، إذا وَزَنَتْهُ الأكُفّ،
مُنْتَصِبُ الزّوْرِ والقِعْدَهْ
فقلْنا لِسَايِسِهِ: ما تَرى ؟
خفيفُ الخَميصَة ِ واللِّبْدَهْ
يقلّبُ طرْفاً طحورَ الَذى ،
يضيءُ بمُقلَتِهِ خَدّهْ
بذي شبَة ، أعرَفِ الحَوْصلاءِ ،
كأنّكَ ردّيْتهُ بُرْدَهْ
فلمّا اسْتحالَ رأى تِسْعَة ً
رِتاعاً ، وواحدَة ً فَرْدَهْ
فكفْكفَ مُنتصِبَ المنكِبين،
لفرْطِ الشّهامة ِ والنجْدَهْ
فشَكّ المزَمِّرَ، أوْ قَدّهْ
ليفْعَلَ داهية ً إدّهْ
فأنحَى له في صَميمِ القَذالِ،
و ثَنّى لألاّفها الغابراتِ ،
فكمّلَ عشْراً بها العِدّهْ
قِفوا معْشرَ الرّاحلينَ اسمعوا،
أنبّئكُمُ عنْ بَني كِنْدَهْ
وردْنا على هاشمٍ مِصْرَهُ ،
فبارَتْ تجارَتُنا عِنْدَهْ
و ألهاهُ ذو كَفَلٍ ناشيءٌ ،
شديدُ الفَقَارَة ِ والبلدَهْ
سِبَطْرٌ يميدُ ، إذا ما مشَى
ترَى بيْنَ رجْلَيْهِ كالصَّعْدَهْ
يجوبُ به اللّيْلَ ذا بِطنَة ٍ،
شَذَاكَ عليه من الحِدّهْ
رَأيتُكَ عند حُضُورِ الخِوَانِ،
شتديداً على العبْتدِ والعبْدَهْ
وَتحتدّ حَتّى يخافَ الجليسُ
شَذاكظض عليه من الحِدّه
وتختُمُ ذاكَ بفَخْرٍ عليه،
بكِنْدَة َ، فاسلَحْ على كِندهْ(29/422)
فإنّ حُدَيجاً له هِجْرَة ٌ،
و لكنّها زمنَ الرِّدّهْ
و ما كانَ إيمانُكم بالرّسولِ
صوَى قتْلكُمْ صِهْرَهُ بعْدَهْ
تعُدّونَها في مساعيكُمُ ،
كعَدّ الأهِلّة ِ معتَدّهْ
وما كانَ قاتِلُهُ في الرّجالِ
بحَمْلٍ لطُهْرٍ وَ لا رُشْدَهْ
فلَوْ شَهِدَتْهُ قريشُ البطاحِ،
لما محشَتْ نارُكمْ جِلْدَهْ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أتشْتُمُ خيرَ ذي حكَم بن سعدٍ ،
أتشْتُمُ خيرَ ذي حكَم بن سعدٍ ،
رقم القصيدة : 25072
-----------------------------------
أتشْتُمُ خيرَ ذي حكَم بن سعدٍ ،
لقد لاقيْتَ داهِيَة ً نَآدا
سببْتُ ابْنَ الحديجِ ، فسبّ ظلّي ،
لَعمر أبيكَ لا اسْتَوْفى وزادا
و لوْ في غيرِ مصْرَ سببتَ ظلّي
لقلتُ : ابْن الخبيثة ِ كنْ رَمادا
العصر العباسي >> أبو نواس >> يا هاشمُ بنَ حُديْجٍ ليْس فخركمُ
يا هاشمُ بنَ حُديْجٍ ليْس فخركمُ
رقم القصيدة : 25073
-----------------------------------
يا هاشمُ بنَ حُديْجٍ ليْس فخركمُ
بقتْلِ رسولِ اللهِ بالسَّدادِ
أدْرَجتُمُ في إهابِ العَيرِ جُثّتَهُ،
فبِئْسَ ما قدَّمتْ أيديكمُ لغَدِ
إن تقتلوا ابن أبي بكرٍ، فقد قتلتْ
جُحْراً بدارة مَلْحُوبٍ بنو أسدِ
وطرّدوكمْ إلى الأجْبالِ من أجَإٍ،
طرْدَ النّعامِ إذا ما تَاهَ في البلدِ
و قد أصابَ شراحيلاً أبو حَنشٍ ،
يوْمَ الكِلابِ ، فما دافعتمُ بيَدِ
و يومَ قلتُمْ لزيْدٍ ، وهو يقتلكُمْ
قتلَ الكلابِ: لقد أبرَحتَ من ولدِ
و كلّ كنْديّة ٍ قالت نجارتها ،
والدمعُ ينهلّ من مثنى ومن وَحِدِ:
ألْهى امرأَ القيْسِ تشْبيبُ بغانية ٍ
عن ثأرِهِ، وصفاتُ النؤيِ والوَتَدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> كل بني برْمَكٍ كريمٌ،
كل بني برْمَكٍ كريمٌ،
رقم القصيدة : 25074
-----------------------------------
كل بني برْمَكٍ كريمٌ،
أسْتغْفِرُ الله، غيرَ واحِدْ
خُولِفَ في خِلْعَة ٍ، فوافَى
يمزج من صالحٍ بفاسدْ(29/423)
العصر العباسي >> أبو نواس >> إذا أنتَ زوّجْتَ الكريمة َ كُفْوَهَا ،
إذا أنتَ زوّجْتَ الكريمة َ كُفْوَهَا ،
رقم القصيدة : 25075
-----------------------------------
إذا أنتَ زوّجْتَ الكريمة َ كُفْوَهَا ،
فزوّجْ خميساً راحة َ ابنة ِ ساعدِ
تعفُّفُه ما دام في الحبْسِ ثاوياً ،
وما حالَفَتْهُ مصْمتاتُ الحدائدِ
فإنْ جرَتِ الأقدار يوماً بفُرقة ٍ،
تبدّل منها كلَّ عذراءَ ناهِدِ
و قل بالرِّفا ما نلتَ من وصل حرّة ٍ ،
لها ساحَة ٌ حُفّتْ بخَمسِ ولائدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> شَغَلَتْ خداشاً عن مساعي مخلَدِ،
شَغَلَتْ خداشاً عن مساعي مخلَدِ،
رقم القصيدة : 25076
-----------------------------------
شَغَلَتْ خداشاً عن مساعي مخلَدِ،
خَمْرٌ توَقّدُ في صِحافِ العسْجدِ
فَليُصْبحَنّ من الدّراهمِ مُفْلِساً،
وليُمْسِيَنّ منَ النّدى صِفْرَ اليدِ
قد شَرَّدَتْ أموالَهُ فضحاتُهُ،
ومَقَالُه لنديمه، هاتِ انْشدِ
" قُلْ للْملِحَة ِ في الخمارِ الأسوَدِ :
ماذا فعَلْتِ برَاهبٍ مُتَعَبّدِ
قد كان شَمَّرَ للصّلاة ِ إزَارَهُ ،
حتى وقفْتِ لهُ ببابِ المسْجِدِ
و الخمرُ شاغلة ٌ، إذا ما عُوقرَتْ ،
ياابن الزّبيْرِ، عن الندى والسّؤدَدِ
ما يُثْبِتُ الإخوانُ حَلْيَة َ وجهه،
ممّا يغيبُ، فلا يُرَى في مشْهَدِ
هذا، وليس من الْخُمارِ بعارِفٍ
سَمْتَ الطّريقِ إلى مُصَلّى المسجد
العصر العباسي >> أبو نواس >> الحمدُ لله العَلِيّ،
الحمدُ لله العَلِيّ،
رقم القصيدة : 25077
-----------------------------------
الحمدُ لله العَلِيّ،
و مَن له تزْكو المحامِدْ
أيسبّني رجلٌ عليْ
ـه من الخزانة ألْفُ شاهدْ
هذا أبو الهنْديّ فيـ
ـه مَشَابِهٌ من غير واحدْ
ماذا أقولُ لمنْ لهُ
في كلّ عضْوٍ منه والدْ !؟
العصر العباسي >> أبو نواس >> وأخْوَسَ، دلاّجٍ عليّ، ورائحٍ
وأخْوَسَ، دلاّجٍ عليّ، ورائحٍ
رقم القصيدة : 25078
-----------------------------------(29/424)
وأخْوَسَ، دلاّجٍ عليّ، ورائحٍ
رجاءَ نوالٍ؛ لو يُعانُ بجُودِ
وإنّي وإيّاهُ لقِرْنَانِ، نصْطلي
من المَطَلِ ناراً غير ذاتِ خُمودِ
قطَبْتُ له وجْهاً قَطُوباً عن النّدَى ،
و أيْأسْتُه من نائلٍ بوعِيدِ
فإنْ كنْتَ لا عن سوءِ فعْلكَ مقْلعاً،
فدونَكَ فاسْتَظْهرْ بنعْلِ حديدِ
فعندي مَطْلٌ ، لا يُطيرُ غُرابَهُ
مُطيرٌ، ولا يُدعى لهُ بوليدِ
العصر العباسي >> أبو نواس >> أنْعَتُ كلباً أهلُه من كدّهِ
أنْعَتُ كلباً أهلُه من كدّهِ
رقم القصيدة : 25079
-----------------------------------
أنْعَتُ كلباً أهلُه من كدّهِ
قد سعِدَتْ جُدودُهمْ بجَدّهِ
و كلّ خيرٍ عندهم من عندهِ ،
يظلّ مولاه لهُ كعبْدِهِ
يبيتُ أدنى صاحب من مهْدهِ ،
وإنْ عَرِي جلّلَهُ ببُرْدِهِ
ذا غُرّة ٍ / مُحَجَّلاً بزَنْدِهِ ،
تلذّ منهُ العينُ حسْنَ قدّهِ
تأخير شِدقيْه، وطولَ خدّهِ،
تلقى الظباءُ عنّتاً من طرْدهِ
يشرَبُ كأسَ شدّها بشدّه،
يصيدُها عشرينَ في مُرقِّه
يا لكَ من كلبٍ نسيجِ وحْدِهِ
العصر العباسي >> البحتري >> بعض هذا العتاب والتفنيد
بعض هذا العتاب والتفنيد
رقم القصيدة : 2508
-----------------------------------
بَعْضَ هَذا العِتَابِ وَالتّفْنيدِ،
لَيسَ ذَمُّ الوَفَاءِ بالمَحْمُودِ
مَا بَكَيْنَا عَلى زَرُودَ وَلكِنّا
بَكَيْنَا أيّامَنَا في زَرُودِ
وَدُمُوعُ المُحبّ إنْ عَصَتِ العُذّا
لَ كانَتْ طَوْعَ النّوَى وَالصّدود
يالخُضْرٍ يَنُحْنَ في القُضُبِ الخضـ
ـرِ عَلى كُلّ صَاحبٍ مَفْقُودِ
عَاطِلاتٌ بَلْ حَالِيَاتٌ يُرَدِّدْ
نَ الشّجَي في قَلائِدٍ وَعُقُودِ
زِدْنَني صَبْوَةً، وَذَكّرْنَني عَهْـ
ـداً قَديماً مِنْ نَاقِضٍ للعُهُودِ
مَا يُرِيدُ الحَمَامُ، في كلّ وَادٍ،
مِنْ عَميدٍ صَبٍّ بِغَيرِ عَميدِ
كُلّما أُخْمِدَتْ لَهُ نَارُ شَوْقٍ،
هِجْنَهَا بالبُكَاءِ، وَالتّغرِيدِ
يا نَديمَيّ بالسّوَاجيرِ مِنْ وُدّ(29/425)
بنِ مَعْنٍ، وَبُحتُرَ بنِ عَتُودِ
أُطْلُبَا ثَالِثاً سِوَايَ، فإنّي
رَابعُ العِيسِ وَالدّجَى وَالبِيدِ
لَسْتُ بالوَاهِنِ المُقيمِ وَلا القَا
ئِلِ يَوْماً: إنّ الغِنى بالجُدُودِ
وإذا استَصْعَبَتْ مَقَادَةُ أمْرٍ،
سَهّلَتْهَا أيْدي المَهَارِي القُودِ
حَامِلاتٌ وَفْدَ الثّنَاءِ إلى أبـ
ـلَجَ صَبٍّ، إلى ثَنَاءِ الوُفُودِ
عَلِقُوا مِنْ مُحَمّدٍ خَيرَ حَبلٍ
لِرُوَاقِ الخِلافَةِ المَمْدُودِ
لمْ يُخَنْ رَبُّها، وَلمْ يُعمَلِ التّدْ
بيرُ في حَلّ تَاجِهَا المَعْقُودِ
مُصْلِتاً بَينَها وَبَينَ الأعادي،
حَدَّ رأيٍ يَفُلُّ حَدَّ الحَدِيدِ
فَهْيَ مِنْ عَزْمِ رَأيِهِ في جُنُودٍ
قُمنَ مِنْ حَوْلِها مَقَامَ الجُنودِ
كابَدَتْهُ الأُمُور فيها، فَلاقَتْ
قُلّبيَّ التّصْوِيبِ، وَالتّصْعيدِ
صَارِمَ العزْمِ حاضرَ الحَزْمِ سارِي الـ
ـفِكرِ، ثَبتَ المَقامِ، صَلبَ العُودِ
دَقّ فَهماً وَجَلّ عِلماً، فأرْضى
الله فينَا، وَالوَاثقَ بنَ الرّشيدِ
وَجّهَ الحَقَّ بَينَ أخذٍ، وَإعطَا
ءٍ، وَقَصْدٍ في الجَمعِ وَالتّبديدِ
وَاستَوَى النّاسُ، فالقَرِيبُ قَرِيبٌ
عِندَهُ، والبَعيدُ غَيرُ بَعيدِ
لا يَميلُ الهَوَى بِهِ حينَ يُمضِي الأ
مرَ بَينَ المُقِليّ وَالَمودودِ
وَسَوَاءٌ لَدَيهِ أبنَاءُ إبرا
هيم في حُكمِهِ، وأَبنَاءُ هُودِ
مُسترِيحُ الأحشاءِ من كلّ ضِغنٍ،
بارِدُ الصّدْرِ من غَليلِ الحَقُودِ
وَكَأنّ اهتِزَازَهُ، للعَطَايا،
مِنْ قَضِيبِ الأرَاكَةِ الأُملُودِ
وَكَأنّ السّؤالَ يَنشُرُ وَرْدَ الـ
ـرّوْضِ في وَجهِهِ وَوَرْدَ الخُدودِ
يا ابنَ عَبدِ المَليكِ مَلّكَكَ الحَمـ
ـدَ وَقُوفٌ بَينَ النّدى وَالجُودِ
ما فَقَدْنا الاعدامَ، حتى مَدَدْنا
سبباً نَحوَ سَيبِكَ المَمدُودِ
سُؤدَدٌ يُصْطَفَى، وَنَيلٌ يُرَجّى،
وَثَنَاءٌ يَحيَا، وَمالٌ يُودِي
لَتَفَنّنتَ في الكِتابَةِ، حتى
عَطّلَ النّاسُ فَنّ عَبدِ الحَميدِ(29/426)